الدر الفريد وبيت القصيد
محمد بن أيدمر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد [1]
الْكتاب: الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد التصنيف: موسوعة شعرية الْمُؤلف: مُحَمَّد بن أيدمر المستعصمي (الْمُتَوفَّى سنة 710 هـ) الْمُحَقق: الدكتور كَامِل سلمَان الجبوري الناشر: دَار الْكتب العلمية، بيروت عدد الصفحات: 6512 (13 مجلدًا) قِيَاس الصفحات: 17 × 24 سم سنة الطباعة: 1436 هـ - 2015 م بلد الطباعة: لبنان الطبعة: الأولى جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية والفنية مَحْفُوظَة لدار الْكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أَو تَصْوِير أَو تَرْجَمَة أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ أَو تسجيله على أشرطة كاسيت أَو إِدْخَاله على الكمبيوتر أَو برمجته على أسطوانات ضوئية إِلَّا بموافقة الناشر خطيًا.
مقدمة التحقيق
مقدمة التحقيق
الدر الفريد وبيت القصيد
الدر الفريد وبيت القصيد (¬1) الأستاذ الدكتور نوري حمودي القيسي عضو المجمع العلمي العراقي سابقًا الشعر ديوان علم العرب، ومنتهى حكمهم، وإليه يصيرون، فهو علم قوم لم يكن لهم أصح منه، وجدوا فيه حياتهم فعبروا عنها، واستذكروا أيامهم فرجعوا إليه، وضاقت بهم الحياة فسربوا همومها في أبيات وسعت مجالات المعرفة فسجلوا ملاحظاتهم وتجربتهم، ودونوا معارفهم وعلومهم، وحين جاء الإسلام تشاغل العرب عن الشعر بالجهاد، ولما اطمأنوا بالأمصار راجعوا رواية الشعراء، فلم يؤولوا إلى ديوان مدون ولا كتاب مكتوب فحفظوا أقل وذهب عليهم منه كثير، حتى قيل ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافرًا لجاءكم علم وشعر كثير، ومما يدل على ذهاب الشعر وسقوطه قلة ما يبقى بأيدي الرواة المصححين. وبقيت هذه الحالة ملازمة في كل عصر حتى أصبحنا نفقد في كل مرحلة عددًا من دواوين الشعر أو أقدارًا من الشعر الذي تناثرت أجزاؤه، وتبددت أغراضه، وتاهت بعض مقطوعاته، لأنها لم تقع في إطار استشهاد نافع أو استدلال بلاغي أو استذكار قاعدة. وظلت دواوين الشعراء تخضع لأذواق أصحاب الاختيار الذين تميل بهم إلى التقاط ما يجدونه مناسبًا. وجمع ما يوافق أغراضهم في التأليف واقتطاع ما يرونه منسجمًا مع الحالة التي يريدون الوقوف عليها فجاءت اختيارات المفضل وهي على قلتها تدل على المجاميع الكبيرة التي انتقى منها اختياراته وتؤكد تحكم ذوقه الذي ¬
حمله على هذا الاختيار فجاءت موزعة على سبعة وستين شاعرًا، منهم ستة شعراء إسلاميون وأربعة عشر مخضرمون والباقون جاهليون لم يدركوا الإسلام وعلى الرغم من اختلاف عددها الذي وصل إلينا وهو يتراوح بين مائة وست وعشرين قصيدة وما أضيف إليها وهو أربع قصائد وجدت في بعض النسخ فان ثمانين قصيدة منها هي أصل الكتاب ولا بد أن تظل قصائد الشعراء الذين اختيرت لهم هذه القصائد بعيدة عن الاستشهاد، وإذا عمدنا إلى النص الذي رواه صاحب الأمالي بشأن طريقة الاختيار لأدركنا أنها كانت من أشعار المقلين وأنها اختيرت لتأديب الفتيان وأنها تمثل أجود ما عند الشاعر في ذوق المفضل، وقد روعيت فيها خصال الأدب وطبائع الكرم ومآثر الشجاعة ومناقب الآباء وبهذا خسرنا مجاميع من الشعراء لم نظفر فيها إلا بما أورده المفضل وما يقال عن المفضليات يقال عن الأصمعيات والحماسات والنوادر والأمالي والجمهرة والاختيارين ويأتي صاحب منتهى الطلب لينص على ذلك فيقول: ولم أخل بذكر أحد من شعراء الجاهلية والإسلاميين الذين يستشهد بشعرهم إلا من لم أقف على مجموع شعره ولم أره في خزانة وقف ولا غيرها وإنما كتبت لكل واحد ممن ذكرت أفصح ما قال وأجوده حتى لو سبر ذلك على منتقد بعلم عرف صدق ما قلت واخترت هذه القصائد، وقد جاوزت ستين سنة بعد أن كنت قد نشأت ويفعت مبتلى بهذا الفن. وقد أكدت دواوين الشعراء التي صدرت كمية الشعر التي أغنى بها هذا السفر الخالد الشعر العربي وما أضافت تلك القصائد إلى الأغراض الشعرية وما يمكن أن تقدمه إلى دراسة الأدب وتاريخه وما ترفد به حركة النقد وتضيفه إلى الخصائص الفنية. وفي كل مرحلة من هذه المراحل تختزل مجاميع من الشعراء وتفقد أعداد من قصائدهم ليضيع في ثناياها جهد عقلي وحس وجداني وعاطفة إنسانية وتعبير إبداعي تمخض عن معاناة صعبة استخلص من تجربة قاسية. وقد أجود العلماء الأوائل عقولهم في استنباط العلوم وحفلت المكتبة العربية بتلك الجهود التي ظلت موضع عناية ومنار هداية دهرًا طويلًا يستمد منها الباحثون علومهم وينهلون من مواردها العذبة ما يروي ظمأهم ويغني معرفتهم، ولا تزال أنوار تلك العقول تشع على العالم
وتملأ زواياه بما أفاضت به على الحضارات عطاء خيرًا وعلومًا نافعة أنارت دروب البشرية وأنقذتها من مهاوي الضلال وكرمت الإنسان بما أنعم اللَّه عليه من نِعَم الوفاء وفضيلة التسامح وعزة النفس ولما اتصفت به من تواضع وتميزت به من دقة وعرفت به من أمانة. وبقيت بعض هذه الكنوز حبيسة المكتبات ورهينة النسيان الذي طوى أفكارها وأخفى علومها ففقدت الأمة من وسائل المعرفة أكداسًا ضخمة وتوزعت أعدادًا كبيرة من هذه الأسفار في أماكن بعيدة فعانت التآليف من غربة المكان واغتراب الصُّحبة وما أوشك أن يطفئ نورها ويضعف قوتها ويفقدها رونقها الذي ظل زاهيًا على امتداد العصور والأزمان. وإذا كانت هناك أعمال جليلة يضطلع بها الرجال المؤمنون بتراث الأمة فإن معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية يقف على رأس المؤسسات الكبيرة التي تقدم في كل يوم مجموعة من النوادر الفريدة والمصادر التراثية المحمودة وبجهود مديره (الدكتور فؤاد سزكين) والعاملين الذين يواصلون العلم ليل نهار من أجل تصوير تلك المخطوطات في سلسلة عيون التراث ليضعوا بين يدي القارئ تلك الفرائد. . ويمثل كتاب (الدر الفريد وبيت القصيد) لمحمد بن أيدمر واحدًا من تلك الكتب التي نهجت نهجًا جديدًا في التأليف وسلكت مسلكًا في الاختيار إذ قال مؤلفه: لم أجهل قول القائل لا يزال الرجل في أمان من عقله وسلامة في عرضه حتى يقول شعرًا أو يؤلف كتابًا فحينئذ عند الامتحان يكرم الرجل أو يهان وما عدوت أن ألفت فاستهدفت وها أنا أعتذر إلى المطلع فيما جمعته والواقف على ما استحسنته فسطرته، من خلل فيه إن وجده أو زلل لم أقصد تعمده. ثم يقول: ومما لا ريب فيه أن جماعة من الفضلاء وأعيان الكتاب والأدباء سبقوا إلى ترصيع ما وضعوه وتزيين ما ألفوه وجمعوه بلمع من جواهر الأبيات الأفراد المتداولة في التمثيل والاستشهاد إلَّا أنهم لما رأوا مرامها بعيدًا وتحصيلها صعبًا شديدًا أحجموا عن الإيغال في الإكثار من إثبات أبياتها وقصرت عزائمهم عن الانتهاء إلى غاياتها لأنها قليلة جدًا معدودة عدًا ولا تكاد تضاد إلَّا في النادر من ألفاظ الرجال أجاد الأمثال فأما أنا فإنني أنفقت على ابتغائها بضعة من أعوام العمر وأنفذت في
إحصائها ومن جرّائها معظم الصبر، ورجوت بذلك جزيل الأجر وجميل الذكر واستخرت اللَّه جلّ اسمه وألفت هذا الكتاب ووسمته بكتاب "الدر الفريد وبيت القصيد" وأرسلت فيه عشرين ألف بيت فرد قائم في ذاته شرود فذّ محكم محرّر مضبوط منقح محكّك محتو على شروط فصيح اللفظ صحيح المعنى وافر التشبيه جيد الكتابة مستول على أساليب الحسن والجمال مشتمل على أوصاف التمام والكمال منتخب معد لمبتغيه قابل لكل معنى يصاغ فيه وقفيته على حروف المعجم اقتداء بمن سبق من المؤلفين وتقدم في كتب اللغة والأحاديث والطب والتواريخ وهو أن نراعي حروف أول الكلمة من البيت المفرد فنورده في بابه على ترتيب حروف أب ت ث في أوائلها ليسهل طريق الطلب على متناولها ثم نراعي ما يترتب من حروف بعد ذلك حرفًا حرفًا فيقدّم ما هو مقدّم ما أمكن حذرًا من التكرار وليؤمن حتى نأتي على الأبواب الثمانية والعشرين على هذا النسق المبين. لأن البيت قلما يقع إلينا أبدًا إلا عازبًا شرودًا مفردًا ولا بد من إثباته من ضابط يمنع من التكرير فرتبناه على هذا النظام والتقرير سوى ثلاثة أحرف هن من باب الألف أحدها ما أوله الحمد للَّه فإنا نبدأ به في صدور الأبيات ونستفتح به أوائل كتاب الأفراد السائرات وذلك لما وقع الإجماع عليه من تقديم الحمد في النطق وكما ندب إليه. وثانيهما ما أوله اللَّه جلّ جلاله فإنه قد جاء تلوه إذا كان الحمد والشكر كله له وثالثهما ما أوله أستغفر اللَّه فإنا سنورده في آخر الأبواب وسنأتي به خاتمًا لأبيات هذا الكتاب إن شاء اللَّه. وفي خاتمة كل حرف ينتهي منه يقول مثلًا. . . كملت عدة أبيات حرف الخاء المعجمة من فوق نقطة واحدة مائتان وثمانون بيتًا في كراسين وأربع قوائم ووجهة هي هذه. أو تكملت عدة أبيات حرف الحاء المهملة مائتان وستة وستون بيتًا عدا الحاشية وذلك في كراس واحد ووجهة هي هذه والحمد للَّه والصلاة على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه أجمعين. ويمكن اعتبار هذا النوع من التأليف متميزًا في بابه لأن كتب الاختيار الأولى
كانت لها مناهج أوضحتها في صدر تأليفها. . فالمفضل له منهجه والأصمعي سار على طريقته وصاحب الاختيارين سايرهما في الجمع. والحماسة لها أسلوبها الذي أوضحه أبو تمام ومن جاء بعده وتبقى ظاهرة جمع أشعار الشعراء أفرادًا وقبائل نهجًا آخر. أما جمع الأبيات المفردة التي اعتمدت أبياتًا للاستشهاد اللغوي فقد أخذت طريقًا آخر لأنها جاءت لتأكيد قاعدة، وقد امتد هذا التأليف إلى عصور متأخرة أعقبتها شروح تجاوزت أبيات الشواهد إلى بيان سابق الشاهد ولاحقه إن وجد أو إيراد القصيدة التي منها الشاهد وتفسير المفردات والكشف عن معنى الأبيات اعتمادًا على من سبق من العلماء ناقلين عنهم بدقة وأمانة ناسبين الفضل إلى أهله. وقد قدمت هذه الكتب مادة أدبية وبلاغية ونقدية غزيرة وتراجم ثرة فكانت أقرب إلى كتب الموسوعات منها إلى كتب الشواهد وفي شرح شواهد المغني للسيوطي وشرح أبيات مغني اللبيب والخزانة للبغدادي صورة لهذا التوسع في المعرفة والاستيفاء لما قدمته من معلومات لم ترد إلا فيها وقد اعتمدت هذه الكتب على مكتبات ضخمة نادرة قلما توفرت لغيرهم من العلماء. . . وكتاب (الدر الفريد وبيت القصيد) يمثل تقدمًا على تلك الكتب لأن صاحبه اختار الأبيات المختارة والمنقحة التي تحتوي على فصيح اللفظ وصحيح المعنى والمستولي على أساليب الحسن والجمال والمشتمل على أوصاف التمام والكمال. . يقدم المؤلف لكتابه بمقدمة تصل إلى مائة وأربع وثمانين صفحة من الكتاب يتحدث عن البيان وفصاحة لسان العرب والحكم التي بأطراف ألسنتهم معقودة وأشار إلى أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سمع الشعر وأنشد في مسجده واستشهد به، ثم انتقل إلى الحديث عن طبقات الشعراء وتقسيم الشعر إلى أربعة أضرب، ووقف عند أسباب الشعر حتى إذا خلا من واحد منها كان كالحيوان الذي عابه نقص في خلقته وشَانَه فقد شيء من أعضاء صورته أولها فصاحة اللفظ وإبداع المعنى ويستطرد في ذكر النماذج للتدليل على فصاحة اللفظ. أما إبداع المعنى فهو أن يأتي الشاعر بمعنى غريب لم يسبق إليه قد اخترعته فطنته وابتدعته قريحته ثم يذكر أصناف البديع كصدق التشبيه ومشاكلة التجنيس ومباينة التطبيق ووقوع التضمين ونصوع الترصين وصحة التقسيم
وموافقة التوجيه وحلاوة الاستعارة ولطف المخلص ونظافة الحشو والترديد والتصدير وتأكيد الاستثناء وكمال التتميم والإغراق في الغلو وموازاة المقابلة ووقوع الحافر على الحافر وسهولة التسهيم ودلالة التتبيع والوحي والإشارة وتكريرها وبراعة الابتداء وتمكين القوافي والملاءمة بين صدر البيت وعجزه ثم يباشر بشرح الأصناف مستدلًا عليها بنماذج شعرية، وقد حفلت الهوامش بفوائد جليلة وشواهد مضافة وتعليلات غنية وتفسيرات متممة تغني المتن بمنافعها وترفد المصطلحات باستشهادات لشعراء من عصور مختلفة وآراء جديدة حديثة عن هذه المصطلحات وهو يذكر كتبًا وينقل عن علماء ويستشهد بآراء المبرد وصاحب كتاب محك الفهم ومعيار النظم وأبي العيناء والحاتمي والأصمعي وثعلب وقدامة بن جعفر أما أدوات الشاعر فيفرد لها جانبًا من المقدمة لاعتقاده بأن الشاعر لا غنى له عنها ومتى أعوزه شيء منها نقض شعره انحط قدره. وطبقات الشعراء متفاوتة بحسب مراتبهم من الأدوات والآلات. ويعقب عليها بأقسام الأدب ليكون النحو أولها لأنه قوام اللسان وميزان البيان ورونق الإشارة وزينة النطق والعبارة ولغة العرب التي لا يستقيم الشعر إلّا بها فهي مادة الشاعر والعروض ليعرف به موزون الشعر من مخرومه وخارجه من مطبوعه ثم الإكثار من حفظ الأشعار ليكون حجة ويقف عند صحة الانتقاد لأنّها صناعة غير صنعة نظم الشعر وهي أصعب منه فقد قيل إن نقد الشعر أشدّ من قوله وعمله، وقد يستسهله جاهل بعلمه مغرور بمطاوعة طبعه في نظمه. وقد أجمع العلماء البلغاء والفضلاء والأدباء على استصعابه حتى لقد كان الفحول من الشعراء ينظم أحدهم القصيدة في سنة كاملة ويفتخر بذلك ويمُنُّ به على الممدوح فيقول جئتك ببنت حولها وهذه من الحوليّ المنقح وصنعة نقد الشعر غير صنعة نظمه. . . ويأتي على نماذج من انتقد عليه الشعر. . . وفي كل باب من هذه الأبواب يحاول المؤلف اختتامها بعبارات توحي بأنه اختصر مخافة الإطالة والإسهاب ويؤكد أن الشرط في هذه المقدمة الاختصار ويفصل بين المدح والشكر فالمدح وصف الخلال والشكر وصف الفعال ثم يستشهد بنماذج شعرية للمدح والشكر ثم يفصل بين المختلق ثم يذكر الفروق بين الولع والهمز والترجيح بين اللّوم والعتب والفرق بين
الهز والاستزادة والتصارف بين الفصل والاعتذار والحدّ بين التقاضي والإذكار ثم يذكر السرقات والتفاوت بين أنواعها ويعلل ذلك بأن كلام العرب ملتبس بعضه ببعض وآخذ أواخره من أوائله والمبتدع منه والمخترع قليل يقسمها إلى ثلاثة ضروب. ضرب أجمع الأدباء من علماء الشعر ونُقّاد الكلام على استحسانه وتسويغه وتجويزه ومسامحة الشاعر فيه ويفصل في هذا وضرب قد استعملته العرب مجازًا وتوسعًا وعزفت عنه أنفس الشعراء الفضلاء والمفلقين الأدباء فلا يوجد في أشعارهم إلا نادرًا ولا يستحسن منهم الإتيان بمثله. وضرب يستحق معتمده عليه الضرب بل القطع لافتضاحه بشنعة السرق وقبيح الأخذ والإفساد فيه. . . ويعدد فضائل الشعر لأنه أولى ما تحلّى به الكريم وأحلى ما تمثل به العليم يدل على غزارة المروءة ويزيد في الوداد والأخوة والبسطة والقوة وصناعة بارعة من أدوات الفتوة كما قال عبد الملك بن مروان للحجاج بن يوسف في أول مقدمه إلى العراق أجز الشعراء فإنهم يحيُّون مكارم الأخلاق ويحضون على البرّ والسخاء. ويغني المؤلف بعض حواشي الكتاب بفوائد جليلة لغوية وأدبية وتاريخية. فيذكر أخبارًا عن أبي منصور موهوب بن الخضر الجواليقي اللغوي البغدادي عن تسمية الشهر والهلال وأسماء المشهور وتسميتها وإذا استهواه بيت من شعر أورد ذكر القصيدة كاملة كما صنع في قصيدة ابن الفارض (¬1). شربنا على ذكر الحبيب مدامةً ... سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم وفي قصيدة أبي الحسن علي بن محمد التهامي التي يرثي بها ولده (¬2). وينقل أقوال الحكماء إذا وجد فيها توضيحًا لمفردة أو شرحًا لمعنى أو تفصيلًا في ¬
شرح بيت (¬1) وإذا استشهد ببيت هُدْبة بن الخشرم: عسى الكربُ الذي أمسيتُ فيه ... يكونُ وراءهُ فرجٌ قريبُ قال: قال أبو بكر الأنباري: قرأت على أبي لهُدْبة بن الخشرم قالها وهو في سجن وفي هامش آخر يقول شبه عسى بكاد يريد كاد الكرب الذي. . . ويأتي على ذكر القصص والأخبار والأيام ليفسر بعض ما ورد في الأبيات من معاني. ويستطرد في ذكر الأخبار التاريخية. . وإذا جاء على بيت من قصيدة من المفضليات ذكر أخبارًا عن صاحبها ومناسبة ذكر القصيدة ورواية خبرها ثم يذكر القصيدة وهو يقدم لها بقوله: وهي اختيار المفضل (¬2). وإذا ورد بيت لحاتم الطائي ذكر حاشية وقال: قصيدة حاتم إنشاد هشام بن محمد بن السائب الكلبي ذكرها كاملة وفي نهايتها يذكر تمت القصيدة وعدتها سبعة وثلاثون بيتًا (¬3). وحين يذكر بيتًا لعبد اللَّه بن الدمينة يذكر القصيدة وفي آخرها يذكر عدة الأبيات وهي ثلاثة وأربعون بيتًا (¬4). ويكثر المؤلف من الحديث عن الأمثال الواردة مع شروحها وما يذكر من قصص. والكتاب يتكون من ثلاثة أجزاء يضم الجزء الأول القسم الأول والثاني ويقع في أربعين كراسًا، وقد نجز الجزء الأول في غرة ربيع الأول من سنة ثلاث وتسعين وستمائة. . . أما الأجزاء الأخرى فقد تمت بعد ذلك. ¬
إن هذا السفر الخالد يقدم لنا مجموعة شعرية تغني عددًا من الدواوين وتستدرك عليها بما لم يتوفر في المصادر التي اعتمد جامعوها عليها. . . وهي إضافة تترك الباب مفتوحًا أمام المحققين الذين يأخذون أنفسهم بهذا العلم ويرصدون المصادر ليجدوا فيها ما يكمل بعض ما وقفوا عليه. . . واللَّه نسأل الرحمة والمغفرة. * * *
فرادة الدر الفريد
فَرادةُ الدر الفريد (¬1) الأستاذ الدكتور محمد حسين الأعرجي واسم الكتاب كاملًا هو: "الدرّ الفريد، وبيتُ القصيد" وهو من تأليف محمّد بن أيْدَمر. وهو كتابٌ فريدٌ في التمثّل الشعريّ، ولكن لا أستطيع أن أقول: إنّه كتاب مختاراتٍ، على الرغم من أنَّه ضمَّ طائفةً من عيون الشعر العربيّ. وقلتُ: إنّني لا أستطيع أن أصنّفه ضمن كتب المختارات؛ لأنَّ مؤلّفه سلك منهجًا في الاختيار لم يُسبَق إليه. ذلك أنَّه صنّف كتابه على حروف الهجاء، فألزم نفسَه أن يذكر البيت على وفق الحرف الذي يبدأ به، من الألف إلى الياء خاتمًا كتابه بالأبيات التي تبدأ بـ "أستغفر اللَّه. . . " وكأنّه يستغفر لما تقدَّم من ذنبه أن أضاع شيئًا من عمره في تأليف مثل هذا الكتاب، وليس في العبادة. وإذا كانت فكرةُ أبيات الاستشهاد غير جديدة: إذ أنّنا نعرف من قبلِه كتاب "أبيات الاستشهاد" لأحمد بن فارس الذي حقّقه المرحوم الأستاذ الدكتور عبد السلام محمد هارون ضمن ما حقَّق من "نوادر المخطوطات" فإن منهج ابن أيدمر يختلف عن منهج ابن فارس صاحب "المجمل في اللغة" من وجوه مما يجعله منهجًا جديدًا هي: أنَّه كان يهم ابن فارس أن يُدوّن ما رآه في عصره مما يستشهد به الناسُ من شعرٍ، فاكتفى بتدوين رسالةٍ صغيرةٍ ربّما يستعينُ بها محقُقو كتب الأمثال على ما يرد في تلك الكتب من شعرٍ يتمثّل به الناس. ¬
ورسالةُ ابن فارس بهذا المعنى لا تعدو أن تكون فصلًا صغيرًا جدًا من فصول كتب الأمثال من مثل: كتاب "الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة" لحمزة بن الحسن الأصفهاني، و"الأمثال المولّدة" لأبي بكر الخوارزمي، و"جمهرة الأمثال" لأبي هلال العسكري، و"مجمع الأمثال" للميداني، وسواها من الكتب التي تأخّرت عنها. أمَّا كتابُ ابن أيدمر فهو يكاد يكون موسوعةً شعريّة في بابه. مما سأفيض في الحديث عنه. وإذا كان أقصى همُ ابن فارس أن يُثبت البيت كما روي دون أن يهمه تقصّي نسبته، فإنَّ ابن أيدمر على خلاف هذا تُهمّه نسبة البيت فإن ذُكر أنه يُنسب لأكثر من واحد ذكر ذلك، وفصله. ووجهٌ آخر هو أنّ ابن فارس كان يذكر البيت مُفردًا، أمَّا ابن أيدمر فقد كان يهمّه أن يُثبت -حيثما تسنّى له ذلك- أكبر عددٍ من أبيات القصيدة التي ورد فيها البيت المستَشهد به. وبجملة واحدة فإن كتاب "الدر الفريد" لا يشبِه لا "أبيات الاستشهاد" لابن فارس، ولا "أعجاز الأبيات" للمبرِّد. وأجيء الآن إلى الكتاب فأقول: إنّه يقع في خمسة أجزاء ما تزال مخطوطة كتبت بخطِّ المؤِّلف نفسه. وهو خطٌّ نسخيٌّ على درجة عالية من الجمال والضبط، وتستغرق هذه الأجزاء الخمسة أكثر من ألف ورقةٍ قليلًا، أي أكثر من ألفي صفحة. وقد أصدره -كما هو- الأستاذ العلّامة الدكتور فؤاد سزكين سنة: 1988 عن "معهد تاريخ العلوم العربية والإِسلامية في إطار جامعة فرانكفورت" بألمانيا. وعقد المؤلِّف أغلب الجزء الأول من كتابه على مصطلحات البلاغة العربية من حيث هي مصطلحاتٌ جوفاء ميتة كما آلت إليه عند المتأخِّرين من أمثال السكّاكي، والتفتازاني، وعلي بن حمزة العلويّ، وسواهم، وليس كما كانت عند الجاحظ،
وابن المعتز، وعبد القاهر الجرجاني، وسواهم. وإذًا فهذا الجانب البلاغي في الكتاب ليست له قيمةٌ إلَّا بمقدار ما يُمثِّل ما صارت إليه الثقافة النقدية من حال في القرن السابع الهجري. وإذ انتهى من هذا الجانب البلاغيِّ العقيم شرعَ في سرد موسوعته الشعرية التي امتدّت من العصر الجاهليّ حتى القرن السابع الهجري، فكانت طريقتُه أن يسرد أبيات الشعر على الحروف الهجائية معتمدًا بدايات هذه الأبيات، وليس نهاياتها مراعيًا في سرد حرف الهجاء الذي يبدأ فيه ما يليه من حروف كأن يسرد حرف الألف فيبدأ بـ: أأ، أب، أت، أث، أج، . . . ولكنّه خرج عن طريقته هذه في حرف الألف فبدأ بالأبيات التي أولها: "الحمد للَّه"، ثم الأبيات التي تبدأ بـ: "اللَّه"، وكأنَّه لا يريد أن يُقدِّم على اسم الجلالة وما يتّصل به من المعاني الدينية شيئًا آخر. ولم يكن المؤلِّف غافلًا عن هذا، أو مبتدعًا له، وإنّما كان يتّبع ما درج عليه المؤلّفون في عصره، وقبله، وبعدَه من بدئهم -إذا ألّفوا في التراجم مثلًا على حروف الهجاء- بمن اسمُه محمَّد خروجًا على الترتيب الهجائي تيمَّنًا باسم الرسول الأعظم، وإكرامًا له أن يتقدَّم على اسمه اسمٌ آخر لا لشيء؛ إلَّا لأنّه يبدأ بالألف، وقد سار على هذا النهج الحُميدي في "جذوة المقتبس"، والصفدي في "الوافي بالوفيات" وعشراتٌ غيرهما إن لم يكن مئات. وإذًا فقد كنّا ننتظر من المؤلّف أن يبدأ في حرف الألف -على سبيل المثال- بقول الشاعر الذي ذكره هو (¬1) بيتًا ثانيًا من الأبيات التي اختارها: أآخر شيءٍ أنتِ في كلِّ هجعةٍ ... وأوِّلُ شيءٍ أنتِ عندَ هبوبي؟ فلم يفعل إلَّا بعد أن انتهى من الأبيات التي زانها اسمُ الجلالة كما سبق أن ذكرت. ثم تدرج في ذكر الأبيات على حروف المعجم جميعها إلى أن انتهى منها، ¬
فرجع إلى الألف يختم تأليفه بقول القائلين -كما أسلفت- "أستغفر اللَّه. . . ". وعلى أن الكتاب قائمٌ على سرد الأبيات التي تبدأ بهذا الحرف أو ذاك، وهو يكتفي بأن يسرد في المتن عادةً بيتًا واحدًا للشاعر لا أكثر، إلا أن قيمته لا تتأتّى من هذا السرد وحده في المتن، وإنّما من حواشي هذه المتون؛ فقد اعتاد المؤلِّف أن يذكر البيت في المتن ثم يضع إلى جنب قافيته كلمة "حاشية" فيتفنَّنن في رسمها بحيث يُحيلك إلى موضع الحاشية من كتابه وتكون مكتوبة عادة بخطٍّ رقيق، دقيق ليضيف في الحاشية بقيَّة أبيات القصيدة، فإن لم يفعل أضاف إليه أبياتًا؛ فإن لم يعرف كتب في نهاية قافية البيت كلمة: "بعدَه" ليضيف الأبيات التي بعدَه، أو كلمة "قبلَه" ليضيف إليه الأبيات التي قبلَه، وقد يُضيف في أحيانٍ بيتًا واحدًا. ولئلا يلتبس الأمر على القارئ الكريم أجدني مطالبًا أن أضرب له مثلًا على ذلك فأقول: قال المؤلف ابنُ أيْدَمر (¬1): "خُليد مولى العباس بن محمد: أطعتِ الآمريكِ بصرمِ حبلي ... مُرِيهمْ في أحبَّتهمْ بذاك" ثم قال: حاشية، أبيات خليد أولها: أما والراقصات بذات عِرقٍ ... ومن صلَّى بنعمان الأراكِ لقد أضمرتُ حبَّكِ في فؤادي ... وما أضمرتُ من حبٍّ سواكِ أطعت الآمريك: البيت، وبعدَه: فإنْ همْ طاوعوكِ فطاوعيهمْ ... وإن عاصوكِ فاعصيْ من عصاكِ عرضتُ بحاجتي فَنَبَوْتِ عنها ... وما أَنْبُو لحاجتكم كذاكِ" وبهذه الطريقة أورد المؤلِّف في المتن وحدَه ما يقرب من عشرين ألف بيتٍ كانت في طائفةٍ منها من نفائس الشعر العربيِّ. فإذا قدَّرتَ أنَّ ما أورده في حواشيه مُعدَّلُه عشرون بيتًا -هو تقديرٌ اعتباطيٌّ- ¬
استقام لك أن تقول: إنَّ الكتاب احتوى على أربعمائة ألف بيت، وتهيَّأ لك أن تدرك مقدار الثروةِ التي ضمَّها هذا الكتاب. وبهذا كان من شأن قارئ الكتاب أن يستدرك على كثيرٍ من صُنّاع الدواوين ما فاتهم من أشعار أولئك الشعراء الذين صنعوا دواوينهم، من مثل: ديك الجنّ، وأبي عليَّ البصير، وأبي هفّان، وابن أبي طاهر، ويحيى بن عليّ المنجم، وعلي بن محمد الحمّاني، وسابق البربري، وأبي دُلف العجليّ، ومحمد بن بشير الخارجي، ومحمد بن حازم الباهلي، وابن لنكك البصري، وعشرات غيرهم (¬1): على أن قيمة الكتاب لا تتأتّى من هذه الثروة وحدها ففي كتب الاختيارات ابتداءً بحماسة أبي تمام وانتهاءً بجمهرة الجواهريّ ما هو من نفائس الشعر العربى، ومن عيونِه، وإنّما تأتي قيمتُه من أنَّ كلَّ كتب الاختيارات لا تُغني عنه. بل إنّه إذ يعتمد "الحماسة" لأبي تمام يدلك في اعتماده أنّ الذي بين أيدينا منها ليس هو ما تركه أبو تمام تمامًا: فقد كان بين يدي المؤلّف من كتاب أبي تمام شيءٌ أوفى مما هو بين أيدينا اليوم. وإذا شئت أن أضرب لك مثلًا على ذلك أحلتُك تمثيلًا لا حصرًا على ما أورده أبو تمام في "الحماسة": برواية الجواليقي، طبعة وزارة الإعلام العراقية (¬2)، وعلى قول كتابنا (¬3)، لتجد أن الذي نقله مؤلفنا عن "الحماسة" يزيد على ما في المطبوع. قال أبو تمام في حماسته: "وقال آخر: وأَعرضُ عن مطاعمَ قد أراها ... فأترُكُها وفي بطني انطواءُ فلا وأبيك ما في العيشِ خيرٌ ... ولا الدُّنيا إذا ذهبَ الحياءُ ¬
يعيشُ المرءُ -ما استحيا- بخيرٍ ... ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ" فزاد ابنُ أيدمر على ما قال بيتين هما: "إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي ... ولم تَستَحي فافعلْ ما تشاءُ وكُلُّ شديدة نزلت بقَومٍ ... سيأتي بعدَ شدّتِها رخاءُ" ويمكنني أن أحيلك على الصفحة: 31 من "الحماسة" وعلى الصفحة: 342 من الجزء الخامس من كتابنا لتجد أن المطبوع من "الحماسة" قد نسب مقطعة الرثاء الرائية الرائعة التي مطلعها: أقول لنفسي في الخلاء ألومها ... لكِ الويلُ، ما هذا التجلّدُ والصبرُ؟ ! والحقُ أنَّ نسبة الأبيات الرائية إلى يحيى بن زياد ليست بغريبة؛ فقد روى أبو تمام نفسُه على الصفحة: 24 - 241 مُقطعة عينيَّة لا تقل عن أختها الرائية روعةً ليحيى في رثاء أخيه عمرو؛ ورواها أيضًا ابن الأعرابيِّ معاصر أبي تَمام على الصفحة: 53 من كتابه: "مقطعات مراث" له. وليس من همِّي أن أُفاضل بين النِّسبتين، وإنَّما أردتُ أن أنبِّه. وكما نقل عن "الحماسة" نقل عن كتب أخرى لا نعرف منها اليوم شيئًا، ولم تعرفها المصادر التي سبقته من مثل: "شُعلة القابس" لابن دُريد (¬1)، و"الرسالة الباهرة" لأبي عليّ الحاتمي (¬2)، ومن مثل: "زهرة الرياض وأُنس القلوب المراض" للوشّاء (¬3)، و"ديوان الإمام علي بن أبي طالب" برواية محمد بن عمران ¬
المرزباني؛ إذ لم يذكر أحدٌ هذا الديوان في مؤلِّفات المرزباني (¬1) ونقل أيضًا عن كتب قريبة من عهده لا أظنُّ أنّنا نعرف عنها شيئًا من مثل: "تحفة الكبراء في تراجم الشعراء" (¬2) لابن الشعّار الموصلي. وقد يكون نقل عن كتب أخرى لم أتنبَّه إليها أثناء القراءة. وكما كان ينقل من هذه الكتب كان ينقل من خطوط علماء معروفين مشهورين من مثل العالم اللغوي صاحب كتاب "إصلاح المنطق" ابن السكّيت، والمترسِّل الكبير أبي إسحاق الصابي، والخطيب الأجلّ الإمام علي بن أبي طالب، وابن شمس الخلافة صاحب كتاب "الآداب" المطبوع، وكتاب "الشعر" الذي ما يزال مخطوطًا، والمرزباني صاحب "الموشح" و"معجم الشعراء" و"المقتبس"، ونقل عن خطوط غير أولئك العلماء. وتأتي قيمة الكتاب أيضًا من أنَّه عرَّفنا بشعراء ما كنتُ أنا -ولا أزعم أن الآخرين مثلي- لأعرفهم من مثل: شمس الدين الواعظ الكوفي، وخيار بن نجاح، والظفري البغدادي -وهو حمّال أميٌّ- وأبي الجاه البطائحي، وابن الفُريْريجة، والصراف اليزدي، وابن لقمان النسفي، وابن البياضي، ومحمد بن شبل، وهو شاعرٌ بغداديٌّ تلفت شاعريته النظر، والبيذق الشيباني، والكادوشي، واليعقوبي وهو من أحفاد الوزير يعقوب بن داود، والصارم، وناصر بن منصور الغزالي، وسواهم. ¬
ومن فوائد هذا الكتاب أن يروي لك من المعلومات ما هو مختلفٌ عمّا تتداوله المصادر، وسأكتفي بمثلين اثنين منها، أوّلهما ما قاله السيوطي في "بغية الوعاة في طبقات اللغويّين والنحاة" (¬1) عمّن أسماه: "مكي بن ريان بن شبَّة. . . الماكسينيّ الضرير. . . أبو الحرم" إذ هو في كتابنا: "أبو الحزم مكي بن زبّان بن شَبَهٍ الماكسُ الضرير" وشتّان بين من مهنتُه المكسُ (أي: استيفاء الضرائب) وبين من هو من قرية بني تغلب: "ماكسين". وبعيدٌ جدًا -لولا التصحيف- الذي بين "الحرم" و"الحزم". فالمظنون في أبٍ يُكنّي ابنَه، وفي رجلٍ يُكنّي نفسه أن يكون أبا الحزم، لا أبا الحرم؛ لأنَّه إن كُنِّي بأبي الحرم -بفتح الحاء والراء- استكبر المسلمون ذلك واستنكروه؛ لأنَّ الحرم هو الكعبة المشرَّفة، وإن كنّاها بأبي الحُرم -بضمِّ الحاء وفتح الراء- كان أوَّل من يتمنّى في العرب أن تكون ذريته من النساء، وذلك مما لم يقل به أحدٌ من العرب من يوم وأد البنات إلى يومنا هذا. هذا وليس في التكنّي بالحرم مهما قلبتَ من حركات الحاء والراء منها -لولا أشياء غريبة يسيرة- من يرضى أن يتكنّى بها من العرب. وإذ جعل السيوطي وفاته سنة: 603 جعلها صاحبنا سنة: 563. ولا أعرف حتى هذا اليوم الذي أكتب فيه إن كان السيوطيّ قد قال ما قال أم أنَّ المحقِّق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم قد قوَّله. أقول هذا لأنَّ السيوطي نقل عن ابن المستوفي الأربلي في تأريخ أربل (وتسمّى: أربيل اليوم)، وابنُ المستوفي ثقةٌ من الثقات، فهل صحّف؟ هذا وقد حقَّق تأريخه السيد سامي الصفّار، وطبع في بغداد. أما المثل الثاني فهو أنه تكاد تُجمع المصادر على تلقيب أبي بكر الخوارزمي بالطَّبَرْخَزي نحتًا من طبرستان التي تزعم المصادر أنّ أصله منها، ومن خوارزم التي نشأ فيها (¬2)، ونجد في هذا الكتاب أنَّه الطَّبَرْخَزْمي، وليس الطبرخزي، ¬
والطبرخزمي أقرب إلى قواعد النحت في العربية من سواه. على أنّ كلَّ هذه الفوائد لم تعصم المؤلِّف أن يقع في تصحيفات وتحريفات يعجب المرءُ معها أن كيف يقعُ مؤلِّفٌ بمثلِ مكانته فيها؟ حتى لكأنّه يريد أن يُقنع من لا يريد أن يقتنع بأنّ النقص من طبيعة البشر. وإذا كان لا بد من أمثلةٍ فهي من قبيل أن يُسمي أبا دلف العجلي: القاسم بن عدي (¬1)، ويعرف الناس جميعًا أنَّه القاسم بن عيسى، ومن مثل أن يُسمّي المثقب العبدي في 3/ 225، وكرر ذلك في: 4: 225 "المنقب"، ومن مثل أن يتحرف على قلمه العلويّ الحِمّاني في 3: 50 على الجُهني، والحكم بن قنبر في 4/ 285 على الحكيم، ويزيد بن خذاق في 5/ 371، و 386 من الجزء نفسه على: يزيد بن حذاق، وهكذا مما قد يكون فات عليَّ. والكتاب بعد كلِّ هذا ليس كتاب شعر وحده ففيه من الفوائد التأريخية، واللغوية، والعروضية، شيءٌ كثيرٌ، وفيه من أمثال البغداديّين، ولغتهم المولّدة أشياء نافعةٌ طريفة. وقلتُ: إنَّ في الكتاب فوائد تأريخية، وآن لي أن أخصَّ فائدةً من هذه الفوائد بحيث فأقول: دأبَ كثيرٌ من الباحثين على اتّهام الوزير مؤيِّد الدين بن العلقمي بالتواطؤ مع المغول على سقوط بغداد بأيديهم سنة: 656 هـ حتّى أدى ذلك إلى مطارحات دارت على صفحات مجلة "العربي" الكويتية -في أواخر الخمسينيات إذا صدقت الذاكرة- بين العلّامتين الجليلين الراحلين: الدكتور مصطفى جواد، والشيخ محمد رضا الشبيبي، وحتّى ألّف الشيخ محمد الشيخ حسين الساعدي كتابه: "مؤيِّد الدين بن العلقمي". وإذًا فمسألة ابنُ العلقمي مسألةٌ شائكةٌ، وقد تكون أسطورية إلى الدرجة التي يُراد فيها منّا أن نصدِّق بأنّه حلق رأس غلامٍ له وكتب عليه رسالةً، ثم انتظر أن يطول ¬
محمد بن أيدمر
شَعرُ رأسه ليبعث بالغلام إلى هولاكو، فيحلق رأسه ليقرأ الرسالة التي تدل على فجوات بغداد التي يسهل عليه أن يحتلها من خلالها (¬1). ومع كلِّ هذه الأساطير التي يكفي أن يُكذِّبها إن لم يكن يضحك منها شيءٌ واحدٌ هو أنَّه لم يزعم أحدٌ حتّى اليوم أن هولاكو كان يعرف العربية، تجد أنّ كثيرًا من المؤرخين العرب، وأشباههم يقرِّرون خيانة ابن العلقمي على أنّها شيءٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وأقول: إنّه لم يكن يعرف العربية وأترك لك تقدير نوع الحبر العبقري الذي كتب به ابنُ العلقمي رسالته بحيث لم تؤثِّر فيه الموسى التي حلق بها الحلّاق البارع هولاكو، أو أحدُ أعوانه من الحلّاقين الماهرين رأس هذا الغلام المسكين، فاستطاع أن يقرأ الرسالة! ! ! وأترك لك أشياء أخرى من قبيل ما يستوعبه قحف الرأس من رسالة مكتوبة بخطٍّ واضحٍ مقروء، ومن قبيل أمثاله. ومع كلٍّ هذا فالمؤرخون مُصدِّقون بحسِّهم التأريخي أو بحسٍّ آخر أنَّ بغداد سقطت بخيانة ابن العلقمي لخليفته المستعصم باللَّه، ولكنّنا نجد عند صاحبنا ابن أيْدَمر ما يُناقض هذا التصديق. * * * محمَّد بن أيدمر (¬2): هو فلك الدين، أبو نصر، محمد بن سيف الدين أيدمر بن عبد اللَّه المستعصي. الأمير، الكاتب، الأديب من أبناء الأمراء، الأعيان العظماء (¬3). ¬
قال مترجمًا نفسه: "مَوْلدِي بِبَغْدادَ بِالمَحَلَّةِ الَّتِي تُسَمَّى دَرْبَ حَبِيْبٍ في سُخرَةِ صبْيَحَةِ يَوْمِ الجُّمْعَةِ رابِعَةَ شَهْرِ اللَّهِ الأَصَمِّ رَجَبَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَسِتِّمِائَةَ لِتارِيْخِ الهجْرَةِ الشَّرِيْفَةِ، وَبِبَغْدادَ نَشَأَتُ وَأُخْرِجْتُ مِنْها ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْها بَعْدَ سِنِيْنَ. وَوالِدِي أَحَدُ خَواصِّ الإِمَامِ الشَّهِيْدِ أَبي أحمَد عَبْدِ اللَّهِ المُسْتَعْصمِ بِاللَّهِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، وَهُوَ أَبُو مَنْصُوْر أَيْدَمِرَ بنُ سَّكِزَبِرُ كَوَنْجَكَ أَحَدُ أُمَراءِ طَوائِفَ القُبْجاقَ، وَكانُوا ذَوِي ثَراءٍ وَأَنْعامٍ كَتيْرَةٍ وَمُلُوْكًا، لا يَدِيْنُوْنَ بِطاعَةٍ لأَحَدٍ وبلادهم. . . باب الأَبْوابِ الَّذِي صنَعَهُ كِسْرَى حَتَّى ظَهَرَ جَنْكِيْزُ خانُ وَسَباهُمْ لَمّا لَمْ ¬
يَطِيْعُوْهُ فاتَّفَقَ مَجِيْءُ والِدِي مِنْ بِلَادِهِ صِحْبَةَ التُّجَّارِ صَغِيْرًا يَرْضَعُ اللَّبَنَ إِلَى مِصْرَ، وَأَهْدَاهُ عَزِيْزُ مِصرَ إِلَى الإِمَامِ أَبِي جَعْفَر المُسْتَنْصِرِ باللَّهِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ والِدِ المُسْتَعْصِمِ رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِيْنَ" (¬1). وحول وفاة والده يقول: "وَلَمَّا وَصَلَ هُوْلَاكُو خان مَجْمُوعُ التَّتَارُ وَغَيْرهُمْ إِلَى بَغْدادَ اسْتَشْهَدَ والِدِي رَحَمَهُ اللَّهُ بِبزوْغَي في صَبِيْحَةِ يَوْمِ الخَمِيْسِ وَهُوَ عاشِرُ المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمائَةَ هِجْرِيَّةَ بَيْنَ الصَّفْينِ. حَكَى لِي مَنْ شاهَدَهُ أَنَّهُ لَمَّا انْكَسَرَ عَسْكَرُ بَغْدادَ نَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ وَلَمْ يَزَلْ يُقاتِلُهُمْ حَتَّى قُتِلَ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ. ما أَحِسَنَ قَوْلُ أَبِي تَمَّامِ: فَتًى مَاتَ بَيْنَ الضَّرْبِ والطَّعْنِ مِيْتَةً ... تَقُوْمُ مَقامَ النَّصْرِ إِذْ فاتَهُ النَّصْرُ وَقَدْ كَانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلًا فَرَدَّهُ ... إِلَيْهِ الحِفَاظُ المرُّ والخلقُ الوَعْرُ فأَثْبَتَ فِي مُسْتَنْقَعِ المَوْتِ رِجْلَهُ ... وَقَالَ لَهَا مِنْ تَحْتِ أَخْمَصَكِ الحَشْرُ تَرَدَّى ثِيابَ المَوْتِ حُمْرًا فَمَا أتَى ... لَهَا اللَّيْلُ إِلَّا وَهِيَ مِنْ سُنْدِسٍ خُضْرُ" (¬2) وقال عن ولد له أسماه عليًا توفي في بداية صباه: "وُلِدَ في الثُّلْثِ الأَوَّلِ مِنْ أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ صَفَرَ سَنَة ثَلَاثٍ وَسَبْعِيْنَ وسميته الهِلَالِيّةَ وُلَد سَمَّيْتهُ عَلِيًّا وكان في الخَلقِ والخُلقِ كامِلًا مَرْضِيًّا فَعَاشَ حَتَّى بَرَعَ وَحَدَقَ في كِتابَةِ الدُّسْتُوْرِ وَروايَةِ الأَشْعَارِ وَحُسْنِ الأَدَبِ فَلَمَّا بَلَغَتْ سنّهُ اثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَةً وَسِتَّةَ شُهُوْرٍ وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِيْنَ يَوْمًا تَوَفَّى لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ في الثُّلْثِ الأَوَّلِ مِنَ اللَّيْلِ مِثْلِ وَقْتِ وِلَادَتِهِ سَوَاءً فَكَانَ في حَالِ حَياتِهِ لا يُجَرِّبُ قَلَمًا لَمَّا يبْرِيْهِ إِلَّا وَيَكْتُبُ: إِنَّ الزَّمانَ الَّذِي مَا زالَ يُضْحِكُنَا ... أُنسًا بقربكُم قَدْ عَادَ يُبكينَا وَلا أَمكنَ أَنْ يُنْشِدَ بَيْتًا عَلَى سَبِيْلِ التَّرْنِيْمِ إِلَّا أَنْشَدَهُ وَلا بَدَأَ بِكَلَامٍ إِلَّا بِهِ حَتَّى اعْتُبطَ ¬
رضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَدَفْنتهُ في مَقَابِرِ الشُوْنيزِيّةِ إِلَى جانِبِ أُخْوَتهِ رَحَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى" (¬1): ولكي نعرف قيمة شهادة ابن أيدمر ينبغي لنا أن نعرف من هو؛ فقد حان أن نعرفه، وأن نعرف قيمة شهادته، فأقول: هو -كما وردت ترجمتُه في "تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب" (¬2) الذي حقَّقه العلّامة المرحوم الدكتور مصطفى جواد: والذي بُديء بطبعه في دمشق سنة: 1962 - أقول هو كما يقول [كمال الدين، أبو الفضل، عبد الرزاق بن أحمد المعروف بابن] الفوطي [الشيباني المتوفى عام 723 هـ] في كتابه المذكور: "فلك الدين، أبو نصر محمد بن سيف الدين أيدمر بن عبد اللَّه المستعصمي الأمير الكاتب، . . . الأديب. من أبناء الأمراء، الأعيان العظماء، ذكر لي أنَّه ولد ببغداد في رابع رجب سنة تسعٍ وثلاثين وستمائة، ولما ترعرع اشتغل بالخطّ، ثم بالفروسية، وكان من أحسن الناس شكلًا، وألطفهم أخلاقًا، ولمّا أخذت بغداد حصل مع ملك الكرج، واتصل بحضرة السلطان هولاكو، وقرَّبه، وجعله شحنةً على الحكماء الذين يلوذون بحضرته لعمل الكيمياء. ولما تُوفي السلطانُ رجع إلى بغداد، ورُتِّب خازنًا في الديوان، واشتغل في عمل كتاب (الجوهر الفريد وبيت القصيد)، وهو كتابٌ نفيسٌ لم يُؤلف مثله، واهتمَّ في ترتيبه وعمله، ثمَّ ترك العمل، وحلق رأسه، وتزهّد، وخلع القباء ولبس الفرجية، واشتغل بتنقيح كتابه إلى أن تمَّ، ونقله إلى البياض. وكان قد علاه دَيْنٌ فخدم خزانة الوزير بالكتاب، وقضى ديْنَه واستراح خاطرُه، فجاءه ما لم يكن في حسابه، وتُوفِّي في رجب سنة عشرٍ وسبعمائة، وله شعر ¬
حسن، ورسائل وأخبار، ذكرت في التأريخ أكثرها، وكان بيني وبينه معرفةُ وصداقة واتحادٌ منذ سنة خمسين، ولمّا قدمتُ بغداد كنتُ أتردّد إلى خدمتِه، ويُشرّفني أيضًا بحضوره، ورثيته بأبيات أولها: رَبع المعالي أضحى دارس الدِّمن ... والفضل بعدك أمسى ذاوي الغصنِ منها: يا أيُّها الفلك الدوار جرت ولم ... تعدل على فلك الدين الفتى الفطن الفاضل الكامل المحمود سيرته ... العالم العامل المشكور ذي المنن" (¬1) والنصُّ الذي نقلتُه -على طوله- فيه أشياء مُهمةً عن مؤلّفنا منها أنَّه لم يلتحق بخدمة هولاكو على نية الخيانة، ولكن على نية العلم كما التحق بهولاكو الفلكيُّ الكبير الخواجة نصير الدين الطوسي، ولو كان التحق به على نية الخيانة لاستوفى ثمنها منه، ولم يلحقه دَينٌ بعدَ وفاةِ هولاكو. ومنها أنّ الرجل تزهّد بعد مفارقة هولاكو، وزهدُه ينسجم مع شيئين هما أن يُضطر إلى خدمة هولاكو طلبًا للرزق، وكتابُه ينضحُ بالوفاء للخليفة المستعصم، وأن يفقد ولديه الإثنين على غير انتظار (¬2)، ولعلَّ هذا هو الذي أشار إليه صديقه ابنُ الفوطيّ في قوله: "فجاءه ما لم يكن في حسابه". هذا ولم يكن ابنُ أيدمر ليخدم هولاكو بعد استيلائه على بغداد إلَّا على مضضٍ إن لم يكن يُشبه الموت فهو -دونما شكٍّ- من صنفِه، وإلّا فكيف يخدم رجلٌ قاتلَ أبيه؟ يقول المؤلف: "قال كاتبه محمد بن أيدمر عفا اللَّه عنهما: خدمتُ المستعصم رحمه اللَّه، واستُشهد والدي رحمه اللَّه بين الصفَّين بِبَزوغُى وهو الموضعُ الذي قامت ¬
الحربُ فيه، وشهدتُ ذلك اليومَ وهو عاشر المحرم من سنة ستٍّ وخمسين وستمئة هلالية" (¬1). وإذًا فلم يكن مؤلّفنا من أنصار المغول، وإنّما التقى بهولاكو من بابين: الباب الأول منهما هو اهتمام هولاكو بجمع العلماء العراقيين من حوله، والباب الثاني هو ما يمكن أن خطر على ذهن ابن أيدمر وهو يلتقي به من أمر المثل العربيّ القائل: "أضرعتني إليك الحُمّى". ومن هنا كان من شأن شهادة رجلٍ بمثل حاله على حال ابن العلقميّ أن تكون صادقةً مُصدَّقةً، فإذا آمنا بهذا وجدناه يقول: إن الوزير ابن العلقمي كان يُحرِّض المدافعين عن بغداد -والخائن لا يُحرِّض- أن يستميتوا في الدفاع عنها: فقد روى من متن كتابه (¬2) قول الصَّليحي قائم اليمن: "إنَّ العُلى لا يُستطاعُ خطابُها ... حتّى تُطلَّق دونها الأعمارُ" ثم عقَّب على ذلك بقوله كعادته: "حاشية: حكى لي من حضر أنَّه لمّا ركب فتح الدين بن كُرّ رحمه اللَّه في واقعة بغداد حضر بين يدي الوزير مؤيد الدين بن محمَّد العلقمي فقال له مُحرِّضًا: إنَّ العلى لا يُستطاعُ خطابُها (البيت) أمَّا كيف رضي هولاكو عن ابن العلقمي فسلّمه بغداد فيقول ابنُ أيدَمر على الصفحة: 183 من الجزء الخامس "لما أخذ المغول بغداد وقتلوا الخليفة أبا أحمد عبد اللَّه المستعصم باللَّه رحمة اللَّه عليه كان وزيرَه مؤيدُ الدين أبو طالب محمد بن العلقمي، وتوصَّل بحسن تدبيره، وصائب رأيه حتى سلم من القتل هو وأتباعه، فلما رحل المغول من بغداد سُلِّمت الأعمال وبغداد إليه، ثم مات عن قربٍ. واتَّفق أن ولده عز الدين كتب إلى والده الوزير يقول: ما أحسن قول القائل: ¬
شبتُ أنا والتحى حبيبي ... فبِنتُ عنه وبان عنّي واسودَّ ذاك البياضُ منه ... وابيضَّ ذاك السوادُ منّي فكتب إليه والدُه الوزير في الجواب: أحسن منه قولُ الآخر: وأشبَهُ بحالي وحال الخليفة رحمة اللَّه عليه: نَمَّ في خدِّه العذار ولاح الشَّـ ... ـيبُ في مفرقي بغيرِ أوانِ كسدتْ سوقُنا جميعًا على الحُـ ... ـبِّ وولَّى زمانُهُ وزماني" ورجلٌ يحزن مثل هذا الحزن على مخدومه الخليفة المستعصم -حتّى بعد قتله وزوال مُلكه- لا يمكن أن يخونه. ويزيد من قيمة شهادة صاحبنا أنَّه نشأ في حجر إقبال الشرابي كما يقول هو في 5/ 499، ممَّا يجعله عليمًا بما يدور في قصر الخلافة، وممّا يُبعدهُ أن يشعر بشيءٍ لابن العلقميِّ في عنقه يقتضيه أن يُجامله. فإذا علمنا أنَّه ألّف الكتاب بعد وفاته أدركنا قيمة شهادته. ولستُ من المدافعين عن ابن العلقمي، وإنّما أريد من كلِّ ما ذكرتُ أن أنبِّه المؤرخين العرب، وأشباههم من المتطفلين على التأريخ والتأرخة أن يتنبَّهوا إلى هذا الكتاب المعاصر له. صحيحٌ أن ابن شاكر الكتبي ألف جزءًا من كتابه "عيون التواريخ" عن سقوط بغداد حقَّقه الراحل الكبير الدكتور فيصل السامر، وشريكة له، ولكن صحيحٌ أيضًا أن ابن شاكر قد توفِّي سنة: 764، أي بعد مُضي ما هو أكثر من قرن على سقوطها. وعتبٌ يسيرٌ على العلّامة الجليل الدكتور فؤاد سزكين مدير "معهد تاريخ العلوم العربية والإِسلامية في إطار جامعة فرانكفورت" أن لم يتنبَّه لا إلى مثل هذه الأشياء فحسب، وإنمّا لم يتنبَّه حتّى إلى ترجمة المؤلّف لولا أن نبَّهه زميلُه الدكتور رودلف زلهايم.
ثقافته وأدبه
ولهذا العتب أوجهٌ كثيرةٌ منها أنَّه كان على سزكين، وقد دلَّه زلهايم على موضع ترجمته، أن يستقريء -كما هي أصول البحث العلمي- "الدر الفريد" استقراءً مُتمعِّنًا فيزيد على الترجمة ما ذكره المؤلف نفسه عن حياته. ولو كان فعل لكان عرف أنه -على سبيل المثال- من تلاميذ الصغاني صاحب معجم "العباب" الذي حقّقه الشيخ محمد حسن آل ياسين، ولعرف أنَّه من أصدقاء ياقوت الحموي، وشمس الدين الكوفي، وسواهم. ولعرف أنَّه فقد ولديْه وقد بلغا مبلغ الرجال، وأنّه تربّى -كما سلف- في كنف إقبال الشرابي وهكذا. ويبقى من همي أن أُنبِّه إلى ضرورة تحقيق هذا الكتاب الجليل؛ لأنّه من دون أدنى شكٍّ يضيفُ إلى ثقافتنا الشعرية أشياء ثمينة، ولأنّ العلامة سزكين لم يطبع منه إلا مئتي نسخة خطية جمعها من مكتبات تركيا وإيران، فكان من حُسن حظي أن اقتنيتُ واحدة منها على الرغم من غلاء ثمنها غلاءً لا يكاد يحتمله من هو مثلي. هذا ولو كنتُ إلى جوار مكتبتي التي تركتها في العراق بحيث أستطيع أن أخرِّج أقواله من مصادرها لما تركتُ أحدًا يسبقني إلى تحقيقه، وتعميم فائدته، ولكن: ما كلُّ ما يتمنَى المرءُ يدركُه ... تجري الرياحُ بما لا تشتهي السُّفنُ بوزنان - بولندة في: 20/ 5/ 2001 ثقافته وأدبه: صحب جماعة من علماء زمانه، وقد أشار بين ثنايا كتابه إلى ذلك، فهو يقول عن الشيخ العلامة الحسن بن محمد بن الحسن الصغاني رحمه اللَّه: "أدركت زمانه، ورويت عنه، وكان فريد عصره، وأوحد وقته، من كبار العلماء، ونبلاء الفضلاء، بحر زاخر، ونور ساطع باهر" 3/ 195 - خ. شاعريته وشعره: بين ثنايا أجزاء هذا السفر أبيات ومقطوعات شعرية نسبها المؤلف إلى نفسه،
الأشعار
تمكنت من تتبعها واستخراجها، وهناك أبيات ومقطوعات أوردها المؤلف دون عزوها إلى صاحبها، ولست أدري هل هي له أم لغيره؟ وقد أشرت إلى موقعها في الكتاب المخطوط: الأشعار: - 1 - كَاتِبُهُ (عفا اللَّه عنه): [من الكامل] جُودٌ بِلا جِدَةٍ وَنفسٌ هَمُّهَا ... فَوقَ السِّماكِ وَحَظُّها تَحتَ الثَرَى (3/ 207) - 2 - كَاتِبُهُ (عفا اللَّه عنه): [من الطويل] عَرَفتُ سَجايا الدَّهرِ لَمَّا صَحِبْتُهُ ... وَمَن يَصحَبِ الأَيّامَ يَقنِ التَّجارِبا (4/ 74) - 3 - كَاتِبُهُ (عفا اللَّه عنه): [من الوافر] فَخيرُ القَولِ ما يتلُوهُ صِدقٌ ... وَشَرُّ القَولِ ما يتلُو الكِذابا (4/ 184) - 4 - قَالَ كَاتِبُهُ (عفا اللَّه عنه): صَاحِبُ المَالِ في القُلُوْبِ مَهِيْبٌ ... حَسَنُ السَّمْتِ مِنْ ذَوِي الأَلْبابِ
وَأَخُو الفَقْرِ لَوْ أَتَى بِصُنُوْفِ العِلـ ... ـم طُرًّا مُسَفَّهٌ في الخِطَابِ ما يَفِيْدُ الفَتَى إِلّا إِذَا كَانَ فَـ ... ـقيْرًا بَراعَةٌ في الكِتَابِ إِنَّمَا الشأن في. . . ... في كثْرَةِ المأثراتِ والآدابِ كُلَّما كانَ ذا. . . . ... . . . . . . . . . . . . . (2/ 361) - 5 - كَاتِبُهُ (عَفا اللَّهُ عَنهُ): [من الخفيف] ثِق بِمَن يَغفِرُ الذُنوبَ جَميعًا ... وَيُجيبُ الدُعاءَ في كُلِّ كَربِ (3/ 183) ثِقَتِي خَالقِي إلهي وَرَبّي ... وَمُعيني وَناصري وَهُوَ حَسبِي (3/ 183) - 6 - كَاتِبُهُ (عفا اللَّه عنه): [من الطويل] ثِقُوا واطمَئِنُّوا واستَريحُوا إِلى الوَفَا ... فَإِنّي عَلَى ما تَعهَدُونَ منَ الحُبِّ وَأَنْتُمْ عَلَى بُعْدِ المَسَافَةِ حُضَّر ... خَيالكُمُ عِنْدِي وَعِنْدَكُمُ قَلْبِي (3/ 183) - 7 - كَاتِبُهُ (عفا اللَّه عنه): [من الوافر] قَصَدْتُكَ لا أُعَوِّلُ فِي رَجائِي ... عَلَى أَجْرٍ سِواكَ وَأَنْتَ حَسْبِي تَرْوِي غُلَّتِي وترمّ حالِي ... وَتُؤْمِنُ رَوْعَتِي وتزيلُ كَرْبِي (4/ 324)
- 8 - كَاتِبُهُ (عفا اللَّه عنه): وإِنّ امرءًا يَرجُو مِنَ الكَلْبِ لُقْمَةً ... وَهَيْهات ما يَرْجُو أَخَسّ من الكَلْب (5/ 253) - 9 - كَاتِبُهُ (عفا اللَّه عنه): مالٌ يُخلِّفُهُ للِضدِّ صَاحِبُهُ ... خَيرٌ لَهُ مِنْ سُؤالِ النَّاسِ والطَلَبِ (5/ 81) - 10 - كَاتِبُهُ (عفا اللَّه عنه): [من الخفيف] يا صَدَيْقِي وَصاحِبِي وَنَسِيْبِي ... لِمْ تَمَنَّيتَ لِي الرَّدَى بالمَغِيْبِ خُنْتَنِي إِذْ تَبَدَّلْتَ بِي وَضَيَّعـ ... ـتَ مِثْلِي وَتَلَقَّيْتَنِي بِوَجْهٍ قَطُوْبِ مَا ظَنَنْتُ الصَّدِيْقَ يَفْعَلُ هَذَا ... بِمُحِبٍّ صَدِيْقُهُ كَالحَبِيْبِ كُنْتُ ألْحَا الوُشَاةَ وَأسْتَـ ... ـبْعِدُ هَذا وَكَيْفَ لِي بِالمُرِيْبِ فَبعَيني رَأَيتُ مَا كُنتُ منهُ ... في شُكُوكِ التَّصدِيقِ والتكذيبِ لا وَعِزِّ الوَفاءِ لَا غَرَّنِي بَعْـ ... ـدَكَ وُدٌّ مِنْ صَاحِبٍ أَوْ نَسِيْبِ (4/ 168) -11 - كَاتبهُما (عفا اللَّه عنه): [من السريع] أيُّ يَدٍ عندي لمن زارَني ... تفَضُلًا مِنهُ وَلَم آتِهِ
وَكيفَ أقضِي حَقّ مَنْ خَصَّني ... مُبتَدئًا بالودّ من ذاتِهِ (3/ 56) -12 - كاتبه (عفا اللَّه عنه): رُبَّ يَومٍ ما بَعدَهُ مِن مَساءٍ ... وَمَساءٍ ما بَعدَهُ مِن صَباحِ (3/ 313) -13 - كاتبه (عفا اللَّه عنه): [من الطويل] شَهِدْتُ بأَنَّ اللَّه لا شَيءَ غَيرُهُ ... وَأَنَّ رَسوُل اللَّهِ حَقًّا مُحَمَّدُ عَلَيْهِ سَلَامُ اللَّهِ في كُلِّ شَارِقِ ... وَكُلِّ صَبَاحِ لِلْوَرَى يَتَجَدَّدُ (4/ 15) -14 - كَاتِبه أيْضًا (عفا اللَّه عنه): ألا يا قَلْبُ ما هَذا الصُّدُوْدُ ... وَمَا هَذَا التَّلَدُّدُ والشُّرُوْدُ تُصَابُ وَلا تَلِيْنُ فَلَيْتَ شِعْرِي ... قَسَوْتَ أَأَنْتَ صَخْرٌ أَمْ حَدِيْدُ وَكَيْفَ الصَّبْرُ مِنْكَ عَلَى أُمُوْرٍ ... تَكَادُ الرّاسِيَاتُ لَهَا تَمِيْدُ مَضَى الأَحْبَابُ وانْقَرَضُوا وَبانُوا ... وَضَمَّهُمُ الصفائِحُ والصَّعِيْدُ وَضاعَ العُمْرُ فالمَاضِي تَوَلَّى ... وَباقِيْهِ فَمَأْمُوْلٌ بَعِيْدُ وَلَمْ تَظْفَرْ يَداكَ إِذًا بَشَيْءٍ ... سِوَى مَا أَنْتَ فِيْهِ يَا سَعِيْدُ وَجَاءَ الشَّيْبُ يُنْذِرُ بِالمَنَايَا ... وَهَذَا كُلُّهُ صَعْبٌ شَدِيْدُ وَمَا جَزَعٌ بِمُغْنٍ عَنْكَ شَيْئًا ... إِذَا مَا مَاتَ مَيْتٌ هَلْ يَعُوْدُ
تَصَبَّرْ إِنَّ هَذَا المَوْتَ حَتْمٌ ... فَمَا يُرْجَى البَقاءُ وَلَا الخُلُوْدُ أَمَا قَدْ آنَ لِلْقَلْبِ المُعَنَّى ... خُشُوْعٌ أَوْ نُزُوْع أَوْ وُرُوْدُ وَإِصْغَاءٌ إِلَى الدَّاعِي بِوَعْظٍ ... بَلِيْغٍ تَقْشَعرُّ لَهُ الجُّلُوْدُ قال كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: مَا كُنْتُ سَمِعْتُ بِقَوْل مُحَمَّد بن عِيْسَى بن طَلْحَةَ بن عَبْدِ اللَّهِ حَيْثُ يَقُوْل: وَما جَزْعٍ بِمُغْنٍ عَنْكَ شَيْئًا ... وَلَا مَا فَاتَ ترْجِعُهُ الهُمُوْمُ فَعَلِمْتُ أَنْ الخَواطِرَ تَتَقَارَبُ فِي اسْتِعْمالِ الأَلْفَاظِ والمَعَانِي مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ بَلْ يَقَعُ الحَافِرُ عَلَى الحَافِرِ إِتْقانًا. (5/ 112، 324) -15 - وله: [من الخفيف] ثَرْوَةُ البَاخِلِينَ عَارٌ عَلَيْهِمْ ... وَبِفَقْرِ الأَجْوادِ فَخْرُ الجَوادِ (3/ 182) -16 - كَاتِبُهُ مُحَمَّدُ بن أَيدَمِرَ: [من الكامل] إِنَّ المَشِيْبَ لَزِيْنَةٌ وَلَهَيْبَةٌ ... وَجَلالَة وَسَكِيْنَة وَوَقارُ فِيْهِ كَمَالُ العَقْلِ إِنْ عَقَلَ الفَتَى ... وَتَجارِبٌ أَثْمانُها الأَعْمَارُ فَاسْتَدْرِكِ المَاضِي مِنَ العُمْرِ الَّذِي ... قَدْ كَانَ فِيْهِ الإِثْمُ والأَوْزارُ وانْهَضْ إِلَى الخَيْراتِ وابْتَدِرِ التُّقَى ... إِنَّ الزَّمَانَ بِأَهْلِهِ غَدّارُ هَذَا المَشِيْبُ وَبَعْدَهُ المَوْتُ الَّذِي ... عُقْباهُ إِمَّا جَنَّةٌ أَوْ نَارُ (2/ 345)
-17 - كاتبهُ (عفا اللَّه عنه): هَابَكَ أَبطَالُ الرَّجالِ خُشّعًا ... وَذلَّ من صولَتكَ الجَبابِرُ (5/ 355) -18 - كاتبهُ (عفا اللَّه عنه): يَمْشِي الكَّريْمَ عَلَى أرْضٍ معُطَلَّةٍ ... فَتُصْبحُ الأَرْضُ فِيْها الماءُ والخَضِرُ مثل الربيع إذا ما حل في بلد ... كساه أخضر قد حلّى به الزهرُ إن البخيل وهذا عندهم مثل ... لو بال في شوكة خضراء تستعرُ كأنه شجر يأتيه قاصدهُ ... لِيستظلَّ فلا ظلُّ ولا ثمرُ (5/ 524) -19 - كَاتِبُه: [من البسيط] أَشْكَو إِلَيْكَ وَلا أَشْكو إِلَى أَحَدٍ ... مَا حَلَّ بِي مِنْ أُمُوْرٍ لَسْتُ أَذْكرُها (2/ 140) -20 - كاتبهُ (عفا اللَّه عنه): يَروقُكَ مِن بَنِي الدُنيا جُسومٌ ... وتَقبحُ حِينَ تَقتُلُها اختِبَارا وَتَحِسبُ أنَّ وُدَّهُمُ صَحيحٌ ... وَنَارُ البغضِ تَستَعرُ استِعارا (5/ 487)
-21 - كَاتِبُهُ: [من الطويل] إِذَا مَا شَكَوْتُ الحُبَّ لَمْ أَرَ مُسْعِدًا ... فَأَوْلى مِنَ الشَّكْوَى سُكُوتِي معَ الصَّبْرِ (2/ 72) -22 - وله: [من السريع] الحمدُ للَّهِ وشكرًا لَهُ ... هَذا أَوانُ الحمدِ والشُّكْرِ كَمْ فَرَّجَ الرحمنُ مِنْ كربةٍ ... وفَكَّ فك العُسْرِ بِاليُسْرِ (1/ 189) -23 - وله: [من السريع] الحمدُ للَّهِ وَشكرًا لَهُ ... واللَّهُ أهلُ الحَمدِ والشُكرِ ألطافُهُ مَخفيّة دائمًا ... كامِنَةٌ في العُسْرِ واليُسْرِ (1/ 188) -24 - كاتبه: [من الوافر] أَراكَ وَإِنْ نَأَيْتَ بِعَيْنِ قَلْبِي ... كَأَنَّكَ حاضِرٌ وَسْطَ الضَّمِيْر وَأَسْأَلُ عَنْ إِيابِكَ كُلّ يَوْمٍ ... وَمَنْ لِي أَنْ أُبَشَّرَ بِالبَشِيْرِ (2/ 101)
-25 - وله: تَخَيَّرْتُ مِنْ نَوع العُلُوْمِ لَطِيْفَهُ ... وَيُعْرَفُ مِقْدارُ الفَتَى بِاخْتِيارِهِ وَأَهْدَيْتُ ما يَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ ذِكْرهُ ... وَكُلُّ امْرِئٍ يُهْدِي بِحَسْبِ اقْتِدارِهِ (1/ 176) -26 - وله: [من الكامل] اللَّهُ أكبرُ قد بلغتُ بساعةٍ ... ما ليسَ يبلغهُ أمرؤٌ في دَهرِهِ ما دار في خلدي الذي قد نلتهُ ... أبدًا ولا نطق اللسان (بِذِكْرِه) هذا عطاء لا يُقامُ بحمده ... حقّ القيام ولا يُقامُ (بشكره) لكنما وُسْعُ المقلِّ بحمده ... في حمدِه والشكر (في شكره) فليشكرنَّكَ في الحياة فإن يمت ... فلتشكرنّك أعظم ( ... ) (1/ 190) -27 - قال كاتبه (عفا اللَّه عنه) متبعًا لقول ابن جهوة (¬1): سَأبْكِي عَلَى نَفْسِي بِعَيْنٍ قَرِيْحَةٍ ... عَسَى عاذِرٌ لِي إِنْ بَكِيْتُ عَلَى نَفْسِي سَلَامٌ عَلَى الدُّنْيا سَلامُ مُوَدِّع ... يَمُرُّ عَدُوًّا أو رَواحًا إلَى رَمْسِ (3/ 271) ¬
-28 - كَاتِبهُ عَفا اللَّهُ عنهُ: [من الخفيف] ضاعَ واللَّهِ في الشَبيبَةِ عُمرِي ... وَكَذا الشَيبُ إن غَفلتُ يَضِيعُ إِنَّ ما قَدْ بَقِي عَزِيْزٌ فَبَادِرْ ... واغْتَنِمْ وَقْتَهُ بِما تَسْتَطِيْعُ (4/ 37) -29 - كَاتبهُ (عفا اللَّه عنه): ما لِي أرَى حادِثَاتِ الدَّهْرِ قَدْ جَمَعَتْ ... عَلَيَّ عِبْئَيِن سُوءَ الكَيْلِ والحشَفا ألِي تُرَوِّعُ قَدْ جَاءَتْ بِمُعْظَمِها ... كَمْ حادِثٍ جَلَّ لَمَّا حَلَّ وانْصَرَفا كَأنَّنِي ما حَلَبْتُ الدَّهْرَ أشْطُرَهُ ... وَلا وَقَفْتُ عَلَى آثارِ مَنْ سَلَفا عِنْدِي لِرَيْبِ زَمانِي خَمْسَةٌ عَجَبٌ ... فَلا أخَافُ إِذا ما حَافَ أو جَنَفا حَزمٌ وَعَزمٌ وَصَبرٌ ثُمَّ تَجرِبَةٌ ... وَهِمَّةٌ تَعشَقُ العَليَاءَ والشَرَفَا حَاشَايَ أشْكُو إلَى خَلْقٍ فَأُشْمِتُهُ ... ما في الأنَامِ صَدِيْقٌ إنْ وَفَيْتَ وَفَى خُلقُ الصَّدِيْقِ لِخُلْقِ الدَّهْرِ مُتَّبعٌ ... إِذا صَفا لَكَ صَافَى أَو جَفَاكَ جَفَا هَلْ هَذِهِ الدَّارُ إلَّا مِثْلُ ما وُصِفَتْ ... هَشِيْمُ نَبْتٍ ذَرَاهُ عَاصِفٌ عَصَفا أو كَالغَمامِ يُرَجِّي النَّاسُ رِيقهُ ... لَمَّا تَمَكَّنَ أَجْلا الغَيْمُ وانْكَشَفا حَسْبُ الفَتَى ذكرُهُ للمَوتِ مَوْعِظَة ... إِذا أرَادَ اعْتِبارًا حَسْبُهُ وَكَفَى (3/ 221) -30 - قِيلَ: لَمَّا أَرَادَ إِبْراهِيْمُ بنُ المُدَبِّرِ الإصْعَادَ إِلَى بَغْدادَ وَقَفَ بِهِ بَعْضُ عُقَلَاءِ المَجانِينِ فَقالَ لَهُ: أَيُّها الرَّئِيْسُ قَدْ حَضَرَني شَيْءٌ مِنَ الشِّعْرِ. فَقالَ: هاتِ. فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ:
يَا أَبَا إِسْحَاقَ سِرْ في دَعَةٍ ... وَأمْضِ مَحْمُوْدًا فَمَا مِنْكَ خَلَفْ لَيْتَ شِعْرِي أَيُّ أَرْضٍ أَجْدَبَتْ ... فأُغِيثَتْ بِكَ من بَعْدِ العَجَفْ نَظَرَ الرَّحمَنُ بالوُدِّ لَها ... وَحَرَمْناكَ بِذَنْبٍ قَدْ سَلَفْ فَقال إبراهيمُ يا غُلامُ ما مَعَك: فقال خَمسَمائةِ دينارٍ. قال: ادفَعْها إليهِ فَفَعَلَ. قال كاتبه (عفا اللَّه عنه): كتبت بهذه الأبيات في سنة ست وسبع مائة إلى مولانا الإمام العالم الكامل المحقق نور الحق والملة والدين عبد الرحمن الحكيم أدام اللَّه سعادته وتوفيقه لما توجه من بغداد إلى تبريز وغيرت بعض لفظها وأجزتها بأربعة أبيات في آخرها فقلت: يا فريد العصر في دعة. البيت وبعده البيتان وبعدهما: نَسْأَلُ اللَّه وَنَرجُو عَطْفَهُ ... فَهُوَ بِالخَيْرِ إِذَا شَاءَ عَطَف رَدَّكَ اللَّهُ عَلَيْنا سالِمًا ... غانِمًا بِالنُّجْحِ أَنْواعَ اللّطَفْ تُوْسِعُ الخَلْقَ جَمِيْلًا شامِلًا ... وَتُوافِيْهِمْ بِأَصْنَافِ التُّحَفْ مِثْل عَادَاتِكَ فِيْهِم هَكَذا ... دَأبُ أَرْبابِ المَعَالِي والشَّرَفْ (5/ 14) -31 - لِكَاتِبِهِ (عفا اللَّه عنه): إِنْ كُنْتُ قَدْ قَصَّرْتُ عَنْ واجِبٍ ... أَو عاقَنِي عَنْ قَصْدِكُمْ عَاِئقُ . . . . . . . . . . . . . . . ... يقومُ عذْرِي عِنْدَكُمْ واثِقُ (2/ 320) - 32 - لِكاتِبِهِ (عفا اللَّه عنه): يَقُوْلُوْنَ لا تَحْزَنْ وَقَدْ أَحْرَقَ النَّوَى ... فُؤَادِي وَلَكِنْ ما يُفِيْدُ التَّحَرُّقُ
إِذَا كَانَ حُزْنُ المَرْءِ لَيْسَ بِنافِعٍ ... عَلَى حالَةٍ فالصَّبْرُ أَوْلَى وَأَوْفَقُ (2/ 27، 5/ 517) - 33 - كَاتبُه (عفا اللَّه عنه): يُعاتَبُ المَرُءُ فيُما جَاءَ مُعْتمِدًا ... وَلا يُعاتَبُ إِنْ أخطَأ وَإِن زَهَقا (5/ 503) -34 - كَاتبُهُ (عفا اللَّه عنه): [من الطويل] صَحَوتُ وَلَم أَسْلُ الحَبيْبَ وَإِنَّما ... أُوَدّعُ أَحبابْي وَداعَ المُفارِقِ وَأيُّ بَقاءٍ يُرْتَجَى أوْ مَسَرَّةٍ ... يَنالُ الفَتَى مِنْ بَعْدِ شَيْبِ المَفارِقِ (4/ 26) -35 - كَاتِبُه (عفا اللَّه عنه): [من السريع] قَدْ شَابَ مُذْ فَارَقْتكُمْ مَفْرقِي ... وابْيَضَّ فُوْدِي فَمَتَى نَلْتَقِي مَضَى زَمَانِي بالمُنَى والرَّجَا ... وَمَا حَظَى بالوَصْلِ قَلَبي الشَّقِي فَلَيْتَنِي إِذْ لَمْ أَكُنْ دَانِيًا ... مِنْ قُرْبِكِ المَأْمُوْلِ لَمْ أُخْلَقِ أَكْثَرُ عُمْرِي قَدْ مَضَى بِالجَفَا ... فَاسْمَحْ بِوَصْلٍ مِنْك فِيْما بَقِي واللَّهِ لَوْ أُعْطِيْتُ مُلْكَ الوَرَى ... مِنْ مَغْرِب الشَّمْسِ إلى المَشرقِ بِسَاعَةٍ مِنْكَ لَمَا اخْتَرتهُ ... فَارحَم وَصِلْ وَاستَوْصِ بِي وارْفقِ (2/ 197)
-36 - كَاتِبُه (عفا اللَّه عنه): مَضَى زَمانِي بالمُنى والرَّجا ... وَما حَظِي بالوَصلِ قَلبِي الشَقِي قَدْ كُتِبَ بِبابِ: (مَضى شَبابِي وَمَضى رَوْنَقي) مَضَى شَبابِي وَمَضى رَوْنَقِي ... وابْيَضَّ نُوْرُ الشَّيْبِ فِي مَفْرِقِي وَضَاعَ عُمْرِي بِالهَوَى والمُنَى ... وَمَا حَظِي بالحَظِّ قَلْبي الشَّقِي وَضَاقَ وَقْتِي عَنْ بُلُوْغِ المُنَى ... فَلَسْتُ أَرْجُو مِنْهُ أَنْ نَلْتَقِي وَآنَ أَنْ يَخْشَعَ قَلْبِي لِمَا ... فَرَّطْتُ في نَفْسِي وَأَنْ أَتَّقِي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِمَا قَدْ مَضَى ... وَأَسْألُ العِصْمَةَ فِيْما بَقِي (5/ 112، 536) - 37 - كاتبه (عفا اللَّه عنه): [من الكامل] شَرَهُ النُفُوسِ عَلَى النُفُوسِ بَليّةٌ ... والِحرْصُ شُؤْمٌ واللَّجاجُ وَبَالُ ما العَقْلُ إِلّا نِعْمَةٌ مَوْفُوْرَةٌ ... يَأتِي بِها التَّوْفِيْقُ والإقْبَالُ مَنْ كَانَ ذَا مَالٍ فَذَلِكَ عَاقِلٌ ... المَالُ تَتْبَعُ إثْرَهُ الآمَالُ والفَقْرُ صَاحِبُهُ ذَلِيْلٌ جَاهِلٌ ... عَسِرُ الحُوَائِجِ مُتْعَبٌ مُحْتَالُ لَو كَانَ شَيْءٌ فَوْقَ مَا زَانَ الفَتَى ... مِنْ دِيْنِهِ كَانَ الغِنَى والمَالُ أَوْ كَانَ شَيْءٌ فَوْقَ كُفْرٍ شائِنٍ ... كَانَ افْتِقارُ المرْءِ والإقْلَالُ (4/ 9) -38 - وَقالَ كَاتِبُهُ مُحَمَّدُ بن أَيْدمَرَ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا كُلُّ مَنْ طَلَب المَعالِي نَالَهَا ... كَلَّا وَلَا كُلُّ الرِّجالِ رِجالُ
أَلْفٌ يَسُرُّكَ في مَقالٍ فارِغٍ ... لا فِعْلَ فِيْهِ وَواحِدٌ فَعّالُ (5/ 74) -39 - قَالَ كَاتِبُهُ (عفا اللَّه عنه): قَالُوا مِنَ الأَمْثالِ بَيْتٌ سائِرٌ ... قَد أَحْكَمَتْهُ تَجارِبٌ وَعُقُوْلُ مَن عَفَّ خَفَّ عَن الأَنامِ لِقاؤُهُ ... وَأَخُو الحَوائجِ وَجْهُهُ مَمْلَولُ فَأَجبْتُهُمْ واللَّهِ مَا مِنْ لِذَّةٍ ... مِثلُ العَطَاءِ وَإنَّني لأَقُولُ هَذَا إِذَا كَانَ الكريمُ مُقَطِّبًا ... فَإِذا تَهَلَّلَ فالمَلَالُ يَزُوْلُ وَجْهُ النَّوالِ وَوَجْهُ طُلَّابِ النّدَى ... ما مِنْهُما إِلّا أغَرُّ جَمِيلُ لَكِنْ جَوادٌ لَيْسَ يَمْلِكُ دِرْهَمًا ... فَرْدًا وَآخَرُ مُكْثِرٌ وَبَخِيْلُ فَلِذَاكَ قَدْ كَثُرَ السُّؤَالُ وَقَلَّمَا ... يُجْدِي لأَنَّ الواجِدِيْنَ قَلِيْلُ (5/ 137) -40 - كَاتِبُهُ (عفا اللَّه عنه): [من الخفيف] أطْنَبَ النَّاسُ في الإِخَاءِ وَقَالُوا ... فِي شُرُوْطِ الإِخَاءِ قَولًا يَطُولُ فالأقاوِيلُ في الإِخاءِ كَثيرٌ ... وَإِخاءُ الصَّفاءِ منها قَلِيلُ (4/ 165) -41 - قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ كَانَ عَلَى المَرْحُوْمِ عَلَاءِ الدِّيْنِ عَطا مِلكُ مُحَمَّدِ الجُوَيني إِطْلَاقٌ فاشْتَغَلَ عَنْهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ والشِّعْرُ لِي: مَا لِي ظَمئتُ وبَحرُ جُودِكَ مُترَعٌ ... وَعَلَامَ أَطوِي والقِرَى مبَذُولُ
وَأَحُوْمُ حَوْلَ الوَرْدِ أَطْلُبُ خَلْوَةً ... حَاشَاكَ يَخْلُو رَبْعُكَ المَأهوْلُ فِي كُلِّ عامٍ لي بِبابِكَ مَنْهَلٌ ... عَذبٌ وَأَنْتَ القَصْدُ والمَأْمُوْلُ والعَامُ جَدُبٌ والعَطَاءُ مُيَسَّرٌ ... والإِذْنُ في إِطْلَاقِهِ مَسْؤُوْلُ فَأَنْعَمَ بِإِطْلَاقِ ما سَأَلْتهُ وَزادَ فَوْقَ ما كُنْتُ طَلَبْتهُ تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِرَحمَتِهِ. (5/ 82) -42 - وله: ثَراءٌ وَلا جُودٌ وَكِبْرٌ وَلا عُلًا ... وَضرٌّ وَلا نَفْعٌ وَجَهْلٌ وَلا عَقْلُ (3/ 182) -43 - كاتبه (عفا اللَّه عنه): يَرَى فاتِناتِ الرَّأي والرَّأيُ مُقبِلُ ... كَأنَّ وُجوهَ الرَّأي فِيه تُقابِلُه (5/ 489) -44 - يقول كاتبه: أجزت بيت لبيد بهذين البيتين (¬1): [من البسيط] الحمدُ للَّهِ آبَ الحظُّ وانْفَرَجَتْ ... مَفاتِحُ النُّجْحِ بالخيراتِ إِقْبالا الحمدُ للَّه آتاني الهدايةَ والـ ... إيمانَ والدينَ إحْسانا وإِجمالَا (1/ 185) ¬
-45 - كاتبُهُ (عفا اللَّه عنه): رَجَعَ اليَقينُ مِنَ الرَّجاءِ تَظنـ ... ـنًا فاليَأسُ أَقرَبُ مِن نَجاحِ الآمِلِ (3/ 314) -46 - كاتبه (عفا اللَّه عنه): [من الكامل] كالبَدْرِ يَحْسَبُها المحِبُّ قَرِيْبَةً ... وَمَنَالُهَا في البُعْدِ مِثْلُ مَنالِهِ (4/ 349) -47 - كاتبهُ (عفا اللَّه عنه): [من السريع] صَدَّ عَن الحَقِّ اتّباعُ الهَوىَ ... وَزَيّنَ الباطِلَ طُولُ الأَمَلْ كَأنَ ما كَانَ إِذَا ما انْقَضَى ... حُلْمٌ وَمَا حَلَّ كَأنْ لَمْ يزَلْ بادِرْ فقد أصْبَحْتَ في مُهْلَةٍ ... بِالعَمَلِ الصَّالِحِ قَبْلَ الأجَلْ وَكُنْ عَلَى عِلْمٍ بِأنَّ الفَتَى .... يُجْزَى بِما قَدَّمَهُ مِنْ عَمَلْ (4/ 27) -48 - كَاتبُهُ (عفا اللَّه عنه): [من الكامل] سَيَكُونُ ما هُوَ كائِنٌ في وَقتِهِ ... قُضِي القَضَاءُ وَجَفَّتِ الأَقلَامُ وَإِذَا القَضَاءُ أَتَى بِأَمْرٍ لازِمٍ ... أعْشَى العُيُونَ وَطاشَتِ الأحْلامُ (3/ 375)
-49 - كاتبه (عفا اللَّه عنه): [من الوافر] كَبِيْرُ الشَّرِّ أوَّلُهُ صَغِيْرٌ ... كذاكَ الحَرْبُ يَقْدُمُها الكَلَامُ (4/ 373) -50 - وله: [من الوافر] أآباء الكرام فَنُوا فَقَلُّوا ... أمِ الأبناءُ كُلُّهُمُ لِئامُ (1/ 195) -51 - وله: [من الطويل] جِيادٌ مَلأْنَ الأَرْضَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... عَلَيْها رجالٌ يَطْلُبُونَ الغَنائِمَا (3/ 210) -52 - كاتبه (عفا اللَّه عنه): [من الوافر] عَطَاياهُ الرَّغَائِبُ والصَفَايَا ... فَدَع عَنكَ الأَنَامَ وَسَل كَرِيما (4/ 81) -53 - كاتبه (عفا اللَّه عنه): يُعَانِدُ الدَّهرُ الكَرِيَمَ ... وَيرُفَعُ النَذْل اللَّئِيما (5/ 503)
-54 - [يقول كاتبه]: كُنْتُ قَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَى بَلْدَةِ النِّيْلِ في أَوَاخِرِ شَعْبانَ مِنْ شُهُوْرِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمانِيْنَ وَسِتِّمِائَةٍ صُحبَةُ قاضِيْها جَمال الدِّيْنِ يُوْسُفِ بن أبِي الجَّيْشِ فَأَرادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى قاضِي القُضَاةِ عزّ الدِّيْنِ ابن الرّكابِيّ كِتابًا يُهَنِّيْهِ بِشَهْرِ الصِّيامِ وسألني أَبْياتًا يَكْتبُها في صَدْرِ الكِتابِ فَقُلْتُ مُرْتَجِلًا: أَعاد اللَّهُ أَيَّامَ الصِّيامِ عَلَى ... قُطْبِ الشَّرِيْعَةِ أَلْفَ عامِ عَلَى قاضِي القُضاةِ وَمَنْ عَلَاهُ ... يَحِلُّ عَنِ الضَّرِيْبِ أَو المسَامِي وَأَنْفَذَ حكْمَهُ شَرْقًا وَغَرْبًا ... وَبَلَّغَهُ بِها كُلَّ المَرامِ أَمَالِكنا وَسَيِّدنَا جَمِيْعًا ... وَمَوْلَانا الإِمَامُ ابنُ الإِمَامِ وَمَنْ دَانَت بِطاعَتِهِ البرَايَا ... فَبَثَّ العَدْلَ في كُلِّ الأَنَامِ وَأَوْضَحَ نَهْج هَذَا الحَقِّ رُشْدًا ... وَعَلَّمَنا الحَلَالَ مِنَ الحَرَامِ تَهَنَّى بِصَوْمِكَ المَيْمُوْنِ واسْلَمْ ... لأَهْلِ العِلْمِ وابْقَ عَلَى الدَّوامِ (2/ 160) -55 - كاتبهُ (عفا اللَّه عنه): أستغفِرُ اللَّه آخر الكَلِم ... مِن عَثَراتِ اللِّسانِ والقَلمِ وفاحشات كتبتها بيدي ... وخطوات زللن بالقدم ومن زمان أضعته سفهمًا ... في ترهات القريض والحكم وموبقات ركبت أخطرها ... أما بقلبي وهاجرات فمي أتوب مما جنيتُ معتذرًا ... بفيض الدموع والندم يا رب عفوًا فأنتَ مع الـ ... ـقدرة ذو رحمةٍ وذو كرم
هب لي ذنوبي وعافني أبدًا ... من البلايا وسائر النقم أسألك اللطف والسلامة والـ ... ـرضوان عني وخير مختتم (5/ 535) -56 - كاتبه (عفا اللَّه عنه): [من الطويل] فَتًى يُنصِفُ المظلومَ مِنْ ذاتِ نَفسِهِ ... حياءً لوَجهِ اللَّهِ لا خَوفَ حاكِمِ (4/ 180) -57 - كَاتبهُ (عفا اللَّه عنه): وَقدْ تُوقَدُ النيرانُ للكَيّ لا القرَىْ ... وَتبْسمُ لا لِلبِشْرِ بيْضُ الصوارم (5/ 293) -58 - كاتبهما (عفا اللَّه عنه): [من الكامل] إنَّ الوِلَايَةَ لا تَدُوْمُ وَإِنما ... يَبْقَى فعالُ الخَيْرِ والإِحسانُ فاصنع جميلًا وانتهزها فرصةً ... من قبل أن يتعذَّرَ الإمكانُ (2/ 349) -59 - كَاتَبُه (عفا اللَّه عنه): لَهُ وَجْهٌ كَأنَّ الشَّمْسَ فِيْهِ ... فَمَا تَسْطيعُ تنظرُهُ العُيونُ تَحَجَّبَ بِالمَهابَةِ وَهُوَ طَلْقٌ ... لِرَاجِيْهِ وَوَقَّرَهُ السُّكُوْنُ (5/ 10)
-60 - وله: [من المتقارب] جيادٌ مسوَّمَةٌ عندنا ... لحربِ العدوِّ وفرسانُها (3/ 210) -61 - كَاتبهُ (عفا اللَّه عنه): [من البسيط] تَرَى اللِّئامَ يَعافُوني وَأَهجُرُهُم ... كَما الكِرامُ أَخِلَّائِي وَإِخوانِي (3/ 128) -62 - كَاتبهُ (عفا اللَّه عنه): رَأَيتُ العِزَّ أَجمَلُ مَا تَرَدَّى ... بِهِ حُرٌّ وَأَقبِح بِالهَوانِ فَأَقْدِمْ إِنْ أَرَدْتَ عَلَى المَعَالِي ... وَإِلَّا فَاطَّرِحْ عَنْكَ الأَمَانِي وَعِشْ فَرْدًا وَطِبْ بِالفَقْرِ نَفْسًا ... وَلَا تَخفَلْ بِأبْنَاءِ الزَّمَانِ (3/ 299) -63 - وله أيضًا: رَأَيتُ العِزَّ في ضَربٍ وَطَعْنٍ ... وَتَلْتَصِقُ المَذَلَّةُ بِالجبَانِ (3/ 299)
-64 - كاتبه: [من البسيط] اسْتَرْزِقِ اللَّهَ وَاطْلُب مِنْ خَزَائِنِهِ ... فَفَرْجَهُ اللَّه بَيْنَ الكافِ والنُّوْنِ (2/ 128) -65 - وله: [من الوافر] صديقك من عدِّوك ليس يخفى ... وعنوان الدعاوى في العيونِ تخبِّرُك العيونُ بما أَجَنَّتْ ... ضمائِرُهَا من السِّرِّ المصونِ (4/ 29) -66 - كَاتِبهِ أَيْضًا (عفا اللَّه عنه): إِذَا مَا المَرْءُ شَابَ وَلَمْ تَعِظْهُ ... تَجَارِبُهُ فَلَيْسَ لَهُ انْتِبَاهُ يَسُرُّ المَرْءَ طُوْلُ العمْرِ جَهْلًا ... وَطُوْلُ العُمْرِ يَفْعَلُ مَا تَرَاهُ وَمَنْ عرفَ الزَّمَانَ أَطَاعَ قَسْرًا ... أَوَامِرَ وَتَابَعَ مَا قَضَاهُ فَطِبْ نَفْسًا بِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ ... وَدَافِعْ مَا أستَطَعْتَ بِمَا سِوَاهُ (5/ 112، 494) -67 - [يقول كاتبه: ] كُنْ مِنْكَ لِمَا لا تَرجُو أَرجَا مِنْكَ لِمَا تَرجُو، فَإِنَّ مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ ذَهَبَ لِيُقْبِسَ نَارًا فَكَلَّمَهُ اللَّهُ كَلِيْمًا تكليمًا.
مؤلفاته
قَالَ المُؤَلِّفُ لِهَذَا الكِتَابِ وكَاتِبهُ (عفا اللَّه عنه): قَدْ نَظَمْتُ هَذَا المَعْنَى فِي بَيْتَيْنِ وَزِدتُ عَلَى المَعْنَى ذِكْرَ التَّوَكُّلِ فَقُلْتُ: [من الخفيف] لَا تُطِيْلُو لَدَيَّ التَّوَكُّلَ قَوْلَا ... وَاسْمَعُوْهُ فِيْمَا أَقُوْلُ وَعُوهُ كُلُّ ما لَسْتُ أَرتَجِيْهِ فَأوْلَى ... بِرَجَاءٍ مِنْ كُلِّ مَا أرجُوهُ فَجَاءَ كَمَا تَرَاه وَأَنَا اسْتَحْسَنتُهُ وَهَذا مِنْ بَابِ نَظْمِ المشهور وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي التَّرْجَمَة. (1/ 119، 3/ 250) -68 - كَاتبهُما رحمَهُ اللَّهُ: [من الوافر] أَلَا يَا مُوقدًا للحربِ نَارًا ... يُؤجّجُهَما هَلُمَّ لِنَصطلِيهَا أَتُنشِبُهَا وَتهربُ من لَظاهَا ... رُويدًا سَوفَ تَصلَى مَا يَليهَا (3/ 40) -69 - وله: [من الوافر] أَلا يا نفسُ أَنْ تَرْضَيْ بقوتٍ ... فَأَنْتِ عَزِيزَةٌ أبدًا غَنِيَّهْ دَعِي عَنْكِ المَطَامِعَ والأَمَانِي ... فَكَمْ أمنيَّةٍ جَلَبَتْ مَنِيَّهْ (3/ 40) مؤلفاته: - الدر الفريد وبيت القصيد: وهو هذا الكتاب. وقد حصلنا على صورته المطبوعة من قبل الدكتور فؤاد سزكين (معهد تأريخ العلوم العربية والإسلامية) في إطار جامعة فرانكفورت، وقد طبع عن مخطوطة مجموعة فاتح، مكتبة السليمانية - استانبول، المرقمة 3761.
مصادر ترجمته
- مختارات من مقالات شيخه محي الدين، محمد بن أحمد بن أبي الكرم البقلي: وهي بخط ابن ايدمر نفسه، وتأريخ نسخها 669 هـ، وهي محفوظة في مكتبة ملا جلبي - فرع من مكتبة السليمانية في استانبول برقم 33، وتقع في 215 ورقة (¬1). مصادر ترجمته: - مجمع الآداب في معجم الألقاب: لكمال الدين، عبد الرزاق بن أحمد المعروف بابن الفوطي الشيباني المتوفى عام 723 هـ، تحقيق: محمد الكاظم، 3/ 282 - 281. - معجم المؤلفين: لعمر رضا كحالة 9/ 82. - أعيان الشيعة: للسيد محسن الأمين العاملي (الطبعة الكبيرة) 13/ 368. النسخة المعتمدة في التحقيق: اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب وإخراجه بهذا الشكل على النسخة المصورة من قبل الدكتور فؤاد سزكين وقد أشرت إليها عند ذكر مؤلفات ابن أيدمر. * * * ¬
صفحة العنوان من المخطوطة
الصفحة الأولى من المخطوطة (المقدمة)
الصفحة الأخيرة (184) من المقدمة
الصفحة الأخيرة لحرف الياء
الصفحة الأخيرة لكامل المخطوطة
منهجي في التحقيق
منهجي في التحقيق: - اتبعت في تحقيق "الدر الفريد" الذي أنشره اليوم، المنهج نفسه الذي اتبعته فيما نشرت من نصوص قبل ذلك، وهو تقديم نصّ سليم للكتاب مع ضبطه والتعليق عليه وشرح مصطلحاته، ومقابلة نصوصه على مصادرها أو على ما نقله عنه المتأخرون، مع الإحالة إلى الأعمال العلمية الحديثة قدر الإمكان. ولا بد لي من الإشارة إلى أن مقدمة الكتاب الواسعة التي أوردها المؤلف يظهر منها أنه أفاد كثيرًا من كتاب البديم لعلي بن أفلح، وقد نشرت مؤخرًا بتحقيق الأستاذ إبراهيم صالح في دمشق. - في النسخة سقط كثير بعضه من الأصل والآخر من التصوير وقد عالجت بعضه من المصادر المتوفرة، وما لم أتمكن من معالجته وضعت نقاطًا بمحله. - صححت الأخطاء التي وقفت عليها مهما كان منشؤها، وأشرت إلى ذلك في الهامش. - لغرض إيضاح أبيات الشعر "أبيات القصيد" وتمييزها جعلتها بحرف أسود كبير، ووضعت أمامها ارقامًا متسلسلة تبدأ من أول بيت في أول حرف إلى آخر بيت في آخر حرف. - لما كانت حواشي المؤلف التي وضعها في يمين المخطوطة ويسارها أكبر حجمًا وأكثر مادة من أصل الكتاب، متممة للأبيات، فقد جعلت كل حاشية تحت بيت القصيد، وقد ميّزتها بحرف أصغر من البيت المرقم الممّيز بالأسود. - قمت بتخريج الآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة، والأمثال، وأشرت إلى مصادرها وأماكن وجودها. - أما الهوامش التي تعود لي وهي مصادر الأشعار التي أوردها المؤلف، كالدواوين والمجاميع الشعرية والكتب الأخرى وبعض التعليقات فقد جعلتها في نهاية كل صفحة.
شكر وتقدير
- قمت في بداية العمل بتفسير كل لفظة يفتقر إلى معرفتها المبتدئون، ثم عدلت عن ذلك واقتصرت على تفسير الألفاظ التي ربما وقف عندها الكثير من القرّاء. - كما أني اطلعت على المقدمة التي حققها الأستاذ الدكتور وليد محمود خالص وصدرت عن المجمع الثقافي في أبي ظبي. ثم اطلعت بعدها على المقدمة التي حققها الدكتور مصطفى حسين عناية والصادرة عن عالم الكتب الحديث في اربد - الأردن. - ترجمت في بداية الأمر كل علم من أعلام الكتاب، خصوصًا أصحاب الأشعار التي أوردها المؤلف ولم يترجمها أو لم يترجمها بصورة كاملة، ولما رأيت ذلك قد أثقل الهوامش وطغى عليها بحيث أفقدته مزيّته، فقد جعلت ما استطعت من توفيره في مجلد خاص بنهاية الموسوعة. - جعلت في نهاية الموسوعة فهرسًا فنيًا عامًا بمواضيعها، الآيات الكريمة، الأحاديث النبوية الشريفة، الشعر وقائليه، الأعلام، فهرس القوافي، الأماكن والبلدان وقد أوردت أرقام حسب صفحات المخطوط وليس حسب صفحات المطبوع. - أرجو أن أكون قد قمت بما يتوجب عليَّ في إخراج هذا السفر. شكر وتقدير: لا يسعني إلّا أن أسجل شكري وامتناني لجميع من ساهم وأعان على تصحيح أصل الكتاب وتصوير مخطوطته، وتقديم مراجع تحقيقه، ومقابلة تجاربه الطباعية، وأخصّ منهم بالذكر: - العلامة الفاضل المغفور له الأستاذ علي محي الدين. - الأستاذ المحقق أحمد زكي الأنباري. - المحقق الثبت الدكتور عباس هاني الجراخ.
- العلامة المحقق المغفور له الأستاذ هلال ناجي لتفضله بإعارتي عددًا كبيرًا من المصادر والدواوين. وأخيرًا، جزيل شكري وامتناني للحاج محمد علي بيضون صاحب دار الكتب العلمية ببيروت الذي وفّر كافة المستلزمات وذلل المصاعب من أجل ظهور هذه الموسوعة بشكل محقق علميًا وعلى هذه الصورة الرائعة. جزاه اللَّه ولكل العاملين في هذه المؤسسة خير جزاء المخلصين. وإلى الجميع خالص شكري وامتناني. جمهورية العراق - الكوفة 1 محرم الحرام 1434 هـ د. كامل سلمان الجبوري
الدر الفريد وبيت القصيد تأليف محمد بن أيدمر المستعصمي (639 هـ - 710 هـ) تحقيق الدكتور كامل سلمان الجبوري تقديم أ. د نوري حمودي القيسي [المجلد الأول] القسم الأول من الجزء الأول مقدمة المؤلف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وبه ثقتي الحَمْدُ للَّهِ وَالصَّلَاة وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ وَآلِهِ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ. وَبعْدُ فَهَذَا كِتَابُ الدُّرِّ الفَرِيْدِ وَبَيْتِ القَصِيْدِ بِخطِّ مُؤلِّفِهِ العَالِمِ العَلَّامَةِ مُحَمَّدُ بنُ أيْدَمِرَ رَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ خُطْبَةٍ بَلِيْغَةٍ وَتَرْجَمَةٍ لَطِيْفَةٍ بَدِيْعَةٍ وَمُقَدِّمَةٍ مُتَضَمِّنَةٍ شَطْرًا مِنَ البَيَانِ:
مقدمة المؤلف
[مقدمة المؤلف] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ والحمد للَّه رب العالمين الحَمْدُ للَّهِ الفَرْدِ الأحَدِ الوِتْرِ الصَّمَدِ المُبَرَّأَ مِنَ الثَّنِيَةِ وَالعَدَدِ، المُنَزَّهِ عَنِ الصَّاحِبَةِ وَالوَلَدِ، المُبَجَّلِ عَنِ الكُفْوِ وَالعَضُدِ (¬1)، المُمَجَّدِ عَلَى الدَّوَامِ وَالأبَدِ، المُسَبَّحِ بِاخْتِلَافِ اللُّغَاتِ، المُقَدَّسِ الأَسْمَاءِ وَالصفَاتِ، المَعْبُودِ في كُلِّ الأوْقَاتِ (¬2) بِجَمِيعِ ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
العِبَادَاتِ، المَقْصُوْدِ مِنْ كُلِّ الجِّهَاتِ بِأنْوَاعِ الإِشَارَاتِ وَصُنُوفِ العِبَارَاتِ، الَّذِي أقَرَّتْ شَاهِدَةً بِثُبُوْتِ رُبُوبِيَّتِهِ الضَّمَائِرُ وَالأَفْوَاهُ، وَخَرَّتْ سَاجِدَةً لِجَلَالِ هَيْبَتِهِ الأَذْقَانُ وَالجِبَاهُ، وَقَرَّتْ مُشَاهِدَةً لِهَوْلِ قُدْرَتِهِ العُيُوْنُ بِمَا تَرَاهُ، وَاسْتَقَرَّتْ جَاهِدَةً في الدَّلَالَةِ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ، وَأنْ لَا إلَهَ سِوَاهُ دَقَائِقُ لَطَائِفِ حِكْمَتِهِ، وَبَدَائِعُ طَرَائِفِ صنْعَتِهِ فِيْمَا خَلَقَهُ وَسَوَّاهُ، وَذَرَاهُ وَبَرَاهُ، وَأَعَادَهُ ثُمَّ أبْدَاهُ، فَتَبَارَكَ الَّذِي هُوَ في كُلِّ شَيْءٍ (¬1) مَوْجُوْدٌ وَبِكُلِّ مَعْنًى إلَهٌ. {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70]. أَحْمَدُهُ وَالحَمْدُ غَايَةُ مَنْ شَكَرَ، وَأَذْكُرُهُ ذِكْرًا كَثِيرًا كَمَا أمَرَ، وَأسْتَغْفِرُهُ وَهُوَ أوْلَى مَنْ غَفَرَ، وَأُؤمِنُ بِهِ إرْغَامًا لِمَنْ جَحَدَ وَكَفَرَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ فَلَا شَرِيْكَ لَهُ، شَهَادَةً مُوَطَّدًا بِالإِيْمَانِ أرْكَانُهَا (¬2)، مُشَيَّدًا بِالإِيْقَانِ ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
بُنْيَانُهَا (¬1)، مُهذَبًا مَذْهَبُهَا، صَافِيًا مَشْرَبُهَا، مُوَافِقَةً لِلإِخْلَاصِ مُطَهَّرَةً مِنَ النِّفَاقِ، مُدَّخَرَةً لِيَوْمِ التَّلَاقِ (¬2). ¬
وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَنَبِيُّهُ وَأمِيْنُهُ، وَوَلِيُّهُ وَنَجِيّهُ، وَحَبيْبُهُ وَصَفِيُّهُ، المُؤَيَّد بِاللَّسَنِ وَالبَرَاعَةِ، المُدَّخَرُ فِي المَعَادِ لِشَرَفِ الشَّفَاعَةِ، أرْسَلَهُ وَشَقَاشِقُ الفُجُوْرِ هَادِرَةٌ، وَصَوَاعِقُ الشُّرُوْرِ هَامِرَةٌ، وَحَنَادِسُ الضَّلَالِ دَاجِرَةٌ، وَدَوَائَرُ الشَّقاءِ دائَرَةٌ، وَبِحَارُ الإِفْكِ زَاخِرَةٌ، وَأعْوَانُ الشِّرْكِ مُتَظَاهِرَةٌ، حِيْنَ اشْمَخَرَّ مِنَ الكُفْرِ طُغْيَانُهُ، وَاسْتَمَرَّ عُدْوَانُهُ، وَأَجْلَبَ شَيْطَانُهُ، وَالتَهَبَتْ فِي الخَافِقَيْنِ نِيْرَانُهُ، وَسَتَرَ شَمْسَ اليَقِيْنِ دُخَانُهُ، وَعُبدَتْ مِنْ دُوْنِ الحَقَ المُبِيْنِ أوْثَانُهُ، فَاقْتَحَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَيْرَانَهُ، وَدَحَرَ شَيْطَانَهُ وَأخْرَسَ شَقَاشِقَهُ، وَأخْنَسَ مُنَافِقَهُ، وَلَمْ يَزَلْ يُطْفِئُ بِالإِيْمَانِ ضرَامَهُ، وَيُبْرِيءُ بِالقُرْآنِ سَقَامَهُ وَيَجْلُو بِالإِيمانِ قَتَامَهُ وَيَعْلُو بِحَوْلِ ذِي الجَّلَالِ وَالإكْرَامِ أصْنَامَهُ، مُشَمِّرًا فِي ذَاتِ اللَّهِ بِالقَوْلِ وَالفَعَالِ، مُدِيلًا بِسَيْفِهِ لِلحَقِّ المُذَالِ (¬1)، سَاطِعًا فِي البِلَادِ نُوْرُهُ، قَاطِعًا لِلْعِنَادِ ظُهُوْرُهُ، مُبَشِّرَةً بِالفَلَاحِ أسَارِيْرُهُ، ¬
مُيَسَّرَةً بِهِ مِنْ فَلَقِ الصِّدْقِ تَبَاشِيْرُهُ حَتَّى أخْمَدَ لَهَبَ البُهْتَانِ المُضْطَرِمِ، وَشَفَى الأَسْمَاعَ مِنَ الصَّمَمِ، وَنَفَى بِأنْوَارِهِ حَنَادِسَ الظُّلَمِ، وَوَفَى بِالعُهُوْدِ وَالذِّمَمِ، فَرَفَلَ الَّدِيْنُ فِي أذْيَالِهِ، وَتَسَرْبَلَ اليَقِيْنُ أجْمَلَ سِرْبَالِهِ، وَاعْتَدَلَ فِي جَمِيع أحْوَالِهِ، وَأقْبَلَ، عِنْدَ نَظمِهِ وَنَثْرِهِ (¬1). [من الطويل] لقُسّ عُكَاظٍ أَوْ لَقِيْطِ بْن مَعْبَدٍ ... وَعُذْرَةَ وَالمِنْطِيْقِ زَيْدِ بن جُنْدُبِ وَأذْرَبُ مِنْ حَدِّ السِّنَانِ لِسَانُهُ ... وَأمْضَى مِنَ السَّيْفِ الحُسَامِ المُشَطَّبِ (¬2) ¬
وَجَمْهُورُ الأدَب (¬1) مَأخُوْذٌ مِنْ لُغَةِ العَرَبِ، وَمَا تَنَاقَلتهُ مِنَ الأَمْثَالِ وَالنُّخَبِ فِي أشْعَارِهَا وَالخُطَبِ، وَذَلِكَ أنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ [اختار من عباده] صيَّرَهَا عَرَبًا عَارِبَةً، وَسَيَّرَهَا في صَحَاصحِ (¬2) [البادية] وَأسْكَنَهَا حُزُوْنَ الجِّبَالِ وَسُهُولَ الفَلَوَاتِ شَارِقَةً ¬
غَارِبَةً، وَخَصَّهُم بِطيْب الأَعْرَاقِ، وَكَرَمِ الأَخْلَاقِ، وَالعِلَمِ وَالحِلْمِ، وَالعَزْمِ وَالحَزْمِ، وَالدَّهَاءِ وَالنًّجَبَةِ، وَالنَّجْدَةِ وَالسَّخَاءِ، وَالهِمَّةِ وَالذَمَّةِ وَالوَفَاءِ، فَهُمُ الأنْجَادُ الأمْجَادُ، المَطَاعِيْنُ المَطَاعِيْمُ الأجْوَادُ، يَرْعَوْنَ الجَّارَ، وَيَحْمُوْنَ الذِّمَارَ، وَيُدْرِكُوْنَ الثَّارَ ولا يَدَّرِعُوْنَ العَارَ، مُلْكهُمُ لَقَاحٌ، وَنَيْلُهُمُ مُبَاحٌ، وَجِدُّهُمُ صُرَاحٌ، وَحُصُونُهُمُ أسِنَّةٌ وصِفَاحٌ. هُمْ أصْدَقُ الأنَامِ أنْسَابًا، وَأعْرَقُهُمْ أحْسَابًا. مَا مِنْهُمْ إلَّا مَنْ يُسَمِّي أبَاهُ أبًا فَأَبًا عَلَى مُروْرِ الأيَّامِ، وَكُرُوْرِ الأعْوَامِ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ بِهِ نَسَبُهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَفَضَائِلُ العَرَبِ أكْثَرُ [من] أَنْ تُحْصَى، وَمَآثِرُهُم لَا تُسْتَقْصَى. فَأمَّا قُرَيْشٌ (¬1)، ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
فَهُمْ أفْصَحُ العَرَبِ، وَأصْبَحُهُم وَأنْجَبُهُم [وأنفسهم وأنصحهم] وَأسْجَحُهُمْ، لهَمُ المَدَرُ وَالوَبَرُ، وَالأَسْوَدُ وَالأَحْمَرُ، وَالقُبَّةُ وَالمَفْخَرُ، وَالمَرْوَةُ وَالمَنْحَرُ، وَالصَّفَا وَالمَشْعَرُ، وَالسَّرِيْرُ وَالمِنْبَرُ، وَالحَوْضُ وَالكَوْثَرُ، هُمُ الأَصْلُ وَالهَامُ، وَالذِّرْوَةُ ¬
وَالسَّنَامُ، وَالقَمَاقِمُ الحُكَّامُ، وَالمُلُوْكُ الكِرَامُ. هُمْ الشِّهَابُ اللَّامِعُ، وَالنُّوْرُ السَّاطِعُ، وَالسَّيْفُ القَاطِعُ، وَالخَيْرُ النَّافِعُ. هُمْ الصَّمِيْمُ، وَلَهُمْ التَّقْدِيْمُ وَالتَّعْظِيْمُ، وَفِيْهِم النُّبُوَّةُ وَالرِّسَالَةُ، وَعَليْهِم المَهَابَةُ وَالجَّلَالَةُ، وَإلَيْهِم الرِّئَاسَةُ وَالإِيَالَةُ، وَالشَّهَامَةُ وَالبَسَالَةُ، وَالفُتُوَّةُ وَالإمَامَةُ (¬1)، وَالنَّخْوَةُ وَالزَّعَامَةُ، وَالقُوَّةُ وَالبَأْسُ، وَالنَّاسُ الذَّنَبُ وَهُمْ الرَّأسُ. تَقْصُرُ بِسِيُوْفِهِم الأعْمَارُ، وَتَطُوْلُ ألْسِنَتُهُم حِيْنَ يُبْتَدرُ الفخَارُ، كَمَا قَالَ المَرَّارُ (¬2): [من البسيط] هُمْ العَرَانِيْنُ وَالأّذْنَابُ غَيْرهُمُ ... فَكُلُّ قَوْمٍ لِقَوْمِي تَابِعٌ خَوَلُ لنَا المَسَاجِدُ نَبْنِيْهَا وَنَعْمُرُهَا ... وَفِي المنَا [برِ قعدانٌ لنا ذللُ] (¬3) لَمَّا تَخَيَّرَ رَبِّي فَاصْطَفَى رَجُلًا ... مِنْ خَلْقِهِ [كان منّا ذلك الرَّجلُ] ثم الخَلَائِفُ مِنَّا لَسْتَ وِاجِدَهَا ... في غَيْرِنَا [معشرٍ ماحنّت الإبلُ] وَلِوَلْدِ إبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلامُ شَرَفٌ لَا يُبْلَغُ بُعْدُ غَايَاتِهِ. وَاللَّهُ أعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَاتِهِ. وَحَسْبُ العرَب وَقَارًا، وَشَرَفًا وَفِخَارًا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَبِيٌّ، وَأَنَّ القُرْآنَ عَرَبِيٌّ (¬4). وَأَنْ كَلَامَ أهْلِ الجَّنَّةِ عَرَبِيٌّ. وَأوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالعَرَبِيَّةِ بَعْدَ الطُّوْفَانِ العَرَبُ العَارِبَةُ مِنْ بَنِي إرِمِ بن سَامِ بن نُوْحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ (¬5) حِيْنَ تَبَلبَلَتِ الأَلْسُنُ بِبَابِلَ. ¬
وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: أوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِهَا وَبِالسُّرْيَانِيَّةِ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَأوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالعِبْرَانِيَّةِ إبْرَاهِيْمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، ثُمَّ فُتِقَ لِسَانُ إسْمَاعِيْلَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالعَرَبِيَّةِ المُبيْنَةِ الَّتِي أنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا القُرآنَ، وَسَفَحَ هَذِهِ اللُّغَةَ العَذْبَةَ عَلَى لِسَانِ بَنِي عَدْنَانَ (¬1). وَالعَرَبُ أشَدُّ --- القريض وَتَسْيِيْرِ المَثَلِ الشَّارِدِ المُسْتَفِيْضِ، وَلَهُمْ فَضِيْلَةُ الَبَيَانِ، وَفَصاحَةُ اللِّسَانِ. وَالحِكَمُ بأطْرَافِ ألسِنَتِهِمْ مَعْقُوْدَةٌ، وَمِرَرُ مَعَالِيْهِم بِقَوَافِيْهِمْ مَشْدُوْدَةٌ: [من المتقارب] بِسَاتِيْنُ فِيْهَا ثِمَارُ العُقُولِ ... وَرَيْحَانُ أهْلِ النُّهَى وَالأَدَبْ إِذَا مَا تَقَضَّى زَمَانُ الرَّبِيْعِ ... فَأنْوَارُهُا نَاضِرَاتٌ قُشبْ وَقَدْ سَمِعَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّعْرَ وَأُنْشِدَ فِي مَسْجِدِهِ وَاسْتَشْهَدَ بِهِ (¬2). لَهُ مُسْعِفَةً، وَالقدْرَةُ عَلَى التَّصَرُّفِ فيه عَاضِدَةً، وَالطَّبْعُ الَّذِي هُوَ دِعَامَةُ النُّطْقِ بِهِ مُتَدَفِّقًا، وَالأُصُوْلُ مَحْفُوْظَةً، وَالفُضوْلُ مَحْذُوْفَةً، وَالفُصُوْلُ مُنْقَسِمَةً، وَالوُصُوْلُ مُلتحِمَةً، وَمَوَارِدُ الكَلَامِ عَذبَةً، وَمَصادِرُهُ رَحْبَةً رَطْبَةً. وَكُنْتَ بِأوَائِلِهِ مُسْتَغْنِيًا، وَبِآخِرِهِ مْسْتَكْفيًا، كَمَا قَالَ حَبِيْبُ بنِ أَوْسٍ الطَّائِيُّ (¬3): [من الطويل] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَسَيَّارَةٍ فِي الأرْضِ لَيْسَ بنَازحٍ ... عَلَى وَخْدِهَا حَزْنٌ سَحِيْقٌ وَلَا سَهْبُ تَذُرُّ ذرُوْرَ الشَّمْسِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ ... وَتَمْضِي جُمُوْحًا مَا يُرَادُ لها غَرْبُ إِذَا أُنْشِدَتْ فِي القَوْمِ مَرَّتْ كَأنَّهَا ... مُسِرَّةُ كِبْرٍ أَوْ تَدَاخَلَهَا عُجْبُ مُفَصَّلَةٌ باللُّؤْلُؤِ المُنْتَقَى لَهَا ... مِنَ الشِّعْرِ إلَّا أنَّهُ لُؤْلُؤٌ رَطْبُ (¬1) وَهَذَا الشِّعْرُ المُشَارُ إِلَيْهِ فَهُوَ ضَالَّتِي الَّتِي أنْشَدْتُهَا وَحِكْمَتِي الَّتِي أَحْفَظُهَا وَأُنْشِدُهَا، لأنَّنِي أَتْبِعُ المَثَلَ المَشْهُوْرَ السَّائِرَ، وَأَطْلُبُ اللَّفْظَ الظَّاهِرَ الجَزَالَةِ، الفَاخِرِ الَّذِي قَدْ هَذَّبَهُ العَقْلُ، وَصَقَلَهُ العِلْمُ وَالفَضلُ، فَجَمَعَ بَيْنَ فَصَاحَةِ العَرَبِ وَمَتَانَةِ الأَدَبِ. قَدْ أُحْكِمَتْ مَبَانِيْهِ، وَتَكَافَأَتْ ألْفَاظُهُ وَمَعَانِيْهِ. إِذَا سُمِعَ طُمِعَ فِيْهِ، وَإذَا طُلِبَ صَعُبَ عَلَى مُبْتَغِيْهِ: [من المنسرح] كَأنَّهُ مُزْنَةٌ - ... تُسِفُّ بِالقَطْرِ ثُمَّ تَرْتَفِعُ (¬2) ¬
فأمّا --- النَّظْمِ، وَلَا مُلْتَحِمِ السَّبْكِ، ولا مُتَلَائِمِ الأَوْصَافِ، ولا مُتَنَاسِبِ الأَطْرَافِ، ولا مَقْبُوْلِ العبَارَةِ، ولا وَاضِحِ الإِشَارَةِ (¬1)، كما قال فيه بَعْضُ ¬
الأَعْرَابِ، هو أَبُو الوَليْدُ الرُّبَاعِيُّ (¬1): [من الطويل] وَشِعْرٍ كَبَعْرِ الكَبْشِ فَرَّقَ بَيْنَهُ ... لِسَانُ دَعِيٍّ فِي القَرِيْضِ دَخِيْلِ (¬2) ¬
وَقَالَ الآخَرُ، هُوَ -: [من الطويل] وَبَعْضُ قَرِيْضِ القَوْمِ أوْلَادُ عَلَّةٍ ... يَكُدُّ لِسَانَ النَّاطِقِ المُتَحَفِّظِ (¬1) وَالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصانِ فِيهُمَا ظَاهِرًا سَافِرًا. وَقَدْ يَتَّفِقُ فِي الفَذِّ النَّادِرِ الَّذِي لَا يَقَعُ بِمِثْلِهِ حُكْمٌ التَّبْلِيغٌ فِي صيَاغَةِ النَّثْرِ، بِمَعْنًى انتظَمَهُ الشِّعْرُ، فَيَكُونُ لِمَنْثُوْرِهِ لَوْطَةٌ بِالقَلْبِ، وَتَعَلُّقٌ بِالنَّفْسِ لَيْسَ لِمَنْظُوْمِهِ مِثْلُهُ، كَمَا قَالَ بَعْضُ المُتَقَدِّمِيْنَ (¬2): [من الكامل] كَادَ الغَزَالُ يَكُوْنُهَا ... لَوْلَا الشَّوَى وَنشوزُ قَرْنهِ وَنَثَرَ هَذَا بَعْضُ البُلَغَاءِ فَقَالَ: كَادَ الغَزَالُ [يكونها لولا حاتم منها ونقص منه]، وَلَعَمْرِي إنَّ الإِحسَانَ فِي هَذَا مُتَكَافِئُ لَكِنْ [القضية تقع على ما يوجبه] الأَكْثَرُ؛ لأنَّ العَرَبَ سَبَقَتْ بِالمَنْظُوْم إلَى وَصفِ الطُّلُولِ وَالآثَارِ، وَالبُكَاءِ فِي مَعَالِمِ الدِّيَارِ، كَقَوْلِ أبِي صَخْرٍ (¬3) الهُذَلِيِّ (¬4): [من الطويل] ¬
لِلَيْلَى بِذَاتِ الحَيْشِ دَارٌ عَرَفْتُها ... وَأُخْرَى بِذَاتِ البَينِ آيَاتُهَا سَطْرُ (¬1) كَأنَّهُمَا مِل آنَ لَمْ يَتَغَيَّرَا ... وَقَدْ مَرَّ لِلدَّارَيْنِ مِنْ بَعْدِنَا عَصْرُ (¬2) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
إلَى مَا تَصَرَّفَتْ فِيْهِ مِنْ مَثَلٍ سَائِرٍ، وَتَشْبِيْهٍ رَائِعٍ، وَاسْتِعَارَةٍ رَائِقَةٍ، وَتَضْمِينٍ وَاقِعٍ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَمِمَّا قِيْلَ: الأَشْيَاءُ كُلُّهَا ثَلَاثُ طَبَقَاتٍ: جَيِّد وَوَسَطٌ وَرَدِيْءٌ، فَالوَسَطُ مِنْ كُلِّ ¬
ضروب الشعر
شَيْءٍ عِنْدَ النَّاسِ أجْوَدُ مِنَ الرَّدِيْءِ إلَّا الشِّعْرَ؛ فَإنَّ وَسَطَهُ كَرَدِيْئِهِ وَمَتَى قِيْلَ: شِعْرٌ وَسَط، فَعِبَارَةٌ عَنِ الرَّدِيْءِ. وَقِيْلَ: ضرُوْبِ الشِّعْرِ أرْبَعَةٌ: ضرْبٌ حَسُنَ لَفْظُهُ وَمَعْنَاهُ، وَإذَا نُثِرَ لَمْ يُفْقَد حُسْنُهُ، كَمَا قَالَ الفَرَزْدَقُ (¬1): [من البسيط] فِي كَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيْحُهُ عَبِقٌ ... بِكَفِّ أرْوَعَ فِي عَرْنِيْنِهِ شَمَمُ (¬2) ¬
يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضى مِنْ مَهَابَتِهِ ... وَلَا يُكَلَّمُ إلَّا حِيْنَ يَبْتَسِمُ (¬1) وَضَرْبٌ حَسُنَ لَفْظُهُ، وَخَلَا مَعْنَاهُ، كَقَوْلِ الآخَرِ (¬2): [من الطويل] وَلَمَّا قَضيْنَا مِنْ مِنًى كُلَّ حَاجَةٍ ... وَمَسَّحَ بِالأَرْكَانِ مَنْ هُوَ مَاسِحُ أخَذنَا بِأطْرَافِ الأحَادِيْثِ بَيْنَنَا ... وَسَألَتْ بِأعْنَاقِ المَطِيِّ الأبَاطِحُ وَضَرْبٌ جَادَ مَعْنَاهُ، وَقَصُرَ لَفْظُهُ كَقَوْلِ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيّ (¬3): [من الطويل] خَطَاطِيْفُ حُجْنٍ فِي حِبَالٍ مَتِيْنَةٍ ... تَمُدُّ بِهَا أيْدٍ إِلَيْكَ نَوَازِعُ (¬4) وَضَرْبٌ قَصُرَ لَفْظُهُ وَمَعْنَاهُ، كَقَوْلِ الأعْشَى (أعْشَى بَكْرٍ) (¬5): [من المنسرح] إنَّ مَحَلًّا وَإنَّ مُرْتَحَلًا ... وَإنَّ لِلسَّفرِ مَا [مضى مهلا] (¬6) ¬
والشعر له أسباب
وَالشِّعْرُ لَهُ أسْبَابٌ: مَتَى خَلَا مِنْ وَاحِدٍ منها كان كَالحَيَوَانِ الَّذِي عَابَهُ نَقْصٌ فِي خِلْقَتِهِ، وَشَانَهُ فَقْدُ شَيْءٍ مِنْ أَعْضَاءِ صُوْرتهِ. أوَّلُهَا فَصَاحَةُ اللَّفْظِ، وَإِبْدَاعُ المَعْنَى؛ لأنَّ الشِّعْرَ لَفْظٌ وَمَعْنًى، فَاللَّفْظُ جِسْمُ الحَيَوَانِ، وَالمَعْنَى رُوْحُهُ وَنَفْسُهُ، وَفَصَاحَةُ اللَّفظِ نُعُوْمَةُ ذَلِكَ الجِسْمِ، وَحُسْنُ بَشَرَتِهِ، وَصفَاءُ لَؤْبهِ. وَإِبْدَاعُ المَعْنَى شَرَفُ تِلْكَ النَّفْسُ، وَكَمَالُهُا وَزَهْوُهَا. وَكَمَا أنَّ الجِسْمَ بِغَيْرِ رُوْحٍ لَا يُوْجَدُ بِهِ حَرَكَة وَلَا عَقْلٌ، وَالرُّوْحَ بِغَيْرِ جِسْمٍ لَا يُدْرَكُ لَهَا مَلَكَةُ وَلَا فِعْلٌ، فَكذَلِكَ الشِّعْرُ، لَا يَصحُّ إلَّا بِاجْتِمَاع اللَّفْظِ وَالمَعْنَى فِيْهِ مِنْ غَيْرِ انْفِرَادِ أحَدهُمَا عَنِ الآخَرِ. وَإذَا كَانَتْ الفَصاحَةُ مُسَلَّمَةً إلَى العَرَبِ ---- مِنْ إبْدَاعِ المَعْنَى، وَجَزَالَةِ اللَفْظِ، وَالحِذْقِ بِصنَاعَةِ الشِّعْرِ -- حَقُّهُمْ، وَلَا يُنْكَرُ سَبْقُهُمْ. وَأنَا لَا أُسَلِّمُ إلَى المُتَقَدِّمِ إِذَا جَاءَ بِالرَّدِيْءِ مِن شِعْرِهِ لِتَقَدُّمِهِ، وَلَا أبْخَسُ المُتَأخِّرَ حَقَّ الفَضِيْلَةِ لِتَأخُّرِهِ اقْتِدَاءً بِالمئَلِ السَّائِرِ، المُنْجِدِ الغَائِرِ، المُحْكَمِ الأَوْصَافِ، الكَامِلِ العَدْلِ وَالإنْصَافِ، وَهُوَ قَوْلُ أمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا تَنْظُرْ إلَى مَنْ قَالَ، وَانْظُرْ ما قال. فَالفَصَاحَةُ فِي اللَّفْظِ كَالأَبْيَاتِ الَّتِي يَرْوِيْهَا النَّاسُ لِلفَرَزْدَقِ (¬1): [من الطويل] ¬
وَرَكْبٍ كَأنَّ الرِّيْحَ تَطْلُبُ عِنْدَهُمْ ... لَهَا تِرَةً مِنْ جذْبِهَا بِالعَصَايِبِ (¬1) سَرَوا يَخْبِطُوْنَ اللَّيْلَ وَهْيَ تَلُفُّهُمْ ... إلَى شُعَبِ الأكْوَارِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ (¬2) ¬
إِذَا مَا اسْتَدَارُوا وِجْهَةَ الرِّيْحِ أعْصَفَتْ ... تَصُكُّ وُجُوْهَ القَوْمِ بَيْنَ الرَّكَائِبِ إِذَا أنِسُوا نَارًا يَقُوْلُوْنَ لَيْتَهَا ... وَقَدْ خَصرَتْ أيْدِيْهِمْ [نار غالب] (¬1) رَأُوا ضَوْءَ نَارٍ في يَفَاعٍ تَألَّفَتْ ... يُؤَدِّي إِلَيْهَا لَيْلُهَا كُلَّ سَاغِبِ (¬2) تُشَبُّ لِمَقْرُوْرِيْنَ طَالَ سُرَاهُمُ ... إِلَيْهَا وَقَدْ أصغَتْ تَوَالِي الكَوَاكِبِ تَرَى نَسَبًا مِنْ صَادِرِيْنَ وَوُرَّدٍ ... إِذَا رَاكِبٌ وَلَّى أنَاخَتْ بِرَاكِبِ إلَى نَارِ ضَرَّابِ العَرَاقِيْبِ لَا يَنِي ... لَهُ مِنْ غِرَارَي سَيْفِهِ خَيْرُ طَالِبِ (¬3) تُدَرُّ لَهُ الأنْسَاءُ فِي لَيْلَةِ الصَّبَا ... وَتُمْرَى بِهِ اللَّبَّاتُ عِنْدَ التَّرَائِبِ وَكَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ (¬4): [من الطويل] ¬
ألم تعلمي ياميّ أنا وبيننا ... فيافٍ لطرف العين فيهن مطرحُ ذَكَرْتُكِ إذْ مَرَّتْ بِنَا أُمُّ شَادِنٍ ... أمَامَ المَطَايَا تَشْرَئِبُّ وَتَسْنَحُ مِنَ المُؤْلفَاتِ الرَّمْلِ أدْمَاءُ حُرَّةٌ ... شُعَاعُ الضُّحَى فِي مَتْنِهَا يَتَوَضَّحُ . . . . . . . . . . . . صَحْبُهَا ... لنَا وَسَوَادُ اللَّيْلِ قَدْ كَادَ يَجْنَحُ . . . . . . . . . . . . . . . . ... ندَى الطَّلِّ إلَّا أنَّهُ أَمْلَحُ كأنَّ خُزَامى عَالجٍ في ثيابها ... بُعَيْدَ الكَرَى أَوْ فَارَ مِسْكٍ تُذْبَّحُ أبيْتُ على مِثْلِ الأَثَافِي وَبَعْلَهَا ... يَبِيْتُ على مِثْلِ النَّقَا يَتَبَطَّحُ (¬1) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وإبداع المعنى
وَهَذَا النَّمَطُ كَثِيْرٌ في أشْعَارِ الفُصحَاءِ المُجَوِّدِيْنَ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ وَالمُتَأخِّرِيْنَ، فَلْنَرْجِع الآنَ إلَى مَا كُنَّا اشْتَرَطْنَاهُ مِنَ الاختِصَارِ، وَاجْتِنَابِ الإسْهَابِ وَالإكْثَارِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَإِبْدَاعُ المَعْنَى، هُوَ أَنْ يَأْتِي الشَّاعِرُ بِمَعْنًى غَرِيْبٍ لَمْ يُسْبَق إِلَيْهِ، قَدِ اخْتَرَعَتْهُ فِطْنَتُهُ وَابْتَدَعَتْهُ قَرِيْحَتُهُ، يَدْهَشُ لإِنْشَادِهِ السَّامِعُ، وَتَطْرَبُ مِنْ اسْتِطْرَافِهِ المَسَامِعُ، فَيَشْتَرِكُ القَلْبُ وَالسَّمْعُ حِيْنَئِذٍ فِي الالْتِهَاجِ بِهِ. وَأكْثَرُ مَا يُوْجَدُ ذَلِكَ فِي أشْعَارِ المُوَلَّدِيْنَ وَالمُتَأخِّرِيْنَ، لأنَّ أشْعَارَ العَرَبِ المُتَقَدِّمِيْنَ تَعَلَّقَتْ بِالفَصاحَةِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ، وَلَا تَصَنُّعٍ فِي أُسْلُوْبٍ - وَصْفِ المَنَازَلِ وَالرِّيَاحِ، وَالسَّحَابِ وَالنِّيْرَانِ، وَالخَيْلِ وَالافْتِخَارِ، وَمَا نَاسَبَ ذَلِكَ. فَقَلَّ أَنْ يُوْجَدَ فِيْهَا المَعْنَى البَدِيْعُ إلَّا فِي ¬
النَّادِرِ، كَقَوْلِ طَرَفَةَ (¬1): [من الطويل] لَعَمْرُكَ إنَّ المَوْتَ مَا أخْطَأَ الفَتَى ... لَكالطِّوَلِ (¬2) المُرْخَى وَثِنْيَاهُ بِاليَدِ (¬3) فَهَذَا مِنَ التَّشْبيْهِ البَدِيْعِ الوَاقِعِ، وَاللَّفْظِ الرَّائِقِ الرَّائِعِ الَّذِي لَا يُدْرِكُ شَأْوَهُ شَاعِرٌ، وَلَمْ يَتَقَدَّمَهُ مَثَلٌ سَائِرٌ. وَطَرَفَةُ أوَّلُ مَنْ ابْتَكَرَهُ، وَتَبِعَهُ الرَّاعِي، فَقَصَّرَ عَنْهُ، حيثُ قال (¬4): [من الطويل] لَعَمْرُكِ إنَّ المَوْتَ يا أُمَّ سَالِمٍ ... قَرِيْنٌ مُحِيْطٌ حَبْلُهُ مِنْ وَرَائِيَا وَالمُوَلَّدُوْنَ مِنَ الشُّعَرَاءِ غَاصُوا عَلَى المَعَانِي البَدِيْعَةِ الدَّقِيْقَةِ، فَزَيَّنُوْهَا أَلْفَاظهمُ السَّهْلَةَ الرَّقِيْقَةَ. فَمِنْهَا مَا قَامَ البَيْتُ الفَرْدُ بِمَعْنَاهُ البَدِيْع كَقَوْلِ سَعِيْدٍ بن هَاشِمٍ الخَالِدِيِّ يَمْدَحُ سَيْفَ الدَّوْلَةِ بن حمدان وَيَذْكُرُ كَثْرَةَ فَتْكِهِ بَأَعْدَائِهِ وَقَطْعَ رُؤُوْسِ --- الأَسِنَّةِ (¬5): [من الطويل] سَقَيْتَ القَنَا مَاءَ الكلَى سَقْيَ غَارِسٍ ... فقد أَثْمَرَتْ هَام العِدَا في العَوَامِلِ وَكَقَوْلِ أبِي الطَّيِّبِ أحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ المُتَنَبِّيّ (¬6): [من الطويل] ¬
أَزَالَتْ بِكَ الأَيَّامُ عَتْبِي كَأنَّمَا ... بَنُوْهَا لَهَا ذَنْبٌ وَأنتَ لَهَا عُذْرُ وَمِنهُ مَا جَاءَ بِالمَعْنَى البَدِيْعِ البَيْتُ وَأخُوْهُ كَقَوْلِ أبِي تَمَّامٍ (¬1): [من الكامل] وَإذَا أرَادَ اللَّهُ نَشْرَ فَضيْلَةٍ ... طُوِيَتْ أتَاحَ لَهَا لِسَانَ حَسُوْدِ لَوْلَا اشْتِعَالُ النَّارِ فِيْمَا جَاوَرَتْ ... مَا كَانَ يُعْرَفُ طِيْبُ عَرْفِ العُوْدِ (¬2) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
ويتلوهما أصناف البديع
وَيَتْلُوْهُمَا أصْنَافُ البَدِيْعِ: كَصِدْقِ التَّشْبِيْهِ (¬1). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَمُشَاكَلَةِ التَّجْنِيْسِ. ومباينة التطبيق. ووقوع التضمين. وَنُصُوْعِ التَّرْصِيعِ واتزان التَّسْمِيْطِ. وصِحَّةِ التَّقِسِيْمِ. وَمُوَافَقَةِ التَّوْجِيْهِ. وحدة الاستطراد. وَحَلَاوَةِ الاسْتِعَارَةِ. وَلُطْفِ المَخْلَصَ. وَنَظَافَةِ الحَشْوِ. وَالتَّرْدِيْدِ وَالتَّصْدِيْرِ. وَتَأكِيْدِ الاسْتِثْنَاءِ. وَكَمَالِ التَّتْمِيْمِ. والإيغال في التبليغ. وَالإغْرَاقِ فِي الغُلُوِّ. وَمُوَازَاةِ المُقَابَلَةِ. وَوَقُوعِ الحَافِرِ عَلَى الحَافِرِ (¬1). ¬
وَسُهُوْلَةِ التَّسْهِيْمِ. وَدَلَالَةِ التَّتْبِيع. وَالوَحْي وَالإِشَارَةِ وَتَكْرِيْرِهَا. وَبَرَاعَةِ الابْتِدَاءِ. وَتَمْكِيْنِ القَوَافِي. وَالمُلاءَمَةِ بينَ صدْرِ البَيْتِ وَعَجُزِهِ. وَإِرْدَافِ البَيْتِ بِأخِيْهِ. وَإشْبَاعِ المَعْنَى بِأوْجَزِ لَفْظٍ. وَخُلُوْصِ السَّبْكِ (¬1). ¬
أما صدق التشبيه،
وَذَلِكَ مِمَّا تَنْقَطِعُ دُوْنَ إدْرَاكِهِ الأنْفَاسُ، وَتَبْطُلُ قَبْلَ بُلُوْغِ نِهَايَتِهِ الحَوَاسُّ. أَمَّا صِدْقُ التَّشبِيْهِ، فَإنَّهُ نِهَايَةُ حِذْقِ الشَّاعِرِ، وَالعَقَبَةُ الَّتِي إِنْ جَاَزَهَا، لَحِقَ بِالمُجِيْدِيْنَ، وَإِنْ قَصَّرَ عَنْهَا، تَخَلَّفَ بِالكَثيْرِ مِنَ المُقَصِّرِيْنَ؛ لأنَّ كَافَ التَّشْبِيْهِ يَسْهُلُ اسْتِلَابُهَا فِي اللَّفْظِ عَلَى الشَّاعِرِ. فَإذَا طُوْلبَ بِرَدِّ الجَّوَابِ عَنْهَا، اسْتَصعَبَ ما اسْتَسْهَلَ وَهُنَالِكَ يُنْصَرُ أَوْ يُخْذلُ. وَالتَّشْبِيْهُ عَلَى ضُرُوْبٍ: فَمِنْهُ تَشْبِيْهُ العِيَانِ وَالتَّأمُّلِ (¬1)، وَهُوَ أَن يُشَبَّهَ الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ، فَيَكُوْنَ كَأنَّهُ هُوَ. ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَتَشْبِيْهُ الحِسِّ وَالتَّخَيُّلِ (¬1)، وَهُوَ تَشْبِيهُ الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ، فَيَكُوْنُ مَحْسُوْسًا شَبِيْهَهُ ¬
بِالمَعْنَى، وَتَشْبِيْهُ التَّكْثيْرِ (¬1). . . . ¬
وَالتَّعْظِيْمِ (¬1)، وَهُوَ أَنْ يُشَبَّهَ الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ فَيَكُوْنَ شَبِيْهَهُ فِي الكَثْرَةِ وَالعِظَمِ، ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
فَتَشْبِيْهُ العيَانِ وَالتَّأَمُّلِ كَقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ (¬1): [من الطويل] كَأنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ رَطْبًا وَيَابِسًا ... لَدَى وَكْرهَا العُنَّابُ وَالحَشَفُ البَالِي (¬2) وَكَقَوْلِهِ أيْضًا (¬3): [من الطويل] كَأنَّ عُيُوْنَ الوَحْشِ حَوْلَ خِبَائِنَا ... وَأرْجُلَنَا الجَزعُ الَّذِي لَمْ يُثَقَّبِ وَكَقَوْلِ القَاضِي الأرَّجَانِيِّ (¬4): [من الكامل] وَإذَا بَكَى أبْصَرْتَ جَامِدَ دَمْعِهِ ... في الهدبِ منه كلؤلؤٍ في مِثْقَبِ وَتَشْبِيْهُ الحسِّ وَالتَّخَيُّلِ، كَقَوْلِ مُحَمَّد بن يَزيْدَ بن مَسلمةَ بن عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَان: [من الكامل] وَالجَدْيُ كالفَرَسِ الحِصانِ شَدَدْتَهُ ... بِالسَّرْجِ إلا أنَّهُ لا يَصْهِلُ ¬
وَكَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ يَصفُ طُلُوعَ الفَجْرِ (¬1): [من الطويل] وَقَدْ لَاحَ لِلسَّارِي الَّذِي كَمَنَ السُّرَى ... عَلَى أُخْرَيَاتِ اللَّيْلِ فَتْقٌ مُشَهَّرُ كَمِثْلِ الحِصَانِ الأنْبَطِ البَطْنِ قَائِمًا ... تَمَايَلَ عَنْهُ الجُّلُّ وَاللَّوْنُ أشْقَرُ وَتَشْبِيْهُ التَّكْثِيْرِ، كَقَوْلِ امْرِيءِ القَيْسِ يَصِفُ فَرَسًا (¬2): [من المتقارب] لَهَا مَنْخِرٌ كَوِجَارِ الضِّبَاعِ ... فَمِنْهُ تُرِيْحُ إِذَا تَنْبَهِرْ لَهَا عُنُقٌ مِثْلُ جِذْعِ السَّحُوْقِ ... جَاءَ بِهِ عَايِصٌ مُعْتَمِرْ لَهَا حَافِرٌ مثل قعب الوَلِيْدِ ... رُكِّبَ فِيْهِ وَظِيْفٌ عَجِرْ وَكَقَوْلِ أبِي تَمَّامٍ (¬3): [من البسيط] كَالغَيْثِ إِنْ جِئْتهُ وَافَاكَ رَيِّقُهُ ... وَإِنْ تَرَحَّلْتَ عَنْهُ كَانَ فِي الطَّلَبِ وَقَدْ اسْتَكْثَرَتِ الشُّعَرَاءُ مِنَ التَّشْبِيْهِ، وَتَفَنَّنَتْ بِأَلْفَاظِهَا وَقَرَائِحَهَا فِيْهِ، وَلَمْ يَخْلُ شِعْرٌ قَدِيْمٌ، وَلَا حَدِيْثٌ مِنْهُ، وَهَأنَا ذَاكِرٌ لُمعًا مِنْ مَحَاسِنِهِ الَّتِي وَقَعَ الإِجْمَاعُ عَلَى أنَّهَا أبْدَعُ مَا قِيْلَ فِيْهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ الأصْمَعِيُّ: اسْتَدْعَانِي الرَّشِيْدُ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي، وَقدْ انْصرَمَتْ قِطْعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَرَاعَتْنِي رُسُلُهُ، وَلَمْ أفتأ أَنْ مَثَلْتُ بِحَضرَتِهِ، وَإذَا فِي المَجْلِسِ يَحْيَى بن خَالِدٍ، وَجَعْفَرٌ وَالفَضْلُ. فَلَمَّا لَحَظَنِي الرَّشِيْدُ، اسْتَدْنَانِي، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، وَتَبَيَّنَ مَا لَبسَنِي مِنَ الوَجَلِ فَقَالَ: لِيُفْرِخْ رَوْعُكَ، فما أرَدْثُكَ إلَّا لِمَا يُرَادُ لَهُ مِثْلِكَ. فَمَكَثْتُ هُنَيْهَةً إلَى أَنْ ثَابَتْ إِلَيَّ نَفْسِي بَعْدَ أَنْ كَادَتْ تَطِيْرُ شَعَاعًا فَقَالَ: إنِّي نَازَعْتُ هَؤُلَاءِ، وَأوْمَأَ إلَى يَحْيَى وَجَعْفَرٍ وَالفَضلُ - قالت العَرَبُ فِي التَّشْبِيْهِ، وَلَمْ يَقَعْ إجْمَاعُنَا عَلَى بَيْتٍ يَكُونُ -- غَيْره، فَأرَدْنَاكَ لِفَصلِ هَذِهِ القَضيَّةِ وَاجْتِنَاءِ ثَمَرَة الخِطَارِ فِيْهَا. فَقُلْتُ: يا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، إنَّ التَّعْيِيْنَ عَلَى بَيْتٍ وَاحِدٍ فِي نَوْعٍ قَدْ تَوَسَّعَتْ فِيْهِ ¬
العَرَبُ الشُّعَرَاءُ وَنَصبَتْهُ مَعْلَمًا لأَفْكَارِهَا، وَمَسْرَحًا لِخَوَاطِرِهَا لَبَعِيْدٌ أَنْ يَقَعَ النَّصُّ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ أحْسَنُ النَّاسِ تَشْبِيْهًا امْرُؤُ القَيْسِ قال: فِيْمَ قُلْتُ في قَوْلِهِ (¬1): كَأنَّ عُيُوْنَ الوَحْشِ حول خبائنا. . . . البَيْتُ وَقَوْلِهِ (¬2): [من الطويل] كَأنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ رَطْبًا وَيَابِسًا وَقَوْلِهِ (¬3): [من الطويل] سَمَوْتُ لَهَا مِنْ بَعْدِ مَا نَامَ أهْلُهَا ... سُمُوَّ حَبَابِ المَاءِ حَالًا عَلَى حَالِ قَالَ: فَالْتَفَتَ إلَى يَحْيَى، فَقَالَ هَذِهِ وَاحِدَةٌ، قَدْ نَصَّ عَلَى أنَّ امْرَئ القَيْسِ أبْرَعُ النَّاسِ تَشْبيْهًا. فَقَالَ يَحْيَى: هِيَ لَكَ يا أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. ثُمَّ قَالَ لِي الرَّشِيْدُ: فَمَا أبْرَعُ تَشْبِيْهَاتِهِ عِنْدَكَ؟ ، قُلتُ: قَوْلهُ يَصفُ فَرَسًا (¬4): [من المتقارب] كَأَنَّ تَشَوُّفَهُ بِالضُحَى ... تَشَوُّفُ أزْرَقَ ذِي مخْلَبِ إِذَا بُزَّ عَنْهُ جِلَالٌ لَهُ ... تَقُوْلُ سَلِيْبٌ وَلَمْ يُسْلَبِ فَقَالَ الرَّشِيْدُ: هَذَا حَسَنٌ وَأحْسَنُ مِنْهُ قَوْلُهُ (¬5): [من الطويل] فَرُحْنَا بِكَآبِنِ المَاءِ يُجنَبُ وَسْطَنَا ... تَصَعَّدُ فِيْهِ العَيْنُ طُوْرًا وَتَرْتَقِي (¬6) ¬
فَقَالَ جَعْفَرٌ: يَا أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، مَا هَذَا هُوَ التَّحْكِيْمُ. فَقَالَ الرَّشِيْدُ فَكَيْفَ؟ قَالَ: يَذْكُرُ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ مَا كَانَ اخْتِيَارُهُ وَقَعَ عَلَيْهِ وَنَذْكُرُ مَا اخْتَرْنَاهُ وَيَكُوْنُ الحُكْمُ وَاقِعًا مِنْ بَعْدُ. فَقَالَ الرَّشِيْدُ: أمرَضتَ؟ قَالَ الأصمَعِيُّ: فَاسْتَحْسَنتهَا. فَقَالَ الرَّشِيْدُ: بَلْ يَبْدَأُ يَحْيَى. فَقَالَ يَحْيَى: أشْعَرُ النَّاسِ تَشْبِيْهًا النَّابِغَةُ فِي قَوْلهِ (¬1): [من الكامل] نَظَرَتْ إِلَيْكَ بِحَاجَةٍ لَمْ تَقْضهَا ... نَظَرَ المَرِيْضِ إلَى وُجُوْهِ العُوَّدِ وَفِي قَوْلهِ (¬2): [من الطويل] فَإنَّكَ كَاللَّيْلِ الَّذِي هُوَ مُدْرِكِي ... وَإِنْ خِلْتُ أنَّ المُنْتَأَى عَنْكَ واسِعُ ¬
وَفِي قَوْلِهِ (¬1): [من البسيط] مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مَوْشِيٌّ أَكَارِعُهُ ... طَاوِي المَصيْرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَردِ قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: أمَّا تَشْبيْهُهُ مَرَضَ الطَرْفِ، فَحَسَنٌ إلَّا أنَّهُ قَدْ هَجَّنَهُ بِذِكْرِ العِلَّةِ، وَتَشْبِيْهِ المَرْأةِ بِالعَلْيِلِ، وَأحْسَنُ مِنْهُ قَوْلُ عَدِّيِ بن الرّقَاعِ (¬2): [من الكامل] وَكَأنَّهَا بَيْنَ النِّسَاءِ أعَارَهَا ... عَيْنَيْهِ أحْوَرُ مِنْ جَآذِرِ جَاسِمِ وَسْنَانُ أقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرَنَّقَتْ (¬3) ... فِي عَيْنهِ سِنَةٌ وَلَيْسَ بِنَائِمِ وَأمَّا تَشْبيْهُ الإِدْرَاكِ بِاللَّيْلِ، فَقَدْ تَسَاوَى اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ فِيْمَا يُدْرِكَانِهِ. وَإِنَّمَا كَانَ مِنْ سَبيْلِهِ أَن يَأتِي بِمَا لَيْسَ لَهُ قَسِيْمٌ حَتَّى يَأْتِيَ بِمَعْنى يَنْفَرِدُ بِهِ وَلَو شَاءَ قائل أن يقول: إن قولَ النميري فِي هَذَا المَعْنَى أحْسَنُ لَوَجَدَ مَسَاغًا إلَى ذَلِكَ حَيْثُ يقول (¬4): فَلَوْ كنتُ بالعَنْقَاء أو بِيَسُومِها ... لَخِلْتُكَ إلَّا أنَّ تَصُدَّ تَرَانِي (¬5) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَأمَا قَوْلِهِ: طَاوِي المَصِيْرِ كَسَيْفِ الصَّقَيْلِ الفَردِ فَالطِّرِمَاحُ أحَقُّ بِهَذَا المَعْنَى، لأنَّهُ أخَذَهُ فَجَوَّدَهُ، وَزَادَ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ النَّابِغَةُ افْتَرَعَهُ وَهُوَ (¬1): [من الكامل] يَبْدُو وَتُضمِرُهُ البِلَادُ كَأنَّهُ ... سَيْفٌ عَلَى شَرَفٍ يُسَلُّ وَيُغْمَدُ (¬2) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
فَقَدْ جَمَعَ فِي هَذَا البَيْتِ اسْتِعَارَةً لَطِيْفَةً بِقَوْلهِ: وَتُضمِرُهُ، وَتَشْبيْهَ اثنيْنِ بِاثنيْنِ يَبْدُو وَيَخْفَى، وَيُسَلُّ وَيُغْمَدُ، وَجَمَعَ حُسْنَ التَّقْسِيْمِ، وَصحَّةَ المُقَابلَةِ. قَالَ الأَصمَعِيُّ: فَاسْتَبْشَرَ الرَّشِيْدُ، وَبَرَقَتْ أسَارِيْرُ وَجْهِهِ حَتَّى خِلْتُ بَرْقًا يُوْمِضُ مِنْهَا، وَقَالَ لِيَحْيَى: نَضَلْتُكَ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، وَامْتُقعَ لَوْنُهُ فَكَأَنَّ الرَّمَادَ ذُرَّ عَلَى ¬
وَجْهِهِ، فَقَالَ الفَضْلُ: لَا تَعْجَلَ يا أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ حَتَّى أُمِرَّ مَا قُلْتُهُ بَسَمْعِهِ، فَقَالَ: قُلْ. فَقَالَ الفَضْلُ: أَحْسَنُ النَّاسِ عِنْدِي تَشْبِيْهًا طَرَفَةُ فِي قَوْلِهِ (¬1): [من الطويل] يَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيزُوْمُهَا بِهَا ... كَمَا قَسَمَ التُّربَ المُفَايِلُ بِاليَدِ (¬2) ¬
وَفِي قَوْلِهِ (¬1): وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ حَلَّتْ ردَاءهَا ... عَلَيْهِ نَقِيِّ اللَّوْنِ لَمْ يَتَخَدَّدِ (¬2) وَفِي قَوْلِهِ (¬3): لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوْتَ مَا أخطَأَ الفَتَى ... لَكالطُّوَلِ المُرخَى وَثِنْيَاهُ بِاليَدِ قَالَ الأَصمَعِيُّ: فَقُلْتُ هَذَا كُلُّهُ حَسَنٌ، وَغَيْرُهُ أحْسَنُ مِنْهُ، وَقَدْ شَرِكهُ فِي هَذَا المَعْنَى جَمَاعَةٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ. وَبَعْدُ فَطَرَفهُ صَاحِبُ وَاحِدَةٍ لَا يُقْطَعُ بِقَوْلِهِ عَلَى التَّجَوُّزِ، وَإِنَّمَا يُعَدُّ مِنْ أَصْحَابِ الوَاحِدَةِ. قَالَ: وَمَنْ أَصْحَابُ الوَاحِدَةِ؟ قُلْتُ: الحَارَثُ بن حِلِّزَةَ فِي قَوْلِهِ (¬4): [من الخفيف] آذَنَتْنَا بِبَيْنِها أسْمَاءُ ... ربّ ثاوٍ يملُّ منه الثواءُ وَالأسْعَرُ الجُعْفِيُّ فِي قَصِيْدَتِهِ الَّتِي أوَّلُهَا (¬5): [من الكامل] ¬
هَلْ بَانَ قَلْبُكَ مِنْ سُلَيْمَى فَاشْتَفَى ... وَلَقَدْ غَنِيْتَ بِحُبِّهَا فِيْمَا مَضَى وَالأفْوَهُ الأوْدِيُ فِي قَوْلِهِ (¬1): [من الرمل] إِنْ تَرَى رَأسِي فِيْهِ قَرَعٌ ... وَشَوَاتِي خَلَّةٌ فِيْهَا دَوَارُ وَعَلْقَمَةُ بن عَبَدَةَ فِي قَوْلِهِ (¬2): [من الطويل] طَحَا بِكَ قَلْبٌ فِي الحِسَانِ طَرُوْبُ ... بُعَيد الشباب عصر حان مَشيبُ (¬3) وَسُوَيْدُ بنُ أبِي كَاهِلٍ فِي قَوْلِهِ (¬4): [من الرمل] بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْلَ لنَا ... فَوَصَلْنَا الحَبْلَ مِنْهَا فَاتَّسَعْ وَعَمْرُو بن كُلْثُومٍ فِي قَوْلِهِ (¬5): ألَا هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا ... ولا تبقي خمور الأندرينَا وَعَمْرُ بنُ مَعْدِيْكَرِبَ فِي قَوْلِهِ (¬6): [من الوافر] أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدَّاعِي السَّمِيْعِ ... يُؤَرِّقُنِي وَأصْحَابِي هُجُوْعُ قَالَ: فَاستَحَقَّتْ الرَّشِيْدَ الأرْيَحِيَّةُ، وَقَالَ: ادْنُهُ، فَإنَّكَ جَحِيْشُ وَحْدِكَ. قَالَ: فَزَادَ فِي عَيْنِي نُبْلًا. قَالَ جَعْفَرُ مُتَمَثِّلًا (¬7): [من الرجز] لَبِّثْ قَلِيْلًا يَلْحَقِ الهَيْجَا حَمَل ¬
يُعَرِّضُ بِأنَّهُ قَدْ يَجُوْزُ أَنْ يُدْرِكَ هُوَ مَا يُحَاوِلُهُ. قَالَ الرَّشِيْدُ: فَاتَتْكَ وَاللَّهِ السَّوَابِقُ وَجِيْبَ كيْتًا ذَا رَوَايِلَ أرْبَعِ (¬1). ¬
قَالَ: وَرَأَيْتُ الحَمِيَّةَ فِي وَجْهِهِ. فَقَالَ جَعْفَرٌ عَلَى - حِلْمِكَ يا أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: أَفَتَرَاهُ يَسَعُ غَيْرَكَ ويَضِيقُ عَنْكَ؟ قَالَ: جَعْفَرُ: لَمسْتُ أنُصُّ عَلَى شَاعِرٍ وَاحِدٍ أنَّهُ أحْسَنُ بَيْتًا وَاحِدًا تَشْبِيْهًا، وَلَكِنْ قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ (¬1): [من الطويل] كَأَنَّ غُلَامِي إذ عَلَا حَالَ مَتْنِهِ ... عَلَى ظَهْرِ بَازٍ فِي السَّمَاءِ مُحَلِّقِ ¬
وَقَوْلُ عَدِيِّ بن الرِّقَاعِ (¬1): [من الكامل] يَتَعَاوَرَانِ مِنَ الغُبَارِ مُلَاءةً ... غَبْرَاءَ مُلْحِمَةً هُمَا نَسَجَاهَا تُطْوَى إِذَا وَرَدَا مَكَانًا جَاسِيًا ... فَإِذَا السَّنَابِكُ أسْهَلَتْ نَشَرَاهَا وَقَوْلُ النَّابِغَةِ (¬2): [من الطويل] فَإِنَّكَ شَمْسٌ وَالمُلُوكُ كَوَاكِبٌ ... إِذَا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنْهُنَّ كَوْكَبُ قَالَ الأَصمَعِيُّ: فَقُلْتُ: هَذَا كُلُّهُ حَسَنٌ بَارِعٌ، وَغَيْرُهُ أبْرَعُ مِنْهُ، وَإِنَّمَا يَحْتَاجُ أَنْ يَقَعَ التَّعْيِيْنُ عَلَى مَا افْتَرَعَهُ قائِلُهُ، فلم يَتَعَرَّضَ لَهُ أَوْ تَعَرَّضَ لهُ شَاعِرٌ بَعْدَهُ فوقع دونه، فَأمَّا قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ (¬3): [من الطويل] عَلَى ظَهْرِ بَازٍ فِي السَّماءِ مُحَلِّقِ فَمِنْ قَوْلِ أبِي دُوَادٍ (¬4): [من المتقارب] إِذَا شَاءَ رَاكِبُهُ ضمَّهُ ... كَمَا ضمَّ بَازٌ إِلَيْهِ الجَنَاحَا وَأمَّا قَوْلُ عَدِيِّ (¬5): يَتَعَاوَرَانِ مِنَ الغُبَارِ مُلَاءةً فَمِنْ قَوْلِ الخَنْسَاءِ (¬6): [من الطويل] جَارَى أبَاهُ فَأقْبَلَا وَهُمَا ... يَتَعَاوَرَانِ مُلَاءةَ الحُضْرِ ¬
وَأَوَّلُ مَنْ نَطَقَ بِهَذَا المَعْنَى شَاعِرٌ جَاهِلِيٌّ قَدِيْمٌ عُقَيْلِيٌّ فَقَالَ (¬1): [من الطويل] ألَا يَا دِيَارَ الحَيِّ بِالبَرَدَانِ ... عَفَتْ حِجَجُ بَعْدِي لَهُنَّ ثَمَانِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ غَيْرُ نُؤْيٍ مُهَدَّمٍ ... وَغَيْرُ أثَافٍ كَالرَّكِيِّ دِفَانِ وَآثَارُ هَابٍ أوْرَقَ اللَّوْنِ سَافَرَتْ ... بِهِ الرِّيْحُ وَالأَمْطَارُ كُلَّ مَكَانِ قِفَارٍ مَرُوْرَاتٍ يَحَارُ بِهَا القَطَا ... وَيُضْحِي بِهَا الجَاآنِ يعتركانِ يُثِيْرَانِ مِنْ نَسجِ العَجَاجِ عَلَيْهِمَا ... قَمِيْصَيْنِ أَسْمَالًا ويرتديانِ (¬2) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَقَدْ شَارَكَ عَدِيًّا أَبُو النَّجْمِ، وَأوْرَدَهُ فِي أخْصَرِ لَفْظِ، فَقَالَ يَصِفُ عَيْرًا أَوْ أتَانًا، وَمَا أثَارَاهُ مِنْ عَدْوِهِمَا (¬1): [من الرجز] أَلْقَى بِجَنْبِ القَاعِ مِنْ حِيَالِهَا ... سِرْبَالَهُ وَانْشَامَ فِي سِرْبَالِهَا وَأمَّا قَوْلُ النَّابِغَةِ: فَإِنَّكَ شَمْسٌ. . . فَقَدْ تَقَدَّمَهُ شَاعِرٌ قَدِيمٌ مِنْ شُعَرَاءِ كِنْدَةَ يَمْدَحُ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ، وَهُوَ أحَقُّ بِهِ مِنَ النَّابِغَةِ؛ إِذْ كَانَ أَبَا عُذْرِهِ وَهُوَ (¬2): [من الطويل] تَكَادُ تَمِيْدُ الأَرْضُ بِالنَّاسِ أنْ رَأوا ... لَعَمْرِو بن هِنْدٍ غَضْبَةً وَهُوَ عَاتِبُ هُوَ الشَّمْسُ وَافَتْ يومَ سَعْدٍ فَأَفْضَلَتْ ... عَلَى كُلِّ ضَوْءٍ والمُلُوْكُ كَوَاكِبُ قَالَ الأَصمَعِيُّ: فَكَأنَيّ وَاللَّهِ أَلقَمْتُ جَعْفَرًا حَجَرًا، وَاهْتَزَّ الرَّشِيْدُ مِنْ فَوْقِ سَرِيْرِهِ أشَرًا، وَكادَ يَطِيْرُ عُجْبًا وَطَرَبًا، وَقَالَ: للَّهِ دَرُّكَ يا أصمَعِيُّ اسْمَعِ الآنَ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اختياري. قُلْتُ: لِيَقُلْ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أحْسَنُ اللَّهُ تَوْفِيْقَهُ. فَقَالَ: عَيَّنْتُ عَلَى ثَلَاثَةِ أشْعَارٍ، أُقْسِم بِاللَّهِ إنَّنِي أمْلِكُ قَصَبَ السَّبْقِ بِأحَدِهَا. ¬
فَقَالَ يَحْيَى: خَفِّضْ عَلَى هِمَّتِكَ يا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، فَأبَى اللَّهُ أَنْ يَكُونَ السَّبْقُ إلَّا لَكَ. قَالَ الرَّشِيْدُ: أتَعْرِفُ يا أصمَعِيُّ تَشْبيْهًا أفْخَمَ وَأعْظَمَ فِي أحْقَرَ مُشَبَّهٍ وَأصْغَرَ بَرَزَ فِي أحْسَنِ معْرَضٍ مِنْ قَوْلِ عَنْترَةَ (¬1) الَّذِي لَمْ يَسْبِقهُ إِلَيْهِ سَابِقٌ، وَلَا نَازَعَهُ بَعْدَهُ مُنَازعٌ، وَلَا طَمعَ فِي مُجَارَاتِهِ فِيْهِ طَامِع، شَبَّهَ ذُبَابَ الرَّوْضِ العَازِبَ فِي قَولِهِ (¬2): [من الكامل] وَخَلَا الذُّبَابُ بِهَا فَلَيْسَ بِبَارِحٍ ... غَرِدًا كَفِعْلِ الشَّارِبِ المُتَرَنِّمِ هَزِجًا يَحُكُّ ذِرَاعَهُ بِذِرَاعِهِ ... قَدْحَ المُكِبِّ عَلَى الزِّنَادِ الأجْذَمِ (¬3) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
ثُمَّ قَالَ: يا أصْمَعِيُّ هَذَا مِنَ التَّشْبِيْهَاتِ العُقْمِ (¬1) الَّتِي لَا تُنْتَهَج. قُلْتُ: هُوَ كَذَلِكَ يا أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. وَبِمَجْدِكَ آلَيْتُ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا وَصَفَ شِعْرًا أحْسَنَ مِنْ هَذِهِ الصِّفَةِ، وَلَا استَطَاعَ بُلُوْغَ هَذِهِ الغَايَةِ. قَالَ: مَهْلًا لَا تَعْجَل أتَعْرِفُ أحْسَنَ مِنْ قَوْلِ الحُطَيْئَةِ يَصِفُ لُغَامَ نَاقَتِهِ، أَوْ تَعْلَمُ أحَدًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ شَبَّهَ تَشْبِيْهَهُ حَيْثُ يَقُوْلُ (¬2): [من الطويل] تَرَى بَيْنَ لَحْيَيْهَا إِذَا مَا تَزَغَّمَتْ ... لُغَامًا كَبَيْتِ العَنْكَبُوْتِ المُمَدَّدِ (¬3) فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ أحَدًا تَقَدَّمَهُ، أَوْ أَشَارَ إلَى هَذَا التَّشْبِيْهِ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ. قَالَ: أتَعْرفُ أبْدَعَ أَوْ أوْقَعَ مِنْ تَشْبِيْهِ الشَّمَّاخِ لِنَعَامَةٍ سَقَطَ رِيْشُهَا، وَبَقِيَ أثَرَهُ فِي قَوْلِهِ (¬4): [من البسيط] كَأَنَّمَا مُنْثَنَى أقْمَاعِ ما مَرَطَتْ ... مِنَ العِفَاءِ بِلِيتَيْهَا ثَآلِيلُ (¬5) ¬
فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ. فَالْتَفَتَ إلَى يَحْيَى فَقَالَ: أوجِب. قَالَ: وَجَبَ. قَالَ: أَفَأَزِيْدُكَ؟ قَالَ: وَأَيُّ خَيْرٍ لَمْ يَزِدْنِي مِنْهُ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ؟ قَالَ: قَوْلُ النَّابِغَةِ (¬1): [من الطويل] رَمَى ضَرْعَ نَابُ واسْتَقَلَّتْ بِطَعْنَةٍ ... كَحَاشِيَةِ البُرْدِ اليَمَانِي المُسَهَّمِ تُمَّ التفَتَ إلَى الفَضْلِ، فقال: أوجِب؟ قَالَ: وَجَبَ. قَالَ: أَفَأَزِيْدُكَ؟ قَالَ: ذَاكَ إلَى أمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: وقالَ الأَعْرَابِيُّ (¬2): [من الطويل] بِهَا ضرْبُ أنْدَابِ العَطَايَا كَأنَّهَا ... مَلَاعِبُ وِلْدَانٍ تُحَطُّ وَتُمْصَعُ ثُمَّ التفَتَ إلَى جَعْفَرٍ قَالَ: أوْجِبْ. قَالَ: وَجَبَ: قَالَ: أَفَأَزِيْدُكَ؟ قَالَ: لأمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُلُوُّ الرَّأي. قَالَ: قَوْلُ عَدِيِّ بن الرِّقَاعِ (¬3): [من الكامل] ¬
تُزْجِي أغَنَّ كَأَنَّ إبْرَةَ رَوْقِهِ ... قَلَمٌ أَصَابَ مِنَ الدَّوَاةِ مِدَادَهَا (¬1) قَالَ الأَصْمَعِيُّ: يا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ هَذَا بَيْتٌ حَسَدَ عَدِيًّا عَلَيْهِ جَرِيْرٌ. قال: وَكِيْفَ ذَاكَ؟ ، قَالَ: زَعَمَ أَبُو عَمْرٍو أنَّ جَرِيْرًا قَالَ لَمَّا ابْتَدَأَ عَدِيُّ بن الرِّقَاعِ يُنشِد: [من الكامل] عَرَفَ الدِّيَارَ تَوَهُّمًا فَاعْتَادَهَا قُلْتُ فِي نَفْسِي: قَدْ رَكِبَ مَرْكَبًا صَعْبًا سَيُبْدِعُ فِيْهِ، فَمَا زَالَ يَتَخَلَّصُ مِنْ حَسَنٍ إلَى حَسَنٍ حَتَّى قَالَ: تُزْجِي أغَنَّ كَأنَ إبْرَةَ رَوْقِهِ. قَالَ: فَرَحِمْتُهُ، وَظنَنْتُ أنَّ مَادَّتَهُ سَتَقْصُرُ بِهِ فَلَمَّا قَالَ: [من الكامل] قَلَمٌ أصَابَ مِنَ الدَّوَاةِ مِدَادَهَا حَالَتْ الرَّحْمَةُ حَسَدًا (¬2). فَقَالَ الرَّشِيْدُ: للَّهِ دَرُّكَ يا أصمَعِيُّ (¬3)، ثُمَّ أطْرَقَ، وَرَفَعَ رَأسَهُ وَقَالَ: أتُرَاكَ ¬
تَغْبنُنِي عَقْلِي بِانْحِطَاطِكَ فِي هَوَايَ؟ فَقُلْتُ: كَلَّا يا أمِيرَ المُؤْمِنِيْنَ إنَّكَ لتَجِلُّ عَنِ الحَرشِ (¬1). قَالَ: انْظُرْ حَسَنًا. قُلْتُ: قَدْ نَظَرْتُ. قَالَ: السَّبْقُ لِمَنْ؟ قُلْتُ: لأمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: أسْهَمْتُ لَكَ فِيْهِ العُشْرَ وَالعُشْرُ كَثِيْرٌ، ثُمَّ رَمَى بِطَرْفِهِ إلَى ¬
يَحْيَى، وَقَالَ: المَالَ السَّاعَةَ، وَأَوْلَى لَكَ (¬1). قَالَ: فَمَا كَانَ إِلَّا هُنَيْهَةً حَتَّى نُضِّدَتْ البُدُوْرُ (¬2) بَيْنَ يَدَيْهِ إلَى أَنْ كَادَتْ تَحُوْلَ بَيْني وَبَيْنَهُ، وَرَأَيْتُ ضَوْءَ الصبْحِ قَدْ ¬
غَلَبَ عَلَى ضَوْءِ الشَّمْعِ، فَأَشَارَ إِلَى خَادِمٍ عَلَى رَأسِهِ أَنْ مَكِّنْهُ، وَقَالَ: هِيَ ثَلَاثَةُ آلَافِ ألْفِ دِرْهَمٍ، فَدُوْنَكَ فَاحْتَمِلْ ثَلَاثِيْنَ - وَانْصَرِفْ بِهَا إِلَى مَنْزِلِكَ، وَنَهَضَ مِنْ مَجْلِسِهِ، وَأمَرَ الخَدَمِ بِمُعَاوِنَتِي عَلَى - حَمْلِهِ فَاحْتَمَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بَدْرَةً لَا يَكَادُ يُقِلُّهَا، فَكَانَتْ أَسْعَدَ ليْلَةٍ ابْتَسَمَ الصَّبَاحُ فِيْهَا عَنْ نَاجِذِ الغِنَى. أخْبَرَ أَبُو عُمَرَ عَنْ ثَعْلَبٍ عَنِ أبِي نَصرٍ عَنِ الأَصْمَعِيِّ. قَالَ: أجْمَعَ أَبُو عَمْرُو بن العَلَاءِ وَخَلَفٌ الأحْمَرُ وَيُوْنسٌ، وَهَؤُلَاءِ أهْلُ العِلْمِ بِالشِّعْرِ، عَلَى أنَّ التَّشْبِيْهَاتِ العُقْمَ الَّتِي انْفَرَدَ بِهَا أصحَابُهَا، وَلَمْ يَشرِكهُم أحْدٌ فِيْهَا مِمَّنْ تَقَدَّمَ وَلَا مِمَّنْ تأخَّرَ أَبْيَاتٌ مَعْدُوْدَةٌ أحَدُهَا قَوْلُ عَنْتَرَةَ فِي تَشْبِيْهِ حَنَكِ الغُرَابِ (¬1): [من الكامل] ظَعَنَ الَّذِينَ فرَاقَهُمْ أتَوَقَّعُ (¬2) ... وَجَرَى بِبَيْنِهمُ (¬3) الغُرَابُ الأَبْقَعُ خَرِقُ (¬4) الجَنَاحِ كَأَنَّ لَحْيَيْ رَأسِهِ ... جَلْمَانُ بِالأَخْبَارِ هَشٌّ مُوْلَعُ ¬
وَقَوْلُ عَدِيّ بن الرِّقَاعِ فِي تَشْبِيْهِ قَرْنِ الظَّبْي (¬1): [من الكامل] تُزْجِي أغَنَّ كَأَنَّ إبْرَةَ رَوْقِهِ وَقَوْلُ الرَّاعِي (¬2) يَصِفُ قَانِصًا جَعْدَ الرَّأسِ، وَسِخَ الثِّيَابِ (¬3): [من الكامل] وَكَأنَّ فَرْوَةَ رَأسِهِ مِنْ شَعْرِهِ ... زُرِعَتْ فَأَنْبَتَ جَانِبَاهَا فُلْفُلَا وَقَوْلُ بِشْرِ بن أبِي خَازِمٍ يُشَبِّهُ عُرُوْقَ الأَرْطَى إِذَا حَفَرَ أصْلَهُ الثَّوْرُ بِأظْلَافِهِ (¬4): [من الطويل] يُثِيْرُ وَيُبْدِي عَنْ عُرُوقٍ كَأنَّهَا ... أعِنَّةُ خَرَّازٍ تُخَطُّ وَتُبْشَرُ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحُ فِي وَصْفِ النَّعَامِ (¬5): [من الكامل] مُجْتَابُ شَمْلَةِ بُرْجُدٍ لِسَرَاتِهِ ... قَدَرًا وَأَسْلَمَ مَا سِوَاهُ البُرْجُدُ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ فِي تَشْبِيْهِ اللَّيْلِ، وَلَمْ يَقلْ أحَدٌ فِي هَذَا المَعْنَى قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلُهُ؛ لأنَّهُمْ قَدْ شَبَّهُوا اللَّيْلَ بِالطَّيْلَسَانِ فِي خُضْرَتهِ، وَأمْوَاجِ البَحْرِ وَغَيْرَ ذَلِكَ (¬6): [من الطويل] وَلَيْلٍ كَجِلْبَابِ العَرُوْسِ ادَّرَعْتُهُ ... بِأرْبَعَةٍ وَالشَّخْصُ فِي العَيْنِ وَاحِدِ ¬
أجَمُّ عِلَافِيٌّ وَأبْيَضُ صَارِمٌ ... وَأعْيَسُ مَهْرِيٌّ وَأرْوَعُ مَاجِدُ (¬1) وَقَوْلُ مُضَرِّسِ بن رِبْعِيٍّ فِي صِفَةِ النَّعَامَةِ أيْضًا (¬2): [من الكامل] صَفراءُ عارَيةُ الأَكَارِعِ رَأسُهَا ... مِثْلُ المُدَقِّ وَرَأسُهُ كَالمِسْرَدِ قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَمِنَ التَّشْبِيْهَاتِ الَّتِي سَبَقَ بِهَا قَائِلُوْهَا وَقَصَّرَ عَنْهَا طَالِبُوْهَا وَلَمْ يَتَعَرَّض لَهَا أحَدٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ قَوْلُ النَّابِغَةِ يَصِفُ العِقْبَانَ (¬3): [من الطويل] تَرَاهُنَّ خَلْفَ القَوْمِ زُوْرًا عُيُونُهَا ... جُلُوْسَ الشُّيُوْخِ فِي مُسُوْكِ الأرَانِبِ (¬4) ¬
وَقَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بن الزّبَيْرِ (¬1) الأَسَدِيِّ فِي تَشْبِيْهِ رَأسِ القَطَاةِ بِالجَوْزَةِ (¬2): [من الطويل] تُقَلِّبُ لِلإِصْغَاءِ رَأسًا كَأنَّهُ ... يَتِيْمَةُ جَوْزٍ أعْبَرَتْهَا المَكَاسِرُ (¬3) وَمِنَ التَّشْبِيْهِ المُسْتَحْسَنِ (¬4) قَوْلُ. . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
الشَّمَاخِ (¬1): [من الوافر] ¬
رَأَيْتُ وَقَدْ أَتَى نَجْرَانُ دُوْنِي ... وَلَيْلَى دُوْنَ مَنْزِلهَا السَّدِيْرُ (¬1) لِلَيْلَى بِالعُنَيْزَةِ ضوْءَ نَارٍ ... تَلُوْحُ كَأنَّهَا الشِّعْرَى العَبُوْرُ (¬2) إِذَا مَا قُلْتُ أخَمَدَهَا زَهَاهَا ... سَوَادُ اللَّيْلِ وَالرِّيْحُ الدَّبُورُ (¬3) وَأَنَا أَقُوْلُ: أحْسَنُ مَا سَمِعْتُهُ فِي التَّشْبِيْهِ مَا رَوَاهُ أَبُو عُمَرَ بنُ سَعْدٍ الكَاتِبُ عَنْ ثَعْلَبٍ عَنْ السِّدْرِيِّ عَنِ ابنِ عَائِشَةَ لِلسَّيِّدِ الحِمْيَرِيِّ. وَلَا أعْلَمُ أحَدًا شَبَّهَ رَجُلًا بِريْحِ عَادٍ إلَّا هُوَ؛ فَإنَّهُ ابْتَدَعَ مِنْ هَذَا المَعْنَى مَا لَمْ يَتَقَدَّمَهُ إِلَيْهِ شَاعِرٌ وَلَا يِقُوْمُ بَعْدَهُ آخِذٌ، فَقَالَ يَمْدَحُ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بنِ أَبي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ (¬4): [من البسيط] لَكِنْ أَبُو حَسَنٍ وَاللَّهُ أيَّدَهُ ... قَدْ كَانَ عِنْدَ اللِّقَا لِلطَّعْنِ مُعْتَادَا إِذَا رَأَى مَعْشَرًا حَربًا أنَامَهُمُ ... إنَامَةَ الرِّيْحِ فِي إتْيَانِهَا عَادَا (¬5) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
ومشاكلة التجنيس
وَمُشَاكَلَةُ التَّجْنِيْسِ (¬1): ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
التَّجْنِيْسِ هُوَ أَنْ يَأتِي الشَّاعِرُ فِي البَيْتِ بِكَلَامٍ مُتَجَانِسَةٍ ألْفَاظُهُ، وَبَعْضُهَا مُشْتَقٌّ مِنْ بَعْضٍ، وَهُوَ اتِّفَاقُ اللَّفْظِ وَاخْتِلَافِ المَعْنَى، وَقَلَّمَا تَسْتَعْمِلُهُ العَرَبُ فِي أشْعَارِهَا صَنْعَةً، إلَّا أَنْ يَقَعَ اتِّفَاقًا من غَيْرِ قَصْدٍ (¬1)، فَمَا يَنْدُرُ لَهُمْ مِنْهُ يأْتِي بِغَيْرِ تَكَلُّفٍ كَقَوْلِ جَرِيْرٍ (¬2): [من الوافر] كَأنَّكَ - بِبِلَادِ نَجْدٍ ... وَلَمْ تَنْظُرْ بِنَاظِره الخِيَامَا ¬
ومباينة التطبيق
وَكَقَوْلهِ أَيْضًا (¬1): [من الطويل] وَمَا زَالَ مَعْقُوْلًا عِقَالٌ عَنِ النَّدَى ... وَمَا زَالَ مَحْبُوْسًا عَنِ الخَيْرِ حَابِسُ وَكقَوْلِ الحُطَيْئَةِ (¬2): [من الطويل] مَنِ النَّفَرِ العَالِيْنَ فِي السِّلْمِ وَالوَغَى ... وَأهْلِ المَعَالِي وَالعَوَالِي وَآلِهَا إِذَا نَزَلُوا اخْضَرَّ الثَّرَى مِنْ نُزُوْلِهِمْ ... وَإِنْ نَازَلُوا احْمَرَّ الثَّرَى مِنْ نِزَالِهَا وَإِنَّمَا المُحْدَثُونَ ابْتَدَعُوا المُجَانَسَةِ حِذْقًا مِنْهُمْ، وَقُوَّةً فِي صِنَاعَةِ الشِّعْرِ، حَتَّى صَارَ لِبَعْضِهِمْ طَبْعًا، كَالطَّائِيَّيْنَ أبِي تَمَّامٍ وَالبُحْتُرِيِّ، وَتَلَقَّفَهُ الشَّامِيُّوْنَ وَنَاشِئَتُهِمْ، فَمَا تَكَادُ أَشْعَارُهُمْ تَخْلُو مِنْهُ، كقَوْلِ بَعْضِ المِصْرِيِّيْنَ يَرْثِي وَلَدَيْنِ لِرَجُلٍ اسْمُهُ سَعِيْدُ بن قُرَّةَ مِنْ بَنِي هِلَالِ بن عَامِرٍ. وَلَمْ أسْمَع مِثْلَهُ وَلَا أعْتَقِدُ أنَّهُ يَتَّفِقُ لأَحَدٍ مِنَ الشُّعَرَاءِ أحْسَنَ مِنْهُ وَهُوَ: أظُنَّهُ البُحْترِيُّ (¬3): [من الطويل] سَعِيْدَا سَعِيْدٍ قُرَّتَا عَيْنِ قُرَّةٍ ... هِلَالًا هِلَالٍ عَامِرَا بَيْتِ عَامِرِ وَمُبَايَنَة التَّطْبِيْقِ (¬4): ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
الطِّبَاقُ الَّذِي لَا خِلَافَ فِيْهِ، هُوَ ذِكْرُ الشَّيْءِ وَضِدِّهِ، يَجْمَعُهُمَا اللَّفْظُ بِهُمَا لَا المَعْنَى، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى اقْتِدَارِ الشَّاعِرِ فِي صَنْعَتِهِ. وَالعَرَبُ تَسْتَعْمِلُ التَّطْبِيْقُ فِي أشْعَارِهَا طَبْعًا أكْثَرَ مِنَ التَّجْنِيْسِ، كَقَوْلِ طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ يَصِفُ فَرَسًا (¬1): [من البسيط] بِسَاهِمِ الوَجْهِ (¬2) لَمْ تُقْطَعْ أَبَاجِلُهُ ... يُصَانُ وَهُوَ لِيَوْمِ الرَّوْعِ مَبْذُوْلُ ¬
وكَقَوْلِ أبِي الشِّيْصِ (¬1): [من الطويل] فَأوْرِدُهَا بِيْضًا ظِمَاءً صُدُوْرُهَا ... وَأُصْدِرُهَا بِالرِّيِّ ألْوَانُهَا حُمْرُ فَطَابَقَ بَيْنَ الإِيْرَادِ وَالصَّدَرِ وَالبَيَاضِ وَالحُمْرَةِ (¬2)، وَالظَّمَاءِ وَالرِّيِّ. وَإِنَّمَا أَخَذَهُ أَبُو الشِّيْصِ مِنْ قَوْلُ عَمْرو بن كُلْثُوْمٍ (¬3): [من الوافر] بِأَنَّا نُوْرِدُ الرَّايَاتِ بِيْضًا ... وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْرًا قَدْ رُوِيْنَا (¬4) وَكَقَوْلِ الآخَر: [من الكامل] ¬
إِنَّ المُقَوِّمَ فِي العِدَا عُوْجُ القَنَا ... قَلِقُ اليَدَيْنِ بِهنَّ ثَبْتُ الجَأشِ أتَى بِالتَّقْوِيْمِ وَالعَوَجِ، وَالقَلَقِ وَالثَّبَاتِ، وَهُوَ الطِّبَاقُ. وَكَقَوْلِ الفَرَزْدَقِ (¬1): [من الكامل] يَسْتَيْقِظُوْنَ إِلَى نُهَاقِ حَمِيْرِهِمْ ... وَتَنَامُ أعْيُنُهُمْ عَنِ الأَوْتَارِ (¬2) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَكَقَوْلِ أبِي الحَسَنِ بن القَاسَمِ الحِجَازِيِّ: [من الكامل] أُخْفِي هَوَاكِ وَإنَّهُ لَيَبِيْنُ ... وَأَصُدُّ عَنْكِ وَلِي إِلَيْكِ حَنِيْنُ وَأُرِي عَدُوِّي أنَّنِي مُتَصبِّرٌ ... عَنْكُمْ وَقَلْبِي وَالِهٌ مَحْزُوْنُ فَإلَى مَتَى أدْنُو وَأبْعُدُ مِنْكُمُ ... وَأعِزُّ فِي حُكْمِ الهَوَى وَأهُوْنُ وَاهًا لِقَلْبِي كَيْفَ أبْذُلُهُ لِمَنْ ... هُوَ بِالْقَلِيْلِ مِنَ الوِصَالِ ضَنِيْنُ تَبْدُو سَرِيْرَاتُ النُّفُوْسِ وَحُبُّكُمْ ... يا عَلْوَ بَيْنَ سَرَائِرِي مَكْنُوْنُ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بن الحَسَنِ الحَاتِمِيُّ (¬1): أخْبَرَنَا عَلِيُّ بن الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ قَالَ: قُلْتُ لأبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن سُلَيْمَانَ الأخْفَشِ، وَكَانَ أعْلَمُ مَنْ شَاهَدْتُهُ بِالشِّعْرِ: أَجِدُ قَوْمًا يُخَالِفُوْنَ فِي الطِّبَاقِ فَطَائِفَةٌ تَزْعَمُ، وَهُمُ الأكْثَرُ أَنَّهُ ذِكْرُ الشَّيْءِ وَضِدِّهِ فَجَمَعَهُمَا اللَّفْظُ بِهُمَا دُوْنَ المَعْنَى، وَطَائِفَةٌ تُخَالِفُ ذَلِكَ، فَتَقُوْلُ هُوَ اشْتِرَاكُ المَعْنَيَيْنِ فِي لَفْظٍ وَاحِدٍ (¬2) كَقَوْلِ زِيَادٍ. . . . . . ¬
الأَعْجَمِ (¬1): [من الطويل] وَنُبِّئْتُهُمْ يَسْتَنْصِرُوْنَ بِكَاهِلٍ ... وَلِلُّؤْمِ فِيْهِمْ كَاهِلٌ وَسَنَامُ فَقَوْلُهُ كَاهِلٌ لِلْقَبِيْلَةِ. وَكَاهِلٌ لِلْعِضْوِ عِنْدَهُمْ هِيَ المُطَابَقَةِ. فَقَالَ الأخْفَشُ: مَنْ يَقُوْلُ هَذَا؟ قُلْتُ: قُدَامَةُ، وَغَيْرُهُ، فَأمَّا قُدَامَةُ فَأنْشَدَنِي لِلأَفْوَهِ الأَوْدِيِّ (¬2): [من السريع] وَأَقْطَعُ الهَوْجَلَ (¬3) مُسْتَأْنِسًا ... بِهَوْجَلٍ غَيْرَانَةٍ عَيْطَمُوْس قَالَ: يا بُنَيَّ، هَذَا هُوَ التَّجْنِيْسُ. وَمَنْ زَعَمَ أنَّهُ طِبَاقٌ، فَقَدْ ادَّعَى خِلَافًا عَلَى الخَلِيْلِ وَالأَصْمَعِيِّ. قُلْتُ: أفَكَانَا يَعْرِفَانِ هَذَا؟ فَقَالَ: يا سُبْحَانَ اللَّهَ وَهَلْ غَيْرُهُمَا فِي عِلْمِ الشِّعْرِ، وَتَمْيِيْزِ خَبيْثِهِ مِنْ طَيِّبهِ؟ قُلْتُ: فَأنْشدْنِي أحْسَنَ طِبَاقٍ لِلْعَرَبِ. فَقَالَ: قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بن الزّبَيْرِ الَأسَدِيِّ (¬4): [من الوافر] رَمَى الحَدَثَانُ نِسْوَةَ آلِ حَرْبٍ ... بِمِقْدَارٍ سَمَدْنَ لَهُ سُمُوْدَا (¬5) فَرَدَّ شُعُوْرَهُنَّ السُّوْدَ بِيْضًا ... وَرَدَّ وَجُوْهَهُنَّ البِيْضَ سُوْدَا (¬6) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
ووقوع التضمين
وَوُقُوْعُ التَّضْمِيْنِ (¬1): ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
التَّضْمِيْنُ (¬1) مَصْدَرٌ سُمِيِّ بِهِ، وَهُوَ نَوْعَانِ: أحَدُهُمَا: أَنْ يَنْظِمَ الشَّاعِرُ بَيْتًا، وَيَأتِي بِبَيْتٍ آخَرَ لِغَيْرِهِ يِلْتَحِمُ مَعَهُ، وَيَقْتَضِي ¬
المَعْنَى أَنْ يَكُوْنَ تَالِيًا لَهُ لَا يَنْفَصِلُ عَنْهُ، فَيُسَمَّى الثَّانِي مُضَمِّنًا لِلأَوَّلِ. وَالآخَرُ: أَنْ يَذْكُرَ الشَّاعِرُ فِي صَدْرِ بَيْتِهِ مَعْنًى، يَقْتَضي أَنْ يَكُوْنَ عَجْزُهُ نِصْفَ بَيْتٍ لِشَاعِرٍ آخَرَ، فَيُضَمِّنُهُ إيَّاهُ. وَإِذَا وَقَعَ التَّضْمِيْنُ حَادًا فِي مَوْقِعِهِ كَانَ أحْسَنَ عِنْدِي مِنْ كَوْنِهِمَا لِشَاعِرٍ وَاحِدٍ، كَقَوْلِ أبِي سَعِدٍ بن خَلَفٍ (¬1): [من الطويل] وَقَائِلَةٍ لَوْ كَانَ وُدُّكَ صَادِقًا ... لِبَغْدَادَ لَمْ تَرْحَل فَكَانَ جَوَابِيَا: (يُقِيْمُ الرِّجَالُ الأَغْنِيَاءُ بِأرْضِهِمْ ... وَتَرْمِي النَّوَى بِالمُقْتِرِيْنَ المَرَامِيَا) (¬2) فَالبَيْتِ الثَّانِي تَضْمِيْنٌ وَقَامَ بِالمَعْنَى. وَالنَّوْعُ الآخَرُ نَحْوَ (¬3): [من الطويل] خُلِقْتُ عَلَى بَابِ الأمِيْرِ كَأنَّنِي ... قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ إِذَا جِئْتُ أشْكُو طُوْلَ ضرٍّ وَفَاقَةٍ ... يَقُولُوْنَ: لَا تَهْلِك أَسًى وَتَجَمَّلِ لَقَدْ طَالَ تَرْدَادِي وَقَصْدِي إلَيْهُمُ ... فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ وَكَقَوْلِ القَاضِي أبِي بَكْرٍ الأَرَّجَانِيِّ (¬4): [من الوافر] ألَا يا صَاحِ أسْعِدْنِي فَإنِّي ... (نَزَعْتُ عَنِ الصِّبَا إلَّا بَقَايَا) النِّصْفُ الأَخِيْرُ لأَبِي فِرَاس (¬5)، وَعَجْزُهُ: يُخَفِّرُهَا عَنِ الشَّيْبِ الوَقَارُ وَوَافَقَ مَذْهَبِي أبَدًا فَإنِّي ... (أنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاع الثَّنَايَا) ¬
لِسُحَيْمِ بن وَثيْلٍ الرِّيَاحِي وَعَجْزُهُ (¬1): [من الوافر] مَتَى أضَعُ العِمَامَةَ تَعْرِفُوْنِي وَخَالَفَ فِي التَّنسُّكِ رَأيَ قَوْمٍ ... (أتُوْكَ بِأكْبُدِ الإبل الأَبَايَا) لِلمُتَنَبِّي وَعَجْزُهُ (¬2): فَسقْتَهُمُ وَحَدُّ السَّيْفِ حَادي وَقُمْ نَأخُذْ من الدُّنيا بِحَظٍّ ... (فَإِنَّا سَوْف تُدْرِكُنَا المَنَايَا) لِعَمْرِو بن كُلْثُومٍ وَعَجْزُهُ (¬3): مُقَدَّرَةٌ لنَا وَمُقَدَّرِيْنَا وَسَاعِدْ زُمْرَةً رَكَضُوا إِلَيْهِ ... فَآبُوا بِالنِّهَابِ وَبِالسَّبَايَا لابن كُلْثُومٍ أَيْضًا وَعَجْزِهُ (¬4): وَأُبْنَا بِالمُلُوكِ مُصفَّدِيْنَا وَكُنْ مَوْلًى أثِيْرَ المُلْكِ نَجْعَلْ ... لَكَ المِرْبَاعَ مِنْهَا وَالصَّفَايَا لابنِ عَنَمَةَ الضَّبيِّ. وَعَجُزِهُ (¬5): وَحُكْمُكَ وَالنَّشِيْطَةُ وَالفُضُوْلُ وَهَذِهِ طِرِيْقٌ مَهْيَعٌ قَدْ سَلَكهَا الشُّعَرَاءُ كثيْرًا وَتَدَاوَلَهَا البُلَغَاءُ. ¬
ونصوع الترصيع
وَنُصُوْعُ التَّرْصِيْعِ (¬1): ¬
التَّرْصِيْعُ (¬1) عَلَى ضَرْبَيْنِ: أحَدُهُمَا: أَنْ تَكُونَ الكَلِمَتَانِ اللَّتَانِ فِي آخِرِ البَيْتِ مُتَّفِقَتَي الحُرُوْفِ مَا عَدَا حَرْفَ الرَّوِي وَحْدَهُ. وربما اتَّفَقَ أَنْ تَقَعَ حُرُوْفُ الرَّوِي زِيَادَةً فِي الكَلِمَةِ الثَّانِيَةِ. وَالآخَرُ أَنْ يَقَعَ الاتِّفَاقَ بَيْنَ حُرُوْفِ كَلِمَتَيْنِ فِي البَيْتِ غَيْرَ مُتَوَالِيَاتٍ. يَقَعُ اتِّفَاقُ الكَلِمَةِ فِي صَدْرِ البَيْتِ، وَالأُخْرَى فِي عَجُزِهِ، أَوْ تَقَعَ كَلِمَةٌ فِي وَسَطِ البَيْتِ، وَأُخْرَى فِي القَافِيَةِ، وَيَخْتَلِفُ بَيْنَ حُرُوْفِ الكَلِمَتَيْنِ حَرْفٌ وَاحِدٌ، فَيُسَمَّى ذَلِكَ فِي صنَاعَةِ الشِّعِرِ التَّرْصِيْعِ، كَقَوْلِ أبِي تَمَّامٍ (¬2): [من الطويل] يَمُدُّوْنَ مِنْ أيْدٍ عَوَاصٍ عَوَاصِمٍ ... تَصُوْلُ بِأسْيَافٍ قَوَاضٍ قَوَاضِبِ ¬
واتزان التسميط
وكقول أبي عَبْد اللَّهِ بن عَمَّارٍ العَلَوِيِّ (¬1): [من الكامل] فِي جَحْفَلٍ مُتَعَاضِدٍ مَتَعَاقِدٍ ... فِي قَسْطَلٍ مُتَرَاكِبٍ مُتَرَاكِمِ وَرَأى العُلا بِلِحَاظِ عَاشٍ عَاشِقٍ ... وَرَمَى العِدَى بِشُوَاظِ غَاشٍ غَاشِمِ وَاتِّزَانُ التَّسْمِيْطِ (¬2): التَّسْمِيْطُ هُوَ أَنْ يَقْطَعَ الشَّاعِرُ جَمِيْعَ البَيْتِ أَوْ نِصفَهُ مَوْزُوْنًا مُقَفًّى عَلَى رَوِيٍّ وَاحِدٍ، حَتَّى يَنْتَهِي فِي آخِرِهِ، إِلَى رَوِيِّ القَصِيْدَةِ، أيَّ وَزْنٍ كَانَ، فَيَجْعَلَ التَّسْمِيْطَ الأَخِيْرَ مِنَ البَيْتِ عَلَى ذَلِكَ الرَّوِيِّ، كَقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ (¬3): [من الطويل] سَلِيْمُ الشَّظَى (¬4) عبلُ الشَّوَى شَنِجُ النَّسَا ... لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الفَالِ ¬
وَكَقَوْلِ أبِي تَمَّامٍ (¬1): جِبَالٌ فَوَارِعٌ غُيُوْثٌ هَوَاسِعٌ ... نُجُوْمٌ طَوَالِعٌ سُيُوْلٌ دَوَافِعُ وَكَقَوْلِ بَعْضِ المُحْدَثِيْنَ: [من الطويل] بَعِيْدُ الخنَا وَارِي السَّنَى يَانِعُ الجَنَى ... طَوِيْلُ القَنَا أضحَى عَلَى المُلْكِ قَيِّمَا وَثْيِقُ العُرَى سَامِي الذُّرَى دَائِمًا تَرَى ... ذَخَائِرُهُ العُظْمَى حُسَامًا وَلَهْذَمَا فَسِيْحُ المَدَى جَمُّ النَّدَى بَاسِطٌ يَدَا ... قَلِيْلُ العِدَى إِنْ صالَ حَسَّ وَأيْتَمَا شَدِيْدُ القِرَاعِ وَاسِعُ البَاعِ صادِقُ الـ ... ــــمِصَاعِ إِذَا مَا هَمَّ أمْضَى وَتَمَّمَا (¬2) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وصحة التقسيم
وَصِحَّةُ التَّقسِيْمِ (¬1): ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
سُئِلَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ هَارُوْنَ المُنَجِّمِ عَنِ التَّقِسِيْمِ، فَقَالَ: هُوَ أَنْ يَسْتَقْصِيَ الشَّاعِرُ مَا ابْتَدَأَ بِهِ، وَيَسْتَوْفِيْهِ فَلَا يُغَادِرَ قِسْمًا يَقْتَضِيْهِ المَعْنَى إِلَّا أوْرَدَهُ كَقَوْلِ بَشَّارِ بن بُرْدٍ (¬1): [من الطويل] بِضرْبٍ يَذُوْقُ المَوْتَ مَنْ ذَاقَ طَعْمَهُ ... وَتُدْرِكُ مَنْ نَجَّى الفِرَار مَثَالِبُه فَرَاحُوا فَرِيْقٌ فِي الإِسَارِ وَمِثْلُهُ ... قَتِيْلٌ وَمِثْلٌ لَاذَ بِالبَحْرِ هَارِبُه ¬
قَالَ: وَلَيْسَ فِي وَصْفِ حَالِ مَنْ وَقَعَ الظَّفَرُ بِهِ، وَدَارَتْ رَحَى الحَرْبِ عَلَيْهِ غَيْرُ مَا ذَكَرَهُ بَشَّارٌ (¬1). قَالَ أَبُو الحَسَنِ: قَالَ أبِي هَارُوْنُ: أحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي التَّقِسِيْمِ قَوْلُ زُهَيْرِ بنِ أبِي سُلْمَى (¬2): [من البسيط] يَطْعَنُهُمْ (¬3) مَا ارْتَمُوا حَتَّى إِذَا اطَّعَنُوا ... ضَارَبَ حَتَّى إِذَا مَا ضَارَبُوا عَتَقَا ¬
قَالَ أَبُو الحَسَنِ: وَأنَا أقُوْلُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ (¬1): [من الكامل] إِنْ يَلْحَقُوا أكْرُرْ وَإِنْ يَسْتَلْحِمُوا ... أشْدُدْ وَإِنْ يُلْفَوا بِضَنْكٍ أنْزِلِ (¬2) ¬
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَاتِمِيُّ: وَأَنَا أَقُوْلُ: إنِّي لَا أعْرِفُ تَقْسِيْمًا أصَحَّ مِنْ قَوْلُ الأَسْعَرِ الجُعْفِيِّ فِي صِفَةِ فَرَسٍ (¬1): [من الكامل] أَمَّا إِذَا اسْتَقْبَلْتَهُ فَكَأنَّهُ ... بَازٌ يُكَفْكِفُ أَنْ يَطيْرَ وَقَدْ رَأَى أَمَّا إِذَا اسْتَدْبَرْتَهُ فَتَسُوْقُهُ ... سَاقٌ قَمُوْصُ الوَقْعِ عَارِيَةُ النَّسَا أَمَّا إِذَا اسْتَعْرَضْتَهُ مُتَمَطِّرًا ... فَتَقُوْل: هَذَا مِثْلُ سِرْحَانِ الغَضَا (¬2) وَعَنْ أَبِي العَيْنَاءِ قَالَ: أجْمَعَ عُلَمَاءُ الشِّعْرِ عَلَى أنَّ أحْسَنَ تَقْسِيْمٍ أتَى بِهِ شَاعِرٌ مُتَقَدِّمٌ قَوْلُ عُمَرَ بن أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيِّ (¬3) وَهُوَ: [من الطويل] ¬
تَهِيْمُ إِلَى نُعْمٍ فَلَا الشَّمْلُ جَامِعٌ ... وَلَا الحَبْلُ مَوْصَوْلٌ وَلَا القَلْبُ مُقْصِرُ وَلَا قُرْبُ نُعْمٍ إِنْ دَنَتْ لَكَ نَافِعٌ ... وَلَا نأيُهَا يُسْلِي وَلَا أنْتَ تَصْبِرُ (¬1) وَمَا عَلِمْتُ أحَدًا بَعْدَهُ سَرَقَ هَذَا التَّقِسِيْمِ مِنْهُ إِلَّا الخَارِكِيَّ حَيْثُ يَقُوْلُ (¬2): وَكَذَّبْتُ طَرْفِي عَنْكِ وَالطَّرْفُ صَادِقٌ ... وَأسْمَعْتُ أُذْنِي فِيْكِ مَا لَيْسَ تَسْمَعُ ولم أسْكُنِ الأرْضَ الَّتِي تَسْكُنِيْنَهَا ... لِئَلَّا يَقُوْلُوا صَابِرٌ لَيْسَ يَجْزَعُ فَلَا كَمَدِي يَفْنَى وَلَا لَكِ رِقَّةٌ ... وَلَا عَنْكِ إقْصارٌ وَلَا فِيْكِ مَطْمَعُ لَقِيْتُ أُمُوْرًا فِيْكِ لَمْ ألْقَ مِثْلَهَا ... وَأعْظَمُ مِنْهَا مِنْكِ مَا أَتَوَقَّعُ وَقَالَ المُبَرَّدُ: لمْ أَسْمَع أحْسَنَ مِنْ تَقْسِيْمِ قَيْسِ بن ذَرِيْحٍ فِي قَوْلِهِ (¬3): [من الطويل] فَإنْ تَكُنِ الدُّنْيَا بِلُبْنَى تَقَلَّبَتْ ... فَلِلدَّهْرِ وَالدُّنْيَا بُطُوْن وَأظْهُرُ لَقَدْ كَانَ فِيْهَا لِلأَمَانَةِ مَوْضِعٌ ... وَلِلْكَفِّ مُرْتَادٌ وَلِلْعَيْنِ مَنْظَرُ مَوْضَعٌ بَالفَتْحِ وَهِيَ لُغَةٌ ضَعِيْفَةٌ. وَقَالَ صَاحِبُ كِتَاب مِحَكِّ الفَهْمِ وَمِعْيَارِ النَّظْمِ: التَّقِسِيْمُ فِي صِنَاعَةِ الشِّعْرِ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أحَدُهُمَا أَنْ تَتَّزِنَ أَلْفَاظُ البَيْتِ مِنْ أوَّلِهُ إِلَى آخِرِهِ قِسْمَةً، فَتَكُوْنُ أَلْفَاظُ صَدْرِهِ لَا تَرِيْدُ عَلَى ألْفَاظِ عَجْزِهِ مَعَ تَكَافُؤٍ فِيْهَا. وَالآخَرُ هُوَ أَنْ يُشَبِّهَ الشَّاعِرُ الشَّيْءَ بِشَيْئَيْنِ ثُمَّ يُعَلِّلَ تَشْبِيْهَهُ بِتَقْسِيْمٍ يَتَسَاوَى فِيْهِ اللَّفْظُ وَيُتَّمَّمُ بِهِ المَعْنَى فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وَأَنَا لَا يَسَعُنِي إَلَّا مُوَافَقَةُ المُتَقَدِّمِ، وَالوَطْءُ عَلَى عَقْبهِ، وَالتَّسْلِيْمُ لَهُ. وَأسْتَعِيْذُ مِنْ رَدٍّ عَلَى فَاضِلٍ إِلَّا أَنَّ الَّذِي يَقَعُ لِي بِغَيْرِ هَوًى أَنَّ حَقِيْقَةَ التَّقسِيْمِ هُوَ مَا ذَكَرْتُهُ، وَالحِسُّ يَسْبِقُ إِلَيْهِ، وَالتَّصَوُّرُ يَتَشَبَّثُ بِهِ، ¬
وَالسَّمَعُ يَصَمُّ عَنْ سِوَاهُ. فَالضَّرْبُ الأوَّلُ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ (¬1): [من الطويل] فَيَا يَوْمَهَا كَمْ مِنْ مُنَافٍ مُنَافِقٍ ... وَيَالَيْلَهَا كَمْ مِنْ مُوَافٍ مُوَافِقِ فَهَلْ يَسْمَعُ ذُو حِسٍّ هَذَا الكَلَامَ المُتَكَافِيءَ الأَلْفَاظِ، المُتَّزِنَ الصَّدْرِ وَالعَجُزِ، الصَّحِيْحَ القِسْمَةِ، فَيَقُوْلُ: إِنَّ التَّقِسِيْمَ سِوَى ذَلِكَ يَوْمٌ مُطَابِقٌ لِلَيْلٍ، وَمُنَافٍ مُطَابِقٌ لِمُوَافٍ، وَمُنَافِقٌ مُطَابِقٌ لِمُوَافِقٍ. وَكَقَوْلِ البُحْتُرِيِّ (¬2): [من الهزج] فَمَا أرْهَبُ إِنْ عَزُّوا ... وَلَا أبْهَجُ إِنْ هَانُوا لَهُ فِي مَالِهِ هَدْمٌ ... وَفِي عُلْيَاهُ بنْيَانُ لَوْ وُضِعَ هَذَانِ البَيْتَانِ فِي كَفّتَي مِيْزَانٍ لَخَرَجَا سَوَاءً (¬3). وَالضَّرْبُ الثَّانِي فِي التَّشْبِيْهِ كَقَوْلِ بَعْضِ الشَّامِيِّيْنَ: [من الكامل] مِثْل الهِلَالِ أَوِ الغَزَالِ فَذَاكَ مِنْ ... نُظَّارِهِ نَاءٍ وَهَذَا نَافِرُ وَكَقَوْلِ بَعْضِ المُحْدَثِيْنَ: [من الكامل] كَالبَدْرِ أَوْ كَالمِسْكِ ذَاكَ لِبُعْدِهِ ... عَنْ نَاظِرَيْهِ وَذَا لِطِيْبِ ذَكَائِهِ ¬
وموافقة التوجيه
وَمُوَافَقَةُ التَّوْجِيْهِ (¬1): التَّوْجِيْهُ (¬2): أَنْ يَأتِيَ الشَّاعِرَ فِي البَيْتِ بِلَفْظٍ يُشِيْرُ فِيْهِ إِلَى المَعْنَى الَّذِي هُوَ آخِذٌ فِيْهِ، وَفِي ذَلِكَ إشَارَةٌ إِلَى مَعْنًى آخَرَ، وَكِلْتَا الإشَارَتَيْنِ تَقَعَانِ فِي البَيْتِ مَوْقِعَهُمَا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، كَقَوْلِ بَعْضِ المُحْدَثِيْنَ: [من الكامل] أهْدَيْتَ نَرْجِسَكَ المُحَدِّقَ فَاغْتَنِمْ ... شُكْرِي المُضَاعَفَ يا فَتَى الفِتْيَانِ فَالمُضَاعَفُ هَهُنَا ظَاهِرُهُ المُكَرَّرُ المَرْدُوْدُ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُوْنَ المُضَاعَفُ تَطْبِيْقًا فِي لَفْظِهِ حَيْثُ ذَكَرَ المُحَدِّقَ، وَهُوَ ضِدُّهُ؛ لأَنَّهُمَا نَوْعَانِ للنَّرْجِسِ وَكَقَوْلِ الآخَرِ: [من المتقارب] إِذَا كَانَ مَوْتِي بِقَتْلِ الجُفُوْنِ ... فَقَتْلُ السُّيُوفِ إذًا أرْوَحُ الإِشَارَةُ هَاهُنَا إِلَى جُفُوْنِ الحَدَقِ. وَالتَّوْجِيْهُ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُوْنَ الإِشَارَةُ إِلَى جُفُوْنِ السُّيُوْفِ أَيْضًا حِيْنَ ذَكَرَ السُّيُوْفَ وَالقَتْلَ بِهَا أرْوَحُ مِنَ التَّعْذِيْبِ. وَحِدَّةُ الاسْتِطْرَادُ: الاسْتِطْرَادُ (¬3) هُوَ أَنْ يَكُوْنَ الشَّاعِرُ آخِذًا في ذِكْرِ شَيْءٍ، وَهُوَ يُرِيْدُ ذِكْرَ شَئٍ آخَرَ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتْقَطِعَ الكَلَامُ بَفَاصِلٍ بَيْنَهُمَا، وَهَذَا بَابٌ أُعْجِبَ بِهِ المُحْدِثُوْنَ، وَتَخَيَّلُوا أَنَّهُمْ لَمْ يُسْبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَيْسَ الأَمْرُ كَمَا زَعَمُوا بَلْ قَدْ اسْتَعْمَلَتْهُ العَرَبُ قَدِيْمًا فِي أشْعَارِهَا. ¬
وَمَتَى جَاءَ الاسْتِطْرَادُ حَادًّا، فَهُوَ دَلِيْلٌ عَلَى تَمَكُّنِ الشَّاعِرِ فِي صَنْعَتِهِ، وَإِنْ جَاءَ مُقْلَقًا تَعْرُوْهُ رِكَّةٌ، دَلَّ عَلَى تَقْصِيْرِهِ. فَالأُوْلَى لَهُ أَنْ لَا يَتَعَرَّضَ لِمَضَايِقِ الشِّعْرِ الَّتِي لَا يَنْفُذُ فِيْهَا إِلَّا الفُحُوْلُ مِنْ كُمِاتِهِ، وَيُرِيْحَ نَفْسِهِ مِنْ تَعَاطِي مَا لَا يَكَادُ يَنْهَضُ بِهِ، وَلَا يَتَأتَّى لَهُ فِي أبْيَاتِهِ؛ لِئَلَّا يَفْتَضِحَ، وَقَدْ أَعْذَرَ مَنْ نَصَحَ، لَا سِيَّمَا إِذَا لَمْ يَكُنْ إِلَى ذَلِكَ مُضْطَرًّا، وَألْفَيْتَهُ بِإجَابَةِ طَبْعِهِ مُغْتَرًّا. والاسْتِطْرَادُ لهُ مَوْضِعَانِ أكْثَرُ مَا يُوْجَدُ فيهِمِا، وَيَلِيْقُ بِهِمَا. أحَدُهُمَا فِي التَّشْبِيْهِ، وَالآخَرُ فِي المَخْلَصِ، إمَّا إِلَى مَدْحٍ أَوْ إِلَى ذَمٍّ. وَقَدْ تَعَاوَرَ هَذَا جَمَاعَةٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ قَدِيْمًا وَحَدِيْثًا. وَأَوَّلُ مَنِ ابْتَكَرَهُ السَّمَوْألُ بنُ عَادِيَاءَ. وَكُلُّ أحَدٍ تَابِعٌ له فَقَالَ (¬1): [من الطويل] وَإِنَّا لَقَوْمٌ مَا نَرَى القَتْلَ سُبَّةً ... إِذَا مَا رَأَتْهُ عَامِرٌ وَسَلُوْلُ يُقَرِّبُ حُبُّ المَوْتِ آجَالنَا لنَا ... وَتَكْرَهُهُ آجَالُهُمْ فَتَطُوْلُ وَكَقَوْلِ الفَرَزْدَقِ (¬2): [من الطويل] كَأَنَّ فِقَاحَ الأَزْدِ حَوْلَ ابنِ مِسْمَعٍ ... إِذَا جَلَسُوا أفْوَاهُ بَكْرِ بنِ وَائِلِ وَأَتَى جَرِيْرٌ بِذَلِكَ، فَغَبَّرَ فِي وَجْهِ السَّابِقِ إِلَى هَذَا المَعْنَى، فَضْلًا عَمَّنْ تَلَاهُ، فَإِنَّهُ اسْتَطْرَدَ بِاثِنَيْنِ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ هَجَا فِيْهِ الفَرَزْدَقَ فَقَالَ (¬3): [من الكامل] لَمَّا وَضعْتُ عَلَى الفَرَزْدَقِ مَيْسَمِي ... وَضَغَا البَعِيْثُ جَدَعْتُ أنْفَ الأَخْطَلِ (¬4) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَقَالَ الحُسَيْنُ بن عَلِيٍّ القُمِّيُّ (¬1): جَاوزْتُ أجْبَالًا كَأَنَّ صُخُوْرَهَا ... وَجَنَاتُ نَجْمٍ ذِي الحَيَاءِ الجامِدِ في حِنْدِسٍ يحكي سوادَ أَديمهِ ... وَهَوًى كَمَنْطِقِهِ الخبيث الباردِ وَالشَّوْكُ يَعْمَلُ فِي ثِيَابِي مِثْلَمَا ... عَمِلَ الهِجَاءُ بِعِرْضِ عَبْدِ الوَاحِدِ أَخَذَ فِي ذِكْرِ صُعُوْبَةِ الجِبَالِ، وَاشْتِيَاكِهِ بِشِيَاكِهَا، وَقَطْعِهِ إيَّاهَا فِي ظَلَامِ لَيْلِ الشِّتَاءِ، وَهُوَ يُرِيْدُ هِجَاءَ نَجْمٍ وَعَبْدِ الوَاحِدِ. وَرُبَّمَا يَأتِي مِنْ هَذَا البَابِ اسْتِطْرَادٌ يَخْرُجُ مِنْ ذَمٍّ إِلَى مَدْحٍ، كَمَا قَالَ زُهَيْرٌ (¬2): إِنَّ البَخِيْلَ مَلُوْمٌ حَيْثُ كَانَ ... وَلَكِنَّ الجَوَادَ عَلَى عِلَّاتِهِ هَرِمُ ¬
وحلاوة الاستعارة
أَوْ يَسْتَطْرِدُ مِنْ مَدْحٍ إِلَى ذَمٍّ، كَمَا قَالَ بَكْرُ بنُ النَّطَاحِ يَمْدَحُ مَالِكَ بن طَوْقٍ التَّغْلِبِيَّ (¬1): [من الطويل] عَرَضْتُ عليها مَا أَرَادَتْ مِنَ المُنَى ... لِتَرْضى فَقَالَتْ قُمْ فَجِئْنِي بِكَوْكَبِ فَقُلْتُ لَهَا هَذَا التَّعَنُّتُ كُلُّهُ ... كَمَنْ يَتَشَهَّى لَحْمَ عَنْقَاءَ مُغْرِبِ سَلِي كُلَّ أمْرٍ يَسْتَقِيْمُ طِلَابُهُ ... وَلَا تَذْهَبِي يا دُرُّ بِي كُلَّ مَذْهَبِ فَأُقْسِمُ لَوْ أصْبَحْتُ فِي عِزِّ مَالِكٍ ... وَقُدْرتهِ أعْيَا بِمَا رُمْتِ مَطْلَبِي فتى شَقِيَتْ أمْوَالُهُ بِأكُفِّهِ ... كَمَا شَقِيَتْ قَيْسٌ بِأرْمَاحِ تَغْلِبِ وَحَلَاوَةُ الاسْتِعَارَةِ (¬2): ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
الاسْتِعَارَةُ: أَنْ يَجْعَلَ الشَّاعِرُ لِلشَّيْءِ مَا لَيْسَ فِيْهِ، فَتَتَّسِعَ عَلَيْهِ العِبَارَةُ، وَيَزْدَانُ بِذَلِكَ اللَّفْظُ، وَيَرُوْقُ بِهِ المَعْنَى، فَقَدْ قِيْلَ فِي المَثَلِ: مِنْ بَرَاعَةِ العِبَارَةِ حُسْنُ ¬
ولطف المخلص
الاسْتِعَارَةِ. وَلِذِي الرُّمَّةِ فِيْهِ التَّقْدِيْمُ بِقَوْلِهِ (¬1): [من الطويل] وَأشْعَثَ مِثْلِ السَّيْفِ قَدْ لَاحَ جِسْمَهُ ... وِجِيْفُ المَهَارَى وَالهُمُوْمُ الأبَاعِدُ سَقَاهُ السُّرَى كَأْسَ النُّعَاسِ فَرَأْسُهُ ... لِدِيْنِ الكَرَى مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ سَاجِدُ جَعَلَ للنُّعَاس كَأْسًا، وَلِلكَرَى دِيْنًا مِنْ غَيْرِ حَقِيْقَةٍ، تَزْيِينًا لِلْعِبَارَةِ. وَكَقَوْلِ بَعْضِ المُحْدَثِيْنَ (¬2): يا طِيْبَ مَرْعَى مُقْلَةٍ لَمْ يُخَفْ ... بِرَوْضَتَيْهِ زَجْرُ حُرَّاسِ رَعَتْ بِخَدٍّ لَمْ يَفِضْ ماؤهُ ... وَلَمْ تُحِطْهُ أَعْيُنُ النَّاسِ وَلُطْفُ المَخْلَصِ: وَهُوَ حُسْنُ خُرُوْجِ الشَّاعِرِ مِنَ التَّشْبيْبِ بِالنَّسِيْبِ إِلَى مَدْحٍ أَوْ ذَمٍّ، وَهُوَ الشَّاهِدُ لِلشَّاعِرِ بِالحِذْقِ وَالبَرَاعَةِ، وَعِنْدَهُ يَتَرَصَّدُ السَّامِعُ عَثَرَاتِهِ، وَمَتى وُفِّقَ الشَّاعِرُ لِحُسْنِ مَخْلَصهِ، غَفَرَتْ الأَسْمَاعُ لَهُ مَا كَانَ مِنْ خَطَأٍ، أَوْ تَقْصيْرٍ فِي إبْدَاعِ مَعْنًى، أَوْ جُوْدَةِ لَفْظٍ؛ لأنَّ القَصِيْدَةَ مَثَلُهَا مَثَلُ خَلْقِ الإِنْسَانِ فِي اتِّصالِ بَعْضِ أَعْضائِهِ بِبَعْضٍ، فَمَتَى انْفَصلَ وَاحِدٌ مِنَ الأَجْزَاءِ، أَوْ بَايَنَهُ فِي صِحَّةِ التَّرْكِيْبِ، غَادَرَ بِالجِسْمِ عَاهَةً تَتخَوَّنُ مَحَاسِنَهُ، وَتُعَفِّي جَمَالَهُ. وَمَا زَالَ حُذَّاقُ الشُّعَرَاءِ، وأرْبَابُ الصَّنْعَةِ مِنَ المُحْدَثِيْنَ يَحْتَرِسُونَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الحَالِ احْتِرَاسًا، يَحْمِيْهِمْ مِنْ مَعَايِبِ النُّقْصَانِ، وَيَهْدِيْهِمْ إِلَى مَحَجَّةِ الإِحْسَانِ، لِيَحْصُلَ الاتِّصالُ، وَيُؤَمَّنَ الانْفِصَالُ، وَتَأتِي القَصيْدَةُ فِي تَنَاسُبِ صدُوْرِهَا وَأعْجَازِهَا، وَانْتِظَامٍ نَسِيْبِهَا بِمَدِيْحِهَا كَالرِّسَالَةِ البَلِيْغَةِ وَالخُطْبَةِ الوَجِيْزَةِ، لَا يَنْفَصِلُ جِزْءٌ مِنْهَا عَنْ جُزْءٍ كَقوْلِ مُسْلِمِ بنِ الوَلِيْدِ (¬3): [من الطويل] أجِدَّكِ هَلْ تَدْرِيْنَ (¬4) أَنْ رُبَّ لَيْلَةٍ ... كَأَنَّ دُجَاهَا مِنْ قُرُونكِ تُنْشَرُ ¬
نَصبْتُ لَهَا حَتَّى تَجَلَّتْ بِغُرَّةٍ ... كَغُرَّةِ يَحْيَى حِيْنَ يُذْكَرُ جَعْفَرُ وَهَذَا مَذْهَبٌ اخْتَصَّ بِهِ المُتَأَخِّرُوْنَ؛ لِتَوَقُّدِ خَواطرهمْ وَلُطْفِ أفْكَارِهِمْ، وَاعْتِمَادِهِمْ البَدِيْعَ، وَتَفَنُّنِهِمْ فِي أشْعَارِهِمْ. وَأظُنَّهُ مَسْلَكًا سَهَّلُوا حُزُوْنَهُ، وَنَهْجُوا رَسْمَهُ، فَأمَّا الفُحُوْلُ وَالأوَائِلُ، وَمَنْ تَبعَهُمْ مِنَ المُخَضرَمِيْنَ الإسْلَامِيِّيْنَ، فَمَذْهَبُهُمْ المُتَعَارَفُ فِيْهِ قَوْلُ أحَدِهِمْ: دَعْ ذَا، وَاَذْكُرْ كَذَا، وَعَدِّ عَمَّا تَرَى، وَتَجَاوَز عَنْ كَذَا إِلَى كَذَا. وَقُصَارُ كُلِّ مِنْهُمْ وَصْفُ نَاقَتِهِ بِالكَرَمِ وَالعِتْقِ، وَالنَّجَابَةِ وَالنَّجَاءِ، وَأَنَّهُ خَاضَ اللَّيْلَ بِهَا، وَقَطَعَ مَفَازَةً عَلَيْهَا إِلَى المَقْصوْدِ المَمْدُوْحِ. وَهَذِهِ الطَّرِيْقُ المَهْيَعُ، وَالمَحَجَّةُ اللِّهْجِمِ وَرُبَّمَا اتَّفَقَ لِأحَدِهُم تَخَلُّصٌ لَطِيْفٌ إِلَى غَرَضِهِ مِنْ تَعَمُّدٍ، إِلَّا أَنَّ طَبْعَهُ السَّلِيْمَ وَصرَاطَهُ المُسْتَقِيْمَ، نَصَبَا لَهُ مَنَارَهُ وَأوْقَدَا باليَفَاعِ نَارَهُ، كَتَخَلُّصِ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيّ إِلَى غَرَضِهِ بِقَوْلهِ (¬1): [من الطويل] فَأسْبَلَ مِنِّي عَبْرَةً فَرَدَدْتُهَا ... عَلَى النَّحْرِ مِنْهَا مُسْتَهِلٌّ وَدَامِعُ عَلَى حِيْنَ عَاتَبْتُ المَشِيْبَ عَلَى الصِّبَا ... وَقُلْتُ: ألَمَّا أصحُّ وَالشَّيْبُ وَازعُ وَقَدْ حَالَ هَمٌّ دُوْنَ ذَلِكَ دَاخِلٌ ... مَكَانَ الشَّغَافِ تَحْتَوِيْهِ الأَضَالِعُ ¬
وَعِيْدُ أَبِي قَابُوْسَ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ ... أَتَانِي وَدُوْنِي رَاكِسٌ فَالضَّوَاجِعُ (¬1) فَهَذَا كَلَامٌ مُتَنَاسِجٌ، مُتَلَاحِمٌ مُتَنَاسِبٌ، مُتَلَائِمٌ يَقْتَضِي أوَائِلُهُ أوَاخِرَهُ. لَا يَتَمَيَّزُ شَيْءٌ مِنْهُ عَنْ شَيْءٍ، ثُمَّ اعْتَرَضَ دُوْنَ ذَلِكَ فِي وَصفِ حَالِهِ عِنْدَ عِلْمِهِ بِوَعِيْدِهِ، وَتَشْبِيْهِ ¬
نَفْسِهِ بِالسَّلِيْمِ مِنْ ذِكْرِ الحَيَّةِ، وَوَصْفِهَا بسُوْءِ سُمِّهَا، وَتَناَذُر الرَّاقِيْنَ إيَّاهَا بِمَا أَحْسَنَ فِيْهِ كلَّ الإِحْسَانِ، فَقَالَ (¬1): [من الطويل] فَبِتُّ كَأَنِّي سَاوَرَتْنِي ضَئِيَلَةٌ ... مِنَ الرُّقشِ في أنْيَابِهَا السُّمُّ نَاقِعُ تَنَاذَرَهاَ الرَّاقُونَ مِنْ سُوْءِ سُمِّهَا ... تُطَلِّقُهُ طَوْرًا وَطَوْرًا تُرَاجِعُ يُسَهَّدُ مِنْ نَوْمِ العِشَاءِ سَلِيْمُهَا ... لِحَلْي النِّسَاءِ فِي يَدَيْهِ قَعَاقِعُ ثُمَّ عَادَ عَاطِفًا كَلَامَهُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ تَخَلُّصِهِ فَقَالَ: [من الطويل] وَأُخْبِرْتُ خَيْرَ النَّاسِ أَنَّكَ لُمْتَنِي ... وَتِلْكَ الَّتِي تَسْتَكُّ مِنْهَا المَسَامِعُ مَخَافَةَ أَنْ قَدْ قُلْتَ سَوْفَ أنَالُهُ ... وَذَلِكَ مِنْ تِلْقَاءِ مِثْلِكَ رَائِعُ فَلَوْ تَوَصَّلَ إِلَى ذَلِكَ بَعْضُ صُنَّاعِ المُحْدَثِيْنَ الحُذَّاقِ الَّذِينَ وَاصلُوا تَفْتِيْشَ المَعَانِي، وَفَتَحُوا أَبْوَابَ البَدِيعِ، وَاجْتَنُوا ثَمَرَةَ الآدَابِ، وَزَهْرَةَ الكَلَامِ، لَكَانَ مُعْجِزًا عَجِيْبًا. فَكَيْفَ بِجَاهِلِيٍّ بَدَوِيٍّ إِنَّمَا يَغْتَرِفُ مِنْ قَلِيْب قَلْبهِ، وَيَسْتَمِدُّ مِنْ هِدَايَةِ هَاجِسِهِ؟ وَمِنْ مَلِيْحِ المَخْلَصِ وأَحْسَنِهِ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ الطَّائِيِّ فِي عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ (¬2): [من البسيط] يَقُوْلُ فِي قُوْمِسٍ صَحْبِي وَقَدْ أخَذَتْ ... مِنَّا السُّرَى وَذُرَى المَهْرِيَّةِ القُوْدِ أَمَطْلَعَ الشَّمْسِ تَبْغِي أَنْ تَؤُمَّ بِنَا ... فَقُلْتُ كَلَّا وَلَكِنْ مَطْلَعَ الجُوْدِ وَقَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ عَلِيّ بن الجَّهْمِ (¬3): [من البسيط] وَلَيْلَةٍ كُحِّلَتْ بِالنَّقْسِ مُقْلَتُهَا ... ألْقَتْ قِنَاعَ الدُّجَى فِي كُلِّ أُخْدُوْدِ قَدْ كَادَ تُغْرِقُنِي أَمْوَاجُ ظُلْمَتِهِ ... لَوْلَا اقْتِبَاسِي سَنًى مِنْ وَجْهِ دَاوُدِ ¬
وَمِنْ بَدِيْعِ المَخْلَصِ قَوْلُ أَبِي الشَّمَقْمَقِ (¬1): [من المتقارب] وَأَحْبَبْتُ مِنْ حُبِّهَا البَاخِلِيْنَ ... حَتَّى وَمقْتُ ابنَ سَلْمٍ سَعِيْدَا إِذَا سِيْلَ عُرْفًا كَسَا وَجْهَهُ ... ثِيَابًا مِنَ اللُّؤْمِ صُفْرًا وَسُوْدَا وَمِنْ لَطِيْفِ المَخْلَصِ، وَإِنْ لَمْ يَقْصد شَاعِرُهُ مَدْحًا، وَلَا ذَمًّا، قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬2): [من الكامل] بَيْنَ الشَّقِيْقَةِ فَاللِّوَى فَالأَجْرَعِ ... دِمَنٌ حُبسْنَ عَلَى الرِّيَاحِ الأرْبَعِ فَكَأَنَّمَا ضَمَنَتْ مَعَالِمُهَا الَّذِي ... ضمِنَتْهُ أَحْشَاءُ المُحِبِّ المُوْجَعِ (¬3) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
ونظافة الحشو
وَنَظَافَةُ الحَشْوِ: هَذَا بَابٌ لَطِيْفٌ جِدًا، لَا يَتَيَقَّظُ لَهُ إِلَّا مَنْ شَفَّ جَوْهَرُهُ، وَتَوَقَّدَتْ قَرِيْحَتُهُ، وَغَزُرَتْ مَادَّتُهُ، وَكَانَ طَبًّا بِمَجَارِي الكَلَامِ، عَارِفًا بِأسْرَارِ الشِّعْرِ، مُتَصَرِّفًا فِي أَفَانِيْنِهِ، عَالِمًا بِقَوَانِيْنِهِ. فَالحَشْوُ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أحَدُهُمَا: يُسَمَّى الالْتِفَاتُ، وَيُسَمِّيْهِ قَوْمٌ الاعْتِرَاضِ، وَهُوَ أَنْ يَكُوْنَ الشَّاعِرُ آخِذًا فِي مَعْنًى، فَيَعْدِل عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ قَبْلَ إتْمَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ يَعُوْدَ إِلَيْهِ فَيُتَمِّمَهُ، فَيَكُوْنِ مَا عَدَلَ إِلَيْهِ مُبَالَغَةً فِي المَعْنَى الأوَّلِ، وَزِيَادَةً فِي حُسْنِهِ حَتَّى رُبَّمَا نَقَصَ رَوْنَقُ الكَلَامِ وَالمَعْنَى بِفَقْدِهِ، وَهُوَ دُوْنَ دَرَجَةِ التَّتْمِيْمِ الآتِي ذِكْرُهُ فِيْمَا بَعْدُ. وَقَرِيْبٌ مِنْهُ كَقَوْلِ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ (¬1): [من الوافر] ألَا زَعِمَتْ بَنُو عَبْسٍ بِأنِّي ... ألَا كَذَبُوا كَبِيْرُ السِّنِّ فَانِي فَقَوْلُهُ: ألَا كَذَبُوا اعْتِرَاضٌ بَيْنَ أوَّلِ الكَلَامِ وَآخِرِهِ، وَفِيْهِ زِيَادَةُ مُبَالَغَةٍ لَمَا أرَادَهُ. ¬
وَيَجْرِي هَذَا المَجْرَى قَوْلُ أَبِي الطَّيِّبِ المَتَنَبِّيُّ (¬1): [من الطويل] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَتَحْتَقِرُ الدُّنْيَا احْتِقَارَ مُجَرِّبٍ ... يَرَى كُلَّ مَا فِيْهَا وَحَاشَاكَ فَانِيَا (¬1) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
فَقَوْلُهُ (وَحَاشَاكَ) الْتِفَاتٌ وَحَشْوٌ حَسَنٌ وكَقَوْلِ الحِصْنِيِّ: [من الوافر] حَلَلْتَ مِنَ القُلُوْبِ وَأَنْتَ أَهْلٌ ... لِذَاكَ مَحَلَّ حَبَّاتِ القُلُوبِ وَالضَّرْبُ الآخَرُ هُوَ أَنْ يَأتِي الشَّاعِرُ فِي البَيْتِ بِمَعْنًى يَكْمُلُ فِي بَعْضِ لَفْظِهِ، وَيَحْتَاجُ إِلَى إتْمَامِ نَظْمِ البَيْتِ بِلَفْظَةٍ، أَوْ لَفْظَتَيْنِ حَتَّى يَصحَّ وَزْنُهُ، وَيَلْحَقَ بِعَرُوْضهِ، فَيُسَمَّى مَا يُتَمَّمُ بِهِ البَيْتُ حَشْوًا؛ لأَنَّ المَعْنَى قَدِ اسْتَكْفَى مِنَ اللَّفْظِ وَصَارَ مَا فَضَلَ عَنْهُ زِيَادَةً وَحَشْوًا، فَمِنْهُ مَا يُفِيْدُ مَعْنَى التَّأكِيْدِ، فَيَسُوْغُ وَيَحْسُنُ، كَقَوْلِ الأخْطَلِ (¬1): [من البسيط] فَأَقْسَمَ المَجْدُ حَقًّا لَا يُجَاوِرُهُمْ ... حَتَّى يُحَالِفَ بَطْنَ الرَّاحِةِ الشَّعَرُ وكَقَوْلِ أَبِي تَمَّامٍ (¬2): [من البسيط] لَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلًا يَوْمَ الوَغَى لَغَدَا ... مِنْ نَفْسِهِ وَحْدَهَا فِي جَحْفَلٍ لَجِبِ فَقَوْلُ الأخْطَلُ حَقًّا، وَقَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ وَحْدَهَا وَاقعٌ مَوْقِعَهُ مِنَ التَّأكِيْدِ وَهُوَ حَشْوٌ، ¬
لَوْ لَمْ يُذْكَرُ، لَمَا نَقصَ مِنَ المَعْنَى شَيْءٌ. وَمِمَّا لَا فَائِدَةَ فِي إيْرَادِهِ حَشْوًا إِلَّا تتمِيْمُ وَزْنِ الشِّعْرِ فَقَط قَوْلُ أَوْسِ بن حَجَرٍ (¬1): [من الطويل] وَهُمْ لَمُقِلِّ المَالِ (¬2) أوْلَادُ عَلَّةٍ ... وَإِنْ كَانَ مَحْضًا فِي العُمُوْمَةِ مُخْوِلَا ¬
والترديد والتصدير
فَذِكْرُهُ لِلْمَالِ مَعَ مُقِلٍ حَشْوٌ، لَوْ ألْقَاهُ لَاسْتَغْنَى عَنْهُ. وَقَدْ عِيْبَ عَلَى أَبِي العِيَالِ الهُذَلِيِّ قَوْلُهُ (¬1): [من مجزوء الوافر] ذَكَرْتُ أخِي فَعَاوَدَنِي ... صدَاعُ الرَّأْسِ وَالوَصَبُ لأَنَّهُ لَوْ تَرَكَ الرَّأْسِ حَيْثُ ذَكَرَ الصُّدَاعَ، لَاسْتَغْنَى عَنْ إيْرَادِهِ. وَالتَّرْدِيْدِ وَالتَّصْدِيْرِ: فَالتَّرْدِيْدُ هُوَ أَنْ يُعَلِّقَ الشَّاعِرُ لَفْظَةً فِي البَيْتِ بِمَعْنًى، ثُمَّ يَرُدَّهَا فِيْهِ بِعَيْنِهَا، وَيُعَلِّقُهَا بِمَعْنًى آخَرَ، كَقَوْلِ أَبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ (¬2): [من الطويل] أَلَا حَيِّ مِنْ أَجْلِ الحَبيْبِ المَغَانِيَا ... لَبِسْنَ البِلَى مِمَّا لَبِسْنَ اللَّيَالِيَا إِذَا مَا تَقَاضَى المَرْءُ يَوْمًا وَلَيْلَةً ... تَقَاضَاهُ شَيْءٌ لَا يَمَلُّ التَّقَاضِيَا (¬3) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
ابْتَدَأ المِصْرَاعَ الأوَّلَ، فَأَحْسَنَ الابْتِدَاءَ، وَرَدَّ فِي المِصْرَاعِ الثَّانِي، فَأَحْسَنَ التَّرْدِيْدَ، ثُمَّ ابْتَدَعَ فِي البَيْتِ الثَّانِي مَا لَيْسَ مِثْلُهُ لأحَدٍ. وَكَقَوْلِ الخَلِيْعِ البَاهِلِيِّ (¬1): [من الطويل] لَقَدْ مَلأَتْ عَيْنِي بِغُرِّ مَحَاسِنٍ ... مَلأْنَ فُؤَادِي لَوْعَةً وَهُمُوْمَا وَالتَّصْدِيْرُ هُوَ أَنْ يَأتِي الشَّاعِرُ فِي صَدْرِ البَيْتِ بِكَلِمَةٍ، ثُمَّ يُعِيْدَهَا فِي عَجُزِهِ، أَوْ ¬
النِّصْفِ مِنْهُ، ثُمَّ يَرُدَّهَا فِي النِّصْفِ الأَخِيْرِ وَإِذَا نُظِمَ الشِّعْرُ عَلَى هَذِهِ الصيْغَةِ تَيَسَّرَ اسْتِخْرَاجُ قَوَافِيهِ قَبْلَ أَنْ يَطْرُقَ أسْمَاعَ مُسْتَمِعِيْهِ. وَرُبَّمَا أَتَى الشَّاعِرُ فِي صَدْرِ بَيْتِهِ بِلَفْظٍ فِي مَعْنًى لَا يَتِمُّ ذَلِكَ المَعْنَى وَلَا يَكْمُلُ حَتَّى يَعُوْدَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ اللَّفْظِ فِي عَجُزِهِ وَآخِرِهِ وَيُسَمَّى رَدَّ العَجُزِ عَلَى الصَّدْرِ (¬1) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
كَقَوْلِ أَبِي الفَرَجِ القَاسِمِ بنِ حَنْبَلٍ المُرِيِّ (¬1): [من الوافر] وَلَوْ أَنَّ السَّمَاءَ دَنَتْ لِمَجْدٍ ... وَمَكْرُمَةٍ دَنَتْ لَهُمُ السَّمَاءُ (¬2) وَكَقَوْلِ آخَرَ: [من الطويل] ¬
وتأكيد الاستثناء
إِذَا اخْتَلَجَتْ عَيْنِي رَأَتْ مَنْ تُحِبُّهُ ... فَدَامَ لِعَيْنِي مَا حَيِيْتُ اخْتِلَاجُهَا ألَا تَرَى أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَذْكُرْ فِي آخِرَي البَيْتَيْنِ لَفْظَتِي السَّمَاءِ وَالاخْتِلَاجِ كَمَا ذُكِرَا فِي صَدْرَيْهِمَا لَمَا تَمَّ المَعْنَى فِيْهِمَا. وَمِثَالُ الأوَّلِ وَهُوَ التَّصْدِيْرُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: [من الطويل] شَفِيْعِي إِلَيْهَا قَلْبُهَا إِنْ تَغَضَّبَتْ ... وَقَلْبِي لَهَا فِيْمَا تُرِيْدُ شَفِيْعُ وَكَقَوْلِ الآخَرِ (¬1): [من الطويل] سَرِيعٌ إِلَى ابنِ العَمِّ يَشْتِمُ عِرْضَهُ ... وَلَيْسَ إِلَى دَاعِي النَّدَى بِسَرِيْعِ وكَقَوْلِ أَبِي نُوَاسٍ (¬2): [من الطويل] وَإنِّي جَدِيْرٌ إِنْ بَلَغْتُكَ بِالغِنَى ... وَأَنْتَ لِمَا أمَّلْتُ مِنْكَ جَدِيْرُ وَتَأكِيْدُ الاسْتِثْنَاءِ (¬3): هُوَ أَنْ يَذْكُرَ الشَّاعِرُ أوْصافُ المَمْدُوْحِ، أَوْ المَذْمُوْمٍ، ثُمَّ يَسْتَثْنِي فِي كَلَامِهِ بَإِلَّا، أَوْ مَا يَقُوْمُ مَقَامَهَا عَلَى سَبيْلِ التَّأْكِيْدِ. وَأَوَّلُ مَنْ ابْتَدَأَ بذلِكَ النَّابغَةُ الذُّبْيَانِيُّ. وَأحْسَنَ كُلَّ الإِحْسَانِ فِي قَوْلِهِ (¬4): [من الطويل] وَلَا عَيْبَ فِيْهِمْ غَيْرَ أَنَّ سُيُوْفَهُمْ ... بِهِنَّ فُلُوْلٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ (¬5) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وكمال التتميم
فَهَذَا تأكِيْدٌ لِلْمَدْحِ بمَا يُشْبهُ الذَّمَّ. وَأحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي الاسْتِثْنَاءِ بَعْدَ هَذَا البَيْتِ قَوْلُ النَّابِغَةِ الجعْدِيِّ (¬1): [من الطويل] فَتَّى كَمَلَتْ أخْلَاقُهُ غَيْرَ أَنَّهُ ... جَوَادٌ فَمَا يُبْقَي مِنَ المَالِ بَاقِيَا فَتَّى تَمَّ فِيْهِ مَا يَسُرُّ صَدِيْقَهُ ... عَلَى أَنَّ فِيْهِ مَا يَسُوْءُ الأعَادِيَا (¬2) فَقَوْلُهُ فِي البَيْتِ الأوَّلِ غَيْرَ أَنَّهُ جَوَادٌ، وَفِي البَيْتِ الثَّانِي: عَلَى أَنَّ فِيْهِ مَا يَسُوْءُ الأعَادِيَا، مِن أبْرَعِ الاسْتِثْنَاءِ وَألْطَفِهِ. وَكَمَالُ التَّتْمِيْمِ: هُوَ أَنْ يَذْكُرَ الشَّاعِرُ مَعْنًى، فَلَا يُغَادِرُ شَيْئًا يَتِمُّ بِهِ ذَلِكَ المَعْنَى، وَيَتَكَامَلُ مَعَهُ الإِحْسَانُ فِيْهِ إِلَّا أَتَى، كَقَوْلِ نَافِعِ بنِ خَلِيْفَةَ الغَنَوِيِّ (¬3): [من الكامل] رِجَالٌ إِذَا لَمْ يُقْبَلِ الحَقُّ مِنْهُم ... وَيُعْطَوُهُ عَاذُوا بِالسُّيُوْفِ القَوَاضِبِ فَإنَّ المَعْنَى تَمَّ بِقَوْلهِ: يُعْطَوْهُ، وَإلَّا فَإِنَّهُ كَانَ نَاقِصًا لَا مَحَالَةَ. وَكَقَوْلِ طَرفَةَ (¬4): [من الكامل] فَسَقَى دِيَارَكِ غَيْرَ مُفْسِدِهَا (¬5) ... صَوْبُ الرَّبِيْعِ وَدِيْمَةٌ تَهْمِي ¬
فَقَدْ تَمَّ الإِحْسَانُ فِي المَعْنَى الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ بِقَوْلهِ: غَيْرَ مُفْسِدِهَا ومِنَ التَّتْمِيْمِ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ (¬1): [من الطويل] وَقَدْ خِفْتُ حَتَّى لَوْ أَرَى المَوْتَ مُقْبِلًا ... لِيَأخُذَنِي وَالمَوْتُ يُكْرَهُ زَائِرُه لَكَانَ مِنَ الحَجَّاجِ أهْوَنَ رَوْعَةً ... إِذَا هُوَ أغْفَى (¬2)، وَهُوَ سَامٍ نَوَاظِرُه ¬
والإيغال في التبليغ
وَالإِيْغَالُ فِي التَّبْلِيْغِ: وَهُوَ أَنْ يَأتِي الشَّاعِرُ بِالمَعْنَى فِي البَيْتِ تَامًّا قَبْلَ انْتِهَائِهِ إِلَى القَافِيَةِ، ثُمَّ يَأتِيَ بِهَا؛ لِيَكُونَ شِعْرًا، فَيَزِيْدَ البَيْتُ بِهَا نَصَاعَةً، وَالمَعْنَى بُلُوْغًا إِلَى الغَايَةِ القُصْوَى فِي الجَّوْدَةِ، كَقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ يَصفُ فَرَسًا: [من الطويل] إِذَا مَا جَرَى شَأويْن وَابْتَلَّ عِطْفُهُ ... تَقُوْلُ هَزيْرُ الرِّيْحِ مَرَّتْ بِأثَّابِ (¬1) ¬
فَقَدْ تَمَّ الوَصْفُ وَالتَّشْبِيْهُ قَبْلَ القَافِيَةِ فَلَمَّا أَتَى بِهَا زَادَتْ نَصَاعَةً، وَذَلِكَ أَنَّ الأثَأبَ شَجَرٌ يَكُوْنُ لِلرِّيْحِ فِيْ أضْغَاَثِ أغْصَانِهِ حَفِيْفٌ شَدِيْدٌ، وكقولِ ذِي الرُّمَّةِ (¬1): [من الطويل] ¬
والإغراق في الغلو
قِفِ العِيْسَ (¬1) فِي أَطْلَالِ مَيَّةَ فَاسْأَلِ ... رُسُوْمًا كَأَخْلَاقِ الرِّدَاءِ المُسَلْسَلِ فَتَمَّ كَلَامُهُ ثُمَّ احْتَاجَ إِلَى القَافِيَةِ، فَقَالَ المُسَلْسَلِ، فَزَادَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ أَيْضًا (¬2): أَظُنُّ الَّذِي يُجْدِي عليك سُؤَالُهَا ... دُمُوْعًا كَتَبْذِيْرِ الجُمَانِ المُفَصَّلِ فَتَمَّ الكَلَامُ، ثُمَّ احْتَاجَ إِلَى القَافِيَةِ، فَقَالَ المُفَصَّلِ، فَزَادَ شَيْئًا حَسَنًا. وَالإِغْرَاقُ فِي الغُلُوِّ: هُوَ المُبَالَغَةُ فِي وَصْفِ الشَّاعِرِ الشَّيْءَ، أَوِ المَمْدُوْحَ، أوِ المَذْمُوْمَ بِأبْعَدِ غَايَاتِ صِفَاتِهِ. وَالغُلُوُّ فِي ذَلِكَ هُوَ أَنْ نُعطِيَهُ مِنَ الصِّفَةِ مَا تَعْجِزُ طَبِيْعَتُهُ عَنْهُ، وَلَا تَنْتَهِي قُوَاهُ إِلَيْهِ، فَيَكُوْنُ ذَلِكَ غُلُوًّا فِي المُبَالَغَةِ. قَالُوا وَإِذَا أَتَى الشَّاعِرُ مِنَ الغُلُوِّ بِمَا يَخْرُجُ عَنِ المَوْجُوْدِ وَيَلْحَقُ بِالمَعْدُوْمِ، فَإنَّمَا يُرِيْدُ المَثَلَ وَبُلُوْغَ النِّهَايَةِ فِي النَّعْتِ. وَقَدْ طَعَنَ قَوْمٌ عَلَى هَذَا المَذْهَبِ؛ لِمُنَافَاتِهِ الحَقِيْقَةَ، وَأَنَّهُ لَا يَصِحُّ عِنْدَ التَّأَمُّلِ وَالفِكْرَةِ، وَلَيْسَ بِمَوْضِعِ طَعْنٍ. وَسُئِلَ النَّابِغَةُ مَنْ أَشْعَرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: مَنْ أسْتُجِيْدُ كَذِبُهُ، وَأضْحَكَ رَدِيْئُهُ. فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ قَيْسِ بنِ الخَطِيْمِ يَصِفُ طَعْنَةً (¬3): [من الطويل] طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثَائِرٍ ... لَهَا نَفَذٌ لَوْلَا الشُّعَاعُ أضَاءهَا مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي فَأنْهَرْتُ فَتْقَهَا ... يَرَى قَائِمٌ مِنْ دُوْنهَا مَا وَرَاءهَا أنْهَرْتُ: أوْسَعْتُ. وَمِثْلُهُ قَوْلُ النَّمِرِ بنِ تَوْلَبٍ يَصِفُ سَيْفًا: [من البسيط] أَبْقَى الحَوَادِثُ وَالأَيَّامُ مِنْ نَمِرٍ ... أسْبَادَ سَيْفٍ قَدِيْمٍ أثرُهُ بَادِي تَكَادُ تَحْفِرُ عَنْهُ إِنْ ضرَبْتَ بِهِ ... بَعْدَ الذِّرَاعَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ وَالهَادِي وَمِنْ ذَلِكَ مَا يُعَلَّلُ بِلَوْ، وَلَوْلَا، وَيَكَادُ، وَمَا نَاسَبَهُ؛ لِيَخْرُجَ عَنِ المُسْتَحِيْلِ؛ ¬
وَلِيَسْلَمَ مِنَ الاعْتِرَاضِ المُقَدَّمِ ذِكْرُهُ، كَقَوْلِ ابنِ المُعْتَزِّ (¬1): [من السريع] وَذُبْتُ حَتَّى صِرْتُ لَوْ زُجَّ بِي ... فِي نَاظِرِ الوَسْنَانِ لَمْ يَنْتَبِه وَكَقَوْلِ المُتَنَبِّيّ يَصِفُ رَامِيًا بِالسِّهَامِ مُعَلَّقًا بِلَوْلَا (¬2): [من الوافر] يُصِيْبُ بِبَعْضِهَا أفْوَاقَ بِعْضٍ ... فَلَوْلَا الكَسْرُ لاتَّصَلَتْ قَضِيْبَا وَكَقَوْلِ أَبِي صَخْرٍ بِدُخُوْلِ يَكَادُ فِيْهِ (¬3): [من الطويل] تَكَادُ يَدِي تَنْدَى إِذَا مَا لَمَسْتُهَا ... وَيَنْبُتُ فِي أطْرَافِهَا الوَرَقُ الخُضْرُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ بنِ مرْدَاسٍ يَصِفُ فَرَسًا (¬4): [من البسيط] يَكَادُ فِي شَأوِهِ لَوْلَا أُسَكِّنُهُ ... لَوْ طَارَ ذُو حَافِرٍ مِنْ سُرْعَةٍ طَارَا وَمِنَ الغُلُوِّ فِي المُبَالَغَةِ وَالإِغْرَاقِ فِيْهِ قَوْلُ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ (¬5): [من الطويل] أَلَا عَلِّلَانِي فَالتَّعَلُّلُ أرْوَحُ ... وَيَنْطِقُ مَا شَاءَ اللِّسَانُ المُسَرَّحُ بِإِجَّانَةٍ لَوْ أنَّهَا جُزَّ بِازِلٌ ... مِنَ البَخْتِ فِيْهَا ظَلَّ لِلجنْبِ يَسْبَحُ ¬
وَكَقَوْلِ أَبِي الطَّمْحَانِ القَيْنِيِّ (¬1): [من الطويل] أَضَاءتْ لَهُمْ أحْسَابُهُمْ وَوَجُوْهُهُمْ ... دُجَى اللَّيْلِ حَتَّى نَظَّمَ الجزْعَ ثَاقِبُه وَكَقَوْلِ أَبِي نُوَاسٍ (¬2): [من الكامل] وَأَخَفْتَ أهْلَ الشِّرْكِ حَتَّى إنَّهُ ... لتَخَافُكَ النُّطَفُ الَّتِي لَمْ تُخْلَقِ وَكَقَوْلِ ابنِ الرُّوْمِيِّ (¬3): [من الطويل] دَعَا النَّاسَ حَتَّى أَسْمَعَ الصُّمَّ صوْتُهُ ... وَأَنْطَقَ حَتَّى قَالَ فِيْهِ الأَخَارِسُ وَكَقَوْلِ الآخَرِ، وَهُوَ مُهَلْهِلُ بنُ رَبِيْعَةَ أخُو كُلَيْبٍ (¬4): [من الخفيف] وَقَتَلْنَا بَكْرًا فَبَادُوا جَمِيْعًا ... وَنَفَخْنَا فِيْمَنْ سِوَاهُمْ فَطَارُوا (¬5) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وموازاة المقابلة
وَمُوَازَاةُ المُقَابَلَة: قَالَ عَلِيُّ بن الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ: سَأَلْتُ قُدَامَةَ الكَاتِبَ عَنِ المُقَابِلَةِ فَقَالَ: هُوَ أَنْ يَضَعَ الشَّاعِرُ مَعَانِي يَعْتَمِدُ المُوَافَقَةَ بَيْنَ بَعْضِهَا وَبَعْضٍ وَالمُخَالَفَةَ، فَيَأتِي فِي المُوَافِقِ بما يُوافقُ، وَفِي المُخَالِفِ بِمَا يُخَالِفُ عَلَى الصِّحَّةِ، وَيَشْرِطَ شُرُوْطًا، وَيُعَدِّدُ أَحْوَالًا فِي أحَدِ المَعْنَيَيْنِ. فَيَجِبُ أَنْ يَأتِيَ فِيْمَا يُوَافِقُهُ بِمِثْلِ مَا شَرَطَهُ، وَفِيْمَا يُخَالِفُهُ بِأَضْدَّادِ ذَلِكَ. فَقُلْتُ: أنْشِدْنِي مَا قِيْلَ فِيْهِ. فَقَالَ: لَا أعْرِفُ أحْسَنَ مِنْ قَوْلُ الشَّاعِرِ (¬1): [من الطويل] أَيَا عَجَبًا كِيْفَ اتَّفَقْنَا فَنَاصِحٌ ... وَفِيٌّ وَمَطْوِيٌّ عَلَى الغِلِّ غَادِرِ فَجَعَلَ بِإِزَاءِ نَاصِحٍ مَطْوِيًّا عَلَى الغِلِّ، وَبِإزَاءِ وَفِيٍّ غَادِرًا. وَقَوْلِ الطِّرِمَّاحِ بنِ حَكِيْمٍ الطَّائِيِّ (¬2): [من الوافر] أسَرْنَاهُمْ وَأنْعَمْنَا عَلَيْهِمْ ... وَأسْقَيْنَا دِمَاءَهُمُ التُّرَابَا فَمَا صَبَرُوا لِبَأْسٍ عِنْدَ حَرْبٍ ... وَلَا أدَّوا لِحُسْنِ يِدٍ ثوَابَا فَجَعَلَ بِإِزَاءِ أَنْ سَقُوا دِمَاءهُمُ التُّرَابَ أنَّهُمْ لَمْ يَصْبِرُوا لِبَأْسٍ عِنْدَ حَرْبٍ، وَبِإِزَاءِ أَنْ أسَرُوْهُم وَأنْعَمُوا عَلَيْهِم أنَّهُمْ لَمْ يَثِيْبُوا لِحُسْنِ يَدٍ جَزَاءً، فَهَذِهِ المُقَابَلَةُ. وَأَمَّا تَقَابُلُ النَّظَرِ فِي المَعْنَى إِلَى مِثْلِهِ، فَهُوَ غَيْرُ هَذَا. قَالَ عَلِيُّ بن هَارُوْنَ بن يَحْيَى، وَكَانَ هَارُوْنُ أَبِي يَزْعَمُ أَنَّ أحْسَنَ مَا قِيْلَ فِي المُقَابَلَةِ قَوْلُ عَمْرِو بنِ كُلْثُومٍ (¬3): [من الوافر] وَرِثْنَا المَجْدَ عَنْ آبَاءِ صِدْقٍ ... وَنُوْرِثُهُ إِذَا مُتْنَا بَنِيْنَا (¬4) ¬
وسهولة التسهيم
وَسُهُوْلَةُ التَّسْهِيْمِ: سُئِلَ عَلِيُّ بن هَارُوْنَ عَنِ التَّسْهِيْمِ فَقَال: هَذَا لَقْب نَحْنُ اخْتَرَعْنَاهُ. قِيْلَ: فَمَا كَيْفِيَّتُهُ؟ فَأَجَابَ بِجَوَابٍ لَمْ يُبْرِزْهُ فِي عِبَارَةٍ فَصِيْحَةٍ لَكِنْ مَفْهُوْمُهُ أَنَّ صِفَةَ الشِّعْرِ المسَهَّمِ أَنْ يَسْبقَ السَّامِعُ إِلَى قَوَافِيْهِ قَبْلَ أَنْ يَنْتَهِي إِلَيْهَا رَاوِيْهِ حَتَّى لَوْ سَمِعَ السَّامِعُ الشَّطْرَ الأوَّلَ، لَاستَخْرَجَ الشَّطْرَ الأَخِيْرَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَسْمَعَهُ. وَإنَّ أحْسَنَ مَا قِيْلَ فِي ذَلِكَ قَوْل جَنُوْبَ أُخْتِ عَمْرِو ذِي الكَلْبِ (¬1): [من المتقارب] ¬
ووقوع الحافر على الحافر
فَأَقْسَمْتُ يا عَمْرُو لَوْ نَبَّهَاكَ ... إِذًا نَبَّهَا مِنْكَ دَاءً عُضَالَا إِذًا نَبَّهَا لَيْثَ عِرِّيْسَةٍ ... مُفِيْتًا مُفِيْدًا نُفُوْسًا وَمَالَا وَخَرْقٍ تَجَاوَزْتَ مَجْهُوْلَهُ ... بِوَجْنَاءَ لَا تَتَشَكَّى الكَلَالَا فَكُنْتَ النَّهَارَ بِهَا شَمْسَهُ ... وَكُنْتَ دُجَى اللَّيْلِ فِيْهَا الهِلَالَا (¬1) فَانْظُرْ إِلَى دِيْبَاجَةِ هَذَا الكَلَام مَا أَصْفَاهَا، وَإلَى تَقَاسِيْمِهِ مَا أَوْفَاهَا، وَانْظُرْ قَوْلَهَا مُفِيْتًا مُفِيْدًا، وَوَصْفهَا إيَّاهُ بِالشّمْسِ بِالنَّهَارِ، وِبِالهِلَالِ فِي اللَّيْلِ، تَجِدِ المُطْمِعَ المُمْتَنِعَ، القَرِيْبَ البَعِيْدَ (¬2). وَوُقُوْعُ الحَافِرِ عَلَى الحَافِرِ: وَيُسَمَّى المُوَارَدَةَ وَالاشْتِرَاكَ فِي اللَّفظِ وَالمَعْنَى أَوْ كِلَيْهِمَا. قَالَ الأَصمَعِيُّ (¬3): قُلْتُ لأَبِي عَمْرِو بنِ العَلَاءِ: أَرَأَيْتَ الشَّاعِرَيْنِ يَتَّفِقَانِ فِي المَعْنَى، وَيَتَوَارَدَانِ فِي اللَّفْظِ، لَمْ يَلْقَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَلَا سَمِعَ شِعْرَهُ؟ فَقَالَ: تِلْكَ عُقُوْلُ رِجَالٍ تَوَافَتْ عَلَى ألْسِنَتِهَا. وَقَدِ اعْتَدَّ قَوْم ذَلِكَ سَرَقًا، وَلَيْسَ بِسَرَقٍ وَإِنَّمَا هِيَ ألْفَاظٌ مُشْتَرَكَة مَحْصُوْرَةٌ يَضطَرُّ الشَّاعِرُ إِذَا اعْتَمَدَ النَّظْمَ فِي مَعْنَاهَا إِلَى المُوَارَدَةِ فِيْهَا عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ، وَذَلِكَ لاتِّسَاعِ الكَلَامِ، وَتَقَارُبِ طِبَاعِ الشُّعَرَاءِ بَعْضهَا مِنْ بَعْضٍ في ¬
التَّصَرُّفِ بالعِبَارَةِ عَنِ الأَمُورِ وَالوَقَائِعِ المُتَقارِبَةِ المعَانِي بَعْضُها بَعْضًا فَتَشَابَهَ بِالسَّرقَةِ حَتَّى لَقَدْ قَالَ قَوْمٌ: لَا اجْتِلَابَ، وَلَا اسْتِعَارَةَ، وَلَا أخْذَ، وَإنَّ الكَلَامَ كُلَّهُ مُشْتَرَكٌ مُتَدَاوَلٌ، وَالأَلْفَاظَ كُلُّهَا مُبَاحَةٌ. وَلَيْسَ كَمَا قالُوا أَيْضًا، وَإِنَّمَا لِكُلٍّ مِنْ ذَلِكَ حَدٌّ وَمِقْدَار يُعْرَفُ بِهِ. فَمِنَ المُوَارَدَةِ وَالاشْتِرَاكِ في اللَّفِظْ، ووقُوع الحافِرِ على الحافِرِ، مِمَّا لَيْسَ بِسَرَقٍ قَوْلُ عَنْتَرَةَ العَبْسِيِّ (¬1): [من الوافر] وَخَيْلٍ قَدْ دَلَفْتُ لَهَا بِخَيْلٍ ... عَلَيْهَا الأُسْدُ تَهْتَصرُ اهْتِصارَا فَقَالَ عَمْرُو بن مَعدِ يكَرِبٍ (¬2): [من الوافر] وَخَيْلٍ قَدْ دَلَفْتَ لَهَا بِخَيْلٍ ... تَحِيَّةُ بَيْنِهِم ضرْبٌ وَجِيْعُ فَقَالَتْ الخَنْسَاءُ بِنْتُ عَمْرٍو (¬3): [من الوافر] وَخَيْلٍ قَدْ دَلَفْتَ لَهَا بِخَيْلٍ ... فَدَارَتْ بَيْنَ كَبْشَيْهَا رَحَاهَا وَقَالَ أعْرَابِيٌّ (¬4): [من الوافر] وَخَيْلٍ قَدْ دَلَفْتُ لَهَا بِخَيْلٍ ... تَرَى فُرَسَانهَا مِثْلَ الأُسوْدِ فَلَو اجْتَهَدَ هَؤُلَاءِ عِنْدَ قَصْدِهِمْ الإِخْبَارَ بما أخبَرُوا بِهِ مِنْ هَذَا الوَصْفِ أَنْ يُوردُوهُ بِغَيْرِ هَذِهِ العِبَارَةِ فِي هَذَا العُرُوْضِ، لَمَا اسْتَطَاعُوا؛ لأنَّ اللَّفْظَ يَضْطَرُّهُمْ، وَاعْتِمَادَ العِبَارَةِ الشَّرِيْفَةِ يَقُوْدُ أعِنَّتَهُم إِلَى ذَلِكَ. فَرُبَّ مَعَانٍ تَخْتَصُّ بِألْفَاظٍ شَرِيْفَةٍ، لَا يُمْكِنُ تَعَدِّيْهَا إِلَى مَا هُوَ أشْرَفُ مِنْهَا فَهَذَا مِنَ الاشْتِرَاكِ فِي اللَّفْظِ. وَأَمَّا الإشْرَاكُ فِي المَعْنَى مِمَّا يُشْبِهُ المَأْخُوْذُ، وَلَيْسَ بِمَأخُوْذٍ، كَقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ (¬5): [من السريع] إنَّا وَإيَّاهُم وَمَا بَيْنَنَا ... كَمَوْضِعِ الزَّوْرِ مِنَ الكَاهِلِ ¬
فَقَالَ الحَارِثُ بنُ حِلْزَةَ (¬1): [من المتقارب] وَبَيْتُ شُرَاحِيْلَ فِي وَائِلٍ ... مَكَانَ الثُّرَيَّا مِنَ الأنْجُمِ وَقَالَ سُحَيْم بن وَثيْلٍ (¬2): [من الوافر] ألَمْ تَرَ أنَّنِي مِنْ حِمْيَرِيٍّ ... مَكَانَ اللَّيْثِ مِنْ وَسطِ العَرِيْنِ وَلِمَعْقِلِ بن مُجَمَّعٍ الأسَدِيِّ (¬3): [من الوافر] وَلَوْ أنِّي أشَاءُ لَكُنْتُ مِنْهُمْ ... مَكَانَ الفَرْقَدَيْنِ مِنَ النُّجُوْمِ وَقَالَ الطِّرِمَّاح (¬4): [من الوافر] نَزَلْنَا فِي التَّعَزُّزِ مِنْ مَعَدٍّ ... مَكَانَ القِدْرِ مِنْ وَسْطِ الأَثَافِي وَقَالَ الفَرَزْدَقُ (¬5): [من الطويل] وَنَحْنُ إِذَا عَدَّتْ مَعَدٌّ قَدِيْمهَا ... مَكَانَ النَّوَاصِي مِنْ وُجُوْهِ السَّوَابِقِ وَقَالَ المُنَخَّلُ السَّعْدِيِّ (¬6): [من الطويل] وَإنَّا لَنُعْطِي النِّصْفَ مَنْ لَوْ نَضِيْمُهُ ... أقرَّ وَنَأبَى نَخْوَةُ المُتَظَلِّمِ وَقَالَ الفَرَزْدَقُ (¬7): [من الطويل] تَرَى كُلَّ مَظْلُوْمٍ إلَيْنَا فِرَارُهُ ... وَيَهْرُبُ مِنَّا جُهْدَهُ كُلُّ ظَالِمِ ¬
وَمِنَ التَّشْبِيْهِ الَّذِي لَيْسَ بِمَأْخُوْذٍ قَوْلُ نَهْشَلِ بنِ حَرِّيٍّ (¬1): [من الطويل] أقُوْلُ وَقَدْ سَافَتْ لَبُوْنِي بِلَادَهَا ... كَمَا سَافَ أعْجَازَ التِّلَادَ الطَّرَائِفُ وَقَوْلُ عَلِيّ بن الغَدِيْرِ الغَنَوِيِّ (¬2): [من الطويل] أُدَافِعُ عَنْ مَجْدٍ تَلِيْدٍ وِرَاثَةً ... وَقَدْ تَرْفِدُ المَجْدَ التَّلِيْد الطَّرَائِفُ فَهَذَا وَأَمْثَالِهِ اتِّسَاعٌ وَاشْترَاكٌ، وَلَيْسَ هُوَ اسْشِرَاقٌ وَلَا اجْتِلَابٌ. وَمِنَ المُوَارَدَةِ مَا أخْبَرَ بهِ الطَّاهِرِيُّ عَنْ ابن المُعْتَزِّ. قَالَ: سَألنَا أبَا سَعِيْدٍ هُبَيْرَةَ النَّحْوِي الأسَدِيَّ عَنْ هَذِهِ الأَبْيَاتِ وَهِيَ لامْرِئِ القَيْسِ (¬3): [من مخلَّع البسيط] عَينَاكَ دَمعهُمَا سِجَالُ ... كَأَنَّ شَأنَيْهِمَا أوْشَالُ (¬4) أَوْ جَدْوَل فِي ظِلَالِ نَخْلٍ ... لِلمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ مَجَالُ وَقَوْلِ عَبِيْدٍ (¬5): [من مخلع البسيط] عَينَاكَ دَمعهمَا سَرُوْبُ ... كَأَنَّ شَأنَيْهِمَا شَعِيْبُ أَوْ جَدْوَلٌ فِي ظِلَالِ نَخْلٍ ... لِلمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ قَسِيبُ وَقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ (¬6): [من البسيط] وَكُلِّ ذِي إبْلٍ مُودٍ فَتَارِكُهَا ... وَكُلِّ ذِي سَلَبٍ لَا بُدَّ مَسْلُوْبُ وَقَوْلِ عَبِيْدٍ: [من مخلّع البسيط] وَكُلُّ ذِي إبْلٍ مَوْرُوْثها ... وَكُلُّ ذِي سلَبٍ مَسْلُوْبُ ¬
فَقَالَ: لَا أجِدُ نَفْسِي سَرِيْعَةً إِلَى التَّصْدِيْقِ بِأنَّ العُقُوْلَ في مِثْلِ هَذَا تَتَوَافَى وَعَبِيْدٌ وَامْرُؤُ القَيْسِ كانا فِي زَمَانٍ وَاحِدٍ. وَأخْبَرَ مُحَمَّدُ بن عِمْرَانَ عَنْ ابن دُرَيْدٍ عَنِ عَمِّهِ عَنِ أبِيْهِ عَنِ ابنِ الكَلْبِيِّ عَنِ رَجُلٍ مِنْ أهْلِ خُرَاسَانَ. قَالَ: لَمَّا أُصِيْبَتْ عَيْنُ ثَابِتِ قُطْنَةَ العَتَكِيِّ يَوْمَ سَمَرْقَنْدَ، قَالَ بَيْتًا يَهْجُو فيْهِ نَفسَهُ، وَهُوَ (¬1): [من البسيط] مَا يَعْرِفُ النَّاسُ مِنْهُ غَيْرَ قُطْنَتِهِ ... وَمَا سِوَاهَا مِنَ الأَنْسَابِ مَجْهُوْلُ ثُمَّ اسْتَوْدع هَذَا البَيْتَ قَاضِي سَمَرْقَنْدَ، وَقَالَ: عَسَى أَنْ يَرْمِيَني بِهِ شَاعِرٌ، فأكُونَ قَدْ سَبَقْتُهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ جَاوَرَ بَعْدَ ذَلِكَ رَجُلًا مِنْ بَنِي حَنِيْفَةَ يُقَالُ لَهُ: حَاجِبُ الفِيْلِ، فَرَكِبَ الرَّجُلُ مُهْرًا لَهُ، فَسَقَطَ عَنْهُ، فَتَشَاغَلَ أهْلُهُ بِهِ عَنْ ثَابِتِ قُطْنَةَ، وَأبْطَأَ عَلَيْهِ عَشَاؤُهُ، فَقَالَ: [من البسيط] أتَارِكُوُنَ عَشَائِي لَا أبَالَكُمُ ... أَنْ خَرَّ عَنْ ظَهْرِ مُهْرٍ حَاجِبُ الفِيْلِ خَطْب يَسِيْر عَلَيْنَا فَلْقُ حَاجِبِهِ ... وَشَجَّة سَبَرُوْهَا بِالمَلَا مِيْلِ فَلَمَّا أصْبَحَ حَاجِبُ الفِيْلِ، أَنْشَدُوْهُ هَذَيْنِ البَيْتِيْنِ، فَقَالَ: مَا يَعْرِفُ النَّاسُ مِنْة غَيْرَ قُطْنَتِهِ ... وَمَا سِوَاهَا مِنَ الأنْسَابِ مَجْهُوْلُ فَقَالَ ثَابِتٌ: [من البسيط] هَيْهَاتَ ذَلِكَ شَيْء قَدْ سُبِقْتَ بِهِ ... فَاطْلُبْ لَهُ ثَانِيًا يا حَاجِبَ الفِيْلِ وَمِمَّا يَبْعُدُ فِي نَفْسِي صِحَّةُ مِثْلِهِ، وَالاتِّفَاقُ فِيْهِ حَتَّى لَا يَقَعَ فيهِ تَبَاينٌ، وَلَا تَغَايرٌ مَا رَوَاهُ أَبُو عُمَرَ عَنْ ثَعْلَبٍ عَنِ الأَثْرَمِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ. قَالَ: خَرَجَ جَرِيْرٌ والفَرَزْدَقُ مُرْتَدِفِيْنَ عَلَى نَاقَةٍ إِلَى هِشَامِ بن عَبْدِ المَلِكِ، فَنَزَلَ جَرِيْرٌ يَبُوْلُ، فَجَعَلتِ النَّاقَةُ تَتَلَفَّتُ، فَضَرَبَهَا الفَرَزْدَقُ وَقَالَ (¬2): [من الوافر] ¬
إِلَامَ تَلَفَّتِيْنَ وَأَنْتِ تَحْتِي ... وَخَيْرُ النَّاسِ كلُّهم أمَامِي مَتَى تَرِدِي الرُّصَافَةَ تَسْتَرِيْحِي ... مِنَ التَّهْجِيْرِ وَالدَّبَرِ الدَّوَامِي ثُمَّ قَالَ الآنَ يَجِيْءُ جَرِيْرٌ، فَأُنْشِدُهُ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ، فَيُرِدُّ عَلَيَّ، وَيَقُوْلُ (¬1): [من الوافر] تَلَفَّتُ أَنَّهَا تَحْتَ ابنِ قَيْنٍ ... إِلَى الكِيْرَيْنِ وَالفَاسِ الكَهَامِ مَتَى تَرِدِ الرُّصَافَةَ تَخْزَ فِيْهَا ... كَخَزْيِكَ فِي المَوَاسِمِ كُلَّ عَامِ وَقَالَ: فَجَاءَ جَرِيْرٌ وَالفَرَزْدَقُ يَضْحَكُ. فَقَالَ: مَا يُضْحِكُكَ يا أبَا فِرَاسٍ؟ فَأنْشَدَهُ البَيْتَيْنِ الأوَّلَيْنِ، فَقَالَ جَرِيْرٌ: [من الوافر] تَلَفَّتُ أَنَّهَا تَحْتَ ابنِ قَيْنٍ وَأَنْشَدَهُ البَيْتَيْنِ بِعَينهِمَا، كَمَا قَالَ الفَرَزْدَقُ سَوَاءً. فَقَالَ الفَرَزْدَقُ: وَاللَّهِ لَقَدْ قُلْتُ هَذَا أمَا عَلِمْتَ أَنْ شَيْطَانَنَا وَاحِدٌ؟ وَكَذَلِكَ مَا أخْبَرَ بِهِ أَبُو عُمَرَ أَيْضًا عَنْ ثَعْلَبٍ عَنْ ابنِ الأَعْرَابِيِّ عَنِ المُفَضَّلِ. قَالَ: مَرَّ رَاكِبٌ بِالبَصْرَة، فَرَآهُ الفَرَزْدَقُ، فَقَالَ: مِنْ أيْنَ وَجْهُكَ؟ قَالَ: مِنَ اليَمَامَةِ. قَالَ: فَهَلْ لَكَ عَهْدٌ بِابْنِ المَرَاغَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ أَحْدَثَ شِعْرًا عَلِقْتَ مِنْهُ شَيْئًا؟ فَأَنْشَدَهُ: [من الكامل] هَاجَ الهَوَى بِفُؤَادِكَ المُهْتَاجِ فَقَالَ الفَرَزْدَقُ: [من الكامل] فَانْظُرْ بِتُوْضِحَ بَاكِرَ الأَحْدَاجِ قال فقال: [من الكامل] هَذَا هَوًى شَعفَ الفُؤَادَ مُبَرِّحٌ فقال الفرزْدَقَ: [من الكامل] وَنَوى تَقَاذَفُ غَيْرُ ذَاتِ خِلَاجِ ¬
فَقَال: [من الكامل] لَيْتَ الغُرَابَ غَدَاةَ يَنْعَبُ لِلنَّوَى فَقَالَ الفَرَزْدَقُ: [من الكامل] كَانَ الغُرابُ مُقَطَّعَ الأَوْدَاجِ فَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَقُوْلُ صَدْرًا، وَالفَرَزْدَق عَجُزًا حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُ قَالَ القَصِيْدَةَ، وَسَرَقَهَا جَرِيْرٌ مِنْهُ، ثُمَّ قَال: وَيْحَكَ. دَعْنَا مِنْ هَذَا أَذَكَرَ الحَجَّاجَ فِيْهَا؟ قَال: نَعَمْ. قَالَ: إيَّاهُ أرَادَ (¬1). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
ودلالة التتبيع
وَدِلَالَةُ التَّتْبِيْعِ (¬1): (وَهُوَ الإرْدَافُ): التَّتْبِيْعُ: هُوَ أَنْ يُرِيْدَ الشَّاعِرُ مَعْنًى فَلَا يَتَأتَّى لَهُ بِاللَّفْظِ الدَّالِّ عَلَيْهِ، بَلْ بِلَفْظٍ تَابِعٍ لَهُ، فَإِذَا دَلَّ التَّابِعُ، أَبَانَ عَنِ المَتْبُوْعِ، وَأَوْضَحَهُ. وَأَحْسَنُ مَا قِيْلَ وَأَبْدَعَهُ قَوْلُ عُمَرَ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيِّ (¬2): [من الطويل] بَعِيْدَةُ مَهْوَى القُرْطِ إمَّا لِنَهْشَلٍ أبُوْهَا ... وَإمَّا عَبْدُ شَمْسٍ وَهَاشِمُ (¬3) وَإِنَّمَا ذَهَبَ إِلَى وَصْفِ طُوْلِ الجِّيْدِ فلم يَذْكُرهُ بِلَفْظِهِ الخَاصِّ بِهِ، بلْ أَتَى بِمَعْنًى ¬
هُوَ تَابِعٌ لِطُوْلِ الجيْدِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: بَعِيْدَةُ مَهْوَى القُرْطِ (¬1) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
والوحي والإشارة وتكريرها
وَالوَحْيُ وَالإِشَارَةُ وَتَكرِيْرُهَا: الإِشَارَةُ (¬1) عَلَى نَوْعَيْنِ: أحَدُهُمَا أَنْ يَقْصِدَ الشَّاعِرُ مَعْنًى فَيَأتِي بِهِ فِي لَفْظٍ يَقْصُرُ عَنِ استِكْمَالِهِ، فَيُسَمَّى ذَلِكَ الوَحْيَ وَالإِشَارَةَ عَلَى مَذْهَبِ إسْحَاقَ بن إبْرَاهِيْمِ المُوْصِلِّي؛ فَإِنَّهُ قَالَ: قَدْ اخْتَرَعْتُ فِي صَنْعَةِ البَدِيْعِ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ فِيْهِ مِنْ قَبْلِ. فَقِيْلَ: مَا هُوَ؟ ، قال: الوَحِيُ وَالإِشَارَةُ، قِيْلَ: مَا مِثَالُهُ فَقَالَ (¬2): [من الوافر] جَعَلْتُ السَّيْفَ بَيْنَ الجِيْدِ مِنْهُ ... وَبَيْنَ سَوَادِ لَحْيَيْهِ عِذَارَا (¬3) ¬
جَعَلَ العِذَارَ إشَارَةً فِي شَحْذِ عُنُقِهِ بالسَّيْفِ مِنْ غَيْرِ إفْصَاحٍ. وَأَخْبَرَ عَلِيُّ بنُ هَارُوْنَ عَنْ حَمَّادِ بنِ إسْحَقَ قَالَ: قُلْتُ لَأَبِي: أسْمَعُكَ تُكَرِّرُ ذِكْرَ الإِشَارَةِ فِي الشِّعْرَ وَتَقُوْلُ: إِنَّهَا مِنْ مَحَاسِنِهِ. فَمَا هِيَ؟ قَالَ: كَقَوْلِ الشَّاعِرِ (¬1): [من البسيط] أَوْرَدْتُهُ وَصُدُوْرُ العِيْسِ مُسْنَفَةٌ ... وَاللَّيْلُ بِالكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ مَنْحُوْرُ ثُمَّ قَالَ: ألَا تَرَاهُ فِي قَوْلِهِ: وَصُدُوْرُ العِيْسِ مُسْنَفَة قَدْ أَشَارَ إِلَى الفَجْرِ إشَارَةً لَطِيْفَةً بِغَيْرِ لَفْظِهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: هَذَا الوَحْيُ. وَمِثْلُهُ قَوْلِ عُمَرَ بنِ نَضْلَةَ جَاهِلِيٌّ (¬2): [من المتقارب] جَعَلْتُ يَدَيَّ وِشَاحًا لَهُ ... وَبَعْضُ الفَوَارِسِ لَا يَعْتَنِقُ (¬3) ¬
وبراعة الابتداء
فَقَوْلُهُ: جَعَلْتُ يَدَيَّ وِشَاحًا لَهُ إشَارَةً بَدِيْعَةً بِغَيْرِ لَفْظِ الاعْتِنَاق، وَهِيَ دَالَّةٌ عَلَيْهِ. وَالنَّوْعُ الآخَرُ أَنَّ الإِشَارَةَ هِيَ الإيْمَاءُ إِلَى الشَّخْصِ المُخَاطَبِ المُعَايَنِ، وَهِيَ مُسْتَحْلَاةٌ وَإِذَا تَكَرَّرَتْ فِي الشِّعْرِ بِالإِشَارَةِ إِلَى المَمْدُوْح أَوْ المَذْمُوْمِ، وَكَانَتْ مَعَ تَكْرَارِهَا حَادَّةً لَا يَعْتَرِيْهَا فُتُوْرٌ، وَلَا رِكَّةٌ، دَلَّتْ عَلَى تَمَكُّنِ الشَّاعِرِ، وَقُدْرَتهِ عَلَى الكَلَامِ، وَحِذْقِهُ وَبَرَاعَتِهِ فِي صَنْعَتِهِ، كَقَوْلِ الفَرَزْدَقِ (¬1): [من البسيط] هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ ... وَالبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهمُ ... هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ ... بِجَدِّهِ أنْبِيَاءُ اللَّهِ قَدْ خُتِمُوا وَبَرَاعَةُ الابْتِدَاءِ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: لامْرِئِ القَيْسِ بَيْتٌ لَمْ يَسْبِقَهُ إِلَيْهِ أحَد، وَلَا ابْتَدَأَ بِمِثْلِهِ شَاعِرٌ. ¬
وَقَفَ فِيْهِ، وَاسْتَوْقَفَ، وَبَكَى، وَاسْتَبْكَى، وَذَكَرَ الأحِبَّةِ وَالدِّمَنَ، وَالمَنَازَلَ فِي المِصْرَاعِ الأوَّلِ، فَقَالَ (¬1): [من الطويل] قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ يَبْتَدِئْ أحَدٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ بأحْسَنَ مِمَّا ابْتَدَأَ بهِ أوْسُ بن حَجَرٍ فِي قَوْلِهِ (¬2): [من المنسرح] أيَّتُهَا النَّفْسُ اجْمِلِي جَزَعًا ... إِنَّ الَّذِي تَحْذَرِيْنَ قَدْ وَقَعَا لأَنَّهُ افْتَتَحَ المَرْثِيَّةَ بِلَفْظٍ نَطَقَ بِهِ عَلَى المَذْهَبِ الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْهَا فَأَشْعَرَنَا مُرَادَهُ فِي أوَّلِ بَيْتٍ، وَهَذَا نِهَايَةٌ فِي وَصْفِ الشِّعْرِ وَالشَّاعِرِ. وَقَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبِ لأَنَّهُ ابْتَدَأَ كَلَامَهُ بِمَا دَلَّ فِي أوَّلِهِ عَلَى آخِرِ غَرَضِهِ، فَقَالَ (¬3): [من الكامل] أَمِنَ المَنُوْنِ وَرَيْبِهَا تَتَوَجَّعُ ... وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ قَالَ: وَإِنِّي لأعْجَبُ كِيْفَ لَمْ يَقُلِ النَّاسُ: إِنَّ أَشْعَرَ بَيْتٍ قَالتهُ العَرَبُ قَوْلَهُ أَيْضًا (¬4): [من الكامل] وَالنَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا ... وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيْلٍ تَقْنَعُ وَمِنْ بَدِيْع ابْتِدَاآتِ المُحْدِثينَ قَوْلُ أَبِي نُوَاسٍ (¬5): [من الطويل] لَمِنْ دِمنٌ تَزْدَادُ حُسْنَ رُسُوْمِ ... عَلَى طُوْلِ مَا أَقْوَتْ وَطِيْبَ نَسِيْمِ تَجَافَى البِلَى عَنْهُنَّ حَتَّى كَأَنَّمَا ... لَبِسْنَ عَلَى الإِقْوَاءِ ثَوْبَ نَعِيْمِ وَأكْثَرُ ابْتِدَاآتِهِ وَأَتْبَاعُهَا مَنْصُوْرَةٌ (¬6). ¬
وَمِمَّنْ تَنَاصَرَ إحْسَانُهُ فِي ابْتِدَاآتِهِ أَبُو تَمَّامٍ حَيْثُ يَقُوْلُ (¬1): [من البسيط] السَّيْفُ أصْدَقُ أنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ وَكَقَوْلِهِ أَيْضًا (¬2): [من الكامل] الحَقُّ أبْلَجُ وَالسُّيُوْفُ عَوَارِي ... فَحَذَارِ مِنْ أسْدِ العَرِيْنِ حَذَارِ وَمِمَّا أحْسَنَ فِيْهِ أَبُو تَمَّامٍ كُلَّ الإِحْسَانِ (¬3) حَتَّى لَقَدْ جَرَى هُوَ وَأَوْسٌ فِي ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
مِضْمَارٍ وَاحِدٍ بِقَوْلهِ مُبْتَدِئًا فِي مَرْثِيَّةٍ (¬1): [من الطويل] أَصَمَّ بِكَ الدَّاعِي وَإِنْ كَانَ أَسْمَعَا وَلَا أعْلَمُ أحَدًا قَالَ نَظِيْرًا لِقَوْلِ أوْسٍ (¬2): أيَّتُهَا النَّفْسُ أَجْمِلِي جَزَعَا. إِلَّا أَبُو تَمَّامٍ بِقَوْلهِ هَذَا. وَمِنْ إحْسَانِ البُحْتُرِيِّ فِي ابْتِدَائِهِ قَوْلُهُ (¬3): [من الوافر] أَنَاةً أيُّهَا الفَلَكُ المُدَارُ ... أَنَهْبٌ مَا تُقَسِّمَ أمْ جُبَارُ (¬4) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وأما تمكين القوافي
وَأَمَّا تَمْكِيْنُ القَوَافِي: فَيَنْبَغِي لِلشَّاعِرِ المُجِيْدِ إِذَا اعْتَمَدَ بِنَاءَ قَصِيْدَةٍ أَنْ يِتَخَيَّرَ لَهَا مِنَ القَوَافِي أسْهَلَهَا لَفْظًا، وَأوْضَحَهَا مَعْنًى، وَيَنْفِيَ الجافِي عَنْهَا، وَيُمَيِّزَ القَلِقَ مِنْهَا، وَيَسُوْقَ البَيْتَ إِلَى القَافِيَةِ سَوْقًا مُوَافِقًا حَتَّى يَكُوْنَ رِدْفَهُ وَطِبْقَهُ، فَإِذَا أَتَى بِذَلِكَ وَقَعَتِ القَافِيَةِ مُسْتَقِرَّةً غَيْرَ قَلِقةٍ، وَلَا نَافِرَةٍ حَتَّى لَوْ أرَادَ مُرِيْدو تَبْدِيْلَهَا بِغَيْرِهَا لَمْ يَسْتَطِع ذَلِكَ. فَمِنْ أحْسَنِ القَوَافِي المُسْتَقِرَّةِ قَوْلُ زُهَيْرٍ (¬1): [من الطويل] وَأعْلَمُ مَا فِي اليَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ ... وَلَكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِي (¬2) فَقَوْلُهُ: عَمٍ وَاقِعٌ مَوْقِعًا لَطِيْفًا. وَقَالَ المُبَرَّدُ: لَا أَعْرِفُ قَافِيَةً وَقَعَتْ أحْسَنَ مَوْقِعًا مِنْ قَوْلِ الحُطَيْئَةِ (¬3): [من الوافر] هُمُ القَوْمُ الَّذِيْنَ إِذَا أَلَمَّتْ ... مِنَ الأَيَّامِ مُظْلِمَةٌ أضَاءُوا فَمَوْقِعُ قَوْلِهِ: أضَاءُوا، وَمِن مُظْلِمَةٍ مَوْقِعٌ حَسَنٌ. وَقَوْلُ الصِّمَّةِ القُشَيْرِيِّ (¬4): ألَا يَا غُرَابَي بَيْنِهَا لَا تَصدَّعَا ... وَطِيْرَا جَمِيْعًا بِالهَوَى وَقَعَا مَعَا (¬5) ¬
فَقَوْلُهُ: وَقَعَا مَعَا حَسَنٌ جِدًّا، وَلَمْ يَتَّفِق مِثْلُهُ إِلَّا لِمُتَمِّمِ بن نُوَيْرَةَ حَيْثُ يَقُوْل (¬1): [من الطويل] فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأنِّي وَمَالِكًا ... لِطُوْلِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ النَّابِغَةِ (¬2): [من الكامل] كَالأُقْحُوَانِ غَدَاةَ غِبِّ سَمَائِهِ ... جَفَّتْ أَعَالِيْهِ وَأَسْفَلُهُ نَدِي زَعَمَ الهُمَامُ وَلَمْ أَذُقْهُ بِأنَّهُ ... يُرْوَى بِطِيْبِ لِثَاتِهَا العَطِشُ الصَّدِي قَوْلُهُ: نَدِي، وَالعَطِشُ الصَّدِي وَاقِعَتَانِ أحْسَنَ مَوْقعٍ وَأعْجَبَهُ (¬3). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
والملائمة بين صدر البيت وعجزه
وَالمُلَائَمَةُ بَيْنَ صَدْرِ البَيْتِ وَعَجُزِهِ (¬1): وَهُوَ أَنْ يَأتِي الشَّاعِرُ فِي صَدْرِ بَيْتِهِ بِكِنَايَةٍ عَنْ مَعْنًى يَتَعَلَّقُ عَجُزُهُ بِتَمَامِهَا. وَلَا عَيْبَ أفْحَشَ مِنْ تَخَاذُلِ أَعْجَازِ الأَبْيَاتِ وَصُدُوْرِهَا. وَإِنَّمَا سُمِّيَ الشِّعْرُ نَظْمًا لانْتِظَامِ الأَلْفَاظِ فِيْهِ كَنِظَامِ الَّلآلِيءِ، وَائْتِلَافِ الأبْيَاتِ مِنْهُ كَائْتِلَافِ رَصْفِ الحلِي بَعْضِهِ إِلَى بَعْضٍ، لأنَّ الرَّائِقَ مِنَ الشِّعْرِ مَا دَلَّ صَدْرُهُ عَلَى قَافِيَتِهِ لاتِّسَاقِ نَظْمِهِ، وَاتِّضَاحِ مَعْنَاهُ، كَقَوْلِ أَبِي تَمَّامٍ (¬2): [من البسيط] السَّيْفُ أصْدَقُ أنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ ... فِي حَدِّهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِدِّ وَاللَّعِبِ بِيْضُ الصَّفَائِحِ لَاسُوْدُ الصَّحَائِفِ فِي ... مُتُونِهِنَّ جَلَاءُ الشَّكِّ وَالرِّيَبِ فَهَذِهِ المُلَاءمَةُ بَيْنَ صَدْرَيَ البَيْتَيْنِ وَعَجُزَيْهِمَا فِي غَايَةِ الحُسْنِ، وَهُوَ مِنْ مَحَاسِنِ الابْتِدَاآتِ، وَإِنْ كَانَ قَدْ أَخَذَ المِصْرَاعَ الأوَّلَ مِن قَوْلُ الشَّاعِرِ (¬3): [من الطويل] مَحَا السَّيْفُ مَا قَالَ ابْنُ دَارَةَ أجْمَعَا وَكَقَوْلِ مِهْيَارَ (¬4): [من الكامل] وَيَئِسْتُ حَتَّى لَوْ بَصُرْتُ بِنَارِهِمْ ... لِقِرًى شَكَكْتُ وَقُلْتُ نَارُ حَرِيْقِ ¬
وإرداف البيت بأخيه
لَا يُضْحِكُ الأَيَّامَ كِذْبُ مَطَامِعِي ... إِلَّا إِذَا طَالَبْتُهَا بِصَدِيْقِ (¬1) وَإِرْدَافُ البَيْتِ بِأَخِيْهِ (¬2): وَهُوَ لَبَاقَةٌ مِنَ الشَّاعِرِ فِيْمَا يَنْظِمُهُ وَيُؤَلِّفُهُ. وَكَأنِّي بِالقَائِلِ الجَّاهِلِ لِذَلِكَ يَقُوْلُ: أَيُّ كَبِيْرٍ مِنَ الصَّنْعَةِ فِي هَذَا حَتَّى يُجْعَلَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ صَنْعَةِ الشِّعْرِ. وَمَا يَعْلَمُ أَنَّ كَثِيْرًا مِنْ فُرْسَانِ الشُّعَرَاءِ قَصَّرُوا عَنْهُ، وَجَاءوا بِالبَيْتِ وَابْنِ عَمِّهِ، بلْ بِالبَيْتِ وَنَزِيْلِهِ حَتَّى انْتَقِدَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَعِيْبوا به. وَإِنَّمَا يَرُوْقُ النَّظْمُ إِذَا حَسُنَ سَبْكُهُ، وَالْتَحَمَتْ أَلْفَاظُهُ، وَأَضَاءتْ مَعَانِيْهِ، وَتَوَالَت أَبْيَاتهُ، كَقَوْلِ المَجْنُونِ (¬3): [من الطويل] وَلَمْ يُنْسِنِي لَيْلَى وَلَا حُسْنَ دَلِّهَا ... نِسَاءٌ عَلَيْهَا حَلْيُهَا وَبُرُوْدُهَا فَأَحْسَنُ مِنْ حَلْيٍ لَهُنَّ وَلُؤْلُؤٍ ... تَرَائِبُ لَيْلَى الوَاضِحَاتَ وَجِيْدُهَا عَشِيَّةَ قَامَتْ وَاتَّقَتْنَا بِكَفِّهَا ... فَيَا حُسْنَهَا مِنْ نَظْرَةٍ لَوْ تُعِيْدُهَا ¬
وَكَقَوْلِ الآخَرِ (¬1): [من الطويل] وَإنِّي رَأَيْتُ الدَّهْرَ يَلْعَبُ بِالفَتَى ... تُقَلِّبُهُ حَالَانِ مُخْتَلِفَانِ فَأَمَّا الَّذِي يَمْضِي فَأَحْلَامُ نَائِمٍ ... وَأَمَّا الَّذِي يَبْقَى لَهُ فَأَمَانِي (¬2) ¬
وإشباع المعنى بأوجز لفظ، وإبرازه في أحسن صيغة من البيان
وَإشْبَاعُ المَعْنَى بِأَوْجَزِ لَفْظٍ، وَإبْرَازهُ فِي أحْسَنِ صِيْغَةٍ مِنَ البيانِ: فَأَمَّا إشْبَاعُ المَعْنَى بِلَفْظٍ مُخْتَصرٍ، فَكَقَوْلِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى فِي رَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬1): [من البسيط] تَحْمِلُهُ النَّاقَةُ الأَدْمَاءُ مُعْتَجِرًا ... بِالبُرْدِ كَالبَدْرِ حَلَّى لَيْلَةَ الظُّلَمِ وَفِي عِطَافَيْهِ أَوْ أَثناءِ رِبْطَتِهِ ... مَا يَعْلَمُ اللَّهُ مِنْ دِيْنٍ وَمِنْ كَرَمِ (¬2) ¬
فَقَوْلُهُ: مَا يَعْلَمُ اللَّهُ، لو أَرَادَ وَاصِفٌ شَرْحَهُ، لاحْتَوَى عَلَى كَثِيْرٍ مِنَ اللَّفْظِ، تَعْجَزُ عَنْهُ العِبَارَةُ. وَكَقَوْلِ ابنِ الرُّوْمِيِّ فِي الهَجْوِ (¬1): [من مجزوء الكامل] مَا شِئْتَ مِنْ مَالٍ حِمًى ... يَأْوِي إِلَى عِرْضٍ مُبَاحِ (¬2) ¬
وخلوص السبك
وَقَدْ ذَهَبَ قُدَامَةُ الكَاتِبُ إِلَى أَنَّ هَذَا هُوَ الوَحْيُ وَالإِشَارَةُ. وَأَمَّا إِبْرَازُ المَعْنَى فِي أَبْهَى حُلَّةٍ مِنَ البَيَانِ، فَكَقَوْلِ ابنِ الخَيْشِيِّ الحَلَبِيِّ: [من الكامل] عِقْبَانُ رَوْعٍ وَالسُّرُوْجُ وَكُوْرُهَا ... وَلُيُوْثُ حَرْبٍ وَالقَنَا آجَامُ وَبُذوْرُ تَمٍّ وَالتَّرَائِكُ فِي الوَغَى ... هَالَاتُهَا وَالسَّابِرِيُّ (¬1) غَمَامُ جَادُوا بِمَمْنُوعِ التِّلَادِ وَجَوَّدُوا ... ضَرْبًا يُجَذُّ بِهِ الطُّلَى وَالهَامُ وَتَجَاوَدَتْ أسْيَافُهُمْ وَجِيَادُهُمْ ... فَالأَرْضُ تُمْطِرُ وَالسَّمَاءُ تُغَامُ (¬2) وَكَقَوْلِ ابنِ المُعْتَزِّ (¬3): [من السريع] مُوَسْوَمَة بِالحُسْنِ مَعْشُوْقَةٌ ... تُمِيْتُ مَنْ شاءتْ وَتُحْيِيْهِ بَاتَ يُرِيْنِيْهَا هِلَالُ الدُّجَى ... حَتَّى إِذَا غَابَ أَرَتْنِيِهِ وَكَقَوْلِ الآخَرِ: [من الكامل] مَا لِي وَفِكْرِي فِي العَوَاقِبِ بَعْدَ مَا ... أيْقَنْتُ أَنَّ عَلَى المَنِيَّةِ مَقْدَمِي وَإِذَا الأنَامُ تَوَارَدُوا حَوْضَ الرَّدَى ... فَالمُقْدِمُ الهَجَّامُ مِثْلُ المُحْجِمِ عَجَبِي لِمُنْطَلِقِ اليَدَيْنِ مُمَكَّنٍ ... مِنْ سَيْفِهِ وَيُرَى بِعَيْنِ المُعْدِمِ وَخَلُوْصُ السَّبْكِ: هُوَ أَنْ يَكُوْنَ المَعْنَى فِي البَيْتِ مُحْتَاجًا إِلَى جَمِيع لَفْظِهِ، غَيْر مُسْتَغْنٍ عَنْ كَلِمَةِ مِنْهُ تَأْتِي حَشْوًا، أَوْ يُتَمِّمَ بها الشاعِرُ نَظْمِ بَيْتٍ مِنْ غَيْرِ افْتِقَارٍ إلَيْهَا إِذَا اعْتُبِرَ بِالنَّقْدِ، وَتَكُوْنَ ألْفَاظُهُ رَائِقَةً مُهَذّبَةً، إِمَّا سَهْلَةً مُمْتَنِعَةً، أَوْ جَزِلَةً طَبِيْعِيَّةً، لَا تَعْرُوْهَا رِكَّةٌ، ¬
وَلَا تَعْلُوْهَا فَضَاضَةٌ (¬1). ¬
وَذَلِكَ كَقَوْلِ قَيْسِ بن المُلَوَّحِ (¬1): [من الطويل] فَإنْ تَمْنَعُوا لَيْلَى وَحُسْنَ حَدِيْثِهَا ... فَلَنْ تَمْنَعُوا مِنِّي البُكَا وَالقَوَافِيَا فَهَلَّا مَنَعْتُمْ إِذْ مَنَعْتُمْ حَدِيْثَهَا ... خَيَالًا يُوَافِيْنِي عَلَى النَّأْي هَادِيَا رَمَانِي وَلَيْلَى العَامِرِيَّةَ قَوْمُهَا ... بِأَشْيَاءَ لَمْ لُخْلَق وَلَمْ أدْرِ مَا هِيَا فَلَيْتَ الَّذِي تَلْقَى وَيُحْزِنُ نَفْسَهَا ... وَيُلْقُوْنَهُ بَيْني وَبَيْنَ ثِيَابِيَا (¬2) ¬
وَكَقَوْلِ عُمَر بن أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيِّ (¬1): [من الطويل] وَلَمَّا تَفَاوَضْنَا الحَدِيْثَ وَأَسْفَرَتْ ... وُجُوْهٌ زَهَاهَا الحُسْنُ أَنْ تَتَبَرْقَعَا تَبَالَهْنَ بِالعِرْفَانِ لَمَّا رَأَيْنَنِي ... وَقُلْنَ امْرُؤٌ بَاغٍ أكَلَّ وَأوْضَعَا وَقَرَّبْنَ أَسْبَابَ الهَوَى لِمُتَيَّمٍ ... يَقِيْسُ ذِرَاعًا كُلَّمَا قِسْنَ إصْبَعَا (¬2) فَقُلْتُ لِمُطْرِيْهِنَّ: وَيْحَكَ إِنَّمَا ... ضَرَرْتَ فَهَل تَسْطِيْعُ نَفْعًا فَتَنْفَعَا؟ وَكَثيْرٌ مِنْ هَذَا البَابِ. وَإِنَّمَا نُوْرِدُ مِنْهُ مَا يَدُلُّ عَلَى نَوْعِهِ. وَهَذَا المِقْدَارُ كَافِ ¬
وللشاعر أدوات لا غنى له عنها
شَافٍ فِيْمَا أَرَدْنَا إيْرَادَهُ مِنْ أسْبَابِ الشِّعْرِ وَفُنُوْيهِ، وَيَجِبُ أَنْ نَذْكُرَ الآنَ مَا يَخْتَصُّ بِالشَّاعِرِ، فَنَقُوْلُ: وَلِلشَّاعِرِ أدَوَات لَا غِنَى لَهُ عَنْهَا (¬1). وَمَتَى أَعْوَزَهُ شَيْء مِنْهَا، نَقَصَ شِعْرُهُ، وَانْحَطَّ قَدْرُهُ، وَكَانَ بَيْنَ الشُّعَرَاءِ كَمُبَارِزِ الأَبْطَالِ بِغَيْرِ سِلَاحِ، وَالغَادِي عَلَى الحَرْبِ بِلَا رِجَالٍ، وَلَا رِمَاحٍ. قَالَ البَدِيْهِيُّ (¬2): [من الكامل] وَأَرَى القَوَافِي لَا تُقَادُ مُطِيْعَةً ... إِلَّا إِلَى المُثْرِيْنَ مِنْ أدَوَاتِهَا وَالطَّبْعُ لَيْسَ بِمُقْنِعٍ إِلَّا إِذَا ... حَصَلَتْ إضَافَتُهُ إِلَى آلَاتِهَا وَطَبَقَاتُ الشُّعَرَاءِ مُتَفَاوِتَةٌ بِحَسَبِ مَرَاتِبهِم مِنَ الأدَوَاتِ وَالآلَاتِ. قَالَ الجَّاحِظُ: يُقَالُ لِلمُجيْدِ مِنَ الشُّعَرَاءِ: فَحْلٌ، وَلِمَن دُوْنَهُ مُفْلِقٌ، ثُمَّ شَاعِرٌ، ثُمَّ شُوَيْعِرٌ، ثُمَّ شُعْرُوْرٌ (¬3). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
فَأَوَّلُ مَا يَضْطَرُّ إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ: الطَّبع وَالأدَبُ. فَالطَّبع: هُوَ رَأْسُ البضَاعَةِ، وَأَسَاسُ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ، وَهُوَ فِي الأَدِيْبِ كَالنَّجْدَةِ لِذِي السِّلَاحِ، فَفِقْدَانَ الأَدِيْبِ الطَّبع كَفِقْدَانِ ذِي السِّلَاحِ الشَّجَاعَةَ وَالنَّجْدَةَ، وَفِقْدَانُ صَاحِبِ الطَّبع الأَدَبَ كَفِقْدَانِ ذِي النَّجْدَةِ السِّلَاحَ وَالعُدَّةَ. وَلَا مَحْصُوْلَ لأَحَدِهِمَا دُوْنَ الآخَرِ، وَمَتَى أَحَاطَ الأَدِيْبُ بِطَرَفٍ مِنَ الأدَبِ، وَقَعَدَ بِهِ الطَّبع عَنْ إظْهَارِهِ، كَانَ وَالعَارِي مِنَ الأَدَبِ وَالعُطْلَ مِنَ المَعْرِفَةِ فِي نَظْمِ القَوَافِي سَوَاءً (¬1). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَيَتْلُوهُمَا. ¬
أقسام الأدب
أَقْسَامُ الأَدَبِ فَمِنْ ذَلِكَ: النَّحْوُ الَّذِي هُوَ قَوَامُ اللِّسَانِ، وَمِيْزَانُ البَيَانِ وَرَوْنَقُ الإِشَارَةِ، وَزِيْنَةُ النُّطْقِ وَالعِبَارَةِ، وَالفَاصِلُ بَيْنَ الوَصْلِ وَالقَطْعِ، وَالفَارِقُ بَيْنَ التَّسْكِيْنِ وَالنَّصْبِ وَالخَفْضِ والرَّفْعِ، وَمُمَيِّزُ المَبْنِيِّ مِنَ المُنْصَرِفِ، وَذَوَات اليَاءِ مِنْ ذَوَاتِ الأَلِفِ، وَمُهَذِّبُ اللَّفْظِ بِالإِعْرَابِ، وَمُسَدِّدُ القَوْلِ بِالصَّوَاب. وَلُغَةُ العَرَبِ الَّتِي لَا يَسْتَقِيْمُ الشِّعْرُ إِلَّا بِهَا، فَهِيَ مَادَّةُ الشَّاعِرِ، وَإِلَيْهَا مَآلُهُ، وبِهَا يَتَّسِعُ مَجَالُهُ وَيَتَّصِلُ مَقَالُهُ. وَالتَّصْرِيْفُ الَّذِي هُوَ تَفْصيْلُ الجُمْلَةِ، وَحَلُّ الشُّكْلَةِ. وَالعَرُوْضُ، لِيَعْرِفَ بِهِ مَوْزُوْنَ الشِّعْرِ مِنْ مَخْرُوْمِهِ، وَخَارِجُهُ مِنْ مَطْبُوْعِهِ. ثُمَّ الإكْثَارُ مِنْ حَفْظِ الأشْعَارِ؛ لِيَكُوْن لَهُ حُجَّةً عِنْدَ الجدَالِ، وَشَاهِدًا فِي سَائِرِ الأحْوَالِ. وَالأُنْسُ بِالسِّيَرِ وَالأَمْثَالِ. وَمَعْرِفَةُ أقرارِ الرِّجَال. وَصِحَّةُ الانْتِقَادِ؛ فَإِنَّهُ مِنَ البَصيْرَةِ كَالمِصْبَاحِ الوَقَّادِ، والجذْوَةِ مِنَ الزِّنَادِ. وَالتَّمْيِيْزُ بَيْنَ المَدْحِ وَالشُّكْرِ. وَالفَصْلُ بَيْنَ الهَجْوِ وَالذَّمِّ. وَالتَّرْجِيْحُ بَيْنَ اللَّوْمِ وَالعَتَبِ. وَالبَوْنُ بَيْنَ الوَلَعِ وَالهَمْزِ. وَالفَرْقُ بَيْنَ الهَزِّ وَالاسْتِزَادَةِ. وَالتَّقَارُبُ بَيْنَ التَّنَصُّلِ وَالاعْتِذَارِ وَالتَّصَارُفُ بَيْنَ التَّقَاضِي وَالإِذْكَارِ.
فأما صحة الانتقاد
وَالتَّفَاوُتُ بَيْنَ أَنْوَاعِ السَّرِقَاتِ وَهِيَ أَنْوَاعٌ شَتَّى مُخْتَلِفَات عَلَيْهَا ثَلَاثَةُ ضُرُوْبٍ. وَسَيَأتِي ذِكْرُهَا فِي مَوَاضِعِهَا مُفَصَّلًا إِنْ شَاء اللَّهُ. وَبَاقِي المَجَازَاتِ، وَهِيَ أَيْضًا مُشْتَمِلَةٌ عَلَى عِدَّةِ صُنُوفٍ. فَأَمَّا صِحَّةُ الانْتِقَادِ: فَإِنَّهَا صِنَاعَةٌ وغَيْرُ نَظْمِ صَنْعَةِ الشِّعْرِ، وَهِيَ أصْعَبُ مِنْهُ، فَقَدْ قِيْلَ: إِنَّ نَقْدَ الشِّعْرِ أَشَدُّ مِنْ قَوْلِهِ وَعَمَلِهِ، وَقَدْ يَسْتَسْهِلُهُ جَاهِلٌ بِعَمِلِهِ، وَمَغْرُوْرٌ بِمُطَاوَعَةِ طَبْعِهِ فِي نَظْمِهِ، مُعْتَقِدًا أَنَّ كُلَّ نَظْمٍ شعْرٌ، أَوْ كُلَّ نَاظِمٍ شَاعِرٌ، وَلَا يَعْلَمُ أَنَّ الشِّعْرَ مَا دَخَلَ الأُذْنَ بِغَيْرِ إِذْنٍ، وَأَنَّ الشَّاعِرَ مَنْ اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ الفَضَائِلُ إِلَى أشْيَاءَ مِمَّا يُنَاسِبُهَا (¬1)، كَمَا يَسْتَسْهِلُ نَظْمَ الشِّعْرِ الَّذِي قَدْ أَجْمَعَ العُلَمَاءُ وَالبُلَغَاءُ، وَالفُضَلَاءُ ¬
وَالأُدَبَاءُ عَلَى اسْتِصْعَابِهِ، حَتَّى لَقَدْ كَانَ الفُحُوْلُ مِنَ الشُّعَرَاءِ يَنْظِمُ أحَدُهُمُ القَصِيْدَةَ فِي سَنَةٍ كَامِلَةٍ، وَيَفْتَخِرُ بِذَلِكَ، وَيَمُنُّ بِهِ عَلَى المَمْدُوْحِ، فَيَقُوْلُ: جئْتُكَ بِبِنْتِ حَوْلهَا، وَهَذِهِ مِنَ الحَوْليِّ المُنَقَّحِ. وَلِذَلِكَ قِيْلَ: حَوْليَّاتُ زُهَيْرٍ؛ لأَنَّ كُلَّ قَصِيْدَةٍ نَظَمَهَا فِي حَوْلٍ كَامِلٍ. فَمَثَلُ الشَّاعِرِ كَحَائِكِ الثَّوْبِ، يَعْلَمُ مِقْدَارَ مَا دَخَلَهُ مِنَ المَغْزُوْلِ، وَمِقْدَارَ الغَرَامَةِ عَلَيْهِ، وَيَعْرِفُ طُوْلَهُ وَعَرْضَهُ، وَمُدَّة عَمَلِهِ (¬1). وَنَاقِدُ ¬
الشِّعْرِ كَالبَزَّازِ الَّذِي يَبِيع الثَّوْبَ، وَيَسْتَعْمِلُهُ فَهُوَ لِكَثرَةِ مُلَابَسَتِهِ للثِّيَابِ، وَمُدَاوَمَةِ بَيْعِهِ لَهَا وَمقَايَسَةِ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ يَعْرِفُ مِنْهَا الرَّفِيع مِنَ الغَلِيْظِ، وَالرَّسْمِيَّ مِنَ الاسْتِعْمَالِ، وِالَّذِي لَهُ بَقَاءٌ عَلَى الكَدَّ مِنَ الَّذِي لَا بَقَاءَ لَهُ. فَصنَاعَةُ البَزَّازِ غَيْرُ صِنَاعَةِ الحَائِكِ، وَكَذَلِكَ صَنْعَةُ نَقْدِ الشِّعرِ غَيْرُ صَنْعَةِ نَظْمِهِ. وَمَا زَالَ الشُّعَرَاءُ مِنَ الجَّاهِلِيَّةِ وَالمُخَضْرَمِيْنَ وَالإْسْلَامِيِّيْنَ يَنْتَقِدُ عَلَيْهِمْ الفُضَلَاءُ أَشْعَارَهُمْ الَّتِي اسْتَرَقُّوا أَلْفَاظَهَا، وَاسْتَعْذَبُوا شَرْبَهَا، وَابْتَدَعُوا مَعَانِيْهَا، فَيُظْهِرُوْنَ فِيْهَا مِنْ قُصُوْرِ اللَّفْظِ عَنِ المَعْنَى ونُقْصان المعنى عَنِ الكَمَالِ مَا لَوْ سَمِعَهُ الشَّاعِرُ لَخَفَّ وَزْنُهُ عِنْدَ نَفْسِهِ بَعْدَ الإِيْفَاءِ، وَخَجِلَ لِمَا أَتَى بِهِ بَعْدَ ¬
الخُيَلَاءِ (¬1). وَأوَّلُ مَنِ انْتُقِدَ عَلَيْهِ الشِّعْرُ، وَرُدَّ عَلَيْهِ امْرُؤُ القَيْسِ بن حُجْرٍ فِي ¬
قَوْلِهِ (¬1): [من الطويل] كَأنِّي لَمْ أَرْكَب جَوَادًا لِلَذَّةٍ ... وَلَمْ أتَبَطَّن كَاعِبًا ذَاتَ خِلْخَالِ وَلَمْ أَسْبَأِ الزِّقَّ الرَّوِيَّ وَلَمْ ... أَقُلْ لِخَيْلِيَ: كُرِّي كَرَّةً بَعْدَ إجْفَالِ ¬
فَقِيْلَ إِنَّ امْرَئَ القَيْسِ لَمْ يُلَائِمْ بَيْنَ صُدُوْرِ شِعْرِهِ وَأعْجَازِهِ، وَقَدْ أَخْطَأَ مِنْ حَيْثُ ظَنَّ أَنَّهُ أَصَابَ. وَإِنَّمَا المُلَاءمَةُ لَوْ قَالَ: كَأنِّي لَمْ أَرْكَب جَوَادًا وَلَمْ أَقُلْ ... لِخَيْلِيَ: كُرِّي كَرَّةً بَعْدَ إجْفَالِ وَلَمْ أَسْبَأِ الزِّقَّ الرَّوِيَّ لِلَذَّةٍ ... وَلَمْ أتَبَطَّن كَاعِبًا ذَاتَ خِلْخَالِ (¬1) وَهَذَا نَقْدٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَقَوْلٌ لَا يَمَجُّهُ سَمَعُ سَامِعِهِ (¬2). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَذَكَرَ أَبُو الفَرَجِ الأَصْفَهَانِيُّ فِي كِتَابِ الأَغَانِي الكَبيْرِ (¬1): أَنَّهُ أُنْشَدَ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الزَّيَّاتِ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ (¬2): [من الطويل] فَإِنَّكَ إِنْ تَهْجُو تَمِيْمًا وَتَرْتَشِي ... سَرَابِيْلَ قَيْسٍ أَوْ سَحُوْقَ العَمَائِمِ كَمُهْرِيْقِ مَاءٍ بِالفَلَاةِ وَغَرَّهُ ... سَرَابٌ أَثَارَتْهُ رِيَاحُ السَّمَائِمِ فَقَالَ مُحَمَّدُ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بَيْتَا الفَرَزْدَقِ هَذَانِ، وَبَيْتَا ابنِ هَرمَةَ احْتَاجَا إِلَى تَبْدِيْلِ ¬
بَعْضِهِمَا مِنْ بَعْضٍ؛ لَيَصِحَّ مَعْنَاهُمَا. قِيْلَ لَهُ: وَكِيْفَ؟ قَالَ: لأنَّ ابنَ هَرمَةَ يَقُوْلُ: [من المتقارب] وَإنِّي وَتَرْكِي نَدَى الأَكْرَمِيْنَ ... وَقَدْحِي بِكَفِّي زِنَادًا شِحَاحَا كَتَارِكَةٍ بَيْضَهَا بِالعَرَاءِ ... وَمُلْحِفَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَنَاحَا فَلَو جَعَلَ بَيْتُ ابنِ هَرمَةَ الثَّانِي ثَانِي بَيْتِ الفَرَزْدَفِ، لَصَحَّ مَعْنَاهُمَا، وَرَاقَ نَظْمُهُمَا. وَكَانَ الفَرَزْدَقُ يَقُوْلُ: [من الطويل] فَإِنَّكَ إِنْ تَهْجُو تَمِيْمًا وَتَرْتَشِي ... سَرَابِيْلَ قَيْسٍ أَوْ سَحُوْفَ العَمَائِمِ [في المتقارب] كَتَارِكَةٍ بَيْضَهَا بِالعَرَاءِ ... وَمُلْحِفَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَنَاحَا (¬1) وَكَانَ ابْنُ هَرمَةَ يَقُوْلُ (¬2): وَإِنِّي وَتَرْكِي نَدَى الأَكْرَمِيْنَ ... وَقَدْحِي بِكَفِّي زِنَادًا شِحَاحَا كَمُهْرِيْقِ مَاءٍ بِالفَلَاةِ وَغَرَّهُ ... سَرَابٌ أَثَارَتْهُ رِيَاحُ السَّمَائِمِ وَانْتَقِدَ عَلَى البُحْتُرِيِّ قَوْلُهُ فِي المَدْحِ (¬3): [من البسيط] لِلشَّيْءِ وَقْتٌ وَإِبَّانٌ وَلَسْتَ تَرَى ... يَوْمًا لِنَائِلِهِ وَقْتًا وَإبَّانَا وَقِيْلَ: هَذَا مَدْحٌ يَخْرُجُ فِي مَعْرِضِ الهِجَاءِ؛ لِنُقْصانِ لَفْظِ البَيْتِ عَنِ المَعْنَى المَطْلُوْبِ (¬4)؛ فَإنَّ البُحْتُرِيَّ قَصَدَ بِهَذَا القَوْلِ أَنَّ هَذَا المَمْدُوْحَ كُلُّ زَمَانِهِ مَقْصُوْرٌ عَلَى ¬
النَّيْلِ وَالعَطَاءِ (¬1)، فَمَا لَهُ وَقْتٌ يَخْتَصُّ بِالكَرَمِ فِيْهِ دُوْنَ وَقْتٍ، فَنَقَصَ لَفْظُ ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
البَيْتِ عَنْ إتْمَامِ هَذَا المَعْنَى، وَصَارَ لَفْظًا تَامًّا فِي الهَجْوِ، كَوْنَهُ جَحَدَ أَنْ يَرَى لِنَائِلِهِ وَقْتًا فِي يَوْمٍ مِنَ الدَّهْرِ، كَمَا تُرَى الأَشْيَاءُ فِي أوْقَاتِهَا. وَأَخَذَ أَبُو الطَّيِّبِ هَذَا المَعْنَى، وَجَاءَ بِهِ تَمَامًا فِي لَفْظٍ تَامٍ فَقَالَ (¬1): [من البسيط] وَوَاهِبًا كُلَّ وَقْتٍ وَقْتَ نَائِلِهِ ... وَرُبَّمَا يَهَبُ الوَهَّابُ أَحْيَانَا (¬2) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
فَالبُحْتُرِيُّ أَرَادَ هَذَا المَعْنَى فِي البَيْتِ المُقَدَّمِ ذِكْرُهُ، وَلَمْ يَتَأَتَّ لَهُ، وَقَصَّرَ عَنْهُ، وَالمُتَنَبِّيّ جَاءَ بِهِ فِي نِصْفِ بَيْتٍ، وَاسْتَوْفَى المَعْنَى تَمَامًا، وَجَعَلُ نِصْفَهُ الآخَرَ مَثَلًا سَائِرًا، لِيُحْكِمَ بِهِ المَعْنَى (¬1). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَلَوْلَا مَخَافَةُ الإِطَالَةِ وَالإِسْهَابِ، لأَوْرَدْنَا مِنْ هَذَا البَابِ مَا قَدْ جَرَى فِي مَعْنَاهُ عَلَى أَلْفَاظِ الوُزَرَاءِ وَالأُمَرَاءِ فِي مُذَاكَرَاتِهِم وَمُحَاضَرَاتِهِم مِنْهُ كَثيْرًا، وَلَكِنَ الشَّرْطَ فِي هَذِهِ المُقَدَّمَةِ الاخْتِصَارُ (¬1). ¬
وأما التمييز بين المدح والشكر
وَأَمَّا التَّمْيِيْزُ بَيْنَ المَدْحِ وَالشُّكْرِ (¬1): فَهُوَ أَنَّ المَدْحَ وَصْفُ الخِلَالِ. وَالشُّكْرِ وَصْفُ الفَعَالِ. وَهَذَا أَبْلَغُ مَا مُيِّزَ بِهِ بَيْنَهُمَا بِالإِيْجَازِ. فَالمَدْحُ كَقَوْلِ الحُطَيْئَةِ (¬2): [من الطويل] ¬
يَسُوْسُوْنَ أحْلَامًا بَعِيْدًا أنَاتُهَا ... وَإِنْ غَضِبُوا جَاءَ الحَفِيْظَةُ وَالحِقْدُ أُوْلَئِكَ قَوْمٌ إِنْ بَنُوا أَحْسَنُوا البِنَا ... وَإِنْ عَاهَدُوا أَوْفوا وَإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا وَإِنْ كَانَتِ النّعْمَاءُ فِيْهِمْ جَزَوا بِهَا ... وَإِنْ أنْعَمُوا لا كَدَّرُوْهَا وَلَا كَدُّوا وَإِنْ مَالَ مَوْلَاهُمْ عَلَى جُلِّ حَادِثٍ ... مِنَ الأمْرِ رُدُّوا فَضْلَ أحْلَامِكُمْ رَدُّوا مَطَاعِيْمُ فِي الجُلَّى مَطَاعِيْنَ فِي الوَغَى ... بَنَى لَهُمُ آبَاؤُهُمْ وَبَنَى الجَدُّ (¬1) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَالشُّكْرُ كَقَوْلِ نَهْشَلٍ (¬1): [من الطويل] جَزَى اللَّهَ خَيْرًا وَالجَزَاءُ بِكَفِّهِ ... بَنِي السّمْطِ إخْوَانَ السَّمَاحَةِ وَالمَجْدِ هُمْ ذَكَرُوْنِي وَالمَهَامِهُ بَيْنَنَا ... كَمَا ارْفَضَّ غَيْثٌ مِنْ تِهَامَةَ فِي نَجْدِ فَمَا يَتَغَيَّر مِنْ زَمَانٍ وَأَهْلِهِ ... فَمَا غَيَّرَ الأَيَّامُ مَجْدَهُمُ بَعْدِي (¬2) ¬
والفصل بين الهجو والذم
وَالفَصْلُ بَيْنَ الهَجْوِ وَالذَّمِّ (¬1): هُوَ أَنَّ الهَجْوَ قَذْفُ الشِّيْمَةِ، وَالخُلُقِ. وَالذَّمُّ: قَرْفُ الفِعْلِ المُخْتَلَقِ. فَالهَجْوُ كَقَوْلِ جِرِيْرٍ (¬2): [من الوافر] فَغُضَّ الطَّرْفَ إنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ... فَلَا كَعْبًا بَلَغْتَ وَلَا كِلَابَا وَلَوْ وَضعَتْ فِقَاحُ بَنِي نُمَيْرٍ ... عَلَى خَبَثِ الحَدِيْدِ إذًا لَذَابَا ¬
وَكَقَوْلِ الخَثْعَمِيّ (¬1): [من المتقارب] خَنَازِيْرُ نَامُوا عَنِ المَكْرُمَاتِ ... فَنَبَّهَهُم حَادِثٌ لَمْ يَنَمْ فَيَا قُبْحَهُمْ فِي الَّذِي خُوِّلُوا ... وَيَا حُسْنَهُمْ فِي زَوَالِ النِّعَمْ وَكَقَوْلِ البُحْتُرِيِّ (¬2): إِذَا أَرَدْنَا بِلِيْنِ القَوْلِ غِرَّتُهُ ... ظَلْنَا نُعَالِجُ قُفْلًا لَيْسَ يَنْفَتِحُ أعْيَى عَليَّ فَلَا هَيَّابَةٌ فَرِقٌ ... يَخْشَى الهِجَاءَ وَلَا هَشٌّ فَيُمْتَدَحُ (¬3) ¬
وَالذَّمُّ كَقَوْلِ مُحَمَّدِ بنِ وَهِيْبٍ (¬1): [من الطويل] كَأَنِّي وَنضْوِي عِنْدَ بَابِ ابنِ عَامِرٍ ... مِنَ الضُّرِّ ذِئْبَا قَفْرَهٍ هَلِعَانِ أبيتُ وَصِنَّبْرُ الشِّتَاءِ يَلُفُّنِي ... وَقَدْ مَسَّ بَرْدٌ سَاعِدي وَبَنَانِي ¬
والبون بين الولع والهمز
فَمَا أَوْقَدُوا نَارًا وَلَا عَرَضُوا قِرًى ... وَلَا اعْتَذَرُوا مِنْ عُسْرَةٍ بِلِسَانِ (¬1) وَالبَوْنُ بَيْنَ الولَعِ وَالهَمْزِ (¬2): الوَلَعُ: التَّصرِيْحُ بِشَرْحِ الحَالِ تَبَرُّمًا. وَالهَمْزُ: هُوَ التَّلْوِيْحُ وَالتَّهَدُّدُ تَذَمُّمًا. فَالوَلَعُ كَقَوْلِ السُّكَّرِيِّ حِيْنَ دَعَاهُ المِلْيَحِيُّ، فَتَأَخَّرَ عَنْهُ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ (¬3): [من الخفيف] يا صَدِيْق أَفَادَنِيْهُ زَمَانٌ ... فِيْهِ ضِنٌّ بِالأَصْدِقَاءِ وَشُحُّ إِنَّمَا أَكَّدَ التَّبَاعُدَ مِنَّا ... أنَّنِي سُكَّرٌ وَأنَّكَ مِلْحُ (¬4) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَالهَمْزُ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: [من الطويل] لَكَ الحَمْدُ أَمَّا مَنْ نُحِبُّ فَنَازحٌ ... وَتُدْنِي النَّوَى مَنْ لَا نُحِبُّ لَكَ الحَمْدُ وَكَقَوْلِ ابنِ الحَجَّاجِ: [من الخفيف] أنْتَ عَيْنِي اليُمْنَى وَلَا غَرْوَ أنْ ... تَلْتَاثَ يَوْمًا عَلَيَّ عَيْنِي اليَمِيْنُ إِنَّمَا بَيْنَنَا السُّكُوْتُ وَإلَّا ... إِنْ تَحَدَّثْتُ فَالحَدِيْثُ شُجُونُ (¬1) ¬
والترجيح بين اللوم والعتب
وَالتَّرْجِيْحُ بَيْنَ اللَّوْمِ وَالعَتَبِ (¬1): هُوَ أَنَّ اللَّوْمَ عَلَى التَّقْصِيْرِ، وَالخَطَأِ فِي الرَّأْي. وَالعَتَبَ عَلَى التَّغْيِيْرِ وَالكَدَرِ بَعْدَ الصَّفَاءِ. فَاللَّوْمُ كَقَوْلِ دُرَيْدِ بن الصَّمَّةِ (¬2): [من الطويل] أمَرْتُهُمُ أمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى ... فلم يَسْتَبِيْنُوا الرُّشْدَ إِلَّا ضُحَى الغَدِ فَلَمَّا عَصَوْنِي كُنْتُ مِنْهُمُ وَقَدْ أرَى ... غِوَايَتَهمْ أوَ أنَّنِي غَيْرُ مُهْتَدِي وَكَقَوْلِ أَبِي الحَسَنِ البَصْرَوِيِّ: [من الكامل] قَدْ كَانَ وَجْهُ الرَّأْي لَمَّا أَنْ هَوَى ... عَرْشُ ابنِ بُوَيْهَ أَنْ يُرَى فِي الدَّارِ الرَّأْيُ بِالرَّيِ الغَذَاةَ تَرَكْتَهُ ... وَأتَيْتَ تَطْلُبُهُ مِنَ الأنْبَارِ فَرَّطْتَ ثُمَّ أَتَيْتَ تَبْغِي دَوْلَةً ... هَذَا لَعَمْرِيْ غَايَةُ الإِدْبَارِ وَالعَتْبُ كَقَوْلِ البُحْتُرِيِّ (¬3): [من الكامل] قُلْ لِلأَمِيْرِ فَإِنَّهُ القَمَرُ الَّذِي ... ضَحِكَتْ لَهُ الأَيَّامُ وَهِيَ عَوَابِسُ قَدَّمْتَ قُدَّامِي رِجَالًا كُلُّهُمْ ... مُتَخَلِّفٌ عَنْ غَايَتَي مُتَقَاعِسُ وَأذَلْتَنِي حَتَّى لَقَدْ أَشْمَتَّ بِي ... مَنْ كَانَ يَحْسُدُ مِنْهُمُ وَيُنَافِسُ وَأَنَا الَّذِي أوْضَحْتُ غَيْرَ مُدَافَعٍ ... نَهْجَ القَوَافِي وَهُوَ رَسْمٌ دَارِسُ وَشُهِرْتُ فِي شَرْقِ البِلَادِ وَغَرْبِهَا ... فَكَأنَّنِي فِي كُلِّ نَادٍ جَالِسُ هَذِي القَصَائِدُ قَدْ زَفَفْتُ صبَاحَهَا ... تَسْعَى إِلَيْكَ كَأنَّهُنَّ عَرَائِسُ ¬
والفرق بين الهز والاستزادة
وَلَكَ السَّلَامَةُ وَالسَّلَامُ فَإنَّنِي غَادٍ ... وَهُنَّ عَلَى عُلَاكَ حَبَائِسُ (¬1) وَالفَرْقُ بَيْنَ الهَزِّ وَالاسْتِزَادَةِ (¬2): وَذَلِكَ أَنَّ الهَزَّ رهَافُ الحِمْيَةِ، وَتَنْخِيَةُ الهِمَّةِ العَلِيَّةِ. وَالاسْتِزَادَةُ: المُوَافَقَةُ عَلَى هَدْرِ الحُقُوقِ المَرْعِيَّةِ، وَالمُوَاخَذَةِ بِأصغَرِ خَطِأَةٍ. فَالهَزُّ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ (¬3): [من الطويل] هَزَزْتُكَ لَا أنِّي رَأيْتُكَ نَاسِيًا ... لِوَعْدِي وَلَا أنِّي أُحِبُّ التَّقَاضيَا وَلَكِنْ رَأيْتُ السَّيْفَ مِنْ بَعْدِ سَلِّهِ ... إِلَى الهَزِّ مُحْتَاجًا وَإِنْ كَانَ مَاضِيَا (¬4) ¬
والتصارف بين التنصل والاعتذار
وَالاسْتِزَادَهُ كَقَوْلِ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ المُطَّلِبِ (¬1): [من البسيط] هَبْنِي كَمَا زَعَمَ الوَاشُوْنَ لَا زَعَمُوا ... أَخْطَأْتُ حَاشَايَ أَوْ زَلَّتْ بِيَ القَدَمُ وَهَبْكَ ضَاقَ عَلَيْكَ العُذْرُ عَنْ جُرُمٍ ... لَمْ أجْنِهِ أَيَضِيْقُ العَفْوُ وَالكَرَمُ؟ مَا أَنْصَفَتْنَي فِي حُكْمِ الهَوَى أُذْنٌ ... تُصْغِي لِوَاشٍ وَعَنْ عُذْرِي بِهَا صَمَمُ (¬2) وَكَقَوْلِ آخَرَ (¬3): [من الطويل] وَأَشْمَتَّ أعْدَائِي وَأَوْهَنْتَ جَانِبِي ... وَهِضْتَ جَنَاحًا رَيَّشَتْهُ يَدُ الفَخْرِ وَمَا أنْتَ عِنْدِي بِالمَلُوْمِ وَلَا الَّذِي ... لَهُ الذَّنْبُ، هَذَا سُوْءُ حَظِّي مِنَ الدَّهْرِ وَالتَّصَارفُ بَيْنَ التَّنَصُّلِ وَالاعْتِذَارِ (¬4): هُوَ أَنْ التَّنَصُّلَ يَكُوْنُ مِنَ الوِشَايَةِ وَالكَذِبِ. وَالإِعْتِذَارِ يَكُونُ مِنَ الجنَايَةِ وَالذَّنْبِ. فَالتَّنَصُّلُ كَقَوْلِ السَّيِّدِ الرَّضِيّ المُوْسَوِيّ (¬5): [من الطويل] هُمْ اسْتَلْدَغُوا رُقْشَ الأَفَاعِي وَنَبَّهُوا ... عَقَارِبَ كَيْدٍ نَائِمَاتٍ حُمَاتُهَا ¬
وَهُمْ نَقَلُوا عَنِّي الَّذِي لَمْ أَفُهْ بِهِ ... وَمَا آفَةُ الأَخْبَارِ إِلَّا رُوَاتُهَا (¬1) وَالاعْتِذَارُ كَقَوْلِ الشَّاعِرُ (¬2): [من الوافر] وَهَبْنِي يَا هُمَامُ أسَأْتُ فِعْلًا ... وِبِالكُفْرَانِ فِيْكَ لَقَدْ بَدَأْتُ فَأَيْنَ الفَضْلُ مِنْكَ فَدَتْكَ نَفْسِي ... عَلَيَّ إِذَا أَسَأْتَ كَمَا أَسَأْتُ؟ وكقَوْل ابنِ الجَهْمِ (¬3): [من المنسوخ] ¬
إِنْ تَعْفُ عَنْ عَبْدِكَ المُسِيء فَفِي ... فَضْلِكَ مَأْوًى لِلصِّفْحِ وَالمِنَنِ أتَيْتُ مَا أسْتَحِقُّ مِنْ خَطَأٍ ... فَعُدْ بِمَا تَسْتَحِقُّ مِنْ حَسَنِ (¬1) ¬
والحد بين التقاضي والإذكار
وَالحَدُّ بَيْنَ التَّقَاضِي وَالإِذْكَارِ (¬1): التَّقَاضِي مِنْ طُوْلِ التَّسْوِيْفِ وَالمَطَلِ. وَالإِذْكَارِ مِنْ النِّسْيَانِ؛ لَكَثْرَةِ الشُّغْلِ. فَالتَّقَاضي كَقَوْلِ البُحْتُرِيِّ (¬2): [من الطويل] تَرَى النَّاسَ فَوْضى فِي السَّمَاحِ وَلَنْ تَرَى ... فَتَى القَوْمِ إِلَّا الوَاهِبَ المُتَقَاضِيَا وَلَا مَجْدَ إِلَّا حِيْنَ تُحْسِنُ عَائِدًا ... وَكُلُّ فتى فِي النَّاسِ يُحْسِنُ بَادِيَا وَمَا لَكَ عُذْرٌ فِي تَأَخُّرِ حَاجَتِي ... إِلَيْكَ وَقَدْ أَرْسَلْتُ فِيْكَ القَوَافِيَا فَلَا تُفْسِدَنْ بِالمَطْلِ مَنًّا تَمُنُّهُ ... فَخَيْرُ السَّحَابِ مَا يَكُوْنُ غَوَادِيَا وَكَقَوْلِ الآخَرِ (¬3): [من المنسوخ] يَحْتَاجُ مَنْ يَرْتَجِي نَوَالَكُمُ ... إِلَى ثَلَاثٍ بِغَيْرِ تَكْذِيْبِ كُنُوْزِ قَارُوْنَ أَنْ تَكُوْنُ لَهُ ... وَعُمْرِ نُوْحٍ وَصَبْرِ أيُّوْبِ (¬4) ¬
وَالإِذْكَارِ كَقَوْلِ الشَّاعِرُ (¬1): [من الكامل] لَا تَعْتَذِرْ بِالشُّغْلِ عَنَّا إِنَّمَا ... تُرْجَى لأَنَّكَ دَائِبًا مِشْغُوْلُ وَإِذَا فَرَغْتَ وَلَا فَرَغْتَ فَغَيرُكَ الـ ... ـمَرْجُوُّ لِلْحَاجَاتِ وَالمَأْمُوْلُ وَكَقَوْلِ الآخَرِ: [من المنسوخ] حَاشَاهُ أَنْ يُقْتَضَى بِمَكْرُمَةٍ ... وَإِنَّمَا عَبْدُهُ يُذَكِّرُهُ (¬2) ¬
والتفاوت بين أنواع السرقات
وَالتَّفَاوُتُ بَيْنَ أنْوَاع السَّرِقَاتٍ: السِّرْقَةُ: إِتْيَانُ الشَّاعِرِ بِلَفْظٍ، أَوْ مَعْنًى أَوْ كِلَيْهِمَا، قَدْ سَبَقَهُ بِهِ المُتَقَدِّمُ قَبْلَهُ. وَهِيَ مُتَنَوِّعَةٌ وأَنْوَاعًا قَدْ سَمَّاهَا الفُضَلَاءُ وَأَهْلُ العِلْمِ وَالأَدَبِ أَسْمَاءً تَمَيَّزَتْ بِهَا، وَوَقَعَ الاصْطِلَاحُ بَيْنَهُم عَلَيْهَا تَغَاضيًا للشَّاعِرِ فِيْهَا لِيُغَيّرَوا هُجْنَة اسمِ السَّرِقَةِ عَنْهَا، وَيَعْرِفُوْهَا بِاسْمٍ غَيْرِهِ، وَإِنْ كَانَتْ مِنْهَا؛ وَذَلِكَ لأَنَّ "كَلَامَ العَرَبِ مُلْتبسٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَآخِذٌ أَوَاخِرُهُ مِنْ أَوَائِلِهِ. وَالمُبْتَدَعُ مِنْهُ وَالمُخْتَرَعُ قَلِيْل إِذَا تَصفَّحْتَهُ وَامْتَحَنْتَهُ وَاخْتَبَرْتَهُ، وَالمُحْتَرسُ المُتَحَفِّظُ المَطْبُوْعُ بَلَاغَةً وَشِعْرًا مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ وَالمُتَأَخِّرِيْنَ لَا يَسْلَمُ أَنْ يَكُوْنَ كَلَامُهُ أَخْذًا مِنْ كَلَامِ غَيْرِهِ، وَإِنْ اجْتَهَدَ فِي الاحْتِرَاسِ، وَتَخَلَّلَ طُرُقَ الكَلَامِ، وَبَاعَدَ فِي المَعْنَى، وَقَارَبَ فِي اللَّفْظِ، وَأفْلَتَ مِنْ شِبَاكِ التَّدَاخُلِ. ألَا تَرَى إِلَى الأَعْرَابِيِّ البَادِيءِ لَا يَكْتبُ، وَلَا يَقْرَأُ، وَلَا يَرْوِي، وَلَا يَحْفَظُ، وَلَا يَتَمَثَّلُ، وَلَا يَحْذو، لَا يَكَادُ كَلَامُهُ يُخْرِجُ عَنْ كَلَامِ مَنْ كَانَ قَبلَهُ، وَلَا يَسْلُكُ إِلَّا طَرِيْقَةً قَدْ ذُلِّلَتْ لَهُ. فَكَيْفَ لَا يَكُوْنُ ذَلِكَ مَعَ المُتَكَلِّفِ المُتَصَنِّع، وَالمُتَعَمِّدِ القَاصِدِ؟ وَمَنْ ظَن أَنَّ كَلَامَهُ لَا يَلْتَبسُ بِكَلَامِ غيْرِهِ، فَقَدْ كَذَبَهُ ظَنُّهُ، وَفَضَحَهَ امْتِحَانُهُ وَلَوْ نَظَرَ نَاظِر في مَعَانِي الشِّعْرِ وَأَلْفَاظِ البَلَاغَةِ حَتَّى يُخَلِّصَ لِكُلِّ شَاعِرٍ أَوْ بَلِيغٍ مَا بَرَعَ فِيْهِ مِنْ لَفْظٍ، وَتَفَرَّدَ بِهِ مِنْ مَعْنًى لَمْ يَشْرَكْهُ فِيْهِ أحَدٌ قَبْلَهُ، وَلَا بَعْدَهُ، ¬
فالسرقة على ثلاثة ضروب
لَكَانَ ذَلِكَ قَلِيْلًا مَعْدُوْدًا، وَنَزْرًا مَحْدُوْدًا" (¬1). وَيَعُمُّ جَمِيْعَ الأَسْمَاءِ المُصْطَلَحَ عَلَيْهَا عِنْدَ الفُضَلَاءِ كُلِّهَا اسْمُ السَّرِقَةِ فِي الحَقِيْقَةِ؛ لأَنَّهَا جِنْسٌ لَهَا. وَهَذَا البّابُ يَحْتَاجُ إِلَى تَمْيِيْزِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الأَنْوَاعِ بِحَدٍّ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ فِي مَوْضِعِهِ مُفَصَّلًا، بِحَيْثُ يَتَّضِحُ الفَرْقُ بَيْنَ كُلِّ نَوْعٍ، وَيَزُوْلُ الإِشْكَالُ الَّذِي عَرَضَ فِي اشْتِمَالِ اسمٍ وَاحِدٍ عَلَى الكُلِّ. وَأَنَا أُبيِّنُهُ فِيْمَا أذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. فَالسَّرِقَةُ عَلَى ثَلَاثَةِ ضُرُوبٍ: ضَرْبٌ قَدْ أجْمَعَ الأُدَبَاءُ مِنْ عُلَمَاءِ الشِّعْرِ وَنُقَّادِ الكَلَامِ عَلَى اسْتِحْسَانِهِ وَتَسْوِيْغِهِ، وَتَجْوِيْزِهِ وَمُسَامَحَةِ الشَّاعِرِ فِيْهِ، وَهُوَ: نَظْمُ المَنْثُوْرِ، وَإحْسَانُ الآخِذِ على المَأخُوْذِ مِنْهُ، وَالشِّعْرُ المَحْدُوْدُ وَالمَجْدُوْدُ، وَتَكَافُؤُ إحْسَانِ المُتَّبَعِ والمُبْتَدِعِ، وَنَقْلُ المَعْنَى إِلَى غَيْرِهِ، وَتَقَابُلُ النَّظَرِ فِي المَعْنَى إِلَى مِثْلِهِ، وَالسَّلْبُ، وَالاهْتِدامُ، وَهُوَ السَّلْخُ، وَالالْتِقَاطُ، وَالتَّلْفِيْقُ. فَنَظْم المَنْثُوْرِ (¬2): هُوَ أَنْ يُخْفِي الشَّاعِرُ المَطْبُوْعُ السَّرَقَ، وَيُلْبسُهُ اعْتِمَادًا عَلَى مَنْثُوْرِ الكَلَامِ دُوْنَ مَنْظُوْمِهِ اسْتِرَاقًا لِلأَلْفَاظِ الرَّائِقَةِ، وَالمَوَاعِظَ الرَّائِعَةِ، وَالفِقَرِ الوَاقِعَةِ، وَالخُطَبِ البَارِعَةِ (¬3). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَمَحْمُوْدٌ الوَرَّاقُ، وَأبُو العَتَاهِيَةِ، وَصَالِحُ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ، وَسَابِقٌ البَرْبَرِيُّ يَسْتَعْمِلُونَ ذَلِكَ كَثيْرًا فِي أَشْعَارِهِمْ إِلَّا أَنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يُكْثِرُوا إِكْثَارَ أَبِي العَتَاهِيَةِ وَمَحْمُوْدٍ. ومِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ مَنْ نَظَمَ ذَلِكَ (¬1)، وَهُوَ الأَخْطَلُ. عَمَدَ إِلَى قَوْلِ بَعْضِ ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
اليُوْنَانِيِّيْنَ: العِشْقُ شُغْلُ قَلْبٍ فَارِغٍ فَقَالَ: [من الطويل] وَكَمْ قَتَلَتْ أَرْوَى بلا دِيَةٍ لَهَا ... وَأَرْوَى لِفُرَّاغِ الرِّجَالِ قَتُوْلُ وَيُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: اليَدُ العُلَيْا خَيْر مِنَ السُّفْلَى (¬1). فَنَظَمَ هَذَا المَعْنَى أَبُو العتَاهِيَةِ، وَأَخَلَّ بِبَعْضِهِ مُقَصِّرًا فَقَالَ (¬2): [من السريع] افْرَحْ بِمَا تَأْتِيْهِ مِنْ طِيْبٍ ... إِنَّ يَدَ المُعْطِي هِيَ العُلْيَا وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: إِكْرَامُ الشَّاعِرِ مِنْ برِّ الوَالِدَيْنِ، فَقَدِمَ عَلَى أَبِي أيُّوْبَ المَكِّيِّ شَاعِرٌ مِنْ وَاسِطَ، فَمَدَحَهُ، وَنَظَمَ هَذَا الكَلَامَ فَقَالَ: [من الخفيف] إِنَّ مِنْ بِرِّ وَالِدَيْكَ جَمِيْعًا ... أَنْ تَوَخَّى مَسَرَّةَ الشُّعَرَاءِ وَقَالَ القَاسِمُ بن مُحَمَّدٍ: أَبُوْنَا آدَمُ أُخْرِجَ مِنَ الجَّنَةِ بِذَنْبٍ وَاحِدٍ، فَنَظَمَ ذَلِكَ مَحْمُوْد الوَرَّاقُ فَقَالَ (¬3): [من الكامل] تَصلُ الذُّنُوْبَ إِلِى الذُّنُوبِ وَتَرْتَجِي ... دَرَكَ الجِنَانِ بِهَا وَفَوْزَ العَابِدِ وَنَسِيْتَ أَنَّ اللَّهَ أخْرَجَ آدَمًا ... مِنْهَا إِلَى الدُّنْيَا بِذَنْبِ وَاحِدِ وَنَظَمُ مَحْمُوْد أَيْضًا قَوْلَ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُوْدٍ: إِنَّ الرَّجُلَ لِيَظْلِمُنِي، فَأَرْحَمُهُ. حَيْثُ قَالَ (¬4): [من الكامل] إنِّي شَكَرْتُ لِظَالِمِي ظُلْمِي ... وَغَفَرْتُ ذَاكَ لَهُ عَلَى عِلْمِ ¬
وإحسان الآخذ على المأخوذ منه، وزيادته عليه
مَا زَالَ طلُمُنِي وَأَرْحَمُهُ ... حَتَّى رَثِيْتُ لَهُ مِنَ الظُّلْمِ وَإحْسَانُ الآخِذِ عَلَى المَأْخُوْذِ مِنْهُ، وَزِيَادَتُهُ عَلَيْهِ: وَهُوَ أَنْ يَتَعَلَّقَ الشَّاعِرُ بِمَعْنًى قَدْ سَبَقَهُ إِلَيْهِ غَيْرُهُ، فَيَزِيْدَهُ إحْكَامًا وَإفْصَاحًا، وَكَشْفًا وَإيْضَاحًا، وَيَكْسُوْهُ أحْسَنَ لَفْظٍ، وَأَجْمَلَ عِبَارَةٍ، وَيُبْرِزُهُ فِي أبْهَى حُلَّةٍ، وَأَلْطَفُ إشَارَةٍ، وَيَخْتَارُ لَهُ الوَزْنَ الرَّشِيْقَ (¬1)، وَالمَعْنَى الدَّقِيْقَ؛ لِيَصِيْرَ عَلَى ¬
الأَنْفُسِ أشَدَّ عَلَقًا، وَفِي الآذَانِ أنْفَذَ مَسْلَكًا، فَيَكُوْنَ عَلَى رَأْيِي مُسْتَحِقًّا لَهُ، وَعَلَى رَأْي المُتَقَدِّمِيْنَ أَحَقَّ بِهِ مِمَّنْ ابْتَدَعَهُ، لَا سِيَّمَا إِذَا أخْفَى مَخَايلَهُ، وَأسَرَّ تَنَاوُلَهُ، وَزَادَ عَلَيْهِ زِيَادَةً مُسْتَحْسَنَةً، أَوْ اتَّفَقَ لَهُ نَقْلُهُ مِنْ طَرِيْقٍ سَلَكَ بِهِ شَاعِرُهُ إِلَى مَعْنًى غَيْرِهِ، أَوْ عَكَسَهُ، إِنْ كَانَ تَشْبِيْهًا، أَوْ تَمَّمَهُ إِنْ كَانَ نَاقِصًا. فَحِيْنَئِذٍ تَظْهَرُ قُدْرَةُ الصِّنَاعَةِ، ¬
وَيَنْطِقُ بِالتَّفْضِيْلِ لِسَانُ البَلَاغَةِ، وَيُحْكَمُ لِلشَّاعِرِ بِالحِذْقِ وَالبَرَاعَةِ. عَلَى أَنَّ لِلسَّابِقِ إِلَى المَعَانِي، وَالمُفْتَرِعِ أَبْكَارَ أَلْفَاظِهَا فَضيْلَتُهُ الَّتِي لَا يُدَافَعُ عَنْهَا، وَمَزِيَّتُهُ الَّتِي لَا بُدَّ مِنَ الاعْتِرَافِ لَهُ بِهَا، كَقوْلِ الأَعْشَى يَصِفُ نَاقَةً (¬1): [من المتقارب] كَتُوْمُ الرُّغَاءِ إِذَا هَجَّرَتْ ... وَكَانَتْ بَقِيَّةَ ذَوْدٍ كُتُم فَأَخَذَهُ الكَمِيْتُ، وَزَادَ عَلَيْهِ أَحْسَنَ زِيَادَةٍ فَقَالَ (¬2): [من الطويل] كَتُوْمٌ إِذَا ضجَّ المَطِيُّ كَأَنَّهَا ... تَكَرَّمُ عَنْ أخْلَاقِهِنَّ وَتَرْغَبُ وَكَقَوْلِ زُهَيْرٍ يَصِفُ فَرَسًا (¬3): [من الطويل] بِذِي مَيْعَةٍ لَا مَوْضِعُ الرُّمْحِ مُسْلَمٌ ... لِبُطْءٍ وَلَا مَا خَلْفَ ذَلِكَ خَاذِلُه أخَذَهُ القُطَامِيُّ، فَنَقَلَهُ إِلَى وَصفِ الإِبلِ، وَتَقَدَّمَهُ فِي الإحْسَانِ فَقَالَ (¬4): [من البسيط] يَمْشِيْنَ رَهْوًا فَلَا الأَعْجَازُ خَاذِلَةٌ ... وَلَا الصُّدُوْرُ عَلَى الأَعْجَازِ تَتَّكِلُ وَكَقَوْلِ الأَعْرَابِيِّ (¬5): [من الرمل] لَا تَكُنْ مُحْتَقِرًا شَأنَ امْرِيءٍ ... رُبَّمَا كَانَ مِنَ الشَّأْنِ شُؤُوْنُ رُبَّمَا قَرَّتْ عُيُوْنٌ بِشَجًى ... مُمْرِضٍ قَدْ سَخُنَتْ مِنْهُ عُيُونُ أخَذَهُ أَبُو تَمَّامٍ، فَكَسَاهُ لَفْظًا أرْشَقَ مِنْ لَفْظِهِ الأَوَّلِ، فَقَالَ (¬6): [من البسيط] وَحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقَى عَوَاقِبُهُ ... جَاءَتْ بَشَاشتُهُ مِنْ سُوْءِ مُنْقَلَبِ ¬
فَأخَذَهُ الآخَرُ فَجَاءَ بهِ أَبْيَنَ مِمَّا جَاءَ بهِ أَبُو تَمَّامٍ فِي لَفْظٍ أسْهَلَ وَأَقْرَبَ إِلَى الفَهْمِ فَقَالَ (¬1): [من مجزوء الرمل] رُبَّ أمْرٍ تتَقِيْهِ ... جَرَّ أمْرٍ تَرْتَجِيْهِ خَفِيَ المَحْبُوْبُ مِنْهُ ... وَبَدَا المَكْرُوْهُ فِيْهِ (¬2) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
والشعر المحدود والمجدود
وَالشِّعْرُ المَحْدُوْدُ وَالمَجْدُوْدُ: وَهُوَ اشْتِهَارُ الآخِذِ بِالمَعْنَى دُوْنَ المَأْخُوْذِ مِنْهُ وَهَذَا وَأَمْثَالُهُ يُسَمَّى الشِّعْرَ المَجْدُوْدَ؛ لاشْتِهَارِ الفَرْعِ دُوْنَ الأَصْلِ. فَمِن ذَلِكَ قَوْلُ مُهَلْهِلٍ (¬1): [من الكامل] لَا تَحْسَبَنَّ بَنِي المُرَّارِ وَمَلكَهُمْ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ عَلَى القَنَا بِحَرَامِ أخَذَهُ عَنْتَرَةُ فَأَحْسَنَ، وَاشْتَهَرَ بَيْتُهُ لِبَرَاعَتِهِ لَمَّا قَالَ (¬2): [من الكامل] فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الطَّوِيْلِ ثِيَابَهُ ... لَيْسَ الكَرِيْمُ عَلَى القَنَا بِمُحَرَّمِ وَكَقَوْلِ جُمَاهِرِ بنِ الحَكَمِ الكَلْبِيِّ (¬3): [من الطويل] قَضى كُلُّ ذِي دَيْنٍ وَفَاءَ غَرِيْمِهِ ... وَدَيْنُكَ عِنْدَ الزَّاهِرِيَّةِ مَا يُقْضَى فَأخَذَ هَذَا كُثَيِّرٌ فَاشْتَهَرَ بِهِ فَقَالَ (¬4): [من الطويل] قَضى كُلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيْمَهُ ... وَغَرَّهُ مَمْطُوْلٌ مُعَنًّى غَرِيْمُهَا (¬5) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وتكافؤ إحسان المتبع والمبتدع
وَتَكَافُؤُ إحْسَانِ المُتَّبِع وَالمُبْتَدِعِ: وَهُوَ قَرِيْبٌ مِنْ هَذَا البَابِ الَّذِي قَبْلَهُ، كَقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ، وَهُوَ أوَّلُ مَنْ نَطَقَ بِهَذَا المَعْنَى (¬1): [من الطويل] فلو أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوْتُ احْتَسَبْتُهَا ... وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا وَقَالَ عَبْدَةُ ابن الطَّبيِّبِ (¬2): [من الطويل] ¬
ونقل المعنى إلى غيره
فَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكُ وَاحِدٍ ... وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا فَأبْرَزَ المَعْنَى فِي عِبَارَةٍ مُرْهَفَةٍ، فَتَكَافَأَ إحْسَانُهُمَا، وَقَالَ الأَعْشَى (¬1): [من الطويل] إِذَا حَاجَةٌ وَلَّتْكَ لَا تَسْتَطِيْعُهَا ... فَخُذْ طَرَفًا مِنْ غَيْرِهَا حِيْنَ تُسْبَقُ وَقَالَ عَمْرُو بن مَعْدِ يْكَرِبَ (¬2): [من الوافر] إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ شَيْئًا فَدَعْهُ ... وَجَاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِيْعُ فَتَكَافَأَ إحْسَانُ المُتَّبِعِ وَالمُبْتَدِعِ تَكَافُؤًا لَا يَخِيْلُ عَلَى مَنْ يَعْرِفُ أَسْرَارَ الكَلَامِ فِي هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ. وَكَقَوْلِ النَّابِغَةِ (¬3): [من البسيط] يَوْمًا بِأَجْوَدَ مِنْهُ سَيْبَ نَافِلَةٍ ... وَلَا يَحُوْلُ عَطَاءُ اليَوْمِ دُوْنَ غَدِ أخَذَهُ الحُطَيْئَةُ فَأَحْكَمَهُ لَمَّا قَالَ (¬4): [من الطويل] تَزُوْرُ امْرَأً إِنْ يُعْطِكَ اليَوْمَ نَائِلًا ... بِكَفَّيْهِ لَا يَمْنَعْكَ مِنْ نَائِلِ الغَدِ وَنَقْلُ المَعْنَى إِلَى غَيْرِهِ: كَالتَّرْكِيْبِ وَالعَكْسِ وَمَا نَاسَبَهُمَا، وَهُوَ أَنْ يَنْقُلَ الشَّاعِرُ المَعْنَى مِنْ وَجْهِهِ الَّذِي وُجِّهَ لَهُ، وَيَنْقُلَ اللَّفْظَ عَنْ طِرِيْقِهِ الَّذِي سُلِكَ بِهِ إِلَى وَجْهٍ آخَرَ، وَطَرِيْقٍ آخَرَ صَنْعَةً مِنْ رَاضَةِ الكَلَامِ، وَصاغَةِ المَعَانِي، وَحُذَّاقِ السُّرَاقِ إخْفَاءً لِلسَّوَقِ، وَالاحْتِذَاءِ، وَتَوْرِيَةً عَنْ الاتِّبَاعِ وَالاقْتِفَاءِ. وَأكْثَرُ مَا يَأتِي بِهِ المُحْدَثُوْنَ؛ لأنَّهُمْ هُمُ الَّذِيْنَ فَتَّحُوا مِنْ أَبْوَابِ الكَلَامِ مَا كَانَ هَامِدًا وَأَيْقَظُوا مِنْ عُيُونهِ مَا كَانَ رَاقِدًا، وَاقْتَدَحُوا مِنْ زَنْدِهِ مَا كَانَ خَامِدًا، وَأَجْرَوا مِنْ مَعِيْنِهِ مَا كَانَ راكِدًا. فَأَمَّا المُتَقَدِّمُوْنَ، فَكَقَوْلِ ¬
امْرِئِ القَيْسِ يَصِفُ فَرَسًا (¬1): [من الطويل] طَوِيْلٌ عَظِيْمٌ مُطْمَئِنٌّ كَأَنَّهُ ... بِأَسْفَلِ ذِي مَاوَانَ سَرْحَةُ مَرْقَبِ أخَذَتْهُ الخَنْسَاءُ، فَنَقَلَتْهُ إِلَى المَدْحِ، وَزَادَتْ فِيْهِ زِيَادَةً لَطِيْفَةً، فَقَالَتْ (¬2): [من البسيط] وَإنَّ صَخْرًا لتَأْتَمُّ الهُدَاةُ بِهِ ... كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِي رَأْسِهِ نَارُ وَنَقَلَهُ أَبُو نُوَاسٍ إِلَى وَصْفِ الخَمْرِ فَقَالَ (¬3): [من المديد] فَاهْتَدَى سَارِي الظَّلَامِ بِهَا ... كَاهْتِدَاءِ السَّفْرِ بِالعَلَمِ (¬4) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وتقابل النظر في المعنى إلى مثله
وَتَقَابُلُ النَّظَرِ فِي المَعْنَى إِلَى مِثْلِهِ: وَهُوَ أَنْ يَأتِي الشَّاعِرُ بِمَعْنًى فِي بَيْتٍ بِلَفْظٍ مَحْصُوْرٍ، فَيَأتِي شَاعِرٌ آخَرَ بِجُزْءٍ مِنْ ذَلِكَ المَعْنَى فِي جُزْءٍ مِنْ ذَلِكَ اللَّفْظِ مُضَافًا إِلَى لَفْظٍ غَيْرِهِ، أَوْ يَأتِي بِالمَعْنَى سَائِرِهِ فِي لَفْظٍ غَيْرَ لَفْظِ الأَوَّلِ جَمِيْعِهِ، فَيَكُوْنُ ذَلِكَ تَقَابُلُ النَّظَرِ فِي المَعْنَى إِلَى مِثْلِهِ، كَقَوْلِ أَبِي نُواسٍ (¬1): [من المديد] لَا أَذُوْدُ الطَّيْرَ عَنْ شَجَرٍ ... قَدْ بَلَوْتُ المُرَّ مِنْ ثَمَرِهْ قَابَلَ النَّظَرَ فِي المَعْنَى إِلَى مِثْلِهِ أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّيِّ، فَقَالَ (¬2): [من الكامل] فَكَأَنَّهَا شَجَرٌ بَدَا لَكِنَّهَا ... شَجَرٌ جَنَيْتُ المَوْتَ مِنْ ثَمَرَاتِهَا وَقَالَ الحِصْنِيُّ فِي المَعْنَى (¬3): [من البسيط] تَخَيَّرُوا شَجَرَاتٍ غَيْرَ زَاكِيَةٍ ... لَقَدْ جَنَى ثَمَرَ المَكْرُوْهِ جَانِيْهَا فَكِلَاهُمَا أَتَى بِمَعْنَى بَيْتِ أَبِي نُوَاسٍ، وَتَمَارَطَا فِيْهِ لَفْظَهُ، فَكُلُّ مَنْ حَصَلَ فِي يَدِهِ شَيْءٌ مِنَ اللَّفْظِ أَوْرَدَهُ، وَزَادَ عَلَيْهِ زُوَيِّدَةً مِنْ عِنْدِهِ يَسْتَحِيْلُ بِهَا المَعْنَى إِنْ حَالَلَهُ أَبُو نُوَاسٍ وَكَذَلِكَ قَوْلُ كُثَيِّرٍ (¬4): [من الطويل] أصُدُّ وَبِي مِثْلُ الجُنُونِ لِكَي تَرَى ... رُوَاةُ الخَنَا أنِّي لِبَيْتِكِ هَاجِرُ قَابَلَ الأَحْوَصُ النَّظَرَ فِي المَعْنَى إِلَى مِثْلِهِ، فَقَالَ (¬5): [من الكامل] إنِّي لأَمْنَحُكَ الصُّدُوْدَ وَإِنَّنِي ... قَسَمًا إلَيْكَ مَعَ الصُّدُوْدِ لأمْيَلُ ¬
وَقَالَ فِيْهِ الأَحْوَصُ أَيْضًا (¬1): [من الطويل] وَإنِّي لآتِي البَيْتَ أَكْرَهُ رَبَّهُ ... وَأُكْثِرُ هَجْرَ الَبَيْتِ وَهُوَ حَبِيْبُ فَقَدْ تَقَابَلَ النَّظَرُ فِي المَعْنَى إِلَى مِثْلِهِ فِي الثَّلَاثَةِ الأَبْيَاتِ بِتَزَايُدٍ مِنْ أَلْفَاظِهَا، وَتَنَاقُصِ بَعْضِهَا عَنْ بِعْضٍ (¬2). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
والسلب
وَالسَّلْبُ (¬1): هُوَ أَنْ يَكُوْنَ الشَّاعِرُ المُجَوِّدُ قَدْ أَتَى بِمَعْنًى كَسَاهُ لَفْظًا، فَيَأَخُذَ شَاعِرٌ آخَرُ أكْثَرَ ذَلِكَ المَعْنَى، وَيَأتِي بِهِ فِي لَفْظٍ غَيْرِهِ، وَعَلَيْهِ مُسْحَةٌ مِنَ اللَّفْظِ الأوَّلِ لَا تَعلَقُ بِهَا كَفُّ لَامِسٍ. كَقَوْلِ دِيْكِ الجِنِّ (¬2): [من الطويل] أتَانِي هَوَاهَا قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوَى ... فَصادَفَ قَلْبًا فَارِغًا فَتَمَكَّنَا سَلَبَهُ المُتَنَبِّيّ فَقَالَ (¬3): [من الطويل] وَلَكِنَّ حُبًّا خَامَرَ القَلْبَ فِي الصِّبَا ... يَزِيْدُ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ وَيَشْتَدُّ ¬
والسلخ
وَالسَّلْخُ: وَيَسَمِّيْهِ قَوْمٌ الاهْتِدَامُ، وَهُوَ افْتِعَالٌ مِنَ الهَدْمِ، فَكَأَنَّهُ هَدَمَ البَيْتَ مِنَ الشِّعْرِ تَشْبِيْهًا لِلبَيْتِ بِالبنَاءِ وَسَمِّيَ بَيْتًا؛ لأَنَّهُ يَشْتَمِلُ عَلَى الحُرُوْفِ، كَمَا يَشْتَمِلُ البَيْتُ عَلَى مَا فِيْهِ. وَالسَّلْخُ قَرِيْبٌ مِنَ السَّلْبِ لَكِنَّ بَيْنَهُمَا فَرْقٌ، وَهُوَ أَنَّ السَّلْبَ أَخْذُ المَعْنَى، وَتَغْيِيْرُ لَفْظِهِ، وَالسَّلْخُ أَخْذُ المَعْنَى وَالإِتْيَانُ بِأَكْثَرِ لَفْظِهِ، وَذَلِكَ أَنْ يَأْخُذَ الشَّاعِرُ أَكْثَرَ لَفْظِ بَيْتٍ لِشَاعِرٍ آخَرَ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ، فَيَأتِي بهِ فِي بَيْتٍ لِنَفْسِهِ فِي ذَلِكَ المَعْنَى بِعَيْنِهِ كَقَوْلِ بَعْضِهِم (¬1): [من الطويل] خَلَقْنَا لَهُمْ فِي كُلِّ عَيْنٍ وَحَاجِبٍ ... بِسُمْرِ القَنَا وَالبِيْضُ عَيْنًا وَحَاجِبَا سَلَخَهُ أَبُو نَصْرِ بن نُبَاتَةَ فَقَالَ (¬2): [من الطويل] خَلَقْنَا بِأَطْرَافِ القَنَا فِي ظُهُوْرِهِمْ ... عُيُوْنًا لَهَا وَقْعُ السُّيُوْفِ حَوَاجِبُ وَكَقَوْلِ البُحْتُرِيِّ (¬3): [من الكامل] وَغرِيْرَةِ الأَلْحَاظِ نَاعِمَةِ الصِّبَا ... غَرِيَ الوُشَاةُ بِهَا وَلَجَّ العُذَّلُ سَلَخَه المُتَنَبِّيّ فَقَالَ (¬4): [من الكامل] كَمْ وَقْفَةٍ سَحَرَتْكَ شَوْقًا بَعْدَمَا ... غَرِيَ الوُشَاةُ بِهَا وَلَجَّ العُذَّلُ وَكَقَوْلِ أَبِي القَوَافِي (¬5): [من الكامل] رَدَّتْ صَنَائِعُهُ عَلَيْهِ حَيَاتَهُ ... فَكَأَنَّهُ مِنْ نَشْرِهَا مَنْشُوْرُ (¬6) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
والالتقاط والتلفيق
سَلَخَهُ المُتَنَبِّيّ فَقَالَ: [من الكامل] كَفِلَ الثَّنَاءُ لَهُ بِرَدِّ حَيَاتِهِ ... لَمَّا انْطَوَى فَكَأَنَّهُ مَنْشُوْرُ وَالالْتِقَاطُ وَالتَّلْفِيْقُ: وَهُوَ تَرْقِيْعُ الأَلْفَاظِ، وَتَلْفِيْقُهَا، وَاجْتِلَابُ الشَّاعِرِ الكَلَامَ مِنْ أبْيَاتٍ أُخَرَ حَتَّى يَنْظِمَ بَيْتًا فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ يَزِيْدُ بن الطَّثْرِيَّةِ (¬1): [من الطويل] إِذَا مَا رَآنِي مُقْبِلًا غَضَّ طَرْفَهُ ... كَأَنَّ شُعَاعَ الشَّمْسِ دُوْنِي مُقَابِلُه فَقَوْلُهُ: إِذَا مَا رَآنِي مُقْبِلًا، مِنْ قَوْلُ جَمِيْلٍ (¬2): [من الطويل] إِذَا مَا رَأُوني مُقْبِلًا مِنْ ثَنِيَّةٍ ... يَقُوْلُوْنَ مَنْ هَذَا وَقَدْ عَرِفُوْنِي وَقَوْلُهُ: غَضَّ طَرْفَهُ مِنْ قَوْلُ جَرِيْرٍ (¬3): [من الوافر] ¬
فَغَضُّ الطَّرْفَ إنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ... فَلَا كَعْبًا بَلَغْتَ وَلَا كِلَابَا وَقَوْلُهُ: [من الطويل] كَأَنَّ شُعَاعَ الشَّمْسِ دُوْنِي مُقَابِلُه مِن قَوْلُ عَنْتَرَةَ الطَّائِيّ (¬1): [من الوافر] إِذَا أبْصرَتْنِي أَعْرَضَتْ عَنِّي ... كَأَنَّ الشَّمْسَ مِنْ قِبَلِي تَدُوْرُ وَمِنَ الالْتِقَاطِ وَالتَّلْفِيْقِ قولُ ابنِ هَرمَةَ (¬2): [من الوافر] كَأنَّكَ لَمْ تَسِرْ بِجَبُوْبِ خِلْصٍ ... وَلَمْ تُلْمِمْ عَلَى الطَّلَلِ المحِيْلِ الْتَقَطَهُ وَلَفَّقَهُ مِنْ بَيْتَيْنِ أَحدُهُمَا قَوْلُ جَرِيْرٍ (¬3): [من الوافر] كَأنَّكَ لَمْ تَسِرْ بِبِلَادِ نُعْمٍ ... وَلَمْ تَنْظُرْ بِنَاظِرِهِ الخِيَامَا فَصَدْرُ بَيْتِ ابنِ هَرمَةَ مِنْ صَدْرِ هَذَا البَيْتِ، وَعَجُزُهُ مِنْ قَوْلِ الكُمِيْتِ (¬4): [من الوافر] ألَمْ تَلْمِمْ عَلَى الطَّلَلِ المُحِيْلِ ... بفَيْدٍ وَمَا بُكُاؤُكَ فِي الطُّلُوْلِ فَمَا يَصْنَعُ بِبَيْتِ ابنِ هَرمَةَ مَعَ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ. وَضَرْبٌ قَدْ اسْتَعْمَلَتْهُ العَرَبُ مَجَازًا وَتَوَسُّعًا، وَعَزَفَتْ عَنْهُ أنْفُسُ الشُّعَرَاءِ الفُضَلَاءِ وَالمُفْلِقِيْنَ الأُدَبَاءِ، فَلَا يُوْجَدُ فِي أَشْعَارِهِمْ إِلَّا نَادِرًا وَلَا يُسْتَحْسَنُ مِنْهُم الإِتْيَانُ بِمِثْلِهِ وَهُوَ: الخَلْعُ، وَالاصْطِرَافُ، وَالإِغَارَةُ، وَالاجْتِلَابُ، وَالاسْتِلْحَاقُ، وَالانْتِحَالُ، ¬
وَالإِنْحَالُ، وَالمُرَافَدَةُ، وَتَنَازُعُ الشَّاعِرَيْنِ فِي الشِّعْرِ وَادِّعَاءِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُما أَنَّهُ مِنْ قِبَلِهِ دُوْنَ صَاحِبِهِ (¬1). ¬
فالخلع
فَالخَلْعُ (¬1): هُوَ أَنْ يَأْخُذَ الشَّاعِرُ بَيْتًا لِشَاعِرٍ آخَرَ، بِلَفْظِهِ وَوَزْنِهِ وَمَعْنَاهُ وَصِيْغَتِهِ، فَيُرَكِّبَ عَلَيْهِ قَافِيَةً غَيْرَ قَافِيَتِهِ الأُوْلَى، وَيُلْحِقَهُ بِشِعْرِهِ، فَيَصيْرَ لَهُ، على مَذْهَبِ العَرَبِ. كَقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ (¬2): [من الطويل] وُقُوْفًا بِهَا صحْبِي عَلَيَّ مَطِيُّهُم ... يَقُوْلُوْنَ لَا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ خَلَعَهُ طَرْفَةُ فَقَالَ (¬3): [من الطويل] وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِي عَلَيَّ مَطِيُّهُم ... يَقُوْلُوْنَ لَا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَلَّدِ وَكَقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ (¬4): [من الكامل] نَظَرَتْ إلَيْكَ بِعَيْنِ جَازِيَةٍ ... حَوْرَاءَ حَانِيَةٍ عَلَى طِفْلِ خَلَعَهُ المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ. وَهُوَ خَالُ الأَعْشَى، فَقَالَ (¬5): [من الكامل] نَظَرَتْ إلَيْكَ بِعَيْنِ جَازِيَةٍ ... حَوْرَاءَ فَادِرَةٍ مِنَ السَّدْرِ وَكَقَوْلِ مَرْوَان بن أَبِي حَفْصَةَ (¬6): [من الطويل] وَإنِّي لتُغْنِيْنِي عَنِ المَاءِ نُغْبَةٌ ... وَأَصْبِرُ عَنْهُ مِثْلَ صبْرِ الأَبَاعِرِ ¬
خَلَعَهُ المُتَنَبِّي فَقَالَ (¬1): [من الطويل] وَإنِّي لتُغْنِيْنِي عَنِ المَاءِ نُغْبَةٌ ... وَأَصبِرُ عَنْهُ مِثْلَ مَا تَصْبِرُ الرُّبدُ وَهَذَا غَيْرُ مُسْتَحْسَنٍ مِن أَبِي الطَّيِّبِ؛ لأَنَّهُ إِنَّمَا تَسْتَعْمِلُ العَرَبُ الخَلْعَ مَجَازًا. عَلَى أَنْ أَهلَ الفَضْلِ لَا يَرْضوْنَهُ لأَنْفُسِهِمْ، فَكَيْفَ بِمَنْ سَارَ ذِكْرُهُ، وَاشْتَهَرَ بِالأدَبِ وَالحِذْقِ فِي صِنَاعَةِ الشِّعْرِ أَمْرُهُ. وَأَنَا لَا أَخُصُّ أبَا الطَّيِّبِ وَحْدَهُ بِالإِنْكَارِ عَلَيْهِ دُوْنَ غَيْرِهِ فِي الخَلْعِ، بلْ كُلُّ مَنْ عَلِمَ مِنَ الفَضْلِ مَا عَلِمَهُ أَبُو الطَّيِّبِ، وَتَأَدَّبَ كَتَأَدُّبِهِ مِنَ المُحْدَثِيْنَ؛ فَإنَّ المُسَامَحَةَ بِمِثْلِ ذَلِكَ تَضِيْقُ عَنْهُ (¬2). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
والاصطراف
وَالاصْطِرَافُ: هُوَ صَرْفُ الشَّاعِرِ إِلَى قَصِيْدَتِهِ بَيْتًا، أَوْ بَيْتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثَةً لِغَيْرِهِ يَسْتَضِيْفُهَا إِلَى نَفْسِهِ، وَيَصْرِفُهَا عَنْ قَائِلِهَا. وَكَانَ كُثَيِّرٌ كَثَيْرًا مَا يَصْرِفُ شِعْرَ جَمِيْلٍ إِلَى نَفْسِهِ، وَيَهْتَدِمُهُ. أخْبَرَ الطَّاهِرِيُّ عَنْ الزُّبَيْرِ بن بَكَّارٍ عَنْ عُمَرَ بن أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّ كُثَيِّرًا أنْشَدَهُ قَصِيْدَتَهُ الَّتِي يَقُوْلُ فِيْهَا (¬1): [من الطويل] إِذَا الغُرُّ مِنْ نَوْءِ الثُّرَيَّا تَجَاوَبَتْ ... حَنِيْنًا بِأَجْوَازِ الفَلَاةِ قِطَارُهَا فَعَدَا فِي هَذِهِ القَصِيْدَةِ على أَبِي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ فِي قَصِيْدَتِهِ الَّتِي أوَّلُهَا (¬2): [من الطويل] هَلِ الدَّهْرُ إِلَّا لَيْلَةٌ وَنَهَارُهَا فَأخَذَ مِنْهَا بَيْتَيْنِ وَهُمَا (¬3): [من الطويل] وَعَيَّرَنِي الوَاشُوْنَ أنِّي أُحِبُّهَا ... وَتلْكَ شِكَاةٌ وظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا فَإنْ أَعْتَذِرْ مِنْهَا فَإنِّي مُكَذَّبٌ ... وَإِنْ تَعْتَذِر يُرْدَدْ عَلَيْهَا اعْتِذَارُهَا فَاشْتَفَّهُمَا جَمِيْعًا وَاصْطَرَفَهُمَا بِذَاتِهِمَا (¬4). ¬
والإغارة
وَالإِغَارَةُ (¬1): هِيَ أَنْ يَسْمَعَ الشَّاعِرُ المُفْلِقُ، وَالفَحْلُ المُتَقَدِّمُ الأَبْيَاتِ الرَّائِقَةَ نَدَرَتْ لِشَاعِرٍ آخَرَ فِي عَصْرِهِ، قَدْ بَايَنَتْ مَذَاهِبَهُ فِي أمثَالِهَا مِنْ شِعْرِهِ، وَتَكُوْنَ بِمَذْهَبِ ذَلِكَ الشَّاعِرِ المُغِيْرِ أَلْيَقُ، وَبِكَلَامِهِ أعْلَقُ، فَيُغِيْرَ عَلَيْهَا مُصافَحَةً وَيَنْتَحِلُهَا مُكافحةً، وَيَسْتَنْزِلَ شَاعِرَهَا، عَنْهَا قُوَّةً وَقَهْرًا، وَيَغْتَصِبَهَا بِفَضْلِ القُدْرَةِ عُنْوَةً وَقَسْرًا، فَيُسَلِّمَهَا قَائِلُهَا ¬
اعْتِمَادًا لِسِلْمِهِ، وَنُكُوْلًا عَنْ حَرْبِهِ، وَعَجْزًا عَنْ مُسَاجَلَةِ يَمِّهِ، وَهَذِهِ كَانَتْ شَاكِلَةُ الفَرَزْدَقِ فِيْمَا اسْتَمَرَّتْ لَهُ الإِغَارَةُ عَلَيْهِ مِنْ شِعْرِ جَمِيلٍ وَغَيْرِهِ؛ فَإِنَّهُ غَاوَرَ جَمَاعَةً مِنْ شُعَرَاءِ عَصْرِهِ عَلَى قِطَعٍ مِنْ أَشْعَارِهِمْ، وَاسْتَضَافَهَا إِلَى شِعْرِهِ، جَرَتْ فِي أَسَالِيْبِ كَلَامِهِ وَشَاكَهَ مَنْظُوْمُهَا بِارِعَ نِظَامِهِ، فَسَلَّمُوْهَا إِلَيْهِ رَاغِمِيْنَ، وَصَفَحُوا عَنْهَا لأمْرِهِ طَائِعِيْنَ. أَخْبَرَ عَلِيُّ بن أَبِي غَسَّانَ عَنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلَّامٍ عَنِ أَبِي يَحْيَى الضَّبِّيِ قَالَ: قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَوْمًا لَقَدْ قُك أَبْيَاتًا، إِنَّ لَهَا لَعَرَوْضًا، وَإنَّ لَهَا لَمرَدًّا وَمَعْنًى بِعِيْدًا. فَقَالَ لَهُ الفَرَزْدَقُ: وَمَا قُلْتَ؟ قَالَ قُلْتُ (¬1): [من الطويل] أَحِيْنَ أَعَاذَتْ بِي تَمِيْمٌ نِسَاءهَا ... وَجُرِّدْتُ تَجْرِيْدَ اليَمَانِي مِنَ الغِمْدِ وَمَدَّتْ بِضَبْعيَّ الرَّبَابُ وَمَالِكٌ ... وَعَمْرٌو وَشَالَتْ مِنْ وَرَائِي بَنُو سَعْدِ وَمِنْ آلِ يَرْبُوْعٍ زُهَاءٌ كَأَنَّهُ ... دُجَى اللَّيْلِ مَحْمُودُ النِّكَايَةِ وَالوِرْدِ فَقَالَ لَهُ الفَرَزْدَقُ: لَا تَعُوْدَنَّ فِيْهَا؛ فَأنَا أحَقُّ بِهَا مِنْكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَعُوْدُ فِيْهَا أبَدًا، وَلَا أرْوِيْهَا إِلَّا لَكَ، فَهِيَ فِي قَصِيْدَتِهِ الَّتِي يَقُوْلُ فِيْهَا (¬2): [من الطويل] وَكُنَّا إِذَا القَيْسِيُّ نَبَّ عَنُوْدُهُ ... ضرَبْنَاهُ فَوْقَ الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ وَزَعَمَ حَمَّادُ بن إسْحَاقَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ أبي سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثنَا بِعضُ أصْحَابِنَا أَنَّ الفَرَزْدَقَ وَقَفَ عَلَى الشَّمَرْدَلِ اليَرْبُوْعِيِّ وَهُوَ يُنْشِدُ (¬3): [من الطويل] وَمَا بَيْنَ مَنْ لَمْ يُعْطِ سَمْعًا وَطَاعَةً وَبَيْنَ تَمْيِمٍ غَيْرُ حَزِّ الحَلَاقِمِ فَقَالَ الفَرَزْدَقُ: لتَتْرُكَنَّهُ، أَوْ لتَتْرُكَنَّ عِرْضَكَ. فَقَالَ الشَّمَرْدَلُ: خُذْهُ لَا بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيْهِ، فَهُوَ فِي قَصِيْدَتِهِ الَّتِي أوَّلُهَا (¬4): [من الطويل] ¬
تَحِنُّ بِزَوْرَاءِ المَدِيْنَةِ نَاقَتِي ... حَنِيْنَ عَجُوْلٍ تَبْتَغِي البَوَّ رَائِمِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَنْ ثَعِلَبٍ عَنِ أَبِي نَصْرٍ عن الأَصْمَعِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ ابن أَبِي الزِّنَادِ. قَالَ: مَرَّ أَعْرَابِيٌّ بِكُثَيِّرٍ وَهُوَ يُنْشِدُ: [من الطويل] أَوَدُّ لَكُمْ خَيْرًا وَتَطَّرِحُوْنَنِي ... أسَعْدَ بن لَيْثٍ لاخْتِلَافِ الصَّنَائِعِ فَنَادَى الأَعْرَابِيُّ: عِبَادَ اللَّهِ، هَذَا وَاللَّهِ شِعْرِي قُلْتُهُ. فَقَالَ لَهُ كُثَيِّرٌ: إِنْ يَكُنْ لَكَ، فَمَا نَفَعَكَ؟ وَإِنْ يَكُنْ لِي، فَهُوَ أبْعَدُ لَكَ مِنْهُ (¬1). ¬
والاجتلاب، والاستلحاق
وَالاجْتِلَابُ، وَالاسْتِلْحَاقُ: قَالَ الحَاتِمِيُّ، وَبَعْضُ العُلَمَاءِ: لَا يَرَاهُمَا عَيْبًا. وَوَجْدْتُ يُوْنُسُ بن حَبِيْبٍ وَغَيْرَهُ مِنْ عُلَمَاءِ الشِّعْرِ يُسَمِّي البَيْتَ يَأْخُذُهُ الشَّاعِرُ عَلَى سَبيْلِ التَّمْثِيْلِ، فَيُدْخِلُهُ شِعْرَهُ اجْتِلَابًا وَاسْتِلْحَاقًا، وَلَا يَرَى ذَلِكَ عَيْبًا وَإِذَا كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ، فَلَعَمْرِي إنَّهُ لَا عَيْبَ فِيْمَا هَذِهِ سَبِيْلُهُ. فَإمَّا جَرِيْرٌ فَعَيَّرَ بِهِ الفَرَزْدَقَ فَقَالَ (¬1): [من الوافر] سَتَعْلَمُ مَنْ يَكُوْنُ أبُوْهُ قَيْنًا ... وَمَنْ كَانَتْ قَصائِدُهُ اجْتِلَابَا وَمَا أَرَاهُ أَرَادَ بِالاجْتِلَابِ هَاهُنَا إِلَّا السَّرَقَ وَالانْتِحَالَ. وَعَن الأَصْمَعِيّ. قَالَ: رُبَّمَا اجْتَلَبَ الشَّاعِرُ البَيْتَ لَيْسَ لَهُ، وَاجْتَذَبَهُ مِنْ غَيْرِهِ، فَأوْرَدَهُ شِعْرَهُ عَلَى سَبِيْلِ التَّمْثيْلِ بِهِ، لَا عَلَى طَرِيْقِ السَّرَقِ لَهُ، كَمَا قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ (¬2): [من الطويل] وَصَفْرَاءَ لَا تُخْفِي القَذَى وَهِيَ دُوْنَهُ ... تُصَفِّقُ فِي رَاوُوْقِهَا حِيْنَ يُقْطَبُ تَمَزَّزْتُهَا وَالدِّيْكُ يَدْعُو صِحَابِهُ ... إِذَا مَا بَنُو نَعْشٍ دَنَوا فَتَصَوَّبُوا فَقَالَ الفَرَزْدَقُ: وَاجْتَلَبَ البَيْتَ الأَخِيْرَ (¬3): [من الطويل] وَإِجَّانَةٍ رَيَّا الشَّرُوْبِ كَأَنَّهَا ... إِذَا غُمِسَتْ فِيْهَا الزُّجَاجَةُ كَوْكَبُ تَمَزَّزْتُهَا وَالدِّيْكُ يَدْعُو صحَابَهُ ... إِذَا مَا بَنُو نَعْشٍ دَنَوا فَتَصَوَّبُوا قَالَ: وَأَحْسِبُهُ تَنَاوَلَ ذَلِكَ مُغِيْرًا عَلَيْهِ، وَإِنْ كَاَنَتِ الغَارَةُ عَارِيَةً، وَلَا أَرَاهُ أَوْرَدَهُ إِلَّا اجْتِلَابًا وَاسْتِلْحَاقًا. ¬
وَقَالَ أَبُو عَمْرُو بن العَلَاءِ: مَا أَرَى الاجْتِلَابَ وَالاسْتِلْحَاقَ إِلَّا سَرَقًا. وَقَدْ يَجْتَلِبُ الشَّاعِرُ البَيْتَ وَالبَيْتَيْنِ، وَالمَعْنَى وَالمَعْنَيَيْنِ مِنْ شِعْرِ شَاعِرٍ آخَرَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ الشَّاعِرُ مُخَاطِبًا لَهُ، وَكَانَ هُوَ مُجِيْبًا عَنْ مُخَاطَبَتِهِ، كَالَّذِي يُلْفَى فِي شِعْرِ جَرِيْرٍ وَالفَرَزْدَقُ، وَلَا يَرَى ذَلِكَ سَرَقًا، كَقَوْلِ الفَرَزْدَقِ يُخَاطِبُ جَرِيْرًا (¬1): [من الكامل] وَتَرَكْتَ أُمَّكَ يا جَرِيْرُ كَأَنَّهَا ... لِلنَّاسِ بِارِكَةٌ طِرِيْقٌ مُعْمَلُ فَاجْتَلَبَ هَذَا المَعْنَى جَرْيِرٌ رَادًّا عَلَيْهِ فَقَالَ (¬2): [من الكامل] بَاتَ الفَرَزْدَقُ يَسْتَجِيْرُ بِجِعْثنٍ ... وَعِجَازُ جِعْثنَ كَالطَّرِيْقِ المُعْمَلِ وَإِنَّمَا اعْتَمَدَ جَرِيْرٌ إِعَادَةَ هَذَا المَعْنَى عَلَى طَرِيْقِ السَّرَقِ، وَلَوْ رَآهَ عَيْبًا لَمَا انْتَظَمَ عَلَيْهِ قَصِيْدَةً يُهَاجِي وَيُفَاخِرُ بِهَا شَاعِرًا كَالفَرَزْدَقِ. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ فِي هَذِهِ القَصِيْدَةِ (¬3): [من الكامل] إِنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لنَا ... بَيْتًا دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأَطْوَلُ فَقَالَ جَرِيْرٌ رَادًّا عَلَيْهِ: [من الكامل] إِنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لنَا ... عِزًّا عَلَاكَ فَمَا لَهُ مِنْ مَنْقَلِ وَمِثَالُ هَذَا قَوْلُ الرَّجُلِ للآخَرِ: أَنَا أعْلَى مِنْكَ بَيْتًا، وَأَسْنَى ذِكْرًا، فَيَقُوْلُ الآخَرُ: بَلْ أَنَا أعْلَى مِنْكَ بَيْتًا، وَأَسْنَى ذِكْرًا. وَلَوْ رَأَى جَرِيْرٌ مَعَ مَعْرِفَتِهِ بِأَسَالِيْبِ الشِّعْرِ وَأَفَانِيْنِ الفَخَارِ أَنَّهُ عَيْبٌ وَسَرَقٌ؛ لتَنَكَّبَهُ وَلَا سِيَّمَا وَالفَرَزْدَقُ يَقُوْلُ لَهُ فِي هَذِهِ القَصِيْدَةِ: [من الكامل] إِنَّ اسْتِرَاقَكَ يا جَرِيْرُ قَصائِدِي ... مِثْلُ ادِّعَاءِ سِوَى أَبِيْكَ تَنَقَّلُ (¬4) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
والانتحال
وَالانْتِحَالُ (¬1): قَالَ الحَاتِمِيُّ أَيْضًا (¬2): قَدْ أَجْمَعَ العُلَمَاءُ بِالشِّعْرِ، وَرُوَاةُ العَرَبِيَّةِ عَلَى أَنْ امْرَأَ القَيْسِ أَوَّلُ مَنْ بَكَى الدِّيَارَ، وَأَبَّنَ الآثَارَ. وَإِذَا تَصَفَّحْتَ شِعْرَهُ، اسْتَدْلَلْتَ بِبَعْضِهِ عَلَى بُطْلَانِ هَذَا الإِجْمَاعِ، ألَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ (¬3): [من الكامل] عُوْجَا عَلَى الطِّلَلِ المحِيْلِ لعَلَّنَا ... نَبْكِي الدِّيَارَ كَمَا بَكَى ابْنُ حُمَامِ قَالَ ابْنُ الكَلْبِيِّ: فَإِذَا سُئِلَ عُلَمَاءُ كَلْبٍ عما وَصَفَ بِهِ ابْنُ حُمَامٍ الدِّيَارَ، وَأَنْشَدُوا ¬
أَبْيَاتًا مِنْ قِفَا نَبْكِ، وَذَكَرُوا أَنَّ امْرَئِ القَيْسِ انتحَلَهَا، فَسَارَتْ لَهُ، وَخَمُلَ ابْنُ حُمَامٍ. وَحَكَى أَبُو عُبَيْدَةَ: أَنَّ امْرَئ القَيْسِ بنَ حُمَامِ الكَلْبِيَّ كَانَ يَصْحَبُ امْرَئ القَيْسِ بن حُجْرٍ الكِنْدِيَّ، وَأَنَّهُ أوَّلُ مَنْ وَصفَ الدِّيَارَ وَهُوَ القَائِلُ (¬1): [من البسيط] لآلِ هِنْدٍ بِجَنْبَيْ نَفْنَفٍ دَارُ ... لَمْ تَمْحُ جِدَّتَهَا رِيْحٌ وَأَمْطَارُ إمَّا تَرَيْنِي بِجَنْبِ البَيْتِ مَضطجِعًا ... لَا يَطَّبِيْنِي لَدَى الحَيَّيْنِ إِبْكَارُ فَرُبَّ نَهْبٍ تُصمُّ القَوْمَ رَجَّتُهُ ... أَفَأْتُهُ إِنَّ بَعْضَ القَوْمِ عُوَّارُ وَكَانَ خِرَاشُ بن إسْمَاعِيْلٍ العِجْلِيُّ يَقُؤلُ: إِنَّ أَوَّلِيَّةَ بكْرِ بنِ وَائِلٍ كَانُوا يَحْلِفُوْنَ أَنَّ عَامَّةَ شِعْرِ امْرِيءِ القَيْسِ لِعَمْرُو بن قَمِيْئَةَ الرَّبْعِيِّ، وَأنَّهُ كَانَ يَصحَبُ امْرَأَ القَيْسِ، فَغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ. وَإِيَّاهُ أرَادَ أمْرُؤُ القَيْسِ بِقَوْلِهِ (¬2): [من الطويل] بَكَى صَاحِبِي لَمَّا رَأَى الدَّرْبَ دُوْنَهُ ... وَأَيْقَنَ أنَّا لَاحِقَانِ بِقَيْصرَا وَاسْتَنْشَدَ أَبُو عَمْرُو بن العَلَاءِ الفَرَزْدَقَ يَوْمًا، فَأَنْشَدَهُ (¬3): [من البسيط] كَمْ دُوْنَ مَيَّةَ مِنْ مُسْتَعْمِلٍ قَذَفٍ ... وَمِنْ فَلَاةٍ بِهَا تُسْتَوْدَعُ العِيْسُ فَقَالَ: يا سُبْحَانَ اللَّهِ أنْتَ قُلْتَ هَذَا؟ فَقَالَ الفَرَزْدَقُ: اكْتُمْهَا عَلَيَّ، فَوَاللَّهِ لَضَوَالُّ الشِّعْرِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ضوَالِّ الإِبلِ. وَحَكَى ابْنُ سَلامٍ قَالَ: كَانَ أوَّلُ مَنْ جَمَعَ أشَعَارَ العَرَبِ، وَسَاقَ الأَحَادِيْثَ حَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ. وَكَانَ غَيْرَ مَوْثُوْقٍ بِهِ، وَكَانَ يَنْحِلُ شِعْرُ الرَّجُلِ غَيْرَهُ، وَيُنْحِلُهُ غَيْرَ شِعْرِهِ، وَيَزِيْدُ فِي الأَشْعَارِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ يُوْنسُ النَّحْوِيَّ يَقُوْلُ: العَجَبُ مِمَّنْ يَأْخُذُ عَنْ حَمَّادٍ وَكَانَ يَكْذِبُ، وَيَلْحَنُ، وَيَكَسْرُ. قَالَ: وَلَمَّا رَاجَعَتِ العَرَبُ رِوَايَةَ أَشْعَارِهَا، وَذِكْرَ أَيَّامِهَا، وَمَآثِرِهَا، اسْتَقْبَلَ بَعْضُ العَشَائِرِ شِعْرَ شُعَرَائِهِمْ، وَمَا ذَهَبَ ¬
مِنْ ذِكْرِ وَقَائِعِهِمْ وَأَيَّامِهِمْ، وَأَرَادُوا أَنْ يُلْحَقُوا بِمَنْ لَهُ الوَقَائِعُ وَالأَشْعَارُ، فَقَالُوا عَلَى أَلْسِنَةِ شُعَرَائِهِمْ، ثُمَّ تَكَاثَرَتِ الرُّوَاةُ بَعْدُ، فَزَادَتْ فِي الأشْعَارُ الَّتِي قِيْلَتْ، وَلَيْسَ يُشْكِلُ عَلَى أهْلِ العِلْمِ زِيَادَةُ الرُّوَاةِ، وَلَا مَا وَضَعُوا، وَلَا مَا وَضَعَ المُوَلَّدُوْنَ. وَإِنَّمَا عَضَّلَ بِهِمْ أَنْ يَقُوْلَ الرَّجُلُ مِنَ البادِيَةِ مِنْ وُلْدِ شَاعِرٍ، أَوْ الرَّجُلُ مِنْ قَوْمِهِ لِسَانُهُ كَلِسَانِ الشَّاعِرِ وَمَنْشَؤُهُ كَمَنَشئهِ عَلَى لِسَانِ الشاعِرِ، فَيُشْكِلُ حِيْنَئِذٍ بَعْضَ الإِشْكَالِ (¬1). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
والإنحال
وَالإِنْحَالُ: هُوَ مَا نَحَلَهُ العُلَمَاءُ الشُّعَرَاءُ (وَهُوَ ضِدُّ السَّرَقَةِ): أخْبَرَ بنُ مَهْدِي الكَاتِبُ عَنِ إبْرَاهِيْمِ بن عَرَفَةَ. قَالَ: قَالَ المُبَرَّدُ: كَانَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ عَجِيبَ الذِّهِنِ، حَسَنَ التَّصَرُّفِ فِي أسَالِيْبِ الشِّعْرِ. وَكَانَ مَعَ اقْتِدَارِهِ وَاتِّسَاعِهِ يُعَدُّ مُقِلًّا لِمَا كَانَ يَنْحَلُهُ مِنَ الشُّعَرَاءِ المُتَقَدِّمِيْنَ، كَأَبِي دُؤَادٍ، وَالشَّنْفَرَى، وَتَأَبَّطَ شَرًّا، وَمَنْ لَا شُهْرَةَ لَهُ مِنَ الشُّعَرَاءِ. وَكَانَ أَتَى الكُوْفَةَ، فَأَقْرَأَ أهْلَهَا أشْعَارَ أَبِي دُؤَادٍ، وَنَحَلَهُ شَيْئًا كَثِيْرًا لَمْ يَقُلْهُ، وَأخَذَ مِنْهُمْ عَلَى ذَلِكَ البِرَّ الجَزِيْلَ، ثُمَّ نَسَكَ، فَعَادَ إلَيِهِم، فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا كَانَ مِنْهُ فِي نَحْلِهِ لِهَؤُلَاءِ الشُّعَرَاءِ مِنَ الأَشْعَارِ، وَأَنَّ كَثِيْرًا مِمَّا نَسَبَهُ إِلَى أَبِي دُؤَادٍ لَيْسَ بِهِ، وَإِنَّمَا نَحَلَهُ إِيَّاهُ مِنْ قَوْلِهِ فلم يُعْرِجُوا عَلَى قَوْلِهِ، وَلَمْ يَلتفِتُوا إِلَى كَلَامِهِ. قَالَ المُبَرَّدُ: وَكَانَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ عَلَّامَةً بِقَوْلِ الشِّعْرِ عِلْمًا وَاقْتِدَارًا، وَكَانَ الأَصْمَعِيُّ أَيْضًا يَنْحَلُ الشُّعَرَاءِ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَتَّسِعُ اتِّسَاعَ خَلَفٍ (¬1). ¬
وَحَكَى ابْنُ سَلامٍ أَنَّ أبَا عُبَيْدَةَ كَانَ يَزْعَمُ أَنْ المُفَضلَ صنعً بَعْضَ القَصَائِدِ الَّتِي اخْتَارَ، وَنَسَبَ مَا صَنَعَ مِنْهَا إِلَى رِجَالٍ، هُوَ فِيْمَا صنَعَ لَهُمْ أَشْعَرُ مِنْهُمْ فِي صَحِيْح أَشْعَارِهِمْ. قَالَ ابْنُ سَلامٍ: وَيَرْوِي النَّاسُ لأَبِي سُفْيَانَ بنِ الحَارَثِ يُخَاطِبُ حَسَّانَ بنَ ثَابِتٍ: [من الطويل] أبُوْكَ أبٌ سَوْءٌ وَخَالُكَ مِثْلُهُ ... وَلَسْتَ بِخَيْرٍ مِنْ أَبِيْكَ وَخَالِكا وَإنَّ أحَقَّ النَّاسِ ألَّا تَلُوْمَهُ ... عَلَى اللُّؤْمِ مَنْ أَلْفَى أبَاهُ كَذَلِكَا ¬
قَالَ ابْنُ سَلَامٍ: فَأَخْبَرَنِي أهْلُ المَدِيْنَةِ أَنَّ قُدَامَةَ بنَ مُوْسَى بنِ عُمَرَ بنِ قُدَامَةَ بنِ مَطْعُوْنٍ الجُمْحِيَّ قَالَهَا، وَنَحَلَهَا أبَا سُفْيَانَ. وَقُرَيْشٌ تَزِيْدُ فِي أَشْعَارِهِ، تُرِيْدُ بِذَلِكَ الأَنْصَارَ، وَالرَّدَّ عَلَى حَسَّانٍ. وَأَخْبَرَنِي ابْنُ دَرَسْتَوَيْهِ عَنِ المُبَرَّدِ عَنِ المَازِنِيِّ عَنِ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ يُوْنسُ بنِ حَبِيْبٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرُو بن العَلَاءِ مَا زِدْتُ فِي أَشْعَار العَرَبِ إِلَّا هَذَا البَيْتَ لِلأَعْشَى: [من البسيط] وَأَنْكَرَتْنِي وَمَا كَانَ الَّذِي نَكِرَتْ ... مِنَ الحَوَادِثِ إِلَّا الشَّيْبَ وَالصَّلَعَا (¬1) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَسَمِعْتُ بَشَّارًا يُنْكِرُهُ، وَيَقُوْلُ مَا يُشْبِهُ كَلَامَ الأَعْشَى (¬2). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
والمرافدة
وَالمُرَافَدَةُ: هِيَ أَنْ يَنْظِمَ الشَّاعِرُ بَيْتًا، أَوْ أبْيَاتًا، وَيُعْطِيْهَا شَاعِرًا آخَرَ يُنَاضِلُ بِهَا قِرْنَهُ. أَخْبَرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ أحْمَدَ عَنْ ابنِ دُرَيْدٍ عَنِ السَّكَنِ بنِ سَعِيْدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ عَبَّادٍ عنِ ابنِ الكَلْبِيِّ عَنْ عَوَانَةَ بنِ الحَكَمِ قَالَ: بَيْنَا جَرِيْرٌ وَاقِفًا فِي المِرْبَدِ وَقَدْ رَكِبَهُ النَّاسُ وَعُمَرُ بنُ لجَأٍ مُوَاقِفُهُ فَأَنْشَدَهُ جَرِيْرٌ قَوْلَهُ: [من البسيط] أَحِيْنَ صِرْتُ سَنَامًا يَا بَنِي مَطَرٍ ... وَخَاطَرَتْ بِي عَنْ أَحْسَابِهَا مُضَرُ (¬1) فَقَالَ عُمَرُ جَوَابَ هَذَا: [من البسيط] لَقَدْ كَذَبْتَ وَشَرُّ القَوْلِ أَكْذَبُهُ ... مَا خَاطَرَتْ بكَ عَنْ أحْسَابِهَا مُضَرُ أَلَسْتَ نَزْوَةَ خَوَّارٍ عَلَى أَمَةٍ ... لَبِئْسَتِ الخَلَّتَانِ اللَّوْمُ وَالخَوَرُ وَكَانَ الفَرَزْدَقُ رَفَدَهُ بِهَذِيْنِ البَيْتَيْنِ فِي هَذِهِ القَصيْدَةِ، فَقَالَ جَرِيْرٌ لَمَّا سَمِعَهُمَا: كَذَبْتَ وَاللَّهِ وَلَؤُمْتَ يا بنَ قُبَتٍ، هَذَا شِعْرٌ حَنْظَلِيٌّ هَذَا شِعْرُ القُرَيْدُ رَفَدَكَ بِهِ، يَعْنِي الفَرَزْدَقَ قَالَ فَبئْسَ عُمَرُ فَمَا رَدَّ جَوَابًا، وَخَرَجَ عُثَيْمُ بنُ أَبِي الرَّقْرَاقِ حَتَّى أَتَى الفَرَزْدَقَ بِالخَبَرِ، فَضَحِكَ، وَقَالَ: إِيهٍ وَيْلَكَ يَابنَ أَبِي الرَّقْرَاقِ. إِنَّ عِنْدَكَ لَخَبَرًا. قُلْتُ ¬
خَزِيَ أَخُوْكَ ابْنُ قُبْتٍ. وَحدَّثَهُ الحَدِيْثَ، فَضَحِكَ حَتَّى ضَرَبَ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ فِي سَاعَتِهِ: [من الطويل] وَمَا أنْتَ إِنْ قَرْمَا تَمِيْمٍ تَسَامِيَا ... أَخْا التَّيْمِ إِلَّا كَالوَشِيْظَةِ فِي العَظْمِ وَلَوْ كُنْتَ مَوْلَى العِزِّ أَوْ فِي ظِلَالِهِ ... ظَلَمْتَ وَلَكِنْ لَا يَدَي لَكَ بِالظُّلْمِ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ جَرِيْرًا، قَالَ: مَا أَنْصَفَنِي الفَرَزْدَقُ فِي شِعْرٍ قَطُّ قَبْلَ هَذَا (¬1). ¬
وتنازع الشاعرين في الشعر،
وَتَنَازُعُ الشَّاعِرَيْنِ فِي الشِّعْرِ، ¬
وَادِّعَاءِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَّهُ مِنْ قِبَلِهِ دُوْنَ صَاحِبِهِ. كَمَا أَخْبَرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ النَّحَوِيُّ عَنْ ابنِ دُرَيْدٍ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِيْهِ عَنِ ابنِ الكَلْبِيّ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: حَضرَ الحَارِثُ بنُ الطُّفَيْلِ الأَزْدِيُّ عُكَاظَ، وَكَانَ فَارِسًا شَاعِرًا، وبِهَا عَنْتَرَةُ بنُ شَدَّادٍ العَبْسِيُّ، وَكَانَ عَنْتَرَةُ قَدْ قَالَ: [من الكامل] لِمَنِ الدِّيَارُ عَفَوْنَ بِالسَّهْبِ ... بُنِيَتْ عَلَى خَطْبٍ مِنَ الخَطْبِ ثُمَّ أجْبَلَ، أي انْقَطَعَ، فَقَالَ الحَارِثُ بنُ الطُّفَيْلِ: [من الكامل] إِذْ لَا تَرَى إِلَّا مُقَاتِلَةً ... وَعَجَالِزًا يُرْقِلْنَ بِالرَّكْبِ وَمُدَجَّجًا (¬1) يَسْعَى بِشِكَّتِهِ ... مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ كَالْكَلْبِ وَمَعَاشِرًا صَدَأُ الحَدِيْدِ بِهِمْ ... عَبَقَ الهَنَاءِ مَخَاطِمَ الجُرْبِ لَمَّا سَمِعْتُ نَزَالِ قَدْ دُعِيَتْ ... أيْقَنْتُ أنَّهُمُ بنُو كَعْبِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو لَا كَكَعْبِ ... بَنِي العَنْقَاءِ وَالبَيْتَانِ لِلسَّبِّ فَرَمَيْتُ كَبْشَهُمُ بِقَرْحَتِهِ ... فَمَضَى وَرَاشُوهُ بِذِي لَغْبِ شَكُّوا يَدَيْهِ بِالرِّمَاحِ كَمَا ... شَكَّ الصَّرِيْعُ تَرَافُدَ الشَّعْبِ فَكَأَنَّ مُهْرِي ظَلَّ مُنْغَمِسًا ... بِشَبَا الأَسِنَّةِ مَغْرَةَ الجَأْبِ بَلْ رُبَّ مَوْضُوْعٍ رَفَعْتُ وَمَرْ ... فُوْعٍ وَضعْتُ بِمَنْزِلِ النُّصِبِ فَقَالَ عَنْتَرَةُ: أَنَا وَاللَّهِ قَاِئِلُهَا، فَقَالَ الحَارِثُ: أَنَا وَاللَّهِ قَائِلُهَا، فَتَبَاهَلَا أَنْ ¬
يَقْتُلَ اللَّهُ الكَاذِبَ مِنْهُمَا قَبْلَ أَنْ يَأتِي مِثْلُ ذَلِكَ اليَوْمَ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ، وَتَفَرَّقَا، فَخَرَجَ عَنْتَرَةُ فِي بَاقِي الأَشْهُرِ الحَرَامِ يَتَحَاذَى دَيْنًا لَهُ، فَلَقِيَهُ الأَسَدُ الرَّهِيْصُ الطَّائِيُّ فِي نَفَرٍ، فَقَتَلُوْهُ. وَيُقَالُ بَلْ لَقِيَهُ بُرْبخ بنُ مُسْهرٍ الطَّائيُّ فَقَتَلَهُ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: بَلْ أَصَابَتْهُ رِيْحٌ قرَّةٌ بَيْنَ شَرْجٍ وَنَاظِرَةَ، فَهَرَّأَتْهُ، فَمَاتَ. وَالقَصِيْدَةُ تَرْوِيْهَا عَبْسٌ لِعَنْتَرَةَ، وَتَرْوِيِهَا الأَزْدُ لِلحَارِثِ بنِ الطُّفَيْلِ (¬1): ¬
وَضرْبٌ يَسْتَحِقُّ مُعْتَمِدُهُ عَلَيْهِ الضَّرْبَ بَلِ القَطْع، لافْتِضَاحِهِ بِشُنْعَةِ السَّرَقِ وَقَبِيْحِ الأَخْذِ وَالإِفْسَادِ فِيْهِ وَهُوَ: ¬
تقصير المتبع عن إحسان المبتدع، وتكافؤ السارق والسابق في الإساءة والتقصير.
تَقْصِيْرُ المُتَّبعِ عِنْ إِحْسَانِ المُبْتَدِعِ، وَتَكَافُؤُ السَّارِقِ وَالسَّابِقِ فِي الإِسَاءةِ وَالتَّقْصِيْرِ. فَالإِفْسَادُ فِي الأَخْذِ، وتَقْصِيْرُ المُتَّبِع عِنْ إِحْسَانِ المُبْتَدِعِ. وَذَلِكَ هُوَ أَنْ يَأْخُذَ الشَّاعِرُ مَعْنًى لِغَيْرِهِ وَيَأْخُذَ لَفَظَاتٍ مِنَ البَيْتِ هِيَ مَرَاكِزُ ذَلِكَ المَعْنَى الَّتِي عَلَيْهَا بِنَاؤُهُ فَيَأْتِيَ بِهَا، وَيَزِيْدُ فِيْهِ لَفْظًا مِنْ عِنْدِهٍ تَتِمَّةً لِوَزْنِ البَيْتِ، فَيُنْقِصَ مَا زَادَهُ فِيْهِ مِنَ اللَّفْظِ مِنْ أحْكَامِ المَعْنَى وَاللَّفْظِ الَّذِي أَخَذهُمَا، لَا سِيَّمَا إِذَا صَاغَهُ فِي لَفْظٍ مُتَكَلّفٍ كَدِرٍ، كَقَوْلِ مُسْلِم بن الوَليْدِ (¬1): [من البسيط] قَدْ أَوْلَعتهُ بِطُوْلِ الهَجْرِ غِرَّتُهُ ... لَوْ كَانَ يَعْرِفُ طُوْلَ الهَجْرِ مَا هَجَرَا أخَذَهُ أَبُو تَمَّامٍ، فَأفْحَشَ فِي أَخْذِهِ، وَأَتَى بِهِ فِي لَفْظٍ مُتَكَلِّفٍ فَقَالَ (¬2): [من الكامل] كُشِفَ الغِطَاءُ فَأَوْقِدِي أَو أخْمدِي ... لَمْ تُكْمَدِي فَظَنَنْتِ أَنْ لَنْ تُكْمِدِي وَكَقَوْلِ الآخَرَ (¬3): [من السريع] وَرِيْحُهَا أَطْيَبُ مِنْ طِيْبِهَا ... وَالطِّيْبُ فِيْهِ المِسْكُ وَالعَنْبَرُ أخَذَهُ بَشَّار فَجَيَّفَهُ حَيْثُ قَالَ (¬4): [من الرمل] وَإِذَا أَدْنَيْتَ مِنْهَا بَصَلًا ... غَلَبَ المِسْكُ عَلَى رِيْحِ البَصَل وَحَقِيْقٌ بِبَيْتٍ يُذْكَرُ فِيْهِ البَصَلُ مَرَّتَيْنِ أَنْ يَجِيْفَ. وَكَقَوْلِ حَنَشٍ الفَزَارِيِّ (¬5): [من الوافر] وَكَمْ مِنْ مَوْقِفٍ حَسَنٍ أُحِيْلَتْ ... مَحَاسِنُهُ فَعُدَّ مِنَ الذُّنُوْبِ ¬
أخَذَهُ أَبُو تَمَّامٍ، فَأَفْسَدَهُ، وَبَدَّلَ مَحَاسِنَهُ بِالمَسَاوِيء، فَقَالَ (¬1): [من الطويل] فَإِنْ كَانَ ذَنْبِي أَنَّ أَحْسَنَ مَطْلَبِي ... أَسَاءَ فَفِي سُوْءِ القَضاءِ لِيَ العُذْرُ وَكَقَوْلِ طَرَفةَ (¬2): [من الطويل] فَإنْ كُنْتَ مَأْكُوْلًا فَكُنْ أنْتَ آكِلِي ... فَبَعْضُ مَنَايَا القَوْمِ أَشْرَفُ مِنْ بَعْضِ أخَذَهُ عَبْدُ اللَّهِ بنِ الحَجَّاجِ التَّغْلِبِيُّ فَأَفْسَدَهُ لَمَّا قَالَ (¬3): [من الطويل] فَإنْ كُنْتَ مَأْكُوْلًا فَكُنْ أنْتَ آكِلِي ... وَإِنْ كُنْتُ مَذْبُوْحًا فَكُنْ أنْتَ تَذْبَحُ مَا لَهُ لَا أَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ، فَمَا أَشَدَّ مَا عَوَّضَنَاهُ مِنْ ذَلِكَ المَثَلِ السَّائِرِ المَطْبُوْعِ بِهَذَا الكَلَامِ الشَّنِيْءِ المَمْقُوْتِ. وَكَقَوْلِ الأَشْجَعِ السُّلْمِيِّ (¬4): [من مجزوء الرمل] بَالِغٌ مَا يَبْلِغُ الشَّيْخُ ... وَإِنْ كَانَ غُلَامَا أخَذَهُ المُتَنَبِّيّ فَقَالَ (¬5): [من الوافر] وَشَيْخٍ فِي الشَّبَابِ وَلَيْسَ شَيْخًا ... يُسَمَّى كُلُّ مَنْ بَلَغَ المَشِيْبَا فَالسُّلَمِيُّ أَتَى بِالمَعْنَى تَامًّا فِي لَفْظٍ مُخْتَصرٍ عَذبٍ، وَالمُتَنَبِّيّ جَاءَ بِهِ فِي كَلَامٍ طَوِيْلٍ كَرَّرَ فِيْهِ ذِكْرَ الشَّيْخِ مَرَّتَيْنِ، وَذَكَرَ المَشِيْبَ وَالشَّبَابَ، وَأَوْجَبَ، وَنَفَى، وَأَقَامَ القِيَامَةَ (¬6). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وتكافؤ السارق والسابق في الإساءة والتقصير
وَتَكَافُؤُ السَّارِقِ وَالسَّابِقِ فِي الإِسَاءةِ وَالتَقْصِيْرِ: هُوَ أَنْ يَأتِي الشَّاعِرُ بِمَعْنًى لِغَيْرِهِ قَدْ أَسَاءَ فِيْهِ الشَّاعِرُ الأَوَّلُ، فَيَتْبَعَهُ اقْتِدَاءً بِمَا صَنَعَ، ¬
وَاقْتِفَاءً لأَثْرِهِ فَقَط. وَذَلِكَ كَقَوْلِ الفَرَزْدَقِ حَيْثُ أَسَاءَ لِنَفْسِهِ الأُمْنِيَةَ وَقَالَ: [من الطويل] فَيَا لَيْتَنَا كُنَّا بَعِيْرَيْنِ لَا نَرِدْ ... عَلَى مَنْهَلٍ إِلَّا نُشَلُّ وَنُقْذَفُ وَاسْتَرَقَهُ كُثَيِّرٌ فَاحْتَذَى حَذْوَهُ، فَقَالَ: [من الطويل] ألَا لَيْتَنَا يا عَزُّ كُنَّا لِذِي غِنًى ... بَعِيْرَيْنِ نَرْعَى فِي الفَلَاةِ وَنَعْزُبُ قَالَ العُقَلَاءُ: وَهَذَا مِمَّا يُكْرَهُ مِنْ سُوْءِ الأُمْنِيَةِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ المَجْنُوْنِ: [من الطويل] خَلِيْلَيَّ لَا وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ الَّذِي ... قَضَى اللَّهُ فِي لَيْلَى وَلَا مَا قَضَى لِيَا قَضَاهَا لِغَيْرِي وَابْتَلانِي بِحُبِّهَا ... فَأَلَّا بِشَيْءٍ غَيْرَ لَيْلَى ابْتَلَانِيَا فَيُقَالُ: أَنَّهُ لَمَّا قَالَ: فَأَلَّا بِشَيْءٍ غَيْرَ لَيْلَى ابْتَلَانِيَا، ذَهَبَ بَصَرَهُ؛ وَقِيْلَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: إنَّهُ مَرِضَ. وَمنَ التَّكافُؤِ فِي التَّقْصيْرِ، وَالتَّرَادُفِ فِي الإِسَاءةِ، وَالتَّهَافُتِ فِي قُبْحِ الاتِّبَاعِ قَوْلُ الشَّمَّاخُ: [من الوافر] إِذَا أبْلَغْتِنِي وَحَمَلْتِ رَحْلِي ... عَرَابَةَ فَاشْرَقِي بِدَمِ الوَتِيْنِ (¬1) حَرُمْتِ عَلَى الأَزِمَّةِ وَالوَلَايَا ... وَأَعْلَاقِ الرِّحايَةِ وَالوَضِيْنِ وَلَمْ أرَ أحَدًا مِنْ عُلَمَاءِ الشِّعْرِ وَنُقَّادِ الكَلَامِ يَحْمَدُ هَذَا المَذْهَبَ مِنَ الشَّمَّاخِ، وَلَا يُوَجِّهُ لَهُ وَجْهًا مَرْضِيًّا فِي وَصْفِ النُّوْقِ الَّتِي يَمْتَطِيْهَا الشُّعَرَاءُ إِلَى المَمْدُوْحِيْنَ. وَقَدْ قَالَ أُحَيْحَةُ بنُ الجُلَاجِ لِلشَّمَّاخِ لَمَّا أنْشَدَهُ هَذَا: بِئْسَ المُجَازَاةُ جَازَيْتَهَا بِهِ. فَاقْتَفَى ذُو الرُّمَّةِ مَذْهَبَهُ فِي الإِسَاءةِ، فَقَالَ: [من الطويل] إِذَا ابْنُ أَبِي مُوْسَى بِلَالًا بَلَغْتِهِ ... فَقَامَ بِفَأْسٍ بَيْنَ وَصلَيْكِ جَازِرُ فَاحْتَذَى حَذْوَهُمَا أَبُو دَهْبَلٍ الجُمْحِيُّ، فَقَالَ يَمْدَحُ المُغِيْرَةَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ: [من مجزوء الكامل] يَا نَاقِ سِيْرِي وَاشْرَقِي ... بِدَمٍ إِذَا جِئْتِ المُغِيْرَه ¬
وباقي المجازات
سَيُثِيْبُنِي أُخْرَى سِوَاكِ ... وَتلْكَ لِي مِنْهُ يَسِيْرَه وَسَرَقَ مِنْ ذِي الرُّمَّةِ ابْنُ أَبِي عَاصِيَةَ السُّلَمِي فَقَالَ: [من الكامل] إِنْ زَالَ مَعْنُ بَنِي شَرِيْكٍ لَمْ يَزَلْ ... يُدْنِي إِلَى سَفَرٍ لِعَيْنِ مُسَافِرِ نَذْرٌ عَلَيَّ لَئِنْ لَقِيْتُكَ سَالِمًا ... أَنْ تَسْتَمِرَّ بِهَا شفَارُ الجَازِرِ ثُمَّ نَحَرَهَا عِنْدَ وُصولهَا إِلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مَعَنْا، فَتَطَيَّرَ، وَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ، فَقَالَ: نَذْرٌ كَانَ عَلَيَّ وَأَنْشَدَهُ الشِّعْرَ، فَقَالَ مَعْنٌ: أطْعِمُوْنَا مِن كَبِدِ هَذِهِ المَظْلُوْمَةِ. وَبَاقِي المَجَازَاتِ الَّتِي اعْتَمَدَتْهَا العَرَبُ فِي أَشْعَارِهَا لِضَرُوْرَةِ الشِّعْرِ، وَإقَامَةِ وَزْنِهِ تَجَوُّزًا وَاتِّسَاعًا، إِذْ كَانَ مِنْ عَادَاتِهَا الاخْتِصارُ وَالحَذْفُ، وَالإِيْجَازُ وَالإِيْمَاءُ، وَالاكْتِفَاءُ بِاللَّمْحَةِ الدَّالَّةِ، وَالإِشَارَةِ إِلَى المَقْصدِ، وَالاسْتِغْنَاءُ بِالقَلِيْلِ عَنْ الكَثِيْرِ. وَأَقَرُّوْهُ شِعْرًا لَمْ يَتَعَذَّرْ فَهْمُ المَعْنَى المَطْلُوْبِ مِنَ اللَّفْظِ المَذْكُورِ. وَهِيَ أَنْوَاعٌ مُتَعَدِّدَة قَدْ أَوْرَدْنَا مِنْهَا مَا اتَّفَقَ إيْرَادُهُ بَيَانًا وَإيْضَاحًا لِلجِّنْسِ. فَمِنْ ذَلِكَ (¬1): ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
الاستعارات المستكرهة
الاسْتِعَارَاتُ المُسْتْكْرَهَةُ: كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّعْدِيينَ: [من الطويل] سَأمْنَعُهَا أَوْ سَوْفَ أَجْعَلُ أَمْرَهَا ... إِلَى مَلِكٍ أظْلَافُهُ لَمْ تَشَقَّقِ فَاسْتِعَارَةُ الأظْلَافِ لِلرَّجُلِ -وَلَا ظِلْفَ لَهُ- إِنَّمَا أَرَادَ قَدَمَيْهِ اسْتِعَارَةٌ مُسْتَكْرَهَةٌ، وَكقَوْلِ الحُطَيْئَةِ: [من الطويل] ¬
سَقُوا جَارَكَ العَيْمَانَ لَمَّا أَتَاهُمُ ... وَقَلَّصَ عَنْ بَرْدِ الشَّرَابِ مَشَافِرُه فَاسْتَعَارَ لِلرَّجُلِ مَشَافِرَ، وَإِنَّمَا لَهُ شَفَتَانِ، وَالمَشَافِرُ لِلإِبلِ. وَمِثْلُهُ قَوْلُ الآخَرَ (¬1): [من الطويل] فلو كُنْتَ ضَبِيًّا عَرَفْتَ قَرَابَتِي ... وَلَكِنَّ زَنْجِيًّا غَلِيْظَ المَشَافِر وَلَا يَكَادُوْنَ يَسْتَعْمِلُوْنَ أَمْثَالَ هَذَا فِي بَنِي آدَمَ إِلَّا فِي الذَّمِّ (¬2)، وَمَا حَرَّفُوا ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
فيْهِ الاسْمُ عَنْ جِهَتِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُم: [من الطويل] إِنْ ينْسِنَا الأَيَّامُ وَالدَّهْرُ تَعْلَمُوا ... بَنِي قَارِبٍ أنَّا غِضَابٌ بِمَعْبَدِ أَرَادَ بِعَبْدِ اللَّهِ. وَهُوَ أخُو دُرَيْدٍ. وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ فِي هَذِهِ القَصِيْدَةِ: [من الطويل] تَنَادَوَا فَقَالُوا أَرْدَتِ الخَيْلُ فَارِسًا ... فَقُلْتُ أَعَبْدُ اللَّهِ ذَلِكُمُ الرَّدِي؟ وَقَالَ المُفَضلُ اليَشْكُرِيُّ (¬1): [من الوافر] وَسَائِلَةٍ بِثَعْلَبَةَ بنِ شَيْرٍ ... وَقَدْ عَلِقَتْ بِثَعْلَبَةَ العَلُوْقُ يُرِيْدُ بِقَوْلِهِ: ابنِ شَيْرٍ ابنَ سَيَّارٍ. وَمَا غَلِطُوا فِيْهِ، كَقَوْلِ بَعْضِهِم: [من الرجز] مِثْلَ النَّصَارَى قَتَلُوا المَسِيْحَا فَتَوهَّمَ أَنَّ النَصَارَى قَتَلُوْهُ. وَقَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ، وَتَوَهَّمَ أَنَّ الفُسْتُقَ مِنَ البُقُوْلِ (¬2): بَرِّيَّة لَمْ تَأْكُلِ المُرَقَّقَا ... وَلَمْ تَذُقْ مِنَ البُقُولِ الفُسْتُقَا وَالكِنَايَةُ بِالشَّيْءِ عَنْ غَيْرِهِ؛ وَهُوَ أَنْ يَرِيْدَ الشَّيْءَ، فَيُكِني بِهِ عَنْ غَيْرِهِ عَلَى سَبِيْلِ الاتِّسَاعِ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذَا ذَكَرَتِ العَرَبُ الثَّوْبَ، فَإنَّمَا يُرِيْدُوْنَ بِهِ البَدَنَ. قَالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ (¬3): [من الطويل] رَمَوْهَا بِأَثْوَابٍ خِفَافٍ فَلَا تَرَى ... لَهَا شَبْهًا إِلَّا النَّعَامَ المُنَفِّرَا تَقُوْلُ: رَمُوْهَا بِأَجْسَامٍ خِفَافٍ، أَيْ صَارُوا عَلَيْهَا خِفَافًا. ¬
وَيُقَالُ: فُلَانٌ أوْسَعُ بَنِي أَبيْهِ ثَوْبًا، أي أَكْثَرَهُمْ عِنْدَهُمْ مَعْرُوْفًا. وَفُلَانٌ غَمْرُ الرّدَاءِ: إِذَا كَانَ وَاسِعَ الخُلُقِ. وَأَنْشَدَ هُوَ قَوْلُ كُثَيِّرٍ فِي عَبْدِ العَزِيْزِ بن مَرْوَانَ (¬1): [من الكامل] غَمْرُ الرِّدَاءِ إِذَا تَبَسَّمَ ضاحِكًا ... غَلِقَتْ لِضِحْكَتِهِ رِقَابُ المَالِ وَقَالَ رُؤْبَةُ (¬2): [من السريع] فَقَدْ أَرَى وَاسِعَ جَيْبِ الكُمِّ يُرِيْدُ: وَاسِعَ الصَّدْرِ كَثيْرَ العَطَاءِ؛ لأنَّ العَرَبَ تَكْنِي عَنِ القَلْب بالجيْب. وَقَالَ امْرُؤُ القَيْسِ (¬3): [من الطويل] ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ ... وَأَوْجهُهُمْ عِنْدَ المَشَاهِدِ غُرَّانُ أَرَادَ أنَّهُمْ بَرِؤونَ مِنَ الأَدْنَاسِ وَالعُيُوْبِ. وَيَقُوْلُوْنَ: فِدًى لَكَ ثَوْبَايَ، وَفِدَاءً لَكَ رِجْلَاىَ. مَعْنَاهُ: أَنَا أَفْدِلْكَ. وَيُقَالُ فُلَانٌ دَنِسُ الثَّوْبِ: إِذَا كَانَ غَادِرًا فَاجِرًا. وَيَقُوْلُوْنَ: فِدًى لَكَ إِزَارِي، أيْ نَفْسِي. قَالَ الشَّاعِرُ (¬4): [من الوافر] ألَا أَبْلِغْ أبَا حَفْصٍ رَسُوْلًا ... فِدًى لَكَ مِنْ أَخِي ثِقَةٍ إزَارِي (¬5) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَمَا يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَجِيْئُوا بِهِ، فَلَا يُمْكِنُهُمْ، فَيَأتُوْنَ بِشَيْءٍ مِنْ سَبَبِهِ يَدُلُّ عَلَيْهِ، كَقَوْلِ رُؤْبَةَ (¬1): [من الرجز] كَالنَّحْلِ فِي مَاءِ الرُّضَابِ العَذبِ أَيْ كَالعَسَلِ. وَقَالَ لَبِيْدٌ (¬2): [من الكامل] بِجُلَالَةٍ تُوْفِي الجدِيْلَ سَرِيْحَةٍ ... مِثْل الفَتِيْقِ هَنَّأتَهُ بِعَصِيْمِ وَالعَصِيْمُ: أَثَرُ الهِنَاءِ، وَأَثَرُ الخِضَاب. فَأَرَادَ: هَنِّأتَهُ بِهِنَاءِ. فَقَالَ بعَصِيْمٍ؛ لأَنَّهُ مِنْ سَبَبِ الهِنَاءِ. وَقَالَ الجَعْدِيُّ (¬3): [من المنسرح] كَأَنَّ فَاهَا إذَا تُوُسِّنَ فِي ... طِيْبِ مَشَمٍّ وَحُسْنِ مُبْتَسَمِ رُكِّبَ فِي السَّامِ وَالزَّبِيْبِ ... أَقَاحِيَّ كَثِيْبٍ تَنْدَى مِنَ الرِّهْمِ أَرَادَ أَنْ يَقُوْلَ: رُكِّبَ فِي السَّامِ وَالخَمْرِ، فلم يُمْكِنُهُ، فَسَمَّى الخَمْرُ بِالزَّبِيْبِ؛ إِذْ كَانَ مِنْ سَبَبِهِ (¬4). ¬
وَمَا اتَّسَعُوا فِيْهِ، فَجَعلُوا الفَاعِلَ مَفْعُوْلًا، وَالمَفْعُولَ فَاعِلًا. فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهُ تَعالَى: {عَذَابٌ أَلِيْمٌ} [البقرة: 10] أَيْ مُؤْلِمٌ. وَقَالَ العَبَّاسُ بن مِرْدَاسٍ (¬1): [من الوافر] فَدَيْتُ بِنَفْسِهِ نَفْسِي وَمَالِي ... وَلَا آلُوْكَ إِلَّا مَا أُطِيْقُ أَرَادَ فَدَيْتُ نَفْسَهُ بِنَفْسِي. وَقَالَ الأَخْطَلُ (¬2): [من البسيط] مِثْلُ القَنَافِذِ هَدَّاجُوْنَ قَدْ بَلَغَتْ ... نَجْرَانَ أَوْ بَلَغَتْ سَوْآتِهِمْ هَجَرُ يُرِيْدُ أَوْ بَلَغَتْ سَوْآتُهُمْ هَجَرَ. وَأنْشَدَ أَبُو عَمْرو بنِ العَلَاءِ (¬3): [من الوافر] إِنَّ بَنِي شرَحْبِيْلَ بنِ عَمْرٍو ... تَمَادَوا والفُجُوْرُ مِنَ التَّمَادِي أَرَادَ: أَنَّ التَّمادي مِنَ الفُجُورِ (¬4). ¬
وَاسْمَانِ يَغْلُبُ أحَدُهُمَا، فَيُنْسَبُ صَاحِبُهُ إِلَيْهِ. قَالَ الأَصمَعِيُّ: إِذَا كَانَ أَخَوَانِ أَوْ صاحِبَانِ أحَدُهُمَا أشْهَرُ مِنَ الآخَرِ، سُمِّيَا جَمِيْعًا باسْمِ الأَشْهَر. قَالَ الشَّاعِرُ: [من الوافر] ألَا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَنِّي ... مُغَلْغَلَةً وَخُصَّ بِهَا أُبَيَّا فَقَالَ: الحُرَّيْنِ، وَهُمَا أَخَوَانِ: الحُرُّ وَأُبَيُّ. ¬
وَمِثْلُهُ قَوْلُ الآخَر: [من الكامل] فَقُرَى العِرَاقِ مَسِيْرَ يَوْمٍ وَاحِدٍ ... وَالبَصْرَتَانِ وَوَاسِطٌ تَكْمِيْلُهُ أَرَادَ الكُوْفَةَ وَالبَصْرَةَ. وَمِثْلُهُ قَوْلُ الآخَر: [من الوافر] جَزَانِي الزّهْدَمَانِ جَزَاءَ سَوْءٍ ... وَكُنْتُ المَرْءَ يُجْزَى بِالكَرَامَهْ وَالزّهْدَمَانِ مِنْ بَنِي عَبْسٍ. يُقَالُ لأَحَدِهُمَا: زَهْدَمٌ، وَلِلآخَرِ قَيْسٌ. وَمِثْلهُ أَيْضًا: [من الطويل] أَخَذْنَا بِآفاَقِ السَّمَاءِ عَلَيْكُمُ ... لنَا قَمَرَاهَا وَالنُّجُوْمُ الطَّوَالِعُ أَرَادَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمُ: العُمَرَانِ. يُرِيْدُوْنَ: أبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (¬1). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وما اجتمع فيه للشيء الواحد اسمان
وَمَا اجْتَمَع فِيْهِ لِلشَّيْءِ الوَاحِدِ اسْمَانِ اتَّفَقَا مَعًا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ. وَالعَرَبُ لَا تَكْرَهُ ذَلِكَ بَلْ تَسْتَعْمِلُهُ كَثِيْرًا. فَإِذَا اخْتَلفَ اللَّفْظَانِ، جَاءُوا بِالاسْمَيْنِ جَمِيْعًا وَيُجْرُوْنَهُ عَلَى وُجُوْهٍ. فَمِنْهُ مَا يُجْرُوْنَ الأَخِيْرَ مِنْهُمَا عَلَى الأوَّلِ بِحَرْفِ عَطْفٍ، وَمِنْهُ مَا يُضِيْفُوْنَ الأوَّلَ مِنْهُمَا إِلَى الأَخِيْرِ. وَمِمَّا جَاءَ مِنْهُ تَوْكِيْدًا كَقَوْلِ رُؤْبَةَ: [من الرجز] ¬
أَغْدُو قَرِيْنَ الفَارِغِ السَّبَهْلَلِ وَقَوْلِ الجَعْدِيِّ: [من البسيط] فَإنَّ قَصْرَكَ مِنِّي صلْدِمٌ صَمَمُ وَهُمَا بِمَعْنَى الشَّدِيْدِ. وَقَوْلُ رُؤْبَةَ (¬1): [من الرجز] قُلْتُ وَقَوْلِي صائِبٌ سَدِيْدُ وَهُمَا بِمَعْنَى القَاصِدِ. وَمِمَّا جَاءَ مَعْطُوْفًا كَقَوْلِ الحُطَيْئَةِ (¬2): [من الطويل] ألَا حَبَّذَا هِنْدٌ وَأَرْضٌ بِهَا هِنْدُ ... وَهِنْدٌ أَتَى مِنْ دُوْنهَا النَّأيُ وَالبُعْدُ وَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَكَقَوْلِ الخَنْسَاءِ (¬3): [من الطويل] بِدَمْعٍ حَثِيْثٍ لَا بكِيٍّ وَلَا نَزْرِ وَمِمَّا جَاءَ الأوَّلُ مِنْهُ مُضَافًا إِلَى الثَّانِي. قَالَ طَرَفَةُ (¬4): [من الطويل] كَأنَ حُدُوْجَ المَالِكِيَّةِ غُدْوَةً ... خَلَايَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ (¬5) ¬
وما يحمل الكلام فيه على المعنى لا على اللفظ
وَالخَلَايَا هِيَ السَّفِيْنُ. وَكَقَوْل أَبِي ذُؤَيْبٍ (¬1): [من الطويل] فَإنْ تَكُ أُنْثَى مِنْ مَعَدٍّ كَرِيْمَةً ... عَلَيْنَا فَقَدْ أُعْطِيْتِ نَافِلَةَ الفَضْلِ وَمَا يُحْمَلُ الكَلَامُ فِيْهِ عَلَى المَعْنَى لَا عَلَى اللَّفْظِ وَذَلِكَ أَنَّهُ يَجِيْءُ فِي كَلَامِ العَرَبِ أمْثَالٌ يَضْرُبُونَهَا تَدُلُّ عَلَى مَعْنَى مَا أَرَادُوا بِهَا، فَيَلْفِظُوْنَ بِالشَّيْءِ، وَهُمْ يُرِيْدُوْن غَيْرَهُ، فَيُسْتَدَلُّ بِاللَّفْظِ عَلَى مَا يُرَادُ مِنْ ذَلِكَ، كَقَوْلِ الرَّاعِي يَصِفُ سُيُوْفًا (¬2): [من الطويل] وَبِيْضٍ رِقَاقٍ قَدْ عَلتهُنَّ كَبْوَةٌ ... يُدَاوَى بِهَا الصَّادُ الَّذِي فِي النَّوَاظِرِ وَإِنَّمَا هَذَا مَثَل، وَالصَّادُ دَاءٌ يَأْخُذُ البَعِيْرَ فِي رَأْسِهِ، فَيَطْمَحُ بِرَأْسِهِ فَيَرْفَعُهُ، وَالمَعْنَى: إِنَّ مَنْ كَانَ مُتَكَبِّرًا طَامحَ الرَّأْسِ كَالبَعِيْرِ الَّذِي بِهِ الصَّادُ، دَاوَيْنَاهُ بهذه السُّيُوْفِ، وَكَقَوْلِ جَرِيْرٍ (¬3): [من الرجز] إنِّي امْرُؤٌ أُحْسِنُ غَمْزَ الفَايِقِ أي: أَعالجُ مَنْ بِهِ الدَّاءُ، فَهَذ كُلُّهَا أمْثَالٌ. وَقَوْلِ الجَعْدِيِّ (¬4): [من الوافر] وَمَأْثُوْر مِنَ الهِنْدِيِّ يُشْفَى ... بِهِ رَأْسُ الكَمِيِّ مِنَ الصدَاعِ (¬5) ¬
وما لفظه لفظ الموجب ومعناه معنى النفي
وَمَا لفظُهُ لَفْظُ الموجَبِ وَمَعْنَاهُ مَعْنَى النَّفْي، كَقَوْلِ امْرِئ القَيْسِ (¬1): [من الطويل] عَلَى لَاحِبٍ لَا يُهْتَدَى بِمَنَارِهِ ... إِذَا اسْتَافَهُ العَوْدُ الدَّيَافِيُّ جَرْجَرَا وَالمَعْنَى: أَنَّهُ لَيْسَ فِيْهِ مَنَار يُهْتَدِى بِهِ وَقَدْ قَالَ: بِمَنَارِهِ. وَكَقَوْلِهِ أَيْضًا (¬2): [من الطويل] وَصُمٌّ صلَابٌ مَا يَقِيْنَ مِنَ الوَجَى ... كَأَنَّ مَكَانَ الرَّدْفِ مِنْهُ عَلَى رَالِ أَيْ: لَيْسَ بِهِنَّ وَجًى يَقِيْنَ مِنْهُ. وَمَا يُخْبَرُ فِيْهِ عَنْ بَعْضِ الشَّيْءِ يُرَادُ بِهِ جَمِيْعُهُ، فَيُجْتَزَأُ بِذَلِكَ، وَيُعْرَفُ أَنَّهُ مَعْنَاهُ، كَقَوْلِ الأَعْشَى (¬3): [من الكامل] الوَاطِئِيْنَ عَلَى صُدُوْرِ نِعَالِهِمْ ... يَمْشُوْنَ فِي الدَّفْنِيِّ وَالأَبْرَادِ وَلَيْسَ يَطَأُوْنَ عَلَى الصُّدُوْرِ دُوْنَ الأَعْقَابِ. وَالمَعْنَى: أَنَّهُمْ يَلبسُوْنَ النِّعَالَ (¬4). ¬
وما يعطف عليه الشيء، وليس هو مثله
وَمَا يُعْطَفُ عَلَيْهِ الشَّيْءُ، وَلَيْسَ هُوَ مِثْلُهُ وَذَلِكَ أنَّهُم إِذَا أَعْمَلُوا فِي الشَّيْءِ فِعْلًا، ثُمَّ عَطَفُوا عَلَيْهِ شَيْئًا آخَرَ، أَجْرَوْهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ مِمَّا لَيْسَ يَعْمَلُ فِيْهِ الفِعْلُ إِذَا كَانَ إِلَى جَنْبهِ فَلا يَتَكَلَّمُوْنَ بِهِ إِلَّا مَعْطُوْفًا، فَيَقُوْلُوْنَ: أَكَلْتُ خَبْزًا وَلَبَنًا، وَأكَلْتُ خُبْزًا وَمَاءً، ولا يقولون: أَكَلتُ لَبَنًا وماءً، وَلَكِنَّهُمْ يُجْرُوْنَهُ عَلَى الأوَّلِ. فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرُ: [من مجزء الكامل] يا لَيْتَ زَوْجَكِ قَدْ غَدَا ... مُتَقَلِّدًا سَيْفًا وَرُمْحَا (¬1) ¬
وَمَا ذُكِرَ فِيْهِ اسْمَانِ، ثُمَّ أُخْبِرَ عَنْ أحَدِهِمَا، فَرُبَّمَا كَانَ الخَبَرُ عَنْ الأَوَّلِ مِنْهُمَا، وَرُبَّمَا كَانَ عَنِ الأخِيْرِ. مِثَالُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11]. فَجَاءَ بِالخَبَرِ عَنِ الأَوَّلِ. وَمِمَّا جَاءَ فِي الشِّعْرِ قَوْلُ الشَّاعِرُ (¬1): [من المنسرح] نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا وَأَنْتَ بِمَا ... عِنْدَكَ رَاضٍ وَالرَّأْيُ مُخْتَلِفُ (¬2) وَمَا لُفِظَ فيهِ بِلَفْظِ الجَمَاعَةِ لِلْوَاحِدِ قَالَ الأَعْشَى (¬3): [من المتقارب] وَمِثْلِكِ مُعْجِبَةٍ بِالشَّبَابِ ... صَاكَ العَبِيْرُ بِأَجْيَادِهَا وَقَالَ جَرِيْرٌ (¬4): [من الطويل] وَمَا ذُقْتُ طَعْمَ النَّوْمِ إِلَّا مُرَوَّعًا ... وَلَا سَاغَ لِي بَيْنَ الحَيَازِمِ رِيْقُ وَقَالَ امْرؤُ القَيْسِ (¬5): [من الطويل] كُمَيْتٍ يَزِلُّ اللِّبْدُ عَنِ صَهَوَاتِهِ ... كَمَا زَلَّتِ الصَّفْوَاءُ بِالمُتَنَزِّلِ ¬
وَإِنَّمَا هِيَ صَهْوَةٌ وَاحِدَةٌ (¬1). وَمَا لُفِظَ فِيْهِ بِلَفْظِ الوَاحِدِ يُرَادُ بِهِ الجَمَاعَةُ. قَالَ زُهَيْرٌ (¬2): [من الطويل] تَدَارَكْتُمُ الأَحْلَافَ قَدْ ثُلَّ عَرْشُهَا ... وَذُبْيَانُ قَدْ زَلَّتْ بِأَقْدَامِهَا النَّعْلُ أَرَادَ النِّعَالَ. وَقَالَ حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ الهِلَالِيُّ (¬3): [من الطويل] لَيَالِيَ أَبْصَارُ الغَوَانِي وَسَمْعُهَا ... إلَيَّ وَإذْ رِيْحِي لَهُنَّ جَنُوْبُ (¬4) ¬
وَمَا جَعَلَ فِيْهِ الاثنانِ جَمْعًا كقَوْلهِمْ: رَجُلٌ ذُو مَنَاكِبَ، وَامْرَأَةً عَظِيْمَةُ المَآكِمِ، وَإِنَّمَا لَهَا مَأْكُمَتَانِ. وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ (¬1): [من الكامل] فَالعَيْنُ بَعْدَهُمُ كَأَنَّ حِدَاقَهَا ... سُمِلَتْ بِشَوْكٍ فَهْيَ عُوْرٌ تَدْمَعُ وَقَالَ آخَرُ مِنْ هُذَيْلٍ (¬2): [من الكامل] آلَيْتُ لَا أَنْسَى مَنِيْحَةَ وَاحِدٍ ... حَتَّى تَخَبَّطَ بِالبَيَاضِ قُرُوْني (¬3) وَمَا لُفِظَ بلَفْظِ الوَاحِدِ يُرَادُ بِهِ الاثنانِ، وَلَفْظِ الاثنيْنِ يُرَادُ بِهِ الوَاحِدِ. مِثَالُ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ (¬4): [من الوافر] فَرَجِّي الخَيْرَ وَانْتَظِرِي إيَابِي ... إِذَا مَا القَارِظُ العَنْزِيُّ آبَا وَإِنَّمَا هُمَا قَارِظَا عَنَزَةَ. ¬
والحذف
وَقَالَ سُوَيْدُ بن أَبِي كَاهِلٍ (¬1): [من الطويل] فَإنْ تَزْجُرَانِي يابنَ عَفَّانَ أَنْزَجِرْ ... وَإِنْ تَتْرُكَانِي أَحْمِ عِرْضًا مُمَنَّعَا (¬2) وَالحَذْفُ كَقَوْلِ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيّ (¬3): [من الوافر] كَأنَّكَ مِنْ جِمَالِ بَنِي أقِيْشٍ ... يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ أَيْ: كَأنَّكَ جَمَلٌ مِنَ الجمَالِ المَذْكُوْرَةِ. وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ قَوْسًا (¬4): [من الرجز] جَادَتْ بِكَفَّي كَانَ مِنْ أرْمَى البَشَرْ ¬
أَيْ: بِكَفَّي رَجُلٍ. وَقَالَ الآخَرُ (¬1): [من الطويل] كَذَبْتُمْ وبيت اللَّهِ لَا تَنْكِحُوْنَهَا ... بَنِي شَابَ قَرَنَاهَا تَصُرُّ وَتَحْلُبُ أَيْ بَنِي الَّتِي يُقَالُ لَهَا. وَقَالَ الآخَرُ (¬2): [من الرجز] فَكُنْتُ فِي الأَمْرِ الَّذِي قَدْ كِيْدَا كَالَّذْ تَرَبَّى زُبْيَةً فَاصْطِيْدَا فَحَذَفَ اليَاءَ مِنَ الَّذِي. وَقَالَ الأَشْهَبُ بنُ رُمَيْلَةَ (¬3): [من الطويل] [و] إِنَّ الَّذِي حَانَتْ بِفَلْجٍ دِمَاؤُهُمْ ... هُمُ القَوْمُ كُلُّ القَوْمِ يا أُمَّ خَالِدِ فَحَذَفَ النُّوْنَ مِنَ الذِيْنَ (¬4). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وما جاء من التقديم والتأخير
وَمَا جَاءَ مِنَ التَّقْدِيْمِ وَالتَّأْخِيْرِ ¬
قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ (¬1): [من الوافر] فَإِنَّكَ إِنْ تُنَازِلنِي تُنَازِلْ ... فَلَا يَكْذِبْكَ بِالمَوْتِ الكَذُوْبِ أَيْ: تُنَازِل بِالمَوْتِ، فَلَا تَكْذِبْكَ نَفْسُكَ. وَقَالَ النَّابِغَةِ الجعْدِيُّ (¬2): [من الرمل] وَشَمُوْلٍ قَهْوَةٍ بِاكَرْتُهَا ... فِي التَّبَاشِيْرِ مِنَ الصُّبْحِ الأُوَل أَيْ: فِي التَّبَاشِيْرِ الأُوَلِ مِنَ الصَّبْحِ. وَقَالَ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيُّ (¬3): [من الطويل] يَثِرْنَ الثَّرْى حَتَّى يُبَاشِرْنَ بَرْدَهُ ... إِذَا الشَّمْسُ مَجَّتْ رِيْقَهَا بِالكَلَاكِلِ (¬4) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وما يحذف منه المضاف، فيقوم المضاف إليه مقامه،
وَمَا يُحْذَفُ مِنْهُ المُضَافُ، فَيَقُوْمُ المُضَافُ إِلَيْهِ مَقَامَهُ، كَقَوْلِ أَوْسٍ: [من المنسرح] وَشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ مِنَ ... الأَقْوَامِ سَقْبًا مُجَلَّلًا فَرَعَا ¬
وما فرق فيه بين المضاف والمضاف إليه.
أَيْ: جلْدَ فَرَعٍ، وَهِيَ ذَبِيْحَةٌ كَانُوا يَذْبَحُوْنَهَا وَيُلْبسُوْنَ جلْدَهَا حُوَارًا آخَرَ. وَقَالَ الشَّاعِرُ: [من الرجز] كَأَنَّ تَحْتِي سَرَقًا وَقَزَّا ... وَفُرْشًا مَحْشُوَّةً أَوَزَّا السَّرَقُ: جَمْعُ سَرَقَةٍ، وَهِيَ الحَرِيْرُ اللَّيِّنُ. وَقَوْلُهُ: أَوَزَّا: أَيْ رِيْشُ أَوَزٍّ. وَمَا فُرِّقَ فِيْهِ بينَ المُضَافِ وَالمُضَافِ إِلَيْهِ. وَذَلِكَ لَا يَجُوْزُ إِلَّا فِي ضَرَوْرَةِ الشِّعْرِ، كَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: [من البسيط] كَأَنَّ أَصْوَاتَ مِنْ إِيْغَالِهِنَّ بِنَا ... أَوَاخِرِ المِيْسِ أَنْقَاضُ الفَرَارِيْجِ (¬1) يُرِيْدُ كَأَنَّ أَصْوَاتَ أَوَاخِرِ المِيْسِ أَصْوَاتُ الفَرَارِيْجِ مِنْ إِيْغَالِهِنَّ بِنَا. وَمِثْلُهُ قَوْلُ الآخَر (¬2): [من الوافر] ¬
وما يشبه فيه الشيء بالشيء، ثم يجعل المشبه به هو المشبه بعينه.
كَمَا خَطَّ الكِتَابَ بِكَفِّ يَوْمًا ... يَهُوْدِيٍّ يُقَارِبُ أَوْ يُزِيْلُ وَكَقَوْلِ الآخَرِ: [من المنسرح] يا مَنْ رَأَى عَارِضًا أَرِقْتُ لَهُ ... بَيْنَ ذِرَاعَي وَجَبْهَةِ الأَسَدِ أَيْ: بَيْنَ ذِرَاعَي الأَسَدِ وَجَبْهَتِهِ. وَمَا يُشَبَّهُ فِيْهِ الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ، ثُمَّ يُجْعَلُ المُشَبَّهُ بِهِ هُوَ المُشَبَّهُ بِعَيْنِهِ. كَقَوْلِ رُؤْبَةَ (¬1): [من الرجز] سَوَّى مَسَاحِيْهِنَّ تَقْطِيْطَ الحُقَقْ (¬2) أَيْ: حَوَافِرَهُنَّ الَّتِي هِيَ كَالمَسَاحِي، فَجَعَلَهَا مَسَاحِي بِعَيْنِهَا (¬3). ¬
وَهَذَا الأُسْلُوْبُ عَزِيْزٌ مَطْلَبُهُ، صَعْبٌ مَرْكَبُهُ، فَسِيْحٌ مَذْهَبُهُ، مُتَفَرِّعَةٌ شُعَبُهُ. وَحَسْبُكَ مِنَ الخَبَرِ أَطْيَبُهُ، وَمِنَ الحَدِيْثِ أَحْسَنُهُ، وَأَعْذَبُهُ. وَفِي هَذِهِ الإِشَارَةِ اليَسِيْرَةِ، وَالعِبَارَةِ المُوْجَزَةِ القَصِيْرَةِ كِفَايَةٌ لِطَالِبِ النَّوْعِ وَالتِّبْيَانِ. وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَمَبْسُوْطٌ فِيْ مَا أَلَّفَهُ عُلَمَاءُ هَذَا الفَنِّ مِنْ كُتُبِ البَيَانِ. وَهَاهُنَا مُنْتَهَى مَا شَرَحْنَا قَوَانِيْنَهُ مِنْ قَوَاعدِ الشِّعْرِ، وَأوْضَحْنَا بَرَاهِيْنَهُ، فَأَضَاءتْ كَالنُّجُوْمِ الزُّهْرِ؛ لِئَلَّا تَخْلُو الدِّيْبَاجَةُ مِنَ الفَوَائِدِ الغُرِّ، بَلْ تَكُوْن نِسْبَةً لِكِتَابِ الدُّرِّ (¬1). وَإنَّ أَنْفَعَ الكَلَامَ مَوْقِعًا، وَأَسْمَاهُ مَوْضِعًا كَلِمَةُ حِكْمَةٍ يَقْتَفِي الأَرِيْبُ سَنَاهَا، فَيَهْتَدِي وَيَقْتَدِي الأَدِيْبُ بِهُدَاهَا، فَيَرْتَدِعُ، وَلَا يَعْتَدِي، وَمَثَلٌ سَائِرٌ ¬
مُسْتَعْمَلٌ مُتَدَاوُلٌ، يَسْتَغْنِي بِإيْرَادِهِ اللَّبِيْبُ العَاقِلُ الفَاضِلُ، الكَامِلُ المُتَصَدِّرُ فِي المَحَافِلِ، المُتَصَدِّي لإِظْهَارِ الفَضَائِلِ عَنِ اخْتِرَاعِ أَلْفَاظٍ يُؤَلِّفُهَا، وَابْتِدَاعِ مَعَانٍ يَتَكَلَّفُهَا، وَذَلِكَ مِمَّا يَرْفَعُهُ مِنَ العِلْمِ فَوْقَ مَرْتَبَتِهِ، وَيُحِلُّهُ مِنَ الأَدَبِ فِي مَقَامٍ أعْلَى مِنْ مَنْزِلَتِهِ، لَا سِيَّمَا إِذَا اعْتَمَدَ فِي التَّمَثُّلِ وَالاسْتِشْهَادِ عَلَى الأَبْيَاتِ الأَفْرَادِ السَّائِرَةِ فِي البِلَادِ، الشَّارِدَةِ فِي كُلِّ نَادٍ وَوَادٍ، لأنَّ الشِّعْرَ أَوْلَى مَا تَحلَّى بِهِ الكَرِيْمُ، وَأَحْلَى مَا تَمَثَّلَ بِهِ الحَبْرُ العَلِيْمُ. يَدُلُّ عَلَى غَزَارَةِ المُرُوَّةِ، وَيَزِيْدُ فِي الوِدَادِ وَالأُخُوَّةِ، والبَسْطَةِ والقُوَّةِ، وَصِنَاعَةٌ بَارِعَة مِنْ أَدَوَاتِ الفُتُوَّةِ، كَمَا قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ لِلحَجَّاجِ بنِ يُوْسُفَ لَمَّا حَرَّمَ الشُّعَرَاءَ فِي أَوَّلِ مَقْدَمِهِ إِلَى العِرَاقِ: أَجْزِ الشُّعَرَاءَ؛ فَإِنَّهُمْ يُحْيُوْنَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ، وَيحضُّوْنَ عَلَى البِرِّ وَالسَّخَاءِ (¬1). وَإلَى هَذَا المَعْنَى نَظَرَ أَبُو تَمَّامٍ فَقَالَ: [من الطويل] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَإنَّ العُلَا مَا لَمْ يُرَ الشِّعْرُ دُوْنَهَا ... لَكَالأَرْضِ عُطْلًا لَيْسَ فِيْهَا مَعَالِمُ وَلَوْلَا خِلَالٌ سَنَّهَا الشّعرُّ مَا دَرَى ... بُغَاةُ النَّدَى مِنْ أَيْنَ تُؤْتَى المَكَارِمُ (¬1) وَمَا زَالَ الرِّجَالُ أَصحَابُ الهِمَمِ العَلِيَّةِ، وَالأَنْفُسِ القَوِيَّةِ الأَبِيَّةِ يَتَغَايَرُوْنَ عَلَى الفَضْلِ وَالكَرَمِ كَتَغَايُرِهِمْ عَلَى الأَهْلى وَالحُرَمِ. وَلَوْ كَانَ الشِّعْرُ نَقْصًا، أَوْ مِمَّا يَشِيْنُ صَاحِبَهُ، لَمَا تَنَافَسَ فِيْهِ المُلُوْكُ وَالأمَرَاءُ، وَلَمْ يَبْذُلُوا جَزِيْلَ أَمْوَالِهِمْ عَلَيْهِ حِيْنَ قَصَدَهُمُ بهِ الشُّعَرَاءُ، وَلَمَا جَازَ لِلسَّلَفِ مِنْ أَهْلِ الوَقَارِ وَالشَّرَفِ مَعَ جَلَالَةِ أَقْدَارِهِم، وَعَظِيمِ أَخطَارِهِمْ سَمَاعُهُ، فَضْلًا عَنِ عَمَلِهِ وَإِنْشَادِهِ وَالتَّمَثُّلِ بِهِ فِي الوَقَائِعِ المُهِمَّةِ، وَالحَوَادِثِ المُلِمَّةِ. وَمَا رَأَيْتُ أحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ، وَالمُتَزَهِّدِيْنَ المُعْتَبَرِيْنَ ذَوِي المَنَاصِبِ وَالمَنَاقِبِ نَهَى عَنْهُ، وَلَا كَرِهَهُ، بَلْ كُلُّهُمْ يَسْتَجِيْدُهُ وَيَسْتَنْشِدُهُ، وَيَتَرَنَّمُ بِهِ وَيُنْشِدُهُ، وَيُكْرِمُ قَائِلَهُ وَيَرْفِدُهُ، وَيُجِيْزُهُ وَيَهَبُهُ، وَيَتَّقِيْهِ وَيَهَابَهُ. فَلِذَلِكَ لَهِجْتُ بِجَمْع مَا شَرَدَ مِنْهُ وَشَذَّ، وَسَارَ مَثَلًا، وَفَذَّ عَنْهُمْ وَعَنِ الخُلَفَاءِ وَالوُزَرَاءِ، وَالعُظَمَاءِ وَالأُمَرَاءِ، وَالعُلَمَاءِ وَالكُبَرَاءِ مِنْ بَعْدِهِمْ (¬2). ¬
قَالَ الأَوَّلُ (¬1): [من الوافر] فَإنْ أَهْلِكْ فَقَدْ أَبْقَيْتُ بَعْدِي ... قَوَافِي تُعْجِبُ المُتَمَثِّلِيْنَا لَذِيْذَاتِ المَقَاطِعِ مُحْكَمَاتٍ ... لَوَ أَنَّ الشِّعْرَ يُلْبَسُ لَارْتُدِيْنَا ¬
وَمِنَ المَعْلُوْمِ أَنَّ العُلُوْمَ لَهَا مَسَالِكُ وَمَدَارِجُ، وَمَرَاقٍ وَمَعَارِجُ، وَأَنَّ أَبْعَدَ تِلْكَ المَرَاقِي وَأَقْصَاهَا، وَأَوْعَرَ تِلْكَ المَسَالِكِ وَأَعْصاهَا الأَمْثَالُ السَّائِرَةُ الَّتِي هِيَ لُمَاضَاتُ حَرَشَةِ الضِّبَابِ، وَنَفَاثَاتُ حَلَبَةِ اللِّقَاحِ، وَحَمَيَةِ العِلَابِ: [من الكامل] مِنْ كُلِّ مَبْدِعَةِ الجمَالِ غَرِيْرَةٍ ... تُنْسِيْكَ دَلَّ الكَاعِبِ الحَسْنَاءِ كُحِلَتْ لَوَاحِظُهَا بِسِحْرِ بَلَاغَةٍ ... أَعْيَتْ فَصَاحَتُهَا عَلَى البُلَغَاءِ (¬1) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَهَذِهِ أَبْيَاتٌ أَفْرَادٌ، شَوَارِدُ آحَادٌ، سَوَائِرُ مَسِيْرَ الأمْثَالِ، مُسْتَشْهِدٌ بِهَا فِي كَثيْرٍ مِنَ الأَحْوَال. [من الطويل] تَزِيْدُ عَلَى مَرِّ اللَّيَالِي تَضَوُّعًا ... وَتَزْرِي عَلَى نَظْمِ الْلّآلِي عُقُوْدُهَا كُلُّهَا حِكَمٌ وَنُخَبٌ، وَتَجَارِبٌ وَأَدَبٌ، وَلُمَعٌ وَلُمَحٌ، وَنُكَتٌ وَمُلَحٌ، وَغُرَرٌ وَدُرَرٌ، وَنَوَادِرُ وَفِقَرٌ، وَمَوَاعِظُ وَعِبَرٌ، وَأَمْثَالٌ وَسِيَرٌ (¬1). [من الطويل] ¬
تَوَدُّ الغَوَانِي حِيْنَ تُوْصفُ أَنَّهَا ... قَلَائِدُ فِي أَعْنَاقِهَا وَعُقُوْدُ بِهَا يَجْتَنِي المَعْرُوْفَ مَنْ غَرسَ المُنَى ... وَيَدْنُو لَهُ المَطْلُوْبُ وَهُوَ بَعِيْدُ يُسْتَعْطَفُ بِهَا الجافِي، وَيُسْتَرْضَى السَّاخِطُ، وَيُتَأَلَّفُ بِهَا النَّائِي، وَيُسْتَدْنَى النَّازِحُ الشَّاحِطُ. فَمُفْرَدُهَا الشَّهِيُّ هُوَ السَّرِيُّ البَهِيُّ، وَاللُّؤْلُؤُ الرَّطْبُ الطَّرِيُّ، كَمَا قَالَ القَاضِي أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ التَّنُوْخِيُّ (¬1): [من مجزوء الكامل] وَفَرَائِدٍ أَلْفَاظِهَا ... فِي النَّظْمِ كَالدُّرِّ النثيْرِ جَاءتْ إِلَيْكَ كَأَنَّهَا ... التَّوْفِيْقُ فِي كُلِّ الأُمُوْرِ بِأَرَقَّ مِنْ شَكْوَى وَأَحْسَنَ ... مِنْ حَيَاةٍ فِي سُرُوْرِ أَوْ كَالشَّفَاءِ لِمُدْنَفٍ ... أَوْ كَالغِنَى عِنْدَ الفَقِيْرِ مِنْ كُلِّ مَعْنًى كَالسُّلَافَةِ ... أَوْ كَتَيْسِيْرِ العَسِيْر فِي مِثْلِ أَيَّامِ الوِصالِ ... أَتَتْ بِأَعْتَابِ الدُّهُوْرِ (¬2) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
قَدْ أَلَّفْتُهَا مِنْ مُحَاوَرَاتِ الأَصحَابِ، وَمُحَاضَرَاتِ أُوْلِي الأَلْبَابِ، وَنَظَّمْتُهَا إِلَى أَخْوَاتِهَا مِنْ إِيْرَادِ الكُتَابِ، وَإنْشَادِ ذَوِي الآدَاب، وَتَصَفَّحْتُهَا مِنْ فَاتِحَةِ كُلِّ كِتَابٍ، وَجَمَعْتُهَا مِنْ سَائِرِ مَا وَرَدَ فِي هَذَا المَعْنَى مِنَ الأَبوَابِ. وَأَقُوْلُ: [من الطويل] تَخَيَّرْتُ مِنْ نَوْعِ العُلُوْمِ لَطِيْفَهُ ... وَيُعْرَفُ مِقْدَارُ الفَتَى بِاختِيَارِهِ وَأَهْدَيْتُ مَا يَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ ذِكْرهُ ... وَكُلُّ امْرِيءٍ يُهْدِي بِحَسْبِ اقْتِدَارِهِ (¬1) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
شَرَعْتُ مِنْهَا لِمَحَاسِنَ الشِّعْرِ شَرِيْعَةً تَرِدُ القَرَائِحُ نَمِيْرَ مَائِهَا، وَتَرُوْدُ مَسَارِحَ أَنْدَائِهَا، وَتَشِيْمُ بُرُوْقَ أَنْوَائِهَا، وَتَسْتَهْدِي نُجُوْمَ سَمَائِهَا: [من الكامل] فَهْيَ اليَتِيْمَةُ فِي الزَّمَانِ حَقِيْقَةً ... رَاقَتْ وَحَسَّنَ وَضْعَهَا أَسْجَاعُهَا كَفَلَتْ مَعَانِيْهَا بِكُلِّ بَلَاغَةٍ ... مَا أَنْ يُمَلُّ مَعَ الزَّمَانِ سَمَاعُهَا (¬1) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَأَوْدَعْتُهَا فَرَائِدَ أَمْثَالٍ عَدِيْمَةَ أَشْكَالٍ، وَأَمْثَالٍ نَيِّرَاتٍ وَاضِحَاتٍ، سَابِحَاتٍ سَائِحَاتٍ، طَامِحَاتِ الأَعْنَاقِ، سَائِرَاتٍ فِي الآفَاقِ: [من المتقارب] وَعِنْدِي لَكَ الشُّرَّدُ السَّائِرَاتُ ... لَا يَحْتَصِصنَ مِنَ الأرْضِ دَارَا وَهُنَّ إِذَا سُرْنَ مِنْ مِقُوْلي ... وَثَبْنَ الجِبَالَ وَخُضْنَ البِحَارَا تُوَاكِبُ الرِّيَاحَ النُّكْبَ فِي مَدَارِجِ مَهَابِّهَا، وَتُزَاحِمُ الأَرَاقِمَ الرُّقْشَ فِي مَضايِقِ مَدَابِّهَا. بَشَّارُ بن بُرْدٍ: [من الطويل] رَمَيْتُ بِهَا شَرْقًا وَغَرْبًا فَأَصْبَحَتْ ... بِهَا الأرْضُ مَلآى مِنْ مُقِيْمٍ وَرَاحِلِ (¬1) ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
مُتَضَمِّنَةً صُنُوفَ المَعَانِي اللَّطِيْفَةِ، وَفُنُوْنَ المَحَاسِنِ البَدِيعَةِ الطَّرِيْفَةِ، مُشْرِقَةَ الأَنْوَارِ، مُتَدَفِّقَةَ الأَنْهَارِ، مُبْتَسِمَةَ الأَزْهَارِ، يَانِعَةَ الثِّمَارِ. أَشْهَى إِلَى الخَائِفِ الوَجِلِ مِنْ رَوْحِ الأَمَانِ، وَأَشْفَى مِنَ الزُّلَالِ العَذِبِ لِصَدَى الظَّمْآنِ (¬1): [من الوافر] ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
كَأَنَّ وَمِيْضَ مَاءِ الحُسْنِ فِيْهَا ... دُمُوْعُ الطَّلِّ فِي مُقَلِ الرِّيَاضِ تَوَارَى فِي مَخَايِلهَا القَوَافِي ... كُمُوْنَ السِّحْرِ فِي الحَدَقِ المِرَاضِ مُخْتَلِفَةَ المَقَاصِدِ وَالأَنْحَاءِ، مُسْتَعْذَبَةَ المَوَارِدِ وَالأَهْوَاءِ. يُغَرِّدُ بِهَا الحَادِي، وَيَتَرَنَّمُ الشَّادِي، وَيَتَعَطَّرُ النَّادِي، وَيَتَمَثَّلُ الحَاضِرُ وَالبَادِي: [من الوافر] تُقَصِّرُ عَنِ مَدَاهَا الرِّيْحُ جَرْيًا ... وَتَعْجِزُ عَنِ مَوَاقِعهَا السِّهَامُ تَنَاهَبَ حُسْنُهَا حَادٍ وَشَادٍ ... فَحُثَّ بِهَا المَطَايَا وَالمُدَامُ كُلٌّ مِنْهَا بَيْتُ القَصيْدِ، وَوَاسِطَةُ العِقْدِ النَّضِيْدِ عَلَمٌ مِنَ الأَعْلَامِ (¬1)، ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
وَشِهَابٌ سَاطِعٌ فِي حِنْدَسِ الظَّلَامِ. يُطْرِبُ سَامِعَهُ، وَيُغْرِي بِالإِكْثَارِ منه جامعهُ، تراهُ يفصحُ بالمأمول والمحبوب وينطق عن لسان مَكْنُونِ الغُيُوْبِ حَتَّى كَأَنَّهُ قَدْ صِيْغَ لِلغَرَضِ المَطْلُوْبِ، أَوْ اطَّلَعَ نَاظِمُهُ عَلَى أسْرَارِ القُلُوْب. لَا يُسَامُ تَكْرِيْرُ أفْرَادِهَا، وَلَا يُمَلُّ مِنْ إنْشَادِهَا وَإيْرَادِهَا: [من الكامل] فهي الَّتِي تَغْلُو عَلَى سَوْمِ النُّهَى ... وَتَجُوْدُ نَفْعًا وَالخَمَامُ بِخِيْلُ رَاقَتْ مَعَانِيْهَا وَرَقَّ نسَيْمُهَا ... فَكَأَنَّمَا هِيَ شَمْأَلٌ وَشَمُوْلُ تَجْلُو القُلُوبَ مِنَ الغَرَامِ وَرَبْعُهَا ... بَيْنَ الجوَانِحِ بِالهَوَى مَأْهُوْلُ لَوْ أَنَّهَا صُبْحٌ لَدَامَ فلم يَقُمْ ... أَبَدَ الزَّمَانِ عَلَى الظَّلَامِ دَلِيْلُ أَوْ كَانَ لِلبَيْضاءِ حُسْنُ صفَاتِهَا ... مَا رَاعَهَا بَعْدَ الطُّلُوْعِ أُفُوْلُ (¬1) * * * ¬
[خاتمة المقدمة]
[خاتمة المقدمة] قَالَ العَبْدُ الضَّعِيْفُ الفَقِيرُ إِلَى رَحْمَة اللَّهِ تَعَالَى وَرضْوَانِهِ، المُسْتَغْفِرُ الَّلائِذُ المُسْتَجِيْرُ المُلْتَجِئ إِلَى عَفْوِهِ وَغُفْرَانِهِ، مُحَمَّدُ بن أيْدَمِرَ، كَاتِبُ هَذَا الكِتَابِ وَمُؤَلِّفُهُ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِلْمُسْلِمِيْنَ، وَعَفَا عَنْهُمْ (¬1): ¬
لَمْ أَجْهَلْ قَوْلُ القَائِلِ: لَا يَزَالُ الرَّجُلُ فِي أَمَانٍ مِنْ عَقْلِهِ، وَسَلَامَةٍ فِي عِرْضِهِ حَتَّى يَقُوْلَ شِعْرًا، أَوْ يُؤَلِّفَ كِتَابًا (¬1)، فَحِيْنَئِذٍ عَنْدَ الإِمتحانِ يُكْرَمُ الرَّجُلُ أَوْ يُهَانُ. ¬
وَمَا عَدَوْتُ أَنْ أَلَّفْتُ، فَاسْتَهْدَفْتُ. وَهَا أَنَا أَعْتَذِرُ إِلَى المُطَّلٍ فِيْمَا جَمَعْتُهُ، وَالوَاقِفِ عَلَى مَا اسْتَحْسَنْتُهُ فَسَطَّرْتُهُ مِنْ خَلَلٍ فِيْهِ إِنْ وَجَدَهُ، أَوْ زَلَلٍ لَمْ أَقْصِدْ تَعَمُّدَهُ. [من الرجز] وَإِنْ تَجِدْ عَيْبًا فَسُدَّ الخَلَلَا ... فَجَلَّ مَنْ لَا عَيْبَ فِيْهِ وَعَلَا وَلَعَمْرِي إِنَّ المُؤَلِّفَ لَا يَأتِي إِلَّا بِمَا قَالَهُ الأوَّلُ، وَعَلَيْهِ فِيْمَا سَنَّ لَهُ المُعَوِّلُ. وَمِمَّا لَا رَيْبَ فِيْهِ أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الفُضَلَاءِ، وَأعْيَانِ الكُتَّابِ وَالأُدَبَاءِ، سَبَقُوا إِلَى تَرْصِيع مَا وَضَعُوْهُ، وَتَزْيِيْنِ مَا أَلَّفُوْهُ، وَجَمَعُوْهُ بِلُمَعٍ مِنْ جَوَاهِرِ الأَبْيَاتِ الأَفْرَادِ المُتَدَاوَيَةِ فِي التَّمَثُّلِ وَالاسْتِشْهَادِ. إِلَّا أَنَّهُمْ لَمَّا رَأُوا مَرَامَهَا بَعِيْدًا، وَتَحْصِيلَهَا صَعْبًا شَدِيْدًا، أَحْجَمُوا عَنِ الإِيْغَالِ فِي الإِكْثَارِ مِنْ إِثْبَاتِ أَبْيَاتِهَا، وَقَصَّرَتْ عَزَائِمُهُمْ عَنِ ¬
الانْتِهَاءِ إِلَى غَايَاتِهَا؛ لأَنَّهَا قَلِيْلَةٌ جِدًّا، مَعْدُوْمَةٌ مَعْدُوْدَةٌ عَدًّا، فَلَا تَكَادُ تُصَادُ إِلَّا فِي النَّادِرِ مِنْ أَلْفَاظِ الرِّجَالِ، وَآحَادِ الأمْثَالِ. فَأَمَّا أَنَا، فَإنَّنِي أَنْفَقْتُ فِي ابْتِغَائِهَا بِضْعَةً مِنَ أَيَّامِ العُمْرِ، وَأَنْفَذْتُ فِي إِحْصائِهَا، وَمِنْ جَرَّاهَا مُعْظَمَ الصَّبْرِ، وَرَجَوْتُ بِذَلِكَ جَزِيْلَ الأَجْرِ، وَجَمِيْلَ الذِّكْرِ، وَاسْتَخَرْتُ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ، وَأَلَّفْتُ هَذَا الكِتَابِ، وَوَسَمْتُهُ بِكِتَابِ (الدُّرِّ الفَرِيْدِ وَبَيْتِ القَصِيْدِ)، وَأَرْسَلْتُ فِيْهِ عِشْرِيْنَ ألْفَ بَيْتٍ فَرْدٍ قَائِمٍ بِذَاتِهِ شَرُوْدٍ فَذٍّ (¬1)، مُحْكَمٍ مُحَرَّرٍ، مَضْبُوْطٍ مُنَقَّحٍ، مُحَكَّكٍ مُحْتَوٍ عَلَى الشُّرُوْطِ، فَصِيْحِ اللَّفْظِ، صحِيْحِ المَعْنَى، وَاقِعٍ التَّشْبِيْهِ، جَيِّدِ الكِنَايَةِ مُسْتَوْلٍ عَلَى أسَالِيْبِ الحُسْنِ وَالجَّمَالِ، مُشْتَمِلٍ عَلَى أَوْصَافِ التَّمَامِ وَالكَمَالِ، مُنْتَخَبٍ مُعَدٍّ لِمُبْتَغِيْهِ، قَابِلٍ لِكُلِّ مَعْنًى يُصاغُ فِيْهِ، وَقَفَيْتُهُ عَلَى حُرُوْفِ المِعْجَمِ اقْتِدَاءً بِمَنْ سَبَقَ مِنَ المُؤَلِّفِيْنَ، وَتَقَدَّمَ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ وَالأحَادِيْثِ، وَالطِّبِّ وَالتَّوَارِيْخِ. وَهُوَ أَنْ نُرَاعِي حُرُوْفَ أَوَّلِ الكَلِمَةِ مِنَ البَيْتِ المُفْرَدِ، فَنُورِدَهُ فِي بَابِهِ عَلَى تَرْتِيْبِ حُرُوْفِ اب ت ث فِي أَوَائِلِهَا؛ لِيَسْهُلَ طَرِيْقُ الطَّلَبِ عَلَى مُتَنَاوِلِهَا، ثُمَّ نُرُاعِي مَا يَتَرَتَّبُ مِنْ حُرُوْفِ البَيْتِ بَعْدَ ذَلِكَ حَرْفًا حَرْفًا، فَنُقَدِّمَ مَا هُوَ مُقَدَّمٌ مَا أَمْكَنَ حَذَرًا مِنَ التَّكْرَارِ؛ وَلِيُؤْمَنَ حَتَّى نَأْتِي عَلَى الأَبْوَابِ الثَّمَانِيَةِ وَالعِشْرِيْنَ عَلَى هَذَا النَّسَقِ المُبيْنِ؛ لأنَّ البَيْتَ قَلَّمَا يَقَعُ إلَيْنَا أبَدًا إِلَّا عَازِبًا، شَرُوْدًا مُفْرَدًا. وَلَا بُدَّ فِي إثْبَاتِهِ مِنْ ضَابِطٍ يَمْنَعُ مِنَ التَّكْرِيْرِ، فَرَتَّبْنَاهُ عَلَى هَذَا النِّظَام وَالتَّقْريْر، سوَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفِ هُنَّ مِنْ بَابِ الأَلِفِ. أحَدُهَا مَا أَوَّلُهُ: الحَمْدُ للَّهِ؛ فَإنَّا بَدَأْنَا بِهِ فِي صدُوْرِ الأَبْيَاتِ، وَنَسْتَفْتِحُ بِهِ فِي أَوَائِلِ كِتَابِ الأَفْرَادِ السَّائِرَاتِ. وَذَلِكَ لِمَا وَقَعَ الاجْمَاعُ عَلَيْهِ مِنْ تَقْديْم الحَمْدِ فِي النُّطْقِ، وَكَمَا نُدِبَ إِلَيْهِ. وَثَانِيْهُمَا ما أَوَّلُهُ: اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ؛ فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ تِلْوَهُ، إِذْ كَانَ الحَمْدُ وَالشُّكْرُ كُلُّهُ لَهُ. ¬
وَثَالِثُهَا مَا أَوَّلُهُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ؛ فَإِنَّا سَنُوْرِدُهُ فِي آخِرِ الأَبْوَابِ، وَسَنَأْتِي بِهِ خَاتِمًا لأَبْيَاتِ هَذَا الكِتَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَكُلُّ حَرْفٍ مِنْ هَذِهِ الحُرُوْفِ المُسْتَثْنَاةِ الثَّلَاثَةِ عَلَى انْفِرَادِهِ وَحِدَتِهِ يَجْرِي مَجْرَى غَيْرِهِ فِي تَزْييْبِ كُلِّ حَرْفٍ مِنْ أَوَّلِ الكَلِمَةِ مِنَ البَيْتِ فِي مَرْتَبَتِهِ، وما عَدَاهُ، فَهُوَ عَلَى مَا أَوْضَحَنَاهُ مِنْ قَبْلُ، وَشَرَحْنَاهُ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ أَبْوَابًا مَفْتُوْحَةً، وَفُصُوْلًا مَشْرُوْحَةً، وَأَعْلَامًا مَنْصُوْبَةً لَائِحَةً، وَسُبُلًا مَسْلوْكَةً وَاضِحَةً لَعَلَّ الَّذِي يَقِفُ عَلَيْهِ فِيْمَا بَعْدُ مِنْ فَضَلَاءِ النُّقَادِ إِذَا ظَفِرَ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الأَفْرَادُ، مِمَّا لَمْ يَرِدْ فِيْهِ، يُثْبتُهَا فِي أَبْوَابِهَا، كَمَا يَرْتَضِيْهِ، لأَنَّنِي لَا أَدَّعِي الإحَاطَةَ بِهَا كُلِّهَا وَالاحْتِوَاءَ عَلَىَ كُثْرِهَا وَقُلِّهَا؛ فَإنَّ أَنْفَاسَ النَّاسِ لَا يَأتِي عَلَيْهَا الحَصرُ، وَلَا يَنْفَدُ أَوْ يَنْفَدُ العَصْرُ. كِيْفَ وَالمَادَّةُ يَسِيْرَةٌ، وَالمَوَانِعُ كَثيْرَةٌ، وَالحَوَادِثُ قَارِعَةٌ، وَالأَوْقَاتُ مُنَازِعَةٌ، وَالعُمُرُ أقْصَرُ مِنْ إِنْفَادِهِ فِي تَتَبُّعِ ذَلِكَ وَارتيَادِهِ، فَإنْ أَصبْتُ، فَلِي مِنَ الإِحْمَادِ نَصِيْبٌ، وَإِنْ أَخْطَأْتُ، فَكُلّ مُجْتَهِدٍ مُصِيْبٌ. وَإلَى اللَّهِ الكَرِيْمِ أَرْغَبُ وَأَتَوَسَّلُ، وَبِهِ أَسْتَعِيْنُ وَعَلَيْهِ أَتَوَكَّلُ، وَإيَّاهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَسْأَلُ أَنْ يُوَفِّقَنَا لِمَرَاضِيْهِ، وَيُحَقِّقُ رَجَاءنَا الَّذِي نَحْنُ آخِذُوْن فِيْهِ، وَأنَّ لَا يُؤَاخِذَنَا بمَا نشغَلُ بِهِ الفِكْرَةَ، وَنَصرِفُ إِلَيْهِ الهِمَّةَ، مِمَّا غَيْرُهُ أَزْلَفُ لَدَيْهِ، وَأَزْكَى عَنْدهُ، وَأَقْرَبُ إِلَيْهِ، وَأنْ يَهْدِيْنَا لصَّوَابِ القَوْلِ وَالفِعَالِ، وَأَنْ يَتَوَلَّانَا فِي جَمِيعْ الأَحْوَالِ، إنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، وَبالإِجَابَةِ جَدِيْرٌ، وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيْلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيْمِ (¬1). ¬
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد [2]
الْكتاب: الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد التصنيف: موسوعة شعرية الْمُؤلف: مُحَمَّد بن أيدمر المستعصمي (الْمُتَوفَّى سنة 710 هـ) الْمُحَقق: الدكتور كَامِل سلمَان الجبوري الناشر: دَار الْكتب العلمية، بيروت عدد الصفحات: 6512 (13 مجلدًا) قِيَاس الصفحات: 17 × 24 سم سنة الطباعة: 1436 هـ - 2015 م بلد الطباعة: لبنان الطبعة: الأولى جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية والفنية مَحْفُوظَة لدار الْكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أَو تَصْوِير أَو تَرْجَمَة أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ أَو تسجيله على أشرطة كاسيت أَو إِدْخَاله على الكمبيوتر أَو برمجته على أسطوانات ضوئية إِلَّا بموافقة الناشر خطيًا.
حرف الألف
حرف الألف
حَرْفُ الأَلِفِ هَذَا الحَرْفُ أَكْبَرُ الحُرُوْفِ وَأَعْظَمُهَا وَأَوَّلُهَا وَمُقَدِّمُهَا فِي جَمِيع التَّرَاجِمِ الَّتِي يُمْكِنُ الكِتَابَةِ بِهَا عَلَى اخْتِلَافِ أَجْنَاسِهَا أَوَّلُهَا وَآخِرهَا قَدِيْمهَا وَحَدِيثهَا مِنْذُ عَهْدِ أَبِيْنَا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى عَصْرِنَا هَذَا لَمْ يُبْدَأ بِحَرْفٍ قَبْلَهُ وهو أَوَّلُ اسم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الوترُ الأحَدُ الفَرْدُ الصَّمَدُ المُجَرَّدُ وَحَسْبُهُ بِذَلِكَ إِجْلَالًا وَتَعْظِيْمًا وَهُوَ فِي هَذَا الكِتَابِ أَوْسَعُ الحُرُوْفِ - وَأَكْثَرُهَا اسْتِعْمَالًا. وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ المَرْوِيَّةِ عَنِ الصَّوَامِتِ زَعَمُوا أَنَّهُ قِيْلَ لِلأَلِفِ بِمَاذَا اسْتَحْقَقْتَ الأوْلِيَّةَ وَالتَّقْدِيْم عَلَى جِمْيعِ الحُروْفِ؟ قَالَ: بِاسْتِقَامَتِي وَصِحَّتِي مِنْ بَيْنِهَا وَتَجَرُّدِي عَنِ النُّقَطِ وَاشْكَالِ. وَقَالَ قَوَامُ الدِّيْنِ يَحْيَى بن زِيَادَةَ البَغْدَادِيّ فِي المَعْنَى: إِنْ كُنْتَ تَسْعَى لِلسَّيَادَةِ فَاسْتَقِمْ ... تَنلِ المُرَاد وَلَوْ صَعَدْتَ إِلَى السَّمَا أَلِفُ الكِتَابَةِ وَهُوَ بَعْضُ حُرُوْفِهَا ... لَمَّا اسْتَقَامَ عَلَى الحُرُوْفِ تَقَدَّمَا وَقَالَ آخَرُ فِي ذِكْرِ الأَلِفِ: يا دَهْرُ مَالَكَ لَا تَزَالُ بِأَنْعُمٍ ... مَقْبُوْضَةٍ وَتَنَكُّدٍ مَبْسُوْطِ فَكَأنَّ شِيْمَتَكَ انْحِطَاطُ مُحَلّقٍ ... مَجْدًا وَرِفْعَةُ نَازِلٍ مَحْطُوْطِ فَالمُسْتَقِيْمُ لَهُ العَنَاءُ وَإِنَّمَا ... المُعْوَجُّ يَحْظَى بالغِنَى المَغْبُوْطِ كَالنُّوْنِ وَالأَلِفِ اللَّذَانِ تَغَايَرَا ... وَتَبَايَنَا فِي النَّقْطِ وَالتَّخْطِيْطِ هَذَا اسْتَقَامَ فلم يُحَلّ بِنُقْطَةٍ ... وَاعْوَجَّ ذَاكَ فَفَازَ بِالتَّنْقِيْطِ يُرْوَى لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: خَيْرُ مَا اسْتَفْتَحَ العِبَادُ بِهِ ... حَمْدَ الإِلَهِ رَبِّ السَّمَاءِ وَصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ أَبِي القَاسِمِ ... ذِي النُّوْرِ خَاتَمِ الأَنْبيَاءِ فَابْدَ بِالحَمْدِ فِي الكَلَامِ فَذِكْرُ ... اللَّهِ زَيْنٌ لِمَنْطِقِ البُلَغَاءِ
وَاحْمَدِ اللَّهَ حَمْدَ عَبْدٍ شَكُوْرٍ ... مُسْتَزِيْدٍ للَّهِ فِي النُّعَمَاءِ فَلَهُ جَلَّ ذِكْرُهُ تَعَالَى الشُّكَـ ... ـــرُ مِنَّا عَلَى جِمِيْعِ البَلَاءِ وَعَلَى المُصْطَفَى الرَّسُوْلِ سَلَامٌ ... كُلُّ صُبْحٍ مِنَّا وَكُلُّ مَسَاءِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ ذِي مُقْلَةٍ أنْ يَبْدَأَ بِالحَمْدِ قَبْلَ افْتِتَاحِهَا كَمَا بُدِىَ بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا فَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يُسْتَفْتَح بِأَفْضلِ مِنْ اسْمِهِ كَلَامٌ وَلَمْ يُسْتَنْجَح بِأَحْسَنِ مِنْ صِنْعِهِ مَرَامٌ الَّذِي جَعَلَ الحَمْدُ أوَّل قُرْآنِهِ وَآخِرَ دَعْوَى أَهْلِ جِنَانِه. أجَزْتُ بَيْتَ لَبِيْدٍ بِهَذَيْنِ البَيْتَيْنِ: [من البسيط] 1 - الحَمْدُ للَّهِ آبَ الحَظُّ وَانْفَرَجَتْ ... مَفَاتِحُ النُّجْحِ بِالخَيْرَاتِ إِقْبَالَا 2 - الحَمْدُ للَّهِ آتَانِي الهِدَايَةَ وَالإِيْمَانَ ... وَالدِّيْنَ إِحْسَانًا وَإِجْمَالَا لَبِيْدٌ: [من البسيط] 3 - الحَمْدُ للَّهِ إِذْ لَمْ يَأتِنِي أَجَلِي ... حَتَّى لَبِسْتُ مِنَ الإسْلَامِ سِرْبَالَا هو لبيد بين ربيعة بنُ مَالِك بن جَعْفَر بن كَلاب العَامِرِيّ مُخَضْرَمٌ عَاشَ فِي الجَّاهِلِيَّةِ سِتِّيْنَ سَنَةٍ وَفِي الاسْلَامِ مِثْلَهَا وَكَانَ عَذِبَ المَنْطِقِ رَقِيْقَ حَوَاشِي الكَلَامِ شَرِيْفًا فِي الجَّاهِلِيَّةِ وَالإِسْلَامِ وَكُنْيَتهُ أَبُو عَقِيْلٍ وَحَكَى ابن دُرَيْدٍ أَنَّ لَبيْدًا عَاشَ مِائَةً وَخَمْسَةً وَأَرْبَعِيْنَ عَاشَ مِنْهَا خَمْسًا وَخَمْسِيْنَ فِي الإِسْلَامِ وَتِسْعِيْنَ عامًا فِي الجَّاهِلِيَّةِ وَكَانَ مُعَاوِيَةَ قَدْ هَمَّ أنْ يُنْقِصَ مِنْ عَطَائِهِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ إِنَّمَا أَنَا هَامَةُ اليَوْمِ أَوْ غَدٍ فَأَعِرْنِي اسْمَهَا فَعَلِّي أنْ لَا أَقْبضُهَا فَمَاتَ قَبْلَ أنْ يَقْبضُهَا وَكَانَتْ ابْنَتَاهُ تَأْتِيَانِ مَجْلِسَ ابنِ جَعْفَرٍ فَتَنْدِبَانَهُ فَبَقِيَتَا عَلَى ذَلِكَ حَوْلًا ثُمَّ كَفَّتَا وَذَلِكَ قَوْلهُ: عَلَى الحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلِيْكُمَا ابْنُ الرُوْمِيِّ: [من السريع] ¬
4 - الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي سَرَّنَا ... فِيْكَ بِمَا سَرَّكَ فِي نَفْسِكَا 5 - الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ أَمُتْ ... حَتَّى أَرَانِي فِيْكَ مَا أَشْتَهِيِهْ 6 - الحَمْدُ للَّهِ اللَّطِيْفِ بِنَا ... سَتَرَ القَبِيْحَ وَأَظْهَرَ الحَسَنَا بَعْدَهُ: مَا تَنْقَضي مِنْ عِنْدِهِ مِنَنٌ ... إِلَّا يُجَدِّدُ ضِعْفَهَا مَنَنَا وَلَوِ اشْتَغَلْتُ بِشُكْرِ تِلْكَ لَمَا ... أَصبَحْتُ بِاللّذَّاتِ مُفْتَتَنَا جَمَالُ الدِّيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن جَعْفَرَ: [من البسيط] 7 - الحَمْدُ للَّهِ بَانَ الحَقُّ وَاتَّضَحَا ... وَكُلُّ مَنْ قَالَ قَوْلًا كَانَ قَدْ نَبَحَا ابْنُ المُعْتَزِّ: [من البسيط] 8 - الحَمْدُ للَّهِ بَلْ ذا كُلُّهُ قَدَرٌ ... رَضِيْتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَاحِدًا صَمَدَا هَذَا مِنْ أَبْيَاتٍ يَرْثي بِهَا المُعْتَضِدَ بِاللَّهِ أَوَّلُهَا: يا دَهْرُ وَيْحَكَ مَا أَبْقَيْتَ لي أَحَدًا ... - وَالِدُ سَوْءٍ تَأكل الوَلَدَا الحَمْدُ للَّهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ يَقُوْلُ: يا سَاكِنَ القَبْرِ فِي غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ ... بِالظَّاهِرِيَّةِ نَائيُ الدَّارِ مُنْفَرِدَا أَيْنَ الجيُوْشُ الَّتِي كُنْتَ تَسْحَبُهَا ... أَيْنَ الكُنُوْزُ الَّتِي أَحْصَيْتهَا عَدَدَا؟ أَيْنَ السَّرِيْرُ الَّذِي قَدْ كُنْتَ تَمْلَؤُهُ ... مَهَابَةَ مَنْ رَأَتْهُ عَيْنهُ ارْتَعَدَا؟ أَيْنَ الأَعَادِي الأُوْلَى ذَلَّلْتَ صَعْبَهُمُ ... أَيْنَ اللُّيُوْث الَّتِي صَيَّرْتَهَا نَفَدَا؟ أَيْنَ الوُفُوْدُ عَلَى الأَبْوَابِ عَاكِفَةً ... وِرْدَ القَطَا صَعوهاء جَالَا فَاطَّرَدَا؟ ¬
لَا شَيْءَ يَبْقَى سِوَى خَيْرٍ تُقَدِّمهُ ... مَا دَامَ مُلْكٌ لإِنْسَانٍ وَلَا خَلَدَا كَانَ هَذَا جَمَالُ الدِّيْنِ بن خَنْفَرَ أحَدُ فُضَلَاءِ العَصْرِ وَكَانَ قَدْ جَرَى بَيْنَ الوَزِيْرِ مُؤَيَّدِ الدِّيْنِ مُحَمَّد العَلْقَمِيّ وَزِيْرُ الإِمَامِ المُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ رَحَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَبَيْنَ المَلِكِ مُجَاهِدِ الدِّيْنِ إيبَكَ الدُّوَيْدَارِ الصغِيْر مُخَاشَنَةٌ وَنِزَاعٌ لاخْتِلَافِ آرَائِهِمْ فِي - وُصُوْلِ التَّتَارِ إِلَى بَغْدَادَ فَلَمَّا وَقَعَ الصُّلْحِ بَيْنَهُمَا قَالَ جَمَالُ الدِّيْنِ ابن خَنْفَرَ قَصِيْدَةً يَذْكُرُ فِيْهَا الصَّلْحِ أوَّلُهَا هَذَا البَيْتِ. ابْنُ الحَجَّاجِ: [من المنسرح] 9 - الحَمْدُ للَّهِ جَاءتِ النِّعَمُ ... وَانْصَرَفَتْ مَعْ مَجِيْئِهَا النِّقَمُ وَبَعْدَهُ: قَدْ طَلَعَ البَدْرُ بَعْدَ غَيْبَتِهِ ... فَانْكَشَفَتْ عَنِ وَجُوْهِنَا الظُّلَمُ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 10 - الحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا تَمَّ وَاجِبُهُ ... وَالشُّكْرُ للَّهِ شُكْرًا مِثْلَ مَا يَجِبُ الصَّاحِبُ بن عَبَّادٍ: [من البسيط] 11 - الحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا دَائِمًا أبَدًا ... إِذْ صَارَ سَبْطُ رَسُوْلِ اللَّهِ لِي وَلَدَا قَالَ الصَّاحِبُ: هَذَا البَيْتُ وَقَدْ بُشِّرَ بِوَلدٍ وَلِدَاهُ مِنَ الشَّرِيْفِ عَبَّادِ بن عَلِيٍّ الحُسَيْنِي وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ الصاحِب. أَبُو الحُصَيْنِ القَاضِي: [من البسيط] 12 - الحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا دَائِمًا أبَدًا ... أَعْطَانِيَ الدَّهْرُ مَا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدَا 13 - الحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا دَائِمًا أبَدًا ... يُجَاوِزُ فِيْهِ الحَدَّ وَالعَدَدَا ¬
أنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لأَعْرَابِيٍّ: [من البسيط] 14 - الحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا دَائِمًا أبَدًا ... فِي كُلِّ حَالٍ هُوَ المُسْتَرْزَقُ الوَزَرُ بَعْدَهُ: فَلَيْسَ مَا يَجْمَعُ المُثْرِي بِحِيْلَتِهِ ... وَلَيْسَ بِالعَجْزِ مَنْ لَمْ يَثْرِ يَفْتَقِرُ إِنَّ المَقاسِمَ أَرْزَاقٌ مُقَدَّرَةٌ ... بَيْنَ العِبَادِ فَمَحْرُوْمٌ وَمُدَّخِرُ فما رُزِقْتَ فَإِنْ اللَّهَ جَالِبُهُ ... وَمَا حُرِمْتَ فما يَجْرِي بِهِ القَدَرُ فَاصْبِر عَلَى حَدَثَانِ الدَّهْرِ مُنْقَبضًا ... عَنِ الدَّنَاءَةِ إِنَّ الحُرَّ يَصْطَبِرُ وَلَا تَبيْتَنَّ ذا هَمٍّ تُعَالِجهُ كَأَنَّهُ .. النَّارُ فِي الأحْشَاءِ تَسْتَعِرُ عَلَىَ الفِرَاشِ كنوزًا تصْحُ مُرْتَقبًا ... كَأَنَّ جَنْبَكَ مَغْرُوْزٌ بِهِ الإِبَرُ فَالهَمُّ فَضْلٌ وَطُوْلُ العَيْشِ مُنْقَطِعٌ ... وَالرِّزْقُ آتٍ وَرُوْحُ اللَّهِ مُنْتَظرُ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: الرَّوْحُ السُّرُوْرُ وَالفَرَحُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فَرُوْحٌ وَرَيْحَانٌ، وَالرَّيْحَانُ الرِّزْقُ. 15 - الحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا لَا نَفَادَ لَهُ ... عَلَى الدَّوَامِ وَشُكْرًا لَيْسَ يَنْقَطِعُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي الفَيْضِ ذِي النُّوْنُ بن إبْرَاهِيْمِ المِصرِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ وَهِيَ قَصِيْدَةٌ طَوِيْلَةٌ قَدْ ذَكَرْنَا مِنْهَا مُخْتَصَرهَا أوَّلُهَا: الحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا لَا نَفَادَ لَهُ ... حَمْدًا يَفُوْتُ مَدَى احْصَاءِ وَالعَدَدِ مِلْء السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَيْنِ مُذْ خُلِقَتْ ... وَوَزْرنهِنَّ وَضِعْفِ الضِّعْفِ فِي المَدَدِ وَيَعْجَزُ اللَّفْظَ وَالأَوْهَامَ مَبْلَغَهُ ... حَمْدًا كَثيْرًا كَعِلْمِ الوَاحِدِ الصَّمَدِ وَضِعْفُ مَا كَانَ أَوْ مَا قَدْ تَكُوْنُ إِلَى ... يَوْمِ القِيَامَةِ أَوْ يَفْنَى مَدَى الأَبَدِ وَضِعْفَ مَا ذَرَّتِ الشَّمْس الشرُوْقَ بِهِ ... وَمَا اخْتَفَى فِي سَمَاءٍ أَوْ ثَرَىَ جَدَدِ وَضِعْفُ أَنْعُمِهِ فِي كُلِّ جَارِحَةٍ ... وَكُلُّ نَفْسَةِ نَفْسٍ وَاكْتِسَابِ يَدِ شُكْرًا لِمَا خَصَّنَا مِنْ فَضْلِ نِعْمَتِهِ ... مِنَ الهُدَى وَلَطِيْف الصُّنْعِ وَالرِّفَدِ ¬
رَبٌّ تَعَالَى فَلَا شَيْءٌ ويُحِيْطُ بِهِ ... وَهُوَ المُحِيْطُ بِنَا فِي كُلِّ مُرْتَصِدِ لَا الأيْنُ وَالحَيْثُ والتَّكْيِيْفُ يُدْرِكُهُ ... وَلَا يُحَدُّ بِمِقْدَارٍ وَلَا أَمَدِ مَنْ قَدَّرَ الشَّيْءَ قَبْلَ الكَوْنِ مُبْتَدِعًا ... مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ قَدِيْمٍ كَانَ فِي الأَبَدِ مَا ازْدَادَ بِالخَلْقِ مُلْكًا حِيْنَ أَنْشَأَهُمْ ... وَلَا يرِيْدُ بِهِمْ دَفْعًا لِمُضْطَّهَدِ العَالِمُ الشَّيْءَ فِي تَعْرِيْفِ حَالَتِهِ ... مَا عَادَ مِنْهُمْ وَمَا يَمْضِي فَلَمْ يَعُدِ وَكِيْفَ يُدْرِكُهُ حَدٌّ وَلَمْ تَرَهُ ... عَيْنٌ وَلَيْسَ لَهُ فِي المِثْلِ مِنْ أَحَدِ وَدَهَّرَ الدَّهْرَ وَالأَوْقَاتَ وَاخْتَلَفَتْ ... بِمَا يَشَاءُ فَلَمْ تَنْقُصْ وَلَمْ تَزِدِ وَلَمْ يَدَعْ خَلْقَ مِنْ يُبْدِ خلقَتُهُ ... عَجْزًا عَلَى سِرْعَةٍ مِنْهُ وَلَا تُؤَدِ وَيَعْلَمُ السِّرَّ مِنْ نَجْوَى القُلُوْبِ وَمَا ... يَخْفَى عَلَيْهِ خَفِيٌّ جَالَ فِي خَلَدِ أَمْ كيْفَ يَبْلغُهُ وَهْمٌ بِلَا شَبَهٍ ... وَقَدْ تَعَالَى عَنِ الأَشْبَاهِ وَالوَلَدِ إِذْ لَا سَمَاءٌ وَلَا أَرْضٌ وَلَا شَبَحٌ ... فِي الكَوْنِ مِنْ قَادِرٍ صَمَدِ إِحَاطَةً بِجَمِيعِ الغَيْبِ عَنْ قَدَرٍ ... أَحْصَى بِهِ كُلُّ مَوْجُوْدٍ وَمُفْتَقَدِ مَنْ لَا يُجَازَى بِنُعْمَى مِنْ فَوَاضلِهِ ... وَلَمْ يَنَلْهُ بِمَدْحٍ وَصْفُ مُجْتَهِدِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَصَيَّرَ المَوْتَ فَوْقَ الخَلْقِ لَا لَجَأٌ ... مِنْهُ وَلَا مَهْرَبٌ مِنْهُ إِلَى سَنَدِ وَالمَوْتُ مَيْتٌ وَكُلٌّ هَالِكُوْنَ سِوَى ... وَجْهُ الإِلَهِ الكَرِيْمِ الدَّائِمِ الأَحَدِ أَفْنَى القُرُوْنَ وَأَفْنَى كُلّ ذِي عُمُرٍ ... كَعُمْرِ نُوْحٍ وَلُقْمَانٍ أَخِي لُبَدِ يَا رَبِّ إِنَّكَ ذُو عَفْوٍ وَمَغْفِرَةٍ ... فَنَجِّنَا مِنْ عَذَابِ المَوْقِفِ النَّكِدِ وَاجْعَلْ إِلَى جنَّةِ الفِرْدَوْسِ مَوْئِلنَا ... مَعَ النَّبِيِّيْنَ وَالأَبْرَارِ فِي الخلُدِ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزِّ مِنْ مَلِكٍ ... مَنْ اهْتَدَى بِهُدَي رَبِّ العِبَادِ هُدِي عَبْدُ السَّلَامِ بن رَغْبَانَ: [من البسيط] 16 - الحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا لَا نَفَادَ لَهُ ... مَا المَرْءُ إِلَّا بِمَا يَحْوِي مِنَ النَّشَبِ ¬
أَبُو حُكَيْمَةَ: [من البسيط] 17 - الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الحِلِّ وَالحَرَمِ ... تَجْرِي المَقَادِيْرُ بِالبَلْوَى وَبِالنِّعَمِ هُوَ أَبُو حُكَيْمَةَ وَيُكَنَّى أَبُو مُحَمَّد أَيْضًا رَاشِدُ بن إسْحَق الكَاتِبِ وَلَهُ أَشْعَارٌ كَثيْرَةٌ جَيِّدَة يَرْثِي بِهَا أَيْرُهُ وَكَانَ عَلَى مَا يَدَّعِيْهِ مِنَ العِنَّةِ مُتَّهَمٌ بِشِدَّةِ الغُلِمَةِ وَقُوَّةِ البَاهِ حَتَّى قِيْلَ أَنَّهُ أَحْبَلَ جَارِيَةً فِي دَارِ السُّلْطَانِ بَعْدَ تَسَيّرهُ لِهَذِهِ الأَشْعَارِ وَأَنَّهُ كَانَ يُبْعِدُ عَنْ نَفْسِهِ الظِّنَّ بِمَرَاثِيْهِ لأيْرِهِ وَيَدَّعِي أَنَّهُ لَا يَقُوْمُ كَتْمًا لِحَالِهِ عَلَى سَبِيْلِ الظَّرْفِ. قَالَ أَبُو حُكَيْمَةَ يَرْثِي أَيْرَهُ: الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الحِلِّ وَالحَرَمِ. البَيْتُ لَقَدْ تَحَزَّمَتِ الأَيَّامُ مِنْ بَدَنِي ... عُضوًا إِلَيْهِ تَنَاهَتْ غَايَةُ الكَرَمِ فَقَدْتُ مِنْهُ رَفِيَقًا ذَا مُسَاعَدَةً ... مَتَى أَقُمْهُ لأمْرٍ حَادِثٍ يَقِمِ لَمَّا قَضيْتُ مِنْهُ أَيَامُ الصِّبَى وَطَرًا ... دَبَّ البَلَى فِيْهِ من قَرْنٍ إِلَى قَدَمِ أيْرٌ ثَخَلَّى عَنِ الدُّنِيَا وَلذّتهَا ... وَحَالَ عَنْ صَالِحِ الأَخْلَاقِ وَالشِّيَمِ كَأَنَّهُ هُوَ مَقْعٍ فَوْقَ خِصْيَتِهِ ... مُسَافِرٌ تَحْتَهُ خِرْجَانِ مِنْ أَدَمِ يَا رُبَّ عَسْكَرَ أَقْرَانَ أَغْرتُ بِهِ ... عَلَى الأكَابِرِ وَالأَتْبَاعِ وَالخَدَمِ كَمْ طَعْنَةٍ لَكَ لَمْ يُفْلِتْكَ صَاحِبُهَا ... إِلَّا وَعَوْرَتهُ مَخْضوْبَةٌ بِدَمِ يَا أَيْرُ نِمْتَ وَلَوْلَا الضِّعْفُ لَمْ تَنَم ... هَرِمْتَ قَبْلَ أَوَانِ. . . فِي الهرَمِ إِذَا رَجَوْتُ غِنًى مِنْ وَصْلِ غَانِيَةٍ ... رجعْتُ مِنْكَ إِلَى. . . . . . أَبُو الشِّيْصِ: [من البسيط] 18 - الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ عَلَى ... بُعْدِي وَقُرْبِي مِنْ غَييِّ وَإِرْشَادِي بَعْدَهُ: مَا صِرْتُ إِلَّا كَكَمُّوْنٍ بِمَزْرَعَةٍ ... يَحْيَى بِذِكْرِ أَمَانِيٍّ وَمِيْعَادِ ¬
لَمْ يَبْقَ لي فَوْقَ وَجْهِ الأَرْضِ مَضْطَرِبٌ ... وَلَيْسَ تُثَبَّتُ فَوْقَ المَاءِ أَوْتَادِي إِذَا اسْتَتَبَّ لنَا وَصْلٌ نَعِيْشُ بِهِ ... عُدْنَا وَعَادَ هَوَانَا فِي أَبِي جَادِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَعْرَابِ: [من المنسرح] 19 - الحَمْدُ للَّهِ رُبَّ دَاهِيَةٍ ... قَدْ ضَمِنَ اللَّهُ أَنْ يُفَرِّجَهَا قَالَ الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ حَجَجْتُ فَنَزَلْتُ مَنْزِلًا فَغَشِيَنِي فُقَرَاءُ العَرَبِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ فَإِذَا صَبيَّةٌ قَدْ بَسَطَتْ يَدَيْهَا إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ تَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَمَتُكَ الفَقِيْرَةُ وَسَائِلَتُكَ الضَّعِيْفَةُ بِحَيْثُ تَرَى مَكَانِي وَلَا يَسْتَتِرُ عَنْكَ حَالِي وَقَدْ هَتَكَتِ الحَاجَةُ حِجَابِي وَكَشَفَتِ الفَاقَةُ فَاقَتِي حَتَّى بَذَلْتُ لَهَا وَجْهًا رَقِيْقًا عَنِ المَسْأَلَةِ طَالَمَا سَتَرَهُ الحَيَاءُ وَصَانَهُ الغنَاءُ وَقَدْ جَمَدَتْ دُوْني أَكُفُّ المَخْلُوْقِيْنَ فَمَنْ حَرَمَنِي لَمْ أَلُمْهُ وَمَنْ وَصَلَنِي أَحَلْتَهُ عَلَى رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ. قَالَ: فَوَصَلْتُهَا وَكَسَوْتُهَا وَقُلْتُ لَهَا: مَنْ أَنْتِ وَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتِ فأنشأت تقول: نحنُ بَعْضُ بَنَاتِ المُلُوْكِ أَحْوَجَهَا الدَّهْرُ إِلَى مَا تَرَى - وأَخْرَجَهَا مِنْ حِجَابِ نِعْمَتِهَا وَابْتَزَّهَا مُلْكَهَا - وَطَالَمَا كَانَتِ العُيُوْنُ إِذَا مَا رَحَلَت - إِذْ دَهْرهَا مُقْبِل بِصَفْحَتِهِ مُبْتَهِجٌ قَدْ - إِنْ يَكُ قَدْ سَاءَهَا وَأَحْزَنَها فَطَالَمَا - فَالحَمْدُ للَّهِ ربّ --- [من البسيط] 20 - الحَمْدُ للَّهِ رَبِّي لَا شَرِيْكَ لَهُ ... مَا أَطْيَبَ اليُسْرَ بَعْدَ العُسْرِ وَالعَدَمِ 21 - الحَمْدُ للَّهِ سَادَ النَّاسُ كُلُّهُمُ ... وَاسْتاسَدَ الضَّبُّ وَالحِرْبَاءُ وَالجعَلُ 22 - الحَمْدُ للَّهِ شُكْرًا قَدْ قَنِعْتُ بِهِ ... فَلَا أَشْكُو لَئِيْمًا وَلَا أطرِي أخَا كَرَمِ قَبْلَهُ: أعُدُّ خَمْسِيْنَ حَوْلًا مَا عَلَيَّ يَدٌّ ... لأَجْنَبِيَّ وَلَا فَضلٌ لِذِي رَحِمِ الحَمْدُ شُكْرًا. البَيْتُ ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: الحَمْدُ للَّهِ شُكْرًا لَا نَفَادَ لَهُ ... إِنَّ الزَّمَانَ لَهُ جَمْعٌ وَتَفْرِيْقُ (¬1) وَالدَّهْرُ يَأْتِي عَلَى كُلٍّ بِأَجْمَعِهِ ... وَلَيْسَ مِنْ سَعَةٍ تَبْقَى وَلَا ضِيْقِ وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُ الآخَرِ: الحَمْدُ للَّهِ شُكْرًا ... فَكُلُّ خَيْرٍ لَدَيْهِ (¬2) صَارَ الأَمِيْرُ شَفِيْعِي ... إِلَى شَفِيْعِي إِلَيْه وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا: الحَمْدُ للَّهِ آبَ الحَظُّ وَاقْتَرَبَا ... وَسَهَّلَ اللَّهُ لِي مَا كَانَ قَدْ صَعُبَا وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَرَانِي وَجْهَ ... حَبِيْبِي لعد إِذْ جَفَانِي وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أُمَيَّةَ: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ ... وَلَدًا وَقَدَّرَ خَلْقَهُ تَقْدِيْرَا (¬3) وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا: الحَمْدُ للَّهِ فَإِنِّي لَهُ بِالحَمْدِ ... وَالشُّكْرِ مُقِرٌّ مُنِيْب وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا: الحَمْدُ للَّهِ لَا شَرِيْكَ لَهُ ... تَجْرِي مَقَادِيْرُهُ كَمَا شَاءَا وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا: الحَمْدُ للَّهِ مَا حَصلْتُ عَلَى مَا .. كُنْتُ أَرْجُوْهُ إِلَّا عَلَى لَا شَي ¬
أَبُو غَانِمٍ: [من السريع] 23 - الحَمْدُ للَّهِ عَلَى اليَاسِ ... مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنَ النَّاسِ بَعْدَهُ: أَصْبَحْتُ لَا أَطْلبُ مِنْ فَضْلِ ... مَنْ يَخَافُ مِنَ فَقْرٍ وَإِفْلَاسِ لَكِنَّنِي أَطْلبُ مِنْ فَضْلِ مَنْ ... يُجِيْبُ فِي الضَّرَّاءِ وَالبَاسِ مَنْ يَرزق الدَّرّة فِي ضُعْفِهَا ... عَلَى صَفاةِ الحَجَرِ القَاسِي 24 - الحَمْدُ للَّهِ عَلَى أَنَّنِي ... كَضِفْدِعٍ فِي وَسَطِ اليَمِّ بَعْدَهُ: إِنْ هِيَ قَالَتْ مَلأَتْ خَلقَهَا ... أَوْ سَكَتَتْ مَاتَتْ مِنَ الغَمِّ 25 - الحَمْدُ للَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ ... مَا أَوْلَعَ القَلْبَ بِمَا لَا يَنَال بَعْدَهُ: بُلِيْتُ بِالهَجْرِ وَسُلْطَانِهَا ... لَكِنَّنِي أَرْجُو لَيَالِي الوِصَالِ حَبِيْبُ بن أحْمَدَ: مِنْ أَهْلِ قُرْطُبَةَ المَغْرِبِيّ قالها فِي كِبَرِهِ وَعِنْدَ عُلُوِّ سِنِّهِ. [من السريع] 26 - الحَمْدُ للَّهِ عَلَى مَا قَضَى ... فَكُلّ مَا يَقْضِي فَفِيْهِ الرِّضَا بَعْدَهُ: قَدْ كُنْتُ ذَا يَدٍ وَذَا قُوَّةٍ ... فَاليَوْمَ لَا أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَنْهَضا فَوَّضْتُ أَمْرِي لِلَّذِي لَمْ يُضعْ ... مَنْ أَحسَنَ الظنَّ وَمَنْ فَوَّضَا ¬
27 - الحَمْدُ للَّهِ عَلَى مَا قَضَى ... فِي المَالِ لَمَّا حَفِظَ المُهْجَة وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا لأَحْمَد نُعَيْم: الحَمْدَ للَّهِ كِيْفَ قَدْ ذَهَبَ العَدْلُ ... لُ وَقَلَّ الوَفَا فِي النَّاسِ وَمِنْ ذَلِكَ لابنِ المُعْتَزِّ: الحَمْدُ للَّهِ أَنْتَ تَجْفُوْني بَعْدَ ... الصَّفَاءِ جَفَاءً لَيْسَ بِالدُّوْنِ (¬1) وَمِنْ ذَلِكَ: الحَمْدُ للَّهِ عَلَى التَّمَامِ ... بِعَرَفَاتٍ أَصْبَحَتْ خِيَامِي أَبُو العلَاءِ المَعَرِّيُّ: [من البسيط] 28 - الحَمْدُ للَّهِ قَدْ أَصْبَحْتُ فِي دَعَةٍ ... أَرْضَى القَلِيْلَ وَلَا أَهْتَمُّ بِالقُوْتِ فَمَنْ رَضِيَ بِقَلِيْلٍ سَوْفَ يَأْكُلُهُ ... وَمَنْ خُطِي بِكَثِيْرٍ غَصَّ بِالمَوْتِ حُبَابُ بن مَالِكٍ العَبْسِيُّ: [من البسيط] 29 - الحَمْدُ للَّهِ قَدْ كُنَّا وَلَوْ نَزَلَتْ ... مِنَّا بِأَبْعَدَ مِنْ هَذَا لَزُرْنَاهَا [من المنسرح] 30 - الحَمْدُ للَّهِ قَدْ مَحَا السَّقَمَ ... البُرْءُ وَجَلَّى الأَسَى الجَذَلُ 31 - الحَمْدُ للَّهِ لَيْسَ لِي بَخْتُ ... وَلَا ثِيَابٌ يَضُمُّهَا تَخْتُ هَذَا البَيْتُ أَوَّلُ القَصِيْدَةُ الأَلْفِيَّةِ السُّوْسِيَّةِ يَقُوْلُ مِنْهَا: سِيَّان بَيْتِي لِمَنْ تَأَمَّلَهُ وَالمَهْمَهُ ... الصَّحْصَحَانُ وَالمَوْتُ ¬
إِبْرِيْقِي الكُوْزُ إِنْ غَسَلْتَ يَدِي ... وَالطِّيْنُ سَعْدِي وَدَارِيَ الطِّسْتُ وَطَالَمَا عِشْتُ فِي بَلهَنِيَّةٍ ... أُحْسَدُ حَتَّى كَأَنَّ لي بَخْتُ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَمْ يَتَكَلَّفْ مُؤَدِّبِي أَدَبِي ... لَكِنْ بطَبْعِي اللَّطِيْفِ أُدِّبْتُ وَلَمْ أَدع حَالَةً تُجَمِّلُنِي ... فِي النَّاسِ إِلَّا بِهَا تَجَمَّلْتُ فَصِرْتُ أحْدُوْثَة الشُّيُوْخِ لِمَا ... حَفَظْنُ مِنْ عِلْمِهِمْ وَأَتْقَنْتُ يَقُوْلُ فِي آخِرهَا: فَالحَمْدُ للَّهِ قَاسِم الرِّزْقِ فِي الخلقِ ... كَمَا اخْتَارَ لَا كَمَا اخْتَرْتُ فَلَيْتَ شِعْرِي مَا لي حُرِمْتُ وَلَمْ ... أُعْطِ كَغَيْرِي الَّذِينَ أَبْصرْتُ أَم لَيْتَ شِعْرِي لَمَّا بَدَا يَقْسِمُ ... الأَرْزَاقَ فِي أَيِّ مُطْبَقٍ كُنْتُ جَحْظَةَ البَرْمَكِيُّ: [من المنسرح] 3 - الحَمْدُ للَّهِ لَيْسَ لِي كَاتِبْ ... وَلَا عَلَى بَابِ مَنْزِلي حَاجِبْ قَوْلُ جَحْظَةَ: الحَمْدُ للَّهِ لَيْسَ لِي كَاتِبٌ. بَعْدَهُ: وَلَا حِمَارٌ إِذَا عَزَمْتُ عَلَى ... رُكُوْبِهِ قِيْلَ جَحْظَةٌ رَاكِبُ وَلَا قَمِيْصٌ يَكُوْنُ لِي بَدَلًا ... مَخَافَةً مِنْ قَمِيْصِي الذَّاهِبِ وَأُجْرَةُ البَيْتِ فَهِيَ مُقْرِعَةٌ ... أَجْفَانُ عَيْنِي بِالوَابِلِ السَّاكِتِ إِنْ زَارَني صَاحِبٌ عَزَمْتُ عَلَى ... بَيْعِ كِتَابٍ لِشِعْبَةِ الصَّاحِبِ أَصْبَحْتُ فِي معْشَرٍ شَتِيْمَتُهُمْ ... فَرْضٌ مِنَ اللَّهِ لَازِبٌ وَاجِبِ 33 - الحَمْدُ للَّهِ لَيْسَ لِي مَالُ ... وَلَا لِخَلْقٍ عَلَيَّ إِفْضَالُ ¬
ألحَانُ بَيْتِي وَمَشْجَبِي بَدَنِي ... وَخَازِنِي وَالوَكِيْلُ يُقَالُ حُبَابُ بنُ مَالِكٍ: [من البسيط] 34 - الحَمْدُ للَّهِ مَا زَالَ الوُشَاةُ بِهَا ... مِنْ غَيْرِ مَقْلِيَةٍ حَتَّى هَجَرْنَاهَا قَوْلُ حُبَابِ بن مَالِكٍ: الحَمْدُ للَّهِ مَا زَالَ الوُشَاةُ بِهَا بِعْدَهُ البَيْتُ المُتَقَدِّمُ حَيْثُ يَقُوْلُ: الحَمْدُ للَّهِ قَدْ كُنَا وَلَوْ نَزلَتْ. البَيْتُ. أُمَيَّةُ بن أَبِي الصَلْتِ: [من البسيط] 35 - الحَمْدُ للَّهِ مُمْسَانَا وَمُصْبِحُنَا ... بِالخَيْرِ صَبَّحَنَا رَبِّي وَمَسَّانَا يَقُوْلُ أُمَيَةُ بَعْدَ هَذَا البَيْتِ وَمَسَّانَا: وَقَدْ عَلِمْنَا لَوْ أَنَّ العِلْمَ يَنْفَعُنَا ... أنْ سَوْفَ يَلْحَقُ أُخْرَانَا بِأُولَانَا كَشَاجِمُ: [من البسيط] 36 - الحَمْدُ للَّهِ نَالَ النَّاسُ حَظَّهُمُ ... وَأْخْطَأَتْنِي عَلَى اسْتِحْقَاقِهَا الرُّتَبُ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ بَاقِي الأبْيَاتِ فِي التَّرْجمَةِ بِبَابِ الهَمْزَةِ هَامِشًا فَيُطْلَبُ مِنْ هُنَاكَ. وَمِنْ لَطَائِفِ التَّحْمِيْدِ نَثْرًا: الحَمْدُ للَّهِ شِعَارُ أَهْلُ الجَّنَّةِ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي إِذَا شِئْتُ أنزلتُ حَاجَتِي بِهِ بِغَيْرِ شَفِيْعٍ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَا يُحْمَدُ عَلَى المَكْرُوْهِ غَيْرُهُ. قَالَهُ أَبُو شرَاعَةَ وَقَدْ نَظَرَ فِي المرْآةِ فَرَأَى دَمَامَةَ وَجْهِهِ: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي يَقْتُلُ أَوْلَادُنَا وَنُحِبُّهُ. قَالَهُ عَبْدُ المَلِكِ بن مَرْوَانَ وَقَدْ أُصِيْبَ بِبَعْضِ وَلَدِهِ. بِحَمْدِ اللَّهِ لَا بِحَمْدِكَ. قَالَتْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ¬
لِلنَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلتْ سُوْرَةُ الإِفْكِ: الحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا يَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَلَا يَنْفِدُ آخِرُهُ وَيُصَدِّقُ بَاطِنُهُ ظَاهِرُهُ. الحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا دَائِمًا بَاقِيًا نَامِيًا كَثِيْرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيْهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى وَكَمَا يَنْبَغِي لِكَرِمِ وَجْهِهِ وَعَزِّهِ وَعَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ. ابْنُ الحَجَّاجِ: [من السريع] 37 - الحَمْدُ للَّهِ وَشُكْرًا لَهُ ... إِذْ رَدَّكَ اللَّهُ عَلَى ضَعْفِي ابن أَبِي العِظَامِ: [من السريع] 38 - الحَمْدُ للَّهِ وَشُكْرًا لَهُ ... كُلُّ امْرِئَ عَنِ أَهْلِهِ رَائِحُ أنْشَدَ ابْنُ وَهَبٍ لأَبِي هُرَيْرَةَ أَحْمَد بن عَندِ اللَّهِ بن أَبِي العِظَامِ يَرْثِي: خَلُّوْهُ فِي دَارِ البَلَى مُفْرَدًا ... وَنَاحَ فِي أَوْطَانِهِ النَّائِحُ يَا لَيْتَ شِعْرِي مَا الَّذِي قَالَهُ ... إِذْ رَاحَ عَنْ حفْرَتِهِ الرَّائِحُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا فَاسْمَعُوا ... قَوْلي فَإِنِّي مُشْفِقٌ نَاصِحُ لَا تُؤْثِرُوا الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِهَا ... فَفَرْق مَا بَيْنَهُمَا وَاضِحُ الحَمْدُ للَّهِ وَشُكْرًا لَهُ. البَيْتُ. كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: [من السريع] 39 - الحَمْدُ للَّهِ وَشُكْرًا لَهُ ... وَاللَّهُ أَهْلُ الحَمْدِ وَالشُّكْرِ بَعْدِهِ: أَلْطَافُهُ مَخْفِيَّةٌ دَائِمًا ... كَامِنَةٌ فِي العُسْرِ وَاليُسْرِ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: [من السريع] 40 - الحَمْدُ للَّهِ وَشُكْرًا لَه ... هَذَا أَوَانُ الحَمْدِ وَالشُّكْرِ بَعْدَهُ: ¬
كم فَرَّجَ الرَّحْمَنُ مِنْ كُرْبَةٍ ... وَفَكَّ فَكَّ العُسْرِ بِاليُسْرِ [من البسيط] 41 - الحَمْدُ للَّهِ لَا أَشْكُو إِلَى أَحَدٍ ... إِلَّا إِلَيْهِ صَبَابَاتِي وَأَوْجَاعِي [من البسيط] 42 - الحَمْدُ للَّهِ لَا أَشْكُو إِلَى أَحَدٍ ... إِلَّا شَكَا مِثْلَ مَا أَشْكُو مِنَ الزَّمَنِ وَمِنْ هَذَا بَابُ الحَمْدِ مَا لَفَظَهُ أَحْمَدُ اللَّهِ وَهُوَ فَصْلٌ مُفْرَد وَرَدَ هَامِشًا وَلَمْ يَرِدْ فِي الأَصْلِ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيّ: أَحْمَدُ اللَّهِ إِذْ رَآنِي نُوَّمًا ... لَا أَرَى فِيْهِ غَيْرَ أَمْركَ أَمْرَا (¬1) قَبْلَهُ: عَظَّمَ اللَّهُ يَوْمَ فِطْرِكَ فِطْرًا يا ... ابنَ أَعْلَى المُلُوْكِ جدًا وَذِكْرَا وَأَهَلَّ الشُّهُوْرَ بِالسَّعْدِ مَا عِشْتَ ... وَأَبْقَاكَ آخِرِ الدَّهِرِ عَصْرَا أحمدُ اللَّهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: طَابَ فِيْهِ نَسِيْمُ عِطْرِكَ حَتَّى ... لحسبنَا عَجَاجَ خَيْلِكَ عِطْرَا وَتَجَلَّيْتَ مِلْءَ عَيْنٍ وَصَدْرٍ ... وَقَدِيْمًا مَلأتَ عَيْنًا وَصَدْرَا طُلْتَ مَجْدًا وَطلتَ فَخْرًا بَنِي ... آدَمَ طُرًّا فَطلْ كَذَلِكَ عُمْرَا وَمِنْهُ قَوْلُ العَطَوِيّ: أَحْمَدُ اللَّهِ صَارَتِ الكَأْسُ تَأْسُو ... دُوْنَ إِخْوَانِي الثِّقَاتِ جِرَاحِي (¬2) وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيْدٍ: أَحْمَدُ اللَّهِ فَلَا نِدَّ لَهُ ... بِيَدَيْهِ الخَيْرُ مَا شَاءَ فَعَل (¬3) ¬
وَمِنْهُ قَوْلُ: أَحْمَدُ اللَّهِ لَوْ تَعَشَّقْتُ أَمْرًا ... صارَ فِي أَعْيُنِ البَرِيَّةِ فَجْرَا وَمِنْهُ قَوْلُ: أَحْمَدُ اللَّهِ مَا امْتَحَنْتُ صدِيْقًا ... إِلَّا نَدِمْتُ عِنْدَ امْتِحَانِي (¬1) وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيّ: أَحْمَدُ رَبِّي عَلَى ضِيَاءٍ ... قَبَسْتهُ مِنْ دُجَى الخُطُوْبِ (¬2) الرَّضَيُّ المَوْسَوِيُّ: [من البسيط] 43 - الحَمْدُ للَّهِ لَا أَشْكُو إِلَى أَحَدٍ ... قَلَّ الوَفَاءُ مِنَ الشُّبَّانِ وَالشّيْبِ قَبْلَهُ: وَعَدْتَ يا دَهْرُ شيئا بِتُّ أَرْقَبُهُ ... وَمَا أَرَى مِنْكَ إِلَّا وَعْدَ عُرْقُوْبِ وَحَاجَةٍ أَبْقَا ضَناهَا وَيَمْطِلُنِي ... كَأَنَّهَا حَاجَةٌ فِي نَفْسِ يَعْقُوْبِ قَدْ كُنْتُ عِزًّا وَكَانَ الدَّهْرُ يَسْمَحُ لي ... أَنْ الرَّقِيْبَ عَلَى دُنْيَايَ تَجْرِيْبِي الحَمْدُ للَّهِ. البيتُ [من المنسرح] 44 - الحَمْدُ للَّهِ لَا شَرِيْكَ لَهُ ... أَيْأَسَ مَا كُنْتُ جَاءَنِي الفَرَجُ وَجَدْتُ هَذَا البَيْتُ مَكْتُوْبًا عَلَى فَصِّ خَاتَمٍ. أَبُو العتَاهيَة: [من المنسرح] 45 - الحَمْدُ للَّهِ لَا شَرِيْكَ لَهُ ... تَجْرِي القَضَايَا مِنْهُ عَلَى قَدَرِ ¬
يَقُوْلُ أَبُو العَتَاهِيَةِ فِي عَلِيّ بن يَقْطِيْنٍ الكُوْفِيِّ مَوْلَى أَبِي أَسَدٍ. وَبَعْدَهُ: مَا أَقْدَرَ اللَّهُ أَنْ يُغَيِّرَ مَا ... أَصْبَحْتَ فِيْهِ فَكُنْ عَلَى حَذَرِ مَا بَالَكَ لَا تِرْجِعُ السَّلَامَ عَلَى ... الزُّوَارِ إِلَّا بِلَمْحَةِ البَصَرِ تَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ مِنْ بَشَرٍ ... فَكَيْفَ لَوْ كنْتَ مِنْ سِوَى البَشَرِ؟ ابْنُ العَلَّافِ: [من المنسرح] 46 - الحَمْدُ للَّهِ لَا شَرِيْكَ لَهُ ... فَكُلُّ مَا قَدْ تَرَى إِلَى أَمَدِ [من المنسرح] 47 - الحَمْدُ للَّهِ لَا شَرِيْكَ لَهُ ... قَدْ نَبَتَ العُشْبُ فِي التَّنانِيْرِ بِعْدَهُ: وَالفَارُ قَدْ وَدَّعُوا مَنَازِلِنَا ... فَالجُّوْعُ قَدْ حَلَّ بِالسَّنَانِيْرِ أُمَيَّةُ بن أَبِي الصلْتِ: [من المنسرح] 48 - الحَمْدُ للَّهِ لَا شَرِيْكَ لَهُ ... مَنْ لِمْ يَقُلْهَا فَنَفْسَهُ ظَلَمَا هَذَا آخَرُ الفَصْلِ الَّذِي أَوَّلُ أَبْيَاتِهِ: الحَمْدُ للَّهِ وَعِدّتهَا خَمْسُوْنَ بَيْتًا اقْتَصَرْنَا عَلَيْهَا وَيَتْلُوْهُ الفَصْلُ الَّذِي أَوَّلُ أَبْيَاتِهِ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهِيَ أَيْضًا خَمْسُوْنَ بَيْتًا. [من المنسرح] 49 - الحَمْدُ للَّهِ لَا شَرِيْكَ لَهُ ... يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَيُّهَا الرَّجُلُ [من المنسرح] 50 - الحَمْدُ للَّهِ لَا صَدِيْقَ لِمَنْ ... زَلَّتْ بِهِ فِي زَمَانِهِ القَدَمُ بَكَّارَةُ الهِلَالِيَّةُ: [من الكامل] ¬
51 - اللَّهُ أَخَّرَ مُدَّتِي فَتَطَاوَلَتْ ... حَتَّى رَأَيْتُ مِنَ الزَّمَانِ عَجَائِبَا هَذَا البَيْتُ قِيْلَ لِرَجُلٍ عَطَسَ فَقَالَ: نعم وَيَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ ... بِهِ يَتِمُّ الرَّجَاءُ وَالأَمَلُ قَالَتْهُ لَمَّا وَقَدَتِ الحَرْبُ بِصفِّيْنَ وَهِيَ مِنْ أَصحَابِ أمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السلَّامُ تَخُصُّ أَصحَابِهِ عَلَى قِتَالِ مُعَاوِيَةَ تَقُوْلُ: قَدْ كُنْتُ أَرْجُو أنْ أَعِيْشَ وَلَا ... أَرَى فَوْقَ المَنَابِرِ مِنْ أُمَيَّةَ خَاطِبَا (¬1) فَاللَّهُ أَخَّرَ مُدَّتِي فَتَطَاوَلَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ لَا يَزَالُ خَطِيْبُهُمْ ... وَسْطَ الجُّمُوْعِ لآلِ أَحْمَدَ عَائِبَا أَبُو بَكْر بن اللَّبَّانَةِ: [من البسيط] 52 - اللَّهُ إِذْ صَوَّرَ الأَشْيَاءَ صَوَّرَهُ ... عَيْنَ الكَمَالِ فَلَمْ يُنْقِصْ وَلَمْ يَزِدِ حَاشِيَة بَعْدَهُ: مَلَكٌ تَلأَلأَ فِي أَبْنَائِهِ وَسَطَا ... بِالبَدْرِ وَالمُشْتَرِي وَالشِّبْلِ وَالأَسَدِ ¬
وَهَذَا يَقُوْلُهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن اللبَانَةِ شَاعِرُ آلِ عبَّادٍ مُلُوْكِ المَغْرِبِ فِي المُعْتَمدِ عَلَى اللَّهِ بنِ المُعْتَضدِ بِاللَّهِ وَقَدْ كَرَّرَ مَعْنَى البَيْتِ الأَخِيْرِ فَقَالَ يَمْدَحَهُ: بِمُهْجَتِهِ شَادَ العُلَى ثُمَّ زَادَهَا ... بِنَاءً بِأَبْنَاءٍ حَجَاجَةٍ لَدِّ بِأَرْبَعَةٍ مِثْلَ الطِّبَاعِ تَرَكَّبُوا لِتَعْدِيْلِ ... جِسْمِ المَجْدِ وَالكَرَمِ العدِّ وَذَلِكَ لأَنَّ أَرْكَانَ مُلْكِ المُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ بِأَرْبَعَةٍ مِنْ بَنِيْهِ جَعَلَهُمْ أَرْكَانَ مَبَانِيْهِ وَهُمْ الرَّشِيْدُ وَالمُعْتَدُّ وَالرَّاضِي وَالمَأْمُوْنُ. أَبُو عُبَادَةَ البُحْتُرِيِّ: [من الكامل] 53 - اللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يُعَمِّرَ صَالِحًا ... فَدَوَامُ عُمْرِكَ خَيْرُ شَيْءٍ يُسْأَلُ صالِحُ بنُ عَبْدُ القُدُّوْسِ: [من مجزوء الكامل] 54 - اللَّهَ أَشْكُرُ دَائِمًا ... فَبَلَاؤُهُ حَسَنُ جَمِيْلٌ بَعْدَ قَوْلِهِ: حَسَنٌ جَمِيْلُ أَصْبَحْتُ مَسْرُوْرًا مُعَافَى ... بَيْنَ أَنْعُمِهِ أَجُوْلُ خِلْوًا مِنَ الأَحْزَانِ خَفَّ ... الظَّهْرِ يُقْنِعِنِي القَلِيْلُ حُرًّا فَلَا مِنَنٌ لِمَخْلُوْقٍ ... عَلَيَّ وَلَا سَبيْل لَمْ يُشْقِنِي حِرْصٌ وَلَا ... طَمَعٌ وَلَا أَمَلٌ طَوِيْلُ سِيَّانَ عِنْدِي ذُو الغِنَى ... المِتْلَافُ وَالرَّجُلُ البَخِيْلُ وَنَفَيْتُ بِاليَأْسِ المُنَى ... عَنِّي فَطَابَ لِيَ المَقِيْلُ وَالنَّاسُ كُلُّهُمُ لِمَنْ ... خَفَّتْ مَئُوْنَتهِ خَلِيْلُ وتُرْوَى هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِمُحَمَّدِ بنِ حَازِمٍ البَاهَلِيّ. وَمِنْ هَذَا الباب قَوْلُ بَشَّارٍ: ¬
فِي القَصْرِ ذِي الشَّرَفَاتِ الْبِيْضِ جَارِيَةٌ ... رَيَّا التَّرَائِبِ وَالأَرْدَافِ وَالقَصَب (¬1) اللَّهُ أَضْفَى لَهَا وُدِّي وَصوَّرَهَا ... نَقْشًا مِنَ الدُّرِّ فِي جِلْدٍ مِنَ الذَّهَبِ وَاللَّهُ أَنْفَكُّ أَدْعُوْهَا وَأَطْلُبُهَا ... حَتَّى أَمُوْتَ وَقَدْ أُعْذِرْتُ فِي الطَّلَبِ وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُ ابن الحَجَّاجِ فِي بَنِي حَمْدَانَ: اللَّهُ جَازَ بَنِي حَمْدَانَ مَا طَلعَتْ ... شَمْسٌ وَمَا لَاحَ فِي إِعْجَازِ (¬2) تطُيْعَهُمْ نُوَبُ الأَيَّامِ خَاضعَةً ... وَيَفْعَلُ الدَّهْرُ مَا شَاءُوا وَمَا أَمَرُوَا بُدُوْرُ تَمٍّ مُنِيْرَاتٌ إِذَا جَلَسُوا ... وَأُسْدُ غَابٍ هَصُوْرَاتٌ إِذَا نَفَرُوا مِنْ كُلِّ أَغْلَبَ مَا فِي جَأْشِهِ خَوَرٌ ... تَحْتَ العَجَاجِ وَلَا فِي بَاعِهِ قصَرُ هِمَّة يَشْمِلُ الدُّنْيَا تَيَقُّظُهَا ... فَلَيْسَ يُعْجِزُهَا بَدْوٌ وَلَا حَضرُ [من البسيط] 55 - اللَّه أَصْدَقُ وَالآمَالُ كَاذِبَةٌ ... وَجُلُّ هَذِي المُنَى فِي الصَّدْرِ وَسْوَاسِ جَرِيْرٌ: [من البسيط] 56 - اللَّهُ أعْطَاكَ فَاشْكُر فَضْلَ نِعْمَتِهِ ... أعْطَاكَ تِلْكَ الَّتِي مَا فَوْقَهَا شَرَفُ بَعْدَهُ: هَذِي البَرِيَّةُ مَا رَضِيْتَ لَهَا ... إِنْ سِرْتَ سَارُوا وَإِنْ قُلْتَ اقْعُدُوا أَنْتَ المُبَارَكُ وَالمَيْمُوْنُ غُرَّتُهُ ... لَوْلَا تُقَوِّمُ دَرْأَ النَّاسِ سُرْبِلْتَ سِرْبَالِكَ مُلْكٍ غَيْرَ مُبْتَدِعٍ ... قَبْلَ الثَّلَاثِيْنَ إِنَّ الخَيْرَ [من الكامل] 57 - اللَّهُ أعْلَمُ بِالقُلُوبِ وَإِنَّمَا ... لَكَ مَا بَدَا لَكَ مِنْهُمُ بِالأَلْسُنِ ¬
كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: [من الكامل] 58 - اللَّهُ أَكْبَرُ قَدْ بَلَغْتُ بِسَاعَةٍ ... مَا لَيْسَ يَبْلُغُهُ امْرُؤٌ فِي دَهْرِهِ بَعْدَهُ: مَا دَارَ فِي خلْدِي الَّذِي قَدْ نِلْتُهُ ... أَبَدًا وَلَا نَطَقَ اللِّسَانُ [بذكرِه] هَذَا عَطَاءٌ لَا يُقَامُ بِحَمْدِهِ ... حَقَّ القِيَامِ وَلَا يُقَامُ [بشكرهِ] لَكِنَّمَا وُسعُ المُقِلُّ بِجَهْدِهِ ... فِي حَمْدِهِ وَالشُّكْرُ [في شكره] فَلَيَشْكُرَنَّكَ فِي الحَيَاةِ فَإِنْ يَمُتْ ... فَلَتَشْكُرَنَّكَ أَعْظَمُ [. . . .] الرَّضيُّ المَوْسَوِيُّ: [من البسيط] 59 - اللَّهُ أَكْرَمُ مَوْلًى أَنْتَ آمِلُهُ ... يَوْمًا وَأَعْظَمُ مَنْ يُعْطِي وَمَنْ يُسَلُ امْرُؤُ القَيْسِ: [من الكامل] 60 - اللَّهُ أَنْجَحُ مَا طَلَبْتَ بِهِ ... وَالبِرُّ خَيْرُ حَقِيْبَةِ الرَّحْلِ أوَّلُ قَصِيْدَةُ امرُؤُ القَيْسِ: لِمَنِ الطُّلُوْلُ بِجَانِبِ الَغَزْلِ ... إِذْ لَا يُلَائِمُ شَكْلُهَا شَكْلِي يَقُوْلُ مِنْهَا: مَاذَا يشقق عَلَيْكَ مِنْ ظُعُنٍ ... إِلَّا صبَاكَ وَقِلَّةُ العَقْل مَنَّيْتِنَا بِغَدٍ وَبَعْدَ غَدٍ ... حَتَّى بَخَلْتِ بِأَسْوَأَ البُخْلِ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَا أَسْتَقِيْدُ لِمَنْ دَعَا لِصبًى ... قَسْرًا وَلَا أَصْطَادُ بِالخَتْلِ عَفتِ الدِّيَارُ فَهَا بِهَا أَهْلِي ... وَلَوَتْ شُمُوْسُ بَشَاشَةَ البَذْلِ ¬
أَقْبَلْتُ مُقْتَصِدًا وَرَاجَعَنِي ... حلْمِي وَسدَّدَ لِلنَّدَى فِعْلِي وَاللَّهُ أَنْجَحُ مَا طَلَبْتَ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمِنَ الطَّرِيْقَةِ جَائِرٌ وَهُدَى ... قَصْدَ المَحَجِّ وَمِنْهُ ذُوْ دَخْلِ إنِّي لأَصْرِمُ مَنْ يُصَارِمُنِي ... وَأَجُدُّ وَصلَ مَنِ ابْتَغَى وَصْلِي وَأَخِي إِخَاءٍ ذِي مُحَافَظَةٍ ... سَهْلِ الخَلِيْقَةِ مَاجِدِ الأَصْلِ حُلْوٍ إِذَا مَا جِئْتُ قَالَ أَلَا ... فِي الرَّحْبِ أَنْتَ وَمَنْزِلِ السَّهِلِ إنِّي بِحُبِّكِ وَاصِلٌ حَبْلِي ... وَبِرِيْشِ نَبْلِكِ رَايِشٌ نَبْلِي وَشَمَائِلِي مَا تَعْلَمِيْنَ وَمَا ... نَبَحَتْ كِلَابُكِ طَارِقًا مِثْلِي سُئِلَ الفَرَزْدَقُ: أَيُّ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ أَحْكَمُ؟ قَالَ: مَا اشْتَمَلَ عَلَى مَثَلَينِ يَسْتَغْنِي بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ عَلَى حِدَتِهِ ثُمَّ أنْشَدَ: اللَّهُ أَنْجَحُ مَا طَلَبْتَ بِهِ، وَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ: وَالبرّ خَيْرٌ حَقِيْبَةِ الرَّجُلِ قَالَ أَبُو عَلِيّ الحَاتِمِيّ: قَدْ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي أَشْعَرِ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ فَكُلٌّ أَتَى بِمَا عِنْدَهُ وَأَنَا أَقُوْلُ أَشْعَرِ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ: اللَّهُ أَنْجَحُ مَا طَلَبْتَ بِهِ. البَيْتُ السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من الكامل] 61 - اللَّهُ جَارُكَ ظَاعِنًا وَمُقِيْمَا ... وَكفِيْلُ نَصْرِكَ حَادِثًا وَقَدِيْمَا يَقُوْلُ السَّرِيُّ ذَلِكَ مُخَاطِبًا لِسَيْفِ الدَّوْيَةِ بنُ حَمْدَانَ وَقَدْ عَزَمَ عَلَى المَسِيْرِ مِنَ الشَّامِ إِلَى دِيَارِ بَكْرٍ وَبَعْدَهُ: إِنْ تَسِرْ كَانَ لَكَ النَّجَاحُ مُصَاحِبًا ... أَوْ تَثو كَانَ لَكَ السُّرُوْرُ نَدِيْمَا تَغْشَاكَ بَارِقَةُ السَّحَابِ إِذَا سَرَتْ ... غَيْثًا وَتَلْقَاكَ الرِّيَاحُ نَسِيْمَا أَسَمِيَّ مُرْهَفَةِ السُّيُوْفِ فَضَلْتَهَا ... شِيَمًا إِذَا جَدَّ القراعُ وَخِيْمَا أَلْبَسْتَنِي نِعَمًا رَأَيْتُ بِهَا الدُّجَى ... صبْحًا وَكُنْتُ أَرَى الصَّبَاحَ بَهِيْمَا فَغَدَوْتُ يَحِسِدُنِي الصَّدِيْقُ وَقَبْلَهَا ... مَا كَانَ يَلْقَانِي العَدُو رَحِيْمَا ¬
فَمَلأْتُ آفَاقَ البلَادِ بِمَنْطِقٍ ... لَوْلَا الثَّنَاءُ عَلَيْكَ عَادَ وُجُوْمَا عَبَقٍ تَنَازَعَهُ الَرُّوَاةُ كَأَنَّمَا ... يَتَنَازَعُوْنَ بَنَفْسجًا مَغْمُوْمَا البُحْتُرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 62 - اللَّهُ جَارُكَ فِي انْطِلَاقِكَ ... تِلْقَاءَ شَأمِكَ أَوْ عِرَاقِكْ بَعْدَ قَوْلِ البُحْتُرِيِّ شَامِكِ أَوْ عِرَاقَك لَا تَعْذِلِيْنِي فِي خُرُوْجِي يَوْمَ ... سِرْتَ وَلَمْ أُلَاقِك وَعَرِفْتُ مَا يَلْفِي المُوَدِّ ... عُ عِنْدَ ضَمَّكِ وَاعْتِنَاقِك وَعَلِمْتُ أَنَّ لِقَائَنَا ... سَبَبُ اشْتِيَاقِي وَاشْتِيَاقِكْ فَتَرَكْتُ ذَاكَ تَعَمُّدًا ... وَخَرَجْتُ أَهْرَبُ مِنْ فرَاقِك إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الكامل] 63 - اللَّهُ جَارُكَ وَالنَّبِيُّ الهَادِي ... يَا مَن يُوَالِي فِيْهمَا وَيُعَادِي الإِمَامُ المُعْتَزُّ بِاللَّهِ: [من المنسرح] 64 - اللَّهُ جَارٌ لَهَا فَمَا امْتَلأَتْ ... عَيْنِيَ إِلَّا مِنْ حَيْثُ أُبْصِرُهَا قَبْلَهُ: بَيْضَاءُ رود الشَّبَابِ قَدْ غُمِسَتْ ... فِي خَجَلٍ دَائِبٍ يُعَصْفِرُهَا مَجْدُوْلَة هَزَّهَا الصِّبَى فَشَفَى ... قَلْبكَ مَسْمُعُهَا وَمَنْظَرُهَا اللَّهُ جَارٌ لَهَا. البَيْتُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِي: اللَّهُ حَسْبِي فِي جَمِيْعِ أَمْرِي ... بِهِ غنَائِي وَإِلَيْهِ فَقْرِي (¬1) ¬
وَمِنْهُ قَوْلُ حَمَاسِ بنِ مَاثِلٍ الأَسَدِيّ: اللَّهُ نَجَّى قَلُوْصِي بَعْدَمَا عَلِقَتْ ... الأَمِيْرِ وَمِنْ نَصرِ بنِ سَيَّارِ (¬1) ابن المُعْتَزِّ بِاللَّهِ: [من الرجز] 65 - اللَّهُ حَسْبِي وَبِهِ تَوْفِيْقِي ... مَا أَسْمَجَ الدُّنْيَا بِلا صَدِيْقِ وَأَضعَفَ المَالُ عَنِ الحُقُوْقِ ... وَأَمْيَلُ الدَّهْرِ إِلَى العُقُوْقِ جَعْفَرُ بنُ شَمْس الخِلَافَةِ: [من الكامل] 66 - اللَّهُ عَوَّدَكُمْ وَأنْتُمْ أَهْلُهُ ... نَصْرًا عَلَى الأَعْدَاءِ وَالأَضْدَادِ قَوْلُ ابْنُ شَمْسِ الخلَافَةِ هَذَا يَمْدَحُ بهِ الشَّرِيْفُ إِسْمَاعِيْل بن ثَعْلَبٍ مِنْ قَصيْدَةٍ أَوَّلُهَا: كُحِلَتْ جفُوْني بَعْدَكُمُ بِسُهَادِ ... وَتَمَرَّهَتْ مِنْ طَيْفِكُمْ وَرُقَادِي يقول منها فِي المدح، منقول من خطّهِ: مَلِكٌ عَطَايَاهُ الجَّزِيْلَةُ قَلَّلَتْ ... هَمِّي وَلَكِنْ كَثَّرَتْ حُسَّادِي لِلّهِ دَرّ الجُوْدِ فِعْلًا إِنَّهُ ... زَيْنُ الكِرَامِ وَحِلْيَةُ الأَمْجَادِ أَوَ لَسْتَ مِنْ قَوْمٍ هُمُ سُحُبُ النَّدَى ... يَوْمَ العَطَاءِ وَهُمْ بُدُوْرُ النَّادِي أَهْلُ السَّمَاحَةِ وَالفَصَاحَةِ وَالعُلَى ... وَالصِّدْقِ عِنْدَ الوَعْدِ وَالإِيْعَادِ اللَّه عودكم. البيت. أَسْيَافُهُمْ تَنْبُوا إِذَا مَا جُرِّدَتْ ... وَسُيُوفكم يَقْطَعْنَ فِي الأغْمَادِ أنْشَدَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ الدِّمَشْقِيّ: [من البسيط] 67 - اللَّهُ عَوَّدَنِي الحُسْنَى فَمَا بَرِحَتْ ... عِنْدِي لَهُ نِعَمٌ تَتْرَى وَتَتَّصِلُ ¬
عَبْدُ قَيْسِ بنُ خَفَافٍ البَرْجِمِيُّ: [من الكامل] 68 - اللَّهَ فَاتِّقِهِ وَأَوْفِ بِنُذْرِهِ ... وَإِذَا حَلَفْتَ مُمَارِيًا فَتَحَلَّلِ أَبْيَاتُ عَبْدِ القَيْسِ خفَافٍ البَرْجُمِيُّ أوَّلُهَا: أَجُبَيْلُ إِنَّ أَبَاكَ كَارِبُ يَوْمِهِ ... فَإِذَا دُعِيْتَ إِلَى العِظَامِ فَأَعْجلِ أُوْلَئِكَ إِيْصاءُ امْرِىٍ لَكَ نَاصِحٍ ... طَبْنٍ بِرَيْبِ الدَّهْرِ غَيْر مُغَفَّلِ اللَّهُ فَاتَّقِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَالضَّيْفُ أَكْرِمْهُ فَإنَّ مَبيْتهُ ... حَقٌّ وَلَا تَكُ لَعْنَةً لِلنُّزَّلِ وَأعْلَمْ بِأَنَّ الضَّيْفَ مُخبِر أَهْلِهِ ... بِمَبِيْتِ لَيْلَتِهِ وَإِنْ لَمْ يُسْأَلِ وَاتْرُكْ مَكَانَ السُّوْءِ لَا تَحْلُلْ بِهِ ... وَإِذَا نَبضا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ دَارُ أَمْوَالٍ لِمَنْ رَآهَا دَارَهُ ... أَفَرَاحِلٌ مِنْهَا كَمَنْ لَمْ يَرْحَلِ وَإِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرِ شَرٍّ فَاتَّئِدْ ... وَإِذَا هَمَمتَ بِأَمْرِ خَيْرٍ فَاعْجَلِ وَإِذَا آلَتْكَ مِنَ العَدُوَّ قَوَارِصٌ ... فَاقْرِصْ كَذَاكَ وَلَا تَقُلْ لَمْ أَفْعَلِ وصِلْ مَا بَدَا لَكَ ودّه ... واجْذُذْ حبَالَ الخَائِنِ المُتَبَدِّلِ وَإِذَا تَشَاجَرَ فِي فُؤَادِكَ مَرَّةً ... أَمْرَانِ فَاعْمَدْ لِلأَعَفِّ الأَجْمَلِ وَإِذَا افتقَرْتَ فَلَا تَكُنْ مُتَجَشِّعًا ... تَرْجُو الفَوَاضِلَ عِنْدَ غَيْرِ المفْضَلِ وَإِذَا لَقِيْتَ القَوْمِ فَاضْرُبْ فِيْهِمُ ... حَتَّى يَرُوْكَ طِلَاءَ أَجْرَبَ مُهْمَلِ وَإِذَا لَقِيْتَ البَاهِشِيْنَ إِلَى النَّدَى ... غَبْرًا ألقهمْ بِقَاعٍ مُمْحِلِ فَأَعِنْهُمُ وَأيْسِرْ بِمَا يَسَرُوا بِهِ ... وَإِذَا هُمُ نَزَلُوا بِضَنْكٍ فَانْزِلِ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الرجز] 69 - اللَّهُ فَعَّالٌ لِمَا يَشَاءُ ... كَمْ شِدَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا رَخَاءُ ¬
ابْنُ زُرَيْقٍ الكَاتِبُ: [من البسيط] 70 - اللَّهُ قَسَّمَ بَيْنَ النَّاسِ رِزْقَهُمُ ... لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ مِنْ خَلْقٍ يُضَيِّعُهُ مُحَمَّدُ بن يَزِيْدُ المَهْبَلِيُّ: [من البسيط] 71 - اللَّهُ يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِ الأَمِيْرِ لَنَا ... وَكُلُّنَا لِلْمَنَايَا دُوْنَهُ غَرَضُ بَعْدَهُ: فَفِي الأَنَامِ لَهُ مِنْ غَيْرِنَا عِوَضٌ ... وَلَيْسَ فِي غَيْرِهِ مِنْهُ لنَا عَوَضُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بن المُبَارَك الخُرَاسَانِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ (¬1): اللَّهُ يَدْفَعُ بِالسُّلْطَانِ مُعْضِلَةً ... عَنْ دِيْننَا رَحْمَةً مِنْهُ وَرِضْوَانَا لَوْلَا الأَئِمَّةُ لَمْ تَأْمَنْ لنَا سُبُلٌ ... وَكَانَ أَضْعَفُنَا نَهْبًا لأَقْوَانَا قِيْلَ: وَرَدَ عَلَى أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ الرَّشِيْدُ صَاحِبُ الخَبَرِ مِنَ هيْتِ أَنَّهُ مات رَجُلٌ بِهَذَا المَوْضِعِ غَرِيْبٌ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى جَنَازَتِهِ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا عَبْدِ اللَّهِ ابنِ المُبَارَكِ الخُرَاسَانِيّ. فَقَالَ الرَّشِيْدُ: إنَّا للَّهِ وَإنَّا إِلَيْهِ رَاجعُونَ. يَا فَضلُ لِلْفَضلِ بن الرَّبِيع وَزِيْرِ ائذِنْ لِلنَّاسِ يُعَزُّوْنَا فِي عَبْدِ اللَّهِ ابن المُبَارَكَ فَأَظهَرَ الفَضْلُ فَقَالَ: وَيْحَكَ أنْ عَبْدَ اللَّهِ هُوَ الدّرُّ يَقُوْلُ: اللَّهُ يَدْفَعُ بِالسُّلْطَانِ مُعْضِلَةً. البَيْتَانِ مَنْ ذا الَّذِي يَسْمَعُ هَذَا القَوْلَ مِنْ مِثْلِ ابنِ المُبَارَكَ مَعَ فَضْلِهِ وَزُهْدِهِ وَعِظَمِهِ فِي صَدْرِ العَامَّةِ وَلَا يَعْرِفُ حَقَّنَا. قِيْلَ: وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى الفَضيْلِ بن عِيَاضٍ رَحَمَهُ اللَّهُ فِي شَهْرِ رَمَضانَ سَنَةِ إحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمِائَةِ فَنَعَى إِلَيْهِ ابن المُبَارَكَ فَقَالَ الفَضيْلُ: رَحَمَهُ اللَّهُ أَمَا أَنَّهُ مَا خَلّف بَعْدَهُ مِثْلَهُ. ¬
جُنْدَحٌ المُرِيُّ: [من البسيط] 72 - اللَّهُ يَطْوِي بِسَاطَ الأَرْضِ عَنِ كَثَبٍ ... حَتَّى يُرَى الرَّبْعُ مِنَّا وَهُوَ مَأْهُوْلُ المَجْنُوْنُ: [من البسيط] 73 - اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ النَّفْسَ قَدْ تَلِفَتْ ... شَوْقًا إلَيْكِ وَلَكِنِّي أُسَلِّيْهَا قَبْلَهُ: مَنيتكَ النَّفْسَ حَتَّى قَدْ أَضَرَّ بِهَا ... وأَيقَنَتْ خَلفًا مِمَّا أُمَنِّيْهَا اللَّهُ يَعْلَمُ. البَيْتُ وَسَاعَةٌ مِنْكَ أَلْهُوْهَا وَإِنْ قَصُرَ ... تْ أَشْهَى إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا (¬1) الفَضْلُ بن العَبَّاسِ: [من البسيط] 74 - اللَّهُ يَعْلَمُ أنَّا لَا نُحِبكُّمُ ... وَلَا نَلُوْمُكُمْ إِنْ لَمْ تُحِبُّوْنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن أَبِي عُيَيْنَه: [من الكامل] 75 - اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ فُرْقَةَ بَيْنِنَا ... فِيْمَا أَرَى شَيْءٌ عَلَيَّ يَهُوْنُ خَالِدٌ الكَاتِبُ: [من الكامل] 76 - اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ فِي أَلَمِ الهَوَى ... مَا فِيْهِ شُغْلٌ عَنْ مَقَالِ العَاذِلِ بَعْدَ قَوْلِهِ عَنْ مَقَالِ العَاذِلِ: أَقْسَمْتُ أنِّي لَا أُجِيْبُ مُعَاتِبي ... فِي حُبَكمْ إِلَّا بِدَمْعٍ هَاطِلِ وَهُوَ الجَّوَابُ كَفَاهُ فِي إِسْكَاتِهِ ... إذْ لَمْ يَجِدْ فِي الصَّبِّ مُسْكِتِ قَائِلِ ¬
وَالنَّاسُ مِنْكَ عَلَى مِثَالٍ وَاحِدٍ ... يَلْقُوْنَ مِنْ عَيْنَيْكَ مَا هُوَ قَاتِلِي فَتَصَدَّقِي لَا تَأَمَنِي أنْ تَسْأَلِي ... فَلَئِنْ سَأَلْتِ عَرَفْتِ ذُلَّ السَّائِلِ مَطَرَتْ عَلَى قَلْبِي سَحَائِبُ عِشْقِكُمْ ... دَبَّ الهَوَى فِي أَعْظُمِي وَمَفَاصِلِي يَا عَاذِلِي أَقْصِرْ فَلَسْتُ بِمُنْتَهٍ ... عَمَّنْ بُلِيْتُ بِحُبِّهِ يَا عَاذِلِي ابْنُ لَنْكَكَ البَصرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 77 - اللَّهُ يَعْلَمُ أنَّنِي أهْوَى ... عِنَاقَكَ وَالْتِزَامَك قَبْلَهُ: قُمْ يَا غُلَامُ أَدِرْ مُدَامَكَ ... احْثُثْ عَلَى الندمَانِ جَامَك تُدْعَى غُلَامِي ظَاهِرًا ... وَأَكُوْنُ فِي سِرٍّ غُلَامَك اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّنِي. البَيْتُ مَجْنُوْنٌ: [من الكامل] 78 - اللَّهُ يَعْلَمُ أنَّنِي كَمِدُ ... لَا أَسْتَطِيْعُ أبُثُّ مَا أَجِدُ أنْشَدَ المُبَرَّدُ عَنْ بَعْضِ المَجَانِيْنِ: اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّنِي كَمِدُ. وَبَعْدَهُ رُوْحَانِ لِي رُوْحٌ تَضمَّنَهَا ... بَلَدٌ وَأُخْرَى حَزَّهَا بَلَدُ وَأَرَى المُقِيْمَةَ لَيْسَ يَنْفَعُهَا ... صبْرٌ وَلَا يَقْوَى بهَا جَلَدُ وَأَظنُّ غَائِبَتِي كَشَاهِدَتِي ... بِمَكَانِهَا تَجِدُ الَّذِي أَجِدُ قَالَ وَأنْشَدَ هَذَا المَجْنُوْنُ أَيْضًا أَبْيَاتًا آخِرَهَا: إِنِّي عَلَى العَهْدِ لن أُنْقِضْ مَوَدّتهمْ ... فَلَيْتَ شِعْرِي لِطُوْلِ العَهْدِ [ما فعلوا] (¬1) فَقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعِي مِنَ الثُّقَلَاءِ ماتوا، قَالَ إذًا أَمُوْتُ ثُمَّ اسْتَنَدَ إِلَى السَّارِيَةِ فَمَاتَ. ¬
ابْنُ أَبِي فَنَنٍ: [من الكامل] 79 - اللَّهُ يَعْلَمُ أنَّنِي لَكَ شَاكِرٌ ... وَالحُرُّ لِلْفِعْلِ الجَمِيْل شَكُوْرُ 80 - اللَّهُ يَعْلَمُ أنَّنِي لَكَ عَاشِق ... وَكفَى بِحُبِّكَ أَنْ أَمُوْتَ شَهِيْدَا قَبْلَهُ: مَا لِي أَرَاكَ عَلَى البعَادِ جَلِيْدَا ... أَتُرَاكَ صَخْرًا أَم تُرَاكَ حَدِيْدَا اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّنِي لَكَ عَاشِق. البَيْتُ وَبَعْدَهُ إِنْ كُنْت آملُ فِي هَوَاكَ خيانةً ... فَأَتَيْتُ فِي دِيْنِ الإِلَهِ جُحُوْدَا دِعْبَل الخُزَاعِيُّ: [من الكامل] 81 - اللَّهُ يَعْلَمُ أنَّنِي مَا سَرَّنِي ... شَيْءٌ كطَارِقَةِ الضُّيُوْفِ النُّزَّلِ بَعْدَهُ: مَا زِلْتُ بِالتَّرْحِيْبِ حَتَّى خِلْتَنِي ... ضَيْفًا لَهُ وَالضَّيْفُ رَبُّ المَنْزِلِ حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: [من البسيط] 82 - اللَّهُ يَعْلَمُ أنِّي ذُو مُحَافَظَةٍ ... مَا لَمْ يَخُنِّي خَلِيْلِي يَبْتَغِي بَدَلَا قَبْلَهُ: مَهْلًا نُوَارُ أَقِلِّي اللَّوْمَ وَالعَذَلَا ... وَلَا تَقُوْلي لِشَيْءٍ فَاتَ مَا فَعَلَا يَرَى النَّخِيْلُ سَبيْلَ المَالِ وَاحِدَةً ... إِنَّ الجَّوَادَ يَرَى فِي مَالِهِ سُبُلَا إِنَّ البَخِيْلَ إِذَا مَا مَاتَ يَتْبَعُهُ ... سُوْءُ الثَّنَاءِ وَيَحْوِي الوَارِثُ الإِبِلَا فَأَصْدَقُ حَدْثِكَ إِنَّ المَرْءَ يَتْبَعُهُ ... مَا كَانَ يَبْنِي إِذَا مَا نَعْشُهُ حُمِلَا لَا تَعْذلِيْنِي عَلَى مَالٍ وَصلْتُ بِهِ ... رَحْمًا وَخَيْرُ سَبِيْلِ المَالِ مَا وَصَلَا ¬
يَسْعَى الفَتَى وَحِمَامُ المَوْتِ يُدْرِكُهُ ... وَكُلُّ يَوْمٍ يُدَنِّي لِلفَتَى أَجَلَا إِنِّي لأَعْلَمُ أَنِّي سَوْفَ يُدْرِكُنِي ... يَوْمِي فَأُصْبِحُ عَنْ دُنْيَايَ مُشْتَغِلَا اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي ذو مُحَافَظَةٍ. البَيْتُ أَبُو النَّصْر العُتْبِيّ: [من البسيط] 83 - اللَّهُ يَعْلَمُ أنِّي لَسْتُ ذَا بَخَلٍ ... وَلَسْتُ مُلْتَمِسًا فِي البُخْلِ لِي عِلَلَا لَكِنَّ طَاقَةَ مِثْلِي غَيْرُ خَافِيَةٍ ... وَالنَّمْلُ يُعْذَرُ فِي القَدْرِ الَّذِي حَمَلَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بن الحسين بن شبْلٍ: [من البسيط] 84 - اللَّهُ يَعْلَمُ أنِّي مَا مَلَكْتكمُ ... فَعَاهِدُوْنِي عَلَى أَنْ لَا تَمَلُّوْنِي قَبْلَهُ: لَوْ كَانَ يُوْجَدُ بِرءٌ لا مِنْ مَحَبَّتِكُمْ ... لَكَانَ فِي النَّاسِ لِي طِبٌّ يُدَاوِيْنِي فَإنْ يَكُنْ أَجَلِي أَقْصَى مُرَادَكَمُ ... فَمِنْ صُدوْدِكِ لِي يَاعَلْوَ زِيْدِيْنِي كِفِّي أَذَى الجِّسْمِ أَوْ زِيْدِي الفُؤَادَ ضَنًى ... فَالكُلُّ مِنْكِ إِذَا أَرْضَاكِ يُرْضِيْنِي اللَّهُ يَعْلَمُ إنِّي مَا مَلَلْتكُمُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَا عَلْوَ لَا تَجْحَدِي فَضْلِي وَلَا أَدَبِي ... وَلَا يَجْحَدُ الفَضْلَ إِلَّا كُلُّ مَغْبُوْنِ لَا تَأْمَلِي بَعْدَ إِعْرَاضي مُوَاصَلَتِي ... فَإنَّ قَوْمِي مِنَ الشِّمِّ العَرَانِيْنِ هُوَ أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ بن عَبْدِ اللَّهِ ابن أَحْمَدَ بن يُوْسُفَ ابن شِبْل. كُثَيِّرٌ: [من الكامل] 85 - اللَّهُ يَعْلَمُ لَوْ أَرَدْتُ زَيَادَةً ... فِي حُبِّ عَزَّةَ مَا وَجَدْتُ مَزِيْدَا قَبْلَهُ: لَا تَغْدِرَنَّ بِوَصْلِ عزَّةَ بَعْدَمَا ... أَخَذَتْ عَلَيْكَ مَوَاثِقًا وَعُهُوْدَا ¬
إِنَّ المُحِبَّ إِذَا أَحَبَّ حَبِيْبَهُ ... صَدَقَ الصَّفَاءَ وَأَنْجَزَ المَوْعُوْدَا اللَّهُ يَعْلَمُ. وَبَعْدَهُ: رُهْبَانُ مَدْيَنَ وَالَّذِينَ رَأَيْتَهُمْ ... يَبْكُوْنَ مِنْ حَذَرِ العِقَابِ قُعُوْدَا لَوْ يَسْمَعُوْنَ كَمَا سَمِعْتُ حَدِيْثَهَا ... خَرُّوا لِعِزَّةِ خَاشِعِيْنَ لسُجُوْدَا وَالمَيْتُ ينْشَرُ أَنْ تَمَسَّ عِظَامَهُ ... مَسًّا وَيَخْلُد إِنْ يَراكِ خُلُوْدَا لَوْ تَمَسّ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن عُيَيْنَةَ المُهَلَّبِيّ: [من الكامل] 86 - اللَّهُ يَعْلَمُ مَا أَتَيْتُكَ زَائِرًا ... مِنْ ضِيْقِ ذَاتِ يَدٍ وَضِيْقِ بِلَادِ العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفُ: [من الكامل] 87 - اللَّهُ يَعْلَمُ مَا أَرَدْتُ بِهَجْرِكُمْ ... إِلَّا مُسَاتَرَةَ العَدُوِّ الكَاشِحِ بَعْدَهُ: وَعَلِمْتُ أَنَّ تَسَتُّرِي وَتَبَاعُدِي ... أَبْقَى لِوَصلِكَ مِنْ دُنُوٍّ فَاضِحِ الحَارِثُ بنُ هِشَامٍ: [من الكامل] 88 - اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَرَكْتُ قِتَالَهُمْ ... حَتَّى عَلَوا فَرَسِي بِأَشْقَرَ مُزْبِدِ بَعْدَهُ: وَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا ... أُقْتَلْ وَلَا يَضرُرْ عَدُوِّي مَشْهَدِي فَصَدَدْتُ عَنْهُمْ وَالأَحِبَّة فِيْهِمُ ... طَمَعًا لَهُمْ بِعِقَابِ يَوْمٍ مُرْصِدِ قِيْلَ وَهَذَا أَشْرَدُ مَثَلٍ قِيْلَ فِي الفِرَارِ. وَيُرْوَى أَنَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ الأَشْعَثِ لَمَّا صَارَ إِلَى كابل وَتَقَرَّبَ مِنْهَا قَالَ لَهُ مَلِكهَا ¬
طَلَبْتَ أَمْرًا عَظِيْمًا وَفَرَرْتَ مِنْهُ مَرَّةً هَاهُنَا وَمَرَّةً هَاهُنَا فَقَالَ أَيُّهَا المَلِكُ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ شَاعِرِنَا قَالَ وَمَا قَالَ فَأَنْشَدَهُ أَبْيَاتُ الحَارَثِ بنِ هِشَامٍ هَذِهِ وَفَسَّرتُ لَهُ فَقَالَ يا معْشَرَ العَرَبِ حَسَّنْتُمْ كُلّ شَيْءٍ حَتَّى حَسَّنْتُمْ الفِرَارَ فَحَسُنَ. العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفُ: [من البسيط] 89 - اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَرْكِي زِيَارَتَكُمْ ... إِلَّا مَخَافَةَ أَعْدَائِي وِحُرَّاسِي وَبَعْدَهُ: وَلَوْ قَدَرْتُ عَلَى إتْيَانِ جِئْتُكُمُ ... سَحْبًا عَلَى الوَجْهِ لَا مَشْيًا عَلَى الرَّأْسِ هُوَ أَبُو الفَضْلُ العَبَّاسُ الأَحْنَفِ بن طَلْحَةَ بن حَوَارِ بن كَلْدَةَ بن خَرِيْمِ بن شهَابِ بن سَالِمِ بن حَيَّةَ بن كُلَيْبِ بن عَدِيِّ بن عُبَيْدِ بن حَنِيْفَةَ قِيْلَ: وَكَانَ أَحْسَنَ خَلْقِ اللَّهِ إِذَا حَدَّثَ وَأَحْسَنَهُمْ اسْتِمَاعًا إِذَا حُدِّثَ وَأَمْسَلَهُمْ مُلَاحَاةً إِذَا خُوْلفَ وَكَانَ مُلُوْكِيَّ المَذْهَبِ ظَاهِرَ النّعْمَةِ حَسنَ الهَيْئَةِ قَدْ كَمُلَتْ فِيْهِ آلَاتُ الظَّرْفِ جَمِيْلُ الوَجْهِ فَارِهِ المَرْكَبِ نَظِيْفُ الثَّوْبِ حَسنَ الأَلْفَاظِ كَثِيْرُ النَّوَادِرِ بَطِيْءُ السُّكْرِ عَلَى الشَّرَابِ شَدِيْدُ الاحْتِمَالِ وَلَمْ يَكُنْ مَدَّاحًا وَلَا هَجَّاءً مُتَنَزِّهًا عَنْ ذَلِكَ لِجَلَالَةِ قَدْرِهِ وَيُشَبَّهُ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ بِعُمَر بن أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيِّ. وَقَالَ الصُّوْليُّ: هُوَ العَبَّاسُ الأَحْنَفُ بنُ الأَسْوَدِ بن قُدَامَةَ بن هَمْيَانَ بن الحارثِ بن ذُهلِ الزَّيْلِ بن حَنِيْفَةَ. 90 - اللَّهُ يَعْلَمُ مَا لِلْمُلْكِ مِنْ أَحَدٍ ... سِوَاكَ يَصْلحُ لِلْدُّنْيَا وَلِلدِّيْنِ حَاشِيَةٌ: وَمِنْ هَذَا البَابُ قَوْلُ السَّيِّد الرّضِيّ (¬1): ¬
اللَّهُ يَعْلَمُ مَيْلِي عَنْ حَنَانِكمُ ... وَلَوْ تَنَاهَيْتَ بِي فِي البِرِّ وَاللَّطْفِ وَكَيْفَ بِي وَعَلَى عَيْنَيْكَ تَرْجَمَةٌ ... مِنَ الحُقُوْدِ وَعنْوَانٌ مِنَ الشَّغَفِ أُطِيْفُ مِنْكَ بِوَجْهٍ غيْرِ مُلْتَفِتٍ ... إِلَى المَنَاجِي وَعَطْفٍ غَيْر مُنْعَطِفِ قَدْ كَانَ قَبْلكَ مَرْجُوًّا فَوَاضِلهُ ... رَاقٍ إِلَى المَجْدِ طَلَّاعٌ إِلَى الشَّرَفِ تَمُرُّ نَفْحَةُ نُعْمَاهُ إِذَا خَطَرَتْ ... مِنَ القُبُوْلِ بِجَنِيِ رَوْضةٍ أَنفِ تَظُنُّ أني وِصَالٌ بِهِ سَبَبي ... إِنِّي إِذًا مِنْ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ نَفِي إِذَا لَبِسَتْ جَمَالًا أَنْتَ مَلْبَسُهُ ... فَإِنِّي قَدْ طَرَحْتُ المَجْدَ عَنْ كَتِفِي لَا قَدَّسَ اللَّهُ نَفْسًا مِنْكَ جَامِعَةً ... كَيْد البِغَالِ وَحِقْدِ الجِلَّةِ الشّرُفِ الجلّة: الإِبل ابلِ العِظَامِ الخلْق وَالشَرُف العَالِيَةِ الأسْنِمَة. ذُو الإِصبَعِ العَدَوَانِيُّ: [من البسيط] 91 - اللَّهُ يَعْلَمُنِي وَاللَّهُ يَعْلَمُكُمْ ... وَاللَّهُ يُجْزِيْكُمُ عَنِّي وَيَجْزِيْنِي [من البسيط] 92 - اللَّهُ يَعْلَمُ وَالدُّنْيَا مُفَرِّقَةٌ ... وَالعَيْشُ مُنْتَقِلٌ وَالدَّهْرُ ذُو دُوَلِ لأَنْتَ عِنْدِي وإِنْ سَاءَتْ ظُنُوْنَكَ بي ... أَحْلَى مِنَ الأَمْنِ عِنْدَ الخَائِفِ الوَجِلِ [من البسيط] 93 - اللَّهُ يَعْلَمُ وَالأَقْوَامُ كُلُّهُمُ ... أنَّا كِرَامْ وَلَكِنَّا مَفَالِيْسُ يُرْوَى: اللَّهُ يَعْلَمُ وَالأَيَّامُ تَعْرِفُنَا قَوْلُهُ: إنَّا كِرَامٌ وَلَكِنَّا مَفَالِيْسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَدْرُوْنَ مَا المُفْلِسُ؟ ¬
قَالُوا: يَا رَسُوْلُ اللَّهِ المُفْلِسُ فِيْنَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعٌ. قَالَ: إِنَّ المُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصيَامٍ وَصَلَاةٍ وَصدَقَةٍ وَيَأتِي قَدْ ظَلَمَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا وَشَتَمَ هَذَا فَيَقْعَدُ فيَقْبضُ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإنْ فُنِيَتْ حَسَنَاتهُ قَبْلَ أنْ يَقْضِي الَّذِي عَلَيْهِ مِنَ المَظَالِمِ أَخَذَ مِنَ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحْنَ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ. دِعْبَلٌ: [من البسيط] 94 - اللَّهُ يَعْلَمُ وَالأَيَّامُ دَائِرَةٌ ... وَالمَرْءُ مَا بَيْنَ إيْحَاشٍ وَإيْنَاسِ بَعْدَهُ: إِنِّي أُحِبُّكَ حُبًّا لَوْ تَضَمَّنَهُ سَلْمَى ... سَمِيُّكِ ذَلَّ الشَّاهِقُ الرَّاسِي حُبًّا تَلَبَّسَ بِالأَحْشَاءِ فَامْتَزَجَا ... تلبس المَاءِ بِالصَّهْبَاءِ فِي الكَاسِ وَبَقِيَّةُ الأَبْيَات مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ (مَا أنسَ) فَتُطْلَبُ مِنْ هُنَاكَ. وَمِمَّا يَجْرِي مَجْرَى المَثَلِ مِمَّا فِيْهِ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَمِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَ نَظْمًا فِي أَنْصَافِ الأَبْيَاتِ: ألَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهُ بَاطِلُ (¬1) اللَّهُ أَنْجَحَ مَا طَلَبْتَ بِهِ (¬2) وَسَائِلُ اللَّهِ لَا يَخِيْبُ (¬3) كِفَايَةُ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ تَوَقِّيْنَا (¬4) وَمَا لَا تَرَى مِمَّا يَقِي اللَّهُ أَكْثَرُ (¬5) ¬
لَا يَذْهَبُ العرفُ بَيْنَ اللَّهِ وَالنَّاسِ (¬1) وَللَّهِ أَوْسٌ آخَرُوْنَ وَخَزْرَجُ (¬2) وَمَا يَشْعرُ الإِنْسَانُ مَا اللَّه صَانِعُ (¬3) وَلَيْسَ لِرَحْلٍ حَطَّهُ اللَّهُ حَامِلُ (¬4) وللَّهِ سَيْفٌ لَا تَفِلُّ مَقَاطِعُه (¬5) الخَيْرُ أَجْمَعُ فِيْمَا يَصنَعُ اللَّهُ قَدْ يُصبِحُ اللَّهُ أَمَامَ السَّارِي (¬6) وَلَيْسَ لِمَا تَبْتَنِي يَدُ اللَّهِ هَادِمُ (¬7) إِذَا اللَّهُ سَنَّى يُسْرَ شَيْءٍ تَيَسَّرَا (7) وَيَأْبَى اللَّهِ إِلَّا مَا يَشَاءُ (7) مَا صَنَع اللَّهُ فَهُوَ خَيْرٌ (7) وَكَيْفَ يُكْرَمُ مَنْ لَمْ يُكْرِمِ (7) وَمِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَ نَثْرًا فِي كَلَامِ البُلَغَاءِ وَالحُكَمَاءِ: الكَمَالُ للَّهِ (¬8). كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ للَّهِ فِي عِرْتٍ سَاكِنٍ وَغَيْر سَاكِنْ (¬9). ¬
مَنْ صدَقَ اللَّهُ نَجَا (¬1). فِي اللَّهِ عِوَضٌ مِنْ كُلِّ فَائِتِ (1). الدُّعَاءُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ (1). صُنع اللَّهِ غَادٍ وَرَائِحُ (1). للَّهِ لَطَائِفُ (1). كَمْ للَّهِ مِنْ صُنعٍ حفِيٍّ وَلُطْفٍ خَفِيٍّ (1). مَنِ افْتَقَرَ إِلَى اللَّهِ اسْتَغْنَى عنِ النَّاسِ (1). مَا أَمَرَ اللَّهُ بِشَيْءٍ إِلَّا أَعَانَ عَلَيْهِ وَلَا نَهَى عَنْ شيْءٍ إِلَّا أَغْنَى عَنْهُ (1). إِنَّ اللَّهَ يُغْنِي مَا يُرِيْدُ وَإِنْ رَغمَ الشَّيْطَانُ المُرِيْدُ (1). التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ وَالعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ (1). إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَمْرًا اتَّفَقَت أَسْبَابهُ (1). إِنَّ اللَّهَ يُمْهِل وَلَا يُهْمِلْ (1). إِنَّ اللَّهَ خَصَّ نَفْسَهُ بِالكَمَالِ وَلَمْ يُبْرِئ أحَدًا مِنَ النُّقْصَانِ (1). عَفْوُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ ذَنْبكَ (¬2). مَنْ تَوَاضَعَ للَّهِ رَفَعَهُ (¬3). إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً أَحَبَّ أنْ يُرِي أثَرَهَا عَلَيْهِ (3). لَا تَسْأَل غَيْرَ اللَّهِ فَإِنَّهُ إِنْ أَعْطَاكَ أَغْنَاكَ (3). الإِمَامُ المُعْتَزُّ بِاللَّهِ: [من الكامل] 95 - اللَّهُ يَعْلَمُ يَا حَبِيبِي أنَّني ... مُذْ غِبْتَ عَنِّي هَائِمٌ مَكْرُوْبُ ¬
بَعْدَهُ: يَدْنُو السُّرُوْرَ إِذَا دَنَا بِكَ مَنْزِلُ ... وَيَغِيْبُ صفْوُ العَيْشِ حين يغيب قَالَهُ فِي يُوْنسُ بن بُغَاءٍ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ. تُرْوَى لِلإِمَامِ الشَّافِعِيّ: [من الكامل] 96 - اللَّهُ يَغْتَفِرُ المَعَاصِي كُلَّهَا ... إِلَّا الصُّدُوْدَ فَإِنَّهُ لَا يُغْفَرُ قَبْلَهُ: مِنْ بَعْدِ مُلْكِي رِمْتُمُ أَنْ تَقْدُرُوا ... مَا بَعْدَ صَفْقَةِ بايعن تَخبَرُ وَزَعِمْتُمُ أَنَّ اللَّيَالِي غَيَّرَتْ ... عَهْدَ الهَوَى لَا كَانَ مَنْ يِتَغَيَّرُ عَاتَبْتُهُمْ فَتَبَسَّمُوا عَنْ لُؤْلُؤٍ ... وَانْهَلَّ مِنْ عَيْنِي عَقِيْقٌ أَحْمَرُ شَتَان مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّتِي ... يَحْظَوْنَ بِالنَّوْمِ اللَّذِيْذِ وَأَسْهَرُ رُدُّوا الهُدُوْءَ كَمَا عَهِدْتُ إِلَى الحَشَا ... وَالمُقْلَتَيْنِ إِلَى الكَرَى ثُمَّ اهْجُرُوا نَاشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ رَبّ مُحَمَّدٍ ... إِنْ لَمْ تَفُوا بِمُوَدَّتِي لَا تَعْذرُوا اللَّهُ يَغْتَفِرُ المَعَاصِي. البَيْتُ أنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ: [من الكامل] 97 - اللَّهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ ... وَبُنَيُّ آدَمَ حِيْنَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ حَكَى الرّيَاشِيَ عَنِ الأَصْمَعِيّ قَالَ: رَأَيْتُ أَعْرَابِيًا مُتَعَلِّقًا بِأَسْتَارِ الكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُوْلُ: إلَهِي أَنْتَ جِئْتَ بِي وَعَلَيْكَ قَدمتُ وَأَنْتَ أَقْدَمْتَنِي، عَصَيْتكَ بِعِلْمِكَ، فَلَكَ الحجَّةُ عَلَيَّ وَأَطَعْتَكَ بِحِلْمِكَ فالمِنَّةُ عَلَيَّ فَبِوُجُوْبِ حجَّتكَ وَانْقِطَاعِ حجَّتِي ألَا عَفَوْتَ عَنِّي، فَدَنَوْتَ مِنْهُ. وَقُلْتُ: يا أعْرَابِيّ مَتَى يَكُوْنُ العَبْدُ أَقْرَبُ مَا يَكُوْنُ ¬
إِلَى اللَّه؟ قَالَ: إِذَا سَأَلَهُ. قُلْتُ: وَمِنَ النَّاسِ؟ قَالَ: إِذَا لَمْ يَسْأَلَهُمْ. ثُمَّ وَلَّى وَهُوَ يَقُوْلُ: اللَّهُ يَغْضبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ. البَيْتُ الحَسَنُ بنُ وَهَبٍ يُخَاطِبُ أَخَاهُ سُلَيْمَانَ: [من الكامل] 98 - اللَّهُ يَفْرُجُ بَعْدَ ضِيْقٍ كَرْبَهَا ... وَلَعَلَّهَا أَنْ تَنْجَلِي وَلَعَلَّهَا [من الكامل] 99 - اللَّهُ يَكْلأُ حَيْثُ كُنْتَ بِهِ ... يَا مَنْ عَلَيَّ وَلَاؤُهُ فَرْضُ [من الكامل] 100 - اللَّهُ يُمْهِلُ ثُمَّ يَأْخُذُ بَغْتَةً ... وَلَهُ مُعَجَّلُ نِقْمَةٍ وَمُؤَجَّلُ قَبْلَهُ: أنْظُرْ بِعَيْنِكَ هَلْ تَرَى مِنْ ظَالِمٍ ... إِلَّا وَصَفْوُ نَعِيْمِهِ يَتَبَدَّلُ اللَّهُ يُمْهِلُ ثُمَّ. البَيْتُ هَذَا آخِرِ الأَبْيَاتِ الَّتِي أَوَّلُهَا الجَّلَالَةُ وَعِدّتُهَا خَمْسُوْنَ بَيْتًا، وَمِنْ هُنَا نَبْدَأُ فِي تَرْتِيْبِ حُرُوْفِ أَوَائِلِ الأَبْيَاتِ وَهَذَا الفَصْلُ أَعْلَا مَا مَعَنَا فِي التَّقْدِيْمِ لأَنَّهُ بِهَمْزَتِيْنِ مُتَحَرِّكَتَيْنِ وَبَعْدَهَا أَلِفٌ سَاكِنَةٌ فَذَلِكَ ثَلَاثُ أَلفَاتٍ وَهِيَ قَلِيْلَةٌ عُدّتُهَا خَمْسَةُ أَبْيَاتٍ. كَاتِبُه عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: [من الوافر] 101 - أَآبَاءُ الكِرَامِ فَنُوا فَقَلُّوا ... أمِ الأبْنَاءُ كُلَّهُمُ لِئَامُ تَرَاهُمْ يَنْهَضُوْنَ إِلَى المَخَازِي ... وَعَنْ فِعْلِ المَكَارِمِ هُمْ نِيَامُ -- بِالبخْلِ بَعْضًا ... كَأَنَّ الجوْدَ عِنْدَهُمُ حَرَامُ أَقُوْلُ مِنَ التَّعَجُّبِ لَيْتَ شِعْرِي ... أَمَا فِي القَوْمِ حُرٌّ - ¬
أَمَا فِي الأَرْضِ مَأْمُوْلٌ كَرِيْمٌ ... أَلا هَيْهَاتَ قَدْ عَزَّ المَرَامُ --- نَسْلٌ ... أَمَا يُرْعَى لَذي أَمَلٍ ذمَامُ آبَاءُ الكِرَامِ فَنَوا فَقَلُّوا. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: -- الأحْرَار -- ... فَبَعْدَهُمُ على الدُّنْيَا السَّلَامُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي العَشَائِرِ بن حَمْدَانَ: أَبَا الفَوَارِسِ لَوْ رَأَيْتَ مَوَاقِعِي ... والخَيْلُ مِنْ تَحْتِ الفَوَارِسِ تَنْحَطُ (¬1) لَقَرَأْتَ مَا كَتَبَتْ هُنَاكَ يَدُ الوَغَا ... وَالبِيْضُ تَثْكِلُ وَالأَسِنَّةُ تَنْقُطُ تَبِعَهُ ابن السَّاعَاتِيّ فَقَالَ: للَّهِ يَوْمٌ فِي سُيُوْطَ وَلَيْلَةٌ ... فِكْرُ الزَّمَانِ بِمِثْلِهَا لَا يَغْلَطُ (¬2) بِتْنَا وَجِنْحُ اللَّيْلِ فِي غَلْوَائِهِ ... بِالبَدْرِ فِرعٌ أَشْمَطُ فَالطَّيْرُ يَقْرَأُ وَالغَدِيْرُ صَحِيْفَةٌ ... وَالرِّيْحُ تَكْتِبُ وَالغَمَامَةُ تُنْقِطُ وَقَدْ نُسِبَت البَيْتَانِ الَّتِي لأَبِي العَشَائِرِ إِلِي مُهَلْهِلٍ وَهُوَ العِيْر أَبُو زُهَيْر بن أَبِي السَّرَايَا نَصْرُ بن حَمَدَانَ بن حُمْدُوْن التَّغْلِبِي وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ: أُمَيْمُ لَوْ أَبْصَرْتِ يَوْمَ طعَاننَا ... وَالخَيْلُ يَعْثَرُ فِي قَنًا وَصِفَاحِ (¬3) تَطْفُو وَتَرْسُبُ فِي الدِّمَاءِ كَأَنِّنَا ... صوَرُ الفَوَارِسِ فِي كُؤُوْسِ الرَّاحِ [من الطويل] 102 - أَآخِرُ شَيْءٍ أَنْتَ فِي كُلِّ هَجْعَةٍ ... وَأَوَّلُ شَيْءٍ أَنْتَ عِنْدَ هبُونِي بَعْدَهُ: مَزِيْدُكَ عِنْدِي أَنْ أَقِيْكَ مِنَ الرَّدَى ... وَوُدّ كَمَاءِ المُزْنِ غَيْرَ مَشُوْبِ ¬
وَيُرْوَى: فَقَصْرُكَ مني مَا حَيِيْتُ مَوَدَّتِي ... وَحُبّ كَمَاءِ المُزْنِ غَيْرَ مَشُوْبِ كَتَبَ بَعْضُ الأُدَبَاءِ هَذَينِ البَيْتَيْنِ عَلَى سَرِيْرِهِ. ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الطويل] 103 - أَآكُلُ مِنْ لَحْمِي وَأَشْرَبُ مِنْ دَمِي ... كَذَبْتَ وَبَيْتِ اللَّهِ يَا بنَ الفَوَاعِلِ أَبْيَاتُ أَبِي المُعْتَزِّ: أَيَا مَنْ سَعَى بِالشَّرِّ نَحْوِي وَكَادَنِي ... كَكَيْدِ الحبَارَى لِلصُّقُوْرِ الخَوَاتِلِ زَعَمْتِ بِأَنِّي مُبْغِضٌ مُتَنَقِّصٌ ... عَلِيًّا فَافْخِرِي إِذًا بِالمَحَافِلِ أَآكِلُ مِنْ لَحْمِي وَأَشْرَبُ مِنْ دَمِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: عَلٌ وَعَبَّاسٌ يَدَانِ كِلَاهُمَا ... يَمِيْنٌ سَوَاءٌ فِي العُلَى وَالفَضَائِلِ فَهَذَا أَبُو هَذَا وَهَذَاكَ فَابْنُ ذَا ... فَهَلْ بَيْنَ هَذَيْنِ اتِّسَاعٌ لِدَاخِلِ؟ فَدَعْ هَاشِمًا لَا تَعْرِضَنَّ لِهَاشِمٍ ... وَدُوْنَكَ عَنْهَا يَا ابْنَ أَنْبَاطِ بَابِلِ عَلَيْكَ بِمِسْحَاةٍ وَطِيْنٍ وَمِكْيَلٍ ... نَقِيْعٌ وَكَسْحٍ فِي القُرَى لِلْمَزَابِلِ أَمِنْ بَعْدِ أنْ وَفَّيْتَ سَبْعِيْنَ حجَّةً ... أُعَرَّفُ فَرْقًا بَيْنَ حَقٍّ وَبَاطِلِ عَلِيُّ بن مِسْهَرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 104 - أَآكُلُ مِنْ لَحْمِي وَأَشْرَبُ مِنْ دَمِي ... وَأَقْطَعُ مِنْ كَفِّي بَنَانِي وَأُعْذَرُ بَعْدَ قَوْلِ ابن مسهرٍ وَاعذَرُ: أَأَغْمِضُ لِلأَيَّامٍ جَفْنِي عَلَى قَذًى ... وَإنِّي أُوَفِّي فِي المُلِيْمِ وَأَصْبُرُ أَبَى اللَّهُ لِي نيْلَ العُلَى بِمَذَلَّةٍ ... وَلَوْ أنِّي فِيْهَا بِمَا شِئْتُ أَظْفَرُ لأَيَّةِ حَالٍ يَبْذلُ المَرْءُ نَفْسَهُ ... وَمَا قَدْ رَضاهُ اللَّهُ فَهُوَ مُقَدَّرُ وَلَهُ أَيْضًا مِنْ غَيْرِهَا: ¬
كَفَانِي فَضْلِي مَوْطِنًا لَا تَنَالهُ ... عُيُوْنُ الثُّرَيَّا مِنْ عَلٍ وَهِيَ تَنْظُرُ إِذَا سِرْتُ عَنْ مِلْكِي وَخَانَتْ عَشِيْرَتِي ... فَلِي الأَرْضُ مِلْكٌ وَالبَرِيَّةُ مَعْشَرُ وَقَدْ يَهْجرُ اللَّيْثُ الهَصُوْرُ عَرِيْنَهُ ... وَيَرْجَعُ عَنْ أَشْبَالِهِ وَهُوَ مُخْدِرُ إِذَا فَارَقَتْ خَيْلِي دِيَارَ رَبِيْعَةٍ ... وَخَلَّفَهَا مِنْ بَعْدِهَا كَيْفَ تَفْخَرُ؟ أَبُو تَمَّامٍ: [من الوفر] 105 - أَآلِفَةَ النَّجِيْبِ كَمْ أفْتِرَاقٍ ... أَظَلَّ فَكَانَ دَاعِيَةَ اجْتِمَاعِ الأَبْيَاتُ لأَبِي تَمَّامٍ مِنْ قَصيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا مَهْدِيُّ بن أَصْرَمَ مِنْهَا: أقلِّي قَدْ أَضَاقَ بُكَاكِ ذرعِي ... وَمَا ضاقَتْ بِنَازِلَةٍ ذِرَاعِي أَآلِفَةَ النَّحِيْبِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَيْسَتْ فَرْحَةُ الأَوْبَاتِ إِلَّا ... لِمَوْقُوْفٍ عَلَى تَرَحِ الوَدَاعِ توجَّعُ إِنْ رَأَتْ جِسْمِي نَحِيْفًا ... كَأَنَّ المَجْدَ يُدْرَكُ بِالصَرَاعِ مِنْهَا: فَلَوْ صَوَّرْتَ نَفْسَكَ لَمْ تَزدْهَا ... عَلَى مَا فِيْكَ مِنْ كَرَمِ الطِّبَاعِ هَذَا آخِرِ الأَبْيَاتِ الَّتِي أَوَّلُهَا الجَّلَالَةُ وَعِدّتُهَا خَمْسُوْنَ بَيْتًا، وَمِنْ هُنَا نَبْدَأُ فِي تَرْتِيْبِ حُرُوْفِ أَوَائِلِ الأَبْيَاتِ وَهَذَا الفَصْلُ أَعْلَا مَا مَعَنَا فِي التَّقْدِيْمِ لأَنَّهُ بِهَمْزَتِيْنِ مُتَحَرِّكَتَيْنِ وَبَعْدَهَا أَلِفٌ سَاكِنَة فَذَلِكَ ثَلَاثُ أَلفَاتٍ وَهِيَ قَلِيْلَة عُدّتُهَا خَمْسَةُ أَبْيَاتٍ. ابْنُ مِسْهَرٍ: [من البسيط] 106 - أَأَبْتَغِي غَيْرَ فَضْلِي لِلْعُلا سَبَبًا ... وَإِنْ غَدَا وَهُوَ بِالعِرْفَانِ إنْكَارُ بَعْدَهُ: مَا صَدَّ بِي عَنْ طِلَابِ المَجْدِ مُكْتَسبٌ ... يُلْهِي وَلَا عَنْ ثَوَابِ الحَمْدِ إِقْصَارُ ¬
وَلَا خَضَعْتُ لِصرْفِ الدَّهْر مِنْ جَزَعٍ ... سِيَّانَ عِنْدِيَ إِثْرَاءٌ وَإِقْتَارُ الخَوَارزْمِيُّ فِي الدَّهْرِ: [من الوافر] 107 - أَأَبْغِي العَوْنَ مِنْهُ وَهُوَ خَصْمي ... كَمَا اسْتَبْكَتْ ضَرَائِرَهَا الثَّكُوْلُ السَّيِّدُ الرّضِيُّ: [من الطويل] 108 - أَأَبْقَى كَذَا نِضْوَ الهُمُوْمِ كَأَنَّمَا ... سَقَتْنِي اللَّيَالِي مِنْ عَقَابِيْلِهَا سُمَّا بَعْدَهُ: وَأَكْبَرُ آمَالِي مِنَ الدَّهْرِ أَنَّنِي ... أَبِيْتُ خَلِيًّا لَا سُرُوْرًا وَلَا هَمَّا بأُرْجُوْحَةٍ بَيْنَ الخَصَاصَةِ وَالغِنَى ... وَمَنْزلَةٍ بَيْنَ الشَّقَاوَةِ وَالنُّعْمى فلا جَامِعًا مَالًا وَلَا مُدْرِكًا عُلًى ... وَلَا مُحْرِزًا أَجْرًا وَلًا طَالِبًا عِلْمَا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [من المتقارب] 109 - أَأَبْنَاءَ آدَمَ هَذَا الأَنَامُ ... أمِ النَّاسُ أَبْنَاءُ هَذَا الزَّمَانِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عُتبة بن مسعود: [من الطويل] 110 - أَأَتْركُ إِتْيَانَ الحَبِيْبِ تَأَثُّمًا ... ألَا إِنَّ هجْرَانِ الحَبِيْبِ هُوَ الإِثْمُ أَبُو عُبَادَةَ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 111 - أَأَتْرُكُ السَّهْلَ مِنْ جَدْوَاكَ أَتْبَعُهُ ... وَأَطْلُبُ النَّائِلَ الأَقْصَى مِنَ الجَبَلِ عُمَارَةُ بن عَقِيْلٍ: [من الطويل] 112 - أَأَتْرُكُ إِنْ قَلَّتْ دَرَاهِمُ خَالِدٍ ... زِيَارَتَهُ إنِّي إِذًا لَلَئِيْم قَوْلهُ يَسْلَعُ المَرْءُ أَيْ تَكْثُرُ سِلْعَتُهُ. وَقَوْلهُ أَغَمُّ بَهِيْمُ الغَمَمُ كُثْرَةُ شَعْرِ الوَجْهِ وَالقَفَا ¬
وَالعَرَبُ تَكْرَهُ الغَمَمَ والبَهِيْمُ الَّذِي لَا يُخَالِط لَوْنَهُ غَيْرَهُ أَيّ لَوْنٍ كَانَ. عُمَارَةُ يَمْدَحُ بِقَوْلِهِ هَذَا خَالِدَ بن يَزِيْدَ بن مَزْيَدٍ الشَّيْبَانِيَّ وَيَذِمُّ تَمِيْمٍ بن خُزَيْمَةَ بنُ خَازِمٍ النَّهْشَلِيَّ. وَبَعْدَهُ يَقُوْلُ: وَقَدْ يَسْلَعُ المَرْءُ اللَّئِيْمُ اصْطِنَاعُهُ ... وَيَعْتَلُّ نَقْدُ المَرْءِ وَهُوَ كَرِيْمُ فَتًى وَاسِطٌ فِي ابْنَي نِزَارٍ مُحَبَّبٌ ... إِلَى ابْنَي نِزَارٍ فِي الخُطُوْبِ عَمِيْمُ فَلَيْتَ بِبُرْدَيْهِ لنَا كَان خَالِدٌ ... وَلَكِنْ لِبَكْرٍ فِي الثَّرَاءِ تَمِيْمُ فَيُصْبِحَ فِيْنَا سَابِقٌ مُتَمَهِّلٌ ... أَغَرُّ وَفِي بَكْرٍ أَغَمُّ بَهِيْمُ أَبُو دَهْبَلٍ الجُمْحِيُّ: [من الطويل] 113 - أَأَتْرُكُ لَيْلَى لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنهَا ... سِوَى لَيْلَةٍ إِنِّي إِذًا لَصَبُوْرُ شَمْسُ الدِّيْنِ الكُوْفِيّ: [من الوافر] 114 - أَأَتْرُكُ - قَالَ اسْأَلُوْنِي ... وَأَقْصِدُ مَنْ يَفِرُّ مِنَ السُّؤَالِ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 115 - أَأَجْحَدُكَ النَّعْمَاءَ وَهِيَ جَلِيَّةٌ ... وَمَا أَنَا لِلْبِرِّ الخَفِيِّ بِجَاحِدِ وَمِنْ بَابِ (أَأَحْبَابِنَا) قَوْلُ زُهَيْرٌ المِصْرِيّ: أَأَحْبَابِنَا بِاللَّهِ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ ... خَلَائِقُ غرٍّ مِنْكُمُ وَغَرَائِزُ (¬1) لَقَدْ سَاءَنِي العَتْبُ الَّذِي جَاءَ مِنْكُمُ ... وَأَنِّي عَنْهُ لَوْ عَلِمْتُم لَعَاجِزُ لَكُمْ عُذْرُكُمْ أَنْتُمْ سَمِعْتُمْ فَقُلْتُمُ ... وَمُحْتَمَلٌ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ وَجَائِزُ هَبُوا أَنَّ لِي ذَنْبًا كَمَا قَدْ زَعِمْتُمُ ... فَهَلْ ضَاقَ عَنْهُ حلْمَكُمْ وَالتَّجَاوُزُ ابْنُ مِسْهَرٍ: [من الطويل] ¬
116 - أَأَجْدَى بُكَاءُ البُحْتُرِيِّ نَسِيْمَهُ ... وَحُزْنُ لَبِيْدٍ رَدَّ فَائِتَ أَرْبَدِ ابن الرُّوْمِيّ: [من الوافر] 117 - أَأَجْزَعُ وَحْشَةً لِفِرَاقِ إِلْفٍ ... وَقَدْ وَطَّنْتُهَا لِحلُوْلِ رَمْسِ بَعْدَهُ: أَبَتْ نَفْسِي البُكَاءَ لِزرْءِ شَيْءٍ ... كَفَى شَجْوًا لِنَفْسِي رِزْءُ نَفْسِي وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ بَهَاءُ الدِّيْنِ عَلِيّ بن الفَخْرِ عَيْسَى رَحَمَهُ اللَّهُ: أَأَحْبَابَنَا إِنْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ... بَعَادٌ وَأَمْسَى الوَصلُ ثَاحِبا لَهُ (¬1) فَمَا أَنَا فِي الدُّنْيَا بِأَوَّلِ عَاشِقٍ ... تَمَنَّى مِنَ الأَيَّامِ مَا لَا يَنَالَهُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الآخَرِ: أَأَحْبَابِنَا إِنْ كُنتمْ قَدْ عَزَمْتُمُ عَلَى ... السَّيْرِ عَنْ أَوْطَانِكُمْ وَالمَعَالِمِ (¬2) فَلَا تُرْسِلُوا بَرْقًا إِلَى غَيْرِ شَائِمٍ ... وَلَا تَبْعَثُوا طَيْفًا إِلَى كُلِّ نَائِمِ وَمِنْ ذَلِكَ فِي الاعْتِذَارِ: أَأَحبَابَنَا زَلَّتْ بِيَ النَّعْلُ عِنْدَكُمُ .. وَلَا عَجَبٌ مِنْ أنْ يُزَلَّ لَبِيْبُ عَضَضْتُ يَدِي مِمَّا جَنَيْتُ نَدَامَةً ... فَهَلْ لِي إِلَيْكُمُ عَوْدَةٌ فَأَتُوْبُ [من الطويل] 118 - أَأَحْبَابَنَا وَاللَّهِ إِنَّ حَدِيْثَكُمْ ... شَهِيٌّ إِلَى سَمعِ المُحِبِّ فُنوْنُهُ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: 119 - أَأَحْبَابَنَا هَذَا الضَّنَى قَدْ أَلِفْتُهُ ... فلو زَالَ لَاسْتَوْحَشْتُ حِيْنَ يَزُوْلُ ¬
المُتَنَبِّيّ: [من الكامل] 120 - أَأُحِبُّهُ وَأُحِبُّ فِيْهِ مَلَامَةً ... إِنَّ المَلَامَةَ فِيْهِ مِنْ أَعْدَائِهِ المَعَرِّيُّ: [من المتقارب] 121 - أَأَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ هَذِي السَّمَاءِ ... فَكَيْفَ الإِبَاقُ وَأَيْنَ المَفَرُّ ابْنُ الحَجَّاجِ: [من الوافر] 122 - أَأَخْشَى أَنْ يَجُوْرَ عَلَيَّ دَهْرِي ... وَرَأْيُكَ مِنْ خُطُوْبِ الدَّهْرِ جَارِي فَدَتْكَ مِنَ المَكَارِهِ نَفْسُ عَبْدٍ ... يَعُدُّكَ لِلْمُلِمَّاتِ الكِبَارِ أَأَخْشَى. البَيْتُ ابْنُ هِنْدُو: [من مخلّع البسيط] 123 - أَأَخْطَأَ العَالَمُوْنَ طُرًّا ... وَأَنْتَ مِنْ بَيْنهِمْ مُصِيْبُ قَبْلَهُ لأَبِي الفَرَجِ بن هِنْدُو: وَكَافِرٍ بِالمَعَادِ أَضحَى ... يخْلِبُنِي قَوْلهُ الخَلُوْبُ قَالَ اغْتَنِمْ لذَّةَ اللَّيَالِي ... وعد عن آجِلٍ يُرِيْبُ ضَلَّ هُدَاهُ وَجَاءَ يَهْذِي ... طُبَّ لِعَيْنَيْكَ يَا طَبِيْبُ بَعْدَهُ: أَأَخْطَاءَ. البَيْتُ المَعَرِّيُّ: [من الوافر] 124 - أَأَخْمُلُ وَالنَّبَاهَةُ فِيَّ لَفْظٌ ... وَأَقْتِرُ وَالقَنَاعَةُ لِي عَتَادُ ¬
قَبْلَهُ: قَنِعْتُ فَخِلْتُ أَنَّ النَّجْمَ دُوْنِي ... وَسِيَّانَ التَّقَنُّعُ وَالجهَادُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ جَرْيِرٍ بن عَطِيَّةَ بن الخَطَفَى، والخَطَفِى اسْمُهُ حُذَيْفَةُ بنُ بَدْرٍ بنُ سَلَمَةَ يُخَاطِبُ عُمَرُ بن عَبْدِ العَزِيْزِ: أَأخْملُ. البَيْتُ زُرْتُ الخَلِيْفَةَ مَنْ أَزضَى عَلَى قَدَرٍ ... كَمَا أَتَى رَبّهُ مُوْسَى عَلَى قَدَرِ (¬1) إنَّا لنَرْجُو إِذَا الغَيْث أَخْلَفَنَا ... مِنَ الخَلِيْفَةِ مَا نَرْجُو مِنَ المَطَرِ أَأَذْكُرُ النَّصرَ وَالبَلْوَى الَّتِي نَزَلَتْ ... أَمْ تَكْتَفِي بِالَّذِي نُبِّئْتَ مِنْ خَبَرِي مَا زِلْتُ بَعْدَكَ فِي دَارٍ تُعَجّمُنِي ... وَضَاقَ بِالحَيِّ إِصْعَادِي وَمُنْحَدَرِي لَا يَنْفَعُ الحَاضِرُ المَجْهُوْد بَادِيَنَا ... وَلَا يَعُوْدُ لنَا بَادٍ عَلَى حَضَرِ كَمْ بِالمَوَاسِمِ مِنْ شَعْثَاءِ أَرْمَلَةٍ ... وَمِنْ يَتِيْمٍ ضعِيْفِ الصَّوْتِ وَالنَّظَرِ أَذْهَبْتَ خِلَّتهُ حَتَّى دَعَا وَدَعَتْ ... يا رَبِّ بَارِكْ لطُرّ النَّاسِ فِي عُمَرِ فَمَنْ يَعِدْكَ تَكْفِي فَقْدَ وَالِدِهِ ... كَالفَرْخِ فِي الوَكْرِ لَمْ يَنْهَضْ وَلَمْ يَطِرِ --- حاجتها ... إِلَّا حَوَائِجَ هَذَا الأرْمَل الذَّكرِ قَالَ: فَفَغَرَتْ عَيْنَا عُمَرُ بِالدُّمُوْعِ وَجَهَّزَ إِلَى فُقَرَاءِ الحِجَازِ عِيْرًا تَحْمِلُ الطَّعَامَ الكَسَواتِ وَالعَطَايَا يُبَثُّ فِي فُقَرَائِهِمْ وَأَمَرَ لِجَرِيْرٍ بِعِشْرِيْنَ دِيْنَارًا مِنْ عَطَائِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ هَذَا مَالِي فَإِنْ شِئْتَ فَاحمَد وَإِنْ شِئْتَ فَاذْمم. [من الرمل] 125 - أَأَخِي أَنْتَ وَلَا تَنْفَعُنِي ... لَا أَخٌ لِلْمَرْءِ إِلَّا مَنْ نَفَعْ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] ¬
126 - أَأَخِيْبُ عِنْدَكِ وَالصِّبَا لِي شَافِعٌ ... وَأُرَدُّ دُوْنِكِ وَالشَبَابُ رَسُوْلِي وَمِنْ هَذَا البَابُ قَوْلُ كُثَيِّرٍ: أَأَذَيْتِيْنِي حَتَّى إِذَا مَا اسْتَبَيْتِ ... بِقَوْلٍ يُحِلّ العصم سَهْل الأَبَاطِحِ (¬1) فَلَمَّا عَرفتِ الوُدَّ مِنِّي صَرَمْتِنِي ... وَغَادَرْتِ مَا غَادَرْتِ بَيْنَ الجَوَانِحِ أُمَيَّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِي: [من الوافر] 127 - أَأَذْكرُ حَاجَتِي أمْ قَدْ كَفَانِي ... حَيَاؤُكَ إِنَّ شِيْمَتَكَ الحَيَاءُ قَوْلُ أُمَيَّةَ هَذَا يُخَاطِبُ بِهِ عَبْدَ اللَّهِ بن جُدعَانَ: أَذْكُرُ حَاجَتِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَعِلْمُكَ بِالحُقُوْقِ وَأَنْتَ فَرْعٌ ... لَكَ المَجْدُ المُؤْثَّلُ وَالنَّمَاءُ وَأَرْضُكَ كُلُّ مَكْرُمَةٍ بَنَتْهَا ... بَنُو تَيْمٍ وَأَنْتَ لَهَا سَمَاءُ كَرِيْمٌ لَا يُغَيِّرهُ صَبَاحٌ ... عَنِ الخَلْقِ الجمِيْلِ وَلَا مَسَاءُ إِذَا أَثْنَى عَلْيَكَ المَرْءُ يَوْمًا ... كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ الثَّنَاءُ يُقَالُ: إِنَّ أوَّلُ مَنْ عَرَّضَ وَصَرَّحَ بِالاسْتِمَاحَةِ مِنَ الشُّعَرَاءِ أُمَيَّةُ حَيْثُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بنُ جَذْعَانَ أَذْكُرُ حَاجَتِي الأَبْيَاتُ. ثُمَّ عَلْقَمَةُ بن عَبْدَةَ حَيْثُ قَالَ لِلْحَارثِ بن أَبِي شمَّرٍ الغَسَّانِيّ يَسْتَمِيْحُهُ لأَخِيْهِ شَاسٍ: فِي كُلِّ حَيٍّ قَدْ خَبَطْتَ بِنِعْمَةٍ فَحَقَّ لِشَاسٍ مِنْ نَدَاكَ ذُنُوْبُ. ثُمَّ انْفَتَحَتْ عَلَى الشُّعَرَاءِ أَبْوَابُ التَّعْرِيْضِ وَالاسْتِمَاحَةِ. حَكَى المَدَائِنِي قَالَ: دَخَل أُمَيَّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بن جَذْعَانَ وَقَدْ أَخَذَتِ الخَمْرُ مِنْهُ مَأْخَذَهَا وَعِنْدَهُ قِيْنَتَانِ يُقَالُ لَهُمَا الجَّرَادَتَانِ وَكَانَ بِهُمَا مُعْجَبًا فَقَالَ أُمَيَّةُ: أَذْكُرُ حَاجَتِي. الأبْيَاتُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: دُوْنَكَ إحْدَاهُمَا فَأَخَذَ أُمَيَّةُ بِيَدِ ¬
الجَّارِيَةِ فَلَقِيَهُ فِتْيَانُ قُرَيْشِ فَأَخَذُوْهَا. . . شيخنا، وَقَدْ أَخَذَتْ الحُمَيَّا مِنْهُ مَأْخَذَهَا فَانتزَعَت قُرَّةَ عَيْنِهِ فَرَجَعَ أُمَيَّةَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ لَهُ: مَا رَدَّكَ؟ قَالَ: لِقيَنِي فِتْيَانٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَأَخَذُوا مِنِّي الجَّارِيَةِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَهَلْ قُلْتَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: عَطَاؤُكَ زَيْنٌ لامْرِىٍ أنْ حَبَوْتَهُ ... بِخَيْرٍ وَمَا كُلُّ العَطَاءِ يزِيْنُ (¬1) وَلَيْسَ يَشِيْنُ لامْرِىٍ بَذْلُ وَجْهِهِ إِلَيْكَ ... كَمَا بُغْضُ السُّؤَالِ يَشِيْنُ فَانْصَرَفَ بِهمَا جَمِيْعًا وَبَعَثَ مَعَهُ مَنْ شَيِّعَهُ. عَبْدُ اللَّهِ بن مَالِكٍ: [من الطويل] 128 - أَأَرْحَلُ عَنْكُمُ دُوْنَ زَادٍ لِبُلْغَةٍ ... وَتِلْكَ لَعَمْرِي سُبَّةٌ فِي العَوَاقِبِ هُوَ أَبُو مُحَمَّد عَبْدُ اللَّهِ بن مَالِكٍ مِنْ شُعَرَاءِ الأَنْدَلُسِ يَقُوْلُ مِنْ قَصِيْدَةٍ لَهُ: لَقَدْ أَنْضَبَ الحِرْمَانُ بَحْرَ بَدَائِعِي ... وَأَكْسَفَ سُوْءُ الجدِّ شَمْسَ عَجَائِبِي فلا شَأْوَ إِلَّا قَدْ حَوَيْتَ قِصابَةً ... سِوَى الجَدِّ إِنِّي مِنْهُ - خَائِب فَلَقَّنَ. . . مَا يَقُوْلُ فَإنْ عَيَيْتُ ... جَوَابًا عَنْ سُؤَالِ المُخَاطِبِ المُتَنَبِّيّ: [من الطويل] 129 - أَأَرْضَى أَنْ أَعِيْشَ وَلَا أُكَافِي ... عَلَى مَا لِلأَمِيْرِ مِنَ الأَيَادِي [من الطويل] 130 - أَأَرْقَعُ فِيْكَ الوُدَّ وَهْوَ مُمَزَّقٌ ... وَأرْعَى ذِمَامَ العَهْدِ وَهُوَ ذَمِيْمٌ بَعْدَهُ: وَفِي دُوْنِ مَا أَلْفَاهُ لِلحُرِّ زَاجِرٌ ... وَلَكِنَّ أَصْلِي فِي الوَفَاءِ قَدِيْمُ ¬
131 - أَأَرُوْمُ بَعْدَكُمُ صَدِيْقًا صَافِيًا ... هَيْهَاتَ ضَاقَ العُمْرُ عَمَّا رُمْتُهُ شَبِيْبُ بن مُحَمَّد الخَفَاجِي: [من الكامل] 132 - أَأَرُوْمُ بَعْدَهُمُ صَدِيْقًا صَادِقًا ... هَيْهَاتَ أيْنَ تُرَى الصَّدِيْقُ الصَّادِقُ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من الكامل] 133 - أَأَرُوْمُ فِي أَيَّامِ عِزِّكَ بسْطَةً ... فِي الجاهِ لِي إِنِّي لَعَيْنُ الجاهِلِ قَبْلَهُ: يا صَاعِدًا فِي جَوِّ كِبْرٍ شَامِخٍ ... عَمَّا قَلِيْلٍ أَنْتَ أَسْفَلَ سَافِلِ أَيْأَسْتَنِي فَأَرحْتَنِي وَكَفَيْتَنِي ... وَاليَأْسُ خَيْرٌ مِنْ مَنُوْعٍ بَاخِلِ أَأَرُوْمُ. البَيْتُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 134 - أَأَرَى - مِنْكَ ثُمَّ أَسُرُّهَا ... أنِّي إِذًا لِيَدِ الكَرِيْمِ لَسَارِقُ قَبْلَهُ: وَمِنَ الرَّزِيَّةِ أَنَّ شُكْرِي صَامِتٌ ... عَمَّا فَعَلْتَ وَأَنَّ بِرَّكَ نَاطِقُ أَأَرَى. البَيْتُ [من الطويل] 135 - أَأَزْعُمُ أنِّي عَاشِقٌ ذُوْ صَبَابةٍ بِلَيْلَى ... وَلَا أَبْكِي وَتَبْكِي البَهَائِمُ دِيْكُ الجنِّ: [من الطويل] ¬
136 - أَأَسْعَى لأَحْظَى مِنْكَ بِالأَجْرِ إنَّهُ ... لَسَعْيٌ إِذًا مِنِّي إِلَى اللَّهِ خَائِبُ حَاشِيَةٌ: أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الأُبَيْرِدِ الرِّيَاحِيّ إِذْ يَقُوْلُ: وَقَدْ كُنْتَ لِي حِصْنًا مِنَ الدَّهْرِ مَانِعًا ... وَيَطْلبُ خَوْفًا أَنْ يُسَالِمُنِي الدَّهْرُ (¬1) وَقَدْ كُنْتُ أَسْتَعْفِي الإِلَهَ إِذَا اشْتَكَى ... مِنَ الأَجْرِ لِي فِيْهِ وَإِنْ سَرَّنِي الأَجْرُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 137 - أَأَشْكُو نَدَاهُ بَعْدَ أَنْ وَسِعَ الوَرَى ... وَمَنْ ذا يَذُمُّ الغَيْثَ إِلَّا مُذَمَّمُ 138 - أَأُضَامُ بَيْنَ بيوْتِكُمْ وَكُمَاتِكُمْ ... بِإِبَائِهَا يَتَحَدَّثُ السُّمَّارُ بَعْدَهُ: وإذا ظُلِمْتُ وَأَنْتُمُ لِي عُدَّةٌ ... فَعَلَى عُلَاكُمْ لَا عَلَيَّ العَارُ عَلِيُّ بنُ مِسْهَرٍ: [من الطويل] 139 - أَأَضْرَعُ إِنْ جَارَ الزَّمَانُ بِصَرْفِهِ ... عَلَيَّ وَنَابتنِي اعْتِدَاءً نَوَائِبُه المُتَنَبِّيّ: [من البسيط] 140 - أَأَطْرَحُ المَجْدَ عَنِ كتفِي وَأَطْلُبُهُ ... وَأَتْرُكُ الغَيْت فِي غِمْدِي وَأَنْتَجِعُ أوَّلُ القَصيْدَةِ يَمْدَحُ فِيْهَا سَيْفَ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ: غَيْرِي بِأَكْثَرِ هَذَا النَّاسِ يَنْخَدِعُ ... إِنْ قَاتَلُوا جَبُنُوا وَحَدَّثُوا شَجَعُوا أهْلُ الحَفِيْظَةِ إِلَّا إِنْ تُجَرِّبَهُم ... وَفِي التَّجَارِبِ بَعْدَ الغَيِّ مَا يَزَعُ ¬
أَطْرَحُ المَجْدِ عَنْ كَتِفِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَيْسَ الجمَالُ لِوَجْهٍ صَحَّ مَارِنُهُ ... أَنْفُ الكَرِيْمِ بِقَطْعِ العِزِّ يُجْتَدِعُ وَفَارِسُ الخَيْلِ مَنْ خَفَّتْ فَوَقَّرَهَا ... فِي الدَّرْبِ وَالدَّمُّ فِي أَعْطَافِهَا دُفَعُ وَالمَشْرِفِيَّةُ لَا زَالَتْ مُشَرَّفَةً ... دَوَاءُ كُلِّ كَرِيْمٍ أَوْ هِيَ الوَجَعُ لَا تَحْسَبُوا مِنْ أَسَرْتُمْ كَانَ ذَا رَمَقٍ ... فَلَيْسَ تَأَكلُ إِلَّا المَيِّتَ الضَّبعُ تَمْشِي الكِرَامُ عَلَى آثَارِ غَيْرهُمُ ... وَأَنْتَ تَخْلَقُ مَا تَأتِي وَتَبْتَدِعُ مَنْ كَانَ فَوْقَ مَحَلِّ الشَّمْسِ مَوْضِعُهُ ... فَلَيْسَ يَرْفَعُهُ شَيْءٌ وَلَا يَضَعُ لَقَدْ أَبَاحَكَ غِشًّا فِي مُعَامَلَةٍ ... مَنْ كُنْتَ مِنْهُ بِغَيْرِ الصِّدْقِ تَنْتَفِعُ الدَّهْرُ مُعْتَذِرٌ وَالسَّيْفُ مُنْتَظِرٌ ... وَأَرْضُهُمْ لَكَ مُصْطَافٌ وَمُرْتَبَعُ وَمَا حَمَدْتُكَ فِي هَوْلٍ ثَبتَّ لَهُ ... حَتَّى بَلَوْتُكَ وَالأَبْطَالُ تَمْتَصِعُ فَقَدْ يُظَنُّ شُجَاعًا مَنْ بِهِ خُرَفٌ ... وَقَدْ يُظَنُّ جَبَانًا مَنْ بِهِ زَمَعُ إِنَّ السِّلَاحَ جَمِيْعُ النَّاسِ تَحْمِلَهُ ... وَلَيْسَ كُلُّ ذَوَاتِ المِخْلَبِ السَّبُعُ [من الطويل] 141 - أَأَطْلُبَ أَنْصَارًا عَلَى الدَّهْرِ بَعْدَ مَا ... ثَوَى مِنْهُمُ فِي التُّرْبِ أَوْسِي وَخَزْرَجِي زُهَيْرٌ المِصْرِيّ: [من الطويل] 142 - أَأَطْلُبَ فَضْلَ اللَّهِ مِنْ عِنْدِ غَيْرِهِ ... وَأَسْتَرْزِقُ الأَقْوَامَ وَاللَّهُ رَازِقُ قَبْلَهُ: أَأَرْحَلُ عَنْ مِصْرٍ وَطِيْبِ نَعِيْمهَا ... فَأَيُّ مَكَانٍ بَعْدَهَا لِي شَائِقُ وَكَيْفَ وَقَدْ أَضْحَتْ مِنَ الحُسْنِ جَنَّةٌ ... زَرَابيُّهَا مَبْثُوْثَةٌ وَالنَّمَارِقُ بلَادٌ تَشُوْقُ العَيْنَ وَالقَلْبَ بَهْجَةً ... وَتَجْمَعُ مَا يَهْوَى تَقِيٌّ وَفَاسِقُ أَسُكَّان مِصْرٍ إِنْ قَضَى اللَّهُ بِالنَّوَى ... فَثَمَّ عُهُوْدٌ بَيْنَنَا وَمَوَاثِقُ ¬
فلا تَذْكِرُوْهَا لِلنَّسِيْمِ فَإِنَّهُ ... لأَمْثَالِهَا مِنْ نَفْحَةِ الرَّوْضِ سَارِقُ إِلَى كَمْ جفُوْنُ بِالدُّمُوْعِ قَرِيْحَةٌ ... وَحَتَّامَ قَلْبي بِالتَّفَرُّقِ خَافِقُ ففِي كُلِّ يَوْمٍ لِي حَنِيْنٌ مُجَدَّدٌ ... وَفِي كُلِّ أَرْضٍ لِي حَبيْب مُفَارِقُ يُحَرِّكُ وَجْدِي فِي الأرَاكَةِ طَائِرٌ ... وَيَبْعَثُ شَجْوِي فِي الدُّجِنَّةِ بَارِقُ وَلِيْ صَبْوَةُ العُشَّاقِ فِي الشِّعْرِ وَحْدَهُ ... وَأَمَّا سِوَاهَا فَهِيَ مِنِّي طَالِقُ كَلَامِي الَّذِي يَصْبُو لَهُ كُلُّ سَامعٍ ... وَيَهْوَاهُ حَتَّى فِي الخُدُوْرِ العَوَائِقُ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُ نَصيْبٌ يَخُصهُ ... يُلَائِمُ مَا فِي طَبْعِهِ وَيُوَافِقُ بِهِ يَقْتَضي الحَاجَاتِ مَنْ هُوَ طَالِبٌ ... وَيَسْتَعْطِفُ الأَحْبَابَ مَنْ هُوَ عَاشِقُ وَمَا قُلْتُ أَشْعَارِي لأَبْغِي بِهِ النَّدَى ... وَلَكِنَّنِي فِي حَلْبَةِ الفَضْلِ سَابِقُ أَأَطْلبُ فَضْلَ اللَّهِ. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 143 - أَأَطْمَعُ فِي السُّلُوِّ وَنَارُ حُزْنِي ... لَهَا فِي كُلِّ جَارِحَهٍ ضِرَامُ قَالَهُ البُحْتُرِيّ وَقَدْ تَتَابَعَتْ نَكَبَاتُهُ يَقُوْلُ بَعْدَهُ: أَخِي وَأَبِي نَأَى بِهِمَا رَحِيْلٌ ... إِلَى دَارٍ يَطُوْل بِهَا المَقَامُ فَلِي قَلْبٌ كَئِيْب لَيْسَ يَسْلُو ... مَصائِبَهُ وَعَيْنٌ لَا تَنَامُ أَبُو الشَّمَقْمَقِ: [من الوأفر] 144 - أَأَعْيَاكَ الحِمَارُ وَأَنْتَ جَلْدٌ ... فَمَهْلًا لَا تَحَكَّكُ بِالإِكَافِ أَأَعْيَاكَ. البَيْتُ هَذَا مَثَلٌ لِلعَوَامِ يَقُوْلُوْنَ مَا قَدِرَ عَلَى الحِمَارِ تَعْلَقَ بِالأكافِ، قَبْلَهُ: أَقُوْلُ لِصاحِبٍ لِي غَيْرِ حَافٍ ... مِنَ الفِتْيَانِ يُعْرَفُ بِالعَفَافِ ¬
[من الكامل] 145 - أَأُعِيْرُ وَجْهَ العَيْشِ لَحْظَةَ نَاظِرٍ ... مِنْ بَعْدِكُمْ إنِّي إِذَا لَخَؤُوْنُ بَعْدَهُ: لَا الرَّوْضُ رَوْضٌ نَاضِرٌ وَإِنِ اكْتَسَى ... زَهْرًا وَلَا المَاءُ المَعِيْنُ مَعِيْنُ أَبُو فِرَاسٍ ابن حَمْدَانَ: [من الطويل] 146 - أَأُغْضِي عَلَى الأَمْرِ الَّذِي لَا أُرِيْدُهُ ... وَلَمَّا بِالعُذْرِ سَيْفِي وَمنْصِلِي ابن الرُّوْمِيّ: [من الوافر] 147 - أَأُفْجَعُ بِالشَّبَابِ وَلَا أُعَزَّى ... لَقَدْ غَفَلَ المُعَزِّى عَنْ مُصَابِي حَاتِمُ الطَّائِيُّ: [من الوافر] 148 - أَأَفْضَحُ جَارَتِي وَأَخُوْنُ جَارِي ... مَعَاذَ اللَّهِ أَفْعَلُ مَا حَيِيْتُ عِمْرَانُ بنُ حِطَّانَ: [من الكامل] 149 - أَأُقَاتِلُ الحَجَّاجَ عَنِ سُلْطَانِهِ ... بِيَدٍ تُقِرُّ بِأنَّهَا مَوْلَاتُهُ كَانَ الحَجَّاجُ أَسَرَ عِمْرَانَ بن حَطَّانَ ثُمَّ عَفَا عَنْهُ وَأَطْلَقَهُ فَقَالَ لَهُ قَطَرِيّ بن الفُجَاءَةَ: عَاوِدْ قِتَالَ عَدُوِّ اللَّهِ الحَجَّاجَ فَقَال هَيهَاتَ غَلَّ أيْدًا مُطْلِقُهَا وَاسْتَرَقَّ رَقبَةً مُعْتِقُهَا ثُمَّ قَالَ: أَأُقَاتِلُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنِّي إِذًا لأَخُو الدَّنَاءةِ وَالَّذِي ... عَفَّتْ عَلَى إِحْسَانِهِ جَهَلَاتهُ مَاذَا أَقُوْلُ إِذَا وَقَفْتُ إِزَاءهُ ... فِي الصَّفِّ وَاحْتَجَّتْ لَهُ فَعَلَاتهُ أَأَقُوْلُ جَارَ عَلَيَّ لَا إِنِّي إِذًا ... لأحَقّ مَنْ جَارَتْ عَلَيْهِ ولَاتهُ ¬
وَتُحَدِّثُ الأَقْوَام أَنَّ صَنَائِعًا ... غُرِسَتْ لَدَيَّ فَحَنْظَلَتْ نَخَلَاتُهُ هَذَا وَمَا طِبِّي بِجبنٍ إِنَّنِي ... فِيْكُمْ لَمطْرَقُ مَشْهَدٍ وَعَلَاتُهُ العَلَاةُ: السَّنْدَانُ. [من الوافر] 150 - أَأَقْتَبِسُ الضِّيَاءَ مِنَ الضَّبَابِ ... وَأَلْتَمِسُ الشَّرَابَ مِنَ السَّرَابِ بَعْدَهُ: أُرِيْدُ مِنَ الزَّمَانِ النَّذْلِ بَذْلًا ... وَأَرْيًا مِزْحَتِي سَلَعٍ وَصابِ أُرَجِّي أَنْ أُلَاقِي لاشْتِيَاقِي ... سَرَاةَ النَّاسِ فِي زَمَنِ الكِلَابِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أُقَسِّمُ فِيْهِ الظّنّ طَوْرًا مُكَذِّبًا ... بِهِ أَنَّهُ حَقٌّ وَطَوْرًا أُصَدِّقُ (¬1) وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ أَبِي نَصْرٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عُمَرَ بنِ نُبَاتَةَ السَّعْدِيّ كَانَتْ وَفَاتَهُ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّال سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعَ مِائَةٍ: إِنْ بَانَتْ سَرِيْرَتُكُمْ وَكَانَتْ ... فَضيْحَتُكُمْ قِنَاعًا لِلْقِنَاعِ (¬2) جَعَلْتُمُ ذَنْبَنَا أنَّا سَمْعِنَا وَ ... مَا الآذَانُ إِلَّا لِلسِّمَاعِ وَمِنْهُ أَيْضًا مَا كَتَبَ بِهِ ابْنُ حَازِمٍ إِلَى أخٍ لَهُ كَانَ أَثْرَى فَجَفَاهُ: إِنْ بَلَغْتَ الَّتِي كُنَّا نُؤَّمِّلُهَا ... وَاسْتَشْرَفَتْ هِمَّتِي وَارْتَاحَ أُلَّافِي (¬3) نَكرْتُ مِنْكَ أُمُوْرًا كُنْتُ أَعْرِفُهَا ... فِي حُسْنِ بِشْرٍ وَإِكْرَامٍ وَأَلْطَافِ مَا كَانَ مِثْلِي حَرِيًّا أنْ تضيّعَهُ ... وَأَنْتَ مِكْرَامَةٌ مِنْ نَسْلِ أَشْرَافِ ¬
[من الكامل] 151 - أَأُقَنِّعُ المَعْرُوفَ وَهُوَ كَأَنَّهُ ... بَدْرُ الدُّجَى إنِّي إِذًا لَلَئِيمُ [من الطويل] 152 - أَأَكْرَمُ مِنْ ليْلَى عَلَيَّ فَتَبْتَغِي ... بِهِ الجاهَ أمْ كُنْتُ امْرَأً لَا أُطِيْعُهَا؟ قَبْلَهُ: وَنُبّئْتُ لَيْلَى أَرْسَلَتْ بِشَفَاعَةٍ إِلَيَّ ... فَهَلَّا تَنْسَى لَيْلَى شَفِيْعُهَا أَأَكْرَمُ. لبَيْتُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 153 - أَأَكفرُكَ النَّعْمَاءَ عِنْدِي وَقَدْ نَمَتْ ... عَلَيَّ نُمُوَّ الفَجْرِ وَالفَجْرُ سَاطِعُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 154 - أَأُلْبِسُ هُجْرَ القَوْلِ مَنْ لَوْ هَجَوْتُهُ ... إِذَا لَهَجَانِي عَنْهُ مَعْرُوْفُهُ عِنْدِي [من الكامل] 155 - أَألَيْكَ تَدْبِيْرُ القَضَاءِ وَصَرْفُهُ ... أَمْ مِنْ يَمِيْنِكَ قِسْمَةُ الأَرْزَاقِ؟ قَبْلَهُ: إِنَّ البلَادَ إِذَا دَهَتْ ذَا هِمَّةٍ ... لَحَقِيْقَةٌ مِنْهُ بِوَشْكِ فرَاقِ وَاللَّهُ مَا آتَتِ المَذَلَّةُ رَاضِيًا ... بِمَذَلَّةٍ إِلَّا عَلَى اسْتِحْقَاقِ أَإِلَيْكَ. البَيْتُ ابن المُعْتَزِّ: [من الوافر] ¬
156 - أَأَمْزُجُ بِاللِّئَامِ دَمِي وَلَحْمِي ... فَمَا عُذْرِي إِلَى النَّسَبِ الكَرِيْمِ قَبْلَهُ: وَبكرٍ قُلْتُ مُوْرتي قَبْلَ بَعْلٍ ... وَإِنْ أَثْرَى وَعُدَّ مِنَ الصَّمِيْمِ أَأَمْزُجُ. البَيْتُ ابْنُ السُّلَيْمَانِيّ: [من الطويل] 157 - أَأَمْكَنْتُ مِنْ نَفْسِي عَدُوِّيَ ضَلَّةً ... ألَهْفِي عَلَى مَا فَاتَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ [من الطويل] 158 - أَأَمْنَحُهُ وُدِّي وَيَمْنَحُنِي الأَذَى ... لَحَا اللَّهُ مَنْ تَرْضَى بِهَذَا خَلَائِقُه وَمِنْ بَابِ (أَأَنْ) قَوْلُ أَبِي نَصْرُ بن نُبَاتَةَ: أَأَنْ بَانَتْ سَرِيْرَتكمْ فَكَانَتْ ... فَضِيْحَتُكُمْ قِنَاعًا لِلقِنَاعِ (¬1) جعلتُمْ ذَنْبَنَا أَنَّا سَمِعْنَا ... وَمَا الآذَانُ إِلَّا لِلسِّمَاعِ وَمِنْ بَابِ (أَأَنْ) قَوْلُ آخَر: أَأَنْ تَرَانِي خَيْرًا مِنْكَ تَحْسُدُنِي ... لَا زَالَ عَنْ صَدْرِكَ الدَّاءُ الَّذِي تَجدُ (¬2) زِيَادٌ الأَعْجَم: [من الطويل] 159 - أَأَنْتُمْ أُوْلِي جِئْتُمْ مَعَ البَقْلِ وَالدَّبَا ... فَطَارَ وَهَذَا شَخْصكُمْ غَيْرُ طَائِرِ العَوَّامُ بن عُقْبَةَ بن كعب: [من الطويل] ¬
160 - أَأَنْ سَجَعَتْ فِي بَطْنِ وَادٍ حَمَامَةٌ ... تُجَاوِبُ أُخْرَى مَاءُ عَيْنَيْكَ دَافِقُ بَعْدَ قَوْلِهِ: دَافِقُ كَأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ بكَاءَ حَمَامَةٍ ... بِلَيْلٍ وَلَمْ يحْزِنْكَ أَلْفٌ مُفَارِقُ وَلَمْ تَرَ مَفْجُوْعًا بِشَيْءٍ تُحِبُّهُ ... سِوَاكَ وَلَمْ يِعْشَقْ كَعِشْقِكَ عَاشِقُ بَلَى فَأَفِقْ عَنْ ذِكْرِ لَيْلَى فَإنَّمَا ... أَخُو الصبْرِ مِنْ كَفِّ الهَوَى وَهُوَ تَائِقِ أَبُو عُبَيْدِ بن حُمَيْدِ الكُوْفِيِّ: [من الطويل] 161 - أَأَنْ سُمْتَنِي ذُلًّا فَعِفْتُ حِيَاضَهُ ... سَخِطْتَ وَمَنْ يَأبَ المَذَلَّةَ يُعْذَرِ بَعْدَه: فَهَا أَنَا مُسْتَرْضِيْكَ لَا مِنْ جَنَايَةٍ ... جَنَيْتُ وَلَكِنْ مِنْ تَجَنِّيْكَ فَاغْفِرِ أَبُو بَكْر بن دُرَيْدٍ: [من البسيط] 162 - أَأَنْشرُ البَزَّ فِيْمَنْ لَيْس يَعْرِفُهُ ... وَأَنْثُرُ الدُّرَّ لِلْعُمْيَانِ فِي الغَلَسِ الإِمَامُ الشَّافِعِيّ رحمهُ اللَّه: [من الطويل] 163 - أَأَنْعَمُ عَيْشًا بَعْدَ مَا حَلَّ عَارِضِي ... طَلَائِعُ شَيْبٍ لَيْسَ يُغْنِي خِضَابُهَا بَعْدَه: وَهُوَ أَوَّلُ الأَبْيَاتِ وَهِيَ خَمْسَةَ عَشَرَ بَيْتًا. إِذَا اسْوَدَّ جِلْدُ المَرْءِ وَابْيَضَّ شَعْرُهُ ... يَنْقص مِنْ لَذَّاتِهَا مُسْتَطَابُهَا وَغِرَّةُ عُمْرِ المَرْءِ قَبْلَ مَشِيْبهِ ... وَقَدْ ذَهَبَتْ نَفسٌ تَوَلَّى شَبَابُهَا فَلَا تَمْشيْنَ فِي مَنْكبِ الأَرْضِ فَاخِرًا ... فَعَمَّا قَلِيْلٍ يَحْتَوِيْكَ تُرَابُهَا وَدع عَنْكَ فَضَلَاتِ الأُمُوْرِ فَإِنَّهَا ... حَرَامٌ عَلَى نَفْس التّقي ارْتكَابُهَا ¬
وَأحْسِنْ إِلَى الأُخْوَانِ تَمْلِك رِقَابَهُمْ ... فَخَيْرُ تِجَارَاتِ الرِّجَال اكْتِسَابُهَا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مَنْ يَذُقِ الدُّنْيَا فَأَنَّى طِعْمَتُهَا ... وَسِيْقَ إِلَيْنَا عَذْبُهَا وَعَذَابُهَا فَلَمْ أَرَهَا إِلَّا غُرُوْرًا بَاطِلًا ... كَمَا لَاحَ فِي جَوِّ الفلَاةِ سَرَابُهَا وَمَا هِيَ إِلَّا جِيْفَةٌ مُسْتَحِيْلَةٌ عَلَيْهَا ... كِلَابٌ هَمُّهُنَّ اجْتِذَابُهَا إِنْ تَجتنبها كُنْتَ سِلْمًا لأَهْلِهَا وَ ... إِنْ تَجْتَذِبْهَا نَازَعَتْكَ كِلَابُهَا فَطُوْبَى لِنَفْسٍ وطنت قَعْرَ بَيْتِهَا ... مُغْلَقَةَ الأَبْوَابِ مُرْخَى حِجَابُهَا وَمَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا بِمَوْتِ شرَارِهَا ... وَلَكِنْ بِمَوْتِ الأَكْرَمِيْنَ ذِهَابُهَا ----- هَامَتِي ... على الرَّغْمِ مني حين طَارَ غُرَابُهَا عَلِمْتُ خَرَابَ العُمْرِ مِنِّي فَزُرْتَنِي ... وَمَأْوَاك مِنْ كُلِّ الدِّيَار خَرَابُهَا لَمَّا نَزَلَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن الحَسَنِ بن دُرَيْدٍ بَلْدَةَ سِيْرَافَ سُئِلَ الجُلُوْسُ لِلْقِرَاءةِ عَلَيْهِ فَأَبَى ذَلِكَ إِذْ لَمْ يَرَ هُنَاكَ مَنْ يُسَاوِي أَنْ يَجلسَ لَهُ فَكَتَبَ هَذِهِ الأَبْيَاتُ وَعَلَّقَهَا فِي قِبْلَةِ مَسْجِدِهِمْ. وَتُرْوَى هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِنَفْطَوِيْهِ وَقَدْ كَتَبْتُ فِي التَّرْجَمَةِ بِبَابِ التَّبَرُّمِ بِحِرْفَةِ الأَدَبِ هَامِشًا فِي صَدْرِ التَّرْجَمَةِ فَلَا حَاجَةَ إِلَى تَكْرِيْرِهَا فِي هَذَا المَوْضِعِ فتطْلبُ مِنْ هُنَاكَ. الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] 164 - أَأنْفَاقُ مَالِ اللَّهِ فِي غَيْرِ كنْهِهِ ... وَمَنْعًا لِمَالِ المُرْمِلَاتِ الضَّرَائِكِ قَبْلَهُ: وَتضربُ أَقْوَامًا بَرَاءً ظهُوْرَهُمْ ... وَتَتركُ حقَّ اللَّهِ فِي ظَهْرِ مَالِكِ أَإِنْفَاقُ. البَيْتُ أحْمَد بن أَبِي طَاهِرٍ: [من البسيط] ¬
165 - أَأَنْ وَثِقْتَ بِحِلْمِي سَاعَةَ الغَضَبِ ... خَطَبْتَ بِي فَأَنَا العَالِي عَلَى الخُطَبِ السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من الكامل] 166 - أَأَهُزُّ مَنْ لَا يَنْثَنِي وَأُدِيْرُ مَنْ ... لَا يَرْعَوِي وَأَلُوْمُ مَنْ لَا يَخْتشَي قَوْلُ الرَّضِيّ (يَخْتَتِي) أَيْ يَسْتَحِي يُقَال اخْتَتَى الرَّجُلُ إِذَا انْقَبَضَ وَاسْتَحِيَى وَهَذَا البَيْتُ لَمَّا عَادَ وَالِدُهُ مِنْ فَارِس فِي سَنْة خَمْس تِسْعِيْنَ ثَلَاثْمِائَةَ أوَّلُهَا: قَدْ قُلْتُ لِلنَّفْسِ الشّعَاعِ أَضُمُّهَا ... كَمْ ذا القُرَاعُ لِكُلِّ بَابٍ مُصْمَتِ قَدْ آنَ أنْ أَعْصِي المَطَامِعَ طَائِعًا ... لِلْيَأْسِ جَامِعَ شَمْلِيَ المُتَشَتِّتِ يَقْضي الحَرِيْصُ وَلَا يَقْضِي إِرْبَةً ... مُتَعَلِّلًا أبَدًا بِغَيْرِ تَعَلُّتِ قُلْ لِلَّذِيْنَ بَلَوْتَهُمْ فَوَجَدْتهُمْ ... آلًا وَغَيْرُ الآلِ تَنْفَعُ غُلَّتِي أَعْدَدْتُكُمْ لِدِفَاعِ كُلِّ ملمَّةٍ عَنِّي ... فَكُنْتُمُ عَوْن كُلِّ مُلَمِّتِ وَتَخَذْتِكُمْ إِلَى جُنَّةٍ فَكَأَنَّمَا ... نَظَر العَدُوّ مُقَاتِلِي مِنْ حُبَّتِي تَأْبَى ثِمَارٌ أنْ تَكُوْنَ كَرِيْمَةً ... وَفُرُوْعُ دَوْحَتِهَا لِئَامُ المَنْبَتِ لَمَّا رَمَيْتُ إِلَيْكُمُ بِمَطَامِعِي ... كثر الخِلَاجِ مُقَلِّبًا لِرَوِيَّتِي وَوَقَفْتُ دُوْنَكُمُ وُقُوْفَ مُقَسِّمٍ ... حَذرَ المَنِيَّةِ رَاجِيًا أُمْنِيَّتِي قَدَمٌ تَؤُمَّكُمُ وَأُخْرَى تَنْثَنِي ... عَنْكُمْ وَحَزْمُ الرَّأْي لِلْمُتَثَبِّتِ لَوْلَا الحَوَادِثِ مَا أَفَدْتُ تَجَارِبًا ... يَعسُو الرَّطِيْبُ وَيَقْرَحُ الجَدْعُ الفَتِي بَأْسٌ سقنَ المَطَالِبَ عَنْكُمُ ... وَلَوَى إِلَى الأَوْطَانِ عِنْقَ مَطِيَّتِي لا عذر إلّا ذهابي عنكم ... فإذا ذهبت فيامكم من رجعتي فلأرحلن رحيل لا متلهّفِ ... لفراقكم أبدًا ولا متلفّتِ الحُسَيْنُ بن مُطَيْرٍ: [من الكامل] 167 - أَأُلَامُ فِي طَلَبِ الأَحِبَّةِ بَعْدَ مَا ... حَنَّتْ مِنَ الطَّرَبِ الحمَامُ الوُقَّعُ ¬
قَبْلَهُ: يا صَاحِبَيَّ دَعَا المَلَامَةَ إِنَّمَا ... شَرُّ المَلَامَةِ أَنْ يُلَامَ المُوْجَعُ أَأُلَامُ فِي طَلَبِ. البَيْتُ مِهْيَارُ: [من الكامل] 168 - أَأُلَامُ فِيْكَ وَفِيْكَ شِبْتُ عَلَى صِبًا ... يَا جَوْرَ لَائِمَتِي عَلَيْكَ وَلِمَّتِي قَبْلَهُ: وَإِذَا عَدَتَ سِنِيَّ لَمْ أَكُ بِالِغًا ... عَدَدَ الأَنَابِيْب الَّتِي فِي صَعْدَتِي أَأُلَامُ فيك. البَيْتُ وَلأَنْفُضَنَّ يَدَيَّ يَأْسًا مِنْكُمُ ... نَفْضَ الأَنَامِلِ مِنْ تُرَابِ المَيِّتِ وَلَا لمعن بِكُلِّ بَيْتٍ شَارِدٍ ... لَمْعَ المُهَنَّدِ فِي يَمِيْنِ المُصْلِتِ مِنْ كُلِّ قَافِيَةٍ تَخُبُّ إِلَيْكُمُ ... بِشَوَاظِهَا خَبَبَ الجوَادِ المفْلِتِ وَأَقُوْلُ لِلْقَلْبِ المُنَازعِ نَحْوَكُمْ ... أَقْصرْ هَوَاكَ لَكَ اللَّتَيَّا وَالَّتِي أَأَهُزُّ مَنْ لَا يَنْثَنِي. البَيْتُ يا ضَيْعَةَ الأَمَلِ الَّذِي وَجَّهْتَهُ ... طَمَعًا عَلَى الأَقْوَامِ بَلْ يا ضَيْعَتِي قَوْمٌ إِذَا حَضرُوا النَّدِيَّ مَهَانَةً ... غَطَسَتْ مَوَازِنهُمْ بِغَيْرِ مُشَمَّتِ يا دَهْرُ حَسْبَكَ قَدْ أَصَبْتَ مَقَاتِلِي ... مَا زِلْتَ تَطْلُب بِالمَقَادِرِ غِرَّتِي مَا لِي أجِيْلُ عَلَى سِوَاكَ بِمَا جَنَى ... قَدَرٌ عَلَى قَدَرٍ وَأَنْتَ بَلِيَّتِي [من المتقارب] 169 - أَأَيَّامَ الغِنَى أْقْبِلِي ... كَمَا كُنْتِ فِي الزَّمَنِ الأَوَّلِ ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الطويل] ¬
170 - أَأَيَامَ لَهْوِي هَلْ مَوَاضِيْكَ عُوَّدُ ... وَهَلْ لِشَبَابٍ ضَلَّ بِالأَمْسِ مُنْشِدُ هَذَا آخر الفَصْلِ الَّذِي أَوَّلهُ هَمْزَتَانِ مُتَحَرِّكَتَانِ وَلَيْسَ بَعْدُهَمِ أَلِفٌ سَاكِنَةٌ وَعُدَّةِ أَبْيَاتِهِ عَدَا مَا عَلَى الهَامِشِ خَمْسٌ وَسِتُّوْنَ بَيْتًا وَيَتْلُوْهُ مَا أَوَّلهُ هَمْزَةٌ مُتحَرِّكَةٌ وَبَعْدَهَا أَلِفٌ سَاكِنَةٌ. * * * ¬
[من الكامل] 171 - آتِي البُيُوْتَ مِنَ الظُّهُوْرِ وَلَا أَرَى ... إِتْيَانَ أَبْيَاتٍ مِنَ الأَبْوَابِ ابْنُ المُعَلِّمُ: [من البسيط] 172 - آتِيْهِ بِالصَّدْقِ مِن قَوْلِي فَيتبِعُهُ ... ظَنًّا وَيَكْذِبُهُ الوَاشِي فَيَسْمَعُهُ إسْحَاق المُوْصِلِّيُّ: [من الكامل] 173 - آخِ الرِّجَالَ المُنْصِفِيْنَ بِوَصْلِهِمْ ... وَأَتْرُك مَوَدَّةَ كُلَّ مَنْ لَمْ يُنْصِفِ قَوْلُ إسْحَاق إبْرَاهِيْم المَوْصِلِي هَذَا يُخَاطِبُ بِهِ أَبَا دُلَفٍ وَبَعْدَهُ: لَا خَيْرَ فِي مِذْقِ الإخَاءِ مُوَكّلٍ ... آذَى الصَّدِيْقَ مَلُوْلَة مُسْتَطْرَفِ ابْنُ العَمِيْدِ: [من مجزوء الكامل] 174 - آخِ الرِّجَالَ مِنَ الأَبَا ... عِدِ وَالأَقَارِبَ لَا تُقَارِب بَعْدَه: إِنَّ الأَقَارِبَ كَالعَقَارِ ... بِ بَلْ أَضَرّ مِنَ العَقَارِب 175 - آخِ الكِرَامَ إِذَا أَرَدْتَ أُخُوَّةً ... وَاعْلَمْ بِأَنَّ أَخَا الحِفَاظَ أَخُوْكا بَعْدَهُ: كَمْ مِنْ أَخٍ لَكَ لم يَلِدْهُ أَبُوْكَا ... وَأخٍ أَبُوْهُ أَبُوْكَ قَدْ يَجْفُوْكَا وَالنَّاسُ مَا اسْتَغْنَيْتَ كُنْتَ أَخُوْهُمُ ... فَإِذَا افْتَقَرْتَ إِلَيْهِمُ رَفَضوْكَا كَمْ أُخْوَةٌ لَكَ لم يَلِدْكَ أَبُوْهُمُ ... وَكَأَنَّمَا آبَاؤُهُمْ وَلَدُوْكَا لَوْ كُنْتَ تَحْمِلُهُمْ عَلَى مَكْرُوْهَةٍ ... يَخْشَى الحتُوْفَ بِهَا لَمَا خَذَلُوْكَا ¬
وَأَقَارِبٍ لَوْ أَبْصرُوْكَ مُعَلَّقًا ... بِنِيَاطِ قَلْبِكَ ثُمَّ مَا رَحَمُوْكَا أَبُو هِفَّانَ: [من الكامل] 176 - آخِ الكِرَامَ عَلَى المُدَامِ تَزِيْدُهَا ... طِيْبًا عَلَى الطِّيْبِ الَّذِي هُوَ فِيْهَا اليَزِيْدِيُّ: [من مجزوء الكامل] 177 - آخِ الكِرَامَ فَإنَّ صُحـ ... ـبتَكَ اللِّئَامَ عَلَيْكَ وَصْمَه بَعْدَهُ: المَالُ أَصْلِحْهُ فَلَيْسَ ... لِمُقْتِرٍ فِي النَّاسِ حُرْمَهْ وإِذَا اسْتَشَرْتَ فَلَا تُشَاوِرُ ... غَيْرَ مَنْ جَرَّبْتَ حَزْمَهْ وَدَعِ المِرَاءَ لأَهْلِه ... وَاحْذَرْ مَعَرَّتهُ وَإثِمَه [من الرمل] 178 - آخِ مَنْ آخَيْتَ عَن تَجْرِبَةٍ ... لَا يَغُرَّنْكَ مِنَ النَّاسِ الطُّرَرْ بَعْدَهُ: لَا وَلَا الأجْسَامُ مَا لَمْ تَبلهُم ... إِنَّمَا النَّاسُ كَأَمْثَالِ الشَّجَر [من الخفيف] 179 - آخِ مَنْ شِئْتَ ثُمَّ رُمْ مِنْهُ شَيْئًا ... تُلْفِ مِنْ دُوْنِ مَا تَرُوْمُ الثُّرَيَّا وَمِنْ البَابِ قَبلِهِ قَوْلُ: أآذَنَتْ قُوَّتِي بِضعْفٍ شَدِيْدٍ وَ ... الهَوَى فِي تَضَاعُفٍ وَمَزِيْدِ كَمْ أَكُوْنُ يَا فَظَّةَ القَلْبِ ... وَلَوْ كُنْتُ زُبْرَهُ مِنْ حَدِيْدِ ¬
أَنْتِ إِنْ كُنْتِ لَيْسَ يُرْضِيْكِ مَا بِي ... ثُمَّ أَحْبَبْتِ أَنْ تَرْتَدِي فَرِيْدِي ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الكامل] 180 - آرَاؤُكُمْ وَوُجُوْهُكُمْ وَسُيُوْفُكُمْ ... فِي الحَادِثَاتِ إِذَا نَجَمْنَ نُجُوْمُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 181 - آسَادُ مَوْتٍ مُخْدِرَاتٍ مَا لَهَا ... إِلَّا الصَّوَارِمُ وَالقَنَا آجَامُ أَخَذَهُ البُحْتُرِيُّ فَقَالَ: أآسَادُ مَلْحَمَةٍ فَإِنْ سَكَنَ الوَغَا ... كَانُوُا أُسُوْدَ أَسِرَّةٍ وَمَنَابِرِ (¬1) خَارِجَةُ بن مَلِيْح المَالِكِيُّ: [من البسيط] 182 - آلُ الزُّبَيْرِ نُجُوْمٌ يُسْتَضَاءُ بِهَا ... اذَا احِتبَى اللَّيْلُ فِي أَثْوَابِهِ زَهَرُوا أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّيّ: [من الخفيف] 183 - آلَةُ العَيْشِ صحَّةٌ وَشَبَابٌ ... فَإِذَا وَلَّيَا عَنِ المَرْءِ وَلَّى [من الخفيف] 184 - آلَةُ المَجْلِسِ البَهِيِّ إِذَا مَا ... كُنْتَ فِيْهِ الدَّوَاةُ وَالأَقْلَامُ بَعْدَهُ: تَتَهَادَى مِنْهَا البَلَاغَاتُ وَالأَحْكَامُ ... مَنْثُوْرُهَا مَعًا وَالنِّظَامُ [من البسيط] ¬
185 - آلَيْتُ بِاللَّهِ أنِّي لَا أَمَلُّكُمُ ... وَلَا أَرُوْمُ لِعَهْدِ الحُبِّ تَحْوِيْلَا بَعْدَهُ: فَأَفْسَدَ الغَدْرُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمُ ... لِيَقْضِي اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولَا السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من المنسرح] 186 - أآمَنَ فِي ظَلِّهِ رَعِيَّتِهِ ... خَوْف أَعَادِيْهِ حِيْنَ عَادَاهَا بَعْدَهُ: أهمَلَهَا فِي نَوَالِهِ وَغَدَا ... مُشْتَمِلًا بِالحُسَامِ يَرْعَاهَا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ امْرَأَةٍ تَرْثِي زَوْجَهَا: أآمَنَكَ اللَّهُ كُلّ رَوْعٍ ... وكلّ ما كُنْتَ تَتَّقِيْهِ (¬1) بَعْضهُمْ فِي المُرْدَانِ: [من السريع] 187 - آنَافُهُمْ فِي الجَّوِّ مَعْقُوْصَةٌ ... وَيَنْهَرُوْنَا وَيَهِيْنُوْنَا وَمِنْ هَذَا البَابِ وَهُوَ أَحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي وَزِيْرٍ مَنْكُوْبٍ وَالشَّمَاتَةِ بِهِ قَوْلُ مَلِكِ بن طَوْقٍ فِي أَبِي الفَضْلِ بن مَرْوَانَ: أَبَا العَبَّاسِ صَبْرًا وَاحْتِسَابًا ... لِمَا يَلْقَى مِنَ الظُّلْمِ الظَّلُوْمُ (¬2) رزقتَ وزَارةً فَنَظرتَ فِيْهَا وَ ... كُنْتَ تَخَالَهَا أبَدًا تَدُوْمُ فَلَجَّ بِكَ الرُّتُوْعُ بِغَيْرِ قَصْدٍ ... وَغِبُّ الظُّلْمِ مَرْتَعَهُ وَخِيْمُ وَإنَّ اللَّهَ ذُوْ حِلمٍ وَلَكِنْ ... بِقَدْرِ الحِلْمِ يَنتقِمُ الحَلِيْمُ كَأَنَّكَ لَمْ تَخَفْ غيْرَ اللَّيَالِي ... تَسُوْمُ النَّاسَ فِيْهَا مَا تَسُوْمُ وَكَمْ مِنْ نَاعِمٍ فِي ظِلِّ مِلْكٍ ... فَأَصبَحَ زَائِلًا عَنْهُ النَّعِيْمُ ¬
لَقَدْ وَلَّتْ بِدَوْلَتِكَ اللَّيَالِي ... وَأَنْتَ مُلَعَّنٌ فِيْهَا ذَمِيْمُ وَزَالَتْ لَمْ يَعِشْ فِيْهَا كَرِيْمٌ ... وَلَا اسْتَغْنَى بِثَرْوَتِهَا عَدِيْمُ فَبُعْدًا لَا انْقِضاءَ لَهُ وَسُحْقًا ... فَغَيْرُ مُصَابِكَ الحَدَثُ العَظِيْمُ الخَوَارِزْمِيُّ، وَتُرْوَى للرَّضِيّ: [من الكامل] 188 - آهًا عَلَى نَفَحَاتِ نَجْدٍ إنَّهَا ... رُسُلُ الهَوَى وَأَدِلَّةُ الأَشْوَاقِ قَبْلَهُ: أَوَ مَا شَمِمْتَ بِذِي الأبَارِق نَفْحَةً ... خَاضَتْ إِلَى كَبِدِ الفَتَى المشتاقِ آهًا عَلَى نَفَحَاتِ نَجْدٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَسُقِيْتَ بِالكَأْسِ الَّتِي سُقّيْتهَا ... أَمْ هَلْ عَدَتْكَ إِلَيَّ كَفُّ السَّاقِي أَضِفِ الغرَامَ لِمُعْرِقٍ مِنْ دَائِهِ ... إِنِّي لأَقْدَمُ مِنْكَ فِي العُشَّاقِ أَبْثَثْتُهُ كَمَدِي وَطُول تَغَرُّبِي ... وَأَلِيْمَ مَا بِي مِنْ جَوًى وَفِرَاقِ أَشْكُو إِلَيْهِ بَيَاضَ سُوْدِ مَفَارِقِي ... وَيَظَلُّ يَعْجَبُ مِنْ سَوَادِ البَاقِي زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 189 - آهًا لَهَا مِنْ سَاعَةٍ ... مَا كَانَ أَطْيَبَهَا وَأَحْلَى المُتَنَبِّيّ: [من الخفيف] 190 - آهِ لَمْ يَدْرِ بِالعَذَابِ فُؤَادٌ ... لم يَذُقْ طَعْمَ فُرْقَةِ الأَحْبَابِ ابن أَبِي مُرَّةَ: [من المنسرح] 191 - آهِ مِنَ الحُبِّ آهِ مِنْ كبِدِي ... وإن لم أَمُتْ في غَدٍ فَبَعْدَ غَدِ السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من الرمل] ¬
192 - آهِ مِنْ ذا أيْنَ عُدْمٍ وَمَشِيْبِ ... رُبَّ سُقْمٍ لَا يُدَاوَى بِطِيْبِ وَمِنْ هَذَا البَابِ وَهُوَ أَحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي وَزِيْرٍ مَنْكُوْبٍ وَالشَّمَاتَةِ بِهِ قَوْل مَالِكِ بن طَوْقٍ فِي أَبِي الفَضْلِ بن مَروَانَ: أَبَا العَبَّاسِ صَبْرًا وَاحْتِسَابًا ... لِمَا يَلْقَى مِنَ الظُّلْمِ الظَّلُوْمُ (¬1) رزقتَ وزَارةً فَنَظَرْتَ فِيْهَا وَ ... كُنْتَ تَخَالَهَا أبَدًا تَدُوْمُ فَلَجَّ بِكَ الرُّتُوْعُ بِغَيْرِ قَصْدٍ ... وَغِبُّ الظُّلْمِ مَرْتَعَهُ وَخِيْمُ وَإنَّ اللَّهَ ذُوْ حِلْمٍ وَلَكِنْ ... بِقَدْرِ الحِلْمِ يَنْتَقِمُ الحَلِيْمُ كَأَنَّكَ لَمْ تَخَفْ غَيْرَ اللَّيَالِي ... تَسُوْمُ النَّاسَ فِيْهَا مَا تَسُوْمُ وَكَمْ مِنْ نَاعِمٍ فِي ظِلِّ مِلْكٍ ... فَأَصْبَحَ زَائِلًا عَنْهُ النَّعِيْمُ لَقَدْ وَلَّتْ بِدَوْلَتِكَ اللَّيَالِي ... وَأَنْتَ مُلَعَّنٌ فِيْهَا ذَمِيْمُ وَزَالَتْ لَمْ يَعِشْ فِيْهَا كَرِيْمٌ ... وَلَا اسْتَغْنَى بِثَرْوَتِهَا عَدِيْمٌ فَبُعْدًا لَا انْقِضَاءَ لَهُ وَسُحْقًا ... فَغَيْرُ مُصَابِكَ الحَدَثُ العَظِيْمُ هَذَا آخِرُ الفَصْلِ الَّذِي أَوَّلهُ هَمْزَةٌ وَبَعْدَهُ أَلِفٌ سَاكِنَة وَعِدَّةُ أَبْيَاتِهِ اثْنَانِ وَعشْرُوْنَ بَيْتًا وَيَتْلُوْهُ مَا أَوَّلهُ هَمْزَةٌ وَبَهْدَهَا بَاءٌ بَعْدَهَا أَلِفٌ سَاكِنَة أَوْ مُتَحَرِّكَةٌ. * * * عَبَدَانُ الأَصْفَهَانِيُّ: [من السريع] 193 - أبا العَلَاءِ اسْكُتْ وَلَا تُؤْذِنَا ... بِشَيْنِ هَذَا النَّسَبِ البَارِدِ قَوْل عَبدَانَ هَذَا يُخَاطِبُ بِهِ أَبَا العَلاءِ الأَسَدِي وَبَعْدهُ: أتَدَّعِي فِي أَسَدٍ نِسْبَةً ... هَلْ تَقْبَلُ الدَّعْوَى بِلَا شَاهِدِ؟ صحّ لنَا وَالِدهُ أَوَّلًا ... وَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنَ الوَالِدِ ¬
[من الطويل] 194 - أبَا العز إِنَّ الإِبلَ يَنْفَعُ رِسْلُهَا ... وَكَانَ دَمُ الثَّأرِ النُّمَيْرِيِّ أَنْفَعَا هَذَا يُقَالُ فِي الأَخْذِ بِالثَّأْرِ وَتَرْكِ الدِّيةِ المُتَنَبِّيّ فِي كَافُورُ: [من الطويل] 195 - أبَا المِسْكِ هَلْ فِي الكَأسِ فَضْلٌ أنَالُهُ ... فَإنِّي أُغَنِّي مُنْذُ حِيْنٍ وَتَشْرَبُ هَذَا مِنَ القَصِيْدَةِ الَّتِي أَوَّلهَا: أُغَالِبُ فِيْكَ الشَّوْقَ وَالشَّوْق أَغْلَبُ الَّتِي مَدَحَ بِهَا المُتَنَبِّيّ بِهَا كَافُوْر وَكَانَتْ قد وَقَعَتْ إِلَى أَبِي الفَضْلِ ابْنِ العَمِيْدِ فَلَمَّا وَرَدَ المُتَنَبِّيّ عَلَيْهِ مَدَحَهُ بِهَا يَوْمًا وَجَعَلَ بَدَل قَوْلِهِ أَبَا المِسْكِ أَبَا الفَضْلِ. قلما أَنْشَدَهَا اسْتَطَالَ وَتَكَبَّرَ وَأَظْهَرَ بِهَا إِعْجَابًا كَثِيْرًا فَقَالَ الأُسْتَاذُ أَبُو الفَضْلِ لِبَعْضِ نُدَمَائِهِ أَخْرَجَ هَذِهِ القَصيْدَةَ لِيَنْخَفِضَ فَلَمَّا رَآهَا تَبَسَّمَ وَخَجِلَ. أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 196 - أَبَا جَعْفَرٍ إِنَّ الجَّهَالَةَ أُمُّهَا ... وَلُوْدٌ وَأُمُّ العَقْلِ حَدَّاءُ حَائِلُ إبْرَاهِيْم الصُّوْليُّ: [من الطويل] 197 - أبَا جَعْفَرٍ خَف نَوْبَةً بَعْدَ دَوْلَةٍ ... وَعَرِّجْ قَلِيْلًا عَنْ مَدَى غَلْوَائِكَا قَوْلُ إبْرَاهِيْم هَذَا يُخَاطِبُ بِهِ عَبْدُ المَلِكِ بنَ الزَّيَّاتِ الوَزِيْرَ: لَئِنْ كَانَ هَذَا اليَوْمَ يَوْمًا حَوَيْتَهُ ... فَإِنَّ رَجَائِي فِي غَدٍ كَرَجَائِكَا وَلَهُ أَيْضًا يُخَاطِبُهُ: أَبَا جَعْفَرٍ هَلَّا اصْطَنَعْتَ مَوَدَّتِي ... فَكُنْتَ مُصِيْبًا فِيَّ أَجْرًا وَمَصْنَعَا فَكَمْ صَاحِبٍ قَدْ جَلَّ عَنْ قَدْرِ صَاحِبٍ فَمَدَّ لَهُ الأَسْبَابَ فَارْتَفَعَا مَعَا ¬
هُوَ أَبُو إِسْحَقَ إبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ بن مُحَمَّد بن صُول وَكَانَ صُوْلُ مَلِكًا مِنَ الأَتْرَاكِ فَفَتَحَ يَزِيْدُ بن المُهَلَّبِ بَلَدَهُ وَأَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ فَهُمْ مَوَالِي يَزِيْدَ وَلَمَّا دَعَا يَزِيْدُ إِلَى نَفْسِهِ لَحقَ بِهِ صُوْلُ لِيَنْصُرَهُ فَصَادَفَهُ قَدْ قُتِلَ وَكَانَ صُوْلُ يُقَاتِلُ كُلُّ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَزِيْد مِنْ جَيْشِ بَنِي أُمَيَّةَ وَيَكْتِبُ عَلَى سِهَامِهِ صُولُ يَدْعُوْكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبيِّهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ يَزِيْدَ بن عَبْد المَلِكِ فَاغْتَاظَ وَجَعَلَ يَقُوْلُ: وَيْلِي عَلَى ابنِ القَلْفَاءِ وَمَالَهُ وَالدُّعَاءِ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبيِّهِ وَلَعَلَّهُ لَا يَفْقَهُ صَلَاتَهُ وَكَانَ ابْنُهُ مُحَمَّد بن صُوْل مِنْ رِجَالِ الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّةِ وَدُعَاتِهَا. وَقَالَ قَوْمٌ ادَّعُوا أَنَّهُمْ عَرَبٌ وَأَنَّ العَبَّاسَ بن الأحْنَفِ الشَّاعِرَ خَالَهُمْ، وكَانَ مُحَمَّد بن صُوْلُ يُكَنَّى أَبَا عُمَارَةَ وَقَتَلهُ عَبْدُ اللَّهِ بن عَلِيّ لَمَّا خَالَفَ مَعْ مُقَاتِل بن حَكِيْمٍ. وَأَمَّا إبْرَاهِيْم أَبُو العَبَّاس وَأَخُوْهُ عَبْدُ اللَّهِ فَإِنَّهُمَا كانا مِنْ وُجُوْهِ الكِتَابِ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ أسَنّهُمَا وَأشَدّهُمَا تَقَدُّمًا وَكَانَ إبْرَاهِيْمُ أَأْدَبَهُمَا وَأَحْسَنَهُمَا شِعْرًا وَكَانَ إبْرَاهِيْمُ وَعَبْدُ اللَّهِ أَخُوْهُ مِنْ صنَائِعِ ذِي الرِّئَاسَتَيْنِ اتَّصَلَا بِهِ فَرَفَعَ مِنْهمَا وَتَنَقَّلَ إبْرَاهِيْمُ فِي الأَعْمَالِ لِلحِيْلَةِ وَالدَّوَاوِيْنَ إِلَى أنْ مَاتَ وَهُوَ يَتَقَلَّدُ دِيْوَانَ الضِّيَاعِ وَالنَّفَقَاتِ بِسرَّ مَنْ رَأَى فِي سَنَةِ ثَلَاثَ وَأَرْبَعِيْنَ وَمِائَتَيْنِ فِي النِّصفِ مِنْ شَعْبَانَ. كَانَ محمد بن عَبْدِ المَلِكِ بن الزَّيَّاتِ صدَاقَةٌ تُمَّ آذَاهُ وَقَصدَهُ وَصَارَتْ بَيْنَهمَا شَحْنَاءُ عَظِيْمَةٌ لَا يُمْكِنُ تَلَافِيْهَا فَكَانَ إبْرَاهِيْمُ يَهْجُوْهُ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلِهِ: أَبَا جَعْفَرٍ. البَيْتَانِ. [من الطويل] 198 - أبَا جَعْفَرٍ دَعْنِي وَنَفْسَكَ فَارْعَهَا ... فَبِالرِّجْلِ مِنْهَا كُلُّ شَاةٍ تُعَلَّقُ كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 199 - أبَاحَتْ حِمًى لَمْ يَرْعَهُ النَّاسُ قَبْلَهَا ... وَحَلَّتْ دِيَارًا لَمْ يمُنْ قَبْلُ حَلَّتِ وَمِنْ هَذَا البَابِ مَا كَتَبَهُ ابْنُ المُدَبِّرِ إِلَى أَخِيهِ وَهُوَ فِي الحَبْسِ: ¬
أَبَا إسْحَاقِ إِنَّ بِكْرَ اللَّيَالِي ... عَطَفْنَ عَلَيْكَ بِالخَطْبِ الجَّسِيْمِ (¬1) فَلَمْ أرَ صَرْفَ هَذَا الدَّهْرِ يخْنَى ... بِمَكْرُوْهٍ عَلَى غَيْرِ الكَرِيْمِ لَعَلَّ غَدًا خِلَافَ اليَوْمِ حالًا ... فَخُذْ عِلْم اللَّيَالِي عَنْ عَلِيْمِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابن التَّعَاوِيْذِيّ فِي وَصْفِهِ الدُّنْيَا: أَبَاطِيلٌ تُصَوِّرُهَا الأمَانِي ... وَأَحْلَامُ يُمَثِّلُهَا المَنَامُ (¬2) ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من التقارب] 200 - أبَا حَسَنٍ إِنَّ حَبْلَ المِطَالِ ... إِذَا مُدَّ كَانَ بِلَا آخِر هَذَا يُخَاطِبُ بِهِ جَحْظَةَ البَرْمَكِيَّ وَبَعْدَهُ: فَإِمَّا اصْطَنَعْتَ إِلَى شَاكِرٍ ... وَإِمَّا اعْتَذَرْتَ إِلَى عَاذِرِ أَبُو المَكَارِمِ الآمَدِيَّ: [من الوافر] 201 - أبَا حَسَنٍ كَفَفْتُ عَنِ التَقَاضِي ... بِوَعْدِكَ لاعْتِصَامِكَ بِالمِطَالِ صَاحِبُ زَبِيْد: [من الطويل] 202 - أبَا حَسَنٍ مَا أَقْبَحَ الجَهْلَ بِالفَتَى ... وَللْحِلْمُ أَحْيَانًا مِنَ الجَّهْلِ أَقْبَحُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 203 - أبَا حَسَنٍ مَا كَانَ عَذْلَيْكَ دُوْنَهُمُ ... لوَاجِدَةً إِلَّا لأَنَّكَ تَفْهَمُ بَعْدَهُ: سوَى أَنَّ إِنْسَانًا إِذَا حَالَ وُدّهُ ... وَمَلَّ صَدِيقًا لَمْ يَزَلْ يَتَجَرَّمُ ¬
يَزِيْدُ بنُ الحَكَمِ: [من الطويل] 204 - أبَا خَالِدٍ قَدْ هِجْتَ حَرْبًا مَرِيْرَةً ... وَقَدْ شَمَّرَتْ حَرْبٌ عَوَانٌ فَشَمِّرِ [من الطويل] 205 - أبَا دُلَفٍ يَا أَكْذَبَ النَّاسِ كلِّهُمُ ... سِوَايَ فَإنِّي فِي مَدِيْحِكَ أكذَبُ قَبْلَهُ: أَبُو دُلَفٍ كَالطَّبْلِ يُسْمَعُ صَوْتهُ ... وَبَاطِنهُ خلْوٌ مِنَ الخَيْرِ أَخْرَبُ (¬1) أَبَا دُلَفٍ. البَيْتُ العَبَّاس بن عَبْدِ المُطَّلِبِ: [من الطويل] 206 - أبَا طَالِبٍ لَا تَقْبَلِ النَّصفَ مِنْهُمُ ... وَإِنْ أَنْصَفُوا حَتَّى تَعُقَّ وَتَظْلِمَا يُخَاطِبُ أَخَاهُ أَبَا طَالِبٍ بن عَبْدِ المُطَّلِبِ يَقُوْلُ قَبْلَهُ: أَبَى قَوْمُنَا أَنْ يُنْصفُوْنَا فَأَنْصَفَتْ ... قَوَاطِعُ فِي إِيْمَانِنِا تَقْطُرُ الدَّمَا تَرَكْنَاهُمْ لَا يَسْتَحِلُّونَ بَعْدَهَا ... لِذِي رَحِمٍ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ مَحْرَمَا وَزَعْنَاهُمْ وَزع الحَوَامِسِ غدْوَةً ... بِكُلِّ سَرِيْجِيّ إِذَا هُزَّ صَمَّمَا أَبَا طَالِبٍ. البَيْتُ الخَوَارِزْمِيُّ: [من الوافر] 207 - أبَا عَمْرٍو رُوَيْدَكَ مِنْ حِجَابٍ ... فَلَسْتَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ الجلِيْلِ بَعْدَهُ: ¬
وَلَا تَبْخَلْ بِهَذَا الوَجْه عَنَّا ... فَلَيْسَ بِذَلِكَ الوَجِهِ الجَّمِيْلِ بَعْدَهُ: لشذَاكَ إِذَا نَازَلْتَ قِرْنًا سَبَقْتَهُ ... إِلَى الأرْضِ وَاسْتَسْلَمْتَ لِلْمَوْتِ أَوَّلَا أنْشَدَ ابْنُ الأعْرَابِيِّ: [من الطويل] 208 - أبَا قَطَرِيٍّ لَا تُصَارعْ فَإنَّنِي ... أَرَى قَرْنَكَ الأَعْلَى وَإِيَّاكَ أَسْفَلَا قَوْلُ طرفَةَ هَذَا هُوَ المَثَلُ يُضرَبُ عِنْدَ ظُهُوْرِ الشَّرَّيْنِ بَيْنَهُمَا تَفَاوُتٌ يُخَاطِبُ النَّعْمَانَ بن المُنْذِرِ حِيْنَ أَمَرَ بِقَتْلِهِ وَقِيْلَ بَلْ يُخَاطِبُ عُمْرَو بِنِ هِنْدٍ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ المبَرَّدُ: العَرَبُ تَقُوْلُ حَنَانَيْكَ وَدَوَالَيْكَ وَحَجَازَيْكَ وَهَذَاذَيْكَ. فَأَمَّا حَنَانَيْكَ فَرَحْمَتَكَ، وَدَوَالَيْكَ مِنَ المُدَاوَلَةِ هَذِهِ مَرَةً وَهَذِهِ مَرَةً، وَحَجَازَيْكَ مِنَ المُحَاجَزَةِ، وَهَذَاذَيْكَ هَذِا هَذَا أَيْ قَطْعًا قَطْعًا وَأنْشَدَ فِي دَوَالَيْكَ: إِذَا شُقَّ بردٌ شُقَ بِالبُرْدِ بُرْقَعُ ... دَوَالَيْكَ حَتَّى كُلّنَا غَيْرُ لَابِسٍ (¬1) وَأنْشَدَ فِي حَنَانَيْكَ وَيُقَالُ حَنَانَكَ أَيْضًا: حَنَانَكَ رَبَّنَا وَلَهُ عَنَوْنَا ... بَرِيْئًا مَا تغَنَّثَكَ الدُّمُوْمُ (¬2) قَوْلُهُ: وَلَهُ عَنَوْنَا أَرَادُوا لَكَ عَنُوْنَا أَيْ أَطَعْنَا، وَالعُنُوّ الطَّاعَةُ وَيُقَالُ لَمْ تَعْنِ الأرْضُ وَلَمْ تَعُنْ إِذَا لَمْ تَنبتْ شَيْئًا. وَتَغَنَّثَكَ تَلْزَقُ بِكَ وَتَكَدُّرِكَ، وَأنْشَدَ فِي هَذَاذَيْكَ: ضَرْبًا هَذَاذَيْكَ وَطَعْنًا وَخَزَّا. وَبَيْتُ طرْفَةَ هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: أَلَا اعْتَزْليْني اليَوْمَ يَا خَوْلَ أَوْ غُضِّي ... فَقَدْ نَزلَتْ حَدْبَاءُ مُعْضِلَةُ العَضِّ (¬3) ¬
قَوْلُهُ: غُضِّي كُفِّي بَعْضَ لَوْمِكِ وَمِنْهُ قِيْلَ فُلَانٌ يَغُضُّ بَصَرَهُ أَيْ يَكُفُّهُ، وَحَدْبَاءُ: دَاهِيَةٌ مُنْكَرَةٌ وَمُعْضِلَةٌ مُثْقِلَةٌ مَضيِّقَةٌ. [من الطويل] 209 - أبَا مَالِكٍ لَا تَعْلَقَتْكَ رِمَاحُنَا ... أبَا مَالِكٍ إِلَّا وَخَدُّكَ صَاعِرُ طَرْفَةُ: [من الطويل] 210 - أبَا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فَاسْتَبْقِ بَعْضَنَا ... حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ قَالَ الخبرَأرْزِيّ فِي طَبِيْبٍ اسْمُهُ نُعْمَانُ: أَقُوْلُ لِنُعْمَانَ وَقَدْ سَاقَ طِبُّهُ ... نفُوْسًا نَفِيْسَاتٍ إِلَى سَاكِنِي الأَرْضِ (¬1) أَبَا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ. البَيْتُ تَضْمِيْنٌ وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 211 - أبَا مُنْذِرٍ إِنْ كُنْتَ قَدْ رُمْتَ حَرْبَنَا ... فَمَنْزِلُنَا رَحْبٌ مسَافَتُهُ مُفْضِ عَدِيّ بنُ زَيْدٍ: 212 - أبَا مُنْذِرٍ جَازَيْتَ بِالحُبِّ أَهْلَهُ ... فَمَاذَا جَزَاءُ المُبْغِضِ المُتبغِّضِ؟ قَوْلُ عُدَيّ بن زَيْدُ العَبَادِيّ هَذَا يُخَاطِبُ النُّعْمَانُ بن المُنْذِرُ لَمَّا حَبَسَهُ. طَرْفَةُ: [من الطويل] 213 - أبَا مُنْذِرٍ رُمْتَ الوَفَاءَ فَهِبْتَهُ ... وَحِدْتَ كمَا حَادَ البَعِيْرُ عَنِ الدَّحْضِ لَهُ أَيْضًا: [من الطويل] ¬
214 - أبَا مُنْذِرٍ كَانَتْ غُرُوْرًا صَحِيْفَتِي ... وَلَمْ أُعْطِكُمْ فِي الطَّوْعِ مَالِي وَلَا عِرْضِي لَهُ أَيْضًا: 215 - أبَا مُنْذِرٍ مَنْ لِلْكُمَاةِ نِزَالَهَا ... إِذَا الخَيْلُ جَالَتْ عَنْ قَنًا بَيْنَها رَفْضِ لَهُ أَيْضًا: 216 - أبَا مُنْذِرٍ مَنْ لِلأُمُوْرِ الَّتِي تُرَى ... عَلَى مِرَّةٍ تَحْدُو الشَّرَائِعَ بِالنَّقْضِ المَعَرِّيُّ: [من الوافر] 217 - أبِالإِسْكَنْدَرِ المَلِكِ اقْتَدَيْتُمْ ... فَمَا تَضَعُوْنَ فِي بَلَدٍ وِسَادَا؟ هَذَا آخِرُ الفَصْلُ الَّذِي أَوَّلَهُ أَلِفٌ وَبَعْدَهَا بَاءٌ وَرَاءهَا ألِفٌ فِي الكِتَابَةِ وَعِدَّتُهَا خَمْسٌ وَعشْرُوْنَ بَيْتًا وَيَتْلُوْهُ مَا لَفظَهُ كَلَفْظِ الأَوَّلِ وَهُوَ فِي الكِتَابَة باليَاءِ أَفْرَدْنَاهُ وَجَعْلَنَاهُ وَحْدهُ لِيَحْصَل الفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا قَبْلَهُ وَلَمْ نَجْعَلَهُ ببَاب (أب ي) لِئَلَّا يُلتَبَسُ بهِ وَلأَنَّهُ فِي اللَّفْظِ مُغَايِرٌ لَهُ. * * * [من الطويل] 218 - أَبَى الذَّمَّ آبَاءٌ نَمَتْنِي جُدُوْدَهُمُ ... وَمَجْدِي لِمَجْدِ الصَّالِحِيْنَ مُعِيْنُ أنْشَدَ المُفَضَّلُ الضَّبِيُّ: [من الكامل] 219 - أَبَى الشِّعْرُ إِلَّا أَنْ يَفِيء رَدِيْئُهُ ... عَلَيَّ ويَأْبَى مِنْهُ مَا كَانَ مُحْكَمَا يَزِيْدُ بنُ الحَكَمِ وَقِيْلَ لَبِيْدُ: [من الطويل] ¬
220 - أَبَى الشَّيْبُ وَالإِسْلَامُ أَنْ أَتْبَعَ الهَوَى ... وَفِي الشَّيْبِ وَالإِسْلَامِ لِلْمَرْءِ وَازعُ حَنْظَلَةُ بنُ دُرَيْدٍ النَّهْشَلِيُّ: [من الطويل] 221 - أَبَى الضَّيْمَ أَنَّى فِي أَرُوْمَةِ نَهْشَلٍ ... طَوِيْلُ العَصَا يَوْمَ الحِفَاظِ صَلِيْبُهَا [من الطويل] 222 - أَبَى الفَضْلُ إِلَّا أَنْ يَكُوْنَ لأهْلِهِ ... وَحُسْنُ الثَّنَا إِلَّا لآلِ مُحَمَّدِ [من الطويل] 223 - أَبَى القَلْبُ إِلَّا امَّ عَمْرٍ وفَأَصْبَحَتْ ... صَفِيَّتُهُ إِنْ زَارَهَا أوْ تَجَنَّبَا بَعْدَهُ: عدُوّ لِمَنْ عَادَتْ وَسِلْم لِسِلْمهَا ... وَمَنْ قَرَّنت لَيْلَى أَحَبَّ وَقَرَّبَا (¬1) أنْشَدَ ثَعْلَبٌ: [من الطويل] 224 - أَبى القَلْبُ إِلَّا أُمَّ عَمْرٍو وَحُبَّهَا ... عَجُوْزًا وَمَنْ يُحْبِبْ عَجُوْزًا يُفَنَّدِ هَذَا البَيْتُ لأَبِي الأَسْوَد الدُّؤلِيّ وَكَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ عَجُوْزٌ فَعُوتبَ عَلَيْهَا فَقَالَ: أَبَى القَلْبُ، البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: كَبُرْدِ اليَمَانِي قد تَقَادَمَ عَهْدهُ ... وَرُقْعَتُهُ مَا شِئْتَ فِي العَيْنِ وَاليَدِ وَفِي حُبِّ الكِبَارِ أَيْضًا قَوْلُ أَبِي مُحلّم المرَّارُ بنُ سَعْدٍ: قَصَّرْتُ يَوْمَكُمَا بِبِيْضٍ بدّن ... نُجْلِ العُيُوْنِ نَوَاعِمِ لَمْ تَيْأَسِ يَوْمَ ارْتَمَتْ قَلْبِي بِأَسْهُمِ ... لَحْظهَا أُمُّ الوَليْدَةِ فِي نِسَاءٍ عُنَّسِ مِنْ بَعْدِ مَا لَبسَتْ مَلِيًّا حُسْنهَا ... وَكَأَنَّ دِرع جَمَالِهَا لَمْ يُلْبَسِ بَيْضَاءُ معْظَمَةَ المَلَاحَةِ مِثْلَهَا ... لَهْوَ الجلِيْسِ وَدَعْوَةُ المُتَفَرِّسِ ¬
الأبِيْرَدُ الرِّيَاحِيُّ: [من الطويل] 225 - أَبَى اللَّهُ أَنْ تُهْدَى غُدَانَةَ لِلهُدَى ... وَأَنْ لَا يَكُوْنُوا الدَّهْرَ إِلَّا مَوَالِيَا المُتَنَبِّيّ: [من المتقارب] 226 - أَبَى اللَّهُ أَنْ يَتَأتَّى الجهُوْلُ ... لِتَعْلِيْمِ مَا فِيْهِ لَمْ يُخْلَقِ قَيْسُ بنُ ذَرِيْحٍ: [من الطويل] 227 - أَبَى اللَّهُ أَنْ يَلْقَى الرّشَادَ مُتَيَّمٌ ... أَلَا كلُّ أمْرٍ حُمَّ لَا بُدَّ وَاقِعُ ذُو الرُّمَّةِ: [من الطويل] 228 - أَبَى اللَّهُ إِلَّا أثّنا آلَ خِنْدِفٍ ... بِنَا يَسْمَعُ الصَّوْتَ الأنَامُ وَيُبْصِرُ ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الطويل] 229 - أَبَى اللَّهُ تَدْبِيْرَ ابنِ آدَمَ نَفْسَهُ ... وَأنّى يَكُوْنُ العَبْدُ إِلَّا مُدَبَّرَا قَبْلَهُ: كَمَا لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نُحِيْلَ شَبَابَنَا ... مَشِيْبًا وَلَمْ يَأْنِ المَشِيْبُ تَعَذَّرَا كَذَلِكَ يُعِيْنُنَا إِحَالَةُ شَيْبنَا ... شَبَابًا إِذَا ثَوْبُ الشَّبَابِ تَحَسَّرَا أَبَى اللَّهُ. البَيْتُ. [من الطويل] 230 - أَبَى اللَّهُ لِلأُلَّافِ إِلَّا تَفَرُّقًا ... وَلِلدَّهْرِ أَنْ يَبْقَى عَلَيْهِ جَدِيْدُ قَبْلَهُ: ¬
وَذِي أوْجهٍ يَرْمِي الصَّدِيْقَ بشَرِّهِ ... عَلَى أَنَّهُ مِمَّا يُحِبُّ بَعِيْدُ تَخَلَّقَ أَخْلَاقًا فَلَمَّا امْتَحَنتهَا ... تَجَلَّيْنَ عنه وَالمَنَاقِبُ سُوْدُ مَلُوْلٌ إِذَا قَارَبَتْ حَدَّ بعَادهُ ... يِسُؤْكَ إِنْ عَاتَبْتَهُ وَيَزِيْدُ وَأَنَّى بِعَهْدٍ مِنْ مَلُولٍ لِصَاحِبٍ ... بَلَى رُبَّمَا حَلَّ البِلَادَ سُرُوْرُ أَبَى اللَّهُ لِلأُفَّ إِلَّا تَفَرُّقًا. البَيْتُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الأَعْرَابِيّ: أَبَى اللَّهُ لِي وَالأكْرَمُوْنَ عَشِيْرَتِي ... مَقَامِي عَلَى دَحْضٍ وَنَوْمِي عَلَى وَخْزِ (¬1) عَلِيّ بنُ مِسْهَرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 231 - أَبَى اللَّهُ لي نَيْلَ العُلا بِمَذَلَّةٍ ... وَلَوْ أَنَّنِي فِيْهَا بِمَا شِئْتُ أَظْفَرُ قَالَ سُلَيْمَانُ بنُ وَهَبٍ: النَّفْسُ بِالصَّدِيْقِ آنَسُ مِنْهَا بِالعِشْقِ. هَذَا سُلَيْمَانُ بنُ وَهَبٍ بنُ سَعِيْدٍ وَزَرَ لِلْمُهْتَدِيُ وَوَزَرَ لِلْمُعْتَمِدِ وابنُ هَذَا وَهُوَ أَبُو القَاسَمِ عُبَيدُ اللَّهِ بن لسُلَيْمَانَ بنُ وَهَبٍ وَزَرَ لِلْمُعْتَضِدِ أكْثَرَ خِلَافَتِهِ وَكَانَ سَرِيًّا مِنَ الوَزَرَاءِ وابنُ هَذَا عُبَيْدُ اللَّهِ وَهُوَ أَبُو الحَسَنِ القَاسَمُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن سُلَيْمَانَ بن وهب وَزَرَ لِلْمُعْتَضِدِ وَالمُكْتَفِي وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ المُكْتَفِي شَابًّا وابنُ هَذَا أَبِي الحَسَنِ الحُسَيْنُ القَاسمِ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن سُلَيْمَانَ بن وَهَبٍ وَيُلَقَّبُ بِأَبِي الجمَالِ وَكَانَ مِنْ أَقْيَحِ النَّاسِ وَزَرَ لِلْمُقْتَدِرِ يَسِيْرَةً وَلُقِّبَ بِعَمِيْدِ الدَّوْلَةِ وَهَذَا يُكَنَّى بِأَبِي وَأَبُوْهُ أَوَّلُ فِي الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّةِ مِنْ وُزَرَاءِ بَنِي لُقِّبَ بِوَلِي الدَّوْلَةِ وَأَبُو الكَمَالِ هَذَا ضُرِبَتْ رَقَبَتَهُ لأنَّهُمْ أَثْبَتُوا عَلَيْهِ مَا أَوْجَبَ ذَلِكَ. وَأَخُو هَذَا أبي الجمَالِ وهو أبو جَعْفَرَ محمد بن القَاسَمِ ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بن سُلَيْمَانَ بن وَهَبٍ وَزَر لِلْقَاهِرِ ثَلَاثةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرَةَ أَيَّامٍ وَتَوَفّي وهو آخِرُ مَنْ كانت له وِزَارَةٌ مِنْ بَيْتِ سُلَيْمَانَ بن وَهَبٍ. ابْنُ مِسْهَرٍ أَيْضًا: [من الطويل] 232 - أَبَى اللَّهُ لِي وَصْلَ اللَّئِيْمِ وَإِنْ عَلَتْ ... بِهِ قَدَمُ العَلْيَاءِ فَوْقَ الكَوَاكبِ ¬
يَحْيَى مُحَمَّد الحَصْكَفِيُّ: [من الطويل] 233 - أَبَى اللَّهُ وَالسَّبْقُ الَّذِي قَدْ أَلِفْتُهُ ... إِلَى الفَضْلِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَكَ الفَضْلُ الشَّمَرْدَلُ: [من الطويل] 234 - أَبَى المَرْءُ إِلَّا أَنَّ كُلَّ بَنِي أَبٍ ... سَيُمْسُوْنَ شَتَّى غَيْرَ مُجْتَمِعِي الشَّمْلِ مَنْصوْرٌ الفَقِيْهُ: [من الطويل] 235 - أبَى النَّاسُ أَنْ يَرْضُوا مِنَ النَّاسِ حَالَةً ... وَأَنْ يَقْبَلُوا عُذْرًا وَإِنْ كَانَ نَيِّرَا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من المتقارب] 236 - أبَى النَّاسُ إِلَّا ذَمِيْمَ الفِعَالِ ... إِذَا جُرِّبُوا وَقَبِيحَ الكَذِبْ أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّيّ: [من الطويل] 237 - أبَى خُلُقُ الدُّنْيَا حَبِيْبًا تُدِيْمُهُ ... فَمَا مَطْلَبِي مِنْهَا حَبِيْبًا تَرُدُّهُ هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا كَافُوْرُ الأخْشِيْدِيّ أَوَّلُهَا: أوَدُّ مِنَ الأَيَّامِ مَا لَا تُوُدّهُ ... وَأَشْكُو بَيْنَنَا وَهِيَ جُنْدُهُ أَبَى خُلُقُ الدُّنْيَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَأَسْرَع مَفْعُوْلٍ فَقُلْتُ تَعَيُّرًا ... تكلف شَيْءٍ فِي طِبَاعِكَ ضِدُّهُ وَأَتْعَبُ خَلْقُ اللَّهِ مَنْ زَادَ هَمَّهُ ... وَقَصَّرَ عَمَّا تَشْتَهِي النَّفْسُ وَجْدُهُ فَلَا تَنْحَلَنَّ بِالمَجْدِ مَالَكَ كُلَّهُ ... فَيَخْلُ مَجْدٌ كَانَ بِالمَالِ عقدُهُ وَدَبِّرهُ تَدْبِيْرَ الَّذِي المَجْدُ كَفَّهُ ... إِذَا حَارَبَ الأَعْدَاءَ وَالمَالُ ضِدّهُ فلا مَجْدَ فِي الدُّنْيَا لِمَنْ قَلَّ مَالُهُ ... ولا مَالَ فِي الدُّنْيَا لِمَنْ قَلَّ مَجْدهُ وَفِي النَّاسِ مَنْ يَرْضَى بِمَيْسُوْرِ عَيْشِهٍ ... وَمَرْكُوْبُهُ رِجْلَاهُ والثوب جلدُه ¬
وَلَكِنَّ قَلْبًا بَيْنَ جَنْبَيّ مَالِهِ ... مَدًى يَنتهِي بِي فِي مَرَادٍ أحُدّهُ فَيَا أَيُّها المَنْصُوْرُ بِالجدِّ سَعْيُهُ ... وَيَا أَيُّهَا المَنْصُوْرُ بِالسَّعْي جدّه تَوَالَى الصِّبَى عَنِّي فَأَخْلَفْتَ طِيْبَهُ ... وَمَا ضَرَّنِي لَمَّا رَأَيْتكَ فَقْدُهُ فَكُنْ فِي اصْطِنَاعِي مُحْسِنًا ... يَبِنْ لَكَ تَقْرِيْبُ الجوادِ وَشَدُّهُ إِذَا كُنْتَ فِي شَكٍّ مِنَ السَّيْفِ فَابْلِهِ ... فَإِمَّا تُنَفذِيْهِ وَإِمَّا تُعِدُّهُ وَمَا الصَّارِمُ الهِنْدِيُّ إِلَّا كَغَيْرِهِ ... إِذَا لَمْ يُفَارِقُهُ النِّجَادُ وَغِمْدُهُ وَمَا رِغْبَتِي فِي عَسْجَدٍ أَسْتَفِيْدهُ ... وَلَكِنَّهَا فِي مَفْخَرٍ أَسْتَجِدّهُ فَإِنَّكَ مَا مَرَّ النّحُوْسُ بِكَوْكَبٍ ... وَقابلتهُ إِلَّا وَوَجهَكَ سَعْدُهُ يَجُوْدُ بِهِ مَنْ يَفْضحُ الجوْدَ جُوْدُهُ ... وَيَحْمِدَهُ مَن يفضح الحَمْدَ حَمْدُهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ طَاهِرٍ: [من الطويل] 238 - أبَى دَهْرُنَا إِسْعَافَنَا فِي نُفُوسِنَا ... وَأَسْعَفَنَا فِيْمَنْ نُحِبُّ وَنُكْرِمُ يَقُوْلُ بَعْدَهُ: فَقُلْتُ لَهُ نُعْمَاكَ فِيْهِمْ أَتِمّهَا ... وَدَعْ أَمْرَنَا إِنَّ المُهِمَّ المُقَدَّمُ كَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ بِهُمَا إِلَى عُبَيْدُ اللَّهِ ابن سُلَيْمَانَ وَقَدْ اسْتَوْزَرَهُ المُعْتَضِدُ وَكَانَ بَينَهُمَا ودّ مُسْتَحْكِمٌ وَصدَاقَةٌ قَدِيْمَةٌ. أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 239 - أبَى قَدْرُنَا فِي الجُّوْدِ إِلَّا نَبَاهَةً ... فَلَيْسَ لِمَالٍ عِنْدَنَا أبَدًا قَدْرُ العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ: [من الطويل] 240 - أبَى قَوْمُنَا أَنْ يُنْصِفُوْنَا فَأَنْصَفَتْ ... قَوَاضِبُ فِي أَيْمَانِنَا تَقْطُرُ الدِّمَا ¬
كَتَبَ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيْمَا كَتَبَهُ عَلَى مُعَاوِيَةَ بِهَذِيْنِ البَيْتَيْنِ وَهُمَا: أَبَى قَوْمُنَا أنْ ينْصفُوْنَا فَأَنْصَفَتْ. وَبَعْدَهُ: أَبَا طَالِبٍ لَا تَقْبَلِ النَّصفَ مِنْهُمُ، مُتَمَثِّلًا بِهِمَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنَ بن حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ: [من الطويل] 241 - أبَى لَكَ فِعْلَ الخَيْرِ رَأْيٌّ مُقَصِّرٌ ... وَنَفْسٌ أَضَاقَ اللَّهُ بِالخَيْرِ بَاعَهَا النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ: [من الطويل] 242 - أبَى لَكَ قَبْرٌ لَا يَزَالُ مُوَاجِهًا ... وَضَرْبَةُ فَأْسٍ فَوْقَ رَأْسِي فَاقِرَهْ لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ المَلِكِ بن مَرْوَان المَدِيْنَةِ خَطَبَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا تحبُّونَنَا وَلَا نُحِبُّكُمْ أَبَدًا أَنْتُمْ أَصْحَاب عُثْمَانَ وَأَصْحَابنَا إِذْ نَفَيْتمُوْنَا عَنِ المَدِيْنَةِ وَنَحْنُ أَصْحَابُكُمْ يَوْمَ الحرَّةِ وإِنَّمَا مَثَلنَا كما قَالَ النَّابِغَةُ: أبَى لَكَ قَبْرٌ. البَيْتُ. وَحَدِيْثُ ذَلِكَ أَنَّ العَرْبَ زعمُوا أَنَّ حَيَّةً كَانَتْ فِي بَيْتِ رَجُلٍ فَقَتَلتهُ فَتَرَصَّدَ لها أَخُوْهُ لِيَقْتِلَهَا طَلَبًا لِثَأْرِهِ فقالت لَهُ الحَيَّةُ صَالِحْنِي عَلَى أَنْ أُؤَدِّي لَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ دِيْنَارًا فَفَعَلَ فَلَمَّا كَثرَ مَالَهُ تَذَكَّرَ فَأَعَدَّ فَأْسًا وَتَرَصَّدَ لها فَرَمَاهَا فَأَشْوَاهَا وَشَجَّ رَأْسَهَا فَأَفْلتتْ فَنَدمَ الرَّجُلُ لَمَّا لَمْ يَنَل ثأْرَهُ وَفَاتَهُ مَا كَانَ يَنَالَهُ فَدَعَاهَا يَوْمًا إِلَى المُرَاجَعَةِ عَلَى أَنْ يُصالِحُهَا فَقَالَتْ لَا يَقَعُ الصِّلْحُ بَيْنَنَا مَا رَأَيْتَ قَبْرَ أَخِيْكَ وَرَأَيْتُ أَثَرَ الفَأْسِ فِي رَأْسِي. وَهَذَا مِنْ مَحَاسِنِ خُرَافَاتِ العَرَبِ. وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ فِيْمَا يُبْعدُ الصّلْحُ فِيْهِ وَقَدْ نَظَمَهُ النَّابِغَةُ فِي أَبْيَاتٍ لَهُ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَأَنِّي لأَلْقَى مِنْ ذَوِي الضِّغْنِ مِنْهُمُ ... وَمَا أَصبَحَتْ تَشْكُو مِنَ البَثِّ سَاهِرَه كَمَا لَقِيَتْ ذَاتُ الصَّفَا مِنْ حَلِيِفِهَا ... وَكَانَتْ تَدِيْهِ المَالَ غَبًّا وَظَاهِرَه فَلَمَّا رَأَى أَنْ ثَمَّرَ اللَّهُ مَالَهُ ... وَأَصبَحَ مَسْرُورًا [وسدَّ مفاقرَه] تَذَكَّرَ أَنِّى جعَلُ اللَّهُ جَنّةً ... فَيُصْبِحُ ذَا مَالٍ وَيَقتلُ وَاتِرَه ¬
أَكَبَّ عَلَى فَأْسٍ يَحدُّ غرَارهَا ... مذكرةً مِنَ المَعَاوِلِ بَاتِرَه وَقَامَ عَلَى حُجْرٍ لها فَوْقَ صَخْرَةٍ ... لِيَقْتِلَهَا [أو تخلف الكف بادره] فَلَمَّا وَقَاهَا اللَّهُ ضَرْبَةَ فَأْسِهِ ... وَللبرِّ عَيْن لَا يغْمِضُ نَاظِرَه تَنَدَّمَ لَمَّا فاتَهُ الدَّخْلُ عِنْدَهَا ... وَكَانَتْ لَهُ إِذْ خَاسَ بِالعَهْدِ قَاهِرَه فَقَالَ تَعَالِي نَجْعَلُ اللَّهَ بَيْننَا ... عَلَى مَالنا أَوْ [تنجزي لي آخرَه] فَقَالَتْ مَعَاذَ اللَّهَ أَفْعَلُ إِنَّنِي ... رَأَيْتكَ مَسْجُوْرًا يَمِيْنكَ فَاجِرَه أَبَى لَكَ قَبْرٌ. البَيْتُ وَهُوَ المَثَلُ. جَعْفَرُ بن شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من الطويل] 243 - أبَى لِي إِبَائِي أَنْ أَلِيْنَ لِرَائِضٍ ... وَإِنْ أَبْتَغِي سلْمَ امْرِيءٍ يَبْتَغِي حَرْبِي وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ مُحَمَّد بن وَهَبٍ: أَبَى لِي إِغْضَائِي الجفُوْنَ عَلَى القَذَى ... نَفْسِي أنْ لَا عُيْرَ إِلَّا مُفَرَّجُ (¬1) لَا رُبَّمَا ضَاقَ الفَضَاءُ بِأَهْلِهِ ... وَأَمْكَنَ مِنْ بَيْنِ الأَسِنَّةِ مَخْرَجُ النَّاجِمُ: [من الوافر] 244 - أبَى لِي أَنْ أُجِيْبَكَ أَنَّ قَدْرِي ... أبَى لِي أَنْ أُنَازِعَكَ الكَلَامَا مُحَمَّد بنُ حَازِمٍ: [من الوافر] 245 - أبَى لِي أَنْ أُطِيْلَ الشِّعْرَ قَصْدِي ... إِلَى المَعْنَى وَعِلْمِي بِالصَّوَابِ بَعْدَه: يَصِفُ شِعْر نَفِسِهِ: وَإِيْجَازِي بِمُخْتَصَرٍ بَلِيْغٍ ... حَذَفْتُ بِهِ الفُصُوْلَ مِنَ الجوَابِ فَأَبْعَثَهُنَّ أَرْبَعَةً وَخَمْسًا ... مُنَقَّحَةً بِألْفَاظٍ عِذَابِ ¬
خَوَالِدَ مَا حَدَا لَيْلٌ نَهَارًا ... وَمَا حَسُنَ الصَّبِيّ بِأَخِي شَبَابِ فَهُنَّ وَإِنْ أَقِمْتُ مُسَافِرَاتٍ ... تَهَادَاهَا الرُّوَاةُ مَعَ الرّكَابِ يَكُنَّ إِذَا وَسِمْتُ بِهِنَّ قَوْمًا ... كَأَطْوَاقِ الحَمَامَةِ فِي الرّقَابِ قَالَ هَذِهِ الأبْيَات وَقَدْ عَاتَبَهُ يَحْيَى بن الهَيْثَم عَلَى اخْتِصَارِ الشّعْرِ. يَزِيْدُ بنُ المُهَلَبِ: [من الوافر] 246 - أبَى لِي أَنْ أُقِيْمَ عَلَى هَوَانٍ ... مَشَايِخُ كلُّهُمْ جَلْدٌ صَبُوْرُ بَعْدَهُ: إِذَا شَهِدُوا الحُرُوْبَ فَهُمْ لُيُوث ... وإِنْ سُئِلُوا النّوَالَ فَهُمْ بُحُوْرُ الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الهزج] 247 - أبَى لِي طَاعَةَ الضَّيْمِ ... مَضَاءُ القَلْبِ وَالنَّصْلِ هَذَا آخِرُ الفَصلِ الَّذِي أوَّلُ أَبْيَاتِهِ أَبَى وَعِدَّتُهَا ثَلَاثُوْنَ بَيْتًا. * * * البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ قَالَهَا فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ أوَّلُهَا: بِحيثُ انْعَقَدَ الرَّمْلُ ... غَزَالٌ دَأْبُهُ المَطْلُ سرور لِلْمَوَاعِيْدِ ... فَلَا مَنْع وَلَا بَدْلُ خلعنا طَاعَة الحُبِّ ... فَلَا عَهْدٌ وَلَا الُّ إذا ما نَفَع الجهْلُ ... فَإنَّ الضَّائِرَ العَقْلُ تَقيتُ الشَّوْكَ بِالنَّعْلِ ... فَشَاكَتْ قَدَمِي النَّعْلُ [يُضَامُ] العدد الكثر ... وَيَأْبَى العَدَدُ القُلُّ [وقد ينتصر] الوَاحِدُ ... لَا مَالٌ وَلَا أَهْلُ [لقد كنتُ] شَدِيْدَا الِضِـ ... ـــنِّ أنْ يَنْقَطِعَ الحَبْل ¬
[ولكِنّي رعيتُ] الأرْ ... ضَ مَا طَابَتْ لِي البَقْلُ [ولا عارٌ على الما تـ ... ــــح أنْ يَغْلِبَهُ البَجْلُ نَدَامَايَ على الهَمّ ... سَقَى عَهْدَكُمُ الوَبْلُ وَحَيَّاكُمْ بِرَيَّاهُ ... جَدِيْدُ الرَّوْضِ مُخْضَلُّ [تذكرتكم والدمـ ... ـــع لا وابِل ولا طلٌّ] [فما أخلفكم] جارٍ ... مِنَ المَاقَيْن مُنْهَلُّ وَفِي الأَيَّامِ مَا يُسلي ... وَلَكِنْ أَيْنَ مَنْ يَسْلُو أَبَى لِي طَاعَةَ الضَّيْمِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هِيَ البَيْدَاءُ وَالظَّلْمَا ... ءُ وَالنَّاقَةُ وَالرَّجْلُ شَرَاءُ المَرْءِ لِلْمَوْتِ ... بِبَيْعِ الضَّيْمِ لَا يَغلُو وَإنَّ الجانِبَ الوَعْرَ ... عَلَاهُ الجانِبُ السَّهْلُ [من الطويل] 248 - أبَتْ حُرْمَةُ المَوْلَى عَلَى العَبْدِ أَنْ يُرَى ... مُقِيْمًا عَلَيْهِ حُجَّةً كَالمُنَاظِرِ ابن الرُّوْمِيّ: [من الطويل] 249 - أبَتْ شَجَرَات أَنْ تَطِيْبَ ثِمَارُهَا ... وَقَدْ خَبُثَتْ أَعْرَاقُهَا وَفُرُوْعُهَا يَقُوْلُ بَعْدَهُ: تَسَرْبَلْتُم النُّعْمَى فَطَالَ عثَاركُم ... بأَذْيَالِهَا وَاسْوَدَّ مِنْهَا نُصُوغهَا وَمَا عُطِرَتْ أَثْوَابُهَا إِذَا عَلَتْكُمْ ... وَلَا حَسُنَتْ فِي رَأْيِ عَيْنٍ دُرُوْعهَا وَلَمْ تَظْلِمُوا إِنْ تعثروا في ملابسٍ ... مذيّلةٍ أَبْوَاعُكُمْ لَا بُيُوعهَا الحُطَيْئَةُ: [من الطويل] 250 - أبَتْ شَفَتَايَ اليَوْمَ إلَّا تَكَلُّمًا ... بِسُوْءٍ فَمَا أَدْرِي لِمَنْ أَنَا قَائِلُه ¬
قَالَ الحُطَيْئَةُ هَذَا يَهْجُو نَفْسَهُ يَقُوْلُ بَعْدَهُ: أَرَى لِي وَجْهًا شَوَّهَ اللَّهُ خَلقَهُ ... فَقُبِّحَ مِنْ وجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُه وَقَالَ يَهْجُو أَبَاهُ وَعَمَّهُ وَخَالَهُ: لَحَاكَ اللَّهُ ثُمَّ لَحَاكَ حَقًّا ... أَبًا وَلَحَاكَ مِنْ عَمٍّ وَخَالِ (¬1) فَنِعْمَ الشَّيْخِ أَنْتَ لِذِي المَخَازِي ... وَبِئْسَ الشَّيْخُ أَنْتَ لَدَى المَعَالِي جَمَعْتُ اللَّوْمَ لَا حَيَّاكَ رَبِّي ... وَأَنْوَاعَ السَّفَاهَةِ وَالضَّلَالِ وَقَالَ يَهْجُو أُمَّهُ: تَنَحِّي فَاقعَدِي عَنَّا بَعِيْدًا ... أَرَاحَ اللَّهُ مِنْكِ العالَمِيْنَا (¬2) أَغُرْبَالًا إِذَا استُوْدَعْتِ سرًّا ... وَكَانُوْنًا عَلَى المُتَحَدِّثِيْنَا وَقَالَ يَهْجُو امْرَأتَهُ: أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِي ... إِلَى بَيْتٍ قَعِيْدَتهُ لَكَاعِ (¬3) [من الكامل] 251 - ابْتَعْتُ ظَبْيَةً بِالغَلَاءِ وَإِنَّمَا ... يُعْطِي الغَلَاءَ بِمِثْلِهَا أَمْثَالِي بَعْدَهُ: وتَرَكْتُ أَسْوَا القِبَاحِ لأهْلِهَا ... إِنَّ القِبَاحَ وإِنْ رَخُصْنَ غَوَالِ ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الطويل] 252 - أَبَتْ لِي قَبُوْلَ الخَسْفِ نَفْسٌ أبِيَّةٌ ... تَبِيْعُ بِعِزِّ المَوْتِ ذُلَّ حَيَاتِهَا ¬
[من الطويل] 253 - أَبَتْ مِصْرُ إسْعَافِي بِمَا كُنْتُ أَرْتَجِي ... وَأَخْلَفَنِي مِنْهَا الَّذِي كنْتُ آمُلُ بَعْدَهُ: ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الوافر] 254 - أَبَتْ نَفْسِي البُكَاءَ لِرُزْءِ شَيْءٍ ... كَفَى شَجْوًا لِنَفْسِي رُزْءُ نَفْسِي الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الوافر] 255 - أَبَتْ هِمَمِي تُسِيْغُ المَاءَ صَفْوًا ... ذَا مَا الذُّلُ حَامَ عَلَى الزُّلَالِ هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ أوَّلُهَا: عَصَيْنَا فِيْكَ أَحْدَاثَ اللَّيَالِي ... وَطَاوَعْنَا المَكَارِمَ وَالمَعَالِي وَفِيْكَ رَجَمْتُ أَحْشَاءَ الأَعَادِي ... بِأَطْرَافِ الذَّوَابِلِ وَالنِّصَالِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَلَمْ أَعْلَمْ كَعِلْمِ بَنِي زَمَانِي ... بِأَنَّ القُرْبَ دَاعِيَةُ المَلَالِ وَإِنَّكَ حِيْنَ تَطْمَعُ فِي نِضَالِي ... وَتَعْلَمْ أَنَّ لِي سَبْقُ النِّصالِ كَمَاشٍ فِي الهَيَاجِ بِلا حُسَامٍ ... وَسَاعٍ فِي الظَّلَامِ بِلَا ذُبَالِ يَقُوْلُ مِنْهَا: شِمَالُ المَالِ تَعْلُو عَنْ يَمِيْنِي ... وَيُمْنَى المَجْدِ تَقْصرُ عَنْ شِمَالِي أَقُوْلُ لِهِمَّتِي لَمَّا أَبَتْ لِي ... مُعَاتَبَةَ الملولِ عَلَى الوِصَالِ أُعَاتِبُهُ لَعَلَّ العَتْبَ يَشْفِي ... وَإِنْ كَانَ بِكَسْفِ بَالِي يَقُوْلُ مِنْهَا: ¬
رَأَى العُذَّالُ بَذْلَ المَالِ طَبْعِي ... وَأَسْبَابُ الشَّجَاعَةِ مِنْ خِلَالِي فَلَمْ أَعْذل عَلَى خَوْضِ المَنَايَا ... وَلَمْ أَعْتَبْ عَلَى بَذْلِ النَّوَالِ أَذم عَلَى العُلَى ظُلْمًا لأَنِّي ... أعُل بِمَائِهَا ظَمَأَ السُّؤَالِ وَمَا زِلْنَ العَوَاطِلَ كُلّ يَوْمٍ ... مِنَ العَلْيَاءِ يَذْمُمْنَ الخَوَالِي يَقُوْلُ مِنْهَا: أَثَرْنَا فِي قَبَائِلَهَا عَجَاجًا ... تَرَكْنَا مِنْهُ أَثرًا فِي الهِلَالِ الرَضِيُّ أَيْضًا: 256 - أَبثُّكَ أَنِّي رَاغِبٌ فِي مَعَاشِرٍ ... يَضِنُّوْنَ بِالوُدِّ الصَّحِيْحِ وَأسْمَحُ بَعْدَهُ: إِذَا مَا جَنَوا ذَنْبًا إِلَيَّ احْتَقَرْتُهُ ... فَأَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ العَظِيْمِ وَأَصْفَحُ وَيُظْهِرُ لِي قَوْمٌ بعَادًا وَجَفْوَةً ... وَماَ عَلِمُوا أَنِّي بِذَلِكَ أَفْرَحُ جَرِيْرٌ: [من الوافر] 257 - أبَحْتَ حِمَى تِهَامَةَ بَعْدَ نَجْدٍ ... وَمَا شَيْءٌ حَمَيْتَ بِمُسْتَبَاحِ [من البسيط] 258 - إِبْخَلْ بِعِرْضِكَ يَوْمًا لَا تُدَنِّسْهُ ... فَالبُخْلُ بِالعِرْضِ مَحْسوْبٌ مِنَ الكَرَمِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ: إِبْدَأ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا ... فَإِنْ انتهَتْ عَنْهُ فأنتَ حليم (¬1) وَمِنْهُ قَوْلُ: أبَدَى عَوَارَكَ مَشْهَدِي ... وَاللِّصُّ تَفْضَحُهُ - ¬
المُطَرِّزُ: [من مجزوء الكامل] 259 - أبَدًا تَزِيْدُكَ ذِلَّتِي ... عِزًّا وَيَرْفَعُكَ انْخِفَاضِي يَقُوْلُ قَبْلَهُ: بَسْطِي إِلَيْهِ يَدِي ... فَأَصْبَحَ فِي انْقِبَاضِ أبَدًا تَزِيْدُكَ ذِلَّتِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: . . . . . . . . . . . . . ... أَذَتْكَ أنْ أَمُوْتَ وَأَنْتَ رَاضِ هُوَ أَبُو بَكْر بن أَبِي القَاسَمِ المَخْزُوْمِيّ المَطَرَّز مِنْ شُعَرَاءِ الأَنْدَلُسِ. أبو الطيب المتنبي [من الخفيف] 260 - أبَدًا تَسْتَرِدُّ مَا تَهَبُ الدُّنْيَا فَيَا ... لَيْتَ جُوْدَهَا كَانَ بُخْلَا هَذَا البَيْتُ لأَبِي الطَّيِّبِ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَرْثي بِهَا سَيْفَ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ وَيُعَزِّيْهِ بِأخْتِهِ الصُّغْرَى لَمَّا تُوُفِّيَتْ وَيُسَلِّيْهِ بِبَقَاءِ الكُبْرَى وَأوَّلُ القَصِيْدَةِ: إِنْ يَكُنْ صَبْرُ ذِي الرَّزِيَّةِ فَضْلا ... تَكُنِ الأَفْضَلَ الأَعَزَّ الأَجَلَّا أَنْتَ يَا فَوْقَ أنْ تُعَزَّى عَنِ الأَ ... حْبَابِ فَوْقَ الَّذِي يُعَزِّيْكَ عَقْلَا وَبِأَلْفَاظِكَ أَهْتَدِي فَإِذَا عَزَّاكَ ... قَالَ الَّذِي قُلْتُ قَبْلَا قَدْ بَلَوْتَ الخُطُوْبَ حُلْوًا وَمُرًّا ... وَسَلَكْتَ الأيَّامَ حَزْنًا وَسَهْلَا وَقِبْلْتَ الزَّمَانَ عِلْمًا ... فَمَا يُغْرَبُ قَوْلًا وَلَا يُجَدَّدُ فِعْلَا أَجِدُ الحَزْنَ فِيْكَ حفْظًا وَعَقْلًا ... وَأَرَاهُ فِي الخَلْقِ ذُعْرًا وَجَهْلَا وَلَعَمْرِي لَقَدْ شَغِلْتَ المَنَايَا ... بِالأَعَادِي فَكَيْفَ يَطْلبْنَ شغْلَا وَكَمِ انتشتْ بِالسُّيُوْفِ مِنَ الدَّهـ ... ــــر أَسِيْرًا وَبِالنّوَالِ مُقِلَّا خِطْبَةٌ لِلْحَمَامِ لَيْسَ لَهَا ... رَدٌّ وَإِنْ كَاَنَتِ المُسَمَّاةُ ثَكْلَا وَإِذَا لَمْ تَجِدْ مِنَ النَّاسِ كُفْؤًا ... ذَاتُ خَدْرٍ أَرَادَتِ المَوْتَ بَعْلَا ¬
وَلَذِيْذُ الحَيَاةِ أَنْفَس فِي النَّفْسِ ... وَأَشْهَى مِنْ أنْ تَمِلَّ وَأَجْلَا وَإِذَا الشَّيْخُ قَالَ أُفٍّ فَمَا مَلَّ ... حَيَاةً وَإِنَّمَا الضِّعْفَ مَلَّا آلَةُ العَيْشِ صِحَّةٌ وَشَبَابٌ ... فَإِذَا وَلَّيَا عَنِ المَرْءِ وَلَّى أبَدًا تَسْتَرِدُّ مَا تَهِبُ الدُّنْيَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَكَفَت كَوْنَ فَرْحَةٍ تُوْرِثُ الغَمَّ ... وَخَلُّ يُغَادِرُ الوَجْدَ خِلَّا وَهِيَ مَعْشُوْقَة عَلَى الغَدْرِ لَا تَحـ ... ـــفِظُ عَهْدًا وَلَا تتمِّمُ وَصْلَا كُلُّ دَمْعٍ يَسِيْلُ مِنْهَا عَلَيْهَا ... وَبِفَكِّ اليَدَيْنِ مِنْهَا تخَلَّى شِيَمُ الغَانِيَاتِ مِنْهَا فَمَا أَدْرَى ... لِذَا أَنَّثَ أسمَهَا النَّاسُ أَمْ لَا أَيُّهَا البَاهِرُ العُقُوْلَ فَمَا يدْركُ ... وَصْفًا أَتْعَبْتَ فِكْرِي فَمَهْلَا مَنْ تَعَاطَى تَشَبُّهًا بِكَ أَعْيَاهُ ... مَنْ دَلَّ في طَرِيْقكَ ضلَّا فَإِذَا مَا اشْتَهَى خُلُوْدَكَ دَاعٍ ... قَالَ لَا زِلْتَ أَوْ تَرَى لَكَ مثلَا وَلَهُ أَيْضًا: [من البسيط] 261 - أبْدُو فَيَسْجُدُ مَنْ بِالسُّوْءِ يَذْكُرُني ... وَلَا أُعَاتِبُهُ صَفْحًا وَإهْوَانَا البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 262 - أبْدَى التَّوَاضُعَ لَمَّا نَالَهَا رِعَةً ... عَنْهَا وَنَالَتْهُ فَاخْتَالَتْ بِهِ تِيْهَا أَبُو فِرَاسِ بن حَمْدَان: [من الخفيف] 263 - أبْذُلُ الحَقَّ لِلْخُصُومِ إِذَا مَا ... عَجِزَتْ عَنْهُ قُدْرَةُ الحُكَّامِ قَبْلَهُ: لَسْتُ بِالمُستَضِيْمِ مَنْ هُوَ دُوْنِي ... اعتِدَاءً وَلَسْتُ بِالمُسْتَضَامِ أَبْذلُ الحَقَّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
ربَّ أَمْرٍ عَفَفْتُ عَنْهُ اخْتِيَارًا ... حَذَرًا مِنْ أَصَابِعِ الأَيْتَامِ [من الكامل] 264 - أَبْشِرْ بِطُوْلِ سَلَامَةٍ وَبقَاءِ ... وَبِنِعْمَةٍ مَوْصُوْلَةٍ كَمَّاءِ بَعْدَهُ: وَأَقْبَلَ كطُلّ نَيْلِ المُنَى لِسَعَادَةٍ ... تَحْظَى بِهَا يا سَيِّدَ الكُرَمَاءِ [من السريع] 265 - أَبْشِرْ بِعِزٍّ مُقْبِلٍ دَائِمٍ ... وَدَوْلَةٍ تَعْلُو عَلَى العَالَمِ بَعْدَهُ: عمرت مَا لَاحَ صَبَاحٌ وَمَا ... أَشْرَقَ نَجْمٌ فِي الدُّجَى الفَاحمِ المَعَرِّيُّ: [من البسيط] 266 - أَبْشِرْ فَإِنَّكَ رَأسٌ وَالعُلا جَسَدٌ ... وَالمَجْدُ وَجْهٌ وَأَنْتَ السَّمْعُ وَالبَصَرُ الجَهْشِيَارِيُّ: [من مخلع البسيط] 267 - أَبْشِرْ فَقَدْ نِلْتَ مَا تُرِيْدُ ... أَبَادَ أَعْدَاءكَ المُبِيْد بَعْدَهُ: مَا أَظْفَرُوا بالَّذِي أَرَادُوا ... بَلْ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يُرِيْدُ أَصْبُرُ فَفِي الصَّبْرِ كُلّ خَيْرٍ ... وَأَشْكُرُ فَفِي الشُّكْرِ المَزِيْدِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ: أَبْشِرْ فَإِنَّ اليُسْرَ يَأْتِي الفَتَى ... أَقْنَطَ مَا كَانَ مِنَ اليَسْرِ (¬1) مُحَمَّد بَشِيْر البَصْرِيِّ: [من البسيط] ¬
268 - أَبْصِرْ لِرِجْلِكَ قَبْلَ الخَطْوِ مَوْقِعَهَا ... فَمَنْ عَلَا زَلْفًا عَنْ غِرَّةٍ زَلَجَا سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من البسيط] 269 - أَبَعْدَ آدَمَ تَرْجُوْنَ البَقَاءَ وَهَلْ ... تَبْقَى فُرُوْع لأَصْلٍ حِيْنَ يَنْفَعِرُ؟ الرُّسْتُمِيُّ: [من الطويل] 270 - أَبَعْدَ ابنِ عَبَّادٍ يَهَشُّ إِلَى السُّرَى ... أَخُو أمَلٍ أَوَ يُسْتَمَاحُ جَوَادُ بَعْدَهُ: أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ نَمُوْتَ بِمَوْتهِ ... فَمَا لَهَا حَتَّى المعَادِ مَعَادُ البَرَاءُ بنُ رِبْعِي: [من الطويل] 271 - أَبَعْدَ بَنِي أُمِّي الَّذِينَ تَتَابَعُوا ... أُرَجِّي الحَيَاةَ أَمْ مِنَ المَوْتِ أَجْزَعُ مُسَافِرٌ العَبْسِيُّ: [من الطويل] 272 - أَبَعْدَ بَنِي عَمْرٍو أُسَرُّ بِمُقْبِلٍ ... مِنَ العَيْشِ أَوْ آسِي عَلَى إِثْرِ مُدْبِرِ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ وَرَاءَ الشَّيْءِ شَيْءٌ يَرُدُّهُ ... عَلَيْكَ إِذَا وَلَّى سِوَى الصَّبْرِ فَاصْبِرِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أسدٍ: [من المنسرح] 273 - أَبْعَدَتْ مِنْ يَوْمِكَ الفِرَارَ فَمَا ... جَاوزَتْ حَيْثُ انْتَهَى بِكَ القَدَرُ بَعْدَهُ: ¬
يَرْحَمُكَ اللَّهُ مِنْ أَخِي ثِقَةٍ ... مَا كَانَ فِي صَفْوِ وُرْدِهِ كَدرُ فَهَكَذَا يَذْهَبُ الزَّمَانُ وَيَفْنَى ... العِلْمُ فِيْهِ وَيَدْرُسُ الأَثَرُ الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الطويل] 274 - أَبَعْدَ عَلِيٍّ وَالنَّبِيِّ تُرُوقُنِي ... مَنَاقِبُ مَنْ يُعْزَى لِمَجْدٍ وَيُنْسَبُ [من الكامل] 275 - أَبِعَيْنِ مُحْتَاجٍ الَيْكَ رَأَيْتَنِي ... فَحَقَرْتَني وَرَمَيْتَنِي مِنْ حَالِقِ بَعْدَهُ: لَسْتَ المَلُوْمَ أَنَا المَلُوْمُ لأَنَّنِي ... عَلَّقْتُ آمَالِي بِغَيْرِ الخَالِقِ وَمِنْ هَذَا البَابٍ قَوْلُ السَّيِّدُ الرَّضِيّ: أَبْغِي هَوَاهُ بِشَافِعٍ مِنْ غَيْرِ ... هِ شَرُّ الهَوَى مَارِمْتُهُ بِشَفِيْعِ (¬1) وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُ: أَبْقَى لِي اللَّهُ حُسَّادِي وَغَمَّهُمُ ... حَتَّى يَمُوْتُوا بِدَاءٍ غَيْر مَكْنُونِ (¬2) وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ آخَر: أَبْقَيْتَ مَالًا لِذي المِيْرَاثِ تُعْجِبُهُ ... فَلَيْتَ شِعْرِي مَا أَبْقَى لَكَ المَالُ (¬3) القَوْمُ بَعْدَكَ فِي حَالٍ تُسِرُّهُمُ ... فَكَيْفَ بَعْدَهُمْ كَانَتْ بِكَ الحَالُ وَمِنْ هَذَا البَابِ لأَبِي مَنْصوْر مُحَمَّد بن عَلِيّ بن عُمَرَ بن الأصفهاني الرازيّ: أَبْغَضتُ دُنْيَايَ بَعدَ حُبٍّ ... فلا أُحِبُّ المَقَامَ فِيْهَا لَمَا بَدَتْ صِبْيَةٌ خِسَاسٌ ... صَارُوا بِأُسْتَاهِهِمْ وُجُوْهَا ¬
أَبُو فِرَاسٍ بن حَمْدَانَ: [من البسيط] 276 - أَبْغِي الوَفَاءَ بِدَهْرٍ لَا وَفَاءَ بِهِ ... كَأنَّنِي جَاهِل بِالدَّهْرِ وَالنَّاسِ قَبْلَهُ: لِمَنْ أُعَاتِبُ مَالِي أَيْنَ يَذْهَبُ بِي ... قد صَرَّحَ الدَّهْرُ بِالمَنْعِ وَاليَأسِ أَبْغِي الوَفَاءَ. البَيْتُ الزَّبْرَقَانُ بن بَدْرٍ: [من مجزوء الكامل] 277 - أبْقَى الحَوَادِثُ مِن خَليْـ ... ـــلِكَ مِثْلَ جَنْدَلَةِ المُزَاحِمْ المُتَنَبِّيّ يَصِفُ شِعْرَهُ: [من البسيط] 278 - أَبْقَى عَلَى جَوْلَةِ الأَيَّامِ مِنْ كنَفَي ... رَضوَى وَأَسِيْرُ فِي الآفَاقِ مِنْ مَثَلِ أَبُو فِرَاسٍ بن حَمْدَانَ: [من البسيط] 279 - أَبْقَى لَنَا اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا بَرِحَتْ ... أَيَّامُنَا أبَدًا فِي ظِلِّهِ جُدَدَا [من السريع] 280 - أَبْكَانِيَ الدَّهْرُ وَيَا رُبَّمَا ... أَضْحَكَنِي الدَّهْرُ بِمَا يُرْضِي [من البسيط] 281 - أَبْكِي أَخًا كَانَ يَلْقَانِي بِنَائِلِهِ ... قَبْلَ السُّؤَالِ وَيَلْقَى السَّيْفَ مِنْ دُوْنِي بَعْدَهُ: إِنَّ المَنَايَا أَصَابَتْنِي مَصَائِبُهَا ... فَاسْتَعْجَلَتْ بِأَخٍ قد كَانَ يكْفِيْنِي ¬
أبو العَيْن: [من البسيط] 282 - أَبْكِي إِذَا غَضِبَتْ حَتَّى إذَا رَضِيَتْ ... بَكَيْتُ عِنْدَ الرِّضَا خَوْفًا مِنَ الغَضَبِ هُوَ أَبُو العَبَّاسِ الهَاشِمِيّ مِنْ وَلدِ عَبْدِ الصّمَدِ بن عَلَيَّ المَعْرُوْفُ بَأَبِي العَيْنِ. العَبَّاسُ بن الأَحْنَفِ: [من البسيط] 283 - أَبْكِي إِلَى الشَّرْقِ إِنْ كَانَتْ مَنَازِلُهَا ... مِمَّا يَلِي الغَرْبَ خَوْفَ القِيْلِ وَالقَالِ بَعْدَهُ: أَقُوْلُ بِالخَدِّ خَالٌ حَتَّى أنعَتُهَا ... خَوْفَ الوُشَاةِ وَبِالخَدِّ مِنْ خَالِ أَبُو فِرَاسٍ: [من البسيط] 284 - أَبْكِي بِدَمْعٍ لَهُ مِنْ حَسْرَتِي مَدَدٌ ... وَأَسْتَرِيْحُ إِلَى صَبْرٍ بِلا مَدَدِ هَذَا البَيْتُ مِنْ أَبْيَاتٍ كَتَبَ بِهَا أَبُو فرَاسٍ إِلَى سَيْفِ الدَّوْلَةِ مِنَ القِسْطَنْطِنِيَّةِ وَهُوَ بِهَا أَسِيْر يُعَزِّيْهِ بِأَخِيْهِ أَوَّلُهَا: أُوْصِيْكَ بِالحُزْنِ لَا أُوْصِيْكَ بِالجلدِ ... حَلَّ المُصَابُ عَنِ التَّفْنِيْدِ والفَنَدِ إِنِّي أَجلكَ أَنْ تَلقَى بِتَعْزِيَةٍ ... عَنْ خَيْرِ مُفْتَقَدٍ يا خَيْرَ مُفْتَقِدِ هِيَ الرَّزِيَّةِ إِنْ ضَنَّت بما مَلَكَتْ ... فِيْهَا الجُفُونُ فما تَسْخُو عَلَى أَحَدِ بِي بَعْضُ مَا بِكَ مِنْ حُزْنٍ وَمِنْ جَزَعٍ ... وَقَدْ لَجَأتُ إِلَى صَبْرٍ فَلَمْ أَجِدِ لأشْرِكَنَّكَ فِي لأوَاء إِنْ طَرَقَتْ ... كَمَا شَرَكتكَ فِي النَّعْمَاءِ وَالرَّغَدِ أَبْكِي بِدَمْعٍ لَهُ مِنْ حَسْرَتِي مَدَدٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا أُسَوِّغُ نَفْسِي فرحَةً أَبَدًا ... وَقَدْ عَرِفْتُ الَّذِي أَلْقَاهُ [من كَمَدِ] وَأَمْنَعُ النَّوْمَ عَيْني أَنْ يَلُمَّ بِهَا ... عِلْمًا بِأَنَّكَ مَوْقُوْفٌ عَلَى السّهدِ ¬
[يا مفردًا بات يبكي] لَا مَعِيْنَ لَهُ ... أَعَانَكَ اللَّهُ بِالتَّسْلِيْمِ [والجَلَدِ] هَذَا الأَسِيْرُ المُبَقَّى لَا فِدَاءَ لَهُ ... يَفْدِيْكَ بِالنَّفْسِ وَالأهْلِيْنَ وَالوَلَدِ لَمْ يَنتقِصْنِي بُعْدِي عَنْكَ مِنْ حَزَنٍ ... هِيَ المُوَاسَاةُ فِي قُرْبٍ وَفِي بعدِ مَنْصُوْرُ النَمْرِيُّ: [من البسيط] 285 - أَبْكِي شَبَابًا سُلبْنَاهُ وَكانَ وَلَا ... تُوْفِي بِقِيْمَتِهِ الدُّنْيَا وَمَا تَسَعُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ امْرَأَةٍ مِنَ العَرَبِ: أَبْكِي زَمَانًا صالِحًا قَدْ فَقَدْتهُ ... تَقَطَّعَ قَلْبِي إثْرَهُ مَرَّاتِ حسراتِ (¬1) امْرَأَةٌ مِنَ العَرَبِ: [من المنسرح] 286 - أَبْكِي عَلَى فَارِسٍ فُجِعْتُ بِهِ ... أرْمَلَنِي قَبْلَ لَيْلَةِ العُرْسِ بَعْدَهُ: قَبْلَهُ: أَبْكِيْكَ لَا لِلنَّعِيْمِ وَالأُنْسِ بَلْ ... لِلْمَعَالِي وَالرُّمْحِ وَالتُّرْسِ قَالَتْهُ امْرَأَةٌ تَرْثِي زَوْجهَا وَقَدْ مَاتَ وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا أَصْلُ العُرُسِ العُرْسُ بِتَسِكِيْنِ الرَّاءِ وَإِنَّمَا حُرِّكَ لِضُرُوْرَةِ الشِّعْرِ. أَبُو حُكَيْمَة: [من البسيط] 287 - أَبْكِي عَلَيْكَ وَلَا أَبْكِي عَلَى طَلَلٍ ... بَالرَّقْمَتَيْنِ وَلَا رَبْعٍ بِذِي سَلَمِ [من البسيط] 288 - أَبْكِي لِفَقْدِكَ سِرًّا ثُمَّ أُظْهِرُهُ ... فَلِي مِنَ الوَجْدِ إِعْلَانٌ وَإِسْرَارُ ¬
مُسلم بن الوَليد الأَنصاري [من الكامل] 289 - أَبْكِي وَقَدْ ذَهَبَ الفُؤَادُ وَإِنَّمَا ... أَبْكِي لِفَقْدِكَ لَا لِفَقْدِ الذَّاهِبِ مُسْلِمٌ هُوَ صرِيْعُ الغَوَانِي وَإِنَّمَا لُقِّبَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: مَا يُقَادُ لِلذَّاتِ مُتَّبِعِ الهَوَى ... لَا مَضَى هَمًّا أَوْ أُصِيْبَ فَتَى مِثْلِي (¬1) فَمَا العَيْشُ إِلَّا أنْ تَرُوْحَ مَعِ الصِّبَى ... تَغْدُوْ صَرِيْعَ الكَأْسِ وَالأَعِيُنِ النُّجْلِ فَسُمِّيَ صَرِيْعُ الغَوَانِي بِهَذَا البَيْتِ. عَلَى أَنَّ القَطَّامِيَّ قَدْ قَالَ: صَرِيْعُ غَوَانٍ رَاقَهُنَّ وَرُقْنَهُ ... لَدُنٌ شَبَّ حَتَّى شَابَ سُوْدُ الذَّوَائِبِ (¬2) فَلَمْ يَغْلِب عَلَيْهِ هَذَا اللَّقْبُ وَغَلَبَ عَلَى مُسْلِمٍ. وَمُسْلِمٌ أوَّلُ مَنْ لطف البَدِيْعَ وَكَسَا المَعَانِي حُلَلَ اللَّفْظِ الرَّفِيع وَعَلَيْهِ يُعَوِّلُ الطَّائِيُّ وَعَلَى أَبِي نُوَّاسٍ فِي أَشْعَارِهِ. وَالبَيْتُ مِنْ قَصيْدَةٍ أوَّلُهَا: عَجَبًا لِطَيْفِ خيَالِكِ المُتَجَانِبِ ... وَلِطَرْفكِ المُتَعَتِّبِ المُتَغَاضِبِ (¬3) يَقُوْلُ مِنْهَا: مَا لِي لِهَجْرِكِ وَالبَلَاءُ نَضِيَّةٌ ... قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ مَذَاهِبِي أَبْكِي وَقَدْ ذَهَبَ الفُؤَادُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: جَلَبَ السُّهَادُ لِمُقْلَتِي بَعْدَ الكَرَى ... وَنَفَى السُّرُوْرَ مَقَالَ وَاشٍ كَاذِبِ نُوْبِي عَلَيَّ لَكَيْ أُفَرِّجَ كَرْبَةٍ ... مَاذَا بَدَا لَكِ فِي الذُّنُوْبِ فَعَاقِبِي إِنْ كَانَ ذَنْبي أَنَّ حُبَّكِ شَاغِلِي ... عَمَّنْ سِوَاكِ فَلَسْتُ مِنْهُ بِتَائِبِ لَوْ رَامَ قَلْبِي عَنْ هَوَاكِ تَصبُّرًا ... مَا كَانِ لِي طُولَ الحَيَاةِ بِصَاحِبِ ¬
سَلَبَ الهَوَى عَقْلِي وَرُوْحِي عَنْوَةً ... لَمْ يَبْقَ مِنِّي غَيْرَ جِسْمٍ شَاحِبِ صَبْرًا عَلَيْكِ فَلَا أَرَى مِنْ حِيْلَةٍ ... إِلَّا التَّمَسُّكِ بِالرَّجَاءِ الخَائِبِ جَعْفَرُ بن شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من السريع] 290 - أَبْكِي وَمنْ أَعْجَبِ مَا فِي الهَوَى ... بُكَاءُ مَقْتُوْلٍ عَلَى قَاتِلِ [من الكامل] 291 - أَبْكِيهِم أَمْ لِلدِّيَارِ أَمِ الهَوَى ... أَمْ لانْفِرَادِي أَمْ لِقَلْبِيَ العَانِي؟ المقنَعُ الكِنْدِيُّ: [من الكامل] 292 - أُبْلُ الرِّجَالَ إِذَا أَرَدْتَ إِخَاءَهُمْ ... وَتَوَسَّمَنَّ فِعَالَهُمْ وَتَفَقَّدِ بَعْدَهُ: فَإِذَا وَجَدْتَ أَخَا الأَمَانَةِ وَالتُّقَى ... فِيْهِ اليَدَيْن قَرِيْرَ عَينٍ فَاشْدُدِ وإِذَا رَأَيْتَ وَلَا مَجَالَةَ زَلَّةً ... فَغَلَى أَخِيْكَ بِفَضلِ حِلْمِكَ فَازْدَدِ وَيُرْوَى: بِذِي اللَّبَابَةِ. يُقَالُ رَجُلٌ لَبِيْبٌ مِنَ اللَّبَابَةِ. كَانَ الثَّوْرِيُّ يُكْثِرُ التَّمَثُّلِ بِهَذَيْنِ البَيْتَيْنِ. الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ: [من الخفيف] 293 - أَبْلِغَا عَنِّيَ المُنَجّمَ أَنِّي ... كافِرٌ بَالَّذِي قَضَتْهُ الكَوَاكِبُ بَعْدَهُ: مُؤْمِنٌ أَنْ مَا يَكُوْنُ قَضَاءٌ وَمَا ... كَانَ قَضَاءٌ مِنَ المُهَيْمنِ وَاجِبُ وَيُرْوَى: عَالِمٌ أَنْ مَا يَكُونُ وَمَا كَانَ ... بِحَتْمٍ مِنَ المُهَيْمِنِ وَاجِبُ كَانَ الخَلِيْلُ بن أَحْمَد نَظَرَ فِي النُّجُوْمِ فَأَبْعَدَ ثُمَّ لن يَرضَهَا فَقَالَ: ¬
أبْلِغَا عَنِّي، وَيُرْوَى: بَلِّغَا عَنِّي الكَوَاكِبَ. وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ عِصَامِ بنِ عُبَيْدٍ مَنْ الْحِمَاسَةِ: أَبْلِغْ أَبَا مَسْمَعَ عَنِّي ... مُغَلْغلَةً وَفِي العِتَابِ حَيَاةٌ بَيْنَ أَقْوَامِ (¬1) أَدَخَلْتَ قَبْلِي قَوْمًا لَمْ يَكُنْ لَهُمُ ... فِي الحَقِّ أنْ يَدْخُلُوا الأَبْوَابَ قُدَّامِي لَوْ عُدَّ قَبْرٌ وَقَبْرٌ كُنْتُ أَكْرَمَهُمْ ... مَيْتًا وَأَبْعَدَهُمْ مِنْ مَنْزِلِ الذامِ فَقَدْ جَعَلْتُ إِذَا مَا حَاجَتِي نَزَلَتْ ... بِبَابِ دَارِكَ أَدْلُوْهَا بِأَقْوَامِ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الخفيف] 294 - أَبْلَغَ الدَّهْرُ فِي مَوَاعِظِهِ بَلْ ... زَادَ فِيْهِنَّ لِي عَلَى الإِبْلَاغِ قَالَ بَعْضُ الأَكَابِرِ لأَبِي العَتَاهِيَةِ يُرِيْدُ اعْتِبَارَ قَرِيْحَتِهِ فِي نَظْمِ الشِّعْرِ قل أَبْيَاتًا قَافِيَتُهَا عَلَى مِثْلِ البَلاغِ مِنْ سَاعَتِهِ بَدِيْهًا: أَيُّ شَيءٍ يَكُوْنُ أَفْضلَ مِنْ عَيْشِ ... كَفَافٍ قُوْتٍ تَقْدُرُ البَلَاغِ صَاحِبُ البَغْي لَيْسَ يَسْلَمُ مِنْه ... وَعَلَى نَفْسِهِ بَغَى كُلُّ بَاغِ رُبَّ ذِي لقْمَةٍ تَعَرَّضَ مِنْهَا ... حَائِلٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ المَسَاغِ غَشَمَتْنِي الأَيَّامُ مَالِي وَعَقْلَي ... وَشَبَابِي وَصحَّتِي وَفَرَاغِي أَبْلَغَ الدَّهْرُ فِي مَوَاعِظِهِ. البَيْتُ. سَلمٌ الخَاسِرُ: [من المديد] 295 - أَبْلِغِ الفِتْيَانَ مَالُكَةً ... إِنَّ خَيْرَ الوُدِّ مَا نَفَعَا بَعْدَهُ: يَمْدَحُ مَعْنُ بن زَائِدَة: إِنَّ قرْمًا مِنْ بَنِي مَطَرٍ ... أَتْلَفَتْ كَفَّاهُ مَا جَمَعَا ¬
كُلَّما عُدْنَا لِنَائِلِة ... عَادَ فِي مَعْرُوْفِهِ جَذَعَا هُوَ سَلمُ بن عَمْرُ بن حَمَّادِ بن عَطَاءِ بن يَاسِرٍ وَقِيْلَ عَطَاءُ ابن سَنَانٍ. مَوْلَى أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيْقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَكَانُوا يَزْعمُونَ أنَّهُم مِنْ وَلَدِ حِمْيَرَ نَالَهُمْ سَبَأٌ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ فَهُمْ مَوَالِيْهِ. وَيُقَالُ هُمْ مَوَالِي عَبْدِ اللَّهِ بن جُدْعَانَ لُقِبَّ لأَنَّهُ وَرِثَ مَصْحَفًا فَبَاعَهُ وَاشْتَرَى بِثَمَنِهِ دَفَاتِرَ شِعْرٍ وَقِيْلَ اشْتَرَى بِثَمَنِهِ. عَدِيُّ بن زَيْدٍ: [من الرمل] 296 - أبلِغِ النُّعْمَانَ عَنِّي مَألُكًا ... أنَّنِي قَدْ طَالَ حَبْسِي وَانْتِظَارِي بَعْدَهُ: لَوْ بِغَيْرِ المَاءِ حَلْقِي شَرَقٌ ... كُنْتُ كَالغصَّانِ بِالمَاءِ اعْتِصَارِي وَلَهُ حِكَايَةٌ تَرِدْ فِي باب لَوْ أَنَّ شَاءَ اللَّهُ تَعالَى. الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ: [من البسيط] 297 - أبْلغْ سُلَيْمَانَ أنِّي عَنْه فِي سَعَةٍ ... وَفِي غِنًى غَيْرَ أنِّي لَسْتُ ذَا مَالِ كَانَ الخَلِيْلُ بن أَحْمَدَ وَاضِعُ العُرُوْضِ أَدِيْبًا فَاضِلًا إِمَامًا وَكَانَ فَقِيْرًا وَكَانَ لَهُ بَازِيٌّ يَقْتَنِصُ بِهِ وَيَقْتَاتُ مِنْ صَيْدِهِ مَا يَكْفِيْهِ وَيَبِيع مَا يَفْضلُ عَنْ قُوْتِهِ فَيَصْرفُ بَعْضَهُ فِي مَصَالِحِهِ وَيَتَصَدَّقُ بِبَعْضِهِ، فَطَلَبَهُ الأَمِيْرُ سُلَيْمَان الهَاشِمِيّ بِالبَصرَةِ لِيُعَلِّمَ وَلَدَهُ جَعْفَرَ وَحَمَلَ إِلَيْهِ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَرَدَّها الخَلِيْلُ عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبْلِغْ سُلَيْمَان. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: سَخى بِنَفْسِي أَنني لَا أَرَى أَحَدًا ... يَمُوْتُ هُزْلًا وَلَا يَبْقَى عَلَى حَالِ وَالفَقْرُ فِي النَّفْسِ لَا فِي المَالِ نَعْرِفُهُ ... وَمِثْلُ ذَاكَ الغِنَى فِي النَّفْسِ لَا المَالِ وَالمَالُ يغْشِي أُنَاسًا لَا خلَاقَ لَهُمْ ... كَالسَّيْلِ يغشي أُصُوْلُ الزيْدَنِ البَالِي هَذَا البَيْتُ تَضْمِيْنٌ وَهُوَ لِحَسَّان بن ثَابِتٍ. ¬
كُلُّ امْرِئٍ بِسَبِيْلِ المَوْتِ مُرْتَهَنٌ ... فَاعْمَلْ لِبَالِكَ إنِّي شَاغِلٌ بَالِي وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنُ الفَرَاهِيْدِيُّ الأَزْدِيُّ. النِّجَاشِي الحَارِثِيّ: [من البسيط] 298 - أبْلِغْ شِهَابًا أَخَا خَوْلَانَ مَألُكَةً ... أَنَّ الكَتَائِبَ لَا يُهْزَمْنَ بِالكُتُبِ بَعْدَهُ: تُهْدِي الوَعِيْدَ بِرَأْسِ السَّرْوِ مُتَّكِئًا ... فَإِنْ أَرَدْتَ مَصَاعَ القَوْمِ فَاقْتَرِب وَيُرْوَى: إِنَّ الوَعِيْدَ بِرَأْسِ الطُّوْدِ مَجْبَنَةٌ وإِنْ تَعِبْتَ فِي جمَادَى عَنِ وَقَائِعِنَا ... فَسَوْفَ تَلْقَاكَ فِي شُعْبَانَ أَوْ رَجَبِ قَالَ أَبُو عَلِيّ المَأْلكةُ بِضَمِّ الَّلامِ الرِّسَالَةُ وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ المَلَائِكَةُ وَيُقَالُ مَألَكَةٌ أَيْضًا وَالأَوَّلُ الرِّسَالَةٌ. رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ: [من البسيط] 299 - أبْلِغْ لَدَيْكَ أبَا سَعْدٍ مُغَلْغَلَةً ... أَنَّ الَّذِي بَيْنَنَا قَدْ مَاتَ أَوْ دَنِفَا أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي: [من المنسرح] 300 - أَبْلَغُ مَا يُطْلَبُ النَّجَاحُ بِهِ ... الطَّبْعُ وَعِنْدَ التَّعَمُّقِ الزَّلَلُ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا صَدِيْقٌ نَكَرْتَ جَانِبَهُ ... لَمْ تُعِيْنَنَي فِي فِرَاقَهِ الحِيَلُ فِي سِعَةِ الخَافِقين مُضْطَرَبٌ ... وَفِي بِلَادٍ عَنْ أُخْتِهَا بَدَلُ أَبْلَغُ مَا يُطْلَبُ النَّجَاحُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَا أَبْعَدَ المَكْرُمَاتِ مِنْ رَجُلٍ ... عَلَى سُؤَالِ الرِّجَالِ يَتَّكِلُ ¬
الأَعْشَى: [من البسيط] 301 - أبْلِغْ هَوَازِنَ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلَهَا ... أَنْ لَسْتُ ذَاكرَهَا إِلَّا بِمَا فِيْهَا بَعْدَهُ: قبيلةٌ أَلأْمُ اللَّأمِ بِالأَحِيَاءِ أَكْرَمُهَا ... وَأَغْدَرُ النَّاسِ بِالحَيْرَانِ وَافِيْهَا تَبْلَى عِظَامَهُمُ إِمَّا هُمُ دُفِنُوا ... تَحْتَ التُّرَابِ وَلَا تبْلَى مَخَازِيْهَا مَا أَشْبَهَ هَذِهِ الحَالُ بِالَّذِيْنَ يَسُنُّوْنَ سنَنَ السُّوْءِ وَيَمُوْتُوْنَ. أعْشَى هَمْدَانَ: [من البسيط] 302 - أبْلِغْ يَزِيْدَ بَنِي شَيْبَانَ مَألُكَةً ... أبَا ثُبَيْتٍ أمَا تَنْفَكُّ تَأْتَكِلُ [من مجزوء الخفيف] 303 - أُبْلُ مَنْ شِئْتَ تَقْلِـ ... ـهِ عَنْ قَلِيْلٍ لِفِعْلِهِ بَعْدَهُ: ضاعَ مَعْرُوْفُ وَاضِعِ ... العُرْفِ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ابْنُ مُحَارِبٍ: [من السريع] 304 - أَبْلَهُ مَغْلُوْبٍ عَلَى عَقْلِهِ .. ضَاقَتْ عَلَيْنَا الأَرْضُ مِنْ أجْلِهِ بَعْدَهُ: فَمَرَّةً أَعْجَبُ مِنْ حُمْقِهِ ... وَمضرَّةً أَعْجَبُ مِنْ ثِقْلِهِ أَبُو العَلَاء المَعَرِّيّ: [من مخلَّع البسيط] 305 - أَبْلَى وِدَادِي لَكُمْ زَمَانٌ ... أَلْيَنُ أَحْدَاثِهِ حَدِيْدُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ بَشَّارٍ فِي مَعْنًى أَرَادَهُ: ¬
إِبْلِيْسُ أَفْضَلُ مِنْ أَبِيْكُمْ آدَمَ ... فَتَبَيَّنُوا يَا معشَرِ الأَشْرَارِ (¬1) النَّارُ عُنْصرُهُ وَآدَمُ طِيْنَةً ... وَالطِّيْنُ لَا يَسْمُو عَلَى النَّارِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ قوَامِ الدِّيْنِ ابْنُ زِيَادَةَ المُنْشِئ: أَبْلَيْتَ عُذْرَكَ فِي الأَحِبَّةِ جَاهِدًا ... لَكِنْ بَقُوا أَنْ يَرْتَضوكَ خَلِيْلَا [من المنسرح] 306 - أَبْنَاءُ بَظْرٍ إِنْ غِبْتُ قَدْ أَكَلُوا ... لَحْمِي وَإِمَّا حَضَرْتُ وَدُّونِي حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: [من البسيط] 307 - أَبْنَاءُ حَارٍ فَلَنْ تَلْقَى لَهُمْ شَبَهًا ... إِلَّا التُّيُوْسَ عَلَى أَقْفَائِهَا الشَّعَرُ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِنْ نَافَرُوا نَفَرُوا أَوْ كَاثَرُوا كَثِرُوا ... أَوْ قَاوَمُوا الذَّبِحَ عَنْ أَحْسَابِهِمْ قُمِرُوا كَأَنَّ رِيْحَهُمُ فِي النَّاسِ إِنْ خَرَجُوا ... رِيْحُ الكِلَابِ إِذَا مَا مَسَّهَا المَطَرُ أبْنَاءُ هَذَا الدَّهْرِ أَعْدَاؤُنَا ... مَعْ أَنَّنا لَسْنَا بِأَعْدَائِهِم وَمَا لنَا ذَنْبٌ إِلَيْهُمُ سِوَى ... مَعْرِفَةٍ مِنَّا بِآبَائِهِمْ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 308 - أَبِنْتَ الدَّهْرِ عِنْدِي كُلُّ بِنْتٍ ... فَكَيْفَ وَصَلْتِ أَنْتَ مِنَ الزِّحَامِ؟ ابْنَةُ الدَّهْرِ وَبَنَاتُهُ حَوَادِثُهُ. اليَزِيْدِيّ فِي الأَصْمَعِيّ: [من المتقارب] 309 - أَبِنْ لِي دَعِيَّ بَنِي الأَصْمَعِيّ ... مَتَى كنْتَ فِي الأُسْرَةِ الفَاضِلَهْ؟ ¬
هُوَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بن العَبَّاسِ اليَزِيْدِيّ. صالِح بن عَبْدِ القُدُّوْسِ: [من مجزوء الكامل] 310 - أَبُنَيَّ إِنَّ سَعَادَةً ... بِالمَرْءِ طَاعَةُ ذِي التَّجَارِبِ بَعْدَهُ: خُذْ مِنْ صدِيْقِكَ مَا صَفَا ... لَكَ لَا تَكُنْ جَمَّ المعَاتِبْ وإِذَا بُلِيْتَ بِجَاهِلٍ فَاحْضرْ ... بِحِلْمٍ غَيْرِ عَازِبْ مَا نَالَ غَمًّا ذُو السَّفَاهَةِ ... وَلَا أَخُو حلْمٍ بِخَائِبْ وَاشْرَبْ عَلَى الأَقْذَاءِ مُلتَمِـ ... ـسًا بِهَا صَفْوَ المَشَارِبْ وَاشْكُرْ فَإِنَّ الشُّكْرَ ذُو ... حَقٍّ عَلَى الإِنْسَانِ وَاجِبْ مَا خَيْرَ مَنْ لَا يَشْكرُ النُّعْـ ... ـمَى وَيَصيْرُ فِي النَّوَائِبْ لُغْدَةُ الأَصْفَهَانِيّ: [من الكامل] 311 - أَبُنَيَّ إِنَّ مِنَ الرِّجَالِ بَهِيْمَةً ... فِي صُوْرَة الرَّجُلِ السَّمِيْعِ المُبْصِرِ عَبْدَةُ بنُ الطَّبيْبِ: [من الكامل] 312 - أَبُنَيَّ إنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَرَابَنِي ... بَصَرِي وَفِيَّ لِمُصلحٍ مُسْتَمْتِعِ بَعْدَهُ: أُوْصيْكُمُ بِتُقَى الإِلَهِ فَإِنَّهُ ... يُعْطِي الرَّغَائِبَ مَنْ يَشَاءُ وَيَمْنَعُ وَبِبِرِّ وَالِدِكُمْ وَطَاعَةِ أَمْرِهِ ... إِنَّ الأبَرَّ مِنَ البَنِيْنَ الأَطْوَعُ وَاعْصُوا الَّذِي يرجي النَّمَائِمَ بَيْنَكُمْ ... حَرْبًا كَمَا بَعَثَ العُرُوْقَ الأَخْدَعُ لَا تَأْمَنُوا قَوْمًا يَستَتِبّ صَبيِيّهِمْ ... بَيْنَ القَوَابِلِ فِي العَدَاوَةِ يُنْشَعُ فَضَلَتْ عَدَاوَتُهُمْ عَلَى أَحْلَامِهِمْ ... وَأَبَتْ صبَابُ صدُوْرهِمْ لَا تُنْزَعُ ¬
قَوْمٌ إِذَا دَمَسَ الظَّلَامُ عَلَيْهُمُ ... حَدَجُوا مَنَافِذَ بِالنَّمَائِمِ تَمْرَغُ إِنَّ الحَوَادِثَ يَخْنَرِمْنَ وإِنَّمَا ... عُمْرِ الفَتَى فِي أَهْلِهِ مُسْتَوْدعُ يَسْعَى وَيَجْمَعُ جَاهِدًا مُسْتَهْزِئًا ... جِدًّا وَلَيْسَ بِآكِلٍ مَا يَجْمَعُ عَلِيّ بن أَفْلَح: [من السريع] 313 - أَبْوَابُهُ مُغْلَقَةٌ دَائِمًا ... مِنْ دُوْنِ قُصَّادٍ وَضيْفَانِ بَعْدَهُ: قد يَئِسَ الطَّارِقُ مِنْ فَتْحِهَا ... كَأَنَّهَا أَجْفَانُ عُمْيَانِ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 314 - أَبَوا أَنْ يَذُوْقُوا العَيْشَ وَالذَّمُّ وَاقِعٌ ... عَلَيْهِ وَمَاتُوا مِيْتَةً لَمْ تُذَمَّمِ أُمُّ الصَّرِيْحِ الكِنْدِيَّةُ: 315 - أَبَوا أَنْ يَفِرُّوا وَالقَنَا فِي نُحُوْرِهِمْ ... وَلَمْ يَرْتَقُوا مِنْ خَشْيَةِ المَوْتِ سُلَّمَا بَعْدَهُ: وَقِيَل هُمَا لأمْرَأَةٍ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَرُّوا لَكَانُوا أَعِزَّةً ... وَلَكِنْ رَأوا صَبْرًا عَلَى المَوْتِ أَكْرَمَا طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ: 316 - أَبَوا أَنْ يَمَلُّوْنَا وَلَوْ أَنَّ أُمَّنَا ... تُلَاقِي الَّذِي يَلْقَونَ مِنَّا لَمَلَّتِ قَبْلَهُ: جَزَى اللَّهُ عَنَّا جَعْفَرًا حِيْنَ أَزْلَقَتْ ... بِنا نَعْلنَا فِي الوَطْأَتَيْنِ فَزلَّتِ ¬
أَبُو عَلِيّ البَصِيْرُ: [من الطويل] 317 - أَبُو جَعْفَرٍ كالنَّاسِ يَرْضَى وَيَغْضَبُ ... وَيَبْعُدُ فِي كُلِّ الأُمُوْرِ وَيقْرُبُ وَيُرْوَى: أَبُو عَامِرٍ كَالنَّاسِ يَرْضى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَكِنْ رَضَاهُ لَيْسَ يُجْدِي قُلَامَةً ... فَمَا فَوْقَهَا وَسُخْطُهُ لَيْسَ يُرْهَبُ [من البسيط] 318 - أَبُو دِعَامَةَ لَا رَسْمٌ وَلَا طَلَلٌ ... مِثْلُ النَّعَامَةِ لَا طَيْرٌ وَلَا جَمَلُ فِي المَثَلِ: جَاءَ بِالضَّلَالِ بِنُ السَّبْهَلَلِ. يَعْنِي بِالبَاطِلِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: جَاءَ الرَّجُلُ يَمْشِي سَبْهَلَلًا إِذَا جَاءَ وَذهَبَ فِي غيْرِ شَيْءٍ. قَالَ عُمَرُ بن الخَطَّابِ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أَرَى أَحَدَكُمْ سَبَهْلَلًا فِي عَمَلِ الدُّنْيَا وَلَا فِي عَمَلِ الآخِرَةِ. [من الطويل] 319 - أَبُو دُلَفٍ كالطَّبْلِ يُسْمَعُ صَوْتُهُ ... وَبَاطِنُهُ خِلْوٌ مِنَ الخَيْرِ أَخْرَبُ [من الوافر] 320 - أَبُو دُلَفٍ لِمَطْبَخِهِ قَتَارٌ ... وَلَكِنْ دُوْنَهُ ضَرْبُ السُّيُوْفِ [من الوافر] 321 - أَبُو دُلَفٍ يُضَيِّعُ أَلْفَ أَلْفٍ ... وَيَضْرِبُ بِالحُسَامِ عَلَى الرَّغِيْفِ يُقَالُ أَنَّ أَبَا دُلَفٍ كَانَ أَسْخَى النَّاسِ بِبَذْلِ الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيْرِ وَكَانَ ألأَمَهُمْ عَلَى الطَّعَامِ فَقَالَ بَعْضَهُمْ يَهْجُوْهُ: أَبُو دُلَفٍ. البَيْتَانِ ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الخَوَارِزْمِيُّ: أَبُو سَعْدٍ لَهُ ثَوْبٌ نَظِيْفٌ وَلَكِنْ ... حَشْوَ ذَاكَ الثَّوْبِ خَرْيَه (¬1) فَإنَّ جَاوَزْتَ كِسْوَتِهِ ... فَلَيْسَ وَرَاءَ عَبَّادَانِ قَرْيَه [من الطويل] 322 - أَبُوْكَ أبٌ حُرٌّ وَأُمُّكَ حُرَّةٌ ... وَقَدْ يَلِدُ الحُرَّانِ غَيْرَ نَجِيْبِ بَعْدَهُ: فَلَا يَعْجَبَنَّ النَّاسُ مِنْكَ وَمِنْهُمَا ... فما خَبَثٌ مِنْ فِضَّةٍ بِعَجِيبِ اسْتَشْهَدَ بِهِمَا المَأْمُوْنُ فِي رَجُلٍ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْهِ. أَبُو سُفْيَان بن الحَارثِ: [من الطويل] 323 - أبُوْكَ أبٌّ سَوْءٌ وَخَالُكَ مِثْلُهُ ... وَلَسْتَ بِخَيْرٍ مِنْ أَبِيْكَ وَخَالِكَا مِثْلُهُ قَوْلُ حَسَّان بن ثَابِتٍ يَهْجُو فَتًى مِنْ مُزْيَنَةَ: أَبُوْكَ أَبُوْكَ وَأَنْتَ ابْنُهُ ... فَبِئْسَ البُنَيُّ وَبِئْسَ الأَبُ (¬1) [من الطويل] 324 - أبُوْكَ أبٌّ مَا زَالَ لِلنَّاسِ مُوْجِعًا ... لأَعْنَاقِهِمْ نَقْرًا كَمَا يَنْقرُ الصَّقْرُ بَعْدَهُ: إِذَا عَوَّجَ الكِتَابُ يَوْمًا سُطُوْرَهُمْ ... فَلَيْسَ بِمعْوَجٍّ لَهُ أَبَدًا سَطْرُ هَذَا قِيْلَ فِي ابْنِ حجَّامٍ وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ حجامًا: ¬
يا ابْنُ الَّذِي مَاتَ غَيْرَ مُضْطَهَدٍ ... يَرْحَمُهُ اللَّهُ أَيُّمَا رَجُلِ (¬1) لَهُ رِقَابُ المُلُوْكِ خَاضِعَةٌ ... كَمْ فَارِسٍ قد لَقَى وَكَمْ بَطَلِ يَأْخُذُ مِنْ مَالِهِمْ وَمِنْ دَمِهِمْ ... وَلَيْسَ مِنْ ثَأْرِهِمْ عَلَى وَجَلِ [من الوافر] 325 - أبُوْكَ أبُوْكَ أَرْبَدُ غَيْر شَكٍّ ... أَحَلَّكَ فِي المَخَازِي حَيث حَلَّا بَعْدَهُ: فما أنفِيْكَ كَيْ تَزْدَادَ لَوْمًا ... لأَلأَمَ مِنْ أَبِيْكَ وَلَا أَذَلَّا [من الوافر] 326 - أبُوْكَ أَبِي فَأَنْتَ أَخِي وَلَكِنْ ... تَبَايَنَتِ الطَّبَائِعُ وَالشُّكُوْلُ قَالَ رَجُلٌ لأَخِيْهِ: لأَهْجُوَنَّكَ. فَقَالَ: كَيْفَ تَهْجُوْنِي وَأَنَا أَخُوْكَ لأَبِيْكَ وَلأُمّكَ؟ فَقَالَ فِيْهِ (¬1): غُلَامٌ أَتَاهُ اللُّؤْمُ مِنْ شَطْرِ نَفْسِهِ ... وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ شَطْرِ أُمٍّ وَلَا أَبِ [من الوافر] 327 - أبُوْكَ أَبِي وَأَنْتَ أَخِي وَلَكِنْ ... تَفَاضَلَتِ المَنَاكِبُ وَالرُّؤُوْسُ أَبُو الفَتْحُ البُسْتِيُّ: [من الطويل] 328 - أبُوْكَ حَوَى العَلْيَا وَأَنْتَ مُبَرِّزٌ ... عَلَيْهِ إِذَا نَازَعْتَهُ قَصَبَ المَجْدِ هَذَا البَيْتُ قَالَهُ البُسْتِيُّ فِي عَلِيّ بن مُحَمَّد الكَاتِب وَبَعْدَهُ: ¬
وَلِلْخَمْرِ مَعْنًى لَيْسَ لِلْكَرْمِ مِثْلهُ ... وَلِلنَّارِ نُوْرٌ لَيْسَ يُوْجَدُ فِي الزّنْدِ وَخَيْرٌ مِنَ القَوْلِ المُقَدَّمِ فاغْتَرِفْ ... نَتِيْجَتَهُ وَالنَّحْلُ يُكْرَمُ لِلشَهْدِ وَلأَبِي الفَتْحِ أَيْضًا: أَبُوْكَ كَرِيْمٌ غَيْرَ أَنَّكَ سَابِقٌ ... مَدَاهُ بِلَا ضَيْمٍ عَلَيْهِ وَلَا ذَيْمِ فَلَا يَعْجَبَنَّ النَّاسُ مِمَّا أَقُوْلَهُ ... وَأَقْضِي بِهِ فَالغَيْثُ أنْدَى مِنَ الغَيْمِ أَبُو عُيَيْنَةَ المُهَلَّبِيُّ: [من الطويل] 329 - أبُوْكَ لنا غَيْثٌ نَعِيْشُ بِنَبْتِهِ ... وَأَنْتَ جَرَادٌ لَيْسَ يُبْقِي وَلَا يَذَرُ قَوْلُ أَبِي عيَيْنَةَ المَهَلَّبِيّ هَذَا يَهْجُو خَالِد بن يَزِيْدَ المَهَلَّبِيَّ وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ وَيَمْدَحُ أَبَاهُ وَهُوَ عَمُّهُ مِنْ أَبْيَاتٍ يَقُوْلُ فِيْهَا: أَبُوْكَ لنَا غَيْثٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَهُ أَثَرٌ فِي المَكْرُمَاتِ يَسُرّنَا ... وَأَنْتَ تُعَفِّي دَائِبًا ذَلِكَ الأَثَرُ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَقَدْ قَنَعَتْ قَحْطَانُ خِزْيًا بِخَالِدٍ ... فَهَلْ لَكِ فِيْهِ يُخْزِكِ اللَّهُ يَا مُضَرُ تَسِيْءُ وَتَمْضِي فِي الإِسَاءَةِ جَاهِدًا ... فَلَا أَنْتَ تَسْتَحِي وَلَا أَنْتَ تَعْتَذِرُ يَزِيْدُ بنُ مُفَرّغَ الحِمْيَرِيّ: [من الطويل] 330 - أَبُو مَالِكٍ جَارٌ لَهَا وَابْنُ بُرْثُنٍ ... فَيَالَكِ جَارَي ذلَّةٍ وَصَغَارِ سَأَلَ سُلَيْمَانُ بنُ عَلِيٍّ خَالِدِ بنَ صَفْوَانَ عَنْ ابْنَيْهِ جَعْفَرَ وَمُحَمَدٍ فَقَالَ: كِيْفَ نَجِدُ أَحْمَادَكَ جِوَارَهُمَا يَا أَبَا صَفْوَانَ فَأَنْشَدَ: أَبُو مَالِكٍ جَارٌ لَهَا. البَيْتُ قَالَ فَأَعْرَضَ سُلَيْمَانَ عَنْ خَالِدٍ وَكَانَ سُلَيْمَانَ مِنْ أَحْلَمِ النَّاسِ وَأَكْرَمِهِمْ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ¬
وَالي البَصْرَةَ وَعَمّ المَنْصوْر الخَلِيْفَةِ وَلَوْ أَرَادَ لانْتَقَمَ مِن خَالِدٍ وَلَكِنْ غَلَب عَلَيْهِ حِلْمَهُ. وَقَبْلُ هَذَا البَيْتُ يَقُوْلُ يَزِيْدُ بنُ مُفَرَّغِ الحِمْيَرِيُّ: سَقَى اللَّهُ دَارًا لِي وَأَنْصارَا تَرَكْتُهَا ... إِلَى جَنْبِ دَارِي مَعْقِلَ بنِ بَشَّارِ (¬1) أَبُو مَالِكٍ. البَيْتُ. وَفِي المَثَلِ: لَا حرَّ بِوَادِي عَوْنٍ. المُنَخَّل الهُذَلِيُّ: [من المتقارب] 331 - أَبُو مَالِكٍ قَاصِرٌ فَقْرَهُ ... عَلَى نَفْسِهِ وَمُشِيْعٌ غِنَاهُ بَعْدَهُ: إِذَا سِدْتَهُ سِدْتَ مِطْوَاعَةً ... وَمَهْمَا وَكَلْتَ إِلَيْهِ كَفَاهُ أَخَذَ مَعْنَى البَيْتُ الأَوَّلُ إبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ الصُّوْلِيّ فَقَالَ: أَسَدٌ ضارٍ إِذَا اسْتَنْجَدْتَهُ ... وَأَبٌ برٌّ إِذَا مَا قَدِرَا (¬1) يَعْلَمُ الأَبْعَدَ إِنْ أَثْرَة وَلَا ... يَعْلَمُ الأَدْنَى إِذَا مَا افْتَقَرَا أَبُو هِفَّانَ: [من الطويل] 332 - أَبُوْنَا أَبٌ لَوْ كَانَ لِلنَّاسِ كلِّهِمُ ... أبَا وَاحِدًا أَغْنَاهُمُ بِالمَنَاقِبِ قَبْلَهُ: إِنْ تَسْأَلِي عَنَّا فَإِنَّا حُلَى العُلَى ... بَنِي عَامِرٍ وَالأرْض ذَاتِ المَنَاكِبِ وَلَا عَيْبَ فِيْنَا سِوَى أَنَّ سَمَاحَنَا ... أَضرَّ بِنَا وَالبَأْسُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ وَأَفْنَى الرَّدَى أَعْمَارَنَا غَيْرَ ظَالِمٍ ... وَأَفْنَى النَّدَى أَمْوَالنَا غَيْرَ عَائِبِ ¬
أَبُوْنَا أَبٌ. البَيْتُ وَتُرْوَى هَذِهِ الأبْيَاتُ لِغَيْرِ أَبِي هِفانَ. نَهارُ بنُ تَوْسِعَة اليَشْكُرِيّ: [من الوافر] 333 - أَبِي الإِسْلَامُ لَا أَبَ لِي سِوَاهُ ... إِذَا افْتَخَرُوا بِقَيْسٍ أَوْ تَمِيْمِ قبل قول نهار هذا: دَعِيُّ القَوْمِ يَنْصرُ مُدَّعِيْهِ ... لِيُلْحِقَهُ بِذِي الحَسَبِ الصَّمِيْمِ أبَى الإسْلَامُ. البَيْتُ بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ: [من البسيط] 334 - أَبِيْتُ - مَا لَمْ أَكْتَحِلْ بِكُمْ ... وَفِي اكْتِحَالِي بِكُمْ شَافٍ مِنَ الرَّمَدِ أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 335 - أَبِيْتُ خَمِيْصَ البَطْنِ غَرثَانَ طَاوِيًا ... وَأُوْثِرُ بِالزَّادِ الرَّفِيْقَ عَلَى نَفْسِي بَعْدَهُ: وَأَمْنَحُهُ فَرْشِي وَأَفْتَرِشُ الثَّرَى ... وَأَجْعَلُ قُرَّ اللَّيْلِ مِنْ دُوْنهِ لِبْسِي حَذَارَ أَحَادِيْثَ المَحَافِلِ فِي غَدٍ ... إِذَا ضَمَّنِي يَوْمًا إِلَى صَدْرِهِ رَمْسِي أوَّلُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ قَوْلهُ: عَطَفْتُ عَلَى غصْنِ الصِّبَا فَاجْتَنَيْتهُ ... وَخُضْتُ إِلَى لَذَّاتِهِ بَحْرَهُ الغمرَا (¬1) وَمَأْمُوْنَةٍ بِالغَيْبِ ضَمِنْتُ سِرّهَا ... فَبَوَّأتْهُ مِنْ مُسْتَقَرِّ الحَشَا قَبْرَا وَمَجْلِسِ فِتْيَانٍ شَهِدْتُ وَغَارَةٍ ... حَمَيْتُ وَأَمْرٍ قد بَعَثْتُ لَهُ أَمْرَا وَمُثْقِلَةٍ حُمِّلتهَا فَحَمَلتُهَا ... وَخَطْبٍ جَلِيْلٍ قد رَحَبْتُ بِهِ صَدْرَا ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا: وَأَكْثَرُ مَا نَلْقَى الأَمَانِي كَوَاذِبًا ... فَإِنْ صدَقَتْ جَازَتْ بِصاحِبِهَا القَدْرَا مُنِيْنَا مِنَ الدُّنْيَا بوَرْهَاءِ فَارِكٍ ... إِذَا هِيَ أَغْضَتْ أَعْقَبَتْ نَظَرًا شَزْرَا وَأَخِّر إِحْسَان اللَّيًالِي إِسَاءَةً ... عَلَى أنَّهَا قد تُتْبِعُ العُسْرَةَ اليُسْرَا أَبِيْتُ سَمِيْرًا. البَيْتُ قَوْلهُ مُنِيْنَا مِنَ الدُّنْيَا بِوَرْهَاءِ فَارِكٍ. الوَرْهَاءُ: القَلِيْلَةُ العَقْلِ الحَمْقَاءُ. حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 336 - أَبِيْتُ خَمِيْصَ البَطْنِ مُضْطَمِرَ الحَشَا ... مِنَ الجُّوْعِ أَخْشَى الذَّمَّ أنْ أَتَضَلَّعَا مُسْلِمُ بنِ الوَليْدِ: [من الطويل] 337 - أَبِيْتُ سَمِيْرًا لِلْمُنَى مُثْرِيًا بِهَا ... وَأَكْدُو سَلِيْبًا مِنْ مَوَاهِبَهَا صِفْرَا ابن أَبِي أُمَيَّةَ: [من الطويل] 338 - أَبَيْتَ فَمَا تَزْدَادُ إِلَّا قَساوَةً ... وَأَنْتَ عَلَى ظُلْمِي إِلَيَّ حَبِيْبُ ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الوافر] 339 - أَبَيْتُمْ أَنْ تُفِيْدُوا شُكْرَ مِثْلِي ... بَلِ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ الإبَاءا ابْنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من الخفيف] 340 - أَبْيَضُ الوَجْهِ فِي سَوَادِ المَنَايَا ... بَاسِمُ الثغْرِ فِي قُطُوْبِ الخُطُوْبِ السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من المتقارب] 341 - أَبِيْعُكَ بَيْعَ الأَدِيْمِ النَّغِل ... وَأَطْوِي وِدَادَكَ طَيَّ السِجِلِّ ¬
بَعْدَهُ: وَأَنْفِضُ ثَعْلَكَ عَنْ عَاتِقِي ... فقد طَالَما أَدَّتْنِي يا جَبَلُ وَأَمِلْتُ مَا عَكَسَتْهُ الخُطُوْبُ ... سَفَاهًا أُحَرِّكُ هَذَا الأَمَل أَفَخْرًا فحَسْبِي قد أَطَالَ ... بَاعِي وَأَنْزَلَنِي فِي القُلَلِ حَمَلْتُ بِقَلْبِي جَمِيْلَ الجُّمُوْعِ ... كَمَا قَطَعَ الصَّعْبُ لِيَ الطِّوَلِ نَجَوْتُ وَمِنْ يَنْجُ مِنْ مِثْلِهَا ... يَعِشْ آمِنًا بَعْدَهَا مِنْ زَلَلِ نَاهِضُ بن ثُوْمَة الكِلَابِيُّ: [من المتقارب] 342 - أَبِي قَيْسُ عَيْلانٍ وَعَمِّي خِنْدِفٌ ... ذَوُو البَذْخِ عِنْدَ الفَخْرِ وَالخَطَرَانِ أَرْطَاةُ بنُ سُهَيَّةَ: [من الطويل] 343 - أَبِي كَانَ خَيْرًا مِنْ أَبِيْكَ وَلَمْ يَزَل ... جَنِيْبًا لآبَائِي وَأَنْتَ جَنِيْبُ قَوْلُ أرْطَاةَ بن سُهَيَّةَ هَذَا يُخَاطِبُ شَبِيْبُ بن البَرْصَاءِ: الجَّنِيْبُ: التَّابِعُ. يُقَالُ جَنَبَ فُلَانٌ فِي بَنِي فُلَانٍ إِذَا نَزلَ فِيْهمْ غَرِيْبًا وَمِنْهُ قِيْلَ لِلغَرِيْبِ جَانِبٌ وَجَمْعُهُ جُنَّابٌ وَرَجُلٌ جَنْبٌ أي غَرِيْبٌ وَجَمْعُهُ أَجْنَابٌ. قَالَ اللَّه تَعَالَى: (وَالجَّارُ الجنْبُ) أي الجارُ القَرِيْبُ. عَبْدُ الجَّبَّار بن يَزِيْد العُلَيْمِيّ: [من الطويل] 344 - أَبِي كَانَ فَكَّاكَ العُنَاةِ وَحَامِلُ الدَّيَّاتِ ... وَذُو المَسْعَاةِ وَالنَّائِلِ الجزِلِ وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 345 - أَبِي مُدْلِجٌ غَيْرَ انْتِحَالٍ وَإِنَّمَا ... يُبيَّنُ فِي أَوْلَادِهِ كَرَمُ الفَحْلِ قَوْلُ عَبْدُ الجَّبَّارِ بن يَزِيْد بن رَبْعَةَ بن حِصْنِ بن مُدْلَجِ العيلَمِيّ: ¬
أَبِي كَانَ فَكَّاكُ العُنَاةِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَبِي مُدْلَجٌ وَبَعْدَهُ وَأَنْتَ امْرُؤٌ نَالَتْكَ أُمٌّ كَرِيْمَةٌ ... وَلَكِنَّمَا أَزْرَى بِكُمْ شَبَهَ البَغْلِ صَرَّدُرَّ: [من الوافر] 346 - أَبَيْنَا أَنْ نُطِيْعَكُمُ أَبَيْنَا ... فَلَا تُهْدُوا نَصِيْحَتُكُمْ إِلَيْنَا الشَّنْفَرَى: [من الكامل] 347 - أَبِيٌّ لِمَا أَبَى سَرِيْعٌ مَفِيْئَتِي ... إِلَى كُلِّ نَفْسٍ تَنْتَحِي فِي مَسَرَّتِي [من البسيط] 348 - أَتَأْذَنُوْنَ لِصَبٍّ فِي زِيَارَتكُمْ ... أَمْ تَحْضرُوْنَ لِجَمْعِ الشَّمْلِ وَالكَرَمِ العَبَّاسُ بن الأَحْنَفِ: [من البسيط] 349 - أَتَأْذَنُوْنَ لِصَبٍّ فِي زِيَارَتِكُمْ ... فَعِنْدَكُمُ شَهَوَاتُ السَّمْعِ وَالبَصَرِ بَعْدَهُ: لَا يَضْمِرُ السُّوْءَ إِنْ طَالَ الجُلُوْسُ بِهِ ... عَفّ الضَّمِيْرِ وَلَكِنْ فَاسِقُ النَّظَرِ [من المتقارب] 350 - أَتَاكَ الرَّبِيْعُ بِرِيْحِ العَبِيْرِ ... وَرَوْضِ الجِنَانِ وَوَرْدِ الخُدُوْدِ بَعْدَهُ: وَطِيْبِ النَّسِيْمِ وَحُسْنِ النَّعِيْمِ ... وَجَاءَ الزَّمَانُ بِوَجْهٍ جَدِيْدِ ¬
أنْشَدَ أَبُو مُحْلّمٍ: [من الوافر] 351 - أَتَاكَ المُرْجِفُوْنَ بِرَجْمِ غَيْبٍ ... وَجِئْتُكَ بَعْدُ بِالأَمْرِ المُبِيْنِ بَعْدَهُ: أُصَحِّحُ مَا أَقُوْلُ بِفَضْلِ خَيْرٍ ... وَلَا أَقْضي بِمُشْتَبِهِ الظُّنُوْنِ فَمَنْ يَكُ قد أَتَاكَ بِشَكِّ قَوْلٍ ... فَإِنِّي قد أَتَيْتكَ بِاليَقِيْنِ تَمَثَّلَ بِهِ الحَجَّاجُ بن يُوْسُفَ الثَّقْفِيُّ حِينَ عَادَ مِنَ الحِجَازِ إِلَى الكُوْفَةِ بَعْدَ قَتْلِهِ عَبْدُ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ وَهَدْمِ الكَعْبَةِ وَقَدْ صعَدَ المنْبَرِ بِجَامِعِ الكُوْفَةِ فَكَانَ أوَّلُ مَا قَالَ بَعْدَ أنْ حَدَرَ لِثَامَهُ أنْ تَمَثَّلَ بِهَذا البَيْتِ ثمَّ قَالَ: أَنَا ابْنُ جَلَّا وَطَلَّاع الثَّنَايَا. الأَبْيَاتُ (¬1) ابْنُ السِّكِّيْتِ النَّحْوِيّ: [من الوافر] 352 - أَتَاكَ عَلَى قُنُوْطٍ مِنْكَ غَوْثٌ ... يَمُنُّ بِهِ اللَّطِيْفُ المُسْتَجِيْبُ السَّرِيُّ الكِنْدِيُّ: [من الوافر] 353 - أَتَاكَ وَفِي حَشَاهُ رِيَاحُ رَوْعٍ ... عَوَاصِفُ مَا لِهَبَّتِهَا رُكُوْدُ بَعْدَهُ: بِوَجْهٍ غَاضَ مَاءُ الأَمْنِ فِيْهِ ... فَلَيْسَ بِعَائِدٍ مَا اخْضَرَّ عُوْدُ أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّيّ: [من الطويل] 354 - أَتَاكَ يَكَادُ الرَّأْسُ يَجْحَدُ عُنْتَهُ ... وَتَنْفَدُّ تَحْتَ الذُّعْرِ مِنْهُ المَفَاصِلُ ¬
ومن باب (أتأمل) قول أبي تمام: أَتَأْمَلُ أنْ تَكُوْنَ كَرِيْمَ قَوْمٍ ... وَبَابُكَ لَا يُطِيْفُ بِهِ كَرِيْمُ (¬1) كَمَنْ جَعَل الحَضِيْضَ لَهُ ... وِسَادًا وَيَجْعَلُ أَنَّ أُخْوَتَهُ النُّجُوْمُ فَمَا أَنْتَ اللَّئِيْمُ بِهِ وَلَكِنْ ... زَمَانٌ سُدْتَ فِيْهِ هُوَ اللَّئِيْمُ وَيُرْوَى: أَتَطْمَعُ وَقَدْ كتب بِبَابِهِ. مَنْصُوْرٌ النّمْرِيُّ: [من الوافر] 355 - أَتَأمُلُ رَجْعَةَ الدُّنْيَا سَفَاهًا ... وَقَدْ صَارَ الشَّبَابُ إِلَى ذَهَابِ بَعْدَهُ: فَلَيْتَ البَاكيَاتِ بِكُلِّ أَرْضٍ ... جُمِعْنَ لنَا فَنَحْنُ عَلَى الشَّبَابِ تَمَثَّلَ بِهِمَا الرَّشِيْدُ بن المَهْدِيِّ رَحَمَهُ اللَّهُ. أَبُو شُرَاعَة: [من الوافر] 356 - أَتَانِي أَنَّ قَوْمًا قَدْ شَكَوْهُ ... لَقَدْ خَابُوا وَقَدْ لَاقَوا أَثَامَا بَعْدَهُ: هُوَ الحَسْنَاءُ إِنْ فَتَّشْتُمُوْهُ ... وَمَا إِنْ تَعْدَمُ الحَسْنَاءُ ذَامَا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابن طَبَاطَبَا: أَتَانِي قَرِيْضٌ كَنَظْمِ الجمَانِ ... وَرَوْضِ الجنَانِ وَصَوْب الغَوَادِي (¬1) وَطَعْمِ الوِصَالِ لَدَى العَاشِقِيْنَ ... وَأَمْنِ الفُؤَادِ وَطِيْبِ الرُّقَادِ ¬
بَدَا فِي سُطُوْرٍ كَنَظْمِ العَقِيْقِ ... وَلَمْعُ البُرُوْقِ وَوَرْيِ الزّنَادِ أَتَانِي وَمَوْقِعُهُ فِي الضَمِيْرِ ... كَالمَاءِ فِي قَلْبِ حَرَّانَ صَادِ [من الطويل] 357 - أَتَانِي كِتَابٌ لَوْ يَمُرُّ نَسِيْمُهُ ... بِقَبْرٍ لأَحْيَا نَشْرُهُ سَاكِنَ القَبْرِ بَعْدَهُ: فَجَدَّدَ لِي ذِكْرًا وَمَا كُنْتُ نَاسِيًا ... وَلَكِنَّهُ تَجْدِيْدُ ذِكْرٍ عَلَى ذِكْرِ [من الطويل] 358 - أَتَانِي كِتَابٌ مِنْ صَدِيْقٍ كَأَنَّهُ ... نَوَافِجُ مِسْكٍ فَاحَ مِنْهَا نَسِيْمُهَا [من الطويل] 359 - أَتَانِي كتَابٌ مِنْكُمُ فَقَرَأْتُهُ ... فَخِلْتُ كَأَنِّي مَعْكُمُ أَتَحَدَّثُ أَبُو المغيْبُ الرَّافِقِيُّ: [من الطويل] 360 - أَتَانِي مَعَ الرُّكْبَانِ ظَنٌّ ظَنَنْتُهُ ... لَفَفْتُ لَهُ رَأْسِي حَيَاءً مِنَ المَجْدِ أنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ: [من الطويل] 361 - أَتَانِي وَأَهْلِي بِاليَمَامَةِ سَيْبُهُ ... كَمَا انْقَضَّ سَيْلٌ مِنْ تَهَامَةَ فِي نَجْدِ بَعْدَهُ: فَكَيْفَ وَمَا أَخْلَلْتَ بَعْدَكَ بِالحجَى ... وَأَنْتَ فَلَمْ تُخْلِلْ بِمَكْرُمَةٍ تُسْدِي لَقَدْ رَكِبَ الغَدْرُ الوَفَاءُ بِسَاحَتِي ... إِذًا وَسَرَحْتُ الذّمّ فِي مَسْرَحِ الحَمْدِ كَرِيْمٌ مَتَى أَمْدحهُ وَالوَرَى ... مَعِي وَمَتى مَا لِمْتُهُ لِمْتُهُ وَحْدِي فَإِنْ يَكُ سَخْطٌ عَمَّ أَوْ تَكُ هَفْوَةٌ ... عَلَى خَطَأٍ مِنِّي فَعُذْرِي عَلَى عَمدِ ¬
ابْنُ الطَّثْرِيَّةِ: [من الطويل] 362 - أَتَانِي هَوَاهَا قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوَى ... فَصادَفَ قَلْبًا فَارِغًا فَتَمَكَّنَا قَبْلَهُ: أَعِيْبُ الَّتِي أَهْوَى وَأُطْرِيَ جَوَارِيًا ... يَرَوْنَ لَهَا فَضْلًا عَلَيْهُنَّ بَيِّنَا بِرَغْمِي أُطِيْلُ الصدَّ عَنْهَا إِذَا بَدَتْ ... أُحَاذِرُ أَسْمَاعًا عَلَيْهَا وَأَعْيُنَا أَتَانِي هَوَاهَا. البَيْتُ يُقَالُ بِرَغْمِي وَبِرُغْمي لُغَتَانِ فِيْهَا بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا وَالفَتْحُ أَشْهَرُ. وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ سُعْدَى ابنَةِ سَعِيْدِ بن عَمْرِو بن عُثْمَانَ بن عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تُخَاطِبُ الوَليْدَ بن يَزِيْدَ بن عَبْدِ المَلِكِ وَقَدْ كَانَ تَزَوَّجَهَا ثُمَّ تَعَشَّقَ أُخْتَها سَلْمَى وَطَلَّقَهَا لِتَحِلَّ لَهُ ثُمَّ أَنْفَذَ إِلَى سُعْدَى يَشْكُو فرَاقَهُ لَهَا فَقَالَتْ: أَتَبْكِي عَلَى سُعْدَى وَأَنْتَ تَرَكْتَهَا ... فَقَدْ ذَهَبَتْ سُعْدَى فَمَا أَنْتَ صَانِعُ وَلَهُ حِكَايَةٌ لَا تَحْتَمِلُ هَذَا المَوْضِع. أَبُو نُوَاسٍ: [من الطويل] 363 - أَتَاهَا بِعِطْرٍ أَهْلُهَا فَتَضَاحَكَتْ ... وَقَالَتْ وَهَلْ يَحْتَاجُ عِطْرٌ إِلَى عِطْرِ؟ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الآخَر: عَجِبْتُ لِمَن يُطَيِّبُنِي بِمِسْكٍ ... وَبِي يَتَطَيَّبُ المِسْك العَتِيْتُ (¬1) وَأَوَّلُ أَبْيَاتُ أَبُو نُوَّاسٍ قَوْلهُ: أسَاقِيَتِي كَأْسًا أمَرّ مِنَ الصَّبْرِ ... وَمُخْرِجَتِي مِنْ صَفْوِ عَيْشٍ إِلَى الكَدَرِ (¬2) ¬
وَكُنْتُ عَزِيْزًا قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوَى ... فَأَلْبَسَنِي ثَوْبَ المَذَلَّةِ وَالصّغْرِ فَمَنْ شَاءَ لِي سُوْءًا تَمَرَّسَ بِالهَوَى ... وَكَانَ الَّذِي يَهْوَاهُ سَاكِنَة القَصْرِ لَهَا مِنْ ذَكِيّ المِسْكِ خضرَةُ حَاجِيٍ ... وِمْن أقْحُوَانِ الرَّمْلِ مُبْتَسَمُ الثَّغْرِ أَتَاهَا بِعِطْرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَقَالَوا الْبِسِي حَلْيًا فَقَالَتْ تَعِمّنِي ... أَلَمْ أَنْزَع الخَلْخَالِ مِنْ شِدَّةِ البَهْرِ البَهْرُ: هُوَ النَّهْجُ مِنْ انْقِطَاعِ النَّفَسِ. وَلَهُ أَيْضًا: [من البسيط] 364 - أَتْبَعْتِ لَمَّا نَدِمْتِ اللَّوْمَ بِالعِلَلِ ... لَوْ صَحَّ مِنْكَ الهَوَى أُرْشِدْتِ لِلْحِيَلِ بَعْدَهُ: لَكِنْ تَعَلَّلْتُمُ عَمْدًا لِنعذِرَكُمْ ... مَا أَضْيَقَ العذْرَ لَوْلَا كَثْرَةُ العِلَلِ قد كُنْتَ مِمَّا أَرَاهُ مُشْفِقًا وَجلًا ... وَلَنْ تَرَى عَاشِقًا إِلَّا عَلَى وَجَلِ قد رَضْتُ بِاليَأْسِ قَلْبِي يا مُعَذِّبَتِي ... وَاليَأْسُ يُهْلِكُ لَوْلَا قُوَّةُ الأَجَلِ [من مجزوء الكامل] 365 - أَتْبَعْتَ نَزْرًا مِنْ عَطَا ... ئِكَ لِي بِإِعْرَاضٍ وَمَنِّ بَعْدَهُ: وَصَدَدْتَ عَنِّي مُبْغِضًا ... أَقْبِلْ عَلَيَّ وَخُذْهُ مِنِّي قَوْلُهُ: أَتْبَعْتَ نَزْرًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَصَدَدْتَ عَنِّي مُغْضِبًا ... أَقْبِلْ عَلَيَّ وَخُذْهُ مِنِّي وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الصِّمَّةِ القُشَيْرِيّ وَتُرْوَى للأَقْرَعِ بن مَعَاذٍ: أتَبْكِي عَلَى لَيْلَى وَنَفْسُكَ بَاعَدَتْ ... مَزَاركَ مِنْ لَيْلَى وَشِعْبَاكُمَا مَعَا ¬
فَمَا حَسَنٌ أنْ تأتِي الأمْرَ طَائِعًا ... وَتَجْزَعُ إِنْ دَاعِي الصَّبَابَةِ أَسْمَعَا وَبَاقِي الأَبْيَاتُ بِبَابِ النَّسَبِ فِي الحَمَاسَةِ. البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 366 - أَتَبْعُدُ حَاجَتِي وَإِلَيْكَ قَصْدِي ... بِهَا وَعَلَى عِنَايَتِكَ اعْتِمَادِي بَعْدَهُ: سَيَكْفِيْنِي قِيَامٌ مِنْكَ فيها ... حَمِيْدُ الغِبِّ مَحْمُوْدُ الأَيَادِي يَعْقُوبُ بنُ الرَّبِيع: [من الكامل] 367 - أَتَتِ البِشَارَةُ وَالنَّعِيُّ مَعًا ... يَا قُرْبَ مَأْتمِنَا مِنَ العُرُسِ قَوْلُ يَعْقُوْب هَذَا فِي جَارِيَتِهِ مُلْكٍ وَقَدْ كَانَ يَطْلِبُهَا سَبْعَ يَبْذِلُ فِيْهَا مَالَهُ وَجَاهَهُ وَإِخْوَانَهُ حَتَّى مَلَكَهَا فَأَقَامَتْ عِنْدَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ مَاتَتْ فَقَالَ فِيْهَا أَشْعَارًا يَرْثِيْهَا مِنْ جُمْلَتِهَا هَذِهِ الأَبْيَاتُ وأوَّلُهَا: للَّهِ هَالِكَةٌ فُجِعْتُ بِهَا ... مَا كَانَ أَبْعَدَهَا مِنَ الدَّنَسِ أَتَتِ البِشَارَةُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَمْ مِنْ دُمُوعٍ لَا تَجِفُّ وَمِنْ ... نَفْسٍ عَلَيْكِ طَوِيْلَةُ النَّفْسِ مَا بَعْدَ فُرَقَةِ بَيْنَنَا أبَدًا ... فِي لذَّةِ دَركٍ لِمُلْتَمِسِ أَبُو نُوَاسٍ: [من الوافر] 368 - أَتَتْ بِجِرَابِهَا تَكْتَالُ فِيْهِ ... فَعَادَتْ وَهِيَ فَارِغَةُ الجِرَابِ قد ضَمَّنَ هَذَا البَيْتُ أَبُو حُكيمة رَاشِدٌ شِعْره حَيْثُ يَقُوْلُ (¬1): ¬
وَضَاحِكَةٍ إِلَيَّ مِنَ النِّقَابِ ... تُلَاحِظُنِي بِطَرْفٍ مُسْتَرَابِ كشَفَتْ قِنَاعَهَا فَإِذَا عَجُوْزٌ ... مُسَوَّدَةُ المَفَارِقِ بِالخِضَابِ فما زَالَتْ تُجَمِّشُنِي طَوِيْلًا ... وَتَأْخذُ فِي أَحَادِيْثِ التَّصَابِي تُحَاوِلُ أَنْ تقِيْمَ أبَا زِيَادٍ ... وَدُوْنَ قِيَامِهِ شَيْبُ الغِرَابِ فقلتُ لَهَا حَلَلْتِ بِشَرِّ وَادٍ ... كَرِيْهِ المُجْتَنَى قَحِطِ الجنَابِ مَتَى تَشْفَى العَجُوْزُ إِذَا اسْتَنَاكَتْ ... بِأَيْرٍ لَا يَقُوْمُ عَلَى الشَّبَابِ تَعَرَّجَ وَاسْتَوَى الطَّرَفَانِ مِنْهُ ... كَمِثْلِ الدَّالِ فِي خَطِّ الكِتَابِ أُكَشِّفُ مِنْهُ كُلَّ صَبَاحِ يَوْمٍ ... عُيُوبًا لَمْ تَكُنْ لِي فِي الحِسَابِ فَوَلَّتْ حِيْنَ أَخْجَلَهَا مَقَالِي ... تَمْشِي مَشْيَ مثْقِلَةَ الثيَابِ أَتَتْ بِحَرَابِهَا. البَيْتُ وَتُرْوَى هَذِهِ الأَبْيَاتُ -- البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 369 - أَتَتْ دُوْنَ ذَاكَ الدَّهْرِ أَيَّامُ جُرْهُمٍ ... وَطَارَتْ بِذَاك العَيْشِ عَنْقَاءُ مُغْرِبِ الخَوَارِزْمِيُّ: [من الطويل] 370 - أَتَتْرُكُ فَرْعًا بَاقِيًا مِنْ شُجَيْرَةٍ ... سَعَى النَّحْتُ أَقْصَى سَعْيِهِ فِي حِصَادِهَا؟ الخَوَارِزْمِيُّ يُعَزِّي الصَّاحِبَ بنَ عَبَّادٍ بِنُدَمَاءِ ابنِ العَمِيْدِ، يَقُوْلُ: فَمَا لَكَ تَسْتَقِي وما زِلْتَ حَازِمًا ... أَصَابِعَ كَفٍّ قُطِعَتْ لِفَسَادِهَا وَمَا لَكَ لَا تُفْنِي بَقَايَا عِصَابَةٍ ... سَرَى الطَّعْنُ فِي أَكْبَادِهَا بِكبَادِهَا وَلِمْ أيُّهَذَا الصَّاحِبُ القرمُ تَبْتَنِي ... بُيُوْتًا أَرَادَ اللَّهُ قَصْفَ عِمَادِهَا أَتَتْرِكُ فَرْعًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإنْ كُنْتُمْ أَطْفَأْتُمُ نَارَ فتنَةٍ ... فَهَلَّا طَفَيْتُمُ بَاقِيَاتِ زِنَادِهَا ¬
وَإِنْ كُنْتُم حَصَّنْتُمُ سُوْرَ دَوْلَةٍ ... فَهَلَّا كَنَسْتُم أَرْضَهَا مِنْ جَرَادِهَا وَكَيْفَ يُسَرُّ المُؤْمِنُوْنَ بِعَيْشِهِمْ ... إِذَا عَاشَتِ الكُفَّارُ بَعْدَ ارْتِدَادِهَا خَلَفٌ الأَحْمَرُ: [من الوافر] 371 - أَتَتْرُكُ فِي الحَلَالِ مَشَقَّ صَادٍ ... وَتَأتِي فِي الحَرَامِ مَدَارَ مِيْمِ؟ هُوَ أَبُو مُحْرِزٍ وَقِيْلَ أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفٌ الأَحْمَرُ بن حَيَّان بن مُحْرِزٍ وَفَاتَهُ سَنَةَ خَمْسَ وَسَبْعِيْنَ وَمَائَة قَالَهُ لِمُعَلِّمِهِ وَهُوَ فِي المَكْتَبِ وَقَدْ رَاوَدَهُ عَنْ نَفْسِهِ: أَتَتْرِكُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَتَعْلُو فِي جِبَالِ الحَزْنِ ظُلْمًا ... فَبِئْسَ تجَارَةُ الرَجُلِ الحَلِيْمِ يُقَالُ إنَّهُ كَانَ فِي قَوْمِ لُوْطٍ أَحَدَ عَشَرَ خصْلَةً أَحْدَثُوْهَا وَهِيَ: رَمْيُ الجلَاهِقِ وَهُوَ رَمْيُ البُنْدُقِ وَضَرْبُ الطَّنْبُوْرِ وَالخَذْفُ بِالحصَى وَالصَّفِيْرُ بِالفَمِ. وَجَرُّ ازَارِ وَمَضْغُ اللّبَانِ وَالبُصَاقُ بَيْنَ الشَّيْتِيْنِ. وَتَرْطِيْلُ الشَّعْر عَلَى الجِّبَاهِ وَهِيَ الطُّرَرُ الَّتِي تُسَمَّى السكِيْنَةُ وَإِطَالَةُ السِّبَالِ وَاللِحَاءُ الخَنْجَهِيَّةُ وَالَلِّوَاطُ. وَكَانَ ذَلِكَ فِي التِّسْعَةِ الرهْطِ الَّذِيْنَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَكَانَ لِكُلِّ رَهْطٍ مِنْهُمْ رَئيْسٌ. فَمِنْهُمْ شَمْرُوْنَ وَشَكْرَمُ وَلَوَاهِيْذُ وَهَرْدُبَا وَمَكِّيْخَا. قَالَ أَبُو نُواسٍ: والزم سُنّة الشَّيْخَيْنِ هَرْدُبَّا وَمَكِّيْخَا. النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ: [من الوافر] 372 - أَتَتْرُكُ مَعْشَرًا قَتَلُوا هُذَيْلًا ... وَتَعْقِبُنِي بِمَا فَعَلَتْ جُذَامُ؟ قَوْلُ النَّابِغَةِ: أَتَتْركُ. بَعْدَهُ: كَذَلِكَ يَضْربُ الثَّوْرُ المُعَنَّى ... إِذَا مَا عَافَتِ البَقَرُ الخِيَامُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قولُ الآخَر: أَتَتْ سُلَيْمَانَ يَوْمَ الحَشْرِ قُنْبُرَةٌ ... تُهْدِي إِلَيْهِ جَرَادًا كَانَ فِي فِيْهَا (¬1) ¬
وَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ مُعْلِنَةً ... إِنَّ الهَدَايَا عَلَى أَقْدَارِ مُهْدِيْهَا قِيْلَ مَرَّ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِعُشِّ قُنْبُرَةٍ فَأَمَرَ الرِّيْحَ أنْ تحقب عُشِّهَا وَفِيْهِ فِرَاخُهَا فَجَاءَتْ القُنْبُرَةُ لَمَّا نَزَلَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَرَفْرَفَتْ عَلَى رَأْسِهِ وَأَلْقَتْ جَرَادَةً كَانَتْ فِي فِيْهَا بَيْنَ يَدَيْهِ هَدِيَّةً لَهُ تَسْتَعْطِفَهُ لَمَّا فَعَلَ فَقَالَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: هِيَ مَقْبُوْلَةٌ وَكُلٌّ يُهْدِي عَلَى قَدَرِ وُسْعِهِ. [من الوافر] 373 - أَتَتْرُكُنِي وَأَنْتَ تَرَى مَكَانِي ... وَتَطْلِبُنِي إِذَا حَانَتْ وَفَاتِي [من الوافر] 374 - أَتَتْرُكُنِي وَدَارُكَ عِنْدَ دَارِي ... وَتَطْلِبُنِي بِمِصْرَ عَلَى حِمَارِ وَيُرْوَى: أَتَتْرِكُنِي وَأَنْتَ زَمِيْلُ رَحْلِي. وَمِثْلهُ لآخَرَ: تَرك الزِّيَارَةَ وَهِيَ مُمْكِنَةٌ ... وَأَتَاكَ مِنْ مِصرٍ عَلَى الجمَلِ (¬1) وَمِنْ بابِ (أَتَتْ) قَوْلُ: وَلَمَّا رَأَتْنِي فِي السِّيَاقِ تَعَطَّفَتْ ... عَلَيَّ وَعِنْدِي مِنْ تَعَطُّفِهَا شغْلُ (¬2) أَتَتْ وَحِيَاضُ المَوْتِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا ... وَجَادَتْ بِوَصْلٍ حِيْنَ لَا يَنْفَعُ الوَصْلُ لَبِيْدُ بنُ رَبِيْعَةِ: [من الطويل] 375 - أَتَجْزَعُ مِمَّا أَحْدَثَ الدَّهْرُ بِالفَتَى ... وَأَيُّ كَرِيْمٍ لَمْ تُصِبْهُ القَوَارِعُ؟ بَعْدَهُ: ¬
فَلَا أَنَا يَأْتِيْنِي طَرِيْفٌ بِفَرْحَةٍ ... وَلَا أنا مِمَّا أَحْدَثَ الدَّهْرُ جَازِعُ خَلَفٌ الأَحْمَرُ: [من الطويل] 376 - أَتَجْمَعُ بُخْلًا فَاحِشًا وَتَكَبُّرًا ... وَمَا جَرَّ ذَنْبًا كَالتَّكَبُّرِ وَالبُخْلِ قَوْلُ خَلَفٍ: أَتَجْمَعُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فلو كَانَ عَفَّى البُخْلُ مِنْكَ تَوَاضُعٌ ... أَوْ الكِبْرَ جُوْدٌ كُنْتَ مِنْ ذَاكَ فِي عَدْلِ طَاهِرُ بن الحَسَنِ المَخْزُوْمِيّ: [من الكامل] 377 - أَتُحَاوِلُ الحَظَّ السَّنِيَّ بِقُوَّةٍ ... هَيْهَاتَ أَنْتَ بِبَاطِلٍ مَشْغُوْفُ قَوْلُ أَبِي مُحَمَّدٍ كَانَ الحُسَيْنُ بن يَحْيَى المَخْزُوْمِيّ: أَتُحَاوِلُ الخَطَّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ رَعَتِ العُقَابُ قَوِيَّةً جِيَفَ الفَلَا ... وَرَعَى الذِّئَابُ النَورَ وَهُوَ ضَعِيْفُ ابْنُ نُبَاتَةَ السَّعْدِيّ: [من الطويل] 378 - أَتَحْرِمُنَا يَا رَبِّ بِالعِلْمِ وَالحِجَا ... وَتَرْزُقُ قَوْمًا بِالسَّفَاهَةِ وَالجَهْلِ بَعْدَهُ: فَلاَ تَمْتَحِنَّا بِالحَيَاةِ فَإِنَّنَا ... خُلِقْنَا رِجَالَ الجدِّ فِي زَمَنِ الهَزْلِ يَقُوْلُ مِنْهَا: هُوَ المَاءُ لِلظّمْآنِ وَالنَّارُ لِلقِرَى ... وَحَدُّ الظِّبَى فِي الحَرْبِ وَالغَيْثُ فِي المَحْلِ [من الطويل] 379 - أَتَحْسَبُ أَنَّ البُؤْسَ لِلْمَرْءِ دَائِمٌ ... وَلَوْ دَامَ شَيْءٌ عَدَّهُ النَّاسُ فِي العَجْبِ ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ إبْرَاهِيْمِ بن نَفْطَوَيْهِ: أَتخَالنِي مِنْ وَلَهٍ أَتْعَبْتُ ... قَلْبِي أَرَقُّ عَلَيْكَ مِمَّا تَحْسَبُ (¬1) قَلْبِي وَرُوْحِي فِي يَدَيْكَ وَإِنَّمَا ... أَنْتَ الحَيَاةُ فَأَيْنَ عَنْكَ المَذْهَبُ [من الوافر] 380 - أَتَخْفِي مَا بِوِدِّكَ مِنْ سَقَامٍ ... وَهَلْ يَخْفَى السَّقَامَ عَلَى النِّطَاسِي النِّطَاسِيُّ: كُلُّ مَنْ أَدَقَّ النَّظَرَ فِي الأُمُوْرِ وَاسْتَقْصَى. قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا قَاسَهَا الآسِي النِّطَاسِيُّ أَدْبَرَتْ ... عَثِيَتُهَا وَازْدَادَ وَهْنًا هُزؤُمُهَا (¬2) وَقِيْلَ النِّطَاسِيُّ الجّاسُوْسُ. [من الوافر] 381 - أَتَذْكُرُ إِذْ قَمِيْصُكَ جِلْدُ شَاةٍ ... وَإذْ نَعْلَاكَ مِنْ جِلْدِ البَعِيْرِ فَسُبْحَانَ الَّذِي أَعْطَاكَ هَنَا ... وَعَلَّمَكَ الجُلُوْسَ عَلَى السَّرِيْرِ أُسَامَةُ بنُ مُنقذ: [من الكامل] 382 - أَتُرَاكَ يَعْطِفُكَ العِتَابُ وَقَلَّمَا ... يِثْنِي العِتَابُ عِنَانَ قَلْبٍ شَارِدِ بَعْدَهُ: وَمِنَ العَنَاءِ طِلَابُ وُدٍّ صادِقٍ ... مِنْ مَاذِقٍ وَصَلَاحُ قَلْبٍ فَاسِدِ شُعَيْثُ بنُ كِنَانَة (كِنَانَةَ القَيْسِ بن جِسْرٍ): [من الطويل] 383 - أَتَرْجُو حُبَيٌّ أَنْ تَجِيْءَ صِغَارُهَا ... بِخَيْرٍ وَقَدْ أَعْيَا عَلَيْكَ كِبَارُهَا ¬
[من الطويل] 384 - أَتَرْجُو كُلَيْبٌ أَنْ يَجِيْءَ حَدِيْثُهَا ... بِخَيْرٍ وَقَدْ أَعْيَا كُلَيْبًا قَدِيْمُهَا أحْمَد بن عُثْمَان الخُشْنَامِيُّ (أَبُو مَسْعُوْدٍ): [من الوافر] 385 - أَتَرْجُو مِنْ زَمَانِكَ صَفْوَ عَيْشٍ ... وَقَدْ عَرِيَ الزَّمَانُ مِنَ الصَّفَاءِ بَعْدَهُ: وَتَأمُلُ مِنْ بَنِي الدُّنْيَا وَفَاءً ... وَمَا شَيْءٌ قالا أَعَزُّ مِنَ الوَفَاءِ أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 386 - أَتَرْحَلُ طَوْعَ النَّفْسِ عَمَّنْ تُحِبُّهُ ... وَتَبْكَي كمَا يَبْكِي المُفُارِقُ عَنْ قَهْرِ بَعْدَهُ: أقم لَا تَسْرِ وَالهَمُّ مِنْكَ بِمَعْزَلٍ ... وَدَمْعُكَ بَاقٍ فِي جُفُوْنِكَ لَا يَجْرِي وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لِجَارِيَةٍ مِنْ جَوَارِي مَرْوَانُ بن مُحَمَّدٍ، وَهُوَ الأَصَحُّ. مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزَ السُّوسِيُّ: [من الطويل] 387 - أَتَرْضَى بِأَنْ أَرْضَى بِتَأْخِيْرِ حَاجَتِي ... وَأَنْتَ صَدِيْقِي دُوْنَ كُلِّ صَدِيْقِ هُوَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ السُّوْسِيُّ وَسُوْسُ مَدِيْنَةٌ بِخُوْزِسْتَانِ وَبَعْدَهُ يَقُوْلُ: أَبَى اللَّهُ أَنْ يَرْضى ذَوُو العِلْمِ وَالنُّهَى ... بِوَعْدٍ كَثَوبِ السَّابِرِيِّ رَقِيْقِ مُحَمَّد بن يَزِيْد المُبَرَّدُ: [من الهزج] 388 - أَتَرْضَى لِي بِأَنْ أَرْضَى ... بِتَقْصِيْرِكَ فِي أَمْرِي ¬
بَعْدَهُ: لَعَلَّ اللَّهُ يَصْنَعُ لِي ... مِنْ حَيْثُ لَا أَدْرِي فَأَلْقَاكَ بِلَا شُكْرٍ ... وَتَلْقَانِي بِلَا أَجْرِ [من الطويل] 389 - أَتَرْضَى وَقَتْكَ السُّوْءَ نَفْسِي وَمعْشَرِي ... بِشَتْمِكَ أَعْرَاضِي وَأَنْتَ تَلِي أَمْرِي بَعْدَهُ: وإِنْ كُنْتَ لَمْ تَشْتِمْ فَسَمْعُكَ شَاتِمٌ ... إِذَا أَنْتَ لَمْ تَنْهَ الَّذِي سَبَّ عَنْ ذِكْرِي عَمَلَّسُ بن عَقِيْلٍ: [من الطويل] 390 - أَتَرْفَعُ وَهْيَ الأَبْعَدَيْنَ وَلَمْ يَقُمْ ... لِوَهِيْكَ بَيْنَ الأَقْرَبِيْنَ أَدِيْمُ قَبْلَهُ: ألَا تَذْكِرُ الأَيَّامَ إِذْ أَنْتَ وَاحِدٌ ... وَإِذْ كُلّ ذِي قُرْبَى إِلَيْكَ مَلِيْمُ وَإِذْ لَا يَقِيْكَ النَّاسُ شَيْئًا تَخَافُهُ ... بِأَنْفُسِهمْ إِلَّا الَّذِيْنَ تضِيْمُ أَتَرْفَعُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَإِمَّا إِذَا عَضَّتْ بِكَ الحَرْبُ عَضَّةً ... فَإِنَّكَ مَعْطُوْفٌ عَلِيْمٌ رَحِيْمُ أَي مَرْحُوْمٌ وَأَمَّا إِذَا أَنِسْتَ أَمْنًا وَرِخْوَةً ... فَإِنَّكَ لِلقُرْبَى أَلَدُّ خَصِيْمُ وَمِنْ بَابِ (اتْرك) قَوْلُ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: اتْرِكِ النَّاسَ وَلَا تَشْتِمُهُمْ ... وَإِذَا سَابَبْتَ فَاسْبُبْ ذَا حَسَبِ (¬1) إِنَّ مَنْ سَبَّ لَئِيْمًا كَالَّذِي ... اشْتَرَى الصُّفْرَ بِأَعْيَانِ الذَّهَبِ ¬
لَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَا الشِّعْرَ قَالَ لَيْتَهُ كَانَ أَعْفَى النَّاسِ كُلَّهُمُ. [من الكامل] 391 - أَتَرُوْضُ عرسَكَ بَعْدَمَا هَرِمَتْ ... وِمنَ العَنَاءِ رِيَاضَةُ الهَرِمِ فِي المَثَلِ: جِبَابٌ فَلَا تُعَنَّ آبِرًا. قَالُوا الجِّبَابُ الجِّمَارُ وَالآبِرُ تَلْقِيْحُ النَّحْلِ وَإِصْلَاحِهِ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يُرْجَى صَلَاحُهُ لِقِلَّةِ خَيْرِهِ أي هُوَ جِبَابٌ لَا طَلع فِيْهِ فَلَا تَعَنَّفي إِصْلَاحِهِ. ورد في الهامش: بعدما "عمرت". عَمَرَتْ بِفَتْحِ المِيْمِ وَالعَيْنِ هُوَ طُوْلُ العُمْرِ. وَعَمِرَتْ بِفَتْحِ العَيْنِ وَكَسْرِ المِيْمِ فَمِنِ الدُّوْرِ وَالمَنَازِلِ إِذَا خَرِبَتْ ثُمَّ عَمِرَتْ بَعْدَ خَرَابِهَا. قَالَ الشَّاعِرُ: أَمْسَتْ مَنَازِلُهَا بِالسِّنِّ قَدْ عَمِرَتْ ... بَعْدَ الخَرَابِ وَلَمْ تَعْمِرْ أَقَاصِيْهَا فَأَمَّا عَمُرَتْ بِفَتْحِ العَيْنِ وَضمِّ المِيْمِ فَمِنْ عِمَارَةِ الأَرْضيْنِ وَالبِلَادِ. قَالَ ابْنُ الحَبَابِ: إِلَى جَدَثِ الرِّقَاقِ نَقَلْتُ أَهْلِي ... لأَعْمُرَهَا وَمَا عَمُرَتْ زَمَانَا الرِّقَاقُ: مَكْسُوْرٌ مَا نَضَبَ عَنْهُ المَاءُ مِنْ شُطُوْطِ الأنْهَارِ وَالأَوْدِيَةِ، وَالرُّقَاقُ مَضْمُوْمُ الرَّاءِ الخَبَرُ المُرَقَّقُ. قَالَ جَرِيْرٌ: تُكَلِّفُنِي مَعِيْشَةَ آلِ بَدْرٍ ... وَمَنْ لِي بِالرُّقَاقِ وَبِالصُّنَابِ (¬1) وَقَالَ لاَ تَضمَّ كَضمِّ زَيْدٍ ... وَمَا ضمِّي وَلَيْسَ مِعِي شبَابِي المَعَرِّيُّ: [من الكامل] 392 - أَتَرُوْمُ مِنْ زَمَنٍ وَفَاءً مُرْضِيًا ... إِنَّ الزَّمَانَ كَأَهْلِهِ غَدَّارُ ¬
الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الخفيف] 393 - أَتُرَى أَنَّ لِلْمُنَى أَنْ تُقَاضِي ... حَاجَةً طَالَ مَطْلُهَا فِي الفُؤَادِ بَعْدَهُ: بَيتُ هَمٍّ تَحْتَ المَنَاسِمِ مَطْرُوْحٍ ... وَعَزْمٍ عَلَى ظهُوْرِ الجيَادِ أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيُّ: [من الخفيف] 394 - أَتُرَى أَنَّنِي أَعُدُّكَ كَلْبًا ... أَنْتَ عِنْدِي إِذَا نبحت الثُّريَّا ابْنُ المُعْتَزِّ: [من مجزوء الكامل] 395 - أَتُرِيْدُ أَنْ تَبْقَى وَيَبْقَى ... مَنْ تُحِبُّ فَذَا الخُلُوْدُ قَبْلَهُ: يَا ذَا الَّذِي دَفَنَ الأَحِـ ... ـبَّةِ فَهُوَ مُكْتَئِبٌ عَمِيْدُ أَتُرِيْدُ. البَيْتُ مُحَمَّد بن الحَسَن الدَّقَاق البَغْدَادِيّ: [من الكامل] 396 - أَتُرَى لِوَعْدِكَ آخِرٌ مُتَرَقِّبٌ ... أَمْ هَلْ يَمُدُّ بِنَا إِلَى المِيْعَادِ؟ بَعْدَهُ: فَاليَأْسُ إِحْدَى الرَّاحَتَيْنِ لآمِلٍ ... قَدْ ضَمَّ رَاحَتَهُ عَلَى مِيْعَادِ هُوَ أَبُو مُحَمَّد، مُحَمَّد بن الحَسَنْ هِلَال بن عَلِيّ الدقّاق البَغْدَادِيّ. [من الطويل] 397 - أَتَسْتُر عَنِّي وَجْهَ حَقٍّ بِبَاطِلٍ ... وَتُوْهِمُنِي مَاءً بِلَمْعِ سَرَابِ؟ ¬
المُتَنَبِّي يُخَاطِبُ الدُّمُسْتُقَ: [من الطويل] 398 - أَتُسْلِمُ لِلْخَطِيَّةِ ابْنَكَ هَارِبًا ... وَيَسْكُنُ فِي الدُّنْيَا إِلَيْكَ خَلِيْلُ؟ جَارِيَةٌ: [من الكامل] 399 - أَتَشُكُّ فِي أَنَّ النَّبِيَ مُحَمَّدًا ... خَيْرُ البَرِيَّةِ وَهُوَ آخِرُ مُرْسَلِ؟ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 400 - أَتَصْبِرُ لِلْبَلْوَى عَزَاءً وَحِسْبَةً ... فَتُؤجَر أَمْ تَسْلُو سُلُوَّ البَهَائِمِ قَبْلَهُ: وَقَالَ عَلِيُّ فِي التَّعَازِي لأَكْثَم ... وَخَافَ عَلَيْهِ بَعْضَ تِلْكَ المَآثِمِ بَعْدَهُ أَتَصْبِرُ لِلْبَلْوَى. البَيْتُ وَقَالَ آخَرُ فِي المَعْنَى: تَعَزَّ بِحُسْنِ الصبْرِ عَنْ كُلِّ هَالِكٍ ... فَفِي الصَّبْرِ مَسْلَاةُ الهُمُوْمِ اللَّوَازِمِ إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسْلَ اصْطِبَارًا وَحِسْبَةً ... سَلَوْتَ عَلَى الأَيَّامِ سَلْوَ البَهَائِمِ قَيْسُ بنُ ذَرِيْحٍ: [من الطويل] 401 - أَتَصْبِرُ لِلَبَيْنِ المُشِتِّ مَعَ الجوَى ... أَمْ أَنْتَ امْرُؤُ نَائي الحيَاءِ فَجَازِعُ الفَضْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: [من الطويل] 402 - أَتَطْلُب إِكْرَامِي وَأَنْتَ تُهِيْنُنِي ... لَقَدْ بَعُدَتْ جِدًّا عَلَيْكَ المَطَالِبُ بَعْدَهُ: ¬
وَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْجُو الأبَاعِدُ نَفْعَهُ ... إِذَا لَمْ تَفُزْ بِالنَّفْعِ مِنْهُ الأَقَارِبُ هُوَ الفَضْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن العَبَّاسِ بن رَبِيْعَةَ بن الحَارَثِ بن العَبَّاسِ. وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ: أَتَطْلبُ جِيْفَةً لِتَنَالَ مِنْهَا ... وَتُنْكِرُ أنْ تُهَارِشَكَ الكِلَابُ (¬1) أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الوافر] 403 - أَتَطْلبُ صَاحِبًا لَا عَيْبَ فِيْهِ ... وَأَيُّ النَّاسِ لَيْسَ لَهُ عُيُوبُ أنْشَدَ الشَّمْشَاطِيُّ: [من الوافر] 404 - أَتَطْمَعُ أَنْ تَسُوْدَ وَلَا تَعَنَّى ... وَكِيْفَ يَسُوْدُ ذُو الدَّعَةِ البَخِيْلُ بَعْدَهُ: وَإِنَّ سِيَادَةَ الأَقْوَامِ فَاعْلَمْ ... لَهَا صُعَدَاءُ مَهْبطَهَا ثَقِيْلُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 405 - أَتَطْمَعُ أَنْ تُعَدَّ كَرِيْمَ قَوْمٍ ... وَبَابُكَ لَا يُطِيْفُ بِهِ كرِيْمُ بَعْدَهُ: يُخَاطِبُ أَبَا الوَليْد مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أَبِي دَاوُدٍ يَهْجُوْهُ: كَمَنْ جَعَلَ الحَضِيْضَ لَهُ وِسَادًا ... وَيَجْعَلُ أَنَّ أخْوَتَهُ النُّجُوْمُ فَمَا أَنْتَ اللَّئِيْمُ بِهِ وَلَكِنْ ... زَمَانٌ سُدْتَ فِيْهِ هُوَ اللَّئِيْمُ قَرِيْبٌ مِنْ هَذَا قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيّ: يهشُّ لِلشُّكْرِ وَلِلْحَمْدِ ... وَكْفُّهُ مِنْ حَجَرٍ صَلْدِ ¬
يُرِيْدُ أنْ أَشْكُرَهُ بَاطِلًا ... وَاعَجَبَا بَيْعٌ بِلَا نَقْدِ هَاتِ إِذًا وَعْدًا وَلَوْ كَاذِبًا ... كَيْمَا يَكُوْنُ الشُّكْرُ لِلْوَعْدِ [من الوافر] 406 - أَتَطْمَعُ أَنْ يُطِيْعَكَ قَلْبُ سُعْدَى ... وَتَزْعمُ أَنَّ قَلْبَكَ قَدْ عَصَاكَا خَالِدُ الكَاتِبُ: [من الكامل] 407 - أَتَظُنُّ أَنِّي فِيْكَ مُقْتَسَمُ الهَوَى ... هَيْهَاتَ قَدْ جَمَعَ الهَوَى لَكَ جَامِعُ قَبْلَهُ: سَهَرُ العُيُونِ لِغَيْرِ وَجْهِكَ بَاطِلٌ ... وَبُكَاؤُهُنَّ لِغَيْرِ هَجْرِكَ ضَائِعُ بَصَرِي وَسَمْعِي طَائِعَاكَ وإِنَّمَا ... مُبْصِرٌ بِكَ فِي الحَيَاةِ وَسَامِعُ الوَزِيْرُ المَغْرِبِيُّ: [من الخفيف] 408 - أَتَعَاطَى نَزْحَ الرَّكَايا وَقَدْ ... قَصَّرَ عَنْ أَنْ يَنَالَ مَاءً رَشَاءُ هَذَا البَيْتُ فِي الرِّسَالَةِ الَّتِي كَتَبَهَا الوَزِيْرُ المَغْرِبِيّ إِلَى المَعَرِّيّ هُوَ أوَّلُ وَبَعْدَهُ: وَلَعَهْدِي بِفِكْرَتِي وَهِيَ تَنْـ ... ـجَابُ لَهَا عَنْ صاحِبِهَا الظّلْمَاءُ غَيْرَ أنِّي وَإِنْ تَعَاوَرَنِي الهَـ ... ـمُّ وَشَاءَ الزَّمَانُ مَا لَا أَشَاءُ وَرَمَانِي مُسْتَيْقِنًا أَنَّ قَلْبًا ... بَيْنَ جَنْبَيَّ صَخْرَةٌ صمَّاءُ لَا أُبَالِي بِاللَّيْلِ طَالَ أَمِ اليَوْمَ ... كِلَى الرُّتْبَتَيْنِ عِنْدِي سَوَاءُ وَالمُغَادِي هُوَ المُرَاوِحُ مِنْ هَمِّـ ... ـي فَهُنَا الصَّبِاحُ ذَاكَ المَسَاءُ وَإِذَا العَيْنُ لَمْ تُعَايِنْ سِوَى ... السُّوْءِ فَسِيَّانِ ظلْمَةٌ وَضِيَاءُ وَابْنِي الهَمُّ لَا ابْنهُ أَنَا ... إِذْ كُلُّ ابْنُ هَمٍّ بَلِيَّةٌ عَمْيَاءُ ¬
جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من الكامل] 409 - أَتْعَبْتَ نَفسَكَ فَاسْتَرَحْتَ بِحَمْدِهَا ... لَا يَسْتَرِيْحُ المَرْءُ حَتَّى يَتْعَبَا البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 410 - أَتَعُدُّ ذَنبًا أَنْ أُحِبَّهُمُ ... بَلْ حُبُّهُمُ كَفَارَةُ الذَّنْبِ قَالَ إِسْحَاق بن إبْرَاهِيْم لِكُثَيِّرِ لم وَدَاعَةَ وَهُوَ بَعْضُ أَهْلِهِ مَا لَكَ عَيْبٌ إِلَّا أَنَّكَ لَا تُشَايِجُ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى لَعْنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: إِنَّ أَمْرًا أَضْحَتْ مَعَاتِبهُ ... حُبُّ النَّبِيِّ لِغَيرِ ذِي ذَنْبِ (¬1) وَبَنِي أَبِي حَسَنٍ وَوَالِدهُمْ ... مَنْ طَابَ فِي الأرْحَامِ وَالصُّلْبِ أتَعُدُّ ذَنْبًا أَنْ أُحِبّهُمُ. البَيْتُ وَهُوَ تَضمِيْنٌ هَاهُنَا. عُمَارَةُ بنُ عَقِيْلٍ: [من الطويل] 411 - أَتَعْذِلُنِي فِي أَنْ أَبِيْعَكَ مِثْلَمَا ... بِهِ بِعْتَنِي وَالبَادِئُ البَيْعَ أَظْلَمُ بَشَّارٌ: [من الطويل] 412 - أَتَعْطَشُ آمَالِي وَوَادِيْكَ فَائِضٌ ... وَيُجْدِبُ أَمْثَالِي وَرَبْعُكَ أَخْضَرُ عَبْد الرَّحْمَنِ بن الحَكَم: [من الوافر] 413 - أَتَغْضَبُ أَنْ يُقَالَ أَبُوْكَ عَفٌّ ... وَتَرْضَى أَنْ يُقَالَ أَبُوْكَ زَانِ أَبُو القَاسَمَ المَتْرُوْكِيُّ: [من الطويل] 414 - أَتَفْرَحُ بِالأَيَّامِ تَمْضِي وَتَنْقَضِي ... وَعُمْرُكَ فِيْهَا لَا مَحَالَةَ يَذْهَبُ ¬
بَعْدُه: عَجِبْتُ لِمحْتَارِ الغِنَى وَهُوَ فقرهُ ... وَعَامِرِ دَارٍ وَهُوَ فِي الدَّارِ يَخْرَبُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ زُهَيْرُ المِصْرِيّ وَقَدْ سَمِعَ إنْسَانًا يَقْدَحُ فِي رَجُلٍ صَالِحٍ مِنَ الصُّوْفِيَّةِ: أَتَقْدَحُ فِيْمَنْ شَرَّفَ اللَّهُ قَدْرَهُ ... وَمَا زَالَ مَخْصُوْصًا بِهِ أَطْيَبُ الثَّنَا (¬1) لَعَمْرُكَ مَا أَحْسَنْتَ فِيْمَا فَعَلتهُ ... وَلَيْسَ قَبِيْحُ القَوْلِ فِي النَّاسِ هَيِّنَا فَيَا قَائِلًا قَوْلًا يَسُوْءُ سِمَاعُهُ ... بِحَقِّكَ نَزِّهْنَا عَنِ الفُحْشِ وَالخَنَا نَطَقْتَ فَلَمْ تُحْسِنْ وَلَمْ تَلْفَ سَاكِتًا ... لَقَدْ فَاتَكَ الأَمْرُ الَّذِي كَانَ أَحْسَنَا دَعِ القَوْمَ إِنَّ القَوْمَ عَنْكَ بِمعْزَلٍ ... وَأَنَّكِ مِنْ هَذَا الحَدِيْثِ لَفِي غِنَا رِجَالٌ لَهُمْ سِرٌّ مَعَ اللَّهِ خَالِصٌ ... وَمَا أَنْتَ مِنْ ذَاكَ القَبِيْلِ وَلَا أَنَا قَالَ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ (¬2): مَنْ سَرَّهُ الغِنَى بِلا مَالٍ، وَالعِزُّ بِلَا سُلْطَانٍ، وَالكِثْرَةُ بِلَا عَشِيْرَة، فَلْيخْرُجُ مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إِلَى عِزِ طَاعَتِهِ فَإِنَّهُ وَاحِدُ. ذَلِكَ كُلَّهُ. وَمِنْ بَابِ (أت ق) قَوْلُ آخَر (¬3): أَتَقْضي حَاجَتِي فَأحُطَّ رَحْلِي ... وَإلَّا فَالسَّرَاحُ مِنَ النَّجَاحِ وَيَقْرَبُ مِنْهُ قَوْلُ الآخَر: أَرِحْنِي وَاسْتَرِحْ وَلِكُلِّ أَمْرٍ ... إِذَا قُضِيَتْ عَزِيْمَتَهُ رَوَاجُ أَبُو الدُّرِّ الرُّوْمِيُّ: [من الخفيف] ¬
415 - أَتَقَلَّى مِنَ القِلَى وَلَعَمْرِي ... أَيُّ صَبٍّ مِنَ القِلَى مَا تَقَلَّى (¬1) المُتَنَبِّيّ: [من الطويل] 416 - أَتَلْتَمِسُ الأَعْدَاءُ بَعْدَ الَّذِي رَأَتْ ... قِيَامَ دَلِيْلٍ أَوْ وُضُوحَ بَيَانِ تَمِيْمُ بنُ مَعَدٍّ المِصْرِىِّ: [من الطويل] 417 - أَتُلْزِمُنِي ذُنُوْبَكَ حِيْنَ تَجْفُو ... صَدَقْتَ أَنَا المُسِيءُ فَلَا أَعُوْدُ بَعْدهُ: وَمَا أَذْنَبْتُ ذَنْبًا غَيَر أَنِّي ... أُجَانِبُ مَا أُرِيْدُ لِمَا تُرِيْدُ ألَا يَا لَيْتَ عَيْنكَ فِي فُؤَادِي ... لِتَنْظرَ مَا بِهِ صَنَعَ الصُّدُوْدُ [من الوافر] 418 - أَتَمَّ اللَّهُ نِعْمَتُهُ عَلَيْكُمْ ... فَإنَّ تَمَامهَا نِعَمٌ عَلَيْنَا [من الوافر] 419 - أَتَمْنَعُهُ وَأَمْرُكَ فِيْهِ رُحْبٌ ... وَتُعْطِيْهِ وَقَدْ ضَاقَ الخِنَاقُ البَدِيْهِيُّ: [من الخفيف] 420 - أَتَمَنَّى عَلَى الزَّمَانِ مُحَالًا ... أَنْ تَرَى مُقْلَتَايَ طَلْعَةَ حُرِّ قَبْلهُ: مَرَّ مَنْ كُنْتُ أَصْطَفِيْهِ وَلِلدَّهِرِ ... صرُوْفٌ تَشُوْبُ حُلْوَا بِمُرَّ أَتَمَنَّى عَلَى الزَّمَانِ. البَيْتُ. ¬
[من الخفيف] 421 - أَتَنَاسَيْتَ أَمْ نَسِيْتَ إِخَائِي ... وَالتَّنَاسِي شَرٌّ مِنَ النِّسْيَانِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي سَعْدِ بن بُوْقَةَ (¬1): أَتَنْبِزُنِي بِالشِّعْرِ وَالشِّعْرُ مَكْسَبٌ ... لِمَنْ رَاحَ مِنْ ثَوْبِ المُرُوْءَةِ عَارِيَا وَلَمْ أَلْتَمِسْ بِالشِّعْرِ حَظًّا وَلَمْ أَكُنْ ... لِغَيْرِكَ مَدَّاحًا وَلَا كُنْتُ هَاجِيَا وَلَا طَالِبًا إِلَّا بِطَرِّ صنَاعَةٍ ... إِلَيْهَا عِفَّتِي وَحَيَائِيَا فَمِنْ أَيْنَ تَغْزُونِي إِلَى الشِّعْرِ دَائِبًا ... كَانَ لَمْ يَفُهْ بِالشِّعْرِ خَلْقٌ سَوَاسِيَا [من البسيط] 422 - أَتَنْتَهُوْنَ وَلَنْ يَنْهَى ذَوِي شَطَطٍ ... كَالطَّعْنِ يَذْهَبُ فِيْهِ الزَّيْتُ وَالفُتُلُ مُحَمَّد بن دِرْيَاسٍ الآمدِيّ: [من الطويل] 423 - أَتَنْكِرُ أسمَالِي وَفِي طَيِّهَا فَتًى ... لَهُ هِمَّةٌ فَوْقَ السَّمَاكيْنِ وَالنَّسْرِ بَعْدهُ: فَإِنْ تَكنِ الأَيَّامُ أَلْقَتْ جِرَانَهَا ... عَلَيَّ فَمَا الإِحْرَاقُ عَارٌ عَلَى التِّبْرِ وَقَرِيْبٌ مِنْهُ لأَبِي البَدْرِ المُظَفَّرِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَعرُوْفٍ القَصرِيُّ الدَّهْجَدَانِيُّ مَنْسُوْبٌ إلى قَصرِ كَنْكُوْرَ: لَا عَارَ إِنْ أَعْرَى وَغَيْرِي ... فِي ثِيَابِ الوَشَى رَافِلُ (¬1) إِنَّ الحَمَائِمَ ذَاتُ أَطْوَاقٍ ... وَجِيْدُ البَازِ عَاطِلْ وَقَرِيْبٌ مِنْهُ لِفارِسِ المَجْنُون البَغْدَادِيّ المَعْرُوْف بِطَلِّقٌ: ¬
لَا يغرَّنْكَ لِبَاسُ لَيْسَ ... فِي الأثوَابِ نَاسُ (¬1) هُمْ وَإِنْ نَالُوا الثُرَيَّا ... بُخَلاءٌ وَخِسَاسُ كَنم فَتًى يُدْعَى رَئِيْسًا ... وَهُوَ فِي الخِسَّةِ رَاسُ وَيَدٍ تصْلحُ لِلْقَطْعِ ... تُفَدَّى وَتُبَاسُ البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 424 - أَتُوْبُ إليْكَ مِنْ ثِقَةٍ بِخِل ... طَرِيْفٍ فِي المَوَدَّةِ أَوْ تَلِيْدِ الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الوافر] 425 - أَتُوْب إِليْك يَا رَحَمْانُ مِمَّا ... جَنَيْتُ فَقَدْ تَكَاثَرَتِ الذُّنُوْبُ قَبْلَهُ: ذَكَرْتُكِ وَالحِجِيْجُ لَهُمْ ضَجِيْجٌ ... بِمَكَّةَ وَالقُلُوْبُ لَهَا وَجِيْبُ فَقُلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلَدٍ حَرَامٍ ... بِهِ للَّهِ أُخْلِصَتِ القُلُوْبُ إِلَيْكَ أَتُوْبُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأَمَّا مِنْ هَوَى لَيْلَى وَتَرْكِي ... زِيَارَتِهَا فَإنِّي لَا أَتُوْبُ وَمِنْ بَابِ (أَتُوْبُ): أَتُوْبُ إِلَى الَّذِي أَضْحَى وَأَمْسَى ... وَقَلْبي تَتَّقِيْهِ وَتَرْتَجِيْهِ (¬1) تَشَاغَلَ كُلّ مَخْلُوْقٍ بِشَيْءٍ ... وَقَلْبَي فِي مَحَبَّتِهِ وَفِيْهِ فِي حَدِيْثِ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَابَ العَبْدُ مِنْ ذُنُوْبِهِ أَنْسَى اللَّهُ الحَفَظَةَ ذُنُوْبَهُ وَأَنْسَى ذَلِكَ جَوَارِحَهُ وَمَعَالِمَهُ مِنَ الأَرْضِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ شَاهِدٌ مِنَ اللَّهِ بِذَنْبٍ. ¬
أنْشَدَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ المَغْرِبِيّ: يَا مَنْ يَعُدُّ الوِصَالَ ذَنْبًا ... كِيْفَ اعْتِذَارِي وَلَا ذُنُوْبُ (¬1) إِنْ كَانَ ذَنْبِي إِلَيْكَ حُبِّي ... فَإِنَّنِي مِنْهُ لَا أَتُوْبُ [من الوافر] 426 - أَتُوْبُ مِنَ الإِسَاءَةِ إِنْ أَلَمَّتْ ... وَأَعْرِفُ مَنْ يُسِيْءُ وَلَا يَتُوْبُ فَإِنْ لَمْ تُحْسَبِ الحَسَنَاتِ مِنَّا ... لِصَاحِبِهَا فَلَمْ تُحْصَ الذُّنُوْبُ النابغة الذبياني: [من الطويل] 427 - أَتُوْعِدُ عَبْدًا لَمْ يَخُنْكَ أَمَانَةً ... وَتَتْرُكُ عَبْدًا ظَالِمًا وَهُوَ ضَالِعُ بَعْدهُ: حَمَلْتَ عَليَّ ذَنْبَهُ وَتَرَكْتَهُ ... كذِي العُرِّ يُكْوَى غَيْرُهُ وَهُوَ رَاتِعُ أَبُو فِرَاسٍ بن حَمْدَان: [من الطويل] 428 - أَتُوْعِدُنَا بِالحَرْبِ حَتَّى كَأَنَّنَا ... وَإِيَّاكَ لَمْ تُغْصَبْ بِهَا قَبْلَهَا غَصْبَا بَعْدهُ: لَقَدْ جَمَعَتْنَا الحَرْبُ مِنْ قَبْلِ هَذِهِ ... فَكُنَّا بِهَا أُسُدًا وَكُنْتَ بِهَا كَلْبَا فَوَيْلكَ مَنْ لِلْحَرْبِ إِنْ لَمْ نَكُنْ لِهَا ... وَمَنْ ذَا الَّذِي يُضْحِي وَيُمْسِي لَهَا تِرْبَا وَمَن ذَا يِلِفُّ الجَّيْشَ مِنْ جَنَبَاتِهِ ... وَمَنْ ذَا يَقُومُ القَلْبَ أو يَصْدِمُ القَلْبَا تُفَاخِرُنَا بِالضَّرْبِ وَالطَّعْنِ وَالوَغَا ... لَقَدْ أَوْسَعَتْكَ النَّفْسُ يَا بنَ أسْمَيْتهَا كَذبَا رَعَى اللَّهُ أوْفَانَا إِذَا قَالَ ذِمَّةً ... وَأَنْفَذَنَا طَعْنًا وَأَثْبَتَنَا ضَرْبَا ¬
جَمِيْلٌ: [من الطويل] 429 - أَتَوْنِي فَقَالُوا يَا جَمِيْلُ تَبَدَّلَتْ ... بُثَيْنَةُ أبْدَالًا فَقُلْتُ لَعَلَّهَا البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 430 - أَتَهْدِمُ جُرْفَيْهَا وَطَوْدُكَ طَوْدُهَا ... وَتَنْحتُ فَرْعَيْهَا وَعُوْدُكَ عُوْدُهَا بِشْر بنُ المُعْتَمِرِ: [من مجزوء الكامل] 431 - أَتَيْأَسُ أَنْ تَرَى فَرَجًا ... فَأَيْنَ اللَّهُ وَالقَدَرُ؟ بَعْدهُ: هِيَ الأيَّامُ والغِيَرُ ... وَأَمْرُ اللَّهِ مُنْتَظَرُ بَعْدهُ: أتيأس. المُتَنَبِّي: [من البسيط] 432 - أَتَى الزَّمَانَ بَنُوْهُ فِي شَبِيْبَتِهِ ... فَسَرَّهُمْ وَأَتَيْنَاهُ عَلَى الهَرَمِ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَنِ اقْتَضَى بِسوَى الهِنْدِيّ حَاجَتهُ ... أَجَابَ كُلّ سُؤَالٍ عَنْ هَلْ بِلَمِ ولَمْ تَزَلْ قِلَّةُ الإِنْصَافِ قَاطِعَةً ... بَيْنَ الرِّجَالِ وَلَو كَانُوا ذَوِي رَحِمِ هَوِّنْ عَلَى بَصَرٍ مَا شَقَّ مَنْظَرُهُ ... فَإِنَّمَا يِقظاتِ العَيْنِ كَالحُلُمِ لَا تَشكون إلى خلْقٍ فَتَشْتِمهُ ... شَكْوَى الجَّرِيْحِ إلى العقْبَانِ وَالرّخمِ وَكُنْ عَلَى حَذَرٍ لِلنَّاسِ تَسْترُهُ ... وَلَا يَعُرَّنْكَ مِنْهُمْ ثَغْرُ مُبْتَسِمِ وَقْتٌ يَضِيْعُ وَعمرٌ ليتَ مدَّتهُ ... فِي غير أمَّتِهِ مِنْ سَالِفِ الأُمَمِ ¬
أَتَى الزَّمَانَ بَنُوْهُ. البَيْتُ أوَّلُ الأَبْيَات: حَتَّامَ نَحْنُ نُسَاري النَّجْمَ فِي الظُّلمِ ... وَمَا سُرَاهُ عَلَى خُفٍّ وَلَا قَدَمِ تُسَوِّدُ الشَّمْسُ مِنَّا بِيْض أوْجُهنَا ... وَلَا تُسَوِّدُ بِيَضَ العُذْرِ وَاللِّمَمِ لَا أَبْغِضُ العَيْشَ لَكِنِّي وقيتُ بِهَا ... قَلْبِي مِنَ الحزْنِ أَو جِسْمِي مِنَ السَّقَمِ مَلْمُوْمَةً بِسِيَاطِ القَوْمِ يَصْرِفُهَا ... عَنْ مَنْبَتِ العِشْبِ نَبْغِي مَنْبَتَ الكَرَمِ وَأيْنَ مَنْبَتهُ مِنْ بَعْدِ مَنْبَتِهِ ... أَبَى شُجَاع قرِيْعِ العُرْبِ وَالعَجَمِ لَا فَاتِكٌ آخَرٌ فِي مِصْرَ نَقْصدُهُ ... وَلَا لَهُ خَلَفٌ فِي النَّاسِ كُلِّهم عَدِمْتُهُ وَكَأَنِّي سِرْتُ أَطْلبُهُ ... فَمَا ترِيْدُنِي الدُّنْيَا عَلَى العَدَمِ حتى رَجِعْتُ وَأَقْلَامِي قَوَائِلُ لِي ... المَجْدُ للسَّيْفِ لَيْسَ المَجْدُ لِلقَلَمِ اكتُب بِنَا أبَدًا بَعْدَ الكِتَابِ بِهِ ... فَإِنَّمَا نَحْنُ لِلأَسْيَافِ كَالخَدمِ وَمَنْ اقْتَضَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَوَهَّمَ القَوْمُ إِنَّ العَجْزِ قَرَّبَنَا ... وَفِي التَّقَرُّبِ مَا يَدْعُو إِلَى التُّهَمِ وَلَمْ تَزَل قِلّةُ الإِنْصَاف قَاطِعَةً. الأَبْيَات قَالَهَا أَبُو الطَّيِّبِ يَرْثِي أَبَا شُجَاعُ فَاتِكَ المَجْنُون. النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ [من الطويل] 433 - أَتَى أْهْلَهُ مِنْهُ حَبَاءٌ وَنِعْمَةٌ ... وَرُبَّ امْرِئٍ يَسْعَى لآخرَ قَاعِدِ [من الطويل] 434 - أَتَيْتُ بِعُذْرٍ يَقْتَضِي العَفْوَ فَاقْبِلِي ... وَلَا تَجْعَلِي التَّوْبِيْخَ لِلْهَجْرِ سُلَّمَا [من السريع] 435 - أَتَيْتَ شَخْصًا قَدْ خَلَا كِيْسُهُ ... وَلَوْ حَوَى شَيْئًا لأَعْطَاكَا ¬
أَبُو نُوَاسِ فِي عَاهِرٍ: [من الوافر] 436 - أَتَيْتُ فُؤَادَهَا أشْكُو إِلَيْهِ ... فَلَمْ أَخْلُصْ إِلَيْهِ مِنَ الزِّحَامِ قَبْلَهُ: أيَا مَنْ لَيْسَ يَكْفِيْهَا خَلِيْلٌ ... وَلَا أَلْفِي مُحِبٍّ كُلَّ عَامِ أَرَاكَ بَقِيَّةً مِنْ قَوْمِ مُوْسَى ... فَهُمْ لَا يَصْبِرُوْنَ عَلَى طَعَامِ أَتَيْتَ فُؤَادَهَا. البَيْتُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابن المُبَارَكِ: أَتَيْتُ القُبُوْرَ فَنَادَيْتُهَا ... أَيْنَ المُطَعَّمُ وَالمُحْتَقَرْ (¬1) وَأَيْنَ المدلُّ بِسُلْطَانِه ... وَأَيْنَ المُطَاعُ إِذَا مَا أَمَرْ وَأَيْنَ المُلَبِّي إِذَا مَا دَعَاهُ ... وَأَيْنَ القَوِيُّ إِذَا مَا قَدَرْ تَفَانُوا جِمْيِعًا فَمَا مُخْبِرٌ ... وَمَاتُوا جَمِيْعًا وَمَاتَ الخَبَرْ وَمِنْ بَابِ (أَتَيْتَكَ): أَتَيْتَكَ أَشْكُو صُرُوْفَ الزَّمَا ... نِ وَأَنْتَ قَدِيْرٌ عَلَى صَرْفِهَا وَهَا أَنَا فِي غُمَّةٍ مَا أَرَى ... سِوَاكَ يُعِيْنُ عَلَى كَشْفِهَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن أَبِي عُيَيْنَة: [من الوافر] 437 - أَتَيْتُكَ زَائِرًا لِقَضَاءِ حَقٍّ ... فَحَالَ السِّتْرُ دُوْنَكَ وَالحِجَابُ بَعْدهُ: وَعِندَكَ مَعشرُ فِيْهُمْ أَخٌ لِي ... كَأَنَّ إخَاءَهُ الآلُ السَّرَابُ وَلَسْتُ بِسَاقِطٍ فِي قَدْرِ قَوْمٍ ... إِذَا كَرِهُوا كَمَا وَقَعَ الذُّبَابُ ¬
وَرَائِي مَذْهَبٌ عَنْ كُلِّ نَابٍ ... بِجَانِبِهِ إِذَا عَزَّ الذِّهَابُ إبْرَاهِيْمُ الصُّوْلِيُّ: [من الطويل] 438 - أَتَيْتُكَ شَتَّى الرَّأْي لَابِسَ حَيْرَةٍ ... فَسَدَّدْتَنِي حَتَّى رَأَيْتُ العَوَاقِبَا بَعْدهُ: عَلَى حِيْنَ ألْقَى الرَّأْيُ دُوْنِي حِجَابَهُ ... فَجبْتُ الخُطُوْبَ وَاعْتَسَفْتُ المنَا قَالَ الحُسَيْنُ عَلِيّ اليَاقْطَانِيّ: شَكَوْتُ إلى أَبِي الصَّقْرِ قَبْلَ وِزَارَتهُ طرفًا مِنْ أَمْرِي فَعَرَّفَنِي الصَّوَابَ فِيْهِ، فَقُلْتُ: أيَّدَكَ اللَّهُ أَنْتَ كَمَا قَالَ الصُّوْليّ، وَأَنِشَدْتَهُ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ: فَقَالَ: لَا تَبْرَحُ وَاللَّهِ أو تَكْتُبَ البَيْتَيْنِ فَكَتَبْتهُمَا لَهُ يديه بِخَطِّى. أَحْمَد بن أَبِي طَاهِرٍ: [من الطويل] 439 - أَتَيْتُكَ لَمْ أَطْمَعْ إِلَى غَيْرِ مَطْمَعٍ ... كَرِيْمٍ وَلَمْ أَفْزَعْ إِلَى غَيْرِ مَفْزَعِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 440 - أَتَيْكَ لَمْ أَفْزَعْ إِلَى غَيْرِ مَفْزَعٍ ... وَلَمْ أَنْشُدِ الحَاجَاتِ مِنْ غَيْرِ مُنْشَدِ بَعْدهُ: وَمَنْ يرْجُ مَعْرُوْفَ البَعِيْدِ فَإِنَّمَا ... يَدِي عوَّلَتْ فِي النَّائِبَاتِ عَلَى يَدِي مَتَّ إلى المَمْدُوْحِ بِالقَرَابَةِ لأَنَّهُ طَائِيٌّ. وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيّ (¬1): أَتَيْتُكَ مَادِحًا فَهَجَوْتَ شِعْرِي ... وَكَانَتْ سَقْطَةً مِنِّي وَغَلْطَه ¬
لَقَدْ ذَكَّرْتَنِي مَثَلًا سَخِيْفًا ... جَزَاءُ مُقَبِّلُ الأسْتَاهِ ضَرْطَه وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُ عُمَرُ بن سَعِيْدٍ فِي جَرَادَةَ الكَاتِب، وَتُرْوَى لِمُحَمَّدِ بن عَمْرٍو وَتُرْوَى لأَحْمَد بن يُوْسُفَ (¬1): أَتَيْتُكَ مُشْتَاقًا إِلَيْكَ مُسَلِّمًا ... وَإِنِّي خَبِيْرٌ بِاحْتِجَابِكَ عَالِمُ فَخَبَّرَنِي البَوَّابُ إِنَّكَ نَائِمٌ ... وَأَنْتَ إِذَا اسْتَيْقَظْتَ أَيْضًا فَنَائِمُ [من البسيط] 441 - أَتَيْتُكُم وَجَلَابِيْبُ الصِّبَا قُشُبٌ ... فَكِيْفَ أرْحَلُ عَنْكُمْ وَهِيَ أَسْمَالُ؟ لِي حِرْمَةُ الجَّارِ وَالضَّيْفِ المُلِمِّ وَمَنْ أَتَاكُمْ وَكُهُوْلُ الحَيِّ أَطْفَالُ وَفِي شَفْعَتِهَا: تَاللَّهِ لَوْلَا قُيُوْدٌ فِي قَوَائِمِنَا ... مِنَ الجمِيْلِ وَفِي الأَعْنَاقِ أَغْلَالُ لَكَانَ لِي فِي بِلَادِ اللَّهِ مُتَّسَعٌ ... وَفِي الملُوْكِ لِبَانَاتٌ وَأَشْغَالُ أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 442 - أَتَيْتُكَ لَا أُدْلِي بِقُرْبَى وَلَا يَدٍ ... إِلَيْكَ سِوَى أنِّي بِجُوْدِكَ وَاثِقُ قَالَ فَوَصَلَهُ وَأَكْرَمَهِ. وَفَدَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى مُسْلِمِ بن قُتَيْبَةَ وَهُوَ بَخُرَاسَانَ فَقَالَ: أَتَيْتَكَ لَا أَدْلِي بِقُرْبِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإنَّ تُوَلِّنِي عُرْفًا فَأَكُنْ لَكَ شَاكِرًا ... وَإِنْ تَكُ ذَا عُذْرٍ أَقُلْ أَنْتَ صَادِقُ فَلَا تَجْعَلِ الحرْمَانَ ذَنْبًا أَبَيْتَهُ ... إِلَيَّ وَإِنْ عَاقَتْ نَدَاكَ العَوَائِقُ سَهْلُ بنُ هَارُوْن: [من المنسرح] ¬
443 - أَتَيْتُ مَا أَسْتَحِقُ مِنْ خَطَأٍ ... فَجُدْ بِمَا تَسْتَحِقُّ مِنْ حَسَنِ دِعْبِلُ: [من المنسرح] 444 - أَتَيْتُ مُسْتَشْفَعًا بلا سَبَبٍ ... إِلَيْكَ إِلَّا بِحُرْمَةِ الأَدَبِ قِيْلَ وَفَدَ دِعْبَلُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ الخُزَاعِيُّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بنِ طاهر فلما وَصَلَ إِلَيْهِ قَامَ بِلِقَائِهِ ثُمَّ أَنْشَأ يَقُوْلُ: أَتَيْتُ مُسْتَشْفِعًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَاقْضِ ذَمَامِي فَإِنَّنِي رَجُلٌ ... غَيْرُ مُلِحٍّ عَلَيْكَ فِي الطَّلَبِ قَالَ فَنَهَضَ عَبْدُ اللَّهِ فَدَخَلَ وَوَجَّهَ إِلَيْهِ بِرُقْعَةٍ مَعَهَا سُتُّوْنَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وفيها مَكْتُوْبٌ (¬1): أَعْجَلْتَنَا فَأَتَاكَ أوَّلُ برّنَا ... فَلَا لَو أخَّرْتَنَا لَمْ يُقْلَلِ فَخُذِ القَلِيْلَ وَكنْ كَأَنَّكَ لَمْ تَقُل ... وَنَكُوْنُ نَحْنُ كَأنَّنَا لَمْ نُسْأَلِ وقد رَوَى الرَّاغِبُ فِي (مُحَاضَرَاتِهِ) أَنَّ هَذَا كَانَ مَعَ أَبِي دُلفٍ ولَمْ يَذْكرْ أبيات دَعْبِل. حُذَيْفَةُ بن مُسَافِعٍ العَبْسِيُّ: [من الطويل] 445 - أَتَى دُوْنَ حُلْوِ العَيْشِ حَتَّى أَمَرَّهُ ... نكوْبٌ عَلَى آثَارِهِنَ نُكُوْبُ يُرْوَى لابْنِ المَخَرَّمِيّ: [من الطويل] 446 - أَتَيْنَاكَ غَرْقَى فِي الذُّنُوْبِ وَكُلُّنَا ... ضُيُوْفُكَ وَالضّيْفَانُ تَسْتَوْجِبُ القِرَى عَبْدُ المَلِكِ الحَارثِيّ: [من الطويل] 447 - أَتَيْنَاهُ زُوَّارًا فَأَنْجَدَنَا قِرًى ... مِنَ البَثِّ وَالدَّاءِ الدَّخِيْلِ المُخَامِرِ ¬
بَعْدهُ: وَابنا بزرعِ قَدِيْمًا فِي صُدُورِنَا ... مِنَ الوَجْدِ يُسْقَى بِالدُّمُوْعِ البَوَادِرِ مُوْسَى بن إِصْبَغ المَرَادِيُّ البَطلْيُوسِيّ: [من الطويل] 448 - أَتِيْهُ عَلَى الدُّنْيَا إِذَا مَا تَعَذَّرَتْ ... وَأَسْمَحُ بِالمَوْجُوْدِ مِنْهَا عَلَى الضُّرِّ قَبْلهُ: رَعَى اللَّهُ عَبْدًا ردَّ كلّ أمُوْره ... وَأسْلَمَهَا طَوْعًا إلى مَالِكِ الأَمْرِ فَتَى ظَلَّ مَا بَيْنَ الوَرَى مُتَسَتِّرًا ... بِطَمْرَيْنِ حِيْكَا مِنْ خمُوْلٍ وَمِنْ فُقْرِ ويجبهما للَّه فِي سرِّ قَلْبِهِ ... يَقِيْنٌ يُجلّي الشَّكَّ كَالكَوْكِبِ الدُّرِّي يُجَالِسُ أَهْلَ الفَقْرِ أَبْنَاءَ جِنْسِهِ ... وَيَهْجرُ أَبْنَاءَ الدَّرَاهِمِ وَالتِّبْرِ أَتِيْهُ عَلَى الدُّنْيَا. البَيْتُ. [من الطويل] 449 - أَتِيْهُ عَلَى الدُّنْيَا إِذَا مَا تَعَذَّرَتْ ... وَأَكْبُر عَنْهَا إِنْ أَتَانِي كَثيْرُهَا البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 450 - أَثَائِبُ حِلْمٍ أَمْ أَفُولُ شَبِيْبَةٍ ... خَلَتْ وَأَتَى مِنْ دُوْنِهَا الشَّيْبُ أَجْمَعُ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من الكامل] 451 - أَثْبَتَّ أَحْكَامَ الهَوَى وَرَعَيْتَهَا ... فَرَعَى لَكَ اللَّهُ الَّذِي اسْتَرْعَاكَا هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ يَمْدَحُ بِهَا المَأْمُوْنَ أَوَّلُهَا: حَسْبُ العَوَاذِلِ لَو مَنَعْنَ بذَا ... كَانَ النَّوَى قَذَّافَةٌ لِهَوَاكَا يَقُوْلُ فِي المَدْحِ مِنْهَا: ¬
حَنَّتْ إِلَيْكَ المَرْوَتَانِ وَزَمْزَمٌ ... وَمَشَاعِرُ الحَرَمَيْنِ إشْتَقَاكَا مَاذَا يَرَى أَهْلُ الضَّلَالَةِ بَعْدَمَا ... قَرَعَتْ لِذِي الرَّأْي الحَلِيْمِ عَصَاكَا فَكَأَنَّنِي بِكَ فد عَدَلْتَ صُدُوْدهَا ... وَهَدَيْتَ قَصْدَ سَبيْلهَا الشَّكَّاكَا وَصَفحْتَ مَنَّانًا عَلَيْهِمْ قَادِرًا ... وَبَسَطْتَ سَجْلَكَ فِيهِمُ وَنَدَاكَا إِنَّ الإمَامَةَ وَالأمَانَةَ بَعْدَهَا ... قَرَّاعَةٌ لَكَ لَمْ تَكن إِشْرَاكَا أَعْطَاكَهَا اللَّهُ الحَلِيْمُ بِمنَّةٍ ... فَاشْكُرْ عَطِيَّتَهُ الَّتِي أَعْطَاكَا تَاللَّهِ لَو لَمْ يَعْهِدُوا لَكَ عَهْدَهَا ... أَعْيَا البَرِيَّةَ أن تصِيْبَ سِوَاكَا أَنَّى تَوَجَّهَ عَنْكَ قَصدُ خلَافَةٍ ... أَطْنَابُهَا مَشْدوْدَةٌ بِعُرَاكَا خَيْرُ الفُرُوْعِ مَغَارِسًا وَمَنَابِتًا ... فَرْعٌ نَمَى بِكَ غِصْنَهُ وَنَمَاكَا بَيْتٌ بَنَاهُ لكَ النَّبيُّ مُحَمَّدٌ ... وَخُلِقْتُمُ دَعْمًا لَهُ وَمَسَاكَا ثَكَلَ الثَّوَاكِلُ مَنْ بَغَاكَ بِكَيْدِهِ ... وَبَكَى البَوَاكِي مَنْ أَرَادَ دَرَاكَا بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ بُقًى ... وَأَبَرّ مِيْثَاقًا وَمَا أَرْعَاكَا إِنَّ البَرِيَةَ مَا تَزَالُ بِنِعْمَةٍ ... اعْتَدّهَا للَّهِ مَا أَبْقَاكَا فَاسْلَمْ لِمُلْكٍ فِي يَدَيْكَ ... ظَامة وَلأُمَّةٍ شمَمَّلْتهُمْ نُعْمَاكَا أَثْبَتَّ. البَيْتُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 452 - أَثَرُ المَطَالِبِ فِي الفُؤَادِ وَإِنَّمَا ... أثْرُ السِّنِيْنَ وَوَسْمُهَا فِي الرَّاسِ [من السريع] 453 - أَثْمِر بِمَا أَوْرَقْتَ لِلْمُجْتَنِي ... وَكُنْ لنا فِيْهِ خِلَافَ الخِلَافِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد أَحْمَد اليُوْسُفِيّ (¬1): إِثنانِ أَجْمَعَ أَهْلُ ... الآدَابِ أنْ لَا يُعَابَا ¬
المُسْتَمِيْحُ شَرَابًا ... وَالمُسْتَعِيْرُ كِتَابَا وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا (¬1): إِثْنَانِ إِذَا عُدَّا ... لَخَيْرٌ مِنْهُما المَوْتُ فَقِيْرٌ مَالَهُ زُهْدٌ ... وَأَعْمَى مَالَهُ صَوْتُ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 454 - أُثْنِي عَلَيْكَ بِأَنِّي لَمْ أَجِدْ أَحَدًا ... يَنْحَى عَلَيْكَ وماذا يَزْعُمُ الَّلَاحِي ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الكامل] 455 - أُثْنِي عَلَيْكَ بِمِثْلِ رِيْحِكَ مَيِّتًا ... وَقَدْ انْصَدَعْتَ وَأَنْتَ مَنْبُوْسُ الصَّدَى بَعْدهُ: وَلَمَّا صَدَاكَ يَسِيْلُ مِنْهُ صَدِيْدُهُ ... يَومًا بأنْتَنَ مِنْكَ حَيًّا تُجْتَدَى أَسْلَمْتَ نَفْسَكَ لِلهِجَاءِ وَلَو غَدَا ... أَوْ رَاحَ يَمْلِكُ فِدْيَةً مِنْكَ افْتَدَى فَدَعِ المَلَامَةَ فِي الهجَاءِ فَإِنَّهُ ... إِنْ كَان جَارَ أو اعْتَدَى فِيْكَ اقْتَدَى أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من البسيط] 456 - أُثْنِي عَلَيْكَ ولِي حَالٌ تُكَذِّبُنِي ... عِنْدَ الجمِيْعِ فَأسْتَحْيِي مِنَ النَّاسِ بَعْدهُ: حَتَّى إِذَا قِيْلَ مَا أَعْطَاكَ مِنْ صَفَدٍ ... طَأطَأتُ مِنْ سُوْءِ حَالٍ عِنْدَهَا رَاسِي عَنْتَرَةُ بنُ شَدَّادٍ: [من الكامل] 457 - أَثْنَى عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فَإنَّنِي ... سَمْحٌ مُخَالَقَتِي إِذَا لَمْ أُظْلَمِ ¬
هَذَا البَيْتُ مِنَ القَصيْدَةِ الَّتِي أَوَلُّهَا: هَلْ غَدَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدِّمِ. وَبَعْدَهُ: فإذا ظُلِمْتُ فَإِنَّ ظُلْمِي بَاسِلٌ ... مُرٌّ مَذَاقَتهُ كَطَعْمِ العَلْقَمِ [من الوافر] 458 - أَجَابَ الفَضْلُ عَنْهُ حَاسِدِيْهِ ... لأَمْرٍ مَا يُسَوِّدُ مَنْ يَسُوْدُ [من الطويل] 459 - أَجَادَ طُوَيْسٌ وَالسُّرَيْجِيُّ بَعْدَهُ ... وَمَا قَصَباتُ السَّبْقِ إِلَّا لِمَعْبَدِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ هِلَال بن رَزِيْنٍ (¬1): أَجَادَتْ وَبْلَ مُدْجَنَةٍ فَدَرَّتْ ... عَلَيْهِم صوْبُ سَارِيَةٍ دَرُوْرُ فَوَلُّوا تَحْتَ قَطْقِطِهَا سِرَاعًا ... تَكِبُّهُمُ المُهَنَّدَةُ الذّكُوْرُ امْرُؤُ القَيْسِ: [من الطويل] 460 - أَجَارَتَنَا إنَّا غَرِيْبَانِ هَاهُنَا ... وَكُلُّ غَرِيْبٍ لِلْغَرِيْبِ نَسِيْبُ يقال أَنَّ امْرُؤُ القَيْسِ بنِ حُجْرٍ لَمَّا عَادَ مِنَ الرُّوْمِ وَنَزِلَ بِهِ المَوْتُ وَتَيَقَّنَ الهلَاك وَكَانَ قَدْ نَزلَ إلى جَانِبِ جَبَلٍ عِنْدَهُ فَقِيْلَ هُوَ لابنِهِ بَعضُ الرُّوْمِ فَقَالَ: أجَارَتَنَا إِنَّ الخُطُوْبَ تَنُوْبُ ... وَإنِّي مُقِيْمٌ مَا أَقَامَ عَسِيْبُ أجَارَتَنَا إنَّا غَرِيْبَانِ هَاهُنَا. البَيْتُ فَلَمَّا أَيْقَنَ بِالمَوْتِ قَالَ (¬1): كَمْ مِنْ طَعْنَةٍ مُثْعَنْجِرَةٍ ... وَخطبَةٍ مُسْتَحِنْفِرَةٍ وَجَفْنَةٍ مُدَعْثَرَةٍ ... مَتْرُوْكَةٍ بِأنْقرَةٍ ¬
وَمَاتَ فَهُنَاكَ قَبْرُهُ. مُحَمَّد عَبْدَ المَلِك الكُلْثُوْمِيّ: [من الطويل] 461 - أَجَارَتَنَا إِنَّ الغَرِيْبَ وَإِنْ عَدَتْ ... عَلَيْهِ غَوَادِي الصَّالِحَاتِ غَرِيْبُ كَانَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بن عَبْدُ المَلِكِ الكُلْثُوْمِيُّ قَدْ تَغَرَّبَ عَنِ الأَهْلِ وَالوَطَنِ وَدَخَلَ أَرْضَ خَوَارِزمَ فَقَالَ: تَقُولُ سُعَادُ مَا يُغَرِّدُ طَائِرٌ ... عَلَى فَنَنٍ إِلَّا وَأَنْتَ كَئِيْبُ أَجَارَتِنَا إنَّا غَرِيْبَانِ هَاهُنَا. البَيْتُ وَكَانَ تَضْمِيْنٌ وَبَعْدَهُ: أَجَارَتِنَا إِنَّ الغَرِيْبَ وَإِنْ غَدَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَجَارَتِنَا مَنْ يَغْتَرِبْ يَلْقَ الأَذَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ يَحِنُّ إِلَى أَوْطَانِهِ وَفُؤُادُهُ ... لَهُ بَيْنَ إحْنَاءِ الضّلُوْعِ وَجِيْبُ سَقَى اللَّهُ طَيْفًا بِالعِرَاقِ فَإِنَّهُ ... إِلَيَّ وَإِنْ فَارَقْتهُ لَحَبِيْبُ أَحِنُّ إِلَيْهِ مِنْ خُرَاسَانَ نَازِعًا ... وَهَيْهَاتَ لَوْ أَنَّ المَزَارُ قَرِيْبُ وَإِنْ حَبِيْبًا مِنْ خَوَارِزْمَ ضَلةً ... إِلَى مُنْتَهَى أَرْضِ العِرَاقِ عَجِيْبُ (¬1) [من الطويل] 462 - أَجَارَتَنَا إِنَّ القِدَاحَ كَوَاذِبٌ ... وَأَكْثَرُ أَسْبَاب النَّجَاحِ مَعَ اليَأْسِ صَخْرُ بنُ الشَّرِيْدِ: [من الطويل] 463 - أَجَارَتَنَا صَبْرًا فَيَا رُبَّ هَالِكٍ ... تَقَطَعُ مِنْ وَجْدٍ عَلَيْهِ قُلُوْبُ وَأَوَّلُ أَبْيَاتُ صَخْر بن الشَّرِيْدِ: ¬
أجَارَتَنَا إِنَّ الخُصُوْبَ تَنُوْبُ ... عَلَى النَّاسِ كُلَّ المُخْطِئِيْنَ تُصِيْبُ (¬1) أجَارَتَنَا صَبْرًا فَيَارَبِّ هَالِكٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَقَائِلَةٌ لِي كَيْفَ أَنْتَ وَأنَّنِي ... لَجَلِدٌ عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ صَلِيْبُ أُحَاذِرُ يَوْمًا أن تُرَى بِي كَآبَةٌ ... فَيَفْرَحُ وَاشٍ أو يُسَاءَ حَبيْبُ لَعَمْرُكَ إِنَّ الشَّرَّ مَا أَخْطَأَ الفَتَى ... مِنَ الخَيْرِ إِنْ لَمْ يَأْتِهِ لَقَرِيْبُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ البُحْتُرِيّ (¬2): أَجَارَتِنَا مَنْ يَجْتَمِعْ يَتَفَرَّقْ ... وَمَنْ يَكُ رَهْنًا لِلحَوَادِثِ يَعْلَقِ أَرَى عِلَلَ الأَشْيَاءِ شَتَّى وَلَا أَرَى ... التَّجَمُّعَ إِلَّا عِلَّةً لِلتَّفَرُّقِ أَرَى الدَّهْرَ غُوْلًا لِلنُّفُوْسِ وَإِنَّمَا يَقِي ... اللَّهَ فِي بَعْضِ المَوَاطِنِ مَن يَقِي فَلَا تتْبَعِ المَاضِي سُؤَالَكَ لِمْ مَضَى ... وَعَرِّجْ عَلَى البَاقِي فَسَائِلْهُ لِمْ بقِي وَلَمْ أرَ كَالدُّنِيَا حَلِيْلَةَ وَامِقٍ ... مُحِبٍّ مَتَى تُحْسِنْ لِعَيْنَيْهِ تَطْلِقُ يَرَاهَا عَيَانًا وَهِيَ صنْعَة وَاحِدٍ ... وَيَحْسَبُهَا صنعَى لَطِيْفٍ وَأَخْرَقِ مُحَمَّد الكُلْثُوْمِيّ: [من الطويل] 464 - أَجَارَتَنَا مَنْ يَغْتَرِبْ يَلْقَ لِلأَذَى ... نَوَائِبَ تُقْذِي عَيْنَهُ وَتُشِيْبُ إبْرَاهِيْمُ بن إسْمَاعِيْلُ: [من الطويل] 465 - أَجَارِيَ لَوْ نَفْسٌ فَدَتْ نَفْسَ مَيِّتٍ ... فَدَيْتُكِ مَسْرُوْرًا بِنَفْسِي وَمَاليَا وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 466 - أَجَارِيَ لَا أَزْدَادُ إِلَّا صبَابَةً ... إِلَيْكَ وَلَا تَزْدَادُ إِلَّا تَنائِيَا ¬
[من الطويل] 467 - أَجَازَ عَلَى الشِّعْرِ الشَّعِيْر وَأَنَّهُ ... كَثيْرٌ إِذَا خَلَّصْتَهُ مِنْ بَهَائِمِ قَيْسُ بنُ الخَطِيْم: [من الطويل] 468 - أُجَالِدُهُمْ يَوْمَ الحَدِيْقَةِ حَاسِرًا ... كَأَنَّ يَدِي بِالسَّيْفِ مِخْرَاقُ لَاعِبِ مِثْلهُ قَوْلُ عَمْرُو بن كُلْثُوْم: كَأَنَّ سُيُوفَنَا فِيْنَا وَفِيْهِمْ ... مَخَارِيْقٌ بِأَيْدِي لَاعِبِيْنَا الشَّمَّاخُ: [من الطويل] 469 - أُجَامِلُ أَقْوَامًا حَيَاءً وَقَدْ أَرَى ... صُدُوْرَهُمْ تَغْلِي عَلَيَّ مِرَاضُهَا يَقُوْلُ الشّمّاخُ قَبْلَهُ: وَكُنْتُ إِذَا مَا شَعِبْتَا الأمْرِ شَكَّتَا ... عَزِمْتُ ولَمْ يَحْبَل هُمُوْمِي أَبَاضَهَا ولَمْ يُسْلِ هَمًّا مِثْلُ أَمْرِ صَرِيْمَةٍ ... إِذَا حَاجَةٌ فِي النَّفْسِ عَادَ اعْتِرَاضهَا أُجَامِلُ أَقْوَامًا. البَيْتُ. [من الطويل] 470 - أُجَامِلُ فِيْكَ الكَاشِحِيْنَ تَصَنُّعًا ... وَلَوْلَا الهَوَى مَا كُنْتُ مِمَّنْ يُجَامِلُ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ: [من الرمل] 471 - اجْتَنِبْ أَخْلَاقَ مَنْ لَمْ تَرْضَهُ ... لَا تَعِبْهُ ثُمَّ تَقْفُو فِي الأَثَر وَمِثْلُهُ قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجعْفَرِيّ (¬1): ¬
وَلَا تَقْرِبَنَّ الصنّيعَ الَّذِي ... تَلُوْمُ أَخَاكَ عَلَى مِثْلِهِ أَبُو الشِّيْصِ: [من الكامل] 472 - أَجِدُ المَلَامَةَ فِي هَوَاكِ لَذِيْذَةً ... حُبًّا لِذِكْرِكَ فَلْيَلُمْنِي اللُّوَّمُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 473 - أَجِدَّكَ مَا تَنْفَكُّ تَشْكُو قَضِيَّةً ... تُرَدُّ إِلَى حُكْمٍ مِنَ الدَّهْرِ جَائِرِ بَعْدهُ: يَنَالُ الفَتَى مَا لَمْ يُقَدِّر وَرُبَّمَا ... أَتَاحَتْ لَهُ الأَيَّامُ مَا لَمْ يُحَاذِرِ [من الطويل] 474 - أَجِدَّكَ لَا تَعْفُو كلُوْمُ مُصِيْبَةٍ ... عَلَى صَاحِبٍ إِلَّا فُجِعْتُ بِصَاحِبِ جَمِيْلٌ: [من الطويل] 475 - أَجِدِّي وِصَالًا أَوْ أَبِيِني صَرِيْمَةً ... فَأَكْرُم أَنْ لَا يَكْذِب المَرْءَ صَاحِبُه أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 476 - أَجْدِرْ بِجَمْرَةِ لَوْعَةٍ إطْفَاؤُهَا ... بِالدَّمْعِ أَنْ تَزْدَادَ طُوْلَ وُقُوْدِ أوَّلهَا يَمْدَحُ بِهَا ابن أَبِي دَؤُاد: أَرَأَيْتَ أَيِّ سَوَالِفٍ وَخُدُوْدِ ... عَنَّتْ لَنَا بَيْنَ اللِّوَى فَزَرُوْدِ ظَعَنُوا فَكَانَ بُكَايَ حَوْلًا بَعْدَهُمْ ... ثُمَّ ارْعَوَيْتُ وَذَاكَ حكْمُ لَبِيْدِ أَجْدِرْ بِحِمْرَةِ لَوْعَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ يَقُوْلُ مِنْهَا: ¬
وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ نَشْر فَضِيْلَةٍ ... طُوِيَتْ أَتَاحَ لَهَا لِسَانَ حَسُوْدُ لَوْلَا اشْتِعَالُ النَّارِ فِيْمَا جَاوَرَتْ ... مَا كَانَ يُعْرَفُ طِيْبُ عَرْفِ العُوْدُ لَوْلَا التَّخَوُّفُ لِلعَوَاقِبِ لَمْ تَزَلْ ... لِلحَاسِدِ النُّعْمَى عَلَى المَحْسُوْدِ بِشْرُ بن عَبْدِ المَلِكِ: [من الطويل] 477 - أَجُرُّ رِدَائِي فِي الرَّخَاءِ وَمئْزَرِي ... وَأَرْفَعُ عِنْدَ الجدِّ فَضْلَ رِدَائِيَا حُمَيْدٌ الأكَّاف: [من الطويل] 478 - أَجُرُّ لَهُ ذَيْلِي لأُدْرِكَ فُرْصَتِي ... وَيَحْسِبُنِي فِي جَرِّ ذَيْلِي مُغَفَّلَا جَعْفَر بن شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من الكامل] 479 - أَجْرَمْتُمُ وَخَضَعْتُ أَطْلُبُ عَفْوُكُمْ ... فَغَضِبْتُمُ حَتَّى كأَنِّي المُجْرِمُ يَقُوْلُ قَبْلَهُ: أَشْكُو إِلَى العُذَّالِ وَهِيَ عَجِيْبَةٌ ... مَا قد لقيتُ مِنَ الزَّمَانِ وَمِنْكُمُ أَجْرَمْتُمُ وَخَضَعْتُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمِنَ العَجَائِبِ مُذْنِبٌ مُتَعَذِبٌ ... طُوْل الزَّمَانِ وَظَالِمٌ مُتَظَلِّمِ أَصْبَحْتُ مُمْتَثِلًا لأَمْرِكُمُ ... وَإِنْ جُرْتُمُ وَقَدْ حُكِمْتُمْ فَتَحَكَّمُوا لَحَظِيْتُ إِلَّا مِنْكُمُ وَزَهِدْتُ إِلَّا ... فيْكُمُ وَسَلَوْتُ إِلَّا عَنْكُمُ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: سَادَ الكِرَامَ وَشَادَ مَا قَدْ أَغَفَلُوا ... مِنْ سُؤْدَدٍ عَنْهُ كَأنَّهُمُ عَمُو يُعْطِي الكَثِيْرَ وَلَيْسَ يَلْقَى نَادِمًا ... وَسِوَاهُ لَا يُعْطِي القَلِيْلَ وَيَنْدَمُ يَقُوْلُ مِنْهَا: فَلَئِنْ يُقَدِّمُهُ أُنَاسٌ مِنْهُمُ فَهْوَ ... الأَخِيْرُ عَلَيْهُمُ المُتَقَدِّمُ مَعْرُوْفَةٌ صَافٍ وَظُلُّ عَلَائِهِ ضَافٍ ... وَجُوْدُ يَدَيْهِ وضافٍ مُثْجِمُ ¬
مُتَبَسِّمٌ قَبْلَ العَطَاءِ بَعْدَهُ ... سِوَاهُ لَا يُعْطِي وَلَا يَتَبَسَّمُ تَبَرُّعٌ بِالجوْدِ يَظلِمَ مَالَهُ ... كرمًا فِي أَحْكَامِهِ لَا يَظْلِمُ مَوْلَايَ مَوْلَى المُلُوْكِ وَمَنْ غَدَا ... بُسْطَاهُ وَهُوَ عَلَى المُلُوْكِ مُحَكَّمُ أرْدُدْ ثَرَائِي غَيْرَ مَأْمُوْرٍ وَمُرْ ... دَهْرِي يجري عيش مَا تَرْسُمُ أَصبَحْتَ بِالجوْدِ الحَمِيْدِ مُحَمَّدًا ... وَسِوَاكَ بِالبُخْلِ الذَّمِيْمِ مُذَمَّمُ مُحَمَّد بن أَبِي عِمْرَانَ: [من الطويل] 480 - أَجْرْنِي مِنْ ذُلِّ السُّؤَالِ وَأَعْفِنِي ... فَكُلُّ عَزِيْزٍ فِي السُّؤَالِ ذَلِيْلُ عُمَر بن أَبِي رَبِيْعَة: [من البسيط] 481 - أَجْرِي عَلَى مَوْعِدٍ مِنْهَا فَتُخْلِفُنِي ... فَمَا أَمَلُّ وَمَا تُوْفِي المَوَاعِيْدَا أَوَّلُ هَذِهِ الأَبْيَات: أَمْسَى بَأَسمَاءِ هَذَا القَلْبُ مَعْمُوْدَا ... إِذَا أَقُوْلُ صَحَا يَعْتَادَهُ عِيْدَا يَقُوْلُ مِنْهَا: كَأَنَّنِي يَوْمَ أُمْسِي لَا تُكَلِّمُنِي ... ذُو بغْيَةٍ تَبْتَغِي مَا لَيْسَ مَوْجُوْدَا أَجْرِي عَلَى مَوْعِدٍ فتحْلِفُنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَدْ طَالَ مَطلٌ لَو أَنَّ اليَأْسَ يَنْفَعُنِي ... أَو لَو أُصَادِفُ مِنْ تِلْقَائِهَا جُوْدَا فَلَيْسَ تَبْذلُ لِي عَفْوًا وَأكْرِمُهَا ... مِنْ أن تَرَى عِنْدَنَا فِي الحِرْصِ تَشْدِيْدَا وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ المَأْمُوْنُ بن الرَّشِيْدِ بن المَهْدِيّ رَحَمَهُ اللَّه (¬1): بَعَثْتكَ مُرْتَادًا فَفُزْتَ بِنَظْرَةٍ ... وَأَغْفَلتنِي حَتَّى أَسَأْتُ بِكَ الظّنَّا وَنَاجَيْتَ مَنْ أَهْوَى وَكنْتُ مُبَاعِدًا ... فَيَالَيْتَ شِعْرِي عَنِ دُنُوِّكَ مَا أَغْنَى أَرَى أَثَرًا مِنْهُ بِعَيْنِكَ بَيِّنًا ... لَقَدْ أَخَذَتْ عَيْنَاكَ مِنْ عَيْنِهِ حُسْنَا ¬
[من الكامل] 482 - اجْعَلْ أَدَامَكَ طُوْلَ جُوْعِكَ إِنَّمَا ... يُهْدِي إِلَيْكَ الجُوْعُ طِيْبَ المَأْكَلِ يُقَالُ: نِعْمَ الغَرِيْمُ الجُّوْعُ مَا أَلْقَيْتَ إِلَيْهِ شَيْئًا إِلَّا قَبِلَهُ. وَقِيْلَ لِبَعْضِ الحُكَمَاءِ: أَيّ الطَّعَامِ أَطْيَبَ؟ قَالَ: مَا أَكَلتهُ وَأَنْتَ جَائِعٌ وَهَذَا البَيْتُ نَظَمَ هَذَا المَعْنَى. [من الخفيف] 483 - اجْعَلِ الصَّبْرَ لِلشَّدَائِدِ عُدَّهْ ... كَمْ تَرَاخَى الزَّمَانُ مِنْ بَعْدِ شِدَّهْ بَعْدهُ: وَتَصَبَّر إِذَا أَصابَكَ ضرٌّ ... كُلُّ شَيْءٍ لَهُ انْتِهَاءٌ وَمُدَّه وَيَقْربٌ مِنْهُ قَوْلُ الأَحنَف (¬1): إِنْ تَشْقَ عَيْنِي بِهَا فَقَدْ سَعِدَتْ ... عَيْنُ رَسُوْلي وَفزْتُ بِالخَبَرِ وَكُلَّمَا جَاءنِي الرَّسُوْلُ لَهَا ... رَدَّدْتُ عَمْدًا فِي طَرْفِهِ نَظَرِي تَظْهَرُ فِي وَجْهِهِ مَحَاسِنُهَا ... قَدْ أَثَّرَتْ فِيْهِ أَحسَنِ الأَثَرِ خُذْ مُقْلَتِي يَا رَسُوْلُ عَارِيَةً ... فَانْظُرْ بِهَا وَاحْتَكِمْ عَلَى بَصَرِي أُمَيَّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ: [من الخفيف] 484 - اجْعَلِ المَوْتَ نُصْبَ عَيْنِكَ وَاحْذَرْ ... غَوْلَة الدَّهْرِ إِنَّ لِلدَّهْرِ غُوْلَا ابْنُ طَبَاطَبَا: [من الكامل] 485 - اجْعَلْ جَلِيْسَكَ دَفْتَرًا فِي نَشْرِهِ ... لِلمَيْتِ مِنْ حِكَمِ العُلُوْمِ نُشُوْرُ بَعْدهُ: ¬
وَكِتَابٌ عَلَى الأَدِيْبِ مُؤَانِسٌ ... وَمُؤَدِّبٌ وَمُبَشِّرٌ وَنَذِيْرُ وَمفِيْدُ آدَابٍ وَمُؤْنِسُ وَحْشَةٍ ... وَإِذَا انْفَرَدْتَ فَصَاحِبٌ وَسَمِيْرُ [من الكامل] 486 - اجْعَلْ قَرِيْنَكَ مَنْ رَضِيْتَ فعَالَهُ ... وَاحْذَرْ مُقَارَنَةَ القَرِيْنِ الشَّائِنِ (¬1) بَعْدهُ: كَمْ مِنْ قَرِيْنٍ شَائِنٍ لِقَرِيْنِهِ ... وَمُهَجِّنٍ مِنْهُ لِكُلِّ محَاسِنِ [من مجزوء الكامل] 487 - اجْعَلْ هُمُوْمَكَ وَاحِدًا ... وَتَخَلَّ مِنْ كُلِّ الهُمُوْمِ بَعْدهُ: فَعَسَاكَ أن تَحْظَى بما يُغْنِيْكَ ... عَنْ كُلِّ الغُلُوْمِ بَعْضُ آلِ حَمْدَانَ: [من الوافر] 488 - أَجِلْ عَيْنَيْكَ فِي عَيْنِي تَجِدْهَا ... مُشَرَّبَةً جَنَى وَرْدِ الخُدُوْدِ قَالَ الشَّيْخُ أبو مَنْصُوْر عَبْد المَلِكِ بن أَحْمَد بنُ إِسْمَاعِيْل الثَّعَالِبِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ: وَجَدْتُ هَذِهِ الأَبْيَاتُ مَنْسُوْبَةً إلى بَعْضِ آلِ حَمْدَانَ وَبَعْدهَا البَيْتُ وَهُوَ أَوَّلُ: وَصَافِحْنِي تَجِدْ عَبْقًا بكَفِّي ... يَضُوْعُ إِلَيْكَ مِنْ رَدْعِ النُّهُوْدِ وَهَا سَمَعِي إِلَيْكَ فَإِنَّ فِيْهِ ... بَقَايَا مِن حَدِيْثٍ كَالعُقُوْدِ وَعَانِقْنِي تَجِدْ فِي طَيِّ بُرْدِي ... مثَالًا مِنْ مُعَانَقَةِ القُدُوْدِ وَعَدِّ عَنِ الفُؤَادِ فَفِيْهِ سِرٌّ ... أضنُّ بِهِ عَلَى أَهْلِ الوُجُوْدِ وَقَرِيْبٌ مِنْ هَذَا قَوْلُ--. . .: ¬
رُبَّ لَيْلٍ أَنَرْتهُ بِثُغُوْرِ ... وَصَبَاحٍ طَمَسْتهُ بِشعُوْرِ وَرَقِيْبٍ خَبَّاْتُ شَخْصيَ عَنْهُ ... أن يَرَانِي فِي مُسْتَكَنِّ النُّحُوْرِ بَاتَ حِصنِي مِنْهُ ذِرَاعٌ وَنَهْدٌ ... وَمِجَنِّي قَلَائِدُ الكَافُوْرِ أَجْتَلِي البَرْقُ مِنْ لآلِي الثُّغُوْرِ ... البِيْضِ وَالوَرْدِ مِنْ صحُوْنِ البُدُوْرِ جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من الوافر] 489 - أَجَلُّ الوَرَى ذُو رِفْعَةٍ مُتَوَاضِعٌ ... وَأَحْلَمُهُمْ ذُو قُدْرَةٍ مُتَجَاوِزُ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الطويل] 490 - أَجَلَّكَ قَوْمٌ حِيْنَ صِرْتَ إِلَى الغِنَى ... وَكُل غَنِيٍّ فِي العُيُوْنِ جَلِيْلُ بَعْدهُ: إِذَا مَالَتِ الدُّنْيَا إلى المَرْءِ رَغَّبَتْ ... إِلَيْهِ وَمَاَ النَّاسُ حَيْثُ يَمِيْلُ وَلَيْسَ الغِنَى إِلَّا غِنًى زَيَّنَ الفَتَى ... عَشِيَّةَ يَقْرِي أو غَدَاةَ يُنِيْلُ طَاهِرُ بن الحُسَيْن المَخْزُوْمِيّ: [من السريع] 491 - أَجَلُّ مَصْحُوْبٍ حَيَاةٌ صَفَتْ ... فَهَلْ خَلَتْ مِنْ هَرَمٍ عَائِبِ؟ مِنْ يَتِيْمَةِ الدَّهْرِ: [من الكامل] 492 - أَجْمِلْ إِذَا بَالَغْتَ فِي طَلَبٍ ... فَالجَدُّ يُغْنِيْ عَنْكَ لَا الكَدُّ هَذَا البَيْتُ مِنَ القَصِيْدَةِ المَوْسُوْمَةِ بِيَتِيمَةِ الدَّهْرِ أَوَّلُهَا: هَلْ بِالطُّلُوْلِ لسَائِلٍ رَدُّ ... أمُ هَلْ لَهَا بِتَكَلُّمٍ عَهْدُ لَهَفِي عَلَى دَعْدٍ وَمَا حَفِلَتْ ... يَوْمًا بِحَرِّ تَلَهُّفِي دَعْدُ الوَجْهُ مِثْل الصُّبْحِ مبْيَضٌّ ... وَالشَّعْرُ مِثْل اللَّيْلِ مسْوَدُّ ¬
ضِدَّانِ لَمَّا اسْتَجْمَعَا حَسُنَا ... وَالضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَه الضِّدُّ وَجَبِيْنُهَا صَلْتٌ وَحَاجِبُهَا ... شخْتُ المَخَطِّ أَزَجّ مُمْتَدُّ إِنْ لَمْ يَكُنْ وَصْلٌ لَدَيْكِ لنَا ... يَشْفِي الصَّبَابَةَ فَلْيَكُنْ وَعْدُ قَدْ كَانَ أَوْرَقَ وَصلكُمْ زَمَنًا ... فَذَوَى الوِصَالُ وَأَوْرَقَ الصَّدُّ إِنْ تَتْهِمِي فتهَامة وَطَنِي ... أو تَنْجُدِي يَكُنِ الهوى نَجْدِ وَإِذَا المُحِبُّ شَكَى الصُّدُوْدَ فَلَمْ ... يُعْطِفْ عَلَيْهِ فَقَتْلُهُ عَمْدُ أَمَّا تَرِي طِمْرِيَّ بَيْنَهُمَا رَجُلٌ ... أَلَاحَ بِهَزْلهِ الجدُّ فَالسَّيْفُ يَقْطَعُ وَهُوَ ذو صدَإٍ ... وَالنَّصلُ يَفْرِي الهَامَ لَا الغَمْدُ ولقد عَلِمْتُ بِأَنَّنِي رَجُلٌ ... فِي النَّائِبَاتِ أَرُوْحُ أو أَغْدُو بَرْدٌ عَلَى الأَدْنَى وَمَرْحَمَةٌ ... وعَلَى الحَوَادِثِ مَارِنٌ جَلِدُ مَنعَ المَطَامِعَ أَنْ تثلّمنِي ... أنِّي لِمعوَلهَا صفًا صلِدُ سَأَظَلُّ حُرًّا مِنْ مَذَلَّتِهَا ... وَالحُرُّ حِيْنَ يُطِيْعُهَا عَبْدُ أَجْمِلْ إِذَا بَالَغْتَ فِي طَلَبٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ لِيَكُنْ لَدَيْكَ لِسَائِلٍ فَرَحٌ ... إِنْ لَمْ يَكُنْ فَلْيُحْسَنِ الرَّدُّ وَإِذَا صَبَرْتَ لِجُهْدِ نَازِلَةٍ ... فَكَأَنَّهُ مَا مَسَّكَ الجهْدُ وَالشّعْرُ لَذُو قلّة. وَهِيَ طَوِيْلَةٌ. [من المديد] 493 - أَجْمِلُوا أَيَّامَ دَوْلَتِكُمْ ... إِنَّكُمْ مِنْهَا عَلَى خَطَرِ وَاحْسِنُوا مَا دَامَ أَمْرُكُمُ ... نَافِذًا فِي النَّفْعِ وَالضَّرَرِ إِنَّمَا الدُّنْيَا مَحَاسِنِهَا ... طِيْبُ مَا يَبْقَى مِنَ الخَبَرِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ عُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُومِيّ (¬1): ¬
أجَمْعَ النَّاسُ عَلَى تَفْضِيْلِهَا ... وَهَوَاهُمْ فِيْهَا مُخْتَلِفُ أَبُو فِرَاسٍ: [من مجزوء الرمل] 494 - أَجَلِي يَا أُمَّ عَمْرٍو ... زَادَكِ اللَّهُ جَمَالَا بَعْدَهُ: لَا تَبِيْعِيْنِي بِرِخْصٍ ... إِنَّ فِي مِثْلِي يُغَالَى البَاخَرْزِيُّ: [من البسيط] 495 - أَجْنِي وَأَحْتَالُ فِي تَزْوِيْرِ مَعْذِرَةٍ ... وَالعَجْزُ لِلْمَرْءِ لَيْسَ العَجْزُ لِلْحِيَلِ [من الطويل] 496 - أَجُوْدُ بِمَالِي عِنْدَ إِدْرَاكِي الغِنَى ... وَتَسْترُ عِرْضِي فَاقَتِي حِيْنَ أُعْوَزُ وَلَسْتُ بِدَفَّاعٍ لِمَنْ جَاءَ طَالِبًا ... وَلَكِنْ نعمَ قَولٍ لَهُ ثُمَّ أُنْجِزُ إِذَا مَا نَعَمْ مِنْ فِيّ بَانَتْ لِطَالِبٍ ... فَلَيْسَتْ تُرَى لَا دُوْنَ مَا قُلْتُ تَحْجُزُ قَيْسُ بن الخَطِيْمِ: [من الطويل] 497 - أَجُوْدُ بِمَضْمُوْنِ التِّلَادِ وَإنَّنِي ... بِسِرِّكِ عَمَّنْ سَالَنِي لَضَنِيْنُ بَعْدهُ: إِذَا جَاوَزَ الاثْنَيْنِ سرٌّ فَإِنَّهُ ... بِنَشْرٍ وَتَكْثيْرِ الحَدِيْثِ قَمِيْنُ يَقُوْلُ قَيْسُ الخَطيْمُ بَعْدَ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ: وَإِنْ ضَيَّعَ الإِخْوَانُ سِرًّا فَإِنَنِي ... كَتُوْمٌ لأَسْرَارِ العَشِيْرِ أَمِيْنُ يَكُوْنُ بِهِ عِنْدِي إِذَا مَا ضَمَّيْتُهُ ... مَكَانٌ بِسَوْدَاءَ الفُؤَادِ كَنِيْنُ سَلَي مَنْ جَلِيْسِي فِي النَّدَى وَمَا لَقي ... وَمَنْ هُوَ لِي عِنْدَ الصَّفَاءِ خَدِيْنُ ¬
وَأَيُّ أَخِي حَرْبٍ إِذَا هِيَ شَمَّرَتْ ... وَمِدْرَةَ خَصْمٍ يَا نوارُ أَكُوْنُ وَهَلْ يَحْذَرُ الجارُ الغَرِيْبُ فَجِيْعَتِي ... وَحزْنِي وَبَعْض المقرِفِيْنَ خَؤُوْنُ وَمَا لَمَعَتْ عَيْنَي لِغِرَّةِ جَارَةٍ ... وَلَا ودعَتْ بِالذّمِّ حِيْنَ تَبِيْنُ أَبَى الذَّمَّ آبَاءٌ نَمتني جُدُوْدُهُمُ ... وَفِعْلِي لِفِعْلِ الصَّالِحِيْنَ مُعِيْنُ فَهَذَا كَمَا قَدْ تَعْلَمِيْنَ وَإنَّنِي ... لَجَلِدٌ عَلَى رَيْب الخُطُوْبِ مَتِيْنُ وَأنِّي لأعتَامُ الرِّجَالَ بِخلتي ... إِلَى الرَّأْسِ فِي الأَحْدَاثِ حِيْنَ تَحِيْنُ وَأبْرِي بِهِم صَدْرِي وَأُصْفِي مُوَدَّتِي ... وَسرُّكِ عِنْدِي بَعْدَ ذَاكَ مَصُوْنُ أمُرُّ عَلَى البَاغِي وَيَغْلظُ جَانِبِي ... وَذُو الوُدِّ أَحْلُو لَهُ وَأَلِيْنُ السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من الوافر] 498 - أَجُوْدُ عَلَى الجَوَادِ بِحُرِّ دَمْعِي ... وَأَبْخَلُ بِالثَّنَاءِ عَلَى البَخِيْلِ بَعْدهُ: وَإِنِّي إِنْ يُرَى حَلْيُ امْتِدَاحِي ... عَلَى النَّابِي الكهَامِ مِنَ النُّصول [من الوافر] 499 - أَجُوْدُ وَتَبْخَلِيْنَ وَأَنْتِ غَضْبَى ... وَمَا غَضَبُ البَخِيْلِ عَلَى الجَوَادِ أَبُو الحَسَنِ الجرْجَانِيُّ: [من البسيط] 500 - اجِهَدْ بِجُهْدِكَ فِيْمَا قَدْ قَصَدْتَ لَهُ ... فَفَرْجَةُ اللَّه بَيْنَ الكَافِ وَالنُّوْنِ أَحْمَد فَارِس فِي المَالِ: [من الطويل] 501 - أَجِيءُ بِهِ مِنْ حِلِّهِ وَحَرَامِهِ ... إِلَى حَامِدٍ لِي فِيْهِ أَوْ غَيْرِ حَامِدِ بَعْدهُ: وَأَشْقَى بِهِ مِنْ بَيْنِهِمْ بِحِسَابِهِ ... وَحَظِّي فِي أنفَاقِهِ خَطُّ وَاحِدِ ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الشَّاعِر (¬1): أَجِيرَاننَا مَا أَوْحَشَ الدَارُ بَعْدَكُمْ ... إِذَا غِبْتُمْ عَنْهَا وَنَحْنُ حُضُوْرُ زَيْدُ الخَيْلِ فِي سَيْفِهِ: [من الوافر] 502 - أُحَادِثُهُ بِصَقْلٍ كُلَّ يَوْمٍ ... وَأَشْحَذُهُ بِهَامَاتِ الرِّجَالِ وَمِثْله لآخَر: لَهَا لونُ مِنَ الهَامَاتِ كَابٍ ... وَإِنْ كَانَتْ تُحَادِثُ بِالصِّقَالِ زُهَيْر المِصْرِيُّ: [من الطويل] 503 - أَحَادِيْثُ أَحْلَى فِي النُّفُوْسِ مِنَ المُنَى ... وَأَلْطَفُ مِنْ مَرِّ النَّسِيْمِ إِذَا سَرَى [من الطويل] 504 - أَحَادِيْثُ لَوْ صِيْغَتْ لأَغْنَتْ بِحُسْنِهَا ... عَنِ الدُّرِّ أَوْ شُمَّتْ لأَغْنَتْ عَنِ المِسْكِ [من الطويل] 505 - أَحَادِيْثُ مِنْ عَادٍ وَجُرْهُم جَمَّةٌ ... يُثَوِّرُهَا العِضَّان زَيْدٌ وَدَغْفَلُ أَبُو الأَسْوَدِ الدُّئَلِي: [من الطويل] 506 - أَحَارِ بْنَ بَدْرٍ قَدْ وَلَيْتَ إمَارَةً ... فَكُنْ جُرُذًا فِيْهَا تَخُوْنُ وَتَسْرِقُ كَانَ حَارِثة بن بَدْرٍ الغُدَّانِيُّ هَذَا أَدِيْبًا شَاعِرًا عَالِمًا بِالأخْبَارِ ذَا بِيَانٍ وَفَصَاحَةٍ وَكَانَ قَرِيْبًا مِنْ زِيَادٍ وَعُوْتِبَ زِيَاد عَلَى الاسْتِئْثَارِ بِهِ فَقَالَ: كِيْفَ أَطْرَحُ رَجُلًا هُوَ يُسَايِرُنِي مِنْذُ دَخَلْتُ العِرَاقَ لَمْ يَصْكِكْ رِكَابُهُ رِكَابِي وَلَا ¬
تَقَدَّمَنِي فَنَظَرْتُ قَفَاهُ وَلَا تَأَخَّرَ عَنِّي فَلَوَيْتُ عُنْقِي إِلَيْهِ وَلَا أَخَذَ عَلَيّ الشَّمْسِ فِي شِتَاءٍ وَلَا الظّلّ فِي صَيْفٍ وَلَا سَأَلتهُ عَنْ بَاب مِنَ العِلْمِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُحسِنُ غَيْرُهُ. وَلَمَّا مَاتَ زِيَادٌ جَفَاهُ عُبَيْد اللَّهِ ابنه فَقَالَ لَهُ حَارِثةً: أَيُّهَا الأَمِيْرُ مَا هَذَا الجفَاءُ مَعَ مَعْرِفَتِكَ بِالحَال عِنْدَ أَبِي المُغِيْرَة؟ فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا المَغِيْرَةَ بَلَغَ مَبْلَغًا لَا يَلحقُهُ فِيْهِ عَيْبٌ وَإِنَّمَا أُنْسَبُ إِلَى مَنْ يَغْلِبُ عَلَيَّ وَأَنْتَ تدِيْمُ الشَّرَابَ وَأَنَا حَدَثُ السِّنِّ فَمَتَى قَرَبتكَ فَظَهَرَتْ مِنْكَ رَائِحَتُهُ لَمْ آمَنُ أنْ يُظَنَّ بِي ذَلِكَ فدَعِ الشَّرَابَ وَكُنْ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ. فَقَالَ لَهُ حَارِثَةُ: أَنَا لَا أَدَعْهُ لِمَنْ يَمْلكَ ضَرِّي وَنَفْعِي أَفَدَعُهُ لِلْحَالِ عِنْدَكَ ولكن صَرِّفْنِي فِي بَعْضِ أَعْمَالِكَ فَوَلَّاهُ سُرَقًا مِنْ بَلَادِ الأَهْوَازِ فَلَمَّا خَرَجَ إِلَيْهَا مِنَ البَصْرَةَ شَيَّعَهُ المُشَيِّعُوْنَ وَفِيْهمْ أَبُو الأَسْوَدُ الدُؤَلِي فَلَمَّا خَلَا بِهِ دَنَا مِنْهُ أَبُو الأَسْوَدُ فَقَالَ، وَيُرْوَى لأَنَس شَيْخُ الكَنَانِيّ: أَحَارِ بن بَدْرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): وَلَا تَحْقِرَنَّ يَا حَارِ شَيئًا وَجَدْتَهُ ... فَحَضُّكَ مِنْ مَالِ العِرَاقيِيْنَ سُرَّقُ وَإنَّ جَمِيْعَ النَّاسِ إمَّا مُكَذِّبٌ ... بِقَوْلِ بِمَا يَهْوَى وَإمَّا مُصدّقُ يَقُوْلُوْنَ أَقوَالًا وَلَا يَعْلَمُوْنَهَا ... فَإنْ قِيْلَ هَاتُوا حَقِّقُوا لَمْ يُحَقِّقُوا فَلَا تَعْجِزَنْ فَالعَجْزُ أَوْطَاءُ مَرْكَبٍ ... وَمَا كُلُّ مَنْ يُدْعَى إِلَى الرِّزْقُ يُرْزَقُ وَبَارِ تَمِيْمًا بِالغِنَى إِنَّ لِلغِنَى ... لِسَانًا بِهِ المَرْءُ الهَيُوْبَةُ يَنْطِقُ فَقَالَ حَارِثة بن بَدْرٍ مُجِيْبًا لَهُ (¬2): جَزَاكَ مَلِيْكُ النَّاسِ جَزَاءً بِهِ ... فَقَدْ قُلْتَ مَعْرُوْفًا وَأوْصبْتَ كَافِيَا أَمَرْتَ بِحَزْمٍ لَوْ أَمَرْتَ بِغَيْرِهِ ... لأَلْفَيْتَنِي فِيْهِ لأَمركَ عَاصِيَا سَتَلْقَى أَخًا بِالوُدِّ يُصفِيْكَ ... بالودّ حِفْظًا وَيُوْلِيْكَ جازيًا وَأَيْسَرُ مَا عِنْدِي المُوَاسَاةُ بِالغِنَى ... إِذَا لَمْ تَجِدْ يَوْمًا صَدِيْقًا مُنَاسِيَا وَكَتَبَ أبو العَيْنَاءِ إلى صَدِيْقٍ لَهُ تَوَلَّى عَمَلًا: ¬
أَمَّا بَعْدُ فَأَنِّي أَعِظُكَ بِمَوْعِظَةِ اللَّهِ لأنَّكَ غَنِيٌّ عَنْهَا وَلَا أُخَوِّفُكَ إِيَّاهُ لأنَّكَ لَا تَخَافَهُ وَلَكِنِّي أَقُوْلُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: أَحَارِ بنُ بَدْرٍ قَدْ وُلِيْتَ وِلَايَةٍ. البَيْتَانِ وَاعْلَم أَنَّ الخِيَانَةَ فِطْنَةً وَالأمَانَةَ حِرْفَةٌ وَالجَّمْع كِيْس وَالمَنع صرَامَةٌ فَاذْكرْ أيَّامَ العطْلَةِ فِي حَالِ الوِلَايَةِ وَلَا تُحَقِّرَنَّ صَغِيْرًا فَالذَّوْدُ إلى الذَّوْدِ ابلٌ وَالوِلَايَةِ رَقْدَةٌ فَتَنَبَّهَ قَبْلَ أَنْ تُنَبَّهَ وَأَخُو السُّلْطَانِ أَعْمَى عَنْ قَلِيْلٍ يُنصر، وَمَا هَذِهِ الوَصِيَّةِ كَمَا أَوْصَى بِهِ الحُكَمَاءُ وَلَكِنْ رَأَيْت الحَزْمَ فِي أَخْذِ العَاجِلِ وَتَرْكِ الآجِلِ وَالسَّلِامُ. أَخْبَرَ أبو العَبَّاسِ أحمدُ بن رَشِيْقِ الكَاتِبِ قَالَ كَتَبَ مُوْسَى بن الطَّائِفِ وَهُوَ شَاعِرٌ مَشْهُوْر مِنْ شُعَرَاءِ الأنْدَلُسِ إلى بَعْضِ العُمَّالِ (¬1): لَا تَنْسَنِي مِنْ منحاك المَكْسُوْب ... وَاجْعَلْ نَصِيْبكَ مِنْهُ مِثْل نَصِيْبِي فإذا اغْتِراَبكَ فِي القِيَامَةِ مغْتَرٍّ ... فَبِمِثْلِ مَا تُغْرَى بِهِ تُغْرِي بِي قَالَ وَأَلْحَقَهُمَا ثَالِثٌ عَنْهُ وَبِهِ يَتِمُّ المَعْنَى وَهُوَ: وَهِيَ الذُّنُوْبُ وَغَايَةٌ فِي بخْلِهِ ... مَنْ كَانَ فِينَا بَاخِلًا بِذنُوْبِ الأُبَيْرِدُ الرِّيَاحِيُّ: [من الطويل] 507 - أَحَارِثُ أَمْسِكْ فَضْل بُرْدَيْكَ إِنَّمَا ... أَجَاعَ وَأَعْرَى اللَّهُ مَنْ كنْتَ كَاسِيَا المُتَلَمِّسُ: [من الطويل] 508 - أَحَارِثُ لَوْ أَنَّا تُسَاطُ دِمَاؤُنَا ... تَرَيَّلْنَ حَتَّى لَا يَمَسَّ دَمٌ دَمَا [من الطويل] 509 - أَحَاطَتْ بيَ الأَمْوَاجُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... وَنَادَى مُنَادِي الحَيِّ قَدْ غَرِقَ العُمرُ ¬
قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ: [من الطويل] 510 - أَحَال عَلَيَّ الدَّهْرُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... وَدَامَتْ وَلَمْ تُقْلِعْ عَلَيَّ الفَجَائِعُ أَبُو دَهْمَانَ: [من الطويل] 511 - أُحَامِقُهُ حَتَّى يُقَالَ سَجِيَّةٌ ... وَلَوْ كَانَ ذَا عَقْلٍ لَكُنْتُ أُعَاقِلُه قَالَ إِسْحَاقُ المُوصلي وَفَدَ أَبُو دَهْمَانَ الشَّاعِرُ عَلَى سَعِيْدٍ بن سَلَمٍ بِأَرْمِيِنِيَّة فَأَطَال حجَابَهُ ثُمَّ أُذِنَ لِلنَّاسِ أذْنًا عَامًّا فَدَخَلَ فِي غِمَارِهِمْ فَقَالَ: إنِّي وَاللَّهَ أَعْرِفُ أَقْوَامًا لَوْ عَلِمُوا أَنَّ سَفَّ التُّرَابُ يقسم مِنْ أَوْدِ أَصْلَابِهِمْ لَجَعَلُوْهُ مُسْكَةً لأَرْمَاقِهِمْ إِيْثَارًا للتَّنَزُّهِ عَنْ عَيْشِ رَفِيْقِ الحَوَاشِي وَاللَّهِ إنِّي لَبَعِيْدُ الوَثْبَةِ بَطِيْءُ العَطْفَةِ وَمَا يثْنِيْنِي عَنْكَ إِلَّا مِثْلُ الَّذِي يَعْطِفُنِي عَلَيْكَ وَلأَنْ أَكُوْنَ مُمْلِقًا مُقَرَّبًا إِلَى أنْ أَكُوْنَ مُثْرِيًا مُبْعِدًا وَاللَّهِ لَا نَسْأَلُ عَمَلًا إِلَّا نَضبطَهُ وَلَا مَالًا إِلَّا وَنَحْنُ أَكْثَرُ مِنْهُ وَإنَّ الَّذِي صارَ فِي يَدِكَ قَدْ كَانَ فِي يَدِ غَيْرِكَ فَأَمْسُوا وَاللَّهِ حَدِيْثًا إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ فَتَحَبَّبْ إِلَى عَبَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِحُسْنِ البشْرِ وَلِيْنِ الحجَابِ فَإنَّ حُبّهُمْ مَوْصوْلٌ بحُبِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وهم شُهَدَاءٌ عَلَى خَلْقِهِ وَأُمَنَاؤُهُ عَلَى مَنْ اعْوَجَّ عَنْ سَبِيْلِهِ. ثُمَّ قَالَ (¬1): وَأَنْزَلنِي ذُلُّ النَّوَى دَارَ غُرْبَةٍ ... إِذَا شِئْتُ لَاقَيْتُ الَّذِي لَا أُشَاكِلُهُ ويروي: طول الثّوى أُحَامِقُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَوْ كُنْتُ فِي قَوْمِي وَجُلِّ عَشِيْرَتِي ... لأَلْفَيْتُ قَوْمِي كَرِيْمًا أُفَاضِلُه قِيْلَ وَجَرَى بَيْنَ الإمَامِ الشَّافِعِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ وَبَيْنَ بَعْضٍ مِنْ صاحِبَهُ مُخَاشَنَةً فَقَالَ: وَأَنْزَلْنِي. الأَبْيَاتُ مُتَمَثِّلًا بِهَا. [من الوافر] ¬
512 - أُحَاوِلُ سَتْرَ مَا أَلْقَى وَتَأْبَى ... دُمُوْعُ العَيْنِ إِلَّا أَنْ تَنُمَّا ابْنُ أَسَدٍ الفَارِقِيّ: [من الطويل] 513 - أُحَاوِلُ فِي دَهْرِي خَلِيْلًا مُصَافِيًا ... وَهَيهَاتَ خِلًّا صَافِيًا لَسْتُ وَاجِدَا قَبْلهُ فِي الجِّنَاسِ: إلى كَمْ أُعَانِي الوَجْدَ فِي كُلِّ صَاحِبٍ ... وَلَسْتُ أَرَاهُ لِي كَوَجْدِي وَأَجْدَا إِذَا كُنتُ ذَا عُدْمٍ فَحِرْبٌ مُجَانِبٌ ... وَتَلَقَّاهُ لِي سِلْمًا إِذَا كُنْتُ وَاجِدَا أُحَاوِلُ فِي دَهْرِي. البَيْتُ المَلِكُ الصَّالحُ ابن رُزِّيْكَ: [من البسيط] 514 - أَحْبَابَ قَلْبِي لَئِنْ شَطَّ المَزَارُ بِكُمْ ... فَإِنَّكُمْ فِي صَمِيْمِ القَلْبِ سُكَّانُ بَعْدهُ: وَإِنْ رَجَعْتُمِ إلى الأَوْطَانِ إِنَّ لَكُمْ ... صدُورنَا عِوَضِ الأَوْطَانِ أَوْطَانُ جَاوَرْتُمُ غيْرَنَا لَمَّا نَأَتْ بِكُمُ ... دَارٌ وَأَنتمْ لنا بِالوُدِّ جِيْرَانُ فَكَيْفَ نَنْسَاكُمُ يَوْمًا لِبُعْدِكُمُ ... عَنَّا وَشَخْصكُمُ لِلْعِيْنِ إِنْسَانُ شَبِيْبُ بن مُحَمَّد الخَفَاجيّ: [من الكامل] 515 - أَحْبَابَنَا أَنْفَقْتُ عُمْرِي عِنْدَكُمْ ... فَمَتَى أُعَوّضُ قَدْرَ مَا أَنْفَقْتُهُ بَعْدهُ: أَرُوْمُ غَيْرَكُمُ صَدِيقًا صَادِقًا ... هَيْهَاتَ ضَاقَ العمْرُ عَمَّا رُمْتهُ قَدْ كُنْتُ أُعِدّكَ كلّ صبٍّ فِي الهَوَى ... وَأَلُومُهُ فِي العِشْقِ حَتَّى ذقْتُهُ [من البسيط] ¬
516 - أَحْبَابَنَا ضَاعَ عُمْرِي فِي مَحَبَّتِكُمْ ... وَمَا حَصَلْتُ عَلَى شَيْءٍ سِوَى التُّهمِ مُحَمَّد بن خَلَفٍ: [من الكامل] 517 - أَحْبَابَنَا فِي النَّاسِ مِثْلُ حَبَابِنَا ... فِي الكَأْسِ أَسْمَاءٌ بِلَا أَفْعَالِ بَعْدهُ: هُوَ أبو سَعِيْد مُحَمَّد بن عَلِيّ خَلَفٍ الهَمَدَانِيّ الكَاتِبُ: وَإِذَا اعْتَبَرْتَ ودَادَهُمْ وَعُهُوْدَهُمْ ... حَالَتْ عُقُوْدُ ودَادِهم فِي الحَالِ فَاسْمَح بِهِمْ نَفَسًا وَأَعْرِضْ عَنْهُمُ ... صَفْحًا فَبَعْضُ الآلِ مِثْلَ الآلِ [من البسيط] 518 - أَحْبَابَنَا قَدْ تَقَضَّى فِي مَحَبَّتِكُم ... صَدْرُ الحَيَاةِ وَمَا أَدْرَكْتُ مَطْلُوْبِي [من البسيط] 519 - أَحْبَابَنَا لَوْ دَرَى قَلْبِي بِأَنَّكمُ ... تَدْرُوْنَ مَا أَنَا فِيْهِ لَذَّ لِي تَعَبِي وَمِنْ بَابِ (أَحْبَابِنَا) قَوْلُ الآخَر: أَحْبَابنَا وَاللَّيَالِي رُبَّمَا جَمَعَت ... شَمْلِي بِكُمْ وَكَأنَّ البَيْنَ لَمْ يَكُنِ جَرَّبْتُ بَعْدَكُمُ الدُّنْيَا فَمَا حَسُنَتْ ... عِنْدِي وَلَا سَلَكَتْ رُوْحِي إِلَى سَكَنِ 520 - أُحِبُّ الثَّرَى النَّجْدِيَّ مِنْ أَجْلِ أَهِلِهِ ... كَأَنِّي لِمَنْ بِالأَبْرَقِيْنِ نَسِيْبُ [من الطويل] 521 - أُحِبُّ الحِمَى مِنْ أجْلِ مَنْ سَكَنَ الحِمَى ... وَمنْ أَجْلِ أَهْلِيْهَا تُحَبُّ المَنَازِلُ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من الوافر] ¬
522 - أُحِبُّ الخَوْدَ تَضْعُفُ عَنْ جَوَابِي ... وَأَهْوَى كُلَّ حَاضِرَةِ الجَوَابِ أَبْيَاتُ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ وَهُوَ المَعْرُوْفُ بِصَرِيْعِ الغَوَانِي: صَبَوْتُ فَهَاجَنِي طُولُ التَّصَابِي ... إِلَى خَوْدٍ مُنَعَّمَةٍ كعَابِ إِذَا وَطِئَتْ تُرَابًا طَابَ حَتَّى ... كَأَنَّ المِسْكَ فِي ذاكَ التُّرَابِ وَتَأْخِذُ شَكْلُهَا عَنْهَا الغَوَانِي ... كَأَخْذِ العِلْمِ عَنْ أَهْلِ الكِتَابِ أَغَارُ مِنَ الثِّيَابِ إِذَا عَلَتْهَا ... وَمِنْ حَسَدٍ أَغَارَ مِنَ الثِّيَابِ رَأَيْتُ العَاشِقِيْنَ أَذَلّ قَوْمٍ ... وَفِي العِشْقِ المَذَلَّةُ لِلرِّقَابِ تَفُرُّ بِوِدِّهَا مَنْ يَرْتَجِيْهَا ... غُرُوْرَ الظِّلِّ أَوْ لَمْعَ السَّرَابِ طَلَبْتُ إِزَارَهَا فَبَكَتْ وَقَالَتْ ... غَصَبْتَ وَلَا يَحِلُّ لَكَ اغْتِصابِي وَإنِّي حِيْنَ أَسْأَلُهَا وَتَأَبَى ... لأَشْجَعُ مِنْ عُمَيْرِ بن الحُبَابِ ألَا لَيْتَ الوُلَاةَ نَهُوا جَمِيْعًا ... حِسَانَ الغَانِيَاتِ عَنِ النَّقَابِ فَإنَّ نَقَابَهُن لنَا عَذَابٌ ... وَمَا يَرْجُوْنَ مِنْ ذَاكَ العَذَابِ كَلَفْتُ بِهُنَّ إِبْكَارًا صِغَارًا ... وَقَدْ أَحْكَمْتُ تَذْلِيْلَ الصِّعَابِ أُحِبُّ الخُوْدَ تَضْعُفُ عَنْ جَوَابِي. البَيْتُ دِعْبَلُ: [من الوافر] 523 - أُحِبُّ الشَّيْبَ لمَّا قِيْلَ ضَيْفٌ ... لِحُبِّي لِلضُّيُوْفِ النَّازِلِيْنَا أَوَّلُ أَبْيَاتُ دِعْبَل بن عَلِيٍّ الخُزَاعِيّ: أَفِيْقِي مِنْ مَلَامكِ يَا ظَعِيْنَا ... كَفَاكِ اليَوْمَ مرُّ الأرْبَعِيْنَا إِذَا لَمْ تَتَّعِظْ بِالشَّيْبِ نَفْسِي ... فَمَا تَعْنِي عِظَاتُ الوَاعِظِيْنَا عَلَى أَنِّي وَإِنْ وَقَّرْتَ شَيْبي ... أشَاق إِذَا لَقَيْتُ الوَامِقِيْنَا وَأَهْوَى أَنْ تُخَبِّرَنِي سُلَيْمَى ... وَأُخْبرهَا بِمَا كُنَّا لَقِيْنَا أحبّ ذَخِيْرَه وَأحِبّ علقٍ ... إِلَى الغَانِيَاتُ وَإِنْ غَنِيْنَا ¬
أُحِبُّ الشَّيْبَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَمَا نَيْلُ المَكَارِمِ باِلتَّمَنِّي ... وَلَا بِالقَوْلِ يُبْلَى الفَاعِلُوْنَا [من الوافر] 524 - أُحِبُّ الصَّالِحِيْنَ وَلَسْتُ مِنْهُمْ ... لَعَلَّ اللَّهُ يَرْزُقُنِي صَلَاحَا قَوْلُ الشَّاعِرِ: أُحِبُّ الصَّالِحِيْنَ. البَيْتُ يُرْوَى أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ بَعْضَ مَسَاجِدَ البَصْرَة فَصلَّى وَقَالَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمِّ وَإِنْ كُنتُ عَصِيْتَكَ فَنَجِّنِي فِيْكَ مَنْ أَطَاعَكَ إِلَّا رَحَمْتَنِي قَالَ فَهَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ: يَا هَذَا لَقَدْ عَقَدْتَ عَقْدًا لَا يَنْحَلُّ أبَدًا. سَالِمُ بنُ وَابِصَة: [من الطويل] 525 - أُحِبُّ الفَتَى يَنْفِي الفَوَاحِشَ سَمْعُهُ ... كَأَنَّ بِهِ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَقْرَا وقد نُسِبَتْ هَذِهِ الأَبْيَاتُ إِلَى إِيَاسٍ بن القَائِف، وَبَعْدهُ: سَلِيْمَ دَوَاعِي الصّدْرِ لَا بَاسِطًا ... أَذًى وَلَا مَانِعًا خَيْرًا وَلَا قَائِلًا هُجْرَا (أي فُحْشًا) إِذَا مَا أَتَتْ مِنْ صَاحِبٍ لَكَ زلَّةٌ ... فَكُنْ أَنْتَ مُحْتَالًا لِزَلَّتِهِ عُذْرَا غِنَى النَّفْسِ مَا يَكْفِيْكَ مِنْ سَدِّ خِلَّةٍ ... فَإِنْ زَادَ شَيْئًا عَادَ ذَاكَ الغِنَى فَقْرَا خِلَّةٍ: أي حَاجَةٍ الوَزِيْرُ مُحَمَّدُ بن العَلْقَمِيُّ: [من الوافر] 526 - أُحِبُّ القُرْبَ مِنْ سُكَّانِ نَجْدٍ ... وَإِنْ طَابُوا نُفُوْسًا بِالبِعَادِ نُقِلَتْ مِنْ خَطِّ الوَزِيْرِ مُؤَيَّدِ الدِّيْنِ مُحَمَّد بن العَلْقَمِيّ وَزِيْرُ الإِمَام أَبِي أَحْمَد ¬
عَبْدُ اللَّهِ المُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ الشَّهِيْد رَحَمَهُ اللَّهُ وَأَظِنّهَا لِلوَزِيْرِ رَحَمَهُ اللَّهُ: أَقُوْلُ وَلِلدُّجَى عُمْرٌ مَدِيْدٌ ... وَآخِرهُ يُرَدُّ إلى مَعَادِ وقد ضَلَّتْ كَوَاكِبُهُ فَظَلَّتْ ... حَيَارَى مَالَهَا فِي الأُفْقِ هَادِ لَعَلَّ اللَّيْلَ مَاتَ الصُّبْحُ فِيْهِ ... فَلَازَمَ بعْدَهُ لُبْسَ الحِدَادِ لَقَدْ مَدَّ الفرَاقُ إلى جُفُوْنِي ... أَكفَّ الدَّمْعُ فَاسْتَلَبَتْ رُقَادِي كَأَنَّ العَيْنَ تَشْرَبُ مِنْ دُمُوْعِي ... فتنبتُ أَرضهَا شَوْكَ القَتَادِ أُحِبُّ العربَ مِنْ سُكَّانِ نَجْدٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَأُخْلِصُ فِي مَحَبَّتِهِمْ ضمِيْرِي ... وَإِنْ لَمْ يَعْرِفُوا حَقَّ الوِدَادِ ذُو الرُّمَّةِ: [من الطويل] 527 - أُحِبُّ المَكَانَ القَفْرَ مِنْ أَجْلِ أَنَّنِي ... بِهِ أَتَغَنَّى بِاسْمِهَا غَيْرَ مُعْجَمِ وَلآخَر قَرِيْبٌ مِنْهُ (¬1): أُكَنِّي بِغِيْرِ اسْمِهَا وَقَدْ عَلِمَ ... اللَّهُ خَفِيَّاتِ كُلِّ مُكْتَتَمِ وَمِنْ بَاب (أَحَبَّ) قَوْلُ الآخَر (¬2): أَحَبّ النَّدَى عَمْرٌو فَفَرَّقَ مَالَهُ ... عَلَى مُعْتِقِيْهِ لَمْ يَخَفْ صَوْلَةَ الفَقْرِ فَأَضْحَى بِلَا وَفِرٍ سِوَى مِلْكِ نَفْسِهِ ... وَهَانَ عَلَيْهِ مَا نَكَاهُ مِنَ الأَمْرِ أَمِيْطِي الهَوْنَ عَمَّنْ قَلَاكِ وَشَمِّرِي ... إِلَى غَيْرِهِ وَاسْتَرْزِقِي اللَّهَ فِي سِتْرِ [من الطويل] 528 - أُحِبُّ النِّسَاءَ السُّوْدَ مِنْ أَجْلِ تَكْتُمٍ ... وَمنْ أَجْلِهَا أَحْبَبْتُ مَنْ كَانَ أَسْوَدَا بَعْدَهُ: ¬
فَجِئْنِي بِمِثْلِ المِسْكِ أَطْيَبَ نَفْحَةً ... وَحِيْنَ يُمَثِّلُ اللَّيْلُ أَطِيَبُ مَرْقَدَا [من الطويل] 529 - أُحِبُّ النَّوَى لَا عَنْ قِلًى غَيْرَ أنَّنِي ... أَرَى أُمَّ عَمْرٍو وَالنَّوَى أبَدًا مَعَا قَبْلهُ: أبَانَ لنَا مِنْ دُرِّهِ يَوْمَ وَدَّعَا عُقُوْدًا ... وَأَلْفَاظًا وَثَغْرًا وَأَدْمُعَا وَأَهْدَى لنَا مِنْ دَلِّهِ وَجَبِيْنِهِ ... وَمَنْطِقِهِ مَلْهًى وَمَرْئً وَمَسْمَعَا أُحِبُّ النَّوَى لَا عَنْ قَلًى. البَيْتُ أنْشَدَ أَعْرَابِيٌّ --- أُحِبُّ اللَّوَاتِي فِي صِبَاهِنَّ غِرَّةٌ ---- مُسِرَّاتِ حُبٍّ مُظْهِرَاتِ - تَرَاهُنَّ - تراهُنَّ - فَقَالَ لَهُ مِسْعرُ: أَفِيْكَ لِهَذَا فَضْلٌ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا بِأَخِيْكَ --- وَقَالَ وقبيحٌ - العرب. الأَبْلَهُ: [من الوافر] 530 - أُحِبُّ الوَعْدَ مِنْكِ وَإِنْ تَمَادَى ... وَأَقْنَعُ بِالخيَالِ إِذَا أَلَمَّا [من الوافر] 531 - أُحِبُّ الأَرْضَ تَسْكُنُهَا سُلَيْمَى ... وَإِنْ كَانَتْ بوَادِيْهَا الجَدُوْبُ بَعْدهُ: وَمَا شَغَفِي بِحبِّ تُرَابِ أَرْضٍ ... وَلَكِنْ مَنْ يُحِلُّ بِها حَبِيْبُ عَبْدُ اللَّهِ بن أَبِي طَالِبٍ: [من الوافر] ¬
532 - أُحِبُّ بِأَنْ يَكُوْنَ المَالُ دُوْنِي ... طَوَالَ الدَّهْرِ فِي كَرَمِ الفَعَالِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابن الدُّمَيْنَةِ (¬1): أُحِبُّ بِلَادَ اللَّهِ مَا بَيْنَ منعجٍ ... وَحرّةَ سَلْمَى أنْ تَصوْبَ سَحَابُهَا بِلَادٌ بِهَا حَلَّتْ عَلَيَّ تَمَائِمِي ... وَأَوَّلُ أَرْضٍ مَسَّ جِلْدِي تُرَابُهَا خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ: [من الطويل] 533 - أُحِبُّ بَنِي العَوَّامِ طُرًّا لِحُبِّهَا ... وَمنْ أَجْلِهَا أَحْبَبْتُ أَخْوَالَهَا كعْبَا عَلِيُّ بنُ الجَّهم: [من البسيط] 534 - أَحْبَبْتُ إِعْلَامَكُمْ أنِّي بِأَمْرِكُمُ ... وَأَمْرِ غَيْرِكُمُ مِنْ أَهْلِكُمْ خَبِرُ بَعْدهُ: تُفَكِّهُوْنَ بِأَعْرَاضِ الكِرَامِ وَمَا أَنتمُ ... وَذِكْرُ كِرَامِ النَّاسِ يَا عُرَرُ الصُّوْلِيُّ: [من البسيط] 535 - أَحْبَبْتُ مِنْ أَجْلِهِ مَنْ كَانَ يُشْبِهُهُ ... وَكُلُّ شَيْءٍ مِنَ المَعْشُوْقِ مَعْشُوْقُ بَعْدهُ: حَتَّى حَكَيْتُ بِجِسْمِي مَا بِمقْلَتِهِ ... كَأَنَّ جِسْمِي مِنْ عَيْنَيْهِ مَسْرُوْقُ [من الطويل] 536 - أُحِبُّ ثَرَى أَرْضٍ أَقَامَ بِجَوِّهَا ... حَبِيْبٌ إِلَى قَلْبِي وَإِنْ لَمْ تُلَائِم ¬
بَعْدهُ: وَمَا أنسم الأرْوَاحُ إِلَّا لأَنَّهَا ... تَمرُّ عَلَى تِلْكَ الرُّبَا وَالمَعَالِمِ ذَكَرْنَاكُمُ وَالخَيْلُ تَدْمَى نُحُوْرُهَا ... وَأيْمَانُنَا مَبْلُوْلَة بِالقَوَائِمِ فَأَضْعَفَنَا عَنْ حَمْلِ أَسْيَافِنَا الهَوَى ... وَنَقَّضَ مِنَّا مُبْرِمَاتِ العَزَائِمِ السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من الطويل] 537 - أُحَبُّ خَلِيْلَيَّ الصَّفِيْن صَارِمٌ ... وَأَطْيَبُ دَارَيَّ الخِبَاءُ المُطَنَّبُ قَصيْدَةُ السَّيِّدِ الرَّضِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أوَّلُهَا يَمْدَحُ بِهَا أَبَاهُ: أُحِبُّ خَلِيْلَيَّ الصَّفِيْنَ صَارِمٌ ... وَأَطيَبُ دَارَيَّ الخِبَاءُ المُطَنَّبُ ذَلِيْلٌ لِرَيْبِ الدَّهْرِ مَنْ كَانَ حَاضِرًا ... وَحَبٌ لِذِي الأَيُّامِ مَنْ يَتَغَرَّبُ ولي فِي ظُهُوْرِ الشَّدْقِمِيَّاتِ مَقْعَدٌ ... وَفَوْقَ مُتُوْنِ اللَّاحِقِيَّاتِ مَرْكَبُ لِثَامِي غُبَارُ الخَيْلِ فِي كُلِّ غَارَةٍ ... وَثَوْبِي العَوَالِي وَالحَدِيْدُ المُذَرَّبُ وَأَطْمَعَنِي فِي العِزِّ أَنِّي مُغَامِرٌ ... جَرِيْءٌ لا عَلَى الأَعْدَاءِ وَالقَلْبُ قُلَّبُ إِذَا قَلَّ مَالِي قَلَّ صَحْبِي وَإِنْ نَمَا ... فَلِي مِنْ جَمِيع النَّاسِ أَهْلٌ وَمَرْحَبُ غِنَى المَرْءِ عِزٌّ وَالفَقْيرُ كَأَنَّهُ ... إِلَى النَّاسِ مَهْنُوْءُ الذّرَاعَيْنِ أَجْرَبُ تُطَالِبُنِي نَفْسِي بِكُلِّ عَظيْمَةٍ ... أَرَى دُوْنَهَا بَخارِي دَمٍ يَتَصبَّبُ إِذَا كَانَ حُبُّ الشَّيْءِ لِلْمَرْءِ ضيْعَةً ... فَأَضيَعُ شَيْءٍ مَا يَقُوْلُ المُؤَنَّبُ أُجَرِّبُ مَنْ أَهْوَاهُ قَبْلَ فرَاقِهِ ... فَيَصدقُ مِنْهُ الغَدْرُ وَالوُدُّ يَكذِبُ وَلَا عِلْمَ لِي بِالغَيْبِ إِلَّا طَلِيْعَةً ... مِنَ الحَزْمِ لَا يَخْفَى عَلَيْهَا المُغَيَّبُ فلو لَوَّحَتْ لِي بِالبُرُوْقِ سَحَابَةٌ ... لأَغْضَبْتُ عِلْمًا إِنَّ مَا بَانَ جُلَّبُ إِذَا شِئْتُ فَارَقْتُ الحَبِيْبَ وَبَيْنَنَا ... مِنَ الشَّوْقِ مَا يُمْلَى عَلَيَّ وَأَكْتبُ وَلَيْسَ نَسِيْبِي أَنَّ فِي القَلْبِ لَوْعَةً ... وَلَكِنَّنِي أَبْكِي زَمَانِي وَأَنْدُبُ وَمَا نَافِعِي عِنْدَ البَعِيْدِ تَصَرّمِي ... وَلَا ضائِرِي عِنْدَ القَرِيْبِ التَّجَنُّبُ ¬
وَمَا فِي نِجَادِ السَّيْفِ زَيْنٌ لِحَامِلٍ ... وَمَا الزَّيْنُ إِلَّا لِلْفَتَى حِيْنَ يَضْرِبُ فَتَى الحَرْبِ مَنْ لِلسَّيْفِ فِيْهِ عَلَامَةٌ ... وَلِلطَّعِنِ فِي جَنْبَيْهِ طَرقٌ وَمَلْعَبُ يَغُرُّ الفَتَى مَا طَالَ مِنْ حَبْلِ عُمْرِهِ ... وَترخِي المَنَايَا بُرْهَةً ثُمَّ تَجْذِبُ يَقُوْلُوْنَ عَنْقَاء مَغْرِبٍ مُسْتَحِيْلَةٌ ... ألَا كُلّ حَقٍّ مَاتَ عَنْقَاء مُغْرِبُ يَطُوْلُ عَنَاءُ العِيْسِ مَا كُنْتُ فَوْقَهَا ... وَمَا دَامَ لِي رَأْيٌ وَعَزْمٌ وَمَذْهَبُ وَهَوَّنَ عِنْدِي مَا بِقَلْبِي مِنَ الصَّدَى ... ظَمَأٌ تَجَافَى مَوْرِدِ المَاءِ لُغَّبُ يَقُوْلُ مِنْهَا وَهِيَ طَوِيْلَةٌ: بِالعِيْدِ الجَدِيْدِ تَعِلَّةً ... وَغَيْرُكَ بِالأَعْيَادِ وَاللَّهْوِ يُعْجَبُ مَمْدُوْدًا عَلَيْكَ ظِلَالُهُ ... وَلَا زِلْتَ فِي نعْمَائِهِ تَتَقَلَّبُ إِذَا قُلْتُ فِيْكَ الشِّعْرَ جَوَّدَ مَادِحٌ ... وَأَكْثَرَ وَصَّافٌ وَأَغْرَقَ مُطْنِبُ بَغِيْضٌ إِلَى الأَيَّامِ إِنَّكَ لِي حِمًى ... وَغَيْظٌ عَلَى الأَيَّامِ إِنَّكَ لِي أَبُ عَلَيَّ وَالنَّبِيّ تَرُوْقنِي ... مَنَاسِبُ مَنْ يُعْزَى لِمَجْدٍ وَيُنْسَبُ يُقرُّ بِفَضْلِي كُلُّ بَادٍ وَحَاضِرٍ ... وَيَحْسِدُنِي هَذَا العَظِيْمُ المُحَجَّبُ وَمَنْ لِي بَأَنْ يَشْتَاقَ مَا أَنَا قَائِلٌ ... وَيَسْمعُ مِنِّي مَا يَرُوْقُ وَيُعْجِبُ [وَلَولا جَزَاءُ الشعر ممّن يُرِيدُهُ] ... وَجَدْتُ كَثِيْرًا مَن أغنى وَيَطْرَبُ دِعْبَلُ: [من الوافر] 538 - أحَبُّ ذَخِيْرَةٍ وَأَحَبُّ عَلْقٍ ... إِلَيَّ الغَانِيَاتُ وَإِنْ غَنِيْنَا [من الطويل] 539 - أُحِبّ سَمَاعَ اللَّوْمِ فِيْكِ لأَنّهُ ... وَعَيْشِك لَا يُسْلِي مُحِبَّكِ بَلْ يُغْرِي 540 - أُحِبّ سُمْرَ القَنَا مِنْ أَجْلِ مُشْبِهِهَا ... قَدًّا وَأَعْشَقُ حَتَّى مَنْ بِهَا طُعِنَا ¬
تَمَثَّلَتْ بِهَذَا البَيْتِ بَعْضُ المُغَنِّيَاتِ وقد رَأَتْ القِثَّاءَ، وقد تَكَرَّرَ هَذَا البَيْتُ لاخْتِلَافِ لَفْظِ أَوَّله فَجَاءَ بِبَابِ اشْتَاق سِمْرُ القنا مُكَرَّرًا. [من البسيط] 541 - أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى الإنْسَانِ حَاجَتُهُ ... غَيًّا إِذَا مَا هَوَتْهُ النَّفْسُ أَوْ رَشَدَا [من الوافر] 542 - أُحِبُّ صَبَا الرِّيَاحِ لِحُبِّ سَلْمَى ... وَأَهْوَى الأرْضَ جَابَتْهَا إِلَيَّا بَعْدهُ: وَلَو أنَّا نُبَاعُ كَلَامَ لَيْلَى ... لأَعْطَيْنَا بِهِ ثَمَنًا غَلِيَّا البُحْتُرِيُّ: [من المتقارب] 543 - أُحِبُّ عَلَى أَيِّمَا حَالَةٍ ... إسَاءَةَ لَيْلَى وَإحْسَانَهَا قَبْلهُ: تَوَهَّمَ لَيْلَى وَأَضعَانهَا ... ظِبَاءَ الصَّرِيْمِ وَغِزْلَانَهَا أُحِبُّ عَلَى أَيّمَا حَالَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَكُنْتُ امْرَأً لَمْ أَزَلْ تَابِعًا ... وِصالَ الغَوَانِي وَهجْرَانِهَا وَلَا أرْيَحِيّة حَتَّى أَكُوْنَ ... طَرُوْبَ العَشِيَّاتِ نَشْوَانهَا أَرَاكِ وَإِنْ كُنْتِ ظَلَامَةً ... صَفِيَّةَ نَفْسِي وَخُلْصَانهَا عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَة: [من الطويل] 544 - أَحَبَّ فَأَعْدَانِي خَلِيْلِي بِالهَوَى ... وَمَا كنْتُ أَخْشَى أَنْ يَكُوْنَ هَوًى يُعْدِي أوَّلُهَا: ألَمْ تَسْأَلِ الأَطْلَالَ بِالأَبْلَقِ الفَرْدِ ... وَلَوْ طَالَ عَهْدٌ هَلْ تخبّر عَنْ هِنْدِ ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا: أُحِبّ فَأَعْدَانِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: بَلَى أَنَّهُ يُعْدِي فَلَا يَأَمَنَنَّهُ ... وَلَا النَّاظِرَاتِ العَادِيَاتِ فَتًى بَعْدِي إِذَا اتُّهِمَتْ كَانَ الهَوَى بِبِلَادِهَا ... وَإِنْ أَنْجَدَتْ حَنَّ الفُؤَادُ إِلَى نَجْدِ وَمِنْ هَذَا البَابُ قَوْلُ العَبَّاسُ بن الأحْنَفُ (¬1): أُحِبّكِ أَطْرَافُ النَّهَارِ بَشَاشَةً ... فِي اللَّيْلِ يَدْعُونِي الهَوَى فَأُجِيْبُ الخُبْزأَرْزِيّ: [من المتقارب] 545 - أَحَبَّ فَمَنْ ذَا الَّذِي كلَّفَهُ ... وَمَلَّ فَمَنْ ذَا الَّذِي اسْتَعْطَفَه بَعْدهُ: فَلَا أَحَدٌ فِي الرّضَا سَاءهُ ... وَلَا أَحَدٌ فِي القَلَى عَنَّفَه وَكُنَّا وَكَانَ كَمَا قَدْ عَلِمْتَ ... فَمَاذَا التَّعَدِّي وَمَاذَا السَّفَه وَفِي النَّاسِ مَنْ يَنْتَحِي للذُّنُوْبِ ... وَذَا قَدْ تَجَاوَزَ حَدَّ الصِّفَه وَمَا كُلُّ مَنْ كَانَ ذَا قُوَّةٍ ... يُنَاوِي الضَّعِيْفَ إِذَا اسْتَضْعَفَه وَإِنْ شِئْتُ عَرَّفْتهُ مَنْ أَنَا ... وَإِنْ كَانَ بِي جَيّدَ المَعْرِفَه وَفِرْعَوْنُ يَعْرِفُ مَنْ رَبُّهُ ... وَلَكِنَّ طُغْيَانَهُ سَوَّفَه وَسَلْ مَنْ تَعَرَّضَ بِالهَجَاءِ ... عَنْ عَرْضِهِ أَيْنَ قَدْ خَلَّفَه [من الطويل] 546 - أُحِبّكَ حُبًّا لَوْ تُحُسِّي بِبَعْضِهِ ... أَصَابَكَ مِنْ وَجْدٍ عَلَيَّ جُنُوْنُ مُحَمَّد بن أُمَيَّةَ بن أبي أمية الكَاتِب: [من الطويل] ¬
547 - أُحِبُّكَ حُبًّا لَوْ يُفِيْضُ يَسِيْرُهُ ... عَلَى الخَلْقِ مَاتَ الخَلْقُ مِنْ شِدَّةِ الحُبِّ بَعْدهُ: وَأَعْلَمُ أَنِّي بَعْدَ ذَاكَ مُقَصِّرٌ ... لأنَّكَ فِي أَعْلَى المَرَاتِبِ مِنْ قَلْبِي السيد الرضي: [من الوافر] 548 - أُحِبُّكَ مَا أَقَامَ مِنًى وَجَمْعٌ ... وَمَا أَرْسَى بِبَكَّةَ أَخْشَبَاهَا بَعْدَ قَوْلِ الرَّضِيّ: (أُحِبُّكَ) نَظَرْتُكَ نَظْرَةً بِالخِيْفِ كَانَتْ ... جَلَاءَ العَيْنِ مِنِّي بَلْ قَذَاهَا فَوَاهًا كيْفَ تَجْمَعُنَا اللَّيَالِي ... وَآهًا مِنْ تَفَرُّقِنَا وَآهَا وَأُقْسِمُ بِالوُقُوْفِ عَلَى أَلالٍ ... وَمَنْ شَهِدَ الجمَارَ وَمن رَمَاهَا لأَنْتَ النَّفْسُ خَالِصَةً ... فَإنَّ لَمْ تَكُوْنِيْهَا فَأَنْتِ إِذًا مُنَاهَا [من الطويل] 549 - أُحِبُّكُمُ حُبًّا بِكُلِّ جَوَارِحِي ... فَهَلْ لَكُمْ عِلْمٌ بِمَا لَكُمْ عِنْدِي قَوْلُهُ: أُحِبُّكُم حَبًّا بِكُلِّ جَوَارِحِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَتَجْرُوْنَ بِالوُدِّ المَضَاعَفِ مِثْلهُ ... فَإنَّ الكَرِيْمَ مَنْ جَزَى الوُدَّ بِالوُدِّ الجَّوَابُ عَنْ ذَلِكَ: لِلَّذِي وَدَّنَا المُوَدَّةُ بِالضِّعْـ ... ـفِ وَفَضلُ البَادِىِ بِهِ لَا يُجَازَى وَلَوْ بَدَا مَا بِنَا لَكُمُ مَلَ الأَرْ ... ضَ وَأَقْطَارَ شَامِهَا وَالحِجَازَا قَالَ سَعِيْدُ بنُ عُثْمَان كُنْتُ مَعَ ذِي النُّوْن المصْرِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ فِي تِيْهِ بَنِي إِسْرَائِيْلَ فإذا بِشَخْصٍ قَدْ أَقْبَلَ فَقُلْتُ لَهُ يَا أُسْتَاذُ هَذَا شَخْصٌ فَقَالَ لِي انْظُرْ فَإِنَّهُ لَا يَضَعُ قَدَمَهُ فِي ¬
هَذَا المَكَانِ إِلَّا وَلِيٌّ أو صَدِيْقٌ فَقُلْتُ إنَّها امْرَأَةٌ فَقَالَ صَدِّيْقَةٌ وَرَبّ الكَعْبَةِ فَابْتَدَرَ فَسَلَّمَ عَلَيْهَا فَرَدَّتِ السَّلَامَ تُمَّ قَالَتْ مَا لِلرِّجَالِ -- فَقَالَ إِنِّي أَخُوْكِ ذِي النُّوْن وَلَسْتُ مِنْ أَهْلِ البهم فَقَالَتْ مَرْحَبًا حَيَّاكَ اللَّهُ بِالسَّلَامِ فَقَالَ لَهَا مَا حَمَلَكِ عَلَى الدُّخُوْلِ إلى هَذَا المَوْضِع فَقَالَتْ قَولهُ تَعَالَى {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} إنِّي كُلَّمَا دَخَلْتُ أَرْضًا - اللَّهُ الشوق - إِلَى رُؤيَتِهِ فَقَالَ لَهَا صفِي لِي المَحَبَّة فَقَالَتْ يَا سُبْحَانَ اللَّهِ أَنْتَ عَارِفٌ تَتَكَلَّمَ بِلِسَانِ المَعْرِفَةِ وَتَسْأَلُنِي فَقَالَ يَحِقُّ للسَّائِلِ الجوَابُ قَالَتْ نَعَم المَحَبَّةُ عِنْدِي لَهَا أَوَّلُ وَآخَر -- يذكر المَحْوبِ وَالحزْنُ الدَّائِمُ وَالشَّوْقُ اللَّازِمُ فإذا صَارُوا إِلَى أَعْلَاهَا شَغَلَهُمْ وجْدَان الخَلْوَاتِ عَنْ كَثِيْرٍ مِنْ أَعْمَالِ الطَّاعَاتِ ثُمَّ أَخَذَتْ فِي الزَّفِيْرِ أنشأت تقول، وَالشّعر لآدَمَ بن عَبْد العَزِيْزِ بن عُمَرَ بن عَبْدِ العَزِيْزِ (¬1). أُحِبُّكَ حُبَّيْنِ حُبُّ الهوى ... وَحُبٌّ لأَنَّكَ أَهْلٌ لِذَاكَا فَأَمَّا الَّذِي حُبُّ الهَوَى ... فَذكْرٌ شُغِلْتُ بِهِ عَنْ سِوَاكَا وَأَمَّا الَّذِي أَهْلٌ لَهُ ... فَكَشْفُكَ للحُبِّ حَتَّى أَرَاكَا وَلَسْتُ أَمُنُّ بِهَذَا عَلَيْكَ ... وَلَكِنْ لَكَ المنُّ فِي ذَا وَذَاكَا قَالَ سَعِيْدُ بن عُثْمَان: ثُمَّ شَهَقَتْ شَهْقَةً فإذا هِيَ قَدْ فَارَقَتِ الدُّنْيَا. 550 - أُحِبُّكُمُ مَا دُمْتُ حَيًّا فَإنْ أَمُتْ ... فَوَاكَبِدِي مِمَّنْ يُحِبُّكُمْ بَعْدِي قَبْلُهُ: تَحَمَّلَ أَصْحَابِي ولَمْ يَجْدوا وَجْدِي ... وَلِلنَّاسِ أَشْجَانٌ وَلِي شَجَنٌ وَحْدِي أُحِبُّكُمُ مَا دِمْتُ حَيًّا. البَيْتُ قِيْلَ وَسَمِعَ بَعْضُ الطرَفَاءِ هَذَا البَيْت الأَخِيْر فَقَالَ: مَا هَذَا إِلَّا مَيِّتٌ فضُوْليٌّ. [من الوافر] ¬
551 - أحُبُّكِ لَا لِفَاحِشَةٍ وَلَكِنْ ... رَأَيْتُ الحُبَّ مِنْ شِيَمِ الكِرَامِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ المُتَنَبِّيّ فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ (¬1): أُحِبُّكَ يَا شَمْسَ الزَّمَانِ وَبَدْرَهُ ... وَإِنْ لَامَنِي فِيْكَ السُّهَى وَالفَرَاقِدُ وَذَاكَ لأنَّ الفَضْلَ عِنْدَكَ بَاهِرٌ ... وليسَ لأنَّ العَدْلَ عِنْدَكَ بِارِدُ أنْشَدَ سِيْبَوَيْه: [من الوافر] 552 - أحُبُّ لِحُبِّهَا السُّوْدَانَ حَتَّى ... أُحِبُّ لِحُبِّهَا سُوْدَ الكِلَابِ أَنْشَدَ سَيْبَوِيْه هَذَا البَيْتُ بِكَسْرِ الهَمْزَةِ مِن أُحِبُّ وَبِكَسْرِ الحَاءِ مِنْ لِحبِّهَا فِي المَوْضعَيْنِ وَهذا عَلَى رَأْيِ مَنْ قَالَ مِغِيْرَةٌ بِكَسْرِ المِيْمِ عَلَى مَعْنَى الاتْبَاعِ وَلَيْسَ ذَلِكَ عِنْدَهُ عَلَى حَبِبْتُ أُحِبُّ وقد جَاءَ حَبَبْتُ قَالَ الشَّاعِرُ (¬1): وَوَاللَّهِ لَوْلَا تَمْرَهُ مَا حَبِبْتُهُ ... وَلَا كَانَ أَوْلَى مِنْ عُبَيْدٍ وَمُرْشقِ [من الوافر] 553 - أُحِبُّ لِحُبِّهَا تَلْعَاتِ نَجْدٍ ... وَمنْ شَغَفِي بِهَا أَهْوَى هَوَاهَا بَعْدهُ: وَأَصبُو لِلنَّسِيْمِ سَرَى بِلِطْفٍ ... يَضوِّعُ كُلَّ طِيْبٍ مِنْ ثَرَاهَا أَبُو الأَسْوَد الدُّئَلِيّ: [من الوافر] 554 - أحُبُّ مُحَمَّدًا حُبًّا شَدِيْدًا ... وَعَبَّاسًا وَحَمْزَةَ وَالوَصِيَّا بعد: أُحِبُّهُمُ لِحُبِّ اللَّهِ حَتَّى ... أَجِيْءَ إِذَا بُعِثْتُ عَلَى هَوِيَّا ¬
هَوًى أَعْطَيْتُهُ مِنْذُ اسْتَدَارَتْ ... رَحَى الإسْلَامِ لَمْ يَعْدِلْ سَوِيَّا يَقُوْلُ الأَرْذَلُوْنَ بَنُو قُشَيْرٍ ... طِوَالَ الدَّهْرِ مَا تَنْسَى عَلِيَّا بَنُو عَمِّ النَّبِيِّ وَأَقْرَبُوْهُ ... أَحَبُّ النَّاسِ كُلَّهُمُ إِلَيَّا فَإنَّ يَكُ حُبُّهُمْ رَشْدًا أُصِبْهُ ... وَلَيْسَ بِمُخْطِئٍ إِنْ كَانَ عَيَّا قِيْلَ: وَكَانَ أَبُو الأَسْوَدُ نَازِلًا فِي بَنِي قُشَيْرٍ وَكَانُوا عُثْمَانِيَّةً فَكَانُوا يَنْهُوْنَهُ عَنْ ذُكْرِ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَحَبَّتِهِ وَهُوَ لَا يَنْتَهِي فَكَانُوا يَرْمُوْنَهُ بِاللَّيْلِ فَإِذَا أَصْبَحَ شَكَا ذَلِكَ فَشَكَا مَرَّةً، فَقَالُوا: مَا نَحْنُ نَرْمِيْكَ وَلَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرْمِيْكَ. فَقَالَ: كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ لَوْ كَانَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يَرْمِيْنَي مَا أَخْطَأَنِي. مُسْلِمُ بنُ الوَليْدِ: [من الوافر] 555 - أُحِبُّ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ جُهْدِي ... وَأكْرَهُ أَنْ أَعِيْبَ وَأَنْ أُعَابَا بَعْدهُ: وَأُصْفِحُ عَنْ سِبَابِ النَّاسِ حِلْمًا ... وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ يَرْضَى السّبَابَا وَأَتْرِكُ قَائِلُ العَوْرَاءِ عَمْدًا ... لأُهْلِكُهُ وَمَا أَعِيَا جَوَابَا وَمَنْ هَابَ الرِّجَالَ تَهَيَّبُوْهُ ... وَمَنْ حَقَرَ الرِّجَالَ فَلَنْ يُهَابَا وَمَنْ قَضَتِ الرَّجَالُ لَهُ حُقُوْقًا ... ولَمْ يَقْضِ الحُقُوْقَ فَمَا أَصَابَا وقد رُوِيَتْ هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِمُحَمَّدِ بنِ خَازِمٍ. قَيْسُ بنُ المُلَوَّحِ: [من الطويل] 556 - أُحِبُّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا وَافَقَ اسْمهَا ... وَأَشْبَهَهُ أَوْ كَانَ مِنْهُ مُدَانِيَا قبلهُ: ألَا لَيْتَ لَيْلَى لَمْ تَكُنْ لِي صاحِبًا ... وَلَمْ أَدْرِ مِنْ لَيْلَى وَلَمْ أَدْرِ مَا هِيَا ¬
فَمَا ذَكَرَتْ عِنْدِي مِنْ سَمِيَّةٍ ... مِنَ اليَأْسِ إِلَّا بَلَّ دَمْعِي رِدَائِيَا أُحِبُّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا. البَيْتُ، وَهِيَ طَوْيَلَةٌ. وَمِنْ بَابِ (أُحْبُّ) قَوْلُ يَعْقُوْبُ يُوْسُف بن الحُسَيْنِ الزَّاهِدُ الرَّازِيّ وَفَاتُهُ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَثَلَاثَمِائَةٍ (¬1). أُحِبُّ مِنَ الإخْوَانِ كُلَّ مَوَّاتِ ... وَكُلِّ غَضيْضِ الطَّرْفِ عَنْ عَثَرَاتِي يُوَافِقُنِي فِي كُلِّ أَمرٍ أُحِبُّهُ ... وَيَحْفَظُنِي حَيًّا وَبَعْدَ مَمَاتِي فَمَنْ لِي يَهْنَا لَيْتَنِي قَدْ وَجَدْتُهُ ... فَقَاسَمْتُهُ مَالِي وَمِنْ حَسَنَاتِي مِهْيَارُ: [من المتقارب] 557 - أَحَبُّوا فُرَادَى ولَكنَّهُمْ ... عَلَى صَيْحَةِ البَيْنِ مَاتُوا جَمِيْعَا قبلهُ: دَعُوْهَا تَرِدْ بَعْدَ خَمْسٍ شُرُوْعَا ... وَأَرْخُوا أَزِمَّتَهَا وَالنُّسُوْغَا وَقُوْلُوْهَا أَبَدًا لَا عُقرت ... وَلَا امْتَدَّ دَهْركِ إِلَّا رَبِيْعَا حَمَلْنَ شَاوَى بِكَأْسِ الغَرَامِ ... وَكُلٌّ غَدَا لأَخِيْهِ رَضيْعَا حَمُوا رَاحَةَ النَّوْمِ أَجْفَانهم ... وَشَدُّوا عَلَى الزَّفَرَاتِ الضُّلُوْعَا أَحَبُّوا فُرَادَى ولكِنَّكُمْ. البَيْتُ أَبُو نَصْرٍ بن نُبَاتَة: [من البسيط] 558 - أُحِبُّهَا وَبِلَادُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ... حُبُّ البَخِيْلِ غِنَاهُ بَعْدَ إقْتَارِ قَبْلهُ: يَا حَبَّذَا أَرْضُ نَجْدٍ كَيْفَ مَا سَمَحَتْ ... بِهَا الخُطُوْبِ عَلَى يُسْرٍ وَإِعْسَارِ وَحَبَّذَا دَمِثٌ مِنْ ترْبِهَا عَبَقٌ ... عَبَّتْ عَلَيْهِ رِيَاحٌ غَبَّ أَمْطَارِ ¬
أُحِبّهَا وَبِلَادُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ مَا كُنْتُ أَوَّلُ مَنْ حَنَّتْ رَكَائِبُهُ ... شَوْقًا وَلَها رَقَّ أَلْف غَيْر مُحْتَارِ لَا يَدْفَعُ الضَّيْمَ عَنْ حَوْبَاءِ مُهْجَتِهِ ... مَنْ لَيْسَ يَدْفَعَهُ عَنْ بهْجَةِ الجَّارِ لَو كُنْتَ تَقْبَلُ نُصحِي غَيْرَ مُتَّهَمٍ ... مَلأْتُ سَمْعَكَ مِنْ وَعْظٍ وَإنْذَارِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الدُّمَيْنَةِ: [من الطويل] 559 - أُحِبُّ هُبُوْطَ الوَادِيَيْنِ وَإنَّنِي ... لَمُسْتَهْتِرٌ بِالوَادِيَيْنِ غَرِيْبُ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: 560 - أَحْتَالُ لِلَمَالِ إِنْ أَوْدَى فَأَجْمَعُهُ ... وَلَسْتُ لِلْعَرْضِ إِنْ أَوْدَى بِمُحْتَالِ قَبْلهُ: المَالُ يَغْشي رِجَالًا لَا طِبَاخَ لَهُمْ ... كَالسَّيْلِ يَغْشِي أُصُوْلَ الدَّنْدَنِ البَالِي أَصُوْنُ عِرْضِي بِمَالِي لَا أُدَنِّسُهُ ... لَا بَارَاكَ اللَّهُ بَعْدَ العِرْضِ بِالمَالِ أَحْتَالُ لِلمَالِ. البَيْتُ المُتنبيُّ يَصِفُ الحَرْبِ: [من الكامل] 561 - أَحْجَارُ نَاسٍ فَوْقَ أَرْضٍ مِنْ دَمٍ ... وَنُجُوْمُ بِيْضٍ فِي سَمَاءِ قَتَامِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ آخَر: أُحَدِّثُ طُوْلَ اللَّيْلِ نَفْسِي إنَّنِي ... أُفَرِّغُ قَلْبِي عَنْ وِدَادِكَ سالِيَا فَأغْدُو وَقَدْ أبْصَرْتُ وَجْهَكَ ضَاحِكًا ... فَحِيْنَئِذٍ يُضْحِي هَبَاءً مَقَالِيَا أَبُو حَيَّةَ النَّمْرِيُّ: [من البسيط] 562 - أُحَدِّثُ النَّفْسَ مَسْرُوْرًا بِذِكْرِكُمُ ... حَتَّى كَأَنّ الَّذِي مَا كَانَ قَدْ كَانَا ¬
قَبْلهُ: لَا مُنْكِرٌ لِقَبِيْحٍ مِنْكَ أَعْرِفهُ ... إِنِّي أَرَاهُ إِذَا أَرْضَاكَ إِحْسَانَا أُحَدِّثُ النَّفْسَ مَسْرُوْرًا. البَيْتُ [من الرجز] 563 - إحْدَى لَيَالِيْكِ فَهِيْسِي هِيْسِي ... لَا تنْعَمِي اللَّيْلَةَ بِالتَّعْرِيْسِ هُوَ المَثَلُ يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَقَعُ فِي الأمْرِ يَحْتَاجُ فِيْهِ إِلَى الجِّدِ وَالاجْتِهَادِ قَالَ الأُمَوِيّ الهِيْسُ السَّيْرُ أيَّ ضرْبٍ كَانَ. [من الرجز] 564 - إحْدَى لَيَالِيْكِ مِنْ ابنِ الحُرِّ ... إِذَا مَشَى خَلْفَكِ لَمْ تَجْتَرِّي وهَذَا أَيْضًا مَثَلٌ وَبَعْدَ قَوْلِهِ تَجْتَرِي: إِلَّا بِقَيْصوْمٍ وَشِيْحٍ مُرِّ يُضرَبُ هُنَا فِي المُبَادَرَةِ لأَنَّ اللصَّ إِذَا طَرَدَ الإِبْلَ ضرَبَهَا ضرْبًا يُعَجِّلُهَا أَنْ تَجْترَّ. [من مجزوء الكامل] 565 - إحْذَرِ الغِيْبَةَ فَهِيَ ... الفِسْقُ لَا رُخْصَةَ فِيْه أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الرمل] 566 - إِحْذَرِ الأَحْمَقَ لَا تَصْحَبُهُ ... إِنَّمَا الأَحْمَقُ كَالثَّوْبِ الخَلَقُ بَعْدهُ: كُلَّمَا رَقَّعْتَهُ مِنْ جَانِبٍ ... زَعْزَعَتْهُ الرِّيْحُ يَوْمًا فَانْخَرَق أو حِمَارِ السُّوْءِ إِنْ أَشْبَعْتَهُ ... رَمَحَ النَّاسَ وَإِنْ جَاعَ نَهَقْ ¬
أو كَصدْعٍ فِي زُجَاجٍ فَاحِشٍ ... هَلْ تَرَى زَادَ شَرًّا وَتَمَادَى فِي الحَمَقْ قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: عَاقِلٌ وَأَحْمَقٌ وَفَاجرٌ فَأَمَّا العَاقِلُ فَالدِّيْنُ شَرِيْعَتُهُ وَالحِلْمُ طَبيْعَتُهُ وَالِعْلمُ سَجِيَّتُهُ إِنْ سُئِلَ أَجَابَ وَإِنْ نَطَقَ أَصَابَ وَإِنْ حُدِّثَ اسْتَمَعَ وَإِنْ حَدَّثَ أَمْتَعَ. وَأَمَّا الأَحْمَقُ فَإِنْ تَكَلَّمَ عَجِلَ وَإِنْ حَدَّثَ وَهَلَ وَإِنْ حُدِّثَ جَهِلَ. وَأَمَّا الفَاجِرُ فَإِنَّ ائْتَمَنْتَهُ خَانَكَ وَإِنْ جَالَسْتَهُ شَانَكَ وَإِنْ ائْتَمَنَكَ اتَّهَمَكَ وَإِنْ وَثَقْتَ بِهِ خَذَلَكَ. ابْنُ الهَبَّارِيَّةِ: [من الكامل] 567 - إِحْذَرْ جَلِيْسَ السُّوْءِ وَالبِسْ دُوْنَهُ ... ثَوبَ التَّقِيَّةِ جَاهِدًا وَتَدَرَّعِ يَقُوْلُ بَعْدَهُ: لَا تَحْقِرَنْ لِيْنَ العَدُوِّ فَرُبَّمَا ... قَتَلَ الكَمِيَّ النَّدْبَ لِيْنُ المِبْضَعِ وَالصِّدْقُ أَسْلَمُ فاتَّخِذْهُ جُنَّةً ... وَالكِذْبُ يَفْضحُ رَبِّه فِي المَجْمَعِ وَالكُبْرُ شَيْنٌ فَاجْتَنِبْهُ دَائِمًا ... وَالبَغْيُ فَاحْذرْهُ وَخِيْمُ المَصْرَعِ حَدِّثْهُمُ إِنْ أَمْسَكُوا فَإِذَا هُمُ ... ذَكَرُوا الحَدِيْثَ فَاصْغِ جُهْدِكَ وَاسْمَعِ وَإِذَا هُمُ سَأَلُوا النّوَالَ فَأَعْطِهِمْ ... وَإِذَا هُمُ لَمْ يَسْأَلُوا فَتَبَرَّعِ لَا تَحْرِصَنَّ فَإنَّ حِرْصَكَ بَاطِلٌ ... وَاضرِبْ بِعِزِّ اليّأْس ذُلَّ المَطْمَعِ وَلَقَدْ تَعِبْنَ وَمَا ظَفِرْتُ وَكَمْ أَتَى ... ظَفَرٌ عَقِيْبَ تَرَفّهٍ وَتَوَدُّعِ وَلَكَمْ تَوَقَّعْتُ الغِنَى فَحُرِمْتُهُ ... وَلَقِيْتُهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَتَوَقَّعِ [من مجزوء الكامل] 568 - إحْذَرْ صَدِيْقَكَ إنَّه ... يَخْفَي عَلَيْكَ وَلَا يَبِيْنُ بَعْدهُ: إِنَّ العَدُوَّ مُبَارِزٌ لَكَ ... وَالصَّدِيْقُ هُوَ الكَمِيْنُ ¬
[من الكامل] 569 - إِحْذَرْ صَدِيْقَكَ لَا عَدُوَّكَ إِنَّمَا ... عَوْرَاتُ عَيْبِكَ عِنْدَ كُلِّ صَدِيْقِ 570 - إِحْذَرْ عَدَاوَةَ حَاسِدٍ لَكَ رُتْبَةً ... وَلَوَ انَّهُ الوَلَدُ الَّذِي لَكَ يُوْلَدُ بَعْدهُ: فَالشَّيْءُ يُدْهَى بِالَّذِي مِنْ جِنْسِهِ ... مِثْلُ الحَدِيْدِ سَطَا عَلَيْهِ المِبْرَدُ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى: [من مجزوء الكامل] 571 - إِحْذَرْ عَدُوَّكَ مَرَّةً ... واحْذَرْ صَدِيِقَكَ أَلْفَ مَرَّه بَعْدهُ: فَلَربّمَا انْقَلَبَ الصدِيْقُ ... فَكَانَ أَعْرَفَ بِالمَضَرَّة وَقَدْ نُسِبَتَا إِلَى أَبِي مُحَمَّد عَبْدِ اللَّهِ بنَ مَعْرُوْفٍ القَاضِي. وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ إبْرَاهِيْم بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِحْذَرْ عَوَاقِبَ وَرُد أَمْرِكَ صادِرًا ... فَلِكُلِّ ورْدٍ مَصدَر وَعَوَاقِبُ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من السريع] 572 - إِحْذَرْ فَإنَّ المَوْتَ جِدٌّ وَلَا ... تَلْعَبْ وَبَادِرْ سَاعَةَ الفَوْتِ عَبْدُ قَيْس بن خَفَافٍ البَرْجَمِيُّ: [من الكامل] 573 - إِحْذَرْ مَحَلَّ السُّوْءِ لَا تَحْلِلْ بِهِ ... وَإِذَا نَبَا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ: ¬
إحْضرْ مُصَاحِبَةَ اللَّئِيْمِ فَإِنَّهُ ... بِفَسَادِهِ لِصَلَاحِ عَقْلِكَ يَغْلِبُ [من البسيط] 574 - إِحْذَرْ مَغَائِظَ أَقْوَامٍ ذَوِي أَنفٍ ... إِنَّ المَغِيْظَ جَهُوْلُ السَّيْفِ مَجْنُونُ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الكامل] 575 - إِحْذَرْ مِنَ الدُّنْيَا مَغِبَّتَهَا ... كَمْ صَالِحٍ عَبَثَتْ بِهِ فَفَسَد بَعْدهُ: مَا بَيْنَ فَرْحَتِهَا وَتَرْحَتِهَا ... إِلَّا كَمَا قَامَ امْرُؤٌ وَقَعَد ابْنُ عَطِيَّةَ: [من مجزوء الكامل] 576 - احْذَرْ مَوَدَّةَ مَاذِقٍ ... شَابَ المَرَارَةَ بِالحَلَاوَه هُوَ أبو عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَطِيَّةَ بن عَبْدِ اللَّهِ بن حَبيْبٍ المُقْرِئُ المُفَسِّرُ وَفَاتُهُ فِي شَوَّال من سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلثْمِائَةٍ. وَبَعْدَ هَذَا البَيْتُ يُحْصِي الذُّنُوْبَ عَلَيْـ ... ـكَ أيَّامَ الصَّدَاقَةِ لِلعَدَاوَةِ وَيُرْوَيَانِ لأَبِي العتَاهِيَةِ. عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ: [من السريع] 577 - أَحْرَقَنَا أيْلُوْلُ مِنْ حَرِّهِ ... فَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى آبِ مَا قَرَّ لِي فِي جَنْبِهِ مَضجَعٌ ... كَأَنَّنِي فِي كَفِ طَبْطَابِ وَكَثِيْرًا مَا يُتمثَّلُ بِهِ. ابْنُ دُرَيْدٍ فِي نَفْطَوِيْهِ: [من المنسرح] ¬
578 - أحْرَقَهُ اللَّهُ بِنِصْفِ اسْمِهِ ... وَصَيَّرَ البَاقِي صُرَاخًا عَلَيْهِ قَالَ نَفْطَوَيْه فِي ابن دُرَيْدٍ (¬1): ابْنُ دُرَيْدٍ بَقَرَه ... وَفِيْهِ لُؤْمٌ وَشَرَّه وَيَدَّعِي بِجَهْلِهِ ... وَضْعَ كِتَابِ الجمْهَرَة وَهُوَ كِتَابُ العَيْـ ... ـنِ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ غَيَّرَه فَقَالَ فِيْهِ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحْرَقَهُ اللَّهُ. البَيْتُ العَبَّاسُ بن الأَحْنَفُ: [من المنسرح] 579 - أُحْرَمُ مِنْكُمُ بِمَا أَقُوْلُ وَقَدْ ... نَالَ بِهِ العَاشِقُوْنَ مَنْ عَشِقُوا البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 580 - أَحْرَى العُيُوْنِ بِأَنْ تَدْمَى مَدَامِعُهَا ... عَيْنٌ بَكَت شَجْوهَا مِنْ مَنْظَرٍ حَسَنِ [من الخفيف] 581 - أَحْزَمُ النَّاسِ مَنْ إِذَا أَحْسَنَ الدَّهـ ... ـرُ تَلَقَّى الإحْسَانَ بِالإِحْسَانِ يَزِيْدُ بنُ حُذَاقِ الشَّنِيُّ: [من الكامل] 582 - أَحَسِبْتنَا لَحَمًا عَلَى وَضَمٍ ... أَمْ خِلْتَنَا فِي البَأْسِ لَا نُجْدِي وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي نَصْر بن نُبَاتَةَ السَّعْدِيّ (¬1): ¬
أَحْسُدُ قَوْمًا عَلَيْكَ قَدْ غَلَبُوا ... وَكُلُّ مَنْ بَادَرَ المَدَى غَلَبَا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَحْمَد بن أَبِي بَكْر وَزِيْر صَاحِبِ خُرَاسَانَ (¬1): أَحْسِنْ إِذَا أَحْسَنَ الزَّمَانُ ... وَصحَّ مِنْهُ لَكَ الضَّمَانُ بَادِرْ بِإِحْسَانِكَ اللَّيَالِي ... فَلَيْسَ مِنْ غَدْرِهَا أَمَانُ [من البسيط] 583 - أُحَسِّنُ الظَّنَّ فِي لَيْلَى لِيَصْدُقَنِي ... وَكيْفَ يَصْدُقُ شَيْءٌ وَهُوَ مَكْذُوْبُ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من البسيط] 584 - أَحِسِنْ إِذَا كَانَ إمْكَانٌ وَمَقْدُوْرٌ ... فَلَنْ يَدُوْمُ عَلَى الإِحْسَانِ إمْكَانُ عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَة: [من الخفيف] 585 - أَحْسَنُ النَّجْمِ فِي السَّمَاءِ الثُّرَيَّا ... وَالثُّرَيَّا فِي الأَرْضِ عَيْنُ النِّسَاءِ نَصْرٌ المرغَنَانِيُّ: [من البسيط] 586 - أَحِسِنْ الَى النَّاسِ إِنْ وَاتَتْكَ مَقْدِرَةٌ ... وَاسْتَصْحِبِ الصَّبْرَ يَوْمًا إِنْ أَسَا عَاتٍ بَعْدهُ: فصَبْرُ قَلْبكَ نَافٍ كُلَّ مُعْضلَةٍ ... وَنَصرُ رَبّكَ آتٍ بَعْدَ سَاعَاتِ وَإِنْ تَضَايَقَ أَمْرٌ سقِيْتَ بِهِ ... سَعِدْتَ مِنْهُ بِيُسْرٍ وَاتِّسَاعَاتِ البُسْتِيُّ: [من البسيط] 587 - أَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلَوْبَهُمُ ... فَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الإِنْسَانَ إحْسَانُ يَقُوْلُ مِنْهَا وَهِيَ طَوِيْلَةٌ: ¬
وَإِنْ أَسَاءَ مُسِيْءٌ فَلْيَكُنْ لَكَ ... فِي عُرُوْضِ زَلَّتِهِ صَفْحٌ وَغُفْرَانُ وَكُنَّ عَلَى الدَّهْرِ مِعْوَانًا لِذِي أَمَلٍ ... يَرْجُو ندَاكَ فَإِنَّ الحرَّ مِعْوَانُ وَاشْدِدْ يَدَيْكَ بِحَبْلِ الدِّيْنِ مُعْتَصِمًا ... فَإِنَّهُ الرُّكْنُ إِنْ خَانَتْكَ أَرْكَانُ ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الكامل] 588 - أَحْسِنْ إِلَيْهِ إِذَا أَسَاءَ فَأَنْتُمَا ... مِنْ ذِي الجَزَاءِ بِمَسْمَعٍ وَبِمَنْظَرِ مُحَمَّد بن أحمد المُجَاشِعِيُّ: [من البسيط] 589 - أَحِسِنْ بِرَبِّكَ ظَنًّا إنَّهُ أبَدًا ... يَكْفِي المُهِمَّ إِذَا مَا عَنَّ أوْ نَابَا هُوَ أبو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عَلِيّ المُجَاشِعِيُّ الكَرامِيُّ يَقُوْلُ بَعْدَهُ: كَمْ قَدْ تَكَشَّرَ لِي عَنْ نَابِهِ زَمَنٌ ... فَغَلَّ بِالفَضْلِ مِنْهُ ذَلِكَ النَّابَا لَا تَيْأَسَنَّ لِبَابٍ سُدَّ فِي طَلَبٍ ... فَاللَّهُ يَفْتَحُ بَعْدَ البَابِ أَبْوَابَا 590 - أَحْسَنْتَ أَحْسَنْتَ كَوْكَبَ الذَّنْبِ ... مَا زِلْتَ حَتَّى أَبَيْتَ بِالعَجَبِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابن أَبِي فَنَنٍ (¬1): أَحَسَنَتِ الدُّنْيَا إِلَيْنَا بِهِ ... ثُمَّ أَسَاءَتْ بَعْدَ حُسْنَاهَا وَكَاَنَتِ الآمَالُ مَبْسُوْطَةً ... حَتَّى إِذَا مَاتَ طَوَيْنَاهَا وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الآخَر (¬2): أَحْسَنْتَ ظنَّكَ بِالأيَّامِ إِذْ حَسُنَتْ ... وَلَمْ تَخَفْ سُوْءَ مَا يَأْتِي بِهِ القَدَرُ وَسَالَمْنَكَ اللَّيَالِي فَاغْتَرَرْتَ بِهَا ... وَعِنْدَ صَفْوِ اللَّيَالِي يُحْدَثُ الكَدَرُ ¬
قَالَ الأَصْمَعِيُّ هَذَا مَأْخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوْتُوا أَخَذْنَاهُمْ بغْتَةً. وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ جَحْظَةَ البَرْمَكِيّ (¬1): أَحْسَنُ مِنْ قَهْوَةٍ مُعَتَّقَةٍ ... تَخَالَهَا فِي إِنَائِهَا ذَهَبَا نِعْمَةُ قَوْمٍ أَزَالَهَا قَدَرٌ ... لَمْ يَحْظَ حرُّ مِنْهَا بِمَا طَلَبَا وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ العَطَوِيّ (¬2): أَحْسَنُ مِنْ غَفْلَةِ الرَّقِيْبِ ... وَلَحْظَةِ الوَعْدِ مِنْ حَبيْبِ كُتُب أَدِيْبٍ إِلَى أَدِيْبٍ ... طَالَتْ بِهِ مُدَّةَ المَغِيبِ وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الآخَر (¬3): أَحْسِنْ وَأَنْتَ مُعَانُ ... يَا أيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّ الأَيَادِي قروضٌ ... كَمَا تَدِيْنُ تُدَانُ المَثَلُ أَحْسِنْ أَنْتَ مُعَانُ. يَعْنِي أَنَّ المُحْسِنَ لَا يَخْذِلُهُ اللَّهُ وَالنَّاسُ. وَقِيْلَ فِي المَثَلِ: مَنْ تَقَدَّمَ بِحُسْنِ النِّيَّةِ نَصْرَهُ التَّوْفِيْقُ. وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ: أَحْسَنْتُمُ فَاستَرَقَّ القَلْبُ حُبّكُمُ ... وَالحُبُّ سَابِقَةُ الحُسْنَى تُوَلِّدُهُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابْنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: أَحْسَنُ مَا فِيْهِ أَنَّهُ كَرَمًا ... يُعْطِيْكَ فَوْقَ المُنَى وَيَعْتَذِرُ وَمِنْ هَذَا البَابِ أَيْضًا قَوْلُ دِعْبَلٍ الخُزَاعِيّ (¬4): أَحْسَنُ مِنْ خَمْسِيْنَ بَيْتًا ... سُدَىً جَمْعُكَ مَعْنَا هُنَّ فِي بَيْتِ ¬
[من مخلع البسيط] 591 - أَحْسَنْتُ ظَنِّي بِأَهلِ دَهْرِي ... فَحُسْنُ ظَنِّي بِهِمْ دَهَانِي بَعْدهُ: لَا آمنُ النَّاسَ بَعْدَ هَذَا ... مَا الخَوْفُ إِلَّا مِنَ الأمَانِ العُتْبِيُّ: [من السريع] 592 - أَحْسَنُ حَالًا مِنْكَ عِنْدِي الَّذِي ... يُصْرَعُ فِي النِّصْفِ وَرَأْسِ الهِلَالِ [من الكامل] 593 - أَحْسِنْ عَزَاءَكَ عَنْ أَخِيْكَ فَإنَّمَا ... سَلَكَ الزَّمَانُ بِهِ سَبِيْلَ النَّاسِ هَذَا البَيْتُ مِنَ الأَمْثَالِ السَّائِرَةِ فِي التَّعْزِيَةِ. دِعْبَلُ: [من السريع] 594 - أَحْسَنُ مَا فِي خَالِدٍ وَجْهُهُ ... فَقِسْ عَلَى الغَائِبِ بِالشَّاهِدِ بَعْدهُ: تَأَمَّلْت عَيْنِي لَهُ خِلْقَةً ... تَدْعُو إِلَى تَرْنِيْةِ الوَالِدِ أَبُو فِرَاسٍ: [من الخفيف] 595 - أَحْسِنُوا فِي فَعَالِكُمْ أَوْ أَسِيْئُوا ... لَا عَدِمْنَاكُمْ عَلَى كُلِّ حَالِ [من الخفيف] 596 - أَحْسِنُوا قَبْلَ أَنْ تَصُمَّ يَدُ الدَّهـ ... ـرِ عَلَى السَّيّئَاتِ وَالإحْسَانِ الصَّابِئُ: [من الطويل] ¬
597 - أُحَصِّنُ نَفْسِي أَبْتَغِي طُوْلَ عُمْرِهَا ... وَقَدْ حَازَهَا دُوْنِي قَضَاءٌ مُقَدَّرُ قَوْلُ أَبِي إِسْحَاق الصَّابِئِ هُنَا مَنْقُوْلٌ مِنْ خَطِّهِ بَعْدَهُ: لَهَا أَجَلٌ مِنَ الأمَانُ مِنَ الرَّدَى ... وَمِيْقَاتُ يَوْمٍ عَنْهُ لَا تَتَأَخَّرُ فَمَا جَزَعِي مِنْ كُلِّ خَطْبٍ تُرَوِّعُنِي ... ولَمْ يُجَانِبُنِي عَنْهُ إِذَا عَنَّ أَزْوَرُ وَفِي الغَيْبِ إِنْ أَكْفَاهُ فِي حَالِ غِرَّتِي ... وَسَهْوِي وَإِنْ ألْقَاهُ مِنْ حَيْثُ أَحْذَرُ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 598 - أَحْضَرْتَهُمْ حُجَجًا لَوْ اجْتُلِبَتْ بِهَا ... عُصم الجِبَالِ لأَقْبَلَتْ تَتَنَزَّلُ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من البسيط] 599 - إحْفَظْ خَلِيْلَكَ لَا تَغْدِرْ بِهِ أبَدًا ... لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيْمَنْ خَانَ أَوْ غَدَرَا [من الكامل] 600 - احْفَظْ لِسَانَكَ لَا تَفُهْ بِثَلَاثَةٍ ... مَالٍ وَعُمْرٍ مَا حَيِيْتَ وَمَذْهَبِ بعده: فعل الثلاثة يبتلى بثلاثة ... من حاسدٍ ومكفّرٍ ومكذّبِ [من الكامل] 601 - احْفَظْ لِسَانَكَ لَا تَقُوْلُ فَتَبْتَلِي ... إِنَّ البَلَاءَ مُوَكَّلٌ بِالمَنْطِقِ قَالَ المُفَضَّلُ: يُقَالُ إِنَّ أَوَّلُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ أبو بَكْرِ الصّدِّيِقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِيْمَا ذَكَرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ حَدَّثنَي عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا أَمَرَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يعْرِضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ العَرَبِ خَرَجَ وَأَنَا مَعَهُ وَأَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَنَا ¬
إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ العَرَبِ، فَتَقَدَّمَ أبو بَكْرٍ وَكَانَ نَسَّابَةً فَسَلَّمَ فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ: مِمَّنْ القَوْمِ؟ قَالُوا: مِنْ رَبِيْعَةَ. فَقَالَ: مِنْ هَامَتِهَا أَمْ مِنْ لَهَازِمِهَا؟ قَالُوا: مِنْ هَامَتِهَا العُظْمَى. قَالَ: فَأَيّ هَاَمَتِهَا العَظْمَى أَنتمْ؟ قَالُوا: ذُهْل الأكْبَرُ. قَالَ: أَفَمِنْكُمْ عَوْفٌ الَّذِي يُقَالُ لَا حُرَّ بِوَادِي عَوْفٍ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: أَفَمِنْكُمْ بسْطَامٌ ذو اللِّوَاءِ وَمُنتهَى الأَحْيَاءِ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ أَفَمِنْكُمْ جَسَّاسٌ بنُ مُرَّةَ حَامِي الذّمارِ وَمَانِعُ الجَّارِ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: أَفَمِنْكُمْ الحَوْفَزَان قَاتِلُ المُلُوْكِ وَسَالِبَهَا أَنْفُسهَا؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: أَفَمِنْكُمْ المُزْدَلِفُ صَاحِبُ العَمَامَةِ الفردة؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَأَنتمْ أَخْوَالُ المُلُوْكِ مِنْ كِنْدَةَ. قَالُوا: لَا قَالَ: فَلَسْتُم ذَهْلًا الأَكْبَرَ، أنتم ذهل الأَصْغَرَ. فَقَامَ إِلَيْهِ غُلَامٌ قَدْ بَقَلَ وَجْههُ يُقَالُ لَهُ دَغْفَلُ فَقَالَ (¬1): إِنَّ عَلَى سَائِلنَا أَنْ نَسَأَلَهُ ... وَالعِبْء لَا تَعْرِفهُ أو تَحْملهُ يَا هَذَا إنَّكَ قَدْ سَأَلَتْنَا فَلَمْ نَكْتمكَ شَيْئًا فَمن الرَّجُلِ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ؟ ¬
قَالَ: بَخٍ بَخٍ أَهْل الشَّرَفِ وَالرِّئَاسَةِ، فَمِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ تَيْم بن مرّة. قَالَ: أمْكَنْتَ وَاللَّهِ الرَّامِي مِنْ صَفَا الثَّغْرَة، أَفَمِنْكُمْ قُصَيّ بن كلَابِ الَّذِي جَمَعَ القَبَائِلَ مِنْ فَهْرٍ وَكَانَ يُدْعَى مجمّعًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أفمنكم. هَاشِمٌ الَّذِي هَشَمَ الثَّرِيْدَ لِقَوْمِهِ ... وَرِجَالُ مَكَّةَ مسنتُونَ عِجَافٌ (¬1) قَالَ: لَا. قَالَ: أَفَمِنكُمْ شَببة الحَمْدُ مُطْعِمُ طَيْرِ السَّمَاءِ الَّذِي كَأَنَّ فِي وَجْهِهِ قَمَرًا يُضِيْءُ لَيْل الظَّلَامِ الدَّاجِي؟ قَالَ: لَا، أَفَمِنَ المُفِيْضِيْنَ بِالنَّاسِ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا، أَفَمِنْ أَهْلِ النَّدْوَةِ؟ قَالَ: لَا، أَفَمِنْ أَهْلِ الرَّفَادَةِ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَفَمِنْ أَهْلِ الحجَابَةِ أَنْتَ قَالَ: لَا، قَالَ: أَفَمِنْ أَهْلِ السّقَايَةِ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ وَاجْتَذَبَ أبو بَكْرٍ زِمَامَ نَاقَتِهِ فَرَجِعَ إِلَى رَسوْلِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ دَغْفَلٌ: صَادفَ السَّبيْلِ دَرْاءً بِصِدْغَيْهِ. أَمَا وَاللَّهِ لَو ثَبَتَّ لأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ مِنْ زَمَعَاتِ قُرَيْشٍ أو مَا أَنَا بِدَغْفَلَ. قَالَ فَتَبَسَّمَ رَسُوْلُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ لَقَدْ رَفَعْتَ مِنَ الأَعْرَابِيِّ عَلَى بَاقِعَةٍ قَالَ أَجَلْ إِنَّ لِكُلِّ طَامَةٍ طَامَةً وَإِنَّ البَلَاءَ مُوَكَّلٌ بِالمَنْطِقِ. المَثَلُ السَّائِرُ إِنَّ البَلَاءَ مُوَكَّلٌ بِالمَنْطِقِ. ¬
وَلَو لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الكِتَابَةِ إِلَّا هَذَا البَيْتُ لَكَانَ شَافِيًا كَافِيًا فِي المَوْعِظَةِ وَالحِكْمَةِ. المُتَلَمِّسُ: [من الكامل] 602 - احْفَظْ نَصِيْحَةَ مَنْ بَدَا لَكَ نُصْحُهُ ... وَلِرَأْي أَهْلِ الخَيْرِ جُهْدَكَ فَاقْبَلِ وَمِنْ بَابِ (احْفَظْ) قَوْلُ أَبُو تَمَّامٍ (¬1): احْفَظْ وَسَائِلَ شِعْرٍ فِيْكَ مَا ذَهَبَتْ ... خَوَاطِفُ البَرْق إِلَّا دُوْن مَا ذَهَبَا إِنْ أَنْتَ لَمْ تَكُ عَدْل الجُوْدِ مُنْصفُنَا ... لَمْ نَرْجُ بَعْدَكَ خلقًا يَنْصفُ الأَدَبَا الجَّرَّاحُ الغَطْفَانِيُّ: [من الكامل] 603 - أَحْقَدْتَهُ ثُمَّ اضْطَجَعْتَ وَلَمْ يَنَمْ ... أَسَفًا عَلَيْكَ وَكيْفَ نَوْمُ الحَاقِدِ؟ أَبْيَاتُ الجَرَّاحِ: للَّهِ درُّكَ مَا ظَنَنْتَ بَثَائِرٍ ... حَرَّان لَيْسَ عَنِ التّرَابِ بِرَاقِدِ أَحْقَدْتَهُ ثُمَّ اضْطَجَعْتَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنْ تُمْكِنِ الأَيَّامُ منك وَعَلَّهَا ... أَوْ فِيْكَ مِنْهُ بِالصَّوَاعِ الزَّائِدِ وَلَئِنْ سَلمْتَ لأَتْرَكَنَّكَ ضَارِعًا ... بَعْدِي لِكُلِّ مُسَالِمٍ وَمُعَانِدِ المُمَزَّقُ: [من الطويل] 604 - أَحَقًّا أَبَيْتَ اللَّعْنَ أنَّ ابنَ فَرْتَنًا ... عَلَى غَيْرِ إِجْرَامٍ بريْقِي مُشْرِقِي بَعْدَهُ: فَإِنْ كُنْتُ مَأْكُوْلًا فَكُنْ خَيْرَ آكِلٍ ... وَإلَّا فَأَدْركْنِي وَلَمَّا أُمَزَّقِ ¬
قِيْلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ المُمَزّق بِهَذَا البَيْتِ. وَاسْمُهُ شَاسُ بن نهار بن نّي بن عَسَّاسِ ابن جُنِّي وَكَانَ ابن أُخْتِ المثَقَّبِ العَبْدِيّ وَهُوَ أَيْضًا عبْدِيٌّ وَقَوْلهُ ابن فَرْتَنًا يَعْنِي امْرَأَةً فَاجِرَةً وَهُوَ عَمْرُو بن هِنْدٍ أخُو النُّعْمَانَ فَيُقَالُ أنْ النُّعْمَنَ لَمَّا سَمِعَ قَوْلَ المُمَزّق هَذَا قَالَ: آكُلُكَ وَلَا أُوْكلُكَ. وَكَتَبَ عُثْمَانُ بن عَفَّان إِلَى عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهَ عَنْهُمَا وَهُوَ مُحَاصَرٌ هَذَا البَيْتِ الأَخِيْرِ مُتَمَثِّلًا بِهِ. وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ آخَر (¬1): أَحَقًّا عَبَادُ اللَّهِ إِنْ قِيْلَ دَارهُمْ ... تَدَانَتْ وَإنَّ المُلتقَى مُتَقَارِبُ إِذَا وَجَدْتُ نَفْسِي ارتيَاحًا وهزَّةً ... كَمَا اهْتَزّ مِنْ صرْفِ المُدَامَةِ شَارِبُ قَيْسُ بن المُلَوَّحُ: [من الطويل] 605 - أَحَقًّا عبَادَ اللَّهِ أَنْ لَسْتُ سَامِعًا ... لِظَبْيَةَ فِي الوَادِي المَخَيَّمِ دَاعِيَا ابْنُ الدُّمَيْنَة: [من الطويل] 606 - أَحَقًّا عَبَادَ اللَّهِ أَنْ لَسْتُ وَارِدًا ... وَلَا صَادِرًا إِلَّا عَلَيَّ رَقِيْبُ بعده: ولا ناظرًا إلّا وطرفي يردّه ... بعيد المزار في السماء مَهيبُ ولا ماشيًا وحدي ولا في جماعة ... من الناس إلّا مِثل أنت مريبُ وخلعه الأحوص فقال (¬1): أحقًا عباد اللَّه إن لست واردًا ... مياه الحمى إلّا عليَّ رقيبُ ¬
جَمِيْلٌ: [من الطويل] 607 - أَحَقًّا عَبَادَ اللَّهِ أَنْ لَسْتُ لَاقِيًا ... بُثَيْنَةَ أَوْ يَلْقَى الثُّرَيَّا رَقِيْبُهَا الأُبَيْرَدُ الرِّيَاحِيُّ: [من الطويل] 608 - أَحَقًّا عبَادَ اللَّهِ أَنْ لَسْتُ لَاقِيًا ... يَزِيْدَ طوَالَ الدَّهْرِ مَا لأْلأَ العُفْرُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ (¬1): أَحَقُّ بِلَوْمٍ لَائِمٌ مَنْ بَكَى الصِّبَى ... وَمَا قَدْ مَضى مِنْ عَيْشِهِ المُتَقَدِّمِ سَأَبْكِي الصِّبَى حَتَّى إِذَا أَنْفَذَ البُكَا ... عَلَيْهِ دُمُوْع العَيْنِ أَتْبَعْتُهَا دَمِي لَيَالِي كَأَنَّ الغَانِيَاتِ يَرَيْنَنِي ... وَوَصْلِ إِذَا مَا رِمْنَهُ خَيْرَ مَغْنَمِ أَرَى الحُبَّ دَارًا بِهَا جَنَّةُ الرِّضَا ... وَدَاخِلُهَا بَلْ كُلُّهَا مِنْ جَهَنَّمِ وصَيَّرَنِي مِنْ أَجْلِهَا حُبُّ ظَبْيَةٍ ... مِنَ الإِنْسِ ظَمْآى الخَصْرِ رَيَّا المُخدّمِ وَكَانَ سَلَامًا لِي وَبَرْدًا عَذَابُهَا ... لَوْ اسْطَاعَ رَشْفَ المَاءِ مِنْ فَمهَا فَمِي وَعُلِّمْتُ مِنْ حَمْلِ الأَذَى وَاحْتِمَالِهِ ... بِحبِّ الحِسَانِ البيْضِ مَا لَمْ أُعَلَّمِ فَيَا لَائِمِي فِي الحُبِّ ذُقْ مِنْهُ بَعْضَمَا ... تَجَرَّعْتُهُ وَاعْذِر خَلِيْلَكَ أَوْ لُمِ سَلَمُ الخَاسِرُ: [من مجزوء الوافر] 609 - أَحَقُّ النَّاسِ بِالتَفْضِيْـ ... ـلِ مَنْ عَمَّتْ فَوَاضِلُهُ أوَّلُهَا: أَمِنْ رَسْمٍ أُسَائِلُه ... وَقَدْ أَقْوَتْ مَنَازِلُه رُوَيْدَكُمْ عَلَى المشْتَاقِ ... إِنَّ الشَّوْقَ قَاتِلُه بَلَابِلُ صدْرِهِ تَسْرِي ... إِذَا نَامَتْ عَوَاذِلُه ¬
أَحَقُّ النَّاسِ بِالتَفْضيْلِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَقُوْلُ لِسَانُهُ خَيْرًا ... وَتَفْعَلهُ أَنَامِلُه رَأَيْتُ مَكَارِمَ الأخْلَاقِ مَا ... ضَمَّتْ شَمَائِلُه وَتُرْوَى هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِلحُسَيْنِ بن الضَّحَّاكِ رَوَاهَا ابن أَفْلَحَ فِي أَغَانِيْهِ لَهُ. إبراهيم بن المدبّر: [من الوافر] 610 - أَحَقُّ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا بِعَيْبٍ ... مُسِيْءٌ لَا يُبَالِي أَنْ يُعَابَا جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من الطويل] 611 - أَحَقُّ الوَرَى بِالحمدِ مَنْ كَانَ لِلُّهَى ... مُهِيْنًا وَلِلْقُصادِ وَالوَفْدِ مُكْرِمَا يَقُوْلُ بَعْدَهُ: وَخَيْرُهُمُ مَنْ عَوَّدَ الخَيْرَ نَفْسَهُ ... وَسَدَّدَهَا نَحْوَ الصَّلَاحِ وَقَوَّمَا إِذَا صَنَعَ المَعْرُوْفَ كمل صنْعهُ ... وَإِنْ هُوَ أَوْلَى أَوَّلًا مُذْ تَمَّمَا وَإِنْ قَالَ لِلقُصَّادِ قَبْلَ سُؤَالِهِ ... نعم مَلأَ الدُّنْيَا نَعِيْمًا وَأَنْعُمَا ابن هِنْدُو: [من الطويل] 612 - أَحَقُّ الوَرَى بالمُلْكِ مَالِكُ نفْسِهِ ... وَأهْدَى إِلَى تَهْذِيْبِهَا المُتَهَذِّبُ قَبْلهُ: وَلَيْسَ كَمَا المَرْءِ أَنْ يُدْرِكَ الغِنَى ... وَلَكِنَّهُ تَجْرِيْبُهُ وَالتَّأَدُّبُ أَحَقُّ العِدَى. البَيْتُ. وَبَعْدَهُ: إِذَا اسْتَصْعَبَ الإنْسَانَ إِمْسَاكَ نَفْسِهِ ... فَإِمْسَاكُهِ من قَدْ عَدَا النَّفْسِ أَصْعَبُ ¬
مُحَمَّد بن شِبْل: [من البسيط] 613 - أَحَقُّ دَهْرٍ وَأَوْلاهُ بِلَائِمَةٍ ... دَهْرٌ أَضاعَ أَدِيْبًا بَيْنَ جُهَّالِ بَعْدهُ: مَا لِي أَرَى طُرُقَاتِ المَجْدِ عَارِيَةً ... لَا تُسْتَطَاعُ وَفِي الأَقْوَامِ أَمْثَالِي المُكْثِرُوْنَ بِفَرْطِ اللَّوْمِ فِي شُغُلٍ ... وَيُشْغَلُ القلُّ أَقْوَامًا بِإِشْغَالِ عَسَى تَهبَّ صُرُوْفُ الدَّهْرِ مِنْ سَنَةٍ ... يَوْمًا فَتَنْتَقِل مِنْ حَالٍ إِلَى حَالِ ابن هِنْدُو: [من البسيط] 614 - أحَقُّ مُلْكٍ بِأَنْ تَعْنُو لَهُ الأُمَمُ ... مُلْكٌ تَعَاوَنَ فِيْهِ السَّيْفُ وَالقَلَمُ حَاشِيَةٌ بَعْدهُ: شَيْئَانِ إِنْ رَكَعَا فَالهَامُ سَاجِدَةٌ ... وَأَسْبَلَا عِبْرَةً فَالنَّصْرُ مُبْتَسِمُ أظمى وَأَبْيَضَ يَهْتَزَّانِ رِيْقَهُمَا ... جَوْنٌ وَأَحْمَرُ ذَا نَفْسٌ وَذَاكَ دَمُ هَذَا بِكَفِّ مَلِيْكٍ بَأسُهُ قَدَرٌ ... وَذَا بِكَفِّ وَزِيْرٍ رَأْيهُ ضَرَمُ السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من البسيط] 615 - أحَقُّ مَنْ كاَنَتِ النَّعْمَاءُ سَابِغَةً ... عَلَيْهِ مَنْ أَسْبَغَ النُّعْمَى عَلَى الأُمَمِ قَوْلُ الرّضيّ هَذَا يَمْدَحُ بِهِ فَخْر المَلِكِ بَعْدَهُ: وَأَجْدَرُ النَّاسِ إِنْ تَعْنُو الرِّقَابُ لَهُ ... مَنْ اسْتَرَاقَّ رِقَابَ النَّاسِ بالنِّعَمِ لا يتْبَعُ المَالُ أَنْفَاسًا مُرَدَّدَةً ... وَلَا يُعِيْرُ العَطَايَا زَفرةَ النَّدَمِ إِذَا رَقَى فَإِلَى العَلْيَاءِ نَهْضَتُهُ ... وَإِنْ أَمْسَى فَعَلَى الأعْنَاقِ وَالقِمَمِ كَمْ غِبْتُ عَنْهُ وَمَا غَابَتْ مَكَارِمُهُ ... وَنِمْتُ عَنْهُ بِآمَالِي وَلَمْ يَنَمِ يَا مُمْرِضًا بِالمَسَاعِي قَلْبَ حَاسِدِهِ ... عَلَى العُلَى وَمُدَاوِي الفَقْرِ وَالعَدَمِ ¬
أَقَامَ سُوْقُ المَعَالِي وَهِيَ كَاسِدَةٌ ... مَجَالَ عَزْمِكَ بَيْنَ السَّيْفِ وَالقَلَمِ فَفِي النِّزَالِ يَدٌ حَمْرَاءَ مِنْ عَلَقٍ ... وَفِي النوالِ يَدٌ بَيْضَاءَ مِنْ كَرَمِ المُتَنَبِّي: 616 - أَحَقُّهُمُ بِالسَّيْفِ مَنْ ضَرَبَ الطُّلَى ... وَبِالأَمْرِ مَنْ هَانَتْ عَليْهِ الشَّدَائِدُ أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الوافر] 617 - أحَقُّهُم بِبَذْلِ المَالِ فِيْنَا ... فَتًى أَمْسَى لِمُهْجَتِهِ بَذُوْلَا حَمَّاس بنُ مَاثِلْ الأَسَدِيُّ: [من البسيط] 618 - احْلِفْ يَمِيْنًا إِذَا مَا خِفْتَ مُضْلِعَةً ... وَتُبْ إِلَى وَاهِبٍ لِلذَّنْبِ غَفَّارُ الحَارِثِيّ وَقَدْ أُسِرَ: [من الكامل] 619 - أَحْلَلْتَنِي دَارَ الهَوَانِ وَمَنْزِلا ... مَا كَانَ يَرْضَى مِثْلَهُ أَمْثَالِي بَعْدهُ: لَو كُنْتُ أَرْهَبُ مِنْكَ مَا قَدْ نَالَنِي ... لَسَكَتُّ حَيْثُ مَعَاقِلُ الأوْغَالِ أو كُنْتُ ضَيْفَ الذّئْبِ حَيْثُ لَقِيْتهُ ... أو كُنْتُ جَارَ اللَّيْثِ ذِي الأَشْبَالِ فَافكِكْ أَسِيْرَكَ وَالْتمِسْ بِفَكَاكِهِ ... حُسْنَ الجَّزَاءِ لِصَالِحِ الأَعْمَالِ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 620 - أُحِلُّ عُقُوْدَ النَّائِبَاتِ وَأَنْثَنِي ... وَخَلْفِي يَدٌ لِلدَّهْرِ تُحْكِمُهَا عَقْدَا ابْنُ هَرْمَةَ: [من البسيط] 621 - أَحَلَّكَ اللَّهُ أَعْلَى كُلِّ مَكْرُمَةٍ ... وَاللَّهَ أَعْطَاكَ أَعْلَى صَالِح العَمَلِ ¬
هَذَا البَيْتُ مِنْ جُمْلَةِ أَرْبَعِيْنَ بَيْتًا لَيْسَ فِيْهَا حَرْفٌ مُعْجَما إِلَّا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ الكِتَّابُ مِثْلُ تَصْيِيْرِ اليَاءِ مَكَانِ الأَلِفِ كَأَعْلَى وَرَوَى وَنَحْوَهُ فَإِنَّهُ فِي اللفظِ بِالألِفِ وَيُكْتَبُ بِاليَاءِ وَمَكْرُمَةٍ وَنَحْوَهُ. ابن أَبِي عُيَيْنَةَ: [من البسيط] 622 - أَحَلَّكَ اللَّهُ مِنْ قَحْطَانَ مَنْزِلَةً ... فِي الرَّأْسِ حَيْثُ أَحَلَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَا أَبْيَاتُ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن أَبِي عُيَيْنَةَ يُخَاطِبُ طَاهِرَ بنُ الحُسَيْنِ: مَالِي رَأَيْتُكَ تدْنِي كُلّ مُنْتَكِثٍ ... إِذَا تَغَيَّبَ مُلثَاثٍ إِذَا حَضَرَا إِذَا تَنَسَّمَ رِيْحُ الغَدْرِ قَابَلَهَا ... حَتَّى إِذَا نَفَحَتْ فِي أَنْفِهِ غَدَرَا وَمَنْ يَجِئ عَلَى التَّعْرِيْبِ منك ... وَأَنْتَ تَعْرِفُ فِيْهِ المَيْلَ وَالصَّعَرَا أَحَلَّكَ اللَّهُ مِنْ قَحْطَانَ مَنْزِلَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَلَا تُضِعْ حَقَّ قَحْطَانٍ فَتُغْضِبهَا ... وَلَا رَبِيْعَةَ كَلَّا لَا وَلَا مُضرَا أعْطِ الرِّجَالَ عَلَى مِقْدَارِ سَعْيِهم ... وَأَوْلِ كلًّا بِمَا أَوْلَى وَمَا صَبَرَا وَلَا تَقُوْلَنَّ إِنِّي لَسْتُ مِنْ أَحَدٍ ... لَا تَمْحَقِ النَّيِّرَيْنِ الشَّمْسَ وَالقَمَرَا الحَطِيْئَةُ: [من الطويل] 623 - أَحَلُّوا حِيَاضَ المَوْتِ فَوْقَ جِبَاهِهِمْ ... مَكَانَ النَّوَاصِي مِنْ وُجُوْهِ السَّوَابِقِ قَبْلهُ: وَفِتْيَانُ صِدْقٍ مِنْ عُدَيِّ عَلَيْهمُ ... صفَائِحُ بُصرَى سُلِّمَت بِالعَوَاتِقِ إِذَا مَا دُعُوا لَمْ يُسْأَلُوا مَنْ دَعَاهُمُ ... ولَمْ يُمْسِكُوا فَوْقَ القُلُوْبِ الخَوَافِقِ وَطَارُوا إِلَى الجرْدِ الجِيَادِ فَأُلْجِمُوا ... وَشَدُّوا عَلَى أَوْسَاطِهِمْ بِالمَنَاطِقِ أُوْلَئِكَ آبَاءُ الغَرِيْبِ وَغَاثَةُ ... الصَّرِيْخِ وَمَأوَى المُرْمَلِيْنَ الزَّرَادِقِ أحَلُّوا حَيَاضَ المَوْتِ. البَيْتُ ¬
جَمِيْلٌ: [من الطويل] 624 - أَحِلْمًا فَقَبْلَ اليَوْمِ كَانَ أَوَانُهُ ... أَأَخْشَى فَقَبْلَ اليَوْمِ أُوْعِدْتُ بِالقَتْلِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 625 - أَحْلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ مَوَاقِعًا ... مَنْ كَانَ أَشْبَههُمْ بِهِنَّ خُدُوْدَا أَنْشَدَهُ أبو تمَّامٍ مِنْ قَوْلِ الأَعْشَى حَيْثُ قَالَ (¬1): وَأَرَى الغَوَانِي لَا يُوَاصلْنَ امْرأً ... فَقَدَ الشَّبَابَ وَقَدْ يَصِلْنَ الأَمْرَدَا وَقَدْ أَوْمَأَ مَنْصوْرُ النّمْرِيّ إِلَى هَذَا المَعْنَى بِقَوْلِهِ (¬2): رَأَيْتُ الشَّيْبَ مِنْ قَلْبِ الغَوَانِي ... بِمَوِضِعِ شَيْبهِنَّ مِنَ الرِّجَالِ وَيُشِيْرُ إِلَى هَذَا إشَارَةً لَطِيْفَةً قَوْلُ عَبْدَةً بن الطَّبيِّبِ (¬3): فَإِنَّ تَسْأَلُوْني بِالنِّسَاءِ فَإِنَّنِي ... بَصيْرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيْبُ يُرِدْنَ ثَرَاءَ المَالِ حَيْثُ وَجَدْنَهُ ... وَشَرخُ الشَّبَابِ عِنْدَهنَّ عَجِيْبُ إِلَّا أَنَّ عَبْدَةَ قَدْ جَاءَ بِهَذَا المَعْنَى فِي بَيْتَيْنِ يقتضي أَوَّلَهُمَا ثَانِيًا وَفِي قَوْلِهِ هُنَا زِيَادَةٌ وَهُوَ قَوْلهُ يُرِدْنَ ثَرَاءَ المَالِ. وَأَوَّلُ مَنْ نَطَقَ بِهَذَا المَعْنَى امْرُئُ القَيْسِ فِي قَوْلِهِ (¬4): أَرَاهُنَّ لَا يَحْبِبْنَ مَن قَلَّ مَالُهُ ... وَلَا مَنْ رَأَيْنَ الشَّيْبَ فِيْهِ وَقَوَّسَا وَقَوْلُ أبي تَمامٍ هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا خَالِدُ (¬5) بن يَزِيْد مَزْيَدُ الشَّيْبَانِيّ: طَلَلَ الجَّمِيْعُ لَقَدْ عَفَوْتَ حَمِيْدَا ... وَكَفَى عَلَى رِزْءٍ بِذَاكَ شَهِيْدَا ¬
أَحَلَى الرَّجَالُ البَيْتِ. يَقُوْلُ مِنْهَا: نَسَبٌ كَأَنَّ عَلَيْهِ مِنْ شَمْسِ الضُّحَى ... نُوْرًا وَمِنْ فَلقِ الصَّبَاحِ عَمُوْدَا عَرْيَانَ لَا يَكْبُو دَلِيْلٌ مِنْ عَمًى ... فِيْهِ وَلَا يَبْغِي عَلَيْهِ شُهُوْدَا وَرثُوا الأُبُوَّةَ وَالحُدُوْدَ فَأَصبَحُوا ... جَمَعُوا جُدُوْدًا فِي العُلَى وَحُدُوْدَا مَا إِنْ تَرَى الأَحْسَابَ بِيْضًا ... وَضحًا إِلَّا تَرَى امنا سُوْدَا يَقُوْلُ مِنْهَا: إِنَّ القَوَافِي وَالمَسَاعِي لَمْ تَزَلْ ... مِثْلَ النِّظَامِ إِذَا أَصابَ فَرِيْدَا هِيَ جَوْهَرٌ نثرٌ فَإِنْ ألفتهُ ... بِالشِّهْرِ كَانَ قَلَائِدَا وَعُقُوْدَا جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: 626 - أَحْلَى الرِّضَا مَا تَقَدَّمَتْهُ إِلَى ... نَفْسِ المُعَنَّى مَرَارَةُ الغَضَبِ قَوْلُهُ: مَرَارَةُ الغَضَبِ. بَعْدَهُ: وَرُبَّ بُرْءٍ يُنَالُ مِنْ سقمٍ ... وَرَاحَةٍ تُسْتَفَادُ مِنْ تَعَبِ لَوْلَا الهَوَى لَمْ تَطِبْ مُكَابِدَةُ ... الوَجْد وَلَا لذّ مؤلم الوَصَبِ مَنْ كَانَ عَنْ وَصْلِ مَنْ يُحِبُّ ... سَلَا فَإنَّ وَصْلَ الرّبَابِ مِنْ أَرَبِي ابْنُ مُنِيْرٍ: [من المنسرح] 627 - أَحْلَى الهَوَى مَا تحُلُّهُ التّهمُ ... بَاحَ بِهِ العَاشِقُوْنَ أَوْ كَتَمُوا قَوْلُ ابن مُنِيْر: أَوْ كَتَمُوا. بَعْدَهُ: سَعُوا بِنَا لَا سَعَتْ بِهِمْ قَدَمٌ ... فَلَا لنَا أَصْلَحُوا وَلَا لُهُمُ ضَرُّوا بِهِجْرَانِنَا وَمَا انتفَعُوا ... وَشَتَّتُوا شَمْلَنَا وَمَا الْتأَمُوا يَا رَبِّ خُذْ لِي مِنَ الوُشَاةِ إِذَا ... قِمْنَا وَقَامُوا لَدَيْكَ نَحْتَكِمُ ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الخفيف] ¬
628 - أَحْمِلُ المَرْءَ وَهُوَ عِبٌّ ثَقِيْلٌ ... لِلأَخِلَّاءِ حَمِلَ بَعْضِيَ بَعْضَا المُتَنَبِّي: [من الطويل] 629 - أَحِنُّ إِلَى أَهْلِي وَأَهْوَى لِقَاءَهُمْ ... وَأَيْنَ مِنَ المُشْتَاقِ عَنْقَاءُ مُغْرِبُ قَوْلُ المُتَنَبِّيّ عَنْقَاءُ. قَبْلَهُ: يُضَاحِكُ فِي ذَا العِيْدِ كُلٌّ حَبِيْبَهُ ... سِوَايَ وَأَبْكِي مَنْ أُحِبُّ وَأَنْدُبُ أَحْنُّ إِلَى أَهْلِي. البَيْتُ يُقَالُ فِي المَثَلِ: حَنَّتْ وَلَاتَ هَنَّتْ وَأنِّي لَكِ مَقْرُوْعٌ. هَنَّتْ مِنَ الهَنِيْنِ وَهُوَ الحَنِيْنُ. يُقَالُ هَنَّ بِهِنَّ بِمَعْنَى يَحِنُّ وَقَدْ يَكُوْنُ بِمَعْنَى بَكَى وَلَاتَ مَفْصوْلَةً مِنْ هَنَّتْ أَيْ لَاتَ حِيْنَ هَنَّتْ فَحُذِفَ حِيْنَ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهَا مَعْ لَاتَ وَلِلْعِلْمِ بِهِ. وَيُرْوَى وَلَا تَهَنَّتُ أَيْ وَلَا تَهَنَّأْتُ. وَحَدِيْثُ ذَلِكَ أَنَّ الهَيْجُمَانَةَ بِنْتَ العَنْبَرِ بن عَمْرو بن تَمِيْمٍ كَانَتْ تَعْشَقُ عَبْدَ شَمْسِ بن سَعْد وَكَانَ يُلَقَّبُ بِمَقْرُوْعٍ وَكَانَ اسْمَهُ عَبْدُ العُزِّى وَكَانَ حَسَنُ الخلْقَةِ وَسِيْمُ الوَجْهِ فَسُمِّيَ بَعَبْشَمْسٍ وَعبءُ الشَّمْسُ ضَوْئُهَا فَحُذِفَتِ الهَمْزَةُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِجَمَالِهِ وَحُسْنِهِ وَشُغِفَ هُوَ أَيْضًا بِحُبِّ الهَيْجَمَانَةِ فَمُنِعَ عَنْهَا وَقُوْتِلَ فَجَاءَ الحارث بن كَعْب بن سَعْدٍ ليذب مِنْ عَمِّهِ فَضُرِبَ عَلَى رِجْلِهِ فَشُلَّتْ فَسُمِّيَ الأَعْرَجُ فَسَارَ عَبْشَمْسُ إلَيِهِمْ وَسَأَلَهُمْ أنْ يعْطُوْهُ حَقَّهُ مِنْ رجْلِ الأَعْرَجِ فَتَأَبَّى عَلَيْهِ بَنُو العَنْبِرِ وَأَرَادَ قتلهُ وَقَتَلَ مَنْ مَعَهُ مِنْ بَنِي سَعْدٍ فَلَمَّا عَلِمَ عَبْشَمْسُ بِذَلِكَ جَمَعَ بَنِي سَعْدٍ فَغَزَاهُمْ فَلَمَّا كَانَ بِعقوَبهِمْ نَزَلَ فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ ظِلْمَةٍ وَبَرْقٍ وَرَعْدٍ وَأَقَامَ حَتَّى يُغِيْرُ عليهم صُبْحًا وَكَانَ يَدُوْرُ عَلَى قَوْمِهِ وَيحوُطهُمْ مِنْ دَبِيْبِ اللَّيْلِ وَكَانَتْ الهَيْجُمَانَةُ عَارِكًا وَالعَارِكُ الَّتِي لَا تُخَالِطُ أَهْلَهَا وَأَضَاءَ البَرْقُ فَرَأَتْ سَاقَي مَقْرُوْعٍ أَبَاهَا تَحْتَ اللَّيْلِ فَقَالَتْ إنِّي رَأَيْتُ سَاقَي عَبْشَمْس فِي البَرْقِ فَعَرَفتهُ فَأَرْسَلَ العَنْبَرُ فِي بَنِي عَمْرٍو فَجَمَعَهُمْ فَلَمَّا أَتُوْهُ خَبَّرَهُمْ بِمَا سَمِعَ مِنَ الهَيْجُمَانَةِ فَقَالَ مَازِنٌ: حَنَّتْ ولَاتَ ¬
هَنَّتْ وأنَّى لَكِ مَقْرُوْعٌ. فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا ثُمَّ قَالَ مَازِنٌ لِلْعَنْبَرِ مَا كِنْتُ حَقِيْقًا أنْ تَجْمَعَنَا لِعِشْقِ جَارِيَةٍ ثُمَّ تَفَرَّقُوا عَنْهُ فَقَالَ لَهَا العَنْبَرُ عِنْدَ ذَلِكَ أَيْ اصْدُقِي فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكَذُوْبٍ رَأيٌ. فأَرْسَلَهَا مَثَلًا. قَالَتْ يَا أَبَتَاهُ ثَكَلْتُكَ إِنْ لَمْ أَكُنْ صَدَقْتُكَ فَانْجَحْ وَلَا أَخَالَكَ نَاجِيًا. فَأَرْسَلتهَا مَثَلًا فَنَجَا العَنْبَرُ تَحْتَ اللَّيْلِ وَصَبَّحَهُمْ بَنُو سَعْدٍ فَأَدْرَكُوْهُمْ وَقَتَلُوا مِنْهُمْ أُنَاسًا كَثِيْرًا. ثُمَّ أَنَّ عَبْشَمْس تَبعَ العَنْبَرَ حَتَّى أَدْرَكَهُوهو عَلَى فَرَسِهِ وَعَلَيْهِ أَدَاتُهُ يَسُوْقُ إبْلَهُ فَلَمَّا لَحِقَهُ قَالَ يَا عَنْبَرُ دَعْ أَهْلكَ فَإنْ لنَا وَإِنْ لَكَ فَقَالَ العَنْبَرُ لَكِنْ مَنْ تَقَدَّمَ مَنَعْتَهُ وَمَنْ تَأَخَّرَ عَقَرْتَهُ فَدَنَا مِنْهُ عَبْشَمْس الهَيْجُمَانَةُ نَزَعَتْ خِمَارَهَا وَكَشَفَتْ عَنْ وَجْهِهَا وَقَالَتْ يَا مَقْرُوْعُ نَشَدْتكَ الرحِمَ لِمَا وَهَبْتهُ لِي لَقَدْ خفتك عَلَى هَذِهِ مِنْذُ اليَوْم وَتَضَرَّعَتْ إِلَيْهِ فَوَهَبَهُ لَهَا. وَهَذِهِ قِصَّةُ هَذَا المَثَلِ. يَضْرَبُ لِمَنْ يَحِنُّ إِلَى مَطْلُوْبِهِ قَبْلَ أَوْانِهِ. قَوْلُهُ وَلَاتَ هَنَّتْ أَيْ اشْتَاقَتْ وَلَيْسَ وَقْتُ اشْتِيَاقِهَا. ثُمَّ رَجعَ مِنَ الغَيْبَةِ إِلَى خِطَابِ الحَاضرِ أي: أنى لكِ يروع أَيْ مِنْ أَيْنَ تَظْفَرِيْنَ بِهِ. مُحَمَّد بن حَامِد الأَصْفَهَانِيّ: [من الطويل] 630 - أَحِنُّ إِلَى عَهْدِ الصِّبَا وَهْوَ فَائِتٌ ... وَأَهْوَى دِيَارَ اللَّهْوِ وَهِيَ بَلَاقِعُ قَبْلهُ: تَمَنَّيْتُ جَهْلًا وَالأمَاني خَوَادِعُ ... لَو أَنْ لَيَالِيْنَا بِسَلْمَى رَوَاجِعُ وَهَلْ تَرْجِعُ المَاضي مِنَ العَيْشِ بَعْدَمَا ... تَوَلَّتْ بِهِ الأَيَّامُ لَوْلَا المَطَامِعُ أَحُنُّ إِلَى عَهْدِ الصِّبَى. البَيْتُ وَبَعْدهُ: تَسَلَّ عَنِ الأَهْوَاءِ وَانْهَ عَنِ الصِّبَى ... فُؤَادَكَ إِنَّ الشَّيْبَ لِلجَّهْلِ وَازِعُ وَدع عَنْكِ تِذْكَار الغَوَانِي وَلَا تَثِقْ ... بِهِنَّ فَهُنَّ المُطْمِعَاتُ المَوَانِعُ [من الوافر] 631 - أَحِنُّ إِلَى لِقَائِكَ كُلَّ يَوْمٍ ... وَأَسْأَلُ عَنْ إِيَابِكَ كُلَّ وَقْتِ ¬
وَمِنْ بَابِ (أَحُنَّ) وَيَجْرِي فِي شُفْعَةِ هَذِهِ الأَبْيَاتِ قَوْلُ خَارِجَةٍ بن فُلَيْج (¬1): أَحِنُّ إِلَى لَيْلَى وَقَدْ شَطَّ نَابُهَا ... كَمَا حَنَّ مَحْبُوْسٌ إِلَى الأنْفِ فَازعُ إِذَا حَدَّثَتْني النَّفْسُ بِاليَأْسِ تَارَةً ... وَبِالهَجْرِ أحرى كذَّبتْهَا المَطَامِعُ أكَلَّ هَوَاكَ الطَّرْفَ عَنْ كُلِّ بَهْجَةٍ ... وَصُمَّتْ عَنِ الدَّاعِي سِوَاكَ المَسَامِعُ وَيُرْوَى هَذَا البَيْتُ الأَخِيْرِ لِكُثَيِّرٍ. السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من الطويل] 632 - أَحِنُّ إِلَى مَنْ لَا يَحِنُّ صَبَابَةً ... وَمَا وَاحِدٌ قَلْبًا مَشُوْقٌ وَشَائِقُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي طُهَيَّةَ: [من الطويل] 633 - أَحِنُّ إِلَى نَجْدٍ وَإِنِّي لآيِسٌ ... طَوَالَ اللَّيَالِي مِنْ قُفُوْلٍ إِلَى نَجْدِ الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الطويل] 634 - أَحِنُّ وَلَا يُرْمَى حَنِيْنِي بِتُهْمَةٍ ... وَأَدْنُو وَلَا يُعْزَى دُنُوِّي لِمَأثِمِ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 635 - أَحْنُو عَلَيْكَ وَفِي فُؤَادِي لَوْعَةٌ ... وَأَصُدُّ عَنْكَ وَوَجْهُ وُدِّي مُقْبِلُ قَبْلهُ: قُل للسّحَابِ إِذَا حَدَتْهُ الشَّمْأَلُ ... وَسَرَى بِلَيْلٍ رَكْبهُ المُتَحَمِّلُ عَرِّجْ على حَلَبٍ وَحَيِّ مَحَلَّةً ... مَأْنُوْسَةً فِيْهَا لِعَلْوَةَ مَنْزِلُ لِغَرِيْرَةٍ أَدْنُو وَتبْعُدُ فِي الهَوَى ... وَأَجُوْدُ بِالوُدِّ المَصوْنِ وَتَنْحلُ وَعَلِيْلَةُ الأَلْحَاظِ نَاعِمَةُ الصِّبَى ... غَرَى الوُشَاةُ بِهَا وَلَجَّ العُزَّلُ ¬
أَحْنُو عَلَيْكَ وَفِي فُؤَادِي لَوْعَةٌ. البَيْتُ مِنْهَا: وَإِذَا هَمَمْتَ بوَصلٍ غَرَّكَ رَدَّنِي ... وَلَهُ عَلَيْكَ وَشَافِعٌ لَكَ أَوَّلُ وَأعزُّ ثُمَّ أَذلَّ ذَلَّةَ عَاشِقٍ ... وَالحُبُّ فِيْهِ تَعَزُّزٌ وَتَذَلُّلُ أَبُو فِرَاسٍ: [من البسيط] 636 - أَحْنُو عَلَيْهِ وَيَجْنِي دَائِمًا أَبَدًا ... لَا شَيءَ أَحْسَنُ مِنْ حَانٍ عَلَى جَانِي قَبْلهُ: مَا كُنْتُ مُذْ كُنْتُ إِلَّا طَوْعَ خُلَّانِي ... لَيْسَتْ مُؤَاخَذَةُ الأُخْوَانِ مِنْ شَانِي يَجْنِي الحَلِيْلُ فَأَسْتَحْلِي جنَايَتهُ ... حَتَّى أَدُلُّ عَلَى عَفْوِي وَإْحِسَانِي وَتَتْبَعُ الذَّنْبَ ذَنْبًا حِيْنَ تَعْرِفُنِي ... عَمْدًا وَأتْبَعُ إِحْسَانًا بِإِحْسَانِ إِذَا خَلِيْلِي لَمْ أَغْفِر إسَاءتَهُ ... فَأَيْنَ مَوْقِعُ إِحْسَانِي وَغفْرَانِي يَحْنُو عَلَيَّ وَأَحْنُو دَائِمًا أَبَدًا ... لَا شَيْءَ أَحْسَنَ مِنْ حَانٍ عَلَى جَانِ كَذَا الرواية يَحْنِي وَقَدْ رُوِيَ أَحْنُو عَلَيْهِ وَيَحِنِي. فِي المَثَلِ (¬1) أحشك وَتَرُوثنَي أَرَادَ تَرُوْثَ عَلَّ نَحْذِفُ - وَأَوْصَل الفعل يُضْرَبُ لِمَنْ يكفر احسان. . - وَيُرْوَى أَنَّ عِيْسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَفَ حِمَارًا وَأَنَّهُ رَمَحَهُ فَقَالَ أَعْطَيْنَاهُ مَا أَشْبَهَنَا وَأَعْطَانَا مَا أَشْبَهَهُ. وَيُرْوَى أحُسُّكَ بِالسِّيْنِ غير المُعْجَمةِ. عَنْتَرَةُ: [من الوافر] 637 - أَحَوْلِي تَنْفُصُ اسْتَكَ مِذرَوِيْهَا ... لَتَقْتُلُنِي فَهَا أَنا ذَا عُمَارَا بَعْدهُ: مَتَى مَا نَلْتَقِي فَرْدَيْنِ تُرْعَدُ ... رَوَائِفُ إِلْيَتَيْكَ فتسْتَطَارَا ¬
-: [من البسيط] 638 - أَحْلَامُكُمْ لِسَقَامِ الجَّهْلِ شَافِيَةٌ ... كَمَا دِمَاؤُكُمُ تَشْفِي مِنَ الكَلَبِ حَسَّانُ بنُ حَنْظَلَةَ بن أَبِي إبْرَاهِيْمَ بن حَسَّانَ: [من الكامل] 639 - أَحْلَامُنَا تَزِنُ الجِبَالَ رَزَانَةً ... وَيَزِيْدُ جَاهِلُنَا عَلَى الجُهَّالِ قبله: تلك ابنة العدويّ قالت ... باطلًا أزرى بقومك قلّة الأموال إنّا لعمرو أبيك محمد ضيفنا ... ويسود مقرونًا على الإقلالِ احلامنا. . . البيت، وبعده: وإذا دعوت بني جديلة جاءني ... مُردٌ على جُرد المتون طِوال عِمْرَانُ بنُ حَطَّانَ السَّدُوْسيّ: [من الكامل] 640 - أَحْلَامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ ... إِنَّ اللَّبِيْبَ بِمِثْلِهَا لَا يُخْدَعُ قَبْلهُ: حَتَّى مَتَى تَسْقِي النُّفُوْسَ بِكَأْسِهَا ... رَيْبُ المَنُوْنِ وَأَنْتَ سَاهٍ تَرْتَعُ أو قَدْ رَضِيْتَ بِأْنْ تُعَلّل بِالمُنَى ... وإلى المَنِيَّةِ كُلّ يَوْمٍ تُدْفَعُ أَحْلامُ نَوْمٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ إِنْ تَبْقَ تُفْجَعْ بِالأَحِبَّةِ كُلّهُمْ ... وَفراقُ نَفْسِكَ لَا أَبَالَكَ أَفْجَعُ وَتُرْوَى لِسَالِمِ العَدَوِيّ. قِيْلَ وَذُكِرَتِ الدُّنْيَا عِنْدَ الحَسَنِ البَصْرِيِّ رَحَمَهُ اللَّهُ فَقَالَ أَحْلَامُ نَوْمٍ. البَيْتُ مُتَمثِّلًا بِهِ. ¬
قَيْسُ بن عَاصِم المِنْقَرِيّ: [من البسيط] 641 - أَحْيَا الضَّغَائِنَ آبَاءٌ لنا سَلَفُوا ... فَلَنْ يَبِيْدُوا وَلِلآبَاءِ أَبْنَاءُ قِيْلَ دَخَلَ سَدِيْفُ بن مَيْمُوْنَ مَوْلَى بَنِي العَبَّاسِ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ السَّفَّاحِ وَعِنْدَهُ سُلَيْمَانَ بن هِشَامِ بن عَبدَ المَلِكِ وَقَدْ أَدْنَاهُ وَأَعْطَاهُ يَدُهُ فَقَبَّلَهَا فَلَمَّا رَآهُ سَدِيْفٌ أَقْبَل عَلَى أَبِي العَبَّاسِ فَقَالَ (¬1): يَا بنَ عَمِّ النَّبِيِّ أَنْتَ ضيَاءٌ ... اسْتَبَنَّا بِكَ اليَقِيْنَ الجلِيَّا لَا يَغُرَّنْكَ مَا تَرَى مِنْ رِجَالٍ ... إِنَّ تَحْتَ الضُّلُوْعِ دَاءً دَوِيَّا جَرِّدِ السَّيْفَ وَارْفَعِ العَفْوَ حَتَّى ... لَا تَرَى فَوْقَ ظَهْرِهَا أُمَوِيَّا فَطَنَ البغْضِ فِي القَدِيْمِ فَأَضْحَى ... ثَابِتًا فِي قُلُوْبِهِمْ مَطْوِيَّا وَهِيَ طَوِيْلَةٌ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ: يَا سَدِيْفُ خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ثُمَّ تَمَثَّلَ السَّفَّاحُ فَقَالَ: أَحْيَا الضَّغَائِنَ آبَاءٌ. البَيْتُ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ قَتَلْتَنِي أَيُّهَا الشَّيْخُ قَتَلَكَ اللَّهُ فَقَامَ السَّفَّاحُ فَدَخَلَ وَأَمَرَ بِسُلَيْمَانَ. . . مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَقَتلوا. وَمِنْ هَذَا بَابِ (أَحْيَا) قَوْلُ المُتَنَبِّيّ (¬2): أَحْيَا وَأَيْسَرُ مَا لَاقَيْتُ مَا قَتَلَا ... وَأَلْيَنُ جَار عَلَى ضعْفِي وَمَا عَدِلَا بِمَا يَخْفِيْكِ مِنْ سِحْرٍ صلِي دَنِفًا ... يَهْوَى الحَيَاةَ وَإِمَّا إِنْ صَدَدْتِ فَلَا وَإِنْ هَمَمْتِ عَلَى شَيْءٍ لِتَنْظُرَهُ ... عَيْنِي فَلَا أَبْصَرْتْ سَهْلًا وَلَا جَبَلا أَرَى الشُّهُوْرَ تَقْضي يَا مُنَى أَمَلِي ... شَهْرًا فَشَهْرًا وَمَا بَلَّغْتِنِي أَمَلَا وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ السّرِّيّ فِي طَبِيْبٍ (¬3): ¬
أَحْيَا لنَا عِلْمُ الفَلَاسِفَةِ الَّذِي ... أَوْدَى وَأَوْضَحَ رَسْم طُبٍّ عَارِفِ فَكَأَنَّهُ عِيْسَى بن مَرْيَمَ نَاطِقًا ... يَهِبُ الحَيَاةَ بِأَهْوَنِ الأَوْصَافِ مَثَلتْ لَهُ قَارُوْرَتي فَرَأَى بِهَا ... مَا أكنُّ بَيْنَ جَوَانِحِي وَشَغَافِي يَبْدُو لَهُ الدَّاءُ الخَفِيُّ كَمَا بَدَا ... لِلْعَيْنِ رَضْرَاض الغَدِيْرِ الصَّافِي ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من البسيط] 642 - أَحْيَا بِكَ اللَّهُ هَذَا الخَلْقَ كلَّهُمُ ... فَأَنْتَ رُوْحِي وَهَذَا الخَلْقُ جُثْمَانُ قِيْلَ فِي المَدْحِ: لَهُ مُحَيَّا جَمِيْلٌ يُسْتَدَلُّ بِهِ ... عَلَى جَمِيْل وَلِلْبَطْنَانِ ظُهْرَانُ وَقَلَّ مَنْ ضَمِنَتْ خَيْرًا طَوِيَّتُهُ ... إِلَّا وَفِي وَجْهِهِ لِلْخَيْرِ عُنْوَانُ تَلْقَاهُ وَهُوَ مَعَ الإِحْسَانِ مُعْتَذِرٌ ... وَقَدْ تُسِيْءُ مسِيْءٌ وَهُوَ مَنَّانُ إِذَا بَدَا وَجْهُ ذنْبٍ فَهُوَ ذُو سِنَةٍ ... وَإِنْ بَدَا وَجْهُ عَفْوٍ فَهُوَ يَقْظَانُ إِذَا تَيَمَّمَهُ العَافِي فَكَوْكِبَهُ سَعْدٌ ... وَمَرْعَاهُ فِي وَادِيْهِ سَعْدَانُ أَحِيَا بِكَ اللَّهُ. البَيْتُ جَرِيْرٌ: [من البسيط] 643 - أَحْيَاؤُهُمْ شَرُّ أَحيَاءٍ وَأَلأَمُهُمْ ... وَالأَرْضُ تَلْفِظُ مَوْتَاهُمْ إِذَا قُبِرُوا الأَسعَرُ الجُعْفِيُّ: [من الطويل] 644 - أَحْيَاؤُهُمْ عَارٌ عَلَى أَمْوَاتِهِمْ ... وَالمَيِّتُوْنَ شِرَارُ مَنْ تَحْتَ السَّرَى 645 - أَحَيَاةً بَعْدَ التَّفَرُّقِ يَا قَلْبُ ... فَأَيْنَ الهَوَى وَأَيْنَ الحُبُّ ¬
قَبْلهُ: مَا لِعَيْنِ جَنَتْ عَلَى القَلْبِ ذَنْبُ ... إِنَّمَا يُرْسِلُ اللِّحَاظَ القَلْبُ وَالهَوَى قَائِدُ القُلُوْبِ فَإِن سُلِّطَ ... جَيْش الغَرَامِ فَالقَلْبُ نَهْبُ أَحَيَاةً. البَيْتُ أَحْمَدُ بنُ أَبِي فَنَنٍ: [من البسيط] 646 - أَحِيْنَ كَثَّرْتَ حُسَّادِي وَسَاءَهَمُ ... جَمِيْلُ صنْعِكَ بِي أَشْمَتَّ حُسَّادِي بَعْدَهُ: وَقَالَ: فَإنْ تَكُنْ زَلَّةً أَوْ هَفْوَةً بَدَرَتْ ... فَأَنْتَ أَوْلَى بِتَقْوِيْمِي وَإِرْشَادِي حَانَ الرَّحِيْلُ وَقَدْ أَوْدَعْتَنَا حَسَنًا ... وَاليَوْمَ أَحْوَجُ مَا كُنَّا إِلَى الزَّادِ مَا فِي الحَيَاةِ لِذِي سَبْعِيْنَ مِنْ طَمَعٍ ... إِنْ لَمْ يَرُحْ فهُوَ فِيْمَنْ يَغْتَدِي غَادِ فِي المَثَلِ حَبِيْبٌ جَاءَ عَلَى نَاقَةٍ. يُضْرَبُ فِي الشَّيْءِ يَأْتِيْكَ عَلَى حَاجَةٍ مِنْكَ إِلَيْهِ وَمَواقعةٍ. السّرِّيّ الرَّفَاء أَيْضًا فِي وَصْفِ الطَّبِيْبِ (¬1): وَصَحَّ رَسْم الطُّبِّ فِي معْشرٍ ... مَا زَالَ فِيْهِم دَارِسَ الرَّسْمِ كَأَنَّهُ مِنْ لطْفِ أَفْكَارِهِ ... يَجُوْلُ بَيْنَ الدَّمِ واللَّحْمِ المُتَنَبِّيّ: [من البسيط] 647 - أَحْيَيْتَ لِلشُّعَرَاءِ الشِّعْرَ فَامْتَدَحُوا ... جَمِيْعَ مَنْ مَدَحُوْهُ بَالَّذي فِيْكَا أبو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي يَمْدَحُ بِقَوْلِهِ هُنَا عُبَيْدَ اللَّهِ بن يَحْيَى البُحْتُرِيّ. بَعْدهُ: ¬
وَعلّمُوا النَّاسَ مِنْكَ المَجْدَ وَاقتدَرُوا ... عَلَى دَقِيْقِ المَعَانِي مِنْ مَعَانِيْكَا فَكُنْ كَمَا أَنْتَ يَا مَنْ لَا شَبِيْهَ لَهُ ... أو كَيْفَ شِئْتَ فَمَا خَلْقٌ يُدَانِيْكَا شكرُ العُفَاةِ لِمَا أَوْلَيْتَ أَوْجَدَنِي ... إِلَى يَدَيْكَ طَرِيْقَ العُرْفِ مَسْلُوْكَا وَعُظْم قَدْركَ فِي الآفَاقِ أَوْهَمَنِي ... إِنِّي بِقِلَّةِ مَا أَثْنَيْتُ أَهْجُوْكَا مَا زِلْتَ تَتْبعُ مَا تُوْلي يَدًا بِيَدٍ ... حَتَّى ظَنَنْتُ حَيَاتِي مِنْ إَيَادِيْكَا فَإِنْ تَقُلْ فَعَادَاتٌ عُرِفْتَ بِهَا ... أو لَا فَإِنَّكَ لَا تَسْخُو بِلَا فُوْكَا عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ: [من الطويل] 648 - أَخَا سَفَرٍ جَوَّابَ أَرْضٍ تَقَاذَفَتْ ... بِهِ فَلَوَاتٌ فَهُوَ أَشْعَثُ أَغْبَرُ 649 - أَخٌ أُعْطِيْهِ مَكْنُوْنَ التَّصَافِي ... وَأَسْتَسْقِي لَهُ دَرَّ السَّحَابِ بَعْدهُ: إِنْ اسْتَرْفَدْتَهُ فَخَلِيْجُ بَحْرٍ ... لَو اسْتَنْهَضتَهُ فَسَلِيْلُ غَابِ مَتَى أحْلِلْ بِسَاحَتِهِ أَجِدْهُ ... أَنِيْسَ الرَّبْعِ مُخْضَرَّ الجنَابِ وَسِيْطُ البَيْتِ فِي شَرَفِ المَعَالِي ... نَفِيْسىَ الخَطِّ فِي كَرَمِ التَّصَابِي وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ القَائِلِ: أَخَافُ أُسَائِلُ الرُّكْبَانَ عَنْكُمْ ... إِذَا نَزلُوا بِأَكْنَافِ العِرَاقِ مَخَافَةَ أنْ يَنِمَّ عَلَيَّ مِنْكُمْ ... أَحَادِيْثٌ أَمَرُّ مِنَ الفِرَاقِ وَمِنْهُ يَقُوْلُ الفَرَزْدَقُ (¬1): أَخَافُ وَرَاءَ القَبْرِ إِنْ لَمْ يُعَافِنِي ... أشَدَّ مِنَ القَبْرِ التِهَابًا وَأَضْيَقَا إِذَا جَاءَنِي يَوْمَ القِيَامَةِ قَائِدٌ ... عَنِيْفٌ وَسَوَّاقٌ يَسُوْقُ الفَرَزْدَقَا لَقَدْ خَابَ مِنْ أَوْلَادِ آدَمَ آدَمٌ مَنْ مَشَى ... إِلَى النَّارِ مَغْلُوْل القِلَادَةِ أَزْرَقَا ¬
يُسَاقُ إِلَى النَّارِ الجحِيْمٍ مُسَرْبَلًا ... سَرَابِيْلَ قطْرَانٍ لِبَاسًا مُحْرِقَا إِذَا شَرِبُوا فِيْهَا الصَّدِيْدَ رَأَيْتَهُمْ ... يَذُوْبُوْنَ مِنْ حَرِّ الصَّدِيْدِ تَحَرُّقَا حَدَّثَ ابن عَيَّاشٍ قَالَ: كُنَّا فِى جنَازَةِ النَوَّارِ بِنْتِ أَعْيَنَ بن ضُبَيْعَةَ امْرَأَةَ الفَرَزْدَقِ وَكَانَ مَعَنَا الحَسَنُ البَصْرِيُّ فَقَالَ الفَرَزْدَقُ لِلْحَسَنِ: يَقُوْلُوْنَ فِيْهَا خَيْرُ النَّاسِ وَشَرُّ النَّاسِ. فَقَالَ الحَسَنُ: لَسْتُ أَنَا بِخَيْرِ النَّاسِ وَلَا أَنْتَ بِشَرِّ النَّاسِ. فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهَا قَالَ الحَسَنُ: يَا أَبَا فِرَاسٍ مَا أَعْدَدَتَ لِهَذَا المَضْجَع؟ قَالَ: شَهَادَةُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهِ مِنْذُ سَبْعِيْنَ سَنّةً. فَقَالَ الحَسَنُ: خُذُوْهَا مِنْ غَيْرِ فقِيْهٍ. فَلَمَّا جَلَسَ الحَسَنُ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَجَاءَ الفَرَزْدَقُ فَأَنْشَدَهُ: أَخَافُ وَرَاءَ القَبْرِ. الأبْيَاتُ. قَالَ: فَرَأَيْتُ الحَسَنَ قَدْ ثنَى كُمَّ قَمِيْصِهِ وَهُوَ يَنْتَحِبُ حَتَّى بَلَّ كُمَّ قَمِيْصِهِ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ لمّا قَالَ لِلْحَسَنِ مَا أَعْدَدْتُ لهذا المَضجَعِ يَا أَبَا فِرَاسٍ؟ قَالَ: شهَادَةَ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه مِنْذُ ثَمَانِيْنَ سَنَةً. فَقَالَ الْحَسَنِ: فَهَذَا العَمُوْدُ فَأَيْنَ الطُّنُبُ قَالَ الفَرَزْدَقُ: أَخَافُ وَرَاءَ القَبْرِ. الأَبْيَاتُ. قَالَ فَرَأَيْتُ الحَسَنَ قَدْ دَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ وَقَالَ: حَسْبُكَ يَا أبَا فَرَاسٍ. وَمِنْ بَابِ (أَخَافُ) أَيْضًا قَوْلُ الحارثِ بن حَلْزَةَ يُخَاطِبُ أَخَاهُ (¬1): أَخَافُ انْقِطَاعَ العَيْشِ دُوْنَ لِقَائِكُمْ ... بِأَرْضٍ وَلَوْ مَنَّيْتُ نَفْسِي الأَمَانِيَا [من المتقارب] 650 - أَخَافُ الفِرَاقَ فَأَشْتَاقُهَا ... كَأَنَّا افْتَرَقْنَا وَلَمْ نَفْتَرِق بَعْدهُ: وَاغْتَنِمِ القُرْبَ قَبْلَ البعَادِ ... وَغَدْرَ زَمَانٍ بِهِ لَمْ أَثِقْ أَرُوْمُ بِقُرْبِيَ أَنْ أَشْتَكِي ... وَلَنْ يَشْفِي أَبَدًا مَنْ عَشِقْ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] ¬
651 - أَخَافُ عَلَى قَيْسٍ وَلِلْحَرْبِ سَوْرَةٌ ... بَوَادِرَ أَمْرٍ لَا تُطِيُق لَهَا رَدَّا قَبْلهُ: يَصِفُ الصَّفْحَ عَنْ بني نمِيْرٍ وَبَنِي كلَابٍ بن مرّة وَيُحّذّرهُم: إِلَى اللَّهِ أَشْكُو مَا أَرَى مِنْ عَشَائِرٍ ... إِذَا مَا دَنوْنَا زَادَ جَاهِلهُمْ بُعْدَا وَإِنَّا لتَثْنِيْنَا عَوَاطِفُ حِلْمنَا عَلَيْهِم ... وَإِنْ سَاءَتْ ظُنُوْنَهُمُ جِدَّا وَيَمْنَعُنَا عِلْمُ العَشِيْرَةِ أَنّنَا ... إِلَى ضَرِّهِمْ لَمْ نَبْتَغِي ضَرَّهَا أَهْدَى وَإِنَّا إِذَا شِئْنَا بِعَادَ قَبيْلَةٍ جَعَلْنَا ... عِجَالًا دُوْنَ أهْلهُمُ نَجْدَا وَلَو عَرَفَتْ هَذِي العَشَائِر رُشْدَهَا ... إِذَا جَعَلَتْنَا دُوْنَ أَعْدَائِهَا سَدَّا وَلَكِنْ أَرَاهَا أَصْلَحَ اللَّهُ أَمْرَهَا ... وَأَخْلَقُهَا بِالرُّشْدِ قَدْ عَدِمَ الرُّشْدَا إِلَى كَمْ نَرِدُّ البيْضَ عَنْكُمْ صوَادِيًا ... وَنَثْنِي صُدُوْرَ الخَيْلِ قَدْ مُلِيَتْ حِقْدَا وَنَغْلِبُ بِالحِلمِ فِيْكُم وَنَرْعَى ... رِجَالًا لَيْسَ تَرْعَى لنا عَهْدَا أَخَافُ عَلَى قَيْسِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَحَدَّاءَ حَرْبٍ يَهْلِكُ الحِلْمَ عِنْدَهَا ... وَسَوْرَةَ بَأْسٍ تَجْمَعُ الحرَّ وَالعَبْدَا وَإِنَّا لنَرْمِي الجهْلَ بِالجهْلِ مَرَّةً ... إِذَا لَمْ نَجِدْ مِنْهُ عَلَى حَالَةٍ بُدَّا كَتَبَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ عَلَى الخَوَارِجِ بهَذِهِ الأَبْيَاتِ الثَّلاث الأَخِيْرَة. ابن المُعْتَزّ بِاللَّهِ: [من الطويل] 652 - أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَمْنَكُمْ مِنْ عَدُوِّكمْ ... ألَا إِنَّ بَعْضَ الخَوْفِ لِلْقَلْبِ أَرْوَحُ وبعد هَذَا البَيْتُ: وأعرفُ عُقْبى الأمر ابتداءً ... فيحزنني حال الجهول ويفرحُ 653 - أَخَافُ عَلَيْكَ مِنْ سَيْفٍ وَرِمْحٍ ... طَوِيْلُ العُمْرِ بَيْنَهُمَا قَصِيْرُ ¬
ابْنُ دَارَةَ الغَطْفَانِيُّ: [من الطويل] 654 - أَخَافُ كِلَابَ الأَبْعَدِيْنَ وَنبْحهَا ... إِذَا لَمْ تُجَاوِبُهَا كِلَابُ الأقارِبِ [من الطويل] 655 - أَخَافُ لِجَاجَاتِ العِتَابِ بَصَاحِبِي ... وَلِلْجَهلِ مِنْ قَلْبِ الحَلِيْمِ نَصِيْبُ [من الطويل] 656 - أَخَافُ وَأَرْجُو بُطْلَ ظَنِّي وَصدْقَهُ ... فَللَّهِ شَكِّي حِيْنَ أَرْجُو وَأَفْرَقُ [من البسيط] 657 - أَخَافُهُ وَهْوَ طَلُقُ الوَجْهِ مُبْتَسِمٌ ... وَكِيْفَ يُطْمِعُنِي فِي السَّيْفِ رَوْنَقُهُ [من الطويل] 658 - أَخَاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لَا أَخَا لَهُ ... كسَاعٍ إِلَى الهَيْجَا بِغَيْرِ سِلَاحِ بَعْدهُ: وَإِنَّ ابْنَ عَمِّ المَرْءِ فَاعْلَمْ جَنَاحُهُ ... وَهَلْ يَنْهَضُ البَازِيُّ بِغَيْرِ جَنَاحِ هَذَانِ البَيْتَانِ هُمَا المَثَلُ. وَنَصَبَ أَخَاكَ بإِضْمَارِ فِعْلٍ أي الْزَمْ أَخَاكَ أو اكْرِمْ أَخَاكَ وَقَوْلهُ من لَا أخًا لَهُ أرَادَ لَا أَخَ لَهُ فَزَادَ أَلِفًا لأَنَّ فِيْهِ مَعْنَى الإِضَافَةِ وَيَجُوْزُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الأَصْلِ أي أَصْلهُ أَخُو فَلَمَّا صَارَ أَخًا كَعَصًا وَرَحًى تُرِكَ هَاهُنَا عَلَى أَصْلِهِ. ومِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصر أَخَاكَ ظَالِمًا وَمَظْلُوْمًا قِيْلَ يَا رَسُوْلُ اللَّهِ يَنْصرُهُ مَظْلُوْمًا فكيف يَنْصرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَكفُّهُ عَنِ الظُّلْمِ قَالَ أبو عُبَيْدٍ إِنَّمَا الحَدِيْثُ -- العَرَبُ تَقُوْلُ يَنْصرهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ. ¬
[من الوافر] 659 - أَخَاكَ أَخَاكَ لَا يَذْهَلْكَ عَنْهُ ... مَطَامِعٌ تَطَّبِيْكَ وَلَا رَجَاءُ بعده: فأخوان الفتى في الأمن زين ... وأركان إذا نزل البلاءُ بَشَّارٌ فِي خَالِدِ بنِ بَرْمَكَ: [من الطويل] 660 - أَخَالِدُ إِنَّ الحَمْدَ يَبْقَى لأَهْلِهِ ... جَمَالًا وَلَا تَبْقَى الكُنُوْزُ عَلَى الكَدِّ قَبْلهُ: لَعَمْرِي لَقَدْ أَجْدَى عَلَيَّ ابْنُ بَرْمَكٍ ... وَمَا مُل مَنْ كَانَ الغِنَى عِنْدَهُ يُجْدِي جَلَبْتُ بِشعْرِي رَاحَتَيْهِ فَدَرَّتَا ... سَمَاحًا كَمَا دَرَّ السَّحَابُ عَلَى الرَّعْدِ وَثَغْرٍ كَأَفْوَاهِ الأُسُوْدِ سَدَدْتَهُ ... بِسُمْرِ القَنَا وَالبيْضِ وَالقُرَّحِ الجُرْدِ مَقَامكَ مَحْمُوْدٌ وَسَيْبُكَ واسِعٌ ... وَبَيْتكَ مَرْفُوْعُ الدَّعَائِمِ بِالمَجْدِ مُفِيْدٌ وَمتلَافٌ سَبِيْلُ ثَرَائِهِ ... إِذَا مَا غَدَا أو رَاحَ كَالجَّزْرِ وَالمَدِّ سَبَقْتَ بِأَيَّامِ المَكَارِمِ وَالعُلَا ... تُرَاثَ أَبٍ حَازَ المَكَارِمَ عَنْ جَدِّ أَخَالِدُ أَنَّ الحَمْدَ يَبْقَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَاطْعِمْ وَكُلْ مِنْ عَارَةٍ مُسْتَرَدَّةٍ ... وَلَا تُبْقِهَا إِنَّ العَوَارِيَّ لِلرَّدِّ وَقَالَ فِيْهِ أَيْضًا (¬1): أَخَالِدُ لَمْ أخْبط إِلَيْكَ بِذِمَّةٍ ... سِوَى أَنَّنِي عَافٍ وَأَنْتَ جَوَادُ أَخَالِدُ بَيْنَ الحَمْدِ وَالأَجْرِ ... حَاجَتِي فَأَيَّهُمَا تَأْتِي فَأَنْتَ عِمَادُ فَإِنْ تُعْطِنِي أُفْرِغْ عَلَيْكَ مَدَائِحِي ... وَإِنْ تَأْبَ لَمْ يُضْرَب علي سَدَادُ رِكَابِي عَلَى حَرْفٍ وَقَلْبِي مُشَيَّعٌ ... وَغَيْرُ بِلَادِ البَاخِلِيْنَ بِلَادُ ¬
إِذَا أَنْكَرَتْنِي بَلْدَةٌ أو نَكَرْتُهَا ... خَرَجْتُ مَعَ البَازِيِّ عَلَى سوَادُ يَعْنِي أَنَّ الجَّوَارِحَ أَشَدّ الطَّيْرِ تلق أو البَازِيّ مَلِكٌ لِلجَّوَارِحِ وَمولد عَلَى سَوَادٍ أَي قُطْعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ. مُحَمَّد بن مَيَّادَة: [من الطويل] 661 - أَخَالِدُ لَمْ تَعْلَمْ وَلَسْتَ بِعَالِمٍ ... بِأَنَّكَ لَمْ تَعْلَم وذَا غَايَةُ الجَّهْلِ يقول ذلك في خالد بن قاضي البصرة. مثقَالٌ: [من الوافر] 662 - أَخَالِدُ لَوْ أَلِمْتَ مَضِيْضَ شَيْءٍ ... مُمِضٍّ مُرْمِضٍ لأَلِمْتَ جَهْلَك [من الطويل] 663 - إِخَالُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ لِلْحَيْنِ مِنْهُمْ ... سَتَحْمِلُهُمْ مِنِّي عَلَى مَرْكَبٍ وَعرِ [من الطويل] 664 - أَخٌ إِنْ تَشكَّى مِنْ أَذًى كُنْتُ طِبَّهُ ... وَإِنْ كُنْتُ ذَا شَكْوَى فَإنَّ بِهِ طِبِّي قَبْلَهُ: أَخٌ قَلْبُهُ عِنْدِي وَقَلْبِي عِنْدَهُ ... فَنَحْنُ كَذَى لِي قَلْبُهُ وَلَهُ قَلْبِي أَخٌ حَسْبهُ بِي مِنْ أَخٍ ذِي حَفِيْظَةٍ ... وَحَسْبِي بِهِ مِنْ ذِي مُحَافَظَةٍ حَسْبِي أَخٌ إِنْ تَشَكَّى مِنْ أَذًى. البَيْتُ بَشَّارٌ: [من الطويل] 665 - أَخٌ إِنْ نَبَا دَهْرٌ بِهِ كُنْتُ دُوْنَهُ ... وَإِنْ كَانَ كَوْنٌ كَانَ لِي ثِقَةً مِثْلِي ¬
قَبْلَهُ: أَخٌ خَيْرَ مَنْ آخَيْتُ أَحْمِلُ ثِقْلَهُ ... وَيَحْمِلُ عَنِّي حِيْنَ يَقْدِمُنِي ثقْلِي أَخٌ إِنْ نَبَا دَهْرٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَخٌ مَالَهُ لِي لَسْتُ أَرْهَبُ بُخْلَهُ ... وَمَالِي لَهُ لَا يَرْهَبُ الدَّهْرَ مِنْ بُخْلِي لَبِيْدٌ: [من الطويل] 666 - أُخَبِّرُ أَخْبَارَ القُرُوْنِ الَّتِي مَضَتْ ... أَدَبٍ كَأَنِّي كُلَّمَا قُمْتُ رَاكِعُ [من الطويل] 667 - أُخَبِّرَ أَخْبَارَ القُرُوْنِ الَّتِي مَضَتْ ... وَأَنْسَى الَّذِي فِي الحَالِ كنْتُ أَقُوْلُهُ [من مجزوء الكامل] 668 - أخْبرْ جَلِيْسَكَ تَقْلِهِ ... فَالنَّاسُ ظَاهِرُهُمْ سَلَامَهْ ابن البَازُوْرِيِّ وَزِيْرُ مِصْرَ، مَنْسُوْبٌ إِلَى بَازُوْرَ ضَيْعَةٌ من أعمال الرَّمْلَةِ: [من البسيط] 669 - إخْتِمْ وَطِيْنُكَ رَطْبٌ مَا اسْتَطَعْتَ ... فَكَمْ قَدْ خَمَّرَ الطِّيْنَ أَقْوَامٌ وَمَا خَتَمُوا بعده: عزّوا فما رحموا أيام دولتهم ... حتى إذا ما انقضت ذلّوا فما زحموا البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 670 - أَخْجَلْتَنِي بِنَدَى يَدَيْكَ فَسَوَّدَتْ ... مَا بَيْنَنَا تِلْكَ اليَدُ البَيْضَاءُ [من الطويل] 671 - أَخٌ حَسْبُهُ بِي مِنْ أخٍ ذِي حَفِيْظَةٍ ... وَحَسْبِي بِهِ مِنْ ذِي مُحَافَظَةٍ حَسْبِي ¬
بَشَّارٌ: [من الطويل] 672 - أَخٌ خَيْرُ مَنْ آخَيْتَ أَحْمِلُ ثُقْلَهُ ... وَيَحْمِلُ عَنِّي حِيْنَ يقدُمُنِي ثقلِي [من الطويل] 673 - أَخٌ خَيْرُ مَنْ آخَيْتَ مِنْ ذِي مَوَدَّةٍ ... قَلِيْلُ الأَذَى فِيْمَا أُحِبُّ مُجِيْبُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي عُبَادَةٍ البُحْتُرِيّ (¬1): أَخٌ شَكَرْتُ لَهُ نعمَى أَخِي ... ثِقَةٍ زَكَتْ لَدَيَّ وَمِنًّا غَيْرَ مَمْنُوْنِ طَافَ الوُشَاةُ بِهِ بعدي وَغَيَّرهُ ... مَعَاشِرَ كُلُّهُمْ بِالسُّوْءِ يَبْغِيْنِي أَصْبَحْتُ أَرْفَعُهُ حَمْدًا وَيَخْفِضنِي ... ذَمًّا وَأَمْدَحُهُ طوْرًا وَيَهْجُوْنِي فَعَادَ مُحْتَبِلًا بِالسُّوْءِ يَهْدِمُنِي ... وَكَانَ مِنْ قَبْل بِالإِحْسَانِ يَبْنِيْنِي إِنْ كَانَ فَأَهْلُ الصّفْحِ أَنْتَ وَإِنْ لَمْ ... آتِ ذَنبًا فَفِيْمَ اللَّوْمُ يَعْدُوْنِي أَجْعَلُكُمْ أَحقّ بِالصِّفْـ ... ـحِ عَنْ عِرْضِي وَعَنْ دِيْنِي [أَينَ الودادَ الذي قَد كنتَ تَمنحنُي] ... أَو الصَّفَاءِ الَّذِي قَدْ كُنْتَ تَصْفِيْنِي ابْنُ حَيُّوْسُ: [من الكامل] 674 - أَخَذَ الفَضَائِلَ آخِرٌ عَنْ أَوَّلٍ ... وَحَبَاكَهَا رَبُّ العُلا إِلهَامَا الصَّنَوْبَرِيُّ: [من الخفيف] 675 - أَخَذَ المُشْتَرِي الرِّئَاسَةَ عَنْهُ ... وَتَلَاهُ عُطَارِدٌ فِي الكِتَابَه وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي نُوَّاسٍ فِي الأَمِيْنِ مُحَمَّد بن الرَّشِيْدِ (¬1): أَخَذْتُ بِحَبْلٍ مِنْ حِبَالِ مُحَمَّدٍ ... أَمِنْتُ بِهِ مِنْ طَارِقِ الحَدَثَانِ ¬
تَغَطَّيْتُ مِنْ دَهْرِي بِظِلِّ جَنَاحِهِ ... فَعَيْنِي تَرَى دَهْرِي وَلَيْسَ يَرَانِي فلو تَسْأَلِ الأَيَّامَ مَا اسْمِي لَمَا ... ذَرَتْ وَأَيْنَ مَكَانِي مَا عَرَفْنَ مَكَانِي وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ ابن المُعْتَزِّ بِاللَّهِ: [من الخفيف] أَخَذَتْ مِنْ شَبَابِي الأَيَّامَ ... وَتَوَلَّى الصِّبَى عَلَيْهِ السَّلَامُ (¬1) وَارْعَوَى بَاطِلٌ وَبَرَّ حَدِيْثُ ... النَّفْسِ مِنِّي وَعَفَّتِ الأَحْلَامُ وَمِنْ بَابِ أَخَذَ قَوْلُ الآخَر يَمْدَحُ (¬2): أَخَذُوا صَدْرَ مَجْلِسِ العزِّ مُذْ ... كَانُوا وَخَلُّوا لِلْعَالَمِيْنَ الجَنَاحَا هَذَا فِي وَصفِ الكَاتِبِ البَلِيغ ومِنْهُ قَوْلُ المُتَنَبِّيّ (¬3): وَذَا سَكَتَّ فَإِنَّ أَبْلَغَ خَاطِبٍ ... قَلَمٌ لَكَ اتَّخَذَ الأَصَابِعَ مِنْبَرَا ومِنْهُ قَوْلُ الآخَر: يكتبهُ مَا يُعْجِزُ البَرَايَا ... وَالعَجْزُ عَنْ مِثْلِهِ اقْتِدَارُ ومِنْهُ قَوْلُ البُحْتُرِيّ (¬4): أولَى الكِتَابَةَ تَسْدِيْدًا أَقَامَ بِهِ ... مِنْهَجهَا وَقَدْ اعْوَجَّتْ نَوَاحِيْهِ غَضُّ الأَمَانَةِ فِيْهَا مِنْ تَنَزهِهِ ... وَأَبْيَضُ الثَّوْبِ فِيهَا مِنْ تَوَقِّيْهِ المُتَنَبِّيّ: [من الطويل] 67 - أُخِذْتُ بِمَدْحِهِ فَرَأَيْتُ لَغْوًا ... مَقَالِي لِلأُحَيْمِقِ يَا حَكِيْمُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] ¬
677 - أَخْرَجْتمُوْهُ بِكُرْهٍ عَنْ سَجِيَّتِهِ ... وَالنَّارُ قَدْ تُصْطَلَى مِنْ نَاضِرِ السَّلَمِ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا مَالِكَ بن طَوْق التَّغلبِيّ: أوْطَأتمُوْهُ عَلَى جَمْرِ العُقُوْقِ وَلَو ... لَمْ يجرح اللَّيْثُ لَمْ يَرْجَ مِنَ الأَجَمِ (يخرج من أجم) يَا عثْرَةً مَا وُقِيْتُمْ شَرَّ مَصْرَعهَا ... وَزَلَّةُ الرَّأْي تُنْسِي زَلَّة القَدَمِ ابْنُ طَبَاطَبَا فِي القَلَمِ: [من البسيط] 678 - أَخْرَسُ يُنْبِيْكَ بِأَطْرَافِهِ ... عَنْ كُلِّ مَا شِئْتَ مِنَ الأَمْرِ قَبْلهُ: فِي كَفِّهِ أَسْمَرُ يَثْنَى بِهِ الدَّ ... هْرُ شَبَاةَ البِيْضِ وَالسُّمْرِ أَخْرَس تَبَدَّى لَكَ أَطْرَافهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يُذْرِي عَلَى القُرْطَاسِ دَمْعًا ... لَهُ يَبْدُو بِهِ السِّرُّ وَلَا يَدْرِي كَعَاشِقٍ أَخْفَى هَوَاهُ وَقَدْ ... نَمَّتْ عَلَيْهِ عِبْرَةٌ تَجْرِي إِخْفَاؤُهُ الشَّيْءَ كَإِعْلَانِهِ ... وَالجهْرُ مِنْهُ مُشَبَّهُ السّرِّ تبْصرهُ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ عُرْيَانَ ... يَكْسُو النَّاسَ أو يعْرِي وَمُسْتَقِلًا بِأُمُوْرِ الوَرَى ... يَسُوْسُهُمْ بِالنَّهْي وَالأَمْرِ يُرَى أَسِيْرًا فِي دَوَاةٍ ... وَقَدْ أَطْبَقَ أَقْوَامًا مِنَ الأَسْرِ كَالبَحْرِ إذ يَجْرِي وَكَاللَّيْلِ ... إذ يَهْوي وَكَالصَّارِمِ إذ يغري [من الكامل] 679 - أَخْشَى القَطِيْعَةَ بَيْنَنَا وَأَظُنُّهَا ... سَتَكُوْنُ إِنْ دُمْنَا عَلَى الهِجْرَانِ ¬
بَعْدهُ: وَأرَى اللَّجَاجَةَ غَيْرَ شَكٍّ رُبَّمَا ... قَطَعَتْ شَوَابِكَ حُرْمَةِ الخُلَّانِ أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الطويل] 680 - أَخُصُّكَ بِالقَوْلِ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ ... وَإِنْ رَغمت فِيْمَا أَقُوْلُ المَعَاطِس مُحَمَّد بن أَحْمَد الخَفَّاجِيّ: [من البسيط] 681 - إِخْضَعْ إِذَا عَزَّ مَنْ تَهْوَى وَذِلَّ لَهُ ... فَذُلُّ أهْلِ الهَوَى عِزُّ وَإِنْ خَضَعُوا أَنْشَدَ لِلشَّيْخِ أبو الفَضْلِ مُحَمَّد أَحْمَد أَخِ الخَفَاجِي لِنفْسِهِ (¬1): هَبْنِي أُخَادِعُ طَرْفِي فِي تَأَمّلِهِ ... فَكَيْفَ أَخْدَعُ قَلْبًا لَيْسَ يَنْخَدِعُ أَخْضَع إِذَا عَزَّ مَنْ تَهْوَى. البَيْتُ العَتَابِيُّ: [من الطويل] 682 - أَخِضْنِي المَقَامَ الغَمْرَ إِنْ كَانَ غَرَّني ... سَنَى خُلَّبٍ أَوْ زَلَّتِ القَدَمَانِ بَعْدهُ: أَتَتْرِكُنِي جَدْبَ المَعِيْشَةِ مُقْفِرًا ... وَكَفَّاكَ مِنْ مَاءِ النَّدَى تَكِفَانِ وَتَجْعَلُنِي سَهْم المَصائِبِ بَعْدَمَا ... بَلَلَتْ يَدَيَّ بِالنَّدَى وَلِسَانِي السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من الكامل] 683 - أَخْطَأتُ فِي طَلَبِي وَأَخْطَأَ بِي ... يَأْسِي وَرَدَّ يَدِي بِغَيْرِ يَدِ هذا البيتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ أوَّلُهَا: ¬
هَبْ لِلدِّيَارِ بَقِيَّةَ الجلَدِ ... وَدَعْ الدُّمُوعَ وَبَاعِثِ الكَمَدِ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَا ضرَّهُمْ وَالبَيْنِ يَحْفِزُهُمْ ... لَوْ عَلَّلَوْنَا بِانْتِظَارِ غَدِ وَجَدُوا وَمَا جَادُوا وَمُحْتَقَبٌ ... لِلَّومِ مَنْ أَثْرَى وَلَمْ يَجُدِ لَيْتَ الَّذِي عَلَقَ الرَّجَاءُ بِهِ ... إِذَا لَمْ يُجِدْ لِلصَّبِّ لَمْ يَجِدِ عَنِّي إِلَيْكَ فَلَسْتَ مِنْ إِرَبِي ... مَا أَنْتَ مِنْ عَيْنِي وَلَا رشَدِي قَضتِ اللَّيَالِي مِنْكَ مَأْرُبَتِي ... وَنَفَضتُ مِن عُلَقِ الغَرَامِ يَدِي وَجَدَ النَّهْيُ وَالسَّيْفِ رَاحِلَتِي ... حَتَّى اسْتَقَا مَا بِي عَلَى الجدَدِ لَا تَعرين ضِيْفَ الهُمُوْمِ قرًى ... إِلَّا قرَى العَيْرَانَةِ الأُجُدِ وَانْهَضْ فَإنْ لَمْ تَحْظَ فِي بَلَدٍ ... بِالرِّزْقِ فَاقْطَعهُ إِلَى بَلَدِ وَابْغِ العُلَى أبَدًا فَكَمْ طَلَبِ ... قَدْ بَاتَ مِنْ نَيْلٍ عَلَى صَدَدِ إمَّا يُقَالُ سَعَى فَاحْرِزْهَا أَوْ ... أنْ يُقَالَ مَضَى فَلَمْ يَعُدِ قُوْلَا لِهَذَا الدَّهْرِ مَعْتَبَةً ... أَسرَفْتَ بِي يَا دَهْرُ فَاقتصِدِ كَمْ لَوْعَةٍ تُهْدَى إِلَى كَبدِي ... وَعَظِيْمَةٍ تُلْقَى عَلَى كَتِدِي وَعَجَائِبٍ مَا كُنَّ فِي فِكَرِي ... وَغَرَائِبٍ مَا دُرْنَ فِي خَلَدِي أَيُصَاحُ بِي عَنْ كُلِّ صافِيَةٍ ... طَرْدًا إِلَى الأَقْذَاءِ وَالثَّمَدِ وَأُسَامَ فِي اكْلَاءِ مُوْبِيَةٍ ... مُحْتَشُّهَا دُوْنَ السَّوَامِ رَدِ أَمسَى عَلَيَّ مَعَ الزَّمَانِ أَخٌ ... قَدْ كُنْتُ آمَلُ يَوْمَهُ لِغَدِ مَنْ كَانَ أَحْنَا عِنْدَ نَائِبَةٍ ... مِنْ وَالِدِي وَأَبَرُّ مِنْ وَلَدِي لَمْ يَثْمر الظَّنُّ الجمِيْلُ بِهِ ... فَقْدِي مِنَ الظَّنِّ الجَمِيْلِ قَدِي أَخْطَأَتُ فِي طَلَبِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلأَجْعَلَنَّ عُقُوْبَتِي أبَدًا ... ألَا أَمُدُّ يَدًا إِلَى أَحَدِ فَتَكُوْنُ أَوَّلَ زَلَّةٍ سَبَقَتْ مِنِّي ... وَآخِرَهَا عَلَى الأَبَد أنْشَدَ نَفْطَوِيْه: [من السريع]
684 - أُخطُ مَعَ الدَّهْرِ إِذَا مَا خَطَا ... وَاجْرِ مَعَ الدَّهْرِ كَمَا يَجْرِي بَعْدهُ: مِنَ سَابِقِ الدَّهْرِ كَبَا كَبْوَةً ... لَمْ يَسْتَقِلهَا آخِرَ الدَّهْرِ 685 - أَخْفِضِ الصَّوْتَ إِنْ نَطَقْتَ بِلَيْلٍ ... وَالْتَفِتْ فِي النَّهَارِ قَبْلَ المَقَالِ بَعْدهُ: لَيْسَ لِلْقَوْلِ رَجْعَةً حِيْنَ يَبْدُو ... بِقَبِيْحٍ يَكُوْنُ أو بِجَمَالِ المُعْتَمِدُ على اللَّهِ المَغْرِبِيّ: [من الطويل] 686 - أَخِفُّ إِلَى لُقْيَا الحَبِيْبِ وَإنَّنِي ... لَعَمْرُكَ فِي جُلِّ الأُمُوْرِ وَقُوْرُ أَبُو عَلِيٍّ مَسْكَوِيْهِ: [من الوجز] 687 - أَخْفَيْتُ سِرِّي وَهُوَ سِرُّ الدَّهْرِ ... فِي لُجِّ قَلْبِي وَرِحَابِ صَدْرِي بَعْدهُ: وَضَاعَ فِي بِرٍّ لَهُ وَبَحْرٍ ... أَسَالَ عَنْهُ بِلَطِيْفِ فِكْرِي بِمثُوْلِ ذهْنِي وَحُضُوْرِ ذكْرِي ... فَلَا أَجَابَ بِسِوَى لَا أَدْرِي التِّهَامِيُّ: [من الكامل] 688 - أُخْفِي مِنَ البُرَحَاءِ نَارًا مِثْلَ مَا ... يُخْفِي مِنَ النَّارِ الزِّنَادُ الوَارِي هِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ. وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ البُحْتُرِيّ (¬1): ¬
أُخْفِي هَوًى لَكِ فِي الضُّلُوْعِ وَأُضْمِرُ ... وَأُلَامُ مِنْ كَمَدٍ عَلَيْكِ وَأعْذرُ وَأَرَاكِ خُنْتِ مِنَ النَّوَى مَنْ لَمْ يَخُنْ ... عَهْدَ الهَوَى وَهَجَرْتِ مَنْ لَمْ يَهْجُرُ وَطَلَبْتُ مِنْكِ مَوَدَّةً لَمْ أُعْطَهَا ... إِنَّ المُعَنَّى طَالِبٌ لَا يَظْفَرُ هَلْ دِيْنُ عَلْوَةَ يُسْتَطَاعُ فَيَقْتَضِي ... أَمْ ظُلْم عَلْوَةَ يَسْتَفِيْقُ فَيُقْصَرُ بَيْضَاءُ يُعْطِيْكَ العَضيْبُ قَوامُهَا ... وَيُرِيْكَ عَيْنَيْهَا الغَزَالُ الأَحْوَرُ تَمْشِي فَتَحْكمُ فِي القُلُوْبِ بِدلِّهَا ... وَتَمِيْسُ فِي وَرقِ الشَّبَابِ فَيَخْطرُ وَتَمِيْلُ مِنْ لِيْنِ الصبَى فَيُقِيْمُهَا ... قَدّ يُؤَنَّثُ تَارَةً [ويُذَكَّرُ] مِنْهَا: إِنِّي وَإِنْ جَانَبْتُ بَعْضَ بَطَالَتِي ... وَتَوَهَّمَ الوَاشُوْنَ أَنِّي مُقَصِّرُ لِيَشُوْقَنِي سِحْرُ العُيُوْنِ المُجْتَلَا ... وَيَرُوْقُنِي وَرْدُ الخُدُوْدِ الأَحْمَرُ [من الطويل] 689 - أَخٌ قَلْبُهُ عِنْدِي وَقَلْبِي عِنْدَهُ ... فَنَحْنُ كذَا لِي قَلْبُهُ وَلَهُ قَلْبِي بعده: أخ حسبه بي من أخٍ ذي حفيظة ... وحسبي به من ذي محافظة حسبي أخ إن شكى من أذًى كنت طبّه ... وإن كنت ذا شكوى فإن أخي طبّي البُسْتِيُّ: [من الطويل] 690 - أَخٌ كَانَ لِي وَهُوَ الحَلِيْفُ المُسَاعِدُ ... تَنَكَّرَ فَهُوَ اليَوْمَ ضِدٌّ مُبَاعِدُ بَعْدهُ: رَأَى جَدُّهُ فِي ذَرْوَةِ المَجْدِ صاعِدًا ... فَأَطْغَاهُ جَدٌّ فَوْقَ جدِّي صَاعِدُ وَكَانَ يَرَانِي قَاعِدًا وَهُوَ قَائِمٌ ... فَصَارَ يَرَانِي قَائِمًا وَهُوَ قَاعِدُ فَأَحْدَثَ زَهْوًا لَا يُنَادِي وَلِيْدهُ ... وَأَضْحَى وَعِيْدًا مِنْهُ تِلْكَ المَوَاعِدُ ¬
كَانَ يُقَالُ: الإِخْوَانُ ثَلَاثةٌ أَخٌ يخْلِصُ لَكَ وُدَّهُ وَيَبْلغُ فِي مُهِمَّكَ جُهْدَهُ، وَأَخٌ ذُو نِيَّةٍ يَقْتَصرُ بِكَ عَلَى نِيَّتِهِ دُوْنَ رَفْدِهِ وَمَعُوْنَتِهِ، وَأَخٌ يَلْهُوقُ لَكَ بِلِسَانِهِ وَيَتَشَاغَلُ عَنْكَ بِشَأْنِهِ وَيُوْسِعُكَ مِنْ كَذْبِهِ وَأَيْمَانِهِ. كَعْب الغَنَوِي فِي أَخِيْهِ: [من الطويل] 691 - أَخٌ كَانَ يَكْفِيْنِي وَكَانَ يُعِيْنُنِي ... عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهْرِ حِيْنَ تَنُوْبُ [من الطويل] 692 - أَخٌ كُلَّمَا آتِيْهِ أَبْغِيْهِ حَاجَةً ... رَجعتُ إِلَى أَهْلِي وَوَجْهِي بِمَائِهِ قَبْلهُ: جَزَى اللَّهُ عَنِّي صَالِحًا بِوَفَائِهِ ... وَأَضْعَفَ أَضْعَافًا لَهُ فِي جَزَائِهِ أَخٌ كُلَّمَا آتَيْهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: رَجَوْتُ رِجَالًا بَعْدَهُ وَاخْتَبَرْتهُمْ ... فَمَا ازْدَدْتُ إِلَّا رغْبَةً فِي إِخَائِهِ وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ إِبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ الصُّوْلي فِي مُحَمَّد بن عَبْدُ المَلِكِ الزَّيَّات (¬1): أَخٌ كُنْتُ آوِي مِنْهُ عِنْدَ ادِّخَارِهِ ... إِلَى ظَلِّ آبَاءٍ مِنْ العزِّ بِاذِخِ سَعَتْ نُوَبُ الأَيَّامِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... فَأْقْلَعْنَ مِنَّا عَنْ ظَلُوْمٍ وَصَارِخِ وَإنِّي وَإعْدَادِي لِدَهْرِي مُحَمَّدًا ... كَمُلتمِسٍ إِطْفَاءَ جَمْرٍ بِنَافِخِ جَرِيْرٌ: [من الكامل] 693 - أَخَلَبْتِنَا وَصَدَدْتِ أُمَّ مُحَمَّدٍ ... أَفَتَجْمَعِيْنَ خِلَابَةً وَصُدُوْدَا ¬
المَثَلُ: أَفَتَجْمَعِيْنَ خَلَابَةً وَصُدُوْدَا. يُضرَبُ لِمَنْ يَجْمَعُ بَيْنَ خِصْلَتِي شَرِّ وَهُوَ قَوْلُ حر بن عَطِيَّة مِنْ أَبْيَاتٍ أوَّلُهَا: يَا عَاذِلِيَّ دَعَا المَلَامَ وَأَقْصِرَا ... طَالَ الهَوَى وَأَطَلتمَا التَّفْنِيْدَا إنِّي وَجَدّكِ لَوْ أَرَدْتِ زِيَادَةً ... فِي الحُبِّ مِنِّي مَا وَجَدْتِ مَزِيْدَا أَخَلَبْتِنَا وَصَدَدْتِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا يَسْتَطِيْعُ أَخُو الصَّبَابَةِ أنْ يَرَى ... حَجَرًا أَصَمَّ وَلَا يَكُوْنُ حَدِيْدَا الكَمِيْتُ بنُ زَيْدٍ: [من الخفيف] 694 - أَخْلَصَ اللَّهُ لِي هَوَايَ فَمَا ... - نَزْعًا وَلَا تَطِيْشُ سِهَامِي جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخِلافَةِ: [من الرمل] 695 - أُخْلِصُ الوُدَّ لِمِنْ أَخْلَصَهُ ... وَلِمَنْ كَدَّرَ مِنِّي الكَدَرُ أَبُو مُحَمَّد اليَزِيدِيّ: [من الرمل] 696 - أَخْلِصِ الوُدَّ لِمَنْ صَاحَبْتَهُ ... وَاغْفِرِ العَثْرَةَ مِنْهُ إِنْ عَثَرْ بَعْدهُ: إِذَا زَلَّتْ بِهِ النَّعْلُ فَلَا تَلْبَسَـ ... ـنْ يَوْمًا لَهُ جِلْدَ النَّمِر عُذْ بحلمٍ مِنْكَ تَكْفِي جَهْلَهُ ... إِنَّمَا الجعْلُ كَنَارٍ تَسْتَعِر زُهَيْرٌ المِصرِيُّ: [من البسيط] 697 - أَخْلِصْ لِرَبِّكَ فِيْمَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ ... وَلْيَتَّفِقْ مِنْكَ إِسْرَارٌ وَإعْلَانُ بَعْدهُ: فَكُلُّ فِكْرٍ بِغَيْرِ اللَّهِ وَسْوَسَةٌ ... وَكُلُّ ذِكْرٍ لِغَيْرِ اللَّهِ نِسْيَانُ ¬
أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من البسيط] 698 - اخْلَعْ عِذَارَكَ فِيْمَا تَسْتَلِذُ بِهِ ... وَاجْسُرْ فَإنَّ أَخَا اللَّذَّاتِ مَنْ جَسَرَا بَعْدهُ: وَاحْفَظْ خَلِيْلَكَ لَا تَغْدِرْ بِهِ أَبَدًا ... لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيْمَنْ خَانَ أو غَدَرَا مُحَمَّد بن بَشِيْرٍ البَصرِيّ: [من البسيط] 699 - أَخْلِقْ بِذِي الضَبْرِ أَنْ يَحْظَى بِحَاجَتِهِ ... وَمُدْمِنِ القَرْعِ لِلأَبْوَابِ أَنْ يَلِجَا أَوَّلُ هَذِهِ الأَبْيَات: مَاذَا يُكَلِّفُكَ الرَّوْحَاتِ وَالدَّلَجَا ... البَرُ طَوْرًا وَطَوْرًا تَرْكَبُ اللُّجَجَا وَكَمْ فَتًى قَصُرَتْ فِي الرّزْقِ خُطْوَتُهُ ... أَلْفَيْتُهُ لِسِهَامِ الرّزْقِ قَدْ فَلَجَا إِنَّ الأُمُوْرَ إِذَا انْسَدَّتْ مَسَالِكُهَا ... فَالصَّبْرِ يفتح مِنْهَا كُلّ مَا ارْتَتَجَا لَا تَيْأَسَنَّ وَإِنْ طَالَتْ مُطَالَبَةٌ ... إِذَا اسْتَعَنْتَ بِصبْرٍ أَنْ تَرَى فَرَجَا أَخِلِقْ بِذِي الصَّبْرِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَبْصِر لِرِجْلِكَ قَبْلَ الخَطْوِ مَوْقِعهَا ... فَمَن عَلَا زَلَقًا عَنْ غِرَّةٍ زَلَجَا فِي المَثَلِ أوْلَى الأُمُوْرِ بِالنَّجَاحِ المُوَاظِبَةِ وَالإلْحَاحِ. دِعْبِلُ: [من الطويل] 700 - أَخٌ لَكَ عَادَاهُ الزَّمَانُ فَأَصْبَحَتْ ... مُذمّمةً فِيْمَا لَدَيْهِ العَوَاقِبُ مَتَى مَا تَحْذِرْهُ التَّجَارِبُ صَاحِبًا ... مِنَ النَّاسِ تَرْدُدْهُ إِلَيْكَ التَّجَارِبُ زِيَادُ الأَعْجَمِ: [من الوفر] 701 - أَخٌ لَكَ مَا مَوَدَّتُهُ بِمَذْقٍ ... إِذَا مَا عادَ فَقَرُ أَخِيْهِ عَادَا ¬
حَدَّثَ مُحَمَّد بن زَكَرَيَّا العَلَائي عَنْ ابن عَائِشَةَ قَالَ دَخَل زِيَاد الأَعْجَم عَلَى عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ فَسَأَلَهُ عَنْ خَمْسِ دِيَّاتٍ فَأَعْطَاهُ ثُمَّ عَادَ فَسَأَلَهُ فِي عَشْرِ دِيَّاتٍ فَأَعْطَاهُ فَأَنْشَأ يَقُوْلُ: أَخٌ لَكَ لَا تَرَاهُ الدَّهْر إِلَّا ... عَلَى العلَّاتِ بَسَّامًا جَوَادَا أَخٌ لَكَ مَا مَودَّتهُ بِمَذْقِ ... إِذَا مَا عَادَ فَقْرُ أَخِيْهِ عَادَا سَأَلْنَاهُ الجمِيْلَ فَمَا تَأَتَّى ... وَأَعْطَى فَوْقَ مُنْيَتِنَا وَزَادَا مِرَارًا مَا دَنَوْتُ إِلَيْهِ إِلَّا ... تَبَسَّمَ ضَاحِكًا وَثنَى الوِسَادَا وَأَحْسَنَ ثُمَّ أَحْسَنَ ثُمَّ ... عُدْنَا فَأَحْسَنَ ثُمَّ عُدْتُ لَهُ فَعَادَا ويقال إِنَّ ابن أَبِي الدُّنْيَا حَدَّثَ عَنْ عَلِيّ بن الحَسَن بن مُوْسَى قَالَ دَخَلَ زِيَادُ الأَعْجَمِ لِلحْكَايَةِ وَقَدْ كَتَبْتُ هَذِهِ للحِكَايَةِ بِبَابِ الشُّكْرِ فِي المُقَدَّمَةِ دَائِمًا تَكَرَّرَتْ هَاهُنَا لِزِيَادَةِ أَبْيَاتٍ وَأَلْفَاظٍ. سُلَيْمَانُ المُوْصلِّيّ: [من المتقارب] 702 - أَخٌ لَكَ لَيْسرَ لأُمٍّ وَأبْ ... وَلَكِنَّهُ لَكَ تِرْبُ الأَدَبْ قَوْلُ سُلَيْمَانُ بن الفَتْحِ المُوْصلِّي: تِرْبُ الأَدَب، بَعْدَهُ: دَعَاكَ لِعِشْرَتِهِ طَالِبًا ... إِلَيْكَ فَشَفِّعْهُ فِيْمَا طَلَبْ زِيَادُ الأَعْجَمِ: [من الوفر] 703 - أَخٌ لَكَ لَا تَرَا الدَّهْرَ إِلَّا ... عَلَى العِلَّاتِ بَسَّامًا جَوَادَا [من الطويل] 704 - أَخٌ لُمْتُهُ أَو لَامَنِي ثُمَّ نَرْعَوِي ... إِلَى ثَابِتٍ مِنْ حِلْمَنَا غَيْرِ مُخْدَجِ بَعْدهُ: ¬
أَهُوْنُ إِذَا عَزَّ الخَلِيْلُ وَرُبَّمَا ... أزَمتُ بِرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَمَعِّجِ ابن هِنْدٍ قَاضِي حُمْصَ: [من الكامل] 705 - أَخْلُو بِهِ فَأَعفُّ عَنْهُ كَأَنَّنِي ... حَذَرَ الدَّنِيَّةِ لَسْتُ مِنْ عُشَّاقِهِ [من الطويل] 706 - أَخٌ لِي أَمَّا كَلَّ شَيْءٍ سَأَلْتُهُ ... فَيُعْطي وَأَمَّا كُلَّ ذَنْبٍ فَيُغْفَرُ البُسْتِيُّ: [من الطويل] 707 - أَخٌ لِي بَطِيْءُ السَّيْرِ عَنِّي وَفَاؤُهُ ... وَإِنْ خَانَ يَوْمًا أَوْ جَفَا الخِلَّ أَوْجَفَا بَعْدهُ: جَفَانِي لَمَّا أَنْ تَكَدَّرَ مَشْرَبِي ... عَلَيَّ فَلَمَّا أَنْ صَفَا الشِّرَابُ أَنْصَفَا مَنْصُوْرٌ الفَقِيْهُ: [من مجزوء الوافر] 708 - أَخٌ لِي عِنْدَهُ أَرَبُ ... مَوَدَّةُ مِثْلِهِ نَسَب بَعْدهُ: رَعَى لِي فَوْقَ مَا يُرْعَى ... وَأَوْجَبَ فَوْقَ مَا يَجِبُ فلو سُبِكَتْ خَلَائِقُهُ ... تَبَهْرَجَ عِنْدَها الذَّهَبُ (¬1) وَصَفَ خَلَفٌ الأحمر أَخًا لَهُ فَقَالَ: كنتُ. . . إِلَّا وَكَأَنَّهُ - ... وَأَنْتَ إِلَيْهِ أَحْوَجُ. . . سَعِيْدُ بن حُمِيْدٍ: [من الطويل] ¬
709 - أَخٌ لِي كَأَيَّامِ الحَيَاةِ إِخَاؤُهُ ... تَلَوَّن أَلْوَانًا عَلَيَّ خُطُوْبُهَا بَعْدهُ (¬1): إِذَا عِبْتُ عَنِّي غُلَّةً فَهَجَرتُهُ ... دَعَتْنِي إِلَيْهِ خُلَّةٌ لَا أَعِيْبُهَا وَرَأَيْتُ إِسْنَادَ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ مَا صوْرتهُ أَنْشَدَ الحلْوَائِيُّ قَالَ أنْشَدَنا مُحَمَّد العَبَّاسِ اليَزِيْدِي عَنِ الرَّقَاشِيّ. [من الطويل] 710 - أَخٌ لِي كَأَيَّامِ الحَيَاةِ إخَاؤُهُ ... يَزِيْدُ عَلَى مَرِّ الزمَانِ وَفَاؤُهُ بَعْدهُ: لَهُ خُلقٌ لَو مَازَجَ البَحْرَ لَمْ يَكُنْ ... أُجَاجًا وَأرْوَى وَارِدَ البَحْرِ مَاؤُهُ يَسُرَّكَ مَحْزُوْنًا وَيُرْضيْكَ سَاخِطًا ... عَلَى كُلِّ حَالٍ نشرُهُ وَلِقَاؤُهُ الخُرَيمِيُّ: [من الطويل] 711 - أَخٌ لِي كَطَعْمِ الشهْدِ طَعْمُ إِخَائِهِ ... إِذَا اخْتَلَفَتْ بِيْضُ اللَّيَالِي وَسُوْدُهَا هَذِهِ الأَبْيَاتُ لإِبْراهِيْمِ بنِ عَلِيّ بنِ سُهْلٍ الخُزَيْمِيّ. وهَذَا أَوَّلُ، وَبَعْدهُ: كَأُمْنِيَةِ المَلْهُوْفِ حَزْمًا وَنَائِلًا ... وَعَوْنًا عَلَى عَلْيَاءِ أَمْرٍ يكِيْدُهَا لَهُ نِعَمٌ عِنْدِي ضعُفْتُ لِشُكْرِهَا ... عَلَى أَنَّهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَزِيْدُهَا تَحَمَّلَ عَنِّي شكْرهَا فَأَرَاحَنِي ... وَلِلشُّكْرِ مَرْقَاةٌ كَؤُوْدٌ صعُوْدُهَا مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من الطويل] 712 - أَخٌ لِيَ يُعْطِيْنِي إِذَا مَا سَأَلْتهُ ... وَإِنْ لَمْ أُعَرِّضْ بِالسُّؤَالِ ابْتدَانِيَا ¬
بَعْدهُ: وَمَا كُلّ مَنْ أَحْبَبْتهُ أَنَا مَادِحٌ ... وَلَا كُلّ مَنْ آخَيْتُ يَخْشَى هِجَائِيَا ابن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 713 - أَخٌ لِىَ يُعْطِيْنِي الرِّضَا فِي دُنُوِّهِ ... وَيَمْنَعُنِي بَعْضَ الرِّضَا وَهُوَ بَائِنُ حَاشِيَةٌ بَعْدهُ: إِذَا مَا التقَيْنَا سَرَّنِي مِنْهُ ظَاهِرٌ ... وَإِنْ غَابَ عَنِّي سَاءنِي مِنْهُ بَاطِنُ عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ غَيْرَ أَنَّ مُسَاوِئًا ... لَهُ عَلَّمَتْنِي كَيْفَ تُؤْتَى المَحَاسِنُ قَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ شَرُّ الأُخْوَانِ مَنْ إِذَا حَضرَ أَثنى وَمَدَحَ وَإِذَا غَابَ عَابَ وَقَدَحَ. وَمِنْ هَذَا البَابِ (¬1): أَخٌ مَاجِدٌ لَمْ يُحْزِنِّي يَوْمَ مَشْهَدٍ ... كَمَا سَيْفُ عَمْروٍ لَمْ تَحُنْهُ مَضَارِبُه بَشَّارٌ: [من الطويل] 714 - أَخٌ مَالُهُ لِي لَسْتُ أَرْهَبُ بُخْلَهُ ... وَمَالِي لَهُ لَا يَرْهَبُ الدَّهْرَ مِنْ بُخْلِي ابْنُ سُكَّرَةَ: [من البسيط] 715 - أَخٌ مُزِجَتْ بِرُوْحِي رُوْحُهُ وَجَرَى ... مِنِّي كمَجْرَى دَمِي فِي الجِسْمِ أَفْدِيْهِ حَاشِيَةٌ بَعْدهُ: أَهْدَى إِلَيَّ دَوَاةً لَو كَتَبْتُ بِهَا ... دَهْرِي أَيَادِيْهِ لَمْ تَنْفَذْ أَيَادِيْهِ هُوَ أبو الحَسَنُ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ الهَاشِمِيُّ وَقَدْ أَهْدَى لَهُ دَوَاةٌ. دِعْبِلٌ: [من البسيط] ¬
716 - أَخْنَى الزَّمَانُ عَلَى قَوْمي فَصَدَّعَهُمْ ... تَصَدُّع القَعْبِ لَاقَى صَدْمَةَ الحَجَرِ حَدَّثَ النَّرْسِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ عَلِيّ الطُّوْسِيّ قَالَ حَدَّثنِي الشَّيْخُ المَفِيْدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النُّعْمَانَ الحَارِثيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عِمْرَان المَرْزَبَانِيّ قَالَ حَدَّثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن يَحْيَى بن أَكْثَمِ قَالَ حَدَّثنِي أَبِي يَحْيَى بن أَكْثَمِ قَالَ: أَقْدَمَ المَأْمُوْنُ دِعْبَلَ بن عَلِيّ الخُزَاعِيّ بَعْدَ أنْ آمَنَه عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا مَثَلَ بَيْنَ يَدَيهِ وَكَبُتَ بِحَضْرَتِهِ فَقَالَ لَهُ المَأْمُوْنُ: أَنْشُدْنِي قَصِيْدَتَكَ الكَبِيْرَةَ الرَّائِيَّةَ فَجَحَدَهَا وَأَنْكَرَ مَعْرِفَتهَا فَقَالَ لَكَ أَمَانٌ عَلَيْهَا كَمَا أَمِنْتكَ عَلَى نَفْسِكَ فَاعترفَ بِهَا فَأَمَرَهُ بِإِنْشَادِهَا فَامْتَنَعَ وَسَأَلَهُ الإِعْفَاءِ مِنْ ذَلِكَ فَكَرَّرَ عَلَيْهِ الأمْرَ وَرَدَّدَ المَسْأَلَةَ وَمَعَ ذَلِكَ يَذْكِرُ العَفْوَ عَنْ ذَلِكَ مِنْهُ وَيُعْطيْهِ الأَمَانَ عَلَيْهِ فَأَنْشَدَهُ: تَأَسَّفَتْ جَارتي لَمَّا رَأَتْ زوَرِي ... وَعَدَّتِ الحِلْمَ ذَنْبًا غَيْرَ مُغْتَفَرِ تَرْجُو الصِّبَى بَعْدَ مَا شَابَتْ ذَوَائِبُهَا ... وَقَدْ جَرَتْ طَلِمًا فِي حَلْبَةِ الكِبَرِ أَجَارَتي إِنَّ شَيْبَ الرَّأْسِ يقلّنِي ... ذِكْرَ المَعَادِ وَأَرْضَانِي عَنِ القَدَرِ أَخْنَى الزَّمَانُ عَلَى قَوْمِي فَصَدَّعَهُمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: بَعْضٌ إمامُ وَبَعْضٌ قَدْ أَصابَ بِهِ ... دَوَاعِي المَنِيَّةِ وَالبَاقِي عَلَى الأثَرِ أَمَّا المُقِيْمُ فَأَخْشَى أنْ يُفَارِقَنِي ... وَلَسْتُ مِنْ أَوْبَةِ مَنْ وَلَّى بِمُنْتَظِرِ أَصْبَحْتُ أخَبرُ عَنْ أَهْلِي وَعَنْ وَلَدِي ... كَنَائِمٍ قَصَّ رُؤْيَا بَعْدَ مُذَّكَرِ لَوْلَا تَشَاغَلَ عَنِّي بِالأُلَى سَلَفُوا ... مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ لَمْ أقِرِ وَفِي مَوَالِيْكَ لِلْمَحْزُوْنِ مَشْغلَةٌ ... مِنْ أنْ أَبْيْتَ لِمَفْقُوْدٍ عَلَى إثَرِ كَمْ مِنْ درَاعٍ لَهُمْ بِأَلْطَفِ بَائِنَةٍ ... وَعَائِضٍ بِصعِيْدِ التُّرْبِ مُنْعَفِرِ أَنْسَى الحُسَيْنَ وَمَسْرَاهُمْ لِمَقْتَلِهِ ... وهم يَقُوْلُوْنَ هَذَا سَيِّدُ البَشَرِ يَا أمَّةِ السُّوْءِ مَا جَازَيْتِ أَحْمَدَ ... عَنْ حُسْنِ البَلَاءِ عَلَى التَّنْزِيْلِ وَالسُّوَرِ خَلَفْتُمُوْهُ عَلَى الأَبْنَاءِ حينَ مَضى ... خِلَافة الذِّئْبِ فِي ذِي بَقَرِ ¬
قَالَ يَحْيَى بن أَكْثَم: وَعَرَضَ أَمْرٌ أَمَرَنِي المَأْمُوْنُ بِالقِيَامِ فِيْهِ وَإِنْفَاذِهِ وَقُمْتُ وَعُدْتُ عَلَى المَجْلِسِ وَقَدْ انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: لَمْ يَبْقَ حَيٌّ مِنَ الأَحْيَاءِ نَعْلَمُهُ ... مِنْ ذِي يَمَانٍ وَمِنْ بَكْرٍ وَمِنْ مُضَرِ إِلَّا وَهُمْ شُرَكَاءٌ فِي دِمَائِهِمُ ... كما يُشَارِكُ إِيْسَارٌ عَلَى حَزَرِ قَتَلًا وَأَسْرًا وَتَحْرِيْقًا وَمَنْهَبَةً ... فِعْلَ الغُزَاةِ بِأَرْضِ الرُّوْمِ وَالخَزَرِ أَبْنَاءُ حَرْبٍ وَمَرْوَانٍ وَأَشْرَفُهُمْ ... بَنُو مَعِيْطٍ أُوْلَاةَ الحِقْدِ وَالوَغرِ قَوْمٌ قَتَلتمْ عَلَى اسْلَامِ أَوَّلَهُمْ ... حَتَّى إِذَا اسْتَمْكَنُوا جَارُوا عَلَى الكَفِرِ بَنِي أُمَيَّةَ مَعْذُوْرِيْنَ إِنْ قَتَلُوا ... وَمَا أَرَى لِبَنِي العَبَّاسِ مِنْ عُذرِ بِطُوْسَ عَلَى قَبْرِ الزَّكِيّ بِهَا ... إِنْ كُنْتَ تَرْبَعُ مِنْ دِيْنٍ عَلَى وَطَرِ خَيْرُ النَّاسِ كُلّهُمُ ... وَقَبْرُ أَشَرّهُمْ هَذَا مِنَ العِبَرِ مَا يَنْفَعُ الرِّجْسَ مِنْ قُرْبِ الزّكِيِّ وَمَا ... عَلَى الزَّكِيِّ بِقُرْبِ الرِّجْسِ مِنْ ضَرَرِ هَيْهَاتَ كُلّ امْرِىٍ رَهْنٌ بِمَا كَسَبَتْ ... لَهُ يَدَاهُ فَخُذْ مَا شِئْتَ أَوْ فَذَرِ فَضَرَبَ المَأْمُوْنُ بِعَمَامَتِهِ الأَرْضَ وَقَالَ: صَدَقْتَ وَاللَّهِ يَا دِعْبَلَ كُلُّ أَمْرٍ رَهْنٌ بِمَا كَسَبَتْ لَهُ يَدَاهُ وَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهُ مُكَرَّمًا بَعْدَ أنْ تَوَقَّعْنَا لَهُ القَتْلَ فَمَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ اليَوْمَ. صَفِيَّةُ البَاهِلِيَّةُ فِي أَخِيْهَا مَالِكٍ: [من البسيط] 717 - أَخْنَى عَلى وَاحِدِي رَيْبُ الزَّمَانِ ... وَمَا يُبْقِي الزَّمَانَ عَلَى شَيْءٍ وَمَا يَذَرُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 718 - أَخُو أَزَمَاتٍ بَذْلُهُ بَذْلُ مُحْسِنٍ ... إِلَيْنَا وَلَكِنْ عُذْرُهُ عُذْرُ مُذْنِبِ قَبْلَهُ: رَأَيْتُ لِعَيَاشٍ خَلَائِقَ لَمْ تَكُنْ ... لِتَكْمُلَ إِلَّا فِي اللُّبَابِ المُهَذَّبِ ¬
لَهُ كَرَمٌ لَو كَانَ فِي المَاءِ لَمْ يَغْضُ ... وَفِي البَرْقِ مَا شَامَ امْرُءٌ بَرْقَ خُلَّبِ أَخُو أَزَمَاتٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ يَهُوْلُكَ أَنْ تَلْقَاهُ فِي صَدْرِ مِحْفَلٍ ... وَفِي نَحْرِ أَعْدَاءٍ وَفِي قَلبِ مَوْكِبِ وَمَا ضيْقُ أَقْطَارِ البِلَادِ أَضَاقَنِي ... إِلَيْكَ وَلَكِنَّ مَذْهَبِي فِيْكَ مَذْهَبِي أنْشَدَ أَبُو جَعْفَر الكُوْفِيِّ: [من الطويل] 719 - أَخُو البِشْرِ مَحْبُوْبٌ عَلَى حُسْنِ بِشْرِهِ ... وَلَنْ يَعْدَمَ البَغْضَاءَ مَنْ كَانَ عَابِسَا بَعْدهُ: وَيُسْرِعُ بخلُ المَرْءِ فِي هَتْكِ عِرْضهِ ... ولَمْ أَرَ مِثْلَ الجوْدِ لِلْعِرْضِ حَارِسَا يَقُوْلُ مِنْهَا: وَهَذِي ---- ... عَلَيْكَ وَهَذَا مَرْكبَ المَجْدِ فارسَا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الآخَر (¬1): أَخُو ثِقَةٍ يُسَرُّ بِحُسْنِ حَالِي ... وَإِنْ لَمْ تُدْنِهِ مِنِّي قَرَابَة أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَلْفَي صدِيْقٍ ... تَكُوْنُ قُلُوْبُهُمْ لِي مُسْتَرَابَة وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ (¬2): أَخُو غَمَرَاتٍ مَا يُرَوَّعُ جَأْشُهُ ... إِذَا المَوْتُ بِالمَوْتِ ارْتَدَى وَتَعَصَّبَا وَمِنْ بَابِ (أَخُو ثِقَةٍ) قَالَ أَبُو العَلَاءِ صَاعِد بن ثَابِتٍ الكَاتِبُ فِي أَبِي المُظَفَّرِ حَمْدَانَ بنِ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ يَمْدَحُهُ وَعَرَضَهَا عَلَيْهِ: يَقُوْلُ بَنُو حَمْدَانَ حَمْدَانُ مُمْلِقٌ ... وَمَا ضَرَّهُ إِنْ كَانَ لَيْسَ لَهُ مَالُ لَهُ سَابِقٌ لَا يَلْحَقُ الرِّيْحُ عَفْوَهُ ... وَمِنْ قَصبِ الخَطِيِّ أسْمَرُ عَسَّالُ ¬
وَأَبْيَضُ مِنْ مَاءِ الحَدِيْدِ وَمَغْفَرٌ ... وَمِنْ نَسْجِ دَاوُوْدَ المَضَاعَفِ سِرْبَالُ عِتَادَ امْرِئٍ لَا يَمْلأُ الهَوْلُ قَلْبَهُ ... لَهُ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ حِلُّ وتِرْحَالُ فَكَتَبَ أَبُو نَصْرِ بنِ نُبَاتَةَ تَحْتَهُ (¬1): رَأَيْتَ كَرِيْمًا مُفْرَدًا فَنَصَرْتَهُ ... وَأَنْتَ لَهَا عِنْدَ الشَّدَائِدِ فَعَّالُ عَلَى حِيْنَ لَمْ يَشْهَدْ أَبُوْهُ وَخَانَهُ ... أَخُوْهُ وَأَعْرَى ظَهْرَهُ العَمُّ وَالخَالُ وَلَمْ يَحْمِ مِنْ لُؤْمِ اللَّوَائِمِ عِرْضَهُ ... فَطَاعَنْتَ عَنْهُ وَالأَسِنَّةُ أَقْوَالُ حِفَاظًا عَلَى المَجْدِ التَّلِيْدِ وَغَيْرهُ ... أمَالك عَنْ كَسْبِ المَحَامِدِ أَشْغَالُ جَعَلْتَ الغِنَى سَيْفًا وَرِمْحًا وَسَابِحًا ... وَسَابِغَةً لَهَا فُضُولٌ وَأَذْيَالُ حَمَى المَجْدَ مِنْ أنْ يُسْتَضَامَ سُمَيْدَعٌ ... وَقَوْمٌ لأَعْبَاءِ المَغَارِمِ حُمَّالُ أَخُو ثِقَةٍ لَا يَمْلأُ المَالُ هَمَّهُ ... فَيَنْفَعَ إِكْثَارٌ لَدَيْهِ وَإِقْلَالُ كَعَالِيَةِ الرُّمْحِ المُثَقَّفِ مَاجِدٌ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي النَّاسِ فَالنَّاسُ أَشْكَالُ قَوْلهُ: أَخُو ثِقَةٍ هُوَ البَيْتُ الفَرْدُ. العُجَيْرُ السَّلُوْليُّ: [من الطويل] 720 - أَخُو الجِدِّ إِنْ جَادَدْتَ أَرْضَاكَ جِدُّهُ ... وَذُو بَاطِلٍ إِنْ شِئْتَ أَرْضَاكَ بِاطِلُه إِذَا القَوْمُ أَمُّوا بَيْتَهُ فَهُوَ عَامِدٌ ... لأَحْسَنَ مَا ظَنُّوا بِهِ فَهُوَ فَاعِلُه جَوَادٌ بِدُنْيَاهُ بَخِيلٌ بِعِرْضهِ ... عَطُوْفٌ عَلَى المَوْلَى قَلِيْلٌ غَوَائِلُه فَتًى لَيْسَ لابْنِ العَمِّ كَالذِّئْبِ إِنْ رَأَى ... بِصاحِبهِ يَوْمًا دَنًا فَهُوَ آكِلُه يَسُرُّكَ مَظْلُوْمًا وَيُرْضِيْكَ ظَالِمًا ... وَكُلَّ الَّذِي حَمَّلتهُ فَهُوَ حَامِلُه أَخُو الجَّدِّ إِنْ جَادَتْ. البَيْتُ وَيُرْوَى: إِذَا جَدَّ عِنْدَ الجَّدِّ أَرْضَاكَ جِدّهُ. البَيْتُ. [من الطويل] ¬
721 - أَخُو الجدِّ إِنْ جَدَّ الرِّجَالُ وَشَمَّرُوا ... وَذُو بَاطِلٍ إِنْ كَانَ فِي القَوْمِ بَاطِلُ لَمَّا تَوَفَّى ابن أَبِي خَالِدٍ تَمَثَّلَ المَأْمُوْنُ بِهَذَا البَيْتِ. مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من الطويل] 722 - أَخُو الجوْدِ يَسْقِي القَوْمَ فَضْلَ إِنَائِهِ ... وَذُو البُخْلِ لَا يَنْدَى وَلَوْ جَاوَزَ البَحْرَا [من الطويل] 723 - أَخُو الحَرْبِ إِنْ عَضَّتْ بِهِ الحَرْبُ عَضَّهَا ... وَإِنْ شَمَّرَتْ يَوْمًا بِهِ الحَرْبُ شَمَّرَا بَعْدهُ: وَيَدْنُو إِذَا مَا المَوْتُ شَمَّرَ دُوْنَهُ ... قِدَى الشّبْرِ يَحْمِي الأَنْفَ أَنْ يَتَأَخَّرَا وَمِثْلهُ (¬1): ألَا رُبَّ سَامِي الطَّرْفَ مِنْ آلِ مَازِنٍ ... إِذَا شَمَّرَتْ عَنْ سَاقِهَا لِلْحَرْبِ شَمَّرَا هُدْبَةُ بن خَشْرَم: [من الطويل] 724 - أَخُو الحَرْبِ مَنْ لَا يَجْتَوِيْهَا إِذَا اجْتَوَتْ ... وَلَا يُظْهِرُ الشَّكْوَى وَإِنْ كَانَ مُوْجَعَا قَبْلَهُ لِهُدْبَةَ بن خَشْرَم: وَقَدْ أَبْرَزَتْ مِنِّي الحَرْبُ مُجَرّبًا ... صَلِيَّا عَلَى ضَرْسِ الحُرُوْبِ مُشَيَّعَا وَمَا كنْتُ مِمَّنْ أَرَثَّ الشَّرّ بَيْنَهُمُ ... وَلَا حِيْنَ جَدَّ الجدُّ مِمَّن تَخشَعَا وَلَيْسَ أَخُو الحَرْب الفَظِيْعَةِ بِالَّذِي ... إِذَا زَبَيْتهُ جَاءَ لِلْحَرْبِ أَخْضعَا وَلَكِنْ أَخُوْهَا كُلَّ شَاكٍ سِلَاحُهُ ... إِذَا حَمَقتهُ فوْقَ ذَاكَ تَشَجَّعَا أَخُو الحَرْبِ مَنْ لَا يَحْتَوِيْهَا. البَيْتُ ¬
رُكُوْبٌ عَلَى أثباجِهَا مُتَحَرِّفٌ ... لِغَزْوَتهَا يَنْمِي إِذَا الثِّعْل أَضْلَعَا الحُطَيْئَةُ: [من الطويل] 725 - أَخُو الحَرْبِ لَا يَنْآدُ لِلْحَرْبِ مَتْنُهُ ... وَلَا يُظْهِرُ الشَّكْوَى إِذَا كَانَ مُوْجَعَا البَطَلْيُوْسِيُّ: [من الطويل] 726 - أَخُو العِلْمِ حَيٌّ خَالِدٌ بَعْدَ مَوْتِهِ ... وَأَوْصَالهُ تَحْتَ التُّرَابِ رَميْمُ [من الطويل] 727 - أَخُو العِلْمِ مَنْ بَانَتْ عَلَيْهِ عُلُومُهُ ... فَفِي وَجْهِهِ لِلنَّاظِرِيْنَ مَعَالِمُ [من الطويل] 728 - أَخُو الفِسْقِ لَا يَغْرُرْكَ مِنْهُ تَوَدُّدٌ ... فَكُلُّ حِبَالِ الفَاسِقِيْنَ مَهِيْنُ كَعْبُ الغَنَوِيّ فِي أَخِيْهِ: [من الطويل] 729 - أَخُو القَوْمِ لَا بَاغٍ عَلَيْهمْ بِفَضْلِهِ ... وَلَا مُزْمَهِرٌّ فِي الوُجُوْهِ سَبُوْبُ الأَسْعَرُ الجُعْفِيُّ: [من الكامل] 730 - أُخْوَانُ صِدْقٍ مَا رَأَوْكَ بِغِبْطَةٍ ... فَإنِ افْتَقَرْتَ فَقَدْ هَوَى بِكَ مَا هَوَى أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ بِهَذَا المَعْنَى المُرَقَّشِ حَيْثُ قَالَ (¬1): فَمَنْ يَلْقَ خَيْرًا يَحمدِ النَّاسُ أَمْرَهُ ... وَمَنْ يَغْو لَا يَعْدَمْ عَلَى الغَيِّ لَائِمَا فَأَخَذَهُ القطَامِيّ وَقَالَ (¬2): ¬
وَالنَّاسُ مَنْ يَلْقَ خَيْرًا قَائِلُوْنَ لَهُ ... مَا يَشْتَهِي وَلأمِّ المُخْطِئِ الهَبَل وهَذَا أَخْصَرُ وَأَسْيَرُ. أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيّ: [من الوافر] 731 - أَخُو الإِعْدَامِ لَا حَيٌّ يُرَجَّى ... وَلَا مَيْتٌ يُرِيْحُ وَيَسْتَرِيْحُ حَاشِيَةٌ بَعْدهُ: أَرَى الخَيْرَاتِ فِي الدُّنْيَا كَثِيْرًا ... وَمِنْهَا فِي يَدِ الفُقَرَاءِ رِيْحُ عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ فِي سَيْفِهِ: [من الطويل] 732 - أَخُو ثِقَةٍ أَرْضَا فِي الرَّوْعِ صَاحِبًا ... وَفَوْقَ رِضَاهُ أَنَّنِي أَنَا صَاحِبُه كَعْبُ الغَنَوِيّ فِي أَخِيْهِ: [من الطويل] 733 - أَخُو شَتَوَاتٍ يَعْلَمُ الضَيْفُ أَنَّهُ ... سَيَكْثرُ مَا فِي قِدْرِهِ وَيَطِيْبُ [من المنسرح] 734 - أَخُو عَدِيٍّ أَمْسَى يُسَاجِلُنِي ... مَا لِعَدِيٍّ وَمَا لِذَا العَمَلِ يُضْرَبُ فِيمَنْ يُعَارِضُ قِرْنَهُ وَلَيْسَ لَهُ بِكُفُوءِ بَعْضُ بَنِي سَعْدِ هَوَازِنَ: [من الطويل] 735 - أَخُو فَلَوَاتٍ حَالَفَ الجِنَّ وَانْتَحَى ... عَنِ الإِنْسِ حَتَّى قَدْ تَقَضَّتْ وَسَائِلُه ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الوافر] 736 - أَخُو قَلَمٍ صُرُوْفُ الدَّهْرِ مِنْهُ ... فَفِيْهِ العَيْشُ وَالمَوْتُ الزُّؤَامُ ¬
بَعْدهُ: ضَئِيْلٌ شَأْنُهُ شَأْنٌ جَلِيْلٌ ... يَطُوْعُ لأَمْرِهِ الجيْشُ اللَّهامُ إِذَا سَكَنَاتُ صَاحِبِهِ أَمَلَّتْ ... عَلَى حَرَكَاتِهِ سَكَنَ الأَنَامُ [من الطويل] 737 - أَخُوْكَ أَخُو الصِّدْقِ الَّذِي إِنْ دَعَوْتَهُ ... لِنَائِبَةٍ أَلْفَيْتَهُ مِنْكَ دَانِيَا بَعْدهُ: وَلَيْسَ أَخُو الصِّدْقِ الَّذِي إِنْ دَعوْتَهُ ... إِلَى حَدَثٍ أَلْفَيْتَهُ عَنْكَ نَائِيَا رَبِيْعَةُ بنُ مَقْرُوْمِ الضَّبِيُّ: [من الوافر] 738 - أَخُوْكَ أَخُوْكَ مَنْ يَدْنُو وَتَرْجُو ... مَوَدَّتَهُ وَإِنْ دُعِيَ اسْتَجَابَا بَعْدهُ: إِذَا حَارَبْتَ حَارِبْ مَنْ تُعَادِي ... وَزَادَ سِلَاحُهُ مِنْكَ اقْتِرَابَا يُوَاسِي فِي كَرِيْهَتِهِ وَيَدْنُو ... إِذَا مَا مُضْلِعُ الحَدَثَانِ نَابَا وَكُنْتُ إِذَا يُجَادِبُنِي قَرِيْنِي ... حبَا لِي مَاتَ أو تَبِعَ الجذَابَا المُرَقّشِ: [من الطويل] 739 - أَخُوْكَ الَّذِي إِنْ أْجْرَضَتْكَ مُلِمَّةٍ ... مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَبْرَحْ لِسِرِّكَ وَاجِمَا بَعْدهُ: وَلَيْسَ أَخُوْكَ بِالَّذِي إِنْ شَعِبَتْ ... عَلَيْكَ أُمُوْرٌ ظَلَّ يَلْحَاكَ لَائِمَا وَمِنْ هَذَا البَابُ قَوْلُ مُسَافِرِ بنِ أَبِي عَمْرُو بن أُمَيَةَ (¬1): أَخُوْكَ الَّذِي إِنْ تَجْنِ يَوْمًا عَظِيْمَةً ... بِتَّ سَاهِرًا وَالمُسْتَذِيْقُوْنَ رُقَّدُ ¬
تَمُدُّ إِلَى الأَقْصَى بِثَدْيِكَ كُلَّهُ ... وَأَنْتَ عَلَى الأدْنَى صَرُورٌ مُجَدَّدُ فَإِنَّكَ إِنْ أَصلَحْتَ مَنْ أَنْتَ مُفْسِدٌ ... توَدَّدَكَ الأَقْصَى الَّذِي تَتَوَدَّدُ قَوْلهُ فِي البَيْتِ الأوَّلِ وَالمُسْتَذِيْقُوْنَ رُقَّدُ. هُمْ الَّذِيْنَ لَا يثْبِتُوْنَ وَلَا يُصافُوْنَ فِي وُدِّهِمْ وَقِيْلَ هُمْ الَّذِيْنَ يَذُوْقُوْنَ الأمَرَّ فَإِنْ وَجَدُوْهُ سَهْلًا وَإِنْ وَجَدُوْهُ صعْبًا اجْتَنَبُوْهُ. بَشَّارٌ: [من الطويل] 740 - أَخُوْكَ الَّذِي إِنْ تَدْعُهُ لِمُلِمَّةٍ ... يُجِبْكَ وَإِنْ عَاتَبْتَهُ لَانَ جَانِبُه حُجَيَّةُ بن المُضَرِّبِ السَّعْدِيّ: [من الطويل] 741 - أَخُوْكَ الَّذِي إِنْ تَدْعُهُ لِمُلِمَّةٍ ... يُجِبْكَ وَإِنْ تَغْضَبْ إِلَى السَّيْفِ يَغْضَبِ كَانَ حُجَيَّة بن المُضرَّب السَّعْدِيُّ جَالِسًا بِفَنَاءِ بَيْتِهِ إِذْ بصَرَ جَارِيَةٍ لَهُ مَعَهَا قَعْبٌ فِيْهِ لَبَنٌ فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ تُرِيْدِيْنَ بِالقَعْبِ؟ قَالَت بَنِي أَخيْكَ هَؤُلَاءِ اليَتَامَى فَوَجَمَ لَهُمْ فَأرَاحَ رَاعِيَاهُ إبِلهُ وَكَانَتْ تَنِيْفُ عَلَى ثَلَاثْمِائَةِ بَعِيْرٍ فَقَالَ لَهُمَا: اصْفِقَاقًا نَحْوَ بَنِي أَخِي وَدَخَلَ بَيْتَهُ فَعَاتَبَتْهُ امْرَأَتَهُ فَقَالَ: لَجَجَنَا وَلَجَّت هَذِهِ فِي الغَضَبِ ... وَسُدَّ الحِجَابُ بَيْنَنَا بِالنَّقبِ تَلُوْمُ عَلَى مَالٍ شَفَانِي مَكَانَهُ ... إِلَيْكِ فَلُوْمِي مَا بَدَا لَكِ وَاغْضبِي رَأَيْتُ اليَتَامَى لَا يَسُدَّ فُقُوْرَهُمْ ... هَدَايَا لَهُمْ مِنْ كُلِّ قَعْبٍ مَشَعَّبِ فَقُلْتُ لِعَبْدِنَا أَرِيْحَا عَلَيْهُمُ ... سَأَجْعَلُ بَيْتِي مِثْلَ آخِرَ مَغْرِبِ عيالِي أَحَقُّ أنْ يَنَالُوا خَصاصهُ ... وَأَنْ يَشْرَبُوا رِيْعًا لَدَى كُلِّ مَشْرَبِ رَحَمْتُ بَنِي مَعْدَان إِذْ سَافَ مَالَهُمْ ... وَحَقَّ لَهُمْ مِنِّي وَرَبِّ المُحَصَّبِ أَغرت لَهُمْ مِنْ أنْ تَكُوْنَ حَيَاتُهُمْ ... عَطَاءَ المَوَالِي مِنْ نَفِيْلِ وَمُصْعَبِ حَبَوْتُ بِهَا قَبْر امْرِىٍ لَوْ أتيتُهُ ... حريبًا لأنْسَانِي لَدَى كُلِّ مَرْكَبِ فَلَا تَحْسَبِيْنِي بَلْدَمًا إِذْ نَكَحْتِهِ ... وَلَكِنَّنِي حُجَيَّةُ بنُ المُضَرِّبِ ¬
أَخُوْكَ الَّذِي إِنْ تَدْعُهُ لِملمةٍ. البَيْت وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُوْلُ: مَنْ أَرَادَ البِرَّ فَلَيْفْعَلَ فِعْلَ حُجَيَّةَ وَتَرْوِي شِعْرَهُ. وَيُرْوَى: سَأَجْزِي أَخِي عَنْ برِّهِ فِي صمِيمِهِ ... وَأَجْعَلُ بيْتِي مِثْلَ آخِرِ مُغْرِبِ رَأَيْتُ اليتَامي لَا يَسُدَّ فُقُوْرِهِم ... تَخْفِيْكَ فِي القَعْبِ الصَّغِيْرِ المَشَعَّب فَقُلْتُ لِعَبْدِنَا أَرِيْحَا عَلَيْهُمُ ... هُنَالِكَ مِنْ مَالِ الكَرِيْمِ مُنَجَّبُ أُجَارِي بهِ مَنْ لَوْ أَتَيْتُ عِظَامُهُ ... أُنَادِي لأسَامي عَلَى كُلِّ مَرْكَبِ أَخِي وَالِّذَي إِذَا أَدْعُهُ لِمَلمَّةٍ يُجِبْني ... وَإِنْ أَعْضَبْ عَلَى السَّيْفِ يَعْضَبِ وَهَذَا أَحِسَنُ مَا قِيْلَ فِي مُكَافَأَةِ البِرِّ. وَمِنْ بَابِ (أَخُوْكَ) قَوْلُ أَبِي نَصْرُ بن نُبَاتَةَ (¬1): أَخُوْكَ الَّذِي يَحْمِي حِمَاكَ وَيَبْتَنِي ... عُلاكَ وَيَرْعَى مِنْكَ مَا لَسْتَ دَاعِيَا أَبُو عُثْمَان عُمْرُو بن بَحْرِ الجَّاحِظِ: [من الطويل] 742 - أَخُوْكَ الَّذِي إِنْ سَرَّكَ الأَمْرُ سَرَّهُ ... وَإِنْ سَاءَ أَمْرٌ ظَلَّ وَهُوَ حِزِيْنُ بَعْدهُ: يُقَرِّبُ مَنْ قَرَّبْتَ مِنْ ذِي مَوَدَّةٍ ... وَيُقْصِي الَّذِي أَقْصَيْتَهُ وَيُهِيْنُ [من الطويل] 743 - أَخُوْكَ الَّذِي لَوْ جِئْتَ بِالسَّيْفِ مُصْلتًا ... إِلَيهِ بِهِ لَمْ يَسْتَغِشَّكَ فِي الوُدِّ بَعْدهُ: ¬
وَلَو جئتَ تَدْعُوْهُ إِلَى المَوْتِ لَمْ يَكُنْ ... يَرُدّكَ إِبْقَاءً عَلَيْكَ مِنَ الرَّدِّ يَرَى أَنَّهُ فِي الودِّ وَإِنْ مُقَصِّرٌ ... وَإِنْ زَادَ فِيْهِ بِالوَفَاءِ عَلَى الجهْدِ بَشَّارٌ: [من الطويل] 744 - أَخُوْكَ الَّذِي لَا يَنْقُضُ النَّأْيُ عَهْدَهُ ... وَلَا عِنْدَ صُرْفِ الدَّهْرِ يَزْوَرُّ جَانِبُه بَعْدهُ: وَلَيْسَ الَّذِي يَلْقَاكَ بِالبِشْرِ وَالرّضا ... وَإِنْ غِبْتَ عَنْهُ لَسَّعَتْكَ عَقَارِبُه [من الطويل] 745 - أَخُوْكَ الَّذِي يُعْطِيْكَ مِنْهُ بِفِعْلِهِ ... فَأَمَّا كَلَامًا فَالكَذُوْبُ يَقُوْلُ قال أبو محمد السلمي: قد كاتب. . . . . . . . ... . . . . . . . . . . فأصبحت. . . . . . . . ... . . . . . . . . . . تستغرق. . . . . . . . ... . . . . . . . . . . فإن يقم صاحبها كل ذا ... . . . . . . . . . . الهُزَيْمِيُّ: [من الوافر] 746 - أَخُوْكَ عَلَى المَعَاشِ مُعِيْنُ صِدْقٍ ... وَمَالُكَ لِلْمَعَاشِ وَلِلْمَعَادِ قَبْلَهُ: كَفَتْنِي ضيْعَتِي مَدْحَ العِبَادِ ... وَظَعْنًا فِي المجرَدِ بِغَيْرِ زَادِ غَدَتْ سَكَنِي وَخَادِمَتِي وَضيْرِي ... وَفِيْهَا أُسْرَتِي وَبِهَا تِلَادِي أَلَا فَلْيَعْتَمِدْ مَنْ شَاءَ شَيْئًا ... فَحَرْثِي لَيْسَ يَعْدُوْهُ اعْتِمَادِي صدِيْقُ المَرْءِ ضيعَتهُ وَكَمْ ... مِنْ صدِيْقٍ فِي الصَّدَاقَةِ مُسْتَزَادِ يَخُوْنكَ فِي المُوَدَّةِ مَنْ تُؤَاخِي ... وَمَالُكَ لَا يَخُوْنَكَ فِي الوِدَادِ ¬
أَخُوْكَ عَلَى المَعَاشِ. البَيْتُ أَبُو نَصْرُ بنُ نبَاتَة: [من الوافر] 747 - أَخُوْكَ مَنِ اسْتَقَلَّ لَكَ الوِدَادَا ... وَحَارَبَ مَنْ تُحَارُبِهِ وَعَادَى بَعْدَهُ: وَمَا مَنْ زَادَ عَنْكَ وَأَدْرَكتهُ ... حَفِيْظَتهُ كَمَنْ دَارَى وَصَادَى تَكَامَلَ مِنَّةً وَعَلَا شَبَابًا ... وَأَشْبَهَ طَارِفٌ مِنْهُ تِلَادَا تَصَرَّفَتِ الخُطُوْبُ عَلَى هَوَاهُ ... وَأَعْطتهُ المَقَادِرُ مَا أَرَادَا إِلَى أَنْ هَابَهُ الفَلَكُ المُعَلَّى ... وَزَلْزَلَ خَوْفهُ السَّبْعُ الشِّدَادَا أَطَالَ اللَّهُ عُمْرَكُمَا مَلِيًّا ... وَبَارَكَ فِي حَيَاتِكُمَا وَزَادَا سُحَيْمُ بنُ وَثِيْلٍ: [من الطويل] 748 - أَخُوْكُمْ وَمَوْلَاكُمْ وَحَافِظُ سِرّكُمْ ... وَمَنْ قَدْ نَشَا فِيْكُمْ وَعَاشَرَكُمْ دَهْرَا [من الطويل] 749 - أَخُو نَظَرٍ أَمَّا لِدَفْعِ مُلِمَّةٍ فَسَامٍ ... وَأَمَّا مِنْ حَيَاءٍ فَمُطْرِقُ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ الأنصاريّ: [من الوافر] 750 - أَخِلَّاءُ الرَّخَاءِ هُمُ كثِيْرٌ ... وَلَكِنْ فِي البَلَاءِ هُمُ قَلِيْلُ بَعْدهُ: فَلَا تُغْرِرْكَ كثْرَةُ مَنْ تُؤَاخِي ... فَمَا لَكَ عِنْدَ نَائِبَةٍ خَلِيْلُ وَكُلُّ أَخٍ يَقُوْلُ أَنَا وَفِيٌّ ... وَلَكِنْ لَيسَ يَفْعَلُ مَا يَقُوْلُ سِوَى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدِيْن ... فَذَاكَ لِمَا يَقُوْلُ هُوَ الفَعُوْلُ ¬
[من الوافر] 751 - أَخِلَّانَ النَّبِيْذِ بَرِئْتُ مِنْكُمْ ... كَمَا بَرِئَ النَّبِيُّ مِنَ اليَهُوْدِ بَعْدهُ: تَرَاهُمْ أُخْوَةً فِي حَالِ يُسْرٍ ... فَإِنَّ أَعْسَرْتَ حَيُّوا مِنْ بِعِيْدِ الشَّاشِيُّ: [من الطويل] 752 - أَخِلَّايَ أَمْثَالُ الكَوَاكِبِ كَثْرَةً ... وَمَا كُلُّ نَجْمٍ لَاحَ فِي الجوِّ ثَاقِبِ بَعْدَ قَوْلِ إِسْمَاعِيْلٍ بن أَحْمَد الشَّاشِي ثَاقِب. بَلَى كُلَّهُمْ مِثْل الزَّمَانِ تَلَوُّنًا ... إِذَا سرَّ مِنْهُ جَانِبٌ سَاءَ جَانِبُ وَكُنْتُ أَرَى أَنَّ التَّجَارِبَ عُدَّةً ... فَخَابَت ثِقَاتُ النَّاسِ حَتَّى التَّجَارِبُ أَبِيْتُ أُنَادِي الدَّهْرَ جُدْ لِي بِصَاحِبٍ ... وَجُلّ طُلَّابِ الدَّهْرِ مَا أَنَا طَالِبُ فَمَا جَادَ لِي مِنْهُ بِغَيْرِ مُجَانِبٍ ... وَآخَرَ خَيْر مِنْهُ ذَاكَ المُجَانِبُ جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من الطويل] 753 - أَخِلَّايَ أَوْدَى الجوْدُ غَيْرَ تَعِلَّةٍ ... بِمَا كَانَ مِنْهُ فِي العُصُوْرِ الذَّوَاهِبِ الغَطَمشُ الضَّبِيُّ: [من الطويل] 754 - أَخِلَّايَ لَوْ غَيْرُ الحِمَامِ أَصَابَكُمْ ... عَتَبْتُ وَلَكِنْ مَا عَلَى المَوْتِ مَعْتَبُ أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيّ: [من الكامل] 755 - أَخْلَاقُ غَيْثٍ في شَمَائِلِ صَارِمٍ ... وَثَبَاتُ طَودٍ فِي مَضَاءِ سِهَامِ أَبَيَاتُ أَبِي هِلَالٍ العَسْكَرِيِ يَمْدَحُ الصاحِبَ أَبَا القَاسَمِ كَافِي الكُفَاةُ بن عَبَّادٍ مِنْ قَصِيْدَةٍ أوَّلُهَا: ¬
بَرْقٌ تَأَلَّقَ مِنْ فُتُوْقِ غمَامِ ... وَمُهَنَّدٌ يَجْلُو سَوَادَ قَتَامِ أَمْ طَلْعَةُ المَلِكِ الَّذِي يَمِيْنهُ ... سَكْبُ الغَمَامِ وَصَوْلَةُ الصَّمْصَامِ يَجْرِي فَيَسْبِقُ حَيْثُ يَبْتَدِرُ العُلَى ... حَتَّى تَرَاهُ أَمَامَ كُلِّ إِمَامِ أَنْعِمْ صَبَاحًا بِالثَّنَاءِ مُحَبّرًا ... كَالرَّوْضِ نَمْنَمَهُ بُكُوْرُ رِهَامِ تَلْقَى السَّعَادَةَ فِي مَرَامِيْكَ الَّتِي ... هِيَ لِلْعُلَى وَالمَكْرُمَاتِ مَرَامِي وَمَيَامِنًا مَوْصُوْلَةً بِمَيَامِنٍ ... وَدُرُوْرَ إنْعَامٍ عَلَى إِنْعَامِ وَكَرَامَةً مَقْرُوْنَةً بِكَرَامَةٍ ... تَبْقَى لَدَيْكَ الدَّهْرَ دَارَ مَقَامِ مَا زَالَ كَفّكَ يَسْتَثِيْرُ مَآثِرًا ... مَا بَيْنَ أَسْيَافٍ إِلَى أَقْلَامِ قَدْ جَلَّ قَدْرُكَ أنْ يُقَاسَ بِكَ امْرُؤٌ ... مَا كُلُّ مَصْقُوْلِ الظِّبَى بِحُسَامِ يِمْشِي بِهِ فَوْقَ التُّرَابِ تَوَاضعٌ ... وَبِهِ العُلَى تَختَالُ فَوْقَ الهَامِ أَخْلَاقُ غَيْثٍ فِي شَمَائِلِ صَارِمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَكَارِمٌ كَغَمَائِمٍ وَمَغَارِمٌ ... كَصَوَارِمٍ وَشَمَائِلٌ كَمُدَامِ وَفَضَائِلٌ غُرُّ الوُجُوْهِ شَهِيْرَةٌ ... يَحْكِيْنَ أَعْلَامًا عَلَى أَعْلَامِ لُقِّيْتَ فِي العِيْدِ الجدِيْدِ سَعَادَةً ... تَبْقَى بَشَاشَتُهَا عَلَى الأَيَّامِ وَبَقِيْتَ مَرْفُوْعَ المَحلِّ مُكَرَّمًا ... فِي عِبْطَةٍ وَكَرَامَةٍ وَسَلَامِ فَأنْعِمْ بِهِ وَبِمَا يَجِيْءُ وَرَاءَهُ ... مِنْ سَائِرِ الأَيَّامِ وَالأَعْوَامِ [من الكامل] 756 - أَخْلَاقُكَ الغُرُّ السَّجَايَا مَا لَهَا ... قَبِلَتْ قَذَى الوَاشِيْنَ وَهِيَ سُلَافُ بَعْدهُ: وَالإِفْكُ فِي مرْآةِ رَأيِكَ مَالَهُ ... يَخْفَى وَأَنْتَ الجَوْهَرُ الشَّفَّافُ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ: [من البسيط] ¬
757 - أَخْلَاقُ مَجْدِكَ جَلَّتْ مَا لَهَا خَطَرُ ... فِي البَأسِ وَالجوْدِ بَيْنَ البَدْوِ وَالحَضَرِ بَعْدهُ: مُتَوَّجٌ بِالمَعَالِي فَوْقَ مَفرقهِ ... وَفِي الوَغَا ضَيْغَمٌ فِي صُوْرَةِ القَمَرِ يُقَالُ إِنَّ النُّعْمَانَ لَمَّا سَمِعَ هَذَا المَدْحَ مِنَ النَّابِغَةِ فِيْهِ تَهَلَّلَ وَجْههُ بِالسُّرُوْرِ وَأَمَرَ مُحْشَى فَمُهُ دُرًّا وثال بِمِثْلِ هَذَا تَرْتَاحُ القُلُوْبُ وِبِمِثْلِهِ فَلْيُمْدَحَ المُلُوْكُ. الأغَرُّ بن حَابِسُ العَبْدِيُّ: [من الكامل] 758 - أَخِي أَنْتَ فِي دِيْنٍ وَقُرْبَى كِلَيْهِمَا ... أُسَرُّ بِأَنْ تَبْقَى سَلِيْمًا وَأَفْخَرُ بَعْدهُ: إِذَا مَا أَتَى يَوْمٌ يُفَرِّقُ بَيْنَنَا ... بِمَوْتٍ فَكُنْ أَنْتَ الَّذِي يَتَأَخَّرُ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصُّوْلِي مَا أَظِنُّ قَوْلُ الكتابُ (قَدَّمَنِي اللَّهُ قَبْلَكَ) إِلَّا مَأَخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ الأَغَرِّ بن حَابِسِ العَبْدِيِّ فَقِيْلَ لإِبْرَاهِيْم إِنَّ هَذَا يُرْوَى لِحَاتِمٍ فَقَالَ مَا عَلَى مَنْ لَا يَدْرِي أَنْ يُضيْفَ شَيْئًا غيرِ قَائِلِهِ. وَهُنَا يَقُوْلُ الأَغَرُّ مُخَاطِبًا لأَخِيْهِ الصقْرِ. عَكْرَمَةُ بنُ كَعْبِ بن جُعَيْلٍ التَّغْلَبِيُّ: [من الطويل] 759 - أَخِي أَنْتَ لِي مِنْ بَيْنِ مَنْ وَطِئَ الحَصَا ... ثَرَاءً وَعِزًّا لَيْسَ يَبْلُغُهُ شِعْرِي مُحَمَّد بن عَبْدُ السَّلَام الأَنْدَلُسِيّ: [من الطويل] 760 - أَخِي إِنَّمَا الدُّنْيَا مَحَلَّةُ فُرْقَةٍ ... وَدَارُ غُرُوْرٍ آذَنَتْ بِفَرَاقِ [من الطويل] 761 - أَخِي ثِقَةٍ إِنْ أَبْتَغِ الجِدَّ عِنْدَهُ ... أَجِدْهُ وَيُسْلِيْنِي إِذَا شِئْتَ بَاطِلُهُ ¬
طَرْفَةُ فِي سَيْفِهِ: [من الطويل] 762 - أَخِي ثِقَةٍ لَا يَنْثَنِي عَنِ ضَرِيْبَةٍ ... إذا قيل مَهْلًا قَالَ حَاجِزُهُ قَدِي عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَر: [من الطويل] 763 - أَخِي دِرْهَمِي ما دَامَ فَالنَّاسُ أخْوَتِي ... وَإِنْ غَابَ عَنِّي غَابَ كُلُّ صَدِيْقِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ آخَر: أَخِي اتَّقِ السُّلْطَانَ لَا تَقْرِبَنَّهُ ... فَمَا هُوَ إِلَّا فِي الحَقِيْقَةِ نَارُ وَلَا تَكُ كَالحَوَّاءِ يَرْقِي ضَلَالَهُ ... ضلَالًا وَعُقْبَاهَا عَلَيْهِ دَمَارُ سُعُوْدٌ وَلَكِنَّ الثّبُوْرَ جُذُوْرُهُ ... وَسُكْرٌ وَلَكِنَّ البَوَارُ خِمَارُ حَذَارِكَ قَبْلَ الخَوْضِ فِي عَمَلٍ لَهُ ... فَمَا لَكَ بَعْدَ الخَوْضِ فِيْهِ خِيَارُ إِذَا زَلَّتِ النَّعْلَان مِنْ رَأْسِ شَاهِقٍ ... فَمَا لَهُمَا دُوْنَ الحَضِيْضِ قَرَارُ وَمِنْ بِابِ (أَخِي) قَوْلُ بَشَّارٍ (¬1): أَخِي اسْتَمِعْ مِنِّي وَصِيَّةَ نَاصِحٍ ... صفَتْ لَكَ مِنْهُ بِالوِدَادِ الضّمائرُ تَجَنَّبَ مَتَى اسْتَطَعْتَ الضرُوْرَاتِ إِنَّهَا ... تَقُوْدُ الفَتَى كرْهًا إِلَى مَا. . . . وَدَافِعْ وَلَا تَحْلِفْ وَإِنْ كُنْتَ حَالِفًا ... وَأَوْفِ وَلَا تعذر فَمَا سرّ. . . . وَلَا تَمْتَهِنْ لِلنَّاسِ عرضَكَ جَاهِدًا ... وَصُنْهُ فَإِنْ تَمْتَهِنْهُ مَالَكَ. . . . وَإِيَّاكَ مِمّا يُوْجِبُ العُذْرَ فِعْلُهُ ... فَبِئْسَ تَكَاليِفُ النُّفُوْسِ. . . . وَلَا تُظْهِرَنَّ ذلًّا وَقُبْحَ اسْتِكَانَةً ... إِذَا قَلَّ مَالٌ أو. . . . وَلَا تَعْتَبِ الأَيَّامَ إِنَّكَ إِنْ تَعِشْ ... . . . . . . . . . . . . كَعْبُ الغَنَوِيّ: [من الطويل] 764 - أَخِي مَا أَخِي لَا فَاحِش عِنْدَ رِيْبَةٍ ... وَلَا وَرَعٌ عِنْدَ اللِّقَاءِ هيُوْبُ ¬
الأبُيودريّ: [من الطويل] 76 - أُخَيَّ إِلَى كَمْ تَتْبَعُ الغَيْثَ رَائِدًا ... وَفِي غَيْرِ أَرْضٍ تُنْبِتُ العِزَّ تَحْرِثُ قَوْلُ أَفْضَلُ الدَّوْلَةِ تَاجُ خُرَاسَانَ أبو المُظفَّرَ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ الأيْبُوْرِدي هَذَا قَبْلَهُ: أَمَّا وَالعُلَى وَاهًا لَهَا مِنَ آلِيَّةٍ ... لَحَا اللَّهُ مَنْ يُوْلي بِهَا ثُمَّ يَحْنَثُ لَا تَبْعَتَنَّ العِيْسَ شَعْثًا وَرَاءهَا ... أُسَيْمِر جَوَّابَ الدَّيَامِيْمِ أَشْعَثُ وَأَعتقُ مِنْ رقّ المَطَامِعِ عَاتِقًا ... بِثنتَي نِجَادِ المَشْرِفِيَّةِ يُوْلَثُ أَخِي إِلَى كَمْ يَتْبَعُ الغَيْثَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَرَكْبٍ يَزْجُوْنَ المَطَايَا كَأَنَّهُمْ ... أَثَارُوا بِهَا رُبْدَ النّعَامِ وَحَثْحَثُوا سَرُوا فَأَنَاخُوهَا لَدَيْكَ لَوَاغِبًا ... يُشِمْنَ بُرُوْقًا وَدَقُّهَا لَا يُرَيَّثُ وَفَارِقْنَ قَوْمًا لا تَبضَّ صِفَاتُهُمْ ... هُمْ وَرِثُوا اللُّؤْمَ التَّلِيْدَ وَأَوْرَثُوا فَسِيَّانَ مَنْ لَاحَ العَتِيْرُ بِفُوْدِهِ ... وَطِفْلٌ يُنَاغِي وَدعتَيهِ وَيَمْرُثُ أَسِفُّ بِهمْ عِرْقٌ لَئِيْمٌ إِلَى الخَنَا ... وكَيْفَ يَطِيْبُ الفَرْعُ وَالأَصْلُ يَخْبثُ؟ وَغَلْظَةُ أَخْلَاقٍ يُوَلِّدُهَا الغِنَى ... عَلَى أَنَّهَا عِنْدَ الخَصَاصَةَ تَدمثُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 766 - أَدَارَ البُوْسِ حَسَّنَكِ التَّصَابِي ... إِلَيَّ فَصِرْتِ جَنَّاتِ النَّعِيْمِ [من الوافر] 767 - أُدَافِعُ عَنْ فرَاقِكُمُ بِجُهْدِي ... وَكِيْفَ دِفَاعُ مَقْدُوْرِ الأُمُوْرِ مُحَمَّد بن حَامِد الخَوَارِزْمِيّ: [من الوافر] 768 - أَدَامَ اللَّهُ أَيَّامَ المَعَالِي ... وَذَلِكَ أَنْ يَدُوْمَ لَكَ الدَّوَامُ ¬
هُوَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بن حَامِدٍ الخَوَارِزْمِيُّ، غَزِيْرُ الأَدَبِ، حَسُنَ الخَطِّ، وَكَانَ مِنَ الوَزِيْرِ أَبِي سَعِيْدٍ الشَّيْبِي بِمَنْزلَةِ الوَلَدِ وَالعُضْوِ مِنَ الجسَدِ، فَمِنْ شِعْرِهِ فيه قَوْلُهُ مِنْ أَبْيَاتٍ: فلو أَنَّ البِلَادَ أَطَقْنَ سَعْيًا ... لَسَارَعَ نَحْوَهُ البَلَدُ الحَرَامُ أَدَامَ اللَّهُ أَيَّامَ المَعَالِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا لِي غَيْرَ مَا هُوَ جُهْدُ مِثْلِي ... دُعَاءٌ أَوْ ثناءٌ لَا يُرَامُ. . . . . [من الكامل] 769 - أَدَبُ الأَدِيْبِ إِلَى الأَدِيْبِ وَسِيْلَةٌ ... إِنَّ الأَدِيْبَ عَلَى الأَدِيْبِ شَقِيْقُ [من الخفيف] 770 - أَدَبٌ بَيْنَنَا تَوَكَّدَ مِنْهُ ... نَسَبٌ وَالأَدِيْبُ صِنْوُ الأَدِيْبِ السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من الخفيف] 771 - أَدَّبَتْنَا الأَيَّامُ حَتَّى أَرَتْنَا ... بَطْشَ أَحْدَاثِها بِكُلِّ أَدِيْبِ بَعْدهُ: وَعَلِمْنَا أَنَّا نصُيْبُ المَنَايَا ... فَأَخَذْنَا مِنَ المُنَى بِنَصِيْبِ [من الخفيف] 772 - أَدَّبَتْنِي طَوَارِقُ الحَدَثَانِ ... فَتَجَافَيْتُ عَنْ صُرُوْفِ الزَّمَانِ بَعْدهُ: كَيْفَ أَشْكُو مِنَ الزَّمَانِ خُطُوْبًا ... أَظْهَرَتْ لِي جَوَاهِرَ الأُخْوَانِ أُسَامَةُ بن مُنْقِذٍ: [من الخفيف] ¬
773 - أَدَّبَتْنِي نَوَائِبُ الدَّهْرِ مِنْ غَيْرِ ... اعْتِمَادٍ فَسَهَّلَتْ كُلَّ صَعْبِ بَعْدهُ: أَلْقَتْهَا نَفْسِي فَلَو أَحْرَقتنِي ... شهبُ نِيْرَانِهَا لَمَّا ارْتَاعَ قَلْبِي إِلَيَّ مِنَ الصَّبْرِ فِي المَلَمَّاتِ عَوْنٌ ... مُسْتَقِلٌ بِحَمْلِهِ كُلُّ صعْبِ البُسْتِيُّ: [من السريع] 774 - أُدِرَجْتُ فِي أَثْنَاءِ نِسْيَانِكُمْ ... حَتَّى كَأَنِّي أَلِفُ الوَصلِ قَبْلهُ: دُهِيْتُ فِي نَضْرَة أَيَّامِكُمْ ... بِالعَزْلِ وَالعَزْلِ أَخُو الأَزَلِ أَدْرَجْتُ. البَيْتُ الأزَلُ: الحَبْسُ والأزلُ الكَذِبُ. البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 775 - أَدْرَكتَ مَا فَاتَ الكُهُوْلَ مِنَ الحِجَا ... فِي عُنْفُوَانِ شَبَابِكَ المُسْتَقْبَلِ بَعْدهُ: لَو أَنَّ كَفَّكَ لَمْ تَجُدْ لِمُؤَمَّلٍ ... لَكَفَاهُ عَاجِلُ بُشْرِكَ المُتَهَلِّلِ الأَحْوَصُ فِي الدُّنْيَا: [من البسيط] 776 - أَدْعُو إِلَى هَجْرِهَا قَلْبِي فَيَتَبَعُنِي ... حَتَّى إِذَا قُلْتُ هَذَا صَادِقٌ نَزَعَا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي نُواسٍ (¬1): ¬
أَدْعُوْكَ رَبِّ كُلَّمَا أَمَرْتَ تَضرُّعًا ... فَإِذَا رَدَدْتَ يَدِي فَمَنْ ذَا يَرْحَمُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ آخَر: إدْفَعِ الخَيْرَ بِخَيْرٍ مِثْلِهِ ... وَادْفَعِ الشَّرَّ بِشَرٍّ يَنْشَمِرْ إنَّهُ لَا بَأْسَ بِالحَقِّ وَلَا بَأْسَ ... بِالمَظْلُوْمِ فِي أنْ يَنْتَصِرْ أَبُو مُحَمَّد الخَازِن: [من البسيط] 777 - أُدْعَى بِأَسْمَاءَ نَبْزًا فِي قَبَائِلِهَا ... كَأَنَّ أَسْمَاءَ أَضْحَتْ بَعْضَ أَسْمَائي وَمِنْ هَذَا بَابُ الدَّالِ المُشَدَّدَةِ قَوْلُ أَبِي الفَضْلِ المَرْوزِي السُّكَّرِي (¬1): ادَّعَى الثَّعْلَبُ شَيْئًا وَطَلَب ... قِيْلَ هَلْ مِنْ شَاهِدٍ قَالَ الذَّنَبِ وَهَذَا مَثَلٌ يُضْرَبُ في مَنْ يَدَّعِي دَعْوَى وَيَأْتِي عَلَيْهَا بِشَاهِدٍ ضَعِيْفٍ. وَمِنْ هَذَا البَابِ أَيْضًا قَوْلُ أَبِي مسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ وَقَدْ قِيْلَ لَهُ: بِمَ أَدْرَكْتَ مَا أَدْرَكْتَ؟ فَقَالَ: ارْتَدَيْتُ بِالكُتْمَانِ وَاتَّزَرْتُ بِالحَزْمِ وَحَالَفْتُ الصبْرَ وَسَاعَدَتْنِي المَقَادِيْرُ فَأَدْرَكْتُ مُرَادِي وَأنْشَدَ (¬2): أَدْرَكْتُ بِالحَزْمِ وَالكُتمَانِ مَا عَجِزَتْ ... عَنْهُ مُلُوْكُ بَنِي مَرْوَانَ إِذْ حَشَدُوا مَا زِلْتُ أَسْعَى عَلَيْهِمْ فِي دِيَارِهِم ... وَالقَوْمُ فِي مُلْكِهِمْ بِالشَّأمِ قَدْ رَقَدُوا لَقَدْ ذُعِرَتْ بَنِي مَرْوَانَ فَانتبَهُوا ... عَنْ رَقْدَةٍ لَمْ يَنَمْهَا قَبْلَهُمْ أَحَدُ وَمَنْ رَعَى غَنَمًا فِي أَرْضِ مَسْبَغَةٍ ... وَنَامَ عَنْهَا تَوَلَّى رَعْيهَا الأَسَدُ وَمِنْ بَابِ (أَدْرَكَ) قَوْلُ (¬3): أَدْرِكْ بَقِيَّةَ رُوْحٍ فِيْكَ قَدْ تَلِفَتْ ... قَبْلَ المَمَاتِ فَهَذَا آخِرُ الرَّمَقِ ابن الرُّوْمِيّ: [من البسيط] ¬
778 - أُدْلُلْ عَلَى الخَيْرِ تَلْحَقْ شَأوَ فَاعِلِهِ ... وَإِنْ قَدَرْتَ فَكُنْ أَدْنَى وَسَائِلِهِ بَعْدهُ: وَاعْلَمْ بِأَنَّ ابْتِدَالِ الوَجْهِ يَخْلفُهُ ... إِلَّا ابْتِدَالَكَهُ فِي نَفْعِ آمِلِهِ وَبِذلةُ الوَجْهُ أَحْيَانًا تُجَدّدُهُ ... كَمَا يُحَدّدُ سَيْفًا كَفُّ صاقِلِهِ وَتُرْوَى هَذِهِ الأبْيَاتُ لِصَدَقَةَ بنُ مَنْصُوْر بن دُبَيْس. عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن عُيَيْنَةَ: [من البسيط] 779 - أَدْنِ الرِّجَالَ عَلَى مِقْدَارِ سَعْيِهِمُ ... وَأَعْطِ كلًّا بِمَا أَوْلَى وَمَا صَبَرا بَعْدهُ: وَاعْزِمْ عَلَى الرَّأْي مَا صَحَّتْ مَذَاهِبُهُ ... وَمَا تَحَيَّرَتْ فِيْهِ فَاتْبَعِ الأَثَرَا السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من الكامل] 780 - أَدْنُو إِلَى الرُّقَبَاءِ لَا مِنْ حُبِّهِمْ ... وَأَصُدُّ عَنْهُ وَلَيْسَ مِنْ بَغْضَائِهِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ كَشَاجِم (¬1): أُدِيرُ طَرْفِي فَلَا أَرَى حَسَنًا ... إِلَّا أَرَى فِيْكَ ذَلِكَ الحَسَنَا لَوْ قِيْلَ مَنْ أَحْسَنُ الأَيَّامِ وَمَنْ ... أَعْشَقَهُمْ قُلْتُ هَذِهِ وَأَنَا عَبْدَانُ: [من المتقارب] 781 - أَدِيْبٌ جَوَادٌ جَمِيْلُ الزُوَاءِ ... فَصيْحٌ بَلِيْغٌ كَرِيْمٌ مُجِيْدُ أَعْرَابِيٌّ: [من الوافر] ¬
782 - أُدِيْمُ الطَّرْفَ مَا غَفَلَتْ إلَيْهَا ... وَإِنْ نَظَرَتْ نَظَرْتُ إِلَى سِوَاهَا الشَّنْفَرَى: [من الطويل] 783 - أُدِيْمُ مِطَالَ الجوْعِ حَتَّى أُمِيْتَهُ ... وَأَضْرِبَ عَنْهُ الذِّكْر صَفْحًا فَيَذْهَلَ مَسْكِيْنُ الدَّارْمِيُّ: [من البسيط] 784 - أُدِيْمُ وُدِّي لِمَنْ دَامَتْ مَوَدَّتَهُ ... وَأَمْزِجُ الوُدَّ أَحيَانًا لِمَنْ مَزَجَا بَعْدهُ: يَا رَبِّ أَمْرَيْنِ قَدْ فَرَّجْتَ بَيْنَهُمَا ... مِنْ بَعْدِ مَا اشْتَبَهَا فِي الصَّدْرِ وَاخْتَلَجَا وَالِبَةُ بنُ الحُبَابِ: [من الطويل] 785 - أُدِيْمُ لأَهْلِ الوُدِّ وُدِّي وَإنَّنِي ... لِمَنْ رَامَ هَجْرِي ظَالِمًا لَهَجُوْرُ قَبْلهُ: قَطَعْتَ إِخَائِي ظَالِمًا وَهَجَرْتَنِي ... وَلَيْسَ أَخِي مَنْ فِي الإِخَاءِ يَجُوْرُ أَزُوْرُ فَتَجْفُوْنِى وَلَسْتَ بِبَارِحٍ ... وَأَيُّ أَخٍ تَجْفُوْ ثمَّ يَزُوْرُ أَدِيْمُ لأَهْلِ الوُدِّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ سَتَكْثِرُ تَعْدَادِىِ اللَّيَالِي بَعْدَكُمْ ... وَتَعْلم أَنِّي إذ صَبَرْتُ صَبُوْرُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد: [من المتقارب] 786 - أَدِيْنُ بِدِيْنِ خِيَارِ الوَرَى ... مُحَمَّدٍ المُصْطَفَى الشَّافِعِ بَعْدهُ: ¬
وَمُعْتَصِمِي حُبُّ أَصْحَابهِ ... وَمُعْتَقَدِي مَذْهَبُ الشَّافِعِيّ هُوَ أبو نَصر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن همماه السلار الرامسي النِّيْسَابُوْرِيُّ وَفَاتُهُ فِي جُمَادَى الأَوَّلُ مِنْ سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْةٍ وَأَرْبَعَمَائِة. [من الطويل] 787 - إِذَا ابْتَدَرَ البَابَ المَهِيْبَ رَأَيْتَهُ ... يَدِفُّ جَنَابَيْهِ الكُهُوْلُ الجَحَاجِحُ قِيْلَ كَانَ مَالِكُ بن مَسْمَعٍ صَاحَ يَوْمًا فَوَافَى بَابًا عُشْرُوْنَ أَلْفِ مُدَجَّجٍ. وَسَأَلَ عَنْهُ عَبْدُ المَلِكِ بن مَرْوَان فَقِيْلَ: لو كَانَ غَضِبَ لَغَضِبَ مِائَة أَلْفٍ يَبْذِلُوْنَ لَهُ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ لَا يَسْأَلُوْنَهُ فِيْمَ غَضِبَ، فَقَالَ هُنَا وَأَبِيْكَ هُوَ السُّؤْدَدُ. طَرْفَةٌ فِي سَيْفِهِ: [من الطويل] 788 - إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلَاحَ وَجَدْتَنِي ... مَنِيْعًا إِذَا بلَّتْ بِقَائِمِهِ يَدِي البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 789 - إِذَا ابْتَدَا بُخَلَاءُ النَّاسِ عَارِفَةً ... تَبِيْعُهَا المَنُّ فَالمَرزُوْقُ مَنْ حُرِمَا [من البسيط] 790 - إِذَا ابْتُلِيْتَ فَثِقْ بِاللَّهِ وَارْضَ بِهِ ... إِنَّ الَّذِي يَكْشِفُ البَلْوَى هُوَ اللَّهُ بَعْدهُ: اليَأْسُ يَقْطَعُ أَحِيَانًا بِصَاحِبِهِ ... لَا تَيْأَسَنَّ فَإِنَّ الصَّانِعَ اللَّهُ إِذَا قَضَى اللَّهُ فَاسْتَسْلِمْ لِقُدْرَتهِ ... مَا لامْرِئٍ حِيْلَة فِيْمَا قَضى اللَّهُ أَبُو نُوَّاسٍ: [من البسيط] ¬
791 - إِذَا ابْتَهَلْتُ سَأَلْتُ اللَّهَ رَحْمَتَهُ ... كَنَيْتُ عَنْكَ وَمَا يَعْدُوْكَ إِضْمَارِي بَعْدهُ: أَحْبَبْتُ مِنْ شِعْرِ بَشَّارٍ لِحُبِّكُمُ ... بَيْتًا كَلِفْتُ بِهِ مِنْ شِعْرِ بَشَّارِ يَا رَحْمَةَ اللَّهِ حُلِّي فِي مَنَازِلِنَا ... وَجَاوِرِيْنَا فَدَتْكِ النَّفْسُ مِنْ جَارِ [من المنسرح] 792 - إِذَا ابْتَلَاهُ الزَّمَانُ كَشَّفَهُ ... عَنْ ثَوْبِ حُرِّيَّةٍ وَعَنْ كَرَمِ أنْشَدَ العَتَابِيُّ: [من الوافر] 793 - إِذَا أَبْدَى امْرُؤٌ خُلْقًا طَرِيْفًا ... أَتى مِنْ دُوْنِهِ الخُلُقُ التَّلِيْدُ عَنْتَرَةُ بنُ الأَخْرَسِ الطَّائِيُّ: [من الوافر] 794 - إِذَا أَبْصَرْتَنِي أَعْرَضْتَ عَنِّي ... كَأَنَّ الشَّمْسَ مِنْ قِبَلِي تَدُوْرُ قَبْلهُ: أَطَلَّ حَمْلَ الشَّنَاءةِ لِي وَبُغْضِي ... وَعِشْ مَا شِئْتَ فَانْظُرْ مَنْ تَصِيْرُ فَمَا بِيَدَيْكَ نَفْعٌ أَرْتَجِيْهِ ... وَغَيْرُ صُدُوْدِكَ الخَطْبُ الكَبِيْرُ أَلَمْ تَرَ أَنَّ شِعْرَكَ سَارَ عَنِّي ... وَشِعْرِي حَوْلَ بَيْتكَ لَا يَسِيْرُ إِذَا أَبْصَرْتَنِي أَعْرَضتَ عَنِّي. البَيْتُ [من الطويل] 795 - إِذَا أَبْصَرُوا حَالِي وَلَمْ يَأْنَفُوا لَهَا ... وَلَمْ يَأْنَعُوْا مِنْهَا أَنِفْتُ لَهُمْ مِنِّي قَبْلهُ: ¬
يَقُوْلُوْنَ زُرْنَا وَاقْضِ وَاجِبَ حَقِّنَا ... وَقَدْ أَسْقَطْتُ حَالِي حُقُوْقَهُمُ عَنِّي إِذَا أَبْصَرُوا حَالِي. البَيْتُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ آخَر (¬1): إِذَا أَبْطَأْتَ يَوْمَيْن ... عَلَيَّ أُكْرِمُ منْ إخْوَانِك وَلَمْ يَأَتِكَ مِنْهُ أَحَدٌ ... يَسْأَلُ عَنْ شَانِك فَأَيْقِن إن مَنْ تَأْتِيْهِ ... لَا يَعْبَأ بِإِتْيَانِك [من الوافر] 796 - إِذَا أَبْطَأَ الرَّسُوْلُ فَظُنَّ خَيْرًا ... فَإنَّ الخَيْرَ فِي بُطْءِ الرَّسُوْلِ [من الوافر] 797 - إِذَا أَبْطَأَ الرَّسُوْلُ فَظُنَّ خَيْرًا ... فَفِي إِبْطَائِهِ أثَرُ النَّجَاحِ [من الوافر] 798 - إِذَا أَبْطَأَ الرَّسُوْلُ فَقُلْ نَجَاحٌ ... وَلَا تَفْرَحْ إِذَا عَجِلَ الرَّسُوْلُ [من الطويل] 799 - إِذَا أَبْقَتِ الدُّنْيَا عَلَى المَرْءِ دِيْنَهُ ... فَمَا فَاتَ مِنْ شَيْءٍ فَلَيْسَ بِضَائِرِ قَبْلهُ: تَسَمَّع مِنَ الأَيَّامِ إِنْ كُنْتَ حَازِمًا ... فَإِنَّكَ مِنْهَا بَيْنَ نَاهٍ وَآمِرِ إِذَا أَبْقَتِ الدُّنْيَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ ¬
فَلَنْ تَعْدِلَ الدُّنْيَا جَنَاحَ بَعُوْضةٍ ... وَلَا وَزْنَ رِفٍّ مِنْ جَنَاحِ الطَّائِرِ فَمَا رَضى الدُّنْيَا ثَوَابًا لِمُؤْمِنٍ ... وَلَا مَنَعَ الدُّنْيَا عِقَابًا لِكَافِرِ وَكُلُّ امْرِىٍ لَمْ يَرْتَحِل بتجَارَةٍ ... إِلَى دَارِهِ الأُخْرَى فَلَيْسَ بِتَاجِرِ لَئِنْ كُنْتَ بِالدُّنْيَا بَصِيْرًا فَإِنَّمَا ... بَلَاغُكَ مِنْهَا مِثْلُ زَادٍ المسافِرِ وَإِنَ امْرِأً لمْ يَصْفُ للَّهِ سِرّهُ ... لَفِي وَحْشَةٍ فِي كُلِّ نَظْرَةِ نَاظِرِ يروى لعلي عليه السلام رواهما المرزباني في ديوانه عليه السلام. وَمِنْ بَابِ (إِذَا أَبْقَتْ) قَوْلُ الخَوَارِزْمِيّ (¬1): إِذَا أَبْقَتْ لَكَ الأَيَّامُ كَفًّا ... يَنُوْءُ بِقَائِمِ العَضْبِ الحُسَامُ الدَّهْرُ فِي إِتْلَافِ مَالٍ ... فَأَنْتَ أَحَقُ مِنْهُ بِالمَلَامِ السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من المتقارب] 800 - إِذَا إبِلِي مُنِعَتْ رَعْيَهَا ... فَهَلْ يَنْفَعُ البَلَدُ المُعْشِبُ أَوَّلُ الأَبْيَات: يُعَذِّبُنِي وَهُوَ المُذْنِبُ ... لَقَدْ ذَلَّ جَارُكَ يَا جُنْدُبُ وَيَعْجَبُ مِنْ غَضَبِي جَهْلَةً ... وَمَنْ ذَا يُضَامُ فَلَا يَغْضَبُ نُزَادُ مِنَ اللَّوْمِ عَنْ وُرْدِكُمْ ... فَعَمَّ نُزَادُ وَلَا نَشْرَبُ نَعَمْ أَعوز الطُّوْل رَاجِيْكُمُ ... فَلَمْ أعوَزَ الأَهْلُ وَالمَرْحبُ إِذَا أَبْلَى مُطِلَتْ رَعْيَهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَهَلْ نَافِعِي ظَاهِرٌ بِاسِمٌ ... وَمِنْ خَلْفِهِ بِاطِنٌ يَقْطُبُ وَمَا كُنْتُ فِي النِّعرِ الشَّاتِمِيْنَ ... بِأَوَّلِ مِنْ غَزَّهُ الخُلَّبُ لَقَدْ سَاءنِي أَنْ يَمْوت السَّمَاحُ ... بِمَوْتِ الكِرَامِ وَلَا يَعقِبُ ألَا تَعْجَبُوْنَ لِذِي سَوْءةٍ ... تَحَكَّكَ بِي عِرْضهُ الأَجْرَبُ ¬
وَسَوْفَ أُغَنِّي بِأعْرَاضكُمْ ... غناءً مِنَ الشَّرِّ لَا يُطْرِبُ وَحَسْبُكَ مِنْ سَفْهٍ إنَّنِي ... أَجدّ وَتَحْسِبنِي أَلْعَبُ لَقَدْ وَسَّعَ اللَّهُ مَا ضَيَّقُوا ... وَفَدْ عَوَّضَ مَا جَنَّبُوا الرَعي، بالفتح: مصدر رَعَى رَعيًا، والرِعي بالكسر هو الكلأ الذي يُرعى وكلاهما جائز. [من الطويل] 801 - إِذَا ابْيَضَّ رَأْسُ المَرْءِ بَعْدَ سَوَادِهِ ... فَلَيْسَ لَهُ فِي بَاطِلٍ مُتَعَلَّقُ [من الوافر] 802 - إِذَا أَتَتِ الهَدِيَّةُ دَارَ قَوْمٍ ... تَطَايَرَتِ الأمَانَةُ مِنْ كُوَاهَا فِي المَثَلِ: إِنَّ الرَّثِيَّةَ تَفْثأُ الغَضَبَ. الرَّثِيَّةُ: اللَّبَنُ الحَامِضُ يُخْلَطُ بِالحُلْوِ وَالغَثَاءُ: التَّسْكِيْنُ. زَعَمُوا أَنَّ رَجُلًا نَزَلَ بِقَوْمٍ وَكَانَ سَاخِطًا عليهم وَكَانَ مَعْ سخْطِهِ جَائِعًا فَسَقُوْهُ الرَّثِيَّةَ فَسَكَنَ غَضَبُهُ فَضُرِبَ مَثَلًا فِي الهَدِيَّةِ تُوْرِثُ الوِفَاقَ وَإِنْ قَلَّتْ. وَقَالَ آخَرُ (¬1): إِذَا رَشْوَةٌ مِنْ بَابِ بَيْتٍ تَقَحَّمَتْ ... عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ وَالأَمَانَةُ فِيْهِ سَعَتْ هَرَبًا مِنْهُ وَفَرَّتْ كَأَنَّهَا ... حَلِيْمٌ يُنَحَّى مِنْ جَوَارِ سَفِيْهِ وَمِمَّا قِيْلَ فِي الهَدِيَّةِ وَالاعْتِذَارِ عَنْهَا قَوْلُ آخَر: وَلَوْ كَانَ مَا يُهْدَى عَلَى قَدْرِ صاحِبٍ ... وَمَا يَقْتَضي إِحْسَانُ مَوْلًى عَلَى عَبْدِ لَما قَابَلْتُ نُعْمَاكَ يَوْمًا هَدِيَّة ... وَلَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَدِّيَةُ مَنْ يُهْدِي وَمَنْ كَانَ ذا قَدْرٍ كَقَدْركَ لَمْ تَكُنْ ... هَدَايَاهُ إجَلَالًا سِوَى الشُّكْرِ وَالحَمْدِ ¬
وَمِمَّا قِيْلَ فِي الهَدِيَّةِ قَوْلُ آخَر (¬1): إِنَّ الهَدِيَّةَ حُلْوَةٌ ... كَالسّحْرِ تَخْتَلِبُ القُلُوْبَا تُدْنِي البَغِيْضَ مِنَ الهَوَى ... حَتَّى تُصيِّرَهُ قَرِيْبَا وَتُعِيْدُ مُضْطَغِنِ العَدَاوَةِ ... بَعْدَ نَفْرَتِهِ حَبِيْبَا [من الطويل] 803 - إِذَا أَتَتِ الأَخْبَارُ مِنْ أَرْضِ طَيْبَةٍ ... شَكَرْتُ لأنفَاسِ الصَّبَا مَا تَحَمَّلَا المُتَنَبِّيّ: [من الوافر] 804 - إِذَا أتَتِ الإِسَاءَةُ مِنْ مُلِيْمٍ ... وَلَمْ ألُمِ المُسِيْءَ فَمَنْ أَلُوْمُ؟ أَوَّلهَا مِنْ قَصِيْدَةٍ يَهجُو بِهَا كَافوْرُ الإِخْشِيْدِيّ: أَمَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا كَرِيْمٌ ... يُزيلُ عَنِ القَلْبِ الهُمُوْمُ أَمَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مَكَانٌ ... يُسَرُّ بِأَهْلِهِ الجارُ المُقِيْمُ تَشَابَهَتِ البَهَائِمُ وَالعِبَدَّى ... عَلَيْنَا وَالمَوَالِي وَالصَّمِيْمُ وَمَا أَدْرِي إِذَا دَاءٌ حَدِيْثٌ ... أَصَابَ النَّاسَ أَمْ دَاءٌ قَدِيْمُ حَصلْتُ بِأَرْضِ مِصْرَ عَلَى عَبِيْدٍ ... كَأَنَّ الحُرَّ بَيْنَهُمُ يَتِيْمُ كَأَنَّ السُّود النُّوْنِيّ فِيْهِمْ ... غَدَافٌ حَوْلَهُ رَحْمٌ وَبُوْمُ أَخَذْتُ بِمَدْحِهِ فَرَأَيْتُ لَغْوًا ... مَقَالِي لِلأُحَيْمِقِ يَا حَلِيْمُ وَلَمَّا أَنْ هَجَوْتُ رَأَيْتُ عَيْبًا ... مَقَالِي لأبْنِ آوَى يَا لَئِيْمُ فَهَلْ مِنْ عُذرٍ فِي ذَا وَهَذَا ... فَمَدْفُوْعٌ إِلَى السَّقْمِ السَّقِيْمِ إِذَا أتَتِ الإِسَاءةُ مِنْ وَضِيعٍ. البَيْتُ نَطَّاحَةُ: [من الوافر] ¬
805 - إِذَا اتَّسَعَ الإِخَاءُ عَرَتْ حُقُوْقٌ ... مُرَاعِيْهَا مُقِيْمٌ فِي خُفُوْقِ بَعْدَهُ: فَإِنْ خَصَّتْ رعَايَتَهُ فَرِيْقًا ... أَخَلَّ بما عَلَيْهِ فِي فَرِيْقِ وَإِنْ رَامَ القِيَامَ لَهُمْ جَمِيْعًا ... بِشَرْطِ الوِدِّ لَمْ يَكُ بِالمُطِيْقِ وَأَوْحَشَ بُغْضَهُمْ فَأَفَادَ مِنْهُ ... عَدُوًّا كَانَ فِي عَدَدِ الصَّدِيْقِ فَخُذْ مِمَّنْ تُوَاخِيْهِ بِقَصدٍ ... وَقَدِّرْ فتح أَبْوَابِ الحُقُوُقِ أحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْل الكَاتِبِ - ومن هذا الباب قول: إذا اتكيت على المنساة من قضب ... فقد تباعد منك اللَّهو واللَّعبِ أنْشَدَ أَبُو غَانِمٍ: [من السريع] 806 - إِذَا أَتَى المَوْتُ لِمِيْقَاتِهِ ... فَعَدِّ عَنْ ذِكْرِ الأَطِبَّاءِ إِنْشَادُ أَبِي غَانِمٍ: إِذَا أَتَى المَوْتَ لِمِيْقَاتِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِنْ مَضى مَنْ أَنْتَ صَبٌّ بهِ ... فَالصَّبْرُ مِنْ فِعْلِ الأَلِبَّاءِ مَا مَرَّ شَيْءٌ بِبَنِي آدَمٍ ... أَفْظَعُ مِنْ فَقْدِ الأَحِبَّاءِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكَاتِبُ: [من الرجز] 807 - إِذَا أَتَى وَقْتُ القَضَاءِ الغَالِبِ ... بَادَرَتِ الحَاجَةُ كَفَّ الطَالِبِ قَالَ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ: لَزِمْتُ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بن مُحَمَّد ابن الفُرَاتِ أَطْلُبُ عَمَلًا فَبَقِيْتُ أَغْدُو وَأَرُوْحُ إِلَى بَابِهِ فَلَا أَحْصَلُ عَلَى طَائِلٍ فَكَادَتْ نَفْسِي تَضيْقُ ¬
مِنَ التَّرَدُّدِ وَرَأَيْتُ هَاتِفًا فِي المَنَامِ يَقُوْلُ: يَا أَيُّهَا المُكْثِرُ فِي المَطَالِبِ ... اهْجُر تَصَارِيْفَ المُنَى الكَوَاذِبِ إِذَا أَتَى وَقْتُ القَضَاءِ الغَالِب. البَيْتُ قَالَ: فَتَرَكْتُ المُرُوْرَ إِلَيْهِ فَلَمْ يَمْضِ أسْبُوعٌ إِلَّا وَقُلِّدَ حَامِدُ بن العَبَّاسِ الوزَارَةَ وَقَلَّدَنِي عَمَلًا انتفَعْتُ بِهِ. المَعَرِّيُّ: [من الوافر] 808 - إِذَا أَثْرَيْتَ مِنْ صَبْرٍ جَمِيْلٍ ... فَأنْتَ وَإِنْ فَقَدْتَ المَالَ مُثْرِي بَعْدهُ: كَثيْرٌ مَنْ تَكَثَّرَ بِالمَعَالِي ... عَلَى مَا كَانَ مِنْ قُلٍّ وَكُثْرِ أُمَيَّةَ بن أَبِي الصَّلْتِ: [من الوافر] 809 - إِذَا أَثْنَى عَلَيْكَ المَرْءُ يَوْمًا ... كفَاهُ مِنْ تَعُرُّضِهِ الثَّنَاءُ أَبُو العَلَاء المَعَرِّيّ: [من الوافر] 810 - إِذَا أَثْنَى عَلَيَّ المَرْءُ يَوْمًا ... بِخَيْرٍ لَيْسَ فِيَّ فَذَاكَ هَاجِي [من الطويل] 811 - إِذَا اجْتَمَعَ الجوْعُ المُبَرِّحُ والهَوَى ... عَلَى الرَّجُلِ المِسْكِيْنِ كَادَ يَمُوْتُ [من الطويل] 812 - إِذَا اجْتَمَعُ الآفَاتُ فَالبُخْلُ شَرُّهَا ... وَشَرٌ مِنَ البُخْلِ المَوَاعِيْدُ وَالمَطْلُ بَعْدهُ: ¬
وَلَا خَيْرَ فِي وَعْدٍ إِذَا كَانَ كَاذِبًا ... وَلَا خَيْرَ فِي قَوْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِعْلُ [من الوافر] 813 - إِذَا اجْتَمَعَتْ أَئِمَّةُ كُلِّ قَوْمٍ ... فَإنَّ إمَامِنَا لَهُمُ إمَامُ بَعْدهُ: وَكَانَتْ عَادَةً تَجْرِي عَلَيْنَا ... فَسَادَ الكَهْلُ مِنَّا وَالغلَامُ أَبُو الحَسَينِ بنِ فَارِسٍ: [من الوافر] 814 - إِذَا اجْتَمَعَتْ هُمُوْمُ الصَّدْرِ قُلْنَا ... عَسَى يَوْمًا يَكُوْنُ لَهَا انْفِرَاجُ قَوْلُ أَبِي الحُسَيْنِ بن فَارِسِ بنِ زَكَرَيَّا اللُّغَوِيّ هَذَا قَبْلَهُ: وَقَالُوا كَيْفَ أَنْتَ فَقُلْتُ خَيْرٌ ... تَقْضِي حَاجَةٌ وَتَفُوْتُ حَاجُ إِذَا اجْتَمَعَتْ هُمُوْمُ الصَّدْرِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ نَدِيْمِي هِرَّتِي وَسُرُوْرُ قَلْبِي ... دَفَاتِرَ لِي وَمَعْشُوقِي السِّرَاجُ أَبُو طَالِبٍ: [من الطويل] 815 - إِذَا اجْتَمَعَتْ يَوْمًا قُرَيشٌ لِمَفْخَرٍ ... فَعَبْدُ مَنَافٍ سِرُّهَا وَصَمِيْمُهَا أنْشَدَ عِيْسَى بنُ عُمَرَ: [من الوافر] 816 - إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى أَلِفٍ وَيَاءٍ ... وَوَاوٍ هَاجَ بَيْنَهُمُ الجِدَالُ قَالَ الأَصْمَعِيُّ أَنْشَدَ عليّ بنُ عُمَرَ بَيْتًا هُوَ هَذَا، يَذُمُّ النَّحَوِيِّيْنَ بهِ: إِذَا اجْتَمَعُوا وَتَجَادَلُوا فِي حُرُوْفِ العِلَّةِ طَالَ جَدَالهُمُ الأَشْتَرُ: [من الوافر] ¬
817 - إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَيَّ فَخَلِّ عَنْهُمْ ... وَعَنْ بَازٍ مَخَالِبُهُ دَوَامِي يقال هَذَا بَأزٌ وَبَازٌ وَبَازِيٌّ لُغَاتٌ كُلَّهَا جَائِزَةٌ. وَقَالَ آخَرُ (¬1): إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَيّ فَخَلِّ عَنْهُمْ ... وَعَنْ بَازٍ يَصُكُّ حُبَارِيَّاتِ الحَيْصَ بَيْصَ: [من الوافر] 818 - إِذَا أَحْبَبْتَ فَاصْبِر لِلرَّزَايَا ... فَإنَّ مُقَارِنَ الحُبِّ البَلَاءُ بَعْدهُ: وكَيْفَ خُلُوْصُ حُبٍّ مِنْ بَلَاءٍ ... وَبَيْنَ الحُبِّ وَالبَلْوَى إِخَاءُ البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 819 - إِذَا احْتَاجَ الكَرِيْمُ إِلَى لَئِيْمٍ ... فَقَدْ طَابَ الرَّحِيْلُ إِلَى الجَحِيْمِ أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 820 - إِذَا احْتَجَبَتْ لَمْ يَكْفِكَ البَدْرُ وَجْهَهَا ... وَيكْفِيْكَ فَقْدَ البَدْرِ إِنْ فُقِدَ البَدْرُ قَبْلهُ: تَعَشَّقتُهَا بِكْرًا وَعلِّقْتُ حُبهَا ... وَقَلْبِي فِي الهَوَى فَارغٌ بِكْرُ إِذَا احْتَجَبَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَحَسْبُكَ مِنْ خَمْرٍ مدَامَةَ رِيْقِهَا ... وَوَاللَّهِ مَا مِنْ رِيْقِهَا حَسْبُكَ الخَمْرُ وَعذْركَ أَنْ تَضْنَى بِهَا إِنْ رَأَيْتهَا ... وَمَا لَكَ إِنْ لَمْ تَضْنَ مِنْ مَحَبَّتِهَا عُذْرُ ¬
ومثله قول ابن خازم (¬1): يغنيكَ عن بدر الدّجى وجهه ... والبدر لا يغنيكَ عن وجههِ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 821 - إِذَا احْتَرَبْتْ يَوْمًا فَفَاضَتْ دِمَاؤُهَا ... تَذَكَّرَتِ القُرْبَى فَفَاَضَتْ دُمُوْعُهَا قَوْلُ البُحْتُرِيّ: إِذَا احْتَرَبْتَ يَوْمًا. البَيْتُ قَبْلَهُ: وَفُرْسَان هَيْجَاءٍ يَجِيْشُ صدُوْرُهَا ... بِأَحْقَادِهَا حَتَّى تَضِيْقُ ذُرُوْعُهَا تَقْتِلُ مِنْ وَتَرٍ أعَزّ نُفُوْسِهَا ... عَلَيْهَا بِأيْدٍ مَا تَكَادُ تُطِيْعُهَا إِذَا احْتَرَبْتَ يَوْمًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: شَوَاجِرُ رِمَاحٍ تَقْطَعُ بَيْنَهَا ... شَوَاجِرَ أَرْحَامٍ مَلُوْمٌ قَطُوْعُهَا فَأَبْصَرَ عَادِيْهَا المَحَجَّةَ وَاهْتَدَى ... وَأَقْصَرَ عَالِيْهَا وَأَدْنَى شُسُوْعهَا وَلَيْسَ هَذَا فِي الفَصَاحَةِ وَالقَحَامَةِ بِدُوْنِ قَوْلِ أَبِي تَمَّامٍ (¬1): وَرَأَيْتُ قَوْمَكَ وَالإِسَاءَةُ مِنْهُمُ ... جَرْحَى بِظُفْرٍ لِلزَّمَانِ وَنَابِ هُمْ صيَّرُوا تِلْكَ البُرُوْق صَوَاعِقًا ... مِنْهُمْ وَذَاكَ العَفْو سَوْطَ عَذَابِ بَلْ كَلَامُ البُحْتُرِيّ أَفْخَمُ فِي الصُّدُوْرِ وَأَملَاهُ لِلسَّمَعِ، عَلَى أَنَّ البُحْتُرِيُّ قَدْ أَخَذَ المَعْنَى مِنْ قَوْلِ رَجُلٍ من بَنِي عُقَيْلٍ حَارَبَهُ بَنُو عَمِّهِ فَقتلَ مِنْهُمْ وَقَالَ (¬2): بكره سراتنا يَا آلَ عَمْرٍو ... نغَادِيْكُمْ بِمُرْهَفَةِ الصِّقَالِ وَنَبْكِي حِيْنَ نَقْتلُكُمْ عَلَيْكُمْ ... وَنَقْتلُكُمْ كَأَنَّا لَا نُبَالِي وَقَالَ القَتَّالُ الكَلَّابِيُّ (¬3): ¬
فَلَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُ غير مُنْتهٍ ... أَمَلْتُ لِيَكْفِي بَلَدْنٍ مُقَوَّمِ فَلَمَّا رَأَيْتُ أَنَّنِي قَدْ قَتَلْتُهُ ... نَدِمْتُ عَلَيْهِ أَيّ سِاعَةِ مَنْدَمِ وَقَالَ مُهَلْهَلٌ (¬1): لَقَدْ قَتَلْتُ بَنِي بَكْرٍ بِرَبّهم ... حَتَّى بَكَيْتُ وَمَا يَبْكِي لَهُمُ أَحَدُ وَيُنْظَر إِلَى هَذَا خَفِيًا قَوْلُ الآخَر (¬2): أتَتْنِي آيَةٌ مِنْ أُمِّ عَمْرٍو ... فَكُدْتُ أَعَضُّ بِالمَاءِ القَرَاحِ فَمَا أَنْسَى رِسَالتَهَا وَلَكِنْ ... ذَلِيْلٌ مَنْ يَنُوْءُ بِلَا سِلَاحِ وَعَجْزُ البَيْتُ الأخَيْرِ مَثَلٌ سَائِرٌ. البُسْتِيُّ: [من الطويل] 822 - إِذَا أَحْدَثَتْ نَفْسِي لِنَفْسِيْ تَغَيُّرًا ... فَأَنَّى يَفِي غَيْرِي وَلَا يَتَغَيَّرُ؟ قَبْلهُ: تَكَدَّرَ لِي مَنْ كنْتُ أَرْجُو صَفَاءهُ ... وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنَّهُ يَتَكَدَّرُ وَلَكِنَّ طَبْعًا لِلزَّمَانِ عَرفتُهُ ... فَمَا لِي لَا أَخْشَى وَلَا أتَصَبَّرُ إِذَا أَحْدَثَت نَفْسِي. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 823 - إِذَا أَحْرَجْتَ ذَا كَرَمٍ تَخَطَّى ... إِلَيْكَ بِبَعْضِ أَخْلَاقِ اللَّئِيْمِ بَعْدهُ: وَمَا خرقُ السَّفِيْهِ وَإِنْ تَعَدَّى ... بِأَبْلَغَ فِيْكَ مِنْ حِقدِ الحَكِيْمِ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 824 - إِذَا أَحْسَنَ الأَقْوَامُ أَنْ يَتَطَاوَلُوا ... بلا كَرَمٍ أَحْسَنْتَ أَنْ تَتَطَوَّلَا زِيَادٌ الأَعْجَمُ: [من الطويل] 825 - إِذَا اخْتَرْتُ أَرْضًا لِلْمَقَامِ رَضِيْتُهَا ... لِنَفْسِي وَلَمْ يَثْقُلْ عَلَيَّ مُقَامُهَا المَقَامُ الإِقَامَةُ وَمَوْضِعُهَا وَالمَقَامُ مَوْضِعُ القِيَامِ وَالمَقَامُ الجَّمَاعَةُ القِيَامُ فِي المَقَامِ وَالمَقَامُ كَلَامُهُمْ أَيْضًا ومِنْهُ المَقَامَاتِ كُلّ ذَلِكَ يَجُوْزُ فِي الكَلامٍ وَتَوَسُّعٌ. كَانَ زِيَادٌ الأَعْجَمُ صَدِيْقًا لِعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بن مُعَمَّرٍ قَبْلَ أَنْ يَلِي فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا أَبَا إِمَامَةَ لَو قَدْ وُلِّيْتَ لتَرَكْتكَ لَا تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ أَبَدًا فَلَمَّا وَلَيَ عُمَرُ فارسَ قَصدَهُ زِيَادٌ فَلَمَّا لَقِيَهُ قَالَ: أَبْلِغ أَبَا حَفْصٍ رِسَالَةَ نَاصِحٍ ... أتَتْ مِنْ زِيَادٍ مُسْتَبِيْنًا كَلَامُهَا فَإِنَّكَ مِثْل الشَّمْسِ لَا سِتْرَ دُوْنهَا ... فكيف أَبَا حَفْصٍ عَلَى ظَلَامُهَا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَا يَكُوْنُ عَلَيْكَ ظَلَامُهَا أَبَدَأً فَقَالَ زِيَادٌ: لَقَدْ كُنْتُ أَدْعُو اللَّهَ فِي السّرِّ أن أَرَى أُمُوْرَ مَعَدٍّ فِي يَدَيْكَ نِظَامُهَا فَقَالَ قَدْ رَأيْت ذَلِكَ فَقَالَ: فَلَمَّا أتانِي مَا أَرَدْتُ تَبَاشَرَتْ ... بَنَاتِي وَقُلْنَ العَامَ وَاللَّهُ عامُهَا قَالَ فَهُوَ عَامَهُنَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَقَالَ: كَأَنِّي وَأَرْضًا أَنْتَ فِيْهَا ابنَ مَعْمَرٍ ... كَمَكَّةَ لَمْ يَطْرَب لأَرْضٍ حَمَامُهَا قَالَ: فهي كَذَلِكَ يَا زِيَادُ فَقَالَ: إِذَا اخْتَرْتَ أَرْضًا لِلْمَقَامِ رَضيْتُهَا. البَيْتُ -- مِنْكَ ابْنَ مَعْمَرٍ ... أَمَانِيَّ أَرْجُو أَنْ يَتمَّ تَمَامُهَا فَقَالَ قَدْ أتَمَّهَا اللَّهُ لَكَ. ¬
قَالَ فَلَا أَكُ كَالمجرِي إِلَى رَأْسِ غَايَةٍ ... يُرَجِّي سَمَاءً ولَمْ تَصُبْهُ غَمَامُهَا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَسْتَ كَذَلِكَ فَسَلْ حَاجَتَكَ فقال: نجِيْبَةٌ وَرِجَالَتهَا وَفَرَسٌ رَافِعٌ وَسَائِسُهُ وَبَدْرَةٌ وَحَامِلُهَا وَجَارِيَةٌ وَخَادِمُهَا وَتَحْت ثِيَابٍ وَوَصِيْفٌ يَحْملُهُ فَقَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِجَمِيع مَا سَأَلْتَ وَهُوَ لَكَ عَلَيْنَا رَسْمٌ فِي كُلِّ سَنَةٍ فَقَبَضهُ وَانْصَرَفَ. عَبَّادُ بنُ شِبْلٍ: [من الطويل] 826 - إِذَا اخْتَرْتَ مِنْ قَوْمٍ خِيَارٍ خِيَارَهُمْ ... فَكُلُّ بَنِي عَبْدِ المَدَانِ خِيَارُ بَعْدهُ: جَرُوا بِعَنَانٍ فَضْلَ بَيْنَهُم ... وَإِنْ قِيْلَ قَدْ فَاتَ العِذَارَ عِذَارُ النَّوْفَلِيُّ: [من الطويل] 827 - إِذَا اخْتَلَجَتْ عَيْنِي رَأَتْ مَنْ تُحِبُّهُ ... فَدَامَ لِعَيْنِي مَا حَيِيْتُ اخْتِلَاجُهَا هَذَا يُسَمَّى رَدُّ العَجْزِ عَلَى الصَّدْرِ لأَنَّهُ ذَكَرَ الاخْتِلَاجَ فِي صَدْرِ البَيْتِ فَلَو لَمْ يَذْكُرُهُ فِي عَجْزِهِ لَمْ يَتِمّ المَعْنَى ولَمْ تَتَأَكَّد هَذَا التَّأَكُّدَ يَقُوْلُ بَعْدَهُ: وَمَا ذُقْتُ كَأْسًا مُذْ تَعَلَّقَنِي الهَوَى ... فَأَشْرَبُهَا إِلَّا وَدَمْعِي مِزَاجُهَا وَيُرْوَى: وَمَا صُرِمَتْ لِي الكَأْسُ بَعْدَ أَحِبَّتِي ... وَعُوْطِيْتهَا إِلَّا وَدَمْعِي مِزَاجُهَا وَمِنْ بَابِ (اخ ت) قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيّ وَهُوَ أَحْسَنَ مَا قِيْلَ فِي رَاقِصٍ (¬1): إِذَا اخْتَلَسَ الخُطَى وَاهْتَزَّ لِيْنًا ... رَأَيْتُ لِرَقْصِهِ سِحْرًا مُبِيْنَا يَمَسُّ الأَرْضَ مِنْ قَدَمَيْهِ وَهْمٌ ... كَرَجْعِ الطَّرْفِ يَخْفِي أنْ يَبيْنَا تَرَى الحَرَكَاتَ مِنْهُ بِلَا سُكُوْنٍ ... فَتَحْسَبهَا لِخْفَّتِهَا سُكُوْنا ¬
كَسَيْرِ الشَّمْسِ لَيْسَ بِمُسْتَقِرٍّ ... وَلَيْسَ بِمُمْكِنٍ أنْ يَسْتَبِيْنَا وَقَرِيْبٌ مِنْ قَوْلِ النَّوْفَلِيِّ: إِذَا اخْتَلَجَتْ عَيْني رَأَتْهُ مَنْ بِحبّهِ. البَيْتُ قَوْلُ الآخَر: يَا قَمَرًا طَافَتِ العُيُوْنُ بِهِ ... فَلَنْ تَرَى فِي جَمَالِهِ عَيْبَا وَجْهُكَ هَذَا الَّذِي تَدلّ بِهِ ... كَسَاعِدي ري وَمَفْرِقِي شَيْبَا تَخْتَلِجُ العَيْنُ قَبْلَ رُؤْيَتِهِ ... كَأَنَّمَا العَيْنُ تَعْلَمُ الغَيْبَا البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 828 - إِذَا اخْتَلَفَتْ سُبْلُ الرِّجَالِ وَجَدْتَهُ ... مُقِيْمًا عَلَى نَهْجٍ مِنَ الحَقِ وَاضِحِ وَمِنْ هَذَا البَاب: البَيْتُ السَّائِرُ فِي المَزِيد إِذَا أَخَذَ الأَجِيْرُ كَرَاهُ وَفْرًا ... فَلَيْسَ لَهُ سِوَاهُ وَلَا كَرَامَه زِيَادُ بنُ أَبِيْهِ: [من الوافر] 829 - إِذَا أُخِذَ البَرِيْءُ بِغَيْرِ جُرْمٍ ... تَقَاعَسَ عَنْ خَطِيْئَتِهِ السَّفِيْهُ ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الطويل] 830 - إِذَا أَخَذَ القِرْطَاسَ خِلْتَ يَميْنَهُ ... تُفَتِّحُ نَوْرًا أَوْ تُنظِّمُ جَوْهَرَا [من المتقارب] 831 - إِذَا أَخَذَ اللَّهُ عَبْدًا لَه ... فَلَيْسَ لَهُ فِي الوَرَى نَاصرُ البُسْتِيُّ: [من المتقارب] 832 - إِذَا أُخِذَ المَرْءُ مِنْ نَفْسِهِ ... فَلَيْسَ لَهُ مِنْ سِوَاهُ نَصِيْرُ بَعْدهُ: ¬
وَشَرُّ سِلَاحٍ يُحَامَى بِهِ ... لِسَانٌ طَوِيْلٌ وَبَاعٌ قَصِيْرُ [من المنسرح] 833 - إِذَا أَخَذْتُ المِرْآةَ مُحْتَفِلًا ... قَابَلَنِي مِثْلُهَا مِنَ الصَّلَعِ [من المنسرح] 834 - إِذَا أَخَذْتَ عَمَلًا فَقَعْ فِيْهِ ... فَإنَّمَا خَيْبَتُهُ تَوَقّيْهْ وَيُرْوَى إِذَا أَرَدْتَ عَمَلًا مَعْنَاهُ إِذَا بَدَأْتَ بِأَمْرٍ فَمَارِسهُ وَلَا تَنْكَلَ عَنْهُ فَإِنَّ الخَيْبَةَ فِي الهَيْبَةِ. ابن طَبَاطَبَا: [من الطويل] 835 - إِذَا أَخَذَتْ يُمْنَاهُ عَضْبَ دَوَاتِهِ ... رَأَيْتَ الحُسَامَ العَضبَ غَيْرَ مَهِيْبِ بَعْدهُ: إِذَا هَزَّهُ فِي حَالِ سُخْطٍ وَفِي رِضًى ... فَكَمْ فَرَجٍ فِي جَرْيِهِ وَكَئِيبِ لَهُ مَنْبَرٌ يَعْلُوْهُ فَوْقَ بَنَانِهِ ... فَيَخْرَسُ عَنْ نَجْوَاهُ كُلُّ خَطِيبِ بَعْضُ بَنِي جرْمٍ مِنْ طَيّئٍ: [من الوافر] 83 - إِذَا أَخْصِبْتُمُ كُنْتُمْ عَدُوًّا ... وَإِنْ أَجْدَبْتُمُ كنْتُمْ عِيَالَا وَمِنْ بَابِ (إِذَا) قَوْلُ حَمِيْدُ فِي خُلْفِ الوَعْدِ: إِذَا أَخْلَفَ المَرْءُ مَوْعُوْدَهُ ... فَلَا عَذَرَ اللَّهُ مَنْ يَعْذِرُه وَأَنذَى لَهُ العُذْرُ فِي حُنْثِهِ ... وَلَمْ يَكُ سَائِلُهُ يَقْهَرُه وَلَكِنْ تَصَلَّفَ فِي وَعْدِهِ ... فَأَظْهَرَ لِي غَيْرَ مَا يُضْمِرُه فَمَنْ خَالَفَ القَوْلَ مِنْهُ الفِعَالُ ... يَحْسَبُ إِنْ غَرَّنِي أَشْكُرُه ¬
ألَا بَلْ أُكَذِّبُهُ مَا حَيَيْتُ ... وَألْعَنُهُ كُلَّما أذْكُرُهُ ابن لَنْكَك: [من البسيط] 837 - إِذَا أَخُو الحُسْنِ أَضْحَى فِعْلُهُ سَمِجًا ... رَأَيْتَ صُوْرَتَهُ مِنْ أَقْبَحِ الصُّوَرِ بَعْدهُ: وَهَبْهُ كَالشَّمْسِ فِي حُسْنٍ أَلَمْ تَرَنَا ... نَفِرُّ مِنْهَا إِذَا مَالَتْ إِلَى الضَّرَرِ [من الطويل] 838 - إِذَا أَدْبَرَتْ كانَتْ عَلَى المَرْءِ حَسْرَةً ... وَإِنْ أَقْبَلَتْ كَانَتْ كَثِيْرًا هُمُوْمُهَا قَبْلهُ: لَقَدْ خَابَ إِنْسَانٌ تَوَلَّى وَغَيْرُهُ ... مِنَ اللَّهِ دُنْيَا غَيْرُ بَاقٍ نَعِيْمُهَا وَمَنْ يَحْمَدُ الدُّنْيَا لِعَيْشٍ يَسُرُّهُ ... فَسَوْفَ لعَمْرِي عَنْ قَلِيْلٍ يَلُوْمُهَا إِذَا أَدْبَرَتِ. البَيْتُ وَيُرْوَى أَنَّ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ وُجِدَا مَكْتُوْبَيْنِ عَلَى حَجَرٍ أَبْيَضٍ أَمْلَسَ. عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ: [من الوافر] 839 - إِذَا أَدَّاكَ مَالُكَ فَامْتَهِنْهُ ... لِجَادِيَهِ وَإِنْ قَرِعَ المَرَاحُ بَعْدهُ: وَإِنْ أَخْنَا عَلَيْكَ فَلَمْ تَجِدْهُ ... فَبَقْل الأَرْضِ وَالمَاءُ القَرَاحُ فَرَغْمَ العَيْشِ أَلْفٌ قبل قَوْمٍ ... وَإِنْ آسُوْكَ وَالمَوْتُ الرَّوَاحُ أَدَّاكَ بِالدَّالِ غير المُعجَمَةِ والمَدِّ أَعَانَكَ وَتُرْوَى أَدَّاكَ مِنَ الأَدَاءِ وَكِلَاهُمَا جَائِز. [من الوافر] ¬
840 - إِذَا أَدْمَتْ قَوَارِصُكُمْ فُؤَادِي ... صَبَرْتُ عَلَى أَذَاكُمْ وَانْطَوَيْتُ بَعْدهُ: وَرُحْتُ عَلَيْكُمُ طَلْقُ المُحَيَّا ... كَأَنِّي مَا سَمِعْتُ وَلَا رَأَيْتُ الصَّاحِبُ بنُ عَبَّادٍ: [من الوافر] 841 - إِذَا أَدْنَاكَ سُلْطَانٌ فَزِدْهُ ... مِنَ التَّعْظِيْمِ وَانْصَحْهُ وَرَاقِب بَعْدهُ: فَمَا السَّلْطَانُ إِلَّا البَحْر عُظْمًا ... وَقُرْبَ البَحْرِ مَحْذُوْرُ العَوَاقِب الفَقْعَسِيُّ: [من المتقارب] 842 - إِذَا أَذِنَ اللَّهُ فِي حَاجَةٍ ... أتَاكَ النَّجَاحُ بِغَيْرِ احْتِبَاسِ بَعْدهُ: فَيَأَتْيْكَ مِنْ حَيْثُ لَا يُرْتَجَى ... مُرَادَكَ بِالنُّجْحِ بَعْدَ الأَيَاسِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ سَلمٍ الخَاسِرِ (¬1): إِذَا أَذِنَ اللَّهُ فِي حَاجَةٍ ... أَتَاكَ النَّجَاحُ عَلَى رِسلِهِ يَفُوْزُ الجوَادُ بِحُسْنِ الثَّنَاءِ ... وِيَبْقَى البَخِيْلُ عَلَى بُخْلِهِ فَلَا تَسْأَلِ النَّاسَ مِنْ فَضْلِهِمْ ... وَلَكِنْ سَلِ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ وَقَدْ ضَمَّنَهُ بَعْضُ المُحَدِّثِيْنَ فَأَجَازَ البَيْتُ الأَوَّلُ فَقَالَ: إِذَا أَذِنَ اللَّهُ فِي حَاجَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَقَرَّبَ مَا كَانَ مُسْتَبْعَدًا ... وَرَدّ الغَرِيْبَ إِلَى أَهْلِه ¬
ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من المتقارب] 843 - إِذَا أَذِنَ اللَّهُ فِي حَاجَةٍ ... أتاكَ النَّجَاحُ بِهَا يَرْكُضُ بَعْدهُ: وَإِنْ هُوَ أَخَّرَ فِي إِذْنِهَا ... أَتَى دُوْنَهَا عَارِضٌ يَعْرِضُ وَمَا اليُمْنُ إِلَّا بِتَوْفِيْقِهِ وَإِنْ ... مَخَضَ الرَّأْيَ مَنْ يَخْمُضُ مُسْلِمُ بنِ الوَليْدِ: [من الطويل] 844 - إِذَا أَذْنَبَتْ أَعْدَدْتُ عُذْرًا لِذَنْبِهَا ... وَإِنْ سَخِطَتْ كَانَ اعْتِذَارِي مِنَ العُذْرِ خِيَارُ بنُ نَجَاحٍ: [من مخلع البسيط] 845 - إِذَا أَرَادَ الزَّمَانُ أَمْرًا ... فَلَا قِيَاسٌ وَلَا عِيَارُ الحُطَيْئَةُ: [من البسيط] 846 - إِذَا أَرَادَ امْرُؤٌ مَكْرًا جَنَى عِلَلًا ... وَظَلَّ يَضْرِبُ أَخْمَاسًا لأَسْدَاسِ يقال أَضْرِبُ أَخْمَاسِي فِي أَسْدَاسِي. هَذَا مَثَلٌ يُضْرَبُ فِيْمَا يُرَادُ التَّفْكِيْرُ فِيْهِ وَالتَّرَوِّي. أَضْرِبُ حَوَاسِي الخَمْسَ فِي جِهَاتِي السِّتِّ. [من البسيط] 847 - إِذَا أَرَادَ كَرِيْمٌ نَفْعَ صَاحِبِهِ ... فَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ كيْفَ يَنْفَعُهُ وَمِثْلهُ قَوْلُ الآخَر (¬1): وَالفَتَى إِنْ أَرَادَ نَفْعَ أَخِيْهِ ... فَهُوَ يَدْرِي فِي أَمْرِهِ كِيْفَ يَسْعَى ¬
البُسْتِيُّ: [من الطويل] 848 - إِذَا أُرْتِجَتْ أَبْوَابُ قَوْمٍ أَرَاذِلٍ ... فَبَابُكَ مَفْتُوْحٌ لنا غَيْرُ مُرْتَجِ بَعْدهُ: وَهَمُّكَ مَقْصوْرٌ عَلَى بَنْيَةِ العُلَى ... وَفَضْلَكَ مَمْدُوْدٌ عَلَى كُلِّ مُرْتَجٍ العَبَّاسُ بن الأَحْنَفِ: [من البسيط] 849 - إِذَا أَرَدْتُ انْتِصَارًا كَانَ نَاصِرُكُمْ ... قَلْبِي، وَمَا مِنْ قَلْبِي بِمُنْتَصرِ قَبْلهُ: وَضعْتُ خَدِّي لأَدنَى مَنْ يُطِيْفُ بِكُمْ ... حَتَّى احْتَقَرْتُ وَمَا مِثْلِي بِمُحْتَقَرِ إِذَا أَرَدْتُ انْتِصارًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَأَكْثِرُوا وَأَمِّلُوا مِنْ مَلَالِكُم ... فَكُلُّ ذَلِكَ مَحْموْلٌ عَلَى القَدْرِ أَبُو بَكْرِ الصِّدِّيْقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: [من البسيط] 850 - إِذَا أَرَدْتَ شَرِيْفَ القَوْمِ كُلِّهم ... فَانْظُر إِلَى مَلِكٍ فِي زِيِّ مِسْكِيْنِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ رَحَمَهُ اللَّهُ يَقُوْلُ: إِذَا أَرَدْتَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ ذَاكَ الَّذِي حَسُنَتْ فِي النَّاسِ رَأفتُهُ ... وَذَاكَ يَصْلحُ لِلدُّنْيَا وَلِلدِّيْنِ وَيُرْوَى قَبْلَهَا: يَا مَنْ تَسَرَّفَ بِالبُنْيَانِ يَرْفَعَهُ ... لَيْسَ التَّشَرُّفُ رَفْعَ الطِّيْنِ بِالطِّيْنِ ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ سَهْلِ بن هارُوْنَ (¬1): إِذَا أَرَدْتُ مسَامَاةً تَقَاعَدَ بي ... عما يَنَوّه بِاسْمِي رِقَّةُ الحَالِ وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ آخَر فِي الحَاجَةِ والاقْتِضَاءِ بِهَا (¬2): إِذَا أَرْضعْتهَا بِلِبَانِ أُخْرَى ... أَضرَّ بِهَا مشَارَكَةُ الرِّضاعِ [من الوافر] 851 - إِذَا أَرْسَلْتَ فِي أَمْرٍ رَسُوْلًا ... فَأَرْسِلْ عَاقِلًا شَهْمًا حَلِيْمَا بَعْدهُ: وَلَا تترُكْ وَصِيَّتهُ لِشَيْءٍ ... وَإِنْ أَرْسَلْتَ لُقْمَان الحَكِيْمَا أبُو عَطَاءٍ السِّنْدِيُّ: [من الوافر] 852 - إِذَا أَرْسَلْتَ فِي أَمْرٍ رَسُولًا ... فَأَفْهِمْهُ وَأَرْسِلْهُ أَدِيْبَا بَعْدهُ: فَإِن ضَيَّعْتَ ذَاكَ فَلَا تَلُمْهُ ... عَلَى أَنْ لَمْ يَكُنْ عِلْمَ الغُيُوبَا [من الوافر] 853 - إِذَا ازْدَحَمَتْ هُمُوْمٌ فِي فُؤَادِي ... طَلَبْتُ لَهَا المخَارِجَ بِالتَّمَنِّي قَبْلَهُ: إِذَا كَلَّمْتنِي وَكَحَلْتِ عَيْني ... بِعَيْنكِ فَاطْلُبِي مَا شِئْتِ مِنِّي إِذَا ازْدَحَمَتِ. البَيْتُ ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيّ (¬1): إِذَا ازْدَرَى سَاقِطٌ كَرِيْمًا ... فَلَا يَطوِ أَنَّ ضِيْقُ صَدْرِه فَأَكْثَرُ النَّاسِ مِنْذُ كَانُوا ... مَا قَدرُوا اللَّهَ حَقِّ قَدْرَه وَمِنْ البَابِ الَّذِي يَتْلُوْهُ قَوْلُ أَبِي بَكْر الخَبَّاز البَلَدِيّ (¬2): إِذَا اسْتَثْقَلْتَ أَوْ أَبْغَضْتَ خَلْقًا ... وَسَرَّكَ بُعْدهُ حَتَّى التَّنَادِ فَشَرَّدَهُ بِقَرْضِ دُرَيْهَمَاتٍ ... فَإنَّ القَرْضَ دَاعِيَةَ البِعَادِ وَيُرْوَى دَاعِيَةَ الفَسَادِ. وَمِنْ هَذَا البَابِ أَيْضًا قَوْلُ البُسْتِيّ: إِذَا اسْتَبْشَرْتَ أَمْرًا فَاسْبُر لَهُ أَبَدًا ... ثَلَاثَةً كملَتْ فِيْهِ مَعَانِيْهَا رَأْيٌ وَثِيْقٌ وَإِخْلَاصٌ وَمَعْرِفَةٌ ... بِجُلّ أَحْوَالِكِ اللَّاتِي تُقَاسِيْهَا [من السريع] 854 - إِذَا اسْتَبَانَ الفَقْرُ مِنْ صَاحِبٍ ... رَأَيْتَ مَنْ يَعرِفُهُ مُعْرِضَا بَعْدهُ: مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ كَانَ لَكِنَّهُ ... يَخَافُ أَنْ يَأَتِيْهِ مُسْتَقْرِضَا [من الوافر] 855 - إِذَا اسْتَبَقَ الكِرَامُ إِلَى المَعَالِي ... فَكُنْ مُتَقَدِّمًا يَوْمَ السِّبَاقِ بَعْدهُ: وَلَا تَبْخَل بِدُنْيَا لَيْسَ تَبْقَى ... وَإِنْ بَقِيَتْ فَلَسْتُ لَهَا بِبَاقِ خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ: [من الطويل] 856 - إِذَا اسْتُجْهِلُوا لَمْ يَعْزُبِ الحِلْمُ عَنْهُمُ ... وَإِنْ آثَرُوا أَنْ يَجْهَلُوا عَظُمَ الجَهْلُ ¬
المَعَرِّيُّ: [من البسيط] 857 - إِذَا اسْتَشَارُوْكَ فَانْصَحْهُمْ وَإِنْ غَضِبُوا ... وَإِنْ كُفِيْتَ وَلَمْ تُسْأَلْ فَلَا تُشِرِ المُتَنَبِّيّ: [من الوافر] 858 - إِذَا اسْتَشْفَيْتَ مِنْ دَاءٍ بِدَاءٍ ... فَأَقْتَلُ مَا أَعَلَّكَ مَا شَفَاكَا ابْنُ هِنْدُو: [من الطويل] 859 - إِذَا اسْتَصْعَبَ الإِنْسَانُ إمْسَاكَ نَفْسِهِ ... فَإِمْسَاكُهُ مَنْ قَدْ عَدَا النَّفْسَ أَصْعَبُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الوافر] 860 - إِذَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ جَدٍّ بِجَدٍّ ... فَكُلُّ يَدٍ تَصُوْلُ بِهَا يَمِيْنُ قَوْلُ الغزّي: فَكُلُّ يَدٍ تَصُوْلُ بِهَا يَمِيْنُ، بعدهُ: صوَابُ الحَالِ مَبْدَأ الأَمْرِ يَخْفِي ... وَلَكِنْ عِنْدَ مَقْطَعِهِ يَبيْنُ وَقَدْ تَدْنُو المَقَاطِعُ وَالمَبَاغِي ... فَتَعْرِضُ الحَوَادِثُ وَالمَنُوْنُ وَمَا اللَّجْبُ اللهامُ بِذِي امْتِنَاعٍ ... غَدَاةَ يَقُوْدهُ الضَّرْعُ المَهِيْنُ وَخَيْلُ البَغِيِ جَامِحُهَا عَثُوْرٌ ... مَصارِعُ رَاكِبِيْهِ كَذَى يَكُوْنُ وَمَا اجْتَمَعَ الغِنَى وَالبُخْلُ إِلَّا ... وَلِلآفَاتِ بَيْنَهُمَا كَمِيْنُ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الوافر] 861 - إِذَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ شَيْءٍ فَدَعْهُ ... وَخُذْ مَا أَنْتَ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ قَبْلهُ: دَعِ الدُّنْيَا لِمَنْ هِيَ فِي يَدَيْهِ ... وَبَالًا كُلَّمَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ ¬
تُهِيْنُ المُكْرَمِيْنَ لَهَا بِرُغْمٍ ... وَتُكْرِمُ كُلّ مَنْ هَانَتْ لَدَيْهِ إِذَا اسْتَغْنَيْتُ. البَيْتُ سَهْلُ بن بَدْرٍ الفَزَارِيُّ: [من الوافر] 862 - إِذَا اسْتَغْنَيْتَ كُنْتَ أَخًا بَعِيْدًا ... وَإِنْ تَحْتَجْ فَأَنْتَ أَخٌ قَرِيْبُ قَبْلَهُ: أَفَإِنْ أَعْتَبْ عَلَيْكَ أَبَا نِزَارٍ ... لِتَعْتِبَنِي فَكُلّكَ لِي مُرِيْبُ إِذَا اسْتَغْنَيْتَ. البَيْتُ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من الوافر] 863 - إِذَا اسْتَقْبَحْتَ أَمْرًا فَاجْتَنِبْهُ ... وَمَا اسْتَحْسَنْتَ مِنْهُ فَاجْتَلِبْهُ بَعْدهُ: وَمَنْ آخَيْتَهُ وَأَرَدْتَ أَنْ لَا ... يَحُوْلَ عَنِ الإِخَاءِ فَلَا تَعِبْهُ وَمَا تَبْغِيْهِ فَاطْلُبْهُ بِرِفْقٍ ... وَأَسْبَابٍ تيسّرهُ تُصبْهُ وَدَارِ النَّاسَ تَسْلَم مِنْ أَذَاهُمْ ... وَتَسْتَحْلِ المَعَاشَ وَتَسْتَطِبُّه فَلَيْسَ لِمَنْ يُدَارِي النَّاسَ أُنْسًا ... وَعَيْشًا رَافِهًا نِدٌّ وَشِبَّه مُحَمَّدُ بن حَازِم البَاهِلِيُّ: [من مخلّع البسيط] 864 - إِذَا اسْتَقَلَّتْ بِكَ الرِّكَابُ ... فَحَيْثُ لَا دَرَّتِ السَّحَابُ بَعْدهُ: وَحَيْثُ لَا يَرْتَجِي إِيَابُ ... وَحَيْت لَا يَبْلغُ الكِتَابُ فَقَبلَ مَعْرُوْفِكَ امْتِنَانٌ ... وَدُوْنَ مِيْعَادِكَ العَذَابُ وَخَيْرُ أَخْلَاقِكَ اللَّوَاتِي ... يَعَافُ أَمْثَالهَا الكِلَابُ ¬
وَهَذِهِ الأَبْيَاتُ يُخَاطِبُ بهَا مُحَمَّد بن حَمِيْدٍ، وَلمُحَمَّد بن حَازِمٍ أَيْضًا في المَعْنَى (¬1): وَدَاعٌ دُوْنَ أَوْبَتهِ النُّشُوْرُ ... وَنَأْيٌ لَا يُقَرِّبُهُ مَسِيْرُ وَفَالٌ غَيْرُ مَيْمُوْنٍ وَلَكِنْ ... بِأَنْكَدِ مَا يَدُوْرُ وَمَا يَطِيْرُ [من الطويل] 865 - إِذَا اسْتَلَّ مِنِّي طَارِقُ الخَطْبِ عَزْمَةً ... فَلَا بُدَّ مِنْ نَيْلِ المَعَالِي أَوْ الرَّدَى يَقُوْلُ مِنْهَا: عَلَيْهِ مِنَ النُّوْرِ الإِلَهِيّ مُسْحَةٌ ... إِذَا اكْتَحَلَ السَّارِي بِلألائِهَا اهْتَدَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضِنَّةَ: [من الطويل] 866 - إِذَا اسْتُمْطِرُوا كَانُوا مَغَازِيْرَ فِي النّدَى ... يَجُوْدُوْنَ بِالمَعْرُوْفِ عوْدًا عَلَى بَدْءِ وَدَّاكَ بنُ ثُميْلِ المَازِنِيُّ: [من الطويل] 867 - إِذَا اسْتُنْجِدُوا لَمْ يَسْأَلُوا مَنْ دَعَاهُمُ ... لأَيَّةِ حَالٍ أَمْ بِأَيِّ مَكَانِ قَبْلهُ: مَقَادِيْمُ وَصَّالُوْنَ فِي الرَّوْعِ خَطْوَهُمْ ... بِكُلِّ رَقِيْق الشَّفْرَتَيْنِ يَمَانِ إِذَا اسْتَنْجَدُوا. البَيْتُ مِهْيَارُ: [من الطويل] 868 - إِذَا اسْتَوْحَشَتْ عيْنِي أَنِسْتُ بِأَنْ أَرَى ... نَصَائِرَ تُصْبِيْنِي إلَيْهَا وَأَشْبَاهَا ¬
قَبْلهُ: وكَيْفَ بِوَصْلِ الحَبْل مِنْ أُمِّ مَالِكٍ ... وَبَيْنَ بلَا دينا زَرُوْدٌ وَحَبلَاهَا يَرَاهَا بِعَيْنِ الشَّوْقِ قَلبِي عَلَى النَّوَى ... فَيَحْظَى وَلَكِنْ مَنْ لِعَيْنِي برُؤيَاهَا إِذَا اسْتَوْحَشَتْ عَيْني. البَيْتُ أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيّ: [من البسيط] 869 - إِذَا اسْتَوَى الأَمْرُ فَانْظُرْ مَا يُعَوِّجُهُ ... فَإنَّ تَقْوِيْمُهُ رَهْنٌ بِتَعْوِيْجِ ابْنُ شِبْلٍ: [من البسيط] 870 - إِذَا اسْتَهَلَّتْ عَلَى أَبْطَالِكُمْ دِيَمِي ... هُنَاكَ يَعْرِفُنِي مَنْ كَانَ ينْكِرُنِي [من المتقارب] 871 - إِذَا أَسَدٌ جَاءَهُ حَيْنُهُ ... تَوَلَّى إبَادَتَهُ ثَعْلَبُ [من الوافر] 872 - إِذَا أَسْدَى الكَرِيْمُ إِلَيْكَ نَفْعًا ... فَأَوَّلُهُ بِآخِرِهِ رَهِيْنُ [من الهزج] 873 - إِذَا أَسْدَيْتَ مَعْرُوْفًا ... فَلَا تَعْنَ بِإِظْهَارِه بَعْدهُ: فَفِيْهِ مُخَبِّرٌ عَنْهُ ... لَدَى رقبةِ آثَارِهِ الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] 874 - إِذَا أَسَدِيٌ جَاعَ يَوْمًا بِبَلْدَةٍ ... وَكانَ سَمِيْنًا كَلْبُهُ فَهُوَ آكلُه قول الفرزدق هذا يهجو به بني أسد لأنهم كانوا يأكلون الكلاب. وهذا مثل قول أبي نؤاس: ¬
إذا ما تميمي أتاك مفاخرًا ... فقل عَدِّ عن ذا كيف أكلك للضبِّ (¬1) وذلك إن بني تميم يُعَيّرون بأكل الضب. وقيل لأعرابي: ما تأكلون؟ فقال: نأكل ما دبَّ ودرج إلّا أم حسين، فقال: لتهن أم حسين العافية. وكان رؤبة يأكل الفأر، فقيل له: ألا تستقذره؟ فقال: هو واللَّه لا يأكل إلّا فاخرات متاعنا. أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 875 - إِذَا أُسِرُوا لَمْ يَأسِرِ البَغْيُ عَفْوَهُمُ ... وَلَمْ يُمْسِ عَانٍ فِيْهمُ وَهُوَ كَانِعُ بَعْدهُ: إِذَا أَطْلَقُوا عَنْهُ جَوَامِعَ غُلِّهِ ... تَيَقَّنَ أَنَّ المَنَّ أَيْضًا جَوَامِعُ [من الطويل] 876 - إِذَا أَسْعَفَتْ أَيَّامُنَا بِلِقَائِكُمْ ... غَفَرْتُ لأَيَّامِ البِعَادِ ذنُوْبَهَا المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 877 - إِذَا اشْتَاقَتِ الخَيْلُ المَنَاهِلَ أَعْرَضَتْ ... عَنِ المَاءِ فَاشْتَاقَتْ إِلَيْهَا المَنَاهِلُ الجُنَيْدُ رَحَمَهُ اللَّهُ: [من الطويل] 878 - إِذَا اشْتَاقَتِ العَيْنَانِ نَحْوَكَ نَظْرَةً ... تَمَثَّلَت لِي فِي القَلْبِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ قَبْلهُ: لَئِنْ كُنْتَ عَنِّي فِي العِيَانِ مُغَيَّبًا ... فَمَا أَنْتَ عَنْ فِكْرِي وَقَلْبِي بِغَائِبِ ¬
أَبُو الطَّيِّبُ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 879 - إِذَا اشْتبهَتْ دُمُوْعٌ فِي خُدُوْدٍ ... تَبَيَّنَ مَنْ بَكَى مِمَّنْ تَبَاكَى هَذَا البَيْتُ مِنْ آخرِ قَصيْدَةٍ قَالَهَا المُتَنَبِّي وَهِيَ فِي عَضَدِ الدَّوْلَةِ. وَقَدْ نَفَى نَفْسَهُ فِيْهَا بِخَاتَمِهِ من آخي القَصِيْدَةِ بِقَوْلِهِ: وَأَيًّا شِئْتِ يَا طُرُقِي فَكُوْنِي ... أَذَاةً أو نَجَاةً أو هَلَاكَا فَجَعَلَ خَاتِمَةَ البَيْتِ الهلَاكَ فَهَلكَ. وَقَدْ أوردتُ الحِكَايَةَ وَالأَبْيَاتَ فِي المُقَدّمَةِ. [من المتقارب] 880 - إِذَا اشْتَدَّ شَوْقِي وَزَادَ الألمْ ... فَزِعْتُ إِلَى بَابِكُمْ فِي الظُّلَمْ ابْنُ الشَّاطِرِ: [من الطويل] 881 - إِذَا اشْتذَ عُسْرٌ فَارْجُ يُسْرًا فَإِنَّهُ ... قَضَى اللَّهُ أنَ العُسْرَ يَتْبَعُهُ اليُسْرُ [من الطويل] 882 - إِذَا اشْتدَّ مَا بِي أَسْتَعِيْنُ بِعَبْرَتِي سَقَامٌ أُدَاوِيْهِ بِغَيْرِ طِبِيْب [من الطويل] 883 - إِذَا اشْتَعَلَتْ فِي البَيْتِ نَارٌ وَلَمْ يَكُنْ ... لَهَا مُطْفِيءٌ لَمْ يَلْبَثِ البَيْتُ أَنْ يَقَعْ قَبْلَهُ: أَرَى النَّارَ قَدْ شَبَّتْ وَهَاجَ لَهَا الصَّبَا ... فَبَارِحُهَا من. . . البَيْتِ قَدْ سَطَعْ إِذَا اشْتَعَلَتْ فِي البَيْتِ نَارٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَرَى جَزَعًا أنْ يُثْنَ لَمْ يَقْوَ رَابِضٌ ... عَلَيْهِ فَبَادِرْ قَبْلَ أنْ يُثْنَى الجذَعْ تَدَارَك أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ وَوَلِّهَا سِوَاهُ ... فَمَا مَنْ قَالَ حَقٌّ كَمَنْ خَدَعْ ¬
كَانَ الرَّشِيْدُ قَدْ قَلَّدَ عَلِيّ بن عِيْسَى خُرَاسَانَ بَعْدَ قَتْلِهِ البَرَامِكَةَ فَعَسَفَ النَّاسَ وَاحْتَجَزَ الأَمْوَالَ حَتَّى التَجَأَ رَافِع بن لَيْثٍ إِلَى شَقِّ العَصا وَمُخَالَفَةَ السُّلْطَانِ وَهَتْكِ حِجَابِ الطَّاعَةِ لما كَثُرَتْ كَسْبُهُ عَلَى الرِّشِيْدِ يُنَبّههُ عَلَى سُوْءِ سِيَاسَةِ عَلِيّ بن عَيْسَى وَقُبْحِ سِيْرَتهِ فِي رَعِيَّتِهِ فَلَمَّا أَعْيَاهُ خَرَجَ فَكَتَبَ إِلَى الرَّشِيْدِ بهذه الأَبْيَاتِ. ثُمَّ غَلَبَ عَلَى خُرَاسَانَ وَطَرَدَ عَلِيّ بن عِيْسَى عَنْهَا وَكَانَ ذَلِكَ نَتِيْجَةُ تَهَاوُنِ الرَّشِيْدِ فَارْتَحَلَ إِلَيْهِ وَكَانَ سَبَبُ مَوْتهِ بِطُوْسَ. إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الوافر] 884 - إِذَا اشْتَعَلَتْ قُرُوْنُ الرَّأْسِ شَيْبًا ... خَبَتْ نَارُ الخَوَاطِرِ وَالطِّبَاعِ بَعْدهُ: فَلَا تَقُلِ البَيَاضُ لَهُ شُعَاعٌ ... بَيَاضُ العَيْنِ يَذْهَبُ بِالشُّعَاعِ أَظنُّ الدَّهْرَ يَغْضَبُ مِنْ وُقُوْفِي ... عَلَى سِرِّ النَّوَائِبِ وَاطِّلَاعِي فَيَشْغِلنِي بِخطْبٍ عَنْ بَعْدَ خَطْبٍ ... لِيَقْصُرَ عَنْ مَنَالِ الحَزْمِ بَاغِي لَحَا اللَّهُ المَنَائِحَ يَوْمَ تَأَتِي ... عَوَابِسَ بَعْدَ ذُلِّ انْتِجَاعِ وَبَحْرُ الجوْدِ مَا لَمْ يَحْوِ دُرًّا ... مِنَ الرَّأْي السَّدِيْدِ سَرَابُ قَاعِ وَخَيْرُ الشِّعْرِ مَا يُبْنَى ارْتجَالًا ... عَلَى أُسِّ البَوَاعِثِ وَالدَّوَاعِي رُوَيْدكَ مَا وَرَاءَ المُلْكِ حَدٌّ ... وَمَا كُلُّ المرَادِ بِمُسْتَطَاعِ جَوَادُكَ لَا يُحلُّ لَهُ حِزَامٌ ... وَسَيْفُكَ لَا يَمَلُّ مِنَ القِرَاعِ مَلأْتَ الأَرْضَ مِنْ أَمْنٍ وَعَدْلٍ ... وَمَا عُرِفَ التَّحَاسُدُ فِي البقَاعِ كَيُوْسُفَ مَا أَرَادَ سِوَى أَخِيْهِ ... وَإِنْ وَرَّى بِفِقْدَانِ الصَّوَاعِ وَنَكتبُ فِي التَّرَائِبِ وَالعَوَالِي ... حُرُوْفًا دُوْنَهَا خَطّ اليَرَاعِ وَمَا القَلَمُ القَصِيْرُ القَدّ إِلَّا ... أَخُو الرِّمْحِ الطَّوِيْلِ مِنَ الرِّضاعِ [من الطويل] ¬
885 - إِذَا اشْتَغَلَ الَّلَاهُوْنَ عَنْكَ بشُغْلِهِمْ ... جَعَلْتُ اشْتِغَالِي فِيْكَ يَا مُنْيَتِي شُغْلِي السَّرِىُّ الرَّفَاء: [من الطويل] 886 - إِذَا اشْتَهَرَتْ بِالحُسنِ أَخْلَاقُ صَاحِبٍ ... فَلَيْسَ لِمَخْلُوْقٍ جَفَاهُ خَلَاقُ وَقَدْ كَرَّرَ السَرِيُّ هَذَا المَعْنَى فَقَالَ: وَكُلُّ أَخْلَاقِكَ مَرْضِيَّةٌ ... فَمَا لِخُلْقٍ ذَمَّهَا مِنْ خلَاقِ أي مَا لَهُ مِنْ نَصِيْبٍ [من الطويل] 887 - إِذَا اصْطُنِعَتْ عِنْدَ الكَرِيْمِ صَنِيْعَةٌ ... رَعَاهَا وَلَم تَهْلِكْ لَدَيْهِ الصَّنَائِعُ بَعْدهُ: وَمَنْ يَصْنَعِ المَعْرُوْفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ... مِنَ النَّاسِ فَالمَعْرُوْفُ لَا شَكَّ ضَائِعُ الشَّافِعِيُّ رَحَمَهُ اللَّهُ: [من الطويل] 888 - إِذَا اصْفَرَّ لَوْنُ المَرْءِ وَابْيَضَّ شَعْرُهُ ... تَنَغَّصَ مِنْ أَيَّامِهِ مُسْتَطَابُهَا [من الطويل] 889 - إِذَا اضْطَرَمَتْ نَارُ الهَوَى فِي فُؤَادِهِ ... طَفَاهَا تُقَاهُ وَالدُّمُوْعُ الهَوَامِعُ أَحْمَد بن خَيْزَرَان الكَاتِبُ: [من البسيط] 890 - إِذَا اطَّرَحْتَ أَخًا مِثْلِي وَحُرْمَتَهُ ... بِحَبْلِ مَنْ يَا قَلِيْلَ الرُّشْدِ تَعْتَلِقُ أَبُو الحَسَنِ النُّعَيْمِيّ: [من المتقارب] 891 - إِذَا أَظْمَأتْكَ أَكَفُّ اللِّئَامِ ... كفَتْكَ القَنَاعَةُ شِبْعًا وَرِيَّا ¬
بَعْدهُ: فَكُنْ رَجُلًا رِجْلُه فِي الثَّرَى ... وَهَامَتُ هِمَّتِهِ فِي الثُّرَيَّا أَبِيّا بِنَفْسِكَ عَنْ بِاخِلٍ ... تَرضاهُ بِمَا فِي يَدَيْهِ أبِيَّا فَإِنَّ إِرَاقَةَ مَاءِ الحَيَاةِ ... دُوْنَ إِرَاقَةِ مَاءِ المُحَيَّا وَتُرْوَى هَذِهِ الأَبْيَاتُ لابنِ المَغْرِبِيِّ الوَزِيْرِ. قَالَ صَاحِبُ كِتابِ (يَتِيْمَةِ الدَهْرِ): أَنْشَدَنِي أبو القَاسَم عَبْدُ الصَّمَد بن عَلِيّ الطَبَرِيّ قَالَ أَنْشَدَنِي مَكِيّ بن مُحَمَّد البَغْدَادِيّ قَالَ أَنْشَدَنِي النُّعَيْمِيّ: إِذَا أَظْمَأَتْكَ. الأَبْيَاتَ قَالَ وَكَانَ شَيْخًا قَدْ نَالَتِ الأيَّامُ مِنْ جِسْمِهِ وَحَالِهِ قَالَ وَكَانَ يَجْلِسُ فِي أَيَّامِ الشِّتَاءِ فِي الجامِعِ الشَّرْقِيِّ بِبَغْدَادَ فَسَمِعْتهُ يَوْمًا وَقَدْ تَغَيَّمَتِ السَّمَاءُ يَقُوْلُ: قَدْ سُرِقَتْ إِحْدَى الجبتين يعني بِذَلِكَ احْتِجَابُ الشَّمْسِ. قَالَ وَسَمِعْتهُ يَقُوْلُ فِي اجْتِمَاعِ قَوْمٍ لَا خَيْرَ فِيْهِمْ كُسَيرٌ وَعُوَيرٌ وَمِفْتَاحُ الدَّيْرِ وَآخَرُ لَيْسَ فِيْهِ خَيْر. قَالَ وَسِمَعْتهُ يَقُوْلُ فِي قَوْمٍ شرَارٍ وَيَجْعَلهُ مَثَلًا ركب زنبور عَقْرَبًا عَلَى حجرِ حَيَّة فَقِيْلَ أَبصرْ وَالحَامِلُ وَالمَحْمُوْلُ فِي أَيِّ خَانِ نَزلُوا. المُتَنَبِّيّ: [من الوافر] 892 - إِذَا اعْتَادَ الفَتَى خَوْضَ المَنَايَا ... فَأَهْوَنُ مَا تَمُرُّ بِهِ الوُحُوْلُ مُحَمَّد بنُ كُنَاسَةَ: [من الطويل] 893 - إِذَا اعْتَادَتِ النَّفْسُ الرَّضاعَ مِنَ الهَوَى ... فَإنَّ فِطَامَ النَّفْسِ عَنْهُ شَدِيْدُ قَبْلَهُ: وَمِنْ عَجَبِ الدُّنْيَا تُبْقِيْكَ لِلْبكَى ... وَأَنَّكَ فِيْهَا لِلْبَقَاءِ مُريْدُ ¬
وَأيّ بَنِي الأَيَّامِ إِلَّا وَعِنْدَهُ ... مِنَ الدَّهْرِ ذَنْبٌ طَارِفٌ وَتَلِيْدُ وَمَنْ يَأْمَنِ الأيَّامَ أَمَّا اتِّسَاعهَا ... فَخَطرٌ وَأَمَّا فَجْعُهَا فَعَتِيْدُ إِذَا اعْتَادَتِ النَّفْسُ. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (إِذَا اعْتَذَرَ) قَوْلُ آخَر: إِذَا اعْتَذَرَ المَرْءُ المُقِرُّ بِذَنْبِهِ ... فَكُنْ لاعْتِذَارِ التَائِبِيْنَ قَبُوْلَا [من الطويل] 894 - إِذَا اعْتَذَرَ الجانِي مَحَا العُذْرُ ذثْبَهُ ... وَكُلّ امْرِيءٍ لَا يَقْبَلُ العُذْرَ مُذْنِبُ بَعْدهُ: وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَرَى لِي زَلَّةٌ ... وَلَكِنْ قَضاءُ اللَّهُ مَا مِنْهُ مَهرَبُ وَمِثْلهُ قَوْلُ أَبِي مُحَمَّد أَحْمَد بن أعْثَم الكُوْفِيّ المُؤَرِّخِ (¬1): إِذَا اعْتَذَرَ الصَّدِيْقُ إِلَيْكَ يَوْمًا ... مِنَ التَّقْصِيْرِ عُذْرَ أَخِ مُقِرِّ فَصُنْهُ عَنْ عِتَابِكَ وَاعْفُ عَنْهُ ... فَإِنَّ الصِّفْحَ شِيمَةَ كُلِّ حُرِّ [من الرجز] 895 - إِذَا اعْتَرَضْتَ كَاعْتِرَاضِ الهِرَّه ... أَوْشَكْتَ أَنْ تَسْقُطَ فِي أُفُرَّه هَذَا مَثَلٌ سَائِرٌ عَرَبِيٌّ يُضرَبُ للنَّشِيْطِ يَغْفَلُ عَنِ العَاقِبَةِ اعْتَرَضَ افتعَلَ مِنَ العَرَضِ وَهُوَ النَّشَاطُ وَالمَرَحُ وَالأُفرَّةُ الشدَّة. فِي المَثَلِ تَوْبَةُ الجانِي اعْتِذَارهُ. البُسْتِيُّ: [من الطويل] 896 - إِذَا اعْتَزَّ بِالمَالِ الرِّجَالُ فَإِنّنا ... نَرَى عِزَّنَا فِي أَنْ نَجُوْدَ وَأَنْ نَسْخُو ¬
بَعْدهُ: وَعِزُّ الفَتَى بِالمَالِ يُنسَخُ دَائِمًا ... وَعِزُّ الفَتَى بِالجُّوْدِ لَيْسَ لَهُ نَسْخُ [من الطويل] 897 - إِذَا اعْتَصَمَ الإِنْسَانُ بِالصَّبْرِ وَالتُّقَى ... فَلَيْسَ لِمَكْرُوهٍ عَلَيْهِ طَرِيْقُ [من الطويل] 898 - إِذَا اعْتَصَمَ الإِنْسَانُ مِنْكَ بِذِمِّةٍ ... فَقَدْ عَلِقَتْ كَفَّاهُ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى قَبْلهُ: سَأَلْتُ عَلَى رَغْمِ اللَّيَالِي بِأَنْ تَبْقَى ... فَعَيْنٌ تَرَى فِي الدَّهْرِ وَجْهَكَ لَا تَشْقَى فَأَنْتَ الَّذِي لَو قَابَلَ الشَّمْسَ وَجْهَهُ ... لَهمَتْ بِهِ وَجْدًا وَهَامَتْ بِهِ عِشْقَا سَلَبْتَ الحِسَانَ الفَاتِنَاتِ جَمَالَهَا ... وَأَخْجَلْتَ بَدْرَ التَّمِّ إِذْ سَكَنَ الأُفْقَا إِذَا مَا بَدَا إشْرَاقُ نُوْرِكَ لِلْوَرَى ... أَلَاحَ إِلَى الأَبْصارِ مِنْ ضَوْءِهِ بَرْقَا إِذَا اعْتَصَمَ الإِنْسَانُ مِنْكَ بِذِمَّةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَعَزَّهُمُ جَارًا وَأَمْنَعُهُمْ حِمًى ... وَأَشْجَعُهُمْ قَلْبًا وَأَحْسَنُهُمْ مَلْقَى القُمْيُّ الزُّبَيْدِيُّ: [من الطويل] 899 - إِذَا اعْتَلَقَتْ نَفْسِي حَبِيْبًا تَعَلَّقَتْ ... بِهِ غِيَرُ الأَيَّامِ تَسْلِبْنِيْهِ أَبُو مَنْصُوْرِ مُحَمَّد بن عَلِيّ المُهَلَّبِيّ العُمَانِيّ: [من الطويل] 900 - إِذَا اعْتَلَّ بِرْذَوْنُ الفَتَى وَهُوَ وَاحِدٌ ... فَصَاحِبُهُ حَتَّى يَصِحَّ عَلِيْلُ المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 901 - إِذَا اعْتَلَّتِ الأفعَالُ جَاءَتْ عَلِيْلَةً ... كحَالَاتِهَا أَسْمَاؤُهَا وَالمَصَادِرُ ¬
بَعْدهُ: وَمَا فَسَدَتْ أَخْلَاقنَا بِاخْتِيَارِنَا ... وَلَكِنْ بِأَمْرٍ سَبَّبَتْهُ المَقَادِرُ وَمِنْ هَذَا بابُ اعْتَلَلْتَ قَوْلُ البُحْتُرِيّ (¬1): إِذَا اعْتَلَلْتَ ذَمَمْنَا العَيْشَ وَهُوَ نَدٍ ... طَلْق الجوَانِبِ صَلفٍ ظِلّه رَغَدُ لَوْ أَنَّ نَفْسًا اسْطَاعَتْ وَفَيْتَ بِهَا ... حَتَّى تكون بنا الشَّكْوَى الَّتِي تَجْدُ [من الطويل] 902 - إِذَا اعْتَنَقَ الأَبْطَالُ خِلْتَ عُيُوْنَهُم ... تَبُثُّ شرَارَ النَّارِ تَحْتَ المَغَافِرِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدُ اللَّهِ: [من المتقارب] 903 - إِذَا أَعْجَبَتْكَ خِصَالُ امْرِيءٍ ... فَكُنْهُ يَكُنْ فِيْكَ مَا يُعْجِبُكَ أنْشَدَ أبو العَيْنَاء لِعُبَيْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُوْدٍ: إِذَا أَعْجَبَتْكَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَلَيْسَ عَلَى المَجْدِ وَالمَكْرُمَاتِ ... حِجَابٌ إِذَا جِئْتَهُ يَحجُبَك رَأَى الحَسَنُ البَصْرِيّ قَوْمًا يَتَهَافتوْنَ عَلَى جَنَازَةِ بَعْضِ الصالِحِيْنَ فَقَالَ مَا لَكمْ تَتَهَافتوْنَ عَلَى مَا لَا يُجْدِي هَا هِيَ الأُسْطُوَانَةِ الَّتِي كَانَ يَلزِمُهَا ألزَمُوْهَا فَكُوْنُوا مِثْلَهُ. الطَّبَرِيُّ: [من الوافر] 904 - إِذَا أَعْسَرْتُ لَمْ يَعْلَمْ رَفِيْقِي ... وَأَسْتَغْنِي فَيَسْتَغْنِي صَدِيْقِي هُوَ أَبُو جَعْفَرَ بن جَرِيْرٌ بن يَزِيْد بن كَسِيْر بن غَالِبٍ. وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الأَعْرَابِيّ يَصِفُ نَاقَتَهُ بِالفَرَاهَةِ وَأَنَّهَا لِخِيْفَتِهَا مِنَ الضَّرْبِ ¬
يَقُوْمُ زَجْرُ غَيْرِهَا مَقَامَ ضَرْبِهَا وَهُوَ (¬1): إِذَا اعْصَوْصَبَتْ فِي أَيْنَقٍ فَكَأَنَّمَا ... بِزَجْرَةِ أَخْرَسٍ مِنْ سِوَاهنَّ تُضْرَبُ قِيْلَ: أُهْدِيَ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ ثَلَاث جَوَارٍ شَاعِرَاتٌ فَأَمَر أنْ تُعْرَضَ كلُّ جَارِيَةٍ وَحْدَهَا فَأُعْرِضتْ إِحْدَاهُنَّ فَقَالَ لَهَا: إِنْ كُنْتِ شَاعِرَةً فَصفِي نَفْسِكِ بشعْرٍ لَكِ بَدِيْهًا فَقَالَتْ: مَهْضُوْمَةُ الخَصْرِ غَلَامِيَّةٌ ... تَصْلُح لِلْوَطْى وَالزَّانِي مَخْروطَةُ السَّاقَيْنِ حُوْرِيَّةٌ ... قَدْ رُكِّبَتْ فِي خَلْقِ إِنْسَانِ فَقَالَ عَبْدَ المَلِكِ: لَا حَاجَةَ لنَا فِي غَيْرِكِ ثُمَّ قَالَ: هَاتُوا الثَّانِيَةَ، فَلَمَّا أُعْرِضت قَالَتْ (¬2): أُزَيَّنُ بِالعُقُوْدِ وَإنَّ جِيْدِي ... لأَزْيَنُ لِلعُقُوْدِ مِنَ العُقُوْدِ قَتِيْلِي حِيْنَ أَقتلُهُ شَهِيْدٌ ... وَلَكِنْ لَا أُعَذَّبُ بِالشَّهِيْدِ وَلَوْ جَاوَرْتُ فِي بَلَدٍ ثَمُوْدًا ... لَمَّا نَزَلَ العَذَابُ عَلَى ثَمُوْدِ قَالَ: فَضَحِكَ عَبْدَ المَلِكِ وَقَالَ لَهَا: أَنْتِ إِذًا رَحْمَةٌ بَعْدَ عَذَابٍ. ثُمَّ أُحْضرَتِ الثَّالِثَةُ فَقَالَ لَهَا: صِفِي نَفْسَكِ فَقَالَتْ (¬3): يُكَلِّفُنِي الخَلِيْفَةُ نَعْتَ نَفْسِي ... وَحُسْنِي لَا تُحِيْطُ بِهِ النُّعُوْتُ وَقَدِّي كَالقَضِيْبِ إِذَا تَثَنَّى ... يَقُوْلُ الشَكْلُ لِلعُشَّاقِ مُوْتُوا خَلَاخِيْلُ النِّسَاءِ لَهَا ضَجِيْجٌ ... وَقَعْقَعَةٌ وَخِلْخَالِي صَمُوْتُ إِذَا افْتَخَرَ النِّسَاءُ بِطِيْبِ عَرْفٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ اتْرُكْ خَوَاتِي ... وَخُذْنِي مَا بَقِيْتَ وَمَا بَقِيْتُ ¬
قَالَ: وَكَانَتْ أَظْرَفَهُنَّ فَشَغِفَ بِهَا وَوَهَبَ البَاقِيَاتِ لأَصْحَابِهِ. أنْشَدَ الرَّاغِبُ: [من الوافر] 905 - إِذَا أَعْطَاكَ قَتَّر حِيْنَ يُعْطِي ... وَإِنْ لَمْ يُعْطِ قَالَ أَبَى القَضَاءُ بَعْدهُ: يُبَجِّلُ رَبّهُ سِفْهًا وَجَهْلًا ... وَيَعْذِرُ نَفْسَهُ فِيْمَا تَشَاءُ [من الوافر] 906 - إِذَا أَعْطَاكَ مُمْتَنِعٌ نَوَالًا ... بِغَيْرِ بَشَاشَةٍ كَشَفَ الضَمِيْرَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُوْدٍ: [من الوافر] 907 - إِذَا أَعْطَاكَ نِصْفًا ذُو وِدَادٍ ... وَبَعْضَ النِّصْفِ فَاغْتَنِمِ السَّلَامَة وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن مَسْعُوْدٍ: المَلَامَاتُ كُلّهَا قَبِيْحَةٌ وَأَقْبَحُ المَلَامَةِ الذُّنُوْب وَأَنْشَأَ يَقُولُ (¬1): مُنَافَسَةُ العَدُوِّ أو الصَّدِيْقِ ... تَجرُّ إِلَى المَذَمَّةِ وَالمَلَامَه إِذَا أَعْطَاكَ نِصفًا. البَيْتُ أَبُو المَاجِدِ يَرْثِي: [من الوافر] 908 - إِذَا أَعْطَتْكَ دُنْيَاكَ الأَمَانِي ... فَقَدْ أَعْطَتْكَ هَمًّا لَا يَزُوْلُ قَبْلهُ: حَلِيْلٌ رُزْءُنَا فِيْهِ جَلِيْلٌ ... عَلَيْهِ لِكُلِّ عَائِلَةٍ عَوِيْلُ فَأَكْثَرُ مَا اسْتَطَعْتَ الرِّزْءَ فِيْهِ ... وَلَا تُقْلِلْ فَمُشْبِهُهُ قَلِيْلُ ¬
أَضِيْقُ بِحَمْلِ هَذَا الخَطْبِ ذَرْعًا ... عَلَى أَنِّي لِكُلِّ أَسَى حَمُوْلُ إِذَا أَعْطَتْكَ دُنْيَاكَ الأَمَانِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ تَقَضَّى العُمْرُ فِيْهِ وَمَا تَقَضَّى ... عَلَيْهِ الوَجْدُ وَالحزْنُ الطَّوِيْلُ وَمِنْ بَابِ (افْتَخَرَ) قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيّ (¬1): إِذَا افْتَخَرَ الأَبْطَالُ يَوْمًا بِسَيْفِهِمْ ... وَعَدُّوْهُ فِيْمَا يُكْسِبُ المَجْدِ وَالكَرَمِ فَفِي قَلَمِ الكُتَّابِ فَخْرٌ وَرِفْعَةٌ ... مَدَى الدَّهْرِ إِنَّ اللَّهَ أَقْسَمَ بِالقَلَمِ وَقَالَ آخَرُ فِي نَعْتِ كِتَابِ كَلِيْلَةَ وَدُمْنَةَ (¬2): إِذَا افْتَخَرَ الرِّجَالُ بِفَضْلِ عِلْمٍ ... وَمُدَّتْ فِيْهِ أَلْسِنَةٌ طَوِيْلَة فافْخَرْ مَا اسْتَطَعْتَ بِمَا حَوَتْهُ ... بُطُوْنُ كِتَابِ دُمْنَةَ أَوْ كَلِيْلَة كِتَابٌ يَغْرَقُ البُلَغَاءُ فِيْهِ ... وَأَلْبَابُ الوَرَى عَنْهُ كَلِيْلَة وَكَمْ فِيْهِ عَجَائِبُ كَامِنَاتُ ... عَلَى دُنْيَا وَآخِرَةٍ دَلِيْلَة وَكَمْ حِكمٍ عَلَى أَفْوَاهِ طَيْرٍ ... وَآدَابٍ وَأَمْثَالٍ مَقُوْلَة يَرَاهَا الجاهِلُ المَأْفُوْنُ هَزْلًا ... وَحَسْبُكَهَا لِعَالِمَهَا فَضيْلَة وَفِي وَصفِ هَذَا كِتَابُ كَلِيْلَةَ وَدُمْنَةَ أَيْضًا لآخَرَ: وَمَا أَكْثَرُ الآدَابِ عِنْدَ كَلِيْلَةٍ ... وَدُمْنَةَ إِلَّا تُرَّهَاتِ البَسَابِسِ فَبَاطِنُهُ كَنْزٌ عَمِيْقٌ لأهْلِهِ ... وَظَاهِرُهُ يُزْهَى بِهِ فِي المَجَالِسِ [من الوافر] 909 - إِذَا افْتَخَرَ النِّسَاءُ بِطِيْبِ عَرْفٍ ... فَبِي يَتَطَيَّبُ المِسْكُ الفَتِيْتُ مُحَمَّد بن بَشِيْرٍ: [من الطويل] ¬
910 - إِذَا افْتَقَرَ المَوْلَى سَعَى لَكَ جَاهِدًا ... لِتَرْضَى وَإِنْ نَالَ الغِنَى عَنْكَ أَدْبَرَا [من الطويل] 911 - إِذَا افْتَقَرَ الإِنْسَانُ قَلَّ صَدِيْقُهُ ... وَأَعْرَضَ عَنْهُ خِلُّهُ وَرَفِيْقُهُ بَعْدهُ: ولَمْ يَسْتَمِعْ مِنْهُ الحَدِيْثُ جَلِيْسُهُ ... وَهَانَتْ عَلَى كُلِّ الرِّجَالِ حُقُوْقُهُ وَأصْبَحَ مَمْقُوْتًا لِقِلَّةِ مَالِهِ ... وَإِنْ كَرمَتْ أَخْلَاقهُ وَعُرُوْقهُ [من البسيط] 912 - إِذَا افْتَقَرْتَ نَأَى وَاشْتَدَّ جَانِبُهُ ... وَإِنْ رَآكَ غَنِيًّا لَانَ وَاقْتَرَبَا بَعْدهُ: وَإِنْ أَتَاكَ لِمَالٍ أو لِتَنْصُرَهُ ... أَثنى عَلَيْكَ الَّذِي تَهْوَى وَإِنْ كَذِبَا مُدْلِي القَرَابَة عِنْدَ النيلِ يَطْلُبُهُ ... وَهُوَ البَعِيْدُ إِذَا نَالَ الَّذِي طَلَبَا حُلْوُ اللِّسَانِ بَعِيْدُ القْلبِ مُشْتَمِلٌ ... عَلَى العَدَاوَةِ لابْنِ العَمِّ مَا اصطَحَبَا [من الطويل] 913 - إِذَا افْتَقَرُوا عَضُّوا عَلَى الصَّبْرِ حِسْبَةً ... وَإِنْ أَيْسَرُوا عَادُوا سِرَاعًا إِلَى الفَقْرِ المَعَرِّيُّ: [من الوافر] 914 - إِذَا افْتكرَ الَّذِينَ لَهُمْ عُقُوْلٌ ... رَأُوا نَبَأً يُحقُّ لَهُ السُّهُوْدُ بَعْضُ الظُّرَفَاءِ: [من السريع] 915 - إِذَا أَقَامَ الضَّيْفُ فِي مَنْزِلٍ ... فَوْقَ ثَلَاثٍ صَارَ مِنْ أَهْلِهِ بَعْدهُ: ¬
فَالحَقُّ أَنْ يَرْحَلَ مِنْ قَبْلُ ... أَنْ يَرْحَلَ رَب البَيْتِ مِنْ أَجْلِهِ [من الطويل] 916 - إِذَا أَقْبَلَتْ جَاءَتْ تُقَادُ بِشَعْرَةٍ ... وَإِنْ أَدْبَرَتْ وَلَّتُ تَقُدُّ السَّلَاسِلَا هَذَا البَيْتُ يُتَمَثَّلُ بِهِ فِي أَمْرِ السَّعَادَةِ وَإِقْبَالِ الدُّنْيَا وَإِدْبَارِهَا. قَالَ بَعْضَهُمْ: الدُّنْيَا كَإِلْمَامَةِ ضيْفٍ، أو سَحَابَةِ صَيْفٍ، أو زيارة طَيْفٍ، أو لَمَعانِ بَرْقٍ أو سَيْفٍ. كَعْبُ مَعْدَانَ: [من الطويل] 917 - إِذَا أَقْبَلُوا فِي السَّابِغَاتِ حَسِبْتَهُمْ ... سُيُوْلًا إِذَا جَاشَتْ بِهنَّ الأَبَاطِحُ يَقُوْلُ مِنْهَا: ولَمْ أَرَ حَيًّا صابِرًا مِثْلَ صبْرِنَا ... وَلَا كَافَحُوا مِثْلَ الَّذِيْنَ نُكَافِحُ إِذَا شِئْتُ لَاقَانِي كَمِيٌّ مُدَجَّج ... عَلَى أَعْوَجِيٍّ بِالطِّعَانِ مُسَامِحُ فَلَمَّا دَنَا الزَّحْفَانِ لَمْ تَكُ نُهْبَةٌ ... وَمُدَّتْ عَلَى أَعْقَابِهِنَّ المَسَالِحُ وَأَقْبَلَ صفَّانَا وَفِي عَارِضَيْهمَا ... حَيٌّ تُرَى فِيْهِ البُرُوْقُ اللَّوَامِحُ وَدَبَّتْ رِجَالٌ نَحْوَ أُخْرَى عَلَيْهِمُ ... الحَدِيْدُ كَمَا تَمْشِي الجمَالُ الدَّوَالِحُ إِذَا أَقْبَلُوا فِي السَّابِغَاتِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ كَأَنَّ القَنَا الخَطّي فِيْنَا وَفِيْهِمُ ... نَوَاشِطُ بِئْرٍ هَيَّجَتْهَا المَوَاتِحُ تَرَى عَلَقًا يَغْشَى الجلُوْدَ رَشَاشُهُ ... إِذَا انْفَرَجَتْ عَنْ نَفْثِهِنَّ الجوَانِحُ وَثُمَّ قَذَفْنَا بِالرِّمَاحِ فَمَا يُرَى ... هُنَالِكَ فِي جَمْعِ الفَرِيْقَيْنِ رَامِحُ وَدُرْنَا كَمَا دَارَتْ عَلَى قطْبِهَا الرَّحَا ... وَدَارَتْ عَلَى هَامِ الرِّجَالِ الصوالح البَبَّغَاءِ: [من المنسرح] ¬
918 - إِذَا اقْتَصَرْنَا عَلَى اليَسِيْرِ فَمَا الـ ... ـعِلَّةُ فِي عَتْبِنَا عَلَى الزَّمَنِ؟ [من البسيط] 919 - إِذَا اقْتَضَتْ أَخَذْتْ نَقْدًا وَإِنْ سُئِلَتْ ... فَبَذْلُهَا بِالأَمَانِي وَالمَوَاعِيْدِ السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من البسيط] 920 - إِذَا اقْتَضَتْهُ الأَمَانِي بَعْضَ مَوْعِدِهِ ... غَطَّى بِسِتْرِ العَطَايَا عَوْرَة العَدَمِ أنْشَدَ عَلِيّ الأسْوَارِيّ: [من البسيط] 921 - إِذَا اقْتَضَّهَا طَرْفُ البَصيْرِ بِلَحْظَهِ ... تَوَهَّمَهَا مَفْرُوْشَةً بِرُقُوْمِ أَنْشَدَ عَلِيّ الأُسْوَارِيُّ وَهُوَ أَحِسَنُ مَا قِيْلَ فِي الرَّبِيْعِ (¬1): أَوَائِلُ رُسْلٍ للرَّبِيْعِ تَقَدَّمَتْ ... عَلَى حُسْنِ وَجْهِ الأَرْضِ خَيْرَ قُدُوْمِ فَرَاقَتْ لَهَا بَعْدَ المَمَاتِ حَدَائِقٌ ... كَوَاسِ وَكَانَتْ مِثْلَ ظَهْرٍ أَطْوَمِ كَأَنَّ اخْضِرَارَ الرَّوْضِ وَالنُّوْرُ ... طَالِعٌ عَلَيْهِ سَمَاءٌ زُيِّنَتْ بِنُجُوْمِ إِذَا امْتَضَّهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ تَرَدَّتْ بِطَلٍّ دَائِمٍ وَتَضَاحَكَتْ ... لِضِحْكِ بُرُوْقٍ فِي بُكَاءِ غُيُوْمِ فَأَوْرَدَها مَحْلُ السَّحَابِ عَرَائِسًا ... ضِعَافَ القُوَى مِنْ مُرْضِعٍ وَفَطِيْمِ كَمَثْلِ نَشَاوى الرَّاحِ يَلْثَمُ ذَاكَ ذَا ... إِذَا الرِّيْحُ جَالَتْ بَيْنَهَا بِنَسِيْمِ تَاجُ الدَّوْلَةِ بنُ عَضَدِ الدَّوْلَةِ: [من البسيط] 922 - إِذَا أَقُوْلُ مَضَى مَا كنْتُ أَحْذَرُهُ ... مِنَ الزَّمَانِ رَمَانِي مِنْهُ بِالغِيَرِ [من الوافر] ¬
923 - إِذَا أَقْوَى اللِّوَى مِنْ آلِ لَيْلَى ... فَلَا تَسْأَلْ عَنِ الحَيِّ المُقِيْمِ ابْنُ التَّعَاوِيذِيّ: [من الوافر] 924 - إِذَا اكْتَحَلَتْ بِهِ الأَبْصَارُ أَغْضَتْ ... وَفِيْهَا مِنْ مَهَابَتِهِ انْكِسَارُ قَوْلُ ابْنُ التَّعَاوِيْذيّ هَذَا يَمْدَحُ بِهِ الوَزِيْرُ عَضَدَ الدِّيْنِ وَبَعْدَه: يَلِيْنُ تَوَاضُعًا وَبَدَا اعْتِلاءٌ ... وَيُعْرَضُ صَافِحًا وَلَهُ اقْتِدَارُ المَجْنُونُ: [من الطويل] 925 - إِذَا اكْتَحَلَتْ عَيْنِي بِعَيْنِكِ لَمْ تَزَلْ ... بِخَيْرٍ وَجَلَّتْ غَمْرَةً عَنْ فُؤَادِيَا [من الطويل] 926 - إِذَا اكتَحَلُوا بِي مُقْبِلًا فَكَأَنَّمَا ... جِبَاهُهُمُ مَزْوِيَّهٌ بِالمَحَاجِمِ أَبُو هِفَّانَ: [من الوافر] 927 - إِذَا أكْدَى الرَّبِيْعُ فَأَيُّ خَيْرٍ ... يُؤَمَّلُ لِلْحَيَا بَعْدَ الرَّبِيْعِ؟ قَبْلهُ: أَبَا حَسَنٍ شَفَعْتَ عَلَيَّ اللَّيَالِي ... بِوُدِّكَ إنَّهُ أَزْكَى شَفِيْعِ إِذَا أَكْدَى الرَّبِيعُ. البَيْتُ المَعَرِّيُّ: [من الوافر] 928 - إِذَا أَكْرَمْتَهُمْ جَعَلُوْكَ عَبْدًا ... وَهُمْ لَكَ إِنْ أَهَنْتَهُمُ عَبِيْدُ قَبْلهُ: ¬
إِذَا بَلَغَ الوَليْدُ لَدَيْكَ عَشْرًا ... فَلَا يَدْخل عَلَى الحَرَمِ الوَليْدُ فَإِنْ خَالَفْتَنِي وَأَضَعْتَ نَصْحِي ... فَأَنْتَ وَإِنْ - غِنًى لبَلِيْدُ إِذَا أَكرَمْتَهُمْ جَعَلُوْكَ عَبْدًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ ألَا إِنَّ النِّسَاءَ حِبَال غَيٍّ ... بِهِنَّ يُضَيَّعُ الشَّرَفُ التَّلِيْدُ فِي المَثَلِ حَبِيْبٌ إِلَى عَبْدٍ من كَدّهِ. يَعْنِي مَنْ أَهَانَهُ وَأَتْعَبَهُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِهِ لأَنَّ سَجَايَاهُ مَجْبُوْلَةٌ عَلَى احْتِمَالِ الذُّلِّ وَالهَوَانِ. المُقَنَّعُ الكِنْدِيُّ: [من الطويل] 929 - إِذَا أَكلُوا لَحْمِي وَفَّرْتُ لُحُوْمَهُمْ ... وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدَا أَبْيَاتُ المُقَنَّعِ الكِنْدِيّ: يُعَاتِبُنِي فِي الديْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَا ... تَدَيَّنْتُ فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدَا أَسُدُّ بهِ مَا قَدْ خَلُّوا وَضَيَّعُوا ... ثغُوْرَ حُقُوْقٍ مَا أَطَاقُوا لَهَا سَدَّا وَإنَّ الّذِي بَيْني وَبَيْنَ بَنِي أَبِي ... وَبَيْنَ بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا إِذَا أَكَلُوا لَحْمِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِنْ ضَيَّعُوا غَيْبِي حَفِظْتُ غُيُوْبهمْ ... وَإِنْ هُمُ هَوَوا غَيْبِي هَوَيْتُ لَهُمْ رُشْدَا وَإِنْ زَجَرُوا طَيْرًا بِنَحْسٍ تَمُرُّ بِي ... زَجَرْتُ لَهُمْ طَيْرًا يَمرُّ بِهِمْ سَعْدَا وَلَا أَحْمِلُ الحِقْدَ القَدِيْمَ عَلَيْهُمُ ... وَلَيْسَ رَئِيْسُ القَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الحِقْدَا لَهُمْ جُلَّ مَالِي إِنْ تَتَابَعَ لِي غِنًى ... وَإِنْ قَلَّ مَالِي لَا أُكَلِّفُهُم رَفْدَا وَإنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ نَازِلًا ... وَمَا شِيْمَةٌ لِي غَيْرهَا تُشْبِهُ العَبْدَا إبْرَاهِيْمُ بنُ حَسَّانُ الحَضْرمِيّ: [من الطويل] 930 - إِذَا أَكمَلَ الرَّحْمَانُ لِلْمَرْءِ عَقْلَهُ ... فَقَدْ كَمُلَتْ أَخْلَاقُهُ وَمَآرِبُه ¬
منها ثلاث لغاتٍ كملت بفتح الميم وَضِمهّا وكسرها جميعًا وأفصَحُها بالفتح وَهَذا البيت من قصيدة طويلة أكثرها سوائرُ أفرادٌ. [من البسيط] 931 - إِذَا البَرِيْءُ أَخَافَتْهُ الظُّنُوْنُ بِهِ ... خَافَ السَّقِيْمُ مِنَ البُرْهَانِ إيْقَاعَا بعده وَكُلُّ داءٍ وَإن غطَّتْه جَارحَةُ ... بدَى له أثر في الوجد قد شَاعَا فقلت هذين البَيَتَين من خط أبي أسحاق الصابئ وتمثَّل بهمَا زيَادُ بنُ أبيهِ. [من الطويل] 932 - إِذَا الْتَقَتِ الأَبْطَالُ كُنْتُمْ ثَعَالِبًا ... وَأُسْدَ الشَّرَى إِنْ هَيَّجَتكُمْ مَآدِبُ المأدُبَةُ: الوليمةُ يَعنى أنتم في الحرب كالثَعالب وَفي أكل الطَعَام كَالاسود يهَجُوهُمْ. [من البسيط] 933 - إِذَا الْتَقَيْنَا وَلَمْ يَشْعُرْ بِنَا أَحَدٌ ... وَصُنْتُ سِرَّكِ مَاذَا يَصْنَعُ الوَاشِي؟ قبله: وَمَوقفٍ زرتُه فرحا بني حصين بحَيث ... يُرجى قُبَالَي نَعلْهِ الماشي وَالعَامرية يذروني دَمعها وَجلا ... والصُّب أامنٌ فيه ولا حاشى تقولُ لي وَالدُجى ملقٍ كلاكله ... حَديثا بين سُكان الحمى فَاشِى فَقُلتُ لا تَذريهم إنهم نفرٌ ... لا يستَطيعون إيناسي وإيحاشى ظَنٌّ من القوم يرامُون البَريءَ به ... ومَا تخيّلَ منهم نافِز الجاشى إذا التقينا البيت ¬
[من البسيط] 934 - إِذَا الْتَقَيْنَاهُمْ نَمَّتْ عُيُوْنَهُمُ ... وَالعَيْنُ تُخْبِرُ مَا فِي القَلْبِ أَوْ تَصِفُ بَعْضُ العَلَوِيِّيْنَ: [من مخلَّع البسيط] 935 - إِذَا الْتَوَتْ حَاجَةٌ فَدَعْهَا ... فَاليَأسُ مِنْهَا غِنَاكَ عَنْهَا [من الوافر] 936 - إِذَا التَّوْفيْقُ أَعْوَزَ فِي المَسَاعِي ... فَلَيْسَ يُفِيْدُ فَرْطُ الاجْتِهَادِ [من الرجز] 937 - إِذَا الثُّرَيَّا طَلَعَتْ عِشَاءًا ... فَبِعْ لِرَاعِي غَنَمٍ كِسَاءَا القَاضِي ابن هَاشِم النِّيْلِيّ: [من البسيط] 938 - إِذَا الجبَانُ خَلَا فِي مَعْرَكٍ وَنَأَتْ ... عَنْهُ الفَوَارِسُ فَهُوَ الفَارِسُ البَطَلُ قولُ العاص ابراهيم بن هاشم النيلي في العقبة ابن العويقيّ: وَباسط الكفّ بالمبسوط يشرحُه ... لفتية عقلوا بالجهلِ مَا عَقَلوا خَلَا بخبّاطِ ليل لا اختداءَ لهم ... وقال فيهم فقالوا احَسَن الرَجُلُ إذا الجَبانُ خلا البيت أَبُو الطَّيِّبُ المُتَنَبِّيّ: [من الطويل] 939 - إِذَا الجودُ لَمْ يُرْزَقْ خَلَاصًا مِنَ الأَذَى ... فَلَا الحَمْدُ مَكْسُوْبًا وَلَا المَالُ بَاقِيَا هَذَا من القَصيدة الّتي أوّلُها: كَفى بكَ داءً أَن ترى الموت شافيا يَقول منها: ¬
وللنَفس أخلاقٌ تدلّ على الفَتَى ... أكانَ سخاءً مَا اَتَى أم تساخيَا ابْنُ أَبِي بَلْعَاءَ: [من الطويل] 940 - إِذَا الجَهْلُ أَمْسَى قَاعِدًا لَمْ نَقُمْ بِهِ ... وَنَضْرِبُ رَأْسَ الجهْلِ حِيْنَ يَقُوْمُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ الوَاعِظ: [من الطويل] 941 - إِذَا الحُبُّ لَمْ يَشْغَلْكَ عَنْ كُلِّ شَاغِلٍ ... فَمَا عَلِقَتْ كفَّاكَ مِنْهُ بِطَائِلِ بَعْدهُ: وَمَا الحُبُّ إِلَّا خَمْرَةٌ تُسْكِرُ الفَتَى ... فَيُصْبِحُ نشوَانًا لَطيْفَ الشَّمَائِلِ جَعْفَر بنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من مجزوء الرجز] 942 - إِذَا الحَبِيْبُ غَشَّنِي ... فَكَيْفَ تَصْفُو لِي العِدَا المُغِيْرَةُ بنُ حَبْنَاءَ: [من الطويل] 943 - إِذَا الحَرْبُ حَلَّتْ سَاحَةَ القَوْمِ أَبْرَزَتْ ... عُيُوْبَ رِجَالٍ يُعْجِبُوْنَكَ فِي الأَمْنِ بَعْدهُ: يَهْجُونَهَا حَتَّى إِذَا نَزَلتْ بِهِمْ ... رَأَيْتهُمْ لَا يَسْتَحُوْنَ مِنَ الجبْنِ فَباستِ امْرِىٍ وَاستِ الَّتِي زَخَرَتْ بِهِ ... جَنَى الحَرْبَ يَوْمًا ثُمَّ لَمْ يُغْنِ مَا يَجْنِي [من الطويل] 944 - إِذَا الحُرُّ آخَى الحُرَّ يَوْمًا فَوَاجِبٌ ... عَلَيْهِ اغْتِفَارُ الذَّنْبِ وَالشُّكْرُ لِلنِّعَمِ الهَدَّادِيُّ: [من الطويل] 945 - إِذَا الحُرُّ لَمْ يُنْصَفْ وَسِيْمَ ظُلَامَةً ... فَأَجْمَلُ مَا يَأتِي التَّجَنُّبُ وَالرَّفْضُ ¬
مَعْنُ بن أَوْسٍ المُزَنِيُّ: [من الوافر] 946 - إِذَا الحَسَبُ الرَّفِيْعُ تَنَاوَلَتْهُ ... وُلَاةُ السُّوْءِ أَوْشَكَ أَنْ يَضِيْعَا قَبْلهُ: وَرثْنَا المَجْدَ عَنْ آبَاءِ صِدْقٍ ... أَسَأنَا فِي دِيَارِهُمُ الصنِيْعَا إِذَا الحَسَبُ الرَّفِيع. البَيْتُ حَكَى الأَصْمَعِيُّ قَالَ دَخَلْتُ خَضْرَاءَ رَوْحِ بن زَنْبَاعٍ فإذا أَنَا بِرَجُلٍ مِنْ وَلَدِهِ وَعَبْدٌ لَهُ أَسْوَدُ يَفْسِقُ بِهِ فَقُلْتُ مَا هَذِهِ الفَضيْحَة هنا مَوْضِعٌ كَانَ أَبُوْكَ يَهِبُ فِيْهِ الأَمْوَالَ وَيَضْرِبُ أَعْنَاقَ الرَّجَالِ وَأَنْتَ يفسق بِكَ فِيْهِ فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: وَرَثْنَا المَجْدَ. البَيْتَانِ. مُحَمَّد بن أَبِي شحاذٍ الضَّبِّيّ: [من الطويل] 947 - إِذَا الحِلْمُ لَمْ يَغْلِبْ لَكَ الجَهْلَ لَمْ تَزَلْ ... عَلَيْكَ بُرُوْقٌ جَمَّةٌ وَرَوَاعِدُ وَمِنْ بَابِ (إِذَا الحِلْمُ) قَوْلُ أَبِي نَصْرِ نُبَاتَة: إِذَا الحِلْمُ لَمْ يَعْطِفْ عَلَيْكَ فَدَارِهِ ... بِخُرْقِكَ إِنَّ الشَّرَّ بِالشَّرِّ يُدْفَعُ أَبُو عُبَادَةَ البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 948 - إِذَا الخَبَرُ اسْتَحَقَّكَ مِنْ سُرُوْرٍ ... ثَنَاهُ فَكَيْفَ ظَنُّكَ بِالعِيَانِ قَبْلهُ: لَقَدْ جَاءَ البَرِيْدُ يَبُثُّ قَوْلًا ... شَهِيَّ اللَّفْظِ مَفْهُوْمَ المَعَانِي إِذَا الخَبَرُ. البَيْتُ أَبُو فِرَاسٍ بن حَمْدَانَ: [من الطويل] ¬
949 - إِذَا الخِلُّ لَمْ يَهْجُرْكَ إِلَّا مَلَالَةً ... فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا الفِرَاقَ عِتَابُ فِي المَثَلِ: إِذَا لَمْ يَكُنْ وِفَاقٌ فَفِرَاقٌ. وَقَوْلُ الهَدَادِيّ هُنَا مِثْل قَوْلُ أَبِي فِرَاسٍ: فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا الفِرَاقِ عِتَابِ وَهُوَ مِنْ قَصِيدَةٍ طَوِيْلَةٍ أوَّلُهَا: أَمَا لِجَمِيْلٍ عِنْدَكُنَّ ثَوَابُ ... وَلَا لِمُسِيْءٍ عِنْدَكُنَّ مَتَابُ لَقَدْ ضَلَّ مَنْ تَحْوِي هَوَاهُ خَرِيْدَةٌ ... وَقَدْ ذُلَّ مَنْ يَقْضِي عَلَيْهِ كِعَابُ وَلَكِنَّنِي وَالحَمْدُ للَّهِ حَازِمٌ ... أعِزّ إِذَا ذُلَّتْ لَهُنَّ رِقَابُ فَلَا تَمْلِكُ الحَسْنَاءُ قَلْبي كُلَّهُ ... وَإِنْ شَمِلَتْهَا رِقَّةٌ وَشَبَابُ وَأَجْرِي وَلَا أَعْطِي الهَوَى فَضلَ مِقْوَدِي ... وَأَهْفُو وَلَا يَخْفَى عَلَيَّ صوَابُ إِذَا الخِلُّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِذَا لَمْ أَجِدْ مِنْ خِلَّةٍ مَا أُرِيْدُهُ ... فَعِنْدِي لأُخْرَى عَزْمَةٌ وَرِكَابُ فَلَيْسَ فِرَاقٌ مَا اسْتَطَعْتُ فَإنَّ يَكُنْ ... فِرَاقٌ عَلَى حَالٍ فَلَيْسَ إِيَابُ وَقُوْرٌ وَأَحْدَاثُ الزَّمَانِ تَنُوْشُنِي ... وَللمَوْتِ حَوْلي حَيَّةٌ وَذِهَابُ صَبُوْرٌ وَلَمْ لَوْ يَبْقَ مِنِّي بَقِيَّةٌ ... قَؤُوْلٌ وَلَوْ أَنَّ السُيُوْفَ جَوَابُ وَأَلْحَظُ أَحْوَالُ الزَّمَانِ بِمُقْلَةٍ ... بِهَا الصِّدْقُ صِدْقٌ وَالكِذَابُ كِذَابُ بِمَنْ يَثِقُ الإِنْسَانَ فِيْمَا يَنُوْبهُ ... وَمِنْ أَيْنَ لِلحُرِّ الكَرِيْمِ صِحَابُ وَقَدْ صَارَ هَذَا النَّاسُ إِلَّا أَقَلّهُمْ ... ذِئَابًا عَلَى أَجْسَادِهِنَّ ثِيَابُ تَفَانَيْتُ عَنْ قَوْمِي فَظَنُّوا غَبَاوَةً ... بِمفرِقِ أَغْبَانَا حَصَى وَتُرَابُ وَلَوْ عَرفُونِي حَقَّ مَعْرِفَتِي إِذًا ... عَلِمُوا أَنِّي حَضَرْتُ وَغَابُوا وَمَا كُلُّ فَعَّالٍ يُجَازَى بِفِعْلِهِ ... وَلَا كُلُّ قَوَّالٍ لَدَيَّ يُجَابُ إِلَى اللَّهِ أَشْكُو أَنَّنَا فِي مَنَازِلٍ ... تَحَكَّمَ فِي آسَادِهِنَّ كِلَابُ ¬
وَربَّ كَلَامٍ مَرَّ فَوْقَ مَسَامِعِي ... كَمَا طَنَّ فِي لَوْحِ الهَجِيْرِ ذُبَابُ سَتَذْكرُ أيَّامِي نُمَيْرٌ وَعَامِرٌ ... وَكَعْبٌ عَلَى عِلَّاتِهَا وَكِلَابُ أَنَا الجارُ لَا زَادِي بَطِيءٌ عَلَيْهُمُ ... وَلَا دُوْنَ مَالِي فِي الحَوَادِثِ بَابُ وَلَا أَطْلبُ العَوْرَاءَ مِنْهُمْ أُصِيْبُهَا ... وَلَا عَوْرَتِي لِلْعَالَمِيْنَ تُجَابُ وَأَسْطُو وَحُبِّي ثَابِتٌ فِي صُدُوْرِهِمْ ... وَأَحْلمُ عَنْ جَمَالِهِمْ وَأَهَابُ كَذَاكَ الوِدَادُ المَحْضُ لَا يُرْتَجَى ... لَهُ ثَوَابٌ وَلَا يُخْشَى عَلَيْهِ عِقَابُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 950 - إِذَا الخَيْلُ جَالَتْ قَسْطَلَ الحَرْبِ صَدَّعُوا ... صُدُوْرَ العَوَالِي فِي صُدُوْرِ الكَتَائِبِ أَبُو الفَضْلُ الأنْطَاكِيّ: [من الطويل] 951 - إِذَا الدَّهْرُ أَعْطَى طَالِبًا فَوْقَ حَقِّهِ ... عَلَى خَطَأٍ أَعْطَاكَ حَظَّكَ عَامِدَا قَبْلهُ: هُوَ المَلِكُ فَاسْحَبْ ذَيْلَ عَلْيَاكَ خَالِدًا ... وَعِشْ تَهَبُ النُّعْمَى وَتَقْنَ المَحَامِدَا إِذَا الدَّهْرُ أَعْطَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ سَادَتِ القُرَى مَجْدًا وَعِزًّا وَقُدْرَةً ... وَجُوْدًا وَإِقْدَامًا وَنَفْسًا وَوَالِدَا [من المتقارب] 952 - إِذَا الدَّهْرُ عَضَّكَ أَنْيَابُهُ ... لَدَى الشَّرِّ فَأزِمْ بِهِ مَا أَزَمْ بَعْدهُ: وَلَا تُلفَ مِنْ شَرّهِ هَائِبًا ... كَأَنَّكَ فِيْهِ مُسِرُّ السَّقَم عَرَضْنَا نَزَالَ فَلَمْ يَنْزَلُوا ... وَكَانَتْ نزال عَلَيْهِمْ أَطَم وَشبَّهُوا العِيْرَ أَفْرَاسِنَا ... وَقَدْ وَجَدُوا وَمَيْرُ هَذَا شَبَم ¬
جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من الطويل] 953 - إِذَا الدَّهْرُ غَضَّ الطَرْفَ عَنْكَ مُسَامِحًا ... فَلَيْسَ لَهُ عِنْدِي وَإِنْ جَارَ مِنْ ذَنْبِ بَشَارٌ: [من الطويل] 954 - إِذَا الدَّهْرُ وَلَّى عَنْكَ أَنْكَرْتَ كُلَّ مَا ... عَرَفْتَ وَلَمْ يُسْعِفْكَ شَيْءٌ تُطَالِبُه يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا المَلِكُ الجبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ ... مَشِيْنَا إِلَيْهِ بِالسُّيُوفِ نُعَاتِبُه وَكُنَّا إِذَا دَبَّ العَدُوّ لسُخْطِنَا ... وَرَاقَبَنَا فِي ظَاهِرٍ لَا نُرَاقِبُه أَحْمَد بن أَبِي طَاهِرٍ: [من البسيط] 955 - إِذَا الرِّجَالُ طَفَتْ آرَاؤُهُمْ وَعَمُوا ... بِالأَمْرِ رُدَّ الَيْهِ الرَّأْيُ وَالنَّظرُ الأَخْطَلُ: [من الطويل] 956 - إِذَا الرَّقةُ البَيْضَاءُ لَاحَتْ بُرُوْجُهَا ... فَدَى كُلُّ عَطَّارٍ بِهَا أُمَّ مَرْيَمِ أُمُّ مَرْيَمَ خَمَّارَةٌ كَانَ الأَخْطَلُ يَنْزلُ عِنْدَهَا إِذَا دَخَلَ الرَّقَّةَ يَقُوْلُ كُلّ عطَّارٍ يَفْدِي طِيْبَ رَائِحَةَ خَمْرهَا. قِيْلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الأَخْطَلُ بهَذَا الاسْمُ لأنَّ ابْنَي جعَالٍ تَحَاكَمَا إِلَيْهِ أَيَهُمَا أَشْعَرُ فَقَالَ (¬1): لَعَمْرُكَ إنَّنِي وَابْنَي جِعَالٍ ... وَأمُّهُمَا لإِسْتَارٍ لَئِيم فَقِيْلَ إِنَّ هَذَا الهَجْوُ الخَطَلُ مِنْ قَوْلِكَ فَسُمِّيَ الأَخْطَلُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يُقَالُ مَنْطِقٌ خَطِلٌ إِذَا كَانَ فِيْهِ اضطِرَابٌ، وَرُمْح خَطِلٌ وَأُذُنٌ ¬
خطْلَاءُ. قَالَ: وَالأَسْتَارُ أَرْبَعَةٌ مِنْ كُلِّ عَدَدٍ. قَالَ جَرِيْرٌ (¬1): إِنَّ الفَرَزْدَقَ وَالبَعِيْثَ وَأُمَّهُ ... وَأبَا البَعِيْثِ لَشَرُّ مَا أَسْتَارُ وَكُنْيَةُ الأَخْطَلِ أَبُو مَالِكٍ وَاسْمُهُ غَيَّاثُ بن غَوْثِ بن الصَّلْتِ التَّغْلِبِيّ. قَيْسُ بنُ المُلَوَّحِ: [من الطويل] 957 - إِذَا الرِّيحُ مِنْ نَحْوِ الحَبِيْبِ تَنَسَّمَتْ ... وَجَدْتُ لِرَيَّاهَا عَلَى كَبِدِي بَرْدَا بَعْدهُ: عَلَى كَبِدٍ قَدْ كَادَ يُبْدِي بِهَا الجوَى ... صُدُوْعًا وَبَعْضَ القَوْمِ يَحْسَبَنِي جَلْدَا [من الطويل] 958 - إِذَا السُّمُّ لَمْ يَقْتُل عَدُوَّكَ فَالْقَهُ ... بِشهْدٍ ولم تَغْلِبْ بِكَيْدِكَ فَاخْلُبِ [من الطويل] 959 - إِذَا الشَّافِعُ اسْتَقْصَى لَكَ الجَهْدَ كلَّهُ ... وَإِنْ لم تَنَلْ نُجْحًا فَقَدْ وَجَبَ الشُّكْر مِهْيَارُ: [من الطويل] 960 - إِذَا الشَّمْسُ لَمْ تَطْلُعْ عَلَيْنَا وَأَمْرُنَا ... بِكَفِّكَ مَعْقُوْدٌ فَدَامَ مَغِيبُهَا [من المتقارب] 961 - إِذَا الشَّهْرُ هَلَّ وَلَا رِزْقَ لِي ... فَعَدِّي لأيَّامِهِ بَاطِلُ هَذَا مَثَلٌ لِلْعَوَامِ وَهُوَ قَوْلَهُمْ: شَهْر مَا لَكَ فِيْهِ رِزْقٌ فَلَا تَعْدُدُ أَيَّامُهُ. المُتَنَبِّيّ: [من الطويل] ¬
962 - إِذَا الطَّعْنُ لَمْ يُدْخِلْكَ فِيْهِ شَجَاعَةٌ ... هِيَ الطَّعْنُ لَمْ يُدْخِلْكَ فِيْهِ عَذُوْلُ السَّرِيُّ الرَّفَاءُ: [من الوافر] 963 - إِذَا العِبْءُ الثَّقِيْلُ تَوَزَّعَتْهُ ... أَكُفُّ القَوْمِ خَفَّ عَلَى الرِّقَابِ السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من البسيط] 964 - إِذَا العَدُوُّ عَصَانِي خَافَ حَدَّ يَدِي ... وَعِرْضُهُ آمِنٌ مِنْ هَاجِرَاتِ فَمِي الجَعْدُ بنُ مَهْجَعٍ: [من الوافر] 965 - إِذَا العُذْرِيُّ مَاتَ بِغَيْرِ عِشْقٍ ... فَذَاكَ العَبْدُ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 966 - إِذَا العَرَبُ العَرْبَاءُ دَارَتْ نُفُوْسهَا ... فَأَنْتَ فَتَاهَا وَالَمِليْكُ الحُلَاحِلُ مُحَمَّد بن أَبِي شحاذٍ الضَّبِّيُّ: [من الطويل] 967 - إِذَا العَزْمُ لَمْ يَفْرِجْ لَكَ الشَّكَ لَمْ تَزَلْ ... جَنِيْبًا كَمَا اسْتَتْلَى الجَنِيْبَةَ قَائِدُ ابْنُ الحَجَّاجِ: [من الوافر] 968 - إِذَا العِشْرُوْنَ مِنْ شَعْبَانَ وَلَّتْ ... فَوَاصِلْ شُرْبَ لَيْلِكَ بِالنَّهَارِ بَعْدهُ: وَلَا تَشْرَب بِأَقْدَاحٍ صِغَارٍ ... فَإِنَّ الوَقْتَ ضَاقَ عَنِ الصِّغَارِ وَحُثَّ الكَأَسَ قَبْلَ الصُّبْحِ وَاسْرِعْ ... إِلَى سَاقي المَدَامَةِ وَالعِقَارِ ¬
سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من الطويل] 969 - إِذَا العِلْمُ لَمْ تَعْمَل بِهِ صَارَ حُجَّةً ... عَلَيْكَ وَلَمْ تُعْذَرْ بِمَا أَنْتَ جَاهِلُه بَعْدهُ: إِذَا مَا سَمَا حَقٌّ إِلَيْكَ وَبَاطِلٌ ... عَلَيْكَ وَلَا يَذْهَب بِحَقِّكَ بَاطِلُهْ وَقَدْ يَأَمَلُ الرَّاجِي فَيَكْذِبَ ظنُّهُ ... أُمُوْرًا وَيَلْقَى الشَّيْءَ مَا كَانَ آمِلُه ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الطويل] 970 - إِذَا العُوْدُ لَمْ يُثْمِرْ وَإِنْ كَانَ شُعْبةً ... مِنَ المُثْمِرَاتِ اعْتدهُ النَّاسُ فِي الحَطَبِ وَمَا الحَسَبُ المَوْرُوْثُ لَا دَرّ دُرُّهُ ... بِمُحْتَسَبٍ إِلَّا بِآخَرِ مُكتَسَبْ فَلَا سِكْلَ إِلَّا عَلَى مَا فَعَلتهُ وَلَا ... تَحْسَبَنَّ المَجْدَ يُوْرَثُ بِالنَّسَبْ فَلَيْسَ يَسُوْدُ المَرْءُ إِلَّا بِنَفْسِهِ ... وَإِنْ عَدَّ آبَاءً كِرَامًا ذَوِي حَسَبْ إِذَا الغُصنُ لَمْ يُثْمِر. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلِلْمَجْدِ قَوْمٌ سَاوَرُوْهُ بِأَنْفُسٍ ... كِرَامٍ وَلَم يُوْرِثْ بِأُمٍّ وَلَا بِأَبِ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 971 - إِذَا العَينُ رَاحَتْ وَهْيَ عَيْنٌ عَلَى الجَوَى ... فَلَيْسَ بِسِرٍّ مَا تُسِرُّ الأَضَالِعُ هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا الفَتْحُ خَاقَانَ أَوَّلهَا: أَلَمَّتْ وَهَلْ إِلْمَامُهَا لَكَ نَافِعُ ... وَزَارَتْ خَيَالًا وَالعُيُوْنُ هَوَاجِعُ وَحَرَّضَ شَوْقِي خَاطِرُ الرِّيْحِ إذ سَرَى ... وَبَرْقٌ بَدَا مِنْ جَانِبِ الغَرْبِ لَامِعُ وَمَا ذَاكَ أَنَّ الشَّوْقَ يَدْنو بِنَازحٍ ... وَلَا أنَّنِي فِي وَصِلِ عَلْوَةَ طَامِعُ خَلَا أَنَّ شَوْقًا مَا يَغِبُّ وَلَوْعَةً ... إِذَا اضْطَرَمَتْ فَاضَتْ عَلَيْهَا المَدَامِعُ ¬
عَلَاقَةُ حُبٍّ كُنْتُ أَكْتُمُ بَثّهَا ... إِلَى أَنْ أَذَاعَتْهَا الدُّمُوْعُ الهَوَامِعُ إِذَا العَيْنُ رَاحَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فِي المَدْحِ يَقُوْلُ: أَغَرَّ لنَا مِنْ جُوْدِهِ وَسمَاحِهِ ... ظَهِيْرٌ عَلَيْهِ مَا يَجِيْبُ وَشَائِعُ وَهَلْ شَكَا فِي النَّاس شَتَّى خِلَالُهُمْ ... وَمَا شَكَا فِي اليَدَيْنِ الأَصابِعُ يُبَجّلُ إِجْلَالًا وَيَكْبَرُ هَيْبَةً ... أَصِيْلُ الحجَى فِيْهِ تُقًى وَتَوَاضُعُ إِذَا ارْتَدَّ صَمْتًا فَالرُّؤُوْسُ نَوَاكِسٌ ... وَإِنْ مَالَ فَالأَعْنَاقُ صُوْرٌ خَوَاضِعُ مُنِيْفٌ عَلَى هَامش الرِّجَالِ إِذَا مَشَى ... أَطَالَ الخُطَى بَادِي البَسَالَةِ رَائِعُ جَنَانٌ عَلَى مَا جَرَّتْ الحَرْبُ جَامِعٌ ... وَصدْرٌ لِمَا يَأْتِي بِهِ الدَّهْرُ وَاسِعُ تَذُوْدُ الدَّنَايَا عَنْهُ نَفْسٌ أَبيَّةٌ ... وَعَزْمٌ كَحَدِّ الهنْدِ وَانِي قَاطِعُ بَعِيْدُ مَقِيْل السّرِّ لَا يُدْرِكُ الَّتِي ... يَحْلُو لَهَا مِنْهُ الأَدِيْبُ المُخَادِعُ أَأكْفرُكَ النُّعْمَاء عِنْدِي وَقَدْ نَمَتْ ... عَلَى نموِّ الفَجْرِ وَالفجْرُ سَاطِعُ وَأَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَنِي بَعْدَ ذلَّتِي ... فَلَا القَوْلُ مَحْفوْظٌ وَلَا الطَّرْفُ خَاشِعُ وَأَغْنَيْتَنِي عَنْ مَعْشَرٍ كُنْتُ بُرْهَةً ... أُكَافِحُهُمْ عَنْ نَيْلِهِمْ وَأُقَارِعُ فَلَسْتُ أُبَالِي جَادَ بِالعُرْفِ بَاذِلٌ ... عَلَى رَاغِبٍ أو ضَنَّ بِالخَيْرِ مَانِعُ وَأَقْصَرْتُ عَنْ حَمْدِ الرِّجَالِ أَمَانَةً ... تفاضِلُ وَالمَعْرُوْفُ فِيْهِمْ وَدَائِعُ ولَمْ أَرَ مِثْلِي ابْتَغِى الحَمْدَ أَهْلَهُ ... وَجَارى أَخَا النُّعْمَى بِمَا هُوَ صَانِعُ قَصَائِدُ مَا سفكُ فِيْهَا غَرَائِبٌ ... تَأَلَّقُ فِي أَضعَافِهَا وَبَدَائِعُ مُكَرَّمةَ الأَسْبَابِ فِيْهَا وَسَائِلٌ ... إِلَى غَيْرِ مَنْ يَحْيَا بِهَا وَذَرَائِعُ تَنَالُ مَنَالَ اللَّيْلِ مِنْ كُلِّ وَجْهَةٍ ... وَتَبْقَى كَمَا تَبْقَى النُجُوْمِ الطَّوَالِعُ إِذَا ذَهَبَتْ شَرْقًا وَغَرْبًا فَأَمْعَنَتْ ... تَبَيَّنَتْ مَنْ تَزْكُو لَدَيْهِ الصَّنَائِعُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ المَأْمُوْنيّ (¬1): [من الطويل] إِذَا الغَيْثُ وَفِيَّ الرَّوْضِ وَاجِبٌ حَقِّهِ ... وَزَادَ فَإِنَّ الغَيْثَ للرَّوْضِ ظَالِمُ ¬
[من البسيط] 972 - إِذَا الفَتَى بَلَغَ العَلْيَاءَ غَايَتَهَا ... فَطَبْعُهُ وَطِبَاعُ النَّاسِ ضِدَّان قَبْلَهُ: تَنْهَلُّ عَيْنِي إِذَا مَا نَالَنِي فَرَحٌ ... عَكْسًا وَعِنْدَ الأَسَى تَفْتَرُّ أَسْنَانِي إِذَا الفَتَى بَلَغَ العَلْيَاءَ. البَيْتُ بَشَّارٌ: [من البسيط] 973 - إِذَا الفَتَى ذَمَّ عَيْشًا فِي شَبِيْبَتِهِ ... فَمَا يَقُوْلُ إِذَا عَصْرُ الشَّبَابِ مَضَى؟ قَبْلَهُ: مِنْكَ الصُّدُوْدُ وَمِنِّي الصُّدُوْدُ رضَا ... مَنْ ذَا عَلَيَّ بِهَذَا فِي هَوَاكَ قَضَى بِي مِنْكَ مَا لَوْ بَدَا بِالشَّمْسِ مَا طَلِعَتْ ... مِنَ الكَآبَةِ أَوْ بِالبَرْقِ مَا وَمَضَا إِذَا الفَتَى ذَمَّ عَيْشًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: جَرَّبْتُ دَهْرِي وَأَهْلِيْهِ فَمَا تَركَتْ ... لِي التَّجَارِبُ فِي وُدِّ امْرِئٍ غَرَضَا [من البسيط] 974 - إِذَا الفَتَى عَاشَ فَرْدًا لَا صَدِيْقَ لَهُ ... لَمْ يغْنِهِ كثْرَةُ الأَوْلَادِ وَالنَّشَبِ قَبْلَهُ: لَمْ يَبْقَ مِنْ لذَّتِي شَيْءٌ أَعِيْشُ بِهِ ... إِلَّا صَدِيْقٌ صَدُوْقٌ كَامِلُ الأَدَبِ وَكيْفَ لِي كيْفَ لِي يَا لِلرِّجَالِ بِهِ ... وَلَوْ بِنَفْسِي لَقَدْ أَسْرَفْتُ فِي الطَّلَبِ إِذَا الفَتَى عَاشَ فَرْدًا. البَيتُ الشَّاعِرُ البَصْرِيُّ: [من البسيط] ¬
975 - إِذَا الفَتَى فَاتَهُ مَالٌ يُجَمِّلُهُ ... فَفِي التَّأَدُّبِ مِمَّا فَاتَهُ خَلَفُ بَعْدَهُ: هُوَ اللِّبَاسُ الَّذِي لَا شَيْءَ يَعْدلُهُ ... وَالمَفْخَرُ الدَّيْنُ فِيْهِ العِزُّ وَالشَّرَفُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 976 - إِذَا الفَضْلُ لَمْ يَرْفَعْكَ عَنْ شُكْرِ نَاقِصٍ ... عَلَى هِبَةٍ فَالفَضْلُ فِيْمَنْ لَهُ الشُّكْرُ بَعْدَهُ: وَمَنْ يُنْفِقُ السَّاعَاتِ فِي جَمْعِ مَالِهِ ... مَخَافَةَ فَقْرٍ فَالَّذِي فَعَلَ الفَقْرُ قَالَ أَرِسْطَالِيْسُ: مَنْ لَمْ يَرْفَع نَفْسهُ عَنْ قَدْرِ الجاهِلِ رَفَعَ الجاهِلُ قَدرَهُ عَلَيْهِ. [من الوافر] 977 - إِذَا القُرشِيُّ لَمْ يَضْرِب بِعِرْقٍ ... خُزَاعِيٍّ فَلَيْس مِنَ الصَّمِيْمِ حَدَّثَ المَدَائِنِيُّ قَالَ: تَمَثَّلَ خَالِدُ بن طَلِيْقٍ قَاضِي البَصرَةَ فِي مَجْلِسِ المَهْدِيّ: إِذَا القَرْشِيُّ. البَيْتُ قَالَ فَغَضبَ المَهْدِيُّ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَاتِلَهُ فَتَمَثَّلَ خَالِدُ بن طَلْيِقٍ (¬1): إِذَا كُنْتَ فِي دَارٍ وَحَاوَلْتَ تَرْكهَا ... فَدَعْهَا وَفِيْهَا إِنْ أَردْتَ مَعَادُ قَالَ فَسَكَنْ غَضَبُهُ وَعَفَا عنه. وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ عُبَيدِ اللَّهِ بن الحُرِّ (¬2): إِذَا القِرْنُ لَاقَانِي وَمَلَّ حَيَاتَهُ ... فَلَسْتُ أُبَالِي أَيُّنَا مَاتَ أَوَّلُ ¬
مَنْصُوْرٌ النّمْرِيُّ: [من الطويل] 978 - إِذَا القَلْبُ لَمْ يُبْدِ الَّذِي فِي ضَمِيْرِهِ ... فَفَي اللَّفْظِ وَالأَلْحَاظِ مِنْهُ رَسُوْلُ قَبْلهُ: وَمُطَّلِعٌ مِنْ نَفْسِهِ مَا يسُرُّهُ ... عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْظِ الخَفِيِّ دَلِيْلُ إِذَا القَلْبُ. البَيْتُ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَد بن عَلِيٍّ الكَاتِبُ: [من الوافر] 979 - إِذَا القَلَمُ الحُسَامُ نَبَتْ شَبَاهُ ... فَلُذْ بِالبِيْضِ وَالأَسَلِ الطِّوَالِ قَبْلهُ: سَأحدثُ فِي متُوْنِ الأَرْضِ ضَرْبًا ... وَأَرْكَبُ فِي العُلَى غَيْرَ اللَّيَالِي فَأَمَّا وَالثَّرَى وَبَسَطْتُ عُذْرًا ... وَأَمَّا وَالثُّرَيَّا وَالمَعَالِي إِذَا القَلَمُ الحُسَامُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَطَعْمُ المَوْتِ فِي ظِلِّ التَّوَانِي ... كَطَعْمِ المَوْتِ فِي ظِلِّ العَوَالِي عَبْدُ اللَّهِ بن سَعِيْدٍ الخَوَافِيّ: [من الوافر] 980 - إِذَا القَلَمُ الحُسَامُ نَبَتْ شَبَاهُ ... فَلُذْ بِقَوَائِمِ السَّيْفِ الطَّرِيْرِ بَعْدهُ: فَطَعْمُ المَوْتِ فِي حَرِّ الفَيَافِي ... كَطَعْمِ المَوْتِ فِي ظِلَ القُصُوْرِ السرِّيّ الكِنْدِيُّ: [من المنسرح] 981 - إِذَا القَوَافِي بِذِكْرِهِ اشْتَمَلَتْ ... عَطَّرَهَا ذِكرُهُ وَحَلّاهَا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ مَنْصُوْرِ الفَقِيْهِ وَيُرْوَى لِغَيْرِهِ (¬1): ¬
إِذَا القُوْتُ تَأَتَّى لَك ... وَالصَحَةُ وَالأَمْنُ وَأَصْبَحْتُ أَخَا حُزْنٍ ... فَلَا فَارَقَكَ الحُزْنُ [من الطويل] 982 - إِذَا القَوْمُ أَخْفُوْكَ الَّذِي فِي صُدُوْرِهِمْ ... فَأَفْعَالُهُمْ تُنْبِيْكَ مَا فِي الضَّمَائِرِ مثلهُ: إِذَا القَوْمُ أَخْفُوْكَ الَّذِي فِي صُدُوْرِهِمْ ... مِنَ الغِلِّ أَنْبَتْكَ الوُجُوْهُ العَوَابِسُ العُجَيْرُ السَّلُوْليُّ: [من الطويل] 983 - إِذَا القَوْمُ أَمُّوا بَيْتَهُ فَهُوَ عَامِدٌ ... لأَحْسَنِ مَا ظَنُّوا بِهِ فَهُوَ فَاعِلُه طِرْفَةُ بنُ العَبْدِ: [من الطويل] 984 - إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتًى خِلْتُ أنَّنِي ... عُنِيْتُ فَلَمْ أَكْسَلْ وَلَمْ أتَبَلَّدِ مُتَمِّمُ بن نُوَيْرَةَ فِي أَخِيْهِ: [من الطويل] 985 - إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتًى لِعَظِيْمَةٍ ... فَمَا كُلُّهُمْ يُدْعَى وَلَكِنَّهُ الفَتَى أَبُو مَخْزُوْم النَّهْشَلِيُّ: [من البسيط] 986 - إِذَا الكُمَاةُ تَنَحَّوا أَنْ يَنَالَهُمُ ... حَدُّ الظُّبَاةِ وَصلْنَاهَا بِأَيْدِيْنَا يُقَالُ إِنَّهَا لِبَشَامَةَ بن جَزْءٍ مِنْ بَنِي نَهْشَلِ بنِ دَارِمٍ. قَبْلَهُ: إنَّا لَنُرْخِصُ يَوْمَ الرَّوْعِ أَنْفُسَنَا ... وَلَو نُسَامُ بِهَا فِي الأمْرِ أَغْلَيْنَا بِيْضٌ مَفَارِقُنَا تَغْلِي مَرَاجِلُنَا ... نَأسُو بَأمْوَالِنَا آثَارَ أَيْدِيْنَا لَو كَانَ فِي الأَلْفِ مِنَّا وَاحِدٌ فَدَعُوا ... فَدَعُوا مَنْ فَارِسٌ خَالَهُمْ إِيَّاهُ يَعْنُوْنَا ¬
أَوَّلهَا: إِنَّا بَنُو نَهْشَلٍ لاَ نَدَّعِي لأَبٍ ... عَنْهُ وَلَا هُوَ بِالأَبْنَاءِ يَشْرِيْنَا إِنْ تُبْتَدَرْ غَايَةٌ يَوْمًا لِمَكْرُمَةٍ ... تَلْقَ السَّوَابِقَ منَّا وَالمُصَلِّيْنَا وَلَيْسَ يَهلكَ مِنَّا سَيِّدٌ أَبَدًا ... إِلَّا افتلَيْنَا غُلَامًا سَيِّدًا فِيْنَا إنَّا لَمِنْ مَعْشَرٍ أَفْنَى أَوَائِلَهُمْ ... قِيْلُ الكُمَاةِ أَلَا أَيْنَ المُحَامُوْنَا لَو كَانَ فِي الأَلْفِ. البَيْتُ وَلَا تَرَاهُمْ وَإِنْ حَلَّتْ مصِيْبَتهُمْ ... مَعَ البُكَاةِ عَلَى مَنْ مَاتَ يَبْكُوْنَا إنَّا لنَرخُصَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ إِذَا الكُمَاةُ. وَبَعْدَهُ: بِيْضٌ مَفَارِقُنَا. البَيْتَانِ النَّجَاشِيُّ: [من الطويل] 987 - إِذَا اللَّهُ عَادَى أَهْلَ لُؤْمٍ وَدِقَّةٍ ... فَعَادَى بَنِي عَجْلَانَ رَهْطِ ابنِ مُقْبِلِ بَعْدهُ: قُبِيِّلَةٌ لَا يَغْدِرُوْنَ بِذِمَّةٍ ... وَلَا يَظْلِمُوْنَ النَّاسَ حَبَّةَ خَرْدَلِ وَلَا يَرِدُوْنَ المَاءَ إِلَّا عَشِيَّةً ... إِذَا صَدَرَ الوُرَّادُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلِ قِيْلَ إِنَّ بَنِي عَجْلَانَ اسْتَعْدُوا عُمَرَ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى النَّجَاشِيِّ لَمَّا هَجَاهُمْ بِهَذَا القَوْلِ وَقَالُوا هَجَانَا بِهِجَاءٍ مَا هُجِيَتِ العَرَبُ بِأَقْبَحَ مِنْهُ فَقَالَ لَهُمْ أنْشِدُوْنِي مَا قَالَ فِيكُمْ فَأَنْشَدُوْهُ: إِذَا اللَّهُ عَادَى. البَيْت فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَجُلٌ دَعَا فَإنَّ كَانَ مَظْلُوْمًا اسْتُجِيْبَ لَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَظْلُوْمًا لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ. قَالُوا: فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ: قُبَيِّلَةٌ. البَيْتُ. قَالَ: لَيْتَ الخطابَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَجَمِيْعَ بَنِي عَدِيٍّ بن كَعْبٍ بهذه الصِّفَةِ لَا يَغْدِرُوْنَ وَلَا يَظْلِمُوْنَ مَا أَرَى بَأْسًا هِيْهِ. قَالُوا: وَلَا يَرْدُوْنَ المَاءَ. البَيْتُ. فَقَالَ: ذَلِكَ أَصْفَى لِلْمَاءِ وَأَجَمَّ، مَا أَرَى بَأْسًا ¬
وَلَا عَلَى قَائِلِ هَذَا الشِّعْرُ عُقُوْبَةٌ وَلَمْ يَعْدهم عَلَيْهِ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَعْلَمُ بِالشِّعْرِ مِنْ قَائِلِهِ وَلَكِنَّهُ أَرَادَ بِذَلِكَ مَعْنًى وَهُوَ أنْ لَا يتَعَرَّضَ لِلشُّعَرَاءِ خَوْفَ لِسَانِهِمْ وفرقًا مِنْ هِجَائِهِمْ. وَمِثْلهُ قَوْلُ زِيَادٍ الأَعْجَمَ وَلَعَلَّهُ أخَذَهُ مِنْهُ (¬1): وَيَشْكرُ لَا تَسْتَطِيْعُ الوَفَاءَ ... وَتَعْجَزُ يَشْكُرُ أنْ تَعْذِرَا أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الطويل] 988 - إِذَا اللَّهُ لَمْ يَأْذَنْ لِمَا أَنْتَ طَالِبٌ ... أَعَانَكَ فِي الحَاجَاتِ غَيْرُ مُعَانِ قَبْلهُ: وَهَلْ يَنْفَعُ الفتْيَانَ حُسْنُ جُسوْمهِمْ ... إِذَا كَانَتْ الأعْرَاضُ غَيْرَ حِسَانِ فَلَا تَجْعَلِ الحُسْنَ الدَّلِيْلَ عَلَى الفَتَى ... فَمَا كُلُّ مَصْقُوْلُ الغَرَارِ يَمَانِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَأَصْبَحْتِ الأَقْدَارُ تَرْهَبُ أَسْهُمِي ... وَتَأْخُذُ أَحْدَاثُ الزَّمَانِ أَمَانِي إِذَا اللَّهُ لَمْ يَأْذَن. البَيْتُ يَقُوْلُ مِنْهَا: تَلَافَ بِهَا حَقَّ المُرُوْءةِ وَارْعَهَا ... فَلَا يمكِنُ إحْسَانُ كُلِّ أَوَانِ وَكُنْتَ إِذَا مَا حَاجَةٌ حَالَ دُوْنَهَا ... نَهَارٌ وَلَيْلٌ ليسَ يَعْتَذِرَانِ حَمَلْتُ عَلَى سُوْءِ القَضاءِ مَلَامَهَا ... وَلَمْ أُلْزِم إخْوَان ذَنْبَ زَمَانِي أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 989 - إِذَا اللَّهُ لَمْ يُسْعِدْكَ فِيْمَا تَرُوْمُهُ ... فَلَيْسَ عَلَى مَا تَبْتَغِيْهِ سَبِيْلُ ¬
أَبُو فِرَاسٍ بن حَمْدَانَ: [من الطويل] 990 - إِذَا اللَّهُ لَمْ يُنْقِذْكَ مِمَّا تَخَافُهُ ... فَلَا الدِّرْعُ مَنَّاعٌ وَلَا السَّيْفُ قَاضِبُ هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ كَتَبَ بِهَا إِلَى أخيَّه أَبِي الهَيْجَاءِ. . . . وَيَذْكِرُ قَوْمًا سَفَهُوا رَأْيَهُ فِي الثَّبَاتِ يَوْمَ أُسِرَ وَيَفْتَخِرُ، أوَّلُهَا: أَثَبَّكَ أنِّي لِلصَّبَابَةِ صَاحِبُ ... وَلِلنَّوْمِ مُذْ زَالَ الخَلِيْطُ مُجَانِبُ وَمَا أَدَّعِي أَنَّ الخُطُوْبَ فَجِئْنَنِي ... لَقَدْ خَبِرَتْنِي بِالفِرَاقِ النَّوَاعِبُ وَمَا هَذِهِ فِي الحُبِّ أوَّلُ مَرَّةٍ ... أَسَاءَتْ إِلَى قَلْبِي الظُّنُوْنُ الكَوَاذِبُ عَلَى الرَّبْعِ العَامِرِيَّةِ وقْفَةٌ ... تَمُلّ عَلَى الشَّوْقِ وَالدَّمْعُ سَاكِبُ وَمَنْ حبُّ الدِّيَارِ لأَهْلِهَا ... وَلِلنَّاسِ فِيْمَا يَعْشَقُوْنَ مَذَاهِبُ تَكَاثَر لُوَّامِي عَلَى مَا أَصَابَنِي ... كَأَنْ لَمْ يَنُبْ إِلَّا بِأَسْرِي النَّوَائِبُ أَلَمْ يَعْلَم الأَقْوَامُ أَنَّ بَنِي الوَغَا ... كَذَاكَ سَلِيْبٌ بِالرِّمَاحِ وَسَالِبُ وَإنَّ وَرَاءَ الحَزْمِ فِيْهَا وَدُوْنَهُ ... مَوَاقِفُ تُنْسَى عِنْدَهُنَّ التَّجَارِبُ أَرَى مِلْءَ عَيْنَيَّ الرَّدَى وَأَخُوْضُهُ ... إِذِ المَوْتُ قُدَّامِي وَخَلْفِي المَعَائِبُ رَمَتْنِي عُيُوْنُ النَّاسِ حَتَّى أَظُنَّهَا ... سَتَحْسِدُنِي فِي الحَاسِدِيْنَ الكَوَاكِبُ فَلَسْتُ أَرَى إِلَّا عَدُوًّا مُحَارِبًا ... وَآخَرُ خَيْرٌ مِنْهُ عِنْدِي المُحَارِبُ فَهُمْ يُطْعِنُوْنَ المَجْدَ وَاللَّهُ مُوْقِدٌ ... وَهُمْ يُنْقِصُوْنَ الفَضْلَ وَاللَّهُ وَاهِبُ وَيَرْجُوْنَ إِدْرَاكَ العُلَى بِنُفُوْسِهِمْ ... وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ المَعَالِي مَوَاهِبُ وَهَلْ يَدْفَعُ الإِنْسَانُ مَا هُوَ وَاقعٌ ... وَهَلْ يَعْلَمُ الإِنْسَانُ مَا هُوَ كَاسِبُ عَلَى طِلَابِ العِزِّ مِنْ مُسْتَقَرَّةٍ ... وَلَا ذَنْبَ لِي إِنْ حَارَدَتْنِي المَطَالِبُ وَعِنْدِيَ صِدْق الضَّرْبِ فِي كُلِّ مَعْرَكٍ ... وَلَيْسَ عَلَيَّ أنْ تَبِيْنَ المَضَارِبُ إِذَا اللَّهُ لَمْ يُحْرِزْكَ مِمَّا تَخَافَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَاَ سَابِقٌ مِمَّا تَنَحَّلْتَ سَابِقٌ ... وَلَا صَاحِبٌ مِمَّنْ تَخَيَّرْتَ صَاحِبُ ¬
عَلَيَّ لِسَيْف اِلدَّوْلَةِ القَرْمِ أَنْعُمٌ ... أَوَانِسُ لَا يَنْفِرْنَ عني رَبَائِبُ أَأَجْحَدُهُ إِحْسَانُه فِيَّ إنَّنِي ... لَكَافِرٌ نُعْمَى إِنْ فَعَلْتُ مُوَارِبُ فَمَا شَكَّ قَلْبِي سَاعَةً فِي اعْتِقَادِهِ ... وَلَا شَابَ قَلْبِي قَطّ فِيْهِ الشَّوَائِبِ يُؤَرِّقُنِي ذكْرَى لَهُ وَصَبَابَةٌ ... وَيَجْذِبُنِي شَوْقًا إِلَيْهِ الجَوَاذِبُ فَلَا أَلْبسُ النُّعْمَى وَغَيْركَ مُلْبِسٌ ... وَلَا أَقْبَلُ الدُّنْيَا وَغَيْركَ وَاهِبُ وَلَا أَنَا رَاضٍ أنْ كَثُرْنَ مَكَاسِبي ... إِذَا لَمْ تَكُنْ بِالعِزِّ تِلْكَ المَكَاسِبُ وَلَا السَّيِّدُ القَمْقَامُ عِنْدِي سَيِّدٌ ... إِذَا استَنْزَلَتْهُ عَنْ عُلَاهُ الرَّغَائِبُ أَخٌ لَا بِذِمَّتِي للَّهِ فَقْدَانَ مِثْلِهِ ... وَأَيْنَ لَهُ مِثْلِي وَأَيْنَ المُقَارِبُ تَجَاوَزَتِ القُرْبَى المَوَدَّةُ بَيْنَنَا ... فَأَصبَحَ أَدْنَى مَا تُعِدُّ المَنَاسِبُ أَلَا إنَّنِي حُمِّلْتُ هَمِّي وَهَمَّهُ ... وَإِنْ أَخِي نَاءَ عَنِ الهَمِّ عَازِبُ فَمَنْ لَمْ يَجُد بالنفسِ دُوْنَ حبيبِهِ ... فَمَا هُوَ إِلَّا مَاذِقُ الوُدِّ كَاذِبُ المَعَرِّيُّ: [من البسيط] 991 - إِذَا اللُّيُوْثُ تَوَلَّتْهَا مَنَاحِسُهَا ... فَمَا يَخَافُ هُجُوْمَ الغَابَةِ النَّقَدُ بَعْدهُ: وإن ثَعَالَةُ وَافَتْهُ سَعَادَتهُ ... تَخَيَّلَ اللَّيْثُ مَعَهُ أَنَّهُ أسَدُ وَالمَرْءُ مَا دَامَ حَيًّا يُستَهَانَ بِهِ ... وَيُعْرَفُ الرُّزْءُ فِيْهِ حِيْنَ يُفْتَقَدُ الحَارثُ بن مصُرّف: [من البسيط] 992 - إِذَا اللَّئِيْمُ رَجَا مَا فَاتَ وَالِدَهُ ... مِنَ المَكَارِمِ لَمْ يُدْرِكْ بِهِ الطَّلَبُ بَعْدهُ: إِذَا المَكَارِمَ لَمْ يُوْجَدْ لَهَا قِدَمٌ ... فِي سَالِفِ الدَّهْرِ لِمْ يُوْجَدْ لَهَا عَقِبُ السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من المتقارب] 993 - إِذَا المَالُ أَصبَحَ فِي البَاخِلِيْنَ ... فَإنَّ مُرَجِّي الغِنَى فِي تَعَبْ ¬
بَعْدهُ: فَمِنْ أَيْنَ يُبْلَغُ مَا يُشْتَهَى ... وَمِنْ أَيْنَ يُطْمَعُ فِيْمَا يُحِبُّ [من الطويل] 994 - إِذَا المَالُ لَمْ يَنْفَعْكَ إِلَّا بِخَزْنهِ ... فَبَرُّ بِلَادِ اللَّهِ مَالُكَ وَالبَحْرُ [من الطويل] 995 - إِذَا أَلِمَتْ نَفْسُ الوَزِيْرِ تَأَلَّمَتْ ... لَهَا أَنْفُسٌ تَحيَا بِهَا وَقُلُوْبُ بَعْدهُ: تَقَسَّمَتِ العَلْيَاءُ جِسْمَكَ كُلَّهُ ... فَمِنْ أَيْنَ فِيْهِ للسِّقَامِ نَصِيْبُ إبْرَاهِيْمُ بنُ حَسَّان الحَضْرمِيّ: [من الطويل] 996 - إِذَا المَرْءُ أَبْدَى غشَّهُ لِي شَاهِدًا ... فَشَاهِدُهُ عِنْدِي ظَنِيْنٌ وَغَائِبُه أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 997 - إِذَا المَرْءُ أَبْقَى بَيْنَ رَأْيَيْهِ ثُلْمَةً ... تُسَدُّ بِتَعْنِيْفٍ فَلَيْسَ بِحَازِمِ إبْرَاهِيْمُ الصُّوْليُّ: [من الطويل] 998 - إِذَا المَرْءُ أَثْرَى ثُمَّ ضَنَّ بِرِفْدِهِ ... فَدَعْهُ صَرِيْعَ اللُّؤْمِ تَحْتَ القَوَائِمِ بَعْدهُ: وَبَعْضُ انْتِقَامِ المَرْءِ يُزْرِي بِعِرْضِهِ ... وَإِنْ لَمْ تَقَع إِلَّا بِأَهْل الجرَائِمِ وَمِنْ هَذَا البَابِ حَدَّثَ المَدَائِنِيُّ قَالَ: أَذِنَ خَالِدُ بنُ للنَّاسِ يَوْمًا فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِيْلَةَ حَاجَةً فَمَنَعَهُ مِنْهَا فَقَالَ الرَّجُلُ (¬1): ¬
إِذَا المَرْءُ أَثْرَى ثُمَّ قَالَ لِقَوْمِهِ ... أَنَا السَّيِّدُ المُفْضَى إِلَيْهِ المُعَمَّمُ ولَمْ يُعْطِهِمْ خَيْرًا أَبَوا أَنْ يَسُوْدَهُمْ ... وَهَانَ عَلَيْهِمْ رُغْمُهُ وَهُوَ أَظْلَمُ قَالَ: فَرَدَّ خَالِدٌ وَقَضى حَاجَتَهُ. عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَر بن أَبِي طَالِبٍ: [من الطويل] 999 - إِذَا المَرْءُ أَثْرَى ثُمَّ لَمْ يَلْقَ نَفْعُهُ ... صَدِيْقًا فَلَاقَتْهُ المَنِيَّةُ أَوَّلَا لَبِيْدٌ: [من الطويل] 1000 - إِذَا المَرْءُ أَسْرَى لَيْلَةً ظَنَّ أنهُ ... قَضَى وَطَرًا وَالمَرْءُ مَا عَاشَ آمِلُ يُقَالُ: إِنَّ هَذَا أَحْكَمُ بَيْتٍ قَالتهُ العَرَبُ. شَبِيْبُ بن البَرْصَاءِ: [من الطويل] 1001 - إِذَا المَرْءُ أَعْرَاهُ الصَّدِيْقُ بَدا لَهُ ... بِأَرْضِ الأَعَادِي بَعْضُ ألْوَانِهَا الرُّبْدِ أَعرَاهُ الصَّدِيْقُ أي تَرَكَهُ وَحْدَهُ يَقُوْلُ: إِذَا انْفَرَدَ الرَّجُلُ عَنْ أَصْحَابِهِ آذَاهُ عَدُوهُ وَلَقِيَهُ بِالدَّوَاهِي الرُّبْدِ وَهِيَ المُنْكَرَةِ وَالرُّبْدُ جَمْعُ أرْبَدٍ وَهُوَ المُتَغَيِّرُ. [من الطويل] 1002 - إِذَا المَرْءُ أَعْطَى نَفْسَهُ كُلَّ مَا اشْتَهَتْ ... وَلَمْ يَنْهَهَا تَاقَتْ إِلَى كُلِّ بَاطِلِ بَعْدهُ: وَسَاقَتْ إِلَيْهِ الإِثْمَ وَالعَارَ الَّذِي ... دَعَتْهُ إِلَيْهِ مِنْ حَلَاوَةِ عَاجِلِ المُعَلْوِطُ السَّعْدِيُّ: [من الطويل] 1003 - إِذَا المَرْءُ أَعْيَتْهُ المُرُوْءَةُ نَاشِئًا ... فَمَطْلَبُهَا كَهْلًا عَلَيْهِ شَدِيْدُ ¬
قَبْلهُ: مَتَى مَا يَرَى النَّاسُ الغَنِيَّ وَجَارُهُ ... فَقِيْرٌ يَقُوْلُوا عَاجِزٌ وَجَلِيْدُ وَلَيْسَ الغِنَى وَالفَقْرُ مِنْ حِيْلَةِ الفَتَى ... وَلَكِنْ أَحَاظٍ قُسِّمَتْ وَحُدُوْدُ فَمَا سَوَّدَ المَالُ اللَّئِيْمَ وَلَا دَنَا ... لِذَاكَ وَلَكنَّ الكَرِيْمَ يَسُوْدُ إِذَا المَرْءُ أَعْيَتْهُ. البَيْتُ أَبُو الأَسْوَدُ الدُّئَلِيُّ: [من الطويل] 1004 - إِذَا المَرْءُ أَعْيَا رَهْطَهُ فِي شَبَابِهِ ... فَلَا تَرْجُ مِنْهُ الخَيْرَ عِنْدَ مَشِيْبِ أنْشَدَ المُبَرَّدُ: [من الطويل] 1005 - إِذَا المَرْءُ أَغْنَى عَنْكَ حِنْوَيْهِ فَاجْتَنِب ... مَعَرَّةَ أَمْرٍ أَنْتَ عَنْهُ بِمَعْزِلِ [من الطويل] 1006 - إِذَا المَرْءُ أَفْشَى سِرَّهُ بِلِسَانِهِ ... وَلَامَ عَلَيْهِ غَيْرَهُ فَهُوَ أَحْمَقُ بَعْدهُ: إِذَا ضَاقَ صَدْرُ المَرْءُ عَنْ سرِّ نَفْسِهِ ... فَصَدْرُ الَّذِي يُسْتَوْدعُ السرَّ أَضْيَقُ وَقَدْ ضَمَّنَهُ العَتْبِيُّ فِي أَبْيَاتٍ لَهُ ذُكِرَتْ فِي التَّرْجَمَةِ بِبَابِ التَّضمِيْنِ فتطْلَبُ مِنْ هُنَاكَ. ظَفَرُ بن الحَارثِ العَبْدَلِيّ: [من الطويل] 1007 - إِذَا المَرْءُ أَلْفَى وَالِدَيْهِ كِلَيْهِمَا ... عَلَى الذَّمِّ فَاعْذِرْهُ إِذَا خَابَ رَائِدُه قَبْلهُ: ¬
وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاس أَنْ لَا تَلُوْمَهُ ... عَلَى الشَّرِّ مَنْ لَمْ يَفْعَلِ الخَيْرَ وَالِدُه إِذَا المَرْءُ أَلْفَى وَالِدَيْهِ. البَيْتُ [من الطويل] 1008 - إِذَا المَرْءُ أَلْقَى عِنْدَهُ الشَّيْبُ رَحْلَهُ ... وَلَمْ يَبْلُغِ العَلْيَاءَ ضَاعَ شَبَابُهُ [من الطويل] 1009 - إِذَا المَرْءُ أَوْلَاكَ الجمِيْلَ فَجَازِهِ ... فَإِنْ لم يَكُنْ مَالٌ فَجَازِهِ بِالشُّكْرِ أَوْسُ بن حَبْنَاءَ التَّمِيْمِيُّ: [من الطويل] 1010 - إِذَا المرْءُ أَوْلَاكَ الهَوَانَ فَأَوْلِهِ ... هَوَانًا وَإِنْ كَانَتْ قَرِيْبًا أَوَاصِرُهُ بَعْدهُ: وَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَقْدرْ عَلَى أَنْ تُهِيْنَهُ ... فَدَعْهُ إِلَى اليَوْمِ الَّذِي أَنْتَ قَادِرُه وَقَارِبْ إِذَا لَمْ تَكُنْ لَكَ قدْرَةٌ ... وَصمِّمْ إِذَا أَيْقَنْتَ أَنَّكَ عَاقِرُه وَلَا تَظْلِمِ المَوْلَى وَلَا تَضَعِ العَصَا ... عَنِ الجهْلِ إِنْ طَارَتْ إِلَيْهِ بَوَادِرُه [من الطويل] 1011 - إِذَا المَرْءُ ذُو القُرْبَى وَذُو الضِّغْنِ أَجْحَفَتْ ... بِهِ سَنَة سَلَّتْ مُصِيْبَتُهُ حِقْدِي أَبُو هِلَال بن سَهْلٍ: [من المتقارب] 1012 - إِذَا المَرْءُ زَيَّنَهُ فِعْلُهُ ... فَلَيْس الهِجَاءُ لَهُ شَائِنَا بَعْدهُ: وَمنْ شَانَهُ قُبْحُ أَفْعَالِهِ ... فَلَيْسَ المَدِيْحُ لَهُ زَائِنَا ¬
وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ ذَرِيْح بن جَابِرٍ الغَيْدَاقِيّ وَتُرْوَى لِلْحَلَّاجِ بن عَبْدَ اللَّهِ السَّدُوْمِيّ (¬1): إِذَا المَرْءُ عَادَى مَنْ يوَدُّك صَدْرُهُ ... وَسَالَمَ مَا اسْطَاعَ الَّذِيْنَ تُحَارِبُ فَلَا تَفْلِهِ عما يَحِنُّ ضَمِيْرهُ ... فَقَدْ جَاءَ مِنْهُ بِالشَّنَاءَةِ رَاكِبُ وَمِنْهُ قَوْلُ صَعْصعَةَ بن نَاحِيَةَ جَدّ الفَرَزْدَقِ (¬2): إِذَا المَرْءُ عَادَى مَنْ يُوُدِّك صَدْرُهُ ... وَكَانَ لِمَنْ عَادَيْتَ خَدْنًا مصَافِيَا فَلَا تَفْلِهِ عما لَدَيْهِ فَإِنَّهُ ... عَدُوٌّ وَإِنْ كَانَ ابنَ عَمِّكَ دَانِيَا البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1013 - إِذَا المَرْءُ لَمْ تَبْدَهْكَ بِالحَزْمِ كلِّهِ ... قَرِيْحَتُهُ لَمْ تُغْنِ عنك تَجَارِبُه أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 1014 - إِذَا المَرْءُ لَمْ تَسْتَخْلِصِ الحَزْم نَفْسُهُ ... فَذِرْوَتُهُ لِلْحَادِثَاتِ وَغَارِبُه قَوْلُ أَبِي تَمامٍ هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ بقول مِنْهَا: ذَرِيْني وَأَهْوَالُ الزَّمَانُ أَفَانَها ... فَأَهْوَالهُ العُظْمَى تَلَتْهَا رَغَائِبُه أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الزِّمَاعَ عَلَى السُّرَى ... أَخُو النَّجْحِ عندَ الحَادِثَاتِ وَصَاحِبُه وَرَكْبٍ كَأَمْثَالِ الأَسِنَّةِ عَرَّسُوا ... عَلَى مِثْلهَا فِي اللَّيْلِ تَسْطُو غَيَاهِبُه لأَمْرٍ عَلُيْهِمْ إِنْ يَتِمَّ صُدُوْرُهُ ... وَلَيْسَ عَلَيْهِمْ أَنْ تَتُمَّ عَوَاقِبُه وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن مُحَمَّد بن أَرِسْلَانَ بن مُحَمَّد المَرُوْزِيّ قُتِلَ فِي الوَقْعَةِ الخوارزمشاهيَّةِ فِي رَبِيْعِ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِيْنَ وَخَمْسَمِائَة (¬1): ¬
إِذَا المَرْءُ لَمْ تغنِ العُفَاةَ صَلَابُهُ ... وَلَمْ تُرْغِمِ القَوْمَ العِدَى سَطَوَاتِهِ وَلَمْ يُرْضِ فِي الدُّنْيَا صدَيْقًا وَلَمْ يَكُنْ ... شَفِيْعًا لَهُ فِي الحَشْرِ مِنْهُ نَجَاتُهُ فَإنْ شَاءَ فَلْيَهِلِكْ وَإِنْ شَاءَ فَلْيَمُتْ ... فَسِيَّانِ عِنْدِي مَوْتَهُ وَحَيَاتُهُ عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: [من الطويل] 1015 - إِذَا المَرْءُ لَمْ تَقْرَحْ بُطُوْنُ جُفُوْنهِ ... فَمَا قَرِحَتْ فِي الجسْمِ مِنْهُ الجَّوَانحُ قَبْلهُ: نُزُوْلُ الهَوَى سَقْمٌ عَلَى المَرْءِ فَادِحٌ ... وَفِي بَدَنِي لِلحُبِّ دَاعِ وَصَائِحُ تَرَى أَنَّ لِي ذَنْبًا إِذَا قُلْتُ منبتًا ... لِمِنَ عَادَنِي فِي الحُبِّ أَنِّي صَالِحُ وَمَا السَّانِحَاتُ البَارِحَاتُ نَوَائِحٌ ... وَلَكنَّ أَعْضاءَ المُحِبِّ نَوَائِحُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 1016 - إِذَا المَرْءُ لَمْ تَهْدِمْ عُلَاهُ حَيَاتُهُ ... فَلَيْسَ لَهَا المَوْتُ الجَلِيْلُ بِهَادِمِ هَذَا البَيْتُ مِنَ القَصِيْدَةِ الَّتِي يَقُوْلُ فِيْهَا: بَنِي مَالِكٍ قَدْ نَبَهَت خَامِلَ الثّرَى ... قُبُوْرٌ لَكُمْ مُسْتَشْرِقَاتِ المَعَالِمِ مَتَى تُرِع هنا المَوْتُ نَفْسًا بَصيْرَةً ... تَجِدْ عَادِلًا مِنْهُ شَبِيْهًا بِظَالِمِ [من الطويل] 1017 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَبْذِلْ لَكَ الوُدَّ مُقْبِلًا ... مَدَى الدَّهْرِ لَمْ يَبْذُلْ لَكَ الوُدَّ مُدْبِرَا كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 1018 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَبْذُلْ مِنَ الوِدِّ مِثْلَ مَا ... بَذَلْتُ لَهُ فَاعْلَمْ بِأَنِّي مُفَارِقُه ¬
بَعْدهُ: فَلَا خَيْرَ فِي وُدِّ امْرِئٍ مُتَكَارِهٍ ... عَلَيْكَ وَلَا فِي صَاحِبٍ تُوَافِقُه فَإِنْ شِئْتَ فَارْفضهُ فَلَا خَيْرَ عِنْدَهُ ... وَإِنْ شِئْتَ فَاجْعَلْهُ صدِيْقًا تُمَاذِقُه البَبَّغَاءُ: [من الطويل] 1019 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَبْنِ افْتِخَارًا لِنَفْسِهِ ... تَضَايَقَ عَنْهُ مَا ابْتَنَتْهُ جُدُوْدُهُ بَعْدهُ: وَلَا خَيْرَ فِيْمَنْ لَا يَكُوْنُ طَرِيْقُهُ ... دَلِيْلًا عَلَى مَا شَادَ قِدْمًا تَلِيْدُهُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ عَمْرو بن العَاصِ (¬1): إِذَا المَرْءُ لَمْ يَتْرِكَ طَعَامًا يُحِبُّهُ ... وَلَمْ يَعْصِ قَلْبًا غَاوِيًا حَيْثُ يَمَّمَا قَضَى وَطرًا مِنْهُ يَسِيْرًا وَأَصْبَحَتْ ... إِذَا ذُكِرَتْ أَمْثَالهُ تَمْلأُ الفَمَا وَأنْشَدَ أَبُو بَكْرٍ بن الأَنْبَارِيّ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبِي رَحَمَهُ اللَّه (¬2): إِذَا المَرْءُ لَمْ يَتْرِكَ طَعَامًا يُحِبُّهُ ... وَلَمْ يَنْهَ قَلْبًا غَاوِيًا حَيْثُ يَمَّمَا فَلَا بُدَّ أنْ يَلْقَى لَهُ الدَّهْرُ سُبَّةً ... إِذَا ذُكِرَتْ أَمْثَالهَا تَمْلأُ الفَمَا وإنما ذكرنا ذلك لتغاير ألفاظ البيتين في الروايتين. [من المتقارب] 1020 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَتَّهِمْ رَأْيَهُ ... عَلَيْهِ أَمَالَ عَلَيْهِ التُّهَم البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1021 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَجْعَلْ غِنَاهُ ذَرِيْعَةً ... إِلَى سُؤْدَدٍ فَاعْدُدْ غِنَاهُ مِنَ العَدَمِ ¬
أَبُو الأَسْوَدُ الدُّئْلِيُّ: [من الطويل] 1022 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يُحْبِبْكَ إِلَّا تَكَرُّهًا ... بَدَا لَكَ مِنْ أَخْلَاقِهِ مَا يُغَالِبُ أُبَيُّ بن حُمَام العَبْسِيُّ: [من الطويل] 1023 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يُحْبِبْكَ إِلَّا تكَرُّهًا ... عِرَاضَ العَلُوْقِ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ بَاقِيَا عَرَاضُ العَلُوْقُ النَّاقَةُ تُعَضُّ عَلَى الفَحْلِ فلا تُرِيْدُهُ. [من الطويل] 1024 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يُحْبِبْكَ إِلَّا تكَرُّهًا ... فَدَعْهُ وَلَا يَعْجِزْ عَلَيْكَ التَّحَوُّلُ بَعْدهُ: فَفِي الأَرْضِ أَكْفَاءٌ وَفِيْهَا مَرَاغِمٌ ... عَرِيْضٌ لِمَنْ يَخْشَى الهَوَانَ وَمَرْحَلُ تَأَبَّطَ شَرًّا وَاسْمُهُ غَيْلَان: [من الطويل] 1025 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَحْتَلْ وَقَدْ جَدَّ جَدُّهُ ... أَضَاعَ وَقَاسَى أَمْرَ وَهُوَ مُدْبِرُ بَعْدهُ: وَلَكنْ أَخُو الحَزْمِ الَّذِي لَيْسَ نَازِلًا ... بِهِ الخَطْبُ إِلَّا وَهُوَ لِلقَصْدِ مُبْصِرُ فَذَاكَ قَرِيْعُ الدَّهْرِ مَا عَاشَ حُوَّلٌ ... إِذَا سُدَّ مِنْهُ مِنْخَرٌ جَاشَ مِنْخَرُ يَحيَى بنُ زِيَادٍ: [من الطويل] 1026 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَحْفَظْ سَرِيْرَةَ نَفْسِهِ ... فَلَا تُفْشِيَنْ يَوْمًا إِلَيْهِ حَدِيْثَا يَحْيَى بنُ أَكْثَمٍ: [من الطويل] ¬
1027 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَخْتَرْ صَدِيْقًا مُوَافِقًا ... فَنَادِ بِهِ فِي النَّاسِ هَذَا جَزَاؤُهُ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَقَارِنْ إِذَا قَارَنْتَ حرًّا فَإِنَّهُ ... يُجَمِّلُ حَالَاتِ الفَتَى قُرَنَاؤُهُ وَوَازِرْ تَقِيًّا ذَا عَفَافٍ فَإِنَّهُ ... يَزِيْنُ وَيَزْرِي بِالفَتَى وُزَرَاؤُهُ وَلَنْ يَهْلِكَ الإنْسَانُ إِلَّا إِذَا ... أَتَى مِنَ الرَّأي مَا لَمْ يَرْضَهُ نُصَحَاؤُهُ وَلَو أَنَّ رَأْيَ النَّاسِ عِنْدَ أَمِيْرِهِمْ ... لَمَا كَانَ يَحْظَى عِنْدَهُ جُلَسَاؤُهُ وَلَكِنَّهُمْ يُعطُونَ فِيْمَا يَنُوْبُهُمْ ... مِنَ الرَّأي مَا يُرْضيْهِ عَنْهُمْ غَنَاؤُهُ وَكَمْ مِنْ صَدِيْقٍ كَانَ لِي غَيْرِ مُنْصِفٍ ... إِذَا جَاءهُ وَصْلِي أَتَانِي جَفَاؤُهُ سَرِيْعٌ تَجَنِّيْهِ قَلِيْل قُبُوْلهُ ... يُخَالِفُنِي فِي كُلِّ أَمْرٍ أَشَاؤُهُ إِذَا المَرْءُ لَمْ يَطْلِبْ صَدِيْقًا مُوَافِقًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ قَلَّ بَهَاؤُهُ ... وَضَاقَتْ عَلَيْهِ أَرْضُهُ وَسَمَاؤُهُ وَأَصْبَحَ لَا يَدْرِي وَإِنْ كَانَ حَازِمًا ... أَقُدَّامهُ خَيْرٌ لَهُ أَمْ وَرَاؤُهُ ولَمْ يَمْضِ فِي وَجْهٍ مِنَ الأَرْضِ وَاسِعٍ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا ضَاقَ عَنْهُ فَضَاؤُهُ إِذَا قَلَّ مَالُ الشَّيْخِ لَمْ يَرْضَ عَقْلَهُ ... بَنُوْهُ ولَمْ يَغْضَب ولَهُ أَقْرِبَاؤُهُ وَهَانَ عَلَى مَنْ كَانْ فِيْهِمْ مُوَقَّرًا ... وَطَالَ عَلَيْهِمْ قُرْبُهُ وَبَقَاؤُهُ وَإِنْ غَابَ لَمْ يَشْتَقْ إِلَيْهِ خَلِيْلُهُ ... وَإِنْ آبَ لَمْ يَفْرَحْ لَهُ أَنْسِبَاؤُهُ وَأَصْبَحَ مَرْدُوْدًا عَلَيْهِ كَلَامُهُ ... وَإِنْ كَانَ مَنْطِيْقًا قَلِيْلًا خَطَاؤُهُ يَقُوْلُ: إِذَا تَمَّ عَقْلُ المَرْءِ تَمَّتْ أُمُوْرُهُ ... وَتَمَّتْ أَيَادِيْهِ وَتَمَّ ثنَاؤُهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَقْلٌ تَبَيَّنْتَ نَقْصهُ ... وَإِنْ كَانَ ذَا مَالِ كَثِيْرًا عَطَاؤُهُ أَرَى الدَّاءَ يَشْفِيْهِ الدَّوَاءُ وَإِنَّنِي ... أَرَى الحُمْقَ دَاءً لَيْسَ يُرْجَى شِفَاؤُهُ إِذَا مَا تَعَنَّى المَرْءُ فِي إِثْرِ حَاجَةٍ ... فَأَنْجَحَ لَمْ يثقُل عَلَيْهِ عَنَاؤُهُ ¬
[من الطويل] 1028 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَخْزُنْ عَلَيْهِ لِسَانَهُ ... أَضَاعَ أَمَانَاتٍ وَلَاحَاهُ صَاحِبُ امْرُؤُ القَيْسِ: [من الطويل] 1029 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَخْزُنْ عَلَيْهِ لِسَانَهُ ... فَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ سِوَاهُ بِخَزَّانِ هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ أوَّلُهَا: قِفَا نَبْكِ مِنْ ذكْرَى حَبِيْبٍ وَعرْفَانِ ... وَرَسْم عَفَتْ آيَاتُهُ منْذُ أَزْمَانِ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي وَصْفِ فَرَسٍ: عَلَى هَيْكَلٍ يُعْطِيْكَ قَبْلَ سُؤَالِهِ ... أَفَانِيْنَ جَرْيٍ غَيْرِ كَزٍّ وَلَا وَانِ كَزٍ: حَافٍ. وانِ: ضَعِيْفٍ. ابْنُ هِنْدُو: [من الطويل] 1030 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يُدْلجْ إِلَى المَالِ لَمْ يَزَلْ ... عَنِ المَالِ مَقْطُوْع العُرَى وَالعَلَائِقِ اللَّجْلَاجُ الحَارِثِيُّ: [من الطويل] 1031 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَدْنَسْ مِنَ اللُّؤْم عِرْضُهُ ... فَكُلُّ رِدَاءَ يَرْتَدِيْهِ جَمِيْلُ [من الطويل] 1032 - إذا المَرْءُ لَمْ يُرزَقْ خَلَاصًا مِنَ الأَذَى ... فَلَيسَ بِمَجْدٍ عُرْفُهُ وَالصَّنَائِعُ أَنْشَدَنِي عِزُّ الدِّيْنِ يُوْنسُ الخَطيْبِ بِالنِّيْلِ رَحَمَهُ اللَّهُ: يُعَاتِبُنِي مَنْ لَا يَهُوْنُ عِتَابهُ ... عَلَيَّ وَلَا أَنِّي بِذَلِكَ قَانِعُ وَلَكنَّ حَظِّي فِي المُوَدَّةِ نَاقِصٌ ... حُسْنُ فِعَالِي فِي المُوَدَّةِ ضَائِعُ إِذَا المَرْءْ لَمْ يُرْزَقْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
فَمَنْ لِي بِخلٍّ لَا يُقَلِّبُ قَلْبَهُ ... صَبُوْرٌ عَلَى اللأوَاءِ وَالصَّدْرُ وَاسِعُ إِذَا مَا بَدَى مِن صَاحِب زَلَّةٌ ... عَفَا وَأَغْضَى عَلَى مَكْرُوْهِهَا وَهُوَ ضَالِعُ فَذَاكَ الَّذِي يُرْجَى لِدَفْعِ مَلَمَّةٍ ... وَذَاكَ الَّذِي تَبْقَى لَدَيْهِ الوَادَائعُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيّ: [من الطويل] 1033 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَرْفَعْهُ جَدّ رَأَيْتَهُ ... حَقِيْرًا وَلَوْ أَنَّ الخَلِيْفَةَ جَدُهُ يَقُوْلُ بَعْدَهُ الغَزِّيُّ: وَمَا المَكْرُمَاتُ الغُرُّ إِلَّا ضَرَائِرٌ ... لِسَعي الَّذِي لَا يَحْمِلُ الحَكَّ جِلْدُهُ فَمَنْ ذلَّ فِي مَجْدِهِ عَزَّ مَالُهُ ... وَمَنْ ذلَّ فِي مَالِهِ عَزَّ مَجْدُهُ وَكُلٍّ عَلَى الأَيَّامِ يُرْجَى صَلاحهُ ... سِوَى حَاسِدٍ يَزْدَادُ بِالبرِّ حِقْدُهُ وَكُلُّ زَمَانٍ فِيْهِ فَرْدٌ يَسُوْسُهُ ... وهَذَا زَمَانٌ أَنْتَ لَا شَكَّ فَرْدُهُ [من الطويل] 1034 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَرْفَعْهُ مَفْخَرُ نَفْسِهِ ... فَمَا مَفْخَرُ الأَمْوَاتِ فِي النَّاسِ رَافِعُه بَعْدهُ: وَلَنْ يَنْبلُ الإْنْسَانُ إِلَّا بِنَفْسِهِ ... وَإِنْ كَرُمَتْ أَعْرَاقُهُ وَمَرَاجِعُه أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 1035 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَزْهَد وَقَدْ صُبِغَتْ لَهُ ... بِعُصْفُرِهَا الدُّنْيَا فَلَيْسَ بِزَاهِدِ هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ لأَبِي تَمَّامٍ يَمْدَحُ بِهَا الحُسَيْنَ مُحَمَّد القَاسَمِ بن شَبَانَةَ يَقُوْلُ مِنْهَا: سَقَتْهُ ذُعَافًا عَادَةُ الدَّهْرِ فِيْهُمُ ... وَسُمّ اللَّيَالِي فَوْقَ سَمِّ الأَسَاوِدِ وَقَالَتْ نِكَاحُ الحُبِّ يُفْسِدُ شَكْلهُ ... وَكَمْ نَكَحُوا حُبًّا وَلَيْسَ بِفَاسِدِ ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: وَأَرْوَعَ لَا يُلْقِي المَقَالِيدَ لامْرِئٍ ... وَكُلُّ امْرِىٍ يَرْمِي لَهُ بِالمَقَالِدِ لَهُ كبْرِيَاءُ المُشْتَرِي وَسُعُوْدُهُ ... وَسُوْرَةُ بَهْرَامٍ وَظَرْفُ عَطَارِدِ أَغَرُّ يَدَاهُ فُرْضِتَا كُلَّ طَالِبٍ ... وَجَدْوَاهُ وَقْفٌ فِي سَبِيْلِ المَحَامِدِ غَدَا قَاصِدًا لِلْحِمَى حَتَّى أَصابَهُ ... وَكَمْ مِنْ مُصِيْبٍ قَصْدَهُ غَيْر قَاصِدِ يَصُدُّ عَنِ الدُّنْيَا إِذَا عَنَّ سُؤْدَدٌ ... وَلَوْ بَرَزَتْ فِي زَيِّ عَذْرَاءَ نَاهِدِ إِذَا المَرْءُ لَمْ يَزْهَد. البَيْتُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ النَّسْنَاسِ أَحَدُ لُصُوْصِ بَنِي تَمِيْمٍ (¬1): إِذَا المَرْءُ لَمْ يُسرحْ سَوَامًا وَلَمْ يُرِحْ ... إِلَيْهِ وَلَمْ يُبْسطْ لَهُ الوَجْهُ صَاحِبُه فَالموتُ خَيْرٌ لِلفَتَى مِنْ حَيَاتِهِ ... فَقِيْرًا وَمِنْ مَوْلًى تُعافُ مَشَارِبُهُ وَلَمْ أَرَ مِثْلَ الفَقْرِ صاحَبَهُ الفَتَى ... وَلَا كَسَوَادِ اللَّيْلِ أَخْفَقَ طَالِبُه فَعِشْ مُعْذِرًا أَوْ مُتْ كَرِيْمًا فَإنَّنِي ... أَرَى المَوْتَ لَا يُبْقِي عَلَى مَنْ يُطَالِبُهُ [من الطويل] 1036 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يُسْرِع إِلَى فِعْلِ مُمْكِنٍ ... مِنَ الخَيْرِ لَمْ يَقْدِر عَلَى رَدِّ فَائِتِ أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الطويل] 1037 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَشْكُمْكَ فِي الوُدِّ مِثْلَهُ ... وَقَصَّرَ عما جِئْتَهُ فَهُوَ بَاخِسُ يَشْكُمْكَ أي يُعْطِكَ الشَّكْمُ وَالشَّكْدُ العَطَاءُ. بَعْدَهُ: وَإِنَّ أَخِي مَنْ لَا يَملّ خَلِيْقَتِي ... وَمَنْ لَا يَرَانِي قَائِمًا وَهُوَ جَالِسُ وَمَنْ هُوَ فِي جِدِّي وَمَيْعَةِ بَاطِلِي ... بَعِيْدٌ قربَ ضَاحك مُتَشَاوِسُ فَتًى يَنْصُفُ الخُلَّانَ فِي كُلِّ مَجْلِسٍ ... لَهُ صَدْرُهُ وَالمَسْنَدُ المُتَقَاعِسُ أخصَّكَ بِالقَوْلِ الَّذِي أَنْتَ أَهْلهُ ... وَإِنْ رَغمَتْ فِيْمَا أَقُوْلُ المَعَاطِسُ ¬
النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ: [من الطويل] 1038 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَطْلُبْ مَعَاشًا لِنَفْسِهِ ... شَكَا الفَقْرَ أَوْ لَامَ الصَّدِيْقَ فَأَكْثَرَا بَعْدَ قَوْلِ النَّابِغَةِ فَأَكْثَرَا: وَصَارَ عَلَى الأدنَيْنِ كلًّا وَأَوْشَكَتْ ... صِلاتُ ذَوِي القُرْبَى لَهُ أَنْ نَنْكُرَا فَسِر في بِلَادِ اللَّهِ وَالِتَمِس الغِنَى ... تَعِشْ ذَا يَسَارٍ أوْ تَمُوْتَ فَتعْذَرَا وَمَا طَالِبُ الحَاجَاتِ فِي كُلِّ وَجْهَةٍ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَنْ أَجَدَّ وَشَمَّرَا وَلَا تَرْضَى منْ علوت بِدُوْنٍ وَلَا تَنَمْ ... وَكَيْفَ يَنَامُ اللَّيْلَ مَنْ كَانَ مُعْسَرَا قَالَ بَعْضهُمْ: يَا بُنَيَّ مَنْ عَتَبَ عَلَى الزَّمَانِ وَاتَّكَلَ عَلَى صِلَةِ الإِخْوَانِ قَطَعَهُ صَدِيْقُهُ وَمَلَّهُ رَفِيْقُهُ وَظَفَرَ بِهِ الشَّامِتُوْنَ فَشَمِّرْ فِي البِلَادِ تَشْمِيْرِ المُرْتَادِ طَالِبًا الكَفَاف بِالقَنَاعَةِ وَالعَفَافِ تَعِشْ حَمِيْدًا وَتَمُتْ فَقِيْدًا وَأنْشَدَ: إِذَا المَرْءُ لَمْ يَطْلُبْ. الأَبْيَاتُ وَيُقَالُ هِيَ لِكَلَحْبَةَ العُرْنِيّ، وَتُنْسَبُ أَيْضًا إِلَى عُرْوَة بن الوَرْدِ، وَقِيْلَ هِيَ لأَبِي عَطَاءِ السِّنْدِيّ. [من الطويل] 1039 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يُعْتِقْ مِنَ المَالِ نَفْسَهُ ... تَمَلَّكَهُ المَالُ الَّذِي هُوَ مَالِكُه بَعْدهُ: [من الطويل] ألَا إِنَّمَا مَا لِي الَّذِي أَنَا مُنْفِقٌ ... وَلَيْسَ لِي المَالُ الَّذِي أَنَا تَارِكُه وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ بَعْضهُمْ (¬1): ¬
إِذَا المَرْءُ لَمْ يَعْرِفْ مَصَالِحَ نَفْسِهِ ... وَلَا هُوَ إِنْ قَالَ الأَخِلَّاءُ يَسْمَعُ فَلَا تَرْجُ مِنْهُ الخَيْرَ وَاتْركْهُ إِنَّهُ ... بِأَيْدِي الحَادِثَاتِ سَيُصْفَعُ 1040 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَعْطِفْ عَلَى قَدْرِ حَالِهِ ... مَطَامِعَهُ أَضْحَى وَأَمْسَى مُوَلَّهَا الكَلْحَبَةُ العُرَنِيُّ: [من الطويل] 1041 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَغْشَ الكَرِيْهَةَ أَوْشَكَتْ ... حِبَالُ الهُوَيْنَا بِالفَتَى أَنْ تَقَطَّعا قَبْلهُ: أَمَرْتهُمْ أَمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى ... وَلَا أَمْرَ لِلْمَعْصِيَّ إِلَّا مضَيَّعَا إِذَا المَرْء لَمْ يَغْشَ الكَرِيْهَةَ. البَيْتُ هُوَ الكَلْحَبَةُ العُرَنيّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ هُبَيْرَةَ بن أَقْرَمَ بن عَبْدِ مَنَافِ بن عَرِيْن بنُ ثَعْلَبَةَ بن يَرْبُوْع بن حَنْظَلَةَ بن مَالِكَ بن زَيْدِ مَناةَ بن تَمِيْمٍ بن مُرِّ. يُقَالُ كَلحَبَ فِي وَجْهِهِ إِذَا بَسَرَ وَكَلَحَ. المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 1042 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَغْلِبْ مِنَ الغَبْظِ سَوْرَةً ... فَلَيْسَ وَإِنْ فَضَّ الصفَا بِشَدِيْدِ قَيْسُ بنُ الخَطِيْمِ: [من الطويل] 1043 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يُفْضِلْ وَلَمْ يَلْقَ نَجْدَةً ... مَعَ القَوْمِ فَلْيَقْعُدْ بِصُغْرٍ وَيَبْعَدِ يُفْضلُ مِنَ الإِفْضالِ وَيَفْضُلُ مِنَ الفَضْلِ. يَقُوْلُ مِنْهَا: وَذِي شِيْمَةٍ عَسْرَاءَ يَكْرَهُ شِيْمَتِي ... فَقُلْتُ لَهُ دَعْنِي وَنَفسَكَ أَرْشُدِ فَإِنِّي أَغْنَى النَّاسِ عَنْ كُلِّ وَاعِظٍ ... يَرَى النَّاسَ ضلَّالًا وَلَيْسَ بِمُهْتَدِي ¬
[من الطويل] 1044 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يُقْدَر لَهُ مَا يُرِيْدُهُ ... رَضي بِالَّذِي يُقَضَى لَهُ شَاءَ أَمْ أَبَى بَعْدهُ: وَمَن يَمْنَع المَاءِ الزُّلَالَ يَمْتَنِعْ ... عَنِ الشُّرْبِ مِنْ سُوْرِ الكِلَابِ تَعَطَّبَا طَلَبَ بَعْضَهُمْ أَمْرًا كَبيْرًا فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ فَرَضى بِصَغِيْرٍ فَقِيْلَ لَهُ أَطَلَبْتَ مَاءً زُلَالًا ثُمَّ شربْتَ رَنْقًا، فَتَمَثَّل بِهَذَيْنَ البَيْتَيْنِ. [من الطويل] 1045 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَقْنَ الحَيَاءَ إِذَا رَأَى ... مَطَامِعَ عِرْضٍ دَنَّسَتْهُ المَطَامِعُ يَقَنَ مِنْ يَقْنِي وَيَقْنُ مِنْ قَنَا يَقْنُو وَهُوَ قَلِيْلُ الاسْتِعْمَال. [من الطويل] 1046 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يُكْرِمْ بَنِي المُصْطَفَى لَهُ ... وَإِنْ قَصَّرُوا فِي أَمْرِهِ فَهُوَ جَاهِلُ [من الطويل] 1047 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَمْدَحْهُ حُسْنُ فَعَالِهِ ... فَلَيْسَ لَهُ وَاللَّهِ مَا عَاشَ مَادحُ [من الطويل] 1048 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَمْدَحْهُ حُسْنُ فَعَالِهِ ... فَمَادِحُهُ يَهْذِي وَإِنْ كَانَ مُفْصِحَا عَلِيّ بن مسهرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 1049 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَنْظُر مَصَادِرَ وِرْدِهِ ... فَسِيَّانِ فِي أَفْعَالِهِ الهَزْلُ وَالجدُّ بعده: وإن هو لمّا تَعلِهِ يَدُ كسبِهِ ... فَلَم يُعلهِ ما وَرَّثَ الأَبُ والجَدُّ ¬
ابْنُ هَرْمَةَ: [من الطويل] 1050 - إِذَا المَرْءُ لَمْ يَنْفَعْكَ حَيًّا فَنَفْعُهُ ... أَقَلُّ إِذَا رُصَّتْ عَلَيْهِ الصَّفَائِحُ قَبْلهُ: وَلِلنَّفْسِ تَارَاتٌ تَحلُّ بِهَا العُرَى ... وَتَسْخُو عَنِ المَالِ النُّفُوسُ الشَّحَائِحُ لأَيِّ زَمَانٍ يَخَبَأُ المَرْءُ نَفْعَهُ ... غَدًا فَغَدًا فَالمَوْتُ غَادٍ وَرَائِحُ إِذَا المَرْءُ لَمْ يَنْفَعْكَ حَيًّا. البَيْتُ لَمَّا وُلِيَ المَنْصوْرُ مَعْنَ بن زَائِدَةَ أَذَرْبِيْجَانَ قَصَدَهُ قَوْمٌ مِنْ أهْلِ الكُوْفَةِ فَلَمَّا دَخلُوا عَلَيْهِ وَثَبَ عَلَى أَرِيْكَتِهِ وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: إِذَا نَوْبَةٌ نَابَتْ صَدِيْقَكَ فاعتم ... مَرَمَّتَهَا فَالدَّهْرُ بِالنَّاسِ قُلَّبُ فَأَحْسَنُ ثَوْبَيْكَ الَّذِي أَنْتَ مُلْبِسٌ ... وَأحْسَنُ مُهْرَيْكَ الَّذِي هُوَ يَرْكَبُ وَبَادِرْ بِمُعْرُوْفٍ إِذَا كُنْتَ قَادِرًا ... حَذَارِ زَوَالٍ أو غِنًى عَنْكَ يَعْقبُ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا لابنِ عَمّكَ ابن هَرَمَةَ قَالَ هَاتِ فَأَنْشَدَ: وَلِلنَّفْسِ تَارَاتٌ. . . الأَبْيَاتُ. قَالَ أَحْسَنْتَ وَاللَّهِ وَإِنْ كَانَ الشّعْرُ لِغَيْرِكَ يَا غُلَامُ أَعْطِهِمْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ لِيَسْتَعِيْنُوا بِهَا عَلَى أُمُوْرِهِمْ إِلَى أَنْ يَتَهَيَأَ لَنَا فِيْهِمْ مَا يَزِيْدُ فَقَالَ الغُلَامُ يَا سَيِّدِي أَعْطِيْهِمْ دَنَانِيْرَ أَمْ دَرَاهِمَ فَقَالَ مَعْنٌ لَا تَكُنْ هِمَّتُكَ أَرْفَعُ مِنْ هِمَّتِي صَغِّرْهَا لَهُمْ فَأَعْطَاهُمْ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ. نَاهِضٌ الكِلَابِيّ: [من الطويل] 1051 - إِذَا المَرْءُ لَمْ ينْهَضْ فَيثأَرْ بِعَمِّهِ ... فَلَيْسَ يُجَلِّي العَارَ بِالهَذَيَانِ السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من الطويل] ¬
1052 - إِذَا المَرْءُ مَضَّتْهُ قَذَاةٌ بِطَرْفِهِ ... فَغَيْرُ مَلُوْمٍ إِنْ رَمَاهَا بِحَاذِفِ [من الطويل] أَبْيَاتُ السَّيِّدِ الرَّضِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: أَقُوْلُ لَهُ بَيْنَ الغَدِيْرَيْنِ وَالنَقَا ... سَوَادُ الدُّجَى بَيْني وَبَيْنَ المَنَاصفِ أَمَامَكَ إِنَّ الخَوْفَ حَادٍ مُشَمِّرٌ ... وَمَا لِلْمَطَايَا مِثْل حَادِي المَخَاوِفِ وَأَشْمَمْتُهَا رَمْلَ الأُنَيْعَمِ غُدْوَةً ... فَسَافَتْ بِأنْفٍ مُنْكرٍ غَيْر عَارِفِ أُحَمِّلُهَا الشَّوْقَ القَدِيْمَ فَتَنْبَرِي ... باخْلَادِ عَانَى القَلْبُ جَمَّ المَشَاعِفِ كَثيْرُ التَّعَافِ الطَّرْفِ فِي كُلِّ مَذْهَبٍ ... بِأَنَّهُ مَصْدُوْرٍ عَلَى البَيْنِ لَاهِفِ عَقَقْنَا بِأَرْقَالِ المَطِيِّ وَطَالَمَا ... صَبَرْنَا عَلَى ضَيْمِ العِدَى وَالمَخَاسِفِ وَمَا سَرَّني أَنْ أقِيْمَ عَلَى الأَذَى ... وَأَنِّى بِدَارِ الهَوْنِ بَعْضُ الخَلَائِفِ إِذَا طَلعَت النقبَ وَاللَّيْلُ دُوْنَهُ ... أمِنْتُ العِدَى ألَّا تَلَفَّتَ خَائِفِ نَجَوْتُ فَكَمْ مِنْ عَضَّةٍ في أَنَامِلٍ ... عَلَيْكَ وَلَهْفٍ مِنْ قُلُوبٍ لَوَاهِفِ أتوْعِدُنِي بِالقَارِعَاتِ بجيلةٌ ... لقد ذلَّ مَنْ عَرَّضْتُمُ لِلْمَتَالِفِ مَجَاهِيْلُ أَغْفَالٌ إِذَا مَا تَعَرَّفُوا ... بِأَحْسَابِهِمْ أَنكَرَتْهُمْ بِالمَعَارِفِ عَجِبْتُ لِذِي لَوْنَيْنِ خَالَطَ شِيْمَتِي ... فَكَشَفْتُ مِنْهُ مُخْزِيَاتِ المَكَاشِفِ ضَمَمْتُ يَدِي مِنْهُ وَكَانَتْ غَبَاوَةً ... عَلَى ضَرْبٍ مَرْدُوْدٍ مِنَ الوَرقِ زَائِفِ نَبَذْتُكَ نَبْذ الشنّ بَعْدَ انْفِصَامِهَا ... وَإِنِّي لَمِخْدَامِ القَرِيْنِ المُخَالِفِ إِذَا المَرْءُ مَضَّتْهُ قَدَاةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا أَنْتَ مِنْ حَذْمِي فَيَرْجع رَاجِعٌ ... مِنَ الرَّحْمِ البَلْهَاءِ بَعْضُ العَوَاطِفِ حَلَفْتُ بمن عج المُلَبُّوْنَ بِاسْمِهِ ... عَجِيْجَ المَطَايَا مِنْ مُنًى وَالمَوَاقِفِ لأعْرَاضِكُمْ عِنْدِي أَشَدُّ مَهَانَةً ... مِنَ الحَنْظَلِ العَامِي عِنْدَ النَّوَاقِفِ دَعُوا السَّلَفَ القَمْقَامَ تَسْرِي رِفَاقهُ ... لِنَيْلِ المَعَالِي وَأَقْعَدُوا فِي الخَوَالِفِ ¬
وَمِنْ بَابِ (إِذَا المَرْءُ) قَوْلُ سُلَيْمَان بن رَبْعِيٍّ وَيُرْوَى لِلأُقَيْشِرِ (¬1): إِذَا المَرْءُ وَفَّى الأَرْبَعِيْنَ وَلَمْ يَكُنْ ... لَهُ دُوْنَ مَا يَأْتِي حَيَاءٌ وَلَا سِتْرُ فَدَعْهُ وَلَا تَنْفَس عَلَيْهِ الَّذِي أَتَى ... وَإِنْ مَدَّ أَسْبَابَ الحَيَاةِ لَهُ الدَّهْرُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الأَعْوَرُ الشَّنِّيُّ (¬2): إِذَا المَرْءُ قَصَّرَ ثُمَّ مَرَّتْ ... عَلَيْهِ الأَرْبَعُونَ مِنَ الحَوَالِي وَلَمْ يَلْحقْ بِصالِحِهِمْ فَدَعْهُ ... فَلَيْسَ بِلَاحِقٍ أُخْرَى اللَّيَالِي وَمِنَ البَابِ الَّذِي يَتْلُوْهُ قَوْلُ أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن إِدْرِيْسَ الشَّافِعِيّ الطَّلَبِيّ وَقَدْ نَسَبَهَا يَاقُوْتُ الحَمْوِيّ إِلَى أَبِي يَعْقُوْب الأَصْفَهَانِي التّمّار وَهُوَ الأَصَحّ (¬3): إذا المشكلاتُ تَصدِّيْنَ لِي ... كَشَفْتُ حَقَائِقَهَا بِالنَّظَر مَخِيْلُ الصَّوَابِ ... عَمْيَاءُ لا يَجْتَلِيْهَا البَصَر مُقَنَّعَة بِظَلَامِ الغُيُوْبِ ... سَلَلْتُ عَلَيْهَا حُسَامَ الفِكَر في الرِّجَالِ ... أُسَائِلُ هَذَا وَذَا مَا الخَبَر؟ وَلَكِنَّنِي وَافِرُ الأَصغَرَيْنِ ... أَقِيْسُ عَلَى مَا مَضَى مَا حَضر 1053 - إِذَا المَقَادِيْرُ لَمْ تُقْبَلْ مسَاعدَةً ... عَلَى بُلُوْغِ المنَى لَمْ تَنْفَعِ الهِمَمُ فِي المَثَلِ إِذَا جَاءَ الحِيْنُ حَارَتِ العَيْن. وَقَالَ ابْنُ عَيَّاشٍ: إِذَا جَاءَ القَدَرُ غَشِيَ البَصَرُ. [من البسيط] 1054 - إِذَا المَكَارِمُ فِي آفَاقِنَا ذُكرَتْ ... فَإنَّمَا بِكَ فِيْهَا يُضْرَبُ المَثَلُ ¬
الحَارِثُ بن مصرّفٍ: [من البسيط] وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبِي الفَوَارِسِ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ ابْنُ سَعِيْدِ الصَّيفيّ يَمْدَحُ صَدَقَةَ عِنْدَ وُصُوْلهِ إِلَى خرَاسَانَ مِنْ قَصِيْدَةٍ (¬1): مَا خَطَّهُ مِنْ بِلَادِ اللَّهِ نَازِحَةٍ ... إِلَّا وَذِكْرُكَ فِيْهَا غَايَةُ المَثَلِ قِيْلَ أَنَّهُ قَصَدُ بِعْضُ سُفَرَاءِ الهِنْدَ يجيى بن خَالِدٍ البَرْمَكِيَّ فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: إِذَا المَكَارِمُ فِي آفَاقِنَا ذُكِرَتْ. البَيْتُ فَقَالَ أَحْسَنْتَ وَأَمَرَ لِلشَّاعِرِ الهِنْدِيّ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ حَقَّ قَصْدِهِ وَأَمَرَ لِلتَّرْجَمَانِ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ لِحُسْنِ عبَارَتهِ. وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ (¬2): إِذَا أَلَمَّتْ بِهِ الضِّيْفَانُ طَارِقَةً ... جَاءَتْ بَنُوْهُ إِلَى الضِّيْفَانِ ضيفانا 1055 - إِذَا المَكَارِمُ لَمْ يُوْجَدْ لَهَا قَدَمٌ ... فِي سَالِفِ الدَّهْرِ لَمْ يُوْجَدْ لَهَا عَقِبُ بَشَّارٌ: [من الطويل] 1056 - إِذَا المَلِكُ الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ ... مَشيْنَا إِلَيْهِ بِالسُّيُوْفِ نُعَاتِبُهُ الرّقَادُ بن المُنْذِرُ بن ضِرَارٍ: [من الطويل] 1057 - إِذَا المُهْرَةُ الشَّقْرَاءُ أَدْرَكَ ظَهْرُهَا ... فَشَبَّ الإلَهُ الحَرْبَ بَيْنَ القَبَائِلِ البُرقُعِيُّ: [من المتقارب] 1058 - إِذَا النَّارُ ضَاقَ بِهَا زَنْدُهَا ... فَفُسْحَتُهَا فِي فِرَاقِ الزِّنَادِ تَمِيْمُ بن مُقْبِلٍ: [من الطويل] ¬
1059 - إِذَا النَّاسُ قَالُوا كيْفَ أَنْتَ وَقَدْ بَدَا ... ضَمِيْرُ الَّذِي بِي قُلْتُ لِلنَّاسِ صَالحُ أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيّ: [من المتقارب] 1060 - إِذَا النَّاسُ كَانُوا بَنِي آدَمٍ ... فَأَجْمَلُهُمْ أثَرًا أَفْضلُ قَوْلُ ذِي البَلَاغَتِيْنِ أَبِي هِلَالٍ الحَسَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن سَهْلٍ العَسْكَرِيّ هُنَا مِنْ قَصيْدَةِ يَمْدَحُ بِهَا عِزَّ المَفَاخِرِ ذَا المَعَالِي أَوَّلُهَا: سرُوْر يقِيْمُ وَلَا يَرْحَلُ ... وَنَعْمَاءُ آخِرُهَا أَوَّلُ وَيُمْنٌ يَدُوْمُ وَلَا يَنْقَضي ... وَسعدٌ يَلُوْحُ وَلَا يَأْفَلُ فَضلْتَ وَأَفْضَلْتَ سَوْمَ السَّحَابِ ... وَخَيْرُ الوَرَى الفَاضلِ المُفْضلُ وَجُوْدُ الكَرِيم لَهُ جُنَّةٌ ... وَعَقْلُ اللَّبِيْبِ لَهُ مَعْقِلُ وَلَيْس لِذِي المَالِ مِنْ مَالِهِ ... سِوَى مَا يُنِيْلُ وَمَا يَأْكُلُ وَمَا المَالُ مَالٌ لِمَنْ يَعْتَنِي ... وَلَكِنَّهُ مَالُ مَنْ يَبْذلُ وَالجدُّ يَدْفَعُ مَا يَتَّقِي ... وِبِالجدِّ يُدْرَكُ مَا يُؤْمَلُ وَلَمْ يَزَلِ الفقْرُ مُسْتَصْحِبًا ... لِمَن يَتَوَانَى وَمَنْ يَكْسَلُ إذا الناسُ كَانُوا بَنِي وَاحِدٍ. البَيْتُ القَاضِي عَلِيُّ بن عَبْدِ العَزِيْزِ: [من الطويل] 1061 - إِذَا النَّصْلُ لَمْ يُذْمَمْ نِجَارًا وَشِيْمَةً ... تُنُوْفِسَ فِي غَمْدٍ يُصَانُ بِهِ النَّصْلُ قَالَهُ القَاضي أبو الحَسَنِ عَلِيّ بن عَبْدِ العَزِيْزِ يُهَنِّي بَعْضَ الأَكَابِرَ بِدَارٍ بَنَاهَا أَوَّلُهَا: لِيَهْنَ وَيَسْعَدَ مَنْ بِهِ سَعِدَ الفَضْلُ ... بِدَارٍ هِيَ الدُّنْيَا وَسَائِرُهَا فَضْلُ تَوَلَّى لَهُ تَقْدِيْرَهَا رُحْبُ صدْرِهِ ... عَلَى قَدْرِهِ وَالشَّكْلُ يُعْجِبُهُ الشَّكْلُ يَقُوْلُ مِنْهَا: ¬
إِذَا السَّيْفُ لَمْ يُذْمَمْ نجَارًا وَشيْمَةً. البَيْتُ [من الطويل] 1062 - إِذَا النَّفْسُ لَمْ تَشْرَه إِلَى طَلَبِ العُلا ... فَتِلْكَ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الحَيَوَانِ يُقَالُ إِنَّهُ وُجِدَ بِنَاحِيَةٍ إِفْرِيْقِيَّةٍ حَجَرٌ عَلَيْهِ مَكْتُوْبٌ: هِيَ النَّفْسُ إِنْ مَاتَتْ فَقَدْ مَاتَ قَبْلُهَا ... كِرَامٌ وَإِنْ تَخْلدْ فَلِلْحَدَثَانِ إِذَا النَّفْسُ لَمْ تَشْرَه إِلَى طَلَبِ العُلَى. البَيْتُ [من الطويل] 1063 - إِذَا الوَهْمُ أَبْدَى لِي لَمَاهَا وَثَغْرَهَا ... تَذَكَّرْتُ مَا بَيْنَ العُذَيْبِ وَبَارِقِ بَعْدهُ: وَيَذكرنِي مِن قَدِّهَا وَمَدَامِعِي ... مَجرُّ عَوَالِيْنَا وَمَجْرَى السَّوَابِقُ حَارِثَةُ بنُ بَدْرٍ: [من الطويل] 1064 - إِذَا الهَمُّ أَمْسَى وَهُوَ دَاءٌ فَأَمْضِهِ ... وَلَسْتَ بِمُمْضِيْهِ وَأَنْتَ مُعَادِلُه بَعْدهُ: وَلَا تنزِلَنْ أَمْرَ الشَّدِيْدَةِ بِامْرِئٍ ... إِذَا رَامَ أَمْرًا عَوَّقتهُ عَوَاذِلُه أَبُو نُواسٍ: [من الطويل] 1065 - إِذَا امْتَحَنَ الدُّنْيَا لَبِيْبٌ تَكَشَّفَتْ ... لَهُ عَنْ عَدُوِّ فِي ثِيَابِ صَدِيْقِ قَبْلهُ: وَمَا النَاسُ إِلَّا هَالِكٌ وَابنُ هَالِكٍ ... وَذُو نَسَبٍ فِي الهَالِكِيْنَ عَرِيْقُ ¬
إِذَا امْتَحَنَ الدُّنْيَا لَبِيْبٌ. البَيْتُ وَيُرْوَى: أَلَا كُلّ حَيٍّ هَالِكٌ وَابْنُ هَالِكٍ قَالَ المَأْمُوْنُ: لَو سُئِلَتِ الدُّنْيَا عَنْ نَفْسِهَا مَا أَحْسَنَتْ أَنْ تَصِفَ صفَةَ أَبِي نُواسٍ لَهَا حَيْثُ يَقُوْلُ: إِذَا امْتَحَنَ الدُّنْيَا لَبِيْبٌ. البَيْتُ قَالَ عَمْرُو بن عَبْد العَزِيْزِ رَحَمَهُ اللَّهُ: أَنَّ امْرِأً لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَبٌ حَيٌّ لَمُغْرَقٌ فِي المَوْتِ. وَأَخَذَ أَبُو نَواسٍ هُنَا مِنْ قَوْلِ جَمِيْلِ إِذْ يَقُوْلُ (¬1): دَعَوْنَ الهَوَى ثُمَّ ارْتَمَيْنَ قلُوبَنَا ... بِأَسْهُمِ أعْدَاءٍ وَهُنَّ صدِيْقِ [من البسيط] 1066 - إِذَا امْتِحُنْتَ بِعُدْمٍ وَابْتَلَيْتَ بِهِ ... فَاجْلِد عُمَيْرَةَ حَتَّى تَنْقَضي المِحَنُ العُذْرُ فِي إِثْبَاتِ مِثْلِ هَذَا البيتِ السَّخِيْفِ أَنَّهُ قَدْ اشْتَرَاطْنَا أَنَّ كِتَابَنَا يَحْتَوِي عَلَى المَعَانِي بِفُنُوْنهَا مِنْ غَيْرِ مُرَاعَاةٍ لِشَرَفٍ أو سُخْفٍ. إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الطويل] 1067 - إِذَا امْتَنَعَ التَّوْفِيْقُ مِنْ صُحْبَةِ النُّهَى ... فَكُلُّ طَرِيْقٍ أَمَّهُ العَقْلُ مَسْدُوْدُ يَقُوْلُ الغَزّيَ مِنْهَا: تَفَاوَتَتِ الأَقْسَامُ وَالسَّعْيُ وَاحِدٌ ... فَيَظْفَرُ مَجْدُوْدٌ وَيُخْفِقُ مَحْدُوْدُ زِحَامٌ عَلَى مَا لَيْسَ يَنْفَعُ غلةً ... وَسُكْرٌ وَمَا دَامَتْ عَلَى القَوْمِ قِنْدِيْدُ (اسمٌ لِلخَمْرِ) لكِ النَّوْمُ تَحْتَ السَّجْفِ وَالطِّيْبُ وَالَحُلَى وَلِي عَزَمَاتِي وَالعَلَنْدَاهُ وَالبِيْدُ ¬
ذَرِيْني مَعَ الأَنْقَاضِ فَاليَأْسُ رَاحَةٌ ... وَكَلُّ أَبِيِّ النَّفْسِ فِي الفَقْرِ مَحْسُوْدُ العَبَّاسُ بن الأَحْنَفِ: [من الوافر] 1068 - إِذَا امْتَنَعَ القَرِيْبُ فَلَمْ تَنَلْهُ ... عَلَى حَالٍ فَذَاكَ هُوَ البَعِيْدُ حَدَّثَ الزُّبَيْرُ قَالَ: قَالَ أَبُو العَتَاهِيَةِ: مَا حَسَدْتُ أحَدًا عَلَى شِعْرٍ إِلَّا العَبَّاس بن الأَحْنَف فَإنِّي أحَسْدُهُ عَلَى قَوْلِهِ: إِذَا امْتَنَعَ القَرِيْبُ. البَيْتُ. فَإِنِّي كُنْتُ أَوْلَى بِهِ وَهُوَ بِشِعْرِي أَشْبَهُ. الفَتْحُ بنُ خَاقَانِ: [من الطويل] 1069 - إِذَا أَمَرَتْكَ النَّفْسُ أَنْ تَتْبعَ الهَوَى ... فَقُلْ سَامِعٌ لِلأمْرِ مِنْكِ مُطِيْعُ الفَتْحُ بنُ خَاقَانِ: [من الطويل] 1070 - إِذَا أَمَرَتْنِي العَاذِلَاتُ بِهَجْرِهَا ... أَبَتْ كَبِدٌ مِمَّا يَقُلْنَ صَدِيْعُ قَبْلهُ: قَوْلُهُ: إِذَا أَمَرَتْكَ النَّفْسُ أَنْ تَتْبَعَ الهَوَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وكَيْفَ أَطِيْعُ العاذِلَاتِ وَجْهًا ... يُؤَرِّقُنِي وَالعَاذِلَاتُ هُجُوْعُ أَبُو بَكْر بن دُرَيْدٍ: [من الرجز] 1071 - إِذَا امْرُؤٌ خِيْفَ لإِفْرَاطِ الأَذَى ... لَمْ تُخْشَ مِنِّي نَزَقٌ وَلَا أَذَى سَهْلُ بن هَارُوْنَ: [من البسيط] 1072 - إِذَا امْرُؤٌ ضَاقَ عَنِّي لَمْ يَضِقْ خُلُقِي ... مِنْ أَنْ يَرَانِي غَنِيًّا عَنْهُ بِاليَاسِ ¬
بَعْدهُ: وَلَا يَرَانِي إِذَا لَمْ يَرْعَ آصِرَتِي ... مُسْتمْرِيًا مِنْهُ بِإِبسَاسِ لَا أَطْلِبُ المَالَ كَيْ أَغْنى بِفَضلَتِهِ ... مَا كَانَ مَطْلَبُهُ فَقْرًا إِلَى النَّاسِ أَبُو فِرَاسٍ بن حَمْدَان: [من الوافر] 1073 - إِذَا أَمْسَتْ نِزَارُ لنا عَبِيْدًا ... فَإنَّ النَّاسَ كلَّهُمُ نِزَارُ جَمَالُ الدِّيْنِ يَاقُوْتُ الكَاتِبِ: [من المتقارب] 1074 - إِذَا أَمْكَنَتْ فُرْصَةٌ فَانْتَهِزْ ... فَمَرَّ السَّحَابِ تَمُرُّ الفُرَصُ أَنْشَدَنِي الشَّيْخُ إمَامُ العَالِمُ الفَاضلُ الكَامِلُ جَمَالُ الدِّيْنِ يَاقُوْتُ بنُ عَبْد اللَّهِ الكَاتِبُ البَغْدَادِيّ أَدَامَ اللَّهُ تَوْفِيْقَهُ وَسَعْدَهُ وَعِزَّهُ وَمَجْدَهُ لِنَفْسِهِ فِي رَبِيعْ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثِ وَتِسْعِيْنَ وَستّمِائَة الهِلَالِيَّةَ: إِذَا أَمْكَنْتَ فُرْصةٌ فَانْتَهِزْ ... فَمَرُّ السَّحَابِ تَمرُّ الفُرَصْ وَلَا تَنْتَظِر بِالعَدْوِّ الخَلَاصَ ... فَإِنَّكَ مُعْتَقَلٌ إِنْ خَلَصْ وَهَذَا ينظَر إِلَى قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ (¬1): إِذَا فُرْصَةٌ أَمْكَنْتَ في العَدُوِّ ... فَلا تَبْدُ فِعْلَكَ إِلَّا بِهَا فَإِنْ لَمْ تَلِجْ بِهَا مُسْرِعًا ... أَتَاكَ عَدُوُّكَ مِنْ بِابِهَا فَإِيَّاكَ مِنْ نَدَمٍ بَعْدَهَا ... وَتَأمِيْلِ أُخْرَى وَأنَّى بِهَا وِهِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِهَا فِي مَوْضِعِهَا. دَرَّاجٌ الضَّبِيُّ: [من الطويل] 1075 - إِذَا أُمُّ سِرْيَاحٍ غَدَتْ فِي ضَغَائِنٍ ... طَوَالىَ نَجْدٍ فَاضَتِ العَيْنُ تَدْمَعُ ¬
قَبْلهُ: أَبْلِغْ بني عَمْرٍو إِذَا مَا لَقِيْتَهُمُ ... بِآيَاتِ كَرَّاتِي إِذَا الخَيْلِ تُقْذَعُ وَلَمَّا دَخَلْتُ السّجْنَ أَيْقَنْتُ أَنَّهُ ... هُوَ البَيْنُ لَا بَيْنُ النَّوَى ثُمَّ تَجْمَعُ إِذَا أُمُّ سِرْيَاجٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَمَا السّجْنُ أَبْكَانِي وَلَا القَيْدُ شَفَّنِي ... وَلَا مِنْ حَذَارِ المَوْتِ يَا قَوْمُ أَجْزَعُ وَلَكِنَّ أَقْوَامًا أَخَافُ عَلَيْهمُ ... إِذَا متُّ أَنْ يُعْطُوا الَّذِي كُنْتُ أُمْنَعُ مَا هَذَا إِلَّا مَيِّتٌ فُضُوْليٌّ. [من الطويل] 1076 - إِذَا أَمَّلَ الإنْسَانُ شَيْئًا فَنَالَهُ ... سَمَا يَبْتَغِي فَوْقَ الَّذِي كَانَ أَمَّلَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ: [من الطويل] 1077 - إِذَا أَمِنَ الجهَّالُ جَهْلَكَ مَرَّةً ... فَعِرْضُكَ لِلجُهَّالِ غُنْمٌ مِنَ الغُنْمِ أَنْشَدَ أبو حَاتِمٍ وَتُرْوَى هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِعَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ: إِذَا أَنْتَ حَارَبْتَ السَّفِيْهَ كَمَا جَرَى ... فَأَنْتَ سَفِيْهٌ مِثْلهُ غَيْرُ ذِي حِلْمِ فَلَا تَتَعَرَّضْ لِلسَّفِيْهِ وَدَارِهِ ... بِحِلْمٍ فَإِنْ أَعْيَا عَلَيْكَ فَبِالصُّرُمِ وَعَمَّ عَلَيْهِ الحِلْمُ وَالجهْلُ ... وَالْقِهِ بِمَنْزِلَةٍ بَيْنَ العَدَاوَةِ وَالسِّلْمِ فَيَرْجُوْكَ تَارَاتٍ وَيَخْشَاكَ تَارَةً ... وَتَأخُذُ فِيْمَا بَيْنَ ذَلِكَ بِالحَزْمِ فَإِنَ لَمْ تَجِدْ بُدًّا مِنَ الجهْلِ فَاسْتَعِنْ ... عَلَيْهِ بِجُهَّالٍ فَذَاكَ مِنَ العَزْمِ وَدع عَنْكَ فِي كُلِّ الأُمُوْرِ عِتَابَهُ ... فَإِنَّكَ إِنْ عَاتَبْتَهُ صارَ كَالخَصْمِ إِذَا أمنَ الجُهَّالُ. البَيْتُ [من الطويل] ¬
1078 - إِذَا أَنَا أَعْطَيْتُ الخَلِيْلَ مَوَدَّتِي ... فَلَيْسَ لِمَالِي بَعْدَ ذَلِكَ مَانِعُ قَبْلهُ: عَجِبْتُ لِبَعْضِ النَّاسِ يَبْذُلُ وُدَّهُ ... وَيَمْنَعُ مَا ضَمَّتْ عَلَيْهِ الأَصَابِعُ إِذَا أَنَا أعْطيْتُ الخَلِيْلَ مَوَدَّتِي. البَيْتُ أَبُو تَمَّامٍ الطَّائيُّ: [من البسيط] 1079 - إِذَا أَنَاخَ عَلَيَّ الدَّهْرُ كَلْكَلَهُ ... فَرَآهُ صَبْرًا وَعَزْمًا مِنِّي الكَرَمُ بَعْدهُ: وَإِنْ عَرَتْنِي مِنْ أَزْمَانِهِ ظُلَمٌ ... صبَّرْتُ نَفْسِي حَتَّى تَكَشَّفَ الظُّلَمُ الحُسَيْنُ بن مُطَيْرُ الأَسَدِيُّ: [من الطويل] 1080 - إِذَا أَنَا رُضْتُ النَّفْسَ فِي حُبِّ غَيْركُمُ ... أَتَى حُبُّكُمْ مِنْ دُوْنِهِ يَتَعَرَّضُ يَقُوْلُ مِنْهَا: فَيَالَيْتَنِي أَقْرَضْتُ جَلْدًا صَبَابَتِي ... وَأَقْرَضَنِي صبْرًا عَلَى الشَّوْقِ مُقْرِضُ النَّاشِئُ الأَصْغَرُ: [من الطويل] 1081 - إِذَا أَنَا عَاتَبْتُ المَلُوْلَ فَإنَّمَا ... أَخُطُّ بِأَقْلَامِي المَاءِ أَحْرُفَا بَعْدهُ: وَهَبْهُ ارْعَوَى بَعْدَ العِتَابِ أَلَمْ يَكُنْ ... مَوَدَّتُهُ طَبْعًا فَصَارَتْ تَكَلُّفَا أَبُو الحَسَن وَكَانَ مِنْ شُعَرَاءِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ وَالمُخْتَصيْنَ بِهِ بَعْدُ المُتَنَبِّيّ وَالنّامِيّ. مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ: [من المتقارب] ¬
1082 - إِذَا أَنَا لَمْ أتَّعِظْ بِالَّذِي ... وَعَظْتُ بِهِ فَانْتَبِهْ أَنْتَ بِهِ قَبْلهُ: تَخَيَّرْ مِنَ الطُّرقِ أَوْسَاطَهَا وَعدِّ ... عَنِ الجانِبِ المُشْتَبَهِ بَعْدَهُ البَيْتُ [من الطويل] 1083 - إِذَا أَنَا لَمْ أَحْزَنْ بِمَا اللَّهُ سَالِبِي ... مِنَ الخَيْرِ لَمْ أَفْرَحْ بِمَا هُوَ وَاهِبُه [من الطويل] 1084 - إِذَا أَنَا لَمْ أَرْعَ العُهُوْدَ عَلَى النَّوَى ... فَلَسْتُ بِمَأمُوْنٍ وَلَا بِأَمِيْنِ وَمْنْ بَابِ (إِذَا أَنَا لَمْ أَرْعَ العُهُوْدَ) قَوْلُ أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الوَاحِدِ بن نَصْرِ بن مُحَمَّد البَبَغَاء: مَدَامِعُنَا بالدَّارِ أَوْلَى مِنَ الحُبِّ ... فَعُجْ نَقْص الحُبِّ فِي دمنِ الحُبِّ إِذَا أَنَا لَمْ أَرْعَ العُهُوْدَ مُحَافِظًا ... عَلَى البُعْدِ لَمْ أَرْعَ العُهُوْدَ عَلَى القُرْبِ [من الطويل] 1085 - إِذَا أَنَا لَمْ أَشْرَبْ بِكَأسٍ مِنَ الظّمَا ... فَمَا مَنْزِلُ اللّذَّاتِ عِنْدِي بِمَنْزِلِ بَعْدهُ: وَمَا مَنْزِلُ اللذَّاتِ عِنْدِي بِمَنْزِلٍ ... إِذَا لَمْ أُكَرَّم عِنْدَهُ وَأُبَجَّلُ وَمِنْ هَذَا البَابِ: إِذَا أَنَا لَمْ أَقُوْلُ الأُبَيْرَدُ الرِّيَاحِيّ (¬1): ¬
إِذَا أَنَا لَمْ أَشْكُرْ عَلَى الخَيْرِ أَهْلهُ ... وَلَمْ أَشتِم الحَبْسَ اللَّئِيْمَ المُذَمَّمَا فَفِيْمَ عَرفْتَ الخَيْرَ وَالشَرَّ بِاسْمِهِ ... وَسق لِي اللَّهُ المَسَامِعَ وَالفَمَا وَيروَى البَيْتُ الأَوَّلُ: إِذَا أَنَا لَمْ أَجْزِ المُوَدَّةَ أَهْلهَا وَهُوَ مَأْخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ عُدَيّ بن زَيْدٍ (¬1): إِذَا أَنْتَ لَمْ يَنْفَعْ بِوِدِّكَ أَهْلهُ ... وَلَمْ تَبْكِ بِالبُؤْسَى عَدُوَّكَ فَابْعَدِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ (¬2): إِذَا أَنَا لَمْ أُجْزِ الصَّدِيْقَ نَصِيْحَة ... وَأقصِ الَّذِي تَسْرِي إلَيَّ عَقَارِبُهُ فَمَن يَتَّقِي يَوْمِي وَمَنْ يَرْتَجِي ... غَدِي لِنَائِبَةٍ وَالدَّهْرُ جَمٌّ نَوَائِبُه وِمِن ذَلِكَ قَوْلُ: إِذَا أَنَا لَمْ أبْلغْ بِكُمْ غَايَةَ المُنَى ... وَأنْتُمْ أُسَاةُ الدَّاءِ وَالدَّاءُ مُوْجعُ فَمَنْ ذَا الَّذِي يُرْجَى لِدَفع مُلِمَّةٍ ... وَمَنْ ذَا الَّذِي مَعْرُوفُهُ يُتَوَقَّعُ وَإِنِّي لأسْتَحِيْكُمْ أَنْ يَقُوْدَنِي ... إِلَى غَيْرِكُمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ مَطْمَعُ وَمِن ذَلِكَ قَوْلُ زَكِيّ الدِّيْنِ بن معيَّة: إِذَا أَنَا لَمْ أُطْلِقْ حَبِيسًا وَلَمْ أفِدْ ... جَلِيْسًا وَلَمْ أقدُمْ خَمِيْسًا عَرَمْرَمَا فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ دَنِيَّهٍ ... وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَرَى المَوْتَ مَغْنَمَا قَالَ بِعْضهُمْ: مَنْ أَمْضَى يَوْمَهُ فِي غَيْرِ حَقٍّ قَضاهُ أَوْ فَرْضٍ أَدَّاهُ أَوْ مَجْدٍ أثلَهُ أَوْ حَمْدٍ حَصَّلَهُ أَوْ خَيْرٍ أَسَّسَهُ أَوْ عِلْمٍ اقْتَبَسَهُ فَقَدْ عَقَّ يَوْمَهُ وَظَلَمَ نَفْسَهُ. أَبُو عُبَادَةَ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1086 - إِذَا أَنَا لَمْ أَشْكُرْكَ نُعْمَاكَ جَاهِدًا ... فَلَا نِلْتُ نُعْمَى بَعْدَهَا تُوْجِبُ الشُّكْرَا ¬
بَعْدهُ: أَلَسْتَ مُدِيْلِي وَالخُطُوْبُ مُلِمَّةٌ ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى صِرْتُ لَا أَرْهَبُ الدَّهْرَا وَحَامِلَ ضَيْمِي حِيْنَ لَا خلقَ حَامِلٌ ... سِوَاكَ وَسَاقِي رَبْعِي المُمْحِلِ القَطْرَا [من الطويل] 1087 - إِذَا أَنَا لَمْ أَشْكُرْكَ وَالشُّكْرُ وَاجِبٌ ... فَمَنْ ذَا الَّذِي أُهْدِي لَهُ بَعْدَكَ الشُّكْرَا أَبُو مُحَمَّد القَاسمُ بن مُحَمَّد الكُوْفِيّ: [من الطويل] 1088 - إِذَا أَنَا لَمْ أَصْفَح وَأُغضِ عَلَى القَذَى ... فَلَا انْبَسَطَتْ بِالعَارِفَاتِ إِذَا كَفِّي قَبْلهُ: وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ كَيْفَ حَفِيْظتِي ... وَحَرْبِي فِي نَصْرِ الصدِيْقِ إِلَى حَتْفِي وَإِنِّي عَلَى عَهْدِ الأَخِلَّاءِ دَائِمٌ ... وَلَسْتُ إِذَا مَلَّ الخَلِيْلُ عَلَى حَرْفِ إِذَا أَنَا لَمْ أصْفح. البَيْتُ المَازِنيُّ: [من الطويل] 1089 - إِذَا أَنَا لَمْ أقْبَلْ مِنَ الدَّهْرِ كُلَّ مَا ... تَكَرَّهْتُ مِنْهُ طَالَ عَتْبِي عَلَى الدَّهْرِ أنْشَدَ عَلِيّ بن مَاهَان لِلْمَازِنيّ: إِذَا أَنَا لَمْ أَقْبَلْ مِنَ الدَّهْرِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ. تَعَوَدْتُ مَسَّ الضُّرِّ حَتَّى أَلِفْتُهُ ... فَأَسْلَمَنِي حُسْنُ العَزَاءِ إِلَى الصَّبْرِ وَوَسَّعَ صَدْرِي لِلأذَى الإِنْسُ بِالأَذَى ... وَقَدْ كُنْتُ أَحْيَانًا يَضِيْقُ بِهِ صَدْرِي وَصيَّرَنِي يَأْسِي مِنَ اليَأْسِ رَاجِيًا ... لِسُرْعَةِ صُنْعِ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ لَا أَدْرِي وَتُرْوَى لِمُوْسَى عَبْد اللَّهِ بن الحَسَنِ بن الحَسَنِ بن عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ، وَتُرْوَى لأبِي العَتَاهِيَةِ أَيْضًا. قَالَ محمودُ الوَرَّاقُ أَنْشَدْتُ الفَضْلَ بن أَبِي الحَارثِ البَهْرَامِيّ هَذِهِ ¬
الأَبْيَاتُ فَأَنْشَدَنِي فِي هَذَا المَعْنَى وَالرّويّ: ثَوَيْنَا عَلَى السَّرَاءِ حَتَّى كَأَنّنَا ... لطُوْلِ ثَوَاءٍ قَدْ أَمَّنَا مِنَ الضرِّ وَلَمَّا اسْتَحَالَ الدَّهْرُ وَالدَّهْرُ مُولَعٌ ... بِإِقْدَامِهِ فِي حَالتَيْهِ عَلَى الحُرِّ سَكَنَّا إِلَى الضَّرَّاءِ مَا نَشْتَكِي لَهَا ... كَأَنَّا بَنُوْهَا لِلتَّالِفِ وَالصبْرِ فَمَا زَادَنَا بَغِيًا يَسَار وَلَا غِنًى ... وَلَا حَطَّتِ الأَقْدَارَ نَازِلَةَ العشْرِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 1090 - إِذَا أَنَا لَمْ ألمْ عَثَرَاتِ دَهْرٍ ... أُصبْتُ بِهَا الغَدَاةَ فَمَنْ ألوْمُ بَعْدهُ: وَفِي الدُّنْيَا غِنًى لَمْ أَنبْ عَنْهُ ... وَلَكنْ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا كَرِيْمُ بَشَّارٌ: [من الطويل] 1091 - إِذَا أَنَا لَمْ يَنْفَعْ لِسَانِي وَلَمْ أَجُدْ ... بِمَالِي طَالَتْنِي يَدُ المُتَطَاوِلِ ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الطويل] 1092 - إِذَا أَنَا نَالَتْنِي فَوَاضِلُ مُفْضِلٍ ... فَأَهْلًا بِهَا مَا لَمْ تَكُنْ بِهَوَانِ بَعْدهُ: فأمَّا إِذَا كَانَ الهَوَانُ قَرِيْنَهَا ... فَسُحْقًا لَهَا لَا تَقْتَضِي لأَوَانِ وَأَيّ أَمْرٍ يَلذ شُهْدًا بِعَلْقَمٍ ... أَبَتْ لَهَوَاتِي ذَاكَ وَالشَّفَتَانِ أُرِيْدُ مَكَانًا مِنْ كَرِيْمٍ يَصُوْنَنِي ... وَإِلَّا فَلَا رِزْقٌ بِكُلِّ مَكَانِ أَنَا الرَّجُلُ المَدْعُوُّ عَاشِقَ فَقْرِهِ ... إِذَا لَمْ تُسَاعِدْنِي صُرُوْفُ زَمَانِي وَمَا ذَاكَ جَهْلًا بِالغِنَى وَبِفَضْلِهِ ... وَلَكِنَّنِي جَلِدٌ عَلَى الحَدَثَانِ خُلِقْتُ لأَنْ أَغْشَى المَغَاشِي كُلّهَا ... وَمَا لِي أَنْ أَغْشَى الهَوَانَ يَدَانِ ¬
وَأَيْقَنْتُ أَنِّي هَالِكٌ وَابْنُ هَالِكٍ ... فَهَانَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ وَالثَّقَلَانِ الشَّمَّاخُ يَصِفُ قَوْسًا: [من الطويل] 1093 - إِذَا أَنْبَضَ الرَّامُوْنَ عَنْهَا تَرَنَّمَتْ ... تَرَنُّم ثَكْلَى أَوْجَعَتْهَا الجَّنَائِزُ وَمِثْلُ قَوْل الشّماخِ إِنْشَاد ثَعْلَب فِي القَوْسِ (¬1): وَهِيَ إِذَا أَنْبَضَتْ فيها تَسْجَعُ ... تَرَنّم الثَّكْلَى أَبَتْ لا تَهْجَعُ ابن الرُّومِيّ: [من الطويل] 1094 - إِذَا أَنْتَ أَزْمَعْتَ الصَّنِيْعَةَ مَرَّةً ... فَلَا تَعْتَصِرْ مَاءَ الصَّنِيْعَةِ بِالمَطْلِ بَعْدهُ: وَلَاَ تَخْلِطِ الحُسْنَى بِسُوْءى فَإِنَّهُ ... يُجْشِمُنَا أَنْ نَخْلِطَ الشُّكْرَ بِالعَذْلِ وَمِنْ هَذَا البَابِ (إِذَا أَنْتَ) قَوْلُ آخَر فِي الفَصَادِ (¬1): إِذَا أَنْتَ أَسْبَلْتَ لِلبَاسِلِيْقَ ... دُمُوْعًا بِأجْفَانِهِ الهَامِيَه رَأيْتُ اعْتِلَالكَ يَبْكِي دَمًا ... وَيَضْحَكُ فِي جِسْمِكَ العَافِيَه المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 1095 - إِذَا أَنْتَ أُعْطَيْتَ السَّعَادَةَ لَمْ تُبَلْ ... وَإِنْ نَظَرَتْ شَزْرًا إِلَيْكَ القَبَائِلُ بَعْد قَوْلِ المَعَرِّي (القَبَائل) يَقُوْلُ: تَفْتِكُ على أكْتَافِ أَبْطَالِهَا القَنَا ... وَهَابَتْكَ فِي أَغْمَادِهِنَّ المَنَاصِلُ قَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ أَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ كَانَ القَضَاءُ لَهُ مُسَاعِدًا وَكَانَ لِتْلْكَ السَّعَادَةِ ¬
أَهْلًا. وَقَالَ أَخَرُ حُسْنُ الصُّوْرَة أَوَّلُ السَّعَادَةِ. وَقِيْلَ مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ أَنْ يَطُوْلَ عُمْرَهُ حَتَّى يَرَى فِي عَدُوِّهِ مَا يُحِبُّهُ. وَقَالَ آخَرُ السَّعَادَةُ أَرْبَعٌ سَلَامَةُ الخلْقَةِ وَجُوْدةُ العَقْلِ وَتَأَتَّى المَطْلُوْبَاتِ وَالمَحَبَّةُ مِنَ النَّاسِ. وَفِي المَثَلِ السَّعِيْدُ مِنْ وَعْظٍ بِغَيْرِهِ. مُحَمَّد بن أَبِي شَحَاذٍ الضَّبَيُّ: [من الطويل] 1096 - إِذَا أَنْتَ أُعْطَيْتَ الغِنَيَّ ثُمَّ لَمْ تَجِدْ ... بِفَضْلِ الغِنَى ألْفَيْتَ مَالكَ حَامِدُ قَوْلُ مُحَمَّد بن أَبِي شحاذٍ أَلْفَيْتَ مَالكَ حَامِدُ بَعْدَهُ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تعزل بِجَنْبَيْكَ بَعْضَ مَا ... يريبُ مِنَ الأدْنَى رَمَاكَ الأَبَاعِدُ إِذَا الحلْمُ لَمْ يَغْلِبْ لَكَ الجهْلُ لَمْ تَزَلْ ... عَلَيْكَ بُرُوْقٌ جَمَّهٌ وَرَوَاعِد إِذَا العَزْمُ لَمْ يفْرِجْ لَكَ الشَّكُ لَمْ تَزَلْ ... جَنِيْنًا كَمَا استَتْلَى الجَّنِيْنَةُ قَائِدُ إِذَا أَنْتَ لَمْ تنْزل طَعَامًا تُحِبُّهُ ... وَلَا مَقْعَدًا يَدْعُو إِلَيْهِ الوَلَائِدُ تَجَلَّلت عَارًا لَا يَزَالُ يُشبهُ ... سبَابُ الرِّجَالِ نَثْرَهُمْ وَالقَصَائِدُ وَقُلْ غَنَاءً عَنْكَ مَالٌ جَمَعْتهُ ... إِذَا صارَ مِيْرَاثًا وَوَارَاكَ لَاحِدُ وَيُرْوَى: وَإِذَا تَوَدَّى المَالُ عَنْكَ وَجَمعهُ. البَيْتُ وَهَذِهِ الأَبْيَاتُ يَتَدَاخَلَهَا أَبْيَاتٌ لِحَاتِمٍ الطَّائِيّ. وَيُرْوَى بَعْضهَا إبْرَاهِيْم بن كَنَفِ بن الحَكَمِ النَّبْهَانِيّ مِنْ خَوَلَانَ. وَيُرْوَى بَعْضهَا أَيْضًا لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ ابن ثَعْلَبَةَ وَأَوَّلُهَا لِهَذَا الرَّجُلُ الأَسَدِيّ: وَلَقَدْ طَالَ يَا سَوداءُ مِنْكِ المَوَاعِدُ ... وَدُوْنَ الجدَى المَأمُوْلُ مِنْك الفَرَاقِدُ تمنيتنا وَعْدًا وَغَيْمَكُمُ غَدَا ... ضبَابًا فَلَا صحْوٌ وَلَا الغَيْمُ جَائِدُ إِذَا أَنْتَ أَعْطَيْتَ الغَنِيَّ ثمَّ لَمْ تَجْدُ. البَيْتُ وَيُرْوَى: أَلَا أخْلَفت سَوْدَاءُ مِنْكَ المَوْعِدُ ... وَدُوْنَ الَّذِي أملتُ مِنْكَ الفَرَاقِدُ ¬
السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من الطويل] 1097 - إِذَا أَنْتَ أَفْنَيْتَ العَرَانِيْنَ وَالذُّرَى ... رَمَتْكَ اللَّيَالِي عَنْ يَدِ الخَامِلِ الغُمْرِ العَرَانِيْنُ السَّادَةُ وَالأَعِيَانُ وَكَذَلِكَ الذُّرَى أَي أَرْبَابُ المَعَالِي وَالشَّرَفِ وَالغُمْر الَّذِي لَمْ يُجَرِّبْ. نُوَيْفِعُ بن لَقِيْطٍ الأَسَدِيّ: [من الطويل] 1098 - إِذَا أَنْتَ أَكْثَرْتَ المَجَاهِلَ كَدَّرَتْ ... عَلَيْكَ مِنَ الأَخْلَاقِ مَا كَانَ صَافِيَا [من الطويل] 1099 - إِذَا أَنْتَ أَكْثَرْتَ الأَخِلَّاءَ صَادَفَتْ ... بِهِمْ حَاجَةٌ بَعْضَ الَّذِي أَنْتَ مَانعُ أَبُو الطَّيِّبُ المُتَنَبِّيّ: [من الطويل] 1100 - إِذَا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الكَرِيْمَ مَلَكْتَهُ ... وَإِنْ أَنْتَ أَكرَمْتَ اللَّئِيْمَ تَمَرَّدَا هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ لأَبِي الطَّيِّب المُتَنَبِّيّ يَمْدَحُ بِهَا سَيْفُ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ وَيُهَنِّيْهِ بِعِيْدِ الأَضْحَى قَدْ كَتَبْنَا مختارُهَا أَوَّلُهَا: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْ دَهْرِهِ مَا تَعَوَّدَا ... وَعَادَاتُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ الطَّعْن فِي العدَا هُوَ البَحْرُ غُصْ فِيْهِ إِذَا كَانَ سَاكِنًا ... عَلَى الدّرِّ وَاحْذَرْهُ إِذَا كَانَ مُزْبِدَا تَظَلُّ مُلُوْكُ الأرْضِ خَاشِعَةً لَهُ ... يُفَارِقُهُ هلكى وَتَلْقَاهُ سُجَّدَا ذَكي تَظنيه طَلِيْعَةُ عَيْنهِ ... يَرَى قَلْبُهُ فِي يَوْمِهِ مَا يَرَى غَدَا هَنِيْئًا لَكَ العِيْدُ الَّذِي أَنْتَ عِيْدهُ ... وَعِيْدٌ لِمَنْ سَمَّى وَضَحَّى وَعَيَّدَا فَذَا اليَوْمُ فِي الأَيَّامِ مِثْلَك فِي الوَرَى ... كَمَا كُنْتَ فِيْهِمْ أَوْحَدًا كَانَ أَوْحَدَا وَمَنْ يَجْعَلِ الضّرْغَامَ صَيْدًا لِبَازِهِ ... تَصَيّدَهُ الضِّرْغَامُ فِيْمَا تَصَيَّدَا ¬
وَمَا قَتْلُ الأحْرَارِ كَالعَفْوِ عَنْهمُ ... وَمَنْ لَكَ بِالحرِّ الَّذِي يَحْفَظُ اليَدَا إِذَا أَنْتَ أَكْرَمْتَ اللَّئِيْمَ مَلَكْتهُ. البَيْتُ وَبَعدَهُ وَوَضع النَّدَى فِي مَوْضِع السَّيْفِ بِالعُلَى ... مُضرٍّ كَوَضْعِ السَّيْفِ فِي مَوْضِعِ النَّدَى وَلَكِنْ تَفُوْقُ النَّاسَ رَأْيًا وَحِكْمَةً ... كَمَا فقْتهُمْ حَالًا وَنَفْسًا وَمحْتَدَا يَدقُّ عَلَى الأَفْكَارِ مَا أَنْتَ فَاعِلٌ ... فَيَتركُ مَا يخْفَى وَيُؤْخَذُ مَا بَدَا أَزِلْ حَسَدَ الحُسَّادِ عَنِّي بِكُتْبِهمْ ... فَأَنْتَ الَّذِي صيَّرْتَهُمْ لِي حُسَّدَا إِذَا شَدَّ زِنْدِي حُسْنَ رَأْيِكَ فِي يَدِي ... ضَرَبْتُ بِسَيْفٍ يَقْطَعُ الهَامَ مُغْمَدَا وَمَا أَنَا إلا سَمْهَرِيّ حَملتهُ ... فَزَيَّنَ مَعْرُوْضًا وَرَاعَ مُسَدَّدَا وَمَا الدَّهرُ إلا مِنْ رواه قَصَائِدِي ... إِذَا قُلْتُ شِعْرًا أَصْبَحَ الدَّهْرُ مُنْشِدَا فَسَارَ بِهِ مَنْ لَا يَسِيْرُ مُشَمِّرًا ... وَغَنَّى بَعْدَ مَنْ لَا يُغَنّي مُغَرِّدَا أجزْنِي إِذَا أَنْشَدْتُ شِعْرًا فَإِنَّهُ ... بِشِعْرِي أَتَاكَ المَادِحُوْنَ مُرَدَّدَا وَدَعْ كُلّ صَوْتٍ غَيْرَ صَوْتِي فَإِنَّنِي ... أنَّا الصَّائِحُ المحكي وَالآخَرُ الصَّدَا تَرَكْتُ السَّرَى خَلْفِي لِمَنْ قَلَّ مَالُهُ ... وَأَنْعَلْتُ أَفْرَاسِي بِنعْمَاكَ عَسْجَدَا وَقَيَّدْتُ نَفْسِي فِي ذُرَاكَ مَحَبَّةً ... وَمِنْ وَجَدَ الإِحْسَان قَيْدًا تَقَيَّدَا إِذَا سَأَلَ إنْسَانٌ أَيَّامَهُ الغِنَى ... وَكُنْتُ عَلَى بُعْدٍ جَعَلْتكَ مَوْعِدَا وَفِي المَثَلِ: "أُحِبُّ أَهْلَ الكَلْبِ إِلَيْهِ خَانِقُهُ". يُضْرَبُ للَّئِيْمِ أَيْ أَذْلِلْهُ يُكرِمُكَ، فَإِنَّكَ إِنْ أَكرَمْتُ تَمَرَّدَ. قَالَ قُصَيُّ بنُ كِلابٍ لأكَابِرَ وَلدِهِ: مَنْ عَظمِ لَئِيْمًا شَرِكَهُ فِي لُؤْمه، وَمنْ اسْتَحْسَنَ مُسْتَقبحًا شَرِكهُ فِيْهِ، وَمَنْ لَمْ تُصْلِحهُ كَرَامَتكُمْ فدَوَاءهُ بِهَوَانِهِ، وَبالدَّوَاءِ يُحْسَمُ الدَّاءُ. [من المتقارب] 1101 - إِذَا أَنْتَ أَوْلَيْتَنِي صَالِحًا ... فَأَنْتَ عَلَى غَيْبِ قَلْبِي مُطِلُّ ¬
عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ: [من الطويل] 1102 - إِذَا أَنْتَ جَارَيْتَ السَّفِيْهَ كَمَا جَرَى ... فَأَنْتَ سَفِيْهٌ مِثْلُهُ غَيْرَ ذِي حِلْمِ [من الطويل] 1103 - إِذَا أَنْتَ جَازَيْتَ المُسِيْءَ بِفِعْلِهِ ... فَفِعْلُكَ مِنْ فِعْلِ المُسِيْءِ قَرِيْبُ كَعْبٌ الغَنَوِيُّ: [من الطويل] 1104 - إِذَا أَنْتَ جَالَسْتَ الرِّجَالَ فَلَا يَكُنْ ... عَلَيْكَ لِعَوْرَاتِ الكَلَامِ دَلِيْلُ طَارِقُ بنُ دَيْسَقٍ: [من الطويل] 1105 - إِذَا أَنْتَ جَاوَرْتَ أمْرَأَ السُّوْءِ لن تَزَلْ ... غَوَائِلُهُ تَأْتِيْكَ مِنْ حَيْثُ لَا تَدْرِي بَعْدهُ: يُغَادِيْكَ بالأنْبَاءِ يَنْقُلُ شَرَّهَا ... إِلَيْكَ وَلَا يَغْدُو بِخَيْرٍ وَلَا يَسْرِي وَيَحِلفُ لَو أَنَّ الرِّمَاحَ تَنُوْشُنِي ... لدَافع عَنِّي بِاليَدَيْنِ وِبِالنَّحْرِ إِذَا مَا التَقَيْنَا ظَلَّ كَالسِرَ عَيْنِه ... وَلَا جِنَّ بِالبَغضاءِ وَالنَّظَرِ الشَّزرِ عَلِيُّ بن مسهرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 1106 - إِذَا أَنْتَ حَاوَلْتَ الجسِيْمَ مِنَ العُلا ... فَخَلِّ مُنَاجَاةَ المُنَى وَتَجَرَّدِ قَبْلهُ: ألَا أَيُّهَا القَلْبُ الطَرُّوْبُ إِلَى الصّبَى ... تَأَسَّ عَزَاءً أَيْنَ أَمْسُكَ مِنْ غَدِ أَأَجْدَى بُكَاءُ البحْتَرِيّ نَسِيْمَهُ ... وَحُزْنُ لَبِيْدٍ ردَّ فَائِتَ أَرْبَدِ فَلَا وَجْدَ إِلَّا مَنْ هَوَى دَمِنِ الحِمَى ... وَلَا - مِنْ نَوَى أو مَعْبَدِ ¬
إِذَا أَنْتَ حَاوَلْتَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَا تَضْرَعَن لِلدَّهْرِ مَا عِشْتَ سَالِمًا ... فَلَسْتَ وَإِنْ أَبْدَيْتَهَا بِمُخَلَّدِ فَمَا كُلُّ نَجْمٍ طَالِعٍ يُهْتَدَى بِهِ ... وَلَا كلُّ مَصْقُوْلِ الشَّبَا بِمُهَنَّدِ إِذَا أَنْتَ حَمَّلْتَ الخَؤُوْنَ رِسَالَةً. البَيْتُ وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 1107 - إِذَا أَنْتَ حَمَّلْتَ الخَؤُوْنَ أَمَانَةً ... فَإِنَّكَ قَدْ أَسْنَدْتَهَا شَرَّ مُسْنَدِ يَحْيَى بن زِيَادٍ: [من الطويل] 1108 - إِذَا أَنْتَ خَوَّنْتَ الأَمِيْنَ بِظِنَّةٍ ... فَتَحْتَ لَهُ بَابًا إِلَى الجَوْرِ مُغْلَقَا بَعْدهُ: فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ الظُّنُوْنَ فَإِنَّهَا ... وَأَكْثَرُهَا كَالآلِ لَمَّا تَرَقْرَقَا [من الطويل] 1109 - إِذَا أَنْتَ دَافَعْتَ الهُمُوْمَ بِذِكرِهِ ... تَنَاسَيْتَ مَا تَجْنِي صُروْفُ النَّوَائِبِ [من البسيط] 1110 - إِذَا انْتَدَى وَاحْتَبَى بِالسَّيْفِ دَانَ لَهُ ... شُوْسُ الرِّجَالِ خَضُوْعَ الجُرْبِ لِلطَّالِي وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابن أحْمَرَ البَاهِلِيّ (¬1): إِذَا أَنْتَ رَاوَدْتَ البَخِيْلَ رَدَدْتَهُ ... إِلَى البُخْلِ وَاسْتَمْطَرْتَ غَيْرَ مَطِيْرِ الخُبْزارزِّيّ: [من المتقارب] 1111 - إِذَا أَنْتَ سَارَرْتَ فِي مَجْلِسٍ ... فَإِنَّكَ فِي أَهْلِهِ مُتَّهَمُ ¬
بَعْدهُ: فَهَذَا يَقُوْلُ قَد اغْتَابَنِي ... وَذَا يَسْتَرِيْبُ وَذَا يَحْتشِم يَقُوْلُوْنَ لَو كَانَ هَذَا السِّرَارُ ... خَيْرًا لما كَانَ بِالمُنْكَتِمْ كَذَاكَ الرُّعَاةُ تُسِيءُ الظُّنُوْنَ ... مَا الذِّئابِ خَلَتْ بِالغَنَمْ وَضَرْبُ العَصَا مُؤْلِم سَاعَةً ... وَضَرْبُ اللِّسَانِ طَوِيْلُ الأَلَمْ [من الطويل] 1112 - إِذَا انْتَسَبُوا لَمْ يَعْرِفُوا غَيْرَ ثَعْلَبٍ ... ألَا إِنَّ أَشْرَارَ السِّبَاعِ الثَّعَالِبُ [من الطويل] 1113 - إِذَا أَنْتَ شَاجَرْتَ الرَّفِيْقَ فَلِنْ لَهُ ... وَمنْ خَيْرِ مَنْ رَافَقْتَ مَنْ لَا تُشَاجِرُه ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الطويل] 1114 - إِذَا أَنْتَ صَاحَبْتَ الرِّجَالَ فَكُنْ فَتًى ... كأنَّكَ مَمْلُوْكٌ لِكُلِّ رَفِيْقِ بَعْده: وَكُنْ مِثْلَ طَعْمُ المَاءِ عَذْبًا وَبَارِدًا ... عَلَى الكَبِدِ الحّرَّى لِكُلِّ صَدِيْقِ العَتَّابِيُّ: [من الطويل] 1115 - إِذَا أَنْتَ صَالَحْتَ أمْرأً قَدْ وَتَرْتَهُ ... فَكُنْ حَذِرًا مِنْ كَيْدِهِ غَيْرَ آمِنِ بَعْدهُ: وَلَا تَأْمَنَنَّ ذَا جُنَّةٍ حَطَّ قَوْسَهُ ... وَلَا تَأْمَنَنَّ النّبْلَ جَوْفَ الكَنَائِنِ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ: [من الطويل] ¬
1116 - إِذَا أَنْتَ طَالَبْتَ الرِّجَالَ ثَوَابَهُمْ ... فَعِفَّ وَلَا تَطْلُب بِجَهْدٍ فَتَنكَدِ الجَهْدُ بِالفَتْحِ المَشَقَّةُ والجُهْدُ بِضَمِّ الجِّيْمِ الطَّاقَةُ وَقَدْ قِيْلَ أنَّهُمَا بمَعْنَى المَشَقَّة أَي لَا تتطلب بِمَشَقَّةٍ فَتَنكَدَ. [من الطويل] 1117 - إِذَا أَنْتَ عَاتَبْتَ الخَلِيْلَ فَلَمْ يَكُنْ ... يَوَدُّكَ لَمْ يُعْتِبْكَ حِيْنَ تُعَاتِبُه وَمِنْ بَابِ (إِذَا أَنْتَ) عَادَيْتَ قَوْلُ المغِيْرَة بن حَبْنَاءَ (¬1): إِذَا أَنْتَ عَادَيْتَ أَمْرًا فَاظْفَر لَهُ ... عَلَى عَثْرَةٍ إِنْ أمْكَنَتْكَ عَوَاثِرُه وَقَارِب إِذَا مَا لَمْ تَجِدْ لَكَ حِيْلَةً ... وَصَمِّمْ إِذَا أَبْقَيْتَ أَنَّكَ عَاقِرُه فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَقْدر عَلَى أَنْ تهِيْنَهُ ... فَذَرْهُ إِلَى اليَوْمِ الذِي أَنْتَ قَادِرُه وَأَنِّي لأُجْزي بِالمَوَدَّةِ أَهْلهَا ... وَبِالشَّرِّ حَتَّى يَسْأَمِ الشَّرَّ حَافِرُه وَأَغْضَبُ لِلْمَوْلَى فَأَمْنَعُ ضَيْمَهُ ... وَإِنْ كَانَ غِشًا مَا تُجنُّ ضمَائِرُه وَأَحْلَمُ مَا أَلْقَ في الحِلْمِ ذلةً ... وَلِلجاهِلِ العرّيْضِ عَنِّي زَوَاجِرُه وَأَنَّى لِخراج مِنَ الكَرْبِ بَعْدَمَا ... تضيقُ عَلَى بعْضِ الرِّجَالِ حَظَائِرُه حَمُوْلٌ لِبَعْضِ الأمْرِ حَتَّى أَنَالَهُ ... صمُوْتٌ عَلَى الشَّيْءِ الَّذِي أَنَا ذَاكرُه أمُّ الصَّرِيْحُ الكِنْدِيَّةُ تُخَاطِبُ أَخَاهَا خَالِدًا: [من الطويل] 1118 - إِذَا أَنْتَ عَادَيْتَ الرِّجَالَ فَأَشْجِهِم ... بِمَا كَرِهُوا حَتَّى يَمَلُّوا التَّعَادِيَا قَبْلهُ: أرَانِي وَإِنْ طَالَتْ حَيَاتِي وَمُدَّتِي ... وَمُنِّيْتُ دَهرًا في الحَيَاةِ الأَمَانِيَا فَسَوْفَ تُلَاقِيْني مِنَ المَوْتِ غصَّةٌ ... أَغصُّ بِهَا عِنْدَ انْقِطَاعِ حَيَاتِيَا وَصِيّةُ مَنْ يُهْدِي السَّلَامَ لأَهْلِهِ ... وَيُؤذنُ أَهْلَ الوُدِّ أَنْ لا يُلَاقِيَا ¬
فَأُوْصِيْكَ إِنْ حَالَ الحَوَادِثَ بَيْنَنَا ... وَمِنْ خَيْرِ مَا أَوْصَيْتَ مَنْ لَيْسَ نَاسِيَا فَأَحْسِنْ فَإِنَّ المَرْءَ لَا بُدَّ مَيِّتٌ ... وَأَنَّكَ مَجْزِيّ بِمَا كُنْتَ سَاعِيَا وَسَارِعْ إِلَى الخَيْرَاتِ جُهْدَكَ لَا تَكُنْ ... عَنِ الخَيْرِ وَالمَعْرُوْفِ مَا عِشْتَ وَانِيَا وَعَهْدَكَ فَاحْفَظْهُ فَلَا خَيْرَ في امْرِىٍ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْعَهْدِ بِالغَيْبِ رَاعِيَا إِذَا أَنْتَ عَادَيْتَ الرِّجَالَ فَأَشْجِهِمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَا تُرِيَنَّ النَّاسَ إِلَّا تَجَمُّلًا ... وَإِنْ بِتَّ صِفْر الكَفِّ وَالبَطْنِ طَاوِيَا وَإِنْ خِفْتَ دَارًا وَجَفَا بِكَ مَنْزِلٌ ... فَدَعْهُ لِمَنْ بِالخَسْفِ يَصْبحُ رَاضِيَا عَبْدُ الرَّحِمَن بن حَسَّان بن ثَابِتٍ: [من الطويل] 1119 - إِذَا أَنْتَ عَادَيْتَ الرِّجَالَ فَلَا تَزَلْ ... عَلَى حَذَرٍ لَا خَيْرَ في غَيْرِ حَاذِرِ أَبُو بَكْر العَرزَمِيّ: [من الطويل] 1120 - إِذَا أَنْتَ عَادَيْتَ امْرَأً بَعْدَ خُلَّةٍ ... فَدَعْ في غَدٍ لِلصُّلْحِ وَالعَوْدِ مَوْضِعَا إبْرَاهِيْمُ بن المَهْدِيُّ: [من الطويل] 1121 - إِذَا أَنْتَ عِبْتَ النَّاس عَابُوا فَأَكْثَرُوا ... عَلَيْكَ وَأَبْدُوا مِنْكَ مَا كنْتَ تَسْتِرُ بَعْدهُ: إِذَا مَا ذَكَرْتَ النَّاسَ فَاتْركْ عُيُوْبَهُمْ ... فَلَا عَيْبَ إِلَّا دُوْنَ مَا عَنْكَ يُذْكَرُ إِذَا عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي فِيْكَ مِثْلهُ ... فَكَيْفَ يَعِيْبُ العُوْرَ مَنْ هُوَ أَعْوَرُ وَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي لَيْسَ فِيْهمُ ... فَذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَالنَّاسُ أَكْبَرُ فَسَالِمهُمْ بِالكَفِّ عَنْهُمْ فَإِنَّهُمْ ... بِعَيْبِكَ مِنْ عَيْنَيْكَ أَهْدَى وَأَبصَرُ بَعْدَهُ: وَكَيْفَ يَعِيْبُ النَّاسَ مَنْ عَيْبُ نَفْسِهِ ... أَشَدُّ إِذَا عُدَّ العُيُوْبُ وَأَنْكَرُ ¬
وَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي لَيْسَ فِيْهمُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ مَتَى تَلْتَمِسْ لِلنَّاسِ عَيْبًا تَجِدْ لَهُمْ ... عُيُوْبًا وَلَكنَّ الَّذِي فِيْكَ أَكْثَرُ فَسَالِمهُمْ بِالكَفِّ. البَيْتُ. وَهِيَ سَبْعَةُ أَبْيَاتٍ [من الطويل] 1122 - إِذَا أَنْتَ عِبْتَ الأَمْرِ ثُمَّ أتَيْتَهُ ... فَأَنْتَ وَمَنْ تَزْرِي عَلَيْهِ سَوَاءُ وَمِنْ بَابِ (إِذَا) قَوْلُ: إِذَا أَنْتَ عَوَّدْتَ امْرأً مِنْكَ عَادَةً ... فَلَا تُجْرِهِ إِلَّا عَلَى ذَلِكَ المَجْرَى وَإِنْ أَنْتَ آخَيْتَ الكَرِيْمَ فَأَعْطِهِ ... يَمِيْنَكَ وَاقْرِنْها إِلَى كَفِّكَ اليُسْرَى عَدِيُّ بن زَيْدٍ: [من الطويل] 1123 - إِذَا أَنْتَ فَاكَهْتَ الرِّجَالَ فَلَا تُلع ... وَقُلْ مِثْل مَا قَالُوا وَلَا تَتَزَنَّدِ بعدهُ: وَإِيَّاكَ مِنْ فَرْطِ المزَاحِ فَإِنَّهُ ... جَدِيْرٌ بِتَسْفِيْهِ الحَلِيْمِ المُسَدَّدِ وَنَفْسَكَ فَاحْفَظْهَا مِنَ الغَيِّ وَالرّدَى ... مَتَى يَغْوِهَا يَغْوَ الَّذِي بِكَ يَقْتَدِي السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من الطويل] 1124 - إِذَا أَنْتَ فَتَّشْتَ القُلُوْبَ وَجَدْتَهَا ... قُلُوْبَ الأَعَادِي في جُسُوْمِ الأَصَادِقِ [من الطويل] 1125 - إِذَا أَنْتَ فَضَّلْتَ امْرَأً ذَا فَضَائِلٍ ... عَلَى نَاقِصٍ صار المَدِيحُ تَنَقُّصَا بَعْدهُ: وكَيْفَ يُقَالُ البَدْرُ أَضْوَا مِنَ السُّهَا ... وكَيْفَ يُقَالُ الدُّرُّ خَيْرٌ مِنَ الحَصَا ¬
أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّيْفَ يَزْرِي بِقَدْرِهِ ... إِذَا قِيْلَ هَذَا السَّيْفُ أَمْضَى مِنَ العَصا [من الطويل] 1126 - إِذَا أَنْتَ قَاوَلْتَ السَّفِيْهَ فَإنَّمَا ... يكُونُ عَلَيكَ الفَضْلُ حين تُقَاولُه [من الطويل] 1127 - إِذَا انْتَقَدَ النَّاسُ الكِرَامَ رَأَيْتَهُ ... يَطِنُّ طَنِيْنَ الزَّيْفِ في كفِّ ناقِدِ قَبْلهُ: وَمَا صَاحِبِي عِنْدَ الرّخَاءِ بِصاحِبٍ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الأُمُوْرِ الشَّدَائِدِ إِذَا مَا رَأَى وَجْهِي فَأْهْلًا وَمَرْحَبًا ... وَيَرْمِي وَرَائِي بِالسِّهَامِ القَوَاصِدِ إِذَا انْتَقَدَ النَّاسُ الجِّيَادَ. البَيْتُ أَبُو الطَّيِّبُ المُتَنَبِّي: [من المتقارب] 1128 - إِذَا انْتَقَمُوا أَعْلَنُوا أَمْرَهُمْ ... وَإِنْ أَنْعَمُوا أَنْعَمُوا بِاكْتِتَامِ هَيْثَمُ بنُ الأَسْوَدِ الكُوْفِيّ: [من الطويل] 1129 - إِذَا أَنْتَ كَلَّفْتَ أمْرَأً غَيْرَ خيْمِهِ ... لِيَأتِيَ خيْمًا غَيْرَهُ كنْتَ ظَالِمَا [من الطويل] 1130 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَأخُذْ بِرَأْيِكَ فَضْلَهُ ... فَإِنَّكَ وَالضَّرْبَ الضَّعِيْفَ سَوَاءُ [من الطويل] 1131 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَأخُذْ قَلِيْلًا حُرِمْتَه ... وَلَا بُدَّ مِنْ شَيْءٍ يُعِيْنُ عَلَى الدَّهْرِ ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ إبْرَاهِيْمِ بن هَرْمَةَ (¬1): إِذَا أَنْتَ لَم تأخُذْ مِنَ اليَأْسِ عِصْمَةً ... تَشِدُّ بِهَا في رَاحَتَيْكَ الأَصَابِعُ شَرِبْتَ بِطرْق المَاءِ حَيْثُ لَقِيْتَهُ ... عَلَى رَنْقٍ وَاستَعْبَدَتْكَ المَطَامِعُ [من الطويل] 1132 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَبْرَح بِظَنٍّ وَتَنْقَضِي ... عَلَى الظَّنِّ أَرْدَتْكَ الظُّنُوْنُ الكَوَاذِبِ [من الطويل] 1133 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَبْرَح تُؤَدِّي أَمَانَةً ... وَتَحْمِلُ أُخْرَى أَفْدَحَتْكَ الوَدَائِعُ [من الطويل] 1134 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَتْرُكْ أَخَاكَ وَزَلَّةً ... إِذَا زَلَّهَا أَوْشَكْتُمَا أَنْ تَفَرَّقَا قَبْلهُ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسْتَقْبِلِ الأَمْرَ لَمْ تَجِدْ ... لِكَفَّيْكَ في أَدْبَارِهِ مُتَعَلَّقَا في المَثَلِ إِنْ لَمْ تَغُضَّ عَلَى القَذَى لَمْ تَرْضَ أَبَدًا. يُضْرَبُ في الصَّبْرِ عَلَى جَفَاءِ الأُخْوَانِ. قال الشَّاعِرُ (¬1): وَاصلْ أَخَاكَ وَإِنْ أتاكَ بِمُنْكَرٍ ... فَخُلُوْصُ شَيْءٍ قَلَّمَا يَتَمَكَّنُ وَلِكُلِّ حُسْنٍ آفَةٌ مَوْجُوْدَةٌ ... إِنَّ السِّرَاجَ عَلَى سَنَاهُ يُدَخِّنُ ابْنُ أَحْمَرَ البَاهِلِيُّ: [من الطويل] 1135 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَجْعَلْ لِعِرْضِكَ جُنَّةً ... مِنَ الذَّمِّ سَارَ الذَّمُّ كُلَّ مَسِيْرِ ¬
قَبْلهُ: إِذَا أَنْتَ رَاوَدْتَ البَخِيْلَ رَدَدْتَهَ ... إِلَى البُخْلِ وَاسْتَمْطَرْتَ غَيْرَ مَطِيْرِ مَتَى تَطْلُب المَعْرُوْفَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ ... تَجِدْ مَطْلَبَ المَعْرُوْفِ غير يَسِيْرِ إِذَا أَنْتَ لَمْ تَجْعَلْ لِعِرْضِكَ جُنَّةً. البَيْتُ [من الطويل] 1136 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَحْزَنْ لِغَيْتةِ صَاحِبٍ ... كذَلِكَ لَمْ تَفْرَحْ لَهُ بِقُدُوْمِ [من الطويل] 1137 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَحْفَظْ بِغَيْبٍ مَوَدَّتِي ... فَمِثْلُكَ إخْوَانُ الرِّيَاءِ كثيْرُ صُرَّدُرَّ: [من الطويل] 1138 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَحْفَظْ عُهُوْدَ مَنَازِلٍ ... فَلَسْتَ لِعَهْدِ النَّازِلِيْنَ بِذَاكِرِ [من الطويل] 1139 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَحْفَظْ لِنَفْسِكَ سِرَّهَا ... فَسِرُّكَ عِنْدَ النَّاسِ أَفْشَى وَأَضْيَعُ وَمِثْلُهُ وَهُوَ مَكْتُوْبٌ بِبَابِهِ في الأَصْلِ: فَإِذَا أَضَعْتَ حَدِيْثَ نَفْسِكَ فَاعْلَمَن ... أَنَّ الرِّجَالَ لِسِرِّكَ أَضْيَعُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي البِلَادِ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تُذْنِبْ وَسُمِّيْتَ مُذْنِبًا ... بِظِلْمٍ وَلَمْ يقْبَل لَكَ العُذْرُ قَابلُ فَاقْرِرْ بِمَا قَوَّلْتَ حَقًّا وَبَاطِلًا ... وَصَدِّقْ بِفِعْلٍ مِنْكَ مَا أَنْتَ قَائِلُ وَبَادِرْ إِلَيَّ وَشَمِّر إِلَى الَّتي ... وَجَلْتَ بِهَا لَا يَشْغَلَنَّكَ شَاغِلُ رُوَيْدكَ حَتَّى تجْثِمَ الشَّرَّ أَهْلَهُ ... وُعُوْرًا وَيَنْسَى الجهْلُ مَنْ هُوَ جَاهِلُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أعَشَى قَيْسٍ وَهُوَ مَيْمُوْنُ بن قَيْس بن جَنْدَلٍ أَخِي رَبِيْعَةَ بن ¬
ضبِيْعَةَ بن قَيْس بن ثَعْلَبَةَ بن عكاب بن صَعْب بن عَلِيّ بن بَكْر بن وَائِلٍ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ عَادَ مِنْ طَرِيْقِهِ وَلَمْ يَلْقَهُ يَقْوْلُ مِنْهَا (¬1): ألَا أَيُّهَذَا السَّائِلِي أَيْنَ يَمَّمْتْ ... فَإِنَّ لَهَا في أرْضِ يَثْرِبَ مَوْعِدَا فَآلَيْتُ لَا أرثي لَهَا مِنْ كَلَالِهَا ... وَلَا مَنْ حفًى حَتَّى يُلَاقِي مُحَمَّدَا مَتَى مَا تُنَاخِي عِنْدَ بَابِ ابنِ هَاشِمٍ ... تُرَاحِي وَتلْقِي مِنْ فَوَاضلِهِ يدَا أجدَّكَ لَمْ تَسْمَعْ وَصاةَ مُحَمَّدٍ ... نَبِيِّ اللَّهِ حِيْنَ أَوْصى وَأَشْهَدَا إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى ... وَأَبْصَرْتَ بَعْدَ المَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لَا يَكُوْنَ كَمِثْلِهِ ... وَأنَّكَ لَمْ تُرْصِدْ كَمَا كَانَ أَرْصَدَا نَبِيٌّ يَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَذِكْرُهُ ... أَغَارَ لَعَمْرِي في البِلَادِ وَأَنْجَدَا حَكَى الفَرَّاءُ وَحْدَهُ أَغَارَ بِمَعْنَى غَارَ إِذَا أتى الغَوْرُ وَيُرْوَى عَنِ الأَصْمَعِيِّ رِوَايَتَانِ: أَحَدُهَمَا: أَنْ أغَارَ بِمَعْنَى عَدَا عَدْوًا شَدِيْدًا وَأَنْشَدَ (¬2): فَعَدِّ طِلَابَهَا وَتَسَلَّ عَنْهَا ... بِنَاجِيَةٍ إِذَا زُجِرَتْ تُغِيرُ وَالأُخْرَى أَنَّهُ كَانَ يَقْوْلُ: لَعَمْرِي غَارَ في البِلَادِ وَأَنْجَدَا فَيَخرمهُ عَلَى الرحَافِ بِالتَّقْدِيْمِ وَالتَّأْخِيْرِ، وكان سَعِيْدُ بن مَسْعَدَةَ يَقْوْلُ: غَارَ لَعَمْرِي في البلَادِ وَأَنْجَدَا فَيَخْرِمُهُ في النِّصفِ الثَّانِي وَالبَيْتُ المَقْصُوْدُ هَاهُنَا قَوْلِهِ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَل بِزَادِ مِنَ التُّقَى. البَيْتُ. العَطَوِي في الحِجَابِ: [من الطويل] 1140 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تُرْسِلْ وَجِئْتُ فَلَمْ أصلْ ... مَلأْتَ بِعُذْرٍ مِنْكَ سَمْعَ لَبِيْبِ بَعْدهُ: أبيتك مُشْتَاقًا فَلَمْ أَرَ حَابِسًا ... وَلَا نَاظِرًا إِلَّا بِعَيْنِ غَضُوْبِ ¬
كَأَنِّي غريم أَقْتَضِي أو كَأَنِّي ... طلوع رَقِيْبٍ وَنهُوْضُ حَبِيْبِ عَلَيَّ لَهُ الإخْلَاصُ مَا رَدَعَ الهَوَى ... أَصَالَةُ رَأْيٍ أو وقَارُ مَشِيْبِ دِعْبِلُ: [من الطويل] 1141 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ وَأَبْصَرْتَ حَاصِدًا ... نَدِمْتَ عَلَى التَّفْرِيْطِ في زَمَنِ البَذْرِ قَبْلهُ: صَبَرًا وَكَانَ الصَّبْرُ مِنِّي سَجِيَّةً ... وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ أَثنى عَلَى الصَّبْرِ وَكُنْتَ أَخِي مَادَامَ هُوْدكَ يَابِسًا ... فَلَمَّا اسْتَوَى وَاخْضَوْضَرَتْ مَعَ اليُسْرِ لَعَمْرُكَ لَو ذَوَّقْتَنِي ثَمَرَ الغِنَى ... أَذقْتكَ مَا يُرْضِيْكَ مِنِّي ثَمَرَ الشّكْرِ فَإِنْ نلْتُ مَا يغْنِي مَعَ اليَوْمِ أو غَدٍ ... أَنَلْتكَ مَا يَبْقَى إِلَى آخرِ الحَشْرِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الفَقْرَ يُرْجَى لَهُ الغِنَى ... وَإِنَّ الغِنَى يُخْشَى عَلَيْهِ مِنَ الفَقْرِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ البَحْرَ يَنْضَبُ مَاؤُهُ ... وَتَأْتِي عَلَى حِيْتَانِهِ نُوبُ الدَّهْرِ إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْعَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَمَالَكَ يَوْمَ الحَشْرِ زَادٌ سِوَى الَّذِي ... تُقَدِّمُهُ قَبْلَ المَمَاتِ إِلَى الحَشْرِ وَتُرْوَى لأَبِي العَتَاهِيَةِ هَذِهِ الأَبْيَاتُ. ابْنُ دَارَةَ الغَطْفَانِيّ: [من الطويل] 1142 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسْتَبقِ وُدًّا لِصَاحِبٍ ... عَلَى دَخْلٍ أَكْثَرْتَ نَثَّ المَعَائِبِ يَقْوْلُ مِنْهَا: وَإِنِّي لأسْتَبْقِي امْرَأَ السُّوْءِ عُدَّةً ... مَخَافَةَ عَرِيْضٍ مِنَ النَّاسٍ عَائِبِ أَخَافُ كِلَابَ الأَبْعَدِيْنَ وَنَبْحهَا ... إِذَا لَمْ تُجَاوِبُهَا كِلَاب الأَقَارِبِ ¬
[من الطويل] 1143 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسْتَصْحِبِ العِلْمَ لَمْ تَزَلْ ... مِنَ الجهْلِ أنَّى كُنْتَ في شَرِّ صَاحِبِ [من الطويل] 1144 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسْتَقِبْلِ الأَمْرَ لَمْ تَجِدْ ... لِكَفَّيْكَ في أَدْبَارِهِ مُتَعَلَّقَا [من الطويل] 1145 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسْلُ اصْطِبَارًا وَحِسْبَةً ... سَلَوْتَ عَلَى الأَيَّامِ مِثْلَ البَهَائِمِ قَبْلهُ: تَعَزَّ بِحُسْنِ الصَّبْرِ عَنْ كُلِّ هَالِكٍ ... فَفِي الصَّبْرِ مَسْلَاةُ الهُمُوْمِ اللَّوَازِمِ إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسَلْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَيْسَ يَرُدّ النفسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا ... مِنَ النَّاس إِلَّا كُلَّ مَا في العَزَائِمِ قَبْلهُ: هَذَا البَيْتُ غَيْر الَّذِي بِبَابِ: أتصْبِرُ لِلْبَلْوَى عَزَاءً وَحِسْبَةً فتؤْجرَ لأَبِي تَمَّام وَلَيْسَ بِمُكَرَّرٍ بَلْ هُوَ اهْتِدَامٌ. جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من الطويل] 1146 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسْمَح وَتَصْفَحْ وَلَمْ تُعِنْ ... أَخَاكَ عَلَى الأيَّامِ فَاسْلُ عَنِ الحَمْدِ هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا المَلكَ المُظَفَّرَ تَقِيِّ الدِّيْنِ أَوَّلُهَا: لَعَلَّكَ يَوْمًا أَنْ تُصَدَّ عَنِ الصدِّ ... وَتَرْجعَ عَنْ هَذَا الجَّفَاءِ إِلَى الوُدِّ فَغَيْرُ جَمِيْلٍ في الهَوَى أَنْ تُهِيْنَنِي ... وَأَنْتَ أَعَزّ النَّاسِ كُلَّهُمْ عِنْدِي وَإِنْ تَخْلِف الوَعْدَ الَّذِي بِوَفَائِهِ ... وَثَقْتُ وَخَلْفُ الوَعْدِ خُلُق الوَغْدِ جَحَدْتُ الَّذِي في القَلْبِ مِنْكَ مِنَ الجوَى ... فَهَا أَنَا فِيْهِ لَا أُعِيْدُ وَلَا أُبْدِي ¬
وكَيْفَ جُحُوْدِي وَاصْفِرَارِي وَأَدْمُعِي ... وَسُقْمِي وَأَنْفَاسِي شُهُوْد عَلَى وَجدِي جَفَانِي ولَمْ أُذْنِب بَلْ الذَّنْبُ ذَنْبهُ ... وَبِي مثل قَدْ قِيْلَ يَجْنِي وَيَسْتَعْدِي ولَوْلَا الهَوَى لَمْ أَسْأَلِ العَفْوَ مُجْرِمًا ... ولَمْ أَعْتَذِرْ عَنِ ظَالِمٍ لِي عَلَى عَمْدِ إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسْمَحْ وَتَصْفَحْ ولَمْ تُعِنْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِنِّي وَإِنْ أَوْدَى الزَّمَانُ بِثَرْوتِي ... وَبَدَّلَنِي البُؤْسَى مِنَ العِيْشَةِ الرّغْدِ لأَبْذُلُ جُهْدِي في النَّدَى لِمُؤَمّلِي ... ولَمْ يَبْقَ في بَذْلِ النَّدَى بِاذِلُ الجهْدِ وَرُبَّ جَهُوْلٍ عَابَنِي بِمَحَاسِنِي ... وَيَقبُحُ ضَوْءُ الشَّمْسِ في الأَعْيُنُ الرُّمْدِ بفِيَّ لأعْدَائِي حُسَامٌ وَفِي يَدِي ... حُسَامٌ وَكُلٌّ مِنْهُمَا ذَلقُ الحَدِّ وَمَا أَنَا مِمَّا يُسْتَمَالُ بِخُلَّبٍ ... وَيُطْعِمُهُ في الغَيْثِ قَعْقَعةُ --. . . يَقُوْلُ مِنْهَا: قَصَدْتُكَ لَا أَرْجُو سِوَاكَ مِنَ الوَرَى ... وَمِثْلكَ مَنْ لَمْ ---. --- قَائِلُهُ جَعْفَرُ بن شَمْس الخلَافَة رَحَمَهُ اللَّهُ بَشَّارٌ: [من الطويل] 1147 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَشْرَب مِرَارًا عَلَى القَذَى ... ظَمِئْتَ وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُه [من الطويل] 1148 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَشْرَح لآسِيْكَ بَعْضَ مَا ... بِجِسْمِكَ أَعْيَيْتَ الدَّوَاءَ عَنِ السُّقْمِ حَاتِمٌ الطَّائيُّ: [من الطويل] 1149 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تُشْرِكْ خِلِيْلَكَ في الَّذِي ... يَكُوْنُ قَلِيْلًا لَمْ تُشَارِكْهُ في الفَضْلِ قَبْلهُ: سَأَقْدَحُ مِنْ قَدَرِي نَصِيْبًا لِجَارَتِي ... وَإِنْ كَانَ مَا فِيْهَا كفَافًا عَلَى أَعْلِي ¬
إِذَا أَنْتَ لَمْ تُشْرِك. البَيْتُ [من الطويل] 1150 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَصْبِرْ عَلَى الذَّنْبِ مِنْ أَخٍ ... وَقُلْتَ أُكافِيْهِ فَأَيْنَ التَّفَاضُلُ؟ بَعدهُ: فَإِن تَقْطَعِ الأخْوَان في كُلِّ عَثْرَةٍ ... بَقِيْتَ وَحِيْدًا لَمْ تَجِدْ مَنْ تُوَاصِلُ وَيُرْوَى: إِذَا أَنَا لَمْ أَصْبِرْ عَلَى الذَّنْبِ مِنْ أَخٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ إِذَا مَا دَهَانِي مِفْصَلٌ وَقَطَعْتهُ ... بِقِيْتُ وَمَالِي لِلنُّهُوْضِ مَفَاصِلُ وَلَكنْ أُدَارِيْهِ فَإِن صَحَّ سَرَّنِي ... وَإِنْ هُوَ أَعْيَا كَانَ فِيْهِ تَحَامُلُ قال الشَّيْخُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن إبْرَاهِيْم الصُّوْفِيّ المَعْرُوْفُ بِأَبي بَكْر بن أَبِي إِسْحَاق الكَلَابَاذِيُّ في كِتَاب (الإخْبَار بفَوَائِدِ الأخْبَار) حَدَّثنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد البَغْدَادِيّ قَالَ حدثنا مُحَمَّد بن احْمَد بن أَبِي العَوَّامِ قال حَدّثنا عَبْد اللَّهِ ابن بَكرٍ السَّهْمِيُّ قالَ حَدَّثنا عَبَّادُ بن شَيْبَةَ عَنْ سَعِيْد بن أَنسَ عَنْ أَنسَ بن مَالِكٍ قَالَ بَيْنَا رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ بَيْنَ أَصْحَابهِ إِذْ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثنايَاهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مَا أَضْحَكَكَ يا رَسُوْلُ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَقَالَ رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي جَثَيَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ العِزَّةِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا يا رَبِّ خُذْ لِي مَظْلمَتِي مِنْ أَخِي فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى أْعْطِ أَخَاكَ مَظْلمَتَهُ قَالَ وَكَيْفَ يا رَبِّ وَلَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِي شَيْءٌ فَقَالَ اللَّهُ لِلطَّالِبِ كَيْفَ تَصْنَعُ مِنْ أَخِيْكَ وَلَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ فَقَالَ لِيَحْمِل عَنِّي مِنْ أَوْزَارِي وَفَاضتْ عَيْنَا رَسُوْلُ اللَّهِ بِالبُكَاءِ فَقَالَ إِنَّ ذَلِكَ لَيَوْمٌ عَظيْمٌ يَوْم يَحْتَاجُ النَّاسُ أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ مِنْ أَوْزَارِهِم فِيْهِ فَقَالَ اللَّهُ ارْفَع رَأْسَكَ فَانْظُرْ في الجِنَانِ فَقَالَ يا رَبِّ أَرَى مَدَائِنَ مِنْ فِضةٍ وَقُصُوْرًا مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةً بِاللَّؤْلُؤِ لأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا أَوْ لأَيِّ صدِّيِقٍ هَذَا فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا لِمَنْ أَعْطَانِي الثَّمَنَ فَقَال يا رَبِّ وَمَنْ يَمْلِكُ ذَلِكَ قَالَ أَنْتَ تَمْلِكهُ قَالَ يا رَبِّ بِمَاذَا قَالَ بِعَفْوِكَ عَنْ أَخِيْكَ ¬
قَالَ يا رَبِّ قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ قَالَ اللَّهُ لِلطَّالِبِ خُذْ بِيَدِ أَخِيْكَ فَادْخِلْهُ الجَّنَّةَ. ثُمَّ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ اتَّقُوا اللَّهَ وَأصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ يُصْلحُ بَيْنَ المُؤْمِنِيْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ. وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَيْنَ نَدى الجنَّةِ لَفَنَاءٌ يَتَوَاهَبُ المُسْلِمُوْنَ فِيْهِ ذُنُوْبَهُمُ حَتَّى يَقْوْلُ اللَّهُ ادْخُلُوا لِلجنَّةِ مِنْ غَيْرِ حِسَابٍ. [من الطويل] 1151 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تُصْلح لِنَفْسِكَ لَمْ تَجِدْ ... لَهَا أَحَدًا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ يُصْلِحُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1152 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تُضْرِب عَنِ الحِقْدِ لَمْ تَفُزْ ... بِشُكْرٍ وَلَمْ تَسْعَدْ بِتَقْرِيْظِ مَادِح أَوسُ بنُ حَجَرٍ: [من الطويل] 1153 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تُعْرِضْ عَنِ الجهْلِ وَالخَنَا .... أَصَبْتَ حَلِيْمًا أَوْ أَصَابَكَ جَاهِلُ وَيُرْوَى هَذَا البَيْتُ لِكَعْب بن زُهَيْرٍ وَيُرْوَى لأَبِيْهِ زَهَيْرُ بن أَبِي سُلْمَى وَهُوَ بِدِيْوَانِ أَوْسِ بن حَجَرٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَلَسْتُ كَمَنْ لَمْ يَرْكَب الهَوْلَ بغتَةً ... وَلَيْسَ لَهُ لِرَحْلٍ حَطَّهُ اللَّهُ حَامِلُ [من الطويل] 1154 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْرِفْ لِنَفْسِكَ حَقَّهَا ... هَوَانًا لَهَا كَانَتْ عَلَى النَّاسِ أْهَوَنَا بَعْدهُ: فَنَفْسَكَ أَكْرِمْهَا فَإِنَّ ضَاقَ مَسْكَنٌ ... عَلَيْكَ لَهَا فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ مَسْكَنَا ¬
فَلَا تَسْكنَنَّ الدّهرَ مَسْكَنَ ذلَّةٍ ... تُعَدّ مُسِيْئًا بَعْدَمَا كنتَ مُحْسِنَا مُحَمَّد بن أَبِي شحاذ الضَّبِّيّ: [من الطويل] 1155 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْرُكْ بِجَنْبَيْكَ بَعْضَ مَا ... يُرِيْبُ مِنَ الأَدْنَى رَمَاكَ الأبَاعِدُ [من الطويل] 1156 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ فَتُصْبِحَ هَائِمًا ... وَلَمْ تَكُ مَعْشُوْقًا فَأنَتَ حِمَارُ عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ: [من الطويل] 1157 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ وَلَمْ تَتبعِ الهَوَى ... فَكُنْ حَجَرًا بِالحَزْنِ مِنْ صَخْرَةٍ أَصَمّ غَنَّتْ حَبَّابَةُ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ لِيَزِيْدَ بنُ عَبْدِ المَلِكِ. إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْشَق. البَيْتَ. مِنْ قَوْلِ عُمَر بن أَبِي رَبِيْعَةَ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْشَق وَلَمْ تَتْبَعِ الصِّبَى ... فَكُنْ حَجَرًا بِالحَرْنِ مِنْ صَخْرَةٍ أَصم [من الطويل] 1158 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تعْشَقْ وَلَمْ تَدْرِ مَا الهَوَى ... فَكُنْ صَخْرَةً صَمَّاءَ في بَلَدٍ قَفْرِ قِيْلَ كَانَ أبو عَمْرو وَعَامِرُ بن سرحيل الشَّعْبِيّ يَقُوْلُ كَثيْرًا: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ وَلَمْ تَدْرِ مَا الهَوَى ... فَأَنْتَ وَغَيْرٌ في الفلَاةِ سَوَاءُ الأَحْوَصُ: [من الطويل] 1159 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ وَلَمْ تَعْرِفِ الهَوَى ... فَكُنْ حَجَرًا مِنْ يَابسٍ الصَّخْرِ جَلْمَدَا أَبْيَاتُ الأَحْوَصُ هَذِهِ أَوَّلُهَا: ألَا لَا تَلُمْهُ اليَوْمَ أنْ يَتَبَلَّدَا ... فقد مَنَع المَخْزُوْنَ أَنْ يَتَجَلَّدَا ¬
بَكِيْتُ الصِّبَى جُهْدِي فَمَنْ شَاءَ لَامَنِي ... وَمَنْ شَاءَ آسَى في البُكَاءِ وَأَسْعَدَا فَمَا العَيْشُ إِلَّا مَا تلذُّ وَتَشْتَهِي ... وَإِنْ لَامَ فِيْهِ ذُو الشَّنَانِ وَفَنَّدَا إِذَا أَنتَ لَمْ تَعْشَق. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأَنِّي لأَهْوَاهَا وَأَهْوَى وِصَالَهَا ... كَمَا يَشْتَهِي الصَّادِي الشَّرَابَ المُبَرَّدَا عَلَاقَةُ حُبٍّ لَجَّ في سنَنِ الهَوَى ... فَأَبْلَى وَمَا يَزَدَادُ إِلَّا تَجَدُّدَا هِشَام بن عَبْدِ المَلِكِ: [من الطويل] 1160 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْصِ الهَوَى قَادَكَ الهَوَى ... إِلَى بِعْضِ مَا فِيْهِ عَلَيْكَ مَقَالُ حُكِيَ عَنِ الهَيْثَم بن عُدَيّ أَنَّ هِشَامَ بن عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ لَمْ يَقُلْ بَيْتَ شِعْرٍ قط إِلَّا هَذَا البَيْتَ. العَبَّاسُ بن الأَحْنَفِ: [من الطويل] 1161 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تُعْطِفْكَ إِلَّا شَفَاعَةٌ ... فَلَا خَيْرَ في وِدٍّ يَكُوْنُ بشِافِعِ قَبْلهُ: فَأُقْسِمُ مَا كَانَ تَرْكِي عِتَابكَ عَنْ قَلًى ... وَلَكنْ لِعِلْمِي أَنَّهُ غَيْرُ نَافِعَ وَإِنِّي إِذَا لَمْ ألزِم الصَّبْرَ طَائِعًا ... فَلَا بدَّ مِنْهُ مُكْرَهًا غَيْرَ طَايِعَ وَلَو أَنَّ مَا يرْضِيْكَ عِنْدِي مُمَثَّلًا ... لَكُنْتُ لِمَا يُرْضِيْكَ أَوَّلُ تَابِعَ إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْطِفْكَ إِلَّا شِعَاعَةٌ. البَيْتُ كثَيِّرٌ: [من الطويل] 1162 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَغْفِرْ ذُنُوْبًا كَثيْرَةً ... تُرِيْبُكَ لَمْ يَسْلَمْ لك الدَّهْرُ صَاحِبُ وَيُرْوَى النِّصْفُ الأَخِيْرُ مِنْ قَوْلِ كُثَيِّرٍ: ¬
هَذَا تُربكَ لَمْ تَقْدرْ عَلَى مَنْ تُصَاقِبُ، وَبَعْدَهُ: وَمَنْ لَا يَغْمِّضْ عَيْنَهُ عَنْ صدِيْقِهِ ... وَعَنْ بَعْضِ مَا فِيْهِ يَمُتْ وَهُوَ عَاتِبُ وَمَنْ يَتَّبِعْ جَاهِدًا كُلَّ عَثْرَةٍ يَجْدِهَا ... وَلَا يَسْلَمْ لَهُ الدَّهْرُ صَاحِبُ وَمِثْلهُ قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيّ (¬1): إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْفُ عَنْ صَاحِبٍ ... أَسَاءَ وَعَاقبتَهُ إِنْ عَثَر بَقِيْتَ بِلا صَاحِبٍ فَاحْتَمِلْ ... وَكُنْ وَفَاءً إِذَا مَا غَدَرِ الوَائِلِي في الشِّعْرِ: [من الطويل] 1163 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَقْدِرْ عَلَى دُرِّ لُجَّةٍ ... فَدَعْهُ وَلَا تَعْرِضْ لِحَصْبَاءَ سَاحِلِ قَبْلهُ: وَخَاطِبِ لَيْلٍ في القَرِيْضِ زَجَرْتُهُ ... وَقُلْتُ لَهُ قَوْلَ النَّصيْحَ المُجَامِلِ إِذَا أَنْتَ لَمْ تَقْدِر. البَيْتُ. وَيُرْوَى للخالدين. [من الطويل] 1164 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَلْبَسْ ثِيَابًا مِنَ التُّقَى ... تَقَلَّبْتَ عُرْيَانًا وَإِنْ كنْتَ كَاسِيَا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ إبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ الصُّوْليّ (¬1): إِذَا أَنْتَ لَمْ تَمْلِكْ أَخَاكَ بِقَلْبهِ ... وَخَانَتْكَ آمَالٌ به وَمَطَالِبُ غَدَوْتَ به مُرَّ المَذَاقِ وَأَجْلَبَتْ ... عَلَيْكَ به في النَّائِبَاتِ العَوَاقِبُ ومنه أَيْضًا مَا أَنْشَدَ عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَمْلِكْ لِنَفْسِكَ دِرْهَمًا ... تَشِدُّ عليه الكِيْسَ أَم تُسْوَ دِرْهَمَا ¬
فَكُنْ أَبَدًا في حِيْلَةِ الدِّرْهَمِ الَّذِي ... بِهِ تَتَقَيَّأُ مَنْ تَطْلِبُهُ الدَّمَا وَلَا تَتَّكِلْ يَوْمًا عَلَى ذِي قرَابَةٍ ... تَقُوْلُ يُوَاسِيْنِي إِذَا كُنْتُ مُعْدَمَا عَسَاة إِذَا وَاسَاكَ يَوْمًا بِمَالِهِ ... فَآخِرُ مَا يَأْتِيْهِ أَنْ تَتَبَرَّمَا مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزْنِيُّ: [من الطويل] 1165 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تُنْصِفْ أَخَاكَ وَجَدْتَهُ ... عَلَى قَدَمِ الهِجْرَانِ إِنْ كَانَ يَعْقِلُ أَوَّلُهَا: لَعَمْرِي وَمَا أَدْرِي وَإنِّي لأَوْجَلُ ... عَلَى أَيّنَا تَغْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ وَإنِّي أَخُوْكَ الدَّائِم العَهْدِ لَمْ أَحُلْ ... إِنْ يَرَاكَ خَصْمٌ أو نَبَا بِكَ مَنْزِلُ أحارِبُ مَنْ حَارَبْتَ مِنْ ذِي عَدَاوَةٍ ... وَأَحْبسُ مَالِي إِنْ هَزَمْتَ فَأَعْقِلُ كَأَنَّكَ يشْفَى مِنْكَ دَاءً مَسَاءتِي ... وَسُخْطِي وَمَا فِي - مَا تَعَجَّلُ وَإِنِّي عَلَى أَشْيَاءَ مِنْكَ تُرِيْبُنِي ... قَدِيْمًا لذُو صَفْحٍ عَلَى ذَاكَ مُجْمِلُ إِذَا سَوْءَتِي يَوْمًا صفَحْتُ إِلَى غَدٍ ... لِيُعْقِبَ يَوْمًا مِنْكَ آخرُ مُقْبِلُ سَتَقْطَعُ في الدُّنْيَا إِذَا مَا قَطَعْتَنِي ... يَمِيْنَكَ فَانْظُرْ أَيَّ كَفٍّ تَبدّلُ وَفِي النَّاسِ إِنْ رَثّتْ حِبَالَكَ وَاصِلٌ ... وَفِي الأَرْضِ عَنْ دَارِ القِلَى مُتَحَوّلُ إِذَا أَنْتَ لَمْ تنْصِفْ أَخَاكَ وَجَدْتهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَيَرْكَبُ حَدَّ السَّيْفِ مِنْ أَنْ تضِيْمَهُ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ شَفْرَةَ السَّيْفِ مَرْحَلُ وَكُنْتُ إِذَا مَا صاحِب رَامَ ظِنَّتِي ... وَبَدَّلَ سُوْءًا بِالَّذِي كُنْتُ أَفْعَلُ قَلَبْتُ لَهُ ظَهْرَ المجَنِّ فَلَمْ أَدُمْ ... عَلَى ذَاكَ إِلَّا رَيْثَمَا أتَحَوَّلُ إِذَا انْصَرَفَتْ نَفْسِي عَنِ الشَّيْءِ لَمْ تَكَدْ ... إِلَيْهِ بِوَجْهٍ آخِرَ الدَّهْرِ تُقْبِلُ كَتَبَ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ الأَرْبَعَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ. قَالَ دَخَلْتُ عَلَى هِشَام -- وَقَدْ سَخَطَ عَلَى - وَسَلَّطَ عَلَيْهِ يُوْسُفَ -- عَلَى العِرَاقِ فَاسْتَدْعَانِي الناسُ إِلَيْهِ وَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ - ¬
يَا خَالِدُ لربَّ خَالِدٍ جَلسَ مَجْلسًا هُوَ أَشْهَى إِلَيَّ حَدَسًا مِنْكَ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يُرِيْدُ خَالِد بن عَبْد اللَّهِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أَو لا تُعِيْدُهُ فَقَالَ: هَيْهَاتَ إِنَّ خَالِدًا أَدَلَّ فَأَمَلّ وَأَوْجَفَ فَأَعْجَفَ ولَمْ يَدع لِمُرَاجِعِ مَرْجِعًا عَلَى أَنَّهُ مَا سَأَلَنِي حَاجَةً قَط فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قد أَذْنَبَ فلو تَفَضلْتَ عَلَيْهِ: هَيْهَاتَ إذا ---- يَحْيَى بن طَالِبٍ: [من الطويل] 1166 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَنْظُرْ لِنَفْسِكَ خَالِيًا ... أَحَاطَتْ بِكَ الأشْيَاءُ مِنْ حَيْثُ لَا تَدْرِي قَبْلهُ: يُزْهِدُنِي في كُلِّ خَيْرٍ فَعَلْتهُ ... إِلَى النَّاسِ مَا جَرَّبْتُ مِنْ قِلَّةِ الشّكْرِ وهَذَا غَيْرُ البَيْتِ الَّذِي بِبَابِ إذا أنت جاورتَ امْرأ السُّوْء لَمْ تَزَلْ وَلَيْسَ بِمُكَرَّرٍ. عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ: [من الطويل] 1167 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَنْفَعْ بِوُدِّكَ أَهْلَهُ ... وَلَمْ تُنْكِ بِالبُؤْسَى عَدُوَّكَ فَابْعِدِ عَبْدُ اللَّهِ بن مُعَاوِيَةَ الجَّعْفَرِي: [من الطويل] 1168 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تَنْفَعْ فَضُرَّ فَإنَّمَا ... يُرَادُ الفَتَى كيْمَا يَضُرُّ وَيَنْفَع الحَارثيُّ: [من الطويل] 1169 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تُوْقِنْ بِمَا صَنَعَ النَّوَى ... بِأَهْلِ الهَوَى فَافْقِدْ حَبِيْبًا وَجَرِّبِ بَعْدهُ: تَجِدْ حُرُقَاتٍ يلْدَغُ القَلبَ حرُّهَا ... بِأَنْضَجِ مِنْ كَيِّ الغَضا المُتَلَهِّبِ [من الطويل] ¬
1170 - إِذَا أَنْتَ لَمْ تُوْلِ يَدًا دُوْنَ ثَرْوَةٍ ... فَلَسْتَ بِمُولٍ نَائِلًا آخِرَ الدَّهْرِ بَعْدهُ: وَأَيّ إِنَاءٍ لَمْ يَفِضْ عِنْدَ مَلْئهِ ... وَأَيٍّ لَمْ يَنَلْ سَاعَةَ الوَفْرِ وَلَيْسَ الفَتَى المُعْطِي عَلَى الوَفْرِ وَحْدَهُ ... وَلَكنَّهُ المُعْطَى عَلَى العسْرِ وَاليسْرِ [من الطويل] 1171 - إِذَا أَنْتَ لَمْ يَسْلَمْ ضَمِيْرُكَ لامْرِيءٍ ... فَأَنْتَ الَّذِي تَشْقَى وَذَاكَ المسَلَّمُ عَلِيُّ بن مسهرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 1172 - إِذَا أَنْتُمُ أَحْسَنْتُمُ أَوْ أَسَأتُمُ ... فَعِنْدِي عَلَى حَالَيْهِمَا الشُّكْرُ وَالعُذْرُ ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الوافر] 1173 - إِذَا إِنْجَازُ وَعْدِكَ كَانَ وَعْدًا ... فَيَكْفِيْنِي مِنَ الوَعْدَيْنِ وَعْدُ قَبْلهُ: أُرَفِّهُ مَا أُرَفِّهُ في التَّغاضِي ... وَلَيْسَ لَدَيْكَ غَيْرَ المَطْلِ نَقْدُ إِذَا إِنْجَازُ وَعْدَكَ. البَيْتُ أَبُو هِفَّانَ: [من الهزج] 1174 - إِذَا أنْشَدَكُمْ شِعْرًا ... فَقُوْلُوا أَحْسَنَ النَّاسُ يَعْنِي أَنَّ الشِّعْرَ الَّذِي يُنْشِدُكُمْ هُوَ مُنْتَحِلٌ مِنْ شِعْرِ غَيْرِهِ وَيَدَّعِيْهِ لِنَفْسِهِ. قَالَ الشَّاعِرُ في المَعْنَى: فَإِنْ نَطَقُوا قَالُوا بِمَا قِيْلَ قَبْلَهُمْ ... وَإِنْ وَرَدُوا جَاءُوا خِلَافَ الصَّوَادِرِ قَبْلَهُ: ¬
هَجَوْتُ ابنَ أَبِي طَاهِرَ ... وَهُوَ العَيْنُ وَالرَّاسُ وَلَوْلَا سَرَقَاتُ الشِّعْر ... مَا كَانَ بِهِ بَاسُ إِذَا أنَشَدَكُمْ شِعْرًا. البَيْتُ مَعْنُ بنُ أَوْسٍ: [من الطويل] 1175 - إِذَا انْصَرَفَتْ نَفْسِي عَنِ الشَّيْءِ لَمْ تَكَدْ ... إِلَيْهِ بِوَجْهٍ آخِرَ الدَّهْرِ تُقْبِلُ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: [من الطويل] 1176 - إِذَا انْصَرَفَتْ نَفْسِي عَنِ الشَّيْءِ مَرَّةً ... فَلَسْتُ إِلَيْهِ آخِرَ الدَّهْرِ مُقْبِلَا [من الهزج] 1177 - إِذَا أَنْعَمْتَ بِالقَوْلِ ... فَلَا تُفْسِدْهُ بِالمَطل بَعْدهُ: مَا أَقْرَبَ مَا بينَ ... مِطَالِ الوَعْدِ وَالبُخْل [من الطويل] 1178 - إِذَا أَنْعَمُوا أَغْنُوا وَإِنْ قَدَرُوا عَفُوا ... وَإِنْ سَاجَلُوا طَالوا وَإِنْ حَاوَلُوا نَالُوا الحُمَيديُّ رحمه اللَّه: [من البسيط] 1179 - إِذَا انْفَرَدْتَ بِرَبِّ الناسِ مُنْقَطِعًا ... إليهِ دُوْنَهُمُ أَغنَى عَنِ الناسِ بَعْدهُ: فَاقْطَعْ رَجَاءكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِيْنَ فَهُمْ ... نَاسُوْنَ وَاقْصِدْ إِلَى مَنْ لَيْسَ بِالنَّاسي أَبُو الغَمْرِ الرَّازِيُّ: [من البسيط] 1180 - إِذَا انْقَضَتْ بِالفَتَى أَيَّامُ نِعْمَتِهِ ... جَاءَت إِلَيْهِ الرَّزَايَا وَهِيَ تَسْتَبِقُ ¬
قَوْلُ أَبِي الغَمْر تَسْتَبِقُ بَعْدَهُ: وَالدَّهْرُ مِنْ شَرْطِهِ أَنْ لَا يَدُوْمَ لَهُ ... مَا يَجْتَوِيْهِ الفَتَى منه وَمَا يَمِقُ لَوْ أَنَّ سَجْنًا أبَى حَبْسَ البَرِيْءِ إِذَا ... خَلَى لِيُوْسُفَ منه البَابُ وَالغَلَقُ إنَّ اللُّجَيْنَ وَإِنْ طَالَ الحِمَاءُ بِهِ ... لَمْ يَعْتَقِبْ مِنْهُ إِلَّا فِضَّةٌ يَقَقُ وَالسَّيْفُ يُجْلَا لِيَبْدُو عِتْقُ جَوْهَرِهِ ... وَالطّرْفُ يَسْتَاطُ رَكْضًا وَهُوَ مُمْتَزِقُ وَتَكْسِفُ الشَّمْسِ حَتَّى لَا ضِيَاءَ ... لَهَا بِآفَةٍ تَعتَرِيْهَا ثُمَّ تتِّسِقُ وَاليُسْرُ يَأْتِيْكَ بَعْد العُسْرِ مُتَّصِلًا ... وَرُبَّ أمْنٍ أَتَى إِذْ خنّقَ الغَرَقُ عَتَبُ الأَمِيْرِ عَلَى مَوْلَاهُ مُمْتَحِنًا ... نُعْمَى وَإِنْ عَضَّ سَاقِي القَيْدُ وَالحَلَقُ إنَّ السَّحَابَ الَّذِي رَاعَتْ صَوَاعِقُهُ ... خَالٌ بِسَحِّ الحَيَا يَنْهَلُّ أَوْ يَدِقُ لَا بَأْسَ أَنْ يَعْتَبَ الدَّهْرُ الخَؤُوْنُ فقد ... يَخْضَرُّ بَعْدَ النَّوَى في عُوْدِهِ الوَرَقُ لَمَّا أَرَاقَ بِمَا سَدَّى العُدَاةُ دَمِي ... لَمْ يَسْتَخِفّكَ بِي غَرْبٌ وَلَا زَهقُ [من الوافر] 1181 - إِذَا انْقَطَع الصَّدِيقُ بِغَيْرِ جُرْمٍ ... فَزَادَ اللَّهُ خُلَّتُهُ انْقِطَاعَا بَعْدهُ: إِلَى يَوْمِ التَّنَادِي بِلَا رُجُوْعٍ ... فَإنَّ غَنَاءَ البَاكيَاتِ قَلِيْلُ 1182 - إِذَا انْقَطَعَتْ يَوْمًا مِنَ العَيْشِ مُدَّتِي ... فَإِنَّ غَنَاءَ البَاكِيَاتِ قَلِيْلُ بَعْدهُ: سَيُعْرَضُ عَنْ ذِكْرِي وَتُنْسَى مَوَدَّتِي ... وَيَحْدُثُ بَعْدِي لِلخَلِيْلِ خَلِيْلُ أحبك قَومٌ حِيْنَ صرْتَ إِلَى الغِنَى ... وَكُلُّ غَنِيٍّ في العُيُوْنِ جَلِيْلُ وَلَيْسَ الغِنَى إِلَّا غِنًى زَيَّنَ الفَتَى ... عَشِيَّةَ يَقْرِي أو غَدَاةَ يَنِيْلُ ¬
ولَمْ يَفْتَقِرْ يَوْمًا وَإِنْ كَانَ مُعْدَمًا ... جَوَادٌ ولَمْ يسْتَغْنَ قَطُّ بَخِيْلُ إِذَا مَالَتِ الدُّنْيَا إِلَى المَرْءِ رَغَّبَتْ ... إِلَيْهِ وَمَالَ النَّاسُ حَيْثُ يَمِيْلُ أَرَى عللَ الدُّنْيَا عَلَيَّ كَثِيْرَةً ... وَصاحِبُهَا حَتَّى المَمَاتِ عَلِيْلُ وَإِنِّي وَإِنْ أَصبَحْتُ بِالمَوْتِ مُوْقِنًا ... فَلِي أَمَل دُوْنَ اليَقِيْنِ طَوِيْلُ ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الوافر] 1183 - إِذَا انْقَلبَ الصَّدِيْقُ غَدَا عَدُوًّا ... مُبِيْنًا وَالزَّمَانُ إِلَى انْقِلَابِ [من الطويل] 1184 - إِذَا أُنْكِحَتْ بِنْتُ الزِّنَا وَلَدَ الزِّنَا ... فَلَا شَرَّ إِلَّا دُوْنَ مَا يَلِدَانِ العَطَوِيُّ: [من الوافر] 1185 - إِذَا أَنْكَرْتَ أَخْلَاقَ الصَّدِيْقِ ... فَلَسْتَ مِنَ التَّحَيُّرِ في مَضِيْقِ بَعْدهُ: طَرِيْقًا كُنْتَ تَسْلُكُهُ سَلِيْمًا ... فَأَسْبَغَ فَاجْتَنِبْهُ إِلَى طَرِيْقِ [من الطويل] 1186 - إِذَا انْكَسَرَتْ رِجْلُ النَّعَامَةِ لَمْ تَجِدْ ... عَلَى أُخْتِهَا نَهْضًا وَلَا بأسْتِهَا حَبَوا حَاتِمٌ الطَّائيُّ: [من الطويل] 1187 - إِذَا أُوْطِنَ النَّاسُ البُيُوْتَ وَجَدْتَهُمْ ... عُمَاةً عَنِ الأَخْبَارِ خُرْقَ المَكَاسِبِ الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] ¬
1188 - إِذَا أَوْعَدَ الحَجَّاجُ أَوْ هَمَّ أَسْقَطَتْ ... مَخَافَتُهُ مَا في بُطُوْنِ الحَوَامِلِ بَعْدهُ: لَهُ مَوْصُوْلَةٌ مَنْ يُوَقَّهَا أَنْ تُصِيْبَهُ ... يَعِشْ وَهُوَ مِنْهَا مُسْتَخَفِّ الخَوَاصلِ شَفِيَتْ مِنَ الدَّاءِ العِرَاقَ فَلَمْ تَدَعْ ... بِهِ رِيْبَةً بِعْدَ اصْطِفَاقِ الزَّلازِلِ وَكَانُوا كَذَي دَاءٍ أَصَابَ دَوَاءَهُ ... طَبِيْبٌ بِهِ تَحْتَ الشَّرَاسِيْفِ دَاخِلِ يَقْوْلُ: مَنْ نَجَا مِنْ قَتْلِهِ عَاشَ مَرْعُوْبًا مُسْتَخِفًّا خَصَائِلَهُ مِنَ الرَّعْدَةِ وَكُلُّ لَحْمٍ خَالَطَهُ عَصَبٌ فَهْوَ خَصِيْلَةٌ وَكُلَّمَا اضْطَرَبَ منَ اللَّحْمِ عِنْدَ الفَزَعِ فَهْوَ خَصِيْلَةٌ. [من الوافر] 1189 - إِذَا أَوْلَيْتَ مَعْرُوْفًا لَئِيْمًا ... يَعُدُّكَ قَدْ قَتَلْتَ لَهُ قَتِيْلَا بَعْدهُ: فَكُنْ مِنْ ذَاكَ مُعْتَذِرًا إِلَيْهِ ... وَقُلْ إِنِّي أَتَيْتُكَ مْسْتَقِيْلَا فَإِنَّ تَغْفِرْ فمُجْتَرَمِي ثَقِيْلٌ ... وَإِنْ عَاقَبْتَ لَمْ تَظْلِمْ فَتِيْلَا وَإِنْ أَوْلَيْتَ ذَلِكَ ذَا وَفَاءٍ ... فَقَدْ أَوْدَعْتهُ شُكْرًا طويلا السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من الوافر] 1190 - إِذَا أَوْلَيْتَنِي ظُفْرًا وَنَابًا ... فَدُوْنَكَ فَاخْشَ مِن ظُفْرِي ونَابِى أَوَّلُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ السَّيِّدِ الرَّضِّيّ: إِلَى كَمْ لَا تَلِيْن عَلَى العِتَابِ ... وَأَنْتَ أَصَمُّ عَنْ رَجْعِ الجوَابِ حَذَارَكَ أَنْ تُغَالِبَنِي غِلَابًا ... فَاِنِّي لَا أَدرّ عَلَى العصَابِ هُوَ شَدُّ الضّرْعِ يَقُوْلُ لَا إنْفَادَ للأَذَى ¬
وَإِنَّكَ إِنْ أَقَمْتَ عَلَى أَذَاتِي ... فَتَحْتَ إِلَى انْتِصَارِي كُلِّ بَابِ وَأَحْلمُ ثُمَّ يُدْرِكُنِي إِبَائِي ... وَكَمْ يَبْقَى القَرِيْنُ عَلَى الجِذَابِ إِذَا أَوْلَيْتَنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَإِنَّ حَمِيَّةَ القُرَبَاءِ تُطْغِي ... فَتَثْلَمُ جَانِبَ النَّسَبِ القُرَابِ نَفِرُّ إِلَى الشَّرَابِ إِذَا غَصْصَنَا ... فَكَيْفَ إِذَاَ غَصَصْنَا بِالشَّرَابِ فَلَا تَنْظُر إِلَيَّ بِعَيْنِ عَجْزٍ ... فَرُبَّ مُهَنَّدٍ لَكَ في ثِيَابِي وَمَنْ لَكَ بِي يَرُدُّ عَلَيْكَ شَخْصِي ... فَرُبَّ مُهَنَّدٍ لَكَ في ثِيَابِي وَمَا صَبْرِي وَقَدْ جَاشَتْ هُمُوْمِي ... إِلَى أَمْرٍ وَعَبَّ لَهُ عُبَابِي سَيَرْمِي عَنْكَ بِي مَرْمًى بِعِيْدٌ ... وَتَغْدُو غَيْرَ مُنْتَظِرٍ إِيَابِي إِذَا الإِشْفَاقُ هَزَّكَ عُذْتَ مِنْهُ ... بِعَضِّ أَنَامِلٍ أَوْ قَرْعِ نَابِ وَتَسْمَعُ بِي وَقَدْ أَعْلَنْتُ أَمْرِي ... فَتَعْلَمَ أَنَّ دَابكَ غَيْرُ دَابِي يَقُوْلُ مِنْهَا: فَإِنْ أهْلِكْ فَعَنْ قَدَرٍ حَرِيٍّ ... وَإِنْ أَمْلِكْ فَقَدْ أغْنَى طِلَابِي وَيَقْوْلُ مِنْ هُنَا قَوْلُ العَبَّاسُ بن الأحْنَفِ (¬1): ألَا مَنْ لَا يُجيْبُ لنَا كِتَابٌ ... وَلَا هُوَ يَبْتَدِيْنَا بِالكِتَابِ أَمَا في حَقًّ حُرْمَتِنَا لَدَيْكُمْ ... وَحَقِّ إِخَائِنَا ردُّ الجوَابِ [من الوافر] 1191 - إِذَا اهْتَزَّتْ نُهُوْدٌ في قُدُوْدٍ ... فَقُلْ لِلْحِلْمِ قَدْ ذَهَبَ الوَقَارُ البَسَّامِيُّ في قَاضٍ: [من الوافر] 1192 - إِذَا أَهْلُ الرُّشَا صَارُوا إِلَيْهِ ... فَأَحْظَى القَوْمِ أَوْفَرَهُمْ بِضَاعَهْ ¬
بَعْدَ قَوْلِهِ أَوْفَرُهُمْ بُضَاعَة: فَلَا رَحِمٌ تُقَرِّبُهُمْ لَدَيْهِ ... سِوَى الوَرِقُ الصَّحِيْحُ وَلَا شَفَاعَه وَلَيْس بِمُنْكِرٍ ذَا الفِعْلِ مِنْهُ ... لأَنَّ الشَّيْخَ أَفْلَتَ مِنْ مَجَاعَه [من الوافر] 1193 - إِذَا أَهْلُ الكَرَامَةِ أَكْرَمُوْنِي ... فَلَا أَخْشَى الهَوَانَ مِنَ اللِّئَامِ [من الوافر] 1194 - إذا الإِخْوَانُ فَاتَهَمُ التَّلَاقِي ... فَلَا صِلَة بِأَحْسَنَ مِنْ كِتَابِ بَعْدَ قَوْلِهِ: فَلَا صِلَةٌ بِأَحْسَنَ مِنْ كِتَابٍ وِمِنْ سَبَبِ القَطِيْعَةِ في التَّنَائِي ... التَّهَاوُنُ بِالكِتَابِ وَبِالجوَابِ. ابْنُ الرُّوميّ: [من الطويل] 1195 - إِذَا الأَرْضُ أَدَّتْ رَيعَ مَا أَنْتَ زَارِعٌ ... مِنَ البَذْرِ فِيْهَا فَهِيَ نَاهِيْكَ مِنْ أَرْضِ قَبْلَ قَوْلِ ابن الرُّوْمِيّ: فَهِيَ نَاهِيْكَ مِنْ أَرْضِ وَمَا الحِقْدُ إِلَّا تَوْأَمُ الشُّكْرِ في الفَتَى ... وَبَعْضُ السَّجَايَا يَنْتَسِبْنَ إِلَى بَعْضِ فَحَيْثُ تَرَى حقْدًا عَلَى ذِي إِسَاءَةٍ ... فَثَمَّ تَرَى شُكْرًا لِذِي حَسَنِ القَرْضِ إِذَا الأَرْضُ. البَيْتُ مَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الخُرْجَيْنِ: [من الطويل] 1196 - إِذَا الأَرْضُ لَمْ تُنْبِتْ وقَدْ وَاصَل الحَيَا ... ثَرَاهَا فَلَا أَحْيَتْ وَلَا فَارَقَتْ مَحْلَا كَتَبَ أبو نَصْرٍ مَنْصُوْرُ بنُ المُسَلَّمِ بن عَلِيِّ بن أَبِي الخُرْجَيْنِ الحَكِيْمِي النَّحَوِيّ وَالمَعْرُوْفُ بِابْنِ الدُّمَيْكِ إِلَى بعْضِ أَصْحَابِهِ يَقْتَضيْهِ الإجْرَاءَ عَلَى عَادَةٍ كَانَتْ لَهُ عَلَيْهِ ¬
وَفِي آخِرَهَا هَذِهِ الأَبْيَات وَهِيَ لَهُ يَقُوْلُ: فَمَا تُضْرَبُ الأَمْثَالُ في جَرْي عَادَةٍ ... مِنَ الجوْدِ تَعْلِيْمًا لَهُ ذَلِكَ الفَضْلَا وَلِكَنَّنَا رُمْنَا بِهَا ذِكْرَ فِعْلِهِ ... وَإِنَّ الَّذِي أَوْلَاهُ كَانَ لَهُ أَهْلَا إِذَا الأَرْضُ لَمْ تَنْبُتْ. البَيْتُ ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الوافر] 1197 - إِذَا الإِغْبَابُ جَدَّدَ حُسْنَ شَيْءٍ ... مِنَ الأَشْيَاءِ جَدَّدَهَا اللِّقَاءُ جحدرُ بن مُعَاوِيَة العكْلِيُّ: [من الطويل] 1198 - إِذَا الأَمْرُ وَلَّى فَاتَّعِظْ مِنْ طِلَابِهِ ... بِعَقْلِكَ وَاطْلُبْ سَيْبَ آخَرَ مُقْبِلِ بَشَّارٌ: [من المتقارب] 1199 - إِذَا أَيْقَظَتْكَ جِسَامُ الأُمُوْرِ ... فَنَبِّهْ لَهَا عُمْرًا ثُمَّ نَم قَوْلُ بَشَّارٍ في عُمَرِ بن العَلَاءِ أَوَّلُهُ: إِذَا مَا عَدِمْتَ فَأحْي السَّرَى ... إِلَى ابنِ العَلَاءِ طَبِيْبُ العَدَمْ دَعَانِي إِلَى عُمَرٍ جُوْدهُ ... وَقَوْلُ العَشِيْرَة بَحْرٌ خِضَمْ وَلَوْلَا الَّذِي خَبَّرُوا لَمْ أَكُنْ ... لأَمْدَحَ رَيْحَانَةً قَبْلَ شَمْ [إذا قال] تمَّ عَلَى قَوْلِهِ ... وَمَاتَ العَنَاءُ بِلا أَوْ نَعَمْ وبَعْضُ الرِّجَالِ بِمَوْعُوْدِهِ ... قَريب وِبِالفِعْلِ تَحتَ الرَّجَمْ يَلَذُّ العَطَاءَ وَسَفْكَ الدِّمَا ... ء فَيَغْدُو عَلَى نِعَمٍ أَوْ نِقَمْ فَقُل لِلْخَلِيْفَةِ إِنْ جِئْتَهُ ... نَصِيْحًا وَلَا خَيْرَ في المُتَّهَمْ إِذَا أَيْقَظَتْكَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إذا ما غزا. . . . البَيْتُ ¬
[فَتًى] لَا يَنَامُ عَلَى دمْنَةٍ ... وَلَا يَشْرَب المَاءَ إِلَّا بِدَمْ تَطُوْفُ العُفَاةُ بِأَبْوَابِه ... طَوَافَ الحَجِيْجِ بِبَيْتِ الحَرَمْ سَمِعْتُ بِمَكْرُمَةِ ابنِ العَلَاءِ ... فَأَنْشَأتَ تَطْلِبُهَا لَسْتَ ثمْ [إذا عرض اللهو] في صَدْرِهِ ... [لما بالعطاء] وضَرْبِ البُهَمْ ما غَزَا بشّرتْ طَيْرهُ ... بِخصْبٍ وَبَشّرَنَا بِالنِّعَمْ وَجَالَ اللِّوَاءُ عَلَى رَأْسِهِ ... يَدُوْمُ كَالمضرحِيّ القَرَمْ [من الطويل] 1200 - إِذَا بَاتَ في أَمْرٍ يُفَكِّرُ وَحْدَهُ ... غَدَا وَهُوَ مِنْ آرَائِهِ في كتَائِبِ أَبْزُونُ العُمَانِيُّ: [من الطويل] 1201 - إِذَا بَاتَ مَنْ أَحْبَبْتُهُ لِي مُعَانِقًا ... فَيَا لَيْتَ لَيْلِي كَانَ أَطْوَلَ مِنْ عُمْرِي قَبْلَهُ: لَقَدْ ذَمَّ طُوْلَ اللَّيْلِ في الحُبِّ مَعْشَرٌ ... أَضَرَّ بِهِمْ في لَيْلِهِمْ أَلَمُ الهَجْرِ وَمَا لِقَصِيْرِ اللَّيْلِ عِنْدِي رَوْنَقٌ ... عَلَى مَذْهَبِي حَتَّى يَكُوْنَ بِلَا فَخْرِ إِذَا بات مِنْ أَحِبَّتِهِ. البَيْتُ إبْرَاهِيْمُ المُوْصَلِّيُّ: [من المتقارب] 1202 - إِذَا بَارَكَ اللَّهَ في طَائِرٍ ... فَلَا بَارَكَ اللَّهُ في العَقْعَقِ حَكَى إسْحَاق بن إبْرَاهِيْم المُوْصَلِيّ عَنْ أَبيْهِ إبْرَاهِيْم قَالَ: كَانَ لِي وَأَنَا صَبِيٌّ عَقْعَقٌ قَدْ رَبَّيْتُهُ وكان يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ كَلَام يَسْمَعُهُ وَاتَّفَقَ أَنْ أَبِي دَخَلَ لِلْخَلَاءِ وَوَضَعَ خَاتَمًا لَهُ فصّة يَاقُوْت عَلَى الدَّكَّةِ تُمَّ خَرَجَ فَلمْ يَجِدهُ فَضرَبَهُ وَضرَبَ الغُلَامَ الَّذِي كَانَ مَعَهُ فَلَمْ يَقِفُ لَهُ عَلَى خَبَرٍ قَالَ إبْرَاهِيْمُ فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يوْمٍ في دَارِنَا إِذْ بَصَرْتُ بِالعَقْعَقِ قَدْ نَبَشَ ¬
تُرَابًا وَأَخْرَجَ الخَاتَمَ مِنْهُ فَلَعِبَ بِهِ طَوِيْلًا ثُمَّ دَفَنَهُ فَأَخَذْتهُ وَجئْتُ بهِ إِلَى أَبِي فَسُرَّ به وَقَالَ يَهْجُو العَقْعَقَ: طَوِيلُ الذَّنَابَى قَصِيْرُ الجِنَاحِ ... مَتَى مَا يَجِدُ غَفْلَةً يَسْرِق يُقَلِّبُ عَيْنَيْنِ في رَأْسِهِ ... كَأَنَّهَما قَطْرَتَا زَئبَق [من الوافر] 1203 - إِذَا بَارَى ابنَ عَبَّادٍ مُبَارٍ ... إِلَى أَمَدٍ فَذَاكَ لِضُعْفِ حِسِّه بَعْدهُ: كَمَا حَاكَى الغُرَابُ القُبْحَ مَشْيًا ... فَلَمْ يَنْجَحْ وَأُنْسِي مَشي نَفْسِهِ [من الطويل] 1204 - إِذَا بَانَ مَحْبُوْبٌ وَعَاشَ مُحِبُّهُ ... فَذَاكَ كَذُوْبٌ في الهَوَى غَيْرُ صَادِقُ الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] 1205 - إِذَا بَاهِلِيٌّ تَحْتَهُ حَنْظَلِيَّةٌ ... لَهُ وَلَدٌ منْهَا فَذَاكَ المُذَرَّعُ قِيْلَ المُذَرّع إِذَا كَانَتِ الأَيَّامُ كَرِيْمَةً وَالأَدَبُ خَسِيْسًا فَإِنَّهُ يقال لَهُ المُذَرّعُ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِلرَّقْمَتَيْنِ في ذِرَاعِ البَغْلِ. وَإِنَّمَا صَارَتَا فِيْهِ مِنْ نَاحِيَةِ الحِمَايَةِ وَالمُذَرَّعُ ضِدُّ الهَجِيْنُ الَّذِي أبُوْهُ شَرِيْفٌ وَأُمُّهُ وَضيْعَةٌ وَالأَصلُ في ذَلِكَ أَنْ يَكُوْنَ أمَةً وَإِنَّمَا قِيْلَ هَجِيْنٌ مِنْ أجْلِ البَيَاضِ وكَأَنَّهُمْ قَصدُوا قَصدَ الرُّوْمِ وَالصَّقَالِبَةِ وَمَنْ شَبِهَهُمْ. يَقْوْلُ العَرَبُ مَا يَخْفَى ذَلِكَ عَلَى الأسْوَدِ وَالأَحْمَرِ أي العَرَبِيّ وَالعَجَمِيّ وَيُسَمُّوْنَ المَوَالِي وَسَائِرَ العَجَمِ الحَمْرَاءُ. الحَارِثُ بن خَالْدٍ المَخْزُوْمِيُّ: [من الوافر] 1206 - إِذَا بَخِلَتْ عَلَيَّ أَقُوْلُ سِرًّا ... لِنَفْسِي سَوْفَ إِنْ بَخِلَتْ تَجُوْدُ ¬
بَعْدهُ: أَعَلِّلُهَا وَأُسِرُّ وَجْدًا ... شَبيْهَ المَوْتِ أَهْوَنُهُ شَدِيْدُ فَمَا بَرِحَ الهَوَى لَكَ مِنْ فُؤَادِي ... عَلَى تَصرِيْدِ نَائِلُكُمْ يَزِيْدُ سِعِيْدٌ الرُّوْمِيُّ: [من الوافر] 1207 - إِذَا بَخِلَتْ عَلَيَّ بِقُرْبِ وَصْلٍ ... فَإِنِّي بِالبِعَادِ لَهَا جَوَادُ قَبْلهُ: قَوْلُ سَعِيْدُ الرُّوْمِيُّ عَتِيقُ الشَّيْخُ السَّعِيْدُ شهَابِ الدِّيْنِ السَّهْرُوْدِيّ رَحمَهُ اللَّهُ هَذَا قَبْلَهُ: وَمَا أَنَا إِنْ جَزَعْتُ إِذًا سَعِيْدٌ ... مَتَى كَرِهَتْ مُوَاصلَتِي سُعَادُ إِذَا بَخُلَتْ عَلَيَّ بِقُرْبِ وَصْلٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَرُبَّ مَلِيْحَةٍ نَادَتْ بِوَصْلِي ... فَمَا لَبَّى مُنَادِيْهَا الفُؤَادُ وَرَامَتْ بِالمَلَاحَةِ صَيْدَ قَلْبِي ... فَقُلْتُ لَهَا إِلَيْكِ فَمَا يُصادُ السَّرِيُّ الرَّفَاء في سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من البسيط] 1208 - إِذَا بدَا الصُّبْحُ فَهْوَ الشَّمْسُ طَالِعَةً ... وَإِنْ دَجَا اللَّيْلُ فَهُوَ النَّارُ وَالعَلَمُ [من الوافر] 1209 - إِذَا بَدَأَ الصَّدِيْقُ بِيَوْمِ دسُوْءٍ ... فَكُنْ مِنْهُ لآخَرَ ذَا ارْتقَابِ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 1210 - إِذَا بَدَا حَجَبَتْ عَيْنَيْكَ هَيْبَتَهُ ... وَلَيْسَ يَجْجُبُهُ شَيْءٌ إِذَا احْتَجَبَا ¬
هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ لِلمُتَنَبِّيّ يَمْدَحُ بِهَا أَبَا الحُسَيْنِ بنِ بُشْرٍ المغِيْثِ بن عَلِيّ العجْلِي يَقُوْلُ مِنْهَا: بَيَاضُ وَجْهٍ يُرِيْكَ الشَّمْس حَالِكَةً ... وَدُرُّ لَفْظٍ يُرِيْكَ الدُرَّ مُخْتَلَبَا وَسَيْفُ عَزْمٍ يُرُدُّ السَّيْفَ هنتهُ ... وطبُّ الغَرَارِ مِنَ التَّامُوْرِ مُخْتَضبَا عُمْرُ العَدُوِّ إِذَا لَاقَاهُ في رَهَجٍ ... أَقَلُّ مِنْ عُمْرِ مَا يَحْوِي إِذَا وَهَبَا تَحْلُو مَذَاقَتهُ حَتَّى إِذَا غَضبَا ... حَالَتْ فَلَو قَطَرتْ في المَاءِ مَا شَرِبَا وَتغبِطُ الأَرْضُ مِنْهَا حَيْثُ حَلَّ بِهَا ... وَتَحْسُدُ الخَيْلَ مِنْهَا أَيُّها رَكِبَا مُبَرْقعِي خَيْلُهم بِالبِيْضِ مُتَّخِذِي ... هَامَ الكُمَاةِ عَلَى أَرْمَاحِهِمْ عَذَبَا يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا قنى زَمَنِي يَلْوَى تَرِفْتُ بِهَا ... لَو ذَاقَهَا لَبَكَى مَا عَاشَ وَانْتَحَبَا المَوْتُ أَعْذَبُ لِي وَالصَّبْرُ أَجْمَلُ بِي ... وَالبَرُّ أَوْسَعُ وَالدُّنْيَا لِمَنْ غَلَبَا البُسْتِيُّ: [من السريع] 1211 - إِذَا بَدَا خَطْبٌ فَآرَاؤُهُ ... تُغْنِي عَنِ الجَيْشِ وَتَسْرِيْبِهِ ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من البسيط] 1212 - إِذَا بَدَا وَجْهُ ذَنْبٍ فَهْوَ ذُو سِنَةٍ ... وَإِنْ بَدَا وَجْهُ خَطْبٍ فَهُوَ يَقْظَانُ بَعْدَ قَوْلِهِ يَقْظَانُ: يُوْليْكَ كُلّ جَمِيْلٍ وَهُوَ مُقْتَدِرٌ ... وَقَدْ يُسِيْءُ مُسِيْءٌ وَهُوَ مَنَّانُ وَتَقَدَّمَ ذكْرُ بَاقِي الأبْيَاتِ بباب أَحِيَا بِكَ اللَّهُ. البُحْتُرِيُّ في الفَتْحِ بنُ خَاقَانَ: [من الطويل] 1213 - إِذَا بَدَرَتْ مِنْهُ العَزِيْمَةُ لَمْ يَقِفْ ... وَإِنْ جَازَ عَنْهُ الأَمْرُ لَمْ يَتَتبَّعِ ¬
[من الطويل] 1214 - إِذَا بَرَزَتْ ليْلَى رَأَيْتَ لِوَجْهِهَا ... تَبَاشِيْرَ صُبْحٍ تَحْتَ جِنْحِ الغَيَاهِبِ بَعْدهُ: فَإِنْ ضَحِكَتْ يَنْجَابُ عَنْ ثَغْرِهَا الدُّجَى ... كَمَا يَتَجَلَّى بِالبَرْقِ سُوْدُ السَّحَائِبِ تُرِيْكَ ظَلَامَ اللَّيْلِ ضَوْءًا بِوَجْهِهَا ... وَتَخْلِطهُ لَيْلًا بِنَشْرِ الذَّوَائِبِ سَيْفُ الدَّوْلَةِ بنُ حَمْدَان: [من الطويل] 1215 - إِذَا بَرِمَ المَوْلَى بَخِدْمَةِ عَبْدِهِ ... تَجَنَّى لَهُ ذَنْبًا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَنْبُ قَبْلهُ: تَجَنَّى عَلَّ الذَّنْبَ وَالذَّنْبُ ذَنْبُهُ ... وَعَاتَبَنِي ظلْمًا وَفِي شِقِّهِ الذَّنْبُ مُقِيْمٌ عَلَى هَجْرِي كَأَنِّي مُذْنِبٌ ... فَمَا تَنْفَعُ الشَّكْوَى إِلَيْهِ وَلَا العَتْبُ وَأعْرَضَ لَمَّا صَارَ قَلْبِي بِكَفِّهِ ... فَهَلَّا جَفَانِي حِيْنَ كَانَ لِي القَلْبُ إِذَا أَبْرَمَ المَوْلَى. البَيْتُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1216 - إِذَا بَزَّني مَالِي عَطَاءٌ تَرَكْتُهُ ... حَمِيْدًا وَطَالَبْتُ القَوَاضِبَ بِالرَدِّ وَلَهُ أَيْضًا: [من الوافر] 1217 - إِذَا بُشِّرْتُ عنك بِقُرْبِ دَارٍ ... نَزَا قَلْبِي إِلَيْكَ مِنَ الوَجِيْبِ قَوْلُ الرَّضِي: إِذَا بَشَرتُ عَنْكَ بِقُرْبِ دَارٍ، هُوَ مِنْ أَبْيَاتٍ لَهُ كَتَبَ بِهَا إِلَى البُسْتِيّ يَتَشَوَّقَهُ يَقْوْلُ مِنْهَا: يَهَشُّ لَكُمْ عَلَى العِرْفَانِ قَلْبِي ... هَشَاشَتهُ إِلَى الزَّوْرِ الغَرِيْبِ ¬
وَأَلْفِظُ غَيْرَكُمْ وَيَسُوغ عِنْدِي ... ودَادَكُم مَعَ المَاءِ الشَّرُوْبِ وَيَسلَسُ في أَكُفِّكُمُ قِيَادِي ... وَيَعْسُو عِنْدَ غَيْركمُ قَضِيْبِي وَبِي شَوْقٌ إِلَيْكَ يَعِلُّ قَلْبِي ... وَمَا لِي غَيْرُ قُرْبِكَ مِنْ طَبِيْبِ أَغَارُ عَلَيْكَ مِنْ خَلَوَاتِ غَيْرِي ... كَمَا غَارَ الحَبيْبُ عَلَى الحَبيْبِ وَمَا أَحْظَى إِذَا مَا غِبْتَ عَنِّي ... بِحُسْنٍ لِلزّمَانِ وَلَا بِطِيْبِ أَشَاقُ إِذَا ذَكَرْتكَ مِنْ بِعِيْدٍ ... وَأَطْرَبُ إِنْ رَأَيْتَكَ مِنْ قَرِيْبِ أنت قَدْمَة الأَمَل المُرَجَّى ... عَلَيَّ وَطَلْعَةُ الفَرَجِ القَرِيْبِ إِذَا بَشَّرْتُ عَنْكَ بِقُرْبِ دَارٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أُسَالِمُ حِيْنَ أُبْصرَكَ اللَّيَالِي ... وَأَصْفَحُ لِلزَّمَانِ عَنِ الذُّنُوْبِ وَأَنْسَى كُلَّمَا جَنَتِ الرَّزَايَا ... عَلَيَّ مِنَ الفَوَادِحِ وَالنُّدُوْبِ [تميلُ بي الشكوكُ] إِلَيْكَ حَتَّى ... أَمِيْلُ عَلَى المَقَارِبِ وَالنَّسِيْبِ وَتَقْرَبُ في قَبيْلِ الفَضْل مِنِّي ... عَلَى بُعْدِ القَبَائِلِ وَالشُّعُوْبِ أكَادُ أُريبَ فِيْكَ إِذَا التَقَيْنَا ... مِنَ الأنْفَاسِ وَالنَّظَرِ المُرِيْبِ وَأَيْنَ وَجَدْتَ مِنْ قَبْلِي شبَابًا ... يَحِنُّ مِنَ الغَرَامِ عَلَى مَشِيْبِ [إذا قَرُبَ المزارُ، فَأَنَتَ] مِنِّي ... مَكَانَ الرُّوْحِ مِنْ عَقْدِ الكُرُوْبِ وَإِنْ بَعُدَ اللِّقَاءُ عَلَى اشْتِيَاقٍ ... تَرَامَقْنَا بِأَلْحَاظِ القُلُوْبِ البَبَّغَاءُ: [من الوافر] 1218 - إِذَا بَعُدَ الحَبِيْبُ فَكُلُّ شَيْءٍ ... مِنَ الدُّنْيَا وَلذَّتِهَا بَعِيْدُ قَبْلهُ: لَقَدْ عَزَّ العَزَاءُ عَلَيَّ لَمَّا ... تَصدَّى لِي لِيَقْتلُنِي الصُّدُوْدُ إِذَا بَعُدَ الحَبِيْبُ. البَيْتُ [من الطويل] ¬
1219 - إِذَا بَعُدَ المُشْتَاقُ رَثَّتْ حِبَالُهُ ... وَمَا كُلُّ مُشْتَاقٍ يُغَيِّرُهُ البُعْدُ قَبْلهُ: أَيَا راهِبي نَجْرَانَ مَا فَعَلَتْ هِنْدُ ... أَقَامَتْ عَلَى عَهْدِي فَإِنِّي لَهَا عَبْدُ إِذَا بَعُدَ المُشْتَاقُ. البَيْتُ السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من الوافر] 1220 - إِذَا بَعُدَتْ دِيَارُكَ عَنْ دِيَارِي ... دَجَتْ شَمْسِي وَغَابَ ضِيَاءُ بَدْرِي أَبُو فِرَاسٍ: [من الوافر] 1221 - إِذَا بَقِيَ الأَمِيْرُ قَرِيْرَ عَيْنٍ ... فَدَيْنَاهُ اخْتِيَارًا وَاضْطِرَارَا أَبْيَاتُ أَبِي فِرَاسٍ يُخَاطِبُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ وَيَمْدَحَهُ أَوَّلُهَا: دَع العَبَرَاتِ تَنْهَمِرُ انْهِمَارَا ... وَنَارُ القَلْبِ تَسْتَعِرُ اسْتِعَارَا أتُطَفْأ حَسرَتِي وَتَقَرُّ عَيْنِي ... وَلَمْ أُوْقِدْ مَعَ الغَازِيْنَ نَارَا أَقَمْتُ عَلَى الأَمِيْرِ وَكُنْتُ مِمَّنْ ... يَعِزُّ عَلَيْهِ فُرْقَتُهُ اخْتِيَارَا إِذَا سَارَ الأَمِيْرُ فَلَا هُدُوْءًا ... لِنَفْسِي أَوْ يَؤُوْبُ وَلَا مَرَارَا لَعَلَّ اللَّهَ يَعْقِبُنِي صلَاحًا ... قَرِيْبًا تقِيْلُ لِيَ العِثَارَا فَأَشْفَى مِنْ طِعَانِ الخَيْلِ صَدْرًا ... وَأدْركُ مِنْ صُرُوْفِ الدَّهْرِ ثَارَا إِذَا بَقِيَ الأَمِيْرُ قَرِيْرَ عَيْنٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَبٌ برٌّ وَمَوْلًى وَابْنُ عَمٍّ .. وَمُسْتَنَدٌ إِذَا مَا الخَطْبُ جَارَا يَمُدُّ عَلَى أَكَابِرِنَا جَنَاحًا ... وَيَكْفُلُ عِنْدَ حَاجِتِهَا الصِّغَارَا أَرَانِي اللَّهُ طَلْعَتَهُ سَرِيْعًا ... وَأَصْحَبَهُ السَّلَامَة حَيْثُ سَارَا وَبَلَّغَهُ أَمَانِيْهِ جَمِيْعًا ... وَكَانَ لَهُ مِنَ الحَدَثَانِ جَارَا ¬
[من البسيط] 1222 - إِذَا بَقِيْتَ لِدِيْنِ اللَّهِ تَكْلأُهُ ... فَكُلُّ رُزْءٍ صغِيْرُ القَدْرِ مُحْتَمَلُ بَعْدهُ: صَبرًا وَمَعْرِفَةً بِاللَّهِ صَادِقَةً ... وَالصَّبْرُ أَحْسَنُ ثَوْبًا حِيْنَ تَبْتَدِلُ [من الوافر] 1223 - إِذَا بَكَتِ السَّمَاءُ لنا بِعَيْنٍ ... بَكَى سَطْحِي لِذَاكَ بِأَلْفِ عَيْنِ عُوَيْفُ القَوَافِي: [من الوافر] 1224 - إِذَا بَكْرِيَّة وَلَدَتْ غُلَامًا ... فَيَا لُؤْمًا لِذَلِكَ مِنْ غُلَامِ بَعْدهُ: يُزَاحِمُ في المَآدِبِ كُلَّ عَبْدٍ ... وَلَيْسَ لَدَى الحِفَاظِ بِذِي زِحَامِ [من البسيط] 1225 - إِذَا بَكَى بِدُمُوعِ الهَجْرِ حِلْفُ هَوًى ... فَلَيْسَ غَيْرُ ابْتِسَامِ الوَصْلِ يُضْحِكُهُ [من الطويل] 1226 - إِذَا بَلْدَة أَعْيَا عَلَيَّ طِلَابُهَا ... صَرَفْتُ لأُخرَى رِحْلَتِي وَرِكَابِي أَبُو الطَّيِّبِ الرَّازِيّ: [من الوافر] 1227 - إِذَا بَلَغَ الحَوَادِثُ مُنْتَهَاهَا ... فَرَجِّ بُعَيْدَهَا الفَرَجَ المُطِلَّا بَعْدهُ: ¬
وَكَمْ كَرْبٍ تَوَلَّى ثُمَّ وَلَّى ... وَكَمْ خطْبٍ تَجَلَّى حِيْنَ جَلَّا هُوَ طَاهر بنُ عَبْدِ اللَّهِ الكَاتِبُ. بَشَّارٌ: [من الطويل] 1228 - إِذَا بَلَغَ الرَّأْيُ المَشُوْرَةَ فَاسْتَعِنْ ... بِحَزْمِ نَصِيْحٍ أَوْ نَصَاحَةِ حَازِمِ قَوْلُ بَشَّارٍ: إِذَا بَلَغَ الرأي المَشُوْرَةَ، بَعْدَهُ: وَلَا تَجْعَلِ الشُّوْرَى عَلَيْكَ غَضاضَةً ... فَرِيْشُ الخَوَافِي قُوَّةٌ لِلْقَوَادِمُ وَمَا خَيْرُ كَفٍّ أَمْسَكَ الغِلُّ أختهَا ... وَمَا خَيْرُ سَيْفٍ لَمْ يُؤَيَّد بِقَائِمِ وَخَلِّ الهُوَيْنَا لِلضعِيْفِ وَلَا تَكُنْ ... لَؤُوْمًا فَإِنَّ الحَزْمَ لَيْسَ بِنَائِمِ وَحَارِبْ إِذَا لَمْ تُعْطَ إِلَّا ظَلَامَةً ... شَبَا الحَرْبُ خَيْر مِنْ قُبُوْلِ المَظَالِمِ وَادن عَلَى القُرْبَى المُقَرّبَ نَفْسَهُ ... وَلَا تَشْهَدِ الشُّوْرَى امْرَأ غَيْرَ كَاتِمِ فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطْرِدُ الهَمَّ بِالمُنَى ... وَلَا تَبْلغُ العَلْيَا بِغَيْرِ المَكَارِمِ إِذَا كُنْتَ فَرْدًا هزّكَ القَوْمُ مُقْبِلًا ... وَإِنْ كُنْتَ إِذْنًا لَمْ تَفُزْ بِالعَزَائِمِ وَرَشِّحْ أَخًا تَقْطَعْ عَلَيْكَ بِرَأْيِهِ ... عَلَاقَةَ هَمٍّ أَوْ ضرِيْبَةَ صارِمِ فَمَا قَارَعَ الأَبْطَالُ مِثْلَ مُشَيِّعٍ ... أَرِيْبٍ وَلَا جَلَّى العَمَى مِثْلُ عَالِمِ في المَثَلِ: أَوَّلُ الحَزْمِ المَشُوْرَةُ. وَفِيهِ لُغَتَانِ مَشْهُوْرَةٌ بِسُكُوْنِ الشِّيْنِ وَفَتْحِ الوَاوِ بِضَمِ الشِّيْنِ وَتَسْكِيْنِ الوَاوِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ لِبَشَّارِ بن بُرْدٍ يا أَبَا مَعَاذٍ وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ في المَشُوْرَةِ أَحْسَنَ مِنْ قَوْلِكَ إِذَا بَلَغَ الرَّأْيُ المَشُورَةَ. الأبْيَاتُ فَقَالَ إِنَّ المُشَاوِرَ بَيْنَ إِحْدَى الحَسَنَتَيْنِ صوَابٌ يَفُوْزُ بِثَمَرَتِهِ أَوْ خَطَأٌ يُشَارِك في مَكْرُوْهِهِ فَقُلْتُ. . . . مَشُوْرَتكَ جَبَانًا وَلَا حَرِيْصًا وَلَا بَخِيْلًا وَلَا وَاحِدًا مِنْ خَمْسَةٍ: القَطَّانُ، وَالغَزَّالُ، وَالمُعَلِّمُ، وَرَاعِي الضَّانُ، وَالرَّجُلُ الكَثِيْرُ المُحَادَثَةِ لِلنِّسَاءِ. قال ابْنُ المُعْتَزِّ: مَشُوْرَةُ المُشْفِقِ الحَازِمِ. . . . كَانَ بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ مَدَحَ إِبْرَاهِيْمَ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الحَسَنِ حِيْنَ قَدِمَ البَصْرَةَ مُخَالِفًا ¬
لِلْمَنْصوْرِ وَهَجَا فِيْهَا المَنْصَوْرَ فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيْمُ خَافَهُ فَأَظْهَرَ أَنَّهُ قَالَهَا في أَبِي مُسْلِمٍ أَوَّلُهَا (¬1): أَبَا جَعْفَرٍ مَا طُوْلَ عَيْشٍ بِدَائِمِ ... وَمَا سَالِمٌ عَمَّا قَلِيْلًا بِسَالِمِ عَلَى المَلِكِ الجبَّارِ يَقْتَحِم الرَّدَى ... وَيَصْرَعهُ في المَأزَفِ المُتَلَاحِمِ وَقَدْ تَرِدُ الأَيَّامُ غُرًّا وَرُبَّمَا ... وَرَدْنَ كَلُوْحًا بَادِيَاتِ الشَّكَائِمِ أَقُوْلُ لِبَسَّامٍ عَلَيْهِ جَلَالهُ ... غَدَا أَرْيَحِيًّا عَاشِقًا لِلْمَكَارِمِ لسِرَاجًا لِعَيْنِ المُسْتَضِيْئ وَتَارَةً ... يَكُوْنُ ظَلَامًا لِلْعَدُوِّ المُزَاحِمِ مِنَ الفَاطِمِيِّيْنَ الدُّعَاةِ إِلَى الهُدَى ... جهَارًا وَمَنْ يَهْدِيْكَ مِثْلُ ابن فَاطِمِ إِذَا بَلَغَ الرَّأْيُ المَشُوْرَةَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ الأَبْيَات. أَبُو مُحَمَّدٍ اليَزِيْدِيُّ: [من المتقارب] 1229 - إِذَا بَلَغَ الغُصْنُ أَقْصَى المَدَى ... فَلَا بُدَّ لِلْغُصْنِ مِنْ كاسِرِ قَالَ لأَبِي مُحَمَّد اليَزِيْدِيّ قَائِلٌ: بَادَ شَبَابُكَ، فَقَالَ: هَذِهِ عَادَتَهُ فِيْمَن عَاشَ، وَلانْقِشَاعُ الشَّبَابِ أَسْرَعُ مِنِ انْقِشَاعِ السَّحَابِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: فَقَدْتُ لَدَاتِي فَمَا مِنْهُمُ ... سِوَايَ عَلَى الأَرْضِ غَابِر إِذَا بَلَغَ الغُصنُ أَدْنَى المَدَى ... فَلَا بُدَّ لِلْغُصنِ مِنْ كَاسِرِ كَأَنِّي مِنْ بَعْدِ هَذَا الكَلَامَ ... صرِيْعٌ عَلَى رَاحَةِ القَابِرِ قَالَ فَمَا عَاشَ بَعْدَ هَذَا القَوْلُ إِلَّا دُوْنَ أَسْبُوع. عَمْرُو بنُ كُلْثُوْمٍ: [من الوافر] 1230 - إِذَا بَلَغَ الفِطَامَ لَنَا صَبِيٌّ ... تَخِرُّ لَهُ الجَبَابِرُ سَاجِدِيْنَا أَبُو الفَضْلِ بنِ العَمِيْدِ: [من المتقارب] ¬
1231 - إِذَا بَلَغَ المَرْءُ آمَالَهُ ... فَلَيْسَ لَهُ بَعْدَهَا مُقْتَرَحُ حَدَّثَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بن عَلِيّ النَّصيْبِيُّ قَالَ: كَانَ أبو الفَتْحِ عَلِيّ بن أَبِي الفَضْلِ بن مُحَمَّدٍ العَمِيْدُ قَدْ دَبَّرَ على الصَّاحِبُ ابن عَبَّادٍ حَتَّى أَزَالَهُ عَنْ كِتَابَةِ الأَمِيْرِ مُؤَيَّدِ الدَّوْلَةِ وَأَبْعَدَهُ عَنْ حَضرَته بِالرَّيِّ إِلَى أَصْفَهَانَ وَانْفَرَدَ هُوَ بِتَدْبِيْرِ الأُمُوْرِ لِمُؤَيَّدِ الدَّوْلَةِ كَمَا كَانَ يُدَبِّرُهَا لأَبِيْهِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ فَاسْتَدْعَى ابْنُ العَمِيْدِ نُدَمَاءهُ وَعَبَّا لَهُمْ مَجْلِسًا عَظِيْمًا وَأَظْهَرَ مِنَ الزَّيْنَةِ وَالآلَاتِ مَا يَفُوْقُ الحَصرَ وَشَرِبَ وَاسْتَفَزَّهُ الطَّرَبُ وَكَانَ قَدْ شَرِبَ يَوْمهُ وَلَيْلَتهُ فَعَمِلَ شِعْرًا غُنِّيَ لَهُ بِهِ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ قَوْلُهُ: دَعَوْتُ المُنَى وَدَعوْتُ العُلَى ... فَلَمَّا أَجَابَا دَعَوْتُ القَدَحْ وَقُلْتُ لأيَّامِ شَرْخِ الشَّبَابِ ... أَلا هَذَا أَوَانُ الفَرَحْ إِذَا بَلَغَ المَرْءُ آمَالهُ. البَيْتُ المَعَرِّيُّ: [من الوافر] 1232 - إذا بَلَغَ الوَلِيْدُ لَدَيْكَ عَشْرًا ... فَلَا يَدْخُلْ عَلَى الحُرَمِ الوَلِيْدُ [من الطويل] 1233 - إِذَا بَلَغَتْ أَرْضَ الحَبِيْبَةِ نَاقَتَي ... فَقَدْ أَمِنَتْ مِنْ كُلِّ مَا تَحْذَرُ البُزْلُ [من الطويل] 1234 - إِذَا بَلَّ مِنْ دَاءٍ بِهِ ظَنَّ أَنَّهُ ... نَجَا وَبِهِ الدَّاءُ الَّذِي هُوَ قَاتِلُهْ أَبُو بَكْرِ بنِ دُرَيْدٍ: [من الرجز] 1235 - إِذَا بَلَوْتَ السَّيْفَ مَحْمُوْدًا فَلَا ... تَذْمُمْهُ يَوْمًا أَنْ تَرَاهُ قَدْ نَبَا القُطَامِيُّ: [من الطويل] ¬
1236 - إِذَا تَاقَ قَلْبِي أَوْ تَطَرَّبَهُ الهَوَى ... فَلَيْسَ لَهُ بقِيْا وَلَا الحِلْمُ زَاجِرُه المُهَذَّبُ الأنْطَاكِيُّ: [من الوافر] 1237 - إِذَا تَاهَ الصَّدِيْقُ عَلَيْكَ كِبْرًا ... فَتِهْ كبْرًا عَلَى ذَاكَ الصَّدِيْقِ بَعْدهُ: وَإِنْ سَلَكَ الغَرَامُ بِهِ طَرِيْقًا ... فَخُذْ وَجْهًا سِوَى ذَاكَ الطَّرِيْقِ وَأَرْخِصُ قَدرَ مِنْ أَنْ سِيْمَ رُخْصًا ... بِقَدْرِكَ بَاعَهُ في كُلِّ سُوْقِ وَإِيْجَابُ الحُقُوْقِ لِغَيْرِ رَاعٍ ... لحقِّكَ رَأسُ تَضْيِيْعِ الحُقُوْقِ قَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ مَا تَكَبَّرَ عَلَيَّ أَحَدٌ قَطّ إِلَّا تَحَوَّلَ دَاؤُهُ فِيَّ أَيْ قَابَلْتهُ بِمِثْلِ فِعْلِهِ مِنَ التَّكَبُّرِ وَقَدْ رُوِيَ البَيْتُ الأَخِيْرُ لِزُبِيْنَا النَّصْرَاتِيّ. في المَثَلِ: إنَّهُ لَمِشَلُّ عَوْنٍ. يُضْرَبُ لِمَنْ يَصْلُحُ أَنْ تُنَاطُ بِهِ الأُمُوْرُ العِظَامُ. الشَّلُّ الطَّرْدُ وَالعَوْنُ جَمْعُ عَانَةٍ أي أَنَّهُ يَصْلُحُ أَنْ تُشَلَّ عليه الحُمُرُ الوَحْشِيَّةُ. [من الطويل] 1238 - إِذَا تَايِهٌ مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ رَأَيْتَهُ ... يَتِيْهُ فَرَشِّحهُ لِكُلِّ عَظِيْمِ بَعْدَ قَوْلِهِ: لِكُلِّ عَظِيْمٍ وَإِنْ تَاهَ تَيَّاهٌ سِوَاهُ فَإِنَّهُ ... يَتِيْهُ لِنَوْكٍ أَوْ يَتِيْهُ لِلَومِ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 1239 - إِذَا تَبَاعَدَتِ الدُّنْيَا فَمَطْلَبُهَا ... إِذَا تَوَرَّدْتَهُ مِنْ شعبهِ كثَبُ - الكثب: القُرْب ¬
[من السريع] 1240 - إِذَا تَعَشُّوا رَبَطُوا هِرَّهُمْ ... بُخْلًا بِمَا تَطْرَحُهُ المَائِدَهْ بَعْدهُ: مَا عَرَضت قط لَهُمْ تُخْمَةٌ ... وَلَا تَشَكُّوا مِعْدَةً فَاسِدَه كَانَ أَبُو الأَسْوَدِ الدُئِلِيّ يَبْخَلُ فَمَرَّ بِهِ سَائِلٌ وَهُوَ يَقُوْلُ مَنْ يُعَشِّي هَذَا الجَّائِعُ فَقَالَ أَبُو الأَسْوَدِ عَلَيَّ بِهِ فَأَتَاهُ فَعَشَّاهُ حَتَّى اكْتَفَى تُمَّ ذَهَبَ الرَّجُلُ لِيخْرُجَ فَقَالَ إِلَى أَيْنَ قَالَ أُرِيْدُ أَهْلِي قَالَ لَا وَاللَّهِ لَا أَدَعُكَ تُؤْذِي النَّاسَ بِسُؤَالِكَ اللَّيْلَةَ اطْرَحُوْهُ لِلحَبْسِ فَبَاتَ عِنْدَهُ مُكَبَّلًا إِلَى الصُّبْحِ ثُمَّ أَطْلَقَهُ. أَبُو مُحَمَّدٍ الخَارنُ: [من البسيط] 1241 - إِذَا تَغَشَّاهُ عَافٍ لَا يَقُولُ غَدًا ... وَكيْفَ جِئْتَ وَأَيْنَ الدَّارُ وَابْنُ مَنِ بَعْدهُ: سَمَا عُلًا وَنَمَا مَجْدًا وَفَاضَ نَدًى ... هَذِي المَكَارِمُ لَا قَعْبَانِ مِنْ لبنٍ أَبُو العَلَاء المَعَرِّيّ: [من البسيط] 1242 - إِذَا تَفَكَّرْتَ فِكْرًا لَا يُمَازِحُهُ ... فَسَادُ عَقْلٍ صَحِيْحًا هَانَ مَا صَعُبَا أَبْيَاتُ المَعَرِّيُّ: لَا تَفْرَحَنَّ بِفَالٍ إِنْ سَمِعْتَ بِهِ ... وَلَا نَظِيْر إِذَا مَا نَاعِبٌ نَعَبَا وَالخَطْبُ أَفْظَعُ مِنْ سَرَّاءِ تَأمُلُهَا ... وَالأَمْرُ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تُضْمِرَ الرُّعُبَا إِذَا تَفَكَّرْتَ فِكْرًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَاللّبُّ إِنْ صَحَّ أَعْطَى النَّفْسَ فَتْرَتَهَا ... حَتَّى تَمُوْتَ وَسَمَّى جَدَّهَا لَعِبَا وَمَا الغَوَانِي الغَوَادِي في مَلَاعِبِهَا ... إِلَّا خَيَالَاتُ وَقْتٍ أشْبهَتْ لُعَبَا زِيَادَةُ الجسْمِ عَنَّتْ جِسْمَ حَامِلِهِ ... إِلَى التُّرَابِ وَزَادَتْ حَافِرًا تَعَبَا ¬
أَبُو نُواسٍ في الأَمِيْنِ: [من المنسرح] 1243 - إِذَا تَفَكَّرْتُ في هَوَايَ لَهُ ... مَسَسْتُ رَأْسِي هَلْ طَارَ عَنْ جَسَدِي [من البسيط] 1244 - إِذَا تَقَضَّى زَمَانِي كُلُّهُ سَهَرًا ... فَمَا أُبَالِي أَطَال اللَّيْلُ أَمْ قَصُرَا قَبْلهُ: سَهرْتُ لَيْلَاتِ وَصْلِي فَرْحَةً بِهِمُ ... وَلَيْلَةَ الهَجْرِ كَمْ قَضَّيْتُهَا سَهَرَا إِذَا انْقَضى زَمَانِي. البَيْتُ بَشَّارٌ: [من البسيط] 1245 - إِذَا تكَرَّمْتَ أَنْ تُعْطِي القَلِيْلَ وَلَمْ ... تَقْدِرْ عَلَى سَعَةٍ لَمْ يَظْهَرِ الجُوْدُ بَعْدهُ: أَوْرِقْ بِخَيْرٍ تُرَجَّى لِلنَّوَالِ فَمَا ... تُرْجَى الثّمَارُ إِذَا لَمْ يُوْرِقُ العُوْدُ بثّ النَّوَالَ وَلَا تَمْنَعكَ قُلَّتَهُ ... فَكَلُّ مَا سَدَّ فَقْرًا فَهُوَ مَحْمُوْدُ أَبُو بَكْرِ العَنْبَرِيُّ مِنْ مَشَايِخِ الصُّوْفِيَّةِ: [من البسيط] 1246 - إِذَا تَكَلَّمْتُ لَمْ أَلْفِظْ بِغَيْرِكُمُ ... وَإِنْ سَكَتُّ فَأَنْتُمْ عَقْدُ إِضْمَارِي قَبْلهُ: قَلْبِي يَرَاكَ عَلَى بُعْدٍ مِنَ الدَّارِ ... وَأَنْتَ بِالقُرْبِ مِنْ نَفْسِي بِتذكَارِ إِنْ غَابَ شَخْصكَ عَنْ عَيْنِي فَلَمْ أَرَهُ ... فَإِنَّ حُبّكَ -- يَا مَنْ إِلَى وَجْهِهِ حَجِّي وَمُعْتَمِرِي ... إِنْ حَجَّ قَوْمٌ إِلَى -- ¬
أَنْتَ الصَّلَاةَ الَّتِي أَرْجُو النَّجَاةَ بِهَا ... وَأَنْتَ صَوْمِي الذي يَرْجُو وَإِفْطَارِي إِنِّي وَإِنْ بَعُدَتْ عَنِّي دِيَارُكُمُ ... فَأَنْتُمُ في سَوَادِ القَلْبِ - إِذَا تَكَلَّمْتُ لَمْ أَلْفِظْ بِغَيْرَكُمُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَنْتُم وَإِنْ بَعُدَتْ عَنَّا مَنَازِلُكُمْ ... نَوَاظِرٌ بَيْنَ إِعْلَانِي وَإِسراري اللَّهُ جَارُكُمُ مِمَّا أُحَاذِرُهُ ... فِيْكُمْ وَحُبُّكُمُ مِنْ -- أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من المتقارب] 1247 - إِذَا تَمَّ أَمْرٌ بَدَا نَقْصهُ ... تَوَقَّعْ زَوَالًا إِذَا قِيْلَ تَمّ قَوْلُهُ: إِذَا قِيْلَ تم، قَبْلَهُ (¬1): هُمُوْمُكَ بِالعَيْشِ مَقْرُوْنَةٌ ... فَمَا تَقْطَعُ العَيْشَ إِلَّا بِهَمْ حَلَاوَةُ دُنْيَاكَ مَسْمُوْمَةٌ ... فَمَا تَأْكلُ الشَّهْدَ إِلَّا بِسَمْ إِذَا تَمَّ أَمْرٌ بَدَا نَقْصُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَكَمْ قَدَرٍ دَبَّ في مُهْلَةٍ ... فَلَمْ يَعْلَمِ النَّاسُ حَتَّى إِذَا كُنْتَ في نِعْمَةٍ فَارْعَهَا ... فَإِنَّ المَعَاصِي تزِيْلُ النِّعَمْ وَدَاوِمْ عَلَيْهَا بِشُكْرِ الإلَه ... فَإِنَّ الإِلهَ سَرِيْعُ النِقَمْ وَتُرْوَى لِعَبْدِ اللَّهِ بن المُبَارَكِ. يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: [من الطويل] 1248 - إِذَا تَمَّ عَقْلُ المَرْءِ تَمَّتْ أُمُوْرُهُ ... وَتَمَّتْ أَيَادِيْهِ وَتَمَّ ثناؤه [من البسيط] ¬
1249 - إِذَا تَمَنَّيْتُ مَالًا ظلْتُ مُغْتَبِطًا ... إِنَّ المُنَى رَأْسُ أَمْوَالِ المَفَالِيْسِ بَعْدهُ: لَوْلَا المُنَى كُنْتُ في غَمٍّ وفي حَزَنَ ... إِذَا - مَا بِي دَاخِلِ الكِلِيْسِ مَحْمُوْدٌ الوَرَّاق: [من البسيط] 1250 - إِذَا تَبَاعَدَ عَنْكَ القَلْبُ مُنْصَرِفًا ... فَلَيْسَ يُدْنِيْكَ مِنِّي أَنْ تَكُوْنَ مَعِي قَبْلهُ: حَدَّثْتُ بِاليَأْسِ عَنْكَ النَّفْسُ فَانْصَرَفَتْ ... وَاليّأْسُ أَحْمَدُ مَرْجُوْعًا مِنَ الطَّمَعِ فَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ إِنِّي عَلَى ثِقَةٍ ... أَنْ لَا أُعَلَّلَ بَعْدَ اليَوْمِ بِالخُدَعِ أَقِمْ وَسِر وَارْضَ وَاسْخَطْ مَا حَيِيْتَ وَصِلْ ... وَاقْطَعْ وَمُتْ عَدْمًا إِنْ شِئْتَ وَاتَّسِعِ مَحَوْتُ ذكْرَكَ مِنْ قَلْبِي وَمِنْ أُذُنِي ... وَمِنْ لِسَانِي فَصِلْ إِنْ شِئْتَ أو فَدَعِ فَمَا يَضرّكَ عِنْدِي اليَوْمَ ضرُّكَ لِي ... وَلَسْتُ إِنْ سُمْتَنِي نَفْعًا بِمُنْتَفِعِ إِذَا تَبَاعَدَ عَنْكَ القَلْبُ مُنْصرِفًا. البَيْتُ [من البسيط] 1251 - إِذَا تَبَاهَتْ أُوْلُو الأَمْوَالِ وَافْتَخَرَتْ ... فَافْخَرْ بِعَقْلٍ إِذَا مَا شَابَهُ أَدَبُ طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنُ: [من البسيط] 1252 - إِذَا تَبَرَّجَتِ الدُّنْيَا فَعَاهِرَةٌ ... خِضَابُهَا دَمُ مَنْ تُصْبِي فَتَغْتَالُ هُوَ أَبُو طَاهِرُ بن الحُسَيْنِ بن يَحْيَى المَخْزُوْمِيُّ البَصْرِيُّ يَقُوْلُ يَعْدَهُ في الدُّنْيَا: كَأَنَّهَا حَيَّةٌ رَاقَتْ مُنَقَّشَةٌ ... فَلَانَ مَلْمَسُهَا وَالسَّمُّ قَتَّالُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: الدُّنْيَا كَالحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّهَا ¬
قَاتِل سمُّهَا يَحْذُرُهُ العَاقِلُ وَيَهْوِي إِلَيْهَا الجاهِلُ. وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لِعَبْدِ اللَّهِ بن عَلِيّ الرَّازِيّ. وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيّ (¬1): إِذَا تَحَدَّثْتَ مَعْ قَوْمٍ لِتُؤْنسَهُمْ ... بما تُحَدِّثُ مِنْ مَاضٍ وَمِنْ آتِ فَلَا تُعِيْدَنْ حَدِيْثًا إِنَّ طَبْعَهُمُ ... مُوكّلٌ بِمُعَادَاةِ المعَادَاتِ وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا (¬2): قَالُوا يسِيْرُوْنَ لَا سَارُوا بَلَى وَقَفُوا ... وَلَا اسْتَقَلَّتْ بِهِم لِلْبَيْنِ أَكْوَارُ إِذَا تَحَمَّلَ مَنْ هَامَ الفُؤَادُ بِهِ ... فَمَا أُبَالِي أَقَامَ الحَيُّ أَم سَارُوا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ مَنْصُوْر الفَقِيْه المِصرِيّ (¬3): إِذَا تَخَلَّفْتَ عَنْ صَدِيْقٍ ... وَلَمْ يُعَاتِبْكَ في التَّخَلُّف فَلَا تَعْدُ بَعْدَهَا إِلَيْهِ ... فَإِنَّمَا وُدُّهُ تَكَلُّف [من البسيط] 1253 - إِذَا تَحَلَّيْتَ بِالدُّنْيَا بلا كَرَمٍ ... فَإنَّ أَحْسَنَ مِنْ ذِي الحِلْيَةِ العَطَلُ بَعْدهُ: لَيْسَ الشُّجَاعُ عَلَى قَتْلِ العِدَى بَطَلًا ... بَلِ الشُّجَاعُ عَلَى أَمْوَالِهِ البَطَلُ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ في الصِّدِّيْقِ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ: [من البسيط] 1254 - إِذَا تَذَكرْتَ شَجْوًا مِنْ أخِي ثِقَةٍ ... فَاذْكُر أَخَاكَ أبَا بَكْرٍ بِمَا فَعَلَا بَعْدَهُ: ¬
خَيْرُ البَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَعْدَلُهَا ... بَعْدَ النَّبيِّ وَأَوْفَاهَا بِمَا حَمَلَا وَالثَّاني الصَّادِقَ المَحْمُوْدَ مَشْهَدهُ ... وَأَوَّلُ النًّاسِ مِنْهُمْ صَدَّقَ الرُّسُلَا عَاشَ حَمِيْدًا لأَمْرِ اللَّهِ مُتَّبِعًا ... بِهَدْيٍ كَصاحِبِهِ المَاضِي وَمَا انْتَقَلَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا دَعَوْتُ أَحَدَاَ إِلَى الإِسْلَامِ إِلَّا كَانَ لَهُ تَرَدُّدٌ وَكُرْهٌ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ فإِنه لَمْ يَتَلَعْثَم. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَحَدٌ آمَنَ عَلَيَّ بِصحْبَتِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ رَجُلٌ لأَبِي بَكْرٍ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ: لأَسُبَّنَّكَ سَبًّا يَدْخل مَعَكَ قَبْركَ. فَقَالَ الصَّدِّيْقُ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَعَكَ وَاللَّهُ يَدْخلُ لَا مَعِي. المُتَنَبِّي: [من البسيط] 1255 - إِذَا تَرَحَّلْتَ عَنْ قَوْمٍ وَقَدْ قَدَرُوا ... ألَّا تُفَارِقَهُمْ فَالرَّاحِلُوْنَ هُمُ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 1256 - إِذَا تَشَاكَلَتِ الأَخْلَاقُ وَاقْتَرَبَتْ ... دَنَتْ مَسَافَةُ بَيْنَ العُجْمِ وَالعَرَبِ أَبُو حَامِدٍ الأَسفَرَايينيُّ: [من السريع] 1257 - إِذَا تَصَدَّرْتَ بلا آلَةٍ ... جَعَلْتَ ذَاكَ الصَّدْرَ صَفَّ النِّعَالِ [من الرجز] 1258 - إِذَا تَصَفَّحْتَ أُمُوْرَ النَّاسِ لَمْ ... تَلفَ امْرَأً حَازَ الكَمَالَ فاكْتَفَى [من البسيط] 1259 - إِذَا تَضَايَقَ أمْرٌ فَانْتَظِرْ فَرَجًا ... فَأَضْيَقُ الأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الفَرَجِ ¬
قَبْلهُ: يا خائفًا من حروف الدهر مرتعبًا ... وخائضًا في بحار الفكر في لججِ إذا تضايق أمرٌ. . . البيت [من الرجز] 1260 - إِذَا تَمَنَّى جَاهِلٌ أُمْنِيَهْ ... يَحْسَبُهَا كَائِنَةً مَقْضِيَّه عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن أَبِي عُيَيْنةَ: [من البسيط] 1261 - إِذَا تَنَسَّمَ رِيْحَ الغَدْرِ قَابَلَهَا ... حَتَّى إِذَا نَفَحَتْ في أَنْفِهِ غَدْرَا البُسْتِيُّ: [من السريع] 1262 - إِذَا تَوَسَّلْتَ إِلَى حَاجَةٍ ... فَبالرُّشَا فَهْيَ رِشَاءُ النَّجَاحِ المُتَنَبِّي: [من المنسرح] 1263 - إِذَا تَوَلُّوا عَدَاوَةً كَشَفُوا ... وَإِنْ تَوّلُّوا صَنِيْعَةً كَتَمُوا الأَفْوَهُ الأَودِيُّ: [من البسيط] 1264 - إِذَا تَوَلَّى سَرَاةُ القَوْمِ أَمْرَهُمُ ... نَمَا عَلَى ذَاكَ أَمْرُ القَوْمِ فَازْدَادُوا [من المنسرح] 1265 - إِذَا تَلَاقَى الفُيُوْلُ وَازْدَحَمَتْ ... فَكَيْفَ حَالُ البَعُوْضِ في الوَسَطِ وَمِنْ بَابِ (إِذَا مَا) أَنْشَدَنِي شَرَفُ الدَّيْنِ مُحَمَّدُ بنُ الوَحِيْدِ الكَاتِبُ لِنَفْسِهِ: ¬
إِذَا تَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ عِنْدَ فَتًى ... مِنَ الثِّقَاتِ بِمَا ذَمُّوا وَمَا شَكَرُوا أَفَادَهُ سَمْعُهُ عِلْمًا كَنَاظِرِهِ ... حَتى تَسَاوَى لَدَيْهِ السَّمْعُ وَالبَصَرُ ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من البسيط] 1266 - إِذَا تَيَمَّمَكَ العَافِي فَكَوْكَبُهُ ... سَعْدٌ وَمَرعَاهُ في وَادِيْكَ سَعْدَانِ الرَّبِيْعُ بنُ ضَبُعٍ: [من الوافر] 1267 - إِذَا جَاءَ الشِّتَاءُ فَأَدْفِئُونِي ... فَإنَّ الشَّيْخَ يَهْدِمُهُ الشِّتَاءُ أَوَّلُهَا (¬1): ألَا أَبْلِغْ بَنِي رَبِيْعَ وَأَشْرَ ... ارَ البَنِيْنِ لَكُمْ فِدَاءُ بَأَنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَدَقَّ عَظْمِي ... فَلَا تشْغَلْكُمُ عَنِّي النِّسَاءُ إِذَا جَاءَ الشِّتَاءُ فَأَدْفِئُونِي. البَيْتُ وَبَعْدهُ وَأَمَّا حِيْنَ يَذْهَبُ كُلّ قَرٍّ ... فَسِرْبَالٌ خَفِيْفٌ أو رِدَاءُ إِذَا عَاشَ الفَتَى مِئتَيْنِ عَامًا ... فقَدْ ذَهَبَ اللّذَاذَةُ وَالفِتَاءُ هُوَ الرَّبِيع بن ضبع بن وَهَبٍ الفَزَارِيُّ عَاشَ مِأَتَي وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَأَدْرَكَ الإِسْلَامُ فَلَمْ يُسْلِمْ. البُصْرَوِيُّ: [من الوافر] 1268 - إِذَا جَاءَ القَلِيْلُ وَفِيْهِ سِلْمٌ ... فَلَا تَرِدِ الكَثيْرَ وَفِيْهِ حَرْبُ هُوَ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن خَلَفٍ البُصْرَوِيّ مِنْ أَهْلِ بُصْرَى وَفَاتهُ سَنَة 443 أَوَّلُهَا: نَرَى الدُّنْيَا وَزُخْزفَهَا فَنَصْبُوا ... وَمَا يَخْلُو مِنَ الشَّهَوَاتِ قَلْبُ ¬
وَلَكِنْ مِنْ خَلَائِقهَا نَفَارٌ ... وَمَطْلَبُهَا بِغَيْرِ الحَظِّ صَعْبُ كَثيْرٌ مَا نَلُوْمُ الدَّهْرَ فِيْمَا ... تَمرُّ بِنَا وَمَا لِلدَّهْرِ ذَنْبُ وَيَعْتبُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَلَوْلَا ... تَعذُّرُ حَاجَةٍ مَا كَانَ ذَنْبُ فُضُوْلُ العَيْشِ أَكْثَرُهَا هُمُوْمٌ ... وَأَكْثَرُ مَا يَضرُّكَ مَا تُحِبُّ إِذَا جَاءَ العَلِيْلُ وَفِيْهِ سِلْمٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَلَا يَغْرُرْكَ زُخْرُفُ مَا تَرَاهُ ... وَعَيْشٌ لَيِّنُ الأَعْطَافِ رَطْبُ فَتَحْتَ ثِيَاب قَوْمٍ أَنْتَ فِيْهِمْ ... صَحِيْحُ الوُدِّ دَاءٌ لَا يُطَبُّ إِذَا مَا بُلْغَةَ جَاءَتْكَ عَفْوًا ... فَخُذْهَا فَالغِنَى مَرْعًى وَشُرْبُ وَكَمْ مِنْ قَاعِدٍ وَالجدُّ يَسْعَى ... لَهُ وَمُشَمِّرٍ يَعْدُو فَيَكْبُو [من الطويل] 1269 - إِذَا جَاءَ ضَيْفٌ جَاءَ لِلضَّيْفٌ ضَيْفَنٌ ... لِيُوْدِي بِمَا يُؤْتَى الضُّيُوْفُ الضَّيَافِنُ [من الطويل] 1270 - إِذَا جَاءَ عَبْسِيٌّ جَرَرْنَا بِرِجْلِهِ ... إِلَى النَّارِ وَالعَبْسِيُّ بِالنَّارِ يُفْتَنُ زِيَادَةُ بنُ بَدْرٍ: [من الطويل] 1271 - إِذَا جَاءَ مَا بُدَّ مِنْهُ فَمَرْحَبًا ... بِجَيْئَتِهِ إِذَا لَمْ يَجِدْ مُتَأَخّرَا أَبُو نُخَيْلَةَ: [من الطويل] 1272 - إِذَا جَاءَ مَا لا يُسْتَطَاعُ دِفَاعُهُ ... فَمَا لَكَ إِلَّا الصَّبْرُ مِنْ حِيْلَةٍ تُجْدِي [من المتقارب] 1273 - إِذَا جَاءَ مُوْسَى وَأَلْقَى العَصَا ... فَقَدْ بَطَلَ السِّحْرُ وَالسَّاحِرُ ¬
في المَثَلِ: إِذَا جَاءَ نَهْرُ اللَّهِ بَطَلَ نَهْرُ مَعْقلٍ. ابْنُ المُعْتَزِّ بِاللَّهِ: [من الطويل] 1274 - إِذَا جَاءَنَا العَافِي رَأَى في وُجُوْهِنَا ... طَلَاقَةَ أَيْدِيْنَا وَبَشَّرَهُ البِشْرُ [من الطويل] 1275 - إِذَا جَاءَنِي مِنْكَ المُبَشِّرُ بِالرِّضَا ... وَهَبْتُ لَهُ رُوْحِي وَمَا مَلَكَتْ يَدِي وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ العَبَّاسِ بن الأَحْنَفِ (¬1): إِذَا جَاءَنِي مِنْهَا كِتَابٌ بِعَتْبِهَا ... خَلَوْتُ بِنَفْسِي حَيْثُ كُنتُ مِنَ الأَرْضِ فَأَبْكِي لِنَفْسِي خِشْيَةً مِنْ صُدُوْدِهَا ... وَيَبْكِي مِنَ الهجْرَانِ بَعْضِي عَلَى بَعْضِ وَإِنِّي لأَهْوَاهَا عَلَى سُوْءِ فِعْلِهَا ... وَأَقْضِي عَلَى نَفْسِي لَهَا بِالَّذِي تَقْضِي فَحَتَّى مَتَى رُوْحُ الرِّضَا لَا يَنَالُنِي ... وَحَتَّى مَتَى أَيَّامُ سخطكَ لَا تَمْضِي إبْرَاهِيْمُ بنُ المَهْدِيُّ: [من الطويل] 1276 - إِذَا جَاءَنِي مَنْ يَسْأَلُ الجَهْلَ عَامِدًا ... فَإِنِّي سَأُعْطِيْهِ الَّذِي جَاءَ يَسْأَلُ قَبَلَهُ: إِذَا كُنْتَ بَيْنَ العِلْمِ وَالجهْلِ مَاثِلًا ... وَخُيِّرْتَ أَنَّى شِيْتَ فَالحلْمُ أَفْضَلُ وَلَكِنْ إِذَا أَنْصَفْتَ مَنْ لَيْسَ مُنْصِفًا ... وَلَمْ يَرْضَ مِنْكَ الحلْمُ فَالجهْلُ أَمْثَلُ إِذَا كُنْتَ تَأَتِي المَرْءَ تَعْرفُ حَقّهُ ... وَيَجْهَلُ مِنْكَ الحَقّ فَالتَّرْكُ أَجْمَلُ إِذَا جَاءنِي مَنْ يَطْلبُ الجهْلَ عَامِدًا ... فَإِنِّي سَأُعْطِيْهِ الَّذِي جَاءَ يَسْأَلُ وَلَمْ أعطهِ إِيَّاهُ إِلَّا لأَنَّهُ ... وَإِنْ كَانَ مَكْرُوْهًا مِنَ الذُّلِّ أَسْهَلُ وَلَسْتُ عَلَى الأَشْرَارِ بِالشَّرِّ بَاخِلًا ... وَلَسْتُ عَلَى الأَخْيَارِ بِالخَيْرِ أَبْخَلُ وَفِي الأَرْضِ مَنْجَاة وَفِي الصُّرْمِ رَاحَةٌ ... وَفِي النَّاسِ عَمَّنْ لَا يُوَاتِيْكَ مَرْحَلُ ¬
[من الطويل] 1277 - إِذَا جَادَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ فَجُدْ بِهَا ... عَلَى النَّاسِ طُرًّا إنها تَتَغَيَّرُ بَعْدَهُ: فَلَا الجوْدُ يُفْنِيْهَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ ... وَلَا البُخْلُ يُبْقِيْهَا إِذَا هِيَ تُدْبِرُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الطويل] 1278 - إِذَا جَادَ مَنْ يَهْتَزُّ لِلْقَوْلِ طَرْبَةً ... فَأَنتَ الَّذِي تَهْتَزُّ لِلْفَضْلِ سُؤْدَدَا الأُبَيْرِدُ الرِّيَاحِيُّ: [من الطويل] 1279 - إِذَا جَارَةٌ حَلَّتْ إِلَيْهِ وَفَى بِهَا ... فَآبَتْ وَلَمْ يُهْتَكْ لِجَارَتهِ سِتْرُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 1280 - إِذَا جَازَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيًّا ... فَأَنتَ وَمَنْ تُجَازِيْهِ سَوَاءُ بَعْدَهُ: رَأَيْتُ الحرَّ يَجْتَنِبُ المَخَازِي ... وَيَحْمِيْهِ عَنِ الغَدْرِ الوَفَاءُ وَمَا مِنْ شِدَّةٍ إِلَّا سَيَأْتِي ... لَهَا مِنْ بَعْدِ شِدّتِهَا رَخَاءُ لَقَدْ جَرَّبْتُ هَذَا الدَّهَّر حَتَّى ... أَفَادَتْنِي التَّجَارِبُ وَالعَنَاءُ إِذَا مَا رَأسُ أَهْل البَيْتِ وَلَّى ... بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجفَاءُ جَابِرُ بنُ ثَعْلَبٍ الطَّائيُّ: [من الطويل] 1281 - إِذَا جَانِبٌ أَعْيَاكَ فَاعْمِدْ لِجَانِبٍ ... فَإِنَّكَ لَاقٍ في البِلَادِ مُعَوّلَا قَيْسُ بنُ الخَطِيْمِ: [من الطويل] ¬
1282 - إِذَا جَاوَزَ الاثْنَيْنَ سِرٌّ فَإِنَّهُ ... بِنَثٍّ وَيكثيرِ الوُشَاةِ قَمِيْنُ قَمِيْنُ وَحَقِيق وَجَدِيْر وَخَلِيْق وَقَمِن وَاحِدٌ أَي قَرِيْبٌ مِنْ ذَلِكَ وَهَذِهِ حَقِيْقِيَّة وَوَشِيْكٌ أَيْضًا بِمَعْنَى قَرِيْبٍ. وَفِي الحَدِيْثِ أَنَّ رَسُوْلُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ بَاعَ دَارًا أَوْ عِقَارًا فَلَمْ يَرْدُد ثَمَنهُ في مِثْلِهِ فَذَلِكَ قَمِن أَلَّا يُبَارَكُ فِيْهِ أي جَدِيْرٌ. قَالَ المُبَرَّدُ: هَذَا البَيْتُ إِذَا جَاوَزَ الإِثْنَيْنِ سرٌّ هُوَ لِجَمِيْل بن عَبْد اللَّهِ بنِ مَعْمَرٍ العُذْرِيّ، وَقَوْلهُ إِذَا جَاوَزَ الإِثنيْنِ بِالهَمْزِ لَحْنٌ وَلَكِنْ لِضُرُوْرَةِ الشِّعْرِ هَمَزَ وَإِثْبَات الهَمْزَات في الدّرَج خُرُوْجٌ عَنْ كَلَامِ العَرَبِ وَلَحْن فَاحِشٌ إِذْ لَا يُقَالُ الأسْمُ وَالإِنْطِلاُقُ وَالأَقْتِسَامُ وَالإِسْتِغفَارُ وَمَنْ إِبْنُكَ وَعَنْ إِسْمِكَ بإِثْبَاتِ الهَمْزِ لَكِنْ بالوَصلِ في الجمِيع. وَمِن بَابِ (إِذَا جَاوَزَ) قَوْلُ (¬1): إِذَا جَاوَزَ المَكْرُوْهُ أَقْصَى حُدُوْدِهِ ... وَلَمْ تَكُ فِيْهِ حِيْلَةٌ لِمُحَاوِل فَهَبْهُ إِذًا كَالمَوْتِ وَاجْعَلْ أَشَدَّهُ ... كَأَهْوَنِهِ وَافْزَعْ إِلَى صَبْرِ عَاقِلِ 1283 - إِذَا جَدَّ جَدُّ العَزْمِ أَنجَحَ مَنْ سعَى ... وَلَا نُجْحَ في التَّقْوِيْتِ وَالقَتَرَاتِ أَبُو المُطَّلِب البَصْرِيُّ: [من الطويل] 1284 - إِذَا جَعَلَ اللحظ الخَفِيَّ لِسَانُهُ ... جَعَلْتُ لَهُ عَيْنِي لِتَفْهَمَهُ أُذْنَا مَزِيْدُ بنُ الحَشْكَرِيِّ: [من الطويل] 1285 - إِذَا جَعَلَ المَوْتَ الفَتَى نُصْبَ عَيْنِهِ ... مَدَى دَهْرِهِ هَانَتْ عَلَيْهِ مَصَائِبُه قَبلَهُ: ¬
فَأَيْنَ ثَمُوْدٌ ثُمَّ عَادٌ وَتُبَّعٌ ... وَأَيْنَ ثوى كِسْرَى وَأَيْنَ مَقَانِبُه؟ وَأَيْنَ الأُلَى قَدْ كَانَ يَفْتِكُ بَعْضُهُمْ ... بِبَعْضٍ مَضى المَضْرُوْبُ مِنْهُمْ وَضَارِبُه إِذَا جَعَل المَوْتُ الفَتَى نَصْبَ عَيْنِهِ. البَيْتُ يَقْوْلُ مِنْهَا: فَأَسْدُوا نَدَاكُمْ تَسْتُرُوا عَيْبَكُمْ ... بِهِ فَمُسْدِي الأَيَادِي قَدْ يُكْذَبُ عَائِبُه وَلَا تَحْسِدُوا خَلْقًا عَلَى حُسْنِ حَالَةٍ ... فَكُلٌّ سَتُحْشَى فِي التّرَابِ تَرَائِبُه وَلَا تَصْحَبُوا إِلَّا الشّرَافَ فَإِنَّنِي ... أَرَى المَرْءَ مَنْسُوْبًا إِلَى مَنْ يُصَاحِبُه عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بن هِنْدُو: [من البسيط] 1286 - إِذَا جَعَلْتُكَ لِي ظَهْرًا وَمُعْتَصَمًا ... وَسَاوَرَتْنِي صُرُوْفُ الدَّهْرِ لن أَبِلِ قَبَلَهُ: وَالسَّيْفُ أَحْسَنُ مَا تُلْقَى مَضارِبُهُ ... إِذَا اسْتَقَلَّ بِكَفِّ الفَارِسِ البَطَلِ إِذَا جَعَلتكَ. البَيْتُ مِثْلهُ قَوْلُ صَالِحُ بن عَبْدِ القُدُّوْسِ (¬1): وَأَمّن سرّكَ إِنَّ السِرَّ إِنْ ... جَاوَزَ الاثنيْنِ يَفْشُو وَيَذِيْعُ وَقَوْلُ يَزِيْدُ بن الحَكَمِ بن العَاصِ (¬2): فَلَا يَسْمَعَنْ سرِّي وَسِرَّكَ ثَالِثٌ ... ألَا كلُّ سرٍّ جَاوَزَ اثنيْنِ شَائِعُ وقول (¬3): وَسرُّكَ مَا كَانَ عِنْدَ امْرِىٍ ... وَسِرُّ الثَّلَاثَةِ غَيْرُ الخَفِي ¬
الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَد بن جكِيْنَا: [من البسيط] 1287 - إِذَا جَفَاكَ أَخٌ قَدْ كنْتَ تَأْلَفُهُ ... فَاطْلُبْ سِوَاهُ فَكُلُّ النَّاسِ إخَوَانُ بَعْدَهُ: وَإِنْ نَبَتْ بِكَ أَوْطَانٌ نَشَأْتَ بِهَا ... فَارْحَلْ فَكُلُّ بِلَادِ اللَّهِ أَوْطَانُ لَا تَرْكَنَنَّ إِلَى خلٍّ وَلَا زَمَنٍ ... إِنَّ الزَّمَانَ مَعِ الإخْوَانِ خَوَّانِ وَاسْتَبْقِ سِرّكَ إِلَّا عَنْ أَخِي ثِقَةٍ ... إِنَّ الأخِلَّاءِ لِلأَسْرَارِ خزَّانِ هُوَ أَبُو مُحَمَّد الحَسَنُ بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن جَكِيْنَا البَغْدَادِيّ مِنَ الحَرِيْمِ الطَّاهِرِيّ. كَانَ شَاعِرًا ظَرِيْفًا هَجَّاءًا لغَالِبُ عَلَيْهِ الثّلْبُ وَكَانَ مَجْدُوْدًا لَم يَكُنْ مِمَّنْ نَالَ بِشِعْرِهِ دُنْيَا وَقَلَّ أَنْ يُرَى فِي شِعْرِهِ بَيْتٌ لَا يَتَضمَّنُ مَعْنًى رَائِعًا وَكَان غَوَّاصًا عَلَى المَعَانِي عَجِيْبُ المَقَاصِدِ وَكَانَ يُلَقَّبُ بالبَرْغُوْثِ وَكَانَ أَبُوْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدُ أيضًا شَاعِرًا أَدِيْبًا. أَبُو العَلَاء المَعَرِّيّ: [من الطويل] 1288 - إِذَا جَلَّ رَزْءٌ سَاعَدَ المَرْءَ ضِدُّهُ ... وَلَا خَيْرَ فِي الإِخْوَانِ مَا لَمْ تُسَاعِدِ وَمِنْ بَابِ (إِذَاج لـ) قَوْلُ أَبُو سَعِيْدٍ الرُّسْتُمِيّ فِي مَنْ يُؤثِرَ الحَرْبَ عَلَى اللِّذَّة وَالقَصْفِ: إِذَا جَلَسُوا لِلشُّرْبِ كَانَ اقْتِرَاحُهُمْ ... عَلَى مَنْ تُغَنِّيْهُمْ حَدِيْثُ المَلَاحِمِ فَلَمْ يُصِبْهُمُ إِلَّا قِرَاعُ سُيُوْفِهِم ... وَلَمْ يلْهِهِم إِلَّا سَمَاعُ الغَمَاغِمِ قَالَ الرِّيَاشِيُّ: أَنْشَدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ السَّمْطِ بنَ مَرْوَانَ بن أَبِي حَفْصَةَ: إِذَا جِئْتُ أَعْطَانِي وَإِنْ أَنَا لَمْ أَجِئ. البيتُ. فَقَالىَ لِي: أَحْسَنَ مِنْ هَذَا قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بنِ طَاهِرٍ (¬1): ¬
لَعَمْرِي لَنعْمَ الغَيْثُ غَيْثٌ أَصَابَنَا ... بِبَغْدَادَ مِنْ أَرْضِ الجَزِيْرَةِ وَابِلُه وَنعْمَ الفَتَى وَالبِيْدُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... بِعِشْرِيْنَ أَلفًا صَبَّحَتْنَا رَسَائِلُه فَكُنَّا كَحَيٍّ صبَّحَ الغَيْثُ أَهْلَهُ ... وَلَمْ تَحْتَمِلْ أَظْعَانُهُ وَحَمَائِلُه قَالَ ثعْلَبٌ: فَأَنْشَدْتُ هَذَا رَجُلًا كَانَ يَمْدَحُ الخُلَفَاءَ فَقَالَ: أَحْسَنُ مِنْ هَذَا قَوْلِي (¬1): لَمْ أَسْتَطِعْ سَيْرًا بِمَدْحَةِ خَالِدٍ ... فَجَعَلْتُ مِدْحَتَهُ إِلَيْهِ رَسُوْلَا فَلَيَرْحَلَنَّ إِلَى نَائِل خَالِدٍ ... وَلَيَكْفِيَنَّ رَوَاحِلِي التَّرْحِيلَا قَالَ الرِّيَاشِيُّ: وَأَنْشَدَنِي الأَصْمَعِيُّ مِثْلَهُ (¬2): جَزَى اللَّهُ خَيْرًا وَالجزَاءُ بِكّفِّهِ ... بَنِي الصَّلْتِ إِخْوَانَ السَّمَاحَةِ وَالمَجْدِ أَتَانِي وَأَهْلِي بِاليَمَامَةِ سَيْبُهُ ... كَمَا انْقَضَّ سَيْلٌ مِنْ تِهَامَةَ فِي نَجْدِ [من الطويل] 1289 - إِذَا جُمِعِ السَّيْفَانِ فِي الغِمْدِ فَالْتَمِسْ ... صَلَاحَ بَنِي عَمْرٍو وَآلِ رَزِيْنِ [من الطويل] 1290 - إِذَا جَمَّةَ المَعْرُوْفِ وَلَّاكَ عَفْوُهَا ... فَخُذْ صَفْوَهَا لَا يَلتَبِسن بِكَ طِيْنُها عَلِيّ بن أَحْمَد مِنْ شُعَرَاءِ المَغْرِبِ: [من البسيط] 1291 - إِذَا جَهِلْتُ مَكَانَ الشِّعْرِ مِنْ شَرَفٍ ... فَأَيَّ مَاثُرَةٍ أَبْقَيْتَ لِلْعَرَبِ هُوَ أَبُو الحَسَن عَلِيّ بنْ أَحْمَد الفَخْرِيُّ أَصْلهُ مِنْ بَغْدَادَ قَدِمَ الأَنْدَلُسَ وَأَقَامَ بِهَا وَهُوَ أَحَدُ شُعَرَاءِ المَغْرِبِ يَقُوْلُ قَبْلَهُ: ¬
المَوْتُ أَوْلَى بِذِي الآدَابِ مِنْ أَدَبٍ ... يَبْغِي بِهِ مَكْسَبًا مِنْ غَيْرِ ذِي أَدَبِ مَا قيْلِ لِي شَاعِرٌ إِلَّا امْتَعَضْتُ لَهُ ... حَسْبُ امْتِعَاضِي إِذَا نُوْدِيْتُ بِاللَّقِبِ وَمَا دَهَى الشِّعْرَ عِنْدِي سُخْف مَنْزِلَةٍ ... بَلْ سُخْف دَهْرٍ بِأَهْلِ العِلْمِ مُنْقَلِبِ صِنَاعَةٌ هَانَ عِنْدَ النَّاسِ صَاحِبُهَا ... وَكَانَ فِي حَالِ مَرْجُوٍ وَمُرْتَقَبِ يُرْجَى رضاهُ وَتَخْشَى مِنْهُ بَادِرَةٌ ... أَبْقَى عَلَى حِقَبِ الدُّنْيَا مِنَ الحِقَبِ إِذَا جَهَلْتُ. البَيْتُ [من الطويل] 1292 - إِذَا جِئْتُ أَعْطَانِي وَإِنْ أَنَا لَمْ أَجِئْ ... تَتبَّعَ أَمْرِي فَوْقَ مَا كنْتُ أَرْتَجِي الهَذَلِيُّ: [من الطويل] 1293 - إِذَا جِئْتَهُ فِي حَاجَةٍ فَارْشُ عِرْسَهُ ... وَأَرْضِ ابنَهُ تَسْتَغْنِ عَنْ كلِّ شَافِعِ [من الطويل] 1294 - إِذَا جِئْتَهُ لَمْ تَلْقَ مِنْ دُوْنِ نَيْلِهِ ... حِجَابًا وَلَمْ تَدْخُلْ إِلَيْهِ بِشَافِعِ قَبَلَهُ: وَلَمْ يَعْلَم الوَاشُوْنَ مَا كَانَ بَيْنَنَا ... مِنَ السِّرِّ لَوْلَا ضَجْرَةٌ فِي المَدَامِعِ وَرُحْنَا وَقَدْ رَوَّى السَّلامُ قلُوبَنا ... وَلَمْ يُجْرِ مِنَّا فِي خُرُوقِ المَسَامِعِ [من المتقارب] 1295 - إِذَا جِئْتُ لَا العَيْنُ فِيْهِ تَرَى ... وَلَا الأُذْنُ مَا خَاطَبُوْهَا تَعِي [من الطويل] 1296 - إِذَا حَاجَةٌ سُدَّتْ عَلَيْكَ فُرُوْجُهَا ... فَدَعْهَا لأُخْرَى يَفْتَحُ اللَّهُ بَابَهَا ¬
الكُمِيْتُ: [من الطويل] 1297 - إِذَا حَاجَة عَزَّتْكَ لَا تَسْتَطِيْعُهَا ... فَدَعْهَا لأُخْرَى لَيِّنٌ لَكَ بَابُهَا اتَّبَعَهُ يَحْيَى بنُ زِيَادٍ فَقَالَ (¬1): إِذَا تَوَعَّرَ بَعْضُ مَا يُسْعَى لَهُ ... فَارْكَبْ مِنَ الأَمْرِ الَّذِي هُوَ أَسْهَلُ المَسِيْبُ بن عَلْسٍ: [من الطويل] 1298 - إِذَا حَاجَةٌ وَلَّتْكَ لَا تَسْتَطِيْعُهَا ... فَخُذْ طَرَفًا مِنْ غَيْرِهَا حِيْنَ تُسْبَقُ بَعْدَهُ: فَذَلِكَ أَحْرَى أَن تنَالَ حَسِيْمُهَا ... وَالقَصْدُ أَوْلَى فِي الأُمُوْرِ وَأَلْحَقُ وَقَدْ رُوِيَتَا لِلأَعْشَى. وَأَوَّلُ مَنْ نَطَقَ بِهَذَا المَعْنَى امْرُؤُ القَيْسِ وَأَتَى بِهِ فِي أَخْصَرِ لَفْظٍ فَقَالَ: وَخَيْرُ مَا رِمْتَ مَا يُنَالُ. وَمِنْهُ أَخَذَ عَمْرو بن مَعْدِ يْكَرِبَ فِي قَوْلِهِ (¬1): إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ شَيْئًا فَدَعْهُ ... وَجَاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِيْعُ فَتَكَافَأَ إِحْسَانُ المُبْتَدِعِ وَالمُتَّبِعِ. وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُ امْرِىِ القَيْسِ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ بهذا المَعْنَى (¬2): فلو أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوْتُ احْتَسَبْتُهَا ... ولَكِنَّهَا نَفْسٌ تُسَاقِطُ أَنْفَسَا ¬
فَقَال عَبْدَةُ بنُ الطَّبيْب مُتَّبعًا لَهُ وَأَبْرَزَهُ فِي عِبَارَةٍ مُرْهَفَةٍ فَكَافَأَ إِحْسَانُهما، وَهُوَ قَوْلُهُ (¬1): فَمَا كَانَ قَيْسٌ هلكه هَلْكُ وَاحِدٍ ... وَلَكِنَّهُ بُنْيَان قَوْمٍ تَهَدَّمَا عَبْدُ الحَمِيْدِ: [من الطويل] 1299 - إِذَا حَارَبَ الكُتَابُ كَانَ قَسِيُّهُمْ ... دُوِيًّا وَأَقْلَامُ الدُّوِيِّ لَهَا نبلَا [من الطويل] 1300 - إِذَا حَالَ حَوْلٌ لَمْ يَكُنْ فِي بُيُوْتنَا ... مِنَ المَالِ إِلَّا ذِكْرُهُ وَفَضَائِلُه قَبَلَهُ: يَقُوْلُوْنَ مَعْنُ لَا زَكَاةَ لِمَالِهِ ... وَكَيْفَ يُزَكِّي المَالَ مَنْ هُوَ بَاذِلُه؟ إِذْ حَالَ حَوْلٌ. البَيْتُ [من المتقارب] 1301 - إِذَا حَانَ بُرْءٌ لِسُقْمِ امْرِئِ ... فَإنَّ الطَّبِيْبَ سَيَسْتَقْبِلُه بَكْرُ بنُ النَّطَاحِ: [من الطويل] 1302 - إِذَا حَبَسَ الإِنْسَانُ غَرْبَ لِسَانِهِ ... عَنِ النَّاسِ لَمْ تُسْرِعْ إِلَيْهِ القَوَاذِفُ بَعْدَهُ: وَكُلُّ امْرِئٍ لَا يَأَمْنُ النَّاسَ غَيْبَهُ ... لَهُ خَاذِفٌ بِالغَيْبِ مِنْهُمْ وَقَاذِفُ ابْنُ المُعْتَزِّ: [من المتقارب] 1303 - إِذَا حَجَبُوا مُقْلَتِي أَنْ تَرَاكَ ... فَقَلْبِي يَرَاكَ وَلَا طرِفُ ¬
قَبَلَهُ: أَيَا مَنْ فُؤَادِي بِهِ مُدْنَفُ ... حُجبتُ فَلِي دَمْعَةٌ تَذْرِفُ إِذَا حَجَبُوا مُقْلَتِي أَن تَرَاكَ. البَيْتُ قَالَ القَاسِمُ بن مُحَمَّد النُّمَيرِيُّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَصْوَنَ لِنَفْسِهِ وَأَضْبَطَ لِجَأْشِهِ وَأَعَفَّ لِسَانًا وَفَرْجًا مِنْ أَبِي العَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ بِاللَّهِ وَكَانَ أَكْثَر شغْلهُ سَمَاعُ الغِنَاءِ وَكَانَ يَعِيْبُ العِشْقَ كَثيْرًا وَيَقْوْلُ: هُوَ طَرَف مِنَ الحَمَقِ وَكَانَ إِذَا حَسَّ مِنْ أَحَدٍ عَلَامَةَ عِشْقٍ يَقْوْلُ وَقَعْتَ وَاللَّهِ يا فُلَانَ وَعُقِلَ عَقْلكَ وَسَخفتَ. فَمَا بَرِحَ كَذَلِكَ إِلَى أَنْ رَأَيْنَاهُ قَدْ عَرَضَ لَهُ مِنْ عَلَامَاتِ العِشْقِ سَهْوٌ شَدِيْدٌ وَفِكْر دَائِم وَزَفِيْرٌ مُتَتَابِعٌ. قَالَ القَاسَمُ بن مُحَمَّدٍ النُّمَيْرِيّ فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى عَرَّفَنِ حَالَهُ وَأَخْبَرَنِي بِقِصَّتِهِ فَسَعَيْتُ لَهُ بِلِطْفِ الحِيْلَةِ وَأَعَانَنِي بِحَزْمِ الرَّأْي حَتَّى فَازَ بِالظَّفَرِ. [من البسيط] 1304 - إِذَا حَجَجتَ بِمَالٍ أَصْلُهُ دَنِسٌ ... فَمَا حَجَجْتُ وَلَكِنْ حَجَّتِ العِيْرُ بَعْدَهُ: لَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا كُلَّ صَالِحَةٍ ... ما كُلُّ حَجٍّ لِبَيْتِ اللَّهِ مَبْرُوْرُ الرَّضِيُّ: [من الوافر] 1305 - إِذَا حُدِّثْتَ أنِّي عَنْكَ سَالٍ ... فَذَاكَ اليَوْمُ أَعْشَقُ مَا أَكوْنُ قَبَلَهُ: حَبِيْبِي هَلْ شُهُوْدُ الحُبِّ إِلَّا ... اشْتِيَاقٌ أَوْ نِزَاعٌ أَوْ حَنِيْنُ إِذَا خُبِّرْتَ أَنيِّ عَنْكَ سَالٍ. البَيْتُ ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ (¬1): إِذَا حَدَّثَتْهُ النَّفْسُ أَمْضى حَدِيْثهَا ... وَهَانَ عَلَيْهِ مَا يَرَى فِي العَوَاقِبِ [من الطويل] 1306 - إِذَا حُدِّثْتَ عَنْ حَيٍّ قَتِيْلٍ ... فَإنِّي ذَلِكَ الحَيُّ القَتِيْلُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ طَرْفَةَ بن العَبْدِ (¬2): إِذَا حَدَّثَتْكَ النَّفْسُ أَنَّكَ قَادِرٌ ... عَلَى مَا حَوَتْ أَيْدِي الرِّجَالِ فَكَذِّبِ وَإِنْ غَلَبَتْكَ النَّفْسُ إِلَّا تَطَلُّعًا ... وَصَدَّقْتهَا فِيْمَا تَقُوْلُ فَجَرِّبِ تَجِدْهُ عَسِيْرًا فِي الثُّرَيَّا مُعَلَّقًا ... وَمَنْ يَلْتَمِسْ مَا فِي المَجَرَّةِ يَعْطِبِ كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 1307 - إِذَا حَدَّثَتْنِي النَّفْسُ بِاليَأْسِ مَرَّةً ... وَبَالصَّبْرِ أُخْرَى كَذَّبَتْهَا المَطَامِعُ [من الطويل] 1308 - إِذَا حُدِّثُوا لَمْ يُخْشَ سُوْءُ اسْتِمَاعِهِمْ ... وَإِنْ حَدَّثُوا أَدُّوا بِحُسْنِ بيَانِ قَبَلَهُ: كِرَامُ المِسَاعِي لَا يَخَافُ جَلِيْسُهِمْ ... إِذَا نَطَقَ العوْرَاءَ غَرْبُ لِسَانِ إِذَا حُدِّثُوا لَمْ يُخْشَ سُوْءُ اسْتِمَاعِهِمْ. البَيْتُ [من الطويل] 1309 - إِذَا حُرِمَ المَرْءُ الحَيَاءَ فَإِنَّهُ ... بِكُلِّ قَبِيْحٍ كَانَ مِنْهُ جَدِيْرُ ¬
[من البسيط] 1310 - إِذَا حُرِمْتُ مُرَادِي فِي زَمَانِكُمُ ... فَمَا الَّذِي بَعْدَهُ أَرْجُو وَأَرْتَقِبُ أَوَّلُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ فِي المَدْحِ: يا خَيْرَ مَنْ سَمَحَ الدَّهْرُ الضَّنِيْنُ بِهِ ... وَخَيْرَ مَنْ يَمَّمَتْهُ العُجْمُ وَالعَرَبُ لأَنْتَ أَكْرَمُ مَنْ لَاذَ الأَنَامُ بِهِ نَفْسًا ... وَأَعْظَم مَنْ تَسْمُو به الرُّتَبُ لَوْلَاكَ مَا كَانَ لَا مَجْدٌ وَلَا شَرَفٌ ... وَلَا وَفَاءٌ وَلَا فَضْلٌ وَلَا حَسَبُ لأَنْتَ كَالشَّمْسِ تَبْدُو رِفْعَةً وَعُلًا وَ ... ضَوْءُهَا مِنْ جَمِيع الأَرْضِ يَقْتَرِبُ عَطْفًا عَلَيَّ وَإِنْعَامًا فقد عَلِقَتْ ... يَدَايَ مِنْكَ بِحَبْلٍ لَيْسَ يَنْقَضِبُ إِذَا حُرِمْتُ مُرَادِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ مَهْمَا بِقَيْتُمْ فَأَيَّامِي بِجُوْدِكُمُ ... كَمَا أُحِبُّ وَأَحْوَالِي كَمَا يَجِبُ ابْنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من السريع] 1311 - إِذَا حَسُوْدٌ نَظَرَتْ عَيْنُهُ ... إِلَيْكَ كَادَتْ نَفْسُهُ تَزهَقُ أَوَّلُهَا: كَمْ يَحرِمُ الدَّهْرُ وَكَمْ تَرْزُقُ ... وَكَمْ يُعَنِّيْنَا وَكَمْ تَرْفُقُ مَلَكْتَ رِقِّي حِيْنَ اعتَقَتْنِي ... مِنْهُ فَأَنْتَ المَالِكُ المُعْتِقُ ذُرَاكَ مِنْ إِحْدَاثِهِ مَعْقِلٌ ... يَمْنَعُ لَا تَيْمَاءُ وَالأَبْلَقُ لَكَ العُلَى وَقْفٌ فَمَنْ يَدَّعي ... عُلَاكَ فَهُوَ الكَاذِب الأَحْمَقُ لَمْ يَخْلُقِ الرَّحْمَنُ فِيْمَا مَضَى ... مِثْلكَ فِي الخَلْقِ وَلَا يُخْلَقُ إِذَا حَسُوْدٌ نَظَرَتْ عَيْنهُ. البَيْتُ وَبَعْدهُ: يَقُوْلُ مِنْهَا: قَدْ جُدْتَ بِالمَالِ فَجُدْ بِالَّذِي ... يَحْيَى بِهِ المُوْسِرُ وَالمُمْلِقُ وَالقُوْتُ مَا أَبْغِي وَحَسْبِي بِهِ ... مِنْ دَافِعٍ لِلْهَمِّ إِذْ يَطْرُقُ وَهَذِهِ قِصَّةُ مُسْتَرْفِد ... مِنْكَ فَوقع فَوقهَا يُطْلَقُ
[من الوافر] 1312 - إِذَا حَضَرَ الغِنَاءُ فَلَيْسَ إِلَّا ... سُكُوْتُ وَاسْتِمَاعٌ لِلْمُغَنِّي وَمِنْ هَذَا بَابُ (إِذَا ح ظ) قَوْلُ: إِذَا حَظُّ خَصْمِي رَدَّ حَقِّي بَاطِلًا ... وَبَدَّل حَظِّي بَاطِلُ الخَصْمِ بِالحَقِّ فَنُطْقِيَ صَمْتِي إِنْ أَطَال تَعَصُّبًا ... عَلَيَّ وَصمْتِي عَنْ إِجَابَتِهِ نُطْقِي وَمِنْ بَابِ (إِذَا ح ف) قَوْلُ أَبِي عَامِرٍ الفَضْلُ بن إسْمَاعِيْل التَّمِيْمِيّ الجُرْجَانِيّ (¬1): إِذَا حَفَزَتْكَ نَائِبَةٌ لأَمْرٍ ... فَجِئْتَ إِلَى صَغِيْرٍ أَوْ كَبيْرِ فَكَاثِرْهُ بِهَزٍّ بَعْدَ هَزٍّ ... فَإِنَّ الزُّبْدَ بِالمَخْضِ الكَثِيْرِ وَمِنْ بَابِ (إِذَا حَلَّ) قَوْل القُمِّيّ الزُّبَيْدِيّ (¬2): إِذَا حَلَّ ذُوْ نَقْصٍ مَحَلَّةَ فَاضِلٍ ... وَأَصبَحَ رَبّ الجاهِ غَيْرُ وَجِيْهِ فَإِن حَيَاةَ المَرْءِ غَيْرُ شَهِيَّةٍ ... إِلَيْهِ وَإِنَّ المَوْتَ غَيْرُ كَرِيْهِ أَبُو الشَّمَقْمَقِ: [من الطويل] 1313 - إِذَا حَكَّ فِيْلٌ ظَهْرَ فِيْلٍ بِظَهْرِهِ ... رَأَيْتَ بَعُوْضًا بَيْنَ ذَلِكَ يَهْلِكُ [من الطويل] 1314 - إِذَا حَلَفُوا قَالُوا طَلَاقُ نِسَائِهِمْ ... وَأَيُّ طَلَاقٍ لِلنِّسَاء الطَّوَالِقِ [من الطويل] 1315 - إِذَا حَلَّ أَمْرٌ ثُمَّ لَمْ تَتَّعِظْ بِهِ ... فَأنْتَ امْرُؤٌ لَمْ يَتَّعِظْ بِالتَّجَارِبِ ¬
المُتَنَبِّي فِي كَافُورُ: [من البسيط] 1316 - إِذَا حَلَلْتَ مَكَانًا بَعْدَ صَاحِبِهِ ... جَعَلْتَ فِيْهِ عَلَى مَا قَبْلَهِ تِيْهَا يُهَنِّيهِ عِنْدَ انْتِقَالِهِ إِلَى دَارِ الحَرَمِ: أَحَقُّ دَارٍ بِأَنْ تُدْعَى مُبَارَكَةً ... دَارٌ مُبَارَكَةُ المَلِكِ الَّذِي فيها وَأَجْدَرُ الدَّوَرَانِ تُسْقَى بسَاكِنهَا ... دَارٌ غَدَا النَّاسُ يَسْتَسْقُوْنَ أَهْلِيْهَا هَذِي مَنَازِلُكَ الأُخْرَى نُهَنِّيْهَا ... فَمَنْ يَمُرُّ عَلَى الأُوْلَى يُسَلِّيْهَا لَا ينكرُ العَقْلُ مِنْ دَارٍ تَكُوْنُ بِهَا ... فَإِنَّ رِيْحَكَ رُوْحٌ فِي مَعَانِيْهَا [من الطويل] 1317 - إِذَا حُمِدَتْ عِنْدَ الأَفَاضِلِ سِيْرَتِي ... فَأهْوِنْ بِذَمٍّ جَاءَ مِنْ عِنْدَ نَاقِصِ قَبْلُ قَوْلِهِ: إِذَا حُمِدَتْ عِنْدَ الأَفَاضلِ سِيْرَتِي. البَيْتُ أَقُوْلُ لَهُ لَمَّا اشْرَأَبَّ لِغَايَتِي ... وَمَدَّ إِلَيْهَا طَرْفَهُ المُتَحَاوِصِ لَقَدْ فَاتَ قَرْنُ الشَّمْسِ رَاحَةَ لَامِسٍ ... وَأَعْيَا مَنَاطُ النَّسْرِ كِفَّةَ قَانِصِ فَإِنْ حَدَّثَتْكَ النَّفْسُ أَنَّكَ مدْرِكٌ ... لِشَأْوِي فَطَالِبهَا بِمِثْلِ خَصَائِصِي نَفْسِي طَالِبًا وَسَمَاحَتِي مُنِيْلًا ... وَصَبْرِي لاحْتِمَالِ القَوَارِصِ وَعِلْمِي بِمَا لَمْ يَحْوِ خَاطِرُ عَالِمٍ ... وَغَوْصِي عَلَيْهَا لَمْ ينَل فَهْمُ غَائِصِ وَتَرْكِي لأَخْلَاقِ اللِّئَامِ وَغَثِّهَا ... إِلَى خَلْقٍ مِثْلَ الوَدِيْكَةِ خَالِصِ وَمَا عَهْدُ أَحْبَابِي القَدِيْمُ بِضائِعٍ ... لَدَيَّ وَلَا ظِلُّ الوَفَاءِ بِقَالِصِ وَلَا أَنَا عَمَا اسْتَوْدَعُوْنِي بِذَاهِلٍ ... وَلَا أَنَا عَمَّا اسْتَكْتَمُوْنِي بِفَاحِصِ إِذَا حُمِدَتْ. البَيْتُ مِهْيَارُ: [من الطويل] 1318 - إِذَا حَمَلَتْ أَرْضٌ تُرَاب مَذَلَّةٍ ... فَلَيْسَ عَلَيْهَا لِلْكِرَامِ قَرَارُ ¬
قَبَلَهُ: تَغَرَّبْ فَبِالدَّارِ الحَبِيْبَةِ دَارُ ... وَفُكَّ المَطَايَا فَالمنَاخُ أَسَارُ مَقَامِي عَلَى الزَّوْرَاءِ وَهْيَ حَبيْبَةٌ ... مَعَ الظُّلْمِ غِبْنٌ لِلعُلَى وَخَسَارُ وَكَمْ خِلَّةٍ مَجْفُوَّةٍ وَلَها الهَوَى ... وَأُخْرَى لَهَا البَغْضَاءُ وهِيَ تُزَارُ إِذَا حملتْ أَرْضٌ ترَابَ مَذَلَّةٍ. البَيْتُ وَمِنْ بَاب (إِذَا حَمَلَت) قَوْلُ كُثَيّر (¬1): إِذَا حَمَلَتْ نَفْسِي لِنَفْسٍ موَدَّةً ... مِنَ النَّاسِ أَوْ شَحْنَاءَ رَاثَ انْحِلَالُهَا يَقُوْلُ: إِذَا أَحْبَبْتُ أَوْ أَبْغَضتُ لَمْ أَتَحَوَّلُ عَنْ ذَلِكَ -. . . البُسْتِيُّ: [من البسيط] 1319 - إِذَا حَوَى فَاضِلٌ ذُو هِمَّةٍ نَشَبَا بَنِى ... بِهِ لِبَنِيْهِ بَعْدَهُ رُتَبَا وَمِنْ بَابِ إِذَا (ح ى) قَوْلُ البُسْتِيّ (¬1): إِذَا حَيَوَانٌ كَانَ طِعْمَةَ غَيْرهِ ... تَوَقَّاهُ كَالفَارِ الَّذِي يَتَّقِ الهِرَّا وَلَا شَكَّ أَنَّ المَرْءَ طِعْمَةَ دَهْرِهِ ... فَمَا بَالَهُ يا وَيْحَهُ يَأْمَنُ الدَّهْرَا؟ السَّيِّدُ المُرْتَضَى: [من البسيط] 1320 - إِذَا حَيِيْتُ بلا عَيْبٍ أُعَابُ بِهِ ... فَإِنَّنِي بَعْدَ غِشْيَانِ الرَّدَى بَاقِي بَعْدَهُ: وَلَيْسَ يَنْفَعُنِي بَيْنَ الرِّجَالِ إِذَا كَا ... نَتْ فُرُوْعِي خِبَاثًا طِيْبُ أَعْرَاقِي أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيُّ: [من الطويل] ¬
1321 - إِذَا خَالَفَ القَوْلُ الفَعَالَ فَإِنَّهُ ... لَعَمْرِي هَبَاءٌ لَا يُفِيْدُ وَلَا يُجْدِي بَعْدَهُ: فَلَا مَرْحَبًا بِالخِلِّ يُبْدِي لِيَ الهَوَى ... وَأَفْعَالهُ تُوْمِي إِلَيَّ غَيْرِ مَا يُبْدِي الهُذْلُوْلُ بن كَعْبٍ العَنْبَرِيُّ: [من الطويل] 1322 - إِذَا خَامَرَ أَقْوَامٌ تَقَحَّمْتُ غَمْرَةً ... يَهَابُ حُمَيَّاهَا الأَلَدُّ المُدَاعِسُ عَلِيُّ بنُ مسهرٍ: [من الطويل] 1323 - إِذَا خَامَرَ العُمْرَ المُفَارِقَ ذِلَّة ... فَأَيُّ حَيَاةٍ لِلْكَرِيْمِ تَطِيْبُ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا طَاعِنٌ وَمُخَيمٌ ... وَمَا النَّاسُ إِلَّا جَاهِلٌ وَلَبِيْبُ وَمَا العُمْرُ إِلَّا تَارَتَانِ فَنَضرَةٌ ... تَرُوْقُ وَأُخْرَى لَا عَرَتْكَ شُحُوْبُ وَعِيْدُ المَنَايَا بِالفَنَاءِ مُصدَّقٌ ... وَوَعْدُ الأَمَانِي بِالبَقاءِ كَذُوْبُ هُوَ الدَّهْرُ إِنْ يَبْخَلْ وَيَغْدُرْ فَشِيْمَةٌ ... وَإِنْ جَادَ يَوْمًا أَوْ وَفَى فَعَجِيْبُ وَمِنْ بَابِ (إِذَا ختم) قَوْلُ آخَر: إِذَا خَتَمَ الرَّقِيْبُ عَلَى لِسَانِي ... لَجَأْتُ إِلَى مُنَاجَاةِ الضَّمِيْرِ فَأَشْكُو مُضْمِرًا فَيَجِيْبُ عَنْهُ ... جَوَابُ مُوَافِقٍ فَطِنٍ خَبيْرِ وَيَشْكُو وَجْدَهُ فَأُجِيْبُ عَنْهُ ... فَأَلْسُنُنَا الضَّمَائِر فِي الصُّدُوْرِ البُسْتِيُّ: [من مخلَّع البسيط] 1324 - إِذَا خَدَمْتَ المُلُوْكَ فَالبِسْ ... مِنَ التَّوَقِّي أَعَزَّ مَلْبَسِ بَعْدَهُ: ¬
وَكُنْ إِذَا مَا دَخَلْتَ أَعْمَى ... وَكُنْ إِذَا مَا خَرَجْتَ أَخْرَسُ وَمِنْ بَابِ (إِذَا خ د م) قَوْلُ البُسْتِيّ (¬1): إِذَا خَدَمَ السُّلْطَانَ قَوْمٌ لِيَشْرِفُوا ... بِهِ وَيَنَالُوا كُلّ مَا يُتَشَرَّفُ خَدَمْتُ إِلَهِي وَاعْتَصَمْتُ بِحَبْلِهِ ... لِيَعْصمَنِي مِنْ كُلِّ مَا أَتَخَوَّفُ فَخِدْمَةُ مَنْ يُؤْتِي السَّلَاطِيْنَ مِلْكَهُمُ ... وَيَنْزَعُهُ مِنْهُمْ أَجَلُّ وَأَشرَفُ [من الطويل] 1325 - إِذَا خَذَلَ اللَّهُ امْرَأً زَالَ عَقْلُهُ ... وَإِنْ كَانَ قَدْ سَاسَ الأُمُوْرَ وَجَرَّبَا فِي القَلَمِ: [من الطويل] 1326 - إِذَا خَرَّ يَوْمًا سَاجِدًا عِنْدَ وِجْهَةٍ ... تَضَعْضَعَ أَصْحَابُ المُثَقفَةِ السُّمْرِ بَعْدَهُ: يُمرّ أَقْوَامًا وَيُنْعِشُ مَعشَرًا ... وَيُصدِرُ آرَاءَ المُلُوْكِ وَمَا يَدْرِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عِيْسَى: [من البسيط] 1327 - إِذَا خَطَطْتَ بِحَرْفٍ أَوْ نَطَقْتَ بِهِ ... فَرَاقِبِ اللَّهُ فِي الأَرْوَاحِ وَالحُرَمِ قَوْلُ عَبْد الرَّحْمَن بن عِيْسَى هُنَا يُخَاطِبُ بِهِ أَخَاهُ عَلِيَّ بن عِيْسَى الوَزِيْرَ وَيحْسُنُ أَن يَكُوْنَ عَلَى دَوَاةِ المُلُوْكِ مَكْتُوْبًا وَبَعْدَهُ: فَالفِعْلُ وَالقَوْلُ مَقْرُونَانِ فِي قرَنٍ ... وَالقَتَلُ بِالسَّيْفِ دُوْنَ القَتْلِ بِالقَلَمِ وَمِنْ بَابِ (إِذَا خِفْتَ) قَوْلُ: إِذَا خِفْتَ إِنْسَانًا وَفِي الشَّرْقِ دَارهُ ... فَسَافِرْ إِلَى أَرْضٍ بِهَا مَغْرِبُ الشَّمْسِ زِيَادَةُ بنُ زَيْدٍ العذرِيُّ: [من الطويل] ¬
1328 - إِذَا خِفْتَ شَكَّ الأَمْرِ فَارْمِ بِعَزْمَةٍ ... عَمَايَتَهُ يَرْكَب بِكَ العَزْمُ مَرْكَبَا وَإِنْ وِجْهَةٌ سُدَّت عَلَيْكَ فُرُوْجُهَا ... فَإِنَّكَ لَاقٍ لَا مَحَالَةَ مَذْهَبَا وَمِنْ بَابِ (إِذَا خِفْتُ) قَوْلُ (¬1): إِذَا خِفْتُ ضَيْمًا أَوْ خَشِيْتُ ظَلَامَةً ... فَنَفْسي عَلَى نَفْسِي مِنَ الكَلْبِ أَهْوَنُ أي: لَا أقِيْمُ بِحَيْثُ أُضَامُ وَأُظْلَمُ. الجَمَال العَبْدِيُّ: [من الطويل] 1329 - إِذَا خِفْتَ فِي أَمْرٍ عَلَيْكَ صُعُوْبَةً ... فَأَصْعِبْ بِهِ حَتَّى تَذِلَّ مَرَاكبُه [من الطويل] 1330 - إِذَا خِفْتَ مِنْ قَوْمٍ مَلَالًا فَخَلِّهِمْ ... وَفِيْكَ وَفِيْهِمْ لِلِّقَاءِ تَشَوُّقُ ابْنُ فَرَجٍ الأَنْدَلُسِيُّ: [من الطويل] 1331 - إِذَا خَفَقَتْ أَعْلَامُهُ خَفَقَتْ لَهُ ... قُلُوْبُ ذَوِي الإِلْحَادِ تَحْتَ التَّرَائِبِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 1332 - إِذَا خَفَقَتْ بِالبَذْلِ أَرْوَاحُ جُوْدِهِمْ ... حَدَاهَا النَّدَى وَاسْتَنْشَقَتْهَا المَطَامِعُ القَائِدُ أَبُو المَجْدِ: [من الوافر] 1333 - إِذَا خَفَقَتْ بُنُوْدُكَ فِي مَقَامٍ ... رَأيْتَ الأرْضَ خَاشِعَةً تَمِيْدُ بَعْدَهُ: ¬
وَإِنْ طَرَقَتْ جِيَادُكَ دَارَ قَوْمٍ ... فَشَمُّ الشَّامِخَاتِ لَهَا وُهُوْدُ وَإِنْ بَرَقَتْ سُيُوفكَ فِي عَدُوٍ ... فَمَا مِنْ قَائِمٍ إِلَّا حَصيْدُ [من الوافر] 1334 - إِذَا خِفْنَا مِنَ الرُّقَبَاءِ عَيْنًا ... تَكَلَّمَتِ العُيُوْنُ عَنِ القُلُوْبِ بَعْدَهُ: وَفِي عمْرِ الحَوَاجِبِ مُسْتَرَاحٌ ... لِحَاجَاتِ المُحِبِّ إِلَى الحَبِيْبِ ابْنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من الوافر] 1335 - إِذَا خَفِيَ السَّرَاةُ بِكُلِّ أَرْضٍ ... فَأَنتَ الشَّمْسُ لَيْسَ بِهَا خَفَاءُ إبْرَاهِيْمُ بن هَرمَةَ: [من الطويل] 1336 - إِذَا خَفِيَ القَوْمُ اللِّئَامُ رَأَيْتَنِي ... مُقَارِنَ شَمْسٍ فِي المَجَرَّةِ أَوْ بَدْرِ [من البسيط] 1337 - إِذَا خَلَتْ مِنْكَ أَرْضٌ لَا خَلَتْ أبَدًا ... فَلَا سَقَاهَا مِنَ الوَسْمِيِّ بَاكِرُهُ المُتَنَبِّي فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من البسيط] 1338 - إِذَا خَلَعْتَ عَلَى عِرْضٍ لَهُ حُلَلًا ... وَجَدْتَهَا مِنْهُ فِي أَبْهَى مِنَ الحُلَلِ هَذَا مِثْلُ قَوْلِ أَرْسْطَالِيْس: إِذَا تَجَرَّدَتِ اللَّطَائِفِ عَنِ الشّكُوْكِ كَسَتِ الصُّوْرَةَ رَوْنَقًا. أبيات المتنبي أولها: أَعْلَى المَمَالِكِ مَا يُنْضى عَلَى الأَسَلِ ... وَالطَّعْنُ عِنْدَ محياهنَّ كَالقُبَلِ ¬
وَمَا تقرُّ سُيُوْفٌ فِي مَمَالِكِهَا حَتَّى ... تُقَلْقِلُ دَهْرًا قَبْل فِي القُلَلِ مِثْلُ الأَمِيْرِ بَغَى أَمْرًا فَقَرَّ بِهِ ... طُوْلُ الرِّمَاحِ وَأَيْدِي الخَيْلِ وَالإِبْلِ وَعَزْمَةٌ بَعْثَهَا هِمَّةٌ زُحَلٌ ... مِنْ تَحْتِهَا بِمَكَانِ التُّرْبِ مِنْ زُحَلِ تَتْلُو أَسِنَّتُهُ الكُتْبَ الَّتي نَفَذَتْ ... وَتَجْعَلُ الخَيْلَ أَبْدَالًا مِنَ الرُّسُلِ يِلْقَى المُلُوْكَ فَلَا يَلْفِي سِوَى جَزَرٍ ... وَمَا أَعَدُّوا فَلَا يَلْقَى سِوَى نَفَلِ قَدْ عَرَّضَ السَّيْف دُوْنَ النَّازِلَاتِ بِهِ ... وَظَاهِرَ الحَزْمِ بَيْنَ النَّفْسِ وَالغِيَلِ وَوَكَّل الظّنِّ بِالأَسْرَارِ فَانْكَشَفَتْ ... لَهُ ضَمَائِرُ أهْلِ السَّهْلِ وَالجَبَلِ إِذَا خَلَعْتَ عَلَى عرْضٍ لَهُ حُلَلًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ بِذِي الغَبَاوَةِ مِنْ إِنْشَادِهَا ضَرَرٌ ... كَمَا تَضِرُّ رِيَاحُ الوَرْدِ بِالجعَلِ فَمَا يَكْشِفْكَ الأَعْدَاءُ عَنْ مَلَلٍ ... مِنَ الحُرُوْبِ وَلَا الآرَاءُ عَنْ زَلَلِ وَكَمْ رِجَالٍ بلا أَرْضٍ لِكِثْرَتِهِمْ ... تَرَكْتَهُمْ جَمْعهُمْ أَرْضًا بلا رَجُلِ مَا زَالَ طَرْفكَ يَجْرِي فِي دِمَائِهُمُ ... حَتَّى مَشَى بِكَ الشَّارِبِ الثَّمِلِ إِنَّ السَّعَادَةَ فِيْمَا أَنتَ فَاعِلهُ ... وُفِّقْتَ مُرْتَحِلًا أَوْ غَيْرَ مُرْتَحِلِ أَجْرِ الجِيَادَ عَلَى مَا كُنْتَ مُجْرِيْهَا ... وَخُذْ بِنَفْسِكَ فِي أَخْلاقِكَ الأُوَلِ فَلَا هَجَمْتَ بِهَا إِلَّا عَلَى ظَفَرٍ ... وَلَا وَصَلْتَ بِهَا إِلَّا إِلَى أَمَلِ المَعَرِّيّ: [من الطويل] 1339 - إِذَا خُلِقَ الإِنْسَانُ طَلَّ حِمَامُهُ ... وَإِنْ نَالَ يُسْرًا مِنْ أَجَلِّ المَوَاهِبِ عَبَّادُ بن عَبَّادٍ بن حَبِيْبٍ بنِ المُهَلَّبِ: [من الطويل] 1340 - إِذَا خَلَّةُ نَابَتْ صَدِيْقَكَ فَاغْتَنِمْ ... مَرمتهَا فَالدَّهْرُ بِالنَّاسِ قُلَّبُ بَعْدَهُ: فَاحْسن ثَوْبَيْكَ الَّذِي أَنْتَ مُلْبِسٌ ... وَأَحْسَنُ مُهْرَيْكَ الَّذِي هُوَ يُرْكَبُ ¬
وَبَادِرْ بِمَعْرُوفٍ إِذَا كُنْتَ قَادِرًا ... حِذَارَ زَوَالٍ أَوْ غِنًى عَنْكَ يُعْقَبُ إِذَا كُنْتَ فِي الأَمْرَيْنِ تَأَتِي مُخَيَّرًا ... فَأَبْقَاهُمَا للَّه أَوْلَى وَأَوْجَبُ وَأَخِّر زَمَانَ الشَّرِّ إِنْ كَانَ نَازِلًا ... وَلَوْ سَاعَةً إِنْ القُلُوْبَ تُقَلَّبُ وَكُفَّ عَنِ السَّوْءَاتِ لَا تَقْرِبَنَّهَا ... فَكَلُّ مُسِيءٍ مُحْسِنٍ حِيْنَ يُعْتَبُ وَكَمْ فَائِتٍ فِي فَوْتَةٍ لَكَ خِيْرَةً ... وَإِدْرَاكُهُ لَوْ نُلْتَهُ كَانَ يُعْطبُ وَكَمْ مُدْرِكٍ أُمْنِيَّةً كَانَ دَاؤُهُ ... بِإِدْرَاكِهَا وَالغَيْبُ عنه مُحَجَّبُ [من البسيط] 1341 - إِذَا خَلَوْتَ بِأَرْضٍ لَا أَنِيْسَ بِهَا ... فَاجْلِدْ عُمَيْرَةَ لَا بَأسٌ وَلَا حَرَجُ أَبُو فِرَاسٍ بن حَمْدَانَ: [من البسيط] 1342 - إِذَا خَلِيْلِيَ لَمْ أَغْفِرْ إِيسَاءَتَهُ ... فَأَيْنَ مَوْضِعُ إحسَانِي وَغُفْرَانِي [من الطويل] 1343 - إِذَا خُنْتُمُ بِالغَيْبِ عَهْدِي فَمَا لَكُمْ ... تَدُلُّوْنَ إدْلَالَ المُقِيْمِ عَلَى العَهْدِ أَنْشَدَ ابْنُ الأعْرَابِيّ: وَصَلْتُكُمْ جُهْدِي وَزِدْتُ عَلَى جُهْدِي ... فَلَمْ أرَ فِيْكُمْ مَنْ يَدُوْمُ عَلَى العَهْدِ تَأَنَّيْتُكُمْ بقيَا الصَّدِيْقِ لِتَقْصِدُوا ... وَتأْبُوْنَ إِلَّا أَنْ تَحِيْدُوا عَنِ القَصْدِ فَإِنْ مَسَّ فِيْكُمْ زَاهِدًا بَعْدَهُ رغْبَةٍ ... فَبَعْدَ اخْتِبَارٍ كَانَ فِي وَصْلِكُمْ زهدِي إِذَا خنْتُمْ بِالغَيْبِ عَهْدِي فَمَا لَكُمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: صِلُوا وَافْعَلُوا فِعْلَ المُدِلّ بِوَصلِهِ ... وَإِلَّا فَصِدُّوا وَافْعَلُوا فعل ذِي الصَّدِّ فَكَمْ مِنْ نَذِيْرٍ كَانَ لِي قَبْلُ فِيْكُمُ ... وَهَا أَنَا ذَا فِيْكُمْ نَذِيْرٌ لِمَنْ بَعْدِي تَعَزُّوا بِيَأْسٍ عَنْ هَوَايَ فَإِنَّنِي ... إِذَا انْصَرَفَتْ نَفْسِي فَهَيْهَاتَ مِنْ رَدِّ ¬
أَرَى الغَدْرَ ضدًّا لِلْوَفَاءِ وَإِنَّنِي ... لأَعْلَمُ أَنَّ الضِّدَّ يَنْبُو عَنِ الضِّدِّ أَبَى القَلْبُ إِلَّا نبوَةً عَنْ جَمِيْعَكُمْ ... كَنَبْوَتِكُمْ عَنِّي فَفِي السُّحْقِ وَالبُعْدِ فَوَاأَسَفَا مِنْ صَبْوَةٍ ضَاعَ شُكْرهَا ... مَضتْ هَدْرًا مِنْ غَيْرِ أَجْرٍ وَلَا حَمْدِ جَارِيَةٌ: [من الوافر] 1344 - إِذَا خُيِّرْتُ بَيْنَ فَتًى وَشَيْخٍ ... فَمَيْلِي مَا اسْتَطَعْتُ إِلَى الشَّبَابِ قَالَ رَجُلٌ شَيْحٌ لِجَارِيَةٍ أَرَادَ شِرَاءهَا: لَا يُغرنَّكِ هَذَا الشَّيْبُ فإن عِنْدِي لَكِ قُوَّةً. فَقَالَتِ الجَّارِيَةُ: أَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُوْنَ عِنْدَكَ عَجُوْزٌ مُغْتَلِمَةٌ وَأَنْشَدَتْ: إِذَا خُيِّرْتِ بَيْنَ فَتًى وَشيْخٍ. البَيْتُ ابْنُ الرُّمِيّ: [من الطويل] 1345 - إِذَا دَامَ لِلْمَرْءِ الشَّبَابُ وَلَمْ تَدُمْ ... غَضارَتُهُ ظُنَّ الشَّبَابُ خِضَابَا بَعْدَهُ: فَكَيْفَ يَظنُّ المَرْءُ أَنَّ خِضَابَهُ ... يُخَالُ سَوَادًا أَوْ يُظَنُّ شَبَابَا [من الطويل] 1346 - إِذَا دَنَتِ المَنَازِلُ زَادَ شَوْقِي ... وَلَا سِيَّمَا إِذَا بَدَتِ الخِيَامُ بَعْدَهُ: فَلَمْحُ العَيْنِ دُوْنَ الحَيِّ شَهْر ... وَرَجْعُ الطَّرْفِ دُوْنَ السَّيْرِ عَامُ بَشَّارٌ: [من المتقارب] 1347 - إِذَا ذَاعَ سِرُّكَ مِنْ مُخْبِرٍ ... فَأَنتَ وَإِنْ لُمْتَهُ أَلْوَمُ قَبْلَهُ: ¬
تَبَوْحُ بِسِرّكَ ضيْقًا بِهِ ... وَتَبْغِي لِسِرِّكَ مَنْ يَكْتُمُ وَكِتْمَانكَ السّرَّ مِمَّنْ تَخَا ... فُ وَمَنْ لَا تَحَوَّفهُ أَحْزَمُ إِذَا ذَاعَ سِرُّكَ مِنْ مُخْبِرٍ. البَيْتُ عَديُّ بنُ الرَّقَّاعِ: [من الطويل] 1348 - إِذَا ذَكَرَ الأَقْوَامُ أَحْسَابَهُمْ نَمَا ... إِلَى خَيْرِ مَا يُنْمِى إِلَيْهِ المَعَاشِرُ بَعْدَهُ: فَتًى يَمْلأُ الأَبْصَارَ حَتَّى يَهبْنَهُ ... تَشْتَفِي مِنْهُ العُيُوْنُ النَّوَاظِرُ ثَابِتُ قُطْنَة: [من البسيط] 1349 - إِذَا ذَكَرْتُ أبَا غَسَّانَ أَرَّقَنِي ... هَمٌّ إِذَا عَرضَ السَّارُوْنَ يَشْجِيْنِي أَبْيَاتُ ثَابِت قُطْنَة أَوَّلُهَا: يا هِنْدُ كَيْفَ بِنُصْبٍ بَاتَ يُبْكِيْنِي ... وَعَايِرٍ فِي سَوَادِ العَيْنِ يُرْدِيْنِي كَأَنَّ لَيْلَى وَالأَصْدَاءُ هَاجرَةٌ ... لَيْلُ السَّلِيْمِ وَأَعْيَا مَنْ يُدَاوِيْنِي لَهَاجَنِي الدَّهْرُ مِنْ قَوْمِي وَعَذَّرَنِي ... شَيْبِي وَقَاسَيْتُ أَمْرَ الغلْظِ وَاللِّيْنِ يَقْوْلُ مِنْهَا: إِذَا ذَكَرْتُ أبا حَسَّانَ أَرَّقَنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ كَانَ المُفَضَّلُ عِزًّا فِي ذَوِي يَمَنٍ ... وَعِصمَةً وَثِمَالًا لِلْمَسَاكِيْنِ غَيْثًا لَدَى أَزْمَةٍ غَبْرَاءَ شَاتِيَةٍ ... مِنَ السِّنِيْنَ وَمَأْوَى كُلّ مَسْكِيْنِ إِنِّي تَذَكَّرْتُ قتلَى لَوْ شَهِدْتَهُمُ ... فِي حَوْمَةِ الحَرْبِ لَمْ يَصلُوا بِهَا دُوْنِي لَا خَيْرَ فِي العَيْشِ إِنْ لَمْ نَجْنِ بَعْدَهُمُ ... حَرْبًا تُنْبِئ بِهِمْ قَتْلِي فَتَشْقِيْنِي وَمِنْ بَابِ (إِذَا ذَكَرتُ) قَوْلُ الأَمِيْرِ سَدِيْد المُلْكِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن مُقْلِّد ¬
بن مُنْقِذٍ جَدِّ أُسَامَةَ بن مُرْشِدٍ فِي الاسْتِعْطَافِ (¬1): إِذَا ذَكَرْتُ أَيَادِيْكَ الَّتِي سَلَفَتْ ... مَعَ سُوْءِ فِعْلِي وَزَلَّاتِي وَمُجْتَرمِي أَكَادُ أَقْتلُ نَفْسِي ثُمَّ يَمْنَعُنِي ... عِلْمِي بِأَنَّكَ مَحْمُوْلٌ عَلَى الكَرَمِ [من الطويل] 1350 - إِذَا ذَكَرَتْكِ النَّفْسُ حَنَّتْ صَبَاتةً ... إِلَيْكِ وَفَاضَتْ مِنْ جُفُوْنِي دُمُوْعُهَا مَجْنُونُ بَنِي عَامِرٍ: [من الطويل] 1351 - إِذَا ذَكَرَتْكِ النَّفْسُ مُتُّ صَبَابَةً ... وَكَادَ فُؤَادِي عِنْدَ ذَاكَ يَطِيْرُ أَرُوْحُ بِدَاءٍ ثُمَّ أَغْدُو بِمِثْلِهِ ... وَيَعْتَادُ قَلْبِي حَسْرَةٌ وَزَفِيْرُ إِذَا ذَكَرَتْكَ النَّفْسُ مُتَّ صَبَابَةً. البَيْتُ وَهُوَ قَيْسُ بن مَعاذ العَقِيْلِيّ. سَعِيْدُ بنُ حُمَيدُ الكَاتِبُ: [من الطويل] 1352 - إِذَا ذُكِرُوا أَعْرَضْتُ لَا عَنْ مَلَالَةٍ ... وَذِكْرُهُمُ شَىْءٌ إِلَيَّ مُحَبَّبُ قَبَلَهُ: تَجَنَّبْتُهُمْ وَالقَلْبُ صَابٍ إِلَيْهُمُ ... بِنَفْسِي ذَاكَ المَنْزِلُ المُتَحَبَّبُ عَلَى أَنَّهُمْ أَحْلَا مِنَ الأَمْنِ عِنْدَنَا ... وَأَعْذَبُ مِنْ صَفْوِ الحَيَاةِ وَأَطْيَبُ إِذَا ذُكِرُوا أَعْرَضْتُ. البَيْتُ [من المتقارب] 1353 - إِذَا ذَكَرُوا عِنْدَهُ عَالِمًا ... ربا حَسَدًا وَرَمَاهُ بِعَابِ ¬
بَعْدَهُ: وَلَيْسَ مِنَ العِلْمِ فِي كَفِّهِ إِذَا مَا ... انْتَقَى العِلْمُ غَيْرَ التُّرَابِ [من الوافر] 1354 - إِذَا ذَلَّتْ حَيَاتُكَ فِي مَكَانٍ ... فَمُتْ لِطِلَابِ عِزِّكَ فِي مَكَانِ [من الطويل] 1355 - إِذَا ذُمَّ مَحْبُوْسٌ لِقِلَّةِ صبْرِهِ ... فَصَبْرِي جَمِيْل لَا يُذَمُّ عَلَى الحَبْسِ بَعْدَهُ: وَإِنْ ذَلَّ مَنْكُوْبٌ لِحَادِثِ نَكْبَةٍ ... وَجَدْتُ مَتَى أُنْكَب مُنِيْفًا عَلَى الشَّمْسِ أُحَاذِرُ مَأْثُوْرَ الأَحَادِيْثِ فِي غَدٍ ... وَأَبْقَى جَمِيْل الذّكْرِ فِي اليَوْمِ وَالأَمْسِ دَيْسقُ بنُ طَارِقِ اليَرْبُوْعِيُّ: [من الوافر] 1356 - إِذَا ذُو المَالِ ضَنَّ بِمَا لَدَيْهِ ... وَأَشفَقَ فَهُوَ مُحْتَاجٌ فَقِيْرُ أَبُو بَكْر بن دُرَيْدٍ: [من الرجز] 1357 - إِذَا ذَوَى الغُصْنُ الرَّطِيْبُ فَاعْلَمَنْ ... أَنَّ قُصَارَاهُ نَفَادٌ وَتَوَى ذَوَى يَذْوِي ذَيًّا: ذَبُلَ. قُصارَاهُ آخِرُ أَمْرِهِ. تَوَىً هَلَاكٌ. يُقَالُ تَوَى يَتْوَى تَوًى شَدِيْدًا. نَفَادٌ بِالدَّالِ غَيْر المُعْجَمَةِ فَنَاءٌ وَهُوَ مِثْلُ الهلَاكِ. [من الوافر] 1358 - إِذَا ذَهَبَ الحِمَارُ بِأُمِّ عَمْرِو ... فَلَا رَجَعَتْ وَلَا رَجَعَ الحِمَارُ يُقَالُ فِي المَثَلِ: "أَحْمَل العَبْدَ عَلَى فَرَسٍ فَإنِ هَلكَ هَلكَ وَإِنْ عَادَ فَلَكَ" يُضْرَبُ ¬
فِي كُلِّ مَا هَانَ عَلَيْكَ أَنْ تُخَاطِرَ بِهِ وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِ العَوَامِ: عَصْفُوْرٌ بِقُرْصه وَحجرٌ مَجّانٌ. يقال فِي المَثَلِ (¬1): اتْبَعِ الدَّلْوَ بِالرِّشَا. ويقال: اتْبَعِ الفَرَسَ لِجَامَهَا وَالنَّاقَةَ زِمَامَهَا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِنَّكَ قَدْ جُدْتَ بِالفَرَسِ وَاللِّجَامِ أَيْسَرُ خَطبًا فَاتْمِمِ الحَاجَةَ. قَالَ المُفَضَّلِ: هَذَا المَثَلُ لِعَمْرِو بن ثَعْلَبَهَ الكَلْبِيّ أَخِي عَدِيّ بن جَنَابٍ وَكَانَ ضِرَارُ بن عَوْفٍ الضُّبِّيّ أَغَارَ عَلَيْهِمْ فَسَبَى يَوْمَئِذٍ سَلْمَى بِنْتَ وَائِلٍ الصَّائِغِ وَكَانَتْ يَوْمَئِذٍ أَمَةً لِعَمْرو بن ثَعْلَبَةَ وَهِيَ أُمّ النُّعْمَان بن المُنْذِرِ، فَمَضَى بِهَا ضِرَارٌ مَعْ مَا غَنِمَ فَأَدْرَكَهُ عَمْرُو بن ثَعْلَبَةَ وَكَانَ لَهُ صَدِيْقًا فَقَالَ أَنْشِدُكَ الإِخَاءَ وَالمَوَدَّةَ عَلَى أَهْلِي فَجَعَلَ يَرِدُّ شَيْئًا شَيْئًا حَتَّى بَقِيَتْ سَلْمَى وَكَانَتْ قَدْ أَعْجَبَتْ ضِرَارًا فَأَبَى أَنْ يَرُدَّهَا فَقَالَ عَمْروٌ: يا أَبَا قُبَيْصَةَ اتْبَعِ الفَرَسَ لِجَامهَا وَالنَّاقَةَ زِمَامَهَا فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا. [من الوافر] 1359 - إِذَا ذَهَبَ الشَّبَابُ فَلَيْسَ إِلَّا ... كُبَارُ الشَّيْبِ أَوْ ذُلُّ الخِضَابِ [من الوافر] 1360 - إِذَا ذَهَبَ الشَّبَابُ فَلَيْسَ عَيْشٌ ... وَيَبْقَى العَيْشُ مَا بَقِيَ الشَّبَابُ بَعْدَهُ: يُغَيَّرُ بِالخِضَابِ الشَّيْبَ يَبْدُو ... وَلَيْسَ يُغَيِّرُ الهَرَمَ الخِضَابُ عَلِيُّ بن الجهمِ: [من الوافر] 1361 - إِذَا ذَهَبَ العِتَابُ فَلَيْسَ وُدٌّ ... وَيَبْقَى الوُدُّ مَا بَقِيَ العِتَابُ قَبَلَهُ: ¬
أُعَاتِبُ ذَا المُرُوءةِ مِن صَدِيْقِي ... إِذَا مَا رَابَنِي مِنْهُ أجْتِنَابُ إِذَا ذَهَبَ العِتَابُ. البَيْتُ أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ: [من الطويل] 1362 - إِذَا ذَهَبَ القَرْنُ الَّذِي أَنْتَ فِيْهِمْ ... وَخُلِّفْتَ فِي قَرْنٍ فَأَنَتَ غَرِيْبُ بَعْدَهُ: إِذَا كَانَتِ السَّبْعُوْنَ دَاؤُكَ لَمْ يَكُنْ ... لِدَائِكَ إِلَّا أَنْ تَمُوْتَ طَبِيْبُ وَإنَّ امْرَءًا قَدْ عَاشَ سَبْعِيْنَ حِجَّةً ... إِلَى مَنْهِلٍ مِنْ وِرْدِهِ لَقَرِيْبُ وَيُرْوَى: سَادَ سَبْعِيْنَ حِجَّةً. وَقَدْ ضَمَّنَهُ بَعْضَهُمْ فَقَالَ: خَطِيْبُ تَأَهَّبَ فَالخُطُوْبُ تَنُوْبُ ... وَلَا تَرَ حَظًّا أَنْ يُقَالَ خَطِيْبُ تَأَهَّبْ لِيَوْمٍ لَا يحنُّكَ لَيْلهُ ... وَلَا مثلهُ يَوْمٌ إِلَيْكَ يَؤُوْبُ أتَأْمِرُ هَذَا الخلْقَ بِالبِرِّ وَالتُّقَى ... وَلَيْسَ لَنَا فِيْمَا تَقُوْلُ نَصِيْبُ سَفَاهًا لِهَذَا الرَّأْي مِنَّا وَشَوْهَةً ... وَسُحْقًا لِمَنْ يَعْتَلُّ وَهُوَ طَبِيْبُ إِذَا امْرَءًا قَدْ سَارَ سَبْعِيْنَ حِجَّةً. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ يَصِفُ شِعْرَهُ: [من الطويل] 1363 - إِذَا ذَهَبَتْ شَرْقًا وَغَرْبًا فَأَمْعَنَتْ ... تَبَيَّنَتَ مَنْ تَزْكُو لَدَيْهِ الصَّنَائِعُ العُتْبِيُّ: [من البسيط] 1364 - إِذَا رَآنِي فَعَبْدٌ خَافَ معتبةً ... وَإِنْ نَأَيْتُ فَثَمَّ الغُمْرُ وَالدَّاءُ أَبُو نُوَاسٍ فِي تَفْضِيْلِ الخَمْرِ عَلَى المَذِيْقِ: [من الوافر] ¬
1365 - إِذَا رَابَ الحَلِيْبُ فَبُلْ عَلَيْهِ ... وَلَا تَحْرَجْ فَمَا فِي ذَاكَ حُوْبُ أَوَّلهَا: دعِ الأَطْلَالَ تَسْفِيْهَا الجُنُوْبُ ... وَتُبْلَى عَهْدَ جِدَّتِهَا الخُطُوْبُ وَخَلِّ لِرَاكِبِ الوَجْنَاءِ أَرْضًا ... تَخُبُّ بِهَا النَّجِيْبَةُ وَالنَّجِيْبُ بِلاد نَبْتُهَا عُسْرٌ وَطَلْحٌ ... وَأَكْثَرُ صَيْدهَا ضَبْعٌ وَذِيْبُ وَلَا تَأْخُذْ عَنِ الأَعْرَابِ لَهْوًا ... وَلَا عَيْشًا فَعَيْشَهُمُ جَدِيْبُ دعِ الأَلْبَانَ يَشْرَبُهَا رِجَالٌ ... رَقِيْقُ العَيْشِ بَيْنَهُمُ غَرِيْبُ إِذَا رَابَ الحَلِيْبُ فَبُلْ عَلَيْهِ. البَيْتُ فَأَطْيَبُ مِنْهُ صَافِيَةٌ شَمُوْلٌ ... يَطُوْفُ بِكَاسِهَا سَاقٍ أَدِيْبُ أَعَاذِلَ أَقْصرِي عَنْ بَعْضِ لَوْمِي ... فَرَاجِي تَوْبَتِي عِنْدِي يَخِيْبُ تعِيْنِيْنَ الذُّنُوْبَ وَأَيُّ حُرٍّ ... مِنَ الفِتْيَانِ لَيْسَ لَهُ ذُنُوْبُ غَرِيْتِ بِتَوْبَتِي وَلَجَجْتِ فيها ... فَشِقِّي الآنَ جَيْبَكِ لَا أَتُوْبُ أَنْشَدَ عَبْدُ اللَّهِ بن المُبَارَكِ الخُرَاسانِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ (¬1): إِذَا رَافَقْتَ فِي الأَسْفَارِ قَوْمًا ... فَكُنْ لَهُمُ كَذي الرَّحمِ الشَّفِيْقِ بَعِيْدُ النَّفْسِ ذَا بَصَرٍ وِعِلْمٍ ... عَمِي العَيْنَيْنِ عَنْ عَيْبِ الرَّفِيْقِ وَلَا تَأْخُذْ بِعَثْرَةِ كُلِّ يَوْمٍ ... وَلَكِنْ قُلْ هَلمَّ إِلَى الطَّرِيْقِ مَتَى تَأْخُذْ بِعَثْرَتِهِمْ يَقِلُّوا ... وَتَبْقَى عَلَى الزَّمَانِ بِلَا صَدِيْقِ [من الوافر] 1366 - إِذَا رَامَ التّحَلُّقَ جَاذَبَتْهُ ... خَلَائِقُهُ إِلَى الطَّبْعِ اللَّئِيْمِ أَبُو إِسْحَاق الصَّابِئُ: [من الوافر] ¬
1367 - إِذَا رَامَ الكَرِيْمُ شَكَاةَ بثٍّ ... فَغَايَتُهُ التَّجَمُّلُ وَالسُّكُوْتُ يقول الصابيء، مثله: وَأَيَّامٍ تُعَدُّ عَلَيَّ عَدًّا ... وَحَظِّي مِنْ خَصائِصهَا يَفُوْتُ يَظِنُّ النَّاسُ بِي فِيْهَا ثَرَاءً ... وَحَسْبِي مِنْ ظنُوْنِ النَّاسِ قُوْتُ مَكَانِي مِنْ خَصائِصهَا مَكِيْنٌ ... وَنَفْسِي مِنْ خَصاصَتِهَا تَمُوْتُ وَلَمْ آلِ اتْجِهَادًا وَاحْتِفَالًا ... وَلَكِنْ أَعْيَتِ الحِيَلَ البُخُوْتُ إِذَا رَامَ الكَرِيْمُ شَكَاةَ بَثٍّ. البَيْتُ [من الطويل] 1368 - إِذَا رَامَ وَجْهَ الرُّشْدِ تَاهَ مَضَلَّةً ... وَإِنْ رَامَ بَابَ الخَيْرِ عُوْجِلَ بِالقُفْلِ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 1369 - إِذَا رَأَوا لِلْمَنَايَا عَارِضًا لَبِسُوا ... مِنَ اليَقِيْنِ دُرُوْعًا مَا لَهَا زَرَدُ يَقْوْلُ أَبُو تَمَّامٍ مِنْهَا قَبْلَهُ: نَأَوا عَنِ المَصْرَعِ الأَدْنَى فَلَيْسَ لَهُمْ ... إِلَّا السُّيُوْفُ عَلَى أَعْدائِهِمْ عُدَدُ فِي مَوْقِفٍ وَقَفَ المَوْتُ الزُّعَافُ بِهِ ... فَالمَجْدُ يُوْجَدُ وَالأَرْوَاحُ تُفْتَقَدُ قَلُّوا وَلَكِنَّهُمُ طَابُوا فَأَنْجَدَهُمْ ... جَيْشٌ مِنَ الصَّبْرِ لَا يُحْصَى لَهُ عَدَدُ إِذَا رَأُوا لِلْمَنَايَا عَارِضًا لَبِسُوا. البَيْتُ يَقْوْلُ مِنْهَا: يَكَادُ حيْنَ يُلَاقِي القَرْنَ مِنْ حَنَقٍ ... قَبْلَ السِّنَانِ عَلَى حَوْبَائِهِ يَرِدُ [من البسيط] 1370 - إِذَا رَأَيْتُ ازْوِرَارًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ ... ضَاقَتْ عَلَيَّ بِرَحْبِ الأَرْضِ أَوْطَانِي ¬
بَعْدَهُ: وَإِنْ صَدَدْتَ بِوَجْهِي كَي أُكَافِئهِ ... فَالعَيْنُ غَضْبَى وَقَلْبِي غَيْرُ غَضْبَانِ وَمَا صُدُوْدُ ذَوَاتِ الدَّلِّ أَرْمَضَنِي ... لَكِنَّمَا الهَجْرُ عِنْدِي هَجْرُ أخْوَانِي وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيّ (¬1): إِذَا رَأَيْتَ اَمْرَأً فِي حَالِ عُسْرَتَهِ ... مُصَافِيًا لَكَ مَا فِي وُدِّهِ دَخَلُ وَيُرْوَى: أَخًا أَيَّامَ عُسْرَتِهِ فَلَا تَمَنَّ لَهُ أَنْ يَسْتَفِيْدَ غِنًى ... فَإِنَّهُ بِانْتِقَالِ الحَالِ يَنْتَقِلُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي العَلَاءِ الأَسَدِيّ بِهَجْوِ الصاحِبِ ابن عَبَّادٍ (¬2): إِذَا رَأَيْتَ لَحِيًّا فِي مُرَقَّعَةٍ ... يَأْوِي المَسَاجِدَ حُرًّا ضرُّهُ بَادِ فَاعْلَمْ بِأَنَّ الفَتَى المِسْكِيْنَ قَدْ قَذَفَتْ ... بِهِ الخُطُوْبُ إِلَى لَؤْمِ ابنِ عَبَّادِ ذُو النُّوْنِ المِصْرِيُّ: [من السريع] 1371 - إِذَا رَأَيْتُ التِّيْهَ مِنْ ذِي الغِنَى ... تهتُ عَلَى التَّائِهِ بِاليْأْسِ قَبَلَهُ: لَبسْتُ بِالعِفَّةِ ثَوْبَ الغِنَى ... فَصرْتُ أَمْشِي شَامِخَ الرَّاسِ أنَطَق لِيَ الصَّبْرُ لِسَانِي ... فَمَا أَخْضعُ بِالقَوْلِ لِجُلَّاسِي إِذَا رَأَيْتُ التِّيْهَ. البَيْتُ أَبُو تَمَّامٍ: [من المنسرح] 1372 - إِذَا رَأَيْتَ الغُلَامَ قَدْ طَلَعَتْ ... بِخَدِّهِ لِحْيَةٌ فَقَدْ هَلَكَا قَبَلَهُ: ¬
وَمُتَّ حَيًّا بِلِحْيَةٍ طَلَعَتْ ... عَلَيْكَ قَدْ كُنْتَ قَبْلهَا مَلِكَا إِذَا رَأَيْتَ الغُلَامَ. البَيْتُ السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من البسيط] 1373 - إِذَا رَأَيْتَ القَوَافِي الغُرّ سَائِرَةً ... فَإِنَّهُنَّ رِيَاحُ الطَّوْلِ وَالكَرَمِ [ومن هذا الباب: ] (¬1) إِذَا رَأَيْتَ الودَاعَ فافرح ... ولا يمينك البعادُ وَانْتَظِرِ العَوْدَ عَنْ قَرِيْبٍ ... فَإِنَّ قَلْبَ الوَدَاعِ عَادُوا أَبُو مُحَمَّد الخَازِن: [من البسيط] 1374 - إِذَا رَأَيْتُكَ لَمْ أَشْتَقْ إِلَى بَلَدِي ... وَلَمْ أَحِنَّ إِلَى أَهْلِي وَلَا وَطَنِي أَبُو الطَّيِّبُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 1375 - إِذَا رَأَيْتَ نُيُوْبَ اللَّيْثِ بَارِزَةً ... فَلَا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَّيْثَ مُبْتَسِمُ قَوْلُ المُتَنَبِّيّ: إِذَا رَأَيْتَ نُيُوْبَ اللَّيْثِ بَارِزَةً. البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ غَرَّاءَ يَمْدَحُ بهَا سَيْفُ الدَّوْلَةِ ابن حَمْدَانَ أَوَّلُهَا: وَاحَرّ قَلْبَاهُ مِمَّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ ... وَمَنْ بِجِسْمِي وَحَالِي عِنْدَهُ سَقَمُ مَا لِي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَرَى جَسَدِي ... ويَدَّعِي حُبّ سَيْف الدَّوْلَةِ الأُمَمُ إِذَا كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ ... فَلَيْتَ أَنَّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقْتَسِمُ يَقْوْلُ مِنْهَا: قَدْ نَابَ عَنْكَ شَدِيْدُ الخَوْفِ وَاصْطَنَعَتْ لَكَ المَهَابَةُ مَا لَا تَصْنَعُ البُهُمُ ألَزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئًا لَيْسَ يَلْزَمُهَا ... أَنْ لَا يُوَارِيْهُمُ أَرْضٌ وَلَا عَلَمُ ¬
أَكُلَّمَا رُمْتَ جَيْشًا فَانْثَنَى هَرَبًا ... تَصرَّفَتْ بِكَ فِي آثَارِهِ الهِمَمُ عَلَيْكَ هَزْمَهُمُ فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ ... وَمَا عَلَيْكَ بِهِمْ عَارٌ إِذَا انْهَزَمُوا يا أَعْدَلَ النَّاسِ إِلَّا فِي مُعَامَلَتِي ... فِيْكَ الخِصامُ وَأَنْتَ الخصْمُ وَالحَكَمُ أعِيْذُهَا نَظَرَاتٍ مِنْكَ صَادِقَةً ... أَنْ تَحْسَبَ الشَّحْمَ فِيْمَنْ شَحْمُهُ وَرَمُ وَمَا انْتِفَاعُ أَخِي الدُّنْيَا بِنَاظِرِهِ ... إِذَا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأَنْوَارُ وَالظّلَمُ أَنَا الَّذِي نَظَرَ الأَعْمَى إِلَى أَدَبِي ... وَأَسْمَعَتْ كلِمَاتِي مَنْ بِهِ صَمَمُ أَنَامُ مِلْءَ جُفُوْنِي عَنْ شَوَارِدِهَا ... وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرَّاهَا وَيَخْتَصِمُ وَجَاهِلٍ مَدَّهُ فِي جَهْلِهِ ضَحِكِي ... حَتَّى أَتَتْهُ يَدٌ فَرَّاسَةٌ وَفَمُ إِذَا رَأَيْتَ نيوْبَ اللَّيْثِ بَارِزَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَالخَيْلُ وَاللَّيْلُ وَالبَيْدَاءُ تَعْرِفُنِي ... وَالحَرْبُ وَالضَّرْبُ وَالقِرْطَاسُ وَالقَلَمُ صَحِبْتُ فِي الفَلَوَاتِ الوَحْشَ مُنْفَرِدًا ... حَتَّى تَعَجَّبَ مِنِّي القُوْرُ وَالأَكَمُ يا مَنْ يَعِزُّ عَلَيْنَا أَنْ نُفَارِقَهُمْ ... وِجْدَانُنُا كُلّ شَيْءٍ بَعْدَكُمْ عَدَمُ مَا كَانَ أَخْلَقنَا مِنْكُمْ بِتَكْرمةٍ ... لَوْ أَنَّ أَمْرَكُمُ مِنْ أَمْرِنَا أَمَمُ إِنْ كَانَ سَرَّكُمُ مَا قَالَ حَاسِدُنَا ... فَمَا لِجُرْحٍ إِذَا أَرْضاكُمُ أَلَمُ وبينَنَا لَوْ رَغِبْتُمْ ذَاكَ مَعْرِفَةً ... إِنَّ المَعَارِفَ فِي أَهْلِ النُّهَى ذمَمُ كم تطلبونَ لنا عَيبًا فَيُعْجِزُكُمْ ... وَاللَّهُ يَكْرَهُ مَا تَأْتُوْنَ وَالكَرَمُ ما أَبعد العيبَ والنقصانَ عَنْ شَرَفِي ... أَنَا الثُّرَيَّا وَذَانِ الشَّيْبُ وَالهَرَمُ لَيْتَ الغَمَامَ الَّذِي عِنْدِي صَوَاعِقُهُ ... يُزِيْلُهُنَّ إِلَى مَنْ عِنْدَهُ الدِّيَمُ أَرَى النَّوَى نَقِيْضِي كُلَّ مَرْحَلَةٍ ... لَا تَشْتَعِلْ بِهَا الوَخَّادَةُ الرُّسُمُ إِذَا تَرَحَّلْتَ عَنْ قَوْمٍ وَقَدْ قَدرُوُا ... أَلَّا تُفَارِقَهُمْ فَالرَّاحِلُوْنَ هُمُ شَرُّ البِلَادِ بِلَادٌ لا أَنِيْسَ بِهَا ... وَشَرُّ مَا يكسبُ الإِنْسَانَ مَا يَصِمُ وَشَرُّ مَا قَنَصَتْهُ رَاحَتِي قَنَصٌ ... شهبُ البُزَاةِ سَوَاءٌ فِيْهِ وَالرَّخَمُ هَذَا عِتَابُكَ إِلَّا أَنَّهُ مِقَة ... قَدْ ضُمِّنَ الدّرّ إِلَّا أَنَّهُ كَلِمُ
[من الطويل] 1376 - إِذَا رُحْتَ فِي دُرَّاعَةٍ وَعَبَاءَةٍ ... وَنَعْلَيْنِ مِنْ جِلْدٍ فَأَنْتَ أَمِيْرُ أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ فِي نَوَادِرِهِ: يَقُوْلُوْنَ هَذِي زِبْدَةٌ فَادَّهِنْ بِهَا ... وَكَانَ دهَانِي زَيْبَقٌ وَعَبِيْرُ أَبَعْدَ المَلَاءِ الصُّفْرِ أَصْبَحْتُ رَاعِيًا ... وَبَعْدَ حِسَانٍ عَيْشَهُنَّ غَرِيْرُ إِذَا رُحْتَ فِي درَّاعَةٍ. البَيْتُ [من الوافر] 1377 - إِذَا رُزِقَ الفَتَى وَجْهًا وقَاحًا ... تَقَلَّبَ فِي الأُموْرِ كمَا يَشَاءُ وَمِنْهُ الحَدِيْثُ: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَع مَا شِئْتَ. أي مَنْ لَمْ يَسْتَحِ صَنَعَ مَا شَاءَ لفظهُ لفظ أَمْرٍ وَمَعْنَاهُ الخَبَرُ. قَبْلَهُ: وَرُبَّ قَبِيْحَةٍ مَا حَالَ بَيْنِي ... وَبَيْنَ رُكُوْبهَا إِلَّا الحَيَاءُ إِذَا رُزِقَ الفَتَى. البَيْتُ وَبَعْدهُ وَمَنْ يَكُ للأُمُوْرِ وَلَا لِشَيْءٍ ... يُعَالِجهُ لَهُ فِيْهِ عَنَاءُ [من الرجز] 1378 - إِذَا رَضِيْ الرَّاعِي بِفِعْلِ الذِّيبِ ... لَمْ يَنْبَحِ الكَلْبُ عَلَى الغَرِيْبِ وَمِنْ بَابِ (إذا رَضي) قَوْلُ (¬1): إِذَا رَضِي النَّاسُ عَنْ أَحَدٍ ... وَخَالَفَهُمْ فِي الرِّضا وَاحِدُ فَقَدْ دَلَّ إِجْمَاعُهُمْ دُوْنَهُ ... عَلَى عَقْلِهِ أَنَّهُ فَاسِدُ ¬
[من البسيط] 1379 - إِذَا رَضِيْتُ بِمَيْسُوْرٍ مِنَ القُوْتِ ... بِقِيْتُ مَا عِشْتُ حُرًّا كَيْرَ مَمْقُوْتِ بَعْدَهُ: يَاقُوْتَ يَوْمِي إِذَا مَا دَرَّ خلفَكَ لي ... فَلَسْتُ آسَي عَلَى دُرٍّ وَيَاقُوْتِ العَامِرِيُّ: [من الوافر] 1380 - إِذَا رَضِيْتَ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ ... لَعَمْرُ اللَّهِ أَعْجَبَنِي رِضَاهَا يُقَالُ سَخِطْتُ عَليَّ وَرَضِيْتُ عَنِّي فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ فِي ضِدِّهِ حَمَلَ عَلَيْهِ عَلَى سَبِيْلِ التَّجَوُّزِ على مَا جَرَتْ بِهِ عَادَتِهِمْ في حَمْلِ الشَّيْءِ على ضِدِّه فَعَلَيَّ هَاهُنَا بِمَعْنَى عَنِّي. [من الطويل] 1381 - إِذَا رَضِيَتْ عَنِّي كِرَامُ عَشِيْرَتِي ... فَلَا زَالَ غَضْبَانًا عَلَيَّ لِئَامُهَا العَبَّاسُ بن الأَحْنَفِ: [من الطويل] 1382 - إِذَا رَضِيَتْ لَمْ يُهْنِنِي ذَلِكَ الرِّضَا ... لِعِلْمِي بِهِ أَنْ سَوْفَ يَتْبَعُهُ عَتْبُ قَبَلَهُ: ألَا لَيتَ ذَاتَ الخالِ تَلْقَى مِنَ الهَوَى ... عَشِيْرَ الَّذِي أَلْقَى فيَلْتَئِمُ الشِّعْبُ وَلَمْ أَرَ مَنْ لَا يَعرِفُ الحُبُّ غَيْرَهَا ... وَلَمْ أَرَ غَيْرِي حَشْوُ أَثْوَابِهِ الحُبُّ إِذَا رَضِيَتْ لَمْ يُهْنِنِي ذلكَ الرِّضا. البَيْتُ وَبَعْدهُ وَأَبْكِي إِذَا مَا أَذنَبْتُ خَوْفَ صَدِّهَا ... وَأَسْأَلُهَا مَرْضَاتَهَا وَلَهَا الذَّنْبُ وِصَالُكُمْ هَجْر وَحُبُّكُمُ قِلًى ... وَعَطْفكُمُ سُخْطٌ وَسِلْمُكُمُ حَرْبُ ¬
وأَنْتُمُ بِحَمْدِ اللَّهِ فِيْكُم فَضاضَةٌ ... وَكُلّ ذلُوْلٍ مِنْ مَرَاكِبِهِمْ صَعْبُ عِمْرَانُ بنُ نَاجِيَةَ: [من الطويل] 1383 - إِذَا رَكبَتْ قَيْسٌ لِحَرْبٍ تَبَاشَرَتْ ... ضِبَاعُ الفَيَافِي وَالنُّسُوْرُ الكَوَاسِرُ وَيُرْوَى قَوْلُ عِمْرَانَ بن نَاجِيَة: إِذَا أَلْجَمْتَ قَيْسٌ. البَيْتُ وَقَدْ تَدَاوَلَ هَذَا المَعْنَى جَمَاعَةٌ قَالَ النَّابِغَةُ (¬1): إِذَا مَا غَزَا بِالجَّيْشِ حَلَّقَ فَوْقَهُمْ ... عَصَائِبَ طَيْرٍ تَهْتَدِي بِعَصَائِبِ وَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ (¬2): وَقَدْ ظُلِّلَتْ عِقْبَانُ أَعْلَامِهِ ضُحًى ... بِعِقْبَانِ طَيْرٍ فِي الدّمَاءِ نَوَاهِلُ وَقَالَ حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ فِي ذِئْبٍ (¬3): إِذَا مَا غَدَا يَوْمًا رَأَيْتَ غَيَايَةً ... مِنَ الطَّيْرِ يَنْظُرْنَ الَّذِي هُوَ صَانِعُ وَقَالَ بَشَّارٌ (¬4): إِذَا مَا غَزَا بُشِّرَتْ طَيْرُهُ ... بِفَتْحٍ وَبَشَّرَنَا بِالنِّعَمِ وَقَالَ دِعْبَلٌ (¬5): وَإِذَا اغْتَدَى عَكَفَتْ عَلَيْهِ سَحَابَةٌ ... لِلطَّيْرِ تَطْلبُ عِنْدَهُ أَرْزَاقَهَا وَقَالَ مُسْلِمُ بن الوَليْد (¬6): قَدْ عَوَّدَ الطَّيْرَ عَادَاتٍ وَثِقْنَ بِهَا ... فَهُنَّ يَتْبَعْنَهُ فِي كُلِّ مُرْتَحَلِ ¬
وَقَالَ المُتَنَبِّيّ (¬1): يُطَمِّعُ الطَّيْرَ فِيْهِمْ طُوْلُ أَكْلِهُمُ ... حَتَّى تَكَادُ عَلَى أَحْيَائِهِمْ تَقَعُ وَقَالَ عَمْرو بن برَّاقٍ (¬2): وَلَوْ كَانَ سَيْفِي فِي يَمِيْنِي تَبَاشَرَتْ ... ضبَاعُ اللّوَى مِنْ جَمْعِهِمْ بِقَتِيْلِ وَقَالَ المُتَنَبِّيّ (¬3): وَإِذَا لَقُوا جَيْشًا تَيَقَّنَ أَنَّهُ ... مِنْ بَطِنِ طَيْرٍ تنوفةٍ مَحْشُوْرُ وَقَالَ ابْنُ أُخْتِ تَأَبَّطَ شَرَّا (¬4): تَضْحَكُ الضَّبْعُ لِقَتْلَى هُذيْلٍ ... وَتَرَى الذِّئْبَ لَهَا يَسْتَهِلُّ وَعتَاقُ الطَّيْرِ تَهْفُو بَاطِنًا ... تَتَخَطَّاهُمُ فَمَا تَسْتَقِلُّ وَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ (¬5): لَئِنْ ذَمَّتِ الأَعْدَاءُ سُوْءَ صَنِيْعِهَا ... فَلَيْسَ يُؤَدِّي شُكْرَهَا الذِّئْبُ وَالنّسْرُ المَعَرِّيُّ: [من البسيط] 1384 - إِذَا رَكِبْتَ لإدْرَاكِ العُلا سُفُنًا ... فَالبَحْرُ يَحْمِلُ مَا لَا يَحْمِلُ النَّهرُ [من الطويل] 1385 - إِذَا رَكبُوا الأَعْوَادَ قَالُوا فَأَحْسَنُوا ... وَلَكِنَّ حُسْنَ القَوْلِ يُفْسِدُهُ الفِعْلُ ¬
البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1386 - إِذَا رَكِبُوا زَادُوا المَوَاكِبَ بَهْجَةً ... وَإِنْ جَلَسُوا كَانُوا صُدُوْرَ المَجَالِسِ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ يَلْقَى الحَزْمَ إِلَّا ابْنُ حَازِمٍ ... وَلَيْسَ يَسُوْسُ النَّاسَ إِلَّا ابْنُ سَائِسِ [من الطويل] 1387 - إِذَا رُمْتَ شَيْئًا وَلَوْ فِي السَّمَاءِ ... فَلَا يُقْنِعَنَّكَ شَيْءٌ سِوَاهُ الأَحْوَصُ: [من الطويل] 1388 - إِذَا رُمْتُ عَنْهَا سَلْوَةً قَالَ شَافِعٌ ... مِنَ الحُبِّ مِيْعَادُ السُّلُوِّ المَقَابِرُ قَال جَعْفَرُ بن هِشَامٍ قَال لي هِشَامُ بن عَبْدِ المَلِكِ: مَا سَمِعْتُ بِأَشْعَر مِنَ القَائِلِ: إِذَا رُمْتَ عنها سَلْوَةً. البَيْتُ فَقُلْتُ وَأَحِسَنُ مِنْهُ قَوْلُ الأَحْوَصُ: سَتَلْقَى لَهَا فِي مُضْمرِ القَلْبِ وَالحَشَا ... سَرِيْرَةُ وُدٍّ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ [من الطويل] 1389 - إِذَا رُمْتُمُ قَتْلِي وَأَنْتُم أَحِبَّتِي ... فَإنَّ الأَعَادِي وَاحِد وَالحَبَائِبُ مُحَمَّد بن عَبْدُ الجَّبَّار أَبُو النَّضْرِ: [من المتقارب] 1390 - إِذَا رُمْتَ مِنْ سَيِّدٍ حَاجَةً ... فَرَاعِ لَدَيْهِ الرِّضَا وَالغَضَب بَعْدَهُ: فإن التَّهَجُّمَ لَيْلُ المُنَى ... وَإنَّ الطَّلَاقَةَ صُبْح الأَرَب ¬
[من الطويل] 1391 - إِذَا رُمْتُ وَصْفَ الشَّوْقِ قَصَّرْتُ دُوْنَهُ ... وَأَيْنَ الثُّرَيَّا مِنْ يَدِ المُتَنَاوِلِ؟ بَعْدَهُ: وَهَيْهَاتَ شَوْقٌ لَيْسَ يُدْرَكُ وَضْعهُ ... أُخَطِّطُهُ فِي رُقْعَةٍ بِالأَنَامِلِ السَّرِيُّ فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من البسيط] 1392 - إِذَا رَمَى بَلَدًا مِنْهُ بِجَائِحَةٍ ... خَرَّتْ أَعَالِيْهِ وَارْتَجَّتْ أَسَافِلُهُ مَنْصُوْرُ بنُ التّلْمِيْذِ: [من الوافر] 1393 - إِذَا رَوَّى فَمِي مِنْ خَمْرِ فِيْهِ ... فَذَاكَ الوَقْتُ أَعْطَشَ مَا أَكُوْنُ قَبَلَهُ: وَلِي سَكَنٌ أحُنُّ إليه وَجْدًا ... حَنِيْنًا لَيْسَ يُشبِهُهُ حَنِيْنُ إِذَا رَوى فَمِي مِنْ خَمْرِ فِيْهِ. البَيْتُ وَبَعْدهُ وَمَا أَشْكُو سِوَى عَزْمٍ ضَعِيْفٍ ... وَصَبْرٍ حِيْنَ أَطْلبهُ يَخُوْنُ القَاضِي الجُّرْجَانِيُّ: [من الطويل] 1394 - إِذَا زَادَتِ الأَيَّامُ فِيْنَا تَحَامُلًا ... وَحَيْفًا عَلَى الأَحْرَارِ زَادَ تَكَرُّمَا المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 1395 - إِذَا زَادَكَ المَالُ افْتِقَارًا وَحَاجَةً ... إِلَى جَامِعِيْهِ فَالثَّرَاءُ هُوَ الفَقْرُ ابْنُ هِنْدُو: [من الطويل] 1396 - إِذَا زَارَنِي العَافِي أَرَاهُ تَبَسُّمِي ... بَيَاضَ الثَّنَايَا عَنْ بِيَاضِ الفَوَائِدِ ¬
الغَزِيُّ: [من الطويل] 1397 - إِذَا زَانَ قَوْمًا بِالمَنَاقِبِ وَاصِفٌ ... ذَكَرْنَا لَهُ فَضْلًا يَزِيْنُ المَنَاقِبَا سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من البسيط] 1398 - إِذَا زَجَرْتَ لَجُوْجًا زِدْتَهُ عُلَقًا ... وَلَجَّتِ النَّفْسُ مِنْهُ فِي تَمَادِيْهَا بَعْدَهُ: فَعُدْ عَلَيْهِ إِذَا مَا نَفْسُهُ جَمَحَتْ ... بِاللِّيْنِ مِنْكَ فإن اللِّيْنَ يثنيهِا وَمِنْ بَابِ (إِذَا ز خ) قَوْلُ: إِذَا زَخْرَفَ النَّاسُ أَقْوَالهمْ ... لِيَظْهَرَ مَا بَيْنَهُمْ مِنْ وِدَادِ فَدَعْوَاكَ فِي الحُبِّ مَقْبُوْلَةٌ ... لَدَيَّ وَشَاهِدُهَا فِي فُؤَادِي إِيَاسُ بن القَائِفُ: [من الطويل] 1399 - إِذَا زُرْتُ أَرْضًا بَعْدَهُ طُوْلِ اجِتِنَابِهَا ... فَقَدْتُ صَدِيْقِي وَالبِلَادُ كَمَا هِيَا [من الوافر] 1400 - إِذَا زُرْتُ المُلُوْكَ فَإنَّ حَسْبِي ... شَفِيْعًا عِنْدَهُمْ أَنْ يُخْبرُوْنِي قَبَلَهُ: سَأُوْطِنُ سُلْطَانًا مُقِيْمًا ... بِوَجْهٍ فِي مُطَالَبَتِي مَصُوْنِ فَإِنْ أُرْزَق فذلِكَ حَظّ ضَيْفِي ... وَإِنْ أحْرَمْ فَغَيْرَ المُسْتَكِيْنِ إِذَا زُرْتُ الملُوْكَ. البَيْتُ الأَحْوَصُ: [من الطويل] 1401 - إِذَا زُرْتُكُمْ يَا سَلْمُ يَحْسِدُنِي العِدَا ... ألَا رُبَّ مَحْسُوْدٍ عَلَى غَيْرِ مُنْعِمِ ¬
عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ: [من الطويل] 1402 - إِذَا زُرْتَنَا فَانْظُرْ بِطَرْفِكَ غَيْرِنَا ... لِكَي يَحْسِبُوْا أَنَّ الهَوَى حَيْثُ تَنْظُرُ العَوَّامُ بنُ عُقْبَةَ: [من الطويل] 1403 - إِذَا زُرْتُهَا بَيْنَ النِّسَاءِ مَنَحْتُهَا ... صُدُوْدًا كَأَنَّ النَّفْسَ لَيْسَتْ تُرِيْدُهَا هُوَ العَوَّامُ بن عُقْبَةَ بن كَعْب بن زُهَيْر بن أَبِي سَلْمَى. [من البسيط] 1404 - إِذَا زَرَعْتَ جَمِيْلًا فَاسْقِهِ غَدَقًا ... مِنَ المَكَارِمِ كَي يَنْمُو لَكَ الشَّجَرُ بَعْدَهُ: وَلَا تَشَبه بِمَنٍّ فَالَّذِي زَعَمُوا ... مِن عَادَةِ المَنِّ أَنْ يُؤْذَى بِهِ الثَّمَرُ رَأَيْتُ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ عَلَى فَصِّ خَاتمٍ. الصِّمَّةُ القُشَيْرِيُّ: [من الطويل] 1405 - إِذَا زَفَرَاتُ الحُبِّ صَعَّدْنَ فِي الحَشَا ... رُدِدْنَ وَلَمْ يُوْجَدْ لَهُنَّ طَرِيْقُ يَقُوْلُ مِنْهَا: لعَمْرِي لَئِنْ كُنتمْ عَلَى النَّأيِ وَالغِنَى ... بِكُمْ مِثْلَ مَا بِي إِنَّكمْ لَصَدِيْقُ وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْر لأَبِي طرَادٍ البَكْرِيّ. [من الطويل] 1406 - إِذَا زَلَّ حَدُّ السَّيْفِ عَنْ حَبْلِ عَاتِقِي ... وَصَكَّ رَفِيْقِي قُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ ابْنُ هِنْدُو: [من الوافر] ¬
1407 - إِذَا زَمَنٌ ذَمَمْنَاهُ تَوَلَّى ... أَتَي يُشَوِّقُنَا إِلَيْهِ قَبَلَهُ: أمَا مِنْ صَاحِبٍ أَشْكُو لَدَيْهِ ... وَأَمْلأُ بِالشِّكَايَةِ مَسْمَعَيْهِ إِذَا زَمَنٌ ذَمَمْنَاهُ تَوَلَّى. البَيْتُ وَبَعْدهُ: لَعَنَّا العَامِرِيَّ وَكَانَ حَيًّا ... فَحِيْنَ مَضى تَرَحَّمْنَا عَلَيْهِ أَبُو القَاسمِ مُحَمَّد بن القَاسمِ الأَنْبَارِيِّ: [من الطويل] 1408 - إِذَا زِيْدَ شَرًّا زَادَ صَبْرًا كَأَنَّمَا ... هُوَ المِسْكُ مَا بَيْنَ الصَّلَايَةِ وَالفِهْرِ بَعْدَهُ: لأَنَّ فَتِيْتَ المِسْكِ يَزْدَادُ طِيْبُهُ ... عَلَى السَّحْقِ وَالحَرّ اصْطِبَارًا عَلَى الضُّرِّ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 1409 - إِذَا زِيْنَةُ الدُّنْيَا مِنَ المَالِ أَعْرَضَتْ ... فَأَزْيَنُ مِنْهَا عِنْدَنَا الحَمْدُ وَالشُّكْرُ أَبُو الطَّيِّبُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 1410 - إِذَا سَاءَ فِعْلُ المَرْءِ سَاءَتْ ظُنُوْنُهُ ... وَصَدَّقَ مَا يَعْتَادُهُ مِنْ تَوَهُّمِ بَعْدَهُ قَوْلِهِ: مِنْ تَوَهُّمِ. وَعَادِي مُحِبِّيْهِ يَقْوْلُ عُدَاتهُ ... وَأَصْبَحَ فِي لَيْلٍ مِنَ الشَّكِّ مُبْهَمِ يَقْوْلُ مِنْهَا: وَمَا كُلُّ هَاوٍ للجَّمِيْلِ بِفَاعِلٍ ... وَلَا كُلُّ فَعَّالٍ لَهُ بِمُتَمِّمِ وَأَحْسَنُ وَجْهٍ فِي الوَرَى وَجْهُ مُحْسِنٍ ... وَأَيْمَنُ كَفٍّ مِنْهُمُ كَفُّ مُنْعِمِ ¬
وَأَشْرَفُهُمْ مَنْ كَانَ أَشْرَفُ هِمَّةٍ ... وَأَكْثَرُ إِقْدَامًا عَلَى كُلِّ مُعظَمِ لِمَنْ تَطْلب الدُّنْيَا إِذَا لَمْ تُرِدْ بِهَا ... سُرُوْرَ مُحِبٍّ أَوْ إِسَاءَةَ مُجْرِمِ أُصَادِقُ نَفْسَ المَرْءِ مِنْ قَبْلِ جِسْمِهِ ... وَأَعْرِفُهَا فِي فِعْلِهِ وَالتَّكَلُّمِ وَأَحْلِمُ عَنْ خُلِّي وَأَعْلَمُ أَنَّهُ ... مَتَى أُجْزِهِ حِلْمًا عَلَى الجهْلِ يَنْدَمِ وَإِنْ بَذلَ الإِنْسَانُ لِي جُوْدَ عَابِسٍ ... جَزِيْتُ بِجُوْدِ التَّارِكِ المُتَبَسِّمِ وَأَهْوَى مِنَ الفِتْيَانِ كُلّ سُمَيْدَعٍ ... نَجِيْبٍ كَصدْرِ السَّمْهَرِيِّ المُقَوَّمِ خَطَتْ تَحْتَهُ العِيْسُ الفَلَاةَ وَخَالَطَتْ ... بِهِ الخَيْلُ كَبَّاتِ الخَمِيْسِ العَرَمْرَمِ وَلَا عِفَّةُ فِي سَيْفِهِ وَسِنَانِهِ ... وَلَكِنَّهُ فِي الكَفِّ وَالفَرْجِ وَالفَمِ وَمَا مَنْزِلُ اللّذَّاتِ عِنْدِي بِمَنْزِلٍ ... إِذَا لَمْ أَتَجَلّ عِنْدَه وَأُكَرَّمِ تحِبُّهُ نَفْسٌ مَا تَزَالُ مَليْحَةً ... مِنَ الضَّيْمِ مَرْمِيًّا بِهَا كُلّ محْرمِ رَضيْتُ بِمَا تَرْضَى بِهِ لِي مِنْ مَحَبَّةٍ ... وَقُدْتُ إِلَيْكَ النَّفْسَ قَوْدَ المُسلِّمِ وَمِثْلُكَ مَنْ كَانَ الوَسِيْطُ فُؤَادَهُ ... وَكَلَّمَهُ عَنِّي وَلَمْ أَتَكَلَّمِ وَلَم أَرْجُو إِلَّا أَهْل ذَاكَ وَمَنْ يُرِدْ ... مَوَاطِرَ مِنْ غَيْرِ السَّحَائِبِ يظلمِ يُرْوَى لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من الطويل] 1411 - إِذَا سَاءَنِي دَهْرٌ عَزَمْتُ تَصَبُّرًا ... فَكُلُّ بَلَاءٍ لَا يَدُوْمُ يَسِيْرُ بَعْدَهُ: وَإِنْ سَرَّنِي لَمْ أَبْتَهِجْ بِسُرُوْرِهِ ... فَكُلُّ سُرُوْرٍ لَا يَدُوْمُ حَقِيْرُ البُحْتُرِيُّ فِي الفَتْحِ بنُ خَاقَانَ: [من الطويل] 1412 - إِذَا سَارَ كُفَّ اللَّحْظُ عَنْ كُلِّ مَنْظَرٍ ... سِوَاهُ وَغُضَّ الصَّوْتُ عَنْ كُلِّ مَسْمَعِ [من الطويل] 1413 - إِذَا سَارَ مِنْ خَلْف أمْرِئٍ وَأمَامِهِ ... وَأُوْحِشَ مِنْ إخْوَانِهِ فَهْوَ سَائِرُ ¬
لَمَّا سَمِعَ مُعَاوِيَةُ بن أَبِي سُفْيَانَ بِمَوْتِ عُتْبَةَ تَمَثَّلَ هَذَا البَيْتِ. [من المتقارب] 1414 - إِذَا سَاعَدَتْكَ صُرُوْفُ اللَّيَالِي ... فَقُلْ لِلْحَوَادِثِ مَا شِئْتِ كُوْنِي [من الطويل] 1415 - إِذَا سَاعَةٌ لَمْ أَحْظَ فِيْهَا بِنَظْرَةٍ ... إلَيْكَ فَعُمْرِي ضائِعٌ وَزَمَانِي وَمِثْلهُ: إِذَا سَاعَةٌ لَمْ أَحْظَ فيها بِنَظْرَةٍ ... إِلَيكَ وَلَمْ أَظْفَر بِطِيْب تَدَانِ فَلَا سَرَّنِي عَيْشِي وَإِنْ كَانَ رَائِقًا ... وَلَا فزْتُ مِنْ دَهْرِي بِنَيْلِ أَمَانِي مُحَمَّد بن الحَسَنِ الآمِدِيُّ: [من الطويل] 1416 - إِذَا سَالَمُوا كَانُوا صُدُوْرَ مَرَاتِبٍ ... وَإِنْ حَارَبُوا كَانُوا قُلُوْبَ مَوَاكِبِ بَعْدَهُ قَوْلِهِ: مَوَاكِبِ جَوَادُ مَدًى لَوْ رَامَتِ الرِّيْحُ شَأْوَهُ ... وَكَبَتْ دُوْنَ مَرْمَى خَطْوِهِ المُتَقَارِبِ وَبَحْرُ نَدَى لَوْ زَارَهُ البَحْرُ ... حَدَّثَتْ عَجَائِبُهُ عَنْ فِعْلِهِ بِالعَجَائِبِ ابْنُ القتَايَةَ المُوْصِلِّي: [من المتقارب] 1417 - إِذَا سَبَّنِي نَاقِصٌ كَانَ لِي ... شَهِيْدًا عَلَى أَنَّنِي فَاضِلُ بَعْدَهُ: فَصَمْتِي جَوَابٌ لَهُ لَوْ وَعَى ... وَرَفْضي لَهُ مَرَضٌ قَاتِلُ هُوَ أَبُو زَكَرَيَّاءَ يَحْيَى المُظَفَّر بن سَلَامَةَ المَوْصِلِيُّ المَعْرُوْفُ بِابْنِ القَثَايَةِ. [من الطويل] 1418 - إِذَا سُدْتَ قَوْمًا فَاجْعَلِ الجُوْدَ بَيْنَهُمُ ... وَبَيْنَكَ تَأْمَنْ كُلَّ مَا تَتَخَوَّفُ ¬
المنخَّلُ اليشكري: [من المتقارب] 1419 - إِذَا سُدْتَهُ سُدْتَ مِطْوَاعَةً ... وَمَهْمَا وَكَلْتَ إِلَيْهِ كَفَاهُ زِيَادُ بنُ مُنْقِذٍ: [من الطويل] 1420 - إِذَا سُدَّ بَابٌ عَنْكَ مِنْ دُوْنِ حَاجَةٍ ... فَدَعْهُ لأُخْرَى يَنْفَتِحْ لَكَ بَابُهَا بَعْدَهُ: فَإِنّ قراب البَطْنِ يَكْفِيْكَ ملْؤُهُ ... وَيَكْفِيْكَ سَوْءَاتِ الأُمُوْرِ اجِتِنَابُهَا وَلَا تَكُ مبْدَالًا لِعرْضكَ وَاجْتَنِبْ ... رُكُوْبَ المَعَاصِي تَجْتَنِبْكَ عِقَابُهَا ابْنُ مسهرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 1421 - إِذَا سِرْتُ عَنْ مِلْكِي وَخَانَتْ عَشِيْرَتِي ... فَلِي الأَرْضُ مِلْكٌ وَالبَرِيَةُ مَعْشَرُ يَزِيْدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنُ أَبِي سُفْيَانَ: [من الطويل] 1422 - إِذَا سِرْتُ مِيْلًا أَوْ تَغَيَّبْتُ سَاعَةً ... دَعَتْنِي دَوَاعِي الحُبِّ مِنْ أُمِّ خَالِدِ أُمُّ خَالِدٍ امْرَأَةُ يَزِيْدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنُ أَبِي سُفْيَانَ وَاسْمُهَا حَيَّةُ بِنْتُ الرَّجُلِ الصَّالِحٍ أَبِي هَاشِمِ بن عتبَة بن رَبِيْعَة وَكَانَتْ مِنْ عَقَائِلُ النِّسَاءِ وَكَانَ يَزِيْدُ مُؤبرًا لَهَا وَإِيَّاهَا عَنَى فِي هَذَا البَيْتِ بَقَوْلهِ أُمّ خَالِدٍ. وَلَمَّا بَايَعَ أهْلُ الشَّامِ مَرْوَان بن الحَكَمِ حِيْنَ تَزَوَّجَهَا عَلَى أَنْ يَكُوْنَ الأَمْرُ لابْنِهَا خَالِدٍ حِيْنَ يُرَاهِقُ وَطَفَقَ مَرْوَانُ يَدُبُّ إِلَى خَالِدٍ عقاربَهُ وَيُسْمِعُهُ القَبِيْحَ بحَضرَةِ أَهْلِ الشَّامِ فَقَالَ لَهُ يَوْمًا: يَا بْنَ الرَّطْبَة فَقَالَ خَالِدُ: أَنْتَ مُخْتَبَرٌ أَمِيْنٌ. ثُمَّ أَنَّهُ أَخْبَرَ أمَّهُ بِالقِصَّةِ فَقَالَتْ: يا بُنَيَّ لَا تَسْمَعْهَا مِنْهُ ثَانِيَةً فَدَخَلَ مَرْوَانُ عَلَيْهَا فِي صَكَّةِ عُمَيٍّ وَقَالَ عِنْدَهَا فَطَرَحَتْ مِثَالًا عَلَى وَجْهِهِ وَأَمَرَتْ جَوَارِيْهَا فَجَلَسْنَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَبْرَحْنَ حَتَّى لَعَقَ أصْبَعَهُ. ¬
قِيْلَ: هَذَا غَزَلُ بَيْتٍ قَالَهُ مَلِكٌ. جَرِيْرٌ: [من الطويل] 1423 - إِذَا سَرَّكُمْ أَنْ تَمْسَحُوا وَجْهَ سَابِقٍ ... جَوَادٍ فَمُدُّوا وَابْسَطُوا مِنْ عِنَانِيَا يَقْوْلُ جَرِيْرٌ مِنْهَا: فَلَيْسَ لِسَيْفِي فِي العِظَامِ بَقِيَّةٌ ... وَلِلسَّيْفِ أَشْوَى وَقْعَةً مِنْ لِسَانِيَا أَلَا لَا تَخَافُوْنِي فِي مَلِمَّةٍ ... وَخَافَا المَنَايَا أَنْ يَفُوْتَكُمَا بِيَا الأَحْوَصُ: [من الطويل] 1424 - إِذَا سُرَّ لَمْ يَفْرَحْ وَلَيْسَ لِنَكْبَةٍ ... أَلَمَّتْ بِهِ بِالخَاشِعِ المُتَضَائِلِ قَبَلَهُ: فَمَنْ يَكُ عَنَّا سَائِلًا بِشَمَاتَةٍ ... لِمَا سَاءنَا أَوْ شَامِتًا غَيْرَ سَائِلِ فقَدْ عَجَمَتْ مِنَّا الحَوَادِثُ مَاجِدًا ... صَبُوْرًا عَلَى عَضَّاتِ تِلْكَ الزَّلَازِلِ إِذَا سُرَّ لَمْ يَفْرَح. البَيْتُ لَمَّا دَخَلَ أَبُو يَعْقُوْبُ إِسْحَقُ بنُ عُمَارَةَ الجصَّاصُ إِلَى عِيْسَى بن مُوْسَى بعد أَنْ خُلِعَ وَسُلِّمَ العَهْدُ إِلَى المَهْدِيّ قَالَ: أَيُّها الأَمِيْرُ أَنْتَ وَاللَّهِ كَمَا قَالَ الأَحْوَصُ، وَأَنْشَدَ الأَبْيَاتُ الثَّلَاثُ هَذِهِ. [من الطويل] 1425 - إِذَا سَرَّني فِي أَوَلِ الأَمْرِ لَمْ أَزَلْ ... عَلَى حَذَرٍ مِنْ غَمِّهِ فِي عَوَاقِبِه أَبُو حَفْص الشَّطْرَنْجِيُّ: [من الطويل] 1426 - إِذَا سَرَّهَا أَمْرٌ وَفِيْهِ مَسَاءَتِي ... قَضَيْتُ لَهَا فِيْمَا تُرِيْدُ عَلَى نَفْسِي ¬
هُوَ أَبُو حَفْصِ الشَّطْرَنْجِيُ الضرِيْرُ مَوَلَى المَهْدِي يَقُوْلُ بَعْدَهُ: وَمَا مَرَّ يَوْمٌ أَرْتَجِي فِيْهِ رَاحَةً ... فَأُخْبِرُهُ إِلَّا بَكَيْتُ عَلَى أَمْسِ فِي المَثَلِ: إِذَا عَزَّ أَخُوْكَ فَهُنْ. قَالَ المُفَضَّلُ: إِنَّ المَثَلَ لِهَذِيْلِ بنِ هُبَيْرَةَ التَّغْلِبِيّ كَانَ أغَارَ عَلَى بَنِي ضَبَّةَ فَغَنِمَ، فَأَقْبَلَ بِالغَنَائِمِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابَهُ: أَقْسِمُهَا بَيْنَنَا. فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ إِنْ تَشَاغَلْتُمْ بِالاقْتِسَامِ أَنْ يُدْرِكَكُمْ الطَّلَبَ. فَأَبُوا عَلَيْهِ، فَعِنْدَها قَالَ: إِذَا عَزَّ أَخُوْكَ فَهُنْ. فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا. [من البسيط] 1427 - إِذَا سَرَى البَرْقُ مِنْ أَكْنَافِ أَرْضِهِمْ ... أَقُوْلُ مِنْ فَرْطِ شَوْقِي لَيْتَنِي المَطَرُ [من الوافر] 1428 - إِذَا سَقَطَ الجِدَارُ وَلَمْ يُغَبِّرْ ... فَمَا بَعْدَهُ السُّقُوْطِ لَهُ غُبَارُ [من الوافر] 1429 - إِذَا سَقَطَ الذُّبَابُ عَلَى طَعَامٍ ... سَأَتْرُكُهُ وَنَفْسِي تَشْتَهِيْهِ بَعْدَهُ: كَذَاكَ الأُسْدُ تَأْنَفُ شُرْبَ مَاءٍ ... إِذَا رَأَتِ الكِلَابَ يَلغْنَ فِيْهِ زِيَادُ بنُ مُنْقِذٍ العَدَوِيُّ: [من البسيط] 1430 - إِذَا سَقَى اللَّهُ أَرْضًا صَوْبَ غَادِيَةٍ ... فَلَا سَقَاهُنَّ إِلَّا النَّارَ تَضْطَرِمُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كَانَ زِيَادُ بن مُنْقِذٍ العَدَوِيُّ نَزَلَ صَنْعَاءً فَاسْتَوْبَاءَهَا وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِنَجْدٍ فِي وَادِي أَشِيٍّ فَقَالَ يَتَشَوَّقُ بِلَادَهُ وَيَذُمَّ صَنْعَاءَ: ¬
لَا حَبَّذَا أَنْتِ يَا صَنْعَاءُ مِنْ بَلَدٍ ... وَلَا شُعُوْبُ هَوًى مِنِّي وَلَا نُقَمُ شعوبُ: قرية بَصنْعَاءَ. نقمُ: قرية بَصَنْعَاءَ وَلَا أُحِبُّ بِلَادًا قَدْ رَأَيْتُ بِهَا ... عَنْسًا وَلَا بَلَدًا حَلَّتْ بِهِ قَدَمُ إِذَا سَقَى اللَّهُ أَرضًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَحَبَّذَا حِيْنَ تُمْسِي الرِّيْحُ بَارِدَةً ... وَأَدَّى أَشيًا وَفِتْيَانٌ بِهِ هُضُمُ هُمُ البُحُوْرُ عَطَاءً حِيْنَ تَسْأَلهُمْ ... فِي اللًّقَاءِ إِذَا تَلَقَّاهُمُ بُهُمُ لَمْ أَلْقَ بَعْدَهُمُ حَيًّا فَأُخْبرُهُمْ ... إِلَّا يَزِيْدَهُمُ حُبًّا إِلَيَّ هُمُ مُخَدَّمُوْنَ ثِعَالٌ فِي مَجَالِسِهِمْ ... وَفِي الرِّجَالِ إِذَا صَاحَبْتَهُمْ خَدَمُ النِّجَاشِيُّ: [من البسيط] 1431 - إِذَا سَقَى اللَّهُ أَرْضًا صَوْبَ غَادِتةٍ ... فَلَا سَقَى اللَّهُ أَهْلَ الكُوْفَةِ المَطَرَا بَعْدَهُ: التَّارِكِيْنَ عَلَى طُهْير نِسَاءهُمْ ... وَالنَّاكِحِيْنَ بِشَطَّي دِجْلَةَ البَقَرَا وَالسَّارِقِيْنَ إِذَا مَا اللَّيْل جَنَّهُمُ ... وَالَّدَارِسِيْنَ إِذَا مَا أَصبَحُوا السُّوَرَا [من البسيط] 1432 - إِذَا سَقَى اللَّهُ أَرْضًا صَوْبَ غَادِتةٍ ... فَلَا سَقَى اللَّهُ غَيْثًا أَهْلَ بَغْدَادِ قَالَ أَبُو يَعلَى أَنْشَدَنِي جَدِّي أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بن مُحَمَّد بن الهبَّارِيَّةِ لِنَفْسِهِ فِي ذَمِّ بَغْدَادَ: إِذَا سَقَى اللَّهُ. البَيْتُ وَبَعْدهُ أَرْضٌ بِها الحُرُّ مَعْدُوْمٌ كَأَنَّ لَهَا ... مَا قِيْلَ فِي مَثَلٍ لَا حرَّ فِي الوَادِي بل كُلَّمَا شِئْتَ مِنْ عَلَقٍ وَزَانِيَةٍ ... وَمُسْتَحِدٍّ وَصَفْعَانٍ وَقُوَّادِ ¬
إبْرَاهِيْمُ الصُّوْليُّ: [من البسيط] 1433 - إِذَا سَقَى اللَّهُ مَرجُوًّا لِنَائِبَةٍ ... غَيْثًا فَلَا سُقِيَتْ أَطْلَالُكَ المَطَرَا [من الوافر] 1434 - إِذَا سَكَتُوا رَأَيْتَ لَهُمْ حُلُوْمًا ... وَإِنْ نَطَقُوا رَأَيْتَ لَهُمْ عُقُوْلَا حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: [من الطويل] 1435 - إِذَا سَلَكَتْ حَوْرَانَ مِنْ أَرْضِ عَالجٍ ... فَقُوْلَا لَهَا لَيْسَ الطَّرِيْقُ هُنَالِكَ وَيُرْوَى بَيْثُ حَسَّان عَلَى هَذِهِ الصِّيْغَةِ. إِذَا سَلَكَتْ عَسْفَانَ مِنْ بَطْنِ يَاجِجٍ ... فَقُوْلَا لَهَا لَيْسَ الطَّرِيْقُ هُنَالِكَ كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بن حَرْبٍ قَدْ اجْتَنَبَ طَرِيقهُ مِنْ خَوْفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فَقَالَ حَسَّانُ يُوَبِّخهُ: إِذَا هَبَطَت. فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ: [من الطويل] 1436 - إِذَا سَلَكَتْ قَصْدَ السَّبِيْلِ سَلَكْتُهُ ... وَإِنْ هيَ عَاجَتْ عُجْتُ حَيْثُ ثَعُوْجُ حَدَّثَ ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَحْمَد بن يَحْيَى قَالَ حَدَّثنا مُحَمَّد بن سَلَام قَالَ حَدَّثَنَا مُوْسَى قَالَ كنَّا عَلَى بَابِ ابن عُمَيْرٍ مَرَّتْ بِنَا امْرَأَةٌ جَمِيْلَةٌ يَدْفَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَلَمَّا أَلْبَثنَا أَنْ أَقْبَلَ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ قَمِيْصٌ قُوْهِيٌّ وَردَاءٌ فَلَمَّا رَآنَا ارْتَدَعَ فَقُلْنَا هَاهُنَا طَلبتكَ فَتَبِعَهَا وَقَالَ: إِذَا سَلَكَتْ قَصْدَ السَّبيْل. البَيْتُ [من الطويل] 1437 - إِذَا سَلِمَتْ رُؤْوسُ الرِّجَالِ مِنَ الأَذَى ... فَمَا المَالُ إِلَّا مِثْلُ قَصِّ الأَظَافِرِ ¬
عبد اللَّه بن طاهر: [من الطويل] 1438 - إِذَا سَلِمَتْ لِلْمَرْءِ فِي النَّاسِ نَفْسُهُ ... وَإِخْوَانُهُ فَالحَادِثَاتُ جُبَارُ قَبَلَهُ: يَقُوْلُوْنَ آفَات وَشَتَّى مَصَائِبٌ ... فَقُلْتُ مَقَالًا مَا عَلَيْهِ غُبَارُ إِذَا سَلِمَتْ لِلْمَرْءِ مِنْهنَّ نَفْسُهُ. البَيْتُ نَادَمَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بنِ طَاهِرٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ فَاسْتَنْشَدَهُ أَحْسَنَ شِعْرِهِ فَأَنْشَدهُ: يَقُوْلُوْنَ آفَاتٌ. البَيْتَانِ فَأَمَرَ لَهُ بِعَشْرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَوَلَّاهُ شرطَةَ بَغْدَادَ. [من البسيط] 1439 - إِذَا سَلِمْتَ مُوَقًّى كُلَّ حَادِثَةٍ ... مِنَ الزَّمَانِ فَرُكنِي غَيْرُ مُنْهَدِمِ عَلِيُّ بنُ الجَهْمِ: [من الطويل] 1440 - إِذَا سَلِمَتْ نَفْسُ الحَبِيْبِ تَشَابَهَتْ ... خُطُوْبُ اللَّيَالِي سَهْلُهَا وَشَدِيْدُهَا يَقْوْلُ مِنْهَا قَبْلَهُ: خَلِيْلَيَّ مَا لِلحُبِّ يَزْدَادُ جِدَّةً ... عَلَى الدَّهْرِ وَالأَشْيَاءُ يَبْلِى جَدِيْدُهَا وَمَا العُهُوْدُ الغَانِيَات ذَمِيْمَةٌ ... وَلَيْلَى حَرَامٌ أَنْ تَذم عهُوْدهَا أَلَمَّتْ بِنَا وَاللَّيْلُ مُرْخٍ سُدُوْلَهُ ... وَللحَبْسِ حُرَّاول قَلِيْلُ هُجُوْدُهَا فَقُلْتُ لَهَا إِنِّي تَجَشَّمْت خُطةً ... خسّرُ أَنْفَاسَ الرِّيَاحِ وُرُوْدُهَا فَقَالَتْ أَطَعْنَا الشَّوْقَ بَعْدَ تَجَلُّدٍ ... قُلُوْب العَاشِقِيْنَ جَلِيْدُهَا وَأَعْلَتِ الشَّكْوَى وَفَاضَتْ دُمُوْعهَا ... بِخَدَّي لَمَّا التفَّ بِالجيْدِ جِيْدُهَا فَقُلْتُ لَهَا وَالدَّمْعُ شَتَّى طَرِيْقُهُ. الأَبْيَاتُ الثَّلَاثُ. قَبَلَهُ: ¬
فَقُلْتُ لَهَا وَالدَّمْعُ شَتَّى طَرِيْقهُ ... وَنَارُ الهَوَى فِي القَلْبِ ذَاكَ وَقُوْدُهَا إِذَا سَلِمَتْ نَفْسُ الجَّلِيْل. البَيْتُ وَبَعْدهُ فَلَا تَجْزَعِي إمَّا رَأَيْتِ قُيُوْدَنَا ... فَإِنَّ خَلَاخِيْلَ الرِّجَالِ قُيُوْدُهَا مَعْنُ بنُ أَوْسِ المُزنِيُّ: [من الطويل] 1441 - إِذَا سُمْتُهُ وَصْلَ القَرَابَةِ سَامَنِي ... قَطِيْعَتَهَا تِلْكَ السَّفَاهَةُ وَالإِثْمُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الأَخْطَل (¬1): إِذَا سَمِعْتَ بِمَوْتٍ لِلْبَخِيْلِ فَقُلْ ... بُعْدًا وَسحْقًا مِنْ هَالِكٍ مُوْدِي جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: [من المنسرح] 1442 - إِذَا سَمِعْتُمْ مِنْ فَاقَةٍ وَأَسًى ... بِمَيِّتٍ فِي الحَيَاةِ فَهْوَ أَنَا عَلِيُّ بنُ الجَهْمِ: [من الوافر] 1443 - إِذَا سُمِّيْتُمُ لِلنَّاسِ قَالُوا ... أُولَئِكَ شَرُّ مَنْ تَحْتَ السَّمَاءِ أَبُو العَلَاء المَعَرِّيّ: [من الوافر] 1444 - إِذَا سَمَّيْتَهُ فِي أَرْضِ جَدْبٍ ... نَزَلْتَ وَكُلُّ رَابِيَةٍ خِوَانُ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من الوافر] 1445 - إِذَا سَنَحَ السُّرُوْرُ فَأَيُّ عُذْرٍ ... لِذِي الرَّأْي المُسَدَّدِ فِي التَّوانِي قَبَلَهُ: ¬
أَوَانٍ أَنْتَ فِي هَذَا الأوَانِ ... عَنِ الرَّاحِ المرُوْقِ فِي الأَوَانِي فَمَا عَيْشُ الفَتَى إِلَّا غِنَاهُ ... بِرَاحِ أَوْ غِنَاءٍ أَوْ غَوَانِي مَعْنُ بنُ أَوْسٍ: [من الطويل] 1446 - إِذَا سُؤْتَنِي يَوْمًا رَجَعْتُ إِلَى غَدٍ ... لِيُعْقِبَ يَوْمًا مِنْكَ آخرُ مقْبِلُ بَدْرُ بنُ عَلْبَاءَ العَامِرِيُّ: [من الطويل] 1447 - إِذَا سِيْم مَوْلَاكَ الهَوَانَ فَإنَّمَا ... تُرَادُ بِهِ فَاقْصِدْ لَهُ وَتَشَدَّدِ السَّمَوأَل بن عَادِيَاء: [من الطويل] 1448 - إِذَا سَيِدٌ مِنَّا خَلَا قَامَ سَيِّدٌ ... قَؤُوْلٌ لِمَا قَالَ الكِرَامُ فَعُوْلُ [من الطويل] 1449 - إِذَا سَيِدٌ مِنَّا مَضَى لِسَبِيْلِهِ ... أَقَمْنَا بِأَطْرَافِ الأسنَّةِ سَيِّدَا تَمِيْمُ بنُ حَبِيْبٍ الدَّارِيّ: [من الوافر] 1450 - إِذَا شَابَ الغُرَابُ أَتَيْتُ أَهْلِي ... وَصارَ القَارُ كَاللَّبَنِ الحَلِيْبِ الشِّعْرُ لِتَمِيْم بن حَبيْبٍ الدَّارِيّ صاحب رَسُوْلُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَلَهُ حِكَايَةٌ طِوِيْلَةٌ تَتَضمَّنُ أَنَّهُ اختطَف - أَهْوَالًا عَظِيْمَةً وَأُعِيْدَ إِلَى بَيْتِهِ بَعْدَهُ مدَّةٍ طَوِيْلَةٍ وَذَلِكَ فِي ولَايَةِ عُمَرِ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه يِقُوْلُ: أَرَى عُمُرِي يَذُوْبُ وَلَسْتُ أَدْرِي ... مَتَى وَصَلَ المُبَاعِدِ وَالقَرِيْبِ وَقَدْ لَاقَيْت ضَنْكًا بَعد جهد ... وأَهْوَالًا تَوَاتَرُ بِالكُرُوْبِ إِذَا شَابَ الغُرَابَ. البَيْتُ وَبَعْدهُ: ¬
لأَنِّي مُذْ بُلِيْتُ بِكُلِّ بَلْوَى ... تَخَطَّانِي --- سَفِيْانَ بن عُيَيْنَة مِنْ كَلَامٍ أَنَّ رَجُلًا رَكبَ المَرْكَبِ فَوَقَعَ لَا يَرَى أَحَدًا فَتَمَثَّلَ فقال: إذا شَابَ الغُرَابُ. البيتُ فِيْهِ يَكُوْنُ وَرَاءَهُ فَرحٌ قَرِيْبُ قَدْ أَقْبَلَتْ فَلَوَّحَ لَهُمْ فَحَمَلُوْهُ فَأَصَابَ خَيْرًا كَثيْرًا. عُلْقُمَةُ بن عَبْدَةَ فِي النِّسَاءِ: [من الطويل] 1451 - إِذَا شَابَ رَأْسُ المَرْءِ أَوْ قَلَّ مَالُهُ ... فَلَيْس لَهُ فِي وُدِّهِنَّ نَصِيْبُ عَبْدُ اللَّهِ بن سبرة الحُارِث: [من الطويل] 1452 - إِذَا شَالَتِ الجوْزَاءُ وَالنَّجْمُ طَالِعٌ ... فَكُلُّ مَخَاضَاتِ الفُرَاتِ مَعَابِرُ بَعْدَهُ: وَإِنِّي إِذَا ضَنَّ الأَمِيْرُ بِإِذْنِهِ ... عَلَى الإِذْنِ مِنْ نَفْسِي إِذَا مَا شِئْتُ قَادِرُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْلِيُّ: [من الوافر] 1453 - إِذَا شَامَ الفَتَى بَرْقَ المَعَالِي ... فَأَهْوَنُ فَائِتٍ طِيْبُ الرُّقَادِ قَبَلَهُ: أَعَاذِلَتِي عَلَى إِتْعَاب نَفْسِي ... وَرَعِينِي فِي السُّرَى رَوْضَ السُّهَادِ إِذَا شامَ الفَتَى. البَيْتُ أَبُو تَمَّامٍ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 1454 - إِذَا شَجَرَاتُ العُرْفِ جُذَّتْ أُصُوْلُهَا ... فَفِي أَيِّ فَرْعٍ يَنْبُتُ الوَرَقُ النَّضْرُ ¬
دِيْكُ الجِّنِّ: [من الوافر] 1455 - إِذَا شَجَرُ المَوَدَّةِ لَمْ تَجدْهُ ... بِغَيْثِ البِرِّ أَسْرَعَ فِي الجَفَافِ دِيْكُ الجّنِّ اسْمُهُ عَبْدُ السَّلَام بن رَغبان، قَبْلهُ: أبَا عُثْمَانَ مَعتبةً وَضِنًّا ... وشافي النّصحِ يَعْزَلُ بِالأشَافِي جَمْعُ الشفى الَّذِي - بهِ. إِذَا شَجَرُ المَوَدَّةِ لم تَجِدْهُ. البَيْتُ المُتَنَبِّي يُخاطِبُ سَيْفَ الدَّوْلَةِ: [من الطويل] 1456 - إذَا شَدَّ زَنْدِي حُسْنُ رَأْيِكَ فِي يَدِي ... ضَرَبْتُ بِسَيْفٍ يَقْطَعُ الهَامَ مُغْمَدَا [من الوافر] 1457 - إِذَا شَدُّوا عَمَائِمَهُمْ ثَنَوْهَا ... عَلَى كَرَمٍ وَإِنْ سَفَرُوا أَنَارُوا بَعْدَهُ: يَبِيْعُ وَيَشْتَرِي لَهُمُ سِوَاهُمْ ... وَلَكِنْ فِي الطِّعَانِ هُمُ تِجَارُ أبو عمرو القسطليّ من شعراء المغرب: [من الوافر] 1458 - إِذَا شَذَّتْ عَنْ العَرَبِ المَعَانِي ... فَلَيْسَ إِلَى تَعَرُّفِهَا سَبِيْلُ هُوَ أَبُو عَمْرِو أَحْمَد بن مُحَمَّد بن دَرَّاج الكَاتِبُ القَسْطَلِيُّ مَنْسُوْبٌ إِلَى مَوْضِعٍ بِالأَنْدَلُسِ يُعْرَفُ بِقَسْطَةِ دَرَّاجٍ. حسان بن ثابت في الخمر: [من الطويل] 1459 - إِذَا شَرِبَتْ مَاءَ الحَيَاةِ وُجُوْهُنَا ... تَنَقَّلَ عَنْهَا مَاؤُهَا وَحَيَاؤُهَا ¬
التَّنُوْخِيُّ: [من الطويل] 1460 - إِذَا شَعَبُوا لَمْ يَصْدَعِ الشَّعْبَ صَادِعٌ ... وَإِنْ صَدَعُوا أَعْيَا عَلَى كُلِّ شَاعِبِ [من الطويل] 1461 - إِذَا شَقِيَ الإِنْسَانُ بِالنَّاسِ لَمْ يَزَلْ ... يُقَالُ عَلَيْهِ فَوْقَ مَا هُوَ فَاعِلُه ابْنُ الرُّوْمِيّ: [من الطويل] 1462 - إِذَا شَنِئَتْ عَيْنُ امْرِيءٍ عَيْبَ نَفْسِهِ ... فَعَيْنُ سِوَاهُ بِالشَّنَاءَةِ أَجْدَرُ قَبَلَهُ: كَبِرْتَ وَفِي خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ مَكْبَرٍ ... وَسِبْتَ مَا أَجَادَ المَهَا عَنْكَ يَنفرُ وَمَا ظَلَمَتْكَ الغَانِيَات بِهَجْرِهَا ... وَإِنْ كَانَ فِي أَحْكَامِهَا مَا يجوّرُ أَعِرْ طَرْفكَ المرْآةِ وَانْظُر فَإِنْ نَبَا ... بِعَيْنِكَ مَرْأى الشَّيْبِ فَالبِيْضُ أَعذرُ إِذَا شَنِئَتْ عَيْنُ الفَتَى. البَيْتُ وَبَعْدهُ إِذَا كُنْتَ تَمْحُو صِبْغَةَ اللَّهِ قَادِرًا ... فَأَنْتَ عَلَى مَا يَصْبَغُ النَّاسُ أَقْدَرُ وَيَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ ابْنُ المُعْتَزِّ (¬1): تَوَلَّى الجهْلُ وَانْقَطَعَ العِتَابُ ... وَلَاحَ الشَّيْبُ وَافْتَضحَ الخُضَابُ لَقَدْ أَبْغَضْتُ نَفْسِي فِي مَشِيْبِي ... فَكَيْفَ تُحِبُّنِي الخُودُ الكعَابُ وَقَالَ أيضًا فِي الشَّيْبِ وَالخضَابِ (¬2): يا ذَا الَّذِي كَتَمَ المَشِيْبَ وَقَد فَشَا ... قُلْ لِي مَتَى سَقَطَ الغُرَابُ عَلَيْكَا ضَحِكَ النِّسَاءُ وَقُلْنَ حِيْنَ رَأَيْنَهُ ... أنقصْ خضَابَكَ ذَا وَزِدْنَا نَيْكَا ¬
[من الوافر] 1463 - إِذَا شَهِدُوا الحُرُوْبَ فَهُمْ لُيُوْثٍ ... وَإِنْ سُئِلُوا النَّوَالَ فَهْمْ بُحُوْرُ [من الطويل] 1464 - إِذَا شِئْتَ إخْوَانَ الرَّخَاءِ وَجَدْتَهُمْ ... وَلَكِنَّ إخْوَانَ البَلَاءِ قَلِيْلُ قَبَلَهُ: أَخُوْكَ الَّذِي يُعْطِيْكَ مِنْهُ بِفعْلِهِ ... فَأَمَّا كَلَامًا فَالكَذُوْبُ يَقُوْلُ إِذَا شِئْتَ أخْوَانَ الرَّخَاءِ. البَيْتُ السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من الطويل] 1465 - إِذَا شِئْتَ أَنْ تَبْقَى خَلِيًّا مِنَ العِدَا ... فَعِشْ عَيْشَ خَالٍ مِنْ عَلَاءٍ وَمنْ وَفْرِ وَمِنَ البَابِ: إِذَا شِئْتَ أَنْ تَحْظَى بِحُسْنِ كِتَابَةٍ ... وَمَرْتَبَةٍ بَيْنَ الأَنَامِ تَزِيْنُ تَخَيَّرْ ثَلَاثًا وانتخبها فَإِنَّهَا ... عَلَى صَنْعَةِ الخَطِّ القَوِيّ تُعِيْنُ مِدَادًا وَطَرْسًا مُحْكَمًا وَيَرَاعَةً ... إِذَا اجْتَمَعَتْ قَرَّتْ بِهِنَّ عُيُوْنُ فَنَجْلُ هِلَالٍ لَوْ تَعَذَّرَ بَعْضُهَا ... عَلَيْهِ أَرَاهُ العَجْزَ كَيْفَ يَكُوْنُ مِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَحْمَد بن عَلَوِيَّةَ (¬1): إِذَا شِئْتَ أَنْ تَبْلِي امْرَءًا بِبَلِيَّةٍ ... وَتَحْرِمَهُ سَيْبَ العَطَايَا السَّوَابِغِ فَعِدْهُ وَمَاطِلْهُ فَإِنَّكَ بِالِغٌ بِهِ ... فِي الأَذَى وَالضّرِّ أَقْصَى المَبَالِغِ [من الطويل] 1466 - إِذَا شِئْتَ أَنْ تَحْيَا غَنِيًّا فَلَا تَكُنْ ... عَلَى حَالَةٍ إِلَّا رَضِيْتَ بِدُوْنِهَا ¬
السَّيِّدُ الرَضِيُّ: [من الطويل] 1467 - إِذَا شِئْتَ أَنْ تَدْرِي امْرَأً كيْفَ طَبْعُهُ ... فَدَعْهُ وَسَلْ مِنْ قَبْلِهَا كَيْفَ أَصْلُهُ بَعْدَهُ: فَلَا تَتَّخِذْ خِلًّا يَسُرُّكَ بَعْضَهُ ... وَإِنْ غَابَ يَوْمًا عَنْكَ سَاءكَ كُلُّهُ [من الطويل] 1468 - إِذَا شِئْتَ أَنْ تُعْطِي مِنَ الأَمْرِ رسُوْلَكَا ... فَكُنْ أبَدًا فِي كُلِّ أمْرٍ رَسُوْلَكَا [من الطويل] 1469 - إِذَا شِئْتَ أَنْ تُقْلَى فَزُرْ مُتَوَاتِرًا ... وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَزْدَادَ حُبًّا فَزُرْ غِبَّا هذَا مَأْخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا. وَهَذَا أَوْجَزُ وَأَعْجَزُ وَذَاكَ مَنْ بَابِ نظمِ -- [من الطويل] 1470 - إِذَا شِئْتَ أَنْ تَقْنِي لِنَفْسِكَ صَاحِبًا ... فَمِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَاهُ بِالوُدِّ فَأغْضِبُه قَبَلَهُ: أَعَاذِلَتِي عَلَى إِتْعَاب نَفْسِي ... وَرَعِينِي فِي السُّرَى رَوْضَ السُّهَادِ إِذَا شَامَ الفَتَى. البَيْتُ أَبُو عُثْمَان الجَّاحِظُ: [من الطويل] 1471 - إِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى المَحَاسِنَ كُلَّهَا ... فَفِي وَجْهِ مَنْ تَهْوَى جَمِيْعُ المَحَاسِنِ قَوْلُ أَبِي عُثْمَانَ الجَّاحِظِ: ¬
إِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى المَحَاسِنَ. قَبْلَهُ يَقُوْلُوْنَ فِي البُسْتَانِ لِلْعَيْنِ نُزْهَةٌ ... وَفِي الخَمْرِ وَالمَاءِ الَّذِي غَيْرَ آسِنِ إِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى المَحَاسِنَ كُلَّهَا. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ: (إِذَا شِئتَ) أَيْضًا أَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ (¬1): إِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ مُعَبّسًا ... وَجَدَّاهُ فِي المَاضيْنَ كَعْبٌ وَحَاتِمُ فكشفهُ عَمَّا فِي يَدَيْهِ فَإِنَّمَا ... يَكْشِفُ أَخْلَاقَ الرِّجَالِ الدَّرَاهِمُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيّ (¬2): إِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى حَسُوْدًا رَاغِمًا ... وَتَقْتلهُ غَمًّا وَنُحْرِقَهُ هَمَّا فَسَام العُلَى وَازْدَدْ مِنَ الفَضْلِ إِنَّهُ ... مَنِ ازْدَادَ فَضْلًا زَادَ حَاسِدَهُ غَمَّا وَيَقْرُبُ مِنْ قَوْلِ الجَاحِظِ: إِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى المَحَاسِنَ كُلَّهَا. البَيْتُ قَوْلُ بَعْض المُحدثِيْن (¬3): قَدْ رَأَيْنَا الغَزَالَ وَالغُصْنَ وَالنَّجْمَيْنِ ... شَمْسَ الضُّحَى وَبَدْرَ التَّمَامِ فَوَحَقّ البَيَانِ يَعْضُدُهُ البُرْ ... هَانُ فِي مَأقطٍ ألَدِّ الخِصامِ مَا رَأَيْنَا سِوَى الحَبِيْبَةِ شَيْئًا ... جَمَعَ الحُسْنَ كُلَّهُ فِي نِظَامِ هِيَ تَجْرِي مَجْرَى الأَصَالَةِ فِي الرَّ ... أْي وَمَجْرَى الأرْوَاح فِي الأَجْسَامِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عُتْبَةَ بن مَسْعُوْدٍ: [من الطويل] 1472 - إِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى خَلِيْلًا مُمَاذِقًا ... لَقِيْتَ وَإِخْوَانُ الصَّفَاءِ قَلِيْلُ هذَا غَيْرُ البَيْتِ المُتَقَدِّمِ بِبَابِ: إِذَا شِئْتَ أخْوَانَ الرَّخَاءِ وَجَدْتَهُمْ وَلَيْسَ بِمُكَرَّرٍ. ¬
قِيْلَ لَقِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عُتْبَةَ بن مَسْعُوْدٍ وَهُوَ ابن أَخِي عَبْدُ اللَّهِ بن مَسْعُوْدٍ الزُّهْرِيَّ رَحَمَهُمَا اللَّهُ فَقَالَ: إِذَا شِئْتَ تَلْقَى خَلِيْلًا مُمَاذِقًا. البَيْتُ فَقَالَ الزُّهْرِيَّ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنْتَ فِي فَهْمِكَ وَدِيْنِكَ تَقُوْلُ الشِّعْرَ فقالَ المَصْدُوْرُ إِذَا نَفَثَ بَرَاءَ. [من الطويل] 1473 - إِذَا شِئْتَ أَنْ تُهْدِي إِلَى مَنْ تُحِبُّهُ ... أَجَلَّ الهَدَايَا فَالثَّوَابُ أَجَلُّهَا البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1474 - إِذَا شِئْتَ ألا تَعْذُلَ الدَّهْرَ عَاشِقًا ... عَلَى كَمَدٍ مِنْ لَوْعَةِ الحُبِّ فَاعْشَقِ هُوَ مِنْ قَصِيْدَةٍ لِلبُحْتُرِيِّ يَمْدَحُ بِهَا الفَتْحُ بنُ خَاقَانَ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَكُنْتُ مَتَى أَبْعُدْ عَنِ الخِلِّ أَكْتَئِبْ لَهُ ... وَمَتَى أَظْعَنْ عَنِ الدَّارِ أَشْتقِ ربَاعٌ مِنَ الفَتْحِ بن خَاقَان لَمْ تَزَلْ ... عيٍّ لِعَدِيْمٍ أَوْ فَكَاكَا لِمُوْثَقِ فَلَا العَائِذُ اللَّاجِئُ إليها بِمُسلِمٍ ... وَلَا الطَّالِبُ المحْتَاجُ مِنْهَا بِمُخْفِقِ يَجُلُّ بِها خَرْقٌ كَأَنَّ عَطَاءهُ ... تلاحقُ سَيْلَ الدّيْمَةِ المُتَبَعِّقِ تدفقُ كَفٍ بِالسَّمَاحَةِ ثَرَّةٍ ... وَأَسْفَارُ وَجْهٍ بِالطَّلَاقَةِ مُشْرِقُ لَهُ خلقٌ فِي الجُوْدِ لَا يَسْتَطِيْعُهُ ... رِجَالٌ إِذَا رَامُوا العُلَى بِالتَّخَلُّقِ إِذَا جَهَلُوا مِنْ حَيْثُ يَحْتضِرُ العُلَى ... دَرَى كَيْفَ يَسْمُو بِهَا فِي ذُرَاهَا وَيَرْتَقِي أَطَلَّ عَلَى الأَعْدَاءِ مِنْ كُلَ وِجْهَةٍ ... وَشَارَفَهُمْ عن كُلِّ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ بِبِيْضٍ مَتَى تشهر عَلَى القَوْمِ يُغْلَبُوا ... وَخَيْلٌ مَتَى تَرْكُضْ إِلَى النَّصْرِ [تَسْبِقُ] يَقُوْلُ مِنْهَا: لَكَ الفَضْلُ وَالنُّعْمَى عَلَيَّ مُبِيْنَةٌ ... وَمَا لي إِلَّا وُدُّ صَدْرِي ومنطقُ ¬
الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1475 - إِذَا شِئْتَ ألَّا تَهْجُرَ الغَمَّ فَاغْتَرِبْ ... وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَلْقَى الحِمَامَ فَفَارِقِ جَحْدَرُ بن مُعَاوِيَةَ العُكْلِي: [من الطويل] 1476 - إِذَا شِئْتَ تَدْرِي مَا نُفُوْسُ قَبِيْلَةٍ ... وَأَخْطَارُهَا فَانْظُرْ إِلَى مَنْ يَرُوْسُهَا البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1477 - إِذَا شِئْتَ حَازَ الحَظُّ دُوْنَكَ وَاهِنٌ ... وَنَازَعَكَ الأَقْسَامَ عَبْدٌ مُجَدَّعُ [من الطويل] 1478 - إِذَا شِئْتَ سَلَّمْنَا فَكُنَّا كَرِيْشَةٍ ... مَتَى تَلْقَهَا الأَرْوَاحُ فِي الجَوِّ تَذْهَبِ قَدِمَ بعْضُ الأُدَبَاءِ عَلَى أَمِيْرٍ فَكَتَبَ رُقْعَةً وَدَفَعَهَا إِلَى الحَاجِبِ وَفِيْهَا مَكْتُوْبٌ: إِذَا شِئْتَ سَلِّمْنَا فَكُنَّا كَرِيْشَةٍ. البَيْتُ فَلَمَّا قَرَأَها الأمِيْرُ قَالَ لِلْحَاجِبِ قُلْ لَهُ قَدْ خَفَّفْتَ جِدًّا. فَكَتَبَ أُخْرَى فيها (¬1): وَإِنْ شِئْتَ سَلِّمْنَا فَكُنَّا كَرَاكِبٍ ... مَتَى --- مِنْ لِقَائِكَ يَذْهَبُ فَقَالَ الأَمِيْرُ أَمَّا هذَا فَنَعم وَأَذِنَ له وَأَجَازَهُ. الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1479 - إِذَا شِئْتُ قَلَّبْتُ الزَّمَانَ وَصَافَحَتْ ... لِحَاظِي أُمُوْرًا كُلُّهُنَّ عُجَابُ * * * ¬
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد [3]
الْكتاب: الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد التصنيف: موسوعة شعرية الْمُؤلف: مُحَمَّد بن أيدمر المستعصمي (الْمُتَوفَّى سنة 710 هـ) الْمُحَقق: الدكتور كَامِل سلمَان الجبوري الناشر: دَار الْكتب العلمية، بيروت عدد الصفحات: 6512 (13 مجلدًا) قِيَاس الصفحات: 17 × 24 سم سنة الطباعة: 1436 هـ - 2015 م بلد الطباعة: لبنان الطبعة: الأولى جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية والفنية مَحْفُوظَة لدار الْكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أَو تَصْوِير أَو تَرْجَمَة أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ أَو تسجيله على أشرطة كاسيت أَو إِدْخَاله على الكمبيوتر أَو برمجته على أسطوانات ضوئية إِلَّا بموافقة الناشر خطيًا.
تتمة حرف الألف
تتمة حرف الألف مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من الطويل] 1480 - إِذَا شِئْتُمَا أَنْ تَسْقِيَانِي مُدَامَةً ... فَلاَ تَقْتُلَاهَا كُلُّ مَيْتٍ مُحَرَّمِ هذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِها زَيْدُ بن مُسْلِمٍ الحَنَفِيَّ أَوَّلُهَا: أَأُعْلِنُ مَا بِي أَمْ أُسِرُّ فَأَكْتُمُ ... وَكَيْفَ وَفِي وَجْهِي مِنَ الحُبِّ مُعْلِمُ يَقُوْلُ مِنْهَا: رَكبتُ عَلَى اسْمِ اللَّهِ بَحْرَ هَوَاكُمُ ... فَيَارَبِّ سَلِّمْ أَنْتَ أَنْتَ المُسَلِّمُ تَعَلَّقْتُكُمْ مِنْ قَبْل أَنْ أَعْرِفَ ... الهَوَى فَلَا تَقْتِلُوْنِي إِنَّنِي مُتَعَلِّمُ تُخَبِّرُنِي الأَحْلَامُ إِنِّي أَرَاكُمُ ... فويلي إِلَى كَمْ بِالأَبَاطِيْلِ أَحْلُمُ يَقُوْلُوْنَ لِي اخْفِ الهَوَى لَا تبحْ بِهِ ... وَكَيْفَ وَطَرْفِي بِالهَوَى يَتَكَلَّمُ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا شِئْتمَا أَنْ تَسْقِيَانِي، البَيْتُ وَبَعْدَهُ: خَلَطْنَا دَمًا مِنْ كَرْمَةٍ بِدِمَائِنَا ... فَأظهَرَ فِي الأَلْوَانِ مِنَّا الدَّمَ الدَّمُ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: عَطَاؤُكَ مَوْفُوْرٌ وَمَجْدُكَ شَامِخُ ... وَعرضُكَ مَمْنُوْعٌ وَمَالكَ مُسلمُ وَفِعْلكَ مَحْمُوْدٌ وَعُرْفُكَ وَاسِعٌ ... وَجُودكَ مَوْجُوْدٌ وَبَحْرُكَ خِضْرِمُ * * * للحَسَنُ بن وَهَبٍ فِي الخَمْرِ: وَرْدَةُ اللَّوْنِ فِي خُدُوْدِ النّدَامَى .. وَهِيَ صَفْرَاءُ فِي خُدُوْدِ الكُؤوسِ
لَطُفَتْ فَاغْتَدَتْ تَحِلُّ مِنَ الأَجْـ ... ـسَادِ مِنْ لطْفِهَا مَحَلّ النّفُوْسِ سَهْلَةٌ فِي الحلُوْقِ لا غَوْلَ فِيْهَا ... وَهِيَ خَشْنَاءُ صَعْبَةٌ فِي الرُّوْسِ [من الطويل] 1481 - إِذَا شِئْتَ مَعْرُوْفًا فَذَا الوَقْتُ وَقْتُهُ ... وَإِنْ شِئْتَ إِحْسَانًا فَهَذَا أَوَانُهُ وَمِن بَابِ (إِذَا شِئْتَ) قَوْلُ (¬1): إِذَا شِئْتَ يَوْمًا أَنْ تَرَى بِهم الوَغَا ... بلا هَز طَيٍّ وَلَا سَلَّ قَاضِبِ فَنُصّ عِنَانِ الطَّرْفِ نَحْوَ مَعَاشِرٍ ... وَجُوههُم فِي المُلْتَقَى كَالكَواكِبِ يَهُزُّوْنَ سُمْرًا مُخَطَّفَاتٍ كأنها ... أَنَامِلُ رَبَّاتِ الخُدُوْرِ الكَوَاعِبِ إِذَا رَعَفُوْهَا زيّنتْ بِرعَافِهَا ... قَرَاطِيْسَ تَحْكِي وَاضِحَاتِ التَّرَائِبِ حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 1482 - إِذَا شِئْتَ نَازَيْتَ امْرَأ السُّوْءِ مَا نَرَى ... إِلَيْكَ ولَاطَمْتَ اللَّئِيْمَ المُلَطَّمَا المَرَّارُ بنُ سَعْدٍ الأَسَدِيُّ: 1483 - إِذَا شِئْتَ يَوْمًا أَنْ تَسُوْدَ عَشِيْرَةً ... فَبِالحِلْمِ سُدْ لَا بِالتَّسِرُّعِ وَالشَّتْمِ بَعْدهُ: وَللْحلْمِ خَيْرٌ فَاعْلَمَنَّ مَغبَّةً (¬1) ... مِنَ الجَّهْلِ أَلَّا أَنْ تَشَمَّسَ مِنْ ظلْمِ مِنَ الشّماسِ، وَهُوَ النِّقَارُ، أَي تَتَشَمَّسُ فَتَنْفرُ مِنْ قفول الظلم. أَبُو العَلَاءِ المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 1484 - إِذَا شِئْتَ يَوْمًا أَنْ تُقَارِنَ حُرَّةً ... مِنَ النَّاسِ فَاخْتَرْ قَوْمَهَا وَنِجَارَهَا ¬
بعده: فَمِنْهُنَّ مَنْ تُعْطِي الرِّيَاحَ عَشِيْرهَا ... وَمِنْهُنَّ مَنْ تُثْنِي بِخَسْرِ تجَارِهَا * * * عَبْدُ اللَّهِ بن المُبَارَكِ الخُرَاسانِيُّ: [من الوافر] 1485 - إِذَا صَاحَبْتَ فِي الأَسْفَارِ قَوْمًا ... فَكُنْ لَهُمْ كَذِى الرَّحِمِ الشَّفِيْقِ بَعْدهُ: بِعَيْبِ النَّفْسِ ذَا بَصَرٍ وَعِلْمٍ ... غَنِيّ النَّفْسِ عَنْ عَيْبِ الرَّفِيْقِ وَلَا يَأخُذْ بِعَسْرَةِ كُلّ قَوْمٍ ... وَلَكِنْ قُلْ هَلُمَّ إِلَى الطَّرِيْقِ فَإِنْ تَأخُذْ بِعَسْرَتِهِمْ يَقِلُّوا ... وَتَبْقَى فِي الزَّمَانِ بلا صَدِيْقِ ابْنُ الإِخْوَةِ: [من الطويل] 1486 - إِذَا صَاحِبِي يَوْمًا تَغَيَّرَ بَعْضُهُ ... حَكَمْتُ عَلَى أَنْ يَسْتَحِيْلَ جَمِيْعُهُ بَعْدهُ: وَسُوْءُ صَنِيْعِ المَرْءِ مِنْ سُوْءِ ظَنِّهِ ... إِذَا سَاءَ ظَنّ المرْءِ سَاءَ صَنِيْعُهُ خَيَالُكُمْ فِي نَاظِرَيَّ خيَالهُ ... إِذَا زَارَني وَاللَّيْلُ سُؤْدٌ دُرُوْعُهُ وَهذَا الدُّجَى لَمَّا تَبَلَّجَ صُبْحُهُ ... أَضَاءَ وَفِي إِنْسَانِ عَيْنِي هَزِيْعُهُ * * * فِي المَثَلِ: إِذَا قَالَ المَجْنُوْنُ سَوْفَ أرْمِيْكَ فَأَعِدَّ لَهُ رِفَادَةً. عُبَيْدُ بنُ أَيُّوْب العَنْبَرِيّ: [من الطويل] 1487 - إِذَا صَادَ صَيْدًا لَفَّهُ بِضَرَامِهِ ... وَشِيْكًا وَلَمْ يَنْظُرْ لِغَلْي المَرَاجِلِ ¬
أَبْيَاتُ عَبَيْد بن أَيُّوْب أَوَّلُهَا: تَقُوْلُ وَقَدْ أَلْمَمْتُ بِالأُنْسِ لَمَّةً ... مُخَضَّبَةُ الأَطْرَافِ خُرْسُ الخَلَاخِلِ أَهَذَا خَدِيْنُ الذِّئْبِ وَالغُوْلِ وَالَّذِي ... يهِيْمُ بِرَبَّاتِ الحُجُوْلِ البحَادِلِ رَأَتْ خُلْقُ الدَوْسَينِ أَسْوَدَ شَاحِبًا ... مِنَ القَوْمِ بَسَّامًا كَرِيْمَ الشَّمَائِلِ تَعَوَّدَ مِنْ آبَائِهِ فَتَكَاتِهِمْ ... وَإطْعَامِهِمْ فِي كُلِّ غَبْرَاءَ شَامِلِ إِذَا صَادَ صَيْدًا لَفَّهُ بِضَرَامِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَنَهْسًا كَنَهْسِ الصَّقْرِ ثُمَّ مِرَاسهُ ... بِكَفَّيْهِ رَأسَ الشِّيْحَةِ المُتَمَاثِلِ [من الوافر] 1488 - إِذَا صَادَقْتَ فِي أَيَّامِ بُؤْسٍ ... فَلَا تَنْسَ المَوَدَّةَ فِي الرَّخَاءِ بَعْدهُ: وَمَنْ يُعْدِمْ أَخَاهُ عَلَى غِنَاهُ ... فَمَا أَدَّى الحَقِيْقَةَ فِي الإِخَاءِ وَمَنْ جَعَلَ السَّخَاءُ لأَقْرَبِيْهِ ... فَلَيْس بِعَارِفٍ طُرُقَ السَّخَاءِ * * * البُرْقُعِيُّ: [من المتقارب] 1489 - إِذَا صَارِمٌ قَرَّ فِي غِمْدِهِ ... حَوَى غَيْرُهُ الفَضْلَ يَوْمَ الجِلَادِ بَعْدهُ: إِذَا النَّارُ ضَاقَ بِهَا زَنْدُهَا ... فَفُسْحَتُهَا فِي فرَاقِ الزّنَادِ وَفِي الاغْتِرَابِ وَفِي الاضْطِرَابِ ... مَنَالُ المُنَى وَبُلُوْغُ المُرَادِ وَلَوْ يَسْتَوِي بِالقُعُوْدِ النُّهُوْضُ ... لما ذَكَرَ اللَّهُ فَضْلَ الجِهَادِ (¬1) ¬
[من الوافر] 1490 - إِذَا صَافَى صَدِيْقُكَ مَنْ تُعَادِي ... فَقَد عَادَاكَ وَانْقَطَعَ الكَلَامُ فِي أَخْذِ الدِّيَةِ: [من الطويل] 1491 - إِذَا صُبَّ مَا فِي القَعْبِ فَاعْلَمْ بِأَنَّهُ ... دَمُ الشَّيْخِ فاشْرَبْ مِنْ دَمِ الشَّيْخِ أَوْ دَعِ [من الوافر] 1492 - إِذَا صَحَّ الضَّمِيْرُ فَكُلُّ هَجْرٍ ... وَإِعْرَاضٍ يَكُوْنُ لَهُ انْفِصَالُ اعْتَذَرَ بَعْضهُمْ إِلَى صَاحِبِهِ مِنْ انقطاعهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِذَا صَحَّ الضَّمِيْرُ. البَيْتُ ابْنُ هِنْدُو: [من المتقارب] 1493 - إِذَا صَحَّ بَوْلُكَ فَاضْرِبْ بِهِ ... جَبِيْنَ الطَّبِيْبِ وَلَا تَحْتَشِمْ أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّدُ بن عَبْدُوْس مِنْ شُعَرَاءِ الأَنْدَلُسِ: 1494 - إِذَا صَحَّتْ سَعَايَةُ مَنْ سَعَى بِي ... فَأَنْتَ وَرَاءَ رَأيِكَ فِي العِقَابِ بَعْدهُ: فَلَا وَاللَّهِ مَا خلْقِي انْتِهَاكٌ وَلَا ... أَرْضَى الفَضِيْحَةَ فِي التَّصَابِي وَلَا مَدِّي عَليْكَ بِمُسْتَحِيْلٍ ... وَلَا مَيْلِي إِلَيْكَ بِمُسْتَرَابِ سَأَصْفِيْكَ الهَوَى فِي كُلِّ وَجْهٍ ... وَأَمْنَحُكَ الرّضَى مِنْ كُلِّ بَابِ بَشَّارٌ: [من الطويل] 1495 - إِذَا صَحَّ جُوْدُ المَرْءِ أَوْفَى بِرَأيِهِ ... مُعَاجَلَةً وَالمَطْلُ ضَرْبٌ مِنَ البُخْلِ ¬
[من الطويل] 1496 - إِذَا صَحَّ عَقْلُ المَرْءِ صَحَّ قِيَاسُهُ ... وَلَيْسَ يَصُحُّ الرَّأيُ مِنْ فَاسِدِ العَقْلِ أَبُو الثَّنَاء الشَّيْزَرِيُّ: [من الطويل] 1497 - إِذَا صَحَّ كَافُ الكِيْسِ فَالكُلُّ بَعْدَهُ ... يَصِحُّ وَكُلُّ الصَّيْدِ يُوْجَدُ فِي الفَرَا قَبْلهُ: يَقُوْلُوْنَ كَافَاتُ الشِّتَاءُ كَثيْرَةٌ ... وَمَا هِيَ إِلَّا فَرْدُ كَافٍ بلا مَرَا إِذَا صَحَّ كَافُ الكِيْسِ. البَيْتُ أبو نَصْر بن نباتَة: [من الطويل] 1498 - إذا صَحَّ لي من حُسْنِ رأيك لمحةٌ ... فليس لمقدور عليَّ سبيلُ أَبُو فراس بن حمدان: [من الطويل] 1499 - إِذَا صَحَّ مِنْكَ الوُدُّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ ... وَكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابِ تُرَابُ المَعَرِيُّ: [من الطويل] 1500 - إِذَا صَدَقَ الجدُّ افْتَرَى العَمُّ لِلفَتَى ... مَكَارِمَ لَا تَخْفَى وَإِنْ كَذَبَ الخَالُ هذَا يُسَمّى فِي صِنَاعَةِ البَدِيْعِ الإِيْهَام وَيُقَالُ لَهُ التّخْيِيْل أَيْضًا وَذَلِكَ أَنَّ وَهْم السّامِعِ لِهَذَا البَيْتِ يَذْهبُ إِلَى الأَقَارِبِ وَمُرَادُ الشّاعِرِ بِالخَدّ الخَطّ وَبِالعَمّ الجّمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وِبِالخَالِ المَخِيْلَةِ. يَقُوْلُ إِذَا كَانَ الرّجُلُ مَسْعُوْدًا قَالَ العَامّةُ فِيْهِ مِنَ المَكَارِمِ مَا لَا يَكُادُ يُخْفَى وَإِنْ كَانَتِ المَخِيْلَةِ كَاذِبَةً. [من البسيط] 1501 - إِذَا صَدَقْتُ بِهَجْوِ النَّاسِ خفتُهُمُ ... وَإِنْ مَدَحْتُ أَخَافُ اللَّه مِنْ كَذِبِي ¬
قَبْلهُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّه مِنْ نَظْمِ القَرِيْضِ فَقَدْ ... أَقْلعْتُ عَنْهُ فَمَا لِي فِيْهِ مِنْ أَرَبِ إِذَا صَدَقْتُ. البَيْتُ المُتَنَبِّي: [من المنسرح] 1502 - إِذَا صَدِيْقٌ نَكِرْتُ جَانِبَهُ ... لَمْ تُعْيِنِي فِي فِرَاقِهِ الحِيَلُ مُحَمَّدُ بن شِبْلٍ: [من الوافر] 1503 - إِذَا صَغُرَتْ عُقُوْلٌ مِنْ أُنَاسٍ ... فَلَا تَغْتَرَّكَ الجُثثُ الضِّخَامُ [من الوافر] 1504 - إِذَا صَفَتِ المُوَدَّةُ بَيْنَ قَوْمٍ ... وَدَامَ إِخَاؤُهُمْ سَمُجَ الثَّنَاءُ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 1505 - إِذَا صُلْتُ صَوْلًا لَمْ أَجِدْ لِي مُصَاوِلًا ... وَإِنْ قُلْتُ قَوْلًا لَمْ أَجِدْ مَنْ يُقَاوِلُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 1506 - إِذَا صُلْتُ لم أَتْركْ مَصَالًا لِفَاتِكٍ ... وَإِنْ قُلْتُ لَمْ أَتْرِكْ مَقَالًا لِعَالِمِ حَدّثَ إِبْرَاهِيْمُ بن حُمَيْد قَالَ أَخْبَرَنَا ابن حَاتِمٍ عَنْ أَبِي عَبَيْدَةَ قَالَ قَدِمَ أُمَيّةَ بن عَبْدُ اللَّهِ خَالِدِ بن أُسَيْد بن مَالِكِ مِنْ خُرَاسَانَ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ المَلِكِ مَا لَكَ ولابْنِ حُرْثَان حُيْثُ يَقُوْلُ: إِذَا هَتَفَ العُصْفُوْرُ طَارَ فُؤَادهُ. البَيْتُ. وَابنُ حُرْثَانَ هذَا مِنْ بَنِي رَهْمٍ فَقَالَ: يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِنِّي أَقَمْتُ عَلَيْهِ حَدًّا مِنْ حُدُوْدِ اللَّهِ فَهَجَانِي قَالَ: أَفَلَا دَرَأتَ عَنْهُ الشّبُهَاتِ قَالَ: إنه أَتَى ذَنْبًا عَظِيْمًا قَالَ: وَإِنْ فَعَلَ فَإِنَّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ¬
ادْرَؤُوا الحُدُوْدَ بِالشّبُهَاتِ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ فَقَالَ: يَا بَنِي أُمَيَّةَ أَعْرَاضكُمْ أَعْرَاضكُمْ لَا تُعِيْنُوْهَا وَلَا تَبْذُلُوْهَا فإنما الشِّعْر مَوَاسِمَ لَا تَزْدَادُ عَلَى اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنّهَارِ إِلَّا حِدّةً وَاللَّه مَا يَسِرّني أَنِّي هُجِيْتُ بِبَيْتَيْنِ قَالَهُمَا الأَعْشَى فِي عَلْقَمَةَ بن عُلَاثةَ وَإِنَّ لِي حُمْرَ النّعَمِ. وَهُمَا قَوْلَهُ (¬1): تَبِيْتُوْنَ فِي المَشْتَا مَلَاءَ بُطُوْنكُمْ ... وَجَارَاتكُمْ غَرْثَى يَبِتْنَ خَمَائِصَا كِلَا أَبَويْكُمَا كَانَ فرعَا دِعَامَةٍ ... وَلَكِنَّهُم زَادُوا وَأَصبَحْتَ نَاقِصَا وَوَرَدَتْ أَنَّ بَيْتَ زُهْير قِيْلَ فِيّ وَإِنِّي عَدِمْتُ بَعْضَ جَوَارِحِي وَهُوَ قَوْلَهُ (¬2): عَلَى كثْرَتِهِمْ حَقّ مَنْ يَعَتريْهُمُ ... وعند المُقِلّيْنَ السّمَاحَةُ وَالبَذْلُ هلْ تَرَوْنَهُ تَرَكَ مِنْهُم غَنِيًّا أَو فَقِيْرًا إِلَّا وَصفَهُ بِالجوْدِ. ثُمَّ قَالَ يَا بَنِي أُمَيَّةَ ابْذُلُوا نَدَاكُمْ وَكُفّوا أَذَاكُمْ وَاعْفُوا إِذَا قَدِرْتُمْ فَإِنَّ العَفْوَ بَعْدَ القدْرَةِ وَالثّنَاءَ بَعدَ الخبْرَةِ وَلَا تُلْحِفُوا إِذَا سَألْتُمْ فَإِنَّ خَيْرَ المَالِ مَا وَفى ذمّة وَلَا تَقُوْلُوا ابْدَأ بِمَنْ تَعُوْلُ فَالنَّاسُ عِيَالُ اللَّهِ قَد تَكَفّلَ بِأَززَاقِهِمْ وَجَعَلَ رِزق بَعْضِهمْ مِنْ بَعْضٍ فَمَنْ أَعْطَى أُخْلِفَ لَهُ وَمَنْ قَتَّرَ قَتّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ. [من الطويل] 1507 - إِذَا صُوْرَةٌ رَاقَتْكَ فَاخْبُرْ فَرُبَّمَا ... أَمَرَّ مَذَاَقُ العُوْدِ وَالعُوْدُ أَخْضَرُ قَبْلهُ: أَرَى النَّاسَ فِي الأخْلَاقِ أهلَ تَخَلُّقِ ... وَأَخْبَارهُمْ شَتَّى فَعُرْفٌ وَمُنْكَرُ قريبٌ يُدَانِيْهِمْ إِذَا مَا رَأَيْتهُمْ ... وَمُخْتَلِفٌ مَا بَيْنهُمْ حِيْنَ يُخْبَرُ فَلَا تَحْمِدَنَّ الدَّهْرَ ظَاهِرَ صَفْحَةٍ ... مِنَ المَرْءِ مَا لَمْ تَبْلُ مَا لَيْسَ يَظْهَرُ وَمَا المَرْءُ إِلَّا الأَصغَرَانِ لِسَانهُ ... وَمَعْقَوْلهُ وَالحَسْم خَلْقٌ مُصَوَّرُ وَمَا الزَّيْنُ فِي ثَوْبٍ نَرَاهُ وَإِنَّمَا ... يَزِيْنُ الفَتَى مُخْبُوْرُهُ أَو تَبصّرُ ¬
إِذَا طُرَّةٌ رَاقَتْكَ فَاخبر. البَيْتُ ابنُ حَرثَانَ: [من الطويل] 1508 - إِذَا صَوَّتَ العُصْفُوْرُ طَارَ فُؤَادُهُ ... وَلَيْثٌ حَدِيْدُ النَّابِ عَنْدَ الثَّرَائِدِ فِي المَثَلِ ثَمْرَهُ الجُّبْنِ لا رِبْحٌ وَلَا خِسْرٌ. الخُسْرُ الخُسْرَانُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ العَامَّةِ: التَّاجِرُ الجبَانُ لا يَرْبَحُ وَلَا يَخْسَرُ. [من الطويل] 1509 - إِذَا ضَاقَ أَمْرٌ فَادْعُ رَبَّكَ إِنَّهُ ... قَدِيْرٌ عَلَى تَيْسِيْرِ كلِ عَسِيْرِ الخَلِيْلُ أَحمَدُ: [من الطويل] 1510 - إِذَا ضَاقَ بَابُ الرِّزْقِ عَنْكَ بِبَلْدَةٍ ... فَثَمَّ بِلَادٌ رِزْقُهَا غَيْرُ ضَيِّقِ هُوَ القَاضِي أَبُو سَعِيْدٍ الخَلِيْلُ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الخَليل السّحْرِيُّ وَفَاتهُ فِي سنة 387 هـ يَقُوْلُ بَعْدَهُ: وَإِيَّاكَ وَالسُّكْنَى بِدَارٍ مُذِلَّةٍ ... فَتُشْفَى بِدَارِ الذُّلَّةِ المَتَدَفِّقِ فَمَا ضَاقَتِ الدُّنْيَا عَليْكَ بُروجَهَا ... وَلَا بَابُ رِزْقِ اللَّهِ عَنْكَ بِمُغْلَقِ [من الهزج] 1511 - إِذَا ضَاقَ بِكَ الأَمْرُ ... فَكُنْ بِالصَّبْرِ لَوَّاذَا بَعْدهُ: وإِلاَّ فَاتَكَ الأَجْرُ ... فَلَا هَذَا وَلَا هَذَا ابْنُ الرُّوْمِيَّ: [من الوافر] 1512 - إِذَا ضَاقَتْ عَلَى أَمَلٍ بِلَادٌ ... فَمَا ضَاقَتْ عَلَى عَزْمٍ سَبِيْلُ ¬
أَبْيَاتُ ابْنُ الرّوْمِيّ أَوَّلُهَا: أَبَا عَمروٍ لَكَ المَثَلُ المُعَلّى ... وَخَدّ عَدُوّكَ التّرْبُ الذّلِيْلُ رَأيْتُ المَطْلَ مِيْدَانًا طَوِيْلًا ... يَرُوْضُ طِبَاعَهُ فِيْهِ البَخِيْلُ فَمَا هذَا المِطَالُ فَدَتْكَ نَفْسِي ... وَبَاعُكَ بِالنّدَى بَاعٌ طَوِيْلُ أَظُنّكَ حِيْنَ تَقْدِرُ لِي نَوَالًا ... يَقلّ لَدَيْكَ لِي مِنْهُ الجزِيْلُ وَيُعْوِزْكَ الَّذِي تَرْضَى لِمِثْلِي ... وَإِنْ يُعْوزِ الرَّأيُ الجمِيْلُ وَفِيْمَا بَيْنَ مطْلِكَ وَاخْتِلَالِي ... يَمُوْتُ بِدَائِهِ الرّجُلُ الهَزِيْلُ فَلَا تَقدُرْ بِقُدْرَتِكَ لِي نوَالًا ... وَلَا قَدْرِي فَتَحْقرُ مَا تُنِيْلُ وَأطْلِقْ مَا تُهِمّ بِهِ عَسَاهُ ... كَفَافِي أَيُّها الرّجُلُ النّبِيْلُ وَإِلَّا فَالسّلَامُ عَلَيْكَ مِنِّي ... بَنَتْ دَارٌ فَأَسْرَعَ بِي رَحِيْلُ إِذَا ضاقَتْ عَلَى أَمَلٍ بِلَادٌ. البَيْتُ [من الوافر] 1513 - إِذَا ضَاقَتْ عَليْكَ فَنَمْ قَلِيْلًا ... وَلَا تَطْلُبْ لِضِيْقَتِهَا انْفِرَاجَا بَعْدهُ: فَلَسْتَ تَنَالُ بِالحَرَكَاتِ فِيْها ... إِذَا حَرَّكْتهَا إِلَّا لَجَاجَا [من الطويل] 1514 - إِذَا ضَاقَ شَرْقُ الأَرْضِ فَالغَرْبُ وَاسِعٌ ... وإنْ غَاضَ بَحْرٌ فَالبِحَارُ كَثِيْرُ بَعْدهُ: فَفِي كُلِّ أُفْقٍ يَا عَلِيُّ إِمَامَةٌ ... وَفِي كُلِّ مِضرٍ يَا عَلِيُّ أَمِيْرُ [من الطويل] 1515 - إِذَا ضَاقَ صَدْرُ المَرْءِ عَنْ سِرِّ نَفْسِهِ ... فَصَدْرُ الَّذِي يُسْتَوْدعُ السِّرَّ أَضْيَقُ ¬
إِجَازَةُ العَتْبِيُّ بِقَوْلِهِ (¬1): فَلَا تُوَدِّعَنَّ الدَّهْرَ سِرّكَ أَحْمَقًا ... فَإِنَّكَ إِنْ أَوْدَعْتَهُ مِنْهُ أَحْمَقُ وَحَسْبُكَ فِي بَثِّ الأَحَادِيْثِ زَاجِرًا ... مِنَ الوَعْظِ مَا قَالَ الأَدِيْبُ المُوَفَّقُ إِذَا ضَاقَ صَدْرُ المَرْءِ عَنْ نَفْسِهِ. البَيْتُ وَبَاقِي الأَبْيَاتُ بِبَابِ التَّضْمِيْنِ فِي التَّرْجَمَةِ. وَقَالَ أَبُو نوَّاسٍ فِي المَعْنَى (¬2): لَا تَوَدِّعَنَّ مَصُوْنَ سِرّكَ ... مَا حَيِيْتَ لِغَيْرِ صَدْرِكْ فَإِذَا جَعَلْتَ فَقَد جَعَلْتَ ... بِكَفًّ غَيْرِكَ رَأسَ أَمْرك فَاحْفَظْ لِنَفْسِكَ سِرّهَا ... مَا حَكَّ جِلْدكَ غيرُ ظِفْرَك [من الطويل] 1516 - إِذَا ضَاقَ صَدْرِي بِالهُمُوْمِ تَفَرَّجَتْ ... لِعِلْمِي بِأَنَّ الأَمْرَ لَيْسَ إِلَى الخَلْقِ [من الوافر] 1517 - إِذَا ضَحِكَ الرَّئِيْسُ إِلَيْكَ فَاعْلَمْ ... بِأَنَّ فُؤَادَهُ لَكَ مُسْتَقِيْمُ بَعْدهُ: وَلَا تَحْفَلْ بِضِحْكٍ مِنْ نَظِيْرٍ ... فَجُلُّ النَّاسِ وَدّهُمُ سَقِيْمُ المُتَنَبِّيْ: [من الوافر] 1518 - إِذَا ضَرَبَ الأَمِيْرُ رِقَابَ قَوْمٍ ... فَمَا لِكَرَامَةٍ مَدَّ النُّطُوْعَا يَقُوْلُ مِنْهَا: ¬
رضُو بِكَ كَالرّضَا بِالشَّيْبِ قَسْرًا ... وَقَدْ وَخَطَ النَّوَاصِي وَالفُرُوْعَا [من الطويل] 1519 - إِذَا ضِقْتُ بِالهَمِّ اسْتَرَحْتَ إِلَى المُنَى ... وَسكت بِالآمَالِ عَادِيَةَ الهَمِّ [من الطويل] 1520 - إِذَا ضَلَّ عَنْهُمْ ضَيْفُهُمْ رَفَعُوا لَهُ ... مِنَ النَّارِ فِي الظَّلْمَاءِ أَلْوَيَةً حُمْرَا أَبُو سَعْدٍ المَخْزُوْمِيُّ: [من الوافر] 1521 - إِذَا ضَنَّ الجوَادُ بِمَا لَدَيْهِ ... فَمَا فَضْلُ الجوَادِ عَلَى البَخِيْلِ وَمِنْ هذَا البَابِ قَوْلُ: إِذَا ضَنّ مَنْ قَدْ كُنْتَ تَأمُلُ رفْدَهُ ... بما عِنْدَهُ يَوْمًا وَأَنْتَ عَدِيْمُ فَدَعْهُ وَلَا تَضْرَع إِلَيْهِ فَإِنَّهُ ... سَيُغِيْثُكَ عَنْهُ اللَّهُ وَهُوَ ذَمِيْمُ * * * قَالَ عُمَرُ بن عَبْد العَزِيْزِ رَحَمَهُ اللَّهُ: إِذَا أَمّلَنِي امْرُؤٌ وَلَمْ أَخفِق أَملَهُ فَقَدْ عَرَضْتُ نِعْمَة اللَّهِ لِلزّوَالِ عَنِّي وَإِذَا اسْتَجَارَني وَلَمْ أُجِرْهُ فَقَدْ قَصّرْتُ بِحَسَبِي وَأَنْشَدَ (¬1): إِذَا طَارِقَاتُ الهَمّ سَاوَرَتِ الفَتَى ... وَأَعْمَلَ فِيْهَا الفِكْرَ وَاللّيْلُ عَاكِرُ وَبَاكَرَنِي إذ لَمْ يَكُنْ مُنْجِدٌ لَهُ ... سِوَايَ وَلَا مِنْ شِدّةِ الكَرْبِ نَاصِرُ فَرَجْتُ بِمَالِي هَمّهُ فِي مَقَامِهِ ... فَزَاوَلَهُ الهَمُّ الطّرُوْقُ المُسَاوِرُ وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ عَلَيَّ بِظِنّهِ ... بِيَ الخَيْرَ أَنِّي للَّذِي ظنَّ شَاكِرُ قَيْسُ بن الخَطِيْمِ: [من الطويل] ¬
1522 - إِذَا ضَيَّعَ الإِخْوَان سِرًّا فَإِنَّنِي ... كتُوْمٌ لأَسْرَارِ العَشِيْرِ أَمِيْنُ [من الوافر] 1523 - إِذَا ضَيَّعْتَ أَوَّلَ كُلِّ أَمْرٍ ... أَبَتْ أَعْجَازُهُ إِلَّا الْتِوَاءَا بَعْدهُ: وَإِنْ سَوَّمْتَ أَمْرَكَ كُلَّ وَغْدٍ ... كَانَ أَمْرُكُمَا سَوَاءَا وَإِنْ دَاوَيْتَ أَمْرًا بِالتَّنَائِي ... وَبِاللِّبَانِ أَخْطَأتَ الدَّوَاءَا [من الوافر] 1524 - إِذَا ضَيَّعْتَ ثُمَّ أَتَيْتَ تَبْغِي ... وَجَدْتَ الأَرْضَ وَاسِعَةَ الفَضَاءِ [من الوافر] 1525 - إِذَا ضَيَّقْتَ أَمْرًا زَادَ ضِيْقًا ... وَإِنْ هَوَّنْتَ مَا قَدْ عَزَّ هَانَا بَعْدهُ: وَيُرْوَى: فَلَا تَجْزَغ لأَمْرٍ ضَاقَ يَأسًا فَلَا تَهْلِك لِشَيْءٍ فَاتَ يَأسًا ... وَكَمْ أَمْرٍ تَصَعَّبَ ثَمَّ لَانَا سَأَصْبِرُ مِنْ رَفِيْقِي إِنْ جَفَانِي ... عَلَى كُلِّ الأذَى إِلَّا الهَوَانَا فانَّ المَرءَ يَجْزَعُ فِي خلَاءٍ ... وَإِنْ حَضَرَ الجَمَاعة أَنْ يُهَانَا ابْنُ الرُّوْمِيِّ: [من الطويل] 1526 - إِذَا طَابَ لِي عَيْشٌ تَنَعَّضْتُ طِيْبَهُ ... لِصِدْقِ يَقِيْنِي أَنْ سَيَذْهَبَ كَالحُلْمِ قَبْلهُ: ¬
رَأَيْت حَيَاةَ المَرْءِ رَهْنًا بِمَوْتهِ ... وَصِحّتَهُ رَهْنًا كَذَلِكَ بِالسَّقَمِ إِذَا طَابَ لِي عَيْشٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَمَنْ كَان فِي عَيْشٍ يُرَاعِي زَوَالَهُ ... فَذَلِكَ فِي بُؤْسٍ وَإِنْ كَانَ فِي نُعَمِ [من الطويل] 1527 - إِذَا طَالَ عُمْرُ المَرْءِ فِي غَيْرِ آفَةٍ ... أَفَادَتْ لَهُ الأَيَّامُ فِي كَرِّهَا عَقْلَا [من الطويل] 1528 - إِذَا طَرَفٌ مِنْ حَبْلِكَ انْحَلَّ عَقْدُهُ ... تَدَاعَتْ وَشِيْكًا بِانْتِقَاضٍ مَرَائِرُه [من السريع] 1529 - إِذَا طَغَى الكَبْشُ بِلَحْمِ الكُلَى ... أُدْخِلَ رَأسُ الكَبْشِ فِي كِرْشِهِ قَبْلهُ: لَا تُنْبِشِ الشَّرَّ فَتُبْلَى بِهِ ... فَقَلَّ مَنْ يَسْلَم مِنْ نَبْشِهِ وَالبَحْرُ أَيْضًا فِيْهِ قَشٌّ لَهُ ... فَاحْذَرْ عَلَى نَفْسِكَ مِنْ قِشِّهِ إِذَا طَغَى الكِبْشُ بِشحْمِ الكُلَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ للَّهِ فِي عَالَمِهِ خَاتِمٌ ... تَجْرِي المَقَادِيْرُ عَلَى نَقْشِهِ هَذَا شِعْرٌ قَدِيْمٌ وَيُرْوَى أَنَّهُ كَانَ مَكْتُوْبًا عَلَى سَيْفِ بُخْت نصَّر. أَعْرَابِيٌّ: [من السريع] 1530 - إِذَا طَلَبْتَ غَادَةً تَبْغِيْهَا ... فَارْمِ بِعَيْنَيْكَ إِلَى أَخِيْهَا البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] ¬
1531 - إِذَا طَلَبْنَا بِلِيْنِ القَوْلِ غِرَّتَهُ ... ظَلْنَا نُعَالِجُ قُفْلًا لَيْسَ يَنْفَتِحُ كَانَ المُتَوَكِّلُ قَدْ كَتَبَ لِلبُختُرِيِّ بِجَائِزَتِهِ إِلَى أَحْمَدَ بنُ دَاوُد السيبيّ بِعِشْرِيْنَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقُتِلَ المُتَوَكِّلُ وَطَمَعَ السيبيّ فِيْهَا فَقَالَ يَمْدَحُ الحَسَنَ مخلدٍ وَيَسْتَعِيْنهُ عَلَى السّيبيّ: فَدَاكَ مَنْ لَا نَدَاهُ صَوْبُ غَادِيَةٍ ... تَهْمِي وَلَا صَدْرُهُ لِلجوْدِ مِنْشَرِحُ أَمُطْلِقِي مِنْ يَدِ السّيبي أَنْتَ فَقَدْ ... كَلّتْ لَدَيهِ رِكَابُ الطَّالِبِ الطُّلُحُ أَرَى عَلَى بَابِهِمْ صَرْعَى أَضَرَّ بِهِم ... طُوْلُ المَطَالِ فَلَا أَوْجَدُوا وَلَا نَجَحُوا لنَا مَوَاقِفُ فِي أَثْنَاءِ عَرْصَتِهِ ... تُهَانُ أَخْطَارُنا فِيْهِ وَتَطْرَحُ نَغْشَاهُ لَا نَحْنُ مُشْتَاقُوْنَ مِنْهُ إِلَى ... أُنْسٍ وَلَا هُوَ مَسْرُوْرٌ بِنَا فَرِحُ إِذَا طَلَبْنَا بِلِيْنِ القَوْلِ غِرَّتَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَعْيَا عَلَيَّ فَلاَ هَيَّابَةٌ فَرِقٌ ... يَخْشَى الهِجَاءَ وَلَا هَشٌّ فَيُمْتَدَحُ يُزِيْغُ كَاتِبُهُ صُلْحًا لِيُنْقصُنِي ... وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا شَرٌّ فَنَصْطَلِحُ وَكَمْ أُنَاسٍ أَلَامُوا فِي مُتَاجِرَتِي ... وَحَاوَلُوا الرِّبْحَ فِي نَقْصِي فَمَا رَبِحُوا خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ يمدح قومَهُ: [من الطويل] 1532 - إِذَا طَلَبُوا ذَخْلًا فَلَا الذَّحْلُ فَائِتٌ ... وَإِنْ ظَلَمُوا أَكْفَاءَهُمْ بَطَلَ الذَّحْلُ سُوَيدُ بن صُمَيْخٍ: [من الطويل] 1533 - إِذَا طَلَبُوا مِنِّي اليَمِيْنَ مَنَحْتُهُمْ ... يَمِيْنًا كَبُرْدِ الأَتْحَمِيِّ المُمَزَّقِ بَعْدَ قَوْلُ سُوَيْدٍ: إِذَا طَلَبُوا مِنِّي اليَمِيْنَ مَنَحْتهُم وَإِنْ أَحْلَفُوا بِي بِالطّلَاقِ أتَيْتُهَا ... عَلَى خَيْرِ مَا كُنّا وَلَمْ نَتَفَرّقِ ¬
وَإِنْ أَحْلَفُوا بِي بِالعِتَاقِ فقَد دَرَى ... عُبَيْدٌ غُلَامِي إنه غَيْرُ مُعْتِقِ [من الطويل] 1534 - إِذَا طَلَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ فَسَلِّمِي ... فَآيَةُ تَسْلِيْمِي عَليْكِ طُلُوْعُهَا بَعْدهُ: فَعَشْرُ تَحِيَّاتِ إِذَا هِيَ أَشْرَقَتْ ... وَعَشْرٌ إِذَا اصْفَرَّتْ وَحَانَ غُرُوْبُهَا يَزِيْدُ بنُ عُمَيْرٍ الخُزَاعِيُّ: [من الطويل] 1535 - إِذَا طَمِثَتْ قَادَتْ وَإِنْ طَهُرَتْ زَنَتْ ... فَمَا بَرِحَتْ تَغْشَى الزِّنَى وَتَقُوْدُ يَقُوْلُ ذَلِكَ فِي زَانِيَةٍ بَعْدَهُ: أُعَاتِبُهَا حَتَّى إِذَا قُلْتُ أَقْبَلَتْ ... أَبَى اللَّه إِلَّا خَزْيِهَا فَتَعُوْدُ أَبُو المَحَاسِنِ نَصْرُ اللَّهِ بنُ عُنَيْنٍ: [من الوافر] 1536 - إِذَا طَمَعٌ كَسَا غرِي ثِيَابًا ... يَذِلُّ بِها كَسَانِي العِزَّ يَاسُ بَعْدهُ: بِأَرْضٍ لَا الكِلَابُ بِها كِلَابٌ ... وَلَا النَّاسُ السّرَاةُ هُنَاكَ نَاسُ [من الطويل] 1537 - إِذَا طَنَّتِ الأُذْنَانِ قُلْتُ ذَكَرْتِني ... أَو اخْتَلَجَتْ عَيْنِي رَجَوْتُ التَّلَاقِيَا ابْنُ حيّوس يمدح: [من الطويل] 1538 - إِذَا ظَلَّ يَحْمِي قِيْلَ يَقْظَانُ حَازِمٌ ... وَإِنْ بَاتَ يَهْمِي قِيْلَ بِالدَّهْرِ مُغْتَرُّ ¬
هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ فِي الوَزِيرِ البَازُوْرِيّ أَوَّلُهَا: تَمَنَّى العُلَى سَهْلٌ وَمَسْلكُهَا وَغْرٌ ... وَشِيْمَتُهَا إِلَّا إِذَا شِئْتهَا الغَدْرُ أَجُلّكَ فَوْقَ الخَلْقِ قَدرًا وَرُتْبَةً ... وَدُنْيًا وَدِيْنًا مَنْ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَاعَدَ مِنْ إنْعَامِكَ المَنَّ وَالأَذَى ... وَقَارَنَهُ مِنْكَ الطَّلَاقَةُ وَالبُشْرُ فِدَاؤُكَ أَمْلَاكٌ ثُرَابُ عُفَاتِهَا ... لَدَيْهَا العُبُوْس الجَمُّ وَالنَّظَرُ الشَّرَرُ إِذَا مَا رَقُوا بِالحَمْدِ لَمْ تَنْفَعِ الرُّقَى ... وَإِنْ سُحِرُوا بِالمَدْحِ لَمْ يَنْفَذِ السِّحْرُ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا ظَلَّ يَحْمِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَمَا هِيَ إِلَّا غِرّةٌ سَنَّهَا النَّدَى ... عَلَى غَارَةٍ فِي مَالِهِ شَنَّهَا الشِّعْرُ وَقِدْمًا نَهَاهُ النَّاصِحُوْنَ بِزَعْمِهِمْ ... فَمَرَّ كَأَنَّ النّهَى فِي سَمْعِهِ وَقْرُ فَكُلّ حَىٍّ يَحْيَا التُّرَابُ بِمَائِهِ ... فَدَاءُ غَمَامٍ مِنْ مَوَاطِرِهِ التِّبْرُ تَحَجَّبَ إِعْظَامًا وَمَا دُوْنَ عَدْلِهِ ... وقايض جَدْوَاهُ حِجَابٌ وَلَا سِتْرُ وَيَضْنُو عَلَى مَاءِ الجمَالِ بِوَجْهِهِ ... حَيَاءٌ تَظِنِّي جَاعِلٌ أَنَّهُ كِبْرُ فَلَا شَتَّتَ الإِلَهُ حجَج العُلَى ... وَلَا أَقْلَعَتْ إِلَّا بِهِ الحجر الغُبْرُ [من الوافر] 1539 - إِذَا ظَلَمَ الوَزِيرُ شَكَوتُ بَي ... فَمَنْ يُعْدِي إِذَا ظَلَمَ الوَزِيْرُ؟ وَمِنْ هذَا البَابِ قَوْلُ الإِمَامُ الشّافِعِيّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ (¬1): إِذَا ظَالِمٌ اسْتَعْمَلَ الظّلْمَ مَذْهَبًا ... وَلَجّ عُتُوًّا فِي قَبيْحِ اكْتِسَابِهِ فَكِلْهُ إِلَى صَرْفِ اللَّيَالِي فَإِنَّها ... سَتُبْدِي لَهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِ فكم قَدْ رَأَيْنَا طَالَمَا مُتَجَبِّرًا ... يَرَى النّجْمَ تِيْهًا مِنْهُ تَحتَ رِكَابِهِ فَأَوْثَقَ مَا قَدْ كَانَ يَوْمًا بِمُلْكِهِ ... أَنَاخَتْ صُرُوْفَ الحَادِثَاتِ بِبَابِهِ وَذَلِكَ حُكْمُ اللَّهِ فِي كُلّ ظَالِمٍ ... يُعَاقِبُهُ عَدْلًا بِسَوْطِ عَذَابِهِ ¬
[من الطويل] 1540 - إِذَا ظَلَمَتْ حُكَّامُنَا وَوُلَاتُنَا ... خَصَمْنَاهُمْ بِالمُرْهَفَاتِ الصَّوَارِمِ بَعْدهُ: سُيُوْفٌ كَأَنَّ المَوْتَ حَالَفَ حَدَّهَا ... مُسْتَطِبَّةٌ تَفْرِي شُؤونَ حَمَائِمِ إِذَا مَا انْتَضَيْنَاهَا لِيَوْمِ كَرِيْهَةٍ ... ضَرَبْنَا بِهَا مَا استَمْسَكَتْ بِالقَوَائِمِ (¬1) الرِّيَاشِيُّ: [من الوافر] 1541 - إِذَا عَاتَبْتُ مَنْ أَفْشَى حَدِيْثِي ... وَسِرِّي عِنْدَهُ فَأَنَا الظَّلُوْمُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1542 - إِذَا عَاجِلُ الدُّنْيَا أتَاَكَ بِمُفْرِحٍ ... فَمِنْ خَلْفِهِ فَجعٌ سَيَأتِيْكَ آجِلُ بَعْدهُ: وَكَانَتْ حَيَاةُ المَرْءِ سُوْقًا إِلَى الرَّدَى ... وَأَيَّامُهُ دُوْنَ المَمَاتِ مَرَاحِلُ [من الطويل] 1543 - إِذَا عَاَدَةُ اللَّهِ الَّتِي قَدْ أَلِفْتُهَا ... تَذَكَّرْتُهَا هَانَتْ عَلَيَّ الشَّدَائِدُ الرَّبِيع بن ضَبْع الفَزَارِيّ: [من الوافر] 1544 - إِذَا عَاشَ الفَتَى مِائَتَينِ عَامًا ... فَقَد ذَهَبَ اللَّذَاذَةُ وَالفَنَاءُ الفَتَاءُ: مَصْدَرُ الفَتِيّ يُقَال أَنَّهُ لَفَتِيُّ بَيِّنُ الفَتَاءِ وَالفَتَى مَقْصُوْرُ وَاحِدُ الفِتْيَانِ وَيُكْتَبُ بِاليَاءِ لأَنَّ تَثْنِيَتَهُ بِاليَاءِ يُقَال فَتَيَانِ. [من الوافر] ¬
1545 - اذَا عَاقَبْتَنِي فِي كُلِّ ذَنْبٍ ... فَمَا فَضْلُ الكَرِيْمِ عَلَى اللَّئِيْمِ قِيْلَ لِبَعْضِ المُعَمّرِيْنَ وَكَانَ مِنَ المُجَاوِرْينَ بِمَكّةِ شَرّفَهَا اللَّهُ مَا أَعْجَبَ مَا رَأَيْتَ قَالَ: رَأَيْتُ شَابًّا مُضَرِيًّا أَطْمَارُهُ رَثّةٌ وَهُوَ لَازِمٌ سِتَارَةَ الكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُوْلُ أَمَا تَسْتَحِي يَا ذَا الكَرَمِ وَالجوْدِ مِنْ عَبْدٍ أَخْرَجْتهُ مُفَضلًا مِنْكَ مِنَ العَدَمِ إِلَى الوُجُوْدِ وَلَم يَكُ شَيْئًا وَأَنْتَ نَاظِرُ إِلَى حَالِهِ سَامِعٌ لِتِكْرَارِ سُؤَالِهِ وَرِزْقكَ مَبْسُوْطٌ لِعُبَّادِ الأَوْثَانِ ثُمَّ قَالَ: أُقْسِمُ بِكَ لَئِنْ لَمْ تَرْفَعَنِي مِنْ مَذَلّةِ المَسْكَنَةِ وَالهَوَانِ إِلَى عِزِّ الغِنَى وَالسّلْطَانِ لأَشْكُوَنّ مِنْكَ إِلَيْكَ إِذْ لَا مُعَوّلَ لِي إِلَّا عَلَيْكَ قَالَ: فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا شَيْخُ لَا لَوْمَ عَلَيْكَ لَو سَمِعْتَ قَوْلُ العُقَلَاءِ وَشِعْرِ الفُصَحَاءِ فِي مُخَاطَبَتِهِمْ لِرَبّ الأَرْضِ وَالسّمَاءِ لمَا أَنْكَرْتَ ذَلِكَ وَأَنْشَدَ (¬1): فَكُنْ فِي كُلّمَا تَرْجُوْهُ مِنْهُ ... كَمَا يَرْجُو الضّيَاءَ مِنَ النّهَارِ قَالَ فلمّا كَانَ العَامُ المُقْبِلُ رَأَيْتهُ وَعَلَيْهِ مَهَابَةُ المُلْكِ وَآثَارُ النّعَمِ ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى أهْلِ الحَرَمِ جَزِيْلًا مِنَ النّعَمِ فَعَرِفْتُ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّ السّؤَالَ لِلكُرَمَاءِ مُثْمِرٌ لِحُصُوْلِ النّعمَاءِ. أَبُو عَبْدُ اللَّه بن الحَجَّاجِ: [من الوافر] 1546 - إِذَا عَالَجْتُ هذَا جَفَّ كَبدِي ... وَإِنْ عَالَجْتُ ذَاكَ رَبَا طِحَالِي قَبْلهُ: وَبِي مَرَضَانِ مُخْتَلِفَانِ حَالِي ... العَلِيْلَةُ مِنْهُمَا أَبَدًا بِحَالِ إِذَا عَالَجْتَ. البَيْتُ [من المتقارب] 1547 - إِذَا عَايَنَ الشَّيْخُ فِي نَفْسِهِ ... نَشَاطًا فَذَلِكَ مَوْتٌ خَفِيُّ ¬
المُتَنَبِّي فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من الطويل] 1548 - إِذَا عَايَنَتْكَ الرُّسْلُ هَانَتْ نُفُوْسُهَا ... عَلَيْها وَمَا جَاءتْ بِهِ وَالمُرَاسِلُ [من الطويل] 1549 - إِذَا عِبْتَ أَمْرًا ثَمَّ جِئْتَ بِمِثْلِهِ ... فَأَنْتَ وَمَنْ تَزرِي عَلَيْهِ سَوَاءُ [من الطويل] 1550 - إِذَا عِبْتَ فِعْلَ المَرْءِ ثَمَّ أتَيْتَهُ ... فَأَنْتَ ومَنْ يَأتِيْهِ مُسْتَوِيَانِ إبْرَاهِيْمُ بن المهْدِيّ: [من الطويل] 1551 - إِذَا عِبْتَ قَوْمًا بِالَذِي فِيْكَ مِثْلُهُ ... فَكَيْفَ يَعِيْبُ العُورَ مَنْ هُوَ أَعوَرُ؟ [من الطويل] 1552 - إِذَا عِبْتُ مِنْهُ خُلَّةً فَهَجَرْتُهُ ... تَذَكَرْتُ مِنْهُ خُلَّةً لَا أَعِيْبُهَا [من الطويل] 1553 - إِذَا عِبْتُهَا شَبَّهْتُهَا البَدْرَ طَالِعًا ... وَحَسْبُكَ مِنْ عَيْبٍ يُشَبَّهُ بِالبَدرِ بَعْدهُ: لَقَد فَضَلّتُ لَيْلَى عَلَى النَّاسِ مِثْلَ مَا ... عَلَى أَلْفِ شَهْرٍ فُضِّلَتْ لَيْلَةُ القَدْرِ تَدَاوَيْتُ مِنْ لَيْلَى بِلَيْلَى مِنَ الهَوَى ... كَمَا يَتَدَاوَى شَارِبُ الخَمْرِ بالخَمْرِ وَتَحْلِفُ لَيْلَى أَنَّنِي لَا أُحِبُّهَا ... بَلَى وَلَيَالِي العَشْرِ وَالشَّفْعِ وَالوَتْرِ ¬
أَعْرَابِيٌّ: [من الوافر] 1554 - إِذَا عَبْسِيَّة وَلَدَتْ غُلَامًا ... فَبَشِّرهَا بِلُؤْمٍ مُسْتَفَادِ عَمْرُو بن أَحْمَرَ: [من الطويل] 1555 - اذَا عِبْتُهَا زَادَتْ عَلَيَّ كرَامَةً ... وَوَاصَلْتُهَا إنِّي لَهَا لَوَصُوْلُ [من الطويل] 1556 - إِذَا عَجَزَ الإنْسَانُ عَنْ شُكْرِ وَاحِدٍ ... وَقَالَ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ شَكَرْ ابْنُ حَيُّوْسٍ فِي نَاصِرِ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ وَقَد بَرِيءَ مِنْ مَرَضٍ: [من البسيط] 1557 - إِذَا عَدَتْكَ اللَّيَالِي فِي تَصَرُّفِهَا ... فَكُلُّ حَادِثَةٍ جَاءتْ بِهَا هَدَرُ قَبْلهُ: يُبْرِيكَ أَبِجَانِبِ الأَوَاءِ عَنْ أُمَمٍ ... لَوْلَا حَيَاتُكَ لَمْ يَحْسُنْ لَهَا النَّظَرُ إِذَا عَدَتْكَ اللَّيَالِي فِي تَصَرُّفِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَالمُسْلِمُوْنَ بِخَيْرٍ مَا سَلِمْتَ لَهُمْ ... يُرْتَجَى وَيُخْشَى لَدَيْكَ النَّفْعُ وَالضَّرَرُ أَهْلُ السَّلَامَةُ فِي أَمْنٍ وَفِي دَعَةٍ ... مَا حظهم وَلَا الغَيُّ مُزْدَجَرُ لَقِيْتُ مَا عَادَتِ الأَعْيَادُ عَائِدَة ... مُخَلّدَ المُلْكِ مَمْدُوْدًا لَكَ العُمُرُ يَقُوْلُ ابْنُ حَيوس مِنْ أَبْيَاتِهِ فِي المَدْحِ: مُعَظّمُوْنَ يُطِيْعُ النَّاسُ أَمْرَهُمُ ... وَلَا يُطِيْعُوْنَ لِلأَمْلَاكِ إِنْ أُمِرُوا وَلَا يُخَوّفُ مَنْ رَاعُوا وَمَنْ مَنَعُوا ... وَلَا يُعَنّفُ مَنْ رَتعُوا وَمن قَهَرُوا هُمْ قَارَنُوا الحُسْنَ بِالإِحْسَانِ مِنْ كَرَمٍ ... حَتَّى تَشَابَهَتِ الأَفْعَالُ وَالصّوَرُ وَأَنْتَ مِنْهُمُ جَارًا وَأَبْعَدَهُمْ مَدًى ... وَأَطْيَبُهُمْ ذِكْرًا إِذَا ذُكِرُوا قَدْ شَاعَ ذِكْرُكَ فِي الدُّنْيَا بِزَعْمِ عِدًى ... يَطْوُوْنَهُ مَا اسْتَطَاعُوا وَهُوَ يَنْتَشِرُ ¬
فَهلْ رِيَاحُ سُلَيْمَانٍ تَجُوْبُ بِهِ البِلَادَ ... أَمْ بَاتَ يَسْرِي بِاسْمِكَ الخضرُ؟ فَأَتَتْ هِبَاتكَ أَوْفَى مَا أَقُوْلُ فَمَا ... أَسْرَفْتُ فِي الشّكْرِ إِلَّا قِيْلَ مُخْتَصَرُ مَتَى أُكَافِئُ مَاخَوّلْتَ مِنْ نِعَمٍ ... وَالمَدْحُ فِي جَنْبِ مَا خَوَّلْتَ مُحْتَقَرُ وقَد أضَاءتْ سَمَاءُ المَجْدِ مُذْ طَلعَتْ ... مِنْ مكْرمَاتِكَ فِيْهَا أَنْجُمٌ زُهُرُ أَيّامُكَ الغرّ زَادَتْ بَهْجَةً فَبِهَا ... هَذَا الزّمَانُ عل الأَزْمَانِ يَفْتَخِرُ أَمْنٌ وَعَدْلٌ وَعَفْوٌ فِي العِدَى حَرَضٌ ... وَالظّلْمُ مُرْتَدَعٌ وَالذّنْبُ مُغْتَفَرُ مُحَمَّد بن شِبْلٍ: [من الطويل] 1558 - إِذَا عُدَّ أَكْفَاءُ الرِّئَاسَةِ فِي الوَرَى ... فَأَرْأَسُهُمْ مَنْ كَانَ أَكْرَم مَحْتِدَا ابْنُ حَيُّوْسٍ: [من الطويل] 1559 - إِذَا عُدَّ صِدْقُ البَأسِ أَو ذُكِرَ النَّدَى ... فَمَا يَتَعَدَّاهُ لِسَانٌ وُخِنْصِرُ قَبْلهُ: صَفَتْ نعْمَتَانِ خَصَّتَاكَ وَعَمَّتَا ... حَدِيْثُهمَا حَتَّى القِيَامَةِ يُؤْثَرُ وَجُوْدُكَ وَالدُّنْيَا إِلَيْكَ فَقِيْرَةٌ ... وَجُوْدُكَ وَالمَعْرُوْفُ فِي الخلْقِ مُنْكَرُ إِذَا عُدَّ صِدْقُ البَأسِ. البَيْتُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ (¬1): إِذَا عُدّ مَجْدٌ قَدِيْمٌ لِمَعْشرٍ ... فَقَوْمِي يِهِمْ يُثْنَى هُنَاكَ الخَنَاصِرُ وَقَوْلُ ابن الحجّاجِ (¬2): وَكُنْتُ مَلِيًّا إِنْ تنَكّرَ لِي أَخٍ ... بِوَصْلِ أَخٍ تُثْنَى عَلَيْهِ الخَنَاصِرُ كَتَبَ بِهِ الحَجَّاجُ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: [من الطويل] ¬
1560 - إِذَا عَدَلَ السُّلْطَانُ هَانَ وَإِنْ يَكُنْ ... لِذِي إمْرَةٍ جَوْزٌ فَإِنَّ لَهُ نُبْلَا كَانَ الحَجاجُ بنُ يُوْسُفَ الثّقفِيّ اسْتَكْفَى رَجُلًا مِنْ وَلَدِ عُثْمَانَ بن عفّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَلّاهُ بَعْض أُمُوْرِ الخرَاجِ فَعَدَلَ الرّجُلُ فِي النَّاسِ فَسَاءَ الحَجّاجُ ذَلِكَ وَكَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابًا يَذُمّ فِيْهِ العَدْلَ وَيُعَرّفُهُ أَنَّ الجّوْرَ أَدْعَا إِلَى الهَيْبَةِ وَكَتَبَ فِي آخرِ الكِتَابِ: إِذَا عَدَلَ السّلْطَانُ هَانَ وَإِنْ يَكُنْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَمَا العَدْلُ إِلَّا عَجْزُ رَأيٍ وَذِلّةٌ ... وَكُلّ أَخِي عَدْلٍ سَيُوّرثهُ ذُلّا [من الوافر] 1561 - إِذَا عَدِمَ الطَّبِيْبَ عَلِيْلُ قَوْمٍ ... وَعَزَّ دَوَاؤُهُ هلَكَ العَلِيْلُ [من الطويل] 1562 - إِذَا عَدِمَ العَقْلَ الفَتَى فَهُوَ مَيِّتٌ .. وَذَلِكَ مَعْدُوْدٌ مِنَ الحَيَوَانِ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 1563 - إِذَا عَدُوُّكَ لم يُظْهِرْ عَدَاوَتَهُ ... فَمَا يَضُرُّكَ أنْ عَادَاكَ مُسْتَتِرَا الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1564 - إِذَا عَرَبِيٌّ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ سَيْفِهِ ... مَضَاءً عَلَى الأَعْدَاءِ أَنْكَرَهُ الجدُّ قَبْلهُ: يَقُوْلُ مِنْهَا: وَللَّهِ قَلْبٌ لَا يبل غَلِيْلهُ ... وِصَالٌ وَلَا يُلْهِيْهِ مِنْ خِلَّة وَعْدُ تُكَلِّفُنِي أَنْ أَطْلُبَ العِزَّ بِالمُنَى ... وأين العُلَى إِنْ لَمْ يُسَاعِدُنِي الجِدُّ يَسُرّ الفَتَى دَهْرٌ وَقَد كَانَ سَاءَهُ ... وَتَخْدِمهُ الأَيَّامُ وَهُوَ لَهَا عَبْدُ وَلَا مَالَ إِلَّا مَاكَسَبْتَ بِنَيْلِهِ ... ثناءً وَلَاَ مَالٌ لِمَنْ مَا لَهُ مَجْدُ ¬
إِذَا عَرَبِيٌّ لَمْ يَكُنْ مِثلَ سَيْفِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ مِنْهَا: إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ قَلَّ صَدِيْقُهُ ... وَفَارَقَهُ ذَاكَ التَّحَنُّنُ وَالوِدُّ وَأَصْبَحَ يُغْضِي الطَّرْفَ عَنْ كُلِّ مَنْظَرٍ ... أَنِيْقٍ وَيُلْهِيْهِ التَّغَرُّبُ وَالبُعْدُ [من الطويل] 1565 - إِذَا عَرَضَتْ لِي مِنْ سَفِيْهٍ سَفَاهَةٌ ... فَإِنَّ سُكُوْتِي لِلسَّفِيْهِ جَوَابُ بَعْدهُ: وَإِنِّي كَالضِّرْغَامِ لَيْسَ بِمُفكِرٍ ... إِذَا نَبَحَتْ يَوْمًا عَلَيْهِ كِلَابُ * * * وَمِنْ هذَا البَابِ قَوْلُ (¬1): إِذَا عَرُضَتْ لِلْفَتِى لِحْيَةٌ ... وَطَالَتْ فَعَاَدَتْ إِلَى سُرّته فَنِقْصانُ عَقْلِ الفَتَى عِنْدَها ... بِمِقْدَارِ مَا زِيْدَ فِي لِحْيَتِه مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ: [من الطويل] 1566 - إِذَا عُرِفَ الكَذَّابُ بالكِذْبِ لَمْ يَزَلْ ... لَدَى النَّاسِ كَذَّابًا وَإِنْ كَانَ صَادِقَا بَعْدهُ: وَمِنْ آفَةِ الكَذَّابِ نِسْيَانُ كِذْبِهِ ... وَتَلْقَاهُ ذا حِفْظٍ إِذَا كَانَ حَاذِقَا يُقَالُ فِي المَثَلِ إِذَا سَمِعْتَ بِسُرَى القَيْنِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُصْبِحٌ. يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَعْرِفهُ النَّاسُ بِالكَذِبِ فَلَا. . . قوله وَإِنْ كَانَ صَادِقًا. قَالَ الأَصْمَعِيُّ إِنَّ القَيْنَ بِالبَادِيَةِ يَتَنقَّلُ فِي مِيَاهِهِمْ فَيقِيْمُ. . . فَيَكْسَدُ عَلَيْهِ عَمَلهُ ثَمَّ يَقُوْلُ لأَهْلِ المَاءِ إِنِّي أَرْحَلُ عَنْكُم اللَّيْلَةَ وَإِنْ لَمْ يُرِدْ ذَلِكَ وَلَكِنَّهُ يُشَنِّعُهُ لِيَسْتَعْمِلَهُ مَنْ يُرِيْدُ اسْتِعْمَالَهُ، كثر مِنْ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ ¬
حَتَّى صَارَ لَا يُصَدَّقُ. أَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ: [من الطويل] 1567 - إِذَا عَرِقَ المَهْقُوْعُ بِالمرْءِ أَنْعَظَتْ ... حَلِيْلَتُهُ وَازْدَادَ حرًّا عِجَانُهَا هذَا البَيْتُ هُوَ المَثَلُ، يُضْرَبُ فِي التّشْوِيْقِ إِلَى الأَهْلِ عِنْدَ الحَرَكَةِ العَنِيْفَةِ الَّتِي تُوْجِبُ عَرقَ الدَّابّهِ وَهُوَ المَهْقُوْعُ وَالهَقْعَةُ دَائِرَةٌ تَكُوْنُ عِنْدَ رِجْلِ الفَارِسِ فِي جَنبِ الفَرَسِ فَلِذَلِكَ قِيْلَ فَرَسٌ مَهْقُوْعٌ. العَرَبُ تَزْعمُ أَنَّ الفَرَسَ المَهْقُوْعَ إِذَا عَرِقَ تَحْتَ رَاكِبهِ أنْعَظَتْ أَمْرَأَتهُ وَهَاجَتْ لِلجمَاعِ وَذَلِكَ مِنْ خُرَافَاتِ العَرَبِ الَّتِي لَا حَقِيْقَةَ لَهَا. زَيْدُ الخَيْلِ: [من الطويل] 1568 - إِذَا عَرَكَتْ عِجْلٌ بِنَا ذَنْبَ غَيْرِنَا ... عَرَكْنَا بِتَيْمِ اللَّاتِ ذَنْبَ بَنِي عِجلِ [من الوافر] 1569 - اذَا عَزَّ اللِّقَاءُ لَكُمْ زَمَانًا ... تَعَلَّلَ بِالمُكَاتَبَةِ المُحِبُّ مَنْصوْرُ الفَقِيْهُ: [من المتقارب] 1570 - إِذَا عُزِلَ المَرْءُ وَاصَلْتَهُ ... وَعِنْدَ الوِلَايَةِ أَستَكْبِرُ بَعْدهُ: لأن المولى له نخوة ... ونفسي على الذلِّ لا تصبِرُ ويرويان لأبي علي الوليداني. أَبُو بُكْرٍ الخَوَارِزْمِيّ: [من الوافر] 1571 - إِذَا عُزِلَ الأَكَارِمُ بِالأَدَانِي ... فَكَمْ يُمْنَى أُصِيْبَتْ بِالشِّمَالِ ¬
بَعْدهُ: وَكَمْ غَيْمٍ مَحَا بَدْرًا تَمَامًا ... وَأَقْشَعَ بَعْدَ ذَاكَ عَنِ الهِلَالِ وَبَعْضُ النَّاسِ يَملكَ وَهُوَ عَبْدٌ ... وَبَعْضُ النَّاسِ يُعِزُّكَ وَهُوَ وَالِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَلَوْ أَنِّي جُعِلْتُ أَمِيْرَ جَيْشٍ ... لَمَا قَاتَلْتُ إِلَّا بِالنَّوَالِ لأَنَّ النَّاسَ يَنْهَزِمُوْنَ مِنْهُ ... وَقَدْ ثَبَتُوا لأَطْرَافِ العَوَالِي [من الطويل] 1572 - إِذَا عَصَفَتْ بِالرَّوْضِ أَنْفَاسُ نَاجِرٍ ... فأَيَّ وَمِيْضٍ لِلغَمَامِ أشيْمُ وَمِنْ بَابِ (إِذَا) قَوْلُ: إِذَا عَصَمَ الفَقْرُ الفَتَى مِنْ رُكُوْبِهِ ... مَحَارِمَ مَوْلَاهُ فَمَا أَحْسَنَ الفَقْرَا ابْنُ هِنْدُو: [من الطويل] 1573 - إِذَا عَظُمَ القَدَرُ الرَّفِيْعُ مَنَاطُهُ ... فَمَا صِغَرٌ فِي السِّنِّ مُزرٍ بِذَلِكَا بَعْدهُ: وَمَا المَرْءُ إِلَّا أَصْغَرَاهُ إِذَا انْتَحَى ... أَلَدَّ خِصَامٍ أَو عَدُوًّا مُشَابِكَا وَقَد كَانَ لَيْثُ الغَابِ شِبْلًا وَغَابُهُ ... غُصوْنًا وَدَارَاتِ الغُيُوْثِ دَكَاكَا هُوَ أَبُو الفَرَجُ عَلِيّ بن الحُسَيْن بن هِنْدُو يَقُوْل مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا مَجْدُ الدَّوْلَةِ أَبَا طَالِبٍ رُسْتُم بن فَخْرِ الدَّوْلَةِ. * * * وَمِنْ بَابِ إِذَا (ع ظ) قَوْلُ المَعَرّيّ (¬1): إِذَا مَا رَأَيْتُم عِصْبَةً هِجْرِيّةً ... فَمِنْ رَأيِهَا لِلنّاسِ هَجْرُ المَسَاجِدِ ¬
وَلِلدّهْرِ سِرّ مُرْقِدٌ كَلّ سَاهِرٍ ... عَلَى غرّةٍ أَو مُوْقِظٌ كُلّ هَاجِدِ يَقُوْلُوْنَ تَأثِيْرُ القِرَانِ مُغَيّرٌ ... مِنَ الدّيْنِ آثَارَ السّرَاةِ الأَمَاجِد مَتَى يَنْزِلُ الأَمْرُ السّمَاوِيّ لَا يَعْدُ ... سِوَى سح رَمي الكَمِيّ المناجِدِ إِذَا عظموا كِيْوَانَ عَظّمْتُ وَاحِدًا ... يَكُوْن لَهُ كِيْوَانُ أَوَّل سَاجِدِ هذَا البَيْتُ الفَرْدُ. وَكِيْوَان اسمُ زُحَل. الحَارِثِيُّ: [من المنسرح] 1574 - إِذَا عَفَا لَمْ يَكُ فِي عَفْوِهِ ... مَنٌّ وَلَا يَكْدُرُ نُعْمَاهُ بَعْدهُ: وَإِنْ سَطَا عَاقَبَ ذَا ... جُزمِهِ بِقَدْرِهِ لَا يَتَعَدَّاهُ أَنْشَدَ العتَابِيُّ: [من الوافر] 1575 - إِذَا عَفَّ امْرُؤٌ فِي القَوْلِ فَانْظِرُ ... أَعَفُّ فِي الأمَانَةِ أَم حَرُوْدُ أَوَّل الأَبْيَاتِ إنْشَادُ العَتَابِيّ: إِذَا كَانَ الظّلُوْمُ يَقُوْدُ قَوْمًا ... أَرَادُوا الرّشْدَ ظُلّلَ مَنْ يَقُوْدُ يَنَالُ بِرِفْقِهِ ذُو الضّعْفِ مَا لَا ... يَنَالُ بِبَطْشِهِ الرّجُلُ الشّدِيْدُ كَبِيْرُ الشّرّ يَبْدُو مِنْ صَغِيْرٍ ... وَمِنْ مُسْتَصغَرِ الشّرّ الوُقُوْدُ فَدَعْ لِلُوُدّ عِنْدَ الصّرْمِ عَوْدًا ... لَعَلّ أَخًا تُصَارِمُهُ يَعُوْدُ إِذَا أَبْدَى امْرُؤٌ خلُقًا طَرِيْفًا ... أَتَى مِنْ دُوْنهِ الخلُقُ التّلِيْدُ فَلاَ تَمْزَحْ فَيَجْنِي غَيْرَ عَهْدٍ ... مزَاحكَ مِنْ أَخٍ مَا لا ترِيْدُ تَرَى الأَشْقَى بما لَمْ يَجْنِ يَشْقَى ... وَيسْعدُ بِالأَبَاطِيْلِ السّعِيْدُ إِذَا لَمْ يَبْلَ دِيْنُ المَرْءِ سِرًّا ... فَلَا يَغْرِرْكَ صَمتٌ أَو سُجُوْدُ تَرَى وَرِعًا عَلَانِيَةً لِقَوْمٍ ... وَهُمْ فِي سِرِّ أَمْرِهم أُسُوْدُ ¬
يَغُضّوْنَ الجّفُوْنَ لنَا رِيَاءً ... كَأَنّهُمُ إِذَا هَجَدُوا هُجُوْدُ إِذَا عَفّ امْرُؤٌ فِي القَوْلِ فَانْظُرْ. البَيْتُ يُرْوَى لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من الوافر] 1576 - إِذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَليْكَ أَمْرًا ... فَلَيْسَ يَحُلُّهُ إِلَّا القَضَاءُ بَعْدهُ: فَمَا لَكَ قمتَ بِدَارِ ذُلٍّ ... وَدَارُ العِزِّ وَاسِعَةٌ فَضَاءُ تَبَلّغَ بِالكَفَافِ فَكُلُّ شَيْءٍ ... مِنَ الدُّنْيَا يَكُوْنُ لَهُ انْقِضَاءُ وَيُرْوَى (يَؤُوْلُ إِلَى انْقِضاءِ). فَالأَبْيَاتُ الثَّلَاثُ تُرْوَى بِالرَّفْعِ فِي أَوَاخِرِهَا وَبِالكَسْرِ. ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من المتقارب] 1577 - إِذَا عَكَسَ الدَّهْرُ أَحْكَامَهُ ... سَطَا أَضْعَفُ القَوْمِ بَالأَبْطَشِ أَعْرابِيٌّ: [من الطويل] 1578 - إِذَا عَلِمَ الذِّئْبُ الكِتَابَ عَلِمْتُهُ ... وَلَنْ يَعْلَمَ الذِّئْبُ الكِتَابَ المُنَزَّلَا بَعْدهُ: وَإِنْ عَلَّمُوْنِي النّقْشَ بِالخَطِّ أُرْعِدَتْ ... أَنَامِلُ إِنْ أَجْرَيْتُهَا كُنَّ قُحَّلَا هذَا الأَعْرَابِيُّ يَصِفُ نَفْسَه بِالبَلَادَةِ. المُتَنَبِّي: [من الطويل] 1579 - إِذَا عَلَوِيٌّ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ طَاهرٍ ... فَمَا هُوَ إِلَّا حُجَّة لِلنَّوَاصِبِ بَيْتُ أَبِي الطّيّبِ: إِذَا عَلَوِيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِها طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ العَلَوِيّ أَوَّلُهَا: أعيدوا صَبَاحِي فهو عِنْدَ الكَوَاعِبِ (¬1) ¬
وَأَحْسَبُ أَنِّي لَو هَوَيْتُ فِرَاقكُمْ ... لَفَارَقْتُهُ وَالدَّهْرُ أَخْبَثُ صَاحِبِ فَيَالَيْتَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبّتِي ... مِنَ البُعْدِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ المَصَائِبِ ولو عَلَمٌ أَلْفَيْتَ فِي شقّ رَأسِهِ ... مِنَ السّقْمِ مَا غَيّرْتُ مِنْ خَطّ كَاتِبِ يَهُوْنُ عَلَى مِثْلِي إِذَا رَامَ حَاجَةً ... وُقُوْع العَوَالِي دُوْنهَا وَالقَوَاضِبِ كَثيْرُ حَيَاةِ المَرْءِ مِثْلُ قَلِيْلَهَا ... يَزُوْلُ وَبَاقِي عَيْشِهِ مِثْلُ ذَاهِبِ إِلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ مِمَّنْ إِذَا اتّقَى ... عِضَاضَ الأَفَاعِي نَامَ فَوقَ العَقَارِبِ بِأَيّ بِلَادٍ لَمْ أَجُرُّ ذَوائِبي ... وَأيّ مَكَانٍ لَمْ تَطَأهُ رَكَائِبي؟ إِذَا لَمْ تَكُنْ مُغْنِي النّسِيْبَ كَأَصْلِهِ ... فَمَا الَّذِي تغْنِي كِرَامَ المَنَاسِبِ وَمَا بَعُدَتْ أَشْبَاهُ قَوْمٍ أَبَاعِدٌ ... وَلَا قَرُبَتْ أَشْبَاهُ قَوْمٍ أَقَارِبِ إِذَا عَلَوِيٌّ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ طَاهِرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَتًى عَلّمَتْهُ نَفْسُهُ وَحُدُوْدُة ... قِرَاعَ الأَعَادِي وَابْتِذَالَ الرّغَائِبِ كَذَى الفَاطِمِيّوْنَ النّدَى فِي نَبَاتِهِمْ ... أَعَزُّ إمْحَاءً مِنْ ظُهُوْرِ الرَّوَاجِبِ عَلِيّ بن مَرْضِيّ بن عليّ بن عبد اللَّه بن سلمان التنّوخيّ: [من الطويل] 1580 - إِذَا عَمِيَتْ عَيْنُ البَصِيْرَةِ ضَاعَتِ ... الوُصَاةُ وَمَا الأَعْمَى كمِثْلِ بَصِيْرِ أَبُو نُوَاسٍ: [من الطويل] 1581 - إِذَا عَمِيَتْ عَيْنُ المُحِبِّ عَنِ الهَوَى ... رَأَيْتَ لَهُ عَيْنًا مِنَ الشَّوْقِ تُبْصِرُ البَدِيْهِيُّ: [من الطويل] 1582 - إِذَا عُنِيَتْ بِالشِّعْرِ مِنِّي رَوِيَّةٌ ... أَتَتْهَا القَوَافِي البَاهِرَاتُ سُجُوْدَا بَعْدهُ: وَإِنْ رمْتَ فِي حَالِ الكَلَالِ بَدِيْهَةً ... نَظَمْتَ بلا ثقلٍ عَلَيَّ عُقُوْدَا ¬
وَلِلنَّظْمِ آلَاتٌ مَتَى مَا تَجَمَّعَتْ ... لِمَنْ رَامَ قَوْلَ الشِّعْرِ كَانَ مَجِيْدَا [من الوافر] 1583 - إِذَا عَوْفٌ تَوَلَّجَ فِي شُرَيْحٍ ... عَلَانِيَةً فَقَدْ وَجَبَ الصِّدَاقُ هذَا مِنْ أَبْيَاتِ المَعَانِي. يُرِيْدُ بِقَوْلِهِ عَوْفٌ ذَكَرَ الرَّجُلَ وَشَرِيْحٌ اسمٌ للفَرجِ أَي إِذَا وَاقَعَ الرَّجُلُ امْرَأتَهُ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الصِّدَاق كُلُّهُ. * * * وَمِنْ بَابِ (إِذَا عوف) قَوْلُ أَبِي القَاسَمِ الوَزِيْرُ المَغْرِبِيّ (¬1): إِذَا عُوْفِيَ المَرْءُ فِي جِسْمِهِ ... وَمَلّكَهُ اللَّهُ قَلْبًا قَنُوْعَا وَأَلْقَى المَطَامِعَ عَنْ نَفْسِهِ ... فَذَاكَ الغَنِيّ وَلَو مَاتَ جُوْعَا قَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ: أَحْسَنُ الأَشيَاءِ وَأَطْيَبُهَا العَافِيَةُ. وَقَالَ آخرُ: العَافِيَةُ أَيّ عَطَاءٍ وَأَيّ عَطَاءٍ وَأَيّ عَطَاءٍ نَسْأَلُ اللَّه تَمَامَ العَافِيَةِ وَحُسْنَ العَاقِبَةِ. وَقَالَ آخرُ: العِيْشَةُ الرّاضِيَةُ هِيَ الغِنَى وَالعَافِيَةُ. [من الطويل] 1584 - إِذَا عُوقِبَ الجانِي عَلَى قَدرِ جُرْمِهِ ... فَتَأْنيْبُهُ بَعْدَ العِقَابِ مِنَ الرّبَا خرَاش بن مُرَّةَ الضّبِيّ: [من الطويل] 1585 - إِذَا عِيْلَ صَبْرُ المَرْءِ فِيْمَا يَنُوْبُهُ ... فَلاَ بُدَّ مِنْ أَنْ يَسْتَكِيْنَ وَيَجْزَعَا بَعْدهُ: وَمَا يَبْلُغ الإِنْسَانُ فَوْقَ اجْتِهَادِهِ ... إِذَا هُوَ لَمْ يَمْلِكْ لِمَا جَاءَ مَدْفَعَا ¬
[من الطويل] 1586 - إِذَا عُيِّرُوا قَالُوا مَقَادِيْرُ قُدِّرَتْ ... وَمَا العَارُ إِلَّا مَا تَجُرُّ المَقَادِرُ قَبْلهُ: وَلَيْسُوا لِعَمْرٍ غَيْرَ تَأشِيْبِ نَسْمَةٍ ... وَلَكِنَّ عمرًا غَيَّضَتْهُ المَقَابِرُ إِذَا عُيِّرُوا. البَيْتُ * * * وَمِنْ بَابِ (إِذَا عيّر) قَوْلُ أَبِي العَلَاءِ المَعَرّيّ (¬1): إِذَا عَيّرَ الطّائِيّ بِالبُخْلِ مَادِرٌ ... وَعَيَّرَتْ قِسًّا بِالفَهَاهَةِ بَاقِلِ وَطَاوَلَتِ الأَرْضُ السّمَاءَ سَفَاهَةً ... وَفَاخَرَتِ الشّهْبُ الحَصَا وَالجنَادِلِ فَيَامَوْتُ زُر إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيْمَةٌ ... وَيَا نَفْسُ جُدّي إِنَّ دَهْرَكِ هَازِلُ يُقَالُ فِي المَثَلِ: أَبْخَلُ مِنْ مَادِرٍ. هُوَ رَجلٌ مِنْ بَنِي هِلَالِ بن عَامِرِ بن صَعْصَعَةَ، وَبَلغَ مِنْ بُخْلِهِ أَنَّهُ سَقَى إِبْلَهُ فَبَقِيَ فِي أَسْفَلِ الحَوْضِ مَاءٌ قَلِيْلٌ فَسَلَحَ فِيْهِ وَمَدَرَ الحَوْضَ بِهِ فَسُمّيَ مَادِرٌ لذلك وَاسْمُهُ مُخَارِقٌ قَالَهُ أَبُو النّدَى. وَفِي بَنِي هِلَالٍ يَقُوْلُ الشَّاعِرُ (¬2): لَقَد حَلَلْت خِزْيًا هِلَال بَنِي عَامِرٍ ... بَنِي عَامِرٍ طرًّا بِسِلْحَةِ مَادِرِ فَأُفّ لَكُمْ لَا تَذْكِرُوا الفَخْرَ بَعْدَهَا ... بَنِي عَامِرٍ أَنْتُمْ شِرَارُ المَعَاشِرِ أَعْرَابِيَّةٌ مَاتَ زَوْجُهَا: [من الطويل] 1587 - إِذَا غَابَ بَعْلٌ كَانَ بَعْلٌ مَكَانَهُ ... وَلَا بُدَّ مِنْ آتٍ وَآخَرَ ذَاهِبِ ¬
وَمِنْ هذَا بَابِ (إِذَا غَابَ) قَوْلُ (¬1): إِذَا غَابَ رَهْطُ المَرْءِ غَابَ نَصِيْرُهُ ... وَأَطْرَقَ وَسْطَ القَوْمِ وَهُوَ جَلِيْدُ وَأُكْثِرُ غَضّ الطّرْفِ دُوْنَ عَدُوّه ... وَأغْضِي وَطَرْفُ العُيْنِ مِنْهُ حَدِيْدُ وَإَنَّ امْرَأً يَأتِي لَهُ الحَوْلُ لَا يَرَى ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا الأَبْعَدَيْنِ وَحِيْدُ [من الطويل] 1588 - إِذَا غَابَ شَيْءٌ كَانَ شَيْءٌ مَكَانَهُ ... وَلَا بُدَّ مِنْ مَاضٍ وآخَرَ آيِبِ عَاهَدَ أَعْرَابِيٌّ امْرَاتَهُ أَنْ لَا يَتَزَوَّجَ بَعْدَهَا فَلَمَّا مَاتَتْ لَمْ يَنْصرِفْ مِنْ قَبْرِهَا إِلَّا وَقَدْ تَزَوَّجَ ثَمَ قَالَ (¬2): خَطَبْتُ كَمَا لَوْ كُنْتُ قَدْ مُتُّ قَبْلَهَا ... لَكَانَتْ بلا شَكٍّ لأَوَّلِ خَاطِبِ أنَافِعُهَا تَعْذِيْبُ نَفْسِي بَعْدَهَا ... وَقَد وَدَّعَتْ أُخْرَى اللَّيَالِي الأَوَائِبِ إِذَا غَابَ شَيْءٌ كَانَ شَيْءٌ مَكَانَهُ. البَيْتُ وَلَيْسَ بِمُكَرَّرٍ. [من الطويل] 1589 - إِذَا غَابَ عَنْ عَيْنِي تَمَثَّلَ شَخْصُهُ ... وَوَكَّلْتُ هَمِّي بِالضَّمِيْرِ أُخَاطِبُه أشجع بن عَمْرو السُّلميّ: [من الطويل] 1590 - إِذَا غَابَ عَنَّا الفَجْرُ خُضْنَا بِوَجْهِهِ ... دُجَى اللَّيْلِ حَتَّى يَسْتَثِيْرَ لَنَا الفَجْرُ ¬
وَمِثْلُهُ (¬1): وَلَوْ أَنَّ رَكْبًا يَمَّمُوْكَ لَقَادَهُمْ ... نَسِيْمُكَ حَتَّى يَسْتَدِلَّ بِكَ الرّكْبُ أَبُو بَكْرٍ الزَّوْزَنيّ: [من المتقارب] 1591 - إِذَا غَازَلتْكَ الدُّمَى فَاغْتَنِمْ ... فَإِنَّ الكَعَابَ كَمِثْلِ الكِعَابِ بَعْدهُ: وَإِنْ نَاكَرْتكَ فَلَا تَنْكِرَنَّ ... فَذَاتُ الخِضَابِ كَمِثْلِ الخِضَابِ الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 1592 - إِذَا غَامَرْتَ فِي أَمْرٍ مَرُوْمِ ... فَلَا تَقْنَعْ بِمَا دُوْنَ النُّجُوْمِ بَعْدهُ: فَطَعْمُ المَوْتِ فِي أَمْرٍ عَظِيْمٍ ... كَطَعْمُ المَوْتِ فِي أَمْرٍ عَظِيْمِ يَرَى الجُّبَنَاءَ أَنَّ العَجْزَ عَقْلٌ ... وَتِلْكَ خَدِيْعَةُ الطَّبْع اللَّئِيْمِ وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلًا صَحِيْحًا ... وَآفَتهُ مِنَ الفَهْمِ السَّقِيْمِ وَلَكِنْ تَأخذُ الأَفْهَامُ مِنْهُ ... عَلَى قَدَرِ القَرَائِحِ وَالعُلُوْمِ وَكَلُّ شُجَاعَةٍ فِي المَرْءِ تغنِي ... وَلَا مِثْلُ الشَّجَاعَةِ فِي الحَكِيْمِ يَقُوْلُ مِنْها: مُعَادَاةُ الكرِيْمِ أَجَلُّ فِعْلًا ... وَأَجْمَلُ مِن مُصَادَقَةِ اللَّئِيْمِ فَلَا تُشْدِدْ يَدَيْكَ بِحَبْلِ وَصْلٍ ... سِوَى حَبْلِ الفَتَى الحرّ الكَرِيْمِ فَإِنَّ وِصَالَ أَهْلِ اللُّؤْمِ يَدعُو ... إِلَى غَيْرِ الصّرَاطِ المُسْتَقِيْمِ وَقِيْلَ لَهُ: هلْ يَكُوْن الشّجَاعُ حَكِيْمًا؟ قَالَ هذَا عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ ¬
السّلَامُ. أَبُو عُبَادَةَ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1593 - إِذَا غِبْتَ عَنْ أَرْضٍ وَيَمَّمْتَ غَيْرَهَا ... فَقَدْ غَابَ عَنْهَا بَدْرُهَا وَهِلَالُهَا قَبْلَهُ: غَدَتْ بِكَ آفَاقُ الجبَالِ خَصِيْبَةً ... وَهَلْ تُمْحِلُ الدُّنْيَا وَأَنْتَ ثُمَالُهَا إِذَا غِبْتَ عَنْ أَرْضٍ. البَيْتُ [من الطويل] 1594 - إِذَا غِبْتُ عَنْ سَامِي عُلَاكَ ضُرُوْرَةً ... فَإِنِّي بِإِهْدَاءِ المَحَامِدِ مَاثِلُ حَسَّانُ بن مَالِكٍ وزير المغرب: [من الطويل] 1595 - إِذَا غِبْثُ لَمْ أُحْضَرْ وَإِنْ جِئْتُ لَمْ أُسَلْ ... فَسِيَّانَ مِنِّي مَشْهَدٌ وَمَغِيْبُ هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ حَسّانُ بن مَالِك بن أَبِي عَبدَةَ وَزِيْرُ الأَنْدَلُسِ يُخَاطِبُ المُسْتَظْهِرَ عَبْدَ الرّحْمَنِ بن هشَامِ بن عَبْدِ الجبّارِ بن عَبْدَ الرّحْمَنِ النّاصِرِ صَاحِب الَغْرِب. وَبَعْدَ قَوْلَهُ مَشْهَدٌ وَمَغِيْبُ يَقُوْلُ (¬1): فَأَصْبَحَتُ تَيْمِيًّا وَمَا كُنْتُ قَبْلَهَا ... لِتَيْمٍ وَلَكِنَّ الشّبِيْة نَسِيْبُ قَدْ أَشَارَ فِي هذَا البَيْتِ إِلَى قَوْلِ الشَّاعِرِ (¬2): يقضَى الأَمْرُ حِيْنَ تَغِيْبُ تَيْمٌ ... وَلَا يَسْتَأذِنُوْنَ وَهُمْ شُهُوْدُ النُّمَيْرِيُّ: [من الطويل] 1596 - إِذَا غِبْتُ لَمْ أُطْلَبْ وَإِنْ جِئْتُ لَمْ أصِل ... وَلَلْعَتْبُ أَوْلَى بِي وَلَسْتُ بِعَاتِبِ بَعْدهُ: سَأُصْبِرُ لِلشَّوْقِ المُبَرَّحِ كَارِهًا .... وَأَرْقَبُ يَوْمًا صالِحًا فِي العَوَاقِبِ ¬
وَمَا كَلَّ مَنْ صَاحَبْتهُ مِثْلَ قَاسِ ... فَقِسْهُ وَفَكّرْ فِي سَبِيْلِ المَذَاهِبِ عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 1597 - إِذَا غِبْتَ لَمْ يَعْرِفْ مَكَانِي لذَّةً ... وَلَمْ يَلْقَ نَفْسِي لَهْوُهَا وَسُرُوْرُهَا كَتَبَتْ جَارِيَةٌ اسْمُهَا خُزَامى إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ (¬1): أَلَيْسَ مِنَ الحرْمَانِ حَظُ سُلِبْتهُ ... وَأَحْوَجَنِي فِيْهِ الزَّمَانُ إِلَى العُذْرِ فَصَبْرًا فَمَا هذَا بِأَوَّلِ حَادِثٍ ... رَمَتْنِي بِهِ الأَيَّامُ مِنْ حَيْثُ لَا أَدْرِي فَكَتَبَ إِلَيْهَا فِي الجَّوَابِ: إِذَا غِبْتِ لَمْ تعرف مَكَانِي لذَّة ... وَلَم تَلْقَ نَفْسِي لَهْوَهَا وسُرُوْرُهَا وَحَدَّثْتِ سَمْعًا واهِيًا غَيْرَ مُمْسِكٍ ... لِقَوْلي وَعَيْنًا لَا يَرَانِي ضمِيْرُهَا قَالَ ابْنُ المُعْتَزِّ: كَانَ لنَا مَجْلِسٌ دَعَوْتُ فِيْهِ خُزَامَى جَارِيَتنَا فَكَتَبَتْ إِلَيَّ تَعْتَذِرُ عَنْ تَأخُّرِهَا وَكَتَبَتْ فِي آخِرِ الكِتَابِ: أَلَيْسَ مِنَ الحرْمَانِ. البَيْتَانِ. فَكَتَبْتُ إِلَيْهَا فِي الجوَابِ: بِتَمْهِيْدِ عُذْرِهَا. وَفِي آخِرِهِ: إِذَا غِبْتِ لَمْ تَعْرِف. البَيْتَانِ. [من الطويل] 1598 - إِذَا غِبْتَ لَمْ تَنْفَغ صَدِيْقًا وَإِنْ تُقِمْ ... فَأَنْتَ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ ضَنِيْنُ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من البسيط] 1599 - إِذَا غَدَا مَلِكٌ بِاللَّهْوِ مُشْتَغِلًا ... فَاحْكُمْ عَلَى مُلْكِهِ بِالوَيْلِ وَالحَرَبِ ابن المُعْتَزِّ باللَّهِ: [من الطويل] 1600 - إِذَا غَدَرَتْ أَلْبَانُهَا بِضُيُوْفِنَا ... وَفَتْ بِالقِرَى لَبَّاتُهَا وَالصَّفَائِحُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ فِي النِّسَاءِ: [من البسيط] ¬
1601 - إِذَا غَدَرْنَ بِعَهْدٍ قُلْنَ مَعْذِرَةً ... إِنَّا نِسَاءٌ وَفِي النّسوَان نِسْيَانُ بَعْدهُ: لَا نلزَمُ الذِّكْرَ إنَّا لَمْ نُسَمَّ بِهِ ... وَلَا مَنحْنَاهُ بَلْ لِلذِّكْرِ ذِكْرَانِ [من الطويل] 1602 - إِذَا غَرَّدَ المُكَاءُ فِي غَيْرِ رَوْضَةٍ ... فَوَيْل لأَهْلِ الشَّاءِ وَالحُمُرَاتِ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لأَنَّ المُكَاءَ لَا يَكَادُ يُوْجَدُ إِلَّا فِي الرِّيَاضِ. ابْنُ هِنْدُو: [من الطويل] 1603 - إِذَا غَرَّدَتْ قُمْرِيَّهٌ خَالَ صَيْحَةً ... عَلَيْهِ وَإِنْ هَبَّتْ صبًا قَالَ فَيْلَقُ بَعْدهُ: وَإِنْ نَفَضَ البَرْقُ الحِجَازِيُّ صِبْغَهُ ... عَلَى الجوِّ قَالَ المَشْرِفِيُّ المُذَلَّقُ كَأَنَّ مَقِيْلَ القَلْب مِنْهُ قَرَارَو ... تُصفِّقُهَا أَيْدِي الرِّيَاحُ فَتَخْفِقُ عُتْبَةُ الغُلَامُ: [من الوافر] 1604 - إِذَا غَضِبَتْ رَأَيْتَ النَّاسَ صَرْعَى ... وَإِنْ رَضِيَتْ فَأرْوَاحٌ تَعُوْدُ جَرِيْرٌ: [من الوافر] 1605 - إِذَا غَضِبَتْ عَليْكَ بَنُو تَمِيْمٍ ... حَسِبْتَ النَّاسِ كُلَّهُمُ غِضَابَا مِنْهَا: فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ... فَلَا كَعْبًا بَلَغْتَ وَلَا كِلَابَا يُقَال إِنَّ هذَا أَفْخَرُ بَيْتٍ قالتْهُ العَرَبِ. وَمِنْ بَابِ إِذَا غَضِبَت قَوْلُ الآخرُ (¬1): ¬
إِذَا غَضِبَتْ تِلْكَ الأُنُوْفُ تَرَكْتُهَا ... وَلَمْ أَمْشِ فِي العُتْبَى وَلَكِنْ أُزِيْدُهَا [من الوافر] 1606 - إِذَا غَضِبَتْ عَليْكَ بَنُو تَمِيْمٍ ... فَمَا نَكَأتْ بِغَضْبَتِهَا ذُبَابَا أَعْرَابِيٌّ: [من الوافر] 1607 - إِذَا غَضِبَتْ عَلَيَّ غَضِبْتُ مَعْهَا ... عَلَى نَفْسِي وَيُعْجِبُنِي رِضَاهَا بَعْدهُ: وَمَا غَضَبِي عَلَى نَفْسِي لِجُرْمٍ ... وَلَكِنِّي أُسَارِعُ فِي هَوَاهَا [من الطويل] 1608 - إِذَا غَضِبَتْ لَيْلَى عَليْكَ فَأَرضِهَا ... بِمَا اسْتَعْتَبْتَ حَتَّى يَكُوْنَ لَكَ العُذْرُ بَعْدهُ: وَلَا تَمَنَّى فَقْدَ شَيْءٍ فَإِنَّهُ ... سَيَكْفِيْكَ إِنْ رُمْتَ المُبَاعَدَةَ الدَّهْرُ عَبْدُ الصَّمَدِ مِنْ شِعْرِ المغرب: [من الطويل] 1609 - إِذَا غَضِبُوا كَانَ الوَعِيْدَ انْتِقَامُهُمْ ... وَإِنْ وَعَدُوا لَمْ يَأتِ مِنْهُمْ سِوَى الوَعْدِ أَبُو العَالِيَةِ السَّامِيُّ: [من الطويل] 1610 - إِذَا غَطْمَطَ البَخرُ الغُطَامِطُ مَاؤُهُ ... فَلَيْسَ عَجِيْبًا أَنْ تَفِيْضَ الجَّدَاوِلُ قَبْلهُ: تَرَحَّلْ فَمَا بَغْدَادُ دَارُ إِقَامَةٍ ... وَلَا عِنْدَ مَنْ يُرْجَى بِبِغْدَادَ طَائِلُ بِلَادُ مَلَوْكِهِمْ سنهُمْ فِي أَدِيْمِهمْ ... وَكُلَّهُمْ مِنْ حليَةِ المَجْدِ عَاطِلُ ¬
فَلَا غَزوَ أن شُلَّتْ يدُ الجوْدِ وَالنَّدَى ... وقل سَمَاحٌ من أُنَاسٍ وَنَائِلِ غَطْمَطَ البَحْرُ الغطَامِطُ مَاؤُهُ. البَيْتُ [من الوافر] 1611 - إِذَا غَفَلَ الأَمِيْرُ عَنِ الرَّعَايَا ... فَإِنَّ الذَّنْبَ فِيْهِ لِلوَزِيْرِ بَعْدهُ: لأَنَّ عَلَى الوَزِيْرِ إِذَا تَوَلَّى ... أُمُوْرَ النَّاسِ تَذْكِيْرُ الأَمِيْرِ ابْنُ الرُّوْمِيِّ: [من الطويل] 1612 - إِذَا غَمَرَ المَالُ البَخِيْلَ وَجَدْتَهُ ... يُزِيْدُ بِهِ يَبْسًا وَإِنْ ظَنَّ يَرْطُبُ بَعْدهُ: وَلَيْسَ عَجِيْبًا ذَاكَ مِنْهُ لأَنَّهُ ... إِذَا غَمَرَ المَاءُ الحِجَارَةَ تَصْلُبُ البَحْرَانِيُّ: [من الوافر] 1613 - إِذَا غَنَّى الحَمَامُ طَرِبْتُ شَوْقًا ... إِلَيْكَ وَكُلُّ مُشْتَاقٍ طَرُوْبُ أَبْيَاتُ البَحْرَانِيُّ أَوَّلُهَا: هَوًى حَيْثُ الأَرَاكَةُ وَالكَثيْبُ ... أُعَانِي منه مَا جَهَلَ الطَّبِيْبُ إِذَا غَنَّى الحَمَامُ طَرِبْتُ شَوْقًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ تَوَاصَلَتِ الدِّيَارُ وَأَيُّ نَفْعٍ ... يَكُوْن إِذَا تَقَاطَعَتِ القُلُوْبُ أَرِيْحِي مِنْ صُدُوْدكِ وَاسْتَرِيْحِي ... مُعَذِّبَتْي فَمَا فِي ذَاكَ حُوْبُ أَنِفْت مِنَ الحَيَاةِ وَلَسْتُ أَرْضَى ... حَيَاةً لَيْسَ يَرْضَاهَا الحَبِيْبُ تَعَالِي نَرْتَجِعْ مَاضِي زَمَانٍ ... لنَا وَعَلَيَّ وِزْرُكِ وَالذُّنوْبُ ¬
تَقُوْلُ وَقَدْ مَدَدْتُ يَدِي إِلَيْهَا ... أَبَعْضُ خِضَابِ لَمَّتِكَ المَشِيْبُ أَعِدْ عَصْرَ الشَّبِيْبَةِ وَابْغِ وَصْلِي ... فَإِنَّ الشَّيْبَ مَقْلِيٌّ مَعِيْبُ رَأَتْنِي شَاحِبًا لَوْنِي فَصَدَّتْ ... وَلَوْلَا الحبُّ لَمْ يَكُنِ الشُّحُوْبُ وَلَمْ تَكُنِ الكَآبَةُ لِي شِعَارٌ ... ولكنْ كُلُّ مَنْ يَهْوَى كَئِيْبُ إِذَا كَانَ المُحِبُّ قَلِيْلَ حَظٍّ ... فَمَا حَسَنَاتُهُ إِلَّا ذُنُوْبُ ذُو الرُّمَّةِ: [من الطويل] 1614 - إِذَا غَيَّرَ النَّأيُ المُحِبِّيْنَ لَمْ يَكَدْ ... رَسِيْسُ الهَوَى مِنْ ذِكْرِ مَيَّةَ يَبْرَحُ بَعْدهُ: فَلَا القُرْبُ يُدْنِي مِنْ هَوَاهَا مَلَالَةً ... وَلَا حُبّهَا إِنْ تَنْزَحِ الدَّارُ ينزحُ [من الطويل] 1615 - إِذَا فَاتَ فِي الدُّنْيَا الَّذِي بِكَ أَرْتَجِي ... فَنَفْعُكَ عَنِّي فِي المَعَادِ قَلِيلُ أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 1616 - إِذَا فَاتكَ البِيْضُ الكَوَاعِبُ فَانْتَقِلْ ... بِرَحْلِكَ فَاخْلِطْهُ بِرَحْلِ عَجُوْزِ كَانَ شَابٌ مِنَ الأَعْرَابِ مُفْلِسًا وَكَانَ يَطْلِبُ امْرَأةً شَابَةً فَلَا يَجِدُ لِفَقْرِهِ فَتَزَوَّجَ امْرَأَةً كَبِيْرَةً مُوْسِرَةً وَقَالَ: إِذَا فَاتَكَ البِيْضُ الكَوَاعِبُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ عَجُوْزٍ لَهَا مَالٌ تَعِيْشُ بِفَضْلِهِ ... وَأُلْوَانُ وَشْيٍ فَاخِرٍ وَخُزُوْرِ [من المتقارب] 1617 - إِذَا فَاتَنِي نَفْعُهُ فِي الحَيَاةِ ... فَلَسْتُ أُؤمّلُهُ فِي المَعَادِ ¬
مَنْصوْرُ بن بَاذَانَ: [من الطويل] 1618 - إِذَا فَاجَأَتْهُ الخَيْلُ لَمْ يَنْتَظِرْ بِهَا ... لَحَاقَ الرِّجَالِ وَاجْتِمَاعَ المَقَانِبِ بَعْدهُ: وَلَكِنَّهُ يَرْمِي الصُّفُوْفَ بِنَحْرِهِ ... إِذَا جَشَأَتْ نَفْسُ الجَبَانِ المُوَارِبِ عَلِيّ بن مُسْهَرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 1619 - إِذَا فَارَقَتْ خَيْلِي دِيَارَ رَبِيْعَةٍ ... وَخَلَّفْتُهَا مِنْ بَعْدِهَا كيْفَ تَفْخَرُ في فلست تراهُ فاجعًا بالدّفاتر ابن طباطبا العلوي: 1620 - إِذَا فَجَعَ الدَّهُر امرأً بخَلِيلهِ تَسَلَّى ... وَلَا يَسلَى لفجع الدَّفاتِر بعض مشايخ الصُّوفيَّة: 1621 - إِذَا فَرِح النَّاسُ اغتَمَمنَا وَإِن بكَوا ... ضَحكنا فَمَا فينا وَلَا فيهِم وفقُ 1622 - إِذَا فَرُّزَنَ الدَّستُ البَيَاذِقَ وَانقضى ... أعِيدَت إلي أصدارهن البياذقُ عبد اللَّه بن المعتز: 1623 - إِذَا فُرصة أَمكَنَتُ فِي ... العدو فَلَا تَبدُ فعلكَ إِلَّا بِهَا المتوكل اللَّيثي في عجُوزٍ: 1624 - إِذَا فَرَغَت من أَهل دَارٍ تبيرهُمُ ... سمت سَموةً أخرى لدَارٍ تبيرُهَا 1625 - إِذَا فَسَدَ امرؤٌ عن طُول وَصلٍ ... فَفي تَرك الوصَال لَهُ صَلَاحُ أبو تمام: ¬
1626 - إِذَا فُقدَ المَفْقُودُ من آل مَالكٍ ... تَقطَّعَ قَلْبي رَحمةً للمَكَارم ابن البصري: 1627 - إِذَا فُقَدت لذاذَاتُ التَّصَابي فَمَا ... طيبُ الحَياةِ بمُستَطَاب 1628 - إِذَا فَكَّر الإِنسانُ فكرة عَاقلٍ رَأَى ... عَيشَهُ مَعنًى كَمَعنى مَمَاتِهِ 1629 - إِذَا فَلَّ عَزمي عز مَدى خَوفُ بعدِهِ ... فَأَبعدُ شيءٍ مُمكنٌ لَم يجد عَزْمًا أعْشَى هَمْدَان: [من الطويل] 1630 - إِذَا قَالَ أَوفِى مَا يَقُوْلُ وَلَمْ يَكُنْ ... كَمُدْلٍ إِلَى الأَقْوَامِ حَبلَ غُرُوْرِ قَبْلهُ: لَمْ أَرَ كَالحَاجَاتِ عِنْدَ الْتِمَاسِهَا ... لِنُعْمَانَ نُعْمَانَ النَّدَى ابن بَشِيْرِ إِذَا قَالَ أَوْفَى مَا يَقُوْلُ. البَيْتُ [من الطويل] 1631 - إِذَا قَالَ بَذَّ القَائِلِيْنَ فَلَمْ يَدَعْ ... لِذِي إرْبَةٍ فِي القَوْلِ جِدًّا وَلَا هَزْلَا هَذَا البَيْتُ مِنْ بَاب الالْتِقَاطِ وَالتَّعْلِيْقِ لأَنَّ المِصرَاعَ الأَوَّلُ لِشَاعِرٍ وَالأَخِيْرُ لِشَاعِرٍ آخَرَ. [من الطويل] 1632 - إِذَا قَالَ بَذَّ القَائِلِيْنَ مَقَالُهُ ... وَيَأخُذُ مِنْ أَكْفَائِهِ بِالمُخَنَّقِ يُقَال فِي المَثَلِ: بَلَغَ مِنْهُ المُخَنّقَ. وَهُوَ الحُنْجُرُةُ وَالحَلْقُ أَي بَلَغَ مِنْهُ الجهْدُ. لُجَيْمُ بن صعْب بن بَكْر بن وَائِلٍ: [من الوافر] ¬
1633 - إِذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوْهَا ... فَإِنَّ القَوْلَ مَا قَالَتْ حَذَامِ هَذَا البَيْتُ هُوَ المَثَلُ السَّائِرُ. وَأَصْلُهُ: زَعَمُوا أَنَّ امْرَأَةً مِنْ عَنَزَةَ بنِ أَسَدِ بن رَبِيْعَةَ يُقَالُ لَهَا حَذَامِ بِنْتُ العَتِيْكِ بن أَسْلَم بن يَذكُرُ بن عَنْزَةَ بن أَسَدِ بن رَبِيْعَةَ، كَانَتْ تَحْتَ لجيم بن صعْب بن عَلِيّ بن بَكْرِ بن وَائِل فَوَلَدَتْ لَهُ عِجْلَ بنَ لجيم ثَمَّ تَزَوَّجَ بَعْدَ حَذَامِ صَفِيَّةُ بِنْتُ كَاهِلِ بن أَسَدِ بن خُزَيْمَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ حَنِيْفَةَ بنَ لجيم ثُمَّ أَنَّهُ وَقَعَ بَيْنَ امْرَأَتَيْهِ تَنَازُعٌ فَقَالَ لجيم: إِذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوْهَا. البَيْتُ فَذَهَبَتْ مَثَلًا وَحَذَامِ مِنَ الأَسْمَاءِ المَعْدُوْلَةِ الَّتِي عَلَى فعَالِ نَحْوَ قَطَامِ وَغَلَاب وَرَقَاشِ وَيُرْوَى (¬1): إِذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصدِّقُوْهَا ... فَإِنَّ القَوْلَ مَا قَالَتْ حَذَامِ فَرَفَعَ وَجَرَّ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ. [من الطويل] 1634 - إِذَا قَالَ قَوْمي مَنْ تُرَى أَنْتَ عَاشِقٌ ... أَقُوْلُ لَهُمْ مَنْ لَا يُسَمَّى وَلَا يُكْنَى حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: [من الطويل] 1635 - إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ مَقَالًا لِقَائِلٍ ... بِمُلْتَقَطَاتِ لَا تَرَى بَيْنَهَا فَصْلَا نَظَرَ حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ إِلَى عَبْد اللَّهِ بن عَبَّاسٍ رَضيَ اللَّه عَنْهُ وَهُوَ يُجيْدُ القَوْلُ فَقَالَ فِيْهِ: إِذَا مَا ابْنُ عَبَّاسٍ بَدَا لَكَ وَجْهُهُ ... رَأَيْتَ فِي كُلِّ مَجْمَعَةٍ فَضْلَا إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرِكْ مَجَالًا لِقَائِلٍ ... بِمُلْتقَطَاتٍ لَا تَرَى بَيْنَهَا فَصلَا ¬
كَفَى وَشَفَى مَا فِي النُّفُوْسِ وَلَمْ يَدَعْ ... لِذِي إِرْبَةٍ فِي القَوْلِ جَدًّا وَلَا هَزْلَا وَسَمَوْتَ إِلَى العَلْيَا بِغَيْرِ مَشَقَّةٍ ... فَنِلْتُ قُصَاها لَا جَبَانًا وَلَا وَغْلَا خُلِقْتَ حَلِيْفًا لِلْمُرُوْءةِ وَالنَّدَى ... مَلِيْحًا وَلَمْ تُخْلَقْ كَهَامًا وَلَا جِبْلَا القُصى جَمْعَ القُصوَى ضِدَّ الدُّنْيَا وَالوَغْلُ الضَّعِيْفُ وَالوَغْلُ أَيْضًا الطَّالِبُ مَا لَيْسَ لَهُ وَالوَغْلُ الدَّعِيُّ وَالوَغْلُ فِي غَيْرِ هَذَا الَّذِي معجَم عل الشَّرَابِ لِيَشْرَبَ مَعَهُمْ مِنْ غَيْرِ أن يَدْعُوْهُ وَقِيْلَ بَلْ هُوَ الوَغْلُ فانه مَا يَشْرَبهُ الوَاغِلُ وَالكهَامُ مَنْ لَيْسَ نَاقِدًا فِي الأُمُوْرِ شَبَّهُوْهْ بِالسَّيْفِ الكَلِيْلِ وَالجبْلُ الجافِي وَالعَلْيَاءُ بِالمَدِّ وَلَكِنْ قصَرَ لِضُرُوْرَةِ الشِّعْرِ. قِيْلَ وَكَانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُدْنِي عَبْدَ اللَّهِ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا فِي حَالِ صَبْوَتِهِ وَيَأذَنُ لَهُ مَعَ جلَّةِ المُهَاجرِيْنَ الأَوَّلِيْنَ وَيُشَاورُهُ مَعَهُمْ وَيَرَاهُ مَوْضِعًا لأسْرَارِهِ وإِذَا سألَ عَنْ نَوَازِلِ الأَحْكَامِ سَأَلَهُ. قَالَ الشَّعْبِيُّ قَالَ العَبَّاسُ لابْنِهِ عَبْد اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِنِّي أَرَى هَذَا الرَّجُلَ يَعْنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ أَكْرَمَكَ وَأَدْنَاكَ وَاخْتَصَّكَ دُوْنَ أَكَابِرِ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحْفَظ عَنِّي ثَلَاثًا: لَا يُجْرِيَنَّ عَلَيْكَ كَذِبًا، وَلَا تُفْشِيَنَّ سِرًّا، وَلَا تُعَاتِبَنَّ عِنْدَهُ أَحَدًا. قَالَ الشَّعْبِيُّ فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ لَمَّا حَدَّثَنِي بِهَذَا الحَدِيْثِ كلّ وَاحِدَةٍ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. فَقَالَ إي وَاللَّهِ وَمِنْ عَشْرَة آلَافٍ. وَفِي الحَدِيْثِ أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُبَايِع صَغِيْرًا إِلَّا الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ وَعَبْد اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ فَإِنَّهُ بَايَعَهُمْ صِغَارًا. وَهَذَا عَدْلُ شَاهِدٍ عَلَى سَبْقِهِمْ فِي حَلْبَةِ النَّجَابَةِ وَالسَّعَادَةِ وَأَعْرَاقَهُمْ فِي مَخَائلِ الأَصَالَةِ وَالسِّيَادَةِ. عَدِيّ بن الرِّقَاعِ: [من الطويل] 1636 - إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ مَقَالًا وَلَمْ يَقِفْ ... لِعِيٍّ وَلَمْ يَثْنِ اللِّسَانِ عَلَى هُجْرِ لَمَّا بَنَى الوَليْدُ مَسْجِدَ الجَّامِعِ بِدَمَشْقَ وَفَرَغَ حَضَرَهُ فَصلَّى فِيْهِ ثَمَّ السْتَقْبَلَ النَّاسَ ¬
بِوَجْهِهِ فَأَتَاهُ عُدَيّ بن الرّقَاعِ الشَّاعِرِ فَمَثَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: لَعُمْرِي قَدْ أَجْرَى الإِمَامُ لِغَايَةٍ ... مِنَ الفَضْلِ مَا أَجْرَى إِلَى مِثْلِهَا مخبر أَفَادَ بِهَا مَجْدَ الحَيَاةِ وَذكرَهَا ... وَأَبْقَى بِهَا حَمْدًا وَفَخْرَا إِلَى فخر فَمَا مَسْجِدٌ بَعْدَ الثَّلَاثَةِ مِثْلهُ ... وَلَوْ طُفْتَ عُرْضَ الأَرْضِ قُطْرًا عَلَى قُطْرِ وَخُصَّ فَأبْهَى مَنْبَرٍ بَعْدَ مَنْبَرٍ ... بطيبة مَبْنِيّ إِلَى جَانِبِ القَبْرِ إِذَا مَا الإِمَامُ اسْتَشْرَفَ النَّاسَ فَوْقَهُ ... تَعَالَى تَعَالَى الجسْمُ أَبْيَضَ كَالبَدْرِ إِذَا قَالَ لَمْ يترك مَقَالًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ يُصرِّفُ بِالقَوْلِ اللِّسَانَ كَمَا انْتَحَى ... وَيَنْظرُ فِي أعْطَافِهِ نَظَرَ الصَّقْرِ وَإِنْ هَزَّ لِلمَعْرُوْفِ أَشْرَقَ وَجْهُهُ ... وَجَادَ بِعُرْفٍ لَا بَكْى وَلَا نَزْرِ فَقَالَ الوَليْدُ أَحْسَنْتَ بَارَكَ اللَّهُ عَليْكَ أَنَّكَ لتَسُرّنَا وَإِنَّكَ أَهْلٌ لأَنْ تَسرَّ وَأَمَرَ لَهُ بأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ. * * * إِذَا قَالَ لَمْ يَتْركْ مقَالًا وَلَمْ يَقِفْ لِعَيٍّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يُعَرّفُ بِالقَوْلِ اللِّسَانِ كَمَا انتحَى. البَيْتُ هَذَانِ البَيْتَانِ أظنّ عدَيًّا ضمَّنَهُمَا شِعْرهُ لأَنَّهُ يُرْوَى أَنَّ مُعَاوِيَةَ نَظَرَ إِلَى ابنِ عَبَّاسٍ وَأَنْشَدَ البَيْتَيْنِ. بَشَّارٌ: [من الطويل] 1637 - إِذَا قَالَ مَهْلًا ذُو القَرَابَةِ زَادَنِي ... وَلُوْعًا بِذِكْرَاهَا وَوَجْدًا بِهَا مَهْلَا بَعْدهُ: فَلَا يَحْسَبُ البِيْضُ الأَوَانِسُ فِي فُؤَادِي ... سِوَى سَعْدِي لِغَانِيَةٍ فَضْلَا الخَنْسَاءُ فِي صَخْرٍ: [من الوافر] 1638 - إِذَا قُبِحَ البُكَاءُ عَلَى قَتِيْلٍ ... رَأَيْتُ بُكَاءَكَ الحَسَنَ الجَمِيْلَا ¬
ابن شَمْسُ الخلَافَةِ: [من الطويل] 1639 - إِذَا قَبَضَ الكَفَّ اللَّئِيْمُ عَنِ النّدَى ... فَأَنْتَ الكَرِيْمُ المُنْعِمُ المُتَفَضِّلُ أَوَّلُهَا يَمْدَحُ بِهَا الشَّرِيْف إِسْمَاعِيْلُ بنُ تَغْلِبَ: لِوَاؤكَ مَنْصُوْرٌ وَجَدُّكَ مُقْبِلٌ ... وَسَعْيُكَ مَشْكُوْرٌ وَقَدْرُكَ أَفْضَلُ وَمَنْزِلُكَ الرَّحْبُ الَّذِي لَا يَذمّهُ ... نَزِيْلٌ وَلَا يَعْلُوْهُ فِي الأَرْضِ مَنْزِلُ وَلَيْسَ لِعَانٍ مِنْ نَوائِبِ دَهْرِهِ ... غَدَا مَعُوْلًا إِلَّا عَلَيْكَ المُعَوِّلُ إِذَا قَبَضَ الكَفَّ اللَّئِيْمُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: عَلَى اللَّهِ فِي كُلِّ الأُمُوْرِ تَوَكُّلِي ... وَإِنِّي عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَتَوَكَّلُ أَبُيْتَ سِوَى فَضْلٍ عَلَيَّ وِسِنَّةٍ ... لَدَيَّ وَإِحْسَانٍ إِلَيَّ تُعَجِّلُ مَحَلِّي مَنِيْعٌ فِي ذُرَاكَ وَمَرتِعِي ... خَصيْبٌ وَوِرْدِي مِنْ نَوَالِكَ سَلْسَلُ وَوَاللَّهِ إِنِّي شَاكِرٌ لَكَ نَاشِرٌ ... لِفَضْلِكَ مُثْنٍ بِالَّذِي أَنْتَ تَفْعَلُ الطِّرِمَّاحُ: [من الطويل] 1640 - إِذَا قُبِضَتْ نَفْسُ الطِّرْمَاحِ أَخْلَقَتْ ... عُرَى المَجْدِ وَاسْتَرْخَتْ عِنَانُ القَصَائِدِ هَذَا البَيْتُ قَالَهُ الطّرْمَاحُ عِنْدَ مَوْتهِ. هُوَ الطّرْمَاحِ بنُ حَكِيْم بن الحَكَمِ بن نَفَرِ بن قَيْسِ بن جَحْدَر بن ثَعْلَبَةَ بن رضا بن مَالِكَ بن أَمَان بن عُمَرَ بن رَبِيْعَةَ بن جرول بن ثَعْل بن عَمْرُو بن الغَوْثِ بن طَيّءٍ وَالطّرْمَاحُ الطَّوِيْلُ العَامَّة وَقِيْلَ إِنَّهُ لُقِّبَ غلبَ عَلَيْهِ اسْمُهُ الحَكَمُ. وَلَمَّا سَمِعَ الكَمِيْتُ بِهَذَا البَيْتِ قَالَ أبى واللَّهِ وعنان لِلخِطَابَةِ وَالرِّوَايَةِ وَالفَصَاحَةِ وَالشَّجَاعَةِ وَالسَّجَاحَةِ. وَكَانَ أَبُو نواسٍ يَقُوْلُ: هَذَا أَشحعَرُ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ. الصَّابِيء: [من المجتث] 1641 - إِذَا قَبِلْتَ مَدِيْحَا وَقَدْ أَتَيْتَ قَبِيْحَا ... فَقَدْ قَبِلْتَ هجَاءً مُصَرّحًا تَصْرِيْحَا ¬
[من الطويل] 1642 - إِذَا قَدِمَتْ مِنْ أَوْبَةِ البَيْنِ عِيْسُكُمُ ... تَلَقَّيْتُهَا بِالرَّحْبِ مِنْ كلِّ جَانِبِ بَعْدهُ: وَقَبَّلْتُ أَقْدَامَ المَطِيِّ كَرَامَةً ... لِمَا قَدْ عَلَاهَا مِنْ تُرَابِ الحَبَائِبِ الرَّضِيُّ يُخَاطِبُ البُسْتِيَّ: [من الوافر] 1643 - إِذَا قَرُبَ المَزَارُ فَأَنْتَ مِنِّي ... مَكَانَ الرُّوْحِ مِنْ عُقَدِ الكُرُوْبِ بَعْدهُ: وَإِنْ بَعُدَ اللِّقَاءُ عَلَى اشْتِيَاقٍ ... تَرَامَقْنَا بِأَلْحَاظِ القُلُوْبِ قَيْسُ بنُ مُعَاذٍ العَقِيلِيُّ: [من الطويل] 1644 - إِذَا قَرُبَتْ دَارٌ كَلِفْتُ وَإِنْ نَأَتْ ... أَسِفْتُ فَلَا فِي القُرْبِ أَسْلُو وَلَا البُعْدِ بَعْدهُ: وَإِنْ وعدت زَادَ الهَوَى لانْتِظَارِهَا ... وَإِنْ بخلت بِالوَعْدِ مُتُّ مِنَ الوَجْدِ وَفِي كُلِّ حُبٍّ لَا مَحَالَةَ فَرْحَةٌ ... وَحُبُّكَ مَا فِيْهِ سِوَى مُحْكمَ الجُهْدِ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 1645 - إِذَا قَرُبْتَ فَهَجْرِي مِنْكَ يُبْعِدُنِي ... وَإِنْ بَعِدْتَ فَوَصْل مِنْكَ يُدْنِيْنِي قَبْلهُ: طَيْفٌ لِعَلْوَةَ مَا يَنْفَكُّ يَأتِيْنِي ... يَصْبُو إِلَيَّ عَلَى بُعْدٍ وَيُصْبِيْنِي إِذَا قَرُبَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ تَصَرَّمَ الدَّهْرُ لَا جُوْدٌ فَيُطْمِعُنِي ... فِيْمَا لَدَيْكَ وَلَا بَأسٌ يُعَرِّيْنِي ¬
وَلَسْتُ أَعْجَبُ مِنْ عِصْيَانِ قَلْبِكَ لِي ... عَمدًا إِذَا كَانَ قَلْبِي فِيْكَ يعْصِينِي أَمَا وَمَا احْمَرَّ مِنْ وَرْدِ الخُدُوْدِ ضُحًى ... وَاحْوَرَّ فِي دَعَجٍ مِن أَعْيُنِ العِيْنِ لَقَدْ حَبَوْتُ صَفَاءَ الوُدِّ صَائِبَةً ... عَنِّي وَأَقْرَضْتُهُ مَنْ لَا يُجَارِيْنِي إِنِّي وَإِنْ كُنْتُ مَرْهُوْبًا لِعَادِيَةٍ ... أَرْمِي عَدُوِّي بِهَا فِي الفَرْطِ وَالحيْنِ لذو حِفَاظِ لأَهْلِ الوُدِّ مُدَّخَرٍ ... عِنْدِي وغيب عَلَى الأُخْوَانِ مَأمُوْنِ [من الوافر] 1646 - إِذَا قَرُبَتْ قُلُوبٌ مِنْ قُلُوْبٍ ... فَلَيْسَ يَضُرُّ إِنْ بَعُدَتْ دِيَارُ قَبْلَهُ: فَإِنْ أَبْعُدْ فلن يَبْعُدْ وِدَادِي ... وَكَمْ دَانٍ وَإِنْ بَعُدَ المَزَارُ إِذَا قَرُبَتْ قُلُوْبٌ مِنْ قُلُوْبٍ. البَيْتُ قَيْسُ بنُ مُعَاذٍ: [من الطويل] 1647 - إِذَا قَرُبَتْ لَيْلَى لَجَجْتَ بِهَجْرِها ... وَإِنْ بَعُدَتْ يَوْمًا يَرُعْكَ اغْتِرَابُهَا قَوْلُ قَيْسٍ يَرُعْكَ اغْتِرَابُهَا بَعْدَهُ: فَفِي أَيِّ هَذَ رَاَحَةٌ لَكَ عِنْدَهَا ... سَوَاءٌ لَعُمْرِي بُعْدُهَا وَاقْتِرابُهَا [من الطويل] 1648 - إِذَا قُرِنَ الظَّنُّ المُصِيْبُ مِنَ الفَتَى ... بِتَجْرِبَةٍ جَاءَا بِعِلْمِ غُيُوْبِ [من الوافر] 1649 - إِذَا قُرِنَ الأَسَافِلُ بِالأَعَالِي ... فَقَدْ طَابَتْ مُنَادَمَةُ المَثَايَا قَبْلَهُ: مَتَى تَرِدِ العِطَاشَ عَلَى ارْتوَاءٍ ... إِذَا اسْتَقَتِ البِحَارَ مِنَ الرَّكَايَا وَمِنْ بَثِّي الأَصَاغِرَ عَنْ مرَادٍ ... إِذَا قَعَدَ الأَكَابِرُ فِي الزَّوَايَا ¬
إِذَا قَرِنَ الأَسَافِلُ بِالأَعَالِي. البَيْتُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ (¬1): إِذَا حَلَّ ذُو نَقْصٍ مَحَلَّةَ فَاضلٍ ... وَأَصبَحَ رَبُّ الجاهِ غَيْرُ وَجِيْهِ فَإِنَّ حَيَاةَ المَرْءِ غَيْرُ شَهِيَّةٍ ... إِلَيْهِ وَطَعْمُ المَوْتِ. . . . . . المُتَوَكِّلُ الليثي فِي الوَزِيْرِ المُهَلَّبِيّ: [من البسيط] 1650 - إِذَا قُرَيشٌ أَرَادُوا شَدَّ مُلْكِهِمُ ... بِغَيْرِ قَحْطَانَ لمْ يَبْرَحْ بِهِ أَوَدُ [من البسيط] 1651 - إِذَا قَسَا القَلْبُ لَمْ تَنْفَعْهُ مَوْعِظَةٌ ... كَالأَرْضِ إِنْ سَبُخَتْ لَمْ يَنْفَعِ المَطَرُ أَبُو تَمَّامٍ الطَّائِيُّ: [من البسيط] 1652 - إِذَا قَصَدْتُ لِشَأوٍ خِلْتُ أَنِّيَ قَدْ ... أَدْرَكْتُهُ أَدْرَكتْنِي حِرْفَةُ الأَدَبِ الأَخْنَسُ بن شِهَابٍ التَّغْلَبِيّ: [من الطويل] 1653 - إِذَا قَصُرَتْ أَسْيَافُنَا كَانَ وَصْلُهَا ... خُطَانَا إِلَى القَوْمِ الَّذِينَ نُضَارِبُ مِثْلُهُ: وَصَلْنَا الرَّقَاقَ المُرْهَفَاتِ بِخَطْوِنَا ... عَلَى الهَوْلِ حَتَّى أَمْكَسَتْنَا المَضَارِبُ إِذَا قَصُرَتْ أَسْيَافُنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَللهِ قَوْمٌ مِثْلَ قَوْمِي سُوْقَةٌ ... إِذَا اخْتَلَفَتْ عِنْدَ الملُوْكِ العَصَائِبِ أرى كُلّ قَوْمٍ يَنْظُرُوْنَ إِلَيْهُمُ ... وَتَقْصرُ عما يَفْعَلُوْنَ الذَّوَائِبُ ¬
وَكُنَّا أُنَاسٍ قَارَبُوا قَيْدَ مَحْلِهِمْ ... وَنَحْنُ خَلَعْنَا قَيْدَهُ فهو سَارِبُ وَيُرْوَى لِقَيْسِ بن الخَطِيْمِ. وَمِثْلُ قوله إِذَا قَصّرَتْ أَسْيَافُنَا قَوْلُ آخَرُ: إِذَا الكُمَاةُ تَنَحّوا أَنْ تَنَالَهُمُ ... حَدُّ الظّبَاةِ وَصَلْنَاهَا بِأَيْدِيْنَا [من الطويل] 1654 - إِذَا قَصُرَتْ أَيْدِي الكرامِ عَنِ العُلا ... مَدَدْتُ لَهَا بَاعًا طَوِيْلًا فَنِلْتُهَا قَبْلهُ: أَقِيْمُ بِدَارِ الحَزْمِ مَا لَمْ أُهَنْ بِهَا ... فَإِنْ خُفْتُ مِنْ دَارٍ هَوَانًا تَرَكْتُهَا إِذَا قَصَّرَتْ أَيْدِي الكرَامِ. البَيْتُ سَابِقُ البَرْبَرِيُّ: [من البسيط] 1655 - إِذَا قَضَتْ زُمَرٌ آجَالُهَا نَزَلَتْ ... عَلَى مَنَازِلِهَا مِنْ بَعْدِهَا زُمَرُ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الوافر] 1656 - إِذَا قُضِيَ الحِمَامُ عَلَيَّ يَوْمًا ... فَفِي نَصْرِ الهُدَى بِيَدِ الضَّلَالِ [من البسيط] 1657 - إِذَا قَضَى اللَّهُ فَاسْتَسْلِمْ لِقُدْرَتهِ ... مَا لامْرِئٍ حِيْلَةٌ فِيْمَا قَضَى اللَّهُ عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ: [من الطويل] 1658 - إِذَا قُلْتُ أَسْلُو أَو صَحَا القَلْبُ شَاقَنِي ... بِذِي نَجَبٍ لِلغَانِيَاتِ طُلُوْلُ بَعْدهُ: وَشَى بِابْنَةِ المُعَنَّى لُبْنَى وَعَابَهَا ... إِلَيَّ نِسَاءُ مَا بِهِنَّ عُقُوْلُ إِذَا عِبْنَهَا زَادَتْ عَليَّ كَرَامَةً ... وَوَاصَلْتهَا إِنِّي لَهَا لَوَصُوْلُ * * * ¬
وَمِنْ بَابِ (إِذَا قُلْتُ أَشْكُو) قَوْلُ نَصْرُ بن أحْمَد الخُبْزأَرِزِي (¬1): لَقَدْ أَبْصَرَتْ عَيْنَايَ مَا فِيْهِ قُرّةٌ ... لِعَيْنَيّ لَو أَنِّي أَفُوْزُ بِهِ وَحْدِي إِذَا قُلْتُ أَشْكُو الوَجْدَ أَبْهَتُ شَاخِصًا ... فَأَتْركُ شَكْوَى الوَجْدِ مِنْ شِدّةِ الوَجْدِ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ (¬2): إِذَا قُلْتُ أَهْدَى العَجْزُ لِي حلَلَ البِلَى ... يَقُوْلُوْنَ لَولَا الهَجْرُ لَمْ يَطِبِ الحُبّ فَإِنْ قُلْتُ مَا أَذْنَبْتُ قالت مُجِيْبَةً ... حَيَاتكَ ذَنْبٌ لَا يُقَاسُ بهِ ذَنْبُ شَمَّاءُ بِنْتُ سَوَّارٍ: [من الطويل] 1659 - إِذَا قُلْتُ أَسْلُو عَنْ لَيَالِي طُوَيْلعٍ ... وَفَرْعِ اللِّوَى فَاضَتْ عَلَيَّ المَدَامِعُ قَبْلهُ: ألَا مَنْ لِعَيْنٍ بِالبُكَاءِ سَخِيْنَةٍ ... تَبِيْتُ لَهَا مِنْ لِذّةِ النَّوْمِ إِذَا قَلْتَ اسْأَلُوا. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1660 - إِذَا قُلْتُ أَنْسَى دَارَ لَيْلَى عَلَى البِلَى ... تَصَوَّرَ فِي أَقْصَى الضَّمِيْرِ مِثَالُهَا بَعْدهُ: وَقَدْ كُنْت أَرْجُو وَصلهَا قَبْلَ هَجْرهَا ... فَقَدْ بَانَ مِنِّي هَجْرُهَا وَوِصالُهَا فَلَا عَهْدَ إِلَّا أَنْ تُعَاوِدَ ذِكْرهَا ... وَلَا وَصلَ إِلَّا أَنْ يَزُوْرَ خيَالهَا وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا لَوْعَةٌ تُلْهِبُ الحَشَا ... وَإِلَّا أَكَاذِيْبُ المُنى وَضلَالُهَا أَبُو الأَسْوَدَ الدُّؤلِيُّ: [من الطويل] 1661 - إِذَا قُلْتُ أَنْصِفْنِي وَلَا تَظْلِمَنَّنِي ... رَمَى كُلَّ حَقٍّ أَدَّعِيْهِ بِبَاطلِ ¬
بَعْدهُ: فَشَاغَبْتُهُ حَتَّى ارْعَوَى وَهُوَ كَارِهٌ ... وَقَدْ يَرْعَوِي ذُو الشَّغْبِ بَعْدَ التَّحَامُلِ فَإِنَّكَ لَمْ تَعْطِفْ إِلَى الحَقِّ جَائِرًا ... بِمِثْلِ خَصِيْمِ عَاقِلٍ مُتَجَاهِلِ الأُحْوَصُ: [من الطويل] 1662 - إِذَا قُلْتَ إِنِّي مُشْتَفٍ بِلِقَائِهَا ... وَحُمَّ التَّلَاقِي بَيْنَنَا زَادَنِي سقْمَا قَبْلهُ: ألا قِفْ. . . إِذَا قُلْتُ أَنِّى مُشْتَفٍ بِلِقَائِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَقُوْلُ وَقَدْ شَطّتْ ألَا لَيْتَ عِنْدَهَا ... كِتَابًا بِمَا أَلْقَى مثله عِلْمَا قَالَ عَبْدُ الأَعْلَى بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الجمْحِيّ اجتَمَعَ عَلَيَّ دَيْن. . . وَأَنَا بِعَسْكَرِ المَهْدِيّ فَرَكِبَ يَوْمًا أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ وَعُمَرَ بن بَزِيْغٍ وَأَنَا وَرَاءهُ فِي مَوْكِبِهِ عَلَى. . . نزفٍ فَقَالَ: أيّ بَيْتٍ أَنْسَبُ مما قَالَتِ العَرَبُ؟ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ قَوْلُ امْرِئ القَيْسِ: وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكَ. البَيْتُ وَقَالَ عَمرَ بن بَزِيْغٍ قَوْلُ كُثَيِّرٍ (¬1): أُرِيْدُ لَا أَنْسَى ذِكْرَها فكأنما ... تمثَّل لِي لَيْلَى بِكُلِّ سَبِيْلِ فقال المَهْدِيّ. . . بِشَيْءٍ مَا لَهُ يُرِيْدُ أَنْ يَنْسَى ذِكْرَهَا حَتَّى تَمَثَّلَ لَهُ بِكُلِ سَبيْلٍ فَقُلْتُ يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عِنْدِي حَاجَتُكَ جَعَلَنِي اللَّه فدَاكَ فَقَالَ إِلحقْ فَقُلْتُ لَيْسَ ذاكَ فِي دَابّتِي فَقَالَ فاحملوه عَلَى دَابّةٍ فَحُمِلْتُ وَقُلْتُ هُنَا أَوَّلُ الفَتْحِ فَقَالَ مَا عِنْدَكَ قُلْتُ قَوْلُ. . .: إِذَا قُلْتُ أَنِّي مُشْتَفٍ. البَيْتُ فَقَالَ حَسَنٌ وَاللَّهِ أَقْضوا دَيْنَهُ فَقُضِيَ دَيْنِي. المَغِيْرَةُ بنُ حَبْنَاءَ: [من الطويل] 1663 - إِذَا قُلْتُ صَابَتْنِي سمَاؤُكَ يَا مَنَت ... شَآبِيْبهُا أَو يَاسَرَتْ عَنْ شَمَالِيَا ¬
طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ: [من الطويل] 1664 - إِذَا قُلْتَ فَاعْلَمْ مَا تَقُوْلُ وَلَا تَقُلْ ... وَأَنْتَ عَمٍ لَمْ تَدْرِ كيف تَقُوْلُ بَعْدهُ: وَاعلم عِلْمًا لَيْسَ بالظَّنِّ أَنَّهُ ... إِذَا ذلّ مَوْلَى المَرْءِ فَهُوَ ذَلِيْلُ أَبُو الأَسْوَدُ الدُّؤلِيُّ: [من الطويل] 1665 - إِذَا قُلْتَ فِي شَيْءٍ نَعَمْ فَأَتِمَّهُ ... فَإِنَّ نَعَم دَيْنٌ عَلَى الحُرِّ وَاجبُ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَعُدَّ مِنَ الرَّحْمَنِ فَضْلًا وَنعْمَةً ... عَليْكَ إِذَا مَا جَاءَ لِلخَيْرِ طَالِبُ وَإِنَّ أَمْرًا لَا يُرْتَجَى الخَيْرُ عِنْدَهُ ... يَكُنْ هَيِّنًا ثقلًا عَلَى مَنْ يُصَاحِبُ فَلَا تَمْنَعنْ ذَا حَاجَةٍ جَاءَ طَالِبًا ... فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى أَنْتَ رَاغِبُ إِذَا قَلْتَ فِي شَيْءٍ نَعَمْ فَأَتِمّهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَإِلَّا فَقُلْ لَا وَاسْتَرِحْ وَأَرِحْ بِهَا ... لِكَيْ لَا يَقُوْلُ النَّاسُ إِنَّكَ كَاذِبُ وَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْجُو الأَبَاعِدُ نَفْعَهُ ... إِذَا هُوَ لَمْ تَصْلُحْ عَلَيْهِ الأَقَارِبُ أَرَى دُوَلًا هَذَا الزَّمَان بِأَهْلِهِ ... وَبَيْنَهُمُ فِيْهِ تَكُوْنُ النَّوَائِبُ قَالَ المُهَلَّبُ بن أَبِي صفْرَةَ لابْنِهِ عَبْد المُطَّلِبِ: يَا بُنَيَّ إِنَّمَا كَانَتْ وَصيَّةُ رَسُوْلِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَّتُهَا عِدَاتٌ أَنْفَذَهَا أَبُو بَكْرٍ الصدِّيْقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَا تَبْدَأ بِنَعَمْ فَإِنَّ مَوْرِدَهَا سَهْلٌ وَمَصدَرُهَا وَعْرٌ وَاعْلَمْ إِنَّ لَا وَإِنْ قَبُحَتْ فَرُبَّمَا رَوَّحَتْ وَمُهْمَا أَمْكَنَكَ فَلَا تُوْجِبُ الطَّمَعَ. وَقَالَ سَمُرَةُ بنُ جَنْدَبٍ: لأَن أَقُوْل لِلشَّيْءِ لَا أَفْعَلهُ ثَمَّ يَبْدُو لِي فَأَفْعَلَهُ أَحبّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُوْلَ أفْعَلهُ ثمّ لَا أَفْعَلهُ. السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1666 - إِذَا قُلْتُ قَدْ عَلَّقْتُ كفِّي بِصَاحِبٍ ... تَعُوْدُ عَوَادٍ بَيْنَنَا وَخُطُوْبُ ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا: فَمَا لِي طُوْلَ الدَّهْرِ أُمْسِي كَأَنَّنِي ... لفضل فِي هَذَا الزَّمَانِ غَريِبُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1667 - إِذَا قُلْتُ قَضَّيْتُ الصَّبَابَةَ زَادَهَا ... خَيَالٌ مُلِمٌّ مِنْ حَبِيْبٍ مُجَانِبِ قَبْلهُ: وَقَفْنَا فَلَا الأَطْلَالُ رَدَّتْ إِجَابَةً ... وَلَا العَذْلُ أَجْدَى فِي المَشُوْقِ المُخَاطِبِ تَمَادَتْ عَقَابِيْلُ الهَوَى وَتَطَاوَلَتْ ... لجَاجَةُ مَعْتُوْبٍ عَلَيْهِ وَعَاتِبِ إِذَا قَلْتُ قَضَيْتُ الصَّبَابَةَ زَادَهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَجُوْدُ وقَد ضَنَّ الأُلَى شَغْفِي بِهِمْ ... وَيَدْنُو وَقَدْ شَطَّتْ دِيَارُ الحَبَائب تُرِيْنيكَ أَحْلَامُ المَنَامِ وَبَيْنَنَا ... مَفَاوِزَ يَسْفِرَ عَنْ جهد الرّبائب عَلِيّ بن عَبْدِ العَزِيْزِ: [من الطويل] 1668 - إِذَا قُلْتُ: لَمْ تَبْلُغْ بِيَ السُّنِّ مَبْلَغًا ... وُعِظْتُ بِطِفْلٍ صَارَ قَبْلِي إِلَى التُّرْبِ الهِرمُ بن امْرِيءِ القَيْسِ بن الحارثِ بن زَيْدٍ: [من الطويل] 1669 - إِذَا قُلْتَ: لَمْ تَتْرُكْ مَقَالًا لِقَائِلٍ ... وَإِنْ صُلْتَ كلنْتَ اللَّيْثَ يَحْمِي حِمَى الأَجْرِي جَمِيْلٌ: [من الطويل] 1670 - إِذَا قُلْتُ مَا بِي يَا بُثَيْنةُ قَاتِلِي ... مِنَ الحُبِّ قَالَتْ ثَابِتٌ وَيَزِيْدُ أَوَّلُهَا: أَلَا لَيْتَ أَيَّام الصّفَاءِ جَدِيْدِ ... وَدَهْرًا تَوَلّى يَا بُثَيْنُ يَعُوْدُ خَلِيْلَي مَا أَخْفَى مِنَ الوَجْدِ ظَاهِرٌ ... وَدَمْعِي بِمَا أخْفَى العداة شَهِيْدُ ¬
إِذَا قُلْتُ مَا بِي يَا بُثَيْنَةُ قَاتِلِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَإِنْ قُلْتُ رُدّي بَعْض عَقْلِي أَعِشْ بِهِ ... مَعَ البَأسِ قَالَتْ ذاك مِنْكَ بَعِيْدُ فَلَا أَنَا مَرْدُوْدٌ بِمَا جِئْتُ طَالِبًا ... وَلَا حُبُّهَا فِيْمَا يَبيْدُ يَبِيْدُ وَقُلْتُ لَهَا بَيْنِي وَبَيْنكِ فَاعْلَمِي ... مِنَ اللَّهِ مِيْثَاق لَهُ وَعُهُوْدُ وَقَدْ كَانَ حُبُّكُم طَرِيْفًا وَتَالِدًا ... وَمَا الحُبُّ إِلَّا طَارِفٌ وَتَلِيْدُ فَأَفْنَيْتُ عَيْشي فِي انْتِظَارِ ثَوَابِهَا ... وَبَلّتْ بِذَاك الدَّهْرُ وَهُوَ جَدِيْدُ وَتَحْسِبُ نسوانُ مِنَ الجهْلِ أَنَّنِي ... إِذَا حَبّيْتُ إِيّاهِنّ كُنْتُ أَرِيْدُ وَأقسِمُ طَرْفِي بَيْنَهُنّ فيستوي ... وَفِي الصّدْرِ بونٌ بَيْنَهُنّ بَعِيْدُ أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبيْتَنّ لَيْلَةً ... بِوَادِي القُرَى إِنِّي إِذًا لَسَعِيْدُ وَهَلْ أَهْبطَنّ أَرْضًا تَظَلّ رِيَاحهَا ... لَهَا بِالثّنَايا الثّاوِيَاتِ وَئِيْدُ وَهَلْ أَلْفَينَ سَعْدَى مِنَ الدَّهْرِ مَرّةً ... وَمَا رَثّ مِنْ حَبْلِ الصّفَاءِ جَدِيْدُ وَهَلْ تَلْتَقِي الأَهْوَاءُ مِنْ بَعْدِ يَأسَةٍ ... وقَد تُطْلَبُ الحَاجَاتُ وَهِيَ بَعِيْدُ إِذَا جِئْتُهَا يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ زَائِرًا ... تعرض مَوْهُوْنُ اليَدَيْنِ صدُوْدُ فَأصْرِمُهَا خَوْفًا كَأَنِّي مُجُانِبٌ ... وَيُغْفَلُ عَنَّا مَرّةً فَنَعُوْدُ يَمُوْتُ الهَوَى مِنِّي إِذَا مَا لَقِيْتُهَا ... وَيَحْيَى إِذَا فَارَقْتُهَا فَيَعُوْدُ يَقُوْلُوْنَ جَاهِدْ يَا جَمِيْلُ بِغَزْوَةٍ ... وَأَيّ جِهَادٍ غَيْرَهُنّ أَرِيْدُ لِكُلّ حَدِيْثٍ بَيْنَهُنّ بَشَاشَةٌ ... وَكُلُّ قَتِيْلٍ بَيْنَهُنّ شَهِيْدُ هَذِهِ الأَبْيَاتُ مُخْتَارُ القَصِيْدَة وَهِيَ طَوِيْلَةٌ. [من الطويل] 1671 - إِذَا قُلْتُ مَاتَ الدَّاءُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ... أَتَى حَاطِبٌ مِنْهُمْ لآخَر يَقْبِسُ امْرُؤُ القَيْسِ: [من الطويل] 1672 - إِذَا قُلْتُ هَذَا صَاحِبٌ قَدْ رَضِيْتُهُ ... وَقَرَّت بِهِ عَيْنَايَ بُدِّلْتُ آخرَا ¬
أَوَّلُهَا: سَمَا لَكَ شَوْقٌ بَعْدَ مَا كَانَ أَقْصَرَا ... وَحَلَّتْ سُلَيْمَى بَطْنَ خَبْتٍ فَعَرْعَرَا كنَانِيَّةٌ بَاتَتْ وَفِي الصَّدْرِ حُبّهَا ... مُجَاوِرَةَ النُّعْمَانِ وَالحَيِّ يَعْمُرَا بَكَى صَاحِبِي لَمَّا رَأَى الدَّرْبَ دُوْنَهُ ... وَأَيْقَنَ أَنَّا لَاحِقَانِ بِقَيْصَرَا فَقَلْتُ لَهُ لَا تَبْكِ عَيْنَاكَ إِنَّمَا ... نُحَاوِلُ مُلْكًا أَو نَمُوْتَ فَنُعْذَرَا إِذَا قَلْتُ هَذَا صَاحِبٌ قَدْ رَضِيْتُهُ. البَيْتُ كَذَلِكَ حَظِّي لَا أُصَاحِبُ وَاحِدًا ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا خَانَنِي وَتَغَيَّرَا [من الطويل] 1673 - إِذَا قُلْتُ هَذَا يَوْمُ صُلْحِ مُجَاشِعٍ ... أَبَى صُلْحَهَا ذِكْرُ الدِّمَاءِ الشّوَاخِبِ [من الطويل] 1674 - إِذَا قُلْتُ يَا لَمْيَاءُ حَبُّكِ قَاتِلِي ... تَقُوْلُ وَكَمْ مِنْ عَاشِقٍ قَتَلَ الحُبُّ [من الطويل] 1675 - إِذَا قُلْتُ يُسْلِيْنِي تَقَادُمُ عَهْدِهِ ... أَبَى ذِكْرُ فِي القَلْبِ إِلَّا تَجَدُّدَا الصَّلتانُ العَبْدِيُّ: [من المتقارب] 1676 - إِذَا قُلْتَ يَوْمًا لِمَنْ قَدْ تَرَى ... أَرُوْنِي السَّرِيَّ أَرَوْكَ الغَنِي سَعِيْدُ بنُ حُميْدٍ: [من الطويل] 1677 - إِذَا قَلَّ إِنصَافُ الزَّمَانِ وَعَدْلُهُ ... فَمَنْ ذَا الَّذِي مِمَّا جَنَاهُ يُجِيْرُ؟ قَبْلهُ: وَمَا أَنْتَ إِلَّا كالزَّمَانِ تَلَوَّنَتْ ... نَوَائِبُ مِنْ أَحْدَاثِهِ وَأُمُوْرُ ¬
إِذَا قَلَّ إِنْصَافُ الزَّمَانِ. البَيْتُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الطويل] 1678 - إِذَا قَلَّ عَقْلُ المَرْءِ قَلَّتْ هُمُوْمُهُ ... وَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذَا مُقْلَةٍ كليْفَ تَرْمَدُ قِيْلَ سَبع خِصَالٍ مِنْ فِعَالِ الأَحْمَقِ: الغَضَبُ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ، وَالرّضا مِنْ غَيْرِ عَتبِ، وَالضَّحْكُ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ، وَالكَلَامُ فِي غَيْرِ مَنْفَعَةٍ وَالبَذْلُ فِي غَيْرِ مَوْضعِهِ وَالثَّقَةُ بِمَنْ لَا يَعْرِفَهُ وأن لَا يُمَيّزَ بَيْنَ صَدِيْقِهِ وَعَدُوِّهِ. وَقَالَ آخَرُ: مِنْ صِفَاتِ الأَحْمَقِ أَنَّ أُمُّهُ تَتَمَنَّى أَنْ تَكُوْنَ مُثْكلَةً وَأمْرَأتهُ تَتَمَنَّى أَنْ تَكُوْنَ أَرْمَلَةً وَخَلِيْطُهُ يَتَمَنَّى الفُرْقَةَ وَجَارُهُ يَتَمَنَّى البُعْدَ وَمُصَاحِبُهُ يَتَمَنَّى الوَحْدَةَ. يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: [من الطويل] 1679 - إِذَا قَلَّ مَاءُ الوَجْهِ قَلَّ حَيَاؤُهُ ... وَلَا خَيْرَ فِي وَجْهٍ إِذَا قَلَّ مَاؤُهُ الرَّبِيع بنُ حطي قَاضي حَوْرَانَ: [من الطويل] 1680 - إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ أَقْصَاهُ أَهْلُهُ ... وَأَعْرَضَ عَنْهُ كلُّ إِلْفٍ وَصَاحِبِ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا كَانَ جَدُّ المَرْءُ بِالشَّيْءِ مُقْبِلًا ... بَاتَتْ لَهُ الأَسْبَابُ مِن كُلِّ جَانِبِ وَإِنْ أَدْبَرَتْ دُنْيَاهُ عَنْهُ تَوَعَّرَتْ ... عَلَيْهِ وَأَعْيَتْهُ وُجُوْهُ المَطَالِبِ فَلَا تُدْرَكَ الأَرْزَاقُ فِيْهَا وَلَا الغِنَى ... بِحِيْلَةِ مُحْتَالٍ وَلَا حِرْصِ كَاسِبِ إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ أَقْصَاهُ أَهلُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَكَذَّبَهُ الأَقْوَامُ فِي كُلِّ مَنْطِقٍ ... وَإِنْ كَانَ فِيْهِمْ صادِقًا غَيْرَ كَاذِبِ بَشَّارٌ: [من الطويل] ¬
1681 - إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ ضَاقَتْ مَذَاهِبُهْ ... وَأَدْنَى إِلَيْهِ الأَبْعَدِيْنَ أَقَارِبُه أَبْيَاتُ بَشّارُ بن بُرْد العُقَيْلِيّ بَعْدَ قَوْلِهِ: إِذَا قَلّ مَالُ المَرْءِ قَلّتْ مَذَاهِبه. البَيْتُ يَخُوْنُكَ ذُو القُرْبَى مرَارًا وَرُبَّمَا ... وَفَى لَكَ عِنْدَ الجهْدِ مَنْ لَا تُنَاسِبُه وَلَا خَيّرَ فِي قُرْبَى لِغَيْرِكَ نَفْعُهَا ... وَلَا فِي صَدِيْقٍ لَا تَزَالُ تُعَاتِبُه إِذَا صَرَفَ المَوْلَى لِغَيرِي فُضُوْلهُ ... صَبَرْتُ وَلَمْ أُدْلِجْ عَلَيْهِ أُعَاتِبُه وَلَسْتَ تَرَانِي خَاذِلًا لِعَشِيْرَتِي ... وَلَا مَاجِدًا حَقَّ الخَلِيْطِ أشَاغِبُه كَأَنَّ حُقُوْقَ النَّاسِ حِيْنَ ضَمِنْتُهَا ... قَذًى فِي جُفُوْنِ العيْنِ مِنِّي أُوَارِبُه وَلَلْمَوْتِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ عَلَى أَذًى ... يَضمّكَ فِيْهَا صاحِبٌ وَتُراقِبُه وقَد رَابَنِي قَلْبي يُكَلفُنِي الصّبَى ... وَمَا كُلّ حِيْنٍ يَتْبَعُ القَلْبُ صَاحِبُه فَلِلهِ مَحْزُوْنٌ يَرُوْضُ هُمُومَهُ ... عَلَى فَتْكَةٍ وَالفَتْكُ صَعْبٌ مَرَاكِبُه إِذَا هَمّ لَمْ يَرْضَ الهُوَيْنَا وَلَمْ يَكُنْ ... كَلِيْلًا كَسَيْفِ السّوْءِ يَنْبُو مَضَارِبُه وَمَا النَّاسُ إِلَّا حَافِظٌ وَمُضَيّعٌ ... وَمَا العَيْشُ إِلَّا مَا تَطِيْبُ عَوَاقِبُه أُعِيْذُكَ بِالرّحْمَنِ مِنْ دَسّ حَاسِدٍ ... تَنَامُ وَمَا نَامَتْ بِلَيْلٍ عَقَارِبُه عَبْدُ اللَّهِ بنُ رُؤْبَةَ: [من الطويل] 1682 - إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ قَلَّتْ هُمُوْمُهُ ... وَتَشْعَبُهُ الأمْوَالُ حِيْنَ تَشَعَّبُ قَبْلَهُ: يَرَى رَاحَةً فِي كُثْرَةِ المَالِ رَبُّهُ ... وَكُثْرَةُ مَالِ المَرْءِ لِلمَرْءِ مُتْعِبُ إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ هُمُوْمُهُ. البَيْتُ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: [من الطويل] 1683 - إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ قَلَّ حَيَاؤُهُ ... وَضَاقَتْ عَلَيْهِ أَرْضُهُ وَسَماَؤُهُ ¬
[من الطويل] 1684 - إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ قَلَّ صَدِيْقُهُ ... وَأَهْوَتْ إِلَيْهِ بِالعُيُوْبِ الأَصابِعِ بَعْدهُ: إِذَا المَرْءُ لَمْ يُقْن الحَيَاءَ إِذَا رَأَى ... مَطَامِعَ عِرْضٍ دَنَّسَتْهُ المَطَامِعُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي العَتَاهِيَةِ (¬1): إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ قَلَّ صَدِيْقُهُ ... وَضاقَ [به عما يريد طريقه] وَقَصَّرَ طَرْفُ العَيْنِ عَنْهُ كَلَالَةً ... [وأَسْرَعَ فيما لا يحب شقيقه] وَذَمَّ إِلَيْهِ حِلُّهُ طَعْمَ عُوْدِهِ وَقَدْ كَانَ ... [وقد كان يستحليه حين يذوقه] السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1685 - إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ قَلَّ صَدِيقُهُ ... وَفَارَقَهُ ذَاكَ التَّحَنُّنُ وَالوُدُّ أَبْيَاتُ الرَّضِيّ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَمَا هَذِهِ الدُّنْيَا لنَا بِمُطِيْعَةٍ ... وَلَيْسَ لِخَلْقٍ مِنْ مُدَارَاتِهَا بُدّ تُطَلّفُنِي أَنْ أَطْلُبَ العزّ بِالغِنَى ... وَأَيْنَ الغِنَى إِنْ لَمْ يُسَاعِدُنِي الجدّ يُسَرّ الفَتَى دَهْرٌ وَإِنْ كَانَ سَاءهُ ... وَتَخْدِمُهُ الأَيَّامُ وَهُوَ لَهَا عَبْدُ إِذَا قَلّ مَالُ المَرْءِ قَلّ صدِيْقهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأَصْبَحَ بِغَضّ الطّرْفِ عن كُلّ مَنْظَرٍ ... أَنِيْقٍ وَيُلْهِيْهِ التّغَرّبُ وَالبُعْدُ زَهِدْتُ وَزُهْدِي فِي الزَّمَانِ لِعِلّةٍ ... وَعلّةُ مَنْ لَمْ يَبْلغِ الأَمَلَ الزّهْدُ وَهَانَ عَلَى قَلْبِي الزَّمَانُ وَأَهْلِهِ ... بِنَا وَالمَوْتُ يَطْلِبُنَا فَقْدُ ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا: مَدَحْتَهُمُ فَاسْتُقْبِحَ القَوْلُ فِيْهُمُ ... أَلَا رُبّ عُنْقٍ لَا يَلِيْقُ بِهِ العِقْدُ ابْنُ هُبَيْرَةَ الوَزِيْرُ: [من الطويل] 1686 - إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ قَلَّ صَدِيْقُهُ ... وَقُبِّحَ مِنْهُ كُلُّ مَا كَانَ يَجْمُلُ قَبْلهُ: يَقِيْنُ الفَتَى يَزْرِي بِحَالةِ حِرْصِهِ ... فَقُوَّةُ ذَا عَنْ ضعْفِ ذَا يَتَحَصَّلُ إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ. البَيْتُ هُوَ يَحْيَى بن مُحَمَّد بن هُبَيْرَةَ الوَزِيْرُ. [من الطويل] 1687 - إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ قَلَّ صَدِيْقُهُ ... وَهَانَ عَلَى الأَدْنَى فَكَيْفَ الأَبَاعِد يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: [من الطويل] 1688 - إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ لَمْ يَرْضَ عَقْلَهُ ... بَنُوْهُ وَلَمْ يَغضَب لَهُ أَقْرِبَاؤُهُ [من الطويل] 1689 - إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ لَانَتْ قَنَاتُهُ ... وَهَانَ عَلَى الأَدْنَيْنَ ثُمَّ الأَبَاعِدِ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: [من الطويل] 1690 - إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ لَانَتْ قَنَاتُهُ ... وَهَانَ وَلَمْ يَغْضَبْ لَهُ أَوْلِيَاؤُهُ كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 1691 - إِذَا قَلَّ مَالِي زَادَ عِرْضِي كَرَامَةً ... عَلَيَّ وَلَمْ أَتْبَعْ دِقَاقَ المَطَامِعِ ¬
قِيْلَ هَذَا البَيْتُ مِنْ أَكْرَمِ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ. أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 1692 - إِذَا قَلَّ مَالِي قَلَّ صَحْبِي وَإِنْ نَمَا ... فَلِي مِنْ جَمِيْعِ النَّاسِ أَهْلٌ وَمَرْحَبُ أَبُو يَعْقُوْبَ الخُزَيْمِيُّ: [من الطويل] 1693 - إِذَا قَمَرٌ مِنْهَا تَغَوَّرَ أَو خَبَا ... بَدَا قَمَرٌ فِي جَانِبِ الأُفْقِ يَلْمَعُ [من البسيط] 1694 - إِذَا قَنَاةُ امْرِئٍ أَزْرَى بِهَا خَورٌ ... هَزَّ ابْنُ سَعْدٍ قَنَاةً صُلْبَةَ العُوْدِ إبْرَاهِيْمُ بنُ المَهْدِيّ: [من الطويل] 1695 - إِذَا قَنَعَتْ نَفْسِي بِكَأسٍ وَمَطْعَمٍ ... وَلَا بَلَغَتْ فِيْهَا تَرُوْمُ الأَمَانِيَا المُتَنَبِّي: [من البسيط] 1696 - أَذَاقَنِي زَمَنِي بَلْوَى شَرِقْتُ بِهَا ... لَوْ ذَاقَهَا لَبَكَى مَا عَاشَ وَانْتَحَبَا [من الطويل] 1697 - إِذَا قِيْلَ أَيُّ النَّاسِ أَوفَى بِذِمَّةٍ ... أَشَارَتْ إِلَيْكُمْ بِالأَكُفِّ الأَصَابِعُ وَمِنْ بَابِ إِذَا قِيْلَ قَوْلُ الشَّاعِرُ: إِذَا قِيْلَ الرّحِيْلُ فَلَا تُبَالِي ... وَلَا تَجْزَعْ لِحَالٍ بَعْدَ حَالِ فَإِنَّ المَرْءَ فِي دُنْيَاهُ ضيْفٌ ... وَإَنَّ الدّارَ دَارُ الانْتِقَالِ ¬
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ ابْنُ هَرْمَةَ يَمْدَحُ (¬1): إِذَا قِيْلَ أَيّ فَتًى تَعْلَمُوْنَ ... أَهَش إِلَى الطَّعْنِ بِالذّابِلِ وَأَضْرِبُ اللهامُ يَوْمَ الوَغَا ... وَأَطْعَمُ فِي الزَّمَنِ المَاحِلِ أَشَارَتْ إِلَيْكَ أَكُفّ العِبَادِ ... إِشَارَةَ غَرقَى إِلَى السّاحِلِ المَعَرِيُّ: [من الطويل] 1698 - إِذَا قِيْلَ بَحْرٌ فَهْوَ مُرٌّ مُكَدَّرٌ ... وَأَنْتَ نَمِيْرُ الجُوْدِ عَذبُ الشَّمَائِلِ يَقُوْلُ مِنْهَا: لأَمْرٍ أُحِلَّ الزُّجُّ فِي عَقْبِ القَنَا ... وَرُكِّبَتِ الخِرْصانُ فَوْقَ العَوَامِلِ الزُّجُّ: الحَدِيْدَةُ فِي أَسْفَلِ الرِّمْحِ، وَالخِرْصانُ الأَسِنَّةُ، وَهِيَ فِي عَالِي الرِّمَاحُ وَكَلٌّ حَلَّ مَحَلّهُ بِاسْتِحْقَاقٍ. عَوْفُ بنُ الأَحْوَصِ: [من الطويل] 1699 - إِذَا قِيلَتِ العَوْرَاءُ وَلَّيْتُ يسَمْعَهَا ... سِوَايَ وَلَمْ أَسْأَل بِهَا مَا دَبِيْرُهَا - أي: ما يعقبها. المُتَنَبِّي: [من الطويل] 1700 - إِذَا قيلَ رِفْقًا قَالَ لِلحِلمِ مَوْضِعٌ ... وَحِلْمُ الفَتَى فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ جَهْلُ قَوْلُ المُتَنَبِّيّ هَذَا يَمْدَحُ بِهِ شُجَاعُ بن مُحَمَّد الطّائِيّ قَبْلَهُ: هُمَامٌ إِذَا مَا فَارَقَ الغِمْدَ سَيْفُهُ ... وَعَايَنْتهُ لَمْ تَدْرِ أَيّهُمَا النّصْلُ رَأَيْتَ ابن أُمّ المَوْتِ لَو أَنَّ بَأسَهُ ... فَشَا بينَ أَهْلُ الأَرْضِ لَا تَقْطَعُ النّسْلُ وَكَمْ عَيْنِ مرنٍ حَدّقَتْ لِنِزَالِهِ ... فَلَمْ تُعْضِ إِلَّا وَالسّنَانِ لَهَا كُحْلُ إِذَا قِيْلَ مَهْلًا قال لِلحُلْمِ مَوْضِعُ. البَيْتُ. [من الطويل] ¬
1701 - إِذَا قِيْلَ مَنْ حَامِي الحَقِيْقَةِ أَوْمَأتْ ... إِليْهِ مَعدٌّ بِالأَكُفِّ وَقَحْطَانُ هَذَا مِنْ أَبْيَاتٍ لشَّاعِرٍ تَمِيْمِيٍّ يَمْدَحُ حَارِثة بن بَدْرٍ يَذْكرُ فِيْهَا وَقْعَةَ الخَوَارِجِ زِيَادُ الأَعْجَمُ: [من الطويل] 1702 - إِذَا قِيْلَ مَنْ لِلْمَجْدِ والجَودِ وَالنَّدَى ... فَنَادُوا بِأعْلَى الصَّوْتِ يَحْيَى بنُ مَعْبَدِ عَنترَةُ: [من الطويل] 1703 - إِذَا قِيْلَ مَنْ لِلْمُعضِلَاتِ أَجَابَهُ ... عِظَامُ اللُّهَى مِنَّا طِوَالُ السَّوَاعِدِ يَقُوْلُ عَنْتَرَةُ مِنْهَا: وَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ لِلفَتَى مِنْ حَيَاتِهِ ... إِذَا لَمْ يُطِقْ عَلْيَاءَ إِلَّا بِقَائِدِ ويروى: إذا لم تثبت. فَعَالِجْ جَسِيْمَاتِ الأُمُوْرِ وَلَا تَكُنْ ... هَبِيْثَ الفُؤَادِ هَمُّهُ لِلوَسَائِدِ وَيُرْوَى: نَكِيْثُ القُوَى ذُو نَهْمَةٍ لِلْوَسَائِدِ. الهَبِيْثُ: الفُؤَادُ الضَّعِيْفُ، يُقَال فِيْهِ هَبَثَةٌ أَي ضعْفٌ. [من الطويل] 1704 - إِذَا قِيْلَ هَذَا التُّرْبُ قَدْ وَطِئَتْ بِهِ ... سُلَيْمَى وَضَعْتُ الخَدَّ مِنِّي عَلَى التُّرَابِ [من الطويل] 1705 - إِذَا قِيْلَ هَذَا اليُسْرُ أَبْصَرْتُ دُوْنَهُ ... مَوَاقِفَ خَيْرٌ مِنْ وُقُوْفِي بِهَا العُسْرِ كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 1706 - إِذَا قِيْلَ هَذَا بَيْتُ عَزَّةَ قَادَنِي ... إِلَيْهِ الهَوَى وَاسْتَعْجَلَتْنِي البَوَادِرُ ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا: أَصَدُّوا بِي بَيْنَ الجنُوْنِ لِكَي تَرَى ... رُوَاةُ الحَنَا إِنِّي لِبَيْتِكِ هَاجِرُ إِنْ أَقْبَلَ أَمْسَى حُبُّهَا اليَوْمَ مخلقًا ... تَضَمَّنَ حُبَّيْهَا اللَّيَالِي الغَوَابِرُ أَمُنْقَطِعٌ يَا عزَّ مَا كَانَ بَيْنَنَا ... وَشَاجَرَني يَا عزَّ فِيْكِ الشَّوَاجِرُ وَفَيْنَا وَلَمْ نَغْدِرْ بِكُمْ وَغَدَرْتُمُ .... وَهَلْ يَسْتَوِي يَا عزُّ وَافٍ وَغَادِرِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَأَنْتِ الَّتِي حَبَّبْتِ كلَّ قَصيْرَةٍ ... إِلَيَّ وَلَا تَدْرِي بِذَاكَ القَصَائِرُ أُرِيْدُ قَصِيْرَاتِ الحِجَالِ وَلَمْ أُرِدْ ... قِصَارَ القَنَى شَرُّ النِّسَاءُ البَحَاتِرُ القَاضِي الجُّرْجَانِيُّ: [من الطويل] 1707 - إِذَا قِيْلَ هَذَا مَوْرِدٌ قُلْتُ قَدْ أَرَى ... وَلَكِنَّ نَفْسَ الحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا أَبُو العَرَب مُصْعَبُ بنُ مُحَمَّد مِنْ شعراءِ المغرب: [من الطويل] 1708 - إِذَا كَان أَصْلِي مِنْ تُرَابٍ فَكُلُّهَا ... بِلَادِي وكُلُّ العَالَمِيْنَ أَقَارِبِي المَعَرِيُّ: [من الطويل] 1709 - إِذَا كَانَ إكرَامِي صَدِيْقِيَ وَاجِبًا ... فَإِكرامُ نَفْسِي لَا مَحَالَةَ أَوْجَبُ بَعْدهُ: وأحلفُ مَا الإنْسَانُ إِلَّا مُذَمَّمٌ ... أَخُو الفَقْرِ مِنَّا وَالمَلِيْكُ المُحجَّبُ [من الوافر] 1710 - إِذَا كَانَ التَّقَارُبُ لَيْسَ يُجْدِي ... فَمَا الإِجْدَاءِ إِلَّا فِي التَّنَائِي ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ: إِذَا كَانَ الثّرَاءُ وَخَفْضُ عَيْشٍ ... بِرَوْعَاتٍ تَضِيْقُ بِهَا الضلُوْعُ ويُروى: إذا نيل الثراء فَخَيْرٌ مِنْهُ عَيْشٌ فِي كَفَافٍ ... لآخرَ لَا يُرَاع وَلَا يَرُوْعُ أَبُو بَكْرٍ الخَوَارِزْمِيُّ: [من الوافر] 1711 - إِذَا كَانَ الرِّجَالُ بِلَا أُيُوْرٍ ... فَتَطْلِيْقُ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ قَبْلَهُ: سَفِيْهٌ أَيْرُهُ أَيْرٌ حَلِيْمٌ ... وَلَيْسَ لِدَاءِ حِلْمٍ مِن دَوَاءِ تُطَلِّقُهُ النِّسَاءُ يَسُقْنَ مَهْرًا ... إِلَيْهِ رَغْبَةً فِي الافْتِدَاءِ إِذَا كَانَ الرِّجَالُ بلا أيُوْرٍ. البَيْتُ أَبُو نوَّاسٍ: [من الوافر] 1712 - إِذَا كَانَ الرَّسُوْلُ كَذَا بَلِيْدًا ... تَكَسَّرَتِ الجَوَانِحُ فِي الصُّدُوْرِ [من الوافر] 1713 - إِذَا كَانَ الزَّمَانُ إِلَى انْقِلَابٍ ... ثَعَالِبُهَا تَصُوْلُ عَلَى الكِلَابِ بَعْدهُ: وَلَيْثٌ قَدْ يُرَى لِلكَلْبِ عَبْدًا ... وَتَنْقَادُ الصُّقُوْرَةُ لِلغُرَابِ تَوَقَّعَ عِنْدَ ذَا خَسْفًا وَمَسْخًا ... إِذَا مَا كَانَ هَذَا بِالصَّوَابِ [من الوافر] 1714 - إِذَا كَانَ الزَّمَانُ زَمَانَ حُمْقٍ ... فَإِنَّ العَقْلُ حِرْمَانٌ وَشُوْمُ ¬
بَعْدهُ: فَكُنْ حَمِقًا مَعَ الحَمْقَى فَإِنِّي ... أَرَى الدُّنْيَا بِدَوْلَتِهِمْ تَدُوْمُ [من الوافر] 1715 - إِذَا كَانَ الزَّمَانُ زَمَانُ سَوْءٍ ... فَمَنْ لَكَ مِنْ خَلِيْلِ بِالوَفَاءِ أَبُو القَاسمِ البَارِعُ: [من الوافر] 1716 - إِذَا كَانَ الزَّمَانُ زَمَانُ سَوْءٍ ... فَيَوْمٌ صَالِحٌ مِنْهُ غَنِيْمَه قَبْلهُ: ألَا فَاشْكُرْ لِرَبِّكَ كُلَّ وَقْتٍ ... عَلَى الآلَاءِ وَالنِّعَمِ الجسِيْمَه إِذَا كَانَ الزَّمَانُ. البَيْتُ هُوَ أَبُو القَاسَمِ أَسْعَدُ بن عَلِيّ ابن أَحْمَد الزَّوْرنيُّ المَعْرُوْفُ بِالبَارِعِ الأَدِيْبِ الشَّاعِرِ. [من الوافر] 1717 - إِذَا كَانَ الزَّمَانُ زَمَانَ سَوْءٍ ... وَبُؤْسٍ فَالسَّلَامُ عَلَى الزَّمَانِ بَعْدهُ: زَمَانٌ صَارَ فِيْهِ العِزُّ ذُلَّا ... وَصَارَ الزُّجُّ قُدَّامَ السِّنَانِ [من الوافر] 1718 - إِذَا كَانَ الصَّغِيْرُ أَعَمَّ نَفْعًا ... فَمَا فَضْلُ الكَبِيْرِ عَلَى الصَّغِيْرِ؟ هَذَا البَيْتُ مِنَ الإلْتِقَاطِ وَالتَّلْفِيْقِ. وَالأَبْيَاتُ الَّتِي تُرْوَى: تَقُوْلُ أَنَا الكَبيْرُ فَعَظِّمُوْنِي ... أَلَا هَبَلَتْكَ أُمُّكَ مِنْ كَبِيْرِ إِذَا كَانَ الصَّغِيرُ أَعَمُّ نَفْعًا ... وَأَصْبَرُ عِنْدَ نَائِبَةِ الدُّهُوْرِ ¬
وَلَمْ يَأتِ الكَبِيْرُ بِيَوْمِ خَيْرٍ ... فَمَا فَضلُ الكَبِيْرِ عَلَى الصَّغِيْرِ؟ أَعْرَابِيَّةٌ: [من الوافر] 1719 - إِذَا كَانَ الطِّبَاعُ طِبَاع سَوْءٍ ... فَلَيْسَ بِنَافِعٍ أَدَبُ الأَدِيبِ يُرْوَى أَنَّ امْرَأةً مِنَ العَرَبِ أَخَذَتْ جَرْوَ ذِئْبٍ فَرَبّتْهُ بِلَبَنِ شَاةٍ كَانَتْ لَهَا فَلَمَّا كَبِرَ الجرْو وَاسْتُحْكَمَ ذَهَبَتْ المَرْأةُ يَوْمًا فِي بَعْضِ حَوَائِجهَا فَوَثَبَ الذّئْبُ عَلَى الشَّاةِ فَأَكَلَهَا فَلَمَّا رَجِعَتْ المَرْأةُ وَرَأتْ ذَلِكَ أَنْشَأَتْ تَقُوْلُ: أَكَلْتُ شُوَيْهَتِي وَفَجعتَ قَوْمِي ... بِشَاتِهمُ وَأَنْتَ لَهُمْ رَبِيْبُ غُذِيْتَ بَدِرّهَا وَنشَأتَ مِنْهَا ... فَمَا أَدْرَاكَ أَنَّ أَبِيْكَ ذَيْبُ إِذَا كَانَ الطِّبَاعُ طِبَاعُ سوءٍ. البَيْت. وَيُرْوَى: فَلَا يَغْرُرْكَ تَأَدِيْبُ الأَيْبِ [من الوافر] 1720 - إِذَا كَانَ العَطَاءُ بِبَذْلِ وَجْهٍ ... فَقَدْ أَعْطَيتَنِي وَأَخَذْتَ مِنِّي قَبْلَهُ: سَرَى فِي بَحْرِ جُوْدِكَ حُسْنُ ظَنِّي ... فَلَا تَكْففْ يَدَيَّ حُسْنَاكَ عَنِّي إِذَا كَانَ العَطَاءُ بِبَذْلِ وَجْهٍ. البَيْتُ [من الوافر] 1721 - إِذَا كَانَ الغُلَامُ كَذَا بَلِيْدًا ... فَمَا ذَنْبُ المُعَلِّمِ وَالأَدِيْبِ؟ [من الوافر] 1722 - إِذَا كَانَ القَضَاءُ إِلَى ابنِ آوى ... فَتَعْدِيْلُ الشُّهُوْدِ إِلَى القُرُوْدِ وَمِنْ بَابِ إِذَا كَانَ القَضَاءُ قَوْلُ: إِذَا كَانَ القَضَاءُ عَلَيّ حَتْمًا ... وَكَانَ الأَمْرُ يَجْرِي بِالقَضَاءِ ¬
فَكَيْفَ أُلَامُ فِي خَطَأي وَجَهْلِي ... وَتَدْبِيْرُ الأُمُوْرِ إِلَى سِوَائِي * * * قَصِيْدَةُ السَّيِّدِ الرَّضِيّ وَكَتَبَ بِهَا إِلَى صَدِيْقٍ لَهُ يَسْألَهُ عَنْ حَالِ نَكْبَةٍ لَحِقَتْهُ أَوَّلُهَا وَهِيَ طَوِيلَةٌ (¬1): خُطُوْبٌ لَا يُقَاوِمُهَا البَقَاءُ ... وَأَحْوَالٌ يُدَبّ لَهَا الضّرَاءُ وَدَهْرٌ لَا يَصِحّ بِهِ سَقِيْمٌ ... وَكَيْفَ يَصِحّ وَالأَيَّامُ دَاءُ مُقَامٌ لَا يُجَاذِبُهُ رَحِيْلٌ ... وَلَيْلٌ لَا يُجَاوِرُهُ ضِيَاءُ سَيُقْطِعُكُ المُثَقّفُ مَا تمَنَّى ... وَيُعْطِيْكَ المُهَنّدُ مَا تَشَاءُ بَلَوْنَا مَا تَجِيءُ بِهِ اللّيَالِي ... فَلَا صُبْحٌ يَدُوْمُ وَلَا مسَاءُ وَأَنْضيْنَا المَدَى طَرَبًا وَهَمًّا ... فَمَا بَقِيَ النّعِيْمُ وَلَا الشّقَاءُ إِذَا كَانَ الأَسَى دَاءً مُقِيْمًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَمَا ينجي مِنَ الأَيَّامِ فَوْتٌ ... وَلَا كَدٌّ يَطُوْلُ وَلَا عَنَاءُ تَنَالُ جَمِيْعَ مَا تَسْعَى إِلَيْهِ ... فَسِيَّانِ السّوَابِقِ وَالبطَاءِ وَمَا ينْجِي مِنَ الغَمَرَاتِ إِلَّا ... ضرَابٌ أَو طِعَانٌ أَو دِمَاءُ تَسُومنِي الخِصَامَ وَلَيْسَ طَبْعِي ... وَمَا مِنْ عَادَةِ الخَيْلِ الرّغَاءُ رِدّوا واستفضلُوا نُطَفًا فَحَسْبي ... مِنَ الغِدْرَانِ مَا وَسعَ الإِنَاءِ إِذَا مَا الحرّ أَجْدَبَ فِي زَمَانٍ ... فَعِفّتهُ لَهُ زَادٌ وَمَاءُ أرى خَلْقًا سَوَاسِيَةً وَلَكِنْ ... لِغَيْرِ العَقْلِ مَا تَلِدُ النّسَاءُ هُمُ يَوْمَ النّدَى غَيْمٌ جِهَامٌ ... وَفِي اللَّأوَاءِ رِيْحٌ جَرْبِيَاءُ قِرًى لَا يِسْتَجِيْرُ بِهِ خَمِيْصٌ ... وَنَارٌ لَا يُحَسّ بِهَا الصّلَاءُ هَوَى بَدْرُ التّمَامِ وَكلّ بَدْرٍ ... سَتَقْذفُهُ إِلَى الأَرْضِ السّمَاءُ أمرُّ بِدَارِهِ فَأطِيْلُ شَوْقًا ... وَيَمْنَعُنِي مِنَ النّظَرِ البُكَاءُ لَئِنْ قَطَعَ اللِّقَاءَ غَرَامُ دَهْرٍ ... لَمَا انْقَطَعَ التّوَدّدَ وَالإِخَاءُ ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا: فَلَا زَالَتْ هُمُوْمُكَ آمِرَاتٍ ... عَلَى الأَيَّامِ يَخدُمُهَا القَضَاءُ تَجُوْلُ عَلَى ذَوَابِلكَ المَنَايَا ... وَيخطرُ فِي مَنَازِلِكَ العلَاءُ مَعْنُ بنُ زَائِدَةَ: [من الوافر] 1723 - إِذَا كَانَ الكَرِيْمُ قَلِيلَ مَالٍ ... وَلَمْ يُعْذَرْ تَعَلّلَ بِالحِجَابِ قِيْلَ أَتَى رَجُلٌ بَابَ مَعْنِ بنِ زَائِدَةَ مُسْتَرْفِدًا فَحَجَبَهُ فَكَتَبَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ: إِذَا كَانَ الكَرِيْمُ لَهُ حِجَابٌ. البَيْتُ فَوَقَعَ تَحْتهُ فِي الجَّوَابِ: إِذَا كَانَ الكَرِيْمُ قَلِيْلَ مَالٍ. البَيْتُ وَيُرْوَى أَنَّ بَعْضَ الشُّعُرَاءِ كَتَبَ ذَلِكَ البَيْتُ الأَوَّلُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهرِ وَإِنَّ الجوَابَ وَهُوَ إِذَا كَانَ الكَرِيْمُ قَلِيْلَ مَالٍ لَهُ. وَيُرْوَى أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَائِشَة أَنَّ الجوَابَ لَهُ وَالأَنْسَبُ أَنَّ البَيْتَ وَللجوَابَ وَالحِكَايَةَ جَرَتْ مَعَ مَعْنِ بن زَائِدَةِ وَإِنَّ الجَوَابَ لَهُ. [من الوافر] 1724 - إِذَا كَانَ الكَرِيْمُ لَهُ حِجَابٌ ... فَمَا فَضْلُ الكَرِيْمِ عَلَى اللَّئِيْمِ البَحْرَانِيُّ: [من الوافر] 1725 - إِذَا كَانَ المُحِبُّ قَلِيْلَ حَظٍّ ... فَمَا حَسَنَاتهُ إِلَّا ذنُوْبُ [من الوافر] ¬
1726 - إِذَا كَانَ المَصِيْفُ فَأَنْتَ ظِلٌّ ... وَإِنْ كَانَ الشِّتَاءُ فَأَنْتَ شَمْسُ هَذَا البَيْتُ غَيْر البَيْتُ الَّذِي بِبَابِ (إِذَا وَرَدَ الشِّتَاءُ فَأَنْتَ شَمْسٌ) وَهُوَ مَعْكُوْسُهُ وَلَيْسَ بِمُكَرَّرٍ. [من الطويل] 1727 - إِذَا كَانَ أمْنٌ كنْتُمُ الأُسْدَ شِدَّةً ... وَإِنْ كَانَ خَوْفٌ كُنْتُمُ كَالثَّعَالِبِ قَبْلهُ: وَلَوْلَا دِفَاعِي فِي الملِمَّاتِ عَنْكُمُ ... إِذًا لَعَرِفْتُمْ غِبَّ هَذِي النَّوَائِب إِذَا كَانَ أمن. البَيْتُ أَبُو ربَاطٍ فِي وَلَدِهِ: [من الطويل] 1728 - إِذَا كَانَ أَوْلَادُ الرِّجَالِ مَرَارَةً ... فَأَنْتَ الحَلَالُ الحُلْوُ وَالبَارِدُ العَذِبُ قَالَ المُبَرَّدُ أَنْشَدَنِي التَّوْزِيُّ لأَبِي رِبَاطٍ بِقَولهِ لابْنِهِ: رَأَيْتُ رِبَاطًا حِيْنَ تَمَّ شَبَابُهُ ... وَوَلَّى شَبَابِي لَيْسَ فِي برّهِ عَتْبُ إِذَا كَانَ أَوْلَادُ الرِّجَالِ مَرارَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لنَا جَانِبٌ مِنْهُ دَمِيْثٌ وَجَانِبٌ ... إِذَا رَامَهُ الأَعْدَاءُ مُمْتَنِعٌ صَعْبٌ وَتَأخذُهُ عِنْدَ المَكَارِمِ هِزَّةٌ ... كَمَا اهْتَزَّ تَحْتَ البَارِحِ الغُصنُ [الرطبُ] السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الوافر] 1729 - إذَا كَانَ الأَسَى دَاءً مُقِيْمًا ... فَفِي حُسْنِ العَزَاءِ لنا شفَاءُ وَمِنْ بَابِ (إِذَا كَانَ) قَوْلُ بَعْضُ الأَعْرابِ (¬1): ¬
إِذَا كَانَ الهِيَاجُ سحبت [درعي] ... فَإِنْ كَانَ [الرخاء جردت بُردِي] وَأَبْذِلُ لِلخَلِيْلِ تِلَادِ مَالِي ... وَإِنْ قَلَّ التِّلَادُ بَذَلْتُ جهدِي وأغنِي فِي الحُرُوْبِ غناءَ مِثْلِي ... وَلَسْتُ بِمُوْحِشٍ إِنْ كُنْتُ وَحْدِي [من الوافر] 1730 - إِذَا كَانَ الأَمِيرُ عَليْكَ خَصْمًا ... فَلَيْسَ بِقَابِلٍ مِنْكَ الشُّهُوْدَا أَعْرَابِيٌّ: [من الوافر] 1731 - إِذَا كَانَ الأَمِيرُ عَليْكَ خَصْمًا ... فَلَا تُكْثِرْ فَقَدْ غَلَبَ الأَمِيْرُ قَبْلهُ: وَنَسْتَعْدِي الأَمِيْرَ إِذَا ظُلِمْنَا ... فَمَنْ يُعْدِي إِذَا ظَلَمَ الأَمِيْرُ طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ المَخْزُوْمِيّ: [من الطويل] 1732 - إِذَا كَانَ بَعْضُ السَّهْمِ فِي بَاطِنِ الحَشَا ... فَكَيْفَ تُجِنُّ المَرْءَ مِنْهُ دُرُوْعُ [من الطويل] 1733 - إِذَا كَانَ بَعْضُ الكِذْبِ يُنْجِي مِنَ الرَّدَى ... فَلَسْتُ أَرَى كَالكِذبِ يَوْمًا لِذِي اللّبِّ أَتَى الحَجّاجُ بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ قَدْ اتّهِمُوا بِتُهْمَةٍ كَانُوا مِنْهَا بُرَاءُ فَأَحْضَرَ أَحَدَهُمْ فَقَرَّرَهُ فَجَحَدَهُ فَظَنَّ أَنَّهُ قَدْ كَذَبَهُ فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ وَدَعَا الآخَرُ فَقَرّرَهُ فَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ فَأَخْبَرَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ فَظَنَّ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَهُ فَأَمَرَ بِإِطْلَاقِهِ فَلَمَّا رَأَى الثّالِثُ ذَلِكَ تَهَيَّبَ الكَذِبَ عَلَى نَفْسِهِ وَخَافَ القَتْلَ فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: إِذَا كَانَ بَعْضُ الكَذْبِ يُنْجِي مِنَ الرّدَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَمَاذَا عَسَى ذُو الصدْقِ يَرْجُو بِصدْقِهِ ... إِذَا كَانَ يَلْقَى مَا يُحِبّ مِنَ الكذْبِ ثُمَّ دَنَا فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ بِنَحْوِ مما شَهِدَ صَاحِبُهُ فَأَطْلَقَهُ. المَعَرِيُّ: [من الطويل] ¬
1734 - إِذَا كَانَتِ الدُّنْيَا كَذَاكَ فَخَلِّهَا ... وَلَوْ أَنَّ كُلَّ الطَّاِلعاتِ سُعُوْدُ قَبْلهُ: عَرَفْتَ سَجَايَا الدَّهْرِ إِمَّا شُرُوْرُهُ ... فَنَقْدٌ وَأَمَّا خَيْرُهُ فوُعُوْدُ إِذَا كَانَتِ الدُّنْيَا كَذَاكَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ رَقَدْنَا وَلَمْ نَمْلِكْ رُقَادًا عَنِ الأَذَى ... وَقَامَتهُ بِمَا خفْنَا وَنَحْنُ قُعُوْدُ فَلَا يَرْهِبَنَّ المَوْتَ مَنْ ظَلَّ زَاكِيًا ... فَإِنَّ انْحِدَارًا فِي التُّرَابِ صُعُوْدُ وَكَمْ نذرتنا بِالسُّيُوْلِ صَوَاعِقٌ ... وَكَمْ خَبِرَتْنَا بِالغمَامِ رُغوْدُ قَالَ زَيْتُوْنُ الأَصْغَرُ: إِذَا أَدْرَكَتِ الدُّنْيَا الهَارِبَ جَرحَتهُ وَإِذَا أَدْرَكَهَا الطّالِبُ لَهَا قَتَلتهُ. أَبُو مُحَمَّد التَّمِيْمِيُّ: [من الطويل] 1735 - إِذَا كَانَتِ السَّبْعُوْنَ دَاؤُكَ لَمْ يَكُنْ ... لِدَائِكَ إِلَّا أَنْ تَمُوْتَ طَبِيْبُ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: [من الطويل] 1736 - إِذَا كَانَتِ الصَّهْبَاءُ شَمْسًا فَإِنَّمَا ... تَكُوْن أَحَادِيْثُ الرِّجَالِ هَبَاؤُهَا أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بن يَحْيَى النَّحْوِيُّ: [من الطويل] 1737 - إِذَا كَانَتِ العَلْيَاءُ مِنْ جَانِبِ الغِنَى ... سَمَوْتُ إِلَى العَلْيَاءِ مِنْ جَانِبِ الفَقْرِ بَعْدهُ: صَبَرْتُ وَكَانَ الصَّبْرُ خَيْرًا مَغِبَّةً ... وَحَسْبُكَ أَنَّ اللَّهَ أَثنى عَلَى الصَّبْرِ وَلَيْسَ لِمَخْلُوْقٍ مِنَ النَّاسِ كُلَّهُمْ ... مَعَ الخَالِقِ المَنَّانِ شَيْءٌ مِنَ الأَمْرِ أَعْرَابِيٌّ يَهْجُو أَبَاهُ: [من الطويل] ¬
1738 - إِذَا كَانَتِ الآباءُ مِثْلَ أَبٍ لَنَا ... فَلَا أَبْقَتِ الدُّنْيَا عَلَى ظَهْرِهَا أَبَا بَعْدهُ: إِذَا شَابَ رَأسُ المَرْءِ أَقْصَرَ وَارْعَوَى ... وَإِنَّ أَبَانَا حِيْنَ شَابَ لَشَيَّبَا * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ أَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ وَنُسِبَتَا إِلَى إِسْحَاقَ بن إبْرَاهِيْم الموصلِيّ وَكَانَ الأَصْمَعِيُّ يُعْجَبُ بهما كَثيْرًا وَهُوَ قَوْلهُ (¬1): إِذَا كَانَتِ الأَحْرَارُ أَصْلِي وَمَنْصِبِي ... وَدَافِعَ ضَيْمِي حَازِمٌ وَابْنُ حَازِمِ عَطِسْتُ بِأَنْفٍ شَامِخٍ وَتَنَاوَلَتْ ... يَدَايَ الثُّرَيَّا قَاعِدًا غَيْر قَائِمِ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الطويل] 1739 - إِذَا كَانَتِ الأَرْزَاقُ تَجْرِي بِقِسْمَةٍ ... فَمَا يُسْخِطُ الإنْسَانَ مِنْهَا كَمَا يُرْضِي أَبْيَاتُ الغَزِيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَأَنِّي لَمِنْ قَوْمٍ سَمَوا عَنْ تَوَسّطٍ ... إِذَا عَزَّ نَيْلُ الكُلِّ خَلُّوا عَنِ البَعْضِ إِذَا كَانَتِ الأَرْزَاقُ تَجْرِي بِقِسْمَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَأَنَّ الغِنَى وَالفَقْرَ لِلمَرْءِ فِي الوَرَى ... يُمِرّانِ أَسْبَابَ المَحَبَّةِ وَالبُغْضِ يَصُدّوْنَ فِي البُؤْسَاءِ مِنْ غَيْرِ عِلّةٍ ... وَيَمْثِلُوْنَ الأَمْرَ وَالنّهْيَ فِي الخَفْضِ يَقُوْلُوْنَ مَنْ أَنْضى المَطِيّ حوَى الغِنَا ... فَقُلْتُ اجْمَعُوا بَيْنَ المَطِيّةِ وَالمنْضَي كَفَى تَعَبًا أَنَّ المُحَبّبَ نَيلهُ ... أَمَانِيّ وَالمَكْرُوْهُ فِي الرّائِجِ النّضِّ تَقَدّمْتَ دُوْنَ الكُلِّ بِالحَزْمِ وَالنّهَى ... وَفُضِّلْتَ تَفْضيل السّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لِيَفْدِكَ أَقْوَامٌ عَرَصْنَا مَدِيْحَهُمْ ... فَلَمْ نَعْدِمِ الأعرَاضَ فِي سَاحَةِ العَرْضِ فقدت رحيض الكَفِّ مِنْ دَنسَ المُنَى ... بِصَابُوْن يَأسِي وَهُوَ أَبْلَغُ فِي الرّحْضِ ¬
وَمَنْ مَخَضَ الأَمْوَاهَ يَطلُبُ زِبْدَةً ... فَزُبْدتُهَا أَنْ لَا يَعُوْدَ إِلَى المَخْضِ * * * ومن باب (إذا كان): خليليَّ ما فألُ الرجاء بصادق ... ولا كلّما يخشى من الشرّ واقعُ إذا كان بين المرء والشرّ ليلة ... فما عِلْمُهُ ما اللَّهُ في الصبح صانعُ؟ راشدُ الكاتب: [من الطويل] 1740 - إِذَا كَانَتِ الأَرْزَاقُ فِي القُرْبِ وَالنَّوَى ... عَليْكَ سَوَاءً فَاغْتَنِمْ لذَّةَ الدَّعَه قَبْلهُ: لَعُمْركِ مَا كُلُّ التَّعَطُّلِ ضائِرٌ ... وَلَا كُلُّ سَعْيٍ فِيْهِ لِلمَرْء مَنْفَعَه إِذَا كَانَتِ الأَرْزَاقُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَإِنْ ضَاقَ أَمْرٌ يفرجُ اللَّهُ مَا تَرَى ... ألا رُبَّ ضِيْقٍ فِي عَوَاقِبِهِ سِعَه وَمِثْلُهُ: لَا تَحْرِمَنَّ دعةً إِنْ لَمْ تَنَلْ سِعَةً ... لَا يَجلبُ الرّزْقَ تِحْدَار وَتِصْعَادُ قِيْلَ لِبَعْضِ الأَعْرَابِ مَا الغِبْطَةُ قَالَ الكِفَايَةُ مَعَ لُزُوْمِ الأَوْطَانِ وَالجلُوْسِ مَعَ الأُخْوَانِ. [من الطويل] 1741 - إِذَا كَانَتِ الأسْتَاهُ تَضْرِطُ كُلُهَا ... فَلَيْسَ عَلَيَّ فِي الضّرَاطِ رَقِيْبُ فَخْرُ الدِّيْنِ بن الدوامِيّ حاجب. . .: [من الطويل] 1742 - إِذَا كَانَتِ الأَفْعَالُ بِيْضًا فَإِنَّمَا ... يكُوْنُ سَوَادُ اللَّوْنِ فِي الشَّخْصِ كَالخَالِ قَبْلهُ: وَلَمَّا كَسَاهُ الدَّهْرُ صِبْغَةَ لَيْلِهِ ... غَدَا مِنْهُ مُقْتَنِصًا بِأَبْيَضِ أَفْعَالِ ¬
إِذَا كَانَتِ الأَفْعَالُ بِيْضًا. البَيْتُ [من الوافر] 1743 - إِذَا كَانَتْ جُلُوْدُكُمُ لِئَامًا ... فَأَيَّ ثِيَابِ مَجْدٍ تَلْبَسُوْنَا هَذَا أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ فِي المَعْنَى وَهُوَ فَصِيْحُ اللَّفْظِ سَهْلُ البَدِيْهَةِ صحِيْحُ المَقْصدِ رَقِيْقُ الحَوَاشي. * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبي نواسٍ (¬1): أَعَاذِلُ مَا عَلَى مِثْلِي سَبيْلُ ... وَعَذْلُكَ فِي المَدَامَةِ يَسْتَحِيْلُ أَعَاذِلُ لَا تَلُمْنِي فِي هَوَاهَا ... فَإِنَّ عِتَابَنَا فِيْهَا يَطُوْلُ كِلَانَا يَدّعِي فِي الخَمْرِ عِلْمًا ... فَدَعْنِي لَا أَقُوْلُ وَلَا تَقُوْلُ أَلِيْسَ مَطِيّتِي حَقوَى مَهَاةٍ ... وَرَحْلُ أَنَامِلِي كَأسٌ شَمُوْلُ إِذَا كَانَتْ بَنَاتُ الكَرْمِ شُرْبِي ... وَقِبْلَةُ وَجْهِيَ الوَجْهُ الجمِيْلُ أمِنْتُ بِذَاكَ عَاقِبَةُ اللَّيَالِي ... وَهَانَ عَلَيَّ مَا قَالَ العَذُوْلُ المُسْتَشْهَدُ بِهِ البَيْتَانِ الأَخِيْرَانِ. وَمِنْ بَابِ إِذَا كَانَتْ قَوْلُ أحْمَد بن جَعْفَر المُلَقّب بِجَحْظَةَ البَرْمكِيّ وَقَدْ كَتَبَ لَهُ بَعْضُ المُلُوْكِ بجائزة عَلَى الصّرَافِ فَمَطَلهُ حَتَّى ضَجرَ فَكَتَبَ جَحْظَةُ إِلَيْهِ (¬2): إِذَا كَانَتْ صِلَاتَكُمُ رِقَاعًا ... تُخطّطُ بِالأَنَامِلِ وَالأَكُفِّ وَلَمْ تَكُنِ الرّقَاعُ تَجُرّ نَفْعًا ... فَهَا خَطّي خُذُوْهُ بِأَلْفِ أَلْفِ قَاضِي حَوْرَانَ وَيُرْوَى للعَتَّابي: [من الطويل] 1744 - إِذَا كَانَ جَدُّ المَرْءِ فِي الشَّيْءِ مُقْبِلًا ... تَأَتَّتْ لَهُ الأَسْبَابُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ بَعْدهُ: وَإِنْ أَدْبَرَتْ دُنْيَاهُ عَنْهُ تَوَعَرَّتْ ... عَلَيْهِ وَأَعْيَتْهُ وُجُوْهُ المَطَالِبِ ¬
وَمَا تُدْرَكُ الأَرْزَاقُ فِيْهِ وَلَا المنَى ... بِحِيْلَةِ مُحْتَالٍ وَلَا كَسْبِ كَاسِبِ المَعَرِيُّ: [من الطويل] 1745 - إِذَا كَانَ جِسْمِي مِنْ تُرَابِ مَآلُهُ ... إِلَيْهِ فَمَا حَظِّي بِأَنِّي مُتْرِبُ بَعْدهُ: وَمَا زَالَتِ الدُّنْيَا بِأَصْنَافِ أَلْسُنٍ ... تَبُيِّنُ عَنْ غَيْرِ الجَمِيْلِ وَتُعْرِبُ وَمَا نَفْسٌ إِلَّا يُبَاعِدُ مَوْلدًا ... وَيُدْنِي المَنَايَا لِلنُّفُوْسِ مُقَرَّبِ وَشَفَّ بَقَاءٌ صِرْتُ مِنْ سُوْءِ فِعلِهِ ... أَهشُّ إِلَى المَوْتِ الزُّؤَامِ وَأَطْرَبُ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 1746 - إِذَا كَانَ حُبُّ المَرْءِ لِلشَّيْءِ ضَيْعَةً ... فَأَضْيَعُ شَيْءٍ مَا يَقُوْلُ المُؤَنِّبُ [من الطويل] 1747 - إِذَا كَانَ حَظُّ الصَّبِّ مِنْكُمْ بِعَادُهُ ... فَمَا حَالَ عَمَّا تعْهَدُوْنَ ودَادُهُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 1748 - إِذَا كَانَ حَظُّ النَّاسِ سُقْيَا سَمَائِكُمْ ... فَحَظِّي وَميْضُ البَرْقِ أَو زَجَلُ الرَّعْدِ قَبْلهُ: مَا بَال أَيْدِيْكُمْ عَلَى النَّاسِ ترةً ... سِوَايَ فَإِنِّي مِنْ نَوَالِكُمْ مُكْدِ إِذَا كَانَ حَظُّ النَّاسِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَفِي عَدْلكُمْ أَنْ تفردوا بِجَفَائِكُمْ ... وَلِيًّا لَكُمْ يُصْفِيْكُمُ بِهَوًى فَرْدِ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ لِكَاتِبِهِ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ (¬1): ¬
يَقُوْلُوْنَ لَا تَحْزَنْ وَقَدْ أَحْرَقَ النَّوَى ... فُؤَادِي وَلَكِنْ مَا يُفِيْدُ التَّحَرُّقُ إِذَا كَانَ حُزْنُ المَرْءِ لَيْسَ بِنَافِعٍ ... عَلَى حَالَةٍ فَالصَّبْرُ أَوْلَى وأ [من الطويل] 1749 - إِذَا كَانَ حِلْمُ المَرْءِ مِنْ غَيْرَ قُدْرَةٍ ... فَمَرْكبَهُ فِي الذُّلِّ أَوْطَأُ مَرْكَبِ صَاحِبُ زَبِيْد: [من الطويل] 1750 - إِذَا كَانَ حِلْمُ المَرْءِ عَوْنَ عَدُوِّهِ ... عَلَيْةِ فَإِنَّ الجهْلَ أَغْنَى وَأَروحُ قَبْلهُ: أَبَا حَسَنٍ مَا أَقْبَحَ الجهْلَ بِالفَتَى ... وَلِلْحِلْمِ أَحْيَانًا مِنَ الجهْلِ أَقْبَحُ إِذَا كَانَ حِلْمُ المَرْءِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَفِي اللِّيْنِ ضعْفٌ وَالعُقُوْبَةُ قُوَّةٌ ... إِذَا كُنْتَ تَعْفُو عَنْ كَثِيْرٍ وَتَصْفَحُ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من الطويل] 1751 - إِذَا كَانَ خصْمِي فِي الصَّبَابَةِ حَاكِمِي ... لِمَنْ أَشْتكي فِي الحُبِّ أَو تظَلَّمُ؟ وَمِنْ بَابِ (إِذَا كَانَ خ) قَوْلُ بَشّارٍ (¬1): إِذَا كَانَ خراجًا أَخُوْكَ مِنَ الهَوَى ... مُوَجَّهَةً فِي كُلِّ أَوْبٍ رَكَائِبُه فَخَلّ لَهُ وَجْه العِرَاقِ وَلَا تَكُنْ ... مَطِيّةَ رَحّالٍ كَثيْرٍ مَذَاهِبُه إِذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُوْرِ مُعَاتِبًا ... صدِيْقَكَ لَمْ تَلْقَ الَّذِي لَا تُعَاتِبُه فَعِشْ وَاحِدًا أَو صِلْ أَخَاكَ فَإِنَّهُ ... مُقَارِفُ ذَنبٍ مَرّةً وَمُجَانِبُه أَخُوْكَ الَّذِي إِنْ تَدْعُهُ لِمَلَمَّةٍ ... يُجِبْكَ وَإِنْ عَاتَبْتهُ لَانَ جَانِبُه إِذَا أَنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مرَارًا عَلَى القَذَى ... ظَمِئتَ وَأَيّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُه [من الطويل] ¬
1752 - إِذَا كَانَ دَمْعِي عِنْدَكمْ وَالتَّذَلُّلُ ... شَفِيْعَانِ قَدْ رُدَّا بِمَنْ أَتَوَسَّلُ سَمِعَ بَعْضُ الظُّرَفَاءِ هَذَا البَيْتَ فَقَالَ تَتَوَسَّلُ بِالدَّنَانِيْرِ الحُمْرِ وَقَدْ انْقَضتِ الحَاجَةُ. ابْنُ شَرْشَرٍ: [من الطويل] 1753 - إِذَا كَانَ دُوْني مَنْ بُلِيْتُ بِجَهْلِهِ ... أَبَيْتُ لِنَفْسِي أَنْ تُقَابِلَ بِالجَهْلِ بَعْدهُ: وَإِنْ كَانَ مِثْلِي فِي المَحَلِّ مِنَ النُّهَى ... سَمَوْتُ بِحلْمِي كَي أَجلّ عَنِ المثلِ وَإِنْ كُنْتُ أَدْنَى مِنْهُ فِي الفَضْلِ وَالحِجَى ... عَرفْتُ لَهُ حَقَ التَّقَدُّمِ وَالفَضْلِ وَتُرْوَى هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِزَيْنِ الدِّيْنِ العَابِدين عَلِيّ بن الحُسَينِ بن عَلِي بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهم السَّلَامُ، وَالأَشْهَرُ أَنَّها لأَبِي العَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّهِ المَعْرُوْفِ بِالنَّاشِئ وَيُعْرَفُ بِابنِ شَرْشَرَ. [من الطويل] 1754 - إِذَا كَانَ ذَنْبُ المَرْءِ يَدْفَعُ عُذْرَهُ ... صَفَحْتُ فَكَانَ العَفْوُ مِنِّي لَهُ عُذْرَا [من المتقارب] 1755 - إِذَا كَانَ ذُو اللُّبِّ فِي مَجْلِسٍ ... تَخَيَّرَ مِنْهُ الَّذِي يُعْجِبُهُ بَعْدهُ: وَيَكْتبُ أَحْسَنَ مَا اخْتَارُهُ ... وَيَحْفَظُ أَحْسَنَ مَا يَكْتُبُه وَيَخْتَارُ مِنْ حفْظِهِ غرةً ... لِمَنْ يَصْطَفِيْهِ وَمَنْ يَطْلِبُه فقبلَ كَلَامِ الأَدِيْبِ الأَرِيْبِ ... تَجِدْ مِنْهُ نَفْعًا لِمَنْ يَرْغَبُه وَهَذَا نَظْمُ كَلَامِ يَحْيَى بن خَالِدٍ البَرْمَكِيّ وَهُوَ قوله: النَّاسُ يَكْتِبُوْنَ أَحْسَنَ مَا يَسْمَعُوْنَ وَيَحْفَظُوْنَ أَحْسَنَ مَا يَكْتِبُوْنَ وَيَتَحَدَّثُوْنَ بِأَحْسَنِ مَا يَحْفِطوْنَ. [من الطويل] ¬
1756 - إِذَا كَانَ رَبُّ البَيْتِ بِالدُّفِ مُوْلَعًا ... فَشِيْمَةُ أَهْلِ الدَّارِ كلّهمُ الرَّقْصُ [من الطويل] 1757 - إِذَا كَانَ رَبُّ الدَّارِ لِلطَّبْلِ ضَارِبًا ... فَلَا تَلُمِ الصِّبْيَانَ فِيْهَا عَلَى الرَّقْصِ [من الطويل] 1758 - إِذَا كَانَ رَبِّي عَالِمٌ بِسَرِيْرَتِي ... فَمَا النَّاسُ فِي عَيْنِي بِأَعْظَمَ مِنْ رَبِّي وَمِنْ بَابِ (إِذَا كَانَ ش) قَوْلُ مَحْمُوْدُ بن الحَسَنِ الوُرّاقِ وَقِيْلَ هُوَ أَمِيْرُ شِعْرِهِ (¬1): إِذَا كَانَ شكْرِي نِعْمَةَ اللَّهِ نِعْمَةٌ ... عَليَّ لَهُ فِي مِثْلِهَا يجبُ الشُّكرُ فَكَيْفَ بُلُوْغ الشّكرِ إِلَّا بِفَضْلِهِ ... وَإِنْ طَالَتِ الأيَّامَ وَاتّصَلَ العُمْرُ إِذَا مَسَّ بِالسّرَاءِ عَمّ سُرُوْرهَا ... وَإِنْ مسّ بِالضَّرَاءِ أَعْقَبَهَا الأجْرُ وَمَا مِنْهُمَا إِلَّا لَهُ فِيْهِ نِعْمَةٌ ... تَضيْقُ بِهَا الأَوْهَامُ وَالبَرُّ وَالبَحْرُ وَفِي هَذَا المَعْنَى أَيْضًا يَقُوْلُ مَحْمُوْدٌ حِيْنَ مَاتَتْ جَارِيَتهُ نشوٌ وَكَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خَلْقًا وَأَطْيَبهنّ خُلُقًا وَطلِبَتْ مِنْهُ بِعَشْرَةِ آلافِ دِيْنَارٍ فَلَمْ يَبِعهَا ضنًّا بِهَا (¬2). وَمُسْتَصحٍ يُكَرِّرُ ذكرَ نشوٍ عَلَى ... عَمَدٍ لِيَبْعَثَ لِي اكْتِئَابَا قَوْلُ وعدّ مَا كَانَتْ تُسَاوِي ... سَيحسُبُ ذاك مَنْ خَلَقَ الحِسَابَا عَطِيّتُهُ إِذَا أَعْطَى نُزُوْرٌ ... وَإِنْ أَخَذَ الَّذِي أَعْطَى أَثَابَا فَأَيّ النّعْمَتَيْنِ أَعَمُّ نَفْعًا ... وَأَحْسَنُ مِنْ عَوَاقِبِهَا إيَابَا أَنِعْمَتهُ الَّتِي أَهْدَتْ سُرُوْرًا ... أَمِ الأُخْرَى التي أَهْدَتْ ثوَابَا؟ بَلِ الأُخْرَى وَإِنْ نزَلتْ بِكُرْهٍ ... أَحَقُّ بِشُكْرِ مَنْ صَبَرَ احْتِسَابَا ¬
قَالَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السّلَامُ: إِلَهِي كَيْفَ أَشْكُرُ لَكَ وَأَنَا لَا أُطِيْقُ الشُّكْرَ إِلَّا بِنِعْمَتِكَ؟ فَأَوْحَى إِلَيْهِ يَا دَاوُدَ أَلَسْتَ تَعْلَم أَنَّ الَّذِي بِكَ مِنَ النّعَمِ مِنِّي، قَالَ بَلى يَا رَبِّ، قَالَ: فَإِنِّي أَقتصِرُ عَلَى ذَلِكَ مِنْكَ شُكْرًا. أُخْتُ سَعْدِ بن عُبَادَةَ: [من الطويل] 1759 - إِذَا كَانَ عُذْرُ المَرْءِ لَيْسَ بِنَافِعٍ ... فَإِنَّ اطِّرَاحَ العُذْرِ خَيْرٌ مِنَ العُذْرِ بَعْدهُ: وَمَا ذَنْبُ سَعْدٍ إِنَّهُ بَالَ قَائِمًا ... وَلَكِنَّ سَعْدًا لَمْ يُبَايِع أَبَا بَكْرِ ظَافِرُ الحَدَّادُ: [من الطويل] 1760 - إِذَا كَانَ عُقْبَى مَا يَسُوْءُ التَّصَبُّرُ ... فَتَقْدِيْمُهُ عِنْدَ الرَّزِيَّةِ أَجْدَرُ [من المتقارب] 1761 - إِذَا كَانَ عَقْلُ أَبِيْهِمْ كَذَا ... فَكَيْفَ يمُوْن عُقُوْلُ البَنِيْنَا [من الطويل] 1762 - إِذَا كَانَ عِلْمُ المَرْءِ لَيْسَ بِنَافعٍ ... وَلَا دَافِعٍ فَالخُسْرُ لِلعُلَمَاءِ [من الطويل] 1763 - إِذَا كَانَ عَوْنُ المَرْءِ فِي الأَمْرِ رَبَّهُ ... أَتَاهُ الَّذِي يَهْوَاهُ مِنْ حَيْثُ يَحْذَرُ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 1764 - إِذَا كَانَ غَيْرُ اللَّهِ لِلْمَرْءِ عُدَّةً ... أَتتْهُ الرَّزَايَا مِنْ وُجُوْهِ الفَوَائِدِ فَقَدْ جَرّتْ الحَنَفْاءُ قَبْلَ حُذَيْفَةٍ ... وَكَانَ يَرَاهَا عِدّةً لِلشّدَائِدِ وجرتُ مَنَايَا مَالِكِ بن نُوَيْرَة ... عَقِيْلَتُهُ الحَسْنَاءُ أَيَّامَ خَالِدِ ¬
وَأَوْدَى ذُؤَابًا فِي بُيُوْتِ عُتَيْبَةٍ ... أَبُوْهُ وَأَهْلُوْهُ بِشَدْوِ القَصَائِدِ لَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 1765 - إِذَا كَانَ فَضْلِي لَا أُسَوِّغُ نَفْعَهُ ... فَأَفْضَلُ مِنْهُ أَنْ أُرَى غَيْرَ فَاضِلِ [من الطويل] 1766 - إِذَا كَانَ فِي الدُّنْيَا رَجَاؤُكَ شَاسِعًا ... فَفِي الحَشرِ يَغْدُو وَهُوَ أَنْأَى وَأَشْسَعُ [من الطويل] 1767 - إِذَا كَانَ فِي أَلْفٍ مِنَ القَوَمِ عَاجِزٌ ... مُطَاعٌ فَإِنَّ القَوْمَ فِي أَلْفِ عَاجِزِ مِثْلُهُ قَوْلُ الغزِيُّ: وَمَا اللَّجِبُ اللُّهَامُ بِذِي امْتِنَاعٍ ... غَدَاةَ يَقُوْدُهُ الضِّرْعُ المَهِيْنُ [من الطويل] 1768 - إِذَا كَانَ فِي صَدْرِ ابنِ عَمِّكَ أَحِنَّةٌ ... فَلَا تَسْتَثِرْهَا سَوْفَ تَتَذَوَدُ فِيْهَا أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الطويل] 1769 - إِذَا كَانَ فِي طُوْلِ السَّقَامِ وَجَهْدِهِ ... حِمَامُ الفَتَى فَالقَتْلُ بِالسَّيْفِ أَرْوَحُ أَبْيَاتُ ابن نبُاتَةَ السّعْدِيّ يَمْدَحُ الوَزِيْرَ أَبَا غَالِبٍ بَعْدَ قَوْلِهِ أَرُوْحُ: وَمَنْ لَمْ يُخَاطِرْ فِي الحُرُوْبِ بِنَفْسِهِ ... فليس لَهُ عَنْ يَوْمِهِ مُتَزَحْزَحُ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: مَحَا اللَّيْلَ بَسَّامُ صحِيْفَةُ وَجْهِهِ ... يُضَامُ بِهَا ضوء الصّبَاحِ وَيَفْضَحُ وَنَفْسٌ عَلَيْهِ فِي البَقَاءِ كَرِيْمَةٌ ... يَجُوْدُ بِهَا يومَ اللِّقَاءِ وَيسمحُ ¬
فَلَا هُوَ لِلشَّرِّ المُقَدَّرِ خَائفٌ ... وَلَا هُوَ بِالخَيْرِ المُيَسَّرِ يَفْرَحُ مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: [من الطويل] 1770 - إِذَا كَانَ قُرْبُ الدَّارِ يُعْقِبُ حَسْرَةً ... فَلَا شَيْءَ أَشْفَى لِلْمُحِبِّ مِنَ البُعْدِ قَبْلهُ: وَقَائِلَةٍ جَدِّدْ لِعَيْنِكَ نَظْرَةً ... تُسَلِّي الَّذِي بالقَلْبِ مِنْ أَلَمِ الوَجْدِ فَقَلْتُ يكْفِيْكِ مَا بِي مِنَ الهَوَى ... تُرِيْدِيْنَ أَنْ أَزْدَادَ جَهْدًا إِلَى جَهْدِ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1771 - إِذَا كَانَ قَرْضٌ مِنْ دَمٍ عِنْدَ مَعْشَرٍ ... فَلَا خُلُفٌ فِي أَنْ يُؤَدَّى وَلَا مَطْلُ سَعِيْدُ بنُ حُميدِ الكَاتِبِ: [من الطويل] 1772 - إِذَا كَانَ قَلْبِي فِي يَدَيْكُمْ رَهِيْنَةً ... فَكَيْفَ بِلَا قَلْبٍ أُصَافِي وَأَهْجُرُ قَبْلهُ: يَقُوْلُوْنَ أَنِّي قَدْ تَبَدَّلْتُ بَعْدَكُمُ ... بَدِيْلًا وَبَعْضُ الظَّنِّ إِثْمٌ وَمُنْكَرُ إِذَا كَانَ قَلْبِي. البَيْتُ * * * كَانَ سَعِيْدُ بنُ حُمَيْدُ الكَاتِبُ يَهْوَى فَضلَ الشّاعِرَةَ مَوْلَاةَ المُتَوَكّلِ وَتَهْوَاهُ فَكَتَبَتْ إِلَيْهِ تُعَاتِبُهُ عَلَى حُضوْرِه مَعَ قِيْنَةٍ (¬1): خُنْتَ عَهْدِي وَلَيسَ ذاك جزَائِي ... يا صناع اللّسَانِ مرّ الفِعَالِ وَتَبَذَلْتَ بِي بَدِيْلًا فَلَا يُهْنِكَ ... مَا اخْتَرْتَهُ مِنَ الإِبْدَالِ فَكَتَبَ إِلَيْهَا فِي الجّوَابِ: ¬
تَظنّوْنَ أَنِّي قَد تَبَدَّلْتُ بَعْدَكُمُ بَدِيْلًا ... وَبَعْضُ الظّنّ إِثْمٌ وَمُنْكَرُ إِذَا كَانَ قَلْبي فِي يَدَيْكُمُ قيَادهُ. البَيْتُ البَبَّغَاءُ: [من الطويل] 1773 - إِذَا كَانَ كُلُّ النَّاسِ أَبْنَاءَ آدَمٍ ... فَأَفْضَلُهُمْ مَنْ فَضَّلَتْهُ المَحَامِدُ قَبْلهُ: وَمَا شَرَفُ الإنْسَانِ إِلَّا بنفسِه ... وَإِنْ خَصَّهُ جَدٌّ شَرِيْفٌ وَوَالِدُ إِذَا كَانَ كُلُّ النَّاسِ. البَيْتُ [من الطويل] 1774 - إِذَا كَانَ كُلُّ النَّاسِ عِنْدَكَ جَاهِلًا ... فَمَنْ ذَا الَّذِي يَدْرِي بِأَنَّكَ عَاقِلُ ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الطويل] 1775 - إِذَا كَانَ لِي ذِكْرٌ فَنَحْوَكَ قَصْدُهُ ... وَمَا أَنْسَ مِنْ شَيْءٍ فَلَسْتُ الَّذِي أَنْسَى كَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ إِلَى أَبِي العَبَّاسِ ثَعْلَبٍ: خَلِيْلٌ خَلَا وُدِّي مِنَ النَّاسِ غَيْرَهُ ... أَرَى سِعَةَ الدُّنْيَا بِفِقْدَانِهِ حَبْسَا إِذَا كَانَ لِي ذِكْرٌ. البَيْتُ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عتْبَةَ بن مَسْعُوْدٍ: [من الطويل] 1776 - إِذَا كَانَ لِي سِرٌّ فَحَدَّثتهُ العِدَا ... وَضَاقَ بِهِ صَدْرِي فَلَلنَّاسِ أعْذَرُ بَعْدهُ: هُوَ السِّرُّ مَا اسْتَوْدَعْتَهُ وَكَتَمْتَهُ ... وَلَيْسَ بِسِرٍّ حِيْنَ يَفْشُو وَيَظْهَرُ [من الطويل] 1777 - إِذَا كَانَ لِي فِيْمَنْ أُحبُّ مُشَارِكٌ ... مَنَعْتُ الهَوَى نَفْسِي وَإِنْ تَلِفَتْ وَجْدَا ¬
قَبْلَهُ: إِذَا هَبّتِ الأَرْوَاحُ مِنْ نَحْوِ أَرْضكُمُ ... وَجَدْتُ لِمَسْرَاهَا عَلَى كَبِدِي بَرْدَا وَأَيّ نَسِيْمٍ هَبّ مِنْ نَحْو أَرْضِكُمُ ... يُذَكّرُنِي نَجْدًا وَيَتْلِفُنِي وَجْدَا بُلِيْتُ بِقَاسِي القَلْبِ قَدْ أَلِفَ الجفَا ... رَضِيْتُ بِهِ مَوْلًى وَلَمْ يَرْضَ بِي عَبْدَا رَضِيْتُ بِهِ مَوْلًى لأَنّي أُحِبُّهُ ... وَلَمْ يَرْضَ بِي عَبْدًا لِيَقْتِلُنِي عَمْدَا إِذَا كَانَ لِي فِيْمَنْ أُحِبُّ مُشَارِكٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَقُلْتُ لَهَا يَا نَفْسُ مُوْتِي كَرِيْمَةً ... فَلَا خَيْرَ فِي حُبٍّ تَرِيْنَ لَهُ ضِدَّا المُتَنَبِّي: [من الطويل] 1778 - إِذَا كَانَ مَا تَنْوِيْهِ فِعْلًا مُضَارِعًا ... مَضَى قَبْلَ أَنْ تُلْقَى عَلَيْهِ الجوَازِمُ المُرْتَضَى المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 1779 - إِذَا كَانَ مَا يُعْطِيْنِيَ الحَزْمُ سَالِبًا ... حَيَاتِي فَقُلْ لِي كيْفَ يَنْفَعُنِي حَزْمِي [من الطويل] 1780 - إِذَا كَانَ مَنْ أَهْوَى بَعِيْدًا مَزَارُهُ ... لَهُ مِنْ فُؤَادِي مَعْقَدُ الوِدِّ ثَابِتُ [من الطويل] 1781 - إِذَا كَانَ مَنْ تَشْكُو إِلَيْهِ هُوَ الَّذِي ... دَعَاكَ إِلَى الشَّكْوَى فَمَنْ يَقْبَلِ الشَّكْوَى أَبُو حَفْصٍ الشِّطْرَنْجِيُّ الضَّرِيْرُ: [من الطويل] 1782 - إِذَا كَانَ مَنْ تَهْوَى عَزِيْزًا وَلَمْ تَكُنْ ... ذَلِيْلًا لَهُ فَاقْرَ السَّلَامَ عَلَى الوَصْلِ قَبْلهُ: ¬
أذلُّ لِمَنْ أَهْوَى لأَزْدَادَ عِزَّةً ... وَكَمْ عِزَّةٍ قَدْ نَالَهَا المَرْءُ بِالذُّلِّ إِذَا كَانَ مَنْ تَهْوَى عَزِيْزًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَلَا تَتَظَلَّمَ مِنْ حَبيْبكَ إِنْ جَفَا ... أَلَا إِنَّمَا ظلْمُ الحَبِيْبِ مِنَ العَدْلِ وَاجْهلُ خَلْقٍ عَاشِقٌ مُتَكَبِّرٌ ... يُغَاضِبُ مَنْ يَهْوَى وَيَطْمَعُ فِي الوَصلِ [من الطويل] 1783 - إِذَا كَانَ مِنْ قَلْبِي رَسُوْلٌ إِلَى الهَوَى ... فَمَا نَفْعُ سُلَوَانٍ يَكُوْنُ بِشَافِعِ الأَقْرَعُ بنُ مَعَاذٍ القُشَيْرِيُّ: [من الطويل] 1784 - إِذَا كَانَ مِنَّا وَاحِدٌ فِي قَبِيْلَةٍ ... أَرَادَ أَمَامَ القَوْمِ أَنْ يَتبرَّعَا أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 1785 - إِذَا كَانَ مِنَّا وَاحِدٌ فِي قَبِيْلَةٍ ... عَلَاهَا وَإِنْ ضَاقَ الخِنَاقُ حَمَاهَا بَعْدهُ: وَلَا اشْتَوْرَتْ إِلَّا وَأَصبَحَ شُيْخُهَا ... وَلَا احْتَرَبَتْ إِلَّا وَكَانَ فَتَاهَا وَلَا ضُرِبَتْ مِنْ فَوْقَ القِبَابِ قُبَابُهُ ... فَأَصبَحَ مَأوَى الطَّارِقِيْنَ سِوَاهَا [من الطويل] 1786 - إِذَا كَانَ مَنْ يُعْطِي فَقِيْرًا وَذُو الغِنَى ... بَخِيْلًا فَمَنْ ذَا يُسْتَعَانُ عَلَى الدَّهْرِ؟ [من المتقارب] 1787 - إِذَا كَانَ مَوْتِي بقَتْلِ الجفُوْنَ ... فَقَتْلُ السُّيُوْفِ إِذًا أَرْوَحُ أبو نَصْر بن نُباتة: [من الطويل] 1788 - إِذَا كَانَ نُقْصَانُ الفَتَى فِي تَمَامِهِ ... فَكُلُّ صَحِيْحٍ فِي الزَّمَانِ عَلِيْلُ ¬
وَيُرْوَى هَذَا البَيْتُ لابن مَيَّادَةَ. قَبْلَهُ: لَحَا اللَّهُ دَهْرًا يَسْتَرِدُّ عَطَاؤُهُ ... وَدَارًا بِهَا طُول المَقَامِ رَحِيْلُ إِذَا كَانَ نِقْصانُ الفَتَى فِي تَمَامِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَا خَيْرَ فِي شُرْبٍ يُكَدَّرَ صَفْوُهُ ... وَلَا فِي نَعِيْمٍ يَنْقَضِي وَيَزُوْلُ يَقُوْلُ مِنْهَا يَمْدَحُ المَلكُ وَزِيْرَ الوُزَرَاءِ أَبَا غَالِبٍ مُحَمَّد بنُ عَلِيٍّ: لَعَمْرِي لَقَدْ وَافَى عَلَى النَّاسِ رَابِحٌ .... لَهُ نَظَر فِي البَاقِيَاتِ أُصِيْلُ رَأَى الكَامِلَ المَيْمُوْنَ فُرْصَةَ سُؤْدُدٍ ... فَفَازَ بِهَا وَالكَامِلُوْنَ قَلِيْلُ عَلَى حِيْنَ يطرى البخل وهو مُذَمَّمٌ ... وَمُسْتَقْبَحُ المَعْرُوْفُ وَهُوَ جَمِيلُ مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ: [من الطويل] 1789 - إِذَا كَانَ وَجْهُ العُذْرِ لَيْسَ بِوَاضِحٍ ... فَإِنَّ اطِّرَاحَ العُذْرِ خَيْرٌ مِنَ العُذرِ قَبْلهُ: بِأَيِّ اعْتِذَارٍ أَمْ بِأَيَّةِ حُجَّةٍ ... تَقُوْلُ الَّذِي تَدْرِي مِنَ الأَمْرِ لَا أَدْرِي إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلعُذْرِ وَجْهٌ مَبَيِّن. البَيْتُ وَلَيْسَ بِمُكَرَّرٍ وَإِنَّمَا هُوَ مَأخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ أخْيِ سَعْدِ بن عُبَادَةَ بِبَابِ (إِذَا كَانَ عَذر المرءِ. . .)، وَهُوَ مِنْ بَابِ الاهْتِدَامِ. وَيُرْوَى: إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلعُذْرِ وَجْهٌ مُبَيَّنٌ. أَبُو الفَرَجِ الأَصْفَهَانِيُّ صَاحِبُ الأَغَانِي: [من الطويل] 1790 - إِذَا كَانَ هَذَا حَالكُمْ عِنْدَ أَخْذِكُمْ ... فَمَا حَالكُمْ بِاللَّهِ عِنْدَ عَطَائِكُمْ [من الطويل] 1791 - إِذَا كَانَ هَذَا فِعْلهُ بِحَبِيْبِهِ ... فَكَيْفَ تُرَاهُ فِي أَعَادِيْهِ يَصْنَعُ ¬
[من الطويل] 1792 - إِذَا كَانَ هَذَا وِرْدُ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ... فَنَحْنُ عَلَى آثَارِهِمْ نَتَلَاحَقُ العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من الطويل] 1793 - إِذَا كَانَ لَا يُدْنِيْكَ إِلَّا شَفَاعَةٌ ... فَلَا خَيْرَ فِي وُدٍّ يَكُوْنُ بشَافِعِ قَبْلهُ: فَأُقْسِمْ مَا تَرْكِي عِتَابكَ مِن قلًى ... وَلَكِنْ لِعِلْمِي أَنَّهُ غَيْرُ نَافِعِ وَإِنِّي إِذَا لَمْ أَلْزَمِ الصَّبْرَ طَائِعًا ... فَلَا بدَّ مِنْهُ مُكْرَهًا غَيْرَ طَائِعِ إِذَا كَانَ لَا بُدَّ يُدْنِيْكَ إِلَّا شَفَاعَةٌ. البَيْتُ [من الطويل] 1794 - إِذَا كَانَ لَا يُرْضِيْكَ مِمَّنْ تُحِبُّهُ ... سِوَى كُلِّ مَا تَهْوَى فَأَنْتَ المُفَنِّدُ بَعْدهُ: خُذِ العَفْو مِمَّنْ قَدْ رَضِيْتَ إخَاءَهُ ... وَحَسْبُكَ مِنْهُ أَنْ يَصحَّ التّوَدُّدُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ (¬1): إِذَا كَانَ لَا يسْلِيْكَ عَمَّن تُحِبُّهُ ... تَنَاءٍ وَلَا يشْفِيْكَ طُوْلُ تَلَاقِ فَمَا أَنْتَ إِلَّا مُسْتَعِيْرُ حشَاشَةً ... لِمُهْجَةِ نَفْسٍ آذَنَتْ بِفِراَقِ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ بن فَارِسٍ (¬2): إِذَا كَانَ يُؤْذِيْكَ حَرُّ المَصِيْفِ ... وَكَرْبُ الخَرِيْفِ وَبَرْدُ الشِّتَا ¬
وَيُلْهِيْكَ حُسْنُ زَمَانِ الرَّبِيْعِ ... فَوَعْدُكَ بِالوَصْلِ قُلْ لِي مَتَى؟ حُمَيْدُ الأَكَّافُ: [من الوافر] 1795 - إِذَا كتَبَ الصَّدِيْقُ إِلَى صَدِيْقٍ ... فَحَقٌّ وَاجبٌ رَدُّ الجوَابِ قَبْلهُ: إِذَا الأخْوَانُ فَاتَهُمُ التَّلَاقِي ... فَلَا صِلَةٌ بِأَحْسَنَ مِنْ كِتَابِ إِذَا كَتَبَ الصَّدِيْقُ. البَيْتُ وَيُرْوَى: إِذَا جَاءَ الكِتَابُ إِلَى صَدِيْقٍ. عَبَيْدُ اللَّهِ بنُ العتْبِيِّ: [من الوافر] 1796 - إِذَا كتَبَ الصَّدِيْقُ إِلَى صَدِيْقٍ ... فَقَدْ وَجَبَ الجَوَابُ عَلَيْهِ فَرْضَا قَوْلُ عُبَيْدُ اللَّهِ بن العُتْبِيّ هَذَا مَنْظُوْمُ قَوْلِ عَبْدُ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي لأَرَى فَرْضًا عَلَيَّ رَدّ الجَّوَابِ كَرَدِّ السَّلَامِ وَأَوَّلهُ: عَمَرَتْ لَكَ المَوَدَّةُ بِالتَّلَاقِي ... فَمَا جَازَيْتَنِي بِالقَرْضِ قَرْضَا وَوَاصَلْتُ الكِتَابَ عَلَى التَّنَائِي ... فَلَمْ أَرَ لِلجَّوَابِ إِلَيَّ نَهْضَا إِذَا كَتَبَ الصَّدِيْقُ إِلَى صَدِيْقٍ. البَيْتُ مَحْمُوْدُ [الورّاق]: [من الوافر] 1797 - إِذَا كتم الصَّدِيْقُ أَخَاهُ سِرًّا ... فَمَا فَضْلُ الصَّدِيْقِ عَلَى العَدُوِّ قَبْلهُ: قَوْلُ مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ هُنَا هُوَ المَثَلُ يُضْرَبُ فِي الحَثِّ عَلَى إفْشَاءِ السِّرِّ إِلَى الصَّدِيْقِ وَقَبْلِهِ (¬1): أَيَا قَمَرَ السَّمَاءِ دَنَوْتَ حَتَّى ... كَأَنَّكَ قَدْ سَئِمْتَ مِنَ العُلُوِّ ¬
رَأَيْتُكَ مِنْ مُحِبّكَ ذَا بعَادٍ ... وَمِمَّنْ لَا يُحِبّكَ ذَا دُنُوِّ وَحَسْبُكَ حَسْرَةً لَكَ مِنْ حَبِيْبٍ ... رَأَيْتَ زَمَامَهُ بِيَدِ العَدُوِّ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا كَتَمَ الصَّدِيْقُ أَخَاهُ سِرًّا. البَيْتُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ [صالح بن] عَبْدُ القُدُّوْسِ (¬1): لَا تَكْتُمَنْ دَاءكَ الطَّبِيْبَا ... وَلَا الصَّدِيْقَ سِرّكَ المَحْجُوْبَا [من الوافر] 1798 - إِذَا كَتَمَ المُحِبُّ هَوَى حَبِيْبٍ ... فَإِنَّ شُهُوْدَ أَدْمُعِهِ عُدوْلُ [من الوافر] 1799 - إِذَا كَثُرَ التَّجَنِّي مِنْ خَلِيْلٍ ... وَلَمْ تُذْنِبْ فَقَدْ مَلَّ الخَلِيْلُ [من الوافر] 1800 - إِذَا كَثُرَتْ عَلَى المَرْءِ المؤُوْنَه ... أَتَاهُ اللَّهُ فِيْهَا بِالمَعُوْنَه وَأَرْزَاقُ العِبَادِ بِكَلِّ أَرْضٍ ... مُقَدَّرَةٌ عَلَى حَسَبِ المؤُوْنَه فَإِنْ بَسَطَ الإِلَهُ عَلَيْكَ رِزْقًا ... فَلَا تَبْخَل فَإِنَّ الموْتَ دُوْنَه وَإِنْ ضَاقَتْ بِكَ الأَرْزَاقُ فَاصْبرْ ... فَإِنَّ السَّهْلَ مِنْ بَعْدِ الحزُوْنَه وَمَا لَاقَيْتَ مِنْ عُسْرٍ وَيُسْرٍ ... فَنَفْسُكَ فَلْتكُنْ فِيْهِ مَصُوْنَه وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ (¬1): إِذَا كَثرَ الأُخْوَانُ لِلْمَرْءِ وابْتَغُوا ... مَعُوْنَتُهُ فِي صَرْفِ دَهْرٍ وَغَدْرِه فَوَحْدَتهُ لَا تَسْتَقِلُّ بِحَقِّهِمْ ... وَكُثْرَتِهِمْ لَا تَسْتَقِلُّ بِعُذْرِهِ مُحَمَّدُ بن شِبْلٍ: [من الطويل] 1801 - إِذَا كَثُرَتْ مِنْك الذُّنُوْبُ فَدَاوِهَا ... بِرَفْعِ يَدٍ فِي اللَّيْلِ وَاللَّيْلُ مُظْلِمُ ¬
بَعْدهُ: وَلَا تَقْنِطَنْ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّمَا ... قُنُوْطُكَ مِنْهُ مِنْ خَطَايَاكَ أَعْظَمُ فَرَحْمَتهُ لِلمُحْسِنِيْنَ كَرَامَةٌ ... وَرَحْمَتهُ لِلْمُسْرِفِيْنَ تَكَرُّمُ يَحْيَى بنُ زِيَادٍ: [من الوافر] 1802 - إِذَا كَدَرَتْ عَليْكَ أُمُوْرُ وِرْدٍ ... فَجِزْهُ إِلَى مَوَارِدَ صَافِيَاتِ [من الطويل] 1803 - إِذَا كَدَرَتْ لِي بِالعِرَاقِ مَشَارِبٌ ... صَفَتْ لِي بِالشَّامِ الفَسِيْحِ مَشَارِبُ [من الطويل] 1804 - إِذَا كَذَبَ السَّاعِي اسْتَحَقَّ عُقُوْتةً ... وَإِنْ كَانَ ذَا صِدْقٍ فَقَدْ أَوْجَبَ المقتا المُتَنَبِّي فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من الطويل] 1805 - إِذَا كسَبَ النَّاسُ المَعَالِي بِالنَّدَى ... فَإِنَّكَ تُعْطِي فِي نَدَاكَ المَعَالِيَا [من الوافر] 1806 - إِذَا كسِرَ الرَّغِيْفُ بَكَى عَلَيْهِ ... بُكَى الخَنْسَاءِ إِذْ فُجِعَتْ بِصَخْرِ بَعْدهُ: وَدُوْنَ رَغِيْفِهِ قَلْعُ الثَّنَايَا ... وَحَرْبٌ مِثْلَ وَقْعَةِ يَوْمَ بَدْرِ المَعَرِيُّ: [من الوافر] 1807 - إِذَا كَشَّفْتَ أَخْلَاقَ البَرَايَا ... وَجَدْتَ العَالَمِيْنَ ذَوِي عُيُوْبِ قَبْلَهُ: ¬
يَهَابُ النَّاسُ يَخَافُ المَنَايَا ... وَهَلْ حَادَ القَضاءُ عَنِ الهَبُوْبِ؟ إِذَا كَشَفْتَ أَخْلَاق البَرَايَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ ذُيُوْلَهُمُ كَثيْرَاتُ المَخَازِي ... لِمَا فَقَدُوْهُ مِنْ نصحِ الجيُوْبِ تُحَدِّثُكَ الظُّنُوْنُ بِمَا تُلَاقِي ... كَأَنَّ الظَّنَّ عَلَّامُ الغُيُوْبِ ابنُ المُعْتَزِّ: [من الوافر] 1808 - إِذَا كَظَّ الفُرَاتُ بِمَاءِ مَدٍّ ... أَغَصَّ بِهِ حَلَاقِمَ كُلِّ زَهْرِ البُحْتُرِيُّ فِي الفَتْحِ بنِ خَاقَانَ: [من الطويل] 1809 - إِذَا كَفَّ لَمْ يَقْعُدْ بِهِ العَجْزُ مَقْعَدًا ... وَإِنْ هَمَّ لَمْ يَذْهَبْ بِهِ الخُرقُ مَذْهَبَا قَبْلَهُ: هُوَ العَارضُ الثّجَاجُ اخضَلَّ جُوْدهُ ... وَطَارَتْ حَوَاشِي بَرْقِهِ فَتَلَهَّبَا إِذَا مَا تَلَظَّى فِي وَغًى أَصْعَقَ العِدَى ... وَإِنْ فَاضَ فِي أُكْرُوْمَةٍ غَمَرَ الرُّبَا رَزِيْن إِذَا مَا القَوْمُ خَفَّتْ حُلُوْمهُمْ ... وَقوْرٌ إِذَا مَا حَادِثُ الدَّهْرِ أَجْلَبَا حَيَاتكَ إِنْ يَلْقَاكَ بِالجُّوْدِ رَاضيًا ... وَمَوْتكَ أَنْ يَلْقَاكَ بِالبَأسِ مغضبَا حَروْنٌ إِذَا عَازَزْتهُ فِي مُلِمَّةٍ ... فَإِنْ جِئْتُهُ مِن جَانِب الذُّلِّ أصْحَبَا الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1810 - إِذَا كنْتُ أُغْضِي وَالقَبَائِحُ جَمَّةٌ ... فَمِثْلُكَ أَوْلَى أَنْ يُرِمَّ وَأَنْ يُغْضِي قَوْلُ السَّيِّدِ الرَّضِيّ هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ يُعَاتِبُ فِيْهَا أَبَاهُ وَأَخَاهُ وَقَدْ كَتَبْنَا مُخْتَارَهَا، وَإِنْ كَانَتْ كُلّهَا مُخْتَارَةٌ أَوَّلُهَا: رَضِيْتُ مِنَ الأَحْبَابِ دُوْنَ الَّذِي يُرْضِي ... وَدَانَيْتُ مَنْ يُقْضِي الدُّيُوْنَ وَلَا يَقْضِي وَقَدْ أَنْهَرَتْ فِيَّ اللَّيَالِي جِرَاحهَا مِرَارًا ... وَأَنْضَى لِيَ مِنَ الهَمِّ مَا يُنْضِي طَوَى الدَّهْرُ أَسْبَابَ الهَوَى عَنْ جَوَانِحِي ... وَحَلَّ الصّبَى عَقْدَ الرَّحَائِلِ عَنْ نَقْضِي ¬
وَلَمْ يَبْقَ لِي فِي الأَعْيُنِ النّجلِ طربةٌ ... وَلَا أَرَبٌ عِنْدَ الشَّبَابِ الَّذِي يَمْضِي صَحَا اليَوْمَ مِنْ ظِلِّ الشَّبِيْبَةِ مَفْرِقِي ... وَأَبدَلَ مُسْوَدُّ العِذَارِ بِمِبْيَضِّ أَتَانِي وَمَمْطَوْلٌ مِنَ النَّأي بَيْننَا ... قَوَارِصُ هبوا بِالجُفُوْنِ عَنِ الغَمْضِ وَمَوْلَى وَرَى قَلْبِي بِلِذْعَةِ مَيْسَمٍ ... مِنَ الكَلِمِ العُوْرَانِ مَضًّا عَلَى مَضِّ فَعُذْرًا لأَعْدَائِي إِذَا كَانَ أَقْرَبِي ... يَشْذِبُ مِنْ عُوْدِي وَيعرقُ مِنْ غَضِي إِذَا مَا رَمَى عِرْضِي القَرِيْبُ بِسَهْمِهِ ... عَذَرْتُ بَعِيْدَ القَوْمِ إمَّا رَمَى عِرْضِي أَلَمْ يَأتِهِ أَنِّي تَفَرَّعْتُ بَعْدَهُ ... رَوَابي لِلعَلْيَاءِ جَاشَ لَهَا نَهْضي وَأَنِّي جَعَلْتُ الأَنْفَ مِنْ كُلِّ حَاسِدٍ ... قبالي وَخَدِّي كلّ مُضْعَنٍ أرْضِي وَكَمْ مِنْ مَقَامٍ دُوْنَ مَجْدِكَ قُمْتُهُ ... عَلَى زَلَقٍ بَيْنَ النَّوَائِب أَو دَحْضِ لَقَدْ أَمْسَتِ الأَرْحَامُ مِنَّا عَلَى شَفَا ... وَاخْلَقْ بِمُشْفٍ لَا يُعَلّلُ أَنْ يَقْضِي رَأَيْتُ مَخِيْلَاتِ العُقُوْقِ مَلِيْحَةً ... فَلَا تَجْعَلْنَ بَرْق الأَذَى صادِقَ الوَمْضِ إِذَا كُنْت أغْضِي وَالقَوَادِع جَمَّةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: عَلَى غُصصٍ لَو كُنَّ في البَدْرِ لَمْ يُزِدْ ... فِي العُوْدِ لَمْ يُوْرِقْ وَفِي العَضْبِ لَمْ يمْضِ رُزئتُكَ حَيًّا بِالقَطِيْعَةِ وَالقِلَى ... وَبَعْضُ الرَّزَايَا قَبْلَ يَوْمِ الفَتَى المقضِي أُنَادِيْكَ فَارْجِعْ مُنْ قَرِيْبٍ فَإِنَّنِي ... إِذَا ضاقَ بِي ذَرْعِي مَضَيْتُ كَمَا تَمْضي إِذَا هُوَ أَغْضَى نَاظِرَيَّ عَلَى القَذَى ... وَكَانَ لِمِثْلِي مُسْخِطًا فَلِمَنْ يُرْضِي خَلِيْلِي مَا عُوْدِي لأوَّلِ غَامِزٍ ... وَلَا زُبُدُ وطبي لِلمُقِيْمِ عَلَى مَخْضِي هُمْ نَقَضُوا مَا قَدْ بَنَى أَوَّلُوْهُمُ ... وَشِدْنَا وَهَيْهَاتَ البناءُ مِنَ النَّقْضِ يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَخْفُوا النَّوَافِر بَيْننَا ... وَقَدْ صَاَحَبَتِ الأضْعَانُ فِي الحدَقِ المُرْضِي ذَكَرْتُ حفَاظِي وَالحَفِيْظَةُ فِي الحَشَا ... لَهَا نَغَضَانُ العِرْقِ يَحْفِزُ بِالنَّبْضِ دَعَوْتكُمْ قَبْلَ الَّتِي لَا شَوَالهَا ... وَقُلْتُ لَكُمْ فِيْؤُوا إِلَى الخُلُقِ المُرْضِي ردوا بِي نُمَيْرًا قَبْلَ أَنْ أَحْمِلَ القَذَى ... وَلَا تَرِدُوا إِلَّا عَلَى الثّمَدِ البُرْضِ ومِنْ قَبْل أَنْ يُسْدِي المُعَادُوْنَ بَيْننَا ... بُرُوْدَ الخَنَا مَا شِئْتَ فِي الطُّوْلِ وَالعرْضِ
وَلَا تَرْكبُوَا بسَيْسَاءَ دَامِيَةِ القَرَا ... بِلَا حَقْبٍ تَطوِي البِلَادَ وَلَا غَرْضِ قونا حَرْبٌ لَا يَعُوْدُ مُثيْرهَا ... وَإِنْ غَلَبَ الأَقْرَانُ إِلَّا عَلَى رَمْضِ وَلَا تُوْلجُوا زُوْرَ العُقُوْقِ بُيُوْتكُمْ ... أُنَاشِدُكُمْ بِاللَّهِ فِي الحَسَبِ المَحْضِ أَرَاهَا بِعَيْنِ الظَّنِّ حَمْرَاءَ جَهْمَةً ... سَتُجْرِي إِلَى عَارِ العَوَاقِبِ أَو تُفْضِي تمنى مَنْ يَكُوْن لِغَيْرِهِ مِنَ النَّاسِ ... إطْرَاقِي عَلَى الهَوْنِ أَو أُغْضي أُفَوِّقُ نُبْلَ القَوْلِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... فَيُؤْلِمُنِي قَبْلُ نَزْعِي بِهَا عِرْضِي إِذَا اضطَرَمَتْ مَا بَيْنَ جَنْبَيَّ غَضْبَةٌ ... وَكَادَ فَمِي يُمْضِي مِنَ القَوْلِ مَا يُمْضِي شَفَعْتُ إِلَى نَفْسِي بِنَفْسِي فَكَفْكَفَت ... مِنَ الغَيْظِ وَاسْتَقْطَعْتُ بَعْضِي عَلَى بَعْضِي إبْرَاهِيْمُ بنُ المهْدِيِّ: [من الطويل] 1811 - إِذَا كنْتَ بَيْنَ الحِلْمِ وَالجَهْلِ مَاثِلًا ... وَخُيِّرْتَ أَنَّى شِئْتَ فَالحِلْمُ أَفْضَلُ قَدْ كُتِبَ مَعَ إِخْوَانِهِ بِبَابِ إِذَا جَاءَنِي مَنْ يَطْلِبُ الجهْلَ عَامِدًا وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 1812 - إِذَا كنْتَ تَأتِي المَرْءَ تَعْرِفُ حَقَّهُ ... وَيَجْهَلُ مِنْكَ الحَقَّ فَالتَّرْكُ أَجْمَلُ [من الطويل] 1813 - إِذَا كنْتَ تَأتِي المَرْءَ تُوْجِبُ حَقَّهُ ... وَيَجْهَل مِنْكَ الوُدَّ فَالهَجْر أَوْسَعُ أَبُو مُحَمَّدٍ اليَزِيْدِيّ: [من الطويل] 1814 - إِذَا كنْتَ تَجْفُوْني وَأَنْت ذَخِيْرَتِي ... وَمَوْضِعَ حَاجَاتِي فَمَا أَنا صَانِعٌ يَقُوْلُ مِنْهَا (¬1): نَهَارِي نَهَارُ النَّاسِ حَتَّى إِذَا دَنَا ... ليَ اللَّيْلِ هَزَّنِي إِلَيْك المَطَامِعُ ¬
أُقَضِّي نهَارِي بِالحَدِيْثِ وِبِالمُنَى ... وَيَجْمَعُنِي وَالهَمُّ وَاللَّيْلُ جَامِعُ كَفَى حزْنًا أَنِّي بِحَبْلِكَ مُمْسِكٌ ... مُقِيْمٌ وَأَنِّي فِي جَوَارِكَ ضَائِعُ وَأَنِّي أَرَى مَنْ لَيْسَ مِثْلِي وَعِنْدَهُ ... لِرَأيِكَ فِيْهِ مِنْكَ دُوني ضَائِعُ إِذَا كُنْتَ تَجْفُونِي. البَيْتُ المتُنَبِّي: [من الطويل] 1815 - إِذَا كنْتَ تَخْشَى العَارَ فِي كُلِّ خَلْوَةٍ ... فَلِمْ تَتَصَبَّاكَ الحِسَانُ الخَرَائِدُ [من الطويل] 1816 - إِذَا كُنْتَ تَرْجُو في العِقَابَ تَشَفِّيًا ... فَلَا تَزْهَدَن عِنْدَ التَّجَاوُزِ فِي الأَجْرِ قِيْلَ إِنَّهُ غَضبَ الهَادِي مُوْسَى عَلَى بَعْضِ كتَابِهِ فَجَعَلَ يُقَرِّعُهُ وَيُؤَنّبهُ وَيَتَهَدَّدَهُ وَيَتَوَعَّدَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ اعْتِذَارِي مِمَّا تُقَرِّعُنِي بِهِ رَدٌّ عَليْكَ وَإِقْرَاري بِمَا بَلَغَكَ يُوْجِبُ عَلَيَّ ذَنْبًا لَمْ أَجْنِهِ وَلَكِنِّي أقول: إِذَا كُنْتَ تَرْجُو فِي العِقَابِ تَشَفِّيًا. البَيْتُ فَأَمَرَ مُوْسَى الهَادِي بِتَرْكِ التَّعَرُّضِ لَهُ وَصَفَحَ عَنْهُ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ. [من الطويل] 1817 - إِذَا كُنْتَ تَرْجُو وَصْلَهَا بشِفَاعَةٍ ... مَلَلْتَ وَمَلَّ الشَّافِعُوْنَ وَمَلَّتِ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 1818 - إِذَا كُنْتَ تَرْضَى أَنْ تَعِيْشَ بِذلَّةٍ ... فَلَا تَسْتَعِدَّنَّ الحُسَامَ اليَمَانَا أَبُو الحَسَنِ البَصرَوِيُّ: [من المتقارب] 1819 - إِذَا كُنْتَ تَسْهَرُ لَيْلَ الوِصَالِ ... وَلَيْلَ الصُّدُوْدِ مَتَى تَرقُدُ قَبْلهُ: وَلَمَّا تَعَرَّضَ لِي زَائِرًا ... وَمَا كَانَ عِنْدِي لَهُ مَوْعِدُ ¬
سَهِرْتُ اغْتِنَامَ ليَالِي الوِصَالِ ... لِعِلْمِي بِهَا أَنَّها تَنْفُدُ فَقَالَ وقَدْ رَقَّ لِي قَلْبُهُ ... وَلَانَ عَلَى أَنَّهُ جَلْمَد إِذَا كُنْتَ تَسْهَرُ لَيْلَ الوِصالِ. البيت وَمِثلُهُ لأَبِي إِسْحَاقَ الصَّابِئُ مَنْقُوْلٌ مِنْ خَطِّهِ: وَأَنِّي لآبي النَّوْمَ لَيْلَةَ وَصلِهِ ... شخُوْصًا إِلَى الوَجْهِ الَّذِي أَنَا عَاشِقُه وَيَأتِي عَلَيَّ النَّوْمَ لَيْلَةَ هَجْرِهِ ... لِهَمٍّ طَوِيْلٍ تَعْتَرِيْنِي طَوَارِقُه وَأَطْرُدُهُ عَنْ مقْلَتِي حِيْنَ نَلتقِي ... وَيَطردنِي عَنْ نَيْلِهِ إِذَا فَارَقُه فَإِنْ نمْتُ مَوْصُوْلًا فَغَمْضي سَارِقِي ... وَإِنْ نمْت مَهْجُوْرًا فَإِنِّي سَارِقُه * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ (¬1): إِذَا كُنْتَ تَغْضبُ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ ... وَتَعْتَبُ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ عَلَيْا عَدَدْتكَ مِمَّنْ حَوَتْهُ القُبُوْرُ ... وَإِنْ كُنْتُ أَلْقَاكَ فِي النَّاسِ حَيَّا وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُ اليُوْسُفِيّ (¬2): إِذَا كُنْتَ تَقْضِي أَنَّ عَقْلكَ كَامِلٌ ... وَكُلّ بَنِي حَوَّاءَ عِنْدَكَ جَاهِلُ وَإِنْ مَغِيْضَ العِلْمِ صَدْركَ كلّهُ ... فَمَنْ ذَا الَّذِي يَدْرِي بِأَنَّكَ عَاقِلُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ عَبْدِ الكَرِيْمِ بن فَضَّالٍ الحَلْوَانِيّ مِنْ شُعَرَاءِ الأَنْدَلُسِ (¬3): إِذَا كُنْتَ تَهْوَى وَجْهَهُ وَهُوَ رَوْضَةٌ ... بِهَا الوَرْدُ غَضٌّ وَالأَقَاحِي مُفَلَّجُ فَرِدْ كَلِفًا فِيْهِ وَفَرْط صَبَابَةٍ ... فَقَدْ زِيْدَ فِيْهِ مِنْ عذَارٍ بَنَفْسَجُ ¬
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أبي حُكَيْمَةَ رَاشِدٍ (¬1): إِذَا كُنْتَ تَدْعُوْنِي لأَدْعُوْكَ فِي غَدٍ ... وَكَسْبكَ فَيَّاضٌ وَكَسْبي جَازِرُ فَهَجرُكَ خَيْر مِنْ وِصَالِكَ إِنَّنِي ... لِكَلِّ امْرِىٍ يَبْغِي المُكَافَاةَ هَاجِرُ ابنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 1820 - إِذَا كنْتَ تَمْحُو صِبْغَةَ اللَّهِ قَادِرًا ... فَأَنْتَ عَلَى مَا يَصْنَعُ النَّاسُ أَقْدَرُ قَبْلهُ: أَلَا أَيُّهَذَا الشَّيْبُ سَمْعًا وَطَاعَةً ... فَأَنْتَ المُنَاوِي مَا عَلِمْتُ المُظَفَّرُ ابالخِطْرِ وَالحنَاءِ حُربكَ بَعْدَمَا ... بَدَا لَهُمَا أَنْ سَوْفَ لَا شَكَّ تَظْهَرُ إِذَا كُنْتَ تَمْحُو صِبْغَةَ اللَّهِ قَادِرًا. البَيْتُ الرَّضِيُّ فِي سَوْدَاءُ: [من الطويل] 1821 - إِذَا كنْتَ تَهْوَى الطبَى أَلمى فَلَا تَعِبْ ... جُنُوْنِي عَلَى الظَّبَى الَّذِي كلُّهُ لَمَا قَبْلهُ: هَوَيْتُكَ يَا لَوْنَ الشَّبَابِ لأَنَّنِي ... وَجَدْتُهُمَا فِي العَيْنِ وَالرَّأسِ تَوْأمَا وَبَيْنَ سَوَادِ العَيْنِ وَالرّأسِ نِسْبَةٌ ... وَمَا مِنْهُمَا إِلَّا إِذَا ابْيَضَّ أَظْلَمَا سَوَادٌ يَودُّ البَدْرُ لَوْ أَنَّ رقْعَةً ... بِجَبْهَتِهِ أَو شَقَّ فِي وَجْهِهِ فَمَا إِذَا كُنْتَ تَهْوَى الظِّبَى أَلْمَى. البَيْتُ نَهْشَلُ بنُ حَرِيٍّ: [من الطويل] 1822 - إِذَا كُنْتَ جَارًا لامْرِيءٍ فَارْهَبِ الخَنَا ... عَلَى عِرضِهِ إِنَّ الخَنَا طَرَفُ الغَدْرِ بِشْرُ بنُ شَبِيْبٍ المُعْتَزِلِيّ: [من الطويل] 1823 - إِذَا كنْتَ جَمَّاعًا لِمَالِكَ مُمْسِكًا ... فَأَنْتَ عَلَيْهِ خَازِنٌ وَأَمِيْنُ ¬
بَعْدهُ: تُودِّيهِ مَذْمُوْمًا إِلَى غَيْرِ حَامِدٍ ... فَيَأكُلُهُ عَفْوًا وَأَنْتَ دَفِيْنُ وَيُرْوَيَانِ لِمَحْمُوْدِ الوَرَّاقِ. ابن المُعْتَزِّ: [من المتقارب] 1824 - إِذَا كُنْتَ ذَا ثَرْوَةٍ مِنْ غِنًى ... فَأَنْتَ المُسَوَّدُ فِي العَالَمِ بَعْدهُ: وَحَسْبُكَ مِنْ نَسَبٍ صوْرَةٌ ... تُخَبِّرُ أَنَّكَ مِنْ آدَمِ [من الطويل] 1825 - إِذَا كُنْتَ ذَا رَأْيٍ فَكُنْ ذَا رَوِيَّةٍ ... فَإِنَّ فَسَادَ الرَّأي أَنْ تَتَعَجَّلَا كَتَبَ عِيْسَى بن مُوْسَى إِلَى المَنْصوْرِ لَمَّا عَزَمَ عَلَى قَتْلِ أَبِي مُسْلِمٍ: إِذَا كُنْتَ ذَا رَأيٍ فَكُنْ ذَا تَدَبُّرٍ. البَيْتُ. فَأَجَابَهُ: إِذَا كُنْتَ ذَا رَأيٍ فَكُنْ ذَا عَزِيْمَةٍ. البَيْتُ وَهُوَ ضِدُّ الأَوَّلِ. وَبَعْدَهُ (¬1): وَلَا تهْملِ الأَعْدَاءِ يَوْمًا بِقدْرَةٍ ... وَبَادِرْهِمْ أَنْ يَمْلِكُوا مِثْلَهَا غَدَا [من الطويل] 1826 - إِذَا كُنْتَ ذَا رَأيٍ فكن ذَا عَزِيْمَةٍ ... فَإِنَّ فَسَادَ الرَّأي أَنْ تَتَرَدَّدَا صَالِحُ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ: [من الطويل] 1827 - إِذَا كُنْتَ ذَا لُبٍّ فَإِيَّاكَ وَالَّتِي ... إِذَا ذكُرَتْ أَصْبَحْتَ مِنْهَا تَعذَّرَا ¬
[من الطويل] 1828 - إِذْا كُنْتَ ذَا مَالٍ وَلَمْ تَكُ ذَا نَدًى ... فَأَنْتَ إِذًا وَالمُقْتِرُوْنَ سَوَاءُ بَعْدهُ: عَلَى أَنَّ فِي الأَمْوَالِ يَوْمًا تَبَاعَةٌ ... عَلَى أهْلِهَا وَالمُقْتِرُوْنَ بُرَاءُ مُسْلِمُ بنُ الوَليْدِ: [من الطويل] 1829 - إِذَا كُنْتَ ذَا نَفْسٍ جَوَادٍ ضَمِيْرُهَا ... فَلَيْسَ يَضِيْرُ الجوْدَ إِنْ كُنْتَ مُعْدِمَا مِنْهَا: رَآنِي بِعَيْنِ الجُوْدِ فَاهْتَزَّ لِلنَّدَى ... أَرَدْتُ وَلَمْ أَفْغُرْ إِلَيْهِ بهِ فَمَا ظَلَمْتَكَ إِنْ لَمْ أجْزِكَ الشُّكْرَ بَعْدَمَا ... جَعَلْتَ إِلَى شُكْرِي نَوَالكَ سُلَّمَا حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 1830 - إِذَا كُنْتَ رَبًّا لِلقَلُوْصِ فَلَا يَكُنْ ... رَفِيْقُكَ يَمْشِي خَلْفَهَا غَيْرَ رَاكِبِ بَعْدَهُ قَوْلِهِ غَيْرَ رَاكِبِ: أَنِخْهَا فَأَرْدِفْهُ فَإِنْ حَمَلَتْكُمَا ... فذاكَ وَإِنْ كَانَ العِقَابُ فَعَاقِبِ وَمَا أَنَا بِالسَّاعِي بِفَضْلِ زِمَامِهَا ... لِتَشْرَبَ مَا فِي الحَوْضِ قبيل الرَّكَائِبِ وَلَسْتُ إِذَا مَا أَحْدَثَ الدَّهْرُ نَكْبَةً ... بِأَخْضعَ وَلَّاجٍ بُيُوْتَ الأَقَارِبِ إِذَا أوْطِنَ النَّاسُ البُيُوْتَ وَجَدْتَهُمْ ... عُمَاةً عَنْ الأَخْبَارِ خُرْقَ المَكَاسِبِ وَشَرُّ الصَّعَالِيْكِ الَّذِي هَمَّ نَفْسِهِ ... حَدِيْثُ الغَوَانِي وَاتِّبَاعُ المَآرِبِ المَآرِبُ جَمْعُ مَأرُبَةٍ وَمَأرَبَةٍ وَكُلُّ شَابَّةٍ غَانِيَةٍ. رَيْعَانُ: [من الطويل] 1831 - إِذَا كُنْتَ عَمِّيًّا فكن فَقعَ قَرْقَرٍ ... وَإِلَّا فَكُنْ إِنْ شِئْتَ أَيرَ حِمَارِ ¬
بَعْدهُ: فَمَا دَارُ عَمِّي بِدَارِ حَقَارَةٍ ... وَلَا عَقْدُ عَمِّي بِعَقْدِ جوَارِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ طَاهِرٍ: [من الطويل] 1832 - إِذَا كُنْتَ عَنْ أَنْ تُحْسِنَ الصَّمْتَ عَاجِزًا ... فَأَنْتَ عَنِ الإِبْلَاغِ فِي القَوْلِ أَعْجَزُ قَبْلهُ: وَمَا أَحْسَنَ الإِيْجَازَ فِيْمَا تُرِيْدُهُ ... وَلَلصَّمْتُ فِي بَعْضِ الأَحَايِيْنَ أَوْجَزُ إِذَا كُنْتَ. البَيْتُ وَيُرْوَى الأَوَّلُ: يَخُوْضُ أُنَاسٌ فِي الكَلَامِ لِيُوْجِزُوا وَللصَّمْتِ. البَيْتُ طُرَيْحُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الثَّقْفِيُّ: [من الطويل] 1833 - إِذَا كُنْتَ عَيَّابًا عَلَى النَّاسِ فَاحْتَرِسْ ... لِنَفْسِكَ مِمَّا أَنْتَ للنَّاسِ قَائِلُه بَشَّارٌ: [من الطويل] 1834 - إِذَا كُنْتَ فَرْدًا هَرَّكَ القَوْمُ مُقْبِلًا ... وَإِنْ كُنْتَ أُذْنًا لَمْ تَفُزْ بِالعَزَائِمِ [من الطويل] 1835 - إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ عَزِيْزًا وَإِنْ نَأَتْ ... فَلَا تُكْثِرَنْ مِنْهَا نِزَاعًا إِلَى الوَطَن بَعْدهُ: فَمَا هِيَ إِلَّا بَلْدَةٌ مِثْلُ بَلْدَةٍ ... وَخَيْرُهُمَا مَا كَانَ عَوْنًا عَلَى الزَّمَنِ [من الطويل] ¬
1836 - إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ وَحَاوَلْتَ تَرْكهَا ... فَدَعْهَا وَفِيْهَا إِنْ رَجَعْتَ مَعَادُ أَبُو تَمَّامُ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 1737 - إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ يُهِيْنُكَ أَهْلُهَا ... وَلَمْ تَكُ مَكْبُوْلًا بِهَا فَتَغَرَّبِ بَعْدهُ: فَإِنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ لَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ ... بِمَكَّةَ حَالٌ وَاسْتَقَامَ بِيَثْرِبِ * * * وَقَفَ بَهْلُوْلٌ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الأَدَبِ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَوْنَ قَوْلَ الشَّاعِرِ: وَإِذا نَبَا بِكَ مُتَحَوّلٌ فَتَحَوَّلِ. قَالُوا: جَيِّدًا. فَضَرَطَ بِهِمْ وَقَالَ: فَإِنْ كَانَ فِي الحَبْسِ، قَالُوا: فَمَا عِنْدَكَ فِيْهِ؟ قَالَ: الصَّوَابُ قَوْلُ الشَّاعِر: إِذَا كُنْتَ فِي دَارٍ يُهِيْنُكَ أَهْلُهَا ... وَلَمْ تَكُ مَمْنُوْعًا بِهَا فَتَحَوَّلِ (¬1) الشَّمْخِيُّ: [من الطويل] 1838 - إِذَا كُنْتَ فِي القَوْمِ الطِّوَالِ عَلَوْتهُمْ ... بِعَارِفَةٍ حَتَّى يُقَالَ طَوِيْلُ قَبْلهُ: أَلَمْ تَعْلَمِي يَا عُمْركِ اللَّهُ أَنَّنِي ... كَثِيْرٌ عَلَى حِيْنِ الكِرَامِ قَلِيْلُ (¬1) ¬
وَأَنِّي لَا أُخْزَى إِذَا قِيْلَ مُمْلِقٌ ... جَوَادٌ وَأُخْزَى أَنْ يُقَالَ بَخِيْلُ إِذَا كُنْتُ فِي القَوْمِ الكِرَامِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَمْ أَرَ كَالمَعْرُوْفِ أَمَّا مذَاقُهُ ... فَحُلْوٌ وَأَمَا وَجْهُهُ فَجَمِيْلُ وَلَا خَيْرَ فِي حُسْنِ الجُسُوْمِ وَنُبْلِهَا ... إِذَا لَمْ يَزِنْ حُسْنَ الجُسُوْمِ عُقُوْلُ * * * وَمِنْ بَابِ (إِذَا كُنْتَ) قَوْلُ القَائِل: إِذَا كُنْتَ فِي الأَيَّامِ مِثْلكَ عَاطْلًا ... وَغَيْرِي فِي نَعْمَاءِ جَوْدِكَ يَرْتَعُ . . . . . . . . . كَأَنَّكَ ... كُلَّمَا عَلَوْتَ فَفِي أَيَّامِ مَنْ أَتَرَفَّعُ عَبَّادُ بنُ عَبَّاد بن حَبِيْبِ بن المُهَلَّبِ: [من الطويل] 1839 - إِذَا كُنْتَ فِي الأَمْرَيْنِ تَأتِي مُخَيَّرًا ... فَأَتْقَاهُمَا للَّهِ أَوْلَى وَأَوْجَبُ أَبُو العَبَّاسِ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ: [من المتقارب] 1840 - إِذَا كُنْتَ فِي بَلْدَةٍ جَاهِلًا ... وَلِلْعِلْمِ مَلْتَمِسًا فَاسْأَلِ الزبير بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ: [من المتقارب] 1841 - إِذَا كُنْتَ فِي حَاجَةٍ مُرْسِلًا ... فَأرْسِلْ حَكِيْمًا وَلَا تُوْصِهِ بعد قوله (فارسلْ حكيمًا ولا توصهِ) وهو أول الأبيات: وَإِنْ بَابَ أَمْرٍ عَلَيْكَ التوَى ... فشاور لبيبًا ولا تعصهِ وَإِنْ نَاصحٌ مِنْكَ يَوْمًا دَنَا ... فَلَا تَنْأَ عَنْهُ وَلَا تُقصِهِ وَلَا تَذْكُرِ الدَّهْرَ فِي مَجْلِسٍ ... حَدِيْثًا إِذَا أَنْتَ لَمْ تُحْصِهِ وَنصّ الحَدِيْثِ إِلَى أهْلِهِ ... فَإِنَّ السَّلَامَةَ فِي نَصِّهِ ¬
وَذَا الرَّحْمِ لَا تَنْتَقِصْ حَظهُ ... فَإِنَّ القَطيْعَةَ فِي نَقْصِهِ ولا تحرصنَّ فَرُبَّ امْرِىٍ ... حَرِيْصٍ أُضِيْعَ عَلَى حَرْصِهِ وَكَمْ مِنْ فَتًى عَازِبٍ عَقْلهُ ... وَقَدْ يَعْجَبُ المَرْءُ مِن شَخْصِهِ وَآخَرَ تَحْسَبُهُ جَاهِلًا ... وَيأتِيكَ بِالأَمْرَاضِ مِنْ فَصِّهِ * * * قَرِيْبٌ مِنْهُ: قَوْل أبي الحسين أحمد بن فارس اللُّغويّ (¬1): إِذَا كُنْتَ فِي حَاجَةٍ مُرْسِلًا ... وَأَنْتَ بِهَا كَلِفٌ مُغْرَمُ فَارْسِلْ حَكِيْمًا وَلَا توصِهِ ... وَذَاكَ الحَكِيْمُ هُوَ الدِّرْهَمُ وَقِيْلَ فِي ضِدِّ ذَلِكَ (¬2): إِذَا أَرْسَلْتَ فِي أَمْرٍ رَسُوْلًا ... فَأرْسِلْ عَاقِلًا شَهْمًا حَلِيْمَا وَلَا تَتْرُكْ وَصِيَّتَهُ لِشَيْءٍ ... وَلَوْ أَرْسَلْتَ لُقْمَانَ الحَكِيْمَا [من الطويل] 1842 - إِذَا كُنْتَ فِي دَارِ القَنَاعَةِ ثَاوِيًا ... فذلك كنْزٌ فِي يَدَيْكَ عَتِيْدُ بَعْدهُ: وَإِنْ جَاءَكَ الآتِي بِمَا لَا تُرِيْدهُ ... فَذَلِكَ هَمّ لَا يَزالُ يَزِيْدُ الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] 1843 - إِذَا كُنْتَ فِي دَارٍ تَخَافُ بِهَا الرَّدَى ... فَصَمِّمْ كَتَصْمِيْمِ الغُدَانِيِّ سَالِمِ قَوْلُ الفَرَزْدَقُ (كَتَصمِيْمِ الغُدَانِيَّ سَالِمِ): هَذَا رَجُل مِنْ بَنِي غُدَانَه بن يَرْبُوْعَ قُتِلَ ¬
أَخُوْهُ وَكَانَ لِقَاتِلِهِ نَاحِيَةٌ مِنَ السُّلْطَانِ فَلَمْ يَقْدِر عَلَيْهِ السُّلْطَانِ فَشَدَّ عَلَيْهِ فَمَتَلَهُ يَقُوْلُ الفرزدق مِنْهَا: سَخَا طَالِبًا لِلوَتْرِ نَفْسًا بِمَوْتهِ ... فَمَاتَ كَرِيْمًا عَائِفًا لِلمَلَائِمِ نَقَّى ثِيَابَ الذِّكْرِ مِنْ دَنسِ الجَنَا ... يُنَاجِي ضمِيرًا مُسْتَدِفِّ العَزَائِمِ إِذَا هَمَّ أَفْرَى مَا بِهِ هَمَّ مَاضِيًا ... عَلَى الهَوْلِ طلَّاعًا ثنَايَا العَظَائِمِ وَلَمَّا رَأَى السُّلْطَانَ لَا يُنْصِفُوْنَهُ ... قَضَى بَيْنَ أَيْدِيْهِمْ بِأَبْيَضَ صَارِمِ وَلَمْ يَتَأَنَّ العَاقِبَاتِ وَلَمْ يَنَمْ ... وَلَيْسَ أَخُو الوِتْرِ الغَشُوْمِ بِنَائِمِ * * * وَمِن بَابِ (إِذَا كُنْتَ فِي دَارٍ) قَوْلُ (¬1): إِذَا كُنْتَ فِي دَارٍ وَأَمْنٍ وَصحَّةٍ ... وَلَمْ تَخْلُ مِنْ رِزْقِ كلّ وَيَعْذبُ فَلَا تَغْبطَنَّ المُكْثِريْنَ فَإِنَّهُ ... عَلَى قَدر مَا يَكْسُوْهمُ الدَّهْرُ يَسْلبُ النِّمِرِ بنُ تَوْلبٍ: [من الطويل] 1844 - إِذَا كُنْتَ فِي سَعْدٍ وَأمُّكَ مِنْهُمُ ... كَرِيْبًا فَلَا تَغْرُرْكَ أَمُّكَ مِنْ سَعْدِ فَإِنَّ ابْنُ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغًى إِنَاؤُهُ ... إِذَا لَمْ يُزَاحِمْ خَالَهُ بأَبٍ جَلدِ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا مَا دَعُوا كَيْسَانَ كَانَ كُهُوْلهُمْ ... إِلَى الغَدْرِ أَدْنَى مِنْ شَبَابِهِمِ المُرْدِ هُوَ النَّمْرُ بنُ تَوْلَبَ بن زُهَيْر بن أَقْيَشِ وَيُقَالُ أُقَيْشرُ بنُ عُبَيْد بن وَائِل بن كَعْب بن الحَرث بن عَوْفٍ وَعَوْفٌ هُوَ عُكل بن زَيْد مناةَ بن أدِّ بن طَابخَةَ بن اليَاسِ بن مُضرَ. المُتَنَبِّي: [من الطويل] 1845 - إِذَا كُنْتَ فِي شَكٍّ مِنَ السَّيْفِ فَابْلُهُ ... فَإِمَّا تُنَفِّيْهِ وَإِمَّا تُعِدُّهُ يَقُوْلُ قَبْلَهُ: ¬
فَكُنْ فِي اصْطِنَاعِي مُحْسِنًا وَمُجَرِّبًا ... بَيْنَ كل تَقْرِيْبِ الجوَادِ وَشُدّهُ وَمَا الصَّارِمُ الهِنْدِيُّ إِلَّا كَمغيرِهِ ... إِذَا لَمْ يُفَارِقُهُ النِّجَادُ وَغِمْدُهُ وَأَتْعَبُ خَلْق اللَّهِ مَنْ زَادَ هَمُّهُ ... وَقَصّرَ عَمَّا تَشْتَهِي النَّفْسُ وجدُهُ وَهِيَ طَوِيْلَة. زرَافَةُ بنُ سُبَيعٍ الأَسَدِيُّ: [من الطويل] 1846 - إِذَا كُنْتَ فِي قَوْمٍ عِدًا لَسْتَ مِنْهُمُ ... فَكُلْ مَا عُلِفْتَ مِنْ خَبِيْثٍ وَطِيِّبِ قَبْلهُ: لَعُمْرِي لرَهْط القَوْم خَيْرٌ بَقِيَّةً ... عَلَيْهِ وَلَوْ عَالُوا بِهِ كُلَّ مَرْكَبِ مِنَ الجانِبِ الأَقْصَى وَإِنْ كَانَ ذَا غِنًى ... جَزِيْلٍ وَلَمْ يُخْبِرْكَ مِثْلُ مُجَرِّبِ إِذَا كُنْتَ فِي قَوْمٍ عِدًى. البَيْتُ وَمِنْهَا يَقُوْلُ: وَإِنْ حَدَّثَتْكَ النَّفْسُ أَنَّكَ قَادِرٌ ... عَلَى مَا حَوَتْ أَيْدِي الرِّجَالُ فَكَذِّبِ هُوَ أَبُو مَالِكِ زُرَافَةُ بنُ سُبَيعْ الأَسَدِيّ وَزُرَافَةُ لَقَبٌ. وَقَوْلهُ عِدًى، العِدَى الغُرَبَاءُ هَاهُنَا وَالعِدَى أَيْضًا: الأَعْدَاءُ يُكْتَبُ بِاليَاءِ وَإِنْ كَانَ أَصْلُهُ الوَاوُ لِمَكَانِ الكَسْرَةِ فِي أَوَّلِهِ. [من الطويل] 1847 - إِذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَجَالِسْ خَيَارِهُمْ ... فَإِنَّكَ مَنْسُوْبٌ إِلَى مَنْ تُجَالِسُ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ: [من الطويل] 1848 - إِذَا كُنْتَ فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خَيَارَهُمْ ... وَلَا تَصْحَبِ الأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي بَعْدهُ (¬1): عَنِ المَرْءِ لَا تَسْألْ وَسَلْ عَنْ قَرِيْنِهِ ... فَإِنَّ القَرِيْنَ بِالمُقَارِنِ يَقْتَدِي ¬
بَشَّارٌ: [من الطويل] 1849 - إِذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأمورِ مُعَاتِبًا ... صَدِيْقَكَ لَمْ تَلقَ الَّذِي لَا تُعَاتِبُه قَوْلُ بَشَّارُ إِذَا كُنْت فِي كُلِّ الأُمُوْرِ مُعَاتِبًا. البَيْتُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مُعَمَّرَ بن المُثَنَّى أَنْشَدَنِي شُبَيْلٌ الضّبعيّ لِلْمُتَلَمِّسِ وَكَانَ عَالِمًا بِالمُتَلَمِّسِ خَاصَّةً لأَنَّهُمَا جَمِيْعًا مِنْ ضبَيْعَة. إِذَا كُنْتَ فِي كُلّ الأُمُوْرِ مُعَاتِبًا ... صَدِيْقَكَ لَمْ تَلْقَ الَّذِي لَا تُعَاتِبُه فَعِشْ وَاحِدًا أَو صِلْ أَخَاكَ فَإنَّهِ ... مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرّةً وَمُجَانِبُه وَإِنَّكَ لَمْ تَلْقَ أَخَاكَ مُهَذَّبًا ... وَأَيُّ امْرِئٍ يَنْجُو مِنَ العَيْبِ صَاحِبُه (¬1) هَذِهِ الأَبْيَاتُ الثّلَاثُ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فَأَنْشَدَنِي بَشَّارٌ هَذِهِ الأَبْيَات بعَيْنِهَا لِنَفْسِهِ مِنْ قَصِيْدَتِهِ الَّتِي يَقُوْلُ فِيْهَا (¬2): رُوَيْدًا تُصَاهِلُ بِالعِرَاقِ جِيَادنَا ... كَأَنَّكَ بِالضَّحَاكِ قَدْ قَامَ نَادبه فَقُلْتُ لِبَشَّارٍ إِنَّ شُبَيْلًا أَنْشَدَنِي هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِلْمُتَلَمِّسِ فَقَالَ بَشَّارٌ كَذَبَ شُبَيْل هَذِهِ وَاللَّهِ شِعْرِي وَلَقَدْ أَعْطَانِي الوَزِيْرُ ابْنُ هُبَيْرَةَ عَلَيْهَا أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. هُوَ بُشَّارُ بنُ بُرْد بنَ يَرْخُوْخَ مِنْ طخَارِسْتَانَ من سَبي المُهَلَّب بن أَبِي صُفْرَةَ وَيُقَالُ أَنَّهُ مولى بَنِي سَدُوْسٍ وَيُقَالُ مَوْلَى بَنِي عَقِيْلٍ وَوُلِدَ أَعْمَى وَكَانَ يُكُنَّى أَبَا مُعَاذٍ وَيُلَقَّبُ بِالمُرْعَثِ. أَبُو العتَاهِيَةِ: [من المتقارب] 1850 - إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا ... فَإِنَّ المَعَاصي تُزِيْلُ النِّعَم عَمْرُو بن العَاصِ بنُ وَائِلٍ: [من المتقارب] 1851 - إِذَا كُنْتَ فِي يَوْمكَ ذَا عَاجِزًا ... مَهِيْنًا فَأَنْتَ غَدًا أَعْجَزُ ¬
قِيْلَ كَانَ بَيْنَ الحَكَمِ بن أَبِي العَاصِ بن أُمَيَّةَ وَبَيْنَ العَاصِ بن وَائِلٍ السَّهْمِيّ نَبْوَةٌ وَكَانَ الحَكَمُ مَاجِنًا غِرًّا مُعْجَبًا بِنَفْسِهِ فَمَرَّ فِي المَسْجِدِ بِالعَاصِ بن وَائِلٍ وَمَرَّ فِي نَادِيْهِ وَقَوْمِه وابْنِهِ عَمْرُو بن العَاصِ غُلَامٌ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَكَلَّمَ الحَكَمُ بِكَلِمَةٍ فِيْهَا وَعِيْدٌ لِلْعَاصِ بن وَائِلٍ فَلَمْ يُجِبْهُ عَنْهَا بِشَيْءٍ فَقَالَ لَهُ عَمْرُوٌ يَا ابنَ مَالَكَ لَا تُجِبْهُ قَالَ وَمَا الَّذِي أَقُوْلُ لَهُ قَالَ قُلْ لَهُ: إِذَا كُنْتَ فِي يَوْمِكَ ذا عَاجِزًا ... هِيْنًا فَأَنْتَ غَدًا أَعْجَزُ وَلَوْ كُنْتَ تَعْقِلُ أَلْهَاكَ عَنْ ... وَعِيْدكَ لِي مَا بِهِ تُنْبَزُ فَاسْتَطَارَ أَبُوْهُ فَرَحًا ثَمَّ آثَرَهُ عَلَى بَقِيَّةِ وَلَدِهِ وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُقْصِيْهِ مِنْ أَجْلِ أُمِّهِ وَكَانَتْ مَكْرُوْهَةً. وَالَّذِي كَانَ يَنْبُزُ بِهِ الحَكَمُ هُوَ الدَّاءُ العُضَالُ وهكذا نَدِيْمُهُ أَبُو جَهْلِ بن هِشَامٍ وَجَمَعَتْهُمُ العِلَّةُ المَذْكُوْرَةُ. الصَّابِئُ: [من الطويل] 1852 - إِذَا كُنْتَ قَدْ أَيقَنْتَ أَنَّكَ هَالِكٌ ... فَمَالَكَ مِمَّا دُوْنَ ذَلِكَ تُنْفِقُ أَبْيَاتُ أَبِي إِسْحَاقَ الصَّابِئُ منقُولٌ مِنْ خَطِّهِ أَوَّلُهَا: لَئِنْ ضَاقَ بِي مِنْ سَاحَةِ الحَبْسِ مَوْضِعِي ... لِمَوْضِعِ نَفْسِي بَيْنَ جَنْبَيَّ أَضْيَقُ وَقَدْ حُبِسْتُ فِي حُبِّهَا لِحَيَاتِهَا ... وَإِنْ أَبْصرْتُ رُشْدًا فَبِالمَوْتِ تُطلَقُ وَمَا حَظُّ نَفْسٍ فِي حَيَاةٍ مَآلهَا ... إِلَى غَايَةٍ فِيْهَا تقِيْظُ وَترْهقُ وَهَلْ قَاطِعٌ عِرْضَ البَسِيطَةِ سَائِمٌ ... كَمَا شَاءَ إِلَّا فِي الحَبَائِلِ مُوْثَقُ لَعُمْركَ مَا يَدْرِي الَّذِي الحَبْسُ سَاءهُ ... إِطْلَاقهُ أَمْ لُبْثُهُ فِيْهِ أَوْفَقُ عَلَى كَلِّ مَحْبُوْسٍ رَهِيْنٍ وَحَابِسٍ ... مِنَ الفَلَكِ الدَّوَّارِ سُوْرٌ وَخَنْدَقُ نُرَاعِي تَصَارِيْفَ الزَّمَانِ وَمَا لَنَا ... سَبِيْل إِلَى اسْتِكْفَافِهَا حِيْنَ تَطْرُقُ وَنَسْأَلُ عَنْهُ أَيْنَ تَنْحُو سِهَامهُ ... لِنَعْدِلَ عَنْ أَغْرَاضِهَا وَهِيَ تَسْبقُ فَإِنْ زَاغَ مِنَّا زَائِغٌ عَنْ تِجَاهِهَا ... أُتِيْحَ لَهُ مَا طَاشَ مِنْهَا فَيَلْحَقُ وَمَا طَاشَ عَنْهُ بَلْ زَوَى الوَجْهَ ... نَحْوَهُ لأَنَّ الَّذِي يَرْمِي إِلَيْهِ يُفَوِّقُ يَفُوْتُ العُيُوْنَ المُرْصِدَاتِ بِكَيْدِهِ ... وَتُمْكِنُهُ غِرَّاتهَا وَهُوَ مُطْرِقُ
وَقَدْ طُوِيَتْ عَنَّا الغُيُوْبُ وَغُشَّيَتْ ... بِرَحْمٍ نُجِيْبُ الظَّنُّ فِيْهِ وَيَصْدُقُ وَأكْثَرُ مَا يَلْقَى مِنَ النَّاسِ مُوْلَعٌ ... يَذِمّ الَّذِي فِي سَعْيِهِ لَا يُوَفَّقُ فَيُثْنَى عَلَيْهِ حِيْنَ أَوْلَاهُ يَرْتَجِي ... وَيُزْرِي عَلَيْهِ حِيْنَ عُقْبَاه تَخْفُقُ وَمَا يَتَعَزَّى عَنْ رَزَايَاهُ حَامِلًا ... لأَعْبَائِهَا إِلَّا الحَصِيْفُ المُوَفَّقُ حَقِيق لِمَنْ كَأسُ الرَّدَى مِن شرَابِهِ ... تَجَرَّعَ كَأسٍ فِي المعَاشِ ترنّقُ إِذَا كُنْتَ قَدْ أَيْقَنْتَ أَنَّكَ هَالِكٌ. البَيْتُ وَبَعْدهُ: أَيُؤْلِمُ لَفْحُ النَّارَ مَنْ بَاتَ يَصْطَلِي ... وَيَعْلَمُ حَقًّا أَنَّ فِيْهَا يُحْرَّقُ وَيَكْرَهُ أَنْ يَغْتَصَّ بِالمَاءِ وَارِدًا ... عَلَى الحَوْضِ مَنْ فِي لُجَّةِ البَحْرِ يَغْرَقُ وَمِمَّا. . . المَرْءِ ذَا الحِلْمِ أَنْ يَرَى ... مِنَ الأَمْرِ حَتْمًا وَاقِعًا وَهُوَ يَقْلَقُ . . . . . . مُسْتَطَاعُ دِفَاعه ... وَللصَّبْرِ وَالتَّسْلِيْمِ أَحْرَى وَأَخْلَقُ المَعَرِيُّ: [من الطويل] 1853 - إِذَا كُنْتُ قَدْ جَاوَزْتَ عِشرِيْنَ حِجَّةً ... وَلَمْ أَلْقَ خَيْرًا فَالمَنِيَّةُ لِي ستْرُ [من الطويل] 1854 - إِذَا كُنْتُ قُرْبَ البَحْرِ مَا لِي مَخْلصٌ ... إِلَيْهِ فَمَا يُغْنِي اقْتِرَابِي مِنَ البَحْرِ خَالِدُ الكَاتِبُ وَتُرْوَى لِعَلِيِّ بن الجّهمِ: [من الطويل] 1855 - إِذَا كُنْتَ قُوْتَ النَّفْسِ ثَمَّ هَجَرْتَهَا ... فَكَمْ تَصْبِرُ النَّفْسُ الَّتِي أَنْتَ قُوْتُهَا بَعْدَهُ: سَتَبْقَى بَقَاءَ الضَّبِّ فِي اليَمِّ أَو كَمَا ... يَعِيْشُ لدَى دَيْمُوْمَةِ البَرِّ حُوْتهَا ¬
أَنْشَدَ أَبُو بَكْر هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ لأَحْمَدَ بن يَحْيَى النّحَوِيّ قَالَ وَزَادَنا أَبُو الحَسَنِ البَرَاءُ: أَغَرَّكَ أَنِّي قَدْ تَصَبَّرْتُ جَاهِدًا ... وَأنَّ نَفْسِي مِنْكَ مَا سَيُمِيْتُهَما فَلَوْ كَانَ مَا بِي بِالصُّخُوْرِ لَهَدَّها ... وَبِالرِّيْحِ مَا هَبَّتْ وَطَالَ خُفُوْقَهَا فَصَبْرًا لَعَلَّ اللَّهَ يَجْمَعَ بَيْنَنَا ... وَأَشْكُو هُمُوْمًا مِنْكَ كُنْتُ لَقِيْتُهَا [من الطويل] 1856 - إِذَا كُنْتَ لِلجَرْبَاءِ خِلًّا وَصَاحِبًا ... وَأَنْتَ صَحِيْحُ الجِسْمِ لَا شَكَّ تَجْرَبُ الحِمَّانِيُّ العَلَوِيُّ: [من المتقارب] 1857 - إِذَا كُنْتَ لَمْ أفْقَدِ الغَائِبِيْنَ ... وَإِنْ غِبْتَ كنْتُ وَحِيْدًا فَرِيْدَا بَعْدهُ: تَباعَدُ نَفْسِي إذا ما بعدتَ ... فَلَيْسَتْ تُعَاوِدُ حَتَّى تَعَوَدَا أُشَبِّهُكَ الشَّيْءَ حُسْنًا ... فَمَا أُتَمِّمُ شِبْهَكَ حَتَّى تَزِيْدَا [من الطويل] 1858 - إِذَا كُنْتَ لِي مَا ضَرَّنِي مَنْ عَدِمْتُهُ ... وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مَا سَرَّنِي مَنْ أَلِفْتُهُ [من الطويل] 1859 - إِذَا كُنْتَ مَحْسُوْدًا فَإِنَّكَ مُرْمِدٌ ... عُيُوْنَ الوَرَى فَاكْحُلْهُمُ بِالتَّوَاضُعِ أَبُو دُؤُادٍ الإيَادِيّ: [من الطويل] 1860 - إِذَا كُنْتَ مُرْتَادَ الرِّجَالِ لِنَفْعِهِمْ ... فَرِشْ وَاصْطَنعْ عِنْدَ الَّذِينَ بِهِمْ تَرْمِي عَبْدُ اللَّهِ بنُ الدُّمَيْنَة: [من الطويل] ¬
1861 - إِذَا كُنْتَ مُرْتَادًا لِنَفْسِكَ أَيِّمَا ... مِنَ الحَيِّ فَانْظُرْ مَنْ أَبُوْهَا وَخَالُهَا بَعْدهُ: فَإنَّهُمَا مِنْهَا كَمَا هِيَ مِنْهُمَا ... كَمَا قَيْسَ مِنْ نَعْلٍ بِنَعْلٍ مِثَالُهَا وَمِثْلُهُ قَوْلُ الآخَر (¬1): إِذَا أَرَدْتَ حرَّةً تَبْغِيْهَا كَرِيْمَةً فانْظُرْ إِلَى أخِيْهَا فَإِنَّ أَشْبَاهَ أَخِيْهَا فِيْهَا الحَاجِرِيُّ الإرْبلِيُّ: [من الطويل] 1862 - إِذَا كُنْتُ مَرْعُوْبًا أُهَدَّدُ بِالرَّدَى ... فَأَنْتُمْ إِلَى قَلْبِي أَلَذُ مِنَ الأَمْنِ خَالِدُ الكَاتِبُ: [من الطويل] 1863 - إِذَا كُنْتَ مَطْبُوْعًا عَلَى الصَّدِّ وَالجَفَا ... فَمِنْ أَيْنَ لِي صَبْر فَأَجْعَلُهُ طَبْعِي؟ أَبُو الأَسْوَدُ الدُّؤلِيُّ: [من الطويل] 1864 - إِذَا كُنْتَ مَعْنِيًّا بِأَمْرٍ تُرِيْدُهُ ... فَمَا لِلْقَضَاءِ وَالعَزِيْمَةِ مِنْ مِثلِ قِيْلَ كَانَ أَبُو الأَسْوَدُ الدُّؤَلِيّ قَدْ عَزَمَ عَلَى الخُرُوْج إِلَى بِلَادِ فَارس فَمَنَعَتْهُ ابنَتَهُ فَلَمْ يَقْبَل وَقَالَ: إِذَا كُنْتَ مُهْتَمًّا بِأَمْرٍ ترِيْدُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ تَوَكَّلْ وَحَمِّل أَمْرَكَ الغَيْبَ إِنَّمَا ... تُرَادُ بِمَا يأتِيْكَ فَاقْنَعْ بِذِي الفَضْلِ ¬
وَلَا تَحْسِبَنَّ السَّيْرَ أَقْرَبَ لِلرَّدَى ... مِنَ الخَفْضِ فِي دَارِ المقَامَةِ وَالرَّحْلِ وَلَا تَحْسَبِيْنِي يَا ابْنَتِي عزَّ مَطْلَبِي ... بِظَنّكِ إِنَّ الظَّنَّ يكْذِبُ ذَا العَقْلِ فَإِنِّي مُلَاقٍ مَا قَضَى اللَّهُ فَاصْبِرِي ... وَلَا تَجْعَلِي العِلْمَ المُحَقَّقَ كَالجهْلِ وَإِنَّكَ لَا تَدْرِيْنَ هَلْ مَا أَخَافُهُ ... أَبَعْدِيَ يَأتِي فِي رَحِيْلِي أَمْ قَبْلِي فكم قَدْ رَأَيْتُ حَاذِرًا مُتَحَفِّظًا ... أُصيْبَ وَأَلْفَتْهُ المَنِيَّةُ فِي الأَهْلِ [من الطويل] 1865 - إِذَا كُنْتَ مَعْنِيًّا وَأَمْرُكَ نَافِذٌ ... فَمَا العُذْرُ فِي تَأَخِيْرِ مَا أَنا طَالِبُه كَتَبَ بَعْضُهُم إِلَى القَاسَمِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَرْجِيّ، وَقَدْ كَانَ وَعْدَهُ وَعْدًا بَعْدَ وَعْدٍ بِتَصرِيْفِهِ فِي بَعْضِ أَعْمَالِهِ يَصِفُ لَهُ فِي كُلِّ وَعْدٍ فَرْطَ عِنَايَتِهِ وَاهْتِمَامِهِ بِأَمْرِهِ فَلَمَّا طَالَ عَلَى الرَّجُلِ ذَلِكَ كَتَبَ إِلَيْهِ: إِذَا كُنْتَ مَعْنِيًّا وَأَمْرُكَ نَافِذٌ. البَيْتُ فَأَمَرَ بِتَصْرِيْفِهِ مِنْ وَقْتِه. 1866 - إِذَا كنْتُمُ فِي نِعْمَةٍ وَسَلَامَةٍ ... فَمَا أَنَا إِلَّا فِيْهِمَا أَتَقَلَّبُ قَبْلهُ: أُسَائِلُ عَنْ أخْبَارِكُمْ وَتَسِرُّنِي ... سَلَامَتُكُمْ فهي الَّتِي أَتَطَلَّبُ إِذَا كُنتمْ فِي نِعْمَةٍ وَسَلَامَةٍ. البَيْتُ للَّجْلَاجُ الحَارِثيُّ: وَهُوَ عَبْدُ المَلِكِ بن عبَد الرَّحِيْمِ الحَارِثيّ: [من الطويل] 1867 - إِذَا كُنْتَ مَلحِيًّا مُسِيْئًا وَمُحْسِنًا ... فَإِتْيَانُ مَا تَهْوَى مِنَ الأَمْرِ أَكيَسُ أَبُو مَعَاذٍ شُعَيْبٌ الضرير البصري خطيبُ المتوكّل: [من الطويل] 1868 - إِذَا كنْتُمُ لِلنَّاسِ أَهْلَ سِيَاسَةٍ ... فَسُوْسُوا كِرَامَ النَّاسِ بِالرِّفْقِ وَالبَذلِ دَخَل أَبُو مَعَاذٍ عَلَى المُتَوَكِّلِ حِيْنَ اسْتُخْلِفَ فَأَنْشَدَهُ: ¬
إِذَا كُنتمُ لِلنَّاسِ أَهْل سِيَاسَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَسُوْسُوا لِئَامَ النَّاسِ بِالذُّلِّ يَصْلُحُوا ... عَلَى الذُّلِّ إِنَّ الذُّلَّ يصلحُ لِلنَّذْلِ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1869 - إِذَا كنْتُ مِمَّنْ يَجْحَدُ الشَّوْقَ فِي النَّوَى ... فَلِمْ فَاضَ دَمْعِي مِنْ حَنِيْنِ الأَيَانُقِ؟ [من الطويل] 1870 - إِذَا كُنْتَ مِن جَرَّا حَبِيْبِكَ مُوْجَعًا ... فَلَا بُدَّ يَوْمًا مِنْ فرَاقِ حَبِيْبِ [من الطويل] 1871 - إِذَا كُنْتَ مَهْمُوْمًا تَزَوَّجْ مَلِيْحَةً ... جَمِيْلًا مُحَيَّاهَا تَرَاهَا فَتَفْرَحُ [من الطويل] 1872 - إِذَا كُنْتُ لا أَرْمي وَتُرْمَى كَنَانَتِي ... تُصِبْ جَائِحَاتِ النُّبْلِ كَشْحِي وَمَنْكِبِي وَمِنْ بَابِ إِذَا كُنْتَ لا قَوْلُ المَعَرِّيِّ (¬1): إِذَا كُنْتَ لَا تَسْتَطِيْعُ دَفْعَ صَغِيْرَةٍ ... أَلَمَّتْ وَلَا تَسْتَطِيْعُ دَفْعَ كَبِيْرِ فَسَلِّمْ إِلَى اللَّهِ المَقَالِدَ رَاضِيًا ... وَلَا تَسْأَلَنَّ بِالأَمْرِ غَيْرَ خَبِيْرِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ آخر (¬2): إِذَا كُنْتَ لَا تُرْجَى لِدَفْعِ مَلَمَّةٍ ... ولم يَكُ لِلمَعْرُوْفِ عِنْدَكَ مَطْمَعُ وَلَا أَنْتَ مِمَّنْ يُسْتَعَانُ بِجَاهِهِ ... وَلَا أَنْتَ يَوْمَ الحَشْرِ مِمَّنْ تُشَفَّعُ فَعَيْشُكَ فِي الدُّنْيَا وَمَوْتُكَ وَاحِدٌ ... وَعُوْدُ خِلَالٍ مِنْكَ فِي البَيْتِ أَنْفَعُ ¬
وَمِثْلُهُ لأبي الحَسَنِ بن دُرَيْدٍ فِي عَلِيِّ بن عِيْسَى الوَزِيْرِ (¬1): أَبَا حَسَنٍ وَالمَرْءُ يُخْلَقُ صُوْرَةٌ ... تُخَبِّرُ عما ضُمِّنتهُ الغَرَائِزُ إِذَا كُنْتَ لَا تُرْجَى لِنَفْعٍ مُعَجَّلٍ ... وَأمْركَ بَيْنَ الشَّرْقِ وَالغَرْبِ جَائِزُ وَلَمْ تَكُ يَوْمَ الحَشْرِ فِيْنَا مَشَفَّعًا ... فَرَأيُ الَّذِي يَرْجُوْكَ لِلنُّفْعِ عَاجِزُ وَيَقْوُلُ مِنْ هَذَا قَوْلُ آخر: إِذَا مَا كُنْتَ فِي دُنْيَا ... كَ فِي الثَّرْوَةِ لَا تَنْفَعُ وَفِي الرَّجْعَةِ يَوْمَ البَعْـ ... ـثِ عنَ اللَّه لَا تَشْفَعُ فَلِمَ تُتْرَكَ بَعْدَ اليَأ ... سِ مِنْ هَاتَيَنْ لَا تُصْفَعُ عَبْدُ اللَّهِ البَاجِيُّ: [من الطويل] 1873 - إِذَا كنْتُ لا أَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ مِنْ أَخٍ ... وَقُلْتُ أُكافِيْهِ فَأَيْنَ التَّفَاضُلُ؟ قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن عَلِيّ البَاجِي: فَأَيْنَ التَّفَاضُلِ. بَعْدَهُ: وَلَكِنَّنِي أُغْضي جُفُوْنِي عَلَى القَذَى ... وَأَصْفَحُ عَمَّا رَابَنِي وَأُجَامِلُ مَتَى أَقْطَعِ الإخْوَانُ فِي كُلِّ عَثْرَةٍ ... بَقِيْتُ وَحِيْدًا لَيْسَ لِي مَنْ أُوَاصِلُ وَلَكِنْ أُدَارِيْهِ فَإِنْ صَحَّ سَرَّنِي ... وَإِنْ هُوَ أَعْيَا كَانَ فِيْهِ التَّحَامُلُ [من المتقارب] 1874 - إِذَا كُنْتَ لابُدَّ مُسْتَتْرِبًا ... فَمِنْ أَعْظَمِ التَّلِّ فَاسْتَتْرِبِ [من المتقارب] 1875 - إِذَا كُنْتَ لابُدَّ مُسْتَطْعِمًا ... فَمِنْ غَيْرِ مَنْ كَانَ يَسْتَطْعِمُ قَبْلهُ: وَقَدْ قِيْلَ فِي مَثَلٍ سَائِرٍ: أَتَانَا بِهِ النَّبَأُ المُحْكَمُ ¬
إِذَا كُنْتَ لَابُدَّ مُسْتَطْعِمًا. البَيْتُ [من الطويل] 1876 - إِذَا كُنْتَ لَا تَدْرِي فَتِلْكَ مُصِيْبَةٌ ... وَإِنْ كُنْتَ تَدْرِي فَالمُصِيْبَةُ أَعْظَمُ أَبُو عَلِيُّ البَصِيْرُ: [من الطويل] 1877 - إِذَا كُنْتَ لَا تَدْرِي وَلَمْ تَكُ بِالَّذِي ... تُسَائِلُ مَن يَدْرِي فَكَيْفَ إِذًا تَدْرِي بَعْدهُ: جَهِلْتَ فَلَمْ تَحْلَمْ بِأنَّكَ جَاهِلُ ... فَمَنْ لِي بِأَنْ تَدْرِي بِأَنَّكَ لَا تَدْرِي؟ إِذَا جِئْتَ فِي كُلِّ الأُمُوْرِ بنعمةٍ فَكُنْ ... هَكَذَا أَرْضًا يَطَأكَ الَّذِي يَدْرِي وَمِنْ أَعْظَمِ البَلْوَى بِأنَّكَ لَا تَدْرِي ... وَأَنَّكَ لَا تَدْرِي بِأَنَّكَ لَا تَدْرِي أَبُو عُبَادَةَ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 1878 - إِذَا كُنْتَ لَا تَنْفَك تَطْلُبُ غَايَةً ... وَتَرْقَى لأُخْرَى كُنْتَ دَهْرَكَ مُتْعَبَا بَعْدهُ: فَقِفْ تَسْتَرِحْ حَيْثُ انْتَهَيْتَ وَلَا تَكُنْ ... مُعَنَّى بِمَا تُلْقَى شَقِيًّا مُعَذَّبَا قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ لآخَر: اعْلَمْ أَنَّ الدُّنْيَا مُتَّصِلَةٌ غَيْر مُنْفَصِلَةٍ مَنْ نَالَ مِنْهَا جِزْءًا عَرَّضَهُ الحِرْصُ لِمَا يَلِيْهِ وَدَفَعَهُ مِنْ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ وَنَقَلَهُ مِنْ دَرَجَةٍ إِلَى دَرَجَةٍ حَتَّى يَفْنَى بِهَا أَجَلُهُ وَيُطْوَى عَلَيْهِ عُمُرُهُ فَإِذَا هُوَ قَدِ ارْتَحَلَ عَنِ الدُّنْيَا بِتَبِعَاتِهِ وَخَلْفَ الأَعْدَاءِ ضَبَائِرَ تَركَاتِهِ. [من الطويل] 1879 - إِذَا كُنْتَ يَوْمًا خَائِفًا وَمُحَوّلًا ... وَلَاقَيْتَ عِمْرَانَ بنَ مُرَّةَ فَانْزِلِ ¬
[من الوافر] 1880 - إِذَا كَنَزَ البَخِيْلُ المَالَ كَانَتْ ... كنُوْزَهُمُ المَحَامِدُ وَالأُجُوْرُ أَبُو دُلَامَةَ يَهْجُو نَفْسَهُ: [من الوافر] 1881 - إِذَا لَبِسَ العِمَامَةَ قُلْتُ قِرْدٌ ... وَخِنْزِيْزٌ إِذَا وَضَعَ العِمَامَه إِنْ لَمْ تَهْجُ أَحَدًا مِمَّنْ فِي البَيْتِ لأَقْطَعَنَّ لِسَانَكَ، وَيُقَالُ قَالَ لَهُ: لأَضْرِبَنَّ عُنقكَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ القَوْمُ فَكُلَّمَا نَظَرَ إِلَى وَاحدٍ مِنْهُمْ غَمَزَهُ بِأَنَّ عَلَيْهِ رِضَاه. قَالَ أَبُو دُلَامَةَ: فَعَلِمْتُ أَنِّي قَدْ وَقَعْتُ وَأَنَّهَا عَزْمَةٌ مِنْ عَزَمَاتِهِ وَلَا بُدَّ مِنْهَا فَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَحَقَّ بِالهجَاءِ مِنِّي وَلَا أَدْعَى إِلَى السَّلَامَةِ مِنْ هجَائيَ نَفْسِي فَقُلْتُ: ألا أَبْلِغْ لَدَيْكَ أَبَا دُلَامَه ... فَلَسْتَ مِنَ الكِرَامِ وَلَا كَرَامَه إِذَا لَبِسَ العمَامَةَ قُلْتَ قِرْدًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ جَمَعْتَ دَمَامَةً وَجَمَعْتَ لُؤْمًا ... كَذاكَ اللُّؤْمُ تَتْبَعُهُ الدَّمَامَه فَإِنْ تَكُ قَدْ أَصَبْتَ نَعِيْمَ دُنْيَا ... فَلَا تزح فَقَدْ دَنَتِ القِيَامَه فَضَحِكَ القَوْمُ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا أَجَازَهُ. الفَرَزْدَق بن غَالِبٍ: [من الطويل] 1882 - إِذَا لَبِسَتْ قَيْسٌ ثِيَابًا رَأَيْتهَا ... تَسَلَّخُ مِنْ لُؤمِ الجُلُوْدِ ثِيَابُهَا [من الطويل] 1883 - إِذَا لَزِمَ اللَّيْثُ العَرِيْنَ فَلَا يَدٌّ ... تَطُوْلُ وَلَا نَابٌ يَصُولُ وَلَا ظُفْرُ [من الوافر] 1884 - إِذَا لَعِبَ الرِّجَالُ بِكُلِّ فَنٍّ ... رَأَيْتَ الحُبَّ يَلْعَبُ بِالرِّجَالِ ¬
بَعْدهُ: وَكَيْفَ الصَّبْرُ عَمَّا حَلَّ مِنِّي ... بِمَنْزِلَةِ اليَمِيْنِ مِنَ الشِّمَالِ عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 1885 - إِذَا لَمْ أَجُدْ بِالمَالِ جَادَ بِهِ الدَّهْرُ ... عَلَى وَارِثِي وَالكَفُّ فِي قَبْرِهَا صفْرُ بَعْدهُ: وَكَيْفَ أَخَافُ الفَقْرَ واللَّهُ ضَامِنٌ ... لِرِزْقِي وَهَلْ فِي البُخْلِ مِنْ بَعْدِ ذَا عُذْرِ فَخَلُّوا يَدِي تُمْطِرْ بِوَابِلِ جُوْدِهَا ... عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَعْجَبَ الغَيْثُ وَالبَحْرُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1886 - إِذَا لَمْ أَجِدْ بُدًّا مِنَ السَّيْفِ شِمْتُهُ ... وَفَقْدُ ذَلُوْلٍ أَرْكَبُ الصَّعْبَ مَاشِيَا قَبْلهُ: أَرَى الدَّهْرَ غَصَّابًا لِمَا لَيْسَ حَقُّهُ ... وَلَا عَجَبٌ أَنْ يَسْتَرِدَّ العَوَارِيَا وَأَبْعَدُ شَيْءٍ مِنْكَ مَا فَاتَ عَصْرُهُ ... وَأَقْرَبُ شَيْءٍ مِنْكَ مَا كَانَ جَائِيَا وَلَسْتُ بِخزَانٍ لِمَالِي وَإِنَّمَا ... تُرَاثُ العُلَى وَالفَضْلُ وَالمَجْدُ مَالِيَا وَإتْلَافُ مَالِي فِي حَيَاتِي أَلَذُّ لِي ... وَأَطْيَبُ أَنْ يَبْقَى وَأُصْبِحَ فَانِيَا وَأَنِّي لأَلْقَى رَاحَتِي فِي تَقَنُّعِي ... وَفِي طَلَبِ الإثْرَاءِ طُوْلَ عَنَائِيَا وَأَكْثَرُ مَنْ تَلْقَاهُ مُرْهَفًا ... عَليْكَ وَإِنْ جَرَّبْتَهُ كَانَ نَائِيَا إِلَى كَمْ أُمَنِّي النَّفْسَ يَوْمًا وَلَيْلَةً ... وَتُعْلِمُنِي الأَيَّامُ أَلَّا تَلَاقِيَا إِذَا لَمْ أَجِدْ بُدًّا مِنَ السَّيْفِ شمتُهُ. البَيْتُ [من الطويل] 1887 - إِذَا لَمْ أَجِدْ بُدًّا مِنَ الأَمْرِ خِلْتُنِي ... كَأَنَّ الَّذِي يَأتِي عَلَيَّ يَسِيْرُ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] ¬
1888 - إِذَا لَمْ أَجِدْ فِي كُلِّ أَرْضٍ عَشِيْرَةً ... فَإِنَّ الكرامَ لِلْكِرَامِ عَشَائِرُ أَبُو العَمِيْثَلِ وَيُرْوَى لِمُحَمَّدِ بن أَبِي عِمْرَان: [من الطويل] 1889 - إِذَا لَمْ أَجِدْ يَوْمًا إِلَى الإِذْنِ سُلَّمًا ... وَجَدْتُ إِلَى تَرْكِ المَجِيْءِ سَبِيلَا قَبْلهُ: سَأَتْرِكُ هَذَا البَابَ مَا دَامَ أُذْنُهُ ... عَلَى مَا أَرَى حَتَّى يَلِيْنَ قَلِيْلَا إِذَا لَمْ أَجِدْ يَوْمًا. البَيْتُ [من الوافر] 1890 - إِذَا لَمْ أَعْتَصِمْ بِكَ مِنْ زَمَانٍ ... فَهَلْ فِي العَالَمِيْنَ لِيَ اعْتِصَامُ قَبْلهُ: أَيَعْظمُ أَنْ تَذُوْدَ الخطبَ عَنِّي ... وَعِنْدَكَ تَصْغرُ النُّوَبُ العِظَامُ إِذَا لَمْ أَعْتَصِمْ بك. البَيْتُ معَاويةُ بن أَبِي سُفْيانَ بن حَرْبٍ: [من الطويل] 1891 - إِذَا لَمْ أَعُدْ بالحِلْمِ مِنِّي عَلَيْكُمُ ... فَمَنْ ذَا الَّذِي بَعْدِي يُؤَمَّلُ لِلْحِلْمِ بَعْدهُ: خُذِيْهَا هَنِيْئًا وَاذْكُرِي فَضْلَ مَاجِدٍ ... جَزَاكِ عَلَى حَرْبِ العَدَاوَةِ بِالسِّلْمِ قَالَهُمَا مُعَاوِيَةُ لأَعْرَابِيَّةٍ وَرَدَتْ علية فَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مُحَاوَرَةٌ طَوِيْلَةٌ فِي أَمْرِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَدْ لَقِيَتْ مُعُاوِيَةَ بِالمَكْرُوْهِ فِي كَلَامٍ خَشِنٍ لَا يَحْتِمِلْ مِثْلهُ المُلُوْكُ فوَهَبَ لَهَا مِائَةَ نَاقَةٍ حَمْرَاءَ وَرَاعِيْهَا وَأَنْشَدَ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ. صُرَّدُرُّ: [من الطويل] 1892 - إِذَا لَمْ أَفُزْ مِنْكُمْ بِوَعْدٍ وَنَظْرَةٍ ... إِلَيْكُمْ فَمَا نَفْعِي بِسَمْعِي وَنَاظِرِي ¬
هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَقُوْلُ فِيْهَا: لَوَاحِظُنَا تَجْنِي وَلَا عِلْمَ عِنْدَهَا ... وَأَنْفَاسُنَا مَأْخُوْذَةٌ بِالجرَائِرِ وَمَنْ كَانَتِ الأَجْفَانُ حجَّابُ قَلْبِهِ ... أَذِنَّ عَلَى أَحْشَائِهِ لِلفَوَاقِرِ إِذَا لَمْ أَفُزْ مِنْكُمْ بِوَعْدٍ وَنَظْرَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَإِنَّ انْقِيَادِي طَوْعُ مَا أَنَا كَارِهٌ ... يَدلّكَ أَنَّ المَرْءَ لَيْسَ بِقَادِرِ يَقُوْلُ مِنْهَا: يُسَابِقُ بِالفِعْلِ المَقَالَ كَأَنَّهُ ... يَرَى المَوْعِدَ فَنَبَا مِنْ مَطَالِ الضَّمَائِرِ مَوَاهِبُ سَمّاهَا العُفَاةُ صَنَائِعًا ... وَهُنَّ نُجُوْمٌ فِي سَمَاءِ المَآثِرِ وَمَا النَّاسُ إِلَّا كَالبُحُوْرِ فَبَعْضهَا ... عَقِيْم وَبَعْضٌ مَعْدنٌ لِلجوَاهِرِ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 1893 - إِذَا لَمْ أُنَاضِ فِي هَوَاكَ وَلَمْ أَغَر ... عَلَيْكَ فَفِيْمَنْ لَيْتَ شِعْرِي أُنَافِسُ قَوْلُ أَبِي فِرَاسٍ: إِذَا لَمْ أُنَافِس فِي هَوَاكَ. البَيْتُ قَبْلَهُ: إِذَا كُنْتَ سَاقِيْنَا وَأَنْتَ نَدِيْمنَا ... وَأَنْتَ مُنَى قَلْبِي وَأَنْتَ المُجَالِسُ فَرُوْحِي وَرَيْحَانِي إِذَا كُنْتَ حَاضِرًا ... فَإِنْ غِبْتَ فَالدُّنْيَا عَلَيَّ مَحَابسُ فَفِيْكَ صحِبْتُ العَيْشَ وَالعَيْشَ نَاعِمٌ ... وَفِيْكَ سَكَتُّ الرَّبْعَ وَالرَّبْعُ آنَسُ إِذَا لَمْ أُنَافِس فِي هَوَاكَ ولم أَخُزْ. البَيْتُ [من الطويل] 1894 - إِذَا لَمْ أَنلْ مَا رُمْتُهُ فِي شَبِيْبَتِي ... فَمَا لِي وَإِدْرَاكَ المُنَى حِيْنَ أَهْرَمُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1895 - إِذَا لَمْ أَنلْ مِنْ بَلْدَةٍ مَا أُرِيْدُهُ ... فَمَا سَرَّنِي أَنَّ البِلَادَ رِحَابُ قَوْلُ الرَّضِيُّ: إِذَا لَمْ أَنَلْ مِنْ بَلْدَةٍ مَا أُرِيْدُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ ¬
وَمَا كَلُّ أَيَّامِ المَشِيْبِ مَرِيْرَةٌ ... وَلَا كُلُّ أَيَّامِ الشَّبَابِ عَذَابُ أُؤَمّلُ أَلَّا يَبلغُ العُمْرُ بَعْضهُ ... كَأَنَّ الَّذِي بَعْدَهُ المَشِيْبِ شَبَابُ إِذَا شِئْتَ قَلَّبْتَ الزَّمَانَ وَصَافَحَتْ ... ألْحَاظِي أُمُوْرًا كُلّهُنّ عِجَابُ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 1896 - إِذَا لَمْ أَنَلْ مِنْ خِلَّةٍ مَا أَشَاؤُهُ ... فَعِنْدِي لأُخْرَى عَزْمَة وَرِكابُ بَعْدهُ: وَلَيْسَ فرَاقٌ مَا اسْتَطَعْتُ فَإِنْ يَكُنْ ... فرَاقٌ عَلَى حَالٍ فَلَيسَ إِيَابُ [من الطويل] 1897 - إِذَا لَمْ أَنلْ مِنْ وَصْلِكُمْ مَا أُؤمِّلُ ... فَمَاذَا عَسَى يُجْدِي المُنَى وَالتَّعَلُّلُ بَعْدهُ: حُرِمْتُ رِضَاكُمْ أَنْ تَعَشَّقْتُ غَيْرَكُمُ ... وَإِنْ كُنْتُ عَنْ عَهْدِ الهَوَى أَتَنَقَّلُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الطويل] 1898 - إِذَا لُمْتُ أَهْلَ الجهْلِ ضَيَّعْتُ مَنْطِقِي ... بِإِلْقَائِهِ فِي سَمْعِ مَنْ لَيْسَ يَفْهُمُ [من الوافر] 1899 - إِذَا لَمْ تَبلُ دِيْنَ المَرْءِ سِرًّا ... فَلَا يَغْرُرْكَ سَمْتٌ أَو سُجُوْدُ ابْنُ المُطَرِّزِ: [من الطويل] 1900 - إذا لم تبلّغني ركائبي ... فلا وردت ماءً ولا رعتِ العُشْبَا أَبْيَاتُ أَبِي القَاسَمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ المَعْرُوْفِ بِالمُطُرِّزِ وَيُرْوَى لإِبْرَاهِيْم المُوْصَلّيّ أَوَّلُهَا: ¬
سَرَى مَغْرِبًا بِالعَيْشِ يَنْتَجِعُ الرَّكْبَا ... يُسَائِلُ عَنْ بَدْرِ الدُّجَى الشَّرْقَ وَالغَرْبَا عَلَى عَذَبَاتِ الجَزْعِ مِنْ مَاءِ تَغْلِبٍ ... غَزَالٌ يَرَى مَاءَ القُلُوْبِ لَهُ شِرْبَا إِذَا لَمْ تَبْلُغْنِي إِلُيْكُمْ رَكَائِبِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَا بَلَغَتْ مِنْ آلِ مَكْرمٍ المُنَى ... وَلَا اسْتَبْدَلَتْ مِنْ خَوْفِهَا الأمْنُ وَالخَصْبَا يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: إِذَا وَرَدُوا الأَطْلَالَ تَاهَتْ بِهِمْ عَجَبًا ... وَإِنْ لَمَسُوا عُوْدًا غَدَا غُصنًا رَطبَا وَلَو وَطِئُوا يَوْمًا عَلَى ظَهْرِ صخْرَةٍ ... لأنْبَتَتِ الصَّمَّاءُ مِنْ وُطْئِهِمْ عُشْبَا وَلَو وَرَدُوا البَحْرَ الأُجَاجَ شَوَارِبًا ... لَعَادَ فُرَاتًا مِنْ مَشَارِبِهِمْ عَذْبَا [من الوافر] 1901 - إِذَا لَمْ تَتَّعِظْ بِالشَّيْبِ نَفْسِي ... فَمَا تُغْنِي عِظَاتُ الوَاعِظِيْنَا رَجُلٌ مِنْ إِيَادٍ: [من الطويل] 1902 - إِذَا لَمْ تَجَاوَزْ عَنْ أَخِ عِنْدَ زَلّةٍ ... فَلَسْتَ كَدًا عَنْ عَثْرَتِي مُتَجَاوِزَا قَالَ رَجُلٌ مِنْ إِيَادٍ لِيَزِيْدَ بن المُهَلَّبِ: إِذَا لَمْ تُجَاوِزْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَكَيْفَ يُرَجِّيْكَ البَعِيْدُ لِنَفْسِهِ ... إِذَا كَانَ عَنْ مَوْلَاكَ خَيْركَ عَاجِزَا ظَلَمْتَ امْرَأً كَلَّفْتَهُ فَوْقَ وُسْعِهِ ... وَهَلْ كَانَتِ الأَخْلَاقُ إِلَّا غَرَائِزَا [من المتقارب] 1903 - إِذَا لَمْ تَجُدْ بِجَمِيْلِ الكَلَامِ ... فَمَاذَا الَّذِي بَعْدَهُ تَبْذُلُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] ¬
1904 - إِذَا لَمْ تَجِدْ مَا يَسْتُرُ الفَقْرَ قَاعِدًا ... فَقُمْ وَاطْلُبِ الشَّيْءَ الَّذِي يَسْتُرُ العُمْرَا الشَّيْءُ الَّذِي يَسْتُرُ الفَقْرَ قَاعِدًا القَنَاعَةُ وَالكِفَايَةُ وَالشَّيْءُ الَّذِي يَسْترُ العُمْرَ قَائِمًا هُوَ طَلَبُ المُلْكِ وَقَتْلُ الأَعْدَاءِ. أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من المتقارب] 1905 - إِذَا لَمْ تَجِدْ نَاصِحًا مُشْفِقًا ... فَإِن السَّلَامَةَ فِي الانْفِرَادِ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الوافر] 1906 - إِذَا لَمْ تَحْتَرِسْ مِنْ كُلِّ قَوْلٍ ... أَسَأتَ إَجَابَةً وَأَسَأتَ فَهْمَا وَيُرْوَى: إِذَا مَا لَمْ يَكُنْ لَكَ حُسْنُ فَهْمٍ. البَيْتُ. قَبْلَهُ: أَشَدُّ النَّاسِ لِلْعِلْمِ ادِّعَاءً ... أَقَلَّهُمُ بِمَا هُوَ فِيْهِ عِلْمَا إِذَا لَمْ تَحْرِس. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَفِي الصَّمْتِ المُبَلَّغِ عَنْكَ حُكْمًا ... وَإِنْ كَانَ الكَلَامُ أَشَدُّ حُكْمَا أَحْمَدُ بنُ فَارِسِ: [من الوافر] 1907 - إِذَا لَمْ تَحْظَ فِي أَرْضٍ فَدَعْهَا ... وَحُثَّ اليَعْمُلَاتِ إِلَى سِوَاهَا [من الوافر] 1908 - إِذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي ... وَلَمْ تَسْتَحْيِيْ فَافْعَلْ مَا تَشَاءُ [من الوافر] 1909 - إِذَا لَمْ تَدْرِ مَا الإنْسَانُ فَانْظُرْ ... مَنِ الخِدْنُ المُفَاوِضُ وَالمُشِيْرُ ¬
الأَخْطَلُ: [من الطويل] 1910 - إِذَا لَمْ تَذُدْ أَلْبَانُهَا عَنْ لُحُوْمِهَا ... حَلَبْنَا لَهُمْ مِنْهَا بِأَسْيَافِنَا دَمَا يَقُوْلُ مِنْهَا: وَإِنَّا لَحَيّ الصِّدْقِ لَا غِرَّةٌ بِنَا ... وَلَا مِثْلَ مَنْ يَقرِي البَكِيءَ المُصرَّمَا نَسِيْرُ فَنَخْتَلُ المَخُوْفَ فُرُوعُهُ ... وَنَجْمَعُ لِلْحَرْبِ الخَمِيْس العَرَمْرَمَا وَأَنِّي لَحَلَّالٌ بِيَ الحَقُّ أَتَّقِي ... إِذَا نَزَلَ الأَضيَافُ أنْ أتجهَّمَا كَشَاجِمُ: [من الوافر] 1911 - إِذَا لَمْ تُرْجَ فِي حَالِ ارْتِفَاعٍ ... نَدِمْتَ إِذَا نَزَلْتَ إلى الحَضِيْضِ أَبُو نوَاسٍ: [من الطويل] 1912 - إِذَا لَمْ تَزُرْ أَرْضَ الخَصِيْبِ رِكَابُنَا ... فَأَيَّ فَتًى بَعْدَهُ الخَصِيْبِ تَزُوْرُ مِنْهَا: تَقُوْلُ الَّتِي مِنْ بَيْتِهَا خَفَّ مَحْمَلِي ... عَزِيْزٌ عَلَيْنَا أَنْ نَرَاكَ تَسِيْرُ إِذَا لَمْ تَزُرْ أَرْضَ الخَصيْبِ. البَيْتُ وَبَعْدَ فَتًى يَشْتَرِي حُسْنَ الثَّنَاءِ بِمَالِهِ ... وَيَعْلَمُ أَنَّ الدَّائِرَاتِ تَدُوْرُ فَمَا جَازَ جُوْدٌ وَلَا حَلَّ دُوْنهُ ... وَلَكِنْ يَصيْرُ الجوْدُ حُيْثُ يَصِيْرُ وَأَنِّي جَدِيرٌ إِنْ بَلَغْتُكَ بِالغِنَى ... وَأَنْتَ لِمَا أَمَّلْتُ مِنْكَ جَدِيْرُ فَإِنْ تولِنِي مِنْكَ الجمِيْلَ فَأهْلُهُ ... وَإِلَّا فَإِنِّي عَاذِرٌ وَشَكُوْرُ [من الطويل] 1913 - إِذَا لَمْ تَزَلْ يَوْمًا تُؤَدِّي أَمَانَةً ... وَتَحْمِلُ أُخْرَى أَفْدَحَتْكَ المَغَارِمُ ¬
هَذَا البَيْتُ غَيْرُ البَيْتِ الَّذِي المُتَقَدّمِ بِبَابِ إِذَا أَنْتَ لَمْ تَبْرَحْ تُؤَدِّي أَمَانَةً وَهُوَ مِنْ بَابِ الاهْتِدَامِ وَالسَّلْخِ وَلَيْسَ بِمُكَرَّرٍ. [من الطويل] 1914 - إِذَا لَمْ تَزُوْرُوا فَابْعَثُوا بِخِيَالِكُمْ ... فَإِنِّي إِلَى ذَاكَ الخَيَالِ مَشُوْقُ [من الوافر] 1915 - إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ تَذْلِيْلَ أَمْرٍ ... مُكَابَرَةً فَأَرخِ مِنَ القِيَادِ مُدْرِكُ بن أَخِي المَعَرِيِّ: [من الوافر] 1916 - إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ سُكْنَى بِلَادٍ ... نَشَأتَ بِهَا فَكُنْ مِنْهَا قَرِيْبَا بَعْدهُ: بِحَيْثُ يَشُمُّ نَشْرَ الرِّيْحِ مِنْهَا ... وَتَسْأَلُ مُخْبرًا عَنْهَا مُجِيْبَا فَإِنَّ أَشَدَّ أَحْداثَ اللَّيَالِي ... عَلَى الإنْسَاَنِ أَنْ يُمْسِي غَرِيْبَا بِأَرْضٍ لا يَرَى فِيْهَا صدِيْقًا ... يُسَرُّ بِهِ وَلَا يَلْقَى حَبِيْبَا هُوَ أَبُو سَهْلٍ مُدْرِكُ بن مُحَمَّد بن عَبْدُ اللَّهِ بن سُلَيْمَانَ التَّنُوخِيُ المَعَرِّيُّ. عَمْرُو بنُ مَعْدِيكَرِب: [من الوافر] 1917 - إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ شَيْئًا فَدَعْهُ ... وَجَاوِزْ إِلَى مَا تَسْتَطِيْعِ أَوَّلُ القَصِيْدَةِ: أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدَّاعِي السَّمِيْعُ ... يُؤَرِّقُنِي وَأَصْحَابِيُ هُجُوْعُ رَيْحَانَةُ أُخْتُ عَمْرِو بن مَعْدِيْكَرِبَ، وَهِيَ امْرَأةُ دُرَيْدُ بن الصمَّةِ. المُتَنَبِّي فِي الخَيْلِ: [من الطويل] 1918 - إِذَا لَمْ تُشَاهِدْ غَيْرَ حُسْنِ شَيَاتِهَا ... وَأَبْدَانِهَا فَالْحُسْنُ عَنْكَ مُغَيَّبُ نَاهِضُ بنُ تَوْبَةَ الكَلَابِيّ: [من الطويل] ¬
1919 - إِذَا لَمْ تَصِلْ سَلْمَى وَأَسْمَاءُ فِي الصّبَا ... بِحَبْلَيْهِمَا حَبْلِي فَمَنْ تَصلَانِ؟ [من الطويل] 1920 - إِذَا لَمْ تَصُن عِرْضًا وَلَمْ تَخْشَ خَالِقًا ... وَتَسْتَحيْي مَخْلُوْقًا فَمَا شِئْتَ فَاصْنَعِ المَرْوَزِيُّ السُّكَّرِيُّ: [من الطويل] 1921 - إِذَا لَمْ تُطِقْ أَنْ تَرْتَقِي ذِرْوَةَ الجَبَلْ ... لِعَجْزٍ فَقِفْ فِي سَفْحِهِ هَكَذَا المَثَلْ [من الطويل] 1922 - إِذَا لَمْ تُطِقْ سَعْيًا إِلَيْكَ رَكَائِبِي ... سَعَى مِنْ شَغَافِ القَلْبِ نَحْوكَ سَاعي قَبْلهُ: مَشُوْقٌ إِلَى تَقْبِيْلِ كَفِّكَ مَا بَدَا ... عَلَى وَجَنَاتِ الصُّبْحِ ضوْءُ شُعَاعِ إِذَا لَمْ تطِقْ سَعْيًا إِلَيْكَ ركَائِبِي. البَيْت [من الوافر] 1923 - إِذَا لَمْ تُعْفِ مِنْ خُلُقٍ قَبِيْحٍ ... قَرِيْنًا مَلَّ صُحْبَتَكَ القَرِيْنُ أَنْشَدَ التُّوْزِيُّ: [من الطويل] 1924 - إِذَا لَمْ تَكُنْ حَاجَاتُنَا فِي صُدوْرِنَا ... لإِخْوَانِنَا لَمْ تُغْنِ عَنْهَا الرَّتَائِمُ أَخْبَرَ المَرْزَبَانِيّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الجرْجَانِيّ قَالَ حَدَّثنا المُبَرَّدُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ التُّوْزِيِّ فأذْكَرَهُ رَجُلٌ بِحَاجَةٍ لَهُ وَقَالَ: اشْدُدْ فِي يَدِكَ خَيْطًا عَسَاكَ تَذْكِرُنِي بِهِ فَأَنْشَدَ التُّوْزِيُّ: إِذَا لَمْ تَكُنْ حَاجَاتِنَا فِي صَدُوْرِنَا. البَيْتُ الرَّتَائِمُ: الخَوَاتِيْمُ وَيُقَالُ: هُوَ أَنْ يَشُدَّ الرَّجُلَ فِي إِصْبِعِ صَاحِبهِ خَيْطًا إِذَا كَلَّفَهُ حَاجَةً لِئَلَّا يَنْسَاهَا لِيَذْكِرُهَا عِنْدَ رُؤْيَتِهِ. وَيُرْوَى التَّمَائِمُ يَفُوْلُ: إِذَا لَم أَحْفَظْ حَاجَةً فِي صَدْرِي فَمَا مَعْنى الرَّتَائِمُ أَو التَّمَائِمُ. ¬
مُحَمَّدُ بَشِيْر البَصْرِيُّ: [من المتقارب] 1925 - إِذَا لَمْ تَكُنْ حَافِظًا وَاعِيًا ... فَجَمْعكَ لِلكُتُبِ لَا يَنْفَعُ قَبْلهُ: أمَا لَوَاعي كُلَّمَا أَسْمَعُ ... وَأَحْفَظُ مِنْ ذَاكَ مَا أَجْمَعُ وَلَمْ أَسْتَفِدْ غَيْرَ مَا قَدْ سَمِعْتُ ... لَقِيْلَ هُوَ العَالِمُ المِصْقَعُ وَلَكِنَّ نَفْسِي إِلَى كُلِّ شَيْءٍ ... مِنَ العِلْمِ تَسْمَعَهُ تَنْزَعُ فَلَا أَنَا أَحْفَظُ مَا قَدْ جَمَعْتُ ... وَلَا إِمَّا مِنْ جَمْعِهِ أَشْبَعُ وَأَحْضرُ بِالصَّمْتِ فِي مَجْلِسِي ... وَعِلْمِي فِي الكُتُبِ مُسْتَوْدعُ وَمَنْ يَكُ فِي عِلْمِهِ هَكَذَا ... يَكُنْ فِي دَهْرِهِ القَهْقَرى يَرْجعُ إِذَا لَمْ يَكُنْ حَافِظًا وَاعِيًا. البَيْتُ وَيُرْوَى: تُحَدِّثُ بالجهْلِ فِي مَجْلِسٍ ... وَعِلْمكَ فِي الكُتُبِ مُسْتَوْدَعُ إِذَا ذَكَرَ النَّاسُ مَا عِنْدَهُمْ ... ذكَرْنَا وَفِي ذَاكَ مُسْتَمْتَعُ وَلَكِنَّهَا لذَّةٌ تُشْتَهَى ... إِلَى مِثْلِهَا مِثْلنَا يَرْجَعُ أَبُو الشِّيْصِ: [من الطويل] 1926 - إِذَا لَمْ تَكُنْ طُرْقُ الهَوَى لِي ذَلِيْلَةً ... تَنَكَّبْتُهَا وَانْحَزْتُ في الجَّانِبِ السَّهْلِ قَوْلُ أَبِي الشِّيْصِ: وَأَنْخَرْتُ فِي الجَّانِبِ السَّهْلِ. بَعْدَهُ: وَمَا لِي أَرْضَى مِنْهُ بِالجوْرِ فِي الهَوَى ... وَلِي مِثْلهُ ألْفط وَلَيْسَ لَهُ مِثْلِي أَبُو سَعِيْدٍ الرُّسْتُمِيُّ: [من الطويل] 1927 - إِذَا لَمْ تَكُنْ لِي أَنْتَ عَوْنًا وَمُعْدِيًا ... عَلَى الزَّمَنِ العَادِي عَلَيَّ فَقُلْ مَنْ لِي؟ ¬
سَلِيْمُ المُحَارِبِيُّ: [من الطويل] 1928 - إِذَا لَمْ تَكُنْ لَيْلَى بِنَجْدٍ تَغَيَّرَتْ ... بَشَاشَةُ دُنْيَا أَهْلِ نَجْدٍ وَطِيْبُهَا [من الطويل] 1929 - إِذَا لَمْ تَكُنْ مِنِّي كَسَمْعِي وَنَاظِرِي ... فَلَا أَبْصَرَتْ عَيْنِي وَلَا سَمِعَتْ أُذْنِي السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1930 - إِذَا لَمْ تَكُنْ نَفْسُ الفَتَى مِنْ صَدِيْقِهِ ... فَلَا يُحْدِثَنْ فِي خُلَّةِ الغَيْرِ مَطْمَعَا قَبْلهُ: أَرُوْمُ التَّصَافِي فِي رِجَالٍ أَبَاعِدٍ ... وَنَفْسِي أَعْدَا فِي مِنَ النَّاسِ أَجْمَعَا إِذَا لَمْ تَكُنْ نَفْسُ الفَتَى شن صَدِيْقِهِ. البَيْتُ [من الطويل] 1931 - إِذَا لَمْ تَكُنْ نَفْسُ الكَرِيْمِ كَأَصْلِهِ ... فَمَاذَا الَّذِي تُغْنِي كِرَامُ المَنَاصِبِ [من الطويل] 1932 - إِذَا لَمْ تَكُنْ نَفْسِي عَلَيَّ كَرِيْمَةً ... فَكَيْفَ عَلَى غَيْرِي مِنَ النَّاسِ تَكْرُم وَيُرْوَى: تَعِزُّ وَتَكْرَمُ. [من الطويل] 1933 - إِذَا لَمْ تَكُوْنُوا لِلْمَعَالِي فَمَنْ لَهَا ... وَأَنْتُمْ سُرَاةُ النَّاسِ فِي البَدْوِ وَالحَضَرِ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الوافر] 1934 - إِذَا لَمْ تُمْسِ لِي نَارٌ بِأَرْضٍ ... أَبِيْتُ لِنَارِ غَيْرِي غَيْرَ صَالي أَبُو الحَسَنِ النَّاشِئِ الأَصْغَرُ: [من المتقارب] ¬
1935 - إِذَا لَمْ تَنَلْ هِمَمَ الأَكْرَمِيْنَ ... بِسَعْيِهِمُ وَادِعًا فَاغْتَرِبْ بَعْدهُ: فَكَمْ دَعَةٍ أَتْعَبَتْ أهْلَهَا ... وَكَمْ رَاحَةٍ نَتَجَتْ مِنْ تَعَبِ إبْرَاهِيْمُ بن سيّابة: [من المتقارب] 1936 - إِذَا لَمْ نَجِدْ فِيْكَ مِنْ مَغْمَزٍ ... سَلَكْنَا إِلَيْكَ طَرِيْقَ الكَذِبْ قَبْلهُ: تَجَلَّلْتَ بِالسَّبِّ لَمَّا رَأَيْتَ ... أَدِيْمكَ صحَّ وَمَنْ سَبَّ سُبُّ إِذَا لَمْ نَجِدْ فِيْكَ مِنْ مَغْمزٍ. البَيْتُ ابنُ خَازِمٍ: [من الوافر] 1937 - إِذَا لَمْ يَأتِكَ المَعْرُوْفُ طَوْعًا ... فَدَعْهُ فَالتَّنَزُّهُ عَنْهُ مَالُ قَبْلهُ: وَمُنْتظِرٍ سُؤَالُكَ بِالعَطَايَا ... وَخَيْرٌ مِنْ عَطَايَاهُ السُّؤَالُ إِذَا لَمْ يَأتِكَ المَعْرُوْفُ طَوْعًا. البَيْتُ [من الطويل] 1938 - إِذَا لَمْ يَتمَّ الوَصْلُ وَالبَذْلُ فِي الهَوَى ... فَأُمَّ الهَوَى مِنْ بَعْدِ هَذَيْنِ طَالِقُ عَلِيّ بن عَبْدِ اللَّهِ الحَرَّانِيُّ: [من الطويل] 1939 - إِذَا لَمْ يَجِدْ خِلٌّ لِخِلٍّ بِوَدِّهِ ... فَكَيْفَ تُرَاهُ عِنْدَ بَذْلٍ لِنَائِلٍ؟ قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ عَلِي بن عَبْدِ اللَّهِ بن مُوْسَى الحَرَّانِيّ: بِذِلٍّ لِنَائِل. بَعْدَهُ: عَلَى صحْبَةِ النَّاسِ السَّلَامُ فَإِنَّنِي ... أَرَى أكْثَرَ الأَصْحَابِ لَيْسَ بِعَادِلِ فَإِنْ ظَفِرَتْ كَفَّاكَ يَوْمًا بِصَاحِبٍ ... صَدُوْقٍ فَكُنْ عَنْ وَدِّهِ غَيْرُ زَائِلِ ¬
[من الطويل] 1940 - إِذَا لَمْ يُذَاكِر ذُو العُلُوْمِ بِعِلْمِهِ ... وَلَمْ يَسْتَفِدْ عِلْمًا نَسِي مَا تَعَلَّمَا بَعْدهُ: فَكَمْ جَامِعٍ للكُتبِ فِي كُلِّ مَذْهَبٍ ... يَزِيْدُ مَعَ الأَيَّامِ فِي جَمْعِهِ عَمَى قَالَ بَعْضُهُمْ: تَذَاكَرُوا الأَدَبَ لَيْلًا فَإِنَّ القَلْبَ طَائِرٌ بالنَّهَارِ سَاكِن باللَّيْلِ فَكُلَّمَا أَوْدَعْتَ فِيْهِ شَيْئًا قَبِلَهُ. * * * وَمِنْ بَابِ (إِذَا لَمْ ير) قَوْلُ (¬1): إِذَا لَمْ يُرَجِّ المَرْءُ مِنْكَ هَوَادَةً ... فَلَا تَرْجُهَا مِنْهُ وَلَا دَفْعُ مَشْهَدِ المُتَلَمِّسُ: [من الطويل] 1941 - إِذَا لَمْ يَزَلْ حَبْلُ القَرِيْنَيْنِ يَلْتَوِي ... فَلَا بُدَّ يَوْمًا مِنْ قُوًى أَنْ تَجَذَّمَا [من المتقارب] 1942 - إِذَا لَمْ يَزَلْ صَاحِبٌ يَلْتَوِي ... فَقَطْعُ قَرَابَتِهِ أَرْوَحُ [من الطويل] 1943 - إِذَا لَمْ يَشُقْهَا شَائِقٌ مِنْ غَرَامِهَا ... فَلَيْسَ رِسَالَاتٌ مَعَ النَّاسِ تَنْفَعُ مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ وَقِيْلَ لِغَيْرِهِ: [من الهرج] 1944 - إِذَا لَمْ يُصْلِحِ الخَيْرُ ... أمْرَأً أَصْلَحَهُ الشَّرُّ أَوَّلُهَا: ¬
أَتَانِي مِنْكَ مَا لَيْسَ ... عَلَى مَكْرُوْهِهِ صَبْرُ فَأَغْضَبْتُ عَلَى عَمْدٍ ... وَقَدْ يُغْضِي الفَتَى الحُرُّ وَأَدَّبْتُكَ بِالهَجْرِ ... فَمَا أَدَّبَكَ الهَجْرُ وَلَمْ تَفْزَعْ إِلَى عُذْرٍ ... وَقَدْ أَمْكَنَكَ العُذْرُ وَلَا رَدَّكَ عَمَّا كَانَ ... مِنْكَ الصَّفْحُ وَالبِرُّ فَلَمَّا اضْطَرَّنِي المَكْرُوْهُ ... وَاشْتَدَّ بِي الأَمْرُ تَنَاوَلْتكَ مِنْ شَرِّي ... بِمَا لَيْسَ لَهُ قَدرُ فَحَرَّكْتُ جنَاحَ الذُّلُّ ... لَمَّا مَسَّكَ الضُّرُّ إِذَا لَمْ يُصلحِ الخَيْرُ أَمْرًا. البَيْتُ وَهَذِهِ الأَبْيَاتَ مُتَنَازَعَةٌ تُرْوَى لِمَحْمُوْدِ بن الحَسَنِ الوَرَّاقِ وَتُرْوَى لِلحسين بن الضّحاكِ وَتُرْوَى لابنِ مَالكٍ الأَعْرَجِ. [من الطويل] 1945 - إِذَا لَمْ يَعِظْنِي وَاعِظٌ مِنْ جَوَارِحِي ... بِنَفْعٍ فَمَا شَيْءٌ سِوَاهُ بِنَافِعِ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 1946 - إِذَا لَمْ يُعِنْكَ اللَّهُ فيما تُرِيْدُهُ ... فَلَيْسَ لِمَخْلُوْقٍ إِلَيْهِ سَبِيْلُ قَوْلُ أَبِي فِرَاسٍ: فَلَيْسَ لِمَخْلُوْقٍ إِلَيْهِ سَبِيْلُ مِنْ قَصِيْدَةٍ كَتَبَ بِهَا إِلَى أُمِّهِ وقَد ثقلَ بِالجرَاحِ أَوَّلُهَا: مُصَابِي جَلِيْلٌ وَالعَزَاءُ جَمِيْلُ ... وَظَنِّي أَنَّ اللَّهَ سَوْفَ يُدِيْلُ يَقُوْلُ مِنْهَا: تَنَاسَانِيَ الأَصْحَابُ إِلَّا عصَابَةٌ ... سَتَلْحَقُ بِالأُخْرَى غَدًا وَتَحُوْلُ وَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْقَى عَلَى العَهْدِ إِنَّهُمْ ... وَإِنْ كَثُرَتْ دَعْوَاهُمُ لَقَلِيْلُ أُقَلِّبُ طَرْفِي لَا أَرَى غَيْرَ صَاحِبٍ ... يَمِيْلُ مَعَ النَّعْمَاءِ حُيْثُ تَمِيْلُ أَكُلُّ خَلِيْلٍ هَكَذَا غَيْرُ مُنْصِفٍ ... وَكُلُّ زَمَانٍ بِالكِرَامِ بَخِيْلُ ¬
نَعَمْ دَعَتِ الدُّنْيَا إِلَى الغَدْرِ دَعْوَةً ... أَجَابَ إِلَيْهَا عَالِمٌ وَجَهُوْلُ فَوَاحَسْرَتَا مَنْ لِي بِخِلٍّ مُوَافِقٍ ... أَقُوْلُ بِشَجْوِي مَرَّةً وَيَقُوْلُ لَقِيْتُ نُجُوْمَ الأُفْقِ وَهِيَ صوَارِمٌ ... وَخُضْتُ سَوَادَ اللَّيْلِ وَهُوَ خُيُوْلُ وَلَمْ أَرع لَلنَّفْسِ الكَرِيْمَةِ حَقّهَا ... عَشِيَّةَ لَمْ يَعْطِفْ عَلَيَّ خَلِيْلُ وَلَكِنْ لَقِيْتُ المَوْتَ حَتَّى تَرَكْتُهَا ... وَفِيْهَا وَفِي حَدِّ الحُسَامِ فُلُولُ وَمَن لَمْ يُوقِ اللَّهُ فهو مُمَزَّقٌ ... وَمَنْ لَمْ يُعظِّمِ اللَّهُ فهو ذَلِيْلُ وَمَا لَمْ يُرُدْهُ اللَّهُ فِي الأمْرِ كُلِّهِ ... فَلَيْسَ لِمَخْلُوْقٍ إِلَيْهِ سَبِيْلُ وَإِنْ هُوَ لَمْ يَنْصُرْكَ لَمْ تَلْفَ نَاصِرًا ... وَإِنْ عَزَّ أَنْصَارٌ وَعَزَّ قَبيْلُ وَإِنْ هُوَ لَمْ يُرْشِدْكَ فِي كُلِّ مَسْلَكٍ ... ضَلَلْتَ وَلَو كَانَ السِّمَاكُ دَلِيْلُ [من الطويل] 1947 - إِذَا لَمْ يُغَبِّره حَائِطٌ فِي وُقُوْعِهِ ... فَلَيْسَ لَهُ بَعْدَهُ الوُقُوْعِ غُبَارُ هَذَا البَيْتُ غَيْرُ البَيْتِ المُتَقَدِّمِ بِبَابِ: (إِذَا سَقَطَ الجدَارُ فَلَمْ يُغَيّر) وَلَيْسَ بِمُكَرَّرٍ، بَلْ هُوَ مِنْ بَابِ السَّلْخِ وَالاهْتِدَامِ. قَيْسُ بنُ ذَرِيْحٍ: [من الطويل] 1948 - إِذَا لَمْ يَكُنْ إِلَّا الجَّوَى فَكَفَى بِهِ ... جَوَى حُرَقٍ قَدْ ضُمِّنَتْهَا الأَضَالِعُ الكَمِيْتُ بن يَزِيْدٍ: [من الطويل] 1949 - إِذَا لَمْ يَكُنْ إِلَّا الأَسِنَّةَ مَرْكبٌ ... فَلَا رَأيَ لِلمُضْطَرِّ إِلَّا رُكُوْبُهَا يُقَالُ فِي المَثَلِ: التَّجَلُّدَ وَلَا التَّبَلُّدَ. يَعْنِي أَنْ التَّجَلُّدَ يُنْجِيْكَ مِنْ الأَمْرِ لا التَّبَلُّدَ وَنُصِبَ التَّجَلُّدَ عَلَى معنى الْزَم التَّجَلُّدَ وَلَا تَلْزَم التَّبَلُّدَ. وَيَجُوْزُ الرَّفْعُ عَلَى تَقْدِيْرِ حَقُّكَ وَشَأنُكَ التَّجَلُّدُ. وَهَذَا مِنْ قَوْلِ أَوْس بن حَارِثَةِ قَالَهُ لابْنِهِ مَالِكٌ فَقَالَ: يَا مَالِكُ التَّجَلُّدَ وَلَا التَّبَلُّدَ وَالمَنِيَّةَ وَلَا الدَّنِيَّةَ، فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا. عَبْدُ اللَّهِ بنُ الدُّمَيْنَة: [من الطويل] 1950 - إِذَا لَمْ يَكُنْ إِلَّا صُدُوْدٌ وَجَفْوَةٌ ... فَمَا أَنا فِيْمَا بَيْنَ هَذَيْنِ صَانِعُ ¬
بَعْدهُ: أَبِيْتُ بِلَيْلٍ لَيْسَ لِي فِيْهِ رَاحِمُ ... وَلَا مُسْعِدٌ إِلَّا الحَمَامُ السَّوَاجِعُ إِذَا نَحْنُ أَنْفَذْنَا الدُّمُوْعَ عشيّةً ... فَمَوْعِدُنَا قَرْنٌ مِنَ الشَّمْسِ طَالِعُ وَنَبْكِي إِذَا مَا أَعْوَزَ الدَّمْعُ حُرْقَةً ... وَشَرُّ الهَوَى مَا أَعْوَزَتْهُ المَدَامِعُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الشَّاعِرُ: إِذَا لَمْ يَكُنْ إِلَّا عَلَيْكَ المُعَوَّلُ ... وَلَيْسَ لنَا خَلْقٌ سِوَاكَ يُؤَمَّلُ فَلَا بُدَّ أَنْ نَأتِي بِرَفْعِ ضَرَاعَةٍ ... نُخَفِّفُ فِيْهَا تَارَةً ونَثْقِلُ وَمِنْ البَابِ الَّذِي قَبْلَهُ قَوْلُ البُسْتِيّ (¬1): إِذَا لَمْ يَغْننِي عَقْلٌ وَديْنٌ وَصِحَّةُ ... جِسْمٍ وَأَمْنٌ وَقُوْتُ فَلَا خَلْقَ أَسْوَأُ مِنِّي اخْتِيَارًا ... إِذَا مَا أَسِيْتُ لِحَظٍّ يَفُوْتُ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من الطويل] 1951 - إِذَا لَمْ يَكُنْ بِالدَّارِ لِي مِنْ أَحِبَّةٍ ... فَلَا فَرْقَ بَيْنَ الدَّارِ أَو سَائِرِ الأَرْضِ قَبْلهُ: إِلَى كَمْ حَيَاتِي بَالفرَاقِ مَرِيْرَةٌ ... وَحَتَّامُ طَرْفِي لَيْسَ يَلْتَذُّ بِالغُمْضِ وَكَمْ قَدْ رَأَتْ عَيْنِي بِلَادًا كَثِيْرَةً ... فَلَمْ أَرَ فِيْهَا مَا يَسُرُّ وَمَا يُرْضِي وَبَعْدَ بِلَادِي فَالبِلَادُ جَمِيْعُهَا ... سَوَاةٌ وَلَا أَخْتَارُ بَعْضًا عَلَى بَعْضِ إِذَا لَمْ يَكُنْ بِالدَّارِ لِي مَنْ أُحِبُّهُ. البَيْتُ المَعَرِيُّ: [من الطويل] 1952 - إِذَا لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنَ المَوْتِ فَالقَهُ ... أَفُضَّ بِهِ الفُوْدَانِ أَمْ فُرِيَ الخَصْرُ ¬
قَوْلُ المَعَرِّيّ فِي اللُّزُوْمِ: أَمْ فُرِيَ الخَصْرُ. قَبْلَهُ دَعِي وَذَرِي الأَقْدَارَ تَمْضي لِشَأنِهَا ... فَلَمْ تَحْمِ مَلِكًا لَا دِمَشْقَ وَلَا مِصْرُ وَلَا الحُرَّةُ السَّوْدَاءُ حَاطَتْ سِيَادَةً ... وَلَا البَصْرَةُ البَيْضَاءُ حَصَّنَهَا البَصَرُ البَصَرُ: حجارة رخوة بيض نَرُوْمُ قِيَاسًا لِلْحَوَادِثِ ضلةً ... وَتلْكَ أُصوْلٌ لَيْسَ تَجْمَعُهَا حَضَرُ وَمَا يَحْمِلُ التَّقْصيْرُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ... وَلَا كُلِّ مَفْرُوْضِ الصَّلَاةِ لَهُ قَصْرُ إِذَا لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنَ المَوْتِ فَالْقَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: عَلِيٌّ مَضَى مِنْ بَعْدِ نصرٍ وعِزَّةٍ ... وَحَمْزَةُ أَوْدَى قَبْلَ أَنْ يَنْزلَ النَّصْرُ فَإِنِّي أَرَى ذِرِّيَةَ الشَّيْخِ آدَمٍ ... قَدِيْمًا عَلَيْهِمْ بِالرَّدَى آخِذَ الإِصْرِ الصَّابِئُ: [من الطويل] 1953 - إِذَا لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنَ المَوْتِ لِلفَتَى ... فَأَرْوَحُهُ الأَوْحَى الَّذِي هُوَ أَسْرَعُ قَوْلُ أَبِي إسْحَاق الصَّابِئ: الَّذِي هُوَ أَسْرَعُ. بَعْدَهُ وَمَا حَاَل عَمْرٌ قَطَّ إِلَّا تَطَاوَلَتْ ... بِصاحِبِهِ رَوْعَاتِ مَا يَتَوَقَّعُ فَكُن غَرِضًا بِالعَيْشِ لَا تَغْتَبِطْ بِهِ ... فَمَحْصوْلُهُ خَيْرٌ وَعُقْبَاهُ مَصْرَعُ [من الطويل] 1954 - إِذَا لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنَ المَوْتِ لِلفَتَى ... فلَلْمَوْتِ قَبْلَ الذُّلِّ خَيْرٌ وَأَكْرَمُ ابْنُ الطّثْرِيَّةِ: [من الطويل] 1955 - إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنكَ مُرْسَلٌ ... فَرِيْحُ الصَّبَا مِنِّي إِلَيْكَ رَسُوْلُ قَبْلهُ: ¬
تَطَاوَلَ لَيْلِي بِالعِرَاقِ وَلَمْ يَكُنْ ... عَلَيَّ بِأَكْنَافِ الحِجَازِ يَطُوْلُ فهل لِي إِلَى أَرْضِ الحِجَازِ وَمَنْ بِهِ ... بِعَافِيَةٍ قَبْلَ المَمَاتِ سَبِيْلُ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنك مُرْسَلٌ. البَيْتُ [من الطويل] 1956 - إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ لِقَائِكُمْ ... سِوَى عُمْرِ يَوْمٍ إِنَّهُ لَبَعِيْدُ [من الطويل] 1957 - إِذَا لَمْ يَكُنْ حُبِّي لِمَجْدِكَ شَافِعٌ ... إِلَيْكَ فَمَا لِي بَعْدَهُ ذَاكَ شَفِيْعُ قَبْلهُ: أَمَوْلَايَ مِنْ طَبْعِهِ الجُوْدُ وَالنَّدَى ... وَمَنْ مَجْدُهُ لِلْمَكْرُمَاتِ رَضِيْعُ إِذَا لَمْ يَكُنْ حُبِّي لِمَجْدِكَ شَافِعٌ إِلَيْكَ. البَيْتُ [من الطويل] 1958 - إِذَا لَمْ يَكُنْ حِلْمٌ لِقَوْمٍ سَجِيَّةً ... فَإِنَّ قَلِيْلًا مَا يَدُوْمُ التَّحَلُّمُ [من الطويل] 1959 - إِذَا لَمْ يكُنْ ذَنْبٌ فَفِيْمَ هَجَرْتَنِي ... وَإِنْ كُنْتُ ذَا ذَنْبٍ فَقَدْ جِئْتُ تَائِبَا قَبْلهُ: وَمِنْ عَجَب الأَيَّامِ أَنَّكَ هَاجِرِي ... وَمَا زَالَتِ الأَيَّامُ تُبْدِي العَجَائِبَا أَتَجْفُو مُحِبًّا مَاسَلَا عَنْكَ قَلْبُهُ ... وَتَزْهَدُ فِيْهِ بَعْدَمَا كُنْتَ رَاغِبَا حُرِمْتُ الرِّضَا إِنْ كُنْتُ فِي الهَوَى ... وَعُوْقِبْتُ بِالهَجْرَانِ إِنْ كُنْتُ كَاذِبَا إِذَا لَمْ يَكُنْ ذَنْبٌ فَفِيْمَ هَجَرْتَنِي. البَيْتُ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من الطويل] 1960 - إِذَا لَمْ يَكُنْ ذَنْبِي إِلَيْكِ سِوَى الهَوَى ... فَلَا تَغْفِرِي ذَنْبِي فَسَوْفَ أَعُوْدُ بَعْدهُ: ¬
لَئِنْ كُنْتِ تَبْغِيْنَ الزِّيَادَةَ فِي الهَوَى ... فَمَا فَوْقَ مَا بِي مِنْ هَوَاكِ مَزِيْدُ [من الطويل] 1961 - إِذَا لَمْ يَكُنْ سُكْرٌ يُضِلُّ عَنِ الهُدَى ... فَسِيَّانَ مَاءٌ فِي الزُّجَاجَةِ أَمْ خَمْرُ أَدِرْهَا فَمَا التَّحْرِيْمُ فِيْهَا لِذَاتِهَا ... وَلَكِنْ لأَسْبَابٍ تَضَمَّنَهَا السُّكْرُ إِذَا لَمْ يَكُنْ سِكْرٌ. البَيْتُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الهَمَدَانِيّ (¬1): إِذَا لَمْ يَكُنْ شَوْقِي إِلَى دَارِهِ الحِمَى ... بِحَيْثُ يَكِدُّ النَّفْسَ بُرْحًا عَلَى برْحِ فَلَا سَاعَفَنِي فِي الضُّحَى سَفَعَاتُهَا ... وَلَا سَرحَتْ عَيْنَايَ فِي ذَلِكَ السَّرحِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِر بن الحسين: [من الطويل] 1962 - إِذَا لَمْ يَكُنْ صَدْرُ المَجَالِسِ سَيِّدًا ... فَلَا خَيْرَ فِيْمَنْ صَدَّرَتْهُ المَجَالِسُ بَعْدهُ: وَكَمْ قَائِلٍ قَدْ قَالَ مَالَكَ رَاجِلًا ... فَقُلْتُ لَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَارِسُ وَيُرْوَيَانِ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنِ بن خَالَوِيْهِ. [من الطويل] 1963 - إِذَا لَمْ يَكُنْ صَمْتُ الفَتَى مِنْ فَدَامَةٍ ... وَعِيٍّ فَإِنَّ الصَّمْتَ أَهْدَى وَأَسْلَمُ قَبْلهُ: لَعَمْرَكَ إِنَّ الحِلْمَ زَيْن لأَهْلِهِ ... وَمَا الحِلْمُ إِلَّا عَادَةٌ وَتَحَلُّمُ إِذَا لَمْ يَكُنْ صَمْتُ الفَتَى مِنْ فَدَامَةٍ. البَيْتُ [من الطويل] ¬
1964 - إِذَا لَمْ يَكُنْ عَقْلُ الفَتَى خَيْرَ مَا اقْتَنَى ... فَمَا فَضْلُ شَيْءٍ يُقْتَنَى وَهْوَ قَاتِلُه [من الطويل] 1965 - إِذَا لَمْ يَكُنْ عَقْلُ الفَتَى عَنْ طِبَاعِهِ ... فَلَيْسَ عَنِ التَّادِيْبِ مُكْتَسِبًا عَقْلَا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1966 - إِذَا لَمْ يكُنْ عَقْلُ الفَتَى عَوْنَ صَبْرِهِ ... فَلَيْسَ إِلَى حُسْنِ العَزَاءِ سَبِيْلُ أَبْيَاتُ الرِّضَى المَوْسَوِيّ أَوَّلُهَا: شَبَابُ الفَتَى لَيْلٌ مُضِلٌ لِطَرْفِهِ ... وَشَيْبُ الفَتَى عَضْبٌ عَلَيْهِ صَقِيْلُ فَمَا لَوْنُ ذَا قَبْل المَشِيْبِ بِدَائِمٍ ... وَلَا عَصْرُ ذَا بَعْدَهُ الشَّبابِ طَوِيْلُ وَحَائِلُ لَوْنِ الشِّعْرِ فِي كُلِّ لَمَّةٍ ... دَلِيْل عَلَى أَنَّ البَقَاءَ يحُوْلُ وَهَيْهَاتَ مَا يُغْنِي العَزِيْزَ تَعَزُّزٌ ... فَيَبْقَى وَلَا يُنْجَى الذَّلِيلُ خُمُوْلُ وَمَنْ نَظَرَ الدُّنْيَا بِعَيْنِ حَقِيْقَةٍ ... تَيَقَّنَ أَنَّ العَيْنَ سَوْفَ تَزُوْلُ إِذَا لم يكُنْ عَقْلُ الفَتَى عَوْن صَبْرِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَمَوْتُ الفَتَى خَيْرٌ لَهُ مِنْ حَيَاتِهِ ... إِذَا جَاوَرَ الأَيَّامَ وَهُوَ ذَلِيْلُ وَمَنْ مَاتَ لَمْ يَعْلَم وَإِنْ عَانَقَ ... الثَّرَى بَكَاهُ صَدِيْقٌ أَمْ سَلَاهُ خَلِيْلُ وَطَوَّحَ بِي فِي كُلِّ شرْقٍ وَمَغْرِبٍ ... زَمَانٌ ضَنِيْنٌ بِالرَّجَاءِ بَخِيْلُ وَلَكِنَّهُ أَعْلَى مَحَلِّي عَلَى الوَرَى ... وَعَلَّمَ نُطْقِي فِيْهِ كَيْفَ يَقُوْلُ منها: يَقُوْلُوْنَ لَو أَمَلْتَ فِي النَّاسِ غَيْرَهُ ... وَهَلْ فَوْقهُ لِلسَّالِمِيْنَ مسُوْلُ؟ ابْنُ هَرْمَةَ: [من الطويل] 1967 - إِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ لِي مُعَوَّلٌ ... صَفَحْتُ وَرَاجَعْتُ الَّتِي هِيَ أَجْمَلُ ¬
بَعْدهُ: أُخَفِّفُ ثقلِيَ مَا اسْتَطَعْتُ وَإِنَّمَا ... أُدِلُّ إِذَا مَا كَانَ لِي مُتَدَلِّلُ [من الطويل] 1968 - إِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدِي نَوَالٌ هَجَرْتَنِي ... وَإِنْ كنْتُ ذَا نَيْلٍ فَأَنْتَ صَدِيْقِي بَعْدهُ: تُوَاصِلُنِي مَا دَامَ مَالِي مُوَفَّرًا ... وِصَالَ أَخٍ بَرٍّ عَلَيَّ شَفِيْقِ وَإِنْ قَلَّ مَالِي أَو أُصبْتُ بِنَكْبَةٍ ... فَمَا ألتَقِي إِلَّا بِظَهْرِ طَرِيْقِ سَأَصْرِفُ عَنْكَ النَّفْسَ من غَيْرِ بِغْضَةٍ ... وَأَقْطَعُ أَيَّامِي لِشُرْبِ رَحِيْقِ [من الطويل] 1969 - إِذَا لَمْ يَكُنْ عَنْ غَائةِ الحَرْبِ مَدْفَعٌ ... فَأهْلًا بِهَا إِذْ أَقْبَلَتْ فِي المَرَاحِبِ [من الطويل] 1970 - إِذَا لَمْ يكُنْ عَوْن مِنَ اللَّهِ لِلفَتَى ... فَأكْثَرُ مَا يَجْنِي عَلَيْهِ اجْتِهَادُهُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: 1971 - إِذَا لَمْ يَكُنْ فَضْلِي إِلَيْكُمْ ذَرِيعَةً ... فَيَالَيْتَ شِعْرِي مَا تَكُوْن الذَّرَائِعُ وَمِنْ بَابِ (إِذَا لَمْ يَكُنْ) قَوْلُ جَحْظَة البَرْمَكِي (¬1): [من الطويل] إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي البَيْتِ مِلْحٌ مُطَيَّبٌ ... وَزَيْتٌ وَتَمْرٌ حَوْلَ عَدْلِ دَقِيْقِ وَلَمْ يَكُ فِي كِيْسِي دَرَاهِمٌ جَمَّةٌ ... يُنَفِّذُ حَاجَاتِي بِكَلِّ طَرِيْقِ فَرَأسُ صَدِيْقِي في حِرمّ قَرَابَتِي ... وَرَأسُ عَدُوِّي فِي حِرمِّ صَدِيْقِي ¬
ابْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَقِيْلَ لِغَيْرِهِ: [من الطويل] 1972 - إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الحُبِّ سُخْطٌ وَلَا رِضًى ... فَأَيْنَ حَلَاوَاتِ الرَّسائِلِ وَالكُتْب قَبْلهُ: تَجَنَّبْ فَإِنَّ الحُبَّ دَاعِيةَ الحُبِّ ... وَكَمْ مِنْ بَعِيْدِ الدَّارِ مُسْتَوْجِبُ القُرْبِ وَأَجْمَلُ أَيَّامُ الفَتَى يَوْمُهُ الَّذِي ... يُهَدَّدُ فِيْهِ بِالصُّدُوْدِ وَبِالعَتبِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الحُبِّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَفَكَّرْ فَإِنْ خَبِرْتَ بِأَنَّ أَخَا هَوًى ... نَجَا سَالِمًا فَارْجُ الخلَاصَ مِنَ الحُبِّ وَهَذَا شِعْر مُتَنَازَع يُرْوَى لِلعبَّاسِ بن الأَحْنَفِ وَقِيْلَ لأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد التَّمِيْمِيّ، وَقِيْلَ لأَبِي حَفْصٍ الشَّطْرَنْجِيّ، وَقِيْلَ لِعُلِيَّة بِنْتُ المَهْدِيّ. البُسْتِيُّ: [من الطويل] 1973 - إِذَا لَمْ يكُنْ فِي الأَرْضِ حُرٌّ يُعيْنُنِي ... وَلَمْ يَكُ لِي كسْبٌ فَمِنْ أَيْنَ أُرْزَقُ قَبْلهُ: وَقَالُوا طُرُقَ الرِّزْقِ فِي الأَرْضِ وَاسِعٌ ... فَقَلْتُ وَلَكِنْ مَطْلَبُ الرِّزْقِ ضيِّقُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ. البَيْتُ ابْنُ هِنْدُو: [من الطويل] 1974 - إِذَا لَمْ يكُنْ فِي بَذْلِ وَجْهِكَ طَائِلٌ ... فَلَا تُحْرَمَنْ أَنْ لَا يَمَسَّكَ عَارُ بَعْدهُ: وَأَنِّي لأَحْسُو المَوْتَ فِيْهِ كَرَامَةٌ ... وَأَلْفِظُ حُلْوَ العَيْشِ فِيْهِ صَغَارُ [من الطويل] 1975 - إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي ذِي الحَيَاةِ عُذُوْبَةٌ ... فَإِنَّ رَحِيْقَ المَوْتِ أَحْلَى وَأَعذبُ محمد بن عبد الملك الثقفيّ: [من الطويل] 1976 - إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيْكُنَّ ظِلٌّ وَلَا جَنًى ... فَأَبْعَدَكُنَّ اللَّهُ مِنْ شَجَرَاتِ ¬
أَبْيَاتُ مُحَمَّد بن عَبْد المَلِكِ الثَّقْفِيّ الَّتِي مِنْهَا: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيْكُنَّ ظِلٌّ وَلَا جَنًى قَدْ ذُكِرَتْ فِي التَّرْجَمَةِ وَأَوَّلُهَا: تَضوَّعَ مِسْكًا بَطْنَ نُعْمَانَ إذ مَشَتْ ... بِهِ زَيْنَبٌ فِي نسْوَةٍ عَطِرَاتِ يُخفَّيْنَ أطْرَافَ البنَانِ مَنِ التُّقَى ... وَيَمْشَيْنَ جنْحُ اللَّيْلِ مُعْتَجِرَاتِ فَهُنَّ اللَّوَاتِي إِنْ يَزُرْنَ قَتَلْنَنِي ... وَإِنْ غِبْنَ قَطعْنَ الحَشَا حَسَراتِ وَلَمَّا رَأَيْتُ رَكْبَ النُّمَيْرِيّ أَعْرَضَتْ ... وَكُنَّ لِمَا يَلْقَيْنَهُ حَذِرَاتِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيْكُنَّ ظِلٌّ وَلَا جنًى. البَيْتُ وَقَدْ ضَمنهُ ابن زَيْدُوْن فِي شِعْرِهِ فَقَالَ: أَيا شَجَرَاتٍ بِالمُحَصَّبِ مِنْ مُنَى ... تَعَرَّيْتِ مِنْ أَوْرَاقِكِ الخَضِرَاتِ يُرَادُ مِنَ الأَشْجَارِ طِيْبُ ظِلَالِهَا ... لَهَا وَمَا نجْنِ مِنْهَا مِنَ الثَّمَرَاتِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيْكُنَّ ظِلّ وَلَا جنًى. البَيْتُ فهو تَضمِيْنٌ. وَلأَبِي الفَوَارِسِ المُظَفّر بن عُمَرَ بن سُلَيْمَانَ التَّاجِرُ الآمِدِيّ: . . . إِذَا اقتطعت تليق بِمِثْلِهِ ... مِنَ النِّعَمِ المَغْبُوْطَةِ الحَسَنَاتِ . . . . . . . . . . . . . . ... وفَصَدِي جَنَابَ اللُّؤْمِ مِنْ عَثَرَاتِي أيَا شَجَرَاتٍ بِالمُحَصبِ مِنْ مُنَى ... عَلَى فَمِ أَعْلَى الشّعبِ مِنْ عَرَفَاتِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيْكُنَّ ظِلٌّ وَلَا جنًى. البَيْتُ تَضمِيْنٌ. ينجي من النكباتِ. * * * قَالَ أَبُو حَاتِمٍ سَمِعْتُ أُمَّ الهَيْثَمَ تَقُوْلُ شَيَرَةٌ تَعْنِي شَجَرَةٌ وَأَنْشَدَتْ: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيْكُنَّ. البَيْتُ. تُرِيْدُ شَجَيْرَاتٍ وَهِيَ لُغَةُ بَعْض العَرَبِ يَقُوْلُوْنَ لِلشَّجْرَةِ شيَرَةٌ وَيُصَغِّرُوْنَهَا فَيَقُوْلُوْنَ شِيَيْرَةٌ. جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخلَافَةِ: [من الطويل] 1977 - إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي مِصْرَ غَيْرُ خَصَاصَةٍ ... لَنَا وَهَوَانٍ فَالسَّلَامُ عَلَى مِصْرِ
بَعْدهُ: وَمَا عَسَى الأَوْطَانُ تَنْفَعُ أَهْلَهَا ... إِذَا عَجَزُوا فِيْهَا عَنِ النَّفْعِ وَالضَّرِّ 1978 - إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي مَنْزِلِ الحرِّ حُرَّةٌ ... رَأَى ضَيْعَةً فِيْمَا تَوَلَّى الوَلَائِدُ فَلَا تَتَّخِذْ مِنْهُنَّ حرٌّ قَعِيْدَةً ... فَهُنَّ لعَمْرُ اللَّهِ يَئسَ العَقَائَدِ أَنْشَدَ أَبُو مَنْصُوْرُ الثُّعَالِبِيّ قَالَ أَنْشَدَني أَبُو الحَسَنِ المَرْزَوِيّ لِبَعْضِهِمْ فِي تَفْضيْلِ الحَرَائِرِ عَلَى الإِمَاءِ وَالجَوَارِي: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي مَنْزِلِ المَرْءِ حُرَّةٌ. البَيْتَانِ 1979 - إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْقَلْبِ فِي اليَوْمِ رَاحَةٌ ... فَإِنَّ غَدًا لِلنَّاظِرِيْنَ قَرِيْبُ فِي المَثَلِ: إِنَّ مَعَ اليَوْمِ غَدًا يَا مَسْعَدَة. يُضْرَبُ مَثَلًا فِي تَنَقُّلِ الدُّوَلِ عَلَى مَرِّ الأَيَّامِ وَكَرَّتِهَا. الصَّابِئ: [من الطويل] 1980 - إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ بُدٌّ مِنَ الرَّدَى ... فَأَسْهَلُهُ مَا جَاءَ وَالعَيْشُ أَنْكَدُ قوله: أنْكَدُ. بَعْدَهُ: وأَصْعَبُهُ مَا جَاءهُ وَهُوَ رَاتِعٌ ... تَطِيْفُ بِهِ اللّذَّاتِ وَالحَظُّ مُسْعِدُ فَإِنْ أَكُ شَرّ العِيْشَتَيْنِ أعِيْشُهَا ... فَإِنِّي إِلَى خَيْرِ المَمَاتَيْنِ أَقْصِدُ وَسِيَّانِ يَوْمًا شِقْوَةٌ وَسَعَادَةٌ ... إِذَا كَانَ عنَّ وَاحِدًا لَهُمَا الغَدُ وَلِلصَّابِئُ أَيْضًا: إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ بُدٌّ مِنَ الرَّدَى ... فَأَرْوَحَهُ الأَوْحَى الَّذِي هُوَ أَعْجَلُ * * * فِي المَثَلِ: إِنَّ مَعَ اليَوْمِ غَدًا يَا مَسْعَدَة. يُضْرَبُ مَثَلًا فِي تَنَقُّلِ الدُّوَلِ عَلَى مَرِّ ¬
الأَيَّامِ وَكَرَّتِهَا. العباسُ بن الأحنف: [من الطويل] 1981 - إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ بُدٌّ مِنَ الرَّدَى ... فَأَكْرَمُ أَسْبَابُ الرَّدَى سَبَبُ الحُبِّ بَعْدهُ: وَلَوْ أَنَّ حَيًّا كَاتِمُ السِّرِّ قَلْبهُ ... لَمُتُّ وَلَمْ يَعْلَمْ بِأَسْرَارِكُمْ قَلْبِي [من الطويل] 1982 - إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ حَظٌّ فَإِنَّهُ ... يَمُوْتُ احْتِرَاقًا وَهُوَ فِي المَاءِ مَغْمُوْسَا قَبْلهُ: تَفُلُّ سُيُوْفُ الهِنْدَ وَهِيَ صَوَارِمٌ ... وَيَرْجعُ عَنْهَا الرّمْحُ وَالرّمْحُ دعّيسَا إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلمَرْءِ حَظٌّ. البَيْتُ [من الطويل] 1983 - إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ فَإِنَّهُ ... وَإِنْ كَانَ ذَا دِيْنٍ عَلَى النَّاسِ هَيِّنُ بَعْدهُ: وَإِنْ كَانَ ذَا عَقْلٍ أجُلَّ لِعَقْلِهِ ... وَأَفْضلُ عَقْلٍ مَن يَتَدَيَّنُ [من الطويل] 1984 - إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَزِيْنُهُ ... مَعَ النَّاسِ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ مُشْفِقٌ عَقْلَا إِسْحَاقُ المُوْصَلِيُّ: [من الطويل] 1985 - إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَكفُّهُ ... عَنِ الجَّهْلِ لَمْ يَسْتَحِيْي وَانْكَشَفَ السِّتْرُ قَبْلهُ: فَيَا ضيْعةً لِلشّعْرِ إِذْ يَقْرِضُوْنَهُ ... وَأَضْيَعُ مِنْهُ مَنْ يَرَى أَنَّهُ شِعْرُ ¬
إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلمَرْءِ يَكِفُّهُ. البَيْتُ عَبْدُ القُدّوْسِ: [من الطويل] 1986 - إِذَا لَمْ يكُنْ لِلْمَرْءِ فِي القَلْبِ زَاجِرٌ ... عَنِ الجهْلِ لَمْ يَنْفَعْهُ زَجْرُ الزَوَاجِرِ أَبُو أَحْمَد بن أَبِي بَكْرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 1987 - إِذَا لَمْ يكُنْ لِلْمَرْءِ فِي دَوْلَةِ امْرِئٍ ... نَصِيْبٌ وَلَا حَظٌّ تَمَنَّى زَوَالَهَا بَعْدهُ: وَمَا ذَاكَ مِنْ بُغْشٍ لَهَا غَيْرَ أَنَّهُ ... يُرَجَّى سِمَاهَا فَهُوَ يَهْوَى انْتِقَالَهَا فِي المَثَلِ لِلعَوَامِّ: إِذَا لَمْ يَنْفَعَكَ البَازِيُّ فَانْتِفْ رِيْشَهُ. * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيُّ (¬1): إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ نَفْسٌ كَرِيْمَةٌ ... إِذَا أَوْحَتْ إِلَيْهِ النَّصَائِحُ فَلَا مَطْمَعٌ فِي رشْدِهِ وَصَلَاحِهِ ... وَإِنْ صَاحَ يَوْمًا بِالنَّصَائِحِ صَائِحُ [من الطويل] 1988 - إِذَا لَمْ يكُنْ لِلْمَرْءِ نَفْلٌ وَلَمْ يَكُنْ ... يُدَافِعُ عَنْ إخْوَانِهِ لَمْ يُسَوَّدِ بَعْدهُ: وَكَيْفَ يَسُوْدُ المَرْءُ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ ... بِلَا مِنَّةٍ عَلَيْهِ وَلَا يَدُ جَاريَةٌ: [من الطويل] 1989 - إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلأَمْرِ عِنْدَكِ حِيْلَةٌ ... وَلَمْ تَجِدِي بُدًّا مِنَ الصَّبْرِ فَاصْبِري حِكَايَتُهَا مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ: ¬
عَليْكَ سَلَامٌ لَا زِيَارَةَ بَيْنَنَا ... وَلَا وَصْلَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ ابْنُ مَعْمَرِ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 1990 - إِذَا لَمْ يَكُنْ لِي نَاصِرٌ مِنْ عَشِيرَتي ... فَلِي مِنْ يَدِ المَوْلَى وَإِنْ قَلَّ نَاصِرُ أَبْيَاتُ الرَّضِيّ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَرْقَبُ وَلَمْ يَأْرَقُ معي مَنْ رَجَوْتهُ ... لِيَوْمِي إِذَا دَارَتْ عَلَيَّ الدَّوَائِرُ وَشَيَّعْتُ أَظْعَانًا كَأَنَّ زُهَاءهَا ... بِجَانِبِ ذِي الغلام خلُّ موَاقِرُ مفارقُ دَارٍ طَأْطَأَ الذّلُّ أَهْلهَا ... وَمَا عَزَّ دَارٌ لَيْسَ فِيْهَا مُعَاشِرُ أَقَمْتُ عَلَى مَا سَاءَ أُذنًا وَمُقْلَةً ... يَبْلِغُنِي المَكْرُوْهَ سَمْعٌ وَنَاظِرُ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا لَمْ يَكُنْ لِي نَاصرٌ مِنْ عَشِيْرَتِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِنِّي وَإِنْ قَلُّوا لَمُسْتَمْسِكٌ بهم ... وَقَدْ يُمْسكُ السّاقَ المَهِيْضَ الجبَائِرِ رَمَانِي عَنْ قَوْسِ العَدُوِّ وَقَال لِي ... أَمَامَكَ أَنِّي مِنْ وَرَائِكَ ثَائِرُ فَلَا يَغْرِرَنْكَ اليَوْمَ ثَغْرُ بن حُرَّةٍ ... تَبَسَّمَ الأَعْدَاءُ وَالصَّدْرُ وَاغِرُ كَلَيْثِ الشَّرَى مَا فَاتَ حَدَّ نيُوْبهِ ... مِنَ الطعم يَوْمًا أَدْرَكَتْهُ الأَظَافِرُ يَفُوْزُ الفَتَى بِالجهْدِ وَالمَالُ نَاقِصٌ ... وَيَتْبَعُ مَوْفُوْرُ الرِّجَالِ المَعَائِرِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَمَا أَنَا إِلَّا أكْلَةٌ فِي رِجَالِهِمْ ... لَهَا الفَمُ إِلَّا أَنْ يَقِي اللَّهُ فَاغِرُ أَرَدُّ عَلَى قَوْمِي فُضُوْلَ تَعَمُّدِي ... وَإِنِّي عَلَى مَا سَاءَ قَوْمِي لَقَادِرُ وَإِنِّي لأَسْتَأبِي حُلُوْمَ عَشيْرَتي ... لِيَعْدِلَ مُنَادٍ وَيَرْجِعُ نَافِرُ بأبطح مِعْشَابٍ كَأَنَّ نِطَافَهُ ... دُمُوْعُ العَذَارَى أَسْلَمَتْهَا المَحَاجِرُ يَقُوْل مِنْهَا: ¬
وَمَا غَيْرُ دَارِ المَرْءِ إِلَّا مَذَلَّةٌ ... وَمَا غَيْرُ قَوْمِ المَرْءِ إِلَّا فَوَاقِرُ وَأَخْلَيْتُ مِنْ قَوْمِي مَكانًا لِذِكْرِهِمْ ... وَقَدْ يَذْكُرُ البَادِي وَتُنْسَى الحَوَاضِرُ * * * وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ الكَامِلُ أَبِي الفَضْلِ المُظَفَّرِ بن أَحْمَد الطَّبِيْبُ الأَصفَهَانِيّ المَعْرُوْفِ بِاليَزْدِيّ (¬1): إِذَا لَمْ يَكُنْ لِي مِنْكَ جَاهٌ وَلَا غِنًى ... وَلَا عِنْدَمَا يَغْتَالنِي الدَّهْرُ مَوْئِلُ فَكُلُّ سَلَامٍ لِي عَليْكَ تَكَرُّمٌ ... وَكُلُّ الْتِفَاتٍ لِي إِلَيْكَ تَفَضُّلُ البديهيُّ [من الطويل] 1991 - إِذَا لَمْ يَكُنْ مرُّ السِّنِيْنَ مُتَرْجِمًا ... عَنِ الفَضْلِ فِي الإنْسَانِ سَمَّيْتُهُ طِفْلَا بَعْدهُ: وَمَا النَّفْعُ بِالأَعْوَامِ حِيْنَ يَعُدُّهَا ... وَلَمْ يَسْتَفِدْ فِيْهنَّ عِلْمًا وَلَا عَقْلَا أَرَى الدَّهْرَ مِنْ سُوْءِ التَّصَرُّفِ مَائِلًا ... إِلَى كُلِّ ذِي جَهْلٍ كَأَنَّ بِهِ جَهْلَا تُنَازِعُنِي الأيَّامُ فِيْمَا أُحِبُّهُ ... فَلَا مَرْحَبًا بِالعَيْشِ فِيْهَا وَلَا أَهْلَا هِبَةُ اللَّهِ بن خلدُوْنَ البَصْرِيُّ النَّحَوِيُّ: [من الطويل] 1992 - إِذَا لَمْ يَكُنْ نَفْعٌ وَضَرٌّ إِلَيْكُمُ ... فَأَنْتُمُ سَوَاءٌ وَالَّذِي ضَمَّهُ القَبْرُ قَبْلهُ: إِنْشَادُ الشَّيْخِ أَبِي البَقَاءِ هِبَةِ اللَّهِ بن خَلْدُوْن البَصْرِيّ: قَصَدْتُكُمْ أَرْجُو فَوَاضِلَ بِرِّكُمْ ... فَمَا نَالَنِي مِنْكُمْ نَوَالٌ وَلَا بِرُّ وَجِئْتُ أُرَجِّي كَشْفَ ضرِّي عِنْدَكُمْ ... فَقَدْ زَادَ عِنْدِي مُذْ عَرِفْتُكُمُ الضرُّ لَحَا اللَّهُ دَهْرًا سُدْتُمُ فِيْهِ أَهْلُهُ ... وَأَفْضَى إِلَيْكُمْ فِيْهم النُّهَى وَالأَمْرُ ¬
فَلَا تَسْتَعْدُوا إِلَّا وَقَدْ نحسَ الوَرَى ... وَلَا سُدْتُمُ إِلَّا وَقَدْ حَرَفَ الدَّهْرُ إِذَا لَمْ يَكُنْ نَفْعٌ وَضرٌ إِلَيْكُمُ. البَيْتُ [من الطويل] 1993 - إِذَا لَمْ يَكُنْ نِقْصَانُ عُمْرِي زِيَادَةً ... لِعِلْمِي فَإِنِّي وَالبَهِيْمَةَ سِيَّانِ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 1994 - إِذَا لَمْ يَكُنْ يُنْجِي الفِرَارُ مِنَ الرَّدَى ... عَلَى حَالَةٍ فَالصَّبْرُ أَوْلَى وَأَحْزَمُ أَبْيَاتُ أَبُي فرَاسٍ يُخَاطِبُ أَخَاهُ وَقَدْ أُسِرَ أَوَّلُهَا: نَفَى النَّوْمَ عَنْ عَيْني خَيَالٌ مُسَلِّمٌ ... تَأَوَّبَ مِنْ أَسْمَاءَ وَالرُّكْبُ نُوَّمُ وَخَطْبٌ مِنَ الأيَّامِ أَنْسَانِي الهَوَى ... وَأَحْلَى نَقِيَّ المَوْتِ وَالمَوْتُ عَلْقَمُ وَوَاللَّهِ مَا شِبْتُ إِلَّا عُلَالَةً ... وَمِنْ نَارِ غَيْرِ الحُبِّ قَلْبِي تَضَرَّمُ وَأُتْرَكَ أَنْ أَبْكِي عَليْكَ تَطَيُّرًا ... وَقَلْبِي يَبْكِي وَالجوَارِحُ تُلْطَمُ وَأُظْهِرُ لِلأَعْدَاءِ عَنْكَ جَلَادَةً ... وَأكْتُمَ مَا أَلْقَاهُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَمَا أَغْرَبَتْ فِيْكَ اللَّيَالِي فَإِنَّهَا ... لتَصْدَعُنَا مِنْ كُلِّ شعْبٍ وَتَثْلُمُ طَوَارِقُ خَطْبٍ مَا تَغِبُّ وُفُوْدُهَا ... وَأَحْدَاث أَيَّامٍ تَعد وَتَتَّسِمُ فَمَا عَرَّفْتَنِي غَيْرَ مَا أَنَا عَارِفٌ ... وَلَا عَلَّمْتَنِي غَيْرَ مَا كُنْتُ أَعْلَمُ وَنَدْعُو كَرِيْمًا مَنْ يَجُوْدُ بِمَالِهِ ... وَمَنْ جَادَ بِالنَّفْسِ الكَرِيْمَةِ أَكْرَمُ إِذَا لَمْ يَكُنْ يُنْجِي الفِرَارُ مِنَ الرَّدَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ لَعَمْرِي لَقَدْ أَعْذَرْتَ لَوْ أَنَّ مُسْعَدًا ... وَأَقْدَمْتَ لَوْ أَنَّ الكَتَائِبَ تُقْدِمُ وَمَا عَابَكَ ابْنُ السَّابِقِيْنَ إِلَى العُلَى ... تَأَخُّرُ أَقْوَامٍ وَأَنْتَ تَقَدَّمُ وَمَا لَكَ لَا تَلْقَى بِمُهْجَتِكَ القَنَا ... وَأَنْتَ مِنَ القَوْمِ الَّذِينَ هُمُ هُمُ لَعَا يَا أَخِي لَا مَسَّكَ السُّوْءُ إِنَّهُ ... هُوَ الدَّهْرُ فِي حَالَيْهِ بُؤْسَى وَأنعمُ ¬
[من الطويل] 1995 - إِذَا لَهَبٌ مِنْ جَانِبٍ بَاخَ شَرّهُ ... ذَكَا لَهَبٌ مِنْ جَانِبٍ فَتضَرَّمَا عليّ بن محمد العميد: [من الطويل] 1996 - إذَا لَهُمْ ذُلُّ الهَزِيْمَةِ فَانْحَنَتْ ... قَنَاةُ الظُّهُوْرِ وَاسْتَقَامَ الأَخَادِعُ أُمَيَّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ فِي وَلَدِهِ: [من الطويل] 1997 - إِذَا لَيْلَةٌ نَابَتْكَ بِالشَّكْوِ لَمْ أَبِتْ ... لِشَكْوَاكَ إِلَّا سَاهِرًا أتَمَلْمَلُ أَبْيَاتُ أُمَيَّة بن أَبِي الصَّلْتِ فِي ابْنِهِ أَوَّلُهَا: غَذَوْتكَ مَوْلُوْدًا وَعِلْتكَ يَافِعًا ... تُعلُّ بِمَا أَدْنَى إِلَيْكَ وَتَنْهَلُ إِذَا لَيْلَةٌ نَابتْكَ بِالشَّكْوِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ كَأَنِّي أَنَا المَطْرُوْقِ دُوْنكَ بِالَّذِي ... طرقت بِهِ دُوني وَعَيْني تَهْمِلُ فَلَمَّا بَلَغْتَ السِّنَّ فِي الغَايَةِ الَّتِي ... إِلَيْهَا مَدَى مَا كُتِبَ فِيْكَ أُؤَمَّلُ جَعَلْتَ جَزَائِي مِنْكَ جَبهًا وَغِلْظَةً ... كَأَنَّكَ أَنْتَ المُنْعِمُ المُتَفَضِّلُ فلَيْتكَ إذ لَمْ تَرْعَ حَقَّ أُبُوَّتي ... فَعَلْتَ كَمَا الجارُ المُجَاوِرُ يَفْعَلُ تَرَاهُ مُعِدًّا لِلخِلَافِ كَأَنَّهُ ... بِرَدٍّ عَلَى أَهْلِ الصَّوَابِ مُوَكَّلُ وَسمَّيْتنِي بِاسْمِ المُفَنَّدِ رَأيهُ ... وَفِي رَأيِكَ التَّفْنِيْدُ لَو كُنْتَ تعْقِلُ فَلَيْتكَ. البَيْتُ تَخَافُ الرَّدَى بِنَفْسِي عَلَيْكَ وإنها ... لتَعْلَمُ أَنَّ المَوْتَ وَقْتٌ مُؤَجَّلُ فَلَمَّا بَلَغْتَ السِّنَّ. البَيْتُ روَايَةُ الأَصْمَعِيِّ لأَعْرَابِيٍّ: [من السريع] 1998 - إِذَا لَئِيْمٌ سَبَّنِي جَهْدَهُ ... أَقُوْلُ زِدْنِي فَلِي الفَضْلُ ¬
الطِّرِمَّاحُ بن جهمِ: [من الطويل] 1999 - إِذَا مَا ابْنُ حِدٍّ كَانَ نَاهِزَ طَيْءٍ ... فَإِنَّ الذُّرَى قَدْ صِرْنَ تَحْتَ المَنَاسِمِ ابْنُ هَرْمَةَ: [من الطويل] 2000 - إِذَا مَا أَبَى شَيْئًا مَضَى كَالَّذِي أَبَى ... وَإِنْ قَالَ إِنِّي فَاعِلٌ فَهْوُ فَاعِلُ قَبْلهُ: نَزُوْرُ امْرَأً لَا يَمْحَضُ القَوْمُ سِرَّهُ ... وَلَا يَنْتَحِي الأذْنَيْنَ فِيْمَا يُحَاوِلُ إِذَا مَا أَبَى شَيْئًا. البَيْتُ. وَيُرْوَى يَمْخُضُ القَوْمَ سِرَّهُ. [من الوافر] 2001 - إِذَا مَا ابْيَضَّ رَأسُ المَرْءِ يَوْمًا ... تَجَاَفَتهُ المُخَدَّرَةُ الكَعَابُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ البُسْتِيّ فِي المَجَانَسَةِ (¬1): إِذَا مَا أَتَاحَ اللَّهُ لِي قُربُ مُنْصِفٍ ... فَقَبْضِي عَلَى وُدِّي لَهُ بِيَمِيْنِي وَأَنْزلْتهُ مِنَي بِمَوْضعِ مُهْجَتِي ... وَوَاللَّهِ لَا فَارَقْتهُ بيَمِيْنِي أَبُو الأسدِ التَّمِيْمِيُّ: [من الطويل] 2002 - إِذَا مَا أتاهُ السَّائِلُوْنَ تَوَقَّدَتْ ... عَلَيْهِ مَصَابِيْحُ الطَّلَاقَةِ وَالبِشْرِ قَبْلهُ: يَمْدَحُ الفَيْضَ بن أَبِي صَالِحٍ: وَلَائِمَةٍ لَامَتْكَ يَا فَيْضُ فِي النَّدَى ... فَقَلْتُ لَهَا لَنْ يَقْدَحَ اللَّوْمُ فِي البَحْرِ أَرَادَتْ لِثَنْيِ الفَيْضِ عَنْ عَادَةِ النَّدَى ... وَمَنْ ذا الَّذِي يَثْنِي السَّحابَ عَنِ القَطْرِ؟ ¬
إِذَا مَا أتاهُ السَّائِلُوْنَ تَوَفَّدَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ مَوَاقعُ جُوْدِ الفَيْضِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ ... مَوَاقعَ مَاءِ المَزْنِ فِي البَلَدِ القَفْرِ لَهُ الحَمْدُ مِنْ أَمْوَالِهِ وَلنَا الغِنَى ... وَلَيْسَ عَلَيْنَا مَا يَنُوْبُ مِنَ الدَّهْرِ الحَمْدُوْنِيُّ واسْمُهُ إِسْمَاعِيْلُ بن إبْرَاهِيْم: [من المتقارب] 2003 - إِذَا مَا اتَّقَيْتُ عَلَى قَرْحَةٍ ... فَكَلُّ بَلَاءٍ بِهَا مُوْلَعُ سَالِمُ بنُ وَابِصَةَ: [من الطويل] 2004 - إِذَا مَا أَتَتْ مِنْ صَاحِبٍ لَكَ زَلَّة ... فَكُنْ أَنْتَ مُحْتَالًا لِزَلَّتِهِ عُذْرَا الشَّنْفَرِى: [من الطويل] 2005 - إِذَا مَا أَتَتْنِي مِيتَتِي لَمْ أُبَالِهَا ... وَلَمْ تُذْرِ خَالَاتِي الدُّمُوْعَ وَعَمَّتِي قَيْسُ بن الخَطِيْمِ: [من الطويل] 2006 - إِذَا مَا أتَيْتَ الأَمْرَ مِنْ غَيْرِ بَابِهِ ... ضَلَلْتَ وَإِنْ تَقْصُد إِلَى البَابِ تَهْتَدِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَأَنِّي لأَغْنَى النَّاسِ عَنْ مُتَكَلَفٍ ... يَرَى النَّاسَ ضُلَّالًا وَلَيْسَ بِمُهْتَدِ وَمَا المَالُ وَالأَخْلَاقُ إِلَّا مُغَارَةٌ ... فَمَا اسْطَعْتَ مِنْ مَعْرُوْفِهَا فَتَزَوَّدِ مَتَى تَقُدْ بِالبَاطِلِ الحَقَّ بَابَهُ ... تَقُدِ الأَطْوَادَ بِالحَقِّ تَنْقَدِ إِذَا مَا أتَيْتَ الأَمْرَ مِنْ غَيْرِ بَابِهِ. البَيْتُ [من الطويل] 2007 - إِذَا مَا أَتَيْنَا قَبْرَهُ لِنَزُوْرَهُ ... وَتَبَدَّتْ لنا أَخْلَاقُهُ وَفَضَائِلُه الشَّمَرْدَلُ اليَرْبُوْعِيُّ: [من الطويل] ¬
2008 - إِذَا مَا أَتَى يومٌ مِنَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... فَحَيَّاكَ عَنَّا شَرْقُهُ وَأَصَائِلُه أَبْيَاتُ الشَّمَرْدَلِ بن شَرِيْكٍ اليَرْبُوْعِيّ: تَحِيَّةَ مَنْ أَدَّى الرِّسَالَةَ حُبّبتْ ... إِلَيْنَا وَلَمْ تَرْجِعْ بِشَيْءٍ وَسَائِلُه أَبَا النَّصرِ إِنَّ العَيْنَ بَعْدَكَ لَمْ تَزَلْ ... يُخَالِطُ جَفْنَيْهَا قَذًى مَا تُزَائِلُه وَكُنْتُ أُعِيْرُ الدَّمْعَ قَبْلكَ مَنْ بَكَى ... فَأنْتَ عَلَى مَنْ بَعْدَكَ اليَوْمَ شَاغِلُه فَعَيْنَيَّ إِذَا بَكَى كَمَا الدَّهْرُ فَابْكِيَا ... لِمَنْ نَصْرُهُ قَدْ بَانَ مِنَّا وَنَائِلُه وَكُنْتُ بِهِ أَغْشَى القتَالَ فَعَزَّنِي ... عَلَيْهِ مَنَ المُقْدَارِ مَا لَا أُقَاتِلُه لعُمْركَ إِنْ المَوْتَ مِنَّا لَمُوْلَعٌ ... بمن كَانَ يُرْجَى نَفْعُهُ وَنَوَافِلُه سَقى جَدْثًا أَطْرَافُ غَمْرَه دُوْنَهُ .... ببيشه دِيْمَاتُ الرَّبِيْعِ دَوَابِلُه وَمَا بِي حُبُّ الأَرْضِ إِلَّا جِوَارُهَا ... صَدَاهُ وَقَوْلٌ ظَنَّ أَنِّي قَائِلُه [من الطويل] 2009 - إِذَا مَا أَتَى يَوْمٌ يُفَرِّقُ بَيْنَنَا ... بِمَوْتٍ فَكُنْ أَنْتَ الَّذِي يَتَأَخَّرُ ابن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 2010 - إِذَا مَا اجْتَمَعْنَا فِي النَّدِيِّ تَضَاءَلَوْا ... كمَا خَفِيَتْ مَرضَى الكَوَاكِبِ فِي الفَجْرِ حَرْبُ بنُ خِبَّابٍ: [من الطويل] 2011 - إِذَا مَا احْتَوَتْنِي بَلْدَةٌ لَمْ أَكُنْ لَهَا ... نَسِيًا وَلَمْ تُسْدَدْ عَلَيَّ المَطَالِعُ أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ: [من الطويل] 2012 - إِذَا مَا احْتَبَى سَادَ النَّدِيَّ وَإِنْ يَقُلْ ... يقُلْ وَهُوَ مَحْمُوْدُ الكَلَامِ لَبِيْبُ ¬
قَبْلهُ: وَدَارِ حفَّاظٍ قَدْ حَلَلْنَا مَرَادُهَا ... جَدِيْبٌ وَمَأوَى المُعْتَفِيْنَ خَصِيْبُ يَقُوْدُ بِهَا الجُرْدَ اللهامِيْمَ ضُمَّرًا ... بَنُو الحَرْبِ وَالخَوْفِ المُطِلِّ قَرِيْبُ وَكُنْتُ مَتَى اسْتَنْبَهْتُهُمْ قَامَ مِنْهُمُ ... إِلَيْكَ فَتًى صلْتُ الجبِيْنِ نَجِيْبُ كَرِيْمُ المُحَيَّا يَعْلَمُ الحَيُّ أَنَّهُ ... فَتَى الحَيِّ إِذْ يَوْمُ الشِّتَاءِ عَصِيْبُ بَرِيْءٌ مِنَ الآفَاتِ أَمَّا جَبِيْنُهُ ... فَصلْتٌ وَأَمَّا خَلْقهُ فَرَغِيْبُ أَشُمٌّ طوَالُ السَّاعِدَيْنِ كَأَنَّهُ ... مِنَ الهِنْدِ مَسْنُوْنُ الغِرَارِ قَضِيْبُ إِذَا مَا احْتَسَى سَادَ النَّدى. البَيْتُ مَضَوا سَلَفًا قَبْلِي وَأَنِّيَ لَاحِقٌ ... بهم وِرْدَ الغَابِرِيْنَ قَرِيْبُ فَمَا تَزْدَرِيْني أَعْيُنُ القَوْمِ إِنَّنِي ... لَمَالِئُ أَبْصَارَ الرِّجَالِ مَهِيْبُ * * * وَمِنْ بَابِ (إِذَا مَا أَخِي) قَوْلُ (¬1): إِذَا مَا أَخِي يَوْمًا تَوَلَّى بِودِّهِ ... وَأَنْكَرْتُ مِنْهُ مَا كُنْتُ أَعْرِفُ عَطِفْتُ عَلَيْهِ بِالمَوَدَّةِ إِنَّنِي ... عَلَى مَدْبَرِ الأُخْوَانِ بِالبرِّ أَعْطِفُ وَلَسْتُ إِذَا وَلَّى بِوُدٍّ عَلَى الَّذِي ... بَذَلْتُ لَهُ مِنْ صَفْوِ وُدِّي آسِفِ فَأَغْفِرُ مِنْهُ ذَنْبهُ لاصْطِنَاعِهِ ... وَأسْترُ مِنْهُ بَعْضَ مَا يَتَكَشَّفُ وَإِغْضَاؤُكَ العَيْنَيْنِ عَنْ عَيْبِ صَاحِبٍ ... لَعمْرِي أَبْقَى الإِخَاءُ وَأَشْرَفُ فِي جَوَابِ كِتَابٍ: [من الطويل] 2013 - إِذَا مَا أَخَذْتُ الطِّرْسَ أَنْشَا جَوَابَهُ ... تَقُوْلُ لِيَ الالفَاظُ إِنَّكَ أَشْعَبُ ابن شَمْسُ الخلَافَةِ: [من الطويل] 2014 - إِذَا مَا أَذَلَّ الحِرْصُ نَفْسًا أَبِيّةً ... فَإِنَّ إِبَاءَ النَّفْسِ أَدْنَى مَنَاقِبِي ¬
ابن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 2015 - إِذَا مَا أَرَادَ الحَاسِدُوْنَ انْهِدَامَهُ ... بَنَاهُ إِلَهُ غَالِبُ العِزِّ قَاهِرُه كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 2016 - إِذَا مَا أَرَادَ الغَزْوَ لَمْ تَثْنِ هَمَّهُ ... حَصَانٌ عَلَيْهَا نَظْمُ دُرٍّ يَزِيْنُهَا حَدَّثَ ابْنُ دُرَيْدٍ عن الأَشْنَانْدَانِي عَنْ العُتْبِي عَنْ أَبِيْهِ قَالَ كَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ يُوَجِّهُ إِلَى مصْعَبِ بن الزُّبَيْرِ جَيْشًا بَعْدَ جَيْشٍ فَيُهْزَمُوْنَ فَاشْتَدَّ غَمّهُ وَأَمَرَ النَّاسَ فَعَسْكَرُوا وَدَعَا بِسِلَاحِهِ فَلَبَسهُ فَلَمَّا أَرَادَ الرُّكُوْبَ قَامَتْ إِلَيْهِ أُمّ يَزِيْد بنْتُ عَاتِكَةَ بنت يَزِيْدَ بن مُعَاوِيَةَ فَقَالَتْ يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ لَو أَقَمْتَ وَبَعَثْتَ إِلَيْهِ كَانَ الرَّأيُ فَقَالَ مَا إِلَى ذَلِكَ مِنْ سَبيْلٍ فَلَمْ تَزَلْ تَمْشِي مَعَهُ وَتُكَلِّمُهُ حَتَّى قَرُبَ مِنَ النَّاسِ فَلَمَّا يَئِسَتْ مِنْهُ رَجَعَتْ فَبَكَتْ وَبَكَى حَشْمُهَا فَلَمَّا عَلَا الصَّوْتُ رَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَتْ لَهَا وَأَنْت أَيْضًا مِمَّنْ يَبْكِي قَاتَلَ اللَّهُ كُثَيِّرًا كَأَنَّهُ كَانَ يَرَى يَوْمنَا هَذَا حيْثُ يَقُوْلُ: إِذَا مَا أَرَادَ الغَزْوَ لَمْ تَثْنِ هَمَّهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَلَمَّا لَمْ تَرَ النَّهْي عَاقَهُ بَكَتْ ... فَبَكَى مما شَجَاهَا قَطِيْنُهَا . . . علمها بِالسُّكُوْتِ وَخَرَجَ. وَبَعْدَهُما يَقُوْلُ: وَلَمْ يَثْنِهِ يوم الصَّبَابَةِ بَثُّهَا ... غَدَاةَ أسْتَهَلَّتْ بِالدُّمُوع شُؤُوْنهَا وَلَكِنْ مَضَى ذُو مَرَّةٍ مُتَشَتِّتٌ ... بِسُنَّةِ حَقٍّ وَاضحٍ يَسْتَبِيْنُهَا أَنْتُمْ عُمِيْتُمْ بِالعمَامَةِ أَظْهَرَتْ ... حَزَامتهُ أخْلَاقَ صِدْقٍ تُعِيْنُهَا * * * يَقُوْلُ مِنْهَا فِي الغَزَلِ: وَأَصْبَحْتُ وَدَّعْتُ الصِّبَا غَيْرَ أَنَّنِي ... إِذَا وَالِهٌ حَنَّتْ شجَانِي حَنِيْنَهَا وَمَا سَلوَتي إِلَّا انْدِمَالٌ وَمَا أَرَى ... سَنَا البَرْقِ إِلَّا عَاوَدَ النَّفْسُ دينهَا ¬
وَلَسْتُ وإنْ ضَنَّتْ عَلَيَّ بِبَاخِلٍ ... عَلَيْهَا وَلَا مُثْنٍ ثَنَاء يَشِيْنَهَا لَقَدْ حَمَلَتْ لَيْلَى الأَمَانَةَ رَاعِيًا ... أَمِيْنًا عَلَى أَسْرَارِهَا لَا يَخُوْنهَا [من الطويل] 2017 - إِذَا مَا أَرَادَ اللَّهُ إِهْلَاكَ نَمْلَةٍ ... أَطَالَ جَنَاحَيْهَا فَسِيْقَتْ إِلَى العَطبْ [من الطويل] 2018 - إِذَا مَا أَرَادَ اللَّهُ خَيْرًا بِخلْقِهِ ... وَبِالدِّيْنِ وَالدُّنْيَا أَطَالَ لَكَ العُمْرَا بَعْدهُ: وَدُمْتَ تَلِي ذَا المَجْدَ عَنْ كُلِّ ظَاعِنِ ... فَلَا عَدِمَتْ كَفَّاكَ نَهْيًا وَلَا أَمْرَا وَلَا زِلْتَ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ مَهَنَّأً ... عَلَى الدَّهْرِ مَا دَامَ الفَتَى يَحْذَرُ الدَّهْرَا [من الطويل] 2019 - إِذَا مَا أَرَادَ اللَّهُ خَيْرًا بِعَبْدِهِ ... أتَاحَ لَهُ التَّوْفِيْقَ مِنْ كلِّ جَانِبِ عُبَيْدُ بنُ أَيُّوْبَ العَنْبَرِيُّ: [من الطويل] 2020 - إِذَا مَا أَرَادَ اللَّهُ هَلْكَ قَبِيْلَةٍ ... رَمَاهَا بِتَشْتِيْتِ الهَوَى وَالتَّخَاذُلِ قَوْلُ عُبَيْدُ بنُ أَيُّوْبَ العَنْبَرِيّ وَكَانَ لِصًا مِنْ لُصُوْصِ العَرَبِ مُبَرِّزًا: إِذَا مَا أَرَادَ اللَّهُ. البَيْت وَيُرْوَى: مَتَى مَا أَرَادَ اللَّهُ وَبَعْدَهُ: فَأَوَّلُ عَجْزِ القَوْمِ عَمَّا يَنُوْبُهُمْ ... تَدَافعُهُمْ عَنْهُ بِطُوْلِ التَّوَاكُلِ وَأَوَّلُ خُبْثِ المَاءِ خُبْثُ تُرَابِهِ ... وَأَوَّلُ لُؤْمِ القَوْمِ لُؤْمُ الحَلَائِلِ ابْنُ هَرْمَةَ: [من الطويل] 2021 - إِذَا مَا أَرَادَ الأَمْرُ نَاجَى ضَمِيْرَهُ ... فَنَاجَى ضَمِيْرًا غَيْرَ مُضْطَرِبِ العَقْلِ ¬
بَعْدهُ: وَلَمْ يَشْركِ الأدْنِيْنَ مِنْ أَجْلِ أَمْرِهِ ... إِذَا انتقَصَتْ بِالأبْعَدِيْنَ قُوَى الحَبْلِ كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 2022 - إِذَا مَا أَرَادَتْ خلّةٌ أَنْ نَزِيْلهَا ... أبَيْنَا وَقُلْنَا الحَاجِبِيَّةُ أَوَّلُ إبْرَاهِيْمُ بن حَسَّان الحَضْرَمِيّ: [من الطويل] 2023 - إِذَا مَا أَرَدْتَ العِلْمَ بِالمَرْءِ فَالْتَقِي ... بِأَسْرَارِهِ وَانْظُرْ إِلَى مَنْ يُصَاحِبُه أَنْشَدَ الرَّاغِبُ: [من الطويل] 2024 - إِذَا مَا أَرَدْتَ الأَمْرَ فَاذْرَعهُ كُلَّهُ ... وَقِسْهُ قِيَاسَ الثَّوْبِ قَبْلَ التَّقَدُّمِ بَعْدهُ: لَعَلَّكَ تَنْجُو سَالِمًا مِنْ نَداَمَةٍ ... فَلَا خَيْرَ فِي أَمرٍ أَتَى بِالتَّنَدُّمِ طَرْفَةُ: [من الطويل] 2025 - إِذَا مَا أَرَدْتَ الأَمْرَ فَامْضِ لِوَجْهِهِ ... وَخَلِّ الهوَيْنَا جَانِبًا مُتَنَائِيَا بَعْدهُ: وَلَا تَمْنَعَكَ الطَّيْرُ مِمَّا أَرَدْتَهُ ... فَقَدْ خُطَّ فِي الأَلْوَاحِ مَا كُنْتَ لَاقِيَا أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الوافر] 2026 - إِذَا مَا أَرْسَلُوا جَيْشًا إِلَيْنَا ... رَدَدْنَا مِنْ دِمَائِهم رَسُوْلَا بَعْدهُ: وَمَلَّ المَوْتُ أَنْفُسَ مَنْ يُعَادِي ... فَجَاءَ إِلَيْهِ مِنْهَا مُسْتَقِيْلَا ¬
وَكَيْفَ يَضِلُّ فِي سُبُلِ المَعَالِي ... فَتًى جَعَلَ الحُسَامَ لَهُ دَلِيْلَا وَأَكْدَارُ المَشَارِبِ لَيْسَ يَشْفِي ... غَلِيْلَ فَتًى [يَعافُ السلسبيلا] [من المتقارب] 2027 - إِذَا مَا أَسَأتُ وَجَازَيْتَنِي ... بِمِثْلِ الإِسَاءَةِ أَيْنَ الكَرَمُ؟ بَعْدهُ: وأين الودَادُ وأين الحِفَاظُ ... وأين التَّجَاوُزُ عَمَّنْ ظَلَمْ؟ هَذَا هُوَ الاعْتِذَارُ فِي صِنَاعَةِ الشِّعْرِ. البَدِيْهِيُّ: [من الطويل] 2028 - إِذَا مَا اسْتَفَادَ العِلْمَ رذْلٌ فَإِنَّهُ ... يَصِيْرُ لَهُ عَوْنًا عَلَى مَا يُرِيْدُهُ بَعْدهُ: وَيَلْحَقُ مِنْهُ النَّاسُ مَا يَكْرَهُوْنَهُ ... وَلَا سِيَّمَا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ يُفِيْدُهُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 2029 - إِذَا مَا اسْتَمَرَّ الجهْلُ فِيْكَ مَعَ المَدَى ... فَلَيْسَ لَهُ عَنْكَ انْفِصَالٌ إِلَى القَبْرِ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من المتقارب] 2030 - إِذَا مَا اصْطَفَيْتَ أمرأً فَلْيَكُنْ ... شَرِيْفَ النجارِ زَكِيَّ الحَسَب بَعْدهُ: فَنَذْلُ الرجَالِ كَنذْلِ النَّبَاتِ ... لَا لِلثِّمَارِ وَلَا لِلْحَطَبِ البحتريُّ: [من الطويل] 2031 - إَذَا مَا أَعَالِي الأَمْرِ لَمْ تُعْطِكَ الرِّضَا ... فَلَا بَأسَ بِاسْتِجْلَابِهَا بِالأَسَافِلِ قَبْلهُ: رَأَوا رِفْعَةَ الآبَاءِ أعْيَاهُمْ مَرَامُهَا ... عَلَيْهِمْ فَرَامُوا رِفْعَةً بِالجَلَائِلِ ¬
إِذَا مَا أَعَالِي الأَمْرِ. البَيْتُ * * * طَلَبَ عَبْدُ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ إِلَى مُعَاوِيَةَ حَاجَةً فَلَمْ يَقْضِهَا لَهُ وَكَانَ لِمُعَاوِيَةَ جَارِيَةٌ ظَرِيْفَةٌ لَهَا مِنْهُ مَنْزِلَةٌ لَطِيْفَةٌ يُقَالُ لَهَا صَوْلَةُ فَوَقَفَ عَبْدُ اللَّهِ بِبَابِهَا وَأَنْفَذَ يَسْألهَا الشَّفَاعَةَ لَهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَمَرَّ بِهِ عنبسة بنُ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ مَا يقفكَ هَاهُنَا مَا هَذَا بِمَوْقِفِ مِثْلِكَ. فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: إِذَا طَلَبْتَ الأُمُوْرَ مِنْ أَعَالِيْهَا ... فَأَعْيَتْ فَاطْلبْهَا مِنْ سَافِلِهَا فَأَخَذَهُ البُحْتُرِيّ فَقَالَ: إِذَا مَا أعَالِي الأمرُ. البَيْتُ [من الوافر] 2032 - إِذَا مَا أَعْرَضَ الفَتَيَاتُ عَنِّي ... فَمَنْ لِي أَنْ تُسَاعِفَنِي عَجُوْزُ بَعْدهُ: كَأَنَّ مَجَامِعَ اللّحْيَيْنِ مِنْهَا ... إِذَا حَسَرَتْ عِنِ العِرنَيَنِ توْزُ [من الطويل] 2033 - إِذَا مَا أَعَرْنَا سَيِّدًا مِنْ قَبِيْلَةٍ ... ذُرَى مَنْبَرٍ صَلَّى عَلَيْنَا وَسَلَّمَا أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 2034 - إِذَا مَا أَغَارُوا فَاحتَوُوا مَالَ مَعْشرٍ ... أَغَارَتْ عَلَيْهِمْ فَاحْتَوَتْهُ الصَّنَائِعُ دِعْبِلٌ يَهْجُو: [من الطويل] 2035 - إِذَا مَا اغْتدوا فِي رَوْعَةٍ مِنْ جَمَالِهِمْ ... وَأَحْسَابِهِمْ قُلْتُ البُرُوْقُ الكَوَاذِبُ بَعْدهُ: وَإِنْ لَبِسُوا دُكْنَ الحُزُوْزِ وَخُضْرِهَا ... وَرَاحُوا فَقَدْ رَاحَتْ عَليْك المَشَاجِبُ ¬
زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من الطويل] 2036 - إِذَا ما أَفَضْنَا فِي أَفَانِيْنَ شُكْرِهِ ... يَقُوْلُ جَهُوْلُ القَوْمِ قَدْ عَبَرَ الخِضْرُ قَوْلُ زُهَيْرُ هَذَا يَمْدَحُ بِهِ صَالِحُ الدِّيْنِ يُوسُف بن الكَامِلِ بَعْدَهُ: وَمَنْ يَغْرِسِ المَعْرُوْفَ يَجْنِ ثمَارَهُ ... فَعَاجِلْهُ ذكرٌ وَآجِلُهُ أَجْرُ أَلَا أَنَّ قَوْمًا غُبْتَ عَنْهُمْ لَضُيَّعٌ ... وَإِنَّ مَكَانًا لَسْتَ فِيْهِ هُوَ الفَقْرُ رَأَى لَكَ عِزًّا لَمْ يَكُنْ لِمَعَزَّةٍ ... وَبَعْدَ ضِيَاءِ الشَّمْسِ لَا يُذْكَرُ الفَجْرُ البَدِيْهِيُّ: [من المتقارب] 2037 - إِذَا مَا اقْتَنَى العِلْمَ ذُو شَرَّةٍ ... تَضَاعَفَ مَا ذُمَّ مِنْ مَخبَرِه بَعْدهُ: وَصَادَفَ مِنْ عِلْمِهِ قُوَّةٌ ... يَصُوْلُ بِهَا الشَّرُّ فِي جَوْهَرِه وَصَارَ عَدُوًّا لإخْوَانِهِ ... وَسَيْفًا حُسَامًا عَلَى مَعْشَرِهِ وَهَذَا يُضْرَبُ فِيْمَنْ يَسْتَفِيْدُ عِلْمًا فَيَزْدَادُ بِهِ تَسَلُّطًا وَشَرَّرًا. وَقَدْ قَالَ البَدِيهِيّ أَيْضًا فِي هَذَا المَعْنَى: إِذَا مَا اسْتَفَادَ العِلْمَ رذلٌ فَإِنَّهُ. البَيْتَانِ المُتَقدِّمَانِ. [من الطويل] 2038 - إِذَا مَا الْتَقَيْنَا سَرَّني مِنْهُ ظَاهِرٌ ... وَإِنْ غَابَ عَنِّي سَاءَنِي مِنْهُ بَاطِنُ طَارِقُ بنُ دَيْسَق: [من الطويل] 2039 - إِذَا مَا الْتَقَيْنَا ظَلَّ كَاسِرَ عَيْنِهِ ... وَلَا جِنَّ بِالبَغْضَاءِ وَالنّظَرِ الشَّزْرِ [من الطويل] 2040 - إِذَا مَا الْتَقَيْنَا كَانَ أَكبَرُ هَمِّنَا ... وَغَايَةُ مَا نَرضَى بِهِ النّظَرُ الشَّزْرُ ¬
بَعْضُ الخَوَارِجِ: [من الطويل] 2041 - إِذَا مَا الْتَقَيْنَا كُنْتَ أَوَّلَ فَارِسٍ ... يَجُوْدُ بِنَفْسٍ أَثْقَلَتْهَا ذُنُوْبُهَا قَبْلهُ: وَسَائِلُهُ بِالغَيْبِ عَنِّي وَلَوْ دَرَتْ ... مُقَارَعَتِي الأَبْطَالَ طَالَ نَحِيْبُهَا إِذَا مَا التقَيْنَا كُنْتُ أَوَّلُ فَارِسٍ. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 2042 - إِذَا مَا الجرْحُ رُمَّ عَلَى فَسادٍ ... تَبَيَّنَ فِيْهِ تَفْرِيْطُ الطَّبِيْبِ قَوْلُ البُحْتُرِيّ: إِذَا مَا الجُّرْحُ رُمَّ عَلَى فَسَادٍ. البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: أَمِنْكَ تَأَوُّبُ الطَّيْفِ الطَّرُوْبِ ... حَبِيْبٌ جَاءَ يُهْدَى مِنْ حَبيْبِ تَخَطَّى رَقْبَة الوَاشِيْنَ وَهْنًا ... وَبُعْدَ مَسَافَةِ الخرقِ المَجُوْبِ يُكَاذِبُنِي وَأَصْدقهُ وِدَادًا ... وَمِنْ كَلفٍ مُصَادَقَةُ الكَذُوْبِ يَعِيْبُ الغَانِيَاتُ عَلَّ شيبي ... وَمَنْ لِي أَنْ أُمَتَّعَ بِالمَعِيْبِ وَوَجْدِي بِالشَّبَابِ وَإِنْ تَقَضَّى ... حَمِيْدًا مِثْلُ وَجْدِي بِالمَشِيْبِ وَلَمْ أَرَ للترَاتِ بَعُدْنَ عَهْدًا ... كَسَلِّ المَشْرِفِيَّةِ مِنْ قَرِيْبِ إِذَا مَا الجرْحُ رُمَّ عَلَى فَسَادٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ إِذَا قُسمَ التَّقَدُّمُ لَمْ يُرَجَّح ... نَصِيْبٌ فِي الرِّجَالِ عَلَى نَصِيْبِ خَلَا أَنَّ الكَبِيْرَ يزَادُ فَضْلًا ... كَفَضْلِ الرُّمْحِ زِيْدَ مِنَ الكُعُوْبِ تَنَاسَ ذُنُوْبَ قَوْمِكَ إِنَّ حَفْظَ ... الذُّنُوْبِ إِذَا قَدُمْنَ مِنَ الذُّنُوْبِ فَلِلسَّهْمِ الشَّدِيْدِ أَحَبُّ غبًّا ... إِلَى الرَّامِي مِنَ السَّهْمِ المُصِيْبِ فِي حَرْبِ العَشِيرَةِ مُؤَبِّدَاتٌ ... تضَعْضعُ تَالِدَ العِزِّ المَهِيْبِ الرَّضِيُّ: [من الوافر] 2043 - إِذَا مَا الحُرُّ أَجْدَبَ فِي زَمَانٍ ... فَعِفَّتُهُ لَهُ زَادٌ وَمَاءُ ¬
[من الوافر] 2044 - إِذَا مَا الحَيُّ عاشَ بِعَظْمِ مَيْتٍ ... فَذَاكَ المَيْتُ حَيٌّ وَهُوَ مَيْتُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 2045 - إِذَا مَا الحَيُّ هَاجَى حَشْوَ رَمْسٍ ... فَذَلِكُمُ ابْنُ زَانِيةٍ بِزَيْتِ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ هَذَا يَعْنِي بِهِ دِعْبَلَ لَمَّا هَجَا دِعْبَلٌ الكمِيْتَ. المَثَلُ: ابْنُ زَانِيَةٍ بِزَيْتٍ. وَأَصْلُهُ أَنْ قَوْمًا مِنَ اللُّصُوْصَ جَلَبُوا قَحْبَةً فَلَمَّا قَضُوا مِنْهَا أَوْطَارهمْ أَعْطُوْها قُرَّابَةَ زَيْتٍ كَانَتْ عِنْدِهُمْ إِذْ لَمْ يَحْضِرْهُمْ غيْرهَا فَقَالَتْ المَرْأَةُ لَا أُرِيْدُهَا لأَنِّي أَحْسَبُنِي قَدْ عَلِقْتُ مِنْ أَحَدِكُمْ وَأَكْرَهُ أَنْ يَكَوْنَ مَوْلُوْدِي ابْنُ زَانِيَةٍ بِزَيْتٍ فَذَهَبَ قَوْلُهَا مَثَلًا. وَقَبْلُ هَذَا البَيْتِ يَقُوْلُ أَبُو تَمَّامٍ: أَيَرْجُو دِعْبَلٌ سُفْهًا وَطَيْشًا ... وَجَهْلًا أَنْ يُقَاسَ إِلَى الكَمِيْتِ بَعْدَهُ إِذَا مَا الحيُّ هَاجَى. البَيْتُ العَرْجِيُّ: [من الوافر] 2046 - إِذَا مَا الخَصْمُ جَارَ فَقُلْ صَوَابًا ... فَإِنَّ الجوْرَ يُدْفَعُ بِالصَّوَابِ قَوْلهُ: بِالصَّوَابِ. بَعْدَهُ: وَمَا الدُّنْيَا لِصَاحِبِهَا بِحَظٍّ ... سِوَى حَظِّ البَنَانِ مِنَ الخِضَابِ وَلَا بُعْدِي يُغَيِّرُ حَالَ وُدِّي ... عَنِ العَهْدِ الكَرِيْمِ وَلَا اقْتِرَابِي وَلَا عِنْدَ الرَّخَاءِ أَخُوْنُ يَوْمًا ... وَلَا فِي فَاقَةٍ دَنِسَتْ ثِيَابِي وَلَا يَغْدُو عَلَيَّ الجارُ يَشْكُو ... إِذَا بِي مَا بَقِيْتُ وَلَا اغْتِيَابِي وَأَنِّي لَا يَغُوْلُ النَّأيَ وُدِّي ... وَلَو كُنَّا بِمُنْقَطَعِ التُّرَابِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بن عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنُ عفَّانَ رَضي اللَّه عَنْهُ وَلُقِّبَ بِالعَرْجِيّ لأَنَّهُ وَاعَدَ ¬
مَحْبُوْبَةً لَهُ بِشِعْبٍ مِنْ شِعَابِ عَرَجَ الطَّائِفِ إِذَا نَزَلَ رِجَالهَا يَوْمًا إِلَى مَسْجِدِ الطَّائِفِ فَجَاءتْ عَلَى أتانٍ وَمَعَهَا جَارِيَةٌ وَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهُ فَوَاقَعَ هُوَ المَرْأَةَ وَوَاقَعَ الغُلَامُ الجَّارِيَةَ وَنَزَا الحِمَارُ عَلَى الأتَانِ فَقَالَ العَرْجِيّ: هَذَا يَوْمٌ غَابَ عُذَّالَهُ. الفَرَزْدَقُ: [من الوافر] 2047 - إِذَا مَا الدَّهْرُ جَرَّ عَلَى أُناسٍ ... كَلَاكِلَهُ أَناخَ بِآخَرِيْنَا بَعْدهُ: فَقُلْ لِلشَّامِتِيْنَ بِنَا أَفِيْقُوا ... سَيَلْقَى الشَّامِتُوْنَ كَمَا لَقِيْنَا وَيُرْوَى الأَوَّلُ: إِذَا مَا المَوْتُ حَلَّ بِدَارِ قَوْمٍ. عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: [من الوافر] 2048 - إِذَا مَا الدَّهْرُ صَالَ عَلَى رِجَالٍ ... فَأَنْتَ لنا مِنَ الأَزْمَانِ جَارُ [من الوافر] 2049 - إِذَا مَا الرَّقَّتَانِ تَجَافَيَانِي ... فَمَا الدُّنْيَا عَلَيَّ الرَّقَّتَانِ ابْنُ الطّثرِيَّةِ: [من الوافر] 2050 - إِذَا مَا الرِّيْحُ نَحْوَ الأَثْلِ هَبَّتْ ... وَجَدْتُ الرِّيْحَ طَيِّبَةً هُبُوْبَا بَعْدهُ: وَمَاذَا يَمْنَعُ الأَرْوَاحَ تَسْرِي ... بِرَيَّا أُمِّ عَمْرٍ أَو تَطِيْبَا صرَّدُرُّ: [من الوافر] 2051 - إِذَا مَا السُّحْبُ بِالأَمْوَاهِ شَحَّتْ ... ثَهَلَّلَ عَسْجَدًا وَهَمَى لُجَيْنَا البَسَّامِيُّ: [من الوافر] ¬
2052 - إِذَا مَا الشَّيْخُ عُوْتِبَ صَارَ شَرًّا ... وَيُعْتَبُ بَعْدَ صَبْوَتهِ الوَلِيدُ [من الوافر] 2053 - إِذَا مَا الصَّدْرُ هَمَّ بِحَفْظِ سِرٍّ ... تَكَلَّمَتِ العُيُوْنُ عَنِ الضَّمِيْرِ قَبْلهُ: جُفُوْنُ العَيْنِ أَلْسنَةُ الضَّمِيْرِ ... تُخَبِّرُ عَنْ مُخَبَّأَةِ الصُّدُوْرِ إِذَا مَا الصَّدْرُ هَمَّ بِحَفْظِ سِرٍّ. البَيْتُ أَبُو فِرَاسٍ: [من الوافر] 2054 - إِذَا مَا العِزُّ أَصْبَحَ فِي مَكَانٍ ... سَمَوْتُ لَهُ وَإِنْ بَعُدَ المزَارُ أَبُو المُحَلّم: [من الطويل] 2055 - إِذَا مَا العَصَا كانَتْ عَلَى كُلِّ حالَةٍ ... تَرِيْدُ اعْوِجَاجًا مَلَّهَا مَنْ يُقِيْمُهَا بَعْدهُ: وَمَنْ يَبْتَدِعْ مَا لَيْسَ منْ خيم نَفْسِهِ ... يَدَعْهُ وَيغْلِبْهُ عَلَى النَّفْسِ خيمها الحُطَيْئَةُ: [من الوافر] 2056 - إِذَا مَا العَيْن فَاضَ الدَّمْعُ مِنْهَا ... أَقُوْلُ بِهَا قَذًى وَهُوَ البُكَاءُ قَوْلُ الحُطَيْئَة: إِذَا مَا العَيْنُ فَاضَ الدَّمْعُ مِنْهَا ... أَقُوْلُ بِهَا قَذًى وَهُوَ البكَاءُ قَالَ يَحْيَى بن عَلِيّ: لَقيَ بَشَّار أَبَا العَتَاهِيَةِ فَقَالَ: مَا اسْتحدثْتَ بَعْدِي فَأَنْشَدَهُ (¬1): كَمْ مِنْ صَدِيْقٍ لِي ... أُشَارِكُهُ البُكَاءَ مِنَ الحَيَاءِ فَإِذَا رَآنِي رَاعَنِي ... فَأَقُولُ مَا بِي مِنْ بُكَاءِ ¬
لَكِنْ ذَهَبْتُ لأَرْتَدِي ... فَطَرَفْتُ عَيْني بِالرِّدَاءِ فَقَالَ بَشَّارٌ: مَا أَشْعَرَكَ لَولَا أَنَّكَ سَرَقْتَنِي قَالَ حِيْنَ تقُوْلُ مَاذَا قَالَ حِيْنَ أَقُوْلُ (¬1): وَقَالُوا قَدْ بَكِيْتَ فَقُلْتُ كَلَّا ... وَهَلْ يَبْكِي مِنَ الطَّرَبِ الجّلِيْدُ؟ وَلَكِنِّي أَصَابَ سَوَادَ عَيْنِي ... عُوَيْدُ قَذَى لَهُ طَرَفٌ حَدِيْدُ فَقَالُوا مَا لِدَمْعهِمَا سَواءٌ ... أكِلْتَي مُقْلتيْكَ أَصَابَ عُوْدُ فَقَالَ أَبُو العَتَاهِيَةِ فَأَنْتَ مَا أَشْعَرَكَ لَولَا أَنَّكَ سَرَقْتَ مِنْ عُمَرِ بن أَبِي رَبيْعَةَ حُيْثُ يَقُوْلُ (¬2): انْهَلَّ دَمْعِي فِي الرّدَاءِ صبَابَةً ... فَسَتَرْتُهُ بِالبُرْدِ مِنْ أَصْحَابِي فَرَأى سَوَابِقَ عبْرَةٍ مُنْهَلَّةٍ ... عَمْرٌو فَقَالَ بَكَى أَبُو الخطَابِ فَمَرَيْتُ نَظْرَتَيْهِ وَقُلْتُ أَصابَنِي ... رَمَدٌ فَهَاجَ العَيْنَ بِالتِّسْكَابِ فَقَالَ بَشَّارٌ فَمَا أَشْعَرَ عُمَرًا لَولَا أَنَّهُ سَرَقَ هَذَا مِنْ قَوْلِ الحُطَيْئَةِ: إِذَا مَا العَيْنُ فَاضَ الدَّمْعُ مِنْهَا. البَيْتُ وَهَذَا البَيْتُ أَشْعَرُ مِنْ كُلِّ بَيْتٍ فِي مَعْنَاهُ لِسِبْقِهِ إِلَى المَعْنَى وَإِيْجَازِهِ فِي العِبَارَةِ. وَقَدْ تَدَاوَلَ هَذَا المَعْنَى جَمَاعَةُ مِنَ الشُّعَرَاءِ مِنْهُمْ البُحْتُرِىُّ وَرَفَدَهُ بمَا لَعَلَّهُ اخْتَرَعَهُ من قَولِه (¬3): شَيَّعْتهُمْ فَاسْتَرَابُوني فَقُلْتُ لَهُمْ ... إِنِّي تَعِبْتُ مَعَ الأَحْمَالِ أَحْدُوْهَا قَالُوا فَمَا نفسٌ يَعْلُو كَذَا صعُدًا ... وَمَا لِعَيْنَيْكَ مَا تَرْقَى مَآقِيْهَا قُلْتُ التَّنَفُّسُ مِنْ إِدْمَانِ سَيْرِكُمُ ... وَمَاءُ عَيْني يَجْرِي مِنْ قَذًى فِيْهَا وَمِنْهُمْ أحْمَدُ بن أَبِي فَنَنٍ فَإِنَّهُ قَالَ وَاخْتَرَعَ (¬4): ¬
وَلَمَّا أَبَتْ عَيْنَايَ أَنْ تَكْتُمَا الهَوَى ... وأن يحْبسَا دُرَّ الدُّمُوْعِ السَّوَاكِبِ تَثَاءبْتُ كَيلَا يُنْكِرُ الدَّمْعَ مُنْكِرٌ ... عَلَيَّ وَلَكِنْ مَا بَقَاءُ التَّثَاؤُبِ أعرَضْتُمَانِي للهَوَى وَتَممتَا ... عَلَيَّ لَبِئْسَ الصَّاحبَانِ لِصَاحِبِ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 2057 - إِذَا مَا الفَتَى أَذْكَى مُغَاوَرَةَ العِدَا ... فَكُلُّ بِلَادٍ حَلَّ سَاحَتهَا ثَغْرُ وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 2058 - إِذَا مَا الفَتَى اسْتَغْنَى فَلَمْ يُعْطِ نَفْسَهُ ... تَعَلِّىَ نَفْسٍ بالغِنَى فَالغِنَى فَقْرُ [من الطويل] 2059 - إِذَا مَا الفَتَى لَمْ يَبْغِ إِلَّا لِبَاسَهُ ... وَمَطْعَمَهُ فَالخَيْرُ مِنْهُ بَعِيْدُ كَانَ أَعْرَابِيٌّ يَمْنَعُ ابْنَهُ مِنَ التَّصَرُّفِ إِشْفَاقًا عَلَيْهِ فَقَالَ ابْنُهُ: إِذَا مَا الفَتَى لَمْ يَبغِ إِلَّا لِبَاسَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ يُذَكِّرُني خَوْفَ المَنَايَا وَلَمْ أَكُنْ ... لأَهْربَ مِمَّا لَيْسَ مِنْهُ مَحِيْدُ فَلَوْ كُنْتُ ذا مَالٍ لَقُرِّبَ مَجْلِسِي ... وَقَدْ قِيْلَ إِنْ أَخْطَأتُ أَنْتَ رَشِيْدُ رَأَيْتُ الغِنَى قَدْ صَارَ فِي النَّاسِ سُؤْدُدًا ... وَكَانَ الفَتَى بِالمَكْرُمَاتِ يَسُوْدُ فَذَرْني أَجَوِّلُ فِي البلَادِ لَعَلَّهُ ... يُسَرُّ صَدِيْقٌ أَو يُسَاءُ حَسُوْدُ أَلَا رُبَّمَا كَانَ الشَّفِيقُ مَضَرَّةً ... عَليْكَ مِنَ الإِشْفَاقِ وَهُوَ وَدُوْدُ [من الطويل] 2060 - إِذَا مَا الفَتَى لَمْ يَدْهُ خَصْمًا وَلَمْ يُفِدْ ... صَدِيْقًا وَلَمْ يَسْمَحْ فَوِجْدَانُهُ فَقْدُ وَمِنْ بَابِ (إِذَا ما الفَتَى) قَوْلُ الحَسَن عَلِيّ بن وَكِيعْ التّنّيْسِيّ: إِذَا مَا الفَتَى نَالَ مِنْ دَهْرِهِ ... مَرَاتِبَ لَمْ تَجْرِ فِي فِكْرِهِ ¬
وَأَظْهَرَ كِبْرًا عَلَى الأصْدِقَاءِ ... فَلَا تَعْذُلُوْهُ عَلَى كِبْرِهِ فَقَدْ دَلَّكُمْ أَنَّ مَا نَالَهُ ... مِنَ الدَّهْرِ يَكْبَرُ عَنْ قَدْرِهِ كَذَا الوَغْدُ يَشْمَخُ عِنْدَ الغِنَى ... وَيَخْشَعُ لِلذُّلِ فِي فَقْرِهِ الغَسَّانِيُّ: [من الوافر] 2061 - إِذَا مَا اللَّحْمُ أَعْوَزَنِي غَرِيْضًا ... ضَرَبْتُ ذِرَاعَ بكْرِي فَاشْتَوَيْتُ وَيُرْوَى: إِذَا مَا فَاتَنِي لَجْمٌ عَرِيْضٌ. وَقَالَ آخَرُ: إِذَا مَا اللَّجْمُ أَعْوَزَنَا فَإِنَّا ... نَصِيْرُ إِلَى كَوَامِخِ طَيِّبَاتِ * * * قَالَ الأَصْمَعِيّ قَلْتُ لِبَعْضِ فِتْيَانِ العَرَبِ: أَتُحِبَّ أَنْ يَكَوْنَ لَكَ عَشْرَةُ آلَافِ دِيْنَارٍ وَأَنْ تَكُوْنَ أَحْمَقَ. فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ. فَقُلْتُ: وَلِمَ ذلك؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ يَجْنِي عَلَيَّ حَمَقِي جِنَايَةً تَذْهَبُ بِمَالِي وَتُبْقِي حَمَقِي عَلَيَّ. [من الوافر] 2062 - إِذَا مَا اللَّحْمُ أَنْتَنَ مَلِّحُوْهُ ... وَنَتْنُ المِلْحِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ [من الوافر] 2063 - إِذَا مَا اللُّؤْمُ ضَلَّ طَرِيْقَ قَوْمٍ ... هَدَاهُ إِلَى بَنِي الصَّيدَّاءِ هَادِي كَانَ خَالُ سُلَيْمَانَ عَبْدِ المَلِكِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ، وَكَانَ لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا مِنْ كِبَرِهِ وَإِعْجَابِهِ بِنَفْسِهِ، فَبَيْنَا سُلَيْمَانُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَجْلِسِهِ إذ دَخَلَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ مِنْ بَنِي أَسَدٍ ظَرِيْفٌ، فَأُعْجِبَ بِهِ سُلَيْمَانُ وَبَعَثَ إِلَى خَالِهِ العَبْسِيّ فَلَمَّا أتاهُ قَالَ: هَذَا رَجُلٍ مِن بَنِي أسَدٍ. قَالَ: وَمنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا صيْدَاوِيٌّ. فَقَالَ العَبْسِيُّ: إِذَا مَا اللَّومُ ضَلَّ طَرِيقَ قَوْمٍ. البَيْتُ. ¬
فَقَالَ الأعْرَابِيُّ: فَمِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: عَبْسِيٌّ. قَالَ: مِنْ أَيِّهِم؟ قَالَ: مِنْ بَنِي رَوَاحَةَ فَقَالَ الأَسَدِيُّ: فَإِنَّ اللَّوْمَ لَمْ يَضِلْل وَلَكِنْ ... أَرَاحَتْهُ رَوَاحَةُ فِي البلَادِ إِذَا عَبْسِيَّةٌ وَلدَتْ غُلَامًا ... فَبَشِّرْهَا بِلَوْمٍ مُسْتَفَادِ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: إِيْهٍ للَّهِ أَنْتَ. فَأَفْحَمَ العَبْسِيُّ فَلَمْ يَجْرِ جَوَابًا. [من الوافر] 2064 - إِذَا مَا المَالُ لَمْ يُقْرَنْ بِعَقْلٍ ... فَلَيْتَ المَالَ فِي دَرَكِ السَّعِيْرِ بَعْدهُ: وَهَبْكَ مَلَكْتَ مَا فِي الأَرْضِ طُرًّا ... أَتَرْضَى أَنْ تَكُوْنَ مِنَ الحَمِيْرِ؟ الوَلِيْدُ بن عَرِيْض بن جَبَلَةَ الكندِيّ: [من الوافر] 2065 - إِذَا مَا المَجْدُ ضَلَّ دِيَارَ قَوْمٍ ... هَدَاهُ لِكِنْدَةِ الأَخْيَارِ هَادِي يَقُوْلُ مِنْهَا: وَكُلُّ فَتًى وَإِنْ كَرِهَ المَنَايَا ... سَيَحْدُوْهُ إِلَى المَكْرُوْهِ حَادِ تَرَى لِلْمَجْدِ وَسْطَهُمُ بُيُوْتًا ... طِوَالًا غَيْرَ وَاهِيَةِ العِمَادِ ابْنُ الرُّوْمِيُّ، هو علي بن العباس بن جُريح: [من الوافر] 2066 - إِذَا مَا المَدْحُ سَارَ بِلَا ثَوَابٍ ... مِنَ المَمْدُوْحِ فَهُوَ لَهُ هِجَاءُ بَعْدهُ: لأَنَّ النَّاسَ لَا يُخْفَى عَلَيْهِمْ ... أَمَنْعٌ كَانَ مِنْهُ أَمْ عَطَاءُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخَر: وَشُكْرُ الفَتَى مِنْ غَيرِ عُرْفٍ وَلَا يَدٍ ... وَلَا مِنَّةٍ تُوْليْهِ هِزَّةُ عَائِبِ [من الوافر] 2067 - إِذَا مَا المَرْءُ خَاصَمَ وَالِدَيْهِ ... وَإِنْ ظَلَمَاهُ قِيْلَ هُوَ الظَّلُوْمُ ¬
ذُو الرُّمَّةِ: [من الوافر] 2068 - إِذَا مَا المَرْءُ شَبَّ لَهُ بَنَاتٌ ... عَصَبْنَ بِرَأسِهِ إِبَةً وَعَارَا قَوْلهُ إِبَةً عَارَا. الإِبَةُ الحَيَاءُ. يُقَالُ أَوْبَأتُهُ أَي أَخْجَلتُهُ وَحَمَلتَهُ عَلَى الخَجَلِ وَالحَيَاءِ. السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الوفر] 2069 - إِذَا مَا المَرْءُ صَامَ مِنَ الدَّنَايَا ... فَكَلُّ شُهُوْرِهِ شَهْرُ الصِّيَامِ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَتَى أَنَا قَائِمٌ أَعْلَا مَقَامِي ... وَلَاقٍ نُوْرَ وَجْهكَ بِالسَّلَامِ [من الوافر] 2070 - إِذَا مَا المَرْءُ صِرْتُ إِلَى سُؤَالِه ... فَمَا تُعطِيْهِ أكثَرَ مِنْ نَوَالِه بعده: وَمَنْ عَرفَ المَحَامِدِ جَدَّ فِيْهَا ... وَجَنَّ إِلَى المَكَارِمِ بِاحْتِمَالِه وَلَمْ يَسْتَغْلِ مَحْمَدَةً بِمَالٍ ... وَلَوْ كَانَتْ تُحِيْطُ بِكُلِّ مَالِه ابْنُ الأَعْرَابِيّ: [من الوافر] 2071 - إِذَا مَا المرءُ لَمْ يُوْلَد لَبِيْبًا ... فليس اللُّبُّ عَنْ قِدَمِ الوِلَادِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الأَعْوَرُ الشّنّي (¬1): إِذَا مَا المَرْءُ قَصَّرَ ثُمَّ مَرَّتْ ... عَلَيْهِ الأَرْبَعُوْنَ مِنَ الحَوَالِي وَلَمْ يَلْحَقْ بِصالِحهِمْ فَدَعْهُ ... فليس بِلَاحِقٍ أُخْرَى اللَّيَالِي وَمِثْلَهُ وَهُوَ مَكْتُوْبٌ بِبَابِهِ (¬2): ¬
إِذَا المَرْءُ وَفَّى الأَرْبَعِيْنَ وَلَمْ يَكُنْ ... لَهُ دُوْنَ مَا يَأتِي حَيَاءٌ وَلَا سِتْرُ فَدَعْهُ وَلَا تنفس عَلَيْهِ الَّذِي أَتَى ... وَإِنْ حرَّ أسباب الحياة لَهُ الدهرُ وَمِنْ بَابِ (إِذَا مَا المَرْءُ) قَوْلُ الشَّاعِرُ (¬1): إِذَا مَا المَرْءُ لَمْ يَحْفَظْ ثَلَاثًا ... فَبِعْهُ وَلَو بِكَفٍّ مِن رمَادِ وَفَاءٌ لِلصَّدِيْقِ وَبَذْلُ مَالٍ ... وَكِتْمَانُ السَّرَائِرِ فِي الفُؤَادِ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الوافر] 2072 - إِذَا مَا المزْنَةُ الوَطْفَاءُ جَادَتْ ... وَلَمْ تَرْوِ الثَّرَى كانت عَجَاجَا قَبْلهُ: إِلَامَ أَلُوْمُ أَيَّامِي سِفَاهًا ... وَأَرْجُو مِنْ تَقَدُّمِهِ لُجَاجَا وَأُوْرِدُ نَفْسِي الثمدَ أَجْزَاءً ... وَأَنَا كَانَ ذَلِكَ أَو أُجَاجَا ولولا قلة الإِنصاف منّا ... لوفَّرنَا على البخل المجاج إِذَا مَا المَزْنَةُ الوَطْفَاءُ. البَيْتُ الحَسَنُ بنُ وَهَبٍ: [من الوافر] 2073 - إِذَا مَا المِسْكُ طَيَّبَ رِيْحَ قَوْمٍ ... كَفَتْنِي ذَاكَ رَائِحَةُ المدَادِ بَعْدهُ: فَمَا شَيْءٌ بِأَحْسَنَ مِنْ ثِيَابٍ ... عَلَى حَافَاتِهَا سِمَةُ السّوَادِ وَمِثْلُهُ قَوْلُ ابنِ السُّكِيتِ يَعْقُوْبَ (¬1): مَنْ كَانَ يُعْجِبُهُ إِنْ مَسَّ عَارِضُهُ ... مِسْكٌ يُطَيِّبُ مِنْهُ الرِّيْحَ وَالنّسَمَا فَإِنَّ مِسْكِي مِدَادٌ فَوْقَ أَنْمُلَتِي ... إِذَا الأَنَامِلُ مِنِّي مَسَّتِ القَلَمَا ¬
وَلآخَر فِي طِيْبِ رَائِحَةِ المدَادِ (¬1): وَمَا رَوْضُ الرَّبِيْعِ وقَد زَهَاهُ ... نَدَى الأَسْحَارِ يَأرَجُ بِالغدَاةِ بِأَضْوَعَ أَو بِأسْطَعَ مِنْ نسَيْمٍ ... تُؤَدِّيْهِ الإِلَاقَةُ مِنْ دَوَاةِ [من الطويل] 2074 - إِذَا مَا المَطَايَا بَلَّغَتْنِي أَحِبَّتِي ... فَرَشتُ لَهَا فَوْقَ الثَّرَى صَفْحَةَ الخَدِّ أَبُو عَلِيّ بن الشَّاطرِ الأَنْبَارِيُّ: [من الطويل] 2075 - إِذَا ما أَلَمَّتْ شِدَّةٌ فَاصْطَبِرْ لهَا ... فَخَيْرُ سِلَاحِ المَرْءِ فِي الشِّدَّةِ الصَّبْرِ قَوْلُ ابن الشَّاطِرُ: فَجَرِّب سِلَاحَ المَرْءِ فِي الشِّدةِ الصَّبْرُ بَعْدَهُ: وَإِنِّي لأَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ أن أَرَى ... إِلَى غَيْرِهِ أَشْكُو وَإِنْ مَسَّنِي الضرُّ يَزِيْدُ بن الصّيْقَلِ العُقَيْلِيُّ: [من الطويل] 2076 - إِذَا مَا المَنَايَا أَخْطَأَتْكَ وَصَادَفَتْ ... خَلِيلكَ فَاعْلَمْ أَنَّها سَتَعُوْدُ قَوْلُ يَزِيْدٍ وَكَانَ يَسْرِقُ الإِبْلَ ثَمَّ تَابَ وَقِيْلَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ: أَلَا قُلْ لأرباب المَخَائِضِ أهْمِلُوا ... فَقَدْ تَابَ مِمَّا تَعْلَمُوْنَ يَزِيْدُ وَإِنَّ امْرَأً يَنْجُو مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا ... تَزَوَّدَ مِنْ أَعْمَالِهَا لَسَعِيْدُ إِذَا مَا المَنَايَا أَخْطَأَتْكَ. البَيْتُ الأَشْجَعُ فِي يَحْيَى بنُ خَالِدِ البَرْمَكِيّ: [من الوافر] 2077 - إِذَا ما المَوْتُ أَخْطَأَهُ فَلَسْنَا ... نُبالِي المَوْتَ حَيْثُ غَدَا وَرَاحَا قَبْلهُ: لَقَدْ دعت شَكَاةُ أَبِي عَلِيٍّ ... قُلُوْبَ مَعَاشِرٍ كَانُوا صِحَاحَا وَقَدْ أَمْسَى صَلَاحُ أَبِي عَلِيٍّ ... لأَهْلِ الأَرْضِ كُلَّهُمُ صَلَاحَا ¬
إِذَا مَا المَوْتُ أَخْطَأَهُ. البَيْتُ أَبُو العَلَاءِ المَعَرِيُّ: [من الوافر] 2078 - إِذَا مَا النَّارُ لَمْ تُطْعَمْ ضِرَامًا ... فَأوْشِكْ أَنْ تَمُرَّ بِهَا رَمَادَا أَبُو الطَّيِّبِ المتنبي: [من الوافر] 2079 - إِذَا مَا النَّاسُ جَرَّبَهُمْ لَبِيْبٌ ... فَإِنِّي قَدْ أَكَلْتُهُمُ وَذَاقَا أَبْيَاتُ المُتَنَّبي: أَيَدْرِي الرَّبع أَيَّ دَمٍ أَرَاقَا ... وَأَيَّ قُلُوْبَ هَذَا الرَّكْبِ شَاقَا لنَا وَلأَهْلِهِ أَبَدًا قُلُوْبٌ ... تُلَاقِي فِي جُسُوْمٍ مَا تُلَاقِي فَلَيْتَ هَوَى الأَحِبَّةِ كَانَ عَدْلًا ... فَحَمِّل كُلَّ قَلْبٍ مَا أَطَاقَا يَقُوْلُ مِنْهَا: سَلِي عَنْ سِيرَتِي تَرِنِي وَرُمْحِي ... وَسَيْفِي وَالهَمَلَّقَةَ الرّقَاقَا تَرَكْنَا مِنْ وَرَاءِ العِيْسِ نَجْدًا ... وَنَكَّبْنَا السَّمَاوَةَ وَالعرَاقَا فَمَا زَالَتْ ترَى وَاللَّيْلُ دَاجٍ ... بِسَيْفِ الدَّوْلَةِ المَلِكِ ائْتِلَافَا فَتًى لَا تَسْلِبُ القَتْلَى يَدَاهُ ... وَتَسْلِبُ عَفْوُهُ الأَسْرَى الوِثَاقَا وَلَمْ يَأتِ الجَمِيْلَ إلَيَّ سَهْوًا ... وَلَمْ أَظْفَرْ بِهِ مِنْكَ اسْتِرَاقَا فَأبْلِغْ حَاسِدِيَّ عَلَيْكَ إِنِّي ... كَبَا بَرْقٌ يُحَاوِلُ لِي لِحَاقَا وهل تَغْنِي الرّسَائِلُ فِي عَدُوٍّ ... إِذَا مَا لَمْ يَكُنَّ ظُبىً رِقَاقَا؟ إِذَا مَا النَّاسُ جَرَّبَهُمْ لَبيْبٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فلم أَرَ رَدّهم إِلَاَّ خِدَاعًا ... وَلَمْ أَرَ بَيْنهُم إِلَّا نِفَاقَا فَلَا حَطَّتْ لَكَ الهَيْجَاءُ سَرْجًا ... وَلَا ذَاقَتْ لَكَ الدُّنْيَا فِرَاقَا * * * ¬
أَبُو عُمَرَ هَمَّامٌ فِي القَلَمِ: [من الطويل] 2080 - إِذَا مَا امْتَطَى اليُمْنَى وَصَادَفَ مَسْبَحًا ... تَقُوْلُ أَبَرْقٌ لَاحَ أَمْ عَارِضٌ هَمَى بَعْدهُ: أَمِ النَّجْمُ مُنْقَضًّا أَمِ السَّيْفُ مَاضِيًا ... أَمِ السَّهْمُ مَرْمِيًّا أَمِ الغَيْثُ مُرْزِمَا [من الطويل] 2081 - إِذَا مَا امْرُؤٌ أَحْصَى ثَمَانِيْنَ حجَّةً ... وَعَاشَ تَشَكَّى كلَّ عُضْوٍ وَمَفْصِلِ أَبُو تَمَّامٍ فِي عَبْدُ اللَّهِ بنُ طَاهِرٍ: [من الطويل] 2082 - إِذَا مَا امْرُؤٌ أَلْقَى بِرَبْعِكَ رَحْلَهُ ... فَقَدْ طالَبتهُ بِالنَّجَاحِ مَطَالِبُه ابْنُ أَبِي نَصْرٍ العَلَوِيُّ المَدَائِنِيُّ: [من الطويل] 2083 - إِذَا مَا امْرُؤٌ أَهْدَى سَنِيًّا لِذِي سَنًى ... عَلَى قَدْرِهِ لَمْ أُهْدِ إِلَّا عَلَى قَدَرِي بَعْدهُ: وَلَوْ أَنَّنِي أَهْدَيْتُ مَا تَسْتَحِقُّهُ ... لَبَادَرْتُ بِالشَّمْسِ المُنِيْرَةِ وَالبَدْرِ مَكْتُوْبٌ عَلَى قَبْرٍ: [من الطويل] 2084 - إِذَا مَا امْرُؤٌ حَانَتْ عَلَيْهِ مَنِيَّةٌ ... بِأَرْضٍ أَتَاهَا مُكْرَهًا أَو تَطَوُّعَا أَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ: [من الطويل] 2085 - إِذَا مَا امْرُؤٌ سَاءتْكَ مِنْهُ خَلِيْقَةٌ ... فَفِي الصَّفْحِ طَيٌّ لِلذُنُوْبِ جَمِيْلُ بَعْدهُ: وَأَنِّي لأُعْطِي المَالَ مَنْ لَيْسَ سَائِلًا ... بِلَا حِفَاظٍ وَإِخْوَانُ الحفَاظِ قَلِيْلُ [من الطويل] 2086 - إِذَا مَا امْرُؤٌ لَمْ تَرْجُ مِنْهُ هَوَادَةً ... فَلَا تَرْجُهَا مِنْهُ وَلَا دَفْعَ مَشْهَدِ ¬
[من الطويل] 2087 - إِذَا مَا امْرُؤٌ لَمْ يَحْقِدِ الوِتْرَ لَمْ يَكُنْ ... لَدَيْهِ لِذِي النُّعْمَى جَزَاءٌ وَلَا شكْرُ قَالَ يَحْيَى لِعَبْدِ المَلِكِ بن صالِح إِنَّكَ لَحَقُوْدٌ فَقَالَ: إن كَانَ الحِقْدَ عِنْدَكَ بَقَاءُ الخَيْرِ وَالشَّرِّ إِنَّهُمَا عِنْدِي لثَابِتَانِ فَلَمَّا قَامَ عَبْدُ المَلِكِ قَالَ يَحْيَى مَا رَأَيْتُ سِوَاهُ احْتَجَّ لِلحِقْدِ حَتَّى حَسَّنَهُ. وَقِيْلَ لِعَبْدِ المَلِكِ بن صالِحٍ إِنَّ أَخَاكَ عَبْدُ اللَّهِ يَزْعمُ أَنَّكَ لَحَقُوْدٌ فَتَمَثَّلِ: إِذَا مَا امْرُؤٌ لَمْ يَحْقِد الوِتْرَ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ. البَيْتُ. مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ: [من الطويل] 2088 - إِذَا مَا امْرُؤٌ مِنْ ذَنْبِهِ جَاءُ تَائِبًا ... إِلَيْكَ وَلَمْ تَغْفِرْ لَهُ فَلَكَ الذَّنْبُ أَحْمَدُ بن يَحْيَى الكُوْفِيَّ: [من المتقارب] 2089 - إِذَا مَا انْتَسَبْتَ إِلَى دِرْهَمٍ ... فَأَنْتَ المُعَظَّمُ بَيْنَ الوَرَى بَعْدهُ: وَإِمَّا فَخَرْتَ عَلَى مَعْشرٍ ... فَبِالمَالِ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَفْخَرَا وَلَا تَفْخَرَنْ بِالعظَامِ الرُّفَات ... وَدَعْ مَا سَمِعْتَ وَخُذْ مَا تَرَى فَإِنَّ أَفَاضِلَ هَذَا الزّمانِ ... مَنْ كَانَ ذَا جِدَّةٍ أَو ثَرَا أَصْلُهُ ثَرَاءٌ وَقَصَّرَهُ لِلوَزْنِ. وَذُو العِلْم عِنْدَهُمُ جَاهِلٌ ... إِذَا كَانَ بَيْنَهُمْ مُعْسِرَا هُوَ أَبُو العَبَّاسُ أَحْمَد بن يَحْيَى بن زَيْدِ النَّاقَة الكُوْفِيّ السُّلْمِيّ، وِلَادَتُهُ فِي رَجَبِ سَنَةِ 377 هـ وَوَفَاتُهُ فِي 447. [من الطويل] 2090 - إِذَا مَا انْتَضَيْنَاهَا لِيَوْمِ كَرِيْهَةٍ ... ضَرَبْنَا بِهَا مَا اسْتَمْسَكَتْ بِالقَوَائِمِ ¬
زِيَادُ بنُ زَيْدٍ: [من الطويل] 2091 - إِذَا مَا انْتَهَى عِلْمِي تَنَاهَيْتُ عِنْدَهُ ... أَطَالَ فَأملَى أَمْ تَنَاهَى فَأَقْصرَا بَعْدهُ: وَلَمْ أَكُ كَالعَشْوَاءِ تَرْكَبُ رَأسهَا ... وَتُبْرِزُ جَنْبًا لِلمُرَامِيْنَ مُعْوِرَا وَإِنْ جَاءَ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ فَمَرْحَبًا ... بِجِيْئَتِهِ إِذَا لَمْ يَجِئْ مُتَأخّرَا وَيُخْبِرُنِي عَنْ غَائِبِ المَرْءِ فِعْلُهُ ... كَفَى الفِعْل عَمَّا غَيَّبَ المَرْءُ مُخْبِرَا كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 2092 - إِذَا مَا انْطَوَى كَشْحِي عَلَى مُسْتكنَّةٍ ... مِنْ الدَّاءِ لَمْ يَفْطُنْ لَهَا الدَّهْرَ فَاطِنُ قَبْلهُ: وَإِنِّي لِمَا اسْتَدَعْتَنِي مِنْ أَمَانَةٍ ... إِذَا ضُيّع الأسْرَار بِأَعَزِّ دَافِنِ إِذَا مَا انْطَوَى. البَيْتُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ (¬1): إِذَا مَا انْقَضى القَرْنُ الَّذِي أَنْتَ فِيْهِ ... وَخُلِّقْتَ فِي قَرْنٍ فَأَنْتَ غَرِيْبُ وَإِنَّ امْرَأً قَدْ سَاءَ خَمْسِيْنَ حِجَّةً ... إِلَى منْهَلٍ مِنْ وِرْدِهِ لَقَرِيْبُ إِذَا كَانَتِ السَّبْعُوْنَ دَاءك لَمْ يَكُنْ ... لِدَائِكَ إِلَّا أن تَمُوْتَ طَبِيْبُ ويُروى: منك. [من الطويل] 2093 - إِذَا مَا أُنِلْتَ الخَيْرَ ثَمَّ كفَرْتَهُ ... فَلَسْتَ لِرَبِّ النَّاسِ يَوْمًا بِشَاكِرِ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الوافر] 2094 - إِذَا مَا أَنْهَضَ الأُمَرَاءُ جَيْشًا ... إِلَى الأَعْدَاءِ أَنْفَذْنَا كتَابَا ¬
يَقُوْلُ: كِتَابُنَا إِلَى الأَعْدَاءِ يَسُدُّ مَسَدَّ العَسَاكِرِ وَالسِّلَاحِ. [من الوافر] 2095 - إِذَا مَا أَوَّلُ الخَطِيِّ أَخْطَا ... فَمَا يُرْجَى لآخِرِهِ انْتِصَارُ اللجلَاجُ الحَارثيُّ: [من المتقارب] 2096 - إِذَا مَا أَهَانَ امْرُؤٌ نَفْسَهُ ... فَلَا أَكْرَمَ اللَّهُ مَنْ يُكْرِمُهُ قَبْلهُ: لَا تَحْسِدِ الكَلْبَ أَكْلَ العِظَامِ ... فَعِنْدَ الخَرَاءةِ مَا تَرْحَمُه وَعَمَّا قَلِيْلٍ تَرَى بِإِسْتِهِ ... كُلُوْمًا جَنَاهَا عَلَيْهِ فَمُه إِذَا مَا أَهَان امْرُؤٌ نَفْسَهُ. البَيْتُ. وَتُرْوَى لِعَبْدِ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن أَبِي عُيَيْنَةَ بن المُهَلَّبِ بن أَبِي صُفْرَةَ. [من الطويل] 2097 - إِذَا مَا أَهَنْتَ النَّاس هُنْتَ عَلَيْهِمُ ... كمَا أَنَّهُ مَنْ يُكْرِمِ النَّاسِ يُكَرَمِ صَالِحُ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ: [من الطويل] 2098 - إِذَا مَا أَهَنْتَ النَّفْسَ لَمْ تَرَ مُكْرِمًا ... لَهَا بَعْدَمَا عَرَّضْتَهَا لِهَوَانِ البُرْقُعِيُّ: [من المتقارب] 2099 - إِذَا مَا الأَدِيْبُ ارْتَضَى بِالخُمُوْلِ ... فَمَا الحَظُّ فِي الأَدَبِ المُسْتَفَادِ بَعْدهُ: إِذَا صَارِمٌ قَرَّ فِي غَمْدِهِ ... حَوَى غَيْرُه فَضْلَ يَوْمَ الجِّلَادِ إِذَا النَّارُ ضاقَ بِهَا زَنْدهَا ... فَفُسْحَتُهَا فِي فِرَاقِ الزِّنَادِ ¬
وَلَوْ يَسْتَوِي بِالقُعُوْدِ النُّهُوْضُ ... لمَا ذَكَرَ اللَّهُ فَضْلَ الجهَادِ [من الوافر] 2100 - إِذَا مَا الأَشْرِبَاتُ ذكرْنَ يَوْمًا ... فَهُنَّ لِطَيِّبِ الرَّاحِ الفِدَاءُ حَاتِمٌ الطَّائيُّ: [من الوافر] 2101 - إِذَا مَا بِتُّ أَخْتِلُ عِرْسَ جَارِي ... لِيُخْفِيْنِي الظَّلامُ فَلَا خَفِيْتُ يَقُوْلُ حَاتِمٌ مِنْهَا بَعْدَ قوله: "فَلَا خَفِيْتُ" أَأَفْضَحُ جَارَتي وَأَخُوْنُ جَارِي ... مَعَاذَ اللَّه أَفْعَلُ مَا حَيِيْتُ وَلَهُ أَيْضًا: [من الوافر] 2102 - إِذَا مَا بِتُّ أَشْرَبُ فَوْقَ رِيِيِّ ... لِيُسْكِرَني الشِّرَابُ فَلَا رَوِيْتُ أَنْشَدَ المُبَرَّدُ: [من المتقارب] 2103 - إِذَا مَا بَخِلْتَ بِرَدِّ السَّلَامِ ... فَأَنْتَ بِبَذْلِ النَّدَى أَبْخَلُ بَعْدهُ: إِذَا لَمْ تَجُدْ بِجَمِيْلِ الكَلَامِ ... فَمَا الَّذِي بَعْدَهُ تَبْذُلُ إبْرَاهِيْم بن عَلِيّ: [من الطويل] 2104 - إِذَا مَا بَدَا أَغْضَى الرِّجَالُ مَهَابَةً ... كمَا خَشَعَتْ لِلبَدْرِ زُهْرُ الكَوَاكِبِ بَعْدهُ: رَوَاغِبُ تَرْجُو مِنْكَ فَائِدَةَ الغِنَى ... وَمُسْتَوْدِيَاتٌ بِالذُنُوْبِ رَوَاهِبُ * * * كَتَبَ مُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ الزَّيَّاتِ إِلَى إِبْرَاهِيْمِ ابن العَبَّاسِ الصُّوْليّ: قلّة نَظَرِك لِنَفْسِكَ حَرَمَتْكَ سَنَاءَ المَنْزِلَةِ وَإغْفَالِكَ حَظِّكَ حَطَّكَ مِنْ أَعْلَى الدَّرَجَة وَجَهْلِكَ بِقَدْرِ ¬
النِّعْمَ أَحَلَّ بِكَ البَأسَ وَالنَّقْمَةَ حَتَّى صِرْتَ مِنْ قُوَّةِ الأَمَلِ مُعْتَاضًا شِدَّةِ الوَجَلِ وَمِنْ رِجَالِ الغَدِ مُتَعَرِّضًا لِيَأسِ الأَبَدِ وَرَكِبْتَ مَطِيَّةَ المَخَافَةِ بَعْدَ مَجْلِسِ الأَمْنِ وَالكَرَامَةِ وَأَصْبَحْتَ مُعَرَّضًا لِلرَّحْمَةِ بَعْدَمَا تَكَنَّفَتْكَ الغِبْطَةُ وَأُخِذَ فيك بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: إِذَا مَا بَدَأتَ أَمْرًا جَاهِلًا. الأَبْيَاتُ. * * * وَمِنْ هَذَا بَابِ (إِذَا مَا بَدَا) مَا وَقَّعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ عَلَى رِقْعَةٍ بعض الكُتَّابِ وَهُوَ (¬1): إِذَا مَا بَدَأتَ امْرَأً جَاهِلًا ... بِبِرٍّ فَقَصَّر عَن حَمْلِهِ وَلَمْ تَلْفَهُ قَابِلًا لَلجَمِيْلِ ... وَلَا عَرَفَ الفَضْلَ مِنْ أَهْلِهِ فَسُمْهُ الهَوَانَ فَإِنْ الهَوَانَ ... دَوَاءٌ لِذِي الجَهْلِ جَهْلِهِ وَهَذَا يَنْظرُ إِلَى قَوْلِ قُصَيّ بن كِلَابٍ حِيْنَ قَالَ لأَكَابِرَ وَلِدِهِ فِي وَصِيَّتِهِ لَهُمْ: مَن عَظَّمَ لَئِيْمًا شَرِكَهُ فِي لُؤْمِهِ وَمَنْ اسْتَحْسَنَ مُسْتَقْبَحًا شَرِكَهُ فِيْهِ وَمَن لَمْ تُصلِحُهُ كَرَامَتِهِ فَدَاؤُهُ بِهَوَانِهِ فَبِالدَّوَاءِ يُسَمُ الدَّاءُ. قَالَ مُحَمَّد بن جُبَيْر بن مطعمٍ كَان قُصيُّ بن كِلَابٍ أَوَّلُ ولدِ كعب بن لُؤَيٍّ أَصَابَ مَلِكًا أَطَاعَهُ بِهِ قَوْمُهُ فَكَانَتْ إِليْهِ الحِجَابَةُ وَالرّفَادَةُ وَالنَّدْوَةُ وَاللِّوَاءُ وَالسّقَايَةُ وَحُكمُ مَكَّة كلهُ وكانت قُرَيْشٌ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ يَتبَعُونَ أَمْرَه كَالدّينِ المُتَّبَعِ لَا تعمل بِغيْرِهِ مَعْرِفَةً بفَضْلِهِ وَشرَفِهِ وَكَانَ دَاهِيَة العَرَبِ فِي زَمَانِهِ وَجَمَعَ شَمْلَ قُرَيْشٍ فَدُعِيَ المُجَمِّع. [من الطويل] 2105 - إِذَا مَا بَدَا لِلْحَزْمِ وَجْهٌ فَأمْضِهِ ... فَإِنَّ فَسَادَ الرَّأي أَنْ تَتَرَدَّدَا إبْرَاهِيْمُ بن العباسَ الصّوليُّ: [من الطويل] 2106 - إِذَا مَا بَدَا وَالقَوْمُ فَوْقَ سُرُوْجهم ... تَنَاثَرَتِ الأَشْرَافُ مِنْهُمْ عَلَى الأَرْضِ ¬
[من الطويل] 2107 - إِذَا مَا بَدَتْ لِلنَّاظِرِيْنَ خِيَامُهُمْ ... فَثَمَّ العِتَاقُ الجرْدُ وَالأَسَلُ العَضْبُ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الهزج] 2108 - إِذَا مَا بَرَدَ القَلْبُ ... فَمَا تُسْخِنُهُ النَّارُ قَبْلهُ: أتَتْنِي عَنْهُمُ أَخْبَارٌ ... وَبَانَتْ لِيَ أَسْرَارُ وَلَاحَتْ لِي مِنَ السَّلْـ ... ـــــوَةِ آيَاتٌ وَآثَارُ أَرَاهَا مِنْك بِالقَلبِ ... وَلِي فِي القَلْبِ أبْصَارُ إِذَا مَا بَرَّدَ القَلْبُ. البَيْتُ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيُّ: [من الطويل] 2109 - إِذَا مَا بَعُدْنَا عَنْهُ لَمْ يَجْرِ ذكرُنَا ... وَإِنْ نَحْنُ جِئنَا صَدَّنَا عَنْهُ حَاجِبُهْ [من الطويل] 2110 - إِذَا مَا بَكَتْ أَقْلَامُهُ ابْتَسَمَ النَّدَى ... وَإِنْ قَطَّبَتْ آرَاؤُهُ ضَحِكَ النَّصْرُ الحارث بنُ حلزة المَخْزُوْمِيّ: [من الطويل] 2111 - إِذَا مَا بَكَى ذُو الشَّجْوِ أَصْغَيْتُ نَحْوَهُ ... وَآسَيْتُهُ بِالشَّجوِ مَا دَامَ بَاكِيَا البَصْرَوِيُّ: [من الوافر] 2112 - إِذَا مَا بُلْغَةٌ جَاءتْكَ عَفْوًا ... فَخُذْهَا فَالغِنَى مَرْعًى وَشُرْبُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ (¬1): ¬
إِذَا مَا بَنَاتُ الدَّهرِ يَسَّرْنَ لِلفَتَى ... ثَلَاث خِصَالٍ قَلَّمَا تَيَّسَّرُ كَفَافٌ يَصُوْنُ الحرَّ عَنْ بَذْلِ وَجْهِهِ ... فَيُضْحِي وَيُمْسِي وَهُوَ حرٌّ مُوَقَّرُ وَكَأْسٌ تُسَلِّيْهِ إِذَا الهَمُّ ضافَهُ ... وَمُحْسِنَةٌ إِحْسَانِهُا ليس يُنْكَرُ وَرَابِعَةٌ عَزَّتْ وَقَلَّ حصُوْلهَا ... صَدِيْقٌ عَلَى الأَيَّامِ لَا يَتَغَيَّرُ فَذَاكَ الَّذِي قَدْ نَالَ ملْكًا بلا أَذَى ... وَأُسْعِدَ بِالخَيْرَاتِ إن كَانَ يُفْكِرُ [من الطويل] 2113 - إِذَا مَا بَنُو قَيْسٍ أَقَامُوا بِبَلْدَةٍ ... مِنَ الأَرْضِ لَمْ يَصْلُحْ ظُهُوْرًا صَعِيْدُهَا أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 2114 - إِذَا مَا تَأَمَّلْتَ الزَّمَانَ وَصَرْفَهُ ... تَيَقَّنْتَ أَنَّ المَوْتَ ضَرْبٌ مِنَ القَتْلِ أَبْيَاتُ المُتَنَبِّيُّ يَرْثي سَيْفُ الدَّوْلَةِ بِوَلَدٍ صَغِيْرٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: فَإِنْ تَكُ فِي قَبْرٍ فَإِنَّكَ فِي الحَشَا ... وإِنْ تَكُ طِفْلًا فَالأَسَى ليس بِالطِّفْلِ وَلَمْ أَرَ أَعْصَى مِنْكَ لِلدَّهْرِ عبْرَةً ... وَأَثْبَتَ عَقْلًا وَالقُلُوْبُ بِلَا عَقْلِ تَخُوْنُ المَنَايَا عَهْدهُ فِي سَلِيْلِهِ ... وتنصرهُ بَيْنَ الفَوَارِس وَالرّجلِ وَيَبْقَى عَلَى مَرِّ الحَوَادِثِ صَبْرهُ ... وَيَبْدُو كَمَا يَبْدُو الفَرِيْدُ عَلَى الصَّقْلِ إِذَا مَا تَاَمَّلْتَ الزَّمَانَ وَصرْفَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا المَوْتُ إِلَّا سَارِقٌ دَقّ شَخْصَه ... يَصُوْلُ بلا كَفٍّ وَيَسْعَى بلا رِجْلِ وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا أن يُؤَمَّلَ عِنْدَهُ ... حَيَاةٌ وأن يَشْتَاقُ فِيْهِ إلى النسلِ [من الطويل] 2115 - إِذَا مَا تَأَمَّلْنَا الخُطُوْبَ وَكَرَّهَا ... عَلَيْنَا عَلِمْنَا أَنَّنَا نَتَعَلَّلُ قَبْلهُ: تَأمَّلْ تَصَارِيْفَ الزَّمَانِ فَإِنَّمَا ... يُكَشِّفُ أَسْرَارَ الأُمُوْرِ التأمُّلُ ¬
إِذَا مَا تأَمَّلنَا الخُطُوْبَ. البَيْتُ فِي ثَقِيْلٍ: [من الطويل] 2116 - إِذَا مَا تَبَدَّى طَالِعًا فَكَأَنَّهُ ... كِتَابٌ بِعَزْلٍ أَو فِرَاقُ حَبِيْبِ [من الطويل] 2117 - إِذَا مَا تَجَلَّى لِي فَكُلِّي نَوَاظِرٌ ... وَإِنْ هُوَ نَاجَانِي فَكُلِّي مَسَامِعُ قَبْلهُ: حَبِيْبٌ هَجَرْتُ النَّاسَ مِنْ أَجْلِ حُبِّهِ ... وَطَاوَعْتُهُ وَالمُدْنَفُ الصَّبُّ طَائِعُ إِذَا مَا تَجَلَّى لِي. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: حَرَامٌ عَلَى قَلْبي مَحَبَّةُ غَيْرِهِ ... كَمَا حُرِّمَتْ يَوْمًا لِمُوْسَى المَراضِعُ يَزِيْدُ بنُ الوَليْدِ: [من المتقارب] 2118 - إِذَا مَا تَحَدَّثْتُ فِي مَجْلِسٍ ... تَنَاهَى حَدِيْثِي إِلَى مَا عَلِمْتُ كَعْبُ الغَنَوِيُّ فِي أَخِيْهِ: [من الطويل] 2119 - إِذَا مَا تَرَاهُ الرِّجَالُ تَحَفَّظُوا ... فَلَمْ تنطقِ العَوْرَاءَ وَهُوَ قَرِيْبُ [من الطويل] 2120 - إِذَا مَا تَعَشَّقْتَ الحِسَانَ وَلَمْ تَكُنْ ... صَبُوْرًا عَلَى البَلوَى فَلَا تَكُ عَشَّاقَا يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: [من الطويل] 2121 - إِذَا مَا تَعنَّى المَرْءُ فِي إِثْرِ حَاجَةٍ ... وَأَنْجَحَ لَمْ يَثْقُلْ عَلَيْهِ عَنَاؤُهُ 2122 - إِذَا مَا تَغَنَّتْ أَعْرَبَتْ عَنْ فَصَاحَةٍ ... لِنَجْدٍ عَلَيْهَا شَاهِدٌ وَدَلِيلُ ¬
قَوْلُ القَائِلُ: إِذَا مَا تَغَنَّتْ أَفْصَحَتْ عَنْ فَصَاحَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَمَا ذاك إِلَّا أَنَّ نَظمَ عَقْدِهَا ... لَهُ الفَضْلُ خَذْنٌ وَالوَفَاءُ خَلِيْلُ تَجُوْلُ المَعَالِي حُيْثُ جَالَ يَرَاعُهُ ... فَفِي أَيِّ وَادٍ مَالَ فَهِيَ تَمِيْلُ إِذَا مَا تَهَادَتْ أَلْسُنُ الوَصْفِ مَدْحَهُ ... وَرَاسَلَهَا وُرْقٌ لَهُنَّ هَدِيْلُ تَنَاسَى بِهَا المُشْتَاقُ مَا أَهْدَتِ الصِّبَا ... إِلَيْهِ وَلَو أَنَّ النَّسِيْمَ عَلِيْلُ أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ: [من الطويل] 2123 - إِذَا مَا تَقَاضَى المَرْءَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ... تَقَاضَاهُ شَيْءٌ لَا يَمَلُّ التَّقَاضِيَا هَذَا البَيْتُ مِنَ القَصِيْدَةِ الَّتِي أَوَّلُهَا: أَلَا حَيِّ مِنْ أَجْلِ الحَبِيْبِ المَغَانِيَا ... لَبِسْنَ البَلَى مِمَّا لَبِسْنَ اللَّيَالِيَا حَبَتْكَ اللَّيَالِي بَعْدَمَا كُنْتَ مرَّةً ... سِوَى العَصَا لَوْ كُنَّ يُبْقِيْنَ بَاقِيَا إِذَا مَا تَقَاضَى المَرْءَ. البَيْت وَتُرْوَى: إِذَا مَا نَقَاضَى المَرْءَ يَوْمًا وَلَيْلَةً. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ فِي أَبِي الخطاب: [من الطويل] 2124 - إِذَا ما تَقَاطَعْنَا وَنَحْنُ بِبَلْدَةٍ ... فَمَا فَضْلُ قُرْبِ الدَّارِ مِنَّا عَلَى البُعْدِ [من الطويل] 2125 - إِذَا مَا تَقَضَّى الوِدُّ إِلَّا تَكَاثُرًا ... فَهَجْرٌ جَمِيْلٌ لِلفَرِيْقَيْنِ صَالِحُ قَبْلهُ: تَلَوَّنْتَ أَلْوَانًا عَلَيَّ كَثيْرَةً ... وَمازَجَ عذْبًا مِنْ إخَائِكَ مَا وَلِي عَنْكَ مُسْتَغْنًى وَفِي الأَرْضِ مَذْهَبٌ ... فَسِيْحٌ وَرِزْقُ اللَّهِ غَادٍ وَرَائِحِ إِذَا مَا تَقَضى الوُدُّ إِلَّا تَكَاثَرًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
لِتَعْلَمَ أَنِّي إِنْ أَردْتَ قَطِيْعَتِي ... وَسَامَحْتَ بِالهِجْرَانِ إِنِّي مُسَامِحُ وَسَلَخَهُ آخَرُ فَقَالَ: إِذَا لَمْ تَقَضِّ الوُدَّ إِلَّا تَكَاثُرًا ... فَهَجْرٌ جَمِيْلٌ لِلْفَرِيْقَيْنِ أَجْمَلُ أَحْمَدُ بنُ عَمَّار الحُسَيْني الكُوْفِيّ: [من الطويل] 2126 - إِذَا مَاتَ قَلْبُ المرْءِ مِنْ دُوْنِ جِسْمِهِ ... فَمَا هُوَ إِلَّا المَيْتُ وَالجَسَدُ القَبْرُ [من المتقارب] 2127 - إِذَا مَا تَكَدَّرَ عَيْشُ الفَتَى ... فَإِنَّ المَنِيَّةَ أَوْلَى بِهِ [من الطويل] 2128 - إِذَا مَاتَ لَمْ تُفْلحْ مُزِيْنَةُ بَعْدَهُ ... فَنُوْطِي عَلَيْهِ يَا مُزْيَنُ التَّمَائِمَا تَمَثَّلَ مُعَاوِيَةُ بن أَبِي سُفْيَانَ هَذَا البَيْتِ فِي وَلَدِهِ يَزِيْدُ. * * * قِيْلَ كَانَ لِمُعَاوِيَةَ ابنٌ مَضْعُوْفٌ، اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ فَجَلَسَ مُعَاوِيَةُ يَوْمًا مَعَ أُمِّ عَبْدُ اللَّهِ وَمَرَّتْ بِهُمَا أُمُّ يَزِيْدَ وَهِيَ مَيْسُوْنُ بِنْتُ بَحْدَلٍ الكُلَيْبيَّةِ وَكَانَتْ حَمْشَاءَ تَخْفِي حَمْشَهَا وَالَحَمشُ دقَّةُ السَّاقَيْنِ فَقَالَتْ أُمُّ عَبْدُ اللَّهِ لَعَنَ اللَّهُ أَحْمَشَ سَاقيهَا فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ وَقَالَ أَوَقَدْ رَأَيتِ ذَلِكَ مِنْهَا أَمَا وَاللَّهِ مَا انْفَرَجَتْ عَنْهَا سَاقَاهَا خَيْرٌ مِمَّا انْفَرَجَتْ عَنْهُ سَاقَاكِ يَعْنِي الوَلَدَ فَقَالَتْ أَمُّ عَبْدُ اللَّهِ لَا وَاللَّهِ وَلَكِنْ تُحِبُّ ابنهَا فَتُحَابِيْهِ فَقَالَ سَأُرِيْكِ ثُمَّ أَحْضرَ ابنهَا عَبْدَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ إِنِّي أقضِي لَكَ كُلَّ حَاجَةٍ فَلَا تَدَعَنَّ حَاجَةً لَكَ إِلَّا ذَكَرتهَا قَالَ يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ اشْتَرِ لِي حِمَارًا فَقَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ أَنْت حِمَارٌ وَأَشْتَرِي لَهُ حِمَارًا. تُمَّ أَحْضرَ يَزِيْدَ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ فَحَمَدَ يَزِيْدُ اللَّهَ تَعَالَى ثُمَّ قَالَ يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ اجْعَلْ لِي عَهْدَكَ فَقَالَ فَعَلْتُ فَهَل مِنْ حَاجَةٍ أُخْرَى؟ فَحَمَدَ يَزِيْدُ اللَّهَ تَعَالَى ثُمَّ قَالَ نَعَمْ يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ تزِيْدُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَشْرَةَ دَنَانِيْرَ وَتُعْلِمُهُمْ أَنَّ ذَلِكَ بِشَفَاعَتِي ¬
قَالَ قَدْ فَعَلْتَ فَهَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ سوى هَذَا فَحَمَدَ اللَّهُ يَزِيْدَ ثُمَّ قَالَ نعَمْ وَتَفْرِضُ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ لأَوْلَادِ مَنْ قُتِلَ مَعَهُ بِصفِّيْنَ وَغَيْرهَا قَالَ قَدْ فَعَلْتُ فَهَل غَيْرَ هَذَا فَحَمَدَ اللَّهُ تَعَالَى ثُمَّ قَالَ نَعَمْ يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ تَجْعَل إِليَّ غَزْوِ الطّائِفَةِ العَامَ أفتح أَمِرِي بِتَجْهِيْزِ الجُيُوْشَ فِي سَبيْلِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ قَد فَعَلْتُ ذَلِكَ فَلَمَّا رَأَتْ أُمُّ عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ يَزِيْدًا قَدْ دَخَلَ عَلَى الخلَافَةِ قَاَلَتْ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أَعْلَمُ بِوَلِدِهِ فَأَوْصِهِ بِي وَبِابنِي يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِينَ وَقَامَ يَزِيْدُ وَهُوَ يَدْعُو لأَبيْهِ وَذَهَبَ. فَتَمَثَّلَ مُعَاوِيَةَ بِقَوْلِ القَائِلِ: إِذَا مَاتَ لَمْ تَفْلحْ مُزِينَةُ بَعْدَهُ. البَيْتُ. زِيَادٌ الأَعْجَمُ: [من الطويل] 2129 - إِذَا مَاتَ مِنَّا سَيِّدٌ ذُو دَعَامَةٍ ... بَدَا فِي رِكَابِ المَجْدِ آخَرُ صَالِحُ حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 2130 - إِذَا مَاتَ مِنَّا سَيِّدٌ قَامَ بَعْدَهُ ... نَظِيْرٌ لَهُ يُغْنِي غَنَاهُ وَيُخْلِفُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ السَّمَوْأَل بن بنِ عَادِيَاءَ (¬1): إِذَا مَاتَ مِنَّا سَيِّدٌ قَامَ سَيِّدٌ ... قَؤُوْلٌ بِأَقْوَالِ الكِرَامِ فَعُوْلُ وَمِنْ [هذا] البَابِ قَبْلهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ يَصِفُ كَاتِبًا (¬2): إِذَا مَا تَمَلَّكَ قِرْطَاسهُ ... وَسَاوَرَهُ القَلَمُ الأَرْمَشُ تَضَمَّنَ مِنْ خَطِّهِ حُلَّةً ... كَنَقْشِ الدَّنَانِيْر بل أنْقَشُ حُرُوْفٌ تُعِيْدُ لِعَيْنِ الكَلِيْلِ ... نَشَاطًا وَيَقْرَؤُهَا الأَخْفَشُ وَمِنْ هَذَا البَابِ الأَوَّلِ قَوْلُ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ (¬3): إِذَا مَاتَ مِنَّا سَيِّدٌ سَادَ مِثْلهُ ... رَحِيْبُ الذِّرَاعِ بِالسِّيَادَةِ خِضْرمُ يُجِيْبُ إِلَى الجُلَّى وَيَخْتَصرُ الوَغَا ... أَخُو ثِقَةٍ يَزْدَادُ خَيْرًا وَيكْرُمُ ¬
الخِضرمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الكَثِيْرُ يُقَالُ رَجُلٌ خِضْرُمٌ أي كَثيْرُ العَطَاءِ وَالوَغَاءِ وَالوَجَا الصَّوْتُ فِي الحَرْبِ. الخَبَّازُ الكَرْخِيُّ: [من الطويل] 2131 - إِذَا مَا ثُغُوْرُ الدَّهْرُ يَوْمًا تَبَسَّمَتْ ... إِليْكَ بِبشْرٍ فَانْتَهِزْ فُرْصَةَ البِشْرِ قَبْلهُ: تَنَبَّهْ فَقَدْ نَمَّ النَّسِيْمُ عَلَى الزَّهْرِ ... وَدَلَّتْ أَغَارِيْدُ الحَمَامِ عَلَى الفَجْرِ تَيَقَّظْ لِسَاعَاتِ السُّرُوْرِ إِذَا سَخَا بِهَا ... الدَّهْرُ وَاجْهَدْ أَنْ تَمُوْتَ مِنَ السُّكْرِ إِذَا مَا ثُغُوْرُ الدَّهْرِ يَوْمًا تَبَسَّمَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ رَعَى اللَّهُ أَيَّامًا جَنَيْنَا ثِمَارَهَا ... بِأَيْدِي المُنَى مِنْ بَيْنِ أَوْرَاقِهَا الخضْرِ لَيَالِي أَعْطَيْنَا الخَلَاعَةَ حَقَّها ... جِهَارًا وَغَافَلْنَا بِهَا نُوَبَ الدَّهْرِ خَلَعْنَا عَلَى اللَّذَّاتِ أَرْدِيَةَ التُّقَى ... مِرَاحًا وَسَلَّمْنا العُقُوْلَ إِلَى الخَمْرِ [من الوافر] 2132 - إِذَا مَا جَادَ بِالأَمْوَالِ ثَنَّى ... وَلَمْ تُدْرِكْهُ فِي الجُوْدِ النَّدَامَهْ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 2133 - إِذَا مَا جَرَرْتُ الرُّمْحَ لَمْ يَثْنِنِي أَخٌ ... مُلِحٌّ وَلَا أُمٌّ تَصِيْحُ وَرَائِي بَعْدهُ: وَشَيَّعَنِي قَلْبٌ إِذَا مَا أَمَرْتُهُ ... أَطَاعَ بِعَزْمٍ لَا يَرُوْعُ وَرَائِي [من الطويل] 2134 - إِذَا مَا جَرَى تَذْكَارُكُمْ فِي مَسَامِعِي ... طَرِبْتُ وَذُو الشَّجْوِ القَدِيْمِ طَرُوْبُ بَعْدهُ: وَأَسْتَنْشِقُ الأَرْوَاحَ من نَحْوِ أَرْضِكُمْ ... كَأَنِّي عَلِيْلٌ وَالنَّسِيْمُ طَبِيْبُ ¬
دَعَامَةُ بنُ يَزِيْدٍ الطَّائيّ: [من الطويل] 2135 - إِذَا مَا جَعَلْتَ السِّرَّ عِنْدَ مُضَيِّعٍ ... فَإِنَّكَ مِمَّنْ ضَيَّعَ السِّرَّ أَذْنَبُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 2136 - إِذَا مَا جَنَوَا ذَنْبًا إِلَيَّ احْتَقَرتُهُ ... فَأَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ العَظِيْمِ وَأَصْفَحُ قَبْلهُ: أَبُثُّكَ أَنِّي رَاغِبٌ عَنْ مَعَاشِرٍ ... يَضُنُّوْنَ بِالوُدِّ القَلِيْلِ وَأَسْمَحُ إِذَا مَا جَنُوَا ذَنْبًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَيُظْهِرُ لِي قَوْمٌ بعَادًا وَجَفْوَةً ... وَمَا عَلِمُوا أَنِّي بِذَلِكَ أَفْرَحُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلٌ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ (¬1): إِذَا مَا جَعَلْتُ الدَوَّ بَيْنِي وَبَيْنكُمْ ... مُعْتَلِجًا يهْدِي الغدَاةَ مِنَ الرَّمْلِ أَذِنْتُ لَكُمْ أن تَظْلِمُوني جُهْدَكُمْ ... وأن تَقْتَلِوْني إن قَدَرْتُمْ عَلَى قتلِي وَمِنْ هَذَا البَابِ الَّذِي يَلِيْهِ قَوْلُ أحْمَد بن عَلَوِيَّه الأَصبَهَانِيُّ (¬2): إِذَا مَا جَنَى الجانِي عَلَيْهِ جِنَايَةً ... عَفَا كَرَمًا عَنْ ذَنْبهِ لَا تَكَرُّمَا وَيُوْسِعُهُ رِفْقًا يَكَادُ لِبَسْطِهِ ... يَوَدُّ بريءُ القَوْمِ لَوَ كَانَ مُجْرِمَا وَمِنَ البَابِ الَّذِي يَلِيْهِ قَوْلُ يُوْسُفَ بن حَمُّويَهَ المَنَادِي القَزْوِيْنيّ (¬3): إِذَا مَا جِئْتَ أحْمَد مُسْتَمِيْحًا ... فَلَا يَغْرُرْكَ مَنْظَرَهُ الأَنْيقُ لَهُ خَلقٌ وَلَيْسَ لديه خُلقٌ ... كَبَارِقَةٍ تَرُوْقُ وَلَا تُرِيْقُ ¬
فَلَا يَخْشَى العدُوُّ لَهُ وَعِيْدًا ... كَمَا بالوَعْدِ لَا يَثِقُ الصّدِيْقُ وَمِنْ بَابِ (إِذَا مَاح) قَوْلُ سُلَيْمَانُ وَهْبٍ يَصِفُ الكِتَابَةَ (¬1): إِذَا مَا حدَوْنَا وَانتضَيْنَا قَوَاطِعًا ... أصَمَّ الحَدِي السَّمْعَ مِنْهَا صَرِيْرَا نُسَاقِطُ فِي القِرْطَاسِ مِنْهَا بدَائِعًا ... كَمِثْلِ اللآلِي نَظْمُهَا وَنَثيْرهَا [من الوافر] 2137 - إِذَا مَا حَامَتِ العِقْبَانُ ظُهْرًا ... تَسَتَّرَتِ الجَوَارحُ بِالغِيَاضِ المَعَرِيُّ: [من الطويل] 2138 - إِذَا مَا حِبَالٌ مِنْ حَبِيْبٍ تَصَرَّمَتْ ... عَلِقْتُ لِخِلٍّ غَيْرِهِ بِحِبَالِ [من الطويل] 2139 - إِذَا مَا حَرِيْزُ القَوْمِ بَاتَ وَمَالَهُ ... مِنَ اللَّهِ وَاقٍ فَهُوَ بَادِي المَقَاتِلِ [من المتقارب] 2140 - إِذَا مَا حَضَرْتَ فَكُلِّي عُيُوْنٌ ... وَإِنْ غِبْتَ عَنِّي فَكُلِّي قُلُوْبُ [من الطويل] 2141 - إِذَا مَا حَلَلْتَ الأَرْضَ زَالَ نُحُوْسُهَا ... وَأَقْبَلَ مِنْ كُلِّ الجهَاتِ سُعُوْدُهَا قَبْلهُ: أتى العِيْدُ فَاسعَدِ أَلْفَ عِيْدٍ بِمِثْلِهِ ... فَأَنْتَ لأَبْنَاءِ المَطَالِبِ عِيْدُهَا إِذَا مَا حَلَلْتَ الأَرْضَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَكَيْفَ يحِلُّ المَحَلُّ أَرْضًا يحِلُّهَا ... وَكَفّكَ غَيْثٌ لَا يزَالُ يَجُوْدُهَا ¬
يَزِيْدُ بنُ مُعَاويِةَ: [من الطويل] 2142 - إِذَا مَا حَلَمْنَا كَانَ آخِرُ حِلْمِنَا ... زِيَادَةُ بَاعٍ فِي يَدِ المُتَطَاوِلِ كَتَبَ يَزِيْدُ بنُ معَاويِةَ بن أَبِي سُفْيَانَ إِلَى أَهْلِ المَدِيْنَةِ: أَمَّا بَعْدُ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ دَفَعْتُ بكُمْ حتَّى أَخْرَقتُكُمْ وَأمَنْتكُمْ حَتَّى أَحْرَقْتُكُمْ وَاللَّهِ لأَبُو سُفْيَانَ أَحْلَمُ مِنْ حَرْبٍ وَلَمُعَاوِيَةُ أَحْلَمُ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ وَلَيَزِيْدُ أَحْلَمُ مِنْ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ: [من الطويل] إِذَا مَا حَلَمْنا كَانَ آخِرُ حلْمنَا ... زِيَادَةُ بَاعٍ فِي يَدِ المُتَطَاوِلِ وَقَدْ كَتَبَ إِلَيْكُمْ كِتَابًا فَاسْتَمِعُوْهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلِ المَدِيْنَةِ لَقَدْ حَمَلْتكُمْ عَلَى رَأْسِي ثُمَّ عَلَى عَيْني ثُمَّ عَلَى أَنْفِي ثُمَّ عَلَى نَحْرِي وَاللَّهِ لَئِنْ جَعَلتكُمْ تَحْتَ قَدَمَيَّ لأطَأَنَّكمْ وَطْأَةَ المُتَثَاقِلِ وَلأَشَرِّدَنّكُمْ عَن أَوْطَانكُمْ وَلأَتْرِكَنَّكمْ أَحَادِيْثَ سَبَاءٍ تَنْسَخُ فِيْهِ كُتُبُكُمْ مَعَ كُتُبِ عَادٍ وَقَالَ (¬1): أَظِنُّ الحِلْمَ دَلَّ عَلَيَّ قَوْمِي ... وَقَدْ يُسْتَجْهَلُ الرَّجُل الحَلِيْمُ وَمَارَسْتُ الرّجَالَ وَمَارَسُوْني ... فَمُعْوَجٌّ عَلَيَّ وَمُسْتَقِيْم * * * فِي المَثَلِ: أتَتْكَ بِحَائِنِ رِجْلَاهُ أَخْبَرَ المُفَضَّلُ قَالَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ هَذَا المَثَلَ الحَارَثُ بنُ جَبَلَةَ الغُسَّانِيُّ قَالَهُ لِلحَرَثِ بن العَيّفِ الَبْدِيّ وَكَانَ ابْنُ العَيّفِ قَدْ هَجَاهُ فَلَمَّا غَزَا الحَارَثُ بن جَبَلَةَ المُنْذِرَ بن مَاءِ السَّمَاءِ، كَانَ ابْنُ العَيِّفِ مَعَهُ فَقُتِلَ المُنْذِرُ وَتَفَرَّقَتْ جُمُوْعُهُ، وَأُسِرَ ابن العَيِّفِ فَأَتَى بِهِ الحَارَثَ فَعِنْدَهَا قَالَ: أَتَتْكَ بِحَائِنٍ رجلَاهُ. يَعْنِي مَسِيْرَهُ مَعَ ابنِ المُنْذِرِ إِلَيْهِ ثُمَّ أَمَرَ الحارَثُ سُيَّافُهُ الدَّلَامِصَ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً دَقَّتْ مَنْكِبَهُ ثُمَّ بَرَأَ مِنْهَا وَبِهِ خَبَلٌ. وَقِيْلَ أَوَّلُ مَنْ قَالَهُ عَبيْدُ بنُ الأَبْرَصِ حِيْنَ عَرَضَ لِلنُّعْمَانِ بن المُنْذِرِ فِي يَوْمِ بُؤْسِهِ وَكَانَ قَصْدهُ لَيَمْدَحهُ وَلَمْ يَعْرِف أَنَّهُ يَوْم بُؤْسِهِ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ قَالَ لَهُ النُّعْمَانُ مَا جَاءَ بِكَ يَا عَبِيْدُ قَالَ أَتَتْكَ بِحَائِنٍ رِجْلَاهُ فَقَالَ النُّعْمَانُ هَلَّا ¬
كَانَ هَذَا غيرك قَالَ البَلَايَا عَلَى الحَوَايَا فَذَهَبَتْ كَلِمَتَاهُ مَثَلًا. مَرْوَانُ: [من الطويل] 2143 - إِذَا مَا حِمَامُ المَرْءِ حُمَّ بِبَلْدَةٍ ... دَعَتْهُ إِلَيْهَا حَاجَةٌ أَو تَطَرُّبُ الحَرِيْرِيُّ: [من المتقارب] 2144 - إِذَا مَا حَوَيْتَ جَنَى نَخْلَةٍ ... فَلَا تَقْرَبَنْهَا إِلَى قَابِلِ بَعْدهُ: وَإِمَّا سَقَطْتَ عَلَى بَيْدَرٍ ... فَحَوْصِلْ مِنَ السُّنْبلِ الحَاصِلِ وَلَا تَلْبِثَنْ إِذَا مَا لَقَطْتَ ... فَتَنْشَب فِي كَفِّهِ الحَابِلِ وَلَا تُوْغِلَنْ إِذَا مَا سَبَـ ... ـــحْتَ فَإِنَّ السَّلَامَةَ فِي السَّاحِلِ وَخَاطِب بِهَا وَجَاوِب ... سيوف وَبِعْ آجِلًا مِنْك بِالعاَجِلِ وَلَا تُكْثِرَنَّ عَلَى صَاحِبٍ ... فَمَا مُلَّ قَدْ سِوَى الوَاصِلِ هَارونُ بن المُعْتَصمِ: [من الوافر] 2145 - إِذَا مَا خَانَنِي يَوْمًا جَوَادِي ... جَعَلْتُ الأَرْضَ لِي فَرَسًا وَثِيْقَا [من الطويل] 2146 - إِذَا مَا خَبَا نُوْرُ المَقَالِ تَنَوَّرَتْ ... عَلَى وَارِثي آثارُ نِعْمَتِكُمْ بَعْدِي المَعَرِيُّ: [من الطويل] 2147 - إِذَا مَا خَبَتْ نَارُ الشَّبِيْتةِ سَاءَنِي ... وَلَوْ نُصَّ لِي فَوْقَ النُّجُوْمِ خِبَاءُ أَبُو نوَّاسٍ: [من الطويل] 2148 - إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلَا تَقُلْ ... خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيْبُ ¬
قَالَ ثَعْلَبٌ: كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَى أَحْمَد بن حَنْبَلٍ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ: فِيْمَ تَنْظُرُ؟ قَلْتُ: فِي النَّحْوِ وَالعَرَبِيَّةِ فَأَنْشَدَنِي لِبَعْضِ بَنِي أَسَدٍ (¬1): غَفَلْنَا عَنِ الأَيَّامِ حِيْنَ تَتَابَعَتْ ... ذُنُوْبٌ عَلَى آثَارِهِنَّ ذُنُوْبُ فَيَالَيْتَ أَنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ مَا مَضَى ... وَيَأذَنُ فِي تَوْبَاتِنَا فَنَتُوْبُ (¬2) وَكَانَ الإِمَامَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْتَحْسِنُ قَوْلُ أَبُو نواسٍ هَذَا: إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَا تَحسِبَنَّ اللَّهَ يغْفَلُ مَا مَضَى ... وَلَا أَنَّ مَا يُخْفَى عَلَيْهِ يَغِيْبُ (¬3) فَأَحْسَنُ وَأَجْمَلُ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّمَا ... بِقَرْضِكَ تَجْرِي وَالقُرُوْضُ ضُرُوْبُ (¬4) وَلَا تَكُ مَغْرُوْرًا تعلل بَاطِن ... وَقُلْ إِنَّمَا أدَّعِي غَدًا فَأُجِيْبُ (¬5) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اليَوْمَ أَسْرَعَ ذَاهِبًا ... وَإِنَّ غَدًا لِلنَّاظِرِيْنَ قَرِيْبُ (5) وَإِنَّ المَنَايَا تَحْتَ كُلِّ ثَنِيَّةٍ ... لَهُنَّ سِهَامٌ مَا تَزَالُ تُصِيْبُ (5) ذَهَبْنَ بِأخْوَانِ الصَّفَاءِ ... فَأَصبَحَتْ لَهُنَّ عَلَيْنَا نوبة [فتنوب] (5) وَلِلْمُخَبَّلِ السَّعْدِيّ يَقُوْلُ (¬6): وَلَا تُدْخِلَنَّ الدَّهْرَ قَبْركَ حوبةً ... يَقُوْمُ بِهَا يَوْمًا [حسيبُ] أَنْشَدَ الرَّاغِبُ: [من الطويل] 2149 - إِذَا مَا خَلِيْلِي صَدَّ عَنِّي بِنَبْوَةٍ ... فَدِرْهَمِيَ المَنْقُوْشُ خَيْرُ خَلِيْلِ ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ كَعْبٍ بن زُهَيْرٍ بن أَبِي سُلْمَى (¬1): إذ مَا خَلِيْلٌ لَمْ يَصلْكَ فَلَا تَقُمْ ... بتلعته واعهد لآخرِ وَاصل [من الطويل] 2150 - إِذَا مَا خَلِيْلِي لَمْ يَكُنْ خَلْفَ نَاقَتِي ... لَهُ مَرْكَبٌ فَضْلًا فَلَا حَمَلَتْ رَحْلِي بَعْدهُ: وَلَمْ يَكُ مِنْ زَادِي لَهُ مِثْلُ مزْوَدِي ... فَلَا كُنْتَ ذَا دَارٍ وَلَا كُنْتَ ذَا رَحْلِ شَرِيْكَانِ فِيْمَا نَحْنُ فِيْهِ وَقَدْ أَرَى ... عَلَيَّ لَهُ فَضلًا بِأَنْ نَالَ مِنْ فَضْلِي ابن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 2151 - إِذَا مَا خُمَارُ السُّكْرِ بَاكَرَني غَدًا ... فَلَا حَبَّذَا يَوْمي وَلَهفِي عَلَى أَمْسِي الصَّنَوْبَرِيُّ: [من الطويل] 2152 - إِذَا مَا دَجَا خَطْبٌ فَأَنْتَ نَهَارُهُ ... وَإِنْ أَجْدَبَتْ أَرْضٌ فَأَنْتَ رَبِيْعُهَا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 2153 - إِذَا مَا دُخَانُ النَّدِّ من ثَوْبِهَا عَلَا ... عَلَى وَجْهِهَا أَبْصَرْتَ غَيْمًا عَلَى شَمْسِ قَبْلهُ: وَآلِفَةٍ لَلطِّيْبِ لَيْسَ يَزِيْدُها ... مُنَعَّمَةِ الأَطْرَافِ تَدْمِي مِنَ اللَّمْسِ يَبِيْتُ سَحِيْقُ المِسْكِ فَوْقَ فِرَاشِهَا ... وَيُصْبِحُ مَبْثُوْثًا عَلَيْهِ كَمَا يُمْسِي إِذَا مَا دُخَانُ النَّدِّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ لَهَا صُفْرَةٌ فِي وَجْهِهَا مِنْ مَلَاحَةٍ ... كَصُفْرَةِ لَوْنِ العَاجِ لَا صفْرَةُ العُرْسِ ¬
[من الطويل] 2154 - إِذَا مَا دَخَلتُ الدَّارَ يَوْمًا وَرُفِّعَتْ ... سُتُورُكَ لِي فَانْظُر بِمَا أَنا خَارِجُ بَعْدهُ: فَسِيَّانَ بَيْنَ العَنْكَبُوْتِ وَجَوْسَقٌ ... مُنِيْفٌ إِذَا لَمْ تُقْضَ فِيْهِ الحَوَائِجُ مسلمُ بنُ الوليد: [من الطويل] 2155 - إِذَا مَا دَعَانِي قَائِدُ اللَّه وَالصِّبَا ... أَجَبْتُ وَلَمْ أَسْمَعْ مَلَامًا وَلَا زَجْرَا أَبْيَاتُ مُسلِمُ بنُ الوَليْدُ من قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: هَلَّا اسقَيَانِي الكَأسَ إن لَمْ يَكُنْ خَمْرَا ... وَلَا تسْكِرَانِي لَسْتُ أَحْتَمِلُ السُّكْرَا لَقَدْ أَخَذَتْ مِنِّي الغُوَايَةُ حَقَّهَا ... قَدِيْمًا وَأَنِّي قَدْ أحطتُ بِهُا خُبرَا إِذَا مَا دَعَانِي قَائدُ اللَّهْوِ. البَيْتُ وُمُسْتَوْدِعِي سِرًّا تَقَلّدتُ حفظهُ ... فبوّأته من مستنفر الحيا فَبَرَا وزلة جارٍ فاجر قَدْ سَترْتهَا ... وَلَو مثلهَا مِنِّي رَأى هتكَ السُّتْرَا إِذَا كَانَ ذَنْبُ المَرْءِ يَدْفَعُ عُذْرهُ ... صَفَحْتُ العَفْوَ مِنِّي لَهُ عُذْرَا وَكَمْ مِنْ أَخٍ لِي كُنْتُ آمِنٌ غِبّهُ ... فَغَيَّرَهُ الوَاشُوْنَ فَاسْتَحْسَنَ العُذْرَا إِذَا سَرَّني دَهْرٌ سُرِرْتُ وَإِنْ أَبَى ... أَبَيْتُ عَلَيْهِ إن أضِيْقَ بِهِ صَبْرَا وَكَمْ مِن مُسِيْءٍ قَدْ لَقِيْتُ وَمُحْسِنٍ ... فَأَوْسَعْتُ ذَا ذَمًّا وَأَوْسَعْتُ ذَا شكْرَا ألا أَبَتِ الأَشْيَاءُ إِلَّا تَلَبُّسًّا ... عليكَ فَقِسْهَا تَعْرِفُ السَّهْلَ وَالوَعْرَا أَخُو الجوْدِ يَسْقِي القَوْمَ فَضْلَ إنَائِهِ ... وَذُو البُخْلِ لَا يُبْدِي وَلَو جَاوَزَ البَحْرَا وَكلّ امْرِىٍ يُعْطِيْكَ قِيْمَةَ عِرْضِهِ ... إِذَا كَانَ لَا يَشْكُو الخَصَاصَةَ وَالفَقْرَا لَصَبْرُكَ عنَ البأسِ أَحْسَنُ مَوْقِعًا ... وَأَفْضلُ مِنْ مَالٍ تُصَيّرُهُ ذخْرَا وَمَنْ لَا يُسَلّ لِلحَوَادِثِ رَاضِيًا ... بما تَحْكم الأيَّامُ يَرْضَ بِهَا قَسْرَا ¬
ابْنُ حَازِمِ البَاهِلِيُّ: [من الطويل] 2156 - إِذَا مَا دَعَوْتَ الشَّيْخَ شَيْخًا هَجَوْتَهُ ... وَحَسْبُكَ مَدْحًا لِلفَتَى قَوْلُ: يَا فَتَى بَعْدهُ: أُشَبِّهُ أَيَّامَ الشَّبَابِ الَّتِي مَضَتْ ... وَأَيَّامُنَا فِي الشَّيْبِ بِالفَقْرِ وَالغنى أَبُو عُثْمَان الجَاحِظِ: [من الطويل] 2157 - إِذَا مَا دَعَوْتُ الصَّبْرَ بَعْدَكَ وَالبُكَا ... أَجَابَ البُكَا طَوْعًا وَلَمْ يُجِبِ الصَّبْرُ بَعْدهُ: فَإِنْ يَنْقَطِعُ مِنْكَ الرَّجَاءُ فَإِنَّهُ ... سَيَبْقَى عَليْكَ لِلحزْنِ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ: [من الطويل] 2158 - إِذَا مَا دَعُوَا كيْسَانَ كانَتْ كُهُوْلُهُمْ ... إِلَى الغَدْرِ أَدْنَى مِنْ شَبَابِهِم المُرْدِ كَانَ بَنُو سَعْدٍ يُسَمُّوْنَ الغَدْرَ كَيْسَانَ وَيَسْتَعْمِلُوْنَهُ فَفِيْهِمْ يَقُوْلُ النَّمْرُ بن تَولَبٍ: إِذَا مَا دَعُوا كَيْسَانَ. البَيْتُ الحُطَيْئَةُ: [من الطويل] 2159 - إِذَا مَا دُعُوا لَمْ يَسْألوا مَنْ دَعَاهُمُ ... وَلَمْ يُمْسِكُوا فَوْقَ القُلُوْبِ الخَوَافِقِ [من الطويل] 2160 - إِذَا مَا دَنَا اللَّيْلُ المُضِرُّ بِذِي الهَوَى ... جَزِعْنَا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُوْنَ إِذَا دَنَا [من الطويل] 2161 - إِذَا مَا ذَكرْتُ الدَّارَ فَاضَتْ مَدَامِعِي ... وَأَضْحَى فُؤَادِي نُهْبَةً لِلهَمَاهِمِ ¬
بَعْدهُ: حَنِيْنًا إِلَى أَرْضٍ اخْضَرَّ بِهَا شَارِبِي ... وَحُلَّتْ بِهَا. . . التمائمِ وَأَلْطَفُ قَوْمٍ بِالفَتَى أَهْلُ أَرْضهِ ... وَأَرْعَاهُمْ لِلْمَرْءِ حَقَّ. . . . . إِبْرَاهِيْمُ بن المهديِّ: [من الطويل] 2162 - إِذَا مَا ذَكرتَ النَّاسِ فَاتْرُكْ عُيُوْبَهُمْ ... فَلَا عَيْبَ إِلَّا دُوْنَ مَا عَنْكَ يُذْكَرُ وَيُرْوَى: دُوْنَ مَا مِنْكَ يُنْكَرُ. وَقَدْ ذُكِرَتْ بَاقِي الأَبْيَاتُ: إِذَا أَنْتَ عِبْتَ النَّاسَ عَابُوا فَأَكْثَرُوا. وَهِيَ سَبْعَةُ أَبْيَاتٍ. أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من الوافر] 2163 - إِذَا مَا ذَلَّ إِنْسَانٌ بِدَارِ ... فَمُرْهُ بِالرَّحِيْلِ عَلَى بَدَارِ بَعْدهُ: فَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ فَضَاءٌ ... وَفِي أَكْنَافِهَا دَارٌ بِدَارِ [من الطويل] 2164 - إِذَا مَا ذَوَى غُصْنُ الشَّبَابِ وَلَمْ تَسُدْ ... وَشِبْتَ فَلَا تَطْلُب إِلَى العِزِّ مَنْهَضَا [من الطويل] 2165 - إِذَا مَا رَآنِي قَالَ أَهْلًا وَمَرْحَبًا ... وَفِي قَلْبِهِ غَيْرُ الَّذِي مِنْهُ قَدْ ظَهَرْ الطِّرِمَّاحُ: [من الطويل] 2166 - إِذَا مَا رَآنِي قَطَّعَ الطَّرْفَ بَيْنَهُ ... وَبَيْنِي فِعْلَ العَارِفِ المُتَجَاهِلِ بَعْدهُ: مَلأْتُ عَلَيْهِ الأَرْضَ حَتَّى كَأَنَّهَا ... مِنَ الضِّيْقِ فِي عَيْنَيْهِ كِفّةُ حَابِلِ ¬
السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 2167 - إِذَا مَا رَآنِي قَطَّعَ اللَّحْظَ طَرْفُهُ ... وَعَنْوَنَ لِي إِطْرَاقُهُ عَنْ قُطُوْبِهِ بَعْدهُ: وَإِنَّ عَنَاءَ النَّاظِرِيْنَ كِلَاهُمَا ... إِذَا طَمِعَا مِنْ بَارِقٍ فِي خَلُوْبِهِ وَكُلُّ فَتًى يَرْنُو إِلَى عَيْبِ غَيْرِهِ ... سَرِيْعًا وَتعْمَى عَيْنُهُ عَنْ عُيُوْبِهِ [من الطويل] 2168 - إِذَا مَا رَآنِي مُقْبِلًا شَامَ سَهْمَهُ ... وَيَرْمِي إِذَا وَلَّيْتُ خَلْفِي بِأَسْهُمِ يَزِيْدُ بنُ الطّثْرِيَّةِ: [من الطويل] 2169 - إِذَا مَا رَآنِي مُقْبِلًا غَضَّ طَرْفَهُ ... كَأَنَّ شُعَاعَ الشَّمْسِ دُوْنِي مُقَابِلُه هَذَا البَيْتُ مِنَ الالْتِقَاطِ وَالتَّلْفِيْقِ وَالتَّرْقيع وَهُوَ اجْتِذَابُ الكَلَامِ مِنْ أَبْيَاتٍ أُخَرَ حَتَّى يَنْتَظِمَ بَيْتًا. فَقَوْلُهُ: إِذَا مَا رَآنِي مُقْبِلًا مِنْ قَوْلِ جَمِيْلٍ (¬1). إِذَا مَا رَأُوْني مُقْبِلًا مِنْ بُثينةٍ ... يَقُوْلُوْنَ مَنْ هَذَا وَقَدْ عَرَفُونِي وَقَوْلهُ: غَضَّ طَرْفَهُ مِنْ قَوْلِ جَرِيْرٍ: فَغِضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ. وَقَوْلهُ كَأَنَّ شُعَاعَ الشَّمْسِ دُوْني مُقَابِلُهُ مِنْ قَوْلِ عَنْتَرَةَ الطَّائِيّ (¬2): إِذَا أَبْصَرْتَنِي أَعْرَضتِ عَنِّي ... كَأَنَّ الشَّمْسَ مِنْ قِبَلِي تَدُوْرُ وَمِن هَذَا قَوْلُ ابن هَرمةَ أَيْضًا (¬3): ¬
كَأَنَّكَ لَمْ تَسِرْ بِحُبُوْبِ خَلْصٍ ... وَلَمْ تلمِمْ عَلَى الطَّلَلِ المُحِيْلِ الْتَقَطَهُ مِنْ بَيْتَيْنِ أَحَدُهُمَا قَوْلُ جَرِيْرٍ (¬1): كَأَنَّكَ لَمْ تَسِرْ بِحُبُوْبِ خَلْصٍ ... وَلَمْ تَنْظُرْ بِنَاظِرَةٍ أَيَامَا فَصدْرُ بَيْتِ ابن هَرمةَ مِنْ صَدْرِ هَذَا البَيْتِ وَعَجْزُهُ مِنْ الميت أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 2170 - إِذَا مَا رَأسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى ... بَدَا لَهُمْ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ جَمِيْلٌ: [من الطويل] 2171 - إِذَا مَا رَأوْنِي طَالِعًا مِنْ بُثَيْنَةٍ ... تقُوْلُوْنَ مَنْ هَذَا وَقَدْ عَرَفُونِي قَبْلهُ: فَلَيْتَ رِجَالًا فِيْكَ قَدْ نَذَرُوا دَمِي ... هَمُّوا بِقَتْلِي يَا بُثَيْنَ لَقُوْنِي إِذَا مَا رَآنِي طَالِعًا مِنْ ثَنيَّةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ يَقُوْلُوْنَ لِي أَهْلًا وَسَهْلًا وَمَرْحَبًا ... وَلَوْ ظَفَرُوْنِي سِاعَةً قَتَلُوْنِي فَكَيْفَ وَلَا تُوْقِي دِمَاؤُهُمُ دَمِي ... وَلَا مَالهُمْ ذُو كُثْرَةٍ فَيَدُوْنِي لَحَا اللَّهُ مَنْ لَا يَنْفَعُ الوَدُّ عِنْدَهُ ... وَمِنْ حَبْلِهِ إِنْ مُدَّ غيْرُ مَتِيْنِ وَمَنْ هُوَ ذُو لَوْنَيْنِ لَيْسَ بِدَائِمٍ ... عَلَى خُلُقٍ خَوَّان كُلِّ أَمِيْنِ زِيَادٌ الأَعْجَمُ: [من الطويل] 2172 - إِذَا مَا رَأَيْتَ الخَزَّ فَوْقَ ظُهُورِهِمْ ... عَرَفْتَ نِجَارَ اللُّؤمِ تَحْتَ المَطَارِفِ قَوْلُ زِيَادٍ هَذَا يُضرَبُ فِيْمَنْ حَسُنَ لبْسهُ وَلَؤُمَتْ نَفْسهُ. وَقَالَ بُشْرُ بن أَبِي خَازِمٍ (¬1): ¬
إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لَمَجْدٍ ... وَقَصَّرَ مُبْتَغُوْهَا عَنْ مَدَاهَا وَضَاقَتْ أَذْرُعُ المُثْرِيْنَ عَنْهَا ... سَمَا أَوْسٌ إِلَيْهَا فَاحْتَوَاهَا عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ: [من الطويل] 2173 - إِذَا مَا رَأَيْتَ الشَّرَّ يَبْعَثُ أَهْلَهُ ... وَقَامَ جُنَاةُ الشَّرِّ لِلشَّرِّ فَاقْعُدِ [من الطويل] 2174 - إِذَا مَا رَأَيْتَ المَرْءَ يَعْتَادُهُ الهَوَى ... فَقَدْ ثَكِلَتْهُ عِنْدَ ذَاكَ ثَوَاكِلُه قوله ثَوَاكُلُهُ بَعْدَهُ وَقَدْ أَشْمَتَ الأعدَاءَ جَهْلًا بِنُفْسِهِ ... قَدْ وَجَدَت فِيْهِ مَقَالًا عَوَاذِلُهْ وَلَا يَزَغُ النَّفْس اللّجُوج عَنِ الهَوَى ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا وافِرُ العَقْلِ كَامِلُهْ وَكَانَ سُفْيَانُ بنَ عُيَيْنَةَ يَنْشدُ هَذَا الشعرُ كَثِيْرًا. وَفِي المَثَلِ ثَكِلَتْكَ جَثْلٌ. يُضْرَبُ لِمَنْ يَطْلُب مَا لَا نَفعَ فِيْهِ. قَوْلَهُمْ جَثْلٌ يَعْنُوْنَ الأُمَّ مِنَ الجثْلِ الَّذِي هُوَ الشَّعْرُ الكَثِيْرُ. وَمِنْ قَوْلَهُمْ لِلنَّبْتِ إِذَا كَثُرَ وَالتَّفَّ جَثْلٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ جَثْلَةُ الرَّجُلِ امْرَأتهُ. قال غَيْرُهُ هُوَ الجُثّلُ بَفَتْحِ الثَّاء يُرِيْدوْنَ قَيِّمَاتِ البُيُوْتِ. وَكَذَاكَ قَوْلَهُمْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أي أَتَى جَردٍ تَرقَعُ. الجَرْدُ الثَّوْبُ الخَلْقُ يُقَالُ ثوْبٌ سَحقٌ وَجَرْدٌ أي خَلقٌ وَنَصَبَ أي تَرَقَّعَ. مَنْصُوْرُ النُّمَيْرِيُّ [في] الرَّشِيْدِ: [من الطويل] 2175 - إِذَا مَا رَأَى وَالرَّأيُ مُغْلِقَ بَابِهِ ... عَلَى القَوْمِ لَمْ تُسْدَدْ عَلَيْهِ المَدَاخِلُ [من الطويل] 2176 - إِذَا مَا رَأَى وَجْهِي فَأَهْلًا وَمَرْحَبًا ... وَيَرْمِي وَرَائِي بِالسِّهَامِ القَوَاصِدِ الشَّمَّاخ: [من الوافر] ¬
2177 - إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ ... تَلَقَّاهَا عُرَابَةُ بِاليَمِيْنِ قَبْلهُ: رَأَيْتُ عُرَابَةُ الأَوْسِيُّ يَسْمُو ... إِلَى الخَيْرَاتِ مُنْقَطِعِ القَرِيْنِ إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لَمَجْدٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ يُخَاطِبُ نَاقَتَهُ: إِذَا بَلَغْتِنِي وَحَمَلْتِ رحْلِي ... عُرَابةَ فَاشْرِقِي بِدَمِ الوَتِيْنِ وَمِثْلُ سَرَاةِ قَوْمِكِ لَمْ يُحَاوِرْ ... إِلَى رِبْعِ الرِّهَانِ وَلَا الثَّمِيْنِ وَكَانَ مِنْ حَدِيْثِ الشَّمَّاخِ بن ضَرَار بن مُرَّةَ بنِ عَطْفَانَ وَعُرَابَةَ بن أَوْسِ بن قَيْظِيّ الأَنْصارِيّ أَنَّ عُرَابَةَ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَجَمَعَهُ الطَّرِيْقُ وَالشَّمَّاخُ فَتَحَادَثَا فَقَالَ لَهُ عُرَابةَ: مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ المَدِيْنَةَ قَالَ: قَدِمْتُ لأَمْتَازَ مِنْهَا فَمَلأَ لَهُ عُرَابَةَ رَوَاحلَهُ بُرًّا وَتَمْرًا وَأَتْحَفَهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ فَقَالَ الشَّمَّاخُ يَمْدَحُهُ: رَأَيْتُ عُرَابَةَ الأَوْسِيُّ يَسْمُو. الأَبْيَاتُ حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 2178 - إِذَا مَا رَأَى يَوْمًا مَكَارِمَ أُعْرِضَتْ ... تَيَمَّمَ كُبْرَاهُنَّ ثُمَّتَ صَمَّمَا ابْنُ نُبَاتَةَ الخَطِيْبُ الفارقي: [من الطويل] 2179 - إِذَا مَا رَجَوْنَا أَنْ يُجَابُ دُعَاؤنَا ... جَعَلْنَا مَعْقُوْدًا بِطُوْلِ بَقَائِكَا هو خطيب الخطباء أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نُباته الفارقي، صاحب الخطب النُّباتية، يخاطب الأمير: أبا تغلب تجلت من أبيات. [من الطويل] 2180 - إِذَا مَا رِدَاءُ المَرْءِ لَمْ يَكُ طَاهِرًا ... فَهَيْهَاتَ لَا يُنْقِيْهِ بِالمَاءِ غَاسِلُه الرَّضِيُّ: [من الطويل] ¬
2181 - إِذَا مَا رَعَاكَ اللَّهُ يَوْمًا فَقَدْ قَضَى ... مَآرِبَ قَلْبِي كُلَّهَا وَرَعَانِي بَعْدهُ: وَأَسْأَلهُ أَنْ لَا يَزَالَ مُخَلَّدًا ... بِمَلْقَى سَمَاعٍ بَيْنَنَا وَعِيَانِ قَوْلُ الرَّضيَّ هَذَا يُخَاطِبُ الصَّابِئ. ابن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 2182 - إِذَا مَا رَكِبْتُ الجَوْنَ وَالسَّيْفُ مُنْتَضًى ... فَقُلْ لِبَنِي حَوَّاءَ بِجَمْعِهُمُ أَمْرُ أَبْيَاتُ عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ أَوَّلُهَا: وَجَيْشٍ كَمِثْلِ اللَيْلِ تَسْوَدُّ شَمْسُهُ ... وَعَمَّرَ مِنْ أَوعائِهِ البَرُّ وَالبَحْرُ شَهدْتَ بِطَرْفٍ أَعْوَجِيٍّ وَطِرْفَهٍ ... وَعَضْبُ حُسَامِ الحَدِّ فِي مِتْنِهِ أَثْرُ إِذَا مَا رَكِبْتُ الجوْنَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَكَمْ مِنْ خَلِيْلٍ لَمْ أُمَتَّعْ بِعَهْدِهِ ... وَمَا كَانَ لِي مِنْهُ جَزَاءٌ وَلَا شكْرُ وَذَلِكَ حَظِّي مِنْ رِجَالٍ أَعِزَّةٍ ... عَلَيَّ فَإِنْ أَهْجُرْهُمُ يَكْثُرُ الهَجْرُ لَهُمْ خَيْرُ مَا لِي حِيْنَ يَعْتَلُّ مَالَهُم ... وَسُرْعَةُ نَصْرِي حِيْنَ يَعْتَذِرَ النَّصْرُ إِذَا جَاءنَا العَافِي رَأَى فِي وُجُوْهِنَا ... طَلَاقَةَ أَيْدَيْنَا وَبِشْرَهُ البشْرُ امْرُؤُ القَيْسِ: [من الطويل] 2183 - إِذَا مَا رَكِبْنَا قَالَ وِلْدَانُ أَهْلِنَا ... تَعَالُوا إِلَى أَنْ يَأتِي الصَّيْدُ نَحْطِب أَخَذَ هَذَا المَعْنَى عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ فَقَالَ يَصِفُ بَازِيًّا: قَدْ وَثَقَ القَوْمُ بِمَا طَلَبْ فَهُوَ إِذَا عُرِيَ لِصيْدٍ وَاضْطَرَبْ عَرُّوا سَكَاكِيْنِهِمْ مِنَ القُربُ ¬
يُرْوَى لأَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من الطويل] 2184 - إِذَا مَا رَمَاكَ الدَّهْرُ يَوْمًا بَحَادِثٍ ... فَهَيِّئْ لَهُ صَبْرًا وَأَوْسِعْ لَهُ صَدْرَا بَعْدهُ: فَإِنَّ تَصَارِيفَ الزَّمَانِ عَجِيْبَةٌ ... فَيَوْمًا تَرَى عُسْرًا وَيَوْمًا تَرَى يُسْرَا [من الطويل] 2185 - إِذَا مَا رَمَانِي الهَمُّ فِي ضِيْقِ مَذْهَبٍ ... رَمَانِي المُنَى مِنْهُ إِلَى مَذْهَبٍ رَحْبِ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 2186 - إِذَا مَا رَمَى عِرْضِي القَرِيْبُ بِسَهْمِهِ ... عَذَرْتُ بَعِيْدَ القَوْمِ إمَّا رَمَى عِرْضِي بَعْضُ المَغَارِبَةِ: [من الطويل] 2187 - إِذَا مَا سَرَى الرُّكْبَانُ نَحْوَ مَنَازِلٍ ... فَلَيْسَ لنا إِلَّا إِلَى فَضْلِكَ السُّرَى قَبْلهُ: يَحِقُّ لِمَنْ يَهْوَاكَ أَنْ يَهْجُرَ الوَرَى ... وَيَطْرِدُ عَنْ أَجْفَانِهِ سِنَةَ الكَرَى إِذَا مَا سَرَى الرَّكْبَانِ نَحْوَ مَنَازِلٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أهِيْمُ مِنَ الذّكْرَى وَمَا كُنْتُ نَاسيًا ... وَأَطْرَبُ مِنْ شَوْقِي وَمَا ذُقْتُ مُسْكِرَا وَمَا نَظَرَتْ عَيْنَايَ شَيْئًا مُمثّلًا ... مِنَ الكَوْنِ إِلَّا كُنْتَ فِيْهِ مُصَوَّرَا عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيْبِ: [من الطويل] 2188 - إِذَا مَا سَلَخْتُ الشَّهْرَ أَهْلَلْتُ مِثْلَهُ ... كَفَى قَاتِلًا سَلْخِي الشُّهُوْرَ وَإهْلَالي قَبْلَهُ: تُطَاوِحُنِي يَوْمٌ جَدِيْدٌ وَلَيْلَةٌ ... فَقَدْ أَبْلَيَا جِسْمِي وقَد أَفْنَيَا حَالِي إِذَا مَا سَلَحْتُ الشَّهْرَ. البَيْتُ * * * ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قول ابْنُ حَيُّوسٍ مِنْ تَعْزِيَةٍ (¬1): إِذَا مَا سَمَاءُ المَجْدِ لَمْ يَهْوِ بَدْرهَا ... فَأَهْوَنُ مَا تَنْقَضُّ مِنْهَا الكَوَاكِبُ [من المتقارب] 2189 - إِذَا مَا سَمَوْتُ إِلَى وَصْلِهِ ... تَعَرَّضَ لِي دُوْنَهُ عَائِقُ بَعْدهُ: وَحَارَبَنِي فِيْهِ رَيْبُ الزَّمَانِ ... كَأَنَّ الزَّمَانَ لَهُ عَاشِقُ هِشَامُ بنُ قَيْسٍ: [من الوافر] 2190 - إِذَا مَا سَوْءَةٌ دَارَتْ رَحَاهَا ... وَجَدْتَهُمُ لأَسْوَئِهَا ثِفَالَا [من الطويل] 2191 - إِذَا مَا شبَابُ المَرْءِ أَعْيَاكَ حَيْرُهُ ... فَلَا تَرْجُ مِنْهُ الخَيْرَ حِيْنَ يَشِيْبُ [من الهزج] 2192 - إِذَا مَا شَحَّ ذُو المَالِ ... سَخَا الدَّهْرُ بِإنْهَائِهِ بَعْدهُ: إِذَا لَمْ يُثْمِرِ الغُصْنَ ... فَقَطْعُ الأَصْلِ أَوْلَى بِهِ أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 2193 - إِذَا مَا شَرِبْتَ الخَمْرَ صِرْفًا مُهَنَّئًا ... شَرِبْنَا الَّذِي مِنْ مِثْلِهِ شَرِبَ الكَرْمُ بَعْدهُ: أَلَا حَبَّذَا قَوْمٌ نَدَامَاهُمُ القَنَا ... يُسْقُوْنهَا رِيًّا وَسَاقِيْهم العَزْمُ ¬
قَالَهُ أَبُو الطَّيِّبِ وَقَدْ قَالَ لَهُ بعضٌ مِنْ بَنِي كلَابٍ: إِنّي أَشْرَبُ هَذَا الكَأسَ سُرُوْرًا بِكَ. [من الطويل] 2194 - إِذَا مَا شَرِبْنَا الجاشِرِيَّةَ لَمْ نَبَلْ ... أَمِيْرًا وَإِنْ كَانَ الأَمِيْرُ مِنَ الأَزْدِ [من الطويل] 2195 - إِذَا مَا شَفِيْتُ النَّفْسَ أَبْلَغَتُ عُذْرهَا ... وَلَا لَوْمَ فِي أَمْرٍ إِذَا بَلَغَ العُذْرُ بَعْدهُ: لَعمْرُكَ مَا الشَّكْوَى بِأَمْرِ حَزامَةٍ ... وَلَا بُدَّ مِنْ شَكْوَى إِذَا لَمْ يكُنْ صبْرُ (¬1) [من الطويل] 2196 - إِذَا مَا شَكَوْتُ الحُبَّ قَالَتْ كَذَبتَنِي ... أَلَسْتُ أَرَى مِنْكَ العِظَامَ كَوَاسِيَا المَجْنُوْنُ: [من الطويل] 2197 - إِذَا مَا شَكَوْتُ الحُبَّ فَالَتْ كَذَبْتنِي ... وَيَمْنَعُنِي تَكْذِيْبَ لَيْلَى جَمَالُهَا [من الطويل] 2198 - إِذَا مَا شَكَوْتُ الحُبَّ قَالَتْ لِتِرْبهَا ... مُسَيْلَمَةُ الكَذَّابُ قَامَ مِنَ القَبْرِ فِي المَثَلِ: جَاءَ بِالسُّقَرِ وَالبُقَرِ وَبَنَاتِ غَيْرٍ. وَيُرْوَى بِالصُّقَرِ. وَالغَيْرُ الاسْمُ، من قَوْلِكَ غَيَّرْتُ الشَّيْءَ تَغْيِيرًا فَتَغَيَّرَ وَيُرَادُ بِهِ هَاهُنَا جَاءَ بِالكَلَامِ المُغَيَّرِ عَنْ وَجْهِ الصِّدْقِ فِيْهِ. وَالسَّفَرُ وَالبَقَرُ اسْم لِمَا لَا يُعْرَفُ، أَي جَاءَ بِالكَذِبِ الصَّرِيْحِ. كَاتِبُهُ: [من الطويل] ¬
2199 - إِذَا مَا شَكَوْتُ الحُبَّ لَمْ أَرَ مُسْعِدًا ... فَأَوْلى مِنَ الشَّكْوَى سُكُوْتِي مَعَ الصَّبْرِ [من الوافر] 2200 - إِذَا مَا شِئْتَ أَنْ تَبْلُو صَدِيْقًا ... فَجَرِّبْ وُدَّهُ عِنْدَ الدَّرَاهِم بَعْدهُ: فَعِنْدَ طِلَابَهَا تَبْدُو هَنَاتٌ ... وَتَعْرِفُ ثَمَّ أَخْلَاقَ الأَكَارِمِ [من الوافر] 2201 - إِذَا مَا شِئْتَ أَنْ تَحْظَى بِسَعْدٍ ... فَإِيَّاكَ التَّثَبُّطَ وَالتَّوَانِي وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ (¬1): إِذَا مَا شِئْتَ أن تَحْيَا ... حَيَاةً حُلْوَةَ المَحْيَا فَلَا تَحْسُدْ وَلَا تَبْخَلْ ... وَلَا تَحْرِصْ عَلَى الدُّنْيَا وَمِنْ البَابِ الَّذِي يَلِيْهِ قَوْلُ (¬2): إِذَا مَا صَدِقِي رَابَنِي سُوْءُ فِعْلِهِ ... وَلَمْ يَكُ عَمَّا ساءنِي بِمُفِيْقِ صَبَرْتُ عَلَى أَشْيَاءَ مِنْهُ تُرِيْبُنِي ... مَخَافَةَ أن أَبْقَى بِغَيْرِ صدِيْقِ وَقَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ آخَر (¬3): مَنْ لَمْ يَكُنْ ذَا خَلِيْلٍ ... يُفْضِي إِلَيْهِ بِسِرِّه وَيَسْتَرِيْحُ إِلَيْهِ فِي ... خَيْرِ أَمْرٍ وَشَرِّه فليس يَعْرِفُ طَعْمًا ... لِحُلْوِ عَيْشٍ وَمُرِّه زُهَيْرُ بنُ جناب الكَلْبِيُّ: [من الوافر] ¬
2202 - إِذَا مَا شِئْتَ أَنْ تَسْلَى حَبِيْبًا ... فَأَكْثِرْ دُوْنَهُ عَدَدَ اللَّيَالِي بَعْدهُ: فَمَا سَلَّى حَبِيْبُكَ مِثْلَ نَأْيٍ ... وَلَا بَلَّى جَدِيْدَكَ كَابْتِذَالِ فِي التَّسْلِيَةِ عَنْ فرَاقِ الأَحِبَّةِ. أَعْرَابِيٌّ: [من الوافر] 2203 - إِذَا مَا شِئْتَ سَبَّكَ عَبْدَ قَوْمٍ ... وَإِنْ كُنْتَ المُهَذَّبَ وَاللُّبَابَا بَعْدهُ: يَهَابُكَ كُلِّ ذِي حَسَبٍ وَدِيْنٍ ... وَأَمَّا فِي اللِّئَامِ فَلَنْ تُهَابَا السرِيُّ يَصِفُ شِعْرًا: [من الوافر] 2204 - إِذَا مَا صَافَحَ الأَسْمَاعَ يَوْمًا ... تَبَسَّمَتِ الضَّمَائِرُ وَالقُلُوْبُ قَوْلُ السَّرِيُّ هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا أَبَا الفَوَارِسِ سَلَامَةُ ابنَ فَهْدٍ أَوَّلُهَا: يُرِيْكَ قَوَامهَا الغَضُّ الرَّطِيْبُ ... وَلَحْظ جُفُوْنهَا الرَّشَأُ الرَّبِيْبُ يَقُوْلُ مِنْهَا: تَنَاءى الجُوْدُ حَتَّى ليس يَدْنُو ... وَغَابَ البُشْرُ حَتَّى مَا يَؤُوْبُ وَأُخِّرَ حَاذِقٌ فِي الشِّعْرِ طبٌّ ... وَقُدِّمَ سَارِق فِيْهِ مُرِيْبُ كَبَعْضِ الصَّيْدِ يُرْزَقُ مِنْهُ مُحْظٍ ... وَيُحْرَمُ خَيْرَهُ الرَّامِي المُصِيْبُ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المدْحِ: تَأَلَّقَ وَالخُطُوْبُ لَهُ ظَلَامٌ ... وَأَسْفَرَ وَالزَّمَانُ لَهُ قُطُوْبُ إِذَا شِيْمَتْ بَوَارِقُهُ اسْتَهَلَّتْ ... سَمَاءٌ مِنْ مَوَاهِبِهِ تَصُوْبُ فَقَدْ نشَرَ الثَّنَاءُ عَلَيْكَ مِنْهُ ... خَطيْبٌ ليس يُشْبِهُهُ خَطِيْبُ فَسَيَّرَ مِنْهُ وَشْيًا ليس يبْلَى ... وَأَطْلَعَ مِنْهُ شَمْسًا لَا تَغِيْبُ ¬
إِذَا مَا صَافَحَ الأَسْماع يَوْمًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَمِنْ حُسْنِ الصَّنَائِعِ فِيْهِ حُسْنٌ ... وَمِنْ طِيْبِ المَحَامِدِ فِيْهِ طِيْبُ وَلَيْسَ يَفُوْحُ زَهْرُ الرَّوْضِ حَتَّى ... تُقتحُهُ شَمَالٌ أَو جُنُوْبُ * * * مُحَمَّدُ بن المُعَلَّى الشُّوَنيزي فِي الرِّشْوَةِ: [من الوافر] 2205 - إِذَا مَا صُبَّ فِي القِنْدِيْلِ زَيْتٌ ... تَحَوَّلَتِ القَضِيَةُ لِلْمُقَنْدِلْ قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن المُعَلَّى بن خَلَفٍ الأَزْدِيّ الشَّوْنِيْزِيّ فِي الرَّشْوَةِ: وَعِنْدَ قُضَاتِنَا خُبْثٌ وَمَكْرٌ ... وَزَرعٌ حِيْنَ تَسْقِيْهِ يُسَنْبِلُ إِذَا مَا صُبَّ فِي القِنْدِيْلِ زَيْتٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَبَرْطِل إِنْ أَرَدْتَ الأَمْرَ يَمْشِي ... فَمَا يَمْشِي إِذًا إِنْ لَمْ تُبَرْطِلْ [من الوافر] 2206 - إِذَا مَا صَحَّ وُدٌّ مِنْ خَلِيْلٍ ... فَزُرْهُ وَلَا تَخَفْ مِنْهُ مَلَالَا بَعْدهُ: وَكُنْ كَالشَّمْسِ تَطْلَعُ كُلَّ يَوْمٍ ... وَلَا تَكُ فِي زِيَارَتهِ هِلَالَا هَذَا مُنَاقِضٌ لِقَوْلِ الحَرِيْرِيّ: فَاجْتِلَاءُ الهِلَالِ فِي الشَّهْرِ يَوْمٌ. [من الطويل] 2207 - إِذَا مَا صَدَعْتَ العَظْمَ مِنْ ذِي قَرَابِةٍ ... فَلَسْتَ لَهُ إِلَّا بِعَظْمِكَ شَاعِبَا يُرْوَى لحمزةَ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: [من الطويل] 2208 - إِذَا ما صَنَعْتِ الزَّادَ فَالْتَمِسِي لَهُ ... أَكِيْلًا فَإِنِّي لَسْتُ أكِلهُ وحْدِي ¬
قَبْلهُ: أيَا ابْنَةَ عَبْدُ اللَّهِ وَابْنَةَ مَالِكٍ ... وَيَا ابْنَةَ ذِب الجدَّيْنِ وَالفَرَسِ الوَرْدِ إِذَا مَا صَنَعْتِ الزَّادَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَصِيًّا كَرِيْمًا أَو قَرِيْبًا فَإِنَّنِي ... أَخَافُ مَذَمَّاتِ الأَحَادِيْثِ مِنْ بَعْدِي وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ نَازِلًا ... وَلَا مِنْ خِلَالِي غَيْرهَا شيمه العبد غَيْرهَا اسْتِثْنَاءٌ مُقَدَّمٌ. وَقَوْلُهُ قَصِيًّا كَرِيْمًا فِيْهِ مَعْنَى تكليف وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَحْتَجْ أَنْ يَشْتَرِطَ فِي نَسِيْبهِ الكَرَمَ لأَنَّهُ قَدْ ضَمِنَ ذَلِكَ وَاشْتَرَطَ فِي القَصِيّ أَنْ يَكُوْنَ كَرِيْمًا لأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُوْنَ مؤَاكِلُهُ غَيْرُ كَرِيْمٍ. [من الوافر] 2209 - إِذَا مَا ضَاقَ بَابٌ مِنْ أَمِيْرٍ ... فَإِنَّ اللَّهَ أَوْسَعُ مِنْهُ بَابَا الرِّيَاشِيُّ: [من الطويل] 2210 - إِذَا مَا ضَاقَ صَدْرُكَ عَنْ حَدِيْثٍ ... فَأَفْشَتْهُ الرِّجَالُ فَمَنْ تَلُوْمُ قَوْلُ الرّيَاشِيُّ فَمَنْ تَلُوْمُ بَعْدَهُ: إِذَا عَاتَبْتُ مَنْ أَفْشَى حَدِيْثِي ... وَسِرِّي عِنْدَهُ فَأَنَا الظّلُوْمُ وَإِنِّي يَوْمَ أَسْأَمُ سِرّ نَفْسِي ... وَقَدْ ضَمَّنتهُ صَدْرِي سَؤُوْمُ وَلَسْتُ مُحَدِّثًا سِرِّي خَلِيْلِي ... وَلَا عِرْسِي إِذَا عَرَضَتْ هُمُوْمُ أَضُنُّ بِهِ عَنِ الأُخْوَانِ إِنِّي ... لِمَا ضمنتُ مِنْ سِرٍّ كَتُوْمُ أَنْشَدَ الزُّبَيْرِيُّ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ هذه الأَبْيَات وَلَيْسَتْ لِلرِّيَاشِي. أَحْمَدُ بنُ فَارِسٍ اللُّغَوِيُّ: [من الوافر] 2211 - إِذَا مَا ضَاقَ صَدْرُكَ فِي بِلَادٍ ... فَحُثَّ اليَعْمَلَاتِ إِلَى سِوَاهَا المُتَنَبِّي يَصِفُ سَيْفًا: [من المتقارب] ¬
2212 - إِذَا مَا ضَرَبْتَ بِهِ هَامَةً ... بَرَاهَا وَعَنَاكَ فِي الكَاهِلِ [من الوافر] 2213 - إِذَا مَا ضَنَّ بِالأَرْزَاقِ قَوْمٌ ... فَمِنْ شَانِي التَّفَضُّلُ وَالسَّخَاءُ [من الطويل] 2214 - إِذَا مَا طَرِيْقُ المَدْحِ ضَاقَ الَى امْرِيءٍ ... رَأَيْتُ طَرِيقَ المَدْحِ نَحْوَكَ مَهْيَعَا قَبْلهُ: سَعَى لِلْعُلَى حَتَّى إِذَا مَا أَصَابَهَا ... أَتَتْهُ العُلَى تَسْعَى إِلَيْهِ كَمَا سَعَى إِذَا مَا طَرِيْقُ المَدْحِ ضَاقَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَقَدْ آنَسَ اللَّهُ البِلَادَ وَأهْلَهَا ... بِشَخْصِكَ تَاجًا لِلْمَعَالِي مُرَصَّعَا قَيْسُ بنُ المُلَوَّحِ: [من الطويل] 2215 - إِذَا مَا طَوَاكِ الدَّهْرُ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... فَشَانُ المَنَايَا القَاضِيَاتِ وَشَانِيَا إبْرَاهِيْمُ الصُّوْلِيُّ: [من الطويل] 2216 - إِذَا مَا طَوَى عَنِّي امْرُؤٌ بَطْنَ كفِّهِ ... طَوَيْتُ يَمِيْنِي دُوْنَهُ وَشِمَالِيَا بَعْدهُ: وَإِنْ مَلَّ نَدْمَانِي الشّرَابَ مَلَلْتهُ ... وَيَصْفُو لَهُ كَأسِي إِذَا كَانَ صَافِيَا [من الطويل] 2217 - إِذَا مَا طَوَى يَوْمًا طَوَى اليَوْمُ بَعْضَهُ ... وَيَطْوِيْهِ إِنْ جَنَّ المَسَاءُ مَسَاءُ ابن المُعْتَزِّ بِاللَّهِ: [من الطويل] ¬
2218 - إِذَا مَا عَتَا جَبَّارُ قَوْمٍ فَإِنَّهُ ... عَلَى البِيْضِ وَالخَطِّي غَيْرُ حَرَامِ قَوْلُ ابن المُعْتَزِّ هَذَا فِي قَتْلِ أَبِي طُوْلُوْنَ قَبْلَهُ: أَلَا حَبَّذَا النَّاعِي وَأَهْلًا وَمَرْحَبًا ... كَأَنَّكَ قَدْ بَشَّرْتَنِي بِغُلَامِ وَكَمْ دَوْلَةٍ لِلجوْدِ مِنْ قَبْلِ هَذِهِ ... مَضَتْ فَانْقَضَتْ عَنَّا بِغَيْرِ سَلَامِ فَلَاقَتْكَ إِلَّا بَعْدَ صَمْتٍ وَعَزْمَةٍ ... وَلَا حَسْمَ إِلَّا ضَرْبَةٌ بِحُسَامِ إِذَا مَا عَتَا جَبَّارُ قَوْمٍ فَإِنَّهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَهَلْ يَحْمِلُ الضَّيْفَ الفَتَى وَهُوَ آخِذٌ ... بِقَائِمِ سَيْفٍ أَو عِنَانِ لِجَامِ عَلِيّ بنُ الجَّهمِ: [من الوافر] 2219 - إِذَا مَا عُدَّ مِثْلكُمُ رِجَالًا ... فَمَا فَضْلُ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ؟ المُتَنَبِّي فِي كَافُوْرٍ: [من الطويل] 2220 - إِذَا مَا عَدِمْتَ الأَصْلَ وَالعَقْل وَالنَّدَى ... فَمَا لِحَياةٍ فِي جِنَابِكَ طِيْبُ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 2221 - إِذَا مَا عَدِمْنَا الجُوْدَ مِنْهُمْ لِعِلَّةٍ ... فَلَنْ نَعْدِمَ العَلْيَاءَ مِنْهُمْ وَلَا المَجْدَا [من الطويل] 2222 - إِذَا مَا عَرَضْتَ اليَأسَ أَلْفَيْتَهُ الغِنَى ... إِذَا عَرِفَتْهُ النَّفْسُ وَالطَّمَعُ الفَقْرُ الحَارِثِيُّ: [من المتقارب] 2223 - إِذَا مَا عَصَيْنَا بِأسْيَافِنَا ... جَعَلْنَا الجَمَاجِمَ أَغْمَادَهَا ¬
وَمثْلهُ قَوْلُ عَنْتَرَهُ العَبْسِيّ (¬1): وَمَا يَدْرِي جِرّبه أَنْ يسلَى ... يَكُوْنُ جَفِيْرهَا البَطَلُ البجيد وقول آخَر: نُعَرِّي السُّيُوْفَ فَلَا تَزَالُ عَرِيَّةً ... حَتَّى تَكُوْنَ جُفُوْنَهُنَّ الهَامُ وقول العَلَوِيُّ صَاحِبُ البَصرَةِ (¬2): وَإِنَّا لَتُصْبِحُ أَسْيَافُنَا ... إِذَا مَا اصْطَبَحْنَ بِيَوْمٍ سفُوْكِ مَنَابِرُهُنَّ بُطوْنُ الأَكُفّ ... وَأَغْمَادُهُنَّ رُؤُوْس المُلُوْكِ يَقُوْلُ ابْنُ المُعْتَزِّ (¬3): مُتَرَدِّيًا نَصْلًا إِذَا لَاقَى ... الضَّرِيْبَةَ لَمْ يُرَاقِب فَكَأَنَّهُ فِي الحَرْبِ شَمْسٌ ... وَالرُّؤُوْسُ لَهَا مَغَارِبْ وَمِثْلُهُ قَوْلُ المُتُنَبِّيّ (¬4): تَبْكِي عَلَى الأَنْصُلِ الغمُوْد إِذَا ... بدر لَهَا أَنَّهُ يُجَرِّدُهَا لِعِلْمِهَا أَنَّها تَصِيْرُ دَمًا ... وَأَنَّهُ فِي الرِّقَابِ يَغْمِدُهَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيّ عَلَيْهُمَا السَّلَامُ: [من الهزج] 2224 - إِذَا مَا عَضَّكَ الدَّهْرُ ... فَلَا تَجْنَحْ إِلَى الخَلْقِ بَعْدهُ: وَلَا تَسْأَل سِوَى اللَّهِ ... تَعَالَى قَاسِمِ الرِّزْقِ فَلَوْ عشْتَ وَطَوَّفْت ... مِنَ الغَرْبِ إِلَى الشَّرْقِ ¬
لَمَا صَادَفْتَ مَنْ قْدر ... أَنْ يَسْعدَ أَو يُشْقي الفَرَزْدَقُ بنُ غَالِبٍ يَفْخَرُ: [من الطويل] 2225 - إِذَا مَا عَلَوْنَا الأَرْضَ ذَلَّتْ لِوَطْئِنَا ... مَنَاكِبُهَا مِنَّا الحَرُوْنَةُ وَالسَّهْلُ قَبْلَهُ: لَقَدْ عَلِمَتْ عليا معدٍ بِأَنَّنَا لنَا ... فَرْعُهَا الأَعْلَى وَمِنْ خِدْرِنَا الأَصْلُ إِذَا مَا عَلَوْنَا الأَرْضَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَنَحْنُ بَنُو الفَحْلِ الَّذِي سَالَ بَوْلـ ... ـــهُ بِكُلِّ بِلَادٍ لَا يبُوْلُ بِهِ فَحْلُ يعني بالبول: الأولاد والنَّسل. الحَارِثيُّ: [من الطويل] 2226 - إِذَا مَا عَمَمْتَ النَّاسَ بِالأُنْسِ لَمْ تَزَلْ ... لِصَاحِبِ سَوْءٍ مُسْتَفِيْدًا وَكَاسِبا بَعْدهُ: وَإِنْ تَقْصهِمْ يَرْمُوْكَ عَنْ قَوْسِ بُغْضَةٍ ... فَلِنْ جَانِبًا إِنْ شِئْتَ أَو كُنْ مُجَانِبَا فَلَا تَنْتَبِذْ عَنْهُمْ وَلَا تَدْنُ مِنْهُمُ ... وَلَكِنَّ أَمْرًا بَيْنَ ذَاكَ مُقَارِبَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ أَكْثَمَ بن صَيْفِيّ حَيْثُ يَقُوْلُ: الانْقِبَاضُ عَنْ النَّاسِ مَكْسَبَةٌ لِلعدَاوَةِ وَالانْبِسَاطُ إِلَيْهِمْ مَجْلَبَة لِقُرَنَاءِ السُّوْءِ. أَبُو فِرَاسٍ: [من الوافر] 2227 - إِذَا مَا عَنَّ لِي أَربٌ بِأَرْضٍ ... رَكِبْتُ لَهُ ضَمِيْنَاتِ النَّجَاحِ بَعْدهُ: وَلِي عَنْدَ الغُدَاةِ بِكُلِّ أَرْضٍ ... دُيُوْن فِي كَفَالَاتِ الرَّمَاحِ [من الوافر] 2228 - إِذَا مَا غَابَ عَنْكَ أخُوْكَ حَوْلًا ... وَلَمْ يَكْتُب إِلَيْكَ فَقَدْ أَرَابَا ¬
[من الوافر] 2229 - إِذَا مَا غِبْتُ عَنْهُمْ أَوْعَدُوْنِي ... وَأَيُّ النَّاسِ تقْتُلُهُ الوَعِيْدُ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ: [من الطويل] 2230 - إِذَا مَا غَزَا بِالجيْشِ حَلَّقَ فَوْقَهُمْ ... عَصَائِبُ طَيْرٍ تَهْتَدِي بِعَصَائِبِ بَعْدَ قَوْلِهِ بِعَصَائِبِ: يُصَاحِبُهُمْ حَتَّى يَغَرْنَ مَغَارَهُمْ ... مِنَ الضَّاربَاتِ بَالدِّمَاءِ الذَّوَائِبِ لَهُنَّ عَلَيْهِمْ عَادَةً قَدْ عَرِفْنَهَا ... إِذَا عَرَضوا الخَطِي فَوْقَ الكَوَاثِبِ تَرَاهُنَّ خَلْفَ القَوْمِ حُرْزًا عُيُوْنهَا ... جُلُوْسَ الشُّيُوْخِ فِي مَسُوْكِ الأَرَانِبِ جَوَانِحُ قَد أَيْقَنَّ أن قَبيْلَة ... إِذَا مَا الْتَقَى الجمْعَانِ أَوَّلُ غَالِب بَشَّارٌ: [من المتقارب] 2231 - إِذَا مَا غَزَا بَشَّرَتْ طَيْرُهُ ... بِفَتْحٍ وَبَشَّرَنَا بِالنِّعَمِ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ: [من الطويل] 2232 - إِذَا مَا غَزَا يَوْمًا رَأَيْتَ غَيَابَةً ... مِنَ الطَّيْرِ يَنْظُرْنَ الَّذِي هُوَ صَانِعُ وَيُرْوَى: إِذَا مَا عَدَا يَوْمًا. وَهُوَ فِي وَصْفِ الذِّئْبِ. بَشَّارٌ: [من الطويل] 2233 - إِذَا مَا غَضِبْنَا غَضْبَةٌ مُضَرِيَّةً ... هَتَكْنَا حِجَابَ الشَّمْسِ أَو قَطَرَتْ دَمَا قَدْ نَسَبَ أَبُو هلَالٍ العَسْكَرِيُّ هَذَا البَيْتُ إِلَى القحيف بن حمسٍ فِي حَمَاسَتِهِ وَهُوَ مَشْهُوْر لِبَشَّارِ بنُ بُرْدٍ العُقَيْلِيّ. وَقَبلَهُ: لَقَدْ لقيت أَفْنَاءُ بَكْرِ بن وَائلٍ ... وَهِزَّانِ بِالبَطْحَاءِ ضرْبًا عَشَمْشَمَا ¬
قَيْسُ بن الخَطِيْمِ: [من الطويل] 2234 - إِذَا مَا فَرَرْنَا كَانَ أَسْوَا فِرَارنَا ... صُدُوْدَ الخُدُوْدِ وَازْوِرَارَ المَنَاكِبِ أَوَّلُهَا: أَتَعْرِفُ رَسْمًا كَاطِّرَادِ المَذَاهِبِ ... لِعَمْرَة وَحْشًا غَيْرَ مَوْقِفِ رَاكِبِ دِيَارَ الَّتِي كَانَتْ وَنَحْنُ عَلَى مِنَى ... تَحِلُّ بِنَا لَولَا نجَاءُ الرَّكَائِبِ تَبَدَّتْ لنا كَالشَّمْسِ تَحْتَ غَمَامَةٍ ... بَدَا حَاجِبٌ مِنْهَا وَضَنَّتْ بِحَاجِبِ وَلَمْ أَرَهَا إِلَّا ثَلَاثًا عَلَى مِنَى ... هْدِي بِهَا عَذْرَاءَ ذَاتِ ذَوَائِبِ وَمِثْلُكِ قَدْ أَحْبَبْتُ لَيْسَتْ بِكنَّةٍ ... وَلَا جَارَةٍ وَلَا حَلِيْلَةِ صَاحِبِ يَقُوْلُ مِنْهَا: دَعَوْث بَنِي عَوْفٍ لِحَقْنِ دِمَائِهِمْ ... فَلَمَّا أَبُوا سَامَحْتُ فِي قتَلِ حَاطِبِ أُرِبْتُ بِدَفْعِ الحَرْبِ حَتَّى رَأَبْتُهَا ... عَلَى الدَّفْعِ لَا تَزْدَادُ غَيْرَ تَقَارُبِ وَكُنْتُ امْرأً لَا أَبْعَثُ الحَرْبُ ظَالِمًا ... فَلَمَّا أَبوا أَشْعَكتهَا كُلَّ جَانِبِ ولما رَأَيْتُ الحَرْبَ شَبّ أَوَارُهَا ... لَبسْتُ مَعِ البرْدَيْنِ ثَوْبَ المُحَارِبِ مُضاعَفَةً يَغْشَى الأَنَامِل فَضْلُهَا ... كَأَنَّ قَنِيْرِيْهَا عُيُونُ الجنَادِبِ وَمَيّا الَّذِي آلَى ثَمَانِيْنَ حِجَّةً ... عَلَى الخَمْرِ حَتَّى زَارَكُمْ بِالكَتَائِبِ ولما ضَبَطْنَا السَّهْلَ قَالَ أَمِيْرُنَا ... حَرَامٌ عَلَيْنَا الخَمْرَ مَا لَمْ نُضارِبِ فَسَامَحَهُ مِنَّا رِجَالٌ أَعِزَّةٌ ... فَمَا بَرِحُوا حَتَّى أُحِلَّتْ لِشَارِبِ إِذَا مَا فَرَرْنَا كَانَ أَسْوَأ فِرَارنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: سود الخُدُوْدِ وَالقَنَا مُتَشَاجِرٌ ... وَلَا تَبْرَحُ الأَقْدَامُ عِنْدَ التَّضَارُبِ إِذَا قَصُرَتْ أَسْيَافُنَا كَانَ وَصْلُهَا ... خُطَانَا إِلَى أَعْدَائِنَا فَنُضَارِبِ نُضَارِبُهُمْ يَوْمَ الحدَيفةِ حَاسِرًا ... كَأَنَّ يَدِي بِالسَّيْفِ مِحْرَاقُ لَاعِبِ فَإِنْ غِبْتُ لَمْ أَغْفَلْ إِن كُنْتُ شَاهِدًا ... تَجِدْنِي شَدِيْدًا فِي الكَرِيْهَةِ جَانِبِي ¬
بُجَيْرُ بنُ بَجرَةَ: [من الطويل] 2235 - إِذَا مَا فَرَغنَا مِنْ ضِرَابِ كَتِيتةٍ ... سَمَوْنَا الأُخْرَى غَيْرهَا بِضِرَابِ يَقُوْلُ مِنْهَا: كَأَنَّهُمُ وَالخَيْلُ تَتْبَعُ فَلَّهُمْ ... جَرَادُ زَفَتْهُ الرِّيْحُ يَوْمَ ضَبَابِ [من الوافر] 2236 - إِذَا مَا قَارَنَ القَمَرُ الثُّرَيَّا ... لِخَامِسَةٍ فَقَدْ ذَهَبَ الشِّتَاءُ مُقَارَنَةُ القَمَرِ لِلثُّرَيَّا فِي اللَّيْلَةِ الخَامِسَةِ مِنْ مهلّهِ لا يَكُوْنُ أَبَدًا إِلَّا فِي قَبْلِ الدِّفْءِ. حَارِثَةُ بن بَدْرٍ: [من الطويل] 2237 - إِذَا مَا قَتَلْتَ الشَّيْءَ عِلْمًا فَقُلْ بِهِ ... وَإِيَّاكَ وَالشَّيْءَ الَّذِي أَنْتَ جَاهِلُه فِي المَثَلِ: جَهَلَ مِنْ لَغَانِيْنَ سَبْلَاتٍ. اللَّغْنُوْنُ مَدْخَلُ الأَوْدِيّةِ وَسبْلَاتٌ مجمع سيل مثل طُرُقاتٍ وَصَعَدَاتٍ فِي جَمْعِ طَرِيْقٍ وَصَعِيْدٍ. وَأَصْلُ المَثَلِ أَنَّ عَمْرُو بن هِنْدٍ المَلِكِ قَالطَ: لأُجَلِّلَنَّ مَوَاسِلَ الرَّيْطِ مَصْنُوْعًا بِالزَّيْتِ ثَمَّ لأَشْعِلَنَّهُ بِالنَّارِ. فَقَالَ: رَجُلٌ جَهِلَ مِنْ لَغَانِيْنَ سُبُلَاتٍ. أَي لَمْ يَعْلَمْ مَشَقَّةَ الدُّخُوْلِ مِنْ سُبُلَاتِ لَغَانِيْنَ المَضَائِقِ مِنْهَا وَمَوَاسِلَ فِي رَأْسِ الجبَلِ مِن جِبَالِ طَيْءٍ. يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يُقْدِم عَلَى أَمْرٍ قَدْ جَهِلَ مَا فِيْهِ مِنَ المَشَقَّةِ وَالشِّدَّةِ. أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي: [من المتقارب] 2238 - إِذَا مَا قَدَرْتُ عَلَى نَطْقَةٍ ... فَإِنِّي عَلَى تَرْكِهَا أَقْدَرُ [من الطويل] 2239 - إِذَا مَا قُرَيْشٌ أَنْكَرَتْ حَقَّ هَاشِمٍ ... فَمَا لِقُرَيْشٍ فِي المَكَارِمِ مِنْ حَقِّ فِي الدُّنْيَا: [من الطويل] ¬
2240 - إِذَا مَا قَرِيْنٌ بَتَّ مِنْهَا حِبَالَهُ ... فَأَهْوَنُ مَفْقُوْدٍ عَلَيْهَا قَرِيْنُهَا [من الطويل] 2241 - إِذَا مَا قَضَتْ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ حَاجَةً ... فَمَكَّةُ مِنْ أَوْطَانِهَا وَالمُحَصَّبُ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من المتقارب] 2242 - إِذَا مَا قَضَى اللَّهُ أَمْرًا دَنَتْ ... عَليْكَ مَسَافَةُ أَطْرَافِه بَعْدهُ: وَإِنْ يَقْضِ بِالعُسْرِ فِي مَطْلَبٍ ... فَمَنْ لَكَ يَوْمًا بِإِسْعَافِهِ وَمِثْلُهُ قَوْلُ ابن الرُّوْمِيّ: إِذَا آذَنَ اللَّهُ فِي حَاجَةٍ. البَيْتُ [من الطويل] 2243 - إِذَا مَا قَضَيْتَ الدَّيْنَ بِالدَّيْنِ لَمْ يَكُنْ ... قَضَاءً وَلَكِنْ كَانَ غُرْمًا عَلَى غُرْمِ [من الطويل] 2244 - إِذَا مَا قَفَلْنَا نَحْوَ نَجْدٍ وَأَهْلِهِ ... فَحَسْبِي مِنَ الدُّنْيَا قفُوْلًا إِلَى نَجْدِ أَعْرَابِيٌّ: [من الوافر] 2245 - إِذَا مَا قُلْتَ أَيُّهُمُ لأَيٍّ ... تَشَابَهَتِ المَنَاكِبُ وَالرُّؤُوْسُ هَذَا الأَعْرَابِيُّ يَهْجُو قَوْمًا مِنْ طَيِّءٍ يَقُوْلُ قَبلَهُ: وَلَمَّا أَنْ رَأَيْتُ بَنِي جُوَيْنٍ ... جُلُوْسًا لَيْسَ بَيْنَهُمُ جَليْسُ يَئِسْتُ مِنَ الَّتِي أَقْبَلْتُ أَبْغِي ... إِلَيْهِمْ إِنَّنِي رَجُلٌ يَؤُوْسُ إِذَا مَا قَلْتَ أَيُّهُمُ لأَيٍّ. البيت. قَوْلهُ: جُلُوْسًا لَيْسَ بَيْنَهُمُ جَليْسُ أي هَؤُلَاءِ قَوْمٌ ¬
لَا يَنْتَجِعُ النَّاسُ مَعْرُوْفِهِمْ فَلَيْسَ فِيْهِمْ غَيْرُهِمْ وَهَذَا مِنْ أَقْبَحِ الهجَاءِ وَمِنْ قَوْلِهِمْ فِي المَثَلِ: سَمْنُهُمْ فِي زَينهم. وَقَوْلهُ: تَشَابَهَتْ المَنَاكِبُ وَالرُّؤُوْسُ. إِنَّمَا ضَرَبَهُ مَثَلًا لِلأَخْلَاقِ وَالأَفْعَالِ. أَي لَيْسَ فِيْهِمْ مُفْضِلٌ. الأَخْطَلُ: [من الوافر] 2246 - إِذَا مَا قُلْتُ قَدْ صَالَحْتُ بَكْرًا ... أَبَى البَغْضاءُ وَالنَّسَبُ البَعِيْدُ بَعْدهُ: وَأَيَّامٌ لنَا وَلَهُمُ طِوَالٌ ... يَعَضُّ الهَامَ مِنْهُنَّ الجدِيْدُ وَمِهْرَاقُ الدِّمَاءِ بِوَارِدَاتٍ ... تبيدُ المحجرياتِ وَلَا تبيدُ هُمَا أَخَوَانِ تَطَلِيَانِ نَارًا ... رِدَاءُ الحَرْبِ بَيْنَهُمَا جَدِيْدُ [من الوافر] 2247 - إِذَا مَا قُلْتُ يَوْمًا قَدْ تَقَضَّى ... عِتَابُ الدَّهْرِ جَدَّدَ لِي عِتَابَا [من الوافر] 2248 - إِذَا مَا قَلَّ مَالُكَ كُنْتَ فَرْدًا ... وَأَيُّ النَّاسِ زُوَّارُ المُقِلِّ؟ عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُعْتَزِّ: [من الوافر] 2249 - إِذَا مَا قَلَّ وَفْرِي قَلَّ مَدْحِي ... وَإِنْ أَثْرَيْتُ عَادُوا فِي امْتِدَاحِي أَبْيَاتُ ابْنُ المُعْتَزِّ أَوَّلُهَا (¬1): لِمَنْ وَلَدٌ وَدِيْعٌ قَدْ تَعَفَّى ... بِنَهْرِ الكَرْخِ مَهْجُوْرُ النَّوَاحِي سَقَى أَرْضًا تَحِلُّ بِهَا سُلَيْمَى ... وَلَا سُقِيَ العَوَاذِلُ وَاللَّوَاحِي وَأَعْدَاءٍ دَلَفْتُ لَهُمْ بِجَيْشٍ ... سَرِيْعَ الخَطْوِ فِي يَوْمِ الصِّيَاحِ وَكُنَّا معْشَرًا خُلِقُوا كِرَامًا ... نَرَى بَذْلَ النُّفُوْسِ مِنَ السَّمَاحِ ¬
دَعَوْنَا ظَالِمِيْنَ فَمَا نَكَلْنَا ... وجِئْنَا فَاقْتَرَعْنَا بِالصِّفَاحِ رَأُوْنَا آخِذِيْنَ بِكُلِّ فَجٍّ ... بِمُشْعَلَةٍ توَقَّدُ بِالسِّلَاحِ فَعَاذُوا بِالفرَارِ وَأَسْلَمَتْهُمْ ... جَرَائِرهُم إِلَى الحِيْنِ المُتَاحِ وَأَفْرَدَنِي مِنَ الأخْوَانِ عِلْمِي ... بِهِمْ فَبَقِيْتُ مَهْجُوْرَ النَّوَاحِي إِذَا مَا قَلَّ وَفْرِي قَلَّ مَدْحِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَكَمْ ذَمٍّ لَهُمْ فِي جَنْبِ مَدْحٍ ... وُجِدٍّ بَيْنَ أَثناءِ المزَاحِ بَعْضُ بَنِي قَيْس بن ثَعْلَبَةَ: [من الطويل] 2250 - إِذَا مَا قُلُوْبُ النَّاسِ طَارَتْ مَخَافَةً ... مِنْ المَوْتِ أَرْسُو بِالنُّفُوْسِ المَوَاجِدِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَوْعِظَةً مَا سُرِرْتُ بِمَوْعِظَةٍ سُرُوْرِي بِهَا: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ المَرْءَ يَسُرّهُ دَرْكُ مَا لَمْ يَكُنْ لَيَفُوْتُهُ وَيَسُوءهُ فَوْتُ مَا لَمْ يَكُنْ لِيُدْرِكُهُ فَمَا نَالَكَ مِنْ دُنْيَاكَ فَلَا تُكْثِرْ بِهِ فَرَحًا وَمَا فَاتَكَ مِنْهَا فلا تَتْبعْهُ أسفًا، وليكن سرورك بم قدّمت وأسفك على مَا خَلَّفْتَ وهْمكَ فِي مَا بَعْدَ الموتِ. [من الطويل] 2251 - إِذَا مَا قَنِعْنَا بِالتَّرَاسُلِ فِي الهَوَى ... فَلَا أَنْتَ مَعْشُوْقٌ وَلَا أَنا عَاشِقُ بَعْدهُ: إِذَا لَمْ يتم الوَصْلُ وَالبَذْلُ فِي الهَوَى ... فَأُمُّ الهَوَى مِنْ بَعْدِ هَذَيْنِ طَالِقُ [من الوافر] 2252 - إِذَا مَا كَانَ عِنْدِي قُوْتُ يَوْمِي ... نَفَيْثُ الهَمَّ عَنِّي يَا سَعِيْدُ بَعْدهُ: ¬
إِذَا لَمْ تَخْطرْ هُمُوْمُ غَدٍ بِبَالِي ... فَإِنَّ غَدًا لَهُ رِزْق جَدِيْدُ أُسَلِّمُ إِنْ أَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا ... وَأَتْركُ مَا أُرِيْدُ لِمَا يُرِيْدُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابْنُ الخيَّاطِ الدِّمَشْقِيّ (¬1): إِذَا مَا كَانَ مِثْلكَ لِي مَجِيْرًا ... وَمِثْلكَ لَا يَجُوْدُ بهِ الوُجُوْدُ فَإِنَّ بَعِيْدَ مَا أَرْجُو قَرِيْبٌ ... وَإِنَّ قَرِيْبَ مَا أَخْشَى بَعِيْدُ [من الوافر] 2253 - إِذَا مَا كَانَ قُرْبُ الدَّارِ دَاءً ... فَدَاوِ الدَّاءَ مِنْهُ بِاجْتنَابِ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من المتقارب] 2254 - إِذَا مَا كَبِرْتَ وَبَانَ الشَّبَابُ ... فَلَا خَيْرَ فِي العَيْشِ بَعْدَ الكِبَر قَبْلهُ: هِيَ الدَّارُ دَارُ الأَذَى وَدَارُ القَذَى ... وَدَارُ الفَنَاءَ وَدَارُ الغِيَر فَلَوْ نِلْتَهَا بِحَذَافِيْرهَا ... لَمُتَّ وَلَمْ تَقْضِ مِنْهَا الوَطَر أَيَا مَنْ يُؤَمِّلْ طُولَ الخُلُوْدِ ... وَطَوْلُ الخُلُوْدِ عَلَيْهِ ضرَر إِذَا مَا كَبِرْتَ وَبَانَ الشَّبَابُ. البَيْتُ * * * وَمِمَّا يَلِي هَذَا البَابَ قَوْلُ (¬1): إِذَا مَا كَثِرْتَ عَلَى صَاحِبٍ ... وِإِنْ كَانَ يُدْنِيْكَ مِنْ نَفْسِهِ فَلَا بُدَّ مِنْ مَلَلٍ وَاقِعٍ ... يُغيِّرُ مَا كَانَ مِنْ أُنْسِهِ وَمِنَ البَابِ الَّذِي يَلِيْهِ قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيّ (¬2): ¬
إِذَا مَا كَسَاكَ اللَّهُ سِرْبَالَ صحَّةٍ ... وَلَمْ تَخْلُ مِن عَيْشِي يَحُلُّ يعَذّبُ وَلَا تَغْبِطَنَّ المُكْثِرِيْنَ فَإِنَّهُ ... عَلَى قَدْرِ مَا يُعْطِيْهم الدَّهْرُ يَسْلِبُ حَسَنُ بنُ زَيْدٍ: [من الطويل] 2255 - إِذَا مَا كَسَاكَ الدَّهْرُ ثَوْبًا مِنَ الغِنَى ... فَعَجِّلْ بِلَاهُ فَالليالي سَوَالِبُ الوَطْوَاطُ: [من الوافر] 2256 - إِذَا مَا كَفَّ دَهْرٌ كَفَّ جُوْدٍ ... بَسَطْتُ الصَّبْرَ فِي صَدْرٍ فَسِيْحِ بَعْدهُ: وَأَرْوَحُ مَا يَكُوْنُ المَرْءُ بَالًا ... إِذَا مَا رَاحَ فِي زُهْدِ المَسِيْحِ السَّرِيُّ فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من الوافر] 2257 - إِذَا مَا كُنْتَ أَكْرَمَ مَنْ عَلَيْهَا ... فكيفَ أَقُوْلُ تَفْدِيْكَ اللِّئَامُ يَقُوْلُ مِنْهَا السَّرِيُّ: عَهِدْنَا السَّيْفَ ذَا نقمٍ وَلَكِنْ ... كَرُمْتَ فَفِيْكَ نُعْمَى وَانْتِقَامُ فَمِنْ يُسْرَاكَ يَنْهَلُّ المَنَايَا ... وَمِنْ يُمْنَاكَ يَنْهَلُّ الغَمَامُ يَقُوْلُ مِنْهَا: عَلَامَ حَرَمْتَنِي إِنْشَادَ شِعْرِي ... لدَيْكَ وَقَدْ تَنَاشَدَهُ الأَنَامُ ربى فِيْكَ الَّتِي تُلْغِي القَوَافِي ... إِذَا ذُكِرَتْ وَيُمْتَهَنُ الكَلَام فمصرّع عن نداها الرِّيْحُ جَرْيًا ... وَتَعْجَزُ عَنْ مَوَاقِعِهَا السِّهَامُ تَناهَبَ حُسْنَها حَادٍ وَشَادٍ ... فَحَثَّ بِهَا المَطَايَا والمُدَامُ لَكَ النُّعْمَى الَّتِي جَلَّتْ وَلَكِنْ ... دُنُوِّي مِنْكَ وَالقُرْبُ التَّمَامُ وَتَشْرِيْفِي القِيَامَ إِزَاءَ ملكٍ ... مُلُوْكُ العَالَمِيْنَ لَهُ قِياَمُ وإِحْضاري إذا حَبَّرتَ مِنْهُ مَدحًا ... لِتَسْمَع مَا أُحَبِّرُ وَالسَّلَامُ * * * ¬
وَمِنْ بَابِ (إِذَا مَا كُنْت ت) قَوْلُ (¬1): إِذَا مَا كُنْتَ تنْكرُ كُلَّ ذَنْبٍ ... وَلَمْ تُجْلِلْ أَخَاكَ عَنِ العِتَابِ تَبَاعَدَ مَا تُقَارِبُ بَعْدَ قُرْبٍ ... وَصَارَ بِهِ الزَّمَانُ إِلَى اجْتِنَابِ وقول زُهَيْرٍ المِصْرِيّ (¬2): إِذَا مَا كُنْتَ أَنْتَ وَأَنْت رُوْحِي ... تَرَى تَلَفِي فَغَيْرُكَ لَا يُلَامُ سَأَلْتُكَ حَاجَةً فَسَكَتَّ عَنْهَا ... وَلِي عَامٌ أُرَدِّدُهَا وَعَامُ فَرُدَّ لِيَ الجوَابَ بِمَا تَرَاهُ ... وَكَلِّمْنِي فَمَا حَرَمَ الكَلَامُ وَهَا أَنَا قَدْ كَشَفْتُ إِلَيْكَ سِرِّي ... وَهَذَا شَرْحُ حَالِي وَالسَّلَامُ [من الوافر] 2258 - إِذَا مَا كُنْتَ جَارَ بَنِي عَلِيٍّ ... فَأَنْتَ لأَكْرَمَ الثَّقَلَيْنِ جَارُ [من الوافر] 2259 - إِذَا مَا كُنْتَ ذَا أَكْلٍ وَشُرْبٍ ... فَلَا تَطْمَحْ إِلَى نَيْلِ المَعَالِي الصَّنَوْبَرِيُّ: [من الوافر] 2260 - إِذَا مَا كُنْتَ ذَا بَوْلٍ صَحِيْحٍ ... أَلَا فَاضْرِب بِهِ وَجْهَ الطَّبِيبِ قَبْلهُ: وَلِلسُّقَّاطِ أَمْثِلَةٌ فَمِنِهَا ... مِثْلهم لَدَى الشَّيْءِ المُرِيْبِ إِذَا مَا كُنْتَ ذَا بَوْلٍ صَحِيْحٍ. البَيْتُ مُحَمَّدُ بن عَلِيّ العَبْدَانِيّ: [من الوافر] ¬
2261 - إِذَا مَا كُنْتَ ذَا رَأيٍ سَدِيْدٍ ... فَلَا تَغْتَرَّ بِالدَّهْرِ الخَؤُوْنِ قَوْلُ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بن عَلِيّ بن أَحْمَد العَبْدَانِيّ بِالدَّهْرِ الخَؤُوْنِ وَبَعْدَهُ: وَلَا تَغْضَبْ فَإِنَّك بَيْنَ قَوْمٍ ... يَقِيْسُوْنَ المَلَائِكَ بِالقُيُوْنِ [من الوافر] 2262 - إِذَا مَا كُنْتُ ذَا عُوْدٍ صَلِيْبٍ ... فَيَكْفِيْنِي القَلِيْلُ مِنَ اللَّحَاءِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابْنُ المُعْتَزِّ (¬1): إِذَا مَا كُنْتَ ذَا فَرَسٍ وَرُمْحٍ ... فَمَا أَنَا بِالفَقِيْرِ إِلَى الرِّجَالِ مُحَمَّدُ بن أَمَيَّةَ: [من الوافر] 2263 - إِذَا مَا كُنْتَ لِلْحَدَثَانِ عَوْنًا ... عَليْكَ وَللِزَّمَانِ فَمَنْ تَلُوْمُ؟ قَبْلهُ: أَتَطْعَنُ وَالَّذِي تَهْوَى مُقِيْمٌ ... لَعُمْركَ إِنَّ ذَا خَطْبٌ عَظِيْمُ إِذَا مَا كُنْتَ لِلحَدَثَانِ عَوْنًا. البَيْتُ قُرشِيٌّ يَهْجُو بَنِي تَمِيْمٍ: [من الوافر] 2264 - إِذَا مَا كُنْتَ مُتَّخِذًا خَلِيْلًا ... فَلَا تَجْعَلْ خَلِيْلَكَ مِنْ تَمِيْمِ بَعْدهُ: بَلَوْتُ صَمِيْمهُمْ وَالعَبْدُ مِنْهُمْ ... فَمَا أَدْنَى العَبِيْدَ مِنَ الصَّمِيْمِ امْرُؤُ القَيْسِ: [من الوافر] 2265 - إِذَا مَا كُنْتَ مُفْتَخِرًا فَفَاخِرْ ... بِبَيْتٍ مِثْلَ بِيْتِ بَنِي سُدُوْسَا ¬
وَقَالَ هِشَامٌ: كُلُّ سَدُوْسٍ فَمَفْتُوْحُ السِّيْنِ الأَوَّلَةِ إِلَّا هَذَا فَإِنَّهُمُ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو سُدُوْسٍ بِضمِّ السِّيْنِ. * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ مُحَمَّد بن يَحْيَى الأُمَوِيّ (¬1): إِذَا مَا كُنْتَ مُلْتَحِفًا كسَاءً ... وَلَمْ يَكُنِ الكسَاءُ يَعُمُّ كُلَّك فَلَا تَمْدُدْ لَهُ رِجْلًا وَلَكِنْ ... عَلَى قَدَرِ الكسَاءِ فَمُدَّ رِجْلَك [من الوافر] 2266 - إِذَا مَا كُنْتُمُ فِي الجسْمِ رُوْحًا ... فَكَيْفَ عَلَى بَعَادِكُمُ يَعِيْشُ [من الوافر] 2267 - إِذَا مَا كُنْتُ لَا أَلْقَاكَ لَيْلًا ... وَلَا فِي صُبْحِهِ فَمَتَى اللِّقَاءُ؟ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 2268 - إِذَا مَا لَبِسْتَ الدَّهْرَ مُسْتَمْتِعًا بِهِ ... تَمَزَّقْتَ وَالمَلبُوْسِ لَمْ يَتَمَزَّقِ أَبْيَات المُتَنَبِّي أَوَّلُهَا: لِعَيْنَيْكِ مَا يَلْقَى الفُؤادُ وَمَا لَقَى ... وَللحُبِّ مَا لَمْ تَبْقَ مِنِّي وَمَا بَقي وَمَا كُنتُ مِمَّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قَلْبَهُ ... وَلَكِنَّ مَنْ يُبْصرْ جُفُوْنكَ يَعْشَقِ وبين الرِّضَى وَالسُّخْطِ وَالقُرْبِ ... وَالنَوَى مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقْرِقِ وَأَحْلَى الهَوَى مَا شَكَّ فِي الوَصْلِ ربُهُ ... وَفِي الهَجْرِ فَهُوَ الدَّهْرُ يَرْجُو وَيَتَّقِي وَمَا كُلُّ مُنْ يَهْوَى يَعُفُّ إِذَا خَلَا ... وَيَفْعَلُ فِعْلَ البَابِلِيّ المُعَتَّقِ إِذَا مَا لَبِسْتَ الدَّهْرَ مُسْتَمْتِعًا بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
لقد جُدْتَ حَتَّى جُدْتَ فِي كُلِّ مِلَّةٍ ... وَحَتَّى أَتَاكَ الحَمْدُ مِنْ كُلِّ مَنْطِقِ وَلَمْ يَثْنِكَ الأَعْداءُ عَنْ مُهَجَاتِهِمْ ... بِمِثْلِ خضُوْعٍ فِي كَلَامٍ مُنَمَّقِ فَإِنْ تُعْطِهِ بَعْضَ الأَمَانِ فَسَائِلٌ ... وَإِنْ تُعْطِهِ جَدَّ الحُسَامِ فاخْلَقِ وَإِطْرَاق طَرْفِ العَيْنِ ليس بِنَافِعٍ ... إِذَا كَانَ طَرْفُ القَلْبِ ليس بِمُطْرِقِ فَيَا أَيُّهَا المَطْلُوْبُ جَاوِرْهُ تَمْتَنِعْ ... وَيدا أَيُّهَا المَحْرُوْمُ يَمِّمْهُ تُرْزَقُ وَيَا أَجْبَنَ الفُرْسَانِ صَاحِبْهُ تَجْتَرِئ ... وَيَا أَشْجَعُ الشُّجْعَانِ قَارِبْهُ تَعْرَقِ رَأَى مَلِكُ الرُّوْمِ ارْتيَاحكَ لِلنَّدَى ... فَقَامَ مَقَامَ المُجْدِي المُتُمَلِّقِ وَكُنْتَ إِذَا كَاتَبْتَهُ قَبْلَ هَذِهِ ... كَتَبْتَ إِلَيْهِ فِي قَذَالِ الدّمُسْتُقِ إِذَا سَعَتِ الأعْدَاءُ فِي كَيْدِ مَجْدِهِ ... سَعَة جدّهُ فِي مَجْدِهِ سَعْيَ مُحْنِقِ وَمَا ينصُرُ الفَضْلُ المبينُ عَلَى العِدَى ... إِذَا لَمْ يَكُنْ فَضْلَ السَّعِيْدِ المُوَفَّقِ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الطويل] 2269 - إِذَا مَالَتِ الدُّنْيَا إِلَى المَرْءِ رَغَّبَتْ ... إِلَيْهِ وَمَالَ النَّاسُ حَيْت يَمِيْلُ الرضي الموسويّ: [من الطويل] 2270 - إِذَا مَا لَقِيْتَ الجيْشَ أَفْنَيْتَ جُلَّهُ ... رَدًى وَرَدَدْتَ الفَاضِلِيْنَ نَوَاعِيَا الحَجَّاجُ بنُ يُوْسفَ الثَّقفِيُّ: [من الطويل] 2271 - إِذَا مَا لَقِيْتُ اللَّهَ عَنِّي رَاضِيًا ... فَإِنَّ شِفَاءَ النَّفْسِ فِيْمَا هُنَالِكِ كَانَ الحَجَّاجُ بن يُوْسُف عَلِيْلًا فَأَرْجَفَ عَلَيْهِ بِالمَوْتِ وَذَلِكَ لَمَّا مَاتَ أَخُوْهُ مُحَمَّد بن يُوْسُفَ وَوَلَدَهُ مُحَمَّد بن الحَجَّاجُ وَكَانَ قَدْ جَزَعَ عَلَيْهُمَا حَتَّى اعْتَلَّ فَلَمَّا تَمَاثَلَ طَلَعَ إِلَى النَّاسِ وخطبَ خِطْبَةً وَعَظَ فِيْهَا وَتَكَلَّمَ بِالحِكْمَةٍ فَلَمَّا نزَلَ مِنَ المِنْبَرِ قَالَ: فَحَسْبِي رِضى الرَّحْمَنِ مِنْ كُلِّ سَاخِطٍ ... وَحَسْبِي بَقَاءُ اللَّهِ مِنْ كُلِّ هَالِكِ ¬
إِذَا مَا لَقِيْتُ اللَّهَ عَنِّي رَاضيًا. البَيْتُ أَبُو فِرَاسٍ: [من الوافر] 2272 - إِذَا مَا لَمْ تَخُنْكَ يَدٌ وَقَلْبٌ ... فَلَيْسَ عَليْكَ خَائِنَةُ اللَّيَالِي أَوَّلُ أَبْيَاتِ أَبُو فِرَاسٍ: ضَلَالٌ مَا رَأَيْتُ مِنَ الضّلَالِ ... مُعاتَبَةَ الكَرِيْمِ عَلَى النَّوَالِ وَإِنَّ مَسَامِعِي عَنْ كُلِّ عَذْلٍ ... لَفِي شُغْلٍ بحَمْدٍ أَو سُؤَالِ فَلَا وَاللَّه مَا بَخُلَتْ يَمِيْنِي ... وَلَا أَصْبَحُتُ أَسْقَاكُمْ بِمَالِي وَلَكِنِّي سَأُفْنِيْهِ وَأُبْقِي ... ذَخَائِرَ مِنْ ثَوَابٍ أَو جَمَالِ وَلِلوُرَّاثِ أرث أَبِي وَجَدِّي ... جِيَادَ الخَيْلِ وَالأسْلِ الطِّوَالِ وَمَا تَجْنِي سرَاةُ بَنِي أَبِيْنَا ... سِوَى ثَمَرَات أطْرَافِ العَوَالِي أَزَيْنَا بَيْنَ أَطْنَابِ الأَعَادِي ... إِلَى بَلَدٍ مِنَ النّصّارِ خَالِ نَعَافُ قطُونَهُ ونَمِلُّ مِنْهُ ... وَيَمْنَعُنَا الإِبَاءُ مِنَ الزِّيَالِ مَخَافَةَ أن يُقَالَ بِكُلِّ أَرْضٍ ... بَنُو حَمْدَانَ كَفُّوا عَنْ قِتَالِي إِذَا مَا لَمْ تَخُنْكَ يَدو وَقَلْبٌ. البَيْتُ. يَقُوْلُ مِنْهَا: ألَا هَلْ مُنْكِرٌ يَا بَنِي نِزَارٍ ... مَقَامِي يَوْمَ ذَاك أَو مَقَالِي أَلَمْ أثْبتْ لَهَا وَالخَيْلُ فَوْضَى ... بِحَيْثُ تَجِفُّ أَحْلَامُ الرِّجَالِ فَقَائِلُهُ يَقُوْلُ جزِيْتُ خَيْرًا ... لقد حَامَيْتَ عَن حُرَمِ المَعَالِي وَقَائِلُهُ يَقُوْلُ أَبَا فِرَاسٍ ... أعِيْذُ عُلَاكَ مِنْ عَيْن الكَمَالِ امْرُؤُ القَيْسِ: [من الوافر] 2273 - إِذَا مَا لَمْ تَكُنْ إبْلٌ فَمِعْزَى ... كَأَنَّ قرُوْنَ حلَّتهَا العِصِيُّ بَعْدهُ: فَتَمْلأُ بَيْتَنَا أَقِطًا وَسَمْنًا ... وَحَسْبُكَ مِنْ غِنًى شِبْعٌ وَرِيُّ ¬
فِي المَثَلِ: حَسْبكَ مِنَ القَلَادَةِ مَا أَحَاطَ بِالعنقِ. أَي اكْتَفِ بِالقَلِيْلِ مِنَ الكَثِيْرِ. وَالمَثَلُ قَوْلهُ: وَحَسْبُكَ مِنْ غِنًى شَبعٌ وَرِيٌّ. [من الوافر] 2274 - إِذَا مَا لَمْ تَكُنْ تَسْعَى لِوِتْرٍ ... فَلَا تُكْثِرْ مُشَاتَمَةَ الرِّجَالِ الطُّغرَائِيُّ: [من الوافر] 2275 - إِذَا مَا لَمْ تَكُنْ مَلِكًا مُطَاعًا ... فَكُنْ عَبْدًا لِخَالِقِهِ مُطِيْعَا بَعْدهُ: وَإِنْ لَمْ تَمْلِكِ الدُّنْيَا جَمِيْعًا ... كَمَا تَخْتَارُ فَاتْرُكْهَا جَمِيْعَا هُمَا سَبَبَانِ مِنْ مُلْكٍ وَنُسْكٍ ... يُنِيْلَانِ الفَتَى الشَّرَفَ الرَّفِيْعَا كَذَاكَ الفِيْلُ أَمَّا عِنْدَ ملْكٍ ... وَأَمَّا فِي مَجَاهِلَهَا رَتَيْعَا وَمَنْ تَقْنَعْ مِنْ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ ... سِوَى هَذَيْنِ تَحْيَى بِهَا وَضِيْعَا جَرِيْرٌ: [من الوافر] 2276 - إِذَا مَا لُمْتِنِي وَعَذَرْتُ نَفْسِي ... فَلُومِي مَا بَدَا لَكِ أَنْ تَلُوْمِي قَبْلهُ: فَلَيْتَ الظَّاعِنِيْنَ هُمُ أَقَامُوا ... وَفَارَقَ بَعْضُ ذَا الأُنْسِ المُقِيْمِ فَمَا العَهْدَ الَّذِي عَهِدَت ... إِلَيْنَا مَنْسِيَّ الذَّمَامِ وَلَا ذَمِيْمُ أَعَاذِلَ طَالَ لَيْلكَ لَمْ تَنَامِي ... وَنَامَ العَاذِلَاتُ وَلَمْ تُنِيْمِي إِذَا مَا لُمْتِنِي وَعَذَرْتُ نَفْسِي. البَيْتُ أَبُو يَعْقُوْبَ الخُرَيْمِيُّ: [من الوافر] 2277 - إِذَا مَا مَاتَ بَعْضُكَ فَابْكِ بَعْضًا ... فَبَعْضُ الشَّيْءِ مِنْ بَعْضٍ قَرِيْبُ ¬
أَبْيَاتُ أَبِي يَعْقُوْبَ الخُرَيْمِيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَذْكُرُ فِيْهَا ذَهَابَ إِحْدَى عَيْنَيْهِ يَقُوْلُ مِنْهَا: سَكَبْت الدَّمْعَ مِنْكِ عَلَيْكِ حُزْنًا ... وَقَلَّ لِفَقْدكِ الدَّمْعُ السَّكُوْبُ وَكُنْتِ مُنِيْرَتِي وَسِرَاجَ وَجْهِي ... وَكَانَتْ لِي بِكِ الدُّنْيَا تَطِيْبُ يَمُوْتُ المَرْءُ وَهُوَ يُعَدُّ حَيًّا ... وَيخْلُفُ ظَنَّكَ الأمَلُ الكَذُوْبْ إِذَا مَا مَاتَ بَعْضكَ فَابْكِ بَعْضًا ... فَإِنَّ البَعْضَ مِنْ بَعْضٍ قَرِيْبُ [من الوافر] 2278 - إِذَا مَا مَاتَ مِثْلِي مَاتَ حُرًّا ... يَمُوْتُ بِمَوْتهِ بَشَرٌ كَثِيْرُ [من الوافر] 2279 - إِذَا مَا مَاتَ مَيْتٌ مِنْ تَمِيْمٍ ... فَسَرَّكَ أَنْ يَعِيْشَ فَجِئْ بِزَادِ بَعْدهُ: بِخُبْزٍ أَو بِلَحْمٍ أَو بِتَمْرٍ ... أَو الشَّيْءِ المُلَفَّفِ فِي البِجَادِ تُرَاهُ يُنَقِّبُ البَطْحَاءَ حَوْلًا ... لِيَأكُلَ رَأسَ لُقْمَانَ بنُ عَادِ الشَّيْءُ المُلَفَّفُ فِي البجَادِ أيْرُ الحمَار لأَنَّ تَمِيْمًا تَعَيَّرُ بِأَكْلِهِ وله حِكَايَةٌ لَيْسَ هُنَا مَوْضعُهَا تَأتِي فِي مَكَانِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَاَلَى. أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 2280 - إِذَا مَا مَحَضْتَ الوُدَّ مِنْكَ لِصَاحِبٍ ... فَعَافَ عَليْكَ المَحْضَ فَامْذُقْ لَهُ مَذْقَا ابن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 2281 - إِذَا مَا مَدَحْنَاهُ اسْتَعَنَّا بِفِعْلِهِ ... لِنَأخُذَ مَعْنَى مَدْحِهِ مِنْ فَعَالِهِ قَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ ابن المُعْتَزِّ فِي الوَزِيْرِ القِاسمِ بن عَبَيْدِ اللَّهِ بن سُلَيْمَانَ بن وَهَبٍ. ابْنُ طَبَاطَبَا: [من الطويل] ¬
2282 - إِذَا مَا مَدَحْنَاهُ اسْتَعَنَّا بِكُتْبِهِ ... لِنَسْرِقَ عَمْدًا مِنْ رَسَائِلِهِ مَعْنَى أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من المتقارب] 2283 - إِذَا مَا مَرَرْتَ بِأَهْلِ القُبُوْرِ ... فَأَيْقِنْ بِأَنَّكَ مِنْهُمْ غَدَا قَبْلهُ: أَمَا يَرْدعُ المَوْتُ أَهْلُ النُّهَى ... وَيَرْدعُ مِنْ غَيِّهِ مَنْ غَوَى أَمَا عَالِمٌ عَارِفٌ بِالزَّمَانِ ... يَرُوْحُ وَيَغْدُو قَصيْرَ الخُطَى وَيَا لَاهِيًا آمِنًا وَالحِمَامُ ... إِلَيْهِ سَرِيْغ قَرِيْبُ المَدَى يُسَرُّ بِشُيْءٍ كَانَ قَدْ مَضَى ... وَيَأمَنُ شَيْئًا كَانَ قَدْ آتَى إِذَا مَا مَرَرْتَ بِأَهْلِ القُبُوْرِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَا أَمَلٌ غَيْرُ عَفْوِ الإِلَهِ ... وَلَا عَمَلٌ غَيْرُ مَا قَدْ مَضى فَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَخَيْرًا تَنَالَ ... وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَشَرًّا تَرَى [من الطويل] 2284 - إِذَا مَا مَضَى مِنْ آبَ عِشْرُوْنَ لَيْلَةً ... أَتَاكَ النَّسِيْمُ العَذْبُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ البَرْمَكِيّ: [من الطويل] 2285 - إِذَا مَا مَضَى مِنْ وَقْتِ عُمْرِكَ شَطْرُهُ ... فَلَبْثُكَ فِي الشَّطْرِ الأَخِيْرِ يَسِيْرُ قَبْلهُ: وَمِنْ عَجَبِ الأَيَّامِ أَنَّكَ وَاقِفٌ ... عَلَى الأَرْضِ فِي الدُّنْيَا وَأَنْتَ تَسِيْرُ إِذَا مَا مَضَى. البَيْتُ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الطويل] 2286 - إِذَا مَا مَضَى يَوْمٌ بِأَمْرٍ تَقَطَّعَتْ ... قُوَاهُ وَرَثَّت أَحْدَثَت لَيْلَةٌ أَمْرَا ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ: إِذَا مَا مَضَى يَوْمٌ وَلَمْ أَكُ نَاظِرًا ... إِلَيْكَ تَمُوْرُ الأَرْضُ بِي وَتَضِيْقُ وَلِي مُقْلَةٌ مُذْ غِبْتَ فَارَقَهَا الكَرَى ... وَقَلْبٌ إِلَى طِيبِ اللِّقَاءِ مَشُوْقُ هَذَا يَصْلُح فِي صدْرِ كِتَابٍ وَيَقْربُ مِنْهُ قَوْلُ آخَر: إِن يَغِبْ عَنْ جنَابكَ الرَّحْب شَخْصي ... أَو تَنَاءتْ لْسُوْءِ حَظِّي كُتُبِي فَشَأنِي كَمَا عَهدْتَ وَشُكْرِي ... وَضمِيْرِي كَمَا خَبِرْتَ وَقَلْبِي السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الطويل] 2287 - إِذَا مَا مَضَى يَوْمٌ مِنَ العَيْشِ صَالِحٌ ... فَصِلْهُ بِيَوْمٍ صَالِحِ العَيْشِ مِنْ غَدِ قَبْلهُ: أَعَاذِلَ إِنَّ النَّائِبَاتِ بِمَرْصدٍ ... وَإِنَّ السُرُوْرَ غَيْرُ مُخَلَّدِ إِذَا مَا مَضَى يَوْم. البَيْتُ [من الوافر] 2288 - إِذَا مَا مُقْلَتِي رَمدَتْ فَكُحْلِي ... تُرَابٌ مَسَّ نَعْلَ أَبِي تُرَابِ قَبْلهُ: أَلَا هَلْ مِنْ فَتَى كَأَبِي تُرَابٍ ... وَأَنَّى مِثْلُهُ فَوْقَ التُّرَابِ إِذَا مَا مُقْلَتِي رَمِدَت فَكُحْلِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هُوَ البَكَّاءُ فِي المِحْرَابِ لَكِنْ ... هُوَ الضَّحَّاكُ فِي يَوْمِ الحِرَابِ [من الطويل] 2289 - إِذَا مَا مَلَكْتَ المَالَ فَاعْمَلْ لِظُلْمِهِ ... فَظِلْمكَ لِلأَمْوَالِ مِنْ شِيَمِ العَدْلِ ¬
[من الطويل] 2290 - إِذَا مَا مَنَحْتَ النُّصْحَ مَنْ لَيْسَ أَهْلَهُ ... تَوَهَّمَهُ غِشًّا فَأَصْبَحَ خَاسِرَا بَعْدهُ: وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ نَفْسِهِ زَاجِرٌ لَهُ ... فَأحْرَى بِهِ أَنْ لَا يُطَاوعَ زَاجِرَا سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من الوافر] 2291 - إِذَا مَا نَالَ ذُو طَلَبٍ نَجَاحًا ... بِأَمْرٍ لَمْ يَجِدْ أَلَمَ الطِّلَابِ [من الوافر] 2292 - إِذَا مَا نَامَ عَنْ مَجْدٍ رِجَالٌ ... فَلَسْتُ عَنِ المَعَالِي بِالنَّؤُوْمِ خَلَفُ بنُ أَيُّوْب: [من الطويل] 2293 - إِذَا مَا نَبَا الهِنْدِيُّ أَصْلَتَ مُنْصلًا ... مِنَ الرَّأي لَا يَثْنِيْهِ فَجْأَةُ نَائِبِ بَعْدَهُ: وَأَصْبَحْتُ ذَا كَوْكَبٍ طَالِعٍ ... لَجُوْبِ المَفَاوِزِ أَو غَارِبِ فَبَاعِدْ إِذَا مَا نَوَيْتَ الرَّحِيْلَ ... بِهَمِّكَ فِي الأَرْضِ أَو قَارِبِ وَسِرْ أَو تَمُوْتَ غَرِيْبًا ... بِغَيْرِ أَخٍ لَكَ رَاثٍ وَلَا نَادِبِ وَإِنْ أَنْتَ نَادَيْتَ أَهْلَ الحِفَاظِ ... فَعَرِّضْ بِذِكْرِيَ أَو نَادِ بِي ابْنُ أَسَدٍ الفَارِقِيُّ: [من المتقارب] 2294 - إِذَا مَا نَبَا بَلدٌ بِي رَحَلْتُ ... وَأَلْقَيْتُ حَبْلِي عَلَى غَارِبِي البُسْتِيُّ: [من الطويل] 2295 - إِذَا مَا نَبَا حِسٌّ وَكَلَّتْ بَصِيْرَةٌ ... فَطُوْلُ بَقَاءِ المَرْءِ طُوْلُ شَقَائِهِ ¬
قَبْلهُ: أَرَى المَرْءَ يَرْجُو أَنْ يَطُوْلَ بَقَاؤُهُ ... لِيَدْرِكَ مَا يَرْجُو بِطُوْلِ بَقَائِهِ وَأَيَّةُ جَدْوَى فِي البَقَاءِ وَقَدْ وَهَتْ ... قُوَاهُ وَأفْوَ قَلْبهُ مِنْ ذَكَائِهِ إِذَا مَا نَبَا حِسٌّ. البَيْتُ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 2296 - إِذَا مَا نَبَتْ بِي أَرْضُ قَوْمٍ تَرَكتُهَا ... وَسِرْتُ وَلِي مِنْهَا وَمنْ أَهْلِهَا بُدُّ وَمِنْ بَابِ (إِذَا مَا) قَوْلُ الأَخْطَل (¬1): إِذَا مَا نَدِيْمِي عَلَّنِي تَمَّ عَلَّنِي ... ثَلَاثُ زُجَاجَاتٍ لَهُنَّ هَدِيْرُ خَرَجْتَ أَجُرُّ الذَّيْلَ حَتَّى كَأَنَّنِي ... عَليْكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أَمِيْرُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 2297 - إِذَا مَا نَسَبْتَ الحَادِثَاتِ وَجَدْتَهَا ... بَنَاتِ الزَّمَانِ أُرْصِدَتْ لِبَنِيْهِ قَوْلُ البُحْتُرِيُّ هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا أَبَا غَالِب أَحْمَد بن مُحَمَّد بن البدير أَوَّلُهَا: مَتَى تَسْأَلِي عَنْ عَهْدِهِ تَجِدِيْهِ ... مَلِيًّا بِوَصْلِ الحَبْلِ لَمْ تَصِلِيْهِ يُكَلِّفُنِي عَنْكِ العَذُوْلَ تَصَبُّرًا ... وَأَعْوَزُ شَيْءٍ مَا يُكَلِّفُنِيْهِ أَرَى عقلُ الأَيَّامِ إِعْطَاءَ مَانِعٍ ... نَصيْبُكِ أَحْيَانًا وَحِلْمُ سَفِيْهِ إِذَا مَا نَسَبْتَ الحَادِثَاتِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ مَتَى أَرَتِ الدُّنْيَا نَبَاهَةَ خَامِلٍ ... فَلَا تَرْتَقِبْ إِلَّا خُمُوْلَ نَبِيْهِ وَمَا رَدَّ صَرْفُ الدَّهْرِ مِثْلُ مهَذَّبٍ ... أَبَى الدَّهْرُ أَنْ يَأتِي لَهُ بِشَبِيْهِ جَدِيْدَ الشَّبَابِ كِبْرُهُ بِفِعَالِهِ ... وَبَعْضُ الرِّجَالِ كِبْرُهُ بِسِنِيْهِ وَمَا مَانِعٌ فِي المَجْدِ نَهْجَ عَدُوُّهُ ... كَمُتَّبعٍ فِي المَجْدِ نهْجَ أَبِيْهِ ¬
الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 2298 - إِذَا مَا نَفَذْتُ السُّدَّ مِنْ كُلِّ حَادِثٍ ... رَأَيْتُ أَمَامِي دُوْنَ مَا أَبْتَغِي سُدَّا أَبْيَاتُ السَّيِّد الرَّضِيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ هَذَا مُنْتَخِبَهًا، أَوَّلُهَا (¬1): تَزَوَّدْ مِنَ المَاءِ النُفَاخِ فَلَنْ تَرَى ... بِوَادِي الغَضَا نُفَاخًا وَلَا بَرْدَا وَنلْ مِنْ نَسِيْمِ البَانِ وَالرَّنْدِ لَيْلَةً ... فَهَيْهَاتَ وَادٍ يُنْبِتُ البَانَ وَالرَّنْدَا وَعجْ فِي الحِمَى عَيْنًا فَلَسْتَ بِرَامِقٍ ... طِوَالَ اللَّيَالِي ذَلِكَ العَلَمَ الفَرْدَا وَكُرَّ إِلَى نَجْدٍ بِطَرْفِكَ أَنَّهُ ... مَتَى تَغْدُ لَا تَنْظُر عَقِيقًا وَلَا بَحْرَا أمِنْكِ الخِيَالُ الطَّارِقِي بَعْدَ هَجْعَةٍ ... يُعَاطِي جَوَى الظّمْآنِ مُبْتَسِمًا بَرْدَى دَنَا مِنْ أَعَالِي الرَّقْمَتَيْنِ وَمَا دَنَا ... وَصَدَّ وَقَدْ وَلَّى الظَّلَامُ وَمَا صَدَّى وَمِنْ عَجَبٍ رَيّي وَمَا نَفعَ الصَّدَى ... وَعَدَّى لَهُ مِنَّا عَلَيَّ وَمَا اعْتَدَى أَشَاءَ لَيَالِي القُرْبِ نَأيًا وَهِجْرَةً ... وَأَسْدَى عَلَى بُعْدٍ مِنَ الدَّارِ مَا أَسْدَى يَقُوْلُ مِنْهَا وَكَانَ قَدْ سَافَرَ إِلَى الكُوْفَةِ وَعَزَمَ عَلَى التَّوَجُّهِ إِلَى مِصرَ ثُمَّ عَادَ إِلَى بَغْدَادَ فَقَالَ هَذِهِ القَصِيْدَةَ يَذْكُرُ فِيْهَا الأَتْرَاكَ وَبَنِي بُوَيْهَ وَيذُمُّ العَرَبَ مِنْ أَعْدَائِهِ حُيْثُ يَقُوْلُ: أَفِي كَلِّ يَوْمٍ لِلمَطَامِعِ جَاذِبٌ ... يُجَشِّمَنِي مَا يُعْجِزُ الأَسَدَ الوَرْدَا كَأَنّي إِذَا حَاوَلْتُ دُوْنَ مَطَالِبِي ... أُجَادِلُ الأَيَّامَ أَلْسِنَةً لُدَّا أَحُلُّ عُقُوْدَ النَّائِبَاتِ وَأَنْثَنِي ... وَخَلفِي يَا لَلدَّهْرِ تَحْكِمُهَا عِقْدَا إِذَا مَا نَفَذْتَ السدَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَأَتْركُ أَمْلَاكًا رزَانًا حُلُوْمهُمْ ... حُلُوْلًا عَلَى الزَّوْرَاءِ إِيْمَانهُمْ تَنْدِي كَأَنَّكَ تَلْقَى مِنْهُمُ أَجمِيَّةً ... مُؤَلَّلَةَ الأَنْيَابِ أَو قُلَلًا مِلْدَا وَلَا يَأنَفُ الجَبَّارُ أن تَعْتَفِيْهُمُ ... وَلَا الحرُّ يَأبَى أن يَكُوْنَ لَهُمْ عَبْدَا إِذَا مَا عَدِمْنَا الجُوْدَ مِنْهُمْ بِعِلَّةٍ ... فَلَنْ نَعْدِمَ العَلْيَاءَ مِنْهُمْ وَلَا المَجْدَا ¬
وَإِنَّ كَرِيْمَ القَوْمِ مَنِ خَدَمَ العُلَى ... وَإِنَّ لَئِيْمَ القَوْمِ مَنْ خَدَمَ الرِّفْدَا إِذَا مَا طَرَقْتَ المَرْءَ مِنْهُمْ وَجَدْتهُ ... عَلَى النَّار لَا كَابي الزِّنَادَ وَلَا وَغْدَا لَهُمْ كُلُّ مَوْقُوْدٍ مِنَ التَّاجِ رَأسُهُ ... غَنِي بِالعُلَى أَنْ يُنْسَبَ الأَبَ وَالجدَّا وَأَنْقُلُ بَيْتِي فِي البِلَادِ مُجَاوِرًا ... بُيُوْتَ المَخَازِي قَدْ ضَلِلْتُ إِذًا جِدَّا خِيَامًا قَصِيْرَاتُ العِمَادِ تَخَالُهَا ... كِلَابًا عَلَى الأذْيَابِ مَقْعِيَّهً رَبْدَا إِذَا عَزَّ مَاءٌ بَيْنَهُمْ وَرَدُوا القَذَى ... وَإِنْ قَلَّ زَادٌ عِنْدَهُمْ مَضَغُوا القدَّا تَرَى الوَفْدَ عَنْ أَعْطَائِهِم وَقِبَابِهِمْ ... مِنَ اللَّوْمِ أَنْأَى مِنْ نِعَامِهِمْ طَرْدَا أَأَتْركُ إمْطَاءَ السَّوَابِقِ ضلَّةً ... وَأسْتَحْمِلُ الحَاجَاتِ أَحْمَرَةً قَفْدَا لَرَأْيٌ لَعمْرِي غَيْرُ دَانٍ مِنَ النُّهَى ... وَلَا وَاسِطٌ فِي الحَزْمِ قَبْلًا وَلَا بَعْدَا فَلَا طَرَبٌ إِنْ زِدْتُ قُرْبًا إِلَيْهُمُ ... وَلَا أَشَف إِنْ زَادَ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا كَمَمْتُ لِسانِي أَنْ يَقُوْلَ إِنْ يَقُلْ قَفُلٍ ... فِي الجرَارِ العَضْبِ إِنْ فَارَقَ الغَمْدَا وَإِنَّ بُرُوْدًا لِلمَخَازِي مُعِدَّةً ... فَمَنْ شَاءَ مِنْ ذَا الحَيّ أَسْحَبْتُهُ بُرْدَا قَلَائِدُ فِي الأَعْنَاقِ بِالعَارِ لَا تَهِي ... عَلَى مَرِّ أَيَّامِ الزَّمَانِ وَلَا تَصْدَا حَصَلْتُ بَيْنَ القَنَا فضنت القَنَا ... وَإِنْ زفرت فِي السَّرْدِ قطّعَتِ السّرْدَا أآلِ بُوَيْهٍ مَا يَرَى النَّاسُ غَيْركُمْ ... وَلَا يَشْتَكِي لِلْخَلْقِ أولاكم قعْدَا تَرَى مَنْعَكُمْ جُوْدًا وَمَطْلَكُمْ جَدًى ... وَإذْلَالكُمْ عِزًّا وَإِمْرَارِكُمْ شهدَا وَعَيْشُ اللَّيَالِي عِنْدَ غَيْرِكُمُ رَدًى ... وَبَرْدَ الأمَانِي عِنْدَ غَيْرِكُمُ وَقْدَا إِذَا لَمْ تَكُوْنُوا نَازِلِي الأَرْضِ لَمْ نَجِدْ ... بِهَا الوَادِي المَمْطُوْرَ وَالكَلِأ الجعْدَا وَينبِطُ مِحْفَارِي بِأَرْضكُمُ الغِنَى ... إِذَا مَا نَبَا عَنْ جَانِبِ اللَّوْم أَو أَكْدَى وَكُنْتُ أَرَى أَنِّي مَتَى شِئْتُ دُوْنَكُمْ ... وَجَدْتُ مَجَالًا لِلمَطَالِبِ أَو مَعْدَى فَلَمْ أَرَ لِي مِنْ مَطْلَعٍ عَنْ بِلَادِكُمْ ... وَلَا مِنْ مرَاحِ للأَمَانِي وَلَا مُغْدَا خُذوا بِزِمَامِي قَدْ رَجَعْتُ إِليْكُمُ ... رُجُوْعَ نَزِيْلٍ لَا يَرَى مِنْكُمُ بُدَّا أُرِيْدُ ذهَابًا عَنْكُمُ فَيَرُدَّنِي إِليْكُم ... تَجَارِيْبُ الرِّجَالِ وَلَا حَمْدَا
وَلِلرَّضي أَيْضًا: [من الهزج] 2299 - إِذَا مَا نَفَعَ الجهْل ... فَإِنَّ الضَّائِرَ العَقْلُ أَبُو عُبَادَةَ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 2300 - إِذَا مَا نَهَى النَّاهِي فَلجَّ بِيَ الهَوَى ... أَصاخَت إِلَى الوَاشِي فَلَجَّ بِهَا الهَجْرُ هَذَا أَحْسَنُ مَا قِيْلَ مِنْ شعْرِ المُتَأَخِّرِيْنَ فِي التَّزَاوُجِ، وَهُوَ أَنْ يُزَاوِجَ بَيْنَ مَعْنَيَيْنِ فِي الشَّرْطِ وَالجزَاءِ سَوَاءً. [من الطويل] 2301 - إِذَا مَا وُتِرْنَا لَمْ نَنَمْ عَنْ تُرَاثِنَا ... وَلَمْ نَكُ أَوْغَالًا نُقِيْمُ البَوَاكيَا شَرَفُ الكُتَاب بنُ جِيَا: [من الطويل] 2302 - إِذَا مَا وَجَدْتَ البُؤْسَ عِنْدَ أَحِبَّتِي ... تُرَى عِنْدَ أَعْدَائِي يَكُوْنُ رَجَائِي قَبْلهُ: مِنْ أَبْيَاتٍ: وَإِنَّ حَبِيْبِي مَنْ يُرِيْدُ تَنَعُّمِي ... وَلَيْسَ حَبِيْبِي مَنْ يُرِيْدُ شَقَائِي إِذَا مَا وَجَدْتُ البُؤْسَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ إِلَى المَاءِ يَسْعَى مَنْ يَغصُّ بِلَقْمَةٍ ... إِلَى أَيْنَ يَسْعَى مَنْ يَغصُّ بِمَاءِ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي النَّجْمِ هِلَالِ بن المُقَلَّدِ اليَعْقُوبِيّ (¬1): إِذَا مَا وَسَعَ اللَّهُ ... عَلَى الإِنْسَانِ فِي الرّزْقِ فَمَا يَصْنَعُ بِالأَسْفَـ ... ـــــارِ لَولَا كثْرَةُ الحُمْقِ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من المتقارب] ¬
2303 - إِذَا مَا وَصَفْتَ امْرَأً لامرِيءٍ ... فَلَا تَغْلُ فِي وَصْفِهِ وَاقْصِدِ بَعْدهُ: فَإِنَّكَ إِنْ تغل تَعْدُ الظّنُوْن ... فِيْهِ إِلَى الغَرَضِ الأَبْعَدِ فَيَصْغُرُ مِنْ حَيْثُ عَظَّمْتَهُ ... لِفَضْلِ المَغِيْبِ عَلَى المشْهدِ صَالِحُ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ: [من الطويل] 2304 - إِذَا مَا وَعَظْتَ الجاهِلِيْنَ بِحِكْمَةٍ ... فَلَمْ يَعْقِلُوهَا أَنْزَلُوْهَا عَلَى الهَجْرِ ابن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 2305 - إِذَا مَا هُوَ اسْتَغْنَى اهْتذى لافْتِقَارِهِمْ ... وَلَا تَهْتَدِي يَوْمًا إِلَيْهِمْ مَفَاقِرُه البَحْرَانِيُّ: [من الطويل] 2306 - إِذَا مَا هِلَالُ اليَوْمِ أَشْرَقَ مِنْهُمُ ... عَلِمْتَ تقِيْنًا أنّهُ لِغَدٍ بَدْرُ قَبْلهُ: وَلِيْدُهُمُ لَا يَبْلغُ الكَهْلُ حِلْمَهُ ... بَصِيْرٌ إِذَا مَا بَلَّدَ العَاجِزُ الغُمْرُ إِذَا مَا هِلَالَ اليَوْمِ أَشْرَقَ مِنْهُمُ. البَيْتُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ البُسْتِيّ (¬1): إِذَا مَا هَمِمْتَ بِكَشْفِ الظّلْمِ ... وَحَفْظِ الثّغُوْرِ وَسَدِّ الثّلَم فَعَوِّلْ عَلَى خِلّتَيْنِ اثنتَيْنِ ... خُرْقِ الحُسَامِ وَرِفق القَلَم أَبُو فِرَاسٍ: [من الوافر] ¬
2307 - إِذَا مَا لَاحَ لِي لَمَعَانُ بَرْقٍ ... بَعَثْتُ إِلَى الأَحِبَّةِ بِالسَّلَامِ قَبْلهُ: ألا يَا صَاحِبَيَّ تَذَكَّرَانِي ... إِذَا مَا شِئْتُمَا البَرْقَ الشَّامِي [من الوافر] 2308 - إِذَا مَتَّ الأَدِيْبُ إِلَى أَدِيْبٍ ... بِآدَابٍ فَلَيْسَ بِأَجْنَبِيِّ بَعْدهُ: يُؤَلِّفُ بَيْنهُمْ أَدَبٌ وَفَضْلٌ ... يَنُوْبُ عَنِ القَرَابَةِ وَالقَصِيِّ القَحِيْفُ العِجْلِيُّ: [من الطويل] 2309 - إِذَا مُتُّ عِنْدَ اليَأسِ أَحْيَانِي الرَّجَا ... فَكَمْ مَرَّةً قَدْ مُتُّ ثَمَّ حَيِيْتُ قِيْلَ لَمَّا أُحْضِرَ حجرُ بن عُدَيّ لِيُقْتَلَ سَأَلَ أَنْ يُمْهَلَ لِيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَأَظْهَرَ جَزَعًا فَقِيْلَ: لَهُ أَتَجْزَعُ؟ قَالَ: كَيْفَ لَا وَأَنَّى لأَبِي سَيْفًا مَشْهُوْرًا وَكَفَنًا مَنْشُوْرًا وَفَبْرًا مَحْفُوْرًا وَلَسْتُ أَدرِي إِلَى جَنَّةٍ يُؤْتَى بِي أَو إِلَى نَارٍ؟ الرَّاعِي فِي نَفْسِهِ: [من الطويل] 2310 - إِذَا مُتُّ عَنْ ذِكْرِ القَوَافِي فَلَنْ تَرَى ... لَهَا شاعِرًا مِثْلِي أَطَبَّ وَأَشْعَرَا بَعْدهُ: وَأَكْثَرُ بَيْتًا طَاوِيًا طُوِيَتْ لَهُ ... بُطُوْنُ جِبَالِ الأَرْضِ حَتَّى تَيَسَّرَا * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَعْرَابِيٌّ (¬1): إِذَا مُتّ فَابْكِيْنِي بِشَيْئَيْنِ لَا يَقُلْ ... كَذَبْتِ وَشَرُّ البَاكِيَاتِ كَذُوبهَا لِعِفَّةِ نَفْسٍ حِيْنَ يُذْكَرُ مَطْمَعٌ ... وِعِزَّتهَا إِنْ كَانَ أَمْرٌ يُرِيْبهَا فإِنْ قُلْت سَمْحٌ بِالَّذِي لَمْ تُكَذّبِي ... فَأَمَّا تُقَى نَفْسِي فَرَبِّي حَسِيْبُهَا ¬
أَبُو مِحْجَنُ الثَّقْفِيُّ: [من الطويل] 2311 - إِذَا مُتُّ فَادْفُنِّي إِلَى جَنْبِ كَرْمَةٍ ... تُرَوِّي عِظَامِي بَعْدَ مَوْتِي عُرُوْقُهَا بَعْدهُ: وَلَا تَدْفِنَّنِي بِالفَلَاةِ فَإِنَّنِي ... أَخَافُ إِذَا مَا مُتُّ أَلَّا أذُوقُهَا ابن المُعْتَزِّ بِاللَّهِ: [من الطويل] 2312 - إِذَا مُتُّ فَانْعَيْنِي إِلَى المَجْدِ وَالعُلا ... وَلَا تُخْزِنِي دَمَعًا إِذَا قَامَ نَائَحُ سَلَخَهُ ابن المُعْتَزِّ مِنْ قَوْلِ الفَرَزْدَقِ هَذَا. الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] 2313 - إِذَا مُتُّ فَانْعَيْنِي بِمَا أَنا أهْلُهُ ... وَلَا تَذْخَرِي دَمْعًا إِذَا قَامَ نَائِحُ بَعْدهُ: وَقَوْلٌ ثَوَى طَوْدُ المَكَارِمِ وَالعُلَى ... وَعُطِّلَ مِيْزَان مِنَ الحِلْمِ رَاجِحِ [من الطويل] 2314 - إِذَا مُتُّ كَانَ النَّاسُ صِنْفَانِ شَامِتٌ ... وَآخَرُ مُثْنٍ بِالذي كُنْتُ صَانِعَا المَعَرِيُّ: [من الطويل] 2315 - إِذَا مُتُّ لَمْ أَحْفِلْ بِمَا اللَّهُ صَانِعٌ ... إِلَى الأَرْضِ مِنْ جَدْبٍ وَسَقْي غُيُوْثِ بَعْدهُ: وَمَا تَشْعرُ الغَبْرَاءُ مَاذَا تكنُّهُ ... أَأَعَظْمُ ضأنٍ أَمْ عِظَامُ لُيُوْثِ [من الطويل] 2316 - إِذَا مُتُّ لَمْ يُوْصَلْ بِعُرْفٍ قَرَابَةٌ ... وَلَم يَبقَ فِي الدُّنْيَا رَجَاءٌ لسَائِلِ ¬
الأَخْطَلُ بنُ غَالِبٍ: [من الطويل] 2317 - إِذَا مُتَّ مَاتَ الجوْدُ وَانْقَطَعَ النَّدَى ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا عَنْ قَلِيْلٍ مُصَرَّدِ قِيْلَ لَمَّا أُغْمِيَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فِي مَرَضِهِ كَانَتْ ابْنَتُهُ رَمْلَةُ عِنْدَ رَأسِهِ تَبْكِي وَتَقُوْلُ: إِذَا مُتَّ مَاتَ الجوْدُ وَانْقَطَعَ النَّدَى. البَيْتَانِ فَفَتَحَ عَيْنَهُ وَأَشَارَ إِلَيْهَا أَنْ صدَقَتْ فَهَكَذَا فَقُوْلي وَبَعْدَهُ: وَرَدْتُ أَكُفَّ السَّائِلِيْنَ وَمَسَّكُوا ... مِنَ الدِّيْنِ وَالدُّنْيَا بِخلْفٍ مُجَدَّدِ أي: منقطع. البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 2318 - إِذَا مَحَاسِنِيَ اللَّاتِي أُدِلُّ بِهَا ... كانَتْ ذُنُوْبِي فَقلْ لِي كَيْفَ أَعْتَذِرُ بَعْدهُ: عَلَيَّ نَحْتِ القَوَافِي مِنْ مَقَاطِعِهَا ... وَمَا عَلَيَّ بِأنْ لَا تَفْهَمُ البَقَرُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من البسيط] 2319 - إِذَا مَدَحْتُ السَّقِيْمَ الفَهْمِ كنْتُ كَمَنْ ... شَكَا الفِرَاقَ إِلَى الأَطْلَالِ وَالدِّمَنِ ومن باب (إذا مدَّ). إِذَا مدَدْت إِلَيَّ جَدْوَى سِوَاكَ يَدِي ... وَبَحْرُ جُوْدكَ لِلْعَافِيْنَ مَوْرُوْدُ نَادَى بِيَ العَقْلُ مَهْلًا لَا تَمُدَّ إِلَى ... المَعْدُوْمِ كَفًّا هَذِهِ الجوْدُ مَوْجُوْدُ وَقَدْ أَنَخْتُ بِبابِ الفَضْلِ رَاحِلَتِي ... وَلَيْسَ لِي غَيْرُ قُرْبٍ مِنْكَ مَقْصوْدُ وَقَوْلُ كُثَيِّر يَهْجُو بَنِي ضَمْرَةَ رَهْطَ عَزَّة (¬1): إِذَا مَدَحَ البَكْرِيُّ عِنْدَكَ نَفْسَهُ ... فَقَدْ كَذَبَ البَكْرِيُّ وَهُوَ كَذُوْبُ ¬
هُوَ الشيء لُؤْمًا وَهُوَ إِنْ رَأى غَفْلَةً ... مِنَ الجارِ أَو بَعْضِ القَرَابَةِ ذَيْبُ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من الطويل] 2320 - إِذَا مَرَّ بيْ يَوْمٌ وَلَمْ أَتَّخِذْ يَدًا ... وَلَمْ أَسْتَفِدْ عِلْمًا فَمَا هُوَ مِنْ عُمْرِي قَبْلهُ: دَعُوْنِي وَأَمْرِي وَاخْتِيَاريِ فَإِنَّنِي ... عَلِيْمٌ بِمَا أُفْرِي وَأخْلَقُ مِن أَمْرِي إِذَا مَرَّ بِي يَوْمٌ. البَيْتُ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من البسيط] 2321 - إِذَا مَرَرْتَ بِوَادٍ جَاشَ غَارِبُهُ ... فَاعْقِلْ قَلُوْصَكَ وَانْزِلْ ذَاكَ وَادِيْنَا بَعْدهُ: وَإِنْ وَقَفْتَ بِنَادٍ لَا يُطِيْفُ بِهِ ... أَهْلُ السَّفَاهَةِ فَاجْلِس فَهُوَ نَادِيْنَا تَحَفَّلَ الشَّوْلُ بَعْدَ الخَمْسِ صَادِيَةً ... إِذَا سَمِعْنَ عَلَى الأَمْوَاهِ حَادِيْنَا وَنَفْتَدِي الكَوْمَ أَشْتَاتًا مُرَوَّعَةً ... لَا تَأمَنِ الدَّهْرَ إِلَّا مِنْ أَعَادِيْنَا وَيُصْبِحُ الضَّيْفُ أَوْلَانَا بِمَنْزِلنَا ... نَرْضَى بِذَاكَ وَنُمْضي حُكْمُهُ فِيْنَا المَجْنُوْن: [من الطويل] 2322 - إِذَا مَرَّ سِرْبٌ مِنْ حَمَامٍ فَقُلْ لَهُ ... أَلَا لَيْتَ شِعْرِي كيْفَ لَيْلَى وَحَالُهَا [من الطويل] 2323 - إِذَا مَرَّ هَذَا العُمْرُ بَيْنَ رَذَائِلٍ ... فَهَلْ ثَمَّ عُمْرٌ لِلْفَضَائِلِ آتِ [من الطويل] 2324 - إِذَا مَرَّ يَوْمٌ أَو تَعَرَّضَ مَانِعٌ ... وَلَمْ أَرَكُمْ فِيْهِ فَعُمْرِيَ ضَائِعُ أَنْشَدَ الزَّمْخَشْرِيُّ: [من الطويل] ¬
2325 - إِذَا مَرَّ يَوْمٌ صَالِحٌ فَانْتَفِعْ بِهِ ... فَأَنْتَ لِيَوْمِ السُّوْءِ مَا عِشْتَ وَاجِدُ [من الطويل] 2326 - إِذَا مَرِضَ القَاضِي مَرِضْنَا بِأَسْرِنَا ... وَإِنْ صَحَّ لَمْ يُسْمَعْ لنا بِمَرِيْضِ بَعْدهُ: وَمَا زَالَ ذَا بَاعٍ طَوِيْلٍ وَمَنْزِلٍ ... خَصيْبٍ وَأَيْدٍ فِي العَشِيْرَةِ بِيْضِ (¬1) المُؤَمَّلُ بنُ أُمَيْلٍ: [من البسيط] 2327 - إِذَا مَرِضْنَا أَتَيْنَاكُمْ نَعُوْدَكُمُ ... وَتُذْنِبُوْنَ فَنَأتِيْكُمْ وَنَعْتَذِرُ أَبْيَاتُ المُؤَمَّلُ يَقُوْلُ مِنْهَا: شَكَوْتُ مَا بِي إِلَى لَيْلَى وَمَا اكْتَرَثَتْ ... يَا قَلْبُهَا أَحَدِيْدٌ أَنْت أَمْ حَجَرُ إذا مرضنا. البيت، وبعده: ما كان لولا اعتقادي محض ودّكم ... يقضي عليّ بهذا غيركم بشرُ لَا تَحْسَبُوْنِي غَنِيًّا عَنْ موَدّتِكُمْ ... إِنِّي إِليْكُمْ وَإِنْ أَيْسَرْتُ مُفْتَقِرُ الإِمَامُ المُسْتَنْجِدُ بِاللَّهِ رَحَمَهُ اللَّه: [من البسيط] 2328 - إِذَا مَرِضْنَا نَوَيْنَا كُلَّ صَالِحَةٍ ... وَإِنْ شُفِيْنَا فَفِينَا الزَّيْغُ وَالزَّلَلُ بَعْدهُ: نُرْضِي الإِلَهَ إِذَا خِفْنَا وَنُسْخِطُهُ ... إِذَا أَمِنَّا فَلَا يَزْكُو لنَا عَمَلُ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ: [من المتقارب] ¬
2329 - إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ لَمْ يكْتَئِبْ ... وَإِنْ مَسَّهُ الخَيْرُ لَمْ يُعْجَبِ وَمِنْ بَابِ (إِذَا مض) قَوْلُ إسْحَاقِ المُوْصَلّيّ (¬1): إِذَا مُضَرُ الحَمْرَاءُ كَانَتْ أَرُوْمَتِي ... وَقَامَ بِنَصْرِي حَازِمٌ وَابْنُ حَازِمِ عَطَسْتُ بِأَنْفٍ شَامِخٍ وَتَنَاوَلَتْ ... يَدَايَ الثُّرَيَّا قَاعِدًا غَيْرَ قَائِمِ ابن شَمْسِ الخلَافَةِ: [من السريع] 2330 - إِذَا مَضَى عَامٌ لَهُ مُقْبِلٌ ... تَضَاعَفَ الإِقْبَالُ مِنْ قَابِلِ ابْنُ الرُّوْمِيُ: [من المنسرح] 2331 - إِذَا مَطَلْتَ امْرَأً بِحَاجَتِهِ ... فَامْضِ عَلَى مَطْلِهِ وَلَا تَجُدِ بَعْدهُ: فَلَسْتَ تَلْقَاهُ شَاكِرًا لِيَدٍ ... كَرَّرَهَا آخِرَ الأَبَدِ وَقَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ (¬1): إِنَّ الحَوَائِجَ رُبَّمَا أَنْدَى بِهَا ... عِنْدَ الَّذِي قُضِيَتْ تَطْوِيلُهَا فَإِذَا قَضيْتَ لِخَادِمٍ لَكَ حَاجَةً ... فَاعْلَمْ بِأَنَّ تَمَامهَا تَعْجِيْلُهَا ابْنُ التَّعَاوِيْذِيُّ: [من الطويل] 2332 - إِذَا مَطَلَتْ لَمْيَاءُ وَهِيَ قَرِيْبَةٌ ... فَأَجْدَرُ أَنْ تَلْوِي الدُّيُوْنَ عَلَى بُعْدِ قَبْلهُ: تُرَى الظّاعِنَ الغَادِي مُقِيْمًا عَلَى العَهْدِ ... وَفَاءً أَم الايَّامَ غَيَّرْنَهُ بَعْدِي إِذَا مَطَلَتْ لَمْيَاءُ وَهِيَ قَرِيْبَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ ¬
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيْتَنَّ لَيْلَةً ... وَمَا أَنَا مِنْ نَأْي الحَبيْبِ عَلَى وَعْدِ وَهَلْ لِلَّيَالِي مِنْ شَبَابِ صَحِبْتُهَا ... أُجَرِّرُ أَذْيَالَ البَطَالَةِ مِنْ رَدِّ وَأَيَّامِ وَصلٍ كُلَّهُنَّ أَصَائِلٌ ... وَمَاضِي زَمَانٍ كُلُّهُ زَمَنُ الوَرْدِ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ: [من الطويل] 2333 - إِذَا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نَابِهِ ... تَخَمَّطَ فِيْنَا نَابَ آخَرَ مُقْرَمِ يُقَالُ ذَرَا بَابَ البَعِيْرِ غَيْرُ مَهْمُوْزٍ إِذَا انْكَسَرَ حَدُّهُ وَالقَرمُ السَّيِّدُ شُبِّهَ بِالفَحْلِ المُكَرّمِ الَّذِي لَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ بَلْ يُتْرَك لِلفَحْلَةِ. وتَخَمَّطَ الفَحْلُ هدر وتَخَمَّطَ الرَّجُلُ غَضِبَ وتَخَمَّطَ البَحْرُ إِذَا الْتَطَمَ. يَقُوْلُ إِذَا قَعَدَ مِنَّا سَيِّدٌ قَامَ آخرٌ. المُتَنَبِّي: [من الطويل] 2334 - إِذَا مَلَكَتْ كَفِّي قِطَارَ قَصِيْدَةٍ ... فَحَسْبَكَ بيْ سَوَّاقَ تَجْدٍ وَحَادِيَا البُسْتِيُّ: [من المتقارب] 2335 - إِذَا مَلِكٌ لَمْ يكُنْ ذَا هِبَهْ ... فَدَعْهُ فَدَوْلَتُهُ ذَاهِبَه صَدْرُ مُكَاتَبَةٍ: [من الوافر] 2336 - إِذَا مَنَعَ الزَّمَانُ لَكُمْ لِقَاءً ... تَعَوَّضَ بِالمُكَاتَبَةِ المُحِبُّ بَعْدهُ: وأين مِنَ المُكَاتَبةِ التَّلَاقِي ... وَلَكِنْ بِالتَّعَلُّلِ يسْتَطِبُّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي نَهْشَلِ بن دَارِمٍ: [من الوافر] 2337 - إِذَا مَوْلَاكَ كَانَ عَليْكَ عَوْنًا ... أَتَاكَ القَوْمُ بِالعَجَبِ العَجيْبِ بَعْدَ قوْلهِ بِالعَجَبِ العَجِيْبِ: فَلَا تَخْنَعْ عَلَيْهِ وَلَا تُرِدْهُ ... وَرَامَ بِرَأسِهِ عُرْضَ الحُبُوْبِ ¬
فَمَا لِشَآفةٍ مِن غَيْرِ ذَنْبٍ ... إِذَا وَلَّى صَدِيْقُكَ مِنْ تنيْبِ قَولهُ وَرَامَ بِرَأسِهِ عُرْضَ الحُبُوْبِ يُرِيدُ الأَرْضَ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَائِهَا. قَالَ المُبَرَّدُ أَنْشَدَنِي التّوزِيّ لِرَجُلٍ يَرْثِي ابْنهُ (¬1): بُنَيَّ عَلَى عَيْنِي وَقَلبِي مَكَانهُ ... ثَوَى بَيْنَ أحْجَارٍ وَرَهْنَ جُبُوْبِ وَقَوْلهُ لِشَآفَةٍ أي لِبَعْضٍ تَقُوْلُ شَئِفْتُ الرَّجُلَ أَشْأَفهُ شَأفَةً وَشآفًا. وَقَدْ يُقَالُ فِي مَعْنَاهُ شَئِفْتهُ. الْيَاسُ بن مُضَر التَّمِيْمِيُّ: [من الوافر] 2338 - إِذَا نَابَتْكَ نَائِبَةٌ فَصَبْرًا ... فَمَا كالصَّبْرِ لِلحَدَثَانِ جُنَّهْ قَوْلُ أَبِي عُمْرُوٍ الْيَاس بن مُضَر التَّمِيْمِيّ الهَرَوِيّ: فَمَا كَالصَّبْرِ لِلْحَدَثَانِ جُنَّه. بَعْدَهُ وَأَيْقِنْ أَنَّها عَمَّا قَلِيْلٍ ... تكَشَّفُ كَالضَّبَابِ وَكَالدُّجُنَّه وَلَا تَجْزَعْ عَلَى دُنْيَا تَوَلَّتْ ... وَلَا تَأسَفْ لِذِي وَلَهٍ وَجنَّه فَدُنْيَانَا وَإِنْ طَابَتْ كَسِجْنٍ ... لِمُؤْمِنِنَا وَلِلكُفَّارِ جَنّه [من الطويل] 2339 - إِذَا نَابَ خَطْبٌ أَو غَزَتْنَا مُلِمَّةٌ ... فَلَيْسَ لنا إِلَّا عَليْكَ المُعَوَّلُ الصِّمَّةُ القُشَيْرِيُّ: [من البسيط] 2340 - إذا ناَتْ لمْ تُفَارقنِي عَلاقَتُها ... وإن دَنَتْ مَصدودُ الغائبِ الزَّاري بَعْدهُ: فَحَالُ عَيْنَيَّ مِنْ يَوْمَيْكَ وَاحِدَةٌ ... تَبْكِي لِفَرْطِ صُدُوْدٍ أَو نَوَى دَارِ يُنْسَبُ إِلَى عَمْرُو بن العَاصِ في علي بن أبي طالب عليه السلام: [من الوافر] 2341 - إِذَا نَادَتْ صَوَارِمُهُ نُفُوْسًا ... فَلَيْسَ لَهَا سِوَى نَعَمٍ جَوَابُ ¬
ذُكِرَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ وَفَاتِهِ لعَمْرُو بن العَاصِ وَقِيْلَ لَهُ مَا تَقُوْلُ فِيْهِ قَالَ: وَمَا عَسَى أَنْ أَقُوْلُ فِيْهِ أَمَّا فِي حَالِ حَيَاتِهِ فَطَالَمَا أَقَمْتُ بِإِزَاءِ صدقهِ كَذِبًا وَبِإزَاءِ حَقِّهِ بَاطِلًا وَكَانَ النَّاسُ عُكُوْفًا عَلَيْهِ كَالطَّيْرِ وَأَمَّا الآنَ فَأَقُوْلُ: إِذَا نَادَتْ صَوَارِمُهُ. البَيْتُ فَضَرْبَتُهُ كَبَيْعَةِ نُجْمٍ ... مَعَاقِدُهَا مِنَ النَّاسِ الرِّقَابُ هُوَ النَّبَأُ العَظِيْمُ وَفُلْك نُوْحٍ ... وَبَابُ اللَّهِ وَانْقَطَعَ الخِطَابُ الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] 2342 - إِذَا نَازَلَ الشَّيْبُ الشَّبَابَ فَأَصْلَتَا ... بِسَيْفَيْهِمَا فَالشَّيْبُ لا بُدَّ غَالِبُهْ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ: [من الطويل] 2343 - إِذَا نَاقَةٌ شُدَّتْ بِرَحْلٍ وَنُمْرُقٍ ... إِلَى حَكَمٍ بَعْدِي فَضَلَّ ضَلَالُهَا بَعْدهُ: كَأَنِّي حَبَوْتُ الشِّعْرَ يَوْم مَدَحْتُهُ ... صَفَا صَخْرَةٍ صَمَّاءَ صَلْدٍ بِلَالُهَا وَهَذَا مِنَ الهجَاءِ الحَسَنِ. قَالَ أَبُو عَمْرُو بن العَلَاءِ: أَحْسَنُ الهجَاءِ مَا تُنْشِدُهُ العَذْرَاءُ فِي خِدْرِهَا فَلَا يقبحُ بِمِثْلِهَا إنْشَادُهُ. المَعَرِيُّ: [من الوافر] 2344 - إِذَا نَالُوا الرَّغَائِبَ لَمْ يَتِيْهُوا ... وَإِنْ حُرِمُوا العَظَائِمِ لَمْ يُبَالُوا البُسْتِيُّ: [من البسيط] 2345 - إِذَا نَبَا بِكَرِيْمٍ مَوْطِنٌ وَلَهُ ... وَراءهُ فِي بَسِيْطِ الأَرْضِ أَوْطَانُ وَمِنْ هَذَا البَابِ يُرْوَى لأَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَام مِنْ أَبْيَاتٍ (¬1): ¬
إِذَا نَبَا مَنْزِلٌ بِحرٍّ ... فَمِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانِ صُرَّدُرّ: [من الطويل] 2346 - إِذَا نَثَرَ النَّاسُ الهِرَقْلِيّةَ الصُّفْرَا ... نَثَرْتُ عَلَى عَلْيَائِكَ الحَمْدَ وَالشُّكْرَا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن أَبِي عُيَيْنَةَ (¬1): إِذَا نَحْنُ أُبْنَا سَالِمِيْنَ بِأنْفُسٍ ... كِرَامٍ رَجَتْ أَمْرَا فَخَابَ رَجَاؤُهَا فَأَنْفُسنَا خَيْرُ الغَنِيْمَةِ إِنَّهَا ... تَؤُوْبُ وَفِيْهَا مَاؤُهَا وَحَيَاؤُهَا أَبُو نوَاسٍ فِي الأَمِيْنِ: [من الطويل] 2347 - إِذَا نَحْنُ أَثْنَيْنَا عَليْك بِصَالِحٍ ... فَأَنْتَ كَمَا نُثْنِي وَفَوْقَ الَّذِي نُثْنِي هَذَا البيتُ أشبَهُ بِقَولِ كُثيّرٍ (¬1): متى مَا أمَلُّ يومًا من الدّهِرْ مدحَهُ ... فما هي إلا لابن ليْلَى المُكرَّم وقربُ من قول الخنَساءِ (¬2): ومَا بلغَ المهُدون للناس مدحة ... وإن أطنَبُو إلا الذي فيكَ أفَضْلُ وبعدَ قول ابن نواس فات كما يثنى وفوقَ الذي يثنى يقولُ وإن جرتِ الألفاظُ يومًا بمدحَةٍ لغَيركَ إنَسانًا فانتَ الذي قربُ من قول الفرزدَق حَيث يقول (¬3): وَمَا وامَرنيي النفسُ في رِجُلهٍ لها ... إلى اجَد إلا إليكَ ضميها وقولِ أبي تمامٍ (¬4): ¬
مُقيم الظنّ عندك والأمَاني ... وَإِن فلقَدر ركن في البلادِ وكَانْ عَمُروُ مَعَ شَجَاعَتِهِ ونَجبته من أهل الخَيْر والكرم واليجياءِ فقال في ذلك إذا نجى أدلجنا البيت. * * * وَبَعْدَ قَوْل أَبُو نوَّاسٍ (¬1): فَأَنْتَ كَمَا نَثْنِي ... وَفَوْقَ الَّذِي نَثْنِي وَإِنْ جَرَت الأَلْفَاظِ يَوْمًا بِمَدْحِةٍ ... لِغَيْرِكَ إنْسَانًا فَأَنْتَ الَّذِي نعنِي عَمْرُو بن شَاسٍ الأَسَدِيُّ: [من الطويل] 2348 - إِذَا نَحْنُ أَدْلَجْنَا وَأَنْت أَمَامَنَا ... كَفَى بِالمَطَايَا نُوْرُ وَجْهِكِ هَادِيَا قَوْلُ عَمْرٍو هَادِيَا بَعْدَهُ: أَلَيْسَ يَزِيْدُ العِيْسِ خفَّة أَذْرُعٍ ... وَإِنْ كُنَّ حَسْرَى أَنْ تَكُوْنَ أَمَامِيَا وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ بِمَعْنَى البَيْتِ الأَوَلِ وَتَنَاهَبَهُ النَّاسُ بَعْدَهُ فَأَكْثَرُوا فِيْهِ وَتَصَرَّفُوا عَلَى الإِحْسَانِ فِيْمَا أَوْرَدَهُ مِنْهُ. وَهَذِهِ أَبْيَاتُ عَمْروٍ لَهَا حِكَايَةٌ وَهِيَ: أَنْ رَجُلًا مِنْ بَني عامِرٍ بن صَعْصَعَةَ حَاوَرَ عَمْرًا وَمَعَهُ بِنْتٌ لَهُ من أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَظْرفهم فَخَطَبَهَا عَمْرو إِلَى أَبِيْهَا فَقَالَ أَبُوْهَا أَكْرَهُ أَنْ يَقُوْلُ النَّاسُ غَصَبَهُ أَمْرَهُ وَلَكِنْ إِذَا آتَيْتُ قَوْمِي فَتخْطُبْهَا إلَيَّ أُزَوِّجكَهَا فَوَجَدَ عَمْروٌ فِي نَفْسِهِ مِنْ ذَلِكَ وَآلَى أَنَّهُ لَا يَتَزَوَّجُهَا أَبدًا إِلَّا أَنْ يُصيْبُها سَبيّةً فَلَمَّا ارْتَحَلَ أَبُوْهَا عَزَمَ عَمْرو عَلَى غَزْوِ قَوْمِهَا فَسَارَ إثْرَ أَبِيْهَا فَلَمَّا وَقَعَتْ عَيْنهُ عَلَيْهِ وَظَفَرَ بِهِ اسْتَحْيَا عَمْروٌ وَذَكَرَ جوَارَهُ وَعَهْدَهُ وَنَظَرَ إِلَى الحانية تَسِيْرُ أَمَامهُمْ وَقَدْ أَخْرَجَتْ رَأسهَا مِنَ الهَوْدَجِ تَنْظُرُ إِلَيْهِ فَرجَعَ مُتَذَمِّمًا وَكَانَ عَمْروٌ مَعَ شَجَاعَتِهِ وَنَجْدَتِهِ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَالكَرَمِ وَالحَيَاءِ فَقَالَ فِي ذَلِكَ: إِذَا نَحْنُ أَدْلَجْنَا. البيُت. المَجْنُوْنُ: [من الطويل] 2349 - إِذَا نَحْنُ أَدْلَجْنَا وَأَنْت أَمَامَنَا ... كَفَى لِمَطَايَانَا بِذِكْرَاكِ حَادِيَا ¬
[من الطويل] 2350 - إِذَا نَحْنُ أَغْبَبْنَا اللِّقَاءَ فَوُدُّنَا ... بِمَحْضِ التَّصَافِي كُلَّ حِيْنٍ لَنَا وِرْدُ بَعْدهُ: فَلَا تطمع الأَيَّامُ فِي نَقْضِ مُبْرَمٍ ... يَعُوْدُ جَدِيْدًا كُلَّمَا قَدِمَ العَهْدُ ابْنُ الدُّمَيْنَةَ وَيُرْوَى لَقَيْسِ بن ذَرِيْحٍ: [من الطويل] 2351 - إِذَا نَحْنُ أَنْفَذْنَا الدُّمُوْعَ عَشِيّةً ... فَمَوْعِدُنَا قَرْنٌ مِنَ الشَّمْسِ طَالعُ عَبْدُ اللَّهِ بن عُيُيْنَةَ: [من الطويل] 2352 - إِذَا نَحْنُ جَهَّزْنَا إلَيْكُمْ صَحِيْفَةً ... ألقنا الدَّوَايَا بِالدُّمُوْعِ السَّوَاجِمِ أَحْمَدُ بن أَبِي طَاهِرٍ: [من الطويل] 2353 - إِذَا نَحْنُ حُكْنا الشِّعْرَ فِيْكَ تَسَهَّلَتْ ... عَلَيْنَا مَعَانِيْهِ وَدَانَ صِعَابُهَا بَعْدهُ: فَمَا انْتَظَمَتْ إِلَّا عَليْكَ عُقُوْدُهَا ... وَلَا انْتَشَرَتْ إِلَّا عَليْكَ ثِيَابُهَا الرّقَاشِيُّ: [من الطويل] 2354 - إِذَا نَحْنُ خفْنَا الكَاشِحِيْنَ فَلَمْ نُطِقْ ... كَلَامًا تَكَلَّمْنَا بِأَعْيُنِنَا شَرَرَا بَعْدهُ: فَيَقْضِي وَلَمْ يعْلَمْ بِنَا كُلَّ حَاجَةٍ ... وَلَنْ نُظهِرِ الشَّكْوَى وَلَمْ نُهْتك السِّتْرَا نَصُدُّ إِذَا مَا كَاشِح مَالَ طَرْفهُ ... إِلَيْنَا فَنُبْدِي ظَاهِرًا بَيْنَنَا الشَّرَّا وَلَوْ نَطَقَتْ أَحْشَاؤُنَا مَا تَضمَّنَتْ ... مِنَ الشَّوْقِ وَالبَلْوَى إِذَا قَذَفَتْ جَمْرَا ¬
المُسْتَهِلُّ بن الكُمَيْتِ: [من الطويل] 2355 - إِذَا نَحْنُ خِفْنَا فِي زَمَانٍ عَدُوِّكمْ ... وَخِفْنَاكُمْ إِنَّ الزَّمَانَ لَوَاحِدِ قَبْلهُ: نُذَلُّ وَمَا زِلْنَا نُؤَمِّلُ عِزَّكُمْ ... وَنُنْقِصُ فِي الإعْطَاءِ وَالمَالُ زَائِدُ وَيُرْوَى: وَخِفْنَاكُمْ كَانَ البَلَاءَ المُضاعَفَا. عُبَيْدُ السَّلَامِيُّ: [من الطويل] 2356 - إِذَا نَحْنُ ذَارعْنَا الَى المَجْدِ وَالعُلا ... قَبِيْلًا فَمَا يَسْطِيْعُنَا مَنْ يُذَارعُ ذُو الرُّمَّةِ: [من الطويل] 2357 - إِذَا نَحْنُ رَفَّلْنَا امْرءًا سَارَ ذِكْرُهُ ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ يُذْكَرُ أَبْيَاتُ ذِي الرُّمَّةِ وَاسْمُهُ غَيْلَان بن عُقْبَةَ العَدوِيّ عدّي الرَّبَاب فِي الافْتِخَارِ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَنَا ابْنُ النَّبِيِّيْنَ الكِرَامَ وَمَنْ دَعَا ... أَبًا غَيْرنَا لابدَّ أَنْ سَوْفَ يُقْهَرُ وَمِنَّا بُنَاةُ المَجْدِ قَدْ عَلِمَتْ بِهِ ... مَعَدٌّ وَمِنَّا الجوْهَرُ المُتَخَيّرُ نَبِيّ الهُدَى مِنَّا وَكُلّ خَلِيْفَةٍ ... فَهَل مِثْلَ هُنَا فِي البَرِيَّةِ مَفْخَرُ لنَا النَّاسُ أَعْطَاهُمُ اللَّهُ عِنْوَةً ... وَنَحْنُ لَهُ وَاللَّهُ أَعْلَى وَأَكْبَرُ لنَا مَوْقِفُ الدَّاعِيْنَ شَعْثًا عَشِيَّةً ... وَحُيْثُ الهَدَايَا بِالمَشَاعِرِ تَنْخرُ وَجَمْعٌ وَبَطْحَاءُ البِطَاحِ الَّتِي لنَا ... بِهَا مَسْجِدُ اللَّهِ الحَرَامِ المُطَهّرُ هُوَ للناس إِلَّا نَحْنُ أمْ هَلْ لِغَيْرِنَا ... بَنِي خِنْدِفٍ إِلَّا العَوَارِيّ مِنْبَرُ إِذَا نَحْنُ رَفَّلْنَا امْرَءًا سَادَ قَوْمَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فكُلّ كَرِيْمٍ مِنْ أُنَاسٍ سوائِنَا ... إِذَا مَا الْتقَيْنَا خَلْفَنَا يَتَأخَّرُ وهم علّموا الناس الرئاسة لَمْ يسِرْ ... بِهَا قَبْلهُمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ معْشَرُ ¬
أَبَانُ بنُ عَبْدَةَ: [من الطويل] 2358 - إِذَا نَحْنُ سِرْنَا بَيْنَ شَرْقٍ وَمَغْربٍ ... تَحَرَّكَ يَقْظَانُ التُّرَابِ وَنَائِمُه [من الطويل] 2359 - إِذَا نَحْنُ سَلَّمْنَا لَكَ العِلْمَ كُلُّهُ ... فَدَعْ هَذِهِ الأَلفَاظَ تُنْظَمْ شُذُوْرُهَا وَمِنْ البَابِ الَّذِي قَبْلَهُ قَوْلُ أَبِي العَتَاهِيَةِ (¬1): إِذَا نَحْنُ صَدَّقْنَاكَ ... فَضَرَّ عنْدَكَ الصِّدْقُ طَلَبْنَا النَّفْعَ بِالبَا ... طِلِ إذ لَمْ يَنْفَعِ الحَقُّ فلو قَدَّمَ صبًّا فِي ... هَوَاهُ الصَّبْرُ وَالرِّفْقُ لَقُدِّمْتُ عَلَى النَّاسِ ... وَلَكِنَّ الهَوَى رِزْقُ حَدَّثَ إسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيْم المُوْصَلِّيّ قَالَ لِي الرَّشِيْدُ يَوْمًا: أَيّ شَيءٍ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ فَقُلْتُ: يَتَحَدَّثُوْنَ أَنَّكَ تَقْبضُ عَلَى البَرَامِكَةِ وَتُوَلِّي الفَضْلِ بنَ الرَّبِيعُ الوِزَارَةَ، فَغَضِبَ وَصَاحَ وَقَالَ لِي: مًا أَنْتَ وَذَاكَ؟ فَأَمْسَكْتُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ دَعَانِي فَكَانَ أَوَّلُ مَا غَنَّيْتهُ بِشِعْرِ أَبِي العتَاهِيَةِ: إِذَا نَحْنُ صَدَّقْنَاكَ. الأَبْيَاتُ. قَالَ: فَضَحِكَ الرَّشِيْدُ وَقَالَ لِي: يَا إِسْحَاقُ صِرْتَ حَقُوْدًا. وَمِثْل قَوْلِ أَبِي العتَاهِيَةَ لأَبِي نَصْرُ بن نُبَاتَةَ (¬2): كُنَّا نَظُنُّ الصِّدْقَ يَنْفَعُنَا ... وَيُذْهِبُ كُلَّ إِحْنَه حَتَّى سَخِرْنَا بِالرِّجَالِ ... فَصدَّقُوْنَا فِي المَظِنَّه ¬
ذو الرمة: [من الطويل] 2360 - إِذَا نَحْنُ قَايَسنَا أُنَاسًا إِلَى العُلا ... وَإِنْ كَرُمُوا لَمْ يَسْتَطِعْنَا المَقَائِسُ بَعْدهُ: وَأَنَّا لَخُشْنٌ فِي اللِّقَاءِ أَعِزَّةٌ ... وَفِي الحَيِّ وَضَّاحُوْنَ بِيْضٌ قُلَامِسُ يُقَال: بَحْرٌ قَلَمَّسٌ إِذَا كَانَ كَثِيْرُ الخَيْرِ، ضَرَبَهُ مَثَلًا. وَقَوْمٍ كِرَامٍ أَنْكَحتنَا بَنَاتِهِمْ ... ظبَاتُ السُّيُوْفِ وَالرِّمَاحُ المَدَاعِسُ [من الطويل] 2361 - إِذَا نَحْنُ قُلْنَا طَالَ عُمْرُكَ أَمَّنَتْ ... لِذَاكَ المَعَالِي إِنَّ عُمْرَكَ عُمْرُهَا بَعْدهُ: وَإِنْ نَحْنُ شَبَّهْنَا نَوَالًا بِنَيْلِهِ ... بِغُرِّ الغَوَادِي قَصَّرَتْ عَنْكَ غُرُّهَا فَمَا طَوِيَتْ أَخْبَارُ مَجْدٍ وَسُؤْدَدٍ ... وَلَا نَائِلٍ إِلَّا سَرَى عَنْكَ ذِكْرهَا مُحَمَّدُ بنُ شبْلٍ: [من الوافر] 2362 - إِذَا نَزَّهْتَ قَدْرَكَ عَنْ لَئِيْمٍ ... يَضُنُّ بِمَالِهِ كُنْتَ الأَجَلَّا [من الوافر] 2363 - إِذَا نَزَلَ الزَّمَانُ عَلَى عَدُوٍّ ... بِنَكْبَتِهِ أَعَنْتُ لَهُ الزَّمَانَا فِي مَثَلٍ لِلعَوَامِ يُقَالُ: كُنْ مَعَ اللَّهِ عَلَى المَدْبِرِ. أَي مَنْ أَرَادَ اللَّهُ إهَانَتَهُ لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ عَلَى إِكْرَامِهِ. [من الوافر] 2364 - إِذَا نَزَلَ السَّحَابُ بِأَرْضِ قَوْمٍ ... رَعَيْنَاهُ وَإِنْ كَانُوا غِضَابَا ¬
الحُطَيْئَةُ: [من الوافر] 2365 - إِذَا نَزَلَ الشِّتَاءُ بِجَارِ قَوْمٍ ... تَجَنَّبَ جَارَ بَيْتهِمُ الشِّتَاءُ أَلَا إِنِّي عَلِقْتُ بِحَبْلِ قَوْمٍ ... أَعَانَهُمُ عَلَى الحَسَبِ الثِّرَاءُ هُمُ الآسُوْنَ أمَّ الرَّأدسِ لَمَّا ... تَوَاكَلهَا الأَطِبَّةُ وَالأُسَاءُ الآساء مَمْدُوْدٌ: الدَّوَاءُ. هُمُ القَوْمُ الذين إذا اعترتهم ... مِنَ الأَيَّامِ مَظْلِمةٌ أَضاؤُوا فلو أَنَّ السَّمَاءَ دَنَتْ لِمَجْدٍ ... وَمَكْرُمَةٍ دَنتْ لَهُمُ السَّمَاءُ إِذَا نَزَلَ الشّتَاءُ. البَيْتُ يَقُوْلُ مِنْهَا مُخَاطِبًا لِلزَّبْرَقَانِ بن بَدْرٍ: أَلَمْ أَكُ نَائِيًا فَدَعَوْتُمُوْنِي ... فَجَاءَ بِي المَوَاعِدُ وَالرَّجَاءُ فَلَمَّا صرْتُ جَارَكُمُ أَبَيْتُمْ ... وَشَرُّ مَوَاطِنِ الحَسَبِ الإِبَاءُ وَلَمَّا كُنْتُ جَارَهُمُ حَبَونِي ... وَفِيْكُمْ كان لَو شِئْتُمْ حَبَاءُ فَلَمَّا أَنْ مَدَحْتُ القَوْمَ قُلْتُمْ ... هَجَوْتَ وَهَلْ يحلّ لِي الهجَاءُ فَلَمْ أَشْتمْ لَكُمْ عرْضًا وَلَكِنْ ... حَدَوْتُ بِحَيْثُ يَسْتَمِعُ الحُدَاءُ [من الطويل] 2366 - إِذَا نَزَلَ الفَضْلُ بنُ يَحْيَى بِبَلْدَةٍ ... رَأَيْتَ بِهَا عُشْبَ السَّمَاحَةِ يَنْبُتُ قِيْلَ لَمَّا كَانَ الفَضْلُ بن يَحْيَى خَالِد يَأمِرُ بِأَنْ تحملَ صررَ الدَّنَانِيْرَ فَتُلْقَى فِي عَتَبِ أَبْوَابِ جِيرَانِهِ بِاللَّيْلِ فَإِذَا أَصْبَحُوا وَجَدُوْهَا عَلَى أَعْتَابِهِمْ فَيَأخُذُوْنَهَا فَرُبَّمَا بَلَغَ ذَلِكَ فِي الليلةِ الوَاحِدَةِ مِائَةَ أَلْفِ دِيْنَارٍ. وَكَانَ إِذَا جَاءَ الشِّتَاءُ تَصَدَّقَ بِجَمِيع مَا فِي خَزَانَتِهِ مِنْ كُسْوَةِ الصَّيْفِ وَإِذَا جَاءَ الصيْفُ تَصدَّقَ بِجَمِيع مَا فِيْهَا مِنْ كُسْوَةِ الشَّتَاءِ. [من البسيط] 2367 - إِذَا نَزَلتُ بِأَرْضٍ لَا أَرَاكَ بِهَا ... تَجَهَّمَتْ بِي وَحَالَتْ دُوْنهَا الظُّلَمُ ¬
مِنْهَا: لَهُ عَلَيَّ أَيَادٍ لَسْتُ أَكْفَرُهَا ... وَإِنَّمَا الكُفْرُ أَنْ لَا تُشْكَرُ النِّعَمُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 2368 - إِذَا نَزَلُوا بِمَحْل رَوَّضُوْهُ ... بِآثَارٍ كَآثَارِ الغُيُوْمِ [من الوافر] 2369 - إِذَا نَزَلُوا حَسِبْتَهُمُ سُدُوْرًا ... وَإِنْ رَكِبُوا فَإِنَّهُمُ حُتُوْفُ قَبلَهُ: مَتَى تَهْزز بَنِي قَطَنٍ سُيُوْفًا ... فِي عَوَاتِقِهِمْ سُيُوْفُ جُلُوْسٌ فِي مَنَازِلِهِمْ رِزَانٌ ... وَإِنْ ضَيْفٌ أَلَمَّ بِهِمْ وُقُوْفُ إِذَا نَزَلُوا حَسِبْتَهُمُ بُدُوْرًا. البَيْتُ أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 2370 - إِذَا نَزَوَاتُ الحُبِّ أَحْدَثْنَ بَيْنَنَا ... عِتَابًا تَرَاضَيْنَا وَعَادَ التَّعَاطُفُ قَالَ مُصعَبُ بن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ ابن أَبِي ثَابِتٍ: هَذَا أَنْسَبُ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ. * * * وَمِنْ البَابِ بَعْدَهُ قَوْلُ البُسْتِيّ يُخَاطِبُ عَبْدَ المَلِكِ بنُ مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْلَ الثَّعَالِبِيّ (¬1): إِذَا نَسِيَ النَّاس أخْوَانَهُمْ ... وَخَانَ الموَدَّةَ خَوَّانُهَا فَعِنْدِي لإخْوَانِي الغَائِبيْنَ ... صَحَائِفُ ذِكْركَ عنْوَانهَا ابْنُ هَمَّامٍ: [من الطويل] 2371 - إِذَا نُصِبُوا لِلْقَوْلِ قَالُوا فَأَحْسَنُوا ... وَلَكِنَّ حُسْنَ القَوْلِ خَالَفَهُ الفِعْلُ ¬
بَعْدهُ: وَذمُّوا لنَا الدُّنْيَا وَهُمْ يُرْضِعُوْنَهَا ... أَفَاوِيْقَ حَتَّى مَا يَدُرُّ لَهَا ثعُلُ المُؤَمَّلُ المُحَارِبِيُّ: [من الوافر] 2372 - إِذَا نَطَقَ السَّفِيْهُ فَلَا تُجِبْهُ ... فَخَيْرٌ مِنْ إجَابَتِهِ السُّكُوْتُ بَعْدهُ: سَكَتُّ عَنِ السَّفِيْهِ فَظَنَّ أَنِّي ... عَيِيْتُ عَنِ الجوَابِ وَمَا عَيِيْتُ شِرَارُ النَّاسِ لَوْ كَانُوا جَمِيْعًا .. قَذًى فِي جَوْفِ عَيْنِي مَا قَذِيْتُ سَفِيْهُ القَوْمِ يَشْتِمُنِي فَيَحْظَى ... وَلَوْ دَمَهُ سَفَكْتُ لَمَا حَظِيْتُ فَلَسْتُ مُشَاتِمًا أَبَدًا لَئِيْمًا ... خَزِيْتُ لِمَنْ يُشَاتِمُهُ خَزِيْتُ [من الطويل] 2373 - إِذَا نَطَقَتْ جَاءتْ بِكَلِّ مَلَاحَةٍ ... وَإِنْ سَكَتَتْ جَاءتْ بِكَلِّ جَمِيْلِ سُئِلَ ابْنُ عَطَاءٍ رَحَمَهُ اللَّهُ: مَا الأَدَبُ فِي ذَاتِهِ؟ قَالَ: الوُقُوْفُ مَعَ المُسْتَحْسَنَاتِ. فَقِيْلَ لَهُ: مَا الوُقُوْفُ مَعَ المُسْتَحْسَنَاتِ؟ قَالَ: أَنْ تُعَامِلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِالأدَبِ سِرًّا وَإِعْلَانًا فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ كُنْتَ أَدِيْبًا وَإِنْ كُنْتَ أَعْجَمِيًّا وَأَنْشَدَ: إِذَا نَطقَتْ جَاءتْ بِكُلِّ مَلَاحَةٍ. البَيْتُ القُحَيْفُ العِجْليَّ: [من الطويل] 2374 - إِذَا نَظَرَتْ نَحْوِي تَكَلَّمَ طَرْفُهَا ... فَجَاوَبَهُ طَرْفِي وَنَحْنُ سُكُوْتُ بَعْدهُ: فَكَمْ نَظْرَةٍ مِنْهَا تُبَشِّرُ بِالرِّضَا ... وَأُخْرَى لَهَا نَفْسِي تَكَادُ تَمُوْتُ وَلَوْلَا رَجَاءٌ يَعْقُبُ اليَأسَ لَمْ أَكُنْ ... عَلَى مَا بِقَلْبِي مِنْ هَوَاكِ بَقِيْتُ ¬
إِذَا مِتُّ عِنْدَ اليَأسِ أَحْيَانِي الرَّجَا ... فَكَمْ مَرَّةٍ قَد مُتُّ ثَمَّ حَيِيْتُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الصَّابِئُ مما يَحْسُنُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَى الدَّارِ: إِذَا نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ أَقْبَلَتْ ... تُحَاوِلُ مَثْوًى صالِحًا فِيْهِ تَنْزِلُ فَلَا اتَّخَذَتْ إِلَّا فَناءَكَ مَنْزِلًا ... وَقَرَّتْ فَلَا تَنْأى وَلَا تَتَحَوَّلُ سويد بن صميع المرثديّ: [من الطويل] 2375 - إِذَا نَفِذَتْ إِلَّا اليَمِيْنَ خُصُوْمَتِي ... حَلَفْتُ وَلَمْ تَكْبُرْ عَلَيَّ يَمِينِي كَانَ هَذَا سُوَيْدُ بنُ صُمَيعْ المرْشِدِيُّ مِنْ بلحرث مِحْلافًا لَا تُلنّهُ وَلَا رد يَدِي فِي يَمِيْنِهِ. [من الطويل] 2376 - إِذَا نَقَدَ النَّاسُ الكرامَ رَأَيْتَهُ ... يَطِنُّ طَنِيْنَ الزَّيفِ فِي كَفِّ نَاقِدِ [من الطويل] 2377 - إِذَا نَكَبَاتُ الدَّهْرِ لَمْ تَعِظِ الفَتَى ... وَتَقرَعَ مِنْهُ لَمْ تَعِظْهُ عَوَاذِلُه بَعْدهُ: وَمَنْ لَا يُؤَدِّبُهُ أَبُوْهُ وَأُمُّهُ ... تُؤَدِّبُهُ رَوْعَاتُ الرَّدَى وَزَلَازِلُه فَدَعْ عَنْكَ مَا لا تَسْتَطِيع وَلَا تُطِعْ ... هَوَاكَ وَلَا يَغْلِبْ بِحَقِّكَ بَاطِلُه [من الوافر] 2378 - إِذَا نِلْتُ العَطِيَّةَ بَعْدَ مَطْلٍ ... فَلَا كَانَتْ وَإِنْ كَانَتْ جَزِيْلَه بَعْدهُ: وَسَقْيًا لِلعَطِيَّةِ ثَمَّ سَقْيًا ... إِذَا سَهُلَتْ وَإِنْ كَانَتْ قَلِيْلَه ¬
وَلِلشُّعَرَاءِ أَلْسِنَة حِدَادٌ ... عَلَى العَوْرَاتِ مُوْفِيَةً دَلِيْلَه وَمِنْ عَقْلِ الكَرِيْمِ إِذَا اتَّقَاهُمْ ... وَدَارَاهُمْ مُدَارَاةً جَمِيْلَه إِذَا وَضَعُوا مَكَاوِيْهِمْ عَلَيْهِ ... وَإِنْ كَذَبُوا فَلَيْسَ لَهُنَّ حِيْلَه أَبُو زَبيْدٍ الطَّائِيُّ: [من الوافر] 2379 - إِذَا نِلْتَ الإمَارَةَ فَاسْمُ فِيْهَا ... إِلَى العَلْيَاءِ بِالحَسَبِ الوَثِيْقِ بَعْدهُ: فَكُلُّ إِمَارَةٍ إِلَّا قَلِيْلًا ... مُغَيِّرَةُ الصَّدِيْقِ عَلَى الصَّدِيْقِ وَلَا تَكُ عِنْدَهَا حُلْوًا فَتُحْسَى ... وَلَا مُرًّا فَتَنْشَبُ فِي الحُلُوْقِ وَأَغْمِضْ لِلصَّدِيْقِ عَنِ المَسَاوِي ... مَخَافَةَ أَنْ أَعِيْشَ بِلَا صَدِيْقِ [من الطويل] 2380 - إِذَا نِلْتَ فِي أرْضٍ مَعَاشًا وَثَرْوَةً ... فَلَا تَطْلُبَنَّ العَوْدَ مِنْهَا إِلَى الوَطَن بَعْدهُ: وَعِشْ وَاسْتَدِمْ مَا أَنْتَ فِيْهِ فَإِنَّمَا ... ترَاعكَ الأَوْطَانُ ضَرْبٌ مِنَ الغَبَنِ فَمَا هِيَ إِلَّا بَلْدَةٌ مِثْلُ أُخْتِهَا ... وَخَيْرُهمَا مَا كَانَ عَوْنا عَلَى الزَّمَنِ المُتَنَبِّي فِي كَافُوْرٍ: [من الطويل] 2381 - إِذَا نِلْتُ مِنْكَ الودَّ فَالمَالُ هَيِّنٌ ... وَكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابِ تُرَابُ بَعْدهُ: وَمَا كُنْتُ لَوْلَا أَنْتَ مُهَاجِرٌ ... لَهُ كُلَّ يَوْمٍ بَلْدَةٌ وَصِحَابُ وَلَكِنَّكَ الدُّنْيَا إلَيَّ حَبِيْبَةٌ ... فَمَا عَنْكَ لِي إِلَّا إِلَيْكَ ذِهَابُ ¬
قَوْلُ المُتَنَبِّيّ: إِذَا نِلْتُ مِنْكَ الوُدَّ. البَيْتُ مِن قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا كَافُوْرَ طَوِيْلَةٌ أَوَّلُهَا: مُنًى كُنَّ لِي إِنَّ البِيَاضَ خِضَابُ. يَقُوْلُ مِنْهَا: وَأنَّى لِنَجْمٍ يَهْتَدِي صُحْبَتِي بِهِ ... إِذَا حَالَ مِنْ دوْنِ النُّجُوْمِ سَحَابُ غَنِي عَنِ الأَوْطَانِ لَا يَسْتَخِفُّنِي ... إِلَى بلَدٍ سَافَرْتُ عَنْهُ إِيَابُ وَأَصدَى فَلَا أبدَى عَلَى المَاءِ حاجَةً ... وَللشَّمْسِ فَوْقَ اليَعْمُلَاتِ لعَابُ وَللسِّرّ مِنِّي مَوْضِعٌ لَا يَنَالهُ ... نَدِيْمٌ وَلَا يفْضي إِلَيْهِ شَرَابُ وَلِلْذَّوْدُ مِنِّي سَاعَةٌ ثُمَّ بَيْنَنَا ... فلاةٌ إِلَى غَيْرِ اللِّقَاءِ يُجَابُ وَغَيْرُ فُؤَادِي لِلغَوَانِي رَمِيَّةٌ ... وَغَيْرُ نَبَاتِي للزُّجَاجِ رِكَابُ تَرَكْنَا لأطْرَافِ القَنَا كُلّ شَهْوَةٍ ... وَلَيْسَ لنَا إِلَّا بِهِنَّ لُعَابُ أَعَزُّ مَكَانٍ فِي الدُّنَا سَرْجُ سَابِحٍ ... وَخَيْرُ جَلِيْسٍ فِي الزَّمَانِ كِتَابُ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: تَجَاوَز قَدْرَ المَدْحِ حَتَّى كَأَنَّهُ ... بِأَحْسَنِ مَا يُثْنَى عَلَيْهِ يُعَابُ وَأَنْفَذُ مَا تَلْقَاهُ حكْمًا إِذَا قَضَى ... قَضَاء ملُوْك الأَرْضِ مِنْهُ غِضَابُ يَقُوْدُ إِلَيْهِ طَاعَةَ النَّاسِ فضْلُهُ ... وَلِمْ لَمْ يَفُدْهَا نَائِلٌ وَعِقَابُ أَرَى لِي بِقُرْبِي مِنْكَ عَيْنًا قَرِيْرَةً ... وَإِنْ كَانَ قُرْبًا بِالبعَادِ يُشَابُ وَهَلْ نَافِعِي أَنْ تَرْفَعَ الحُجْبَ بَيْنَنَا ... وَدُوْنَ الَّذِي أَمَّلْتُ مِنْكَ حِجَابُ أقل كَلَامِي حبّ مَا خَفَّ عَنْكُمُ ... وَأسْكُتُ حَتَّى لا يَكُوْنَ جَوَابُ وَفِي النَّفْسِ حَاجَاتٌ وَفِيْكَ فَطَانَةٌ ... سُكُوْتِي بَيَانٌ عِنْدَهَا وَخِطَابُ وَمَا أنا بالبَاغِي عَلَى الحبِّ رَشْوَةً ... ضَعِيْفُ هَوًى تَبْغِي عَلَيْهِ ثَوَابُ إِذَا نِلْتُ مِنْكَ الوُدَّ. البَيْتُ [من الطويل] 2382 - إِذَا نِلْتَ يَوْمًا صَالِحًا فَاغْنَمَنَّهُ ... فَأَنْتَ لأَيَّامِ الكَرِيْهَةِ وَاجِدُ هَذَا غَيْرُ البَيْتِ المُتَقَدِّمِ بِبَابِ: إِذَا مَرَّ يَوْمٌ صالِحٌ فَانتفِعْ بِهِ. وَهُوَ مِنْ بَابِ
الاهْتِدَامِ وَلَيْسَ بِمُكَرَّرٍ. مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من البسيط] 2383 - إِذَا نَهَانِي عَنْ شُرْبِ الطِّلَا حَرَجٌ ... بَاكَرْتُ خَمْرَ عُيُوْنِ الخُرَّدِ العِيْنِ بَعْدهُ: عَيْنَاكَ رَاحِي وَرَيْحَانِي حَدِيْثُكَ لِي ... وَلَوْنُ خَدَّيْكَ لَوْنُ الوَرْدِ يكْفِيْنِي [من المتقارب] 2384 - إِذَا نَهَضَ النَّاسُ لِلْمَكْرُمَاتِ ... وَقَامُوا إِلَيْهَا جَمِيْعًا قَعَدْ [من الوافر] 2385 - إِذَا نُهِيَ السَّفِيْهُ جَرَى سَرِيْعًا ... وَ [عاقِبَةُ] السَّفِيْهُ إِلَى خِلَافِ صَالِحٌ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ: [من البسيط] 2386 - إِذَا وَتَرْتَ امْرأً فَاحْذَرْ عَدَاوَتَهُ ... مَنْ يَزْرَعِ الشَّوْكَ لَا يَحْصُدْ بِهِ عِنَبَا أولها: لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الآثَامِ مُحْتَقَرًا ... كلّ امْرِئٍ سَوْفَ يجزى بِالَّذِي اكْتَسَبَا فَلَا يَحْقِرُ المَرْءُ مَا يَهْوَى فَيَرْكَبُهُ ... حَتَّى يَكُوْنَ إِلَى تَوْرِيْطِهِ سَبَبَا شَرُّ الأَخِلَّاءِ مَنْ كَانَت مُوَدّتُهُ ... مَعَ الزَّمَانِ إِذَا خَافَ أَو رَغِبَا إِذَا وَتِرْتَ أمْرأً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ إِنَّ العَدُوَّ وَإِنْ أَبْدَى مُسَالَمَةً ... إِذَا رَأَى مِنْكَ يَوْمًا فُرْصَةً وَثبًا وَمِثْلهُ (¬1): لَا تَأمَنَنَّ امْرَأ أَسْكَنْتَ مُهْجَتَهُ ... غَيْظًا وَإِنْ قُلْتَ إِنَّ الجُرْحَ يَنْدَمِلُ ¬
قَدْ يُظْهِرُ المَرْءُ تَجْمِيْلًا لِوَاتِرِهِ ... وَفِي حشَاهُ عَلَيْهِ النَّار تَأتَكِلُ * * * وَمِنْ بَابِ إِذَا وَجَدَ قَوْلُ: إِذَا وَجَدَ الأُخْوَانُ أُخْوَانَ دَهْرِهم ... بَكَيْتُ لِفَقْدِي بَيْنَهُمْ أَثَرَ الفَضْلِ أَخٌ لَمْ تَلِدْ بِي أُمُّهُ كَانَ وَاحِدِي ... وَأَنْسَى وَهَمِّي فِي الفَرَاغِ وَفِي الشُّغْلِ مَضَى فَرطًا لَمْ أَسْتَتِمّ شَبَابَهُ ... وَمِنْ قَبْلِ أَنْ يَحْتَلَّ فِي مَنْزِلِ الكَهْلِ فَعَلَّمَنِي كَيْفَ البُكَاءِ مِنَ الجوَى ... وَكَيْفَ حَزَازاتُ القُلُوْبِ مِنَ الثُّكْلِ أَعْرَابِيٌّ: [من البسيط] 2387 - إِذَا وَجَدْتُ أَوَارَ الحُبِّ فِي كَبِدِ ... أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقَاءِ القَوْمِ أَبْتَرِدُ بَعْدهُ: هَبْنِي بَرِدْتُ بِبَرْدِ المَاءِ ظَاهِرُهُ ... فَمَنْ لِحُرٍّ عَلَى الأحْشَاءِ يَتَّقِدُ؟ [من البسيط] 2388 - إِذَا وَجَدْتَ بِوَادٍ حَيَّةً ذَكَرًا ... فَاذْهَبْ وَدَعْنِي أُمَارِسْ حَيّهَ الوَادِي [من الطويل] 2389 - إِذَا وَجْهُهُ أو رَأيُهُ أَو فَعَالُهُ ... تَبَلَّجَ فِي لَيْلٍ تَجَّلَّتْ حَنَادِسُه قَبْلُهُ: لَهُ رَاحَةٌ لَوْ مَسَّتِ الصَّخْرَ أَنْبَعَتْ ... جَوَانِبُهُ مَاءً وَأَوْرَقَ يَابِسُه إِذَا وَجْهَةٌ. البَيْتُ المَعَرِيُّ: [من الطويل] 2390 - إِذَا وَدَّكَ الإنْسَانُ يَوْمًا لِخِلَّةٍ ... فَغَيَّرَها مَرُّ الزَّمَانُ تَنَكَّرَا ¬
وَيَشْرَبُ مَاءَ المَزْنِ مَا دَامَ صافِيًا ... وَيَزْهدُ فِيْهِ وَارِدٌ إِنْ تَعَكَّرَا وَمَا زَالَ فَقْرُ المَرْءِ يَأتِي عَلَى الغِنَى ... وَنسْيانهُ مُسْتَدْرِكًا مَا تَذَكَّرَا شَرَابُكَ يَئسُ الشَّيءِ سرَّا وَإِنَّمَا ... أَفَادَ سُرُوْرًا بَاطِلًا حِيْنَ أَسْكَرَا وَكم أضمر المحبوب مكرًا بِصَاحِبٍ ... فَألْقَى قَضَاءَ اللَّهِ أَدْهَى وَأمْكَرَا وفِي الناسِ مَنْ أَعْطَى الجَّمِيْلَ بِهَدْيِهِ ... وَضَنَّ يفعل الخير لمّا تكفَّرا أَحْمَدُ بنُ سَلْمَةً: [من الوافر] 2391 - إِذَا وَرَدَ الشِّتَاءُ فَأَنْتَ شَمْسٌ ... وَإِنْ وَرَدَ المَصيْفُ فَأَنْتَ ظِلُّ البَيْتُ غَيْرُ البَيْتِ الَّذِي بِبَابِ: إِذَا كَانَ المصيْفُ فَأَنْتَ ظِلٌّ. وَهُوَ مِنْ بَابِ الاهْتِدَامِ. * * * وَمِنْ بَابِ إِذَا وَصَفَ قَوْلُ المَعَرِّيّ (¬1): إِذَا وَصَفَ الطَّائِيّ بِالبُخْلِ مَادِرٌ ... وَعَيَّرَ قِسًّا بِالفَهَاهَةِ بَاقِلُ وَقَالَ السُّهَى لِلشَّمْسِ أَنْتِ خَفِيَّةٌ ... وَقَالَ الدُّجَى لِلصُّبْحِ لَوْنكَ حَائِلُ وَطَاوَلَتِ الأَرْضُ السَّمَاءَ سَفَاهَةً ... وَفَاخَرَتِ الشُّهْبُ الحَصَا وَالجنَادِلُ فَيَا مَوْتُ زُرْ إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيْمَةٌ ... وَيَا نَفْسِ جِدِّي إِنَّ دَهْرك هَازِلُ [من المتقارب] 2392 - إِذَا وَصَفَ النَّاسُ أَشْوَاقَهُمْ ... فَإِنَّ اشْتِيَاقِيَ لَا يُوْصَفُ بَعْدهُ: وَكَيْفَ أُعَبِّرُ عَنْ حَالَةٍ ... ضمِيْركَ مَتَى بِهَا أَعْرِفُ أَبُو العَبَّاسِ الضَّرِيْرِ مَوْلَى بَنِي بَكْرٍ يَصِفُ مُنَافِقًا: [من الطويل] ¬
2393 - إِذَا وَصَفَ الإسْلَامَ أَحْسَنَ وَصْفَهُ ... بِفِيْهِ وَيَأبَى قَلْبُهُ وَيُهَاجِرُه بَعْدهُ: وَإِنْ قَامَ قَالَ الحَقَّ مَا دَامَ قَائِمًا ... تَقِيُّ اللِّسَانِ كَافِرٌ بَعْد سَائِرُه [من البسيط] 2394 - إِذَا وَصَفْتُ لَكُمْ شَوْقِي وَشِدَّتَهُ ... فَإِنَ شَوْقِي إِلَيْكُمْ فَوْقَ مَا أَصِفُ ابْنُ التَّعَاوِيْذِيّ يصفُ الدنيا: [من الوافر] 2395 - إِذَا وَصَلَتْ فَليسَ لَهَا وَفَاءٌ ... وَإِنْ عَهِدَتْ فَلَيْسَ لَهَا ذِمَامُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ كُثَيِّرٍ (¬1): إِذَا وَصَلَتْنَا خِلَّةٌ كي تُزِيْلهَا ... أَبَيْنَا وَقُلْنَا الحَاجِبِيَّةُ أَوَّلُ وَمَا تَعِدِي مِنْ نَائِلٍ أَو مَوَدَّةٍ ... فرغبتَا فِي الحَاجِبِيَّةِ أَفْضَلُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 2396 - إِذَا وَصَلَتْنَا لَمْ تَصِلْ عَنْ تَعَمُّدٍ ... وَإِنْ هَجَرَتْ أَبْدَدَتْ لَنَا هَجْرَ عَامِدِ [من الطويل] 2397 - إِذَا وَضَعَ الرَّاعِي عَلَى الأَرْضِ جَنْبَهُ ... فَيُوْشِكُ لِلمِعْزَى بِأَنْ تَتبدَّدَا ابْنُ المُعَذّلِ: [من الطويل] 2398 - إِذَا وَطَنٌ رَابَنِي ... فَكُلُّ بِلَادٍ وَطَن قَبْلهُ: ¬
عَاذِلتِي اقْصُرِي ... أَبِعْ جدَّتِي بِالثَّمَنِ أَرَى النَّاسَ أُحْدُوْثَةً ... فَكُوْنَنْ حَدِيْثًا حَسَنْ كَأنْ لَمَ يَزَلْ مَا أَتَى ... وَمَا قَدْ مَضَى لَمْ يَكُنْ إِذَا وَطَنٌ رَابَنِي. البَيْتُ. السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الطويل] 2399 - إِذَا وَعَدَ السّرَّاءَ أَنْجَزَ وَعْدَهُ ... وَإِنْ أَوْعَدَ الضَّرَّاءُ فَالعَفْوُ مَانِعُه [من البسيط] 2400 - إِذَا وَعَدْتَ فَعَجِّلْ مَا وَعَدْتَ بِهِ ... فَالمَطْلُ مِنْ عُذْرٍ آفَةُ الجُوْدِ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الطويل] 2401 - إِذَا وَعَى المَدْحُ لَمْ يَطْرَب لِبَهْجَتِهِ ... وَإِنْ تَصَافَعَ قَوْمٌ عِنْدَهُ طَرِبَا قَبْلهُ: وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَي نَشْوَانَ منْ حُمُقٍ ... أَصبُّ فِي أذْنَيْهِ الزُّوْرَ وَالكَذِبَا إِذَا وَعَى المَدْح لَمْ يَطْرَب. البَيْتُ. المَعَرِيُّ: [من الطويل] 2402 - إِذَا وُقِّيَ الإنْسَانُ لَمْ يَخْشَ حَادِثًا ... وَإِنْ قِيْلَ هَجَّامٌ عَلَى الحَرْبِ أَهْوَجُ أَبْيَاتُ المَعَرِّيِّ مِنْ لُزُوْمِ مَا لَا يَلْزَم أَوَّلُهَا: لَقَدْ جَاءَنَا هَذَا الشِّتَاءُ وَتَحْتَهُ ... قَصِيْرٌ مُعَرًّى أَو أَمِيْرٌ مُدَرَّجُ وَقَدْ يُرْزَقُ المَجْدُوْدُ أَقْوَاتَ أُمَّةٍ ... وَيُحْرَمُ قُوْتٌ وَاحِدٌ وَهُوَ أَحْوَجُ وَلَو كَانَتِ الدُّنْيَا عَرُوْسًا وَجَدْتُهَا ... بِمَا قَتَلَتْ أَزْوَاجَهَا لَا تُزَوَّجُ عَلَى سَفَرٍ بهذا الأَنامِ فَخَلِّنَا ... لأَبْعَدِ بَيْنٍ وَاقِعٍ نَتَحَوَّجُ ¬
إِذَا وُقِّيَ الإِنْسَانُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَإِنْ بَلَغَ المِقْدَارُ لَمْ يَنْجُ سَابِحٌ ... وَلَو أَنَّهُ فِي كُبَّةِ الخَيْلِ أَعْوَجُ فَلَا تَشْهِرَنْ سَيْفًا لِتَطْلِبَ دَوْلَةً ... فَأَفْضَلُ مَا نِيْلَ اليَسِيْرُ المُرَوَّجُ [من الطويل] 2403 - إِذَا وُلِدَ المَوْلُوْدُ مِنْ آلِ جَعْفَرٍ ... فَقَدْ زِيْدَ فِي أَهْلِ المَكَارِمِ وَاحِدِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مَرْوَانَ: [من الطويل] 2404 - إِذَا وُلِدَ المَوْلُوْدُ مِنَّا تَهَلَّلَتْ ... لَهُ الأَرْضُ وَاهْتَزَّتْ إِلَيْهِ المَنَابِرُ قَبْلهُ: أَلَسْنَا بَنِي مَرْوَانَ كَيْفَ تَبَدَّلَتْ ... بِنَا الحَالُ أَو دَارَتْ عَلَيْنَا الدَّوَائِرُ إِذَا وُلِدَ المَوْلُوْدُ مِنَّا تَهَلَّلَتْ. البَيْتُ. هَذَا البَيْتَانِ يُرْوَيَانِ لِمُحَمَّدِ بن مَرْوَانَ بن أَخِي المُسْتَنْصرِ بِاللَّهِ المَدْعُو الخَلِيْفَةَ بِالأَنْدَلُسِ فَيُقَالُ أَنَّ المُسْتَنْصِرَ هَذَا قَتَلَ مُحَمَّدًا القَائِلُ لِهَذَا الشِّعْرِ وَهُوَ ابن أَخِيْهِ خَوْفًا مِنْهُ عَلَى المُلْكِ. وَيُرْوَيَانِ أَيْضًا لِلحَكَمِ بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ المَرْوَانِيّ وَهُوَ أَقْرَبُ إِلَى الصَّحِيْحِ فَيُقَالُ إِنَّهُ كَتَبَ بِهُمَا إِلَى صَاحِبِ مِصْرَ وَكَتَبَ يَهْجُوْهُ فِي الكِتَاب فَكَتَبَ إِلَيْهِ صَاحِبُ مِصْرَ يَقُوْلُ: عَرِفْتَنَا فَهَجَوْتنَا وَلَوْ عَرفْنَاكَ لأَجبْنَاكَ وَالسَّلَامَ. أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 2405 - إِذَا وُلِدَ المَوْلُوْدُ مِنَّا فَإِنَّمَا ... الأَسِنَّةُ وَالبِيْضُ الرِّقَاقُ تَمَائِمُهْ [من الوافر] 2406 - إِذَا وَلَدَتْ حَلِيلَةُ بَاهِلِيٍّ ... غُلَامًا زِيْدَ فِي عَدَدِ اللِّئَامِ ¬
ابْنُ هِنْدُو: [من الطويل] 2407 - إِذَا وَلَّتِ الدُّنيَا عَنِ المَرْءِ أَقْبَلَتْ ... إِلَيْهِ مَذَمَّاتُ العِدَا وَالأَصَادِقِ بَعْدهُ: يَقُوْلُ أَبُو الفَرَحُ عَلِيّ بن الحُسَيْنِ بن هِنْدُو: إِذَا المَرْءُ لَمْ يُدْلِجْ إِلَى المَالِ لَمْ يَزَلْ ... عَنِ المَالِ مقْطُوْعَ العُرَى وَالعَلَائِقِ تَصَفَّحْتُ أَحْوَالُ الزَّمَانِ فَلَم أَجِدْ ... عِزًّا وَجُوْدًا مِنْ صَدِيْقٍ مُوَافِقِ البُسْتِيُّ: [من الوافر] 2408 - إِذَا وُلِّيْتَ فَاعْمُرْ مَا تَلِيْهِ ... بِعَدْلِكَ فَالإِمَارَةُ بِالعِمَارَه بَعْدهُ: وَأَفْضلُ مُسْتَشَارٍ كُلَّ وَقْتٍ ... زَمَانَكَ فَاقتبِسْ مِنْهُ الإِشَارَه [من الوافر] 2409 - إِذَا وَهَدَاتُ أَرْضِكَ كَانَ فِيْهَا ... رِضَاكَ فَلَا تَحِنَّ إِلَى رُبَاهَا المَعَرِيُّ: [من الطويل] 2410 - إِذَا هَبَّتِ النَّكْبَاءُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ... فَأَهْوَنُ شَيْءٍ مَا تَقُوْلُ العَوَاذِلُ القَتَّالُ الكلَابِيّ: [من الطويل] 2411 - إِذَا هَبَّتِ الأَرْوَاحُ كَانَ أَحبّهَا ... إِلَيَّ الَّتِي مِنْ نَحْوِ نَجْدٍ هُبُوْبُهَا [من الطويل] 2412 - إِذَا هَبَّتِ الأَرْوَاحُ مِنْ نَحْوِ أَرْضِكُمُ ... وَجَدْتُ لِمَسْرَاهَا عَلَى كَبِدِي بَرْدَا ¬
ذُو الرُّمَّةِ: [من الطويل] 2413 - إِذَا هَبَّتِ الأَرْوَاحُ مِنْ نَحْوِ جَانِبٍ ... بِهِ أَهْلُ أُمِّي هَاجَ شَوْقِي هُبُوْبُهَا بَعْدهُ: هَوًى تَذْرفُ العَيْنَانِ مِنْهُ وَإِنَّمَا ... هَوَى كُلِّ نَفْسٍ حَيْثُ كَانَ حَبِيْبُهَا أَعْرَابِيٌّ فِي بَنِي أَسَدٍ: [من الوافر] 2414 - إِذَا هَبَّتْ جُنُوْبُ المَجْدِ يَوْمًا ... لِمَكْرُمَةٍ رَفَعْتُ لَهَا شرَاعِي [من الوافر] 2415 - إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاغتَنِمْهَا ... فَكُلُّ الخَافِقَاتِ لَهَا سُكُوْنُ بَعْدهُ: وَلَا تَغْفَلْ عَنِ الإِحْسَانِ فِيْهَا ... فَمَا تَدْرِي السُّكُوْنُ مَتَى يَكُوْنُ وَيُرْوَى: فَإِنْ الخَافِقَاتِ لَهَا سُكُوْنُ. وَيُرْوَى أَيْضًا: فَعُقْبَى كُلِّ خَافِقَةٍ سُكُوْنُ. وَيُرْوَى بِالتَّسْكِيْنِ أَيْضًا مِنْ غَيْرِ حَرَكَةِ النُّوْنِ مِنْ سُكُوْنٍ. قَيْسُ بنُ مَعَاذٍ العُقَيْلِيُّ: [من الطويل] 2416 - إِذَا هَبَّ عُلْوِيُّ الرِّيَاحِ رَأَيْتَنِي ... كأَنِّي لِعُلْوِيَّاتهِنَّ نَسِيْبُ قَوْلُ قَيْسٌ: إِذَا هَبَّ عُلوِيُّ الرِّيَاحِ. البَيْتُ قَبْلَهُ: أمُغْتَرِبًا أَصْبَحَتَ فِي رامهرمُزٍ ... أَلَا كُلُّ كَعْبِيٍّ هُنَاكَ غَرِيْبُ إِذَا رَاحَ رَكْبٌ مصعِدُوْنَ فَقَلْبُهُ ... مَعَ الرَّائِحِيْنَ المُصعِدِيْنَ حَبيْبُ فَإِنَّ الكثَّيِّب الفَرْدَ مِنْ أَيْمَنِ الحِمَى ... لِيَحْلُو بِسَمْعِي ذِكْرهُ وَيَطِيبُ ¬
تَفَوَّقْتُ دَارَاتِ الصّبَى فِي ظِلَالِهِ ... إِلَى أَنْ أتَانِي بِالفِطَامِ مَشِيْبُ إذا هَبَّ عُلْوِيُّ الرِّياحِ اسْتَمَالَنِي ... كَأَنَّ لِعُلْوِيِّ الرِّيَاحِ نسَيْبُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن مُقْلَةَ: [من الوافر] 2417 - إِذَا هَجَرَ الصَّدِيْقُ فَكُنْ حَمُوْلًا ... لِهِجْرَتِهِ وَإِنْ شَمِتَ العَدُوُّ بَعْدهُ: وَلَا تَدِمِ العِتَابَ وَكُنْ صَبُوْرًا ... فَإِنَّ العَتْبَ عَابتُهُ السُّلُوِّ وَمِنْ شِعْرِهِ أَيْضًا: بكَرتْ عَلَيَّ تَلُوْمُنِي جَهْرًا ... وَتَقُوْلُ حَسْبَكَ فَاحْذَرِ الفَقْرَا فَيْئيْ فَمَا فَرَّقْتُ مِنْ نَشَبٍ ... فِي المُعْتَفِيْنَ أَعُدُّهُ وَفْرَا ابْنُ المُحَبّرِ الوَاسِطِيّ: [من البسيط] 2418 - إِذَا هَجَوْتُكُمْ لَمْ أَخْشَ سَطْوَتَكُمْ ... وَإِنْ مَدَحْتُ فَمَا حَظِّي سِوَى التَّعَبِ بَعْدهُ: فَحِيْنَ أَصْبَحْتُ لَا خَوْفٌ وَلَا طَمَعُ ... رَغِبْتُ فِي الهَجْوِ إِشْفَاقًا مِنَ الكَذِبِ وَهَذَا أَحْسَنُ مَا اعْتُذِرَ عَنِ الهَجْوِ. الفَرَزْدَقُ بنُ غَالِبَ: [من الطويل] 2419 - إِذَا هَمَّ أَفْرَى مَا بِهِ هَمَّ مَاضِيًا ... عَلَى القَوْلِ طَلَّاعًا ثَنَايَا العَظَائِمِ [من الطويل] 2420 - إِذَا هَمَّ أَلْقَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ عَزْمَهُ ... وَصَمَّمَ تَصْمِيْمَ السُّرَيْجِيّ ذِي الأثرِ سِعْدُ بنُ نَاشِبٍ المَازِنِيُّ: [من الطويل] ¬
2421 - إِذَا هَمَّ أَلْقَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ عَزْمَهُ ... وَنَكَّبَ عَنْ ذِكْرِ العَوَاقِبِ جَانِبَا قَبْلهُ: قَالَ أَبُو عَلِيّ قَرَأتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ لِسَعْدِ بن نَاشِبٍ مِنْ بَنِي مَازِنٍ: أَخِي عَزَمَاتٍ لَا يُرِيْدُ عَلَى الَّذِي ... يَهُمُّ بِهِ مِنْ مُفْظِعِ الأَمْرِ صَاحِبَا إِذَا هَمَّ لم تُرْدَع عَزِيْمَةُ هَمِّهِ ... وَلَمْ يَأتِ مَا يَأتِي مِنَ الأَمْرِ هَائِبَا فَيالَ رزَامٍ رَشَّحُوْني مَقَدَّمًا ... إِلَى المَوْتِ خَوَّاضًا إِلَيْهِ الكَتَائِبَا إِذَا هَمَّ أَلقَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ عزمَهُ وَنَكَّبَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَمْ يَسْتَشِرْ فِي رَأيِهِ غيْرَ نَفْسِهِ ... وَلَمْ يَرْضَ إِلَّا قَائِمَ السَّيْفِ صَاحِبَا عَلَيْكُمْ بِدَارِي فَاهْدِمُوْهَا فَإِنَّهَا ... تُرَاثُ كَرِيْمٍ لَا يُبَالِي العَوَاقِبَا وَيَقْرَبُ مِنْهُ قَوْلُ الآخَرُ (¬1): وَمَا العَجْزُ إِلَّا أَنْ تُشَاوِرَ عَاجِزًا ... وَمَا الحَزْمُ إِلَّا أَنْ تَهُمَّ فَتَفْعَلَا الحَطَيْئَةُ: [من الطويل] 2422 - إِذَا هَمَّ بِالأَعْدَاءِ لَمْ تَثْنِ هَمَّهُ ... حَصَان عَلَيْهَا لُؤْلُؤٌ وَشُنُوْفُ الطُّغْرَائيُّ: [من البسيط] 2423 - إِذَا هَمَمْتُ بِأَمْرٍ دُوْنَهُ خَطَرٌ ... فَصَوِّبَا فِيْهِ رَأيِي وَاتْرُكَا عَذَلِي قَصيْدَةُ الوَزِيْرُ أَبِي الفَضْلِ الحُسَيْنِ بن العَمِيْدِ الطُّغْرَائِيّ الأَعْجَمِيّ مُؤَيَّدِ الدِّيْنِ. وَقَدْ كَتَبْنَا هَاهُنَا المُخْتَارَ مِنْهَا على أَنَّهَا كُلّهَا مُخْتَارَةٌ وَلَكِنْ لَا يُحْتَمَلْ هَاهُنَا إِيْرَادَهَا. يَقُوْلُ مِنْهَا (¬1): أرِيْدُ بَسْطَةَ كَفٍّ أَسْتَعِيْنُ بِهَا ... على قَضَاءِ حُقُوْقٍ لِلْعُلَى قَبْلِي ¬
وَالدَّهْرُ يَعْكِسُ آمَالِي وَيُقْنِعُنِي ... مِنَ الغَنِيْمَةِ بَعْدَ الكَدِّ بِالقَفَلِ لَعَلَّ إلْمَامَةً بِالجزعِ ثَانِيَةً ... يَدُبُّ مِنْهَا نَسِيْمُ البُرْءِ فِي عِلَلِي إِذَا هَمَمْتُ بِأَمْرٍ دُوْنَهُ خَطَرٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإِنْ بَلَغْتُ مرَادِي فهو أَرْفَقُ لِي ... وَإِنْ لَقِيْتُ حِمَامِي فهو أَرْوَحُ لِي وَآيَةُ السَّيْفِ أَنْ يَسْطُو بِجَوْهَرِهِ ... وَلَيْسَ يَعْمَلُ إِلَّا فِي يَدَي بَطَلُ حُبُّ السَّلَامَةِ يثْنِي عَزْمَ صَاحِبِهِ ... عَنِ المَعَالِي وُبغْرِي المَرْءَ بِالكَسَلِ إِنَّ العُلَى حَدّثتنَا وَهِيَ صَادِقَةٌ ... عَمَّا تَحَدَّثَ إِنَّ العِزَّ فِي الفُقلِ لَو كَانَ فِي الشَّرَفِ العَالِي بُلُوْغُ مُنًى ... مَا حَلَّتِ الشَّمْسُ يَوْمًا دَارَةَ الحَمَلِ أُعَلِّلُ النَّفْس بِالآمَالِ أَرْقبُهَا ... مَا أَضْيَقَ العَيْشِ لَولَا فُسْحَةِ الأَمَلِ لَمْ أَرْتَضِ العَيْشَ وَالأَيَّامُ مُقْبِلَةٌ ... فَكَيْفَ أَرْضى وَقَدْ وَلَّتْ عَلَى عَجَلِ؟ مَا كُنْتُ أُوْثِرُ أَنْ يَمْتَدَّ بِي زَمَنٌ ... حَتَّى أَرَى دَوْلَةَ الأَوْغَادِ وَالسُّفَلِ تَقَدَّمَتْنِي رِجَالٌ كَانَ خَطْوَهُمُ ... وَرَاءَ خَطْوِي إِذَا أَمْشِي عَلَى مَهَلِ هَذَا جَزَاءُ امْرِئٍ أَقْرَانُهُ ذَهَبُوا ... مِنْ قَبْلِهِ فَتَمَنَّى فسْحَةَ الأَجَلِ أَعْدَى عَدُوكَ أَدْنَى مَنْ وَثَقْتَ ... بِهِ فَحَاذِرِ النَّاسَ وَاصْحَبْهُمْ عَلَى ذَحَلِ فَإِنّمَا رَجُلُ الدُّنْيَا وَوَاحِدُهَا ... مَنْ لَا يُعَوِّلُ فِي الدُّنْيَا عَلَى رَجُلِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَاصْبِر لَهَا غَيْرَ مُحْتَالٍ وَلَا ضَجِرٍ ... فِي حَادِثِ الدَّهْرِ مَا يغْنِي عَنِ الحِيَلِ غَاضَ الوَفَاءُ وَفَاضَ الغَدرُ وَانْفَرَجَتْ ... مَسَافَة الخُلْفِ بَيْنَ القَوْلِ وَالعَمَلِ إِنْ كَانَ يَنْجَعُ شيء فِي ثبَاتهم ... عَلَى العُهُوْدِ فَسَبْقُ السَّيْفِ لِلْعَذَلِ سِعْدُ بنُ نَاشِبٍ: [من الطويل] 2424 - إِذَا هَمَّ لَمْ تُرْدع عَزِيْمَةُ هَمِّهِ ... وَلَمْ يَأتِ مَا يَأتِي مِنَ الأَمْرِ هَائِبَا أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الطويل] ¬
2425 - إِذَا هُنَّ لَمْ تُمْنَعْ وَهُنَّ شَتَائِتٌ ... مِنَ السَّلِّ لَمْ تُمْنَعْ وَهُنَّ جَمِيْعُ قَبْلهُ: وَقَالُوا اجْمَعُوا رُبْعَانِكُمْ قَدْ أَتَيْتُمُ ... فَقَلْتُ لَهُمْ لَا يُذْعَرَنَّ رَتُوْعُ إِذَا هُنَّ لَمْ تُمْنَع. البَيْتُ. الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 2426 - إِذَا هُوَ أَغْضَى نَاظِرَيَّ عَلَى القَذَى ... وَكَانَ لِمِثْلِي مُسْخِطًا فَلِمَنْ يُرْضِي [من الطويل] 2427 - إِذَا لَاحَ لِي صبْحٌ فَهَمِّي مُقَسَّمٌ ... وَفِي اللَّيْلِ هَمِّي بِالتَّفَرُّدِ أَطْوَلُ أَبُو النُّعْمَانِ: [من الطويل] 2428 - إِذَا لَاذَ مِنْهُ بِالحُصُوْنِ عَدُوُّهُ ... فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا السُّيُوْفُ حُصُوْنُ وَمِثْلُهُ: إِنَّ السُّيُوْفَ مَعَاقِلُ الأَشْرَافِ. [من البسيط] 2429 - إِذَا يَدٌ سَرَقَتْ فَالقَطْعُ يَلْزَمُهَا ... وَالقَطْعُ فِي سَرَقِ العَيْنَيْنِ لَا يَجِبُ قَبْلهُ: بِأَحْسَنَ مَا سَرَقَتْ عَيْنِي وَمَا انْتَهَبَتْ ... وَالعَيْنُ تُسْرِقُ أَحْيَانًا وَتَنْتَهِبُ إِذَا يَدٌ سَرَقَتْ. البَيْتُ. مُحَمَّد بن شِبْلٍ: [من الطويل] 2430 - إِذَا يَسَّرَ اللَّهُ الأُمُوْرَ تَيَسَّرَتْ ... وَمَا لَمْ يُقَرِّبْ وَقْتَهَ لَمْ يُقَرَّبِ بَعْدهُ: فَلَا تلِمُ الأَسْبَابَ وَالحَزْمُ كُلُّهُ ... إِذَا عَاقَتِ الأَسْبَابُ شُكْرُ المُسَبِّبِ ¬
الحُسَيْنُ بن مُطَيْر الأَسَدِيّ: [من الطويل] 2431 - إِذَا يَسَّرَ اللَّهُ الأُمُوْرَ تَيَسَّرَتْ ... وَلانَتْ قُوَاهَا وَاسْتَقَادَ عَسِيْرُهَا [من الطويل] 2432 - إِذَا يَشْكُرِيٌّ مسَّ ثَوْبُكَ ثَوْبَهُ ... فَلَا تَذْكُرَنَّ اللَّهُ حَتَّى تَطَهَّرَا رُوَيْمُ: [من البسيط] 2433 - إِذَا يَئسْتُ وَكَادَ اليَأسُ يَقْتُلُنِي ... جَاءَ الغِنَى عَجَبًا مِنْ جَانِبِ اليَاسِ الهُذَلِيُّ: [من الطويل] 2434 - أَذُبُّ وَأرْمِي بِالحَصَا مِنْ وَرَائِهِمْ ... وَأَبْدَأُ بِالحُسْنَى لَهُمْ وَأَعُوْدُ المُتَنَبِّي: [من الكامل] 2435 - إِذْكَارُ مِثْلِكَ تَرْكُ إِذْكَارِي ... لَهُ إِذْ لَا يُرِيْدُ لِمَا أُرِيْدُ مُتَرْجِمَا قَبْلهُ: يَا مَنْ لِجُوْدِ يَدَيْهِ فِي أَمْوَالِهِ ... نقَمٌ تَعُوْدُ عَلَى اليَتَامَى أَنْعُمَا إذْكَارُ مِثْلِكَ. البَيْتُ. سَعِيْدُ بنُ حُمَيْدٍ: [من البسيط] 2436 - أُذَكِّرْ أَبَا جَعْفَرٍ حَقًّا أَمُتُّ بِهِ ... إنِّي وَإيَّاكَ مَشْغُوْفَانِ بِالأَدَبِ بَعْدهُ: وَأَنّنَا قَدْ رَضِعْنَا الكَأسَ دِرَّتَهَا ... وَالكَأسُ دِرَّتَهَا حَظّ مِنَ النَّسَبِ امْرَأَةُ الحُطَيْئَةِ: [من الكامل] ¬
2437 - أَذْكُر صَبَابَتَنَا إِلَيْك وَشَوْقَنَا ... وَأَذْكُرُ بَنَاتِكَ أِنَّهُنَّ صِغَارُ مِهْيَارُ: [من الرمل] 2438 - اذْكُرُوْنَا ذِكْرَنَا عَهْدَكمْ ... رُبَّ ذِكْرَى قَرَّبَتْ مَنْ نَزَحَا أبيات مهيار أولها الصَّبَا إِنْ كَانَ لَا بدَّ الصَّبَا ... إِنَّهَا كَانَتْ لِقَلْبِي أَرْوَحَا نَظْرَةً عَادَتْ فَعَادَتْ حَسْرَةً ... قتلَ الرَّامي بِهَا مَنْ جَرَحَا مَنْ عَذِيْرِي يَوْمَ شرقي الحِمَى ... من هَوًى جَدَّ بِقَلْبٍ مَزَحَا يَا نَدَامَايَ بِسَلْعٍ هَلْ أَرَى ... ذَلِكَ المغبقَ وَالمُصْطبِحَا ذْكُرُوْنَا ذِكْرَنا عَهْدَكُمُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَارْحَمُوا صبًّا إِذَا غُنّي بِكُمْ ... شَرِبَ الدَّمْعَ وَعَافَ القَدَحَا رَجَعَ العَاذِلُ عَنِّي آيِسًا ... مِنْ فُؤَادِي فِيْكُمُ أَنْ يُفْلِحَا قَدْ تَرَكْتُ الصَّبْرَ عَنْكُمْ مُكْرَهًا ... وَتَبِعْتُ السُّقْمَ فِيْكُمْ سَمِحَا وَنفَضْتُ الهَمَّ مُذْ فَارَقْتكُمْ ... فَكَأنِّي مَا عَرفتُ الفَرَحَا أَنْشَدَ أَبُو القَمْقَامِ الأَسَدِيُّ: [من الطويل] 2439 - اذَكُرُ بِالبَقْوَى عَلَى مَنْ أَصَابَهُ ... وَبَقْوَايَ أَنِّي جَاهِدٌ غَيْرُ مُؤْتَلِي البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 2440 - أُذَكِّرُكَ العَهْدَ الَّذِى لَيْسَ سُؤْدَدًا ... تَنَاسِيهِ وَالوُدَّ الصَّحِيْحَ المُسَلِّمَا قَبْلهُ: يُخَوِّفُنِي مِنْ سُوْءِ رَأَيِكَ معشَرٌ ... وَلَا خَوْفَ إِلَّا أَنْ تَجُوْرَ وَتَظْلِمَا ¬
أُذَكِّرُكَ العَهْدَ الَّذِي لَيْسَ سُؤْدَدًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ لِيَ الذَّنْبُ مَعْرُوْفًا وَإِنْ كُنْتَ جَاهِلًا ... بِهِ وَلَكَ العُتْبَى عَلَيَّ وَأَنْعُمَا [من البسيط] 2441 - أَذْكَى الرِّيَاحِ نَسِيْمٌ جَاءَ نَحْوَهُمُ ... وَأَطْيَبُ الأَرْضِ دَارًا أَيْنَمَا نَزَلُوا وَمِنْ بَابِ (أذل) قَوْلُ عَقِيْل بن عُلَّفَةَ المُرِّي وَيُرْوَى لِبشَامَةَ بن الغَدِيْرِ (¬1): أَذُلَّ الحَيَاةِ وَعِزَّ المَمَاتِ ... وَكُلًّا أَرَاهُ طعَامًا وَبِيْلَا فَإِنْ لَمْ يَكُنْ غَيْرَ إحْدَاهُمَا ... فَسَيْرًا إِلَى المَوْتِ سَيْرًا جَمِيْلَا وَلَا تَهْلِكُوا وَبِكُمْ مِنْهُ ... كَفَى بِالحَوَادِثِ لِلْمَرْءِ غُوْلَا أَبُو نوَاسٍ فِي الأَمِيْنِ: [من الطويل] 2442 - أَذَلَّ صِعَابَ المَكْرُمَاتِ مُحَمَّدٌ ... فَأَصْبَحَ مَحْمُوْدًا بِكَلِّ لِسَانِ أَبُو حَفْصُ الشَّطْرَنْجِيُّ: [من الطويل] 2443 - أَذِلُّ لِمَنْ أَهْوَى لأَكْسَبَ عِزَّةً ... وَكَمْ عِزَّةٍ قَدْ نَالَهَا المَرْءُ بِالذُّلِ بَعْدهُ: إِذَا كَانَ مَنْ يَهْوَى عَزِيْزًا وَلَمْ يَكُنْ ... ذَلِيْلًا لَهُ فَأَقرِ السَّلَامُ عَلَى الوَصْلِ قَالَ يَحْيَى بن أَبِي كثير: أَفْضَلُ الأَعْمَالِ الوَرَعُ وَأَفْضَلُ العِبَادَاتِ التَّوَاضُع وانشدَ البَيْتَيْنِ. الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الوافر] 2444 - أُذَمُّ عَلَى العُلا ظُلْمًا لأَنِّي ... أَعُلُّ بِمَائِهَا ظَمَأَ السُّؤَالِ بَعْدهُ: ¬
وَمَا زَالَ العَوَاطِلُ كُلَّ يَوْمٍ ... مِنَ العَلْيَاءِ يَذْمُمْنَ الخَوَالِي أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من البسيط] 2445 - أَذُمُّ كُلَّ خَلِيْلٍ بَات يَحْمَدُنِي ... أَنا الَّذِي مَالَهُ خِلٌّ سِوَى النّدَمِ بَعْدهُ: طَلَبْتُ صِحَّةَ وُدِّ النَّاسِ، وَاعَجَبَا ... أَمْرًا تَطَلَّبَ لَا يَخْلُو مِنَ السَّقَمِ * * * ومن باب (اذن) (¬1): أَذْنَبْتُ ذَنْبًا عَظِيْمَا ... وَأَنْتَ أَعْظَم مِنْهُ فَخُذ بِحَقِّكَ أَوْ لا ... فَاصْفَحْ بِعَفْوِكَ عَنْه إِنْ لَمْ أَكُنْ فِي فِعَالِي ... مِنَ الكِرَامِ فَكُنْه أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 2446 - أُذُنٌ صَفُوْحٌ لَيْسَ يُفْتَحُ سمّهَا ... لِدَنِيَةٍ وَأَنامِلٌ لَا تُقْفَلُ مُضَرّس بنُ قِرط بن الحارثِ المُزَنيّ: [من الطويل] 2447 - أَذُوْدُ سَوَامَ الطَّرْفِ عَنْكَ وَمَالَهُ ... عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَليْكَ طَرِيْقُ بَعْدهُ: أهم. . . . الحبل ثم يردُّني ... عليك من النفس الشعاع فريقُ تتوق إليك النفس ثم أردّها ... حياءً ومثلي بالحياء حقيقُ * * * ¬
وَيُرْوَى لِقَيْس بن مَعَاذِ العُقَيْلِيّ المُلَقَّبِ بِالمَجْنُوْنِ مِنْ أَبْيَاتٍ وَقَدْ أَطْلَقَ غَزَالَةً مِنْ شرْكٍ أَوَّلُهَا (¬1): أيَا شِبْهَ لَيْلَى لَا تُرَاعِي فَإِنَّنِي ... لَكِ اليَوْمَ مِنْ وَحْشِيَّةٍ لَصَدِيْقُ تقرُّ وَقَدْ أَطْلَقْتهَا مِنْ وِثَاقِهَا ... فَأَنْتِ لِلَيْلَى إِنْ شَكَرْتِ عَتِيْقُ أَذُوْدُ سوامَ الطَّرْفِ عَنْكِ وَمَا لَهُ. البَيْتُ الأَضْبَطُ بنُ قُرَيْعٍ: [من المنسرح] 2448 - أَذُوْدُ عَنْ حَوْضِهِ وَيَدْفَعُنِي ... يَا قَوْمُ مِنْ عَاذِرِي مِنَ الخُدَعَهْ عَلِيُّ بنُ جَبَلةَ: [من الطويل] 2449 - أَذُوْدُ مُنَى نَفْسِي بِبِرِّي وَعِفَّتِي ... إِذَا حَمَلتْ غَيْرِي عَلَى المَرْكَبِ الوَعْرِ عَبيدُ بن الأبرص: [من البسيط] 2450 - إِذْهَبْ إِلَيْك فَإِنِّي مِنْ بَنِي أَسَدٍ ... أهْلِ القِبَابِ وَأهْلِ الجُوْدِ وَالنَّادِي لَبِيْدُ بنُ رَبِيْعَةَ: [من الكامل] 2451 - إِذْهَبْ إِلَيْكَ فَلَيْسَ يَعْلَمُ عَالِمٌ ... مِنْ أَيْنَ يُجْمَعُ حَظُّهُ المَكْتُوْبُ [من السريع] 2452 - اذْهَبْ فَلَا حَاجَةَ لِي فِيْكَا ... غَطَّتْ عَلَى عَيْنِي مَسَاوِيْكَا بَعْدهُ: وَارَغْبَتًا فِيْكَ بَدَتْ سَوْءتِي ... وَاسَوْءتَا مِنْ رغْبَتِي فِيْكَا ¬
قَدْ كُنْتُ أَرْجُوْكَ أَخًا لِي ... فَلَا أَفْلَحَ مَنْ أمْسَى يُرَجِّيْكَا [من الطويل] 2453 - اذهَبْ وَهَبْتُكَ للَّذِيْنَ أخْتَرْتَهُمْ ... هِبَةَ الكَرِيْمِ فَإِنَّهُ لَا يَرْجِعُ [من الكامل] 2454 - اذْهَبِي قدْ قَضَيْتُ مِنْكِ قَضَائي ... وَإِذَا شِئْتِ أَنْ تَبِيْنِي فَبِيْنِي عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ: [من البسيط] 2455 - إِذْ لَا ظِلَالَ لنا إِلَّا صَوَارِمُنَا ... وَلَا مَشَارِبَ إِلَّا مِنْ حِيَاضِ دَمِ [من الطويل] 2456 - أُذِيْتُمْ بِقُرْبِي مِنْكُم وَمَوَدَّتِي ... فَأَغَبْتُ عَنْكُمْ مَا أُذِيْتُمْ بِهِ مِنِّي بَعْدهُ: وَأَصْبَحْتُ عَنْكُمْ غَائِبًا فِي عَدُوِّكُمْ ... وَأَغْنَاكُمُ تَقْصِيْرُ رَأيِكمُ عَنْي [من الطويل] 2457 - أُذِيْقُ الصَّدِيْقَ رَأفَتِي وَحِيَاطَتِي ... وَقَدْ يَشْتَكِي العُدَاةُ الأَبَاعِدُ بَعْدهُ: وَذِي تِرَةٍ أَوْجَفَتْهُ وَسَبَقته ... فَقَصَّرَ عَنِّي سَعْيُهُ وَهُوَ جَاهِدُ [من الوافر] 2458 - أَرَاجِيْفُ الأَنَامِ مُخَبِّرَاتٌ ... بِأَمْرٍ كائِنٍ لَا شَكَّ فِيْهِ ¬
قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي بَعْضِ كَلَامِهِ: أَرْجَافُ العَامَّةِ بِالشَّيْءِ دَلِيْلٌ عَلَى مَقَدِّمَاتِ كَوْنِهِ. وَمِنْهُ قَولهُمْ فِي المَثَلِ: الأَرْجَافُ مُقَدِّمَةُ الكَوْنِ. أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من الوافر] 2459 - أَرَاحَ اللَّهُ قَلْبِي مِنْ زَمَانٍ ... مَحَتْ يَدُهُ سُرُوْرًا بِالمَسَاءَه بَعْدهُ: فَإِن حَمَدَ الكَرِيْمُ صَبَاحَ يَوْمٍ ... وَأَنَّى ذَاكَ لَمْ يَحْمَدْ مَسَاءه [من الطويل] 2460 - أَرَادَ أُمُوْرًا لَمْ يُرِدْهَا إِلَهُهُ ... فَخَرَّ صَرِيعًا لِليَدَيْنِ وَلِلفَمِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 2461 - أَرَادَتْ بِأَنْ يَحْوِي الغِنَى وَهُوَ وَادِعٌ ... وَهَلْ يَفْرُسُ اللَّيْثُ الطَّلا وَهُوَ رَابِضُ قَبْلهُ: وَأُخْرَى لَحَتْنِي يَوْمَ لَمْ أَمْنَعِ النَّوَى ... قِيَادِي وَلَمْ يَنْقُضْ زِمَامِي نَاقِضُ أَرَادَتْ بِأَنْ يَحْوِي. البَيْتُ. مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من الطويل] 2462 - أَرَادَتْ رُجُوْعَ القَلْبِ بَعْدَ انْصِرَافِهِ ... وَمَا عَلِمَتْ مَا أحْدَثَتْهُ المَقَادِرُ قَبْلهُ: إِذَا أَنْتَ أَزْمَعْتَ الرَّوَاحَ فَقُلْ لَهَا ... قَدِ انْقَطَعَتْ مِنِّي وَمِنْكِ المَرَائِرُ أَرَادَتْ رُجُوْعَ القَلْبِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا: يَغُرُّ الفَتَى مَرُّ اللَّيَالِي ... سَلِيْمَةً وَهُنَّ بِهِ قَلِيْلٍ عَوَاثِرُ عَمْرُو بن شَاسٍ فِي ابنه عَرار: [من الطويل] 2463 - أَرَادَتْ عَرَارًا بِالهَوَانِ وَمَنْ يُرِدْ ... عَرَارًا لَعَمْرِي بِالهَوَانِ فَقَدْ ظَلَمْ قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ كَانَ عَمْرُو بن شَاش بن عَبْدِ بن ثَعْلَبَةَ بن دُوبّية بن مَالِك بن الحَارثِ بن سَعْد بن ثَعْلَبَة بن دَوْدَان بن أَسَدِ بن خُزَيْمَة قَدْ تَزَوَّجَ مِنْ رَهْطِهِ امْرَأةً يُقَالُ لَهَا أمّ حَسَّان وَأُمّهَا حَيّة بنت الحَارثِ بن سَعْدٍ وَكَانَ لَهُ ابنٌ يُقَالُ لَهُ عِرَار مِن أمَةٍ لَهُ سَوْدَاءَ وَكَانَتْ تُعَيِّرهُ بِهِ وتؤذي عَرَارًا وَتَشْتمهُ وَيَشْتمُها فَلَمَّا أعْيَتْ عمرًا قَالَ فِيْهَا: دِيَارَ ابْنَةَ السَّعْدِيّ هِنْدٍ تَكَلَّمِي ... بِدَافِعَةِ الحرْمَانِ فَالسَّفْح مَنْ رَقَم لَعَمْرُو ابنةِ السَّعْدِيّ أَنِّي لأَتَّقِي ... خَلَائِقَ تُولى فِي الثَّرَا وَفِي العَدَم وَأَنِّي لأُعْطِي غَثّهَا وَسَمِيْنَهَا ... وَأَسْرِي إِذَا مَا اللَّيْلُ ذُو الظُّلْمِ ادْلَهَم حِذَارًا عَلَى مَا كَانَ قَدَّمَ وَالَّذِي ... إِذَا رَوَّحْتهُمْ حرجَفٌ تَطْردُ الصِّرَم أَلَمْ يَأتِهَا أَنِّي صَحَوْتُ وَأَنَّنِي ... تَحَالَمْتُ حَتَّى مَا أُعَازِمُ مَنْ عَزَم وَأَطْرَقْتُ إطْرَاقَ الشُّجَاعِ وَلَو يَرَى ... مَسَاغًا لِنَائِبَةِ الشُّجَاعِ لَقَدْ أزَم وَقَدْ عَلِمَتْ سَعْدٌ بِأَنِّي عَمِيْدُهَا ... قَدِيْمًا وَأَنِّي لَسْتُ أهضُمُ مَنْ هَضَم خُزَيْمَةُ رَدَّانِي الفِعَالَ وَمَعْشَرٌ ... قَدِيْمًا بَنُوا لِي سُوْرَةُ المَجْدِ وَالكَرَم أَرَادَتْ عِرَارًا بِالهَوَانِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَإِنْ كُنْتِ مِنِّي أَو تُرِيْدِيْنَ شِيْمَتِي ... فَكَوْني لَهُ كَالسَّمْنِ رُبَّتْ لَهُ الأَدَم وَإِلَّا فَبيْنِي مِثْل مَا بَانَ رَاكِبٌ ... تَيَمَّمَ خَمْسًا لَيْسَ فِي سَيْرِهِ أَمَم فَإِنَّ عِرَارًا إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَا شَكِيْمَةٍ ... تَلقَيْتهَا مِنْهُ فَمَا أَمْلكُ الشِّيَم وَإنَّ عِرَارًا إِنْ لَمْ يَكُنْ غَيْرَ وَاضِحٍ ... فَإِنِّي أُحبُّ الجُوْنَ ذَا المَنْكَبِ العَمَم ثمَ اجْتَهَدَ عَمْرُو عَلَى أَنْ يُصلحَ بَيْنَ امْرَأَتِهِ أمّ حَسَّانَ وَبَيْنَ ابْنِهِ عِرَارٍ فَلَمْ يُمْكِنُهُ ذَلِكَ ¬
وَجَعَلَ الشَّرُّ بَيْنَهُمَا يَزِيْدُ فَطَلَّقَهَا ثُمَّ نَدِمَ عَلَى طَلَاقِهَا وَقَالَ فِي ذَلِكَ أَشْعَارًا. أَبُو الأَسَدِ التَّمِيْمِيّ: [من الطويل] 2464 - أَرَادَتْ لِتَثْنِي الفَيْضَ عَنْ عَادَةِ النَّدَى ... وَمَنْ ذَا الَّذِي يَثْنِي السَّحَابَ عَنِ القَطْرِ [من الطويل] 2465 - إِرَادَتُنَا أَنْ نُكْمِلَ العَيْشَ سَالِمًا ... وَنَبْقَى عَلَى الأَيَّام مَا بَقِيَ الدَّهْرُ أَنْشَدَ الأَبُيوْرِديّ: [من الطويل] 2466 - أَرَادَ طَرِيْقَ العُنْصلَيْنِ فَيَا سَرَتْ ... بِهِ العِيْسُ فِي نَأيِ الصُّوَى مُتَشَائِمِ جَعْفَرُ بنُ عُلَيَّةَ الحَارِثِيّ: [من الطويل] 2467 - أَرَادُوا لِيَثْنُوْنِي فَقَلْتُ تَجَنَّبُوا ... طَرِيْقِي فَمَا لِي حَاجَةٌ مِنْ وَرَائِيَا دُرَيْدُ بنُ الصّمَّةِ فِي أَخِيْهِ عَبْدُ اللَّهِ: [من الطويل] 2468 - أَرَادُوا لِيخْفُوا قَبْرَهُ مِنْ عَدُوِّهِ ... فَطِيْبُ تُرَابِ القَبْرِ دَلَّ عَلَى القَبْرِ يَقُوْلُ مِنْهَا (¬1): وَقَالُوا أَلَا تَبْكِي أَخَاكَ وَقَدْ أَرَى ... مكَانَ البُكَا لَكِنْ نَبِيْتُ عَلَى الصَّبْرِ فَقَلْتُ أَعَبْدَ اللَّهِ أَبْكِي أمِ الَّذِي ... لَهُ الجدَثُ الأَعْلَى قَتِيْلُ بَنِي بَدْرِ أَرَادُوا لِيَخْفُوا قَبْرَهُ. البَيْتُ وَفِي شَفْعَتِهِ قَوْلُ الأَزْرَقُ بن المُكَعْبَر (¬2): ¬
وَتَنْفرُ مِنْ عَمْروٍ بِبَيْدَاءَ نَاقَتِي ... وَمَا كَانَ سَارِي اللَّيْلَ يَنْفرُ مِنْ عَمْرِو لَقَدْ حَبَّيْتُ الحَيَاةَ حَيَاتَهُ ... وَحَبَّ سُكْنَى القَبْرِ إِنْ صَارَ فِي القَبْرِ [من الطويل] 2469 - أَرَاشُوا جِنَاحِي ثَمَّ حَصُّوْهُ بِالنَّدَى ... فَلَمْ أَسْتَطِعْ مِنْ أَرْضِهِمْ طَيَرَانَا البُحْتُرِيُّ: [من المتقارب] 2470 - أُرَاقِبُ رَأيكَ حَتَّى يَصِحَّ ... وَأَنْظُرُ عَطْفَكَ حَتَّى يَثُوْبَا يَزِيْدُ بن الحَكَمِ: [من الطويل] 2471 - أَرَاكَ إِذَا لَمْ أَهْوَ أَمْرًا هَوَيْتَهُ ... وَلَسْتَ لِمَا أَهْوَى مِنَ الأَمْرِ بِالهَوَى أَحْمَدُ بنُ يُوْسُف: [من الوافر] 2472 - أَرَاكَ إِذَا نَأَيْتَ بِعَيْنِ قَلْبِي ... كأَنَّكَ نُصْبَ عَيْنِي مِنْ قَرِيْبِ بَعْدهُ: لَئِنْ بَعُدَتْ مُعَايَنَةُ التَّلَاقِي ... لَمَا بَعُدَتْ مُعَايَنَةُ القُلُوْبِ هَذَانِ البَيْتَانِ لأَبِي نَصْرٍ مَوْهُوْب بن أَحْمَد بن مُحَمَّد الحُسَيْنِ بن الخُضْر الجَوَالِيْقِيّ اللُّغَوِيّ النَّحَوِيّ وَهُوَ الأَصَحُّ وَقَدْ نُسِبَتَا إِلَى أَحْمَد بن يُوْسُف. صُرَّدُرَّ: [من الطويل] 2473 - أَرَاكَ الحِمَى قُل لِي بِأَيِّ وَسِيْلَةٍ ... تَوَسَّلْتَ حَتَّى قَلَّبَتْكَ ثُغُوْرُها قَبْلهُ: وَقَدْ قُلْتُمَا أَنْ لَيْسَ فِي الأَرْضِ جَنَّةٌ ... أَمَا هَذِهِ فَوْقَ الرَّكَائِبِ حُوْرُهَا يَعِزُّ عَلَى الهَيْمِ الحَوَامِسِ وِرْدهَا ... إِذَا كَانَ مَا بَيْنَ الشِّفَاهِ غَدِيْرُهَا ¬
أَرَاكَ الحِمَى. البَيْتُ أَبُو بَكْرُ الصُّوْليّ يُهَنِّيءُ بِمَوْلُوْدٍ: [من الوافر] 2474 - أَرَاكَ اللَّهُ مَا تَهْوَاهُ مِنْهُ ... وَصَانَكَ الحِيَاطَةِ وَالمَزِيْدِ السَّرِيّ فِي ابن الفيَّاضِ: [من الوافر] 2475 - أَرَاكَ اللَّهُ مَا تَهْوَى وَشِئْتَ ... لَكَ النَّعْمَاءَ بِالحَظِّ الجسِيْمِ أبياتَ السِريِّ من قصيدةِ يمدح بها أبا أحمد عبد اللَّه بن محمد بن العِياضُ الكاتب سجلتَ أولها: لَيالينا باجُناءِ الغمَيمُ سُقِيتِ ... ذَهَابَ مُذهَبَةِ الغُيُومِ مَضيتُ بك رافَةُ الأيام فيَنا ... وغفلَةُ ذلك الزمن الحَليْمِ وكنافيك فِي جَالٍ وَعَيش ... وقت حُسْنًا جنَّاتِ النَعيم رِيَاضُ مُحاسَن وسَنا شموسْ ... وَظلَّ دَسا كروجِنَا كُروم واجُفَانْ إذا لحظَتْ حُسومًا ... خلعن سقَامَهّن علي الجُسُوم بَحثُ رسم؟ ؟ ؟ عن مقلتيه الأبياتُ التسعة وهي مكتُوباتُ فِي الترجمَةِ بِبَاب الجَنائنُ فِي وَصْفِ القَلَمِ: البَلاغَةِ يقولِ فيها: أراكَ للَّه مَا تَهُوى. البيتُ وبعده حَرَثْكَ بالذي تُولى ثناءً ... يَسُّركَ بيْن سَارٍ أوْ مِقيُمِ منحتُكَ من محاسِنَها رَبيعًا ... مُقيمَ الزَهُرِ سيَّارَ النَسِيْمِ عُبَيْد اللَّهِ بن عَمْروٍ القُرْشِيّ: [من الوافر] 2476 - أَرَاكَ اليَوْمَ لِي وَغَدًا لِغَيْرِي ... وَبَعْدَ غَدٍ لأَقْرَبِنَا لَدَيْكَا بَعْدهُ: إِذَا وَاصلْتَ ذَا فَارَقْتَ هَذَا ... كَأَنَّ فِرَاقهُ حَتْمٌ عَلَيْكَا فَأَقْرَبَهُمْ أَقَلَّهُمُ صفَاءً ... وَأَبْعَدُهُمْ أَحبّهُمُ إِلَيْكَا ¬
وَكُلُّهُمُ وَإِنْ طَرْمَذْتَ فِيْهِ ... سَتَتْركُهُ وَشِيْكًا مِنْ يَدَيْكَا * * * قول عبد اللَّه بن عمرو كان استشهاد بقول لبشار حيث يقول (¬1): إذ ذاك اليوم لي وعثر الغيثري ... وبَعدَ غدٍ لأتينا إليكِ الأبيات كلها بدلتها خطابُ للمؤنثِ وأبيات عبيد اللَّه خطاب المذكور لا فرق بينهما سوى ذكرك. [من الطويل] 2477 - أَرَاكَ بِطَرْفِي فِي ضَمِيْرِي مُمَثَّلًا ... فَإِنْ غِبْتَ عَنْ عَيْنِي فَإِنَّكَ فِي قَلْبِي بَعْدهُ: وَإِنْ تَكُ عَنِّي نَأيَ الشَّخْصِ نَازِحًا ... فَذِكْرَاكَ فِي قَلْبِي يَزِيْدُ عَلَى القُرْبِ وَيَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ: وَنَازحِ الدَّارِ أَفْنَى الشَّوْقَ عِبْرَتهُ ... أَمْسَى يَخِلُّ بِأَرْضٍ غَيْرُهَا الوَطَنُ يَزْدَاد شَوْقًا إِذَا مَا دَارَهُ نَزَحَتْ ... وَلَا يُغَيِّرُهُ عَنْ عَهْدِهِ الزَّمَنُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 2478 - أَرَاكَ بِعَيْنِ المُكْتَسِي وَرَقَ الغِنَى ... بِآلَائِكَ اللَّاتِي يُعَدِّدُهَا الشّكْرُ أَبُو نوَاسٍ فِي المَلُوْلِ: [من الوافر] 2479 - أَرَاكَ بَقِيَّةً مِنْ قَوْمِ مُوْسَى ... فهم لَا يَصْبِرُوْنَ عَلَى طَعَامِ [من الوافر] 2480 - أَرَاكَ تَزِيْدُ فِي عَيْنِي جَمَالًا ... وَأَعْشَقُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْكَ حَالَا ¬
بَعْدهُ: تَزِيْدُ مَلَاحَةً وَأذُوْبُ شَوْقًا ... وَحَالِي فِيْكَ تَنْتَقِلُ انْتِقَالَا إِذَا مَا قَلْتُ يَا قَلْبِي اطَّرِحْهُ ... أَجَابَ القَلْبُ لَا وَاللَّهِ لَا لَا وَتَهْجِرُني فَأَبْهَتُ لَسْتُ أَدْرِي ... أَذَاكَ الهَجْرُ حَقًّا أمْ دَلَالَا البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 2481 - أَرَاكَ تَزِيْدُ فِي عَيْنِي وَقَلْبِي ... إِذَا نَقَصَتْ مَوَازِيْنُ الرِّجَالِ أَبُو عَلِيّ السَّاجِي الهَرَوِيُّ: [من الوافر] 2482 - أَرَاكَ تُسِيْءُ لَكِنِّي كَأَنِّي ... أُكَابِرُ فِيْكَ تَصْدِيْقَ العِيَانِ بَعْدهُ: وَأُعظمُ أَنْ أَقُرَّ بِأَنَّ سُوْءًا ... أَتَانِي قَطُّ عَنْكَ وَقَدْ أَتَانِي فَنَفْسِي تُضْمِرُ الشَّكْوَى وَلَكِنْ ... أَتَى الشَّكْوَى إِلَى خلقٍ لِسَانِي أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيُّ: [من البسيط] 2483 - أَرَاكَ تَطْلُبُ دُنْيَا لَسْتَ تُدْرِكُهَا ... فَكَيْفَ تُدْرِكُ أُخْرَى لَسْتَ تَطْلِبُهَا قَبْلَهُ: مَا بَالُ نَفْسِكَ لَا تَهْوَى سَلَامَتهَا ... فَأَنْتَ فِي عَرَضِ الدُّنْيَا تُرْغِبُهَا أَرَاكَ مَا تُوَخِّي نصْحهَا أَبَدًا ... إذ قَدْ تُرْغِبُهَا فِيْمَا يُرْهِبُهَا دَارٌ إِذَا أَتَتِ الآمَالُ تَعْمِرُهَا ... جَاءتْ مُقَدِّمَةُ الآجَالِ تخْرِبُهَا أَصْبَحْتَ تَطلبُ دُنْيا لَسْتَ تُدْرِكُهَا. البَيْت [من المتقارب] 2484 - أَرَاكَ تُؤَمِّلُ حُسنَ الثَّنَاءِ .. وَلَمْ يَرْزقِ اللَّهُ ذَاكَ البَخِيْلَا ¬
بَعْدهُ: وَكَيْفَ يَسُوْدُ أَخُو بَطْنَةٍ ... يَمُنُّ كَثيْرًا وَيعْطِي قَلِيلَا ابْنُ لَنْكَكَ: [من الطويل] 2485 - أَرَاكُمْ تُعِيْنُوْنَ اللِّئَامَ وَإنَّنِي ... أَرَاكُمْ بِطُرقِ اللُّؤْمِ أَهْدَى مِنَ القَطَا قَبْلهُ: تَعِسْتُمْ جَمِيْعًا مِنْ وُجُوْهٍ لِبَلْدَةٍ ... تَكَنَّفَهُمْ جَهْل وَلَوْمٌ فَأَفْرَطَا أَرَاكُمْ تُعِيْنُوْنَ اللِّئامَ. البَيْتُ. مَخْلَدٌ: [من الوافر] 2486 - أَرَاكمْ تَنْظُرُوْنَ إِلَيَّ شَزْرًا ... كَمَا نَظَرَتْ إِلَى الشَّيْبِ المِلَاحُ بَعْدهُ: تحِدُّوْنَ الحدَاقَ إِلَيَّ مَقْتًا ... كَأَنِّي فِي عُيُوْنِكُمُ السَّمَاحُ [من الطويل] 2487 - أَرَاكَ مَعَ الأَعْدَاءِ فِي كُلِّ جَانِبٍ ... وَقَلْبُكَ مِنْ ضغْنٍ عَلَيَّ مَرِيْضُ بَعْدهُ: فَمَا بِي مِنْ فَقْرٍ إِلَى أَنْ تُحِبَّنِي ... وَمَا سَاءَنِي أَنِّي إِلَيْكَ بَغِيْضُ [من الوافر] 2488 - أَرَاكُمْ قَدْ نَقَضْتُمْ عَهْدَ وُدِّي ... صُدُوْدًا وَالصُّدُوْدِ بِكُمْ قَبِيْحُ كَاتِبُهُ: [من الوافر] 2489 - أَرَاكَ وَإِنْ نَأَيْتَ بِعَيْنِ قَلْبِي ... كَأَنَّكَ حَاضِرٌ وَسْطَ الضَّمِيْرِ ¬
بَعْدهُ: وَأَسْألُ عَنْ إِيَابِكَ كُلّ يَوْمٍ ... وَمَنْ لِي أَنْ أُبَشَّرَ بِالبَشِيْرِ [من السريع] 2490 - أَرَاكَ لَا تَنْزِلُ عَنْ ظَهْرِهِ ... وَلَوْ مِنَ البَيْتِ إِلَى الحَشِّ امْرُؤُ القَيْسِ: [من الوافر] 2491 - أَرَانَا مُوْضِعِيْنَ لِحَتْمِ غَيْبٍ ... وَنُسْحَرُ بِالطَّعَامِ وَبِالشَّرَابِ يَقُوْلُ: نَحْنُ مَوْقُفُوْنَ لِحَتْمِ غَيْبٍ مَحْتُوْمٌ عَلَيْنَا وهُوَ المَوْتُ، وَنَسْخَرُ أَي نَلْهُو عَنْ هَذَا الأَمْرِ الفَظِيع العَظِيْمِ بِالطَّعَامِ وَبِالشّرَابِ كَأَنّنا نَسْخَرُ بِهِ سِخْرًا. المُتَنَبِّي: [من الوافر] 2492 - أَرَانِبُ غَيْرَ أَنَّهُمُ مُلُوْكٌ ... مُفَتَّحَةٌ عُيُوْنَهُمُ نِيَامُ المُغِيْرَةُ بنُ حَبناءَ التَّمِيْمِيّ: [من الطويل] 2493 - أَرَانِي إِذَا اسْتَمْطَرَتْ مِنْكَ سَحَابَةً ... لِتُمْطِرَنِي عَادَتْ عَجَاجًا وَسَافِيَا أَبْيَاتُ أَبِي حَزَابَةَ المغِيْرَةَ بنُ حَبْنَاءَ التَّمِيْمِيّ أَوَّلُهَا: لَقَدْ كُنْتُ أَسْعَى فِي هَوَاكِ وَأَبْتَغِي ... رِضَاكِ وَأَرْجُو مِنْكِ مَا لَسْتُ لَاقِيَا وَأَبذل نَفْسِي فِي مَوَاطِن غَيْرهَا ... أحقّ وَأُعْصي فِي هَوَاكَ الأدَانِيَا حِفَاظًا وَإمْسَاكًا لِمَا كَانَ بَيْنَنَا ... لِتُجْزِنِي مَا لَا أَخَالكَ جَازِيَا أَرَانِي إِذَا اسْتَمْطَرْتُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ رَأَيْتكَ لَا يَنْفَكُّ مِنْكَ رمِيّةٌ ... تقَصّرُ دُوْنِي أَو تَحِلُّ وَرَائِيَا وَأَدْلَيْتُ دَلْوِي فِي دلَاءٍ كَثِيْرَةٍ ... فَجِئْنَ مَلَاءً غَيْرَ دَلْوِي كَمَا هِيَا وَلَسْتُ بلَاق وإحياء وَحِيْلَةٍ ... مِنَ النَّاسِ حُرًّا بِالخَسَاسَةِ رَاضيَا ¬
كِلَانَا غَنِيٌّ عَنْ أَخِيْهِ حَيَاتهُ ... وَنَحْنُ إِذَا متْنَا أَشَدُّ تَغَانِيَا يُقَالُ إِنَّ المغِيْرَةَ بنُ حَبنَاءَ قَدِمَ عَلَى طَلْحَةِ الطّلْحَاتِ وَهُوَ بِسُجسْتَانَ فَأَقَامَ بِبَابِهِ زَمَانًا لَا يَصِلُ إِلَيْهِ فَقَالَ هَذِهِ الأَبْيَاتُ وَأَوْصَلَهَا إِلَيْهِ فَدَعَا بهِ طَلْحَةُ وَدَعَا بِسَفَطٍ فِيْهِ يَوَاقِيْتُ فَأُخْرَجَ مِنْهُ عِدَّةً مِنَ اليَوَاقِيْتِ وَقَالَ حَجَرٌ مِنْ هَذِهِ الأَحْجَارِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ مَا كُنْتُ لأخْتَارَ عَلَى الدَّرَاهِمِ أَحْجَارًا فَأَعْطَاهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ المغِيْرَةُ أَصلَحُ وَاللَّهُ الأَمِيْرَ صِلْنِي بحَجَرٍ مِنْهَا فَأَعْطَاهُ حَجَرًا فَبَاعَهُ بِثَمَانِيْنَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ المغِيْرَةُ فِي ذَلِكَ (¬1): أرى النَّاسَ قَدْ مَلُّوا الفَعَالَ وَلَا أرى ... بَنِي خَلَفٍ إِلَّا رِوَاءَ المَوَارِدِ إِذَا نَفَعُوا عَادُوا لِمَنْ يَنْفعُوْنَهُ ... وَكَائِنٌ تَرَى مِنْ نَافِعٍ غَيْرِ عَائَدِ جَمِيْلٌ: [من الطويل] 2494 - أَرَانِي إِذَا صَلَّيتُ يَمَّمْتُ نَحْوَهَا ... بِوَجْهِي وَإِنْ كَانَ المُصَلَّى وَرَائِيَا بَعْدهُ: وَمَا بِي إِشْرَاكٌ وَلَكِنَّ حُبَّهَا ... كَعُوْدِ الشَّجَى أَعْيَا الطَّبيْبَ المُدَاوِيَا (¬1) أُصَلِّي فَمَا أَدْرِي إِذَا مَا ذَكَرْتُهَا ... اثنتَيْنِ صَلَّيْتُ الضُّحًى أَمْ ثَمَانِيَا وَيُرْوَى لِلمَجْنُوْنِ. زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى: [من الطويل] 2495 - أَرَانِي إِذَا مَا شِئْتُ لَاقَيْتُ آيَةً ... تُذَكِّرُنِي بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ نَاِسِيَا قَبْلهُ: بَدَا لِي أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ فَزَادَنِي ... إِلَى الحَقِّ تَقْوَى اللَّهِ مَا قَدْ بَدَا لِيَا بدَا لِي أَنِّي لَسْتُ مُدْرِكَ مَا مَضَى ... وَلَا سابقي شَيْئًا إِذَا كَانَ جَائِيَا ¬
فَمَا إِنْ أَرَى نَفْسِي تَقِيْهَا كَرِيْمَتِي ... وَمَا إِنْ تَقِي نَفْسِي كَرِيْمَةَ مَالِيَا أَلَا أَرَى عَلَى الحَوَادِثِ بَاقِيَا ... وَلَا خَالِدًا إِلَّا الجِبَالَ الرَّوَاسِيَا وَإِلَّا السَّمَاءَ وَالبِلَادَ وربّنَا ... وَأَيَّامَنَا مَعْدُوْدةٌ وَاللَّيَالِيَا وَإِنِّي إِذَا مَا شِئْتُ. البَيْتُ [من الطويل] 2496 - أَرَانِي إِذَا مَا قُلْتُ شِعْرًا أَسَرْتُهُ ... وَمَا الشِّعْرُ إِلَّا مَا يَسِيْرُ وَيُكْتَبُ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الوافر] 2497 - أَرَانِي اللَّهُ طَلْعَتَهُ سَرِيْعًا ... وَأَصحَبَهُ السَّلَامَةَ حَيْثُ سَارَا قَبْلهُ: فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَعَلَّ اللَّهَ يُعْقِبُنِي صلَاحًا ... قَرِيْبًا أَو يُقِيْلَ لِيَ العِشَارَا فَأَشْفَى مِنْ طِعَانِ الخَيْلِ صَدْرًا ... وَأُدْرِكُ مِنْ صُرُوْفِ الدَّهْرِ ثَارَا إِذَا بَقِيَ الأَمِيْرُ قَرِيْرَ عَيْنٍ ... فَدَيْنَاهُ اخْتِيَارًا لَا اضْطِرَارَا وَهِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ: إِذَا بَقِيَ الأَمِيْرُ قَرِيْرَ عَيْنٍ. أَبُو مُحَمَّدُ المُهَلَّبِيُّ الوَزِيْرُ: [من الوافر] 2498 - أَرَانِي اللَّهُ وَجْهَكَ كُلَّ يَوْمٍ ... صَبَاحًا لِلتَّيَمُّنِ وَالسُّرُوْرِ بَعْدهُ: وَأُمَتِّعُ نَاظِرِي بِصفِيْحَتيْهِ ... لأقْرَأَ الحُسنَ مِنْ تِلْكَ السُّطُوْرِ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 2499 - أَرَانِي اللَّهُ وَجْهَكَ كُلَّ يَوْمٍ ... لأَسْعَدَ بِالأَمَانِ وَبِالأَمَانِي بَعْدهُ: ¬
فَوَجْهُكَ حِيْنَ أَلْحَظُهُ بِعَيْنِي ... يُرِيْنِي البِشْرَ فِي وَجْهِ الزَّمَانِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ سُبَيع الحِمْيَرِيُّ: [من الوافر] 2500 - أَرَانِي كُلَّمَا هَرَّمْتُ يَوْمًا ... أَتَانِي بَعْدَهُ يَوْمٌ جَدِيْدُ بَعْدهُ: يَعُوْدُ ضِيَاؤُهُ فِي كُلِّ فَجْرٍ ... وَيَأبَى لِي شَبَابٌ لَا يَعُوْدُ وَيُرْوَيَانِ لِمَعْدِ يْكُرِبَ الرُّعَيْنِيّ. عَلِيّ بن مسهرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 2501 - أَرَانِي وَأَبْنَاءَ الزَّمَانِ كَأَنَّنِي ... وَلَمْ آتِ مِنْ بدعٍ ثَمُوْدُ وَصالِحُ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 2502 - أَرَانِي وَقَوْمي فَرَّقَتْنَا مَذَاهِبُ ... وَإِنْ جَمَعَتْنَا فِي الأُصُوْلِ المَنَاصِبُ أَبْيَاتُ أَبِي فِرَاسٍ وَهِيَ غَيْرُ القَصِيْدَةِ الَّتِي أَوَّلُهَا: أَبُثُّكَ أَنِّي لِلصَّبَابَةِ صَاحِبٌ ... وَلِلنَّوْمِ مُذْ زَالَ الخَلِيْطُ مُجَانِبِ وَهِيَ طَوِيْلَةٌ وَقَدْ كُتِبَت بِبَابِ: (إِذَا اللَّهُ لَمْ يحْرِزْكَ مما تَخَافُهُ) بِتَمَامِ مَا انْتُخِبَ مِنْهَا. وَهَذِهِ أَوَّلُهَا: أَرَانِي وَقَوْمِي فَرَّقَتْنَا مَذَاهِبُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَأَقْصَاهُمُ أَقْصَاهُمُ عَنْ مَسَاءَتِي ... وَأَقْرَبُهُمْ مما كَرِهْتُ الأَقَارِبُ غَرِيْبٌ وَأَهْلِي حُيْثُ مَا كَرَّ نَاظِرِي ... وَحِيْدٌ وَحَوْلي مِنْ رِجَالِي عَصُائِبُ نَسِيْبُكَ مَنْ نَاسَبْتَ بِالودِّ قَلْبهُ ... وَجَارُكَ مَنْ صافَيْتهُ لَا المُصَاقِبُ وَأَعْظَمُ أَعْدَاءِ الرِّجَالِ ثِقَاتُهَا ... وَأَهْوَنُ مَنْ عَادَيْتهُ مَنْ تُحَارِبُ وَشَرُّ عَدُوَّيْكَ الَّذِي لَا تُحَارِبُ ... وَخَيْرُ خَلِيْلَيْكَ الَّذِي لَا تُنَاسِبُ لَقَدْ زِدْتُ بِالأَيَّامِ وَالنَّاسِ خِبْرَةً ... وَجَرَّبْتُ حَتَّى زَهَّدَتْنِي التَّجَارِبُ ¬
وَمَا الذَّنْبُ إِلَّا العَجْزُ يَرْكَبهُ الفَتَى ... وَمَا ذَنْبُهُ إِنْ حارَدَتْهُ المَطَالِبُ وَمَنْ كَانَ غَيْرُ السَّيْفِ كَافِلَ رِزْقِهِ ... فَلِلذُّلِّ مِنْهُ لَا مَحَالَةَ جَانِبُ وَمَا أنْسُ دَارٍ لَيْسَ فِيْهَا مُؤَانِسٌ ... وَمَا قُرْبُ قَوْمٍ لَيْسَ فِيْهِمْ مُقَارِبُ رَبِيْعَةُ الرَّقِيُّ: [من الطويل] 2503 - أَرَانِي وَلَا كُفْرَانَ للَّهِ رَاجِعًا ... بِخُفَّي حُنَيْنٍ مِنْ نَوَالِ ابنِ حَاتِمِ ومن باب أراني. . . . الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 2504 - أَرَاهَا بِعَيْنِ الظَّنِّ حَمْرَاءَ جَهْمَةً ... سَتَجْرِي الَى عَارِ العَوَاقِبِ أَو تُقَضِّي عُبَيْدُ اللَّه بن عَبْدِ اللَّهِ: [من المتقارب] 2505 - أَرَاهَا تُمَخَّضُ بِالمُنْكِرَاتِ ... فَيَاليْتَ شِعْرِيَ مَا الزُّبْدَةُ بَعْدهُ: أَلَا إِنَّ زُبْدَتَهَا فَرجَة ... كَحَلِّ العِقَالِ مِنَ العُقْدَهْ عِمْرَانُ بن حِطَّانَ فِي الدُّنْيَا: [من الطويل] 2506 - أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تُحِبُّ كَأَنَّهَا ... سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيْلٍ تَقَشَّعُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ فِي طَيْلَسَانِهِ: [من الطويل] 2507 - أَرَاهُ كَضَوْءِ الشَّمْسِ بِالعَيْنِ رُؤْيَةً ... وَيَمْنَعُنِي مِنْ لَمْسِهِ بِالأَصَابِعِ امْرُؤُ القَيْسِ فِي النِّسَاءِ: [من الطويل] 2508 - أَرَاهُنَّ لَا يُحْبِبْنَ مَنْ قَلَّ مَالُهُ ... وَلَا مَنْ رَأَيْنَ الشَّيْبَ فِيْهِ وَقَوَّسَا ¬
عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ فِي صاحبه الجعد بن مهجع العذريّ: [من الطويل] 2509 - أَرَائِحَةٌ حُجَّاجُ عُذْرَةَ وِجْهَةٌ ... وَلَمَّا يَرُحْ فِي القَوْمِ جَعْدُ بنُ مهجعِ قَالَ حَمَّادُ عَجْرَدَ: أَتَيْتُ مَكَّةَ فَجَلَسْتُ فِي حَلَقَةٍ فِيْهَا عُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ فَتَذَاكَرُوا العُذْرِيِّيْنَ، فَقَالَ عُمَرُ: كَانَ لِي صَدِيْقٌ يُقَالُ لَهُ الجَعْدُ بن مَهْجَعٍ أَحَدُ بَنِي سَلَامَانَ العُذْرِيّ وَكَانَ يَلْقَى مِثْل الَّذِي أَلْقَى مِنَ الصَّبَابَةِ وَالوَجْدِ بِالنِّسَاءِ عَلَى أَنَّهُ كَانَ لَا عَاهِرَ الخلْوَةِ وَلَا سَرِيْعَ السَّلْوَةِ، وَكَانَ يَأتِي المَوْسِمَ فِي كُلِّ سَنَةٍ فَغَمَّنِي ذَاتَ سَنَةٍ إِبْطَاؤُهُ فَأَتَيْتُ حُجَّاجَ عُذْرَةَ أَنْشدُهُ فَإِذَا غُلَامٌ قَدْ تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ، ثُمَّ قَالَ عَنْ أَبِي المُسَهَّرِ تَسْأَلُ؟ قُلْتُ: نَعَم، قَالَ: هَيْهَاتَ أَصْبَحَ وَاللَّهِ لَا مُؤْيَسُ مِنْهُ فَيُهْمَلُ، وَلَا مَرْجُوٌّ مِنْهُ فَيُعَلَّلُ، أَصْبَحَ وَاللَّهِ كَمَا قَالَ القَائِلُ (¬1): لَعَمْرُكَ مَا حُبِّي لأَسْمَاءَ تَارِكِي ... أَعِيْشُ وَلَا أقْضِي بِهِ فَأَمُوْتُ قُلْتُ: وَمَا الَّذِي بهِ؟ قَالَ: مِثْلُ الَّذِي بِكَ مِنْ لَهْوِ كمَا فِي الضَّلَالِ وَجَرِّكُمَا أَذْيَالَ الخَسَارَة وَالبَطَالَة فَكَأنَّكُمَا لَمْ تَسْمَعَا بِجَنَّةٍ وَلَا نَارٍ، قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: أَخُوْهُ، قُلْتُ: أمَا وَاللَّهِ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْلُكَ مَسْلَكَ أَخِيْكَ مِنَ الأَدَبِ وأن تَرْكَبَ مَرْكَبَهُ إِلَّا أَنَّكَ وَأَخُوْكَ كَالبُرْدِ وَالنِّجَادِ لَا تَرْفَعُهُ وَلَا يَرْفَعُكَ وَصَرَفْتُ عَنْهُ وَجْهَ نَاقَتِي وَأَنَا أَقُوْلُ: أَرَائِحَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬2): خَلِيْلَانِ نَشْكُو مَا نُلَاقِي مِنَ الهَوَى ... مَتَى مَا أَقُلْ تَسْمَع وَإِنْ قُلْتَ أَسْمَعُ ألَا لَيْتَ شِعْرِي أَيُّ شُيْءٍ أَصَابَهُ ... بَلَى زَفَرَاتٌ هِجْنَ مِنْ بَيْنَ أَضْلُعِي فَلَا يُبْعِدنْكَ اللَّهُ خِلًّا فَإِنَّنِي ... سَأَلْقَى كَمَا لَاقَيْتَ فِي الحُبِّ مَصْرَعِي ثُمَّ انْطَلَقْتُ فَوَقَفْتُ مَوْقِفِي مِنْ عَرَفَاتٍ فَإِذَا أَنَا بِإِنْسَانٍ قَدْ تَغَيَّرَ لَوْنهُ وَسَاءَتْ هَيْئَتهُ فَأَدْنَى نَاقَتهُ مِنْ نَاقَتِي حَتَّى خَالَفَ بَيْنَ أَعْنَاقِهِمَا وَبَكَى حَتَّى اشْتَدَّ بُكَاؤُه فَقُلْتُ ¬
مَا يبْكِيْكَ؟ قَالَ بَرْحُ العَذلِ وَطُوْلُ المَطْلِ وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ (¬1): أَلَمْ تَعْلَمْ عديّة ذَاتِ لُبِّ ... لَقَدْ عَلِمَتْ بِأَنَّ الحُبَّ دَاءُ أَلَمْ تَنْظُرْ إِلَيَّ بِعَيْنِ جِسْمِي ... وَأَنِّي لَا يُفَارِقُنِي البُكَاءُ وَأَنِّي لَو تَكَلَّفْتُ الَّذِي بِي ... تَعَفَّى الكَلْمُ وَانْكَشَفَ الغطَاءُ وَإنَّ مَعَاشِرِي وَرِجَالَ قَوْمِي ... حُتُوْفَهُمُ الصَّبَابَةُ وَاللِّقَاءُ إِذَا العُذْرِيُّ مَاتَ خَلِيَّ ذَرع ... فَذَاكَ العَبْدُ تَبْكِيْهِ الرّشَاءُ فَقُلْتُ يَا أَخِي إِنَّهَا سَاعَةٌ تَضْرِبُ إِلَيْهَا أَكْبَادُ الإبْلِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ فَلَوْ دَعَوْتَ لَكُنْتَ قَمِنًا أَنْ تَظْفَرَ بِحَاجَتِكَ فتَرَكَنِي ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الدُّعَاءِ. تَوْبَةُ بنُ مُضَرِّسٍ: [من الطويل] 2510 - أَرَبٌ بِهِمْ رَيْبُ المَنُوْنِ كَأَنَّمَا ... عَلَى الدَّهْرِ فِيْهِمْ أَنْ تُفَرِّقَهُمْ نَذْرُ وَمِنْ بَابِ (ار ب) قَوْلُ أَبِي نوَّاسٍ (¬1): أَرْبَعَةٌ ذَهَّبَةٌ ... لِكُلِّ صَمٍّ وَحَزَنِ تَحْيَى بِهَا عَيْنٌ وَرُوْ ... حٌ وَفُؤَادٍ وَبَدَنْ الْمَاءُ وَالقَهْوَةُ وَالبُسْـ ... ــتَانُ وَالوَجْهُ الحَسَن أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 2511 - أَرَبُّ يَبُوْلُ الثُّعْلُبَانُ بِرَأسِهِ ... لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ قَالَ أَبُو عَبَيْدٍ أَصلُه أَنَّ رَجُلًا مِنَ العَرَبِ كَانَ يَعْبُدُ صَنَمًا، فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ مُعْتَكِفٌ عَلَى عِبَادَتِهِ إِذْ أَقْبَلَ ثَعْلَبٌ وَصعَدَ عَلَى رَأس الصنَمِ فَبَالَ عَلَيْهِ. فَقَالَ الأَعْرَابيُّ فِي ذَلِكَ: أَرَبٌّ يَبُوْلُ الثَّعْلبَانِ بِرَأسِهِ. البَيْتُ ¬
أعْرَابِيٌّ: [من البسيط] 2512 - أَرْتَاحُ لِلرِّيْحِ إِنْ هَبَّتْ يَمَانِيَةً ... وَأَنْتَ عَنِّي خَلِيٌّ غَيْرُ مُرْتَاحِ صَالِحٌ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ: [من الوافر] 2513 - أُرَجِّي أَنْ أَعِيْشَ وَكُلّ يَوْمٍ ... يِسَمْعِي رَنّةٌ مِنْ مُعْوِلَاتِ [من الوافر] 2514 - أَرَجِّي أَنْ أُلَاقِي لاشْتِيَاقِي ... سَرَاةَ النَّاسِ فِي زَمَنِ الكِلَابِ [من مجزوء الكامل] 2515 - إرْجِعْ إِلَى مَا تَسْتَحِـ ... ــقُ فَإِنَّ قُوْتَكَ فَوْقَ حَقِّكْ وَمِنْ بَابِ (ارْجِع) قَوْلُ ابن التِّلْمِيْذِ (¬1): يَا خَادِمَ الجِسْمِ كَمْ تَشْقَى بِخِدْمَتِهِ ... أَتَطْلبُ الرَّبْح فِيْمَا فِيْهِ خِسْرَانُ إرْجِع إِلى النَّفْسِ وَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلهَا ... فَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لَا بِالجِسْمِ إنْسَانُ الأَحْوَصُ: [من البسيط] 2516 - إِرْجِعْ فَلَسْتَ مُطَاعًا إِذْ وَشَيْتَ بِهَا ... لَا القَلْبُ سَالٍ وَلَا فِي حُبِّهَا عَارُ المَعَرِيُّ: [من المنسرح] 2517 - أُرْجُ مِنَ اللَّهِ نِعْمَةً غَمَرَتْ ... فَكُلَّ خَلٍّ بِفَضْلِهِ غَمَرَا بَعْدهُ: إِنْ غَفِلَ النَّاسُ عَنْ نَعِيْمِهِمْ ... فَاصْبِرْ قَلِيْلًا لَهُمْ فَسَوْفَ تَرَى البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] ¬
2518 - أَرْجُو عَوَاطِفَ مِنْ لَيْلَى وَيُؤنِسُنِي ... دَوَامُ لَيْلَى عَلَى الهَجْرِ الَّذِي تَلَدَا بَعْدهُ: وَمَا مَضَى أَمْسِ مِنْ عَيْشٍ أُسَرُّ بِهِ ... فِي حُبِّهَا فَأُرَجِّي أَنْ يَعُوْدَ غَدَا هَذَا البَيْتُ قَدْ أَوْرَدَهُ المِيْكَالِيّ فِي (المُنْتَحَلِ) لِجَرِيْرٍ. [من الكامل] 2519 - أَرْجُوْكَ عَوْنًا مَا حَيِيْتُ وَعُدَّةً ... لِدِفَاعِ حَادِثِ دَهْرِي المُتَحَيِّفِ بَعْدهُ: وَلَئِنْ عَدَلْتَ إِذَا عَرَتْنِي حَاجَةٌ ... عَنْ مَجْدِكَ السّامِي فَلَسْتُ بِمُنْصِفِ البُسْتِيُّ: [من المنسرح] 2520 - إِرْحَمْ ذَوِي النَّقْصِ فِي عُقُوْلِهِمْ ... يَزِدْكَ مِمَّا أَفَادَكَ اللَّهُ بَعْدهُ: لَيْسَ الكَمَالُ الَّذِي تُؤَمِّلُهُ ... إِلَّا لِمَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُو * * * وَمِنْ بَابِ (أر ح) قَوْلُ (¬1): أَرَحَلْتَ عَنْ دَارِ الحَبيْبِ تَعَمُّدًا ... وَظَلَلْتَ تَبْكِيْهِ بِدَمْعٍ سَاجِمِ هَلَّا أَقَمْتَ وَلَو عَلَىَ جَمْرِ الغَضَا ... قُلِّبْتَ أَو حَدَّ الحُسَامِ الصَّارِمِ كَذَبَتْكَ نَفْسُكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ الهَوَى ... تَشْكُو الفرَاقَ وَأَنْتَ عَيْنُ الظَّاِلمِ وَمِثْلُهُ (¬2): أتَتْركُ مَنْ تُحِبُّ وَأَنْتَ جَارٌ ... وَتَطْلبُهُ وَقَدْ بَعُدَ المَزَارُ ¬
وقول الآخَرُ (¬1): أَتَرْحَلُ طَوْعَ النَّفْسِ عَمَّنْ تُحِبُّهُ ... وَتَبْكِي كَمَا يَبْكِي المُفَارِقُ عَنْ قَهْرِ أَقِمْ لَا تَرِمْ وَالحزْنُ عَنْكَ بِمعْزلٍ ... وَدَمْعَكَ باقٍ فِي جُفُوْنَكَ لَمْ يَجْرِ * * * وَيُرْوَى (¬2): تَطْوِي المَنَازِلَ عَنْ حَبِيْبكَ ظَالِمًا ... وَتَظَلّ تَبْكِيْهِ بِدَمْعٍ سَاجِمِ وَتَنَامُ بَعْدَ فراقِهِ فِي غِبْطَةٍ ... لَيْسَ المُحِبُّ عَنِ الحَبِيْبِ بِنَائِمِ أَلَّا أَقَمْتَ. البَيْت وَمِثْلهُ قَوْلُ: أَتَظْعَنُ عَنْ حَبِيْبكَ ثُمَّ تَبْكِي ... عَلَيْهِ فَمَا دَعَاكَ إِلَى الفِرَاقِ كَأَنَّكَ لَمْ تَذُق لِلْبَيْنِ طَعْمًا ... فَتَعْلَمَ أَنَّهُ مُرُّ المَذَاقِ أَقِمْ وَانْعَمْ بِطُوْلِ القُرْبِ مِنْهُ ... وَلَا تَطْعَنْ وَتَكْتُبَ بِاشْتِيَاقِ فَمَا اعْتَاضَ المُفَارِقُ مِنْ حَبِيْبٍ ... وَلَو مَلَكَ الشَّامَ مَعَ العِرَاقِ وَمِثْلُهُ قَوْلُ مُخَلّدٍ: مَا لَهُ فِي الفرَاقِ ذَنْبٌ أَنَا المُذْ ... نِبُ أَنِّي رَحَلْتُ وَهُوَ مُقِيْمُ أَنَا فَرَّقْتُ بَيْنَ جِسْمِي وَرُوْحِي ... بِارتحَالِي فَمَنْ سِوَايَ أَلُوْمُ [من السريع] 2521 - أَرْحَمُ مَنْ يُبْلَى بِظُلْمٍ وَمَنْ ... أَوْلَى بِأَنْ يَرْحَمَ مِنْ آثِمِ بَعْدهُ: اصْبِرْ عَلَى الظُّلْمِ وَلَا تَنْتَصرْ ... فَالظّلْمِ مَرْدُوْدٌ عَلَى الظَّالِمِ ¬
[من الطويل] 2522 - أَرِحْنِي بِلَا إِنْ كُنْتَ غَيْرَ مُصَدِّقٍ ... رَجَائي تَجِدْنِي شَاكِرًا صُنْع مَانِعِ بَعْدهُ: فَبَرْدُ زُلَالِ اليَأسِ أَعْذَبُ مَوْرِدًا ... عَلَى الخَمْسِ مِنْ رَوْعَاتِ حَرِّ المَطَامِعِ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 2523 - أَرِحْنِي بِيَأسٍ أَو بِتَعْجِيْلِ حَاجَتِي ... فَكِلْتَاهُمَا مِنْ فِعْلِ أَرْوَعِ مُنْعِمِ بَشَّارٌ: [من الطويل] 2524 - أَرِحْنِي بِيَأسٍ أَو بِتَعْجِيْلِ حَاجَةٍ ... وَأَنْتَ لَهَا لَيْسَ النَّدَى بِمُحَرَّمِ قَبْلهُ: أَبَا أَحْمَدٍ طُوْلُ انْتِظَارِي بَلِيَّةٌ ... وَوَعْدُكَ دَاءٌ مِثْلَ دَاءِ المُبَرْسمِ أَرِحْنِي بِيَأسٍ أَو بِتَعْجِيْلِ حَاجَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِلَّا فَبيِّنْ لِي لَهَا وَجْهَ مَخْرَجٍ ... كَفَى بِبِيَانٍ مِنْ فَصِيْحٍ وَأَعْجَمِ وَلَا تَكُ كَالعَذْرَاءِ يَوْمَ نِكَاحِهَا ... إِذَا اسْتُؤْذِنَتْ فِي نَفْسِهَا لَمْ تكَلَّمِ هَذَا البَيْتُ الأخِيْرُ يُرْوَى لابن الرُّوْمِيِّ. أَخُو البَيْتِ الَّذِي قَبْلَ قَوْلِ بَشَّارٍ. القَاضي الدَّاوُدِيّ: [من الخفيف] 2525 - أَرْخِ سِتْرًا عَلَى حَقَارَةِ بِرِّي ... هَتْكُ سِتْرِ الصَّدِيْقِ لَيْسَ يَحِلُّ رُبَّمَا قَصَّرَ الصَّدِيْقُ المُقِلُّ ... عَنْ حُقُوْقٍ بِهِنَّ لَا يُسْتَقَلُّ وَلَئِنْ قَلَّ نَائِلٌ فَصَفاءٌ ... وَفِي وِدَادٍ وَخُلَّةٍ لَا يَقِلُّ أَرْخِ سِتْرًا عَلَى حَقَارَةِ برّي. البَيْتُ هُوَ أَبُو القَاسَمُ عَلِيّ بن الحَسَنِ الدَّاودِيّ. ¬
وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ: قَالُوا تَرَفَّق فِي الأُمُوْرِ فَإِنَّهُ. البَيْتَانِ. [من السريع] 2526 - أَرَدْتُ أَنْ أَرْدَعَهُ بِالجَفَا ... حَمُقْتُ مِنْ حَيْثُ تَعَاقَلْتُ عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ: [من الوافر] 2527 - أَرَدْتُ رَشَادَهُ جُهْدِي فَلَمَّا ... أَبَى وَعَصَى رَكِبْنَاهَا جَمِيعَا وَقَدْ نُسِبَ هَذَا البَيْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَالِكٍ الطَّائِيّ وَقَدْ أَخَذَهُ إبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصُّوْليّ فَقَالَ: أَرَدْتُ رَشَادَهُ حَتَّى إِذَا مَا ... عَصى أَمْرِي أَتَيْنَاهَا جَمِيْعَا قَبلَهُ: وَذِيْ وُدٍّ أَمَلْتُ إِلَيْهِ نُصْحًا ... وَكَانَ لِمَا أُشِيْرُ بِهِ سَمِيْعَا أَطَافَ بِغَيَّةٍ وَنَهَبْتُ عَنْهَا ... وَقَلْتُ تَجَنَّبِ الأمْرَ الفَظِيْعا أَرَدتُ رِشَادَهُ. البَيْتُ [من الوافر] 2528 - أَرَدْتُ عِتَابَهُ فَصَفَحْتُ إِنِّي ... رَأَيْتُ الهَجْرَ مَبْدؤُهُ العِتَابُ عُفَيرُ بنُ المُتَمَرِّسِ الكلبي يخاطب أخاهُ: [من الطويل] 2529 - أرَدْتُ لِكَيْمَا لَا تُرَى لِي زَلَّةٌ ... وَمَنْ ذَا الَّذِي يُعْطَى الكَمَالَ فَيَكْمُلُ [من الطويل] 2530 - أرَدْتُ لَهُ ذَمًّا فَكُلُّ رَذِيْلَةٍ ... وَصَلَتُ إِلَيْهَا دَقَّ عَنْهَا وَجَلَّتِ أَسمَاءُ بن خَارِجَةَ: [من الطويل] 2531 - أرَدْتَ مَسَاءاتِي فَعَادَتْ مَسَرَّتِي ... وَقَدْ يُحْسِنُ الإنْسَانُ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِي ¬
[من الوافر] 2532 - أُرَدِّدُ لَيْتَ شِعْرِي مَا دَهَانِي ... لَدَيْكَ لَوْ انْتَفَعْتُ بِلَيْتَ شِعْرِي فَإِلَّا أَحْظَ مِنْكَ فَلَيْسَ ذَنْبًا ... عَلَّ قُصُوْرُ حَظِّي دُوْنَ قَدْرِي المُتَنَبِّي: [من الطويل] 2533 - أُرَدِّدُ وَيْلِي لَوْ قَضَى الوَيْلَ حَاجَةً ... وَأُكْثِرُ لَهْفِي لَوْ شفَى غُلَّةً لَهَفُ بَعْدهُ: ضَنًى فِي الهَوَى كَالسُّمِّ فِي الشَّهْدِ كَامِنًا ... لَذَذْتُ بِهِ جَهْلًا وَفِي اللّذَّةِ الحَتْفُ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 2534 - أَرُدُّ عَلَى قَوْمِي فُضُوْلَ تَغَمُّدِي ... وَإنِّي عَلَى مَا سَاءَ قَوْمي لَقَادِرُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 2535 - أَرِدْ لِي جَمِيْلًا جُدْتَ أَو لَمْ تَجُدْ بِهِ ... فَإِنَّك مَا أَحْبَبْتَ فِيَّ أَتَانِي أَبُو القَاسَمِ المُطَرَّزُ: [من البسيط] 2536 - أَرْدَى بِهَيْبَتِهِ الأَبْطَالُ مُكْتَفِيًا ... بِهَا عَنِ البِيْضِ وَالخَطِّيَّةِ الذُّبْلِ كَشَاجِمُ: [من البسيط] 2537 - أَرْذَالُ قَوْمٍ أَبَاحُوَا لَؤْمَهُمْ شَرَفِي ... وَقَدْ يَنَالُ مِنْ الأَشْرَافِ أَوْضَاعُ بعده: حَلِمْتُ عَنْهُمْ فَأَغْرَاهُمْ بِجَهْلِهِمْ ... حِلْمِي وَللجهْلِ أَصْحَابٌ وَأَتْبَاعُ وَجَلَّ قدرِي فَاسْتَحْلُوا مُسَاجَلَتِي ... إِنَّ الذُّبَابَ عَلَى المَأذِيّ وَقَّاعُ ¬
[من البسيط] 2538 - أَرْسَوا قِبَابَهُمُ فِي البَرِّ وَاتخَذُوا ... سُوْرًا عَلَيْهِ مِنَ الأَرْمَاحِ مَضْرُوبَا الطُّغْرَائِيُّ الوَزِيْرُ: [من الكامل] 2539 - أَرْضٌ إِذَا وَلِعَ السَّحَابُ بِهَا ... مَرِضَ الصَّبَا وَتَمَايَلَ التُّرْبُ بَعْدهُ: فترَابُهَا جَعْدٌ وَنُطْفَتُهَا ... عَذْبٌ وَذَيْلُ نَسِيْمِهَا رَطْبُ [من البسيط] 2540 - أَرْضٌ أَقَمْتَ بِهَا دَهْرًا فَلَمْ يُرِنِي ... إنْسَانُ عَيْنِيَ فِيْهَا عَيْنَ إِنْسَانِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 2541 - أَرْضُ الفَلَاحَةِ لَوْ أَتَاهَا جَرْوَلٌ ... أَعْنِي الحُطَيْئَةَ لَاغْتَدَى حَرَّاثَا إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من البسيط] 2542 - أَرْضُ المُنَى مَهْمَهٌ لَا حَدَّ بَجْمَعُهَا ... وَوَقْتُهَا غَيْرُ مَعْلُوْمٍ بِتَعْيِيْنِ أَبْيَاتُ الغَزِيّ أَوَّلُهَا: لَولَا تَذَكَّرَ خَالِي عَهْدَ بيْرِيْنِ ... مَا كَانَ يَنْحتُنِي وَجْدِي وَيبْرِيْنِي وَأَيْنَ لِلْمَرْءِ عُذْرٌ فِي تَلَفُّتِهِ ... إِلَى زَمَانِ الصِّبَى بَعْدَ الثّمَاِيْنِ وَرُبَّ مَرْتٍ دُعَاءُ المُوْجِفِيْنَ بِهِ ... مِنَ القَلَائِصِ مَشْفُوْعٌ بِتَأمِيْنِ صَافَحتهُ بِأمُوْنٍ فَضَّ كَاهِلُهَا ... مَا خَطَّ مَنْسَمُهَا مِن مَهَرَقِ البَيْنِ إِنْ صَارَ كَالكَافِ مُزْجِيْهَا وَصَيَّرَهَا ... كَالنُّوْنِ فَالرِّزْقُ بَيْنَ الكَافِ وَالنُّوْنِ أَرْضُ المُنَى مهمَّةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ ¬
وَفَوْقَ إِشْرَافِي آمَالِي خُطَى هِمَمِي ... وَالدَّهْرُ يُسْخِطُنِي مِنْ حُيْثُ يُرْضيْنِي بَيْتُ القَرِيْضِ وَلَو قُلْتُ النُجُوْمَ بِهِ ... إِذَا كَبَا الجدُّ بَيْتٌ غَيْرَ مَسْكُوْنِ وَلَيْسَ مَن تَسْترِي مَنْ لَا نَفَاذَ لَهُ ... بِكُلِّ مَمْلَكَةِ الدُّنْيَا بمَغْبُوْنِ ابن الهبارية في بغداد: [من البسيط] 2543 - أَرْضٌ بِهَا الحُرُّ مَعْدُوْمٌ كَانَ لَهَا ... ما قِيْلَ فِي مَثَلٍ لَا حُرَّ بِالوَادِي أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 2544 - أَرْضٌ بِهَا عُشُبٌ زَاكٍ وَلَيْسَ بِهَا ... مَاءٌ وَأُخْرَى بِهَا مَاءٌ وَلَا عُشُبُ قَبْلهُ: أَرَى حَلَبًا سُوْقًا وَلَسْتُ أَرَى سُوْقًا ... وَمَا لِي أَرَى سُوْقًا وَلَا جَلْبُ أَرْضٌ بِهَا عشْبٌ. البَيْتُ القَيْسَرَانِيُّ: [من البسيط] 2545 - أَرْضٌ تَحُلُّ الأَمَانِي فِي مَحَاسِنِهَا ... بِحَيْت تَجْتَمِعُ الدُّنْيَا وَتَفْتَرِقُ أَبْيَاتُ القَيْسَرَانِيُّ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَاخَجْلَتِي مِنْ عُيُوْنٍ قَلَّمَا رَمَقَتْ ... إِلَّا أنْثَنَتْ عَنْ قَتِيْلٍ مَا بِهِ رَمَقُ يَا صَاحِ دَعْنِي وَمَا أَنْكَرْتُ مِنْ وَلَهِي ... بَانَ الفَرِيْقُ فَقَلْبِي بَعْدَهُ فَرِقُ أَرْضٌ تَحِلُّ الأَمَانِي فِي مَحَاسِنِهَا. البَيْتُ إِذَا شَدَا الطَّيْرُ فِي أَغْصَانِهَا وَقَفَتْ ... عَلَى حَدَائِقِهَا الأَسْمَاعُ وَالحَدَقُ الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ: [من الكامل] 2546 - أَرْضٌ تَخَيَّرَهَا لِطِيْبِ مَقِيْلِهَا ... كَعْبُ بنُ مَامَةَ وابنُ أُمْ دُؤَادِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] ¬
[من المنسرح] 2552 - ارْضَ مِنَ الدَّهْرِ مَا أَتَاكَ بِهِ ... مَا كُلُّ يَوْمٍ يَصْفُو لَكَ الحَلَبُ أَبُو إِسْحَاقَ الصَّابِيء: [من البسيط] 2553 - أَرْضَى عَنِ ابْنِي إِذَا مَا عَقَّنِي حَذَرًا ... عَلَيْهِ أَنْ يَغْضَبَ الرَّحْمَانُ مِنْ غَضَبِي بَعْدهُ: وَلَسْتُ أَدْرِي بِمَا اسْتَحْقَقْتُ مِنْ وَلَدِي ... أَقْذَاءَ عَيْنِي وَقَدْ أَقْرَرْتُ عَيْنَ أَبِي أَسْمَاءُ بنُ خَارِجَةَ: [من البسيط] 2554 - أَرْضَى عَنِ المَرْءِ مَا أَصْفَى مَوَدّتَهُ ... وَلَيْسَ شَيْءٌ مَعَ البَغْضَاءَ يُرْضِيْنِي [من البسيط] 2555 - أَرْضَى فَيَغضَبُ أَحْيَانًا فَيُعْجِبُنِي ... دَلَالُهُ حِيْنَ مَا أَبْكِي وَيَبْتَسِمُ قَبْلَهُ: تَرْكُ المَدَامَةِ فِي عَصْرِ الصّبَا نَدَمُ ... فَبَادِرِ الرَّاحَ فَاللّذَّاتُ تُغْتَنَمُ تُسْبَى فَتَحْمَرُّ عِنْدَ السَّبْي مِنْ خَجَلٍ ... وَتَنْظِمَ الحَبَبَ الطَّافِي فَيَلْتَسِمُ يُدِيْرُهَا مِنْ بَنِي الأَتْرَاكِ ذُو هَيَفٍ ... فِي شَدْوِهِ طَرَبٌ فِي خَصْرِهِ سَقَمُ أَرْضَى فَيغْضَبُ أَحْيَانًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ مَا زِلْتُ أُنْفِقُ أَمْوَالِي وَأَشْرَبُهَا ... حَتَّى اسْتَغَاثَ عَلَيَّ الكَرْمُ وَالكَرَمُ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 2556 - أُرْضِيْهِم فِعْلًا وَلَا يُرْضُوْنَنِي ... قَوْلًا وَتِلْكَ قَضِيَّةٌ لَا تُقْصَدُ بَعْدهُ: ¬
[من المنسرح] 2552 - ارْضَ مِنَ الدَّهْرِ مَا أَتَاكَ بِهِ ... مَا كُلُّ يَوْمٍ يَصْفُو لَكَ الحَلَبُ أَبُو إِسْحَاقَ الصَّابِيء: [من البسيط] 2553 - أَرْضَى عَنِ ابْنِي إِذَا مَا عَقَّنِي حَذَرًا ... عَلَيْهِ أَنْ يَغْضَبَ الرَّحْمَانُ مِنْ غَضَبِي بَعْدهُ: وَلَسْتُ أَدْرِي بِمَا اسْتَحْقَقْتُ مِنْ وَلَدِي ... أَقْذَاءَ عَيْنِي وَقَدْ أَقْرَرْتُ عَيْنَ أَبِي أَسْمَاءُ بنُ خَارِجَةَ: [من البسيط] 2554 - أَرْضَى عَنِ المَرْءِ مَا أَصْفَى مَوَدّتَهُ ... وَلَيْسَ شَيْءٌ مَعَ البَغْضَاءَ يُرْضِيْنِي [من البسيط] 2555 - أَرْضَى فَيَغضَبُ أَحْيَانًا فَيُعْجِبُنِي ... دَلَالُهُ حِيْنَ مَا أَبْكِي وَيَبْتَسِمُ قَبْلَهُ: تَرْكُ المَدَامَةِ فِي عَصْرِ الصّبَا ... نَدَمُ فَبَادِرِ الرَّاحَ فَاللّذَّاتُ تُغْتَنَمُ تُسْبَى فَتَحْمَرُّ عِنْدَ السَّبْي مِنْ خَجَلٍ ... وَتَنْظِمَ الحَبَبَ الطَّافِي فَيَلْتَسِمُ يُدِيْرُهَا مِنْ بَنِي الأَتْرَاكِ ذُو هَيَفٍ ... فِي شَدْوِهِ طَرَبٌ فِي خَصْرِهِ سَقَمُ أَرْضَى فَيغْضَبُ أَحْيَانًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ مَا زِلْتُ أُنْفِقُ أَمْوَالِي وَأَشْرَبُهَا ... حَتَّى اسْتَغَاثَ عَلَيَّ الكَرْمَ وَالكَرَمِ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 2556 - أُرْضِيْهِم فِعْلًا وَلَا يُرْضُوْنَنِي ... قَوْلًا وَتِلْكَ قَضِيَّةٌ لَا تُقْصَدُ بَعْدهُ: ¬
فَأذمُّ مِنْهُمْ مَا يَذمُّ وَرُبَّمَا ... سَامَحْتهُمْ فَحَمَدْتُ مَا لَا يُحْمَدُ الخُبْزَأرْزِيُّ: [من البسيط] 2557 - ارْعَ الوِدَادَ وَإِنْ كَانَتْ مُغَاضَبَةٌ ... فَإِنَّمَا الحُرُّ مَنْ يَرْعَاكَ فِي الغَضَبِ الكُمِيْتُ: [من مجزوء الكامل] 2558 - أَرْعِدْ وَأَبْرِقْ يَا يَزِيْـ ... ـــدُ فَمَا وَعِيْدُكَ لِي بِضَائِرِ زَعَمَ الأَصْمَعِيُّ أَنْ قَوْلَهُ أَرْعِدْ وَأَبْرِقْ خَطَأٌ وَأَنَّهُ لَا يُقَالُ أَرْعَدَ وَأَبْرَقَ إِذَا أَوْعَدَ وَتَهَدَّدَ وَإِمَّا هُوَ يرعدُ ويبرقُ ولذلك يُقَالُ رَعَدَتِ السَّمَاءُ وَبَرَقَتْ وَأَرْعَدْنَا نَحْنُ وَأَبْرَقْنَا إِذَا دَخَلْنَا فِي الرَّعْدِ وَالبَرْقِ وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الأَصْمَعِيِّ أَيْضًا أَرْعَدَ وَأَبْرَقَ عَلَى ضعْفٍ وَالبَيْتُ الَّذِي يُرْوَى لِمُهَلْهَلٍ مَصْنُوْعٌ وَهُوَ قَوْلهُ (¬1): أمضوا محسن الفَتَى وأبرقا ... كَمَا توعد الفحول الفحولا ابْنُ غَرِيْضٍ اليَهُوْدِيُّ: [من الكامل] 2559 - ارْفَعْ ضَعِيفَكَ لَا يُحْزِنْكَ ضَعْفُهُ ... يَوْمًا فَتُدْرِكُهُ العَوَاقِبَ قَدْ نَمَا قَدْ وَرَدَتْ هَذِهِ الأَبْيَاتُ هَامِشًا فِي المَقَدّمَةِ عِنْدَ اسْتِشْهَادِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشِّعْرِ فِي روَايَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَلَا حَاجَةَ إِلَى تكْرَارِها هُنَا ثَانِيَةً. الصَّاحِبُ بنُ عبَّادٍ: [من الكامل] 2560 - ارفُقْ بِعَبْدِكَ إِنَّ فِيْهِ بَلَادَةً ... جَبَلِيَّةً وَلكَ العِرَاقُ وَمَاؤُهُ أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَانِ العَطَوِيُّ: [من البسيط] ¬
2561 - أَرْفِهْ بِعَيْشِ فَتًى يَغْدُو عَلَى ثِقَةٍ ... إِنَّ الَّذِي قَسَّمَ الأَرْزَاقَ يَرْزُقُهُ [من السريع] 2562 - أَرَقْتُ مَاءَ الوَجْهِ مِنْ طُوْلِ مَا ... أَسْألُ مَنْ لَا مَاءَ فِي وَجْهِهِ بَعْدهُ: أَنْهَيْتُ مِنْ حَالِي إِلَيْهِ الَّذِي ... يَا لَيْتَنِي مُتُّ وَلَمْ أُنْهِهِ وَلَمْ آكُلْ مِنْهُ الَّذِي رِمْتُهُ ... وَلَمْ آكَدْ أَسْلَم مِنْ جَبْهِهِ العَفْوُ مِنْ دَهْرٍ يحار برهُ ... مَمْدُوْدَةُ الأَيْدِي إِلَى بَلْهِهِ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 2563 - أرِقْتُ وَلَمْ يَأْرَقْ معي مَنْ رَجَوْتُهُ ... لِيَوْمِي إِذَا دَارَتْ عَلَيَّ الدَّوَائِرُ وَمِنْ بَابِ (ارقت) قَوْلُ عُمَرُ بنُ كلْثُوْم (¬1): أَرِقْتُ لِلبَرْقِ يَخْبُو ثُمَّ يَأتَلِقُ ... يخْفِيْهِ طَوْرًا وَيُبْدِيْهِ لَنَا الأُفُقُ كَأَنَّهُ غِرَّةٌ شَهْبَاءُ لَائِحَةً ... فِي وَجْهِ دَهْمَاءَ مَا فِي جِلْدهَا بَلَقُ أَو ثَغْرُ زِنْجِيَّةٍ تَفْتَرُّ ضَاحِكَةً ... تَبْدُو مَشَافِرُهَا طوْرًا وَنَنْطَبِقُ تَسْتَكُّ مِنْ رَعْدَةِ أُذْنِ السَّمْعِ كَمَا ... تَغْشَى إِذَا نَظَرَتْ مِنْ بَرْقِهِ الحَدَقُ قَدْ حَاكَ فَوْقَ الثَّرَى نُوْرًا لَهُ أَرَجٌ ... كَأَنَّهُ الوَشْيُ وَالدِّيْبَاجُ وَالسَّرَقُ مِن صُفْرَةٍ بينها حَمْرَاءُ قانِيَةٌ ... وَأَصْفَرٌ فَاقِعٌ وَأَبْيَضٌ يَقَقُ [من الكامل] 2564 - ارْقِعْ قَمِيْصكَ مَا اهْتَدَيْتَ لِجَيْبِهِ ... فَإِذَا أَضَلَّكَ جُيبُهُ فَاسْتَبْدِلِ بَعْدهُ: ¬
وَاجْعَلْ أَدَامَكَ طُوْلَ جُوْعَكَ إِنَّهُ ... يَهْدِي إِلَيْكَ الجُوْعَ طِيْبَ المَأكَلِ يُقَالُ أَنَّ مُحَمَّدَ بن كَعب القَرْطِيّ دَخَلَ عَلَى سُلَيْمَانَ بن عَبْدِ المَلِكِ فِي ثِيَابٍ رَثَّةٍ فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانَ مَا حَمَلَكَ عَلَى لبْسِ هَذِهِ؟ قَالَ أَكْرَهُ أَنْ أَقْولَ الزُّهْدُ فَأُطْرِي نَفْسِي أَو أَقُوْلَ الفَقْرِ فَأَشْكُو رَبِّي. البَسَّامِيّ فِي قَمِيْصِهِ: [من الطويل] 2565 - أُرَقِّعُ كُمَّيْهَا وَأرْفُو ذُيُولهَا ... فَلَا رَقْعُهَا يُجْدِي وَلَا رَفْوُهَا يُغْنِي بَعْدهُ: إِذَا قُمْتُ فِيْهَا أَو قَعَدْتُ تَنَفَّسْتُ ... تَنَفُّسَ صَبٍّ مَا يَقِرُّ مِنَ الحزْنِ [من الطويل] 2566 - أَرَقُّ مِنْ الشَّكْوَى سَحَايَا وَشِيْمَةً ... وَأَنْدَى إِذَا مَا سِيْلَ مِنْ وَاكِفِ النَّدَى ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 2567 - أَرَقُّ مِنَ الماءِ الَّذِي فِي حُسَامِهِ ... طِبَاعًا وَأَمْضى مِنْ شَبَاهُ وَأَنْجَدُ بَعْدهُ: وَأَنْدَى وَأَجْدَى بَطْنَ كَفٍّ مِنَ الحَيَا ... وآتى إبَاءٌ مِنْ صَفَاةٍ وَأَحْمَدِ لَهُ سُوْرَةٌ مُكْتَنَّةٌ فِي سَكِيْنَةٍ ... كَمَا اكْتَنَّ فِي الجَفْنِ الجُرَازِ المُهَنَّدِ إِذَا شَامَهَا قَرَّتْ قُلُوْبٌ مَقَرّهَا ... وَإِنْ سَلَّ مِنْهَا فَالفَرَائِصِ تُرْعَدُ بِجَهْلٍ كَجَهْلِ السَّيْفِ وَالسَّيْفُ مُنْتَضَى ... وَحكْمٌ كَحكْمِ السَّيْفِ وَالسَّيْفُ مُغْمدُ العَبْسِيُّ: [من الطويل] 2568 - أَرِقُّ لأَرْحَامٍ أَرَاهَا قَرِيْبَةً ... لِجَارِ بن كَعْبٍ لَا لِجَرْمٍ وَرَاسِبِ بَعْدهُ: ¬
وإِنَّا نَرَى أَقْدَامَنَا فِي نِعَالِهِمْ ... وَأَنْفُسَنَا بَيْنَ اللّحَى وَالحَوَاجِبِ أَبُو زَيْدٍ يُخَاطِبُ الخَوَارِزْمِيّ: [من الكامل] 2569 - أَرَقَيْتَ بِي فِي سُلَّمٍ حَتَّى إِذَا ... نِلْتَ الَّذِي تَهْوَى كَسَرتَ السُّلَّمَا [من المنسرح] 2570 - إِرْمِ بِعَيْنِكَ فِي مَفَارِقِنَا ... فَمَقْعَدُ التَّاجِ غَيْرُ مُكْتَتَمِ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 2571 - أَرْمِي بِظَنِّي فَلَا أَعْدُو الخَطَاءَ بِهِ ... فَأَعْجَبْ لإِخْطَاءِ رَامٍ مِنْ بَنِي ثَعَلِ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 2572 - أَرْوَاحُنَا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ وَغَدَتْ ... أَجْسَامُنَا لِشَامٍ أَو خُرَاسَانِ [من الطويل] 2573 - أَرُوْحُ بتَسْليْمٍ عَليْكَ وَأَغْتَدِي ... وَحَسْبُكَ بِالتَّسْلِيْمِ مِنِّي تَقَاضِيَا بَعْدهُ: كَفَى بِطِلَابِ المَرْءِ مَا لَا يَنَالهُ ... عَنَاءً وَبِاليَأسِ المُصَرِّحِ نَاهِيَا (المُصَرِّحِ بِالكَسْرِ) قَالَ المُهَلَّبُ بنُ أَبِي صَفْرَةَ لِبَنِيْهِ: يَا بُنَيَّ إِذَا غَدَا عَلَيْكُمْ الرَّجُلُ وَرَاحَ مُسَلِّمًا فَكَفَى بِذَلِكَ تَقَاضَيًا. [من الطويل] 2574 - أَرُوْحُ وَأَغْدُو نَحْوَكُمْ فِي حَوَائِجِي ... فَأُصْبِحُ مِنْهَا غُدْوَةً كالذي أُمْسِي ¬
بَعْدهُ: وَقَدْ كُنْتُ أَرْجُو لَلْغَرِيْبِ شَفَاعَتِي ... فَقَدْ صِرْتُ أَرْضَى أَنْ أُشَفّعَ فِي نَفْسِي زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من الطويل] 2575 - أَرُوْحُ وَبِي مِنْ نَشْوَةِ الحُبِّ هزَّةٌ ... وَلَسْتُ أُبَالِي أَنْ يُقَالَ طَرُوْبُ بَعْدهُ: خَلَعْتَ عَذَاري بَلْ لَبِسْتُ خلَاعَتِي ... يَلَدُّ لِقَلْبِي كُلُّ ذَا وَيَطِيْبُ وَأَنِّي لَيَدْعُوْنِي الهَوَى فَأُجِيْبُهُ ... وَأَنِّي لَيَثْنِيْنِي التُّقَى فَأَنِيْبُ رَجَوْتُ كَرِيْمًا قَدْ وَثِقْتُ بِصُنْعِهِ ... وَمَا كَانَ مَنْ يَرْجُو الكَرِيْمَ يَخِيْبُ فَيَا مَنْ يُحِبُّ العَفْوَ إِنِّي مُذْنِبٌ ... وَلَا عَفْوَ إِلَّا أَنْ تَكُوْنَ ذُنُوْبُ العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من الطويل] 2576 - أَروضُ عَلَى الهِجْرَانِ نَفْسِي لَعَلَّهَا ... تَمَاسَكُ لِيْ أَسْبَابُهَا حِيْنَ أُهْجَرُ بَعْدَهُ (¬1): وَأَعْلَمُ أَنَّ النَّفْسَ تَكْذِبُ وعْدَهَا ... إِذَا صَدَقَ الهجْرَانُ يَوْمًا وَتَغْدِرُ وَمَا عَرَضَتْ لِي نَظْرَةٌ مُذْ عَرفْتُهَا ... فَأَنْظرُ إِلَّا مَثَّلَتْ حِيْنَ أَنْظُرُ وَمِثْلهُ قَوْلُ غُلَامٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ وَقِيْلَ لِمُحَمَّد بن بَشِيْرُ الخَارِجِيّ (¬2): وَأَعْرِضَ كَيْمَا يَحْسَبَ النَّاسُ أنّما بِيَ ... الهَجْرُ لَا وَاللَّهِ مَا بِي لَكَ الهَجْرُ وَلَكِنْ أُرَوِّضُ النَّفْسَ أَنْظُرُ هَلْ لَهَا ... إِذَا فَارَقَت يَوْمًا أَحِبَّتهَا صَبْرُ وَقَوْلُ نصيبٍ (¬3): ¬
وَأَبْدَأُ بِالهجْرَانِ نَفْسِي أَرُوْضهَا ... لأنْظُرَ هَلْ لِي فِي تَبَاعُدِهَا صَبْرُ وَمَا بِي صَبْرُ إِنْ نَأتْنِي وَلَا غِنًى ... وَمَا بِي مِنْ قُرْبٍ إِلَى أحَدٍ فَقْرُ وَمِثْلهُ (¬1): وَأَنِّي لأَسْتَحِي كَثِيْرًا وَأَتَّقِي ... عُيُوْنًا وَأَسْتَسْقِي الموَدّةَ بِالهَجْرِ وَأَنْدُرُ بِالهِجْرَانِ بِنَفْسِي أَروْضهَا ... لأَعْلَمَ عِنْدَ الهَجْرِ هَلْ لِي مِنْ صَبْرِ قَوْلُ إِبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصُّوْلِيّ (¬2): وَمَا حَبَبْتُ نَفْسِي بِالفِرَاقِ أَرُوْضُهَا ... قَالَت رُوَيْدًا لَا أَغرُّكَ مِنْ صَبْرِي فَقُلْتُ لَهَا فَالهَجْرُ وَالبَيْنُ وَاحِدٌ ... فَقَالَتْ أَأُمْنَى بِالفرَاقِ وَبِالهَجْرِ قَوْلُ (¬3) خَالِهِ العَبَّاسِ بن الأَحْنَفِ: عَرَضَتْ عَلَى قَلْبِي الفرَاقَ أَرُوْضُهَا ... فَقَالَ لِي مِنَ الآنَ فَأْيَسْ لَا أَغرُّكَ مِنْ صَبْرِي إِذَا صدَّ مَنْ أَهْوَى رَجَوْتُ وِصَالَهُ ... وَفُرْقَتهُ جَمْرٌ أَحَرُّ مِنَ الجمْرِ . . . الحَسَنِ بن مُحَمَّد بن عَبْدُ العَزِيْزِ الصَّنَوْبَرِيّ: مَا أَرَانِي اتَّهَمْتُ إِلَّا اشْتِيَاقِي ... فَأَرَدْتُ امْتِحَانهُ بِالفِرَاقِ (¬4) وَقَدِيْمًا أَبَانَ هَذَا التَّنَائِي ... فَضْلَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّلَاقِي [من الخفيف] 2577 - أَروَعِيٌّ لَهُ فُؤَادٌ ذَكِيٌّ ... مَالَهُ فِي ذَكَائِهِ مِنْ ضَرِيْبِ بَعْدهُ: لا يُرَوِّي وَلَا يُقَلِّبُ كَفًّا ... وَأَكُفُّ الرِّجَالِ فِي تَغْلِيبِ ¬
[من الطويل] 2578 - أَرُوْمُ اصْطِبَارًا وَالخُطُوْبُ تُذلُّنِي ... وأين مِنَ العِزِّ الرِّقَابُ الخَوَاضِعُ يَقُوْلُ قَبْلَهُ: يُحَارِبُهَا مِنِّي الفُؤَادُ فَيَنْتَشِي ... وَقَدْ أَسْلَمَتْهُ لِلهُمُوْمِ الوَقَائِعُ أَرُوْمُ اصْطِبَارًا. البَيْتُ [من البسيط] 2579 - أَرُوْمُ إِصْلَاحَ قَلْبِي فِي مَحَبَّتِكُمْ ... وَكَيْفَ يَصْلحُ شَيْءٌ بَعْدَ إِفْسَادِ بَعْدهُ: عَجِبْتَ لِلحُبِّ يَلْتَذُّ المُحِبُّ بِهِ ... وَفِيْهِ تَفْتِيْتُ أَحْشَاءٍ وَأَكْبَادِ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 2580 - أَرُوْمُ انْتِصَافًا مِنْ رِجَالٍ أَبَاعِدٍ ... وَنَفْسِيَ أَعْدَى لِي مِنَ النَّاسِ أَجْمَعَا ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من البسيط] 2581 - أَرُوْمُ مِنْكَ ثِمَارًا لَسْتُ أُجْنِيهَا ... وَأَرْتَجِي حَالَةً حُلَّتْ أَوَاخِيْهَا بَعْدهُ: أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ خِلًّا مِنْكَ أُوْسِعُهُ ... وُدًّا وَيُوْسِعُنِي غُشًّا وَتَمْوِيْهَا كَأَنَّ سِرِّي فِي أَحْشَائِهِ لَهَبٌ ... فَمَا تُطِيْقُ لَهُ طِيْبًا حَوَاشِيْهَا فَقَدْ كَانَ صَدْرَكَ لِلأَسْرَارِ جَنْدَلَةً ... ضَنِيْنَةً بِالَّذِي تَحْوِي نَوَاحِيْهَا فَصَارَ مِنْ بَثِّ مَا اسْتَوْدَعْتَ جَوْهَرَةً ... رَقِيقَةً تَسْتَشِفُّ العَيْنُ مَا فِيْهَا [من الطويل] 2582 - أَرُوْنِي كَرِيْمًا رَاضِيًا بِمَذَلَّةٍ ... وَحَاشَاه أَو حُرًّا عَلَيْهَا لَهُ صَبْرُ الفَرَزْدَقُ: [من الوافر] ¬
2583 - أَرُوْنِي مَنْ يَقُوْمُ لَكُمْ مَقَامِي ... إِذَا مَا الأَمْرُ جَلَّ عَنِ العِتَابِ قِيْلَ لَمَّا حَضَرَتِ الفَرَزْدَقُ الوَفَاةُ أَوْصَى لِمُوَالِيْهِ وَأهْلِ بَيْتِهِ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا عَجُوْزٌ قَد دَخَلتْ وَاضِعَةً يَدَهَا عَلَى رَأسِهَا وَهِيَ تَصِيْحُ فَلَمَّا نَظَرَ الفَرَزْدَقَ إِلَيْهَا قَالَ كُفُّوا العَجُوْزَ فَكَفُّوْهَا ثُمَّ قَالَ لِلكَاتِبِ اكتُبْ لَهَا مِئتَي دِرْهَمَ فَكَتَبَهَا ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَهُوَ يَقُوْلُ: أَروْنِي مَنْ يَقُوْمُ لَكُمْ مَقَامِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): إِلَى مَنْ تَفْزَعُوْنَ إِذَا حَثَوْتُمْ ... بِأَيْدِيْكُمْ عَلَيَّ مِنَ التُّرَابِ فَقَالَتِ العَجُوْزُ يَا أَبَا فرَاسٍ نَفْزَعُ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ فَقَالَ الفَرَزْدَقُ يَا زَانِيَةُ تَفْزَعِيْنَ إِلَى اللَّهِ وَتَأْكُلِيْنَ مَالَ الفَرَزْدَقِ يَا غُلَامَ امْحِ مِئتَي الزَّانِيَةِ. [من الوافر] 2584 - أَرَى آثَارَهُمْ فَأَذُوْبُ شَوْقًا ... وَأَسْكُبُ فِي مَنَازِلِهِمْ دُمُوْعِي بَعْدهُ (¬1): وَكَانَ أَخَانَا وَهُوَ لِلحَرْبِ ... خَائِفٌ فَعَادَ عَدُوًّا كَاشِحًا حِيْنَ قَرَّتِ زُرَارَةُ بنُ حِصْنٍ الخَثْعَمِيُّ: [من الطويل] 2585 - أَرَى ابنَ عَطَاءٍ قَدْ تَغَيَّرَ بَعْدَمَا ... مَرَيْتُ لَهُ الدُّنْيَا بِسَيْفِي فَدَرَّتِ [من الوافر] 2586 - أَرَى أَخْبَارَ بَيْتِكَ عَنْكَ تَخْفَى ... فَكَيْفَ وَلِيْتَ أَعْمَالَ البَرِيْدِ عِمْرَان بن حِطَّانِ فِي الدُّنْيَا: [من الطويل] ¬
2587 - أَرَى أَشْقِيَاءَ النَّاسِ لَا يَسْأَمُوْنَهَا ... عَلَى أَنَّهُمْ فِيْهَا عُرَاةٌ وَجُوَّعُ بَعْدهُ: أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تُحِبُّ كَأَنَّهَا ... سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيلٍ تَقْشَعُ كَرَكْبٍ قَضُوا حَاجَاتِهِمْ وَتَرَحَّلُوا ... طَرِيْقهُمُ بَادِي العَلَاوَةِ مَهِيْعُ قِيْلَ: وَكَانَ سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الشِّعْرِ كَثِيْرًا. وَمِثْلُهُ قَوْلُ الكمِيْتُ بن زَيْدٍ (¬1): رَضِيْنَا بِدُنْيَا لَا نريْدُ فِرَاقَهَا ... عَلَى أَنَّنَا فِيْهَا نَمُوْتُ وَنُقْتَلُ وَنَحْنُ بِهَا مُسْتَمْسِكُوْنَ كَأَنَّهَا ... لَنَا جنَّةٌ مِمَّا نَخَافُ وَمَعْقِلُ السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من الطويل] 2588 - أَرَى الجورَ قَدْ عَمَّ الأَنَامَ بِأَسْرِهِمْ ... فَلَا عَدْلَ إِلَّا لِلظِّبَى حِيْنَ تَحْكُمُ أَبْيَاتُ السَّرِيِّ مِنْهَا: بَكَيْتُ عَلَى شِعْرٍ أصِيْبَ كَمَا بَكَى ... عَلَى مَالِكٍ لَمَّا أُصِيْبَ مُتَمَّمُ وَشَنَّتْ عَلَيْهِ لِلمَجَانِيْن غَارَةٌ ... فَأَصْبَحَ نَهْبًا بَيْنَهُمْ يُتَقَسَّمُ رَدَدْتُ سِهَامَ الذَّمِّ عَنْكُمْ تَذَمُّمًا ... وَبَعْضُ قَوَافِي الشِّعْر سَمٌّ مُسَمَّمُ رَأَيْتُكُمُ مَوْتَى فَكَفْكَفْتُ غَرْبَهَا ... وَهَلْ تَألَمُ الأمْوَاتُ حِيْنَ تَكَلَّمُ فَإِنْ تَسلُوْنِي قَطْرَةً مِنْ مَحَاسِنِي ... فَحَوْضِي مِنْ مَاءِ المَحَاسِنِ مُفْعَمُ [من الوافر] 2589 - أَرَى الحَاجَاتِ عِنْدَ أَبِي حَبِيْبٍ ... نَكَدْنَ وَلَا أُمَيَّة فِي البِلَادِ أورد المعري هذا البيت في (رسالة الغفران). السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الطويل] ¬
2590 - أَرَى الحَائِنَ المَغْرُوْرَ نَامَ بِأَرْضِكُمْ ... كَأَنَّ المَنَايَا الحُمْرَ عَنْهُ نِيَامُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 2591 - أَرَى الحُبَّ دَارًا بابُهَا جَنَّةُ الرِّضَا ... وَدَاخِلُهَا بَلْ كُلُّهَا مِنْ جَهَنَّمِ أَبْيَاتُ أَبِي تَمَّامٍ: أَحَقُّ بلَوْمٍ لائمٍ لام في الصّبا ... وما قد مضى من عيسه المتقدّمِ فِي الصِّبَى حَتَّى إِذَا نَفَذَ البُكَا ... عَلَيْهِ دُمَوْعُ العَيْنِ أَتْبَعْتُهَا دَمِي لَيَالِي كَانَ الغَانِيَاتِ يَرَيْنَنِي ... وَوَصْلِي إِذَا مَا رِمْتُهُ خَيْرَ مَغْنَمِ أرى الحُبَّ دَارًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَصَيَّرَنِي مِنْ أَهْلِهَا حُبُّ ظَبْيةٍ ... مِنَ الإنْسِ ظَمِئَ الخَصْرِ رَيَّا المُخَدَّمِ وَكَانَ سَلَامًا مَالِي وَبُرْدًا عَذَابُهَا ... لَو اسْتَطَاعَ رَشْفَ المَاءِ مِنْ فَمِهَا فَمِي وَعَلِمْتُ مِنْ حَمْلِ الأَذَى وَاحْتِمَالِهِ ... بِحِبِّ الحِسَانِ البِيْضِ مَا لَمْ أَعْلَمُ فَيَا لَائِمِي فِي الحُبِّ ذُقْ مِنْهُ بَعْضَمَا ... تَجَرَّعْتهُ وَاعْذُرْ خَلِيلكَ أَو لُمِ قَالَتِ العَرَبُ وَالشُّعَرَاءُ: أَصْلُ المَحَبَّةِ وَسَبَبُهَا النَّظَرُ أَو السَّمَاعُ. فَقَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ قُرَّةَ المريّةُ وَقِيْلَ أمّ الضَّحَاكِ (¬1): أرى الحُبَّ لَا يَفْنَى وَلَمْ يُفْنِهِ الأُلَى ... أَحبُوا وَإِنْ كَانُوا عَلَى سَالِفِ الدَّهْرُ وَكلّهُمْ قَدْ خَالَهُ فِي فُؤَادِهِ ... بِأَجْمَعِهِ يَحْكُوْنَ ذَلِكَ فِي الشِّعْرِ وَمَا الحُبُّ إِلَّا سَمْعُ أذْنٍ وَنَظْرَةٌ ... وَحِنَّةُ قَلْبٍ عَنْ حَدِيْثٍ وَعَنْ ذِكْرِ وَلَو كَانَ شَيْئًا غَيرهُ فِي الهَوَى ... وَأَبْلاهُ مَنْ يَهْوَى وَلَو كَانَ مِنْ صَخْرِ قَدْ جَمَعَتْ هَذِهِ الأَعْرَابِيَّةُ فِي هَذِهِ الأَبْيَاتِ مَا فَصَّلَهُ الحُكَمَاءُ وَالفَلَاسِفَةُ فِي أَقْوَالِهِم. البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] ¬
2592 - أَرَى الحِرْمَانَ أَبْعَدَهُ قَرِيْبٌ ... بِهِ وَالنُّجْحَ أَقْرَبَهُ بَعِيْدُ وَلَهُ أَيْضًا (¬1): [من الطويل] 2593 - أَرَى الحِلْمَ بُؤْسًا فِي المَعِيْشَةِ لِلفَتَى ... وَلَا عَيْشَ إِلَّا مَا حَبَاكَ بِهِ الجَهْلُ أَبُو يَعْقُوْبُ الخُزَيْمِيّ: [من الطويل] 2594 - أَرَى الحِلْمَ فِي بَعْضِ المَوَاطِنِ ذلّةً ... وَفِي بَعْضِهَا غُرًّا يُسَوَّدُ فَاعِلُه بَعْدهُ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَدْفَعْ بِحِلْمِكَ جَاهِلًا ... سَفِيْهًا وَلَمْ تَقْرِن بِهِ مَنْ يُجُاهِلُه لَبِسْتَ لَهُ ثَوْبَ المَذَلَّةِ صَاغِرًا ... وَأَصْبَحَ قَدْ أَوْدَى بِحَقِّكَ بَاطِلُه فَابْقِ عَلَى جُهَّالِ قَوْمِكَ إِنَّهُ ... لِكُلِ حَلِيْمٍ مَوْطِن وَهُوَ جاهِلُه [من الطويل] 2595 - أَرَى الخَمْرَ نَارًا وَالنُّفُوْسَ جَوَاهِرًا ... فَإِنْ شُرِبَتْ أَبْدَتْ طِبَاعَ الجَوَاهِرِ بَعْدهُ: فَلَا تَفْضَحَنَّ النَّفْسَ يَوْمًا بِسِرِّها ... إِذَا لَمْ تَثِقْ مِنْهَا بِحُسْنِ السَّرَائِرِ يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ: [من الطويل] 2596 - أَرَى الدَّاءَ يَشْفِيْهِ الدَّوَاءُ وَإِنَّنِي ... أَرَى الحُمْقَ دَاءً لَيْسَ يُرْجَى شِفَاؤُهُ وَمِنَ البَابِ بَيْنَهُمَا قَوْلُ: أرى الدُّنْيَا تَجُوْدُ عَلَى أُنَاسٍ ... بَدِرَّتِهَا وَتُمْسِكُ عَنْ أُنَاسِ إِذَا مَا قِسْتَهُمْ فَالبَوْنُ شَتَّى ... لِبُعْدِ مَدَى التَّقَارُبِ فِي القِيَاسِ تَرَى ذَا اللُّبِّ يَطْلُبُهَا بِرِفْقٍ ... وَمَا تَنْفَكُّ ظَاهِرَةَ الشِّمَاسِ ¬
وَأَخْرَقَ تَقْبِلُ الدُّنْيَا عَلَيْهِ ... بِأَنْوَاعِ المَطَاعِمِ وَاللِّبَاسِ دَعِ الدُّنْيَا فَإِنَّ لَهَا زَمَانًا ... يُصَرِّفُهُ الَّذِي نَصَبَ الرَّوَاسِي بِأَرْزَاقٍ مُقَدَّرَةٍ لِوَقْتٍ ... بلا حيلٍ تَكُوْنُ وَلَا الْتِمَاسِ الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] 2597 - أَرَى الدَّهْرَ أَيَّامُ المَشِيْبِ أَمَرُّهُ ... عَلَيْنَا وَأَيَّامُ الشَّبَابِ أَطَائِبُه وَمِنْ بَابِ (أرى الدَّهْرَ) قَوْلُ طَرْفَةُ بنُ العَبْدِ (¬1): أرى الدَّهْرَ كنْزًا نَاقِصًا كُلَّ لَيْلَةٍ ... وَمَا تَنْقُصُ الأَيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَدُ * * * وَمِنْ بَابِ (أرى الدُّنْيَا) أَنْشَدَ سَلَمُ بن مَيْمُوْنُ الخواصُ رَحَمَهُ اللَّهُ (¬2): أرى الدُّنْيَا لِمَنْ هِيَ فِي يَدَيْهِ ... وَبَالًا كُلَّمَا كَثُرَتْ لَدَيْهِ تُهِيْنُ المكْرَمِيْنَ لَهَا بِصُغْرٍ ... وَنَكْرِمُ كُلّ مَنْ هَانَتْ عَلَيْهِ فَدَعْ عَنْكَ الفُضُوْلَ تَعِشْ حَمِيْدًا ... وَخُذْ مَا أَنْت مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 2598 - أَرَى الدَّهْرَ غَصَّابًا لِمَا لَيْسَ حَقَّهُ ... وَلَا عَجَبٌ أَنْ يَسْتَرِدَّ العَوَارِيَا البحتريُّ: [من الطويل] 2599 - أَرَى الدَّهْرَ غُوْلًا لِلنُّفُوْسِ وَإِنَّمَا ... يَقِي اللَّهُ فِي بَعْضِ المَوَاطِنِ مَنْ يَقِي البَدِيْهِيُّ: [من الطويل] 2600 - أَرَى الدَّهْرَ مِنْ سُوْ التَّصَرُّفِ مَائِلًا ... إِلَى كُلِّ ذِي جَهْلٍ كَأَنَّ بِهِ جَهْلَا ¬
أَبُو هِفَّانَ: [من الطويل] 2601 - أَرَى الدَّهْرَ يَجْفُوْنِي وَنَفْسِي عَزِيْزَةٌ ... وَلَيْسَ مَعِي زُهْدٌ فَأَسْطُو عَلَى الدَّهْرِ بَعْدهُ: وَقَالُوا وَرَاءَ النَّهْرِ لِلرِّزْقِ مَطْلَبٌ ... فقلتُ وَرَاءَ السَّدِّ خَيْرٌ مِنَ الفَقْرِ واسْمُ أَبِي هِفَّانَ عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ. أَحْمَدُ بن أَبِي فَنَنٍ: [من المتقارب] 2602 - أَرَى الدَّهْرَ يُخْلِقُنِي كُلَّمَا ... لَبِستُ مِنَ الدَّهْرِ ثَوْبًا جَدِيْدَا [من الوافر] 2603 - أَرَى السُّلْطَانَ يُوْعِدُنِي شُرُوْرًا ... وَوَعْدُ اللَّهِ بِالخَيْرَاتِ أَوْفَى سَعِيْدُ بنُ حُمَيْدٍ: [من الطويل] 2604 - أَرَى أَلْسُنَ الشَّكْوَى إِلَيْكَ كَلِيْلَةً ... وَفِيْهِنَّ عَنْ حُسْنِ الثَّنَاءِ فُتُوْرُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 2605 - أَرَى الشّكْرَ فِي بَعْضِ الرِّجَالِ أَمَانَةً ... تفَاضَلُ وَالمَعرُوْفُ فِيْهِمْ وَدَائِعُ بَعْدهُ: وَلَمْ أَرَ مِثْلِي أَتْبَعَ الحَمْدَ أَهْلَهُ ... وَجَارَى أَخَا النُّعْمَى بِمَا هُوَ صَانِعُ وَمِنْ بَابِ (الشِّيْن) قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بن الحَسَنِ بن دُرَيْدٍ (¬1): أرى الشَّيْبَ مُذْ جَاوَزْتُ خَمْسِيْنَ دَائِبًا ... يَدُبُّ دَبِيْبَ الفَجْرِ فِي غَسَقِ الظُّلَمِ هُوَ السُّقْمُ إِلَّا أَنَّهُ غَيْرُ مُؤْلِمٍ ... وَلَمْ أَرَ مِثْلَ الشَّيِبِ سُقْمًا بلا أَلَمِ ¬
العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من البسيط] 2606 - أَرَى الطَّرِيْقَ قَرِيْبًا حِيْنَ أَسْلُكُهُ ... إِلَى الحَبِيْبِ بَعِيْدًا حِيْنَ أَنْصَرِفُ أَنْشَدَ يَاقُوْتُ الحَمْوِيّ: [من الطويل] 2607 - أَرَى العِلْمَ نُوْرًا وَالتَّأَدُّبَ حِلْيَةً ... فَخُذْ مِنْهُمَا فِي رِغْبَةٍ بِنَصِيْبِ بَعْدهُ: وَلَيْسَ يَتِمُّ العِلْمُ فِي النَّاسِ لِلفَتَى ... إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي عِلْمِهِ بِأَدِيْبِ أَوْرَدَهُمَا فِي (مِعْجَمِ البِلْدَانِ). طَرَفَةُ: [من الطويل] 2608 - أَرَى العُمْرَ كَنْزًا نَاقِصًا كُلَّ لَيْلَةٍ ... وَمَا تَنْقُصُ الأَيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَدُ المَعَرِيُّ: [من الوافر] 2609 - أَرَى العَنْقَاءَ تَكْبُر أَنْ تُصَادَا ... فعَانِدْ مَنْ تُطِيْقُ لَهُ عِنَادَا ابْنُ نَوْفَةَ الأَصْفَهَانِيّ: [من الطويل] 2610 - أَرَى الغَبْنَ كُلَّ الغَبْنِ وَصْلِي مُصَارِمًا ... وَإِنْ كَانَ ذَا فَضْلٍ وَبِرِّيَ جَافِيَا أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 2611 - أَرَى الغِلَّ مِنْ تَحْتِ النِّفَاقِ وَأَجْتَنِي ... مِنَ العَسَلِ المَأذِيّ سُمَّ الأَسَاوِدِ أَبْيَاتُ أَبِي فِرَاسٍ أَوَّلُهَا: جَاهِدِ الحُسَّادِ أَجْرُ المُجَاهِدِ ... وَأَعْجَزُ مَا حَاوَلْتَ إِرْضَاءَ حَاسِدِ أَلَمْ يَرَ هَذَا النَّاسُ قَبْلِي فَاضِلًا ... وَلَمْ يَظْفَرِ الحُسَّادُ قَبْلِي بِمَاجِدِ ¬
أرى الغِلَّ مِن تَحْتِ النِّفَاقِ. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: وَاصْبِرْ مَا لَمْ يُحْسَبَ الصَّبْرُ ذِلَّةً ... وَألبَسْ لِلمَذْمُوْمِ حُلَّةَ حَامِدِ وَهَلْ نَافِعِي إِنْ عَضَّنِي الدَّهْرُ مُفْردًا ... إِذَا كَانَ لِي قَوْمٌ طِوَالُ السَّوَاعِدُ وَهَلْ أَنَا مَسْرُوْرٌ بِقُرْبِ أَقَارِبِي ... إِذَا كَانَ لِي مِنْهُمْ قُلُوْبُ الأَباعِدِ أَيا جَاهِدًا فِي نَيْلِ مَا نِلْتُ مِنْ عُلًى ... رُوَيْدَكَ إِنِّي نِلْتهَا غَيْرَ جَاهِدِ لعَمْركَ مَا طَرْقُ المَعَالِي خَفِيَّةٌ ... وَلَكِنَّ بَعْضِ السَّيْرِ لَيْسَ بِقَاصِدِ وَيَا سَاهِدَ العَيْنَيْنِ فيما يُرِيْبُنِي ... إِلَّا أَنَّ طَرْفِي فِي الأَذَى غَيْرَ سَاهِدِ صَبَرْتُ عَلَى الّلأوَاءِ صَبْرَ ابن حُرَّةٍ ... كَثِيْرِ العِدَى فِيْهِمْ قَلِيْلُ المسَاعِدِ وَطَارَدْتُ حَتَّى أَبْهَظَ الجَرْيُ أَشْقَرِي ... وَضَارَبْتُ حَتَّى أَوْهَنَ الضَّرْبُ سَاعِدِي إِذَا كَانَ غَيْرَ اللَّهِ لِلمَرْءِ عدّةٌ ... أَتَتْهُ الرَّزَايَا مِنْ وُجُوْهِ الفَوَائِدِ فَقَدْ جَرَّتِ الحَنْفَاءُ قَبْلَ حُذَيْفَةٍ ... وَكَانَ يَرَاهَا عُدَّةً لِلشَّدَائِدِ وَجَرَّتْ مَنَايَا مَالِكٍ بنُ نُوَيْرَةٍ ... عَقِيْلَتُهُ الحَسْنَاءُ أَيَّامُ خَالِدِ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأتِي بِخَيْرٍ فَإِنَّ لِي ... عَوَائِدُ مِنْ نُعْمَاهُ خَيْرُ عَوَائَدِ فَإِنْ عُدْتُ يَوْمًا عَادَ لِلحَرْبِ وَالعُلَى ... وَبَذْلِ النَّدَى وَالمَجْدُ أَكْرَم عَائِدِ مَنَعْتُ حِمَى قَوْمِي وَسُدْتُ عَشِيْرَتِي ... وقلدتُ أَهْلِي غرَّ هَذِي المَقَالِدِ وَمِنْ بَابِ (أر ى) قَوْلُ آخر: أرى المَاءَ فِي الأَنْهَارِ تَجْرِي بِكَثْرَةٍ ... وَلَكِنْ ظِمَاءَ الأُسْدِ تَلْحَسُهُ وَلْغَا [من الطويل] 2612 - أَرَى أَلْفَ بَانٍ لَنْ يَقُوْمُوَا بِهَادِمٍ ... فَكَيْفَ بِبَانٍ خَلْفَهُ أَلْفَ هَادِمِ يُقَالُ فِي المَثَلِ: أَلْفُ مُجِيْزٍ وَلَا غَوَّاصٌ. الإِجَازَةُ أَنْ تَعْبِرَ بِإِنْسَانٍ نَهْرًا. يَقُوْلُ يُوْجَدُ أَلْفُ مُجِيْزٍ وَلَا يُوْجَدُ غَوَّاصٌ لأَنَّ فِيْهِ الخَطَرُ. يُضْرَبُ فِي الأَمْرَيْنِ أَحَدَهُمَا سَهْلٌ وَالآخَرُ صَعْبٌ جِدًّا. أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيّ: [من الرجز] ¬
2613 - أَرَى الفَتَى تَغُرُّهُ صِحَّتُهُ ... وَإِنَّمَا الصِّحَّةُ رَهْنٌ بِالضَّنَى البُسْتِيُّ: [من الطويل] 2614 - أَرَى المَالَ يُفْنِيهِ وَيُبْلِي جَدِيْدَهُ ... حَوَائِجُ تَغْدُو أَو حَوَائِجُ تَطْرُقُ ابْنُ أَسَدٍ الفَارِقِيُّ: [من الطويل] 2615 - أَرَى المَرْءَ يَبْغِي وَالحَوَادِثُ دُوْنَهُ ... فَمِنْ بَيْنَ مَحْرُوْمٍ وَمُدْرِكِ مَا يَبغِي بَعْدهُ: فَإِنْ لَمْ يَنَلْ هَانَتْ لِذَلِكَ نَفْسُهُ ... وَإِنْ نَالَ مَا يَبْغِي وَأَدْرَكَهُ يَبْغِي ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الطويل] 2616 - أَرَى المَرْءَ يَدْرِي أَنَّ لِلرِّزْقِ ضَامِنًا ... وَلَيْسَ يَزَالُ الدَّهْرَ مَا عَاشَ طَلَّابَا بَعْدهُ: ومَا قَاعِدٌ إِلَّا كَآخِرِ سَائِرٍ ... وَإِنْ أَدْأبَ العِيْسَ المَرَاسِيْلَ أَدْأَبَا فَيَا نَفْسِ إِنَّ الرِّزْقَ نَحْوَكِ قَاصِدٌ ... فَلَا تُتْعِبي جِسْمِي إِلَى الرِّزْق إِتْعَابَا ابْنُ المُبَارَكِ: [من البسيط] 2617 - أَرَى المُلوْكَ بِأَدْنَى الدِّيْنِ قَدْ قَنعُوا ... وَلَا أَرَاهُمْ رَضُوا فِي العَيْشِ بِالدُّوْنِ بَعْدهُ: فَاسْتَغْنِ بِاللَّهِ عَنْ دُنْيَا الملُوْكِ كَمَا ... اسْتَغْنَى الملُوْكُ بِدُنْيَاهِمْ عَنِ الدِّيْنِ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ: [من الطويل] 2618 - أَرَى المَوْتَ إعْدَادَ النُّفُوْسِ وَلَا أَرَى ... بَعِيْدًا غَدًا مَا أَقْرَبَ اليَوْمَ مِنْ غَدِ ¬
الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الطويل] 2619 - أَرَى المَوْتَ دَاءً لَا يُبِلُّ عَلِيْلُهُ ... وَمَا اعْتَلَّ مَنْ لَاقَى مِنَ المَوْتِ شَاِفيَا طَرَفَةُ: [من الطويل] 2620 - أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ وَيَصْطَفِي ... عَقِيْلَةَ مَالِ الفَاحِشِ المُتَشَدِّدِ [من الطويل] 2621 - أَرَى النَّارَ فِي أَحْجَارِهَا مُسْتَكِنّةً ... مَتَى مَا تُهَجْ تَهْتَاجُ أَو تَتَضَرَّمُ لَمَّا قُتِلَ المَأمُوْنُ ابْنُ عَائِشَةَ وَأَصْحَابَهُ قَالَ: أَرَى النّاَرَ فِي أَحْجَارِهَا مُسْتَكِنَّةً. البَيْتُ. عَبْدُ الصَّمَد بن المُعَذَّلِ: [من الـ. . .] 2622 - أَرَى النَّاسَ أُحْدُوْثَةً ... فَكُوْنَنْ حَدِيْثًا حَسَنْ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ صَالِح (¬1): أرى النَّاسَ أخْوَانُ الرَّخَاءِ وَإِنَّمَا ... أَخُوْكَ الَّذِي آساكَ عَنْهُ الشَّدَائِدُ إِسْحَاقُ بن إبْرَاهِيْمَ: [من الطويل] 2623 - أَرَى النَّاسَ خلَّان الجَّوَادَ وَلَا أَرَى ... بَخِيْلًا لَهُ فِي العَالَمِيْنَ خَلِيْلُ [من الطويل] 2624 - أَرَى النَّاسَ شَتَّى فِي النِّجَارِ وَإِنْ غَدَتْ ... خَلَائِقُهُمْ فِي اللَّوْمِ وَاحِدَةَ النَّجْرِ ¬
بَعْدهُ: وَقَدْ زَادَنِي عَتْبًا عَلَى الدَّهْرِ أَنَّنِي ... عَدِمْتُ الَّذِي يُعْدِي عَلَيّ حَادِثُ الدَّهْرِ عُمَارَةُ بن عَقِيْلٍ: [من الطويل] 2625 - أَرَى النَّاسَ طُرًّا حَامِدِيْنَ لِخَالِدٍ ... وَمَا كُلُّهُم أَفضَتْ إِلَيْهِ صَنَائِعُه بَعْدهُ: وَلَنْ يَتْرك الأَقْوَامُ أَنْ يَحْمِدُوا الفَتَى ... إِذَا كَرُمَتْ أَخْلَاقهُ وَطَبَائِعُه فَتًى أَمْعَنَتْ ضَرَّاؤُهُ فِي عَدُوِّهِ ... وخَصَّتْ وَعَمَّتْ فِي الصَّدِيْقِ مَنَافِعُه [من الطويل] 2626 - أَرَى النَّاسَ فِي أَمْرٍ مَرِيْجٍ فَلَا تَكُنْ ... بِأَوَّلِ مَنْ يَشْقَى بِمَا قَدْ تَكَلَّمَا بَعْدهُ: فَلَسْتُ عَلَى رَجْعِ الكَلَامِ بِقَادِرٍ ... إِذَا القَوْلُ مِنْ زَلَّاتِهِ فَارَقَ الفَمَا [من الطويل] 2627 - أَرَى النَّاسَ قَدْ أُغْرُوا بِبَغْيٍ وَرِيْبَةٍ ... وَغَيٍّ إِذَا مَا مَيَّزَ النَّاسَ عَاقِلُ بَعْدهُ: وَقَدْ لَزمُوا مَعْنَى الخِلَافِ وَكُلُّهُمْ ... إِلَى كُلِّ مَا عَابَ الخَلَائِقَ مَائِلُ ابن الرومي: [من الطويل] 2628 - أَرَى النَّاسَ مَخْسُوْفًا بِهِمْ غَيْر أَنَّهُمْ ... عَلَى الأَرْضِ لَمْ تُقْلَبْ عَلَيْهِمْ صَعِيْدُهَا قَبْلهُ: أَلَا إِنَّ فِي الدُّنْيَا عَجَائِبَ جَمَّةً ... وَأعْجَبُها أَنْ لَا يَشِيْبَ وَلِيْدُهَا ¬
إِذَا ذُلَّ فِي الدُّنْيَا الِأعزُّ وَاكْتَسَتْ ... أَذِلَّتَهَا عِزًّا وَسَادَ مَسُوْدُهَا هُنَاكَ فَلَا جَادَتْ سَمَاءٌ بِصَوْبِهَا ... وَلَا أَمْرَعَتْ أَرْضٌ وَلَا اخْضَرَّ عُوْدُهَا أَرَى النَّاسَ مَخْسُوْفًا بِهِمْ غَيْرَ أَنَّهُمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَمَا الخَسْفُ أَنْ تَلْقَى أَسَافِلَ بَلْدَةٍ ... أَعَالِيْهَا بَلْ أَنْ تَسُوْدَ عَبِيْدُهَا سَأَنْصِبُ لِلأَيَّامِ فِيْكَ عَدَاوَةً ... وَلِمْ لَا أُعَادِيهَا وَأَنْت سَعِيْدُهَا القاضي الجرجاني: [من الطويل] 2629 - أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمُ هَانَ عِنْدَهُمْ ... وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا أَبْيَاتُ القَاضِي الجُرْجَانِيّ مِنْ قَصِيْدَتِهِ الغَرَّاءِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وما كلُّ أبَرْقٍ لَاحَ لِي يَسْتَفِزّنِي ... وَلَا كُلّ مَنْ فِي الأَرْضِ أَرْضَاهُ مُنْعمَا [وما زلتُ مُنْحازًا] بِعِرْضِي جَانِبًا ... عَنِ الذَّمِّ أَعْتَدُ الصِّيَانَةَ مغنَمَا [إذا قيل: هذا مَشرَبٌ] قُلْتُ: قَدْ أرى ... وَلَكِنَّ نَفْسَ الحُرِّ تَحْتَمِلُ الظّمَا [وإني إذا ما فاتني] الأَمرُ لَمْ أَبتْ ... أُقَلِّبُ كَفِّي إثْرَهُ مُتَنَدِّمَا وَلَكِنَّنِي إِنْ جَاءَ عَفْوًا قَبِلْتُهُ ... وَإِنْ مَالَ لَمْ أَتْبَعْهُ هَلَّا وَلَيْتَمَا يَقُوْلُوُنَ لِي فِيْكَ انْقِباض وَإِنَّمَا ... رَأوَا رَجُلًا غَيْرَ مَوْقِفِ الذُّلِّ أحْجَمَا وَأُكْرِمُ نَفْسِي أَنْ أُضَاحِكَ عَابِسًا ... وَأَنْ أَتَلَقَّى بِالمَدِيْحِ مذمَّمَا أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمُ. البَيْتُ التَّنُوْخِيُّ الحَلَبِيُّ: [من الطويل] 2630 - أَرَى النَّاسَ والدنيا كِلَابًا وَجِيْفَةً ... وَفِي نَهْشِهَا بَعْضٌ يَهرُّ عَلَى بَعْضِ بَعْدهُ: جَرَى حُبُّهَا بَيْنَ المَفَاصِلِ مِنْهُمُ ... وقَدْ طُبعت بَالضِدِّ مِنْهُمْ عَلَى بَعْضِ إِذَا رَفَعْتَ قَدْرَ امْرِىٍ وَمَحَلَّهُ ... تُعَرِّيْهِ حَتَّى يَعُوْدَ إِلَى الخَفْضِ ¬
وَإِنْ طَالَ عُمْرُ المَرْءِ فِي الدَّهْرِ بُرْهَةً ... فَلَا بُدَّ أَنْ تَأتِي المَنِيَّةَ بالغَرضِ [من الطويل] 2631 - أَرَى النَّاسَ يَبْنُوْنَ الحُصُوْنَ وَإِنَّمَا ... بَقِيَّةُ آجَالِ الرِّجَالِ حُصُوْنُهَا الصَّابِيء: [من الطويل] 2632 - أَرَى النَّاسَ يَهْدُوْنَ الهَدَايا نَفِيْسَةً ... إِلَيْكَ وَلَمْ يُنْزِلْ لِيَ الدَّهْرُ مَا أُهْدِي كَتَبَ الصّابِئُ إِلَى بَعْضِ الرُّؤْسَاءِ فِي يَوْمِ نُوْرُوْزٍ: تَمَنَّ بِهَذَا اليَوْمَ وَاحْظَ بِغَيْرِهِ ... وَكُنْ أَبَدًا بِالعَوْدِ مِنْهُ عَلَى وَعْدِ أَرَى النَّاسَ يَهْدُوْنَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: سِوَى سُكْرٍ يَحْلُو لَكَ العَيْشَ مِثْلُهُ ... وَآسٍ أَخِي عُمْرٍ كَعُمْركَ مُمْتَدِّ وَبَيْنَهُمَا مِنْ ضَرْبِ قَوْمِكَ دِرْهَمٌ ... وَأَبْيَاتُ شِعْرٍ مِنْ ثَنَاءٍ وَمِنْ حَمْدِ فَإِنْ كُنْتَ تَرْضَى مَا بِهِ انْبَسَطَتْ ... يَدِي وَتَقْبَلَهُ مِنِّي فَهَذَا الَّذِي عِنْدِي الغَزِّيُّ: [من الطويل] 2633 - أَرَى الهِمَمَ العَلْيَاءَ تَخْفِضُ مَوْضِعِي ... وَكُلُّ دَوَاءٍ لَا يُرِيْحُكَ دَاءُ أَبْيَاتُ الأَرِيْبِ أَبِي إسْحَاقَ إِبْرَاهِيْم بن عمر بن مُحَمَّدٍ الكَلْبِيّ الأَشْهَبِيّ الغزِيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا المختص القاشيّ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَمِطْ عنك ذِكْرَ اللَّهْوِ فَالعَيْشُ ... بُلْغَةٌ وكُلّ بَقَاءٍ لَا يَدُوْمُ فَنَاءُ أَرَى الهِمَمَ العَلْيَاءَ تَخْفِضُ مَوْضِعِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَقَدْ ينعت الفِكْرُ المُنَى وَهِيَ عَذْبَةٌ ... وَيُؤْذِي دخَانُ النَّارِ وَهُوَ ذُكَاءُ وَأَنِّي لأَرْوَى بِالسَّرَابِ وَأَغْتَدِي ... وَسَيَّانِ عِنْدِي فَاقَةٌ وَثَرَاءُ وَلَسْتُ بِهَجَّاءٍ كَمَا زَعَمَ العِدَى ... وَلَكِنَّ مَدْحًا لَا يُثَابُ هجَاءُ ¬
وَمِنْ بَابِ (أَرَى) قَوْلُ المُتَنَبِّيّ (¬1): أَرَى الأَجْدَادَ يَغْلِبُهَا كَثِيْرٌ ... عَلَى الأَوْلَادِ أَخْلَاقُ اللِّئَامِ وَلَسْتُ بِقَانِعٍ مِنْ كُلِّ فَضْلٍ ... بِأنْ أُغْوَى إِلَى جَدٍّ هُمَامِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَلَمْ أَرَ فِي عُيُوْبِ النَّاسِ شَيْئًا ... كَنَقْصِ القَادِرِيْنَ عَلَى التَّمَامِ تَوْبَةُ بن الحُمَيِّرِ: [من الطويل] 2634 - أَرَى اليَوْمَ يَمضِي دُوْنَ لَيْلَى كَأَنَّمَا ... أَتَتْ دُوْنَ لَيْلَى حجَّةٌ وَشُهُوْرُهَا يَقُوْلُ مِنْهَا: وَكُنْتُ إِذَا مَا جِئْتُ لَيْلَى تَبَرْقَعَتْ ... فَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا الغَدَاةِ سُفُوْرُهَا وَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا صُدُوْدٌ رَأَيْتهُ ... وَإِعْرَاضُهَا عَنْ حَاجَتِي مَيْسُوْرُهُا لِكُلِّ لِقَاءٍ نَلْتَقِيْهِ بَشَاشَةٌ ... وَلَوْ كَانَ حَوْلًا كُلّ يَوْمٍ أَزُوْرُهَا خَلِيْلَيَّ هَلْ مِنْ سَاعَةٍ تَقِفَا بِهَا ... مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا مِثْل أُخْرَى نَسِيْرُهَا عَلَى دمَاء البُدنِ إِنْ كَانَ بَعْلُهَا ... يَرَى فِيَّ ذَنْبًا غَيْرَ أَنِّي أَزُوْرُهَا وَأَنِّي إِذَا مَا جِئْتُهَا قَلْتُ يَا اسْلَمِي ... فَهَلْ كَانَ فِي قَوْلِي اسْلَمِي مَا يُضِيْرُهَا وَقَدْ زَعَمَتْ لَيْلَى بِأَنِّي فَاجِرٌ ... لِنَفْسِي تُقَاهَا أَمْ عَلَيْهَا فُجُوْرُهَا صَخْرُ بن عَمْروٍ أَخُو الخَنْسَاءِ: [من الطويل] 2635 - أَرَى أُمَّ صَخْرٍ لَا تَمَلُّ عِيَادَتِي ... وَمَلَّتْ سُلَيْمَى مَضْجَعِي وَمَكَانِي عَبْدَانُ: [من الوافر] 2636 - أَرَى الآبَاءَ يَنْتَسِبُوْنَ جَهْلًا ... إِلَى الأَبْنَاءِ مِنْ فَرْطِ النَّذالَهْ ¬
قَبْلهُ: تَبَجَّحَ بِالكِتَابَةِ كُلَّ وَغْدٍ ... فَقُبْحًا لِلكِتَابَةِ وَالعُمَالَه أَرَى الآبَاءِ نُسْبَتهُمْ جَمِيْعًا. البَيْتُ مِهْيَارُ: [من الوافر] 2637 - أَرَى الإِخْوَانَ حَوْلِي مِلْءَ عَيْنِي ... وَأَلْقَى الحَادِثَاتِ بِغَيْرِ ثَانِي بَعْدهُ: أَزَالَ اللَّهُ مِنْ عَيْنِي فُؤَادِي ... فَكَمْ أَهْوَى عَلَى خِدَعِ العِيَانِ * * * وَمِنْ بَابِ (أَرَى الاح) قَوْلُ (¬1): أَرَى الإِحْسَانَ عِنْدَ الحُرِّ دَيْنًا ... وعَنْدَ العَبْدِ مَنْقَصَةً وَذَمَّا كَقَطْرٍ صَارَ فِي الأَصْدَافِ دُرًّا ... وَفِي فَمِّ الأَفَاعِي سَارَ سُمَّا جَحْظَةُ: [من الوافر] 2638 - أَرَى الأَعْيَادَ تَتْرِكُنِي وَتَمْضِي ... وَأَحْسَبُنِي سَأتْرُكُهَا وَأَمْضِي بَعْدهُ: عَلَامَةُ ذَاكَ شَيْبٌ قَدْ عَلَانِي ... وَضَعْفٌ عِنْدَ إِبْرَامِي وَنَقْضِي وَمَا كَذَبَ الَّذِي قَدْ قَالَ قَبْلِي ... إِذَا مَا مَرَّ يَوْمٌ مَرَّ بَعْضِي الرَّضِيُّ: [من الطويل] 2639 - أَرَى بَارِقًا لَمْ يُرونِي وَهُوَ حَاضِرٌ ... فَكَيْفَ أُرَجِّي رِيّهُ وَهُوَ شَاسِعُ سَيُسْكِتُنِي نَأْيِي وَفِي الصَّدْرِ حَاجَةٌ ... كَمَا أَنْطَقَتْنِي فِي الرَّجَاءِ المَطَامِعُ بَضَائِعُ قَوْمٍ عِنْدَ غَيْرِي رِبْحُهَا ... عِنْدِي خُسْرَانَاتُهَا وَالوَضَائِعُ ¬
لَقَدْ كَانَ لِي عَنْ سَاحَةِ الدَّارِ مَذْهَبٌ ... وَمُضْطَرَبٌ عَنْ جَانِبِ الضَّيْمِ وَاسِعُ وَمَا مُدَّ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ مَذَاهِبِي ... حِجَازٌ وَلَا سُدَّتْ عَلَيَّ المَطَالِعُ [سَيُدرى] من المَغْبُوْنِ مِنَّا وَمِنْكُمُ ... إذا افْتَرَقَتْ عَمَّا نَقُوْلُ المَجَامِعُ [وهل تدّعي] حِفظَ المَكَارِمِ عُصْبَةٌ ... لِئَامٌ وَمِثْلِي بَيْنهَا اليَوْمَ ضَائِعُ نَعَمْ لَسْتُمُ الأَيْدِي الطِّوَالَ فَعَاوِنُوا ... عَلَى قدْركم قَدْ يُسْتَعَانُ الأَصَابِعُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فَضْلِي إلَيْكُمْ ذَرِيْعَةً ... فَيَالَيْتَ شِعْرِي مَا تكون الذَّرَائِعُ أَرَى بَارِقًا لَمْ يُرْوِنِي وَهُوَ حَاضِرٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأخْلفَ شيمي كُلّ بَرْقٍ أشيْمهُ ... فَلَا النَّوْءُ مَرْجُوٌّ وَلَا الغَيْثُ وَاقِعُ سَأَذْهَبُ عَنْكُم غَيْرَ بَاكٍ عليكمُ ... وَمَا لِي عُذْرٌ أَنْ تَفِيْضَ المَدَامِعُ [وأهجركم هجر المُفيقِ] مِنَ الهَوَى ... خَلَا القَلْبُ مِنْهُ وَاطْمَأنَّ المَضَاجِعُ أُفَارِقُكُمْ لَا النَّفْسُ وَلْهَى عَلَيْكُمُ ... وَلَا اللُّبُّ مَخْلُوْسٌ وَلَا القَلْبُ جَازِعُ [ولا عاطفًا جِيدي] إِليْكُمْ بِلَفْتَةٍ ... مِنَ الشَّوْقِ مَا سَارَ النُّجُوْمُ الَطَّوَالِعُ أَبُو العالِيَةِ السَّامِيُّ: [من الطويل] 2640 - أَرَى بَصَرِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... يكلُّ وَخَطْوِي عَنْ مَدَى الخَطْوِ يَقْصُرُ بَعْدهُ: وَمَنْ صَاحَبَ الأَيَّامُ سَبْعِيْنَ ... حِجّةً يُغَيّرنَهُ والدَّهْرُ لا يَتَغَيَّرُ لعَمْرِي لَئِنْ أَمْسَيْتُ أَمْشِي مُقَيَّدًا ... لِمَا كُنْتُ أَمْشِي مُطْلَقُ القَيْدَ أَكْبَرُ حُميدُ بنُ ثَوْرٍ: [من الطويل] 2641 - أَرَى بَصَرِي قَدْ رابَنِي بَعْدَ صِحَّةٍ ... وَحَسبُكَ دَاءً أَنْ تَصِحَّ وَتَسْلَمَا بَعْدهُ: وَلَمْ يَلْبَثِ العَصْرانِ يَوْمًا وَلَيْلَةً ... إِذَا طَلَبَا أَنْ يُدْرِكَا ما تَيَمَّمَا ¬
وَبَدِيْعُ الكَلَامِ المُوْجَزِ العَجُزِ فِي الاخْتِصَارِ قَوْلُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا المَعْنَى: كَفَى بِالسَّلَامَةِ دَاءً. * * * قَوْلُ حَمِيْدٍ هُنَا صَدْرُهُ مَثَلٌ سَائِرٌ وَعَجْزُهُ مَثَلٌ آخَرُ، وَهُوَ مِنْ فُحُوْلَةِ المُخَضْرَمِيْنَ وَمِنَ المُعَمِّرِيْنَ. قَالَ أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بن الحَسَنٍ الحَاتِمِيُّ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن أحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصْمَعِيّ عَنْ أَبِي عَمْرُو بن العَلَاءِ قَالَ اجْتَمَعَ ثَلَاثَةُ نفرٍ مِنَ الرُّوَاةِ فَقالُوا أَيّ بَيْتٍ أَشْعَرُ وَأَحْلَمُ وَأَوْجَزُ قَالَ الأوَّلُ قَوْلُ حُمَيّدِ بن ثَوْرٍ: وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَصِحَّ وَتَسْلَمَا وَقَالَ الثَّانِي: قَوْلُ أبي خِرَاشٍ الهَذلِي (¬1): . . . . . . . . . . . . . . . ... يوكل بِالأَدْنَى وَإِنْ جَلَّ مَا يَمْضِي وَقَالَ الآخَرُ: قَوْلُ قَيْس بن الأَسْلِت (¬2): . . . . . . . . . . . . . . . ... كُلُّ امْرِئٍ فِي شَأْنِهِ سَاعٍ كَتَبَ بِهِ رَافِعُ بن لَيْثٍ: [من الطويل] 2642 - أَرَى جَذْعًا إِنْ يُثْنَ لَمْ يقوَ رائِضٌ ... عَلَيْهِ فَبَادِر قَبْلَ أَنْ يَنْثَنِي الجَذْعُ [من الطويل] 2643 - أَرَى حَثْوَتَيْنِ مِنْ تُرَابٍ عَلَيْهُمَا ... صَفَائِحُ صُمٌ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّدِ [من الطويل] 2644 - أَرَى حَضْرَةَ السُّلْطَانِ تُفْضِي عُفَاتُهَا ... إِلَى رَوْضِ مَجْدٍ بِالسَّمَاحِ مَجُوْدِ ¬
بَعْدهُ: فَكَمْ لِجَبَاهِ الرَّاغِبِيْنَ إِلَيْهِ مِنْ ... مَجَالِ سُجُوْدٍ فِي مَجَالِسِ جُوْدِ الأَعْشَى: [من الوافر] 2645 - أَرَى حُلَلًا تُصَانُ عَلَى رِجَالٍ ... وَأَعْرَاضًا تُهَانُ وَلَا تُصَانُ بَعْدهُ: يَقُوْلُوْنَ الزَّمَانُ بِهِ فَسَادٌ ... وَهُمْ فَسَدُوا وَمَا فَسَدَ الزَّمَانُ أَبُو مَرْيَم البَجَلِيُّ: [من الوافر] 2646 - أَرَى خَلَلَ الرَّمَادِ وَمِيضَ جَمْرٍ ... وَيُوْشِكُ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ ضِرَامُ كَتَبَ نَصْرُ بن سَيَّارٍ إِلَى مَرْوَانَ بن عَبْدِ المَلِكِ مِنْ خُرَاسَانَ بِأَبْيَاتِ أَبِي مَرْيَم إسْمَاعِيْل بن عَبْدُ اللَّهِ فِي أَمْرٍ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ يُحَذِّرُهُ وَيُنَبِّهُهُ: أَرَى خَلَلِ الرَّمَادِ وَمِيْضَ جَمْرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): فَإِنَّ النَّارَ بِالزّندَيْنِ تُذْكَى ... وَإِنَّ الحَرْبَ أَوَّلُهَا كَلَامُ فَإِنْ لَمْ تَخْمِدُوْهَا نجن حَرْبًا ... مُشَمِّرَةً يَشِيْبُ لَهَا الغُلامُ مُشَمّرةً تَكشفُ عَنْ سنَاهَا ... يَكُوْن وُقُوْدهَا قَصْرٌ وَهَامُ وَقَدْ أبْدَتْ ضَغَائِنهَا عُيُوْنٌ ... تَرَقْرَقَ فِي مَآقِيْهَا السّمَامُ وَفرّط قَاطِفُ الزَّرجُون فِيْهَا ... وَحَانَ لِيَانِعِ النَّحْلِ الصّرَامُ وَزَادَهَا نَصِيْرُ بن سَيَّارٍ مِنْ عِنْدَهُ فَقَالَ (¬2): أَقُوْلُ مِنَ التَّعَجُّبِ لَيْتَ شِعْرِي ... أَأيْقَاظٌ أمَيَّةَ أُم نِيامُ؟ فَإِنْ يَكُ قَوْمنَا بَاتُوُا رُقُوْدًا ... فَقُلْ هُبُّوا فَقَدْ حَانَ القِيَامُ ¬
فَأَنْتُمْ فِي الحُرُوْبِ لِيُوْث غَابٍ ... إِذَا كَانَ النَّذِيْرُ بِهَا الحُسَامُ تَعَزَّي عن زَمَانِكِ ثُمَّ قُوْلِي ... عَلَى الإِسْلَامِ وَالدُّنْيَا السَّلَامُ فَزَادَ فِيْهِ أَبُو حَفْصٍ الغُسَّانِيّ فَقَالَ: كَفَى حُزنًا فَإِنَّ المُلْكَ أَضْحَى ... ضَعِيْفَ الرُّكْنِ لَيْسَ لَهُ قوَامُ وَأَوْغَادُ الوَرَى مُتَدَاوِلُوْهُ ... رُعَاعٌ لَا خلَاقَ لَهُمْ طَغَامُ فَهَلَّا سَاَدَةٌ أَبْنَاءَ مُلْكٍ ... جَحَا جِحَةٌ تَنَاقَلَهَا كِرَامُ تَحُوْطُ حَرِيْمهُ وَتَذُبّ عَنْهُ ... بِضَرْبٍ مَا لَهُنَّ بِهِ التِئَامُ وَقَالَ نَصْرُ بن سَيَّارٍ فِي ذَلِكَ أَيْضًا (¬1): أَبْلِغْ يَزِيْدًا وَخَيْرُ القَوْلِ أَصْدَقهُ ... وَقَدْ عَلِمْتَ بِأَنْ لَا خَيْرَ فِي الكَذِبِ بِأَنَّ خُرَاسَانَ أَرْضٌ قَدْ تَرَكْتَ بِهَا ... بَيْضَاءَ فَافْرَخْ لَو حُدِّثْتَ بِالعَجَبِ فِرَاخَ عَامَيْنِ إِلَّا أَنَّهَا كَبُرَتْ ... وَلَمْ يَطِرْنَ وَقَدْ سُرْبِلْنَ بِالزَّغَبِ فَإِنْ يَطِرْنَ تَحْتَل لَهُنَّ بِهَا ... يَلهبْنَ نِيْرَانَ حَرْبٍ أَيّمَا لَهَبِ وَكَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ فِي مَبْدَأِ أَيَّامِ الدَّيْلَمِ إِلَى بَنِي العَبَّاسِ وَهِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِهَا (¬2): أَرَى نَارًا تَشبُّ بِكُلِّ وَادٍ ... لَهَا فِي كُلِّ مَنْزلَةٍ شُعُاعُ وَقَدْ رَقَدَتْ بَنُو العَبَّاسِ عَنْهَا ... فَأَضْحَتْ وَهِيَ آمِنَةٌ رِبَاعُ كَمَا رَقَدَتْ أُمَيَّةُ ثُمَّ هَبَّتْ ... تُدَافِعُ حِيْنَ لَيْسَ لها دفاعُ كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 2647 - أُرِيْدُ الثَّواءَ عِنْدَهَا وَأَظُنُّهَا ... إِذَا مَا أَطَلْنَا عِنْدَها المَكْثُ مَلَّتِ [من المتقارب] 2648 - أُرِيْدُ السَّلَامَةَ مِنْ هَجْرِهِ ... وَأَجْهَدُ جُهْدِي فَلا أَسْلَمُ ¬
[من الطويل] 2649 - أُرِيْدُ أُمُوْرًا ثَمَّ لَا أَسْتَطِيْعُهَا ... وَكَمْ مِنْ مُرِيْدٍ حَاجَةً لَا يَنَالُهَا الطُغرَائِيُّ: [من البسيط] 2650 - أُرِيْدُ بَسْطَةَ كَفٍّ أَسْتَعِيْنُ بِهَا ... عَلَى قَضَاءِ حُقُوْقٍ لِلعُلا قِبَلِي عَمْرُو بن مَعْدِ يْكَرِبَ الزُّبَيْدِيّ: [من الوافر] 2651 - أُرِيْدُ حَبَاءَهُ وَيُرِيْدُ قَتْلِي ... عَذِيْرِي مِنْ خَلِيْلٍ مِنْ مُرَادِ قَوْلُ عَمْرُو بن مَعْدِ يَكْرِبَ الزّبَيْدِيّ: أُرِيْدُ حَيَاؤُهُ. البَيْت وَلَولَا قَيْعَتِي وَمَعِي سِلَاحِي ... تَكَشَّفَ شَحْم قَلْبكَ عَنْ سَوَادِ قَالَهُ فِي قَيْسِ بن مَكْشُوْحٍ المرَادِيّ وَالمَكْشُوْحُ هُوَ هُبَيْرَةُ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ ضُرِبَ عَلَى كَشْحِهِ. وَقَدْ تَمَثَّلَ بِهَذَا البَيْتِ الأَوَّلِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السُّلَامُ وَتَمَثَّلَ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن زِيَادٍ لَمَّا طَلَبَ هَانِي بن عُرْوَةَ بِالكُوْفَةِ فِي وَقْعَةِ الحُسُيْنِ بن عَلِيّ عَلَيْهُمَا السَّلَامُ، فَتَمَنَّعَ مِنَ الحُضُوْرِ عِنْدَهُ فَلَمَّا حَضرَ أَنْشَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ هَذَا البَيْتِ مُتَمَثِّلًا. وَيُرْوَى هَذَا البَيْتُ المَذْكُوْرُ لِدُرَيْدِ بن الصِّمَّة القُشَيْرِيّ، رَوَاهُ أَبُو عَبَيْدَة يَقُوْلُ مِنْهَا: أَعَاذِلُ إِنَّمَا أَفْنَى شَبَابِي ... رُكُوبِي فِي الصَّرِيْحِ إِلَى المُنَادِي مَعَ الفِتْيَانِ حَتَّى كُلّ جِسْمِي ... وَأَقْرَحَ عَاتِقِي حَمْلُ النِّجَادِ أَعَاذِلُ أَنَّهُ مَالٌ ظَرِيْفٌ ... أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَالٍ تِلَادِ أَعَاذِلُ عُدَّتِي سَيْفِي وَرِمْحِي ... وَكُلّ مُقَلّصٍ سَلسُ القِيَادِ وَيَبْقَى بَعْدَ حِلْمِ القَوْمِ حِلْمِي ... وَيَفْنَى قَبْلَ زَادِ القَوْمِ زَادِي وَغير أَبِي عُبَيْدَةَ يَرْوِيْهَا لِعَمْرُو بن مَعْدِ يْكَرِبَ. أَنْشَدَ أَبُو الحَسَنِ الحَافِظ: [من مخلع البسيط] ¬
2652 - أَرَى دُخوْلِي القُلوْبَ صَعْبًا ... بَعْدَ خُرُوجِي مِنْ القُلُوْبِ الأَسْعَرُ بن حَمْرانَ الجُعْفِيّ: [من المتقارب] 2653 - أُرِيْدُ دِمَاءَ بَنِي زَمَانٍ ... وَرَاقَ المُعَلَّى بَيَاضُ اللَّبَن بَعْدهُ: خَلِيْلَانِ مختلفٌ بَالنَا ... أُرِيْدُ العَلَاءَ وَيَهْوَى السِّمَن السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 2654 - أُرِيْدُ ذَهَابًا عَنْكُمُ وَتَرُدُّنِي ... إِلَيْكُمْ تَجَارِيْبُ الرِّجَالِ وَلَا حَمْدَا [من الطويل] 2655 - أُرِيْدُ رُجُوْعًا نَحْوَكُمْ فَيَصُدُّنِي ... إِذَا رُمْتُهُ دَيْنٌ عَلَيَّ ثَقِيْلُ كَتَبَ بَعْضَهُمْ إِلَى أَهْلِهِ وَقَدْ تَغَرَّبَ لِدِيْنٍ عَلَاهُ. [من الوافر] 2656 - أُرِيْدُ عِتَابَهَا حَتَّى إِذَا مَا ... بَدَتْ وَرَأيتُهَا مَاتَ العِتَابُ بَشَّارٌ: [من الطويل] 2657 - أُرِيْدُ فَلَا أُعْطَى وَأُعْطَى فَلَمْ أُرِدْ ... وَقَصَّرَ عِلْمِي أَنْ يَنَالَ المُغَيَّبَا العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من الوافر] 2658 - أُرِيْدُكِ بِالسَّلَامِ وَأَتَّقِيْهِمْ ... فَأَرْجِعُ بِالسَّلَامِ إِلَى سِوَاكِ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 2659 - أُرِيْدُ لِنَفْسِي غَيْرَهَا حِيْنَ لَا أَرَى ... مُقَارَنَةً مِنْهَا وَنَفْسِي تُريْدُهَا ¬
ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 2660 - أُرِيْدُ مَكَانًا مِنْ كَرِيْمٍ يَصُوْنُنِي ... وَإِلَّا فَلِي رِزْقٌ بِكُلِّ مَكَانِ [من الوافر] 2661 - أُرِيْدُ مِنَ المَعَالِي مُنْتَهَاهَا ... وَلَا أَرْضَى بمَنْزِلَةٍ دَنِيَّهْ بَعْدهُ: فَإِمَّا أَنْ أَعِيْشَ عَزِيْزَ قَوْمٍ ... وَإِمَّا أَنْ تُوَسِّدن المَنِيَّه ابْنُ الهَبَّارِيَّةَ: [من الطويل] 2662 - أُرِيْدُ مِنَ الأَيَّامِ تَطْييبَهَا نَفْسِي ... وَلَا رُوْحَ لِلْمَحْبُوْسِ مَا دَامَ فِي الحَبْسِ بَعْدهُ: أَمِنْتُ سِبَاعَ الوَحْشِ وهي مَخُوْفَةٌ ... وَخِفْتُ سِبَاعَ الإِنْسِ وَالشَّرُّفِي الإِنْسِ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 2663 - أُرِيْدُ مِنَ الأَيَّامِ مَا لَا يُرِيْدُهُ ... سِوَايَ وَلَا يَجْرِي بِخَاطِرِهِ فِكْرَا وَلَهُ أَيْضًا: [من البسيط] 2664 - أُرِيْدُ مِنْ زَمَنِي ذَا أَنْ يُبَلِّغَنِي ... مَا لَيْسَ يَبلُغُهُ فِي نَفْسِهِ الزَّمَنُ [من الوافر] 2665 - أُرِيْدُ وِصَالَها وَتُرِيْدُ هَجْرِي ... فَأتْركُ مَا أُرِيْدُ لِمَا تُرِيْدُ قَبْلهُ: ¬
دَعُوْنِي أَسْتَلِذُّ بِذِكْرِ لَيْلَى ... سَيَقْضِي اللَّهَ فِيْنَا مَا يُرِيْدُ أُرِيْدُ وِصَالَهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَقُوْلُ مِنْهَا: لَئِنْ قَرُبَتْ مَنَازِلُ أَهْلِ لَيْلَى ... فَإِنِّي عَنْ زِيَارَتِهَا بَعِيْدُ كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 2666 - أُرِيْدُ لأَنْسَى ذِكْرَهَا فَكَأَنَّمَا ... تَمَثَّلُ لِي لَيْلَى بِكُلِّ سَبِيْلِ قَبْلهُ: يَقُوْلُ مِنْهَا: وَلَسْتُ بِرَاضٍ مِنْ خَلِيْلٍ بِنَائِلٍ ... قَلِيْلٍ وَلَا أَرْضٍ لَهُ بِقَلِيْلِ وَلَيْسَ خَلِيْلِي بِالمَلُوْلِ وَلَا الَّذِي ... إِذَا غِبْتُ عَنْهُ بَاعَنِي بِخَلِيْلِ وَلَكِنْ خَلِيْلِي مَنْ يُدِيْمُ وِصَالَهُ ... وَيَحْفَظُ سِرِّي عِنْدَ كُلِّ دَخِيْلِ وَلَمْ أَرَ مِنْ لَيْلَى نَوَالًا أَعَدُّهُ ... أَلَّا رُبَّمَا طَالَبْتُ غَيْرَ مُنِيْلِ يَلُوْمُكَ فِي لَيْلَى وَعَقْلُكَ عِنْدَهَا ... رِجَالٌ وَلَمْ تُذْهِبْ لَهُمْ بِعُقُوْلِ وَقَالُوا نَأَتْ فَاخْتَرْ مِنَ الصَّبْرِ وَالبُكَا ... فَقَلْتُ البُكَا أَشْفَى إِذًا لِغَلِيْلِي * * * قَبْلَهُ: أَقِيْمِي فَإِنَّ العُمْرَ يَا عَزُّ بَعْدَكُمُ ... عَلَيَّ إِذَا مَا بِنْتِ غير جَمِيْلِ أُرِيْدُ لأَنْسَى ذكْرهَا. البَيْتُ قَالَ بَعْضَهُمْ مَا بَالَهُ يُرِيْدُ أَنْ يَنْسَى ذِكْرهَا إِنْ كَانَ يُحِبُّهَا إِلَّا قَالَ كَمَا قَالَ مَجْنُوْنُ بَنِي عَامِرٍ حُيْثُ يَقُوْلُ (¬1): فَلَا خَفَّفَ الرَّحْمَنُ مَا بِي مِنَ القُوَى ... وَلَا قَلَعَ الرَّحْمَنُ مِنْ حُبِّهَا قَلْبِي فَمَا لسَرَّنِي أَنِّي حَلِيٌّ مِنَ الهَوَى ... وَلَو أَنَّ لِي مَا بَيْنَ شَرْقٍ إِلَى غَرْبِ ¬
حَدَّثَ طَلْحَةُ بن عَبْد اللَّهِ بن عَوْفٍ قَالَ: لَقَى الفَرَزْدَقُ كُثَيِّرًا بِقَاعَةِ البلَاطَةِ وَهُوَ يَمْشِي يَرِيْدُ المَسْجِدِ فَقَالَ لَهُ الفَرَزْدَقُ يَا أَبَا صَخْرٍ أَنْتَ أَنْسَبُ العَرَبِ حُيْثُ يَقُوْلُ: أُرِيْدُ لأَنْسَى ذِكْرهَا. البَيْتُ قَالَ لَهُ كُثَيِّرٌ وَأَنْتَ يَا أَبَا فرَاسٍ أفخرُ النَّاسُ حُيْثُ يَقُوْلُ: تَرَى النَّاسَ إِنْ سِرْنَا وَذَكَر البَيْت. قَالَ وَهَذَانِ البَيْتَانِ لِجَمِيْل بن مَعْمَرٍ سَرَقَ الفَرَزْدَقُ أحَدهُمَا وَهُوَ قَوْلهُ: تَرَى النَّاسَ إِنْ سِرْنَا. البَيْتُ. وَسَرَقَ كُثَيِّرٌ الآخَرَ وَهُوَ قَوْلهُ: أُرِيْدُ لأَنْسَى ذِكْرهَا. البَيْتُ. فَقَالَ لَهُ الفَرَزْدَقُ هَلْ كَانَتْ أمّكَ تَرِدُ البَصْرَةَ قَالَ: لَا وَلَكِنْ أَبِي كَثِيْرًا مَا كَانَ يَرِدُهَا فَأَفْحَمَهُ. قَالَ طَلْحَةُ بن عَبْد اللَّهِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لعجبتُ مِنْ كُثَيِّرٍ وَمِنْ جَوَابِه وَمَا رَأَيْتُ أَحْمَقَ مِنْهُ. ابْنُ هِنْدُو: [من الوافر] 2667 - أَرَى ذَا النَّقْضَ لَا يَعْبَى بِذَمٍّ ... كَذَا مَنْ يَعْمَ لَا يَخْشَى الظَّلَامَا الرَّضِيُّ: [من الطويل] 2668 - أَرَى ذَمِّي الأَيَّامَ مَا لَا يَضِيْرُهَا ... فَهَلْ دَافِعٌ عَنِّي نَوَائِبَهَا الحَمْدُ [من الطويل] 2669 - أَرَى رَهْجًا قَدْ حَالَ مِنْ دُوْنِ شَمْسِهَا ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ دُوْنَ السَّمَاءِ غِطَاءُ وَمِنْ البَابِ قَبلهُ قَوْلُ: أَرَى رَجُلًا تُغَيِّرُهُ الشُّهُوْرُ ... وَآخَرَ لَا تَغَيِّرُهُ الدُّهُوْرُ وَفِي الأُخْوَانِ مَنْ هُوَ ذُو وُجُوْهٍ ... يَدُوْرُ مَعَ الزَّمَانِ كَمَا يَدُوْرُ وَفِي الأُخْوَانِ مَنْ هُوَ مُسْتَقِيْمٌ ... عَلَى سنَنِ الأُخُوَّةِ لَا يَجُوْرُ يُسَرُّ بِأَنْ يسرَّ وَلَيْسَ مِمَّنْ ... تَغَيَّرَ إِنْ تَغَيَّرَتِ الأُمُوْرُ سعيد بن أَبِي مُخلَدٍ الأَزدِيّ مِنْ سُكَّانِ الأَنْدَلُسِ: [من الطويل] 2670 - أَرَى زَمَنًا فِيْهِ المُنَافِقُ نَافِقٌ ... وَذُو الدِّيْنِ فِيْهِ بَائِرُ البَزِّ كَاسِدُه ¬
[من الطويل] 2671 - أَرَى زَمَنًا نَوْكَاهُ أَسْعَدُ أَهْلِهِ ... وَلَكِنَّمَا يَشْقَى بِهِ كُلُّ عَاقِلِ بَعْدهُ: مَشَى فَوْقَهُ رِجْلَاهُ وَالرَّأسُ تَحْتَهُ ... فَكَبَّ الأَعَالِي بِارْتِفَاعِ الأَسَافِلِ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 2672 - أَرَى زُهْدَ مُسْتَامٍ وَأَرْجُو زِيَادَةً ... ضَلَالًا أَبَيْنَ الزَّاهِدِيْنَ أُزَادُ أَبْيَات الرَّضِيّ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَحِيٌّ عَلَى الجرْعَاءِ ألأَمَ رحلةً ... إِذَا طعنُوا سَقُوا العُيُوْبَ وَقَادُوا إِذَا رَحَلُوا عَنْ حطّةِ اللَّوْمِ خَالَفُوا ... إِلَيْهَا بِأعْنَاقِ المَطيّ وَعَادُوا لَهُمْ مَجْلِسٌ مَا فِيْهِ لِلْمَجْدِ مَقْعَدٌ ... وَمَرْبَط عَارٍ مَا عَلَيْهِ جوَادُ بُيُوْتهُمُ سُودُ الذُّرَى وَلِنَارِهِمْ ... مَوَاقِدٌ بِيْضٌ مَا بِهِنَّ رَمَادُ وَأيدٍ حفُوفٌ لَا تَلِيْنُ وإنها ... وَلَو مَطَرَتْ فِيْهَا الغُيُوْمُ جَمَادُ أمَا كَانَ فِيْكُمْ مُجَمَّلٌ أَو مُجَامِلٌ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيْكُمْ أَغَرُّ جَوَادُ فَلَا مَرْحَبًا بِالبَيْتِ مَا فِيْهِ مَفْزَعٌ ... لِلَاجِئٍ وَلَا لِلْمُسْتَجِنِّ عِمَادُ فَلَا يُرْهِبُوْنِي بِالرِّمَاحِ سَفَاهَةً ... فَعِيْدَانُ أَوْطَانِي قِنًا وَصعَادُ وَلَا توْعدُوْنِي بِالصَّوَاِرمِ ضلَّةً ... فَبَيْنِي وَبَيْنَ المَشْرِفِيّ وِلَادُ فَمَا مُصْغِ في الإِفك أَعْرَاض قَوْمكُمْ ... وللقَوْلِ أَنْيَابٌ لديَّ حِدَادُ بمن حرك الحَاجَات يَا أُمّ مَالِكٍ ... وَأَيْنَ رِجَالٌ تَقْتَفِي وَبِلَادُ مُزَاحِمُ بن الحارثِ العُقَيْلِيّ: [من الطويل] 2673 - أَرَى سَبْعَةً لِلوَصْلِ يَسْعَوْنَ كَلُّهُمْ ... لَهُ عِنْدَ لَيْلَى دَيْنَةٌ يَستَدِيْنُهَا ¬
بَعْدهُ: وَأَلْقَيْتُ سَهْمِي حِيْنَ أَوْحَشُوا ... فَمَا صَارَ لِي مِنْ ذَاكَ إِلَّا ثَمِيْنُهَا وَكُنْتُ عَزُوْفُ النَّفْسِ أشناءُ أَنْ أَرَى ... عَلَى الشُّرْكِ مِنْ وَرْهَاءَ طَوْع قَرِيْنُهَا فَيَوْمًا تَرَاهَا بِالعُهُوْدِ وَفِيَّةً ... وَيَوْمٌ عَلَى دِيْنِ ابن خَاقَانِ دِيْنُهَا يَدًا بِيَدٍ مَنْ جَاءَ بِالعَيْنِ مِنْهُمُ ... وَمَنْ لَمْ يَجِئ بِالعَيْنِ خيرتْ رُهُوْنُهَا 2674 - أَرِيْشُ وَيَبْرِي ديْسَمٌ مَتْنَ قِدْحِهِ ... كَذَلِكَ يَبْرِي دَيْسَمٌ وَأَرِيْشُ مَنْصُوْرُ النّمْرِيّ: [من الوافر] 2675 - أَرَى شَيْبَ الرِّجَالِ مِنْ الغَوَانِي ... بِمَوْقِعِ شَيْبِهِنَّ مِنَ الرِّجَالِ وَمِنْ بَابِ (الطَّاءِ) (¬1): أَرَى طَالِبَ الدُّنْيَا وَإِنْ طَالَ عُمْرُهُ ... وَنَالَ مِنَ الدُّنْيَا سُرُوْرًا وَأَنعُمَا كَبانٍ بَنَى بُنْيَانَهُ لَهَا فأَتَمَّهُ ... فَلَمَّا اسْتَوَى مَا قَدْ بَنَاهُ تَهَدَّمَا ابْنُ هَرْمَةَ: [من الوافر] 2676 - أَرَى طِيْبَ الحَلَالِ عَلَيَّ خُبْثًا ... وَطِيْبُ العَيْشِ فِي خُبْثِ الحَرَامِ قَالَ الحُسَيْنُ بن زَيْد لابنِ هَرْمَةَ لَمَّا وُلِيَ الحَسَنُ المَدَيْنَةَ إِنِّي لَسْتُ كَمَنْ بَاعَ لَكَ دينَهُ رَجَاءُ مَدْحكَ وَخَوْفُ ذَمّكَ وَقَدْ رَزَقَنِي اللَّهُ بِوِلَادَةِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الممادحَ وَجَنَّبَنِي المَقَابِحَ وَإنَّ مِنْ حَقِّهِ عَلَيَّ أَلَّا أغضِي عَلَى تَقْصِيْرٍ فِي حَقِّ رَبّهِ وَأَنَا أُقْسِمُ لَئِنْ أَبَيْتُ بِكَ سَكْرَانَ لأَضْرِبَنَّكَ حَدًّا لِلخَمْرِ وَحَدًّا لِلسُّكْرِ وَلأَزِيْدَنَّ لِمَوْضِعِ حرْمَتِكَ بِي فَلْيَكُنْ تَرْكُكَ لَهَا للَّهِ عَزَّ وجَلَّ تغنُ عَلَيْهِ وَلَا تَدَعْهَا لِلنَّاسِ فَتُوْكِلُ إليهم فَنَهَضَ ابْنُ هَرْمَةَ وَهُوَ يَقُوْلُ: وَقَالَ لِي اصْطَبِرْ عَنْهَا وَدَعْهَا ... لِخَوْفِ اللَّه لَا خَوْفِ الأَنَامِ ¬
وَكَيْفَ تَصَبُّرِي وَحُبِّي لَهَا ... حُبٌّ تَمَكَّنَ فِي عِظَامِي أَرَى طِيْبَ الحَلَالِ عَلَيَّ خُبْثًا. البَيْتُ إبْرَاهِيْم بنُ حَسَّانَ الحَضْرمِيّ: [من الطويل] 2677 - أَرَى ظَالِمًا يُدْعَى جَليْدًا لِغَشْمِهِ ... وَلَوْ كُلِّفَ التَّقْوَى لَكَلَّتْ مَضَارِبُه بَعْدهُ: وَعَفَا يُسَمَّى عَاجِزًا لِعَفَافِهِ ... وَلَوْلَا التُّقَى مَا أَعْجَزَتْهُ مَذَاهِبُه وَلَيْسَ لِعَجْزِ المَرْءِ أَخْطَأَهُ الغِنَى ... وَلَا بِإِخْبَالٍ أَدْرَكَ المَالَ كَاسِبُه وَهِيَ طَوِيْلَةٌ. جَرِيْرٌ: [من الوافر] 2678 - أُرَى عَبْدَ الصَّدِيْقِ فَإِنْ تَجَلَّى ... بِظُلْمِي فَأَرْجُ عِتْقِي أو إِبَاقِي بَعْدهُ: وَلَنْ تَعْتَادَنِي أَشْكُو مَقَامًا ... عَلَى مَضَضٍ وَفِي يَدَيَّ انْطِلَاقِي يَعْقُوْبُ بن إسْمَاعِيْلَ: [من الطويل] 2679 - أَرَى عَرَضَ الدُّنْيَا وَكُلَّ مُصِيْبَةٍ ... تَهُوْنُ إِذَا عَنْكَ الحَوَادِثُ زَلَّتِ قَبلَهُ: لَقَدْ كُنْتَ لِي حبًّا مِنَ النَّاسِ كُلَّهُمُ ... تَرَى بِكَ نَفْسِي مُقْنِعًا لَوْ تَمَنَّتِ فَأَولَيْتَنِي مَا لَمْ أكن مِنْكَ أَهْلهُ ... وَأَفْجَعْتَ نَفْسًا لَمْ تَكُنْ مِنْكَ مَلَّتِ أَرَى عَرَضَ الدُّنْيَا. البَيْتُ. وَيَجْرِي فِي شَفْعَتِهُ كَالتَّضْمِيْنِ. فَقَلْتُ لَهَا يَا عزَّ كُلّ مَلَمَّةٍ ... إِذَا أُذْللتُ يَوْمًا لَهَا النَّفْسُ ذَلَّتِ (¬1) وَإِنْ سَأَلَ الوَاشُوْنَ فِيْمَ صَرَمْتهَا ... فَقُلْ نَفْسُ حُرٍّ سُلِيَتْ فَتَسَلَّتِ (¬2) وَمَا النَّفْسُ إِلَّا حَيْثُ يُطْمِعُهَا الفَتَى ... فَإِنْ أُطْمِعَتْ تَاقَتْ وَإِلَّا تَسَلَّتِ ¬
[من الطويل] 2680 - أَرَى عِزَّ مَنْ أَمْسَى عَزِيْزًا بِمَالِهِ ... فَإِنْ بَانَ عَنْهُ المَالُ فَهْوَ ذَلِيْلُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ لِبَعْضِ البُخَلَاءِ أَوَّلُهَا: يُحَاوِلُ قَوْمٌ أَخْذَ مَالِي خُدْعةً ... فَإِنْ صُنْتُ مَالِي قِيْلَ أَنِّي بَخِيْلُ أَلَا بَخِّلُوْنِي مَا اسْتَطَعْتُمْ بِأَسْرِكُمْ ... فَلَيْسَ عَلَى مَا تَأمَلُوْنَ سَبِيْلُ أَرَى عِزَّ مُنْ أَمْسَى عَزِيْزًا بِمَالِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: سَأحْرِمُ مَنْ كَادَتْ مِنَ الفَقْرِ نَفْسُهُ ... عَلَى دِرْهَمٍ مما لَدَيْهِ تَسِيْلُ وَلَسْتُ أُبَالِي العَتْبَ مَا دَامَ دِرْهَمِي ... لَدَيَّ وَمَعْرُوْفِي لَدَيْهِ قَلِيْلُ [من الطويل] 2681 - أَرَى عِلَلَ الدُّنْيَا عَلَيَّ كَثِيْرَةً ... وَصَاحِبُهَا حَتَّى المَمَاتِ عَلِيْلُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 2682 - أَرَى عِلَلَ الأَشْيَاءِ شَتَّى وَلَا ... أَرَى التَّجَمُّعَ إِلَّا عِلَّةً للتَّفَرُّقِ ابْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ المُهَلَّبِيُّ: [من الطويل] 2683 - أَرَى عَهْدَهَا كَالوَرْدِ لَيْسَ بِدَائِمٍ ... وَلَا خَيْرَ فِيْمَنْ لَا يَدُوْمُ لَهُ عَهْدُ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَقَلْتُ لأَصْحَابِي هِيَ الشَّمْسُ ضَوؤُهَا ... قَرِيْبٌ وَلَكِنْ فِي تَنَاوُلِهَا بُعْدُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 2684 - أَرَى فَضْلَ مَالِ المَرْءِ دَاءً لِعِرْضِهِ ... كَمَا أَنَّ فَضْلَ الزَّادِ دَاءٌ لِجِسْمِهِ ¬
بَعْدهُ: فَلَيْسَ لِفَضْلِ المَالِ شَيْءٌ كَبَذْلِهِ ... وَلَيْسَ لِدَاءِ الجسْمِ شَيْءٌ كَحَسْمِهِ * * * وَمِنْ هُنَا بَابِ أَرَى فيقول أَبِي السَّنَابِكِ مَوْلَى الهِنْدِيّ (¬1): أَرَى فِيْكَ أَخْلَاقًا حِسَانًا قَبِيْحَةً ... وَأَنْتَ صَدِيْقٌ كَالَّذِي أَنَا وَاصِفُ قَرِيْبٌ بَعِيْدٌ أَبْلَهٌ ذُو فَطَانَةٍ ... سَخِيٌّ بَخِيْلٌ مُسْتَقِيْمٌ مُخَالِفُ كَذَاكَ لِسَانٌ لَكَ مَادِحٌ ... كَمَا أَنَّ قَلْبي جَاهِلٌ بِكَ عَارِفُ تَلَوَّنْتَ حَتَّى لَسْتُ أَدْرِي مِنَ العَمَا ... أَرِيْحٌ جُنُوْبٌ أَمْ أَنْتَ عَاصِفُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ (¬2): أَرَى فِيْكَ أَخْلَاقًا وَلَسْتُ بِقَائِفٍ ... وَلَكِنَّهَا لَمْ تَخْفَ عَنْ مُتَوَسِّمِ شَمَائِلَ تَيَّاسٍ وَخِفَّةَ حَائِكٍ ... وَتَقْطِيْعَ طَبَّالٍ وَطَيْش مُعَلِّمِ [من الطويل] 2685 - أَرَى فِي نَهَارِي كُلَّ شَيْءٍ يَسُوْؤُنِي ... وَرُؤْيَايَ عِنْدَ النَّوْمِ أَدْهَى وَأَقْبَحُ بَعْدهُ: وَإِنْ كَانَ خَيْرًا كَانَ أَضْغَاثُ حَالِمٍ ... وَإِنْ كَانَ شَرًّا جَاءَ مِنْ قَبْلِ أُصْبِحُ طَرَفَةُ: [من الطويل] 2686 - أَرَى قَبْرَ نَحَّامٍ بَخِيْلٍ بِمَالِهِ ... كَقَبْرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَةِ مُفْسِدِ نَحَّامٌ رَجُلٌ بَخِيْلٌ يَنْحَمُ عِنْدَ المَسْأَلَةِ وَعِنْدَ الإِنْفَاقِ يَنْحَمُ نَحِيْمًا وَنُحَامًا. وَالغَوِيُّ الرَّجُلُ يُبَذِّرُ مَالَهُ بِسُرْعَةٍ. سَيْدُوْكَ أَبُو طَاهرٍ: [من الطويل] ¬
2687 - أَرَى قِسْمَةَ الأَرْزَاقِ أَعْجَبَ قِسْمَةٍ ... لِذِي دَعَةٍ مُثْرٍ وَمُكْدٍ بِهِ الكَدُّ بَعْدهُ: فَأَحْمَقُ ذُو مَالٍ وَأَحْمَقُ مُعْدَمٌ ... وَعَقْلٌ بِلَا حَظٍّ وَعَقْلٌ لَهُ جَدُّ يَعِمُّ الغِنَى وَالفَقْرُ ذَا الجهْلِ وَالحِجَى ... وَللَّهِ مِنْ قَبْلُ الأُمُوْرِ وَمِنْ بَعْدُ [من الوافر] 2688 - أَرَى قَوْمًا وُجُوْهُهُمُ حِسَانٌ ... إِذَا كَانَتْ حَوَائِحُهُمْ إِلَيْنَا بَعْدهُ: فَإِنْ صَارَتْ حَوَائِجُنَا إِلَيْهِمْ ... تَغَيَّرَ حُسْنُ أَوْجُهِهِمْ عَلَيْنَا وَمِنْهُمْ مَنْ سَيمْنَعُ مَا لَدَيْهِ ... وَيَغْضَبُ حِيْنَ يَمْنَعُ مَا لَدَيْنَا فَإِنْ يَكُ فِعْلهُمْ سَمِجًا وَفِعْلِي ... قَبِيْحًا مِثْلُهُ فَقَدِ اسْتَوَيْنَا [من الطويل] 2689 - أَرَى قِيْمَةَ الإنْسَانِ قِيْمَةَ مَالِهِ ... فَشَا الجوْرُ فِيْنَا وَاسْتَوَى المَالُ وَالدَّمُ المُتَنَبِّي فِي كَافُوْرِ يَهْجُوْهُ: [من الطويل] 2690 - أُرِيْكَ الرِّضَا لَوْ أَخْفَتِ النَّفْسُ خَافِيًا ... وَمَا أَنَا عَنْ نَفْسِي وَلَا عَنْكَ رَاضِيَا هَذَا البَيْتُ أَوَّلُ القَصِيْدَةِ وَبَعْدَهُ: أَمِيْنًا وَأَخْلَافًا وَعُذْرًا وَخَيْبَةً ... وَجبْنًا أشخْصًا لُحْتَ لِي أَمْ غَازِيَا فَظَنَّ ابْتِسَامَاتِي رَجَاءً وَغِبْطَةً ... وَمَا أَنَا إِلَّا ضَاحِكٌ مِنْ رَجَائِيَا فَإِنْ كُنْتَ لَا خَيْرًا أَفَدْتُ قَلْبِي ... بِلَحْظِي مَشْفَرَيْكَ المَلَاهِيَا وَمِثْلكَ يُؤْتَى مِنْ بِلَادٍ بَعِيْدَةٍ ... لِيَنْصَحُكَ رَبَّانِ الحِدَادِ البَوَاكِيَا ¬
كَفَى لِطلابِ المَرْءِ مَا لَا يَنَالهُ ... عَنَاءً بِاليَأسِ المُصَرَّحِ شَافِيا [من الطويل] 2691 - أَرَى كُلَّ أَرْضٍ دَمَّنَتْهَا وَإِنْ مَضَتْ ... لَهَا حِجَجٌ يَزْدَادُ طِيْبًا تُرَابُهَا [من الطويل] 2692 - أَرَى كُلَّ إِنْسَانٍ يَرَى عَيْبَ غَيْرِهِ ... وَيَعْمَى عَنِ العَيْبِ الَّذِي هُوَ فِيْهِ بَعْدهُ: وَلَا خَيْرَ فِيْمَنْ لَا يَرَى عَيْبَ نَفْسِهِ ... وَيَبْدُو لَهُ العَيْب الَّذِي بِأَخِيْهِ وَيُرْوَى: وَمَا خَيْرُ مَنْ تخْفَى عَلَيْهِ عُيُوْبهُ. البَيْتُ [من الطويل] 2693 - أَرَى كُلَّ أُنْسٍ دُوْنَ أُنْسِكَ وَحْشَةً ... وَكُلَّ مَكَانٍ لَا تَكُوْنُ بِهِ خَالِي الفَرَزْدَقُ بن غَالِبٍ: [من الطويل] 2694 - أَرَى كُلَّ حَيٍّ لَا تَزَالُ طَلِيْعَةً ... عَلَيْهِ المَنَايَا مِنْ ثَنَايَا المَخَارِمِ مَحْمُوْدٌ الوَرَّاقُ: [من الطويل] 2695 - أَرَى كُلَّ ذِي مَالٍ يَسُوْدُ بِمَالِهِ ... وَإِنْ كَانَ لَا فَرْعٌ هُنَاكَ وَلَا أَصْلُ بَعْدهُ: وَمَا الفَضْلُ فِي هَذَا الزَّمَانِ لأَهْلِهِ ... وَلَكِنَّ ذَا المَالِ الكَثِيْرِ لَهُ الفَضْلُ المُتَنَبِّي فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من الطويل] 2696 - أَرَى كُلَّ ذِي مُلْكٍ إِلَيْكَ مَصِيْرُهُ ... كَأَنَّكَ بَحْرٌ وَالمُلُوْكُ جَدَاوِلُ ¬
مِسْكِيْنُ الدَّارْمِيُّ: [من الطويل] 2697 - أَرَى كُلَّ رِيْحٍ سَوْفَ تَسْكُنُ مَرَّةً ... وَكُلَّ سَمَاءٍ لَا مَحَالَةَ تُقْلِعُ زِيَادُ بنُ زيد العُذْرِيُّ: [من الطويل] 2698 - أَرَى كُلَّ عُوْدٍ نَابِتًا فِي أَرُوْمِهِ ... أَبَى مَنْبِتُ العِيْدَانِ أَنْ يَتَغَيَّرَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ زُهَيْر بن أَبِي سُلْمَى حَيْثُ يَقُوْلُ (¬1): وَهَلْ يَنْبتُ الخُطَّيُّ إِلَّا وَشِيْجُهُ ... وَتُغْرَسُ إِلَّا فِي مَنَابِتِهَا النَّخْلُ إبْرَاهِيْم بن حَسَّان الحضرمِيّ: [من الطويل] 2699 - أَرَى كُلَّ مَالٍ لَا مَحَالَةَ ذَاهِبًا ... وَأَفْضَلُهُ مَا وَرَّثَ الحَمْدَ كَاسِيُهْ أَبُو الفتيان بنُ حَيُّوْسٍ: [من الطويل] 2700 - أَرَى كُلَّ مُعْوَجِّ المُوَدَّةِ يُصْطَفَى ... لَدَيْكُمْ وَيَلْقَى حَتْفَهُ مَنْ تَقَوَّمَا قَبْلهُ: [قفوا في] القَلَى حَيْثُ أَنتهيْتُمْ [تَذمّما ... ولا] تَقْتَفُوا مَنْ [جار] لَمَّا تَحَكَّمَا وَإِذَا كُنْتُمُ لَمْ تَعْدِلُوا إِذَا حَكَمْتُمُ ... فلم تَعْدِلُوا من مَذْهَبٍ قَدْ تَقَدَّمَا وَمَنْ ظَافر السَّاعِي عَلَى مَا يَقُوْلهُ ... فَمِنْ قَوْلِهِ اسْتَمْلَى وعن قَوْسِهِ رَمَى خَلِيْلَيَّ إِنْ لَمْ تَسْعِدَانِي عَلَى الأَسَى ... فَلَا أَنْتُمَا مِنِّي وَلَا أَنَا مِنْكُمَا سَقَى اللَّهُ أَيَّامَ الصِّبَى كَلَّ هَاطِلٍ ... مُلِثٍّ إِذَا مَا الغَيْثُ أنجمَ أَثْجَمَا إِلَامَ أُمنِّي النَّفْسَ مَا لَا تَنَالهُ ... وَأذْكُرُ عَيْشًا لَمْ يَعُدْ مُذْ تَصَرَّمَا [من الطويل] 2701 - أَرَى كُلَّ مَغْرُوْرٍ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ ... إِذَا مَا مَضَى عَامُ السَّلَامَةِ قَابِلَا ¬
قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ أَيْقَنَ أَنَّهُ يُفَارِقُ الأَحْبَابَ وَيَسْكُنُ التُّرَابَ وَيُوَاجِهُ الحِسَابَ وَيَسْتَغْنِي عَمَّا تَرَكَ وَيَفْتَقِرُ إِلَى مَا قَدَّمَ كَانَ حَرِيًّا بِقِصرِ الأَمَلِ وَطُوْلِ العَمَلِ. وَمِنْ بَابِ (أَرَى) قَوْلُ بَعْضِهِمْ (¬1): أَرَى كُلَّ نَفْسٍ لِلمَنَايَا دَرِيَّةً ... يُمْسِي كَدْحُهَا وَدؤُوْبهَا تُنَاضِلُها الآفَاتُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... فَتُخْطِئُهَا يَوْمًا وَيَوْمًا تُصِيْبُهَا الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الـ. . .] 2702 - أَرَى كُلَّ يَوْمٍ وَالأَعَاجِيْبُ جَمَّةٌ ... عَلَى وَبَرِ الجَرْبَى وُسُوْمَ الصَّحَائِحِ قَصِيْدَةُ السَّيِّد الرَّضِيّ فِي قَوْمٍ يَسْرِقُوْنَ شِعْرَهُ وَيَنْتَحِلُوْنَهُ فِي بَعْضِ البِلَادِ فَيَفْتَضِحُوْنَ بِذَلِكَ وَيُعْرَف: أَلَا مَنْ عَذِيْرِي مِنْ رِجَالٍ تَوَاعَدُوا ... وَلِحَرْبِي مَنْ رَامَ عُقُوْق وَرَامِحِ وَغَرَّهَمُ مِنِّي اضْطِبَارٌ عَلَى الأَذَى ... وَقَدْ يَكْظِمُ المَرْءُ الأَذَى غَيْرَ صَافِحِ فَمَا الحَازِمُ الجَّانِي عقُوْقِي بِسَالِمٍ ... وَلَا المَاطِلُ اللاوي دُيُونِي بِرَابِحِ أَغَارُوا عَلَى ذَوْدٍ مِنَ الشِّعْرِ آمِنٍ ... تَقَادَمَ عِنْدِي مِنْ نِتَاجِ القَرَائِحِ فَيَالَيْتَهُمْ أَدُّوْهُ فِي الحَيِّ خَالِصًا ... وَلَمْ يَخْلطُوْهُ فِي الرَّذَايَا الطَّلَائِحُ وَإِنَّكَ لَو هَجَّنتَ كُلَّ هَجِيْنَةٍ ... عَلَى نَاظِرٍ مَا عُدِّدْت فِي الصّرَائِحِ أَرَى كُلَّ يَوْمٍ وَالأَعَاجِيْبُ جَمَّةٌ ... عَلَى وَبَر الحَرْبِي وَسَوْمُ الصَّحَاصحِ إِذَا طَرَدُوْهَا خَالَفَتْ بِرِقَابِهَا ... رُجُوْعًا إِلَى أَوْطَانِهَا وَالمَسَارِحُ كَأَنَّ بَنِي غَبْرَاءَ إذ يَنْهَبُوْنَهَا ... أَحالُوا عَلَى مَالٍ بِذِي الرُّوْحِ سَارِحِ يُرَجُّوْنَ مِنْهَا وَالأَمَانِيّ ضَلةٌ ... رَجَاءَ نتاج الحَمْل مِنْ غَيْرِ لَاقحِ هَبُوْهَا إِلَيْكُمْ مِنْ يَدَيَّ مَنِيْحَةً ... فَقَدْ آنَ لِلْقَوْمِ رَدَّ المَنَائِحِ دَعُوُا وردَ مَاءٍ لَسْتُمُ مِنْ حَلَالِهِ ... وَحُلُّوا الرَّوَابِي قَبْلَ سَيْلِ الأَبَاطِحِ ¬
وَلَا تَسْتَهِبُّوا العَاصِفَاتِ وَأَصْلكُمْ ... نَخِيْلٌ رمت فِيْهِ اللَّيَالِي بِقادِحِ وَلَمْ تَحْسِنَوا رَعْيَ السَّوَامِحِ قَبْلهَا ... فَكَيْفَ تَعَاطَيْتُمْ رُكُوْبَ الجوَامِحِ وَلَا تَطْلبُوْهَا سُمْعَةً فِي مَعَرَّة ... يُحَدِّثُ عَنْكُمْ كُلّ غَادٍ وَرَائحِ خُمُوْلُ الفَتَى خَيْرٌ مِنَ الذّكْرِ بِالخَنَا ... وَجَرّ ذُيُوْل المُنْدَيَاتِ الفَوَاضِحِ وَعِنْدِي قَوَافٍ إِنْ يُلْقَيْنَ بِالأَذَى ... نَزعْنَ عَنْ مر القَوْلِ نَزْعَ المَوَاتِحِ تُعَدِّدُ نَبْرَات الأُسُوْدِ نَبَاهَةً ... وَتَنْسَى أَنَابِيْحُ الكِلَابَ النَّوَابِحِ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 2703 - أَرَى لِي بِقُرْبِي مِنْكَ عَيْنًا قَرِيْرَةً ... وَإِنْ كَانَ قُرْبًا بِالبَعَادِ يُشَابُ أَبُو محمدٍ لُطْفُ اللَّهِ بن المُعَافَى: [من الوافر] 2704 - أَرَى مَا أَشْتَهِيْهِ يَفِرُّ مِنِّي ... وَمَا لَا أَشْتَهِيْهِ إِلَيَّ يَأتِي بَعْدهُ: وَمَا أَهْوَاهُ يَبْغِضُنِي عِيَانًا ... وَمَا أَشْنَاهُ شنصٌ فِي لَهَاتِي كَأَنَّ الدَّهْرَ يَطْلِبُنِي بِثَارٍ ... فَلَيْسَ يَسُرُّهُ إِلَّا وَفَاتِي الإِمَامُ المَهْدِيُّ بِاللَّهِ رَحمَهُ اللَّه: [من الوافر] 2705 - أَرَى مَاءً وَبِي عَطَشٌ شَدِيْدٌ ... وَلَكِنْ لَا سَبِيْلَ إِلَى الوُرُوْدِ بَعْدهُ: أمَا يَكْفِيْكِ أَنَّكِ تَمْلِكِيْنِي ... وَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمُ عَبِيْدِي إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الطويل] 2706 - أَرَى مَا يَسُرُّ النَّفْسَ أَبْعَدَ مَا أَرَى ... وَأَدْنَاهُ مَا يُصْمِي الفُؤَادَ وَيُكْمِدُ ¬
قَبْلهُ: نَظَمْنَا لَهُمْ دُرَّ المَعَانِي فَبَدَّدُوا ... وَلَوْ قَلَّدُوْنَا مِنَّةً لتَقَلَّدُوا تَنَاقَضَتِ الدُّنْيَا فَلَا الجدُّ نَافِعٌ ... وَلَا الصّدْقُ مَقْبُوْلٌ وَلَا الصَّبْرُ مُسْعِدُ وأَصْبَحْتُ فِي قَوْمٍ إِذَا مَا هَدَيْتهُمْ ... إِلَى منْهَجِ الإِصْلَاحِ ضَلُّوا وَأَفْسَدُوا أَرَى مَا يسِرُّ النَّفْسَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ مِنْهَا فِي المَدْحِ يَقُوْلُ: إِلَيْكَ رَئِيْسَ الدَّوْلَتَيْنِ زَفَفْتُهَا ... عَرُوْسًا إِلَيْهَا مُدَّتِ العَيْنُ وَاليَدُ بخِلْتُ بِهَا عَنْ بَاخِلٍ بِصَدَاقِهَا ... وَبُخْلُ الفَتَى فِي مَوْضِعِ البُخْلِ يُحْمَدُ فَتًى جَمَعَ العَلْيَاءَ مُنْفَرِدًا ... بِهَا فَأَصْبَحَ وَهُوَ الجامِعُ المُتَفَرِّدُ بِهِمَّتِهِ نَالَ العُلَى لَا بِرِزْقِهِ ... وَمَنْ سَوَّدَتْهُ هِمَّةٌ فَهُوَ سَيِّدُ وَلَوْ بَانَ فَضْلُ المَرْءِ مِنْ غَيْرِ وَاصِفٍ ... لَبَانَ فِرنْدُ السَّيْفِ وَالسَّيْفُ مُغْمَدُ [من الوافر] 2707 - أَرَى مَرَّ السِّنِيْنَ أَخَذْنَ مِنِّي ... كَمَا أَخَذَ السِّرَارُ مِنَ الهِلَالِ العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من الطويل] 2708 - أَرَى مُسْتَقِيْمَ الطَّرْفِ مَا أَمَّ نَحْوَكُمُ ... وَإِنْ رَامَ طَرْفِي غَيرَكُمْ فَهُوَ أَحْوَلُ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 2709 - أَرَى مِلْءَ عَيْنَيَّ الرّدَى وَأَخُوْضُهُ ... إِذِ المَوْتُ قُدَّامِي وَخَلْفِي المَعَائبُ الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الطويل] 2710 - أَرَى مَوْضِعَ المَعْرُوْفِ لَوْ أَسْتَطِيْعُهُ ... وَأَغْضي وَلَوْ شَاءَ الغِنَى لِيَ لَمْ أُغْضِ ¬
يَقُوْلُ بَعْدَهُ: أُلَاحِظُ خَلَّاتِ الكِرَامِ بِغَصَّةٍ ... وَيَقْصُرُ مَالِي عن بُلُوْغِ الَّذِي يُرْضِي تقْتلُنَا هَذِي اللَّيَالِي وَلَا تَدْرِي ... وَتَقْرِضُ الأَيَّامُ مِنَّا وَلَا تُقْضِي وَلَولَا النَّدَى مَا طَأْطَأَ العُدْمُ هَامَتِي ... وَلَا كَانَ ينضِيْنِي مِنَ الهَمِّ مَا يُنْضِي وَكَيْفَ وُفُوْرُ العرضِ وَالمَالُ وَافِرٌ ... وَمَنْ يخْزُنُ الأَمْوَال يُنْفِقْ مِنَ العُرْضِ وَلَيْسَتْ هَذِهِ الأَبْياتُ فِي القَصِيْدَةِ المُتَقَدِّمَةِ الَّتِي يَقُوْلُ مِنْهَا فِي أَوَّلُهَا: رَضِيْتُ مِنَ الأَحْبَابِ دُوْنَ الَّذِي يُرْضِي. كَتَبَ بِهِ أَبُو مُسْلِمٍ: [من الوافر] 2711 - أَرَى نَارًا تَشِبُّ بِكُلِّ وَادٍ ... لَهَا فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ شُعَاعُ بَعْدهُ: وَقَدْ رَقَدت بَنُو العَبَّاسِ عَنْهَا ... وَنَامَتْ وَهِيَ آمِنَةٌ رِتَاعُ كَمَا رَقَدَتْ أُمَيَّةَ ثَمَّ هَبَّتْ ... لِتَدْفَعَ حِيْنَ لَيْسَ لَهَا دِفَاعُ وَهَذَا الشِّعْرُ لِبَعْضِ عَلَوِيَّةِ الكُوْفَةِ وَكَتَبَ بِهِ أَبُو مُسْلِمٍ ابن بَحْرٍ فِي مَبْدَأ أَيَّامِ الدَّيْلَمِ. عَبْدُ اللَّهِ بن مُعَاوِيَةَ بن عَبْدِ اللَّهِ بن جَعْفَر بن أَبِي طَالِبٍ: [من الوافر] 2712 - أَرَى نَفْسِي تَتُوْقُ إِلَى أُمُوْرٍ ... يُقَصِّرُ دُوْنَ مَبْلَغِهِنَّ مَالِي بَعْدهُ: فَإِنْ أَمْسَكْتُ قِيْلَ فَتًى بَخِيْلٌ ... وَإِنْ أَعْطَيْتُ أَجْحَفَ بِالعِيَالِ فَنَفْسِي لَا تُطَاوِعُنِي بِبخْلٍ ... وَمَالِي لَا يُبْلِغني فَعَالِي أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الوافر] 2713 - أَرَى نَفْسِي تُطَالِبُنِي بِأَمْرٍ ... قَلِيْلٍ دُوْنَ غَايَتِهِ اقْتِصَارِي ¬
أَخَذَهُ أَبُو فرَاسٍ مِنْ عَبْدُ اللَّهِ بن مُعَاوِيَة فَقَالَ: أَرَى نَفْسِي تُطَالِبُنِي بِأَمْرٍ. وَهُوَ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: عَذِيْرِي مِنْ طَوَالِع فِي عِذَارِي ... وَمِنْ رَدِّ الشَّبَابِ المُسْتَعَارِ وثوْبٍ كُنْتُ أَلْبسُهُ أَنِيْق ... أُجَرِّرُ ذَيْلهُ بَيْنَ الجوَارِي وَمَا اسْتَمَعْتُ مِنْ دَاعِي التَّصَابِي ... إِلَى أَنَّ جَاءَ بِي دَاعِي الوَقَارِ وَمَا زَادَتْ عَلَى العِشْرِيْنَ سنّي ... فَمَا عُذْرُ المَشِيْبِ إِلَى عِذَارِي هَلِ العُشْرُوْنَ يَتْبَعْهُنَّ خَمْسٌ ... مَغَان للنُّزُوْعِ إِلَى الوَقَارِ وَكُنْتُ مَتَى الهُمُوْمُ تَأَوَّبَتْنِي ... فَزعْتُ مِنَ الهُمُوْمِ إِلَى العُقَارِ أَلَمَّ بنا وَجِنْحُ اللَّيْلِ دَاجٍ ... خَيَالٌ زَارَ وَهْنًا مِنْ نَوَارِ أَبَاخِلَةٌ عَلَيَّ وَأَنْتَ جَارٌ ... وَوَاصِلَةٌ عَلَى بُعْدِ المَزَارِ تلاعَبُ بِي عَلَى هُوْجِ المَهَارِي ... خَلَائِقُ لَا تَقِرُّ عَلَى الصِّغَارِ أَرَى بِنَفْسِي تُطَالِبُنِي بِأَمْرٍ. البيُت يَقُوْلُ بَعْدَهُ: وَقِيْلَ لِي انْتَظِرْ زَمَنًا وَمَنْ لِي ... بِأَنَّ المَوْتَ يَنْتَظِرُ انْتِظَارِي فَلَا نزلتْ بِيَ الجيْرَانُ إِنْ لَمْ ... أُجَاوِرُهَا مُجَاوَرَةَ البِحَارُ وَلَا صَحَبَتْنِيَ الفُرْسَانُ إِنْ لَمْ ... أُصَاِحِبْها بِمَأمُوْنِ الفِرَارِ وَلَا خَافَتْنِيَ الأَمْلَاكُ إِنْ لَمْ ... أُصَبِّحُهَا بِمُلْتَفِّ الغُبَارِ تَحُفُّ بِيَ الأَسِنَّةُ وَالعَوَالِي ... وَمُضْمِرَةُ المَهَارِي وَالمِهَارِ وَتَخْفقُ حَوْلِيَ الرَّايَاتُ حمْرًا ... وَتَتْبَعُنِي الخَضَارِمُ مِنْ نِزَارِ عَزِيْزٌ حُيْثُ حَطَّ السَّيْرُ رَحْلِي ... يُدَارِيْنِي الأَنَامُ وَلَا أُدَارِي وَأَهْلِي مَنْ أَنَخْتُ إِلَيْهِ عَنْسِي ... وَدَارِي حُيْثُ كُنْتُ مِنَ الدِّيَارِ حُطَائِطُ بن يَعْفُر اليَرْبُوْعِيّ: [من الطويل] 2714 - أَرِيْنِي جَوَادًا مَاتَ هُزْلًا لَعَلَّنِي ... أَرَى مَا تُرِيْنِي أَو بَخِيلًا مُخَلَّدَا ¬
يَقُوْلُ بَعْدَهُ: ذَرِيْنِي يَكُنْ مَالِي لِعِرْضِي جُنَّةً ... يقِي المَالُ عرْضِي قَبْلَ أَنْ يَتَبَدّدَا ذَرِيْنِي أكن لِلمَالِ رَبًّا وَلَا يَكُنْ ... لِي المَالُ رَبًّا تَحْمِدِي غِبَّهُ غَدَا زَفَرُ بن الحارث الكِلَابِيّ: [من الطويل] 2715 - أَرِيْنِي سِلَاحي لَا أَبَالَكِ إِنَّنِي ... أَرَى الحَرْبَ لَا تَزْدَادُ إِلَّا تَمَادِيَا أَبُو دُلْفٍ: [من الطويل] 2716 - أَرَى وُدَّكُمْ كَالوَرْدِ لَيْسَ بِدَائِمٍ ... وَلَا خَيْرَ فِيْمَنْ لَا يَدُوْمُ لَهُ وُدُّ بَعْدهُ: وُدّي لَكُمْ كَالآسِ حُسْنًا وَبَهْجةً ... لَهُ نُضْرَةٌ تَبْقَى إِذَا ذَهَبَ الوَرْدُ وَهَذَا غَيْرُ البَيْتِ الَّذِي بِبَابِ: أَرَى عَهْدَكُمْ وَلَيْسَ بِمُكَرَّرٍ إِنَّمَا هُوَ اهْتِدَامٌ لِبَيْتِ ابْنُ أَبِي عُيُيْنَةَ المُهَلَّبِيّ المُقَدَّمُ ذِكْرُهُ. أَخَذَهُ أَبُو دُلْفٍ وَكَتَبَ بِهِ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ فَأَجَابَهُ يَقُوْلُ: وَشَبَّهْتَ وَدِّي الوَرْدَ وَهُوَ شَبِيْهُهُ ... وَهَلْ زَهْرَةٌ إِلَّا وَسَيِّدُهَا الوَرْدُ وَوُدّكَ كَالآسِ المَرِيْرِ مَذَاقَهُ ... فَلَيْسَ لَهُ فِي الطِّيْبِ قَبْلٌ وَلَا بَعْدُ أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الطويل] 2717 - أَرَى هِمَمَ المَرْءِ اكتِئَابًا وَحَسْرَةً ... عَلَيْهِ إِذَا لَمْ يُسْعِدِ اللَّهُ جَدَّهُ بَعْدهُ: وَمَا لِلْفَتى فِي حَادِثِ الدَّهْرِ حِيْلَةٌ ... إِذَا نَحْسُهُ فِي الأَمْرِ قَابَلَ سَعْدَهُ تُطَالِبُنِي نَفْسِي بِكُلِّ عَظِيْمَةٍ ... أرُدُّ بِهَا صَدْرَ الزَّمَانَ وَزِنْدَهُ وَيَصْدِقُنِي فِي كُلِّ ظَنٍّ أَظُنّهُ ... فُؤَادٌ إِذَا أَمْطَيْتُ الهَمَّ كَدَّه ¬
أَلَا مَنْ عَذِيْرِي مِنْ زَمَانٍ مُغفَّلٍ ... ثَعَالبهُ بِالجد تَقهرُ أُسْدَهُ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: وحكَّمَنِي حَتَّى لَوْ أَنِّي سَأَلْتهُ ... شَبَابِي وقَدْ وَلَّى بِهِ الشَّيْبُ رَدَّهُ وَمِنْ بَابِ (أَرَى) وقَوْلُ الرَّضِيّ (¬1): أَرَى وُجُوْهًا وَإيْمَانًا مقَفَّلَةً ... فَمُغْلَقُ البِشْرِ مِنْهَا مُغْلَقُ الجوْدِ مُعَبَّسِيْنَ لَيْلًا يُحْدِثُوا طَمَعًا ... لِلسَّائِلِينَ وَلَا يُوْفُوا بِمَوْعُوْدِ نَوَالَهُمْ بَيْنَ صَعْبِ النَّيْلِ مُمْتَنعٌ ... بِالوَصْلِ أَو مُسْتخِسّ القَدْرِ مَرْدُوْدِ أَبُو هِفَّانَ: [من الوافر] 2718 - أَزَالَ اللَّهُ دَوْلَتَهُمْ سَرِيْعًا ... فَقَدْ ثَقُلَتْ عَلَى عُنُقِ الزَّمَانِ المُتَنَبِّي فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من الطويل] 2719 - أَزَالَتْ بِكَ الأَيَّامُ عَتْبِي كَأَنَّمَا ... بَنُوْهَا لَهَا ذَنْبٌ وَأَنْتَ لَهَا عُذْرُ ابن المُعْتَزِّ: [من البسيط] 2720 - أَزَالَهُ اللَّهُ عَنْ أَهْلٍ وَأَبْدَلَهُ ... أَهْلًا بِأَهْلٍ وَجِيرَانًا بِجِيْرَانِ أَوَّلُهَا: لَمَّا وَقَفْتُ عَلَى الأطْلَالِ أَبْكَانِي ... مَا كَانَ أَضْحَكَنِي مِنْهَا وَأَلْهَانِي فَمَا أَقُوْلُ لِدَهْرٍ شَنَّتْ يَدَهُ شَمْلِي ... وَأَخْلَى مِنَ الأَحْبَاب أَوْطَانِي وَمَا أَتَانِي بِنُعْمَى ظلت لَابِسُهَا ... إِلَّا انْثَنَى مُسْرِعًا مِنَّا فَعَرَّانِي كَمْ نِعْمَةٍ عَرَفَ الأُخْوَانُ صَاحِبَهَا ... لَمَّا مَضَتْ أَنْكَرُوْهُ بَعْدَ عُرْفَانِ أَنَا الَّذِي لَمْ تَدَعْ فِيْهِ مَحَبَّتكُمْ ... فَضلًا لِغَيْرِكِ مِنْ إِنْسٍ وَمِنْ جَانِ ¬
فَإِنْ أَرَدْتِ وِصَالًا صلتي مِنِّي ... وَإِلَّا فَهِجْرَانًا بِهِجْرَانِ مَا الوِدّ مِنِّي بِمَنْقُوْلٍ إِلَى مَذِقٍ ... وَلَسْتُ أَطْرَحُ بِنَفْسِي حُيْثُ تلْقَانِي وَلَا أرِيْدُ هَوًى إِنْ لَمْ يَكُنْ كَهَوَى ... بِنَفْسِي وَبَعْضُ الهَوَى وَالمَوْتُ سِيّانِ يَا رُبَّ سرٍّ كَنَارِ الصَّخْرِ كَامِنَةً ... أَمَتُّ إظْهَارهُ مِنِّي فَأَحْيَانِي لَا يَأْمَنُ الخَائِنُ النَّائِي مُعَاقَبَتِي ... وَلَا يَخَافُ شَذَاتِي الصَّاحِبُ الدَّانِي يَقُوْلُ مِنْهَا: أَزَالَهُ الدَّهْرُ عَنْ أَهْلٍ وَأَبْدَلَهُ. البَيْتُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَسَار الكَوَاعِبِ: [من البسيط] 2721 - أَزَبُّ صَعْبٌ عَلَى الأَقْوَامِ لَوْ جَعَلُوا ... رَضُوا لأَنْفِي خَشَاشًا لَمْ يَقُوْدُونِي [من الخفيف] 2722 - ازْرَعِ الشَّرَّ تَجْتَنِ الخَيْرَ مِنْهُ ... فَمِنَ النَّارِ مَا يُذِيْبُ الحَدِيْدَا وَمِنْ بَابِ (أزرع) قَوْلُ (¬1): ازْرَعْ جَمِيْلًا وَلَو فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ ... فَمَا يَضِيْعُ جَمِيْلٌ أَيْنَمَا زَرَعَا ذُو الإِصْبع العَدوَانِيّ: [من البسيط] 2723 - أَزْرَى بِنَا أنَّنَا شَالَتْ نَعَامَتُنَا ... فَخَالَنِي دُوْنَهُ بَلْ خِلْتُهُ دُوْنِي الحَطَيْئَةُ: [من البسيط] 2724 - أزْمَعْتُ يَأْسًا مُرِيْحًا مِنْ نَوَالِكُمُ ... وَلَنْ تَرَى طَاردًا لِلحُرِّ كَاليَاسِ [من الطويل] 2725 - أَزُوْرُ بُيُوْتًا لَاصِقَاتٍ بِبَيْتِهَا ... ونَفْسِيَ فِي الدَّارِ الَّتِي لَا أَزُوُهَا ¬
وَالِبَةُ بنُ الحُبَابِ: [من الطويل] 2726 - أَزُوْرُ فَتَجْفُونِي وَإِنِّي لَصَابِرٌ ... وَأَيَّ أَخٍ تَجْفُوْهُ ثَمَّ يَزُوْرُ قَبْلَهُ: أَلَا قُلْ لِعَبْدِ اللَّهِ أَنِّي وَاحِدٌ ... وَمِثْلُكَ فِي هَذَا الأَنَامِ كَثِيْرُ قَطَعْتَ إِخَائِي ظَالِمًا وَهَجَرْتَنِي ... وَلَيْسَ أَخٌ مَنْ فِي الإِخَاءِ يَجُوْرُ أَزُوْرُ فَتَجْفُونِي وَلَسْتُ بِبِارُحٍ. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: أدِيْمُ لأَهْلِي الودّ وُدِّي وَأَنَّنِي ... لِمَنْ رَامَ هَجْرِي ظَالِمًا لَهَجُوْرُ الأُحْوَصُ: [من الطويل] 2727 - أَزُوْرُ وَلَوْلَا أَنْ أَرَى أُمَّ جَعْفَرٍ ... بِأَبْيَاتِكُمْ مازُرْتُ حَيْثُ أَزُوْرُ ابْنُ جِكِيْنَا: [من البسيط] 2728 - أَزُوْرُهُ غَيْرَ مَسْرُوْرٍ بِرُؤْيَتِهِ ... لَكِنْ أَغِيْظُ بِهِ نَفْسِي وَأَنْصَرِفُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 2729 - أَزُوْرُهُمُ وَسَوَادُ اللَّيْلِ يَشْفَعُ لِي ... وَأَنْثَنِي وَبَيَاضُ الصُّبحِ يُغْرِي بِي [من الكامل] 2730 - ازْهَدْ إِذَا الدُّنْيَا أَنَالَتْكَ المُنَى ... فَهُنَاكَ زُهْدُكَ مِنْ شُرُوْطُ الدِّيْنِ بَعْدهُ: فَالزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا إِذَا مَا رُمْتهَا ... فَأَبَتْ عَليْكَ كَعِفَّةِ العِنِّيْنِ الوَزِيْرُ الطُّغْرَانِيُّ: [من الطويل] ¬
2731 - أَزِيْدُ إِذَا أَيْسَرْتُ فَضْلَ تَوَاضُعٍ ... وَيَزْهُو إِذَا أَعْسَرْتُ بَعْضِي عَلَى بَعْضِ سَلْمَى البَغْدَادِيَّةُ: [من الوافر] 2732 - أُزَيَّنُ بِالعُقُوْدِ وَانَّ نَحْرِي ... لأَزْيَنُ للْعُقُوْدِ مِنَ العُقُوْدِ العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من الطويل] 2733 - إِسَاءَتُكُمْ حُسْنَى وَسُخْطَكُمُ رِضًا ... وَجُوْرَكمُ عَدْلٌ وَتَعْذِيْبُكُمْ عَذْبُ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 2734 - أَسَاءَ فَزَادَتهُ الإِسَاءَةُ حُظْوَةً ... حَبِيْبٌ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ حَبِيْبُ بَعْدهُ: يَعُدُّ عَلَى الوَاشِيَانِ ذُنُوْبَهُ ... وَمِنْ أَيْنَ لِلْوَجْهِ المَلِيْحِ ذُنُوْبُ فَيَا أَيُّهَا الجَّافِي وَنَسْألُهُ الرِّضَى ... وَيَا أَيُّهَا الجانِي وَنَحْنُ نَتُوْبُ لَحَا اللَّهُ من يُرْضِيْكَ فِي القُرْبِ وَحْدَهُ ... مَنْ لَا يخون الغَيْبَ حِيْنَ يغِيْبُ الحَارِثيُّ: [من الطويل] 2735 - أسَاؤوا فَإِنْ أَشْكُ الإِسَاءَةَ مِنْهُمُ ... أَعِبْهُمْ وَإِنْ لَمْ أشْكُهمْ أتمَلْمَلُ بَعْدهُ: فَأَصْبَحْتُ كَالغَصَّانِ بِالمَاء إِنْ ... أَقُلْ أُسَفَّهُ وَإِنْ أسْكتْ لَبِيْبًا أُجَهّلُ كُثَيِّرُ بن بَدْرِ بن أَبِي جُمْعَةَ: [من الطويل] 2736 - أسَاؤوا فَإِنْ تَغْفِرْ فَإِنَّكَ قَادِرٌ ... وَأَفْضَلُ حلْمٍ حِسْبَةً حِلْم مُغْضِبِ ¬
قَوْلُ كُثَيِّرٍ: أَسَاءُوا فَإِنْ تَغْفِرْ. البَيْتُ قَالَهُ لِعَبْدِ المَلِكِ حِيْنَ قُتِلَ مَصْعَبٌ وَظَفَرَ بِالعِرَاقِ، يَقُوْلُ مِنْهَا: كَرِيْمٌ إِذَا مَا نَالَ عَاقَبَ مُجْملًا ... أَشَدَّ العِقَابِ أَو عَفا لَمْ يُثْرَبِ فَعَفْوًا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ وَحِسْبَةً ... فَمَا يَحْتَسِبْ مِنْ صالح لَكَ يَكْتبُ أَسَاءُوا فَإِنْ تَغْفِرْ. البيت. التثريب: التوبيخ. إبْرَاهِيْمُ الصُّوْليُّ: [من الطويل] 2737 - أَساؤا وَفِيْهِمْ مُحْسِنُوْنَ فَإنْ تَهَبْ ... لِمُحْسِنهِمْ أَهْلَ الإِسَاءَةِ يَصْلُحُوا وَمِمَّا قِيْلَ قَدِيْمًا المُسِيءُ مُتَوَحِّشٌ. فِي المَثَلِ أَنَّ أَخَا الخِلَاطِ أَعْشَى بِاللَّيْلِ. الخِلَاطِ أَنْ يَخْلطَ الرَّجُلُ إِبْلَهُ بِإِبْلِ غَيْرِهِ لِيَمْنَعَ حَقَّ اللَّهِ مِنْهَا. وَفِي الحَدِيْثِ: لَا خِلَاطَ وَلَا وِرَاطَ أي لَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقَيْنِ وَالوِرَاطُ أَنْ يَجْعَلَ غَنْمَهُ فِي وَرْطَةٍ وَهِيَ الهُوَّةُ مِنَ الأَرْضِ، لتخْفَى وَالَّذِي يَفْعَلُ الخِلَاطَ وَيَتَحَيَّرُ ويدهشُ. يُضرَبُ مَثَلًا لِلْمُرِيْبِ الخَائِنِ. أَبُو المَكَارِمِ عَلِيّ بن الحَسَنِ المُوْصليّ: [من البسيط] 2738 - إِسَاءةُ الدَّهْرِ مَا تَنْفَكُّ مُظْمِتةً ... شَوَاكِلَ الحُرِّ بِالإِيْذَاءِ وَالمِحَنِ بَعْدهُ: وَالصَّبْرُ أَحْمَدُ فِي الأَشْيَاءِ قَاطِبَةً ... عُقْبَى وَأَمْنَعُ مَا اسْتَلأَمْتَ مِنْ جُنَنِ [من الطويل] 2739 - إِسَاءةُ دَهْرٍ ذَكَّرَتْ حُسنَ فِعْلِهِ ... إِلَيَّ وَلَوْلَا الشَّرْيُ لَمْ يُعْرَفِ الشَّهْدُ يُقَالُ أَنَّ إبْرَاهِيْمَ بن العَبَّاسِ الصُّوْلِيّ وَقَّعَ بِهِ عَلَى كتَاب. وَيُرْوَى: أَهْلُ الإِسَاءَةِ تصلح. البَيْتُ [من السريع] 2740 - أَسَأتُ إِذْ أَحْسَنْتُ ظَنِّي بِكُمْ ... وَالحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ بِالنَّاسِ ¬
بَعْدهُ: يُقْلِقُنِي الشَّوْقُ فَأَتَيْتُكُمْ ... وَالقَلْبُ مَلآنُ مِنَ اليَأسِ [من الوافر] 2741 - أَسَأتَ إِلَيَّ فَاسْتَوْحَشْتَ مِنِّي ... وَلَوْ أَحْسَنْتَ آنَسَكَ الجمِيْلُ [من الطويل] 2742 - أَسَأتُمْ وَأَبْطَأتُمْ عَلَى الصَّيْفِ بِالقِرَى ... وَخَيْرُ القِرَى لِلنَّازِلِيْنَ المُعَجَّلُ [من الوافر] 2743 - أَسَأتُ وَقَدْ أَنَبْتُ فَلَا أَعُوْدُ ... فَعُدْ لِلوَصْلِ قَدْ سَمُجَ الصُّدُوْدُ قِيْلَ مَرَّ أَبُو خَازِمٍ رَحَمَهُ اللَّهُ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي فَسَمعَ قَائِلًا يَقُوْلُ: أَسَأتُ وَقَدْ أَبَنْتُ وَلَا أَعُوْدُ فَقَالَ حَازِمٌ مُسْتَمِعًا وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ الرَّحْمَةَ بِيَدِكَ وهذا عَبْدُكَ وَقَدْ أَقَرَّ بِالإِسَاءَةِ وَأَنَابَ فَاعْطِهِ مَا يَطْلِبُ فَقَالَ الرَّجُلُ فَعُدْ لِلْوَصْلِ قَدْ سَمُجَ الصدود. فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ أَنْتَ مِنْ جنْدِ إبْلِيْسَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ أتمْزجُ الخبْثَ بِالطِّيْبِ اسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ دعائي لك. وَمِنْ بَابِ (اسَارَ) قَوْلُ ابن أبي عُيَيْنَةَ (¬1): أَسَارَتِ الفُرْسُ فِيْمَا قَدْ مَضى مَثَلًا ... وَكَانَ لِلْفُرْسِ فِي أَيَّامِهَا المَثَلُ قَالُوا إِذَا جَمَلٌ حَانَتْ مَنِيَّتُهُ ... طَافَ بِالبِئْرِ حَتَّى يَهْلِكَ الجمَلُ مِثْلُهُ: إِنَّ البَعِيْرَ إِذَا حَانَتْ مَنِيّتُهُ ... رَأَيْتَهُ عَنْد رَأسِ البِئْرِ طَوَّافَا ¬
وَمِثْلُهُ: إِذَا مَا دَنَا الحَتْفُ مِنْ نَاقَةٍ ... تَرَاهَا تُطَوَّفُ حَوْلَ القَلِيْبِ [من الخفيف] 2744 - اسْأَلِ العُرْفَ إِنْ سَأَلْتَ شَرِيْفًا ... لَمْ يَزَلْ يَعْرِفُ الغِنَى وَاليَسَارَا بَعْدهُ: فَقَلِيْلُ الشَّرِيْفِ يُكْسِبُ فَخْرًا ... وَكَثِيْرُ الوَضِيْعِ يُكْسِبُ عَارَا وَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ الذُّلِّ بُدٌّ ... فَالْقَ بِالذُّلِّ إِنْ لَقِيْتَ الكِبَارَا لَيْسَ إِجْلَالُكَ الكِبَارَ بِذُلٍّ ... إِنَّمَا الذّلَّ أَنْ تَجِلَّ الصِّغَارَا الرَّضِيُّ يُخَاطِبُ البُسْتِيَّ: [من الوافر] 2745 - أسَالِمُ حِيْنَ أُبْصِرُكَ اللَّيَالِي ... وَأَصْفَحُ لِلزَّمَانِ عَنِ الذُّنُوْبِ وَمِنْ بَابِ (أُسَائِلُ): أُسَائِلُ عَنْ أَرْضِ الحِمَى فَيَسُرّنِي ... إِذَا قِيْلَ لِي قَدْ جَادَها وَابِلٌ سَكَبُ وَيُطْرِبُنِي الحَادِي إِذَا أَمَّ أَرْضكُمْ ... وَنَبَّانِي عَنْ طِيْبِ أَخْبَارهَا الركْبُ [من الوافر] 2746 - أُسَائِلُ عَنْ ثُمَامَاتٍ بِحَزْوِى ... وَبَانُ الرَّمْلِ يُعْلَمُ مَنْ عَنِيْنَا بَعْدهُ: وَقَدْ كُشِفَ الغطَاءُ فَلَا نُبَاليِ ... أَصَرَّحْنَا بِذِكْرِكِ أَمْ كَنِيْنَا وَلَوْ أَنِّي أُنَادِي يَا سُلَيْمَى ... لَقَالُوا مَا عَنِيْتَ سِوَى لُبَيْنَا هُوَ أَبُو المَنْصُوْرُ عَلِيّ بن الحَسَنِ بن عَلِيّ بن الفَضْلِ الكَاتِبُ المَعْرُوْفُ بِصرَّدُرَّ. كُثَيِّرٌ: [من الطويل] ¬
2747 - أُسَائِلُ عَنْهَا أَهْلَ مَكّةَ كُلَّهُم ... إِذَا مَا الْتَقَتْ حُجَّاجُهَا وتِجَارُهَا الأُحْوَصُ: [من الطويل] 2748 - أُسَائِلُ مَنْ لَاقَيْتُ هَلْ مُطِرَ الحِمَى ... فَهَلْ يَسْأَلْنْ عَنِّي الحِمَى كَيْفَ حَالِيَا يَقُوْلُ مِنْهَا: أَلَا تَسْألَانِ اللَّهَ أَنْ يَسْقِي الحِمَى ... بَلَى فَسَقَى اللَّهُ الحِمَى وَالمطَالِيَا وَأَنِّي لأَسْتَسْقِي لبيتين بِالحِمَى ... وَلَو يَمْلِكَانِ المَاءَ مَا سَقَانِيا أُسَائِلُ مَنْ لَاقَيْتُ هَلْ مَطَرُ الحِمَى. البَيْتُ الطَّائيُّ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 2749 - أُسَائِلَ نَصْرٍ لَا تَسَلْهُ فَإِنَّهُ ... أَحَنُّ الَى الإِرْفَادٍ مِنْكَ إِلَى الرِّفْدِ وَمِنْ بَابِ (أُسَائِلُ) قَوْلُ آخَر (¬1): أُسَائِلُكُمْ فَهَلْ مِنْ مُخْبِرٍ ... فَمَا لِي بِنُعْمٍ بَعْدَ إِذْ رَحَلْتَ عِلْمُ فَلَوْ كنْتُ أَدْرِي أَيْنَ خَيَّمَ أَهْلُهَا ... وَأيّ بلَادِ اللَّهِ إِذْ ظَعَنُوا أَمُّوا إِذًا لَسَلَكْنَا مَسْلَك الرِّيْحِ خَلْفهَا ... وَلَوْ أَصْبَحَتْ نعم وَمِنْ دُوْنهَا النّجْمُ أَعْشَى بَكْرٍ: [من المنسرح] 2750 - اسْتَأثَرَ اللَّهُ بالوَفَاءِ وَبِالعَدْلِ ... وَوَلَّى المَلَامَةَ الرَّجُلا أَوَّلُهَا يَمْدَحُ سَلَامَةَ ذَا فَائِشٍ لَهُ: إِنَّ مَحَلًّا وَإِنَّ مُرْتَحَلًا ... وأن لِلسَّفَرِ إذ مَضُوا مَثَلَا الشّعْرُ قَلدته سَلَامَةَ ذَا ... فَائِشٍ وَالشَّيْءُ حَيْثُمَا جُعِلا وَالشِّعْرُ يَسْتَنْزِلُ الكَرِيْم كَمَا ... اسْتَنزَلَ رَعْدُ السَّحَابَةِ السبلا فَقَالَ سَلَامَةُ ذُو فَائِشٍ: لَعُمْرِي إِنَّ الشَّيْءَ حَيْثُمَا جُعِلَا وَأَمَرَ لَهُ بَاءٍ هَاءٍ مَمْلُوْءَة ¬
عَنْبَرًا فَأَتَى بِهَا المَدِيْنَةَ فَبَاعَهَا بِثَلثْمَائةِ حَمرْاءَ. زُوَيدٌ: [من الكامل] 2751 - اسْتَبْقِ وُدَّ بَنِي أَبِيْكَ وَصلْهُمُ ... لَا خَيْرَ فِي نَسَبٍ إِذَا لَمْ يُوْصَلِ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ: [من الكامل] 2752 - اسْتَبْقِ وُدّكَ لِلصَّدِيْقِ وَلَا تَكُنْ ... قَتبًا يَعَضُّ بِغَارِبِ مِلْحَاحَا الفَضْلُ بن مُحَمَّد اليَزِيْدِيّ النَّحْوِيّ: [من السريع] 2753 - اسْتَحِي مِنْ نَفْسِكَ فِي هَجْرِي ... وَأعرِفْ بِنَفْسِي أَنْتَ لِي قَدْرِي [من الخفيف] 2754 - أَسْتُرُ الحُبَّ بِالجنُوْنِ وَلَكِنْ ... كَمْ تُرَى لِي يَدُوْمُ فِي الحُبِّ سِتْرُ كَاتِبُهُ: [من البسيط] 2755 - اسْتَرْزِقِ اللَّهَ وَاطْلُب مِنْ خَزَائِنِهِ ... فَفَرْجَةُ اللَّه بَيْنَ الكافِ وَالنُّوْنِ أَبُو الجَاه البَطَائحِيُّ: [من البسيط] 2756 - اسْتَرْزِقِ اللَّهَ وَاطْلَب مِنْ خَزَائِنِهِ ... وَلَا تَكُوْنَنَّ مِمَّا ضِقْتَ فِي حَرَجِ بَعْدهُ: فَأَبْعَدُ الأَمْرِ يَا مَوْلَايَ أَقْرَبَهُ ... وَأَضْيَقُ الحَالِ أَدْنَاهُ مِنَ الفَرَجِ هُوَ أَبُو الجاهِ مُرَجَّى بن مُوْسَى بن تَبَاه بن أَبِي الخَبرِ العَنْزِيُّ البَطَائِحِيُّ. وَمِنْ بَابِ (اس) قَوْلُ بَعْضهِم فِي مَرْثيَّةِ كَاتِبٍ (¬1): اسْتَشْعِر الكِتَابُ فَقْدُكَ سَالِفًا ... وَقَضَتْ عَلَيْكَ بِذَلِكَ الأَيَّامُ فَلِذَاكَ سُوِّدْتَ الدُّوِيَّ كَآبَة ... حُزْنًا عَلَيْكَ وَشُقَّتِ الأَقلَامُ ¬
إبُن سُكَّرَةَ يَفْخِرُ: [من المنسرح] 2757 - أَسْتَصْغِرُ الأَرْضَ أَنْ أَجُوْدَ بِهَا ... وَأخْدمُ الضَّيْفَ وَهْوَ مِنْ خَدَمِي [من البسيط] 2758 - اسْتَجْمَعَتْ دَارَ نُعْمَى مَا تُكَلِّمُنَا ... وَالدَّارُ لَوْ كلَّمَتْنَا ذَاتُ أَخْبَارِ قَالَ عَامِرُ الأَزْرَقُ: كُنْتُ عِنْدَ شِعْبَة ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ لِيُحَدِّثُهُمْ فَنَظَرَ إِلَى زَيْدٍ النَّحوِيّ فِي أخْرَيَاتِ النَّاسِ فَرَفَعَ رَأسَهُ ثُمَّ قَالَ: اسْتَجْمَعْتُ دَارَ نُعْمَى. البَيْتُ إِنْ يَا يَزيْدُ ادْنُهُ قَالَ فَجَعَلَ يُذَاكِرُهُ مُقَطَّعَاتِ الأَشْعَارِ في الحَدِيْثَ. أُحَيْحَةُ بن الجُلَّاح جَاهِلِيٌّ: [من البسيط] 2759 - اسْتَغْنِ أَو مُتْ وَلَا يَغْرُرْكَ ذُو نَسَبٍ ... مِنْ ابنِ عَمٍّ وَلَا عَمٍّ وَلَا خَالِ مَحْمُوْدُ الَوَرَّاق: [من السريع] 2760 - اسْتَغْنِ بِاللَّهِ عَنِ النَّاسِ ... فَالعِزُّ كُلُّ العِزِّ فِي اليَاسِ بَعْدهُ: لَا أَعْرِفُ الذُّلَّ وَأَسْبَابَه ... إِلَّا إِذَا احْتَجْتُ إِلَى النَّاسِ أَنْشَدَ الرَّاغِبُ: [من المنسرح] 2761 - اسْتَغْنِ مَا اسْتَطَعْتَ عَنْ أَخِيْكَ وَلَوْ ... أَعْشَبَ كُلُّ البِلَادِ مِنْ مَطَرَه حَارِثَةُ بنُ بَدْرٍ التَّمِيْمِيُّ: [من الكامل] 2762 - اسْتَغْنِ مَا أَغْنَاكَ رَبك بِالغِنَى ... وَإِذْ تُصِبْكَ خَصَاصَة فَتَجَمَّلِ العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من المنسرح] ¬
2763 - أَسْتَمْتِعُ الدَّهْرَ بِالرَّجَاص ... وَإِنْ لَمْ أَرَ مِنْكُم مَا أَرْتَجِي أَبَدَا مُحَمَّدُ بنُ بَشِيْرٍ: [من البسيط] 2764 - اسْتَودع العِلْمَ قِرْطَاسًا فَضَيَّعَهُ ... لَبِئْسَ مُسْتَوْدعُ العِلْمِ القَرَاطِيْسُ ابْنُ زُرَيْقٍ الكَاتِبُ: [من البسيط] 2765 - أَسْتَوْدع اللَّهَ فِي بَغْدَادَ لِي قَمَرًا ... بالكَرْخِ مِنْ فَلَكِ الأَزْرَارِ مَطْلِعَهُ بَعْدهُ: وَدعْتُهُ وَبِوِدِّي لَوْ يُوَدِّعُنِي ... صَفْوَ الحَيَاةِ وَأَنِّي لَا أُوَدِّعُهُ وَكَمْ تَشَفَّعَ بِي أَنْ لَا أُفَارِقُهُ ... وَلِلضرُوْرَةِ حَالٌ لَا تُشَفِّعُهُ وَكَمْ تَشَبَّثَ بِي يَوْمَ الفرَاقِ ضُحًى ... وَأَدْمُعِي مُسْتَهِلَّاتٌ وَأَدْمُعُهُ لَا أَكذبُ اللَّهَ ثَوْبُ العذْرِ مُنْحَرِق ... عَنِّي بِفُرْقَتِهِ لَكِنْ أُرَقِّعُهُ أَنِّي أُوَسِّعُ عُذْرِي فِي خِيَانَتِهِ ... بِالبَيْنِ عَنِّي وَجُرْمِي لَا يُوَسِّعُهُ وَمِنْ بَابِ (أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ) قَوْلُ آخَر (¬1): أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ مِنْ قَلْبِي لِفُرْقَتِهِ ... كَأَنَّهُ طَائِرٌ قَدْ بَاتَ فِي شَرَكِ وَمَنْ كَأَنَّ فُؤَادِي مِنْ تَذَكُّرِهِ ... مُعَلَّق بَيْنَ قَرْنِ الشَّمْسِ وَالفلكِ الغَنَوِيُّ: [من البسيط] 2766 - أَسْتَوْدع اللَّهَ قَوْمًا مَا ذَكَرْتُهُمُ ... إِلَّا تَحَدَّرَ مَاءُ العَيْنِ مِنْ عَيْنِي أَوَّلُهَا: مَنْ ذَا أَصَابَكِ يَا بَغْدَادُ بِالعَيْنِ ... أَلَمْ تَكُوْنِي زَمَانًا قُرَّةَ العَيْنِ؟ ¬
أَلَمْ يَكُنْ فِيْكِ قَوْمٌ كَانَ مَسْكَنهُمْ ... وَكَانَ قُرْبهُمُ زَيْنًا مِنَ الزَّيْنِ صَاحَ الزَّمَانُ بهم بِالبَيْنِ فانْقَرَضُوا ... مَاذَا لَقِيْتُ بهم مِنْ لَوْعَةِ البَيْنِ أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ قَوْمًا مَا ذَكَزتهُمُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ. كَانُوا فَفَرَّقَهُمْ دَهْرٌ وَصدَّعَهُمْ ... وَالدَّهْرُ يَصدَعُ مَا بَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ [من المنسرح] 2767 - اسْتَوْدَعَتْ طِيْبَهَا الرِّيَاحَ فَمَا ... تَزْدَادُ إِلَّا طِيْبًا عَلَى القِدَمِ [من الرجز] 2768 - أسجُد لِقردِ السُّوْءِ فِي زَمَانِه ... وَدَارِهِ مَا دَامَ فِي سُلْطَانِهِ كَانَ أَبُو العَبَّاسِ ضَمَّ المَنْصُوْرَ إِلَى حُمِيْدِ بن قَحْطَبَةَ فَقَال لَهُ يَزِيْدُ بن حَاتِمٍ: أَتَرْضَى بِمُتَابَعَةِ حُمِيْدٍ؟ فَقَالَ المَنْصُوْرُ: اسْجُدْ لِقِرْدِ السُّوْءِ فِي زَمَانِهِ. البَيْتُ فِي المَثَلِ: الحُمَّى أَضْرَعَتْنِي لَكَ. وَيُرْوَى: أَضْرَعَتْنِي لِلنَّوْمِ. قَال أَبُو عُبَيْدٍ يُضْرَبُ هُنَا فِي الذُّلِّ عِنْدَ الحَاجَةِ تَنْزِلُ بِالرَّجُلِ. قَالَ المُفَضَّلُ: أَوَّل مَنْ قَال ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ يُقَال لَهُ مُرَيْر وَيُرْوَى مُرْيَنٌ، وَكَانَ لَهُ أَخَوَانِ أَكْبَرَ مِنْهُ يُقَال لَهُمَا مُرَارَةُ وَمُرَّةُ وَكَانَ مُرَيْر لِصًا مُغِيْرًا وَكَانَ يُلَقَّبُ بِالذِّئْبِ وإنَّ مَرَارَةَ خَرَجَ يَتَصَيَّدُ فِي جَبَلٍ لَهُمْ فَاخْتَطَفَتْهُ الجِّنُّ وَبَلغَ أَهْلَهُ خَبَرَهُ فَانْطَلَقَ فِي إِثْرِهِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِذَلِكَ المَكَانِ اخْتُطِفَ وَكَانَ مُرَيْر غَائِبًا فَلَمَّا قَدِمَ بَلَغَة الخَبَرُ فَأَقْسَمَ لَا يَشْرَبُ خَمْرًا وَلَا يَمَسُّ رَأسَهُ غسْلٌ حَتَّى يَطْلِبُ بأخْوَتِهِ فَتَنَكَّبَ قَوْسَهُ وَأَخَذَ سَهْمَا ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى ذَلِكَ الجبَلِ فَمَكَثَ فِيْهِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ لَا يَرَى شَيْئًا حَتَّى إِذَا كَانَ فِي اليومِ الثَّامِنِ وَإِذْ بِهِ بِظَلِيْمٍ فَرَمَاهُ فَأَصَابَهُ وَاسْتَقَلَ الظَّلِيْمُ حَتَّى وَقَعَ فِي أَسْفَلِ الجبَلِ فَلَمَّا وَجَبَتِ الشَّمْسُ بصر بِشَخْصٍ قَائِمٍ عَلَى صَخْرَةٍ يُنَادِي (¬1): ¬
يَا أَيُّهَا الرَّامِي الظَّلِيْمُ الأَسْوَدْ ... تَبَّتْ مَرَامِيكَ الَّتِي لَمْ تُرْشَدْ فَأَجَابَهُ مُرَيْرٌ: يَا أَيُّهَا. . . . . . . . . من لكم مرارة ومرّهْ فرّقتُ جمعًا وتركت حسرهْ قال: فتوارى الجنيّ عنه هويًّا من الليل وأصابت مرير حمّى فغلبتْهُ عينه فأتاه الجنيُّ فاحتملهُ وقال له: ما أنامك وقد كنت حذرًا، فقال: الحمّى أضرعتني للنوم، فذهبت مثلًا، وقال مرير في ذلك شعرًا ليس هنا موضعه. أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 2769 - أَسِجْنًا وَقَيْدًا وَاشْتِيَاَقًا وَغُرْتةً ... وَنَأيَ حَبِيْبٍ إِنَّ ذَا لَعَظِيْمُ وَقَالَ دُوَيْرٌ بَعْدَهُ: وَإِنَّ امْرَأً دَامَتْ مَوَاثِيْقُ عَهْده ... عَلَيَّ مِثْلُ مَا لَاقَيْتُهُ لَكَرِيْمِ فَقَالَ أَبُو فرَاسٍ (¬1): وَإِنَّ امْرَأً دَامَتْ مَوَاثِيْقُ عَهْدِه ... عَلَيَّ كُلَّمَا قَاسَيْتُهُ لَكَرِيْمِ أخذه أبو فراس من قول دوير بن دؤالة العقيلي، وهو: أسجنًا وقيدًا واغترابًا وذلةً ... وذكرى حبيب إنّ ذا لعظيمُ الغَفَالِيُّ: [من البسيط] 2770 - إِسْحَاقُ يَعْلَمُ أَنَّ الحَمْدَ ذُو ثَمَنٍ ... لَكِنَّهُ يَشْتَهِي حَمْدًا بِمَجَّانِ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الكامل] ¬
2771 - أَسْخَطْتَنِي وَجَنَاةُ عَيْشِكَ حُلْوَة ... فَجَنَيْتُ مُرَّ العَيْشِ مِنْ إسْخَاطِي بَعْدهُ: وَقَدْ كَانَتِ الدُّنْيَا عَليْكَ فَسِيْحَةً ... فَاليَوْمَ وَهِيَ سُمُّ خَيَاطِ [من السريع] 2772 - أَسْخَطَنِي الدَّهْرُ فَلَمَّا رَأَى ... مَيْلِي إِلَى ظِلِّكَ أَرْضَانِي المُتَنَبِّي: [من الكامل] 2773 - أَسْخَى المُلُوْكِ بِنَقْلِ مَمْلَكَةٍ ... مَن كَانَ عَنْهُ الرَّأسُ يَنْتَقِلُ بَعْدهُ: لَوْلَا الجهَالةَ مَا دَلَفْتَ إِلَى ... قَوْمٍ غَرِقْتَ وَإِنَّمَا تَفَلُو السَّرِيُّ: [من البسيط] 2774 - أُسْد إِذَا حَاوَلَتْ أَرْضَ العِدَا حَمَلَتْ ... عَلَى الكَوَاهِلِ غَابًا لِلقَنَا أَشِبَا مِثْلهُ لِلبَبَّغَاءِ (¬1): وَمَا سَمِعْنَا بِلَيْثٍ قَبْلَ رُؤْيَتِهِ ... إِذَا سَرَى صَاحَبَتْهُ فِي السُّرَى الأَجَمُ وقد كرر هذا المعنى السري فقال: إِذَا حَمَلت سُمْرَ الرِّمَاحِ لِمَشْهَدٍ ... رَأيْتَ أُسُوْدَ الغَابِ تَحْمِلُ غَابَهَا أَبُو العَبَّاسِ يَحْيَى بن سَعِيْدٍ البَصْرِيُّ: [من الكامل] 2775 - أَسْدِ الجمِيْلَ إِلَى الأَنَامِ مَحَبَّةً ... لَا كُلْفَةً مَا أمْكَنَ الإِمْكَانُ المُقَنعُ الكِنْدِيُّ: [من الطويل] 2776 - أَسُدُّ بِهِ مَا قَدْ أَخَلُّوا وَضَيَّعُوا ... ثُغُوْرَ حُقُوْقٍ مَا أَطَاقُوا لَهَا سَدَّا ¬
المَأْمُوْنُ بن الرَّشِيْدِ: [من الخفيف] 2777 - أَسَدٌ رَابِضٌ حَوَالَيْهِ أَظْبٍ ... لَيْسَ يَنْجُو مِنْ الأُسُوْدِ الظِّبَاءُ دَخَلَ المَأمُوْنُ ذَاتَ يَوْمٍ دِيْوَانَ أحْمَد بن يُوْسُفَ فَصَادَفَ حَوْلَهُ جَمَاعَةً مِنَ المُرْدَانِ الحِسَانِ فَقَالَ المَأمُوْنُ مُتَمَثِّلًا وَالشِّعْرُ لَهُ: أَسَدٌ رَابِضٌ حَوَالَيْهِ. البَيْتُ * * * إبْرَاهِيْمُ الصُّوْليُّ: [من الرمل] 2778 - أَسَدٌ ضَارٍ إِذَا مَا هِجْتَهُ ... وَأَبٌ بَرٌّ إِذَا مَا قَدَرَا بَعْدهُ: يَعْرِفُ الأَقْصَى إِذَا أَثْرَى وَلَا ... يَعْرِفُ الأَدْنَى إِذَا مَا افْتقَرَا قَالَ دِعْبِلٌ: لَوْ تَكَسَّبَ إبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ بِالشِّعْرِ لتَرَكَنَا فِي لَا شَيْءَ. أَلَيْسَ هُوَ القَائِلُ: أَسَا ضَارٍ إِذَا هَيَّجْتَهُ. وَذَكَرَ البَيْتَيْنِ. عِمْرَان بن حِطَّانَ السَّدُوْسِيّ: [من الكامل] 2779 - أَسَدٌ عَلَيَّ وَفِي الحُرُوْبِ نَعَامَةٌ ... رَبْدَاءُ تَنْفِرُ مِنْ صَفِيْرِ الصَّافِرِ هَذ الأَبْيَاتِ قَالَهَا عِمْرَان بن حَطَّانَ فِي الحِجَّاجِ بن يُوْسُفِ الثَّقَفِيّ وَكَانَ مِنَ الجُبَنَاءِ المَعْدُوْدِيْنَ بِقبيحِ الجبنِ وغَزَالَةُ اسْمُ امْرَأَةٍ مِنَ الخوَارِجِ دَعَتِ الحجَّاج إِلَى المُبَارَزَةِ فَجَبُنَ عَنْهَا يُعَيِّرهُ بِذَلِكَ. ابْنُ الرُّوْمِيُّ يَرْثِي: [من الكامل] 2780 - أَسَدٌ مَضَى وَتَخَلَّفَتْ أَشْبَالُهُ ... وَعَلَيَّ أَنْ تَسْتَأسِدَ الأَشْبَالُ قبَلهُ: إما أصبت فللنجوْم مغاورٌ ... تغنا لهنة وللجبال زوالُ ¬
أسد مضى. البيت. [من الوافر] 2781 - أُسَرُّ إِذَا بَلِيْتُ وَذَابَ جِسْمِي ... لَعَلَّ الرِّيْحَ تَحْمِلُنِي إِلَيْهِ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ يَحْيَى: [من الطويل] 2782 - أُسَرُّ وَفَاءً ثَمَّ أُظْهِرُ غَدْرَةً ... فَمَنْ لِي بِعُذْرٍ يُوْسعُ النَّاسَ ظَاهِرُه قَالَ مَرْوَانُ بن مُحَمَّد لِعَبْدِ الحَمِيْدِ بن يَحْيَى لَمَّا أَيْقَنَ بِزَوَالِ ملْكِهِ قَدْ احْتَجْتَ إِلَى أَنْ تَصِيْرَ مَعَ عَدُوِّي وَتُظْهِرَ الغَدْرَ بِي فَإِنَّ إعْجَابَهُمْ بِأَدَبِكَ وَحَاجَتَهُمْ إِلَى كِتَابَتِكَ تَدْعُوْهُمْ إِلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِكَ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنْفَعَنِي فِي حَيَاتِي وَإِلَّا لَمْ تَعْجَز عَن حِفْظِ حُرْمَتِي بَعْدَ وَفَاتِي، فَقَالَ عَبْدُ الحَمِيْدِ إِنَّ الَّذِي أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْفَعُ لَكَ وَأَقْبَحُ بِي وَلَيْسَ عِنْدِي إِلَّا الصَّبْرُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ لَكَ أَو أُقْتَلَ مَعَكَ ثُمَّ قَالَ: أُسَرُّ وَفَاءً ثُمَّ أظْهِرُ غَدْرَةً. البَيْتُ المَعَرِيُّ فِي الدُّنْيَا: [من الطويل] 2783 - أَسَرَّ هَوَاهَا الشَّيْخُ وَالكَهْلُ وَالفَتَى ... بِجَهْلٍ فَمِنْ كُلِّ النَّوَاظِرِ تَرْمَقُ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الكامل] 2784 - اسْعَدْ بِمَالِكَ فِي الحَيَاةِ فَإِنَّمَا ... يَبقَى وَرَاءَكَ مُصْلِحٌ أَو مُفْسِدُ بَعْدهُ: فَإِذَا تَرَكْتَ لِمُفْسِدٍ لَمْ يُبْقِهِ ... وَأَخُ الصَّلَاحِ قَلِيْلَهُ يَتَزَيَّدُ كُنْ مَا اسْتَطَعْتَ لِمَالِ نَفْسِكَ وَارِثًا ... إِنَّ المُوَرِّثَ نَفْسُهُ لَمُسَدِّدِ أَبُو الفَتْح بن العَمِيْدِ: [من الكامل] 2785 - اسْعَدْ بِنُوْرُوْزٍ أتاكَ مُبَشِّرًا ... بِسَعَادَةٍ وَزِيَادَةٍ وَدَوَامِ [من البسيط] ¬
2786 - اسْعَدْ سَعدتَ بِعِيْدِ النَّحْرِ فِي دَعَةٍ ... مُهَنَّأً آمِنًا مِنْ حَادِثِ الغِيَرِ بَعْدهُ: وَانْحَرْ أَعَادِيْكَ قَبْلَ النَّحْرِ وَابْقَ عَلَى ... مَرِّ الجَدِيْدَيْنِ فِي صَفْوٍ بِلَا كَدَرِ وَعِشْ وَدُمْ وَابْقَ فِي عِزٍّ وفي سَعَةٍ ... مَا غَرَّدَ الوُرْقُ يَوْمًا فِي ذُرَى الشَّجَرِ جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخلَافَةِ: [من المنسرح] 2787 - أَسْعَدَكَ اللَّهُ بِالسَّلَامَةِ وَالنَّـ ... ـــعْمَةِ وَالعِزِّ وَالعُلا أَبَدَا [من السريع] 2788 - أَسْعَدُنَا مَنْ وَفَّقَ اللَّهُ ... لِكُلِّ أَمْرٍ مِنْهُ يَرْضَاهُ بَعْدهُ: وَمَنْ رَضَى مِنْ رِزْقِهِ بِالَّذِي ... قَدَّرَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ وَكُلُّ مَنْ عَاشرَ إِلَى غَايَةٍ ... فِي العُمْرِ فَالمَوْتُ قصارَاهُ الوَلِيْدُ بنُ يَزِيْدَ: [من الوافر] 2789 - أَسُعْدَى مَا إلَيْكِ لَنَا سَبِيْلٌ ... وَلَا حَتَّى القِيَامَةِ مِنْ تَلَاقِ كَانَ الوَليْدُ يَزِيْدُ بن عَبْدِ المَلِكِ قَدْ عَشِقَ سَعْدَى ابْنَةُ سَعِيْدِ بن عَمْرِو بن عُثْمَانَ بن عَفَّانَ فَتَزَوَّجَهَا ثُمَّ تَعَاشَقَ أخْتهَا سَلْمَى فَطَلَّقَ سَعْدَى وَتَزَوَّجَ سَلْمَى فَرجَعَتْ سَعْدَى إِلَى المَدِيْنَةِ وَتَزَوَّجَتْ بِشْر بن الوَليْدِ بن الوَليْدِ بن عَبْدِ المَلِكِ ثُمَّ نَدِمَ الوَّليْدُ عَلَى فِرَاقِهَا وَكَلِفَ بِحبِّهَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا أَشعَبَ المُضْحِكَ وَأَمَرَ لَهُ بِعِشْرِيْنَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَقَالَ لَهُ أَبْلِغْ رِسَالَتِي إِلَى سَعْدَى وَقُلْ لَهَا يَقُوْلُ لَكِ الوَليْدُ: أَسَعْدَى مَا إِلَيْكِ لنَا سَبِيْلٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): بَلَى وَلَعَلَّ دَهْرًا أَنْ يُوَاتِي ... بِمَوْتٍ مِنْ حَلِيْلٍ أَو فِرَاقِ ¬
فَأَتَاهَا أَشْعَبُ فَاسْتَأذَنَ عَلَيْهَا وَكَانَ نِساءُ المَدِيْنَةِ لَا يَحْتَجِبْنَ عَنْهُ فَأَنْشَدَهَا البَيْتَيْنِ فَقَالَتْ لِجَوَارِيْهَا خُذْنَ هَذَا الخَبِيْثَ وَقَالَتْ مَا الَّذِي جَزَاَكَ عَلَى هَذِهِ الرِّسَالَةِ قَالَ إنَّهَا بِعِشْرِيْنَ أَلْفِ دِرْهَمٍ مُعَجَّلَةٍ مَقْبُوْضَةٍ قَالَت واللَّهِ لأَجْلِدَنَّكَ أَو لِتَبْلِغَنَّهُ عَنِّي قَالَ فَاجْعَلِي لِي جُعْلًا قَالَت لَكَ بِسَاطِي هَذَا قَالَ قُوْمِي عَنْهُ فَقَامَتْ فَطَوَى البِسَاطَ وَقَالَ هَاتِي رِسَالتَكِ قَالَ قُلْ لَهُ (¬1): أَتَبْكِي عَلَى سَعْدَى وَأَنْتَ تَرَكْتهَا ... فَقَدْ ذَهَبَتْ سَعْدَى فَمَا أَنْتَ صَانِعُ فَلَمَّا بَلَّغَهُ لِلْوَلِيْدِ رِسَالتَهَا اغْتَاظَ عَلَى أَشْعَبٍ وَأَمَرَ بقَتْلِهِ فَقَالَ لَهُ أَشْعَبُ يَا سَيِّدِي مَا كُنْت لتُعَذِّبَ عَيْنَيْنِ نَظَرَتَا إِلَى سَعْدَى، فَضَحِكَ وَخَلَّى سَبِيْلَهُ وَأَقَامَتْ عِنْدَهُ سَلْمَى إِلَى أَنْ قُتِلَ عَنْهَا. ابن شَمْسُ الخلَافَةِ: [من الرمل] 2790 - أَسْعَفَتْ بِالوَصْلِ ثَمَّ ارْتَجَعَتْ ... لَيْتَ لَمْ تُسْعِفْ وَلَمْ تَرْتَجِعْ قَيْسُ الأَصْلَتِ: [من السريع] 2791 - أَسْعَى عَلَى جُلِّ بَنِي مَالِكٍ ... كُلُّ امْرِئٍ فِي شَأنِهِ سَاعِ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَيْسَ قطى مِثْلُ قطّي وَلَا ... المرعَّى فِي الأَقْوَامِ كَالرَّاعِي يُضْرَبُ البَيْتُ الأَوَّلُ فِي المَجْهُوْلِ وَهُوَ المَثَلُ. عُرْوَةُ بنُ أذَيْنَةَ: [من البسيط] 2792 - أَسْعَى لَهُ فَيُعَنِّيْنِي تَطَلُّبُهُ ... وَلَوْ قَعَدْتُ أَتَاني لَا يُعَنِّيْنِي مُحَمَّد بن شِبْلٍ: [من البسيط] 2793 - أَسْعَى وَيُدْرِكُ قَوْامَا سَعِيْتُ لَهُ ... هُبِلْتَ يَا دَهْرُ تَرْعَاهُمْ وَتُهْمِلُنِي ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا: إِمَّا أَبَيْتُ البَاغِي يُجَادِلُنِي ... فَمَانُ الفَحْلِ ابَّاءٌ عَلَى الرَّسَنِ أَهْوَى المَعَالِي وَالأَسْمَالُ مِنْهَجَةٌ ... وَأَسْتَقِ العِزّ مِنْ حَتْفِي فَيُنْعِشُنِي وَلَا أُقِيْمُ عَلَى حَالٍ أذلُّ بِهَا ... إِنَّ الذَّلِيْلَ غَرِيْبٌ وَهُوَ فِي الوَطَنِ عُرْوَة بنُ أذَيْنَةَ: [من البسيط] 2794 - أَسْعَى لأَطْلُبَ رِزْقِي وَهُوَ يَطْلِبُنِي ... وَالرِّزْقُ أَكْثَرُ لِي مِنِّي لَهُ طَلَبَا الأَبُيوْرِديُّ: [من الطويل] 2795 - أَسَفَّ بِهمْ عِرْقٌ لَئِيْمٌ إِلَى الخَنَا ... وَكَيْفَ يَطِيْبُ الفَرْعُ والأَصْلُ يَخْبُثُ المُتَنَبِّي: [من الكامل] 2796 - أَسَفِي عَلَى أَسَفِي الَّذِي دَلَّهْتَنِي ... عَنْ عِلْمِهِ فَبِهِ عَلَيَّ خَفَاءُ إِسْحَاقُ المَوْصِلِيُّ: [من الخفيف] 2797 - إسْقِنِي بِالكَبِيْرِ يَا سَعْدُ حَتَّى ... أَحْسَبَ النَّاسَ كلُّهُمْ لِي عَبِيْدَا بَعْدهُ: وَأَرَانِي إِذَا مَسْيْتُ كَأَنِّي ... أعدلُ الأَرْضَ خَشْيَةً أَنْ تمِيْدَا لَوْ يَرَى النَّاسُ فِي المَدَامَةِ رَأيِي ... لَمْ يَبِيْعُوا بِبَذْرَةٍ عنْقُوْدَا [من الحفيف] 2798 - أَسْقِنِي مِنْ سُلَافِ رِيْقِ سُلَيْمَى ... وَاسْقِ هَذَا النّدَيْمَ كأسًا عُقَارَا أَبُو نوَاسٍ: [من المنسرح] ¬
2799 - أسْكَرُ بِالأَمْسِ إِنْ عَزَمْتُ عَلَى الشُّرْ ... بِ غَدًا إِنَّ ذَا مِنَ العَجَبِ قَبْلهُ: أَمُرُّ بِالكَرْمِ خَلْفَ حَائِطِهِ ... تَأخِذُنِي نَشْوَةٌ مِنَ الطَّرَبِ أَسُكْر بالأَمِسُ. البيت القَاضِي الشَّهْرُزُوْيُّ: [من الطويل] 2800 - أَسُكَّانَ نَعْمَانِ الأَرَاكِ تَيَقَّنُوا ... بِأَنَّكُمْ فِي رَبْعِ قَلْبِيَ سُكَّانُ بَعْدهُ: سَلُوا اللَّيْلَ عَنِّي مُذْ تَبَاعَدَ شَخْصُكُمْ ... هَلِ اكْتَحَلَتْ بِالنَّوْمِ لِي فِيْهِ أَجْفَانُ؟ وَهَلْ جُرِّدَتْ أَسْيَافُ بَرْقِ دِيَارِكُمْ ... فَكَانَتْ لَهَا إِلَّا جُفوْني أَجْفَانُ بَشَّارٌ: [من الكامل] 2801 - أُسْكُنْ إِلَى سَكَنٍ تُسَرُّ بِهِ ... ذَهَبَ الزَّمَانُ وَأَنْتَ مُنْفَرِدُ يَقُوْلُ مِنْهَا: تَرْجُو غَدًا وَغَدٌ كَحَامِلَةٍ ... فِي الحَيِّ لَا يَدْرُوْنَ مَا تَلِدُ [من مجزوء الكامل] 2802 - أُسْلُكْ مِنَ الطُّرُقِ المَنَاهِجِ ... وَاصْبِر ولَوْ حُمِّلْتَ لَاعِجْ بَعْدهُ: أَنْفِذْ هُمُوْمَكَ لَا تَضِقْ ... ذَرْعًا بِهَا فَلَهَا مَفَارِجْ وَاقْضِ الحَوَائِجَ مَا اسْتَطَعْتَ ... وَكُنْ لِهَمِّ أَخِيْكَ فَارِجْ فَلَخَيْرُ أَيَّامِ الفَتَى يَوْمٌ ... قَضى فِيْهِ الحَوَائِجْ ¬
[من الوافر] 2803 - أُسَلِّمُ إِنْ أَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا ... وَأَتْرُكُ مَا أَرِيْدُ لِمَا يُرِيْدُ جَرِيْرٌ: [من الطويل] 2804 - أُسْلِّيْكَ عَنْ زَيْدٍ لِتَسلَى وَقَدْ أَرَى ... بِعَيْنِكَ مِنْ زَيْدٍ قَذًى غَيْرَ نَارخِ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 2805 - إِسْلَمْ سَلِمْتَ عَلَى الأَيَّامِ مَا بَقِيَتْ ... قَرَائِنُ الدَّهْرُ وَالأَيَّامُ وَالحِقَبُ خَالِدُ الكَاتِبُ: [من البسيط] 2806 - اسْلَمْ فَلَسْنَا نُبَالِي مَا سَلِمْتَ لَنَا ... مَا أَحْدَثَ الدَّهْرُ فِي مَالٍ وَفِي وَلَدِ بَعْدهُ: وَلَا تَحِنُّ إِلَى إِلْفٍ وَلَا وَطَنٍ ... إِذَا سَلِمْت وَلَا تَأتِي تآسَى عَلَى أَحَدِ البُحْتُرِيُّ: [من السريع] 2807 - إِسْلَمْ لنا يَسلَمْ لَنَا عِزُّنَا ... وَابْقَ فَإِنَّ الخَيْرَ مَا عِشْتَ بَاقْ ابن شَمْسِ الخلَافَةِ: [من السريع] 2808 - أَسْلَمَنِي حُبُّ سُلَيْمَى إِلَى ... أَوَّلِ وَجْدٍ مَالَهُ آخِرُ أَبْيَاتُ جَعْفَرُ بنُ شَمْسُ الخلَافَةِ مِنْ خَطِّهِ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا المَلِكِ النَّاصرِ صَاحِبَ حَلَبَ أَوَّلُهَا: طَرفكَ هَذَا الفَاتِنُ الفَاتِرُ ... عَلَيْهِ طَرْفِي هَامٌ هَامِرُ ¬
أَسْلَمَنِي حُبُّ سُلَيْمَى إِلَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكَيْفَ يَنْجَو الغُرُّ مِنْ لُجَّةٍ ... يَغْرَقُ فِيْهَا السَّابِحُ المَاهِرُ؟ قُلْ لِلَّذِي أشمتَهُ إِنْ عَدَا ... عَلَيَّ دَهْرٌ خَائِنٌ غَادِرُ إِنْ كُنْتَ مَسْرُوْرًا بِمَا سَاءنِي ... فَعَنْ قَلِيْلٍ يَنْهَضُ العَاثِرُ مَا أَنَا مِنْ نَيْلِ المُنْى آيِسٌ ... وَالمَلِكُ النَّاصِرُ لِي نَاصِرُ أَعَدْلُ خَلْقِ اللَّهِ لَكِنَّهُ ... عَلَى اللهى عِنْدَ النّدَى جَائِرُ كَمْ وَارِدٍ مَشْرَعَ العَامِهِ ... بشره بِالظَّفَر الصَّادِرُ يَبذُل للقُصَّادِ فوق المُنَى ... وَهُوَ لِمَا يُبْذِلُهُ جَاقِرُ مَوْلَايَ جُدْ لِي بِالَّذِي أَرْتَجِي ... مِنْكَ وَزِدْنِي إِنَّنِي شَاكِرُ أَنْتَ الَّذِي أَصْبَحَ يَحْيَى بِهِ ... وَيَهْتَدِي الحَائِنُ وَالحَائِرُ وَالنَّاسُ جِسْمٌ أَنْتَ رُوْح لَهُ ... وَمُقْلَةٌ أَنْتَ لَهَا نَاظِرُ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 2809 - إِسْلَمْ وَلَا زِلْتَ فِي سِتْرٍ مِنْ النُّوَبِ ... وَعِشْ حَمِيْدًا عَلَى الأَزْمَانِ وَالحِقَبِ يَزِيْدُ بن مُعَاوِيَةَ: [من مجزوء الخفيف] 2810 - إِسْلَمِي أَمَّ خَالِدِ ... رُبَّ سَاعٍ لِقَاعِدِ أُمُّ خَالِدٍ امْرَأَتُهُ وَاسْمُهَا حَيَّةُ بِنْتُ الرَّجُلِ الصَّالِحِ أَبِي هَاشِمِ بن عُيَيْنَةَ بن رَبِيْعةَ رَحمَهُ اللَّهُ وَكَانَتْ مِنْ عَقَائِلِ نِسَائِهِمْ وَكَانَ مُؤثِرًا لَهَا وَإِيَّاهَا عَنَى بِقَوْلِهِ (¬1): إِذَا سِرْتُ مِيْلًا أَو تَغَيَّبْتُ سَاعَةً ... دَعَتْنِي دَوَاعِي الحُبِّ مِنْ أُمِّ خَالِدِ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ: رُبَّ سَاعٍ لِقَاعِدِ. وَهُوَ المَثَلُ عَلَى أَنْ النَّابِغَةَ قَدْ قَالَ قَبْلَهُ: أَتَى أَهْلَهُ مِنْهُ حِبَاءٌ وَنعْمَةٌ ... وَرُبَّ امْرِئٍ يَسْعَى لآخَرَ قَاعِدِ. * * * ¬
وَمِنْ بَابُ (أَسْمَاك) قَوْلُ العَبَّاسِ بن الأَحْنَفِ (¬1): أَسْمَاكِ لِي قَوْمٌ وَقَالُوا إِنَّهَا ... لَهْيَ الَّتِي تَشْقَى بِهَا وَتُكَابِدُ فَجَحَدْتهُمْ لِيَكُوْنَ غَيْرِكِ ظنّهُمْ ... إِنِّي لَيُعْجِبُنِي المُحِبُّ الجاحِدُ مَرِضَتْ فَجِئْتُ أَعُوْدهَا فَتَبَرَّمَتْ ... فَهْيَ الصَّحِيْحَةُ وَالمَرِيْضُ العَائِدُ شَمْسُ الدِّيْنِ الكُوْفِيّ الوَاعِظُ رَحَمَهُ اللَّه: [من البسيط] 2811 - أَسْمَاءُ عُسَّاقِ لَيْلَى فِي صَحَائِفِهَا ... مَكْتُوبَةٌ قَبْلَ خَلْقِ اللّوْحِ وَالقَلَمِ [من الكامل] 2812 - اسْمُ الصَّدِيْقِ عَلَى كثِيْرٍ وَاقعٌ ... وَقَدْ اخْتبَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ فَتًى يَفِي [من السريع] 2813 - اسْمَعْ فَقَدْ آذَنَكَ الصَّوْتُ ... إِنْ لَمْ تُبَادِرْ فَهُوَ الفَوْتُ ابن المُعْتَزِّ: [من المنسرح] 2814 - أَسْمَعُ قَوْلًا وَلَا أَرَى أَحَدًا ... مَنْ ذَا الشَّقيُّ الَّذِي أَبَاحَ دَمَه وَمِنْ بَابِ (اسْمَع) قَوْلُ زُهَيْرُ المصْرِيُّ وَقَدْ اخْتُلِفَ عِنْدَهُ فِي مَحَبَّةِ البِيْض وَالسُّمْرِ فَقَالَ (¬1): اسْمَعْ مَقَالَةَ حَقٍّ ... وَكُنْ بِحَقِّكَ عَوْنِي إِنَّ المَلِيْحَ مَلِيْحٌ ... يُحَبُّ فِي كُلِّ لَوْنِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ أحْمَد بن فَارِسٍ القَزْوِيْنِي (¬2): ¬
اسْمَعْ مَقَالَةَ نَاصحٍ ... جَمَعَ النَّصيْحَةَ وَالمِقَه إيَّاكَ وَاحْذَرْ أَنْ تَكُوْنَ ... مِنَ الثِّقَاتِ عَلَى ثِقَة وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ: النَّاسُ: مَا صَدَّقَكَ إِلَّا مَازِحٌ أَو سَكْرَانُ. أَنْشَدَ ابْنُ بَسَّامٍ (¬1): أسْمَعَنِي المَكْرَوْهَ ثمَّ اشْتَفَى ... ثُمَّ انْثَنَى بِالعُذْرِ الفَاضِحِ يَقُوْلُ سِكْرٌ وَمُزَاحٌ جَرَى ... وَالصِّدْقُ لِلسّكْرَانِ وَالمَازحِ حصنُ بن حُذَيْفَةَ بنُ بَدْرِ الفَزَارِيُّ: [من البسيط] 2815 - أَسْمُو لِمَا كَانَتِ الآبَاءُ تَطلِبُهُ ... عِنْدَ المُلُوْكِ فَطَرْفِي نَحْوَهُمْ سَامِي [من الطويل] 2816 - أُسُوْدٌ إِذَا مَا غِبْتُ يَنْتَهِشُوْنَنِي ... وَإِنْ أَشْهَدَ النَّادِي تَرَاهُمْ ثَعَالِبُهْ بَعْدهُ: وَفَّرْتُ لَهُمْ لَحْمِي يَأكُلُوْنَهُ ... وَمَا آفَةُ الإنْسَانِ إِلَّا أَقَارِبُه دِعْبِلٌ: [من الكامل] 2817 - أُسُوْدٌ إِذَا مَا كَانَ يَوْمُ وَلِيْمَةٍ ... وَلَكِنَّهُمْ يَوْمَ اللِّقَاءِ ثَعَالِبُ أَبُو حَسَنٍ عُمَر بن إبْرَاهِيْم البَصْرِيُّ: [من الخفيف] 2818 - أَسْوَدُ الوَجْهِ وَالعِمَامَةِ وَالبَغـ ... ـلةِ وَالخُفِّ وَالقَفَا وَالغُلَامِ مُحَمَّد بن شِبْلٍ يَرْثِي أَخَاهُ: [من الوافر] 2819 - أُسَوِّدُ بِالكَآبَةِ وَجْهَ صُبْحِي ... وَأَغْسِلُ لَوْنَ لَيْلِي بِالبُكَاءِ ¬
حَاتِمٌ الطَّالِيُّ: [من الوافر] 2820 - أُسَوِّدُ ذَا الفَعَالِ وَلَا أُبَالِي ... عَلَى أَنْ لَا أُسَوْدَ إِذَا كُفِيْتُ أَبُو خَالِد المُهَلَّبِيُّ: [من الوافر] 2821 - أُسَوِّفُ تَوْبَتِي خَمْسِيْنَ حَوْلًا ... وَظَنِّي أَنَّ مِثْلِي لَا يَتُوْبُ بَعْدهُ: يَقُوْمُ بِالْتِفَافِ العُوْدِ لَدْنًا ... وَلَا يَتَقَوَّمُ العُوْدُ الصَّلِيْبُ وَيُرْوَيَانِ لِلمُوْصلِّيّ. سُبَيْعٌ التَّمِيْمِيُّ: [من الطويل] 2822 - أُسَوِّيْكَ بِالمَرْءِ الَّذِي لَسْتَ مِثْلَهُ ... وَكيْفَ يُسَوَّى صَالِحُ القَوْمِ بِالرَّذْلِ فِي المَثَلِ مَاءٌ وَلَا كَصَدًى، مَرْعًى وَلَا كَسَعْدَانِ، فَتًى وَلَا كَمَالِكٍ. قَالَ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ للحَارثِ ابن أَبِي الشُّمَّرِ: أبَيْتَ اللَّعْنَ إِنَّ النّعْمَانَ بن المُنْذِرِ يُسَامِيْكَ وَوَاللَّهِ إِنَّ قَفَاكَ أَحْسَنَ مِنْ وَجْههُ وَشِمَالِكَ خَيْر مِنْ يَمِيْنِهِ وَإِنَّ عِدَّتِكَ أَحْضَرُ مِنْ نَقْدِهِ وَغَدَاكَ أَوْسَعُ مِنْ يَوْمِهِ وَكُرْسِيْكَ أَرْفَعُ مِنْ سَرِيْرِهِ أُمُّكَ أَشْرَفُ مِنْ أَبِيْهِ. وَجِيْهُ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ: [من الطويل] 2823 - أَسِيْرُ بِجِسْمٍ فِي البِلَادِ مُشَرِّقٍ ... وَقَلْبٍ إِلَيْكُمْ بِالحَنِيْنِ مُغَرِّبِ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الوافر] 2824 - أُسِيْغُ الغَيْظَ مِنْ نُوَبِ اللَّيَالِي ... وَلَا يَشْعُرْنَ بِالحَنِقِ المَغِيْظِ بَعْدهُ: ¬
وَأَرْجُو الرِّزْقَ مِنْ خَرْقٍ دَقِيْقٍ ... يُسَدُّ بِسِلْكِ حِرْمَانٍ غَلِيْظِ وَأَرْجِعُ لَيْسَ فِي كَفَّيَّ مِنْهُ ... سِوَى عَضِّ اليَدَيْنِ عَلَى الحُظُوْظِ البُحْتُريُّ: [من الطويل] 2825 - أُسِفُّ إِذَا أَسْفَفْتُ يَوْمًا لِمَطْلَبٍ ... خَفٍ وَأُرَانِي مُثرِيًا حِيْنَ أَقْنَعُ [من الطويل] 2826 - أَسًى كَثُرَتْ حَتَّى اطْمَأنَّ لَهَا الجوَى ... وَأَرْزَاءُ فَجْعٍ قَرْحُهَا فِي الضَّمَائِرِ بَعْدهُ: وَمَا أَبْقَتِ الأَيَّامُ وَجْدًا لِوَاجِدٍ ... كَمَا أَنَّها لَمْ تُبْقِ صَبْرًا لِصَابِرِ ذو الرمّة: [من الطويل] 2827 - أَسِيلَةُ مَجْرَى الدَّمْعِ هَيْفَاءُ طَفْلَةٌ ... شَمُوْش كَإيْمَاضِ الغَمَامِ ابْتِسَامُهَا بَعْدَهُ: كَأَنَّ عَلَى فِيْهَا وَمَا ذقْتُ طَعْمهُ ... مُجَاجَةُ خَمْرٍ طَابَ فِيْهَا مُدَامُهَا وَقَالَ آخَرُ (¬1): وَبَيْضاءَ مِكْسَالٌ لَغُوْبٌ خَرِيْدَةٌ ... يَطُوْلُ لَدَى لَيْلِ التَّمَامِ مَنَامُهَا كَأَنَّ وَمِيْضَ البَرْقِ بَيْنِي وَبَيْنهَا ... إِذَا حَانَ مِنْ بَعْضِ البُيُوْتِ ابْتِسَامُهَا كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 2828 - أَسِيْئِي بِنَا أَو أَحْسِنِي لَا مَلُوْمَةً ... لَدَيْنَا وَلَا مِقْلِيَّةً إِنْ تَقَلَّتِ الصَّلْتَانُ العَبْدِيُّ: [من المتقارب] 2829 - أَشَابَ الصَّغِيْرَ وَأَفْنَى الكَبِيْرَ ... مُرُوْرُ الغَدَاةِ وَكَرُّ العَشِي ¬
بَعْدَهُ: إِذَا لَيْلَةٌ هَرَّمَتْ يَوْمَهَا ... أَتَى بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمَ فَتِي نَرُوْحُ وَنَغْدُو لِحَاجَاتِنَا ... وَحَاجَةُ مَنْ عَاشَ لَا تَنْقَضِي تَمُوْتُ مَعَ المَرْءِ حَاجَاتُهُ ... وَتَبْقَى لَهُ حَاجَة مَا بَقِي إِذَا قُلْتُ يَوْمًا لِمَنْ قَدْ نَرَى ... أَرُوْنِي السَّرَى أَرُوْكَ الغَنِي أَلَمْ تَرَ لُقْمَانَ أَوْصَى ابْنَهُ ... وَأَوْصَيْتُ عَمْرًا وَنعْمَ الوَصِي بُنَيَّ إِذَا خَبَّ نَجْوَى الرِّجَالِ ... فَكُنْ عِنْدَ سِرّكَ خَبَّ النَّجِي وَسِرُّكَ مَا كَانَ عِنْدَ امْرِئٍ ... وَسِرُّ الثَّلَاثَةِ غَيْرُ الخَفِي * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ (¬1): أَشَاءُ سِوَى مَشِيْئَتِهِمْ ... فَآتِي مَشِيْئَتَهُمْ وَأَتْرُكُ مَا أَشَاءُ [من الوافر] 2830 - أَشَاعُوا مَا عَلِمْتَ مِنَ الدَّوَاهِي ... وَعَابُوْنَا وَمَا فِيْهِمْ رَشِيْدُ الرَّضِيُّ فِي البُسْتِيِّ: [من الوافر] 2831 - أُشَاقُ إِذَا رَأَيْتُكَ مِنْ بَعِيْدٍ ... وَأَطْرَبُ إِنْ رَأَيْتُكَ مِنْ قَرِيْبِ حَاتِمٌ الطَّائيُّ: [من الطويل] 2832 - أُشَاوِرُ نَفْسَ الجُوْدِ حَتَّى تُطِيْعَنِي ... وَأَتْرُكَ نَفْسَ البُخْلِ مَا أَسْتَشِيْرُهَا أَبْيَاتُ حَاتِمُ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: ¬
ألَا أُرِّقَتْ عَيْنِي فَبِتُّ أَدِيْرُهَا ... حِذَارَ غدٍ أَحْجَى بِأَنْ لا يُضِيْرُهَا يَقُوْلُ مِنْهَا: وَإِنَّا نُهِيْنُ المَالَ فِي غَيْرِ ضِنَّةٍ ... وَمَا يَشْتَكِيْنَ فِي السِّنِيْنَ ضَرِيْرُهَا إِذَا مَا بَخِيْلُ النَّاسِ هَرَّتْ كِلَابُهُ ... وَشَقَّ عَلَى الضَّيْفِ ضَعِيْفَ عُقُوْرِهَا فَإِنَّي خَبَان الكَلْبِ بَيْتِي مُوَطَّأٌ ... أَجُوْدُ إِذَا مَا النَّفْسُ شَحَّ ضَمِيْرُهَا وَإِنَّ كِلَابِي قَد أَقَرَّتْ وَعُوِّدَتْ ... قَلَيْلُ عَلَى مَنْ يَعْتَرِيْنِي هَرِيْرهَا أُشَاوِرُ نَفْسَ الجُّوْدِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَيْسَ عَلَى نَارِي حِجَابٌ يَكِنُّهَا ... لِمُسْتَوْحِشٍ لَيْلًا وَلَكِنْ أُنِيْرُهَا فَلَا وَأَبِيْكَ مَا يَظَلُّ ابْنُ جَارَتِي ... يَطُوْفُ حَوَالَي قَدْرِنَا مَا يَطُوْرُهَا وَمَا تَسْكِيْنِي جَارَتِي غَيْرَ أَنَّنِي ... إِذَا غَابَ عَنْهَا بَعْلَهَا لَا أَزُوْرُهَا سَيَبْلُغُهَا خَيْرِي وَيَرْجِعُ بَعْلُهَا ... إِلَيْهَا وَلَمْ يُقْصُرْ عَلَيَّ سُتُوْرُهَا يُقَالُ: طَرِقَ فُلَانٌ أي أَتَيْتُهُ. وَقَوْلُهُ: يُقْصُرْ عَلَيَّ سُتُوْرُهَا. قَصَرَتْ السّتْرَ أَرْسَلتهُ. * * * وَمِنْ بَابِ (أَشِبُّ) قَوْلُ الصَّاحِبِ (¬1): أُشَبِّبُ لَكِنْ بِالمَعَالِي أَشِيْبُ ... وَأنسبُ لِمَنْ بِالمَكَارِمِ أُنْسَبُ * * * أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ أَبِي الشِّيْصِ (¬2): عَشِقَ المَكَارمَ فَهُوَ مُعْتَمِدٌ لَهَا ... وَالمَكْرُمَاتِ قَلِيْلَةُ العُشَّاقِ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 2833 - أُشَبِّهُهُ نَقْشَ العَرُوْسِ تَخَضَّبَتْ ... فلَمَّا انْقَضَى الأُسْبُوْعُ مِنْ عُرْسِهَا نَصَلْ ¬
أَبُو الشِّيْصِ: [من الكامل] 2834 - أَشْبَهْتِ أَعْدَائي فَصِرْتُ أُحبُّهُمْ ... إِذْ كَانَ حَظِّي مِنْكِ حَظِّي مِنْهُمُ أَبُو حَفْصُ الشِّطْرَنْجِيّ فِي سَوْدَاءَ: [من السريع] 2835 - أَشْبَهَكِ المِسْكُ وَأَشْبَهْتِهِ ... قَائِمَةً فِي لَوْنِهِ قَاعِدَه هُوَ أَبُو حَفْصُ الشَّطْرَنْجِيُّ مَوْلَى المَهْدِيّ قَالَهُ فِي دَنانِيْرَ جَارِيَةِ يَحْيَى بن خَالِدٍ صَاحِبَةُ الصّنْعةِ وَكَانَتْ سَوْدَاءَ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ اخْتَرَعَ هَذَا المَعْنَى. أَنْشَدَ لِيُّ ابن قُطْرَب لأبيه: [من البسيط] 2836 - أَشْتَاقُ بِالنّظْرَةِ الأَوْلَى قَرِيْنَتَهَا ... كأَنَّنِي لَمْ أُسَلِّفْ قَبلَهَا النَّظَرَا [من البسيط] 2837 - أَشْتَاقُ سُمْرَ القَنَا مِنْ أَجْلِ مُشْبِهَهَا ... قَدًّا وَأَعْشَقُ حَتَّى مَنْ بِهَا طُعِنَا اسْتَشْهَدَتْ بَعْضُ الغَوانِي بِهَذَا البَيْتِ وَقَدْ رَأَتْ القَثَاءَ فِي مَعْنَى خَطَرَ ببَالِهَا تُشَبِّهُهُ بِهِ، وَكَانَتْ مِنْ أَهْلِ عَصرِنَا. كَثَيِّرٌ: [من الكامل] 2838 - أَشْتَاقُ عَزَّةَ أَنْ يَمُرَّ خَيَالُهَا ... بِالعَيْنِ قَبْلَ مُرُوْرِهِ بِالخَاطِرِ بَعْدهُ: وَيَسُوؤني أَنْ يَنْقَضِي يَوْمٌ وَمَا مَتَّعْتُ ... مِنْ أعْطَافِ عَزَّةَ نَاظِرِي [من الكامل] 2839 - أَشْتَاقُكُمْ حَتَّى إِذَا نَهَضَ الهَوَى ... بِي نَحْوَكُمْ قَعَدَتْ بِيَ الأَيَّامُ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من البسيط] ¬
2840 - أَشْتَاقُكُمْ فَدَوَاعِي الشَّوْقِ تُنْهِضُنِي ... إِلَيْكُمْ وَعَوَادِي الدَّهْرُ تُقْعِدُنِي [من البسيط] 2841 - أَشْتَاقُهُمْ إِنْ دَنُوا مِنِّي وَإِنْ بَعُدُوا ... وَإِنْ أَقَامُوا وَإِنْ غَابُوا وَإِنْ حَضَرُوا قَبْلهُ: لَمْ يَبْقَ لِي يَوْمَ جَدَّ البَيْنُ مُصْطَبَرُ ... وَلَا فُؤَادٌ وَلَا سَمْع وَلَا بَصَرُ أَشْتَاقُهُمْ إِنْ دَنُوا مِنِّي. البَيْتُ الحَاجِرِيُّ الإِرْبَلِيُّ: [من البسيط] 2842 - أَشْتاقُهُ وَهُوَ فِي قَلْبِي وَلَيْسَ عَلَى ... بُعْدِ المَسَافَةِ أَنْسَاهُ فَأَذْكُرُهُ بَعْدهُ: يَجْنِي عَلَيَّ بِلَا ذَنْبٍ وَمِنْ عَجَبٍ ... إِنَّ الجِنَايَةَ إِحْسَان فَأشْكُرُهُ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من مجزوء الرمل] 2843 - إشْتَرِ العِزَّ بِمَا بِيْعَ ... فَمَا العِزُّ بِغَالِي بَعْدهُ: بِالقِصَارِ البيْضِ إِنْ شِئْـ ... ـتَ أَوِ السُّمْرِ الطِّوَالِ لَيْسَ بِالمَغْبُوْنِ عَقْلًا ... مَنْ شَرَى عِزًّا بِمَالِ إِنَّمَا يُدَّخَرُ المَالُ ... لِحَاجَاتِ الرِّجَالِ وَالفَتَى مَنْ جَعَلَ الأَ ... مْوَالَ أُثْمَانُ المَعَالِي قَالَهُ النَّقِيْبُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّد بن مُوْسَى الرَّضِيُّ عَلَى البَدِيْهَةِ وَقَدْ ذُكِرَ لَهُ مَا بَذَلَهُ ابْنُ مَاسَرْجِيْسَ مِنَ الدَّنَانِيْرِ حَتَّى قُلِّدَ الوَزَارَةَ وَاسْتَكْثَر مَنْ حَضَرَ ذَلِكَ. مُحَمَّدُ بن أبي أُمَيَّةَ الكَاتِبُ: [من الخفيف] 2844 - أَشْتَهِي أَنْ تَرَى فُؤَادِي فَتَدْرِي ... كيْفَ وَجْدِي بِكُمْ وَكيْفَ احْتِرَاقِي ¬
قَبْلَهُ: يَا فِرَاقًا أَتَى يَعْقِب فِرَاقِ ... وَاتِّفَاقٍ بِغَيْرِ اتِّفَاقِ حِيْنَ حُطَّتْ رِكَابهم لِتَلَاقٍ ... زَمَّت العِيْس مِنْهُمُ لانْطِلَاقِ إِنَّ بِنَفْسِي بِالشَّامِ إِذَا أَنْتَ فِيْهَا ... لَيْسَ نَفْسِي نَفْسِي الَّتِي بِالعِرَاقِ أَشْتَهِي أَنْ تَرَى فُؤَادِي. البَيْتُ مِثْلُهُ لِلعَبَّاسِ بن الأَحْنَفِ (¬1): سَأَلُوْنَا عَنْ حَالِنَا كَيْفَ أَنْتُمْ ... فَقَرَّنَا وَدَاعَهُمْ بِالسُّؤَالِ مَا أَنَاخُوا حَتَّى ارْتَحَلْنَا فَمَا ... نُفَرِّق بَيْنَ النُّزُوْلِ وَالتّرْحَالَ المتنبيّ: [من الوافر] 2845 - أَشَدُّ الغَمِّ عِنْدِي فِي سُرُوْرٍ ... تَيَقَّنَ عَنْهُ صَاحِبُهُ انْتِقَالَا يَقُوْلُ أَبُو الطَّيِّبِ مِنْهَا: بَدَتْ قَمَرًا وَمَالَتْ خوطُ بَانٍ ... وَفَاحَتْ عَنْبَرًا وَرَنَتْ غَزَالَا كَأَنَّ الحزْنَ مَشْغُوْفٌ بِقَلْبِي ... فَسَاعَةَ هَجْرِهَا يَجدُ الوِصَالَا كَذَى الدُّنْيَا عَلَى مِنْ كَانَ قَبْلِي ... صرُوْفٌ لَا يَدُمْنَ عَلَيْهِ حَالَا أَشَدُّ الغَمِّ عِنْدِي فِي سُرُوْرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَرَى المُتَشَاعِرِيْنَ غرُوا بِذَمِّي ... وَمَنْ ذا يَحْمِدُ الدَّاءَ العُضَالَا وَمَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَرِيْضٍ ... يَجِدْ مُرًّا بِهِ المَاءَ الزُّلَالَا يَقُوْلُ فِي المَدْحِ: سَبَقْتَ السَّابِقِيْنَ فَمَا تُجَارَى ... وَجَاوَزْتَ العُلُوَّ فَمَا تُعَالَى أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الوافر] 2846 - أَشَدُّ النَّاسِ لِلْعِلْمِ ادَّعَاءً ... أَقَلَّهُمُ بِمَا هُوَ فِيْهِ عِلْمَا ¬
العباس بن مرداس: [من الوافر] 2847 - أَشُدُّ عَلَى الكَتِيْبَةِ لَا أُبَالِي ... أَحَتْفِي كَانَ فِيْهَا أَمْ سِوَاهَا بَعْدَهُ: وَلِي نَفْسٌ تَتُوْقُ إِلَى المَعَالِي ... سَتُتْلَفُ أو أبْلِّغْهَا مُنَاهَا قِيْلَ لِعَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ مَنْ أَشْجَعِ العَرَبِ فِي شِعْرِهِ فَقَالَ: العَبَّاسُ بن مرْدَاسٍ حُيْثُ يَقُوْلُ: أَشُدُّ عَلَى الكَتِيْبَةِ. البَيْتُ وَقَيْسُ بن الخَطُيْمِ حُيْثُ يَقُوْلُ (¬1): وَإِنِّي لَدَى الحَرْبِ العَوَانِ مُوْكَّل ... بِإِقْدَامِ نَفْسٍ مَا أُرِيْدُ بَقَاءَهَا وَالمَزْنيّ حُيْثُ يَقُوْلُ (¬2): دَعَوْتُ بَنِي قُحَافَةَ فَاسْتَجَابُوا ... فَقُلْتُ رِدُوا فَقَدْ طَابَ الوُرَوْدُ وَسَأَلَ أَبُو دُلَفٍ أيّ بَيْتٍ أَشْجَعُ لِلعَرَبِ فَكُلّ قَالَ مَا عِنْدَهُ وَكَانَ أَبُو تَمامٍ عِنْدَهُ حَاضرًا فَقَالَ أَبُو دُلَفٍ هُنَا وَاللَّهِ أشْعَرُ مَنْ مَضَى وَبَقِيَ حُيْثُ يَقُوْلُ (¬3): فَأَثْبَتَ فِي مُسْتَنْقَعِ المَوْتِ رِجْلَهُ ... وَقَالَ لَهَا مِنْ تَحْتِ أَخْمَصِكِ الحَشْرُ غَدَا غَدْوَةً وَالحَمْدُ نِسْج رِدَائِهِ ... فَلَمْ يَنْصَرِفْ إِلَّا وَأَكْفَانُهُ الأَجْرُ وَقَدْ كَانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلًا فَرَدَّهُ ... إِلَيْهِ الحِفَاظُ المُرُّ وَالخُلقُ الوَعْرُ الأَبيَاتُ. [من السريع] 2848 - أُشْدُدْ عَلَى مَالِكَ وَاسْتَبْقِهِ ... فَالبُخْلُ خَيْرٌ مِنْ سُؤَالِ البَخِيْلِ ¬
[من الطويل] 2849 - أَشَدُّ عُيُوْبِ المَرْءِ جَهْلُ عُيُوْبِهِ ... وَلَا شَيْءَ بِالإِنْسَانِ أَزْرَى مِنَ الجَهْلِ [من الوافر] 2850 - أَشُدُّ قُبَالَ نَعْلِي أَنْ يَرَانِي ... عَدُوِّي لِلنَّوَائِبِ مُسْتَكِيْنَا المُتَنَبِّي: [من الوافر] 2851 - أَشَدُّ مِنَ الرِّيَاحِ الهُوْجِ بَطْشًا ... وَأَسْرَعُ فِى النَّدَى مِنْهَا هُبُوْبَا يُروَى لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من مخلع البسيط] 2852 - أَشَدُّ مِنْ عِلَّةٍ وَفَقْرٍ ... إِغْضَاءُ حُرٍّ عَلَى هَوَانِ النَّاشِيء الكَبِيْرُ: [من البسيط] 2853 - أَشْدُدْ يَدَيْكَ بِمَنْ تَهْوَى فَمَا أَحَدٌ ... يَمضِي فَيُدْرِكُ حَيٌّ بَعْدَهُ خَلَفَا بَعْدَهُ: قَالُوا هَربْتَ مِنَ المَذَ ... لَّةِ وَالهَوَانِ فَقَلْتُ إِنَّهْ خُذْ مِنْ زَمَانِكَ كُلَّ شَيْءٍ ... لَا جرُّ عَليْكَ مِنَّه [من مجزوء الكامل] 2854 - أَشْدُدْ يَدَيْكَ بِي الغَدَا ... ةَ فَإِنَّنِي عَلِقُ المَضِنَّه غَالِبُ الحَجَّامُ: [من الكامل] ¬
2855 - أَشْدُدْ يَدَيْكَ عَلَى أَخِيْكَ تَكُنْ بِهِ ... فِي كُلِّ أَمْرٍ تَبْتَغِيهِ قَدِيْرَا بَعْدهُ: لَوْ لَمْ يَكُنْ بِأَخٍ أَخٌ مَتَأيِّدًا ... لَمْ يَتَّخِذْ مُوْسَى أَخَاهُ وَزِيْرَا [من المنسرح] 2856 - أَشَدُّ يَوْمًا أَكُوْنَهُ غَضبًا ... عَليْكَ فَالقَلْبُ سَاخِطٌ رَاضِي المَعَرِيُّ: [من الخفيف] 2857 - أُشْرِبَ العَالَمُوْنَ حُبَّكَ طَبْعًا ... فَهُوَ فَرْضٌ فِي سَائِرِ الأَدْيَانِ قَبْلهُ: أَنْتَ كَالشَّمْسِ فِي الضِّيَاءِ وَإِنْ ... جَاوَزْتَ كَيْوَانَ فِي عُلَوِّ المَكَانِ أُشرِبَ العَالِمُوْنَ حُبَّكَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ بَانَ لِلْمُسْلِمِيْنَ مِنْكَ اعْتِقَادٌ ... ظَفِرُوا مِنْهُ بِالهُدَى وَالبَيَانِ * * * بَعْدهُ (¬1): إِذَا نَبَا مَنْزِلٌ بِحُرٍّ ... فَمِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانِ [من البسيط] 2858 - اشْرَبْ عَلَى الوَرْدِ مِنْ حَمْرَاءَ صَافِيَةٍ ... شَهْرًا وَعَشْرًا وَخَمْسًا بَعْدَهَا عَدَدَا [من البسيط] 2859 - اشْرَبْ عَلَى ذِكْرِهِمْ إِذْ حِيْلَ بَيْنَهُمُ ... عَسَاكَ مِنْهُمْ عَلَى ذِكْرٍ إِذَا شَرِبُوا ¬
أَبُو مُحَمَّدٍ الطَّبِيْبِ: [من البسيط] 2860 - اشْرَبْ هَنِيئًا عَليْكَ التَّاجُ مُرْتَفِقًا ... بِشَاذ مِهْرَ وَدَعْ غَمُدَانَ لِليَمَنِ بَعْدهُ: فَأَنْتَ أَوْلَى بِتَاجِ المُلْكِ تَلْبَسُهُ ... مِنْ هَوْذَةِ بن عليٍّ وَابْنِ ذِي يَرَنِ [من البسيط] 2861 - اشْرَبْ هَنِيئًا عَليْكَ التَّاجُ مُرْتَفِقًا ... بِظَهْرِ غُمْدَانَ دَارًا مِنْكَ مِحْلَالَا البُحتريُّ: [من الوافر] 2862 - أُشَرِّقُ أَمْ أُغَرِّبُ يَا سَعِيْدُ ... وَأَنْقُصُ مِنْ زَمَاعِي أَمْ أَزِيْدُ سُحَيْمُ بنُ وَثِيْلٍ: [من البسيط] 2863 - أَشْعَارُ عَبْدِ بَنِي الحَسْحَاسِ قُمْنَ لَهُ ... عِنْدَ الفَخَارِ مَقَامَ الأَصْلِ وَالْوَرِقِ قَالَ المَأمُوْنُ لِعَمِّهِ إِبْرَاهِيْمُ بن المَهْدِيّ مُمَازِحًا لَهُ: أَنْتَ الخَلِيْفَةُ الأَسْوَدُ، وَكَانَ شَدِيْدَ الأدَمَةِ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيْمُ بَلْ أَنَا الَّذِي مَنَنتَ عَلَيْهِ بِالعَفْوِ وَقَدْ قَالَ عَبْدُ بَنِي الحسْحَاسِ: أَشْعَارُ عَبْدُ بَنِي الحسْحَاسِ قُمْنَ لَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنْ كُنْتُ عَبْدًا فَنَفْسِي حُرَّةٌ كَرَمًا ... أَو أَسْوَدَ اللَّوْنِ إِنِّي أَبْيَضَ الخُلُقِ فَقَالَ لَهُ المَأْمُوْنُ يَا عَمِّ يُخْرِجُكَ الهَزَلُ إِلَى الجِّدِّ ثُمَّ أَنْشَأَ المَأمُوْنُ يَقُوْلُ (¬1): لَيْسَ يُزْرِي السّوَادُ بِالرَّجُلِ الشَّهـ ... ـم وَلَا بِالفَتَى الأَدِيْبِ الأَرِيْبِ ¬
إِنْ يَكُنْ لِلسّوَادِ فِيْكَ نَصيْبٌ ... فَبَيَاضُ الأَخْلَاقِ مِنْكَ نَصِيْبِي * * * وَمِنْ بَابِ (أش غ) قَوْلُ (¬1): أَشْغِلْ قَرِيْضَكَ بِالنَّسِيـ ... ـــبِ وَبِالفُكَاهَةِ وَالمُزَاحِ يَا مَادِحَ القَوْمِ اللِّئَامِ ... وَطَالِبًا نَيْلَ السَّمَاحِ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من السريع] 2864 - أَشْفِقْ عَلَى الدِّرْهَمِ وَالعَيْنِ ... تَسلَمْ مِنَ العِيْنَةِ وَالدَّيْنِ بَعْدهُ: فَقُوَّةُ العَيْنِ إنْسَانُهَا ... وَقُوَّةُ الانسَانِ بِالعَيْنِ [من مجزوء الكامل] 2865 - أَشْقَى البَرِيَّةِ بِاللَّئِيـ ... ـم إِذَا تَمَوَّلَ أَهْلُ وُدِّهْ [من البسيط] 2866 - أَشْقَيْتُمُوْهُ وَلَوْ كُنْئُمْ لَهُ كَرمًا ... مُسَاعِدِيْهِ بِعَطْفٍ مِنْكُمْ سَعِدَا بَعْدهُ: إِنْ غَيَّبَ البُعْدُ عَنْ عَيْنِي مَحَاسِنكُمْ ... مَا غَابَ ذِكْركُمُ عَنِّي وَلَا بَعُدَا [من الرمل] 2867 - أَشْكُرُ اللَّهَ عَلَى نِعْمَتِهِ ... فَبِشُكْرِ اللَّهِ تَبْقَى نِعَمُه بَعْدَهُ: ¬
مَنْ تَحَلَّى شِيْمَةً لَيْسَتْ لَهُ ... فَارَقَتْهُ وَأَقَامَتْ شِيمُهُ [من السريع] 2868 - أَشْكَرُكُمْ للَّهِ إِحْسَانَهُ ... أَشْكَرُكُمْ فِي الأَرْضِ لِلنَّاسِ قَبْلهُ: قَوْلُ رَسُوْل اللَّهِ: لَا تَنْسَهُ فَمَا أَرَى الذَّاكِرَ كَالنَّاسِي أَشْكَرُكُمْ للَّهِ إحسَانَهُ. البَيْتُ مِهْيَارُ: [من الرمل] 2869 - أُشْكُ مِنْ يَوْمكَ أَو فَاشْكُرْ لَهُ ... مَا مَضَى فَاتَ وَمَا يَأتِي لَعَلْ الحَرِيرِيُّ: [من السريع] 2870 - أَشْكَو إِلَى الرَّحْمَانِ سُبْحَانَهُ ... تَقَلُّبَ الدَّهْرِ وَعُدْوَانَهُ [من البسيط] 2871 - أَشْكَو الَى اللَّهِ أَحْدَاثًا مِنَ الزَّمَنِ ... بَرِيْنَنِي مِثْلَ بَرْي القدْحِ بِالسَّفَنِ كَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ إِلَى أَبِي العَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ ابن المُعْتَزِّ يُغْرِيْهِ عَنْ دَابّتِهِ بِأَبْيَاتٍ فَأَجَابَهُ عَبْدُ اللَّهِ ابن المُعْتَزِّ يَقُوْل: أشكُو إِلَى اللَّهِ أَحْدَاثًا مِنَ الزَّمَنِ. البَيْتُ وبعده: وُكِّلْنَ بِي دُوْنَ خَلْقِ اللَّهِ كَلّهُمُ ... فَلَيْتَنِي لَم أَرَ الدُّنْيَا وَلَمْ تَرَنِي لَمْ يَبْقَ فِي العَيْشِ لِي إِلَّا مَرَارَتهُ ... إِذَا تَذَوَّقْتُهُ وَالحلْوُ مِنْهُ فَنِي لَئِنْ أَلَمَّتْ جِرَاحًا مِنْ مَصَائِبهِ ... أَبْدَلْنَ عَيْنَيَّ تَسْهِيْدًا مِنَ الوَسِنِ لَقَدْ هَدَانِي إِلَى حُسْنِ العَزَأءِ أَخٌ ... إِنْ اهْتَدَيْتُ مُصِيْبٌ ثَاقِبِ الفِطَنِ ¬
قَدْ جَرَّتْ الدُّنْيَا بُؤْسَاهُ وَأنْعُمَهُ ... وَلَمْ يَزَلْ يَسْتَشِفَّ الدَّهْرَ بِالمِحَنِ تَظَلُّ آفاقه يَنْظُمْنَ مِنْ حِكَمٍ ... دُرًّا مُبَاحًا لِبَاغِيْهِ بِلَا ثَمَنِ يَا نَفْسِ صَبْرًا وَإِلَّا فَاهْلَكِي جَزَعًا ... إِنَّ الزَّمَانَ عَلَى مَا تَكْرَهِيْنَ بُنِي تَلَقِّي وَاسْألِي هَذَا وَذَاكَ وَذَا ... عَنْ أَيّهِمْ لَمْ يَرْعَ دَهْرٌ وَلَمْ يَخُنِ لَا تَحْسِبِي نعْمًا سَرَّتْكِ صُحْبتهَا ... إِلَّا مَفَاتِيْح أَبْوَابٍ مِنَ الحَزَنِ مَا المَرْءُ إِلَّا كَعِيْرِ السُّوْءِ يضربُهُ ... سَوْطُ الزَّمَانِ وَلَا يَجْرِي عَلَى السّنَنِ الحَرِيْرِيُّ: [من السريع] 2872 - أَشْكو إِلَى اللَّهِ اشْتِكَاءَ المَرِيْضِ ... رَيْبَ الزَّمَانِ المُتَعَدِّي البَغِيْضْ عَلِيّ بنُ مُحَمَّدِ العَلَوِيّ: [من البسيط] 2873 - أَشْكو إِلَى اللَّهِ حَظًّا لَا يُبَلِّغُنِي ... حَظَّ البَلِيْغِ وَلَا حَظَّ المُزَجِّيْنَا بَعْدهُ: إِذَا هَمَمْتُ بِأَمْرٍ أَنْ أُزَخْرِفُهُ ... سَدَّتْ سَمَاحَتُهُ عَنِّي النَّحَاسِيَنا بَشَّارٌ: [من البسيط] 2874 - أَشْكو إِلَى اللَّهِ هَمًّا مَا يُفَارِقُنِي ... وَشُرَّعًا فِي فُؤَادِي الدَّهْرَ تَعْتَلِجُ وَمِنْ بَابِ (أَشْكُو) قَوْلُ ابن المُعْتَزِّ: أَشْكُو إِلَى اللَّهِ هَوَى شَادِنٍ ... أَصْبَحَ فِي هَجْرِي مَعْذُوْرَا إِنْ جَاءَ فِي اللَّيْلِ تَجَلَّى ... وَإِنْ جَاءَ صَبَاحًا زَادَ نُوْرَا فَكَيْفَ يَخَالُ إِذَا زَارَني ... حَتَّى يَكُوْنُ الأَمْرُ مَسْتُوْرَا وَمِنْهُ قَوْلُ (¬1): ¬
أَشْكُو إِلَيْكِ وَمنْ هَوَاكِ شِكَايَتِي ... وَيَهُوْنُ عِنْدَكِ أبيتَ لِمَا بِي يَا مَاطِلِي بِالدَّيْنِ وَهُوَ مُحَبَّبٌ ... مَنْ لِي بِدَائِمِ وَعْدكِ الكذَّابِ؟ [من البسيط] 2875 - أَشْكو إِلَيْكَ أُمُوْرًا أَنْتَ تَعْلَمُهَا ... مَا لِي عَلَى حَمْلِهَا صَبْرٌ وَلَا جَلَدُ ابْنُ العَمِيْدِ: [من البسيط] 2876 - أَشْكو إِلَيْكَ زَمَانًا ظَلَّ يَعْرِكنِي ... عَرْكَ الأَدِيْمِ وَمَنْ يُعْدِي عَلَى الزَّمَنِ بَعْدهُ: وَصَاحِبًا كُنْتُ مَغْبُوْطًا بِصُحْبَتِهِ ... دَهْرًا فَقَدْ رَدَّنِي فَرْدًا بِلَا سَكَنِ هَبَّتْ لَهُ رِيْحُ إِقْبَالٍ فَطَارَ بِهَا ... إِلَى السُّرُوْرِ وَالجانِي إِلَى الحَرَنِ القَاضِي ابْنُ مُبَشِّرٍ: [من الكامل] 2877 - أَشْكو إِلَيْكَ مَعَ البعَادِ صَبَابَةً ... أُصلَى بِهَا كلَهِيْبِ حَرِّ النَّارِ بَعْدهُ: وَإِذَا تَبَاعَدَتِ الدِّيَارُ فَإِنَّنِي ... أَرْضى وَأَقْنَعُ مِنْكَ بِالأَخْبَارِ وَإِذَا الدِّيَارُ دَنَتْ بَعُدْتَ فَكَيْفَ ... لِي بِدِنُوِّ قَلبُكَ مَعْ دُنُوِّ الدَّارِ كَاتِبُه: [من البسيط] 2878 - أَشْكو إلَيْكَ وَلَا أَشْكَو إِلَى أحَدٍ ... مَا حَلَّ بِي مِنْ أُمُوْرٍ لَسْتُ أذْكرُهَا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الكامل] 2879 - أَشْكو إِلَيْهِ بَيَاضَ سُوْدِ مَفَارِقِي ... وَيَظَلُّ يَعْجَبُ مِنْ سَوَادِ البَاقِي ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا: آهًا عَلَى نَفَحَاتِ نجْدٍ إِنَّهَا ... رُسُلُ الهَوَى وَأَدِلَّةُ الأَشْوَاق أَسُقِيْتَ بِالكَأسِ الَّذِي سُقِيْتهَا ... أمْ هَلْ خَطَّتْكَ إِلَيَّ كَفُّ السَّاقِي أَشْكُو إِلَيْهِ بِيَاضَ سُوْدِ مَفَارِقِي. البَيْتُ أَبُو نوَاسٍ: [من الكامل] 2880 - أَشْمَتَّ حُسَّادِي بَغْيِهِمْ ... وَرَفَعْتَهُمْ وَدَعَوْتَهُمْ بِاسْمِي [من البسيط] 2881 - اشْمَتْ وَلَا تَرْثِ لِي ممَّا أُكَابِدُهُ ... يَدِي لِحَيْنِيَ أَذْكَتْ نَارَ تَعْذِيْبي أَحْمَدُ بن عَلِيٍّ: [من الطويل] 2882 - أَشَوْقًا وَقَلْبِي لَا يُمَثِّلُ غَيْرَكُمْ ... لِطَرْفِي إِذَا مَا غَابَ شَخْصُكُمُ عَنِّي بَعْدهُ: فَإِنْ نِمْتُ جَادَ الحِلْمُ لِي بِخِيَالِكُمْ ... وَإِنْ لَمْ أَنَمْ أَدْنَى بِكُمْ وَلَهِي مِنِّي المَجْنُوْنُ وَيُرْوَى لِجَمِيْلٍ: [من الطويل] 2883 - أَشَوْقًا وَلمَّا يَمْضِ ليْ غَيْرُ لَيْلَةٍ ... روَيْدَ الهَوَى حَتَّى تَغِبَّ لَيَالِيَا بَعْدهُ: لَحَا اللَّهُ أَقْوَامًا يَقُوْلُوْنَ إِنَّنَا ... وَجَدْنَا طَوِيْلَ النَّأيَ لِلحُبِّ شَافِيَا وَمَا قَالَ جَمِيلُ أَيْضًا (¬1): فَمَا سِرْتُ مِنْ مَيْلٍ وَلَا بتُّ لَيلَةً ... مِنْ الدَّهْرِ إِلَّا اعْتَادَنِي لَكِ طَائِفُ وَلَا مَرَّ يَوْمٌ قَدْ تَرَاخَتْ بنا النَّوَى ... وَلَا لَيْلَةٌ إِلَّا هَوًى مِنْكَ رَادِفُ * * * ¬
أَبْيَاتُ المَجْنُوْنُ وَهِيَ طَوِيْلَةٌ يَقُوْلُ مِنْهَا (¬1): أَشَوْقًا وَلَمَّا يَمْضِ لِي غَيْرَ لَيْلَةٍ ... رُوَيْدَ الهوَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: خَلِيْلَيَّ لَا وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ الهَوَى ... إِذَا عَلَم مِنْ أَرْضِ لَيْلَى بَدَا لِيَا خَلِيلَيَّ لَيْلَى قُرَّةَ العَينِ فَانْظُرْا ... إِلَى العَيْنِ تُذْرِي مُسْتَهِلًّا مُدَانِيَا يُقَالُ بِهِ دَاءٌ عَيَاءٌ أَصابَهُ ... وَقَدْ عَلِمَتْ نَفْسِي مَكَانَ دَوَائِيَا فَمَا طَلَعَ النَّجْمُ الَّذِي يُهْتَدَى بِهِ ... وَلَا الصُّبْحُ إِلَّا هَيَّجَا ذِكْرهَا لِيَا وَأَخْرجُ مِنْ بيْتِ البُيُوْتِ لَعَلَّنِي ... أُحَدِّثُ عَنْكِ النَّفْسُ يَالَيْلُ خَالِيَا لَعمْرِي لَقَدْ أَبْكَيْتِنِي يَا حَمَامَةَ ... العَقِيْقِ وَأَبْكَيْتِ العُيُوْنَ البَوَاكِيَا إِذَا اكْتَحَلَتْ عَيْنِي بِعَيْنِكِ لَمْ أَزَل ... بِخَيْرٍ وَجَلَّتْ غَمْرةً مِنْ فُؤَادِيَا فَأَنْتِ الَّتِي إِنْ شِئْتِ أَشْقَيْتِ عِيْشَتِي ... وَإِنْ شِئْتِ بَعْدَ اللَّهِ أَنْعَمْتِ بَالِيَا يَمِيْنًا إِذَا كَانَتْ يَمِيْنًا وَإِنْ يَكُنْ ... شمَالًا يُنَازِعُنِي الهَوَى مِنْ شَمَالِيَا هِيَ السِّحْرُ إِلَّا أَنَّ لِلسِّحْرِ رقْيَةً ... وَأَنِّي لَا أَلْقَى لِنَفْسِي رَاقِيَا خَلِيْلَيَّ لِمْ أَدْلِيْتُمَانِي بِأحْبُلٍ ... ضعَافٍ وَلِمْ مَنَّيْتُمَانِي الأَمَانِيَا وَخَبَّرْتُمَانِي أَنَّ تَيْمَاءَ مَنْزِلٌ ... لِلَيْلَى إِذَا مَا الصَّيْفُ أَلْقَى المَرَاسِيا وَهَذِي شُهُوْرُ الصَّيْفِ عَنَّا قَدِ انْقَضَتْ ... فَمَا لِلنَّوَى تَرْمِي بِلَيْلَى المَرَاميَا إِذَا نَحْنَ أَدْلَجْنَا وَأَنْتِ أَمامنَا ... كَفَى لِمَطَايَانَا بِذِكْرَاكِ حَادِيَا؟ ذَكَتْ نَارُ شَوْقِي فِي فُؤَادِي فَأَصْبَحَتْ ... لَهَا وَهَجٌ مُسْتَضْرِمٌ فِي فُؤَادِيَا أَرَانِي إِذَا صَلَّيْتُ يَمَّمْتُ نَحْوَهَا ... أَمَامِي وَإِنْ كَانَ المُصَلَّى وَرَائِيَا وَمَا بِيَ إِشْرَاكٌ وَلَكِنَّ حُبَّهَا ... كَعُوْدِ الشَّجَى أَعْيَى الطَّبِيْبَ المُدَاوِيَا أُحِبُّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا وَافَقَ أسْمهَا ... وَأَشبَهَهُ أَو كَانَ مِنْهُ مُدَانِيَا ¬
سُحَيْمُ بنُ وَثِيْلٍ: [من الطويل] 2884 - أَشَوْقًا وَلمَّا يَمْضِ غَيْرَ لَيْلَةٍ ... فَكَيْفَ إذْا سَارَ المَطِيُّ بِنَا عَشْرَا بَعْدهُ: وَمَا كُنْتُ أَخْشَى مَالِكًا أَنْ يَبِيْعَنِي ... بِشَيءٍ وَلَوْ أَضْحَتْ أَنَامِلُهُ صِفْرَا أَخُوْكُم وَمَوْلَاكُمْ وَكَاتِمُ سِرّكُمْ ... وَمَنْ قَد نَشَأ فِيْكُمْ وَعَاشَرَكُمْ دَهْرَا [من الطويل] 2885 - أَشَوْقًا وَمَا بَينِي وَبَيْنكَ بَلْدَةٌ ... وَلَا مَهْمَة تَطْوِيْهِ أَيْدِي الرَّوَاحِلِ بَعْدهُ: حَلَلْنَا بِدَارٍ أَنْتَ مِنْهَا بِمَطْلَعٍ ... فَإِنْ شِئْتُمُ كُنتمْ بِأَدْنَى المَنَازِلِ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ أَنْتُمْ غَايَةُ المُنَى ... وَلَا مَجْدَ إِلَّا مَجْدَ تِلْكَ الشَّمَائِلِ البُسْتِيُّ: [من السريع] 2886 - أَشْهَدُ حَقًّا أَنَّ سُلْطَانَكُمْ ... لَيْسَ بِظِلِّ اللَّهِ فِي الأَرْضِ وَمِنْ بَابِ (أَشْهَدُ) قَوْلُ: أُشْهِدُ اللَّهَ أَنِّي بِكَ صَبُّ ... وَدُمُوْعِي إِذَا ذَكَرْتَ سَكْبُ فَضَحَتْنِي شَوَاهِدُ الحُبِّ حَتَّى ... صَارَ بَيْنِي وَبَيْنَ جَفْنِي حَرْبُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الوَليْدُ بن عَبْدِ المَلِكِ (¬1): أُشْهِدُ اللَّهَ وَالمَلَائِكَةَ الأَبْرَ ... ارَ وَالصَّالِحِيْنَ أَهْلَ الفَلَاحِ أَنَّنِي أَشْتَهِي المُزَاحَ وَأَهْوَى الرَّاحَ ... وَالعَضَّ فِي الخُدْودِ المِلاحِ وَالنَّدِيْمَ الظَّرِيْفَ وَالخَادِمَ الفَا ... رِهَ يَسْعَى عَلَيَّ بِالأَقْدَاحِ ¬
البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 2887 - أَصَابَ الدَّهْرُ دَوْلَةَ آلِ وَهبٍ ... وَنَالَ اللَّيْلُ مِنْهَا وَالنَّهَارُ أَعَارَهُمْ رِدَاءَ العِزِّ حَتَّى ... تَقَاضاهُمْ فَرَدُّوا مَا اسْتَعَارُوا كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 2888 - أَصَابَ الرَّدَى مَنْ كَانَ يَهْوَى لَكِ الرَّدَى ... وَجُنَّ اللَّوَاتِي قُلْنَ عَزَّةُ جُنَّتِ قَيْسُ بنُ ذَرِيْحٍ: [من الطويل] 2889 - أَصَابَ ذُبَابُ السَّيْفِ أَنْيَابِيَ العُلا ... وَأَنْيَابُ لَيْلَى وَاضِحَاتٌ مَلَائِحُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ العَامِرِيّ الفُوْطِيُّ: [من المنسرح] 2890 - أَصَابَ فِي الرَّأي مَنْ دَعَاكَ لَهَا ... وَأَنْتَ لَمَّا أَجَبْتَ لَمْ تُصِبِ وَمِنْ بَابِ (أَصَابَ) (¬1): أَصَابَنِي بَعدَكَ ضرُّ الهَوَى ... وَمَسني كَرَبٌ وَإقْلَاقُ وَيَعْلَمُ اللَّهُ وَحَسْبي بِهِ ... أَنِّي إِلَى وَجْهِكِ مُشْتَاقُ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من الطويل] 2891 - أَصَابُوا حَلِيْمًا فَاسْتَعَدُّوا بِجَاهِلٍ ... إِذَا الحِلْمُ لَمْ يَنْفَعْكَ فَالجَّهْلُ أَحْزَمُ بَعْدهُ: وَردْنَا وَفِي أطْرَافِنَا جَاهِلِيَّةٌ ... وَغِشْمٌ وَفِيْنَا جُرْأةٌ وَتَقَحُّمُ وَكُنْتُ امْرَأً آبَى الدَّنِيَّةَ شَامِخًا ... وَأُظْلُمُ أَحْيَانًا وَلَا أَتَظَلَّمُ إِذَا مَا قَرَنْتَ الجهْلَ بِالجهْلِ قَادَهُ ... خَلِيْقَةِ حِلْمٍ سمّحَتْ أَو تَحَلُّمُ ¬
أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ: [من الطويل] 2892 - أَصَابُوا رِجَالًا آمِينِيْنَ وَرُبَّمَا ... أَصَابَ بَرِيْئًا جُرْمُ مَنْ كَانَ جَانِيَا أَبُو فِرَاسٍ: [من الوافر] 2893 - أُصَاحِبُ كلَّ خِلٍّ بِالتَّجَافِي ... وَآسُو كُلَّ دَاءٍ بِالسَّمَاحِ عَمْرُو بن جَابِرٍ الحَنَفِيُّ: [من الوافر] 2894 - أُصَاحِبُهُ وَأَعْلَمُ أَنَّ كُلًّا ... عَلَى مَا سَاءَ صَاحِبِهِ حَرِيْصُ جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخلَافَةِ: [من الطويل] 2895 - أَصَاخَتْ إِلَى قَوْلُ الوُشَاةِ وَمَا رَثَتْ ... لِتَعْذِيْبِ قَلْبِي حِيْنَ رَثَّتْ حِبَالُهَا أَبُو الطَّيِّبِ المُتُنَبِّي: [من الطويل] 2896 - أُصَادِقُ نَفْسَ المَرْءِ مِنْ قَبْلِ وَجْهِهِ ... فَأَعْرِفُهَا مِنْ فِعْلِهِ وَالتَّكَلُّمِ أَبْيَاتُ أَبُو فِرَاسٍ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَفْخَرُ فِيْهَا أَوَّلها (¬1). أَقِلِّي فَأَيَّامِ المُحِبِّ قَلَائِلُ ... وَفِي قَلْبِهِ شغْل عَنِ اللَّوْمِ شَاغِلُ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي الغَزَل: أَقرُّ بِذَنْبٍ عِنْدَهُ مَا اجْتَرَمْتُهُ ... وَبِالظِّلْمِ أَحْيَانًا وَأَنِّي لَعَاذِلُ وَحُجَّتُهُ العُلْيَا عَلَى كُلِّ حَالَةٍ ... فَبَاطِلُهُ حَقّ وَحَقِّي بَاطِلُ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي الفَخْرِ: تُطَالِبُنِي البيْضُ الصَّوَارِمُ وَالقَنَا ... بِمَا وَعَدَت جَدَّيَّ فِيَّ المَخَائِلِ وَوَاللَّهِ مَا قَصَّرْتُ عَنْ طَلَبِ العُلَى ... وَلَكِنَّ هَذَا الدَّهْرُ عَنِّي غَافِلُ ¬
مَوَاعِيْدُ أَيَّامٍ تُمَاطِلُنِي بِهَا ... مَرَايَاهُ أَزْمَانٍ وَدَهْرٌ مُخَاتِلُ وَأَخْلَافُ أَيَّامٍ مَتَى مَا انْتَجَعْتُهَا ... جَلَبْتُ بِكُتَّابٍ وَهُنَّ حَوَافِلُ تُدَافِعُنِي الأيَّامُ عَمَّا أُرِيْغهُ ... كَمَا دَفَعَ الدَّيْنَ الغَرِيْمُ المُمَاطِلُ خَلِيْلَيَّ أَغْرَاضِي بعِيْدٌ مَرَامُهَا ... فَهَلْ فِيْكُمَا عَوْنٌ عَلَى مَا أُحَاوِلُ فَمِثْلِي مَنْ نَالَ المَعَالِي بِسَيْفِهِ ... وَرُبَّمَا غَالتهُ عَنْهُ الغَوَائِلُ فَمَا كُلُّ طُلَّابٍ مِنَ المَجْدِ بَالِغٌ ... وَلَا كُلُّ سَيَّارٍ إِلَى المَجْدِ وَاصِلُ وَمَا أَنَا إِلَّا حُيْثُ يَجْعَل نَفْسَهُ ... وَأَنِّي لَهَا فَوْقَ السِّمَاكَيْنِ جَاعِلُ وَلِلْوَفْرِ مِتْلَاف وَلِلْجْدِ جَامِعٌ ... وَلِلشَّرِّ تَرَّاكٌ وَلِلْخَيْرِ فَاعِلُ يَنَالُ اخْتِيَارُ الصّفْحِ عَنْ كُلِّ مُذْنِبٍ ... لَهُ عِنْدَنا مَا لَا تَنَالُ الوَسَائِلُ أَنَا عقب الأَمْرُ الَّذِي فِي صُدُوْرِه ... تُطَاوِلُ أَعْنَاقَ العِدَى وَالكَوَاهِلُ أَصَاغِرُنَا فِي المَكْرُمَاتِ أَكَابِر. البَيْتُ وَبَعْدَهُ إِذَا صِلْتُ يَوْمًا لَمْ أَجِدْ لِي مُصَاوِلًا ... وَإِنْ قُلْتُ قَوْلًا لَمْ أَجِدْ مَنْ يُقَاوِلُ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 2897 - أَصَاغِرُنَا فِي المَكْرُمَاتِ أَكَابِرٌ ... وَآخِرُنَا فِي المأثُرَاتِ أَوَائِلُ [من الوافر] 2898 - أُصَافِي المَرْءَ يَألفُنِي فَنَجْرِي ... جَمِيْعًا بِاخْتِلَافٍ وَاتِّفَاقِ بَعْدهُ: وَردْنَا وَفِي أطْرَافنَا جَاهِلِيَّةٌ ... وَغِشْمٌ وَفِيْنَا جُرْأةٌ وَتَقَحُّمُ وَكُنْتُ امْرَأً آبَى الدَّنِيَّةَ شَامِخًا ... وَأُظْلُمُ أَحْيَانًا وَلَا أَتَظَلَّمُ إِذَا مَا قَرَنْتَ الجَهْلَ بِالجَّهْلِ قَادَهُ ... خَلِيْقَةِ حِلْمٍ سمّحَتْ أَو تَحَلُّمُ ¬
أَبُو يَعْقُوْبٍ الخُزَيْمِيُّ: [من الطويل] 2899 - أُصَانع عَنْهُ الدَّهْرَ أَرْجُو بَقَاءَهُ ... وَنَفْسِي مِنَ الأُخْرَى شعَاعًا تَطَلَّعُ ابْنُ السَّاعَاتِيّ: [من الطويل] 2900 - أُصَانِعُ فِيْهَا الصَّبْرَ لَوْ أَسْتَطِيْعُهُ ... وَأنْشدُ عَنْهَا سَلْوَةً لَوْ أُصِيبُهَا الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الكامل] 2901 - أَصَبَابَةٌ مِنْ بَعْدِ مَا ذَهَبَ الهَوَى ... طَلقًا وَأَعْوَزُ مَا يُرَامُ الذَّاهِبُ أَبْيَاتُ السَّيِّدِ الرّضِيِّ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: مَثْوَايَ إِمَّا صَهْوَةٌ أَو غَارِبُ ... وَمُنَايَ إِمَّا رَاعِف أَو قَاضِبُ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَنتضِيْنِي عَزْمَةٌ ... وَيمُدُّ أَعْنَاقَ الرَّجَاءِ مَآرِبُ مَا مَذْهَبِي إِلَّا التَّقَحُّمَ بِالقَنَا ... بَيْنَ الضُّلُوْعِ وَلِرِّجَالِ مَذَاهِبُ وَعلَّ فِي هَذَا المَقَالِ عَضَاضَةٌ ... إِنْ لَمْ يُسَاعِدُنِي الفَضَاءُ الغَالِبُ أَصَبَابَةً مِنْ بَعْدِ مَا ذَهَبَ الصِّبَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: الذَّنْبُ لِي أَنِّي جَزَعْتُ وَعَنْوَنَتْ ... عَنِّي دُمُوْعُ العَيْنِ وَهْيَ سَوَاكِبُ مِنْ أَجْلِ هَذَا النَّاسِ أَبْعَدْتُ الهَوَى ... وَرَضِيْتُ أَنْ أَبْقَى وَمَا لِي صَاحِبُ هَيْهَاتَ يَا دُنْيَا وَبَرْقُكِ صَادِقٌ ... أَرْجُو فَكَيْفَ إِذًا وَبَرقكِ كَاذِبُ وَالنَّاسُ إِما قَالِعٌ أَو طَالِبٌ ... أَو عَاجِزٌ أَو رَاهِبٌ أَو رَاغِبُ فَإِذَا نَعِمْتَ فَكُلُّ شيْءٍ مُمْكِنٌ ... وَإِذَا شَقِيْتَ فَكُلُّ شَيْءٍ عَازِبُ مُحَمَّد بن شِبْلٍ: [من البسيط] 2902 - أَصِبْ بِسَيْفِكَ ذَا بُخْلٍ وَذَا كَرَمٍ ... فَقَاسِمِ الرِّزْقِ فِيْهِ ضَامِنُ الدَّرَكِ بَعْدهُ: ¬
فَاللَّيْثُ لَيْس يُبَالِي نَالَ حَاجَتَهُ ... مِنْ مُهْجَةِ العِيْرِ أَو مِنْ مُهْجَةِ المَلِكِ وَاحْفَظْ قَلِيْلكَ لَا يَغْرِرْكَ ذُو جِدَةٍ ... فَكثْرَةُ المالِ غلْطَاتٌ مِنْ الفَلَكِ فَالبَحْرُ يُرْزَقُ قَوْمٌ مِنْهُ جَوْهَرهُ ... وَرِزْقُ قَوْمٍ بِهِ فِي أَعْيُنِ السَّمَكِ وَلَا تَعِدَّنْ رِزْقًا مَا ظَفِرْتَ بِهِ ... إِلَّا الَّذِي دَارَ بَيْنَ الفَكِّ وَالحَنَكِ الوَزِيْرُ ظهِيْرُ الدِّيْنِ أَبُو شُجَاعٍ: [من الطويل] 2903 - أَصَبْتُ صُنُوْفَ المَالِ مِنْ كلِّ وَجْهة ... فَمَا نِلْتُهُ إِلَّا بِكَفِّ كَرِيمِ أَحْمَدُ بن أَبِي طَاهِرٍ: [من الطويل] 2904 - أَصَبْتُ مَكَانَ المَدْحِ فِيْكَ وَأَنْتَ قَدْ ... أَصَبْتَ مَكَانًا للصَّنِيْعَةِ فَاصْنَعِ قَبْلهُ (¬1): أَبَيْتَكَ لَمْ أَطْمَعْ إِلَى غَيْرِ مَطْمَعَ ... كَرِيْمٍ وَلَمْ أَفْزَعْ إِلَى غَيْرِ مَفْزَعِ أَصبْتُ مَكَانَ المَدْحِ. البَيْت [من المنسرح] 2905 - أَصْبَحَ أَعْدَاؤُهُ عَلَى ثِقَةٍ ... مِنْهُ وَإِخْوَانهُ عَلَى وَجَلِ [من الكامل] 2906 - أَصبَحْتُ أَجْحَدُ أنّنَي لَكَ عَاشِقٌ ... وَالعَيْنُ تُخْبِرُهُ بِأَنِّي كَاذِبُ ابْنُ بَابِكَ: [من البسيط] 2907 - أَصبَحْتُ أَحْلُبُ تَيْسًا لَا مَدَرَّ لَهُ ... وَالتَّيْسُ مَنْ ظَنَّ أَنَّ التَّيْسَ مَحْلُوْبُ ¬
بَعْدهُ: وَكَيْفَ يَطْمَعُ فِي الأَرْزَاقِ مِنْ رَجُلٍ ... لَا تَطْمَعُ الطَّيْرُ فِيْهِ وَهُوَ مَصْلُوْبُ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 2908 - أَصبَحْتُ أَرْفَعُهُ حَمْدًا وَيَخْفِضُنُي ... ذَمًّا وَأَمْدَحُهُ جُهْدِي وَيَهْجُوْنِي السَرِيُّ الرَّفَاء: [من البسيط] 2909 - أَصبَحْتُ أُظْهِرُ شكْرًا عَنْ صَنَائِعِهِ ... وَأُضْمِرُ الوُدَّ فِيْهَا أَيَّ إِضْمَارِ من قصيدة يمدح بها الأمير أبا البركات لطف اللَّه بن ناصر الدولة بن حمدان البيت. وبعده: كيانع النخل يبدي للعيون ضُحًى طلعًا نضيدًا أو يخفي غضّ جُمَّارِ قَوْلُ السَّرِيُّ الرَّفَاء. أَصْبَحَتْ أظْهرُ أُظْهِرُ شُكْرًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَيَانِعِ النَّحْلِ. البَيْتُ وَقَدْ كَرَّرَهُ بِذاتِهِ فِي قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا أَبَا الفَوَارِسِ سَلَامَةَ بن فَهْدٍ أَوَّلُهَا: مَا سَرَّهُ إذ ذَاعَ مِنْ أَسْرَارِهِ ... مَا غَيَّبَ الكِتمَانُ مِنْ إِضْمَارِهِ يَأبَى العِبَارَةَ عَنْ هَوَاهُ فَيَنْبَرِي ... جَفْنٌ يُعَبِّرُ عَنْهُ فِي اسْتِعْبَارِهِ وَيَقَوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: وَأَغَرَّ مَا طَلعَتْ أَسُرَّةُ وَجْهِهِ ... إِلَّا اسْتَسَرَّ البَدْرُ قَبْلَ سِرَارِهِ إِنْ لَاحَ فَهْوَ الصُّبْحُ فِي أَنْوَارِهِ ... أَو فَاحَ فهو الرَّوْضُ فِي نوَّارِهِ عَزْمٌ يَذُبُّ عَنِ العُلَى بِذِبَابِهِ ... أَبَدًا وَيَحْمِي غِرّهَا بِغِرَارِهِ يَقُوْلُ مِنْهَا: بكر الثَّنَاءُ عَلَيْكَ فَاخْلَع عُونَهُ ... وَالْبِسْ جَدِيْدَ الحِلَى مِنْ أَبْكَارِهِ ¬
وَتَملّهَا مِنْ عَائِدٍ بكَ وَاتِرٍ ... دَهْرًا سِهَامَ الظِّلْمِ فِي أَوْتَارِهِ قَدْ كَانَ هِيْضَ جِنَاحُهُ فَجَبَرْتَهُ ... بِنَدَاكَ حَتَّى طَارَ فِي أَوْطَارِهِ فَجَفَا الأَحِبَّةً وَالمَوَاطِنَ نَاسِيًا ... مَنْ لَا يَفِيْقُ الدَّهْرُ مِنْ تِذكَارِهِ لَولَا رَبِيْعُ نَوَالِكَ الغَمْرِ النَّدَى ... مَا كَانَ يَذْهَلُ عَنْ رَبِيْعِ دِيَارِهِ نَشَرَ الثَّنَاءَ فَكَانَ مِنْ إعْلَانِهِ ... وَطَوَى الوِدَادَ فَكَانَ مِنْ أَبْرَارِهِ كَالنَّخْلِ يبْدِي الطَّلْعَ مِنْ أَثْمَارِهِ ... حُسْنًا وَيُخْفَى الغَضَّ مِنْ جمّاره هذان البيتان الأخيران قد كرر فيهما معنى البيتين الأخيرين ذاتهما. * * * أَبُو العتَاهِيَةِ: [من السريع] 2910 - أَصْبَحَتِ الدُّنْيَا لَنَا عِبْرَةً ... وَالحَمْدُ للَّهِ عَلَى ذَلِكَا قَدْ أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى ذَمِّهَا ... وَلَا أَرَى مِنْهُمُ لَهَا تَارِكَا الشَّيْخُ مُحَمَّدُ الوَاعِظُ رحمهُ اللَّه: [من البسيط] 2911 - أَصبَحْتُ أَلْطَفَ مِنْ مَرِّ النَّسِيْمِ سَرَى ... عَلَى الرِّيَاضِ يَكَادُ الوَهْمُ يُؤْلِمُنِي بَعْدهُ: مِنْ كُلِّ مَعْنًى لَطِيْفٍ أَجْتَنِي ... قَدَحًا وَكُلُّ فِي الكَوْنِ تُطْرِبُنِي وَربّ وَقْتٍ وُجُوْدِي فِيْهِ أَسْأمُهُ ... دعَ الأَجَانِبَ بَلْ رُوْحِي تُرَاحِمُنِي الأُحْوَصُ: [من الكامل] 2912 - أَصبَحْتُ أَمْنَحُكَ الصُّدُوْدَ وَإِنَّنِي ... قَسَمًا إِلَيْكَ مَعَ الصُّدُوْدِ لأَمْيَلُ مُنْقِذٌ الهِلَالِيُّ: [من الكامل] 2913 - أَصبَحْتُ بَعْدَ أَخِي وَمَصْرَعِهِ ... كالصَّقْرِ خَانَ جَنَاحَهُ الكَسْرُ ¬
وَمِنْ بَابِ (أصبحت) قَوْلُ أحْمَد بن إِبْرَاهِيْم وَيُرْوَى للـ. . . (¬1): أَصْبَحَتْ بَيْنَ حَسِيْبٍ مَا لَهُ أدَبٌ ... يَسْمُو بِهِ وَأَدِيْبٍ غَيْرَ ذِي حَسَبِ فَصَارَ يَحْسِدُنِي هُنَا عَلَى الحَسَبِ الزَّا ... كِي وَيحْسِدُنِي هَذَا عَلَى الأَدَبِ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الكامل] 2914 - أَصبَحْتُ بَيْنَ خَصَاصَةٍ وَتَجَمُّلٍ ... وَالمَرْءُ بَيْنَهُمَا يَمُوْتُ هَزِيْلَا بَعْدَهُ: فَامْدُدْ إِلَيَّ يَدًا تعوَّدَ بَطْنُهَا ... بَذْلَ النّوَالِ وَظَهْرُهَا التَّقِبِيْلَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ الصُّوْلِيّ وَهُوَ (¬1): تفضل بن سَهْلٍ يَدٌ ... تَقَاصَرَ عَنْهَا المَثَلْ فَبَاطِنُهَا لِلنَّدَى ... وَظَاهِرُهَا لِلقُبَل وَبَسْطَتُهَا لِلغِنَى ... وَسَطْوَتهَا للأَجَلْ المُتُنَبِّي: [من الكامل] 2915 - أَصبَحْتَ تَأمُرُ بِالحِجابِ لِخَلْوَةٍ ... هَيْهَاتَ لَسْتَ عَلَى الحجَابِ بِقَادِرِ بَعْدهُ: مَنْ كَانَ ضوءُ جَبِينِهِ وَنَوَالهُ ... لَمْ يحْجبَا لَمْ يَحْتَجِبْ عَنْ نَاظِرِ وَإِذَا حجبتَ فَأَنْتَ غَيْرُ مُحَجَّبٍ ... وَإِذَا بَطَشْتَ فَأَنْتَ عَيْنُ الظَّاهِرِ يُخَاطِبُ بَدْرَ بن عمَّارٍ وَقَدْ أمر بِالحِجَابِ. [من الكامل] 2916 - أَصبَحْتَ تَنْفُخُ فِي رمَادِكَ بَعْدَمَا ... ضَيَّعْتَ حَظَّكَ مِنْ وُقُوْدِ النَّارِ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 2917 - أَصبَحْتَ حَاتِمهَا جُوْدًا وَأَحْنَفَهَا ... حِلْمًا وَكيِّسَهَا عِلْمًا وَدَغْفَلَهَا إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من البسيط] 2918 - أَصبَحْتُ حَيْرَانَ لَا نَفْسِي مُعَوّلَةٌ ... عَلَى المُقَامِ وَلَا شَدٌّ وَتَرحَالِ بَعْدهُ: وَقَدْ يشِيْمُ بُرُوْقِ الغَيْثِ مَنْتَجَعٌ ... وَإِنْ تَيَقَّنَ أَنَّ الغَيْثَ هَطَّالُ إِسْحَاقُ المُوْصِليُّ: [من الكامل] 2919 - أَصبَحْتَ رَاعِينَا وَحُارِسَ دِيْنِنَا ... وَاللَّهُ مِنْ عَرَضِ الرَّدَى لَكَ حَارِسُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَعْشَى هَمَدَانَ (¬1): أَصْبَحْتُ رَهْنَاَّ فَي الحَدِيْدِ مُكَبَّلًا ... أُمْسِي وَأُصبِحُ فِي الأَدَايِمِ أَرْسفِ لَقَدْ أَرَانْي قَبْلَ ذَلِكَ نَاعِمًا ... جَذلَانَ أَكْرَهُ أَنْ أَنَامَ وَآسِفُ * * * وَمِنَ البَابِ قَبْلَهُ قَوْلُ أَبِي العَلَاءِ الأَصْفَهَانِيّ (¬2): أَصبَحْتُ صَبًّا دَنَفًا ... بين عَنَاءٍ وَكَمَدْ أَعُوْذ مِنْ شَرِّ الهَوَى ... بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد وَمِنَ البَابِ بَعْدَ قَوْلُ (¬3): أَصبَحْتُ فِي دَارِي بِآياتِ ... أَدْفَعُ آفَاتٍ بِآفَاتِ ¬
[من البسيط] 2920 - أَصبَحْتَ عَنْدِي حَصَاةً لَا انْتِفَاعَ بِهَا ... وَكنْتَ أَعْظَمَ فِي عَيْنِي مِنَ الجَبَلِ ابن الرُّوْمِيُّ فِي طَيْلَسَانِهِ: [من السريع] 2921 - أَصبَحْتُ فِي رَفْوِكَ مِثْلَ الَّذِي ... يَطْلِبُ زُبْدَ المَاءِ بِالمَخضِ ابْنُ الرُّوْمِيُّ أَيْضًا: [من البسيط] 2922 - أَصبَحْتُ فِي مِحَنٍ لِلدَّهْرِ أَعْظَمُهَا ... جَفَاءُ مُثْلِكَ مِثلِي فِي نَوَائِبِهَا بَعْدهُ: أَمَّا عَجَائِبُ دُنْيَانَا فَقَدْ خُلِقَتْ ... وَالظُّلْمُ مِنْكَ جَدِيْدٌ مِنْ عَجَائِبِهَا فِي العِتَابِ. جَحْظَةُ البَرْمَكِيُّ: [من المنسرح] 2923 - أَصْبَحْتُفِي مَعْشَرٍ شَتِيْمَتُهُمْ ... فَرْض مِنْ اللَّهِ لآزِبٌ وَاجِبُ جَعْفَرُ المِصْرِيُّ: [من البسيط] 2924 - أَصْبَحْتَ فِي هَيْأَةِ المَرْأَةِ يُخْبِرُنَا ... صَفَاؤهَا كُلَّ مَا فِيْنَا مِنْ الكَدَرِ [من البسيط] 2925 - أَصبَحْتَ كَالشَّمْسِ لَاتَخْفَى عَلَى أَحَدٍ ... لكنَّ مَطْلَبَهَا فِي سُرَّةِ الفَلَكِ قَبْلهُ: يَا أَيُّهَا المَلِكُ المَحْجُوْبُ إِنَّ لنَا ... عَنْ دُوْنِ بَابِكَ سِرّ غَيْرُ مُشْتَرِكِ أَصْبَحْتَ كَالشَّمْسِ. البَيْتُ. ¬
[من السريع] 2926 - أَصبَحْتُ كَالطَّائِرِ فِي وَكْرِه ... قَدْ قَضَتِ الأَيَّامُ مِنْهُ الجَنَاحْ بَعْدهُ: لَا نَائِلِي يُرْجَى وَلَا سَطْوَتِي ... تُخْشَى وَلَا تَصْبُو إِلَيّ المِلَاحُ [من المنسرح] 2927 - أَصبَحْتَ لِلْمَجْدِ وَالعُلا سَنَدًا ... فَابْقَ عَلَى الدَّهْرِ سَالِمًا أَبَدَا بَعْدهُ: أَلْبَسَكَ اللَّهُ الجَّدِيْدَيْن ... ثِيَابًا مِنْ حفْظِهِ جُدَدَا حَالكَ اليَوْمَ غَيْرُ حَالِكَ بِالأَمـ ... ــسِ وَنَرْجُو المَزِيْدَ غَدَا ابْنُ أَبِي حَفْصَةَ: [من الكامل] 2928 - أَصبَحْتُ مَحْسُوْدًا عَليْكَ فَعِشْتَ لِي ... حَتَّى أَعِيْشَ مُنَعَّمًا مَحْسُوْدَا وَلَهُ أَيْضًا: [من الكامل] 2929 - أَصبَحْتَ مَحْسُوْدًا عَليْكَ وَوَاجِبٌ ... مَنْ كُنْتَ أَنْتَ نَصِيْبَهُ أَنْ يُحْسَدَا الإِمَامَ الشَّافِعِيُّ رَحَمَهُ اللَّه: [من البسيط] 2930 - أَصبَحْتَ مُطَّرَحًا فِي مَعْشَرٍ جَهِلُوا ... حَقَّ الأَدِيْبِ فَبَاعِوا الرَّأسَ بِالذَّنَبِ بَعْدَهُ: وَالنَّاسُ يَجْمَعهُمْ شَمْلٌ وَبَيْنَهُمُ ... فِي العَقْلِ فَرْن وَفِي الآدَابِ والحَسَبْ كَمِثْل مَا الذَّهَب الإبْرِيْز يَشركهُ ... فِي لَوْنِهِ الصُّفْرُ والتَّقْبيْلُ لِلذَّهَبْ وَالعُوْدُ لَو لَمْ تَطِبْ مِنْهُ رَوَائِحُهُ ... لَمْ يُفَرِّقِ النَّاسُ بَيْنَ العُودِ وَالحَطَبْ ¬
العديل بن الفرخ العجليّ: [من البسيط] 2931 - أَصبَحْتُ مِنْ حَذَرِ الحَجَّاجِ مُنْتَحِبًا ... كَالعيْرِ يَضْرِطُ وَالمُكْوَاةَ فِي النَّارِ فِي المَثَلِ: قَدْ يَضْرِطُ العِيْرُ وَالمُكْوَاةُ فِي النَّارِ وَحَدِيثُ ذَلِكَ أَنَّ مُسَافِرَ بن أَبِي عَمْرُو بن أَمَيَّةَ وَفَدَ عَلَى النُّعْمَانِ بن المُنْذِرِ وَكَانَ بَيْنَهمَا رَحمٌ مِنْ قِبَلِ الأُمَّهَاتِ فَمَرِضَ مُسَافِرٌ عِنْدَهُ فَدُعِيَ لَهُ بِطَبيْبٍ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالكَيِّ فَقَالَ دُوْنَكَهُ لَا وَعَى مِنَ الرَّبْطِ فَإِنَّ لِلكَيِّ لَذْعًا فَقَالَ: العِيْرُ يُرْبَطُ فَجَعَلَ الطَّبيْبُ يَحْمِي مَكَاوِيْهِ وَيُمِرُّهَا عَلَى مَرَاقِهِ وَبِالقُرْبِ مِنْهُ رَجُل يَنْظِرُ إِلَيْهِ فَأَرْسَلَهَا عَاصِفَةً كَرَدْمَةِ العِيْرِ فَقَالَ مُسَافِرٌ: قَدْ يَضْرِطُ العِيْرُ وَالمُكْوَاةُ فِي النَّارِ. فَذهَبَتْ كَلِمتُهُ مَثَلًا. إبراهيمُ الصوليّ: [من السريع] 2932 - أَصبَحْتُ مِنْ رَأيِ أَبِي جَعْفَرٍ ... فِي هَنَةٍ تُنْذِرُ بِالصَّيْلَمِ يَقُوْلُ إبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصُّوْليُّ ذَلِكَ فِي ابنِ الزَّيّاتِ الوَزِيْرِ بَعْدَهُ: مِنْ غَيْرِ مَا جُرْمٍ وَلَكِنَّهَا ... عَدَاوَةُ الزِّنْدِيْقِ لِلْمُسْلِمِ [من البسيط] 2933 - أَصبَحْتُ مِنْ مِحَنِ الأَيَّامِ فِي سِيَرٍ ... يَكلُّ فِيْهَا لِسَانُ الوَصْفِ إِنْ سَرَحَا أَبُو العتَاهِيَةِ: [من المنسرح] 2934 - أَصبَحْتُ وَاللَّهِ فِي مَضِيْقِ ... هَلْ مِنْ دَلِيْلٍ عَلَى الطَّرِيْقِ قَالَ الرَّبِيع الحَاجِبُ لأَبِي العَتَاهِيَةِ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَقَالَ: أَصْبَحْتُ وَاللَّهِ فِي مَضيْقِ. البَيْتِ وَبَعْدَهُ أُفٍّ لِدُنْيَا تَلَاعَبَتْ بِي ... تَلَاعُبَ المَوْجِ بِالغَرِيْقِ ¬
الرّبِيْعُ بنُ ضَبُعٍ الفَزَارِيُّ: [من مخلع البسيط] 2935 - أَصبَحْتُ لَا أَحْمِلُ السِّلَاحَ وَلَا ... أَمْلِكُ رَأسَ البَعِيْرِ إِنْ نَفَرَا قِيْلَ لأَبِي عَمرُو بن العَلَاءِ: كَيْفَ أَصبَحْتَ؟ فَقَالَ: أَصبَحْتُ كَمَا قَالَ الرَّبِيعُ الفَزَارِيُّ: أَصْبَحْتُ لَا أحْملُ السِّلَاحَ. البَيْتِ. وَأَوَّلُ الأَبْيَاتِ (¬1): أَصْبَحَ مِنِّي الشَّبَابُ مُتَنَكِّرًا ... أَنْ يَنْأ مِنِّي فَقَدْ ثَوَى عَصْرَا وَدَّعَنِي قَبْلَ أَنْ أُوَدِّعَهُ ... لَمَّا قَضَى مِنْ مَقَامِهِ وَطَرَا أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السِّلَاحَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَالذِّئْبُ أَخْشَاهُ إِنْ مَرَرْتُ بِهِ ... وَحْدِي وَأَخْشَى الرِّيَاحَ وَالمَطَرَا مِن بَعْدِ مَا قُوَّةٍ أُسرُّ بِهَا ... أَصبَحْتُ شَيْخًا أُعَالِجُ الكبَرَا هَا أَنَا أَرْتَجي الخُلُوْدَ وقَد ... أَدْرَكَ سِنِّي وَمَوْلدِي حُجُرَا أبا امرئ القيس فهل سمعت به ... هيهات هيهات كان ذا عُمَرا ابْنُ هِنْدُو وَقِيْلَ ابْنُ مسْهَرٍ: [من الكامل] 2936 - أَصبَحْتُ لَا أَدْرِي وَلَا ليلَى دَرَتْ ... مِنْ طُوْلِ تَدْاَبِ الحَوَادِثِ من أَنَا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابْنُ مُسَهَّرٍ الكَاتِبُ: أَصبَحْتُ لَا أَدْرِي بِأَيِّ وَسِيْلَةٍ ... أَجِدُ السَّبيْلَ إِلَى مَسَاطَةِ الوَرَى أَنَا بَائِعٌ شكْرِي بِمَالِي فيْهم ... وَمِنَ العَجَائِبِ أَنَّهُ لَا يُشتَرَى لَا غَرْوَ أنْ جَهِلَ الحَسُوْدُ فَضائِلِي ... إِنَّ الثُّرَيَّا مِن حَوَاسِدِهَا الثَّرَى البُحْتُرِيُّ: [من السريع] 2937 - أَصبَحْتُ لَا أَطْمَعُ فِي وَصْلِهَا ... حَسْبِيَ أَنْ يَبْقَى لِيَ الهَجْرُ ¬
أَبُو العتَاهِيَةِ: [من المنسرح] 2938 - أَصبَحْتَ لَا تَعْرِفُ الجَمِيْلَ وَلَا ... تَفْرقُ بَيْنَ القَبِيْحِ وَالحَسَنِ بَعْدهُ: وَإِنَّ مَنْ يَأتِي يَرْتَجِيْكَ كَمَنْ ... يَحْلِبُ تَيْسًا مِنْ شَهْوَةِ اللَّبَنِ وَيُرْوَيَانِ لِجَحْظَةَ. وَيُرْوَيَانِ لِلنَّاجِمِ. أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من البسيط] 2939 - أَصبَحْتَ لَا رَجُلًا يَغْدُو لِحَاجَتِهِ ... وَلَا قَعِيْدَةَ بَيْتٍ تُحْسِنُ العَمَلَا قَيْسُ بنُ الأَسْلَتِ: [من البسيط] 2940 - أَصبَحْتَ لَا فَاجِرًا تُخْشَى عَدَاوَتُهُ ... وَلَا تَقِيًّا صَحِيْحَ العِرضِ فِي الدَّارِ بَعْدهُ: مُقَصِّرًا فِي مَسَاعِي المَجْدِ قَد عَلِمُوا ... وَأَنْتَ فِي اللَّوْمِ ذُو شُدٍّ وَإِحْضَارِ [من البسيط] 2941 - أَصبَحْتَ تُنْغِصُكَ الأَحْيَاءُ كلُّهُمُ ... لَمْ يَرْفَعِ اللَّهُ بِالبَغْضَاءِ إِنْسَانَا [من البسيط] 2942 - أَصبَحْتُ يَظْلِمُنِي مَنْ لَا أُعَاتِبُهُ ... عِتَابَ مَنْ لَا يُبَالِي سَلْبَ عُرْيَانِ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من البسيط] 2943 - أَصْبَحَ فِي النَّاسِ مَحْسُوْدًا لِسُؤْدَدِهِ ... لَا زَالَ مُكْتَسِيًا سِرْبَالَ مَحْسُوْدِ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الخفيف] 2944 - أَصْبَحُوا فِي النَّدَى غُيُوْثًا وَفِي الرَّ ... وْعِ لُيُوْثًا وَفِي الحُلُوْمِ جِبَالَا ¬
الحَسَنُ بن وَهَبٍ: [من الكامل] 2945 - اصْبِرْ أَبَا أَيُّوْبَ صَبْرًا يُرْتَضَى ... فَإِذَا جَزَعْتَ مِنَ الخُطُوْبِ فَمَنْ لَهَا بَعْدهُ: اللَّهُ يَفْرِجُ بَعْدَ ضيْقٍ كَرْبَهَا ... وَلَعَلَّهَا أَنْ تَنْجَلِي وَلَعَلَّهَا كَتَبَ بِهُمَا الحَسَنُ بن وَهَبٍ إِلَى أَخِيْهِ سُلَيْمَان بن وَهَبٍ وَقَدْ نَكَبَهُ الوَاثِقُ وَهُوَ فِي حَبْسِ ابن الزَّيَّاتِ. * * * يُقَالُ إِنَّ الرَّشِيْدَ بن المَهْدِيّ نَقَمَ عَلَى عَامِلٍ لَهُ يُعْرَفُ بِأَبِي أَيُّوْبَ فَصَادَرَهُ وَحَبَسَهُ فَطَالَ حَبْسُهُ فَأَتَتْهُ زَوْجَتُهُ فَمُنِعَتْ مِنَ الدُّخُوْلِ إِلَيْهِ فَتَوَصَّلَت حَتَّى اسْتَأذَنُوا لَهَا الرَّشِيْدَ فَأَذِنَ لَهَا وَجَلَسَ فِي مَوْضِعٍ لِيَسْمَعَ مَا يَجْرِي بَيْنَهُمَا وَهُمَا لَا يَعْلَمَانِ فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَى زَوْجَهَا شَكَا إِلَيْهَا مَا يَحِدُهُ مِنَ الحَبْسِ وَالتَّضْيِيْقِ عَلَيْهِ فَبَكَتْ وَجَعَلَتْ تَقُوْلُ (¬1): أَصَبْرًا أَبَا أَيّوْبَ صَبْرَ مُلَجْلِجٍ ... فَإِذَا عَجِزْتَ عَنِ الأُمُوْرِ فَمَنْ لَهَا أَصْبِرْ لهل فَلَعَلَّهَا أَنْ تَنْجَلِي ... بَلْ لَا أَقُوْلُ لَعَلَّهَا فَأُعِلّهَا إِنَّ الَّذِي عَقَدَ الدُّنَا انْعَقَدَتْ لَهُ ... عُقَدُ المَكَارِمِ قُلْ سَالِيْكَ حَلّهَا إِنَّ الأُمُوْرَ إِذَا الْتَوَتْ وَتَعَقَّدَتْ ... نَزَلَ القَضَاءُ مِنَ السَّمَاءِ فَحَلَّهَا قَالَ: فَرَقَّ الرَّشِيْدُ لِكَلَامِهَا وَأَمَرَ بِإطْلَاقِهِ وَخَلَعَ عَلَيْهِ وَرَدَّهُ إِلَى عَمَلِهِ وَأَمَرَ بِخَمْسِمِائَةِ دِيْنَارٍ وَكِسْوَةٍ فَاخِرَةٍ وَقَالَ لَهَا هَذِهِ قَدْ نَزَلَ القَضَاءُ مِنَ السَّمَاءِ فَحَلَّهَا. فَانْصَرَفَا دَاعِيْنَ شَاكِرِيْنَ للَّهِ تَعَالَى وَلإنْعَامِهِ عَلَيْهُمَا. أبو نُواس: [من المنسرح] 2946 - اصْبِرْ إِذَا عَضَّكَ الزَّمَانُ وَمَنْ ... أَصْبَرُ عِنْدَ الزَّمَانِ مِنْ رَجُلِهْ ¬
ابْنُ هِنْدُو: [من المنسرح] 2947 - اصْبِرْ إِذَا مَا عَرَتْكَ نَائِبَةٌ ... لَا تَسْتَعِنْ سَاقِطًا وَلَا تَخْضَع بَعْدهُ: فَالمَوْتُ فِي ماءِ دِجْلَةٍ غَرقًا ... أَوْلَى من المُسْتَغَاثِ بِالضّفْدَعِ المِيكَالِيُّ: [من السريع] 2948 - اصْبِرْ إِذَا نَابَتْكَ مِنْ خطَّةٍ ... فهي سَوَاءٌ وَالَّتِي وَلَّتِ بَعْدهُ: وَارهفِ العَزْمَ فَلَيْسَ الظُبَى ... تَفرِي وتَمْضِي كَالَّتِي كَلَّتِ عَبَيْدُ بنُ الأَبْرَصِ: [من الخفيف] 2949 - أُصَبِّرُ النَّفْسَ عِنْدَ كلِّ مَهمِّنْ ... إِنَّ فِي الصَّبْرِ حِيْلَةُ المُحْتَالِ بَعْدهُ: رُبَّمَا تَجْزَعُ النُّفُوْسُ مِنَ الأَمْرِ ... لَهَا فُرْجَةٌ كَحَلِّ العَقالِ خَالِدُ بنُ يَزِيْدُ المُهَلَّبِيُّ: [من البسيط] 2950 - اصْبِرْ عَلَى الدَّهْرِ إِنَّ الدَّهْرَ ذُو غِيَرٍ ... وَإِنَّمَا الدِّيْنُ وَالدُّنْيَا لِمَنْ صَبَرَا بَاقِي الأَبْيَاتُ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ أَقْبل مَعَاذِيْرَ مَنْ يَأتِيْكَ مُقْتَدِرًا. فتطْلَبُ مِنْ هُنَاكَ. * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الحِيْصِ بِيْصِ (¬1): اصْبِرْ عَلَى الشّدَّةِ تَجِدِ العُلَى ... بِكَلِّ قَاصٍ عِنْدَهُ وَالصَّبْرُ دَان ¬
مَا لَقَى الضَّامِرُ مِنْ جُوْعِهِ ... حَوَى لَهُ السَّبْقَ لِيَوْمِ الرِّهَان إسْجَعْ وَجُدْ تَحْظَ بِفَضلِهِمَا ... فَكُلَّمَا قَدَّرَهُ اللَّهُ كَان لَو نَفَعَ البُخْلُ وَجُبْنُ الفَتَى ... مَا نفد المُكَنّزِ وَمَاتَ الجبَان صاحِبْ أَخَا الشَّرِّ لِتَسْطُو بِهِ ... يَوْمًا عَلَى بَعْضِ شِرَارِ الزَّمَان فَالرُّمْحُ لَا يُرْهِبُ انبوبه ... إِلَّا إِذَا رُكّبَ فِيْهِ السِّنَان إِنْ شَارَكَ الادوان أهْلُ العُلَى ... وَالفَضْلُ فِي تَسْمِيّةٍ بِاللِّسَانِ فَمَا عَلَى أَهْلِ العُلَى سُبَّةٌ ... أَنَّ يَجُور العُوْدِ بَعْضَ الدُّخَانِ [من السريع] 2951 - اصْبِرْ عَلَى الظُّلْمِ وَلَا تَنْتَصِرْ ... فَالظّلْمُ مَرْدُوْدٌ عَلَى الظَّالِمِ [من البسيط] 2952 - اصْبِرْ عَلَى القَدَرِ المَحْتُوْمِ وَارْضَ بِهِ ... وَإِنْ أَتَاكَ بِمَا لَا تَشْتَهِي القَدَرُ بَعْدهُ: فَمَا صفَا لامْرِىٍ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ ... إِلَّا سَيَتْبَعُ يَوْمًا صَفْوُهُ كَدَرُ [من الكامل] 2953 - اصْبِرْ عَلَى ضِيْقِ المَكَارِهِ كُلّهَا ... فَلَعَلَّهَا قَدْ تَنْجَلِي وَلَعَلَّهَا بَشَّارٌ: [من الكامل] 2954 - اصْبِرْ عَلَى غِيَرِ الزَّمَانِ فَإِنَّمَا ... فَرَجَ النَّوَائِبِ مِثْلُ حَلِّ عِقَالِ بَعْدهُ: وَإِذْ خَشِيْتَ تَعَذُّرًا فِي بَلْدَةٍ ... فَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِعَالِجِ التّرْحَالِ إِنَّ المَقَامَ عَلَى الهَوَانِ مَذَلَّةٌ ... وَالعَجْزُ آفَةُ حِيْلَةَ المُحْتَال ابن المُعْتَزِّ: [من مجزوء الكامل] ¬
2955 - اصْبِرْ عَلَى كَيْدِ العَـ ... ـــــدُوِّ فَإِنَّ صَبْرَكَ قَاتِلُه بَعْدهُ: فَالنَّارُ تأَكلُ نَفْسَهَا ... إِنْ لَمْ تَجِدْ مَا تأَكُلُه [من مجزوء الكامل] 2956 - اصْبِرْ عَلَى مَضَضِ الزَّمَا ... نِ وَلَوْ رَمَى بِكَ فِي اللُّجَجِ بَعْدهُ: فَلَعَلَّ طَرْفكَ لَا يَعُوْ ... دُ إِلَيْكَ إِلَّا بِالفَرَجِ يُرْوَى لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من البسيط] 2957 - اصْبِرْ عَلَى مضَضِ الإدْلَاجِ فِي السَّحَرِ ... وَللرّوَاحِ عَلَى الرَّوْحَاتِ وَالبُكَرِ [من مخلع البسيط] 2958 - اصْبِرْ فَفِي الصَّبْرِ كلُّ خَيْرٍ ... وَكُلُّ خَيْرٍ بِهِ مَصُوْنُ بَعْدهُ: اصْبِرْ وَإِنْ طَالَتِ اللَّيَالِي ... فَرُبَّمَا طَاوَعَ الحَرُوْنُ اصْبِر فَقَدْ نِيلَ اصطِبَارٍ. البَيْتُ. وَهُوَ الثَّالِثُ. [من مخلع البسيط] 2959 - اصْبِرْ فَقَدْ نِيْلَ بِاصْطِبَارٍ ... مَا قِيْلَ هَيْهَاتَ لَا يَكُوْنُ [من البسيط] 2960 - اصْبِرْ فَقَدْ يُدْرِكُ الآمَالَ مَنْ صَبَرَا ... وَقَدْ يَنَالُ الفَتَى فِي صَبْرِهِ الظَّفَرَا فِي المَثَلِ: اللَّيْلُ طَوِيْلٌ وَأَنْتَ مُقْمِرٌ. يُضْرَبُ عنَ الأَمْرِ بِالصَّبْرِ وَالتَّأنِّي فِي طَلَبِ ¬
الحَاجَةِ قَالَ المُفَضَّلُ كَانَ السُّلَيْكُ بن السُّلَكَةِ السَّعْدِيّ نَائِمًا مُشْتَمِلًا فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا جَثَمَ رَجُلٌ عَلَى صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ اسْتَأسِرْ فَقَالَ لَهُ السُّلَيْكُ: إِنَّ اللَّيْلَ طَوِيْلٌ وَأَنْتَ مُقْمِرٌ. أي إنَّكَ تَجِدُ غَيْرِي فَتَعَدّنِي فَأَبَى فَلَمَّا رَأَى سُلَيْكٌ ذَلِكَ التوَى عَلَيْهِ وَتَسَنَّمَهُ. بعضُ البَصْرِيِّيْنَ: [من مجزوء الكامل] 2961 - اصبِرْ كَأَنَّكَ بِالفَرَج ... وَكَأَنَّ صَدْرَكَ قَدْ ثَلَجْ بَعْدهُ: وَكَانَ مَا أَصْبَحْتَ فِيْهِ ... مِنْ الهُمُوْمِ قَدِ انْفَرَج [من مجزوء الكامل] 2962 - اصْبِرْ لِدَهْرٍ نَالَ مِنْـ ... ـــــكَ فَهَكَذَا مَضتِ الدُّهُوْر بَعْدهُ: فَرَحٌ وَحزْنٌ تَارَةً لا ... الحزْنَ دَامَ وَلَا السُّرُوْرُ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الكامل] 2963 - اصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيْبَةٍ وَتَجَلَّدِ ... وَاعْلَمْ بِأَنَّ المَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ بَعْدهُ: وَإِذَا ذَكَرْتَ مَصِيْبَةً تَشْجَى بِهَا ... فَاذْكُرْ مُصابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لِمَا تَوَفَّى المُطَّلِبِ رَضيَ اللَّهُ عَنهُ أَجْلَسَ وَلَدَهُ عَبدُ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ لِلعَزَاءِ: اصبرْ نَكُنْ بِكَ صابِرِيْنَ. البَيْتَانِ. وَيُرْوَى عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ تَعَزّوا عَنْ مَصَائِبكُمْ بِي. مُحَمَّدُ بنُ بَشيْرٍ: [من البسيط] ¬
2964 - اصْبِرْ لِمُرِّ قَضَاءِ الحَقِّ مُعْتَرِفًا ... فَقَدْ صَبَرْنَا لِطُوْلِ المَطْلِ مُذ حِيْنِ أَعْرَابِيٌّ: [من الكامل] 2965 - اصْبِرْ نَكُنْ بِكَ صَابِرِيْنَ فَإِنَّمَا ... صَبْرُ الرَّعِيَّةِ بَعْدَ صَبْرِ الرَّاسِ بَعْدهُ: خَيْرٌ مِنَ العَبَّاسِ أجرُكَ بَعْدَهُ ... وَاللَّهُ خَيْر مِنْكَ لِلْعَبَّاسِ [من مخلع البسيط] 2966 - اصْبِرْ وَإِنْ طَالَتِ اللَّيَالِي ... فَرُبَّمَا طَاوَعَ الحَرُوْنُ [من البسيط] 2967 - اصْبِرْ وَكُلُّ فَتًى لا بُدَّ مُحْتَرَمُ ... وَالمَوْتُ أَجْمَلُ مِمَّا أَمَّلَتْ جُشَمُ بَعْدهُ: وَالمَوْتُ أَجْمَلُ مِنْ إِعْطَاءِ مَنْقِصَةٍ ... إِنْ لَمْ تَمُتْ عبطة فَالغَايَةُ الهُرم * * * كَتَبَ عَبْدُ المَلِكِ بن مَرْوَانَ إِلَى الحَجَّاجِ أَنْ أَعْطِ ابْنُ الزُّبَيْرَ الأَمَانَ فَلَمَّا عَرَضُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ قَالَ لأَصحَابِهِ: مَا تَرَوْنَ؟ فَقَالوا: نَرَى أَنْ تَقبَلَ وَنُطْفِىَ هَذِهِ النَّائِرَةِ. فَقَالَ: لَا أخْلَعْهَا حَتَّى يَخْلَعَهَا المَوْتُ وَلَو فَعَلْتُ مَا بَقِيْتُ إِلَّا قَلِيْلًا حَتَّى أَفوْتَ لَقَدْ كَبرَتْ سِنِّي وَمَا يُبَالِي المَيْتُ أَبِسَيْفٍ مَاتَ أَمْ بِسَوْطٍ أَمْ حتفَ أَنْفِهِ وَاللَّهِ لَضَرْبَةُ سَيْفٍ فِي عِزًّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَيَاةٍ فِي ذُلٍّ. ثُمَّ قَالَ مَتَمَثِّلًا: أَصبِرْ وَكُلُّ فَتَى لَا بُدَّ مُخْتَرَمٌ. البَيْتَانِ. ¬
[من المديد] 2968 - اصحَبِ الدُّنْيَا مُيَاوِمَةً ... وَادْفَعِ الأَيَّامَ تَنْدَفِع بَعْدهُ: وَإِذَا مَا شَدَّهُ عَرَضَتْ ... فَالْقهَا بِالصبْرِ تتَسِعُ مِسْكِيْنُ الدَّارِمِيُّ: [من الرمل] 2969 - اصْحَبِ الأَخْيَار وَارْغَبْ فِيْهُمُ ... رُبَّ مَنْ صُحْبَتُهُ مِثْلَ الجَرَبْ بَعْدهُ: ودَعِ النَّاسَ وَلَا تَشْتِمُهُمْ ... وَإِذَا شَاتَمْتَ فَاشْتِمْ ذَا حسَبْ إِنَّ مَنْ سَبَّ لَئِيْمًا كَالَّذِي ... يَشْتَرِي الصّفر بِأعْيَار الذَّهبْ وَاصدُقِ النَّاسَ إِذَا حَدَّثْتهُمْ ... وَدَعِ الكذْبَ [لمن شاء كذبْ] رُبَّ مَهْزُوْلٍ سَمِيْن عِرْضهُ ... وَسَمِيْن الجسم مهزول النّسبْ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 2970 - أَصِحُّ فَلَا أُمْنَى بِشَكْوَى مِنَ الهَوَى ... وَأَصْحُو فَلَا أَصْبُو وَلَا أَتَوَلَّعُ المُتُنَبِّي: [من البسيط] 2971 - أَصَخْرَةٌ أَنَا مَا لِي لَا تُغَيِّرُنِي ... هَذِي المُدَامُ وَلَا هَذِي الأَغَارِيْدُ جِرَّانُ العَوْدِ: [من الطويل] 2972 - أَصُدُّ بِأَيْدِي العِيْسِ عَنْ قَصْدِ دَارِهَا ... وَقَلبِي إِلَيْهَا بِالمُوَدَّةِ قَاصِدُ قَبْلهُ (¬1): ¬
وَنَارٍ كسحرِ العُوْدِ يَرْفَعُ ضوْؤهَا ... مَعَ اللَّيْلِ هَبَّاتُ الرِّيَاحِ الصَّوَارِدِ أَصُدُّ بِأَيْدِي العِيْسِ. البَيْتُ الأَقْرَعُ بنُ حابِسٍ: [من المتقارب] 2973 - أَصُدُّ صُدُوْدَ امْرِيءٍ مُجْملٍ ... إِذَا حَالَ ذُو الوُدِّ عَنْ حَالِهِ بَعْدَ قَوْلِ الأَقْرَعُ بن حَابِسٍ: أَصُدُّ صُدُوْدَ امْرِئٍ مُجملٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَسْتُ بِمُسْتَعْتِبٍ صَاحِبًا ... إِذَاجَعَلَ الهَجْرَ مِنْ بَالِهِ وَلَكِنَّنِي قَاطِعٌ حَبْلهُ ... وَذَلِكَ فِعْلِي بِأَمْثَالِهِ وَإِمَّا أَدَلَّ بِحَقٍّ لَهُ ... عَرِفْتُ لَهُ حَقّ إدْلَالِهِ لأَنِّي عَلَى كُلِّ حَالٍ ... لَهُ مِنْ إدْبَارِ وَدٍّ وَإقْبَالِهِ لَرَاعِ مَا أُحْسِنَ مَا بَيْنَنَا ... بِحَفْظِ الإِخَاءِ وَإجْلَالِهِ وَيُرْوَى لِعَبْد اللَّهِ بن مُعَاوِيَةَ بن عَبْد اللَّهِ بن جَعْفَر بن أَبِي طَالِبٍ. [من الطويل] 2974 - أَصُدُّ عَنِ الدُّنْيَا إِذَا كُنْتَ عَاتِبًا ... وَأرْضَى عَنِ الدُّنْيَا إِذَا كُنْتَ رَاضِيَا مَجْنُوْنُ بَنِي جَعْدَةَ: [من الطويل] 2975 - أَصُدُّ وَأَخْشَى النَّاسَ فِي أُمِّ خَالِدٍ ... صُدُوْدَ المُعَدَّى عَنْ نِطَافٍ يُرِيْدُهَا [من الطويل] 2976 - أَصُدُّ وَبِي مِثْلُ الجنُوْنِ لكي تَرَى ... رُوَاةُ الخَنَا أَنِّي لِبَيْتكِ هَاجِرُ أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ: [من الطويل] 2977 - أَصُدُّ وَمَا الصَّدُّ الَّذِي تَعْلَمِيْنَهُ ... عَزاءٌ بِنَا إِلَّا اجْتِرَاعُ العَلَاقِمِ بَعْدهُ: حَيَاءً وَبُقْيَا أَنْ تَشِيْعَ نَمِيْمَةٌ ... بنا وَبِكُمْ أُفٍّ لأَهْلِ النَّمَائِمِ ¬
أَبُو العَمَيْثَلِ في عبد اللَّه بن طاهر: [من الكامل] 2978 - اصْدُقْ وَعَفَّ وَبَرَّ وَانْصُرْ وَاحْتَمِلْ ... وَاحْلُمْ وَكُفَّ وَدَارِ وَاسْمَحْ وَاشْجُعِ قَبْلهُ: يَا مَنْ يُؤمّلُ أَنْ تَكُوْنَ خِصَالُهُ ... كَخِصَالِ عَبْد اللَّهِ أَنْصتْ وَاسْمَعِ فَلأَنْصَحنَّكَ فِي المَشُوْرَةِ وَالَّذِي ... حَجَّ الحَجِيْجُ إِلَيْهِ فَاسْمَعْ أَو دَعَ أَصْدِقْ وَعَفَّ. البَيْتُ أَخَذَ ذَلِكَ مِنْ قَوْل عُرْوَة بن الزبير حَيْثُ قَالَ (¬1): يَا أَيُّهَا المُتَمَنِّي أَنْ يَكُوْنَ فَتًى ... مِثْلَ ابنِ زَيْدٍ لَقَدْ خَلَّى لَكَ السُّبُلَا أعدُد نَظَائِرَ أَخْلَاقٍ عُدِدْنَ لَهُ ... هَلْ سبّ مِنْ أَحَدٍ أَو لسُبَّ أَو بَخُلَا أَبُو سَعِيد بن خَلَف الهَمذَانِي: [من الطويل] 2979 - أُصَرِّحُ بِالشَّكْوَى وَلَا أَتَأَوَّلُ ... إِذَا أَنْتَ لَمْ تَجْمِلْ فَلِمْ تجَمَّلُ قَوْلُ أَبِي سَعِيْدٍ: أُصَرِّحُ بِالشَّكْوَى وَلَا أَتَأَوَّلُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مِنْ هَوَاكَ تَجَامُل عَلَيَّ ... وَمِنِّي كُلّ يَوْمٍ يَحْمُلُ . . . مِنْكَ لَصابِرٌ ... وَإِنْ كَانَ من أَدْنَاهُ يَذْبُلُ يَذْبُلُ . . . . مَا هِيَ النَّفْسُ ... مَا حَمَّلْتهَا تَتَحَمَّلُ * * * وَمِنْ بَابِ (أصف) قَوْلُ بَعْضهُمْ فِي تَعْطِيْلِ الجَبْرِ (¬2): اصفَعِ المجبر الَّذِي ... بِقَضَا السُّوْءِ قَدْ رَضي فَإِذَا قالَ لِمْ صُفِعْـ ... ـــــــتَ فَقُلْ هَكَذَا قُضِي ¬
وَمِثْلهُ قَوْلُ أَبِي نَعَامَةِ: وكذا مَنْ نِيْكَ مِنْهُمْ فِي أسْتِهِ ... قَالَ هَذَا بِقَضَاءٍ وَقَدَر وَقَالَ آخَرُ (¬1): للَّهِ عِلْمٌ وَتَدْبِيْرٌ وَتَقْدِيْرُ ... وَالمَرْءُ يُخْطِي وَمَا تُخْطِي المَقَادِيْرُ وَلَا أَقُوْلُ إِذَا مَا جِئْت فَاحِشَةً ... إِنِّي عَلَى الأَمْرِ مَحْمُوْلٌ وَمَجْبُوْرُ وَقَالَ الأَعْشَى عَلَى هَذَا المَذْهَبِ (¬2): أسْتَأثِرِ اللَّه بِالوَفَاءِ وَبِالعَدْ ... لِ وَوَلِّي المَلَامَةَ الرَّجُلَا قَالوا وَكَانَ لُبَيْدُ بنُ رَبِيْعَةَ يثبتُ القَدَرُ فَقَالَ (¬3): إِنَّ تقوى ربنا خيرُ نَقَل ... وَبِإِذْنِ اللَّهِ رَيْثِي وَعَجَل أَحْمِدُ اللَّهَ فَلَا نَدَّ لَهُ ... بِيَدَيْهِ الخَيْرُ وَمَا شَاءَ فَعَل مَنْ هَدَتهُ سُبُلُ الخَيْر اهْتَدَى ... نَاعِمِ البَالِ وَمَا شَاءَ أَضَل قِيْلَ وَكَانَ الفَرَزْدَقُ يُثْبِتُ القَدَرَ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلِهِ (¬4): وَكَانَتْ جَنَّتِي فَخَرجْتُ مِنْهَا ... كَآدَمَ حِيْنَ أَخْرَجَهُ الضِّرَارُ فلو أَنِّي مَلَكْتُ يَدِي وَقَلْبِي ... لَكَانَ عَلَيَّ لِلْقَدَرِ الخَيَارُ يَقُوْلُ: لَو كُنْتُ أَمْلكُ بِنَفْسِي لَغَلَبَنِي القَدَرُ. وَقَالَ أَيْضًا (¬5): لَو أَنَّنِي كُنْتُ ذَا نَفْسَيْنِ إِنْ هَلَكَتْ ... إحْدَيْهُمَا بَقِيَتْ أُخْرَى لِمَنْ غَبَرَا إِذَا لَجِئْتُ عَلَى مَا كَانَ مِنْ رَجُلٍ ... وَمَا وَجَدْتُ حِذَارًا يَغْلُبُ القَدَرَا ¬
بَشَّارٌ فِي هِنْدِيّةٍ: [من الطويل] 2980 - أَصَفْرَاءُ لَا أَنْسَى هَوَاكِ وَلَا وُدِّي ... وَلَا مَامَضَى بَيْنِي وَبَيْنكِ مِنْ عَهْدِ بَعْدهُ: لَقَدْ كَانَ مَا بَيْنِي زَمَانًا كَمَا كَانَ ... بَيْنَ المِسْكِ وَالعَنْبَرِ الوَرْدِ قَالَ أَصْحَابُ اللُّغَةِ: تَقُوْلُ العَرَبُ يَا صفْرَاءُ يُرِيْدُوْنَ سَوْدَاءُ وَالصُّفْرَةُ عِنْدَهُمْ السّوَادُ وَالصُّفْرُ جَمْعُ أَصْفَرَ وَهُوَ السَّوَادُ. أَبُو عُثْمَانُ الخَالِدِيُّ: [من البسيط] 2981 - أَصْفُو وَأَكْدَرُ أَحْيَانًا لِمُخْتَبِرِي ... وَلَيْسَ مُسْتَحْسَنًا صَفْوٌ بِلَا كَدَرِ [من السريع] 2982 - أَصلُ الفَتَى خَافٍ وَلَكِنَّهُ ... بِفِعْلِهِ يَظْهَرُ خَافِيْهِ بَعْدهُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ عُنْصُرُهُ طَيِّبٌ ... لَمْ يَخْرُجِ الطِّيْبُ مِنْ فِيْهِ أَحْمَدُ بنُ الحَجَّاجِ: [من الكامل] 2983 - أَصْلَحْتَنِي بِالجوْدِ بَلْ أَفْسَدْتَنِي ... وَتَرَكتَنِي أَتَسَخَّطُ الإِحْسَانَا قِيْلَ كَانَ المُطَّلِبُ بنُ عَبْد اللَّهِ بنُ مَالِكٍ الخُزَاعِيّ متَوَفِّرًا عَلَى أَحْمَد بن الحَجَّاج مذ قَالَ فِيْهِ (¬1): مَا زِرْتُ مَطَّلِبًا إِلَّا لِمُطَّلِبٍ ... فَنِيَّتِي بَلَغَتْنِي أَوْكَدَ السَّبَبِ أَفْرَدْتُهُ بِرَجَائِي أَنْ تُشَارِكُهُ ... فِيّ الوَسَائِلُ أَو أَلْقَاهُ بِالكُتُبِ ¬
فَلَمَّا مَاتَ المُطَّلِبِ قَالَ فِيْهِ (¬2): زَمَنِي بِمُطَّلِبٍ سُقِيْتَ زَمَانَا ... مَا كُنْتُ إِلَّا رَوْضَةً وَجَنَانَا أَصْلَحَتْنِى بِالجوْدِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): مَنْ جَادَ بَعْدَكَ كَانَ جُوْدُكَ فَوْقَهُ ... لَا جَادَ بَعْدَكَ كَائِنٌ مَنْ كَانَا أَعْرَابِيٌّ: [من المنسرح] 2984 - أَصلَحَكَ اللَّهُ قَلَّ مَا بِيَدِي ... فَمَا أُطِيْقُ العِيَالَ مِذْ كثُرُوا قَالَ المُبَرَّدُ وَفَدَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى مَعْنِ بنُ زَائِدَةَ فَلَمَّا مَثَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ قال لَهُ مَعْنٌ مَا خَطْبكَ؟ فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَلَحَّ دَهْرٌ أَنْحَى بِكَلْكَلِهِ ... فَأَرْسَلُوْني إِلَيْكَ وَانْتَظَرُوا قَالَ فَأَخَذت مَعْنًا الأَرْيَحِيَّةَ فَجَعَلَ يَهْتَزُّ فِي مَجلِسِهِ ثَمَّ قَالَ: أَرْسَلُوْكَ إِلَيَّ وَانْتَظَرُوا إِذًا وَاللَّهِ لَا تَجْلسُ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيْهِمْ غَانِمًا وَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ وَرَدهُ عَلَى بَعِيْرِهِ وقد قِيْلَ إِنَّ هَذَا الخَبَرَ لِعمَر بن هبِيْرَة. قَالَ المُبَرَّدُ: وَحَدَّثَنِي القَاضِي: إِنَّ هَذَا الخَبَرَ لِمَعْنِ بن زَائِدَةَ وَصَحَّ ذَلِكَ عِنْدِي. كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 2985 - أُصَلِّي إِذَا صَلَّتْ وَأَدْعُو إِذَا دَعَتْ ... وَأُتْبِعُهَا طَرْفِي إِذَا هِيَ وَلَّتِ يَقُوْلُ قَبلَهُ: فَيَا لَيتَنِي صَوَّرْتُ أحْجَارَ مَسْجِدٍ ... لِعَزَّةَ لَمَّا كَبَّرَتْ حِيْنَ صَلَّتِ أُصَلِّي إِذَا صلَّت. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَصَابَ الرَّدَى مِنْ كَانَ يَنْوِي لَكِ الرَّدَى ... جُنَّ اللَّوَاتِي قُلْنَ عزَّةَ جَنَّتِ ¬
كَشَفْتُ لَهَا سِرِّي بِأَنِّي أَحِبُّهَا ... وَإِنَّ رَضَاهَا جَنَّتِي فَتَجَنَّتِ وَكَانَتْ عَلَى الأَحْوَالِ نَفْسِي عَزِيْزَةً ... فَلَمَّا رَأَتْ صبْرِي عَلَى البُعْدِ ذَلَّتِ هَنِيْئًا مَرِيْئًا غَيْر دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لعزَّة مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ المَجْنُوْنُ: [من الطويل] 2986 - أَصَلِّي فَمَا أَدْرِي إِذَا مَا ذَكرْتُهَا ... اثْنَتَيْنِ صَلَّيْتُ الضُّحَى أَمْ ثَمَانِيَا هَارُوْنُ بنُ عَلِيٍّ: [من الـ. . .] 2987 - أَصْلِي وَفَزعِي فَارَقَانِي مَعًا ... وَأَجْتَثُّ مِنْ حَبلِهِمَا حَبْلِي بَعْدَهُ: فَمَا بَقَاءُ الغُصْنِ فِي سَاقِهِ ... بَعْدَ ذِهَابِ الفَرْعِ وَالأَصْلِ هَذَا نَظْمُ قَوْلُ بَعْضُ الحُكَمَاءِ: مَاتَ أَبِي وَهُوَ أَصْلِي وَمَاتَ أبْنِي وَهُوَ فَرْعِي فَمَا بَقَاءُ شَجْرَةٍ ذهَبَ أَصلُهَا وَفَرْعُهَا. أَبُو نوَاسٍ: [من الطويل] 2988 - أَصَمُّ إِذَا نُوْدِيْتُ بِاسْمِي وَإِنَّنِي ... إِذَا قِيْلَ لِي يَا عَبْدَهَا لَسَمِيْعُ قَبْلهُ: وَقِيْلَ وَهُوَ مَنْحُوْلٌ: يَصمُّ عَنِ العَذْلِ وَهُوَ سَمِيْعٌ ... وَيَذْهَبُ مطلا بصحبهم وَيَضيْعُ طَوِيْلَةٌ خَوْطُ البَانِ عِنْدَ قِيَامِهَا ... وَلِي بالطول المتون وُلُوْعُ يَهُوْنُ عَلَيَّ اللَّوْمُ فِي جَنْبِ حُبِّهَا ... وَقَوْلُ اللَّوَاحِي. . . أَصْرَمُ بنُ حُمَيْدٍ: [من المتقارب] 2989 - أَصَمُّ عَنِ الكَلِمِ المُحْفِظَاتِ ... وَأَحْلُمُ (¬1) وَالحِلْمُ بِي أَشْبَهُ ¬
[من الكامل] 2990 - اصْنَعْ جَمِيْلًا إِنْ وَلِيْتَ وِلَايَةً ... لا بُدَّ مَنْ وَلِيَ الوِلَايَةَ يُعْزَلُ بَعْدهُ: إِنَّ الولَايَةَ لَا تَدُوْمُ لِوَاحِدٍ ... إِنْ لَمْ تُصَدِّقُنِي فَأَيْنَ الأَوَّلُ [من الكامل] 2991 - اصْنَعْ جَمِيْلًا مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُ ... لا بُدَّ أَنْ تَتَحَدَّثَ السُّمَّارُ بَعْدهُ: وَإِذَا يَدٌ مَدَّت إِلَيْكَ فَبرّهَا ... إِنَّ الزَّمَانَ مَعَ الأَنَامِ مُعَارُ إبْرَاهِيْمُ الصُّوْليُّ: [من الكامل] 2992 - اصْنَعْ فَدَيْتُكَ مَا تَشَا ... ءُ وَجَدْتَ إِنْسَانًا يُحِبُّك قَبْلهُ: إِلَّا أَرَاكَ إِذَا ظَلَمْت ... فَقَدْ يَرَاكَ اللَّهُ رَبُّك فَيَرَاكَ تَعْلَمُ إِنْ قَلْبِي ... في هواك وأين قَلْبُك وَيَرَاكَ تَأخِذُنِي بِجُرْمِكَ ... ظَالِمًا وَالذّنْبُ ذَنْبُك اصْنَعْ فَدَيتُكَ. البَيْتُ [من البسيط] 2993 - أَصُوْنُ سِرّكَ فِي صَدْرِي وَأَحْفَظُهُ ... إِذَا تَضَايَقَ صَدْرُ الضَّيِّقِ البَاعِ بعده: فلا تضيعنَّ سرّي إِنْ ظفرتَ بهِ ... إنّي لسرّك حقًا غير مضياعِ أُحَيْحَةُ بنُ الجُلَاح: [من البسيط] ¬
2994 - أَصُوْنُ عِرْضِي بِمَالِي لَا أُدَنِّسُهُ ... لَا بَارَكَ اللَّهُ بَعْدَ العِرْضِ فِي المَالِ بَعْدهُ: قَدْ كُتِبَ هَذَا البَيْتُ مَعَ إخْوَانِهِ بِبِابِ: أَحْتَالُ لِلمَالِ. وَهُوَ مَنْسُوْبٌ إِلَى حَسَّانِ بن ثَابِتٍ الأنْصَارِيِّ. بَعْدهُ: لَئِنْ نِلْتَ الكَوَاكِبَ فِي عُلَاهَا ... لَقَدْ أَبْقَيْتُ فَضلًا مِنْ مَقَالِي الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الوافر] 2995 - أَصُوْنُ عَنِ الرِّجَالِ فُضُوْلَ قَوْلِي ... وَأَبْذُلُ لِلرِّجَالِ فُضُوْلَ مَالِي أَنْشَدَنِي بَعْضُ الأَصْحَابِ (¬1): أَصُوْنُ دَرَاهِمِي وَأَذُبُّ عَنْهَا ... لأَنَّ دَرَاهِمِي سَيْفِي وَتُرْسِي وَأَبْخَلُ مَا حَيِيْتُ بِهَا قَدِيْمًا ... عَلَى نَفْسِي بِمَأكُوْلٍ وَلُبْسِ وَيُكْوَى فِي المَعَادِ بِهَا جَبيْنِي ... كَمَا يُكْوَى بِهَا أَبْنَاءُ جِنْسِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَوْلٍ لِنَذْلٍ ... أَعِرْنِي دِرْهَمًا مِنْهَا بخَمْسِ فَيَعْرِضُ وَجْههُ فَأَعُوْدُ عَنْهُ ... وَقَدْ صَارتْ كَنَفْسِ الكُلِّ نَفْسِي فَيَاذُلُّ الرِّجَالِ بِغَيْرِ مَالٍ ... وَلَو جَاؤُوا بِنِسْبَةِ عَبْدِ شَمْسِ الشَّمْشَاطِيُّ: [من البسيط] 2996 - أَصُوْنُ مَالِي وَقَوْمٌ مِنْ جَهَالَتِهِمْ ... قَالُوا بَخِلْتَ وَلَمْ أَحْفَلْ بِمَا قَالُوا بَعْدهُ: يَا قَوْمُ لَا تَعْذِلُوْني إِنْ ضَنِنْتُ بِهِ ... مَا سَادَ فِي النَّاسِ إِلَّا مَنْ لَهُ مَالُ ¬
2997 - إِصْلَاحُكَ المالَ ابْنُ عَمِّ الغِنَى ... وَالبُخْلُ خَيْرٌ مِنْ سُؤَالِ البَخِيْلِ [من السريع] 2998 - إِصْلَاحُ مَا عِنْدِي وَتَقْلِيْبُهُ ... أَحْسَنُ مِنْ مَسْأَلَةِ النَّاسِ الكُمِيْتُ بن ثَعْلَبَةَ: [من الوافر] 2999 - أَصَيْحَانِيَّةٌ أُدِمَتْ بِزَيْتٍ ... أَحبُّ إِلَيْكَ أَمْ أَيْرُ الحِمَارِ [من الطويل] 3000 - أَضَاءتْ فَقُلْنَا ليْلَةُ القَدْرِ هَذِهِ ... وَمَاسَتْ فَقَالَ النَّاسُ قَدْ عَبَرَ الخِضرُ وضّاح اليمن: [من الطويل] 3001 - أَضَاءتْ لَهُ الآفَاقُ حَتَّى كَأَنَّمَا ... رَأَيْنَا بِنِصْفِ اللَّيْلِ نُوْرَ ضُحَى الغَدِ أبو الطّمحان القينيّ: [من الطويل] 3002 - أَضَاءتْ لَهُمْ أَحْسَابُهُمْ وَوُجُوْهُهُمْ ... دُجَى اللَّيْلِ حَتَّى نَظَّمَ الجَزْعَ ثَاقِبُهُ يُقَالُ إِنَّ هَذَا البَيْتَ مِنْ أَمْدَحِ شِعْرِ العَرَب وَأَكْذَبَهُ وَأَبْلَغَهُ. أَخَذَ هَذَا المَعْنَى الآخَرُ فَقَالَ (¬1): يَمْشِي عَلَى ضوْءِ أَحْسَابٍ أَضَأنَ لنَا ... كَمَا أَضَاءَتْ نُجُوْمُ اللَّيْلِ للسَّارِي أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ أَبِي الطَّمْحَانِ شَرْقِيّ بن حَنْظَلَةَ القِيْنِيّ حُيْثُ يَقُوْلُ: أَضَاءَتْ لَهُمْ أَحْسَابُهُمْ وَوَجُوْههُمْ. البَيْتُ وَقَالَ آخَرُ (¬2): ¬
وُجُوْهٌ لَو أَنَّ المُدْلَجِيْنَ اعْتَشُوا بِهَا ... صدَعْنَ الدُّجَى حَتَّى تَرَى اللَّيْلَ يَنْجَلِي وَالأَصْلُ فِي هَذَا قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ (¬1): يُضيْءُ الفِرَاشَ وَجْهُهُا لِضَجِيْعِهَا ... كَمِصبَاحِ زَيْتٍ فِي قَنَادِيْلِ ذَبَّالِ وَيُسْتَحْسَنُ قَوْلُ القَائِلُ (¬2): مِنَ البِيْضِ الوُجُوْهِ بَنِي سِنَانٍ ... لَو إنك تَسْتَضِيْءُ بِهِمْ أَضَاءوا وَمِنْهُ أَخَذَ أَبُو تَمَّامٍ حُيْثُ يَقُوْلُ (¬3): نَسَبٌ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ شَمْسِ الضُّحَى ... نُوْرًا وَمِنْ فَلَقِ الصَّبَاحِ عَمُوْدَا وَأَلَمَّ بِهِ البُحْتُرِيّ فَقَالَ (¬4): مدَّ لَيْلًا عَلَى الكمَاةِ فَمَا ... يَمْشُوْنَ فيه إِلَّا بِضوْءِ السُّيُوْفِ وَوَصْفُ الوُجُوْهِ وَالأَحْسَابِ بِالإِضاءةِ فِي الظَّلَمِ وَوَجُوْهُ النّسَاءِ بالوَقْدِ وَالإِنَارَةِ مِنْ أَحْسَنَ مَا يُوْصَفُ بِهِ. السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الطويل] 3003 - أَضَاءَ فَلَوْ أَنَّ النُجُوْمَ تَحَيَّرَتْ ... ضَلَالًا هَدَاهَا سُبْلَهَا فِى الغَيَاهِبِ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ بنُ خَدَاشٍ الخُزَيْمِيّ: [من الطويل] 3004 - أُضَاحِكُ ضَيْفِي قَبْلَ إِنْزَالِ رَحْلِهِ ... وَيُخصِبُ عِنْدِي وَالمَحَلُّ جَدِيْبُ العَرَجِيُّ: [من الوافر] ¬
بَعْدهُ: وَمَا الخِصبُ لِلأَضْيَافِ أَنْ يكثرُ القِرَى ... وَلَكِنَّمَا وَجْهُ الكَرِيْمِ خَصيْبُ 3005 - أَضَاعُونِي وَأَيَّ فَتًى أَضاعُوا ... لِيَوْمِ كَرِيْهَةٍ وَسِدَادِ ثَغْرِ بَعْدهُ: وَخَلُّونِي بِمُعْتَرَكِ المَنَايا ... وقَد شُرِعَتْ أَسِنَّتُها لِنَحْرِي أَجَرَّرُ فِي الجَوَامِعِ كُلَّ يَوْمٍ ... فَيَا للَّهِ مظْلِمتِي وَصَبْرِي كَأَنِّي لَمْ اكن فِيْهِمْ وَسِيْطًا ... ولم تَكُ نسْبَتِي مِنْ آلِ عَمْرو * * * قَالَ النَّضْرُ بن شُمَيْلٍ: دَخَلْتُ عَلَى المَأمُوْنِ بِمَرْوٍ فَجَرَى ذِكْرُ الحَدِيْث، فَقَالَ المَأمُوْنُ: حَدَّثَنِي هَيْثَمُ عَنْ مَجَالِدٍ عَنْ الشَّعْبيّ عَنْ ابِن عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلَ المَرْأَةً لِدِيْنِهَا وَجَمَالهِا كَانَ فِي ذَلِكَ سَدَادًا مِنْ عَوَزٍ. وَكُسِرت السِّيْنَ وَكَانَ المَأمُوْنُ مُتَّكِئًا فَاسْتَوَى جَالِسًا، وَقَالَ: يَا نَضْرُ السَّدَادُ بِالفَتْحِ لَحْنٌ، فَقُلْتُ: هُوَ فِي هَذَا المَكَانِ لَحْنٌ وَإِنَّمَا لَحَّنَهُ هُشَيْم لأَنَّهُ كَانَ لَحَّانَةً. قَالَ: مَا الفَرْقُ بَيْنَهُمَا؟ قُلْتُ: السَّدَادُ بِالفَتْحِ القَصْدُ وَالسَّبيْلُ. وَالسِّدَادُ بِالكَسْرِ البُلَغَةُ وَمَا سُدَّ بِهِ الشَّيْءُ وَهُوَ سِدَادٌ. قَالَ هَلْ يَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: هَذَا العَرَجِيُّ مِنْ وَلَدِ عُثْمَانَ بن عَفَّانَ يَقُوْلُ: أَضَاعُوْنِي وَأَيَّ فَتًى أَضَاعُوا. البَيْتُ فَأَطْرَقَ المَأمُوْنُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ مَنْ لَا أَدَبَ لَهُ ثَلَاثًا. ثُمَّ أَمَرَ لِي بِخَمْسِيْنَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَقَدْ قَالوُا سِدَادٌ مِنْ عَوْزٍ وَسَدَادٌ بِالفَتْحِ وَالكَسْرِ وَالكَسْرُ أَعْلَى. مُعَمَّرٌ الكرِمانِيُّ: [من الوافر] 3006 - أَضَاعُونِي وَأَيَّ فَتًى أَضاعُوا ... وَبَاعُوْنِي وَمِثْلِي لَا يُبَاعُ بَعْدهُ: وَكُنْتُ فَرِيْسَةَ الآسَادِ يَوْمًا ... فَصِرْتُ الآنَ تُفْزعُنِي الضِّبَاعُ هُوَ أَبُو الكفَاةِ مُعَمَّر بن عَلِيّ الكَرْمَانِيُّ. ¬
البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 3007 - أَضَافَ إِلَى التَّدْبِيْرِ فَضْلَ شَجَاعَةٍ ... وَلَا رَأيَ إِلَّا لِلشُّجَاعِ المَدَبِّرِ قَبْلهُ: وَلَمَّا تَوَلَّى البَحْرَ وَالبَحْرُ صنْوُهُ ... غَدَا البَحْرُ مِنْ أَخْلَاقِهِ بَيْنَ أَبْحُرِ أَضَافَ إِلَى التَّدْبِيْرِ. البَيْتُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الكامل] 3008 - أَضْحَتْ إلَيْكَ المَكْرُمَاتُ مُضَافَةً ... شَرَفًا يُقِرُّ بِهِ لَكَ الثَّقَلَانِ ابْنُ لَنْكَكَ البَصْرِيّ فِي دِرْعِهِ: [من الكامل] 3009 - أَضْحَتْ نَصُوْنُ مِنَ المَنَايَا مُهْجَتِي ... وَظَلِلْتُ أَبْذُلُهَا لِكَلِّ مُهَنَّدِ أبو الحجناء الفقعسيّ: [من البسيط] 3010 - أَضْحَتْ جِيَادُ ابنِ قَعْقَاعِ مُقَسَّمَةً ... في الأَقْرَبِيْنَ بِلَا مَنٍّ وَلَا ثَمَنِ بَعْدهُ: وَرَّثْتهُمْ فَتَسَلُّوا عَنْك إِذْ وَرِثُوا ... وَمَا وَرِثتكَ غَيْرَ الهَمِّ وَالحُزنِ [من البسيط] 3011 - أَضْحَتْ يَمِبْنُكَ مِنْ جُوْدٍ مُصَوَّرَةً ... لَا بَلْ بَمِيْنُكَ مِنْهَا صُوْرَةُ الجُوْدِ بَعْدهُ: مِنْ نُوْرِ وَجْهكَ تُكْسَى الشَّمْسُ بُهْجَتُهَا ... وَمِنْ بَنَانِكَ يَجْرِي المَاءُ فِي العُوْدِ ¬
أَحْمَدُ بن إِسْمَاعِيْلَ: [من السريع] 3012 - أَضْحَكْتَ قِرْطَاسَكَ عَنْ جَنَّةٍ ... أَشْجَارُهَا مِنْ حِكَمٍ مُثْمِرَةْ بَعْدهُ: مُسَوَّدَةً سَطْحًا وَمُبْيَضَّةً ... أَرْضًا كَمِثْلِ الليلةِ المُقْمِرَةِ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ: مَا يَصْلحُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَى تَقْوِيْمِ الكَوَاكِبِ: أَضْحَتْ قَنَاتُكَ فِي الفَخَارِ قَوِيْمَةً ... أَغْنَتْ عَنِ الشَّفِيْفِ وَالتَّقْوِيْمِ وَغَدَتْ لَكَ الأَيَّامُ قَاضيَةً ... بِمَا تَهْوَى فَلَمْ تَحْتَجْ إِلَى تَقْوِيْمِ [من البسيط] 3013 - أَضْحَى العِرَاقُ خَرَابًا لَا حَيَاةَ لَهُ ... إِلَّا المُهَلَّبُ بَعْدَ اللَّهِ وَالمَطَرُ بَعْدهُ: هَذَا يَجُوْدُ وَبُجْدِي قَبْلَ مَسْأَلَةٍ ... وَذَا تَعِيْشُ بِهِ الأَنْعَامُ وَالشَّجَرُ أَبُو العَلَاءِ المَعَرِيُّ: [من السريع] 3014 - أَضْحَى الَّذِي أُجِلَّ فِي سِنِّهِ ... مِثْلَ الَّذِي عُوْجِلَ فِي مَهْدِهِ [من البسيط] 3015 - أَضْحَى عَوَانَةُ ذَا مَالٍ وَذَا نَشَبٍ ... مِنْ مَالِ جَعْدٍ وَجَعْدٌ غَيْرَ مَحْمُوْدِ إبْرَاهِيْمُ الصُّوْليُّ: [من البسيط] 3016 - أَضْحَى مِنَ الفُرْقَةِ الأُولَى عَلَى ثِقَةٍ ... وَحَالَ عَنْ سَنَنِ الأُخْرَى بِهِ سَنَنُ ¬
أَعْرَابِيَّةٌ فِي مَلِيْحَةٍ تَزَوَّجَتْ قَبيْحًا: [من اطويل] 3017 - أَضَرَّ بِهَا فَقْدُ الوَلْيِّ فَأَصْبَحَتْ ... بِكَفِّ لَئِيْمِ الوَالِدَيْنِ يَقُوْدُهَا [من البسيط] 3018 - أَضَرَّ بِي حُسْنُ خُلْقِي عِنْدَ عِشْرَتِهِ ... وَرُبَّمَا ضَرَّ حُسْنُ الخُلْقِ أَحْيَانَا أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الطويل] 3019 - أَضعْتُ الشَّبَابَ الغَضَّ فِي طَاعَةِ النُّهَى ... وَلَمْ أَسْتَعِضْ إِلَّا المَشِيْبَ بِهِ خدِنَا إبْرَاهِيْمُ بنُ المهْدِيّ: [من الطويل] 3020 - أَضِنُّ بِلَيْلَى وَهِيَ عَنِّي سَخِيَّةٌ ... وَتَبْخَلُ لَيْلَى بِالهَوَى وَأجُوْدُ بَعْدهُ: وَأنْهِى فَلَا أَلْوِي عَلَى زَجْرِ زَاجِرٍ ... وَأَعْلَمُ أَنِّي مُخْطِيءٌ فَأَعُوْدُ * * * من بَابِ (أض ي) قَوْلُ بَشَّارٍ وَيُرْوَى لِدِعْبَلٍ (¬1): أَضيافُ عُثْمَانَ فِي خَفْضٍ وَفِي دَعَةٍ ... وَفِي عِطَاءٍ لَعمْرِي غَيْر مَمْنُوْعِ وَضَيْفُ عَمْرُوٍ وَعَمْرٌ يَسْهَرَانِ مَعًا ... هُنَا لِبطنَتِهِ وَالصَّيْفُ للجُوْعِ أَبُو المَاجِدِ: [من الوافر] 3021 - أَضِيْقُ بِحَمْلِ هَذَا الخَطْبِ ذَرْعًا ... عَلَى أَنِّي لِكُلِّ أَسًى حَمُوْلُ [من الطويل] 3022 - أَطَاقَتْ يَدُ المَوْتِ انْتِزَاعَكَ مِنْ يَدِي ... وَلَمْ يُطِقِ المَوْتُ انْتِزَاعكَ مِنْ فِكْرِي ¬
بَعْدهُ: فَإِنْ تَكُ مَمْحُوِّ المَحَاسِنِ فِي الثَّرَى ... فَإِنَّكَ مَحْظُوْظَ المَحَاسِنِ فِي صَدْرِي فَلَا وَصَلَ إِلَّا بيْنَ عَيْنَيَّ وَالبُكَا ... وَلَا هَجَرَ الأَنِيْنَ قَلْبِيَ وَالصَّبْرِ ابن المُعْتَزِّ: [من الوافر] 3023 - أَطَالَ الدَّهْرُ فِي بَغْدَاد هَمِّي ... وَقَدْ يَشْقَى المُسَافِرُ أَو يَفُوْزُ بَعْدهُ: ظَلَلْتُ بِهَا عَلَى رَغْمِي مُقِيْمًا ... كعِنِّيْنٍ تُضَاجِعُهُ عَجُوْزُ أَبُو بَكْرٍ الخَوَارِزْمِيّ: [من الوافر] 3024 - أَطَالَ اللَّهُ أَعْمَارَ المَعَالِي ... وَذَاكَ بِأَنْ يَطُوْلَ لَكَ البَقَاءَ بَعْدهُ: وَلَا زَالَتْ تُمَدُّ إِلَيْكَ كَفٌّ ... بِضَاعَتُهَا ثنَاءٌ وَادِّعَاءُ وَإِنْ رَضِيَ الزَّمَانُ بِمِثْلِ رُوْحِي ... فِدَاءً عَنْكَ فَهيَ لَكَ الفِدَاءُ أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ: [من الوافر] 3025 - أَطَالَ اللَّهُ عُمْرَكَ أَلْفَ عَامٍ ... لأَهْلِ الفَضْلِ مِنَّا وَالكِرَامِ بَعْدهُ: وَأَخَّرَ يَوْمكَ المَحْتُوْمَ حَتَّى ... يَجِيْءَ مَعَ القِيَامَةِ فِي نِظَامِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ طَلْحَةَ بن لُؤلُؤ: [من الوافر] 3026 - أَطَالَ اللَّهُ عُمْرَكَ للْمَعَالِي ... وَكَفَّكَ لِلعَطِيَّاتِ الرِّغَابِ ¬
بَعْدهُ: وَلَا زَالَتْ سُيُوْفكَ كُلَّ يَوْمٍ ... تَحَكَمُ فِي الجمَاجِمِ وَالرِّقَابِ فَإِنَّكَ أَكْمَلُ الثَّقَلَيْنِ طُرًّا ... وَأكْرَمُ مَنْ مَشَى فَوْقَ التُّرَابِ هُوَ أَبُو مَنْصُوْر عَبْدُ العَزِيْزِ بن طَلْحَةَ بن لُؤلُؤ صَاحِبُ بَرِيْدِ الخَلِيْفَةِ القَادِرِ بِاللَّهِ فِي فَخْرِ المَلِكِ غَالِبٍ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ وَزِيْرُ الوزَرَاءِ. [من الوافر] 3027 - أَطَالَ اللَّهُ عُمْرَ كلمَا مَلِيًّا ... وَبَارَكَ فِي حَيَاتِكِمَا وَزَادَا حَبِيْبُ بن أَحْمَد الأَنْدَلُسِيُّ: [من الطويل] 3028 - أَطَايِبُ أَيَّامِي مَضَيْنَ حَمِيْدَةً ... سِرَاعًا وَلَمْ أَشْعُرْ بِهِنَّ وَلَمْ أَدْرِ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من مجزوء الرمل] 3029 - اطرَحُوا الأَمْرَ إِلَيْنَا ... وَاحْمِلُوا الكُلَّ عَلَيْنَا بَعْدهُ: إِنَّنَا قَوْلم إِذَا مَا ... صَعُبَ الأَمْرُ كَفَيْنَا وَإِذَا مَا رِيْمَ مِنَّا ... مَوْطِن الذُّلِّ أَبَيْنَا وَإِذَا مَا هَدَمَ العِزَّ ... بَنُو العِزِّ بَنيْنَا المَعَرِيُّ: [من الطويل] 3030 - أَطَعْتَ العُلا فِي هَجْرِ لَيْلَى وَأَنَّنِي ... لأُضْمِرُ مِنْهَا مِثلَ مَا تُضْمِرُ الرُّبْدُ بَعْدهُ: رَأَيْتُ فرَاقَ النَّفْسِ أَهْوَنُ لَوْعَةً ... عَلَيَّ مِنَ الفِعْلِ الَّذِي يكرهُ المَجْدُ ¬
[من الطويل] 3031 - أَطَعْتُ الوُشَاةَ الكَاشِحِيْن وَمَنْ يُطعْ ... مَقَالَةَ وَاشٍ يَقْرَعِ السِّنَّ مِنْ نَدَمِ بَعْدهُ: آتَانِي عَدُوٌّ كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّهُ ... عَلَيْنَا شَفِيْق نَاصِحٌ كَالَّذِي زَعَمْ فَلَمَّا تَنَابَذْنَا الحَدِيْثَ وَصَرَّحَتْ ... سَرَائِرُهُ عَنْ بَعْضِ مَا كَانَ كَتَمْ تَبَيَّنَ لِي أَنَّ المُحَرِّشَ كَاذِبٌ ... فَعِنْدي لَكَ العُتْبَى عَلَى رَغْمِ مَنْ زَعَمْ خُلَيْدُ مَوْلَى العَبَّاسِ بن مُحَمَّدٍ: [من الوافر] 3032 - أَطَعْتِ الآمِرِيْكِ بِصَرْمِ حَبْلِي ... مُرِيْهِمْ في أَحِبَّتِهِمْ بِذَاكِ أبو العتاهية: [من الوافر] 3033 - أطعْتُ مَطَامِعِي فَاسْتَعْبَدَتِنِي ... وَلَوْ أَنِّي قَنَعْتُ لَكُنْتُ حُرَّا بَعْدهُ: طَلَبْتُ المُسْتَقَرَّ بِكُلِّ أَرْضٍ ... فَلَمْ أَرَ لِي بِأَرْضٍ مُسْتَقَرَّا وَنِلْتُ مِنَ الزَّمَانِ وَنَالَ مِنِّي ... فَكَانَ مَنَالَهُ حُلْوًا وَمُرَّا وَهَذِهِ الأَبْيَاتُ وَجَدْتُهَا فِي دِيْوَانِ الحَلَّاجِ الصُّوْفِيّ رَحَمَهُ اللَّهَ. أَوْسُ بنُ حَجَرٍ: [من الوافر] 3034 - أَطَعْنَا رَبَّنَا وَعَصَاهُ قَوْمٌ ... فَذُقْنَا غِبَّ طَاعَتِهِ وَذَاقُوا [من الرمل] 3035 - اطْلُبِ الخَيْرَ بخبْرٍ مثْلَهُ ... وَادْفَعِ الشَّرَّ بِشَرٍّ يَنْشَمِر بَعْدهُ: ¬
خُذْ بِهِ القَصدَ إِذْ خَاصَمْتَهُ ... وَإِذَا الخَصمُ أَبَى القَصْدَ فَجُر إِنَّهُ لَا بَأسَ فِي الحَقِّ وَلَا ... بَأسَ لِلْمَظْلُوْمِ فِي أَنْ يَنْتَصِر [من الخفيف] 3036 - اطْلُبِ العِزَّ فِي لَظًى وَدعِ الذُّ ... لَّ وَلَوْ كَانَ فِي جِنَانِ الخُلُوْدِ الحَكَمُ بنُ عَبْدَلٍ: [من المنسرح] 3037 - أَطْلُبُ مَا يَطْلُبُ الكَرِيْمُ مِنَ الرِّ ... زْقِ بِرِفْقٍ وَأُجْمِلُ الطَّلَبَا أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 3038 - أَطَلْتُ رَوْعَكَ حَتَّى صِرْتَ لِي غَرَضًا ... قَدْ يُقْدِمُ العَيْرُ مِنْ ذُعْرٍ عَلَى الأَسَدِ [من الطويل] 3039 - أَطَلْتُمْ لَهَا الإِغْفَالَ حَتَّى تَفَاقَمَتْ ... وَحَتَّى سَرَى فِي كُلِّ أَرْضٍ وُقُوْدُهَا بَعْدهُ: وَمَنْ يَنْتَبِهْ مِنْ سَقْمٍ ضَعِيْفٍ بِنَفْسِهِ ... يَمُتْ أو يَعْيِي الأسَاةَ كُؤُوْسهَا وَكَمْ جَمْرَةٍ مَكْنُوْنةٍ فِي رمَادِهَا ... أَشَاعَ وَأَذْكَاها لِنُكْرٍ وَقَوْدُهَا عنْترةُ بنُ الأَخْرَسِ الطَّائِيّ: [من الوافر] 3040 - أَطِلْ حَمْلَ الشَّنَاءَةِ لِي وَبُغْضِي ... وَعِشْ مَا شِئْتَ فَانْظُرْ مَنْ تضِيْرُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الكامل] 3041 - أَطْلَقْتُمُ بِاليَأسِ مِنْ صَفَدِ المُنَى ... يَأسُ المُقَيَّدِ بالمنى إِطْلَاقُ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الكامل] ¬
3042 - أَطْلَقْتَ مِنْ أَغْلَالِهِ وَشَفَيْتَ مِنْ ... إِعْلَالِهِ وَفَتَحْتَ مِنْ أَقْفَالِهِ [من الطويل] 3043 - أَطَلَّ عَلَى الأَهْوَاءِ حَتَّى كَأَنَّمَا ... تُخَاطِبُهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ عَوَاقِبُهُ [من الكامل] 3044 - أَطْمَعْتَهُ فِي الوَصْلِ ثَمَّ هَجَرْتَهُ ... مَاذَا الجَفَاءُ وَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا أَوَّل مَنْ قَالَ: فَمَا عَدَا مِمَّنْ بَدَا عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السُّلَامُ حِيْنَ أَنْفَذَ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ فَقَالَ لِرَسُوْلهِ: لَا تَلْقِيَنَّ طَلْحَةَ فَإِنَّك إِنْ تَلْقَهُ تَجِدْهُ كَالثَّوْرِ عَاقِصًا قَرْنَيْهِ يَرْكَبُ الصَّعْبَ وَيَقُوْلُ هِيَ الذُّلُوْلُ وَلَكِنْ القَ الزُّبَيْرَ فَإِنَّهُ أَلْيَنُ عَرِيْكَةً وَقُلْ لَهُ يَقُوْلُ لَكَ ابْنُ عَمِّكَ عَرَفْتَنِي بِالحِجَازِ وَأَنْكَرْتَنِي بِالعِرَاقِ فَمَا عَدَا مما بَدَا. ثُمَّ تَدَاوَلَهَا النَّاسُ بَيْنَهُم. [من الطويل] 3045 - أَطُوْفُ إِذَا طَافُوا بِحِيْطَانِ بَيْتِهِ ... وَأسْتَلِمُ الأَرْكانَ مِنْهَا وَألثِمُ بَعْدهُ: لأَنَّ لنَا فِيْهَا صَفَاءٌ وَمَرْوَةٌ ... وحجر وَأَسْتَار وَرُكْنٌ وَزَمْزَمُ أَبُو نوَاسٍ: [من الوافر] 3046 - أَطُوْفُ بِقَصْرِكمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ ... كأَنَّ بِقَصْرِكُمْ خُلِقَ الطَّوَافُ الحُطَيْئَةُ يَهْجُو امْرَأتَهُ: [من الوافر] 3047 - أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثَمَّ آوِي ... إِلَى بَيْتٍ قَعِيْدَتُهُ لَكَاع قَوْلهُ: لكاع إِنَّمَا كُسِرَ لِضُرُوْرَةِ الشِّعْرِ وَهَذَا لَا يَقَعُ إِلَّا فِي النِّدَاءِ فَأَجْرَاهُ فِي الشِّعْرِ عَلَى حِكَايَةِ النِّدَاءِ. قَيْسُ بنُ زُهَيْرٍ: [من الوافر] ¬
3048 - أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثَمَّ آوِي ... إِلَى جَارٍ كَجَارِ أَبِي دُؤَادِ جَارُ أَبِي دُؤَادٍ يَعْنُوْنَ كَعْبَ بنَ مَامَةَ فَإِنَّ كَعْبًا كَانَ إِذَا جَاوَرَهُ رَجُل فَمَاتَ وَدَاهُ وَإِنْ هَلِكَ لَهُ بَعِيْرٌ أَو شَاةٌ أَخْلَفَ عَلَيْهِ فَجَاءهُ أَو دُؤَادٍ الشَّاعِرُ مُجَاوِرًا لَهُ فَكَانَ كَعْبٌ يَفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ فَضَرَبَتْ العَرَبُ بِهِ المَثَلَ فَقَالُوا كَجَارِ أَبِي دُؤَاد. فمن رَوَى البَيْتَ عَلَى بَيْتٍ قَعِيْدتهُ لِكَاعِ فَهُوَ لِلحُطَيْئَةِ يَهْجُو امْرَأتَهُ. وَمَنْ رَوَاهُ إِلَى جَارٍ كَجَارِ أَبِي دُؤَادٍ فَهُوَ لِقَيْسِ بن زُهَيْرٍ. [من الخفيف] 3049 - أَطْيَبُ الطَّيِّبَاتِ قَتْلُ الأَعَادِي ... وَاخْتِيَالٌ عَلَى مُتُوْنِ الجِيَادِ الكُمِيْتُ بنُ زَيْدٍ: [من الطويل] 3050 - أَطَيِّبُ نَفْسِي عَنْ لُوَى بنِ غَالِبٍ ... وَهَيْهَاتَ عَنِّي ثَمَّ هَيْهَاتَ طِيْبُهَا بَعْدهُ: عَلَيْهِمْ ثِيَابُ النّضْرِ وَابْنَيْهِ مَالِكٍ ... وَفَهْرٍ صِحَاحًا لَمْ يَدَنّسْ قَشِيْبُهَا وَأَثْوَابُ إِسْمَاعِيْلَ بم يَخْلِطُوا بِهَا ... عَوَارِيَّ أُخْرَى يُسْتَرَدُّ جَلِيْبُهَا قُدُوْرَهُمُ تَغْلِي أَمَامَ قِبَابِهِمْ ... إِذَا مَا الثُّرَيَّا غَابَ قَصْرًا رَقِيْبُهَا الطَّبَرخَزْمِيّ: [من الطويل] 3051 - أَظَل إِذَا عَاتَبْتُ نَفْسِي مُنْشِدًا ... فَهَلَّا تَلَا حَمِيْمَ قَبْلَ التَقَدُّمِ 3052 - أَظَلَّ بيتي أَمْ حَسْنَاءَ نَاعِمَةً ... حَسَدَتَنِي أَمْ عَطَاءَ اللَّهِ ذا الفَنَعِ الفَنْعُ الغني وَالفَضْلُ. ¬
عَبْدُ الصَّمَدِ بن الفَضْلِ الرَّقَاشِيّ يَقُوْلُهُمَا لِخَالِدِ بن دَيْسَم: [من الطويل] 3053 - أَظَلَّتْ عَلَيْنَا مِنْكَ يومًا غَمَامَةٌ ... أَضَاءَتْ لنا بَرْقًا وَأَبْطَا رَشَاشُهَا بَعْدهُ: فَلَا غَيْمُهَا يُجْلَى فَيَيْأسُ طَامِعٌ ... وَلَا غَيْثُهَا يَأتِي فَتَرْوِي عِطَاشُهَاْ قَالَ الشِّبْلِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ: المَعَارِفُ تَبْدُو فَيُطْمَعُ ثَمَّ تخفي فَيُؤْنسُ فَلَا سَبيْلَ إِلَى تَحْصِيْلِهَا وَلَا طَرِيْقَ إِلَى الهَرَبِ مِنْهَا فَإِنَّهَا تُطْمِعُ الآنِسَ وَتُؤْيسُ الطَّامِعَ وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: أَطَلَّتْ عَلَيْنَا مِنْكَ يَوْمًا غَمَامَةٌ. البَيْتَ يَزِيْدُ بن مُحَمَّدُ المُهَلَّبِيُّ: [من الوافر] 3054 - أَظَلَّتْكَ السَّلَامَةُ مَا تَغَنَّتْ ... مُطَوَّقَةٌ تَرَنَّمُ فَوْقَ غُصْنِ أَبُو تَمَّامٍ: [من السريع] 3055 - أَظْلَمَتِ الآفَاقُ مِنْ بَعْدِهِ ... وَعُرِّيَتْ مِنْ كُلِّ حُسْنٍ وَطِيْبِ المُتُنَبِّي: [من الكامل] 3056 - أَظْمَتْنِيَ الدُّنْيَا فَلَمَّا جِئْتُهَا ... مُسْتَسْقِيًا مَطَرَتْ عَلَيَّ مَصَائِبَا بَعْدهُ: وَأَعَافُ أَدْوَانَ الرِّجَالِ فَإِنَّهُ ... لا يَرْتَضي بِالدُّوْنِ غَيْرُ الدُّوْنِ لا الفَقْرُ يَخْفِضُ مِنْ تَسَامِي نَاظِريِ ... فَيَفضّ مِنْهُ وَلَا الغِنَى يُطْغِيْنِي أَبُو سَعْدٍ الأَنْبَارِيُّ: [من الكامل] 3057 - أَظْمَا وَغُدْرَانُ المَوَارِدِ جَمَّةٌ ... حَوْلِي وَأَسْغَبُ وَالمَطَاعِمُ دُوْنِي ¬
الهَدَّادِيُّ: [من الطويل] 3058 - أَظُنُّ احْتِمَالِي وَاغْتِفَارِي أَذَاكُمُ ... يُوَهِّمِكُمْ أَنَّ احْتِمَالَ الأَذَى فَرْضُ قَيْسُ بنُ رهَيْرٍ: [من الوافر] 3059 - أَظُنُّ الحِلْمَ دَلَّ عَلَيَّ قَومِي ... وَقَدْ يُسْتَجْهَلُ الرَّجُلُ الحَلِيْمُ قِيْلَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةَ إِلَى أَهْلِ المَدِيْنَةِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكمْ يَا أهْل المَدِيْنَةِ العَشِيْرَةُ وَالأَجبَّةُ وَقَدْ وَضَعْتَكُم عَلَى رَأسِي ثَمَّ وَضعْتَكُمْ عَلَى عَيْنَيَّ فَأَبَيْتُمْ إِلَّا إِيْقَاظَ الفِتْنَةِ وَتَفْرِيقَ الكَلِمَةِ وَاللَّهِ لأَطِيْرَنَّ بِكُمْ طَيْرَةً بَطِيْئًا وُقُوْعُهَا وَلأَطَأنَّكُمْ وُطْأةً تُقِرُّ الزَّايِغِ عَلَى سَوَاءِ السَّبيْلِ وَتَمَثَّلَ بِهَذَا البيتِ: أظن الحلم دلَّ عليَّ قومي. البيت. ابْنُ عَمَّارٍ المَغْرِبِيُّ: [من الطويل] 3060 - أَظُنُّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنكَ أَذْهَبَتْ ... حَلَاوَتهُ عَنْكَ الرِّجَالُ الأَخَابِثُ جَرِيْرٌ: [من الطويل] 3061 - أَظُنُّ انْهِمَالَ الدَّمْعِ لَيْسَ بِمُنَّةٍ ... عَنِ العَيْنِ حَمى يَضْمَحِلَّ سَوَادُهَا [من الطويل] 3062 - أَظُنُّ حَيَاتِي سَوْفَ تَذْهَبُ بِالمُنَى ... وَأَفْنَى وَمَالِي فِي لِقَائِكَ مَطْمَعُ بَعْدهُ: فَمَا كلُ مَشْغُوْفٍ بِشَيْ يَنَالُهُ ... وَلَا كُلُّ مَغبْوطٍ بِشَيْءٍ يُمَتَّعُ أَبُو الذِّئْبَةِ الثَّقَفِيُّ: [من الطويل] 3063 - أَظُنُّ صُرُوْفَ الدَّهْرِ وَالجَّهْلَ مِنْهُمُ ... سَيَحْمِلُهُمْ مِنِّي عَلَى مَرْكَبٍ وَعْرِ ¬
أَحْمَدُ بن إبْرَاهِيْمَ: [من الطويل] 3064 - أَظُنُّكَ أَطْغَاكَ الغِنَى فَنَسِيْتَنِي ... لِشُغْلِكَ وَالدُّنْيَا الدَّنِيَّةُ قَدْ تُنْسِي بَعْدهُ: فَإِنْ كُنْتَ تَغْلُو عِنْدَ نَفْسِكَ بِالغِنَى ... سَيَغْلِبُنِي عَليْكَ غِنَى نَفْسِي مَنْقُوْلٌ مِنْ خَطِّ الصَّابِئ وَالشِّعْرُ لأَحْمَد بن إبْرَاهِيْم يُخَاطِبُ بَعْضَ أَهْلِهِ. [من الوافر] 3065 - أَظُنُّكَ مِنْ بَقِيَّةِ قَوْمِ مُوْسَى ... فهم لَا يَصْبِرُونَ عَلَى طَعَامِ هَذَا البَيْتُ غَيْرُ بِيْتِ أَبُي نواسٍ بِبَابِ (أَرَاكَ بَقِيَّةً مِنْ قَوْمِ مُوْسَى) وَهُوَ سَلْخٌ لَهُ وَاهْتِدَامٌ. [من مجزوء الرمل] 3066 - أَظْهَرُوا وَاللَّهِ نُسْكًا ... وَعَلَى المَنْقُوشِ دَارُوا [من الطويل] 3067 - اعَاتِبُ إِخْوَانِي لِسُوْءِ فَعَالِهِمْ ... وَلَسْتُ لَهُمْ عِنْدَ العِتَابِ بِقَاطِعِ صَالِحُ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ: [من الطويل] 3068 - أُعَاتِبُ إِخْوَانِي وَأُبْقِي عَلَيْهُمُ ... وَلَسْتُ بِمُسْتَبقٍ أَخًا لَا أُعَاتِبُه البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 3069 - أُعَاتِبُ المَرْءَ فِيْمَا جَاءَ وَاحِدَةً ... ثَمَّ السَّلَامُ عَلَيْهِ لَا أَعَاتِبُه ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ: أُعَاتِبُ ذَا المُرُوْءَةِ مِنْ صَدِيْقِي ... إِذَا مَا رَابَنِي مِنْهُ اجْتِنَابُ إِذَا ذَهَبَ العِتَابُ فليس وَدٍّ ... وَيَبْقَى الوَدُّ مَا بَقِيَ العِتَابُ أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 3070 - أُعَاتِبُ لَيْلَى إِنَّمَا الهَجْرُ أَنْ تَرَى ... صَدِيْقَكَ يَأتِي مَا أَتَى لَا تُعَاتِبُه بَعْدهُ: وَمَا أَهْلُ لَيْلَى مِنْ صدِيقٍ فَيَنْفَعُوا ... وَلَا أَهْلُ لَيْلَى مِنْ عَدُوٍّ يُجَانِبُه جَمِيْلٌ: [من الطويل] 3071 - أُعَاتِبُ مَنْ أَبْقَى عَلَى حَفْظِ وُدِّهِ ... وَلَا قَدَرَ عِنْدِي لِلفَتَى لَا أُعَاتِبُه جَمِيْلٌ أَيْضًا: [من الطويل] 3072 - أُعَاتِبُ مَنْ يَحْلُو عَلَيَّ عِتَابُهُ ... وَأَتْركُ مَا لَا أَشْتَهِي وَأُجَانِبُه خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ: 3073 - أُعَاتِبُ نَفْسِي إِنْ تَبَسَّمْتُ خَالِيًا ... وَقَدْ يَضْحَكُ المَوْتُوْرُ وَهُوَ حَزِيْنُ بَعْدهُ: بِالدَّيْرِ أَشْجَانِي وَكَمْ مِنْ شَجٍ ... لَهُ دُوَيْنَ المُصَلَّى بِالبَقِيع شُجُوْنُ رُبًا حَوْلهَا أَمْثَالهَا إِنْ أَتَيتهَا ... قرينَكَ أَشْجَانًا وَهُنَّ سُكُوْنُ كَفَى الهَجْرِ أَنَّا لَمْ يضحْ لَكِ أَمْرنَا ... وَلَمْ يَأتِنَا عَمَّا لَدَيْكَ يَقِيْنُ يَزِيْدُ بنُ عُمَيْرٍ الخُزَاعِيّ: [من الطويل] 3074 - أُعَاتِبُهَا حَتَّى إِذَا قُلْتُ أَقْبَلَتْ ... أَبَى اللَّهُ إِلَّا خِزْيَهَا فَتَعُوْدُ ¬
الحَاجِرِيُّ الإرْبلِيُّ: [من الطويل] 3075 - أُعَاتِبُهُ فِي الحُبِّ وَالذَّنْبُ ذَنْبُهُ ... فَيَرْجِعُ مَغْفُوْرًا لَهُ وَلِيَ الذَّنْبُ وَلَهُ أَيْضًا: 3076 - أعُاتِبُهُ فَيُعْرِضُ عَنْ عِتَابِي ... كَأَنِّي قَدْ ذَكَرْتُ لَهُ الوِصَالا يَقُوْلُ مِنْهَا (¬1): بِنَفْسِي مَنْ يَفُوْقُ البَدْرَ حُسْنًا ... وَغُصْنَ البَانِ لِيْنًا وَاعْتِدَالَا صُوْلُ عِذَارُهُ فِيْنَا يَمِيْنًا ... وَيفتكُ طَرْفهُ فِيْنَا شِمَالَا مَلُوْلٌ كُلَّمَا أَرْخَصتُ فِيْهِ ... دُمُوْعِي رِغْبَةً فِيْهِ تَغَالَا أُحِبُّ لِقَدِّهِ سُمْرُ العَوَالِي ... وَأَعْشَقُ مَنْ بِلَفْتَتِهِ الغَزَالَا حَسَدْتُ سَوَادَ عَيْنِي حِيْنَ أَضْحَى ... بِذَاكَ السّالِفِ الفِضِّيّ خَالَا زُهَيْرٍ بن هِلَالٍ التَّمِيْمِيُّ: [من الطويل] 3077 - أَعَاتِكُ أَفْنَانِي السِّلَاحُ وَمَنْ يُطِلْ ... مُقَارَعَةَ الأَبْطَالِ يَرْجِعْ مُكَلَّمَا قَوْلُ زُهَيْرُ بن هِلَالٍ في الاعْتِذَارِ عَنِ الفِرَارِ يُخَاطِبُ امْرَأتهُ: أَعَابَكَ مَا وَلَيْتُ حَتَّى تَبَدَّدَتْ ... رِجَالِي وَحَتَّى لَمْ أَجِدْ مُتَقَدِّمَا أَعَاتكُ أَنِّي لَمْ أُلَم فِي قِتَالِهِمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَعَابَكِ أَفْنَانِي السِّلَاحُ. البَيْتُ وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 3078 - أَعَاتِكَ إِنِّي لَمْ أُلَمْ فِي قِتَالِهِمْ ... وَقَدْ عَضَّ سَيْفِي كَبْشَهُمْ ثَمَّ صَمَّمَا وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 3079 - أَعَاتِكَ مَا وَلَّيْتُ حَتَّى تَبَدَّدَت ... رِجَالِي وَحَتَّى لَمْ أَجِدْ مُتَقَدَّمَا ¬
كُنْتُ قَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَى بَلْدَةِ النِّيْلِ فِي أَوَاخِرِ شَعْبَانَ مِنْ شُهُوْرِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمِائَةٍ صُحبَةُ قَاضيْهَا جَمَالُ الدِّيْنِ يُوْسُفِ بن أَبِي الجيْشِ فَأَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى قَاضِي القُضَاةِ عزّ الدِّيْنِ ابن الرّكَابِيّ كِتَابًا يُهَنِّيْهِ بِشَهْرِ الصِّيَامِ وسألني أَبْيَاتًا يَكْتبُهَا فِي صَدْرِ الكِتَابِ فَقُلْتُ مُرْتَجِلًا (¬1): أَعَاد اللَّهُ أَيَّامَ الصِّيَامِ عَلَى ... قُطْبِ الشَّرِيْعَةِ أَلْفَ عَامِ عَلَى قَاضِي القُضاةِ وَمَنْ عَلَاهُ ... يَحِلُّ عَنِ الضَّرِيْبِ أَو المسَامِي وَأَنْفَذَ حكْمُهُ شَرْقًا وَغَرْبًا ... وَبَلَّغَهُ بِهَا كُلّ المَرَامِ أَمَالِكنَا وَسَيِّدنَا جَمِيْعًا ... وَمَوْلَانَا الإِمَامُ ابْنُ الإمَامِ وَمَنْ دَانَت بِطَاعَتِهِ البرَايَا ... فَبَثَّ العَدْلَ فِي كُلِّ الأَنَامِ وَأَوْضحَ نَهْج هَذَا الحَقِّ رُشْدًا ... وَعَلَّمَنَا الحَلَالَ مِنَ الحَرَامِ تَهَنَّى بِصَوْمِكَ المَيْمُوْنُ وَاسْلَمْ ... لأَهْلِ العِلْمِ وَابْقَ عَلَى الدَّوَامِ مُحَمَّدُ بن الأُخْوَةِ: [من البسيط] 3080 - أَعَادَنِي وَالمُحَيَّا مَا أُرِيْقَ لَهُ ... مَاءٌ وَخلَّصَنِي مِنْ كُلْفَةِ الكَذِبِ المتنبِّي: [من الطويل] 3081 - أُعَادَى عَلَى مَا يُوْجِبُ الحُبَّ لِلفَتَى ... وَأَهْدَأُ وَالأَفْكَارُ فِيَّ تَجُوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 3082 - أَعَاذَكَ أُنْسُ المَجْدِ مِنْ كُلِّ وَحْشَةٍ ... فَإِنَّك فِي هَذَا الأَنَامِ غَرِيْبُ حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 3083 - أَعَاذِلُ إِنَّ الجوْدَ لَيْسَ بِمُهْلِكِي ... وَلَا يُخْلِدُ النَّفْسَ الشَّحِيحَةَ لؤمُهَا ¬
عَدَيّ بنُ زَيدٍ: [من الطويل] 3084 - أَعَاذِلُ إِنَّ الجهْلَ مِنْ لذَّةِ الفَتَى ... وَإنَّ الْمَنَايَا لِلرِّجَالِ بِمَرْصَدِ أَعَاذِلَ مَنْ تُكْتَبْ لَهُ النَّارُ يُلْقِهَا ... كِفَاحًا وَمَنْ يُكْتَبْ لَهُ الفَوْزُ يَسْعَدِ أَعَاذِلُ أَنَّ الجهْلَ مِنْ لُذَّةِ الفَتَى ... وَأَنَّ المَنَايَا لِلرِّجَالِ بِمَرْصَدِ أَعَاذِلُ مَا أَدْنَى الرَّشَادُ مِنَ الفَتَى ... وَأَبْعَدهُ مِنْهُ إِذَا لَمْ يُسَدّدِ كَفَى زَاجِرًا لِلمَرْءِ أَيَّامُ دَهْرِهِ ... تَرُوْحُ لَهُ بِالوَاعِظَاتِ وَتَعْتَدِي عَن المَرْءِ لَا تَسْأَل وَسَلْ عَنْ قَرِيْنِهِ ... فَإِنَّ القَرِيْنَ بِالمَقَارِنِ مُقْتَدِي [من الوافر] 3085 - أَعاذِلُ إِن نُصْحَكَ لِي عَنَاءٌ ... فَهَا أَنَا ذَا سَمِعْتُ وَقَدْ عَصَيتُ أَبُو نوَاسٍ: [من الـ. . .] 3086 - أَعَاذِلُ إِنْ يَكُنْ بُرْدَايَ رَثًّا ... فَلَا يُعْدِمْكِ بَينَهُمَا كَرِيْمُ أَبْيَاتُ أَبِي نوَّاسٍ أَوَّلُهَا: أَعَاذِلُ مَا عَلَى وَجْهِي قتُوْمٌ ... وَلَا عرْضِي لأَوَّلُ مَنْ يَلُوْمُ يُفَضِّلُنِي عَلَى الفِتْيَانِ أَنِّي ... أَبِيْتُ فَلَا أُلَامُ وَلَا أُلِيْم أَعَاذِلُ إِنْ يَكُنْ بُرْدَايَ رَثّا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ شَقِقْتُ مِنَ الصِّبَى وَاشْتَقَّ مِنِّي ... كَمَا اشْتُقَّتْ مِنَ الكَرْمِ الكُرُوْمِ فَلَسْتُ أُسَوِّفُ اللَّذَّاتِ نَفْسِي ... يَوْمًا مُيَاوِمَةً كَمَا دُفِعَ الغَرِيْمُ * * * وَمِنْ بَابِ (أَعَاذِلَتِي) قَوْلُ عَبْدُ الصَّمَدِ بن المُعَذَّلِ (¬1): ¬
أَعَاذِلَتِي اقْصُرِي ... أَبِعْ جَدَّتِي بِالثَّمَن أَرَى النَّاسَ أُحْدُوْثَةٌ ... فَكُوْنَنَّ حَدِيْثًا حَسَن كَانَ لَم يَزَلْ مَا أَتَى ... وَمَا قَدْ مَضى لَمْ يَكُنْ إِذَا وَطَنٌ رَابَنِي ... وَكُلُّ بِلَادٍ وَطَن وَمِنْ بَابِ (أَعَاذِل) أَيْضًا قَوْلُ إِيَاسُ بن الارَتِّ (¬1): أَعَاذِل لَو شَرِبْت الرَّاحِ حَتَّى ... يَكُوْنَ لِكُلِّ أنْمُلَةٍ دَبِيْبُ إِذًا لَعَذَرْتَنِي وَعَلِمْتَ أَنِّي ... بِمَا أتْلَفْتُ مِنْ مَالِي مُصِيْبُ وَقَوْلُ الآخَرُ: أَعَاذِل عَنِّي اللَّوْمَ كُفِّي وَاقْصُرِي ... فَبِالرّجلِ كُلّ شَاةٍ تُعَلَّقُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ (¬2): أَعَاذِل لَيْسَ البُخْلُ مِنِّي سَجِيَّةً ... وَلَكِنْ رَأَيْتُ الفَقْرَ شَرّ سَبِيْلِ لَمَوْتُ الفَتَى خَيْرٌ مِنَ الفَقْرِ لِلْفَتَى ... وَلَلْبخْلِ خَيْر مِنْ سُؤَالِ بَخِيْلِ أُبَيُّ بنُ حُمَامٍ: [من الطويل] 3087 - أَعَاذِلَتِي كَمْ مِنْ أَخٍ لِي أَودُّهُ ... كَرِيْمٍ عَلَيَّ لَمْ يَلِدْنِيَ وَالِدُه بَعْدهُ: إِذَا مَا التقَيْنَا لَمْ تَرَيْنِي أكُدّهُ ... وَلَكِنَّنِي مُثْنٍ عَلَيْهِ وَزَائِدُه وَآخِرُ أَصْلِي فِي المَنَاسِبِ أَصلُهُ ... يُبَاعِدُنِي فِي رَأيِهِ وَأُبَاعِدُه لَوَدُّ أَنِّي فَقْدُ أَوَّلُ فَاقِدٍ ... وَأَيْضًا لَوَدَّ الوُدُّ أَنِّي فَاقِدُه ¬
عَدَيّ بن زَيْدٍ: [من الطويل] 3088 - أَعَاذِلَ مَا أَدْنَى الرَّشَادَ مِنَ الفَتَى ... وَأَبْعَدَهُ مِنْهُ إِذَا لَمْ يُسَدَّدِ وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 3089 - أَعَاذِلَ مَنْ تُكْتَبْ لَهُ النَّارُ يَلْقَهَا ... كِفَاحًا وَمَنْ يُكْتَبْ لَهُ الفَوْزُ يَسْعَدِ المُتُنَبِّيُّ: [من المنسرح] 3090 - أَعاذَهُ اللَّه مِنْ سِهَامِهِمُ ... وَمُخْطِيءٌ مِنْ رَميِّهُ القَمَرُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الطويل] 3091 - أَعَارَتْنِيَ الدُّنْيَا تَقَلُّبَ دَهْرِهَا ... وَثَقَّفَنِي دَهْرِي بِنَارِ التَّجَارِبِ وَمِنْ بَابِ (أَعَارٌ) قَوْلُ (¬1): أَعَارَكَ مَالَهُ لِتَقُوْمَ فِيْهِ ... بِطَاعَتِهِ وَتَعْرِفَ فَضْلَ حَقِّه فَلَمْ تَشْكرْهُ نِعْمَتهُ وَلَكِنْ ... قَوِيْتَ عَلَى مَعَاضِيْهِ بِرِزْقِه تُجَاهِرُهُ بِهَا عَوْدًا وَبِدْءًا ... وَتَسْتَخْفِي بِهَا مِنْ شَرِّ خَلْقِه [من الوافر] 3092 - أَعَارِيْبٌ ذَوُو فَخْرٍ بِإِفْكٍ ... وَأَلْسِنَةٍ لطَافٍ فِي المَقَالِ بَعْدهُ: رَضُوا بِصِفَاتِ مَا عَدِمُوْهُ جَهْلًا ... وَحُسْنِ القَوْلِ مِنْ حُسْنِ الفعَالِ [من الطويل] 3093 - أُعَاشِرُ فِي دَارَاءَ مَنْ لَا أُوَدُّهُ ... وَبِالرَّمْلِ مَهْجُوْرٌ إِلَيَّ حَبِيْبُ ¬
بَعْدهُ: إِذَا هَبَّ علويّ الرِّيَاح وَجَدْتَنِي ... كَأَبِي لعُلْوِيُّ الرِّيَاحِ نَسِيْبُ دآرَاءُ بِالمَدِّ مَوْضِعٌ مَشْهُوْر وَمَنْزِلٌ لِلْعَرَب مَعْمُوْرٌ وَقَدْ ظَنَّهُ بَعْضُ شَارحي الحَمَاسَةِ دَارَا الَّذِي بِبَلَدِ الجَّزِيْرَةِ وَغَلَط. ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 3094 - أُعَانِقُهَا وَالنَّفْسُ بَعْدُ مَشُوْقَةٌ ... إِلَيْهَا وَهَلْ بَعْدَ العِنَاقِ تَدَانِي وَأَلْثُمُ فَاهَا كَي تَمُوْتَ حَرَارتي ... فَيَشْتَدُّ مَا أَلْقَى مِنَ الهَيَمَانِ وَمَا كَانَ مِقْدَارُ الَّذِي كَانَ بِي مِنَ الجوَى ... كأن فؤادي ليس يشفي غليله ليشفيه ما يرشف الشفتانِ ... سِوَى أَنْ نَرَى الرُّوْحَانِ مُمْتَزِجَانِ وَمِثْلهُ قَوْلُ الآخَر: وَيُقْلِقُنِي إِلَيْكِ الشَّوْقَ حَتَّى ... لَو أَنِّي صرْتُ أَنْتَ لَمَا كَفَانِي وَمِثْلهُ قَوْلُ آخَر: وَلَو أَنَّ رُوْحِي مَا زَجَتْ رُوْحَهُ ... لَقُلْتُ ادْنُ مِنِّي أَيُّهَا المُتَبَاعِدُ ابْنُ أَبِي البَغْلِ: 3095 - اعتذاري إليكَ من غَيرِ ذنبٍ ... كاعتذاري إليكَ من ألف ذنبِ بَعْدهُ: مَا أُبَالي إِذَا رَأيتكَ سِلْمًا ... منْ سَمَا قَادِحًا لِنِيْرَان حَرْبِي كُلُّ خطْبٍ مِنَ الأُمُوْرِ جَلِيْلٍ ... فِي دَوَامِي رضَاكَ أَيْسَرُ خطْبِ إبْرَاهِيْمُ الصُّوْليُّ: [من المنسرح] 3096 - أَعْتَقَنِي سُوْء مَا صَنَعْتَ مِنَ ... الرِّقِّ فَيَا بَرْدَهَا عَلَى كَبِدِي ¬
بَعْدهُ: فَصِرْتُ عَبْدِ السُّوْءِ مِنْكَ ... وَمَا أَحْسَنَ سُوءٌ قَبْلِي إِلَى أَحَدِ ويُرْوَيَانِ لأَبِي العَتَاهِيَةِ. وَمِثْلُهُ قَوْلُ إبْرَاهِيْم أَيْضًا فِي ابن الزَّيَّاتِ (¬1): لَئِنْ صدَرَت بِي زَوْرَةٌ عَن مُحَمَّدٍ ... بِمَنْعٍ لَقَدْ فَارَقتهُ وَمَعِي قَدْرِي أَلَيْسَتْ يَدَا عِنْدِي لِمِثْلِ مُحَمَّدٍ ... صَبَابَتهُ عَن مِثْلِ مَعْرُوْفِهِ شُكْرِي عِيْسَى بنُ وطِيسٍ: [من البسيط] 3097 - أَعْتِقْ وَإِلَّا فَبعْ كمْ ذَا تُعَذِّبُنِي ... إِنَّ العَبِيْدَ إِذَا مَا عُذِّبُوا أَبَقُوا الغَزِيُّ: [من البسيط] 3098 - أعجِبْ بِهِم قَطُّ فِي الآرَاءِ مَا اتَّفَقُوا ... فَكَيْفَ فِي سَدِّ بَابِ الجوْدِ مَا اخْتَلفُوا أَصْرَمُ بنُ حُمَيدٍ: [من الكامل] 3099 - أَعْجَلْتَنَا فَأَتاكَ عَاجِلُ بِرِّنَا ... قُلًا وَلَوْ أَمْهَلْتَنَا لَمْ نُقْلِلِ قِيْلَ قَدِمَ رَجُلٌ عَلَى الحَسَنِ بن سَهْلِ مُلْتَمِسًا صِلَتَهُ وَعَارِفَتهُ فَشُغِلَ عَنْهُ فَكَتَبَ الرَّجُلُ إِلَيهِ (¬1): المَالُ وَالعَقْلُ مما يُسْتَعَانُ بِهِ ... عَلَى المَقَامِ بِأَبْوَابِ السَّلَاطِيْنِ وَأَنْت تَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُمَا عطلٌ ... إِذَا تَأَمَّلْتَنِي يَا ابن الدَّهَاقِيْنِ . . . لِلْملكِ مِنْ رَجُلٍ ... سِوَاكَ يَصْلحُ لَلدُّنْيَا وَللدِّيْنِ فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَوَقَّعَ عَلَى ظَهْرِ كِتَابِهِ: أَعْجَلْتَنَا فَأتَاكَ عَاجِلُ برّنَا. البَيْتَانِ. ¬
الطُّغْرَائِيُّ: [من البسيط] 3100 - أَعْدَى عَدُوِّكَ أَدْنَى مَنْ وَثِقْتَ بِهِ ... فَحَاذِرِ النَّاسَ وَاصْحَبْهُمْ عَلَى ذَحَل بَعْدهُ: فَإِنَّمَا رَجُلُ الدُّنْيَا وَوَاحِدُهَا ... مَنْ لَا يُعَوِّلُ فِي الدُّنْيَا عَلَى رَجُلِ فَحُسْنُ ظنّكَ بِالأَيَّامِ معْجِزَةٌ ... فَظنَّ شَرًّا وَكُنْ مِنْهَا عَلَى وَجَلِ وَالقَصِيْدَةُ قَدْ تَقَدَّم إِثْبَاتِهَا. قَالَ بَعْضُ الحُكُمَاءِ: كلُ أَحَدٍ يَحْتَرِسُ مِنَ الأَعْدَاءِ وَالعَاقِلُ يَحْتَرِسُ مِنَ الأَصدِقَاءِ. مِهْيَارُ: [من الطويل] 3101 - أَعَدْتَ لِدَارٍ مَؤطِنَ الأُنْسِ قَاطِنًا ... وَأَوْحَشْتَ أُخْرَى لَا خَلَا مِنْكَ مَوْضِعُ الحارثُ بن حلّزةَ: [من الطويل] 3102 - أَعُدُّ اللَّيَالِي إِذْ نَأَيْتَ وَلَمْ أَكُنْ ... بِمَا زَلَّ مِنْ عَيْشِي أُعِدُّ اللَّيَالِيَا يَقُوْلُ مِنْهَا: أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَاءَ يَخْلفُ طَعْمُهُ ... وَإِنْ كَانَ لَوْنُ المَاءِ فِي العَيْنِ صافِيَا ذُو الرُّمَّةِ: [من الطويل] 3103 - أَعُدُّ اللَّيَالِي لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ ... وَقَدْ عِشْتُ دَهْرًا لَا أَعُدُّ اللَّيَالِيَا جَمِيْلٌ: [من الطويل] 3104 - أَعُدُّ اللَّيَالِي مَا نَأَيْت وَأَنْطَوِي ... عَلَى حُبِّ لَاهٍ لَا يَعُدُّ اللَّيَالِيَا ¬
وَمِنْ بَابِ اعدل قَوْلُ ابن لَنْكَكَ البَصْرِيِّ (¬1): أَعَدَّ الوَرَى لِلبَرْدِ جُنْدًا مِنَ الصِّلَى ... وَلَاقَيْتهُ مِنْ بَيْنِهِمْ بِجُنُوْدِ ثَلَاثَةُ نِيْرَانٍ فَنَارُ مُدَامَةٍ ... وَنَارُ صُبَابَاتٍ وَنَارُ وُقُوْفِى وَمِثْلهُ لِلصَّنَوْبَرِيّ (¬2): نَارُ رَاحٍ وَنَارُ خدٍ وَنَارُ ... الحَشَا الصَّبِّ بَيْنَهُنَّ اسْتِعَارُ مَا أُبَالِي مَا كَانَ ذَا الصَّيْفِ عِنْدِي ... كَيْفَ كَانَ الشِّتَاءُ وَالأَمْطَارُ [من الكامل] 3105 - أَعْدَدْتُ أَحوسَ لِلطِّعَانِ وَنَثْرةً ... زَغْفًا وَمُطَّرِدًا مِنْ الخِرْصَانِ بَعْدهُ: وَكعُوبَ شَوحَطَةٍ كَأَنَّ حَنِيْنَهَا ... بِالكَفِّ عوَلُ فَاقِدٌ مِرْنَانِ وَسَلَاجِمًا زرْقًا كَأَنَّ ظَباتهَا ... مَشْحُوْذَةً بِضَرَائِمِ النِّيْرَانِ أَفْوَاهُهَا حَشْوَ الجفِيْرِ كَأَنَّهَا ... أَفْوَاهُ أَفْرِخَةٍ مِنَ النُّخْرَانِ [من المنسرح] 3106 - أَعْدَدْتُ بَيضَاءَ لِلحُرُوْبِ وَمَصْـ ... ـــــقُوْلَ الغَرَارِيْنَ يَفْصِمُ الحَلَقَا بَعْدهُ: وَقارحًا نَبْعَةً وَمِلءُ جَفِيْرٍ ... مِنْ نِصَالٍ تَخَالُهَا وِرْقَا الرَّضِيُّ: [من الكامل] 3107 - أَعْدَدْتُكُمْ لدِفَاعِ كلُ مُلِمَّةٍ ... عَنِّي فَكُنْتُمْ عَوْنَ كُلِّ مُلِمَّهِ ¬
[من البسيط] 3108 - أَعْدَدْتُ لِلنَّاسِ إِنْ جَلُّوا وَإِنْ صَغرُوا ... بشرًا ببشرٍ وَإِعْرَاضًا بإِعْرَاضِ أَبُو ثُمَامَةَ بنُ عَازِبٍ: [من الكامل] 3109 - أَعْدَدْتُ لِلأَعْدَاءِ أَجْرَدَ سَابِحًا ... وَمُفَاضَةُ زَعْفًا وابيضرَ مِخْدمَا بَعْدهُ: وَمُثَقَّفًا لدنًا كَأَنَّ سِنَانَهُ ... مِصْبَاحُ سَارِيَةٍ ذَكَا فَتَضرَّمَا وَسَلَاجِمًا زُرْقًا وَفَرْعَ سَرَاءةٍ ... حَكَّمْتُ بَائِعهَا بِها مُتَحَكِّمَا أَبُو قَيْس الأَوْسِيُّ: [من السريع] 3110 - أَعْدَدْتُ لِلأَعْدَاءِ مَوْضُوْنَةً ... فَضْفَاضَةً كَالنّهي بِالقَاعِ بَعْدهُ: أَحْفَزتُهَا عَنِّي نَدًى رَوْنَقٍ ... أبيض مِثْل المِلْحِ قَطَّاعِ صَدْفٍ حُسَامٍ وَادِقٍ حدّهُ ... وَمَخْباءٍ أَسْمَرٍ قَرَّاعِ بَزَّ امْرِئٍ مُسْتَبْسِلٍ حَارِمٍ ... لِلدَّهْرِ جلدٍ غَيْرَ مِجْزَاعِ * * * وَمِنْ بَابِ (أعدّ) المُضَاعفَةِ قَوْلُ العِمَادِ بن الشَّرَفِ: أَعُدُّ لِصَاحِبي مَدْحًا وَهَجْوًا ... وَمَرْثيةً وَأُقْسِمُ بِالثَّلَاثِ لَئِنْ لَمْ يُعْطِنِي بِالمَدْحِ شَيْئًا ... وَلَا بِالهَجْوِ آخِذُ بِالمَرَاثِي عُرْوَةُ بن الزّبَيْرٍ: [من البسيط] 3111 - أَعْدُدْ نَظَائِرَ أَخْلَاقٍ عُدِدْنَ لَهُ ... هَلْ سَبَّ مِنْ أَحَدٍ أَو سُبَّ أَو بَخِلَا قَبلَهُ: ¬
يَا أَيُّهَا المُتَمَنِّي أَنْ تَكُوْنَ فَتًى ... مثْل ابن زَيْدٍ لَقَدْ خَلَّا لَكَ السُّبُلَا أَعْدُد نظايِرَ أَخْلَاقٍ. البَيْتُ [من الطويل] 3112 - أَعِدْ نَظَرًا فَالظَّنُّ كَالعَيْنِ لَا تَرَى ... عَلَى البُعْدِ أَشْخَاصَ الجُسُوْمِ كَمَا هِيَا السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الكامل] 3113 - أَعَدُّوهُ هَلْ لِلسَّمَاكِ جَرِيْرَةٌ ... فِي أَنْ دَنَوْتَ إِلَى الحَضِيْضِ وَحَلَّقَا قَبْلهُ: نَالَ يَدَاهُ أَقَاصِي المَجْدِ الَّذِي ... بَسَطَ الحَسُوْدُ إِلَيْهِ بَاعًا ضَيِّقَا أَعَدُّوْهُ هَلْ لِلسِّمَاك. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَمْ هَلْ لِمَنْ مَلأَ اليَدَيْنِ مِنَ العُلَى ... ذَنْبٌ إِذَا مَا كُنْتَ مِنْهَا مُمْلِقَا صَبْرًا فَلَسْتَ تَنَالُ أَدْنَى سَعِيهِ ... إِلَّا إِذَا نُلْتَ الصَّبِيْرَ المُبْرِقَا الغَزّيّ: [من الكامل] 3114 - أَعْدَى اليَرَاعَ بَنَانُهُ فَتَعَلَّمَتْ ... نَفَحَاتِ جُوْدِ بَنَانِهِ أَقْلَامُهُ بَعْدهُ: بَيْنَ النَّدى وَبَنَانِهِ سَبَبٌ ... بِهِ صَحَّ الرَّجَاءُ وَزَالَ عَنْهُ سَقَامُهُ كَالمَاءِ إِنْ رَاضَ المَدَامَ لِشُرْبِهَا ... فَالكَرْمُ مِنْ مَاءِ الغُمَامِ مَدَامهُ مَا لِلتَّشَدُّقِ فِي قَرِيْضِي مَدْخَل ... وَالشِّعْرُ مَا لَا يتعبُ اسْتِفْهَامُهُ * * * وَمِنَ البَابِ الذي يليه قول (¬1): ¬
اعْذُرْ أَخَاكَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ ... مَرَّتْ مَسَامِعهُ عَلَى العَذْلِ * * * وَمِنَ البَابِ أَيْضًا قَوْلُ النُّمَرُ بن تَوْلَبٍ (¬1): أَعِذْنِي رَبِّ مِنْ حَصْرٍ وَعَيٍّ ... وَمِنْ نَفْسٍ أُعَالِجُهَا عِلَاجَا وَمِنْ حَاجَاتٍ بِنَفْسِي فَاعْصِمَنِّي ... فَإِنَّ لِمُضْمَرَاتِ النَّفْسِ حَاجَا فَأَنْتَ وَلِيُّهَا وَبَرِئْتُ مِنْهَا ... إِلَيْكَ فَمَا قَضيْتَ فَلَا خِلَاجَا الحَصْرُ: ضِيْقُ الصَّدْرِ، حَصرَ الرَّجُلُ يَحْصرُ بِالشَّيْءِ إِذَا ضاقَ بِهِ صَدْرُهُ، وَالعَيُّ فِي المَنْطِقِ. وَقَوْلُهُ فَمَا قَضَيْتَ فَلَا خِلَاجَا. أي لَا شَكَّ فِيْهِ وَلَا مُنَازَعَة. أَبُو يَعْقُوْبُ الخُرَيْمِيّ: [من الطويل] 3115 - أَعَرْتَ خُطَوْبَ الدَّهْرِ نَفْسًا صَلِيْبَةً ... لمَا رَابَهَا مِنْ حَادِثٍ لَا تَضَعْضَعُ بَعْدهُ: وَدَع السُّؤَالَ عَنِ الأُمُوْرِ وَحَفْرِهَا ... فَلَرُبَّ حَافِرِ حِفْرَةٍ هُوَ يُصْرَعُ لَا تَتْبَعَنَّ غوَايَةً لِصبَابَةٍ ... إِنَّ الغوَايَةَ كلّ شَرٍّ تَجْمَعُ وَاكْدَحْ لِنَفْسِكَ لَا تُكَلِّفَ غَيْرَهَا ... فَبدَيْنهَا تُجْزَى وَعَنْهَا تَدْفَعُ وَالمَوْتُ إِعْدَادُ النفوسِ وَلَا أَرَى ... مِنْهُ لِذِي هَرَبٍ نَجَاةٌ تَنْفَعُ شَمْسُ الدِّيْنِ الوَاعِظ الكُوْفيّ رَحَمَهُ اللَّه: [من الوافر] 3116 - أُعَرِّضُ عَنْهُمُ جُهْدِي وَأكنِي ... وَمَا تَخْفَى إشَارَاتُ المُرِيْبِ المُتُنَبِّي: [من الوافر] 3117 - أُعَرِّضُ لِلرِّمَاحِ الصُّمِّ نَحْرِي ... وَأَنْصبُ حرَّ وَجهِي لِلْهَجِيْرِ ¬
حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: [من الكامل] 3118 - اعْرِض عَنِ الفَحْشَاءِ إِنْ أُسْمِعْتَهَا ... وَأَنْظُرْ كَأَنَّكَ غَافِل لَا يَسْمَعُ [من السريع] 3119 - أُعرِضُ عَنْهُ لاحْتِقَارِي لَهُ ... كَأَنَّهُ فِي النَّاسِ لَمْ يُخْلَقِ ابْنُ وَكِيعْ التنّيسيُّ: [من الرجز] 3120 - أَعْرِفُ فَضْلَ العَقْلِ إِلَّا أَنَّهُ ... لِعَيْشِ مَنْ آثَرَهُ عَيْنُ الكَدَر [من الوافر] 3121 - أَعَزُّ النَّاسِ نَفْسًا مَنْ تَرَاهُ ... يُعِزُّ النَّفْسَ عَنْ ذُلِّ السُّوَالِ بَعْدهُ: وَيَقْنَعُ بالسِّفَافِ وَلَا يُبَالِي ... بِفَضْلٍ فَاتَ مِنْ جَاهٍ وَمَالِ فَكَمْ دَقًّتْ وَشَقَّتْ وَاسْتَرَقَّتْ ... فُضوْلُ العَيْشِ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ قَيْسُ بن الخَطِيْمِ: [من الطويل] 3122 - أَعِزُّ عَلَى البَاغِي وَيَغْلُظُ جَانبِي ... وَذُو الوَجْدِ وَالوُدِّ أَحْلُو لِي لَهُ وَأَلْيَنُ عَمْرُو بن مَسْعَدَةَ: [من البسيط] 3123 - أعْزِزْ عَلَيَّ بِأَمْرٍ أَنْتَ طَالِبُهُ ... لَمْ يُمْكِنِ النَّجْحُ فِيْهِ وَانْقَضَى أَمَدُه حَدَّثَ ابْنُ عُبْدُوْسٍ قَالَ: وَقَّعَ عَمْرُو بن مَسْعَدَةَ بِهَذَا عَلَى أَنَّهُ كَلَامٌ فَجَاءَ شِعْرًا فَأَقَرّهُ عَلَى حَالِهِ وَلَمْ يَقُلْ قَطّ غَيْرَهُ. الرَّضِيُّ يَرْثِي الصَّابِيءُ: [من الكامل] ¬
3124 - أَعْزِزْ عَلَيَّ بِأَنْ أَرَاكَ وَقَدْ خَلَتْ ... مِنْ جَانِبَيْكَ مَقَاعِدُ العُوَّادِ أَوَّلُهَا: أَعَلِمْتَ مَنْ حَمَلُوا عَلَى الأَعْوَادِ ... أَرَأَيْتَ كَيْفَ خَبَا ضيَاءُ النَّادِي؟ مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ حَظّكَ فِي الثَّرَى ... أَنَّ الثَّرَى يَعْلُو عَلَى الأَطْوَادِ بُعدًا لَيَوْمِكَ فِي الزَّمَانِ فَإِنَّهُ ... أَقْذَى العُيُوْنَ وَفَتَّ فِي الأعْضَادِ كَيْفَ انمَحَى ذاك الجِنَابُ وَعُطِّلَتْ ... تِلْكَ الفِجَاجُ وَضَلَّ ذَاكَ الهَادِي طَاحَتْ بِتِلْكَ المَكْرُمَاتِ طَوَائِحٌ ... وَعَدَتْ عَلَى ذَاكَ الجنَابِ عَوَادِي أعزِز عَلَيَّ بِأَنْ يُفَارِقَ نَاظِرِي ... لَمَعَانُ ذَاكَ الكَوْكَبُ الوَقَّادِ قد كُنْتُ أَهْوَى أَنْ أُشَاطِرَكَ الرَّدَى ... لَكِنْ أرَادَ اللَّهُ غَيْرَ مرَادِي مَنْ لِلبَلَاغَةِ وَالفَصَاحَةِ إِنْ هَمَى ... ذَاكَ الغمَامُ وَعَبَّ ذَاكَ الوَادِي إِنَّ الدُّمُوْعَ عَلَيْكَ غَيْرَ بَخِيْلَةٍ ... وَالقَلْبُ بِالسّلْوَانِ غَيْرُ جَوَادِ سَوَّدْتَ مَا بَيْنَ الفَضاءِ وَنَاظِرِي ... وَغَسَلْتَ مِنْ عَيْنَيَّ كلَّ سَوَادِ ريُّ الخُدُوْدِ مِنَ المَدَامِعِ شَاهِدٌ ... إِنَّ القُلُوْبَ مِنَ الغَلِيْلِ صَوَادِي ضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بَعْدَكَ كُلّهَا ... وَتَرَكْتَ أَضْيَقهَا عَلَيَّ بِلَادِي لا تَبْعِدَنَّ وَأَيْنَ قُرْبُكَ بَعْدَهَا ... إِنَّ المَنَايَا غَايَةُ الإِبْعَادِ أَحْمَدُ بن يُوْسُفَ: [من الكامل] 3125 - أَعْزِزْ عَلَيَّ بِأَنْ تَكُوْنَ عَلِيْلًا ... أَو أَنْ يَكُوْنَ لَكَ السَّقَامُ نَزِيْلَا بَعْدهُ: هَذَا أَخٌ لَكَ يَشْتَكِي مَا تَشْتَكِي ... وَكَذَا الخَلِيْلُ إِذَا أَحَبَّ خَلِيْلَا السريّ الرفَّاء: [من البسيط] 3126 - أَعْزِزْ عَلَيَّ بِأَنْ رَاحَتْ دِيَارَكُمُ ... مَثْوَى الهُمُوْمِ وَكَانَتْ مَسْرَحَ الهِمَمِ ¬
جَحْظَةُ فِي الوَرْدِ: [من الكامل] 3127 - أَعْزِزْ عَلَيَّ بأَنْ يَشَمَّكَ سَاقِطٌ ... أَو أَنْ تَرَاكَ نَوَاظِرُ البُخَلَاءِ الرَّضِيُّ فِي الصَّابِيءِ: [من الكامل] 3128 - أَعْزِزْ عَلَيَّ بِأَنْ يُفَارِقَ نَاظِرِي ... لَمَعَانُ ذَاكَ الكَوْكَبِ الوَقَّادِ المُتُنَبِّي: [من الطويل] 3129 - أَعَزُّ مَكَانٍ فِي الدُّنَا سَرْجُ سَابِحٍ ... وَخَيْرُ جَلِيْسٍ فِي الزَّمَانِ كِتَابُ القَصِيْدَةُ قَدْ كُتِبَ مُخْتَارُهَا بِبَابِ: إِذَا نِلْتُ مِنْكَ الوِدَّ فَالمَالُ هَيِّنٌ. 3130 - أَعزهُمُ جَارًا وَأَمنَعُهُمْ حِمًى ... وأشْجَعُهُمْ قَلْبًا وَأَحْسَنُهُمْ مَلْقَى زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من الخفيف] 3131 - أَعْشَقُ الحُسْنَ وَالمَلَاحَةَ وَالظَّرْ ... فَ وَأَهْوَى مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ مُطِيع بنُ إِيَاسٍ: [من المنسرح] 3132 - أَعْشَقُ وَحْدِي فَيُؤْخَذُوْنَ بِهِ ... كَالتُّرْكِ تَغْزُو فَتُقْتَلُ الخَزَرُ قَالَ الزبير بن بَكَّارٍ إِنَّ مُطِيع بن إِيَاسٍ بن أَبِي مُسْلِمِ الكِتَانِيَّ مِنَ الديل بن بكر بن عَبْد منَاه بن كَنَانَةَ. وَذَكَرَ إِسْحَق المُوْصَليُّ عَنْ سَعْدِ بن سَلْمَةَ أَنَّهُ مِنْ بَنِي لَيْثِ بن بَكْرٍ، وَالدَّيْلُ وليث أُخْوَان لأُمٍّ وَأَبٍ وَأُمّهُمَا أُمُّ خَارِجَةَ وَاسْمهَا عَمْرَةُ بِنْتُ سَعْدِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ قَحْطَانِ. وَهِيَ الَّتِي يُضْرَبُ بها المَثَلُ فَيُقَالُ: أَسْرَعُ مِنْ نكَاحِ أُمُّ خَارِجَة. وَقَدْ وُلِدَتْ في عِدَّةِ بُطُوْنٍ مِنَ العَرَبِ حَتَّى لَا يَكَادُ يَتَخَلَّصُ مِنْ وِلَادَتِهَا كَثِيْرُ ¬
أَحَدٍ، فَمِمَّنْ ولدَتْ الدَّيْلُ وَلَيْثٌ وَالحَارْثُ بَنُو بَكْرٍ مِنْ عَبْد منَاةَ بنُ كنَانَةَ. وَغَاضِرَة بن مَالِك بن ثَعْلَبة بن دَوْدَان بن أَسَد بن خُزَيْمَةَ. وَالعَنْبَرُ وَأُسَيْدٌ وَالهَجِيْمُ بن عَمْرُو بن تَيْمٍ. وَخَارِجَةُ بن يَشْكُرَ وَبِهِ كَانَتْ تُكَنَّى. قَالَ النَّسَّابُوْنَ فَبَلَغَ مِنْ سُرْعَةِ نِكَاحهَا أَنَّ الخَاطِبَ كَانَ يَأتِيْهَا فَيَقْولُ لَهَا خِطْبٌ فَتَقُوْلُ له نِكحٌ. وَأَبُو قَرْعَةَ سَلْمَى بن نَوْفَلُ الَّذِي يَقُوْلُ فِيْهِ الشَّاعِرُ (¬1): يَسُوْدُ أَقْوَام وَلَيْسُوا بِسَادَةٍ ... بَلِ السَّيِّدُ المَيْمُوْنُ سَلْمَى بن نَوْفَلِ هُو جَدُّ مُطِيع بنُ إِيَاسٍ، وَكَانَ مُطِيع بنُ إِيَاسٍ هَذَا شَاعِرًا مِنْ مُخَضْرَمِيّ الدَّوْلتَيْنِ الأُمَوِيَّةِ وَالعبَّاسِيَّةِ وَلَيْسَ مِنَ الفُحُوْلَةِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ ظَرِيْفًا خَلِيْعًا حُلْو المَعْشَرِ مَلِيْحُ النَّادِرَةِ طَيِّبًا مَاجِنًا مُتَّهَمًا بالزَّنْدَقَةِ وَيُكَنَّى بِأَبِي سَلْمَى، مَوْلدُهَ وَمَنْشَؤُهُ بِالكُوْفَةِ، وَكَان أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ فَلَسْطِيْن الًّذِينَ أَمَدَّهُمْ عَبْدَ المَلِكِ بن مَرْوَانَ الحجَّاجَ بن يُوْسُفَ عند قُبَالَةِ بن الزُّبَيْرِ وَابْنَ الأَشْعَثِ فَأَقَامَ بِالكُوْفَةِ وَتَزَوَّجَ بِهَا فَوُلِدَ لَهُ مُطِيعٌ، وَكَانَ مُطِيعٌ مُنْقَطِعًا إِلَى الوَليْدِ بن يَزِيْد بن عَبْدِ المَلِكِ وَمُتَصَرِّفًا في دَوْلَتِهِمْ وَمَعَ أَوْلِيَائِهِمْ، وَكَان مُطِيع بن إِيَاسٍ، وَيَحْيَى بن زِيَادٍ الحَارِثِيُّ، وَحَمَّادُ عَجرد [وحماد] الرَاوية، وَابْنُ المُقَفَّعِ، وَوَالِبة بن الحَبَابِ يَتَنَادَمُوْنَ وَلَا يَفْتَرِقُوْنَ وَلَا يَسْتَأتِرُ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى صَاحِبِهِ بِمَالٍ وَلَا بِمِلْكٍ وَكَانُوا جَمِيْعًا يُرْمَوْنَ بِالزَّنْدَقَةِ. قَالَ النُّوْفَلِيُّ: وَكَانَ مُطِيعٌ فِيْمَا بَلَغَنِي مَأْبوْنًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمَهُ فَلَامُوْهُ عَلَى قَوْلِهِ وَقَالُوا أَنْتَ في أَدَبِكَ وَشَرَفِكَ وَسُؤْدَدِكَ وَشِعْرِكَ تُرْمَى بِمِثلِ هَذِهِ الفَاحِشَةِ القَذِرَةِ فَلَو أَقْصَرْتَ عَنْهَا، فَقَالَ: جَرِّبُوْهُ أَنْتُمْ ثُمَّ دَعُوْهُ إِنْ كُنتمْ صَادِقِيْنِ فَانْصَرَفُوا عَنْهُ وَقَالُوا: قَبَّحَ اللَّهِ فِعْلَكَ وَعُذْرَكَ. وَحَكَى أَبُو الفَرَجِ الأصفَهَانِيّ قَالَ: دَخَلَ صَدِيْقٌ لِمُطِيعْ بن إِيَاسٍ عَلَيْهِ فَرَأَى تَحْتَهُ غُلَامًا وَهُوُ يُنِيْكهُ وَفوْقَ مُطِيعٍ غُلَام لَهُ يَفْعَلُ بِهِ كَذَلِكَ فَكَأَنَّهُ في تَحْتٍ، فَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا يا أَبَا سَلْمَى، قَالَ هَذِهِ اللذَّةُ المُضَاعفةُ. وَعَشِقَ مُطِيعٌ جَارِيَةً فَاشْتَهَرَ بِهَا فَعَاتَبَهُ صَدِيْقٌ لَهُ اسْمُهُ عُمَرُ بن سَعِيْدٍ، وَقَالَ لَهُ: ¬
إِنَّ قَوْمَكَ يَشْكُوْنكَ وَيَقُوْلُوْنَ قَدْ فَضَحتهُمْ بِشهْرَتِكَ نَفْسِكَ بِهَذِهِ المَرْأةِ وَقَدْ لَحقهُم العَيْبُ وَالعَارُ بِكَ مِنْ أَجْلِهَا، فَأَنْشَأ مُطِيعٌ يَقُوْلُ (¬1): قَدْ لَامَنِي في حَبِيبَتِي عُمَرُ ... وَاللَّوْمُ في كُنْهِهِ ضَجَرُ قَالَ: أَفِقْ، قُلْتُ: لَا، فَقَالَ: بَلَى ... قَدْ شَاعَ في النَّاسِ عَنْكُمَا الخَبَرُ [فقلت قد شاع فاعتذاري] ... مِمَّا لَيْسَ فِي عِنْدهم عُذْرُ عَجْز لَعُمْرِي وَلَيْسَ يَنْفَعُنِي ... فَكُفَّ عني العِتَابَ يا عُمَرُ وَارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَقُلْ قَد أَتَى ... وَقَالَ لي لَا أَفِيْقُ فَانْتَحِرُوا أَعْشَقُ وَحْدِي فَيُؤْخَذُوْنَ بِهِ. البَيْتُ . . . عَلَى زَنْدَقَةِ مُطِيع قَوْلهُ (¬2): أَمْسَيْتُ جَمَّ بَلابِلَ الصَّدْرِ ... دَهْرًا أُزَجِّيْهِ إِلَى دَهْرِ إِنْ بُختُ طُلَّ دَمِي وَإِنْ ... كَتَمْتُ وَقَدَتْ عَلَيَّ تَوقُّدَ الجَّمْرِ * * * وَمِنْ بَابِ (أَعْصِ) قَوْلُ كَعْبُ بنُ سَعْدٍ وَيُرْوَيَانِ لِيَزِيْدِ بنُ مُعَاوِيَةَ (¬3): أَعْصِ العَوَاذِلَ وَارْمِ اللَّيْلَ عَنْ عُرُضِ ... بِذِي سَبيْبٍ يُقَاسِي لَيْلَهُ خَبَبَا حَتَّى تَصَادَفَ مَالًا أَو يُقَالَ فَتًى ... لَا فِي الَّذِي تَشْتَعِبُ الفتْيَانِ فَاشْتَعَبَا كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُسَمِّي هَذَينِ البَيْتَيْنِ دُرَّتَي الغَوَّاصِ. قَالَ وَقَدْ قتلا خَلْقًا كَثيْرًا بِنَفضِ أحدهُم رَأسهُ، وَيَتَمَثَّلُ بِهُمَا ثَمَّ يَخْرِجُ، زعم أَنْ يَتَمَوَّلَ فَيَقْتِلُ أَلْفٌ مِنْهُمْ قبل أَنْ يَتَمَوَّلَ وَاحدٌ. وَقَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ (¬4): سَأَعْمَلُ نصَّ العِيْسِ حَتَّى يَكفَّنِي ... غِنَى المَالِ يَوْمًا أَو غِنَى الحَدَثَانِ ¬
فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ يُرَى لَهَا ... عَلَى المَرْءِ بِالإِقْلَالِ وَسْمُ هَوَانِ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن أَبِي عُيَيْنَةَ: [من البسيط] 3133 - أَعْطِ الرِّجَالَ عَلَى مِقْدَارِ سَعْيهِمُ ... وَأَوْلِ كُلًّا بِمَا أَوْلَى وَمَا صَبَرَا هَارُوْنُ بنُ المُنَجِّمِ: [من مجزوء الكامل] 3134 - أَعْطِ الشَّبَابَ نَصِيْبَهُ ... مَا دُمْتَ تُعْذَرُ بِالشَّبَابِ بَعْدهُ: وَأَنْعِمْ بِأَيَّامِ الصِّبَى ... وَاخْلَع عِذَاركَ فِي التَّصَابِي عُمَارَةُ بن عَقِيْلٍ: [من البسيط] 3135 - أَعْطَاهُمُ اللَّهُ أَمْوَالًا وَمَنْزِلَةً ... عِنْدَ المُلُوْكِ بِلَا عَقلٍ وَلَا دِيْنِ ابن شَمْسُ الخلَافَةِ: [من المنسرح] 3136 - أَعْطِ وَإِنْ فَاتَكَ الثَّرَاءُ وَدَعْ ... سَبِيْلَ مَنْ ضنَّ وَهُوَ مُقْتَدِرُ بَعْدهُ: فَكَمْ غَنِيّ النَّاسِ عَنْهُ غِنًى ... وَكَمْ فَقِيْرٍ إِلَيْهِ يُفْتَقَر مَنْقُوْلٌ مِنْ خَطِّهِ. الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ: [من البسيط] 3137 - أَعْطَوَا غُوَاتَهُمُ جَهْلًا مَقَادَتَهُمْ ... فَكُلُّهُمْ فِي حِبَالِ الغَيِّ مُنْقَادُ [من البسيط] 3138 - أَعْطَى أَبُوْكَ أَبِي مَالًا فَعَاشَ بِهِ ... فَاعْطِنِي مِثْلَ مَا أَعْطَى أَبُوْكَ أَبِي بَعْدهُ: ¬
مَا كَانَ يَأتِي أَبِي أَرْضًا أَبُوْكَ بِهَا ... إِلَّا أَتَانَا بِأَوْقَارٍ مِنَ الذَّهَبِ السُّلَيْكُ بنُ السُّلكَةِ: [من الكامل] 3139 - أُعْطِي إِذَا النَّفْسُ الشَّعَاعُ تَطَلَّعَتْ ... مَالِي وَأَطْعُنُ وَالفَرَائِصُ تُرْعَدُ قَبْلهُ: هَزِئَتْ هُنَيْدَةُ إِنْ رَأَتْ بِي رُتْبَةً ... وَفَمًا بِهِ فَقُمْ وَجِلْدِي أَسْوَدُ وَإِذَا وَذَلِكَ لَا يَضِيْرُكَ ضَيْرَةً ... فِي يومِ أَسْأَلُ نَائِلًا أَو أُنْجِدُ أُعْطِي إِذَا النَّفَسُ. البَيْتُ المُتُنَبِّي: [من الكامل] 3140 - أَعْطَى الزَّمَانُ فَمَا قَبِلْتُ عَطَاءهُ ... وَأَرَادَ لِي فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَحَيَّرا بَاقِي الأَبْيَاتُ بِبَابِ: . . . نَاطِقٌ فِي لَفْظِه. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 3141 - أَعْطَى القَلِيلَ وَذَاكَ مَبْلَغُ قَدْرِهِ ... ثَمَّ اسْتَرَدَّ وَذَاكَ مَبْلَغُ رَائِهِ قَوْلُ البُحْتُرِيّ: أعْطِي القَلِيْلَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَا كَانَ مِنْ أَخْذِي غَدَاةِ رَدَدْتهُ ... فِي وَجْهِهِ إِذْ كَانَ مِنْ إعْطَائِهِ جِدَةٌ يَزُوْدُ البُخْلُ عَن أَطْرَافِهَا ... كَالبَحْرِ يَدْفَعُ مِلْحُهُ عَن مَائِهِ وَمِثْلهُ قَوْلُ الخَلِيْلُ بن أَحْمَد العَرُوضِيّ (¬1): صَعُبَ الهجَاءُ عَلَى امْرِئٍ مِنْ قَوْمِنَا ... إِذْ جَازَ عَن سُنَنِ الطَّرِيْقِ وَحَادَا أعْطَى قَلِيْلًا ثُمَّ أَقْلَعَ نَادِمًا ... وَلَرُبَّمَا غَلِطَ البَخِيْلُ فَجَادَا ¬
وَمِثْلهُ إِنْشَادُ الرَّاغِبِ (¬1): تَعَجَّبْتُ لَمَّا ابْتَدَى بِالجمِيْلِ ... وَمَا كَانَ يَعْرِفُ فِعْلَ الجمِيْلِ فَأَطْلَعَ لِي كَوْكَبًا كَالسُّهَى ... قَلِيْلُ الضِّيَاءِ سَرِيْعَ الأُفُوْلِ وَمَا كَانَ إعْطَاؤُهُ سُؤْدَدًا ... وَلَكِنَّهَا غَلْطَةٌ مِنْ بَخِيْلِ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من الكامل] 3142 - أَعْطَيْتَ حَتَّى مَلَّ سَائِلُكَ الغِنَى ... وَعَلَوْتَ حَتى مَا يُقَالُ لَكَ ازْدَدِ بَعْدهُ: مَا قَصَّرَتْ بِكَ غَايَةٌ عَنْ غَايَةٍ ... اليَوْم مَجْدُكَ دُوْنَ مَجْدِكَ فِي غَدِ [من الكامل] 3143 - أَعْطَيْتُ كُلَّ النَّاسِ مِنْ نَفْسِيَ الرِّضَا ... إِلَّا الحَسُوْدَ فَإِنَّهُ أَعْيَانِي بَعْدهُ: لَا إِنَّ لِي ذَنْبًا إِلَيْهِ أَعُدُّهُ ... إِلَّا تَظَاهُرُ نِعْمَةِ الرَّحْمَنِ يَطْوِي عَلَى حَنَقٍ حُشَاهُ بأنْ يَرَى ... عِنْدِي جَمَالُ غِنًى وَفَضْلَ بَيَانِ وَأَبَى فَمَا يُرْضِيْهِ إِلَّا ذِلَّتِي ... وَذِهَابُ أَمْوَالِي وَقَطْعُ لِسَانِي هَذَا مَنْظُوْمُ قَوْل الحَكِيْم: كُلُّ إِنْسَانٍ يُمْكِنَكَ أَنْ تَرْضيَهُ إِلَّا حَاسِدِ النِّعْمَةِ فَإِنَّهُ لَا يَرْضِيْهِ إِلَّا زَوَالَهَا. ابْنُ زُرَيْقٍ الكَاتِبُ: [من البسيط] 3144 - أُعْطَيْتُ مُلْكًا فَلَمْ أُحْسِنْ سِيَاسَتَهُ ... كَذَاكَ مَنْ لَا يَسُوْسُ الملْكُ يُنْزَعُهُ ابن شَمْسُ الخلَافَةِ: [من الكامل] ¬
3145 - أَعْطَيْتَنِي فَوْقَ الرِّضَا وَأَنلْتَنِي ... أَقْصَى المُنَى وَحَبَوْتَنِي كُلَّ الحْبَا عَلِيُّ بن جَبَلَةَ: [من البسيط] 3146 - أَعْطَيْتَنِي يَا وَلِيَّ الحَمْدِ مُبْتَدِئًا ... عَطِيَّةً كافَأتْ مَدْحِي وَلَمْ تَرَنِي بَعْدهُ: مَا شِمْتُ بَرْقكَ حَتَّى نِلْتُ رَيِّقَهُ ... كَأَنَّمَا كُنْتُ بِالجدْوَى تُبَادِرُنِي مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من البسيط] 3147 - أَعْطَى فَأَفْنَى المُنَى عَفْوًا عَطِيّتُهُ ... وَأرهقَ الوَعْدَ نُجْحًا غَيْرَ مَكْدُوْدِ الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ: [من الكامل] 3148 - أَعْطَى قَلِيْلًا ثَمَّ أَقْلَعَ نَادِمًا ... وَلَرُبَّمَا غَلِطَ البَخِيْلُ فَجَادَا قَبْلهُ: صَلْبُ الهجَاءُ عَلَى امْرِئٍ مِن قَوْمِنَا ... إِذْ جَازَ عَنْ سنَنِ الطَّرِيْقِ وَحَادَا أَعْطَى قَلِيْلًا. البَيت مُحَمَّدُ بنُ هَانِيء: [من الكامل] 3149 - أَعْطَى وَأكْثَرَ وَاسْتَقَلَّ هِبَاتِهُ ... فَاسْتَحْيَتِ الأنوَاءُ وَهِيَ هَوَامِلُ المُتُنَبِّي: [من الكامل] 3150 - أَعْطَى وَمَنَّ عَلَى المُلُوْكِ بِعَفْوِهِ ... حَتَّى تَسَاوَى النَّاسُ فِي إِفْضَالِهِ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 3151 - أَعْطَى وَنُطْفَةُ وَجْهِي فِي قَرَارَتهَا ... تَصُوْنُهَا الوَجَنَاتُ الغَضَّةُ القُشُبُ ¬
مِسْكِيْنُ الدَّارَمِيُّ: [من الطويل] 3152 - أَعِفُّ لَدَى عُسْرِي وَأُبْدِي تَجَمُّلًا ... وَلَا خَيْرَ فِيْمَنْ لَا يَعِفُّ لَدَى العُسْرِ أَبْيَاتُ الدَّارْمِيّ وَهُو رَبِيْعَةُ بنُ أَنِيْفٍ: أَعْفُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَأَنِّي لأَسْتَحِي إِذَا كُنْتُ معْسِرًا ... صَدِيْقِي وَإخْوَانِي بِأَنْ يَعْلَمُوا فَقْرِي وَأَقْطَعُ أُخْوانِي وَمَا حَالَ عَهْدَهُمْ ... حَيَاءً وَإِعْرَاضًا وَمَا بي مِنْ كِبرِ فَإِنْ يَكُ عَارًا مَا أَتَيْتُ فَرُبَّمَا ... أَتَى المَرْءَ يَومُ السُّوْءِ مِنْ حَيْثُ لا يَدْرِي وَمَنْ يَفْتَقِر يَعْلَمْ مَكَانَ صَدِيْقِهِ ... وَمَنْ يَحْيَى لَا يَعْدِمْ بلَاءً مِنَ الدَّهْرِ [من الطويل] 3153 - أُعَلِّلُ أَصْحَابِي بِجدِّي وَبَاطِلِي ... وَأَسْمَاءُ جِدُّ القَوْلِ مِنِّي وَبَاطِلُه الطُّغْرَائِيُّ: [من البسيط] 3154 - أُعَلِّلُ النَّفْسَ بِالآمَالِ أَرْقبُهَا ... مَا أَضْيَقَ العَيْشَ لَوْلَا فُسْحَةُ الأَمَلِ وَمِنْ هَذَا البَاب: أُعَلِّلُ بِالكَرَى عَيْنِي لِكَيْمَا ... يُعَلّلُنِي بِرُؤْيَتِكِ المَنَامُ وَيَمْنَعُنِي الكَرَى أَسفِي وَشَوْقِي ... إِلَيْكَ فَلَا أَرَاكَ وَلَا أَنَامُ البُسْتِيُّ: [من الوافر] 3155 - أُعَلِّلُ بِالمُنَى نَفْسي لَعَلِّي ... أُرَوِّحُ بِالأَمَانِي الهَمَّ عَنِّي بَعْدهُ: وَأَعْلَمُ أَنَّ وَصلَكَ لَا يُرَجَّى ... وَلَكِنْ لَا أَقَلَّ مِنَ التَّمَنِّي وَيُرْوَيَانِ لِنَفْطَوِيْهِ. ¬
[من الطويل] 3156 - أُعَلِّلُ نَفْسِي بِاللِّقَاءِ وَإِنْ أَعِشْ ... إِلَى أَنْ أَرَاهُ إِنَّنِي لَسَعِيْدُ المنتصر بن المُتَوَكِّل: [من الطويل] 3157 - أُعَلِّلُ نَفْسِي بِالأَمَانِي وَإنَّنِي ... لأَغْدُو عَلَى مَا ساءنِي وَأَرُوْحُ قَبْلهُ: مَتَى تَرْفَعُ الأَيَّامُ مَنْ قَدْ وَضَعْتَهُ ... وَيَنْقَادُ لِي دَهْرٌ عَلَيَّ جَمُوْحُ أُعَلِّلُ نَفْسِي بِالأمَانِي. البَيْتُ الطُّغْرَائِيُّ: [من الطويل] 3158 - أُعَلِّلُ نَفْسِي بِالأَمَانِيِّ ظِلَّةً ... وَأحْلَى أَمانِيّ النُّفُوْسِ كَذُوْبُهَا رَبِيْعَةُ الرِّقِيّ: [من الطويل] 3159 - أُعَلِّلُ نَفْسِي عَنْكَ بِالوَعْدِ وَالمُنَى ... فَهَلَّا بِيَأسٍ مِنْكَ نَفْسِي أُعَلِّلُ مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المزنيّ: [من الوافر] 3160 - أُعَلِّمُهُ الرِّمَايَةَ كُلَّ يَوْمٍ ... فَلَمَّا اشْتَدَّ سَاعِدُهُ رَمَانِي قَالَ أَبُو حَيَّانِ التَّوْحِيْدِيّ: هَكَذَا أَنْشَدَ عَلِيّ بن عِيْسَى الرُّمَّانِيُّ هَذَا البَيْتُ فِي (اشْتَدِّ) بِالشِّيْنِ المُعْجَمَةِ وَرَدَّ السِّيْنَ. * * * أبياتُ مَعنٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: فَلَا وَأَبِي حَبِيْبٍ مَا نَفَاهُ ... هَوَازِنُ مِنْ بِلَادِ بَنِي يَمَانِ ¬
فَكَانَ هُو الغَنِيُّ إِلَى غِنَاهُ ... وَكَانَ مِنَ العَشِيْرَةِ فِي مَكَانِ تَكَنَّفَهُ الوُشَاةُ فَأَزْعَجُوْهُ ... وَدَسُّوا مِنْ قُضاعَةَ غَيْرَ وَانِ فَلَولَا أَنَّ أُمَّ أَبِيْهِ أُمِّي ... وَأَنِّي مَنْ هَجَاهُ فَقَدْ هَجَانِي إِذًا لأَصَابَهُ مِنِّي هِجَاءٌ ... تَنَاقَلَهُ الرُّوَاةُ عَلَى لِسَانِي أُعَلِّمُهُ الرِّمَايَةِ كَلَّ يَوْمٍ. البَيْتَانِ. وَلَهُ أَيْضًا: [من الوافر] 3161 - أُعَلِّمُهُ القَوَافِي كُلَّ يَوْمٍ ... فَلَمَّا قَالَ قَافِيَةً هَجَانِي [من البسيط] 3162 - اعْلَمْ بِأنَّكَ إِنْ فَارَقْتَ جِيرَتَنَا ... بُدِّلْتَ دَارًا وَمَا بُدِّلتَ جِيْرَانَا [من البسيط] 3163 - اعْلَمْ بِأنَّكَ مَا أَسْدَيْتَ مِنْ حَسَنٍ ... إلَيَّ أَو سَيِّيءٍ وَفَّيتُكَ الثَّمَنَا ومن الباب: أَعْلَمْ بِأَنَّ مَسَرَّتِي ... لَو كَانَ فِيْهَا مَا يضرّكْ لتَرَكْتُ ذَلِكَ وَاتَّبَعْـ ... ـتُ مَسَاءَتِي فِيْمَا يَسُرّكْ ابْنُ أَبِي حَكِيْمِ المُخْزُومِيّ: [من الكامل] 3164 - اعْلَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ غَيْرَ مُعَلَّمٍ ... أَن الاديبَ مُؤَدِّبُ الحُجَّابِ قَبْلهُ: يَا سَيِّد الإِخْوَانِ وَالأَصْحَابِ ... يابا عَلِيٍّ سَيِّدَ الكُتَّابِ مُذ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ طَرْفَكَ مَلَّنِي ... وَرُمِيْتُ مِنْكَ بِجَفْوَةٍ وَعِتَابِ فَإِذَا هَوَاكَ عَلَى الَّذِي قَدْ ... كَانَ لِي وَإِذَا بَلِيَّتُنَا مِنَ البَّوَابِ ¬
اعلَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ. البَيْتِ. كُتِبَتْ هَذِهِ الأَبْيَاتِ إِلَى الحَسَنِ بن وَهبٍ وَقَدْ حَجَبَهَ الحَاجِبُ. المُتُنَبِّي: [من البسيط] 3165 - أَعْلَى المَمَالِكِ مَا يُبْنَى عَلَى الأَسَلِ ... وَالطَّعْنُ عِنْدَ مُحِبِّيْهِنَّ كَالقُبَلِ كُتِبَتْ بِبَابِ: إِذَا خَلَعْتَ عَلَى عِرض لَهُ خَلَلَا. البَيْتُ. ابْنُ الأَردِخلِ وَهُوَ مُعَاوِيَةَ بن أَيُّوْب: [من الكامل] 3166 - أَعَلَى الصِّرَاطِ أَرُوْمُ مِنْكَ شَفَاعَةً ... أَمْ فِي الحِسَابِ تَجُوْدُ بِالإنْعَامِ بَعْدهُ: لِمَصَالِحِ الدُّنْيَا ذَخَرْتُكَ فَانْتَبِه ... لِحَوَائِجِي مِنْ رَقْدَةِ النُّوَامِ وَيُرْوَى: لِلنَّفْعِ فِي الدُّنْيَا أَرَدْتُكَ فَانْتَبِه. البَيْتُ * * * وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ بَعْضهُمْ (¬1): أَعَلَيَّ مَا مَاءُ الفَوَاتِرِ وَبرْدُهُ ... مِنِّي عَلَى ظَمَأٍ وَفَقْدِ شَرَابِ بِأَلَذَّ مِنْكَ وَإِنْ نَأَيْتَ وَقَلَّمَا ... يَرْعَى النّسَاءَ أَمَانَةَ الغُيَّابِ ذو الإِصْبَعِ العَدَوَانِيّ: [من البسيط] 3167 - اعْمَدْ إِلَى الحَقِّ فِيْمَا أَنْتَ فَاعِلُهُ ... إِنَّ التَّخَلُّقَ يَأتِي دُوْنَهُ الخُلُقُ وَقَدْ كَرَّرَهُ فَقَالَ: كُلُّ امْرِىٍ صَائِر يَوْمًا لِشِيْمَتِهِ. * * * قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ: حَصِّنْ عَمَلَكَ مِنَ العُجْبِ وَوِقَارَكَ مِنَ الكِبْرِ وَعَطَاءَكَ مِنَ السَّرَفِ وَصَرَامتَكَ مِنَ العَجَلَةِ وَعُقُوْبَتَكَ مِنَ الإِفْرَاطِ وَعَفْوكَ مِنْ تَعْطِيْلِ الحُقُوْقِ ¬
وَصَمْتَكَ مِنَ العَيّ وَاسْتِمَاعِكَ مِنْ سُوْءِ الفَهْمِ وَاسْتِئْنَاسِكَ مِنَ البدَاءِ وَخَلْوَتكَ مِنَ الإِضَاعَةِ وَتَعَبُّدكَ مِنَ اسْتِفْرَاغِ القُوَّةِ وَعَزْمكَ مِنَ اللَّجَاجَةِ وَرَوْعَاتِكَ مِنَ الاسْتِسْلَامِ وَحَذَرَاتِكَ مِنَ الجُبْنِ وَرَجاءكَ مِنْ أَمْنِ المَوْتِ. أَنْشَدَ الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ: [من البسيط] 3168 - اعْمَلْ بِعِلْمِي وَلَا تَنْظُر إِلَى عَمَلِي ... يَنْفَعْكَ عِلْمِي وَلَا يَضْرُرْكَ تَقْصِيْرِي قَالَ بَعْضُهُمْ: كُنْتُ مَعَ الخَلِيْلِ بن أَحْمَد فَلَقِيَ صَدِيْقًا لَهُ وَقَدْ وُلِّي عَمَلًا فَعَذَلَهُ الخَلِيْلُ وَقَالَ لَهُ أَمْكَنْتَ هَؤُلَاءِ مِنْ جَاهِكَ يَرْكِضُوْنَ فِيْهِ وَمِنْ دِيْنكَ يَتَرَامُوْنَ بِهِ فاعْتَذَرَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَمَا مَضَتْ إِلَّا أَيَّامٌ حَتَّى وَلِيَ الخَلِيْلُ بن أَحْمَدَ ضِيَاعَ يَزِيْدَ بن حَاتِمٍ فَلَقِيَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ: نَهَيْتَنِي عَنْ شَيْءٍ وَأَتَيْتَهُ. فَقَالَ الخَلِيْلُ: اعْمَلْ بعلمي وَإِنْ قَصَّرْتُ. البَيْتُ. قِيْلَ: وَقَفَ رَجُلٌ خُرَاسَانِيٌّ عَلَى سفَيْانِ بن عُيَيْنَةَ فَرَمَى إِلَيْهِ بِدِرْهَمَيْنِ وَقَالَ حَدِّثْنِي بِهِمَا فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ فَقَالَ سُفَيْانُ دَعُوْهُ ثَمَّ بَكَى وَقَالَ: اعْمَلْ بقَوْلي وَإِنْ قَصَّرْتُ فِي عَمَلِي. البَيْتُ قَالَ الحَسَنُ لِمُطْرَفِ بن عَبْد اللَّهِ بن الشخير: يَا مُطْرَفُ عِظْ أَصْحَابَكَ. فَقَالَ مُطْرَفٌ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَقُوْلَ مَا لَا أَفْعَلُ. فَقَالَ الحَسَنُ يَرْحَمكَ اللَّهُ وَأَيّنَا يَفْعَلُ مَا يَقُوْلُ لَوَدَّ الشَّيْطَانُ إِنْ ظفَرَ بِهَذِهِ مِنْكُمْ فَلَمْ يَأْمُرْ أَحَدٌ بِمَعْرُوْفٍ. طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ: [من البسيط] 3169 - اعْمَلْ صَوَابًا وَخُذْ لِلحَزْمِ أُهْبَتُهُ ... فَلَنْ يَضِيعَ لأَهْلِ الحَزْمِ تَدْبِيْرُ [من الكامل] 3170 - اعْمَلْ لِنَفْسِكَ فِي حَيَاتِكَ صَالِحًا ... فَلَتَنْدَمَنَّ غَدًا إِذَا لَمْ تَعْمَلِ ¬
[من مجزوء الكامل] 3171 - اعْمَلْ لِنَفْسِكَ مِنْ أَمَمْ ... قَبلَ التَّأَسُّفِ وَالنَّدَمِ [من البسيط] 3172 - اعْمَلْ وَأَنْتَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حَذَرٍ ... وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ مَبْعُوْثُ وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ مَا قَدَّمْتَ مِن عَمَلٍ ... يُحْصَى عَليْكَ وَمَا خَلَّفْتَ مَوْرُوْثُ * * * وَمِنْ بَابِ (اعْمَل) قَوْلُ الصَّابِئُ (¬1): أعْمَلْتُ فِكْرِي فِي دُعَاءٍ لَهُ ... يَجْمَعُ مَا جَاؤوا بِهِ طُرَّا فَقُلْتُ بَيْتًا كافِيًا لَمْ يَعُدْ ... فِي مِقْدَارِهِ سَطْرَا لا زَالَتِ الدُّنْيَا لَهُ مَنْزِلًا ... يَأوِيْهِ وَالدَّهْرُ لَهُ عُمْرَا مِسْكِيْنُ الدَّارمِيُّ: [من الكامل] 3173 - أَعْمَى إِذَا مَا جَارَتي ظَهَرَتْ ... حَتَّى يُغَيِّبَ جَارَتي السِّتْرُ بَشَّارٌ: [من البسيط] 3174 - أَعْمَى يَقُوْدُ بَصِيْرًا لَا أَبَالَكُمُ ... قَدْ ضَلَّ مَنْ كَانَتِ العُمْيَانُ تَهْدِيْهِ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 3175 - أَعَنْتُمْ عَلَى حَرْبِي المَقَادِيْرَ عُنْوَةً ... وَرِثْتُم إِلَى قَلْبِي سِهَامَ الحَوَادِثِ أَبْيَاتُ الرَّضِيّ: خُذُوا نَفَثَاتٍ مِنْ جَوَى القَلْبِ نَافِث ... دَفَائِنَ صغْرٍ قَدْ رَمَيْنَ بِنَابِثِ ¬
عَذِيْرِيَ مِنْ سُيْفٍ رَجَوْتُ قِرَاعَهُ ... أَعَادَنِي طُرًّا مِن قَدِيْمٍ وَحَادِثِ فَخَانَ يَدِي ثُمَّ انْثَنَى بِغَرَارَةٍ ... فَكَانَ لِحَتْفِي اليَوْمَ أَوَّل فَارِثِ الغِرَارُ: الخَدُّ وَالفرْثُ الشّقُّ يُقَالُ فَرَثَ كَبِدَهُ إِذَا شَقَّهَا. وَمِنْ جَبَلٍ أَعْدَدْتُ شُمّ هِضَابِهِ ... مَرَدًّا لأَيْدِي النَّائِبَاتِ الكَوَارِثِ فَطَوَّحَ بِي مِنْ حَالِقٍ وَأَذَلَّنِي ... ذَلِيْلَ المَطَايَا مِنْ مُتُونِ الأَوَاعِثِ هُو الرِّزْقُ مَقْسُوْمًا وَلَيْسَ يَنَالَهُ ... بِبَرْدِ التَّباطِي أَو بِحَرِّ الحَثَاحِثِ أَعَنْتُمْ عَلَى حَرْبِي المَقَادِيْرَ عِنْوَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَمْ تَدَعُوْنِي وَالزَّمَانَ فَإِنَّهُ ... لأَكْرَمُ فِعْلًا مِنْكُمُ فِي الهَنَابِثِ الهَنَابِثُ الأُمُوْرُ الشَّدِيْدَةُ. دَعَانِي ذِئَابَ القَاعِ خَيْرٌ مغبّةً ... إِذَا مَنْ دَعَانِي بَعْضَكُمْ لِلمَغَاوِثِ تَعَممتموْهَا سَوْءَةً جَاهِلِيَّةً ... لقد فَازَ مَنْ أَمْسَى بِهَا غَيْرُ لَائِثِ فَجُرُّوا ذُيُوْلَ العَارِ ثُمَّ تَضاءَلُوا ... تَضاؤُلَ إِطْهَارِ الإِمَاءِ الطَّوَامِثِ تَقَطَّعَتِ الآمَالُ فِيْكُمْ وَلَمْ يَدَعْ ... لَكُمْ أَمَلًا لومُ الطِّبَاعِ الأَخَابِثِ وَأَصْبَحْتُمُ أَطْلَالَ دَارٍ بِقَفْرَةٍ ... تَرَى الرّكْبَ مُجْتَازًا بِهَا غَيْرَ لَابِثِ فَحَتَّى مَتَى أَخْفَى التُّرَابَ وَأَنتمُ ... تُثيْرُوْنَ عَن مَدْفُوْنَاتِهَا بِالمَبَاحِثِ فَزِيْدُوا فَإِنَي بَعْدَهَا غَيْرُ نَاقِصٍ ... وَجِدُّوا فَإِنِّي بَعْدَهَا غَيْرُ عَابِثِ دُيُوْن مِنَ الأضْغَانِ إِنْ أَبْقَ أُجْزِكُمْ ... بِهِنَّ وَإِنْ أهْلك يَرِثْهِنَّ وَارِثِي فَإِنْ أَنْسَ يَومًا ذَمّكُمْ يُمْسِ فِعْلكُمْ ... عَلَى الذَّمِّ عِنْدِي مِنْ أَشَدِّ البَوَاعِثِ سَالِمٌ عَلَى الآمَالِ فِيْكُمْ وَلَا سَقَى ... معَاهِدهَا جُوْدُ القِطَارِ الدّثَائِثِ الدَّثَائِثُ: الأَمْطَارُ الدَّائِمَةُ وَاحِدُهَا دَثٌّ. لَعَلَّمْتمُوْنِي اليَأْسَ مِنْ كُلِّ مَطْمَعٍ ... وَعَوَّدْتمُوْنِي الصَّبْرَ فِي كُلِّ حَادِثِ وَشُكْرًا لِمَنْ يَجْعَلِ الرِّزْقَ عِنْدَكُمْ ... فَلَا رَيُّ ظَمْآنٍ وَلَا شِبْعُ غَارِثِ اسْتَمْطَرَتْ مِنْ غَيْرِ مَاطِرٍ وَإِنِّي ... رَجَوْتُ الغَوْثَ مِنْ غَيْرِ غَائِثِ
خُذُوْهَا كَأَطْوَاقِ الحِمَامِ فَإِنَّهَا ... سَتَبْقَى بَقَاءَ الرَّاسيَاتِ اللَّوَابِثِ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 3176 - أَعِنْدَكَ الشَّمْسُ تَجْرِي فِي مَحَاسِنِهَا ... وَأَنْتَ مُشْتَغِلُ الأَلْحَاظِ بِالقَمَرِ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 3177 - أَعِنْدَكَ لِي عُتْبَى فَأحْمِلُ مَا مَضَى ... وَأَبْنِي رَوَاقَ الوُدِّ أَمْ أَنْتَ هَادِمُه المَعَرِيُّ: [من الطويل] 3178 - أَعِنْدِي وَقَدْ مَارَسْتُ كُلَّ خَفِيَّةٍ ... يُصَدَّقُ وَاشٍ أَو يُخَيَّبُ سَائِلُ البُسْتِيُّ: [من الطويل] 3179 - أُعَنِّفُ أَقْوَامًا بِلَوْمِي وَلَا أَرَى ... مَلَامِي وَتَعْنِيْفِي يُحَذِّرُهُمْ غَيَّا بَعْدهُ: وَذَاكَ لأنَّ الجهْلَ وَالمَوْتَ وَاحدٌ ... وَلَنْ يَأَلَمْ الإنْسَانُ مَا لَمْ يَكُنْ حَيَّا مالكُ بن أسماء بن خارجة الفزاريّ: [من الكامل] 3180 - أَعُنَيْنُ هَلَّا إِذْ شَفَعْتَ بهَا ... كُنْتَ اسْتَعَنْتَ بِفَارِغِ العَقْلِ قَبْلهُ: أَقْبَلْتَ تَرْجُو العَوْنَ مِنْ قِبَلِي ... وَالمُسْتَعَانُ بِهِ فَفِي شِغْلَي وَيُرْوَى: أَقْبَلْتَ تَبْغِي الغَوْثَ مِنْ رَجُلٍ ... وَالمُسْتَغَاثُ إِلَيْهِ فِي شُغْلِ ¬
أَبُو الذّئْبَةَ الثَّقَفِيّ: [من الطويل] 3181 - أَعُوْدُ عَلَى ذِي الذَّنْبِ وَالجَهْلِ مِنْهُمُ ... بِحِلْمِي وَلَوْ عَاقَبْتُ غَرَّقَهُمْ بَحْرِي ابْنُ حَبْنَاءَ: [من البسيط] 3182 - أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْ حَالٍ تُزَيِّنُ لِي ... شَتْمَ العَشِيْرَةِ أَو يُدْنِي مِنَ العَارِ أَبْيَاتُ ابن حَبْنَاءَ أَوَّلُهَا: إِنِّي عَجِبْتُ لأُمِّ الغَمْرِ إِذْ هَزِئتْ ... مِنْ شَيْبِ رَأسِي وَمَا بِالشَّيْبِ مِنْ عَارِ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَا شَقْوَةُ المَرْءِ بِالإِقْتَارِ يُقْتِرُهُ ... وَلَا سَعَادَتَهُ يَومًا بِإِكْثَارِ إِنَّ الشَّقِيَّ الَّذِي فِي النَّارِ مَنْزِلَهُ ... وَالفَوْزُ فَوْزُ الَّذِي يَنْجُو مِنَ النَّارِ أَعُوْذ بِاللَّهِ مِنْ حَالٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَخَيْرُ دُنْيَا تُنَسِّي أَمْرَ آخِرَةٍ ... وَسَوْفَ يُبْدِي لِيَ الجبَّارُ أَسْرَارِي لَا أَدْخلُ البَيْتَ أَحْبُو مِنْ مُؤَخِّرَةٍ ... وَلَا أكْسرُ فِي ابنِ العَمِّ أَظْفَارِي إِنْ يَحْجُب اللَّه أَبْصارًا أُرَاقِبُهَا ... فَقَدْ يَرَى اللَّهُ حَالَ المُدْلَجِ السَّارِي الحَسَنُ بنُ وَهَبٍ: [من السريع] 3183 - أَعُوْذُ بِالوُدِّ الذِي بَيْتًا ... أَنْ يَفْسُدَ الأَوَّلُ بِالآخِر قَبْلهُ: مَا أَحْسَنَ العَفْوَ مِنَ القَادِرِ ... وَلَا سِيَّمَا عَلَى غَيْرِ ذِي نَاصِرِ إِنْ كَانَ لِي ذَنْبٌ وَلَا ذَنْبَ لِي ... فَلَيْسَ لِي غَيْركَ مِنْ غَافِرِ أَعُوْدُ بِالوَدِّ الَّذِي بَيْنَنَا. البَيْتُ ¬
أَبُو رُوَيْمٍ: [من البسيط] 3184 - أَعُوْذُ فِي كُلِّ أَمْرٍ جَلَّ مَطْلَبُهُ ... عِنْدِي إِلَى كَاشِفِ الضَّرَّاءِ وَالبُوسِ البُحْتُرِيُّ: [من الخفيف] 3185 - أَعْوَزَتْ مِنْ سِوَاكَ عَارِفَةَ الجُوْ ... دِ وَخَابَتْ فِي غَيْرِكَ الآمَالُ قَوْلُ البُحْتُرِيّ هَذَا فِي الفَتْحِ بن خَاقَانَ قَبْلَهُ: أَيُّهَا المُبْتَغِي مُسَاجَلَةَ الفَتْـ ... ـحِ لَحَاوَلْتَ نَيْلَ مَا لَا يُنَالُ لَنْ تُجَارِي البحَارُ حِيْنَ يَجِيْشُ المَـ ... ـاءُ فِيْهَا وَلَنْ تُوُازِي الجِبَالُ ملكٌ مُسْتَقِلٌ فِي رَأيِهِ المُلْـ ... ـكُ وَيَحْيَى فِي فَضْلِهِ الأَفْضَالُ أَعْوَزتُ مِنْ سِوَاكَ. البَيْتُ [من الطويل] 3186 - أعَوّدُها الحُكَّامَ بَعْدِي لِيَفْعَلُوا ... كَفِعْلِي إِذَا مَا جَارَ فِي الحُكْمِ ظَالِمُ فِي قَتْلِ المُلُوْكِ قَبلَهُ: يَخرُّ وَيَكْبُو لِليَدَيْنِ وَتَارَةً ... يَمسُّ الثَّرَى خَدَّاهُ وَالمَوْتُ كَانِعُ فَطَارَ بِكَفِّي نَصْلُهُ وَرِيَاشُهُ وَفِي ... عُنْقِ سَعْدٍ غِمْدُهُ وَالرَّصَائِعُ أُعَوِّدُهَا الحُكَّامُ. البَيْتُ [من البسيط] 3187 - أَعْيَا العَمُوْدُ قَدِيْمًا مَنْ يُقَوِّمُهُ ... وَالغُصْنُ تَعْدِلُهُ لَدْنًا فَيَنْعَدِلُ المتنبيّ: [من الكامل] 3188 - أَعْيَا زَوَالُكَ عَنْ مَحَلٍّ نِلْتَهُ ... لَا تَخْرجُ الأَقْمَارُ مِنْ هَالَاتِهَا يَقُوْلُ مِنْهَا: ذُكِرِ الأَنَامُ لنَا فَكَانَ قَصِيْدَةً ... أَنْتَ البَدِيْعُ الفَرْدُ مِنْ أَبْيَاتِهَا ¬
البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 3189 - أَعْيَا عَلَيَّ فَلَا هَيَّابَةٌ فِرَقٌ ... مِنَ الهَجَاءِ وَلَا هَشٌّ فَيُمْتَدَحُ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 3190 - أُعِيْذكَ أَنْ أَخْشَاكَ مِنْ غَيْرِ حَادِثٍ ... تَبَيَّنَ أَو جُرْمٍ إِلَيْكَ تَقَدَّمَا بَشَّارٌ: [من الطويل] 3191 - أُعِيْذُكَ بِالرَّحْمَانِ مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ ... تَنَامُ وَمَا نَامَتْ عَليْكَ عَقَارِبُه أَبُو نوَاسٍ: [من الطويل] 3192 - أُعِيْذُكَ بِالرَّحْمَانِ مِنْ شَرِّ كَاتِبٍ ... لَهُ قَلَمٌ زَانٍ وَآخَرُ سَارِقُ [من الطويل] 3193 - أُعِيْذُكَ بِالمَجْدِ المُؤَثَّلِ أَنْ يُرَى ... جَنَابُكَ عَنِّي ضَيِّقًا وَهُوَ وَاسِعُ بَعْدهُ: لَئِنْ أَمْطَرَتْنِي مِنْ سَمَائِكَ مُزْنةٌ ... حَكَتْ لَكَ أَرْضي كَيْفَ تَزْكُو الصَّنَائِعُ وَأَعْجَبُ مَا حُدِّثْتُهُ حِفْظُكَ العُلَى ... وَمِثْلِي فِي أَيَّامِ مِثْلِكَ ضَائِعُ فَإِنْ كَانَ عَنِّي قَدْ ثَنَاكَ مُمَوَّةٌ ... فَمَنْ ذَا الَّذِي فِي صَدْرِ رَأيِكَ دَافِعُ وَإِنِّي وَإِنْ أَبْعَدْتَنِي وَاطَّرَحْتَنِي ... لِكُلِّ دُعَاءٍ صالِحٍ فِيْكَ رَافِعُ المُتُنَبِّي: [من المنسرح] 3194 - أُعِيْذُكُمُ مِنْ صُرُوْفِ دَهْرِكُمُ ... فَإِنَّهُ فِي الكِرَامِ مُتَّهَمُ الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الوافر] ¬
3195 - أُعِيْذُكَ مِنْ هِجَاءٍ بَعْدَ مَدْحٍ ... فَعُذْنِي مِنْ قِتَالٍ بَعْدَ صُلْحِ أبيات الرَّضِيّ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَنَحْتُكَ جُلَّ أَشْعَارِي فَلَمَّـ ... ـا ظَفِرْتَ بِهِنَّ لَمْ أَظْفَرْ بِمَدْحِ كَبَا قَدْحِي بِحَيْثُ رَجَوْتُ منه ... مُسَاعَدَةَ الضِّيَاءِ وَخَابَ قَدْحِي وَكُنْتَ مُظَافِرِي فَثَلَمْتَ سَيْفِي ... وَكُنْتَ مُعَاضِدِي فَقَصَفْتَ رِمْحِي فَيَا لَيْثًا دَعَوْتُ بِهِ لِيَحْمِي ... حِمَايَ مِنَ العِدَى فَاجْتَاجَ سَرْحِي وَيَا طِبًّا رَجَوْتُ صلَاحَ جِسْمِي ... بِكَفَّيْهِ فَرَادَ نكاءَ قَرْحِي وَيَا قَمَرًا رَجَوْتُ السَّيْرَ فِيْهِ ... فَلَثَّمَهُ الدُّجَى عَنِّي بِجُنْحِ سَأَرْمِي العَزْمَ فِي ثغرِ الدَّيَاجِي ... وَأحْدُو العِيْسَ فِي سِلْمٍ وَطَلْحِ لِبِشْرِ مُصَفّقِ الأخْلَاقِ عَذْبٍ ... وَجُوْدِ مُهَذَّبِ النَّشْوَاتِ سَمْحِ وَقُوْرٌ مَا اسْتَخَفَّتْهُ اللَّيَالِي ... وَلَا خَدَعتهُ عَنْ جِدٍ بِمَرْحِ إِذَا لَيْلُ النَّوَائِبِ مَدَّ بَاعًا ... ثَنَاهُ مِنْ عَزِيْمَتِهِ بِصُبْحِ وَإِنْ نَكَصَ السُّؤَالُ إِلَى نَدَاهُ ... تَتَبَّعَ إِثْرَ وَطْأَتِهِ بِنُجْحِ وَأَصْرِفُ هِمَّتِي عَن كُلِّ نَكْسٍ ... أمَّل على الضَّمَائِرِ كَلَّ بُرْحِ تُهَدِّدُنِي بِقُبْحٍ بَعْدَ حُسْنٍ ... وَلَمْ أَرَ غَيْرَ قُبْحٍ بَعْدَ قُبْحِ وَلَهُ أَيْضًا: [من البسيط] 3196 - أُعِيْذُ مَجْدَكَ أَنْ أَبقَى عَلَى طَمَعٍ ... وَأَنْ تَكُوْنَ عَطَايَايَ المَوَاعِيْدُ أَبْيَاتُ الرَّضِيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا الخَلِيْفَةَ أَوَّلُهَا: مَا لِي لِغَيْرِ القلَى فِي الأَرْضِ مُضْطَرَبٌ ... وَلَا لِجَنْبِي بِغَيْرِ العِزِّ تَمْهِيْدُ وَمَا خَطَوْتُ إِلَى بَأْسٍ وَلَا كَرَمٍ ... إِلَّا وَمَوْضِعَ رِجْلِي مِنْهُ مَحْسُوْدُ ضَاعَ الشَّبَابُ فَقُلْ لِي أَيْنَ أَطْلِبُهُ ... وَأَزُوْرُ عَن نَظَرِي البِيْضِ الزَّغَارِيْدُ بِيْضٌ وَسُوْدٌ بِرَأسِي لَا بِسُلْطَتِهَا ... عَلَى الذَّوَائِبِ إِلَّا الَبِيْضُ وَالسُّوْدُ ¬
لَيْسَ الثَّرَاءُ بِغَيْرِ الجُوْدِ فَائَدَةٌ ... وَلَا الْبقَاء بِغَيْرِ العِزِّ مَحْمُوْدُ جُرْحُ الحِمَامُ وَلَا جرْحُ الأَذَى أَبَدًا ... وَالمَوْتُ عِنْدَ نُزُوْلِ الضَّيْمِ مَوْرُوْدُ شَغَلْتُ مَا لَهُمُ حَتَّى لا يفرِحنِي ... لَوْلَا الخَلِيْفةُ نُوْرُوْزٌ وَلَا عِيْدُ مُطَهِّرُ القَلْبِ لَا انْهَلَّتْ مَدَامِعُهُ ... وَجْدًا وَلَا حَفَزَ الأَنْفَاسَ تَصْعِيْدُ مَا رَاقَ عَيْنَيْهِ إِلَّا مَا أَقَرَّهُمَا ... مِنَ المَكَارِمِ لَا عَيْن وَلَا جِيْدُ نِهَايَةُ العِزِّ أَنْ تَبْقَى لَهُ أَبَدًا ... وَغَايَةُ الْجودِ أَنْ يَبْقَى لَكَ الْجودُ أُعِيْذُ مَجْدَك. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأَنْ أَعِيْشَ بَعِيْدًا مِنْ لِقَائِكُمُ ... ظَمْآنَ قَلْبٍ وَذَاكَ الوُرْدُ مَوْرُوْدُ مَا لِي أُحِبُّ حَبِيْبًا لَا أشَاهِدُهُ ... وَلَا رَجَائِي إِلَى لُقْيَاهُ مَمْدُوْدُ وَأُتْعِبُ القَلْبَ فِيْمَنْ لَا وِصَالَ لَهُ ... يَا لِلرِّجَالِ أعزّ الخُرَّدُ الغِيْدُ أكْثَرْتُ شِعْرِي وَلَمْ أَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ ... فَسقني قَبْلَ أَنْ تَفْنَى الأَغَارِيْدُ ابْنُ حَيُّوْسٍ: [من البسيط] 3197 - أُعِيذُ مَجْدَكَ مِنْ عَيْنِ الكَمَالِ فَكَمْ ... أَصَابَتِ العَيْنُ أَمْلَاكًا وَمَا كَمَلُوا [من البسيط] 3198 - أُعِيذُ مَجْدَكَ يَا مَوْلَايَ مِنْ دَخَلٍ ... فِي الوُدِّ أَو خَصْلةٍ تَدْنُو مِنَ الخَطَلِ المُتُنَبِّي: [من البسيط] 3199 - أُعِيْذُهَا نَظَرَاتٍ مِنْكَ صَادِقَةً ... أَنْ تَحْسِبَ الشَّحْمَ فِيْمَنْ شَحْمُهُ وَرَمُ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن دَاودَ بن الجَرَّاحِ: [من الطويل] 3200 - أُعِيْنُ أَخِي أَو صَاحِبي فِي مُصَابِهِ ... أَقُوْمُ لَهُ يَوْمَ الحِفاظِ وَأَقْعُدُ أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] ¬
3201 - أَعَيْنَيْ مَهَاة الرَّمْلِ عَنِّي إِلَيْكُمَا ... عَلَيَّ لريا فِي المَغِيْبِ رَقيْبُ بَعْدهُ: أَغَارُ عَلَى نَفْسِي لَهَا وَتَغَارُ لِي ... عَلَى نَفْسِهَا إِنَّ الهَوَى لَعَجِيْبُ عَلَى أنَّنَا نَدْنُ يَوْمًا لِرَيْبَةٍ ... وَلَا مَثُلْنَا فِيْمَنْ يُرِيْبُ مُرِيْبُ المُرَقّشُ الأَكْبَرُ: [من الطويل] 3202 - أَعَيْنيَّ إِنْ كَانَ البُكَا رَدَّ هَالِكًا ... عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي فَلَا تَتْرُكَا جُهْدَا الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] 3203 - أَعَيْنيَّ إِلَّا تُسْعِدَانِي أُلُمْكُمَا ... فَمَا بَعْدَ بشرٍ مِنْ عَزَاءٍ وَلَا صَبْرِ ابْنُ الدُّمَيْنَةِ: [من الطويل] 3204 - أَعَيْنيَّ يَا عَيْنَيَّ حَتَامَ أَنْتُمَا ... بِهِجْرَانِ أُمِّ الغَمْرِ تَخْتَلِجَانِ ابْنُ الخَيَّاطِ: [من الطويل] 3205 - أَغَارُ إِذَا آنَسْتُ فِي الغَوْرِ أَنَّةً ... حِذِرًا وَخَوْفًا أَنْ تَكُوْنَ لِحُبِّهِ قَبْلهُ: خُذَا مِنْ صبَا نَجْدٍ أَمَانًا لِقَلْبِهِ ... فَقَدْ كادَ رَيَّاهَا يَطِيْرُ بِلِبِّهِ وَإِيَّاكُمَا ذَاكَ النَّسِيْمُ فَإِنَّهُ ... إِذَا هَبَّ كَانَ المَوْتُ أَيْسَرُ خَطْبهِ خَلِيْلِيَّ لو أَجِبْتمَا لَعَلِمْتُمَا مَحَلَّ ... الهَوَى مِنْ مُغْرَمِ القَلْبِ صَبِّهِ تَذَكَّر وَالذّكْرَى تَشُوْقُ وَذُو الهَوَى ... يتوقُ ومن تعلق به يُصْبهِ غرامٌ على يَأْسِ الهَوَى وَرَجَائِهِ ... وَشَوْقٌ عَلَى بُعْدِ المَزَارِ وَقُرْبِهِ وَمُحْتجِبٍ بَيْنَ الأَسِنَّةِ مُعْرِضٍ ... وَفِي القَلْبِ مِنْ إِعْرَاضِهِ مِثْل حُجْبِهِ ¬
أَغَارُ إِذَا اَنَسْتُ. البَيْتُ المُوَفَّقُ بن أَبِي الحَدِيْدِ: [من الطويل] 3206 - أَغَارُ إِذَا مَا الرَّكبُ أَذْكوا عُيُوْنَهُمْ ... إِلَى البَارِقِ النَّجْدِيِّ بِالغَوْرِ أَو شَاقُوا أَعْرَابِيٌّ: [من الوافر] 3207 - أَغَارُ عَلَى النِّسَاءِ يَرَيْنَ مِنْهَا ... مَحَاسِنَ مَا يَرَيْنَ وَلَا أَرَاهَا [من الطويل] 3208 - أَغَارُ عَلَى رَيَّاكِ مِنْ كُلِّ نَاشِقٍ ... لَهَا وَعَلَى ذِكْرَاكِ مِنْ كلِّ نَاطِقِ بَعْدهُ: فَلَمْ أَنْتَبِهْ إِلَّا وَذِكْرُك صَاحِبِي ... وَلَمْ أَغْتَمِضْ إِلَّا وَطَيْفُك طَارِقِي الرَّضِيُّ فِي البُسْتِيُّ: [من الوافر] 3209 - أَغَارُ عَليْكَ مِنْ خَلَوَاتِ غيري ... كَمَا غَارَ المُحِبُّ عَلَى الحَبِيْبِ [من الوافر] 3210 - أَغَارُ عَليْكِ مِنْ نَظَرِ العُيُونِ ... فَكَيْفَ بِغَيْرِ ذَاكَ مِنَ الظُّنُوْنِ بَعْدهُ: وَأَحْسدُ كلَ ذِي أَرْضٍ تَطَاهَا ... فَلَيْتَكَ لَا تَطَأ إِلَّا جُفُوْنِي [من الوافر] 3211 - أَغَارُ عَليْكَ مِنْ نَظَرِي وَلِم لَا ... أَغَارُ عَليْكَ مِنْ نَظَرِ العُيُوْنِ بَعْدهُ: وَلَوْ أَنِّي أُطِيْقُ عَلَى خَبَاءٍ ... خَبَأتُكَ مِنْ إِطْبَاقِ الجفُوْنِ ¬
أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 3212 - أَغَارُ عَلَى نَفْسِي لَهَا وَتَغَارُ لِي ... عَلَى نَفْسِهَا إِنَّ الهَوَى لَعَجِيْبُ [من الطويل] 3213 - أَغَارُ عَلَيْهَا أَنْ تَرَى الشَّمْسُ وَجْهَهَا ... بِغَيْرِ خِمَارٍ وَالمُحِبُّ غَيُوْرُ المُعْتَمِدُ صَاحِبُ الغَرْبِ: [من الطويل] 3214 - أَغَارُ عَلَيْهِ مِنْ لِحَاظِي صَبَابَةً ... وَأُكْرمُهُ إِنَّ المحِبَّ غَيُوْرُ بَعْدهُ: أَخفُّ إِلَى لُقْيَا الحَبِيْبِ وَإِنَّنِي ... لَعمْركَ فِي جُلّ الأُمُوْرِ وَقُوْرُ الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 3215 - أُغَالِطُ نَفْسِي بَعْدَ مَرْأَى وَمَسْمَعٍ ... وَلَا أَنْظُرُ الدُّنْيَا بِعَيْنِ الحَقَائِقِ وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 3216 - أُغَالِطُ نَفْسِي عَنْ حِمَامِي وَإِنَّمَا ... أُدَارِي عَدُوًّا مَارِقًا فِيَّ سَهْمُهُ الشَّمْشَاطِيُّ: [من مجزوء الكامل] 3217 - أَغْبِبْ زِيَارَتَكَ الصَّدِيْقَ ... يَرَاكَ كَالشَّيءِ اسْتَجَدّه بَعْدهُ: إِنَّ الصَّدِيْقَ يملّ إِنْ ... إِذْ لَا يَزَالُ يَرَاكَ عِنْدَه [من الخفيف] 3218 - اغْتَفِرْ زَلَّتِي لِتُحْرِزَ فَضْلَ الشُّكْـ ... ـرِ مِنِّي وَلَا يَفَوتُكَ أَجْرِي ¬
بَعْدهُ: لَا تَكِلْنِي إِلَى التَّوَسُّلِ بِالعُذْ ... رِ لَعلِّي أَلَا أَقُوْمَ بِعُذْرِ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ: اغْتَنِمْ غَفْلَةَ الزَّمَانِ وَبَادِرْ ... قبْلَ أَنْ يَفْطُنَ الزَّمَانُ الخَؤُوْنُ لَا تُسَوِّف بِمُمْكِنِ الخَيْرِ وَاحْذَرْ ... فَوَرَاءَ الإِمْكَانِ مِنْهُ كَمِيْنُ وَأَنْشَدَ عَبْدُ اللَّهِ بن المُبَارَكِ رَحَمَهُ اللَّه (¬1): اغْتَنِمْ رَكْعَتَيْنِ زُلْفَى إِلَى اللَّهِ ... إِذَا كُنْتَ فَارِغًا مُسْتَرِيْحَا وَإِذَا مَا هَمَمْتَ بِالنُّطْقِ فِي البَا ... طِلِ فَاجْعَلْ مَكَانَهُ تَسْبِيْحَا فَاغْتِنَامُ السُّكُوْتِ أَفْضَلُ مِنْ نَطْقٍ ... وَإِنْ كُنْتَ بِالحَدِيْثِ فَصيْحَا الحُطَيْئَةُ يَهْجُو أُمّهُ: [من الوافر] 3219 - أَغِرْبَالًا إِذَا اسْتُوْدِعْتِ سِرًّا ... وَكَانُوْنًا عَلَى المُتَحَدِّثِيْنَا قَبْلَهُ يَقُوْلُ وَكَانَ مِنَ العَقْقَةِ: جَزَاكِ اللَّهُ شَرًّا مِنْ عَجُوْزٍ ... وَلَقَّاكِ العُقُوْقَ مِنَ البَنيِنَا تَنَحِّي فَاجْلِسِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ. أَغُرْبَالًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَلَمْ أُظْهِرْ لَكِ الشَّجْنَاءَ مِنِّي ... ولَكِنْ لَا أَخَالكِ تَعْقِلِيْنَا حَيَاتُكِ مَا عَلِمْتِ حَيَاة سُوْءٍ ... وَمَوْتكِ قَد يَسرُّ الصَّالِحِيْنَا * * * يُرْوَى أَنْ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رضيَ اللَّهُ عَنْهُ أَحْضَرَ الحُطَيْئَةَ وَأَوْهَمَهُ أَنَّهُ قَاطِع لِسَانَهُ كَوْنَهُ يَهْجُو النَّاسَ فَقَالَ لِلحُطَيْئَةِ يا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ هَجَوْتُ أَبِي وَأُمِّي ¬
وَامْرَأَتِي وَهَجَوْتُ نَفْسِي فَتَبَسَّمَ عَمَرَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ لَهُ مَا الَّذِي قُلْتَ قَالَ قُلْتُ لأَبِي وَأُمِّي وَالمُخَاطَبَةُ لِلأُمِّ (¬1): وَلَقَدْ رَأَيْتُكِ فِي النِّسَاءِ فَسُؤْنَنِي ... وَأَبَا أَبِيْكِ فَسَاءَنِي فِي المَجْلِسِ وَقُلْتُ لَهَا (¬2): تَنَحِّي فَاجْلِسِي مِنِّي بَعِيْدًا ... أَرَاحَ اللَّهُ مِنْكِ العَالَمِيْنَا أَغِرْبَالًا إِذَا اسْتُوْدِعْتِ سرًّا ... وَكَانُوْنًا عَلَى المُتَحَدِّثيْنَا وَقُلْتُ لامْرَأَتِي (¬3): أَطُوْفُ مَا أَطُوْفُ ثُمَّ آوِي ... إِلَى بَيْتٍ قَعِيْدَتُهُ لَكَاعِ فَقَالَ: فَكَيْفَ هَجَوْتَ نَفْسَكَ؟ فَقَالَ: أطْلَعْتُ فِي بِئْرٍ فَرَأَيْتُ فَاسْتَقْبَحْتهُ فَقُلْتُ (¬4): أَبَتْ شَفَتَايَ اليَوْمَ إِلَّا تَكَلُّمَا ... بِسُوْءٍ فما أَدْرِي لِمَنْ أَنَا قَائِلُه أَرَى لِي وَجْهًا قَبَّحَ اللَّهُ خلقَهُ ... فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُه فَكَفَّ عَنْهُ وَاشْتَرَى أعْرَاضَ المُسْلِمِيْنَ منه بِدَرَاهِمَ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا. الخَنْسَاءُ فِي صَخْرٍ: [من البسيط] 3220 - أَغَرُّ أَبْلَجُ تَأْتَمُّ الهُدَاةُ بِهِ ... كأَنَّهُ عَلَم فِي رَأسِهِ نارُ [من البسيط] 3221 - أَغَرُّ أَبْلَجُ يَحْكِي الغَيْثَ تَكْرِمَةً ... وَالنَّجْمَ مَنْزِلَةً وَالطَّوْدَ أحْلَامَا ¬
بَعْدهُ: تَجِلّهُ حِيْنَ يَبْدُو أَنْ تَقُوْلَ لَهُ ... كَأَنَّ فِي سَرْجِهِ بَدْرًا وَضرْغَامَا زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى: [من البسيط] 3222 - أَغَرُّ أَبْيَضُ فَيَّاضٌ يُفَكِّكُ عَنْ ... أَيْدِي العُنَاةِ وعن أَعْنَاقِهَا الرّبقَا بعْدَهُ: وَذَاكَ أخْرَمهُمْ رَأيًا إِذَا نَبَأٌ ... مِنَ الحَوَادِثِ آبَ النَّاسَ أَو طَرَقَا فَضْلُ الجوَادِ عَلَى الخَيْلِ البطَاءِ فَلَا ... يُعْطَى بِذَلِكَ مَمْنُوْنًا وَلَا نَزَقَا قَدْ جَعَّلَ المُبْتَغُوْنَ الخَيْرَ فِي هرَمٍ ... وَالسَّائِلُوْنَ إِلَى أَبْوَابِهِ طُرُقَا إِنْ تَلْقَ يَومًا عَلَى عِلَّاتِهِ هَرِمًا ... تَلْقَ السَّمَاحَةَ مِنْهُ وَالنَّدَى خُلُقَا لَيْثٌ يِعَثَّرَ يَصْطَادُ الرِّجَالَ إِذَا ... مَا اللَّيْثُ كَذَّبَ عَن أَقْرَانِهِ صَدَقَا يَطَعْنُهُم مَا ارْتَمُوا حَتَّى إِذَا طَعَنُوا ... ضاربَ حَتَّى إِذَا مَا ضارَبُوا عَتَقَا فِي المَثَلِ: أَجْوَدُ مِنْ هَرْمٍ، وَهُو هَرْم بن سِنَانِ بن أَبِي حَارِثَة المرّيّ وَقَدْ سَارَ بِذِكْرِ جُوْدِهِ المَثَلُ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ لَيْسَ فِي العَرَبِ سُلمَى بِالضَّمِّ إِلَّا هَذَا وَزَادَ غَيْرُهُ أَبُو سُلْمَى رَبِيْعَةُ بنُ رِيَاحِ بن قُرْطٍ مِنْ بَنِي مَازِنٍ وَالمُحَدِّثُوْنَ يَعُدُّوْنَ غَيْرَهُمَا عَدَدًا كَثِيْرًا. وَوَفَدَتْ ابْنَةُ هَرْمٍ عَلَى عُمَرِ بنِ الخَطَّابِ رضِيَ اللَّه عَنْهُ فَقَالَ لَهَا مَا كَانَ الَّذِي أَعْطَى أَبُوْكِ زُهَيْرًا حَتَّى قَابَلَهُ مِنَ المَدِيْحِ بما قَدْ سَارَ فَقَالَتْ: أَعْطَاهُ خَيْلًا تُنْضى وَإِبْلًا تَتْوَى وَثيَابًا تَبْلَى وَمَا لَا يَفْنَى فَقَالَ: عُمَرُ لَكِنَّ مَا أَعْطَاكُمُ زُهَيْرٌ لا يُبْلِيْهِ الدَّهْرُ وَلَا يَفْنِيْهِ العَصْرُ. وَيُرْوَى أَنَّهَا قالت: مَا أَعْطَى هَرِمٌ زُهَيْرًا قَدْ نُسِيَ قَالَ: لَكِنْ مَا أَعْطَاكَ زُهَيْرٌ لَا يُنْسَى. دُرَيْدُ بن الصّمَّةِ: [من الطويل] 3223 - أَغَرُّ إِذَا اغْبَرَّ اللِّئَامَ تَخَالُهُ ... إِذَا سَارَ فِي لَيلِ الدُّجَى قَمَرًا بَدْرَا ¬
[من الطويل] 3224 - أَغَرَّكَ صَفْحِي عَنْ ذُنُوْبٍ كَثيْرَةٍ ... وَغَضِّي عَلَى أَشْيَاءَ مِنْكَ تُرِيبُ بَعْدهُ: كَأَنْ لَمْ يَكُنْ فِي النَّاسِ قَبْلِي مُتَيَّمٌ ... وَلَمْ يَكُ فِي الدُّنْيَا سِوَاكَ حَبِيْبُ كَأَنِّي إِذَا فَارَقْتُ شَخْصَكَ سَاعَةً ... لِفَقْدِكَ بين العَالَميْنَ غَرِيْبُ وَقَدْ رُمْتُ أَسْبَابَ السُّلُوِّ فَخَانَنِي ... ضَمِيْرٌ عَلَيْهِ مِنْ هَوَاكَ رَقِيْبُ فَمَا لِي عَلَى مَا تَشْتَهِيْهِ مُسَارِعٌ ... وَفِعْلكَ مِمَّا لَا أُحِبُّ قَرِيْبُ إِلَى اللَّهِ أَشْكُو إِذْ شَكَوْتُ فَلَمْ يَكُنْ ... لِشَكْوَايَ مِنْ عَطْفِ الحَبِيْبِ نَصِيْبُ لَقِيْطُ بنُ زُرَارَةَ: [من الطويل] 3225 - أَغَرَّكُمُ أَنِّي بِأَكْرَمِ شِيْمَةٍ ... رَفِيْقٌ وَأَنِّي بِالفَوَاحِشِ أَخْرَقُ وَمِنْ بَابِ (أَغَرُّ) قَوْلُ الأخْطَلُ يَمْدَحُ (¬1): أَغَرُّ لا يَحْسَبُ الدُّنْيَا تُخَلِّدهُ ... وَلَا يَقُوْلُ لِشَيْءٍ فَاتَ مَا فَعَلَا يَقُوْلُ مِنْهَا: وَبَيْنَمَا المَرْءُ مَغْبُوْطًا بِمَأمَنِهِ ... إِذْ خَانَهُ الدَّهْرُ عَمَّا كَانَ فَانتقَلَا امْرُؤُ القَيْسِ: [من الطويل] 3226 - أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ حُبّكِ قَاتِلِي ... وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ بَعْدهُ: وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إِلَّا لِتَضْرُبِي ... بِسَهْمَيْكِ فِي أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقتَلِ قَدْ أَجْمَعَ عُلَمَاءُ الشِّعْرِ أَنَّ هَذَا أَغْزَلُ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ. ¬
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن عَمَّار: [من الطويل] 3227 - أَغَرُّ مَكِيْنٌ فِي القُلُوْبِ مُحَبَّبٌ ... إِلَيْهَا عَظِيْمٌ فِي نُفُوْسِ الأَعَاظِمِ قَوْلُ ابن عَمَّارٍ وَزِيْرُ المُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ صاحِب المَغْرب مُحَمَّد بن عَبَّادٍ يَمْدَحهُ أَوَلُهُ: عَلَيَّ وَإِلَّا مَا بُكُاءُ الغَمَائِمِ ... وَفيَّ وَإِلَّا فِيْمَ نَوْحُ الحَمَائِمِ وَعَنِّي أَثَارَ الرَّعْدُ صرْخَةَ طَالِبٍ ... لِثَأرٍ وَهَزَّ البَرْقُ صفْحَةَ صَارِمِ وَمَا لَبِسَتْ زُهْر النُّجُوْمِ حِدَادَهَا ... لِغَيْرِي وَلَا قَامَتْ لَهُ فِي مَآتِمِ يَقُوْلُ مِنْهَا: مُلُوْكٌ مَنَاخُ العِزِّ فِي عَرَصَاتِهِمْ ... وَمَثْوَى المَعَالِي بَيْنَ تِلْكَ المَعَالِمِ هُمُ البَيْتُ مَا غَيْرُ الظِّبَى لِبَنَائِهِ ... بَأسٍ وَلَا غَيْرُ القَنَا بِدَعَائِمِ نَدَامَى الوَغَا يَجْرُوْنَ بِالمَوْتِ كَأسَهَا ... إِذَا رَجَعَتْ أَسْيَافِهِمْ فِي الجمَاجِمِ هُنَاكَ القَنَا مَجْرُوْرَةٌ مِنْ حَفَائِظٍ ... وثم الظُّبَى مَهْزُوْزَةٌ مِنْ عَزَائِمِ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَغَرُّ مَكِيْنٍ فِي القُلُوْبِ مُحَبَّبٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَبُوَّءَ منْ لَخْمٍ وَنَاهِيْكَ مَقْعَدًا ... مَكَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ مِنْ هَاشِمِ العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من المنسرح] 3228 - أَغُرُّ نَفْسِي بِكُمْ وَأَخْدَعُهَا ... نَفْسٌ تَرَى الغَيَّ فِيْكُمُ رُشَدَا السَرِيُّ الرَّفَاء فِي ابنِ فَهْدٍ: [من البسيط] 3229 - أَغَرُّ لَا صلَفٌ يَزْرِي بِسُؤْدَدِهِ ... بَيْنَ المُلُوْكِ وَلَا كِبْرٌ عَلَى أَحَدِ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 3230 - أَغَرُّ يَدَاهُ فُرْصَتَا كُلِّ طَالِبٍ ... وَجَدْوَاهُ وَقْفٌ فِي سَبِيْلِ المَحَامِدِ قَبْلَهُ: جَرَى ابْنُ فَهْدٍ فَلَمْ يُتْرَكْ لَهُ أَمَدًا ... وَكُلُّ ذِي سُؤْدَدٍ يَجْرِي إِلَى أَمَدِ أَغَرُّ لَا صَلَفٌ. البَيْتُ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من البسيط] 3231 - أَغَرُّ يَغْمُرُ شُكْرِي فَيْضُ أَنْعُمِهِ ... فَكُلَّمَا ازْدَدْتُ شكْرًا زَادَنِي نِعَمَا أَبْيَاتُ السَّرِيّ يَمْدَحُ عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَد بن إِبْرَاهِيْم بن فَهْدٍ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: مَا وَدَّعَ اللَّهْوَ لَمَّا بَانَ مُنْصَرِمَا ... حَتَّى تَلَفَّتَ فِي أَعْقَابِهِ نَدَمَا بَكَى عَلَى الجَّهْلِ إِذْ وَلَّى فَأَعْقَبَهُ ... حِلْمًا أَرَاهُ الصِّبَى لَمَّا مَضَى حُلُمَا يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: أَغَرُّ يَغْمُرُ شُكْرِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ مُمَهَّدًا لِي فِي أَكْنَافِهِ أَبَدًا ... فَلَا عَدِمْتُ لَدَيْهِ الخَوْفَ وَالعَدَمَا وَتَارِكٌ مَاءَ وَجْهِي فِي قَرَارَتهِ ... بِمَاءِ كَفَّيْهِ لَمَّا فَاضَ مُنْسَحِمَا رَضِيْتُ حُلْمَ زَمَانٍ كَانَ يُسْخِطُنِي ... مُذْ صَارَ جَدْوَاهُ فِيْمَا بَيْنَنَا حَكَمَا فَإِنْ غَدَوْتُ زُهَيْرًا فِي مَدَائِحِهِ ... فَقَدْ غَدَا بِتَوَالِي جُوْدِهِ هَرِمَا هُو الغمَامُ الَّذِي مَا فَاضَ مُحْتَمِلًا ... إِلَّا أَصَابَ نَدَاهُ العُرْبَ وَالعَجَمَا [من البسيط] 3232 - أَغْرِسُ فَسِيْلًا تَنَاسَاهُ فَيُوْشِكُ أَنْ ... تَرَى فَسِيْلكَ إِنْ عُمِّرْتَ عِيْدَانَا [من الكامل] 3233 - أَغْشَاهُمُ خُلْسًا فَأَذْهَبُ رَاغِبًا ... تلْقِاءَ حَيْثُ هُمُ وَأَرْجِعُ زَاهِدَا ¬
عَبِيْدُ بن الأَبْرَصِ: [من الطويل] 3234 - أُغِضُّ أَخَا الشَغْبِ الأَلَدِّ بِرِيْقِهِ ... فَيَنْطِقُ بَعْدِي وَالكَلَامُ خَفِيْضُ بَعْدهُ: وَكَمْ مِنْ أخِي خصْمٍ تَرَكْتُ وَمَا دَرَى ... إِذَا قَلْتُ فِي أَيِّ الكَلَامِ أَخُوْضُ أَحْمَدُ بن يُوْسُفَ: [من الكامل] 3235 - أَغَضِبْتَ مِنْ طَرَبِي عَلَى إِحْسَانِهِ ... أَحْسِن لأَطْرَبَ أَيُّهَا الغَضْبَانُ قَبْلهُ: يَا سَاخِطًا مَنْ إِنْ طَرِبْت لِزَلْزَلٍ ... لَكَ حُرْمَةٌ وَلِزَلْزَلٍ إِحْسَانُ الجَّاحِظُ: [من الوافر] 3236 - أَغُضُّ عَلَى القَذَى أَجْفَانَ عَيْنِي ... إِذَا طَاشَ السَّفِيْهُ إِلَى الحَلِيْمِ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 3237 - أَغُضِي إِذَا صَرْفُهُ لَمْ تُغْضِ أَعْينُهُ ... عَنِّي وَأَرْضَى إِذَا مَا لَجَّ فِي الغَضَبِ صَالِحُ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ: [من الكامل] 3238 - اغْفِرْ ذُنُوْبَ أَخِيْكَ مَا قَصُرَتْ ... دُوْنَ الجَّوَانِحِ وَارْضَ بِالبِشْرِ [من الكامل] 3239 - أَغْفَى لِكَي أَلْقَاكَ فِي حُلُمِي ... وَمِنَ الكَبَائِرِ عَاشِقٌ يُغْفِي ¬
[من الطويل] 3240 - أُغَمِّضُ عَيْنِي عَنْ أُمُوْرٍ كَثيْرَةٍ ... وَإنِّي عَلَى تَرْكِ الأُمُوْرِ قَدِيْرُ بَعْدهُ: وَمَا. . . منكن رُبَّمَا ... . . . الحر وَهُوَ بَصِيْرُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الكامل] 3241 - أَغْنَاهُ ذَاكَ الحُسْنُ عَنْ لُبْسِ الحُلَى ... وَنَهَاهُ ذَاكَ الطِّيْبُ أَنْ يَتَطَيَّبَا قَبْلهُ: أَرْضَى بِصُوْرَتهِ وَضَنَّ. . . ... المُحِبُّ مُنَعَّمًا وَمُعَذَّبَا ذُو صُوْرَةٍ تَحْلُو وَتَحْسُنَ مَنْظَرًا ... وَمَرَاشِفٍ تَصْفُو وَتَعْذَبُ مَشْرَبا قَاسَ المَلَابِسَ وَالحِلِيَّ بِوَجْهِهِ ... فَرَأَى فَضِيْلَةَ وَجْهِهَ مُتَلَبِّسَا أَغْنَاهُ ذَاكَ الحُسْنِ. البَيْتُ يُرْوَى لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من السريع] 3242 - اغْنَ عَنِ المَخْلُوْقِ بِالخَالِقِ ... تَغْنَ عَنِ الكَاذِبِ وَالصَّادِقِ بَعْدهُ: وَاسْتَرْزِقِ الرَّحْمَنَ مِنْ فَضْلِهِ ... فَلَيْسَ غَيْرُ اللَّهِ مِنْ رَازِقِ مَنْ ظَنَّ أَنَّ النَّاسَ يُغْنُوْنَهُ ... لَمْ يَكُ يَا إِنْسَانُ بِالوَاثِقِ أَوَ ظَنَّ أَنَّ الرِّزْقَ فِي كَفِّهِ ... زَلّتْ بِهِ النَّعْلَانِ مِن خَالِقِ المَعَرِيُّ: [من البسيط] 3243 - أَغْنَى الأَنَامَ تَقِيٌّ فِي ذُرَى جَبَلٍ ... يَرْضَى القَلِيْلَ وَيَأبَى المُلْكَ وَالتَّاجَا بَعْدهُ: ¬
وَأَفْقَرُ النَّاسِ مِنْ دُنْيَاكُمُ مَلَكٌ ... أَضْحَى إِلَى اللَّجِبِ الجرَّارِ مُحْتَاجَا ابْنُ حَيُّوْسٍ: [من البسيط] 3244 - أَغْنَى وَأَقْنَى وَأَدْنَى ثَمَ أغرَبَ فِي ... إنعَامِهِ فَأَفَادَ العَقْلَ وَالأَدَبَا بَعْدهُ: فَكُلُّ مَا نِلْتُ مِنْ عِزٍّ وَمَكْرُمَةٍ ... وَثَرْوَةٍ فَإِلَى آلَائِهِ انْتَسَبَا سَأمْلأُ الأَرْضَ مِنْ شُكْرٍ يُقَارِنُ مَا ... أَوْلَيْتَنِي رَضيَ الشّانيكَ أَمْ غَضِبَا * * * أَبْيَاتُ ابْنُ حَيّوسٍ وَكَتَبَ بِهَا إِلَى الأَمِيْرِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن مُقَلِّد بن مُنْقذِ بَعْدَ وُصُولهِ إِلَى حَلَبَ أَوَّلُهَا: أَمَّا الفِرَاق فَقَدْ عَاصَيْتهُ فَأَبَى ... وَطَالَتِ الحَرْبُ إِلَّا أَنَّهُ غَلَبَا أَرَانِي البَيْنُ لَمَّا حُمَّ عَن قَدَرٍ ... وَدَاعُنَا كَلَّ جِدٍّ قَبْلَهُ لَعِبَا أَشْكُو إِلَى اللَّهِ فَقْدَ السَّيْفِ مُنْصلِتًا ... وَاللَّيْثُ مُهْتَصرًا وَالغَيْثُ مُنْسَكِبَا وَالعِلْمُ وَالحِلْمُ وَالنَّفْسُ الَّتِي بَعُدَتْ ... عَنِ الدُّنْيَا وَالصَّدْرُ الَّذِي رَحُبَا وَمَنْ أَعَادَ حَيَاتِي غَضةً وَيَدِي ... مَلأَى وَرَدَّ لِيَ العَيْشَ الَّذِي ذَهَبَا يَقُوْلُ فِي المَدْحِ مِنْهَا: أَعْنَى وَأَقْنَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ يزِيْدنِي كَلَّمَا أُحضِرْتُ مَجْلِسُهُ ... فَضيْلَةً لَمْ تَدَعْ فِي غَيْرِهَا إِرَبَا لَو تَدَّعِي الشَّمْسُ يَومًا نُوْرَهُ كسفَتْ ... وَلَو جَرَى النَّجْمُ يَبْغِي شَأوَهُ لَكَبَا شَمَائِل بِصُنُوْفِ الفَضْلِ نَاطِقَةٌ ... وَهِمَّةٌ قَارَبَتْ بَلْ طَالَتِ الشُّهُبَا فِي المُمْحِلَاتِ غمَامٌ لا يُقَالَ وَنَى ... وَفِي الحُرُوْبِ حُسَامٌ لا يُقَالُ نَبَا يُنَاسِبُ التُّرْكَ إِقْدَامًا وَمَحْمِيَةً ... فَإِنْ دَعَاهُ وَفَاءٌ عَاوَدَ العَرَبَا مُخَارِقٌ المُغنِيُّ: [من البسيط] ¬
3245 - أَغِيْبُ عَنْكُمْ بِوِدٍّ لَا يُغَيِّرُهُ ... نَأيُ المَحَلِّ وَلَا صَرْفٌ مِنْ الزَّمَنِ بَعْدهُ: يُخَاطِبُ جَارِيَةً يَهْوَاهَا وَيُرْوَى لِلعبَّاسِ بن الأَحْنَفِ: فَإِنْ أَعِشْ فَلَلعَلَّ الدَّهْرَ يَجْمَعُنَا ... وَإِنْ أَمُتْ فَقَتِيْلُ الهَجْرِ وَالحَزَنِ قَالَ فَأَجَابَتْهُ الجارِيَةُ: تَعْتَلّ بِالشُّغْلِ عَنَّا لا تُلِمَّ بِنَا ... وَالشُّغْلُ لِلْقَلْبِ لَيْسَ الشُّغْلُ لِلْبَدَنِ قَدْ حَسَّنَ اللَّهُ فِي عَيْنَيَّ فِعْلكَ بِي ... حَتَّى أَرَى حَسَنًا مَا لَيْسَ بِالحَسَنِ [من الوافر] 3246 - أَغِيْرُواَ خَيْلَكُمْ ثَمَّ ارْكَضُوهَا ... أَحَقُّ الخَيْلِ بِالرَّكْضِ المُغَارُ وَمِنْ بَابِ (أَفَادَ) قَوْلُ (¬1): أَفَادَتْكُم النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً ... يَدِي وَلِسَانِي وَالضَّمِيْرَ المُحَجَّبَا هَذَا نَظْم قَوْلُ الحُكِيْمِ: لِلشُّكْرِ ثَلاثُ مَنَازِلَ، ضَمِيْرُ القَلْبِ وَنَشْرُ اللِّسَانِ وَمُكَافَأَةِ اليَدِ. الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: [من الوافر] 3247 - أَفَادَتْنِي القَنَاعَةُ كلَّ عِزٍّ ... وَأَيُّ غِنًى أَعَزُّ مِنَ القَنَاعَه بَعْدهُ: فَصَيِّرَهَا لِنَفْسِكَ رَأْسَ مَالٍ ... وَصَيِّرْ بَعْدَهَا التَّقْوَى بِضَاعَه ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 3248 - أَفَادَتْنِي الأَسْفَارُ مَا بَغَّض الغِنَى ... إِلَيَّ وَأَغْرَانِي بِرَفْضِ المَكَاسِبِ ¬
بَعْدهُ: فَأَصبَحْتُ بِالإِثْرَاءِ أَزْهَدُ زَاهِدٍ ... وَقَدْ كُنْتُ فِي الإثْرَاءِ أَرْغَبُ رَاغِبِ وَمَن يَلْقَ مَا لَاقَيْتُ فِي كُلِّ مَجْتَنًى ... مِنَ الشَّوْكِ يَزْهَدُ فِي الثِّمَار الأطَائِبِ امْرُؤُ القَيْسِ: [من المتقارب] 3249 - أَفَادَ وَجَادَ وَسَادَ وَقَادَ ... وَرَادَ وَعَادَ وَزَادَ وَأَفْضل الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الطويل] 3250 - أُفَارِقُكُمْ لَا النَّفْسُ وَلْهَى عَلَيْكُمْ ... وَلَا اللُّبُّ مَخْلُوْسٌ وَلَا القَلْبُ جَارعُ كُتِبَ مَعَ إِخْوَانِهِ بِبَابِ (أَرَى بَارِقًا لَمْ يرُوْني). البَيْتُ المُتُنَبِّي: [من البسيط] 3251 - أَفَاضِلُ النَّاسِ أَغْرَاضٌ لِذَا الزَّمَنِ ... يَخْلُو مِنَ الهَمِّ أَخْلَاهُمْ مِنَ الفطَنِ قَالَ أَرْسْطَالِيْسُ: عَلَى قَدَرِ الهِمَمِ تَكُوْنُ الهُمُوْمُ. وَلِلرَّضِيّ فِي المَعْنَى يَقُوْلُ (¬1): وَصُنُوْفُ الهُمُوْمِ مُذْ كُنَّ لَا ... يَزِلْنَ إِلَّا عَلَى العَظِيْمِ الشَّرِيْفِ كَالجنَابِ المَمْطُوْرِ يَزْدَحِمُ ... الوقَّادُ فِيْهِ وَالَنْزِلُ المَألُوْفِ * * * أَبْيَاتُ المُتَنَبِّيّ مِنْ قصيدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا مُحَمَّد بن عَبْدُ اللَّهِ الخَصِيْبيّ قَاضِي أنْطَاكْيَةَ (¬2): أَفَاضِلُ النَّاسِ أَغْرَاضٌ لِذَا الزَّمَنِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَإِنَّمَا نَحْنُ فِي خلْقٍ سَوَاسِيَةٍ ... شَرٌّ عَلَى الحُرِّ مِنْ سُقْمٍ عَلَى بَدَنِ فَقْر الجَهُوْلِ بِلَا قَلْبٍ إِلَى أَدَبٍ ... فَقْرُ الحِمَارِ بِلَا رَأسٍ إِلَى رَسَنِ ¬
قَد هَوَّنَ الصَّبْرُ عِنْدِي كَلَّ نَازِلَةٍ ... وَلَيَّنَ العَزْمُ حَدّ المَرْكبِ الخَشِنِ كَمْ مُخْلِصٍ وَعُلًى فِي حَوْضِ مهْلكَةٍ ... وَقَتْلَةٍ قُرِنَتْ بِالذَّمِّ فِي الجبنِ لَا يُعْجبَنَّ مضِيْمًا حُسْنُ بَزَّتِهِ ... وَهَلْ يَرُوْقُ دَفِيْنًا جَوْدَةُ الكَفَنِ؟ للَّهِ حَالٌ أُرَجِّيْهَا وَتَحْلِفُنِي ... واقْتَضى كَوْنهَا دَهْرِي وَتْمطلُنِي يَقُوْلُ مِنْهَا فِي القَاضِي يَمْدَحُه: قَاضٍ إِذَا التبَسَ الأَمْرَانِ عَنَّ لَهُ ... رَأي يُخَلِّصُ بَيْنَ المَاءِ وَاللَّبَنِ ذَا جُوْدٍ مَنْ لَيْسَ من دَهْرٍ عَلَى ثقَةٍ ... وَزُهْدٍ مَنْ لَيْسَ فِي دُنْيَاهِ فِي وَطَنِ المُرَقَّشُ الأَصْغَرُ: [من الطويل] 3252 - أَفَاطِمَ لَوْ أَنَّ النِّسَاءَ بِبَلْدَةٍ ... وَأَنْتِ بِأُخْرَى لاتَّبَعْتُكِ هَائِمَا [من الطويل] 3253 - أَفَاطِمَ هَلْ لِي عِنْدَكِ الَيَوْمَ مَطْمَعٌ ... وَإِلَّا فَيَأسٌ مِنْكِ وَاليَأسُ أَنْفَعُ بَعْدهُ: تَمَنَّيْنَ لَوْ كُنْتِ تُوَفِّيْنَ بِالمُنَى ... كَأَنَّكِ بَرْقٌ خُلَّبٌ حِيْنَ يَلْمَعُ * * * ¬
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد [4]
الْكتاب: الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد التصنيف: موسوعة شعرية الْمُؤلف: مُحَمَّد بن أيدمر المستعصمي (الْمُتَوفَّى سنة 710 هـ) الْمُحَقق: الدكتور كَامِل سلمَان الجبوري الناشر: دَار الْكتب العلمية، بيروت عدد الصفحات: 6512 (13 مجلدًا) قِيَاس الصفحات: 17 × 24 سم سنة الطباعة: 1436 هـ - 2015 م بلد الطباعة: لبنان الطبعة: الأولى جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية والفنية مَحْفُوظَة لدار الْكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أَو تَصْوِير أَو تَرْجَمَة أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ أَو تسجيله على أشرطة كاسيت أَو إِدْخَاله على الكمبيوتر أَو برمجته على أسطوانات ضوئية إِلَّا بموافقة الناشر خطيًا.
تتمة حرف الألف
تتمة حرف الألف عَمْرُو بن بَرَّاقَةَ: [من الطويل] 3254 - أَفَاليَوْمَ أُدْعَى لِلهَوَادَةِ بَعْدَمَا ... أُحِيْلَ عَلَى الحَيِّ المَذَاكِي الصَّلَادِمُ وَمِنْ بَابِ (أف ت) مَا وَجَدْتهُ مَكْتُوْبًا عَلَى دَوَاةٍ: افتح دَوَاةَ سَعَادَةٍ وَمَرَاقِ ... وَعُلُوّ مَنْزِلةٍ وَعِزٍّ بَاقِ أَقْلَامُهَا إِذْ تَسْتَمِدُّ مِدَادهَا ... صُمّ العِدَى وَمَفَاتِحُ الأَرْزَاقِ وَلأَبِي القَاسَمِ أَبِي العَلَاءِ فِي المَعْنَى: دَوَاتكَ أُمّ النَّدَى وَالرَّدَى ... تَسُرُّ الوَليَّ وَتشْجِي العِدَى فَلَا بَرَحَتْ بُتْرُ أَقْلَامهَا ... تُطَأطِئُ جِيْدًا وَتُعْلِي يَدَا وَلَهُ أَيْضًا: دَوَاةٌ ملَمَّعَةٌ حَلْيهَا ... لُجَيْنٌ وَحُلَّتُهَا آبُنُوْسُ تُرَجَّى وَتُرْهَبُ أَقْلَامُهَا ... فَهُنَّ السُّعُوْدُ وَهُنَّ النُّحُوْسُ وَلِغَيْرِهِ فِي الدَّوَاةِ وَأقْلَامُهَا مُلْغِزًا (¬1): وَمَا أُمُّ أَوْلَادٍ وَلَمَّا تَلِدْهُمُ ... عَقِيْمٌ إِذَا اسْتنْطقَتْ لَمْ تَتَكَلَّمِ بِهَا خُرْسٌ وَيَأتِيْكَ عَنْهُمُ ... أَحَادِيْث مِنْ أَيَّامِ طَسْمٍ وَجُرْهُمِ وَقَالَ آخَرُ فِي إِهْدَاءِ روَاةٍ وَأَقْلَامٍ (¬2): ¬
إِلَيْكَ أُمُّ العَطَايَا ... وَالمَنَايَا زنْجِيَّةَ الأَحْسَابِ قَدْ تَحَلَّتْ بِصُفرَةٍ وَكَذَا الزّنْـ ... ـجُ تُحَلَّى عَجَبًا بِصُفْرِ الثِّيابِ مِنْ غَيْرِ حَرْبٍ خِرَابٌ ... هُنَّ أَمْضَى مِن مُرْهَفَاتِ الحِرَابِ رِيْقُهَا رِيْقُ نَحْلَةٍ وَأَفَاعٍ ... حِيْنَ يَجْرِي لُعَابهَا فِي الكِتَابِ . . . . . . وَيُهَنِّئُ بِالعِيْدِ: عِيْدٌ بَدَا مُشْرِقًا كَالبَدْرِ فِي الأُفْقِ ... كَأَنَّمَا قُدَّ نُوْرًا من سَنَى الفَلَقِ أَهْدَيْتُ فِيْهِ دَوَاةً حَشْوُهَا عُدَدٌ ... لِلحَادِثَاتِ مَتَى حُرِّكْنَ لَمْ تُطَقِ إِذَا أَرَتْكَ سَنَاهَا وَهِيَ حَالِكَةٌ ... حَسِبْتَ ظلْمَتهَا قَدَّتْ مِنَ الحَدَقِ كَأَنَّهَا حَبَشِيٌّ ظَلَّ مُنْتَطِقًا ... مُطَوِّقًا بِلُجَيْنٍ نَاصِعٍ يَقَقِ أَو لَيْلَة وَدَّعَتْ صُبْحًا فَشَيَّعَهَا ... عَمُوْدهُ بِانْتِشَارِ الضَّوْءِ فِي الغَسَقِ أَو سَابِقٌ أَدْهَمٌ يَزْهَى بِغُرَّتِهِ ... وَفِي مُؤَخّرهِ خَطٌّ مِنَ البَلَقِ أَضْحَتْ مُضَمَّنَةً رقْشًا مُنَمَّمَةً ... فَخِلْتهَا طَاوِيًا كَشْحًا عَلَى حَنَقِ يلبسن فِيْهَا بُرُوْدًا تَسْتَنِيْرُ بِهَا ... كَالصُّبْحِ فَرَّقَ شَمْلَ اللَّيْلِ فِي الأُفُقِ صُرَّدُرَّ: [من البسيط] 3255 - أُفَتّشُ الرِّيْحَ عَنْكُمْ كُلَّمَا نَفَحَتْ ... مِنْ نَحْوِ أَرْضِكُمْ نَكْبَاءُ مِعْطَارُ بَعْدهُ: وَأَسْأَلُ الرَّكْبَ أَنْبَاءً فَيَكْتِمُنِي ... كَأنَّكُمْ فِي صدُوْرِ القَوْمِ أَسْرَارُ المَعَرِيُّ: [من البسيط] 3256 - أفْتك وَلَوْ مَرَّةً في الدَّهْرِ وَاحِدَةً ... فَلَيْسَ تَعْرِفُ ضَيْمًا بَعْدَهَا أَبَدَا بَعْدهُ: فمن تُحَدِّثَ عَنْهُ أَنَّهُ طَبِنٌ ... بِالفَتْكِ هِيْبَ وَلَمْ تقدم عَلَيْهِ عِدَا كَاللَّيْثِ مَا كُلُّ هَذَا النَّاسِ يَعْرِفُهُ ... وَكُلّهُمْ خَائِفٌ مِنْهُ وَإِنْ بَعُدَا ¬
[من الطويل] 3257 - أُفَجَّعُ بِالعِلْقِ النَّفِيْسِ وَإِنَّنِي ... بِمَنْ لَا أُبَالِي هُلْكَهُ لَمُمَتَّعُ الأَخْطَلُ: [من البسيط] 3258 - أَفْحَمْتُ عَنْكُمْ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ عَلِمَتْ ... عُلْيَا مَعَدّ وَكَانُوا طَالَمَا هَدَرُوا بَعْدهُ: حَتَّى اسْتَكَانُوا وَهُمْ مِنِّي عَلَىْ مَضَضٍ ... وَالقَوْلُ يَنْفُذُ مَا لَا تَنْفذُ الأُبَرُ [من الكامل] 3259 - افْخَرْ بِآدَابٍ وَخَطٍّ بَارعٍ ... وَفَصَاحَةٍ وَسَمَاحَةٍ وَعَلَاءِ البُسْتِيُّ: [من الطويل] 3260 - أَفِدْ طَبْعَكَ المَكْدُوْدَ بِالجِدِّ رَاحَةً ... بِحَمٍّ وَعَلِّلهُ بِشَيْءٍ مِنَ المَزْحِ بَعْدهُ: وَلَكِنْ إِذَا أَعْطَيْتَهُ المَزْحَ فَلتكُنْ ... بِمِقْدَارِ مَا تُعْطِي الطَّعَامَ مِنَ المِلْحِ [من الكامل] 3261 - أَفْدِي الكِتَابَ بنَاظِرِي فَبَيَاضُهُ ... بِبِيَاضِهِ وَسَوَادُهُ بِسَوَادِهِ [من البسيط] 3262 - أَفْدِي الَّذِينَ أَذاقُوْنِي مَوَدَّتَهُمْ ... حَتَّى إِذَا أَيْقَظُوْنِي فِي الهَوَى رَقَدُوا زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من البسيط] 3263 - أَفْدِي حَبِيْبًا لِسَانِي لَيْسَ يَذْكُرُهُ ... خَوْفَ الوُشَاةِ وَقَلْبِي لَيْسَ يَنْسَاهُ ¬
أَبْيَاتُ بَهَاءِ الدِّيْنِ زُهَيْرُ المِصْرِيّ أَوَّلُهَا: أَفْدِي حَبِيْبًا لِسَانِي لَيْسَ يَذْكُرُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَهْوَى التَّهَتُّكَ فِيْهِ ثُمَّ يَمْنَعُنِي ... إِنْ التَّهَتُّكَ فِيْهِ لَيْسَ يَرْضَا وَالنَّاسُ فِيْنَا بِبَعْضِ القَوْلِ قَدْ لَهَجُوا ... لَو صحَّ مَا ذَكَرُوا مَا كُنْتُ أأبَاهُ يا مَنْ أُكَابِدُ فِيْهِ مَا أُكَابِدُهُ ... مَوْلَايَ أَصبِرُ حَتَّى يَحْكمَ اللَّهُ سَمَّيْتُ غَيْركَ مَحْبُوبِي مُغَالَطَةً ... لِمَعْشَرٍ فِيْكَ قَدْ فَاهُوا بِمَا فَاهُوا أَقُوْلُ زَيْدٌ وَزَيْدٌ لَسْتُ أَعْرِفُهُ ... وَإِنَّمَا هُو لَفْظٌ أَنْتَ مَعْنَاهُ وَكَمْ ذَكَرْتُ مُسَمًّى لَا اكْتِرَاثَ بِهِ ... حَتَّى يجرُّ إِلَى ذُكْرَاكَ ذُكْرَاهُ أَتيْهُ فِيْك عَلَى العشَّاقِ كُلَّهُمُ ... قَدْ عزَّ مَنْ أَنْتَ يا مَوْلَايَ مَوْلَاهُ عِنْدِي حَدِيْثٌ أُرِيْدُ الآنَ أَذْكُرُهُ ... وَأَنْتَ تَفْهَمُ دُوْنَ النَّاسِ مَعْنَاهُ أَبُو سَعْد بن بوفَةَ: [من الكامل] 3264 - أفْدِيْكَ بَلْ أَيَّامُ عُمْرِي كُلُّهَا ... يَفْدِيْنَ أَيَّامًا عَرُفْتُكَ فِيْهَا أَبْيَاتُ أَبِي سَعْد بنِ بُوْقَةُ الأصْبَهَانِيّ كَتَبَ بِهَا مَعَ دَوَاةٍ آبنُوْس مُحَلَّاءَةٍ أَهْدَاهَا إِلَى بَعْضِ الرُّؤَسَاءِ: أَلِفَتْ عِرَاصَكَ دَيْمَةٌ تَسْقِيهَا ... تَحْكِي نَوَالَكَ مِثْلَ مَا تَحْكِيْهَا اقْبَل أَبَا الحَسَنِ السَّلَامَ مُضَاعَفًا ... ممن يَقِيْكَ السُّوْءَ وَالمَكْرُوْهَا أَهْدَى إِلَيْكَ اليَوْمَ عَبْدُكَ تحْفَةً ... لَوْلا اقْتضاؤُكَ لَمْ يكن يُهْدِيْهَا بَلْقَاءَ يَحْسَبُها اسْتُعِيْرَ لِصَبْغِهَا ... لَوْنُ الصبَاحِ فَمُوِّهَتْ تَمْوِيْهَا كَالطِّرْفِ ذي البَلَقِ المُحَلَّى سَرْجُهُ ... وَلِجَامُهُ إِمَّا بَدَا تَشْبِيْهَا أَو كَالثَّنَايَا الغُرِّ مِنْ حَبَشِيَّهٍ ... ظَلَّتْ بِأَطْوَلِ ضحْكَةٍ تُبْديْهَا كَالزّنْجِ وَالرُّوْمِ الْتَقَتْ وَتَعَانَقَتْ ... فَأَرَتْكَ مِنْ خَلَلِ العِنَاقِ وُجُوْهَا سِيَّانَ صِبْغَتُهَا وَرَيْقَتُهَا الَّتِي ... تَجْلُو الخُطُوْبَ إِذَا دَجَا دَاجِيْهَا ¬
سَتَتِيْة إِذْ صَارَتْ إِلَيْكَ وَمَا لَهَا ... عُذْر إِذَا لَمْ تُبْدِ عِنْدَكَ تِيْهَا وَتَضُوْعُ مِسْكًا كُلَّمَا مَرَّتْ بِهَا ... يُمْنَاكَ إِنَّ نَسِيْمهَا تُعْدِيْهَا لَمْ أُهْدِهَا عَمْدًا وَلَا وَجَّهْتُهَا ... تَوْجِيْهَ مَنْ يَنْوِي لَهَا تَوْجِيْهَا وَتَرَكْتُهَا عَرْيَانَةً وَهِيَ الَّتِي ... تَكْسُو مِن الكُتَّابِ مَنْ يعْرِيْهَا فَارْدُدْ عَلَيْك اللَّوْمَ إِنْ لَمْ تَرْضَهَا ... إِذْ أَنْتَ طَالِبُهَا وَمُسْتَدْعِيْهَا لا غَرْوَ أَنْ شَرَّفتنِي بِقبُوْلهَا ... فَلَكَمْ وَكَمْ نَوَّهْتَ بِي تَنْوِيْهَا أَفْدِيْكَ بَلْ أَيَّامُ عُمْرِي كَلّهَا. البَيْتُ [من السريع] 3265 - أَفْرَحُ بِالبَرْدِ إِذَا مَا انْقَضَى ... فِي زَمَانِ الحَرِّ بِالحَرِّ بَعْدهُ: وَبِانْقِضاءِ البَرْدِ وَالحَرِّ إِنْ ... عَقَلْتُ أَمْرِي يَنْقَضِي عُمْرِي فَأَيُّ جَهْلٍ فَوْقَ جَهْلِ الَّذِي ... يَفْرَحُ بِالمَوْتِ وَلَا يَدْرِي أَحْمَدُ بن الحَجَّاجُ: [من البسيط] 3266 - أَفْرَدتُهُ بِرَجَائِي أَنْ تُشَارِكَنِي ... فِيْهِ الوَسَائِلُ أَو أَلْقَاهُ بُالكُتُبِ قَبْلهُ: مَا زُرْتُ مُطَّلِبًا إِلَّا لِمُطَّلِبٍ ... فَنِيَّتِي بَلَّغَتْنِي أَوْكَدَ السَّبَبِ أَفْرَدْتُهُ بِرَجَائِي. البَيْتُ قَالَهُمَا فِي المَطَّلِب عَبْدُ اللَّهِ بن مَالِكٍ الخُزَاعِيّ، وَكَانَ أَحْمَدُ بن الحَجَّاجِ مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ وَمُتَوَفِّرًا عَلَيْهِ. [من الكامل] 3267 - أَفْرَدْتَهُ شِيَمٌ فَازَ بِهَا ... فَتَرَانِي أَبَدًا أُفْرِدُهُ ¬
[من الكامل] 3268 - أَفِرُّ حِذَارَ الشَّرُّ والسَّرُّ تَارِكي ... وَأَطْعَنُ فِي أَنْيَابِهِ وَهُوَ كَالِحُ وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ إِبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصّوْليّ (¬1): أُفَرِّقُ بَيْنَ مَعْرُوْفِي وَمَنِّي ... وَاَجْمَعُ بَيْنَ مَالِي وَالحَقُوْقِ وَمِنْ البَابِ أَيْضًا قَوْلُ أَبِي الغَمْرِ الرَّازِيّ مُعَارِضًا لِقَوْلِ العَبَّاسِ بن مَرْدَاسٍ: أَكُرُّ عَلَى الكَتِيْبَةِ لَا أُبَالِي. البَيْتُ عَارَضَهُ أَبُو الغُمْرُ فَقَالَ: بَلَغْتُ مِنَ الحزَامَةِ مُنْتَهَاهَا ... وَسَابَقْتُ إِلَى مَدَاهَا أَفِرُّ مِنَ الكَتِيْبَةِ لا أُبَالِي ... أَحَتْفِي كَانَ فِيْهَا أَمْ سِوَاهَا وَقَالَ أَبُو الغَمْرِ فِي الجُبْنِ وَلَهُ فِيْهِ أَشْعَارٌ كَثيْرَةٌ مِنْهَا: أفلح مِنْ نَصْلِ سَيْفِهِ الخَشَبُ ... وَكَانَ سِلْمًا نبَالهُ القَصبُ فِي القُوْتِ مَنْجًى لِكُلِّ مَهْلَكَةٍ ... وَفِي الثَّبَاتِ الهلَاكُ وَالعَطَبُ سَلَامَةُ المَرْءِ فِي مُجَانَبَةِ الحَرْ ... بِ وَعُقْبَى المُحَارِبِ الحرَبُ وَقَالَ أَبُو الغَمْرِ: مَاذَا عَلَيَّ إِذَا لَمْ أَمُتْ سَفهًا ... أَذَمَّنِي النَّاسُ يَوْمَ الرَّوع أَم حَمَدُوا وَقَالَ أَبُو الغَمْرِ (¬2): لَا أَحْمِلُ الرّمْحِ لِلقِتَالِ بلى ... رُمْحًا غَزِيْرَ العُرُوْقِ وَالعَصَبِ وَلَا أُنَادِي إِلَى البَرَازِ بَلَى ... إِلَى بَرَازِ اللّذَّاتِ وَالطَّرَبِ أَبَحْتُ عِرْضي لِمَنْ يُعَيِّرُنِي ... وَلَا أَبِيْعُ الحَيَاةِ بِالعَطَبِ ¬
وَقَالَ أَبُو الغَمْرِ: وَبَاتَت تَشَجّعُنِي عرسي وَقَدْ عَلِمَتْ ... أَنَّ الشَّجَاعَةَ مَقْرُوْنٌ بِهَا العَطَبُ لَا وَالَّذِي حَجَّتِ الأَنْصَارُ كَعْبَتَهُ ... مَا يَشْتَهِي المَوْتَ أَضْحَى مَنْ لَهُ أَدَبُ لِلحَرْبِ قَوْمٌ أَضَلَّ اللَّهُ سَعْيَهُمُ ... إِذَا دَعَتْهُمْ إِلَى مَكْرُوْههَا وَثبُوا وَلَسْتُ مِنْهُمْ وَلَا أَهْوَى فِعَالَهُمُ ... لَا الجدُّ يُعْجِبُنِي مِنْهُمْ وَلَا اللعبُ وَقَالَ أَبُو دُلَامَةَ فِي المَعْنَى يُخَاطِبُ رُوْحَ ابن حَاتِمٍ المُهَلَّبِيّ وَقَدْ قَالَ لَهُ تَقَدَّمَ (¬1): إِنِّي أَعُوْذُ بِرُوْحٍ أَنْ يُقَدِّمنِي ... إِلَى القِتَالِ فيحزنني بَنُو أَسَدِ إِنَّ الدُنُوَّ مِنَ الأعْدَاءِ يَعْلَمهُ ... مِمَّا يُفَرِّقُ بَيْنَ الرُّوْحِ والجسَدِ لجَّة المَوْتِ وَرَّثَكُمْ وَلَمْ أَرِثْ ... جُرْأةً فِي المَوْتِ مِنْ أَحَدِ أَبُو فِرَاسٍ: [من المتقارب] 3269 - أَفِرُّ مِنَ السُّوْءِ لَا أَعْمَلُهْ ... وَمنْ مَوْقِفِ الضَّيْمِ لَا أَفْبَلُهْ بَعْدَهُ: وَقَرُبَ القَرابَةِ أَرْعَى لَهُ ... وَفَضلَ أَخِي الفَضْلِ لَا أَجْهَلُه وَأَبْذُلُ عَدْلِي لِلأضعَفَيْنِ ... وَللشَّامِخِ الآنِفِ لَا أَبْذُلُه وَأَحْسَنُ مَا كُنْتُ نَفْيًا ... إِذَا مَا نَالَنِى اللَّهُ مَا آملُه وَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ حَيُّ الضَّبَابُ ... وَأَصدَقُ قَوْلِ الفَتَى أَفْضَلُه وَقَدْ أُرْهقَ الحَيُّ مِنْ خَلْفِهِ ... وَأُوْقِفَ خَوْفَ الرَّدَى أَوَّلُه بِأَنِّي كَفَفْتُ وَأَنِّي عَفَفْتُ ... وَإِنْ كَرِهَ الجيْشُ مَا [أَفْعَلُه] وَذَلِكَ أَنِّي شَدِيْدُ الإبَاءِ ... آكلُ لَحْمِي وَلَا أُوْكله أَبُو تَمَّامٍ: [من المتقارب] 3270 - أَفِرُّ مِنَ الشَّرِّ فِي بُعْدِهِ ... فَكَيْفَ الفِرَارُ إِذَا مَا اقْتَرَبْ ¬
أَبُو نوَاسٍ: [من المنسرح] 3271 - أُفْرِغَ فِي قَالَبِ الجمَالِ فَمَا ... يَصْلُحُ إِلَّا لِذَلِكَ العَمَلْ قَبْلهُ: مَرَّ بِنَا وَالعُيُوْنَ تَأخُذُهُ ... تَجْرَحُ مِنْهُ مَوَاضِعَ القَتْلِ أُفْرِغَ فِي قَالَبِ. البَيْتُ [من البسيط] 3272 - أفْرُغْ لِحَاجَتِنَا مَا دُمْتَ مَشْغُوْلا ... لَوْ قَدْ فَرُغْتَ لَمَا أَصْبَحْتَ مَأمُوْلَا [من البسيط] 3273 - أَفْسَدْتَ بِالمَنِّ مَا أَوْلَيْتَ مِنْ حَسَنٍ ... لَيْسىَ الكَرِيْمُ إِذَا أَعْطَى بِمَنَّانِ قَبْلهُ: وَصَاحِبٍ سَبَقَتْ مِنْهُ إِلَيَّ يَدٌ ... أَبْطَتْ عَلَيْهِ مُكَافَاتِي وَإِحْسَانِي لَمَّا تَيَقَّنَ أَنَّ الدَّهْرَ حَارَبَنِي ... أَبْدَى المَنَامَةَ فِيْمَا كَانَ أَوْلَانِي أَفْسَدْتَ بِالمَنِّ. البَيْتُ [من السريع] 3274 - أَفْضَلُ أَعْمَالِ بَنِي آدَمٍ ... سَلَامَةُ النَّاسِ مِنَ النَّاسِ [من الخفيف] 3275 - أَفْضَلُ العُرْفِ مَا يَكُوْنُ هَنِيْئًا ... وَفَسَادُ النَّوَالِ فِي التَّطْوِيْلِ [من المنسرح] 3276 - أَفْضَلُ مَنْ أَنْتَ وَاصِلٌ أَبَدًا ... مَنْ لَمْ يَزَلْ آلِفًا وَمَألُوْفَا ¬
قَبْلهُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ بِالوَفَاءِ مَعْرُوْفًا ... كَانَ بِغَيْرِ الجَمِيْلِ مَوْصُوْفَا أَفْضلُ مَنْ أَنْتَ. البَيْتُ الصَّلَاحُ بن سَعِيْد الإِرْبَلِيّ: [من البسيط] 3277 - أفْعَالُكَ السُّوْدُ نَاسَبْتَ الشَّبَابَ بِهَا ... وَابْيَضَّ فُوْدُكَ فَافَعَلْ مَا يُناسِبُهُ المُتُنَبِّي: [من الكامل] 3278 - أَفْعَالُ مَنْ تَلِدُ الكِرَامُ كَرِيْمَةٌ ... وَفَعَالُ مَنْ تَلِدِ الأَعَاجِمَ أَعْجَمُ القَصِيْدَةُ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ ذُو العَقْلِ يَشْقَى فِي النَّعِيْمِ بِعَقْلِهِ. أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 3289 - أَفَعِشْتَ حَتَّى عِبْتَهَمْ قُلْ لِي مَتَى ... فُززِنْتَ سُرْعَةَ مَا أَرَى يَا بَيْدَقُ عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهرٍ: [من الخفيف] 3280 - افْعَلِ الخَيْرَ مَا اسْتَطَعْتَ وَإِنْ ... كَانَ قَلِيْلًا فَلَنْ تُحِيْطَ بِكُلِّهْ بَعْدهُ: وَمَتَى تَفْعَلُ الكَثِيْرَ مِنَ الخَيْرِ ... إِذَا كُنْتَ تَارِكًا لأَقَلِّه [من المنسرح] 3281 - أُفٍّ وَتُفٍّ لِمَنْ مَوَدّتَهُ ... إِنْ زُلْتَ عَنْهُ سُوَيْعَةً زَالَتْ بَعْدهُ: إِنْ مَالَتِ الرِّيْحُ هَكَذَا وَكَذَا ... مَالَ مَعَ الرِّيْحِ حَيْثُمَا مَالَتِ * * * ¬
وَمِنْ بَابِ (أفّ) قَوْلُ ابْنُ بَسَّامُ (¬1): أُفٍّ مِنَ الدُّنْيَا وَأَيَّامِهَا ... فَإِنَّهَا لِلحُزْنِ مَخْلُوْقَه هُمُوْمُهَا لَا تَنْقَضي سَاعَةٌ ... عَن مَلِكٍ فِيْهَا وَلَا سَوْقَه وَمِنْ ذَلِكَ (¬2): أُفٍّ للدُّنْيَا الدَّنِيَّة ... خَبُثَتْ فِعْلًا وَنيَّه وَلِعَيْشٍ كُلّهُ هَمٌّ ... وَعُقْبَاهُ مَنِيَّه وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اَخَرُ يَهْجُو دِعْبَلًا (¬3): أُفٍّ للدُّنْيَا وَسَاكِنِهَا ... حَيْثُ مَا مَالَتْ بِهِمْ مَالُوا نَالَ أَقْوَامٌ بِلَا سَبَبٍ ... بُخَلَاءُ بِالَّذِي نَالُوا فَهُمْ حَرْبٌ إِذَا سُئِلُوا ... وَهُمْ سِلْمٌ إِذَا سَالُوا لَيْسَ مَنْ يَسْمُو بِهِ حَسَبٌ ... مِثْلَ مَنْ يَسْمُو بِهِ مَالُ إِنَّ رَبَّ المالِ آكِلُه ... وَهُو لِلبُخَّالِ أَكَّالُ كَمْ لنَا فِي الدَّهْرِ مِنْ مَثَلٍ ... قَدْ مَضَى وَالدَّهْرُ أَمْثَالُ عَوَزُ الأَحْرَارِ أَرَّقَنِي ... وَجَفَانِي العَمُّ وَالخَالُ يَقُوْلُ فِي هَجْوِ دِعْبَل: شَغَلَتْنِي الخَيْلُ عَن رَجُلٍ ... مَا لَهُ بِالخَيْلِ أَشْغَالُ لَيْسَ مِنْ شَكْلِي فَأُشْبِهُهُ ... دِعْبَلٌ وَالنَّاسُ أَشْكَالُ أَمَلِي فِي التَّاجِ ألبَسُهُ ... وَلَهُ فِي الشِّعْرِ آمَالُ ابن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 3282 - أَفِقْ عَنْكَ حَانَتْ كبْرَةٌ وَمَشِيْبُ ... أَمَا لِلتُّقَى وَالحَقِّ فِيْكَ نَصِيبُ ¬
بَعْدهُ: أَيَا مَنْ لَهُ فِي بَاطِنِ الأَرْضِ مَنْزِلٌ ... أَتَأنَسُ بِالدُّنْيَا وَأَنْتَ غَرِيْبُ يَرَى المَرْءُ عَيْبَ الذَّنْبِ حِيْنَ يُصيْبُهُ ... وَلَيْسَتْ لَهُ مِنْ قَبْلِ ذَاكَ ذُنُوْبُ وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا مِثْلُ يومٍ وَلَيْلَةٍ ... وَمَا المَوْتُ إِلَّا نَازِلٌ وَقَرِيْبُ أَبُو الأَسْوَدُ الدُّؤلِيُّ: [من الطويل] 3283 - أَفِقْ عَنْكَ لَا يَذْهَبْ بِكَ التِّيْهُ مَذْهَبًا ... فَإِنَّكَ مَخْلُوقٌ وَلَسْتَ بِخَالِقِ بَعْدهُ: وَكُلُّ خَلِيْلٍ فِي الهُوَيْنَا مُلَاطِفٌ ... وَلَكِنَّمَا الأخْوَانُ عِنْدَ الحَقَائِقِ عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ: [من الطويل] 3284 - أَفِقْ قَدْ أَفَاقَ العَاشِقُوْنَ وَفَارَقُوا ... الهَوَى وَاسْتَمَرَّتْ بِالرِّجَالِ المَرَائِرُ [من الكامل] 3285 - أُفْكُكْ أَسِيْرًا وَارْتَهِنْ بِفَكَاكِهِ ... حُسْنَ الجزَاءِ لِصَالِحِ الأَعْمَالِ [من الوافر] 3286 - أُفَكِّرُ بِالَّذِي أَلْقَى وَصَبْرِي ... فَأَحْمَدُ هِمَّتِي وَأَذُمُّ دَهْرِي بَعْدهُ: وَمَا قَصَّرْتُ فِي طَلَبٍ وَلَكِنْ ... لِرَبِّ الرِّزْقِ أَمْرٌ غَيْرُ أَمْرِي * * * وَمِنْ بَابِ (¬1): أُفكرُ مَا أَقُوْلُ إِذَا خَلَوْنَا ... وَأحْكمُ إِنَّمَا حجر المَقَالِ ¬
وَأَنْسَاهُ إِذَا نَحْنُ اجْتَمَعْنَا ... وَأَنْطقُ حِيْنَ أُبْطِنُ بِالمَحَالِ فَتَرْتَعِدُ الفَرَائِضُ حِيْنَ تَبْدُو ... لِهَيْبَتِهَا وَأَبْهَتُ عَنْ سُؤَالِي وَأَذْكرُهُ إِذَا نَحْنُ افترَقْنَا ... فَكَيْفَ إِلَى إِجَابَتِهَا احْتِيَالِي [من الطويل] 3287 - أُفَكِّرُ مَا ذَنْبِي إِلَيْكَ فَلَا أَرَى ... عَلَيَّ سَبِيْلًا غَيْرَ أَنَّكَ حَاسِدُ بَعْدهُ: وَإِنَّا لَمَوْسُوْمَانِ كُلٌّ بِوَسْمِهِ ... أَقَرَّ مُقِرٌّ أَمْ أَبَى ذَاكَ جَاحِدُ المعرّيّ: [من الوافر] 3288 - أَفُلُّ نَوَائِبَ الأَيَّامِ وَحْدِي ... إِذَا جَمَعَتْ كَتَائِبَهَا احْتِشَادَا أَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ: [من البسيط] 3289 - أَفْنَاكَ مَرُّ اللَّيَالِي وَهْيَ بَاقِيَةٌ ... إِنَّ اللَّيَالِي لَتُفْنِي حِدَّةَ الحَجَرِ قَالَ الأصمَعِيّ: وَجَدْتُ عَلَى قَبْرٍ بِالبَصْرَةِ مَكْتُوْبًا: علق عَزِيْزٌ مِنَ الدُّنْيَا فُجِعْتُ بِهِ ... أَجْرَى إِلَيْهِ الرَّدَى فِي حَلْبَةِ القَدَرِ أَأَنْزَلتكَ المَنَايَا أَم نَزَلْتَ بِهَا ... وَكَانَ بَيْتُكَ بَيْنَ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ مَا لِلمَنَايَا مَا يَنْفَكُّ أَسْهُمُهَا ... مَنْصوْبَةً بَيْنَ دَرْءِ القَوْسِ وَالوَتَرِ أَفْنَاكَ مَرُّ اللَّيَالِي. البَيْتُ أبو الأسود الدؤلي: [من البسيط] 3290 - أَفْنَى الشَّبَابَ الَّذِي أَفْنَيْتُ مَيْعَتَهُ ... مَرُّ الجدِيْدَيْنِ مِنْ آتٍ وَمُنْطَلِقِ دَخَلَ أَبُو الأَسْوَدُ الدُّؤَلِيّ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بن زِيَادٍ وَقِيْلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ لَهُ: أَصبَحْتَ يا أَبَا الأَسْوَدِ جَمِيْلًا وَكَانَ قَبِيْحًا فَلَو عَلَّقْتَ عَلَيْك تَمِيْمَةً تَدْفَعُ عَنْكَ ¬
العَيْنَ. فَعَلِمَ أَنَّهُ هَزِىَ بِهِ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيْرَ أَفْنَى الشَّبَابُ الَّذِي فَارَقْتُ جِدَّتهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَمْ يَتْرُكَا لِي فِي طُوْلِ اخْتِلَافِهِمَا ... شَيْئًا أَخَافُ عَلَيْهِ لَذْعَةَ الحَدَقِ وَقَالَ أَبُو بَكْر ابْنُ الأَنْبَارِيّ: أَنْشَدَنِي أَبِي لِرَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ (¬1): قَدْ كُنْتُ أَفْزَعُ لِلبَيْضاءِ أَبْصُرُهَا ... مِن شَعْرِ رَأسِي فَقَدْ أَيْقَنْتُ بِالبَلَقِ الآنَ حِيْنَ خَضَبْتُ الرَّأسَ زَايَلَنِي ... مَا كُنْتُ أَلتذُّ مِنْ عَيْشِي وَمِن خلقِي إِنَّ الشَّبَابَ إِذَا مَا الشَّيْبُ حَلَّ بِهِ ... كَالغُصْنِ يَصْفَرُّ فِيْهِ نَاضِرُ الوَرَقِ شَيْبٌ تغَيَّبَهُ عَمَّنْ تعُزُّ بِهِ ... كَبَيْعِكَ الثَّوْبَ مَطْوِيًّا عَلَى فَرَقِ فَإِنْ سَتَرْتَ مَشِيْبًا أَو غَرَدْتَ بِهِ ... فَلَيْسَ دَهرٌ أَكَلْنَاهُ بِمُسْتَرَقِ أَفْنَى الشَّبَابُ الَّذِي أَفْنَيْتُ مَيْعَتَهُ. البَيْتُ بَعْدهُ: لَمْ يَتْرُكَا لِي فِي طُوْلِ اخْتِلَافِهِمَا ... شَيْئًا أَخَافُ عَلَيْهِ لَوْعَةَ الحَدَقِ [من البسيط] 3291 - أَفْنَى القُرُوْنَ الَّتِي كَانَتْ مُسَلَّطَةً ... مَرُّ الجدِيْدَيْنِ إقْبَالًا وَإدْبَارَا بَكْرُ بن النَّطَّاحِ: [من الكامل] 3292 - أَفْنَى الأَعَادِي وَاسْتَبَاحَ حَرِيْمَهُمْ ... حَتَّى أَبُو دُلَفٍ بِغَيْرِ أَعَادِي أَمِيْنُ الدولةِ لابن التلميذ الهمذاني: [من الكامل] 3293 - أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ بَيْنَ ذِلَّةِ كَادِحٍ ... طَلَبَ الحُطَامَ وَبَيْنَ حِرْصِ مُؤَمَّلِ بَعْدهُ: ¬
وَمَضَى زَمَانُكَ لَا خلَاعَةَ مَاجِنٍ ... حَصَّلْتَ فِيْهِ وَلَا وقَارَ مُبَجَّلِ وَأَضعْتَ حَظَّ النَّفْسِ فِي دُنْيَاكَ ... وَالأُخْرَى وَرُحْتَ عَنِ الجمِيع بِمَعْزَلِ كَانَتْ بُلَهْنِيَةُ الشَّبيْبَةِ سَكْرَةً ... فَصَحَوْتَ وَاسْتَأنَفْتَ سِيْرَةَ مَجْمَلِ وَقَعَدْتَ تَرْتَقِبُ العَنَاءَ كَرَاكِبٍ ... عَرَفَ المحَلّ فَبَاتَ دُوْنَ المَنْزِلِ * * * قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ: نَظَرْتُ إِلَى الدُّنْيَا فَوَجَدْتُهَا شَيْئَيْنِ شَيْئًا لِغَيْرِي وَشَيْئًا لِي فَأَمَّا الَّذِي هُوَ لِي فَلَنْ يَأتِينِي قَبْلَ وَقْتِهِ وَأَمَّا الَّذِي لِغَيْرِي فَلَنْ أَطْمَعُ فِيْهِ فَفِي أَيِّ هَذَيْنِ أُفْنِي عُمْرِي. الحَارِثِيُّ: [من البسيط] 3294 - أفْنَى تِلَادِي وَمَا جَمَّعْتُ مِنْ نَشَبٍ ... قَرْعُ القَرَاقِرِ أَفوَاهَ الأَبَارِيقِ بَعْدهُ: قَسَّمْتُ أَيَّامَ عُمْرِي فِي السُّرُوْرِ بِهَا ... وَشُرْبهَا بَيْنَ تَصبِيْحٍ وَتَغْبِيْقِ [من الكامل] 3295 - أَفْنَى جَمِيعَهُمُ وَخَرَّبَ دُوْرَهُمْ ... مَلِكٌ تَفَرَّدَ بِالبَقَاءِ عَزِيْزُ قَالَ بَعْضُهُمْ: مَرَرْتُ بِخَرَائِبِ قَدْ بَادَ أَهْلُهَا فَإِذَا عَلَى حَائِطِ مَسْجِدِهِمْ مَكْتُوْبٌ: أَفْنَى جَمِيْعَهُمُ. البَيْتُ الخَلِيعُ: [من السريع] 3296 - أَفْنَى عَلَى العُطْلَةِ أَمْوَالَهُ ... وَبَاتَ يَشْكُو جَفْوَةَ النَّاسِ بَعْدهُ: وَجُلَّ مَا أنْفقَ مِنْ مَالِهِ ... عَلَى يَدِ الإِبْرِيْقِ وَالطَّاسِ الطُّغْرَائِيُّ فِي الشَّمْعَةِ: [من الكامل] 3297 - أَفَوَادِعٌ طُوْل النَّهَارِ مُرَّفَّهُ ... كَمُعَذَّبٍ فِي صُبْحِهِ وَمَسَائِهِ ¬
[من الوافر] 3298 - أُفَوِّضُ مَا تَضِيقُ بِهِ الصَّدُوْرُ ... إِلَى مَنْ لَا تُغَالِبُهُ الأُمُوْرُ الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الطويل] 3299 - أُفَوِّقُ نَبْلَ القَوْلِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... فَيُؤْلِمُنِي مِنْ قَبْلِ نَزْعِي بِهَا عِرْضِي أَبُو مُحَمَّد جَعْفَر بن مُحَمَّد بن وَرْقَاءَ: [من الطويل] 3300 - أَفِي الحَقِّ إِنْ قَايَسْتَ غَيْرَ مُحَقِّقٍ ... فَظَاظَةَ جُنْدِيٍّ إِلَى ظَرْفِ كاتِبِ [من الطويل] 3301 - أَفِي الحَقِّ أنَي مُغْرَمٌ بِكَ هَائِمٌ ... وَأَنَّكَ لَا خَلٌّ هَوَاكَ وَلَا خَمْرُ أَي لَا حِلٌّ أَنْت وَلَا حَرَامٌ. أَبُو سَعِيْدٍ الرُّسْتُمِيُّ: [من الطويل] 3302 - أَفِي الحَقِّ أَنْ يُعْطَى ثَلَاثُوْنَ شَاعِرًا ... وَيُحْرَمَ مَا دُوْنَ الرِّضَا شِاعِرٌ مِثْلِي [من الطويل] 3303 - أَفِي السِّلْمِ أَعْيَارًا جَفَاءً وَغِلْظَةً ... وَفِي الحَرْبِ أَمْثَالَ النِّسَاءِ الفَوَارِكِ [من البسيط] 3304 - أَفِي الوَلَائِمِ أَوْلَادًا لِوَاحِدَةٍ ... وَفِي العِيَادَةِ أَوْلَادًا لِعَلَّاتِ يَقُوْلُ: إِنْ كَانَ لنَا خَيْرٌ فَأَنتمْ بِمَنْزِلَةِ أَوْلَادِ أُمِّنَا، وَإِذَا كَانَ شَرٌّ فَبمَنْزِلَةِ أَوْلَادِ أَبِيْنَا دُوْنَ أُمِّنَا، وَهُوَ أَوْلَادُ العلَّةِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنَّ الوَاحِدَةَ تَعُلّ بَعْدَ صَاحِبَتِهَا وَهُوَ مِنَ العِلَلِ وَهُوَ الشُّرْبُ الثَّانِي. ¬
المُتُنَبِّي: [من الطويل] 3305 - أَفِيْقَا خُمَارُ الهَمِّ نَعِّصَنِي الخَمْرَ ... وَسُكْرِي مِنَ الأَيَّامِ جَنَّبَنِي السُّكْرَا أَبْيَات المُتُنَبِّيّ يَهْجُو كَافُوْر أَوَّلُهَا: أَفِيْقَا خُمَارُ الهَمِّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَسُرُّ خَلِيْلَيَّ المَدَامَةُ وَالَّذِي ... بِقَلْبِي يَأبَى أَنْ أُسَرَّ بِمَا سُرَّا لَبِسْتُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ أَخْشَنَ مَلْبَسٍ ... فَعَرَّقْنَنِي نَابًا وَفَرَّيْنَنِي ظُفْرَا وَكُنْتُ بِصَرْفِ الدَّهْرِ طِفْلًا وَيَافِعًا ... فَأَفْنَيْتُهُ غُرْمًا وَمَا أَفْنَانِي الصَّبْرَا أُرِيْدُ مِنَ الأَيَّامِ مَا يُرِيْدُهُ ... سِوَايَ وَلَا يَجْرِي بخَاطِرِهِ فِكْرَا أَخُو هِمَمٍ رَحَّالَةٍ مَا تَزَالُ بِي ... نَوًى يَقْطَعُ البَيْدَاءَ أَو تَقْطَعُ العُمْرَا وَمَنْ كَانَ مِنْ غرمِي بَيْنَ جَبِيْنِهِ جنَّةً ... تحِيْلُ طُوْل الأَرْضِ فِي عَيْنِهِ شِبْرَا تَرُوْقُ بِيَ الدُّنْيَا عَجَائِبِهَا ... فُؤَادٌ بِيِيْضِ الهِنْدِ لأبْيَضِهَا مُغْرَا فَإِنْ بَلَغَتْ نَفْسِي المُنَى فَبِعَزْمِهَا ... وَإِلَّا فَقَدْ أَبْلَغَتْ فِي حِرْصهَا عُذْرَا [من الطويل] 3306 - أَفِيْقُوا أَفِيْقُوا قَبْلَ أَنْ يُحْفَرَ الثَّرَى ... وَيُصْبِحَ مَنْ لَمْ يَجْنِ ذَنْبًا كَذَى الذَّنْبِ [من الطويل] 3307 - أَفِيْقُوا بَنِي حَزْنٍ وَأَهْوَاؤنَا مَعًا ... وَأَرْحَامُنا مَوْصُوْلَةٌ لَمْ تُعَصبِ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 3308 - أَفي كُلِّ دَارٍ لِي صَدِيْقٌ أَوُدُّهُ ... إِذَا مَا تَفَرَّقْنَا حَفظتُ وَضيَّعَا الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 3309 - أَفي كُلِّ يَوْمٍ لِلمَطَامِعِ جَاذِبٌ ... يَحَشِّمُنِي مَا يُعْجِزُ الأَسَدَ الوَرْدَا ¬
أَبُو سَعِيْدٍ الهَمَذَانِيُّ: [من الطويل] 3310 - أَفي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ هَوَاكَ تَحَامُل ... عَلَيَّ وَمِنِّي كُلَّ يَوْمٍ تَحَمُّلُ [من الطويل] 3311 - أُقَاتِلُ حَتَّى لَا أَرَى لِي مُقَاتِلًا ... وَأنْجُو إِذَا غُمَّ الجبَانُ مِنَ الكَرْبِ زَيْدُ الخَيْلِ: [من الطويل] 3312 - أُقَاتِلُ حَتَّى لَا أَرَى لِي مُقَاتِلًا ... وَأنْجُو إِذَا لَمْ يَنْجُ إِلَّا المُكَيَّسُ أَبُو خِرَاشٍ: [من الطويل] 3313 - أُقَاتِلُ حَتَّى لَا أَرَى لِي مُقَاتِلًا ... وَأنْجُو إِذَا مَا خِفْتُ بَعْضَ المَهَالِكِ النَّابِغَةُ الجَّعْدِيُّ: [من الطويل] 3314 - أُقَارِضُ أَقْوَامًا وَأجْزِي قُرُوْضَهُمْ ... وَأَعْلَمُ مَا آتِي وَمَا أَتَجَنَّبُ بَعْدهُ: وَإِنَّ بَنِي سَعْدٍ وَمَسْحَ رُؤُوْسِهِمْ ... عَلَى دَائِهِمْ وَالقَرْحُ يُدْمِي وَيُجلِبُ لَكَالأَقْرَعِ المَدهُوْنِ أطْرَاف شَعْرِهِ ... وَلِلْجِلْدِ دَاءٌ دُوْنهُ يَتَقَوَّبُ دَاودُ بنُ جَهْوَةَ: [من الطويل] 3315 - أُقَاسِي البِلَى لَا أَسْتَرِيْحُ إِلَى غَدٍ ... فَيَأتِي غَدٌ إِلَّا بَكِيْتُ عَلَى أَمْسِ بَعْدهُ: سَأَبْكِي بِدَمْعٍ أَو دَمٍ أَشْتَفِي بِهِ ... فَهَلْ لِي عذْرٌ إِنْ بَكِيْتُ عَلَى نَفْسِي سَلَامٌ عَلَى الدُّنْيَا وَلَذَّةِ عيْشِهَا ... سَلَامُ غدُوٍ أَو رَوَاحٍ إِلَى رِمْسِ ¬
وَأَنْكَرْتُ شَمْسَ الشَّيْبِ فِي لَيْلِ لَمَّتِي ... لَعمْرِي لليل كَانَ أَحْسَن من شَمْسِ كَانَ الصِّبَى وَالشَّيْبُ يَطْمِسُ نُوْرهُ ... عَرُوسُ أُنَاسٍ مَاتَ فِي لَيْلَةِ العرْسِ * * * وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ الحَاكِمِ بن دُوستِ: قُلْ لِلَّذِي يَفْنَى وَلَا يُفْنِي وَلَا ... يُحْسِنُ فِي ذَلِكَ أَنْ يُحْسِنَا أَقَاضيًا أَصْبَحْتَ أَم قَاضيًا ... وُمْفتيًا نَدْعُوْكَ أَم مُفْتِنَا المُرَادِيُّ: [من الوافر] 3316 - أَقَامَ بِصَحْنِهَا لؤْمُ بنِ سَهْلٍ ... وَفَارَقَ رَبْعَهَا كَرَمُ الحُسَيْنِ [من مجزوء الوافر] 3317 - أَقَامَ بِكُلِّ مَكْرُمَةٍ ... وَمَاتَ وَمَا لَهُ كفَنُ [من مجزوء الوافر] 3318 - أَقَامَتْ زَوْجَهَا مَرَةً ... وَقَامَتْ مَوْضِعَ الرَّجُلِ المُتُنَبِّي: [من الوافر] 3319 - أَقَامَتْ فِي الرّقَابِ لها أيَادٍ ... هِيَ الأطْوَاقُ وَالنَّاسُ الحَمَامُ [من الطويل] 3320 - إِقَامَتُهُ فِي دَارِ مَنْ لَا يَوُدُّهُ ... وَصُحْبَتُهُ معْ غَيْرِ أَبْنَاءِ جِنْسِهِ عَلِيّ بن الجَهمِ فِي الوَرْدِ: [من مخلّع البسيط] 3321 - أَقَامَ حَتَّى إِذَا أَنِسْنَا ... بِقُرْبِهِ أَسْرَعَ انْتِقَالَا ¬
السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 3322 - أَقَامَ سُوْقَ المَعَالِي وَهِيَ كَاسِدَةٌ ... مَجَالُ عَزْمكَ بَيْنَ السَّيْفِ وَالقَلَمِ ابْنُ الرُّوْمِيُ: [من الوافر] 3323 - أُقَبِّلُ كفَّهُ وَأعُلُّ مِنْهَا ... نَدًى يُشْفِي بِهِ مِنِّي الأوَامُ بَعْدهُ: فلي مِنْ بَطنِ رَاحَتِهِ ارْتوَاءٌ ... وَلِي مِنْ ظَهْرِ رَاحَتِهِ اسْتِلَامُ تَعَوَّدَت المَكَارِمَ وَالعَطَايَا ... أَنَامِلُ مِنْهُ نَائِلهَا سِجَامُ فَلَيْسَ لَهَا عَنِ المدِّ انْفِرَاجٌ ... وَلَيْسَ لَهَا عَلَى المَالِ انْضِمَامُ [من مجزوء الكامل] 3324 - اقْبَلْ أَخَاكَ بِبَعضِهِ ... قَدْ يُقْبَلُ المَعْرُوْفُ نَزرَا بَعْدهُ: وَاصْبُرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ إِنْ ... سَاءَ عَصْرًا سَرَّ عَصْرَا مَالِكُ بن أسْمَاء بن خَارِجَةَ: [من الكامل] 3325 - أَقْبَلْتَ تَرْجُو العَوْنَ مِنْ قِبَلِي ... وَالمُسْتَعَانُ بِهِ فَفِي شُغلِ امْرُؤُ القَيْسِ: [من الكامل] 3326 - أَقْبَلْتُ مُقْتَصِدًا وَرَاجَعَنِي ... حلْمِي وسُدِّدَ لَلنَّدَى فِعْلِي [من الكامل] 3327 - اقبِلْ عَلَى صَلَوَاتِكَ الخَمْسِ ... كَمْ مُصْبِحٍ وَعَسَى لَا يُمْسِي ¬
بَعْدهُ: وَاسْتَقْبلِ اليَوْمَ الجَّدِيْدَ بِتَوْبَةٍ ... تَمْحُو ذُنُوْبَ صَحِيْفَةِ الأمْسِ فَلْيَفْعَلَنَّ بِوَجْهِكَ الغَضُّ البَلَى ... فِعْلَ الظَّلَامِ بِصُوْرَةِ الشَّمْسِ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 3328 - اقْبَلْ مَعَاذِيْرَ مَنْ يَأتِيْكَ مُعْتَذِرًا ... إِنْ بَرَّ عِنْدَكَ فِيْمَا قَالَ أَو فَجَرَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَقْبَلْ مِنْ مُتَنَصِّلٍ عُذْرًا صادِقًا كَانَ أَو كَاذِبًا لَمْ يَرِدْ عَلَيَّ الحَوْضَ. * * * قَوْلُ البُحْتُرِيّ: أَقْبِلْ مَعَاذِيْرَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَقَدْ أَطَاعَكَ مَنْ أَرْضاكَ ظَاهِرُهُ ... وَقَدْ أَجَلَّكَ مَنْ يَعْصِيْكَ مُسْتَتِرَا وَلَمَّا سَمِعَ خَالِدُ بن يَزِيْد المُهَلَّبِيّ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ قَالَ: خَيْرُ الجلِيْسَيْنِ مَنْ أَغْضَى لِصاحِبِهِ ... وَلَو أَرَادَ انْتِصَارًا مِنْهُ لانتصرَا وَاللَّوْمُ أَنْ يَبْخَسَ الأَكْفَاءَ حَقَّهُمُ ... بِالجاهِ إِنْ زَادَ أَو بِالمَالِ إِنْ كَثُرَا وَلَا تَقُلْ أَن لِي دُنْيَا أَصُوْلُ بِهَا ... وَإِنَّمَا لَكَ مِنْهَا حُسْنَ مَا ذُكِرَا إِصبر إِلَى الدَّهْرِ إِنَّ الدَّهْرَ ذُو غِيَرٍ ... وَإِنَّمَا الدِّيْنُ وَالدُّنْيَا لِمَنْ صبَرَا وَأَنْشَدَ مِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ (¬1): أقبِل مِنَ الدَّهْرِ يَومًا مَا أَتَاكَ بِهِ ... وَاصبِرْ لِرَيْب زَمَانِ السُّوْءِ إِنْ عَثَرَا مَا لامْرِئٍ فَوْقَ مَا يَجْرِي القَضاءُ بِهِ ... فَالهَمّ فَضْلٌ وَخَيْرُ النَّاسِ مَنْ صبَرَا يا رُبَّ سَاعٍ لَهُ فِي سَعْيِهِ أَمَل ... يَفْنَى وَلَمْ يقضِ مِنْ تأمِيْلِهِ وَطَرَا مَا ضَاقَ طَعْمُ الغِنَى مَنْ لَا قنُوْعَ لَهُ ... وَلَنْ تَرَى قَنِعًا مَا عِشْتَ مُفْتَقِرَا ¬
وَالعُرْفُ مَنْ يَأتِهِ يَحْمَدْ عَوَاقِبهُ ... مَا ضَاعَ عُرْفٌ وَإِنْ أَوْلَيْتهُ حَجَرَا [من الخفيف] 3329 - إقْتَرَضْنَا عَلَى المَكَارِمِ دَيْنًا ... فَاقْضِهِ سَيِّدِي وَإلَّا افْتَضَحْنَا ابْنُ الزَّمكَدِم المَوْصَليُّ: [من مجزوء الخفيف] 3330 - اقْتُلُوْنِي وَمَالِكًا ... وَاقْتُلُو مَالِكًا مَعِي [من البسيط] 3331 - أُقَدِّمُ الحَزْمَ فِي أَمْرِي فَيَصْدُفُني ... عَنْهُ القَضَاءُ وَيُلْقِيني إِلَى الغَرَرِ المَعْنيُّ: [من المتقارب] 3332 - أُقَدِّمُ بِالزَّجْرِ قَبْلَ الوَعِيْدِ ... لِتَنْهَى القَبَائِلُ جُهَّالَهَا مُحَمَّد بن بَشِيْر البَصْرِيّ: [من البسيط] 3333 - اقْدِرْ لِرِجْلِكَ قَبْلَ الخَطْوِ مَوْضِعَهَا ... فَمَنْ عَلَا زَلْقًا عَنْ غرَّةٍ زَلَجَا قَبْلهُ: مَاذَا يُكلِفُكَ الرَوْحَاتِ وَالدّجَا ... البرّ طُوْرًا تَرْكَبُ اللُّجَجَا كَمْ مِنْ فَتًى قَصَّرَت فِي الرِّزْقِ خُطْوَتهُ ... أَلْفَيْنَهُ لِسِهَامِ الرِّزْقِ قَدْ فَلَجَا إِن الأُمُوْرَ إِذَا سدَّتْ مَسَالِكُهَا ... فَالصَّبْرُ يَفْتَحُ مِنْهَا كُلَّمَا ارْتَتَجَا لَا تَيْأَسَنَّ وَإِنْ طَالَتْ مَطَالِبُهُ ... إِذَا اسْتَعَنْتَ بِصَبْرٍ أَنْ يَرَى فَرَجَا أخْلِقْ بِذِي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظَى بِحَاجَتِهِ ... وَمُدْمِنِ القَرْعِ لِلأَبْوَابِ أَنْ يَلِجَا أبْصِرْ بِرِجْلِكَ قَبْلَ الخَطْوِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا يَغُرَّنْكَ صَفْوٌ أَنْتَ شَارِبُهُ ... وَبِمَا كَانَ بالتَّكْدِيْرِ مُمْتَزِجَا ¬
[من البسيط] 3334 - أَقْدِمْ عَلَى المَوْتِ إِنَّ المَوْتَ مُجْتَرِىُ ... عَلَى الجبَانِ وَهَيَّابٌ عَنِ البَطَلِ بَعْدهُ: لَا تَحْسَب المَوْتَ ذلًا فِي تُقًى وَعُلًا ... بَلْ فِي المَذَلَّةِ لِلأرْذَالِ وَالسُّفَلِ كَانَ هَذَانِ البَيْتَانِ مَكْتُوْبَانِ عَلَى خُوْذَةِ أَبِي السَّرَايَا. * * * وَمِنْ بَابِ (اقرا) قَوْلُ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْم بن خَلِيْل الصَّابِئ (¬1): يا غَزَالًا لَبِسَ الحُسْـ ... ـنَ إِزَارًا وَوِشَاحَا لَا تُرِيني اليَوْمَ إِلَّا ... رَاحَةً تَحْمِلُ رَاحَا ذَاتِ نشرٍ كَنَسِيْمِ الرَّوْ ... ضِ غَبَّ القَطْرِ فَاحَا حَرَّمَ المَاءَ وَأَبْعَدَ ... هُ وَإِنْ كَانَ مُبَاحَا افراحٌ أَنَا حَتَّى أَشْـ ... ـرَبَ المَاءَ القرَاحَا هَذَا البَيْتُ فَرْدٌ. المُتُنَبِّيُّ: [من الخفيف] 3335 - أَقَرَارًا أَلَدُّ فَوْقَ شَرَارٍ ... وَمَرَامًا أَبْغِي وَظُلْمِي يُرَامُ أَبُو القَمَقامِ الأَسَدِيُّ: [من الكامل] 3336 - إقْرَأْ عَلَى الوَشْلِ السَّلَامَ وقل لَهُ ... كُلُّ المَوَارِدِ مُذْ هَجَرْتَ ذَمِيْمُ بَعْدهُ: سَعْيًا لِظِلِّكِ بِالعَشِيِّ وَبِالضُّحَى ... وَلِبُرْدِ مَائِكَ وَالمِياَهُ جَمِيْمُ لَوْ كُنْتُ أَمْلكُ مَنع مَائِكَ لَمْ يَذقْ ... مَا فِي قِلَابِكَ مَا حَيِيْتُ لَئِيْمُ ¬
عِصَابَةُ الجرْجَانِيّ: [من الكامل] 3337 - أَقْرِ السَّلَامَ عَلَى الأَمِيْرِ وقل لَهُ ... إِنَّ النِّدَامَ هُوَ الرِّضَاعُ الثَّانِي بَعْدهُ: إِنَّ المُنَادَمَةَ الَّتِي نَادَمْتَنِي ... رَفَعَتْ عِنَانِي فَوْقَ كُلِّ عِنَانِ وَعَليْكَ تَقْوِيْمِي إِذَا أَنَا مَا دَنَى ... أَوَدٌ لأَنَّكَ أَنْتَ كُنْتَ البَانِي [من البسيط] 3338 - أَقْرِ السَّلَامَ عَلَى ذَلْفَاءَ إِذْ شَحَطَتْ ... وقل لَهَا قَدْ أَذَقْتِ القَلْبَ مَا خَافَا بَعْدهُ: فَمَا وَجَدْتُ عَلَى إلفٍ فُجِعْتُ بِهِ ... وَجْدِي عَليْكَ وَقَدْ فارَقْتُ أُلَّافَا وَهَبُ الحَرَشِيّ: [من الطويل] 3339 - أَقِرُّ إِذَا ما الأَمْرُ قَرَّ وَإِنَّنِي ... إِذَا قَامَ أَمْرٌ بِالرِّجَالِ لَقَائِمُ الخَوَارِزْمِيُّ: [من الوافر] 3340 - أَقَرَّ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِيْنَا ... بِعَوْدِكَ أَيُّهَا المَوْلَى العُيُوْنَا قَوْلُ الخَوَارِزْمِيّ هَذَا تَهْنِئَةٌ بِقُدُوْمٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَغَيَّبَ مِنْذُ غِبْتَ الأنسُ عَنَّا ... وَأُبْتَ فَآبَ كُلُّ الأُنْسِ فِيْنَا وَكَانَ نَهَارُنَا لَيْلًا بَهِيْمًا ... فَأَضْحَى لَيْلنَا صُبْحًا مُبيْنَا تَجَلَّى وَجْهكَ الوَضَّاحُ فِيْنَا ... فَأَجْلَى الهَمَّ فِيْنَا أَجْمَعِيْنَا وَبَشَّرَ بشْركَ الأَحْرَارَ طُرًّا ... فَأَضْحَى كَلّهُم مسْتَبْشِرِيْنَا فَيَالَكِ أَوْبَةً أَفْضَتْ بِنُعْمَى ... بِهَا اللَّهِ ظِلْنَا شَاكِرِيْنَا وَمَنْ يَكُ مِثْلَ فَضْلِكَ فِيْهِ يَأَبَى ... عُلَاهُ لَهُ شَبِيْهًا أَنْ يَكُوْنَا ¬
بَقِيْتَ لنَا تَحُوْزُ مَدَى اللَّيَالِي ... فَإِنَّكَ مَا بَقِيْتَ لنَا يَقِيْنَا [من الطويل] 3341 - أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكَ يَا حَبِيْبِي ... بِمَوْلُوْدٍ أَتاكَ كَمَا تُرِيْدُ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من البسيط] 3342 - أَقِرُّ بِالذَّنْبِ مِمَّا لَسْتُ أَعْرِفُهُ ... كَيْمَا أَقُوْلُ كمَا قَالَتْ فَنَتَّفِقُ قَبْلهُ: إِذَا التقَيْنَا مَنَعْنَا النَّوْمَ أَعْيُنَنَا ... وَلَا نلَائِمُ نَوْمًا حِيْنَ نَفْتَرِقُ أَقَرَّ بِالذَّنْبِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لا أَسْتَرِيْحُ إِلَى تَمْوِيْهِ معْذِرَةٍ ... إِلَّا أتَانِي عِتَابٌ فِيْهِ لِي قَلَقُ حَبَسْتُ دَمْي عَلَى ذَنْبٍ تُجَدِّدُهُ ... فَكُلّ يومٍ دُمُوْعُ العَيْنِ تَنْدَفِقُ [من البسيط] 3343 - أَقْرِرْ بِذَنْبِكَ ثَمَّ اطْلُبْ تَجَاوُزَنَا ... عَنْهُ فَإِنَّ جُحُوْدَ الذَّنْبِ ذَنْبَانِ بَعْدهُ: يَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ آخَر: أَقْرَرْتُ بالذَّنْبِ خَوْفًا مِنْكَ مُعْتَذِرًا ... وَقُلْتُ مَا الذَّنْبُ إِلَّا لِي وَمِنْ عَمَلِي لَوْ كُنْتُ أُحْسِنُ هَجْرًا كُنْتُ أَهْجُرُكُمْ ... وَكُنْتُ أُحْسِنُ غَيْرَ الوَصلِ. . . أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 3344 - أَقِرُّ لَهُ بِالذَّنْبِ وَالذَّنْبُ ذَنْبهُ ... وَيَزْعمُ أَنِّي ظَالِمٌ فَأَتُوْبُ بَعْدهُ: فَمِنْ كُلِّ دَمْعٍ فِي جُفُوْنِي سَحَابَةٌ ... وَمِنْ كُلِّ وَجْدٍ فِي حَشَايَ نَصِيْبُ وَيَقْصدُنِي بِالهَجْرِ عِلْمًا ... بِأنَّهُ إِلَيَّ مَا كَانَ مِنْهُ حَبِيْبُ ¬
[من الخفيف] 3345 - أَقْرِ عَنِّي السَّلَامَ أَهْلَ المُصَلَّى ... وَبَلَاغُ السَّلَامِ بَعْضُ التَّلَاقِي وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ (¬1): أُقَسِّمُ جِسْمِي فِي جُسُوْمٍ كَثيْرَةٍ ... وَأَحْسُو قُرَاحَ المَاءِ وَالمَاءُ بَارَدُ وَمِنَ البَابِ أَيْضًا قَوْلُ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: أَقْسَمْتُ يا عَضُدِي فِي شِدَّتِي وَيَدِي ... وَمضن دَمِي دُوْنهُ فِي الوُدِّ سَفُوْحِ لنار حَربِي لِمَنْ حَارَبْتَ مَوقدَهُ ... وَبَابُ سَلْمَى لِمَنْ سَالَمْتَ مَفْتُوْحُ وَلَا أُزَائِلُهَا مِنْ عَادَةٍ أَبَدًا ... حَتَّى تُزَائِلُ مِنِّي الجِثَّةَ الرُّوْحُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ الصِدِّيْقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬2): أُقْسِمُ بِاللَّهِ وَآلَائِهِ ... شَهَادَةً بَاطِنَةً ظَاهِرَه مَا شَرَّفَ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ ... إِذَا لَمْ يَكُ فِيْهِ شَرَفُ الآخِرَه وَمِنْهُ قَوْلُ آخَرُ (¬3): أُقْسِمُ بِاللَّهِ وَآيَاتِهِ ... مَا نَظَرَتْ عَيْنِي إِلَى مِثْلِهِ وَلَا بَدَا لِي وَجْهُهُ طَالِعًا ... إِلَّا سَأَلْتُ اللَّهَ مِنْ فَضلِهِ [من الخفيف] 3346 - أَقْسَمَ الدَّهْرُ لَا يَجُوْدُ لِذِي ... الفَضْلِ وَلَا يَصْطَفِي سِوَى الجهَّالِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الخفيف] 3347 - أَقْسِم اللَّحْظَ بَيْنَنَا إِنَّ فِي اللَّـ ... ـحْظِ لَعُنْوَانُ مَا تُكِنُّ الصُّدَوْرُ ¬
بَعْدهُ: إِنَّمَا البُشْرُ رَوْضَةٌ فَإِذَا ... كَانَ وَبْرٌ فَرَوْضَةٌ وَغَدِيْرُ * * * وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ السَّاجِيُّ سَمِعْتُ بُشْرَ بن الحارث الحَافِي رَحَمَهُ اللَّهُ أَنْشَدَ (¬1): أَقْسَمْتُ بِاللَّهِ لَرَضْخُ النَّوَى ... وَشُرْبُ مَاءِ القَلْبِ المَالِحَه أعزّ الإِنْسَانُ مِنْ حُرْصهِ ... وَمِنْ سُؤَالِ الأَوْجُهِ الكَالِحَه فَاسْتَغْنِ بِاللَّهِ تَكُنْ ذا غَنًى ... مُغْتَبِطًا بِالصَّفْقَةِ الرَّابِحَه اليَأسُ عِزٌّ وَالتُّقَى سُؤْدَدٌ ... وَرَغْبَةُ النَّاسِ لَهَا فَاضِحَه من كانتِ الدُّنْيَا برة ... فَإِنَّها يَومًا لَهُ ذَابِحَه العَطَوِيُّ: [من المن البسيط] 3348 - اقْصِدْ إِلَى أَيِّ وِرْدٍ شِئْتَ مُعْتَصِمًا ... بِحَبْلِ يُسْرٍ فَلَا ذِئبٌ وَلَا ضَبُعُ بَعْدهُ: المَالُ أَعْضَبُ سَيْفًا عِنْدَ صَوْلَتهِ ... مِنْ أنْ يَعنَّ لَهُ فِي منْهلٍ سَبُعُ امْرُؤُ القَيْسِ فِيْمَنْ يَتَوَعَّدُهُ: [من الكامل] 3349 - أَقْصِرْ إِلَيْكَ مِنَ الوَعِيْدِ فَإِنَّنِي ... مِمَّا أُلَاقِي لَا أَشُدُّ حِزَامِي بَعْدهُ: وَأُنَازِلُ البَطَلَ الكَمِيَّ نزَالَهُ ... فَإِذَا أُنَاضِلُ لَا تَطِيْشُ سِهَامِي وَأَنَا المَنِيَّةُ بَعْدَمَا قَدْ نوّمُوا ... وَأَنَا المُعَالِنُ صفْحَةَ النُّوَّامُ وَإِذَا أذِيتُ بِبَلْدَةٍ وَدَّعْتهَا ... بَلْ لَا أُقِيْمُ بِغَيْرِ دَارِ مُقَامِ أَحْمَد بن أَبِي فَنَنٍ: [من الخفيف] ¬
3350 - أَقْصَرَتْ شِرَّتِي وَوَلَّى العُرَامُ ... وَارْتِجَاعُ الشَّبَابِ مَا لَا يُرَامُ بَعْدهُ: أخْلَقَتْ مِنِّي اللَّيَالِي جَدِيْدَا ... واللَّيَالِي يُخْلَقْنَ وَالأَيَّامُ فَعَلَى مَا عَهِدْتهُ مِنْ شَبَابِي ... وَعَلَى الغَانِيَاتِ مِنِّي السَّلَامُ يُحْرَمُ الحَازِمُ المَجْدَ وَقَدْ ... يُرْزَقُ قَوْمٌ وَإِنَّهُمْ لَلِئَامُ فَدَعِ الحِرْصَ وَالحَرِيْصَ ... وَلَا تَمْتَهِن النَّفْسَ إِنَّهَا أَيَّامُ سُرَّ مَنْ عَاشَ مَالَهُ فَإِذَا ... حَاسَبَهُ اللَّهُ سَرَّهُ الإعْدَامُ إِسْمَاعِيْلُ بن يسارٍ: [من الخفيف] 3351 - أَقْصَرَتْ شَرَّتِي وَوَلَّى شَبَابِي ... وَاسْتَرَاحَتْ عَوَاذِلِي مِنْ عِتَابِي جَرِيْرٌ: [من الرجز] 3352 - أَقْصِرْ فَإِنَّ نِزَارًا إِنْ تُفَاخِرَكُمْ ... فَرْعٌ لَئِيْمٌ وَأَصْلٌ غَيْرُ مَغْرُوْسِ أَنْشَدَ الجَّاحِظُ: 3353 - أَقصِر فَقَدْ أَقْصَرَتْ نَفْسِي عَنِ الكَاسِ ... وَاعْتَضْتُ مِنْ حُبِّ حِرْصٍ سَلْوَةَ اليَاسِ بَعْدهُ: فَلِلبَطَالَةِ عَنْي مشْرَعٌ كَدِرٌ ... وَلِلَّذَاذَةِ مِنِّي جَانِبٌ جَاسِ ابْنُ الحَجَّاجِ: [من السريع] 3354 - أَقْصَرُ مِنْ يَأجُوْجَ فِي قَدِّهِ ... وَقَرْنُهُ أَطْوَلُ مِنْ عُوْجِ [من البسيط] 3355 - أَقْصِر وَكُنْ طَالِبًا لِلْرِزْقِ فِي دَعَةٍ ... فَلَا وَعَيْشكَ مَا الأرْزاَقُ بِالطَّلَبِ ¬
ابْنُ مُنْقِذٍ: [من الوافر] 3356 - أُقَصِّرُ فِي السَّلَامِ إِذَا الْتَقَيْنَا ... مُحَاذَرَةً مِنَ الوَاشِي عَلَيْهِ بَعْدهُ: وَأَصْرِفُ عَنْهُ وَجْهِي لَا لِبُغْضٍ ... وَوَجْهُ القَلْبِ مُنْصرِفٍ إِلَيْهِ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من مجزوء الكامل] 3357 - أَقْضِ الحَوَائِجَ مَا اسْتَطَعْتَ ... وَكُنْ لِهَمِّ أَخِيْكَ فَارِجْ بَعْدهُ: فَلَخَيْرُ أَيَّامِ الفَتَى يومٌ ... قَضَى فِيْهِ الحَوَائِجْ * * * قَالَ أَبُو شَرْوَان: مَا سَأَلَنِي أَحَدٌ حَاجَةً إِلَّا رَأَيْتَ لَهُ الفَضْلَ عَلَيَّ بَعْدَ أَنْ أَقْضِيْهَا لَهُ. وَقَالَ أَسْمَاءُ بنُ خَارِجَةَ الفَزَارِيُّ: مَا بَدَّلَ رَجُل مَاءَ وَجْهِهِ إِلَيَّ فِي حَاجَةٍ فَرَأَيْتُ الدُّنْيَا وَإِنْ عَظُمَتْ إِلَّا دُوْنَ مَاءِ وَجْهِهِ. قالت عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَان وَصْلُهُ لأَخِيْهِ المُسْلِمِ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ فِي مَبْلَغٍ بِرٍّ أَو تَيْسِيْرِ عَسِيْرٍ ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ عَلَى الصِّرَاطِ عِنْدَ دَحْضِ الأقْدَامِ. وَمِمَّا يُرْوَى بِحَذْفِ الإِسْنَادِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَن أدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُوْرًا فَقَدْ سَرَّنِي وَمَنْ سَرَّنِي فَقَدْ اتَّخَذَ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا وَمَنْ اتَّخَذَ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ تَمسَّهُ النَّارُ أَبَدًا. وَقَالَ عُمَرُ بنُ عُرْوَةَ الجُهْنِيُّ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: مَا مِنْ أَمِيْرٍ وَلَا وَالٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُوْنَ ذَوِي الحَاجَةِ وَالخلّةِ وَالمَسْكَنَةِ إِلَّا أَغْلَقَ اللَّهُ تَعَالَى أَسْبَابًا دُوْنَ حَاجَتِهِ وَخِلَّتِهِ. عَبْدُ اللَّهِ بن الدُّمَيْنَةَ وَيُرْوَى لِقَيْسٍ بن ذَرِيْحٍ وَكَأَنَّهُ الأَصحّ: [من الطويل] 3358 - أُقَضّي نهاري بالحديث وبالمُنَى ... ويجمعني والهَمَّ بالليلِ جامعُ ¬
[من مجزوء الكامل] 3359 - أُقْضَى عَلَيَّ مِنَ الأَجَلْ ... عَذْلُ العَذُوْلِ إِذَا عَذَلْ بَعْدهُ: وَأَشُدُّ مِنْ عَذْلِ العَذُوْلِ ... صُدُوْدَ إلْفٍ قَدْ وَصَلْ وَأَشَدُّ مِنْ هَذَا وذَا ... طَلَبُ النَّوَالِ مِنَ السّفَل [من المديد] 3360 - إقْطَعِ الدُّنْيَا مُيَاوَمَةً ... وَادْفَعِ الأَيَّامَ تَنْدَفِعُ بَعْدهُ: إِذَا ضاقَتْ مَنَازِلُهَا ... فَارْمِهَا بِالصَّبْرِ تَتَّسِعُ * * * سُئِلَ بَعْضُهُم عَنْ حَالِهِ فَقَالَ: أَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالنَّسِيَّةِ وَالرّهـ ... ـنِ فَدَهْرِي نَسِيَّةٌ وَرُهُوْنُ وَإِذَا جُدّدَتْ ثِيَابُ أُنَاسٍ ... فَثِيَابِي بِجَدِيْدِهَا الصَّابُوْنُ وَإِذَا جَاءنِي الَّذِي كُنْتُ أَرْجُوْ ... هُ لِفَقْرِي تَقَسَّمَتْهُ الدُّيُوْنُ [من المنسرح] 3361 - اقْعُدْ إِذَا السَّعْيُ جَرَّ مَهْلَكَةً ... وَجُعْ إِذَا مَا أَهَانَكَ الشِّبَعُ المُتُنَبِّيُّ: [من البسيط] 3362 - أَقِلْ أَنِلْ أَقْطعِ احْمِلْ عَلِّ سَلِّ اعْذِرْ ... زِدْ هَشَّ تَفَضَّلَ أَدْنِ سُرَّ صِلِ [من الطويل] 3363 - أَقَلْبُكِ خَانٌ كلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... يُفَارِقُهُ رَكْبٌ وَيَنْزِلهُ رَكْبُ ¬
[من البسيط] 3364 - أَقْلعْ سَحَابَكَ قَدْ غَرَّقْتَنِي مِنَنًا ... مَا أَدْمَنَ الغَيْثُ إِلَّا صَارَ طُوْفَانَا المُتنَبِّيّ: [من الطويل] 3365 - أَقِلَّ اشْتِيَاقًا أَيُّهَا القَلْبُ إِنَّمَا ... رَأَيْتُكَ تُصْفِي الوُدَّ مَنْ لَيْسَ جَازِيَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: [من الوافر] 3366 - أَقَلُّ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا سُرُوْرًا ... مُحِبٌّ قَدْ نَأَى عَنْهُ الحَبِيْبُ قَبْلهُ: أَقَمْتُ بِبَلْدَةٍ وَرَحَلْتُ عَنْهَا ... كِلَانَا بَعْدَ صَاحِبِهِ غَرِيْبُ أَقَلُّ النَّاسِ. البَيْتُ. أَقُوْلُ لَا قَلِيْلٌ يَبْقَى مِنَ السُّرُوْ ... رِ وَلَا كَثِيْرٌ بَعْدَ الحَبِيْبِ جَحْظَةُ: [من البسيط] 3367 - أَقَلِّبُ الطَّرْفَ تَصْعِيْدًا وَمُنْحَدَرَا ... فَلَا أُقَابِلُ إنْسَانِي بِإِنْسَانِ قَبْلهُ: ضَاقَت عَلَي وُجُوْهِ الرَّأي فِي نَفَرٍ ... يَلْقَوْنَ بِالجحْدِ وَالكفْرَانِ إِحْسَانِي أُقَلِّبُ الطَّرْفَ. البَيْتُ [من الطويل] 3368 - أَقَلِّبُ طَرْفِي فِي الدِّيَارِ فَلَا أَرَى ... وجُوْهَ أَحِبَّائِي الَّذِينَ أُرِيْدُ ¬
جَمِيْلُ بُثَيْنَةَ: [من الطويل] 3369 - أَقَلِّبُ طَرْفِي فِي السَّمَاءِ لَعَلَّهُ ... يُوَافِقُ لَحْظِي لَحْظَهَا حِيْنَ تَنْظُرُ أَبُو فِرَاسٍ: [من الوافر] 3370 - أَقَلِّبُ طَرْفِي لَا أَرَى غَيْرَ صَاحِبٍ ... يَمِيْلُ مَعَ النَّعْمَاءِ حَيْثُ تَمِيْلُ قَدْ كُتِبَتِ القَصِيْدَةِ بِبَابِ إِذَا لَمْ يُغْنِكَ اللَّهُ فِيْمَا تُرِيْدُهُ. البَيْتُ [من الطويل] 3371 - أَقَلِّبُ طَرْفِي لَا أَرَى مَنْ أُحِبُّهُ ... وَفِي الدَّارِ مِمَّنْ لَا أُحِبُّ كَثيْرُ أَبُو عَطَاءٍ فِي اللِّسَانِ: [من الطويل] 3372 - أُقَلِّبُهُ كيلا يكلَّ بِحَبْسِهِ ... وَأَبْعَثُهُ فِي كُلِّ حَقٍّ وَبَاطِلِ مُحَمَّد بن بختيار الأَبْلَه: [من الطويل] 3373 - أَقَلُّ بَلَائِي أَنَّنِي فِيْهِ رَاغِبٌ ... وَأَكثَرُ حُزْنِي أَنَّهُ فِيَّ زَاهِدُ المَعَرِيُّ: [من الطويل] 3374 - أَقَلُّ صُدُوْدِي أَنَّنِي لَكَ مَبْغِضٌ ... وَأَيْسَرُ هَجْرِي أنّنِي عَنْكَ رَاحِلُ قَالَ ثَابِتُ بنُ قُرَّة: رَاحَةُ الجسْمِ فِي قِلَّةِ الطَّعَامِ، وَرَاحَةُ الرُّوْحِ فِي قِلَّةِ الآثَامِ، وَرَاحَةُ القَلْبِ فِي قِلَّةِ الاهْتِمَامِ وَرَاحَةُ اللِّسَانِ فِي قِلَّةِ الكَلَامِ. وَمِنْ بَابِ أُقَلِّلُ قوْلُ آخرُ (¬1): أَقْلَلْتُ أتيانكُمْ إِنَّه ... مَنْ خَافَ أَنْ يَثْقُلَ لَمْ يَثْقُلِ ¬
سَعِيْدُ بنُ حُميَدٍ: [من الكامل] 3375 - أَقْلِلْ عِتَابَكَ فَالبَقَاءُ قَلِيْلُ ... وَالدَّهْرُ يعْدِلُ تَارَةً وَيَميْلُ قَوْلُ سَعِيْد بن حُمَيْد هُنَا فِي أَبِي ثوَابَةَ بَعْدَهُ: لَمْ أَبْكِ مِنْ زَمَنٍ ذَمَمْتُ صُرُوْفَهُ ... إِلَّا بَكَيْتُ عَلَيْهِ حِيْنَ يَزُوْلُ وَالمُنْتَمُوْنَ إِلَى الصَّفَاءِ جَمَاعَةٌ ... إِنْ حُصِّلُوا فَنَاهُمُ التَّحْصِيْلُ وَلِكُلِّ نَائِبَةٍ أَلَمَّتْ مدَّةً ... وَلِكُلِّ حَالٍ أَقْبَلَتْ تَحْوِيْلُ وَلَعَلَّ أَيَّامَ البَقَاءِ قَصيْرَةٌ ... فَعَلَامَ يَكْثرُ عَتْبُنَا وَيَطُوْلُ مَنْصُوْرُ النّمرِيّ: [من الكامل] 3376 - أَقْلِلْ عِتَابَ مَنِ اسْتَرَبْتَ بِوُدِّهِ ... لَيْسَتْ تُنَالُ مَوَدَّةٌ بِقِتَالِ مَنْصُورُ الفَقِيْهُ: [من مجزوء الكامل] 3377 - أَقْلِلْ فَدَيْتُكَ إِنْ أَكَلْتَ ... وَإِنْ شَرِبْتَ وَإِنْ غَشِيْتَا بَعْدهُ: وَأَنَا الكَفِيْلُ إِذَا فَعَلْـ ... ـتَ بِأَنْ تُعَافِي مَا بَقِيْتَا أَبُو عَامِرٍ: [من البسيط] 3378 - أَقَلُّ كُلِّ قَلِيْلٍ جَدُّ ذِي أَدَبٍ ... بَيْنَ الوَرَى وَأَقَلُّ النَّاسِ إخْوَانُ بَعْدهُ: وَمَا وَجَدْتُ أَخًا فِي الدَّهْرِ يذَكِرُنِى ... إِذَا سَمَا وَعَلَا يَوْمًا بِهِ شَانُ إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا نَالَتْهُ مخْمصَةٌ ... أَبْدَى إِلَى النَّاسِ شبْعًا وَهُوَ طَيَّانُ يَجْنِي الضّلُوْعَ عَلَى مِثْلِ اللَّظَى حُرقًا ... وَالوَجْهُ غَمْرٌ بِمَاءِ البِشْرِ مَلآنُ ¬
[من الكامل] 3379 - أَقْلِلْ كَلَامَكَ وَاسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهِ ... إِنَّ البَلَاءَ بِبَعْضِهِ مَقْرُوْنُ [من مخلع البسيط] 3380 - أَقَلُّ مِنْ دَوْلَةٍ تَزُوْلُ ... مُؤثِرُهَا الأَحْمَقُ الجهُوْلُ بَعْدهُ: وَكُلُّ شَيْءٍ إِلَى انْقِضَـ ... ـاءٍ إِذَا تَأَمَّلتهُ قَلِيلُ الحَطَيْئَةُ: [من الطويل] 3381 - أَقِلُّوا عَلَيْهِمْ لَا أَبَا لأَبِيْكُمِ ... مِنَ اللَّوْم أَو سُدُّوا المَكَانَ الَّذِي سَدُّوا لَمَّا قَتَلَ هَارُوْنُ الرَّشِيدِ البَرَامِكَةَ أَكْثَرَوا عِنْدَهُ القَوْلَ فِيْهِمْ فَتَمَثَّلَ بِقَوْلِ الحُطَيْئَة هَذَا وَهُوَ قَوْلهُ: أَقِلُّوا عَلَيْهِمْ لَا أَبًا لأَبِيْكُمُ. البَيْتُ أَبْيَاتٌ لِلحُطَيْئَةِ يَقُوْلُ مِنْهَا: أولِيْكَ قَوْمٌ إِنْ بَنُوا أَحْسَنُوا البُنَى ... وَإِنْ عَاهَدُوا وَفُوا وَإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا إِنْ كَانَتِ النّعمَاءُ فِيْهِمْ جَزَوا بِهَا ... وَإِنْ أَنْعَمُوا لا كَدَّرُوْهَا وَلَا كَدُّوا يَسُوْسُوْنَ أَحْلَامًا بَعِيْدًا أَنَاتُهَا ... وَإِنْ غَضِبُوا جَاءَ الحَفِيْظَةُ وَالجدُّ وَإِنْ قَالَ مَوْلَاهُمُ عَلَى كُلِّ حَادِثٍ ... مِنَ الأَمْرِ فَضْلُ أَحْلَامِكُمْ رَدُّوا مَطَاعِيْنُ فِي الهَيْجَا مَكَاشِيْفُ فِي الدُّجَى ... لَهُمْ آبَاؤُهُمْ وَبَنِي الجدُّ أقِلّوا عَلَيْهِمْ لَا أَبًا لأَبِيْكُمُ مِنَ اللَّوْمِ ... أَو سَدُّوا المَكَانَ الَّذِي سَدُّوا وَتَعْذِلُنِي أفْنَاءُ سَعْدٍ عَلَيْهُمُ ... وَمَا قُلْت إِلَّا بِالَّذِي عَلمَتْ سَعْدُ [من الطويل] 3382 - أَقِلِّي عَلَيَّ اللَّوْمَ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... فَلَمْ يُؤْتَ مِنْ حِرْصٍ عَلَى المَالِ كَاسِبُه ¬
لَمَّا قَتَلَ هَارُوْنُ الرَّشِيْدِ البَرَامِكَةَ أَكْثَرُوا وَعِنْدَهُ القَوْلَ فِيْهِمْ فَتَمَثَّلَ بقَوْلِ الحُطَيْئَة هَذَا وَهُوَ قَوْلهُ: أَقِلُّوا عَلَيْهِمْ لَا أَبًا لأَبِيْكُمُ. البَيْتُ عَبْدُ اللَّهِ بن هَمَّامٍ السَّلُوْليُّ: [من الطويل] 3383 - أَقِلِّي عَلَيَّ اللَّوْمَ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... وَذِمِّي زَمَانًا سَادَ فِيْهِ الفُلَافِسُ بَشَّارٌ: [من الطويل] 3384 - أَقِلِّي فَإِنَّا لَاحِقُوْنَ وَإِنَّمَا ... يُؤَخِّرُنَا أنَّا يُعَدُّ لنا عَدَّا عَلِيّ بن الجَهْمِ فِي المُتَوَكِّلِ: [من المتقارب] 3385 - أَقِلْنِي أَقَالَكَ مَنْ لَمْ يَزَلْ ... يَقِيْكَ وَيَصْرِفُ عَنْكَ الرَّدَى يُقَالُ أَنْ عَلِيَّ ابن الجهْمِ فِي المُحْدَثيْنَ كَالنَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ فِي المُتَقَدِّمِيْنَ لأَنَّهُ اعْتَذَرَ إِلَى المُتَوَكِّلِ بِمَا لَا يَقْصرُ عَنِ اعْتِذَارَاتِ النَّابغَةِ إِلَى النُّعْمَانِ. فِمِنْ غُرَرَهِ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ (¬1): عَفَا اللَّهُ عَنْكَ أَمَا حُرْمَةٌ ... تَعوْذُ بِعَفْوِكَ أَن أَبْعَدَا أَلَمْ تَرَ عَبْدًا عدَّ أطورَهُ ... وَمَوْلًى عَفَا وَرَشِيدًا هَدَى وَمُفْسِدًا أَمْرٍ تَلَافَيْتَهُ ... فَعَادَ فَأَصْلَحَ مَا أَفْسَدَا أَقِلْنِي أَقَالَكَ مَنْ لَمْ يَزَل. البَيْتُ نَصْرُ اللَّهِ بن عُنَيْن يخاطب الملك العظيم: [من الطويل] 3386 - أَقِلْنِي عِثَارِي وَاحْتَسِبْهَا صَنِيْعَةً ... يَكُوْنُ بِرُحْمَاهَا لَكَ اللَّهُ جَازِيَا أَبُو نواسٍ: [من الوافر] ¬
3387 - أَقِلْنِي قَدْ نَدِمْتُ عَلَى الصُّدُوْدِ ... وَبِالإِقْرَارِ وعُذْتُ مِنُ الجحُوْدِ بَعْدهُ: قَدْ اسْتَدْعَيْتُ عَفْوكَ مِنْ قَرِيْبٍ ... كَمَا اسْتَدْعَيْتُ سُخْطَكَ مِنْ بَعِيْدِ فَإِنْ عَاقَبْتَنِي فَبسُوْءِ فِعْلِي ... وَمَا ظَلَمَتْ عُقُوْبَةُ مُسْتَفِيْدِ وَإِنْ تَغْفِر فَإِحْسَانٌ جَدِيْدٌ ... شَغَفْتَ بِهِ إِلَى شكْرٍ جَدِيْدِ قَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ: لَيْسَ شَيءٌ خَيْرٌ مِنَ الحَقِّ إِلَّا العَفْوُ وَذَلِكَ إِنَّ عِقَابَ المُسْتَحِقِّ لِلعِقَابِ حَقٌّ وَالعَفْوُ خَيْرٌ مِنْهُ. وَهَذَا أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ فِي العَفْوِ. عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: [من الوافر] 3388 - أَقَمْتِ بِبَلْدَةٍ وَرَحَلْتُ عَنْهَا ... كِلَانَا بَعْدَ صَاحِبِهِ غَرِيْبُ القَاضِي يهجو: [من الوافر] 3389 - أَقَمْتُ بِهَا وَمنْ مِحَنِ اللَّيَالِي ... مَقَامُ الأُسْدِ فِي كَنَفِ الضّبَاعِ قَبْلهُ: أَقُوْلُ وَقَدْ نَاؤوا وَبُعْدًا وَسُحْقًا ... لِشَرِّ الخَلْقِ فِي شَرِّ البِقَاعِ أَقَمْتُ بِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: نُفُوْسٌ لَا تَلِيْقُ بِهَا المَعَالِي ... وَأَخْلَاقٌ تَضِيْقُ عَنِ المَسَاعي وَأَجْسَامٌ مُسُمَّنَةٌ شِبَاعٌ ... بِأَحْسَابٍ مُضَمَّرَةٍ جِيَاعِ وَنَقْصٍ فِي أَكَابِرِهَا خَصِيْصٍ ... وَجَهْلٍ فِي أَصَاغِرِهَا. . . . العَبَّاسُ بن مرداس، من قصيدة يمدح بها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأعطاه عليها حلّة قطع بها لسانه، من قصيدة: [من الطويل] 3390 - أَقَمْتَ سَبِيْلَ الحَقِّ بَعْدَ اعْوِجَاجِهِ ... وَشَيَّدْتَ مِنْ رُكْنِ التُّقى مَا تَهَدَّمَا ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا: رَأَيْتُكَ يَا خَيْرَ البَرِيَةِ كُلّهَا ... شَرعتَ كِتَابًا جَاءَ بِالحَقِّ مُعْلَمَا شَرَّعْتَ لنَا دِيْنُ الهُدَى بَعْدَ جَوْرِنَا ... عَنِ الحَقِّ لَمَّا أَصْبَحَ الحَقُّ مُظْلِمَا وَنَوَّرْتَ بِالبُرْهَانِ أَمْرًا مُدَنَّسًا ... وَأطْفَأتَ نِيْرَانًا هُنَاكَ تَضرَّمَا فَهَلْ مُبْلِغٌ عَنِّي النَّبِيَّ مُحَمَّدًا ... وَكُلِّ امْرِىٍ يُجْزَى بِمَا كَانَ قَدَّمَا أَقَمْتَ سَبِيْلَ الحَقِّ بَعْدَ اعْوِجَاحِهِ. البَيْتُ [من الوافر] 3391 - أَقَمْتُ عَليْكَ أَعْوَامًا تِبَاعًا ... فَكُنْتُ كمن أَقَامَ عَلَى القُبُوْرِ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 3392 - أَقَمْتُ عَلَى مَا سَاءَ أُذْنًا وَمُقْلَةً ... يُبَلّغُنِي المَكْرُوْهَ سَمْعٌ وَنَاظِرُ قَدْ كُتِبَتْ الأَبْيَاتُ بِبَابِ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِي نَاصِرٌ مِنْ عِشْرَتِي. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 3393 - أَقَمْتُ مِنْ سَيْبِكُمْ فِي نَافِعٍ زَهْرٍ ... وَصِرْتُ مِنْ جَاهِكُمْ فِي يَانِعٍ خَضِلِ وَمِنْ بَابِ (أقم) قَوْلُ العَبَّاس بن الأَحْنَفِ (¬1): أَقَمْنَا مُكْرَهِيْنَ بِهَا فَلَمَّا ... أَلِفْنَاهَا رَحَلْنَا كَارِهِيْنَا وَمَا حُبُّ الدِّيَارِ بِنَا ولَكِنْ ... أَمَرّ العَيْشَ فُرْقَةُ مَنْ هَوِيْنَا خَرَجْتُ أَقُرُّ مَا قَدْ كُنْتُ عَيْنًا ... وَخَلَّفْتُ الفُؤَادَ بِهَا رَهِيْنَا وَقَدْ كُتِبَتْ بِبَابِ دَخَلْنَا أَصْلًا فِي مَتْنِ الكِتَابِ لِتَغْيِيْرِ اللَّفْظِ وَسَوْفَ نَنَبِّهُ عليها هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّه. مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ: [من البسيط] ¬
3394 - أَقِمْ وَسِرْ وَارْضَ وَاسْخَطْ مَا حَيِيْتَ وَصِلْ ... وَاقْطَعْ وَمُتْ عَدمًا مَا شِئْتَ وَاتَّسِع [من البسيط] 3395 - أَقْوَتْ مَنَازِل مَالِي حِيْنَ أُوْطِنُهَا ... مُخَيِّمًا سَفَطُ الآدَابِ وَالكُتُبِ [من المنسرح] 3396 - أَقُوْلُ إِذْ بَرَني وَأَبرَأَنِي ... هَذَا طَبِيْبٌ عَلَيْهِ زِرْبَاجُ وَمِنْ بَابِ (أَقُوْلُ) قَوْلُ مَنْصُوْرُ الفَقِيْه (¬1): أَقُوْلُ إِذْ سَأَلُوْنِي عَنْ سَمَاحَتِهِ ... وَلَسْتُ ممن يُطِيْل القَوْلِ إِنْ مَدَحَا كافيه مِنْ جوْدٍ تُقُسِّمَهَ ... أَبْنَاءُ آدَمَ صَارُوا كُلَّهُمْ سُمُحَا ابْنُ المُعَلِّمِ: [من البسيط] 3397 - أَقُوْلُ أَسْلُو فَتَأْتيني مَحاسِنُهُ ... عِنْدِي بِكُلِّ شَفِيْعٍ لَسْتُ أَدْفَعُهُ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من الوافر] 3398 - أَقُوْلُ الحَقَّ مَالَكَ مِنْ صَدِيْقٍ ... فَلَا تَعْتِبْ عَلَيَّ وَلَا تَلُمْنِي العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من البسيط] 3399 - أَقُوْلُ بِالخَدِّ خَالٌ حِيْنَ أنعَتُهَا ... خَوْفَ الرَّقِيبِ وَمَا بِالخَدِّ مِنْ خَالِ عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ: [من الوافر] 3400 - أَقُوْلُ بِذَاتِ عِلْمِي حَسْبَ عِلْمِي ... فَإِمَّا العِلْمُ أَخْطَانِي صَمُوْتُ ¬
بَعْدهُ: فَمَا كَفَى مَا أَقُوْلُ بِحُسْنِ فَهْمٍ ... وَأسْأَلُ العَيْنَانِ إِذَا عَمِيْتُ يُضْرَبُ فِي القَوْلِ عِنْدَ العِلْمِ الشَّيْءِ وَالسُّكُوْتِ عِنْدَ الجَّهْلِ بِهِ. [من البسيط] 3401 - أَقُوْلُ حِيْنَ أَرَى كعْبًا وَلِحْيَتَهُ ... لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي بِضْعٍ وَسِتِّيْنِ بَعْدهُ: مِنَ السِّنِيْنَ تَمَلَّأهَا بِلَا أَدَبٍ ... وَلَا حَيَاءً وَلَا عَقْلٍ وَلَا دِيْنِ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من البسيط] 3402 - أَقُوْلُ زَيْدٌ وَزَيْدٌ لَسْتُ أَعْرِفُهُ ... وَإِنَّمَا هُوَ لَفْظٌ أَنْتَ مَعْنَاهُ أَوَّلُهَا: أَفْدِي حَبيْبًا لِسَانِي لَيْسَ يَذْكرُهُ ... خَوْفَ الوَشَاةِ وَقَلْبِي لَيْسَ يَنْسَاهُ أَهْوَى الَتَّهَتُّكَ فِيْهِ ثَمَّ يَمْنَعُنِي ... أَنَّ التَّهَتُّكَ فِيْهِ لَيْسَ يَرْضَاهُ وَالنَّاسُ فِيْنَا بِبَعْضِ القَوْلِ قَدْ لَهَجُوا ... لَوْ صَحَّ مَا ذَكَرُوا مَا كُنْتُ أأبَاهُ يَا مَنْ أُكَابِدُ فِيْهِ مَا أُكَابِدُهُ ... مَوْلَايَ اصْبرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ سَمَّيْتُ غَيْرك مَجْنُونِي مُغَالَطَةً ... لِمَعشَرٍ فِيْكَ قَدْ فَاهُوا بِمَا فَاهُوا أَقُوْلُ زَيْدٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكَمْ ذَكَرْتُ مُسَمَّى لَا اكْتِرَاثَ بِهِ ... حَتَّى تَجُرِّي إِلَى ذِكْرَاكِ ذِكْرَاه أبته فِيْكَ عَلَى العُشَّاقِ لَهُمْ ... قَدْ عَزَّ مَنْ أَنْتَ يَا مَوْلَايَ مَوْلَاهُ وَصَارَ لِي فِيْكَ حُسَّادٌ وَقَدْ بَلَغُوا ... لِكُلِّ مِنْهُمْ أَرَى دَعْوَايَ دَعْوَاهُ صَارَتْ عُيُوْنَهُمُ بِالغَيْظِ تَنْطِقُ لِي ... حَتَّى كَأَنَّ عُيُوْنَ القَوْمِ أَفْوَاهُ ¬
يَا مَنْ أَتَى زَائِرِي يَوْمًا فَشَرَّفَنِي ... لَا أَصغَرَ اللَّهُ مِن مَوْلَاي [ممشاهُ] عِنْدِي حَدِيْثٌ أُرِيْدُ الآنَ أَذْكُرُهُ ... وَأَنْتَ تَعْلَمُ دُوْنَ الخَلْقِ [فحواهُ] * * * وَمِنْ بَاب (أَقُوْلُ) قَوْلُ مَنْصوْرُ بن بَاذانِ الأصْفَهَانِيّ فِي أَخِيْهِ خُشْنَامَ وَكَانَ خَطِيْبُ البَلْدَةِ يَهْجُوْهُ (¬1): أَقُوْلُ غَدَاةَ العِيْدِ وَالنَّاسُ شَهْدٌ ... وَمِنْبَرُنَا عَالِي البنَاءِ رَفِيْعُ لَعُمْرِي لَئِنْ أَضْحَى رَفِيْعًا فَإِنَّـ ... ـهُ بِمَنْ يَرْتَقِي أَعْوَادَهُ لَوَضِيْعُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ: أَقُوْلُ كَمَا يَقُوْلُ حِمَارُ سُوْءٍ ... وَقَدْ سَامُوْهُ حِمْلًا لَا يُطِيْقُ سَأَصْبرُ وَالأُمُوْرُ لَهُ اتِّسَاعٌ ... كَمَا أَنَّ الأُمُوْرَ لَهَا مَضِيْقُ فَأَمَّا أَنْ أَمُوْتَ أَو المُكَارِي ... وَإِمَّا يَنْقَضي هَذَا الطَّريِقُ وَمِنْهُ قَوْلُ المَعَرِّيّ: أَقُوْلُ لِدُنْيَا قَدْ سَئِمْتُ فِعَالِهَا ... وَأَخْلَاقِهَا لا تَرْفَعِيْنِي بَلَى حُطِّي وَدُوْنكِ دَفْعُ النّاقِصِيْنَ وَكُلّ مَنْ ... يَدلّ بِخَطٍّ وَهُو يَجْهَلُ مَا خُطِّي فَمَا الخطُّ إِلَّا الحَظُّ صُحّفَ لَفْظَهُ ... فَمَنْ كَانَ ذَا حَظٍّ فَذَلِكَ ذُو خَطِّ فَبِالخَطِّ بَيْنَ النَّاسِ أَنْتَ مُخْطَاءٌ ... وَبِالخَطِّ صَوِّب رَأيٍ مَن شِئْتَ أَو خَطِي قريب من هذا اللفظ: هو الخط لا حلّ لديه ولا ربط ... ولا أحد يعطيك حظًا ولا خَطُّ وما العلم والآداب إلا منابح ... كأرضٍ بها خصيب وأرض ما تحطّ يحط صروف الدهر كل مهذبٍ ... وترفع نذلًا يُستحقُ له الخط فلا خير في الدنيا ولا في نعيمها ... إذا حطّت البازات وارتفع البطّ وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخِرُ: ¬
بِالحَظِّ إِلَّا الخَطِّ فِي هَذَا زَمَانَكُمْ ... يَعْلُو بِهِ المَرْءُ فوق السَّبْعَةِ الشُّهُبِ فَصَاحِبُ الحَظِّ يَلْقَى مَا يُؤَمِّلُهُ ... وَصاحِبُ الخَطِّ لَا يَلْقَى سِوَى التَّعَبِ وَمِنْ بَابِ (أَقُوْلُ) (¬1): أَقُوْلُ لِحُمَّاهُ وَقَدْ طَالَ أَمْرهَا ... أَرَدْتِ وَيَأبَى اللَّهُ أَنْ تَكْسُفِي البَدْرَا فَقَالَتْ مَعَاذَ اللَّهَ لَكِنْ أتيْتَهُ ... لِحَالَيْنِ قَدْ أَوْضحْتُ بَيْنَهُمَا العُذْرَا أُبَشِّرَهُ بَعْدِي بِطُوْلِ حَيَاتِهِ ... صَحِيْحًا كَمَا يَهْوَى وَأُكْسِبُهُ الأَجْرَا وَمِنَ البَابِ أَيْضًا قَوْلُ شُبرُمَةَ بنُ ضرَارٍ (¬2): أَقُوْلُ لِفِتْيَانٍ ضِرَارٌ أَبُوْهُم ... وَنَحْنُ بِصَحْرَاءِ الطّعَانِ وُقُوْفُ أَقِيْمُوا صُدُوْرَ الخَيْلِ إِنَّ نُفُوْسَكُمْ ... لِمِيْقَاتِ يَوْمٍ مَا لَهُنَّ خُلُوْفُ عُرْوَةُ بنُ أُذَيْنَةَ: [من البسيط] 3403 - أَقُوْلُ فِي الأَمْرِ يُعْنِيْنِي الجوَابُ بِهِ ... وَأُكْثِرُ الصَّمْتَ فِيْمَا لَيْسَ يعْنِيْنِي [من البسيط] 3404 - أَقُوْلُ فِيْكَ عَلَى خُبْرٍ وَمَعْرِفَةٍ ... إِنَّ الذّلِيْلَ ذَلِيْلٌ حَيْثُمَا كَانَا عَلِيّ بن مُسْهَرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 3405 - أَقُوْلُ لِعَزْمِي سِرْ رُوَيدًا إِلَى العُلا ... لَقَدْ عَزَّ فِيْمَا يَبْتَغِيْهِ المُصَاحِبُ أَعْرَابِيٌّ: [من البسيط] 3406 - أَقُوْلُ لِلنَّفْسِ تَأْسَاءً وَتَعزِيةً ... إحْدَى يَدَيَّ أَصَابَتْنِي وَلَمْ تُرِدِ بَعْدهُ: كِلَامَا خَلَفٌ مِنْ فَقْدِ صاحِبِهِ ... هَذَا أَخِي حِيْنَ أَدْعُوْهُ وَذَا وَلَدِي ¬
قَاَلهُمَا أَعْرَابِيٌّ قَتَلَ أَخُوْهُ وَلَدَهُ خَطَأً. [من البسيط] 3407 - أَقُوْلُ لِلنَّفْسِ مهْمَا ضِقْتِ فَاتَّسِعِي ... فَعُسْرُ يَوْمكِ مَوصُوْلٌ بِيُسْرِ غَدِ بَعْدهُ: مَا سَرَّنِي إِنَّ نَفْسِي غَيْرُ قَانِعَةٍ ... وَإِنَّ أرْزَاقَ هَذَا الخَلقِ تَحْتَ يَدِي عَامِرُ بنُ الطُّفَيلِ: [من الطويل] 3408 - أَقُوْلُ لنَفْسٍ لَا يُجَادُ بِمِثْلِهَا ... أَقِلِّي النِّزَاعَ إِنَّنِي غَيْرَ مُدْبِرِ قَطرِيُّ بن الفُجَاءَة المَازِنِيُّ: [من الوافر] 3409 - أَقُوْلُ لَهَا وَقَدْ طَارَتْ شَعَاعَا ... مِنَ الأَبْطَالِ وَيْحَكِ لَا تُرَاعِي بَعْدهُ: فَإِنَّكَ لَوْ سَأَلْتِ بَقَاءَ يومٍ ... عَلَى الأَجَلِ الَّذِي لَكِ لَمْ تُطَاعِي فَصَبْرًا فِي مَجَالِ المَوْتِ صبْرًا ... فَمَا نَيْلُ الخُلُوْدِ بِمُسْتَطَاعِ وَلَا ثَوْبُ البَقَاءِ بِثَوْب عِزٍّ ... فَيُطْوَى عَنْ أَخِي الخَنَعِ اليَرَاعِ سَبِيْلُ المَوْتِ غَايَةُ كُلِّ حَيٍّ ... وَدَاجِيْهِ لأَهْلِ الأَرْضِ دَاجِ وَمَنْ لَمْ يَغْتَبِطْ يَسْأمْ وَيَهْرَمْ ... وَتُسْلِمُهُ المنُوْن إِلَى انْقِطَاعِ وَمَا لِلْمَرْءِ خَيْرٌ في حَيَاةٍ ... إِذَا مَا عُدَّ مِن سَقَطِ المَتَاعِ * * * مثله قَوْلُ الأَعْرَابِيُّ (¬1): فَلَا تَكُ طَامِعًا فِي عَيْشِ يومٍ ... إِذَا وَافَاكَ يوم لَا يُرَدُّ عَمْرُو بن الأَهْتَمِ: [من الطويل] ¬
3410 - أَقُوْلُ لَهُ أَهْلًا وَسَهْلًا وَمَرْحَبًا ... فَهَذَا مَبِيْتٌ صَالِحٌ وَصَدِيْقُ قَبْلهُ: أَلَا طَرَقْتَ أَسْمَاءُ وَهِيَ طَرُوْقُ ... وَبَاتَتْ عَلَى أَنَّ الخِيَالَ يَشُوْقُ وَهَانَ عَلَى أَسْمَاءَ إِنْ شَطَّتِ النَّوَى ... يَحِنُّ إِلَيْهَا وَالِهٌ وَيَتُوْقُ ذَرِيْني فَإِنَّ البخْلَ يَا أُمَّ هَيْثَمٍ ... لِصَالِحِ أَخْلَاقِ الرِّجَالِ سُرُوْقُ أَقُوْلُ بِحَقِّ الضَّيْفِ إِنْ قعَدُوا بِهِ ... وَتَسْمُو لَهُ عِنْدِي يَدٌ وَحُقُوْقُ أَقُوْلُ لَهُ أَهْلًا وَسَهْلًا وَمَرْحَبًا. البَيْتُ * * * وَمِنْ بَابِ (أَقُوْلُ). . . بن عَبْدِ اللَّهِ بن الحُسَيْنِ فِي. . . (¬1): فتيان الغشيّ تَرَوَّحُوا ... عَلَى الجرْدِ فِي قواهِهِنَّ الشَّكَائِمُ هُو وَقْفَةٌ من يحيى لا يخز بَعْدَهَا ... وَمَنْ يَحْتَرِمْ لا يَتْبَعُهُ اللّوَائِمُ وَهَلْ أَنْتَ إِنْ بَاعَدْتَ نَفْسكَ مِنْهُمُ ... لِتَسْلَمَ فِيْمَا بَعْدَ ذَلِكَ سَالِمُ وَمِنَ البَابِ قَوْلُ البُسْتِيّ (¬2): أَقُوْلُ لِمَنْ يُعَلِّمهُ المَعَالِي ... وَيُذْكرهُ لِذِي حَقٍّ ذِمَامَا أَرَاكَ تُعَلِّمُ الصَّدْرَ الْتِزَامًا ... لِمَنْ يَهْوَاهُ وَالثَّغْرُ ابْتِسَامَا وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي مَنْصُوْرُ الثَّعَالِبِيّ (¬3): أَقُوْلُ وَالقَلْبُ مَكْدُوْدٌ بِأَحْزَانِ ... وَالصَّبْرُ أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ أَجْفَانِي حَتَّى مَتَى أَنَا يُدْمِي العَضُّ أنْمُلَتِي ... غَيْظًا عَلَى زَمَنٍ قَدْ رَامَ أَزْمَانِي فِي كُلِّ يَوْمٍ أَرَانِي مِنْ نَوَائِبهُ ... كَأَنَّنِي إصْبَعِي وَالدَّهْرُ أَسْنَانِ ¬
وَمِنْ هَذَا البَاب أَيْضًا قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْد الأعْلَى الشَّيْبَانِي وَكَتَبَ بِهَا إِلَى الوَليْدِ وَكَانَ قَدْ كَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ أَنْ يُقَصِّرَ عَنْ لَهْوِهِ وَيَجْلسُ لِلنَّاسِ فَلَمْ يَرُدَّ جَوَابهُ: أَقُوْلُ وَلَسْتَ تَسْمَعُ مَا أَقُوْلُ ... وَلَا لِنَصَائِحِي مِنْكُمْ قُبُوْلُ وَأَكْتُبُ ثُمَّ أعْقبُهُ رَسُوْلًا ... فَلَا يَأتِي الجوَابَ وَلَا الرَّسُوْلُ أُشِيْرُ بِمَا أَرَاهُ لَكُمْ صَوَابًا ... بِآرَاءٍ تُقَصِّرُ مَا يَطُوْلُ فَيُطْرَحُ مَا أُشِيْرُ بِهِ بِظَهْرٍ ... وَأُظْلَمُ مِثْلَ مَا ظُلِمَ العَذُوْلُ وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ جَعْفَرَ بن علبة الحَارِثِيّ (¬1): أَقُوْلُ وَقَدْ أَجَلْتِ عَنِ الدَّهْرِ صُرْعَةٌ ... لِيَبْكِ العَقِيْلِيِّيْنَ مَنْ كَانَ بَاكِيَا إِذَا مَا أتيْت الحَارِثيَّاتِ فَانْعَنِي ... لَهُنَّ وَخَبِّرْهُنَّ ألَّا تَلَاقِيَا وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الرَّضِيّ (¬2): أَقُوْلُ وَقَدْ أَرْسَلْتُ بِاللَّيْلِ نَظْرَةً ... فَلَمْ أَرَ مَنْ أَهْوَى قَرِيْبًا إِلَى جَنْبِي لَئِنْ كُنْتُ أَخْلَيْتُ المَكَانَ الَّذِي أَرَى ... فَهَيْهَاتَ أَنْ يَخْلُو مَكَانك مِنْ قَلْبِي وَكُنْتُ أَظُنُّ الشُّوْقَ لِلبُعْدِ وَحْدَهُ ... وَلَمْ أَدْرِ أَنْ الشَّوْقَ لِلْبُعْدِ وَالقُرْبِ . . . يقال إن يزيد بن المهلب مرّ على نهار بن توسعة فقام له قائمًا، فقال يزيد: نعم. . . يوم رمى، أن أقوم مذلة عليّ وأني للكريم بذلك. على أنها منّي لغيرك هُجنة ولكنّها بيني وبين. . . قال: فاستحسن ذلك منه ووصله. وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ أَبِي الشِّيْصِ (¬3): وَالعَيْنُ لَهَا حُرَاقَةٌ مِنْ ... دَمْعَةٍ هَاجَتْ وَلَمْ تَسْكُبِ وَتَذْهَبُ الدَّارُ بِسُكَّانِهَا ... فَإِنَّ مَا فِي النَّاسِ لَمْ يذْهَبِ ¬
ديني طُوْل حُبِّي لَكُمْ ... فَأَعْفُ فَإِنِّي لَسْتُ بِالمُذنِبِ ومن الباب قول آخر (¬1): أقول للورق أن شذى سحرًا ... وانشدت طربًا نَوْحًا وتغريدا ردي كلامك ما املت مستمعًا ... ومن يملّ من الانفاس ترديدا وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ قَطرِيّ بن الفَجَاءةِ (¬2): أَقُوْلُ لِنَفْسِي حِيْنَ طَالَ فِرَارُهَا ... وفَارَقَهَا فِي الحَادِثَاتِ نَصيْرَا فَلَوْ أَنَّهَا تَرْجُو الخلُوْدَ عَذرْتُهَا ... وَلَكِنَّهَا بِالمَوْتِ يُحْدَى بَعِيْرُهَا أَعْشَى هَمْدَانَ: [من الطويل] 3411 - أَقُوْلُ لَهُ لَمَّا أَتَانِي نَعِيُّهُ ... بِهِ لَا بِظَبْيٍ فِي الصَّرِيْمَةِ أَعْفَرَا هَذَا أَشْرَدُ مَثَلا قِيْلَ فِي الشَّمَاتَةِ بِالنَّعيّ قَالَهُ الأعْشَى عِنْدَ مَوْتِ زِيَادٍ وَقَدْ ضمَنَهُ الفَرَزْدَقُ شِعْرهُ فَقَالَ يَهْجُو مِسْكيْنَ بن عَامِرٍ أَحدَ بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ بن دَارِمٍ وَكَانَ رَثَى زِيَادَ بنَ أَبِيْهِ (¬1): أَمِسْكِيْنُ أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَكَ إِنَّمَا ... جَرَى فِي ضِلَالٍ دَمْعَهَا إِذْ تَحَدَّرَا أَتَبْكِي امْرَأً مِنْ أَهْلِ مَيْسَانَ كَافِرًا ... كَكِسْرَى عَلَى عَدَّائِهِ أَو كَقَيْصرَا أَقُوْلُ لَهُ لَمَّا أتانِي نَعْيُّهُ. البَيْتُ الأَبْلَهُ: [من البسيط] 3412 - أَقُوْلُ مِنْ بَعْدِ مَا أَحْبَبْتُ دَوْلَتكُمْ ... أَنافِعِي عِنْدَ لَيْلَى فَرْطُ حُبِّيْهَا القَاضِي: [من الوافر] 3413 - أَقُوْلُ وَقَدْ نَأَوا بُعْدًا وَسُحْقًا ... لِشَرِّ الخَلْقِ فِي شَرِّ البِقَاعِ ¬
بَشَّارٌ: [من الوافر] 3414 - أَقوْلُ وَلَيْلَتِي تَزْدَادُ طُوْلًا ... أَمَا لِلَّيْلِ بَعْدَهُمُ نَهَارُ بَعْدَهُ: جَفَتْ عَيْني عَنِ التَّغْمِيْضِ حَتَّى ... كَأَنَّ جُفُوْنُهَا عَنْهَا قِصَارُ كَأَنَّ جُفُوْنهَا خُزِمَتْ بِشَوْكٍ ... فَلَيْسَ لِوَسْنَةٍ فِيْهَا قَرَارُ عَمْرُو بن الأَهْتَمِ: [من الطويل] 3415 - أَقُوْمُ بِحَقِّ الضَّيْفِ إِنْ قَعِدُوا بِهِ ... وَتَسْمُو لَهُ عِنْدِي يَدٌ وَحُقُوْقُ أَنْشَدَ عُمَارَةُ بن عَقِيْلٍ: [من الطويل] 3416 - أُقَهْقِهُ مَسْرُوْرًا إِذَا أُبْتَ سالِمًا ... وَأَبْكِي مِنْ الإِشْفَاقِ حِيْنَ تَغِيْبُ ابْنُ طَبَاطَبَا: [من الكامل] 3417 - أَقْلَامُكَ اللَّاتِي تَكُفُّ بِهَا الرَّدَى ... وَتُعِدُّها للخَائِفِيْنَ مَعَاقِلَا بَعْدهُ: يَحْكيْنَ قَسَّا إِنْ جَرَيْنَ خِطَابَةً ... وَإِذَا وَقَفْنَ حَكَيْنَ عِيًّا بَاقِلَا خُطَبَاءُ تَرْقَى مِنْ يَمِيْنكَ مِنْبَرًا ... فَوْقَ المَنَابِرِ إِذْ رَقِيْنَ أَنَامِلَا جُنْدٌ يَسِيْرُ إِلَى عَدُوّكَ وَاحِدٌ ... مِنْهَا يَقُوْدُ مِنَ الوَعِيْدِ جَحَافِلَا المُبَارَكُ المُحَرَّزيّ: [من الكامل] 3418 - أَقْلَامُهُ فِيْهَا مُنًى وَمَنِيَّةٌ ... لِلأَوْلِيَاءِ لَهُ وَلِلأَعْدَاءِ بَعْدَهُ: كَسَبَتْ مِنَ الأَجمِ الَّذِي نَشَأَتْ بِهِ ... بَأسَ الأُسُوْدِ وَرِقَّةً فِي المَاءِ ¬
فَكَأَنَّهَا الأَيَّامُ يَجْرِي حُكْمُهَا ... فِي النَّاسِ بِالضَّرَّاءِ وَالسَّرَّاءِ أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الطويل] 3419 - أَقِلَّا فَإِن العَيْشَ مَالٌ وَصِحَّةٌ ... إِذَا عُدِمَا لَمْ يَحْمَدِ العَيْشَ حَامِدُ الصَّابِئ: [من الطويل] 3420 - أَقِيْكَ الرَّدَى إِنَّ اللَّيَالِي كَمَا تَرَى ... تُبَاعِدُ مَا يُرْجَى بِهَا وَتُقَارِبُه بَعْدَهُ: وَلِلْفِكْرِ فِي الغَيْبِ المُرَجَّمِ مَذْهَبٌ ... تُعَارِضهُ مِنْ صَرْفِ دَهْرٍ مَذَاهِبُه إِذَا بَلَغَ التَّقْدِيْرُ مِنهُ إِلَى مَدًى ... أتَاهُ مِنَ المَقْدُوْرِ خِصْمٌ يُغَالِبُه فَمَا لِرُكُوْبِ الحَزْمِ حَظٌّ لِمُخْفِقٍ ... سِوَى أَنَّهُ يَنْجُو مِنَ اللَّوْمِ رَاكِبُه وَمَنْ نَالَ بِالتَّقْرِيْظِ حَظًّا فَإِنَّهُ ... وَإِنْ حَسُنَتْ عُقْبَاهُ عَادَتْ عَلَيْهِ تُعَاتِبُه سَلِ اللَّهَ تَوْفِيْقًا فَإِنَّكَ مُدْرِكٌ ... بِهِ كُلَّمَا عَزَّتْ عَلَيكَ مَطَالِبُه وَلَا خَيْرَ فِي حَزْمٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... مِنَ القَدَرِ الجارِي نَجَاحٌ يُصاحِبُه وَلَا عَارَ إِنْ طَاشَتْ سِهَامُكَ دُوْنَهُ ... إِذَا كَانَ يُزْجِيْهَا مِنَ الرَّأي ثَاقِبُه أَوْسُ بنُ حَجَرٍ: [من الطويل] 3421 - أُقِيْمُ بِدَارِ الحَزْمِ مَا دَامَ حَزْمُهَا ... وَأحرِ إِذَا حَالَتْ بِأَنْ أَتَحَوَّلَا مِسْكِيْنُ الدَّارمِيّ: [من الطويل] 3422 - أُقِيْمُ بِدَارِ الحَزْمِ مَا لَمْ أُهَنْ بِهَا ... فَإِنْ خِفْتُ مِنْ دَارٍ هَوَانًا تَرَكْتُهَا بَعْدهُ: وأصلح جُلَّ المَالِ حَتَّى تَخالَنِي ... شَحِيْحًا وَإِنْ حَقٌّ عَراني [أهنتها] ¬
سَعْدُ بنُ نَاشِبٍ: [من الطويل] 3423 - أُقِيْمُ صَغَا ذِي المَيْلِ حَتَّى أَرُدَّهُ ... وَأَحطِمُهُ حَتَّى يَعُوْدَ الَى القَدرِ البُسْتِيُّ: [من المتقارب] 3424 - أُقِيْمُ عَلَى الوُدِّ ثَبْتَ الجَنَانِ ... فَلَا أَسْتحِيْلُ وَلَا أَضْطَرِب قَيْسُ بن رَفَاعَةَ الأَنْصَارِيّ: [من البسيط] 3425 - أُقِيْمُ نَخْوَتَهُ إِنْ كَانَ ذَا عِوَجٍ ... كَمَا يُقَوِّمُ قِدْحَ النَّبْعَةِ البَارِى الشَّنْفَرِى: [من الطويل] 3426 - أَقِيْمُوا بَنِي أمِّي صُدُوْرَ مَطِيِّكُمْ ... فَإِنِّي إِلَى قَوْمٍ سِوَاكُمْ لأَمِيْلُ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الطويل] 3427 - أُقِيْمُ وَحَظِّي الهَجْرُ عِنْدَ إِقَامَتِي ... وَأَرْحَلُ وَالشَوْقُ المُبَرِّحُ زَادِي [من البسيط] 3428 - أُقِيْمُهُ فَيَزِيْدُ الاعْوِجَاجُ بِهِ ... فَلَا يَزَالُ يَعْوَجُّ لِي مَهْمَا أُقَوِّمُهُ ابْنُ هِنْدُو: [من الطويل] 3429 - أُقِيْمُ لإِصْلَاحِ الوَرَى وَهُوَ فَاسِدٌ ... وَكيْفَ اسْتِوَاءُ الظِّلِّ وَالعُوْدُ أَعْوَجُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 3430 - أَكابِرَنا عَطْفًا عَلَيْنَا فَإِنَّنَا ... بِنَا ظَمَأٌ مُرْدٍ وَأَنْتُمْ مَنَاهِلُ ¬
شفاءَ السمّ والسمّ قاتل ... وَلَو جَاردَتْ شوكُ عذرتُ لعاجَهَا ولكنْ حُرمت الدرَّ والفَرعُ حَافلُ ... فكيف إذا حليتها يحلها تكون وبها حُسُنها وهي عَاطِلُ قبله. وإِنّ المَعُالي يُشَتَرمُ بناؤُهَا ... وَشْيكًا كَمَا قد تُسْتَرمُ المنَازِلُ أَكَابَرنَا البيتُ. وَقَدْ ضمَّنهُ الصَّابئُ فقالَ من أَبَيْاتٍ (¬1). تَنَاسِيتُموهُ وهو للعَهْدِ ذَاكِرٌ ... في الغَيْب مأمون وللحبْل وَاصِلُ يقول لكم وَالوجْد من ضلوعِهِ ... مقيم وقد جمّتُ عَليه البَلابلُ أكابَرنَا عَطفًا عَلينَا البيتُ. أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 3431 - أُكَاتِمُ أَصْحَابِي هَوَاهَا وَلَيْتَنِي ... لِمَا بَيْنَ أَيْدِي المُصْطَلِيْنَ وَقُوْدُ أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الطويل] 3432 - أُكَاتِمُ قلبي رَأَى عَيْنِي وَإِنَّهُ ... لِيَكْتُمَ مِنِّي سرَّ كلِّ خَلِيْلِ وَمِنَ البَابِ قَوْلُ أَوْس بن جَابِرٍ: يُنَادِمُنِي بِمَالِي وَأَرْعَى ... ذَا الأمَانَةِ مَا رَعَانِي عَمْرُو بن جَابِرٍ الحَنَفِيُّ: [من الطويل] 3433 - أُكَاثِرُ أَقْوَامًا عَلَى مُرِّ بغْضَةٍ ... وَأَضْحَكُ فِي وَجْهِ العَدُوِّ المُكَاثِرِ بَعْدهُ: أرِيْهِ ذَا كَمْ مَا يُرِيْنِي وَأَبْتَغِي ... بِهِ فِي غَدٍ خَزْنَ الجُدُوْدِ العَوَاثِرِ ¬
كِلَانَا يرَى أَنْ لَيْسَ فِي الصدْرِ رِيْبَةٌ ... عَلَى حَنَقٍ بيْنَ الشَّرَاشِيْفِ وَاعِرِ وَهُوَ القَائِلُ: أُكَاثِرُهُ وَأَعْلَمُ أَنَّ كلًا. البَيْتُ أَبُو القَاسَمِ المُطَرزِ: [من البسيط] 3434 - أَكْبَرْتُ أَخْبَارَهُ لَمَّا سَمِعْتُ بِهَا ... حَتَّى بَدَا فَرَأَيْتُ النَّاسَ فِي رَجُلِ يَقُوْلُ مِنْهَا: بِكَامِلِ الأَوْصَافِ تَمَّ لَهُ مَا لَمْ ... يَكُنْ قَطّ فِي ظَنٍّ وَفِي أَمَلِ أَكْبَرْتُ أَخْبَارَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مُوَفَّقٌ جَمَعَ اللَّهُ القُلُوْبَ لَهُ ... زَادَهُ بَسْطَةً فِي القَوْلِ وَالعَمَلِ فَنَالَ مَا لَمْ يَنَلْهُ قَبْلُهُ بَشَرٌ ... بِالبَأسِ وَالجوْدِ لا بِالمكْرِ وَالحِيَلِ مَا زَالَ إِقْدَامهُ فِي الرَّوْعٍ يَقْدُمُهُ ... إِلَى أَعَادِيهِ قَبْلَ الكُتبِ وَالرُّسُلِ وَاسْتَخدَمَ الفَلَكَ الدَّوَارَ فهْوَ بِمَا ... يُرِيْدهُ مِنْ جَمِيع النَّاس فِي شُغُلِ أَرْدَى بِهَيْبَتِهِ الأَبْطَالَ مُكْتَفِيًا ... بِهَا عَنِ البِيْضِ وَالخَطِّيَةِ الذُّبُلِ حِّتَى تَقَاصَرَتِ السُّمْرُ الطِّوَالُ أَسًى ... وَكَادَتِ البِيْضُ تَشْكُوْهُ إِلَى الأَسَلِ أَهْدَى لأَعْدَائِهِ وَالحَرْب مَوْقَدَةٌ ... مِنْ قَبْلِ جَيْشِ الوَغَى جَيْشًا مِنَ الوَجَلِ [من الوافر] 3435 - أُكَتِّمُ مَا تَبُوْحُ بِهِ دُمُوْعِي ... وَأَجْحَدُ مَا عَلَيَّ بِهِ شُهُوْدُ بَعْدهُ: شَكَوْتُ صُدَوْدَهُمْ زَمَنًا طَوِيْلًا ... فَلَمَّا تناؤوا قُلْتُ لَوْ دَامَ الصُّدُوْدُ [من الكامل] 3436 - اكْتُمْ مَرَامَكَ مَا اسْتَطَعْتَ فَقَلَّمَا ... تَمَّتْ عَزِيْمَةُ عَازِمٍ لَا يَكْتُمُ بَعْدهُ:
لم تُنْفِذِ الأَقْدَارُ إِلَّا أَنَّها ... بَيْنَ الخَلَائِقِ وَقْتُهَا لَا يُعْلَمُ البَدِيْهِيُّ: [من الخفيف] 3437 - أَكثَرُ المُقْتَفِيْنَ لِلْعِلْمِ وَ ... الآدَابِ فِي ذِلَّةٍ وَفِي إِمْلَاقِ الرَّضِىُّ المُوْسَوِيُّ: [من البسيط] 3438 - أَكْثَرْتُ شِعْرِي وَلَمْ أَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ ... فَسَقَّنِي قَبْلَ أَنْ تَفْنَى الأغَارِيْدُ جَمِيْلُ بُثَيْنَةَ وَيُرْوَى لابنِ الدُّمَيْنَةَ: [من البسيط] 3439 - أَكثَرْتُ مِنْ لَيْتَنِي لَوْ كَانَ يَنْفَعُنِي ... وَمنْ مُنَى النَّفْسِ لَوْ تُعْطَى أَمَانِيْهَا يَقُوْلُ مِنْهَا: لنظْرَةٌ مِنْ سُلَيْمَى اليَوْمَ وَاحِدَةٌ ... أَشْهَى إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيْهَا أَكْثَرْتُ مِنْ لَيتْنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: بَلغ سُلَيْمَةَ أَنِّي لَسْتُ نَاسِيهَا ... وَلَا مُطِيْعٌ بِظهْرِ الغَيْبِ وَاشِيْهَا . . . لِيَ اللَّهُ سَلْمَى كَيْفَ تُعْجِبُنِي ... وَأُخْبِرُ النَّاسَ أَنِّي لا أُبَالِيْهَا . . . لَهَا سِرًّا عَلِمْتُ بِهِ مَا عِشْتُ ... حَتَّى تُجِيْبَ النَّفْسُ دَاعِيْهَا . . . سوء فذودون دَمِي المَوْتُ ... فِي وَصْلِهَا وَالمَوْتُ هجريها قاطعة. كَاتِبُه عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: [من السريع] 3440 - أَكْثَرُ عُمْرِي قَدْ مَضَى بِالجَفَاءِ ... فَاسْمَحْ بِوَصْلٍ مِنْك فِيْمَا بَقِي قَبْلَهُ: قَدْ شَابَ مُذْ فَارَقْتَكُمْ مَفْرقِي ... وَابْيَضَّ فُوْدِي فَمَتَى يَلْتَقِي ¬
مَضَى زَمَانِي بِالمُنَى وَالرَّجَا ... وَمَا حَظَى بِالوَصْلِ قَلْبِي الشَّقِي فَلَيْتَنِي إِذْ لَمْ أَكُنْ دَانِيًا ... مِنْ قُرْبِكِ المَأمُوْلِ لَمْ أُخْلَقِ أَكْثَرَ عُمْرِي قَد مَضى بِالجفَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: واللَّهِ لَو أُعْطِيْتُ مُلْكَ الوَرَى ... مِنْ مَغْرِب الشَّمْسِ المُشَرّقِ بِسَاعَةٍ مِنْكِ لَمَا اخْتَرْتهُ ... فَارحَم وَصِلْ وَاسْتَوْصِ بِي وَارْفقِ نَصْرُ اللَّه بنُ عُنَيْنٍ: [من الطويل] 3441 - أَكُدُّ وَيُكْدِي الدَّهْرُ فِي كُلّ مَطْلَبٍ ... فَيَابُؤْسَ دَهْرِي كَمْ أَكُدُّ وَكَمْ يُكْدِي أَعْرَابِيٌّ: [من السريع] 3442 - أُكْرِمُ أَخَاكَ الدَّهْرَ إِنْ عِشْتُمَا ... مَعًا كفَى بِالمَمَاتِ فُرْقَةً وَتَنَائِيَا بَعْدهُ: . . . . . وَمِثْلُ البَيْتِ وَمِنْهُ أَخَذَ قَوْلُ: فَلَا تَسْبِقْ بِهَجْرِكَ رَيْبَ دَهْرٍ ... فَإِنَّ الدَّهْرَ يَفْعَلُ مَا يرِيْدُ. . . العَدَوَانِيُّ: [من الخفيف] 3443 - أكْرِمِ الضَّيْفَ وَالنَّزِيْلَ وَإِنْ بِتُّ ... خَمِيْصًا يَضُمُّ بَعْضِيَ بَعْضِي بَعْدهُ: وَأَرَى الفَارِسَ المُدَجَّجَ بِالرُّمْـ ... ـحِ فَأُلْقِيْهِ لِلْيَدَيْنِ [وَأمضي] [من مجزوء الخفيف] 3444 - أكْرِمِ النَّاسَ يُكْرِمُـ ... ـوْكَ وَإِنْ كُنْتَ مُحْتَقَرُ بَعْدهُ: لَا تهِنْهُمْ فَيَزْدَرُوْ ... كَ وَإِنْ كُنْتَ ذَا خَطَرُ ¬
حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: [من الكامل] 3445 - أكْرِمْ بِقَوْمِ رسولِ اللَّه قائدهُم ... إِذَا تَفَرَّقَتِ الأَهْوَاءُ والشِّيَعُ يقول منها: إِنَّ الذَّوَائِبَ مِن فِهْرِ وإِخْوَتَهُمْ ... قَد بَيَّنُوا سُنَّةً للنَّاسِ تُتَّبَعُ يرضَى بها كلُّ مَنْ كَانَتْ سَرِيرَتُهُ ... تَقْوى الإِله وبالأَمْرِ الذي شَرَعُوا قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا ضرُّوا عَدُوَّهُمُ ... أَو حَاوَلُوا النَّفْع في أَشياعهم نَفَعُوا سَجِيَّةٌ تِلْكَ مِنْهُم غَيْرُ مُحْدَثَةٍ ... إِنَّ الخَلَائِقَ فاعْلَمْ شَرُّهَا البِدَعُ لا يَرقَعُ النَّاسُ ما أَوْهَتْ أَكُفَّهم ... عندَ الدِّفَاعِ ولا يُوهُون مَا رَقَعُوا إن كَانَ في النَّاسِ سَبَّاقُونَ قَبْلَهُمُ ... فَكُلُّ سَبْقٍ لأَدنَى سَبْقِهِم تَبَعُ لا يَجْهَلُونَ وإِن حَاوَلْتَ جَهْلَهُم ... فِي فَضْلِ أَحْلامِهِمْ عَنْ ذَاكَ مُتَّسَعُ خُذْ مِنْهُمُ ما أَتوا عَفْوًا إِذَا غَضِبُوا ... ولا يَكُنْ هَمُّكَ الأَمْرَ الذي مَنَعُوا فَإِنَّ فِي حَرْبِهِمْ فاتْرُكْ عَدَاوتَهُم ... سُمًّا يُشَنُّ عليه الصَّابُ والسَّلَعُ يقول فيها: أَعِفَّةٌ ذُكِرَتْ في الوَحْى عِفَّتُهُمْ ... لا يطبَعُونَ ولا يُردِيهُمْ الطَّمَعُ إِنْ سَابَقُوا النَّاسَ يَوْمًا فَازَ سَبْقُهُم ... وَوَازَنُوا أَهْلَ مَجْدٍ بالنَّدَى متعُوا لا فرح إِنْ هُمْ أصابُوا من عَدُوِّهِمُ ... وإِنْ أُصيبُوا فلا خَورٌ ولا هلعُ [من الكامل] 3446 - أكْرِمِ تَمِيْمًا بِالهَوَانِ فَإِنَّهُمْ ... إِنْ أُكرِمُوا فَسَدُوا عَلَى الإكرَامِ العَطَوِيُّ: [من البسيط] 3447 - أكْرِمِ رَفِيْقكَ حَتَّى يَنْتَهِي السَّفَرُ ... إِنَّ الَّذِي أَنْتَ تُوْلِيْهِ سَيَنْتَشَرُ بَعْدهُ: ¬
وَلَا تَكُنْ كَاللِّئَامِ أَظْهَرُوا ضَجَرًا ... إِنَّ اللِّئَامَ إِذَا مَا سَافَرُوا ضَجِرُوا [من البسيط] 3448 - أكْرِمِ رَفِيْقكَ وَاعْلَمْ حِيْنَ تَصْحَبهُ ... إِنَّ الرَّفِيْقَ أَخٌ مَا ضَمَّهُ السَّفَرُ عُروة بن أُذينة: [من الكامل] 3449 - أكْرِمِ صَدِيْقَ أَبِيْكَ حَيْثُ لَقِيْتَهُ ... وَاحْبُ الكَرَامَةَ مَنْ بَدَا فَحَيَاكَهَا قَبْلهُ: وَتَرَى لَئِيْمَ القَوْمِ يَتْركُ عِرْضهُ ... دَنِسًا وَيَمْسَحُ نَعْلَهُ وَشِرَاكَهَا خَرِقًا إِذَا رَامَ الأُمُوْرَ بِنَفْسِهِ ... مثْل العَدُوِّ لَهَا يَزِيْدُ هِلَاكَهَا أَكْرِمْ صَدِيْقَ أَبِيْكَ. البَيْتُ [من المنسرح] 3450 - [أكسبها] الحُبُّ أَنَّها صُبِغَتْ ... صِبْغَةَ حبِّ القُلُوْبِ وَالحَدَقِ [من الطويل] 3451 - أَكُفُّ الأَذَى عَنْ أُسْرَتِي وَأذُوْدُهُ ... عَلَى أَنَّنِي أجْزِي المقَارِضَ بِالقَرْضِ [من الطويل] 3452 - أَكُفُّ لِسَانَ الدَّمْعِ أنْ يَشْكُو الهَوَى ... كَأَنَّ لِسَانَ السّقْمِ لَا يُحْسِنُ الشَّكْوَى [من البسيط] 3453 - أَكْفِفْ يَمِيْنَكَ عَمَّا أَنْتَ كَاتِبُهُ ... مِنْ المَسَاوِي فَمَا تَأْتِيه مَسْطُوْرُ الطِّرِمَّاحُ بنُ حَكِيم الطَّائِيّ: [من الطويل] ¬
3454 - أَكُلُّ امْرِيءٍ أَلْفَى أَبَاهُ مُقَصِّرًا ... مُعَادٍ لأَهْلِ المَكْرُمَاتِ الأَوَائِلِ [من المتقارب] 3455 - أَكُلَّ امْرِيءٍ تَحْسَبَنَّ امْرَأً ... وَنَارًا توقَّدُ بِاللَّيْلِ نَارَا أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 3456 - أَكُلُّ خَلِيْلٍ هَكَذَا غَيْرُ مُنْصِفٍ ... وَكُلُّ زَمَانٍ بِالكِرَامِ بَخِيْلُ المُمَزَّقُ العَبْدِيُّ: [من الطويل] 3457 - أَكَلَّفْتِنِي أَدْوَاءَ قَوْمٍ تَرَكْتَهُمْ ... فَإِلَّا تَدَارَكنِي مِنَ البَحرِ أَغْرَقِ [من الطويل] 3458 - أَكلِّفُ نَفْسِي عَنْكَ صَبْرًا وَسَلْوَةً ... تَكَلُّفُ مَا لَا يُسْتَطَاعُ شَدِيْدُ قَبْلهُ: فَيَالَيْتَ طَيْفًا خَيّلتهُ لِيَ المُنَى ... وَإِنْ زَادَنِي شَوْقًا إِلَيْكَ يَعُوْدُ أُكَلِّفُ نَفْسِي عَنْكَ صبْرًا وَسَلْوَةً ... وَتَكْلِيفُ مَا لَا يُسْتَطَاعُ شَدِيْدُ كَذَى الرّوَايَةُ تَكْلِيْفُ مَا لَا يُسْتَطَاعُ. وَالجيِّدُ أَنْ يُقَالَ تكلُّفُ مَا لَا يُسْتَطَاعُ لأَنَّ تَكْلِيْفَهُ لَيْسَ بِشَدِيْدٍ عَلَى المُكَلّفِ وَإِنَّمَا جَعَلَ التَّكْلِيْفَ عِوَضَ التَّكَلُّفِ وَهُوَ رَدِيْءُ. السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 3459 - أَكُلُّ قَرِيْبٍ لِي بَعِيْدٌ بِوُدِّهِ ... وَكُلُّ صَدِيْقٍ بَيْنَ أَضْلُعِهِ حِقْدُ المُتُنَبِّيّ فِي كَافُوْرٍ: [من البسيط] ¬
3460 - أَكُلَّمَا اغْتَالَ عَبْدُ السّوْءِ سَيِّدَهُ ... أَو خَانَهُ فله فِي مِصْرَ تَمْهِيْدُ الشَّدَاخُ بنُ يَعْمُرَ، جَاهِلِيٌّ: [من المنسرح] 3461 - أَكُلَّمَا حَارَبَتْ خُزَاعَةَ تَحْدُوْنِي ... كَأَنِّي لأُمِّهِمْ جَمَلُ قَبْلهُ: قَاتِلِي القَوْمَ يَا خُزَاعَ وَلَا ... يَدْخُلُكُمْ مِنْ قِتَالِهِمْ فَشَلُ القَوْمُ أَمْثَالُكُمْ لَهُمْ شعرٌ فِي الرَأ ... سِ لَا يُنْشَرُونَ وَإِنْ قُتِلُوا أَكُلَّمَا حَارَبَتْ خُزَاعَةُ. البَيْتُ البَبَّغَاءُ: [من الوافر] 3462 - أَكُلُّ وَميْضِ بَارِقَةٍ خَلُوْبُ ... أَمَا فِي الدَّهْرِ شَيْءٌ لَا يُرِيْبُ بَعْدهُ: أَبَى لِي أَنْ أَقُوْلَ الهَجْرُ عِرْضٌ ... بَعِيْدٌ أَنْ تُجَاوِزُهُ العُيُوْبُ كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 3463 - أَكَلَّ هَوَاكِ الطَّرْفَ عَنْ كُلِّ بَهْجَةٍ ... وَصُمَّتْ عَنِ الدَّاعِي سِوَاكِ المَسَامِعُ بَعْدهُ: إِذَا حَدَّثَتْنِي النَّفْس بِاليَأسِ تَارَةً ... وَبِالصَّبْرِ أُخْرَى كَذَّبَتْهَا المَطَامِعُ سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من السريع] 3464 - أَلْبَابَ فَانْصِبْ حَيْثُمَا يَشْتَهِي ... صَاحِبُهَا فَهُوَ بِهِ أَبْصَرُ المَعَرِيُّ فِي الخَمْرِ: [من الكامل] ¬
3465 - البَابِليَّةُ رَأْسُ كُلِّ بَلِيَّةٍ ... فَتَوَقَّيْنَّ دُخُوْلَ ذَاكَ البَابِ زَيْنُ الإِسْلَامِ: [من الكامل] 3466 - البَحْرُ أَنْتَ سَمَاحَةً وَفَصَاحَةً ... وَالدُّرُّ يُنْثَرُ مِنْ يَدَيْكَ وَفِيْكَا بَعْدهُ: وَالبَدْرُ أَنْتَ صبَاحَةً وَمَلَاحَةً ... وَالخَيْرُ مَجْمُوْعٌ لَدَيْكَ وفِيْكَا * * * وَمِنْ بَابِ (البَحْرِ) قَوْلُ مهْيَارَ (¬1): البَحْرُ مَنْ خَلَّفَهُ خَلْفَهُ ... لَمْ يَنْتَفِعْ بِالوَشلِ النَّاضِبِ قَدْ قُلْت لِلخَابِطِ خَلْفَ المُنَى ... مُبَاعِدًا قَارِبْ بِنَا قَارِبِ الأُخَيْطَلُ فِي مَرِيْضٍ: [من البسيط] 3467 - البَدْرُ وَالشَّمْسُ مَوْجُوْدٌ كُسُوْفُهُمَا ... وَلَيْسَ يُوْجَدُ فِي الشّعْرَى وَلَا زُحَلِ قَبْلَهُ: قَدْ قُلْتُ حِيْنَ رَأيْتُ الوَعْكَ يبغضُهُ ... كَذَى بِلَوْنِ اهْتِزَازِ البيْضِ وَالأَسَلِ مَا حَتَّ مِنْ غصْنِكَ الرَّيَانِ مِنْ وَرَقٍ ... إِلَّا الهَشِيْم هَشيْم القَوْلِ وَالعَمَلِ انْهَض لعَلَّكَ مِنْ عَثْرٍ وَمِنْ زلَلٍ ... مُسَلِّمًا لِبَنِي الحَاجَاتِ وَالأَمَلِ كَمْ مِنْ أَمَانِي وَآمَالٍ مُؤَمّنَةٍ ... عَلَى دُعَاءِ رَجَاءٍ فِيْكَ مُبْتَهِلُ البَدْرُ وَالشَّمْسُ مَوْجُوْدٌ كُسُوْفَهُمَا. البَيتُ [من مخلع البسيط] 3468 - البِرُّ مِنْ مُبْغِضٍ عُقُوْقٌ ... وَالسَّبُّ مِمَّنْ تُحِبُّ بِرُّ ¬
التِّرْمذِيُّ: [من المنسرح] 3469 - أَلْبِسْ أَخَاكَ عَلَى تَصَنُّعِهِ ... فَلَرُبَّ مُفْتَضِحٍ عَلَى النَّصِّ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لِمُحَمَّد بن مُحَمَّد الورَّاقِ المَعْرُوْفِ بِالتُّرْمُذِيّ: لَا يَغْلِبَنَّكَ غَالِبُ الحِرْصِ ... وَاعْلَمْ بِأَنَّ النَّاسَ فِي نَقْصِ الْبِسْ أَخَاكَ عَلَى تَصَنُّعِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَا كِدْتُ أَفْحَصُ عَنْ أَخِي ثِقَةٍ ... إِلَّا ذَمَمْتُ عَوَاقِبَ الفحصِ العِزّ فِي طَرَفِ القَنُوْعِ إِذَا ... قَنِعَ الفَتَى وَالذُّلُّ فِي. . . . . أَعْرَابِيَّةٌ: [من الكامل] 3470 - أَلْبَسْتَنِي نِعَمًا خَلَعْتُ بِهَا ... عَنِّي ثِيَابَ مَذَلَّةِ الفَقْرِ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الكامل] 3471 - أَلْبَسْتَنِي نِعَمًا رَأَيْتُ بِهَا الدُّجَى ... صُبْحًا وَكنْتُ أَرَى الصَّبَاحَ بَهِيْمَا قَالَ المُفَضَلُ كَانَ مِنْ حَدِيْثِ بَيْهَسٍ الملقب بِنعَامَةَ وَهُو رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ بن دُبْيَانَ بن نَغِيْصٍ وَكَانَ سَابِعَ سَبْعَةِ أُخْوَة فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ نَاسٌ مِنْ أَشْجَعَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُمْ حَرْبٌ وَهُمْ فِي إِبْلِهِمْ فَقَتَلُوا منْهمِ سِتَّةً وَبَقِيَ بَيْهَسُ وَكَانَ يحمّق وَكَانَ أَصْغَرَهُمْ فَأَرَادُوا قتلَهُ ثُمَّ قَالُوا وَمَا نَرِيْدُ مَنْ قَتَلَ هَذَا يَجِبُ عَلَيْكُمْ بِرَجُلٍ وَلَا خَيْر فِيْهِ فَتَركُوْهُ فَقَالَ دَعُوْنِى أتَوَصّلُ مَعَكُمْ إِلَى الحَيِّ فَإِنَكمْ إِنْ تَرَكْتُمُونِي وَحْدِي أَكَلَتْنِي السّبَاعِ وَقَتَلَنِي العَطَشَ فَفَعَلُوا فَأَقْبَلَ مَعَهُمْ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ نَزَلُوا فَنَحَرُوا خَرُوْفًا فِي يَوْمٍ شدِيْد الحَرِّ فَقَالُوا ظَلِّلُوا لَحْمكمْ لَا يفسد فَقَالَ بَيْهَسٌ لَكِنْ بِالأتْلاتِ لَحْمٌ لا يُظَلّل. فَذَهَبَتْ مَثَلًا فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ قَالُوا إِنَّهُ لَمُنْكَرٌ وَهَمُّوا أَنْ يَقْتُلُوْهُ ثُمَّ تَرَكُوْهُ وَظَلُّوا يَشْوُوْنَ مِنْ لَحْمِ الجُزُوْرِ وَيَأْكُلُوْنَ فَقَالَ أَحَدَهُمْ مَا أَطْيَبَ يَوْمنَا وَأَخْصَبَهُ فَقَالَ بَيْهَسٌ لَكِنْ عَلَى تَلْدِحَ عَجْفَى. فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا ثُمَّ انشَعَبَ طَرِيْقهم فَأَتَى أُمُّه فَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ قَالَتْ فَمَا جَاءَنِي بِكَ مِنْ بين ¬
أُخْوَتكَ قَالَ بَيْهَسٌ لَو خُيِّرْتِ لاخْتَرْتِ. فَذَهَبَتْ مَثَلًا ثُمَّ أَنَّهُ عَطَفَ عَلَيْهِ وَرَقَّتْ لَهُ فَقَالَ النَّاسُ لَقَدْ أَحَبَّتْ أُمُّ بَيْهَسٍ بَيْهَسًا فَقَالَ ثكلُ أزَاء معها ولدًا أي اعْطِفْهَا عَلَى وَلَدٍ فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا. ثُمَّ أَنَّ أُمّهُ جَعَلَتْ تُعْطِيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ ثِيابَ أُخْوَتهِ فَيَلبَسُهَا وَيَقُوْلُ يا حَبَّذَا التُّرَاثُ لَوْلَا الذُّلَّة. فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا ثُمَّ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى ذَلِكَ مَا شاَءَ اللَّهَ فَمَرَّ بِنُسْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ يُصْلِحْنَ امْرَأَةً مِنْهنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَهْدَيْنَهَا لِبَعْضِ القَوْمِ مِمَّنْ قَتَلُوا أخْوَتَهُ فَكَشفَ ثَوْبهُ عَنْ أُسْتِهِ وَغَطَّى بِهِ رَأسَهُ فَقُلْنَ لَهُ مَا تَصْنَعُ يا بَيْهَسُ. أَلبِسْ لكَلِّ حَالَةٍ لَبُوْسَهَا. البَيْتُ. . . النساءُ مِنْ كِنَانَةَ وَغَيْرهَا فَصَنَعْنَ لَهُ طَعَامًا فَجَعَلَ يَأكُلُ وَيَقُوْلُ: حَبَّذَا كثْرَةُ الأَيْدِي فِي غَيْرِ طَعَامٍ فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا فقالت أُمُّهُ لَا يَأخُذُ هَذَا بِثَأرٍ أَبَدًا. . . الكتابة لا تأمَنِي الأَحْمَقَ وَفِي يَدِهِ سِكِّيْنٌ فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا. ثُمَّ أَنَّهُ أُخْبِرَ أَنَّ نَاسًا مِن أَشْجَعٍ فِي غَارٍ يَشْرَبُوْنَ فِيْهِ فَانْطَلَقَ بِحَالِهِ إِلَى أَبِي حَنَشٍ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي غَارٍ فِيْهِ ظِبَاءٌ وَيُرْوَى هَلْ لَكَ فِي غَنِيْمَةٍ بَارِدَةٍ فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا. فَانْطَلَقَ بَيْهَسٌ بِخَالِهِ حَتَّى أَقَامَهُ عَلَى فَمِ الغَارِ ثُمَّ دَفَعَ أَبَا حَنَشٍ فِي الغَارِ. . . يا أَبَا حَنَشَ فَقَالَ بَعْضَهُمْ إِنَّ أَبَا حَنَشَ لَبَطَلٌ. فَقَالَ أَبُو حَنَشٍ مُكْرَهٌ أَخُوْكَ لَا بَطَلٌ فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا. الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الكامل] 3472 - أَلْبَسْتَنِي نِعَمًا عَلَى نِعَمِ ... وَرَفَعْتَ لِي نَارًا عَلَى عَلَمِ بَعْدهُ: وَعَلَوْتَ بِي حَتَّى مَشِيْتَ عَلَى ... بُسُطٍ مِنَ الأَعْنَاقِ وَالقِمَمِ فَلأَشْكَرُنَّ نَدَاكَ مَا شَكَرَت ... خضرَ الرِّيَاضِ صنَائِعَ الدِّيَمِ عَلِيُّ بن زَيْدٍ: [من البسيط] 3473 - الْبِسْ جَدِيْدكَ إِنِّي لَابسٌ خَلَقِي ... وَلَا جَدِيْدَ لِمَنْ لَا يَلْبَسُ الخَلَقَا [من البسيط] 3474 - الْبِسْ جَدِيْدكَ وَاعْلَمْ حِيْنَ تَلْبَسُهُ ... أَلَّا جَدِيْدَ لِمَنْ لَا يَلْبَسُ الخَلَقَا ¬
[من الكامل] 3475 - الْبِسْ قَمِيْصَكَ مَا اهْتَدَيْتَ لِجَيْبِهِ ... فَإِذَا أَضَلَّكَ جَيْبُهُ فَاسْتَبْدِلِ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من ال] 3476 - أَلْبَسَكَ اللَّهُ فِي اخْتِلَافِ الجدِيْدَيْنِ ... ثِيَابًا مِنْ حِفْظِهِ جُدَدَا بَعْدهُ: وَحَالُك اليَوْمَ فَوْقَ حَالك بِالأَمْـ ... ـسِ وَأَرْجُو لَكَ المَزِيْدَ غَدَا لَا جَعَلَ اللَّهُ لِلرَّدَى سَبَبًا ... فِيْك وَلَا لِلأذَى عَلَيْكَ يَدَا وَحَالَفَ السُّوْءُ مَنْ أَرَادَ بِكَ السُّوْ ... ءَ وَإِنْ لَمْ يَرُدْهُ مُعْتَمِدَا بَيْهَسُ المُلَقَّبُ بِنَعَامَةَ: [من الرجز] 3477 - الْبِسْ لِكُلِّ حَالَةٍ لَبُوْسهَا ... نَعِيْمَهَا يَوْمًا وَيَوْمًا بُوْسَهَا [من السريع] 3478 - أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثِيَابَ العُلا ... فَلَمْ تَطُلْ عَنْهُ وَلَمْ تَقْصُرِ قَبْلهُ: فَتًى إِذَا عَدَّتْ تَمِيْمٌ مَعًا ... سَادَاتهَا عَدّوه بِالخُنْصرِ ألبَسُهُ اللَّهُ. البَيْتُ [من المنسرح] 3479 - أَلْبَسَهُ اللَّهُ مِنْ مَوَاهِبِهِ ... أَكْرَمَ مَا يُكْتَسَى مِنَ الحُلَلِ أَبُو تَمَّامٍ: [من المنسرح] ¬
3480 - القُرْبُ مِنْهُمُ بُعْدٌ مِنَ الرّوْحِ وَالـ ... ـوَحْشَةُ مِنْ مِثْلِهِمْ هيَ أُنْسُ [من الكامل] 3481 - البَغْلُ فِيْهِ لِمَنْ يُمَارِسُهُ ... صَبْرُ الحِمَارِ وَقُوَّة الفَرَسِ يَزِيْدُ بنُ الحَكَمِ: [من مجزوء الكامل] 3482 - البَغْيُ يَصْرَع أَهْلَه ... وَالظّلْمُ مَرْتَعُهُ وَخِيْمُ أَوَّلُهَا: يَا بَدْرُ وَالأَمْثَالُ يَضْرِبُهَا ... لِذِي اللّبِّ الحَكِيْم فَاعْلَمْ بُنَيَّ فَإِنَّه ... بِالعِلْمِ يَنْتَفِعُ العَلِيمُ إِنَّ الأُمُوْرَ صغِيْرُهَا مِمَّا ... يُهِيْجُ بِهِ العَظِيْم وَالبَغْيُ يَصرَعُ أَهْلُهُ. البَيْتُ محمودٌ الوَرَّاقُ: [من البسيط] 3483 - التِّيْهُ مَفْسَدَةٌ لِلدِّيْنِ مَنْقَصةٌ ... لِلعَقْلِ مَجْلَبَةٌ للذَّمِّ وَالسَّخَطِ بَعْدهُ: مَنْعُ العَطَاءِ وَبَسْطُ الوَجْهِ أَجْمَلُ ... مِنْ بَذْلِ العَطَاءِ بِوَجْهٍ غيرُ مُنْبَسِطِ وَلَهُ أَيْضًا: [من البسيط] 3484 - التِّيْهُ مَفْسَدَةٌ لِلدِّيْنِ مَنهَكَةٌ ... لِلعِرْضِ مَنقَصَةٌ لِلْعَقْلِ فَانْتَبِه قَبْلهُ: لَا تَشْرَهُنَّ فَإِنَّ الذُّلَّ فِي الشَّرَهِ ... وَالعُزُّ فِي الحلْمِ لَا فِي الطَّيْشِ وَالسَّفَهِ ¬
وَقُلْ لِمُعْتَصِمٍ بِالتِّيْهِ مِنْ حَمَقٍ ... لَوْ كُنْتَ تَعْقِلُ مَا فِي التِّيْهِ لَمْ تَتِهِ التِّيْهُ مَفْسَدَةٌ. البَيْتُ الحُشَيْشُ بن عَبْدِ اللَّهِ الوِدَاعِيُّ: [من الكامل] 3485 - الثَّوْبُ يَبْلَى ثَمَّ يُشْرَى غَيْرُهُ ... وَالعِرْضُ بَعْدَ هَلَاكِهِ لَا يُشْتَرَى قَبْلهُ: عَجَبًا عَجِبْتُ لِمَنْ يُدَنِّسُ عِرْضِهِ ... وَيَصُوْنُ حُلّتَهُ يُوقِّيْهَا الأَذَى الثَّوْبُ يَبْلَى. البَيْتُ وَيُرْوَيَانِ لِلأَسْعَرِ الجعْفِيِّ. [من الطويل] 3486 - أُلَجِّجُ قَعْرَ البَحْرِ القُطُ دُرُّهُ ... وَأَنْثُرُهُ بَعْدَ العَنَاءِ عَلَى البَحْرِ خَلَفٌ الأَحْمَرُ: [من المتقارب] 3487 - أَلَجُّ لِجَاجًا مِنْ الخُنْفُسَاءِ ... وَأُزْهَى إِذَا مَا مَشَى مِنْ غُرَابِ أَنْشَدَ الحَاتِمِيُّ: [من الكامل] 3488 - الجَدْبُ يَقْطَعُ عَنْكَ غَربَ لِسَانهِ ... فَإِذَا اسْتَشَرَّ رَأيْتَهُ بَرْبَارَا وَقَوْلهُ: الجَدْبُ يَقْطَعُ عَنْكَ غَربَ لِسَانِهِ. البَيْتُ هَذِهِ مِنْ أَبْيَاتِ المَعَانِي. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَد بن يَحْيَى: اجْتَمَعْتُ مَعَ ابنَ سَعْدَانِ الرَّاوِيَةِ فَقَالَ: أَسْأَلُكَ؟ قُلْت: نَعَمْ. قَالَ: مَا مَعْنَى قَوْلُ الشَّاعِرِ: الجدبُ يَقْطَعُ عَنْكَ. البَيْتُ. فَقُلْتُ: الفَقْرُ يَقْطَعُهُ عَمَّا يكرَهُ فَإِنْ اسْتَغْنَى لَمْ يَقُمْ بِهِ وَلَمْ يَقُمْ لَهُ وَالاشْرَارَةُ نَحْوَ المِائَةِ مِنَ الإِبْلِ وَالبَرْبَرَةُ الصِّيَاحُ وَالجَّلْبَةُ وَالاشْرَارَةُ كَانَ صَاحِبُها إِذَا مَلَكَهَا شرَ وَبَطَرَ. فَقَالَ لِي: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ بَقِيَ فِي الزَّمَانِ مَن يُحْسِنُ هَذَا. ¬
لُغْدَةُ الأَصْفَهَانِيُّ: [من الكامل] 3489 - الجَدُّ أَنْهَضُ بِالفَتَى مِنْ عَقْلِهِ ... فَانْهَضْ بِجَدٍّ فِي الحَوَادِثِ أَو ذَرِ - بعده وإِذَا تعرت الأمُورُ قَارَحُهَا واستَأنفِ الأَمَر الذَي لم يغم مَا أقربَ الأشياءَ حينَ يسُوقُها قدرَ أمر لم تقدر ويُروَى لعبْد اللَّه بن يزيد الهلالي. وسَلْ العلي تكنَ لبيبًا مثلَهُ مَن تَبعٍ في عُلْمٍ يُلب يَمهُرْ وتحدث العلم الذي تعني بهِ، الآخر في علم بغير تَدَبُّرِ منه، وفرت المرءِ غيرُ مُقصْرِ ذهَبَ الرَجال المقتَدى بِفعالهِمِ والمُنْكِرونَ لِكُلِّ أَمِرْ مُنْكَرِ، وبَقيتُ في خلفٍ يُزْنُ بعضَهُم بعَضًا ليدفع مُعورُ عن مُغورِ اثني إن عز الرجال بهمة، سأصوره الرجل السميع المُبْصر نفي لكل نصيب في ميدان فإذا نصب. أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 3490 - الجِدُّ شِيْمَتُهُ وَفِيْهِ فكَاهَةٌ ... طَوْرًا وَلَا جِدٌّ لِمَنْ لَمْ يَلْعَبِ وَلَهُ أَيْضًا يَصِفُ شِعْرِهِ: [من البسيط] 3491 - الجِدُّ وَالهَزلُ فِي تَوْسيع لُحْمَتِهَا ... وَالنُّبْلُ وَالسُّخْفُ وَالأَشْجَانُ وَالطَّرَبُ بَعْدهُ: لَا يَرْتَقِي مِنْ خَفِيّ الكُتبِ رَوْنَقُهَا ... وَلَمْ تَزَل تَسْتَقِي مِنْ بَحْرِهَا الكُتُبُ الإمَامُ الشَّافِعِيُّ رحمه اللَّهُ: [من الكامل] 3492 - الجِدُّ يدْنِي كُلَّ شَيْءٍ شَاسِع ... وَالجَدُّ يَفْتَحُ كُلَّ بَاب مُغْلَقِ حَدَّثَ ابْنُ خَالوِيْهِ النَّحَوِيُّ قَالَ حَدَثنا أَبُو العَبَّاسِ الأَزْرَقِ قَالَ: أَتَيْتُ الشَّافِعِيَّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ: يا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سَتُمَنَّ بِهَذَا الفِقْهِ فَتَأخُذُ الجَوَائِزَ والأَرْزَاقَ ¬
السَّنِيَّةَ، ونحن لَيْسَ لنَا إِلَّا هَذَا الشِّعْرِ وَقَدْ جِئتَ تُدَاخِلُنَا فِيْهِ وَالآنَ جِئْتُكَ بِأَبْيَاتٍ إِنْ أَجَزْتُهَا تِبْتُ مِنَ الشِّعْرِ وَإِنْ عَجَزْتَ عَنْهَا تَتُوْبُ فَقَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ إِيْهٍ. قَالَ ابن خَالَوِيْهِ: وَالعَرَبُ إِذَا أَمَرَتْ قالت إِيْهٍ وَإِذَا نَهَتْ قَالَتْ إِيْهًا وَإِذَا اسْتَبْطَأَتْ قَالَتْ آهًا وَإِذَا تَوَجَّعَتْ قَالَتْ وَاهًا قَالَ أَبُو العَبَّاسِ فَأَنْشَدْتَهُ (¬1): مَا هِمَّتِي إِلَّا مُقَارَعَةُ العِدَى ... خَلق الزَّمَانُ وَهِمَّتِي لَمْ تَخْلَقِ وَالنَّاسُ أَعْيُنهمْ إِلَى سَلْبِ الغِنَى ... لَا يَسْأَلُوْنَ عَنِ الحِجَى وَالأَوْلَقِ لَكِنَّ مَنْ رُزِقَ الحِمَى حُرِمَ الغِنَى ... ضِدَّانِ مُفْتَرِقَانِ أَيَّ تَفَرُّقِ لَو كَانَ بِالحِيَلِ الغِنَى لَوَجَدْتَنِي ... بِتُخُوْمِ أَقْطَارِ السَّمَاءِ تَعَلُّقِي فَقَالَ الشَّافِعِيُّ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أَلَا قُلْتَ كمَا أَقُوْلُ ارْتجَالًا (¬2): إِنَّ الَّذِي رَزَقَ اليَسَارَ وَلَمْ يُصِبْ ... حَمْدًا وَلَا أَجْرًا لَغَيْرُ مُوَفَّقِ الجَّدُّ يُدْنِي كَلّ شَيْءٍ شَاسِعٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإِذَا سَمِعْتَ بِأَنَّ مَجْدُوْدًا أَتَى ... مَاءً لِيَشْرَبُهُ فَغَاضَ فَحَقِّقِ وَمِنَ الدَّلِيْلِ عَلَى القَضَاءِ وَكَوْنهِ ... بُؤْسُ اللَّبِيْبِ وَطِيْبِ عَيْشِ الأَحْمَقِ [من البسيط] 3493 - الجرْحُ يَبْرَأ وَلَكِنْ كُلَّمَا نَظَرَتْ ... عَيْنُ المَرِيْضِ إِلَيْهِ يَشْتَكِي الوَجَعَا [من الخفيف] 3494 - الجفَاءُ القَبِيْحُ أُحْسَنُ عِنْدِي ... مِنْ بَغِيْضِ الخِطَابِ للإِخْوَانِ مَنْصُورُ النمريّ: [من البسيط] 3495 - الجُوْدُ أَخْشَنُ مَسًّا يَا بَنِي مَطَرٍ ... مِنْ أَنْ تَبَزَّ كُمُوْهُ كفُّ مُسْتَلِبِ ¬
بَعْدهُ: مَا أَعْلم النَّاسَ إِنَّ الجوْدَ مَدْفَعَة ... لِلذَّمِّ لَكِنَّهُ يَأتِي عَلَى النَّشَبِ قَالَ بَعْضُ الأَجْوَادُ: إِنَّا لنَجِدُكُمَا كَمَا نَجِدُ البُخَلَاءِ وَلَكِنَّا نُبصرُ وَهُمْ لَا يُبْصرُوْنَ. [من البسيط] 3496 - الجُوْدُ طَبْعُكَ وَالآمَالُ أَنْتَ لَهَا ... فَمَا أَقُوْلُ وَأَنْتَ الجوْدُ وَالكَرمُ أَبُو الخَطَّابِ الهُذلِيُّ: [من البسيط] 3497 - الجُوْدُ طَبْعٌ وَمَا يَسْطِيْعُهُ أَحَدٌ ... إِلَّا امْرُؤٌ وَالِدَاهُ الدِيْنُ وَالكَرَمُ الحَسَنُ بن سَهْلٍ: [من البسيط] 3598 - الجُوْدُ طَبْعِي وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَالُ ... وَكَيْفَ يَسْمَحُ من بِالدَّيْنِ يَحْتَالُ بَعْدهُ: وَشِيْمَتِي فِي العَطَايَا لَا تُزَايِلُنِي ... وَلَيْسَ مَا أَشْتَهِي بِهِ المَالُ قَصَدَ رَجُلٌ لِلحَسَنِ بن سَهْلٍ فِي حَالِ عُسْرِهِ فَاسْتَمَاحَة فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُ مَطْلَبَهُ فَعَاتَبَه فَقَالَ لِلحَسَن: الجُوْدُ طَبْعِي. البَيْتَانِ [من السريع] 3499 - الجُوْدُ كُلُّ الجوْدِ فِي رِجْلِهِ ... فَإِنْ تَعَدَّى فَإِلَى فِيْهِ أنْشَدَ الشَّمْشَاطِيُّ: [من مجزوء الكامل] 3500 - الجُوْدُ مِنْ كَرَمِ الطَّبِيْعَه ... وَالمَنُّ مَفْسَدَةُ الصَّنيعَه أَحْمَد بن أَبِي طَاهِرٍ: [من البسيط] 3501 - الجُوْدُ مِنْهُ عِيَانٌ لَا ارْتيَابَ بِهِ ... إِذْ جُوْدُ كُلِّ جَوَادٍ عِنْدَهُ خَبَرُ ¬
[من البسيط] 3502 - الجُوْدُ وَالغُوْلُ وَالعَنْقَاءُ ثَالِثَةٌ ... أَسماءُ أَشْيَاءَ لَمْ تُخْلَقْ وَلَمْ تَكُنِ العَقْلُ وَالجوْدُ وَالعَنْقَاءُ ثَالِثَةٌ ... أَسْمَاءُ فِي الخَلْقِ لَمْ تُخْلَقْ وَلَمْ تَكُنِ * * * وَمِنْ بَابِ (الجوزة) قَوْلُ الصَّارِمِ: لَمْ تَحْزِم العَامَّةُ قَوْلهَا ... كَمِثْلِ مَا لَمْ يُحْزم النَّابِغَه الجَّوْزَةُ الخَاوِيَةُ الفَارِغَةُ ... تَمِيْلُ نَحْوَ الجوْزَةِ الفَارِغَه [من السريع] 3503 - الجَهْلُ فِيْمَنْ لَيْسَ يَدْرِي بِهِ ... جَهْلٌ وَعِلْمٌ فِي الَّذِي يَدْرِي قَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ: الجهْل مُصِيْبَةٌ لَا يُؤْجَرُ صَاحِبُهَا عَلَيْهَا. وَقَالَ آخَرُ: غَضَبُ الجاهلِ فِي قَوْلِهِ، وَغَضبُ العَاقِلِ فِي فِعْلِهِ. وَقَالَ آخَرُ: لِسَانُ الجاهلِ مِفْتَاحُ حَتفهِ. ابْنُ وَكِيْعٍ: [من الرجز] 3504 - الجَهْلُ يُنْبُوْعُ مَسَرَّاتِ الفَتَى ... وَالعَقْلُ يُنْبُوْعُ الهُمُوْم وَالفِكَر الجَهْلُ يُنْبُوْعُ مَسَرَّاتِ الفَتَى. البَيْتُ قَبْلَهُ: قَوْلُ أَبِي مُحَمَّد الحُسَن بن عَلِيّ بن وكِيعْ التَّنِّيْسِيّ مِن قَصِيْدَةٍ فِي وَصْفِ الرَّقْصِ: وَالنِّسْكُ فِي عَصْرِ الصِّبَى كَأَنَّهُ ... مِنْ قُبْحِهِ خَلْعُ العِذَارِ فِي الكِبَر يَا لَائِمًا تَعْذُلُنِي فِي طَرَبِي ... حَسْبُكَ قَدْ أَكْثَرْتَ مِن هَذَا العَذَر أَعْرِفُ فَضْل العَقْلِ إِلَّا أَنَّهُ ... لَيَعِيْشُ فِي آثْرِهِ عَيْنُ الكَدَر العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من الكامل] 3505 - الحُبُّ أَمْلَكُ لِلفُؤَادِ بِقَهْرِهِ ... مِنْ أَنْ يُرَى لِلسِّرِّ فِيْهِ نَصِيْبُ ¬
قَبْلهُ: مَنْ كَانَ يَزْعَمُ أَنَّ مَنْ سَيَكْتُمُ حُبَّهُ ... حَتَّى يُشَكَّكُ فِيْهِ فَهُوَ كَذُوْبُ الحُبُّ أَقْتَل لِلْفُؤَادِ بِقَهْرِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِذَا بَدَا سِرُّ اللَّبِيْبِ فَإِنَّهُ ... لَمْ يَبْدَ إِلَّا وَالفَتَى مَغْلُوْبُ إِنِّي لأَبْغِضُ عَاشِقًا مُتَحَفِّظًا ... لَنْ تَهمْهُ أَعْيِنٌ وَقَلُوْبُ وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لأَبِي حَفْصٍ عِمْرُو بن زَيْدِ الشَّطْرَنْجِيّ وَهُوَ البَيْتُ. أَبُو حَيَّانَ البَصْرِيُّ: [من الكامل] 3506 - الحُبُّ أَوَّلُ مَا يكُوْنُ بِنَظْرَةٍ ... وَكَذَا الحَرِيْقُ بَدَاؤُهُ بِشَرَارَه [قَبْلهُ: ] يَا صاحِبيَّ دَعَا المَلَامَ وَاقْصُرَا ... تَرْكُ الهَوَى يَا صاحِبيَّ خسَارَه كَمْ لُمتُ قَلْبِي كَي يَفِيْقَ فَقَال لِي ... لَجَّتْ يَمِيْن مَا لَها كَفَّارَه أَلَّا أَفِيْقُ وَلَا أُفتِّرُ لَحْظَةً ... إِنْ أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ فَأَنْتَ حِجَارَه الحُبُّ أَوَّل مَا يَكُوْنُ بِنَظْرَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَا مَنْ أُحِبُّ وَلَا أُسَمِّي بِاسْمِهَا ... إِيَّاكِ أَعْنِي إِسْمَعِي يَا جَارَه المَثَلُ: إِيَّاكِ أَعْنِي إِسْمَعِي يَا جَارَة. أَوَّلُ مَنْ قَال ذَلِكَ سَهْلُ بنُ مَالِكٍ الفَزَارِيّ وَذَلِكَ أَنَّهُ خَرَجَ يُرِيْدُ النُّعْمَانَ فَمَرَّ بِبَعْضِ أَحْيَاءِ طَيْءٍ فَسَأَل عَنْ سَيِّدِ الحَيِّ فَقِيْلَ لَهُ حَارِثة بنُ لَامٍ فَأَمَّ رحْلَهُ فَلَمْ يُصِبْهُ شَاهِدًا فَقَالَت لَهُ أُخْتُهُ أَنْزِل فِي الرَّحْبِ وَالسَّعَةِ فَنَزلَ فَأَكْرَمَتْهُ وَأَلْطفَتْهُ ثُمَّ خَرَجَتْ مِنْ خَبَاءٍ فَرَأَى أَجْمَلَ أَهْلِ دَهْرِهَا وَأَكْمَلَهُمْ وَكَانَتْ عَقِيْلَةُ قَوْمِهَا وَسَيِّدَةُ نِسَائِهَا فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ مِنْهَا شَيْءٌ فَجَعَلَ لَا يَدْرِي كَيْفَ يُرْسِلُ إِلَيْهَا وَلَا ¬
مَا يُوَافِقُهَا مِنْ ذَلِكَ فَجَلَسَ بِفَنَاءِ الخَبَاءِ يَوْمًا وَهِيَ تَسْمَعُ كَلَامَهُ فَجَعَلَ يَقُوْلُ مُنْشِدًا (¬1): يَا أُخْتَ خَيْرِ البَدْوِ وَالحَضَارَه ... كَيْفَ تَرِيْنَ فِي فَتَى فَزَارَه أَصْبَحَ يَهْوَى حُرَّةً مِعْطَارَه ... إِيَّاكِ أَعْنِي إِسْمَعِي يَا جَارَه فَلَمَّا سَمِعَتْ قَوْلَهُ عَرفَتْ أَنَّهُ إِيَّاهَا يَعْنِي فَقَالَتْ مَاذَا بِقَوْلِ ذِي عَقْلٍ أَرِيْبٍ ولَا رَأيٍ مُصِيْبٍ وَلَا أَنْفٍ نَجِيْبٍ فَأَقِمْ مَا قُمْتَ مُكَرَّمًا ثُمَّ ارْتَحِلْ إِذَا شِئْتَ مُسَلَّمًا. وَيُقَالُ أَنَّهَا أَجَابَتْهُ نَظْمًا فَقَالَتْ: إِنِّي أَقُوْلُ يَا فَتَى فَزَارَه ... لَا أَبْتَغِي الزَّوْجَ وَلَا الدَّعَارَه (¬2) وَلَا فرَاق أَهْل هَذِي الحَارَه ... فَارْحَلْ إِلَى أهَلِكَ بِاسْتِخَارَه فَاسْتَحْيَا الفَتَى وَقَالَ مَا أَرَدْتُ مُنْكَرًا وأتَاهُ غالب استحب من تصرمها إِلَى تهمته فارتحل. . . . وأكْرَمَهُ فَلَمَّا رَجعَ نَزلَ بِأَخِيْهَا فتطلعت إِلَيْهِ نفسها وَكَانَ جَمِيْلًا. . . . والدَّهْرُ فَانِي بِزَيِّهِ عَلَى مَا تُرِيْدُ فَخَطَبَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَسَارَ بِهَا إِلَى قَوْمِهِ. يُضْرَبُ لِمَنْ يُكَلِّمُ بِكَلَامٍ يُرِيْدُ غَيْرهُ. العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من الكامل] 3507 - الحُبُّ أَوَّلُ مَا يَكُوْنُ ... تَأتِي بِهِ وَتَسُوْقُهُ الأَقْدَارُ بَعْدهُ: الحب أول ما يكون لجاجة. البيت. فَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى المُحِبِّ عَرَفْتَهُ ... فترَى عَلَيْهِ مِنَ الهَوَى آثَارُ حَتَّى إِذَا اقتحَمَ الفَتَى لُججِ الهَوَى ... جَاءتْ أُمُوْرٌ لَا تُطَاقُ كِبَارُ قُلْ مَا بَدَا لَكَ أَنْ تَقُوْلَ فربما ... سَاقَ البَلَاءَ إِلَى الفَتَى المِقْدَارُ عُلَيَّةُ بِنْتُ المَهْدِيِّ: [من الكامل] 3508 - الحُبُّ أَوَّلُ مَا يَكُوْنُ لِحَاجَةً ... فَإِذَا تَمَكَّنَ صَارَ شُغْلًا شَاغِلَا ¬
قَبْلهُ: يَا عَاذِلِي قَدْ كُنْتُ قَبْلَكَ يَا عَاذِلًا ... حَتَّى ابْتَلَيْتُ فَصرْتُ صبًّا نَاحِلَا نَجْمُ الدِّيْنِ بن فَاتِكِ مِنْ أَهْلِ العصر: [من الكامل] 3509 - الحُبُّ ذُلّ لَيْسَ فِيْهِ عِزَّةٌ ... كمْ مِنْ عَزِيْزٍ ذَلَّ وَهُوَ مَشُوْقُ إِسْمَاعِيْلُ القَرَاطِيْسِيُّ: [من البسيط] 3510 - الحُبُّ ليْسَ يُفِتْقُ الدَّهْرَ صَاحِبُهُ ... وإنَّمَا يُصْرَعُ المَجْنُوْنُ فِي الحِيْنِ قَبْلهُ: قَالَتْ جَنَيْتُ على رَأسِي فَقَلْتُ لَهَا ... الحُبُّ أَعْظَمُ مِمَّا بِالمَجَانِينِ الحُبُّ لَيْسَ يُفِيْقُ الدَّهْرَ صَاحِبُهُ. البَيْتُ المُتُنَبِّيّ: [من الكامل] 3511 - الحُبُّ مَا مَنَعَ الكَلَامَ الألسُنَا ... وَأَلَذُّ شَكْوَى عَاشِقٍ مَا أَعْلَنَا الشُّعَرَاءُ مُخْتَلِفُوْنَ فِي تَرْتِيْبِ الحُبِّ كَالهَوَى وَالعِشْقِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَل الهَوَى أَشَدَّ كَمَا قَالَ كُثَيِّرٌ (¬1): هَوًى لَا تطِيْقُ الرَّاسِيَاتُ بِحَمْلِهِ ... فَسَلْ عَنْ ضَعِيْفِ الجسْمِ كَيْفَ احْتِمَالُه وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ الحُبَّ أَشَدَّ كَقَوْلِ (¬2): تَأَثّل حُبُّ عُثْمَةَ فِي فُؤَادِي ... فَبَادِيْهِ معَ الخَافِي يَسِيْرُ وَالصَّوَابُ فِي ذَلِكَ أَنَّ الهَوَى أَوَّلُ وَهُو أَعَمُّ لِوُقُوْعِهِ عَلَى مَا يَهْوَاهُ الإِنْسَانُ وَثَانِيْهِ الحُبُّ وَهُو أَخَصُّ وَأَقْصَاهُ وَالعِشْقُ وَلِهَذَا قَالَ البُحْتُرِيّ (¬3): ¬
فَاليَوْمَ حَارَ بِيَ الهَوَى مِقْدَارهُ ... فِي أَهْلِهِ وَعَلِمْتُ أَنِّي عَاشِقُ وَالاشْتِقَاقُ يُؤَيّدُ ذَلِكَ لأَنَّ الهَوَى من زَوَالِ الشَّيْءِ عَن مَوْضعِهِ وَالحُبُّ مِنْ مُلَازمَةِ المَكَانِ ثُمَّ الانْبِعَاثِ مِنْهُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ (¬1): فَحُبٌّ كَإِحْبَابِ البَعِيْرِ وَإِنَّمَا ... بِهِ أَسَفٌ أَنْ لا يَرَى من يُصَاوِلُه وَالعشْقُ إِنَّمَا هُو العَشَقَةُ وَهِيَ اللَّبْلَابَةُ، كأَنَّ العَاشِقَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِذبُوْلهِ كَمَا تَذْبَلُ اللَّبْلَابَةُ، وَقَالُوا فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: وَلَمْ يَضَعهَا بَيْنَ فَرْكٍ وَعَشَقٌ. أي لَمْ يَضَعْهَا بَيْنَ اطِّرَاحِ وَمُلَازَمَةٍ يُقَالُ عَشِقَ بِالشَّيْءِ إِذَا لَزمَهُ. وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي وَصْفِ الحُبِّ: سَلْنِي عَنِ الحُبِّ يَا مَنْ لَيْسَ يَعْرفُهُ ... مَا أَطْيَبَ الحُبَّ إِلَّا أَنَّهُ نَكِدُ طَعْمَانِ حُلْوٌ وَمُرٌّ لَيْسَ يَعْدِلُهُ ... فِي حَلْقِ صَاحِبِهِ سمٌّ وَلَا شهُدُ [من الطويل] 3512 - أَلَحَّ بهم رَيْبُ الزَّمَانِ كأَنَّمَا ... عَلَى الدَّهْرِ فِيْهِمْ أَنْ يُفَرِّقَهُمْ نَذْرُ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 3513 - أَلَحَّ جُوْدًا وَلَمْ تَضْرُرْ سَحَائِبُهُ ... وَرُبَّمَا ضَرَّ فِي إلْحَاحِهِ المَطَرُ المُتُنَبِّيّ: [من الطويل] 3514 - أَلَحَّ عَلَيَّ السُّقْمُ حَتَّى أَلِفْتُهُ ... وَمَلَّ طَبِيْبِي جَانبِي وَالعَوَائِدُ [من مجزوء الرجز] 3515 - الحَرْبُ إِنْ بَاشَرْتهَا ... فَلَا يكنْ مِنْكَ الفَشَلُ ¬
بَعْدهُ: اصبِرْ عَلَى أَهْوَالِهَا ... لَا مَوْتَ إِلَّا بِالأَجَلْ وُجِدَ هَذَانِ البَيْتَانِ مَكْتُوْبَانِ عَلَى دَرَقَةٍ. عَمْرُو بن مَعْدِ يكَرِب: [من الكامل] 3516 - الحَرْبُ أَوَّلُ مَا تكوْنُ فَتِيَّةً ... تَسْعَى بِزِيْنَتِهَا لِكُلِّ جَهُوْلِ بَعْدهُ: حَتَّى إِذَا وَقَدتْ وَشَبَّ ضرَامُهَا ... عَادَتْ عَجُوْزًا غَيْرَ ذاتِ خَلِيْلِ شَمْطَاءَ جَزَّتْ رَأسَهَا وَتَنَكَّرَت ... مَكْرُوْهَةً فِي الشَّمِّ وَالتَّقبيْلِ أَخَذَهُ الكَمِيْتُ فَقَالَ (¬1): وَللحرْبُ مِثْلُ فَتَاة السُّوْءِ أَوَّلُهَا ... يَدْعُو الغُوَاةَ إِلَيْهَا اللَّمْسُ وَالقُبَلُ تَبْدِي المَحَاسِنَ مِنْ وَرْكَاءَ مَالِئَةٍ ... لِلْعَيْنِ لَا رَوَقٌ فِيْهَا وَلَا بَلَلُ لَا تُصْبِحُ الدَّهْرَ لِلرَّاحِيْنَ صبوتهَا ... إِلَّا تَرَجَّحُ إطْمَاعًا وَتَكْتَحِلُ حَتَّى إِذَا رَكَبُوا مِنْهَا مَرَاكبَهُمْ ... وَلَفَّ بالحقبِ التَّصدِيْرَ مُرْتَحَلُ أَبْدَتْ مَسَاوِئَ مِنْ شَمْطَاءَ وَاضِعَةٍ ... عَنِ الثًّعَامَةِ مِنْهَا العَري وَالنفلُ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الكامل] 3517 - الحَرْبُ تَعْلَمُ أَنَّكمْ آسَادُهَا ... وَالأَرْضُ تَشْهَدُ أنَّكُمْ أَمْطَارُهَا [من المنسرح] 3518 - الحُرُّ حُرٌّ وَإِنْ أَلَمَّ بِهِ ... الضُّرُّ فَفِيهِ العَفَافُ وَالأنفُ قَبْلَهُ: ¬
إِيَّاكَ أَنْ تَحْقِرَ الرِّجَالَ فَمَا ... يُدْرِيْكَ مَاذَا تكنّهُ الصُّدَفُ نَفْسُ الجُّوَادِ الأَبِيّ بَاقِيَةٌ ... فِيْهِ وَلَو كَانَ مَسَّهُ العَجَفُ الحُرُّ حُرٌّ وَإِنْ أَلَمَ بِهِ الضُّرُّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَالنَّدْلُ لَا يُرْتَجَى لِمَكْرُمَةٍ يَومًا ... لِكَوْنِ المِزَاجِ مُخْتَلِفُ منظرهم إِذَا احْتَوَاهُ فَمُ السَّلِّ ... وَدُرٌّ إِنْ ضَمَّهُ الصَّدَفُ [من مخلع البسيط] 3519 - الحُرُّ حُرٌّ وَإِنْ تَعَدَّتْ ... عَلَيْهِ يومًا يَدُ الزَّمَانِ بعده: لَا يَقِف الحُرُّ فِي مَكَانٍ ... يُنْسَبُ فِيْهِ إِلَى الهَوَانِ وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبِي نَصْرُ بن نُبَاتَةَ (¬1): [من مجزوء الكامل] وَالحُرُّ لَيْسَ لَهُ بِدَارٍ ... يُسْتَضَامُ بِهَا إِقَامَه وَكَذَا يَكُوْنُ أَخُو المَظَا ... لِمِ حِيْنَ تَغْشَاهُ الظَّلَامَه * * * المثل: الحر حرّ وإن مسّه الضّرّ. يروى هذا عن أكثم بن صيفي التميمي في كلامٍ له. وكذلك قوله: الحزم سوء الظن بالنَّاس. يروي له أيضًا في كلام وكلاهما لمثل سائر، وكذلك قولهم في المثل: حسن الظن ورطة. البُسْتِيُّ: [من الكامل] 3520 - الحُرُّ طَلْقٌ ضَاحكٌ وَلَرُبَّمَا ... تَلْقَاهُ وَهُوَ العَابِسُ المُتَجَهِّمُ ¬
[من الكامل] 3521 - الحُرُّ يَجْتَنِبُ الهجَاءَ لِشَيْنِهِ ... وَلَكَ الهجَاءُ إِذَا هُجِيْتَ جَمَالُ بَعْدهُ: لَمْ يَبْقَ عَارٌ فِي البَرِيَةِ كُلِّهَا ... إِلَّا وَأَقْبَحُ مِنْهُ فِيكَ يُقَالُ [من البسيط] 3522 - الحُرُّ يَزْدَادُ للإِخْوَانِ تكرِمَةً ... إِنْ نَالَ عِزًّا مِنَ السُّلطَانِ أَو جَاهَا بَعْدهُ: لَيْسَ الكَرِيْمُ الَّذِي إِنْ نَالَ مَنْزلَةً ... أَو نَالَ فَضلًا عَلَى إخْوَانِهِ تَاهَا بَشَّارٌ: [من الرجز] 3523 - الحُرُّ يُلْحَى وَالعَصَا لِلعَبْدِ ... وَلَيْسَ لِلمُحلفِ مِثْلُ الرَّدِّ أوَّلُهَا: وَاهًا لأَسْمَاءَ ابْنَةَ الأشَدِّ قَامَتْ تَرَانِي إِذْ رَأَتْنِي وَحْدِي كَالشَّمْسِ مِنَ الزِّبْرَحِ المُنْقَدِّ ضنَّتْ بِخَدٍّ وَجَلَتْ عَنْ خَدِّ ثُمَّ انْثَنَتْ كَالنَّفْسِ المرْتَدِّ وَصَاحِبٍ كَالدّمَّلِ المُمِدِّ أَرْقَبُ مِنْهُ مِثْل حُمَّى الوَرْدِ حَمَلتهُ فِي رِقْعَةٍ مِنْ جِلْدِي حَتَّى انْطَوَى غَيْرَ فَقِيْدَ الفَقْدِ وَمَا دَرَى مَا رُغْبَتِي مِنْ زُهْدِي ¬
مَا ضَرَّ أَهْلُ النّوْكِ ضِعْفَ الكدِّ وَافَقَ حَظًّا مَنْ سَعَى بِجَدِّ قُلْ لِلزُّبَيْرِ السَّائِلِي عَنْ وَكْدِي الحُرُّ يَلْجَا وَالعَصا لِلْعَبْدِ البَيْتُ وَقِيْلَ الفَرْقُ بَيْنَ الحِرْصِ وَالشَّرَهِ إِنَّ الحِرْصَ شِدَّة الكَدْحِ والإِسْرَافُ فِي الطَّلَبِ. وَالشَّرَهُ اسْتِغْلَال الكِفَايَةِ وَالاسْتِكْثَارُ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ. أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الكامل] 3524 - الحِرصُ دَاءٌ قَدْ أَضَرَّ ... بِمَنْ تَرَى إِلَّا قَلِيْلَا ابْنُ زِرَيْقٍ الكَاتِبُ: [من البسيط] 3525 - الحِرْصُ فِي الرِّزْقِ وَالأَرْزَاقُ قَدْ قُسِمَتْ ... بغْيٌ إِلَّا أَنَّ بَغْيَ المَرْءِ يَصْرَعُهُ عُمَرُ بنُ مَالِكٍ الحَارِثِيُّ: [من البسيط] 3526 - الحِرْصُ لِلنَّفْسِ فَقْرٌ وَالقَنُوعُ غِنًى ... وَالقُوْتُ أَنْ قَنِعَتْ بِالقُوْتِ مُجْرِيْهَا بَعْدهُ: وَالنَّفْسُ لَوْ أَنَّ مَا فِي الأَرْضِ خَيْرَ لَهَا ... مَا كَانَ إِنْ هِيَ لَمْ تَقْنَعْ بِكَافِيْهَا مُسلمُ بنُ الوليد: [من البسيط] 3527 - الحَزْمُ تَخْرِيْقُهُ إِنْ كُنْتَ ذَا حَذَرٍ ... وَإِنَّمَا الحَزْمُ سُوْءُ الظَّنِّ بِالنَّاسِ بَعْدهُ: لَقَدْ أَتَاكَ وقَدْ أَدَّى أَمانَتَهُ ... فَاجْعَلْ أَمانَتَهُ فِي بَطْنِ أَرْمَاسِ الحَزْمُ تَخْرِيْقُهُ. البَيْتُ ¬
كَانَ مُسلِمُ بن الوَليْدِ جَالِسًا بَيْنَ يَدَيّ يَزِيْدُ بن مَزِيْدٍ فَأَتَاهُ كِتَابٌ فِيْهِ مُهِمٌّ لَهُ فُقَرَأَهُ ثَمَّ أَرَادَ القِيامِ فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: الحَزْمُ تَخْرِيْقُهُ. البَيْتَانِ. قَال: فَضَحِكَ يَزِيْدُ وَقَال صَدَقْتَ لَعَمْرِي وَخَرقَ الكِتَابِ ثَمَّ نَهَضَ. [من البسيط] 3528 - الحُسْنُ يَظْهَرُ فِي بَيْتَيْنِ رَوْنَقَهُ ... بَيْتٍ مِنْ الشِّعْرِ أوَ بَيْتٍ مِنَ الشَّعَرِ [من الكامل] 3529 - الحَقُّ أَبْلَجُ مَا يُخِيْلُ سَبِيْلُهُ ... والحقُّ يَعْرِفَهُ أُوْلُو الألبَاب أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 3530 - الحَق أَبْلَجُ وَالسُّيُوْفُ عَوَارِ ... فَحَذَارِ مِنْ أَسَدِ العَرِيْنِ حَذَارِ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من مجزوء الكامل] 3531 - الحَقُّ أَوْسَعُ مِن ... مُعَالَجَةِ الهَوَىُ مَضِيْقِهِ بَعْدهُ: لَا تَعْرِضَنَّ لِكُلِّ أَمْرٍ ... أَنْتَ غَيْرُ مُطِيْقِهِ وَالعيشُ يصلح إِنْ ... مَزَجْتَ غَلِيْظَه بِرَقِيْقِهِ لَا يَخْدَعَنَّكَ زُخْرُفُ ... الدُّنْيَا بِحُسْنِ بَرِيْقِهِ وَلَرُبَّمَا غَصَّ البُخِيْل ... إِذَا استنيلَ بِرِيقِهِ مَكْتُوْبٌ عَلَى قَبْرٍ بِبَعْضِ السَّوَاحِلِ: [من السريع] 3532 - أَلحَقنَا المَوْتُ بِأَبْنَائِنَا ... وَكُلُّ مَنْ عاشَ فَيَوْمًا يَمُوْتُ ¬
[من البسيط] 3533 - الحِلْمُ عِنْدَ ذَوِي الأَحْلامِ مَوعِظَةٌ ... وَبَعْضُهُ لِسَفِيْهِ الرَّأي تَدْرِيْبُ يُقَالُ: الحِلْمُ حِجَابُ الآفَاتِ. وَقَالَ آخَرُ: مَنْ حَلمَ سَادَ وَمَنْ سَادَ قَادَ وَمَنْ قَادَ مَلَكَ. وَقَالَ آخَرُ حِلْمُ سَاعَةٍ يَرُدُّ سَبْعِيْنَ آفَةٍ. نُهَيْكُ بن مَالِكٍ العُشَيْرِيُّ: [من البسيط] 3534 - الحَمْدُ لَا يُشْتَرَى إِلَّا لَهُ ثَمَنٌ ... إِنِّي أَعِيْشُ بِمَالٍ غَيْرِ مَحْمُوْدِ قَدِمَ نُهْيَكُ بنُ كَمَالِكٍ العُشُيْرِيُّ المُلَقَّبُ بِمُنْهِبِ الوَرقِ مَكَّةَ بِعِيْر عليها طَعَامٌ ومتَاعٌ فَأنْهَبَهُ وَقَدْ أَنْهبَ مَالهُ بِعُكَاظِ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ فَعَاتَبَهُ خَالَهُ فَقَالَ (¬1): يَا خَالُ دَعْنِي وَمَالِي مَا فَعَلْتُ بِهِ ... وَخُذْ نَصِيْبكَ مِنِّي إِنَّنِي مُوْد إِنَّ نُهَيْكًا أَبَى إِلَّا خَلَائِقَهُ ... حَتَّى تبيْدَ جِبَالُ الحُرَّةِ السُّوْدِ فَلَنْ أُطِيْعَكَ إِلَّا أَنْ تُخَلِّدنِي ... فانظُر بِكَيْدِكَ هَلْ تَسْتَطِيع تَخْلِيْدِي الحَمْدُ لا يُشرى إِلَّا لَهُ ثَمَنٌ. البَيْتُ وَقَالَ عَلْقَمَةُ بن عُبَيْدَةَ (¬2): الحَمْدُ لا يُشْتَرَى إِلَّا لَهُ ثَمَنٌ ... مِمَّا يَضِنُّ بِهِ الأَقْوَامُ مَعْلُوْمُ صَالِحُ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ: [من البسيط] 3535 - الحُمْقُ مَطْرَحَةٌ لِلهَمِّ مَفْرَجَة ... وَفِي عَوَاقِبِهِ مَا يُورثُ التَّرَحَا بَعْدهُ: وَقَلَّمَا أَنْتَ رَاءٍ ذا الحِجَى أَشرًا ... أَو مُسْتَطِيْلًا بِشَيْءٍ سَرَّهُ فَرَحَا ¬
[من الكامل] 3536 - الحَيُّ يَكْذِبُ لَا صَدِيْقَ لِمَيِّتٍ ... لَوْ كَانَ يَصْدُقُ مَاتَ حِيْنَ يَمُوْتُ قَبْلَهُ: يَا مُؤْنسًا سَكَنَ الثَّرَى وَبَقِيْتُ ... لَوْ كُنْتُ أنصفُ إِذَا بَلِيْتَ بَلِيْتُ الحَيُّ يَكْذِبُ لَا صَدِيْقَ لِمَيِّتٍ. البَيْت وَبَعْدَهُ: يَا قَبْرُ مَاذَا قَدْ حَوَيْتَ فَتِهْ بِهِ ... ضَمَّنْتَ مَنْ قَدْ أَحْبَبْتُهُ وَهَويْتُ لَوْ كَانَ يَعْمَى فِي البُكَاءِ مُفَارِقٌ ... مِنْ طُوْلِ مَا أَبْكِي عَليْكَ عَمِيْتُ مَلَّ الأَحِبَّةُ زَوْرتي فَجُفيْتُ ... وَبَقَيْتُ فِي دَارِ البَلَى فَنُسِيْتُ وَكَذَاكَ يَنْسَى الحَيُّ مَنْ سكَنَ الثَّرَى ... وَيَملُّهُ الإِخْوَانُ حِيْنَ يَفُوْتُ [من مشطور الرجز] 3537 - الخَارِبُ اللّصُّ ... يُحِبُّ الخَارِبَا [من البسيط] 3538 - الخُبْزُ عِنْدَهُمُ في يَوْمَ بَيْدَرِهِ ... أَعَزُّ مِنْ نُوْرَةٍ فِي عَهْدِ بَلْقِيْسِ هَذَا يُذَمُّ بِالشُّحِّ وَذلِكَ إِنَّ النُّوْرَةَ لَمْ تَكُنْ تُعْرَفُ فِي عَهْدِ بَلْقِيْس يَقُوْلُ كَمَا أَنَّ النُّوْرَةَ فِي هَذَاكَ العهد غيْر مَوْجُوْدَةٌ فخبْزُهَا وَلَاءٍ أعزَّ وُجُوْدًا أَنْ يُرَى فِي زَمَانِ الرَّبيع وَكُثْرَةِ الحَبِّ بِالبَيْدَرِ. [من الكامل] 3539 - الخَطُّ كَالمِرْآةِ تُبصِرُهُ ... فَتَرَى مَحَاسِنَ صُوْرَة الأَدَبِ قَوْلُهُ: الخَطُّ كَالمرْآةِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هُو وَحْدَهُ حَسَبٌ يُصالُ بِهِ ... لَو لَمْ يَكُنْ إلَّاهُ مِنْ حَسَبِ ¬
مَا زِلْتُ أُنْفِقُ فِيْهِ مِنْ ذَهَبٍ ... حتَّى جَرَى فَكَتَبْتُ بِالذَّهَبِ وَيَقْرَبُ مِنْهُ فِي ذِكْرِ الخَطِّ قَوْلُ آخَر (¬1): يَمِيْسُ مِنْ خَطِّهِ القِرْطَاسُ فِي حُلَلٍ ... كَأَنَّمَا الحِبْرُ فِيْهَا يَنْشِرُ الحِبَرَا فَكُلّمَا حَالَ طَرْفُ الطَّرْفِ فِي طَرفٍ ... مِنْهَا رَأَى طَرَفًا مِنْ حُسْنِهِ أُخَرَا وَكُلّمَا زَرَعَتْ أَقْلَامهُ سَبْحًا ... فِي الطِّرْسِ أَنْبَت مِنْهَا لَفْظهُ دُرَرَا وَفِي القَلَمِ قَالَ آخَر: - يَرَاعٌ إِذَا أَبْكَيْتَهُ ضَحِكَ النَّدَى ... وَسَيْفٌ إِذَا أَضْحَكْتهُ بَكَنِ العِدَى . . . إنِ اعْتَدَى قط رأسِهِ وَشيمهُ ... هَذَا قط رَأسُ مَنِ اعْتَدَى وَقَالَ آخَر: هُو الخَطُّ لا حل لَدَيْهِ وَلَا رَبْطُ ... وَلَا أَحدٌ يُعْطِيْكَ حَظًّا وَلَا خَطُّ مَا العلْمُ وَالآدَابُ إِلَّا مَفَاتِحٌ ... كَأَرْضٍ بِهَا خَصْبٌ وَأَرْضٍ بِهَا قَحْطُ تحطُّ صُرُوْفَ الدَّهْرِ كَلَّ مُهَذَّبٍ ... وَترْفَعُ نَدْلًا لا يُسْتَحَقُّ لَهُ الخَطُّ فلا خيَرْ في الدُّنْيَا وَلَا في نَعِيْمهَا ... إِذَا حطّتِ البَازَاتُ وَارْتَفَعَ البَطُّ * * * قال أبو الطَّيِّب محمد بن إسحاق بن يَحْيَى بن الأعرابي النحوي المعروف بالوشاء في كتاب (زهرة الرياض وأنسى القلوب المراض): حدثني محمد بن موسى قال: حدثنا عمر بن شبّه، قال: حدّثنا رجاء بن سهل قال: حدّثنا أبو اليمان عن عاصم بن مهاجر عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وآله وسلم. الخط الحسن يزيد الحقَّ وضوحًا. ¬
ورُويَ عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الأهتم قال: قال أي: عقول الرجال في أطراف أقلامها. [من البسيط] 3540 - الخَطُّ يَبْقَى زَمَانًا بَعْدَ صَاحِبِهِ ... وَلَا مَحَالَةَ أَنَّ الخَطَّ يَنْدَرِسُ [من مجزوء الكامل] 3541 - الخَلْقُ كُلُّهُمُ عَيَالُ ... اللَّهِ تَحْتَ ظِلَالِه بَعْدهُ: فَأحِبُّهُمُ طُرًّا إلَيْه ... أَبرَّهُمْ بِعِيَالِه أَبُو العتَاهِيَةِ: [من المنسرح] 3542 - الخَلْقُ يَمْضِي يَؤُمُّ بَعْضُهُمُ ... بَعْضًا فهم تَابِعٌ وَمَتَّبَعُ [من السريع] 3543 - الخِلُّ لَا يَصْبِرُ عَنْ خِلِّهِ ... أكثَرَ مِنْ يَوْمٍ وَيَوْمَيْنِ امْرُؤُ القَيْسِ: [من البسيط] 3544 - الخَيْرَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَمَا غرَبَتْ ... مُعَلَّقٌ بِنَوَاصِي الخَيْلِ مَعْصُوْبُ قَالَ الفَقِيْرُ إِلَى اللَّهِ تَعَاَلَى كَاتِبُهُ أيدمر عَفَا اللَّهُ عَنْهُمَا وَغَفَرَ لَهُ وَلِكَافَةِ المُسْلِمِيْنَ: رَأَيْتُ فِي لَيْلَةِ الثَّلَاثَاءِ سَابع عَشَرَ مِنْ شَوَّال سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَسِتّمَائِةِ الهِلَالِيَّةِ فِي المَنَامٍ كَأَنَّنِي أتَلَقَنَ هَذَا الدُّعَاءَ وَهُوَ اثْنَي عَشَرَةَ كَلِمَةٍ وَهُوَ: اللَّهُمَّ افتحْ لنَا بِخَيْرٍ وَاخْتُم لنَا بِخيْرٍ وَأَحْيِنَا بِخَيْرٍ وَأَمِتْنَا بِخَيْرٍ وَاهْدِنَا لِلخَيْرِ وَأعِنَّا عَلَى عَمَلِ الخَيْرِ وَاجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَحَبِّبْ إِلَيْنَا أَهْلَ الخَيْرِ وَاجْعَلْ عَاقِبَتنَا إِلَى خَيْرٍ، مِنْكَ نَدَاءَ الخَيْرِ وإليكَ ¬
يَعُوْدُ الخَيْرِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. أَبُو العتَاهِيَةِ: [من السريع] 3545 - الخَيْرُ مِمَّا لَيْسَ يَخْفَى هُوَ ... المَعْرُوْفُ وَالشَّرُّ هُوَ المُنْكَرُ عَبيدُ بنُ الأبرص: [من الكامل] 3546 - الخَيْرُ لَا يَأتِيْكَ مَجْتَمِعًا ... وَالشَّرُّ يَسْبِقُ نَيْلُهُ مَطَرَه بَعْدهُ: لَا شَيْءَ إِلَّا الدَّهْرُ غَالِبُهُ ... وَالدَّهْرُ لَا يَعْصِي الَّذِي أَمَرَه وَيُرْوَى لأبي زبَيْدٍ الطَّائِيّ. وله أيضًا: [من البسيط] 3547 - الخَيْرُ يَبقَى وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ ... وَالشَّرُّ أَخْبَثُ مَا أَوْعَيْتَ مِنْ زَادِ قَوْلُ: عَبيْدٍ: (الخَيْرُ يَبْقَى). البَيْتُ زَعَمُوا أَنَّ النّعْمَانَ بن المُنْذِرِ جَلَسَ للنَّاسِ ذَاتَ يَوْمٍ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَدَخَلَ عَبيْدُ بن الأَبْرَصِ الأَسَدِيّ فِيْمَنْ دَخَلَ فَقَالَ النّعْمَانُ مَنْ قَائِل هَذَا البَيْتِ: الخَيْرُ يَبْقَى وَإن طَالَ الزَّمَانَ بِهِ. قَالَ عَبيْدُ أَبَيْتَ اللَّعْنِ خَرَجْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي حَاجَةٍ مَعَ صَاحِبٍ لِي أُرِيْدُ الشَّامَ فَلَمَّا كنَّا فِي بَعضِ الطَّرِيْقِ إِذَا نَحْنُ بِشُجَاعٍ يَتَضَوَّرُ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ وَالعَطَشِ فَقَالَ لِي صَاحِبي هَلْ لَكَ أَنْ تَمُرَّ بِهِ فَتَطَاءَهُ بِرِجْلِكَ قُلْتُ هُو مِنِّي إِلَى غَيْرِ هَذَا أَحْوَجُ وَلَكِنِّي أَمُرُّ بِهِ فَأرْسنُ عَلَيْهِ أَدَوَاتِي هَذِهِ قَالَ أَترَاكَ فَاعِلًا فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَأفْرَغتُ عَلَيْهِ أَدَوَاتِي فَاسْتَرَاحَ وَانْسَابَ فَلَمَّا قَضَيْتُ حَاجَتِي وَانْصَرَفْتُ بَلَغْتُ ذَلِكَ المَكَانِ فَحَطَطْتُ رِجْلِي وَأَنَخْتُ رَاحِلَتِي وَنمْتُ فَبَيْنَا أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ واليَقْظَانِ إِذَا بِهَاتِفٍ يَهْتُفُ بِي وَهُو يَقُوْلُ (¬1): مَا حَوْلَهُ مِنْ ذِي رَشَادٍ يَصْحبُه ... دُوْنكَ هَذَا البَكْر عَنَّا فَاركَبُه ¬
حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ تَخَلَّى غَيْهَبُه ... وَأَقْبَلَ الصُّبْحُ وَغَابَ كَوْكَبُه فَحُطَّ عَنْهُ رَحْلَهُ وَسِيْبُه. فَانْتَبَهْتُ فَإِذَا أَنَا بِنَاقَةٍ فَرَكِبْتُها لَزَمْتُ طَرِيْقِي فَسَارَتْ بِي فِي لَيْلَةٍ مَسِيْرَةَ لَيالٍ فَلَمَّا بَلَغتُ مَأمَنِي قَامَتْ بِي فَعَلِمْتُ أَنَّهَا مَأمُوْرَةٌ فَحَطَطْتُ عَنْهَا رِحْلِي وَخَلَيْتُ سَبيْلهَا فَلَمَّا مَرَّتْ غَيْرَ بَعِيْدٍ أَنْشَأتُ أَقُوْلُ (¬1): يَا أَيُّهَا البَكْرُ قَدْ أَنْجَيتِ مِنْ كُرَبٍ ... وَمِنْ فيَافٍ تُضِلُّ المُدْلَجُ الهَادِي ألَا تُخَبِّرُنَا بِالحَقِّ مَعْرِفَةً مَنْ ذَا ... الَّذِي جَادَ بِالمَعْرُوْفِ فِي الوَادِي ارْجع سَلِيْمًا فَقَدْ بَلَغْتَ مَأمَنَنَا ... بُوْرِكْتَ مِنْ ذِي سَنَاءٍ رَائِحٍ غَادِ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَهُو يَقُوْلُ (¬2): إِنَّ الشُّجَاعَ الَّذِي أَبْصَرْتَهُ رَمَقًا ... وَاللَّهِ يَكْشِفُ هَمَّ المُكْرَبِ الصَّادِي وَجُدْتَ بِالمَاءِ لَمَّا ضَنَّ صَاحِبُهُ ... رَوَّيَتْ ظِمْئًا وَلَمْ تُوْلَعْ بِإِنْكَادِ الخَيْرُ يَبْقَى وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ ... وَالشَّرُّ أَخْبَثُ مَا أَوْعَيْتَ مِنْ زَادِ البَيْتُ وَعَبِيْدُ هَاهُنَا مِنْ فُحُوْلَةِ شُعَرَاءِ الجَّاهِلِيَّةِ قَدِيْمٌ وَهَذَا البَيْتُ أَشْرَدُ مَثَلٍ قِيْلَ فِي مَعْنَاه. يُقَالُ وَعَيْتُ العُلُوْمَ أي جَمَعْتُهَا فِي سَمَعِي وَأَوْعَيْتُ المتَاعَ فِي الوِعَاءِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (جَمَعَ فَأَوْعَى). ابْنُ زُرَيْق الكَاتِبُ: [من البسيط] 3548 - الخَيْرُ يَبقَى وَيَفْنَى مَا سِوَاهُ وَكَمْ ... قَدْ كَانَ قَبْلكَ مُلْكٌ فَانْقَضَى وَمَضَى قَبْلهُ: اسْمَعْ لِنُصْحِي وَلَا تَغْضَبْ عَلَيَّ ... فَمَا أبْغِي بِقَوْلي لَا مَالًا وَلَا عِوَضا الخَيْرُ يَبْقَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فِي هَذِهِ الدَّارِ فِي هَذَا الرَّوَاق عَلَى ... هَذَا السَّرِيْرِ رَأَيْتُ المُلْكَ. . . ¬
المُتُنَبِّيّ: [من البسيط] 3549 - الخَيْلُ وَاللَّيْلُ وَالبَيْدَاءَ تَعْرِفُنِي ... وَالحَرْبُ وَالضَّرْبُ وَالقِرْطَاسُ وَالقَلَمُ قَرِيْبٌ مِنْ هَذَا قَوْلُ إِسْمَاعِيْلُ بن. . . (¬1): إِنْ شِئتَ تَعْلَمُ فِي الآدَابِ مَنْزِلَتِي ... . . . . . . . . . . . . فَالحَرْفُ وَالسَّيْفُ وَالإِرْهَاقُ يَشْهَدَ لِي ... . . . . . . . . . . وَإِنَّمَا أَخَذَهُ أَبُو الطَّيِّبِ مِنْ قَوْلِ نَاهِضِ الكلابي: الخَيْلُ تَعْرِفُنَا وَالبِيْضُ وَالأَسَلُ. [من البسيط] 3550 - الدَّارُ جَنَّةُ عَدْنٍ إِنْ عَمِلْتَ بِمَا ... يُرْضِي الإِلَهَ وَانْ قَصَّرْتَ فَالنَّارُ وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ حصين حُذَيْفَة بن بَدْرِ الفَزَارِيّ (¬2): الدَّهرُ آخِرُهُ شِبْهٌ بِأَوَّلِهِ ... قَوْمٌ كَقَوْم وَأَيَّامٌ كَأَيَّامِ وَقَوْلُ أَبِي العُمَرِ الرَّازِيّ (¬3): الدَّهْرُ مِنْ شَرْطِهِ أَنْ لَا يَدُوْم لَهُ ... مَا يَحْتَوِيْهِ الفَتَى مِنْهُ وَمَا يَمِقُ وَقَوْلُ أَبِي عِيْسَى للخَلِيْفَةِ: الدَّهْرُ إِنْ وَهَبَ اسْتَرَدَّ فَجُوْدُهُ ... كَالمَنْعِ لَو يَتَأمَّلُ المُتَأَمِّلِ [من الكامل] 3551 - الدَّهْرُ أَبْلَانِي وَمَا أَبْلَيْتُهُ ... وَالدَّهْرُ غَيَّرَنِي وَمَا يَتَغَيَّرُ بَعْدهُ: وَالدَّهْرُ قَيَّدَنِي بِحَبْلٍ مُبْرَمٍ ... فَمَشَيْتُ فِيْهِ وَكُلُّ يومٍ يَقْصرُ ¬
أَخَذَهُ مِنْ قَوْل أَبِي الطَّمْحَانِ القيْنِيّ (¬1). حَنَتْنِي حَانِيَاتُ الدَّهْرِ حَتَّى ... كَأَنَّنِي حَابِلٌ أَدْنُو لِصيْدِ قرنت الخَطْوَ يَحْسَبُ مَنْ رَآنِي ... وَلَسْتُ مُقَيَّدًا إِنِّي بِقَيْدِ إبراهيمُ الغزّي: [من الكامل] 3552 - الدَّهْرُ أَدَّبَنِي وَهَذَّبَ شِيْمَتِي ... بِصُرُوْفِهِ والدَّهْرُ خَيْرُ مُؤَدِّبِ بَعْدَ قَوْلِهِ: خَيْرُ مُؤَدِّبِ وَأَجَادَ مَوْعِظَتِي فَكَانَ صُمَاتُهُ ... فِي الوَعْظِ أَبْلَغَ مِنْ فَصَاحَةِ يَعْرُبِ يَا مَنْ رَأَى بِالفَضْلِ فَخْرِي بَاذِخًا ... لَوْلَا عمَاكَ رَأَيْتَ فَخْرَ الفَضْلِ بِي العَقْلُ عُنْصُرُهُ الحَيَاءُ وَفَرْعُهُ ... كَرَمُ السَّجِيَّةِ وَانْتِحَابُ المَذْهَبِ وَالرُّزْقُ يَطْرُقُ نَائِمًا عَفْوًا بِلَا ... سَبَبٍ وَيَغْلِبُ حِيْلَةَ المُتَسَبِّبِ قَوَامُ الدِّيْنِ بن زَبَادَةَ: [من البسيط] 3553 - الدَّهْرُ أَنْتَ ويَوْمُ العِيْدِ مِنْكَ وَمَا ... فِي العُرْفِ أَنَّا نُهَنِّيْ الدَّهْرَ بِالعِيْدِ سَعِيْدُ بنُ حُمَيْد الكَاتِبِ: [من ال] 3554 - الدَّهْرُ أَوْلَى مَنْ صَبَرْتَ ... لَهُ من رَنَقِ المَشَارِبِ [من البسيط] 3555 - الدَّهْرُ تَحْنُقُ أَحْيَانًا قِلَادَتُهُ ... إِذَا خُنِقَتْ فَلَا تَضْجَرْ وَلَا تَثِبِ بَعْدهُ: حَتَّى يُوَسِّعُهَا دَهْر لِمُدَّتِهِ ... فَقَدْ يَزِيْدُ خِنَاقًا كُلُّ مُضْطَرِبِ ¬
ابن أَبِي البَغلِ: [من الكامل] 3556 - الدَّهْرُ حَرْبُ ذَوِي المَحَامِدِ وَالحِجَى ... حَتَّى كأَنَّ عَدُوَّهُ مَنْ يَفْهَمُ بَعْدهُ: لَوْ كُنْتُ أَجْهَلُ مَا أَقُوْلُ لَسَرَّني ... جَهْلٌ كَمَا قَدْ سَاءنِي مَا أَعْلَمُ الصَّعْوَ يَرْتَعُ فِي الرِّيَاضِ وَإِنَّمَا ... حُبسَ الهِزَارُ لأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ البُسْتِيُّ: [من خلع البسيط] 3557 - الدَّهْرُ خَدَّاعَة خَلُوْب ... وَصفْوُهُ بِالأَذَى مَشُوْبُ قَوْلهُ: مَشُوْبٌ بَعْدَهُ وَأَكْثَرُ النَّاسِ فَاعْتَزِلهُمْ ... قَوَالِبٌ مَا لَهَا قُلُوْبُ فَلَا تَغُرَّنْكَ اللَّيَالِي ... فَبَرْقُهَا خُلَّبٌ كَذُوْبُ فَفِي قفَا أُنْسِهَا كَرُوْبُ ... وَفِي حَشَا سِلْمِهَا حُرُوْبُ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: [من البسيط] 3558 - الدَّهْرُ خِدْنٌ مُصَافٍ ذَا مُخَادَعَةٍ ... لَا يسْتَقِيْمُ عَلَى حَالٍ لإنْسانِ بَعْدهُ: حُلْو وَمُرٌّ وَجَمَّاعٌ وَذُو فُرَقٍ ... بَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ قُطَّاعٌ لأَقرَانِ الصَّابِئ: [من مجزوء الكامل] 3559 - الدَّهْرُ خَوَّانٌ وَلَكِنْ ... كَمْ سَعِيْدٍ لَمْ تخُنْهُ بَعْدهُ: وَشَقِيُّ قَوْمٍ قَدْ تَحَرَّزَ ... بِالتَّصوُّنِ لَمْ يَصُنْه ¬
فَاحْذَر مِرَارًا أَنْ يَخُوْ ... نَ وَمَرَّةً لَكَ فَائتَمِنْهُ وَاسْتَبْرِ حَظّكَ بِالتَّغَلُّبِ ... فِي المطَالِبِ وَامْتَحِنْهُ وَابسطْ رَجَاءً قَدْ قَبَضْـ ... ـتَ وثقْ بِرَبِّكَ وَاسْتَعِنْهُ وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ الحَاكِمُ بن دُوْست (¬1): الدَّهْرُ دَهْرُ الجاهِلِيْنَ ... وَسُوْقُ أَهْلِ العِلْمِ فَاتِر لا سُوْقَ أَكْسَدَ فِيْهِ مِنْ ... سُوْقِ المَحَابرِ وَالدَّفَاتِر البُسْتِيُّ: [من مخلع البسيط] 3560 - الدَّهْرُ سلْمٌ لِكُلِّ نَذْلٍ ... لَكِنَّهُ للكرِيْمِ حَرْبُ بَعْدهُ: . . . . . . . وَارِب ... فَحَظُّهُ غَمَّةٌ وَكرْبُ هِمَّتُهُ للسِّمَا سَمْكٌ ... وَخَدُّهُ للتُّرَابِ تِرْبُ [المجتث] 3561 - الدَّهْرُ سِلْمٌ وَحَرْبُ ... وَالعَيْشُ مُرٌّ وَعَذْبُ بَعْدهُ: فَاكْسَبْ لِنَفْسِكَ حَمْدًا ... فَلَيْسَ كَالحَمْدِ كَسْبُ فَلَمْ تدُمْ قَطّ حَالٌ ... فَاخْتِمْ وَطِيْنُكَ رَطْبُ اليُوْسُفِيّ الزَّوْزَنيّ: [من الكامل] 3562 - الدَّهْرُ فَانٍ لَا بقَاءَ لِوَاحِدٍ ... كُلٌّ سَيَفْنَى غيْرُ وَجْهِ الوَاحِدِ بَعْدهُ: مَنَّتْكَ نَفْسَكَ فِيْهِ عَيْشًا بَارِدًا ... هَيْهَاتَ تَضرِبُ فِي جَدِيْدٍ بَارِدِ ¬
البَدِيْعُ الهَمَذَانِيُّ: [من المنسرح] 3563 - الدَّهْرُ فِي صَرْفِهِ لَنَا عَجَبٌ ... يَضْرِبُ بِالبَيْدَقِ الفَرَازِيْنَا بَعْدهُ: كَمْ كسَّرَ الصّخْرَ بِالزُّجَاجِ ... وَكَمْ قَطَّعَ بِالشَّحْمَةِ السَّكَاكِيْنَا القاضي الرَّشِيْدِيّ: [من مجزوء الرجز] 3564 - الدَّهْرُ قَنَّاصٌ وَمَا ... الإنْسَانُ إِلَّا قُبّرَه ابن الأخْوَةِ البَغْدَادِيّ: [من الكامل] 3565 - الدَّهْرُ كَالمِيْزَانِ يَرْقَعُ نَاقِصًا ... أَبَدًا وَيَخْفِضُ زَائِدَ المِقْدَارِ بَعْدهُ: وَإِذَا انتحَى الإِنْصافَ عَادَلَ عَدْلَهُ ... فِي الوَزْنِ بَيْنَ جَدِيْدَةٍ وَنُضَارِ المُتُنَبِّيّ: [من المنسرح] 3566 - الدَّهْرُ لَفْظٌ وَأَنْتَ مَعْنَاهُ ... وَالجُوْدُ كفٌّ وَأَنْت يُمْنَاهُ قَالَ أَبُو الفَضْلُ العَمِيْدِ هَذَا وَأَخُوْهُ أَمْدَحُ بَيْتِي مَا قِيْلَ فِي مَعْنَاهُمَا. [من الكامل] 3567 - الدَّهْرُ لَمْ تَركُدْ رُحَاهُ سَاعَةً ... مُتَلَوِّن ذو أَلْسُنٍ وَوُجُوْهِ القَاضِيّ: [من مخلّع البسيط] 3568 - الدَّهْرُ مُسْتَعْجِلٌ يَخُبُّ ... فَاخْتِمْ وَطِيْنُ الكِتَابِ رَطْبُ بَعْدهُ: ¬
إِنَّ الَّذِي أَنْتَ فِيْهِ حُلْمٌ ... وَسَوْفَ تَنْسَاهُ إِذَا تَهُبّ تَوَقَّ مَكْرُ الزَّمَانِ واحْذَرْ ... وَلَا تَثِقْ فَالزَّمَانُ خَبُّ جَمِيْعُ أَحْوَالِهِ غُرُوْرٌ ... وَجَلَّ مَا نَحْنُ فِيْهِ لعْبُ وَلَيْسَ يَبْقَى عَلَيْهِ شَيْءٌ ... يَكْرَهَهُ المرْءُ أَو يُحِبُّ أبو الغَمْرِ الرَّازِيُّ: [من البسيط] 3569 - الدَّهْرُ مِنْ شَرْطِهِ أَلَّا يَدُوْمُ لَهُ ... مَا يَحْتَوِيْهِ الفَتَى مِنْهُ وَمَا يَمِقُ مُنْقِذ الهِلَالِيُّ: [من الكامل] 3570 - الدَّهْرُ لَاءَمَ بَيْنَ أُلْفَينَا ... وَكَذَاكَ فَرَّقَ بَيْنَنَا الدَّهْرُ [من السريع] 3571 - الدَّهْرُ لَا يَبْقَى عَلَى حَالَةٍ ... لَكِنَّهُ يُقْبِلُ أَو يُدْبِرُ بَعْدهُ: فَإِنْ تَلَقَّاكَ بِمَكْرُوْهِه ... فَاصْبِرْ فَإِنَّ الدَّهْرَ لَا يَصْبِرُ [من الرجز] 3572 - الدَّهْرُ لَا يَبْقَى عَلَى هَزْلٍ وجِدُّ ... واللَّيْلُ حُبْلَى لَيْسَ يُدْرَي مَا تَلِدُ [من الرجز] 3573 - الدَّهْرُ يَسْتَخْدِمُ مَنْ يَسْتَخْدِمُ ... حَتَّى يُذِيْقَ البُؤْسَ مَنْ يُكَرِمُ بَعْدهُ: كَالأَرْضِ لَا تُطْعِمُ مَا فَوْقَهَا ... إِلَّا لِكَي تُطْعِمُ مَا تُطعَمُ ¬
[من الكامل] 3574 - الدَّهْرُ يُعْطِي ثَمَّ يَأخُذُ عَاجِلًا ... وَيَجُوْدُ ثَمَّ يَعُوْدُ فِيْهِ فَيَسْلِبُ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الكامل] 3575 - الدَّهْرُ يَعْلَمُ أننِي زَاحَمْتُهُ ... بِأَشَدَّ مِنْهُ في الشَّدَائِدِ كَاهِلَا يَقُوْلُ مِنْهَا: لَا تَأْنفَنَّ مِنَ العِتَابِ وَقَرْصِهِ ... فَالمِسْكُ يُسْحَقُ كَي يَزِيْدُ فَضَائِلَا مَا حُرِّقَ العُوْدُ الَّذِي أَشْبَهْتَهُ ... خَطَأً وَلَا غَمَّ البَنَفْسَجُ بَاطِلَا [من البسيط] 3576 - الدَّهْرُ يَعْلَمُ أَنِّي لَا أذِلّ لَهُ ... فَكَيْفَ أفْتَحُ بِالشَّكْوَى الَيْكَ فَمَا ابن مَقْلَةَ الوَزِيْرُ: [من الكامل] 3577 - الدَّهْرُ يَلْعَبُ بِالفَتَى فَيَهِيْضُهُ ... طوْرًا وَيَجْبُرُ عَظْمُهُ فَيُرَاشُ بَعْدهُ: وَكَذَا رَأَيْنَا الدَّهْرَ فِي إعْرَاضِهِ ... يَبْرِي وَفِي إِقْبَالِهِ ينتاشُ القَاضِي أَحْمَد بن مُحَمَّد الرَّشِيْدِيّ: [من مجزوء الكامل] 3578 - الدَّهْرُ يَلْعَبُ بِالفَتَى ... لِعْبَ الصَّوَالجِ بِالكُرَه أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من البسيط] 3579 - الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذَا ثَبْتٌ وَذَا زَلَلُ ... وَالعَيْشُ طَعْمَانِ ذَا مُرّ وَذَا عَسَلُ المُتُنَبِّيّ: [من الطويل] ¬
3580 - أَلَذُّ مِنَ الصَّهْبَاءِ بِالمَاءِ ذِكْرُهُ ... وَأَحْسَنُ مِنْ يُسْرٍ تَلَقَّاه مُعْدمُ بَعْدهُ: سَيِّئُ العَطَايَا لَوْ رَأَى نَوْمَ ... عَيْنِهِ مِنَ اللُّؤْمِ إِلَى أَنَّهُ لَا يُنَوَّمُ [من البسيط] 3581 - أَلَذُّ مِنْ نَظَرِ المَعْشُوْق مُبْتَسِمًا ... فِي وَجْهِ عَاشِقِهِ أَو طَالِبٍ ظَفَرَا [من السريع] 3582 - الذِّئْبُ لَا يُؤْمَنُ لَكِنَّهُ ... عَلَيْهِ فِي يُوْسُفَ مَكْذُوْبُ 3583 - الذِّئْبُ يَفرسُ لِلغُرَابِ وَمَا لَهُ ... فِي كُلِّ مَا اخْتَلَسَ الغُرَابُ نَصِيْبُ عَلِيّ بن الجَهمِ في الرَّاجِحِيّ: [من البسيط] 3584 - الرَّاجِحِيُّوْنَ لَا يُوْفُوْنَ مَا وَعَدُوا ... وَالرَّاجِحِيَّاتُ لَا يُخْلِفْنَ مِيْعَادَا الخَلِيع: [من السريع] 3585 - الرَّاحُ تُفَّاح جَرَى ذَائِبًا ... كَذَلِكَ التُّفَّاحُ خَمْرٌ جَمْدُ بَعْدهُ: فَاشْرَبْ عَلَى جَامِدِهَا ذَوْبَهَا ... وَلَا تَدَع لذَّةَ يَوْمٍ لِغَدِ أَبُو نواسٍ: [من الكامل] 3586 - الرَّاحُ طَيِّبَة وَلِيْسَ تَمَامُهَا ... إِلَّا بِطِيبِ خَلَائِقِ الجُلَّاسِ ¬
المُتُنَبِّيّ: [من الكامل] 3587 - الرَّأيُ قَبْلَ شَجَاعَةِ الشُّجْعَانِ ... هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثَّانِي أَبْيَات المُتُنَبِّيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا سَيْفَ الدَّوْلَةِ أَوَّلُهَا: الرَّأيُ قَبْلَ شَجَاعَةِ الشُّجْعَانِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإِذَا هُمَا اجْتَمَعَا لِنَفْسٍ مَرَّةً ... بَلَغَتْ مِنَ العَلْيَاءِ كُلَّ مَكَانِ وَلَرُبَّمَا طَعَنَ الفَتَى أَقْرَانهُ ... بِالرَّأي قَبْلَ تَطَاعُنِ الأَقْرَانِ لَوْلَا العُقُوْلُ لَكَانَ أَدْنَى ضَيْغَمٍ ... أَدْنَى إِلَى شَرَفٍ مِنَ الإنْسَانِ وَلَمَا تَفَاضَلَتِ النُّفُوْسُ وَدَبَّرَتْ ... أَيْدِي الكُمَاةِ عَوَالِيَ المُرَّانِ لَوْلَا سَمِيُّ سُيُوْفِهِ وَمَاؤُهُ ... لَمَّا سُلِلْنَ لَكِنَّ كَالأَجْفَانِ خَاضَ الحِمَامَ بِهنَّ حَتَّى مَا دَرَى ... أَمِنَ احْتِقَارٍ ذَاكَ أَم نِسْيَانِ وَسَعَى فَقَصَّرَ عَنْ مَدَاهُ فِي العُلَى ... أَهْلُ الزَّمَانِ وَأَهْلُ كُلِّ زَمَانِ تَحْذُو المَجَالِسَ فِي البُيُوْتِ وَعِنْدَهُ ... أَنَّ السُّرُوْجَ مَجَالِسُ الفِتْيَانِ وَتَوَهَّمُوا اللَّعِبَ الوَغَا وَالطَّعْن فِي ... الهَيْجَا غَيْرُ الطَّعْنُ فِي المِيْدَانِ خَضَعَتْ لِمنْصلِكَ المَنَاصِلُ عِنْوَةً ... وَأذلَّ دِيْنكَ سَائِرَ الأَدْيَانِ إِنَّ السُّيُوْفَ مَعَ اللَّذِيْنَ قُلُوْبُهُمْ ... كَقُلُوْبِهِنَّ إِذَا الْتَقَى الجمْعَانِ تَلْقَى الحُسَامَ عَلَى جَرَاءَةِ حَدِّهِ ... مِثْلَ الجبَانِ بِكَفِّ كُلِّ جَبَانِ يَا مَنْ يُقَتِّلُ مَنْ أَرَادَ بِسَيْفِهِ ... أَصْبَحْتُ مِنْ قَتْلَاكَ بِالإِحْسَانِ فَإِذَا رَأيْتكَ حَارَ دُوْنَكَ نَاظِرِي ... وَإِذَا مَدَحْتكَ حَارَ فِيْكَ لِسَانِي مَرْوَان بن أَبِي حَفْصَةَ: [من البسيط] 3588 - الرَّأيُ كالسَّيْفِ يَنْبُو إِنْ ضَرَبْتَ بِهِ ... فِي غِمْدِهِ وَإِذَا جَرَّدْتَهُ قَطَعَا ¬
[من البسيط] 3589 - الرَّأيُ كَاللَّيْلِ مُسْوَدٌّ جَوَانِبُهُ ... وَاللَّيْلُ لَا يَنْجَلِي إِلَّا بِإِصْبَاحِ بَعْدهُ: فَاصْمِمْ مَصَابِيْحَ آرَاءِ الرجَالِ إِلَى ... مِصْبَاحِ رَأيكَ تَزْدَدْ فَضلَ مِصْبَاحِ جُريح المُقِلُّ: [من الرجز] 3590 - الرَّجُلُ المُهَذَّبُ ابْنُ نَفْسِهِ ... أَغْنَاهُ فَضْلُ نَفْسِهِ عَنْ فَلْسِهِ بَعْدهُ: كَمْ بَيْنَ مَنْ تُكْرِمهُ لِغَيْرِهِ ... مَنْ تُكْرِمُهُ لِنَفْسِهِ الطُّغْرَائِيُّ: [من البسيط] 3591 - الرِّزْقُ عَنْ قَدَرٍ لا الضِّعْفُ يَنْقِصُهُ ... وَلَا يَزِيْدُكَ مِنْهُ حَوْلُ مُحْتَالِ قَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ: الرِّزْقُ مَقْسُوْمٌ وَمَجْدُوْدٌ فَمَرْزُوْقٌ وَمَجْدُوْدٌ وَالاعْتِدَاءِ فِي الجُّوْدِ أَحْسَنُ مِنَ الاعْتِدَاءِ عَلَى الوُجُوْدِ. قَالَ بَعْضُ العُقَلَاءِ: بِتَقْدِيْرِ أَقْسَام اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِعِبَادِهِ فِي الأَرْزَاقِ اعْتَدَلَ وَإِنَّ العَالِمَ وَثَمَّتَ هَذ الدُّنْيَا وَلَو بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَى فِي الأَرْضِ وَاسْتَغْنَى بَعْضهُمْ عَنْ بَعْضٍ وَفَسَدَ المَعَاشُ وَبَطَلَ التَّسْخِيْرُ. المَعَرِيُّ: [من السريع] 3592 - الرِّزْقُ مَقْسُوْمٌ فَأَيْسِرْ وَلَا ... تَطْلُبْهُ بِالرُّمْحِ وَلَا السَّيْفِ [من مخلع البسيط] 3593 - الرِّزْقُ يَأتِي بِلَا عَنَاءٍ ... وَرُبَّمَا فَاتَ مَنْ تَعَنَّى ¬
قَبْلهُ: إِنِّي أَرَى مَنْ لَهُ قُنُوْعٌ ... يَعْدِلُ مَنْ نَالَ مَا تَمَنَّى الرِّزْقُ يَأتِي بِلَا عَنَاءٍ. البَيْتُ وَقَالَ آخَرُ: الرِّزْقُ بَيْنَ مُقَتّرٍ وَمُوَسَّعِ ... مهْمَا رُزِقْتَ فَمَا لَهُ مِنْ مَدْفَعِ فَاعْتَضْ عَنِ الحِرْصِ الكَثِيْرِ قَنَاعَةً ... تَسْتَغْنِ لَمْ يَسْتَغْنِ مَنْ لَمْ يَقْنَعِ أَبُو تَمَّامٍ: [من المنسرح] 3594 - الرِّزْقُ يُعْطَاهُ غَيْرُ طَالبِهِ ... قَدْ يُحْرِزِ الدُّرَّ غَيْرُ مَجْتَلبِهْ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ: [من الكامل] 3595 - الرِّفْقُ يُمْن وَالأَنَاةُ سِيَادَةٌ ... فَاسْتَأنِ فِي رِفْقٍ تُلَاقِ نَجَاحَا قَوْلُ النَّابِغَةِ: الرِّفْقُ يمْنٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَاليَأسُ عَمَّا فَاتَ يُعْقِبُ رَاحَةً ... وَلَرُبَّ مُطْعَمَةٍ تَعُوْدُ ذُبَاحَا فَاسْتَبْقِ وِدَّكَ لِلصَّدِيْقِ وَلَا تَكُنْ ... قتبًا يَعَضُّ بِغَارِبٍ مِلْحَاحَا البَيْتُ الأَوَّلُ فِيْهِ ثَلَاثة أَمْثَالٍ سَائرَةٍ كَلٌّ مِنْهَا قَائِم بِنَفْسِهِ. فَقَوْلُهُ: الرِّفْقُ يُمْنٌ مَثَلٌ، وَقَوْلهُ الأَنَاةُ سَعَادَةٌ مَثَلٌ آخَرُ، وَقَوْلهُ فَاسْتَأنِ فِي رِفْقٍ مَثَلٌ. فَهَذِهِ ثَلَاثة أَمْثَالٍ فَلَمَّا لَمْ يكَامِلَ نَظَمَ البَيْتَ تَتِمَّةٌ فَزَادَهُ زِيَادَةً لَطِيْفَةً وَأَحْسَنَ بِقَوْلِهِ تُلَاقِ نَجَاحَا. يَقُوْلُ مِنْهَا: لَا خَيْرَ فِي حَزْمٍ بِغَيْرِ رَوِيَّةٍ ... وَالشَّكُّ وَهْنٌ إِذَا أَرَدْتَ سَرَاحَا قَالَ مُحَمَّد بن شُجَاع الأَحْمَرُ: دَخَلْتُ عَلَى المُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ نَصْرُ بن عَلِيّ الحُمْصِيُّ، فَجَعَلَ نَصْرٌ يَحُضُّ المُتَوَكِّلِ عَلَى الرِّفْقِ وَيُوْصِي بِهِ وَالمُتَوَكِّلُ سَاكِتٌ ¬
فَلَمَّا سَكَتَ نَصر قَالَ المُتَوَكِّلُ وَالْتَفَتَ إِلَى القَاضِي يَحْيَى بن أَكْثَمَ فَقَالَ لَهُ أَنْتَ يَا يَحْيَى حَدَّثتنِي عَنْ مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَهَابِ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْشَى عَنْ مُوْسَى بن عَبْدِ اللَّهِ بن يَزِيْدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن هِلَالٍ عَنْ جَرِيْرِ بن عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ حُرِمَ الرِّفْقُ حُرِمَ الخَيْرُ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: الرِّفْقُ يُمْنٌ وَالأنَاةُ سَعَادَةٌ. الأَبيَاتُ. التَّنُوْخِيُّ: [من البسيط] 3596 - الرِّفْقُ يُمْنٌ وَخَيْرُ القَوْل أَصدقُهُ ... وَكَثْرَةُ المَزْحِ مِفْتَاحُ العَدَاوَاتِ وَهَذَا البَيْتُ أَيْضًا مِنْهُ ثَلَاثَةُ أَمْثَالٍ: فَقَوْلهُ (الرِّفْقُ يُمْنٌ) مَثَل، وَقَوْلهُ (وحُرّ القَوْلِ أَصْدَقَهُ) مثل آخَرُ، وَبَاقِي البَيْتِ مَثَلٌ ثَالِثٌ. [من مخلّع البسيط] 3597 - الرِّيْحُ فِي الجوْفِ لَيْسَ عِنْدِي ... لَهَا دَوَاءٌ سِوَى الضُّراطِ المُتَوَكِّلُ اللَّيثِيُّ: [من البسيط] 3598 - الزَّاجِرُوْنَ عَنِ الفَحْشَاءِ جَاهِلَهُم ... إِنَّ الخَنَا لَا يُوَاتِي صَالِحَ الشّيَمِ [من الخفيف] 3599 - إِلزَم الصَّمْتَ مَا وَجَدْتَ زِمَامًا ... لَيْسَ يَجْنِي صَمْتٌ عَليْكَ جِنَايَه ابْنُ زيدون: [من السريع] 3600 - أَلْزَمْتَنِي الذّنْبَ الَّذِي جِئْتَهُ ... صَدَقْتَ فَاصْفَحْ أَيُّهَا المُذْنِبُ قَبْلَهُ: يَا قَمَرًا مَطْلعُهُ المَغْرِبُ ... قَدْ ضاقَ بِي فِي حُبّكَ المَذْهَبُ وَإِنَّ مِنْ أَعْجَب مَا مَرَّ بِي ... إِنَّ عَذَابِي فِيْكَ مُسْتَعْذَبُ ¬
أَلْزَمَتْنِي الدُّنْيَا الَّذِي جِئْتَهُ. البَيْتُ وَلَهُ أَيْضًا فِي المَعْنَى (¬1): وَبِنَفْسِي وَإِنْ أَضَرَّ بِنَفْسِي ... قَمَرًا لا يَنَالُ مِنْهُ السِّرَارُ عَاثِرًا فِي الحِجَالِ يَهْفُو وشَاحَاهُ ... إِذَا عَضَّ حَجْلُهُ وَالسِّوَارُ جَالَ مَاءُ النَّعِيْمِ مِنْهُ بِخَدٍّ ... فِيْهِ لِلْمُسْتَشِفِّ مَاءٌ وَنَارُ مُتَجَنٍّ يَحْلُو تَجَنَيْهِ عِنْدِي ... فَهْوَ يَجْنِي وَمِنِّي الاعْتِذَارُ وهو أبو الوليد عبد اللَّه بن زيدون القرطبي منسوب إلى قرطبة المغرب وزير آل عباد ملوك المغرب. [من السريع] 3601 - أَلْزَمْتَنِي ذَنْبًا وَعَاقَبْتَنِي ... مِنْ قَبْلِ أَنْ تَسْمَعَ لِي عُذْرَا [من مخلع البسيط] 3602 - الْزَمْ مَكَانًا وُلِدْتَ فِيْهِ ... بَيْنَ أَهَالِيْكَ فَهْوَ أَصْوَبُ بَعْدهُ: فَالبَدْرُ بَيْنَ النُّجُوْمِ أَبْهَى ... وَالوَرْدُ بَيْنَ الغُصوْنِ أَرْطَبُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ: السَّبَبُ المَانِعُ رِزْقُ العَاقِلُ ... هُوَ الَّذِي يَسُوْقُ رِزْقُ الجاهلُ المُتنَبِّيّ يَصِفُ شِعْرَهُ: [من الطويل] 3603 - أَلَسْتُ إِذَا مَا قُلْتُ بَيْتًا تَنَاوَحَتْ ... بهِ الرِّيْحُ فِي شَرْقِيِّهَا وَالمَغَارِبِ بَعْدهُ: ¬
يِقَصِّرُ لِلسَّارِيْنَ مِنْ لَيْلَةِ السُّرَى ... وَتَغْدُو عَلَيْهِ بِالقِيَانِ الضَّوَارِبِ الخَوَارِزْمِيُّ: [من الوافر] 3604 - أَلَسْتَ تَرَى اسْتِرَاقَ الدَّهْرِ حَظِّي ... وَكَيْفَ يَعِيْثُ فِي أَدَبِي الخُمُوْلُ بَعْدهُ: أأبْغِي العَوْنَ من وَهُوَ خصْمِي ... كَمَا اسْتَبْكَتْ ضرَائِرَهَا الثّكُوْلُ وَيُرْوَيَانِ لِعَابِدَةَ المُهَلَّبِيَّةِ. ابن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 3605 - أَلَسْتَ تَرَى مَوْتَ العُلا وَالمَحَامِدِ ... وكف دَفَنَّا الخَلقَ فِي شَخْصِ وَاحِدِ بَعْدهُ: وَلِلدَّهْرِ أَيَّامٌ يَسِئْنَ عَوَائِدًا ... وَيُحْسِنَّ إِنْ أَحَسنَّ غَيْرَ عَوَائِدِ وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 3606 - أَلَسْتَ تَرَى يَا صَاحِ مَا أَعْجَبَ الدَّهْرا ... فَذَمًّا لَهُ لَكِنَّ لِلْخَالِقِ الشُّكْرَا بَعْدهُ: لَقَدْ حَبَّبَ المَوْتَ البَقَاءُ الَّذِي أَرَى ... فَيَا حَاسِدًا مِنِّي لِمَنْ يَسْكُنُ القَبْرَا وَسُبْحَانَ رَبِّي رَاضِيًا بِقَضائِهِ ... كَأَنَّ اتّقَايَ الشَّرِّ يُغْرِي بِيَ الشَرَّا [من الطويل] 3657 - أَلَسْتُمْ أَقَلَّ النَّاسِ تَحْتَ لِوَائِهِمْ ... وَأَكثَرَهُم عِنْدَ الذَّبِيْحَةِ وَالقِدْرِ بَعْدهُ: وَمَا أمكم تَحْتَ الخَوَافِقِ وَالكلَى ... بِثَكْلَى وَلَا زَهرَاءُ مِنْ نُسْوَةٍ زُهْرِ ¬
عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ: [من الوافر] 3608 - أَلَسْتُمْ بِالدِّيْونِ إِذَا الْتَقَيْنَا ... وَجَدْنَاكُمْ أَندَّ مِنَ النَّعَامِ جَرِيْرٌ: [من الوافر] 3609 - أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ ركبَ المَطَايَا ... وَأَنْدَى العَالَمِيْنَ بُطُوْنَ رَاحِ يُقَالُ إِنَّ هَذَا البَيْتُ أَمْدَحُ بَيْتٍ قَالَتهُ العَرَبُ لأَنَّهُ جَمَعَ فِيْهِ أَنْوَاع المَمَادِحِ كُلَّهَا لأَنَّ الخَيْرَ يَدْخُلُ تَحْتَهُ كُلُّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاع المَدْحِ مَجْدًا وَكَرَمًا إِلَى أَشْيَاءَ كَثيْرَةً لا تَسْتَوْفِيْهَا الإِطَالَةُ وَلَا تَسْتَغْرِقُها المُبَالغَةُ وَإِنَّمَا أَخَذَ جَرِيْرٌ وَذَلِكَ مِنْ قَوْلِ الأَعْشَى: يَا خَيْرُ مَنْ رَكبَ [المطيَّ ولا] ... [يشربُ] كَأْسًا بِكَفِّ مَنْ بَخُلَا فَقَوْلهُ يَدُكَ الَّتِي تَشْرَبُ بِهَا الكَأسُ ... . . . . . بِالمَمْدُوْحِ. . . . أعْشَى هَمْدَانَ: [من البسيط] 3610 - أَلَسْتَ مُنْتَهِيًا عَنْ نَحْتِ اثْلَتِنَا ... وَلَسْتَ ضَائِرَهَا مَا أَطَّتِ الإِبْلُ بَعْدهُ: كَنَاطِحِ صَخْرَةٍ يَوْمًا لِيَفْلِقَهَا ... فَلَمْ يَضرّهَا وَأَوْهَى قَرْنَه الَوعَلُ [من البسيط] 3611 - السِّرُّ إِفْشَاؤُهُ لَا يُسْتَفَادُ بِهِ ... نُجحٌ وَكِتْمَانُه عَوْنٌ عَلَى الظَّفَرِ قَالَ يَعْمُرَ بن تَوْبَةَ القُشَيْرِي فِي السّرِّ وَكِتْمَانِهِ: إِذَا السّرُّ عِنْدِي مِنْ خَلِيْلٍ تَضَمَّنَتْ ... بِهِ النَّفْسُ لَمْ يَعْلَمْ بِهِ الدَّهْرُ عَالِمُ ثَوَى بَيْنَ أَحْنَاءِ الفُؤَادِ وَضَمَّهُ ... إِلَى القَلْبِ أحْنَاءُ الضُّلُوْعِ الكَوَاتِمِ العَبَّاسُ بن مَرْدَاسٍ: [من البسيط] ¬
3612 - السِّلْمُ تَأَخذُ مِنْهَا مَا نَشِطْتَ لَهُ ... وَالحَرْبُ يَكْفِيْكَ مِنْ أَنْفَاسهَا جُرَعُ يُضْرَبُ فِي الأَمْرِ بِإِيْثَارِ السِّلْمِ وَتَرْكِ الشَّرِّ مَا أَمكَنَ وَالتَّخْوِيْفِ مِنْ عَوَاقِبِهِ وَمَا يَتَوَلَّدُ مِنْهُ. السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الرجز] 3613 - السَّيْفُ أَدْنَى نُصْرَةً مِنْ صَاحِبِي ... وَمنْ بَنِي عَمِّي وَمنْ أَقَارِبِي قَبْلهُ: مَا رَهجت إِلَّا سَرَتْ رَكَائِبِي ... وَلَا مَمًا إِلَّا جَرَتْ قَوَاضِبِي السَّيْفُ أَدْنَى نَصْرُهُ مِنْ صَاحِبِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَا لَبِسَ الدّرع كَمِثْلِي بَطَلٌ ... مَرَّ عَلَى عُجْبٍ مِنَ العَجَائِبِ وَإِنْ هَمَمْتُ بِالمَسِيْرِ لَمْ أَكُنْ ... إِلَّا كَنَجْمٍ فِي السَّمَاءِ ثَاقِبِ الشَّرْقُ مَمْلُوْءٌ بِخَيْلِي جَزَعًا ... وَالغَرْبُ مِنِّي خَائِفُ الجوَانِبِ قَدْ لَصقَ الدِّرع بِكَفِّي وَيَدِي ... وَالسَّيْفُ مِنْ كَرِّي عَلَى الكَتَائِبِ * * * قَالَ أَبُو بَكْرِ بن دُرَيْدٍ: السَّيْفِ مُشْتَقٌّ مِن أَحَدِ شَيْئَيْنِ مِنَ السَّوَافِ وَهُو دَاءٌ يُصِيْبُ الإِبْلِ تهلكُ مِنْهُ كَأَنَّ السَّيْفُ سَبَبٌ لِلْهِلَاكِ. وَالآخِرُ أَنَّهُ مِنَ السَّيْفِ وَهُو شَاطِئُ البَحْرِ كَأَنَّهُ يَطُوْلُ كَهَيْئَةِ السَّيْفِ كَمَا شَبَّهُوْهُ بِالعَقِيْقَةِ وَهِيَ البَرْقَةُ المُسْتَطِيْلَةُ فِي الغَيْمِ. أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 3614 - السَّيْفُ أَصْدَقُ إنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ ... فِي حَدِّهِ الحَدُّ بَيْنَ الجدِّ وَاللَّعِبِ بَعْدَهُ: بِيْضُ الصَّفَائِحِ لَا سُوْدُ الصَّحَائِفِ ... فِي مُتُوْنهِنَّ جِلَاء الشَّكِّ وَالرِّيَبِ وَالعِلْمُ فِي شُهُبِ الأَرْمَاحِ لَامِعَةً ... مِنَ الخَمِيْسَيْنِ لَا فِي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ ¬
أَيْنَ الرّوَايَةُ أَم أَيْنَ النُّجُوْمُ وَمَا ... صَاغُوْهُ مِنْ زُخْرفٍ فِيْهَا وَمِنْ كَذِبِ؟ تَحَرُّصًا وَأَحَادِيْثًا مُلَفَّقَةً ... لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ وَلَا غَرَبِ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَا رِبْعُ ميّة مَعْمُوْرٌ يَطِيْفُ بِهِ ... غَيْلَانُ أَبْهَى رُبَا مِنْ رَبْعِهَا الخَرَبِ وَلَا الخُدُوْدُ وَإِنْ أَدْمَيْنَ مِنْ خَجَلٍ ... أَشْهَى إِلَى نَاظِرِي مِنْ حَدِّهَا التِّرَبِ لَمَّا رَأَتْ أُخْتَهَا بِالأَمْسِ قَد خَرَبَتْ ... كَانَ الخَرَابُ لَهَا أَعْدَى مِنَ الجرَبِ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَو لَمْ يقُد جَحْفَلًا يَوْمَ الوَغَى لَغَدَا ... مِنْ نَفْسِهِ وَحْدَهَا فِي جَحْفلٍ لَجِبِ إِنَّ الأُسُوْدَ أُسُوْد الغَابِ همَّتهَا ... يَوْمَ الكَرِيْهَةِ فِي المَسْلُوْبِ السّلَبِ وَحُسْنُ مُنْقَلِبٍ تَبْقَى عَوَاقِبُهُ ... جَاءَتْ بَشَاشَتُهُ مِنْ سُوْءِ مُنْقَلَبِ وَلَهُ أَيْضًا: [من الكامل] 3615 - السَّيْف مَا لَمْ يُلْفَ فِيْهِ صَقْيلٌ ... مِن سنْخهِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِصِقَالِ يَقُوْلُ قَبلَهُ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا المُعْتَصمِ بِاللَّهِ: مَا طَالَ بَغيٌّ قَطُّ إِلَّا غَادَرَتْ ... غَلْوَاؤُهُ الاعمارِ غَيْرَ طوَالِ إِنَّ الرّمَاحَ إِذَا غرَسْنَ بِمَشْهَدٍ ... فَجَنَى العَوَالِي فِي ذُرَاه مَعَالِي السَّيْفُ مَا لَمْ يُلْفَ فِيْهِ صَقِيْل. البَيْتُ مُحَمَّد بن عَلِيّ الحِمَّانِيُّ: [من البسيط] 3616 - السَّيْفُ وَالرّمْحُ خُدَّامٌ لَهُ أَبَدًا ... لَا يَبْلُغَانِ لَهُ جِدًّا وَلَا لَعِبَا . . . بن عُثْمَان التجيبي يَصِفُ سَيْفهُ (¬1): ¬
أَخَانَنِي مُذْ حَمَلْتهُ ... وَلَا كَانَ إِلَّا مُسعدًا لِي عَلَى الدَّهْرِ . . . إِنْ كُنْتُ فَوْقَهُ ... ثبَاتًا إِذَا مَا قُوْبِلَ الأَمْرُ بِالأَمْرِ . . . وَلَو غَدَا ... ضَجِيْعِيَ فِي قَبْرِي لَمَا هَالَنِي قَبْرِي . . . . . . . . . . ... ظَلامَةُ زوال أَو مُبَادَهَةِ الفَقْرِ أَخَذَهُ عَبْدُ اللَّهُ بن طَاهِرٍ فَقَالَ: وَمَا أَخَذْتُ كَفِّي بِقَائِمٍ نَصْلِهِ ... فَحَدَّثْتُ نَفْسِي بِانْهِزَامٍ وَلَا فَرِّ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من البسيط] 3617 - السَّيْفُ يُبْدِي ابْتِسَامًا عِنْدَ هِزَّتِهِ ... وَقَدْ أَسَرَّ المَنَايَا أَيَّ إِسْرَارِ يَقُوْلُ مِنْهَا: فَلَا يَغرَّنكُمْ أَمْطَارُ مُبْتَسِمٍ ... تُخْشَى الصَّوَاعِقُ فِي أَثناءِ أَمْطَارِ أَبُو بَكْرٍ الخَوَارِزْمِيّ: [من الرجز] 3618 - السَّيْفُ يَمْضِي وَبِهِ انْفِلَالُ ... وَالحُرُّ يُعْطِي وَبِهِ إِقْلَالُ ابْنُ شمسِ الخلافة: [من المنسرح] 3619 - السَّيِّدُ الأَيِّدُ الَّذِي شَهِدَ البَدْوُ ... لَهُ بِالفَخَارِ وَالحَضَر [من الكامل] 3620 - الشَّتْمُ لمَّا أَنْ شَتَمْتُكَ قَالَ لِي ... لِمْ ذَا تُشاتِمَنِي بِمَنْ هُوَ دُوْنِي بَعْدهُ: وَالهَجْوُ لَمَّا إِنْ هَجَوْتُكَ ... لَمْ تَهْجُهُ بِي بَلْ بِهِ يَهْجُوْنِي * * * ¬
وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ المَعَرِّيّ (¬1): الشَّرُّ طَبْعٌ وَدُنْيَا المَرْءِ قَائِدَهُ ... إِلَى دَنَايَاهُ وَالأَهْوَاءُ أَهْوَالُ حَالٌ وَحَوْلٌ عَلَى أَنْ يَذْهَبَا خُلُقًا ... فَمَا تَدُوْمُ عَلَى الأحْوَالِ أَحْوَالُ [من البسيط] 3621 - الشَّرُّ مِنْكَ لِمَنْ يَرْجُوْكَ تَبْذُلَهُ ... وَالخَيْرُ مِنْكَ عَزِيْز غَيْرُ مَوْجُوْدِ بَعْدهُ: فَإِنْ بَقِيْتَ فَمَا صَفْعَةٍ ... وَإِنْ هَلَكْتَ فَشَخْصٌ غَيْرُ مَوْدُوْدِ طَرَفَةُ: [من البسيط] 3622 - الشَّرُّ يَبْدَؤُهُ فِي النَّاسِ أَصْغَرُهُ ... وَلَيْسَ يَصْلَى بِحَرِّ الحَرْبِ جَانِيْهَا بَعْضُ المَغَارِبَةِ: [من الكامل] 3623 - الشَّرْقُ غَرْبٌ حَيْثُ لَسْتَ بِهِ ... وَالغَرْبُ حِيْنَ حَلَلْتَهُ شَرْقُ قَبْلهُ: مَا بَيْنَ وَجْهَكَ وَالضُّحَى فَرْقُ ... بَلْ يَسْتَحِيْلُ وَنُوْرُكَ الحَقُّ مَا فِيْكَ إِلَّا مَا يَقَالُ لَهُ ... سُبْحَانَ مَنْ هَذَا لَهُ خَلقُ الشَّرْقُ غَرْبٌ حَيْثُ لَمسْتَ بِهِ. البَيْتُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الرجز] 3624 - الشَّرْقُ مَمْلُوْءٌ بِخَيْلِي جَزَعًا ... وَالغَرْبُ مِنِّي خَائِفُ الجوَانِبِ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الكامل] 3625 - الشّعْرُ بَحْرٌ نِلْتُ أَنْعَسَ حليهِ ... وَتَنَافَسَ الشُّعَرَاءُ فِي حَصْبَائهِ ¬
الحُطَيْئَةُ: [من الرجز] 3626 - الشِّعْرُ صَعْبٌ وَطَوِيْل سُلّمُهُ ... إِذَا ارْتَقَى فِيْهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ بَعْدهُ: زَلَّتْ بِهِ إِلَى الحَضِيْضِ قَدَمُه ... يُرِيْدُ أَنْ يُعْرِبُهُ فَيُعْجِمُه المُتَوَكِّلُ اللَّيْثِيّ: [من الكامل] 3627 - الشِّعْرُ لُبُّ المَرْءِ يَعْرِضُهُ ... وَالقَوْل مِثْلُ مَوَاقِعِ النَّبلِ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد: [من الكامل] 3628 - الشِّعْرُ مَا قَوَّمْتَ زَيْغَ صدرِهُ ... وَشَدَدْتَ بِالتَّهْذِيبِ أَمْرَ متوْنِهِ [من البسيط] 3629 - الشِّعْرُ مُشْتَرَك كُلٌّ يَهِيْمُ بِهِ ... مِنْهُ الغُثاءُ وَيَبقَى بَعْضُهُ مَثَلَا [من البسيط] 3630 - الشَّوْقُ أَعْظَمُ إِنْ يُبْدِيْهِ وَاصِفُهُ ... كلِّي إِلَيْكَ مَعَ السَّاعَاتِ مُشْتَاقُ قَبْلهُ: وَافَى كِتَابكَ وَالأَشْوَاقُ مُقْلِقَةٌ ... فَكَانَ قَلبِي لَدِيْغًا وَهُوَ دِرْيَاقُ الشَّوْقُ أَعْظَمَ أَنْ تَبْدِيْهِ جَارِحَة. البَيْتُ [من البسيط] 3631 - الشَّوْقُ أَعْظَمُ مِنْ وَصْفِي الَّذِي أَصِفُ ... يَكَادُ يَعْجِزُ عَنْ تَبْلِيْغِهِ الصُّحُفُ بَعْدهُ: كَمْ ذَا البُعَادُ مَتَى نُوْرُ الدِّيَارُ لَقَدْ ... أَوْجَعْتَ قَلْبِي وَهَذَا كُلُّهُ سَرَفُ ¬
مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ: [من الكامل] 3632 - الشَّيْبُ إِحْدَى الميْتَتَيْنَ تَقَدَّمَتْ ... أُوْلَاهُمَا وَتَأَخَّرَتْ أُخْرَاهمَا بَعْدهُ: وَكَأَنَّ مَنْ جَلَّتْ صُغْرَاهُمَا ... يَوْمَاَّ فًقَدْ حَلَّتْ بِهِ كُبْرَاهُمَا قَالَ الثَّعَالِبِيُّ: هما لِطرْمَاحِ بن إِسْمَاعِيْل وَيُرْوَيَانِ لِغَيْلَانِ بن حُرَيْثٍ. * * * وَمِنْهُ أَخَذَ مَحْمُوْدٌ فَقَالَ: الشَّيْبُ آخَرُ الشَّيْبُ سَاحِلُ المَيَاهُ وإلا. . . . قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ الشَّيْبُ: . . .، كَرَمٌ، وَفِي القَفَاءِ لُؤمٌ، وَفِي الهَامَةِ وَقَارٌ، وَفِي الفُودَيْنِ. . .، وَفِي الصُّدْغَيْنِ شحٌ، وَفِي الشَّارِبِ فحشٌ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: دَخَلْتُ عَلَى الرَّشِيْدِ وَفِي يَدِهِ مِرْآةٌ يَتَأَمَّلُ فِيْهَا مَشِيْبَهُ فَأَنْشَدْتَهُ (¬1): الشَّيْبُ إِنْ يَحْلِلْ فَإِنَّ وَرَاءَهُ .. عُمْرًا يَكُوْنُ خِلَالَهُ مَتُنَفَّسُ لَمْ يَنتقِصْ مِنِّي المَشِيْبُ قلَامَةً ... وَالآنَ حِيْنَ بَدَا أَلَبُّ وَأَكْيَسُ فَقَالَ: مَا عَزَّانِي أَحَدٌ عَن شَيْبِي أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، ثُمَّ أَمَرَ لِي بِجَائِزَةٍ وَقَالَ لَكَ ضِعْفُهَا وَعَلَيْكَ غِرْمُهَا إِنْ عَرِفْتَ المَوْضِعَ الَّذِي أُخِذَ هَذَا مِنْهُ أَو لَمْ تَعْرِفهُ. قَالَ فَقُلْتُ مِنْ قَوْلِ امْرِىِ القَيْسِ (¬2): ألا إِنَّ بَعْدَ العُدْمِ لِلْمَرْءِ قِنْيَةً ... وَبَعْدَ المَشِيْبِ طُوْلَ عُمْرٍ وَمَلْبَسَا فَقَالَ للَّهِ: دَرُّكَ مِنْ فَارِسِ شِعْرٍ، وَأَمَرَ لِي بإضْعَافِ الجَائِزَةِ. وَمِمَّا قِيْلَ فِي الشَّيْبِ: نَقَلْتُ مِنْ خَطِّ أَبِي إِسْحَاق الصَّابِئ لِغَيْرِهِ (¬3): ¬
أَهْلًا بِحَادِثَةٍ فِي الرَّأسِ نَازِلَةٍ ... تَنْعِي الشَّبَابَ وَتَنْهَانَا عَنِ الغَزَلُ أَمَّا الشَّبَابُ فَقَدْ وَفَّاكَ عُقْبَتهُ ... وَعُقْبَةُ الشَّيْبِ تَسْتَوْفِي مَعَ الأَجَلِ أَنْشَدَ أَبُو بَكْر بن دُرَيْدٍ لِنَفْسِهِ (¬1): أَرَى الشَّيْبَ مُذْ جَاوَزْتُ خَمْسِيْنَ دَائِبًا ... يدبُّ دَبِيْبَ الصُّبْحِ فِي غَسَقِ الظُّلْمِ هُو السُّقْمُ إِلَّا أَنَّهُ غَيْرُ مُؤْلمٍ ... وَلَمْ أَرَ مِثْلَ الشَّيْبِ سُقْمٌ بِلَا أَلَمِ أَنْشَدَ ابن الأَنْبَارِيّ قَالَ أَنْشَدَني أَبِي رَحَمَهُ اللَّهُ فِي مَدْحِ الشَّيْبِ (¬2): لا يَرُعْكِ المَشِيْبُ يَا ابْنَةَ عَبْـ ... ـد اللَّهِ فَالشَّيْبُ جِلْيَةٌ وَوَقَارُ إِنَّمَا تحسنُ الرِّيَاضُ إِذَا مَا ... ضَحِكَتْ فِي خِلَالِهَا الأَنْوَارُ غَيْلَانُ بنُ سَلَمَةُ: [من الكامل] 3633 - الشَّيْبُ أَنْ يَحْلُلْ فَإِنَّ وَرَاءَهُ ... عُمُرًا يَكُوْنُ خِلَالَهُ مُتَنَفَّسُ بَعْدهُ: لَمْ يَنْتَقِصْ مِنِّي المَشِيْبُ قُلَامَةً ... وَالآنَ حِيْنَ بَدَا أَكَبُّ وَأكْيَسُ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: [من البسيط] 3634 - الشَّيْبُ ضَيْف إِذَا مَا حَلَّ رَبْعَ فَتًى ... أَعْيَا تَرَحُّلُهُ أَو يَرْحَلَانِ مَعَا فَقَلْتُ مِنْ خَطِّ أَبِي إِسْحَاقَ الصَّابِئُ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: وَاسَوْءتَا لِمَشِيْبٍ حَلَّ أَرْحُلَنَا ... لَمْ نَقْرِهِ نَهيُهُ مِنَّا وَلَا وَدَعَا وَالضَّيْفُ مِنْ حَقِّهِ يَضِيْفُ ثَالِثَةٍ ... ثَمَّ الرَّحيْلُ فَإِمَّا طَارَ أَو وَقَعَا وَالشَّيْبُ ضَيْفٌ إِذَا مَا حَلَّ رَبع فَتًى. البَيْتُ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من البسيط] ¬
3635 - الشَّيْبُ كُرْهٌ وكُرْهٌ أَنْ يُفَارِقَنِي ... أُعْجِبْ بِشَيْءٍ عَلَى البَغْضَاءَ مُوْدُوْدُ بَعْدهُ: يَمْضِي الشَّبَابُ وَيَأتِي بَعْدَهُ خَلَفٌ ... وَالشَّيْبُ يَذْهَبُ مَفْقُوْدًا بِمَفْقُوْدِ وَيُرْوَيَانِ لِبَشَّارٍ. وَمِنَ البَيْتِ الأَوَّلِ أَخَذَ القَائِلُ (¬1): وَلِي صَاحِبٌ مَا كُنْتُ أَهْوَى اقْتِرَابُهُ ... فَلَمَّا التقَيْنَا كَانَ أَكْرَمَ صَاحِبِ عَزِيْزٌ عَلَيَّ أَنْ يُفَارِقُ بَعْدَمَا ... تَمَنَّيْتُ دَهْرًا أَنْ يَكُوْنَ مُجَانِبِي وَكَذَلِكَ قَوْلُ أَبِي الفتح البُسْتِيّ (¬2). يَا شِيْبتي دُوْمِي وَلَا تترحلّي ... وَتَيَقَّنِي أَنِّي بِوَصْلِكِ مُوْلَعُ قَدْ كُنْتُ أَجْزَعُ مِنْ حُلُوْلكَ مَرَّةً ... فالآنَ مِنْ خَوْفِ ارْتِحَالِكَ أَجْزَعُ وَقَالَ طَرِيْحٌ (¬3): الشَّيْبُ غَايَةَ مَنْ تَأَخَّرَ حِيْنُهُ ... لَا يَسْتَطِيْعُ دِفَاعَهُ مَنْ يَجْزَعُ وَالشَّيْبُ لِلحُلمَاءِ مِنْ صِفَةِ الصّبَى ... بَدَلَّ تَكُوْنُ لَهُ الفَضِيْلَةُ مقنعُ إِنَّ الشَّبَابَ لَهُ لَذَاذَةُ حدّهِ ... وَالشَّيْبُ مِنْهُ فِي المَغَبَّةِ أَنْفَعُ لَا يُبْعِدُ اللَّهَ الشَّبَابَ وَمَرْحَبًا ... بِالمَشِيْبِ حِيْنَ أَرَى إِلَيْهِ المَرْجِعُ العُتْبِيُّ: [من البسيط] 3636 - الشَّيْبُ لِي وَاعِظٌ لَوْ كُنْتُ مُتَّعِظًا ... وَفِي التَّجَارِبِ لِي نَاهٍ وَمُزْدَجِرُ [من البسيط] 3637 - الشَّيْبُ مَوْتٌ وَلَكِنْ فِي إِمَاتَتِهِ ... مَحْيَا لَيَالٍ قَلِيْلَاتٍ وَأَيَّامِ ¬
القَاضِي عَبْدُ الوَهَابِ بن مُحَمَّد النِّيْسَابُوْرِيّ: [من مجزوء الكامل] 3638 - الصَّبْرُ أَجْمَلُ بِالفَتَى ... وَالصَّبْرُ مِفْتَاحُ الفَرَجْ المُتُنَبِّيّ: [من البسيط] 3639 - الصَّبْرُ أَجْمَلُ بِي مِمَّا أُحَاذِرُهُ ... أَنَا الغَرِيْقُ فَمَا خَوْفِي مِنَ البَلَلِ غَانِمُ بنُ الوَليْدِ: [من السريع] 3640 - الصَّبْرُ أَوْلَى بِوَقَارِ الفَتَى ... مِنْ قَلَقٍ يَهْتِكُ سِتْرَ الوَقَارِ هو ابن محمد غانم بن الوليد بن عمر بن عبد الرحمن المخزومي النحوي المالقي. قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: الصَّبْرُ ثَلاثَةٌ صَبْرٌ عَنِ المَعْصِيَةِ وَصَبْر عَلَى الطَّاعَةِ وَصَبْرٌ عَلَى المُصِيْبَةِ فَالصَّبْرُ عَلَى المُصِيْبَةِ ثَلَاثمائَةِ دَرَجَةٍ وَالصَّبْرُ عَلَى الطَّاعَةِ ستّمِائَةِ دَرَجَةٍ وَالصَّبْرُ عَنِ المَعْصِيَةِ تِسْعُ مِائَةِ دَرَجَةٍ. وَقَالَ آخَرُ الصَّبْرُ صَبْرَانِ صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ وَصَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ وَالرَّجُلُ مَنْ جَمَعَهُمَا وَقَالَ آخَرُ إِنَّكُمْ لَا تُدْرِكُوْنَ مَا تَأمَلُوْنَ إِلَّا بِالصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُوْنَ وَلَا تَبْلغُوْنَ مَا تُرِيْدُوْنَ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تَشْتَهُوْنَ. أَنْشَدَ أَبُو عَبْد اللَّهِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّد بن عَرَفَةَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَد بن غنِّي ثَعْلَبٌ (¬1): أمَا وَالَّذِي لا خُلْدَ إِلَّا لِوَجْهِهِ ... وَلَمْ يَكُ فِي العِزِّ المَنِيْعِ لَهُ كُفْوُ لَئِنْ كَانَ طَعْم الصَّبْرِ مُرًّا فَعِفْتُهُ ... لَقَدْ تجْتَنَى مِنْ غبّه الثَمَرُ الحُلْوُ قَالَ عَبْدُ اللَّه بنُ المُعْتَزِّ (¬2): ¬
اصْبِرْ لَعَلَّكَ عَنْ قَلِيْلٍ بَالِغٌ ... بِتَفَضُّلِ الوَهَّابِ ذِي الإِحْسَانِ فَرَجًا يُضِيءُ لَكَ انْفِتَاقَ صبَاحِهِ ... مُتَبَلِّجًا فِي ظلْمَةِ الأَحْزَانِ يُقَالُ فِي المَثَلِ: ثَمَرَةُ الصَّبْرِ نُجْحُ الظَّفَرِ. يُضْرَبِ عند التَّرْغِيْبِ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا يُكْرَه. [من البسيط] 3641 - الصَّبْرُ بَعْدَكَ مَذْمُوْمٌ عَوَاقِبُهُ ... والصَّبْرُ فِي سَائِرِ الأَحْوَالِ مَحْمُوْدِ قَبلَهُ: . . . . . . إِنْ غَابَ ... شَخْصُكَ فَالتِّذْكَارُ مَوْجُوْدُ الصَّبْرُ بَعْدكَ مَذْمُوْمٌ. البَيْتُ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 3642 - الصَّبْرُ كَاسٍ وَبَطْنُ الكَفِّ عَارِيَةٌ ... وَالعَقْلُ عَارٍ إِذَا لَمْ يُكْسَ بِالنَّشَبِ [من البسيط] 3643 - الصَّبْرُ مِثْلُ اسْمِهِ فِي كُلِّ نَائِبةٍ ... لكِنْ عَوَاقبُهُ أَحْلَى مِنْ العَسَلِ [من السريع] 3644 - الصَّبْرُ مَحْمُوْدٌ إِلَى غَايَةٍ ... فَبَيَّنِ الغَايَةَ حَتَّى مَتَى أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الكامل] 3645 - الصَّبْرُ مُرّ لَيْسَ يَقْوَى بِهِ ... إِلَّا رَحيْبُ البَاعِ وَالصَّدْرِ قَبْلَهُ: ¬
لَيْسَ لِمَا لَيْس لَهُ حِيْلَة ... مَوْجُوْدَةٌ خيرٌ مِنَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ مُرٌّ لَيْسَ يَقْوَى بِهِ. البَيْتُ [من مجزوء الرجز] 3646 - الصَّبْرُ مِفْتَاحُ الظَّفَرْ ... وَالنّجْحُ عُقْبَى مَنْ صَبَرْ بَعْدهُ: وَلِكُلِّ طَالِبِ حَاجَةٍ ... وَقْت يُحَرِّكُهُ القَدَر الإمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحَمَهُ اللَّه: [من مخلع البسيط] 3647 - الصَّبْرُ مِفتَاحُ مَا يُرَّجَّى ... وَكُلُّ أَمْرٍ بِهِ يَهُوْنُ بَعْدهُ: فَاصْبِرْ وَإِنْ طَالَتِ اللَّيَالِي ... فَرُبَّمَا طَاوَعَ الحَرُوْنُ وَرُبَّمَا نِيْلَ بِاصْطِبَارٍ ... مَا قِيْلَ هَيْهَاتَ لَا يَكُوْنُ ابْنُ البَيَاضِيُ: [من البسيط] 3648 - الصَّبْرُ لَا شَكَّ مَحْمُوْدٌ عَوَاقِبُهُ ... لَكِنَّنِي خَائِفٌ أَنْ يَنْقَضي الأجَلُ قَبْلَهُ: قَالُوا اصْطبِرْ أَيُّهَا المُضْنَى فَقَلْتُ لَهُمْ ... كَيْفَ اصْطِبَارِي وَقَلْبِي خَائِفٌ وَجلُ الصَّبْرُ لَا شَكَّ محمودٌ عَوَاقِبُهُ. البَيْتُ عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ وَقِيْلَ لأَبِي نوَاسٍ: [من الكامل] 3649 - الصَّبْرُ يَحْسُنُ فِي موَاطنِهِ ... مَا لِلْفَتَى المَشْغوفِ والصَّبْرِ قَالَ أَبُو نواس فِي جَارِيَةٍ اسْمُهَا رَحْمَةُ (¬1): ¬
حَسبِي جَوًى إِنْ ضَاقَ بِي أَمْرِي ... ذِكْرِي لِرَحْمَةَ وَهِيَ لَا تَدْرِي وَأَخَافُ أَنْ أبْدِي مَوَدّتهَا ... فَيَغَارُ مَوْلَاهَا وَيَسْتَشْرِي وَأَكُوْنُ قَدْ سَبَّبْتُ فِرقَتنَا ... وَخَطِيْتُ مُجْتَهِدًا عَلَى ظَهْرِي وَيَلُوْمُنِي فِي حُبِّهَا نَفَرٌ ... خَالُوْنَ مِنْ شَجْوِي وَمِنْ ضُرِّي لَمْ يَعْرِفُوا حُرْقَ الهَوَى ... فلحوا لَو جَرَّبُوهُ تَبَيَّنُوا عُذْرِي إِنِّي لأَبْغضُ كُلَّ مُصْطَبِرٍ ... عَنْ إلفِهِ فِي الوَصْلِ وَالهجْرِ الصَّبْرُ يحْسُنُ فِي مَوَاضعِهِ ... مَا لِلْفَتَى المُشْتَاقِ وَالصَّبْرِ العَرْزَمِيُّ: [من الكامل] 3650 - الصَّبْرُ يُحْمدُ فِي المَوَاطِنِ كلِّهَا ... إِلَّا عَليْكَ فَإِنَّهُ مَذْمُوْمُ قَبْلَهُ: أَمْسَى بِخَدِّي لَلدُّمُوْعِ رُسُوْمُ ... أَسَفًا عَلَيْكَ وَفِي فُؤَادِي كُلُوْمُ الصَّبْرُ. البَيْتُ قَدْ وعدَ الصَّابِرُوْنَ أَجْرًا ... وَالصَّبْرُ. . . . . . وَقَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ (¬1): وَالصَّبْرُ أَجْمَلُ غَيْرَ أَنَّ تَلَذُّذًا ... فِي الحبِّ أوْلَى أَنْ يَكُوْنَ جَمِيْلَا أَخَذَهُ أَبُو تَمَّامٍ مِنْ قَوْلِ الشَّنْفَرَى يَصِفُ قَرِيْبًا (¬2): شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى وَارْعَوَتْ لَهُ ... وَللصَّبْرُ إِنْ لَمْ يَنْفَعِ الشّكْو أَجْمَلُ وَيُقَالُ إِنَّ بَيْتَ العَرْزَمِيَّ وَهُو قَوْلِهِ: الصَّبْرُ يُحْمَدُ. البَيْتُ قَالَهُ عَبْدُ العَزِيْزِ بن عَبْدِالرَّحِيْمِ بن جَعْفَرَ يَرْثِي أَبَا عَبْدَ الرَّحِيْمِ بن جَعْفَرَ بن سُلَيْمَانَ بن عَلِيّ بن عَبْدِ اللَّهِ بن العَبَّاسِ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحِيْمِ هَذَا مِنْ جُلَّةِ أَهْلِهِ لسنًا ونعْمَةً وَسَنَاءً وَولَايَةً وَأُمّ ¬
جَعْفَرَ بن سُلَيْمَانَ أُمّ الحَسَنِ بِنْتُ جَعْفَرِ بن الحُسَنِ بن الحَسَنِ بن عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَاتَ عَبْدُ الرَّحِيْمِ المَذْكُوْرُ مَعْزُوْلًا عَنِ اليمن فِي حَبْسِ الخَلِيْفَةِ. وَيُرْوَى قَوْلهُ الصَّبْرُ يحمد أَيْضًا لِلعُتْبِي. وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بن إسْمَاعِيْلَ وَهُو مِنْ هَذَا البَابِ (¬1): الصَّبْرُ يُحْمَدُ فِي المَوَاطِنِ كُلِّهَا ... وَالصَّبْرُ أَنْ نَبكِي عَلَيْك وَنَجْزَعَا وَمِثْلهُ لأَبِي تَمَّامٍ (¬2): وَقَدْ كَانَ يُدْعَى لَابِسُ الصَّبْرِ حَازِمًا ... فَأَصْبَحَ يُدْعَى حَازِمًا حِيْنَ يَجْزَعُ * * * وَقَالَ ابْنُ شَمْسُ الخلَافَةِ: وَالصَّبْرُ يَجْمِلُ فِي المَوَاطِنِ كُلِّهَا ... إِلَّا عَليْكَ فَإِنَّهُ لَا يَجْملُ وَقَالَ إبْرَاهِيْمُ بن إِسْمَاعِيْل: وَالصَّبْرُ يَجْمِلُ فِي المَوَاطِنِ كُلِّهَا ... وَالصَّبْر أَنْ نَبْكِي عَلَيْكَ وَنَجْزَعَا (¬3) فَهَؤلَاءِ كُلُّهُمْ مُتَقَارِبُوْنَ فِي الأَقْوَالِ. [من الكامل] 3651 - الصَّبْرُ يُحْمَدُ فِي المَوَاطِنِ كُلِهَا ... إِلَّا عَليْكَ وَحَقُّنَا أَنْ نَحزَنَا [من السريع] 3652 - الصَّدْرُ مَهْجوْرٌ وَلَكِنَّهُ ... يَصْلُحُ للفَائِقِ وَالمَائِقِ سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 3653 - الصِّدْقُ أَحسَنُ بِالفَتَى ... عِنْدِي وَأَزْيَنُ مِنْ يَمِينِه ¬
بَعْدهُ: والصَّمْتُ أَجْمَلُ بِالفَتَى ... مِنْ مَنْطِقٍ فِي غَيْرِ حِيْنِه لَا خَيْرَ فِي حَشْوِ الكَلَامِ ... إِذَا اهْتَدَيْتَ إِلَى عُيُوْنِه كُلُّ امْرِىٍ فِي نَفْسِهِ أَعْلَى ... وَأَشْرَفُ مِنْ خَدِينه وَعَلَى الفَتَى مِنْ خُلْقِهِ ... سِمَة تَلُوْحُ عَلَى جَبِيْنه ومَنِ الَّذِي يَخْفِى عَليْكَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَى قَهِيْنِه رُبَّ امْرِئٍ. البَيْتَانِ بَعْدَهُ: رُبَّ امْرِئٍ مُتَيَقِّنٍ ... غَلَبَ الشَّقَاءُ عَلَى يَقِيْنِه فارا لَهُ عَنْ دِيْنهِ ... فَابْتَاعِ دُنْيَاهُ بِدِيْنِه أَنْشَدَ الشَّمْشَاطِيُّ: [من البسيط] 3654 - الصِّدْقُ أَنْجَا وَأَرْجَا إِنْ رَضِيْتَ بِهِ ... مِنْ الْتِجَاءٍ الَى زُوْرٍ وَبُهْتَانِ بَعْدهُ: أَلَيْسَ مَا مَدَحَ اللَّهُ العِبَادَ بِهِ ... خَيْرٌ وَأَجْمَلُ مِنْ إِفْكٍ وَعُدْوَانِ مَنْصُورُ الفَقِيْهُ: [من السريع] 3655 - الصِّدْقُ فِي النَّاسِ لَهُ جَوهَرٌ ... يَحْسُدُهُ اليَاقُوْتُ وَالدُّرُ قَبْلهُ: الصِّدْقُ يَحْلُو وَهُوَ المُرُّ ... وَالصُّدْقُ لَا يَتْرُكُهُ الحُّرُّ الصِّدْقُ فِي النَّاسِ لَهُ جَوْهَر. البَيْتُ وَيُرْوَى: جَوْهَرَةُ الصّدْقِ لَهَا جَوْهَرٌ. البَيْتُ * * * ¬
قَال عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا جَاءَ رَجُل إِلَى النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال يَا رَسُوْلُ اللَّهِ مَا عَمَلُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَقَال الصِّدْقُ إِذَا صَدَق العَبْدُ بَرَّ وَإِذَا بَرَّ آمَنَ وإذَا آمَنَ دَخَل الجّنَّةَ قَالَ يَا رَسُوْلُ اللَّهِ مَا عَمَلُ أَهْلِ النَّارِ قَال الكَذِبُ إِذَا كَذَبَ العَبْدُ فَجَرَ وإذَا فَجَرَ كَفَرَ وَإِذَا كَفَرَ دَخَلَ النَّارَ. وَقَدْ قَال البُلَغَاءُ فِي الصِّدْقِ كَثيْرًا. قَال ابْنُ المُعْتَزِّ تَمَامُ الصّدْق مَا تَحْتَمِلهُ العُقُوْلُ وَقَالَ أَيْضًا لَو تَمَيَّزَتِ الأَشْيَاءُ كَانَ الصِّدْق مَعَ الشُّجَاعَةِ وَالكَذِبُ مَعَ الجُّبْنُ وَالتَّعَبُ مَعَ الطَّمَعِ وَالرَّاحَةُ مَعَ اليَأسِ والحُرْمَانُ مَعَ الحرْصِ وَالذُّلُ مَعَ الدَّيْنِ. وَقَال المُتُنَبِّيّ فِي الصِّدْق: الصدق فِي قَوْلِي وَعَادَتِهِ ... رَغِبْتُ عَنْ شِعْرٍ فِي الوَجْهِ مَكْذُوْبِ كل من نسيت مموهة ... تَرَكْتُ لَوْنَ مَشِيْبِي غَيْرَ مَخْضُوْبِ . . . (¬1) مَكْتُوْبًا. الصِّدْق مِيْزَانُ اللَّهِ الَّذِي يَدُوْرُ عَلَيْهِ العَدْل وَالكَذِبُ مِيْزَانُ الشَّيْطانِ الَّذِي يَدُوْرُ عَلَيْهِ الجُّوْرُ. . . الكرب عَلَى الصّدْق رَجَحَ الجُوْرُ عَلَى العَدْل فَقُوْلُوا الصِّدْق وَلَو بِمِقْيَاسِ الذرّ فَإِنَّهُ نُورُ اللَّهِ تَعَالَى وَاتَّقوا الكَذِبَ وَلَو بِمِقْيَاسِ الذرّ. . . صدقُ صِدْقًا وَلَا تَكُوْنُوا كَذَّابِيْنَ فَتَجْلِبُ عَلَيْكُمْ اللَّعْنَةَ وَكُوْنُوا أَيُّهَا العُلَمَاءُ صدِّيْقِيْنَ تَمْتَلِئُ أَفْوَاهَكُمْ نُوْرًا فَإِنِّي أَمُتِنْتُ بِاللَّهِ كلا. . . مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ: [من السريع] 3656 - الصِّدْقُ مَنْجَاةٌ لأَصْحَابِهِ ... وَقُرْبَةٌ تُدْنِي إِلَى الرَّبِّ مَنصوْرُ الفَقِيْهِ: [من السريع] 3657 - الصِّدْقُ يَحْلُو وَهُوَ المُرُّ ... والصِّدْقُ لَا يَتْركَهُ الحُرُّ [من الرمل] 3658 - الصَّدَى تَسْمَعُ مِنْهُ صَوْتَهُ ... فَإِذَا طَالَبْتَهُ لَمْ يَسْتَبِن ¬
أَبُو الحَسَنِ بن أَبِي البَغلِ: [من الكامل] 3659 - الصَّعْوُ يَرْتَعُ فِي الرِّيَاضِ وَإِنَّمَا ... حُبِسَ الهَزَارُ لأَنَّهُ يَتَرَنَّمُ بَاقِي الأَبْيَاتُ بِبَابِ: الدَّهْرُ حَرْبُ ذَوِي المَحَامِدِ وَالحجَى. البَيْتُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ (¬1): تَظَلُّ الطَّيْرُ تَهْدِرُ آنِسَاتٍ وَفِي ... التَّغْرِيْدِ مَا حَبَسَ الهِزَارُ [من الكامل] 3660 - الصُّفْحُ عَنْ زَلَلِ الصَّدِيْقِ وَإِنْ ... أَعْيَاكَ خَيْر مِنْ عَدَاوَتهِ بَعْدهُ: وَمَتَى هَفَا فأقله هفوته ... حَتَّى يَعُوْدَ أَخًا كَعَادَتِهِ ابْنُ رفَاعَةَ المِصْرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 3661 - الصَّمْتُ سَمْتُ سَلَامَةٍ ... طُوْبَى لِنَدْبٍ تقْتَفِيْه بَعْدهُ: عرف. . . . فَدَامَ ... فِيْه فَدامُ فِيْه هُوَ أَبُو قاسم عَبْدُ الرَّحْمَن بن هِبَةِ اللَّهِ بن الحَسَنِ بن رفَاعَةَ المِصْرِيّ. الصَّابِئ: [من البسيط] 3662 - الضَّبُّ وَالنُّوْنُ قدْ يُرْجَى التِقَاؤُهُمَا ... وَلَيْسَ يرجى الْتِقَاءُ اللُّبِّ وَالذَّهَبِ قَوْلُ أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيْمُ بن هَلِيْلِ الصَّابِئ الحَرَّانِيُّ أَوْحَدُ عَصْرِهِ فِي البَلَاغَةِ وَمَا زَالَ عَلَى دِيْوَانِ الرَّسَائِلِ وَأَرَادَهُ بختيَارُ بن بُوَيْه للإسْلَامِ وَضَمِنَ لَهُ أَنْ يُسَّلِّمَ إِلَيْهِ وِزَارتهُ فَلَمْ يُوَفَّق لِذَلِكَ وَلَمْ يَهْتَدِ. الضَّبُّ وَالنُّوْنُ. البَيْتُ قَبْلَهُ: ¬
قَدْ كُنْتُ أَعْجبُ مِنْ مَالِي وَكِثْرَتِهِ ... وَكَيْفَ تغفلُ عَنْهُ حِرْفَةُ الأَدَبِ حَتَّى انثْنَتْ وَهِيَ كَالغضْبَى تُلَاحِظنِي ... شَزْرًا فَلَمْ تُبْقِ لِي شَيْئًا مِنَ النَّسَبِ وَاسْتَيْقَنَتْ أَنَّهَا كَانَتْ عَلَى غَلَطٍ ... فَاسْتَدْرَكَتْهُ وَأَمْضَتْ بِي إِلَى الحَرَبِ الضبّ وَالنُّوْنُ. البَيْتُ الحسينُ بنُ محمدٍ العجليّ: [من البسيط] 3663 - الضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ وَالمَالُ عَارِيَةٌ ... وَإِنَّمَا النَّاسُ فِي الدُّنْيَا أَحَادِيْثُ بَعْدهُ: فَلَا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيَا وَكَثْرَتُهَا ... فَإِنَّهَا بَعْدَ أَيَّامٍ مَوَارِيْثُ وَكُلُّ وَارِثِ مَالٍ عَنْ أَقَارِبِهِ ... مِنْ نَسْلِ آدَمَ يَوْمًا فهُوَ مَوْرُوْثُ فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ خَيْرًا تَلْقَ نَائلهُ ... فَالخَيْرُ وَالشَّرُّ بَعْدَ المَوْتِ مَبْثُوْثُ هُوَ أَبُو القاسَمِ الحُسَيْنِ بنُ مُحَمَّد بن القَاسَمِ العَجْلِيُّ. * * * يُرْفَعُ بِالإِسْنَادِ إِلَى أَنَسِ بن مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُوْل اللَّه صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْعثَ ضَيْفًا إِلَى أَهْلِهِ بَعَثَ طَائِرًا أَبْيَضَ يُسَمَّى ضيْفًا قَبْلَ ذَلِكَ بِأَرْبَعِيْنَ صَبَاحًا فَيَجِيءُ الطَّائِرَ فَيَقُوْمُ عَلَى عَتَبَةِ بَابِهِمْ وَعظمُ ذَلِكَ الطَّائِرُ مَسِيْرَة سَبْعِيْنَ عَامًا قَالَ فَيُنَادِي أَهْلَ الدَّارِ وَلَيْسَ يُجِيْبُهُ أَحَدٌ فَيَسْكتُ سَاعَةً ثُمَّ يُنَادِي الثَّانِيَةَ بِأَعْلَا صَوْتِهِ فَيَسْمَعُ صَوْتَهُ جَمِيع أَهْلِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالأَرْضِ السَّابِعَةِ مَا خَلَا أَهْلُ الثَّقَلَيْنِ فَيُجِيْبُهُ جِبْرِيْلُ مِنْ فَوْقِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مِنْ تَحْتِ عَرْشِ الخَالِقِ عَزَّ وَجَلَّ لَبَّيْكَ يَا رُسُوْلَ رَبِّ العَالَمِيْنَ مَا حَاجَتُكَ إِلَى أَهْلِ الدَّارِ فَيَقُوْلُ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي رَسُوْلًا إِلَى أَهْلِهَا وَهُو يَقْرَأُ عَلَيْهِم السَّلَامَ وَيَقُوْلُ إِنَّ فُلَانًا ضَيْفًا إِلَى أَرْبَعِيْنَ صَبَاحًا وَهَذِهِ بَرَكَتهُ وَرِزْقهُ مِنَ الجنَّةِ فَيَقُوْلُ جِبْرِيْلُ نَاوِلْنِيْهِ لأَقْبِضَهُ فِيْنَاوَلَهُ جِبْرِيْلُ فَيَقُوْلُ مَا هَذِهِ الرُّقْعَةِ فِي مِنْقَارِكَ فَيَقُوْلُ إِنَّهَا ¬
بَرَاءَةٌ لَهُمْ مِنَ النَّارِ فَيَقُوْلُ لَهُ جِبْرِيْلُ نَاوِلْنِيْهَا فَيُنَاوِلُهُ فَيَقْرَؤهَا فَيَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ جِبْرِيْلُ فَيَقُوْلُ الطَّائِرُ العَجَبُ مِنْ هَذَا إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُجْرِي عَلَيْهِمْ حَسَنَاتِهِمْ وَلَا أُجْرِي عَلَيْهِمْ سَيِّئَاتِهِمْ مَا دَامَ الضَّيْفُ فِيْهِمْ فَإِذَا خَرَجَ الضَّيْفُ مِنْ عِنْدِهِم خَرَجَ بِذُنُوْبِ صَغِيْرهِمْ وَكَبِيْرهِمْ وَرِجَالِهِمْ وَنسَائِهِمْ وَإِمَائِهِمْ وَعَبِيْدِهِمْ وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الضَّيْفُ ضَيْفًا بِذلِكَ الطَّائِرِ. ابْنُ هِنْدُو: [من البسيط] 3664 - الضَّيْمُ وَالمَوْتُ عِنْدَ الحُرِّ فِي قَرَنٍ ... سِيَّانَ مَاتَتْ عُلًا أَو مَاتَ جُثْمَانُ الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من البسيط] 3665 - الطَّاعِنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلَاءَ عَنْ جَلَدٍ ... كالقاَئلِ القَوْلَةَ الغَرَّاءَ عَنْ لَسَنِ قَبْلهُ: يُخَاطِبُ أَبَا إِسْحَاقَ الصَّابِئ: مَسُوْدٌ قَصَبَ الأَقْلَامِ نَالَ بِهَا ... نَيْلَ المُحَمِّرِ أَطْرَافَ القَنَا اللَّدُنِ أَلَا تَكُنْ تُوْرِدُ الأَرْمَاحَ غَايَتهَا ... فَمَا عَدَلَتْ إِلَى الأَقْلَامِ عَنْ جُبُنِ الطَّاعِنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلَاءَ. البَيْتُ [من الرجز] 3666 - الطَّرْفُ يَجْرِي وَبِهِ هُزَالُ ... وَالحُرُّ يُعْطِي وَبِهِ إقْلَالُ هَذَا غَيْرُ البَيْتِ المَتَقَدِّمِ: وَهُوَ السَّيْفُ يَمْضي وَبِهِ انْفِلَالُ المُتُنَبِّيّ فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من الكامل] 3667 - الطِّيْبُ أَنْتَ إِذَا أَصَابَكَ طِيْبُهُ ... والماءُ أَنْتَ إِذَا اغْتَسَلْتَ الغَاسِلُ ¬
الصَّنَوْبَرِيُّ: [من البسيط] 3668 - الطِّيبُ يُهْدَى وَتُسْتَهْدَى طَرَائِفُهُ ... وَأَشْرَفُ النَّاسِ يُهْدِي أشَرَفَ الطِّيْبِ بَعْدهُ: وَالمِسْكُ أَشْبَهُ شَيْءٍ بِالشَّبَابِ فَهَبْ ... بَعْضَ الشَّبَابِ لِبَعْضِ المَعْشَرِ الشِّيْبِ مَا زِلْتَ ذَا أَدَبٍ فِي الجوْدِ مُنتسِبٍ ... أَكْرِمْ بِذِي أَدَبٍ مِنْ غَيْرِ تَأدِيْبِ قَالَهُ أَبُو بَكْرٍ الصَّنَوْبَرِيّ يَسْتَهْدِي مِسْكًا مِنْ بَعْضِ الأَشْرَافِ. أَحْمَدُ بن المُؤَمَّلِ العدوَانِيّ البَغْدَادِيّ: [من الكامل] 3669 - الطَّيْرُ جِنْسُ وَاحِدٌ لَكِنَّمَا ... لِلُغَاتِهِنَّ حُبِسْنَ فِي الأَقْفَاصِ أَعْرَابِيٌّ يَمْدَحُ: [من الكامل] 3670 - الطَّيِّبِيْنَ مِنَ الرِّجَالِ مآزِرًا ... وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ النِّسَاءِ حُجُوْرَا قَالَ الرِّيَاشِيُّ قَالَ الأَصْمَعِيّ كَانَ هَذَا الرَّجُل كاتبًا لبنِي قُتَيْبَةَ مِنْ بَاهِلَةَ فَعَجزَ عَنْ كِتَابَتِهِ فَأَتَى بَنِي حَنِيْفَةَ فَأَكْتَبُوْهُ فَقَالَ: لَمَّا رَأَيْتُ بَنِي قُتَيْبَةَ أَحْجَمَتْ ... عَنِّي وَخِفْتُ مِن العُدَاةِ ضَرِيْرَا قُلْت الغَطَارِفُ مِنْ حَنِيْفَةَ لَنْ يَرُوا ... فكي وَلَا منّا عَلَيّ. . . الطَّيِّبِيْنَ مِنَ الرِّجَالِ مَآزِرًا. البَيْتُ قَالَ الرِّيَاشِيّ قَالَ الأَصْمَعِيّ مَا سَمِعْتُ قَطُّ بِأَمْدَحِ مِنْ هَذَا البَيْتِ، وَصفهم بِالعفَّةِ رِجَالَهُمْ وَنِسَائَهُمْ. أَخَذَهُ الشَّاعِرُ فَقَالَ: وَالفَاضِلَاتُ ضرَائِبًا وَخَلَائِقًا ... لِلفَاضلِيْنَ مَنَاصِبًا وَمَحَاتِدَا البَبَّغَاءُ: [من الكامل] 3671 - الظُّلْمُ بَيْنَ الأَقْرَبِيْنَ مَضَاضَةٌ ... وَالذُّلُّ مَا بَيْنَ الأَباَعِدِ أَرْوَحُ ¬
بَعْدهُ: وَإِذَا أَتَتْكَ مِنَ الرجَالِ قَوَارِصٌ ... فَسِهَامُ ذِي القُرْبَى القَرِيْبَةِ أَجْرَحُ أنشدَ إبراهيمُ بن أدهم، رحمه اللَّهُ: [من الكامل] 3672 - العَارُ فِي قَصْدِي لِغَيْرِكَ فَاكْفِنِي ... بِالجوْدِ مِنْكَ تَحَمُّلِي لِلعَارِ وَيُرْوَى لِلخَلِيْعِ الشَّامِيّ. وَبَاقِي الأَبْيَاتُ بباب: أَنَا حَامِدٌ بِمَا فِيْهَا مِنَ الحِكَايَةِ. [من الكامل] 3673 - العَبْدُ عَبْدُ النَّفْسِ فِي شَهَوَاتِهَا ... وَالحُرُّ يَشْبَعُ تَارَةً وَيَجُوْعُ عَنترَةُ العَبْسِيُّ: [من البسيط] 3674 - العَبْدُ عَبْدُكُمُ وَالمَالُ مَالُكُمُ ... فَهَلْ عَذَابُكَ عَنِّي اليَوْمَ مَصْرُوْفُ قَبْلهُ: أَمِنْ سُميّة دَمْعُ العَيْنِ تَذْرِيْفُ ... لَوْ أَنَّ ذا مِنْكَ قَبْلَ النَّوْمِ مَعْرُوْفُ تَجَلَّلَتْنِي إِذَا هوى العَصَا قَبْلِي ... كَأَنَّهَا رَشَاءٌ فِي البَيْتِ مَطْرُوْفُ العَبْدُ عَبْدَكُمُ. البَيْتُ المُتُنَبِّيّ فِي كَافُوْرٍ: [من البسيط] 3675 - العَبْدُ لَيْسَ لحُرٍّ صَالِحٍ بِأَخٍ ... لَوْ أَنَّهُ فِي ثِيَابِ الحُرِّ مَوْلُوْدُ بَعْدهُ: لَا تَشْتَرِ العَبْدَ إِلَّا وَالعَصَا مَعَهُ ... إِنَّ العَبيْدَ لأَنْجَاسٌ مَنَاكِيْدُ إِنَّ امْرَأً أمُّه حُبْلَى تدَبِّرُهُ ... لَمُسْتَضَامٌ سَخِيْنُ العَيْنِ مَفْؤُوْدُ ¬
وَلَهُ أَيْضًا فِيْهِ: [من السريع] 3676 - العَبْدُ لا تَفْضلُ أُخْلَاقُهُ ... عَنْ فَرْجِهِ المُنْتِنِ أَو ضِرْسِهِ أَبْيَات المُتُنَبِّيّ أَوَّلُهَا: أَنوكُ مِنْ عَبْدٍ وَمِنْ عُرْسِهِ ... مَنْ حَكَّمَ العَبْدَ عَلَى نَفْسِهِ وَإِنَّمَا يُظْهِرُ تَحْكِيْمَهُ ... لِيَحْكُمَ الإِفْسَاد فِي حِسِّهِ مَا مَنْ يَرَى أَنَّكَ فِي وَعْدِهِ ... كَمَنْ يَرَى أَنَّكَ فِي حَبْسِهِ العَبْدُ لَا تَفْضُلُ أَخْلَاقُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ لا ينْخزُ المِيْعَادَ فِي يَوْمِهِ ... وَلَا يَعِي مَا قَالَ فِي أَمْسِهِ وَإِنَّمَا يَحْتَالُ فِي جَذْبِهِ ... كَأَنَّهُ المِلَاحُ فِي قِلّسِهِ فَلَا تَرَجَّ الخَيْرَ عَنْدَ امْرِئٍ ... مَرَّتْ يَدُ النَّخَاسِ فِي رَأْسِهِ وَإِنْ عَرَاكَ الشَّكُّ فِي نَفْسِهِ ... بِحَالِهِ فَانظُرْ إِلَى جِنْسِهِ فقل مَنْ يَلْؤُم فِي ثَوْبِهِ ... إِلَّا الَّذِي يَلْؤُمُ فِي غَرْسِهِ يَزِيْدُ بن مفزّغ الحِمَيْرِيّ: [من مجزوء الكامل] 3677 - العَبْدُ يُقْرَعُ بِالعَصَا ... وَالحُرُّ تَكْفِيْهِ المَلَامَه بَعْدهُ: لَهَفِي عَلَى الأَمْرِ الَّذِي ... كَانَتْ عَوَاقِبُهُ نَدَامَه أَخَذَ بَشَّارٌ البَيْتَ الأَوَّلَ فَقَالَ (¬1): الحُرُّ يُلْحَى وَالعَبْدُ لِلْعَصَا مَثَلٌ وَقَوْلهُ: وَللحُرِّ تَكْفِيْهِ المَلَامَةُ مَثَلٌ آخَر. سَعِيدٌ بن حُمِيْدٍ: [من السريع] ¬
3678 - العُذْرُ عِنْدِي لَكَ مَبْسُوْطُ ... وَالذَّنْبُ عَنْ مَثْلِكَ مَحْطُوْطُ بَعْدهُ: لَيْسَ بِمَسْخُوْطٍ فِعالُ امْرِئٍ ... كُلُّ الَّذِي تَأتِيْهِ مَسْخُوْطُ [من البسيط] 3679 - العُذْرُ فِي الظُّهْرِ عِنْدَ الحُرِّ مُنْبَسِطٌ ... إِذَا رَأَى سَطَوَاتِ الدَّهْرِ بِالنِّعَمِ بَعْدَهُ: لَوْ كَانَ يَصْلحُ خَدِّي مَا جَرَى قَلَمِي ... إِلَّا عَلَيْهِ وَلَوْ كَانَ المِدَادُ دَمِي وَيُرْوَى: وَمَا أضِنُّ بِخَدِّي لَوْ جَرَى قَلَمِي ... عَلَيْهِ يَوْمًا وَلَوْ كَانَ المدَادُ دَمِي قَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ أَفْضَلُ المَعْرُوْفِ نَصْرَةُ المَلْهُوْفِ (¬1). وَقَالَ آخَرُ: لا يَسُوْدُ الرَّجُل حَتَّى يَكُوْنَ بِالمَعْرُوْفِ مَعْرُوْفًا. وَقَالَ آخَرُ: أحْيِي المَعْرُوْفَ بإمَاتِةِ ذِكْرِهِ وَعَظِّمْهُ بِتَصْغِيْرِهِ وَشَهِّرْهُ بِتَسْتِيْرِهِ. وَقَالَ آخَرُ: اصْنَعِ المَعْرُوْفَ إِلَى مَنْ يَذْكُرُهْ وَاطْلُبُهُ مِمَّنْ يَنْسَاهُ (¬2). وَقَالَ آخَرُ: صَنَائِعُ المَعْرُوْفِ تَقِيْ مصَارِعُ السُّوْءِ (¬3). وَقَالَ آخَرُ: لِلحَازِمِ كَنْزَانِ كنْزٌ فِي الآخِرَةِ مِنْ عَمَلِهِ وَكنزٌ فِي الدُّنْيَا مِنْ مَعْرُوْفِهِ (¬4). ¬
وَقَالَ آخَرُ: مَنْ لَمْ يُرَبّ مَعْرُوْفَهُ فَكَأن لَمْ يَصنَعُهُ (¬1). قَالَ أَبُو هلَالٍ العَسْكَرِيُّ (¬2): وَالعُرْفُ إِنْ لَمْ تَكُنْ تُتمِّمُهُ ... صارَ قَرِيْبَ المَعْنَى مِنَ النُّكُرِ وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضِنَّةَ وَسَعْدُ بنُ هَذِيْم فِي عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ وَقَدْ كَانَ مَدَحَهُ فَأَجَازَهُ فَأَتَاهُ فِي العَامِ المُقْبِلِ فَقَالَ (¬3): يَرُبّ النَّدَى يَأتِي مِنَ الخَيْرِ أَنَّهُ ... إِذَا فَعَلَ المَعْرُوْف زَادَ وَتَمَّمَا وَلَيْسَ كَبَانٍ حِيْنَ تَمَّ بنَاؤهُ ... يتبعهُ بالنقصِ حَتَّى تَهَدَّمَا فَضَاعَفَ عَبْدُ المَلِكِ لَهُ جَائِزتهُ وَكَانَتْ أَلْفَ دِيْنَارٍ. [من السريع] 3680 - العُذْرُ مَبْسَوْطٌ وَلَكِنَّهُ ... شَتَّانَ بَيْنَ الشّكْرِ وَالعُذْرِ مُحَمَّدُ بن داوود الأَصْفَهَانِيّ: [من البسيط] 3681 - العُذْرُ يَلْحَقُهُ التَّحْرِيْفُ وَالكَذِبُ ... وَلَيْسَ فِي غَيْرِ مَا يُرْضِيْكَ لِي أَرَبُ بَعْدهُ: وَقَدْ أَسَاءَتْ. . . الَّتِي سَاءَتْ ... إِلَّا مَنَنْتَ بِعَفْوٍ مَالَهُ سَبَبُ [من الكامل] 3682 - العِرْضُ لَيْسَ يَصُوْنَهُ مَالٌ إِذَا ... مَا المالُ عِنْدَ حُقُوْقِهِ لَمْ يُبْذَلِ ابْنُ أَبِي البَغْلِ: [من البسيط] 3683 - العُرْفُ أَهْنَاهُ مَا يَأتِيْكَ عَاجِلُهُ ... وَالمَطْلُ آفتهُ إِنْ قَلَّ أَو كَثُرَا ¬
قَبْلهُ: وَمَا آسَيْتُ عَلَى شَيْءٍ أَفَأتُ بِهِ ... إِلَّا عَلَى مَاءِ وَجْهِي إِذَا جَرَى دِرَرَا بَذَلْتُ مِنْهُ مَصُوْنًا ليت أَنَّ دَمِي ... قَبْلُ ابْتَدَا لِي لَهُ مِنْ أَكْحَلَيَّ جَرَى العُرْفُ أَهْنَاهُ. البَيْتُ * * * قَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ: أَفْضَلُ المَعْرُوْفِ نصْرَةُ المَلْهُوْفِ (¬1). وَقَالَ آخَرُ: لا يَسُوْدُ الرَّجُل حَتَّى يَكُوْنَ بِالمَعْرُوْفِ مَعْرُوْفًا. وَقَالَ آخَرُ: أَحْيِي المَعْرُوْفَ بإمَاتِةِ ذِكْرِهِ وَعَظِّمْهُ بِتَصْغِيْرِهِ وَشَهِّرْهُ بِتَسْتِيْرِهِ. وَقَالَ آخَرُ: اصْنَعِ المَعْرُوْفَ إِلَى مَنْ يَذْكُرُهْ وَاطْلُبُهُ مِمَّنْ يَنْسَاهُ (¬2). وَقَالَ آخَرُ: صَنَائِعُ المَعْرُوْفِ تَقِيْ مُصَارِعَ السُّوْءِ (¬3). وَقَالَ آخَرُ: لِلحَازِمِ كَنْزَانِ كنْزٌ فِي الآخِرَةِ مِنْ عَمَلِهِ وَكنزٌ فِي الدُّنْيَا مِنْ مَعْرُوْفِهِ (¬4). وَقَالَ آخَرُ: مَنْ لَمْ يُرَبّ مَعْرُوْفَهُ فَكَانَ لَمْ يَصْنَعُهُ (¬5). قَالَ أَبُو هلَالٍ العَسْكَرِيُّ (¬6). وَالعُرْفُ إِنْ لَمْ تَكُنْ تُتِمِّمُهُ ... صارَ قَرِيْبَ المَعْنَى مِنَ النُّكرِ وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضِنَّةَ وَسَعْدُ بنُ هَذِيْم فِي عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ وَقَدْ كَانَ مَدَحَهُ فَأَجَازَهُ فَأَتَاهُ فِي العَامِ المُقْبِلِ فَقَالَ (¬7): ¬
يَرُبّ النَّدَى يَأتِي مِنَ الخَيْرِ أَنَّهُ ... إِذَا فَعَلَ المَعْرُوْف زَادَ وَتَمَّمَا وَلَيْسَ كَبَانٍ حِيْنَ تَمَّ بَنَاؤهُ ... يتبعهُ بالنقصِ حَتَّى تَهَدَّمَا فَضَاعَفَ عَبْدُ المَلِكِ لَهُ جَائِزتهُ وَكَانَتْ أَلْفَ دِيْنَارٍ. [من البسيط] 3684 - العُرْفُ مَنْ يَأتِهِ يَعْرِفْ عَوَاقِبُهُ ... مَا ضَاعَ عُرْفٌ وَلَوْ أَوْلَيْتَهُ حَجَرَا قَبْلهُ: مَا ذَاقَ طَعْمُ الغِنَى مَنْ لَا قنُوْعَ لَهُ ... وَلَنْ تَرَى قَانِعًا مَا عَاشَ مُفْتَقَرَا العُرْفُ مَنْ يَأتِهِ. البَيْتُ وَقَدْ كُتِبَتْ بِبَابِ: أَقْبِلْ مِنَ الدَّهْرِ يَوْمًا مَا أَتَاكَ بِهِ، فَتُطْلَبُ مِنْ هُنَاكَ. [من البسيط] 3685 - العِرْقُ يَسْرِي إِذَا مَا نَامَ صَاحِبُهُ ... وَلَا يَنَامُ إِذَا مَا كَانَ يَقْظَانَا البُرْقُعِيُّ: [من البسيط] 3686 - العِزُّ تَحْتَ ظِلَالَ السَّيْفِ مَعْدِنُهُ ... فَاطْلُب بِسَيْفِكَ عِزًّا آخِرَ الأَبَدِ بَعْدهُ: لَا تَرْضَ بِالدُّوْنِ مِنْ دُنْيَا بُلِيْتَ بِهَا ... قَدْ ذَلَّ مَنْ كَانَ مُحْتَاجًا إِلَى أَحَدِ إِسْمَاعِيْلُ بن حَمّاد الجَّوْهَرِيّ، صاحب كتاب الصحاح: [من السريع] 3687 - العِزُّ فِي العُزْلَةِ لَكِنَّهُ ... لا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنَ النَّاسِ قَبْلهُ: لَوْ كَانَ لِي يَدٌ مِنَ النَّاسِ ... قَطَعْتُ حَبْلَ النَّاسِ بِالمَاسِ ¬
العِزُّ فِي العُزْلَةِ لَكِنَّهُ. البَيْتُ التِّرْمِذِيّ: [من الكامل] 3688 - العِزُّ فِي طَرَفِ القَنُوْعِ إِذَا قَنِعَ ... الفَتَى وَالذُّلُّ فِي الحِرْصِ [من البسيط] 3689 - العَزْلُ وَالنَّزْعُ مَقْرُوْنَانِ فِي قَرَنٍ ... وَالنَّزْعُ أَيْسَرُ مِنْ عَزْلٍ عَلَى سَخَطِ الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من البسيط] 3690 - العَزْمُ فِي غَيْرِ وَقْتِ العَزْمِ معْجَزَةٌ ... وَالازْدِيَادُ بِغَيْرِ العَقْلِ نُقْصَانُ سَعِيْدُ بن مُحَمَّدٍ: [من الكامل] 3691 - العُسْرُ أَكرِمهُ لِيُسْرٍ بَعْدَهُ ... وَلأَجْلِ عَيْنٍ أَلْفُ عَينٍ تُكَرَّمُ بَعْدهُ: فَالمَرْءُ يَكْرَهُ يَوْمَهُ وَلَعَلَّهُ ... تَأتِيْهِ فِيْهِ سَعَادَهٌ لَا تُعْلَمِ [من الكامل] 3692 - العِشْقُ وَالمِسْكُ وَالدَّرَاهِمُ لَا ... تَخْفَى وَإِنْ خُفِيَتْ عَنِ النَّاسِ الحُسَيْنُ بن مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّه: [من السريع] 3693 - العَفْوُ يُرْجَى مِنْ بَنِي آدَمٍ ... فَكَيْفَ لَا يُرْجَى مِنَ الرَّبِّ الرضيّ الموسويّ: [من البسيط] 3694 - العَقْلُ أَبْلَغُ مَنْ عَزَّاكَ عَنْ جَزَعٍ ... وَالصَّبْرُ أَذْهَبُ بِالبَلْوَى مِنَ الوَجَلِ . . . البلغاء. . . غريرة تربّيها التجارب ... العقل الإصابة بالظن معروفًا لَمْ يَكُنْ ¬
مَا كَانَ وَقَالَ آخَرُ مَا قصر حَقُّ الخَيْرِ وَالشَّرِّ فِي مِرْآةِ العَقْلِ إِذَا لَمْ يُصدِقُهَا الهَوى. وَقَالَ آخَرُ: إِذَا تَمَّ العَقْلُ نَقصَ الكَلَامُ (¬1). وَقَالَ آخَرُ: العَاقِلُ مِنْ سِيَاسَةِ نَفْسِهِ بِمَنْزِلَةِ الطَّبِيْبِ مِنَ المَرِيْضِ. وَقَالَ آخَرُ: عُقُولُ كلِ يَومٍ عَلَى قَدرِ زَمَانِهِمْ (¬2). وَقَالَ آخَرُ: العَاقِلُ مَنْ عَقلَ لِسَانهِ وَالجاهِلُ مَنْ جَهلَ قَدرَهُ (¬3). وَقَالَ آخَرُ: جَهْلُ العَاقِلِ أَعْقَلُ مِنْ عَقْلِ الجاهِلِ (¬4). وَقَالَ آخَرُ: مَنْ لَمْ يَتَأمَّل الأَمْرَ بِعَيْنِ عَقْلِهِ لَمْ يَقَعْ سَيْف حِيْلَتِهِ إِلَّا عَلَى مقَاتِلِهِ (¬5). وَقَالَ آخَرُ: العَاقِلُ لا يَسْتَقْبِلُ النِّعْمَةَ بِبَطَرٍ وَلَا يُوَدِّعُهَا بِجَزَع. وَقَالَ آخَرُ: أَدَلّ الأَشْيَاءِ عَلَى العَقْلِ حُسْنُ التَّدْبِيْرِ. وَقَالَ آخَرُ: كُلُّ عَمَلٍ يَأذَنُ فِيْهِ العَقْلُ فَهْوَ صوَابٌ (¬6). وَقَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: العَقْلُ ولادَةٌ وَالعِلْمُ إِفَادَةٌ وَمُجَالَسَةُ العُلَمَاءِ زِيَادَةٌ. قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بن أَدْهَمَ رَحَمَهُ اللَّهِ خَرَجَ رَجُلٌ فِي طَلَبِ العِلْمِ فَوَجَدَ حَجَرًا فَإِذَا عَلَيْهِ مَكْتُوْبٌ اقْلُبْنِي تَعْتَبِر فَقَلَبَهُ فَإِذَا فِيْهِ مَكْتُوْبٌ: أَنْتَ لَا تَعْمَلْ بِمَا تَعْلَم كَيْفَ تَطْلبُ عِلْمَ مَا لَا تَعْلَمُ. قال فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ إِلَى مَنْزِلِه. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ. وَرَوَى أَنَسُ أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ التَّفَقُّه فِي الدَّيْنِ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَلَا فَتَعَلَّمُوا وَعَلِّمُوا وَتَفَقَّهُوا وَلَا تَمُوْتُوا جُهَّالًا. ¬
وَرَوَى عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ العِلْمُ خَزَائِنٌ وَمِفْتَاحُهُ السُّؤَالُ فَسَلُوا رَحمَكُمُ اللَّهُ فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ فيه أَرْبَعَةُ السَّائِلُ وَالعَالِمُ وَالمُسْتَمِعُ وَالمُحِبُّ لَهُمْ. وَقَالَ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْفَعُ يَوْمَ القِيَامُةِ الأَنْبِيَاءُ وَالعُلَمَاءُ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنْ دَرَجَةِ النُّبُوَّةِ أَهْلُ العِلْمِ وَالجهَادِ أَمَّا أَهْلُ العِلْمِ فدلوا النَّاسَ عَلَى مَا جَاءَتْ بِهِ الرسل. . . الرسل أَهْلُ. * * * قِيْلَ: تَفَاخَرَ العَقْلُ وَالحَظُّ فَقَالَ العَقْلُ: أَنَا المُخَاطَبُ مِنْ قِبَلِ الشَّرع وَبِي نِيْطَتْ، وَأَنَا المَمْدُوْحُ بِكُلِّ لِسَانٍ وَأَنَا وَأَنَا. فَقَالَ الحَظُّ: دَعْنِي مِنْ هَذَا كُلّهُ أَنَا لا أَزَالُ فِي دَوْرِ الكبراء. . . النَّعِيْمِ وَالدُّنْيَا فَلَا أَرَاكَ فِيْمَنْ أَرَى. المَأمُوْنُ بن الرَّشِيْدِ: [من الكامل] 3695 - العَقْلُ أَنْفَعُ لِلفَتَى مِنْ مَالِهِ ... فِي الفَرْقِ بَيْنَ رَشَادِهِ وَضَلَالِهِ بَعْدهُ: قَلْبُ الفَتَى وَلِسَانهُ أَوْلَى بِهِ ... فِي فَخْرِهِ مِنْ عَمِّهِ أَو خَالِهِ أَبُو شُرَاعَةَ المَوْسَوِس: [من البسيط] 3696 - العَقْلُ وَالمَالُ شَيْءٌ يُسْتَعَانُ بِهِ ... عَلَى المَقَامِ بِأَبْوَابِ السَّلَاطِيْنِ بَعْدهُ: وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُمَا عُطْلٌ ... إِذَا تَأَمَّلْتنِي بِابنِ الدَّهَاقِيْنِ أَمَا تَدُلّكَ أَثْوَابِي عَلَى عَدَمِي ... وَالوَجْهُ أَنِّي غَرِيْبٌ فِي المَجَانِينِ [من البسيط] 3697 - العِلْمُ أَزْيَنُ ثَوْبٍ أَنْتَ لَابِسُهُ ... فَكُنْ لحُلَّتِهِ مَا عِشْتَ لَبَّاسَا بَعْدهُ: كَمْ مِنْ شَرِيْفٍ رَأَيْتَ الجهْلَ أخْمَلَهُ ... وَمِنْ وَضيْعٍ بِتَأدِيبٍ تَرَى رَاسَا
العِلْمُ أَنْطَقَ أَفْوَاهًا وَأَلْسِنَةً. البَيْتُ [من البسيط] 3698 - العِلْمُ أَنْطَقَ أَفْوَاهًا وَأَلْسِنَةً ... والجَهْلُ أَخْرَسَ أَهْلَ الجهْلِ إخْرَاسَا أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من البسيط] 3699 - العِلْمُ أَنْفَسُ شَيْءٍ أَنْت ذَاخِرُهُ ... مَنْ يَدْرُسِ العِلْم لَا تَدْرَسْ مَفَاخِرُهُ بَعْدهُ: فَاجْهَدْ لِتَعْلَمَ مَا أَصبَحْتَ تَجْهَلهُ ... فَأَوَّلُ العِلْمِ إِقْبَالٌ وَآخِرُهُ * * * قَالَ الحَارَثُ بن أَسَدٍ رَحَمَهُ اللَّهُ: العِلْمُ يُوْرِثُ المَخَافَةَ وَالزُّهْدُ يوْرِثُ الرَّاحَةُ وَالمَعْرِفَةُ تُوْرِثُ الإنَابَةَ وَمَنْ صحَّحَ بَاطِنهُ بِالمُرَاقَبَةِ وَالإخْلَاصِ زَيَّنَ اللَّهُ ظَاهِرَهُ وَاتِّبَاع السُّنَّةِ وَمَنْ اجْتَهَدَ فِي بَاطِنِهِ وَرَّثَهُ أسُسَ مُعَامَلَةِ ظَاهِرِهِ وَمَنْ حَسُنَ فِي ظَاهِرِهِ مَعَ اجْتِهَادِ بَاطِنِهِ وَرَّثَهُ اللَّهُ الهِدَايَةُ إِلَيْهِ لِقَوْلهِ تَعَالَى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}. [من البسيط] 3700 - العِلْمُ أَوَّلُهُ صَعْبٌ مَذَاقَتُهُ ... لَكِنَّ آخِرَهُ أَحْلَى مِنَ العَسَلِ هَذَا البَيْتُ غَيْرُ قَوْلِ القَائِلِ: (الصَّبْرُ مثل اسْمهُ فِي كُلِّ. . . وَهُوَ نباتةَ) مَكْتُوْبٌ لأَنَّهُ يَشْبِهُهُ وَلَيْسَ هُوَ. * * * قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: العِلْمُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَى فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحْسَنَهُ. ¬
وَقَالَ آخَرُ: العِلْمُ حَيَاةُ القُلُوْبِ وَمَصابِيْحُ الأَبْصَارِ (¬1). وَقَالَ آخَرُ: العِلْمُ يُؤْتَى وَلَا يَأتِي (¬2). وَقَالَ آخَرُ: العِلْمُ يَنْهِي أَهْلهُ أَنْ يَمْنَعُوْهُ أَهْلَهُ. وَقَالَ آخَرُ: مَا صِيْنَ العِلْم بِمِثْلِ بَذْلِهِ لأَهْلِهِ (¬3). وَقَالَ آخَرُ: لَوْلَا العِلْمُ لَكَانَ النَّاسُ كَالبَهَائِمِ (¬4). وَقَالَ آخَرُ: مَاتَ خُزَّانُ الأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ وَعَاشَ خُزَّانُ العُلُوْمِ وَهُمْ أَمْوَاتٌ (¬5). وَقَالَ آخَرُ: مَا مَاتَ مَنْ أَحْيَا عِلْمًا. وَقَالَ آخَرُ: عِلْمُ الرَّجُلِ وَلَدهُ المُخَلَّدِ (¬6). وَقَالَ آخَرُ: العُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ (¬7). وَقَالَ آخَرُ: العُلَمَاءُ فِي الأَرْضِ كَالنُّجُوْمِ فِي السَّمَاءِ (¬8). وَقَالَ آخَرُ: العُلَمَاءُ أَعْلَامُ الإِسْلَامِ (¬9). وَقَالَ آخَرُ: المُلُوْكُ حُكَّامٌ عَلَى النَّاسِ وَالعُلَماءُ حُكّامٌ عَلَى المُلُوْكِ (¬10). وَقَالَ آخَرُ: مِدَادُ العُلَمَاءِ يُوْزَنُ بِدَمِ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ (¬11). ¬
وَقَالَ آخَرُ: آفَةُ العِلْمِ النِّسْيَانُ (¬1). وَقَالَ آخَرُ: زَلَّةُ العَالِمِ لَا تُقَالُ (¬2). وَقَالَ آخَرُ: إِذَا زَلَّ العَالِمُ زلَّ بِهِ عَالَمٌ (¬3). وَقَالَ آخَرُ: زَلَّةُ العَالِمِ كَانْكِسَارِ السَّفِيْنَةِ تَغْرَق وَتُغْرِقُ خَلْقًا كثيْرًا (¬4). وَقَالَ آخَرُ: عِلْمُ بِلَا عَمَلٍ كَشَجْرَةٍ بِلَا ثَمَرَة (¬5). وَقَالَ آخَرُ: عِلْمٌ لَا يَنْفَعُ كَكنْزٍ لَا يُنْفَقُ مِنْهُ (¬6). وَفِي المَثَلِ أَزْهَدُ النَّاسِ فِي عَالمٍ حيرانه (¬7). وَقَالَ آخَرُ: مَنْ كَتَمَ عِلْمًا فَكَأَنَّهُ جَاهِلهُ (¬8). وَقَالَ آخَرُ: مَنْ أكْثَرَ مُذَاكَرَة العُلَماءِ لَمْ يَنْسَ مَا عَلِمَ وَاسْتَفَادَ مَا لَمْ يَعْلَم (¬9). وَقَالَ آخَرُ: مَنْ لَمْ يَحْتَمِلْ ذلّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً بَقِيَ فِي ذلّ الجهْلِ أَبَدًا (¬10). وَكَتَبَ حَكِيْمٌ إِلَى رَجُلٍ ظَهَرَتْ لَهُ رِياسَةٌ مِنْ جهَةِ العِلْمِ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَصَبْتَ بِمَا ظَهَرَ مِنْ عِلْمِكَ عِنْدَ النَّاسِ مَنْزِلَةً وَشَرَفًا فَالتَمِس الآنَ بِمَا بَطَنَ مِنْ عِلْمِكَ عِنْدَ اللَّهِ رِفْعَةً وَزُلَفًا وَاعْلَمْ أَنَّ إحْدَى المَنْزِلتَيْنِ أَولَى بِكَ مُنَ الأُخْرَى غَدًا. قَالَ مُحَمَّد بن الفَضْلِ: العِلْمُ يَرْفَعُ أَهْلَهُ لَا المَالُ ... وَالمَالُ فِيْهِ نَبَاهَةٌ وَجَمَالُ ¬
وَلَرُبَّ قَوْمٍ مَا لَهُمْ مِنْ رغْبَةٍ ... فِي العِلْمِ قَدْ كَثُرَتْ لَهُمْ أَمْوَالُ لَمْ يثْبِتُوا نَسَبًا لِقِلَّةِ عِلْمِهِمْ ... فَهُمْ وَإِنْ رَكبُوا البِغَالَ بِغَالُ * * * قَالَ الشَّعْبِيُّ: العِلْمُ ثَلَاثةَ أَشْبارٍ، فَمَنْ نَالَ مِنْهُ شِبْرًا شَمَخَ بِأنْفِهِ فصار أَنَّهُ نَالَهُ وَمَنْ نَالَ مِنْهُ الشِّبْرَ الثَّانِي صَغُرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ ... أَنَّهُ أَنَّهُ وَأَمَّا الشِّبْرُ الثَّالِثُ فَهَيْهَاتَ لا يَنَالُهُ أَحَدٌ أَبَدًا. [من الكامل] 3701 - العِلْمُ زَيْنُ وَالسُّكُوْتُ سَلَامَةٌ ... فَإِذَا نَطَقْتَ فَلَا تَكُنْ مِهْذَارَا بَعْدهُ: مَا إِنْ نَدِمْتُ عَلَى سُكُوْتٍ مَرَّةً ... وَلَقَدْ نَدِمْتُ عَلَى الكَلَامِ مرَارَا [من البسيط] 3702 - العِلْمُ زَيْنٌ وَتَشْرِيْفٌ لِصَاحِبِهِ ... فَاطْلُبْ هُدِيْتَ فُنُوْنَ العِلْمِ وَالأَدَبَا [من البسيط] 3703 - العِلْمُ عِزٌّ وَكَنْزٌ لَا نَفَادَ لَهُ ... نِعْمَ القَرِيْنُ إِذَا مَا عَاقِلًا صَحِبَا [من مجزوء الكامل] 3704 - العِلْمُ عِنْدِي كالغذَاءِ ... فَهَلْ تَعِيْشُ بِلَا غِذَاءِ؟ [من السريع] 3705 - العِلْمُ لَا يَفْنِيْهِ إِنْفَاقُهُ ... وَالمَالُ لَا يَبْقَى لِمَنْ يَخْزُنُهُ هَذَا البَيْتُ فِيْهِ ثَلَاثَةُ أَمْثَالٍ كُلٌّ مِنْهَا قَائِمٌ بِنَفْسِهِ. وَبَعْدَهُ قَوْلهُ: ¬
وَلَنْ يَفُوْتكَ حَظٌّ أَنْتَ نَائِلهُ ... يُهْدَى وَمَا جُمَّ أَنْ يَلْقَاكَ مجْلُوْبُ هَذَا البَيْتُ يَشْتَمِلُ عَلَى مَثَلَيْنِ المِصرَاعُ الأَوَّلُ مَثَلٌ، وَالمِصْرَاع الأَخِيْرُ مَثَلٌ وَبَعْدَهُ قَوْلهُ: وَكُلُّ ذِي غَايَةٍ يَجْرِي إِلَى أَمَدٍ ... وَالخَيْرُ وَالشَّرُّ فِي الأَلْوَاحِ مَكْتُوْبُ وَهَذَا أَيْضًا يَشْتَمِلُ عَلَى مَثَلَيْنِ كَالَّذِي قَبْلَهُ. سَابِقُ البَرْبَرِيُّ: [من البسيط] 3706 - العِلْمُ يَجْلُو العمى عَنْ قَلْبِ صَاحِبِه ... كَمَا يُجْلِّي سَوَادَ الظُّلْمَةِ القَمَرُ عَامِرُ بنُ صَعْصَعَةَ الفقعسيّ: [من البسيط] 3707 - العِلْمُ يَجْلُو العَمَى وَالجهْلُ مَهْلَكَةٌ ... وَاللَّاعِبُ الرَّفِلُ الأَذْيَالِ مَكْذُوْبُ [من البسيط] 3708 - العِلْمُ يَنْفَعُ أَقْوَامًا فَيَرْفَعُهُمْ ... كَالغَيْثِ يُدْرِكُ عِيْدَانًا فَيُحْيِيْهَا دِعْبِلُ بنُ عَلِيّ بن رَزين الخُزَاعِيّ: [من الكامل] 3709 - العِلْمُ يَنْهَضُ بِالخَسِيْسِ إِلَى العُلا ... وَالجَهْلُ يَقْعُدُ بِالفَتَى المَنْسُوْبِ بَعْدهُ: نَالَ العُلُوْمَ بِفَهْمِهِ ... وَأَعَزَّ بِالتَّدَرُّبِ والـ. . . وَإِذَا الفَتَى سَاسَ الأمُوْرَ بِعِلْمِهِ ... وَأُعِيْنَ فِي فرْعَيْهِ سَمَتِ الأُمُوْرُ بِهِ فَبَرَّزَ سَابِقًا ... فِي كُلِّ مَحْضَرِ مَشْهَدٍ [ومَغيبِ] وَقَالَ ابن كُنَاسَةَ (¬1): يا مَنْ رَوَى أَدَبًا فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ ... وَيكفَّ عَنْ دفع الهوى بأديبِ ¬
حَتَّى تَكُوْنَ بِمَا تَعْلَمُ عَامِلًا ... مِنْ صَالِحٍ فَتَكُوْن [غير معيبِ] وَلَقَلَّمَا [يغني إصابة قائلٍ] ... [أفعاله أفعالُ غير مُصيبِ] عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ: [من مجزوء الكامل] 3710 - العُمْرُ أَقْصَرُ مُدَّةً ... مِنْ أَنْ يُمَحَّقَ بِالعِتَابِ بَعْدهُ: وَإِنْ يُكَدَّرَ مَا صَفَا ... مِنْهُ بِهَجْرٍ وَاجْتِنَابِ فَتَغْنَمُ السَّاعَاتُ مِنْهُ ... فَمَرُّهَا مَرّ السّحَابِ قِيْلَ: كَانَ عَلَى خَاتَمِ بُشْرٍ الحَافِي رَحَمَهُ اللَّهُ مَكْتُوْبٌ: قَصِّر الأمَلَ فَالعُمْرُ قَصِيْرٌ. مُحَمَّدُ بن عَبْدُ اللَّهِ العَلَوِيّ: [من الكامل] 3711 - العُمْرُ عُمْركَ مَا حَبَاكَ مَسَرَّةً ... أَو لَا فَطُوْلُ العُمْرِ طُوْلُ عَنَاءِ بَعْدهُ: وَالمَالُ مَالَكَ مَا بَذَلْتَ مَصوْنَهُ ... أَو لَا فَإِنَّكَ خَازِنُ الأَعْدَاءِ هُوَ أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بن عَبْدُ اللَّهِ العَلَوِيّ. التِّهَامِيُّ: [من البسيط] 3712 - العُمْرُ كَالطَّيْفِ بُؤْسَاهُ وَأنْعمُهُ ... مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ فَلَا تَذْمُمْ وَلَا تَلُمِ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من مجزوء الكامل] 3713 - العُمْرُ مَا عُمِّرْتَ فِي ... ظِلِّ السُّرُوْرِ مَعَ الأَحِبَّةْ بَعْدهُ: فَإِذَا نَأَيتَ عَنِ الأَحِبَّةِ ... لَا يُسَاوِي العُمْرَ حبَّه ¬
أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من البسيط] 3714 - العُمْرُ يَمْضِي وَمَا أَمْضَيْتَ هِمَّتَهُ ... أَأَنْتَ مُنْتَبِهٌ أمْ أَنْتَ فِي الحُلُمِ [من الكامل] 3715 - العُمْرُ يَنْفَدُ وَالذُّنُوْبُ تَزِيدُ ... وَيُقَالُ عَثْرَتَهُ الفَتَى فَيَعُوْدُ بَعْدهُ: وَالمَرْءُ يَسْألُ عَنْ سِنِيْهِ فَيَشْتَهِي ... تَقْلِيْلهَا وَعَنِ المَمَاتِ يَحِيْدُ الأَحْنَفُ العُكْبَرِيُّ: [من البسيط] 3716 - العَنْكَبُوْتُ بَنَتْ بَيْتًا عَلَى وَهَنٍ ... تَأوِي إِلَيْهِ وَمَا لِي مِثْلَهُ وَطَنُ بَعْدهُ: وَلَلْخُنْفُسَاة لَهَا مِنْ جِنْسِهَا سَكَنٌ ... وَلَيْسَ لِي مِثْلهَا إِلْفٌ وَلَا سَكَنُ الإمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحَمَهُ اللَّه: [من البسيط] 3717 - العُوْدُ لَوْ لَمْ تَفُحْ مِنْهُ رَوَائحُهُ ... لَمْ يَفْرُقِ النَّاسُ بَيْنَ العُوْدِ وَالحَطَبِ طَاهِرُ بن الحُسَيْنِ المُخْزُوْمِيَ: [من البسيط] 3718 - العَيْبُ فِي الخَامِلِ المَغْمُوْرِ مَغْمُوْرُ ... وَعَيْبُ ذِي الشَّرَفِ المَذْكُوْرِ مَذْكُوْرُ بَعْدهُ: كَفُوْفَةِ الظُّفْرِ تَخْفِي مِنْ حَقَارَتِهَا ... وَمِثْلهَا فِي سَوَادِ العَيْنِ مَشْهُوْرُ سَلَمَةُ بن شَقِيْقٍ الأَسَدِيُّ: [من البسيط] 3719 - العَيْرُ عَيْرٌ وَإِنْ صِيْغَتْ خَلَاخِلُهُ ... مِنَ الزَّبَرْجدِ وَاليَاقُوْتِ وَالذَّهَبِ ¬
أَبُو الفَضْلُ السُّكَّرِيّ: [من الرجز] 3720 - العيْرُ لَا يَسْمَنُ إِلَّا بِالعَلَفِ ... لاَ يَسْمَنُ العيْرُ بِقَوْلِ ذِي لطَفِ نَقَلَ هَذَا المَعْنَى أَبُو الفَضْل المَرْزَوِيُّ السُّكَّرِيُّ مِنَ الفَارِسِيَّةِ إِلَى العَرَبِيَّةِ وأَرْسَلَهُ مَثَلًا. أَبُو يَعْقُوْبُ الخُزَيْمِيُّ: [من البسيط] 3721 - العَيْشُ لَا عَيْشَ إِلَّا مَا قَنِعْتَ بِهِ ... قَدْ يَكْثُرُ المَالُ وَالإنْسَانُ مُفْتَقِرُ بَعْدهُ: وَالنَّفْسُ أَشْرَهُ شَيْءٍ مَا بَسَطْتَ لَهَا ... لَا يُشْبِعُ النَّفْسَ إِلَّا التُّرْبُ وَالمدَرُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ القطَامِيّ (¬1): وَالعَيْشُ لَا عَيْشَ إِلَّا مَا تَقرُّ بِهِ ... عَيْنٌ وَلَا حَالَ إِلَّا سَوْفَ تَنْتَقِلُ وَالنَّاسُ مَنْ يَلْقَ خَيْرًا قائلوْنُ لَهُ ... مَا يَشْتَهِي وَلأُمِّ المُخْطِئِ الهَبَلُ قَدْ يُدْرِكُ المَتأنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ ... وَقَدْ تَكُوْنَ مَعَ المُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ وَرُبَّمَا فَاتَ بَعْضَ القَوْمِ نَجْحَهُمُ ... مَعَ التَّأنِّي وَكَانَ الحَزْمُ لَوْ عَجِلُوا ابن المُعْتَزِّ: [من الـ. . .] 3722 - العَيْشُ هَمٌّ وَالمَوْتُ ضُرٌّ ... مُسْتَكْرَهٌ وَالمُنَى ضَلَالُ المُعْتَمِدُ صَاحِبُ المَغْربِ: [من المجتث] 3723 - العَيْنُ بَعْدَكَ تَقْذَى ... بِكُلِّ شَيْءٍ تَرَاهُ بَعْدهُ: فَلْيَجْلُ شَخْصُكَ عَنْهَا ... مَا بِالمَغِيْبِ جَنَاهُ ¬
كَتَبَ بِهُمَا المُعْتَمِدُ عَلَى اللَّهِ صَاحِبُ المَغْرِبِ إِلَى ذِي الوِزَارَتَيْنِ أَبِي بَكْر بن زَيْدُوْن وَزِيْرِ المَغْرِبِ. عُمَارَةَ: [من البسيط] 3724 - العَيْنُ تُبْدِي الَّذِي فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا ... مَنْ لِلشَّنَاءَةِ أَو وُدٍّ إِذَا كَانَا الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ: [من البسيط] 3725 - العَيْنُ تُبْصرُ مَنْ تَهْوَى وَتَفقِدُهُ ... وَنَاظِرُ القَلْبِ لَا يَخْلُو مِنَ الفِكَرِ قَبْلهُ: إِنْ كُنْتَ لَسْتَ مَعِي فَالذِّكْرُ مِنْكَ مَعِي ... يَرَاكَ قَلْبِي وَإِنْ غُيِّبْتَ عَنْ بَصرِي العَيْنُ تَبْصِرُ مَنْ تَهْوَى. البَيْتُ وَأَنْشَدَ مَسْعُوْدُ بن بِشْرٍ فِي المَعْنَى (¬1): أَمَا وَالَّذِي لَوْ شَاءَ لَمْ يَخْلَقِ النَّوَى ... لَئِنْ غِبْتَ عَنْ عَيْنِي لَمَا غِبْتَ عَنْ قَلْبِي يُوْهِمِنِيْكَ الشَّوْقُ حَتَّى كَأَنَّمَا ... أُنَاجِيْكَ مِنْ قُرْبٍ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ قُرْبِي أَبُو الشِّيْصِ: [من المنسرح] 3726 - العَيْنُ تَبْكِي وَالسِّنُّ ضاحِكَةٌ ... فَنَحْنُ فِي مَأتَمٍ وَفِي عُرسِ عُمَارَةُ: [من البسيط] 3727 - العَيْنُ تنْطِقُ وَالأَفْوَاهُ سَاكِتَةٌ ... حَتَّى تَرَى لِضَمِيْرِ القَلْبِ تِبْيَانَا أَبْيَاتُ عُمَارَةَ يَقُوْلُ مِنْهَا: العَيْنُ تُبْدِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّ البَغِيْضَ لَهُ عَيْنٌ يُقَلِّبُهَا ... لَا يَسْتَطِيع لِمَا فِي الصَّدْرِ كِتْمَانَا ¬
وَعَيْنُ ذِي الوُدِّ لَا تَنْفَكُّ مُقْبِلَةً ... تَرَى لَهَا محْجَرًا بَشًّا وَإِنْسَانَا وَالعَيْنُ تَنْطقُ وَالأَفْوَاهُ سَاكِتَةٌ ... حَتَّى تَرَى لِضَمْرِ القَلْبِ تِبْيَانَا البَاذَانِي فِي أَبِي دُلْفٍ: [من مجزوء الكامل] 3728 - الغَدْرُ أَكْثَرُ فِعْلِهِ ... وَكِتَابُ خَاتَمِهِ الوَفَاءُ [من البسيط] 3729 - الغَدْرُ فِي النَّاسِ طَبْعٌ لَا يُغَيِّرُهُ ... كَاللَّقْطِ في الطيرِ أَو كَالخَتْلِ فِي الدُّبِّ سُلَيْمَانُ الفَيَّاضِ الأسْكَنْدِيّ: [من البسيط] 3730 - الغَزْنويُّونَ إِخْوَانٌ لِزَائِرِهِمْ ... مَا دَامَ مِنْهُمْ إِزَاءَ السَّمْعِ وَالبَصَرِ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الخفيف] 3731 - الغِنَى فِي النُّفُوْسِ وَالفَقْرُ فِيْهَا ... إِنْ تَجَزتْ فَقَلَّ مَا يَكْفِيْهَا فِي قَاضٍ: [من البسيط] 3732 - الفَاصلُ الحكْمِ عَيَّ الأَوَّلُوْنَ بِهِ ... وَمُظْهِرُ الحَقِّ لِلسَّاهِي عَلَى الذّهِنِ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 3733 - أَلِفَ الصُّدُوْدَ فَلَوْ يَمُرُّ خَيَالُهُ ... بِالصَّبِّ فِي سِنَةِ الكَرَى مَا سَلَّمَا أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 3734 - أَلِفَ الهِجَاءَ فَمَا يُبَالِي عِرْضُهُ ... أَهَجَاهُ أَلْفٌ أَمْ هَجَاهُ وَاحِدُ المِيكَالِيُّ: [من البسيط] ¬
3735 - أَلْفَانِيَ الدَّهْرُ لَمَّا مَسَّنِي حَجَرًا ... أَذْكَى مِنَ المِسْكِ لَمَّا مَسَّهُ الحَجَرُ هو أبو الفضل عبيد اللَّه بن أبي نصر أحمد بن علي. [من الوافر] 3736 - أَلِفْتُ البَيْنَ لَا أَنِّي جَلِيْدٌ ... وَلَا أَنِّي بِغَيْرِكَ مُسْتَهَامُ بَعْدهُ: وَلَكِنَّ العَلِيْلَ إِذَا تَمَادَتْ ... بِهِ الأَسْقَامُ آنَسَهُ السَّقَامُ [من الطويل] 3737 - أَلِفْتُ الضَّنَى مِنْ بَعْدِكُم فَلَوَ أَنَّهُ ... يَزُوْلُ إِذَا عَدْتُمْ حَنَنْتُ إِلَيْهِ بَعْدهُ: وَصَارَ البُكَا لِي مُؤْنِسًا ... فَلَوْ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ عَيْنِي بَكَيْتُ عَلَيْهِ أَبُو عُثْمَانُ الخَالِدِيّ: [من البسيط] 3738 - أَلِفْتُ مِنْ حَادِثَاتِ الدَّهْرِ أَكْبَرَهَا ... فَمَا أَعُوْجُ عَلَى أَطْفَالِهَا الصِّغَرِ أَبْيَاتُ أَبِي عُمَرَ الخَالِدِيُّ نَعِيْمٌ. أَلِفْتُ مِنْ حَادِثَاتِ الدَّهْرِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تُرِيْدُنِي قَسْوَةُ الأَيَّامِ طِيْبَ ثنَاكَا ... كَأَنَّنِي المِسْكُ بَيْنَ الفِهْرِ وَالحَجَرِ إِنِّي لأَسِيْرُ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ مَثَلٍ ... فَرْدٍ وَأمْلأُ لِلآفَاقِ مِنْ قَمَرِ وَلَسْتُ أَبْكِي لِشَيْبٍ قَدْ مَنِيْتُ بِهِ ... يَبْكِي عَلَى الشَّيْبِ مَنْ يَأسَى عَلَى العُمرِ وَمَا شَكَرْتُ زَمَانِي وَهُو يَصْعَدُ بِي ... فَكَيْفَ أَشْكُرُهُ فِي حَالِ مُنْحَدرِي؟ وَقَدْ نَظَرْتُ إِلَى الدُّنْيَا وَبَهْجَتِهَا ... فَاسْتَصْغَرَتهَا جُفُونِي غَايَةَ الصِّغَرِ ¬
كُنْ مِنْ صدِيْقِكَ لَا مِنْ غَيْره حَذِرًا ... إِنْ كَانَ يُنْجِيْكَ مِنْهُ شِدَّةُ الحَذَرِ مَا أطْمَئِنُّ إِلَى خِلْقٍ فأُخْبِرُهُ ... إِلّا تَكَشَّفَ لِي عَنْ سُوْءٍ بِمُختَبَرِ قَالَ مِنْهَا: فَإِنْ بَلَغْتَ الَّذِي أَهْوَى فَعَنْ قَدَرٍ ... وَإِنْ حُرِمْتُ الَّذِي أَهْوَى فَعَنْ عُذُرِ السِّرِيُّ فِي سَوْدَاءَ: [من الخفيف] 3739 - أَلِفَتهَا القُلُوْبُ لَمَّا رَأَتْهَا ... صَاغَهَا اللَّهُ مِنْ سَوَادِ القُلُوْبِ [من الوافر] 3740 - أَلِفْتُ هَوَاكِ حَتَّى صِرْتُ أَهْذِي ... بِذكْرِكِ فِي الرُّكُوْعِ وَفِي السُّجُوْدِ إبْرَاهِيْمُ بن عُثْمَان بن أَحْمَد الغَزِّيّ: [من البسيط] 3741 - الفَضْلُ فَضْلَانِ طَبْعِيٌّ وَمُكْتَسَبٌ ... وَقَلَّمَا اَجْتَمَعَا فِي المَرْءِ وَاصْطَحَبَا بَعْدهُ: وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَدَبُ الأَخْلَاقِ يَصْحَبُهُ ... فَلَا تَعُدَّنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ الأُدَبَا أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 3742 - الفِطْرُ وَالأَضْحَى قَدِ انْسَلَخَا وَلِي ... أَمَلٌّ بِبَابِكَ صَائِمٌ لَمْ يُفْطِرِ [من مخلع البسيط] 3743 - الفَقْرُ بَيْتٌ عَلَيْهِ قُفْلٌ ... مِفْتَاحُهُ العَجْزُ وَالتَّوَانِي قَدْ اخْتَلَفَ وَصْفُ البُلَغَاءِ فِي مَدْحِ الفَقْرِ وَذَمِّهِ فَمِمَّا جَاءَ فِي مَدْحِ الفَقْرِ قَوْلُ بَعْضِهمْ: الفَقْرُ مُخِفٌّ وَالغِنَى مثْقِلٌ. الفَقِيْرُ أَقَلّ عُدوًّا مِنَ الغِنَى. إِنَّ مِنَ العِصمَةِ أَنْ لَا تَجِدَ. قَالَ الثَّوْرِيُّ: الصَّبْرُ عَلَى الفَقْرِ يَعِدَكَ الجِّهَادَ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ. وَقَالَ آخَرُ بذلّ ¬
الفَقْرِ رَاضَتْ حِكْمَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صعُوْبَةُ الإِنْسَانِ. وَقَالَ أَبُو العتَاهِيَةِ (¬1): أَلَمْ تَرَ أَنَّ الفَقْرَ يُرْجَى لَهُ الغِنَى ... وَإِنَّ الغِنَى يُخْشَى عَلَيْهِ مِنَ الفَقْرِ وَقَالَ أَبُو العتَاهِيَةِ أَيْضًا (¬2): مِنْ شَرَفِ الفَقْرِ وَمِنْ فَضلِهِ ... عَلَى الغِنَى لَو صَحَّ مِنْكَ النَّظَر انَّكَ تَعْصي اللَّهَ تَبْغِي الغِنَى ... وَلَسْتُ تَعْصي اللَّهَ كَي تَفْتَقِر وَمِمَّا قِيْلَ فِي ضمِّ المَالِ: الغِنَى يُوْرِثُ البَطَرَ، المَالُ مَيَّالٌ، المَالُ مَلُوْلٌ، المَالُ لا يَنْفَعُكَ مَا لَمْ يُفَارِقُكَ، طَبْعُ المَالِ طَبْعُ الصَّبِيِّ لَا يُوْقَفُ عَلَى حِيْنِ رضَاهُ وَسَخطِهِ. قَدْ يَكُوْنُ المَالُ سَبَبُ حَتْفِ صَاحِبهِ كَمَا إِنَّ الطَّاوُوْسَ يُذْبَحُ لِحسْنِ رِيْشِهِ. قَالَ يَحْيَى بنُ معَاذٍ: الدِّرْهَمُ عَقْرَبٌ فَإِنْ أَحْسَنْتَ رُقيَتِهَا وَإِلَّا فَلَا تَأخذهَا. وَمِمَّا قِيْلَ فِي مَدْحِ الغِنَى وَالمَالِ وَذَمِّ الفَقْرِ: لَو يَكُنْ فِي الغِنَى إِلَّا أَنَّهُ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَفَى بِهِ فَضلًا. إِنَّ الغَنِيَّ طَوِيْلُ الذَّيْلِ مَيَّاسٌ. اسْتَغْنِ أَو مُتْ. الآمَالُ مُتَعَلِّقَةٌ بِالأَمْوَالِ. لَا مَجْدَ إِلَّا بِمَالٍ. الرِّجَالُ بِالأَمْوَالِ كَمَا إِنَّ النِّسَاءَ بِالرِّجَالِ. مَالُ الرَّجُلِ مَؤْئِلُهُ وَقُوْتُهُ قُوَّتُهُ. وَمِمَّا قِيْلَ فِي ذَمِّ الفَقْرِ: مَجْمَعُ العُيُوْبِ. الفَقْرُ كنْزُ البَلَاءِ. كَادَ الفَقْرُ يَكُوْنُ كُفْرًا. لَا فَارِقَةَ كَالفَقْرِ. لَا أَدْرِي أَيّهُمَا أَمَرُّ مَوْتُ الغَنِيّ أَم حَيَاةُ الفَقِيرِ. الفَقْرُ المَوْتُ الأَكْبَرُ، القِلَّةُ ذلّةٌ. الفَاقَةُ المَوْتُ الأَصغَرُ قَالَ (¬3): وَلَمْ أَرَ بَعْدَ الدِّيْنِ خَيْرًا مِنَ الغِنَى ... وَلَمْ أَرَ بَعْدَ الكُفْرِ شَرًّا مِنَ الفَقْرِ * * * قَالَ الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ أَحْمَدُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن أَحْمَد الأَصفَهَانِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ (حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ وَطَبْقة الأصفياء): حَدَّثنَا سُلَيْمَانَ بن أَحْمَد حَدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بن ¬
الحَضْرمِيّ وَعَلِيّ بنُ سَعِيْد الرَّازِقِ قَالَا حَدَّثَنَا بَهْرَام العَطَّار حَدَّثنا عَبْد المَلِكِ أَبِي كَرِيْم عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَن مُخَلَّد بن زَيْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُوْل اللَّهِ يَقُوْلُ: إِنَّ فُقَرَاءَ المُؤْمِنِيْنَ يَدْخُلُوْنَ قَبْل أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصفِ يَوْمٍ وَذَلِكَ. . خَمْسِيْنَ عَامٍ فَقَالَ: رَجُلٌ أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُوْلُ اللَّهِ فَقَالَ إِنْ تَغَدَّيْتَ رَجَعْتَ إِلَى عشاء أَو إِذَا تَعَشَّيْتَ تبيت مَعَكَ غَدَاءٌ قَالَ لَسْتُ مِنْهُمْ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أَنَا يَا رَسُوْلُ اللَّهِ قَالَ هَلْ قَالَ نَعَمْ وَلَسْتُ كَذَلِكَ قَالَ سِتْرًا سِوَى مَا عَلَيْكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ قُمْ قَالَ فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ أَمِنْهُم أَنَا يَا رَسُوْلُ اللَّهِ سَمِعْتَ مَا قُلْتُ لِهَذَيْنِ قَبْلكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ قَرْضًا كُلّمَا نَسِيْتَ أَنْ تَسْتَقْرِضَ قَالَ نَعَمْ لَسْتُ مِنْهُم فقام آخَرُ فَقَالَ أَمِنْهُمْ أنا قَالَ أَسَمِعْتَ مَا قُلْتُ لِهَؤُلَاءِ قَبْلكَ قَالَ نَعَمْ. مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ: [من السريع] 3744 - الفَقْرُ فِي النَّفْسِ وَفِيْهَا الغنَى ... وَفِي غِنَى النَّفْسِ الغِنَى الأَكْبَرُ قَبْلهُ: مَنْ كَانَ ذا مَالٍ كَثِيْرٍ وَلَمْ ... يَقْنَعْ فَذَاكَ المُوْسِرُ المُعْسِرُ وَكُلُّ مَنْ كَانَ قَنُوْعًا ... وَإِنْ كَانَ مُقِلًّا فَهْوَ المُكْثِرُ الفَقْرُ فِي النَّفْسِ وَفِيْهَا. البَيْتُ أَنْشَدَ المُبَرِّدُ: [من السريع] 3745 - الفَقْرُ فِي أَوْطَانِنَا غُرْبَةٌ ... وَالمَالُ فِي الغُرْبَةِ أَوْطَانُ بَعْدهُ: وَالأَرْضُ شَيْءٌ كُلّهَا وَاحِدٌ ... وَيَخْلُفُ الجِيْرَانَ جِيْرَانُ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ اليَعْقُوبِيّ: [من مجزوء الكامل] 3746 - الفَقْرُ فِي زَمَنِ اللِّئَامِ ... لِكُلِّ ذِي كَرَمٍ عَلَامَه ¬
بَلْ هُوَ لأَبِي الحَسَنِ أَحْمَدَ بن فَارِسٍ بن زَكَرَيَّا مِنْ أَبْيَاتٍ أَوَّلُهَا: وَغَدًا أُصَرِّفُ سَرْجهُ وَأَبِيْعُ ... بَعْدَ غَدٍ حزَامَه وَالفَقْرُ فِي زَمَنِ اللِّئَامِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا تعْجبَنَّكَ عِما مَتَي ... فَالفَقْرُ مِنْ تَحْتِ العَمَامَه أَيْنَ النّقَانِقَ يَا سَلَامَه ... دَامَتْ لِمَوْلَاكَ الكَرَامَه بَادِرْ بِهِ لِمُجَوِّعٍ مِنْ ... قَبْلِ أَنْ يَلْقَى حِمَامَه فَلَقَدْ طَوَيْتُ وَقَدْ طَوَى ... غَيْرِي وَبِعْتُ لَهُ لِجَامَه النُّوْقَانِيُّ: [من السريع] 3747 - الفَقْرُ وَالإِفْلَاسُ وَالضُّرُّ ... ثَلَاثَةٌ أَيْسَرُهَا مُرُّ بَعْدهُ: أَحْسَنُ بِالحُرِّ عَلَى قِبْحهَا ... مِنْ جِدَّةٍ ذلَّ لَهَا الحُرُّ هُوَ عُمَرُ بن أَبِي عُمَرَ النّوْقَانِيّ السِّجْسْتَانِيُّ. [من البسيط] 3748 - الفَقْرُ يُزْرِي بِأَقْوَامٍ ذَوِي حَسَبٍ ... وَقَدْ يُسَوِّدُ غَيْرَ السَّيِّدِ المَالُ هَذَا مَأخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ البَلِيْغِ شَرًّا وَهُوَ: المَالُ يُسَوّدُ غَيْر السَّيِّدِ وَيُقَوِّي غَيْرَ الأَمدِ [من الطويل] 3749 - أَلِفْنَا التَّجَافِي وَاطْمَأَنَّتْ قُلُوْبنَا ... عَلَيْهِ وَهَذَا أَوَّلُ اليَأسِ وَالصَّبْرِ بَعْدهُ: وَكُنَّا إِذَا يَوْمٌ يَرُوْعُ بِبَيْنِهِ ... ظَلَلْنَا كأنَّا. . . . على جَمْرِ فَقَدْ جَعَلَتْ أَيَّامُنَا وَهِيَ تَنْقَضِي ... بهجرٍ. . . . . . . ¬
[من الطويل] 3750 - أَلِفْنَا دِيَارًا لَمْ تَكُنْ مِن دِيَارِنَا ... وَمَنْ يَتَأَلَّفْ بِالكَرَامَةِ يَأْلَفِ المُتُنَبِّيّ: [من الخفيف] 3751 - إلفُ هَذَا الهَوَاءِ أَوْقَعَ فِي ... الأَنْفُسِ أَنَّ الحِمَامَ مرُّ المَذَاقِ وَمِنْ بَابِ (الف ي) قَوْلُ (¬1): الفَيْجُ عَلْقَمَهُ البَكْرِيُّ خَبَّرَنَا ... أَنَّ الرَّبِيْعَ أَبَا مَرْوَانَ قَدْ حَضَرَا فَقُلْتُ لِلنَّفْسِ هذي مُنْيَةٌ قُدِرَ ... تْ وَقَدْ تُوَافِقُ بَعْضُ المُنْيَةِ القَدَرَا يُقَالُ: أَفاجَ الرَّجُلُ إِفَاجَةً إِذْ أَسْرَعَ وَمِنْهُ الفيجُ وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ فيج الرِّيْح الشّدِيْدَةِ. [من مجزوء الكامل] 3752 - الفِيْلُ يَضْجَرُ وَهُوَ أَعْظَمُ ... مَا رَأَيْتُ مِنَ البَعُوْضِ مِهْيَارُ: [من الرجز] 3753 - أَلْقَابُ قَوْمٍ نَافِرَاتٌ شَمسٌ ... تَنْبُو وأَلقَابُكُمْ مَيَاسِمِ المَعَرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 3754 - إِلْقَ الخُطُوْبَ إِذَا طَرَقْنَ ... بِقَلْبِ مُحْتَسِبٍ صَبُوْرِ بَعْدهُ: فَسَيَنْقَضي زَمَنُ الهُمُوْمِ ... كَمَا انْقَضى زَمَنُ السُّرُوْرِ فَمِنَ المُحَالِ دَوَامُ حَالٍ ... فِي مَدَى العُمْرِ القَصِيْرِ ¬
الفَرَزْدَقُ: [من الكامل] 3755 - أَلْقِ الصَّحِيْفَةَ يَا فَرَزْدَقُ لَا تَكُنْ ... نَكْرَاءَ مِثْلَ صَحِيْفَةِ المُتَلَمِّسِ التّنُوْخِيُّ: [من البسيط] 3756 - إِلْقَ العَدُوَّ بِوَجْهٍ لَا قُطُوْبَ بِهِ ... يَكَادُ يَقْطُرُ مِنْ مَاءِ البَشَاشَاتِ بَعْدهُ: فَأَحْزَمُ النَّاسِ مَنْ يَلْقَى أَعَادِيْهِ ... فِي جِسْمِ حِقْدٍ وَثَوْبٍ مِنْ موَدَّاتِ الصَّبْرُ خَيْرٌ وَخَيْرُ القَوْلِ أَصْدَقهُ ... وَكُثْرَةُ المَزْحِ مِفْتَاحُ العَدَاوَاتِ هُوَ أَبُو القَاسَم عَلِيّ بن مُحَمَّد التّنُوْخِيُّ قَاضِي البَصْرَة. قِيْلَ لابنِ القرية مَا الدّهَاءُ فَقَالَ تَجَرُّعُ الغَصَّةِ وَتَوَقُّعُ الفُرْصَةِ. [من البسيط] 3757 - أَلْقَاهُ فِي اليَمِّ مَكْتُوْفًا وَقَالَ لَهُ ... إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَبْتَلَّ فِي الماءِ جَرَتْ قِصَّةُ آدَمَ وَإِبْلِيْسَ عِنْدَ بَعْضِ مَشَايِخِ الصُّوْفِيَّةِ فَقَالَ مُتَمَثِّلًا: أَلْقَاهُ فِي اليَمِّ مَكْتُوْفًا. البَيْتُ وبعده: فكتفه كونه والبحر حيرته ... يعومُ من أجلهِ في كلِّ ظلماءِ [من الكامل] 3758 - القَائِلِيْنَ إِذَا لَقُوا أَقْرَانَهُمْ ... إِنَّ المَنَايَا قَصْرُ مَنْ لَمْ يُقْتَلِ [من البسيط] 3759 - القَائِلِيْنَ إِذَا هُمْ بِالقَنَا خَرَجُوا ... مِنْ غَمْرَةِ المَوْتِ فِي حَوْمَاتِهَا عُوْدُوا ¬
بَعْدهُ: عَادُوَا فَعَادُوا كِرَامًا لَا تَنَابِلَةً ... عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَا رُعْشٌ رَعَادِيْدُ ابْنُ مُعيْطٍ الأَمَوِيّ: [من البسيط] 3760 - القَصْرُ فَالنَّخْلُ فَالجَمَّاءُ بَيْنَهُمَا ... أَشْهَى إِلَى القَلْبِ مِنْ أَبْوَابِ جَيْرُوْنِ عُمْدَةُ الدِّيْنِ قَاضِي سَاوَةَ: [من الخفيف] 3761 - أَلْقِنِي فِي لَظًى فَإِنْ غَيَّرَتْنِي ... فَتَيَّقَّنْ أَنْ لسْتُ بِاليَاقُوْتِ قَوْلُ القَاضِي عُمْدَةُ الدِّيْنِ: أَلْقِنِي فِي لَظًى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: جَمَعَ النَّسِيْجُ كُلّ مَنْ حَاكَ لَكِنْ ... لَيْسَ دَاوُدَ فِيْهِ كَالعَنْكَبُوْتِ وَيُنْشَدُ فِي جَوَابِ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ لابنِ البرفطِيّ الكَاتِبُ البَغْدَادِيّ مُحدثٌ: أَيُّهَا المَدَّعِي الفخَارَ دَعْ الفَخْـ ... ـرَ لِذِي الكِبْرِيَاءِ وَالجبَروْتِ نِسْجُ دَاوود لَمْ يَفدِ صَاحِب الغَا ... ر وَكَانَ الفخَارُ لِلْعَنْكَبُوْتِ وَبَقَاءُ السَّمَنْدِ فِي لَهَبِ النَّا ... رِ مُزِيْلٌ فَضِيْلَةَ اليَاقُوْتِ وَكَذَاكَ النَّعَامُ يُلْقِطُ الجمْـ ... ـرَ وَمَا الجمْرُ للنَّعَامِ بِقُوْتِ [من البسيط] 3762 - القَوْسُ مَوْتَرَةٌ وَالسَّهْمُ فِي الوَتَرِ ... وَقَدْ نَزَعْتُ فَكُنْ مِنِّي عَلَى حَذَرِ [من الكامل] 3763 - أَلْقوا عَلَيَّ نُفُوْسَهمْ وَاسْتَشْفَعُوا ... غَلِطُوا خَلَائِقُكَ الكَرِيْمَةُ أَنْفَعُ بَعْدهُ: كَمْ بَيْنَ مِنْ فِعْلِ المَكَارِمِ طَبْعُهُ ... أَبَدَ الزَّمَانِ وَبَيْنَ مَنْ يَتَطَبَّعُ ¬
[من البسيط] 3764 - القَوْلُ كَاللَّبَنِ المَحْلُوْبِ لَيْسَ لَهُ ... رَدّ وَكَيْفَ يردُّ الحَالِبُ اللَّبَنا بَعْدهُ: كَمْ بَيْنَ مِنْ فِعْلِ المَكَارِمِ طَبْعُهُ ... أَبَدَ الزَّمَانِ وَبَيْنَ مَنْ يَتَطَبَّعُ مَحْمُوْد الوَرَّاقُ: [من السريع] 3765 - القَوْلُ مَا صَدَّقَهُ الفِعْلُ ... وَالفِعْلُ مَا أَكَّدَهُ العَقْلُ قَوْلُ مَحْمُوْدٍ: القَوْلُ مَا صدَّقَهُ الفِعْلُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا ينبتُ الفَرْعُ إِذَا لَمْ يَكُنْ ... يُقِلَّهُ مِنْ تَحْتِهِ الأَصْلُ قَدْ يَنْفَعُ العَدْلُ الفَتَى تَارَةً ... وَرُبَّمَا أَغْرَى الفَتَى العَذْلُ كُلُّ امْرِئٍ فِي وَجْهِهِ ... شَاهِدٌ مِنْهُ بِمَا يُضمِرُهُ عَدْلُ كَمْ مُظْهِرٍ دُنْيَا وَمِنْ دِيْنِهِ ... الغِشُّ لأَهْلِ الدِّيْنِ وَالخَتْلِ لَا خَيْرَ فِي المَالِ إِذَا لَمْ ... يَكُنْ فِيْهِ لِمَنْ لَاذَ بِهِ فَضْلُ لَيْسَ لِرَبِّ البَيْتِ فِي بَيْتِهِ ... عَيْشٌ إِذَا مَا فَسَدَ الأَهْلُ الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: [من الكامل] 3766 - القَوْلُ يَعْرِضُ كَالهِلَالِ فَإِنْ مَشَى ... فِيْهِ الفَعَالُ فَذَاكَ بَدْرُ تَمَامِ بَعْدهُ: إِنِّي أَمُتُّ إِلَيْكَ بِالأَدَبِ الَّذِي ... يَقْضِي عَليْكَ بِحُرْمَتِي وَذَمَامِي وَقَرَابَةُ الأُدَبَاءِ تَقْصرُ دُوْنهَا ... عِنْدَ الأَدِيْبِ قَرَابَةَ الأَرْحَامِ عَلِيّ بن الجَهمِ: [من البسيط] 3767 - القَوْمُ إِخْوَانُ صِدْقٍ بَيْنَهُمْ نَسَبٌ ... مِنَ المَوَدَّةِ لَمْ يُعْدَلْ بِهِ نَسَبُ ¬
بَعْدهُ: تَرَاضَعُوا دُرَّةَ الصَّهْبَاءِ بَيْنَهُمُ ... فَأَوْجَبُوا لِرَضِيْعِ الكَأسِ مَا يَجِبُ لَا يَحْفَظُوْنَ عَلَى السكْرَانِ زَلَّتهُ ... وَلَا يُرِيْبُكَ مِن أَحْلَامِهِمْ رِيَبُ الشَّدَّاخُ بن يَعْمُرَ: [من المنسرح] 3768 - القَوْمُ أَمثَالكُمْ لَهُمْ شَعَرٌ ... فِي الرَّأسِ لَا يُنْشَرُوْنَ إِنْ قُتِلُوا [من الكامل] 3769 - القَوْمُ حَمْقَى مَا تُطُلِّبَ رَشْدُهُمْ ... وَأُدِيْرَ أَمْرُهُمُ بِعَزْمَةِ أَحْمَقِ [من البسيط] 3770 - الكَأْسُ تُظْهِرُ مَا بِالأسْتِ مِنْ دَنَسٍ ... إِذَا تَمَشَّتْ حُمَيّا الكَأسِ فِي الرَّاسِ أَبُو بَكْرٍ الخَوَارِزْمِيّ: [من البسيط] 3771 - الكَأسُ وَالكِيْسُ لَمْ يُقْضَ امْتِلَاؤُهُمَا ... فَفَرِّغِ الكِيْسَ حَتَّى تَمْلأَ الكَاسَا قَبْلهُ: يَا مَنْ يُحَاوِلُ صَرْفَ الرَّاحِ يَشْرَبُهَا ... وَلَا يَلُفُّ لِمَنْ يَهْوَاهُ قُرْطَاسَا الكَأسُ وَالكِيْسُ. البَيْتُ هُوَ الأُسْتَاذُ أَبُو بَكْر ابن العَبَّاسِ الخَوَارِزْمِيّ الطُّوْسِيّ. * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي مُوْسَى بن أَبِي الحَسَن بن أَحْمَد بن المُعْتَصمِ (¬1): الكِبْرُ ذلٌّ وَالتَّوَاضعُ رِفْعَةٌ ... وَالمَزْحُ وَالضّحْكُ الكَثِيْرُ سُقُوْطُ ¬
وَالحِرْصُ فَقْرٌ وَالقَنَاعَةُ نِعْمَةٌ ... وَالبخْلُ مِنْ صنْعِ الإلَهِ قُنُوْطُ الحَسَنُ بنُ عَبْد اللَّهِ بنُ سَهْلٍ العَسْكَرِيّ: [من الكامل] 3772 - الكُتْبُ عَقْلُ شَوَارِدِ الكَلْمِ ... وَالخَطُّ خَيْطُ فَرائِدِ الحِكَمِ بَعْدهُ: بِالخَطِّ نَظْمُ كُلِّ مُنْتَثِرٍ ... مِنْهَا وَفُصِّلَ كُلُّ مُنْتَظَمِ وَالسَّيْفُ وَهُوَ بِحَيْثُ تَعْرِفهُ ... فَرْضٌ عَلَيْهِ عِبَادَةُ القَلَمُ [من البسيط] 3773 - الكِذْبُ عَارٌ وَخَيْرُ القَوْلِ أَصْدَقُهُ ... وَالحَقُّ مَا مَسَّهُ مِنْ بَاطِلٍ زَهَقَا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ مَنْصُوْرُ الفَقِيْهِ (¬1): [من مجزوء الكامل] الكَلْبُ أَكْرَمُ حَالَةً ... وَهُو النِّهَايَةُ فِي الخَسَاسَه مِمَّنْ يُنَازِعُ فِي الرِّئَاسَةِ ... قَبْلَ أَوْقَاتِ الرِّئَاسَه وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الصَّاحِبُ بن عبَّادٍ (¬2): الكَلْبُ يَرْفَعُ نَفْسَهُ ... وَيُحِلّها مَع خِسَّتِه مِنْ أَنْ يُفِيْتَ مُؤَدَّبًا ... مُسْتَوْحِيًا مِنْ أُجْرَتِه [من البسيط] 3774 - الكَلْبُ كَلْبٌ وَلَوْ كَانَتْ قَلَائِدُهُ ... صُفْرَ الدَّنَانِيْرِ أَو حُمْرَ اليَوَاقِيْتِ أَبُو سَعِيْدٍ المَخْزُوْمِيّ: [من السريع] 3775 - الكَلْبُ وَالشَّاعِرُ فِي حَالَةٍ ... فَلَيتَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ شَاعِرَا ¬
بَعْدهُ: أَمَا تَرَاهُ بَاسِطًا كَفَّهُ ... يَسْتَطْعِمُ الوَارِدَ وَالصَّادِرَا وَيُرْوَى: هَلْ هُوَ إِلَّا بَاسِطٌ كَفَّهُ. البَيْتُ سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من السريع] 3776 - الكَلْبُ لاَ يُذْكَرُ فِي مَجْلِسٍ ... إِلَّا تَرَاءى عِنْدَمَا يُذْكَرُ جُعَيْفرَانُ الموسُوسُ: [من السريع] 3777 - ألكَنُ لَا يُفْصِحُ حَرْفَيْنِ فِي ... صِدْقٍ وَلَحَّانٌ بِإِعْرَابِ [من البسيط] 3778 - اللَّحْمُ أَفْضَلُ أُدْمٍ أَنْت آكِلُهُ ... وَأَفْضَلُ الخُبْزِ خُبْزُ البُرِّ يَا صَاحِ قِيْلَ لِبَعْضِهِمْ أَيُّ البُقُوْلِ خَيْرٌ قَالَ بَقْلَةُ الذّئْبِ يَعْنِي اللَّحْمَ. وَسُئِلَ بَعْضهُمْ عَنْ أَفْضَلِ الطَّعَامِ فَقَالَ خِبْزُ البُرِّ وَلَحْمُ الضَّأنِ. وَمِنْهُ أَخَذَ الشَّاعِرُ فَقَالَ: اللَّحْمُ أَفْضَلُ أُدْمٍ. البَيْتُ [من السريع] 3779 - اللِّصُّ فِي مَنزِلهِ آمِنٌ ... وَصاحِبُ العَمْلَةِ فِي الحَبْسِ [من البسيط] 3780 - اللَّوْمُ أَكْرَمُ مِنْ وَبْرٍ وَوَالِدِهِ ... وَاللَّوَمُ أَكْرَمُ مِنْ وَبْرٍ وَمَا وَلَدَا [من البسيط] 3781 - اللَّيْلُ دَاجٍ وَالكِبَاشُ تَنْطَحُ ... نِطَاحَ أُسْدٍ مَا أَرَاهَا تَصْلُحُ بَعْدهُ: فمن نجا برأسه فَقَدْ ربح. هَذَا المَثَلُ قِيْلَ فِي لَيَالِ صِفِّيْنَ. ¬
مَحْبُوْبُ بن أَبِي العَشنَّطِ النَّهْشَلِيّ: [من البسيط] 3782 - اللَّيْلُ نِصْفَانِ نِصْفٌ لِلهُمُوْمِ فَمَا ... أَقْضَى الرُّقَادُ وَنِصْفٌ لِلبَرَاغِيْثِ أَبْيَاتُ مَحْبُوْبٍ النَّهْشَلِيّ أَوَّلُهَا: لَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الحَزْنِ أَو طَرَفٌ ... مِنَ القَرِيَّةِ جردٌ غَيْر مَحْرُوْثِ يَفُوْحُ مِنْهُ إِذَا صَحَّ النَّدَى أَرَجٌ ... يَشْفِي الصُّدَأعَ وَيُبْرِي كُلَّ مَمْغوْثِ أَشْهَى وَأَجْلَى لِعَيْنِي إِنْ مَرَرْتَ بِهَا ... مِنْ كَرْخِ بَغْدَادَ ذِي الرُّمَانِ وَالتُّوْثِ يَقُوْلُ مِنْهَا: اللَّيْلُ نِصْفَانِ نِصْفٌ لِلهُمُوْمِ فَمَا ... أَقْضَى الرِّقَادُ وَنِصْفٌ لِلبَرَاغِيْثِ أَبيْتُ حِيْنَ تُسَامِيْنِي أَوَائِلُهَا ... أَنْزُو وَأَخْلِطُ تَسْبِيْحًا بِتَغْوِيْثِ سُوْدٌ مَزَالِيْجُ فِي الظَّلْمَاءِ مُؤْذِيَةٌ ... وَلَيْسَ مُلْتَمِسٌ مِنْهَا بِمَشْبُوْثِ قَالَ الأَصْمَعِيّ العَرَبُ تقول تُوْتٌ بِالتَّاءِ المُعْجَمةِ بِنقْطَتَيْنِ، وَقَدْ قَالهُ النَّهْشَلِيُّ بِالثَّاءِ فِي بَيْتِهِ هَذَا. [من البسيط] 3783 - اللَّيْلُ يَضْمَنُ حَاجَاتِي وَيَشْفَعُ لِي ... فاقْسِمْ سُرَى اللَّيْلِ بَيْنَ الخَيْلِ وَالإِبِلِ بَعْدهُ: لَا يُسْتَبَاحُ حِمَى العَلْيَاءِ فِي دَعَةٍ ... وَلَا يَؤُوْبُ بِنُجْحٍ رَائِدُ الأَمَلِ [من الكامل] 3784 - اللَّيْلُ يَعْمَلُ وَالنَّهَارُ كِلَاهُمَا ... يَا ذَا البَصِيْرَةِ فِيْكَ فَاعْمَلْ فِيْهِمَا بَعْدهُ: وَهُمَا جَمِيْعًا يُفْنِيَانِكَ فَاجْتَهِدْ ... بِصَنَائِعِ المَعْرُوْفِ أَنْ تُفِنيْهُمَا [من الكامل] 3785 - المَاءُ عَذْبٌ إِنْ جَرَى وَتَلَاطَمَتْ ... أَمْوَاجُهُ فَإِذَا أَقَامَ تَغَيَّرَا
بَعْدهُ: وَكَذَا اللَّبِيْبُ إِذَا أَلَمَّ بِجِسْمِهِ ... مَرَضَانِ مُخْتَلِفَانِ دَاوَى الأَخْطَرَا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 3786 - المَاءُ عِنْدَكِ مَبْذُوْلٌ لِشَارِبِهِ ... وَلَيْسَ يُرْوِيْكَ إِلَّا دَمْعَةُ البَاكِي [من البسيط] 3787 - المَاءُ يُصْلحُ مَنْ فِي حَلْقِهِ غَصَصٌ ... وَمَنْ يَغُصُّ بِمَاءٍ كَيْفَ يَنْصَلِحُ البُسْتِيّ: [من الكامل] 3788 - المَاءُ يُطْفِي وَهُوَ لَيِّنٌ مَسُّهُ ... عَذْبٌ مَذَاقَتُهُ لهِيْبَ النَّارِ [من الكامل] 3789 - المَادِحُوْنَ اليَوْمَ أَهْلَ زَمَانِنَا ... أَوْلَى مِنَ الهَاجِيْنَ بِالحِرْمَانِ عَلِيّ بن مُحَمَّد صَاحِبُ البَصرَةِ: [من الطويل] 3790 - أَلَمْ أَكُ يَوْمَ الرَّوْعِ أَوَّلَ طَاعِنٍ ... وَإِنْ كُنْتُ وَسْطَ الحَيِّ كُنْتُ لَهُمْ مُزْنَا أَبُو مُحَمَّد اليَزِيْدِيّ: [من مجزوء الكامل] 3791 - المَالَ أَصْلِحهُ فَلَيْـ ... ـسَ لِمُقْتِرٍ فِي النَّاسِ حُرْمَه قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ: مَالُ الجَّاهِلِ عَلَى شَرَفِ التَّلَفِ وَمَالُ العَاقِلِ مَعَهُ حَيْثُ ذَهَبَ. وَقَالَ آخَرُ مَنْ مَنَعَ المَالُ مِمَّنْ يَحْمدَهُ وَرَّثَهُ مَنْ لَا يحْمدَهُ. قِيْلَ أَصَابَ مُحَمَّد بن كَعْبٍ القَرْظِيُّ مَالًا كَثِيْرًا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ قَرَابَتِهِ لَو اتَّخَذْتَ بِهِ ذُخْرًا لِوَلَدِكَ يَحْيُوْنَ بِهِ بَعْدَكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ وَلَكِنِّي أذْخرُهُ عَنْ رَبِّي لِنَفْسِي وَأذْخُرُ رَبِّي لِوَلَدِي. قَالَ ¬
الأَصْمَعِيّ قَالَ أَعْرَابِيٌّ: إِذَا اسْتَخَارَ العَبْدُ رَبَّهُ وَاسْتَشَارَ نَصِيْحَهُ وَأجْتَهَدَ رَأيَهُ فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ لِنَفْسِهِ وَيَقْضِي اللَّهُ عَزَّ وَجَل مِنْ أَمْرِهِ مَا أَحَبَّ. وَقَالَ بَعْضهُمْ: مَا تَرَفَّعَ أَحَدٌ عَنْ خِدْمَةِ مَالِهِ. وَقَالَ آخَرُ الأَمْنُ مَعَ الفَتعْرِ خَيْرٌ مِنَ الغِنَى مَعَ الخَوْفِ. * * * قَالَ بَعْضُ اللُّصُوْصِ لأَصْحَابِهِ لَا تَنْقبوا عل غَنِيٍّ وَكُوْنُوا مَعَ اللَّه عَلَى المُدْبِرِ. العَطَوِيُّ: [من البسيط] 3792 - المَالُ أَعْضَبُ سَيْفًا عِنْدَ صَوْلَتِهِ ... مِنْ أَنْ يَعِنَّ لَهُ فِي مَنْهَلٍ سَبُعُ قَبْلهُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ: أَقْصُدْ عَلَى أَيِّ ورْدٍ شئْتَ مُعْتَصِمَا وَبَعْدَهُ: المَالُ أعْضَبُ سَيْفًا. البَيْتُ. الإِمَامُ النَّاصِرُ رَحَمَهُ اللَّه: [من الكامل] 3793 - المَالُ أَنْفَعُ لِلفَتَى مِنْ عِلْمِهِ ... وَإحَاطَةٍ بِدَقِيْقِهِ وَجَلِيْلِهِ بَعْدهُ: مَا صنَّفَ النَّاسُ العُلُوْمَ بِأَسْرِهَا ... إِلَّا لِيَحْتَالُوا عَلَى تَحْصِيْلِهِ قَالَهُمَا وَقَدْ قِيْلَ لَهُ العِلْمُ خَيْرٌ مِنَ المَالِ. [من الكامل] 3794 - المَالُ أَنْفَعُ لِلفَتَى مِنْ عِلْمِهِ ... وَالفَقْرُ أَقْتَلُ لِلفَتَى مِنْ جَهْلِهِ بَعْدهُ: ما ضَرَّ مَنْ دَفَعَ الدَّرَاهِمَ قَدْرَهُ ... جَهْلٌ يُنَاطُ إِلَى دَنَاءَةَ أَصْلِهِ [من البسيط] 3795 - المَالُ بَعْدَكَ لِلْورَّاثِ مُنْتَقِلٌ ... مِثْلُ انْتِقَالِكَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارِ ¬
[من الكامل] 3796 - المَالُ تَضْبط فِي يَدَيْكَ حِسَابَهُ ... وَالعُمْرُ تُنْفِقُهُ بِغَيْرِ حِسَابِ بَشَّارٌ: [من البسيط] 3797 - المَالُ زَينٌ وَفِي الأَوْلَادِ مَكْرُمَةٌ ... وَالسُّقْمُ يُنْسِيْكَ ذِكْرَ المالِ وَالوَلَدِ هَذَا البَيْتُ فِيْهِ ثَلاثَةُ أَمْثَالٍ فَقَوْلهُ: المَالُ زَيْنٌ مَثَلٌ. وَقَوْلهُ وَفِي الأَوْلَادِ مَكْرُمَةٌ مَثَلٌ. وَقَوْلهُ وَالسَّقْمُ البَيْتُ مَثَلٌ ثَالِثٌ. الوَزِيْرُ المُهَلَّبِيُّ: [من البسيط] 3798 - المَالُ عِزٌّ وَمَنْ قَلَّتْ دَرَاهِمُهُ ... حَيًا كَمَنْ مَاتَ إِلَّا أَنَّهُ صَنَمُ العَطَوِيُّ: [من البسيط] 3799 - المَالُ عِنْدَكَ مَخْزُوْنٌ لِوَارِثِهِ ... مَا المَالُ مَالُكَ إِلَّا حِيْنَ تُنْفِقُهُ وَمِنْ هَذَا البَابِ (¬1): أَبْقَيْتَ مَالَكَ مِيْرَاثًا لِوارِثهِ ... فَلَيْتَ شِعْرِي مَا أَبْقَى لَكَ المَالُ المَالُ عِنْدَكَ مَخْزُوْنٌ لِوَارِثِهِ ... وَأَنْتَ مِنْ بَعْدَهِمْ حَالَتْ بِكَ الحَالُ مَلُّوا البكَاءَ فَمَا يُبْكِيْكَ مِنْ أَحَدٍ ... وَاسْتَحْكَمَ القِيْلُ فِي المِيْرَاثِ وَالمَالِ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ: [من المنسرح] 3800 - المَالُ لِلْمَرْءِ فِي مَعِيْشَتِهِ ... خَيْرٌ مِنَ الوَالِدَيْنِ وَالوَلَدِ بَعْدهُ: . . . نِعْمَةٌ. . . يَجِدْ ... خَيْرًا مِنَ المَالِ صحَّةُ الجسَدِ ¬
وَمَا بن. . . فيهِ ... وَقُوْتَ يَوْمٍ فَقْرٌ إِلَى أَحَدِ جُعَيْفرانُ المُوَسْوِسُ: [من السريع] 3801 - المَالُ مَا سَرَّكَ إنْفَاقُهُ ... لَا مَا الَّذِي سَرَّكَ إمْسَاكُهُ بَعْدهُ: فَليَعْتِمْ لدتهُ حَازِمٌ ... فَالدَّهْرُ وَالأَوْقَاتُ أَشْرَاكُهُ العَبْدِيُّ: [من الكامل] 3802 - المَالُ يَبْسُطُ لِلَّئِيْمِ لِسَانَهُ ... حَتَّى يَكُوْنَ كَأَنَّهُ مَلِكٌ يُرَى [من الكامل] 3803 - المَالُ يَسْتُرُ كُلَّ عَيْبٍ لِلفَتَى ... والمَالُ يَرْفَعُ كُلَّ نَذْلٍ سَاقِطِ بَعْدهُ: فَعَلَيْكَ بِالأَمْوَالِ فَاقْصُدْ جَمْعَهَا ... وَاضْرُب بِكُتْبِ العِلْمِ عرضَ الحَائِطِ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: [من البسيط] 3804 - المَالُ يَغْشَى رِجَالًا لَا طَبَاخَ لَهُمْ ... كالسَّيْلِ يَغْشَى أُصُوْلُ الدِّنْدِنِ البَالِي السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الرجز] 3805 - المَالُ يَفْنَى وَالثَّنَاءُ المَالُ ... تَبقَى العُلا وَتَذْهَبُ الرِّجَالُ دِعْبِلٌ: [من الطويل] 3806 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ البَحْرَ يَنْضَبُ مَاؤُهُ ... وَتَأتِي عَلَى حِيْتَانِهِ نُوَبُ الدَّهْرِ أَنْشَدَ عُمَارَةُ بن عَقِيْلٍ لِجَدِّهِ: [من الطويل] ¬
3807 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الحَقَّ تَلْقَاهُ أَبلَجَا ... وَأَنَّكَ تَلقَى بَاطِلَ القَوْمِ لَجْلَجَا [من الطويل] 3808 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الحِلْمَ زَيْنٌ مُسَوِّدٌ ... لِصَاحِبِهِ وَالجَهْلُ لِلْمَرْءِ شَائِنُ بَعْدهُ: وَمَنْ لَا يَزَلْ يَوْمًا مِنَ الجَهْلِ مُذْعِنًا ... يَقُدْهُ إِلَى حِيْنٍ وَذُو الجهْلِ حَائِنِ يُرْوَى لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من الطويل] 3809 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الدَّهْرَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ... يَكُرُّانِ مِنْ سَبْتٍ عَليْكَ إِلَى سَبْتِ بَعْدهُ: فقل لِجَدِيْدِ الثَّوْبِ لاَ بُدَّ مِنْ بلًى ... وقل لاجْتِمَاعِ. . . لابد من. . . عبيد اللَّهِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بن طاهر: [من الطويل] 3810 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الدَّهْرَ يَهْدِمُ مَا بَنَى ... وَيَأخُذُ مَا أَعْطَى وَيُفسِدُ مَا أَسْدَى بَعْدهُ: فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ لَا يَرَى مَا يَسُوْؤُهُ ... فَلَا يَتَّخِذْ شَيْئًا يَخَافُ لَهُ فَقْدَا هَذَا نَظْمُ قَوْلِ حَكِيْمٍ: القِنْيَة يُنْبُوْعُ الأَحْزَانِ. الكُميتُ بن زَيْدٍ: [من الطويل] 3811 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّيْفَ يُنْقِصُ قَدْرَهُ ... إِذَا قِيْلَ هَذَا السَّيْفُ أَمْضَى مِنَ العَصَا قَبْلهُ: مَتَى مَا أَقُلْ مَوْلَاي أَفْضَلُ مِنْهُمُ ... أَكُنْ للذي فَضَّلْتُهُ مُتَنَقِّصَا ¬
أَلَمْ تَرَ أَنَّ السَّيْفَ. البَيْتُ وَيُرْوَى: أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّ الحُسَامَ يَعِيْبُهُ ... مَقَالَكَ أَنَّ السَّيْفَ أَمْضَى مِنَ العَصا وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لأَبِي درْهمٍ البَنْدَنَيجيّ. وَبَعْدَهُ: وَكَيْفَ يُقَالُ البَدْر أَقْوَى مِنَ السُّهَا ... وَكَيْفَ يُقَالُ الدّرّ خَيْر مِنَ الحَصا ضَوْءُ بنُ اللَّجْلَاجِ: [من الطويل] 3812 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الشَّرَّ مِمَّا يَهِيْجُهُ ... أَصاغِرُهُ حَتَّى يَنِمَّ فَيَكْبَرَا بَعْدهُ: وَإِنَّ كَمِيْنَ العِزّ يَخْفِي دَوَاءهُ ... عَلَى أَهْلِهِ حَتَّى تَبِيْنَ فَتَظْهَرَا [من الطويل] 3813 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الشُّكْرَ وَالصَّبْرَ تَوْأَمٌ ... وَأَنَّهُمَا ذُخْرَانِ فِي العُسْرِ وَاليُسْرِ ابْنُ الزَّيَّاتِ: [من الطويل] 3814 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الشَّيْءَ للشَّيءِ عِلَّةٌ ... يَكُوْنُ بِهَا كالنّارِ تُقْدَحُ بِالزَّنْدِ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهرٍ: [من الطويل] 3815 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الضَّرْبَ فِي الجِلْدِ كَلْمُهُ ... وَكَلْمُ كَلَام السُّوْءِ فِي حَبَّهِ القَلْبِ بَعْدهُ: كَذَلِكَ مَكْرُوْهُ الكَلَامِ إِذَا جَرَى ... أَشدُّ عَلَى الأَحْرَارِ مِنْ مُؤلمِ الضَّرْبِ [من الطويل] 3816 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ العَقْلَ زَيْنٌ لأَهْلِهِ ... وَلَكِنْ تَمَامُ العَقْلِ طُوْلُ التَّجَارِبِ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 3817 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الغَيْثَ يُسْأَمُ دَائِمًا ... وَيُسْأَلُ بِالأَيْدِي إِذَا هُوَ أَمْسَكَا أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الطويل] 3818 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الفَقْرَ يُرْجَى لَهُ الغِنَى ... وَأَنَّ الغِنَى يُخْشَى عَلَيْهِ مِنَ الفَقْرِ هَذِهِ الأَبْيَاتُ قَدْ مَضَى ذِكْرُهَا فِي بَابِ: (إِذَا أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ) فَلَا حَاجَةَ إِلَى تَكْرِيْرِهَا فِي هَذَا المَكَانِ وَرُبَّمَا تَدَاخَلَها شيءٌ لأَبِي العَتَاهيَةَ وَقَدْ رُوِيَتْ لَهُ. [من الطويل] 3819 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الفَقْرَ يُزْرِي بِأَهْلِهِ ... وَأَنَّ الغِنَى فِيْهِ العُلا وَالتَّجَمُّلُ [من الطويل] 3820 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الفَقْرَ يُهْجَرُ بَيْتُهُ ... وَبَيْتُ الغِنَى يُهْدَى لَهُ وَيُزَارُ جَرِيْرٌ: [من الطويل] 3821 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَخْزَى مُجَاشِعًا ... إِذَا مَا أَفَاضَت فِي الحَدِيْثِ المَجَالِسُ بَعْدهُ (¬1): وَلَوْ شَاءَ أَنْ تَجْنِيْهِ مِنْ غَيْرِ هَزّهَا ... جَنَتْهُ وَلَكِنْ كُلُّ شَيْءٍ لَهُ سَبَبْ فِي مَثَلٍ لِلعَوَامِ: إِنْ لَمْ تُرَاحِمْ لَمْ يَقَعْ فِي الخَرْجِ شَيْءٌ. [من الطويل] 3822 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَعْطَاكَ سَوْرَةً ... تَرَى كلَّ مَلْكٍ دُوْنَهَا يَتَذَبْذَبُ ¬
البَنْدَنِيْجِيُّ: [من الطويل] 3823 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ قَالَ لِمَرْيَمٍ ... وَهُزِّي إِلَيْكِ الجِذْع يَسَّاقَطِ الرُّطَبُ بَعْدهُ: وَلَوْ شَاءَ أَنْ تَجْنِيْهِ مِنْ غَيْرِ هَزّهَا ... جَنَتْهُ وَلَكِنْ كُلُّ شَيْءٍ لَهُ سَبَبُ فِي مَثَلٍ لِلعَوَامِ: إِنْ لَمْ تُرَاحِمْ لَمْ يَقَعْ فِي الخَرْجِ شَيْءٌ. كَنْزَةُ بِنْتُ أُمّ سَلَمَةَ بنُ بَدْرٍ المنْقَرِيّ: [من الطويل] 3824 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَاءَ يَخْبُثُ طَعْمُهُ ... وَأَنْ كَانَ لَوْنُ المَاءِ أَبْيَضَ صَافِيَا ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 3825 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَاءَ يُهْلِكُ أَهْلَهُ ... إِذَا جَمَّ آتِيْهِ وَسُدَّ طَرِيقُهُ بَعْدهُ: وَمَنْ جَاوَرَ المَاءَ الغَزِيْرَ مَجمَّةً ... وَسَدَّ طَرِيْقَ المَاءِ فَهُوَ غَرِيْقُهُ أَبُو نوَاسٍ: [من الطويل] 3826 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَالَ عَوْنٌ عَلَى التُّقَى ... وَلَيْسَ جَوَادٌ مُعْدِمٌ كَبَخِيلِ قَوْلُ أَبِي نواسٍ هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: سَأبْغِي الغِنَى إِمَّا نَدِيْمَ خَلِيْفَةٍ ... نقُوْمُ سَوَاءً أَو مُخِيْفُ سَبِيْلِ بِكُلِّ فَتًى لَا يُسْتَطَارُ جنَانَهُ ... إِذَا تَوَّهَ الزَّحْفَانِ بِاسْمِ قَتِيْلِ لنَخْمِسَ مَالَ اللَّهِ مِنْ كُلِّ فَاجِرٍ ... وَذِي بِطْنَةٍ لِلطَّيِّبَاتِ أَكُوْلُ أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَالَ عَوْنٌ عَلَى التُّقَى. البَيْتُ ¬
حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 3827 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَالَ غَادٍ وَرائِحٌ ... وَأَنَّ الَّذِي يُعْطِيْكَ لَيْسَ يَبِيْدُ عبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بنُ طَاهِرٍ: [من الطويل] 3828 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ تَدْوَى يَميْنُهُ ... فَيَقْطَعهَا عَمْدًا لِيَسْلَمَ سَائِرُه بَعْدَهُ: فَكَيْفَ تَرَاهُ بَعْدَ يُمْنَاهُ صَانِعًا ... بِمَنَ لَيْسَ مِنْهُ حِيْنَ تَبْدُو سَرَائِرُه المُتَلَمِّسُ: [من الطويل] 3829 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ رَهْنُ مَنِيَّةٍ ... صَرِيْعًا لَقًى فِي الطِّيْنِ أَو سَوْفَ يُرْمَسُ أَعْرَابِيَّةٌ: [من الطويل] 3830 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ مِنْ ضِيْقِ عَيْشِهِ ... يُلَامُ عَلَى أَخْلَاقِهِ وَهُوَ مُعْذِرُ بَعْدهُ: وَمَا ذَاكَ مِنْ لَوْمٍ وَلَا مِنْ ضَرَاعَةٍ ... وَلَكِنْ عَلَى تَطْبِيْل ذا الدَّهْرِ يَزْمرُ قِيْلَ: نَزَلَ رَجُلٌ عَلَى أَعْرَابِيَّةٍ فَقَدَّمَتْ لَهُ خُبْزًا يَابِسًا وَلَبَنًا حَامِضًا فَذَمَّهَا فَقَالَتْ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ مِنْ ضِيْقِ عَيْشِهِ. . . البيت المُرَقشُ الأَصْغَرُ: [من الطويل] 3831 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ يَجْذِمُ ضَيْفَهُ ... يَجْشِمُ مِنْ لَؤْمِ الصَّدِيْقِ المُجَاشِمَا الصَّابِئ: [من الطويل] ¬
3832 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ يَزْدَادُ ثَرْوَةً ... فَيَزْدَادَ فَقْرًا فِي حِمَاهَا إِلَى الخَلْقِ [من الطويل] 3833 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ يَفْقِدُ خِلَّهُ ... فَيُنْسِيْهِ إِلْفَ الخِلِّ إِنْ يَألَفَ الفَقْدَا شَاعِرٌ بَنِي لَاطِمٍ: [من الطويل] 3834 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّاسَ يَخْلُدُ بَعْدَهُ ... أَحادِيْثُهُمْ وَالمَرْءُ لَيْسَ بِخَالِدِ حُكِيَ فِي كِتَابِ غَطْفَانَ إِنْ شَقِيْقَ العَبْسِيَّ وَفَدَ عَلَى النُّعْمَانِ فَوَافَى أَجَلَهُ فِي حُفْرَتِهِ حَتَّى بَعَثَ بِالديةِ إِلَى أُسْرَتِهِ فَقَالَ شَاعِرُ بَنِي لَاطِمٍ (¬1): حبَاءُ شَقِيْقٍ عِنْدَ أَحْجَارِ قَبْرِهِ ... وَمَا كَانَ غَيْر قَبْلُهُ قَبْرُ وَاحِدِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّاسَ يَخْلدُ بَعْدَهم. البَيْتُ وبعده: حَيَاضُ المَنَايَا لَيْسَ عَنْهَا مُزَحْزِحٌ ... فَمُنتظِرٌ ظِمَاءً كَآخِرِ وَارِدِ [من الطويل] 3835 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اليَأسَ أَشْبَهُ بِالغِنَى ... مِنَ الطَّمَعِ المُكْدِي وَإِنْ عَزَّكَ الصَّبْرُ أَبُو نوَاسٍ: [من الطويل] 3836 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اليَوْمَ أَسْرَعَ ذَاهِبًا ... وَأَنَّ غَدًا لِلنَّاظرِيْنَ قَرِيْبُ إِيَاسٌ بن قُبَيْصَةَ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 3837 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ الأَرْضَ رَحْبٌ فَسِيْحَةٌ ... فَهَلْ تُعْجِزَنِّي بُقْعَةٌ مِنْ بقَاعِهَا كَشاجِمُ: [من الوافر] 3838 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ تَكْرَارَ اللَّيَالِي ... يُفِيْدُ المَرْءَ عِلْمًا وَاخْتِبَارَا ¬
بَعْدهُ: وَيصقلُ جَوْهَرُ الأَلْبَابِ حَتَّى ... يُصَيِّرَ صُفْر مَعْدنهَا نُضَارَا فَمِثْلُ ذَاكَ تَسْتَدْلِلْ عَلَيْهِ ... بِلَيلِ الشِّعْرِ يَجْعَلهُ نَهَارَا [من المتقارب] 3839 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ ثِقَاتَ الفَتَى ... إِذَا الدَّهْرُ سَاعَدَهُ سَاعدُوا بَعْدهُ: وَإِنْ خَانَهُ دَهْرُهُ أَهْمَلُوْهُ ... وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ لَهُ وَاحِدُ وَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّ المَرِيْضَ ... يَمُوْتُ لَمَا عَاَدَهُ عَائِدُ نَاهِضُ الكَلَابِيُّ: [من الوافر] 3840 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ جَمْعَ القَوْمِ يُخْشَى ... وَأَنَّ حَرِيْمَ وَاحِدِهِمْ مُباحُ وَإِنَّ القِدْحَ حِيْنَ يَكُوْنُ فَرْدًا ... فَيُهْصَرُ لَا يَكُوْنُ لَهُ اقْتِرَاحُ وَإِنَّكَ إِنْ قَبَضْتَ بِهَا جَمِيْعًا ... أَتَتْ مَا سُمْتَ وَاحِدَهَا القِدَاحُ كَذَاكَ تُفَرِّقُ الأَحْوَالُ مِمَّا ... يذِلهُم وَفِي الذُّلِّ افْتِضَاحُ أَنَا الخَطَّارُ دُوْنَ بَنِي كِلَابٍ ... وَكَعْبٍ إِنْ أُتِيْحَ لَهُمْ مُتَاحُ أَنَا الحَامِي لَهُمْ وَلِكُلِّ قَوْمٍ ... أَخٌ حَامٍ إِذَا جَدَّ النِّصَاحُ أَنَا اللَّيْثُ الَّذِي لَا يَزْدَهِيْهِ ... عَوَاءُ العَاوِيَاتِ وَلَا النّبَاحُ هُو أَبُو العَطَّافِ نَاهِضُ بنُ ثَوْمةَ بنِ نَصيْح بنِ نَهِيْكِ ابنِ إِمَامِ بنِ جَهْضَمَ بنِ شِهَابَ بنِ أَنَسَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ كَعْبَ بنِ أَبِي بَكْر بنِ كِلَابِ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ وَكَانَ شَاعِرًا بَدَوِيًّا جَافِيًا، كَأَنَّهُ مِنَ الوَحْشِ وَكَانَ طَيِّبَ الحَدِيْثِ فَصِيْح اللِّسَانِ مِنَ الشُّعَرَاءِ فِي الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّةِ وَكَانَ يَقْدمُ البَصْرَةَ فيكتبُ عَنْهُ شِعْرُهُ وَتُؤْخَذُ عَنْهُ ¬
اللُّغَةُ، فَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ الرِّيَاشِيُّ وَأَبُو شرَاعَةَ وَدَمَادُ وَغَيْرهُمْ مِنْ رُوَاةِ البَصْرَةِ فَمِنْ شِعْرِهِ (¬1): يَا حَبَّذَا عَمَلُ الشَّيْطَانِ مِنْ عَمَلٍ ... إِنْ كَانَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ حُبِّيْهَا لنَظْرَةٌ مِنْ سُلَيْمَى اليَوْمَ وَاحِدَةٌ ... أَشْهَى إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيْهَا وَلَهُ مِنْ قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ أَوَّلُهَا: أَلَا يَا أسْلمَا يَا أَيُّهَا الظّلَّانِ ... وَهَلْ سَالِمٌ بَاقٍ عَلَى الحَدَثَانِ لِسَلْمَى وَأسْمَاءَ اللَّتَيْنِ أَكَنَّتَا ... بِقَلْبِي كَنِيْنِي لَوْعَةٍ وَصَمَانِي عَسَى يَعْقبُ الهَجْرُ الطَّوِيْلُ تَدَانِيًا ... وَيارُبَّ هَجْرٍ مُعْقَبٍ بِتَدَانِ خَلِيْلَيَّ قَدْ أَكْثَرْتُمَا اللَّوْمَ فَاربَعَا ... كَفَانِي مَا بِي لَو تَرَكت كَفَانِي إِذَا لَمْ تَصِلْ سَلْمَى وَأَسْمَاءُ فِي الصِّبَى ... بِحَبْلَيْهِمَا حَبْلِي فَمَنْ تَصلَانِ فَدَعْ ذَا ولَكِنْ قَدْ عَجِبْتُ لِنَافِعٍ ... وَمَعْوَاهُ مِنْ نَجْرَانَ حَيْثُ عَوَانِي ذَلِيْلٌ ذَلِيْلَ الرَّهْطِ أَعْمَى تَسُوْمُهُ ... بَنُو عَامِرٍ ضَيْمًا بِكُلِّ مَكَانِ فَلَمْ يَبقَ إِلَّا قَوْلهُ بِلِسَانِهِ ... وَمَا ضَرُّ قَوْلٍ كَاذِبٍ بِلِسَانِ إِذَا المَرْءُ لَمْ يَنْهَضْ فَيْثَاءَ وتَعِمَّةً ... فَلَيْس يُجْلِي العَارَ بِالهَذيَانِ أَتَى قَيْسُ عَيْلَانٍ وَعَمّي خندِفٌ ... ذَوُو البَذْخِ عَنْ الفَخْرِ وَالخَطَرَانِ أَلَيْسَ أَتَى اللَّهُ مِنَّا مُحَمَّدٌ ... وَحَمْزَةُ وَالعَبَّاسُ وَالعُمَرَانِ وَمِنَّا ابْنُ عَبَّاسٍ وَمِنَّا ابن عَمِّهُ ... عَلِيٌّ إِمَامُ الحَقِّ وَالحَسَنَانِ وَعُثْمَانَ وَالصِّدِّيْقُ مِنَّا وَأَنَّنا ... لنَعْلَمُ أَنَّ الحَقَّ مَا يَعِدَانِ وَمِنَّا بَنُو العَبَّاسِ فَضْلًا فَمَنْ لَكُمْ ... هَلُمُّوْهُ أَو لَا يَنْطِقَنَّ يَمَانِ قَالَ: فَأَنْشَدَ نَاهِضٌ هَذِهِ القَصِيْدَةَ أَيُّوْبُ بن سُلَيْمَانَ بن عَلِيٍّ بِالبَصْرَةِ وَعِنْدَهُ خَالٌ لَهُ مِنَ الأَنْصَارِ فَلَمَا خَتَمَهَا بِهَذَا البَيْتِ. قال الأنصاري: أخرسنا أخرسَهُ اللَّهُ. ¬
[من الوافر] 3841 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ سَيْرَ الخَيْرِ رَيْثٌ ... وَأنَّ الشَّرَّ مَرْكَبُهُ يَطِيْرُ بشرُ بن أَبِي خَازِمٍ الأَسَدِيُّ: [من الوافر] 3842 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ طُوْلَ العَهْدِ يُسْلِي ... وَيُنْسِي مِثلَمَا نُسِيَتْ جُذَامُ يُرْوَى لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عليه السَّلَامُ: [من المتقارب] 3843 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ وُشَاةَ الرِّجَالِ ... لَا يَدَعُونَ أَدِيْمًا صَحيْحَا العباس بن مرداس: [من المتقارب] 3844 - ألمْ تَرَ أَنِّي كَرِهْتُ الحُرُوْبَ ... وَأَنِّي نَدِمْتُ عَلَى مَا مَضَى بَعْدهُ: نَدَامَة زَارٍ عَلَى نَفْسِهِ ... لِتِلْكَ الَّتِي عَارُهَا مُتَّقَى حَيَاءً وَمِثْلِي حَقِيْقٌ وَلَمْ ... يَلْبَسِ النَّاسُ مِثْلَ الحَيَا (أَرَادَ الحَيَاءَ فَلَمَّا فُهِمَ المَعْنَى قصر لِلضَّرُوْرَةِ) فَإِنَّ بِعَطْفِ القَوْمِ أَحْلَامُهُمْ ... وَيَرْجِعُ مِنْ وُدِّهِمْ مَا نَأى فَلَسْتُ فَقِيْرًا إِلَى حَرْبِهِمْ ... وَمَا بِي عَنْ سِلْمِهِمْ غِنَى دِعْبِلٌ: [من الطويل] 3845 - أَلَمْ تَرَ أَنِّي مُذْ ثَمَانِيْنَ حِجَّةً ... أَرُوْحُ وَأَغْدُو دَائِمَ الحَسَرَاتِ يَقُوْلُ مِنْهَا: بَنَاتُ زِيَادٍ فِي الخدوْرِ مَصُوْنَةٌ ... وَبَيْتُ رَسُوْلِ اللَّهِ فِي الفَلَوَاتِ ¬
وَآلُ رَسُوْلِ اللَّهِ نُحفٌ جُسُوْمهُمْ ... وَآلِ زِيَادٍ غَلَّظَ القَصَرَاتِ أَرَى فِيْهِمْ فِي غَيْرِهِمْ مُتَقَسِّمًا ... وَأَيْدِيْهِمْ مِنْ فيئهم صَفِرَاتِ القُطَامِيُّ: [من الطويل] 3846 - أَلَمْ تَرَ لِلبُنْيَانِ تَبْلَى بُيُوْتهُ ... وَتَبْقَى مِنَ الشّعْرِ البيهوْتُ الصَّوَارِمُ حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 3847 - أَلَمْ تَرَ مَا أَفْنَيْتُ لَمْ يَكُ ضَرَّنِي ... وَأَنَّ يَديِ مِمَّا بَخِلْتُ بِهِ صِفْرُ أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ: 3848 - أَلَمْ تَرَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ ابن عَامِرٍ ... مِنَ الوُدِّ قَدْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ بَعْدهُ: فَأَصبَحَ بَاقِي الوُدّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... كَأنْ لَمْ يَكُنْ وَالدَّهْرُ فِيْهِ العَجَائِبُ فَمَا أَنَا بِالبَاكِي عَليْكَ صَبَابَةً ... وَلَا بِالَّذِي تَأتِيْكَ مِنِّي المَثَالِبُ إِذَا المَرْءُ لَمْ يُحْبِبْكَ إِلَّا تَكَرُّهًا ... بَدَا لَكَ مِنْ أَخْلَاقِهِ مَا يُغَالِبُ فَدَعْهُ فَصَرْمُ المَرْءِ أَهْوَنُ حَادِثٍ ... وَفِي الأَرْضِ لِلمَرْءْ الكريم مَذَاهِبُ عَمْرَةُ بِنْتُ تَوْسِعَةَ: [من الطويل] 3849 - أَلَمْ تَرَنِي أَبْنِي عَلَى اللَّيْثِ بَيْتَهُ ... وَأحْثُو عَلَيْهِ التُّرْبَ لَا تخَشَّعُ عُمَارَةُ بن [عقيل]: [من الطويل] 3850 - أَلَمْ تَرَنِي وَالمَرْءُ يقلِي ابنَ أُمِّهِ ... إِذَا مَا أَتَتْ عَوْجَاءُ لاَ تَتَقَوَّمُ ¬
بَعْدهُ: ضَمَصْتُ جِنَاحِي عَنْ أَبِي النَّصرِ بَعْدَ مَا ... تَلَوَّمْتهُ مَا كَانَ لِي مُتَلَوَّمُ وَقَلْتُ لَهُ لَمَّا الْتَقَيْنَا وَقَالَ لِي ... مَقَالَةَ مُزْرٍ عَائِبٍ يَتَجَرَّمُ أَتَعْذُلُنِي فِي أَنْ أَبِيْعَكَ مِثْلَمَا ... بِهِ بِعْتَنِي وَالبَادِئُ البُيْعِ أَظْلَمُ وَلَيْسَ عَلَى وُدِّ امْرِئٍ لَيْسَ عِنْدَهُ ... وَفَاءٌ وَلَا عَهْدٌ إِذَا غَابَ مندَمُ * * * وَمِنْ بَابِ (أَلَمْ تَرَني) قَوْلُ عُبَيْدُ بن [أيوب] العَنْبَرِيّ (¬1): أَلَمْ تَرَنِي صَاحِبُ صفْرَاءَ نبعة ... وأسمر. . . . . . أَخُو فقراتٍ صَاحبتُ الجنِّ وَانتحى ... مِنَ الأنسِ حَتَّى قَدْ تَقَضَّتْ [وسائله] لَهُ نَسَبٌ فِي الأنْسِ يعرف نجره ... وَلِلجنِّ مِنْهُ شَكْلهُ وَشَمَائِلُه وَجَرَّبْتُ قَلْبِي فَهْوَ مَاضٍ مُشَيَّعٌ ... قَلِيْلٌ لِخُلَّانِ الصَّفَاءِ غَوَائِلُه وَمِنْ بَابِ (أَلَمْ تَرَنِي) قَوْلُ الشَّاعِرُ وَكَانَ أَعْوَرُ مِنَ اليُمْنَى، وَلَهُ صَاحِبٌ أَعْوَرٌ مِنَ اليُسْرَى، وَقَدْ سَارَ صَاحِبُهُ عَنْ يَسَارِهِ (¬2): أَلَمْ تَرَنِي وَعُمْرًا حِيْنَ نَغْدُو ... إِلَى الحَاجَاتِ لَيْسَ لنَا نَظِيْرُ أُسَايِرُهُ عَلَى يُمْنَى يَدَيْهِ ... وَفِيْمَا بَيْنَنَا رَجُلٌ بَصِيْرُ وَهَذَا غَرِيْبٌ فِي مَعْنَاهُ. [من الطويل] 3851 - أَلَمْ تَريَا أَمَّ الحَمِيْدِ تَنَمَّرَتْ ... لنَا وَأَطَاعَتْ كُلَّ بَاغٍ وحَاسِدِ بَعْدهُ: وَأَبْدَتْ لنَا بَعْدَ الصَّفَاءِ عَدَاوَةً ... بِنَفْسِي وَأَهْلِي مِنْ عَدُوٍّ مُجَاهِدِ ¬
وَتُوْعِدُنِي أُمّ الحَمِيْدِ بِهَجْرِهَا ... إِلَى اللَّهِ أَشْكُو خَوْفَ تِلْكَ المَوَاعِدِ مُوْسَى بن جَابِرٍ: [من الطويل] 3852 - أَلَمْ تَريَا أنِّي حَمِيْتُ حَقِيْقَتِي ... وَبَاشَرْتُ جِدَّ المَوْتِ وَالمَوْتُ دُوْنَهَا أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيّ: [من الوافر] 3853 - أَلَمْ تَسْمَعْ مَقَالَتَهُمْ قَدِيْمًا ... سَيَبقَى الوُدُّ مَا بَقِيَ العِتَابُ [من الطويل] 3854 - أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ الثَّوَى يُوْرِثُ التَّوَى ... وَأَنَّ بيوْتَ العَاجِزِيْنَ قُبُوْرُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من المتقارب] 3855 - أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَيّامَكُمْ ... تُعَدُّ إِلَى حِيْنَ مِيْقَاتِهَا بَعْدَهُ: فَكَيْفَ وَثَقْتُمُ بأعْوَامِهَا ... وَنَحْنُ نَضنُّ بِسَاعَاتِهَا فَلَا تَطْلُبَنَّ لَهُمْ عَثْرَةً ... سَتَأتِيْهِمْ هِيَ مِنْ ذَاتِهَا تَمُرُّ اللَّيَالِي عَلَى نَهْجِهَا ... وَتَجْرِي الخُطُوْبُ لِعَادَاتِهَا أبو الذئبة الثقفيّ: [من الطويل] 3856 - أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي تُخَافُ عُرَامَتِي ... وَأنَّ قَنَاتِي لَا تَلِيْنُ عَلَى القَسْرِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 3857 - أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الزِّمَاعَ عَلَى السُّرَى ... أَخُو النُّجْحِ عِنْدَ الحَادِثَاتِ وَصَاحِبُه ¬
عَمْرُو بن بَرَّاقَةَ: [من الطويل] 3858 - أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الصَّعَالِيْكَ نَوْمُهُمْ ... قَلِيْلٌ إِذَا نَامَ الخَلِيُّ المُسَالِمُ [من الطويل] 3859 - أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الغِنَى يَجْعَلُ الفَتَى ... سَنِيًّا وَأنَّ الفَقْرَ بِالمَرْءِ قَدْ يزْرِي بَعْدهُ: فَمَا رَفَعَ النَّفْسَ الوَضِيْعَةَ كَالغِنَى ... وَلَا وَضَعَ النَّفْسَ الشَّرِيْفَةَ كَالفَقْرِ [من الطويل] 3860 - أَلَمْ تَعْلَمِي أَنِّي طَمُوْحٌ عِنَانُهُ ... وَأنِّي لَا يُعْدَى عَلَيَّ أَمِيْرُ يَزِيْدُ بنُ جَدْعَاءَ: [من الطويل] 3861 - أَلَمْ تَعْلَمِي أَنِّي عَزُوْفٌ عَنِ الهَوَى ... وَأَنِّي لأَسْرَارِ الخَلِيلِ كَتُوْمُ المُتُنَبِّيّ: [من الكامل] 3862 - المَجْدُ أَخْسَرُ وَالمَكَارِمُ صَفْقَة ... مِنْ أَنْ يَعِيْشَ لَهَا الكَرِيْمُ الأَرْوَعُ بَعْدَهُ: وَالنَّاسُ أَنْذَلُ فِي زَمَانِكَ مَنْزِلًا ... مِنْ أَنْ تُعَايِشهُم وَقَدْركَ أَرْفَعُ قُبْحًا لِوَجْهِكَ يَا زَمَانُ فَإِنَّهُ ... وَجْهٌ لَهُ مِنْ كُلِّ قُبْحٍ بُرْقَعُ أَيَمُوْتُ مِثْل أَبِي شُجَاعٍ فَاتِكٍ ... وَيَعِيْشُ حَاسِدُهُ الخَصيُّ الأَوْكَعُ وَهِيَ قصيَة يَزْني بِهَا أَبَا شُجَاعَ فَاتِكًا وَيُعَرِّضُ بِذِكْرِ كَافُوْرٍ ¬
وَلَهُ أَيْضًا: [من البسيط] 3863 - المَجْدُ عُوْفِي إِذَا عُوْفِيْتَ والكَرَمُ ... زَالَ عَنْكَ إِلَى أَعْدَائِكَ الألمُ بَعْدهُ: وَمَا أخصّكَ فِي بُرْءٍ بتهنئةٍ ... إِذَا سَلِمْتَ فَكُلُّ النَّاسِ قَدْ سَلِمُوا وَلابْنِ أَبِي البُغْلِ فِي مَرِيْضٍ: شَكَا الجرْدُ مَا تَشْكُوْهُ وَالجوْدُ وَالعُلى ... وَضَاق النّدَى ذرْعًا بِهِ وَالمَكَارِمُ وَأَصبَحَتِ الآمَالُ مَذْعُوْرَةَ العُرَى ... وَأَشْفَقَ مِنْ ذَاكَ القَنَا وَالصَّوَارِمُ فَعِشْ سَالِمًا يَسْلَمْ بك الدَّهْرُ كُلّهُ ... وَإِلَّا فَلَا شَيءٌ مِنَ الدَّهْرِ سَالِمُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الكامل] 3864 - المَجْدُ كفُّ وَالسَّمَاحُ بَنَانُهَا ... لَا خَيْرَ فِي كفٍّ بِغَيْرِ بَنَانِ ابن المُعْتَزِّ: [من مجزوء الكامل] 3865 - المَجْدُ وَالحُسَّادُ مَقْرُوْنـ ... ـانِ إِنْ ذَهَبُوا فَذَاهِب بَعْدهُ: وَإِذَا مَلَكْتَ المَجْدَ لَمْ ... تَمْلُكْ مَوَدَّاتِ الأَقَارِب مَا عَابني إلا الحَسُوْدُ ... وَتِلْكَ مِنْ أَجْدَى المَنَاقِبْ وَإِذَا فَقَدْتَ الحَاسِدِيْن ... فَقَدْتَ فِي الدُّنْيَا الأَطَائِبْ عَلِيّ بن عَمَّارٍ الطَّرَابُلْسِيُّ: [من الكامل] 3866 - الْمَحْ كِتَابَكَ حِيْنَ تَكْتُبُهُ ... وَاحْرُسْهُ مِنْ وَهْمٍ وَمنْ سَقَطِ قَبْلهُ: ¬
أَقُوْلُ وَالنَّجْمُ قَدْ مَالَتْ مَيَاسِرُهُ ... إِلَى الغُرُوْبِ تَأَمَّلْ نَظْرَةً حَارِ أَلَمْحَةً مِنْ سَنَا بَرْقٍ رَأَى بَصَرِي ... أَمْ وَجْهُ نعم بَدَا لِي أَمْ سَنَا نَارِ بَلْ وَجْهُ نعم غَدَا وَاللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ ... فَلَاحَ مِنْ بَيْنَ حجَابٍ وَأَسْتَارِ النَّابِغَةُ: [من البسيط] 3867 - أَلَمْحَةً مِنْ سَنَى بَرْقٍ رَأَى بَصَرِي ... أَمْ وَجْهُ نُعْمِ بَدَا لِي أَمْ سَنَا نَارِ [من البسيط] 3868 - المَرْءُ بِالعَقْلِ مِثْلُ القَوْسِ فِي وَتَرٍ ... إِنْ فَاتَهَا وَتَرٌ عُدَّتْ مِنْ الخَشَبِ البُحْتُرِيُّ: [من السريع] 3869 - المَرْءُ فِي بَلْدَتِهِ ضَائِعٌ ... وَاللَّيْثُ فِي غيْضَتِهِ جَائِعُ بَعْدهُ: فَاخْرُجْ تَرَى النَّاسَ ... وَتَلْقَ المُنَى فَالمَوْتُ. . . [من السريع] 3870 - المَرْءُ قَدْ يُرْزَقُ أَعْدَاؤُهُ ... مِنْهُ وَيَشْقَى بِالصَّدِيْقِ الصَّدُوْقْ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الكامل] 3871 - المَرْءُ مَا لَمْ تَرْزَهُ لَكَ مُكْرَمٌ ... فَإِذَا رَزَأتَ المَرْءَ هُنْتَ عَلَيْهِ قَبْلهُ: لَا تَسْأَلَنَّ المَرْءَ ذَاتَ يَدَيْهِ ... فَلْيَصْغِرَنَّكَ مَنْ رَغِبْتَ إِلَيْهِ المَرْءُ مَا لَمْ تَزَرْهُ. البَيْتُ ¬
سُلَيْمَانُ بن وَهَبٍ الغُدَانِيُّ: [من البسيط] 3872 - المَرْءُ مِثْلُ هِلَالٍ حِيْنَ تُبْصِرُهُ ... يَبْدُو ضَعِيْفًا ضئِيْلًا ثَمَّ يَتَّسِقُ بَعْدَهُ: يَزْدَادُ حَتَّى إِذَا مَا تَمَّ أَعْقبَهُ ... كَرُّ الجدِيْدَيْنِ نَقْصًا ثُمَّ يَنْمَحِقُ كَانَ الشّبَابُ ردَاءً قَدْ بَهجْتَ بِهِ ... فَقَدْ تَطَايَرَ مِنِّي لِلْبَلَى حَرِقُ وَبَانَ مُنْشَمِرًا يَحْدُو المَشِيْبُ بِهِ ... كَاللَّيْلِ يُسْرِعُ فِي إِعْجَازِهِ الفَلَقُ وَقَالَ حَسَّانُ السَّعْدِيُّ (¬1): مَهْمَا يَكُنْ رَيْبُ المَنُوْنِ فَإِنَّنِي ... أَرَى قَمَرَ اللَّيْلِ المُعَذَّبِ كَالفَتَى يُهِلُّ صَغِيْرًا ثُمَّ يَعْظَمُ ضَوْءُهُ ... وَصُوْرَتُهُ حَتَّى إِذَا مَا هُو اسْتَوَى تَقارَبَ يَخْبو ضوْءُهُ وَشعَاعُهُ ... وَيَمْسَحُ حَتَّى يَسْتَسِرَّ فَمَا يُرَى كَذَاكَ يَزِيْدُ المَرْءُ ثُمَّ انْتِقَاصهُ ... وَتِكْرَارهُ فِي إِثْرِهِ بَعْدَ مَا مَضى وُجِدَ مَكْتُوْبٌ عَلَى صَخْرَةٍ بِبَابِ مَقْبَرَةٍ: [من الكامل] 3873 - المَرْءُ مِنْ رَيْبِ الزَّمَانِ كَأَنَّهُ ... عَوْدٌ تَدَاولهُ الرِّعَاءَ رَكوْبُ بَعْدهُ: غَرَضٌ لِكُلِّ مصيْبَةٍ يُرْمَى بِهَا ... حَتَّى يُصَابَ سَوَادُهُ المَنْصوْبُ [من السريع] 3874 - المَرْءُ مَنْسُوْبٌ الَى فِعْلِهِ ... وَالنَّاسُ أَخْبَارٌ وَأَمْثَالُ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الكامل] 3875 - المَرْءُ نَصْبُ مَصَائِبٍ مَا تَنْجَلِي ... حَتَّى يُوَارَى جِسْمُهُ فِي رَمْسِهِ ¬
بَعْدهُ: فَمُؤَجَّل يَلْقَى الرَّدَى فِي أَهْلِهِ ... وَمَعَجَّلٌ يَلْقَى الرَّدَى فِي نَفْسِهِ هَذَا مَنْظُوْمُ قَوْلُ الحَكِيْمِ: مَنْ أَحَبَّ البَقَاءَ فَلْيُوْطِنَ نَفْسِهِ عَلَى المَصَائِبِ. مَنْ طَالَ عُمْرُهُ فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَمَنْ قَصُرَ عُمْرُه كَانَتْ المُصِيْبَةُ فِي نَفْسِهِ. لَبِيْدٌ: [من مجزوء الكامل] 3876 - المَرْءُ يَأمَلُ أَنْ يَعِيْشَ ... وَطُوْلُ عَيْشٍ قَدْ يَضُرُّه بعده: تَعْنِي بَشَاشَتهُ وَيَبْقَى ... بَعْدَ حُلْو العَيْشِ مُرُّه وَتَسُوْهُ الأَحْوَالُ حَتَّى ... لَا يَرَى شَيْئًا يَسُرُّه كَمْ شَامِتٍ بِي إِنْ ... هَلكْتُ وَقَائِلٍ للَّهِ دَرُّه سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من الكامل] 3877 - المَرْءُ يَجْمَعُ وَالزَّمَانُ يُفَرِّقُ ... وَيَظَلُّ يَرْقَعُ وَالخطَوْبُ تُمَزِّقُ أَبْيَاتُ سَابِقُ البَرْبَرِيّ: المَرْءُ يَجْمَعُ وَالزَّمَانُ يُفَرِّقُ. وَبَعْدَهُ وَلِمَنْ يُعَادِي عَاقِلًا خَيْر لَهُ ... مِنْ أَنْ يُصَادِقَهُ صدِيْقٌ أَحْمَقُ إِنَّ التَّعَمُّقَ ظِلْمَةٌ وَلَقَلَّمَا ... لَزِمَ التَّعَمُّقَ كُلُّ مَنْ يَتَرَفَّقُ وَالنَّاسُ فِي طَلَبِ المَعَاشِ وَإِنَّمَا ... بِالجّدِّ يُرْزَقُ مِنْهُمُ مَنْ يُرْزَقُ وَإِنَّ امْرُؤ لَسَعَتْه أَفْعَى مَرَّةً ... تَرَكتهُ حِيْنَ يَجرُّ حَبْلًا يَغْرَقُ وَلَقَدْ يُطَاعُ المَرْءُ لَيْسَ بِنَاصِحٍ ... سَفْهًا وَيَطَّرِحُ النَّصِيْحُ المُشْفِقُ فَإِذَا سَمِعْتَ إِلَى سَفِيْهٍ حِكْمَةً ... فَلَقَدْ حَمَلْتَ تجَارَةً لا تَنْفُقُ طَرْفَةُ: [من الكامل] 3878 - المَرْءُ يَسْعَدُ ثَمَّ يَعْلُو ذِكْرُهُ ... حَتَّى يُزَيَّنَ بِالَّذِي لَمْ يَعْمَلِ ¬
بَعْدهُ: وَتَرَى الشَّقِيَّ إِذَا تَكَامَلَ عَيْبُهُ ... يُرْمَى وَيُقْذَفُ بِالَّذِي لَمْ يَفْعَلِ عبدة بن الطبيب: [من البسيط] 3879 - المَرْءُ يَسْعَى وَيَسْعَى الرِّزْقُ يَطْلبُهُ ... وَرُبَّمَا اخْتَلفَا فِي السَّعْي وَالطَّلَبِ بَعْدهُ: حَتَّى إِذَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ جَمْعَهُمَا ... للِاتِّفَاقِ أَتَاهُ الرِّزْقُ عَنْ كَثبِ [من البسيط] 3880 - المَرْءُ يَسْعى لأَمْرٍ لَيْسَ يُدْرِكُهُ ... وَالعَيْش شُحٌّ وَإِشْفَاقٌ وَتَأميلُ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الكامل] 3881 - المَرْءُ يَغْلَطُ فِي تَصَرُّفِ حَالِهِ ... وَلَرُبَّمَا اخْتَارَ العَنَاءَ عَلَى الدَّعَه [من البسيط] 3882 - المَرْءُ يَفْرَحُ بِالأَيَّامِ يَقْطَعُهَا ... وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الأَجَلِ يُقَالُ إِنَّ هَذَا البيتَ وُجِدَ مَكْتُوْبًا عَلَى صَخْرَةٍ فِي أَصْلِ جَبَلٍ قُدَّامَ عَيْنٍ يَجْرِي عَلَيْهَا المَاءُ. قَالَ الأَصْمَعِيّ (¬1): الآمَالُ قَطَّعَتْ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ كَالسَّرَابِ غَرَّ مَرْآهُ وَأَخْلَفَ مَنْ رَجَاهُ وَمَنْ كَانَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مَطِئتهُ أَسْرَعَا بِهِ السَّيْرَ وَالبُلُوْغَ إِلَى الغايَةِ الَّتِي يَجْرِي إِلَيْهَا. وَأَنْشَدَ: المَرْءُ يَفْرَحُ بِالاسَّدامِ يَقْطَعُهَا. البَيْتُ أَبُو فِرَاسٍ: [من البسيط] 3883 - المَرْءُ يَفْنَى وَلَا تَنْفَكُّ دَائِبَةً .... تَشُبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ الحِرْصُ وَالأَمَلُ ¬
يَزِيْدُ بن الحَكَمِ: [من مجزوء الكامل] 3884 - المَرْءُ يُكْرَمُ لِلغِنَى ... وَيُزَانُ لِلْعَدَمِ العَدِيْم بَعْدهُ: فَخَوَاطِرِي أَبَدًا تَرَاكَ بِسِرِّهَا ... لَكِنْ بَقَى لِلعَيْنِ حُكْمُ الظَّاهِرُ [من الكامل] 3885 - المُسْتَعَانُ عَلَى فِرَاقِكَ قَادِرٌ ... يُدْنِيْكَ لِي حَتَّى أَرَاك بِنَاظِرِي [من البسيط] 3886 - المُسْتَغِيْثُ بعمرٍو عِنْدَ كُرْبَتِهِ ... كالمُسْتَجِيْرِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بِالنَّارِ بَعْدهُ: هِيَ فِي كَفِّهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ ... وَقَدْ اسْتَشْعَلَتْ بِهَا الآفَاقُ وَهَبُ الهَمَذاَنِيُّ: [من الخفيف] 3887 - أَلْمَعِيٌّ سِهَامُهُ نَافِذَاتٌ ... لَا نُصُوْلٌ لَهَا وَلَا أَفْوَاقُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الخفيف] 3888 - أَلْمَعِيٌّ يَرَى بِأَوَّلِ رَأْيٍ ... آخِرَ الأَمْرِ مِنْ وَرَاءِ الغُيُوْبِ بَعْدهُ: لَوْ دَعِيٌّ لَهُ فُؤَادٌ ذَكِيٌّ ... مَاله فِي ذَكَائِهِ مِنْ ضَرِيْبِ لا يُرَوَّى وَلَا يقلِبُ طَرْفًا ... وَأكفُّ الرِّجَالِ فِي تَقْلِيْبِ الوَزِيْرُ المَغرِبيُّ: [من الخفيف] 3889 - المُغَادِي هُوَ المُرَاوحُ مِنْ ... هَمٍّ فَهَذَا الصَّبَاحُ ذَاكَ المَسَاءُ ¬
[من الخفيف] 3890 - المَقَادِيْرُ لَا تَنَاوَلهَا الأَوْهَامُ ... ظَنًّا وَلَا تَرَاهَا العُيُوْنُ مَنْصُوْرُ الفَقِيْهُ: [من مجزوء الكامل] 3891 - المِلْحُ يُصْلِحُ كُلَّ مَا ... يُخْشَى عَلَيْهِ مِنَ الفَسَادِ ومن هذا الباب: الملك الحازم لا يظهر السّرّ ... لخلق من بني آدم بَعْدهُ: فَإِذَا الفَسَادُ أَتَى عَلَيْهِ ... فَحِكْمُهُ حِكْمُ الرَّمَادِ [من البسيط] 3892 - المِلْحُ يُصْلحُ مَا يُخْشَى تَغَيُّرهُ ... فَكَيْفَ بِالمِلْحِ إِنْ حَلَّتْ بِهِ الغِيَرُ [من البسيط] 3893 - المُلْكُ إِنْ لَمْ يَقُمْ بِالحَقِّ سَائِسُهُ ... عَمَّا قَلِيلٍ لأُهْلِ المُلْكِ ضَرَّارُ بَعْدهُ: لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي دُنْيَا إِذَا انْصَرَمَتْ ... لذّاتُهَا كَانَ عُقْبَى أَهْلِهَا النَّارُ * * * قَالَ المَنْصُوْرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ عُمَرَ الأوْزَاعِيّ: عِظْنِي فَوَعَظَهُ بمَوْعِظَةٍ شَافِيَةٍ، ثُمَّ قَالَ: حَدَثَنِي يَزِيْدُ بن حَاتِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي عُمَرَ الأنْصَارِيّ أَنْ عُمَرَ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى الصَّدَقَةِ ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ أَيَّامٍ مُقِيْمًا ¬
فَقَالَ لَهُ مَا مَنَعَكَ مِنَ الخُرُوْجِ إِلَى عَمَلِكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لَكَ أَجْرَ المُجَاهِدِ فِي سَبيْلِ اللَّهِ قَالَ لَا قَالَ وَكَيْفَ قَالَ الرَّجُلُ لأَنَّ رَسوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ وَاَلٍ يَلِي شَيْئًا مِنْ أُمُوْرِ المُسْلِمِيْنَ إِلَّا أَتَى يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَدهُ مَغْلُوْلَةٌ إِلَى عِنْقِهِ فَيُوْقَفُ عَلَى جِسْرٍ مِنَ النَّارِ فَيَنتفِضُ بِهِ ذَلِكَ الجِّسْرُ انْتِفَاضَةً يُزِيْلُ كُلَّ عُضْوٍ مِنْهُ عَنْ مَوْضِعِهِ ثُمَّ يُحَاسَبُ فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَّاهُ بِإِحْسَانِهِ وَإِنْ كَانَ مُسِيْئًا انْخَرَقَ بِهِ ذَلِكَ الجِّسْرُ فَهَوَى فِي النَّارِ سَبْعِيْنَ خَرِيْفًا. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا قَالَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ وَسِلْمَانَ الفَارِسِيّ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهمَا عُمَرُ فقَالا نَعَمْ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ عُمَرُ وَاعُمَرَاهُ مَنْ يَتَوَلَّاهَا بِمَا فِيْهَا يعْنِي الخلَافَةَ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ من سَلَّتَ اللَّهُ إلِفَهُ فَبَكَى عُمَرٌ عِنْدَ ذَلِكَ حَتَّى رَحَمَهُ الحَاضِرَوْنَ. وَقَالَ الأَوْزَاعِيّ فِي مَوْعِظَةٍ لِلمَنْصُوْرِ هَذِهِ أَيْضًا يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَسْمَعَ وَلَا تعْمَلَ فَيَصيْرُ ذَلِكَ حجَّةً عَلَيْك يَوْمَ القِيَامَةِ قَالَ المَنْصُوْرُ: كَيْفَ يَكُوْنُ ذَلِكَ وَلَهُ أقدمتك عَنْهُ أَسْأَلَكَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي مَكْحُوْلُ عَنْ عَطيَّةَ بنِ بُشْرٍ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيّمَا عَبْدٍ جَاءَتْهُ مَوْعِظَةٌ مِنَ اللَّهِ فِي دِيْنِهِ فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ فَإِنْ قَبلَهَا بِشُكْرٍ وَإِلَّا كَانَتْ حجَّةً مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِ لِيَزْدَادَ بِهَا إِثْمًا وَيَزْدَادَ اللَّهُ بهَا عَلَيْهِ سُخْطًا. يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ قَالَ عُمَرُ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَو مَاتَتْ سَخْلًةٌ عَلَى شَاطِئِ الفُرَاتِ ضَائِعَةٌ لَخِفْتُ أَنْ أُسْأَلَ عَنْهَا فَكَيْفَ بِمَنْ حُرِمَ عَدْلكَ وَهُو عَلَى بِسَاطَكَ. يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّكَ أُبْلِغْتَ بِأَمْرٍ لَو عُرِضَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالجِبَالِ لأَبَيْنَ أَنْ يَخْلَفهُ وانقضى مِنْهُ يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أَنْ المُلْكَ لَو بَقِيَ لِمَنْ كَانَ قَبْلِكَ لَمْ يَصلْ إِلَيْكَ فَكَذَلِكَ لَمْ يَبْقَ لَكَ كَمَا لَمْ يَبقَ لِغَيْرِكَ. وَذَكَرَ الأَوْزَاعِيّ لِلمَنْصُوْرِ مَوَاعِظَ كَثيْرَةً فَبَكَى المَنْصُوْرُ حَتَّى ابْتَلَّ ثَوْبَهُ وَقَالَ لَهُ جَزَاكَ اللَّهُ عَنْ مَوْعِظَتِكَ لإمَامِكَ خَيْرًا. [من البسيط] 3894 - المُلْكُ بَابِلُ وَالأَحْرَارُ فَارِسُ ... وَالإسْلَامُ مَكَّةُ وَالدنيا خُرَاسَانُ [من الطويل] 3895 - أَلمَّتْ مُلَمَّاتٌ فَأَبْقَت بَقِيَّةً ... وَهَذِي الَّتِي لَمْ تُبْقِ لَمَّا أَلَمَّتِ
[من الكامل] 3896 - المُنْجِحَانِ إِذَا تَبَذَتْ حَاجَةٌ ... رِفْقُ الفَتَى وَالدِّرْهَمُ الصَّيَّاحُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من مخلع البسيط] 3897 - المُنْعِمُ المُفْضِلُ المُرَجَّى ... وَالأَبلَجُ الأَزْهَرُ الأَغَرُّ [من البسيط] 3898 - المَوْتُ أَسْهَلُ مِنْ إِعْطَاءِ مَنْقَصَةٍ ... إِنْ لَمْ تَمُتْ عَبْطَةً فَالغَايَةُ الهَرَمُ قَالَ بَعْضُهُم: المَوْتُ كَسَهْمٍ مُرْسَلٍ إِلَيْكَ وَعُمْرُكَ بِقَدَرِ سَفَرَهِ نَحْوكَ. وَقَالَ آخَرُ كُثْرَةُ مَالِ المَيِّتِ تُعَزِّي وَرَثتهُ عَنْهُ. وَقَالَ آخَرُ أَنْفَاسُ الحَيِّ خطَاهُ إِلَى أَجَلِهِ وَالدُّنْيَا أَكْذَبُ وَاعِدِيْهِ وَالنَّفْسُ أَقْرَبُ أَعَادِيْهِ وَالمَوْتُ نَاظِر إِلَيْهِ وَمُنتظِر فِيْهِ وَعْدًا لَا يَعْصِيْهِ. وَقَالَ آخَرُ كَأَنَّ مَنْ مَاتَ لَمْ يُوْلَد وَكَأَنَّ مَنْ غَابَ لَمْ يَشْهَد. وَقَالَ آخَرُ عِلَّةُ مَوْتِ كُلِّ أَحَدٍ كَوْنُهُ. وَقَالَ آخَرُ المَوْتُ لَا يُجِيْبُ رَاقِيًا وَلَا يُبْقِي بَاقِيًا. وَقَالَ آخَرُ المَوْتُ فِي كُلِّ حَيٍّ كَامِنٌ. وَقَالَ الحَسَنُ إِنَّ هَذَا المَوْتَ فَضَحَ الدُّنْيَا فَلَمْ يَدَعْ لِذِي لُبٍّ فِيْهَا فَرَحًا. وَقَالَ مُطَرَّفٌ إِنَّ هَذَا المَوْتَ قَدْ أَفْسَدَ عَلَى أَهْلِ النِّعَمِ نَعِيْمهُمْ فَالْتمِسُوا نَعِيْمًا لَا مَوْتَ فِيْهِ. أَنْشَدَنِي الفَقِيْهُ سَدِيْدُ الدَّيْنِ مَحْمُوْدُ بن القُوَيْقِيّ وَالِدهُ رَحَمَهُ اللَّهُ: أَرَى مَرَضَ الإِنْسَانِ مِنْ قَبْلِ مَوْتِهِ ... لَهُ حِكْمَة مَا غَابَ عَنِّي سِيَاقُهَا هُو الهَجْرُ مِنْ دُنْيَا بُلِيْنَا بِحُبِّهَا ... وَمَنْ عَامَلَتْ بِالهَجْرِ هَانَ فِرَاقُهَا وَهَذَا مَعْنَى بَدِيْعٌ لَطِيْفٌ. المُتُنَبِّيّ: [من البسيط] 3899 - المَوْتُ أَعْذَبُ لِي وَالصَّبْرُ أَجْمَلُ بِي ... وَالبِرُّ أَوْسَعُ وَالدُّنْيَا لِمَنْ غَلِبَا ابن المُعْتَزِّ: [من الرجز] 3900 - المَوْتُ أَوْلَى بِالفَتَى مِنْ أَنْ يُرَى ... طَائِعَ دَهْرٍ كُلَّمَا شَاءَ انْقلَب ¬
[من البسيط] 3901 - المَوْتُ أَوْلَى بِذِي الآدَابِ مِنْ أَدَبٍ ... يَبْغَى بِهِ مَكْسَبًا مِنْ غَيْرِ ذِي أَدَبِ وَمِنْ هَذَا البَاب (¬1): المَوْتُ أَهْوَنُ عِنْدِي ... عَلَى القَنَا وَالأَسِنَّه مِنْ أَنْ يَكُوْنَ لِتَدَاوٍ ... عَلَيَّ فَضْل ومِنَّه [من البسيط] 3902 - المَوْتُ بَابٌ لِدَارٍ أَنْتَ دَاخِلُهَا ... فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ بَعْدَ البَابِ مَا الدَّارُ حَدَّثَ ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ الأَصْمَعِيّ قَالَ: وَقَفَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الخَوَارِجِ عَلَى الحَسَنِ فَقَالَتْ يَا أَبَا سَعِيْدٍ: المَوْتُ بَابٌ لِدَارٍ. البَيْتُ فَقَالَ الحَسَنُ (¬1): الدَّارُ جَنَّةُ عَدْنٍ إِنْ عَمِلْتَ بِمَا يُرْضي ... الإِلَهَ وَإِنْ قَصَّرْتَ فَالنَّارُ هُمَا مَحلَّانِ مَالِ للنَّاسِ غَيْرهُمَا ... فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ مَاذَا أَنْتَ مُخْتَارُ ثَمَّ دَخَلَ الحَسَنُ بَيْتِهِ فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي سَائِرَ يَوْمِهِ. * * * ويقال: [كتب] رجل إلى صالح بن عبد القدوس (¬2): للموتِ بابٌ لدار أنت داخلها. البيت فأجابه صالح بالبيتين. . . أراد أَنَّ. . . . . ¬
[من السريع] 3903 - المَوْتُ بَحْرٌ مَوْجُهُ غَالِبٌ ... تَفِيْلُ فِيْهِ حِيْلَةُ السَّابِحِ بَعْدهُ: يَا نَفْسُ إِنِّي وَاعِظٌ فَاسْمَعِي ... مَقَالَةً مِنْ مُشْفِقٍ نَاصِحِ مَا يَصْحَبُ المُؤْمِنَ فِي قَبْرِه ... سِوَى التُّقَى وَالعَمَلِ الصَّالِحِ سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من الكامل] 3904 - المَوْتُ شَيْءٌ أَنْت تَعْلَمُ أنّهُ ... حَقٌّ وَأَنْتَ بِذِكْرِهِ مُتَهَاوِنٌ الوَزِيْرُ الكِنْدِيُّ: [من البسيط] 3905 - المَوْتُ مُرٌّ وَلَكِنِّي إِذَا ظَمِئَتْ ... نَفْسِي إِلَى العِزِّ مُسْتَحْلٍ لِمَشْرَبِهِ بَعْدهُ: رِئَاسَةٌ بَاضَ فِي رَأسِي وَسَاوُهَا ... تَدُوْرُ فِيْهِ وَأَخْشَى أَنْ تَدُوْرَ بِهِ مُحَمَّدُ بن هَانِئٍ: [من الطويل] 3906 - أَلَمْ يَأتِهَا أنَّا كَبِرْنَا عَنِ الصِّبَا ... وَأنّا بَلِيْنَا وَالزَّمَانُ جَدِيْدُ بَعْدهُ: فَلَيْتَ شَبَابًا لَا يَزَالُ وَلَمْ أَقُلْ ... بِكَاظِمَةٍ لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُوْدُ محمد بن صالح بن عبد اللَّه بن موسى: [من الوافر] 3907 - أَلَمْ يُحْزِنْكِ يَا ذَلْفَاءُ أَنِّي ... سَكَنْتُ مَساكنَ الأَمْوَاتِ حَيَّا بَعْدهُ: ¬
وَأَنِّي فِي الوِثَاقِ أَسِيْرُ غُلٍّ ... وَإِنَّ القَوْمَ قَدْ ظَهَرُوا عَلَيَّا أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 3908 - أَلَمْ يَرَ هَذَا النَّاسُ قَبْلِي فَاضِلًا ... وَلَمْ يَظْفَرِ الحُسَّادُ قَبْلِي بِمَاجِدِ [من المتقارب] 3909 - أَلَمْ يَصِفِ النَّاسُ بَدْرَ الدُّجَى ... وَقَدْ شَانَهُ الأَثَرُ الأَسْوَدُ الخبزأَزْريّ: [من الطويل] 3910 - أَلَمْ يَكْفِنِي مَا نَالَنِي فِي هَوَاكُمُ ... إِلَى أَنْ طَفِقْتُمْ بَيْنَ لَاهٍ وَضَاحِكِ بَعْدهُ: شَمَاتَتكُمْ بي فَوْقَ مَا قَدْ أَصَابَنِي .... وَمَا بِي دُخُولُ النَّارِ بَلْ طنز مَالِكِ البُسْتِيُّ: [من البسيط] 3911 - النَّارُ آخِرَ دِيْنَارٍ نَطَقْتَ بِهِ ... وَالهَمُّ آخِرَ هَذَا الدِّرْهَمِ الجَارِي حَدَّثَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بن أَيْمَن الفَقِيْهُ عَنِ الخَلِيْلِ بن أَحْمَدَ عَنِ البُسْتِيّ أَنَّهُ قَالَ: النَّارُ آخَرُ دِيْنَارٍ. البَيْتَ، وبعده: وَالمَرْءُ بَيْنَهُمَا إِنْ كَانَ مُفْتَقِرًا ... مُعَذَّبُ القَلْبِ بَيْنَ الهَمِّ وَالنَّارِ [من البسيط] 3912 - النَّارُ كَامِنَةٌ فِي الزِّنْدِ مَا تُرِكَتْ ... فَإِنْ بَغَى قَادِحٌ إِيْرَاءَهَا اتَّقَدَتْ وَمِثْلُهُ قَوْلُ عَلِيّ بن الجّهمِ (¬1): وَالنَّارُ فِي أَحْجَارِهَا مَخْبُوْءَةٌ ... تَصْطَلِي إِنْ لَمْ تُثِرْهَا الأزْنُدُ ¬
رَافِعُ بن اللَّيثِ بن نَصْر بن سَيَّارٍ: [من السريع] 3913 - النَّارُ لَا العَارُ فَكُنْ سَيِّدًا ... فرَّ مِنَ العَارِ إِلَى النَّارِ أَرْسَل الرَّشِيْدُ إِلَيْهِ يَسْتَدْعِيْهِ لِبَيْعَتِهِ وَالدُّخُوْلِ فِي طَاعَتِهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: النَّارُ لَا العَارُ فَكُنْ سَيِّدًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَتلْكَ أخلقُ كَنَانِيَةٌ ... خُصَّ بِهَا نَصْرُ بن سَيَّارِ وَهُنَّ فِي لِيْنٍ وَفِي رَافِعِ ... تُرَاثُ جَبَّارٍ لِجَبَّارِ الوَزِيْرُ المُهَلَّبِيُّ: [من البسيط] 3914 - النَّاسُ أَتْبَاعُ مَنْ دَانَتْ لَهُ النِّعَمُ ... وَالوَيْلُ لِلمَرْءِ إِنْ زَلَّتْ بِهِ القَدَمُ المَالُ عِزٌّ وَمَنْ قَلَّتْ دَرَاهِمُهُ ... حَيًّا كَمَنْ مَاتَ إِلَّا أَنَّهُ صَنَمُ لَمَّا رَأَيْتُ وَرَائِي وَخَالِصَتِي ... وَالكُلُّ مُنْحَسِم عَنَي وَمُحْتَشِمُ أَبْدُوا جَفَاءً وَإعْرَاضًا فَقُلْتُ لَهُمْ ... أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَقَالُوا ذَنْبكَ العَدَمُ وَيُرْوَى: مَا لِي رَأَيْتُ أَخِلَّائِي وَكُلُّهُمُ ... اثْنَانِ مُسْتَكْبِرٌ عَنِّي وَمُحْتَشِمُ قَدْ أَظْهَرُوا المَقْتَ وَالبَغْضَاءَ قُلْتُ لَهُمْ ... أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَقَالُوا ذَنْبكَ العَدَمُ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من مجزوء الكامل] 3915 - النَّاسُ إخْوَةُ نِعْمَةٍ ... للَّهِ مَا دَامتْ عَلَيْكَا وَمنْ بَابِ (الـ ن) قَوْلُ البُحْتُرِيّ (¬1): أَلَنْتَ لِيَ الأيَّامَ مِنْ بَعْدَ قَسْوَةٍ ... وَعَاتَبْت لِي دَهْرِي المُسِيْءَ فَأَعْتَبَا وَأَلْبَسَتْنِي النّعْمَى الَّتِي غَيَّرَتْ أَخِي ... عَلَيَّ فَأَصبَحَ نَازِحَ الوُدِّ أَجْنَبَا ¬
فَلَا فُزْتَ مِنْ مرّ اللَّيَالِي بِرَاحَةٍ ... إِذَا أَنَا لَمْ أُصْبِحْ بِشِكْرِكَ متعَبَا أَبُو يَعْقُوْبَ الخُزَيْمِيُّ: [من البسيط] 3916 - النَّاسُ أَخْلَاقَهُمْ شَتَّى وَإِنْ جُبِلُوا ... عَلَى تَشَابُهِ أَرْوَاحٍ وَأَجْسَادٍ يُقَالُ أَنْ حَكِيْمًا كَانَ عَلَى عَهْدِ كِسْرَى أَنُو شَرْوَانَ يَقُوْلُ مَنْ يَشْتَرِي ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ فَيَضْحَكُ مِنْهُ النَّاسُ وَيُطْنَزُ بِهِ وَاتَّصَلَ كَلَامهُ وَقَوْلهُ فَانْتَهَى خَبَرَهُ إِلَى كِسْرَى فَأَحْضَرَهُ وَسَأَلَهُ عَنْهَا فَالْتَمَسَ إِحْضَارَ المَالِ فَأُحْضِرَ فَقَالَ الرَّجُلُ: لَيْسَ فِي النَّاسِ كُلهُمُ خَيْر. قَالَ كِسْرَى: هَذَا صحِيْحٌ ثُمَّ قَالَ: وَلَا بُدَّ مِنْهمْ. قَالَ صدَقْتَ ثُمَّ أَيّ شَيْءٍ قَالَ فَألبسْهُمْ عَلَى قَدَرِ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ كِسْرَى قَدِ اسْتَوجَبْتَ المَالَ فَخُذْهُ قَالَ لَا حَاجَةَ لِي بِهِ قَالَ فَلِمْ طَلَبْتَهُ قَالَ لأَنَّنِي كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَى مَنْ يَشْتَرِي الحِكْمَةَ بِالمَالِ فَاجْتَهَدَ بِهِ كِسْرَى عَلَى قُبُوْلِهِ فَأَبَى. عَدِيّ بنُ الرِّقَّاعِ: [من الكامل] 3917 - النَّاسُ أَشْبَاهٌ وَبَيْنَ حُلُوْمهِمْ ... بوْنٌ كَذَاكَ تَفَاضُلِ الأَشيَاءِ بَعْدهُ: كَالغَيْمِ مِنْهُ وَابِلٌ مُتَتابِعٌ ... جَوْدٌ وَآخَرُ مَا يبضُّ بِمَاءِ وَالدَّهْرُ يَفْرُقُ بَيْنَ كُلِّ جَمَاعَةٍ ... وَيَلفُّ بَيْنَ تَقَارُبٍ وَتَنَائِي وَالمَرْءُ يُوْرثُ مَجْدَهُ أَبْنَاءَهُ ... وَيَمُوْتُ آخَرُ وَهُوَ فِي الأَحْيَاءِ يُضْرَبُ فِي تَشَابُهِ الخُلقِ وَالأَسْمَاءِ وَتَفَاضُلُ الخَلَائِقِ وَالطِّبَاعِ. أَبُو زَيْدٍ: [من الرجز] 3918 - النَّاسُ أَشْبَاهٌ وَشَتَّى فِي الشِّيَمِ ... وَكُلُّهُمُ يجمَعُهُمْ بَيْتُ الأَدَمِ مثَلُ: بَيْتُ الأَدَمُ. وَيُقَالُ الأَدَمَ جَمْعُ أَدِيْم وَيُقَالُ هُوَ الأَرْضُ وَقَالُوا هُوَ بَيْتُ الاسْكَافِ لأَنَّ فِيْهِ مِنْ كُلِّ جِلْدٍ رُقْعَةً. يُضْرَبُ فِي اجْتِمَاعِ الأَشْخَاصِ وَاقْتِرَانِ ¬
الأَخْلَاقِ. وَقَالُوا: بَيْتَ الأَدَمِ خَبَاءٌ مِنْ آدَمٍ أَي يَجْمَعُهُمْ عَلَى اخْتِلَافِهِمْ فِي أَلْوَانِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ خَبَاءٌ وَاحِدٌ يُرِيْدُ أَنَّهُمْ يرْجَعُوْنَ فِيْهَا إِلَى أَسَاسِ وَاحِدٍ وَكُلّهُمْ بَنِي رَجُلِ وَاحِدٍ كَمَا قِيْلَ: الأَرْضُ مِنْ تُرْبَةٍ وَالنَّاسُ مِنْ رَجُلٍ. أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من الكامل] 3919 - النَّاسُ أَشْكَالٌ فَمَنْ يَكُ رَاشِدًا ... يَصْحَبْ رَشِيْدًا وَالغَوِيُّ أَخُو الغَوِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّد بن عُمَر بن مُحَمَّد الأَصفَهَانِيّ: [من الكامل] 3920 - النَّاسُ أَعْدَاءٌ إِذَا جَرَّبْتَهُمْ ... لمقِلِّهِمْ وَأُصَادِقُ المتَمَوِّلِ بَعْدهُ: كادت تَطْفي السِّرَاجَ لِضِعْفِهِ ...... وَتَزِيْدُ فِي ضَوْءِ الحَرِيْقِ المُشْعِلِ طرِيْحٌ الثَّقَفِيُّ: [من الكامل] 3921 - النَّاسُ أَعْدَاءٌ لِكُلِّ مُدَقَّعٍ ... صِفْرِ اليَدَيْنِ وَأخْوَةٌ للمُكْثِرِ العَطَوِيُّ: [من البسيط] 3922 - النَّاسُ أَكثَرُ مِنْ أَنْ لَا تَرَى خَلَفًا ... مِمَّنْ زَوَى وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِكَ المَالُ قَبْلهُ: ويروى لأبي العباس المبرّد: لَا تَبْكِ إِثْرُ مَولٍّ عَنْكَ مُنْصرِفٍ ... بَيْنَ السَّمَاءِ وَبَيْنَ الأَرْضِ إِبْدَالُ النَّاسُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ لَا تَرَى خَلَفًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَا أَقْبَحَ الوَصْلَ يُدْنِيْهِ ويُبْعِدُهُ ... بَيْنَ الخَلِيْلَيْنِ إِكْثَارٌ وَإِقْلَالُ * * * ¬
يُقْرَبُ مِنْ هَذَا المَعْنَى قَوْلُ: وَمَا النَّاسُ إِلَّا خِلْفَةٌ فِي طِبَاعِهِمْ ... كَمَا اخْتَلَفَتْ بِيْضُ اللَّيَالِي وَسُوْدُهَا فَهُمْ بَيْنَ بَحْرٍ تمْطرُ الجوْدُ كَفّهُ ... وَآخَرُ مَنْقُوْصُ اليمين كُنُوْدُهَا [من السريع] 3923 - النَّاسُ أَكْفَاءٌ إِذَا قُوْبِلُوا ... إِنْ فَاقَ شَخْصٌ فَبِإِنْفَاقِ الطَّبْرَخَزْمِيُّ: [من البسيط] 3924 - النَّاسُ أَكْيَسُ مِنْ أَنْ يَحْمَدُوا رَجُلًا ... حَتَّى يَرَوا عِنْدَهُ آثَارَ إِحْسَانِ أَبُو بَكْرِ بن دُرَيْدٍ: [من الرجز] 3925 - النَّاسُ أَلْفٌ مِنْهُمُ كَوَاحِدٍ ... وَوَاحِدٍ كَالأَلفِ إِنْ أَمْرٌ عَنَى مِهْيَارُ: [من الرجز] 3926 - النَّاسُ إمَّا رَاغِبٌ أَو راهِبٌ ... فَامْلِكْهُمُ بِالسَّيْفِ أَو بَالدِّرْهَمِ وَيُرْوَى لابنِ سِنَاء المِصْرِيّ. وَقَالَ السَّيِّدُ الرَّضِيّ (¬1): وَالنَّاسُ إِمَّا قَانِعٌ أَو طَالِبٌ ... أَو عَاجِزٌ أَو رَاهِبٌ أَو رَاغِبُ وَقَالَ أَيْضًا (¬2): وَالنَّاسُ أُسُدٌ تُحَامِي عَنْ فَرَائِسهَا ... إِمَّا عَقَرْتَ وَإِمَّا كُنْتَ مَعْقُوْرَا * * * ¬
وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيّ (¬1): النَّاسُ إِمَّا جَائِرٌ شَرِسٌ ... وَثَقافَةُ التَّقْوِيْمِ وَالعَدْلُ أَو مُؤْثرٌ للرّشْدِ مُعْتَدِلٌ ... وَجَزَاؤُهُ الإِحْسِانُ وَالفَضْلُ فَاقْسِمْ لِكُلٍّ مَا يلِيْقُ بِهِ ... وَإِلَّا فَإِنْ المُلْكِ يُخْتَلُّ المَاهِرُ: [من الكامل] 3927 - النَّاسُ أَنْتَ فَأَيْنَ عَنْكَ مُعَرَّجِي ... وَالأُنسُ فِيْكَ فَمَنْ سِوَاكَ أُيَمِّمُ [من الكامل] 3928 - النَّاسُ إِنْ وَافَقْتَهُمْ عَذُبُوا ... أَو لَا فَإِنَّ جَنَاهُمُ مُرُّ بَعْدهُ: كَمْ مِنْ رِيَاضٍ لَا أَنِيْسَ بِهَا ... تُرِكَتْ لأَنَّ طَرِيْقَهَا وَعِرُ أَبُو السَّعْدَاءِ: [من مجزوء الكامل] 3929 - النَّاسُ أَيَّامُ الشُّهُوْرِ ... وَأَنْتَ فِيْهِمْ يَوْمُ عَيْدِ [من الكامل] 3930 - النَّاسُ بِالأَقْدَارِ أُعْطُوا كُلَّ مَا ... رُزِقُوا وَلَمْ يُعْطَوا عَلَى الأَقْدَارِ مَنْصُوْرُ الفَقِيْهُ: [من المجتث] 3931 - النَّاسُ بَحرٌ عَمِيْقٌ ... وَالبُعْدُ عَنْهُمُ سَفِيْنَه بَعْدهُ: وَقَدْ نَصَحْتكَ فَانْظُرْ ... لِنَفْسِكَ المِسْكِيْنَة ¬
قَالَ مُعَاوِيَةَ لِدَغْفَلَ: صِفْ لِيَ النَّاسِ فَقَالَ: ذَرْوَةُ جَبَلٍ مَنِيْعٍ وَرَبْوَةٍ شَامِخَ اتَّصَلَتْ بِهِ وَرِيَاضٌ لَمْ يُسْتَغْنَ عَنْهَا ثَمَّ الحِقِ البَاقِيْنَ بِالبَهَائِمِ. أُمَيَّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ: [من البسيط] 3932 - النَّاسُ تَحْتَكَ أَقْدَامٌ وَأَنْتَ لَهُمْ ... رَأْسٌ وَكَيْفَ يُسَوَّى الرَّأْسُ وَالقَدَمُ بَعْدهُ: إِنَّا لنَعْلَمُ أَنَّا مَا بَقِيْتَ لنا فيْنَا ... السَّمَاحُ وَفِيْنَا العِزُّ وَالكَرَمُ وَحَسْبنَا مَنْ ثنَاءِ المَادِحِيْنَ إِذَا أَثنوا ... عَلَيْكَ بِأنْ يَثْنُوا عَليْكَ بِمَا عَلِمُوا عَلِيُّ بن جَبَلَةَ: [من السريع] 3933 - النَّاسُ جِسْمٌ وَإِمَامُ الهُدَى ... رَأسٌ وَأَنْتَ العَيْنُ فِي الرَّاسِ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 3934 - النَّاسُ حَوْلَكَ رَوْضَة مَا تُرْتَعَى ... رَيَّا النَّبَاتِ وَمَنْهَلٌ لَا يُوْرَدُ قَوْلُ البُحْتُرِيّ: النَّاسُ حَوْلكَ رَوْضة مَا تُرْتَعَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: جَدْهُ وَلَا جُوْدٌ وَطَالِبُ حَاجَةٍ ... فِي الباخِلِيْنَ وَبُغْيَةٌ لا تُوْجَدُ تَرَكُوا العُلَى وَهُمْ يَرَوْنَ مَكَانَهَا ... وَدَعَا اللُّجَيْنُ قُلُوْبَهُمْ وَالعَسْجَدُ وَتَمَاطَرُوا فِي البُخْلِ حَتَّى خِلْتهُ ... دِيْنًا يُدَانُ بِهِ الإلَهُ وَيُعْبَدُ أرْضِيْهمُ فِعْلًا وَلَا يَرْضُوْنَنِي ... قَوْلًا وَتلْكَ قَضِيَّةٌ لا تُقْصَدُ فَأذُمُّ مِنْهُم مَا يُذَمُّ وَرُبَّمَا ... سَامَحْتَهُمْ فَحَمَدْتُ مَا لَا يُحْمَدُ وَقَالَ أَبُو العتَاهِيَةِ (¬1): أَيَا رَبِّ إِنَّ النَّاسِ لَا يُنْصِفُوْنَنِي ... وَكَيْفَ وَإِنْ أَنْصَفْتهُمْ ظَلَمُوْنِي وَإِنْ كَانَ لِي شَيْءٌ تَصَدُّوا لأَخْذِهِ ... وَإِنْ جِئْتُ أَبْغِي شَيْئهمْ مَنَعُوْنِي ¬
وَإِنْ نَالَهُمْ بَذْلِي فَلَا شُكْرَ عِنْدَهُمْ ... وَإِنْ أَنَا لَمْ أَبْذِلْ لَهُمْ شتَمُوْنِي وَإِنْ طَرَقَتْنِي نَكْبَةٌ فَكهُوا بِهَا ... وَإِنْ صَحَبَتْنِي نِعْمَةٌ حَسَدُونِي سَأَمْنَعُ قَلْبِي أَنْ يَحِنَّ إِلَيْهُمُ ... وَأحْجِبُ عَنْهُمْ نَاظِرِي وَجُفُوْنِي وَأَقْطَعُ أَيَامِي بِيَوْم سُهُوْلَةٍ ... لأقْضِي بها عمْرِي وَيَوْمَ حَزُوْنِ ألا إِنَّ أصْفَى العَيْشَ مَا طَابَ غِبُّهُ ... وَمَا نِلْتُهُ فِي لَذّةٍ وَسُكُوْنِ وَقَالَ أَبُو بَكْرُ بن دُرَيْدِ (¬1): النَّاسُ مِثْلَ زَمَانِهِمْ ... قَدُّ الحذَاءَ عَلَى مِثَالِه وَرِحَالُ دَهْرِكَ مِثْلَ ... دَهْرِكَ فِي زِلهِ وَحَالِهِ وَكَذَا إِذَا فَسَدَ الزَّمَانُ ... جَرَى الفَسَادُ عَلَى رِجَالِه السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 3935 - النَّاسُ حَوْلَكَ غِرْبَان عَلَى جِيَفٍ ... بُلْةٌ عَنِ المَجْدِ إِنْ طَارُوا وَإِنْ وَقَعُوا [من الكامل] 3936 - النَّاسُ سِلْمُكَ مَا رَأوْكَ مُسَلِّمًا ... وَرَأُوا نَوَالَكَ ضَافِيًا مَبْذُولَا الخُرَيْمِيُّ: [من البسيط] 3937 - النَّاسُ عِنْدَ عَلِيٍّ حِيْنَ تَذْكُرُهُمْ ... كَالشَّوْكِ يُذْكَرُ بَيْنَ الوَرْدِ وَالآسِ مُحَمَّدُ بن خَازِمٍ: [من البسيط] 3938 - النَّاسُ فِيْمَا أَرَى عِنْدِي بِأَنْفُسِهِم ... لَا بِالعُيُوْنِ وَبِالأَسْلَابِ وَالسُّلَبِ [من البسيط] 3939 - النَّاسُ قَدْ عَلِمُوا أَنْ لَا بَقَاءَ لَهُمْ ... لَوْ أنّهُمْ حَمَلُوا مِقْدَارَ مَا عَلِمُوا ¬
ابْنُ الخَيَّاطِ الدِّمَشْقِيُّ: [من البسيط] 3940 - النَّاسُ كالنَّاسِ وَالأَيَّامُ وَاحِدَةٌ ... وَالدَّهْرُ كالدَّهْرِ وَالدُّنْيَا لِمَنْ رَغِبَا قَبْلهُ: عَادَانِيَ الدَّهْرُ وَانْسَرَّتْ مَذَاهِبُهُ ... فَصارَ أَهْوَنُهُ عِنْدِي الَّذِي صَعُبَا لَوْ كَانَ. . . يَسْتَضِيْء بِهَا ... لَعَايَنَ الدَّهْر مِنْ أَفْعَالِهِ العَجَبَا نَفْسِي الَّتِي تَمْلكُ. . ذاهبة ... فَكَيْفَ آسِي عَلَى شَيْءٍ إِذَا ذَهَبَا مَنْ كَانَ يَرْغمُ دَهْرًا أَنْ يَرَى عَجَبًا ... فَإِنَّنِي عِشْتُ دَهْرًا لَا أَرَى عَجَبَا النَّاسُ كَالنَّاسِ. البَيْتُ * * * وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ أَبِي الفَتْح البُسْتِيّ: النَّاسُ كَالنَّبْتِ فَمِنْ شَاكِرٍ ... لأَوَّلِ القَطْرِ مِنَ البِرِّ نَعَمْ وَمِنْهُمْ حجرٌ جَاحِدٌ ... نَاسٍ لِحَقِّ النِّعَمِ الدَّثِرِ إِنْ عَامَ فِي إنْعَامِ أخْوَانِهِ ... فَهْوَ عَلَى الشَّطِّ مِنَ الشُّكْرِ فَاسْتَبِرْ أَحْوَالَهمْ قَبْلَ أَنْ ... تُوْدِعَهُمْ شَيْئًا مِنَ البَدْرِ * * * وَمِنْ بَابِ (النَّاسِ) قَوْلُ كَمَالِ الدِّيْنِ ابْنُ النَّبِيْهِ (¬1): النَّاسُ لِلْمَوْتِ كَخَيْلِ الطّرَادِ ... السَّابِقِ السابق مِنْهَا الجوَادُ واللَّهُ لَا يَدْعُو إِلَى دَارِهِ ... إِلَّا مَنِ اسْتَصْلَحَ مِنْ ذا العِبَادِ وَالمَوْتُ نَقَّادٌ عَلَى كَفّهِ ... جَوَاهِرٌ يْختَارُ مِنْهَا الجوَادُ وَالمَرْءُ كَالظِّلِّ وَلَا بُدَّ أَنْ ... يَزُوْلَ ذَاكَ الظِّلُّ بَعْدَ امْتِدَادِ ¬
الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من البسيط] 3941 - النَّاسُ مَاغِبْتُمُ سِلْكٌ بِلَا دُرَرٍ ... وَلَا نِظَامٍ وَأَجْفَانٌ بِلَا مُقَلِ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَمْ يُبْقِ طُوْلكَ فِي جِيْدِي مَكَانَ حُلَى ... وَإِنَّمَا يُسْتَعَارُ الحَلْيُ للعَطَلِ النَّاسُ مَا غِبْتُمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَضَى لَكَ اللَّهُ أَنْ يَجْرِي بلَا أَمَدٍ ... وَأَنْ تَدُوْمَ مَعَ الدُّنْيَا بِلَا أَجَلِ المُتُنَبِّيّ: [من المنسرح] 3942 - النَّاسُ مَا لَمْ يَرَوْكَ أَشْبَاهُ ... وَالدَّهْرُ لَفْظٌ وَأَنْتَ مَعْنَاهُ وَالجوْدُ عَيْنٌ وَأَنْتَ نَاظِرُهَا ... وَالبَأسُ بَاعٌ وَفِيْكَ يُمْنَاهُ تَنْشِدُ أَثْوَابنَا مَدَائِحُه ... بالسِّنِّ مَا لَهُنُّ أَفْوَاهُ إِذَا مَرَرْنَا عَلَى الأَصَمِّ بِهَا ... أعْنَتْهُ عَنْ مَسْمَعَيْهِ عَيْنَاهُ يَا رَاحِلًا كُلّ مَنْ يُوَدِّعُهُ ... مَودّعٌ دِيْنهُ وَدُنْيَاهُ إِنْ كَانَ فِيْمَا أَقُوْلُ مِنْ كَرَمٍ ... فِيْكَ مَزِيْدٌ فَزَادَكَ اللَّهُ [من السريع] 3943 - النَّاسُ مَجْبُوْلُونَ مِنْ طِيْنَةٍ ... يَصْدُقُ فِي الثَّلْبِ لَهَا الثَّالِبُ يُرْوَى لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من البسيط] 3944 - النَّاسُ مِنْ جِهَةِ التِّمْثَالِ أَكفَاءُ ... أَبُوْهُمُ آدَمٌ وَالأُمُّ حَوَّاءُ قَوْلهُ: النَّاسُ مِنْ جِهَةِ التِّمْثَالِ أَكْفَاءُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أَصْلِهِمْ نَسَبٌ ... يُفَاخِرُوْنَ بِهِ فَالطِّيْنُ وَالمَاءُ مَا الفَخْرُ إِلَّا لأَهْلِ العِلْمِ إنَّهُمُ ... إِلَى الهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلَّاءُ وَقِيْمَةُ المَرْءِ مَا قَدْ كَانَ يُحْسِنُهُ ... وَلِلرِّجَالِ مِنَ الأَفْعَالِ أَسْمَاءُ وَضِدُّ كُلّ امْرِئٍ مَا كَانَ يَجْهَلُهُ ... وَالجاهِلَوْنَ لأَهْلِ العِلْمِ أَعْدَاءُ رَوَاهَا أَبُو عَبْدُ اللَّهِ المَرْزَبَانِيّ لَهُ فِي دِيْوَانِهِ عَلَيْهِ السَّلَام. [من المنسرح] 3945 - النَّاسُ مِنْ خَادعٍ وَمُخْتَدَعٍ ... وَكُلُّهُمُ مانعٌ لِمَا حَازَا بَعْدهُ: تَعَامَلُوا بِالخِدَاعِ بينهم ... مَا جَوَّزَ النَّاسُ بينهم جَازَا البُسْتِيُّ: [من البسيط] 3946 - النَّاسُ هَضْبٌ شمام حَيْثُ مَيْسَرَةٍ ... لكنهم حَيْثُ مَالَ المَالُ أَغْصَانُ [من البسيط] 3947 - النَّحْوُ أَنْتَ أَحَقُّ العَالَمِيْنَ بِهِ ... أَلَيْسَ بِاسْمِكَ فِيْهِ يُضْرَبُ المَثَلُ يَا زَيْدُ زَادَكَ رَبِّي مِنْ فَضائِلِهِ ... نَعْمَاءَ تَقْصرُ عَنْ إِدْرَاكِهَا الجمَلُ لَا بدَّلَ اللَّهُ حَالًا أَنْتَ صَاحِبُهَا ... مَا دَامَ عَنْد النُّحَاةِ الحَالُ وَالبَدَلُ النَّحْوُ أَنْتَ أَحَقّ العَالَمِيْنَ بِهِ. البَيْتُ إسحاقُ بنُ خلف: [من الكامل] 3948 - النَّحْوُ يُصْلحُ مِنْ لِسَانِ الأَلْكَنِ ... وَالمَرْءُ تُعْظِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ بَعْدهُ: ¬
وَإِذَا أَرَدْتَ مِنَ العُلُوْمِ أَجَلَّهَا ... فَأَجَلُّهَا مِنْهَا مُقِيْمُ الأَلْسُنِ لَحْنُ الشَّرِيْفِ يَحُطُّهُ عَنْ قَدْرِهِ ... وَتَرَاهُ يَسْقُطُ مِنْ لِحَاظِ الأَعْيُنِ وَتَرَى الدَّنِيْءَ إِذَا تَكَلَّمَ مُعْرِبًا ... حَازَ النَّبَالَةَ بِاللِّسَانِ المُعْلِنِ وَقَدْ رُوِيَتْ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ المُبَرَّدُ أَحْسُبُهُ أَخَذَ قَوْلهُ وَالمَرْءُ تُكْرِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ. مِنْ حَدِيْثٍ حَدَّثنَا بِهِ أَبُو عُثْمَانَ الخُزَاعِيّ عَنِ الأَصْمَعِيّ قَالَ كَانَ يُقَالُ: ثَلَاثَةٌ يُحْكَمُ لَهَا بِالنُّبْلِ حَتَّى يُدْرَى مَنْ هُمْ: رَجُل رَأَيْتَهُ رَاكِبًا أَو سَمِعْتَهُ يُعْرِبُ أَو شَمَمْتَ مِنْهُ طِيْبًا. وَثَلَاثَةٌ يُحْكَمُ عَلَيْهِمْ بِالاسْتِصْغَارِ حَتَّى يُدْرَى مَنْ هُمْ: رَجُل شممتُ منه رَائِحَةُ نَبيْذٍ أَو سَمِعْتَهُ فِي مِصرٍ عَرَبِيٍّ يَتَكَلَّمُ بِالفَارِسِيَّةِ عَلَى ظَهْرِ. . . يُنَازِعُ فِي القَدَرِ. * * * - هو إسحاق بن خلف النهرواني، ونسبه في بني حنيفة لسباءٍ وقع عليه يصف النحو ويمدحه. ابن شَمْسُ الخلَافَةِ: [من البسيط] 3949 - النَّصْرُ فِي فَتكاتِ النَّصْلِ فَاعِلُ بِهِ ... هَامَ الفَوَارِسِ وَاصْطَدْ أَنْفُسَ البُهَمِ [من البسيط] 3950 - النُّطْقُ أَحْسنُ مِنْ صَمْتٍ عَلَى حَصَرٍ ... وَالصَّمْتُ أَحْسَنُ مِنْ زُوْرٍ وَبُهْتَانِ [من الكامل] 3951 - النُّطْقُ حُكْمٌ وَالسُّكُوْتُ سَلَامَةٌ ... فَإِذَا نطَقْتَ فَلَا تَكُنْ مِهْذَارَا بَعْدهُ: مَا إِنْ نَدِمْتُ عَلَى سُكُوْتٍ مَرَّةً ... وَلَقَدْ نَدِمْتُ عَلَى الكَلَام مِرَارَا إِنْ كَانَ يُعْجِبُكَ السُّكُوْتُ فَإِنَّهُ ... قَدْ كَانَ يُعجبُ قَبْلَكَ الأَخْيَارَا إِنَّ السُّكُوْتَ سَلَامَةٌ وَلَربَّمَا ... زَرَعَ الكَلَامُ عَدَاوَةً وَضرَارَا ¬
الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من البسيط] 3952 - النَّفْسُ أَدْنَى عَدُوٍّ أَنْتَ حَاذِرُهُ ... وَالقَلْبُ أَعْظَمُ مَا يُبْلَى به الرَّجُلُ بَعْدهُ: مَا نَازَلَ الشَّيْبُ عَنْ رَأيِ بِمُرْتَحَلٍ ... عَنِّي وَأَعْلَمُ أَنِّي عَنْهُ مُرْتَحَلُ قَوْمٌ بِأَسْمَاعِهِمْ عَنْ مَنْطِقِي صَمَمٌ ... وَفِي نَوَاظِرِهِمْ عَنْ مَنْظرِي قَبَلُ يَسْتبْشِرُوْنَ إِذَا صَحَّتْ جُسُوْمُهُمُ ... وِبِالعُقُوْلِ إِذَا فَتَّشْتَهَا عِلَلُ وأين قَوْم كَقَوْمِي لَوْ سَأَلْتهُمُ ... سَوَابِق لِلخَيْلِ فِي يَوْمِ الوَغَا نَزَلُوا كَالصَّخْرِ إِنْ حَلِمُوا وَالنَّارِ إِنْ غَضبُوا ... وَالأُسْدِ إِنْ رَكِبُوا وَالوبلِ إِنْ بذلُوا وَبَاقِي الأَبْيَاتِ بِبَابِ: مَنْ أَخْطَأَتْهُ سِهَامُ المَوْتِ. * * * قَالَ الفَرَزْدَقُ فِي ذِكْرِ النَّفْسِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَذَا التَّرَسُّبِ (¬1): لِكُلِّ امْرِئٍ نَفْسَينِ نَفْسٌ كَرِيْمَةٌ ... وَأُخْرَى يُعَاصيْهَا الفَتَى وَيُطِيْعُهَا وَنَفْسُكَ مِنْ نَفْسكَ تَشْفَعُ النَّدَى ... إِذَا قَلَّ مِنْ أَحْرَارِهِنَّ شَفِيْعُهَا وَقَالَ آخَرُ (¬2): أَلَا إِنَّ لِي نَفْسَيْنِ نَفْسًا تَقُوْلُ لِي ... تَمَتَّعْ بِلَيْلَى مَا بَدَا لَكَ لِيْنُهَا وَنَفْسًا تَقُوْلُ اسْتَبْقِ وُدّكَ وَاتَّئِدْ ... وَنَفْسَكَ لَا تَطْرَح عَلَى مَنْ يُهِيْنُهَا [من البسيط] 3953 - النَّفْسُ تَزْدَادُ حِرْصًا كلَّمَا مُنِعَتْ ... أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى الإنْسَانِ مَا مُنِعَا ¬
[من البسيط] 3954 - النَّفْسُ تَزْدَادُ حِرْصًا كُلَّمَا مُنِعَتْ ... وَالشَّيْءُ يُرْغَبُ فِيْهِ حِيْنَ يَمْتَنِعُ [من البسيط] 3955 - النَّفْسُ تَطْلُبُ وَالآمَالُ عَاجِزَةٌ ... وَالمَرْءُ يَهْلِكُ بَيْنَ العَجْزِ وَالطَّلَبِ أَبُو ذُؤَيْبٍ الهُذْلِيُّ: [من الكامل] 3956 - النَّفْسُ رَاغْبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا ... وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيْلٍ تَقْنَعُ أَخَذَهُ السُّكَّرِيّ فَقَالَ: وَالنَّفْس أَشْرَهُ شَيْءٍ إِنْ بَسَطْتَ لَهَا ... لَا يُشْبِعُ النَّفْسَ إِلَّا التُّرْبُ وَالمَدَرُ وَقَالَ الحَارِثيّ (¬1): وَالنَّفْسُ لَوْ أنَّ مَا فِي الأَرْضِ حِيْزَ لَهَا ... مَا كَانَ إِنْ هِيَ لَمْ تَقْنَعْ بِكَافِيْهَا وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ البِسْتِيّ فِي المُجَانَسَةِ (¬2): النَّفْسُ وَالمَالُ وَالأهْلُوْنَ قَاطِبَةً ... وَالعُمْرُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَوَارِيُّ وَفِي النِّطَافِ الَّتِي يَسْخُو الزَّمَانَ بِهَا ... لِمَنْ تَبَصَّرَ رُشْدًا وَارْعَوَى رَيُّ دِعْبِلٌ: [من الكامل] 3957 - أَلْوَانُهُمْ حُمْرٌ وَأَعْرَاضُهُمْ ... سُوْدٌ وَفِي آذَانِهِمْ صُفْرَه زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى: [من الكامل] 3958 - الوُدُّ لَا يَخْفَى وَإِنْ أَخْفَيْتَهُ ... وَالبُغْضُ تُبْدِيْهِ لَكَ العَيْنَانِ ¬
وَقَالَ ابن زَيْدُوْنَ (¬1): وَالوُدُّ يَظْهَرُ فِي العُيُوْنِ خَفِيُّهُ ... إِنَّ الوِدَادَ سَرِيْرةٌ لَا تُكْتَمُ [من البسيط] 3959 - الوَرْدُ يَبْكِي لأَنَّ الكَلْبَ جَاوَرَهُ ... وَالكَلْبُ يَبْكِي لأَنَّ الشَّوْكَ آذَاهُ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 3960 - الوَعْدُ كَالوَرَقِ النَّضِيْرِ تَأَوَّدَتْ ... فِيْهِ الغُصُوْنُ وَنُجْحُهَا أَن تَثْمُرَا والشكر [من بعد العطاء و] لَمْ يَكُنْ ... لِيَعمَّ نبت الأرض حَتَّى يمطرَا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 3961 - ألُوْمُ مَنْ لَا يَعُدُّ اللَّوْمَ مَنْقَصَةً ... وَضَاع عَتْبُ مُسِيْءٍ لَيْسَ يَعْتَذِرُ الرُّسْتُمِيُّ: [من الطويل] 3962 - ألوْمُ وَلَمْ تقْرَعْ مَلَامِيَ سَمْعَهَا ... وَأَرْضَى وَلَمْ يَخْطِرْ رِضَايَ بِبَالِهَا جَارِيَةٌ: [من الكامل] 3963 - إلْهَجْ بِآخِرِ مَنْ بُلِيْتَ بِحُبِّهِ ... لَا خَيْرَ فِي حبِّ الحَبِيْبِ الأَوَّلِ القَاضي أَبُو الحَسَنِ بن عَبْدِ العَزِيْزِ: [من البسيط] 3964 - (الهَجْرُ) أَرْوَحُ مِنْ وَصْلٍ عَلَى حَذَرِ ... وَالمَوْتُ أَطْيَبُ مِنْ عَيْشٍ عَلَى غَرَرِ وَمِنْ بَابِ (الهَجْرِ) قَوْلُ الشِّبليّ رَحَمَهُ اللَّهُ (¬1): ¬
الهَجْرُ لَو سَكَنَ الجَنَانَ تَحَوَّلَتْ ... نِعمُ الجِنَانِ عَلَى العَبِيْدِ جَحِيْمَا وَالوَصْلُ لَو سَكَنَ الجَّحِيْمَ تَحوَّلَتْ ... حَرُّ السَّعِيْرِ عَلَى العِبَادِ نَعِيْمَا وَكَانَ يَتَمَثَّلَ بِهُمَا كَثيْرًا. [من الرمل] 3965 - أُلْهُ مَا أَمْكَنَ يَوْمٌ صَالِحٌ ... إِنَّ يَوْمَ الشَّرِّ لَا كَانَ عَتِيْدُ قَبْلهُ: جَدِّدِ اللَّذَّاتِ فَاليَوْمُ جَدِيْدُ ... وَالْهُ فِيْمَا تَشْتَهِي كَيْفَ تُرِيْدُ إِلْهُ مَا أُمْكِنَ يَوْمٌ صَالِحٌ. البَيْتُ [من السريع] 3966 - الهَمُّ فَضلٌ وَالقَضَا غَالِبٌ ... وَكائِنٌ مَا خُطَّ فِي اللَّوْحِ بَعْدهُ: فَانتظر الروحَ وَأَسْبَابَهُ ... أيأس مَا كُنْتَ مِنَ الرَّوْحِ قِيْلَ لإفْلَاطُوْنُ: مَا الفَرْقُ بَيْنَ الهَمِّ وَالغَمِّ فَقَالَ مَا تَتَوَقَّعَهُ فَهْوَ هَمٌّ وَمَا نَزلَ بكَ فَهُوَ غَمٌّ. وَقِيلَ لِبَعْضهِمْ مَا الفَرْقُ بَيْنَ الحَزَنِ وَالغَضَبِ فَقَالَ إِنْ كَانَ مِمَّنْ فَوْقَكَ أَحْزَنَكَ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ دُوْنكَ أَغْضَبَكَ. العَبْدِيُّ: [من الكامل] 3967 - الهَمُّ مَا لَمْ تُمْضِهِ لِسَبِيْلِهِ ... فَكَفَى بِصُحْبَتِهِ عَنَاءً لِلفَتَى أَبْيَاتُ العَبْدِيُّ: الهَمُّ مَا لَمْ يُمْضهِ لِسَبِيْلِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَالفَقْرُ يزْرِي بِالفَتَى فِي قَوْمِهِ ... وَالعَيْنُ يُغْضِبُهَا الكَرِيْمُ عَلَى القَذَى ¬
سش المَالُ يبْسطُ لِلَّئِيْمِ لِسَانَهُ ... حَتَّى يَكُوْنَ كَأَنَّهُ مَلِكٌ يُرَى فَامْنَعْ عَنِ الأَعْدَاءِ عِرْضكَ لَا تَكُنْ ... شَحْمًا لآكِلِهِ بِعُوْدٍ يُشْتَوَى لَا تَأكلِ المَوْلَى إِذَا لَاحَيْتهُ ... يَومًا فَإِنَّكَ مُشْمِتٌ فِيْهِ العِدَى قَتَلُوا أَبَانَا ثُمَّ زَارُوا قَبْرَهُ ... زَعَمُوا بِأَنَّا لَا يحسُّ وَلَا يرَى لَا تَأمَنَنْ قَوْمًا قَتَلْتَ أَبَاهُمُ ... وَتَرَكْتَهُمْ شَتَّى كَأَفْلَاقِ النَّوَى يَجني السَّفِيْه عَلَى الوَلِيِّ بِنَفْسِهِ ... وَالمَرْءُ مَتَّبِعٌ بِأَكْثَرِ مَا جَنَى وَإِذَا الضَّلَالَةُ وَاليَقِيْنُ تَفَرَّقَا ... لَمْ تَشْتَبه سُبُلِ الضَّلَالَةِ وَالهُدَى وَإِذَا نَهَيْتَ النَّاسَ عَنْ خُلُقٍ فَكُنْ ... كَالتَّارِكِ الخلُقِ الَّذِي عَنْهُ نَهَى [من البسيط] 3968 - اليَأسُ أَبْقَى لِمَاءِ الوَجْهِ مِنْ طَمَعٍ ... وَالصَّبْرُ أَفضَلُ فِي المَكْرُوْهِ مِنْ جَزَعِ بَعْدهُ: وَلَسْتَ تدْرِكُ شَيْئًا أَنْتَ طَالِبُهُ ... وَإِنْ كَانَ شَيْئًا بِهِ المِقْدَارُ لَمْ يَقَعِ أَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ: [من البسيط] 3969 - اليَأسُ عَمَّا بِأَيْدِي النَّاسِ نَافِلَةٌ ... والمَالُ يَعْجِزُ وَالأَخْلَاقُ تَتَّسِعُ حَدَّثَ الأَصْمَعِيّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ وَجَدْنَا بِالطَّالِقَانِ حجرًا مَنْقُوْرٌ فِيْهِ: اليَأسُ عَمَّا بِأَيْدِي النَّاسِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا تَجْزَعَنَّ عَلَى مَا فَاتَ مَطْلبُهُ ... إِذَا جَزَعْتَ. . . الجزَعَ إِنَّ السَّعَادَةَ يَأسٌ إِنْ ظَفَرْتَ بِهَا ... فَدُوْنكَ اليَأس إِنَّ الشَّقْوَةَ الطَّمَعُ * * * العَرَبُ تَقُوْلُ: القَلَمُ أَحَدُ اللِّسَانَيْنِ وَحُسْنُ المُرَافَقَةِ إِحْدَى النَّفَقَتِيْنِ وَمُنْشِدُ الهَجَاءُ إِحْدَى الهجَائَيْنِ وَالأَدَبُ أَحَدُ الحَسَبَيْنِ وَحُسْنُ المَنع أَحَدُ البَذْلَيْنِ وَالسُّؤَالُ عَنِ ¬
الصَّدِيْقِ أَحَدُ اللِّقَائَيْنِ وَالتَّلَطُّفُ فِي الحَاجَةِ أَحَدُ الخَصْبَيْنِ وَاليَأسُ أَجْدَى الرَّاحَتَيْنِ. أَحْمَدُ بن بَابِكَ التَّغْلَبِيُّ: 3970 - اليَأسُ وردِي إِذَا سُحْبُ المُنَى هَطَلَتْ ... وَالضُّرُّ زَادِي إِذَا أَهْلِ الحِمَى بَانُوا [من البسيط] 3971 - اليَأسُ يَقْطَعُ أَحْيَانا بِصَاحِبِهِ ... لَا تَيْأَسَنَّ فَإِنَّ الصَّانِعَ اللَّهُ لبيدُ: [من الطويل] 3972 - إِلَى الحَوْلِ ثُمَّ اسمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا ... وَمَنْ يَبْكِ حَوْلًا كامِلًا فَقَدِ اعْتَذَر قَوْلُ لَبِيْدُ: إِلَى الحَوْلِ قَبْلهُ: وَباكِيَتَانِ. . . ... ثقة. . . . . . . . . . . . فَقُوْمَا فَقُوْلَا بِالَّذِي ... . . . . . . . . . . . وَقُوْلَا هُو المَرْءُ الَّذِي لَا ... . . . . . . . . . . إِلَى الحَولِ ثُمَّ اسْمُ السلَام عَلَيْكُمَا. البَيْتُ. قَالَ أَبُو العُرْيَانِ بن الهَيْثَمِ: بَعَثَنِي أَبِي إِلَى شِبْث بن رَبْعِيٍّ أَعُوْدُهُ وَأَتَعَرَّفُ خَبَرَهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ ابْنَتَانِ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ أَبِي يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُوْلُ كَيْفَ تَجِدُكَ فَقَالَ أَجِدُنِي كَمَا قَالَ لَبِيْدٌ: تَمَنَّى ابْنَتَايَ أَنْ يَعِيْشَ أَبُوْهُمَا. الأَبْيَاتُ. سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من البسيط] 3973 - إِلَى الفَنَاءِ وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُمْ ... مَصِيْرُ كُلِّ بَنِي أُنْثَى وَإِنْ كثُرُوا كَشَاجِمُ: [من المتقارب] 3974 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو أَخًا جَافِيًا ... يَضيْعُ وَأَحْفَظُ فِيْهِ الصَّنِيْعَه ¬
بَعْدهُ: إِذَا مَا الوشاةُ سَعُوا بي إِلَيْهِ ... أَصَاخَ إِلَيْهِمْ بِأُذْنٍ سَمِيْعَه كَثَرْتُ عَلَيْهِ فَأَمْلَلْتَهُ ... وَكُلِّ كَثيْرٍ عَدُوّ الطَّبيْعَه وَلَكِنَّ نَفْسِي إِذَا أُكْرِهَتْ عَلَى ... الذُّلِّ لَيْسَتْ لَهُ مُسْتَطَيْعَه [من الطويل] 3975 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو إِذْ شَكَوْتُ فَلَمْ يَكُنْ ... لِشَكْوَايَ مِنْ عَطْفِ الحبيبِ نَصِيْبُ بَاقِي الأَبْيَاتِ: بباب أَغَرَّكَ صَفْحي عَنْ ذُنُوْبٍ كَثِيْرَةٍ. [من المتقارب] 3976 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو الَّذِي نَابَنِي ... لَهُ الحَمْدُ وَالشُّكْرُ فِي كُلِّ حَالِ ابْنُ وَرْقَاءَ الشَّيْبَانِيُّ: [من الطويل] 3977 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو أَنَّ فِي الصَّدْرِ حَاجَةً ... تَمُرُّ بِهَا الأَيَّامُ وَهِيَ كمَا هِيَا قَبْلهُ: أَلَا لَيْتَ شِعْرِي وَالحَوَادِثُ جَمَّةٌ ... وَمَا كُنْتُ فِي دَهْرِي إِلَى الناسِ شَاكِيَا أَمُخْتَرِمِي رَيْب المنُوْنِ بِحَسْرَةٍ ... تبلِّغُ نَفْسِي مِنْ شَجَاهَا التَّرَاقِيَا إِلَى اللَّهِ أَشْكَو أَنَّ فِي الصَّدْرِ حَاجَةً. البَيْتُ بَشَّارٌ: [من الطويل] 3978 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو أَنَّ فِي النَّفْسِ حاجَةً ... إِلَيْك تَنَاهَى عِنْدَ ضِيْقِ المَسَالِكِ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 3979 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو إنّنَا بِمَنَازِلٍ ... تَحَكَّمَ فِي آسَادِهِنَّ كِلَابُ ¬
بَعْدهُ: تَمُرُّ اللَّيَالِي لَيْسَ لِلنَّفْعِ مَوْضعٌ ... لَدَيَّ وَلَا لِلمُعْتَفِيْنَ جَنَابُ وَلَا شُدَّ لِي سَرْجٌ عَلَى مَتْنِ سَابِحٍ ... وَلَا ضرِبَتْ لِي بِالعِرَاقِ قُبَابُ وَلَا بَرَقَتْ لِي فِي اللِّقَاءِ قَوَاطِعٌ ... وَلَا لَمَعَتْ لِي الحُرُوْبُ حِرَابُ المعرّيّ: [من الطويل] 3980 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو أنَّنِي كُلَّ لَيلَةٍ ... إِذَا نِمْتُ لَمْ أَعْدم طَوَارِقَ أَوْهَامِي بَعْدهُ: [فإِنْ كان شرًا] فَهُوَ لا شكَّ وَاقِعٌ ... وإن كَانَ خيرًا [فهو أضغاث أحلامٍ] فَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ المَعْرُوْف الدِّمَشْقِيّ. [من الطويل] 3981 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو أنَّنِي لَسْتَ بَالِغًا ... بِهِمَّتِي العَلْيَاءِ بَعْضَ الأَمَانِيَا بَعْدهُ: تُنَازِعُنِي نَفْسِي أُمُوْرًا كَثيْرَةً ... وَيَقْصرُ مَالِي أَنْ يُنِيْلَ المَعَالِيَا [من الطويل] 3982 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو بُخْلَهَا وَسَمَاحَتِي ... لَهَا عَسَلٌ مِنِّي وَتَبْذُلُ عَلْقَمَا بَعْدهُ: أَفِي اللَّهِ أَنْ أُمْسِي وَلَا تَذْكرُوْنَنِي ... وَعَيْنَايَ مِنْ ذِكْرَاكِ قَدْ ذَهَبَا دَمَا أَبيْت فَمَا يَنْفَكُّ لِي مِنْهُ حَاجَةٌ ... رَمَى اللَّهُ بِالحُبِّ ألَّذِي كَانَ أَظْلَمَا أَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ: [من الطويل] 3983 - الَى اللَّهِ أَشْكَو ثُمَّ أَثْنِي فَأَشْتكي ... غَرِيْمًا لَوَانِي الدَّيْنَ مِنذُ زَمَانِ ¬
بَعْدهُ: لِطَيْفِ الحَشَا عبلَ الشَّوَى طِيْبَ ... اللّمَى لَهُ علَلٌ مَا تَنْقَضي وَأَمَانِي أَبُو رَجَاءُ العُطَارِدِيُّ: [من الطويل] 3984 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو ثُمَّ أَشْكَو إِلَيْكُمَا ... وَهَلْ تَنْفَعُ الشَّكْوَى إِلَى من يَزِيْدُهَا بَعْدهُ: حَرَارَاتُ شَوْقٍ فِي الفُؤَادِ وَعَبْرَةً ... أَظَلُّ بِأَطْرَافِ البَنَانِ أَذُوْدُهَا يحنُّ فُؤَادِي مِنْ مَخَافَةِ بَيْنِكُمْ ... حَنِيْن المُرَجَّى وجْهَةً لَا يُرِيْدُهَا * * * وَمِنْ بَابِ: إِلَى اللَّهِ أَشْكُو قَوْلُ أَبِي عَاصِمٍ الكَاتِبُ: إِلَى اللَّهِ أَشْكُو جَفْوَةً لَا أُطِيْقُهَا ... وَإِنْ أَقْلَعَتْ عَنِّي فَإِنِّي طَلِيقُهَا سَرَتْ مِنْ مَحَلِّ البِرِّ عَنْ بُعْدِ غَايَةٍ ... فَكَانَ إِلَيْنَا وَجْهُهَا وَطَرِيْقُهَا أَحْمَدُ النِّيْسَابُوْرِيُّ: [من الطويل] 3985 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو جَوْرَ دَهْرٍ كَأَنَّمَا ... يَرَى كُلَّ مَا يَأتِي بِمَكْرُوْهِنَا فَرْضَا بَعْدَهُ: يُحَاوِلُ مِنِّي أَنْ أُذَلَّ لِمُوْسِرٍ ... لَئِيْمٍ وَنَفْسُ الحُرِّ بِالذُّلِّ لَا تَرْضى فَلَا وَالَّذِي حَجَّ المُلَبُّوْنَ بَيْتهُ ... وَطَافُوا بِهِ لَا نَالَ مِنْ جَانِبي خَفْضَا وَلَا عَضَّنِي إِلَّا تَمَسَّكْتُ رَاضيًا ... بِعُرْوَةِ عَنْ اليَّاسِ أَو يَسْأمِ العَضَّا فَلِمْ أَنَا أَرْضَى بِالزّمَانِ وَصَرْفِهِ ... ولي هِمَّة فِي الصَّبْرِ مِنْ غُرْمِهِ أَمْضَى فَإِنْ تَكُ الأَرْزَاقُ تَمْضي عَلَى الوَرَى ... بِعَدْلٍ فَرِزْقِي سَوْفَ يَتْبَعُنِي رَكْضا وَإِنْ تَكُ الأَرْزَاقُ تَجْرِي عَلَيْهمُ ... بِحَوْرٍ فَأَحْرَى أَنْ يَجُوْرَ لنَا أَيْضا فَفِيْمَ ابْتِذَالِي مَاءَ وَجْهِي لِوَاجِدٍ ... مِنَ النَّاسِ لَا يَسْطِيْعُ بَسْطًا وَلَا قَبْضَا ¬
أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 3986 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو عُصْبةً مِنْ عَشِيْرَتِي ... يُسِيْئُوْنَ لِي فِي القَوْلِ غَيْبًا وَمَشْهَدَا بَعْدهُ: إِذَا حَارَبُوا كُنْتَ المَجِيْدَ أَمَامَهُمْ ... وَإِنْ ضَرَبُوا كُنْتُ المُهَنَّدُ وَاليَدَا وَإِنْ نَابَ خَطْبٌ أَو أَلمَّتْ مُلِمَّةٌ ... جَعَلْتُ لَهُمْ نَفْسِي وَمَا مَلَكَتْ فِدَا فَلَا تَعَدُّوْنِي نِعْمَةً فَمَتَى عَدَتْ ... فَأَهْلِي بِهَا أَوْلَى وَإِنْ أَصْبَحُوا عِدَا مَعَالٌ لَهُمْ لَوْ أَنْصَفُوا جَمَالُهَا ... وَحَظّ لِنَفْسِي اليَوْمَ وَهُوَ لَهُمْ غَدَا ابْنُ مُنْقِذٍ: [من الطويل] 3987 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو عِيْشَةً قَدْ تَكَدَّرَتْ ... عَلَيَّ وَدَهْرًا قَدْ أَلَحَّتْ نَوَائِبُه بَعْدهُ: تَكَدَّرَ مِنْ بَعْدِ الصَّفَاءِ نَمِيْرُهُ ... وَأَحْزَنَ مِنْ بَعْدِ السُّهُوْلَةِ جَانِبُه وَقَصَّرَ كَفَّي عَن نَوَالٍ يُنيْلهُ ... وَزَاوَلَهَا عَنْ نَيْلِ مَا أَنَا طَالِبُه قَيْسُ بنُ ذَرِيْحٍ: [من الطويل] 3988 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو فَقْدَ لُبْنَى كمَا شَكَا ... إِلَى اللَّهِ فَقْدَ الوَالِدَيْنِ يَتِيْمُ يَقُوْلُ مِنْهَا: بَكَتْ دَرَاهِمُ مِنْ نَأيِهِمْ فَتَهَلَّلَتْ ... دُمُوْعِي فَأَيَّ الجاذِعِيْنَ أَلُوْمُ أَمُسْتَعْبِرًا يَبْكِي مِنَ الهَوْنِ وَالأسَى ... أَمْ آخَرُ يَبْكِي شجوَهُ ويَهِيْمُ الأُبَيْرِدُ الرِّيَاحِيُّ: [من الطويل] 3989 - إِلَى اللَّهِ أَشْكو يَزِيْدَ مُصِيْبَتِي ... وَبَثِّي وأَحْزَانًا تَضمَّنَهَا الصَّدْرُ أَبْيَاتُ الأبَيْرِد الرِّيَاحِيّ يَرْثِبي أَخَاهُ يَزِيْدَ يَقُوْلُ: ¬
وَلَمَّا نَعَى النَّاعِي يَزِيْدَ تَغَوَّلَتْ ... بِيَ الأَرْضُ فَرط الحزْنِ وَانْقَطَعَ الصَّبْرُ إِلَى اللَّهِ أَشْكُو فِي يَزِيْدِ مُصِيْبَتِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَقَدْ كُنْتُ أَسْتَعْفِي إِلَهِي إِذَا اشْتَكَى ... مِنَ الأَجْرِ لِي فِيْهِ وَإِنْ سَرَّني الأَجْرُ وَكُنْتُ أَرَى هَجْرًا فرَاقكَ سَاعَة ... أَلَا بَلْ هُو المَوْتُ المُفَرِّقُ وَالهَجْرُ فَلَيْتُكَ كُنْتَ الحَيَّ فِي النَّاسِ ثَاوِيًا ... وَكُنْتُ أَنَا المَيْتُ الَّذِي غَيَّبَ القَبْرُ تَرَى القَوْمَ فِي العَزَّاءِ يَنتظِرُوْنَهُ ... إِذَا ضَلَّ رَأيُ القَوْمِ أَو حَزَبَ الأَمْرُ فَتَى الحَيِّ وَالأَضْيَافِ إِنْ رَوَّحْتهُمْ ... بِلَيْلٍ وَزَادُوا السَّفَرَ إِنْ أَرْمَلَ السَّفْرُ سَلَكْتَ سَبِيْلَ العَالَمِيْنَ فَمَا لَهُمْ ... وَرَاءَ الَّذِي لَاقَيْتَ مَغْذًى وَلَا قَصْرُ وَكُلُّ امْرِئٍ يَومًا سَيَلْقَى حِمَامَهُ ... وَإِنْ نَأَتِ الدَّعْوَى وَطَالَ بِهِ العُمْرُ وَأَبْلَيْتَ خَيْرًا فِي الحَيَاةِ وَإِنَّمَا ... ثَوَابكَ عِنْدِي اليَوْمَ أَنْ ينطِقَ الشِّعْرُ [من الطويل] 3990 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو قِلَّةَ المَالِ إِنَّهُ ... إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ لَمْ يَعْلُ مَجْدُهُ بَعْدَهُ: وَلَوْ كَانَ لِي مَالٌ لَفَاضَ عَلَى الوَرَى ... عَطَاءٌ كَمِثلِ البرِّ إِذْ جَاشَ مَدُّهُ بذلك أوصاني أبي ثم قال لي: بذلك أوصاهُ أبوه وجَدُّهُ. * * * وَمِنْ هَذَا البَاب قَوْلُ كُثَيِّرٍ (¬1): إِلَى اللَّهِ أَشْكُو لَا إِلَى النَّاسِ حُبّهَا ... وَلَا بدّ مِنْ شَكْوَى. . . مودّع يَقُوْلُ مِنْهَا: وَفِي الصَّبْرِ بَعْضُ المَطَامِعِ رَاحَةٌ ... وَلَلصَّبْرِ أَبْقَى إِنْ صَبَرْتَ وَأَوْدَعُ فَإِنْ كَانَ طُوْلُ الحُبِّ يَا قَلْبُ نَافِعًا ... فَقَدْ طَالَمَا أَحْبَبْتَ لَو كَانَ يَنْفَعُ ¬
وَقَدْ قَرَعَ الوَاشُوْنَ مِنْهَا لَكَ العَصَا ... وَإِنَّ العَصَا كَانَتْ لِذِي الحِلْمِ تُقْرَعُ وَمَا فِي حَيَاةٍ بَعْدَ مَوْتكَ رغْبَةٌ ... وَلَا فِي وِصَالٍ بَعْدَ صَرْمِكَ مَطْمَعُ وَمَا لِلْهَوَى وَالحُبِّ بَعْدَكَ لذَّةً ... وَمَاتَ الهَوَى وَالحُبُّ بَعْدكَ أَجْمَعُ وَلَسْتُ كَمَنْ يَغْشي إِلَى النَّاسِ سِرَّهُ ... وَعِنْدِي لَهُ فِي الصَّدْرِ حِرْزٌ وَمَوْضِعُ وَمَا أَيْتَمَتْنِي خِلَّةٌ فَفَجَعْتُهَا ... بِبَثٍّ وَمِنْ شَرِّ الحَدِيْثِ المُضيَّعُ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 3991 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو مَا أَرَى مِنْ عَشائِرٍ ... إِذَا مَا دَنَونَا زَادَ جَاهِلُهُمْ بُعْدَا قَدْ كُتِبَتْ بَاقِي الأَبْيَاتِ بِبَابِ: أَخَافُ عَلَى قَيْسٍ وَلِلْحَرْبِ سَوْرَةٌ. تَمِيمُ بنُ مَعَدِّ بن تَمِيْم المِصْرِيّ: [من الطويل] 3992 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو وَشْكَ بَيْنٍ وَفُرْقَةٍ ... لَهَا بَيْنَ أَحْشَاءِ المُحِبِّ نُدُوْبُ العَطْمَّشُ الضُّبِيُّ: [من الطويل] 3993 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو لَا إِلَى النَّاسِ إِنَّنِي ... أَرَى الأَرْضَ تَبْقَى وَالأَخِلَّاءَ تَذْهَبُ المُعَدَّلُ العَبْدِيُّ: [من الطويل] 3994 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو لَا إِلَى النَّاسِ انَّنِي ... أَرَى صَالِحَ الأَخْلَاقِ لَا أَسْتَطِيْعُهَا بَعْدهُ: أَرَى خِلَّة فِي أُخْوَةٍ وَقَرَابَةٍ ... وَذِي رَحْمٍ مَا كُنْتُ مِمَّنْ أُضيْعُهَا فَلَوْ سَاعَدَتْنِي لِلمَكَارِمِ قُدْرَةٌ ... لَفَاضَ عَلَيْهِمْ بِالنّوَالِ رَبِيْعُهَا ابْنُ دُوْست: [من الطويل] 3995 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو لَا إِلَى النَّاسِ إنَّنِي ... أُصِبْتُ بِسَمْعِي وَهْوَ إِحْدَى العَجَائِبِ ¬
بَعْدهُ: وَكُنْتُ بِقَلْبِي غَائِبًا مِثْل شَاهدٍ ... فَصِرْتُ بِسَمْعِي شَاهِدًا مِثْل غَائِبِ قَالَهُ وَقَدْ أُصِيْبَ سَمْعُهُ بَالطَّرَشِ. [من الطويل] 3996 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو لَا إِلَى النَّاسِ إنَّنِي ... بِتَيْمَاءَ اليَهُوْدِ غَرِيْبُ مَكْتُوْبٌ عَلَى حَائِطٍ: [من الطويل] 3997 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو لَا إِلَى النَّاسِ إنَّهُ ... عَلَى كَشْفِ مَا أَلْقَى مِنَ الهَمِّ قَادِرِ بَعْدهُ: فَهَلْ نَحْوَ بَغْدَادٍ مَعَادٌ فَيَشْتَفِي ... مَشُوْقُ وَيَحْظَى بِالزِّيَارَةِ زَائِرُ قِيْلَ وُجِدَ هَذَانِ البَيْتَانِ مَكْتُوْبَانِ عَلَى حَائِطٍ بِجَزِيْرَةِ قُبْرُسَ يَقُوْلُ: فُلَانُ بن فُلَانُ البَغْدَادِيُّ قَذَفَ بِيَ الزَّمَانُ إِلَى هَذَا المَكَانِ: إِلَى اللَّه أَشْكَو. البَيْتَانِ. مُحَمَّدُ بن داودَ الأَصْفَهَانِيُّ: [من الطويل] 3998 - إِلَى اللَّهِ أَشْكَو لَا إِلَيْكِ فَطَالَمَا ... شَكَوْتُ الَّذِي أَلْقَاهُ مِنْكِ فَزِدْتِنِي أَبُو العَلَاء المؤمَّل: [من الطويل] 3999 - إِلَى اللَّه رَبِّ النَّاسِ فَاضْرَعْ بِذلَّةٍ ... وَكُنْ عَنْ سِوَاهُ ذَا غِنًى وَقنُوْعِ بَعْدهُ: وَلَا تَكِلِ النَّفْسَ اللّجُوْجَ إِلَى امْرِئٍ ... قَطُوْعٍ لأَسْبَابِ الرَّجَاءِ مَنُوْعُ هُوَ أَبُو العَلَاءِ الخَصيْبُ المُؤَمَّل بن أَحْمَد بن سَلمٍ التَّمِيْمِيّ البَغْدَادِيّ وَفَاتُهُ سَنَة 461. بَعْضُهُمْ وَقَدْ سُجِنَ: [من الطويل] 4000 - إِلَى اللَّهِ فِيْمَا نَابَنَا نَرْفَعُ الشَّكْوَى ... فَفِي يَدِهِ كَشْفُ الضَّرُوْرَةِ وَالبَلْوَى ¬
بَعْدَهُ: خَرَجْنَا مِنَ الدُّنْيَا فَلَسْنَا مِنْ أَهْلِهَا ... وَلَسْنَا مِنَ الأَحْيَاءِ فِيْهَا وَلَا المَوْتَى إذا. . . عَجِيْبًا ... وَقُلْنَا جاء هَذَا مِنَ. . . . . . . . . . . . . . . . . . نحن ... أَصْبَحْنَا الحَدِيْث عَنِ الرُّؤْيَا فَإِنْ حسنت لَمْ. . . ... عجلى. . . جلّى [من الطويل] 4001 - الَى اللَّهِ مَا أَلْقَاهُ مِنْ ذِي جَرِيْرَةٍ ... بَغَى وَابْتَغَى ظُلْمًا عَلَى البَغْي نَاصِرَا شرَفُ الكِتَاب بن حَيَّا: [من الطويل] 4002 - إِلَى المَاءِ يَسْعَى مَنْ يَغَصُّ بِلُقْمَةٍ ... إِلَى أَيْنَ يَسْعَى مَنْ يَغَصُّ بِمَاءِ بَعْدهُ: فَلَا تَسْقِنِي كَأسَ الوِصَالِ مُكَدَّرًا ... بتَخْلِيْطِهِ دَعْنِي أَمُتْ بِظِمَائِي فَيَا مِيْمَ مَوْلَايَ وَيَا ظَاءَ ظَالِمِي ... وَيَا فَاءَ فَوْزِي ثَمَّ راء رَجَائِي إِذَا مَا لَقِيت البُؤْسَ عِنْدَ أَحِبَّتِي ... تَرَى عِنْدَ أَعْدَائِي يَكُوْنُ رَخَائِي [من الطويل] 4003 - إِلَى أَنْ يَمُوْتَ المَرْءُ يُرْجَى وَيُتَّقَى ... وَمَا يَعْلَمُ الإنْسَانُ مَا فِي المُغَيَّبِ قِيْلَ لَعِبَ الرَّشِيْدُ مَعَ بَعْضِ نُدَمَائِهِ بِالشَّطْرَنج وَجَعَلَ الرَّهْنَ أَنْ يُحْضِرَ المَغْلُوْبَ شَيْئًا لَيْسَ فِي المَجْلِسِ مِثْلُهُ فَغَلَبَ الرَّشِيْدُ وَطَلَعَ النَّدِيْمُ يَتَحَرَّقُ فِي الأَسْوَاقِ لِيَرَى طُرْفَةً يُتْحِفُهُ للرَّشِيْدِ بِهَا فَرَأى عَلَى دِكَّةٍ مِنَ الدَّكَاكِيْنِ شَيْخٌ أَحْدَبَ عَلَيْهِ خلقٌ فَاسْتَنْطَقَهُ فَوَجَدَهُ صَاحِبَ قَلْبٍ وَلِسَانٍ وَلَدَيْهِ فَضْلٌ فَقَالَ لَهُ قُمْ يَا شُيْخ وَاتْبَعنِي فَمَرَّ بِهِ إِلَى الرَّشِيْدِ فَقَالَ: هَاتِ مَا أَحْضَرْتَ لنَا قَالَ يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ لَمْ أَجِدْ أُتْحِفُكَ بِهِ إِلَّا شَيْخًا أَحْدَبَ أَدِيْبًا ¬
هَا هُوَ عَلَى البَابِ فَإِنْ أَذِنْتَ أحْضَرْتهُ بَيْنَ يَدَيْكَ فَقَالَ الرَّشِيْدُ عَلَيَّ بِهِ فَلَمَّا حَضرَ سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالخلَافَةِ وَأَحْسَنَ فِي الخِطَابِ وَتَكَلَّمَ بِمَا أعْجَبَ الرَّشِيْدُ فَلَمَّا كَانَ مَجْلِسُ الشِّرابِ وَهُوَ حَاضر قَالَ المُغنّي: يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ لِيَقْتَرِح صَاحِبُنَا مَا أُغَنِّيْهِ فَقَالَ لَهُ الرَّشِيْدُ أَقترِح مَا يغنِكَ بِهِ فَقَالَ أَقترِحُ عَلَيْك أَنْ يُغَنِّي بِهَذَا البَيْتِ وَأَنْشَدَ: إِلَى أَنْ يَمُوْتَ المَرْءُ يرْجَى وَيَتَّقِي. البَيْتُ فَأُعْجِبَ الرَّشِيْدُ وَأَمَرَ لَهُ بِصلَةٍ وَجَعَلَهُ فِي جُمْلَةِ النُّدَمَاءِ. [من الوافر] 4004 - إِلَى أَيِّ المَدَائِنِ صِرْتُ يومًا ... رَأَيْتُ قُبُوْرَهَا قَبْلَ القُصُوْرِ بَعْدهُ: آتَاكَ الوَعْظُ قبل الحَظِّ مِنْهَا ... نَعَم وَنَذِيْرُهَا قَبْلَ البَشِيْرِ المُتُنَبِّيّ: [من الطويل] 4005 - إِلَى أَيِّ حِيْنٍ أَنْتَ فِي زِيِّ مُحْرِمِ ... وَحَتَّى مَتَى فِي شِقْوَةِ وَإِلَى كَمِ بَعْدهُ: وَإِلَّا تَمُتْ تَحْتَ السُّيُوفِ مُكَرَّمًا ... تَمُت وَتُقَاسِ الذُّلَّ غَيْرَ مُكَرَّمِ [من الوافر] 4006 - أَلَيْسَ المَوْتُ غَايةَ كُلِّ حَيٍّ ... فَمَا لِي لَا أُبَادِرُ مَا يَفُوْتُ إبْرَاهِيْمُ الصُّوْلِيُّ فِي ابنِ الزَّيَّاتِ: [من الطويل] 4007 - أَلَيْسَتْ يَدًا عِنْدِي لِمِثْلِ محمدٍ ... ضِيَافَتُهُ عَنْ مِثْلِ مَعرُوْفِهِ شُكْرِي النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ: [من البسيط] 4008 - أَلَيْسَ جَهْلًا بِذِي شَيْبٍ تَذَكُّرُهُ ... مَلْهَى لَيَالٍ مَضَتْ مِنْهُ وَأَيَّامُ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 4009 - أَلَيْسَ عَجِيبًا أَنَّ بَيْتًا يَضُمُّنِي ... وَإِيَّاكِ لَا نَخْلُو وَلَا نَتَكَلَّم بَعْدهُ: إِشَارَةُ أَفْوَاهٍ وَرَمْزُ حَوَاجِبٍ ... وَتَكْسِيْرُ أَبْصارٍ وَطَرْفٌ يُسَلِمُ فَأَلْسُنَنَا مَمْنُوعَةٌ مِنْ مُرَادِنَا ... وَأَبصَارُنَا عَنَّا تجِيْبُ و. . . م عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ: [من الطويل] 4010 - أَلَيْسَ عَظِيمًا أَنْ تُلِمَّ مُلِمَّةٌ ... وَلَيْسَ عَلَيْنَا فِي الحُقُوْقِ مُعَوَّلُ قَبْلهُ: دَعِيْنِي أَطُوْفُ فِي البِلَادِ لَعَلَّنِي ... أفِيْدُ غِنًى فه لِذِي الحَقِّ مَحْمَلِ فَإِنْ نَحْنُ لَمْ نَمْلِك دفَاَعًا لِحَادِثٍ ... تَلمُّ بِهِ الأَيَّامُ فَالمَوْتُ أَجْمَلُ أَلَيْسَ عَظِيْمًا. البَيْتُ. لَبِيْدٌ: [من البسيط] 4011 - أَلَيْسَ فِي مِائةٍ قَدْ عَاشَرُوا رَجُلٌ ... وَفِي تَكَامُلِ عَشْرٍ بَعْدَهَا عُمُرُ قَالَ. . . لبيد بن رَبِيْعَةَ سَبْعًا وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ: ظَلَّتْ تَبكي إِلَى النَّفْسِ مُجْهِشَةً ... وَقَدْ. . . سبعًا بعد فإنْ. . . ثَلَاثًا تُلْفِي أَمَلًا ... وَفِي الثَّلَاثِ وفاء. . . فَبَلَغَ تِسْعِيْنَ حِجَّةً فَقَالَ (¬1): كَأَنِّي وقَدْ جَاوَزْتُ تِسْعِيْنَ حِجَّةً ... خَلَعْتُ بِهَا عَنْ مَنْكِبَيَّ ردَائِيَا ¬
فَبَلَغَ عَشْرًا وَمِائَةَ سَنَةٍ فَقَالَ (¬1): أَلَيْسَ فِي مِائَةٍ قَدْ عَاشَهَا رَحُلٌ. البَيْتُ فَعَاشَ عِشْرِينَ وَمَائة سَنَةٍ فَقَالَ (¬2): أَلَيْسَ وَرَائِي إِنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتِي ... لزُوْمُ العَصَا تُحْنَى عليها الأَصَابِعُ أُخَبِّرُ أَخْبَارَ القُرُوْنِ الَّتِي مَضَتْ ... أَدُبُّ كَأَنِّي كُلّمَا قمْتُ رَاكِعُ فَعَاشَ ثَلَاثِيْنَ وَمِائَةَ سَنَةٍ فَقَالَ: وَلَقَدْ سَئِمْتُ مِنَ الحَيَاةِ وَطُوْلِهَا ... وَسُؤَالِ هَذَا النَّاسِ كَيْفَ لَبِيْدُ أَبُو دَهْبَلٍ: [من الطويل] 4012 - أَلَيْسَ كَثيْرًا أَنْ نَكُوْنَ بِبَلْدَةٍ ... كِلَانَا بِهَا ثَاوٍ وَلَا نَتكلَّمُ قَبْلهُ: يَلُوْمُوْنَنِي فِي غَيْرِ ذَنْبٍ جَنَيْتَهُ ... وَغَيْرِي فِي الذَّنْبِ الَّذِي كَانَ أَلْوَمُ أَمِنَّا أُنَاسَا كُنْتِ تَأمَنِيْنَهُمْ فَرَدُّوا ... عَلَيْنَا فِي الحَدِيْثِ وَأَوْهَمُوا وَقَالُوا لَهَا مَا لَمْ نَقُلْ ثَمَّ أَكْثَرُوا ... عَلَيْنَا وَبَاحُوا بِالَّذِي كُنْتُ أَكْتُمُ وَقَدْ منعَتْ عَيْنِي الكَرَى لِفرَاقِكُمْ ... وَعَادَ لَهَا تهْتَانهَا فَهِيَ تُسْجَمُ وَأَنْكَرْت طِيْبَ العَيْشِ مِنْهَا وَكدَّرت ... عَلَى حَيَاتِي فَالهَوَى مَتَقَسِّمُ وَصَافَيْتُ نُسْوَانًا فَلَمْ أَرَ فِيْهِمْ ... هَوَايَ وَلَا الوَدّ الَّذِي أَنَا أَعْلَمُ فَلَا تَصْرِمِيْني إِنْ تَرِيْني أُحِبّكُمْ ... أبوءُ بذنبي ظَالمِي وَهُوَ أَظْلَمُ أَلَيْسَ كَبِيْرًا أَنْ يَكُوْنَ بِبَلْدَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مُنَعَّمَةً لَوْ دَبَّ ذَرٌّ بِجِلْدِهَا ... لَكَانَ دَبِيْبُ الذَّرِّ فِي الجَلْدِ يَكْلمُ أَخَذَ هُذَا مِنْ امْرُؤِ القَيْسِ (¬1): ¬
لَوْ يكرب الحَوْليّ مِنْ وَلد ... الذرّ عَلَيْهَا لأَنْدَبَتْهَا الكُلُوْمُ جَارِيَةٌ اسْمُهَا خُزَامَى: [من الطويل] 4013 - أَلَيْسَ مِنَ الحِرْمَانِ حَظٌّ سُلِبْتهُ ... وَأَحْوَجَنِي فِيْهِ الزَّمَانُ إِلَى العُذْرِ الوَزِيْرُ المُهَلَّبِيُّ: [من الطويل] 4014 - أَلَيْسَ مِنَ الخسْرَانِ أَنَّ لَيَالِيًا ... تَمرُّ بِلَا نَفع وَتُحْسَبُ مِنْ عُمْرِي قَبْلهُ: لِكُلِّ مُحِبٍّ مِنْ سَكْرَةٍ مِنْ حَبِيْبِهِ ... ولي مِنْكَ سكْرٌ لَا يَزَالُ عَلَى سُكْرِ فَدَيْتكَ عُذْرِي فِي المَحَبَّةِ وَاضِحٌ ... وَمَالَكَ فِي هَجْرِ المُحِبِّيْنَ مِنْ عُذْرِ أُحِبُّ سَمَاع اللَّوْمِ فِيْكَ لأَنَّهُ ... وَعَيْشَكَ لَا يُسْلِي مُحِبّكَ بَلْ يُغْرِي أَلَيْس مِنَ الخُسْرَانِ أَنَّ لَيَالِيَا ... تَمرُّ بِلَا وَصلٍ وَتُحْسَبُ مِنْ عُمْرِي وَقَالَ آخَرُ: أَقُوْلُ لَهَا وَالعِيْسُ تُحَدِّجُ فِي السَّرَى ... أَعدِّي لِفَقْدِي مَا اسْتَطَعْتِ مِنَ الصَّبْرِ سَأُنْفِقُ رَيْعَانَ الشَّبِيْبَةِ آنِفًا ... عَلَى طَلَبِ العَلْيَاءِ أَو طَلَبِ الأَجْرِ أَلَيْسَ مِنَ الخُسْرَانِ أَنَّ لَيَالِيَا ... تَمرُّ بِلَا نَفْعٍ. البَيْتُ هَذَا البَيْتُ: أَلَيْسَ مِنَ الخُسْرَان أَنْ تضمين هُو لِلْوَزِيْرِ سَأقصر دِيْوَانَ الشَّبِيْبَةِ آنِفًا ... عَلَى طلب العَلْيَاءِ أو طلب الأجر أَلَيْس مِنَ الخُسْرَان. البَيْتُ نَاهِضٌ الكِلَابِيُّ: [من الطويل] 4015 - أَلَيْسَ نَبِيُّ اللَّهِ مِنَّا مُحَمَّدٌ ... وَحَمْزَةُ والعباسُ وَالعمَرَانِ ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ: أَلَيْسَ مِنْ أَعْظَمِ الدَّوَاهِي ... إِنِّي وَمَنْ بِالهَوَى بَلَانِي فِي بَلَدٍ وَاحِدٍ جَمِيْعًا ... وَلَا أَرَاهُ وَلَا يَرَانِي لَبِيْدٌ: [من الطويل] 4016 - أَلَيْسَ وَرَائِي إِنْ تَرَاخَتْ مَنيَّتِي ... لزُوْمُ العَصَا تُحْنَى عَلَيْهَا الأَصَابعُ القَعْقَاعُ مِنْ أَبْيَاتٍ: [من الطويل] 4017 - أَلَيْسَ يَزِيْدُ السَّيْرُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ... وَفِي كلِّ يَوْمٍ مِنْ أَحِبَّتِنَا قُرْبَا يَقُوْلُ مِنْهَا (¬1): خَلِيْلَيَّ مَا مِنْ لَيْلَةٍ تسرّنَا ... مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا نَفَّسَتْ عَنْكُمَا كَربَا وَمَا ذكرت عِنْدِي مِنْ سَمِيَّةٍ ... فَتَمْلكُ عَيْني مِنْ مَدَامِعِهَا غربَا * * * وَيُرْوَى قَوْلُ القَعْقَاعُ: أَلَيْسَ يَزِيْدُ السَّيْرَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لِخَالِدِ بن يَزِيْد بن مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ وَهُو الأَصَحُّ وَقَالَهَا فِي رَمْلَةَ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بن العَوَّامٍ وقَد رَآهَا فِي الطَّوَافِ فَعَشِقَهَا وَكَانَ مِنْ رِجَالَاتِ قُرَيْشٍ المَعْدُوْدِيْنَ وَعُلَمَائِهِمْ وَكَان عَظِيْمُ القَدْرِ عِنْدَ عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ فَخَطَبَهَا لَهُ وَزَوَّجَهَا بِهِ وَخَالِدُ القَائِلُ: . . . فِي كُلِّ لَيْلَةٍ وَفِي كُلِّ ... يَوْمٍ مِنْ حَبيْبَتِنَا قُرْبَا . . . يذكر أَنَّهَا مِنَ الدَّهْرِ ... إِلَّا فرَّجَتْ عَنِّي الكَربَا . . . العوّام طُرًّا لِحُبِّهَا ... وَمِنْ أَجْلِهَا أَحْبَبْتُ أَخْوَالِهَا كَلْبَا مِنَ النِّساءِ وَلَا أَرَى ... لرماة خلنا لا يحول وَلَا قَلْبَا ¬
عَمْرُو بن شَاسٍ: [من الطويل] 4018 - أَلَيْسَ يَزِيْدُ العِيْسَ خِفَّةَ أَذْرُعٍ ... وَإِنْ كنَّ حَشْرَى أَنْ تِكُوْنَ أَمَانِيَا [من الطويل] 4019 - إِلَى عَامِرٍ أَصْبُو وَمَا أَرْضِ عَامِرٍ ... هِيَ الرَّمْلَةُ الوَعْسَاءُ وَالبَلَدُ الرَّحْبُ بَعْدهُ: مَعَاشِرُ بِيْضٌ لَوْ وَرَدْتَ ديَارِهِمْ ... وَرَدتَ بِجُوْرِ النَّدَى مَاؤُهَا عَذْبُ إِذَا مَا بَدَتْ لِلنَّاظِرِيْنَ خِيَامهُمْ ... فَثَمَّ العِتَاقُ الجُرْدُ وَالأَسَلُ العَضْبُ وَيُرْوَى: العِتَاقُ. العِتَاقُ كَرَائِمُ الخَيْلِ، وَالقَبُّ الضَّوَامِرُ، وَاحِدَهَا أَقَبُّ، وَالأَسلُ الرِّمَحُ، والعَضبُ القَاطِعُ. * * * وقد ذكر هذا البيت في بابه لعمر بن أبي ربيعة، والأصحّ أنه لخالد. امْرُؤُ القَيْسِ: [من الوافر] 4020 - إلَى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُرُوْقِي ... وهَذَا الدَّهْرُ يَسلِبُني شَبَابِي عِرْقُ الثَّرَى إِسْمَاعِيْلُ بن إِبْرَاهِيْم عَلَيْهُمَا السَّلَامُ وَيُقَالُ لآدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. يَقُوْلُ امْرُؤُ القَيْسِ مِنْهَا (¬1): أَرَانَا مَوْضِعَيْنِ لِحَتْمِ غَيْبٍ ... وَنسْحَرُ بِالطَّعَامِ وَبِالشَّرَابِ عَصَافِيْرٌ وَذِئْبَانٌ وَدُوْدٌ ... وَأَجْرَاءُ مِنْ مُجَلَّحَةِ الذِّئَابِ مَعْنَاهُ: أَنَّ طَعَامَنَا يَصِيْرُ إِلَى مَا تَرَى، وَالمُجَلَّحَةُ الَّتِى قَدْ صمَّمَتْ وَكَشَفَتْ القِنَاعَ. وَبَعْدَهُ: ¬
فَغُضِّي اللَّوْمَ عَاذِلَتِي فَإِنِّي ... سَيَكْفِيْنِي التَّجَارِبُ وَانْتِسَابِي إِلَى عِرْقِ الثَّرَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَنَفْسِي سَوْفَ يُسْلِيْهَا وَحِرْمِي ... فَتَلحِقَنِي وَشِيْكًا بِالتُّرَابِ أَلَمْ أُنْضِي المَطِيَّ لِكُلِّ خَرْقٍ ... أمقّ الطُّوْلِ لَمَّاعِ السَّرَابِ الأمَقّ الطَّوِيْلُ الَّذِي يَلْمَعُ فِيْهِ السَّرَابُ. وَأَرْكَبُ فِي اللهَامِ المجر حَتَّى ... رَضِيْتُ مِنَ الغَنِيْمَةِ بِالإِيَابِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَأَعْلَمُ أَنَّنِي عَمَّا قَلِيْلٍ ... سَوْفَ سَأَنْشَبُ فِي ظُفُرٍ وَنَابِ كَمَا لَاقَى أَبِي حُجْرٌ وَجَدّي ... وَلَا أَنْسَى قَتِيْلًا بِالكِلَابِ الحظيري: [من المتقارب] 4021 - أَلِيفُ الشَّتَاتِ شَتَيْتُ الأَلِيْفِ ... بَعِيْدُ القَرِيْنِ قَرِينُ البعَادِ [من الوافر] 4022 - إلَيْكَ أَتُوْبُ يَا رَحْمَانُ مِمَّا ... جَنَيْتُ فَقَدْ تَكَاثَرَتِ الذُّنُوْبُ قَبْلهُ: ذَكَرْتُكِ وَالحَجِيْجُ لَهُمْ ضَجِيْجٌ ... بِمَكَّةَ وَالقُلُوْبُ لَهَا وَجِيْبُ فَقَلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلَدٍ حَرَامٍ ... بِهِ للَّهِ أَخْلَصتِ القُلُوْبُ إِلَيْكَ أَتُوْبُ يَا رَحْمَانُ مِمَّا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأَمَّا منْ هَوَى لَيْلَى وَتَرْكِي ... زِيَارَتهَا فَإِنِّي لَا أَتُوْبُ أَبُو نواس: [من الطويل] 4023 - إِلَيْكَ ارْتَمَتْ بِي حاجَةٌ لَمْ أبُحْ بِهَا ... أَخَافُ عَلَيْهَا شَامِتًا فَأُدَارِي ¬
بَعْدهُ: فَارْخِ عَلَيْهَا ستْرَ مَعْرُوْفكَ الَّذِي ... سَتَرْتَ بِهِ قِدْمًا عَلَيَّ عُوَارِي * * * وَمِنْ بَابِ (إِلَيْكَ) قَوْلُ: إِلَيْكَ ارْتَمَتْ بِي وَالرَّجَاءُ جثُهَا ... حُشَاشَةُ نَفْسٍ عَيْشُهَا غَيْرُ نَاعِمِ لَهَا وَجدُ مَلْهُوْفٍ وَآمَالُ طَامِعٍ ... وَحَسْرَةُ مَسْلُوْبٍ وَغَلَّةُ حَايِمِ فَقُلْتُ لَهَا طِيْبِي بِمَا شِئْتِ وَاعْلَمِي ... فَهَذَا الَّذِي جَدْوَاهُ أَسْنَى الغَنَائِمِ فَمَا رِمْتُ عَطْفًا مِنْ يَدَي غَيْر عَاطفٍ ... وَلَا بُحْتُ بِالشَّكْوَى إِلَى غَيْرِ رَاحِمِ العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من السريع] 4024 - إِلَيْكَ أَشْكَو رَبِّ مَا حَلَّ بِي ... مِنْ بَلِيَّةِ ذَا التَّائِهِ المُعْجَبِ بَعْدهُ: إِنْ قَالَ لَمْ يَفْعَل وَإِنْ سُئِلَ ... لَمْ يقْبَل وَإِنْ عُوْتِبَ لَمْ يُعْتَبِ صَبٌّ بِهِجْرَانِي وَلَوْ قَالَ لِي ... تشْرَبَ البَارِدَ لم أَشْرَبِ أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 4025 - إِلَيْكَ اعْتِذَارِي مِنْ صَلَاتِيَ قَاعِدًا ... عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ مُوميًا نَحْوَ قبْلَتِي حَدَّثَ العَتْبِيُّ عَنْ مُحَمَّد بن حَرْبٍ قَالَ: جَلَستُ إِلَى أَبِي مَهْدِيَّةَ فَحَضَرتِ الصَّلَاةُ فَدَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ ثَمَّ اسْتَقْبَلَ القُبْلَةَ وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: إِلَيْكَ اعْتِذَارِي مِنْ صلَاتِي قَاعِدًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَمَا لِي بِبَرْدِ المَاءِ يَا رَبِّ طَاقَةٌ ... وَرِجْلَايَ لَا تَقْوَى عَلَى طَيِّ رُكْبَتِي وَلَكِنَّنِي أُحْصِي صَلَاتِي جَاهِدًا ... فَأَقْضيْهَا إِنْ عِشْتُ قَبْلُ صِيفَتِي ¬
أَبُو مَنْصُوْرُ الثَّعَالِبِيُّ: [من الوافر] 4026 - إِلَيْكَ المُشْتكَى لَا مِنْكَ رَبِّي ... وَأَنْتَ لِنَائِبَاتِ الدَّهْرِ حَسْبِي بَعْدهُ: تُرَوِّي غَلَّتِي وَترُمُّ حَالِي ... وَتُؤْمِنُ رَوْعَتِي وَتُزِيْلُ كَرْبِي أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 4027 - إِلَيْكَ بَعَثْتُ أَبْكَارَ المَعَانِي ... يَلِيْهَا سائِقٌ عَجِلٌ وَحَادِي بَعْدهُ: مُنَزَّهَةً عَنِ السرقِ المُؤَدَّى ... مُكَرَّمَةً عَنِ المَعْنَى المُعَادِ وَجَدْتُ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ فِي آخَرِ رَسَائَةِ أَزْدَشِيْر بِخِطِّ ابن مَقْلَةَ الوَزِيْر. المُتُنَبِّيّ: [من الطويل] 4028 - إِلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ مِمَّنْ إِذَا اتَّقَى ... عَضَاضَ الأفاعِي نامَ فَوْقَ العَقارِبِ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 4029 - إِلَيْكَ فَمَا تَظْمَا إِلَى الغَدْرِ هِمَّتِي ... إِذَا مَا صَفَا ليْ مِنْ وِدَادِكَ مَشْرَعُ [من الطويل] 4030 - إِلَيْكَ فَمَا يَشْتَدُّ لِلْمَرْءِ سَاعِدٌ ... إِذَا كَانَ مَنْ يَهْوَاهُ لَيْسَ يُسَاعِدُ قَبْلهُ: دَعُوْنِي وَمَأثُوْرُ العتَابِ فَدُوْنَهُ ... أُكَابِدُ مِنْ لَذْعِ الهَوَى مَا أُكَابِدُ وَلَا تنْكرُوا مَرَّ النَّسِيْمِ فَعِنْدَهُ ... حَدِيْثٌ عَلَى دِيْنِ الصَّبَابَةِ شَاهِدُ ¬
يُذَكِّرُني مَسْرَاهُ إِلْفًا أَلِفْتُهُ ... وَعَيْشًا تَقَضَّى لَيْتَ مَاضيْهِ عَائِدُ وَأَهْيَفَ مَعْسُوْلَ الشَّمَائِلِ بَيْنَهُ ... وَبَيْنَ وِصَالِي بَرْزَخٌ مُتَبَاعِدُ لَهُ مِنْ بَدِيْعِ الحُسْنِ خَدٌّ مُوَرَّدٌ ... ولي مِنْ دُمُوْعِي فَوْقَ خَدِّي مَوَارِدُ أَقَلُّ بِلَائِي أَنَّنِي فِيْهِ رَاغِبٌ ... وَأَكْثَرُ حُزنِي أَنَّهُ فِيَّ زَاهِدُ تَمُرُّ اللَّيَالِي دُوْنَهُ وَهُوَ هَاجِرٌ ... وَأَقْفَى وَلَا يَقْضي الوَعْدَ الَّذِي هُوَ وَاعِدُ يَهُوْنُ عَلَيْهِ أَنْ أَبيْتَ مُسَهَّدًا ... يَذُوْدُ الكَرَى عَنْ جَفْنِ عَيْنِي زَائِدُ إِذَا هَبَّتِ النَكْبَاءُ مَالَ كَأَنَّهُ ... نَظِيْفٌ سَقَتْهُ الرَّاحَ هَيْفَاءَ نَاهِدُ لَعَلَّ الهَوَى يَحْلُو فَيَنْعَمَ عَاشِقٌ ... وَيَظْفَرَ مشْتَاقٌ وَيَطْرُفَ شَاهِدُ إِلَيْكَ فَمَا يَشْتَدُّ لِلمَرْءِ سَاعِدٌ. البَيْتُ السَرِيُّ الرَّفَاءُ: [من المتقارب] 4031 - إِلَى كَمْ أُحَبِّرُ فِيْكَ المَدِيْحَ ... وَيَلْقَى سِوَايَ لَدَيْكَ الحُبُوْرَا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من المتقارب] 4032 - إِلَى كمْ أَرُوْحُ إِلَى حَسْرَةٍ ... وَأَغْدُو إِلَى سَقَمٍ وَاصِبِ بَعْدهُ: وَأَرْجُو غَدًا فَإِذَا مَا أَتَى ... بَكِيْتُ عَلَى أَمْسِيَ الذَّاهِبِ ابْنُ أَسَدٍ الفَارِقِيّ: [من الطويل] 4033 - إِلَى كمْ أُعَانِي الوَجْدَ فِي كلِّ صَاحِبٍ ... وَلَسْتُ أَرَاهُ لِي كَوَجْدِيَ وَاجِدَا بَعْدهُ: إِذَا كُنْتُ ذَا عُدْمٍ فَحَرْبٌ مُجانِبٌ ... وَتَلْقَاهُ لِي سلْمًا إِذَا كُنْتُ وَاجِدَا أُحَاوِلُ فِي دَهْرِي خَلِيْلًا مُصَافِيًا ... وَهَيْهَاتَ خِلًّا صَافِيًا لَسْتُ وَاجِدَا ¬
السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 4034 - إِلَى كمْ أُمَنِّي النَّفْسَ بَوْمًا وَلَيْلَةً ... وَتُعْلِمُنِي الأَيَّامُ أَنْ لَا تَلَاقِيَا المُتُنَبِّيّ فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من الطويل] 4035 - إِلَى كمْ تَرُدُّ الرُّسْلَ عَمَّا أَتَوْا لَهُ ... كَأَنَّهُمُ فِيْمَا وَهَبْتَ مَلَامُ يَقُوْلُ مِنْهَا: فَإِنْ كُنْتَ لَا تعْطِي الذَّمَامَ طَوَاعَةً ... فَعَوْذُ الأَعَادِي بِالكَرِيْمِ ذِمَامُ وَإِنَّ نُفُوْسًا أممتكَ مَنِيْعَةٌ ... وَإِنَّ دَمَاءً أَمَّلَتْكَ حَرَامُ المُتُنَبِّيّ أَيْضًا: [من الوافر] 4036 - إِلَى كمْ ذَا التَّخَلُّفُ وَالتَّوَانِي ... وَكمْ هَذَا التَّمَادِي فِي التَّمَادِي بَعْدهُ: وَمَا مَاضِي الشَّبَابِ بمُسْتَرَدٍّ ... وَلَا يَوْمٌ يَمُرُّ بِمُسْتَعَادِ مَتَى مَا زِنُ مِنْ بَعْدِ التَّبَاهِي ... فَقَدْ وَقَعَ انْتِقَاصِي فِي ازْدِيَادِ أَأَرْضى أَنْ أَعِيْشَ وَلَا أُكَافِي ... عَلَى مَا لِلأَمِيْرِ مِنَ الأَيَادِي جَزَى اللَّهُ المَسِيْرَ إِلَيْهِ خَيْرًا ... وَإِنْ تَرَكَ المَطَايَا كَالمَزَادِ فَلَمَّا جِئْتُهُ أَعْلَى مَحَلِّي ... وَأَجْلَسَنِي عَلَى السَّبْعِ الشِّدَادِ كَأَنَّ الهَامَ فِي الهَيْجَا عُيُوْنٌ ... وقَدْ طُبعَتْ سُيُوْفُكَ مِنْ رُقَادِ قَدْ صُغْتَ الأَسِنَّةِ مِنْ هُمُوْمٍ ... فَمَا يخطِرْنَ إِلَّا فِي الفُؤَادِ أَتُوْكَ بِأَكْبَدِ الإِبْلِ الابَايَا ... فَسِقْتَهُمُ وَحَدُّ السَّيْفِ حَادِي وَقَدْ مَزَّقْتَ ثَوْبَ الغَيِّ عَنْهُمْ ... وَقَدْ أَلْبَسْتهُمْ ثَوْبَ الرّشَادِ فَمَا تَرَكُوا الإمَارَةَ لاخْتِيَارٍ ... وَلَا انتحَلُوا وِدَادَكَ مِنْ وِدَادِ ¬
فَلَا تَغرُرْكَ أَلسِنَةٌ موَالٍ ... تقلِّبُهُنَّ أَفْئِدَةٌ أَعَادِ وَكُنْ كَالمَوْتِ لا يَرْثِي لِبَاكٍ ... بَكَى مِنْهُمْ وَيُرْوَى وَهُو صَادِ فَإِنَّ الجُّرْحَ يَنْفسُ بَعْدَ حِيْنٍ ... إِذَا كَانَ البنَاءُ عَلَى فَسَادِ وَإِنَّ المَاءَ جرِي مِنْ جَمَادٍ ... وَإِنَّ النَّارَ تَخْرجُ مِنْ رمَادِ منها: وَأَنِّي عَنْكَ بَعْدَ غَدٍ لَغَادٍ ... وَقَلْبِي عَنْ فَنَائِكَ غَيْر غَادِ حُبُّكَ حَيْثُما اتَّجَهَتْ رِكَابِي ... وَضيْفُكَ حَيْثُ كُنْتُ مِنَ البِلَادِ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الوافر] 4037 - إِلَى كَمْ ذَا التَّرَدُّدُ فِي الأَمَانِي ... وَكَمْ يَلْوِي بِنَاظِرِيَ السَّرَابُ قَبْلهُ: فَمَا لِي وَالمَقَامُ عَلَى رِجَال ... دَعَتْ بِهِم المَطَامِعُ فَاستَجَابُوا وَكَانَ الغُبْنُ لَوْ ذلّوَا وَنَالُوا ... فَكَيْفَ إِذًا وَقَدْ ذُلّوا وَخَابُوا إِلَى كَمْ ذا التَّرَدُّدُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا نقع يُثَارُ وَلَا قتَامٌ ... وَلَا طَعْن يُشَبُّ وَلَا ضِرَابُ وَلَا خَيْل مُعَقَّدَةَ النَّوَاصِي ... يَمُوْجُ إِلَى شَكَائِمِهَا اللُّعَابُ عليْهَا كُلّ مُلْتَهِب الحَوَاشِي ... يَصيْبُ مِنْ العَدُوِّ وَلَا يُصَابُ سَأُخْطِبُهَا بِحَدِّ السَّيْفِ فِعْلًا ... إِذَا لَمْ يُغْنِ قَوْل أَو خِطَابُ وَآخُذُهَا وَإِنْ رَغمتْ أُنُوْفٌ ... مُغَالبَةً وَإِنْ ذُلّتْ رِقَابُ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الوافر] 4038 - إِلَى كَمْ ذَا العِتَابُ وَلَيْسَ جُزمٌ ... وَكمْ ذَا الاعْتِذَارُ وَلَيْسَ ذَنْبُ ¬
وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 4039 - إِلَى كَمْ نَرُدُّ البِيْضَ عَنْكُمْ صَوَادِيًا ... وَنَثْنِي صُدُوْرَ الخَيْلِ قَدْ مُلِيَتْ حِقْدَا أَبُو أَحْمَدُ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْد اللَّهِ بن طَاهِرٍ: [من الطويل] 4040 - إِلَى كَمْ يَكُوْنُ العتْبُ فِي كُلِّ سَاعَةٍ ... وَلِمْ لَا تَملِّيْنَ القَطِيْعَةَ وَالهَجْرَا [من الطويل] 4041 - إلَيْكَ وَإلا لَا تُشَدُّ الرَّكَائِبُ ... وَمنْكَ وَإلَّا لَا تُرَجَّى المَوَاهِبُ بَعْدهُ: . . . . . . . . . . . . . . . ... . . . . . . كاذبُ حَنَّت إِلَى لقْيَاك شَوْقًا قُلُوْبنَا ... فَيَا حَبَّذَا لَوْ صاحَبتهَا القَوَالِبُ * * * . . . الكِتَابُ لِلجَّلِيْسِ والأنِيْسِ اشْتَرَى عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ جَارِيَةً بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِيْنَ أَلْفًا عل ابْنَةِ عَمِّهِ فَوَجدت عَلَيْهِ مَوْجِدَةً عَظِحمَةً وَجَلَسَتْ فِي بَعضِ المَقَاصِرِ مدَّةَ شَهْرَيْنِ لَا تُكَلِّمُهُ فَعملَ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ: إِلَى كَمْ يَكُوْنُ العتبُ وَقَالَ لِجَارِيَةٍ اجلس بَابِ المَقْصوْرَةِ فعفى قَالَ فَلَمَّا غَنَّتْ البَيْتُ الأَوَّلُ لَمْ تَرَ شَيْئًا فَلَمَّا غَنَّتِ الثَّانِي إِذَا بِهَا وَقَدْ خَرَجَتْ مَشْقُوْقَةَ. . . البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 4042 - إِلَيْكَ وُقُوْدُ الحَرْبِ عِنْدَ ابْتِدَائِهَا ... وَلَيْسَ إِذَا شُبَّتْ إِلَيْكَ خُمُوْدهَا أَبُو هِفَّانَ: [من الوافر] 4043 - إِلَيْكَ هَرَبْتُ مِنْ زَمَنٍ وَقوْمٍ ... كُذُوا بِالجَهْلِ وَاللُّؤْمِ اللُّبُابُ ¬
بَعْدهُ: لَقَدْ عَمَّرُوا بُيُوْتهُمُ بِخَيْرٍ ... وَجَلُّوْهَا بِأَعْرَاضٍ خَرَابِ الوَزِيْرُ بن جُهيرٍ: [من البسيط] 4044 - إِلَى مَتَى أَنْتَ فِي حِلٍّ وَتَرحْالِ ... تَبْغِي العُلا وَالمعَالِي مَهْرُهَا غَالِي بَعْدهُ: يَا طَالِبَ المَجْدِ دُوْنَ المَجْدِ مَلْحَمَةٌ ... فِي طَيِّهَا خُطَّة بِالنَّفْسِ وَالمَالِ واللَّيَالِي صُرُوْفٌ قَلَّ مَا انْجَذبَتْ ... إِلَى مُرَادِ امرئٍ يَسْعَى لآمَالِ هُوَ الوَزِيْرُ أَبُو مَنْصُوْرُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُهِيْر التّغْلبيّ وَفَاتُهُ سَنَة 493 فِي شَوَّالِ. [من السريع] 4045 - إِلَى مَتَى أَنْتَ وَحَتَّى مَتَى ... تَشْكُو المُصِيْبَاتِ وَتَنْسى النِّعَم المُتُنَبِّيّ: [من الطويل] 4046 - إِلَى مِثْلِ مَا كَانَ الفَتَى يَرْجِعُ الفَتَى ... يَعُوْدُ كَمَا أَبْدَى وَيُكْرِي كَمَا أَرْمَى أي يَنْقُصُ كَمَا زَادَ. * * * أَبْيَاتُ المُتُنَبِّيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَرْثِي جَدَّتَهُ وَقَدْ مَاتَتْ بالكُوفَةِ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِلَى مِثْل مَا كَانَ الفَتَى. البَيْتُ عَرَفْتَ اللَّيَالِي قَبْلَ مَا صَنَعَتْ بِنَا ... فَلَمَّا دَهَتْنِي لَمْ تَزِدْنِي بِهَا عِلْمَا وَمَا الجَمْعُ بَيْنَ المَاءِ وَالنَّارِ فِي يَدِي ... بِأَصْعَبَ مِنْ أَنْ أَجْمَعَ لِلجدِّ وَالفهْمَا ¬
إِذَا فل عِرْضِي عَنْ مَدًى خَوْفُ بُعْدِهِ ... فَأَبْعَدُ شَيْءٍ مُمْكِن لَمْ يَجِدْ عَزْمَا وَأَنِّي لَمِنْ قَوْمٍ كَأَنَّ نُفُوْسَهُمْ بِهَا ... أَنْف أَنْ تَسْكنُ اللَّحْمَ وَالعَظْمَا كَذَا أَنَا يَا دُنْيَا إِذْ شِئْتِ فَاذْهَبِي ... وَيَا نَفْسُ زِيْدِي فِي كَرَايِهِهَا قُدْمَا فَلَا عَبَرَتْ بِي سَاعَةٌ لَا تَعِزُّنِي ... وَلَا صَحَبَتْنِي هِمَّة تَقْبَلُ الظُّلْمَا وَمَا انْسَدَّتِ الدُّنْيَا عَلَيَّ لِضيْقِهَما ... ولَكِنَّ طَرْفًا لا أَرَاكَ بِهِ أَعْمَى مَرْوَانُ بن أبي حَفْصَةَ: [من الطويل] 4047 - إِلَى مَن يَسُدُّ الثَّغْرَ بَعْدَ انْفِرَاجِهِ ... وَيَفْتَحُ أَبْوَابَ النَّدَى حِيْنَ تُغْلَقُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 4048 - اليَوْمَ أُطْلعَ لِلخلَافَةِ سَعْدُهَا ... وَأَضَاءَ فِيْهَا بَدْرُهَا المُتَهَلِّلُ بَعْدهُ: لَبسَتْ جَلَالَةَ جَعْفَرٍ فَكَأَنَّهَا ... شَجَرٌ تَخَلَّلَهُ الصَّبَاحُ المَقْبلُ جاءَتهُ طَائِعَةً وَلَمْ يَهْزُزْ لَهَا ... رمْحٌ وَلَمْ يُشْهَرْ لَدَيْهَا مُنْصلُ حَتَّى أتَتْهُ يَقُوْدُهَا اسْتِحْقَاقَهُ ... وَيُقُوْدهُ حَظٌّ إِلَيْهَا مُقْبِلُ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: [من الكامل] 4049 - اليَوْمَ حاجَتُنا إِليكَ وَإِنَّمَا ... يُدْعَى الطَّبِيْبُ لِسَاعَةِ الأَوْصَابِ [من البسيط] 4050 - اليَوْمَ خَمْر وَيَأتِي فِي غدٍ خَبَرٌ ... وَالدَّهْرُ مَا بَيْنَ إنْعَامٍ وَإِبْآسِ فَاشْرَب عَلَى حدثان الدَّهْرِ مُرْتَفِقًا ... لا يَسْحَبُ الهَمَّ قَرْع السِّنِّ بِالكَاسِ السّلَامِيُّ فِي وَزِير: [من البسيط] 4051 - اليَوْمَ طَبَّقَ أَفْقَ الدَّوْلَةِ النّوْرُ ... وَأَوْضَحَتْ فَلَقَ المُلْكِ التباشِيْرُ ¬
قَالَهُ السّلَامِيّ فِي الوَزِيْرِ سَابُوْرَ حِيْنَ أُعِيْدَ إِلَى الوزَارَةِ بَعْدَهُ: وَكُلُّ عَيْنٍ إِلَيْكَ اليَوْمَ طامِحَةٌ ... وَكُلُّ قَلْبٍ بِمَا خُوِّلْتَ مَسْرُوْرُ أَقْبَلْتَ فِي خلعِ السُّلْطَانِ زِيْنَتهَا ... ذَيْل عَلَى أَنْجُمِ الجوْزَاءِ مجْرُوْرُ وَرُحْتَ فَوْق جَوَادٍ كَالعِقَابِ جَرَى ... وَالجوْدُ فِي سَرْجِهِ وَالجُّدُ وَالخَيْرُ [من الكامل] 4052 - اليَوْمَ عِنْدَكَ دَلُّهَا وَحَدِيْثهَا ... وَغَدًا لِغَيْرِكَ كَفُّهَا وَالمِعصَمُ كَانَ الحَسَنِ البَصرِيُّ رَحَمَهُ اللَّهُ يَتَمَثَّلُ فِي أمْرِ الدُّنْيَا بِهَذَا البَيْتِ كَثِيْرًا. [من الكامل] 4053 - اليَوْمَ نَعْلَمُ مَا يَجِيْءُ بِهِ ... وَمَضَى بِفَصْلِ قَضَائِهِ أمْسِ [من البسيط] 4054 - اليَوْمَ يَرْحَمُنَا مَن كَانَ يُرْهِبُنَا ... اليَوْمَ يَحْقِرُنَا مَنْ كَانَ يَخْشَانَا قِيْلَ لَمَّا مَرضَ الحَجَّاجُ بنُ يُوْسُفِ الثَّقَفِيّ مِرْضته الَّتِي مَاتَ فِيْهَا كَانَ يخْفِي أَمْرَهُ فَإِذَا سُئِلَ عَنْهُ قِيْلَ هُوَ صَالح فَلَمَّا قَضَى أَشْرَفَتْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ جَارِيَة مِنَ القَصْرِ فَقَالَتْ: اليَوْمَ يَرْحَمُنَا مَنْ كَان يرهِبُنَا. البَيْتُ فَعَلِمُوا أَنَّهُ مَاتَ. [من البسيط] 4055 - اليَوْمَ يَرْهَبُنِي مَنْ كُنْتُ أرهُبُهُ ... واليَوْمَ أَطْلبُ دَهْرًا كَانَ يَطْلِبُنِي البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 4056 - أَمَا آنَ أَنْ يَنْهَى عَنِ الجهْلِ وَالخَنَا ... قِيَامُ المَنَايَا فِيْكُمُ وَقُعُوْدُهَا ¬
يَقُوْل مِنْهَا: أَتُهْدِمُ حُرْفيهَا وَطُودُكَ طَوْدَهَا ... وَتَنْحَتُ فِرْعَيْهَا عُوْدُكَ عُوْدُهَا إِلَيْك وُقُوْدُ الحَرْبِ عِنْدَ ابْتِدَائِهَا ... وَلَيْسَ إِذَا تَمَّتْ إِلَيْكَ خُمُوْدهَا وَهَلْ طَيْءٌ إِلَّا نُجُوْم تَوَقَّدَتْ ... عَلَى صَفْحَتَي أَجلٍ وَأَنتمْ سُعُوْدهَا أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 4057 - أَمَا أَنا أَعْلى مَنْ تَعُدُّوْنَ هِمَّةً ... وَإِنْ كُنْتُ أَدْنَى مَنْ تَعُدُّوْنَ مَوْلِدَا العَتَابِيُّ: [من الطويل] 4058 - أَمَاتَ اللَّيَالِي شَوْقَهُ غَيْرَ زَفْرَةٍ ... تَردَّدُ مَا بَيْنَ الحَشَى وَالتَّرَائِبِ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 4059 - أَمَا تحَرَّكُ لِلأْقْدارِ نَابِضَةٌ ... أَمَا يُغَيِّرُ سُلْطَان وَلَا مَلِكُ بَعْدهُ: أَخَلَّتِ السَّبْعَةُ العُلْيَا طَبَائِعَهَا ... أَمْ غُلِّطَتْ نَهْجَهَا أَمْ سُمِّرَ الفَلَكُ سَيْفِ الدَّوْلَةِ فِي ابنِ أَخِيْهِ: [من الطويل] 4060 - أَمَا كُنْتَ تَرْضَى أَنْ أَكُونَ مُصَلِّيًا ... إِذَا كُنْتُ أَرْضَى أَنْ يكوْنَ لَكَ السَّبْقُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 4061 - أَمَا لَوْ أَنَّ جَهْلَكَ كَانَ عِلْمًا ... إِذَا لنفذتَ فِي عِلمِ الغُيُوْبِ الأَبْلَهُ: [من الوافر] 4062 - أَمَا لَوْ بِيْعَتِ الدُّنْيَا بِفَلْسٍ ... أَنِفْتُ لِعَاقِلٍ أَنْ يَشْتَرِيْهَا ¬
قَبْلهُ: . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مَا فَعَلَتْ بِكسرَى ... وَقَيْصَرَ وَالقُصُوْرَ سَاكِنِيْهَا أَمَا اسْتَدْعَتْهُمُ لِلْمَوْتِ طُرًّا ... فَلَمْ تَدَع الحَلِيْمَ وَلَا السَّفِيْهَا أَمَا لَوْ بِيْعَتِ الدُّنْيَا بِفِلْسٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ يَقِيْنًا قُلْتُ مَا فِيْهَا كَأَنِّي ... حَكَيْتُ قَالَهَا عَنْهَا بِفِيْهَا وَهَذَا القَوْلُ تَذْكُرُهُ مَجَازًا ... وَإِلَّا كُلُّنَا المفتُوْنَ فيها [من الوافر] 4063 - أَمَا لِي فِي بِلَادِ اللَّهِ بَاب ... تُؤَّدِّيْنِي إِلَى سُبُلِ النَّجَاحِ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الكامل] 4064 - أَمَا ليْلَة تَمْضِي وَمَا بَعْضُ ليْلَةٍ ... بِهَا هَذَا الفُؤَادُ المُفَجَّعَا قَدْ كُتِبَ مع إِخْوَانِهِ بِبَابِ: أَمَا صَاحِبٌ فَرْد. الأَبْيَاتُ. بَعْدهُ: وَعَيْنٌ مُحِيْطٌ بِالبَرِيَّةِ طَرْفُهَا ... سَوَاءٌ عَلَيْهِ قُرْبُهَا وَبَعِيْدُهَا العَتَابِيُّ: [من الطويل] 4065 - إِمَام لَهُ كَفّ تَضُمُّ بَنَانُهَا ... عَصَا الدِّيْنِ مَمْنُوْع مِنَ البَرْيِ عُوْدُهَا ابْنُ الطّثْرِيَّةِ: [من الطويل] 4066 - أَمَا مِنْ مَقَامٍ أَشْتَكِي غُرْبةَ النَّوَى ... وَخَوْفَ العِدَا فِيْهِ إِلَيْكَ سَبِيْلُ ¬
إدْرِيْسُ بن أَبِي حَفْصَةَ: [من البسيط] 4067 - أَمَامَهَا مِنْكَ نُوْرٌ يُسْتَضَاءَ بِهِ ... وَمنْ رَجَائِكَ فِي أَعْقَابِهُا حادي رَجُلٌ مِنْ بَنِي الحَارْثِ: [من الطويل] 4068 - أَمَانِيُّ مِنْ سُعْدَى عَذَابٌ كأَنَّمَا ... سَقَتْنَا بِهَا سُعْدَى عَلَى ظَمَأٍ بَرْدَا يَقُوْل مِنْهَا: أَبِيْتُ أُمّنِّي النَّفْسَ مِنْ لَاعِجِ الهَوَى ... إِذَا بَاتَ ذِكْرُ الشَّوْقِ يُقْلِقُهَا عَدَّا أَمَانِي مِنْ سَعْدَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مُنًى إِنْ تَكُنْ حَقًّا يَكُنْ أَحْسَنَ المُنَى ... وَإِلَّا فَقَدْ عِشْنَا بِهَا زَمنًا رَغْدا [من الطويل] 4069 - أَمَا وَأَبِي مَا قَصَّرَتْ بِيَ هِمَّةٌ ... وَلَا ابْتَعَثَتْنِي ذلَّة لِلْمَطَامِعِ بَعْدهُ: وَلَا سَامَنِي الهجْرَان بَعْدَ مَوَدَّةٍ ... فَتًى قَطُّ إِلَّا كنَّا. . . [من الطويل] 4070 - أَمَا صَاحِبٌ فَرْدٌ يَدُوْمُ وَفَاؤُه ... فَيَصْفُو لِمَنْ صَافَى وَيَرْعَى لِمَنْ رَعَى قبله: أَمَا مِنْ لَيْلَةٍ أَو بَعْضُ لَيْلَةٍ ... أَسُرُّ بها هَذَا الفُؤَادَ المُفَجَّعَا أَمَا صَاحِبٌ فَرْدٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَفِي كُلِّ دَارٍ لِي صَدِيْقٌ أَودّهُ ... إِذَا مَا تَفَرَّقْنَا حَفِظْت وَضَيَّعَا ¬
وَمَا مَرَّ إنْسَانٌ فَأَخلَفَ مِثْلَهُ ... وَلَكِنْ يُرَجِّي النَّاسُ أَمْرًا مُرَقّعَا [من الطويل] 4071 - أَمَا ظِلَلَ العَصْرَيْنِ حَتَّى تَمَلَّنِي ... وَتَرْضَى بِنِصْفِ الدَّيْنِ وَالأَنْفُ رَاغِمُ كَتَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى غَرِيْمٍ لَهُ: أُما ظِلك العَصْرَيْنِ. البَيْتُ قَالَ فَأجَابَهُ الغَرِيْمُ: سَتُعْطِي بِرَغْمٍ مِنْكَ فِي السّجْنِ نَادِمًا ... وَتَشْقَى بِطُوْلِ الحَبْسِ لِلْحَوْلَانِ أَبُو فِرَاسٍ: [من المتقارب] 4072 - أَمَا عَالِمٌ عَارِفٌ بِالزَّمَانِ ... يَرُوْحُ وَيغْدُو قَصِيْرَ الخُطَا [من البسيط] 4073 - أَمَا عَلِمْتَ بِأَنَّ العُسْرَ يَتْبَعُهُ ... يُسْر كَمَا الضُّرُّ مَقْرُوْن بِهِ الفَرَجُ المُتُنَبِّيّ: [من الطويل] 4074 - أَمَا فِي النُّجُوْمِ السَّائِرَاتِ وغيرِها ... لِعَيْنِي عَلَى ضَوْءِ الصَّبَاحِ دَلِيلُ التَّقِيُّ بن المَغْرِبِيّ بن مُحْدَث: [من الوافر] 4075 - أمَا فِي الأَرْضِ لِلعُشَّاقِ قَاضٍ ... فَيَحْكِمَ بَيْنَ مَنْ أَهْوَى وَبَيْنِي يَقُوْلُ مِنْهَا: بِعَيْنِي صَادَنِي وَتَرَى ظِبَاءً ... تُصَادُ عَلَى مَنَاهِلهَا بِعَيْنِ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 4076 - أَمَا فِي رَسُوْلِ اللَّهِ يُوْسُفَ أُسْوَةٌ ... لِمِثْلِكَ مَحْبُوْس عَلَى الظُّلْمِ وَالإِفْكِ ¬
بَعْدهُ: أَقَامَ جَمِيل الصَّبْرِ فِي السّجْنِ بُرْهَةً ... فَأَضنُّ بِهِ الصَّبْر الجميل إِلَى الملك يُضْرَبُ فِي تَسلِيَةِ مَحْبُوْسٍ وَتَمْنِيَتِهِ. دِعبِلٌ: [من الطويل] 4077 - أَمَا فِي صُرُوْفِ الدَّهْرِ أَنْ تُسْعِفَ النَّوَى ... بِنَا وَبِذَاكَ القُرْبِ مِنَّا عَلَى البُعْدِ بَعْدهُ: بَلَى فِي صُرُوْفِ الدَّهْرِ كُلُّ الَّذِي ... أَرَى وَلَكِنَّمَا أَخْلَفْنَ ظَنِّي عَلَى عَمْدِ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي بِأَيِّ سِهَامهَا ... رَمَتْنِي وَكُلٌّ عِنْدَنَا لَيْسَ بِالمكْدِي أَبِالجيْدِ أَمْ مَجْرَى الوشَاحِ فَإِنِّي ... لأَتْهِمَ عَيْنَيْهَا مَعَ الفَاحِمِ الجعْدِ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 4078 - أَمَا كَانَ فِيْكُمْ مُجْمِلٌ أَو مُجَامِلٌ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيكُمْ أَغَرُّ جَوَادُ الأَخْطَلُ: [من الطويل] 4079 - أَمَا كَانَ لِي فِي ظِلِّ بَيْتِي وَمَوْطِنِي ... مُرَاد وَمَضْمُوْن مِنْ العَيْشِ وَاسِعُ بَعْدهُ: بَلَى وَجَلَالُ اللَّهِ لَكِنْ تَعَاوَرَتْ ... عَلَيَّ المنَى فَاسْتَعْبَدَتْنِي المَطَامِعُ يُضْرَبُ فِي النَّدَمِ عَلَى مُفَارَقَةِ الوَطَنْ مِمَّا لَا ينجحُ فِيْهِ السّعْيُ. قَابُوْسُ بنَ وَشْمَكيِرَ: [من البسيط] 4080 - أَمَا تَرَى البَحْرَ يَعْلُو فَوْقَهَ جِيَفٌ ... وَتْسْتَقِرُّ بِأَقْصَى قَعْرِه الدُّرَرُ ¬
عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ: [من السريع] 4081 - أَمَا تَرَى الدُّنْيَا وَهَذَا الوَرَى ... كَهِرَّةٍ تَأكُلُ أَوْلَادَهَا [من البسيط] 4082 - أَمَا تَرَى الدَّهْرَ مَا تَفْنَى عَجَائِبُهُ ... وَالدهْرُ يَخْلِطُ مَيْسُوْرًا بِمَعْسُوْرِ قَالَ العُتْبِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى المَأمُوْنِ وَهُوَ مُفَكِّر مُغْتَمّ فَمَا لَبثْتُ إِلَّا قَلِيْلًا حَتَّى دَعَا بِشرَابٍ وَقِيَانٍ فَشَرِبَ وَقَالَ يَا غُلَامَ اسْقِهِ فَنَاوَلَنِي كَأسًا مَكْتُوْبٌ فِيْهَا: أَمَا تَرَى الدَّهْرَ مَا تَفْنَى عَجَائِبهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَلَيْسَ بِالهَمِّ إِلَّا شِرْبُ صَافِيَةٍ ... كَأَنَّهَا دَمْعَةٌ فِي عَيْنِ مَهْجُوْرِ أَبُو مَنْصُوْرُ الثَّعَالِبِيُّ: [من السريع] 4083 - أَمَا تَرَى الدَّهْرَ وَأَيَّامَهُ ... فِي العُمْرِ مِثْلَ النَّارِ فِي الشِّيْحِ بَعْدهُ: يَمُرُّ كَالرِّيْحِ وَمَا فِي يَدِي ... مِنْ مرّةٍ شَيْءٌ سِوَى الرِّيْحِ هَذَا مِنْ بَابِ لُزُوْمِ مَا لَا يَلْزَمُ. * * * وَمِن هَذَا البَاب قَوْلُ ابن المُعَدَّلِ فِي النَّرْجِسِ (¬1): أَمَا تَرَى الشَّمْسَ قَدْ لَانَتْ عَرِيْكَتُهَا ... وَقَدْ تَوَرَّقَتِ الأشْجَار وَالقُضُبُ وَالنَّرْجِسُ الغَضُّ قَدْ حَانَتْ مَقَاطِفُهُ ... كَانَّهُنَّ عُيُوْنٌ مَا لَهَا هُدُبُ كَأَنَّهُ فِضَّة تَعْلُو زُمُرَّدَةً خَضْرَاءَ ... يَضْحَكُ مِنْهَا نَاظِرٌ ذَهَبُ ¬
وَمِنْ بَابِ (أَمَا تَرَى) أَيْضًا قَوْلُ الفَضْلُ بن الرَّبِيْعِ (¬1): أَمَا تَرَى اليَوْمَ مَا أَحْلَا شَمَائِلَهُ ... صَحْوٌ وَغَيْم وإِبْرَاقٌ وَإِرْعَادُ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [من مخلّع البسيط] 4084 - أَمَا تَرَى اللَّيْلَ وَالنَّهَارَا ... جَارَيْنِ لَا يُبْقِيَانِ جَارَا بَعْدهُ: لَمْ يَجْرِيَا لامْرِئٍ بِسَعْدٍ ... إِلَّا بِنَحْسٍ عَلَيْهِ دَارَا * * * وَمِنْ بَابِ أَمَا تَرَى أَنْشَدَ صَدَقَةُ المَقابِرِيّ الثَّقْفِيّ: أَمَا تَرَى المَوْتَ مَا يَنْفَكّ مُحْتَفِظًا ... مِن كُلِّ نَاحِيَةٍ نَفْسًا فَيَحْوِيْهَا قَدْ نغّصتْ أَمَلًا كَانَتْ تُؤَمِّلُهُ ... وقام فِي الحَيِّ نَاعِيْهَا وَبَاكِيْهَا وَأُسْكِنُوا التُّرْبَ تَبْلَى فِيْهِ أَعْظمهُمْ ... بَعْدَ النَّضَارَةِ ثَمَّ اللَّهُ مُحْيِيْهَا وَصَارَ مَا جَمَعُوا مِنْهَا وَمَا ذَخَرُوا ... بَيْنَ الأَقَارِبِ تَحْوِيْهِ أَدَانِيْهَا فَامْهَدْ لِنَفْسِكَ فِي أَيَّامِ مُهْلَتِهَا ... وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِمَّا أسْلَفَتْ فِيْهَا المُتُنَبِّيّ: [من الطويل] 4085 - أَمَا تَغْلَطُ الأَيَّامُ فِيَّ بِأَنْ أَرَى ... بَغِيْضًا يُنْآى أَو حَبِيْبًا يُقَرَّبُ الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ: [من البسيط] 4086 - إِمَارَةُ الغَيِّ أَنْ تَلْقَى الجَمِيْعَ لَدَى ... الإِبْرَامِ لِلأَمْرِ وَالأَذْنَابُ أَكْتَادُ أَبْيَاتُ الأَفْوَهُ الأَوْدِيّ وَاسْمُهُ صَلَاءَةُ بن عَمْرو يَقُوْلُ مِنْهَا: ¬
البَيْتُ لَا يُبْتَنَى إِلَّا لَهُ عُمَدٌ ... وَلَا عِمَادَ إِذَا لَمْ تُرْسَ أَوْتَادُ فَإِنْ تَجَمَّعَ أَوْتَادٌ وَأَعْمِدَةٌ ... وَسَاكِنٌ بَلَغُوا الأَمْرَ الَّذِي كَادُوا لا يَصْلحُ النَّاسُ فَوْضَى لَا سَرَاةَ لَهُمْ ... وَلَا سَرَاةَ إِذَا جُهَّالَهُمْ سَارُوا إِذَا تَوَلَّى سُرَاةُ القَومِ أَمْرَهُمُ ... نَمَا عَلَى ذَاكَ أَمْرُ القَوْمِ وَازْدَادُوا تُهْدَى الأُمُوْرُ بِأَهْلِ الرَّأي مَا صَلحَتْ ... فَإِنْ تَوَلَّتْ فَبِالأَشْرَارِ تَنْقَادُ إِمَارَةُ الغَيِّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَيْفَ الرَّشَادُ إِذَا مَا كُنْتَ فِي نَفَرٍ ... لَهُمُ عَنِ الرُّشْدِ أَغْلَال وَأقْيَادُ أَعْطُوا غَوَاتَهُمُ جَهْلًا مَقَادَتهُمْ ... وَكُلُّهُمْ فِي حِبَالِ الغَيِّ مُنْقَادِ الإِمَامُ المُتَوَكِّلُ فِي بَعْضِ جَوَارِيْهِ: [من الوافر] 4087 - أُمَازِحُهَا فَتَغْضَبُ ثَمَّ تَرْضَى ... وَكُلِّ فِعَالِهَا حَسَنٌ جَمِيْلُ بَعْدَهُ: فَإِنْ غَضبَتْ فَاحسَنُ ذِي دلَالٍ ... وَإِنْ رَضيَتَ فَلَيْسَ لَهَا عَدِيْلُ يُقَالُ: إِنَّ المُتُوَكِّلَ أَمَرَ بِضَرْبِ دَرَاهِمَ كُل مِنْهَا عَشَرَةُ دَرَاهِمَ وَأَمَرَ بأَنْ يُكْتَبَ عَلَى كُلِّ جَانِبٍ مِنْهَا بَيْتط مِنْ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ. [من البسيط] 4088 - أَمَا سَمِعْتَ بِمَا قَدْ قِيْلَ فِي مَثَلٍ ... عَنْدَ الإِيَاسِ فَأَيْنَ اللَّهَ وَالقَدَرُ مَنْصُوْرُ الفَقِيْهُ: [من مجزوء الرجز] 4089 - أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَهُمْ ... إِنَّ مَعَ اليَوْمِ غَدَا [من الطويل] 4090 - أَمَا وَالَّذِي لَوْ شَاءَ لُمْ يَخْلُقُ النَّوَى ... لَئِنْ غِبْتَ عَنْ عَيْنِي لَمَا غِبْتَ عَنْ قَلْبِي ¬
بَعْدهُ: يُوهمنِيكَ الشَّوْقُ حَتَّى كَأَنَّمَا ... يُنَاجِيْكَ مِنْ قَرِيْبٍ وَلَمْ يَكُنْ قُرْبِي [ومن هذا الباب: ] (¬1) أَمَا وَالَّذِي لَا يَعْلَمُ السِّرَّ غَيْرهُ ... وَيُحْيِي العظَامَ البيْضَ وَهِيَ رَمِيْمُ لَقَدْ كُنْتُ أَخْتَارُ القرَى طَاوِي الحَشَا ... مُحَافَظَة مِنْ أَنْ يُقَال لَئِيْمُ وَإِنِّي لأَسْتَحِيي يَدَيَّ وَبَيْنهَا ... وَبَيْنَ فَمِي دَاجِي الظَّلَامِ بَهِيْمُ حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 4091 - أَمَاوِيَّ إِمَّا مَانِعٌ فَمُبَيِّنٌ ... وَإِمّا عَطَاءٌ لَا يُنَهْنِهُهُ الزَّجْرُ وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 4092 - أَمَاوِيَّ إِنَّ المَالَ غَادٍ وَرَائِحٌ ... وَيَبْقَى مِنَ المَال الأَحَادِيْثُ وَالذِّكْرُ أَوَّلُهَا: أمَاوِيَّ قَدْ طَالَ التَّجَنُّبُ وَالهَجْرُ ... وَقَدْ عَذَرَتْنِي فِي طلَابكُمُ العُذْرُ أمَاوِيَّ إِنَّ المَال غَادٍ وَرَائِحٍ ... وَيَبْقَى مِنَ المَال الأَحَادِيْثُ وَالذّكْرُ أمَاوِيَّ إِنِّي لَا أَقُوْلُ لِسَائِلٍ ... إِذَا جَاءَ يَومًا حَلَّ فِي مَالِنَا نَذْرُ أمَاوِيَّ إمَّا مَانِع فَمُبَيَّنٌ ... وَإِمّا عَطَاءٌ لَا يُنَهْنِهُهُ زَجْرُ أمَاوِيَّ مَا يُغْنِي السَّرَاءُ عَنِ الفَتَى ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَومًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ أمَاوِيَّ إِنِّي رب واحد أُمَّهُ ... أَجْرَتْ فَلَا قتلٌ عَلَيْهِ وَلَا أَسْرُ أمَاوِيَّ إِنْ يُصْبِحْ صَدَايَ بِقَفْرَةٍ ... مِنَ الأَرْضِ لَا مَاءٌ لَدَيَّ وَلَا خَمْرُ أَرَى إِنْ مَا أَبْقَيْتَ لَمْ يَكُ ضَرَّنِي ... وَإِنَّ يَدِي مِمَّا بَخِلْتُ بِهِ صِفْرُ ذَرِيْني فَمَا آلو بِمَالِي صَنِيْعَةً ... فَأَوَّلَهُ حَمْدٌ وَآخِرهُ ذُخْرُ ¬
فَقِدْمًا عَصِيْتُ العَاذِلَاتِ وَسلِّطَتْ ... عَلَى مُصطَفَى مَالِي أَنَامِلِي العَشْرُ يُفَكُّ بِهِ العَانِي وَيُؤْكَلُ طَيِّبًا ... وَمَا أَنْ يُعَرِّيْهِ القِدَاحُ وَلَا الخَمْرُ وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ لَو أَنَّ حَاتِمًا ... أَرَادَ ثَرَاءَ المَالِ كَانَ لَهُ وَفْرُ غَنِيْنَا زَمَانًا بِالتَّصَعْلُكِ وَالغِنَى ... كَمَا الدَّهْرُ فِي أَيَّامِهِ العُسْرُ وَاليُسْرُ لَبسْنَا صرُوْفَ الدَّهْرِ لِيْنًا وَغِلْظَةً ... وَكُلًّا سَقَانَاهُ بِكَأسَيْهِمَا الدَّهْرُ فَمَا زَادَنَا بَأوًا عَلَى ذِي قَرَابَةٍ ... غَنَانَا وَلَا أَزْرَى بِأَحْسَابِنَا الفَقْرُ بِعَيْنَيَّ عَنْ عَوْرَاتِ جَارِي غَفْلةٌ ... وَبِالسَّمْعِ مِنِّي عَنْ حَدِيْثهمَا وَقْرُ وَأَخْذَلَ المَوْلَى السُّوءِ بَلَاءه ... وَإِنْ كَانَ مَحْنِي الضُّلُوْعَ بِهِ عُمُرُ وَلَا أَلْطمُ بن العَمِّ إِنْ كَانَ أخوَتِي ... شُهُوْدًا وقَدْ أَوْدَى بِأخْوَتهِ الدَّهْرُ مَتَى يَأتِ يَومًا وَارِثِي يَبْتَغِي الغِنَى ... يَجِدْ جَمْعَ كَفٌّ لا مَلِيٌّ وَلَا صفرُ يجد فرسا مثل الفرس وَصَارِمًا ... حُسَامًا إِذَا مَا هزَّ لَمْ يُرْضِهِ البُهْرُ وهِيَ طَوِيْلَةٌ، هَذِهِ الأَبْيَاتُ مُنْتَخَبُهَا. وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 4093 - أَمَاوِيَّ إنِّي لَا أَقُوْلُ لِسَائِلٍ ... إِذَا جَاءَ يَوْمًا حَلَّ فِي مَالِنَا نَذْرُ وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 4094 - أَمَاوِيَّ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ مِنَ الفَتَى ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ أَبُو فِرَاسٍ: [من المتقارب] 4095 - أَمَا يَرْدع المَوْتُ أَهْلَ النُّهَى ... وَيَرْدعُ مِنْ غَيِّهِ مَنْ غَوَى البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 4096 - أَمُتَّخِذٌ عِنْدِي الإِسَاءَةَ مُحْسِنٌ ... وَمَنْتَقِمٌ مِنِّي امْرُؤ كَانَ مُنْعِمَا أَبْيَاتُ البُحْتُرِيّ أَوَّلهَا: عَذِيْرِي مِنَ الأَيَّامِ رَنَقْنَ مَشْرَبِي ... وَلَقَيْنَنِي نَحْسًا مِنَ الطَّيرِ أَشْأَمَا وَأَلْبَسْنَنِي سُخْطَ امْرِىٍ بتُّ مَوْهِنًا ... أَرَى سخْطَهُ لَيْلًا مَعَ اللَّيْلِ مُظْلِمَا
تَبَلَّجَ عَنْ بَعْضِ الرّضَى وَانْطَوَى ... عَلَى بَقِيَّةِ عَتْبٍ شَارَفَتْ أَنْ تَصَرَّمَا إِذَا قُلْتُ يَوْمًا قَدْ تَجَاوَزَ حَدَّهَا ... تَلَبَّثَ فِي أَعْقَابِهَا وَتَلَوَّمَا وَأَصْيَدَ مَنْ نَازَعْتُهُ الطَّرْفَ رَدَّهُ ... كَلِيْلًا وَإِنْ رَاجَعْتهُ القَوْل جَمْجَمَا شَآهُ العِدَى عَنِّي فَأَصْبَحَ مُسْرِعًا ... وَأوْهَمَهُ الوَاشُوْنَ حَتَّى تَوَهَّمَا وَقَدْ كَانَ سَهْلًا وَاضِحًا فَتَوَعَّرَتْ ... رُبَاهُ وَطَلقًا ضَاحِكًا فَتَجَهَّمَا أَمُتَّحِدٌ عِنْدِي الإسَاءَةَ مُحْسِنٌ. البَيْتُ وَبعده: وَمُكْتَسِبٌ فِيّ المَلَامَةَ مَاجِدٌ ... يَرَى لِلْحَمْدِ غِنْمًا وَالمَلَامَةَ مَغْرَمَا يخوفني عن سوء رأيك معشر ... ولا خوفَ إلّا أن تجور وتظلما أَعِنْدَكَ أَنْ أَخْشَاكَ مِنْ غَيْرِ حَادِثٍ ... تَبَيَّنَ أَو جُرْمٍ إِلَيْكَ تَقَدَّمَا وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّكَ المَرْءُ لَم تَكُنْ ... تُخْلل بِالظَّنِّ الزّمَامِ المُحَرَّمَا وَلَوْ كَانَ مَا خُبِّرْتَهُ أَو سَمِعْتهُ لِمَا ... كَانَ غَرْوًا أَنْ أَلُوْمَ وَتَكْرُمَا لِيَ الذَّنْبُ مَعْرُوْفًا وَإِنْ كُنْتُ جَاهِلًا ... بِهِ وَلَكَ العُتْبَى عَلَيَّ وَأَنْعُمَا أُذَكِّرُكَ العَهْدَ الَّذِي لَيْسَ سُؤْدَدًا ... تُنَاسِيْهِ وَالوُدُّ الصَّحِيْحُ المُسَلَّمَا وَمَا حَمَلَ الرّكْبَانُ شَرْقًا وَمَغْرِبًا ... وَأَنْجَدَ فِي أَعْلَى البِلَادِ وَأَتْهَمَا ألَسْتُ المَوَالِي فِيْكَ نَظْمُ قَلَائِدٍ ... هِيَ الأَنْجُمُ اقْتَادَتْ مَعَ اللَّيْلِ أَنْجُمَا وَمِثْلكَ إِنْ أَبْدَى الجمِيْلَ أَعادَهُ ... ... وَإِنْ صنَعَ المَعْرُوْفَ زَادَ وَتَمَّمَا المُتُنَبِّيّ: [من الوفر] 4097 - أَمِثْلِي تَأخُذُ النَكَبَاتُ مِنْهُ ... وَيَجْزَعُ مِنْ مُلَاقَاةِ الحِمَامِ بَعْدهُ: وَلَو بَرَزَ الزَّمَانُ إِلَيَّ شَخْصًا ... لَخَضبَ شعْرَ مَفْرقِهِ حُسَامِي أَبُو فِرَاسٍ: [من الوفر] 4098 - أَمِثْلِي تُقْبَلُ الأَقْوَالُ فِيْهِ ... وَمثْلُكَ يَسْتَمِرُّ عَلَيْهِ كذْبُ ¬
بَعْدهُ: وَفرْعِي فَرعُكَ السَّامِي المُعَلَّى ... وَأَصْلِي أَصْلُكَ الزَّاكِي وَحَسْبُ فَقُلْ مَا شِئْت فِيَّ فَلِي لِسَانٌ ... مَلِيْئٌ بِالثَّنَاءِ عَلَيْكَ رَطْبُ وَعَامِلْنِي بِإنْصَافٍ وَظُلْمٍ ... جِدْنِي فِي الجمِيْعِ كَمَا تحِبُّ ابْنُ زَيْدُوْنَ الوَزِيْرِ يُخَاطِبُ الوزيرَ مُحَمَّد بن جهْور: [من الطويل] 4099 - أَمِثْلِي غُفلٌ خَامِلُ الذِّكْرِ ضَائِعٌ ... ضَيَاعَ الحُسَامِ العَضْبِ أَصْدَاهُ الغِمْدُ [من الكامل] 4100 - امْحَض مَوَدَّتكَ الكِرَامَ فَإِنَّمَا ... يَرْعَى ذَوِي الأَحْسَابَ كُلُّ كَرِيْمِ [من السريع] 4101 - أَمْحُو عَلَامَاتِ الهَوَى جَاحِدًا ... وَدَمْعَتِي تثْبِتُ مَا أَمْحُو المَجْنُوْنُ: [من الطويل] 4102 - أمُخْتَرِمِي رَيْبَ المَنُوْنِ فَذَاهِبٌ ... بِنَفسِي وَأَشْجَانُ الفُؤَادِ كَمَا هِيَا بَعْدهُ: بَلَى فِي صُرُوْفِ الدَّهْرِ إِنْ يُسْعِفِ الهَوَى ... وَيُعْطِى المُحِبِّيْنَ الرِّضَا وَالأَمانِيَا أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 4103 - إمْرَاتُهُ نَفَذَتْ عَلَيْهِ أُمُوْرَهَا ... حَتَّى ظَنَّنَا أنّهُ إمْرَاتُهَا أَبْيَاتُ أَبِي تَمَّامٍ يَهْجَو مقرَانَ المُبَارِكِيَّ وَيَذْكُرُ تَغلُّبَ امْرَأَتِهِ عَلَيْهِ: تَرَكْتَ عَلَى المِسْكِيْنَ عِدَّةَ صِبْيَةٍ ... مِثْلَ الفِرَاخِ تُخُرِّمَتْ أُمَّاتُهَا لَو كَانَ أَحْصَنَ بَابَهُ أَو دَارَهُ ... قَلَّتْ بَنُوْهَا عَنْدَهُ وَبَنَاتُهَا ¬
إِنَّ البِلَادَ إِذَا السُّيُوْلُ تَعَاوَدَتْ ... سَاحَاتهَا غَمْرُ الفَضاءِ نَبَاتُهَا مُتَنَاوِمٌ إِنْ زَرَاهَا إِخوَانُهَا ... مُتَيَقِّظٌ إِنْ زَارَهَا أخْوَاتُهَا امْرَأَتهُ تَعَدَّتْ عَلَيْهِ أُمُوْرهَا. البَيْتُ الحصِينُ بن المُنْذِرِ: [من الطويل] 4104 - أَمَرْتُكَ أَمْرًا حَازِمًا فَعَصَيْتَنِي ... فَأَصْبَحْتَ مَسْلُوْبَ الإِمَارَةِ نَادِمَا بَعْدهُ: فَمَا أَنَا بِالبَاكِي عَليْكَ صَبَابَةً ... وَمَا أَنَا بِالدَّاعِي لِتَرْجِعَ سَالِمَا وَيُقَالُ إِنَّهُمَا لأَبِي سَاسَانَ الرّقَاشِيّ صَاحِبُ لِوَاءِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يومَ صِفِّيْنَ. مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ: [من الطويل] 4105 - أَمَرْتُكَ أَمْرًا حَازِمًا فَعَصَيْتَنِي ... فَجَدُّكَ إِذْ لَمْ تَقْبَلِ النُّصْحَ عَاثِرُ قَالَهُ مُعَاوِيَةُ فِي حُرَيْثٍ مَوْلَاهُ لَمَّا بَرَزَ لِعَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَتَلَهُ وَقَدْ كَانَ نَهَاهُ مُعَاوِيَةُ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَقْبَلْ. زُهَيْرُ بن كَحْلَبَةَ اليَرْبُوْعِيّ: [من الطويل] 4106 - أَمَرتُكُمْ أَمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى ... وَلَا رَأْيَ للمعصِيِّ إِلَّا مُضَيّعَا بَعْدهُ: فَلَمَّا رَأَوا غِبَّ الَّذِي قَدْ أَمَرْتهُمْ ... تَأَسَّفَ مَنْ لَمْ يُمْسِ لِلأَمْرِ أَطْوَعَا رَجُلٌ مِنْ شُنُوْءَةَ الأَزْدِ يُخَاطِبُ عَامِلًا: [من البسيط] 4107 - أَمَرتَ مَنْ كَانَ مَظْلُوْمًا لِيَأتِيَكُمْ ... فَقَدْ أَتَاكمُ غَرِيْبُ الدَّارِ مَظْلُوْمُ ¬
اسْتَعْمَلَ عُتْبَةُ بن أَبِي سُفْيَانَ رَجُلًا مِنْ آلِهِ عَلَى الطَّائِفِ فَظَلَمَ رَجُلًا مِنْ شَنُوْءَةَ فَأَتَى الأزْدِيُّ عُتْبَةَ فَمَثلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ: أَمَرْتَ مَنْ كَانَ مَظلُوْمًا لِيَأتِيْكُمُ. البَيْتُ فَأَمَرَ بِقَضاءِ حَاجَتِهِ وكَشْفِ ظَلَامَتِهِ. دُرَيْدُ بن الصّمَّةِ: [من الطويل] 4108 - أَمَرْتُهُمُ أَمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى .. فَلَمْ يَسْتَبِيْنُوا الرُّشْدَ إِلَّا ضُحَى الغَدِ أَوَّلُهَا يَرْثِي أَخَاهُ عَبْدُ اللَّهِ: أَرَثَّ جَدِيْدُ العَهْدِ مِنْ أُمِّ مَعْبَدِ ... لعَاقِبَةٍ وَأَخْلَفْتَ كُلَّ مَوْعِدِ وَقُلْتُ لعَارِضٍ وَأَصْحَابِ عَارِضٍ ... وَرَهْط بَنِي السمحاءِ وَالقَوْمُ شهّدي عَلَانِيَةً ظُنُّوا بِأَلْفَي مُدَجَّجٍ ... سَرَاتهُمُ فِي [الفارسيُّ المُسرّدِ] أَمَرْتُهُمُ أمري. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَنَادُوا فَقَالُوا أَرْدَتِ الخَيْلَ فَارِسًا ... فَقَلْتُ أَعَبْدُ اللَّهِ ذَلِكُمُ الرَّدِي؟ فَمَا رَاعَنِي إِلَّا الرِّمَاح تَنُوْشهُ ... كَوَقع الصَّيَاصِي فِي النّسِيْجِ الممدّدِ فَإِنْ يَكُ عَبْدُ اللَّهِ خَلَّى مَكَانَهُ ... فَمَا كَانَ وَقَّافًا وَلَا طَائِشَ اليدِ أَبْيَاتُ دُرَيْدُ بن الصَّمَّةِ. بَعْدَ قَوْلهُ: أَمَرْتَهُمُ البَيْتُ فَلَمَّا عَصَوْنِي كُنْتُ مِنْهُم وَقَدْ أَرَى ... ضَلَالَتهم وَإِنَّنِي غَيْرُ مُهْتَدِ وَمَا أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ ... غَوِيْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشَدِ يَقُوْل مِنْهَا: قتال امْرئٍ آسَى أَخَاهُ بِنَفْسِهِ ... وَيَعْلَمُ أَنَّ المَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ قَلِيْلُ التَّشَكِّي لِلمُصِيْبَاتِ ذَاكِرٌ ... مِنَ اليَوْمِ أَعْقَابَ الأَحَادِيْثِ فِي غَدِ وَإِنْ مَسَّهُ الإقْتَارُ وَالجهْدُ زَادَهُ ... سَمَاحًا وَإيلافًا لِمَا كَانَ فِي اليَدِ ¬
صَبَا مَا صَبَا حَتَّى عَلا الشَّيْبُ رَأسَهُ ... فَلَمَّا عَلَاهُ قَالَ لِلبَاطِلِ ابْعُدِ وَطَيَّبَ نَفْسِي إِنَّنِي لَمْ أَقُلْ لَهُ ... كَذَبْتَ وَلَمْ أبْخَلْ بِمَا ملِكَتْ يَدِي وَهَوَّنَ وَجْدِي إِنَّمَا أَنْتَ فَارِطٌ ... أَمَامِي وَأَنَّى هَامَةُ اليَوْمِ أَو غَدِ أَبُو نوَاسٍ: [من المنسرح] 4109 - أَمُرُّ بِالكَرْمِ خَلْفَ حَائِطِهِ ... تَأخُذُنِي نَشْوَةٌ مِنْ الطَّرَبِ [من الطويل] 4110 - أَمُرُّ بِرَبْعٍ كُنْتُ فِيْهِ كَأَنَّمَا ... أَمُرُّ مِنْ الاكْرَامِ بِالحِجْرِ وَالرُّكْنِ أَبْيَات أَبِي العَلَاءِ المَعَرِّيّ: وَإِجْلَالُ مَغْنَاكَ اجْتِهَادُ مُقَصِّرٍ ... إِذَا السَّيْفُ أَوْدَى [فالعفاء] على الجفنِ طَلَبْنَا يَقِيْنًا مِنْ جُهَيْنَةَ عَنْهُمُ ... ولن [تخبريني يا جُهين سوى الظنِّ] يَقُوْلُ مِنْهَا: أَبِي حَكَمَتْ فِيْهِ المنايا وَلَمْ تزل ... رِمَاحَ المَنَايَا بادرات إِلَى الطَّعْنِ مَضَى طَاهِرُ الجثْمَانِ وَالنَّفْسِ وَالكَرَى ... وَسهْدِ المُنَى وَ [الجيب والذيل والردنِ] حجًى زادهُ مِنْ جرْأةٍ وَسَمَاحَةٍ ... وَبَعْضُ الحِجَى دَاعٍ إِلَى البخْلِ وَالجبْنِ قَيْسُ بن الخَطِيْمِ: [من الطويل] 4111 - أَمُرُّ عَلَى البَاغِي وَيغْلَظُ جَانبِي ... وَذُو القَصْدِ أَحْلَوْ لِي لَهُ وَألِيْنُ الحارثُ بن زُهَيْرِ بن جذيْمَةَ: [من الوافر] 4112 - أَمُرُّ عَلَى الدِّيَارِ دِيَارِ لَيْلَى ... أَقَبِّلُ ذَا الجِّدَارَ وذَا الجدَارَا وَلِمَا فِي الدِّيَارِ حَببت قَلْبِي ... فَأَطْلبُ مِنْ نَوَاحِيْهَا الحذَارَا ¬
وَمَا حُبُّ الدِّيَارِ شَغَفْنَ قَلْبِي ... وَلَكِنْ حُبُّ مَنْ سَكَنَ الدِّيَارَا بَعْدَهُ: وَلَوْلَا أَهْلُهَا مَا جُزْتُ فِيْهَا ... أُسَائِلُ أَرْبَعًا صَارَتْ قِفَارَا تُنَاديْني مَنَازلُهُمْ رُوَيْدًا ... حبيتُكَ يَا فَتَى مُذْ أَمْسِ سَارَا أذُلُّ لأَهْلِ لَيْلَى. البَيْتَان أَذِلُّ لأَهْلِ لَيْلَى فِي هَوَاهَا ... وَأَحْتَمِلُ الأَصاغِرَ وَالكِبَارَا إِذَا رَحَلَ الحَبِيْبُ فَمَا احْتِيَالِي ... وَقَلْبِي قَدْ حَشَاهُ الشَّوْقُ نَارَا * * * قَالَ الأَصْمَعِيّ فِي قِصَّةٍ طَوِيْلَةٍ عَملهَا يحكي فِيْهَا قِصصَ عَنْتَرَةَ العَبْسِيّ يَقْرَؤُهَا النَّاسُ فِي المَحَافِلِ كَانَ الحَارَثُ بن زُهَيْرِ بن كَعْبِ بن حَبيْب وَذَلِكَ لَمَّا نَزَلَ المُعْتَمِدُ عَلَى الملكِ زُهَيْرِ بن جُذَيْمَةَ الأَبْرَش وَرَأى وَلَدهُ الحارث لُبْنُى ابْنَةِ المُعْتَمِدِ فَأَحَبَّهَا حُبًّا شَدِيْدًا لِجَمَالِهَا فَلَمَّا عاد المُعْتَمِدِ إِلَى أَوْطَانِهِ ومعه لُبْنَى افْتَقَدَهَا الحَارَثُ فَلَمْ يَجِدَهَا وَشَقَّ عَلَيْهِ فرَاقهَا فَقَالَ: أَمرُّ عَلَى الدِّيَارِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَمَا حُبُّ الدِّيَارِ شَغَفْنَ قَلْبِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَوْلَا أَهْلهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ تنَادِيْنِي مَنَازِلهُمْ رَوَيْدًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ اذل لأَهْلِ لُبْنَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ إِذَا رَحَلَ الحَبِيْبُ فَمَا احْتِيَالِي. البَيْتُ فَهْيَ سَبْعَةُ أَبْيَاتٍ. أَعْرَابِيٌّ: [من الوافر] 4113 - أَمُرُّ مُجَانِبًا عَنْ بَيْتِ ... لَيْلَى فَلَا أُلْمِمْ بِهِ وَهُوَ الغَلِيْلُ بَعْدهُ: أمرّ مجانبًا وهواى فيه. البيت، وبعده: وقلبي عند ساكنه فهل لي ... إلى قلبي وساكنه سبيلُ؟ وَلَهُ أَيْضًا: [من الوافر] 4114 - أَمُرُّ مُجَانِبًا وَهَوَايَ فِيْهِ ... وَطَرْفِي عَنْهُ مُنْكَسِرٌ كَلِيْلُ ¬
[من الطويل] 4115 - أُمِرُّ أُحلِي وَالحَيَاءُ خَلِيْقَتِي ... وَلَا خَيْرَ فِيْمَنْ لَا يُمِرُّ وَلَا يُحْلِي المَعَرِيُّ: [من السريع] 4116 - أَمْسِ الَّذِي مَرَّ عَلَى قُرْبِهِ ... يَعْجِزُ أَهْلُ الأَرْضِ عَنْ رَدِّهِ عَمْرُو بن بَرَّاقَةَ: [من الطويل] 4117 - أَمُسْتبطِىٌ عَمْرُو بن نُعْمَانَ غَارَتي ... وَمَا يُشْبِهُ اليَقْظَانَ مَنْ هُوَ نَائِمُ [من البسيط] 4118 - أَمْسَتْ تُسَائِلُ عَنْ حَالِي فَقُلْتُ لَهَا ... مَا لِي مِنَ العَيْشِ إِلَّا الحِرْصُ وَالأَمَلُ بَعْدهُ: إِنْ تَسَالَيْتَنِي فَقَدْ أَمْسَيْتَ فِي بَلَدٍ ... لَا عُطْلَةٌ أَتَشَكَّاهَا وَلَا عَمَلُ وَلَا غَرِيْبٌ وَلَا لِي فِيْهِ مِنْ وَطَنٍ ... مِثْلُ النَّعَامَةِ لَا طَيْرٌ وَلَا جَمَلُ [من المتقارب] 4119 - أَمُسْتَوحِشٌ أَنْتَ مِمَّا أَسَأتَ ... فَأَحْسِنْ إِذَا شِئْتَ وَاسْتَأنِسِ [من البسيط] 4120 - أَمْسِكْ سَحَابِكَ قَدْ طَوَّقْتَنِي مِنَنًا ... مَا أَدْمَنَ الغَيْثُ إِلَّا صَارَ طُوْفَانَا مُحدثٌ: [من الكامل] 4121 - أَمْسَى أَسَامَةُ خَاضِعًا مُتَذَلِّلًا ... لأَبِي الحُصَيْنِ لِبُلْغَةٍ مِنْ زَادِ ¬
السيّد الرضيّ: [من البسيط] 4122 - أَمْسَيْتُ أَرْحَمُ مَنْ قَدْ كُنْتُ أَغْبِطُهُ ... لَقَدْ تَقاَرَبَ بَيْنَ العِزِّ وَالهُوْنِ وَمِنْ بَابِ (أَمْسَى) قَوْلُ (¬1): أَمْسَى يُسَائِلُ عَنْ حَالِي لِيُخْبِرَهَا ... وَكَيْفَ أَمْسَيْتُ فِي أَهْلِي وَفِي وَلَدِي فَقُلْتُ حَالِي بِحَالٍ مِنْ رَثَاثتَهَا ... وَعِلَّةُ الحَالِ تُنْسي عِلَّةَ الجسَدِ وَلَهُ أَيْضًا: [من الكامل] 4123 - أَمْسَى عَليَّ مَعَ الزَّمَانِ أَخٌ ... قَدْ كُنْتُ آمُلُ يَوْمَهُ لِغَدِ بَعْدهُ: مَنْ كَانَ أَحْنَا عَنْدَ نَائِبَةٍ ... مِنْ وَالِدِي وَأَبَرُّ مِنْ وَلَدِي لَمْ يُثْمِرِ الظّنُّ الجمِيْلُ بِهِ ... فَقْدِي مِنَ الظَّنِّ الجمِيْلِ قَدِي [من الكامل] 4124 - أَمْسَى يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ فَكَأَنَّهُ ... قَمَر تَغَشَّاهُ الدُّجَى بِكُسُوْفِ بَعْدهُ: وَمَشَى البَلَى فِي جِسْمِهِ وكَأَنَّهُ ... وَرْد جَنِيٌّ مُؤْذِنٌ بِحُفُوْفِ قِيْلَ ذَلِكَ بِغُلَامٍ يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ فِي سِيَاقِ المَوْتِ. ابْنُ خَفَاجَةَ فِي مُغَنٍّ مَلِيْحٍ: [من الكامل] 4125 - أَمْسَى يُقِرُّ لِحُسْنِهِ بَدْرُ الدُّجَى ... وَغَدَا يَذُوْبُ لِصَوتهِ الجَلْمُوْدُ بَعْدهُ: فَإِذَا بَدَا فَكَأَنَّمَا هُوَ يُوْسُف ... وَإِذَا شَدَا فَكَأَنَّهُ دَاوُوْدُ ¬
أَبُو الشِّيْصِ فِي وَزِيرٍ: [من البسيط] 4126 - أَمْسَى يَقِيْكَ بنَفْسٍ قَدْ حَبَاكَ بِهَا ... وَالجُوْدُ بِالنَّفْسِ أَقْصَى غَاتةِ الجوْدِ بَعْدهُ: وَلَوْ تَبْتَغِي مِثْلهُ فِي النَّاسِ كُلّهُمُ ... طَلَبْتَ مَا لَيْسَ فِي الدُّنْيَا بِمَوْجُوْدِ فِي الوَزِيْرِ يَعْقُوْب بن دَاودَ وَزِيْرُ المَهْدِيّ. * * * بَعْدهُ: أَبْلغْ إِمَامَ الهُدَى أَنْ لَسْتَ مصْطَنِعًا ... لِلنَّائِبَاتِ كَيَعْقُوْبِ بنِ دَاوُوْدِ نَصَبْتُ لِلنَّاسٍ يَعْقُوْبًا فَقَوْمَهُمُ ... كَمَا الثِّعَافُ مُقِيْمٌ كُلَّ تَأوِيْدِ وَلَيْسَ يَعْقُوْبُ كَالمُبدِي مُنَاصَحَةً ... وَعَلَّهُ كَامِن كَالنَّارِ فِي العُوْدِ أَمْسَى يَقِيْكَ بِنَفْسٍ. البَيْتَانِ. [من الكامل] 4127 - أَمْشِي بِقَلْبِي لَا بِرِجْلِي إِنَّمَا ... تَمْشِي بِقَدْرِ هَوَى النّفُوْسِ الأَرْجُلُ العَطَوِيُّ: [من البسيط] 4128 - أَمْضَيْتَ عَزْمَكَ فِي تَضْيِيْعِ حُرْمَتِنَا ... فَلَيْسَ عندكَ فِي التَّقْصِيْرِ تَقْصيْرُ أَبُو عَامِرٍ، أَحْمَدُ بن عَبْدِ المَلِكِ المَعَزَيُّ: [من البسيط] 4129 - أَمْضِي عَلَى الهَوْلِ قُدْمًا لَا يُنَهْنِهُنِي ... وَانْثَنِي لِسَفِيْهِي وَهَوَ حَرْدَانُ [من البسيط] 4130 - أَمْضِي عَلَى سُنَّةٍ مِنْ وَالِدِي سَلَفَتْ ... وَفِي أَرُوْمَتِهِ مَا يَنْبُتُ العوْدُ ¬
السَرِيُّ الرَّفَاء: [من البسيط] 4131 - أَمْضَى مِنَ القَدَرِ المَحْتُوْمِ صَارِمُهُ ... إِلَى النُّفُوْسِ وَأَمْضَى مِنْهُ حَامِلُهُ يُنْظَرُ إِلَى قَوْلِ عَلِيّ بن جَبَلَةَ (¬1): أَمْضَى مِنَ الدَّهْرِ إِقْدَامًا وَرَاحَتهُ ... أَعَمُّ فِي الأَرْضِ مَعْرُوْفًا مِنَ المَطَرِ تَبِيْتُ مِنْهُ سُهُوْبُ الأَرْضِ آمِنَةً ... كَمَا يَبِيْتُ مُعَادِيْهِ عَلَى حَذَرِ * * * أَبْيَات السرِيّ مِنْ. . . بِكَاهِلِ الملكِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ [اطَّأَدت] ... [قواعد الملك واشتدت كواهله] أَمْضَى مِنَ القَدَرِ المَختُوْمِ صَارِمُهُ. البَيْتُ، وبعده: مُجَرَّدُ العَزْمَ فِي طَاعٍ يُقَارِعُهُ ... عَنْ قَوْمِهِ اللِّيْنُ أَو بَاعٍ يُؤَمّلهُ فَلَيْسَ يَنْفَكُّ مِنْ عَيْشٍ يُقَاطِعُهُ ... فِي طَاعةِ اللَّهِ أَو سَيْرٍ يُوَاصِلُهُ تَضايقُ الأَرْضُ مَا سَارَتْ جَحَافِلهُ ... وَتَمْرضُ الشَّمْسُ مَا ثَارَتْ قَبَاطِلُهُ إِذَا رَمَى بَلدٌ مِنْهُ بِجَائِحَةٍ ... خَرَّتْ أَعالِيْهِ وَارْتَجَّتْ جَحَافِلُهُ حَتَّى تُؤَدِّي الحُصُوْنُ الشّمُّ سَاكِنُهَا ... خَوْفًا وَتَسْلَمُ مَنْ فِيْهَا مَعَاقِلُهُ بَذَلْتَ مَا جَادَتِ البيْضُ الرِّقَاقُ بهِ ... فَأَنْتَ سَالِبُهُ قَسرًا وَبَاذِلُهُ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 4132 - أَمْطَرْتَهُمْ عَزَمَاتٍ لَوْ رَميْتَ بِهَا ... يَوْمَ الكَرِيْهَةِ رُكْنَ الدَّهْرِ لَانْهَدَمَا بَعْدهُ: إِذَا هُمْ نَكَصُوا كَانَتْ لَهُمْ عُقَلًا ... وَإِنْ هُمُ جَمَحُوا كَانَتْ لَهُمْ لُجُمَا ¬
المُتُنَبِّيّ: [من الكامل] 4133 - أَمْطِرْ عَلَيَّ سَحَابَ جُوْدِكَ ثَرَّةً ... وانْظُر إِلَيَّ بِرَحْمَةٍ لا أَغْرَقُ أَبْيَاتُ أَبِي الطَّيِّبِ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي الغَزَلِ: مَا لَاحَ بَرْقٌ أَو تَرَنَّمَ طَائِرٌ ... إِلا انْثَنَيْتَ ولي فُؤَادٌ شَيِّقُ وَعَذَلْتُ أَهْلَ العِشْقِ حَتى ذُقْتُهُ ... فعَجِبْتُ كَيْفَ يَمُوْتُ مَنْ لَا يَعْشَقُ وَعَذَرْتَهُمْ وَعَرِفْتُ ذَنْبِي أَنَّنِي ... عَيَّرْتهُمْ فَلَقَيْتُ فِيْهِ مَا لَقُوا وَلَقَدْ بَكَيْتُ عَلَى الشَّبَابِ وَلِمَّتِي ... مُسْوَدَّة وَلِمَاءِ وَجْهِي رَوْنَقُ حذْرًا عَلَيْهِ قَبْلَ لَوْمِ فُرَاقِهِ ... حَتَّى لَكدْتُ بِمَاءِ جَفْنِي أَغْرَقُ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: يَا ذَا الَّذِي يَهِبُ الجزِيْلَ وَعِنْدَهُ ... أَنَّى عَلَيْهِ بِأخْذِهِ أتَصَدَّقُ أمْطِرْ عَلَيَّ سحَابِ جُوْدِكَ ثَرَّةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَعَجِبْتُ مِنْ أَرْضٍ سَحَابَ أَكُفّهِمْ ... مِنْ فَوْقِهَا وَصُخُوْرهَا لا تُوْرِقُ وَتَفُوْحُ مِنْ طِيْبِ الثّنَاءِ رَوَائِحٌ ... لَهُمُ بِكُلِّ مَكَانَةٍ تُسْتَنْشَقُ مِسْكِيَّةُ النَّفَحَاتِ إِلَّا أَنَّها ... وَحْشِيَّةٌ بِسِوَاهُمُ لا تَعْبَقُ أَمُرِيْدَ مِثْلَ مُحَمَّدٍ فِي عَصْرِنَا ... لَا تُبْلِنَا بِطِلَاب مَا لَا يُلْحَقُ لَمْ يَخْلُقِ الرَّحِمَنُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ ... أَحَدًا وَظَنِّي أَنَّهُ لَا يَخْلُقُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيّ: [من الطويل] 4134 - أَمِطْ عَنْكَ ذِكْرَ اللَّهْوِ فَالعَبْشُ بلغَةٌ ... وَكُلّ بقاءٍ لَا يَدُوْمُ فَنَاءُ مَكْتُوْب مَعَ إخْوَانِهِ ببَاب: أَرَى الهِمَمَ العَلْيَاءَ. البَيْتُ [من المنسرح] 4135 - أَمْكُثُ طُوْلَ الزَّمَانِ ثُمَّ إِذَا ... جِئْتُكَ فِي حَاجَةٍ تَقُوْلُ غَدَا ¬
ابن أَبِي البَغْلِ: [من مجزوء الرمل] 4136 - أَمَلٌ حَلَّ مَحَلَّ النَّجْمِ ... فِي بُعْدِ المَكَانِ بَعْدهُ: فَدَنَا حَتَّى إِذَا ... صارَ بِلَمْس وَعَيَانِ اسْتَرَدَّتْهُ يَدُ الدَّهْرِ ... فَعُدْنَا فِي الأَمَانِ كَانَ أَبُو الحُسَيْنِ بن أَبِي البَغلِ قَدْ شَارفَ أَنْ يَتَقَلَّدَ الوِزَارَةَ لِلْمُقْتَدِر باللَّهِ ثَمَّ قُلِّدَتْ غَيْرهُ فَقَالَ: أمَلٌ. الأَبْيَاتُ الثَّلَاثَةُ. * * * ومثله لمطيع بن إياس الكناني (¬1): واهًا لشخصٍ رجوتُ نائلهُ ... حتى انثنى لي بودّهِ صَلِفا لانت حواشيهِ لي فأطمعني ... حتى إذا قلت نلتهُ انصرفا ابن شَمْسُ الخلَافَةِ: [من الخفيف] 4137 - أَمَلٌ مُبْصِرٌ وَحَظٌ ضَرِيرٌ ... وَلِسَانٌ عَضْبٌ وُرِزْقٌ كَهَامُ السَّيَدُ الرَّضِيُّ: [من الكامل] 4138 - أَمَل يَشِفُّ اليَأْسُ مِنْ أَرْجَائِهِ ... وَغِنًى يَلُوْحُ وَرَاءَهُ الإمْلَاقُ [من الخفيف] 4139 - أَمَلِي قَاتِلِي وَلَوْ كَانَ عُمْرِي ... أَلفَ عَامٍ لَابُدَّ أَنْ يَتَقَضَّى [من البسيط] 4140 - إِمَّا أَبُوكَ فَأَنْدَى العَالَمِيْنَ يَدًا ... وَكانَ عَمُّكَ مَعْنٌ سَيِّدَ العَرَبِ ¬
بعده: . . . عبدان. . . ... وليس النبعُ. . . بِ عاديت مالك تغريه وتنهيه ... . . . البيضاء والذهب . . . لبسنا ونضا. . . ... . . . . . . . . بِ وأنتمُ بناة أُوْليتمُ. . . . ... . . . . .. . . . بِ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بن شبْلٍ البَغْدَادِيّ: إِمَّا أَبَيتُ عَلَى الباغي يُجَاذِبُنِي ... فَمَارِنُ الفَحْلِ أنَّاءٌ عَلَى الرَّسَنِ أَسْعَى وَبَدْرُكَ قَوْمٌ مَا سَعَيْتُ لَهُ ... هُبِلْتَ يا دَهْرُ تَرْعَاهُمْ وَتهْمِلُنِي وَرُبَّ يَوْمٍ تَجرُّ المَجْدُ صعْدتَهُ ... بأنملي وَعُيُوْنُ القَوْمِ تَرْمِقُنِي إِذَا اسْتَهَلَّتْ عَلَى أَبْطَالِهِ دِيَمِي ... هُنَاكَ يَعْرِفُنِي مَنْ كَانَ يُنْكِرُنِي أَهْوَى المَعَالِي وَالأَسْمَاكُ منْهِجُةٌ ... وَأَنْشَقُ العِزُّ مِنْ حتفِي فَيُنْعِشُنِي وَلَا أُقِيْمُ عَلَى حَالٍ أذلُّ بِهَا ... إِنَّ الذَّلِيْلَ غَرِيْبٌ وَهوَ فِي الوَطَنِ الحَارثُ بن كَلْدَةَ الثقفيّ: [من الكامل] 4141 - أَمَّا إِذَا اسْتَغْنَيْتُمُ فَعَدُوُّكُمْ ... وَصدِيْقكُم فِي النَّائِبَاتِ وَصَاحِبُ بَيْهَسٌ الضَّبِّيُّ: [من الكامل] 4142 - أَمَّا إِذَا لَقِيَ العَدُوَّ فَثَعْلَبٌ ... وَعَلَى الأَقارِبِ شِبْهُ لَيْثٍ ضَيغَمِ جَرِيْرٌ: [من الكامل] 4143 - إِنَّ الحَبِيْبَ فَلَا أَمَلُّ حَدِيْثَهُ ... وَحَدِيْثُ مَنْ أَبْغَضْتُهُ مَمْلُوْلُ ¬
بَعْدهُ: وَيَرَى المحِبُّ عَلَى الحَبيْبِ مَلَاحَةً ... وَالطَّرْفُ مِنْ دُوْنِ البَغِيْضِ كَلِيْلُ الفَضْلُ بن عَبْدِ الصمَدِ مَوْلَى رَقاش: [من الكامل] 4144 - أَمَّا الخِيَامُ فَإِنَّهَا كَخِيَامِهِمْ ... وَأَرَى نِسَاءَ الحَيِّ غَيْر نِسَائِهَا أَبْيَاتُ أَبِي الفَضْلِ بن عَبْدِ الصَّمُدِ: قِفْ بالمَطِيِّ وَنَادِ فِي صَحْرَائِهَا ... فَعَسَى يُجِبْكَ الحَيُّ عَنْ أَبْنَائِهَا لَا وَالَّذِي حَجَّتْ قُرَيْشٌ بَيْتهُ ... مُسْتقْبِلِيْنَ الرُّكْنَ مِنْ بَطْحَائِهَا مَا أَبْصَرَتْ عَيْنِي خِيَامَ قَبِيْلَةٍ ... إِلَّا ذَكَرْتُ أَحِبَّتِي بِفِنَائِهَا أَمَّا الخِيَامُ فَإِنَّهَا كَخِيَامِهِمْ. البَيْتُ قِيْلَ: دَخَلَ الشَّلَبِيُّ رَحَمَهُ اللَّهُ بَعْضَ زَوَايَا الصوْفِيَّةِ فَوَجَدَ المُرقَعَاتِ وَالسَّجَّادَاتِ مَفْرُوْشَةً فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَأَنْشَدَ: أَمَّا الخِيَامُ فَإِنَّهَا كَخِيَامِهِمْ. البَيْتُ أَنْشَدَ أَحْمَد بن أَبِي طَاهِرٍ: [من مجزوء الكامل] 4145 - أَمَّا الدِّيَارُ فَمُخْبِرَاتٌ ... أَنَّهُمْ ظَعَنُوا قَرِيْبَا بَعْدهُ: لَمْ يَعْفُهَا مَطَرٌ وَلَمْ ... تَسفِ الرِّيَاحُ بِهَا كَثِيْبَا شَاهَدْتُ آثَارَ الحَبِيْبِ ... بِهَا تُذَكَّرُنَا الحَبِيْبَا وَطَى النِّعَال واثر مُفْتَرِش ... وَمغتسلًا رَطيبًا المُوَفَّقُ بن أَبِي الحَدِيْدِ: [من الكامل] 4146 - أَمَّا الذَّكِيُّ فَحَظُّهُ كَخَيَالِهِ ... مُتَقَلْقِلٌ مُتَغَيِّرٌ لَا يُمْلَكُ بَعْدهُ: ¬
وَسَعَادَةُ البُلَهَاءِ مِثْلُ طِبَاعِهِمْ ... بَلْهَاءُ لَا تَمْشِي وَلَا تَتَحَرَّكُ هُوَ أَبُو المَعَالِي القاسم بن أَبِي الحَدِيْدِ المَدَائِنِيّ كَاتِبُ الأَنْشاءِ بِبَغْدَادَ فِي أَيَّامِ المُسْتَعْصمِ باللَّه رَحَمَهُ اللَّهَ تَعَالَى. الأَخْطَلُ: [من البسيط] 4147 - أَمَّا الرِّجَالُ فَجُعْلَانٌ وَنُسْوَتُهُم ... مِثْلُ القَنَافِذِ لَا حُسْن وَلَا طِيْبُ مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ: [من الكامل] 4148 - أَمَّا الطَّعَامُ فَكُلْ لِنَفْسِكَ مَا اشْتَهَتْ ... وَاجْعَلْ لِبَاسِكَ مَا اشْتَهَاهُ النَّاسُ قَبْلهُ: إِنَّ العُيُوْنَ رَمَتْكَ فَإِذَا فَاجَأتَهَا ... وَعَليْكَ مِنْ شُهْرِ الثِّيَابِ. . . أَمَّا الطَّعَامُ فَكُلْ لِنَفْسِكَ. البَيْتُ وَالمَثَلُ قَوْلُ أَبِي عَمْرُو بن العَلَاءِ وَقَدْ نَظَرَ إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِه وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ مشهرة فَقَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ كُلْ مَا تَشْتَهِي وَالبسَ مَا يَشْتَهِي النَّاسُ. الفَرَزْدَق: [من البسيط] 4149 - أَمَّا العَدُوُّ فَإِنَّا لَا نَلِيْنُ لَهُ ... حتى يَلِيْنَ لِضِرْسِ المَاضِغِ الحَجَرُ قَالَ لبطةُ بن الفَرَزْدَق جَاءَ خَالِدُ بن عَبْدِ اللَّهِ إِلَى الشَّامِ وَخَلَّفَ أَخَاهُ أَسَدًا عَلَى العرَاقِ فَقَلْتُ لأَبِي قَدْ كَبِرَتْ سنّكَ وَقَعَدْتَ عَنِ الرّحْلَةِ وَالوَفَادَةِ وَهَذَا اليَمَانِيّ شَدِيْدُ العَصَبيَّةِ مُغْرَمٌ بِحُبِّ قَوْمِهِ فَإِنْ أتيْتَهُ فَاسْتَنْشَدَكَ فَانْشِده مِمَّا قلْت فِي اليَمَنِ فِي آلِ المُهَلَّبِ وَغَيْرِهِمْ فَلَمْ يرْجِعْ إِلَيَّ جَوَابًا وَأتيْنَا بَابَ أَسَدٍ وَاسْتُؤْذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَرَفَعَهُ ثَمَّ قَالَ أَنْشدنَا يا أبَا فِراسٍ مَا أَحْبَبْتَ فَقَالَ: يَخْتَلِفُ النَّاس مَا لَمْ نَجْتَمعْ لَهُم ... ولا خِلَافَ إِذَا مَا اسْتَجْمَعت مُضَرُ ¬
مِنَّا الكَوَاهِل وَالأَعْنَاق تعدمُها ... وَالرَّأْسُ مِنَّا وفيه السَّمْعُ وَالبَصَرُ ولا تُخَالِفُ إِلَّا اللَّهَ مِنْ أَحَدٍ ... غَيْرِ السُّيُوْف إِذَا مَا اغْرَوْرَقَ النَّظَرُ وَمَنْ يَمِلْ يَمِلِ المَأثُوْر ذَرْوَتَهُ ... حَيْثُ الْتَقَى مَنْ جَفَا مَنْ فِي رَأسِهِ الشّعْرُ أَمَا العَدُوّ فَإِنَّا لا نَلِيْنَ لَهُ. البَيْتُ فَاسْوَدَّ وَجْهُ أَسَدٍ وَقَالَ: انْصرِفْ أبا فِراسٍ: فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا الَّذِي أَوْصَيْتُكَ. فَقَالَ: اسْكُتْ فَمَا كُنْتُ قَطُّ أكْبَرَ فِي صَدْرِهِ مِنِّي اليَوْمَ. [من الكامل] 4150 - أَمَّا الفِرَاقُ فَقَدْ صَلَيْتُ بِحَرِّهِ ... فَمَتَى يَعُوْدُ سُرُوْرُنَا بِتَلَاقي الأُبَيْردُ الرِّيَاحِيُّ: [من الكامل] 4151 - أَمَّا القُبُوْرُ فَإِنَّهُنَّ أَوَانِسٌ ... بِجِوَارِ قَبْرِكَ وَالدِّيَارُ قُبُوْرُ أَبْيَاتُ الأُبَيْرَدِ الرِّيَاحِيّ وَيُرْوَى لِتَيْمِي فِي مَنْصوْرِ بن زِيادٍ: أَمَّا القُبُوْرُ فَإِنَّهُنَّ أَوَانِسٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: عَمَّت فقر مصابة ... النَّاسُ أحورُ يُثْنَى عَليْكَ لِسَانُ مَنْ ... توله بِالثَّنَاءِ جَدِيْرُ رَدَّتْ صَنَائِعهُ إِلَيْهِ حَيَاتَهُ ... فَكَأَنَّهُ مِنْ نشرِهَا مَنْشُورُ وَالنَّاسُ مَأتمهم عَلَيْهِ وَاحِدٌ ... فِي كُل دَارٍ رنّةٌ وَزَفِيْرُ عَجَبًا لأَرْبَعِ أذْرُعٍ فِي خَمْسَةٍ ... فِي جَوْفِهَا جَبَلٌ أشَمُّ كَبِيْرُ [من البسيط] 4152 - أَمَّا اللِّسَانُ فَمَطْلِيٌّ بِهِ عَسَلٌ ... وَفِي الضَّمِيْرِ زَنَابِيْرٌ وَحَيَّاتُ بَعْدهُ: يُعْطِيْكَ بِالقَوْلِ مِمَّا لَيسَ يَفْعلُهُ ... وَدُوْنَ ذَلِكَ تَأخِيْرٌ وَعِلَّاتُ ¬
[من البسيط] 4153 - أَمَّا اللِّقَاءُ فَشَيْء لَسْتُ آمُلُهُ ... فَمَا يَضُرُّكَ لَوْ ناجَيْتَ بِالكُتبِ مِسْعَرُ بن كِدَامٍ: [من الكامل] 4154 - أَمَّا المُزَاحَةُ وَالمِرَاءُ فَدَعْهُمَا ... خُلُقَانِ لَا أَرْضَاهُمَا لِصَدِيْقِ قَالَهُ لابْنِهِ كَدَامٍ يُوْصِيْه: إِنِّي مَنَحْتكَ يَا كَدَام نَصِيْحَتِي ... فَاسْمَعْ لِقَوْلِ أَبٍ عَليْكَ شَفيْقِ أَمَّا المُزَاحَةُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنِّي بَلَوْتهُمَا فلم أَحْمِدْهُمَا ... لِمُجَاوِرٍ جَارًا وَلَا لِرَفيْقِ [من البسيط] 4155 - أَمَّا المَشيْبُ يُدَاوِي الخطرُ شَائِعَهُ ... فَكَيْفَ لِي بِدَوَاءٍ يُذْهِبُ الصَّلَعَا [من البسيط] 4156 - أَمَّا الوَفَاءُ فَشَيْءٌ وقَدْ سَمِعْتُ بِهِ ... وَمَا رَأَيْتُ لَهُ عَيْنًا وَلَا أثرَا بَعْدهُ: فَمَا أُطَالِبُ فِي الدُّنْيَا بهِ أَحَدًا ... وَلَا أَلُوْمُ أَخَا غَدْرٍ إِذَا غَدَرَا وَمَنْ تَوَهَّمَ فِي الدُّنْيَا أخَا ثِقَةٍ ... فَإِنَّهُ بَشَرٌ لَا يَعْرِفُ البَشَرَا مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من الكامل] 4157 - أَمَّا الهِجَاءُ فَدَقَّ عِرضُكَ دُوْنَهُ ... وَالمَدْحُ عَنْك كمَا عَلِمْتَ جَلِيْلُ قِيْلَ: خَرَجَ دِعْبَلُ إِلَى خُرَاسَانَ لَمَّا بَلَغَهُ حَظْوة مُسْلِم بن الوَليْدِ عِنْدَ الحَسَنِ بن سَهْلٍ وَعَادَ إِلَى مَرْوَ وَكَتَبَ إِلَى الفَضْلِ بن سَهْلٍ: ¬
لَا تَعْبَأَنَّ بِابنِ الوَلِيْدِ فَإِنَّهُ ... يَرْمِيْكَ بَعْدَ ثَلَاثَةٍ بمَلَالِ إِنَّ المَلُوْلَ وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ ... كَانَتْ مُوَدَّتهُ كَفَيءِ ظِلَالِ فَدَفَعَ الفَضْلُ الرُّقْعَةَ إِلَى مُسْلِم بن الوَلِيْدِ وَقَالَ لَهُ انْظُرْ إِلَى رقْعَةِ دِعْبَلٍ فِيْكَ فَلَمَّا قَرَأهَا قَالَ هَلْ عَرفْتَ لَقب دِعْبَلٍ وَهُوَ غُلَامٌ أَمْرَدُ يُفْسَقُ بهِ قَالَ: لا، فَقَالَ لَقَبُهُ مَيَّاسٌ ثَمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ: مياس. . . أَنْتَ مِنَ الوَرَى ... لَا أَنْتَ مَعْلُوْمٌ ولا مَجْهُوْلُ أَمَّا الهجَاءُ فدق عِرْضكَ دُوْنَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَاذْهَبْ فَأَنْتَ طَلِيْقُ عِرْضكَ إِنَّهُ ... عِرْضٌ عَزَزْتَ بِهِ وَأَنْتَ ذَلِيْلُ . . . بِهِ فَقَالَ: هَذِهِ الأَبْيَات فِي الحَكَمِ بن قَنْبَرٍ، وَكَانَ مُسْلِمٌ بن الوَليْدِ مِنْ مَوَالِي الأَنْصَارِ وَهُوَ شَاعِرٌ مُتَقَدِّمٌ مِنْ شُعَرَاءِ الدَّوْلَةِ العبَّاسِيَّةِ وَهُوَ أَوَّل مَنْ قَالَ البَدِيْع. [من الكامل] 4158 - أَمَّا الهِجَاءُ فَمِنْهُ شَيْبِي زَاجِرٌ ... وَالمَدْحُ قَلَّ لِقِلَّةِ الأَحْرَارِ ابْنُ هَرْمَةَ: [من الكامل] 4159 - إِمَّا تَرَيْنِي شَاحِبًا مُتَبَذِّلًا ... فَالسَّيْفُ يَخْلَقُ غِمْدُهُ فَيَضِيْعُ بَعْدهُ: وَلربَّ لذَّة لَيْلَةٍ قَدْ بتُّهَا ... وَحَلَالهَا بِحَرَامِهَا مَدْفُوْعُ * * * وَمِنْ بَابِ (إِمَّا ت) قَوْلُ (¬1): إِمَّا تَرَانِي وَأَثْوَابُي مُقَاربَةٌ ... لَيْسَتْ بِخَزٍّ ولا مِنْ حُرِّ كِتَّانِ ¬
فَإِنَّ فِي المَجْدِ هِمَّاتِي وَفِي لُغَتِي ... عُلْوِيَّة وَلِسَانِي غَيْرُ لَحَّانِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ دِيْك الجِنِّ (¬1): إِمَّا تَرَى طَمْرَيْنِ بَيْنَهُمَا ... رَجُل أَلَحَّ بِهَزْلهِ الجدُّ فَالسَّيْفُ يَقْطَعُ وَهُوَ ذُو صَدَأٍ ... وَالنَّصلُ يَفْرِي الهَامَ لا الغِمْدُ هَلْ تَنْفَعَنَّ السَّيْفَ حلْيتُهُ ... يَوْمَ الجَلَادِ إِذَا نَبَا الحَدُّ وَمِنْ بَابِ (إمَّا خ) قَوْلُ النَّمْر بن تَوْلَبٍ (¬2): أَمَّا خَلِيْلِي فَإِنِّي لَسْتَ أُعْجِلُهُ ... حَتَّى يُؤَامِرَ نَفْسَيْهِ كَمَا زَعَمَا نَفْسٌ لَهُ مِنْ نُفُوْسِ النَّاسِ صَالِحَةٌ ... تُعْطِي الجزِيْلَ وَأُخْرَى تُرْضِع الغنَمَا [من البسيط] 4160 - إمَّا ذُنَابَى فَلَا تَحْظَى بِمَنْزِلَةٍ ... أَو قِمَّة الرَّأسِ وَاحْذَرْ أَنْ تَرَى وَسَطَا وَنَحْنُ أُنَاسٌ لَا توَسُّطَ بَيْنَنَا ... لنَا الصدْرُ دُوْنَ العَالَمِيْنَ أَوِ القَبْرُ [من البسيط] 4161 - أَمَّا طِلَابُ المَعَالِي فَاسْتُهِيْنَ بِهِ ... وَأُكْرِمَتْ بَعْدَه الأَوْرَاقُ وَالذَّهَبُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ فِي وَزِيْرٍ: [من الكامل] 4162 - أَمَّا ظِهَارَتُهُ فَسُلْطَانِيَّةٌ ... وَلَهُ بطَانَةُ مُخْبِتٍ أَوَّاهِ وَلَهُ أيضًا: [من الكامل] 4163 - إِمَّا عَزَمْتَ عَلَى الرَّحِيْلِ فَلَا تَزَلْ ... لِلْمَكْرمَاتِ وَلِلْعُلا رَحَّالَا ¬
بَعْدهُ: جَعَلَ الإلَهُ لَكَ النَّجَاحَ مَطِيَّةً ... وَلِمَا طَلَبْتَ مِنَ الأُمُوْرِ عقَالَا حَتَّى تَنَالَ مِنَ الأُمُوْرِ بَعِيْدهَا ... وَقَرِيْنهَا وَتُحَقِّقُ الآمَالَا لَا كَانَ هَذَا العَهْدُ آخِرُ عَهْدِنَا ... بك وَلَا كَانَ الزِّيَالُ زَوَالَا يُضْرَبُ فِي الدُّعَاءِ لِلمُسَافِرِ. ابن أرَاكَةَ الوَالِبِيُّ: [من الكامل] 4164 - إِمَّا عَلَى كسْلَانَ وَانٍ نَازحٌ ... إِمَّا عَلَى ذِي حَاجَةٍ فَقَرِيْبُ قَالَ إِسْحَاقُ بن إبْرَاهِيْم المُوْصلِيّ قُلْتُ لِزَهْرَاءَ الأَعْرَابِيّةِ كَمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَنْزِلكِ فَقَالَتْ: إِمَّا عَلَى كَسْلَانَ. البَيْتُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من السريع] 4165 - إمَّا فتًى نَالَ العُلا فَاشْتَفَى ... أَو بَطَلٌّ ذَاقَ الرَّدَى فَاسْتَرَاحْ قَبْلهُ: وَخطَّةٍ يَضْحَكُ مِنْهَا الرَّدَى ... عَسْرَاءَ تَبْرِي القَوْمَ بَرْيَ القِدَاحِ صَبرْتُ نَفْسِي عِنْدَ أَهْوَالِهَا ... وقلن مِنْ هَبْوَتِهَا لَا بَرَاحِ إِمَّا فَتًى نَالَ العُلَى فَاشْتَفَى. البَيْتُ البُسْتِيُّ: [من السريع] 4166 - أَمَّا فَقَدْ فَارَقْتَنَا فَانتَقِل ... مِنْ مَلَكِ المَوْتِ إِلَى مَالِكِ قَبْلهُ: قَدْ قلتُ لَمَّا أَنْ قَضى نَحْبهُ ... لَا رَدَّكَ الرَّحْمَنُ مِنْ هَالِكِ أَمَّا فَقَدْ فَارَقَتْنَا فَانتقِل. البَيْتُ ¬
القُطَامِيُّ: [من البسيط] 4167 - أَمَّا قَرَيْشٍ فَلَنْ تَلْقَاهُمُ أَبَدًا ... إلا وَهَمْ خَيْرُ مَنْ يَحْفَى ويَنْتَعِلُ الأخطل: [من البسيط] 4168 - أَمَّا كُلَيبُ بن يَربوعٍ فَلَيْسَ لَهُمْ ... عِنْدَ التَفَاخُرِ إيْرَاد وَلَا صَدْرُ بَعْدهُ: مخلفُوْنَ وَيَقْضِي النَّاسُ أَمْرَهُمُ ... وَهُمْ بِغَيْبٍ وَفِي عَمْيَاءَ مَا شَعَرُوا الآكِلُوْنَ خَبِيْثَ الزَّادِ وَحْدهُمُ ... وَالسَّائِلُوْنَ بِظَهْرِ الغَيْبِ مَا [الخَبَرُ؟ ] أصْرَمُ بنُ حُمِيْدٍ: [من الكامل] 4169 - إمَّا مَضَيْتَ فَكالرَّبِيْعِ بِمَائِهِ ... يَعْفُو وتحسنُ بَعْدَهُ الآثارُ أَبْيَات أَصْرَمُ بن حميدٍ يَرْثِي مُحَمَّد بن حمِيْدٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَعْظِمْ بِفَقْدِكَ يا مُحَمَّدُ حَادِثًا ... لِلمُشْرِكِيْنَ بِيَوْمِهِ اسْتِبْشَارُ أَسْلَمْتَ نَفْسكَ صَابِرًا مُتَكَرِّمًا ... وَرَأَى الفرَارَ بَنُو أَبِيْكَ فَطَارُوا يَا خَيْرَ مَنْ وَطِيَ الحَصَا وَأَعَزَّ ... مَنْ تَحْتَ السّيُوْفِ أصَابَهُ المِقْدَارُ إِمَّا مَضَيْتَ فَكَالرَّبِيع بِمَائِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَسَفًا لِنَفْسِكَ وَالنُّجُوْم غَوَابِرٌ ... وَالأَرْضُ مُظْلِمَةٌ لَهَا اقْشِعْرَارُ قَدْ كَانَتِ الأَقْدَارُ تَرْهبُ جَانِبِي ... وَتَهَابَنِي لِمَكَانِكَ الأَقْدَارُ وَتَجلّ قَدْرَكَ أن تُذَللَ عِزَّتِي ... وَلِمِثْلِكَ الإِجْلَالُ وَالإِكْبَارُ فَاليَوْمَ عَبَّدَنِي الزَّمَانُ بِصَرْفِهِ ... إِنَّ الزَّمَانَ مُلَوَّنٌ حَتَّارُ فَلأَبْكِيَنَّكَ مَا حَيِيْتُ بِعَبْرَةٍ ... جَزَعًا وَمَا طَرَدَ الظَّلَامُ نَهَارُ ¬
[من الكامل] 4170 - أَمَّا ودَادكَ فِي القُلُوْبِ فَرَاسِخٌ ... لكنَّمَا بَيْنَ اللِّقَاءِ فَرَاسِخُ حصن بن. . .: [من البسيط] 4171 - إِمَّا هَلَلْتُ فَإِنِّي قَدْ بَنِيْتُ لَكُمْ ... مَجْدَ الحَيَاة بِمَا قَدَّمْتُ قُدَّامِي السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الكامل] 4172 - إِمَّا يقالُ سعى فَأَحْرزَهَا ... أوَ أَنْ يُقَالَ مَضَى فَلَمْ يَعُدِ وَيُرْوَى هَذَا البَيْتُ لِبَعْضِ بَنِي أَسَدٍ وَقَبلَهُ: إِنِّي وَمَا قَصَدَ الحَجِيْجُ عَلَى ... بزلٍ وَمَا يَقْطَعْنَ مِنْ جَدَدِ لَا كُنْتُ بِالرَّاضِي بمَنْقصَةٍ ... أَبَدًا وَإِلَّا لَسْتُ مِنْ أَسَدِ لأَقْلَعَنَّ العِيْسَ دَامِيَةَ الأَ ... حْقَافِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدِ إِمَّا يُقَالُ سَعَى فَأحْرزُهَا. البَيْتُ فَأَمَّا قَصِيْدَةُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ فَقَدْ كُتِبَتْ بِبَابِ: أَخْطَأتُ فِي طَلَبِي. البَيْتُ * * * وَمِنْ بَابِ (أمّ) قَوْلُ ابن بَسَّام فِي عَلِيّ بن الجّهم يَهْجُوْهُ (¬1): أُمَّ عليٍّ لِمْ وَلَدْتِيْهِ ... مُضَمَّخًا بِالكِبْرِ وَالتِّيْهِ لَيْتَكِ إِذْ جِئْتِ بِهِ هَكَذَا ... أكَلتِهِ لَمَّا خَرِيْتِيْهِ مَكْتُوْبٌ عَلَى قَبْرٍ: [من البسيط] 4173 - أَمَّلْتَ أَكْثَرَ مِمَّا أَنْتَ مُدْرِكُهُ ... وَالعُمْرُ لابُدَّ أَنْ يَفْنَى وَإِنْ طَالَا القَاضِي الأَرَّجَانِيُّ: [من السريع] 4174 - أَملتُهُمْ ثَمَّ تَأَمَّلْتهُمْ ... فلاح لِي أَنْ لَيْسَ فِيْهِمْ فَلَاحْ ¬
قَبْلهُ: طَالَ مَقَامِي بِرِبَا فَارِسٍ ... مِنْ غَيْرِ نَفْعٍ فَالرَّوَاحُ الرَّوَاح مَا آفَةُ الإنْسَانِ إِلَّا المُنَى ... طُوْبَى لِمَنْ أَطْلَقَهَا وَاسْترَاح يَقُوْلُ مِنْهَا: يَفْدِيْكَ قَوْم حَاوَلُوا ضَلَّةً ... تَنَاوُلَ المَجْدِ بِأَيْدٍ شِحَاح مَعَاشِرٌ أَمْوَالُهُمْ فِي حِمًى ... وَعِرَضُهُمْ مِنْ لَوْمِهِمْ مُسْتَبَاح أَمّلتهُمْ ثَمَّ تَأَمَّلْتهُمْ. البَيْتُ [من الطويل] 4175 - من أَجْلِ أَعْرَابِيّةٍ حَلَّ أَهْلُهَا ... جَبُوْبَ المَلَا عَيْنَاكَ تَبْتَدِرَانِ [من الكامل] 4176 - أَمِنَ السَّوِيَّةِ أَنْ إِذَا اسْتَغْنَيْتُمُ ... وَأَمِنْتُمُ فَأَنا البَعِيْدُ الأَجْنَبُ عَلِيّ بن الجهم يُخَاطِبُ المُتَوَكِّل: [من الكامل] 4177 - أمِنَ السَّوِيَّةِ يَا ابنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ ... خَصْمٌ تقَرِّبُهُ وَآخَرَ تُبْعِدُ فَرْوَة بن جُمْعَةَ: [من الكامل] 4178 - أَمِنَ القَضِيَّةِ أَنْ تُغِيْرَ عَلَيْهِمُ ... وَتَكُوْنَ فِي الهَيْجَاء أَوَّلَ نَافِرِ؟ وَمِثْلُهُ قَوْلُ عُمَارَةَ بن عَقِيْلٍ: فِي السَّوِيَةِ أَنْ تَجُرَّ عَلَيْهِمُ ... وَتَكُوْنَ يومَ الرَّوْعِ أَوَّلَ صَادرِ أَبُو ذؤَيْبٍ: [من الكامل] 4179 - أَمِنَ المَنُوْنِ وَرَيْبها تَتَوَجَّعُ ... وَالدَّهْر ليسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ ¬
قِيْلَ: كَانَ لأَبِي ذُؤَيْبٍ الهذْلِيّ عشْرُوْنَ ابنًا وَبِنْتًا فَزَوَّجَ البَنَاتُ مِنَ الأَكفاءِ وَزَوَّجَ الأَبْنَاءُ فَصَارَ فِي ثَلَاثٍ وَسِتِّيْنَ نَفْسًا مِنْ أبٍ وَاحِدٍ وَبِنْتٍ وسْطٍ، فَلَمَّا وَقَعَ الطّاعُوْن فِي أَيام خلَافَةِ عُثْمَانَ هَلِكُوا بِأَجْمَعِهِمْ فِي أَيَّامٍ مُتَقَارِبَةٍ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُم إِلَّا الشَّيْخُ أَبُو ذُؤَيْبٍ وَحْدَهُ وَكَانَ مُوْسِرًا كَثِيْرَ المَالِ فَقَالَ يَرْثيْهِمْ: أَمِنَ المَنُوْنِ وَرَيْبِهَا تَتَوَجَّعُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَالَتْ أُمَيْمَةُ مَا لِجِسْمَكَ شَاحِبًا ... مِنْذُ ابْتَلَيْتَ وَمِثْلُ مَالِكَ يَنْفَعُ فَأَجبْتُهَا مَا أَنْ أُصيْبَ بِمِحْنَتِي ... أَحَدٌ وَمِثْلُ مُصيْبَتِي لَا تُسْمَعُ أَوْدَى بُنَيَّ وَأَعْقَبُوا بِي حَسْرَةً ... حَتَّى المَمَاتَ وَحَسْرَتِي مَا تُقْلَعُ فَغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بِعَيْشٍ نَاضبٍ ... وَأخَالُ أَنِّي لَاحِقٌ مُتَتَبِّعُ وَلَقَدْ حَرصْتُ بِأَنْ أُدَافِعَ عَنْهُمُ ... فَإِذَا المَنِيّةُ أَقْبَلَتْ لَا تُدْفَعُ وَإِذَا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا ... أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيْمَةٍ لَا تَنْفَعُ وتجلّدي للشَّامتين أُرِيْهُمُ ... أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لَا أتَضَعْضَعُ قَالَ: فَكَانَ يَخْرُجُ وَقَدْ أدَّهَنَ وَاكْتَحَلَ وَتَطَيَّبَ وَلَبسَ الحَسَنَ. . . من عَسَائِرِهِ فَيُحَادِثُهُمْ كَأَنَّهُ لَمْ يُفْجَعُ بِأَحَدٍ. قَالَ: ثَمَّ. . . وسألَ الكهَنَةَ عَنْ مَوْتهِ وَحَيَاتِهِ، فَقَالُوا. . . أَسْكَنْتهُ الجبَالَ مَاتَ فَأسْكنهُ الرِّمَالَ فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ (¬1): يَقُوْلُوْنَ لِي لَوْ كَانَ بِالرَّمْلِ لَمْ يَمتْ ... تُشِيْبهُ وَالطُّرَّاقُ يَكْذِبُ قِيْلُهَا وَلَوْ أَنَّنِي أَوْدَعْتهُ لِلشَّمْسِ لَارْتَقَتْ ... إِلَيْهِ المَنَايَا عَيْنُهَا وَرَسُوْلُهَا يُقَالُ هَذِيْل أَشعَرُ قَبَائِلِ العَرَبِ وَأَبُو ذؤيب أَشعَرُ هذيلٍ وَأَمِيْرُ شعْره قَوْلهُ: أَمِنَ المَنُوْنِ وَرَيْبهَا تَتَوَجَّعُ. وَبَيْتُ القَصِيْدَةِ قَوْلهُ (¬2): والنفسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتهَا ... وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيْلٍ تَقْنَعُ قَالَ وأَحْسَنُ مَا فِي القَصِيْدَةِ قَوْلهُ: ¬
وتجلُّدِي للشَّامِتِيْنَ أُرِيْهُمُ ... أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لَا أتضَعْضَعُ وَبَعْدَهُ: وَإِذَا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارهَا ... أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيْمَةٍ لَا تَنْفَعُ قَالَ الحَاتِمِيِّ: سَأَلَ بِلَالُ بن أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أبْيَاتُ يكتفى بِأنْصَافِهَا وَعِنْدَهُ جَمَاعَة فَأَنْشَدَهُ أَبُو عَمْرُو بن العَلَاءِ لأَبِي ذُؤْيبَ: أَمِنَ المَنُوْنِ وَرَيْبهَا تَتَوَجَّعُ. وَسَكَتَ ثَمَّ قَالَ: وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتبٍ مَنْ يَجْزَعُ. وَأَنْشَدَهَ عِيْسَى بن عُمَرَ للنَّمْرِ بن تَوْلَبٍ: يَوَدُّ الفَتَى طُوْل السَّلَامَةِ وَالبَقَاءِ. وَسَكَتَ ثَمَّ قَالَ: فَكَيْفَ تَرَى طُوْلَ السَّلَامَةِ تَفْعَلُ. وَأَنْشَدَهُ ابن أَبِي اسحاق النَّحَوِيّ لِحَمِيْدِ بن ثَوْرٍ: أَرَى بَصَرِي قَدْ رَابَنِي بَعْدَ صِحَّةٍ. وَسَكَتَ ثَمَّ قَالَ: وَحَسْبُكَ دَاءً أن تَصحَّ وَتَسْلَمَا. [من الطويل] 4180 - أَمِنَ بَعْدِ أَنْ أَفْنَيْتُ سَبْعِيْنَ حِجَّةً ... وَلَمْ تُؤنِسُوا رُشْدِي أُنَهْنَهُ بِالزَّجْرِ ابن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 4181 - أَمِنَ بَعْدِ أَنْ وَفَّيْتُ خَمْسِيْنَ حِجّةً ... أُعَرفُ فَرْقًا بَيْنَ حَقٍّ وَبَاطِلِ ¬
أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 4182 - أَمِنَ بَعْدِ بَذْلِ النَّفْسِ فِيْمَا تُرِيْدُهُ ... أُثَابُ بِمُرِّ العَتْبِ حِيْنَ أُثَابُ بَاقِي الأَبْيَاتُ مَكْتُوْبَة بِبَابِ: كل. . . يَقُوْلُ مِنْهَا: فَلَيْتَكَ تَحْلُو وَالحَيَاةُ مَرِيْرَة ... وَلَيْتكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضابُ وَلَيْتَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنكَ عَامِرٌ ... وَبَيْنِي وَبَيْنَ العَالَمِيْنَ خَرَابُ إِذْ صَحَّ مِنْكَ الودُّ فَالكلُّ هَيِّنٌ ... وَكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابِ تُرَابُ * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي سَعِيْدٍ الرُّسْتُمِيُّ (¬1): قبيح بِذِي الشَّيْبِ أَنْ يَطْرَبَا ... وَمَا لِلْمَشِيْبِ وَمَا لِلصِّبَى أمِنْ بَعْدِ خَمْسِيْنَ ضَاعَتْ سُدُى ... وَأَوْدَى بِهَا اللَّهْو أَيْدِي سَبَا تَشِيْمُ بُرُوْقُ الدُّجَى دَائِبًا ... وَقَدْ شَامَتَ العَارِضَ الأَشْيَبَا وَاقْبِحْ بِذِي عَارِضِ الشَّيْبِ ... إِذَا قَابَلَ العَارِضُ الأَشْنَبَا وَأهْلَكَ وَاللَّيْلَ بَادِرْ بِهِ ... فَقَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَا يُقَال: ثَلَاثة كُلٌّ مِنْهَا يَقْتَضِي تَجَنُّبِ الصِّبَى الشَّيْبُ وَالتَّحَصُّنُ بِالتَّرْوِيْحِ وَالحَجِّ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الحَرَامِ. [من الوافر] 4183 - أَمِنَ بَيْتِ الكِلَاب طَلَبْتَ عَظْمًا ... لقَدْ حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بِالمُحَالِ ¬
وَمِنْ بَابِ (ام ن ت) (¬1): أَمِنْتَ عَلَى السّرِّ أَمْرًا غَيْرَ حَازِمٍ ... وَلَكِنَّهُ فِي النُّصْحِ غَيْر مُرِيْبِ أَذَاعَ بِهِ فِي النَّاسِ حَتَّى كَأَنَّهُ ... بِعَلْيَاء نَار أُوْقِدَتْ بِثُقُوْبِ وَكُنْتَ مَتَى لَمْ تَرْعَ سرّكَ تَنْتَشِرْ ... قَوَارِعُهُ مِنْ مُخْطِىٍ وَمُصيْبِ وَمِنْ بَابِ (ام ن م ا) قَوْلُ حَزَنِ بن كَهْفِ بن أَبِي حَارِثَة المَازِنِيّ: أمِنْ مَال جَارِي جِئْتَ تَحْتَرِشُ الغِنَى ... وَتَدْفَعُ عَنْكَ الفَقْرَ يا ابن مُحَلَّمِ لقدْ أتيتَ الأَمْرَ مِنْ غَيْرِ وَجْهِهِ ... وَأَخْطَأتَ جَهْلًا وَجْهةَ المُتَنَعِّمِ المُرَقِشُ الأَصْغُرُ: [من الطويل] 4184 - أَمِنَ حُلُمٍ أَصْبَحْتَ تَنْكُثُ وَاجِمًا ... وَقَدْ تَعْتَرِي الأَحْلَامُ مَنْ كَانَ نَائِمَا [من البسيط] 4185 - أَمِنْ شُرُوْطِ العُلا أَنْ يَسْتَمِرَّ عَلَى ... عُقُوْبَة العَبْدِ مَوْلًى وَهْوَ مُقْتَدِرُ بَعْدهُ: وَيَبْطِشُ المَلِكُ الجبَّارُ مُنْتَقِمًا ... مِنْ عَاجِزٍ مَالَهُ حَوْل فَيَنْتَصرُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 4186 - أَمِنْ ضِيقِ مَثْوَى المَرْءِ فِي بَطْنِ أَمِّهِ ... إِلَى ضِيْقِ مَثْوَاهُ مِنَ القَبْرِ يسْلَم بَعْدهُ: وَلَمْ يَلْقَ بَيْنَ الضِّيْقِ وَالضِّيْقِ فُسْحَةً ... إِلَى ذَاكَ إِنَّ اللَّهَ بِالعَبْدِ أَرْحَمُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من المتقارب] 4187 - أَمَنْعًا إِذَا جِئْتكُمْ أَسْتَعِيْرُ ... فَكَيْفَ إِذَا جِئْتُ أَسْتَوْهِبُ ¬
بَعْدهُ: وَمِثْلِي إِذَا كَانَ فِي مَعْشرٍ ... فَلِلْعزِّ عِنْدَهُمُ مَنْكَبُ يُقَرَّبُ مُثْلِي إِذَا مَا نَأَى ... وَيُكَرَّمُ مِثْلِي إِذَا يَقْرُبُ عَتَبْتُكَ لِلودِّ لَا لِلْقَلَى ... وَوَاصِلْ صَدِيْقَكَ مَا يَعْتَبُ جَحْظَةُ البَرْمَكِيُّ: [من المتقارب] 4188 - أَمِنِّي تَخَافُ انْتِشَارَ الحَدِيْثِ ... وَحَظِّي فِي سَتْرِهِ أَوْفَر بَعْدهُ: وَلَوْ لَمْ أَصُنْهُ لَبقْيَا عَليْكَ ... نَظَرْتُ لِنُفْسِي كَمَا تَنْظُرُ * * * البَيْتَان اللَّذانِ لِجَحْظَةَ هُمَا (¬1): رضَاكَ رضَايَ الَّذِي أوثرُ ... وَسرّكَ سِرِّي فَمَا أُظْهِرُ أمِنِّي تَخَاف انْتِشَار الحَدِيْثِ. البَيْتُ وَقَالَ العَبَّاسُ بن الأحْنَفِ مُجِيْرًا وَمُضَمِّنًا وَمُخْتَرِعًا: تَعَتَّبُ تَطْلِبُ مَا اسْتَحَقَّ بِهِ ... الهَجْرَ مِنْكَ ولا تَقْدَرُ وَمَاذَا يضِيْرُكَ مِنْ شِهْرَتِي ... إِذَا كَانَ سِرُّكَ لَا يُشْهَرُ أمِنِّي تَخَاف انْتِشَار الحَدِيْثِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَوْ لَمْ أَصُنْهُ لبقيا عَلَيْكَ ... نَظَرْتُ لِنَفْسِي كَمَا تَنْظُرُ وَقِيْلَ هَذَا كلّهُ لِجَحْظَةَ. ¬
وَسُئِلَ المُتَنَبِّيّ أَنْ يُجِيْزَ بَيْتُ جَحْظَةَ هَذَا فَقَالَ (¬1): كَفَتْكَ المُرُوْءةُ وَمَا تَتَّقِي ... وَآمنكَ الودُّ مَا تَحْذَرُ وَسَرَّكمْ فِي الحَشَا مَيّتٌ ... إِذَا نشُرَ السِّرُّ لَا يُنْشَرُ وَإِفْشَاءُ مَا أَنَا مُسْتَوْدَعٌ ... مِنَ الغَدْرِ وَالحُرّ لَا يَعْذِرُ إِذَا مَا قَدِرْت عَلَى نُطْقِهِ ... فَإِنِّي عَلَى تدركِهَا أَقْدَرُ أمِنِّي تَخَاف انْتِشَار الحَدِيْثِ. البَيْتُ [من البسيط] 4189 - أَمْوَالُنَا لِذَوِي المِيْرَاثِ نَجْمَعُهَا ... وَدُوْرُنَا لِخَرَابِ الدُّوْرِ نَبْنِيْهَا ويرويان للعباس بن الأحنف. بَعْدهُ: وَالنَّفْسُ تكلفُ بِالدُّنْيَا وَقَدْ عَلِمَتْ ... أَنَّ السَّلَامَةَ مِنْهَا تَرْكُ مَا فِيْهَا فَلَا الإِقَامَةُ تُنْجِي النَّفْسَ مِنْ تَلَفٍ ... وَلَا الفِرَارَ من الأحْدَاثِ يُنْجِيْهَا [من المنسرح] 4190 - أَمُوْتُ ضُرًّا وَلَا أَرَى مَلِكًا ... يَرْقُصُ فِي جِلْدِ أَنْفِهِ الصَّلَفُ قَبْلهُ: يَا قَلْبُ لَا تَنْزُ فَالغِنَى عَرَض ... وَاللَّهُ مِنْ كُلِّ فَائِتٍ خَلَفُ أَمُوْتُ ضرًّا وَلَا أَرَى مَلِكًا. البَيْتُ أَبُو فراس: [من الطويل] 4191 - أَمُوْتُ وَلَا تَدْرِي وَأَنْتَ قَتَلْتَنِي ... وَلَوْ كُنْتَ تَدْرِي كُنْتَ لَا شَكَّ تَرْحَمُ ¬
بَعْدهُ: أَهَابَكَ أَنْ أشْكُو إِلَيْك صَبَابَةً ... فَلَا أَنَا أُبْدِيْهَا وَلَا أَنْتَ تَعْلَمُ لساني وقلبي يكتمان هواكم ... ولكنَّ دمعي بالهوى يتكلَّمُ ولم لم يبحْ دمعي بمكنون حبّكم ... تكلّم جسمي بالنّحول يترجمُ [من الطويل] 4192 - أَمُوْتُ وَيَبْقَى كلّ شَيْءٍ كَتَبْتُهُ ... فَيَالَيْتَ مَنْ يَقْرَأ كِتَابِي دَعَا لِيَا هذا لسانُ الحال فادع لكاتبه بالرحمة والمغفرة مع الرضوان. بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ يَرْحَمُكَ اللَّهُ. القُطَامِيُّ: [من الوافر] 4193 - أُمُوْرٌ لَوْ تَدَبرَهَا حَلِيْمٌ ... إِذًا لنَهَى وَهَيَّبَ مَا اسْتَطَاعَا أَبْيَاتُ القطَامِيّ: كَذَاكَ وَمَا رَأيْتَ النَّاسَ إِلَّا ... إِلَى مَا ضَرَّ غَاوِيْهمْ شِرَاعَا تَرَاهُمْ يَغْمِزوْنَ مِنَ اسْتَرَكُّوا ... وَيَجْتَنِبُوْنَ مِنْ صدْقِ المِصَاعَا يَقُوْلُ مِنْهَا: تَعَلَّمْ أَنَّ بَعْدَ الغيّ رشْدًا ... وَإِنَّ لِهَذِهِ الغُبْرِ انْقِشَاعَا قَوْلهُ: (وَخَيْرُ الأَمْرِ مَا اسْتَقْبَلْتَ فِيْهِ) مَعْنَاهُ خَيْرُ الأَمْرِ مَا تَدَبَّرْتَ أَوّلهُ فَعَرَفْتَ إِلَى مَاذَا تَؤُوْلُ عَاقِبَتُهُ وَشَرّهُ مَا تُرِكَ النّظّرُ فِي أَوَّلِهِ وَيَتبعُ أَوَاخِرُهُ. وَقَوْلهُ صَدَقَ المَصَاعَا: المُمَاصَعَةُ المجَالَدَةُ بِالسُّيُوْفِ. اسْتَرَكُوا اسْتضعَفُوا وَالرَّكِيْكُ الضَّعِيْفُ يُقَالُ مَطَرٌ رَكٌّ أَي ضَعِيْفٌ. وَالغُبَرُ جَمْعُ غُبْرَةٍ وَهِيَ القَتَمَةُ يُرِيْدُ مَا أَطَلَّ مِنَ الأُمُوْرِ الشِّدَادِ المُظْلِمَةِ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي وَصْفِ الإبْلِ أَو البَقَرِ: فَلَمَّا إِنْ جَرَى مَنٌّ عَلَيْهَا ... كَمَا بطنت بِالفَدْنِ التِّياعَا ¬
الفَدْنُ القَصْرُ وَالسِّيَاعُ الطِّيْنُ فَأَرَادَ كَمَا بَطنَتِ الفَدَن بِالسِّيَاعِ أَي طيبتَهُ بِهِ يَقُوْلُ كَمَا أَنَّ الطِّيْنَ يَسْتِرُ عَوْرَات القَصْرِ إِذَا طَيَّنتهُ بِهِ فَكَذَلِكَ السمَنُ يُسْترُ عَوْرَاتِ الهُزالِ. هُدْبَةُ بنُ خَشْرَمَ: [من الطويل] 4194 - أُمُوْرٌ وَأَلْوَانٌ وَحَالٌ تَنَقَّلْتْ ... بِنَا وَزَمَان عرْفُهُ قَدْ تَنَكَّرَا بَعْدهُ: أُصِبْنَا بِمَا أَنَّ سَلْمَى أَصَابَهُ ... تَسَهَّلَ مِنْ أَرْكَانِهِ مَا تَوَعَّرَا [من الوافر] 4195 - أُمُوْر يَضْحَكُ السُّفَهَاءُ مِنْهَا ... وَيَبْكِي مِنْ عَوَاقِبِهَا اللَّبِيْبُ وَمِنْ بَابِ (أَمَوْلَايَ) قَوْلُ: أَمَوْلَايَ الوَزِيْرُ دُعَاءُ شَيْخٍ ... يَشِيْرُ عَليْكَ فَاسْمَعْ مِنْهُ وَاقْبَلْ هِيَ الدُّنْيَا وَقَدْ سَأَلُوْكَ مِنْهَا ... فعِدْهُمْ بِالَّذِي سَأَلُوْكَ وَافْعَلْ ولا تَبْخَلْ بِشَيْءٍ عَنْ قَلِيْلٍ ... سَوَاء مَنْ يَجُوْدُ بِهِ وَيَبْخَلْ وَمِنَ البَابِ أَيْضًا: أَمَوْلَايَ إِنِّي قَدْ قَصدْتُكَ رَاجِيًا ... لفَضْلِكَ لَمَّا أَعْوَزَتْنِي المَطَالِبُ فَحَاشَاكَ أَنْ يُلْفَى بِبَابِكَ سَائِلٌ ... يَعُوْدُ إِلَى أَوْطَانِهِ وَهُوَ خَائِبُ وَمِنَ البَابِ أَيْضًا: أمولاي مَا تَنْفَكُّ تُسدِي عَوَارِفًا ... إِلَى كلِّ أَخْنَى عَلَيْهِ زَمَانُهُ . . . صَنِيْعَةً وَأَنْت ... الَّذِي تُرجَى وَهَذَا أَوَانُهُ . . . . . . . جُوْدُه ... وَلَمْ يَخْل دَانٍ من نَدَاهُ وَشَاسِعُ . . . . . . . . . ذوو ... للحاج تَحْدُوْهُمْ إِلَيْكَ المَطَامِعُ ¬
ومن باب (أمولاي) قول عُتَيّ بن مالك يرثي (¬1): أمولايَ مَنْ لليعملات على الوجَى ... وأضياف ليل بيَّتوا لنزولِ أمولايَ ما للعيش بعدك لذة ... ولا لخليل. . . . . . . أمولايَ ما وجدي عليك بهيّنٍ ... ولا. . . . . . . . . . سأبكيكَ لا. . . . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الوافر] 4196 - أَمْ هَلْ لِمَنْ مَلأَ اليَدَيْنِ مِنَ العُلا ... ذَنْب إِذَا مَا كُنْتَ مِنْهَا مُمْلِقَا أَحْمَدُ بن نُعِيْمٍ: [من المنسرح] 4197 - أَمِيْرُنَا يَرْتَشِي وَحَاكِمُنَا ... يَلُوْطُ وَالرَّأسُ شَرُّ مَا رَاسِ [من الوافر] 4198 - أَمِيْرٌ يَأكُلُ الفَالُوْذَ فَرْدًا ... وَيُطْعِمُ ضَيْفَهُ خُبْزَ الشَّعِيْرِ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 4199 - أَمِيْلُ بِقَلْبِي عَنْك ثَمَ أرُدُّهُ ... وَأعْذِرُ نَفْسِي فِيْكَ ثُمَّ ألُوْمُهَا إبْرَاهِيْمُ الصُّوْليُّ: [من الوافر] 4200 - أَمِيْلُ مَعَ الذِّمَامِ عَلَى ابنِ عَمِّي ... وَأَقْضِي لِلصَّدِيْقِ عَلَى الشَّقِيْقِ ابْنُ الدُّمَيْنَةِ: [من الطويل] 4201 - أُمَيْمُ بِقَلْبِي مِنْ هَوَاكِ زَمَانَةٌ ... وَأَنْتِ لَهَا قَدْ تَعْلَمِيْنَ طَبِيْب ¬
أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ: [من الوافر] 4202 - أَمِيْن مُصْطَفَى لِلخَيْرِ يَدْعُو ... كَضَوْءِ البَدْرِ زَايَلُهُ الظَّلَامُ وَقَالَ أبو الطَّيِّبُ مُحَمَّد بن إسحاق بن يَحْيَى بن الأَعْرَابِيّ المَعْرُوْف بِالوَشَاءِ: أَخْبَرَني عبد بن عَمْرُو أَنَّ محمد بن عَبْدُ اللَّهِ بن. . . أَخْبَرَهُ عَنْ أَسْبَاطِ بن مُحَمَّد: حَدَّثنا أُسَامَةُ بن زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي رَبِيْعَةُ بن عَبْد الرَّحْمَنِ عَنْ أَنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ أَبُو الصِّدِّيْقِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِذَا نَظَرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلًا أَنْشَأَ يَقُوْلُ: أَمِيْنٌ مُصْطَفَى لِلخَيْرِ يَدْعُو. البَيْتُ أَنْشَدَ الجَّاحِظُ: [من الخفيف] 4203 - أَنا أَبْكِي خَوْفَ الفِرَاقِ لأَنِّي ... بِالَّذِي يَفْعَلُ الفِرَاقُ عَلِيْمُ أَبُو العَبَّاس الجَحْدَرِيُّ القَسْرِيّ: [من الوافر] 4204 - أَنا ابْنُ الحَرْبِ رَبَّتْنِي صَغِيْرًا ... إِلَى أَنْ شِبْتُ أَصْطَنِعُ الرِّجَالَا بَعْدهُ: فَلَمْ تَدَعِ الرِّمَاحُ لنَا عَدُوًّا ... وَلَا أَبْقَى لنَا الأَفْضَالُ مَالَا مُعَاوِيَةُ بن أَبِي سُفْيَانَ: [من الطويل] 4205 - أَنا ابْنُ الذُّرَى وَالصِّيْدِ أَنْمِي وَأَنْتَمِي ... إِلَى حَسَبٍ رَاسِي القَوَاعِدِ ثَاقِب قَالَ أَبُو عَلِيّ أحمد بن عُمَرَ بن رُسْتَةَ فِي كِتَابِ (الأعلَاق النَّفِيْسَةِ): لَمَّا طَفِئَتِ الحَرْبُ بِصِفِّيْنَ وهَدَأتْ، نَدِمَ قَوْم عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ مِنْ وُجُوْهِ أَهْلِ الكُوْفَةِ، مِنْهُمْ: شَبِثُ بن رَبْعِيٍّ اليَرْبُوْعِيّ وَحجَّارُ بن أبْجَر العُجْلِيُّ فِي رِجَالٍ مِنْهُمْ فَأَجْمَعُوا عَلَى ¬
القُدُوْمِ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَالاعْتِذَارِ إِلَيْهِ فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَيْهِ أَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: أَقِلْنَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ ذُنُوْبنَا ... فَإِنَّكَ قِدْمًا للذُّنُوْبِ مُقِيْلُ وَرَثْتَ أَبَا سفْيَانَ حِلْمًا وَسُؤْدَدًا ... وَمَجْدًا تَلِيْدًا وَالجلِيْلُ جَلِيْلُ فَمَا مَلَكٌ مَا بَيْنَ شَرْقٍ وَمَغْرِبٍ ... يُعَاشُ بِهِ إِلَّا لَدَيْكَ ذَلِيْلُ فَلَا نُحْرِ مَنْ مِنْكَ التَّجَاوُزَ إِنَّنَا ... إِلَى الحَقِّ مِنْ بَعْدِ الضَّلَالَةِ نَؤُوْلُ ثمَّ جَلَسَ فَقَامَ آخَرُ فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: ألَا أَيُّهَا المَلِكُ المُرَجَّا ... لِغُفْرَانِ الذُّنُوْبِ لِمَنْ جَنَاهَا ويا مَنْ بَيْتُهُ مِنْ عَبْدِ شمْسٍ ... وَإِنْ رغِمَ الأَعَادِي فِي ذُرَاهَا أَقِلْنَا إِذْ مَلَكْتَ فَقَدْ أَسَأْنَا ... إِسَاءةَ مَنْ تَجَنَّبَ مَا سوَاهَا ثَمَّ جَلَسَ فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: مُعَاوِيَ لَمَّا تَجَّلَتْ ... دَجُوجِيَّاتُ مُخْتَلَطِ الظَّلَامِ وَأَبْصَرْنا الهُدَى وَالحَقُّ صِرْنَا ... إِلَيْهِ عِنْدَ مُنْقَشَعِ الغَمَامِ فَوَجّهْنَا المَطِيَّ عَلَى وَجَاهَا ... إِلَيْكَ تَزِفُّ أرْقَالَ النَّعَامِ نُؤَمِّلُ عَفْوهُ عَنَّا وَنَرْجُو ... تَجَاوُزَ مَاجِدٍ مَلِك هُمَامِ فَإِنْ تَصْفَحْ فَمِنْكَ العَفْو قِدْمًا ... لِمُجْتَرِمِ الجنَايَاتِ العِظَامِ وَإِنْ بَالذَّنْبِ تَأخذُنَا فَإِنَّا ... ذَوُو ظلْمٍ وَإنَّكَ ذُو انْتِقَامِ فَعَفْوًا يا مُعَاوِيَ وَاصْطِنَاعًا ... أَدَامَ اللَّهُ مُلْكَكَ مِنْ إِمَامِ قَالَ فَجَثَا مُعَاوِيَةَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثَمَّ أَنْشَأ يَقُوْلُ: أَنَا ابْنُ الذُّرَى وَالصِّيْدِ أنمي وَأَنْتَمي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: نَمَتْنِي الذُّرَى مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ إِلَى العُلَى ... وَرُكِّبَ بيتي فِي فُرُوْعِ الذّوَائِبِ وَأَحْرَزْتُ غَايَاتِ الكِرَامِ مُبَرِّزًا ... وَفتُّ المَدَى مِنْ كُلِّ سَاعٍ وَطَالِبِ وَوَرَّثَنِي صخْر بن حَرْبٍ بِفَضْلِهِ ... مَوَارِيْثَ آبَائِي الكِرَامِ المَنَاقِبِ
وَرثْتُ الحجَى وَالحِلْمَ وَالجوْدَ عَنْهُمُ ... وَبَذْل للجلى وَالعَفْوَ عَنْ كُلِّ تَائِبِ لَعُمْرِي لَئِنْ ألْقَحْتُمُ الحَرْبَ مَرَّةً ... وَشَبَّ لظَاهَا مِنْكُم كُلَّ جَانِبِ لَقَدْ كُنْتُ فيها رَابِطَ الجأشِ صَارِمًا ... صَبُوْرًا عَلَى لأوَائِهَا وَاللَّوَازِبِ صَفَحْتُ لَكَمْ عَنْ كُلِّ ذَنْبٍ جَنَيْتُمُ ... فَأُوْبُوا بِهَا عَنِّي إِلَى كُلِّ غَائِبِ قَالَ ثَمَّ أَمَرَ لَهُمْ بِقَضَاءِ حَوَائِجَهُمْ وُحَوَائِجَ مَنْ وَرَائِهِمْ مِنْ قَوْمِهِمْ وَوَصَلَهُمْ بِصلَاتٍ سَنِيَّةٍ وَأَمْوَالٍ وَرَدَّهُمْ إِلَى أهَالِيْهِمْ مُكَرَّمِيْنَ مُنجَحينَ. أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الوافر] 4206 - أَنا ابْنُ الضَّارِبِيْنَ الهَامَ قُدْمًا ... إِذَا كرِهَ المُحَامُوْنَ الضِّرَابَا سُحَيْمُ بنُ وَثِيْلٍ الرِّيَاحِيُّ: [من الوافر] 4207 - أَنا ابْنُ الغُرِّ مِنْ سَلَفِي رياحٍ ... كَنَصْلِ السَّيْفِ وَضَّاحُ الجَّبِيْنِ حَدَثَنِي الأَصْمَعِيُّ قَال: أَتَى رَجُلٌ الأُبَيْرَدَ الرِّيَاحِيَّ وابنَ عَمِّهِ الأَحْوَصَ وَهُمَا مِنْ رَدْفِ المَلَوْكِ مِنْ بَنِي رِيَاحٍ يَطْلِبُ مِنْهُمَا قَطِرَانا لإبْلِهِ فَقَالَا لَهُ: إِنْ أنتَ أَبْلَغْتَ سُحَيْمُ بن وَثِيْلٍ هَذَا الشِّعرُ أَعْطَيْنَاكَ قطِرَانًا، قَالَ: قُوْلَا، فَقَالَا إذْهَبُ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ (¬1): فَإِنَّ بَدَاهَتِي وَجَرَاءُ حَوْل ... لَذُو شِقٍّ عَلَى الخَدَمِ الحَرُوْنِ قَالَ: فَلَمَّا أتاهُ وَأَنْشَدَهُ الشِعْرَ أَخَذَ عَصَاهُ وَانْحَدَرَ فِي الوَادِي يُقْبِلُ وَيُدْبِرُ وَيُهَمْهِمُ بِالشِّعْرِ ثَمَّ قَالَ: اذْهَبُ فَقُلْ لَهُمَا (¬2): فَإِنَّ عَدَالَتِي وَجِرَاءُ حَوْلٍ ... لَذُو شِقٍّ عَلَى الضَّرْعِ الظَّنُوْنِ أَنَا ابْنُ الغرِّ مِنْ سَلَفِي رِيَاحٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
أَنَا ابْنُ جَلَّا وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا ... مَتَى أَضعِ العَمَامَةَ تَعْرِفُوْنِي وَإِنَّ مَكَانَنَا مِنْ حِمْيَرِيٍّ ... مَكَانَ اللَّيْثِ مِنْ وَسَطُ العرينِ وَإِنَّ قَنَاتَنَا مِشْطٌ شَظَاهَا ... شَدِيْدٌ وَمْدُهَا عُنُقَ وَإِنِّي لَا يَعُوْدُ إِلَيَّ قَرْنِي ... غَدَاةَ الغَبِ بِذِي لَبَدٍ يَصدُّ الرّكْبُ عَنْهُ ... وَلَا. . . . . . وَمَاذَا يَدَّرِي الشُّعُرَاءُ مِنِّي ... وَقَدْ جَازْتُ حدّ الأربعينِ أَخُو الخَمْسميْنَ مُجْتَمِعًا أَشُدِّي ... وَنَجَّدَ بِي. . . سَأَحْيَا مَا حَيَيْتُ فَإِنَّ ... . . . . . . . . . . . . الأصمعي قال: . . . فقال: كلا هل إلى النزوع من سبيل. قال: نعم. المُتَنَبِّي: [من المتقارب] 4208 - أَنَا ابْنُ الفَيَافِي أَنَا ابْنُ القَوَافِي ... أَنَا ابْنُ السُّرُوْجِ أَنَا ابْنُ الرِّعَانِ كعبُ بن زُهَيْر بنُ أَبِي سُلْمَى: [من الطويل] 4209 - أَنَا ابْنُ الَّذِي قَدْ عَاشَ سَبْعِيْنَ حِجَّةً ... فَلَمْ يُخْزَ يَوْمًا في مَعَدٍّ وَلَمْ يُلَمِ [من الطويل] 4210 - أَنَا ابْنُ الَّذِينَ اسْتُرْضِعَ المَجْدُ فِيْهمُ ... وَسُمِّيَ فِيْهِمْ وَهُوَ كهْل وَيَافِعُ . . . البيت، وَبَعْدَهُ: سَمَا بِي أَوْسٌ في السَّمَاءِ وَحاتِمٌ ... وَزَيْدُ القَنَا وَالأثرمَانِ وَرَافِعُ وَكَانَ إِيَاسٌ مَا إِيَاسٌ وَعَارِقٌ ... وَحَارِثة أَو في الوَرَى وَالأَصَامِعُ نُجُوْمٌ طَوَالِع جِبَالٌ فَوَارِعٌ ... غيُوْثٌ هَوَامِعٌ سيُوْلٌ دَوَافِعُ مَضُوا وَكَانَ المَكْرُمَاتُ لَدَيْهُمُ ... لِكثْرَةِ مَا أوْصوا بِهنَّ شَرَائِعُ ¬
فَأَيُّ يَدٍ في المَجْدِ مُدَّتْ فَلَمْ تَكُنْ ... لَهَا رَاحَةٌ مِنْ جُوْدِهِمْ وَأَصَابِعُ هُمُ اسْتَوْدَعُوا المَعْرُوْفَ مَحْفُوْظَ مَالِنَا ... فَضَاعَ وَمَا ضاعَتْ لَدَيْنا الوَدَائِعُ بهَا ليْلُ لَوْ عَايَنْتَ فَيْضَ أَكُفَّهُمْ ... تَيَقَّنْتَ أَنَّ الرِّزْقَ في الأَرْضِ وَاسِعُ إِذَا خَفَقت بِالذلِ أَرْوَاحُ جُوْدِهِمْ ... حَدَاهَا النَّدَى وَاسْتَنْشَقَتْهَا المَطَامِعُ رِيَاحٌ كَرِيْحِ العَنْبَرِ المَحْضِ في النَّدَى ... وَلَكِنَّهَا يَوْمَ اللِّقَاءِ زَعَازعُ يَمُدُّوْنَ بِالبِيْضِ القَوَاطِعِ أَيْدِيًا ... فَهُنَّ سَوَاءٌ لا وَالسُّيُوفُ القَوَاطِعُ إِذَا مَا أَغَارُوا فَاحْتَووا مَالَ مَعشَرٍ ... أَغَارَتْ عَلَيْهِمْ فَاحْتَوَتْهَا الصَّنَائِعُ هُمُ قَوَّمُوا دَرْأ الشّامِ وَأَيْقَظُوا ... بِنَجْدٍ عُيُوْن الحَرْبِ وَهِيَ هَوَاجِعُ يَقُوْلُ مِنْهَا: كَشَفْتُ قِنَاعَ الشّعْرِ عَنْ حُرِّ وَجْهِهِ ... وَطَيَّرْتُهُ عَنْ وكْرِهِ فَهْوَ وَاقِعُ بِغرٍّ سَرَاهَا مَنْ يَرَاهَا بِسَمْعِهِ ... فَيَدْنُو إِلَيْهَا ذُو الحِجَى وَهُوَ شَاسِعُ يَوَدُّ ودَادًا أَنَّ أَعْضَاءَ جِسْمِهِ ... إِذَا أَنْشَدَتْ شَوْقًا إِلَيْهَا مَسَامِعُ * * * أَنَا ابْنُ الَّذِي اسْتَرْضَعَ المَجْدُ فِيْهم. البَيْتُ أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الطويل] 4211 - أَنَا ابْنُ الَّذِينَ اسْتُرْفِدُوا المَجْدَ وَالعُلا ... فَضَنُّوا وَجَادُوا بِالحَيَاةِ وَبِالوَفرِ بَعْدهُ: مَضَى عَرضُ الدُّنْيَا وَلَمْ يَمْضِ ذكْرهُمْ ... وَلَيْسَ عَلَى الأَيَّامِ أَبْقَى مِنَ الذِّكْرِ البَاقْلَانِيُّ: [من الطويل] 4212 - أَنَا ابْنُ الَّذِي لَا يَنْزِكُ الدَّهْر قِدْرُهُ ... وَإِنْ نَزَلَتْ يَوْمًا فَسَوفَ تَعُوْدُ بَعْدهُ: ¬
ترى النَّاسَ أَفْوَاجًا إِلَى بَابِ دَارِهِ ... فَمِنْهُمْ قِيَامٌ حَوْلَهَا وَقُعُوْدُ أَخَذَ العَسَسُ شَخْصًا بِاللَّيْلِ فقيل لَهُ مَنْ أَنْتَ؟ فَأَنْشدَ البَيْتَيْنِ، فَاعْتَقَدُوْهُ بَعْضَ أَوْلَادِ الأَكَابِرِ فَأَطْلَقُوْهُ فَلَمَّا سُئِلَ عَنْهُ مِنَ الغَدِ إِذْ هُوَ ابْنُ بَاقْلَانِيّ. * * * وَتُرْوَى حِكَايَةُ ابن البَاقْلَانِيّ عَلَى غَيْرِ مَا تَقَدَّمَ. يُرْوَى أَنَّهُ مَرَّ بالحَجَّاج غُلَامٌ نَظِيْفُ الثَّوْبِ حَسَنُ الهَيْئَةِ فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ يا غُلَامُ؟ فَقَالَ (¬1): أَنَا ابْنُ الَّذِي لَا تخمَدُ الدَّهْر نَارُهُ ... فَإِنْ خَمَدَتْ يَوْمًا فَسَوْفَ تَعُوْدُ تَرَى النَّاسَ أَفْوَاجًا إِلَى بَابِ دَارِهِ ... فَمِنْهُمْ قِيَامٌ حَوْلهَا وَقُعُوْدُ وَمَضى الغُلَامُ فَدَخَلَ ابْنُ القَرِيّةِ وَقَدْ تَلَقَّاهُ الغُلَامُ فَقَالَ الحَجَّاجُ لابنِ القَرِيَّةِ: مَرَّ بِي غُلَامٌ فَقَالَ لِي كَذَا وَكَذَا. قَالَ صدَقَ هُوَ ابْنُ بَاقْلَانِيٍّ. وَقِيْلَ: سَمَعَ أَسْمَاءُ ابنُ خَارِجَةَ الفَزَارِيُّ في بَعْضِ اللَّيَالِي جَارِيَةً تَنْدُبُ مَيتًا وَهِيَ تَقُوْلُ: أَلَا فَابْكِ عَلَى السَّيِّدِ ... لَمَّا يُنْس فَقَدْانُه وَلَمَّا يُطِلِ العَهْدُ ... وَلَمَّا تُبْلَ أَكْفَانُه عَظِيْمُ القَدْرِ وَالجفْـ ... ـنَةِ لَا تَخْمِدُ نِيْرَانُه فَقَالَ: قَدْ حَدَثَ في بَعْضِ أَشْرَافِنَا حَدَث أذْهَبْ يا غُلَامُ فَاكْشِفِ الخَبَرِ، فَلَمَّا سَأَلَ قِيْلَ هَذِهِ ابنةُ البَاقْلَانِي تَنْدُبُ أَبَاهَا. وَقيْلَ أَرِق الحَجَّاجُ ذاتَ لَيْلَةٍ فَإِذَا هُوَ بصَوْتِ نَادِبَةٍ تَنْدُبُ مَيْتًا وَهِيَ تَقُوْلُ (¬2): مَنْ لِلمَنَابِرِ وَالخَافِقَاتِ وَلِلْحَرْ ... بِ بَعْدَ ذهَابِ العَرَب وَمَنْ لِلدِّيَّاتِ وَجَمْع الشِّتَاتِ ... وَمَنْ يَكْشفُ الهَمَّ بَعْدَ الكَرَب فَقَالَ الحَجَّاجُ أوْشَكَ أَنْ يَكُوْنَ قَدْ مَاتَ شَرِيْفٌ مِنَ العَرَبِ أَو قَائِدٌ من قُوَّادِي ¬
اذْهَب يا غُلَامُ فَتَتَبَّعِ الصّوْتَ وَأْتِ بِالخَبَرِ فَذَهَبَ الغُلَامُ وَعَادَ فَإِذَا هُوَ وَرْدَانَ الحَائِكَ قَدْ مَاتَ وَأُخْتُهُ تَنْدُبُهُ. المُتَنَبِّي: [من المتقارب] 4213 - أَنَا ابْنُ اللِّقَاءِ أَنَا ابْنُ السَّخَاءِ ... أَنَا ابْنُ الضِّرَابِ أَنَا ابْنُ الطِّعَانِ قَبْلهُ: قُضاعَةُ تَعْلَمُ أَنِّي الفَتَى ... ادَّخَرتهُ لِصَرْفِ الزَّمَانِ سأل بعضُ التّنّوخيين المتنبيَّ هذا المعنى فقاله عن لسانهِ مفتخرًا. وَمَجْدِي يدلُّ بَنِي خِنْدَفٍ ... عَلَيّ أَنَّ كُلَّ كَرِيْمٍ يَماَنِ أَنَا ابْنُ اللقَاءِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَنَا ابْنُ الفَيَافِي أَنَا ابْنُ القَوَافِي ... أَنَا ابْنُ السُّرُوْجِ أَنَا ابْنُ الرِّعَانِ طَوِيلُ النِّجَادِ طَوِيلُ العِمَادِ ... طَوِيلُ القَنَاةِ طَوِيلُ اللِّسَانِ حَدِيْدُ اللِّحَاظِ حَدِيْدُ الحِفَاظِ ... حَدِيْدُ الحُسَامِ حَدِيْدُ الجنَانِ ذُو الرُّمَّةِ: [من الطويل] 4214 - أَنَا ابْنُ النَّبِيِّيْنَ الِكَرَامِ فَمَنْ دَعَا ... أَبًا غَيْرهُمْ لا بُدَّ أنْ سَوْفَ يُقْهَرُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ القَتَّالُ الكَلَّابِيُّ (¬1): وَأَنَا ابن الأَكْرَمِيْنَ بَنِي قُشَيْرٍ ... وَأَعْمَامِي الكِرَام بَنُو كِلَابِ نُعَرِّضُ لِلطِّعَانِ إِذَا الْتَقَينَا ... وُجُوْهًا لَا تُعَرَّضُ لِلسبَابِ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 4215 - أَنَا ابْنُ الأُلى إِمَّا دُعُوا يَوْمَ مَعْرَكِ ... أَمَدُّوا أَنابِيْبَ القَنَا بِالمَعَاصِمِ بَعْدهُ: ¬
إِذَا نَزلُوا بِالمَاحِلِ اسْتَنْبَتُوا الرّبَا ... وَكَانُوا نِتَاجًا لِلْبُطُوْنِ العَقَائِمِ قَرَوا في حِيَاضِ المَجْدِ وَاسْتَذْرَعُوا ... القَنَا إِلَى نَيْلِ أَعْنَاقِ المُلُوْكِ القَمَائِمِ وَمَا مِنْهُمُ إِلَّا امْرُؤٌ شَبَّ نَاشِئًا ... عَلَى مَطْي بَيْضَاءَ مِنْ آل هَاشِمِ فَتًى لَمْ تدركه الإمَاءُ وَلَمْ تَكُنْ ... أَعَارِيْبُهُ مَدْخُوْلَةً بِالأَعَاجِمِ إِذَا هم أَعْطَى نَفْسَهُ كُلَّ مَنِيّةٍ ... وَقَعْقَعَ أَبْوَابَ الأُمُوْرِ العَظَائِمِ وَمَا اتَّخَذُوا إِلَّا الرِّمَاحَ سُرَادِقًا ... وَلَا اسْتَنْوَرُوا إِلَّا بِضوْءِ اللهازِمِ وَمَا فِيْهِمْ مَنْ يُقَيِّمُ القَوْمَ أَمْرَهُ ... وَلَا ضَارِعٌ يَنْقَادُ طَوْعَ الخَزَائِمِ وَلَا وَاهِنٌ إِنْ عَضَّهُ الدَّهْرُ هَابَهُ ... وَأَلْقَى مقَالِيْدَ الذَّلِيْلِ المُسَالِمِ لنَا غَفَوَاتُ المَاءِ مِنْ كُلِّ مَنْهَلٍ ... مَوَارِدَ آسَادِ العَرِيْنِ الضَّرَاغِمِ سُحَيْمُ بن وَثِيْلٍ: [من الوافر] 4216 - أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاع الثَّنَايَا ... مَتَى أَضَعِ العِمَامَةَ تَعْرِفُوْنِي رَبِيْعٌ اليَهُوْدِيُّ: [من البسيط] 4217 - أَنَا ابْنُ عَمِّكَ إِنْ نَابَتْكَ نَائِبةٌ ... وَلَسْتُ مِنْك إِذَا مَا كَعْبُكَ اعْتَدَلًا سَعِيْدُ بن مُحَمَّد الكَاتِبِ: [من الوافر] 4218 - أَنَا ابنَ مَحَاسِنَيْ قَلَمٍ وَرُمْحٍ ... أَسُدُّ بَدِيهَةَ الرأْي السَّدِيدِ المتنبي: [من المنسرح] 4219 - أَنَا ابْنُ مَنْ بَعْضُهُ يَفُوْقُ أَبَا الـ ... ـبَاحِثِ وَالنَّجْلُ بَعْضُ مَن نَجَلَه فَخْرًا لِعَضْبٍ أَرُوْحُ مُشْتَمِلَه ... وَسَمْهَرِيّ أَرُوْحُ مُعْتَقَلَه وَلْيَهْجُرَ الفَخْرُ إِذْ غَدَوْتُ بِهِ ... مُرْتَدِيًا خَيْرَهُ وَمُنْتَعِله أَنَا الَّذِي بين الإلهُ بِهِ الأ ... قْدَارَ وَالمَرْءُ حَيْثُمَا جَعَلَهُ ¬
جَوْهَرَةٌ [تفرح] الشرافُ بِهَا ... وَغَصَّةٌ لا تسِيْغُهَا السّفَلَه [فَلَا مُبالٍ ولا مداجٍ ولا ... وَانٍ ولا عَاجزٍ] ولا تُكْله [ورُبّما أُشهدُ] الطَّعَامَ مَعِي ... مَنْ لا يسَاوِي الخِبْزَ الَّذِي أَكَلَه وَيُظْهِرُ الجهْلَ بِي وَأَعْرِفُهُ ... وَالدُّرُّ دُرٌّ بِرَغْمِ مَن جَهِلَه يَقُوْلُ في المَدْحِ مِنْهَا: فَوَاهِبٌّ وَالرِّمَاحُ مُشْجَرَةٌ ... وَطَاعِنٌ وَالهِبَاتُ متَّصلَه . . . من بلاد سَرَى ... وَكُلَّمَا خِيْفَ مَنْزِلٌ نَزَلَهُ وَكُلَّمَا جَاهَرَ العَدُوَّ ضُحًى ... أَمْكَنَ حَتَّى كَأَنَّهُ خَتَلَهْ قَدْ هَذَّبت فَهْمَهُ الفَقَاهَةُ لِي ... وَهَذَّبَت شِعْرِي الفَصَاحَةُ لَهْ فَصِرْتُ كَالسَّيْفِ حَامِدًا يَدَهُ ... مَا يَحْمَدُ السيفُ كُلّ مَنْ حَمَلَهْ [من المنسرح] 4220 - أنا ابْنُ مَنْ دَانَتْ الرّقَابُ لَهُ ... مَا بَيْنَ مَخْزُوْمهَا وَهَاشِمِهَا ثانية. . . . . . . . . . . هذا ابن حجاج. . . افخر ابن الباقلاني. . . أَنَا ابْنُ الَّذِي لَا تنزلُ الدَّهْرُ قدرُهُ. البَيْتَانِ المُتَقَدِّمَانِ. أَبُو عَلِيّ بن مُقْلَةَ الوَزِيرُ: [من الخفيف] 4221 - أَنَا أَحْسَنْتُ مَا اسْتَطَعْتُ بِجُهْدِي ... حِفْظَ أَرْوَاحِهِمْ فَمَا حَفظُوْنِي البُسْتيُّ: 4222 - أنا أَرضٌ وراحتيكَ سماءٌ ... والأيادي وَبْلٌ وسُكري نباتُ ¬
قَبْلهُ: لَا تَظِنَّنَّ بِي وَبرّكَ حَيٌّ ... إِنَّ شُكْرِي كَشُكْرِ غيري مَوَاتُ أَنَا أَرْضٌ وَرَاحَتَيْكَ سَمَاءٌ. البَيْتُ عَلِيّ بن الجَهمِ: [من الخفيف] 4223 - ألَا أَشْكَو إِلَيْكَ قَسْوَةَ قَلْبِي ... كيْفَ لَمْ يَنْفَطِر وَأَنْتَ عَلِيْلُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الكامل] 4224 - أَنَا أُكلَةُ المُغْتَابِ إِنْ لَمْ أَجْنِهَا ... شَعْوَاءَ يَحْضُرُهَا العُقَابُ الغَائِبُ بَعْدهُ: وَكَأَنَّمَا فِيْهَا الرِّمَاحُ أَرَاقِمٌ ... وَكَأَنَّمَا فِيْهَا القسِيُّ عَقَارِبُ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من الطويل] 4225 - أَنَا البَحْرُ في أذِيِّةِ مُتَلَاطِمٌ ... فَإِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يَسْبَح البَحْرَ فَاسْبَحِ مَكْتُوْبٌ عَلَى قَبْرٍ: [من البسيط] 4226 - أَنَا البَعِيْدُ القَرِيْبُ الدَّارِ مَنْظَرُهُ ... بَيْنَ الجَنَادِلِ وَالأَحْجَارِ مَرمُوْسُ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 4227 - أَنَا الجَارُ لا زَادِي بَطِيءٌ عَلَيْهُمُ ... وَلَا دُوْنَ مَالِي في الحَوَادِثِ بَابُ وَلَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 4228 - أَنَا الحَارِثُ المُخْتَارُ مِنْ نَسْلِ حَارِثٍ ... إِذَا لَمْ يَسُدْ في القَوْمِ إِلَّا الأَكَابِرُ ¬
نَاهِضٌ الكِلَابِيُّ: [من الوافر] 4229 - أَنَا الحَامِي لَهُمْ وَلِكُلِّ قومٍ ... أَخٌ حَامٍ إِذَا جَدَّ النِّضَاحُ [وله أيضًا: ] [من الوافر] 4230 - أَنَا الخَطَّارُ دُوْنَ بَنِي كِلَابٍ ... وَكعْبٍ إِنْ أُتِيْحَ لَهُمْ مُتَاحُ . . . قَالَ النوارُ طالقٌ إِنْ نقصه بن المراغةِ فأخبر جَرِيْرٌ بِذَلِكَ فَجَعَلَ يَتَمَرَّغُ في التُّرَابِ وَيَحْثوهُ عَلَى رَأسِهِ وَصدْرِهِ حَتَّى كَادَتْ الشَّمْسُ تَغْرُبُ ثَمَّ قَالَ أَنَا أَبُو حَرْزَةَ طَلَّقْتُ امْرَأةَ الفَاسِقِ الخَبِيْثِ ثَمَّ قَالَ (¬1): أَنَا الدَّهْرُ يُفْنِي المَوْتَ وَالدَّهْرُ خَالِدٌ ... فجِئْنِي بِمِثْلِ الدَّهْرِ شَيْئًا تُطَاوِلُه [من البسيط] 4231 - أَنَا الرَّبِيْعُ الَّذِي انْبَتَّ زَهْرَتَهُ ... فَكُنْ بِهِ لِلنَّسِيْمِ الرَّطْبِ مُنْتَشِقَا طَرَفَةُ: [من الطويل] 4232 - أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُوْنَهُ ... خَشَاشٌ كَرَأسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ الغَرِبُ الرَّجُلُ الخَفِيْفُ السَّرِيْعُ في مَشْيِهِ وَعَدْوِهِ، وَكَأَنَّهُ يَتَوَقَّدُ نَارًا، وَالخَشَاشُ اسْم لِلحَيَّةِ النَّضْنَاضِ الَّذِي يُخْرِجُ لِسَانهُ مُحَرِّكًا لَهُ يُوْعِدُ بِهِ شَبَّهَ نَفْسَهُ في ذَكَائِهِ وَيُرْوَى خَشَاشٌ بِالرَّفْعِ. السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الوافر] 4233 - أَنَا الرَّجُلُ الَّذِي عَلِمَتْ نِزَارٌ ... أَجَلُّ مَغَارِسًا وَأَعَزُّ نَجْلَا ¬
[من الوافر] 4234 - أَنَا الرَّجُلُ الَّذِي قد عِبْتُمُوْهُ ... أَفِيْهِ لِعَيَّابٍ مَعَابُ المَخْزُوْمِيُّ: [من الوافر] 4235 - أَنَا الرَّجُلُ الَّذِي كِلْتَا يَدَيْهِ ... يَمِيْنٌ في صُرُوْفِ الحَادِثَاتِ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 4236 - أَنَا الرَّجُلُ المَدْعُوُّ عَاشِقَ فَقْرِهِ ... إِذَا لَمْ تُسَاعِدنِي صُرُوُفُ زَمَانِي المُبْدِعُ: [من الوافر] 4237 - أَنَا السَّيْفُ الَّذِي قَدْ رَثَّ غِمْدِي ... فَلِمْ تَتَلَفَّتِيْنَ إِلَى لِبَاسي قَبْلهُ: تَعَالِي فَانْظُرِي كَيْفَ اقشعَرَّتْ ... جُلُوْدُ الأُسْدِ في الهَيْجَا لِبَأْسِي أَنَا السَّيْفُ الَّذِي قَدْ رَثَّ غِمْدِي. البَيْتُ اليَحْمُدِيُّ: [من الطويل] 4238 - أَنَا السَّيْفُ إِلَّا أَنَّ لِلسَّيْفِ نَبْوَةً ... وَمثْلِي لَا تَنْبُو عَليْكَ مَضَارِبُه قَبْلهُ: جَفَانِي الأميْرُ وَالمغِيْرَةُ قَدْ جَفَا ... وَأَضْحَى يَزِيْدُ لِي قَدْ ازْوَرَّ جَانِبُه وَكُلّهُمْ قَدْ نَالَ شِبْعًا لِبَطْنِهِ ... وَشبع الفَتَى لُؤْمُ إِذَا جَاعَ صَاحِبُه فَيَا عمّ مَهْلًا وَاتَّخِذْنِي لِنَبْوَةٍ ... تلمّ فَإِنَّ الدَّهْرَ جَمٌّ نَوَائِبُه أَنَا السَّيْفُ إِلَّا أَنَّ لِلسَّيْفِ نَبْوَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
مِنَ النَّاسِ مَنْ يُؤْتي الأَبَاعِدَ نَفْعَهُ ... وَيَشْقَى بِهِ حَتَّى المَمَاتِ أَقَارِبُهْ فَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَالبَعِيْدُ يَنَالهُ ... وَإِنْ كَان شَرًّا فَابْنُ عَمّكَ صَاحِبُهْ * * * كَانَ المُهَلَّبُ بن أَبِي صَفْرَةَ قَدِ اسْتَعْمَلَ يَزِيْدَ ابنُهُ عَلَى حَرْبِ خُرَاسَانَ وَاسْتَعْمَلَ المَغِيْرَةَ عَلَى خَرَاجِهَا وَلَمْ يول اليَحْمُدِيُّ بن المُغِيْرَةَ ابْنُ أَبِي صَفْرَةَ فَكَتَبَ لَهُ (¬1): إِقْرَ السَّلَامَ عَلَى المُهَلَّبِ وَقُلْ لَهُ ... إِنَّ المَقَامَ عَلَى الهَوَانِ بَلَاءُ أَصِلُ الغدُوِّ إِلَى الرَّوَاحِ وَإِنَّمَا ... إِذْنِي وَإِذْنُ الأَبْعَدِيْنَ سَوَاءُ أَجْفَى وأَدعَى مِنْ وَرَائِي جَالِسًا ... مَا بِالكَرَامَةِ وَالهَوَانِ خَفَاءُ قَالَ فَوَجَدَ عَلَيْهِ المُهَلَّبُ وَالْزَمَهُ بَيْتهُ فكَتَبَ إِلَيْهِ: جَفَانِي أَمِيْرُ. الأَبْيَاتُ. فَرضيَ عَنْهُ وعَزَلَ المَغِيْرَةَ وَوَلَّاه. مسلمُ بنُ الوليد: [من الوافر] 4239 - أَنَا الشَّمْسُ المُضِيْئَةُ حِيْنَ تَبْدُو ... وَلَكِنْ لَسْتُ أَغْرُبُ في مَغِيْبِ أَبْيَاتُ مُسْلِم بن الوَليْدِ في النَّسَبِ: وَقَدْ قَالَتْ لِبِيْضِ آنساتٍ ... يَصِدْنَ قُلُوْبَ شُبَّانٍ وَشِيْبِ أَنَا الشَّمْسُ المُضيْئَةُ حِيْنَ تَبْدُو. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَرَانِي اللَّهُ رَبِّي إِذْ يَرَانِي ... مُبَرَّأَةً سَلِمْتُ مِنَ العُيُوْبِ فَلَوْ كَلَّمْتُ إِنْسَانًا مَرِيْضًا ... لَمَا احْتَاجَ المَرِيْضُ إِلَى طَبِيْبِ وَأعقِدُ مِئْزَرِي عَقْدًا ضَعِيْفًا ... عَلَى دعصٍ رُكَامٍ مِنْ كثِيْبِ وجلدي لَوْ يَدُبُّ عَلَيْهِ ذَرٌّ ... لأَدْمَى الذَّرُّ جلدي بِالدَّبِيْبِ وَرِيْقِي مَاءُ غَادِيَةٍ وَشَهْدُ ... فَمِي أَشْهَى مِنَ الشَّهْدِ المَشُوْبِ فَقُلْنَ لَهَا صَدَقْتِ فَهَلْ عَطَفْتُمْ ... عَلَى رَجُلٍ يَهِيْمُ بِكُمْ كَئِيْبِ ¬
فَقَالَتْ قَدْ بَدَتْ مِنْكُمْ هَنَاتٌ ... وَقَدْ تَبْدُو الهَنَاتُ مِنَ المُرِيْبِ وصلناه فكلَّمنا "بسحرٍ" ... كَمَا فُتِنَ النَّصارَى بِالِصَّليْبِ غَفَرْتُ ذُنوبها وَصَفَحت عَنْها ... وَلَمْ تَغْفِرْ وَلَمْ تَصفَحْ ذنُوْبِي ألا ياليتني قاضٍ مطُاعٌ ... فأقضي لِلمُحِبِّ عَلَى الحَبِيْبِ [من الطويل] 4240 - أَنَا الشَّمْسُ إِنْ لَمْ تَسْتَبِنْ عَيْنُ نَاظِرٍ ... ضِيَائِي فَإِنَّ الذَّنْبَ لِلْعَيْنِ لَازِمُ [من البسيط] 4241 - أَنَا الشَّهدابُ الَّذِي يَحْمِيِّ ذمارَكُمْ ... لَا يخمَدُ الدَّهْرَ إِلَّا ضَوْءُهُ يقِدُ الصَّلْتَانُ العَبْدِيُّ وَقَدْ حُكِّمَ: [من الطويل] 4242 - أَنَا الصَّلْتَانِيُّ الَّذِي قَدْ عَلِمْتُمُ ... مَتَى مَا يُحَكَّمُ فَهُوَ بِالحَقِّ صَادِعُ أَبُو فِرَاسٍ: [من البسيط] 4243 - أَنَا الفتى إِنْ صبَا أو شَفَّهُ غَزَلٌ ... فَلِلْعَفافِ وِللتَّقْوَى مآزِرُهُ قَصِيْدَةُ أَبِي فِرَاسٍ أَوَّلُهَا: الحُبُّ آمِرُهُ وَالصَّوْنُ زَاجِرُهُ ... وَالصَّبْرُ أَوَّلُ مَا أَتَانِي وَآخِرُهُ أَنَا الفَتَى إِنْ صبَا أو شَفّهُ غَزَلٌ ... فَلِلعَفَافِ وَلِلتَّقْوَى مَآزِرُهُ وَأَشْرَفُ النَّاسِ أَهْلُ الحُبِّ مَنْزِلَةً ... وَأَشْرَفُ الحُبِّ مَا عَفَّتْ سَرَائِرُهُ مَا بَالُ لَيْلِي لا تَسْرِي كَوَاكِبُهُ ... وَطَيْفُ عمْرهِ لا يَعْتَادُ زَائِرُهُ إِنَّ الحَبِيْبَ الَّذِي هَامَ الفُؤَادُ بِهِ ... يَنَامُ عَنْ طُوْلِ لَيْلٍ أَنْتَ ساهِرُهُ مَا أَنْسَ لَا أَنْسَ يَوْمَ البَيْنِ مَوْقِفُنَا ... وَالشَّوْقُ يَنْهَى الهَوَى عَنِّي وَيَأمُرُهُ ¬
وَقَوْلهَا وَدُمُوْعُ العَيْنِ وَاكِفَةٌ ... هَذَا الفُرَاقُ الَّذِي كُنَّا نُحَاذِرُهُ وَأَنْتَ يَا رَاكِبًا يُرْجَي مَطِيَّتَهُ ... يَسْتَطْرِقُ الحَيَّ لَيْلًا أَو يُبَاكِرُهُ إِذَا وَصَلْتَ فَعَرِّضْ بِي وَقُلْ لَهُمُ ... هَلْ وَاعِدُ الوَعْدِ يَوْمَ البَيْنِ ذَاكِرُهُ وَرَاحِلٍ أَوْحَشَ الدُّنْيَا بِرِحْلَتِهِ ... وَإِنْ غَدَا مَعَهُ قَلْبي يُسَايِرُهُ هَلْ أَنْتَ مُبْلِغُهُ عَنِّي بِأَنَّ لَهُ ... وَدًّا تَمَكَّنَ مِنْ قَلبِي مُخَامِرُهُ وَإِنَّنِي مَنْ صَفَتْ فِيْهِ سَرَائِرُهُ ... وَصَحَّ بَاطِنُهُ فِيْهِ وظَاهِرُهُ وَمَا أَخُوْكَ الَّذِي يَدْنُو بِهِ نَسَبٌ ... لَكِنْ أَخُوْكَ الَّذِي تَصْفُو ضَمَائِرُهُ وَإِنَّنِي وَاحِلٌ مَنْ أَنْتَ وَاصِلُهُ ... وَإِنَّنِي هَاجِرٌ مَنْ أَنْتَ هَاجِرُهُ إِذَا تَحَطَّاءَ رَيْبُ الدَّهْر سَاحَتَهُ ... فَمَا نُبَالِي بِمَنْ دَارَتْ دَوَائِرُهُ وَافَى كِتَابُكَ مَطْوِيًّا عَلَى نُزَهٍ ... يحَارُ سَامِعهُ فيها وَنَاظِرُهُ فَالعَيْنُ تَرْتَعُ فِيْمَا خَطَّ كَاتِبُهُ ... وَالسَّمْعُ ينْعمُ فِيْمَا قَالَ شَاعِرُهُ أَيْنَ الخَلِيْلُ الَّذِي يُرْضِيْكَ بَاطِنُهُ ... عِنْدَ الخُطُوْبِ كَمَا يُرْضِيْكَ ظَاهِرُهُ أَنَا الَّذِي لَا يُصِيْبُ الدَّهْرُ غِرَّتَهُ ... ولا يَبيْتُ عَلَى خَوْفٍ يُحَاذِرُهُ يُمْسِي وَكُلُّ بِلَادٍ جَلَّهَا وَطَنٌ ... وَكُلَّ قَوْمٍ غَدَا فِيْهمْ عَشَائِرُهُ وَمَا تَمدُّ لَهُ الأَطْنَابُ في بَلَدٍ ... إِلَّا تَضَعْضَعَ بَادِيْهِ وَحَاضِرُهُ إِنِّي لأَرْعَى حِمَى الجبّارِ مُقْتَلِدًا ... وَأُوْرِدُ المَاءَ قَهْرًا وَهُوَ حَاضِرُهُ لِي التَّخَيُّر مُشْتَطًّا وَمُنْتَقِمًا ... وَلِلأَفَاضِلِ عِنْدِي مَا أُغَادِرُهُ يَقُوْلُ مِنْهَا: زَاكِ الأُصُوْلِ كَرِيْمُ النَّبْعَتَيْنِ ... وَمَنْ زَكَتْ أَوائِلُهُ طَابَتْ أَوَاخِرُهُ القَائِلُ الفَاعِلُ المَأْمُوْنُ نبوتُهُ ... وَالسَّيِّدُ اليدَ المُيْمُوْنُ طَائِرُهُ بَنَى لنَا العِزَّ مَرْفُوْعًا دَعَائِمُهُ ... وَشَيَّدَ المَجْدَ مُشْتَدًّا مَرَائِرهُ فَمَا فَضَائِلُنَا إِلَّا فَضائِلُهُ ... ولا مَفَاخِرُنَا إِلَّا مَفَاخِرُهُ بقيتَ مَا غَرَّدتْ ورقُ الحمَام ... وَمَا اسْتَهَلَّ من أنْفِ الوسميّ بَاكِرُهُ حَتَّى تَبْلُغَ أَقْصَى مَا تُؤَمِلهُ ... مِنَ الأمُوْرِ وَتَكْفَى مَا تُحَاذِرُهُ
[من الطويل] 4244 - أنا القَائِلُ الفَعَّالُ لَا أرْهَبُ الرَّدَى ... وَكَمْ قَائِلٍ خَوْفَ الرَّدَى غَيْرَ فَاعِلِ السّلَامِيُّ: [من الوافر] 4245 - أَنَا القَدَرُ المُتَاحُ فَلَا اصْطِبَارُ ... يَرُدُّ شَبَاهُ عَنْكَ وَلَا نِفَارُ بَعْدهُ: وَلَيْسَ مقدّمِي خُرْقًا وَلَكِنْ ... لِغَيْرِ الحَرْبِ يُدَّخَرُ الوَقَارُ الرَّافِقِيُّ في قَوْسٍ: [من الطويل] 4246 - أَنَا القَوْسُ قَبْلَ النَّزْعِ أَبْدُو كَأَنَّنِي ... هِلَالٌ وَعِنْدَ النَّزْعِ بَدْرُ تَمَام بَعْدهُ: مَتَى تُدْرِكُ الأَرْوَاحُ يَوْمَ كَرِيْهَةٍ ... إِذَا بَعُدَتْ عَنْ ذَابِلٍ وُحُسَامِ وَإِنْ رَدَّ عَنْ رُوْح حُسَامًا وَذَابِلًا ... دِلَاصٌ فَمَا يَسْتَطِيْعُ رَدَّ سِهَامِي كَأَنَّ سِهَامِي ذِكْرُ عَفْرَاءَ في الوَغَا ... وَكُلِّ رَمِيٍّ عُرْوَةَ بن حُزَامِ هُوَ أَبُو مَرْوَانُ الوَليْدُ بن إِسْمَاعِيْل بن صبرةَ الرَّافِقيُّ. القُلَاخُ: [من الرجز] 4247 - أَنَا القُلَاخُ بنُ جَنَابِ بنِ جَلَا ... أَبُو خَنَاثِيْرَ أَقُوْدُ الجَمَلَا المُتُنَبِّي: [من المنسرح] 4248 - أَنَا الَّذِي بَيَّنَ الإِلهُ بِهِ الأَقْـ ... ـدارَ وَالمَرْءُ حَيْثُمَا جَعَلَه عَلِيّ بن مُقَلّدِ بن مُنقِذٍ: [من البسيط] 4249 - أَنَا الَّذِي خَالِقُ الأَشْيَاءِ صَوَّرَنِي ... نَارًا مِنَ البَأسِ في بَحْرٍ مِنَ الجُوْدِ ¬
بَعْدهُ: عَلَى ثَوْبٌ تَلِيْنُ المُرْهِفَاتُ لَهُ ... مِنْ صِنْعَةِ الربّ. . . داودِ [من البسيط] 4250 - أَنَا الَّذِي عَمَرَ الدُّنْيَا لِيَسْكُنهَا ... فَأَخْرَبَتْ نَفْسَهُ الأَقْدَارُ وَالأَجَلُ [من البسيط] 4251 - أَنَا الَّذِي نَدَّ عَنْ أَيْدِي قَوَابِلِهِ ... إِلَى حُجُوْرِ بَنَاتِ الدَّهْرِ وَالنُّوَبِ . . . يوم. . . . . ... أو عضب يسبقك فودي كل معتضبِ كَيْمَا يُقَال كَرِيْمٌ دُوْنَ بغْيَتهِ ... لَاقَى الَرَّدَى أَو سَعِيْدٌ كَانَ بِالطَّلَبِ وَمَا يفتك فَلَا تهلك بِهِ أَسَفًا ... فَجَائِبٌ بذل المَجْهُوْدِ لَمْ يَخِبِ بِفِتْيَةٍ نُجُبٍ عَارِيْنَ مِنْ نَسَبٍ ... كَاسِيْنَ مِنْ حَسَبٍ خَالِيْنَ مِنْ أَدَبِ مُشَمِّرِيْنَ إِلَى الهَيْجَاءِ قَدْ جَعَلُوا ... إِلَى المَعَالِي إِلَى العَوَالِي أَوْكَدَ السَّبَبِ مِنْ كُلِّ أَرْوَعَ لَا يَرْتَاعُ في مَلأ ... بَلْ بِمَلَاء الرَّوْعَ مِنْ رَوْعٍ وَمِنْ رُغُبِ إِذَا رَأَى المَنَايَا فترَةً وَوَنًى ... نَادَى لَدَى الحَرْبِ وَالفُرْسَانُ في حَرَبِ يَا لِلكِفَاحِ وَلِلشَّرِّ الصُرَاحِ ... وَلِلصُّمِّ الرِّمَاحِ وَللصَّمْصامَةِ الذَّرِبِ صَمَم وَجَرَّدَ وسَدَّدَ وَأحْو وَاعْلُ ... عُلًى واغْرِمْ وَجِدَّ وَنَلْ وانْهَضْ لَهَا وثبِ وَسِرْ تسرّ وَاسئِدْ تَسْتَمِرَّ وَصِلْ ... وَاغْضبْ وَخُذْ مِنْ لِئَامِ الغُنْمِ لِلعَرَبِ كيما تَردُّ اللَّيَالِي عَنْ سَجِيَّتِهَا ... قَهْرًا وَتَجْمَع بَيْنَ الجدِّ وَالأَدَبِ وَهَلْ تَرُوْمُ مَرَامِي غَيْر ذي كَرَمٍ ... يَعُدُّ مَجْدًا كَمَجْدِي أَو أبٌ كأبِي المُتُنَبِّيُّ: [من البسيط] 4252 - أَنَا الَّذِي نَظَرَ الأَعْمَى إِلَى أَدَبِي ... وَأَسْمَعَتْ كَلِمَاتِي مَنْ بِهِ صَمَمُ بَعْدهُ: ¬
أَنَامُ مِلْءَ جُفُوْني عَنْ شَوَارِدِهَا ... وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرَّاهَا وَيَخْتَصِمُ الكُمِيْتُ بن مَعْرُوْفٍ الأَسَدِيُّ: [من البسيط] 4253 - أَنَا الَّذِي يَجِدُوْنِي في صُدُوْرِهِم ... لَا أَرْتَقِي صدْرًا مِنْهَا وَلَا أَرِدُ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَإِنْ يَحْسُدُونِي فَإِنِّي غَيْر لَائُمِهِمْ ... قَبْلِي مِنَ النَّاسِ أَهْلُ الفَضْلِ قَدْ حُسِدُوا فَدَام لِي وَبِهِمْ مَا بِي وَمَا بِهِمْ ... وَمَاتَ أكْثَرُنَا غَيْظًا بِمَا يَجِدُ لَا يُنْغِصُ اللَّه حُسَّادِي فإِنَّهُمُ ... أَسرُّ عِنْدِي مِنَ اللَّائِي لَهَا الوُدد نَاهِضٌّ الكلَابِيُ: [من الوافر] 4254 - أَنَا اللَّيْثُ الَّذِي لَا يَزْدَهِيْهِ ... عَوَاءُ العَاوِيَاتِ وَلَا النّبَاحُ صَاحِبُ البَصْرَةِ: [من الوافر] 4255 - أَنَا اللَّيْثُ إِلَّا إِنَّنِي غَيْرُ قَاطِنٍ ... أَبَاءَةَ غِيْلٍ وَالليُوثُ ضرُوْبُ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من الطويل] 4256 - أَنَا اللَّيْثُ يَحْمِي الأَرْضَ فأتِ زَئِيْرَهُ ... فَإِنْ كُنْتَ كَلبًا حَانَ حَيْنكَ فَانْبَحِ [من الطويل] 4257 - أَنَا المُذْنِبُ الخَطَّاءُ وَالعَفْوُ وَاسِعٌ ... وَلَوْ لَمْ يَكُنْ ذَنْبٌ لِمَا عُرِفَ العَفْوُ بَشَّارٌ: [من البسيط] 4258 - أَنَا المُرَعَّثُ لَا أَخْفَى عَلَى أَحَدٍ ... ذَرَتْ بي الشَّمْسُ لِلدَّانِي وَلِلنَّائِي ¬
السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 4259 - أَنَا المَرْءُ لَا عِرْضِي قَرِيْبٌ مِنَ العِدَا ... وَلَا فِيَّ لِلْبَاغِي عَلَيَّ مَقَالُ السَّلَامِيُّ: [من البسيط] 4260 - أَنَا المَشُوْقُ فَمَا لِلْخَيْلِ وَالإبْلِ ... تَحِنُّ قَبْلِي إِذَا مَرَّتْ عَلَى الطَّلَلِ محمد بن مروان: [من البسيط] 4261 - أَنَا المُؤَدَّبُ حَقًّا إِنَّمَا أَدَبِي ... ضَرْبُ الرِّقَابِ وَلَيْسَ السَّوْطُ مِنْ أَرَبِي مُسْلِمٌ بن الوَليْدِ: [من الطويل] 4262 - أَنَا النَّارُ في أحْجَارِهَا مُسْتكِنَّةٌ ... فَإِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يَقدَحُ النَّارَ فَاقْدَحِ بَعْدهُ: أَنَا البَحْرُ في أذِيّة مُتَلَاطِمٌ ... فَإِنْ كانْتُ مِمَّنْ يَسْبَحُ البَحْرَ فَاسْبَحِ أَنَا اللَّيْثُ وابنُ اللَّيْث في حَوْمَةِ الوَغَى ... فَإِنْ كُنْتُ مِمَّنْ يَهْرشُ اللَّيْثَ فَانْبَحِ * * * حَدَّثَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ قَالَ حَجَبْتُ المُعْتَصم عَنِ المَأمُوْن يَوْمًا وَقَدْ كَانَ جَاءَ في وَقْتِ القَائِلَةِ في جَمَاعَةٍ مِنْ غِلْمَانِهِ لِيَدْخُلَ إِلَيْهِ فَقَلْتُ لَيْسَ هَذَا وَقْتُ السَّلَامِ في مِثْلِ هذِهِ الجمَاعَةِ فَقَالَ المُعْتصمُ يَجُوْزُ لَكَ يا ابن طَاهِرٍ أَنْ تَرْكَبَ في أَرْبَعَمِائَةِ غُلَامٍ ولا يَجُوْزُ أَنْ أَرْكَبَ في مِثْلِ هَذِهِ الجمَاعَةِ فَقَلْتُ لَهُ أَنَا إِن كانْت أَرْكَبُ في أَرْبَعَمِائَةِ غُلَامٍ لَا أَطْمَعُ فِيْمَا تَطْمَعُ أَنْتَ فِيْهِ مَعَ رُكُوْبكَ في أَرْبَعِ نَفرٍ فَانْصَرَفَ المُعْتَصِمُ وَاجِدًا وَبلغَ الخَبَرُ المَأْمُوْن فلم يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَى أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ وَتَغَيَّرَ المُعْتَصِمُ عَلَى ابن طَاهِرٍ فَكَانَتِ المَوْجِدَةُ تَنْمُو بَيْنَهُمَا. وَكتَبَ المُعْتَصِمُ يَوْمًا إِلَى ابن طَاهِرٍ: مَنّتْكَ ¬
نَفْسُكَ يابن الأَعْوَرِ الأَبَاطِيْلَ حَتَّى تَوَهَّمْتَ أَنَّ هَذِهِ الدَّوْلَةَ لا تَتِمُّ إِلَّا بِكَ وَأَنَّها لَمْ تَكْمَلْ إِلَّا بِأبيْكَ فَهَيْهَاتَ وَاللَّهِ لَوْلَا أنكَ مِنَ الطَّيْرِ عُصْفُوْرًا لَا تَمْلأُ يَدِي لأَمَرْتُ لِسَاسٍ يَأتِي بِرَأسِكَ فَأَرْبعَ عَلَى ظَلْعِكَ وَاعْرِفْ قَدْرَ نَفْسِكَ ولا تُجَاوِزْ حَدّكَ وَالسَّلَامُ. فَأَجَابَهُ ابْنُ طَاهِرٍ في ظَهْرِ رقْعَتِهِ: لَعُمْرَ أَبِي إِسْحَاقَ مَا قَالَ مُنْكرًا وَإِنِّي عَلَى صدْقِ الَّذِي قَالَ شَاكِرُهُ فَإِنَّ عِتَاقَ الطَّيْرِ تصْطَادُ قدرهَا وَلَسْتُ مِنَ الطَّيْرِ الَّذِي أَنْتَ صائِدُهُ قَدْ عَرِفْتُ مَا ضَمَّنْتَ كِتَابكَ مَا سَمَا بِي قَدَرِي وَهِمَّتِي وَالسَّيْفُ الَّذِي ضرَبَ بهِ أَبِي عِنْقَ أَخِيْكَ ففي عُنُقِي بعْدَ أنتظر مَتَى تَنْحَرِفُ بِوَجْهِكَ فَأضربُ بِهِ عُنُقكَ ثَمَّ قَالَ (¬1): أَنَا النَّارُ فِي أَحْجَارِهَا مستَكِنّةٌ ... فَإِنْ كُنْتَ مَنْ تَقْدَح النَّارَ فَاقْدَحِ أَنَا البَحْرُ في أذية مُتَلَاطِمٌ ... فَإِنْ كُنْتَ ممن يَسْبَحُ البَحْرَ فَاسْبَحِ أَنَا اللَّيْثُ يَحْمِي الأَرْضَ فَأتِ زئيْرَهُ ... فَإِنْ كُنْتَ كَلْبًا حَانَ حَيْنكَ فَانْبحِ ثمَّ وَجَّهَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ الرّقْعَةَ إِلَى المَأمُوْنِ فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهَا اسْتَدْعَى المُعْتَصِمَ وَدَفَعَ إِلَيْهِ الرّقْعَةَ فَقَرَأهَا فَقَالَ يا أَبَا إِسْحَاقَ لَوْ افتدَيْتَ هَذَا الجَّوَاب بِخرَاجِ مِصْرَ عَشْرَةَ سِنِيْنَ مَا كَانَ عوَضًا لَكَ وَلَقَدْ صَدَقَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ وَغَلِطْتَ فِيْمَا استصْغَرْتَ مِنْهُ، فَقَالَ المُعْتَصمُ يا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ مَا عِنْدِي إِلَّا الصَّبْرُ عَلَى مضَضٍ مِنْهُ بِتَشْييْدِ صَنِيْعكَ وَأَنَا تَارِكٌ عِنَادَهُ أَبَدًا مَا بَقِيْتُ فَوَقَعَ قَوْلهُ ذَلِكَ مِنَ المَأمُوْنِ أَحْسَنَ مَوْقعِ وَأمَرَ بِمُصَالَحَتِهُمَا فَكَتَبَ المُعْتَصمُ إِلَى عَبْدُ اللَّهِ قَدْ كَانَتْ أُمُوْرٌ بَيْنَنَا وَبَيْنكَ مِثْلَمَا نَزَغَ الشَّيْطَانُ بين يوسف وأخوته، وَأَنَا أَقُوْلُ مَا قَالَ: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}. [من الطويل] 4263 - أَنَا النَّارُ في أُحْجَارِهَا مُسْتَكِنَّةٌ ... مَتَى مَا يهجِهَا قَادحٌ تَتَضَرَّمُ ¬
[من الطويل] 4264 - أَنَا النَّجْمُ إِنْ أَبْصَرْتَنِي اليومَ هَابِطًا ... فَلِلنَّجْمِ مِنْ بَعْدِ الهُبُوطِ صُعُوْدُ قَيْسُ بن رُفَاعَةَ الأَنْصَارِيُّ: [من البسيط] 4265 - أَنَا النَّذِيْرُ لَكُمْ مِنِّي مُجَاهَرَةً ... كيلا أُلَامَ عَلَى نَهْيِي وَإنْذَارِي بَعْدهُ: فَإِنْ عَصيْتُمْ مَقَالِي اليَوْمَ فَاعْتَرِفُوا ... إِنْ سَوْفَ تَلْقَوْنَ خِزْيًا ظَاهِرَ العَارِ لتَتْرُكَّنَّ أَحَادِيْثًا وَمَلْعَبَةً ... لَهْوَ الحدِيْثِ وَلَهْوَ المُدْلَجِ السَّارِي مَنْ كَانَ في نَفْسِهِ حَوْجَاءُ يَطْلِبُهَا ... عِنْدِي فَإِنِّي لَهُ رَهْنٌ بِإصْحَارِي أقَيِّمُ عَوْجَتَهُ إِنْ كَانَ ذا عِوَجٍ ... كَمَا يُقَوِّمُ قَدْحُ النَّبْعَةِ البَارِي القَاضِي أَبُو الحَسَنِ: [من المنسرح] 4266 - أَنَا الوَلِيُّ الَّذِي إِذَا كُشِفَتْ ... أَسْرَارُهُ قِيْلَ أَخْلَصَ الرَجُلُ بَعْدهُ: موَدَّةٌ لَا يَشُوْبُهَا مَلَقٌ ... وَنيَّةٌ لَا يَشُوْبُهَا دَخَلُ إِذَا دَنَا فَالوَلَاءُ مُشْتَهِرٌ ... وَإِنْ نَأَى فَالثَّنَاءُ متَّصِلُ [من الخفيف] 4267 - أَنَا إِنْ مُتُّ وَالهَوَى حَشْوَ قَلْبِي ... فَبِدَاءِ الهَوَى يَمُوْتُ الكِرَامُ قَبْلهُ: لِي حَبِيبٌ يَطِيْبُ فِيْهِ المَلَامُ ... نَامَ عَنِّي وَذِكْرهُ لَا يَنَامُ أَنَا إِنْ مُتُّ. البَيْتُ ¬
البَرْقِيُّ مَغرِبِيٌّ: [من الخفيف] 4268 - أَنَا أَهْوَاهُمُ عَلَى كُلِّ حَالٍ ... عَدَلُوا في هَوَاهم أَمَّ جَاروَا قَبْلهُ: إِنْ ذَكَرْتَ العَقِيْقَ هَاجَكَ شَوْقٌ ... رُبَّ شَوْقٍ تهيجهُ الأذْكَارُ يَا خَلِيْلَيَّ حَدِّثَا عَنِ الرّكْبِ ... سُحَيْرًا أأنْجَدُوا أَمْ أَغَاروا شَغَلُوْنَا عَنِ الوَدَاعِ وَوَلُّوا ... مَا عَلَيْهِمْ لَوْ وَدَّعُوا ثَمَّ سَارُوا أَنَا أَهْوَاهُمْ عَلَى كُلِّ حَالٍ. البَيْتُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 4269 - أَنَا الأَسَدُ المَاضِي عَلَى كُلِّ فِعْلَةٍ ... أَمَشِّي شِفَارَ البِيْضِ فَوْقَ الجَمَاجِمِ قَبْلهُ: أَلَا لَيْتَ أَذْيَالَ الغُيُوْثِ السَّوَاجِمِ ... تُجَرُّ عَلَى تِلْكَ الرُّبَى [والمعالمِ] أَنَا الأَسَدُ المَاضِي عَلَى كُلِّ فِعْلَةٍ. البَيْتُ فَهَلْ نَافِعِي أَنْ يَنْصرَ المَجْد عَزْمَتِي ... عَلَى هَذِهِ [العَليَاءِ، والمالُ ظالِمي] وَأينَ مِنَ الدَّهْرِ اسْتِمَاعُ ظَلَامَتِي ... [إذا نُظِرَت أيامُه في المَظَالمِ] [من الكامل] 4270 - أَنَا إِنْ أبْقَ وَأَهلكْ فَقَدْ نِلْتُ الّتِي ... مَلأَتْ قُلُوْبَ أَصادِقِي وَعُدَاتِي [من الخفيف] 4271 - أَنَا بَيْنَ الرَّجَاءِ والخَوفِ وَقْفٌ ... وَاقِفٌ بَيْنَ وَعْدِهِ وَالوَعِيْدِ ¬
ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الكامل] 4272 - أَنَا بَيَّنَ أَنْيَابِ الزَّمَانِ وَخَائِفٌ ... مِنْهُ شَبَا الأنيَابِ وَالأَضْرَاسِ المُتنَبِّي: [من الخفيف] 4273 - أَنَا تِرْبُ النَّدَى وَرَبُّ القَوَافِي ... وَسِمَامُ العِدَا وَغَيْظُ الحَسُوْدِ بعده: أَنَا في أُمَّةٍ تَدَارَكَهَا اللَّهُ ... بِلُطْفٍ كَصَالِحٍ في ثَمُوْدِ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الخفيف] 4274 - أَنَا جَلْدٌ عَلَى الخُطُوْبِ وَلَكِنْ ... لَسْتُ مِنْهَا عَلَى جَفَائِكَ جَلْدَا مخائلهُ أَو ضَاقَ أَمْرٌ ذَكَرْنَاهُ فيتّسعُ. قَالَ مَنْصُوْرُ بن جَمْهُوْرٍ سَأَلْتُ العَتَابِيَّ عَنْ سَبَبِ غَضَبِ الرَّشِيْدِ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي: اسْتَقْبَلْتُ مَنْصُوْرُ النُّمَيْرِيّ. . . تركت مرائي تعلق وَقَدْ عَسُرَتْ وِلَادَتهَا عَلَيْهَا وَهِيَ يدي ورجلي وَالقَيّمة بِأَمْرِي وَأَمْرِ مَنْزِلي. فَقَلْتُ لَهُ: لِمَ لَا تَكْتُبْ عَلَى فَرْجِهَا هَارُوْنَ الرَّشِيْدُ؟ فَقَالَ: لِيَكُوْنَ مَا إِذَا ضَاقَ أَمْرٌ ذَكَرْنَاهُ فَيَتَّسِع. فَقَالَ لِي كَشْخَانُ: وَاللَّهِ لَئِنْ خَلصت امْرَأَتِي لأَذْكرَنَّ قَوْلِكَ هَذَا لِلرَّشِيْدِ. فَلَمَّا وَلَدَتْ امْرَأتهُ خَبَّرَ الرَّشِيْدُ بما كَانَ بَيْني وَبَيْنَهُ. فَقَلْتُ قَالَ: قل، فَأَنْشَدْتُهُ قَوْلهُ (¬1): ثَنَاءٌ مِنَ الناسِ رَاتِعٌ هَامِلُ ... يُعَلِّلُوْنَ الحَيَاةَ بِالبَاطِلِ ألا مَسَاعِيْرُ يغْضُوْنَ لَهَا ... بِسَلَّةِ البِيْضِ وَالقَنَا الذَّابِلِ فَغَضبَ مِنْ ذَلِكَ غَضبًا شدِيْدًا وَقَالَ لِلْفَضْلِ ابن الرَّبِيْع تُحْضِرُهُ السَّاعَةَ فَبَعَثَ الفَضْلُ إِلَيْهِ فَوَجَدَهُ قَدْ تُوفّيَ فَأَمَرَ بِنَبْشِهِ لِيُحْرِقَهُ فَلَمْ يَزَلْ الفَضْلُ يلطفُ لَهُ حَتَّى كَفَّ ¬
عَنْهُ. قَالَ وَكَانَ النُّمَيْرِيُّ قَصِيْرًا أَزْرَقَ العَيْنِ أَحْمَرَ نَحِيْفًا يَزْدَرِيْهِ مَنْ رآهُ لِدَمَامَتِهِ. * * * أَبْيَاتُ السَّرَيّ مِن قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا أَبَا الهَيْجَاءِ حَرْبَ بنَ سَعْدِ بن حَمْدَانَ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَنَا جَلدٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): أوسِعُ الدَّهْرَ مُذْ تغيبت ذَمًّا ... بَعْدَ مَا كُنْتُ أَوْسِعُ الدهرَ حَمْدَا وَإِذَا قسْتُ هَجْركَ المُرَّ بِالدَّهـ ... ـرِ وَمَا قَدْ جَنَاهُ كَانَ أَشَدَّا أَنَا حُرٌّ إِذَا انْتَسَبْتُ وَلَكِنْ ... جَعَلتنِي لَكَ المَكَارِمُ عَبْدَا لا أَقُوْلُ الغمَامَ مِثْلَ أَيَادِيْكَ ... ولا السَّيْفُ مِثْلُ عَزْمِكَ حَدَّا أَنْتَ أَمْضَى مِنَ الحُسَامِ وَأَصْفَى ... مَنْ حَيَا المزْنَ في المحُوْلِ وَأَنْدَا * * * قَالَ حُذَيْفَةُ المَرْعَشِيّ صحبتُ إبْرَاهِيْم بن أَدْهَمَ رَحَمَهُ اللَّه طَالِبيْنَ الكُوْفَةِ عَلَى البَادِيَةِ فَكَانَ يَمْشِي وَهُوَ يَدْرُسُ وَيُصَلِّي عِنْدَ كُلِّ ميْلٍ رَكْعَتَيْنِ فَدَخَلْنَا الكُوْفَةَ وَأَوَيْنَا إِلَى مَسْجِدِ خَرَابٍ فَنَظَرَ إِلَيَّ إبْرَاهِيْمُ وَقَالَ يا حُذَيْفَةَ أَرَى بِكَ الجُّوْعَ فَقَلْتُ هُوَ مَا رَأَى الشَّيْخُ فَقَالَ عَلَيَّ بِدَوَاةٍ وَقُرْطَاسٍ فَجِئْتهُ بِهمَا فَكَتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ أَنْتَ المَقْصُوْدُ إِلَيْهِ بِكُلِّ حَالٍ وَالمُشَارُ إِلَيْهِ بِكُلِّ مَعْنًى (¬2). أَنَا حَاضرٌ أَنَا ذَاكِرٌ أَنَا شَاكِرٌ ... أَنَا جَائِع أَنَا حَاسِرٌ أَنَا عَارِ هِيَ سِتَّةٌ وَأَنَا الضَّمِيْنُ لِنِصْفِهَا ... فَكُنِ الضَّمِيْنَ لِنِصْفِهَا يا جَارِي مَدْحِي لِغَيْرِكَ لَفْحُ نَارٍ خضْتُهَا ... فَأجِرْ فَدَيْتكَ مِنْ دخُوْلِ النَّارِ وَدَفَعَ إِلَيَّ الرُّقْعَةَ وَقَالَ اخْرُجْ وَلَا تعلق سرّكَ بِغَيْرِهِ وَاعْطِهَا كل مَنْ تَلْقَاهُ فَخَرَجْتَ فَاسْتَقْبَلَنِي على بغلة. . . صَاحِبُ هَذِهِ الرُّقْعَةِ فَقَلْتُ في مَسْجِدٍ خَرَابٍ فَأَخْرَجَ مِنْ كمِّهِ ¬
دَنَانِيْرَ فَأَعْطَانِي فَسَألْتُ عَنْهُ فَقِيْلَ هُوَ نَصْرَانِيٌّ فَرَجعْتُ إِلَى إبْرَاهِيْم فَأَخْبَرْتهُ فَقَالَ لا تَمَسَّها فَإِنَّهُ يَجِيْءُ في هَذِهِ السَّاعَةِ. . . من أَنْ وَافَى النَّصْرَانِيُّ فَانْكَبَّ عَلَى إبْرَاهِيْم يُقَبِّلُهُ وَيَقُوْلُ يا شَيْخُ قَدْ حَسُنَ إِرْشَادُكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ وَصَارَ صَاحِبًا لإبْرَاهِيْم بن أَدْهَمَ رَحَمَهُ اللَّه. [من الكامل] 4275 - أَنْ أَجْنِهِ خَطَأً فَقَدْ عَاقَبْتَنِي ... عَمْدًا بِأَعْظَمَ مِنْ عِقِابِ العَامِدِ ابن المُعْتَزِّ: [من الخفيف] 4276 - أَنَا جَيْشٌ إِذَا غَدَوْتُ وَحِيْدًا ... وَوَحِيْدٌ في الجَحْفَلِ الجَرَّارِ بَعْدهُ: قَدْ تَرَدَّيْتَ بِالمَكَارِمِ حَوْلي ... وَكَفَتْنِي نَفْسِي مِنَ الافْتِخَارِ أخزنُ الغَيْظَ في قُلُوْبِ الأعَادِي ... وَأُحِلُّ لِلحِبَار دَارَ الصِّغَارِ لَا تَشِيْمُ البَرْقُ عَيْنِي وَلَا ... أَجْعَل إِلَّا إِلَى العِدَى أَسْفَارِي الخِلِيْعُ الشَّامِيُّ: [من الكامل] 4277 - أَنَا حَامِدٌ أَنَا شَاطِرٌ أَنَا نَاشِرٌ ... أَنَا رَاحِل أَنَا جَائِعٌ أَنَا عَارِي هَذَا أَحْسَنُ مَا قِيْلَ في التَّصْرِيْحِ بِالاستمَاحَةِ وَهَذَا البَيْتُ هوَ أَوَّلُ الأَبْيَاتِ وَبَعْدَهُ: هِيَ سِتَّةٌ فَكُنِ الضَّمِيْنَ لِنِصْفِهَا ... أَكُنِ الضَّمِيْنَ لِنِصْفِهَا بعِيَارِ أَحْمِل وَاطْعِمُ وَاكْسُ ثَمَّ لَكَ الوَفَا ... عَنْ اخْتِيَارِ مَحَاسِنِ الأخْيَارِ وَالعَارُ في مَدْحِي لِغَيْرِكَ فَاكْفِنِي ... بالجوْدِ مِنْكَ تَعَرُّضِي لِلعَارِ وَالنَّارُ عَنْي في السُّؤَالِ فَهَلْ تَرَى ... أنْ لَا تُكَلّفنِي دُخُول النَّارِ هِيَ خَمْسَةُ أَبْيَاتٍ. السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الخفيف] 4278 - أَنَا حُرّ إِذَا انْتَسَبْتُ وَلَكِنْ ... جَعَلَتْنِي لَكَ المَكَارِمُ عَبْدَا ¬
البُسْتيُّ: [من الخفيف] 4279 - أَنَا خافٍ كلَيْلَةِ القَدْرِ في النَّا ... سِ وَعَالٍ كلَيْلَةِ القَدْرِ قَدْرا 4280 - أَنَاخ اللُّؤْمُ وَسْطَ بَنِي رِيَاحٍ ... مَطِيَّتَهُ وَأَقْسَمَ لَا يَرِيْمُ (¬1) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... هِيَ عِنْدَ غَايَتِهِ مُقِيْمُ [من الخفيف] 4281 - أَنَا دَاعٍ لَكُمْ وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ وَلَائِي ... لَا مِثْلَ أَهْلِ الدَّعَاوَى [من البسيط] 4282 - إِنْ أَدْعُ مِثْلكَ لِلجلَّى فَرُبَّ فَتًى ... ضَرَبْتَ مِنْهُ بِسَيْفٍ غَيْرِ مَخْبُوْرِ يُقَال في المَثَلِ: إِنْ كُنْتَ نَاصِرِي فَغَيِّبْ شَخْصَكَ عَنِّي. يُضرَبُ فيمن أَرَادَ أَنْ يَنْصُرَكَ فَيَأتِي بما هُوَ عَلَيْكَ لَا لَكَ. السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الطويل] 4283 - أنادِيكَ فَارْجِعْ مِنْ قَرِيْبٍ فَإِنَّنِي ... إِذَا ضَاقَ بيْ ذرْعي مَضَيْتُ كَمَا تَمْضِي أَبُو نَاجِيَةَ في الجُبْنِ: [من الخفيف] 4284 - أَنَا ذَاكَ الّذِي إِذَا شَهِدَ الحَرْبَ تَوَلَّى ... وَلَوْ مَعَ ابنِ الرَّسُوْلِ بَعْدهُ: وَإِذَا مَا تَذَوْكَرَ الشِّعْرُ يُرْوَى ... وَعَلَى المُحْصَنَاتِ جَرُّ الذُّيُوْل يَصِفُ نَفْسِهِ بِالهَرَبِ عَنِ الحَرْبِ. [من مجزوء الخفيف] 4285 - أَنَا رَاجٍ وَخَائِفُ ... بَيْنَ هَذَيْنِ وَاقِفُ ¬
ابْنُ مُسْهَرٍ الكَاتِبُ: [من الخفيف] 4286 - أَنَا رَاضٍ بِالهَجْرِ مِنْهُمُ عَنِ الوَصْلِ ... وعن قُرْبِ دَارِهِمْ بِالتّنائِي مثله قَوْلُ الرَّضِيُّ (¬1): وَيُظْهِرُ لِي قَوْمٌ بعدًا أَو جَفْوَةً ... وَمَا عَلِمُوا أَنِّي بِذَلِكَ أَفْرَحُ العَتَّابِيُّ: [من مجزوء الخفيف] 4287 - أَنَا رَاضٍ بِمَا صَنَعْتَ ... وَلَوْ كَانَ مُتْلِفِي قَبْلهُ: أمْطُلِيْنِي وَسَوِّفِي ... وَعِدِيْني وَلَا تَفِي اتْرُكِيْني مُعَلَّقًا ... أَنْ تَجُوْدِي وَتُسْعِفِي فَعَسَى تَشْتَفِي الزّ ... مَانَ بِحَدِّي فَأشْتَفِي أَنَا رَاضٍ بِمَا صَنَعْتَ. البَيْتُ ابن شَمْسُ الخلَافَةِ: [من الخفيف] 4288 - أَنَا رَاضٍ بِوُدِّ رَاضٍ بِوُدِّي ... وَعَيُوْفٌ وُدَادَ كُلِّ عَيُوْفِ العَتَّابِيُّ: [من الخفيف] 4289 - إِنْ أَرَدْتُمْ حَوَائِجًا عِنْدَ قَوْمٍ ... فَتَنَقَّوا لَهَا الوُجُوْهَ الصبَاحَا قَبْلهُ: حُسنُ ظني إِلَيْكَ أصلحك اللَّه ... دعاني فلا عدمت الصّلاحا ودعاني إِلَيْكَ قَوْلُ رَسُوْلُ اللَّهِ ... إِذَا قَالَ مُفْصِحًا إفْصَاحَا إِنْ أَرَدْتُمْ حَوَائِجًا عَنْ قَوْمٍ. البَيْتُ ¬
وَلعَمْرِي لَقَدْ تَنَقَّيتُ وَجْهًا ... مَا بِهِ خَابَ مَنْ أَرَادَ نَجَاحَا * * * . . . كلثوم بن عمرو. . . عبد اللَّه بن عباس. . . بهذه الأبيات فقال: يا كلثوم: ما حاجتك، قال: بدرتان أيها الأمير، فقبضها من ساعته وانصرفَ. ويروى أنّ دعبل كتب بهذه الأبيات إلى الحسن بن سهل، فَوَجَّهَ إليه بألف دينار وكتب معها. اعذر فإنّ الأمور ضيقة ... والضيق يحمي الفتى من الأرب لو ساعدت حُسن نيتي جِدَتي ... فيك لأصبحتُ أيسر العربِ أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 4290 - أُنَازِعُ مَنْ لَا أَسْتَلِذُّ حَدِيْثَهُ ... وَتَجْتَازُهَا طَرَفِي كَأنْ لَا أَرِيْدُهَا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 4291 - أَنَا زُهَيْرُ فَمَنْ لِي في زَمَانِكَ ذَا ... بِبَعْضِ مَا افْتَرَقَتْ عَنْهُ يَدَا هَرِمِ وَمِنْ بَابِ (إِنْ أَسَاءَ) قَوْل جَعْفَرُ بن عَبْدُ اللَّهِ بن مُعَاوِيَةَ بن عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَر: لَسْتُ عَمَّنْ أُوْردُهُ بمفِيْقِ ... أَنَا لِلصَّبْرِ عَنْهُ غَيْرُ مُطِيْقِ إِنْ أَسَاءَ الصَّدِيْقُ مِنْ بَعْدِ إِحْسَانٍ ... تَتَبَّعْتُ وَاجِبَاتِ الحُقُوْقِ وَتَلَافَيْتهُ لِيَعْطِفَ بِالوُدِّ ... إِلَيّ الِفٍ لِوَدِّ الصَّدِيْقِ ذَاكَ أَوْلَى مِنْ ارتيَادِ بَدِيْلٍ ... لَمْ يُجَرِّبْ رِفاقهُ في طَرِيْقِي ابن شَمْسِ الخلَافَةِ: [من الطويل] 4292 - أناسٌ أَبُوا إِلَّا التَّلَوُّنَ عَادَةً ... فَشَأنَهُمُ وَالحَبُّ هُوْنٌ وَإذْلَالُ الفرَزْدَقُ: [من الطويل] 4293 - أناسٌ إِذَا مَا أَنْكَرَ الكَلْب أَهْلُهُ ... أَنَاخُوَا فَعَاذُوا بِالسُّيُوْفِ الصَّوَارِمِ ¬
أَبُو عَبْد الصَّمَدِ مَغْرِبِيٌّ: [من الطويل] 4294 - أُنَاسٌ إِذَا مَا جِئْتُ أَجْلِسَ بَيْنَهُمْ ... لأَمْرٍ أرَانِي في جَمَاعَتِهِمْ وَحْدِي بَعْدهُ: إِذَا غَضِبُوا كَانَ الوَعِيْدُ انْتِقَامُهُم ... وَإِنْ وَعَدُوا لَمْ يَأتِ مِنْ وَعْدِهِمْ سِوَى الوَعْدِ غَنَاءُ الغَوَانِي في الحُرُوْبِ غِنَاؤُهُمْ ... وَإِنْ عَهِدُوا كَانُوا كَذَلِكَ في العَهْدِ هُوَ أَبُو عَبْد الصَّمَدِ إبْرَاهِيْمُ بن عَبْد الصَّمَدِ البَلْنَسِيُّ مِنْ بَلْنَسِيَّةُ مِنْ بِلَادِ المَغْرِبِ. [من الطويل] 4295 - أُنَاسٌ أَسَرُّوا في القُلُوْبِ عَدَاوَةً ... فَإِنْ أَظْهَرُوا حُبًّا فَذَلِكَ مِنْ رُعْبِ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ بن الحَجَّاجِ: [من الوافر] 4296 - أُنَاسٌ أَصْبَحُوا مِنَّا وَأَمْسَوا ... بِمَنْزِلَةِ السَّوَادِ مِنَ العُيُوْنِ بَعْدهُ: تُرَابهُمُ وَحَقُّ أَبِي تُرَابٍ ... أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ عَيْني اليَمِيْنِ العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من الطويل] 4297 - أُنَاسٌ أَمِنَّاهُمْ فَنَمُّوا حَدِيْثنَا ... فَلَمَّا كتَمْنَا السِّرَّ عَنْهُمْ تَقَوَّلُوا أَبْيَاتُ العَبَّاسُ بن الأَحْنَفِ وَيُقَال هِيَ لِلْعَرْحِيِّ وَقِيْلَ لِعُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ: لَقَدْ أَرْسَلَتْ لَيْلَى رَسُوْلًا ... بِأَنْ أقمْ وَلَا تُقَرّبُنَا فَالتَّجَمُّلُ أَجْمَلُ لَعَلَّ العُيُوْنَ الرَّامِقَاتِ لِوَدِّنَا ... تغَيّبُ عَنَّا أَو تَنَامُ فَتَغْفَلُ أُنَاسٌ أَمنَّاهُم. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
فَمَا حَفِظُوا العَهْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا ... وَلَا حِيْنَ هَمُّوا بِالقَطِيْعَةِ أَجْمَلُوا فَقَلْتُ وَقَدْ ضَاقَتْ بِلَادٌ برُحْبِهَا ... عَلَيَّ لِمَا قَدْ قِيْلَ وَالعَيْنُ تَهْمِلُ سَأَجْتَنِبُ الدَّارَ الَّتِي أَنْتُمْ بِهَا ... وَلَكِنَّ طَرْفِي في نَحْوِهَا سَوْفَ يُعْملُ أَرَى مُسْتَقِيْمَ الطَّرْفِ مَا أَمَّ نَحْوكُمْ ... وَإِنْ رَامَ طَرْفِي غَيْرَكُمْ فَهُوَ أَحْوَلُ فَقَوْلهُ: أُنَاسٌ أمنَّاهُم. البَيْتُ مَأخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ أَبِي دَهْبَلٍ (¬1): أَمِنَّا أُنَاسًا كُنْتُ قَدْ تَأنّيْتهُمْ ... فَزَادُوا عَلَيْنَا في الحَدِيْثِ وَأَوْهَمُوا وَقَالُوا لَكُمْ مَا لَمْ نَقُلْ ثَمَّ أَكْثَرُوا ... عَلَيْنَا وَبَاحُوا بِالَّذِي كُنْتُ أَكْتُمُ المرقِشُ الأَكْبَرُ: [من الوافر] 4298 - أُنَاسٌ كُلَّمَا أَخْلَقْتُ وَصْلًا ... عَنَانِي مِنْهُمْ وَصْل جَدِيْدُ أَبُو سَعِيْدِ بن خَلَفٍ: [من الكامل] 4299 - إِنْ أَسْهَلُوا فَالسَّهْلُ مَنْزِلُنَا ... أَو أَحْزَنُوا فَمَحَلُّنَا الحَزْنُ الصَّنَوْبَرِيُّ: [من الطويل] 4300 - أُنَاسٌ هُمُ المُشْطُ اسْتِوَاءً لَدَى الوَغَى ... إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ اخْتِلَافَ المَشَاجِبِ [من الوافر] 4301 - أُنَاسٌ لَا يُبَالُوْنَ المَنَايَا ... إِذَا كَسَبُوا المحَامِد والأُجُوْرَا قَالَ بَعْضُهُمْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ: رَأَيْتُ أَبَاكَ يَوْم العَهْدِ شِبْلًا ... فَلَمَّا اشْتَدَّ أَسْمَعَنَا الزَّئِيْرَا وَطَالَبَ بِالتُّرَاثِ فَكَمْ رَأَيْنَا ... بِسَاحَةِ دَارِهِ أَسَدًا عَفِيْرَا فَأَنْتُمْ أَكْرَمُ الأَحْيَاءِ جَمْعًا ... وَأَطْهَرهُمْ إِذَا مَاتُوا قُبُوْرَا ¬
أُنَاسٌ لَا يُبَالُوْنَ المَنَايَا. البَيْتُ مُحَمَّدُ بن أُمَيَّةَ: [من الطويل] 4302 - أنَاشِدُهُ أَلَّا أعَادَ حَدِيْثَهُ ... كَأَنِّي بَطِيءُ الفَهْمِ حِيْنَ يُعِيْدُ بَعْدهُ: أَقُوْلُ لَهُ كُرَّ الحَدِيْثَ الَّذِي مَضَى ... وَذِكْركَ مِنْ ذكْرِ الجمِيْعِ أُرِيْدُ ابن لَنْكَكَ البَصرِيُّ: [من البسيط] 4303 - إِنْ أَصْبَحَتْ هِمَّتِي في الأُفقِ عَالِيَةً ... فَإِنْ حَظِّي بِبَطْنِ الأَرْضِ مُلْتَصِقُ بَعْدهُ: كَمْ يَفْعَلُ الدَّهْرُ مِمَّا لَا أُسَرُّ بِهِ ... وَكَمْ يُسِيْءُ زَمَانٌ جَائِرٌ حَنَقُ كَمْ نَفْحَة لِي عَلَى الأَيَّامِ مِنْ ضَجَرٍ ... تَكادُ مِنْ حَرِّهَا الأيَّامُ تَحْتَرِقُ المُتَنبِّي: [من الكامل] 4304 - أَنَا صَخْرَةُ الوَادِي إِذَا مَا زُوْحِمَتْ ... فَإِذَا نَطَقْتُ فَإِنَّنِي الجوْزَاءُ بَعْدهُ: وَإِذَا خَفِيْتُ عَنِ العَدُوِّ فَعَاذِرٌ ... أَنْ لَا تَرَانِي مُقْلَةٌ عَمْيَاءُ الغَزِيُّ: [من الكامل] 4305 - أَنَا صَيْرَفِيٌّ يَقُوْد أَحْسَاب الوَرَى ... لَا يدخلُ التَّدْلِيْسُ في أَوْصَافِي أَبْيَاتُ الغَزِيُّ يَقُوْلُ مِنْهَا: ضَاقَتْ عَلَيَّ مَوَارِدِي وَمَصَادِرِي ... وَالأَرْضُ حَوْلي رَحْبَةُ الأَكْنَافِ فَوَقَعْتُ بَيْنَ النَّائِبَاتِ كَأَنَّنِي ... في عُصْبَةٍ وَقَفُوا عَلَى الأَعْرَافِ ¬
لَا جَنَّة دَخَلُوا وَلَا نَارًا ... صَلُوا فَهُمُ عَلَى الآمَالِ وَالأخْوَافِ يَقُوْلُ مِنْهَا: دَارُ الكَرِيْمِ مِنَ البِلَادِ كَرِيْمَةٌ ... وَالمَنْزِلُ السَّفْسَافُ لِلسَّفْسَافِ أَنَا صيْرَفِيُّ نُقُوْدِ أَحْسَابِ الوَرَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: شَرفتْ خِلَالَكَ وَالخِلَالُ حُلِيُّهَا ... مَا صَاغَتِ الشُّعُرَاءُ لِلأَشْرَافِ لَا زِلْتَ في عَيْنِ الكَمَالِ مُحَجَّبًا ... تَخْتَالُ في ثَوْبِ البَقَاءِ الضَّافِي مُحَمَّدُ بنُ أُمَيَّةَ: [من مجزوء الرمل] 4306 - أَنَا ضَيْفٌ وَجَزَاءُ الضَّيْفِ ... إحْسَانٌ إِلَيْه قَبْلهُ: لِي حَبيْبٌ إِليهِ ... شَافِعٌ مِنْ مُقْلَتَيْه وَالذِي أَجْلَلْتُ ... خَدَّيْهِ فَقَبَّلْتُ يَدَيْهِ بِأَبِي وَجْهكَ مَا ... أَكْثرُ حُسَّادِي عَلَيْهِ أَنَا ضَيْفُ. البَيْتُ العَنْبَرِيُّ: [من الخفيف] 4307 - أَنَا عَبْدُ الصَّدِيْقِ مَا صَدَقَ الوُدَّ ... وبَعْضُ الأَنَامِ عَبْدُ الرَّغِيْفِ قَبْلهُ: مَا أُبَالِي إِذَا حَمَلْتُ عَنِ الأُخْوَانِ ... ثِقْلِي وَدِنْتُ بِالتَّخْفِيْف وَرَفَضتُ الكَثيْرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ... وَتَقَنَّعْتُ بِالقَلِيْلِ الطَّفِيْفِ وَرَآنِي الأيَّامُ طُرًّا بُعَيْنِي ... زَاهِدًا في وَضِيْعِهِمْ وَالشَّرِيْفِ كَيْفَ كَانَتْ حَالِي إِذَا كَانَ لَا ... يَعْرفُ مَيْلِي الرجَالُ مِنْ تَثْقِيْفِي ¬
أَنَا عَبْدُ الصَّدِيْقِ. البَيْتُ هُوَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن عُمَر العَنْبِريّ. حَمَّادُ عَجْرَدَ: [من الخفيف] 4308 - أَنَا عَبْدُ الوَفَاءِ لَا أَطْلُبُ الدَّهْرَ ... مِنَ الرِّقِّ مَا حَيِيْتُ فَكَاكَا [من الكامل] 4309 - أَنَا عَبْدُكُمْ وَيَسُرّني أنِّي لَكُمْ ... مِلْكُ الهَوَى وَيَسُوؤُنِي الإعْتَاقُ ابْنُ الحَجَّاجِ: [من الكامل] 4310 - أَنَا عَبْدُ مَنْ أَرْضَى مَوَدَّتَهُ ... ثَمَّ الخَلِيْفَةُ بَعْدَ ذَا عَبْدِي أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيّ: [من الكامل] 4311 - أَنَا عَبْدُ مَنْ أَهْوَى وَمَمْلُوْكُ الهَوَى ... وَلَوَ آنَّنِي سَابُوْرُ أَو إسْكَنْدَرُ أَبُو الظَّرِيْفِ الآمِدِيّ: [من الكامل] 4312 - أَنَا عَبْدُ نِعْمَتِكَ الَّتِي مَلأَتْ يَدِي ... وَرَبِيْبُ مَغْنَاكَ الَّذِي أَغْنَانِي [من الرمل] 4313 - أَنَا عَبْدٌ وَوَلِيٌّ نَاصِحٌ ... لَكَ مَا لَاحَ الثّرَيَّا في الفَلَك [من الخفيف] 4314 - أَنَا عَبْدٌ لَا أَطْلُبُ الدَّهْرَ يَوْمًا ... عِتَاقًا وَلَسْتُ أَنْوِي أَبَاقَا قَبْلهُ: لِي مَوْلًى أَقْسَى البَرِيّةِ قَدْ ... قَاسَيْتُ فِيْهِ الهُمُوْمَ وَالأَشْوَاقَا ¬
قَلْتُ إِذْ لَجَّ في جَفَائِي واحتجّ ... عَلَيْهِ فَسَاقَ نَحْوِي السِّيَاقَا أَيّهَذَا المَلِيْكُ رَأيُكَ في ... سُوْءِ امْتِلَاكِي فَلَنْ أَرُوْمَ انْغِرَاقَا أَنَا عَبْدٌ. البَيْتُ جَحْظَةُ: [من البسيط] 4315 - إِنْ أَعْرَ فَالصُّبْحُ عَارٍ مِنْ مَلَابِسِهِ ... وَالنُّوْرُ مِنْهُ عَلَى الآفَاقِ مُنْتَشِرُ قَالَ المُفْتَقِرُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى عُثْمَانُ بن الحَجَّارِ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ كُنْتُ قَدْ قَصَدْتُ بَعْضَ الأَكَابِرِ فَقَامَ لِي وَأَكْرَمَنِي فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ بَعْضُ جُلَسَائِهِ وَقَالَ مَنْ هُوَ هَذَا حَتَّى تَفْعَلَ معه مَا لَا تَفْعَلُ مَعَنَا فَقَلْتُ في الحالِ مُجِيْبًا لَهُ: يا مَنْ يُسَاجِلُنِي بِعَيْنِ فَضِيْلَةٍ ... فِيْهِ لِيُدْرِكنِي بِعَزْمٍ وَانِ أَنَا عِزَّةُ الفَضْلِ الَّذِي قَدْ شَاعَ في ... الدُّنْيَا وَأَنْتَ كَثَيّرُ الهَذانِ صُرَّدُرُّ: [من الكامل] 4316 - أَنَا عَنْ سَوَابِقِكَ الجِيَادِ مُقَصِّرٌ ... وَمُسَلِّمٌ يَوْمَ الرِّهَانِ لِجَامِي قَبْلهُ: إِذَا كَانَ أَقْوَامٌ نظَامَ فَرَائِدٍ ... كُنْتُ النّظَامَ وَسِلْكَ كُلِّ نِظَامِ البُحْتُرِيُّ: [من الخفيف] 4317 - أَنَا غَادٍ وَرَائِحٌ عَنْكَ بِالشُّكْرِ ... فَمَاذَا تَرَى وَمَاذَا تَقُوْلُ؟ [من الخفيف] 4318 - إِنْ أَغِبْ لَمْ تَغِبْ وَإِنْ لَمْ أَغِبْ غِبْتَ ... كَأَنَّ افْتِرَاقَنَا بِاتِّفَاقِ ¬
مِهْيَارُ: [من الكامل] 4319 - أَنَا غَرْسُ نِعْمَتِكَ ارْتَوَتْ بِكَ أَيْكَتِي ... بَعْدَ الجُفُوْفِ وَقَامَ عِنْدَكَ مَوْسِمِي بَعْدهُ: أَبْصَرْتَ مَوْضِعَ خِلَّتِي وَسَمِعْتَ لِي ... وَسِوَاكَ مَنْ قَدْ صُمَّ عَنِّي أَو عَمِي مَخْلَدٌ: [من الخفيف] 4320 - أَنَا فَرَّقْتُ بَيْنَ جِسْمِي وَرُوْحِي ... بِارْتحَالِي فَمَنْ سوَايَ أَلُوْمُ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من الخفيف] 4321 - أَنَا في الحُبِّ أَلْطَفُ النَّاسِ مَعْنًى ... دَمِثُ اللَّفْظِ ذُو مَعَانٍ رِقَاقِ ابْنُ البَيَاضِيّ: [من الرمل] 4322 - أَنَا في الدُّنْيَا بِهِ مُلْتَزِمٌ ... وَعَلَيْهِ بَعْدَ ذِي العَرْشِ اتِّكَالِي [من الخفيف] 4323 - أَنَا في الشَّمْسِ تَحْتَ ظِفَكَ فَاعْجَبْ ... لِمُقِيْم في الظِّلِّ تَغْشَاهُ شَمِسُ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من مجزوء الخفيف] 4324 - أَنَا في القُرْبِ وَالنَّوَى ... لَكَ قَلْبِي مُلَاحِظ بَعْدهُ: وَكَمَا قَدْ عَهِدْ ... تَنِي أَنَا لِلودِّ حَافِظُ هُوَ بَهَاءُ الدِّيْنِ أَبُو الفَضْلِ زُهَيْرُ بن مُحَمَّد بن عَلِيّ الكَاتِبُ الأَزْدِيُّ المُهلَّبِيُّ الحِجَازِيُّ المِصْرِيُّ. ¬
المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 4325 - أَنَا في أُمَّةٍ تَدَارَكَهَا اللَّهُ ... بِلطْفٍ كصَالِحٍ في ثَمُوْدِ الفَصِيْحُ: 4326 - أَنَا في حَالَةِ الغِنَى وَالفَقْرِ ... أتلَقاهُمَا بِصَبْرٍ وَشُكْرِ بَعْدهُ: عَالِمٌ أَنْ كلَّمَا قَدَّرَ اللَّهُ ... عَلَى عَبْدِهِ مِنَ الحِكْمِ يَجْرِي فَلِمَاذَا أُسَرُّ بِاليُسْرِ وَأَحْزَنُ ... لِلْعُسْرِ بَعْدَ عِلْمِي وَخُبْرِي هُوَ عَلِيُّ بنُ سَالِمٍ العُبَادِيُّ المَعْرُوْفُ بِالفَصِيْح. الخَلِيْعُ: [من الخفيف] 4327 - أَنَا في ذِمَّهِ السَّحَابِ وَأَظْمَا ... إِنَّ هَذَا لَوَصْمَةٌ في السَّحَابِ أَبْيَاتُ الحُسُيْنُ بن الضَّحَاكِ الخَلِيع وَتُرْوَى لِلحَسَنِ بن وَهْبٍ: أَترَانِي أَنْسَى حُقُوْقَ أَيَادِيْكَ ... وَرُوْحِي مِنْ بَعْضِهَا وثيَابِي أَيْنَ عَطْفُ الأَدِيْبِ في بَلَدِ الغُـ ... ـربَةِ جُوْدًا عَلَى ذي الآدَابِ أَيْنَ أخْلَاقُكَ الظَّرِيْفَةُ حَا ... لَتْ عَنْكَ أَمْ أَيْنَ رِقَّةُ الكِتَابِ؟ أَنَا في ذِمَّةِ السَّحَابِ. البَيْتُ * * * وَمِن بَابِ (فِيْمَا) قَوْلُ: خُلِقَ المَالُ. . . أَنَا فِيْمَا أَرَى بُثَيْنَةَ قَوْمُ خُلِقُوا بَعْدَ [من الكامل] 4328 - إِنْ أَقْبَلَتْ سَلَبَتْ دِيَانَتهُ ... أَو أَدْبَرَتْ شَغَلَتْهُ بِالفَقْرِ ¬
الوَزِيْرُ أَبُو بَكْرِ بن عَمَّارٍ: [من الكامل] 4329 - أَنَا قَدْ رَضِيْتُكَ فَارْضَنِي وَأَعِدَّنِي ... إِنْ كُنْتَ مُحْتَاجًا إِلَى الإعْدَادِ هَذِهِ الأَبْيَاتُ لأَبِي بَكْرِ مُحَمَّد بن عَمَّارٍ وَزِيْرُ المُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ صَاحِبُ المَغْرِبِ جَوَابُ كِتَابٍ كَتَبَهُ إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد ابن لبُون مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا (¬1): عَطَّلْتُ مِنْ حَلْي السُّرُوْجِ جِيَادِي ... وَسَلَبْتُ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ صِعَادِي وَثَنَيْتُ عَزْمِي عَنْ مَسِيْرٍ هَزَّنِي ... سَعْدِي إِلَيْهِ وَحَثَّنِي إسْعَادِي وَسُلِبْتُ مِنْ ثَوْبِ المُرُوْءَةِ وَالنُّهَى ... ثَوْبِي فَخِلْتُ عَلَى بَنِي عَبَّادِ إِنْ لَمْ أُحِلكَ مِنْ فُؤَادِي مَوْضِعًا ... يُعْطِيْكَ أَنَّكَ مَالِكٌ لِفُؤَادِي يَفْدِي الصَّحِيْفَةَ نَاظِرِي فَبيَاضُهَا ... بِبيَاضِهِ وَسَوَادُهَا بِسَوَادِ بِكَ فَاخَرَ القَلَمُ القَصِيْرُ فَطَاوَلَ ... الرِّمْحَ الطَّوِيْلَ كِتَابَةً بِطِرَادِ وَلَكَ الفَصَاحَةُ أَو لِسَيْفِكَ كُلَّمَا ... اسْتَمْطَيْتَ مَتْني مَنْبَرٍ وَجَوَادِ أَنْتَ الحَلَالُ لِلْحُلوِ رَقَّ طَبِيْعَةً ... وَصَفَا مِزَاجًا كَالسَّحَابِ الغَادِي أَفْدِيْكَ مِنْ حرٍّ تَعَهَّدَ بِرُّهُ ... شِكْرِي وَقُلْ لَهُ الفدَا وَالفَادِي فَلَقَدْ ظَفِرْتُ مِنْ اقْتِبَالِكَ بِالمنَى ... وَبَلغْتُ أَقْصَى غَايَتِي وَمُرَادِي وَشَدْتُ مِنْكَ يَدِي بِعَلْقِ مضنَّةٍ ... نَفَضتُهَا. . . . أنكادِ أَذكَيْتُ دمك لِلْعِدَى حَدَدتىَ القَنَا ... وَخَصَمْتُ عَنْكَ بِأَلْسُنِ الأَغْمَادِ أَنَا قَدْ رَضِيْتُكَ. البَيْتُ فَهَذَا مَوْجُوْد في هَذِهِ القَصِيْدَةِ وَرَأَيْتهُ مَنْصوْبًا إِلَى الصَّاحِبِ بن عَبَّادٍ. مِهْيَارُ: [من الطويل] 4330 - أُنَاقِشُكُمْ قَوْلًا وَسِرِّي مُسَامِحٌ ... وَصَدْرِي وَإِنْ خَانَ اللِّسَانُ أَمِيْنُ بَعْدهُ: ¬
وَأَنْفَحُ بِالشَّكْوَى وَقَلْبِي شَاكِرٌ ... وَكَمْ حَرَكَاتٍ تَحْتَهُنَّ سُكُوْنُ أَبُو نَصْرٍ بن سَهْلٍ بن المر: [من الرمل] 4331 - أَنَا كَالحَيَّةِ تَشْتُو كَامِنًا ... ثَمَّ تَنْسَابُ إِذَا الصَّيْفُ رَجَعْ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من مجزوء الرمل] 4332 - أَنَا كَالمِرْآةِ أَلْقَى ... كُلَّ وَجْهٍ بِمِثَالِهِ قَبْلهُ: لَيْسَ عِنْدِي البشر لِلقَا ... طِبِ مِنْ فَرْطِ اخْتِيَالِه بَلْ أُلَاقِيْهِ عَبُوْسًا بَا ... سِرًا في مِثْلِ حَالِهِ أَنَا كَالمُرْآةِ. البَيْتُ وَيُرْوَى البَيْتُ الأَوَّلُ لأَحْمَدِ بن أَبِي صَالحِ. البُسْتِيُّ: [من الخفيف] 4333 - أَنَا كَالوَرْدِ فِيْهِ رَاحَةُ قَوْمٍ ... ثَمَّ فِيْهِ لآخَرِيْنَ زُكَامُ قَبْلهُ: لَا يَغُرَّنْكَ أَنَّنِي لَيِّنُ المَسِّ ... فَغَرَّنِي إِذَا امْتَضَيْتُ حُسَامُ أَنَا كَالوَرْدِ. البَيْتُ [من الخفيف] 4334 - إِنْ أَكُنْ خِبْتُ أَو حُرِمْتُ فَمَا ذَاكَ ... عَلَى المَطْلَبِ الكَرِيْمِ بِعَارِ بعده: ¬
حِيْنَ أَلْقَيْتُ في الدَّلَاءِ بِدَلْوِي ... بَيْنَ هَذِي الدَّلَاءِ في الآبَارِ أَو يَعُدْ فَارِغًا إِلَيَّ فَمَا ... أَلْقَيْتُ إِلَّا إِلَى المَيَاهِ الغِزَارِ يُحْرَمُ اللّيْثُ صَيْدَهُ وَهُوَ مِنْهُ ... بَيْنَ حَدِّ الأَنْيَابِ والأَظْفَارِ البُسْتِيُّ: [من الخفيف] 4335 - إِنْ أَكُنْ مُذْنِبًا فَعَفْوُ إلَهِي ... لِذُنُوْبِ العِبَادِ بِالمِرْصَادِ بَعْدهُ: وَاعْتِقَادِي بِأَنَّهُ الوَاحِدُ العَدْ ... لُ شفِيْعي إِلَيْهِ يومَ المَعَادِ يَزِيْدُ بنُ محمَّدٍ المُهَلَّبِيِّ: [من الخفيف] 4336 - إِنْ أَكُنْ مُهْدِيًا لَكَ الشِّعْرَ إِنِّي ... لابْنُ بَيْتٍ تُهْدَى لَهُ الأَشْعَارُ بَعْدهُ: غَيْرَ أَنِّي أَرَاكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ ... مَا عَلَى الحُرِّ أَنْ يَسُوْدُهُ عَارُ هَذَانِ البَيْتَانِ مِنْ كَلِمَةٍ قَالَهَا يَزِيْدُ بن مُحَمَّد يَمْدَحُ بِهَا إِسْحَاقَ بن إبْرَاهِيْم. أَبُو دُلَامَةَ: [من الطويل] 4337 - إِنِ القَوْمُ غَطُّوْنِي تَغَطَّيْتُ عَنْهُمُ ... وإنْ بَحَثُوا عَنِّي فَفِيْهِمْ مَبَاحِثُ بَعْدهُ: وَإِنْ حَفرُوا بِئْرِي حَفَرْتُ بِئَارِهِمْ ... لِتَعْلَمَ يَوْمًا ما تجن النَّبَائِثُ * * * أَخْبَارُ أَبِي دُلَامَةَ وَنَسَبَهُ: هُوَ أَبُو دُلَامَةَ زَيْدُ بنُ الجوْنِ، أكْثَرُ النَّاسِ يُصَحِّفُ اسْمُهُ ¬
فَيَقُوْلُ زَيْدٌ بِاليَاءِ وَإِنَّمَا هُوَ زَنْدٌ بِالنُّوْنِ وَهُوَ كُوْفِيّ أَسْوَدُ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ وَكَانَ أَبُوْهُ عَبْدًا لِرَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَال لَهُ قُصَاقِص وَلَهُ أَيْضًا شِعْرٌ وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ فَأَعْتَقَهُ وَأَدْرَكَ آخِرَ أَيَّامِ بَنِي أُمَيَّةَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ في أَيَّامِهِمْ نَبَاهَةٌ وَنَبَغَ في أَيَّام بَنِي العَبَّاسِ فَانْقَطَعَ إِلَى أَبِي العَبَّاسِ السَّفَاحِ وَأَبي جَعْفَر المَنْصُوْرِ وَالمَهْدِيّ وَكَانُوا يُفَضلُوْنَهُ وَيُقَدِّمُوْنَهُ وَيَسْتَطِيْبُوْنَ مُجَالَسَتِهِ وَنَوَادِرِهِ. وَقَدْ كَانَ انْقَطَعَ إِلَى رَوْحِ بن حَاتِمٍ المُهَلَّبِيّ أَيْضًا في بَعْضِ أَيَّامِهِ وَلَمْ يَصِلْ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الشُّعُرَاءِ مَا وَصَلَ إِلَى أَبِي دُلَامَةَ مِنَ المَنْصوْرِ خَاصَّةً وَكَانَ أَبُو دُلَامَةَ فَاسِدَ الدِّيْنِ رَدِيْءَ المَذْهَبِ مُرْتَكِبًا لِلْمَحَارِمِ مُضِيْعًا للفُرُوْجِ مُجَاهِرًا بذَلِكَ وَكَانَ يُعْلَمُ هَذَا مِنْهُ وَيُصْفَحُ عَنْهُ لِلُطْفِ مَحَلِّهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ حَبِيْبٍ وَتَكَنَّى أَبُو دُلَامَةَ بِجَبَلٍ بِمَكَّة يُقَال لَهُ أَبُو دُلَامَةَ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَئِدُ فِيْهِ البَنَاتِ في الجاهِلِيَّةِ وَهُوَ بأَعْلَى مَكَّةَ. وَمِنْ نَوَادِرِهِ مَا حَدَّثَ الجاحِظُ قَالَ وَقَفَ أَبُو دُلَامَةَ بَيْنَ يَدَيّ المَنْصوْرِ أو السَّفَّاحِ فَقَالَ لَهُ سَلْنِي حَاجَتكَ قَالَ أَبُو دُلَامَةَ كَلْبَ صَيْدٍ قَالَ اعْطُوْهُ قَالَ وَغُلَامٌ يَقُوْدهُ وَيَصِيْدُ بِهِ قَالَ اعْطُوْهُ قَالَ وَجَارِيَةً تَصْلحُ لنَا الصَّيْدَ وَتُطْعِمُنَا مِنْهُ قَالَ اعْطُوْهُ قَالَ يا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ هَؤُلَاءِ عِيَالٌ فَلَا بُدَّ مِنْ دَارٍ يَسْكُنُوْنَهَا قَالَ اعْطُوْهُ دَارًا تَجْمَعُهُمْ قَالَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ ضيْعَةٌ فَمِنْ أَيْنَ يَعِيْشُوْنَ قَالَ قَدْ أَقْطَعْتُكَ مِائَةَ جَرْيبٍ عَامِرَةٍ ومِائَةَ جَرْيبٍ غَامِرَةٍ قَالَ وَمَا الغَامِرَة قَالَ بِالإِنْبَاتِ فِيْهِ قَالَ قَدْ أَقْطَعْتكَ يا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ مَهَب مِنْ فَيَافِي بَنِي أَسَدٍ فَضَحِكَ وَقَالَ اجْعَلُوا المِائَتَيْنِ كُلَّهَا عَامِرَةً قَالَ فأذِنْ لِي أَنْ أُقَبِّلَ يَدكَ قَالَ أَمَّا هَذِهِ فَدَعْهَا فَإِنِّي لَا أَفْعَلُ قَالَ وَاللَّهِ مَا مَنَعْتَ عَلَيَّ شَيْئًا أَقَلُّ ضَرَرًا عَلَيْهِمْ مِنْهَا. قَالَ الجاحِظُ أنْظُر إِلَى حَذْقِهِ في المَسْأَلَةِ ابْتَدَأَ بِكَلْبٍ فَسَهلَ العَطيَّةَ وَجَعَلَ يَأتِي بِمَا يَلِيْهِ عَلَى تَرْتِيْبٍ وَفُكَاهَةٍ حَتَّى نَالَ مَا لَوْ سَأَلَ بَدِيْهَةً لما وَصَلَ إِلَيْهِ. وَحَدِيْثُ أَبُو دُلَامَةَ قَالَ كَانَ لِي جَارٌ فَحضرْتهُ. . . فَطَرَقتْنِي امْرَأتهُ في بَعْضِ اللَّيْلِ فَقَالَتْ تَعَالَ اشْهَدْ عَلَى زَوْجِي بِمَا لِي عِنْدَهُ مِنْ فَضلِ. . . بمَا تَسْمعُهُ مِنْ لَفْظِهِ قَلْتُ وَيْحكِ أَنَا شَاعِرٌ وَأَنَا أَشْرَبُ الخَمْرَ وَلَا تُقْبَلُ شَهَادَةُ مِثْلِي فَأَلْزَمَتْنِي ذَلِكَ فَدَخَلْتُ أَنَا وَآخرُ مِنْ أَهْلِ الشرب فَأشْهدنَا ثَمَّ أتى عَلَى القَاضِي ابن أَبِي لَيْلَى فَتَقَدَّمَ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ فَشَهَدَ ثَمَّ دُعِيْتُ فَقَلْتُ أَصْلَحَ اللَّهُ القَاضِي إِنِّي قَلْتُ بَيْتَيْنِ فَاسمَعُهُمَا قَالَ قُلْ قَلْتُ: إِنِ النَّاسُ غَطُّوْني تَغَطيْتُ عَنْهُمُ. البَيْتَانِ قال: يا أَبَا دُلَامَةَ اكْتُبْ شَهَادَتكَ فَقَدْ أَجَزْتُهَا وَلَا تَعُدْ تَشْهَدُ.
مَكْتُوْبٌ عَلَى كِفِّيَةٍ: [من مجزوء الرمل] 4338 - أَنَا لِلدَّمْعِ إِذَا مَا ... جَادَ في وَقْتِ الرَّحِيْلِ بَعْدهُ: أَتَلْقَى مِنْهُ مَا يَنْهَلُّ ... في الخَدِّ الأَسِيْلِ ذُو الإِصْبَعِ: [من مجزوء الخفيف] 4339 - أَنَا لِلشَّرِّ كَارِهٌ ... وَلَهُ غَيْرَ هَايِبِ بَعْدهُ: فَإِذَا انْحَازَ جَانِبًا ... كُنْتُ مِنْهُ بِجَانِبِ لَسْتُ لِلشَّرِّ مَا ... تَبَاعَدَ عَنِّي بِطَالِبِ فَإِذَا مَا دَنَا عَلَو ... تُ عُلُوَّ الكَوَاكِب [من الكامل] 4340 - أَنَا مُبْتَلًى بِبَلِيَّتَيْنِ مِنَ الهَوَى ... شَوْقٌ إِلَى الثَّانِي وَذِكْرُ الأَوَّلِ قُسِّمَ الفُؤَادُ لِحُرْمَةٍ وَكَلْدَةٍ ... في. . . مِنْ مَاضٍ وَمِنْ مُسْتَقبْلِ العَطَّارُ: [من الخفيف] 4341 - أَنَا مِثْلُ العَضبِ الجُرَّارِ عَدَا ... كَ الذَّمُّ لَكِنَّنِي خَلِيْعُ القِرَابِ الغَزِيُّ: [من الخفيف] 4342 - أَنَا مُحْيي رَميْمَ عَظْمِ المَعَانِي ... خَاتمُ الشِّعْرِ غُصَّةُ الجُهَّالِ أَبُو هِفَّانَ: [من البسيط] 4343 - أَنَا أَمْسِ مُنْفَرِدًا فَاللَّيْثُ مُنْفَرِدٌ ... وَالسَّيْفُ مُنْفَرِدٌ وَالبَدْرُ مُنْفَرِدُ ¬
قَبْلهُ: يَا هَذه كَمْ يَكُوْنُ اللَّوْمُ وَالفَنَدُ ... لَا تَعْذُلِي رَجُلًا أَثْوَابهُ قَدَدُ إِنْ أَمْسُ مُنْفَرِدًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ إِنْ كَانَ صَرْفُ زَمَانِي غَال قنِيْتَهُ ... فَبَيْنَ طَمْرَيْهِ مِنْهُ ضَيْغَمٌ أَسَدُ البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 4344 - أنَامُ عَلَى قَوَارِصِكُمْ وَعِنْدِي ... قَوَارِصُ تَسْلِبُ المُقَلَ الهُجُوْعَا بَعْدهُ: أَسُلّ بِهَا عَلَى قَوْمٍ سُيُوْفًا ... وَأَجْعَلُهَا عَلَى قَوْمٍ دُرُوْعَا [من الوافر] 4345 - أَنامُ فَلَا تَغَمَّضُ لِي جُفُوْنُ ... فَوَاقَلْبِي إِذَا هَدَتِ العيُونُ بَعْدهُ: وَكَيْفَ يَنَامُ صَبٌّ مُسْتَهَامُ ... يُعَلِّلُ نَفْسَهُ بعَسَى يَكُوْنُ أَحِنُّ إِذَا رَأيْتُ الطّيْرَ يَشْدُو ... وَتَنْقِلُهَا مِنْ الطَّرَبِ الغُصُوْنِ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 4346 - أَنَا مِلْىَ جُفُوْنِي عَنْ شَوَارِدِهَا ... وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرَّاهَا وَيَخْتَصِمُ [من الخفيف] 4347 - أَنَا مِمَّنْ أَحْيَاهُ جُوْدُ ثُمَالٍ ... بَعْدَ أَنْ كُنْت مَيِّتًا صُعْلُوْكَا أَبُو جَعْفَرُ الجَعْفَرِيّ العَطَّار الحَرَّانِيُّ: [من الخفيف] 4348 - أَنَا مِمَّنْ إِذَا النَّوَائِبُ نَابَتْ ... شَاوَرَتْنِي الرِّجَالُ في النَّائِبَاتِ ¬
بَعْدهُ: وَإِذَا مَا نَظَرْتُ في أَمْرِ نَفْسِي ... خَانَنِي الرَّأيُ وَاسْتُلْينَتْ قَنَاتِي قِيْلَ وَهَكَذَا كَانَ إبْرَاهِيْم بن المَهْدِيّ فَلَمَّا سُئِلَ عَنْهُ قَالَ لأَنِّي أَدَبِّرُ أَمْرَ نَفْسِي بِالهَوَى وَأَمْرَ غَيْرِي بالرأي. ابن شَمْسُ الخلَافَةِ: [من الرمل] 4349 - أَنَا مَنْ حُدِّثْتُمُ عَنْ فَضْلِهِ ... قَلَمِي سَيْفِي وَسَيْفِي قَلَمِي بَعْدهُ: بِهُمَا أَسْطُو وَسَيْفٌ ثَالِثٌ مِنْ ... لساني. . . . . . . مُحْسِنًا مَا زِلْتُ لِلمُحْسِنِ بِي ... ومسيئًا. . . . . . . . . . . . . . . والعهد وما ... . . . . . . . . . مَكْتُوْبٌ عَلَى مِنْدِيْلٍ: [من مجزوء الرمل] 4350 - أَنَا مِنْدِيْل مَصُوْنٌ ... نَافِعٌ في الخَلَوَاتِ بَعْدهُ: أَنَا لَا أُصْلِحُ إِلَّا ... لأُمُوْرٍ غَامِضَاتِ وَمِثْلُهُ: أَنَا لَا أُصْلِحُ إِلَّا ... وَقْتَ وَصْلٍ وَاتِّفَاقِ لأُمُوْرٍ غَامِضَاتٍ ... عِنْدَ سَاعَاتِ العِنَاقِ وَرَأَيْتُ عَلَى مِنْدِيْلٍ. أَطْمعْتِنِي فَقَلْتُ أخْذًا بِكَفِّي ... ثَمَّ عَاَدَتْ عَلَى رَجَائِي يخلْفِ زَعَمَتْ أَنَّها تُرِيْدُ عَفَافًا ... رُدِّي عَلَيّ قَلْبِي وَعَفِّي الغَزِيُّ: [من الكامل] 4351 - أَنَا مَنْ رَمَتْهُ الحَادِثَاتُ بِمَنْزِلٍ ... فِيْهِ تَخَافُ بُغَاثَهُ عِقْبَانُهُ
ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الكامل] 4352 - أَنَا مَنْ سَمِعْتَ بِهِ وَحَسْبُكَ خِبْرَةً ... بِأَخِيْكَ ذَاكَ المُبْرمِ النَّقَاضِ بَعْدهُ: فَمَتَى حَلِمْتُ لَقِيْتَ أَحْنَفَ دَهْره ... وَمَتَى جَهَلْتُ رُمِيْتُ بِالبَرَّاضِ فَاعْذِر أَخَاكَ عَلَى الوَعِيْدِ فَإِنَّمَا ... أَنْدَرَتْ قَبْلِي الرّمْي بِالأنْبَاضِ وَاعْلَمْ وَقِيْتَ الجَهْلَ أَنَّ خَسَاسَةً ... بَطَرُ الغِنَى وَمَذَلَّةُ الإِنْفَاضِ الغَزِيُّ: [من الخفيف] 4353 - أَنَا مَنْ شِعْرُهُ يُرِيْكَ المَعَالِي ... صُوَرًا في شَوَارِدِ الأَمْثَالِ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من الكامل] 4354 - أَنَا مَنْ عَلِمْتَ وَلَا أَزِيْدُكَ شَاهِدًا ... هَلْ بَعْدَ عِلْمِكَ شَاهِدٌ مَقْبُولُ قَبْلهُ: كُنْ كَيْفَ شِئتَ فَأَنْتَ أَنْتَ المُرْتَضَى ... وَهَوَايَ فِيْكَ هَوَايَ لَيْسَ يَزُوْلُ أَنَا منْ عَلِمْتُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَدْعُوْكَ مَمْلُوْك رَآكَ مَلَلتهُ ... أَنَا ذَلِكَ المَمْلُوْكُ وَالمَمْلُوْلُ قصُرَتْ عَليْكَ ثِيَابُ كُلِّ مَدِيْحَةٍ ... وَذُيُوْلهنَّ عَلَى سِوَاكَ تَطُوْلُ * * * أَبْيَاتُ أَبِي الفَضْلِ بَهَاءِ الدِّيْنِ زُهَيْرُ بن مُحَمَّد بن عَلِيٍّ المُهَلَّبِيِّ المِصْرِيِّ أَوَّلُهَا: آيَاتُ مَجْدِكَ مَا لَهَا تَبْدِيْلُ ... وَعُلُوّ قَدْركَ مَا إِلَيْهِ سَبيْلُ يُعْزَى لَكَ الإحْسَانُ غَيْر مُدَافِعٍ ... وَالمُحْسِنُوْنَ كمَا عَلِمْتَ قَلِيْلُ هَذَا هُوَ الشَّرَفُ الَّذِي لَا يدَّعَى ... هَيْهَاتَ مَا كُلُّ الرِّجَالِ فُحُوْلُ ¬
أَيَّامُكُمْ كَسَتِ الزَّمَانَ مَحَاسِنًا ... فَكَأَنَّهَا غُرَر لَهُ وَحُجُوْلُ نَفَقَتْ لَدَيْكُمْ سُوْقُ كُلّ فَضيْلَةٍ ... وَالفَضْلُ في هَذَا الزَّمَانِ فَضُوْلُ يا مَنْ إِذَا ندَاءُ الجمِيْلَ أَعَادَهُ ... فجمِيْلُهُ جمِيْلِهِ مَوْصُوْلُ كُنْ كَيْفَ شِئْتَ. الأَبْيَاتُ هَذِهِ الأَبْيَاتُ يَقُوْلُهَا في الأَمِيْرِ مَجْدِ الدِّيْن إسْمَاعِيْل بن المَلْطِيّ. الشَّيْخُ محَمَد بن أَحْمَد الدِّيْنَارِيّ: [من الكامل] 4355 - أَنَا مِنْفَخُ الحَدَّادِ بَطْنِي فَارغٌ ... وَأَضَالِعِي في نَفْعِ غيريَ تُعْصَرُ الحَمْدُونيُّ: [من الخفيف] 4356 - أَنَا مَنْ قَدْ عَرِفْتَ أَحْلَى عَلَى الأَرْوَاحِ ... مِنْ بَارِدٍ لَذِيْذ المَذَاقِ بَعْدهُ: رَأيهُ في السّمَاعِ رَأيٌ حِجَازِيٌّ ... وَفِي الشُّرْبِ رَأي أَهْلِ العِرَاقِ أَغْزَرُ النَّاسِ في مِلَاحِ الأَحَادِيْثِ ... وَحِفْظُ المُقَطعَاتِ الرِّقَاقِ البُحْتُرِيُّ: [من الخفيف] 4357 - أَنَا مِنْ يَاسِرٍ وَسَعْدٍ وَفَتْحٍ ... لَسْتُ مِنْ عَامِرٍ وَلَا عَمَّارِ الغَزِيُّ: [من الكامل] 4358 - أَنَا مَنْ يَجِلُّ عَنِ انْتِحَالِ فَضِيْلَةٍ ... حَسْبُ العَبِيْرِ فَضِيْلَةً إِنْ يُنعمَا [من الكامل] 4359 - أَنَا مَنْ يَرَاكَ وَإِنْ تَبَاعَدَ شَخْصُهُ ... بِنَوَاظِرِ القَلْبِ الَّتِي لَا تَهْجَعِ بَعْدهُ: [من الكامل] وَكَذَاكَ أَسْمَعُ مَا تَقُوْلُ وَبَيْنَنَا ... مُرْمًى تَخُبُّ العِيْسُ فِيْهِ وَتُوْضَعُ ¬
فَعَلَامَ أَقْتَرِحُ اطِّقَاءَ وَقَدْ أَرَى ... مَا شِئْتُ مِنْكَ عَلَى البعَادِ وَأَسْمَعُ أَبُو عَمْرِو بن عَبَّادٍ: [من الطويل] 4360 - أَنَامُ وَمَا قَلْبِي عَنِ المَجْدِ نَائِمٌ ... وَإِنَّ فُؤَادِي بِالمَعَالِي لَهَائِمُ بَعْدهُ: وَإِنْ قَعَدَتْ بِي عِلَّةٌ عَنْ بُلُوْغِ ... مَا أُؤَمّلهُ إِنَّ اجْتِهَادِي لَقَائِمُ تَنَادَى الوَغَى بِي إِنْ أَحَسَّتْ بِفَتْرَةٍ ... أَلَا أَيْنَ يا عَبَّادُ تِلْكَ العَزَائِمُ؟ فهْتَزُّ آمَالِي وَتَقْوَى عَزَائِمِي ... وَتُذْكِرُنِي لَذّاتِهِنَّ الهَزَائِمُ هُوَ فَخْرُ الدَّوْلَةِ أَبُو عَمْرو بن عَبَّادٍ صَاحِبُ إِشْبِيْلْيَةَ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الأَنْدَلُسِ. [من الخفيف] 4361 - أَنَا نَارٌ في مُرْتَقَى نَفَسِ الحَا ... سِدِ مَاءٌ جَارٍ مَعَ الإِخْوَانِ قَبْلهُ: . . . نَسِيْتُ ذا. . . . ... . . . وشامخًا إذا. . . أَنَا نَارٌ في مرتقى نَفَسُ الحاسد. البيت. الناجم: 4362 - أَنَا نَارٌ وَأَنْتَ نَفْطٌ فَإِنْ تَنْأَ ... عَنْ حَوْزَتِي اسْتَحَلْتَ دُخَانَا بَعْدهُ: إِنَّمَا أَنْتَ دوْرَةٌ سَاقَهَا الحَيْـ ... ـنُ فَأَضْحَتْ تُصَاوِلُ الثُّعْبَانَا * * * وَمِنْ بَابِ (أنان) قَوْلُ عَبْدُ الصّمَدِ بن بَابِكَ: أَنَا النّشوَانُ مِنْ خَمْرِ الأَمَانِي ... وَنَشْوَانُ الأَمَانِي غَيْرُ صَاحِ ¬
وَمَا قَصَّرْتُ في طَلَبٍ وَلَكِنْ ... سَلِ الحَسْنَاءَ عَنْ بَخْتِ القِبَاحِ [من البسيط] 4363 - إِنْ أَنْتَ أَحْبَبْتَ أَنْ تَلْقَى ذَوِي أَسَفٍ ... عَلَى فَقِيْدِهِمُ فَاحْلُلْ بِوَادِيْنَا بَعْدهُ: لَا عَيْنَ إِلَّا وَقَدْ بَاتَتْ مُوْرِقَةً ... لَهُ وَلَا قَلْبَ إِلَّا بَاتَ مَحْزُوْنَا [من السريع] 4364 - إِنْ أَنْتَ لَمْ تُسْرِعْ إِلَى مُمْكِنٍ ... فَاتَ وَلَمْ تَقْدِرْ عَلَى رَدِّه أَبُو مُحَمَّد التَّمِيْمِيُّ: [من السريع] 4365 - إِنْ أَنْتَ لَمْ تَغْنَ بِمَا في يَدَيْكَ ... كان غِنَى اللَّهِ وِبَالًا عَليْكْ بَعْدهُ: وَرُحْت لِلنِّعْمَةِ مُسْتَصْغِرًا ... مُتَّهِمًا للَّهِ فِيْمَا لَدَيْكَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ بعد كُلّ مَنْ ... أَصْبَحْتَ تَرْجُوْهُ فَقِيْرًا إِلَيْكَ * * * وَمِنْ بَابِ (أَنَا و) قَوْلُ (¬1): أَنَا وَالحُبُّ مَا خَلَوْنَا ... وَلَا طَرْفَةَ عَيْنٍ إِلَّا عَلَيْنَا رَقِيْبُ بَلْ خَلَوْنَا بِقَدَرِ مَا أَمْكَنَ الوَقْـ ... ـتُ بِأَنِّي أَقُوْلُ أَنْتَ الحَبِيْبُ قَلْتُ أَنْتَ ألحَ ثَمَّ عَايَنْتُ في ... الحَالِ رَقِيْبًا فَقَلْتُ كِيْمُ الطَّبِيْبُ وَيُرْوَى: وَاعنَائِي مَا إِنْ وَجَدْتُ مِنَ الفُرْ ... صَةِ مِقْدَارَ مَا إِنْ أَقوْلُ أَنْتَ الحَبيْبُ قَلْتُ أَنْتَ الحَ فَأَعْرَضَ الكَا ... شِحُ دُوْني فَقَلْتُ كِيْمُ الطَّبِيبُ ¬
وَمِثْلُهُ مَا حَدَّثَ أَبُو نواسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ صَبيًّا وَضِيْئًا في مَكْتَب فَقَلْتُ لَهُ: أَتُحِبُّنِي كَمَا أُحِبُّكَ؟ ، فَكَتَبَ في لَوْحِهِ: لَا، فَفَطَنَ بها صَبِيٌّ فَزَادَ عَلَيْهِ: إِلَهَ إِلَّا اللَّهِ، ثَمَّ قَال لِلصَّبِيّ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَال لِي: أَرِنِي خَطّكَ، فَكَتَبْتُ لَهُ كَلِمَةَ التَّوْحِيْدِ، قَالَ أَبُو نواسٍ فَقَلْتُ (¬1): ومُسْتَمِدٍّ مِنَ الدَّوَاةِ وَقَدْ ... أَخْجَلَهُ النَّاسُ بِالَّذِي فَاهُو يَكْتُبُ لِي لَا فَإِنْ هُمُ فَطِنُوا ... زَادَ عَلَيْهِ إِلَهُ إِلَّاهُو أَغَنُّ كَالشَّمْسِ شَادِنٌ لَبِقٌ ... لَوْ فُقِدَ البَدْرُ قِيْلَ هَذَا هُو قَالَ الصّوْليُّ: وَحَدَّثَ ابن أَبِي طَاهِرٍ عَنْ عَلِيّ بن خَيَارٍ أَنْ هَذَا الغُلَام كَانَ في دِيْوَانِ نَجَاحِ بن سَلْمَةَ وَلَمْ يَكُنْ في الكتاب. * * * وَمِنْ بَابِ (إِنْ أَنْتُمْ) قَوْلُ ابْنُ مُنَاذِرٍ في التَّحْرِيْضِ عَلَى طَلَبِ الثَّأرِ (¬2): إِنْ أَنتمُ لَمْ تَثْأَرُوا لأَخِيْكُمُ ... حَتَّى يُبَاءَ بِوَتْرِهِ المَتْبُوْعُ فَخُذُوا المَغَازِل بِالأَكُفِّ وَأَيْقِنُوا ... مَا عشتُمُ بِمَذلَّةٍ وَخُضُوْعُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ (¬3): إِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَثْأَرُوا بِأَخِيْكُمُ ... فَكُوْنُوا نِسَاءً للخَلُوْقِ وِللِكُحْلِ وَبِيْعُوا الرُّدَيْنِيَّاتِ بِالحِلَى وَاقْعُدُوا ... عَلَى الذُّلِّ وَابْتَاعُوا المغازل و. . . وَأَنْشَدَ ابن الأَعْرَابِيّ في ذَلِكَ (¬4): فَإِنْ يَكُ ظنِّي صَادِقًا وَهُوَ صَادِقِي ... بِعَبْسٍ يَكُنْ بِالمَشْرِفِيّ. . . وَتَحْتَلِبُوْهَا أُمَّ سَقْبَيْنِ لَاقِحًا ... عَنِيْفًا بأيدي. . . . . . . وَإِلَّا فَكَوْنُوا مِثْلَمَا قَدْ عَلِمْتُمُ ... مَوَالِي زلت لَهُ. . . . . . ¬
بَشَّارٌ: [من الخفيف] 4366 - أَنَا وَاللَّهِ أَشْتَهِي سِحْرَ عَيْنيـ ... ـكِ وَأَخْشَى مَصَارعَ العُشَّاقِ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الكامل] 4367 - إِنْ أَهْدِ أَشْعَارِي إِلَيْكَ فَإِنَّهَا ... كَالسَّرْدِ أَعْرضُهُ عَلَي دَاوِد إبْرَاهِيْمُ الصُّوْليُّ: [من الطويل] 4368 - أنَاةً فَإِنْ لَمْ تُغْنِ أَعْقَبَ بَعْدَهَا ... وَعِيْدًا فَإِنْ لَمْ يُغْنِ أَغْنَتْ صَوَارِمُه حَدَّثَ أَحْمَدُ بن يَزِيْدُ المُهَلَّبِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ لَمَّا قَرَأَ إبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصُّوْليُّ عَلَى المُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ رِسَالتَهُ إِلَى أَهْلِ حِمْصَ أَوَّلُهَا: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ بَرِأَ مِنْ حَقِّ اللَّهِ عَلَيْهِ فِيْمَا قَوَّمَ بِهِ مِنْ رَدْءٍ وَعَدْلٍ بِهِ مِنْ زِيغٍ وَلَمَّ بِهِ مِنْ مُنْتشرٍ اسْتِعْمَالِ ثَلَاثٍ يُقَدِّمْ بَعْضَهُنَّ أَمَامَ بَعْضٍ أُوْلَاهُنَّ مَا يَتَقَدَّمُ بِهِ مِنْ تَنْبيْهٍ وَتَوْقِيْفٍ ثَمَّ مَا يَسْتَظْهِرُ بِهِ منْ تَحْذِيْرٍ وَتَخْوِيْفٍ ثَمَّ الَّتِي لَا يَقَعُ بِجِسْمِ الدَّاءِ غَيْرُهَا. أنَاةً فَإِنْ لَمْ تُغْنِ أَعْقَبَ بَعْدَهَا وَعِيْدًا. البَيْتُ قَالَ فَلَمَّا مَرَّ فيها إِلَى هَاهُنَا عَجبَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ مِنْ حُسْنِهَا فَقَالَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ أما تَسْمَعُ فَقَالَ يا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّ إبْرَاهِيْمَ فَضيْلَةٌ خَبَّأهَا اللَّهُ لَكَ وَحَبسَهَا عَلَى أَيَّامِكَ وَهُوَ أَوَّلُ شعْرٍ نَفَذَ في كِتَابِ بَنِي العَبَّاسِ. قَالَهُ إبْرَاهِيْمُ مفرَدًا وَلَمْ يَقُلْ لَهُ أَوَّلًا وَلَا ثَانِيًا. وَقِيْلَ إِنَّهُ بَدأَ عَلَى أَنَّهُ كَلَامٌ مَنْثُوْر فَجَاءَ مَوْزُوْنًا فَأَقَرَّهُ شِعْرًا. أَبُو الذِّئْبَةِ الثَّقَفِيُّ: [من الطويل] 4369 - أنَاةً وَحِلْمًا وَانْتِظَارًا بِهِمْ غَدًا ... فَمَا أَنَا بِالوَانِي وَلَا الضَّرِعِ الغِمْرِ [من الطويل] 4370 - أنَاةً وَحِلْمًا مِنْكَ عَنْ ظَهْرِ قُدْرَةٍ ... وَمَا الفَضْلُ إِلَّا العَفْو وَالمَرْءُ قَادِرُ ¬
أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الكامل] 4371 - أَنَا لا أُبَالِي مَنْ فَقَدْتُ مِنَ الوَرَى ... إِمَّا حَضَرْتَ فَأَنْتَ كُلُّ النَّاسِ ابْنُ الحَجَّاجِ: [من مجزوء الرمل] 4372 - أَنَا لَا أَتْرِكُ يَوْمًا قَدْ ... صَفَا لِيْ مِنْ زَمَانِي [من مجزوء الرمل] 4373 - أَنَا لَا أَسْلَمُ مِن ... نَفْسِي فمنْ يَسلَمُ منِّي [من البسيط] 4374 - أَنْتَ ابْتدأتَ بِمَعْرُوْفٍ فَأَوْفِ بِهِ ... وَلَا تَرَبَّصْ بِهِ رَيْبَ المَقَادِيْرِ بَعْدهُ: وَلَا تَكِلْنِي إِلَى قَوْلٍ تُزَخْرِفُهُ ... فَالذَّنْبُ من أَحْسَن بَعْضِ المَعَاذِيْرِ أَبُو الحُوَيْثرَةِ الحَنَفِيُّ: [من البسيط] 4375 - أَنْتَ ابْنُ بَيْضٍ وَبِيْضٌ لَسْتُ أُنْكِرُهُ ... حَقًّا يَقِيْنًا وَلَكِنْ مَنْ أَبُو بَيْضِ سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من السريع] 4376 - إِنْ تَأتِ عُوْرًا فَتَعَاوَرْ لَهُمْ ... وقيل أتاكُمْ رَجُلٌ أَعْوَرُ في المَثَلِ إِذَا دَخَلْتَ قَرْيَةً فَاحْلِفْ بِإِلَاههَا ابن شَمْسُ الخلَافةِ: [من الخفيف] 4377 - أَنْتَ أَعْلَى قَدْرًا وَأَجْزَلُ مَعـ ... ـروْفًا وَأَنْدَى كلفًّا وَأَغْزَرُ وَبلَا ¬
المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 4378 - أَنْتَ أَعلَى مَحَلَّةً إِنْ تُهنِّى ... بِمَكَانٍ في الأَرْضِ أَو في السَّمَاءِ أَبْيَاتُ المُتُنَبِّيّ: يُهَنِّي كَافُوْرَ بدَارٍ بَنَاهَا أَوَّلها: إِنَّمَا التَّهْنِيَاتُ للأكِفاءِ ... ولمن يدني مِنَ البُعَدَاءِ وأنا مِنكَ لا يَهنّئُ عضوٌ ... بِالمَسَرّاتِ سَائِرَ الأَعْضَاءِ مُستقلٌّ لك الديارَ وَلَوْ كَا ... نَ نجومًا آجر هَذَا البنَاءِ وَلَوْ أَنَّ الَّذِي يَخِرّ مِنَ الأمـ ... ـواهٍ فيها مِنْ فِضَّةٍ بَيْضًاءِ أَنْتَ أَعْلَى مَحَلَّةٍ أَنْ تُهَنِّي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: [إنما يفخر الكريم أبو المسـ ... ـكِ يما يبني من العلياءِ [لا بما يبتني الحواضرُ في الـ ... ـريف وَمَا يطّبي قُلُوْبَ النِّسَاءِ أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الخفيف] 4379 - أَنْتَ أَعلَى مِنْ أَنْ تَعَزَّى بِمَفْـ ... ـقوْدٍ وَإِنْ عَزَّ فَقْدُهُ أَو تُهَنِّي ابْنُ الرُّوْمِيِّ: [من الخفيف] 4380 - أَنْتَ أَعلَى مِنْ أَنْ يَقُوْلَ لَكَ القَا ... ئِلُ يُهْنِيْكَ أَنْ وَلِيْتَ الضِّيَاعَا بَعْدهُ: ولأولَى بَانَ يُهَنِّيَهُ النَّاسُ. . . ... ضِياع حَقِّهَا إِنْ تضاعا * * * وَلابنِ الرُّوْمِيّ أَيْضًا في المَعْنَى (¬1): مَنْ كَانَ جَمَّلَهُ لبُوْسُ وِلَايَةٍ ... فَأَعَارَهُ التَّعْظِيْمَ وَالتَّبْجِيلَا ¬
فَبِذَاتِ نَفْسِكَ مَا يَكُوْنُ جَمَالهَا ... وَبِمَائِهِ كَانَ الحُسَامُ صقِيْلَا وَكَتَبَ ابْنُ خلَّادٍ إِلَى المُهَلَّبِيّ الوَزِيْر (¬1): الآنَ حِيْنَ تَعَاطَى القَوْسَ بَارِيْهَا ... وَأَبْصَرَ الضَّوْءَ في الظَّلْمَاءِ سَارِيْهَا الآنَ عَادَ إِلَى الدُّنْيَا مُهَلّبهَا ... سَيْفُ الخَلِيْفَةِ بل مِصْبَاحُ دَاجِيْهَا إِنَّ الوِزَارَةَ تُزْهَى في مَوَاكِبِهَا ... وَهُوَ الرِّيَاضُ إِذَا جَادَتْ غَوَادِيْهَا تَاهَتْ عَلَيْنَا بِمَيْمُوْنٍ نَقِيّبتُهُ ... قَلَّتْ لِمِقْدَارِهِ الدُّنْيَا بِمَا فِيْهَا مُوَفَّقُ الرَّأي مَقْرُوْنٌ بِغُرَّتهِ ... نَجْمُ السَّعَادَةِ يَرْعَاهَا وَيَحْمِيْهَا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الخفيف] 4381 - أَنْتَ أَفْسَدْتَنِي عَلَى كلِّ مَأ ... مُوْلٍ وَأَعْدَيْتَنِي عَلَى كُلِّ خَطْبِ قَبْلهُ: يَمْدَحُ الطائع: [يا جميلًا جماله ملء عيني] ... وعظيمًا إعظامُهُ] ملء قلبي بِكَ أَبْصَرْتُ كَيْفَ يَصْفُو غَديْرِي ... مِنْ صرُوْفِ القذَى فيأمن سربي أَنْتَ أَفْسَدْتَني. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَا تَرَجَّيْت غَيْرَ جُوْدكَ جُوْدًا ... أَيُرْجَى القِطَارُ مِنْ غَيْرِ سُحْبِ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 4382 - أَنْتَ الجوَادُ بِلَا مَنٍّ وَلَا كَدَرِ ... وَلَا مِطَالٍ وَلَا وَعْدٍ وَلَا مَلَلِ وَلَهُ أَيْضًا: [من البسيط] 4383 - أَنْتَ الحَبِيْبُ وَلَكِنِيِّ أَعُوْذُ بِهِ ... مِنْ أَنْ أَكُوْنَ مُحِبًّا غَيْرَ مَحْبُوْبِ ¬
وَمِنْ بَابِ (أَنْتَ الحَبِيْبُ) قَوْلُ (¬1): لَمَّا مَلكْتَ قِيَادِي ... وَحُزْتَ صَفْوَ ودَادِي وَصِوْت أَعْرفُ مِنِّي ... بِمَا يَجِنُّ فُؤادِي هَجَرْتَ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ ... كَهَجْرِ عَيْنِي رُقَادِي أَنْتَ الحَبِيْبُ وَلَكِنْ ... هَذَا فِعَالُ الأَعَادِي البيت المفرد. ابْنُ عَمَّارٍ المَغْرِبِيُّ: [من الكامل] 4384 - أَنْتَ الحَلَالُ الحُلْوُ رَقَّ طَبِيْعَةً ... وَصفَا مِزَاجًا كَالسَّحَابِ الغَادِي [من الخفيف] 4385 - أَنْتَ أَلْحَى مُعَلِّمٌ وَطَوِيْلُ ... حَسْبُنَا رَبُّنَا وَنِعْمَ الوَكِيْلِ أَبُو مُحَمَّد الخَازِنُ: [من الكامل] 4386 - أَنْتَ الزَّمَانُ إِذَا سَخِطْتَ عَلَى الوَرَى ... يَفْسُدْ وَإِنْ تَعْطِفْ عَلَيْهِمْ يَصْلُحِ أَبْيَاتُ أَبِي مُحَمَّد عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَد بن الخَازِنِ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا الصَّاحِبِ بن عَبَّادٍ أَوَّلُهَا: بِاللَّهِ قِفْ لِي سَاعَةً بِالأَبْطَحِ ... وَارْفِقْ قَلِيْلًا بِالمَطَايَا الطُّلَّحِ يَقُوْلُ مِنْهَا في المَدْحِ: مَلِكٌ نَدَاهُ أَثَرُّ مِنْ صَوْبِ الحَيَا ... وَحُسَامُهُ أَمْضَى مِنَ القَدَرِ الوَحِي جَبَلٌ مَنِيْعُ الطّوْدِ غَيْرُ مضَعْضَعٍ ... بَحْرٌ طَمُوْحُ المَوْجِ غَيْرُ مضخحِ هِيَ دَوْلَةٌ شَمَّاءُ عَبَّاَدِيَّة عُقِدَتْ ... بأفْلَاكِ النُّجُوْمِ السُّبَحِ رَسَختْ فَلَيْسَ أَرُوْمُهَا بِمُحَلْحَلٍ ... أَبَدًا وَلَا مَلْمُوْمُهَا بِمُزَحْزَحِ ¬
خَلَقَ العُلَى خَلْقًا وَأَوْجَدَ عَالمًا ... لِلجوْدِ فِي صُوْرِ الغَوَادِي السُّفَّحِ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَدَبُ الفَتَى مَا لَمْ يَزِنْهُ بِعَقْلِهِ ... وَيَزِنْهُ فِي مِعْيَارِهِ لَمْ يَرْجَحِ يا صَاحِ هَوِّنْ بِالمُنَى نَحْوَ الغِنَى ... وَهَبَ الصِّنَاعَةَ لِلقَنَاعَةِ يَرْبَحُ يا هَذِهِ بَاحَ الفِرَاقُ بِسرِّهِ ... وَوَهَتْ حِبَالَكَ فَامْنَعِي أَو فَامْنَحِي يَقُوْلُ مِنْهَا: يا أَيُّهَا المَلِكُ الهُمَامُ اسْلَمْ وَدُمْ ... لِلحَقِّ قَبْلَ الخَلْقِ وَامْرَح وافْرَحِ أَنْتَ الزَّمَانُ إِذَا سَخِطْتَ عَلَى الوَرَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: خُذْهَا مَصَابِيْحَ القُلُوْبِ زَوَاهِرًا ... لَا بل مَفَاتِيْحَ العُقُوْلِ الرُّجَّحِ وَاقْبِل سُعُوْد المَهْرَجَانِ وَعِشْ لَهَا ... أَلْفًا تَحُوْلُ عَليْكَ ثَمَّ اسْتَفْتِحِ عَلِيُّ بنُ جَبَلَةَ: [من البسيط] 4387 - أَنْتَ الزَّمَانُ الَّذِي يَجْرِي تَصَرُّفُهُ ... عَلَى الأَنَامِ بِتَشْدِيْدٍ وَتَلْيِيْنِ ابْنُ اللَّبَّانَةِ: [من الكامل] 4388 - أَنْتَ السَّحَابُ عَلَى مَكَانٍ يَنْهَمِي ... بِالمَكْرُمَاتِ وعن مَكَانٍ يُقْلِعُ السَرِيُّ فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من الكامل] 4389 - أَنْتَ السَّمَاءُ فَمُنْ جَذَبْتَ بِضَبْعِهِ ... كَانَ الوَرَى أَرْضًا وَكَانَ لَهُمْ سَمَا إبْرَاهِيْمُ الصُّوْلِيُّ: [من مجزوء الكامل] 4390 - أَنْتَ السَّوَادُ لِمُقْلَةٍ ... تَبْكِي عَليْكَ وَنَاظِرُ ¬
جَعْفَرُ: [من الكامل] 4391 - فأَنْتَ العَرُوْسُ لَهَا جَمَالٌ رَائِعٌ ... لَكِنَّهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ تُصْرَعُ قَبْلهُ: يَا قَصْر شَانَكَ بخْل صَاحِبكَ الَّذِي ... مَا فِيْهِ مَعْ إِمْسَاكِهِ مُسْتَمَعُ أَنْتَ العَرُوْسُ. البَيْتُ قَالَهُ فِي قصَرِ بَعْض الهَاشِمِيِّيْن. المُتَنَبِّي: [من الكامل] 4392 - أَنْتَ الغَرِيْبَةُ فِي زَمَانٍ أهْلُهُ ... وُلِدَتْ مَكَارِمُهُمْ لِغَيْرِ تَمَامِ بَعْدهُ: أَكْثَرْتَ مِنْ بَذْلِ النَّوَالِ وَلَمْ تَزَلْ ... عَلَمًا عَلَى الإِفْضَالِ وَالإِنْعامِ وَرَفَلْتَ فِي حُلَلِ الثَّنَاءِ وَإِنَّمَا ... عُدمُ الثَّنَاءِ نِهَايَةُ الإعْدَامِ إِنْ كَانَ مِثْلَكَ كَانَ أَو هُوَ كَائِنٌ ... فَبِرِئْتَ حِيْنَئِذٍ مِنَ الإِسْلَامِ مَلِكٌ زَهَتْ بِمَكَانِهِ أَيَّامُهُ ... حَتَّى افْتَخَرْنَ بِهِ عَلَى الأَيَّامِ صَلَّى الإِلَهُ عَليْكَ غيرَ مُوَدَّعٍ ... وَسَقَى ثَرَى أَبَوَيْكَ صَوْبُ غَمَامِ تَاللَّهِ مَا عَلِمَ أمْرُؤٌ لَوْلَاكُمُ كَيْفَ ... السَّخَاءُ وَكَيْفَ ضَرْبُ الهَامِ؟ رَجُلٌ مِنَ الأَزْدِ: [من مجزوء الكامل] 4393 - أَنْتَ الفَتَى كُلُّ الفَتَى ... لَوْ كُنْتَ تَصْدُقُ مَا تَقُوْلُ بَعْدهُ: لَا حَبَّذَا كذب الجواد ... وحبّذا صدْقُ البخيل قاله مِنَ الأَزْدِ مِنْ حيٍّ يُقَالُ لَهُمْ النَّدبُ فِي المُهَلَّبِ بن أَبِي صَفْرَةَ لأَنَّ المُهَلَّبَ كَانَ ¬
فَقِيْهًا وَكَانَ يَتَوَصَّلُ بِالكَذِبِ لِيُصْلِحَ مِنْ حَالِ أَصْحَابِهِ وَيَشُدّ بِهِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ وَيُضْعِفُ مِنْ أَمْرِ الخَوَارِجِ. البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 4394 - أَنْتَ الكَرِيْمُ وَقَدْ قَدَّمْتَ مبتدئًا ... وَعْدًا وَكُلُّ كَرِيْمٍ عِنْدَ مَوْعِدِهِ بقول البُحْتُرِيّ فِي المَدْحِ قَبلَهُ: يُضِيْءُ فِي أَثَرِ المَعْرُوْفِ مُبْتَهِجًا ... كَالبَدْرِ وَافَى تَمَامًا وَقْتَ أَسعدِهِ تَسْتَأنِفُ النُّعْمَةَ الطُّوْلَى العَرِيْضَةَ مِنْ ... إِنْعَامِهِ وَاليَدَ البَيْضَاءَ مِنْ يَدِهِ يَا أَيُّهَا السَّيِّدُ المجري خَلَائِقُهُ ... عَلَى سَوَابِقِ عَلْيَاهُ وَسُؤْدَدِه أَنْتَ الكَرِيْمُ وَقَدْ قَدَّمْتَ. البَيْتُ يَمْدَحُ الحُسَنِ بن مُخَلَّدٍ. الرَّضِيُّ يُخَاطِبُ الصَّابِئ: [من البسيط] 4395 - أَنْتَ الكَرَى مُؤْنِسًا طَرْفِي وَبَعْضُهُمُ ... مِثْلُ القَذَى مَانِعًا عَيْنِي مِنَ الوَسَنِ أَشْتَاقُكُمْ فَدَوَاعِي الشَّوْقِ تَنْهَضُ بِي ... إِلَيْكُمُ وَعَوَادِي الدَّهْر تُقْعِدُنِي كم مِنْ قَرِيْبٍ يَرَى أَنِّي كَلِفْتُ بِهِ ... يُمْسِي شَجَاي وَيَضْحَى دُوْنهُ سجنِي إِنْ يَدْنُ قَوْمِي إِلَى دَارِي وَآلفُهُمْ ... وساءَ عَنِّي وَأَنْت الرُّوْحُ فِي بَدَنِي فَالمَرْءُ يَسْرَحُ فِي الآفَاقِ مُضْطَرِبًا ... وَنَفْسُهُ أَبَدًا تَهْفُو إِلَى الوَطَنِ أَنْتَ الكَرَى مُؤْنِسًا عَيْنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا تَجْعَلَنَّ دَلِيْلَ المَرْءِ صَوْرَتهُ ... كم مِخْبِرٍ سمِجٍ مِنْ مَنْظَرٍ حَسَنِ [من السريع] 4396 - أَنْتَ الَّذِي إِفْضَالُهُ لَمْ يَزَلْ ... يُرْوَي كَمَا آدَابُهُ تُرْوَى بَعْدهُ: ¬
كَمْ لَكَ عِنْدِي مِنْ يَدٍ أطلَعت ... عقَالَ نَفْسِي مِنْ يَدِ البَلْوَى أَبُو نواسٍ فِي الفَضْلِ بن الرَّبِيْعِ: [من البسيط] 4397 - أَنْتَ الَّذِي تَأْخُذُ الأَيْدِي بِحَجْزَتِهِ ... إِذَا الزَّمَانُ عَلَى أَوْلَادِهِ كَلَحَا عَلَيُّ بنُ جَبَلَةَ: [من البسيط] 4398 - أَنْتَ الَّذِي تُنْزِلُ الأَيَّامَ مَنْزِلِهَا ... وَتَنْقُلُ الدَّهْرَ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالِ أَبْيَاتُ عَلِيُّ بن جَبَلَةَ المَعْرُوف بِالعَكْوكَ قَبْلهُ: أغنَى العَدِيْمَ وَجَلَّ كُلَّ مَظْلمَةٍ ... بِصَارِمٍ لِلْعِدَى وَالجوْعُ قَتَّالُ يَزُوْرُ سُخْطًا فَتُمْسِي البِيْض رَاضِيَةً ... وَيَسْتَهِلُّ فَتَبْكِي أَوْجُهُ المَالُ أَنْتَ الَّذِي تَتْرِكُ الأَيَّامُ مَنْزِلهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا مَدَدْتَ مَدَى طَرَفٍ إِلَى أَحَدٍ ... إِلَّا قَضيْتَ بِأَرْزَاقٍ وَآجَالِ ابْنُ بَسَّامٍ: [من الكامل] 4399 - أَنْتَ الَّذِي طَوَّقَنِي نِعَمًا ... وَرَدَدْتَ مِنِّي الرُّوْحَ فِي الجَسَدِ ابْنُ زَيْدُوْنَ الوزير: [من السريع] 4400 - أَنْتَ الَّذِي لَوْ تُشْتَرَى سَاعَةٌ ... مِنْهُ بِدَهْرٍ لَمْ تَكُنْ غَالِيَهْ طَابَتْ لَنَا لَيْلَنَا الحَالِيَةِ ... فَلْتَسَلْنَاها هَذِهِ التَّالِيَه أَبَا المَعَالِي نَحْنُ فِي رَاحَةٍ ... فَانْقُلْ إِلَيْنَا القدَمَ العَالِيَه لَيْلَتُنَا عَاطِلَةٌ إِنْ تَغِب ... عَنَّا فُزُرْنَا كي تَرَى حَالِيَه أَنْتَ الَّذِي لَوْ تَشْتَرِي سَاعَةٌ. البَيْتُ ¬
المُتَنَبِّي: [من المنسرح] 4401 - أَنْتَ الَّذِي لَوْ يُعَابُ فِي مَلأٍ ... مَا عِيْبَ إِلَّا بِأَنَّهُ بَشَرُ قَوْلُ المُتُنَبِّيُّ هَذَا يُخَاطِبُ بِهِ سَيْفُ الدَّوْلَةِ وَبَعْدَهُ: فَاضِحُ أَعْدَائِهِ كَأَنَّهُمُ ... لَهُ يَقِلُّوْنَ كُلَّمَا كَثِرُوا أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْ سِهَامِهِمُ ... وَمُخْطِئٌ مَن رَمِيّهُ القَمَرُ [من الكامل] 4402 - أَنْتَ الَّذِي مَا فِيْهِ مَوْضِعُ شَعْرَةٍ ... إِلَّا وَفِيْهِ نُطْفَةٌ مِنْ وَاحِدِ قَبْلهُ: يَابنَ الَّتِي بِيْعَتْ بِأَوْكَسِ قِيْمَةٍ ... بَيْنَ الأَنَامِ وَقِيْلَ هَلْ مِنْ زَائِدِ؟ أَنْتَ الَّذِي مَا فِيْهِ. البَيْتُ المُتَنَبِّي: [من الكامل] 4403 - أَنْتَ الَّذِي نَجَحَ الزَّمَانُ بِذِكْرِهِ ... وَتَزَيَّنَتْ بِحَدِيْثِهِ الأَسْمَارُ بَعْدهُ: للَّهِ قلبك ما تَخافُ مِنَ الردى ... وتخاف أن يَدنو إليك العارُ وتحيدُ عن طبع الخلائقِ كُلّه ... ويحيد عنك الجحفل الجرّارُ يا من يعزُّ على الأعزّةِ جارُهُ ... ويذلّ من سطواته الجَبّارُ كُن حيث شئت فما تحولُ تَنوفةٌ ... دون اللقاءِ ولا يَشِطُّ مَزارُ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الكامل] 4404 - أَنْت الَّذِي لَا شَيْءَ تَمْلِكُهُ ... أَحَقُّ مِنْكَ بِمَالِكَ القَدَرُ ¬
[من الكامل] 4405 - أَنْتَ اللَّئِيْم فَإِنْ تَصْبِرْ فَمِنْ قَحَةٍ ... عَلَى الهَوَانِ وَإِنْ تَجْزَعْ فَمِنْ خَوَرِ جَرِيْرٌ: [من البسيط] 4406 - أَنْتَ المُبَارَكُ وَالمَيْمُوْنُ غُرَّتُهُ ... لَوْلَا تُقَوِّمُ دَرْءَ النَّاسِ لَاخْتَلَفُوا بَشَّارٌ: [من البسيط] 4407 - أَنْتِ المُنَى وَحَدِيْثُ النَّفْسِ خَالِيَةً ... وَمُنْتَهَى حَاجَتِي الكُبْرَى وَأوْطَارِي بَعْدهُ: أَرْضَى بِقُرْبِكَ مِنْ مَالِي وَمِنْ سَكَنِي ... وَمِنْ نَعِيْمِي وَمِنْ رَهْطِي وَزُوّارِي السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 4408 - أَنْتِ النَّعِيْمُ لِقَلْبِي وَالشَّقَاءُ لَهُ ... فَمَا أَمَرَّكِ فِي قَلْبِي وَأحْلَاكِ عَلِيُّ بن الفَضْلِ الكَاتِبُ: [من الكامل] 4409 - أَنْتِ النَّهَار تَذَكُّرِي وَتَفَكُّرِي ... وَاللَّيْل أَحْلَامِي وَطَيْفُ مَنَامِي مُحَمَّدُ بن اللّبَانَّةِ: [من الكامل] 4410 - أَنْتَ النَّهَارُ فَلَيْسَ دُوْنَكَ نُجْعَةٌ ... وَاللَّيْلُ أَنْتَ فَلَيْسَ دُوْنَكَ مَهْرَبُ يَقُوْلُ مِنْهَا: حُلْوُ الخَلَائِقِ مَرّهَا فَمَتَى ... حيل وَمَتَى يَصِلْ. . . يرهبُ وَمُقَلَّدٌ مِنْ سَمْدِهِ وَحُسَامِهِ حلْيًا ... بِحَيْثُ تَرَاهَ يخرس يَضْرِبُ وَكَأَنَّ هَالَةَ كُلّ بَدْرٍ جُنَّةً ... لِوَغَاهُ. . . سيفٌ مقضبُ ¬
وَكَأَنَّ صَعْدَتهُ السِّمَاك يُدِيْرُهَا ... . . . . . . . . . المُتَأَشِّبُ مُتَظَاهِرٌ فِي زَيِّهِ فَمَدَرَّعٌ ... وَمُسَرْبَلٌ وَمُعَفَّرٌ وَمُعَصَّبُ يَا رَافِعًا وَسْطَ البَسِيْطِ لِوَاءهُ ... وَقَنَاتهُ فِيْهِ الرِّضَى وَالمغْضبُ أنت النَهار. . . البيت، وبعده: لا تبتغي غير المعالي مكسبًا ... إن المعالي خير مالٍ يكسبُ المُتَنَبِّيُّ: [من الكامل] 4411 - أَنْتَ الوَحِيْدُ إِذَا رَكِبْتَ طَرِيْقَةً ... فَمَنِ الرَّدِيْفُ وَقَدْ رَكِبْتَ غَضَنْفَرَا قَوْلُ المُتُنَبِّيّ يُخَاطِبُ بِهِ أَبَا الفَضْلِ بنِ العَمِيْدِ. أَبُو نواسٍ: [من الكامل] 4412 - أَنْت امْرُؤٌ جَلَّلْتَنِي نِعَمًا ... أَوْهَتْ قُوَى شكْرِي فَقَدْ ضَعُفَا بعده: لا تسدين إليّ عارفةً ... حتى أقومَ ببعض ما سلفا [من السريع] 4413 - أَنْت امْرُؤٌ شكري لَهُ وَاجِبٌ ... وَلَمْ أَكُنْ قَصَّرْتُ فِي وَاجِبِه ابن عَائِشَة فِي ابنِ أَبِي دَؤادٍ: [من الكامل] 4414 - أَنْت امْرُؤٌ غَثُّ الصَّنِيْعَةٍ رَثُّهَا ... لَا تُحْسِنُ النُّعْمَى إِلَى أَمْثَالِي بَعْدهُ: نُعْمَاكَ لَا تَعْدُو إِلَّا لامْرِئٍ ... فِي مِثْلِ مَسْكِكَ مِنْ ذِي الإشْكَالِ فَإِذَا رَجَعْتَ إِلَى صَنِيْعِكَ لَمْ تَجِدْ ... حُرّا خَرَجْتَ بِهِ إِلَى الإفْضَالِ ¬
اذْهَبْ لِغَيْرِ عَظِيْمَةٍ تُرْجَى لَهَا ... إِلَّا لِسدّكَ خلة الأَنْذَالِ * * * وَمِنْ بَابِ (أَنْتَ) قِيْلَ: وَشَى وَاشٍ لِعَبْد اللَّهِ بن هَمَّامٍ السَّلُوْلِيّ إِلَى زِيَادِ بن أَبِيْهِ وَقَالَ أَنَّهُ هَجَاكَ قَالَ زِيَادٌ فَأجْمَعُ بَيْنَكُمَا قَالَ نَعَم فَبَعَثَ إِلَى عَبْدُ اللَّهِ فَأَحْضَرَهُ وَأَدْخَلَ النَّمَّامُ بَيْتًا ثَمَّ قَالَ يَا بن هَمَّامٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ هَجَوْتَنِي فَقَالَ لَهُ كَلَّا أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَيُّهَا الأَمِيْرُ مَا فَعَلْتُ وَمَا أَنْتَ لِذَلِكَ بِأَهْلٍ فَأَمَرَ الرَّجُلَ بِالخُرُوْجِ وَقَالَ هَذَا أَخْبَرَنِي فَأَطْرَقَ ابن همَّامٍ سَاعَةً ثَمَّ أَقْبَلَ عَلَى الرَّجُلِ فَقَالَ (¬1): أَنْتَ امْرُؤٌ إِمَّا أَيْتَمَتُكَ خَالِيًا ... فَخُنْتَ وَإِمَّا قَلْتَ قَوْلًا بلا عِلْمِ فَأَنْتَ مِنَ الدَّهْرِ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا ... بِمَنْزلَةٍ بَيْنَ الخِيَانَةِ وَالإِثْمِ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ابْنُ زِيَادٍ وَقَبِلَ عُذْرهُ وَأَقْصَى السَّاعِي بِهِ. وَيَقْرَبُ مِنْهُ قَوْلُ آخَر (¬2): أُنَاسٌ أَمِنَّاهُمْ فَنَمُّوا حَدِيْثنَا ... فَلَمَّا كَتَمْنَا السّرَّ عَنْهُمْ تَقَوَّلُوا فَمَا حَفِظُوا العَهْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا ... وَلَا حِيْنَ هَمُّوا بِالقَطِيْعَةِ أَجْمَلُوا السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الخفيف] 4415 - أَنْتَ أَمْضَى مِنَ الحُسَامِ وَأَصْفَى ... مِن حَيَا المُزْنِ فِي المَحُوْلِ وَأَنْدَى [من المنسرح] 4416 - أَنْتَ أَمِيْرٌ عَلَيَّ مُحْتَكِمٌ ... حُكْمُكَ فِي قَتْلِ مُهْجَتِي مَاضِي ابن المُعْتَزِّ: [من الخفيف] 4417 - أَنْتَ أَوْلَى بِأَنْ نَعَزَّى بِنَا مِنَّا ... فَقَدْ مَاتَ بَعْدَكَ النَّاسُ طُرَّا ¬
قَوْلُ ابن المُعْتَزِّ هَذَا يَرْثِي بِهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بنُ سُلَيْمَان بن وَهَبٍ قَبلَهُ: لَمْ تَمُتْ أَنْتَ إِنَّمَا مَاتَ مَنْ لَمْ يَبْقَ ... فِي المَجْدِ وَالمَكَارِمِ ذِكْرَا لَسْتُ مُسْتَسْقِيًا لِقَبْرِكَ غَيْثًا ... كَيْفَ يَظْمَا وَقَدْ تَضَمَّنَ بَحْرَا؟ أَنْتَ أَوْلَى بِأنْ تُعْزَى بِنَا مِنَّا. البَيْتُ هِبَةُ اللَّهِ بن عِيْسَى: [من مجزوء الرمل] 4418 - أَنْتَ بالشَّاهِدِ مِنْ قَلْـ ... ـــبِكَ تَدْرَىْ مَا بِقَلْبِي هُوَ أَبُو القَاسَمِ هِبَةُ اللَّهِ بن عِيْسَى كَاتِبُ مُهَذَّبُ الدَّوْلَةِ صَاحِبُ البَطِيْحَةِ قَبلَهُ: يَا أَنِيْسَ القَلْبِ وَالعَيْنَـ ... ـــيْنِ مِنْ بُعْدٍ وَقُرْبِ أَنْتَ بِالشَّاهِدِ مِنْ قَلْبُكَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَوْ تَدَانَيْتَ شَعَبُ الآ ... مَالِ مِنْ شَرْقٍ وَغَرْبِ لَمْ يَكُنْ غَيْرُكَ تَأمِيْلِـ ... ـــي وَحَسْبِي ذَاكَ حَسْبِي ابن مُخْزُوْم الأَسَدِيّ يَفْخَرُ: [من البسيط] 4419 - إِنْ تَبْتَدِرْ غَايَةً يَوْمًا لِمَكْرُمَةٍ ... تَلْقَ السَّوَابِقَ مِنَّا وَالمُصَلِّيْنَا الصَّنَوْبَرِيُّ فِي غُلَامٍ الْتَحَى: [من الخفيف] 4420 - أَنْتَ بَدْرٌ جَنَى الكُسُوْفَ عَلَيْهِ ... ظُلْمَةً لَا أَرَى لَهَا مِنْ نَفَادِ جَعْفَرُ بن وَرْقَاءَ: [من الخفيف] 4421 - أَنْتَ بَدْرٌ حُسْنًا وَشَمْسٌ عُلُوًّا ... وَحُسَامٌ عَزْمًا وَبَحْرٌ نَوَالَا هُوَ أَبُو. . . محمد بن ورقاء: أنشدني يُخَاطِبُ أَبَا إِسْحَاقَ قَبلَهُ: ¬
يَا هِلَالًا يُدْعَى أَبُو هِلَالا ... . . . . . . فِي الوَرَى وَتَعَالَى أَنْتَ بَدْرٌ حَسَنًا. البَيْتُ الحارثُ بن حلّزَةَ المَخْزُوْمِي: [من الكامل] 4422 - إِنْ تَبْذُليْ لي نَائِلًا أَشْفِى بِهِ ... قَرْحَ الفُؤَادِ فَقَدْ أَطَلْتِ عَذَابِي قَوْلُ الحَارَثِ بن حلزة: أَطَلْتِ عَذَابِي وَبَعْدَهُ: وَعَصِيْتُ فِيْكِ أَقَارِبِي فَتَقَطَّعَتْ ... بَيْنِي وَبَيْنُهُمُ عُرَى الأَسْبَابِ وَتَرِكْتِنِي لَا بِالوِصَالِ مُمَسِّكًا ... مِنْهُمْ وَلَا أَسْعَفْتِنِي بِثوَابِ فَبَقِيْتُ كَالمهْرِيْق فَضْلةَ مَائِهِ ... فِي حَرِّ هَاجِرَةٍ لِلَمْعِ سرَابِ قَالَ عَمْرُو بن الأَهْتَمِ لِقَيْسٍ: [من البسيط] 4423 - إِنْ تُبْغِضُوني فَإِنَّ الرُّوْمَ أصْلكُمُ ... وَالرُّوْمُ لَنْ تَمْلِكَ البَغضَاءَ لِلعَرَبِ أَعْرَابِيٌّ: [من البسيط] 4424 - إِنْ تُبْغِضُوْنِ فَقَدْ أَسْخَنْتُ أَعْيُنكُمْ ... وَقَدْ أَتَيْتُ حَرَامًا مَا تَظُنُّوْنَا بَعْدهُ: وَقَدْ ضَمَمْتُ إِلَى الأَحْشَاءِ جَارِيَةً ... عَذبٌ مُقَبَّلَهَا مِمَّا تَصُوْنُوْنَا 4425 - إِنْ تتَّعِظْ فَلَقَدْ أَبْصَرْتَ مَوْعِظَةً ... أَو تَعْتَبِرْ فَلَقَدْ أَبْصَرْتَ مُعْتَبَرَا عَلِيُّ بن مِسهرٍ: [من الخفيف] 4426 - أَنْتَ تَرْجُو مَا لَا يَكُوْنُ وَتَشْكُو ... مَرَضًا مَا لِدَائِهِ مِنْ طَبِيْبِ مِنَ اليَتِيْمة: [من الكامل] 4427 - إِنْ تَتهمِي فَتُهَامَةٌ وَطَنِي ... أَوْ تُنْجِدِي يَكُنِ الهَوَى نَجْدُ ¬
أَشْجَعُ السَّلْمِيُّ فِي الفَضْلِ بنِ الرَّبِيْعِ: [من المنسرح] 4428 - إنْتَجِعِ الفَضْلَ أَو تَخَلَّ مِنَ ... الدُّنْيَا فَهَذَانِ مُنْتَهَى الهِمَمِ [من الكامل] 4429 - إِنْ تَجْفنِي فَلَطَالَمَا لَاطَفْتِنِي ... هَذَا بِذَاكَ فَمَا عَليْكَ مَلَامُ قَبْلهُ: ولقد أقولُ تعزّيًا وتَجَمُّلًا ... لما تخَوَّنَ ودّكَ الأيّامُ إن يخفي فلطالما لاطفتني. . . البيت. إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من المنسرح] 4430 - أَنْت جُمَادَى إِذَا سُئِلْتَ نَدًى ... وَيَوْمَ تُدْعَى إِلَى العُلا رَجَبُ . . . في ولده [من الكامل] 4431 - إِنْ تَحْتَقِرْ صُغْرًا فَرُبَّ مُفَحَّمٍ ... يَبْدُو ضَئِيْلَ الشَّخْصِ لِلنُّظَّارِ ابن شَمْس الخلَافَةِ: [من الخفيف] 4432 - أَنْتَ حَسْبِي مِنَ الكِرَامِ وَحَسْبِي ... مِنْهُمْ أَنْ تَكُوْنَ وَحْدَكَ حَسْبِي أَبُو عَلِيّ الصُّوْفِيُّ: [من الخفيف] 4433 - أَنْتَ حَسْبِي وَفِيْكَ لِلقَلْبِ حَسبُ ... وَبِحَسْبِي إِنْ صَحَّ ليْ فِيْكَ حَسبُ بَعْدهُ: مَا أُبَالِي إِذَا وِدَادُكَ لِي صَحَّ ... مِنَ الخُلْقِ مَا تعَرّضَ خَطْبُ ¬
البَذَّالُ بن بَذْلٍ في علي يحيى المنجّم: [من الخفيف] 4434 - أَنْتَ حِصْنِي وَحُسْنُ رَأيِكَ مَا لِي ... وَأَيَادِيْكَ عِزَّتِي وَنَصِيْرِي النِّظَامُ المُتَكَلِّمُ: [من الخفيف] 4435 - أَنْتَ حَظِّي فَمَا يَضُرُّكَ لَوْ كَا ... نَ لِمَنْ أَنْتَ حَظُّهُ مِنْكَ حَظُّ قَوْلُ النِّظَامُ: أَنْتَ حَظِّي قَبْلَهُ: فِيْكَ لِي افْتِتَانُ لَفْظٌ وَلَحْظُ ... وَعِظَاتٌ لَوْ كَانَ يَنْفَعُ وَعْظُ لَكَ جِسْمُ أَرَقُّ مِنْ قَطْرَةِ المَاءِ ... وَقَلْبٌ كَأَنَّهُ الصَّخْرُ فَظُّ أَنْتَ حَظِّي فَمَا يَضُرُّكَ. البَيْتُ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ خَلَدٍ الكَاتِبُ (¬1): يَا بَدِيْعًا لَا تَحْتَوِيْهِ النُّعُوْتُ ... لَكَ وَجْهٌ تُحْيِي فِيْهِ وَتُمِيْتُ لَوْ رَآكَ القَضِيبُ تَخْطِرُ يَوْمًا ... ظَلَّ مِنْ حُسْنِ مَا يَرَى مَبْهُوْتُ أَوْشَكتَ الجِنَان تَرْتَعُ فِيْهَا ... لَا ضَامِنٌ جَمَالَكَ المَلَكُوْتُ أَنْتَ قُوْتِي فَمَا يَضُرُّكَ لوْ كَانَ ... لمن أَنْتَ قَوْتهُ مِنْك قُوْتُ [من الخفيف] 4436 - أَنْتَ خِلْوٌ مِنَ العُيُوْبِ وَمِمَّا ... يَكْرَهُ النَّاسُ غَيْرَ أَنَّكَ فَانِي قِيْلَ: تَزَيَّنَ سُلَيْمَانُ بن عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ يَوْمًا وَبَعْضُ حَظَايَاهُ قَائِمَةٌ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ تَرِيْنَنِي؟ فَقَالَتْ الجارِيَةُ: أَنْتَ نِعْمَ المِتَاعُ لَوْ كُنْتَ تَبْقَى ... غَيْرَ أَنْ لَا بَقَاءَ لِلإِنْسَانِ أَنْتَ خلُوٌ مِنَ العُيُوْبِ. البَيْتُ وَيُرْوَى أَيْضًا: لَيْسَ فِيْمَا عَلمْتُهُ لَكَ عَيبٌ ... عَابَهُ النَّاسُ غَيْر أَنَّكَ فَانِ ¬
قَالَ: فَنَغَّصَتْ عَلَيْهِ مَا كَانَ فِيْهِ ثَمَّ لَمْ يَلْبَثْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلّا أَيَّامًا حَتَّى مَاتَ. وَقَرِيْبٌ مِنْ هَذَا قَوْلُ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ (¬1): لَمْ تَفُتْهَا شَمْسُ النَّهَارِ بِشَيْءٍ ... غَيْرَ أَنَّ الشَّبَابَ لَيْسَ يَدُوْمُ وَلَمَّا سَمِعَ الأَصْمَعِيُّ هَذَا البَيْتَ قَالَ: وَصَفَهَا وَاللَّهِ بِالكِبَرِ. كَبْشَةُ: [من الخفيف] 4437 - أَنْتَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ مِنَ القَوْ ... مِ إِذَا مَا كَبَتْ وُجُوْهُ الرجَالِ قَالَتْهُ كَبْشَةُ فِي ابنِ أَخِيْهَا أَبِي الجبرِ الكَنْدِيّ وَكَانَ مِنْ قِصَّتِهِ أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى كِسْرَى يَسْتَجِيْشُهُ عَلَى قَوْمِهِ فَأَعْطَاهُ جَيْشًا فَلَمَّا صَارُوا بِكَاظِمَةِ وَنَظَرُوا إِلَى وَحْشَةِ بِلَادِ العَرَبِ قَالُوا: أَيْنَ نَذْهَبُ مَعَ هَذَا فَسَمَّوهُ فَلَمّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ قَالوا لَهُ: قَدْ بَلَغْتَ هَذِهِ الحَالَةُ فَاكْتُبْ لَنَا إِلَى المَلِكِ أَنَّكَ قَدْ أَذَنْتَ لَنَا فِي العَوْدِ فَكتَبَ لَهُمْ فَخَرَجُوا فَخَفَّتْ عَلَيْهِ عِلّتُهُ فَخَرَجَ إِلَى الحارثِ بن كَلْدَةَ الثَّقْفِيِّ بِالطَّائِفِ وَكَانَ خَطَيْبَ العَرَبِ فَدَاواهُ فَبَرِئَ فَأَهْدَى إِلَيْهِ سُمَيَّةَ وَعُبَيْدًا وَهُوَ أَبُو زِيَادٍ وَأُمّهُ الَّذِي ادَّعَاهُ مُعَاوِيَةَ أَخًا فَارْتَحَلَ عَنْهُ يَزِيْدُ إِلَى اليَمَنِ فَانْتَفَضَتْ عِلّتُهُ فَمَاتَ فِي الطَّرِيْقِ فَقَالَتْ عَمّتُهُ كَبْشَةُ تَرْثِيْهِ (¬1): لَيْتَ شِعْرِي وَهَلْ شَعُرْتَ أَبَا الجَّـ ... ـــبْرِ مَا قَدْ لَقِيْتَ بِالتِّرْحَالِ أَتَمَطَّتْ بِكَ الرِّكَابُ أَبَيْتَ اللَّعْـ ... ــــنِ حَتَّى حَلَلْتَ بِالإِقْبَالِ أَشُجَاعٌ فَأَنْتَ أَشْجَعُ مِنْ لَيْثٍ ... هَمُوْسِ السُّرَى أَبِي أَشْبَالِ أَجَوَادٌ فَأَنْتَ أَجْوَدُ مِنْ سَيْلٍ ... [رئاس يسيل بين الجبالِ] أَكَرِيْمٌ فَأَنْتَ أَكْرَمُ ... من. . . . . . . . . . . . . . . . . . أَنْتَ خَيْرٌ مِنْ عَامِرٍ وَابن وَقَّاصٍ ... وَمَا جَمَّعُوا ليوم. . . . . ¬
أَنْتَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. البَيْتُ. . . فذلك. . . (¬1) وَخَامَرَتْ نَفْسُ أَبَا الجَّبْرِ الجوَى ... حَتَّى حَوَاهُ الحَتْفُ فِيْمَنْ قَدْ حَوَى أَبُو الجَّبْرِ اسْمُهُ وَكنْيَتُهُ وَاحِدٌ. وَلَهَا أَيْضًا: [من الخفيف] 4438 - أَنْتَ خَيْرٌ مِنْ عَامِرٍ وَابْن وَقَّا ... صٍ وَمَا جَمَّعوا لِيَوْمِ المِحَالِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الخفيف] 4439 - أَنْتَ دُوْنَ الجُلَّاسِ أُنْسِيَ إِنْ كُنْـ ... ـتَ بَعِيْدًا فَالشَّوْقُ فِيْكَ قَرِيْبُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ (¬1): إِنْ ترْجِعِي عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مُنْجِحَةً ... فَقَدْ يَهُوْنُ مِنَ المُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ أَبُو الشِّيْصِ وَقِيْلَ لِبَشَّارٍ: [من السريع] 4440 - إِنْ تَذْهَبِ الدَّارُ وَسُكَّانُهَا ... فَإِنَّ مَا فِي النَّفْسِ لَمْ يَذْهَبِ النَّطْنِزِيُّ: [من الخفيف] 4441 - إِنْ تَرَانِي عَرِيْتُ بَعْدَ رِيَاشٍ ... فَجَمَالُ السُّيُوْفِ حِيْنَ تُشَامُ قَبْلهُ: أَنْتَ تذْهَبُ. . . . . . * * * هُوَ أَبُو الفَتْحُ مُحَمَّد بن عَلِيّ النَّطْنَزِيُّ المُلَقَّبُ بِتَاجِ أَصْفَهَانَ وَاخْتَارَ الخُضُوْع وكذا ... صِحَّةُ الجُفُوْنِ السِّقَامُ ¬
[من المنسرح] 4442 - أَنْتَ رَجَائِي وَأَنْتَ معْتَمَدِي ... يَا خَيْرَ مَنْ يُرْتَجَى وَيُعْتَمَدُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 4443 - إِنْ تَرْمِنِي نَكَبَاتُ الدَّهْرِ عَنْ كَثَبٍ ... تَرْمِ امْرًا غَيْرَ رَعْدِيْدٍ وَلَا نِكْسِ يَقُوْلُ مِنْهَا وَهِيَ قَصِيْدَةٌ يَمْدَحُ بِهَا عَبَيْدَ اللَّهِ بن خُرَاسَانَ: يفْدِي بَنِيكَ عَبَيْدَ اللَّهِ حَاسِدهُمْ ... بِجَبْهَةِ العِيْرِ يُفْدَى حَافِرُ الفَرَسِ [من الخفيف] 4444 - إِنْ تَزِدْنِي تَفَضُّلًا زِدْتُ بُعْدًا ... وَمِنْ البِرِّ مَا يَكُوْنُ عُقُوْقَا ابْنُ الرُّوْمِيِّ: [من الخفيف] 4445 - إِنْ تَزُرْنَا تَفَضُّلًا مِنْكَ زُرْنَا ... كَ لِفَضْلٍ حَوَيْتَ مِنْهُ كَثِيْرَا بَعْدهُ: وَأَحَقُّ الأَنَامِ بِالقَصْدِ منْ كَانَ ... لَهُ الفَضْلُ زَائِرًا وَمَزُوْرَا أَخَذَ ابن الرُّوْمِيُّ. . . . . . أَبُو زَكَرِيَّاءَ المُوْصَلِّيُّ: [من الخفيف] 4446 - إِنْ تَزُرْنَا وَإِنْ نَزُرْكَ اشْتِيَاقًا ... فَلَكَ الفَضْلُ زَائِرًا وَمَزُوْرَا أَخَذَهُ أَبُو زَكَرَيَّا يَحْيَى بنُ المُظَفَّرِ بن سَلَامَةَ المُوْصَلِيُّ فَقَالَ: أَيُّهَا العَالِمُ الَّذِي مَلأَ القَلْـ ... ــبَ بِرُؤْيَاهُ فَرْحَةً وَسُرُوْرَا إِنْ تَزُرْنَا وَإِنْ نَزُرْكَ اشْتِيَاقًا. البَيْتُ ¬
عَبْدُ اللَّهِ بن غَنَمَةَ: [من البسيط] 4447 - إِنْ تَسْألُوا الحَقَّ نُعْطِ الحَقَّ سَائِلَهُ ... وَالدِّرْعُ مُحْقَبَةٌ وَالسَّيْفُ مَقْرُوْبُ بَعْدهُ: وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَإِنَّا مَعْشَرُ أَنُفٌ ... لَا نَطْعمُ الخَسْفَ إِنَّ السَّمَّ مَشْرُوْبُ فَازْجُرْ حمَارَكَ لَا يَرْتَع بِرَوْضَتِنَا ... إِذَا يُرَدُّ وَقَيْدُ العِيْرِ مَكْرُوْبُ أَخُو بَنِي سُلِيْمٍ: [من الكامل] 4448 - إِنْ تَسْألِيْنِي كَيْفَ أَنْت فَإِنَّنِي ... صَبُوْرٌ عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ صَلِيْبُ بَعْدهُ: يَعُزُّ عَلَيَّ أَنْ تُرَى بِي كَآبَةٌ ... فَيشَمْتَ عَادٍ أَو يُسَاءَ حَبِيْبُ تَمَثَّلَ بِهُمَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَليُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. البُحْتُرِيُّ: [من الخفيف] 4449 - إِنْ تَسَلْنَا نُخْبِركَ حَال أُنَاسٍ ... غَابَ عَنْهُمْ مَحْمُوْدُ عَدْلِكَ حِيْنَا بعده: قد ذممنا من دهرنَا ما حمدنَا ... وسَخَطنَا من عيشنَا ما رفينَا [من الخفيف] 4450 - أَنْتَ صَيَّرْتَ فِي فُؤَادِي مَكَانًا ... لَكَ فَاحْفَظْ بِالوُدِّ ذَاكَ المَكَانَا أَنْتَ شرط النبي إِذْ قَالَ ابن [الرومي] (*) [من الخفيف] 4451 - إِنْ تَطلْ لِحْيَةً عَليْكَ وَتَعْرُض ... فَالمَخَالِي مَعْرُوْفَةٌ لِلحَمِيْرِ ¬
بَعْدهُ: عَلَّقَ اللَّهُ فِي عَذَارِيْكَ ... مخلَاةً وَلَكِنَّهَا بِغَيْرِ شَعِيْرِ لَوْ رَأَى مِثْلهَا النَّبِيُّ لأَجْرَى ... فِي لُحَى النَّاسِ سُنَّةَ التَّقْصِيْرِ المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 4452 - أَنْتَ طَوْرًا أَمَرُّ مِنْ نَاقِعِ السّمِّ ... وَطَوْرًا أَحْلَى مِنَ السَّلْسَالِ هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن المُبَارَكِ أَوَّلُهَا: صِلَةُ الهَجْرِ لِي وَهَجْرُ الوِصَالِ ... نَكَّسَانِي فِي السُّقْمِ نَكْسَ الهِلَالِ يَقُوْلُ بَعْدَهُ: إِنَّمَا النَّاسُ حَيْثُ أَنْتَ وَمَا النَّاسُ ... بِنَاسٍ فِي مَوْضِعٍ مِنْكَ خَالِ ابن شَمْسِ الخلَافَةِ: [من الخفيف] 4453 - أَنْتَ ظِلٌّ قَدْ مَدَّهُ اللَّهُ فِي الأَرْ ... ضِ عَلَيْنَا فَلَا عَدِمْنَاهُ ظِلَّا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من السريع] 4454 - أَنْتَ عَلَى البُعْدِ هُمُوْمِي إِذَا ... غِبْتَ وَأَشْجَانِي عَلَى القُرْبِ بعده: لَا أتبع القَلْبُ إِلَى غَيرِكُمْ ... عَيْنِي لَكُمْ عَيْنٌ عَلَى قَلْبِي الإِمَامُ الرَّاضِي بِاللَّهِ: [من السريع] 4455 - أَنْتَ عَلَى أَنَّكَ لِي ظَالِمٌ ... أَعَزُّ خَلْقِ اللَّهِ طُرًّا عَلَيَّ قَبْلهُ: يَا ذا الَّذِي يَغْضَبُ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ... اعْتَبْ فَعُتْبَاكَ حَبِيْبٌ إِلَيَّ ¬
أَنْتَ عَلَى أَنَّكَ لِي ظَالِمٌ. البَيْتُ أَبُو نوَاسٍ: [من السريع] 4456 - أَنْتَ عَلَى مَا فِيْكَ مِنْ قُدْرَةٍ ... فَلَسْتَ مِثْلَ الفَضْلِ بِالوَاجِدِ بَعْدهُ: وَلَيْسَ للَّهِ بِمُسْتَنْكِرٍ ... أَنْ يَجْمَعَ العَالَمَ فِي وَاحِدِ يَعْنِي بِهِ الفَضْلُ بن الرَّبِيْع مُخَاطِبًا لِلْخَلِيْفَةِ. أَعْرَابِيٌّ يخاطب سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من المنسرح] 4457 - أَنْتَ عَلِيٌّ وَهَذِهِ حَلَبٌ ... قَدْ نَفِدَ الزَّادُ وَانْتَهَى الطَّلَبُ قيل: وَرَدَ أَعْرَابِيٌّ رَثُّ الهَيْئَةِ عَلَى سَيْفِ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ فَأَنْشَدَهُ: أَنْتَ عَلِيٌّ وَهَذِهِ حَلَبٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: بِهَذِهِ تَفْخَرُ البِلَادُ وَبِالأَمِيْرِ ... تُزْهَى عَلَى الوَرَى العَرَبُ وعَبْدُكَ الدَّهْرُ قَدْ أَضَرَّ بِنَا ... إِلَيْكَ مِنْ جَوْرِ عَبْدِكَ الهَربُ فَقَالَ لَهُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ: أَحْسَنْتَ وَأَمَرَ لَهُ بِمِائَتِي دِيْنَارٍ. [من الخفيف] 4458 - أَنْتَ عِنْدِي كَمَاءِ بِئْرِكَ فِي الصَّـ ... ـــيْفِ ثَقِيْلٌ يَعْلُوْكَ بَرْدٌ شَدِيْدُ البَسَّامِيُّ: [من الخفيف] 4459 - أَنْتَ عِنْدِي كَمَا وَصَفَ اللَّهُ ... مَهِيْنٌ وَلَا يَكَادُ يَبِيْنُ ¬
[من الخفيف] 4460 - أَنْتَ عِيْدُ الزَّمَانِ فِي كُلِّ وَقْتٍ ... دَامَ لِلنَّاسِ ظِلّكَ المَمْدُوْدُ البُسْتِيُّ: [من الرمل] 4461 - أَنْتَ عَيْنُ الجُوْدِ نَصًّا وَقِيَاسًا ... وَبَيَانُ الحَقِّ نَصٌّ وَقِيَاسُ قَبْلهُ: يَا بَعِيْدَ المثَلِ لَا وَلَكِنْ ... فِي كِرَامِ النَّاسِ حِيْنَ النَّاسُ أَنْتَ عَيْنُ الجُّوْدِ. البَيْتُ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ بن الحَجَّاجِ: [من الخفيف] 4462 - أَنْتَ عَيْنِي اليُمْنَى وَلَا غَرْوَ أنْ ... تَلْتَاثَ يَوْمًا عَلَيَّ عَيْنِي اليَمِيْنُ سَيِّدِي إِنَّ دَعْوَةً مِنْ وَلِيٍّ ... قَلْبُهُ مُذْ صَدَدْتَ نَضْوٌ حَزِيْنُ وَأَهْوَانَ الدُّنْيَا عَلَيَّ إِذَا مَا ... كُنْتَ فِيْهَا عَليْكَ مِمَّا يَهُوْنُ خُنْتَ عَهْدِي وَلَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِي ... أَنَّ نَفْسِي تَمَلُّنِي وَتَخُوْنُ يَا سَخِيًّا سَخَا بِوُدِّي لِلْغَدْرِ ... وَقَلْبِي بِهِ شَحِيْحٌ ضَنِيْنُ بِعْتنِي بَيْعَ خَاسِرٍ غَبَنُوْهُ ... سَوْفَ يَبْكِي وَيَنْدَمُ المَغْبُوْنُ رَجُلٌ خَابَ حُسْنُ ظَنِّي فِيْهِ ... وَلِمَعْنًى تُحَبِّبُ فِيْهِ الظُّنُوْنُ كَيْفَ مَا شِئْتَ كُنْ فَإِنَّ أَنْحُرًا فِي ... فِيْكَ عَمَّا عَهَدْتَ لَيْسَ يَكُوْنُ أَنْتَ عَيْنِي اليُمْنَى وَلَا غَرْوَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَا أَخَاهُ وَسَيِّدِي قُلْ لَهُ الحَقَّ ... عَسَى يَرْعَوِي لَهُ وَيَلِيْنُ إِنَّمَا بَيْنَنَا السُّكُوْتُ وَإِلَّا إِنْ ... تَحدَّثْتُ فَالحَدِيْثُ شُجُوْنُ هَذِهِ الأَبْيَاتُ قَالَهَا يُعَاتِبُ أَبَا مَنْصُوْرُ بن المَرْزَبَانِ عَلَى قُبْحٍ عَامَلَهُ بِهِ فِي نَاحِيَةٍ كَانَتْ لَهُ وَيَسْتَصْلِحُهُ. ¬
ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الخفيف] 4463 - أَنْتَ عَيْنِي وَلَيْسَ مِنْ حَقِّ عيني ... غَضُّ أَجْفَانِهَا عَلَى الأَقْذَاء قَبْلهُ: يَا أَخِي أَيْنَ رَيْعُ ذَاكَ الإِخَاءِ ... أَيْنَ مَا كَانَ بَيْنَنَا مِنْ صَفَاءِ أَنْتَ عَيْنِي وَلَيْسَ مِنْ حَقِّ عَيْنِي. البَيْتُ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: [من الكامل] 4464 - إِنْ تَغْدِرُوا فَالغَدْرُ مِنْ عَادَاتِكُمْ ... واللُّؤْمُ نَبْتٌ فِي أُصُوْلِ السَّخْبَرِ أَبْيَاتُ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ هَذِهِ يَهْجُو بِهَا الحَارثَ بن عَوْفٍ بن أَبِي حَارِثَة المرِيَّ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَأَمَانَةُ المَرْءِ حَيْثُ لَقِيْتهُ ... مِثْلُ الزُّجَاجَةِ صَدْعُهَا لَمْ يُجْبَرِ وَالسَّخْبَرُ شَجرٌ ينْبُتُ فِي بِلَادِ المَهْجُوّ يَرِيْدُ أَنَّ الغَدْرَ مِنْكُمْ وَفِي بِلَادِكُمْ. جَحْظَةُ البَرْمَكِيُّ: [من الخفيف] 4465 - إِنْ تَغَنَّيْتُ قَالَ أَحْسَنْتَ زِدْنِي ... وَبِأَحْسَنْتَ لَا يُبَاعُ الدَّقِيْقُ قَبْلهُ: يَا صَدِيْقٌ يُحِبُّ لَحْنِي وَشَدْوِي ... وَلَهُ بَعْدُ وَجْهٌ صَفِيْقُ إِنْ تَغَنَّيْتَ قَالَ أَحْسَنْتَ زِدْنِي. البَيْتُ وَيُرْوَى: كُلَّمَا قُلْتُ قَالَ أَحْسَنْتَ زِدْنِي. * * * ¬
ابن عُيينة: 4466 - إِنْ تَقْتنيْهِ وَتْذَهبْي بِفَؤادِهِ ... فَبِحُسْنِ وَجْهِكِ لَا بِقُبْح صَنِيعك أَوَّلُهَا: ضَيَّعْتِ عَهْدَ فَتًى لِعَهْدِكِ حَافِظٍ ... فِي حفْظِهِ عَجَبٌ وَفِي تَضْيِيْعِكْ وَذَهَبْتِ عَنْهُ فَمَا لَهُ مِنْ حِيْلَةٍ ... إِلَّا الوُقُوْفُ إِلَى أَوَانِ رجُوْعِكْ مُتُخَشِّعًا يُذْرِي عَليْكَ دُمُوْعُهُ ... جَزعًا وَيَعْجَبُ مِنْ جُفُوْفِ دُمُوْعِكْ إِنْ تَعْتِبِيْهِ وَتَذْهَبِي بِفُؤَادِهِ. البَيْتُ 4467 - أَنْتَ فِي أَسْوَدِ الفَؤادِ ... وَلكن أَسْوَدُ العَين يَشتَهِيْ أَنْ يَرَاكَا الخليع: 4468 - أَنتَ فِي القَلْبِ وَالجَوَارِحِ وَالنَفْسِ ... وَأَنْتَ الهَوى وَأَنتَ الأَماني ابن عصرون القاضي: 4469 - أَنَتَ في اللَّهْوِ وَالأَمَانِي مقيمٌ ... وَالمَنْايَا فِي كُلّ وَقْتٍ تَسْيِرُ [من الخفيف] 4470 - أَنْتَ فِي الأَرْبَعِيْنَ مِثْلُكَ فِي العِشْـ ... ـــرِيْنَ حَتَّى مَتَى يَكُوْنُ الفَلَاحُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الرمل] 4471 - أَنْتَ فِي حِلٍّ فَزِدْنِي سَقَمَا ... وَافْنِ صَبْرِي وَاجْعَلِ الدَّمْعَ دَمَا بَعْدهُ: وَارْضَ لِي المَوْتَ بَهَجْرَيْكَ ... فَإِنْ أَلِمَتْ رُوْحِي فَزِدْنِي أَلَمَا ¬
لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَكَا عِلّتهُ ... مَنْ شَكَا ظِلْمِ حَبِيْبٍ ظُلِمَا بَشَّارٌ: [من الخفيف] 4472 - أَنْتَ في مَعْشَرٍ إِذَا غِبْتَ عَنْهُمُ ... بَدَّلُوا كُلَّ مَا يَزِينُكَ شَيْنَا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ: اسْتَعِدْ جَوْهَرِيَّةَ الإِنْسَانِ ... وَالَّذِي فِيْهِ مِنْ فُنُوْنِ المَعَانِي خَلِّ عَنْكَ الأَسْمَاءَ وَاطَّرِحِ الأَلْقَابَ ... وَانْظُرْ إِلَى المَعَانِي الحِسَانِ أَعْشَى بَاهِلَةَ: [من البسيط] 4473 - إِنْ تَقْتُلُوْهُ فَقَدْ أَشْجَاكُمُ زَمَنًا ... كَذَاكُمُ الرُّمْحُ ذُو النَّصْلَيْنِ يَنْكَسِرُ خَالِدُ الكَاتِبُ: [من الخفيف] 4474 - أَنْتَ قُوْتِي فَمَا يَضُرُّكَ لَوْ كَا ... نَ لِمَنْ أَنْتَ قُوْتُهُ مِنْك قُوْتُ قَبْلهُ: يَا بَدِيْعًا لَا يَحْتَوِيْهِ النّعُوْتُ ... لَكَ وَجْهٌ تُحْيِي بِهِ وتُمِيْتُ لَوْ رَآكَ القَضِيْبُ تَخْطِرُ فِي ... ظِلٍّ مِنْ سن مَا يَرَى مَبْهُوْتُ أَو سكبتَ الجِنَانَ تَرْتَعُ فِيْهَا ... لأَضَاءَ مِنْ جَمَالِكَ المَلَكُوْتُ أَنْتَ قُوَّتِي فَمَا يَضرُّكَ. البَيْتُ أبو الفضل بن العميد: 4475 - أنتَ قوتي وما بقاءُ ... امْرِئٍ بانَ قوتُهُ أَبُو نوَاسٍ: [من الخفيف] 4476 - أَنْتَ كَالتِّيْنِ يَشْرَبُ المَاءَ فِيْمَا ... قَالَ كِسْرَى بِعِلَّةِ الرَّيْحَانِ ¬
المَعَرِيُّ: [من الخفيف] 4477 - أَنْتَ كَالشَّمْسِ في الضِّيَاءِ وَإِنْ جَاوَزْ ... تَ كِيْوَانَ فِي عُلُوِّ المَكَانِ بَعْدهُ: أُشرِبَ العَالَمُوْنَ حُبّكَ طَبْعًا ... فَهُوَ فَرْضٌ فِي سَائِرِ الأَدْيَانِ [من الخفيف] 4478 - أَنْتَ كَالكَلْبِ فِي حِفَاظِكَ لِلوُدِّ ... وَكَالتَّيْسِ فِي قِرَاعِ الخُطُوْبِ ابْنُ عَائِشَةَ: [من الرمل] 4479 - أَنْتَ كُلُّ النَّاسِ عَنْدِي فَإِذَا ... غِبْتَ عَنْ عَيْنِيَّ لَمْ أَلْقَ أَحَدْ أَوَّلُهَا: أَنَا مُذ بنْتَ أَسِيْرًا لِلْكَمَدِ ... زَائِدُ الصّبْوَةِ مَنْقُوْصُ الجلَدِ زمني فِيْكَ كَذُوْبٌ وَعْدُهَا ... أَخْدَعُ النَّفْسَ بِيَوْمٍ وَبِغَدِ لَا تَرُعْنِي بِفرَاقٍ قَبْلَ ذَا ... أَنَا رَاضٍ بِدُنُوٍّ وَبِصَدِّ أَنْت كُلُّ النَّاسِ عِنْدِي فَإِذَا ... غِبْتَ عَنْ عَيْنِي لَمْ أَلْقَ أَحَدِ البَيْتُ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عُبَيْدَ اللَّهِ المَعْرُوْفُ بِابْنِ عَائِشَةَ القُرَشِيّ. [من المنسرح] 4480 - أَنْتَ كَمَا قَدْ عَلِمْتَ مُضْطَرِبُ ... الهَيْأةِ وَالقَدِّ ظَاهِرُ الخَلَفِ [من السريع] 4481 - إِنْ تَكُنِ الحُمَّى أَضَرَّتْ بِهِ ... فَرُبَّمَا تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ ¬
ابن الحَجَّاجِ: [من الخفيف] 4482 - إِنْ تَكُنْ عَالِمًا بِمَا فِيْكَ أَلْقَا ... هُ مِنْ الضُّرِّ وَالسَّقَامِ فَحَسْبِي [من الخفيف] 4483 - إِنْ تكُوْنِي غَنِيْتِ عَنَّا فَأَنَا ... أَغْنَى فَيَمِّمِي حَيْثُ شِيْتِي بَعْدهُ: قَدْ شَبِعْنَا مِنْ وُدِّكِ المُرِّ طَعْمًا ... وَرَوَيْنَا إِنْ كُنْتِ مِنَّا رَوِيْتِ وَوَصَلْنَا سِوَاكِ مِمَّنْ هَوَيْنَا ... فَتَوَلِّي وَوَاصِلِي مَنْ هَوِيْتِ [من الكامل] 4484 - إِنْ تَلْتَمِسْ بَدَلًا بِهِ ... يَوْمًا تجِدْ أَلْفَي بَدَلْ [من البسيط] 4485 - إِنْ تَلْتَمِسْ تَمْرِ أَخْلَافَ الأُمُوْرِ وَإِنْ ... تَلْبَث مَعَ الدَّهْرِ تَسْمَعْ بِالأَعَاجِيْبِ نَاقِدُ الكَلَامِ: [من السريع] 4486 - أَنْت لَعَمْرِي خَيْرُ شَرِّ الوَرَى ... يَرضَاكَ مَنْ يَرْضَى بِإِقْلَالِ بَعْدهُ: وَالأَعْوَرُ المَمْقُوْتُ مَعَ قُبْحِهِ ... خَيْرٌ مِنَ الأَعْمَى عَلَى حَالِ [من البسيط] 4487 - إِنْ تُلْفِهِ حَدَثًا فِي السِّنِّ مقْتَبِلًا ... فَإِنَّهُ نَصَفٌ فِي الرَّأي مُكْتَهِلُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ ابنِ فَضَّالٍ المُجَاشِعِيّ (¬1): إِنْ تَلْقَكَ الغُرْبَةَ فِي معْشَرٍ ... وَقَدْ أجْمَعُوا فِيْكَ عَلَى بُغْضِهِمْ فَدَارِهِمْ مَا دُمْتَ فِي دَارِهِمْ ... وَارْضِهِمْ مَا دُمْتَ فِي أَرْضِهِمْ ¬
وَمِثْلُهُ لأَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن أَبِي سَعِيْد بن أَحْمَد بن سَعِيْد بن إبْرَاهِيْم ابن شَرَفَ الجُذَامِيِّ القَيْرَوَانِيِّ (¬1): يَا ثَاوِيًا فِي مَعْشَرٍ ... لَا يُصْطَلَى بِنَارِهِمْ إِنْ تَبْكِ مِنْ شرَارِهِمْ ... عَلَى يَدَي شِرَارِهِمْ فَمَا بَقِيْتَ جَارِهِمْ ... فَفِي هَوَاهُمْ جَارِهِمْ وَارْضِهِمْ فِي أَرْضِهِمْ ... وَدَارِهِمْ فِي دَارِهِمْ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى: [من البسيط] 4488 - إِنْ تَلْقَ يَوْمًا عَلَى عِلَّاتِهِ هَرِمًا ... تَلْقَ السَّمَاحَةَ مِنْهُ وَالنَّدَى خُلُقَا [من الرجز] 4489 - أَنْتَ لِلمَالِ إِذَا أَمْسَكْتَهُ ... وَإِذَا أَنْفَقْتَهُ فَالمَالُ لَكْ [من الخفيف] 4490 - أَنْتَ لَمَّا ابْتَدَأتَ تَكْتُبُ فِي الأَ ... نْصَافِ خِفْنَا مِنْ قِلَّةِ الإِنْصَافِ بَعْدهُ: وَعَلمْنَا بِأَنَّ فِعْلكَ لَا يَجْمَعُ ... بَيْنَ الإِنْصَافِ وَالأَنْصَافِ هَذِهِ مُعَاتَبَةُ مَنْ كَتَبَ فِي كَاغِدٍ مَقْطُوعٍ بِنِصْفِ الوَرِقِ كَمَا تُكْتَبُ السَّجِلَّاتُ وَأَمْثَالِهَا أَي لَمَّا ارْتَفَعَتْ دَرَجَتكَ فَكَتَبْتَ فِي الإنْصَافِ كَالقُضَاةِ وَالعُدُوْلُ قَلّ مِنْكَ الإنْصَافُ وَرُبَّمَا كَانَ هَذَا أَيْضًا مُعَاتَبَةً لِمَنْ كَتَبَ فِي كَاغِدٍ خَفِيْفُ القَطْعِ. شَمْسُ الخلَافَةِ: [من الرجز] 4491 - أَنْتَ لَنَا مِنَ الزَّمَانِ مَلْجَأٌ ... تُصْلِحُ مِنْ أَحْوَالِنَا مَا أَفْسَدَا ¬
[من المديد] 4492 - أَنْتَ لِي مَوْلًى أَلُوْذُ بِهِ ... وَعَلَى مَوْلَايَ مُتَّكَلِي أَبُو العتَاهِيَةِ: [من مجزوء الرمل] 4493 - أَنْتَ مَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ ... صَاحِبكَ الدَّهْرَ أَخُوْهُ قَبْلهُ: لَوْ رَأَى النَّاسُ نَبِيًّا ... سَائِلًا مَا وَصَلُوْهُ أَنْتَ مَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ ... صَاحِبْكَ الدَّهْرَ أَخُوْهُ فَإِذَا احْتَجْتَ إِلَيْهِ ... سَاعَةً مَجَّكَ فُوْهُ أَنَما يَعْرِفُ ذَا الفَضْلِ ... مِنَ النَّاسِ ذَوُوْهُ إِنَّ لِلْمَعْرُوْفِ اهلًا ... وقليل فاعلوهُ أهنأه المعروف ما لم ... تتبذّ فِيْهِ الوُجُوْهُ إِنَّ مَنْ يَسْأَل غَيْرَ اللَّهِ ... يَكْثرْ حَارِمُوْهُ فَالَّذِي قَامَ بِإِرْزَاقِ ... الوَرَى طُرًّا سَلُوْهُ وَعَنِ النَّاسِ بِفَضْلِ اللَّهِ ... فَاغْنُوا وَاحْمِدُوْهُ تَلْبِسُوا أَثْوَابَ عِزٍّ ... اسْمَعُوا مِنِّي وَعُوْهُ [من مجزوء الرمل] 4494 - أَنْتَ مَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ ... غَيْرِكَ أَعْلَى النَّاسِ قَدْرَا ابن شَمْسُ الخلَافَةِ: [من الخفيف] 4495 - أَنْتمُ السَّادَةُ السَّرَاةُ الأَجِلَّاءُ ... وَالمُلُوْكُ المَمَدَّحُوْنَ الكِرَامُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ: [من السريع] 4496 - أَنْتُمْ أُنَاسٌ بِأَيَادِيْكُمُ ... يَسْتَغْفِرُ الدَّهْرُ إِذَا أَذْنَبَا ¬
بَعْدهُ: فَلْيَشْكُرِ الدَّهْرُ عَلَى أَهْلِهِ ... إِنَّهُ أَرْضَى بِكُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَغْضَبَا إِذَا حَنَى الدَّهْرُ عَلَى أَهْلِهِ ... وَزَادَ فِي جِدَّتِكُمْ أَعْتَبَا البَبَّغَاءُ: [من الخفيف] 4497 - أَنْتُمْ أَنْفُسُ العُلا يَا بَنِي وَرْقَا ... ءُ وَالنَّاسُ كُلَّهُمُ أَجْسَامُ [من الكامل] 4498 - أَنْتُمْ بِمَنْزِلَةِ الفُؤَادِ مِنْ الحَشَى ... مِنِّي كَمَا حَمَلَ البَنَانَ السَّاعِدُ الجُمَيْحُ: [من المنسرح] 4499 - أَنْتُمْ بَنُو المَرْأَةِ الَّتِي زَعَمَ ... النَّاسُ عَلَيْهَا فِي الغَيِّ مَا زعَمُوا عَلِيُّ بن الجَهمِ يُخَاطِبُ المُتَوَكِّل: [من الكامل] 4500 - أَنْتُمْ بَنُو عَمِّ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ... أَوْلَى بِمَا شَرَعَ النَّبِيُّ مُحَمَّدُ [من البسيط] 4501 - أَنْتُمْ سُرُوْرِي وَأَنْتُمْ مُشْتَكَى حَزْنِي ... وَأَنْتُمْ في سَوَادِ اللَّيْلِ سُمَّارِي بَعْدهُ: أَنْتُمْ وَإِنْ بَعُدَتْ عَنَّا مَنَازِلُكُمْ ... مَنَازِلُ الشَّوْقِ تذْكَارِي وَتكْرَارِي إِذَا تَحَدَّثْتُ لَمْ ألْفِظْ بِغَيْركُمُ ... وَإِنْ سَكَتُّ فَأَنْتُمْ عَقْدُ إِضْمَارِي [من البسيط] 4502 - أَنْتُمْ سُرُوْرِي فِي تِذْكَارِكُم وَطَرِي ... وَأَنْتُمُ البُرْءُ مِنْ سَقْمِيْ وَمِنْ دَائِي ¬
قَبْلهُ: قَلْبِي يَرَاكُمْ عَلَى قُرْبٍ وَإِقْصَاءِ ... وَحُبُّكُمْ كَائِنٌ فِي طَيِّ أَحْشَائي وَقَدْ تَمَازَجَتِ الرُّوْحَانِ فِي جَسَدٍ ... كَمَا تَمَازَجَ صِرْفُ الرَّاحِ بِالمَاءِ أَنْتُمْ سُرُوْرِي وَفِي تَذْكَارِكُمْ. البَيْتُ [من الخفيف] 4503 - أَنْتُمُ فِيْهِمْ إِذَا مَا انْتَسَبْتُم ... كَالبَوَارِي مَعْدُوْدَةٌ فِي الجَهَازِ الفَرَزْدَقُ: [من الكامل] 4504 - أَنْتُمْ قَرَارَةُ كُلِّ مَعْدِنِ سَوءَةٍ ... وَلِكُلِّ سَائِلَةٍ تَسِيْلُ قَرَار قَالَ النَّاشِئُ: اجْتَمَعَ مُطِيْعُ بن إِيَاسٍ وَيَحْيَى بن زِيَادٍ وَحَمَّادُ عَجْرَدَ وَحَفْصُ بن أَبِي ودَّة فِي مَسْجِدِ الكُوْفَةِ فَامْتَرُوا فِي هجَاءِ بَيْتٍ قِيْلَ فَمَخَضُوا الشِّعْرَ ثَمَّ اجْتَمَعَ رَأيِهمْ جَمِيْعًا عَلَى بَيْتِ الفَرَزْدَقِ هَذَا فِي جَرِيْرٍ وَهُوَ قَوْلهُ: أَنْتُمْ قَرَارَةُ كُلِّ مَعْدَنِ سُوءَةٍ. البَيْتُ [من السريع] 4505 - إِنْ ثَمَّ ذَا الخِذْلانُ بَيْنَ الوَرَى ... سَيُؤْخَذُ المَقْتُوْلُ بِالقَاتِلِ بَشَّارٌ: [من الخفيف] 4506 - أَنْتَ مِنْ قَلْبِهَا مَكَانَ شَرَابٍ ... يُشْتَهَى شُربُهُ وَتُخْشَى صُدَاعَهُ عَلِيُّ بن الجَهمِ فِي المُتُوَكِّلِ: [من الخفيف] 4507 - أَنْتَ مِنْ مَعْشَرٍ هُمُ شَرَعُوَا العَفْـ ... ــوَ لَمْ يَمْنَعُوْهُ عِنْدَ العِثَارِ ¬
[من البسيط] 4508 - أَنْتُمْ وَإِنْ بَعُدَتْ عَنَّا مَنَازِلُكُمْ ... مَنَازِلُ الشَّوْقِ تَذْكَارِي وَتَكْرَارِي [من الخفيف] 4509 - إِنْ تُنَاقِشْ يَكُنْ نِقَاشُكَ يَا رَ ... بِّ عِقَابًا بِالأَطْوَقَ لِي بِالعِقَابِ قَالَ الكَلْبِيُّ: لَمَّا ثَقُلَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ وَإِنْ يَزِيْدُ ابْنُهُ غَائِبًا فَأَقْبَلَ فَوَجَدَ عُثْمَانُ بن مُحَمَّد بن أَبِي سُفْيَانَ بِالبَابِ جَالِسًا فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَدَخَلَا عَلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ فَكَلَّمَهُ يَزِيْدُ فَلَمْ يُكَلِّمُهُ فَبَكَى يَزِيْدُ ثَمَّ قَالَ (¬1): لَوْ فَاتَ شَيْءٌ أَرَى لَفَاتَ أَبُو ... حَيَّانَ لا عَاجِزٌ وَلَا وَكَلُ الحوَّلُ القَلْبُ الأَرِيْبُ وَلَا ... يَدْفَعُ رَيْبَ المَنِيَّةِ الحِيَلُ قَالَ فَتَضَوَّرَ مُعَاوِيَةَ سَاعَةً فَقَالَ: أَيَّ شَيْءٍ قُلْتَ يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: لَا شَيْءَ، كَلَّمْتُ عُثْمَانَ بن مُحَمَّدٍ فِي شَيْءٍ. قَالَ وَتَجلَّلَتْهُ غَشْيَةٌ فَأَعَادَ يَزِيْدُ البَيْتَيْنِ فَتَضَوَّرَ مُعَاوِيَةَ ثَمَّ فَقَالَ: أَيَّ شَيْءٍ قُلْتَ يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: كَلَّمْتُ عُثْمَانَ بن مُحَمَّدٍ. قَالَ: ثَمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ ثَمَّ تَمَثَّلَ البَيْتَيْنِ الَّذِي تَمَثَّلَ بهما يَزيْدُ كَأَنَّهُ سَمِعهُمَا ثم قَالَ: أي بُنَيَّ إِنَّ أَعْظَمَ مَا أَخَافُ اللَّهُ فِيْهِ مَا كُنْتُ يَا بُنَيَّ أَنِّي خَرَجْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزاةٍ فَكَانَ. . . أَنَا الَّذِي أشنّ عَلَيْهِ المَاءَ فَنَظَرَ إِلَى قَمِيْصٍ لِي قَدْ أعرقَ مِنْ. . . فقال: ألَا أَكْسُوْكَ يَا مُعَاوِيَةُ قَمِيْصًا فَقَلْتُ بَلَى فَكَسَانِي قميصًا. . . واحدة وهو عندي. واجتّر ذات يوم وتعلم فأخذتُ. . . فَجَعَلْتهُ فِي قَارُوْرَةٍ فَإِذَا أَنَا مُتُّ. . . . عَلَى عَيْنِي وَمنْخَرِي وَاجْعَلْ قَمِيْصَ رَسُوْلِ اللَّهِ. . . شيء. . . قَالَ جَعَلَ يَقُوْلُ (¬2): وَإِنْ تُنَاقِشْ يَكُنْ نِقَاشكَ ... لَا طَوْقَ لِي بِالعَذَابِ أَو تَجَاوَزْ فَأَنْتَ رَبِّي حَلِيْمٌ ... عَنْ مُسِيْءٍ ذُنُوْبُهُ كَالتُّرَابِ ¬
قَالَ عُوَانَةُ وَأَبُو مُحَمَّدُ الأَزْدِيّ فِي هَذَا الحَدِيْثِ: وَجَعَل مُعَاوِيَةُ يَتَلَفَّتُ وَيَقُوْلُ: يَوْمٌ لِي مِنْ ابنِ الأَدْبَرِ طَوِيْلٌ، يَعْنِي: حَجرَ بن عُدَيٍّ. وَيُرْوَى أَنَّ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ تَمَثَّلَ بِهُمَا عَمْرُو بن العَاصِ عِنْدَ مَوْتِهِ. [من المنسرح] 4510 - إِنْ تَنْسَ أَذْكُرْكَ غَيْرُ مُتَّئِبٍ ... وَإِنْ تَدَعْنِي سَهْوًا فَلَنْ أَدَعْكَ بَعْدهُ: وَمَا أَنَا الصَاحِبُ الثَّقِيْلُ وَلَنْ يَضِيْقَ ... بِي فِي المَحَلِّ مَا وَسَعَك مَالِكُ بن الرَّيْبِ: [من الطويل] 4511 - [فَـ]ـإِنْ تُنْصِفُوْنَا يَالَ مَرْوَانَ نَقْتَرِبْ ... إِلَيْكُمُ وَإِلَّا فَأذَنُوا بِبِعَادِ [من الخفيف] 4512 - أَنْتَ نِعْمَ المتَاعِ لوْ كُنْتَ تَبْقَى ... غَيْرَ أَنْ لَا بَقَاءَ لِلإِنْسَانِ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من مخلع البسيط] 4513 - أَنْتَ نَعِيْمِي وَأَنْتَ بُؤْسِي ... وَقَدْ يَسُوْءُ الَّذِي يَسُرُّ [من مجزوء الرمل] 4514 - أَنْتَ وَاللَّهِ حِمَارٌ ... قَاعِدٌ بَيْنَ حَمِيْرِ [من مجزوء الخفيف] 4515 - أَنْتَ وَاللَّهِ مُعْجَبٌ ... وَلَنَا غَيْرُ مُعْجِبِ هَذَا غَيْرُ قَوْلِ إبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ الصُّوْلِيّ مُعْجَبٌ عِنْدَ نَفْسِهِ وَهُوَ بِبَابِهِ مِمَّا فِيْهِ مِنَ الحِكَايَةِ لَكِنَّهُ مَأخُوْذٌ مِنْهُ. ¬
فِي المَثَلِ بَيْنَ جَبِيْنِهِ وبن الأَرْضِ جُنَّابَة. أَي لَا يُصَلِّي. [من الخفيف] 4516 - أَنْتَ لَا تَعْرِفُ الصَّلَاةَ فَقُلْ لِيْ ... لِمْ تَأَنَّقْتَ فِي شِرَى السَّجَّادَه ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الخفيف] 4517 - أَنْتَ لا مِنْ ذَوِي الأُيُوْرِ فَتَهْوَا ... كَ وَلَا مِنْ ذَوِي الوُجُوْهِ الصِّبَاحِ فِي مَدْحِ النَّرْجِسِ لأبزوْنِ العُمَانِيِّ: [من مجزوء الرمل] 4518 - أَنْتِ يَا نَرْجِسَةَ الرَّوْضِ ... لِمَا فِي الرَّوْضِ سِتُّ بَعْدهُ: وَدَلِيْلُ القَوْلِ فِيْهِ ... أَنَّ أَوْرَاقَكِ سِتُّ [من البسيط] 4519 - إِنْ جُدْتَ فَالجوْدُ أَمْرٌ قَدْ عُرِفْتَ بِهِ ... وَإِنْ تَجَافَيْتَ لَمْ تُنْسَبْ إِلَى اللُّؤْمِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ البُحْتُرِيّ (¬1): إِنْ جَرَى بَيْنَنَا وَبَيْنكَ عَتَبٌ ... أو تَناءَتْ وَمِنْكَ الدِّيَارُ فَالزَّنَابِلُ الَّذِي عهدت مُقِيْمٌ ... وَالدُّمُوْعَ الَّتِي عَرِفْتَ غِزَارُ المَعَرِيُّ: [من السريع] 4520 - إِنْ جِيْتَ أَرْضًا أَهْلُهَا كُلُّهُمْ ... عُوْرٌ فَغَمِّضْ عَيْنَكَ الوَاحِدَهْ قَبْلهُ: . . . . . . إِذَا الَّذِي. . . ... لَا وَلَدٌ لَهُ في الأرضِ ولا. . . قَدْ مَاتَ مِنْ قَبْلِهَا آدَمٌ ... فَأيُّ نَفْسٍ بَعْدَهُ وَلَده ¬
إِنْ جِيْتَ أَرْضًا. البَيْتُ، وَرَوَاهُ الثَّعَالِبِيُّ لِلسِّرِيّ الرَّفَاء. وقال الآخر: إن جئت. . . . . . . . . ... . . . . . . .. رجلٌ أعورُ إبْرَاهِيْمُ بن هَرْمَةَ: [من البسيط] 4521 - إِنْ حَارَبُوا وَضَعُوا أَو سَالَمُوا رَفَعُوا ... أَو عَاقَدُوا ضَمِنُوا أَو حَدَّثُوا صَدَقُوا جَحْظَةُ: [من الكامل] 4522 - إِنْ حَالَ دُوْنَ لِقَائِكُمْ بَوَّابُكُمْ ... فَاللَّهُ لَيْسَ لِبَابِهِ بوَّابُ قَبْلهُ: قُلْ لِلَّذِيْنَ تَحَصَّنُوا عَنْ رَاغِبٍ ... بِمَنَازِلٍ مِنْ دُوْنِهَا حُجَّابُ إِنْ حَالَ دُوْنَ لِقَائِكُمْ. البَيْتُ أَعْرَابِيٌّ فِي الدُّنْيَا: [من الطويل] 4523 - أَنَحْنُ ذَمَمْنَاهَا أَمِ النَّاسُ كُلُّهُمُ ... سُقُوا شُرْبُهُمْ مِنْهَا بِرَنْقٍ مُكَدَّرِ أَبُو بَكْرِ الخَالِدِيِّ: [من السريع] 4524 - إِنْ خَانَكَ الدَّهْرُ فَكُنْ عَائِذًا ... بِالبِيْضِ وَالظَّلْمَاءِ وَالعِيْسِ بَعْدهُ: وَلَا تَكُنْ عَبْدُ المُنَى فَالمُنَى ... رُؤُوْسُ أَمْوَالِ المَفَالِيْسِ عَلِيُّ بن الجَهمِ: [من البسيط] 4525 - إِنْ خَسَّ حَظِّي مِنْ مَالٍ تَخَوَّنَهُ ... صَرْفُ الزَّمَانِ فَمَا عِرْضِي بِمَخْسُوْسِ ¬
بَعْدهُ: أَوَ تَغْفُلُوْنِي فَأَيَّامِي تُذَكِّرُكُمْ ... أَو تَحْسُبُوْنِي فَمَا شِعْرِي بِمَحْبُوْسِ ابن شَمْسَ الخلَافَةِ: [من مجزوء الرمل] 4526 - إِنْ خَشِيْنَا فَإِلَيْكَ المُلْتَجَا ... أَو رَجَوْنَا فَإِلَيْكَ المُنْقَلَبُ ابْنُ المُعَلِّمِ: [من البسيط] 4527 - إِنْ خُنْتَ عَهْدِي فَإِنِّي لَمْ أَخُنْهُ وَإِنْ ... ضَيَّعْتَ وُدِّي فَإِنِّي لَا أَضَيِّعُهُ [من البسيط] 4528 - إِنْ دَامَ ذَا الدَّهْرُ لَمْ نَحْزَنْ عَلَى أَحَدٍ ... يَمُوْتُ مِنَّا وَلَمْ نَفْرَحْ بِمَوْلُوْدِ عَبْدُ المُحْسِنِ الصُّوْرِيُّ: [من الكامل] 4529 - إِنْ دَامَ هَجْرَكَ لِي أَنِسْتُ بهِ ... وَالقَلْبُ يَأْلَفُ مَا تُعَوِّدُهُ قَبْلهُ: لَمْ يَبْقَ مِمَّا كُنْتُ تَعْهَدُهُ ... إِلَّا ضِرَامٌ نَامَ تُوْقدُهُ وَبِهِ اهْتَدَيْتَ إِلَى مُصَارَمَتِي ... لِتَشبهُ فَجعلتَ تُحْمِدُهُ إِنْ دَامَ هَجْرُكَ لِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَدْ كُنْتُ أَرْحَمُ مَنْ تُفَارِقُهُ ... ثَمَّ ارْعَوى. . . فصرتُ. . . وَبَيَاضِ خَدٍّ كَانَ يَظْلِمُنِي ... حَتَّى بَدَا ظلْمِي. . . . . . المَدْغَانِيُّ: [من الكامل] 4530 - أَنْذَرْتُ عَمْرًا وَهُوَ فِي مَهَلٍ ... قَبْلَ الصَّبَاحِ فَقَدْ عَصَا عَمْروُ وَإِذَا مَرَرْتَ وَقَدْ نَصَحتَ وَلَمْ ... يُسْمَعْ لِقَوْلِكَ لَمْ يَكُنْ أَمْرُ ¬
[من البسيط] 4531 - إِنْ رُمْتُ شَرْحَ اشْتِيَاقِي نَحْوَكُمْ فَلَقَدْ ... كَلَّفْتُ نَفْسِيَ جُهْدًا بِالَّذِي أَصِفُ بَعْدهُ: وَإِنْ شَكَوْتُ غَرَامِي بَعْدَ بُعْدِكُمُ ... فَكَيْفَ أُعْرِبُ وَالأَقْوَالُ تَخْتَلِفُ مَنْ كَانَ لِي ظَالِمًا دَهْرِي لِبعْدكُمُ ... فَإِنَّنِي مَعَ دُنُوِّ الدَّارِ أَنْتَصِفُ النَّطْنَزِيُّ: [من الكامل] 4532 - إِنْ زُرْتُهُ فَلِفَضْلِهِ أَو زَارَنِي ... فَبِفَضْلِهِ فَالفَضْلُ فِي الحَالَيْنِ لَهُ أَنْشَدَ السَّمْعَانِيُّ فِي (المُذَيَّلِ) لأَبِي عَبْدِ اللَّه الحُسَيْنِ أَحْمَد بن إبْرَاهِيْم بن أَحْمَد النَّظْنَزِيّ: قَالُوا يَزُوْرُكَ أَحْمَدٌ وَتزُوْرُهُ ... قُلْتُ الفَضَائِلُ لَا تُفَارِقُ مَنْزِلَه إِنْ زُرْتَهُ فَلِفَضْلِهِ. البَيْتُ يغمر بن عِيْسَى العَكْبَرِيّ الدَّمَشْقِيّ: [من البسيط] 4533 - إِنْ زُرْتُهُ قَاضِيًا حَقَّ الإِخَاءِ لَهُ ... غَابَ احْتِجَابًا وَإِنْ أَهْمَلْتُهُ عَتَبَا شِبْلُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: [من الخفيف] 4534 - أَنْزِلُوْهَا بِحَيْثُ أَنْزَلَهَا اللَّه ... بِدَارِ الهَوَانِ وَالإتْعَاسِ عبد اللَّه بن أَبِي عَلِيٍّ أَصْبَحَ الملْكُ ثَابِتَ الأسَاسِ ... العَبَّاسِ. . . . . . . طَلَبُوا وترهَا فَسَفُوْهَا ... . . . . . . . . . . . . . . لَا تُقِيْلَنَّ عَبْدَ شَمْسٍ عثار ... . . . . . . . . . . . . وَلَهَا اظْهِرِ التَّوَدُّدَ مِنْهَا ... وَبِهَا مِنْكُم كَحَرِّ المَوَاسِي ¬
وَلَقَدْ غَاضَنِي وَغَاضَ سِوَائِي ... قُرْبهمْ مِنْ نَمَارِقٍ وَكَرَاسِي أَنْزِلُوْهَا بِحَيْثُ أَنْزَلَهَا اللَّهُ ... بِدَارِ الهَوَانِ وَالإِتْعَاسِ وَاذْكُرُوا مَصْرَعَ الحُسيْنِ وَزَيْدًا ... وَقَتِيْلًا بِجَانِبِ المِهْرَاسِ وَالقَتِيلَ الَّذِي بِحَرَّانَ أَضْحَى ... ثَاوِيًا بَيْنَ غُرْبَةٍ وَتَنَاسِي نِعْمَ شِبْلُ الهِرَاسِ مَوْلَاكَ شِبْلٌ ... لَوْ نَجَا مِنْ حَبَائِلِ الإفْلَاسِ قَالَ: فَأَمَرَ لِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بن عَلِيٍّ فَشُدِخُوا بِالعُمُدِ وَبُسِطَتْ عَلَيْهِمْ السُّمْطِ وَجَلَسَ عَلَيْهَا وَدَعَا بِالطَّعَامِ وَأَنَّهُ لَيَسْمَعُ أَنِيْنَ بَعْضِهِمْ حَتَّى مَاتُوا جَمِيْعًا. وَقَالَ لِشِبْلٍ لَوْلَا أَنَّكَ خَلَطْتَ كَلَامَكَ بِالمَسْأَلَةِ لأَغْنَمْتُكَ أَمْوَالِهِمْ وَأَخَذْتُ لَكَ جَمِيْعُ مَوَالِي بَنِي هَاشِمٍ. قَوْلهُ البَهَالِيْلُ جَمْعُ بُهْلُوْلٍ وَهُوَ الضَّحَّاكُ. وَقَوْلهُ كُلَّ رَقْلَةٍ هِيَ النَّخْلَةُ الطَّوِيْلَةُ. والأَوَاسِيُّ وَاحِدَتُهَا آسِيَةٌ وَهِيَ أُصُوْلُ البِنَاءِ بِمَنْزلَةِ الأَسَاسِ وَخُفِّفَ لِضُرُوْرَةِ الشِّعْرِ. وَقَوْلهُ الحُسَيْنُ يعني الحُسَيْنُ بنُ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهُمَا السَّلَامُ وَزَيْدُ هُوَ زَيْد بن عَلِيّ بن الحُسَيْن عَلَيْهُم السَّلَامُ. وَالقَتِيْلُ بِجَانِبِ المِهْرَاسِ هُوَ حَمْزَةُ بنُ عَبْدُ المَطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ وَالمِهْرَاسُ مَوْضِعٌ بِأُحُدٍ. وَالقَتِيْلُ الَّذِي بِحَرَّانَ هُوَ إبْرَاهِيْم بن مُحَمَّد بن عَلِيٍّ وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ الإِمَامُ. زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى: [من البسيط] 4535 - أنْسٌ إِذَا أَمِنُوا جِنٌّ إِذَا فَزِعُوا ... غُرٌّ بَهَالِيْلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ صَيَدُ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ: [من الكامل] 4536 - إِنْ سَالَمُوْكَ فَدَعْهُمُ مِنْ بَعْدِهِ ... وَارْقُدْ كَفَى لَكَ بِالرُّقَادِ نَعِيْمَا [من السريع] 4537 - إِنْسَانُ عَيْنِي قَطُّ لَا يَرْتَوِي ... مِنْ مَاءِ وَجْهٍ مَلُحَتْ عَيْنُهُ بَعْدهُ: ¬
كَذَلِكَ الإنْسَانُ لَا يَرْتَوِي ... مِنْ شُرْب مَاءٍ مَلَحَتْ عَيْنُهُ [من الوافر] 4538 - أَنِسْتُ بِوَحْدَتِي حَتَّى لَوَ آنِّي ... رَأَيْتُ الأُنْسَ لَاسْتَوْحَشْتُ مِنْهُ بَعْدهُ: لَمْ تَدَعِ التَّجَارِبُ لِي صَدِيْقًا ... أَمِيْلُ إِلَيْهِ إِلَّا مِلْتُ عَنْهُ وَمِثْلُهُ (¬1): لَا تَرْكُنَنَّ إِلَى هَذَا الزَّمَانِ وَلَا ... أَبْنَائِهِ أَبَدًا وَاسْتَعْمِلِ الحَذَرَا فَإِنْ أَبَيْتَ فَجَرِّبْ مَنْ تُعَاشِرُهُ ... حَتَّى يَقُوْلَ لَكَ التَّجْرِيْبُ كَيْفَ تَرَى [من الوافر] 4539 - أَنِسْتُ بِوَحْدَتِي وَلَزِمْتُ بَيْتِي ... فَطَابَ العَيْشُ لِي وَنَمَى السُّرُوْرُ بَعْدهُ: وَأَدَّبَنِي الزَّمَانَ فَلَيْتَ أَنِّي ... هُجِرْتُ فَلَا أُزَارُ وَلَا أَزُوْرُ مَتَى تَقْنَعْ تَعِشْ مَلِكًا عَزِيْزًا ... يذُلُّ لِعِزّكَ المَلِكُ الفَجُوْرُ وَلَسْتُ بِقَائِلٍ مَا دُمْتُ حَيًّا ... أَسَارَ الجُنْدُ أَمْ رَكِبَ الأَمِيْرُ عَبْدُ الوَلِيّ البَتِّيُّ الكَاتِبُ المَغْرِبِيّ: [من السريع] 4540 - إِن سِرْتَ كُنْتَ الشَّمْسَ أَو لَمْ تَسِرْ ... فَأَنْتَ كَالقُطْبِ عَليْكَ المَدَارْ قَبْلهُ: يَجِدْكَ عُلْوِيٌّ. . . . . . أَنَسْتُ بِالبَيْنِ. . . . . . ¬
إِنْ سِرْتَ كُنْتَ الشَّمْسَ. البَيْتُ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من البسيط] 4541 - أُنْسِيْتُ وَعْدَكَ وَالنِّسْيَانُ مُغْتَفرٌ ... فَاغْفِرْ فأَوَّلُ نَاسٍ أَوَّلُ النَّاسِ حَدَّثَ أَبُو هِفَانَ قَالَ: قَالَ المَنْصُوْرُ لِحَاجِبهِ الرَّبِيْعُ ألَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ تحِبُّ الفَضْلَ بن الرَّبِيْعَ خَادِمَكَ الأَصْغَرَ قَالَ وَكَيْفَ أُحِبُّهُ وَلِلْمَحَبَّةِ أَسْبَابٌ فَقَالَ احْسِنْ إِلَيْهِ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَحَبَّكَ وَإِذَا أَحَبَّكَ أَحْبَبْتَهُ فَالقُلُوْبُ تَتَشَاهَدُ فَقَالَ مَا أَحْسَنَ تَلَطُّفكَ لَهُ وَأَمَرَ بِصلَتِهِ وَتَقْرِيْبِهِ وَاخْتَصَّ بِهِ. النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ: [من الكامل] 4542 - أُنْسِيْتَ يَوْمَ عُكَاظَ حِيْنَ لَقِيْتَنِي ... تَحْتَ الغُبَارِ فَمَا شَقَقْتَ غُبَارِي بَعْدهُ: يَوْمَ اخْتَلَفْنَا خِطَّتَيْنَا بَيْنَنَا ... فَحَمَلْتَ سُرَّةَ وَاحْتَمَلْتُ فِجَارِ * * * وَمِنْ بَابِ (إِنْ شِئْتَ) قَوْلُ (¬1): إِنْ شِئْتَ أَنْ تَعْلَم يَا صَاحِبِي ... مَالَكَ فِي قَلْبِي مِنَ الوَاجِبِ انْظُرْ إِلَى فِعْلِكَ بِي أَوَّلًا ... وَقِسْ عَلَى الشَّاهِدِ بِالغَائِبِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ (¬2): إِنْ شِئْتَ أَنْ تُصْبِحَ بَيْنَ الوَرَى ... مَا بَيْنَ شَتَّامٍ وَمُغْتَابِ فَكُنْ عَبُوْسًا حِيْنَ تَلْقَاهُمُ ... وَكَلِّمِ النَّاسَ بِإعْرَابِ ¬
[من مجزوء الكامل] 4543 - أَنْشَأتَ تَطْلُبُ وَصْلَنَا ... الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنْ قَوْلهُ: الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ. هَذَا مَثَلٌ يُضْرَبُ عِنْدَ فَوْتِ الحَاجَةِ وَقَبلَهُ: أَتَرَكْتِنِي حَتَّى إِذَا ... عُلِّقْتُ أَبْيَضَ كَالشَّطَنْ أَنْشَأتْ تَطْلبُ وَصْلنَا. البَيْتُ أمُّ ثَوَاب الهرَّانِيَّة فِي ابْنِهَا: [من البسيط] 4544 - أَنْشَأَ يُخْرِّقُ أَثْوَابِي وَيَضْرِبُنِي ... أَبَعْدَ سِتِّيْنَ عِنْدِي تَبْتَغِي الأَدَبَا أَبُو تَمَّامٍ الطَّائِيُّ: [من الكامل] 4545 - إِنْ شِئْتَ أَنْ يَسْوَدَّ ظِنّكَ كُلُّهُ ... فَأَجِلْهُ في هَذَا السَّوَادِ الأَعْظَمِ يَعْنِي مَا فِي النَّاسِ مِنْ تُبَيِّضُ فِيْهِ الظَّنُّ وَهَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا ابْنُ شُبَانَةَ يَقُوْلُ مِنْهَا: خَدَمَ العُلَى فَخَدَمْنَهُ وَهِيَ الَّتِي ... لَا تَخْدِمُ الأَقْوَامَ إِنْ لَمْ تُخْدَمِ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي وَصْفِ شِعْرِهِ: زَهْرَاءُ أَحْلَى فِي فُؤَادِي مِنَ المُنَى ... وَأَلَذُّ مِنْ رِيْقِ الأَحِبَّةِ فِي الفَمِ [من البسيط] 4546 - إِنْ شِئْتِ جُوْدِي وَإِنْ أَحْبَبْتِ فَامْتَنِعِي ... كِلَاهُمَا مِنْكِ مَنْسُوْبٌ إِلَى الكَرَمِ قَوْلهُ كِلَاهُمَا مِنْكَ مَنْسُوْبٌ إِلَى الكَرَمِ. بَعْدَهُ جُوْدِي وَإِلَّا جَعَلْنَا بَيْنَنَا حَكَمًا ... لَا بَلْ تَجُوْدِيْنَ خَيْرًا مِنَ الحَكَمِ أَقْسَمْتُ بِالحُبِّ وَالإِخْلَاصِ ثَانِيَةً ... وَنُوْرُ وَجْهكِ هَذَا غَايَةُ القَسَمِ ¬
لأَنْتِ عِنْدِي وَإِنْ أَوْدَعْتِنِي سَقْمًا ... أَعَزُّ مِنْ غَيْركُمْ يبري مِنَ السَّقَمِ * * * وَمِنْ بَابِ (إِنْ ص) مَا قِيْلَ فِي شَبِيْب بن يَزِيْدٍ وَكَانَ جَهُوْرِيُّ الصّوْتِ (¬1): إِنْ صَاحَ يَوْمًا حَسبْتَ الصَّخْرَ مُنْحَدَرًا وَالرِّيْحَ عَاصِفَةً وَالمَوْجَ. . . . . . الفَضْلُ بنُ الرَّبِيْعِ: [من السريع] 4547 - إنصَب نَهَارًا فِي طَلَبِ العُلَا ... وَاصْبِرْ عَلَى هَجْرِ الحَبِيْبِ القَرِيْبِ قَوْلهُ هَجْرَانِ وَجْهِ الحَبِيْبِ. بَعْدَهُ حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ دَجَى مُقْبِلًا ... وَاسْتَتَرَتْ عَنْهُ عُيُوْنُ الرَّقِيْبِ فَاسْتَقْبِلِ اللَّيْلَ بِمَا تَشْتَهِي ... فَإِنَّمَا اللَّيْلُ بِأَمْرٍ عَجِيْبِ كَمْ مِنْ فَتًى تحْسِبُهُ نَاسِكًا ... يَسْتَقْبِلُ اللَّيْلَ بِأَمْرٍ عَجِيْبِ غَطَّى عَلَيْهِ اللَّيْلُ أَثْوَابَهُ ... فَبَاتَ فِي أُنْسٍ وَعَيْشٍ خَصِيْبِ وَلَذّةُ الجَّاهِلِ مَكْشُوْفَةٌ ... يَسْعَى بِهَا كُلُّ عَدُوٍّ مُرِيْبِ [من البسيط] 4548 - إِنْ صَحَّ لِي مِنْكَ قُرْبٌ أَسْتَلِذُّ بِهِ ... فَمَا أُبَالِي بِبُعْدِ الدَّارِ وَالجَارِ بَعْدهُ: دَارِي مِنَ الأَرْضِ تطْوَافٌ ... وَلَهْتُ بِهِ شَوْقًا إِلَيْكَ. . . . . [من مجزوء الكامل] 4549 - أُنْصُرْ أَخَاكَ إِذَا رَأَيْـ ... ـــتَ أَخَاكَ مَظْلُوْمًا وَحِيْدَا بعْدهُ: وَازْجُرْ أَخَاكَ وَكُفُّهُ إِنْ كنت ... . . . . . . . . . . . . ¬
[من البسيط] 4550 - إِنْ ضَاقَ بِي بَلَدٌ أَبْدَلْتُهُ عِوَضًا ... وَإِنْ نَبَا مَنْزِلٌ بِي كَانَ لِي بَدَلُ [من الكامل] 4551 - إِنْ ضَاقَ عَفْوُكَ وَهُوَ ذُو سِعَةٍ ... عَنِّي فَلَيْسَ بِوَاسِعِي عَفْوُ ابْنُ حَسَّانُ المُوصَليُّ: [من الكامل] 4552 - إِنْ ضَاقَ مَسْرَحُ ناقَتِي بِفَنَائِكُمْ ... فَزِمَامُهَا بيَدِي وَمَا ضَاقَ الفَضَا . . . . . . الموصلي وَتُروَى. . . إِذْ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَقَدْ مَرَرْت بِي. . . وَجَوّ عارٍ ... وَمَاءُ غَدِيْرِه قَدْ مَضَا فَبَكَيْتُ حَتَّى مَا ثَنيتُ مَطِيَّتِي ... إِلَّا وَقَدْ شَرِقَتْ رُبَى وَروَّضَا إِنْ ضَاقَ مَسْرَحُ نَاقَتِي بِفُنَائِكُمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِذَا الكَرِيْمُ رَأَى الهَوَانَ بِبَلْدَةٍ ... يَا رَاكِبًا تعلي المَهَامِهَ عِيْسُهُ بَلّغْ رَعَاكَ اللَّهُ جِيْرَانَ الحِمَى ... عَسَى السَّلَامُ إِذَا مَررْتَ مُعَرَّضَا وَقُلِ انْقَضَى عَصْرُ الشَّبَابِ وَحُبُّكُمْ ... بَاقٍ عَلَى مَرِّ اللَّيَالِي مَا انْقَضَى جَعْدَةُ بنُ طَرِيْفٍ السَّعدِيُّ: [من الكامل] 4553 - إِنْ طَالَ لَيْلِي فِي الأَسَارِ لَقَدْ أَتَى ... فَيمَا مَضَى دَهْرٌ عَلَيَّ قَصِيْرُ قَبْلهُ: يَا طُوْلُ لَيْلِي مَا أَنَامُ كَأَنَّمَا ... فِي العَيْنِ مِنِّي عَابِرٌ مَسْحُوْرُ أَرْعَى النُّجُوْمَ إِذَا تَغَيَّبَ كَوْكَبٌ ... مَالأْتُ آخرَ مَا يَكَادُ يَغُوْرُ إِنْ طَالَ لَيْلِي فِي الإسَارِ. البَيْتُ ابْنُ أَبِي البَغْلِ: [من الخفيف] 4554 - أَنْطَقَتْكَ الأَثْوَابُ لَا الآدَابُ ... وَطَوَتْنِي عَنِ الكَلَامِ الثِّيَابُ ¬
بعده: فَصَوَابُ الَّذِي أَقُوْلُ خَطَأٌ ... وَخَطَأُ الَّذِي تَقُوْلُ صَوَابُ ذُو النُّوْنِ المِصْرِيُّ رحمه اللَّه: [من السريع] 4555 - أَنْطَقَ لِي الصِّدْقُ لِسَانِي ... فَمَا أَخْضَعُ بِالقَوْلِ لِجُلَّاسِي [من الكامل] 4556 - انْظُرْ أَخَاكَ فَلَا تَسُمهُ خُطَّةً ... شَنْعَاءَ لَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ مِثْلَهَا وَمِثْلُهُ: فَلَا تَسُمِ النَّاسَ مِثْلَ الَّذِي إِذَا هُوَ ... نَالَكَ لَمْ تَصْبِرِ. . . . . . [من السريع] 4557 - انظُرْ إِلَى الدُّنْيَا وَتَصْرِيْفهَا ... فَإِنَّهَا ضُحْكَةُ مُسْتَعِبِرِ قَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ: الحمْيَةُ صَالِحَةٌ لِلدُّنْيَا وَالدِّيْنِ احْتَمَى أَهْلُ الدُّنْيَا فَصَحَّتْ أَبْدَانُهُمْ وَاحْتَمَى أَهْلُ الآخِرَةِ فَصَحَّتْ أَدْيَانُهُمْ. ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من البسيط] 4558 - انظُرْ إِلَى الدَّهْرِ هَلْ فَاتَتْهُ بُغْيَتُهُ ... فِي مَطْمَحِ النّسْرِ أَو فِي مَسْبَحِ النُّوْنِ [من السريع] 4559 - انظُرْ إِلَى الظِّلِّ إِذَا مَا انْتَهَى ... يأْخُذُ فِي النَّقْصِ إِذَا طَالَا [من البسيط] 4560 - انظُرْ إِلَى بَاطِنِ الدُّنْيَا فَظَاهِرُهَا ... كُلُّ البَهَائِمِ تُجْرِى طَرْفهَا فِيْهِ [من السريع] 4561 - انظُرْ إِلَى طَرفِي تَرَى مَا انْطَوَى ... عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ جَوَى الحُبِّ ¬
بَعْدهُ: . . . . . . يومًا على ... . . . . . . على القلبِ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الكامل] 4562 - انظُرْ إِلَى غِيَرٍ مُصَرَّفَةٍ ... إِنْ كَانَ يَنْفَعُ عِنْدَكَ النَّظَرُ الأَعْشَى: [من السريع] 4563 - انظُرْ إِلَى كَفٍّ وَأَسْرَارِهَا ... هَلْ أَنْتَ إِنْ أَوْعَدْتَنِي ضَائِرِي هَذَا البَيْتُ مَثَلٌ يُضْرَبُ فِيْمَنْ يُهَدِّدُ مَنْ لَا يُبَالِي. [من البسيط] 4564 - انظُرْ إِلَى مَنْ حَوَى الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا ... هَلْ رَاح مِنْهَا بِغَيْرِ القُطْنِ وَالكَفَنِ نَصْرُ اللَّهِ بن عُنَيْنٍ: [من الكامل] 4565 - انظر إِلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَاعْتَبِرْ ... سَتَصِيْرُ عَنْ كَثَبٍ إِلَى مَا صَارُوا صُرَّدُرُّ: [من الكامل] 4566 - انظر إِلَيْهِ تَجِدْ مِنْ شَأنِهِ عَجَبًا ... زِيُّ المُلوْكِ عَلَى أَخْلَاقِ زُهَّادِ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 4567 - انْظُرْ إلَيْهِمْ كَفَانَا اللَّهُ أَمْرَهُمَ ... أَيْدٍ صُخُوْرٌ وَأَعْرَاضٌ قَوَارِيْرُ أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيّ: [من البسيط] 4568 - انْظُرْ إِلَيْهِمْ وَلَا تُعْجِبْكَ كُثْرَتُهمْ ... فَإِنَّمَا القَوْمُ قَلُّوا كُلَّمَا زَادُوا ¬
بَعْدهُ: وَلَا يَهُوْلَنّكَ مِنْ دَهْمَائِهِمْ عَدَدٌ ... فَلَيْسَ لِلقَوْمِ فِي التَّحْصِيْلِ أَعْدَادُ عَجِبْتُ مِنْ زُهْدِهِمْ فِيْمَا يُزَيِّنُهُمْ ... وَالقَوْمُ مُذْ خُلِقُوا فِي الخَيْرِ زُهَّادُ * * * وَمِنْ بَابِ (انْظُرْ) قَوْلُ (¬1): انْظُرْ لِرِجْلِكَ قَبْلَ الوَضْعِ مَوْضِعهَا ... فَمَنْ عَلَا زَلْقًا عَنْ غرَّةٍ زَلَجَا بَشَّارٌ: [من البسيط] 4569 - انْظُرْ تَجِد صِبْغَتِي فِي الحُبِّ وَاحِدَةً ... إِذَا تَلَوَّنَ أَهْلُ الحُبِّ أَلْوَانَا دِعْبِلٌ فِي أَبِي تَمَّامٍ: [من البسيط] 4570 - إِنْ عَابَنِي لَمْ يَعِبْ إِلَّا مُؤَدِّبَهُ ... وَنَفْسَهُ عَابَ لَمَّا عَابَ أُدَّابَهُ بَعْدهُ: وَكَانَ كَالكَلْبِ أَضْرَاهُ مَكلّبُهُ ... كَيْمَا يَصِيْدُ لَهُ فَاصْطَادَ كلَّابَهُ دِعْبِل أَيْضًا: [من الكامل] 4571 - إِنْ عَاتَبُوا قَوْمًا يَكُنْ سُفَرَاؤُهُمْ ... بِيْضًا يَكُوْنُ عِتَابُهَا تَقْرِيْعَا الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ بن عتبة بن أبي لهب: [من السريع] 4572 - إِنْ عَادَتِ العَقْرَبُ عُدْنَا لَهَا ... وَكَانَتِ النَّعْلُ لَهَا حَاضِرَهْ وَيُقَال. . . من. . . . . . مَا حَتَّى. . . رهط أبي عقرب. . . ضَرَبُوا بمطله. . . أَنْ عَامِلَ الفَضْلِ بن العَبَّاسِ بن عتبة بن أَبِي لَهَبٍ وَكَانَ أَشَدّ أهْلِ زمَانِهِ إفياء فَقَالَ النَّاسُ نَنْظُرُ الآنَ مَا يَصْنَعَانِ فَلَمَّا حَلَّ المَالُ لزم الفَضْلُ بَاب عَقْرَبٍ وَشَدَّ بِبَابِهِ حِمَارًا لَهُ يُسَمَّى ¬
السَّحَابُ وَقَعَدَ يَقْرَأُ عَلَى بَابِهِ القُرْآنَ فَأَقَامَ عَقْرَبٌ عَلَى المَطلِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ لَهُ فَعَدَلَ الفَضْلُ عَنْ مُلَازَمَةِ بَابِهِ إِلَى هجَاءِ عِرْضِهِ بِمَا قَدْ سَارَ عَنْهُ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلهُ: قَدْ تَجَرَتْ فِي سُوْقِنَا عَقْرَبٌ ... لَا مَرْحَبًا بِالعَقْرَبِ التَّاجِرَه كُلُّ عَدُوٍّ يُتَّقَى مُقْبِلًا ... وَعَقْرَبٌ يُخْشَى مِنَ الدَّابِرَه كُلُّ عَدُوٍّ كَيْدُهُ فِي أَستِهِ ... فَغَيْرُ مَخْشِيٍّ وَلَا ضَائِرَه إِنْ عَادَتِ العَقْرَبُ عُدْنَا لَهَا. البَيْتُ. وَيُرْوَى: فغَيْرُ بذي كيْدٍ وَلَا نَائِرَه وَمِمَّا يُرْوَى لَهُ فِي ذَمِّ العَقْرَبِ أَو لِغَيْرِهِ (¬1): كَأَنَّهَا إِذْ قِيْلَ مِمَّا هِيَه ... سَوْدَاءُ من نوبةَ أَو سَامِرَه كَأَنَّهَا إِذْ خَرَجَتْ هَوْدَجٌ ... شَدَّتْ عُرَاهُ رِفْقَةٌ بَاكِرَه قَدْ ظَنَّتِ العَقْرَبُ وَاسْتيْقَنتْ ... أَنْ لَا لَهَا دُنْيا وَلَا آخِرَه كُلُّ عَدُوٍّ يُتَّقَى مُقْبِلًا ... وَيتّقي عَدَاوتُهَا دَابِرَه وَإِنَّ نَفْسًا كَيْدُهَا فِي أسْتِهَا ... لَيْسَتْ بِذِي كَيْدٍ وَلَا نَائِرَه قَدْ قَالَ قَبْلِي شَاعِرٌ حكْمَةً ... جَرَتْ بِهِ نَادِرَةٌ سَائِرَه إِنْ عَادَتِ العَقْرَبُ عُدْنَا لَهَا. البَيْتُ. وَكَانَ تَضْمِيْنٌ. وَيُرْوَى [أن] العَلَوِيّ الكُوْفِيّ رَأَى العَقْرَبَ تَدبُّ وَرَآهَا. . . وَبِيَدِهِ قَبَسٌ أَنْ يُحْرِقُهَا وَقَالَ: . . . . . . . . . . ... . . . . . . . سُوْءِ الخَبَر [من البسيط] 4573 - إِنْ عَاقَنِي عَنْكَ سُوْءُ الحَظِّ أَو بَعُدَتْ ... عَنِّي الدِّيَارُ فَشَوْقِي أَنْتَ تَعْلَمَهُ ¬
[من البسيط] 4574 - إِنْ عَايَنُوا نِعْمَةً مَاتُوا بِهَا كَمَدًا ... وَإِنْ رَأَوا غِمَّةً طَارُوا بِهَا فَرَحَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى: [من الكامل] 4575 - إِنْ عِشْتَ تُفْجَعُ بِالأَحِبَّةِ كُلِّهِمْ ... أَو يُفْجَعُوا بك إِنْ بِهِمْ لَمْ تُفْجَعِ قَبْلهُ: وَلَقَدْ أَقُوْلُ لِذِي الشَّمَاتَةِ إِذْ رَأَى ... جَزَعِي وَمَنْ يَذُقْ لِلحَوَادِثِ يَجْزَعِ أَبْشِرْ فَقَدْ قَرَعَ الحَوَادِثُ مروَتِي ... وَافْرَحْ بِمَرْوَتِكَ الَّتِي تُقْرَعُ إِنْ عِشْتَ تُفْجَعُ. البيت، وبعده: أَيُّوْبُ مَنْ يَشْمَتْ بِمَوْتِكَ لَا يُطِقْ ... عَنْ نَفْسِهِ دَفْعًا وَهَلْ مِنْ مَدْفَعِ يَرْثِي أَيُّوْبُ بن سُلَيْمَانَ بن عَبْدِ المُلِكِ بن مَرْوَانَ. [من المنسرح] 4576 - إِنْ عَضَّكَ الدَّهْرُ فانْتَظِرْ فَرَجًا ... فَإِنَّهُ نَازِلٌ بِمُنْتَظِرِه بَعْدهُ: أَوَ مَسَّكَ العُسْرُ فَابْتَلَيْتَ بِهِ ... فَاصْبر عَلَيْهِ فَاليُسرُ فِي أَثْرِهِ مَنْ صَحِبَ الدَّهْرَ ذَمَّ صُحْبَتُهُ ... وَنَالَ مِنْ صَفْوِهِ وَمِنْ كَدَرِه هَذَا الشِّعْرُ يُرْوَى لأَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِمَّا خَاطَبَ بِهِ وَلَدَهُ مُحَمَّد بن الحَنَفِيَّةِ رَحَمَهُ اللَّهَ تَعَالَى. * * * ومن باب (أنعم) تهنئة بنوروز (¬1): ¬
أنعم بنوروزك وابهج به ... متعت ألفًا مثله بعده [من البسيط] 4577 - أَنْعِمْ بِتَخْفِيْفِ مَا أَوْلَيْتَ مِنْ نِعَمٍ ... فَكَثْرَةُ النُّوْرِ تُغْشِي نَاظِرَ المُقَلِ بَعْدهُ: وَاسْتَبْقِ مُهْجَةَ عَبْدٍ أَنْتَ مَالِكُهُ ... فَرُبَّ حَتْفٍ جَنَاهُ كثْرَةَ الجدَلِ وَمِثْلُهُ لآخَر (¬1): يَا مُسْدِيَ العُرْفِ إِسْرَارًا وَإعْلَانَا ... وَمُتْبِعِ البرِّ وَالإحْسَانِ إحْسَانَا إقْلَعْ سَحَابَكَ قَدْ غَرَّقْتَنِي مِنَنًا ... مَا أَدْمَنَ الغَيْثُ إِلَّا صَارَ طُوْفَانَا [من البسيط] 4578 - أَنْعَمْتَ بِالعَفْوِ عَنِّي بَعْدَ مَقْدِرَةٍ ... وَالعَفْوُ عَنْ قُدْرَةٍ مِنْ أَفْضَلِ النِّعَمِ أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيّ: [من الكامل] 4579 - أنْعمْ صَبَاحًا بِالثَّنَاءِ مُحَبَّرًا ... كَالرَّوْضِ نَمْنَمَهُ بُكُورُ رهَامِ صَالِحُ بنُ جَنَاح: [من الكامل] 4580 - أنْعمْ صَبَاحًا بِالسُّيُوْفِ وَبِالقَنَا ... إِنَّ السُّيُوْفَ تَحِيَّةُ الفُرْسَانِ . . . . . . فالخالص البتر. . . . . . بن عبيد اللَّه الحسيني البلخيُّ. السَّيِّدُ مُحَمَّدُ بن عَبْد اللَّهِ: [من البسيط] 4581 - أَنْعِمْ عَلَيَّ بِمَا مِثْلِي بِهِ قَمنُ ... وَلَا تَبِيْعَنَّ عَبْدًا مَالَهُ ثَمَنُ ¬
الصَّنَوْبَرِيُّ تَهْنِئَةً بِمَوْلُوْدٍ: [من الكامل] 4582 - أَنْعِمْ نَعِمْتَ أَبَا الحُسَيْنِ بِفَارِسٍ ... ظَلَّ النَّعِيْمُ بِهِ نَعِيْمًا شَامِلَا قَوْلُ الصُّنَوْبَرِيُّ: ظَلَّ النَّعِيْمُ بِهِ نَعِيْمًا شَامِلًا. بَعْدَهُ: بِقَضِيْبِ مَجْدٍ سَوْفَ يَغْدُو دَوْحَةً ... وَرَذَاذِ جُودٍ سوفَ يَغْدُو وَابِلَا بِهِلَالِ فَخْرٍ عَنْ قَرِيْبٍ يَسْتَوِي ... فِي أُفْقِهِ فَتَرَاهُ بَدْرًا كَامِلَا مَا إِنْ نَرَاهُ مَاثِلًا فِي مَهْدِهِ ... إِلَّا رَأَيْنَا العِزَّ فِيْهِ مَاثِلَا حَتَّى تَرَاكَ تَعِدُّ مِنْهُ قَبِيْلَةً ... وتُعِدُّ أَيْضَاَ مِنْ بَنِيْهِ قَبَائِلَا وَهَذَا حَسَنٌ فِي مَعْنَاهُ وَمِثْلُهُ فِي الحسن قَوْلُ إِسْحَاقَ الموصَلِّي يُخَاطِبُ الفَضْلَ بن الرَّبِيْعِ (¬1): مَدَّ لَكَ اللَّهُ الحَمْدَ مَدَّا حَتَّى يَكُوْنَ ابْنُكَ هَذَا جَدَّا مُؤَزَّرًا بِمَجْدِهِ مُرْدَّا ثَمَّ يُفَدَّى مثلما تَفَدَّا كَأَنَّهُ أَنْتَ إِذَا تَبَدَّا شَمَائِلًا مَحْمُوْدَةً وَقَدَّا وَلأَبِي بَكْرِ الصُّوْلِيّ فِي تَهْنِئَةٍ بِمَوْلُوْدٍ: هُنَاكَ قُدُوْمُ مَقْبُوْلٍ رَشِيْدِ ... جَدِيْدِ السِّنِّ فِي زَمنٍ جَدِيْدِ رَقِبْنَاهُ عَلَى شَوْقٍ إِلَيْهِ ... كَمَا رَقَبَ الصِّيَامُ هِلَالَ عِيْدِ فَأَقْبَلَ وَالمَنَاحِسُ سَاقِطَاتٌ ... وَطَالِعُ وَقْتِهِ سَعْدُ السُّعُوْدِ أَرَاكَ اللَّهُ مَا تَهْوَاهُ مِنْهُ ... وَصَانَكَ بِالحِيَاطَةِ وَالمَزِيْدِ ¬
وَبَلَّغَكَ الَّذِي تَرْجُوْهُ حَتَّى ... تَرَاهُ فِي النَّعِيْمِ أَبَا جُدُوْدِ وَلأَحْمَد بن مُحَمَّد الضُّبِي فِي ذَلِكَ: تَبَاشَرَتِ المَكَارِمُ وَالمَعَالِي ... وَأَضْحَى المَجْدُ وَهُوَ رَخِيُّ بَالِ بِمَوْلُوْدٍ تَهَلَّلَ قَبْلَ عَدِّ اللَّـ ... ـــيَالِي المدنِياتِ إِلَى الكَمَالِ مَخَائِلَ كَلَّهُنَّ شُهُوْدُ عَدْلٍ ... عَلَى مَا فِيْهِ مِنْ كَرَمِ الخِلَالِ وَلِلصَّاحِبِ بن عَبَّادٍ تَهْنِئَةٌ بِبِنْتٍ (¬1): يَا سَيِّدًا ظَلَّ فِي الوَرَى عَلَمًا ... قَدْ أَشْرَبَ اللَّهُ نَفْسَهُ كَرَمَا نُبِّئْتُ أنْ قَدْ أَتَتْكَ قَادِمَةٌ ... سَعِيْدَةٌ أَجْزَلَتْ لَكَ القَسَمَا دَلَّتْ عَلَى أَنَّ عُمرَ وَالدِهَا ... يَطُوْلُ حَتَّى يُجَاوِزَ الهَرَمَا فِي غُرَّةٍ لَا يَغِيْبُ طَالعهَا ... وَمِنْحَةٍ لَا تُصَافِحُ العَدَمَا مُمَتَّعًا بِالكِرَامِ إخْوَتهَا ... بِأَنْجُمٍ لَا تُصَاحِبُ الظّلَمَا وَالمُشْتَرِي لَا أَشكُّ يخْطِبُهَا ... أَكْرِمْ بِهِ خَاطِبًا وَقَدْ كَرُمَا فَلَيْسَ فِي الأَرْضِ مَنْ يُكَافِئُهَا ... سِوَاهُ إِذْ ذُرَى السَّمَاءِ سَمَا إِيّاكَ أَنْ تُنْكِرَ الإِنَاثَ فَكَمْ ... أُنْثَى غَدَتْ فِي فِخَارِهَا عَلَمَا كَالشَّمْسِ وَالأَرْضِ وَالسَّمَاءِ وَالفِرْ ... دَوْسِ وَالنَّفْسِ فَاشْكُرِ النِّعَمَا سَوْفَ يَأتِيْكَ بَعْدَهَا ذِكْرٌ ... كَالسَّيْفِ يَلْقَى عُدَاتَهُ خَذِمَا هَذَا هُوَ الدُّرُّ فَاتَّخِذْهُ لَهَا ... عِقْدًا وَإِنْ كَانَ شَكْلهُ كَمَا المُتَنَبِّي: [من الكامل] 4583 - أَنْعِمْ وَلُذَّ فَلِلأُمُوْرِ أَوَاخِرٌ ... أَبَدًا كَمَا كَانَتْ لَهُنَّ أَوَائِلُ وَمِنْ بَابِ (إِنْ): يَا ذا النَّدَى الهَامِي عَلَى أَهْلِ ... المَشَارِقِ وَالمَغَارِبِ ¬
إِنْ غِبْت عَنْ ذا الجنَابِ ... فَإِنَّ وِدِّي غَيْرُ غَائِبِ ابْنُ شُهِيْدٍ: [من السريع] 4584 - إِنْ غِبْتَ لَمْ تُوْحِشْ وَإِنْ جِئْتِنَا ... فَأَنْتَ فِي إخْوَانِنَا زَائِدُ مَنْصُوْرُ بنُ عُلْوَان الصَّيْدَاويُّ: [من السريع] 4585 - إِنْ غِبْتُ لَا يُسْأَلُ عَنِّي وَإِنْ ... حَضَرْتُ لَا يُرْفَعُ بِي رَأسِي جَمِيلُ بن مَهْرَانَ: [من الكامل] 4586 - أَنْفَاسُهُ كَذِبٌ وَحَشْوُ ضَمِيْرِهِ ... دَغَلٌ وِعِشْرَته سَقَامُ الرُّوْحِ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 4587 - أَنْفُ الكَرِيْمِ مِنَ الدَّنِيَّةِ تَارِكٌ ... فِي عَيْنِهِ العَدَدَ الكَثِيرَ قَلِيْلَا البَحْرَانِيُّ: [من الوافر] 4588 - أَنِفْتُ مِنَ الحَيَاةِ وَلَسْتُ أَرْضَى ... حَيَاةً لَيْسَ يَرْضَاهَا الحَبِيْبُ أَبُو بَكْر بن الدانِي، مَغْرِبيٌّ: [من البسيط] 4589 - أُنْفُضْ يَدَيْكَ مِنَ الدُّنْيَا وَزِيْنَتِهَا ... فَالأَرْضُ قَدْ أَقْفَرَتْ وَالنَّاسُ قَدْ مَاتُوا هَذَا البَيْتُ لأَبِي بَكْر بن الدَّانِي أَحَدُ شُعَرَاءِ. . . عَلَى دَوْلَةِ المُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ ويذكُرُ خلعَهُ. الفَضْلُ بنُ سَلَمَةَ: [من الرجز] 4590 - أَنْفَعُ مِنْ كُلِّ لُجَيْنٍ وَذَهَب ... حَظٌّ كَثِيْرٌ وَقَلِيْلٌ مِنْ أَدَبِ بَعْدهُ: ¬
قَدْ يَذْهَبُ الجاهُ ... إِذَا المَالُ ذَهَبْ وَيَثْبُتُ العِلْمُ إِذَا ... العِلْمُ صُحِبْ * * * جَمَعَ أَوْلَادِهِ وَأَوْصَاهُمْ ثَمَّ أَنْشَدَهُمْ هَذِهِ الأَبْيَاتُ وَهِيَ مِنْ أَبْلَغِ مَا يَكُوْنُ فِي هَذَا المَعْنَى. . . . وتفَشلُوا وَتَذْهَبُ رِيْحُكُمْ وَهِيَ مِنْ هَذَا البَابِ (¬1): . . . عبد وَفِي حضور. . . ... . . . . . . . . . شهَّدِ . . . . . . أَوَّلُ بِقَاءٍ ... إِنْ مدّ فِي عُمْرِي وَإِنْ لَمْ يُمْدَدِ . . . . . . . . . الدَّهْرِ ... بِتَوَاصُلٍ وَتَعَطُفٍ وَتَوَدُّدِ حَتَّى. . . وَقُلُوْبكُمْ مَعًا فِي أَمْرِكُمْ ... لِمُسَوَّدٍ مِنْكُمْ وَغَيْرَ مُسَوَّدِ وَتَكُوْن أَيْدِيْكُمْ مَعًا فِي أَمْرِكُمْ ... لَيْسَ اليدَانِ عَلَى التَّعَاوُنِ كَاليَدِ لَا تَقْطَعُوا أَرْحَامَكُمْ فَتَفَرَّقُوا ... لَيْسَ الجمِيْعُ كَوَاحِدٍ مُتَفَرِّدِ إِنَّ القِدَاحَ إِذَا جُمِعْنَ فَرَامَهَا ... بِالكَسْرِ ذُو حَوْلٍ وَبَطْشٍ أيِدِ عَزَّتْ فَلَمْ تُكْسَرْ وَإِنْ هِيَ بُدِّدَتْ ... فَالوَهْنُ وَالتَّكْسِيْرُ لِلمُتَبَدِّدِ [من الخفيف] 4591 - إِنْفِ عَنْ نَفْسِكَ القَبِيْحَ وَصُنْهَا ... إِلْفِ وَتَجَافَ الدُّنْيَا وَلَا تَأتَمِنْهَا بَعْدهُ: سَتَخْلَى الدُّنْيَا مَالَك إِلَّا ... مَا تَبَلَّغْتَ أَو تَزَوَّدْتَ مِنْهَا إِنَّمَا جِئْتهَا لِيَأتِيْكَ المَوْتُ ... وَأُسْكِنْتهَا لِتَرْحَلَ عَنْهَا وَسَتَبْقَى الحَدِيْث بَعْدَكَ فَانْظُرْ ... أَيَّ أُحْدُوْثَةٍ تُحِبُّ فَكُنْهَا ¬
[من البسيط] 4592 - أَنْفَقْتُ شَرْخَ شَبَابِي فِي مَحَبّتِكُمْ ... فَمَا وُصِلْتُ وَلَا أَحْمَدْتُ إنْفَاقِي بَعْدهُ: وَخَيْرُ عُمْرِي الَّذِي وَلَّى فَمَا حَصَلَتْ ... كَفِّي بِشَيْءٍ فَكَيْفَ الظّنُّ بِالبَاقِي [من السريع] 4593 - أَنْفِقْ جَسُوْرًا وَاسْتَرِقَّ الوَرَى ... وَلَا تَصُنْ خشْيَةَ إِمْلَاقِ بَعْدهُ: النَّاسُ أَكْفَاءٌ إِذَا قُوْبِلُوا ... إِنْ فَاقَ شَخْصٌ فَبِأَيّ نِفَاقِ أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الكامل] 4594 - أَنْفِقْ مِنَ الصَّبْرِ الجَمِيْلِ فَإِنَّهُ ... لَمْ يَخْشَ فَقْرًا مُنْفِقٌ مِنْ صَبْرِهِ قَوْلُ أَبُو نوَّاسٍ: أَنْفِقْ مِنَ الصَّبْرِ الجَّمِيْلِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَاحْلم وَإِنْ سفَهَ الجلِيْسُ وَقُلْ لَهُ ... حُسن الكَلَامِ وَإِنْ أَبَاكَ بِهَجْرِهِ وَالمَرْءُ لَيْسَ بِبِالِغٍ فِي أَرْضِهِ ... كَالصَّقْرِ لَيْسَ بِصائِدٍ فِي وَكْرِهِ وَأخ أَطَعْتُ فَمَا رَحَمَهُ رَأَى لِي ... طَاعَتِي حَتَّى خَرَجْتُ بِأَمْرِهِ عَنْ أَمْرِهِ وَخَبِرْتُ هَذَا الدَّهْرَ خِبْرَةَ وَاثِقٍ ... حَتَّى أَنِسْتُ بِخَيْرِهِ وِبِشَرِّهِ وَأَحَبُّ إخْوَانِي إِلَيَّ أَبَشّهُمْ ... لِصَدِيقِهِ فِي سِرِّهِ أَو جَهْرِهِ لَا خَيْرَ فِي بِرِّ الفَتَى مَا لَمْ يَكُنْ ... أَصْفَى مَشَارِبِ بِرِّهِ مِنْ بشْرِهِ جَحْظَةُ البَرْمَكِيُّ: [من البسيط] 4595 - أنفِقْ وَلَا تَخْشَ إقلَالًا فَقَدْ قُسِمَتْ ... بَيْنَ العِبَادِ مَعَ الآجَالِ أَرْزَاقُ ¬
بَعْدهُ: لَا يَنْفَعُ البُخْلُ مع دُنْيَا مُوَلِّيَةٍ ... وَلَا يَضرُّ مَعَ الإقْبَالِ إْنفَاقُ وَيُرْوَيَانِ لِعُبَيْدِ بنِ ذَكْوَانَ. العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من السريع] 4596 - إِنْ قَالَ لَمْ يَفْعَلْ وَإِنْ سُئِلَ لَمْ ... يَبْذُلْ وَإِنْ عُوْتِبَ لَمْ يُعْتِبِ وَمِنْ بَابِ (ان ق) قَوْلُ الشَّيْخ هِبَةِ اللَّهِ مُحَمَّد الأنْبَارِي (¬1): إِنْ قَدَّمَ الدَّهْرُ أَقْوَامًا وَأَخَّرَنِي ... وَجَارَ فِي الحِكْمِ حَوْرًا غَيْرَ مُقْتَصِدِ فَفِي النُّجُوْمِ لأَهْلِ الفَضْلِ مَعْرِفَةٌ ... إِذْ كَانَ لِلثَّوْرِ تَقْدِيْمٌ عَلَى الأَسَدِ وَلابْنِ دبيران الوَاسِطِيّ مِثْلهُ سَوَاءٌ (¬2): إِنْ قَدَّمَ الدَّهْرُ قَوْمًا مَا لَهُمْ قَدَمٌ ... فِي فَضْلِ عِلْمٍ وَلَا حَزْمٍ وَلَا جَلَدِ فَهَكَذَا الفَلَكُ العُلْوِيُّ أَنْجُمُهُ ... تَقَدَّمَ الثَّوْرُ فِيْهَا رُتْبَةُ الأَسَدِ وَمِنْ بَابِ (قَلْتُ) لِبَعْضِهِمْ (¬3): إِنْ تبت غِبْتُ فَقُلْ لا تُصَدِّقُنِي ... إِذْ أَنْتَ فِيْهِ فَدَتْكَ النَّفْسُ لَمْ تَغِبِ أوقاتُ أعنته قَالَ الطَّرفُ ذا كَذِبٌ ... وَقَدْ تَحَيَّرْتُ بَيْنَ الصّدْقِ وَالكَذِبِ أَبُو فِرَاسٍ: [من البسيط] 4597 - إِنْ قَصَّرَ الجهْدُ عَنْ إِدْرَاكِ غَايَتِهِ ... فَأَعذَرُ النَّاسِ مَنْ أَعْطَاكَ مَا وَجَدَا يَقُوْلُ مِنْهَا مُخَاطِبًا لِلقَاضِي أَبُي الحُصيْنِ عَلِيّ بن عَبْدِ المَلِكِ مِنْ أَبْيَاتٍ: يَا مَنْ أُصَافِيْهِ فِي قُرْبٍ وَفِي بُعْدِ ... وَمَنْ أُخَالِصُهُ إِنْ غَابَ أَو شَهِدَا ¬
لَا يُبْعِدِ اللَّهُ شَخْصًا لَا أَرَى أُنْسًا ... وَلَا تَطِيْبُ لِيَ الدُّنْيَا إِذَا بَعُدَا مَا زَالَ يَنْظم فِيَّ الشِّعْرَ مُجْتَهِدًا ... فَضلًا وَأنْظُمُ فِيْهِ الشِّعْرَ مُجْتَهِدَا حَتَّى اعْتَرَفْتُ وَعَزَّتْنِي فَضائِلُهُ ... وَفَاتَ سَبْقًا وَحَازَ الفَضْلُ مُنْفَرِدَا إِنْ قَصَّرَ الجهْدُ عَنْ إِدْرَاكِ غَايَتِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَبْقَى لَنَا اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا بَرِحَتْ ... أَيَّامُنَا أَبَدًا فِي ظِلِّهِ جُدَدَا لَا يَطْرُقُ النَّازِلُ المُحْذُوْرُ سَاحَتَهُ ... وَلَا تَمُدُّ إِلَيْهِ الحَادِثَاتُ يَدَا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 4598 - أُنَقِّلُ النَّفْسَ مِنْ صَبْرٍ إِلَى جَزَعٍ ... وَالصَّبرُ أَعْوَدُ إِلَّا أَنَّهُ صَبِرُ ابْنُ المُبَارَك: [من السريع] 4599 - إِنْ قُلْتَ أُكْرِهْتُ فَذَا بَاطِلٌ ... زَلَّ حِمَارُ العِلْمِ فِي الطِّيْنِ * * * قيل: لعبد اللَّه بن المبارك رحمه اللَّه: إن إسماعيل. . . * * * وَمِنْ بَابِ (إِنْ كَانَ) قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ لِلمُعْتَصمِ بِاللَّهِ (¬1): إِنْ كَانَ بَيْنَ صرُوْفِ الدَّهْرِ مِنْ رَحِمٍ ... مَوْصوْلَةٍ أَمْ زمَامٍ غَيْر مُنْقَضبِ فَبَيْنَ أَيَّامُكَ الآتِي نُصِرْت بِهَا ... وَبَيْنَ أَيَّام بَدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ [من البسيط] 4600 - إِنْ قُلْتَ كَانَ أَبِي فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ ... قُلْنَا صَدَقْتَ وَلَكِنْ بِئْسَمَا وَلَدَا ¬
أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 4601 - إِنْ قَلَّلُوا هَيْتةً أَو أَكْثَرُوا لغَطًا ... أَصْغَى بِحِلْمٍ وَرَدَّ القَوْلَ عَنْ فَهْمِ أَعْرَابِيٌّ: [من الكامل] 4602 - إِنْ قَلَّ مَالِي لَمْ تَشِنِّي فَاقَةٌ ... وَإِذَا سَمَوْتُ إِلَى الغِنَى لَمْ أَشْرَهِ قَبْلهُ: رَاعَ المَهِيْرَةَ فِي الظلام تَأوّهي ... وَاسْتَنْبَأتْ نَبَأي فَقَلْتُ لَهَا صَهِ غِضِّي وَارْعِي مُقْلتيْكِ حِمَى الكَرَى ... لِلخَفْضِ نِمْتِ وَلِلعَلَاءِ تَنَبُّهِي أذَرُ الزّلَالَ إِذَا أَرَدْتُ وُرُوْدَهُ ... وَأَبُلُّ رِيْقِي بِالصَّرَى المُتَسَنِّهِ إِنْ قَلَّ مَالِي لَمْ تَشنِّي فَاقَةٌ. البَيْتُ [من الكامل] 4603 - إِنْ كَانَ أَضْحَكَنِي الزَّمَانُ بِقُرْبِهِمْ ... فَلَطَالَمَا بِفِرَاقِهِمْ أَبْكَانِي [من البسيط] 4604 - إِنْ كانَتِ الكُتُبُ فِيْمَا بَيْنَنَا انْقَطَعَتْ ... فَإِنَّ حَبْلَ وِدَادِي غَيْرُ مُنْقَطِعِ بَعْدهُ: وَإِنْ تَصَدَّعَ شَمْلِي مِنْ جَنَابِكُمُ ... فَإِنَّ شمْل ثَنَائِي غَيْرُ مُنْصَدِعِ وَيُرْوَى: إِنْ كَانَ مُنْقَطِعًا حَبْلُ اللِّقَاءِ بِنَا ... فَحَبْلُ وُدّكَ بَاقٍ لَيْسَ يَنْقَطِعُ وَهَذَا مِنْ بَابِ الاهْتِدَامِ وَالسَّلْخِ وَلَيْسَ هُوَ هُوَ. وَقَدْ كُتِبَ بِبَابِهِ مُنْفَرِدًا. [من الكامل] 4605 - إِنْ كَانَ تَنْفَعُ رُقْيَة فَلَسَوْ ... فَ أَمْلاكُمْ رُقًى وَرِقَاعَا ¬
إبْرَاهِيْمُ بنُ سُيَابَةَ: [من الكامل] 4606 - إِنْ كَانَ جُرْمِي قَدْ أَحَاطَ بِحُرْمَتِي ... فَأَحِطْ بِجُرْمِي عَفْوَكَ المَأمُوْلَا أَخْبَرَ جَعْفَرُ بن قُدَامَةَ ومحمدُ بنُ مَزِيْدٍ قَالَا: حَدَّثنا حَمَّادُ بنُ إِسْحَاقَ عَنْ أبِيْهِ قَالَ سخظ الفَضْلُ بن الرَّبِيع عَلَى إبْرَاهِيْم بنُ سيَابَةَ فَسَأَلَهُ الرَّضِيّ عَنْهُ فَامْتَنَعَ فَكَتَبَ إِليْهِ: إِنْ كَانَ جُرْمِي قَدْ أَحَاطَ بِحُرْمَتِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَكَمِ ارْتَجَيْتُكَ فِي الَّتِي لَا يُرْتَجَى ... فِي مِثْلِهَا أَحَدٌ فَنِلْتُ السُّوْلَا وَظَلَلْتُ عَنْكَ فَلَمْ أَجِدْ لِي مَذْهَبًا ... وَوَجَدْتُ حِلْمكَ لِي عَليْكَ دَلِيْلَا هَبْنِي أَسَأتُ وَمَا أَسَأتُ أَقُرُّ كَي ... يَزْدَادَ عَفْوُكَ بَعْدَ طُوْلِكَ طُوْلَا فَالعَفْوُ أَجْمَلُ فِي التَّفَضُّلِ بِامْرِئٍ ... لَمْ يَعْدَمِ الرَّجْوَانَ مِنْهُ جَمِيْلَا قَالَ إِسْحَاقُ: وَسَأَلَنِي إِيْصَالِهَا إِلَيْهِ فَلَمَّا قَرَأَهَا الفَضْلُ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَرَضِيَ عَنْهُ وَأَوْصَلَهُ إِلَيْهِ وَأَمَرَ لَهُ بِعَشْرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ. أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من البسيط] 4607 - إِنْ كَانَ جِسْمِي يُؤْتَى مِنْ نَحَافَتِهِ ... فَإِنَّ قَلْبِيَ لَا يُؤْتَى مِنَ الخَوَرِ قَوْلُ ابن نبَاتَةَ: إِنْ كَانَ حِسْمِي يُؤْتَى مِنْ نَحَافَتِهِ. البَيْتُ يَقُوْلُ مِنْهَا: تَاللَّهِ مَا جَادَتِ الأَيَّامُ مُذْ خُلِقَتْ ... بِالذِّكْرِ عِنْدَ فَتًى مَا جَادَ بِالعُمُرِ لَمْ يَبْقَ فِيْهَا خَفِيٌّ لَسْتُ أَعْرِفُهُ ... فَكَيْفَ لَا أَعْرِفُ الصَّافِي مِنَ الكَدَرِ الإمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحَمَهُ اللَّه: [من مخلع البسيط] 4608 - فإِنْ كَانَ حُبُّ الوَصِيِّ رَفْضًا ... فَإِنَّنِي أَرْفَضُ العِبَادِ [من البسيط] 4609 - إِنْ كَانَ حُبكُّمُ كَالوَرْدِ مُنْصَرِفًا ... فَإِنَّ حُبِّي لَكُمْ بَاقٍ مَعَ الآسِ ¬
ـاءُ [من الكامل] 4610 - إِنْ كَانَ حِقْدُ مُنَافِسِي تَقْصِيْرُهُ ... عَنِّي فَهَذَا الدَّاءُ دَاءٌ مُعْضِلُ بَعْدهُ: فَلْيَغْرَقِ الأَعْدَاءُ فِيْمَا اسْتَحْسَنُوا ... مِنْ غَيْبَتِي نِعْمَ المُجِيْبُ الجنْدَلُ البُسْتِيُّ يُخَاطِبُ الخَطَّابِيَّ: [من البسيط] 4611 - إِنْ كَانَ حَقّكَ فَرْضًا لَيْسَ يَدْفَعُهُ ... عُذْرٌ فَلَا تُخْرِجَنْ حَقِّي مِنَ السُّنَنِ الخُبْزَأُرزِيُّ: [من السريع] 4612 - إِنْ كَانَ حَمْدِي ضَاع فِي نُصْحِكُم ... فَإِنَّ أَجْرِي ليْسَ بِالضَّائِعِ البُحْتُرِيُّ: [من السريع] 4613 - إِنْ كَانَ ذَنْبٌ فَأَهْلُ الصَّفْحِ أَنْتَ وَإِنْ ... لَمْ آتِ ذَنْبًا فَفِيْمَ اللَّوْمُ يَعْدُوْنِي أَبُو الشِّيْصِ: [من السريع] 4614 - إِنْ كَانَ ذَنْبِي فَرْطُ حَبِّي لَكُمْ ... فَاعْفُ فَإنِّي لَسْتُ بِالمُذْنِبِ قَدْ كُتِبَتْ الأَبْيَاتُ ببَاب: إِنْ تَذْهَب الدَّارُ بسُكَّانِهَا. أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من المنسرح] 4615 - إِنْ كَانَ رِزْقُ الحَرِيْصِ يَطْلُبُهُ ... فَمَا بِهِ حَاجَة إِلَى طَلَبِه هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَرْثِي بِهَا الصَّاحِبُ بن عبَّادٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: يَسْعَى القَنَا فِي الحَيَاةِ مُجْتَهِدًا ... وَإِنَّمَا سَعْيُهُ إِلَى عَطَبه مَنْ لَمْ تَوَدّ بِهِ نَفْسُهُ قَعَدَتْ ... هِمَّتهُ بِالكَثيْرِ مِنْ أَدَبِه ¬
قَدْ وَعَظَ الدَّهْرُ كُلّ ذِي أَمَلٍ ... كَانَ غُرُوْرُ الرِّجَالِ مِنْ عَجَبِه إِنْ كَانَ رِزْقُ الحَرِيْصِ يَطْلبُهُ. البَيْتُ الإمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحَمَهُ اللَّه: [من الكامل] 4616 - إِنْ كَانَ رَفْضًا حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ ... فَلْيَشْهَدِ الثَّقَلَانِ أَنِّي رَافِضي يَقُوْلُ الشَّافِعِيُّ قَبْلَهُ: يَا رَاكِبًا قِفِ المُحَصَّب مِنْ مُنَى ... وَاهْتِفْ بوَافِدِ خِيْفِهَا وَالنَّاهِضِ سَحْرًا إِذَا فَاضَ الحَجِيْجُ إِلَى مِنًى ... ذِرْبًا كَمُلَتطِمِ الفُرَاتِ الفَائِضِ إِنْ كَانَ رَفْضًا. البَيْتُ المُتُنَبِّيُّ: [من البسيط] 4617 - إِنْ كَانَ سَرَّكَمُ مَا قَالَ حَاسِدُنا ... فَمَا لِجُرْحٍ إِذَا أَرْضَاكُمُ أَلَمُ [من مخلع البسيط] 4618 - إِنْ كَانَ شَمْسُ النَّهَارِ زَالَتْ ... فَأَنْتَ شَمْسٌ بِلا زَوَالِ قَبْلهُ: يَا مَلِكًا جَلَّ عَنْ مِثَالِ ... تَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ واللَّيَالِي يَوْمٌ تَجُوْدُ السَّمَاءُ فِيْهِ ... كَجُوْدِ كَفَّيكَ بِالنَّوَالِ فَانْعَمْ بِهِ وَاصْطَبِحْ لِيَوْمٍ ... طُرَّزٍ مِنْكَ بِالجمَالِ إِنْ كَانَ شَمْسُ النَّهَارِ زَالَتْ. البَيْتُ * * * ¬
وَمِنْ بَابِ (إِنْ كَانَ) قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن عَبْدُ اللَّهِ المَعْرُوْفُ البَغْدَاديّ المُسْتَوْفِي. مِنْ أَبْيَاتِ: إِنْ كَانَ عِنْدَكَ يا. . . مَطْرَحًا ... فعِنْدَ غَيْرِكَ مَحْمُوْلٌ عَلَى الحَدَقِ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 4619 - إِنْ كَانَ عِنْدَكَ خَيْرُ القَوْلِ صَادِقُهُ ... فَوَاجِبٌ أَنَّ شَرَّ القَوْلِ كَاذِبُه [من البسيط] 4620 - إِنْ كَانَ عِنْدَكِ رِزْقُ اليَوْمِ فَاطَّرِحِي ... عَنْكِ الهُمُوْمَ فَعِنْدَ اللَّهِ رِزْقُ غَدِ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ خَلَفٍ اليَمَانِيُّ: [من الكامل] 4621 - إِنْ كَانَ عِنْدَهُمُ وَقَدْ رَحَلُوا ... أنّا نُقِيْمُ فَبِئْسَ مَا ظَنُّوا إن أسلهوا فالسهل منزلنا ... . . . . . . . . . . . . . ولنا بحيث تلفتوا شبح ... يبدو تلفظوا أذنُ لي عندهم. . . فواعجبًا ... . . . .الرهن لا غزوَ إن رتب. . . ... . . . . أنسو [من البسيط] 4622 - إِنْ كَانَ عَهْدُكُمُ كَالوَرْدِ مُنْصَرِفًا ... فَإِنَّ عَهْدِي لَكُمْ أَبْقَى مِنَ الآسِ هَذِهِ غَيْرُ البَيْتِ المُتَقَدِّمِ بِبَابِ: إِنْ كَانَ حُبّكُمُ. وَهُوَ اهْتِدَامٌ وَلَيْسَ هُوَ هُوَ. [من السريع] 4623 - إِنْ كَانَ عَيْبِيْ غَابَ عَنْكُمُ فَقَدْ ... أَحْصَى عُيوْبِي عَالِمُ الغَيْبِ ¬
[من المجزوء الكامل] 4624 - إِنْ كَانَ فَارِطُ زَلَّتِي ... خَطَأً فَهَذَا عُذْرُ عَمْدِ قَبْلهُ: جَلَدٌ عَلَى نُوَبِ الزَّمَانِ ... وَفِي الصبَابَةِ غَيْرُ جَلدِ إِنْ كَانَ فَارِطُ زَلَّتِي. البَيْتُ [من البسيط] 4625 - إِنْ كَانَ فَرْطُ جُنُوْنِي فِيْكَ عِنْدَهُمُ ... ذَنْبِي فَمَا أَنَا مِنْ ذَنْبِي بِمُعْتَذِرِ [من البسيط] 4626 - إِنْ كَانَ فِي العَيِّ آفَاتٌ مُقَدَّرَةٌ ... فَفِي البَلَاغَةِ آفَاتٌ تُسَاوِيْهَا البَيْتُ مِنَ الفَسَادِ نَبَاتُ مَخْر سَمَا. . . آيات مُسْرَعَةٍ لِجَرِيْهَا فِي الهَوَاءِ ومن باب (إِنْ كَانَ) فِي قَوْلِ الخليع الشَّامِيّ وَتُرْوَى لأحمد بن مُحَمَّدِ بن الحسن الصَّنَوْبَرِيّ (¬1): إِنْ كَانَ فِي الصيف ثِمَارٌ وَفَاكِهَةٌ ... فَالأَرْضُ مُسْتَوْقَدٌ وَالجَوُّ تَنُّوْرُ وَإِنْ يَكُنْ فِي الخَرِيْفِ النَّحْل مُخْتَرِفًا ... فَالأَرْضُ مَسْحُوْرَةٌ وَالجوُّ مَأسُوْرُ وَإِنْ يَكُنْ فِي الشِّتَاءِ الغَيْمُ مُتَّصلًا ... [فالأرض محصورٌ] والأُفقُ مَسْرُوْرُ مَا الدَّهْرُ إِلَّا الرَّبِيْعُ المستنير إذا ... جاء [الربيع أتاك النَّورُ] والنُّوْرُ فَالأَرْضُ يَاقُوْتَةٌ وَالجوُّ لُؤلؤةٌ ... وَالبَيتُ فيروزجٌ [والماء] بللّورُ لا تَعْدَمُ الأرْضُ كَأسًا مِنْ سَحَائِبِهِ ... فَالنَّبْتُ ضرْبَان سَكْرَانٌ وَمَخمُوْرُ فِيْهِ جَنَى الوَرْدِ مَنْضُوْرٌ مُوَرِّدُهُ ... وَسْطَ المَجَالِسِ وَالمَنْثُوْرُ مَنثُوْرُ يَطيْبُ حَوْلَ صَحَارِيْهِ المَقَامُ كَمَا ... تَطيْبُ فِي غَيْرِهِ الحَانَاتُ وَالدُّوْرُ ¬
فَكُلّ ظَهْرٍ عَلَوْنَا فِيْهِ دَسْكَرَةٌ ... وَكُلّ بَطْنٍ هَبَطْنَا فِيْهِ مَاخُوْرُ هَذَا البَنَفْسَجُ هَذَا اليَاسَمِيْنُ وَذا ... النّسْرِيْن ذا سَوْسَنٌ بِالحُسْنِ مَشْهُوْرُ حَيْثُ الْتَفَتَّ فَقَمْرِيٌّ وَفَاخِتَةٌ ... وَبُلْبُلٌ وَرَوَاسِيْنٌ وَزَرْزُوْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ مَا أَحْلَى الرَّبِيْع فَلَا ... تُغْرَرْ فَقَائِسُهُ بِالصَّيْفِ مَغْرُوْرُ مَنْ شَمَّ طِيْبَ تَحِيَّاتِ الرَّبِيع يَقُلْ ... لَا المِسْكُ مِسْكٌ وَلَا الكَافُوْرُ كَافوْرُ المُتَنَبِّي: [من المنسرح] 4627 - إِنْ كَانَ فِيْمَا أَقُوْلُ مِنْ كَرَمٍ ... فِيْكَ مَزِيْدٌ فَزَادَكَ اللَّهُ مِنْ أَبْيَاتِ المُتُنَبِّيّ: النَّاسُ مَا لَمْ يَرُوْكَ أَشْبَاهُ ... وَالدَّهْرُ لَفْظٌ وَأَنْتَ مَعْنَاهُ وَالجوْدُ عَيْنٌ وَأَنْتَ نَاظِرُهَا ... وَالنَّاسُ بَاعٌ وَأَنْتَ يُمْنَاهُ إِنْ كَانَ فِيْمَا أَقُوْلُ. * * * ومن هَذَا البَابِ مَا كُتِبَ إِلَى بَعْضِ الأَصْحَابِ (¬1): إِنْ كَانَ قَدْ بَعُدَ اللِّقَاءُ فَوُدُّنَا ... دَانَ عَلَى النَّوَى أَحْبَابُ كَمْ قَاطِعٍ لِلوَصلِ يُؤْمَنُ وَدّهُ ... وَمُوَاصِلٍ بِودَادهِ يُرْتَابُ البُسْتِيُّ: [من الكامل] 4628 - إِنْ كَانَ قَدْ جَرَحَ المَطَامِعُ عِفَّتِي ... فَوَرَاءَ ذَاكَ الجُرْحِ يَأسٌ يَاسُو قَبْلهُ: يَا مَنْ عَقَدْتُ بِهِ الرَّجَاءَ فَلَمْ يَكُنْ ... لِي مِنْهُ إِرْفَادٍ وَلَا إِيْنَاسُ إِنْ كَانَ قَدْ جَرَحَ. البَيْتُ ¬
[من الكامل] 4629 - إِنْ كَانَ قَدْ عَبَثَ المَشِيْبُ بِلِمَّتِي ... فَلَقَدْ أَخَذْتُ مِنَ الشَّبَابِ نَصِيْبِي المُتَنبيُّ: [من الكامل] 4630 - إِنْ كَانَ قَدْ مَلَكَ القُلُوْبَ فَإِنَّهُ ... مَلَكَ الزَّمَانَ بِأَرضِهِ وَسَمَائِهِ مَنْقُوْلٌ مِنْ خَطِّ أَبِي إِسْحَاقَ إبْرَاهِيْم بن هَلِيْل الصَّابِئِ: قَالَ إبْرَاهِيْمُ بن مُحَمَّد اليَقْطِيْنِيّ كَانَتْ لِي مِنْ مُحَمَّد بن ثَوَابَةَ حُرْمَةٌ فَاتَّصَلَ بِهِ عَنِّي شَيْءٌ فَأَظْهَرَ مَوْجِدَةً فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ: إِنْ كَانَ مَا أَحْفَظَكَ أَعزَّكَ اللَّهُ مِنْ جُرْمِي دُوْنَ مقْدَارِ حُرْمَتِي فَالصفْحُ عَنْهُ وَاجِبٌ لِي وَإِنْ كَانَ مُوَارِيًا لَهُ فَالحَسَنَةُ تُذْهِبُ السَّيِّئَةُ وَإِنْ كَانَ فَوْقَهُ فَإِنْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُوْلُ وَلَا تَنْسُوا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ وَالفَضْلُ أَعْلَى مَنْزِلَةً مِنَ الحَقِّ وَأَوْلَى بِأَهْلِ الفَضْلِ وَالمَجْدِ وَمَن الدمّ حُرْمَةً تُرْعَى وَخَتَمَ بِإِقْرَارٍ وَإعْتَابٍ تُرْوَى لَمْ تَكُنْ لِسَجِيَّةٍ مِنْهُ مُتَوَسِّطَةٍ بَيْنَ حَسَنِيِّيْنَ جَزَاءٌ مِنَ العُقُوْبَةِ وَلَا مَوْضِعٌ مِنَ الحَفِيظَةِ. وَيُطَابِقُ هَذَا المَعْنَى قَوْلُ الشَّاعِرُ (¬1): إِنْ كَانَ لِي ذَنْبٌ فَلِي حرْمَةٌ ... تُوْجِبُ إعْفَائِي مِنَ الذَّنْبِ وَمِنْ بَابِ (إِنْ كَانَ) قَوْلُ أَبِي مُحَمَّد عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن سَنَانٍ الخفاجي (¬2): [من البسيط] [إن كَانَ ليلي طَويلًا بعدَ بَينكُمُ] ... فَقَدْ نَعِمْتُ بِهِ وَاللَّيْلُ كَالسَّحْرِ [ما أظلمَ الليلُ ليلي، في فِراقكمُ] ... بِلَيْلِ وَصْلِكُمُ فَالطُّوْلُ بِالقِصْرِ [من السريع] 4631 - إِنْ كَانَ لِي ذَنْبٌ تَجَرَّمْتُهُ ... فَاسْتَأنِفِ العَفْوَ وَهَبْ مَا مَضَى بَعْدهُ: ¬
لَا تَبْرِ عُوْدًا أَنْتَ رِيْشَتَهُ ... حَاشَى لِبَانِي المَجْدِ أَنْ يَنْقُضَا البُحْتُرِيُّ: [من السريع] 4632 - إِنْ كَانَ لِي ذَنْبٌ فَعَفْوًا وَإِنْ ... لَمْ يَكُ لِي ذَنْبٌ فَفِيْمَ اطِّرَاحْ جَحْظَةُ: [من السريع] 4633 - إِنْ كَانَ لِي ذَنْبٌ فَلِي حُرْمَةٌ ... تُوْجِبُ إِعْفَائِي مِنَ الذَّنْبِ قَبْلهُ: يَا مَوْضِعَ الشَّكْوَى أَجِبْ ضارِعًا ... نَادَاكَ إِخْلَاصًا مِنَ القَلْبِ طَيْفكَ لِمْ صَدَّ وَمَا عِلْمهُ ... بِمَوْضعِ الهجْرَانِ وَالعَتَبِ إِنْ كَانَ لِي ذَنْبٌ فَلِي حُرْمَةٌ. البَيْتُ: قَالَ ابن أَفْلَحَ فِي أَغَانِيْهِ: هَذَا البَيْتُ الأَخِيْرُ لَمْ أَجِدْهُ فِي شِعْرِ جَحْظَةَ. [من السريع] 4634 - إِنْ كَانَ لِي ذَنْبٌ وَلَا ذَنْبَ ليْ ... فَمَا لَهُ غَيْرُكَ مِنْ غَافِرِ مَعْدَانُ بن جوَّاسٍ الكِنْدِي: [من الكامل] 4635 - إِنْ كَانَ مَا بُلِّغْتَ عَنِّي فَلَامَنِي ... صَدِيْقِي وَسُلَّتْ مِنْ يَدَيَّ الأَنَامِلُ بَعْدهُ: وَكُفِّنْتُ وَحْدِي مُنْذرًا بِرِدَائِهِ ... وَصادَفَ حَوْطًا مِنْ أَعَادِيَّ قَاتِلُ أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيّ: [من الكامل] 4636 - إِنْ كَانَ مِنْ حَقِّ المُوَدَّةِ فِي الهَوَى ... أَنْ تَصْرِمُوا حَبْلَ التَّوَاصُلِ فَاصْرِمُوا ¬
[من البسيط] 4637 - إِنْ كَانَ مُنْقَطِعًا حَبْلُ اللِّقَاءِ بِنَا ... فَحَبْلُ وُدِّكَ بَاقٍ لَيْسَ يَنْقَطِعُ هَذَا غَيْرُ البَيْتِ الَّذِي بِبَابِ: إِنْ كَانَتِ الكُتُبُ. البَيْتُ مُهَلْهِلُ بن نَصْر بن حَمْدَانَ: [من البسيط] 4638 - إِنْ كَانَ وَجْهُكَ لَمْ تُخْطَطْ عَوَارِضُهُ ... فَأَنْتَ كهْلُ العُلَا وَالفَضْلِ وَالأَدَبِ هُوَ أَبُو زُهَيْرُ مُهَلْهَلُ بن نَصْرِ بن حَمْدَانَ يُخَاطِبُ أَبَا فرَاسٍ بن حَمْدَانَ. مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من المنسرح] 4639 - إِنْ كَانَ هِجْرَانُنَا يَطِيْبُ لَكُمْ ... فَلَيْسَ لِلْوَصلِ عِنْدَنَا ثَمَنُ [من الكامل] 4640 - إِنْ كَانَ هَجْرُكِ وَالصُّدُوْدُ تَدَلُّلًا ... فَبِغَيْرِ أَسْبَابِ الهَوَانِ تَدَللِّيْ بَعْدهُ: لا تَقْطَعِي. . . المُتَنَبِّي: [من الرجز] 4641 - إِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ المَوْتِ فَمُتْ ... تَحْتَ ظِلَالِ الأَسَلِ الذّوَابِلِ [من البسيط] 4642 - إِنْ كَانَ لابُدَّ مِنْ أَهْلٍ ومن وَطَنٍ ... فَحَيْثُ آمَنُ مَنْ أَهْوَى وَيَأمَنُنِي أَبُو نوَاسٍ: [من الكامل] 4643 - إِنْ كَانَ لَا يَرْجُوْكَ إِلَّا مُحْسِنٌ ... فَبِمَنْ يَلُوْذُ وَيَسْتَجِيْرُ المُجْرِمُ؟ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من مجزوء الكامل] 4644 - إِنْ كَانَ لَا يُغْنِيْكَ مَا ... يَكْفِي فَمَا لِغِنَاكَ حَدُّ ¬
بَعْدهُ: هَوِّنْ عَليْكَ فَلَيْسَ كُلُّ ... النَّاسِ يُعْطَى مَا يَوَدُّ وَلَهُ أَيْضًا: [من الرجز] 4645 - إِنْ كَانَ لَا يُغْنِيْكَ مَا يَكْفِيْكا ... فَكُلِّ مَا فِي الأَرْضِ لَا يُغْنِيْكا اليَمَانُ بن أَبِي اليَمَانِ: [من البسيط] 4646 - إِنْ كَانَ لَا يَنْفَعُ المَنْطِيْقَ مَنْطِقُهُ ... فَلِمْ يُذَمُّ إذًا أَوْ يُكْرَهُ الخَرَسُ أَبْيَاتُ أَبِي بُشْرٍ اليَمَان بن أَبِي اليَمَانِ البَنْدَبنيجيّ يُخَاطِبَ بِهَا مُحَمَّد بن طَوْق بن مَالِكٍ التَّغْلبِيّ وَكَانَ قَصدهُ وَمَدَحَهُ فَتَأَخَّرَ عَنْهُ حَبَاؤُهُ وَأَدْرَكَهُ شَهْرُ رَمَضَانَ فَأَقَامَ إِلَى يَوْمِ العِيْدِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: قُلْ لابْنِ طَوْقٍ أَبِي أَيُّوْبَ مُبْتَدِءًا ... وَالرِّفْقُ يبْلغُ مَا لَا يَبْلغُ الحَمَسُ مَاذَا نَقِمْتَ أَبَا أَيُّوْبَ مِنْ رَجُلٍ ... كَأَنَّهُ بَيْنَ صَرْفَي دَهْرِهِ قَبَسُ إِنْ كَانَ أَصْبَحَ فِي أَثْوَابِهِ دَنِسٌ ... فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي أَثْوَابِهِ دَنَسُ مَا لِي أَرَى أَمَلِي مُذْ صُمْتُ مُحْتَبِسًا ... وَلَمْ تَكُنْ عِنْدَكَ الآمَالُ تُحْتَبَسُ وَقَدْ مَلأْتَ حِيَاضَ النَّاسِ مُذْ وَرَدُوا ... إِلَيْكَ خَيْرًا وَحَوْضِي مُقْفِرٌ يَبَسُ وقَدْ حَبَوْتُكَ مَدْحًا لَوْ حَبَوْتُ بِهِ ... صخْرًا لأَقْبَلَ مِنْهُ المَاءُ يَنْبَجِسُ وَالنَّاسُ فِي عُرْسٍ مِنْ طِيْبِ عِيْدهُمُ ... لَكِنْ عَدَانِي مِنْهُ الطِّيْبُ وَالعَرسُ وَكُنْتُ أَفْتَرِسُ اللّذَّاتِ مِنْ أُمَمٍ ... فَصِرْتُ بَيْنَ خُطُوْب الدَّهْرِ أُفْتَرَسُ لَئِنْ كَسَدْتُ وَلَمْ أُنْفَقْ لَدَيْكَ لَكَمْ ... مِنْ مَعْشَرٍ فِيْهم أَغْلُو وَأُخْتَلَسُ إِنْ كَانَ لَا يَنْفَعُ المَنْطِيْقَ مَنْطِقُهُ. البَيْتُ. قَالَ: فَأَجَازَهُ بِجَائِزَةٍ لَمْ تُرْضِهِ فَانْصَرَفَ عَنْهُ وَذَمَّهُ وَذَمَّ قَبِيْلَةَ تَغْلِبَ بِسَبَبِهِ. * * * ¬
وَمِنْ بَابِ (إِنْ كَانَ ي) قَوْلُ وَالِبَةَ بن الحُبَابِ (¬1): إِنْ كَانَ يُجْزَى بِالخَيْرِ فَاعِلُهُ ... وَيُجْزَى المُسِيْءُ بِالحَسَنِ فَوَيْلُ تَالِي القُرْآنِ فِي ظلُمِ ... اللَّيْلِ وَطُوْبَى لِعَابِدِ الوَثنِ [من الكامل] 4647 - إِنْ كَانَ يُعْجِبُكَ السُّكُوْتُ فَإِنَّهُ ... قَدْ كَانَ يُعْجِبُ قَبْلَكَ الأَخْيَارَا بَعْدهُ: إِنْ السُّكُوْتَ سَلَامَةٌ وَلَربَّمَا ... زَرَعَ الكَلَامُ عَدَاوَةً وَضرَارَا [من البسيط] 4648 - إِنْ كَانَ يَقْصُرُ عَنْ قِرْطَاسِكُمْ خَطَرِي ... فَاكْتُبْ إِلَيَّ فَدَتْكَ النَّفْسُ فِي خَزَفِ الوَزِيْرُ الطّغْرَائيُّ: [من البسيط] 4649 - إِنْ كَانَ يَنْجَعُ شَيْءٌ فِي ثَبَاتِهم ... عَلَى العُهوْدِ فَسَبْقُ السَّيْفِ لِلعَذَلِ [من الكامل] 4650 - أَنْكَحْتُ بِيْضَ الهِنْدِ سُمْرَ رِمَاحِهِمْ ... فَرُؤُوْسُهُمْ عِوَضَ النَّثَارِ نَثَارُ بَعْدهُ: وَكَذَا العُلَى لَا يُسْتَبَاحُ نِكَاحُها ... حَتَّى تُطَلَّقَ دُوْنَهَا الأَعْمَارُ [من الكامل] 4651 - أَنْكَحَهَا فَقْدُهَا الأَرَاقِمَ مِنْ ... جَنْبٍ وَكَانَ الحَبَاءُ مِنْ أَدَمِ ¬
بن الحُسَيْنِ: [من البسيط] 4652 - أَنْكِدْ بِدُنْيَا يَنَالُ المُخْطِئُوْنَ بِهَا ... حَظَّ المُصِيْبِيْنَ وَالمَغْرُوْرُ مَثْبوْرُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من الكامل] 4653 - أَنْكَرْتُ حَادِثَةً فُرَادَى خِفْتُهَا ... فَأَرِيْتَنِي مثْنَى لَهَا وَثُلَاثَا أَبْيَاتُ الغَزِّيّ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَنْ لَاذَ بِالاحْيَاءِ غَيْر مُشَبَّعٍ ... بالبغج عَدَّ قُصوْرَهُ أَجْدَاثَا مَا فِي مُرَاجَعَةِ المَسَرَّةِ رخْصَةٌ ... مِنْ بَعْدِ تَطْلِيْقِ السُّروْرِ ثَلَاثَا أَوْلى الوَرَى بِالحَزْمِ أَعْلَمُهُمْ بِهِ ... كَمْ جَاهِلٍ قَصَدَ الصّلَاحَ فَعَاثَا يَا مَنْ يَرَى كَرَمَ الطِّبَاعِ قَرِيْنَهُ ... وَالفَضْلُ مُكْتسِبًا لَهُ وَتُرَاثَا كَمْ شُدْتَ أَبْيَاتَ القَرِيْضِ وَلَا أَرَى ... فِيْهنَّ مِنْ زُبَدِ القُبُوْلِ أَثَاثَا وَخُلَاصَةُ السّحْرِ الحَلَالِ وَلُبّهُ ... مَا كَانَ فِي عَقْدِ النُّهَى نَفَّاثَا أَنْكَرْتُ حَادِثةً فرَادَى خفْتهَا ... فَأَرَيْنَنِي مَثْنَى لَهَا وَثُلَاثَا المُتَنَبِّي: [من الكامل] 4654 - أَنْكَرتُ طَارِقةَ الحَوَادِثِ مَرَّةً ... ثَمَّ اعْتَرَفْتُ بِهَا فَصَارَتْ دَيْدَنَا بَعْدهُ: وَقَطَعْتُ فِي الدّنْيَا الفَلَا وَرَكَائِبِي ... فِيْهَا وَدَفَّتِي الضُّحَى المُوْهِنَا أَبُو تَمَّامٍ: [من الخفيف] 4655 - أَنْكَرَتْهُمْ نَفْسِي وَمَا ذَلِكَ الإِ ... نْكَارُ إِلَّا مِنْ شِدَّةِ العِرْفَانِ بَعْدهُ: ¬
وَإِسَاءَةُ ذِي الإسَاءَةِ يُذكِرْنِكَ ... يَوْمًا إِحْسَانِ ذِي الإحْسَانِ سُهْلُ بنُ هَارُوْنَ: [من المنسرح] 4656 - إِنْ كُنْتُ أَخْطَأتُ أَو أَسَأتُ فَفِي ... فَضْلِكَ مَأوَى لِلْعَفْوِ وَالمِنَنَ بَعْدهُ: أَتَيْتُ مَا استحِقُّ مِنْ خَطَأٍ ... جُدْ بِمَا تَسْتَحِقُّ مِنْ حَسَنِ [من السريع] 4657 - إِنْ كُنْتَ أَزْمَعْتَ عَلَى قَتْلِنَا ... فَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْم الوَكيْلْ وَمِنْ بَابِ (إِنْ كُنْت) قَوْلُ مُحَمَّد بن مُوْسَى الحَدَّادِيّ البَلْخِيّ مِنْ شُعَرَاءِ مَا وَرَاءِ النَّهْرِ (¬1): إِنْ كُنْتُ أَشْكُو مَنْ يَدقُّ ... عَنِ الشِّكَايَةِ فِي القَرِيْضِ فَالفِيْلُ يَضجَرُ وَهُوَ أَعْظَمُ ... مَا رَأَيْتُ مِنَ البَعُوْضِ [من البسيط] 4658 - إِنْ كُنْتَ أَنْبَضْتَ لِي قَوْسًا لِتَرْمِيَنِي ... فَقَدْ رَمَيْتُكَ رَمْيًا غَيْرَ تَنْبيْضِ بَعْدهُ: أَوَ كُنْتَ مَخَّضْتَ لِي وَطبًا لِتَسْقِيْنِي ... فَقَدْ سَقَيْتُكَ وَطبًا غَيْرَ مَمخْوْضِ البُحْتُرِيُّ: [من المنسرح] 4659 - إِنْ كُنْتُ انْسِيْتُهَا فَلَا عَجَبٌ ... قَدْ عَاهَدَ اللَّهُ آدَمًا فَنَسِي ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الأُقَيْشَرُ الأَسَدِيِّ (¬1): إِنْ كُنْتَ تَبْغِي العِلْمَ أَو أَهْلَهُ ... أَو شَاهِدًا يُخْبِرُ عَنْ غَائِبِ فَاعْتَبِر الأَرْضَ بِأَسْمَائِهَا ... وَاعْتَبِرِ الصَّاحِبَ بِالصَّاحِبِ [من الكامل] 4660 - إِنْ كُنْتَ تَجْعَلُ مَنْ حَبَاكَ بِوُدِّهِ ... ظَهْرَ الَبَعِيْرِ فَثِقْ بِأنّكَ عَاقِرُه . . . . أنْ يستقلّ ... . . . . . . . . . . . . . البُسْتِيُّ: [من الكامل] 4661 - إِنْ كُنْتَ تَرْضَى بِالدَّنِيَّةِ صَاحِبًا ... فَالأَرْضُ حَيْثُ حَلَلْتَهَا لَكَ مَنْزِلُ قَبْلهُ: [وإذا سموت إلى المعالي، فاخترط] ... عَزْمًا كَمَا عَزَمَ الرِّجَالُ البُزَّلُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 4662 - إِنْ كُنْتَ تَرْضَى بِأَنْ يُعْطُوا الجُزَى بَذَلُوا ... مِنْهَا رِضَاكَ وَمَنْ لِلعُوْرِ بِالحَوَرِ السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الكامل] 4663 - إِنْ كُنْتَ تَشْتَاقُ الحِمَامَ فَعَادِهِ ... أَو كُنْتَ تَخْتَارُ الحَيَاةَ فَوَالِهِ البُسْتِيُّ: [من الكامل] 4664 - إِنْ كُنْتَ تَطْلُبُ ثَرْوَةً وَغِنًى ... فعَلَيْكَ بِالإِجْمَالِ فِي الطَّلَبِ بَعْدهُ: ¬
فَالرِّسْلُ لَيْسَ يَدُرُّ فِي القَلْبِ ... مِنْ غَيْرِ إِبْسَاسٍ وَلَا حَلَبِ [من البسيط] 4665 - إِنْ كُنْتَ تَطْلُبُ عِزًّا فَادَّرعْ سَبَبًا ... أَو فَارْضَ بِالدُّوْنِ وَاخْتَرْ رَاحَةَ البَدَنِ [من الكامل] 4666 - إِنْ كُنْتَ تَطْلُبُ عِيْشَةً مَرْضِيّةً ... فَاجْعَلْ مَحَلَّكَ فِي بَنِي الأَحْرَارِ بَعْدهُ: تَحَلَّل يَا قَوَامَ كِرَامَ سَادَةٍ ... بِيْضُ الوُجُوْهِ أَعِفَّةٍ أَخْيَارِ المُوْطِئُوْنَ لِجَارِهِمْ أَكْنَافَهُمْ ... وَالجاعِلُوْنَ لَهُ صدُوْرَ الدَّارِ [من الكامل] 4667 - إِنْ كُنْتَ تَطْلُبَ فِي الرِّجَالِ مُهَذَّبًا ... فَنِيَ الزَّمَانُ وَأَنْتَ فِي الطَّلِبَاتِ بَعْدهُ: خذ صَفْوَ أَخْلَاقِ الصدِيْقِ وَأَعْطِهِ ... صَفْوًا وَدع أَخْلَاقَهُ الكَدِرَاتِ [من مجزوء الكامل] 4668 - إِنْ كُنْتَ تَطْمَعُ أَنْ تَسُوْدَ وَلَا ... تَجُوْدَ فَأَنْتَ ظَالِمُ ابْنُ بُوْقَةَ: [من الكامل] 4669 - إِنْ كُنْتَ تَعْفُو فَاعفُ عَفْوَ مُهَنِّيءٍ ... إحْسَانُهُ أَنَّ الكَرِيْمَ وَهُوْبُ بَعْدهُ: قُلْ قَوْلَ يُوْسُفَ حِيْنَ قَالَ لأخوة ... ألقوا به في الجبّ لا تثريبُ ¬
أَو لَا فَعَاقِبْنِي فَلَيْسَ. . . حب ... . . . . . . . . . . . . ألْقُوا به في الجبِّ. لا تثريبُ بِشْرُ بنُ المعتمرِ: [من مجزوء الكامل] 4670 - إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا تَقُوْ ... لُ وَمَا أَقُوْلُ فَأَنْتَ عَالِم بَعْدهُ: لَوْ كُنْتَ تَجْهَلُ ذَا وَمِنْ ذَا ... وَذَاكَ فَكُنْ لأَهْلِ العِلْمِ لَازمْ سَهِرَتْ عُيُوْنُهُمُ وَأَنْت ... عَنِ الَّذِي قَاسُوْهُ حَالَمْ لَوْلَا مَقَامَهَمُ رَأَيْتَ ... الدِّيْنَ مُضْطَرِبَ الدَّعَائِمْ لابنِ الرُّوْمِيّ فِي ذَمِّ مُجَادِلٍ (¬1): فَإِذَا نَاظَرَ خَصْمًا ... ذَاتَ يَوْمٍ فَأَلَدَّا مَطَّ لِلخَصْمِ جَبِيْنًا ... كَجَبِيْنِ العِيْرِ صَلْدَا وَادَّعَى الإِجْمَاعَ فِيْمَا ... كَانَ لِلإِجْمَاعِ ضِدَّا وَإِذَا قالَ رَسُوْلُ اللَّهِ ... مدَّ الصَّوْتَ مَدَّا فِعلَ سَاسِيٍّ مِنَ القَصَا ... صِ أَعْمَى يَتَكَدَّى 4671 - إِنْ كنتَ توقنُ أنّ ربَّكَ رازقٌ ... وسألتَ مخلوقًا فلسْتَ بموقنِ وبعده: أو كنت في شك من الذي ... كفل الإله به فلست بمؤمنِ سحيم عبد بني الحسحاس: [من البسيط] 4672 - إِنْ كُنْتِ جَاهِلَةً بِي فَاسْمَعِي خَبَرِي ... أَو فَانْظُرِي أثَرِي فِي يَوْمِ مُعْتَرِكِ ¬
بَعْدهُ: وَسَائِليِ السَّيْفَ عَنِّي هَلْ ضَرَبْتُ بِهِ ... يَوْمَ الكَرِيْهَةِ إِلَّا هَامَةَ المَلِكِ أَرْوِي السِّنَانَ وَأعْطِي السَّيْفَ بُغْيتَهُ ... وَلَا أَبِيْتُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدَّرَكِ * * * وَكَانَ إبْرَاهِيْمُ. . . فثقل ذَلِكَ عَلَيْهِ وَقَالَ وَهُوَ كَمَا قَالَ سُحِيْمٌ (¬1): . . . قَالَ فَوَجَمَ المَأمُوْنُ. . . . . بلغ بك. . . إِلَى الجِدِّ وَاللَّهِ مَا أَنْتَ عِنْدِي لَيْسَ يَزْدَرِي السّوَادُ فِيْكَ بِالرَّجُلِ الشّهُـ ... ـمِ وَلَا بِالفَتَى إِلَّا رَيْب الأَرِيْبِ إِنْ يَكُنْ لِلسّوَادِ فِيْكَ نَصيْبٌ ... فَبيَاضُ الأَخْلَاقُ مِنْكَ نَصيْبِي البَيْتَانِ لِلْمَأمُوْنِ. * * * وَمِنْ بَابِ (إِنْ كُنْتَ) قَوْلُ: إِنْ كُنْتَ دَهْرَك كُلّهُ ... تَحْوِي إِلَيْكَ وَتَجْمَعُ فَمَتَى بِمَا جَمَّعْتَهُ ... وَحَوَيْتَهُ تَتَمَتَّعُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ عَنترَة العَبْسِيّ مِنْ قَصيْدَتِهِ (¬2): إِنْ كُنْتُ فِي عَدَدِ العَبيْدِ فَهِمَّتِي ... فَوْقَ الثُّرَيَّا وَالسِّمَاكِ الأَعْزَلِ وَبِنَابِلِي وَمُهَنَّدِي نِلتُ العُلَى ... لا بِالقَرَابَةِ وَالعَدِيْدِ الأَجْزَلِ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَمْسَتْ زَبِيْبَةُ فِي الظَّلَامِ تَلُوْمُنِي ... خَوْفًا عَلَيَّ مِنْ ازْدِحَامِ الجحْفَلِ بَاتَتْ تُخَوِّفُنِي الحُتُوْفَ كَأَنَّنِي ... أَصبَحَتْ عَنْ عَرْضِ الحُتُوْفِ بِمعْزَلِ فَأَجَبْتُهَا كفِّي مَلَامكِ وَاعْلَمِي ... أَنِّي امْرُؤ سَأَمُوْتُ إِنْ لَمْ أُقتلِ ¬
وَمِثْلُهُ قَوْلُ عَنْتَرَهُ: وَبِنَابِلِي وَمُهَنَّدِي نِلْتُ العُلَى. البَيْتُ قَوْلُ زَيْدُ الخَيْلِ (¬1): عَشِقْتُ طَعْنُ القَنَا وَالخَيْلُ جَائِلَةٌ ... فَصِرْتُ أُدْعَى لَهَا بِالعَاشِقِ الدَّنِفِ وَمَا شُرِّفْتُ بِقَوْمِي بَلْ هُمْ شُرِّفُوا ... بِمَا بَلَغْتُ مِنَ العَلْيَاءِ وَالشَّرَفِ وَمِنْ بَابِ (إِنْ كُنْتَ) لِكَاتِبِهِ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ (¬2): إِن كُنْتُ قَدْ قَصرْتُ عَنْ واجِبٍ ... أَو عَاقَنِي عَنْ قَصْدِكُمْ عَائِقُ . . . . . . . . . . . . . . . . ... يقومُ عذْرِي عِنْدَكُمْ وَاثِقُ سُحَيْمُ بنُ وَثِيْلٍ: [من البسيط] 4673 - إِنْ كُنْتُ عَبْدًا فَنَفسِي حُرَّةٌ كرَمًا ... أَو أَسْوَدَ اللَّوْنِ إنِّي أَبْيَضُ الخُلُقِ قَبْلهُ: أَشْعَارُ عَبْدُ بَنِي الحَسْحَاسِ قُمْنَ لَهُ ... يَوْمَ الفِخَارِ مَقَامَ الأَصلِ وَالوَرِقِ إِنْ كُنْتَ عَبْدًا. البَيْتُ البَغْدَادِيُّ المُسْتَوْفِيُّ: [من البسيط] 4674 - إِنْ كُنْتُ عِنْدَكَ بَعْدَ العِزِّ مَازِحًا ... فَعِنْدَ غَيْرِكَ مَحْمُوْلٌ عَلَى الحَدَقِ [من مجزوء الكامل] 4675 - إِنْ كُنْتَ عَنْ عَيْني بَعُدْ ... تَ فَأَنْتَ مِنْ قَلْبِي قَرِيْبُ [من الكامل] 4676 - إِنْ كُنْتُ فِي قَصْدِ العِيَادَةِ تَارِكًا ... حَظِّي فَإِنِّي فِي الدُّعَاءِ لَجَاهِدُ ¬
بَعْدهُ: وَلَربَّمَا تَرَكَ العِيَادَةَ مُشْفِق وَطَوَى ... عَلَى غِلِّ الضَّمِيْرِ العَائِدِ البُسْتِيُّ: [من الرجز] 4677 - إِنْ كُنْتَ قَدْ بُلِّغْتَ عَنِّي سَيئًا ... فَالذَّنْبُ فِيْهِ لِلكَذُوْبِ المُفْتَرِي حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: [من الكامل] 4678 - إِنْ كُنْتِ كَاذِبَةَ الَّذِي حَدَّثْتِنِي ... فَنَجَوْتِ مَنْجَى الحَارِثِ بن هِشَامِ بَعْدهُ: تَرْك الأَحِبَّةِ أَنْ يُقَاتِلَ دُوْنَهُمْ ... وَنَجَا بِرَأسِ طِمِرَّةٍ وَلِجَامِ الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ وَيُرْوَى لِلحَكِيْمِ بن قَنْبَرٍ: [من البسيط] 4679 - إِنْ كُنْتَ لَسْتَ مَعِي فَالذِّكرُ مِنْكَ مَعِي ... يَرَاكَ قَلْبِي وَإِنْ غُيِّبْتَ عَنْ بَصَرِي بَعْدهُ: العَيْنُ تُبْصِرُ مَنْ تَهْوَى وَتَفْقِدُهُ ... وَنَاظِرُ القَلْبِ لَا يَخْلُو مِنَ النَّظَرِ كَتَبَ بعضُهُمْ: جَوَارِحِي بِشَكْوَى الصَّبَابَةِ نَحْوَكَ نَاطِقَةٌ، وَجَوَانِحِي مُحَرِّكَاتِ الشَّوْقِ إِلَيْكَ خَافِقَةٌ، فَلَئِنْ بَعُدْتَ بشَخْصكَ عَنِّي لَقَدْ قَرُبْتَ بِالذِّكْرِ وَالشَّوْقِ مِنِّي فَإِنَّكَ مُصَوَّرٌ فِي قَلْبِي مُخَيَّلٌ فِي لُبِّي مُمَثِّلٌ لِنَاظِرِي مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ خَوَاطِرِي، إِنْ كُنْتَ لَسْتَ مَعِي. البَيْتَانِ. مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ: [من مجزوء الكامل] 4680 - إِنْ كُنْتَ مُتَّخِذًا خَلِيْلًا ... فَتَنَقَّ وَاتَّخِذِ الخَلِيْلَا بَعْدهُ: ¬
منْ لَمْ يَكُنْ لَكَ مُنْصِفًا ... فِي الوَدِّ فَابْغِ بِهِ بَدِيْلَا وَالحِرْصُ دَاءٌ قَدْ أَضَرَّ ... بِمَنْ تَرَى إِلَّا قَلِيلَا كَمْ مِنْ عَزِيْزٍ قَدْ رَأَيْتَ ... الحِرْصَ صَيَّرَهُ ذَلِيْلَا فَتَجَنَّبِ الشَّهَوَاتِ وَاحْذَرْ ... أَنْ تَكُوْنَ لَهَا قَتِيلَا فَلَرُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ قَدْ ... أَوْرَثَتْ حُزْنًا طَوِيْلَا ضْرِبْ بِطَرْفِكَ حَيْثُ شِئْـ ... ـتَ فَلَنْ تَرَى إِلَّا بِخِيْلَا فَيُقَالُ إِنْ المَأْمُوْنَ خَرَجَ مُتَنَزِّهًا فَلَقِيَهُ ابْنُ خَازمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ لَا سَلَّمَ اللَّهُ عَليْكَ قَالَ وَلِمَ ذَاكَ يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ قَالَ أَلَسْتَ القَائِلُ: أَضْرِبْ بِطَرْفِكَ حَيْثُ شِئْـ ... ـتَ فَلَنْ تَرَى إِلَّا بِخِيْلَا بَخَّلتَ العَالَمَ كُلَّهُمْ، قَالَ يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فَأَكْذِبْنِي بِوَاحِدٍ مِنْ بَيْنِهِمْ. فَسَكَتَ المَأْمُوْنُ. [من البسيط] 4681 - إِنْ كُنْتُ مُنْبَسِطًا سُمِّيْتَ مَسْخَرَةً ... أَو كُنْتَ مُنْقَبِضًا قَالُوا بِهِ ثِقَلُ المُعَلَّى الطَّائِيّ يُخَاطِبُ عَبْدَ اللَّهِ بنُ طَاهِرٍ بِمِصْرَ: [من البسيط] 4682 - إِنْ كُنْتُ مِنْكَ عَلَى بَالٍ مَنَنْتَ بِهِ ... فَإِنَّ شُكْرَكَ مِنْ حَمْدِي عَلَى بَالِ [من السريع] 4683 - إِنْ كُنْتَ لَا تَرْضَى بِمَا قَدْ قَضَى ... فَدُوْنَكَ الحَبْلَ بِهِ فَاخْتَنِق السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 4684 - إِنْ كُنْتَ لَا تَصْطَفِي إِلَّا أَخَا ثِقَةٍ ... فَاخْلُقْ لِنَفْسِكَ إِخْوَانًا عَلَى قَدَرِ ¬
قَبْلهُ: خُذْ مِنْ صَدِيْقِكَ مَرْأَىً غَيْرَ مُسْتَمَعٍ ... يَا بُعْدَ بَيْنَ عَيَانِ المَرْءِ وَالخَبَرِ قَدْ يُوْرِقُ العُوْدُ يَوْمًا وَهُوَ ذُو يَبَسٍ ... وَتَقبسُ النَّار مِنْ ذِي نَعْمَةٍ خضِرِ كَذِّبْ عَلَيْهِ إِذَا أَرْضَاكَ ظَاهِرُهُ ... شَهَادَةَ الصادِقِيْنَ السَّمْعِ وَالبَصَرِ فَإِنْ سَمِعْتَ فَقُلْ مَا كَانَ عَنْ أُذُنٍ ... وَإِنْ نَظَرْتَ فَقُلْ مَا كَانَ عَنْ نَظَرِ إِنْ كُنْتَ لَا تَصْطَفِي إِلَّا أَخَا ثِقَةٍ. البَيْتُ [من البسيط] 4685 - إِنْ كنْتِ لَا تَلْطُفِيْنِي فَاقْبَلِي لَطَفِي ... لَا تَجْمَعِي مع سَوْءِ الكَيْلِ لِي حَشَفَا ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الكامل] 4686 - إِنْ كُنْتَ يَوْمًا مُدْرِكِي بِإِغَاثَةٍ ... فَالآنَ يَا ابنَ السَّادَةِ الرُّئآسِ قَبْلهُ: أَنَا بَيْنَ أَنْيَابِ الزَّمَانِ وَخَائِفٌ ... مِنْهُ شَبَا الأَنْيَابِ وَالأَضْرَاسِ إِنْ كُنْتَ يَوْمًا. البَيْتُ * * * وَمِنْ بَابِ (إِنْ ك ن) مَا حَكَى الأَصْمَعِيّ قَالَ: لَقِيْتُ أَعْرَابِيًّا فَاسْتَنْشَدْتهُ فَأَنْشَدَنِي أَشْعَارًا كَأَنَّهُ قَائِلُهَا وَسَأَلْتهُ عَنْ أَخْبَارٍ فَكَأَنَّهُ نَاقِلهَا فَجَعَلْتُ أتَعَجَّبُ مِنْ كَمَالِهِ وَجَمَالِهِ وَسُوْءِ حَالِهِ فَسَكَتَ سَكْتَةً ثَمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ (¬1): أَخِي إِنَّ الحادِثَاتِ عَرَكْـ ... ـنَنِي عَرْكَ الأَدِيْم لَا تنْكِرَنْ إِنْ قدْ رَأَيْتُ أَخَا ... كَ فِي طَمْرِي عَدِيْمِ إِنْ كُنَّ أَثْوَابِي بَلِـ ... ـيْنَ فَإِنَّهُنَّ عَلَى كَرِيْمِ ¬
قَالَ فَلَمْ أتَمَالَكُ أَنْ كَسَوْتُهُ وَوَصَلتهُ بِنَفَقَةٍ فَشَكَرَ وَانْصَرَفَ. المُتُنَبِّي: [من البسيط] 4687 - إِنْ كُوْتِبُوا أَو لُقُوا أَو حُوْرِبُوا وُجِدُوا ... فِي الخَطِّ وَاللَّفْظِ وَالهَيْجَاءِ فُرْسَانَا وَلَهُ أَيْضًا: [من المتقارب] 4688 - أَنلْتَ عِبَادَكَ مَا أَمَّلُوا ... أَنالَكَ رَبُّكَ مَا تَأمُلُ [من البسيط] 4689 - إِنْ لَجَّ يَوْمًا لَجُوْجٌ وَامْتَلَا غَضَبًا ... فَعُدْ بِحِلْمِكَ حَتَّى يَذْهَبَ الغَضَبُ المُوَفَّقُ بن أَبِي الحَدِيْدِ: [من الكامل] 4690 - إِنْ لَمْ أَمُتْ أسفًا فَقَلْبِي مَيِّتٌ ... إِذْ لَا يُحِسّ بِفُرْقَةِ الأَحْبَابِ بَعْدهُ: وَاحَسْرَتَا لَا مَنْزِلي بَاقٍ وَلَا ... مَالِي وَلَا سَكَنِي وَلَا أَصْحَابِي هُوَ أَبُو المَعَالِي القَاسِمُ بنُ أَبِي الحَدِيْدِ المَدَائِنِيّ كَاتِبُ الإِنْشَاءِ بِبَغْدَادَ قَالَهُمَا بَعْدَ الوَاقِعَةِ وَقتلِ الخَلِيْفَةِ المُعْتَصِمِ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ وَتمَثَّل بِهمَا الوَزِيْرُ مُؤَيَّدِ الدِّيْنِ مُحَمَّد بن العَلْقَمِيّ رَحِمَهُ اللَّهَ أَيْضًا. [من مجزوء الكامل] 4691 - إِنْ لَمْ تُجَافَ عَنِ الذُّنُوْ ... بِ وَجَدْتَهَا فِيْنَا كَثِيْرَهْ بَعْدهُ: لَكِنَّ عَادَتكَ الجمِيْلَةُ أَنْ ... تَغُضَّ عَلَى بَصِيْرَه ¬
قَالَهُمَا مُخَاطِبًا لِسَيْفِ الدَّوْلَةِ. [من البسيط] 4692 - إِنْ لَمْ تَجُوْدِي بِإنْجَازٍ فَلَا تَعِدِي ... مَا أَقْبَحَ الوَعْدَ يَا سَلْمَى بِلَا جُوْدِ الأَبْلَهُ: [من الكامل] 4693 - إِنْ لَمْ تَكُنْ خِلًّا تُعِنْهُ فَلَا تَكُنْ ... عَؤنًا عَلَيهِ وَخَلِّهِ بِعَنَائِهِ الأبْلَهُ هُوَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بن بختيار المَعْرُوْفُ بالأَبْلُهِ يَمْدَحُ. . . باللَّهِ أَوَّلُهَا: . . . المُحِبَّ فَلَسْتَ مِنْ نُصَحَائِهِ ... بكعبه لَهُ. . . . .من بِرَجَائِهِ لَا دَاءَ أَقْتَلُ لِلشَّجَى مِنَ الهَوَى ... . . . . . . . . . . . . . . لا تَعْذِلَنَّ عَلَى الصَّبَابَةِ مع مَا يُمْسِي ... . . . . . . . . . . . . إِنْ لَمْ تَكُنْ خِلًّا تعنْهُ فَلَا تَكُنْ ... . . . . . . . . . . . . . . . لَهَفِي عَلَى غَيِّ الشَّبَابِ وَإِنْ غَدَا ... رُشْدَ. . . . . . . . . . . . أَيَّامُ أَسْكَنَنِي السّوَادُ وَحُسْنُهِ ... مِن قَلْبِ ذَا الخَالِ فِي سَوْدَائِهِ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي الوَزِيْرِ يَمْدَحُهُ عنده عِنْدَهُ: مُغْرًى بِحُبِّكَ مَا صَفَى وَدّ امْرِئٍ ... فِي سَائِرِ الدُّنْيَا لَكُمْ كَصفَائِهِ كَمْ خَاضَ بَحْرُ وَغًى إِلَى أَعْدَائِكُمْ ... وَأَهَاجَ نَارَ الحَرْبِ فِي هَيْجَائِهِ فَاللَّهُ يُمْتِعُنَا وَيَحْمِي سرّنَا ... بِنَقَاءِ ملْككَ دَائِمًا وَبَقَائِهِ * * * كَانَ لِي صَاحِبٌ وَقَعَتْ بَيْنَ وَبَيْنَهُ وَحْشَةٌ بَلَغْنَا فِيْهَا قَصْدَ النُّفُوْسِ عَقِيْبَ اتِّحَادٍ عَظِيْمٍ فتوُفِّي رَحِمَهُ اللَّهُ فَرَأَيْتَهُ فِي المَنَامِ وَقَدْ كُنْتُ أَتَخَلَّقُهُ وَأَذْكُرُهُ بِمَكْرُوْهٍ بَعْدَ مَوْتهِ وَهُوَ جَاثٍ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَقَدْ وَلأَنِي ظَهْرَهُ وَهُوَ يَقُوْلُ مُتَرَنِّمًا كَأَنَّهُ يُعَاتِبَنِي: إِنْ لَمْ تَكُنْ خِلًّا تُعِنْهُ فَلَا تَكُنْ ... عَوْنًا عَلَيْهِ وَخَلِّهِ بِعَنَائِهِ
فَاسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ مِمَّا بَدَا مِنِّي فِي حَقِّهِ وَتبْتُ عَمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ فَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لَهُ وَلِي وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ. أَبو فِرَاسٍ: [من الكامل] 4694 - إِنْ لَمْ تَكُنْ طَالَت سِنِيَّ فَإِنَّ لِي ... رَأيَ الكُهُوْلِ وَنَجْدَةَ الشُّجْعَانِ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الكامل] 4695 - إِنْ لَمْ تَكُنْ كَبِدِي غَدَاةَ وَدَاعِكُمْ ... ذَابَتْ فَأَعْلَمُ أَنَّها سَتَذُوْبُ [من البسيط] 4696 - إِنْ لَمْ تَكُنْ لِي أَسْبَابٌ أَمُتُّ بِهَا ... فَلِلْعُلَا فِيْكَ أَسْبَابٌ هِيَ السَّبَبُ بَعْدهُ: وَقَدْ رَجَوْتكَ دُوْنَ النَّاسِ كَلّهُمُ ... وَلِلرَّجَاءِ حُقُوْق كُلَّهَا تَجِبُ المَعَرِيُّ: [من السريع] 4697 - إِنْ لَمْ يَكُنْ رُشْدُ الفَتَى نَافِعًا ... فَغَيُّهُ أَنْفَعُ مِنْ رُشْدِهِ قَوْلُ أَبِي العَلَاءِ المَعَرِّيّ فَغَيُّهُ أَنْفَعُ مِنْ رُشْدِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَمْسِ الَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيةٍ ... تَعْجَزُ أَهْلُ الأَرْضِ عَنْ رَدِّهِ أَضْحَى الَّذِي أُحِبُّ فِي سِنِّهِ ... مِثْل الَّذِي عُوْجِلَ فِي مَهْدِهِ صلِّيْ إِلَى اللَّهِ فَكُلُّ الَّذِي ... سَاءَكَ أَو سَرَّكَ عِنْدَهُ [من مخلع البسيط] 4698 - إِنْ لَمْ يَكُنْ مَا تُرَيْدُ يَوْمًا ... فَكُنْ مُرِيْدًا لِمَا يَكُوْنُ ¬
[من البسيط] 4699 - إِنْ لَمْ يَكُنْ مَا يُرِيْدُ المَرْءُ مِنْ سَبَبٍ ... فَوَاجِبٌ أَنْ يُرِيْدَ المَرْءُ مَا كَانَا مِنَ اليتيمِةِ: [من الكامل] 4700 - إِنْ لَمْ يَكُنْ وَصْل لَدَيْكِ لنَا ... يَشْفِي الصبَابَةَ فَلْيَكُنْ وَعْدُ [من الطويل] 4701 - أُنِلْنِي الرِّضَا حَتَّى أَغِيْضَ بِهِ العِدَا ... وَتَذْهَبَ عَنِّي خِيْفَتِي وَتوَجُّسِي أَبُو العتَاهِيَةِ: [من المتقارب] 4702 - أَنلْهُو وَأَيَّامُنَا تَذْهَبُ ... وَنَلْعَبُ وَالمَوْتُ لَا يَلْعَب بَعْدهُ: عَجِبْتُ لِذِي لَعِبٍ قَدْ لَهَا ... عَجِبْتُ وَمَا لِي لَا أَعْجَبُ أَيَلْهُو وَيَلْعَبُ مَنْ نَفْسُهُ ... تَمُوْتُ وَمَنْ بَيْتُهُ يَخْرَبُ المُتَنَبِّيُّ: [من البسيط] 4703 - إِنْ مَاتَ مَاتَ بِلَا فَقْدٍ وَلَا أَسَفٍ ... أَو عَاشَ عَاشَ بِلَا خَلْقٍ وَلَا خُلُقِ علاء الدين عطا بن ملك الجوينيُّ: [من البسيط] 4704 - إِنْ متُّ شَوْقًا وَلَمْ أَبْلُغْ مَدَى أَمَلٍ ... كمْ تَحْتَ هذي القُبُوْرِ الخُرْسِ آمَالُ ابْنُ الدّهَان المُوْصَلِيُّ: [من الخفيف] 47 - إِنْ مَدَحْتُ الخُمُوْلَ نبَّهْتُ أَقُـ ... ـامًا نِيَامًا فَنَافَسُوْنِي إِلَيْهِ ¬
بَعْدهُ: هُوَ قَدْ دَلَّنِي عَلَى لذَّةِ العَيْـ ... ـشِ لِمَاذَا أَدُلُّ غَيْرِي عَلَيْهِ [من الرمل] 4706 - إِنْ مَضَوا لَمْ يَمْضِ مَا فَدْ شَيَّدُوا ... مِنْ بنَاءِ الحَمْدِ وَالمَجْدِ الأَثِيْلِ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 4707 - أنمُّ بِمَا اسْتُوْدِعْتَهُ مِنْ زُجَاجَةٍ ... تَرَى الشَّيْءَ فِيْهَا ظَاهِرًا وَهُوَ بَاطِنُ قَبْلهُ: رَأَيْتُكَ تَبْرِي الصدِيْقَ نَوَافِذًا ... عَدُوّكَ مِنْ أَوْصَابِهَا الدَّهْرُ آمِنُ وَتَكْشِفُ أَسْرَارَ الأَخِلَّاءِ مَازِحًا ... وَيَا رُبَّ مَزْحٍ رَاحَ وَهُوَ ضَغَائِنُ سَأَحْفِظُ مَا بَيْنِي وَبَيْنكَ صَائِنًا ... عهُوْدكَ إِنَّ الحُرَّ لِلعَهْدِ صَائِنُ وَأَلْقَاكَ بِالبُشْرِ الجمِيْلِ مُدَاهِنًا ... فَلِي مِنْكَ خِلّ مَا عَرِفْتُ مدَاهِنُ أنمُّ بِمَا اسْتَوْدَعْتهُ مِنْ زَجَاجَةٍ. البَيْتُ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَانِ الصَّدَفِيّ، مِصرِيٌّ: [من الوافر] 4708 - أنَمُّ مِنَ النُّصُوْلِ عَلَى مَشِيْبٍ ... وَمنْ صَافِيْ الزُّجُاجِ عَلَى عُقَارِ قَبْلهُ: صَدِيْقٌ قَدْ نَدِمْتُ عَلَى اخْتِيَارِي ... لَهُ لِمَا تَأَمَّلَهُ اخْتِيَارِي يَنِمُّ بِسِرِّ مُسْتَرْعِيْهِ سِرًّا ... كَمَا نَمَّ الظَّلَامُ بِسِرِّ أَنَمُّ مِنَ النُّصُولِ عَلَى مَشِيْبٍ. البَيْتُ * * * وَمِنْ بَابِ (إِنَّ أَبَا) قَوْلُ أَحْمَدُ بن أَبِي طَاهِرٍ فِي أَبِي العَيْنَاءِ: ¬
إِنَّ أَبَا العَيْنَاءِ فِي كُلَّمَا ... يَأتِي بِهِ مِنْ أَبْرَدِ النَّاسِ جَمِيْعُ مَا يُحْسِنُ مِنْ عِلْمِهِ ... كَتَبْتهُ فِي شِبْرِ قِرْطَاسِي وَمِنْ هَذَا البَابِ لآخَر (¬1): إِنَّ أَبَا حَفْصَ لَهُ زَوْجَةٌ ... قَصِيْرَة تبلغُ مَثْلَيْهَا قَائِمَةُ اللَّيْلِ وَلَكِنَّهَا ... تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِرَجْلَيْهَا وَلأَبي عَليّ البَصيْرِ فِي أَبِي العَيْنَاءِ (¬2): أَضْحَى أَبُو العَيْنَاءِ يَبْكِي عَلَى ... مَا فَاتَ مِنْ أَيَّامِهِ الخَالِيَه أَيَّامُ كَانَ النَّاسُ فِي غفْلَةٍ ... عَنْهُ وَكَانَتْ. . . . . حَتَّى امْتَحَنَّاهُ فَلَا شَاعِرٌ يُعْرَفُ بَالشِّعْـ ... ـرِ وَلَا رَاوِيَه أَكْثَرُ مِنْ تَفْخِيْمِهِ لَفْظَهُ ... كَأَنَّمَا. . . من. . . أم الَّذِي يُعْطِيْهِ شَيْئًا سِوَاءَ مَا ... يَطْلبُ الأَجْرُ بهِ زَانِيَه وَلَهُ أَيْضًا فِيْهِ (¬3): يَا أَبَا العَيْنَاءِ لا تَغْضَبْ ... وَإِنْ تَغْضبْ فَأَهْوِن لا تُكَلِّفُ نَفْسكَ الشَّـ ... ـيْءَ الَّذِي لَه وَاطْلُبِ الرّزْقَ كَمَا يَطْلـ ... ـبُهُ مَنْ لَيْسَ يُحْسِن وَلَهُ فِيْهِ أَيْضًا: إِنْ كَانَ ذِكْرُ أَبِي العَيْنَاءِ دَنَّسَنِي ... فَقَدْ نَهَضتَ بِحَقِّ الدِّيْنِ وَالحَسَبِ أَظَهَرْتُ مِنْ. . . العلم. . . وَمِنْ بَابِ (إنَّا أُنَاسٌ) قَوْلُ البُسْتِيّ فِي المُجَانَسَةِ: إنَّا أُنَاسٌ سَابِقُوْنَ إِلَى العُلَى ... قَدْ صَدَّقَتْ أَفْعَالنا أَقْوَالنا ¬
وَشَهَادَةُ الأعْدَاءِ مَا بِفَضل ... الَّذِي اللَّه فَضَّلَنَا بِهِ أَقْوَى لنَا * * * وَمِنْ بَابِ (إِنَّ ابنَ) قَوْلُ النَّاجِمُ فِي قَصِيْرٍ (¬1): إِنَّ ابنَ عمَّارٍ لَهُ قَامَةٌ ... قَرِيْبَةٌ البَعْضِ مِنَ البَعْضِ لَا تُبْصرُ العَيْنُ إِذَا مَا بَدَا مِنْهُ ... سوى الرَّأسِ عَلَى الأَرْضِ [من الخفيف] 4709 - إِنَّ آثَارَنَا تَدُلُّ عَلَيْنَا ... فَانْظُرُوا بَعْدَنَا إِلَى الآثَارِ الصّلْتَانُ العَبْدِيُّ: [من البسيط] 4710 - إِنَّا إِذَا اجْتَمَعَتْ يَوْمًا دَرَاهِمُنَا ... ظَلَّتْ إِلَى طُرُقِ الخَيْرَاتِ تَسْتَبِقُ قَبْلهُ: قَالَتْ إِمَامَةُ مَا تَبْقَى دَرَاهِمُنَا ... وَمَا بِنَا سَرَفٌ فِيْهَا وَلَا خُرُقُ إِنَّا إِذَا اجْتَمَعَتْ يَوْمًا دَرَاهِمنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَلَا تُجَافِي عَلَيْنَا الفَقْرَ وَانْتَظِرِي ... سَبَب الَّذِي بِالغِنَى مِنْ عِنْدِهِ نَثِقُ إِنْ يَفْنَ مَا عِنْدَنَا فَاللَّهُ يَرْزُقُنَا ... وَمَنْ سِوَانَا وَلَسْنَا نَحْنُ نَرْتَزِقُ [من البسيط] 4711 - إنَّا إِذَا حَطْمَةٌ حَطَّتْ لنا وَرَقًا ... نُكَابِدُ العَيْش حَتَّى ينْبُتَ الوَرَقُ المُهَلَّبُ بن أبي صُفْرَة: [من السريع] 4712 - إنَّا إِذَا مَا أَتَيْنَا بَابَ مَكْرُمَةٍ ... قَالَتْ لنا أَنْفُسٌ أَزْدِيَّه عُوْدُوا ¬
بَعْدهُ: لَا يُوْجَدُ الجوْدُ إِلَّا عِنْدَ ذِي كَرَمٍ ... وَالمَالُ عِنْدَ لِئَامِ النَّاسِ مَوْجُوْدُ هُوَ المُهَلَّبُ بن أَبِي صَفْرَةَ مَوْلدُهُ بِالبَصْرَةِ سَنَة أَرْبَعِيْنَ وَوَفَاتُهُ بِمرو الرّودِ سَنَة ثَلَاثٍ وَثَمَانِيْنَ قِيْلَ وَلَمْ يَقُلْ مِنَ الشِّعْرِ غَيْرَ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ. أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من السريع] 4713 - إِنَّا إِلَى اللَّه لِمَا نَابَنَا ... وَفِي سَبِيْلِ اللَّهِ خَيْرِ السَّبِيْلْ المُتُوَكِّلُ اللَّيْثِيُّ: [من الـ. . .] 4714 - إِنَّا أُنَاسٌ تَسْتِيْرُ جُدُوْدُنَا ... يَمُوْتُ أَقْوَامٌ وَهُمْ أَحْيَاءُ قَبْلهُ: قَدْ يَعْلَمُ الأَقْوَامُ غَيْرَ تَنَخُلٍ ... أَنَّا نُجُوْمٌ فَوْقَهُمُ وَسَمَاءُ إِنَّا أُنَاسٌ. البَيْتُ. أُمَيَّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ: [من الخفيف] 4715 - إِنَّ آيَاتِ رَبِّنَا ظَاهِرَاتٌ ... مَا يُمَارِي فِيْهِنَّ إِلَّا الكَفُوْرُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الرجز] 4716 - إِنَّ ابْتِدَاءَ العُرْفِ مَجْدٌ بَاسِقٌ ... وَالمَجْدُ كُلِّ المَجْدِ فِي اسْتِتْمَامِهِ أَبْيَاتُ أَبِي تَمَّامِ هَذِهِ يُخَاطِبُ بِهَا إِسْحَاقَ بن أَبِي رَبْعِيّ كَاتِب إِسْحَق بن إبْرَاهِيْم وَيَسْتَنْجِزُهُ وَعْدًا كَان هُوَ سَبَبَهُ يَقُوْلُ: ¬
كَيْفَ الشِّكَايَةُ لِلزَّمَانِ وَصَرْفِهِ ... وَنَدَى الأَمِيْر وَأَنْتَ فِي أَيَّامِهِ هَذَا سحَابٌ أَنْتَ سُقْتَ غمَامهُ ... وَعَليْكَ بَعْدَ اللَّهِ فَيْضُ غَمَامِهِ إِنَّ ابْتِدَاءَ العُرْفِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هَذَا الهِلَالُ يَرُوْقُ أَبْصَارَ الوَرَى ... حُسْنًا وَلَيْسَ كَحُسْنِهِ لِتَمَامِهِ [من الرجز] 4717 - إِنَّ ابنَ آوى لَشَدِيْدُ المُقْتَنَص ... وَهْوَ إِذَا مَا صِيْدَ رِيْحٌ فِي قَفَص أَعْشَى تَغْلِبَ: [من البسيط] 4718 - إِنَّا بَنُو تَغْلِبٍ قَوْمٌ مَعَاقِلُنَا ... بِيْضُ السُّيُوْفِ إِذَا مَا احْمَرَّتِ الحَدَقُ بَعْدهُ: بِيْضٌ مَسَامِيْحُ نَحْرُ الجزْرِ عَادَتُنَا ... إِذَا أَتُوا فِي طُلُوْعِ الشَّمْسِ وَالشَّفَقِ وَمَا خَطَبْنَا إِلَى قَوْمٍ بَنَاتهم ... إِلَّا بِأَرْعَنَ فِي حافَاتِهِ خَرِقُ يَعْنِي الرَّيَةَ. مُهَلْهِلُ بن رَبِيْعَةَ: [من البسيط] 4719 - إِنَّا بَنُو تَغْلِبٍ قَوْمٌ مَعَاقِلُنَا ... بِيْضُ السُّيُوْفِ إِذَا مَا أُفْرعَ البَلَدُ [من الرجز] 4720 - إِنَّ أَخَاكَ الصِّدْقَ مَنْ يَسْعَى مَعَكَ ... وَمَنْ يَضُرُّ نَفْسَهُ لِيَنْفَعَكَ بعده: من إذا ريب الزمان صدعك ... شتت شمل نفسه ليجمعك * * * ¬
أخ أخا العزاء، وهي السنة الشديدة ويروى: أخا الهيجاء: معناه أنّ أخاكَ مَنْ لا يخذلكَ في حالة الشدة ويقدم مصلحتك. ابْنُ زُرَيْق الكَاتِبُ: [من البسيط] 4721 - إنَّا رَأَيْنَا حِجَابًا مِنْكَ أَغْرَضنَا ... فَلَا يَكُنْ ذُلُّنا فِي ذَلِكَ الغَرَضا بَعْدهُ: اسْمَعْ لنُصْحِي وَلَا تَغْضَبْ عَلَيَّ فَمَا ... بِقَوْلي لَا مَالًا وَلَا غَرَضَا . . . . . . . . سِوَاهُ وَكَمْ ... سوَاكَ قَدْ نَالَ مُلْكًا فَانْقَضَى وَمَضَى فِي هَذِهِ. . . الرَّوَاق عَلَى ... هَذَا السَّرِيْرِ رَأَيْتُ المُلْكَ وَانْقَرَضَا وَيُرْوَى: عَلَى هذي الوسَادَةِ كَانَ العزُّ فَانْقَرَضَا. * * * قِيْلَ اسْتَأذَنَ أَبُو مُحَمَّد بن زرَيْق الكُوْفِيّ فِي الكَاتِبِ عَلَى ابن عَبْد اللَّهِ الكُوْفِيّ لَمَّا قُلِّدَ مَكَانَ أَبِي جَعْفَرَ ين شِيْرزَاذ وَكَانَ قَد جَلَسَ فِي الدَّارِ الَّتِي كَانَ فِيْهَا أَبُو جَعْفَرَ وَعلى سَرِيْرِهِ فِي دَسْتِهِ وَفِي مِثْلِ حَالِهِ فَحُحِبَ ابن زُرَيْق عَنْهُ فَكَتَبَ لَهُ: إِنَّا رَأيْنَا حِجَابًا. الأَبْيَاتُ وَذَكَرَ الرَّاغِبُ فِي المُحَاضَرَاتِ قَالَ: دَخَلَ الأَنْبَارِيّ الشَّاعِرُ عَلَى الصَّاحِبِ ابن عَبَّادٍ بِالأَهْوَازِ وَكَانَ نَازِلًا فِي دَارِ ابن بَقِيَّةَ فَلَمْ يَعرفهُ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: إِنَّا رَأينَا حِجَابًا. الأَبْيَاتُ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ وَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَانتسَبَ لَهُ فَأَكْرَمَهُ وَوَصلَهُ. وَيُرْوَى أَنَّ ابْنةُ يَحْيَى بن خَالِدٍ البَرْمَكِيّ اسْتَأذَنْتُ عَلَى وَزِيْرِ المَأْمُوْنِ لِتَدْخُلَ إِلَيْهِ فِي بَعْضِ حَوَائِجِهَا فَلَمْ يَأذَنَ لَهُا فَكَتَبَت إِلَيْهِ: إِنَّا رَأيْنَا حِجَابًا. الأَبْيَاتُ. أَبُو الحَسَنِ بن المُؤَمَّلِ يَفْخَرُ: [من الخفيف] 4722 - إِنَّ أَسْيافنا الغِضَابَ الدَّوَامِي ... صَيَّرَتْ مُلْكَنَا قَرِيْنَ الدَّوَامِ ¬
بَعْدهُ: اتركْ. . . . . . . . . تغورٍ وَاصْـ ... ـطِدَامُ الأَبْطَالِ فِي وَسطِ لَامِ وَاقْتِحَامِ الأَهْوَالِ مِن وَقْتِ حَامٍ ... وَاقْتِسَامِ الأَمْوَالِ مِنْ وَقْتِ سَامِ هُوَ بَعْضُ بَنِي حَمْدَانَ. [من الرجز] 4723 - إِنَّا صَرَرْنَا حُبَّ لَيْلَى فَانْتَثَرْ ... وَغَرَّنَا مِنْهُ وِكَاءٌ مِنْ شَعَر حَاتُمٌ الطَّائِيُّ: [من البسيط] 4724 - إِنَّ البَخِيْلَ إِذَا مَا مَاتَ يَتْبَعُهُ ... سَوْءُ سُبْقُ الثَّنَاءِ وَيَحْوِي الوَارِثُ الإِبِلَا مَهْلًا نوارُ أَقلّي اللَّوْمَ وَالعَذلَا ... وَلَا تَقُوْلي الشَّيْءَ فَاتَ مَا فَعَلَا يَرَى النَّحِيْلَ سَبِيْلَ المَالِ وَاحِدَةً ... إِنَّ الجوَادَ يَرَى فِي مَالِهِ سُبُلَا إِنَّ البَخِيْلَ إِذَا مَا مَاتَ يَتْبَعُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَاصْدُقْ حَدِيْثُكَ إِنَّ المَرْءَ يَتْبَعُهُ ... مَا كَانَ بَيْنِي إِذَا مَا نَعْشُهُ حُمِلَا لَا تَعْذلِيْنِي عَلَى مَالٍ وَصَلْتُ بِهِ ... رَحْمًا وَخَيْرُ سَبِيْلِ المَالِ مَا وَصَلَا يَسْعَى الفَتَى وَحِمَامُ المَوْتَ مُدْرِكُهُ ... وَكُلّ يَوْمٍ يُدَنَّى لِلْفَتَى أَجَلَا إِنِّي لأَعْلَمُ أَنِّي سَوْفَ يُدْرِكُنِي ... يَوْمِي فَأُصْبِحُ عَنْ دُنْيَايَ مُنْشَغِلَا اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي ذو مُحَافَظَةٍ ... مَا لَمْ يَخُنِّي خَلِيْلِي يَبْتَغِي بَدَلَا فَإِنْ تَبَدَّلَ الفَانِي أَخَا ثِقَةٍ ... عَفَّ الخَلِيْقَةِ لَا نِكْسًا وَلَا وَكَلَا المَعَرِيُّ: [من الكامل] 4725 - إِنَّ البَخِيْلَ إِذَا يُمَدُّ لَهُ المَدَى ... فِي الجُوْد هَانَ عَلَيْهِ وَعْدُ السَّائِلِ ¬
قَبْلهُ: لَاقَاكَ فِي العَامِ الَّذِي وَلَّى ... فَلَمْ يَسْأَلْكَ إِلَّا قُبْلَةً فِي القَابِلِ إِنَّ البَخِيْلَ إِذَا يَمدُّ لَهُ المَدَى. البَيْتُ زُهَيْرُ بن أَبِي سُلْمَى: [من البسيط] 4726 - إِنَّ البَخِيْلَ مَلُوْمٌ حَيْثُ كَا ... نَ وَلَكِنَّ الجَوَادَ عَلَى عِلَّاتِهِ هَرِمُ هَذَا بَيْتُ زُهَيْرٍ أَحْسَنُ مَا وَرَدَ لِلعَرَبِ فِي حُسْنِ المخلِصِ. وَبَعْدَهُ: هُوَ الجوَادُ الَّذِي يُعْطِيْكَ نَائِلَهُ ... عَفْوًا وَيُظْلَمُ أَحْيَانًا فَيَظَّلِمُ وَإِنْ أَتَاهُ خَلِيْلٌ يَوْمَ مَسْألَةٍ ... يَقُوْلُ لَا غَائِبٌ مَالِي وَلَا حرَمُ فَضَّلَهُ فَوْقَ أَقْوَامٍ وَمَجَّدَهُ ... مَا لَنْ يَنالُوا وَإِنْ جَادُوا وَإِنْ كَرُمُوا قُوْدُ الجِيَادِ وَإِصهَارُ المُلُوْكِ ... وَصَبْرٌ فِي مَوَاطِنَ لَوْ كَانُوا بِهَا سَئِمُوا * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ العطيرِيّ (¬1): إِنَّ البَرَامِكَةَ الَّذِينَ تَعَلَّمُوا ... شِيَمَ الكِرَامٍ وَعَلَّمُوْهَا النَّاسَا كَانُوا إِذَا غَرَسُوا سَقُوا وَإِذَا بَنُوا ... لَا يهْدِمُوْن لِمَا بَنُوْهُ أَسَاسَا وَإِذَا هُمُ صنَعُوا الصَّنَائِعَ فِي الوَرَى ... جَعَلُوا لَهَا طُوْلَ البَقَاءِ لِبَاسَا فَعَلَامَ تَسْقِيْنِي وَأَنْتَ سَقَيْتَنِي ... كَأسَ المُوَدَّةِ مِنْ جَفَائِكَ كَاسَا آنَسْتَنِي مُتَفَضِّلًا أَفَلَا تَرَى ... إِنَّ القَطِيْعَةَ تُوْحِشُ الإِيْنَاسَا كَتَبَ أَبُو حَفصٍ الكِرْمَانِيُّ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ عمر بن مَسْعَدَةَ إِلَى الوَزِيْرِ مُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ الزَّيَّاتِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ مِمَّنْ إِذَا غَرَسَ سَقَى وَإِذَا أَسَّسَ بَنَى لِيَسْتَتِمَّ بِنَاء أُسِّهِ وَيَجْنِي ثَمَرَةَ غَرْسِهِ وَبِنَاؤُكَ فِي ودِّي قَد وَهَى وَشَارَفَ الدُّرُوْسَ وَغَرْسُكَ عِنْدِي قَدْ عَطِشَ وَأَشْفَى عَلَى اليَبُوْسِ فَتَدَارَكْ بِنَاءَ مَا أَدسَّسْتَ وَسَقِي مَا زَرَعْتَ وَغَرَسْتَ. فَأَخَذَ ¬
العطيرِيُّ هَذَا المَعْنَى فَقَالَ: إِنَّ البَرَامِكَةَ. البَيْتُ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ فِي المَأْمُوْنِ: [من الكامل] 4727 - إِنَّ البَرِيَّةَ مَا تَزَال بِنِعْمَةٍ ... تَعْتَدُّهَا للَّهِ مَا أَبْقَاكَا عمَارَةُ: [من البسيط] 4728 - إِنَّ البَغِيْضَ لَهُ عَيْنٌ يَصُدُّ بِهَا ... لَا يَسْتَطِيْعُ لِمَا في الصَّدْرِ كِتْمَانَا [من الكامل] 4729 - إِنَّ البَغِيْضَ وَإِنْ تَمَلَّحَ جُهْدَهُ ... سَمِجٌ وَمَنْظَرُ مَنْ تُحِبُّ مَلِيْحُ بَعْدهُ: لَا تَطْلِبَنَّ إِلَى لَئِيْمٍ حَاجَةً ... طَلَبُ الكُرَاعِ مِنَ الكِلَابِ قبيحُ * * * وَمِنْ أَبْيَاتِ (إِنَّ البَلَاءَ) قَوْلُ أبي الحَسَنِ عَلِيّ بْنُ العباس بن جَرِيْحٍ الرُّوْمِيّ أَوَّلُهَا (¬1): لَا تُكْثِرَنَّ ملَامة [العشّاقِ] ... [فكفاهُمُ بالوجدِ] وَالأشْوَاقِ إِنَّ البَلَاءَ يطاق غير مضاعف ... [فإذا تضاعف كان غير مطاقِ وأمَا وَمَنْ لو شَاءَ مَا خلقَ الهَوَى ... وَلَمَا ابْتَلَى [أصحابهُ بفراقِ] مَا مِنْ مَزِيْدٍ في بلية [عاشقٍ ... وندًى وخيرٍ في أبي إسحاقِ] جرير: [من الكامل] 4730 - إِنَّ البَلِيَّةَ مَنْ تَمَلُّ حَدِيْثَهُ ... فَانقَعْ فُؤَادَكَ مِنْ حَدِيْثِ الوَامِقِ ¬
قَبْلهُ: أَسْرَى لِخَالِدَةِ الخِيَالُ وَلَا أَرَى ... شَيْئًا أَلذَّ مِنَ الخيَالِ الطَّارِفِ إِنَّ البَلِيَّةَ مَنْ تَملُّ حَدِيْثَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَهْوَاكَ فَوْقَ هَوَى النُّفُوْسِ وَلَمْ يَزَلْ ... مُذْ بِعْتَ قَلْبي كَالجنَاحِ الخَافِقِ طَرَبًا إِلَيْكَ وَلَا تُبَالِي حَاجَتِي ... لَيْسَ المُكَاذِبُ كَالخَلِيْلِ الصَّادِقِ [من مجزوء الكامل] 4731 - إِنَّ التَّبَاعُدَ لَا يَضُـ ... ـرُّ إِذَا تَقَارَبَتِ القُلُوْبُ قَبْلهُ (¬1): قَدْ قُلْتُ لَمَّا أَنْكَرَتْ ... تَرْكِي زِيَارَتهَا حَلُوْبُ إِنَّ التَّبَاعُدَ لَا يَضرُّ. البَيْتُ. [من الكامل] 4732 - إِنَّ التَّسَلُّمَ شِيْمَتِي أَبَدًا ... فِي كُلِّ مَا آتِي وَمَا أَذَرُ سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من الكامل] 4733 - إِنَّ التَّعَمُّقَ ظِلْمَةٌ وَلَقَلَّمَا ... لَزِمَ التَّعَمُّقَ كُل مَنْ يَتَرَفَّقُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ: إِنَّ التَّوَقّي فَرْطَ معْجزَةٍ ... فَدَعِ الزَّمَانَ يقُدُّ أَو يَفْرِي لَوْ كَانَ حَفْظُ النَّفْسِ يَنْفَعُهَا ... كَانَ الطَّبِيْبُ أَحَقُّ بِالعُمْرِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ: إِنْ التَّنَزُّهَ عما عَزَّ مَطْلَبهُ ... لِلْمَرْءِ عِز وَقَدْ يُزْرِي بِهِ الطَّمَعُ ¬
[من البسيط] 4734 - إِنَّ الثَّمَانِيْنَ لَمْ تُسْفِرْنَ عَنْ أَحَدٍ ... إِلَّا ارْتَدَى بِرَدَاءِ الشَّيْبِ وَانْتَقَبَا عَوْفٌ الشَّيْبَانِيُّ: [من السريع] 4735 - إِنَّ الثَّمَانِيْنَ وَبُلِّغْتَهَا ... قَدْ أَحْوَجَتْ سَمْعِي إِلَى تَرْجُمَانْ دَخَلَ عَوْفُ بنُ مُحْلِمٍ الحَرَّانِيُّ (¬1) عَلَى عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ فَلَمْ يَسْمَعْ فَأعْلِمَ بِذَلِكَ فَقَالَ مُرْتَجِلًا (¬2): يَا ابنَ الَّذِي دَانَ لَهُ المَشْرِقَانِ ... وَألبْسَ العَدْلَ بِهِ المَغْرِبَان إِنَّ الثَّمَانِيْنَ وَبُلّغتهَا قَدْ ... أَحْوَجَتْ لسَمْعِي إِلَى تُرْجمَان وَبَدَّلَتْنِي بِالشَّطَاطِ الجَّنَا ... وَكُنْتُ كَالصعدةِ تحت البنان وَبَدَّلَتْنِي مِنْ الفتى ألقى ... وَهِمّتِي هَمّ الجبَانِ الهران وَقَارَبَتْ مِنِّي خُطَى لَمْ تَكُنْ ... مُقَارِبَاتٍ وَثَنَتْ مِنْ عِنَان وَأَنْشَأَتْ بَيْنَي الوَرَى ... عَنَانةً مِنْ غيرِ نَسْجِ العَنَان وَلَمْ تَدَعْ فِيّ لِمُسْتَمِتعٍ ... غَيْرَ لِسَانِي وَبِحَسْبِي لِسَان أَدْعُو بِهِ اللَّهَ وَأَثْنِي بهِ ... عَلَى الأَمِيْرِ المصْعبيّ الهِجَان فَقَرّ بِأَنِّي بِأَبِي أَنْتُمَا ... مِنْ وَطَنِي قبل اصفِرَارِ البَنَانِ . . . مِنْعاي إِلَى نسْوَةٍ ... أَوْطَانُهَا حَرَّانُ وَالرَّقَتَان السَرِيُّ الرَّفَاء: [من البسيط] 4736 - إِنَّ الثَّنَاءَ إِذَا مَا انَهَدَّ جَانِبُهُ ... لَمْ يَأمَنِ النَّاسُ أَنْ يَنْهَدَّ بَاقِيَهِ أَعْرَابِيٌّ: [من البسيط] 4737 - إِنَّ الثَّنَاءَ لَيُحْيِي ذِكْرَ صَاحِبِهِ ... كَالغَيْثِ يُحْيِى نَدَاهُ السَّهْلَ وَالجَبَلَا ¬
أَبُو القَاسَمِ الضَّرِيْرِ: [من البسيط] 4738 - إِنَّ الجَدِيْدَ إِذَا مَا زِيْدَ فِي خَلَقٍ ... تَبَيَّنَ النَّاسُ أَنَّ الثّوْبَ مَرْقُوْعُ قَبْلهُ: لَا تَمْدَحَنَّ بَنِي سَعْدٍ فَإِنَّهُمُ ... تَقُوْلُ عَنْهمُ وَبَعْضُ القَوْلِ مَسْمُوْعُ لَوْ أَنَّ قتلَى تَمِيمٍ كُلَّهُمُ نشُرُوا ... فَأَثْبَتُوْكَ لَقِيْلَ الأَمْرُ مَصنُوعُ إِنَّ الجَّدِيْدَ إِذَا مَا زِيْدَ فِي خَلَقٍ. البيت * * * وَقَدْ ضَمَنَهُ كَشَاجِم فَقَالَ (¬1): يَا خَاضِبَ الشَّيْبِ وَالأَيَّامُ تُظْهِرُهُ ... هَذَا شَبَابٌ لَعَمْرُو اللَّهِ مَصْنُوْعُ أَذْكَرْتَنِي قَوْل ذِي لُبٍّ وَتَجْرِبَةٍ ... فِي مِثْلِهِ لَكَ تَأدِيْبٌ وَتَقْرِيْعُ إِنَّ الجَّدِيْدَ إِذَا مَا زِيْدَ فِي خَلَقٍ. البيت أَبُو بَكْر بن دُرَيْدٍ: [من الرجز] 4739 - إِنَّ الجدِيْدَيْنِ إِذَا مَا اسْتَوْلَيَا ... عَلَى جَدِيْدٍ أَدْنَيَاهُ لِلبِلَى إِنْ كَانَ مِنْ شكركَ الرَّحْمَنَ أنْعمهُ ... أَنْ لا تَرَى وَاصِلًا قربى وَلَا رحما فَقَدْ لعمري شَكَرْتُ اللَّهَ أنعُمَهُ ... عَليْكَ فَازدِد عقُوْقًا تَسْتَرِد نِعْمَا إِنَّ الجَّدِيْدَيْن. البَيْتُ [من البسيط] 4740 - إِنَّ الجدِيْدَيْنِ فِي طُوْلِ اخْتِلَافِهِمَا ... لَا يُبْقِيَانِ ثَرَاءً لا وَلَا عَدَمَا ¬
ابْنُ حَسَّانَ المَوْصَلِيُّ: [من البسيط] 4741 - إِنَّ الجَّدِيْدَيْنِ فِي طُوْلِ اخْتِلَافِهِمَا ... لَا يَفْسُدَانِ وَلَكِنْ يُفْسُدُ النَّاسُ لا تطمعَا طمعًا يُدْني إِلَى طَبَعٍ ... إِنَّ المَطَامِعَ فَقْرٌ والغِنَى اليَاسُ للناسِ مَالٌ وَلِي مالَانِ مَالَهُمَا ... إذا تحارَسَ أهل المالِ، حرّاس مَالِي الرّضا بِالَّذِي أَصْبَحْتُ أَمْلكُهُ ... وماليَ اليأسُ مِمَّا يَمْلِكُ النَّاسُ [من الكامل] 4742 - إِنَّ الجوَاهِرَ دُرُّهَا وَنُضَارُهَا ... هُنَّ الفِدَاءُ لِجَوْهَرِ الآدَابِ أَنْشَدَ أَبُو حَاتِمٍ لسَهْلِ بن مُحَمَّد السِّجِسْتَانِيُّ: إِنَّ الجوَاهِرَ دُرّهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإِذَا كَنَزْتَ أَو أَذْخَرْتَ ذَخِيْرَة ... تَسْمُو بِزِيْنَتِهَا عَلَى الأَصْحَابِ فَعَلَيْكَ بِالأَدَبِ المُزَيّن أَهْلَهُ ... كيما تَفُوْزُ يِهْجَةٍ وَثَوَابِ فَلَرُبَّ ذِي مَالٍ تَرَاهُ مُبَعّدًا ... كَالكَلْبِ يَنْبَحُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابِ وَتَرَى الأَدِيْبَ وَإِنْ دَهتهُ خَصَاصَةٌ ... لَا يُسْتَخَفُّ بِهِ لَدَى الأَتْرَابِ البُسْتِيُّ: [من الكامل] 4743 - إِن الجهُوْلَ تَضُرُّنِي أَخْلَاقُهُ ... ضَرَرَ السُّعَالِ لِمَنْ بِهِ اسْتِسْقَاءُ قَبْلهُ: لَا أُنْسَ إِلَّا فِي مَجَالِسَ يَلْتَقِي ... بِفَنَائِهَا الأَشْكَالُ وَالنّظَرَاءُ فَلْيَجْتَنِبْنِي كُلّ نَذْلٍ جَاهِلٍ ... وَلْيَصْطَنِعْنِي سَادَتِي العُلُمَاءُ إِنْ الجهُوْلَ تَضُرَّنِي أَخْلَاقهُ. البَيْتُ ¬
مَنْصُوْرُ الفَقِيْهُ: [من مجزوء الكامل] 4744 - إِنَّ الحَدَاثَةَ لَا تُقَصِّـ ... ـرُ بِالفَتَى المَرْزُوْقِ ذِهْنَا بَعْدهُ: لَكِنْ - تَذَكَّى عَقْلَهُ ... فَيَفُوْقَ أَكْبَرَ مِنْهُ سِنَّا الحَيْصَ بِيْصَ: [من البسيط] 4745 - إِنَّ الحَدِيْدَ تُلِيْنُ النَّارُ شِدَّتُهُ ... وَلَوْ صَبَبْتَ عَلَيْهِ البحْرَ مَا لَانَا [من البسيط] 4746 - إِنَّ الحَرَامَ غَرِيْرَةٌ حَلَبَاتُهُ ... وَوَجَدْتُ حَالِبَةَ الحَلَالِ مَصُوْرَا المَصُوْرُ القَلِيْلَةُ اللَّبَنِ. [من البسيط] 4747 - إِنَّ الحُسَامَ وَإِنْ دَقَّتْ مَحَاسِنُهُ ... إِذَا ضَرَبْتَ بِهِ ذَا قُوَّةٍ بَتَرَا اسْتَشْهَدَ بِهِ بَعْضهُمْ وَقَدْ ذُكِّرَ بِكِبْرِ سِنِّهِ. [من البسيط] 4748 - إِنَّ الحُسَامَ وَإِنْ رَثَّتْ مَضَارِبُهُ ... إِذَا ضَرَبْتَ بِهِ مَكْرُوْهَةً فَصَلَا [من الكامل] 4749 - إِنَّ الحَكِيْمَ إِذَا أَتَاكَ كِتَابُهُ ... أَعْنَتْ أَوَائِلُهُ عَنِ الأَعْجَازِ بَعْدهُ: يَدَعَ التَّفَخُّمَ فِي الكِتَابِ تَنزهَا ... . . . . . . . . . . . . . . . ¬
[من الكامل] 4750 - إِنَّ الحِمَارَ مَعَ الحَمِيْرِ مَطِيَّةٌ ... فَإِذَا خَلَوْتَ بِهِ فَبِئْسَ الصَّاحِبُ [من الرجز] 4751 - إِنَّ الحَمَاةَ أُوْلِعَتْ بِالكَنَّه ... وَأُوْلِعَتْ كَنَّتِهَا بِالظِّنَّه هَذَا هُوَ المَثَلُ يُضرَبُ فِي الشَّرِّ يَقَعُ بَيْنَ أَقْوَامٍ هُمُ أَهْل لِذَلِكَ. الحُمَاةُ أُمّ الزَّوْجِ أَو الزَّوْجَةِ وَالكَنَّة امْرَأةُ الإبْنِ أَو الأَخِ وَالظِّنَّةُ التُّهْمَةُ وَلَا يَزَالُ بَيْنَ الحَمَاةِ وَالكَنَّةِ عَدَاوَةٌ مُسْتَحْكِمَةٌ فِي غَالِبِ أَمْرِهِمَا. [من الكامل] 4752 - إِنَّ الحَوَادِثَ مَا عَلِمْتَ كثِيْرَةٌ ... وَأَرَاكَ بَعْضَ حَوَادِثِ الأَيَّامِ قَبْلهُ: أَبْكِي وَأنْدِبُ بَهْجَةَ الإِسْلَامِ ... إِذْ صرْتَ تَحْكُمُكُمْ مَجْلِسَ الحُكَّامِ إِنَّ الحَوَادِثَ مَا عَلِمْتُ. البَيْتُ عَبْدَةُ بن الطَّبيب: [من الكامل] 4753 - إِنَّ الحَوَادِثَ يَخْتَرِ مْنَ وَإِنَّمَا ... عُمْرُ الفَتَى فِي أَهْلِهِ مُسْتَوْدَعُ بَعْدهُ: يَسْعَى وَيَجْمَعُ جَاهِدًا مُسْتَهْتِرًا ... حَذِرًا وَلَيْسَ بِآكِلٍ مَا يَجْمَعُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 4754 - إِنَّ الحَيَاةَ وَإِنْ غَرَّتْ مَخَايِلُهَا ... ظِلٌّ وَإِنَّ المُنَى أَضْغَاثُ أَحْلَامِ ¬
أَبْيَاتُ الرّضِيّ يَرْثِي عَضَدَ الدَّوْلَةِ يَقُوْلُ مِنْهَا: هَلْ كَانَ يَوْمُكَ إِلَّا بَعْدَ أَيَّامٍ ... سَبَقْتَ فِيْهَا بِإنْعَامٍ وَإِرْغَامِ إِنَّ الحَيَاةَ وَإِنْ غَرَّتْ مَخَائِلَهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَيْنَ المَرَاتِبُ وَالدُّنْيَا عَلَى قَدَمٍ ... مَوْقُوفَةٌ بَيْنَ أَرْمَاحٍ وَأَقْلَامِ يَمُوْتُ قَوْمٌ وَلَا يَأسَى لَهُمْ أَحَدٌ ... وَوَاحِدٌ حُزْنُهُ حُزْنٌ لأَقْوَامِ سَقى الحَيَا مِنْكَ أَوْصَالًا مُفَرَّقَةً ... فِيْهَا مَجَامِعُ إِجْلَالٍ وَإِعْظَامِ * * * وَمِنْ بَابِ (إِنَّ) قَوْلُ آخَر فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَان (¬1): إِنَّ الخَلِيفَةَ لَنْ يُسَمِّكَ سَيْفهُ ... حَتَّى بَلَاكَ فَكُنْتَ حَدَّ الصَّارِمِ فَإِذَا تَتَوَّجَ كُنْتَ دُرّةَ تَاجِهِ ... وَإِذَا تَخَتَّمَ كُنْتَ فَصّ الخَاتَمِ [من الكامل] 4755 - إِنَّ الخَيَارَ مِنَ القَبَائِلِ وَاحِدٌ ... وَبَنُو حَنِيْفَةَ كلُّهُمْ أَخْيَارُ مَكْتُوْبٌ عَلَى دَوَاةٍ: [من البسيط] 4756 - إِنَّ الدَّوَاةَ الَّتِي أَصْبَحْتَ فَاتِحَهَا ... عَنْ بَابِ أَفْضَلِ مَا تَرْجُوْهُ تَنْفَتِحُ وَلآخَرٍ بِهَذَا المَعْنَى: دَوَاتكَ تَدْوِي قُلُوْبَ العِدَى ... وَتَرْوِي الصدَى بِاللُّهَى وَالجدَّا تُحَرِّكَ يُمْنَاكَ أَقْلَامُهَا ... كَمَا حَرَّكَ الفلْكُ الأَسْعُدَا فَتَقْسِمُ لِلْمُخْلِصِيْنَ الحَيَاةَ ... وَلِلْحَاسِدِيْنَ صرُوْفَ الرَّدَى فَلَا زُلْتَ أَكْبَرَ أَهْلِ الزَّمَانِ ... أَعْظَمَ قَدْرًا وَأَعْلَى يَدَا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 4757 - إِنَّ الذَّوَابِلَ وَالأَقْلَامَ أَرْشِيَةٌ ... إِلَى العُلا لِمُلُوْكِ العُربِ وَالعَجَمِ ¬
البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 4758 - إِنَّ الرَّزِيَّةَ فِي الفَقِيْدِ فَإِنْ هَفَا ... جَزَعٌ بِلُبِّكَ فَالرَّزِيَّةُ فِيْكَا بَعْدهُ: وَمَتَى وَجَدْتَ النَّاسَ إِلَّا تَارِكًا ... لِحَمِيْمهِ فِي التُّرْب أَو مَتْرُوْكَا لَوْ يَنْجَلِي لَكَ ذُخْرُهَا عَنْ نَكْبُةٍ ... جَلَلٍ لأَضْحَكَكَ الَّذِي يُبْكِيْكَا أَي لَوْ عَرفتَ مَا لَكَ مِنَ الأَجْرِعَلَى نَكْبَتِكَ لَسَرَّكَ وَهُوَ مَعْنًى لَطِيْفٌ لَبيْدٌ: [من الكامل] 4759 - إِنَّ الرَّزِيَّةَ لَا رَزِيَّةَ مِثْلُهَا ... فقْدَانُ كلِّ أَخٍ كَضَوْءِ الكَوْكَبِ قَبْلهُ: يَا لَزَيْدَ الخَيلِ الكَرِيْمِ جُدُوْدُهُ ... غَادَرَتْنِي أَمْشِي بِقَرْنٍ أَعْصَبِ إِنَّ الرَّزِيَّةَ لَا رَزِيَّةَ مِثْلَهَا. البَيْتُ إبْرَاهِيْمُ بن إِسْمَاعِيْلَ: [من الكامل] 4760 - إِنَّ الرَّزِيَّةَ يَا ابْنَ مُوْسَى لَمْ تَدَعْ ... فِي العَيْنِ بَعْدَكَ لِلْمَصَائِبِ مدْمَعَا بَعْدهُ: الصَّبْرُ يحمد فِي المَوَاطِنِ كُلّهَا ... وَالصَّبْرُ عَليْكَ. . . . . كَعْبُ بنُ زُهَيْر فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [من البسيط] 4761 - إِنَّ الرَّسُوْلَ لَنوْرٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ ... وَصَارِمٌ مِنْ سُيُوْفِ اللَّهِ مَسْلُوْلُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 4762 - إِنَّ الرِّمَاحَ إِذَا غُرِسْنَ بِمَشْهَدٍ ... فَجَنَى العَوَالِي فِي ذُرَاهُ مَعَالِي ¬
[من البسيط] 4763 - إِنَّ الرِّيَاحَ إِذَا اشْتَدَّتْ عَوَاصِفُهَا ... فَلَيْسَ تَرمِي سِوَى العَالِي مِنَ الشَّجَرِ قَبْلهُ: مَنْ أَهْمَلَ النَّفْسَ أَحْيَاهَا وَرَوَّحَهَا ... وَلَمْ يَبِتْ لَيْلهُ مِنْهَا عَلَى حَذَرِ إِنَّ الرِّيَاحَ إِذَا اشْتَدَّت. البَيْتُ ابْنُ البُرْهَان: [من الكامل] 4764 - إِنَّ الرِّيَاحَ إِذَا عَصَفْنَ رَايَتَهَا ... تُوْلِي الأَذِيَّةَ شَامِخَ الأَغْصَانِ قَبْلهُ: وَهُوَ مِثْلُ الأَوَّلِ: أَهْوَى الخُمُوْلَ لِكَي أَكُوْن مُرَفَّهًا ... مِمَّا يُعَانِيْهِ ذَوُو التِّيْجَانِ وَيُرْوَى بَنُو الأَزْمَانِ. إِنَّ الرِّيَاحَ إِذَا عَصَفْنَ. البَيْتُ هُوَ نَاصحُ الدِّيْنِ بن البُرهَانِ النَّحَوِيُّ البَغْدَادِيُّ. المُتَنَبِّي: [من الكامل] 4765 - إِنَّ الرِّيَاحَ إِذَا عَمَدْنَ لِنَاظِرٍ ... أَغْنَاهُ مُقْبِلُهَا عَنِ اسْتِعْجَالِهِ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ: أَعْطَى وَمَنَّ عَلَى المُلُوْكِ بِعَفْوِهِ ... حَتَّى تَسَاوَى النَّاسُ فِي أَفْضَالِهِ وَاللَّهُ سيُسْعِدُ كُلّ يَوْمٍ جَدَّهُ ... وَيَزِيْدُ مِنْ أَعْدَائِهِ فِي آلِهِ يَرُدُّ الطّعَانَ المُرَّ عَنْ فرْسَانِهِ ... وَيُنَازلَ الأَبْطَالَ عَنْ أَبْطَالِهِ كَلٌّ يُرِيْدُ رِجَالُهُ لِحَيَاتِهِ ... يَا مَنْ يُرِيْدُ حَيَاتَهُ لِرِجَالِهِ ¬
دُوْنَ الحَلَاوَةِ فِي الزَّمَانِ مَرَارةٌ ... لَا تُحْتَظَى إِلَّا عَلَى الهَوَالِهِ. أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 4766 - إِنَّ الرِّيَاحَ إِذَا مَا أَعْصَفَتْ قَصَفَتْ ... عِيْدَانَ نَجْدٍ وَلَا يَعْبَأْنَ بِالسَّلمِ بَعْدهُ: بَنَاتُ نَعْشٍ وَنَعْشٌ لا كسُوْفَ لَهَا ... وَالشَّمْسُ وَالبَدْرُ مِنْهُ الدَّهْرَ فِي رَقَمِ وَالحَارِثَاتُ عَدُوّ الأَكْرَمِيْنَ فَمَا ... تَعْتَامُ إِلَّا امْرَأً يَشْفَى مِنَ القَرَمِ فَإِن يَكُنْ وَصْبٌ قَاسَيْتَ سَوْرَتَهُ ... فَالوَرْدُ خِلْفٌ لِلَيْثِ الغَابَةِ الأَضَمِ فَلْيَهْنَكَ الأَجْرُ وَالنُّعْمَى الَّتِي سَبَقَتْ ... حَتَّى جَلَتْ صَدَاءَ الصَّمْصَامَةِ الخَدمِ قَدْ ينْعِمُ اللَّهُ بِالبَلْوَى وَإِنْ عَظُمَتْ ... وَيَبْتَلِي اللَّهُ بَعْضَ القَوْمِ بِالنَّعَمِ عِيْدَان نَجْدٍ العِيدَانَ جَمْعُ عِيْدَانِهِ وَهِيَ النّخْلَةُ الطَّوِيْلَةُ وَالرَّتْمُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. وَالرَّقمُ الدَّاهِيَةُ. [من الكامل] 4767 - إِنَّ الزَّمَانَ إِذَا تَتَابَعَ خَطْوُهُ ... سَبَقَ الطَّلُوْبَ وَأَدْرَكَ المَطْلُوْبَا الرَّاعِي: [من البسيط] 4768 - إِن الزَّمَانَ الَّذِي تَرْجُو هَوَادَتَهُ ... يَأتِي عَلَى الحَجَرِ القَاسِي فَيَنْفَلِقُ بَعْدهُ: مَا الدَّهْرُ وَالنَّاسُ إِلَّا مِثْلُ وَارِدَةٍ ... إِذَا مَضَى عُنُقٌ مِنْهَا [أتى عنقُ] ابْنُ زَيْدُوْنَ: [من البسيط] 4769 - إِنَّ الزَّمانَ الَّذِي مَا زَالَ يُضْحِكُنَا ... أنْسًا بِقرْبِكُمُ قَدْ عَادَ يُبْكِيْنَا ¬
وَقَدْ وَرَدَ أَكْثَرُ أَبْيَاتُ الوَزِيْر بن زَيْدُوْن هَذِهِ فِي بَابِ الطِّبَاقِ فِي التَّرْجَمَةِ فِي بَابِ السّوَادِ وَالبيَاضِ وَنُوْرِدُ هَاهُنا مَا مَجَدْنَاهُ وَهُوَ: مَنْ مُبْلِغُ المُلْبِسِيْنَا بِانْتِزَاحِهِمْ ... حُزْنًا عَلَى الدَّهْرِ لَا يَبْلَى وَيُبْلِينَا إِنَّ الزَّمَانَ الَّذِي مَا زَالَ يُضْحِكُنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: غِيْظَ العِدَى مِنْ تَسَاقِيْنَا الهَوَى ... فَدَعُوا بِأنْ نغصَّ فَقَالَ الدَّهْرُ آمِيْنَا فَانْبَتَّ مَا كَانَ مَوْصُوْلًا بِأَنْفُسِنَا ... وَانْحَلَّ مَا كَانَ مَعْقُوْدًا بِأَيْدِيْنَا يَقُوْلُ مِنْهَا: وَقَدْ نَكُوْنُ وَمَا يُخْشَى تَفَرُّقنَا ... فَاليَوْمَ نَحْنُ وَمَا يُرْجَى تَلَاقِيْنَا كُنَّا نَرَى اليَأسَ تُسْلِيْنَا عَوَارِضُهُ ... وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لِليَأسِ يُغْرِيْنَا بِنْتُمْ وَبِنَّا فَمَا ابْتَلَّتْ جَوَانحنَا ... شَوْقًا إِلَيْكُمْ وَلَا جَفَّتْ مَآقِيْنا نَكَادُ حِيْنَ تُنَادِيْكُمْ ضَمَائِرُنَا ... يَقْضِي عَلَيْنَا الأَسَى لَوْلَا تَأسِّيْنَا حَالَتْ لِفَقْدِكُمُ أَيَّامُنَا فَغَدَتْ ... سُوْدًا وَكَانَتْ بِكُمْ بِيْضًا لَيَالِيْنَا إِذْ جَانِب العَيْش طَلقٌ مِنْ تألفنا ... وَمُوْرِد اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصَافينا * * * قَالَ صَاحِبُ الكِتَابِ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ لِهَذَا البَيْتِ حِكَايَةً غَرِيْبَةً وَذَلِكَ أَنَّ الزَّمَانَ الخَؤُوْنَ وَالحَدَّ الحَرُوْنَ سَاقَا إِلَيَّ فِي المَقَادِيْرِ أَنْ وُلِدَ فِي الثُّلْثِ الأَوَّلِ مِنْ أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ صَفَرَ سَنَة ثَلَاثٍ وَسَبْعِيْنَ وسميته الهِلَالِيّةَ وَلَدٌّ سَمَّيْتهُ عَلِيًّا وكَان فِي الخَلقِ والخُلقِ كَامِلًا مَرْضِيًّا فَعَاشَ حَتَّى بَرَعَ وَحَدَقَ فِي كِتَابَةِ الدُّسْتُوْرِ وَروَايَةِ الأَشْعَارِ وَحُسْنِ الأَدَبِ فَلَمَّا بَلَغَتْ سنّهُ اثنتَي عَشَرَةَ سَنَةً وَسِتّةَ شُهُوْرٍ وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِيْنَ يَوْمًا تُوُفِّي لَيْلَةَ الأَرْبعَاءِ فِي الثُّلْثِ الأَوَّلِ مِنَ اللَّيْلِ مِثْلِ وَقْتِ وِلَادَتِهِ سَوَاءً فَكَانَ فِي حَالِ حَيَاتِهِ لَا يُجَرِّبُ قَلَمًا لَمَّا يبْرِيْهِ إِلَّا وَيَكْتِبُ: إِنَّ الزَّمَانَ الَّذِي مَا زَالَ يُضْحِكُنَا. البَيْتُ وَلَا أمكنَ أَنْ ينْشدَ بَيْتًا عَلَى سَبِيْلِ التَّرْنِيْمِ إِلَّا أَنْشَدَهُ وَلَا بَدَأَ بِكَلَامٍ إِلَّا بِهِ حَتَّى اعْتُبِطَ
رضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَدَفَنْتهُ فِي مَقَابِرِ الشُوْنيزيّةِ إِلَى جَانِبِ أُخْوَتهِ رَحَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى. فَأَنَا كَمَا قَالَ أَبُو عُبَادَةَ البُحْتُرِيّ (¬1): تَوَلَّى العَيْشُ مُذْ وَلَّى التَّصَابِي ... وَمَاتَ الحُبُّ مُذْ مَاتَ الحَبِيْبُ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَرْضَى عَنَّا ويجزلُ لنَا الأجْر أَبُو عَلِيِّ البَصِيْرُ: [من البسيط] 4770 - إِنَّ الزَّمَانَ الَّذِي يَضْحَى الفَتَى وَلَهُ ... فَضْلٌ عَلَى النَّاسِ فِيْهِ خَيْرُ أَزْمَانِهْ كَانَ أَبُو. . . عَلِيّ عَبْدُ اللَّهِ بن سُلَيْمَانَ حاجَةً فَمَطَلَهُ فَلَمَّا طَالَ عليه المَطَالُ قام بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمًا فِي. . . جَعَلَ فَأَنْشَدَهُ: إِنَّ الزَّمَانَ الَّذِي يَضْحِي الفَتَى وَلَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَلَا تَضقْنَ بِمَعرُوْفٍ وجدت لَهُ ... . . . . . . . . . . فِي وَقْتِ إِبَانِهِ فَرُبَّمَا انْقَبَضتْ مِنْ بَعْدِ مَا انْبَسَطَتْ ... كَفٌّ وَأَعْوَزُ شَيْءٍ بَعْدَ إمْكَانِهِ قَالَ فَقَضَى حَاجَتهُ وَأَحْسَنَ جَائِزَتهُ. تُنْقِشُ الأَبْيَاتُ عَلَى طَبَقِ دَوَاتِهِ فَمَا سَأَلَهُ بعَ ذَلِكَ أَحَدٌ حَاجَةً إِلَّا نَظَرَ إِلَى الأَبْيَاتِ فَاعْتَبَرَ بِهَا وَلَمْ يرددُهُ كَائِنَةً مَا كَانَتْ. وَكَتَبَ يَعْمُرُ بنُ صَالحٍ إِلَى مُحَمَّد بن مَهْدِيّ: أَبْلِغْ أَبَا جَعْفَرَ مِنْ غَيْرِ مَعْتبَةٍ ... مِنِّي عَلَيْهِ وَلَا كفْرٍ لإحْسَانِهِ إِنَّ الزَّمَانَ الَّذِي يَضْحِي الفَتَى وَلَهُ. البَيْتُ تَضْمِيْنٌ وَبَعْدَهُ: إِنَّ الفَتَى وَاحِبٌ فِي حَالِ قُدْرتهِ ... أَنْ لَا يُرَى لَاهِيًا عَنْ حَقِّ أخْوَانِهِ البَرْمَكِيُّ: [من مجزوء الكامل] 4771 - إِنَّ الزَّمَانَ بِمَنْ تَقَدَّ ... مَ فِي النَّبَاهَةِ مُنْقَلِبُ أَوَّلُهَا يَتَبَرَّمُ بِحُرْفَةِ الأَدَبِ (¬1): ¬
حَسْبِي ضَجرْتُ مِنَ الأَدَبِ ... وَرَأيْته سَبَبَ العَطَب وَهَجَرْتُ إعْرَابَ الكَلَامِ ... وَمَا حَفظْتُ مِنَ الخُطَب وَرَفَضتُ تَفْسِيْرَ الغَرِيْبِ ... وَعِلْم أَشْعَارِ العَرَب وَشَنِئْتُ أَخْبَارَ الزُّبَيْرِ ... وَمَا رَوَاهُ مِنَ النَّسَب وَرَهَنْتُ دِيْوَانَ النَّقَائِضِ ... وَاسْتَرَحْتُ مِنَ التَّعَب لَا تَعْجَبِي يَا هِنْدُ مِنْ ... حَالِي فَمَا فِيْهَا عَجَب إِنَّ الزَّمَانَ بِمَنْ تَقَدَّمَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَالدَّهْرُ يَضْطَهِدُ الحِجَى ... وَالرَّأسُ يَعْلُوْهُ الذّنَب ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من البسيط] 4772 - إِنَّ الزَّمَانَ رَأَى إِلْفَ السُّرُوْرِ لَنَا ... فَنَمَّ بِالهَجْرِ فِيْمَا بَيْنَنَا وَسَعَى بَعْدهُ: وَلَمْ تَزَلْ نَائِبَاتُ الدَّهْرِ تَرْصُدُنِي ... حَتَّى تَجَرَّعْتُ مِنْ كَاسَاتِهِ جُرَعَا فَلْيَصْنَعِ الدَّهْرُ بِي مَا شَاءَ مُجْتَهِدًا ... فَلَا زِيَادَةُ شَيْءٍ فَوْقَ مَا صَنَعَا [من الكامل] 4773 - إِن الزَّمَانَ عَلَى اخْتِلَافِ مرُورِهِ ... مَا زَالَ يَخْلِطُ حُزْنَهُ بِسُرُوْرِهِ بَعْدهُ: لَمْ يُصفِ عَيْشًا منذُ كَانَ لِمَعْشَرٍ ... إِلَّا وَعَادَ يَجِدُّ فِي تَكْدِيْرِهِ فَالعَاقِلُ النَّحْرِيْرُ يَلْتزِمْ نَفْسَهُ ... صَبْرًا عَلَيْهِ فِي جَمِيْعِ أُمُوْرِهِ وَأَحَقُّ مَا صبَرَ امْرُؤٌ مِنْ أَجْلِهِ ... مَا لا سَبِيْلٌ لَهُ إِلَى تَغْيِيْرِهِ البُستِيُّ: [من البسيط] 4774 - إِنَّ الزَّمَانَ كَمَا جَرَّبْتَ خلقَتَهُ ... مُقَسَّمُ الأَمْرِ بَيْنَ الصَّفْوِ وَالكَدَرِ ¬
[من مجزوء الكامل] 4775 - إِنَّ الزَّمَانَ وَإِنْ ألَا ... نَ لأَهْلِهِ لَمُخَاشِنُ بَعْدهُ: تَخْطُو بِهِ المُتَحَرِّكَاتِ ... كَأَنَّهُنَّ سَوَاكِنُ قِيْلَ: وُجِدَ هَذَانِ البَيْتَانِ عَلَى حَجَرٍ مَكْتُوْبَانِ بِمَدِيْنَةِ أَنْطَاكِيَةَ. [من البسيط] 4776 - إِنَّ الزَّمَانَ وَإِنْ شَطَّتْ مَذَاهِبُهُ ... مِنِّي وَمِنْكَ فَإِنَّ القَلْبُ مُقْتَرِبُ بَعْدهُ: لَا يُنْقِصُ النَّأيُ وُدِّي مَاحَيِيْتُ لَكُمْ ... وَلَا يَميْلُ بِهِ جِدٌّ وَلَا لَعِبُ سَعِيْدُ بن عَبْدُ الرَّحْمَانِ بن حَسَّان بن ثَابِتٍ: [من البسيط] 4777 - إِنَّ الزَّمَانَ وَمَا تَفْنَى عَجَائِبُهُ ... أَبْقَى لنا ذَنبًا وَاسْتُؤْصِلَ الرَّاسُ [من البسيط] 4778 - إِنَّ الزَّنَابِيْرَ إِنْ حَرَّكْتَهَا سَفهًا ... مِنْ وَكْرِهَا أَوْجَعَتْ مِنْ لَسْعِهَا الجَسَدَا [من البسيط] 4779 - إِنَّ الزِّيَادَةَ فِي الإحْسَانِ طَارِدَةٌ ... لِلْحُرِّ عَنْ مَوْضِعِ الإِحْسَانِ فَاقْتَصِدِ وَمِنْ بَابِ (إِنَّ) السُّرُوْرَ قَوْلُ عُمَرُ بن إبْرَاهِيْم (¬1): إِنَّ السُّرُوْرَ إِذَا بَلَغتَ ... بِوَصْفِهِ كُنْهَ النّهَايَه خلٌّ تُؤَانِسُهُ دُوْدٌ ... وَالرُّجُوع إِلَى كِفَايَه ¬
ابْنُ المُعَذَّلِ: [من الكامل] 4780 - إِنَّ السُّرُوْرَ لَصَرَّمَتْ أَيَّامُهُ ... مِنِّي وَفَارَقَنِي الحَبِيْبُ المُؤْنِسُ بَعْدهُ: حَالَانِ لَا انْفَكَّ من ... . . . . . . . . . . . . . . . . عيون صبَابَةً ... وَلِمِثْلِهِ حُرِمَتْ عَلَيْهِ الأَنْفُسِ الحِمَّانِيّ العَلَوِيُّ: [من البسيط] 4781 - إِنَّ السُّرُوْرَ تَقَضَّى يَوْمَ فَارَقَنِي ... وَآذَنَ العَيْشَ بِالتَّكدِيْرِ وَالنَّكَدِ مُحَمَّد بن عَمَرَ الوَرَّاقِ البَلْخِيُّ: [من البسيط] 4782 - إِنَّ السَّعَادَةَ أَمْرٌ لَيْسَ يُدْرِكُهُ ... أَهْلُ السَّعَادَةِ إِلَّا بِالمَقَادِيْرِ بَعْدهُ: أغرفة عَنْ أُنَاسٍ طَالِبِيْنَ لَهَا ... وَقَدْ تُسَاقُ إِلَى قَوْمٍ بِتَسْيِيْرِ أَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ: [من البسيط] 4783 - إِنَّ السَّعَادَةَ يَأسٌ إِنْ ظَفِرْتَ بِهَا ... فَدُوْنَكَ اليَأس إِنَّ الشِّقْوَةَ الطَّمَعُ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من مجزوء الكامل] 4784 - إِنَّ السَّعِيْدَ هُوَ الغَنِـ ... ـيُّ عَنِ العَوَائِقِ وَالعَلَائِقْ قَبْلهُ: إِنْ كُنْتَ تَرْغَبُ فِي السَّعَا ... دَةِ وَالإِحَاطَةِ بِالحَقَائِق وَتُرِيْدُ أَنْ تَفْضِي إِلَى سِعَةِ ... الفَضَاءِ مِنَ المَضَائِق فَأَرِحْ فَؤَادَكَ مِنْ مُطَالَعَةِ ... العَلَائِقِ وَالعَوَائِق ¬
إِنَّ السَّعِيْدَ هُوَ الغَنِيُّ. البَيْتُ [من الكامل] 4785 - إِنَّ السُّكُوْتَ سَلَامَةٌ وَلَرُبَّمَا ... زَرَعَ الكَلَامُ عَدَاوَةً وَضِرَارَا قَدْ كُتِبَ إِخْوَانُهُ بِبَابِ: إِنْ كَانَ يُعْجِبُكَ السُّكُوْتُ. ابْنُ المُعَذَّلِ: [من البسيط] 4786 - إِنَّ السَّمَاءَ إِذَا لَمْ تَبْكِ مُقْلَتُهَا ... لَمْ تَضْحَكِ الأَرْضُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الزَّهرِ بَعْدهُ: وَالرَّوْضُ لَا تَنْجَلِي أَبْصارهُ ... إِلَّا إِذَا رَمَدَتْ مِنْ كثْرَةِ المَطَرِ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 4787 - إِنَّ السِّلَاحَ جَمِيع النَّاسِ يَحْمِلُهُ ... وَلَيْسَ كلُّ ذَوَاتِ المِخْلَبِ السَّبُعُ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من البسيط] 4788 - إِنَّ السَّلَامَ وَإِنَّ البِشْرَ مِنْ رَجُلٍ ... فِي مِثْلِ مَا أَنْتَ فِيْهِ لَيْسَ يَكْفِيْنِي بَعْدهُ: هَذَا زَمَانٌ أَلَحَّ النَّاسُ فِيْهِ عَلَى ... زَهْوِ المُلوْكِ وَأَخْلَاقِ المَسَاكِيْنِ أَمَّا عَلِمْتَ جَزَاكَ اللَّهُ صَالِحَةً ... عَنِّي وَزَادَكَ خَيْرًا يابنَ يَقْطِيْنِ إِنِّي أُرِيْدُكَ لِلدُّنْيَا وَعَاجِلِهَا ... وَلَا أرِيْدُكَ يَوْمَ الدِّيْنِ للدِّيْنِ [من البسيط] 4789 - إِنَّ السَّلَامَةَ مِنْ سَلْمَى وَجَارَتهَا ... أَنْ لَا تَمُرَّ بِوَادِيْهَا عَلَى حَالِ ¬
[من الكامل] 4790 - إِنَّ السُّيُوْلَ إِلَى القَرَارِ سَرِيْعَةٌ ... وَالسَّيْلُ حَرْبٌ لِلمَكَانِ العَالِي [من الرجز] 4791 - إِنَّ الشَّبَابَ حُجَّةُ التَّصَابِي ... رَوَائِحُ الجنَّةِ فِي الشَّبَابِ الثقفيّ: [من الكامل] 4792 - إِنَّ الشَّبَابَ لَهُ لَذَاذَةُ جِدَّةٍ ... وَالشَّيْبُ مِنْهُ فِي المَغَبَّةِ أَنْفَعُ [من البسيط] 4793 - إِنَّ الشَّبَابَ لَهُمْ فِي الأَمْرِ بَادِرَةٌ ... وَفِي الشُّيُوْخِ أَناةٌ تَرْتُقُ الخَلَلَا بَعْدهُ: إِنَّ الأُمُوْرَ إِذَا الأَحْدَاثُ دَبَّرَهَا ... دُوْنَ الشُّيُوْخِ تَرَى فِي بَعْضِهَا زَلَلَا أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الرجز] 4794 - إِنَّ الشَّبَابَ وَالفَرَاغَ وَالجِدَهْ ... مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَه قَبْلهُ: عَلِمْتَ يَا مُجَاشِعَ بنَ مَسْعَدَةَ. إِنَّ الشَّبَابَ. البَيْتُ وَسُئِلَ أَبُو العَتَاهيِةَ عَنْ أَحْكَمِ شِعْرِهِ عِنْدَهُ وَأَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: قُوْلِي إِنَّ الشَّبَابَ وَالفَرَاغَ. البَيْتُ [من الكامل] 4795 - إِنَّ الشِّتَاءَ عَلَى سَمَاجَةِ وَجْهِهِ ... لهو المُفِيْدُ طَلَاقَةَ المُصْطَافِ ¬
عَمْرُو بن وُدٍّ العَامِرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 4796 - إِنَّ الشَّجَاعَةَ فِي الفَتَى ... وَالجُوْدَ مِنْ خَيْرِ الغَرَائِزِ كَانَ عَمْرُو بن وُدٍّ فَارِسَ العَرَبِ فِي عَصْرِهِ فَبَرَزَ يَوْمٌ فِي الخَنْدَقِ وَدَعَا إِلَى البرَازِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِ أَحَدٌ فَقَالَ: وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنَ النّدَاءِ ... لِجَمْعِهِمْ هَلْ مِنْ مُبَارِزْ وَوَقَفْتُ إِذْ جَبُنَ المُشَجّعُ ... مَوْقِفَ القَرْنِ المُنَاجِزْ إِنِّي كذلك لَمْ أَزَل ... مُتَسَرِّعًا نَحْوَ الهَرَاهِزْ إِنَّ الشَّجَاعَةَ فِي الفَتَى. البَيْتُ فقام إِلَيْهِ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذْ فَعَلْتَ فَخُذْ سَيْفِي هَذَا فَأَخَذَهُ ثَمَّ خَرَجَ نَحْوَهُ وَهُوَ يَقُوْلُ (¬1): لَا تَعْجِلَنَّ فَقَدْ أَتَاكَ ... مَجِيْبُ صَوْتِكَ غَيْرُ عَاجِزْ ذُو نِيَّةٍ وَبَصِيْرَةٍ وَالصِدْ ... قُ مَنْجَاءُ كُلِّ فَائِزْ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أقِيْمَ ... عَلَيْكَ نَائِحَةَ الجنَائِزْ [من ضربة نجلاء] ... يبقى ذِكْرهَا بَيْنَ الهَزَاهِزْ فَاعْتَرَكَا فقام. . . عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَنَظَرَ النَّاسُ فَإِذَا هُوَ فَوْقَهُ وَلَبثَ بَعْدَ ذَلِكَ طَوِيْلًا ثَمَّ قَتَلَهُ وَعَادَ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسُئِلَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبِ عَلَيْه السَّلَامُ. . . . عَمْرٍو طَوِيْلًا فَقَالَ كَانَ قَدْ غَاظَنِي لَمَّا صَرعْتهُ فَكَرهْتُ أَنْ أَقْتُلُهُ لِغَيْظِي فَصَبَرْتُ عَلَيْهِ حَتَّى سَكَنَ غَيْظِي ثَمَّ قَتَلْتَهُ خَالِصًا للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. اليَزِيْدِيُّ: [من البسيط] 4797 - إِنَّ الشَّرَابَ لَهُ شَرْطٌ سَمِعْتُ بِهِ ... أَنْ لَا يُعَادَ حَدِيْثُ السُّكْرِ فِي الصَّحْوِ قَبْلهُ: ¬
قِيْلَ لِلأَمِيْنِ أَدَامَ اللَّهُ عِزَّتَهُ ... العَفْوُ أَفْضلُ مَا تَنْحُوْهُ مِنْ نَحْوٍ إِنَّ الشَّرَابَ لَهُ شَرْطٌ. البَيْتُ وَلآخَرَ مِثْلُهُ (¬1): يَا بن عُثْمَانَ بَلغُوْكَ مَقَالًا ... لَمْ أَقُلْهُ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ كَلَامِي إِنْ أَكُنْ لَمْ أَقُلْهُ فَالعُذْرُ فَضلٌ ... أَو أَكُنْ قُلْتهُ فَذَنْبُ المدَامِ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 4798 - إِنَّ الشَّرِيْفَ إِذَا أُمُوْرُ عَبِيْدِهِ ... جَازَت عَلَيْهِ فَأمْرُ مُرْتَابُ [من الكامل] 4799 - إِنَّ الشَّرِيْفَ وَإِنْ تَضَعْضَعَ حَالهُ ... فَالخُلْقُ مِنْهُ لَنْ يَزَالَ شَرِيْفَا ابْنُ حَبْنَاءَ: [من البسيط] 4800 - إِنَّ الشَّقِيَّ الَّذِي فِي النَّارِ مَنْزِلُهُ ... وَالفَوْزُ فَوْزُ الَّذِي يَنْجُو مِنَ النَّارِ أَبُو بَكْرِ بنُ دُرَيْدٍ: [من الرجز] 4801 - إِنَّ الشَّقِيَّ بِالشَّقَاءِ مُوَلَعٌ ... لَا يَمْلِكُ الرَّدَّ لَهُ إِذَا أَتَى القَصيْدَةُ مَشْهُوْرَةٌ قَدْ كَتَبْنَا مَا أُمْكِنَ مِنْهَا يَقُوْلُ فِيْهَا: النَّاسُ أَلْفٌ مِنْهُمُ كَوَاحِدٍ ... وَوَاحِدٌ كَالأَلْفِ إِنْ أَمْرٌ غَنَى وَلِلْفَتَى مِنْ مَالِهِ إِنْ قَدَّمَتْ ... يَدَاهُ قَبْلَ مَوْتهِ لَا مَا اقتنَى وَإِنَّمَا المَرْءُ حَدِيْثٌ حَسَنٌ ... فَكُنْ حَدِيْثًا حَسَنًا لِمَنْ وَعَى ¬
إِنِّي حَلَبْتُ الدَّهْرَ شطْرَتهِ ... فَقَدْ أَمَرَّ لِي جَنْبًا وَأَحْيَانًا حَلَا وَفُرَّ عَنْ تَجْرِبَةٍ تابي فَقُلْ ... فِي بَازِلٍ رَاضَ الخُطُوْبِ وَامْتَطَى وَالنَّاسُ لِلمَوْتِ خلًا يلسّهُمُ ... وَقَلَّ مَا يَبْقَى عَلَى اللِّسِّ الخَلَا عَجبْتُ مِنْ مُسْتَيْقِنٍ إِنَّ الرَّدَى ... إِذَا أَتَاهُ لَا يُدَاوَى بِالرُّقَى وَهُوَ مِنَ الغفْلَةِ فِي أَهْوِيَّةٍ ... كَخَابِطٍ بَيْنَ ظَلَامٍ وَعَشَا نَحْنُ وَلَا كُفْرَان للَّهِ كَمَا قَدْ ... قِيْلَ لِلسَّارِب أَخْلَى فَارْتَعَى إِذَا أَحَسَّ نَبْأَةً رِيْعَ وَإِنْ ... تَطَامَنَتْ عَنْهُ تَمَادَى وَلَهَا نُهَالُ لِلشَّيْءِ الَّذِي يُرَوّعُنَا ... وَنَرْتَعِي فِي غفْلَةٍ إِذَا انْقَضَى إِنَّ الشَّقِيَّ بِالشَّقَاءِ مُوَزَّعٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَاللَّوْمُ لِلحُرِّ مُقِيْمٌ رَادِعٌ ... وَالعَبْدُ لَا يَرْدَعُهُ إِلَّا العَصَا وَآفَةُ العَقْلِ الهَوَى فَمَنْ عَلَا ... عَلَى هَوَاهُ عَقْلهُ فَقَدْ نَجَا كَمْ مِنْ أخٍ مَسْخُوْطَةٍ أَخْلَاقهُ ... أَصفَيْتهُ الوُدَّ لِعَيْشٍ مُرْتَضَى إِذَا بَلَوْتَ السَّيْفَ مَحْمُوْدًا ... فَلَا تَذْمِمْهُ يَوْمًا إِنْ تَرَاهُ قَدْ نَبَا وَالطَّرْفُ يَجْتَازُ المَدَى وَرُبَّمَا ... عَنَّ لمعدَاهُ عِثَارٌ فَكَبَا مَنْ لَكَ بِالمُهَذَّبِ النَّدْبِ الَّذِي ... لَا يَحِدُ العَيْبُ إِلَيْهِ مُخْتَطَى إِذَا تَصَفَّحْتَ أُمُوْرَ النَّاسِ لَمْ تَلْفِ ... أَمْرًا حَازَ الكَمَالَ فَاكْتَفَى أَيُّ نُجُوْم الليلِ أَضْحَتْ أَوَّلَا ... وَظلّهُ القَالِصُ أَضْحَى قَدْ أَزَى إِلَّا بَقَايَا مِنْ أُنَاسٍ بِهِمْ ... إِلَى طَرِيْقِ المَكْرُمَاتِ يُقْتَدَى إِذَا الأَحَارِيْث انتضَتْ أَنْبَاءَهُمْ ... كَانَتْ كَنَشْرِ الرَّوْضِ غَادَاهُ النَّدَى مَا أَنْعَم العِيْشَة لَوْ أَنَّ الفَتَى ... يقبَلُ مِنْهُ المَوْتُ أَثناءَ الرُّشا أَو لَوْ تَحَلَّى بِالشَّبَابِ عُمْرَهُ ... لَمْ يَسْتَلِبْهُ الشَّيْبُ هَاتِيْكَ الحُلَى هَيْهَاتَ مَهْمَا تَسْتَعِرْ مُسْتَرْجَعٌ ... وَفِي خُطُوْبِ النَّاسِ لِلنَّاسِ أُسَى * * *
قيل لجرير: من أشعر الناس؟ قال: الذي يقول: إن الشقي. . . البيت. * * * . . . الهمه أباه. . . . . ومن باب (أنّ الـ ش) (¬1): إن الشهاب الذي يحمي ذماركم ... لا يخمد الدهر إلّا ضوؤه يقدم ومن قول لقيط بن زرارة يوم جبلة. . . (¬2): إن النساء والنسل والرغف ... وبزينة الحسناء والكاس الأنف . . . . . . وتعجيل الكتفْ ... لمطاعين الخيل والخيل قطف إذا شهدت. . . . . .إذا لم ترع. [من مجزوء الكامل] 4802 - إِنَّ الصَّدَا بِمُهَذَّ ... بِ العِقْيَانِ لَا يَتَعَلَّقُ العَبَّاسُ بنُ جَرِيْرٍ: [من مجزوء الكامل] 4803 - إِن الصَّدِيْقَ هُوَ الَّذِي ... يَرْعَاكَ حِيْنَ تَغِيْبُ عَنْهُ بَعْدهُ: وَإِذَا كَشَفْتَ إِخاءَهُ ... أَحْمَدْتَ مَا كَشَّفْتَ مِنْهُ مِثْلُ الحُسَامِ إِذَا انتضَاهُ ... ذُو الحَفِيْظَةِ لَمْ يُخُنْهُ يَسْعَى لِمَا تَسْعَى لَهُ ... كَرَمًا وَإِنْ لَمْ تَسْتَعِنْهُ ¬
المَعَرِيُّ: [من الكامل] 4804 - إِنَّ الصُّرُوْفَ كَمَا عَلِمْتَ ... صَوَامِتٌ عَنَّا وَكُلُّ عِبَارَةٍ فِي صَمْتِهَا بَعْدهُ: وَعَلَيَّ أَنْ أقْضِي صلَاتِي بَعْدَمَا ... فَاتَتْ إِذَا لَمْ أقْضِهَا فِي وَقْتِهَا أَبُو زِيَادٍ الأَشْجَعِيُّ: [من الكامل] 4805 - إِنَّ الصَّنِيْعَةَ لَا تَكَوْنُ صَنِيْعَةً ... حَتَّى يُصَابَ بِهَا كَرِيْمُ المَصْنَعِ بَعْدهُ: فَإِذَا صَنَعْتَ صَنِيْعَةً فَاعْمَدْ بِهَا ... للَّهِ أَو لِذَوِي القَرَابَةِ أَو دَعِ قِيْلَ وَسَمعَ عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ هَذَيْنِ البَيتَيْنِ فَقَالَ: هَذَا شِعْرُ رَجُلٍ يُرِيْدُ أَنْ يَبْخَلَ النَّاسُ أمطر المَعْرُوْفَ مَطَرًا فَإِنْ صَادَفَ مَوْضِعًا فَهُوَ الَّذِي قَصدت وَإِلَّا كُنْتَ أَحَقُّ بِهِ. النَّاسِخُ الصَّقْلِيُّ: [من مجزوء الكامل] 4806 - إِنَّ الصَّنِيْعَةَ لَا تَنَا ... لُ الشكر إِلَّا بِالتَّمَامِ هُوَ أَبُو عَلِيّ الحَسَن بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحَسَنِ النَّاسِخُ الصَّقْلِيُّ. [من الكامل] 4807 - إِنَّ الضُّرُوْرَةَ صَيَّرَتْنِي مُلْحِفًا ... لَكِنَّنِي غَيْرُ البَغِيْضِ المُلْحِفِ الأُخْطَلُ بنُ غَالِبٍ: [من البسيط] 4808 - إِنَّ الضَّغِيْنَةَ تَلْقَاهَا وَإِنْ قَدُمَتْ ... كَالعرِّ يَكْمُنُ حِيْنًا ثَمَّ يَنْتشَرُ قَبْلهُ: بَنِي أُمَيَّةَ أَنِّي نَاصِحٌ لَكُمُ ... فَلَا تَبِيْتَنَّ مِنْكُمُ الضنا زُفُرُ ¬
مُفْتَرِشًا كَافْتِرَاشِ اللَّيْثِ كَلْكَلَهُ ... لِوَقْعَةٍ كَائِنٍ لَكَ فِيْهَا جُزُرُ إِنَّ الضَّغِيْنَةَ تَلْقَاهَا. البَيْتُ يقول منها: ضجوا من الحرب إذ عضّت غواربهم ... وقيس عبس من عاداتنا الضجرُ [قد أقسمَ المجدُ حقًّا لا يحالفهم ... حتى يُحالفَ بَطنَ الراحةِ الشعرُ] الرَّشِيْدُ بن المَهْدِيّ: [من الكامل] 4809 - إِنَّ الطبِيْبَ بِطِبِّهِ وَدَوَائِهِ ... لَا يَسْتَطِيْعُ دِفَاعَ مَقْدُوْرٍ أَتَى بَعْدهُ: مَا لِلطَّبِيْبِ يَمُوْتُ بِالدَّاءِ الَّذِي قَدْ كَانَ يَشْفَى (خ يبري مثل) فيما مضى ذَهَبَ المُدَاوِي وَالمَدُاوَى وَالَّذِي ... جَلَبَ الدَّوَاءَ وَبَاعَهُ وَمَنِ اشْتَرَى قِيْلَ: . . . يدل أَنَّ الطَّبيْبَ بِطِبِّهِ وَقِيْلَ لَمَّا مَرَضَ مُحَمَّد بن سَلْمَةَ بَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ بصُرَّةٍ فِيْهَا دَوَاءٌ فَرَدَّهَا وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: إِنَّ الطَّبيْبَ بِطُبِّهِ. الأَبْيَاتُ [من البسيط] 4810 - إِن الطِّرْمَاحَ يَهْجُونِي لأَشْتِمُهُ ... هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ عِيْلَتْ دُوْنهُ القُضُبُ [من السريع] 4811 - إِنَّ الطُّفَيْلِي لَهُ حُرْمَةٌ ... زَادَتْ عَلَى حُرْمَةِ نَدْمَانِي بَعْدهُ: لأَنَّهُ جَاءَ لَمْ أَدْعُهُ ... مُبْتَدِئًا مِنْهُ بِإِحسانِ أَحْبِبْ بِمَنْ أَنْسَاهُ لَا عَنْ قلًى ... وَهُوَ ذَكُوْرٌ لَيْسَ يَنْسَانِي مَائِدَتِي لِلنَّاسِ مَفْتُوْحَةٌ ... فَلْيَأتِهَا القَاصِي مَعَ الدَّانِي ¬
هُوَ أَبُو رَوْع ظَفَرُ بن عَبْدُ اللَّهِ الهَرَوِيّ القَاضِي. يَزِيدُ بن مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيُّ: [من البسيط] 4812 - إِنَّ العَبِيْدَ إِذَا ذَلَّلْتَهُمُ صَلَحُوا ... عَلَى الهَوَانِ وَإِنْ أَكْرَمْتَهُمْ فَسَدُوا بعْدهُ: مَا عِنْدَ عَبْدٍ لِمَنْ رَجَّاهُ مُحْتَمَلٌ ... وَلَا عَلَى العَبْدِ عَنْ الخَوْفِ مُعْتَمَدُ فَاجْعَلْ عَبيْدكَ أَوْتَادًا مُشَجّجَةً ... لَا يَثْبتُ البَيْتُ حَتَّى يُقْرَعَ الوَتدُ عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ: [من الكامل] 4813 - إِنَّ العَدُوَّ عَلَى العَدُوِّ لَقَائِلٌ ... مَا كَانَ مِنْ عِلْمٍ وَمَا لَمْ يُعْلَمِ صَالِحُ بن عَبْدِ القَدُّوْسِ: [من البسيط] 4814 - إِنَّ العَدُوَّ وَإِنْ أَبْدَى مُسَالَمَةً ... إِذَا رَأَى مِنْكَ يَوْمًا فُرْصَة وَثَبَا بَعْدهُ: عَلَى الَّتِي كَانَ يَرْجُوْهَا وَيَأمَلُهَا ... وَكَانَ مِنْك لَهَا بِالأَمْسِ مُرْتَقِبَا ابْنُ الهَبَارِيَّةَ: [من الرجز] 4815 - إِنَّ العَدُوَّ لَا يَكُوْنُ خِلًّا ... وَالثَّلْجُ لَا يُدْفِي لِخلقٍ رِجلَا أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الكامل] 4816 - إِنَّ العِرَاقَ وَلَا أَغُشَّكَ ثلَّةٌ ... قَدْ نَامَ رَاعِيْهَا فَأَيْنَ الذيبُ [من البسيط] 4817 - إِنَّ العَرَانِيْنَ تَلْقَاهَا مُحَسَّدَةً ... وَلَا تَرَى لِلئَامِ النَّاسِ حُسَّادَا ¬
قَالَ أَبُو المَنْصُوْرِ لِبَعْضِ وَلَدِ بن أَبِي صفْرَةَ: مَا أَسْرَعَ النَّاسُ إِلَى قَوْمِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ العَرَانِيْنَ تَلْقَاهَا مُحَسَّدَةً. قَبلَهُ: آلُ المُهَلَّبِ قَوْمٌ خُوِّلُوا شَرَفًا ... مَا نَالَهُ عَرَبِيٌّ لَا وَلَا كَادَا لَوْ قِيْلَ لِلْمَجْدِ حِدْ عَنْهُمْ وَخَلِّهِمْ ... بِمَا احْتَكَمْتَ مِنَ الدُّنْيَا لَمَا حَادَا إِنَّ المَكَارِمَ أَرْوَاحٌ يَكُوْنُ لَهَا ... آل المُهَلَّبِ دُوْنَ النَّاسِ أَجْسَادَا آل المُهَلَّبِ قَوْمٌ إِنْ مَدَحْتَهُمُ ... كَانُوا الأَكَارِمَ آبَاءً وَأجْدَادَا إِنَّ العَرَانِيْنَ تَلْقَاهَا. البَيْتُ [من الكامل] 4818 - إِنَّ العَفِيْفَ إِذَا اسْتَعَانَ بِخَائِنٍ ... كَانَ العَفِيْفُ شَرِيِكَهُ فِي المَأثَمِ مُحَمَّدُ بنُ كُنَاسةَ: [من مجزء الكامل] 4819 - إِنَّ العَفِيْفَ إِذَا تَكَنَّـ ... ـفَهُ المُرِيْبُ هُوَ الظَّنِيْنُ قَالَ عَبْدُ الأَعْلَى بن مُحَمَّد بن كُنَاسَةَ: رَآنِي أَبِي رَحَمَهُ اللَّهُ مَعَ أَحْدَاثٍ لَمْ يَرْضَهُمْ فَقَالَ (¬1): [من مجزوء الكامل] يُنْسِيْكَ عَنْ عَيْبِ الفَتَى ... تَرْك الصَّلَاةِ أَو الخَدِيْنُ فَإِذَا تَهَاَوَنَ بِالصَّلَاةِ ... فَمَا لَهُ فِي النَّاسِ دِيْنُ وَيُزَنُّ ذُو الحَدَثِ المُرِيْبِ ... بِمَا يُزَنُّ بِهِ القَرِيْنُ إِنَّ العَفِيْفَ إِذَا تَكَنَّفَهُ. البَيْتُ ¬
الطُّغْرَائِيُّ: [من البسيط] 4820 - إِنَّ العُلا حَدَّثَتْنَا وَهْيَ صَادِقَةٌ ... عَمَّا تُحَدِّثُ إِنَّ العِزَّ فِي النُّقلِ دِيْكُ الجِنِّ: [من البسيط] 4821 - إِنَّ العُلا شِيَمِي وَالبَأسَ مِنْ نِقَمِي ... وَالمَجْدَ خِلْطُ دَمِي وَالصِّدْقُ حَشْوُ فَمِي الأَبْيُوَرْدِيّ: [من البسيط] 4822 - إِنَّ العُلَى فِي شِفَارِ البِيْضِ كَامِنَةٌ ... أَو فِي الأَسِنَّةِ مِنْ عَسَّالَةٍ دُبُلِ الصّلِيْحِي قَائِمُ اليَمَنِ: [من الكامل] 4823 - إِنَّ العُلَى لَا يُسْتَطَاعُ خِطَابُهَا ... حَتَّى تُطَلَّقَ دُوْنَهَا الأَعْمَارُ حكى لي من حَضَره قَال: لمّا رَكِبَ الملكُ فتح الدين بنُ كُرّم رحمه اللَّه تعالى إلى الحرب في واقعة بغداد حضر بين الوزير مؤيد اللَّه محمد بن العلقمي فقال لَهُ مُحّرضًا: إِنّ العُلى لا يُستَطاعُ خطَابُها. البيتُ. حَسَّانُ بنُ حَنْظَلَةَ: [من الكامل] 4824 - إنَّا لَعَمْرُ أَبِيْكَ يَحْمَدُ ضَيْفنَا ... وَيَسُوْدُ مُقْتَرِنًا عَلَى الإِقْلَالِ ابن المُعْتَزِّ: [من الكامل] 4825 - إِنَّ العُهُوْدَ تَمُوْتُ إِنْ لَمْ تُحْيِهَا ... وَالنَّايُ يُحْدِثُ لِلفَتَى أَخْلَاقَا ¬
ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الكامل] 4826 - إِنَّ العُيُوْبَ مَعَ التَّتَبُّعِ جَمَّةٌ ... وَكثِيْرُهُنَّ إِذَا اغْتُفِرْه قَلِيْلُ بَعْدهُ: إِنِّي أُعيذُكِ أَنْ يَقُولُوا كَاتِبٌ ... أَلِفَ الحَسِابَ فشَانُهُ التَحْصِيْلُ وأجل مِنْها أَنْ يَقولوا مَاجِدٌ ... ألِفْ السَمِاحَ فشَانُهُ التسْهِيُلُ مَا وَجَّهَ التاميْلَ نحوكَ الأمْلُ ... إلّا التقَى التامْيلُ وَالتَمِويْلُ جَرِيْرٌ: [من البسيط] 4827 - إِنَّ العُيُوْنَ الَّتِي فِي طَرْفِهَا حَوَرٌ ... قَتَلْنَنَا ثَمَّ لَمْ يُبْرِئْنَ قَتْلَانَا بَعْدهُ: يمر عن ذا اللبّ حتَى لَا حِرّاكَ بِهِ ... وَهُنَّ أَضْعَفُ خَلْقِ اللَّهِ أَرْكَانًا يقال: إن هذين البيتين أعزلُ ما قالت العربّ. فقوله بحُسن قتلَانَ يُريد أن النَار لم يُوخذ منهنّ وَانهنّ لم يكن عندهُنّ به يديّنَ بِهَا مَن قَتَلنِبهُ وكانوا يَرونَ أن الرجل إذا أدَركَ بثأرِهِ فكأنه قدَ أحيا مَنْ قُتل لَهُ ومَنِ قول اللَّه تعالى {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}. مُحَدِّثٌ: [من الكامل] 4828 - إِنَّ العُيُوْنَ عَلَى القُلُوْبِ شَوَاهِدٌ ... فَاحْكُمْ بِهَا فِيْمَا تُرِيْدُ وَحَقِّقِ وَمِنْ بَابِ (إِنَّ العُيُوْنَ) قَوْلُ الآخَرُ وَهُوَ مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ (¬1): إِنَّ العُيُوْنَ عَلَى القُلُوْبِ شَوَاهِدٌ ... فَبَغِيْضهَا لَكَ بَيِّنٌ وَحَبِيْبُهَا وَيُرْوَى: إِنَّ القُلُوْبَ عَلَى القُلُوْبِ. وَإِذَا تَلَاحَظَتِ العُيُوْن تَفَاوَضَتْ ... وَتَحَدَّثَتْ عما تُكنُّ قُلُوْبُهَا ¬
يَنْطِقْنَ وَالأَفْوَاهُ صَامِتَةٌ ... فَمَا يخْفَى عَلَيْكَ صَحِيْحُهَا وَمُرِيْبُهَا [من البسيط] 4829 - إِنَّ العُيُوْنَ لَتُبْدِي فِي تَقَلُّبِهَا ... مَا فِي الضَّمَائِرِ مِنْ وُدٍّ وَمنْ حَنَقِ بَعْدهُ: إِذَا وَدِدنَ امرأَ أَوْ جُزْنَ بغضْتَهُ ... أَفْضَى الضَمْدُ. . . . . . الحرِيْرِيّ: [من البسيط] 4830 - إِنَّ الغَرِيْبَ الطَّوِيْلَ الذَّيْلِ مُمْتَهَنٌ ... فَكَيْفَ حَالُ غَرِيْبٍ مَالَهُ قُوْتُ بَعْدهُ: لَكِنَّهُ مَا يُشِيْنُ الحُرَّ مُوْجِعُهُ ... فَالمِسْكُ يُسْحَقُ وَالكَافُوْرُ مَفْتُوْتُ وَطَالمَا أَصْلِي اليَاقُوْتُ جَمْرَ غَضًا ... ثَمَّ انْطَفَى الجمْرُ وَاليَاقُوْتُ يَاقُوْتُ [من الكامل] 4831 - إِنَّ الغَرِيْبَ وَلَوْ يَكُوْنُ بِبَلْدَةٍ ... يُجْبَى إِلَيْهِ خَرَاجُهَا لَغَرِيْبُ [من البسيط] 4832 - إِنَّ الغُصُوْنَ إِذَا قَوَّمْتَهَا اعْتَدَلَتْ ... وَلَيْسَ يَعْتَدِلُ العَاتِي مِنَ الشَّجَرِ مُتَمِّم بن نُوَيْرَةَ: [من البسيط] 4833 - إِنَّ الغُصُوْنَ إِذَا قَوَّمْتَهَا اعْتَدَلَتْ ... وَلَا يَلِيْنُ إِذَا قَوَّمْتهُ الخَشَبُ قَبْلهُ (¬1): قَدْ يَنْفَعُ الأَدَبُ الأحْدَاثَ فِي مَهَلٍ ... وَلَيْسَ يَنْفَعُ بَعْدَ الكِبْرَةِ الأَدَبُ ¬
إن الغصونَ. البيت. أَنْشَدَ الرّاغِبُ: [من البسيط] 4834 - إِنَّ الغِنَى عَنْ لِئَامِ النَّاسِ مَكْرُمَةٌ ... وَعَنْ كِرَامهِمُ أَدْنَى إلَى الكَرَمِ [من البسيط] 4835 - إِنَّ الغِنَى مَا وَقَى الأَحْسَابَ مِنْ دَنَسٍ ... وَلَا افْتِقَار إِذَا لَمْ يَدْنَسِ الحَسَبُ [من البسيط] 4836 - إِنَّ الغَنِيَّ هُوَ الرَّاضِي بِقِسْمَتِهِ ... لَا مَنْ يَظَلُّ عَلَى مَا فَاتَ مُكْتَئِبَا أَبُو فِرَاسٍ: [من الكامل] 4837 - إِنَّ الغَنِيَّ هُوَ الغَنِيُّ بِنَفسِهِ ... وَلَوَ أَنَّهُ عَارِي المنَاكبِ حَافِي عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: [من البسيط] 4838 - إِنَّ الفُتُوْحَ عَلَى قدرِ المُلُوْكِ وَهِـ ... ـمَّاتِ الوُلَاةِ وَإِقْدَامِ المَقَادِيْمِ ابن شَمْسُ الخلَافَةِ مَنْقُوْلٌ مِنْ خَطِّهِ: [من السريع] 4839 - إِنَّ الفَتَى أَدْوَاؤُهُ جَمَّةٌ ... وَالشّحُّ مِنْهَا دَاؤُهُ القَاتِلُ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: [من الكامل] 4840 - إِنَّ الفَتَى لَفَتَى الهَوَاجِرَ وَالسُّرَى ... وفتى الطِّعَانَ وَمِدْره الحدثانِ بَعْدهُ: إن الفَتَى إِنْ كَانَ كَهْلًا أَو ... فَتَى لَيْسَ الفَتَى بِمُنَعمِ الـ. . . . . ¬
يُرْوَى: كَانَ كَهْلًا أَو فَتَى فَهُوَ ... الفَتَى بغملجُ الفتيان الغملجُ: الَّذِي لَا يُسْتَقِيْمُ. [من المنسرح] 4841 - إِنَّ الفَتَى مَنْ يقَوْلُ هَا أنَاذَا ... لَيْسَ الفَتَى مَنْ يَقُوْلُ كَانَ أَبِي يَعْمُرُ بنُ صَالِحَ: [من البسيط] 4842 - إِنَّ الفَتَى وَاجِبٌ فِي حَالِ قُدْرَتِهِ ... أَنْ لَا يُرَى لَاهيًا عَنْ حَقِّ إخْوَانِهِ [من الرجز] 4843 - إِنَّ الفَتَى يُصْبِحُ لِلأَسْقَامِ ... كَالغَرَضِ المَنْصُوْبِ للسِّهَامِ عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ: [من السريع] 4844 - إِنَّ الفَتَى يُقْتِرُ بَعْدَ الغِنَى ... وَيَغْتَنِي مِنْ بَعْدِ مَا يَفْتَقِرُ هُوَ عَمَرُو بنُ أَحْمَرَ بنَ العَمَرَّدِ بن عَامِر بن عَبْدَ شَمْسِ ابنِ عَبْدِ فَرَّاص بن مَعْنِ بن مَالِكِ بن بَاهِلَةَ بن أَعْصُرَ بن سَعْدٍ. يَقُوْلُ بَعْدَ هَذَا البَيْتُ: وَالحَيّ كَالمَيتِ وَيَبْقَى التُّقَى ... وَالعَيْشُ فَنَّانِ فَحُلْوٌ وَمُرُّ هَلْ يُهَلِكَنِّي بَسْطَ مَا فِي يَدِي ... وَيُخْلَدَنِّي مَنْعُ مَا ادَّخِرُ وَإِنَّمَا يَقْضي لنَا رَبُّنَا ... بقَدْرِ مَا شَاءَ وَلَا نَقْتَدِرُ وَلَنْ تَرَى مِثْلَ ذَا شَبِيْهٍ ... أَعْلَمُ مَا يَنْفَعُ مِمَّا يَضِرُّ أَبُو هِفَّانَ: [من السريع] 4845 - إِنَّ الفَتَى يُنْبِئكَ عَمَّا بِهِ ... مِنْ كَرَمِ الأَخْلَاقِ غِلْمَانُهُ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 4846 - إِنَّ الفَجِيْعَةَ بِالرِّيَاضِ نَوَاضِرًا ... لأَشَدُّ مِنْهَا بِالرِّيَاضِ ذَوَابِلَا أَبْيَاتُ أَبِي تَمَّامٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِنَّ الهِلَالَ إِذَا رَأَيْتَ نُمُوّهُ ... أَيْقَنْتَ أَنْ سَيَصيْرَ بَدْرًا كَامِلَا إِنْ تُرْزِقِي طَرْفَي نَهَارٍ وَاحِدٍ ... رُزْءَيْنِ هَاجَا لَوْعَةٍ وَبِلَالَا فَالحَمْلُ لَيْسَ مُضَاعفًا لِمَطِيَّةٍ ... إِلَّا إِذَا مَا كَانَ قرْمًا بَازِلَا [من الكامل] 4847 - إِنَّ الفَرَاغَ إِلَى سَلَامِكَ قَادَنِي ... وَلَرُبَّمَا طَلَبَ الفُضُوْلَ الفَارغُ رِيَاحُ بنُ سُبَيْجٍ مولى بني ناجية: [من الكامل] 4848 - انَّ الفَرَزْدَقَ صَخْرَة عَادِيَّةٌ ... طَالَتْ فَلَيْسَ تَنَالُهَا الأَجْبالُ إبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ المَوْصَلِيُّ: [من البسيط] 4849 - إِنَّ الفعَالَ فُوَيْقَ النَّجْمِ مَطْلَبُهُ ... وَالقَوْلُ يُوْجَدُ مَطْرُوْحًا عَلَى الطُّرُقِ [من الكامل] 4850 - إِنَّ الفَقِيْهَ إِذَا غَوَى وَأَطَاعَهُ ... قَوْمٌ غَوَوا مَعَهُ فَضَاعَ وَضَيَّعَا بَعْدهُ: مثلُ السَّفِيْنَةِ إِنْ هَوَتْ فِي لُجَّةٍ ... تغرقْ وَيَغْرَقُ كُلُّ مَنْ فِيْهَا فِي المَثَلِ: إِذَا زَلَّ العَالِمُ زَلَّ بِزَلَّتِهِ عَالَمٌ، وَذَلِكَ لأن العَالَمُ تبعٌ لِلعَالِمِ فهم يَقْتَدُوْنَ بِهِ. ¬
[من الكامل] 4851 - إِنَّ الفُؤَادَ بِمَنْ تَرَاهُ مُوَكَّلٌ ... وَالقَلْبَ ذَا شَعَفٍ فَمَاذَا أَصْنَعُ؟ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 4852 - إِنَّا لَفِي زَمَنٍ تَرْكُ القَبِيْحِ بِهِ ... مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ إِحْسَانٌ وَأَجْمَالُ بَعْدهُ: ذكر الفَتَى عُمْرُهُ الثَانِي وَحَاجَتهُ ... مَا قَاتَهُ وفضُوْلُ العَيْشِ أشغَالُ * * * قَوْلُ قَيْس بن عَاصِمٍ (¬1): إِنَّ القِدَاحَ إِذَا جُمِعْنَ وَرَامَهَا ... بِالكَسْرِ ذُو بَطْشٍ شَدِيْدٍ أيِّدِ عَزَّتْ وَلَمْ تُكْسَرْ وَإِنْ هِيَ بَدَّدَتْ ... فَالوَهْنُ وَالتَّكْسِيْرُ لِلمُتبَدّدِ [من البسيط] 4853 - إِنَّ القَدِيْمَ إِذَا مَا ضَاعَ آخِرُهُ ... كَسَاعِدٍ فَلَّهُ الأَيَّامُ مَحْطوْمِ قَبْلهُ: أَلْهَى بَنِي جُثْمٍ عَنْ كُلِّ مَكْرُمَةٍ ... قَصيْدَةٌ قَالَهَا عَمْرُو بن كُلْثُوْمِ يُفَاخِرُوْنَ بِهَا مُذْ كَانَ أوَّلهُمْ ... يَا لِلرِّجَالِ لِفَخْرٍ غَيْرِ مَذْمُوْمِ إِنَّ القَدِيْمَ إِذَا مَا ضَاعَ آخِرُهُ. البَيْتُ الأَحْوَصُ: [من الـ. . .] 4854 - إِنَّ القَدِيْمَ وَإِنْ جَلَّتْ رزيئته ينضو ... فَيُنْسَى وَيبْقَى الحَادِثُ الأَنِفُ ¬
البُسْتِيُّ: [من الكامل] 4855 - إِنَّ القَذَى يُؤْذِي العُيُوْنَ قَلِيْلُهُ ... وَلَرُبَّمَا جَرَحَ البَعُوْضُ الفِيْلَا قَبْلهُ: لَا يَسْتَخِفَنَ الفَتَى بِعَدُوِّهِ أَبَدًا ... وَإِنْ كَانَ العَدُوُّ ضئِيْلَا إِنَّ القَذَى يُؤْذِي العُيُوْنَ. البَيْتُ [من البسيط] 4856 - إِنَّ القُلُوْبَ تُجَازِي فِي مَوَدَّتِهَا ... فَاسْأَلْ فُؤَادَكَ عَنِّي فَهُوَ يُجْزِينِي مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ: [من الكامل] 4857 - إِن القُلُوْبَ عَلَى القُلُوبِ شَوَاهِدٌ ... فَبَغِيْضُهَا لَكَ بيَّنٌ وَحَبِيْبُهَا بَعْدهُ: وَإِذَا تَلَاحَظَتِ العُيُوْنُ تَفَاوَضَتْ ... وَتَحَدَّثَتْ عَمَّا تُجِنُّ قُلُوْبُهَا يَنْطِقْنَ وَالأَفْوَاهُ صَامِتَةٌ فَمَا ... يَخْفَى عَليْكَ صَحِيْحُهَا وَمَشُوبُهَا وَقَدْ وَرَدَتْ فِي بَابِ: (إِنَّ العُيُوْنَ) لاخْتِلَافِ اللَّفْظِ. أَبُو نواسٍ: [من البسيط] 4858 - إِنَّ القُلُوْبَ لأَجْنَادٌ مُجَنَّدَةٌ ... بِالأَمْرِ مِنْ رَبِّهَا تَجْرِي وَتَأتلِفُ قَبْلهُ: يَا قَلْبُ وَيْحكَ جدًّا مِنْكَ ذَا الكَلَفُ ... وَمَنْ كَلِفْتَ بِهِ جَافٍ كَمَا تَصِفُ وَكَانَ فِي الحَقِّ أَنْ يَهْوَاكَ مُجْتَهِدًا ... كَذَاكَ خَبَّرَ مَنْ مِنَّا الغَابِرُ السَّلَفُ ¬
إِنَّ القُلُوْبَ لأَجْنَادٌ مُجَنَّدَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا فَهُوَ مُؤْتَلِفٌ ... وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا فَهُوَ مُخْتَلِفُ هَذَا نَظَمُ الحَدِيْثِ المَرْوِيِّ عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: الأَرْوَاحُ جُنُوْدٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ. [من البسيط] 4859 - إِنَّ القَلِيْلَ مِنْكَ يَنْفَعُنِي ... وَمَا سِوَاهُ قَلِيْلٌ غَيْرُ نَفَّاعِ مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ: [من الكامل] 4860 - إِنَّ القَنَاعَةَ مَا عَلِمْتَ غِنًى ... وَالحِرْصُ يُوْرِثُ أَهْلهُ فَقْرَا أَبْيَاتُ ابِن خَازِمٍ: [من الكامل] قَدْ ذُقْتَنِي فَوَجَدْتَنِي مُرًّا ... وَبَلَوْتَنِي فَوَجْدَتَنِي حُرَّا سَهْلَ الخَلَائِقِ ذا مُحَافَظَةٍ ... آبَى الصّغَار وَأَمْنَعُ القَسْرَا وَإِذَا أَرَادَ هَضِيْمَتِي رَجُلٌّ ... أَبْلَيْتُ دُوْنَ تَهَضُّمِي عُذْرَا وَإِذَا تَجَبَّرَ صَاحِبٌ وَزَهَا ... يومًا عَلَيَّ أَعِرْتُهُ كِبْرَا وَإِذَا اسْتَكَانَ لِذِي الغِنَى ضَرِعٌ ... يَرْجُو جَدَاهُ رَمَقْتُهُ شَزْرَا وَإِذَا تَضَيَّفَنِي الزَّمَانُ بصَرْفِهِ ... وَكَبَا عَلَيَّ قَرَيْتهُ صبْرَا وَإِذَا نَبَا بِي متْركٌ وَجَفَا ... عَنِّي تَرَكْتُ عِرَاصَهُ قَفْرَا إِنَّ القَنَاعَةَ مَا عَلِمْتَ غِنَى. البَيْتُ ابْنُ هِنْدُو: [من البسيط] 4861 - إِنَّ القَنَاةَ الَّتِي شَاهَدْتَ نَبْعَتَهَا ... تَنْمِي وتَصْعَدُ أُنْبُوْبًا فَأُنْبُوْبَا ¬
الفَرَزْدَقُ: [من البسيط] 4862 - إِنَّ القَوَافِي لَنْ يَرْجِعْنَ فَاسْتَمِعُوا ... إِذَا بَلَغْنَ شِعَابَ الغَوْرِ وَالقُنَنِ مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ: [من الكامل] 4863 - إِنَّ الكَبِيْرَ إِذَا تَنَاهَتْ سِنُّهُ ... أَعْيَتْ رِيَاضَتُهُ عَلَى الرُّوَّاضِ بَعْدهُ: وَعَليْكَ مِنْ نَسْجِ الزَّمَانِ عَمَامَةٌ ... خَضبَ المَشِيْبُ سَوَادَهَا بِبَيَاضِ وَالوَعْظُ يَنْبُو عَنْ صِفَاتِكَ رَاجِعًا ... مِثْلَ السِّهَامِ نَبَتْ عَنِ الأغْرَاضِ [من الكامل] 4864 - إِنَّ الكِتَابَةَ رَأسُ كُلِّ صِنَاعَةٍ ... وَبِهَا تَتِمُّ جَوَامِعُ الآمَالِ الصُّوْليُّ: [من البسيط] 4865 - إِنَّ الكِتَابَةَ وَالآدَابَ قَدْ جَعَلَتْ ... بَيْنيِ وَبَيْنكَ يَا زَيْنَ الوَرَى نَسَبَا بَعْدهُ: أَدْعُوْكَ دَعْوَةَ مَظْلُوْمٍ وَسِيْلَتهُ ... إِنْ لَمْ تَكُنْ بِي رَحِيْمًا فَارْحَمِ الأَدَبَا أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 4866 - إِنَّ الكِرَامَ إِذَا مَا أسْهَلُوا ذَكَرُوا ... مَنْ كَانَ يَألَفُهُمْ فِي المَنْزِلِ الخَشِنِ قَبْلهُ: وَإِنَّ أَوْلَى البَرَايَا أَنْ تُوَاسِيَهُ ... عِنْدَ السُّرُوْرِ الَّذِي وَاسَاكَ فِي الحَزَنِ وَيُرْوَى: أَوْلَى البَرِيَّةِ طُرًّا. ¬
وَيُرْوَى: وَإِنَّ أَوْلَى المَوَالِي أَنْ تُوَاسِيَهُ. بَعْدَهُ: إِنَّ الكِرَامَ إِذَا مَا أَسْهَلُوا ذكِرُوا. البَيْتُ * * * قَدْ ضَمَّنَ أَبُو الفَضْلِ ابْنُ العَمِيْدِ شِعْرَهُ بَيْتُ أَبِي تَمَّامٍ هَذَا وَكَتَبَ بِهِ إِلَى أَبِي الحَسَنِ العَبَّاسِيّ وَهُوَ (¬1): أَشْكُو إِلَيْكَ زَمَانًا ظَلَّ يَعْرِكُنِي ... عَرْكَ الأَدِيْمِ وَمِنْ بعْدِي عَلَى الزَّمَنِ وَصَاحِبًا كُنْتُ مَغْبُوْطًا بِصُحْبَتِهِ ... دَهْرًا فَغَادَرَني فَرْدًا بلا سَكَنِ هَبَّتْ لَهُ رِيْحُ إِقْبَالٍ فَطَارَ بِهَا ... نَحْوَ السُّرُوْرِ وَأَنْحَانِي إِلَى الحَزَنِ نَأَى بِجَانِبِه عنّي وَصَيَّرَنِي ... مَعَ الأَسَى وَدَوَاعِي الشَّوْقِ فِي قَرَن وَبَاعَ صَفْوَ وِدَادٍ كُنْتُ أَقْصُرُهُ ... عَلَيْهِ مُجْتَهِدًا فِي السِّرِّ وَالعَلَنِ ثَمَّ اسْتَطَالَ عَلَى حُبِّي بِفُرْقَتِهِ ... كَأَنَّ مَا كَانَ مِنْ حُبِّيْهِ لَمْ يَكُنِ كَأَنَّهُ كَانَ مَطْوِيًّا عَلَى أَحَنٍ ... وَلَمْ يَكُنْ فِي ضرُوْبِ الشِّعْرِ أَنْشَدَنِي إِنَّ الكِرَامَ إِذَا مَا أَسْهَلُوا ذَكَرُوا. البَيْتُ وَهُوَ غُرَرِ أَشْعَارِ أَبِي الفَضْلِ رَحَمَهُ اللَّهُ. البُسْتِيُّ: [من البسيط] 4867 - إِنَّ الكِرَامَ إِذَا مَا مَسَّهُمْ سَغَبٌ ... صَالُوا صِيَالَ لِئَامِ النَّاسِ إِنْ شَبِعُوا أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 4868 - إِنَّ الكِرَامَ كثيْرٌ فِي البِلَادِ وَإِنْ ... قَلُّوا كمَا غَيْرُهُمْ قُلٌّ وَإِنْ كَثُرُوا بَعْدهُ: ¬
لَا يَدْهَمَنَّكَ مِنْ دَهَائِمِهِمْ عَدَدٌ ... فَإِنَّ جُلَّهُمُ بَلْ كُلَّهُمُ بَقَرُ أَبُو عَطَاءٍ: [من مجزوء الكامل] 4869 - إِنَّ الكِرَامَ مُنَاهِبُوْ ... كَ المَجْدَ كَلُّهُمُ فَنَاهبِ بَعْدهُ: اخْلِفْ وَأَتْلِفْ كُلُّ شَيْءٍ ... . . . . . . . . . . . [من الكامل] 4870 - إِنَّ الكَرِيْمَ أَخُو الكَرِيْمِ وَإِنَّمَا ... يَصِلُ اللَّئِيْمُ حِبَالَهُ بِلَئِيْمِ [من الكامل] 4871 - إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا أَرَادَ قَطِيْعَةً ... سَتَرَ القَبِيْحَ وَأَظْهَرَ الإحْسَانَا قَبْلهُ: نَصِلُ الصَّدِيْقَ إِذَا أَرَادَ وِصَالنَا ... وَنَصُدُّ بَعْضَ صُدُوْدِهِ أَحْيَانَا إِنْ صدَّ عَنِّي كُنْتَ أَكْرَمُ مُعْرِضٍ ... وَوَجَدْتُ عَنْهُ مُرَحَّلًا وَمَكَانَا لَا مَظْهَرٌ عَنْدَ القَطِيْعَةِ سَرَّنَا ... بَلْ حَافِظٌ مِنْ ذَاكَ مَا اسْتَرْعَانَا إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا أَرَادَ قَطِيْعَةً. البَيْتُ إِنْ اللَّئِيْمَ إِذَا تَقَطَّعَ وَصْلهُ ... بَعْدَ المَوَدَّةِ قَالَ كَانَ وَكَانَا الغريض اليهودي: [من الكامل] 4872 - إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا أَرَادَ مَوَدَّتِي ... لَمْ يُلفِ حَبْلِي وَاهِيًا رَثَّ القُوَى ¬
رُوِيَ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . . أَنشد عَائِشَةَ شعرَ أَبِي الغريض اليهودي: إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا أَرَادَ مودتي ... . . . . . . . . . . . . القوى ارعَى أَمَانَتهُ وَأحْفَظُ عهده ... جهدي فيأتي بعد ذلك ما أتى ارْفَعْ ضعِيْفكَ [لا تصغر ضعفه] ... يومًا فتدركه العواقب قد نحى] يَجْزِيْكَ أَو يَثني عَليْكَ وَإِنْ من ... أثنى عليك بما فعلت فقد جزى] فَلَمَّا أَنْشَدَتهُ هَذِهِ الأَبْيَاتُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ مَعْرُوْفٌ فكأَنَّهُ بِهِ فَقَدْ كَافَأَهُ وَمَنْ لَمْ يُكَافِ كَافأ لأَنَّ مَنْ أَثنى كَمَنْ جَزَى. يَقُوْلُ: هَلْ فِي السَّمَاءِ لِصَاعِدٍ مِنْ مُرْتَقِي ... أَمْ هَلْ لِحتفٍ رَاصِد مِنْ سنًى؟ للَّهِ دُرّكَ مِنْ سَبِيْلٍ وَاضِحٍ ... سِيَّانِ فِيْهِ مَنْ تَصَعْلَكَ وَاقتَنَى أَوَّلُهَا: أَمَلٌ تَبَوَّأَ فِي مَنَازِلِ ذِلّةٍ ... إِذْ لَا ذَلِيلَ أَذَلَّ مِنْ وَتدِي القُرَى أَحْيَاؤُهُمْ عَلَى مَوْتَاههُمُ ... وَالمَيتُوْنَ شِرَارُ مَنْ تَحْتَ الثَّرَى وَإِذَا تُصَاحِبُهُمْ تُصَاحِبُ خَانَةً ... وَمَتَى تُفَارِقُهُمْ تُفَارِقُ عَنْ قِلَى لَا يَفْزَعُوْنَ إِلَى مَخَافَةِ جَارِهِمْ ... وَإِذَا عَوَى ذِئْبٌ بِصَاحِبهِ عَوَى أخوَانُ صِدْقٍ مَا رَأوْكَ بِغِبْطَةٍ ... فَإِذَا افْتَقَرْتَ فَقَدْ هَوَى بِكَ مَا هَوَى هَذَا البَيْتُ الأخِيْرُ وَجدْتهُ فِي شِعْرِ الأَسْعَرِ الجُعْفِيّ مِنْ أَبْيَاتٍ لَهُ يَقُوْلُ فِيْهَا (¬1): وَلَقَدْ عَلِمْتُ عَلَى تَجشُّعي الرّدَى ... إِنَّ الحُصُوْنَ الخَيْلُ لَا مَدَرُ القُرَى إِنِّي وَجَدْتُ الخَيْلَ عِزًّا ظَاهِرًا ... تُنْجِي مِنَ الغُمَّى وَتَكْشِفْنَ الدُّجَى وَيَبِتْنَ بِالثَّغْرِ المَخُوْفِ طَلائعًا ... وَيَبِتْنَ لِلصُّعْلُوْكِ جمَّةَ ذِي الغَنَى وَهُوَ الأَسْعَرُ بن أَبِي حمرَان الحَارَثُ بن مُعَاوِيَةَ الجّعْفِيّ. * * * ¬
كَانَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ البرَاثيّ رَحَمَهُ اللَّهُ يَقُوْلُ: كَرَمُكَ يَا سَيِّدي أَطْمَعَنَا فِي عَفْوِكَ وَجُوْدُكَ أَطْمَعَنَا فِي فَضلِكَ وَذُنُوْبُنَا تؤيسنا مِن ذَلِكَ وَتأبَى قُلُوْبُنَا لِمَعْرَفَتِهَا بِكَ أَنْ تَقْطَعَ رَجَاءَهَا مِنْكَ فَتَفَضَّلَ عَلَيْنَا بِجُوْدِكَ يَا كَرِيْمُ وَجُدْ عَلَيْنَا بعَفْوِكَ يَا رَحِيْمُ. مُحَمَّدُ بن شِبْلٍ: [من الكامل] 4873 - إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا تَمَكَّنَ مِنْ أَذًى ... أَنْسَتْهُ قُدْرَتهُ الحُقُوْدَ فَأَقْلَعَا بَعْدهُ: وترى اللَّئِيْمَ إِذَا تَمَكَّنَ مِنْ أَذًى ... يَطْغَى فَلَا يُبْقِي لِصِلْحٍ مَوْضِعَا [من الكامل] 4874 - إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا حباك بوعده ... أعطاكه سَلِسًا بغَيْرِ مَطَالِ دِعْبِلٌ: [من البسيط] 4875 - إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا حَرَّكتَ نَجْدَتَهُ ... سَمَتْ بِهِ سَامِيَاتُ المَجْدِ وَالهِمَمِ ابن المعذّل: [من الكامل] 4876 - إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا رَآكَ ظَلمتَهُ ... ذَكرَ الظُّلَامَةَ بَعْدَ نَوْمِ النُّوَّمِ قَبْلهُ: إِيَّاكَ مِنْ ظلْمِ الكَرِيْمِ فَإِنَّهُ ... مُرٌّ مَذَاقَتهُ كَطَعْمِ العَلْقَمِ إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا رَآكَ ظَلَمْتَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَجَفَا الفِرَاشَ وَبَاتَ يَطْلبُ ثَأرَهُ ... أَسَفًا وَإِنْ أَغْضَى وَلَمْ يَتَكَلَّمِ ابْنُ عَيَّاشَ الكُوْفِيُّ الخَيَّاط: [من البسيط] 4877 - إِنَّ الكَرِيْمَ الَّذِي تَبْقَى مَوَدَّتهُ ... وَيَكْتِمُ السِّرَّ إِنْ صَافَى وَإِنْ صَرَمَا ¬
بَعْدهُ: لَيْسَ الكَرِيْمُ الَّذِي إِنْ زَلَّ صَاحِبُهُ ... أَفْشَى وَقَالَ عَلَيْهِ كُلَّ مَا ظَلِمَا جَرِيْرٌ: [من الكامل] 4878 - إِنَّ الكَرِيْمَ عَلَى المَكَارِمِ قَيِّمٌ ... وابنُ الكَرِيْمَةِ لِلْكِرَامِ نَصُوْرُ [من مجزوء الكامل] 4879 - إِنَّ الكَرِيْمَ لَهُ عَلَى ... مَعْرُوْفِهِ نَفْسٌ تَدُلُّه بَعْدهُ: تبْدِي مَكارِمَهُ كَمَا ... يُبْدِي فِرَنْدَ السَّيْفِ صَقْلُهُ بَشَّارٌ: [من البسيط] 4880 - إِنَّ الكَرِيْمَ لَيُخْفِي عَنْكَ عُسْرَتَهُ ... حَتَّى تَرَاهُ غَنِيًّا وَهْوَ مَجْهُوْدُ أَوَّلُهَا: ظِلُّ اليَسَارِ عَلَى العَبَّاسِ مَمْدُوْدُ ... وَقَلْبُهُ أَبَدًا بِالبُخْلِ مَعْقُوْدُ إِنَّ الكَرِيْمَ لَيَخْفِي عَنْكَ عُسْرَته. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلِلْبَخِيْلِ عَلَى أَمْوَالِهِ علَلٌ ... زُرْقُ العُيُوْنِ عَلَيْهَا أَوْجُهٌ سُوْدُ إِذَا تَكَرَّمْتَ أَنْ تُعْطِي القَلِيْلَ وَلَمْ ... تَقْدِرْ عَلَى سِعَةٍ لَمْ يَظْهَرِ الجوْدُ أَوْرِقْ بِخَيْرٍ تُرَجَّى لِلنَّوَالِ فَمَا ... تُرْجى الثِّمَارُ إِذَا لَمْ يُوْرِقُ العُوْدُ بَثُّ النَّوَالَ وَلَا تَمْنَعكَ قلتهُ ... فَكُلُّ مَا سَدَّ فَقْرًا فَهْوَ مَحْمُوْدُ نَسَبَ ابن المُعْتَزِّ هَذِهِ الأَبْيَاتُ إِلَى حَمَّادِ عَجْرَدَ وَهُوَ قَوْلهُ: إِنَّ الكَرِيمَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
بَثُّ النَّوَالِ وَبَعْدَهُ وَلِلْبَخِيْلِ، هَذِهِ الأَبْيَاتُ الثَّلَاثُ. وَرَوَاهَا آخَرُوْنَ لِيَحْيَى بن خَالِدٍ البَرْمَكِيُّ. وَقِيْلَ كَتَبَ كُلْثُوْم بن عمْروٍ العَتَابِيُّ إِلَى صَدِيْقٍ لَهُ يَسْتَرْفِدُهُ بِهَذِهِ الأَبْيَاتُ فَيُقَالُ إِنَّ الرَّجُلَ شَاطَرَهُ مَالَهُ حَتَّى بَعَثَ إِلَيْهِ بِنِصفِ قِيْمَةِ خَاتَمَهِ وَأَعْطَاهُ فَرْدَةَ نَعْلِهِ وَلأَيّهِمْ كَانتْ فَإِنَّهَا مِنْ حُرِّ الكَلَامِ وَسِحْرِ البَيَانِ. جَرِيْرٌ: [من الكامل] 4881 - إِنَّ الكَرِيْمَةَ يَنْصُرُ الكَرَمَ ابْنُهَا ... وابنُ اللَّئِيْمَةِ لِلِّئَامِ نَصُوْرُ التِهَامِيُّ: [من الكامل] 4882 - إِنَّ الكَوَاكِبَ مِنْ عُلُوِّ مَحَلِّهَا ... لَتُرَى صِغَارًا وَهْيَ غَيْر صِغَارِ قَالَ التُهَامِيٌّ يَرْثِي وَلَدَهُ بَعْدَ قَوْلِهِ إِنَّ الكَوَاكِبَ. البَيْتُ يَقُوْلُ: تُخْفِي مِنَ [البُرْحاء نارًا] مِثْلَمَا ... يُخْفِي مِنَ النَّارِ الزِّنَادُ الوَارِي وأخفضُ [الزفرات وهي] صَوَاعِدٌ ... وَأُكَفْكِفُ العَبَرَاتِ وَهِيَ جوارِ وَشِهَابُ [زندِ] الحزن إِنْ طاوعته ... وارٍ وَإِنْ عَاصَيْتهُ مُتَوَارِ [وأكف نيران] الأسى ولربما ... غُلِب التَّصَعبُّرَ فَارْتَمَتْ بِشَرَارِ ثوب الرِّياءِ يشفُّ عمّا تحتهُ ... فَإِذَا الْتَحَفْتَ بِهِ فَإِنَّكَ عَارِ [فإذا نطقتُ فأنت أوّلُ منطقي] ... فَإِذَا سكتُّ فَأَنْتَ فِي إِضمَارِي [قصرت جفوني أم تباعد بينها] ... أم صُورت عَيْنِي بِلَا اشْفَارِ جفتِ الكرى حتى] كَانَ غرَارَهُ ... عِنْدَ اغْتِمَاضِ العَيْنِ حَدُّ غِرَارِ وتلهب الأَحْشَاء شَيَّبَ مَفْرَقِي ... هَذَا الضِّيَاءُ شُعَاعُ تِلْكَ النَّارِ وطرِي مِنَ الدُّنْيَا الشَّبَابُ وَرَوقهُ ... فَإِذَا انْقَضى فَقَدِ انْقَضتْ أَوْطَارِي عُرْوَةُ بنُ أُذَيْنَةَ: [من الكامل] 4883 - إِنَّ الَّتِي زَعَمَتْ فُؤَادَكَ مَلَّهَا ... خُلِقَتْ هَوَاكَ كَمَا خُلِقْتَ هَوًى لَهَا ¬
بَعْدهُ: بَيْضَاءُ بَاكرهَا النَّعِيْمُ فَصَاغَهَا ... بِلَبَاقَةٍ فَأَدَقَّهَا وَأَجّلَّهَا حَجَبَتْ تَحِيَّتهَا فَقلْتُ لِصَاحِبي ... كَمَا كَانَ أَكْثَرَهَا لنَا وَأَقَلَّهَا وَإِذَا وَجَدْتُ لَهَا وَسَاوِسَ سَلوَةٍ ... شَفِعَ الضَّمِيْر إِلَى الفُؤَادِ فَسَلَّهَا أَبُو الغَمْرِ الرَّازِيّ: [من الكامل] 4884 - إِنَّ الجَيْنَ وَإِنْ طَالَ الحِمَاء به لم ... مِنْهُ إِلَّا فِضَّةٌ يَقَقُ وَمِنْ بَابِ (إِنَّ الَّذِي) قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن الحَسَنِ اللَّحَّامِ الحرَانِيّ فِي نَفْسِهِ (¬1): إِنَّ الَّذِي أَفْنَى الحُطَيْئَةَ بَعْدَ مَا ... أَفْنَى الهجَاءَ وَبَاءَ بِالآثَامِ وَأَبَادَ هَجَّاءَ الحَلَائِفِ دَعْبَلًا ... مِنْ بَعْدِهِ وَفَتَى بَنِي بَسَّامِ سَيُرِيْحُ أَعْرَاضَ الكرَامِ بِمَنِّهِ ... وَلَطِيْفِ قُدْرتهِ مِنَ اللَّحَّامِ الرَّبِيْعُ بن أَبِي الحَقِيْقِ: [من الكامل] 4885 - إِنَّ الَّذِي تَزْجِي إِلَيَّ كَأَنَّمَا ... تَرْمِي بِهِ فنِدًا مِنَ الأفنَادِ بَعْدهُ: لِيَقِرَّ قَلْبي بِالوَعِيْدِ فَقَدْ تَرَى ... أَنْ لَا أُبَالِي كثْرَةَ الإِبْعَادِ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ الوَاعِظ: [من السريع] 4886 - إِنَّ الَّذِي تَشرفُ مِنْ أَجْلِهِ ... يَزْعُمُ هَذَا أنّهُ كَاذِبُ يُرْوَى أَنَّ الشَّيْخَ مُحَمَّد الوَاعِظَ رَحَمَهُ اللَّه مَرَّ يَوْمًا فَرَأى الحكِيْمَ ابنَ تُوْمَا رَاكِبًا فِي جَمْعِ وَالنَّاسُ يُطْرِقُوْنَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَكَانَ وَكِيْلُ الخَلِيْفَةِ النَّاصِرِ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ ثَمَّ شَتَمَهُ وَأَهَانَهُ وَالْتَفَتَ إِلَى دَارِ الخَلِيْفَةِ كَالمُخَاطِبِ لَهُ يَقُوْلُ: ¬
إِنَّ الَّذِي تَشرفُ مِنْ أجْلِهِ. البَيْتُ [من الرجز] 4887 - إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُهُ بِفِيْكَا ... تَأكُلُهُ بِشَرِّ شَيْءٍ فِيْكَا [من مخلع البسيط] 4888 - إِنَّ الَّذِي تَكْرَهُوْنَ مِنْهُ ... هُوَ الَّذِي يَشْتَهِيْهِ قَلْبِي جَرِيْرٌ: [من الكامل] 4889 - إِنَّ الَّذِي حَرَمَ الخِلَافَةَ تَغْلِبًا ... جَعَلَ النُّبُوَّةَ وَالخلَافَةَ فِيْنَا قَوْلُ جَرِيْرٍ: إِنَّ الَّذِي خَلَف الخلَافَةِ تَغْلبًا. بَعْدَهُ مُضَرٌ أَبِي وَأَبُو الملُوْكِ فَهَلْ لَكُمْ ... يَا حُرْزَ تَغْلِبَ مِن أَبٍ كَأَبِيْنَا هَذَا ابْنُ عَمِّي فِي دِمَشْقَ خَلِيْفَةً ... لَوْ شِئْتُ سَاقَكَمُ إِلَى قَطِّيْنَا إِنَّ الفَرَزْدَقَ إِنْ تَحَنَّفَ كَارِهًا ... أَضْحَى لِتَغْلِبَ وَالصَّلِيْبِ خَدِيْنَا وَلَقَدْ جَزَعْتَ إِلَى النَّصَارَى بَعْدَمَا ... لَقِيَ الصليْبُ مِنَ العَذَابِ مهِيْنَا هَلْ تَشْهدوْنَ مِنَ المَشَاعِرِ مَشْعَرًا ... أَو تَسْمَعُوْنَ مِنَ الأذَانِ أذِيْنَا حَدَّثَ عَمَارَةُ بن عَقِيْلٍ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ الوَليْدَ قَوْلُ جَرِيْرٍ: هَذَا ابْنُ عَمِّي فِي دِمَشْقَ خَلِيْفَةً. البَيْتُ. قَالَ: أَمَّا وَاللَّهِ لَوْ قَالَ جَرِيْرٌ: لَوْ شِئْتُ سَاقَكَمُ إِلَى قَطِّيْنَا لَفَعَلْتُ وَلَكِنَّهُ قَالَ لَوْ شِئْتُ فَجَعَلَنِي شرْطِيٌّ لَهُ. [من الكامل] 4890 - إِنَّ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ بَنى لَنَا ... بَيْتًا دَعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ ¬
[من الكامل] 4891 - إِنَّ الَّذِي سَلَّى فُؤَادِي أَنَّنِي ... أَيْقَنْتُ أَنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ آخِرَا ابْنُ هَرْمَةَ: [من السريع] 4892 - إِنَّ الَّذِي شَقَّ فَمِي ضَامِنٌ ... لِلرِّزْقِ حَتَّى يتَوَفَّانِي قَبْلهُ: حَرَمْتَنِي رِزْقًا قَلِيْلًا فَمَا إِنْ ... زَادَ فِي مُلْكِكَ حرْمَانِي إِنَّ الَّذِي. البَيْتُ وَيُرْوَيَانِ لِلْخَلِيْلِ بن أَحْمَدَ. قِيْلَ وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى بَعْضِ ذوِي الجِّدَّةِ وَكَانَ لَهُ مِنْهُ رِزْقٌ يُجْرِيْهِ عَلَيْهِ فَقَطعَهُ عَنْهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِهمَا فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِ أَمَرَ بِرَدِّ رِزْقِهِ وَزَادَ فِي بِرِّهِ وَإِكْرَامِهِ. * * * وَمِنْ بَابِ (إِنَّ الَّذِي) قَوْلُ الأَمِيْر سَدِيْد أبي. . . ابن مُنْقِذٍ جدّ أُسَامَةَ بن مُرْشِدٍ. وَيُقَال أَنَّهُمَا لِعَبْدِ الخَلِيْفَةِ بِالمَغْرِبِ (¬1): أَلْقَى المَنِيَّةَ فِي دِرْعَيْنِ قَدْ نُسِجَا ... مِنَ التَّجَارِبِ لَا مِنْ نسْجِ داود إِنَّ الَّذِي صَوَّرَ الأَشْيَاءَ صَوَّرَنِي ... نَارًا مِنَ البَأسِ فِي بَحْرٍ مِنَ الجُوْدِ وقَد وَرَدَ هَذَانِ البَيْتَانِ فِي بَابِ: (اللَّهُ إِذَا صوَّرَ الأَشْيَاءَ) وَإِنَّمَا نُكَرِّرُهَا هُنَا للاخْتِلافِ أَوَلِهِ. [من البسيط] 4893 - إِنَّ الَّذِينَ بِخَيْرٍ كُنْتَ تَذْكُرُهُمْ ... هُمْ أَبْكُوْكَ وعنهم كُنْتُ أَنْهَاكَا ¬
بَعْدهُ: لَا تَطْلِبَنَّ حَيَاةً عِنْدَ غَيْرهم ... فَلَيْسَ يُحْيِيْكَ إِلَّا مَنْ تَوَفَّاكَا [من البسيط] 4894 - إِنَّ الَّذِينَ بَعَثْتَ في أقطارها ... نبذوا الكتاب وَاسْتُحِلَّ المُحَرَّمُ قَامَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بن عَبْدِ العَزِيْزِ رَحَمَهُ اللَّهُ وَهُوَ عَلَى المنْبَرِ فَأَنْشَدَهُ: إِنَّ الَّذِي بَعَثْتَ فِي أَقْطَارِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: طُلْسُ الثِّيَابِ عَلَى مَنَابِرِ أَرْضِنَا ... كُلّ يَجُوْرُ وَكَلّهُمْ يَتَظَلَّمُ وَأَرَدْتَ أَنْ تَلِيَ الأَمَانَةَ عَنْهُمُ ... عفّ وَهَيْهَات الأَمِيْنُ المُسْلِمُ عَبْدَةُ بنُ الطبيبِ: [من الكامل] 4895 - إِنَّ الَّذِينَ تَرَوْنَهُمْ إخْوَانِكُمْ ... يَشْفِي غَلِيْلَ صُدُوْرِهِمْ أَنْ تُصْرَعُوا عَلِيُّ بنُ الجَهمِ ويروى لإبراهيم بن المهديّ: [من الكامل] 4896 - إِنَّ الَّذِينَ سَعُوا إِلَيْكَ بِبَاطِلٍ ... أَعْدَاءُ نعْمَتِكَ الَّتِي لَا تُجْحَدُ بَعْدهُ: شهدُوا وَغِبْنَا عَنْكُمُ فَتَحَمَّلُوا ... فِيْنَا وَلَيْسَ كَغَائِبٍ مَنْ يَشْهَدُ وَيُرْوَيَانِ لإبْرَاهِيْم بن المَهْدِيّ يُخَاطِبُ المَأمُوْنَ. وَالَّذِي لِعَلِيّ بن الجَّهَم فِي شَفْعَتِهِمَا قَوْلهُ: لَوْ تَجْمَعُ الخُصَمَاءُ عِنْدَكَ مَجْلِسٌ ... يَوْمًا لَبَانَ لَكَ السُّبُلُ الأَقْصَدُ وَالشَّمْسُ لَوْلَا أَنَّها مَحْجُوْبَةٌ ... عَنْ نَاظِرَيْكَ لَمَا أَضَاءُ الفَرْقَدُ جَرِيْرٌ: [من الكامل] 4897 - إِنَّ الَّذِينَ غَدُوا بِلُبِّكَ غَادَرُوا ... وَشَلًا بِعَيْنِكَ مَا يَزَالُ مَعِيْنَا ¬
غَيْضٌ مِنْ عَبَرَاتِهِنَّ وَقُلْنَ لِي ... مَاذَا لَقَيْتَ مِنَ الهَوَى وَلَقِيْنَا قَوْلُ الحَاتِمِيُّ هَذَانِ البَيْتَانِ لِلمُعَلوِط السَّعْدِيّ وَإِنَّمَا انْتَحَلَهُمَا جَرِيْرٌ. البَغِيْضُ إِجْرَاءُ العبرَةِ بَأَطْرَافِ الأصابع، ونبذتها أي: نقضْنَ عبراتهن بأطراف أَصَابِعِهِنَّ وَنَبَذْنَهَا وَقَدْ أَخَذَهَا ذو الرُّمَّةِ فَكَشَفَهُ حَيْثُ قَالَ (¬1): وَلَمَّا تَلَاقَيْنَا جَرَتْ مِنْ جُفُوْنِنَا ... دُمُوْعٌ وَزَعنَا مَاءَهَا بِالأَصَابِعِ . . . مِنْ حَدِيْثٍ كَأَنَّهُ ... جَنَى النَّحْل مَمْزُوْجًا بِمَاءِ الوَقَائعِ الأصابع، ونبذنها أي: نفضْمنَ عبراتهن بأطراف. الوَقَائِع جَمْعُ وَقِيْعَةٍ وَهِيَ النُقْرَة فِي الصَّخْرَةِ. رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيْمٍ: [من الكامل] 4898 - إِن الَّذِينَ يَسُوْغُ فِي لَهَوَاتِهِمْ ... زَادٌ يُمَنُّ عَلَيْهِمِ للِئَامُ أَوَّلُهَا: البَانُ ابْنُ تَعِلَّةَ بنُ مُسَافِرٍ ... مَا دَامَ يَمْلِكُهَا عَلَيَّ حَرَامُ وَطَعَامُ عِمْرَانُ بنُ أَوْفِى مِثْلِهَا ... يَسْلُكُ فِي الحُلُوْقِ طَعَامُ إِنَّ الَّذِينَ يَسُوْغُ فِي لَهَوَاتِهِمْ. البَيْتُ قَوْلهُ: أَعْنَاقِهِمُ يُرِيْدُ حُلُوْقَهُمُ لأَنَّ العُنُقَ مُحِيْطٌ بِالحَلَقِ. [من مخلع البسيط] 4899 - إِنَّ الَّذِي هَاجَ لِي سقَامًا ... كَانَ شفَائِي مِنَ السِّقَامِ [من المنسرح] 4900 - إِنَّ الَّذِي يَرْتَجِي نَدَاك كَمَنْ ... يَحْلُبُ تَيْسًا مِنْ شَهْوَةِ اللَّبَنِ ¬
مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ: [من المنسرح] 4901 - إِنَّ الَّذِي يَرْتَجِي نَدَاكَ لَكَالغَا ... سِلِ مِنْ ثَوْبِهِ خَرًا بِخَرِ [من السريع] 4902 - إِنَّ الَّذِي يَعْشَقُ مَنْ لَا يَرَى ... لَمَيِّت مِنْ شِدَّةُ الغُلْمَه ذُو الإصْبعِ العَدَوَانِيُّ: [من البسيط] 4903 - إِنَّ الَّذِي تقْبِضُ الدُّنْيَا وَيَبْسُطُهَا ... إِنْ كَانَ أَغْنَاكَ عَنِّي سَوْفَ يُغْنِيْنِي وَهِيَ طَوِيْلَةٌ يَقُوْلُ مِنْهَا: كُلُّ امْرِئٍ صَابِرٌ يَوْمًا لِشِيْمَتِهِ ... وَإِنْ تَخَلَّقَ أَخْلَاقًا إِلَى حِيْنِ [من الرجز] 4904 - إِنَّ الَّذِي يَنْظِرُ فِي الدَّقَائِقِ ... العَزْمُ إِلَى الحَقَائِق أَبُو حُكيْمَةَ: [من البسيط] 4905 - إِنَّ اللَّيَالِي لَمْ تُحْسِنْ إِلَى أَحَدٍ ... إِلَّا أَسَاءَتْ إِلَيْهِ بَعْدَ إِحْسَانِ عَوْفُ بنُ وَرْقَاءَ: [من الكامل] 4906 - إِنَّ اللَّيَالِي لِلأنَامِ مَنَاهِلٌ ... تُطْوَى وَتُبْسَطُ بينهما الأعْمَارُ بَعْدهُ: فَقِصارُهُنَّ مَعَ الهُمُوْمِ طَوِيْلَة ... وَطِوَالُهُنَّ مَعَ السُّرُوْرِ قِصَارُ وَقِيْلَ هُمَا لعِتّابِ بنُ وَرْقَاءَ الشَّيْبَانِيّ. ¬
ابْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ: [من البسيط] 4907 - إِنَّ اللَّيَالِي وَالأَيَّامَ لَوْ سُئِلَتْ ... عَنْ عَيْبِ أَنْفُسِهَا لَمْ تَكْتِمِ الخَبَرَا قَبْلهُ: مَا رَاحَ يَوْمٌ عَلَى حَيٍّ وَلَا ابْتَكَرَا ... إِلَّا رَأَى عِبْرَةً فِيْهِ إِن اعْتَبَرَا وَلَا أَتَتْ سَاعَةٌ فِي الدَّهْرِ فَانْصَرَمَتْ ... حَتَّى تُؤثرُ فِي قَوْمٍ لَهَا أَثَرَا إِنَّ اللَّيَالِيَ وَالأَيَّامَ. البَيْتُ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِنَّ اللَّيَالِي لَا يَتْرُكْنَ ذَا سِعَةٍ ... إِلَّا وَرَدْنَ عَلَيْهِ بِالَّذِي حسرا إِنْ تَتَّعِظْ فلقَدْ أَبْصَرْتَ مَوْعِظَةً ... أَو تَعْتَبِرْ فَلَقَدْ أَبْصرْتَ مُعْتبرَا وَكُلُّ سَاعٍ سَيأتِي رَأسَ غَايَتِهِ ... لَا بُدَّ يَوْمًا أَطَالَ اليوم أم قَصُرا وَالمَرْءُ يَسْعَى وَيَنْسَى يَوْمَ ... مَصْرَعِهِ حَتَّى يُوَافِيْهِ يومًا. . . وَالمَرْءُ تَلْقَاهُ مِضْيَاعًا لِفُرْصَتِهِ ... حَتَّى إِذَا. . . عاتب القدرا أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من البسيط] 4908 - إِنَّ اللَّيَالِيَ وَالأَيَّامَ لَوْ عَقَلَتْ ... جَرَيْنَ فِي الخَلْقِ عَنْ رُمْحِي وَعَنْ قَلَمِي يَقُوْلُ أَبُو نَصرُ بن عَبْدِ العَزِيْزِ بن نُبَاتَةَ السَّعْدِيّ مُفْتَخِرًا بَعْدَهُ: عَنْ أسبق النَّاسِ للأقْدَارِ فِي مَهَلٍ ... مِنْهُ وَأَكْرَمَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الكَرَمِ أعْلَى مِنَ النَّجْمِ بَلْ أَهْدَى بِغُرَّتِهِ ... لِلمُهْتَدِيْنَ وَأَسْرَى مِنْهُ فِي الظُّلَمِ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسِ قَدْرِي فِي زَمَانِهُمُ ... صَلُّوا لِوَجْهِي أَو بَاسُوا ثُرَى قَدَمِي ابْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ: [من البسيط] 4909 - إِنَّ اللَّيَالِيَ لَا يَتْرُكْنَ ذَا سَعَةٍ ... إِلَّا وَرَدْنَ عَلَيْهِ بِالَّذِي حَذِرَا ¬
مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ: [من الكامل] 4910 - إِنَّ اللَّئِيْمَ إِذَا أَفَادَ غِنًى ... خَانَ الصَّدِيْقَ وَخَاسَ بِالعَهْدِ بَعْدهُ: وَالحُرُّ فِي عُسْرٍ وَفِي يُسُرٍ ... بَاقِي المَوَدَّةِ مُحْكَمُ العَقْدِ [من مجزوء الكامل] 4911 - إِنَّ اللَّئِيْمَ إِذَا رَأَى ... لَيِّنًا تَزَيَّدَ فِي حِرَانِهِ بَعْدهُ: وَإِذَا رَأَى عَنَفًا جَرَى ... عَنَقًا وَأَسْمَحَ فِي عِنَانِه لَا تَكْذِبَنَّ فَصَلَاحُ مَنْ ... جَهِلَ الكَرَامَةِ فِي هَوَانِه [من الكامل] 4912 - إِنَّ اللَّئِيْمَ وَانْ أَفَادَ غِنًى ... لَتَرَى عَلَيْهِ مَخَائِلَ الفَقْرِ كُثَيِّرٌ: [من الكامل] 4913 - إِنَّ المُحِبَّ إِذَا أَحَبَّ حَبِيْبَهُ ... صَدَقَ الصَّفَاءَ وَأَنْجَزَ المَوْعُوْدَا رَجُل مِنْ بَنِي عَبْسٍ: [من الكامل] 4914 - إِنَّ المُحكَّمَ ما لم يرتقبْ حسبًا ... أو يرهب السيفَ أَو حَدَّ القَنَا جَنَفَا أَي ظَلَمَ وَجَارَ النَّمْرُ بنُ تَوْلَبٍ: [من الكامل] 4915 - إِنَّ المَخَاطِرَ مَالِكٌ أَو هَالِكٌ ... وَالجدُّ يُجْدِي مَرَّةً فَيُريْحُ ¬
مَنْصُوْرُ الفَقِيْهُ: [من مجزوء] 4916 - إِنَّ المِرَاةَ لَا تُرِيْكَ خُدُوْ ... شَ وَجْهِكَ فِي صَدَاهَا بَعْدهُ: وَكَذَاكَ نَفْسكَ لَا تُرِيْكَ ... عُيُوْبَ نَفْسِكَ فِي هَوَاهَا أَبُو دُلَفٍ: [من الكامل] 4917 - إِن المُرُوْءَةَ كُلُّهَا حَسَنٌ ... وَالبَذْلُ أَحْسَنُ ذَلِكَ الحَسَنِ بَعْدهُ: كَمْ عَارِفٍ بِي لَسْتُ أَعْرِفهُ ... وَمُخَبِّرٍ عَنِّي وَلَمْ يَرَنِي الحُصَيْنُ بنُ المُنْذِرِ: [من الكامل] 4918 - إِنَّ المُرُوْءَةَ لَيْسَ يُدْرِكُهَا امْرُؤٌ ... وَرِثَ المَكَارِمَ عَنْ أَبٍ فَأَضَاعَهَا بَعْدهُ: كَمْ عَارِفٍ بِي لَسْتُ أَعْرِفهُ ... وَمُخَبِّرٍ عَنِّي وَلَمْ يَرَنِي بَعْدهُ: أَمَرَتْهُ نَفْسٌ بِالدَنَاءَةِ وَالخَنَا ... وَنَهَتْهُ عَنْ طَلَبِ العُلَى فَأَطَاعَهَا وَإِذَا أَصَابَ مِنَ الأُمُوْرِ كَرِيْمَةً ... يَبْنِي الكَرِيْمُ بِهَا المَكَارِمَ بَاعَهَا أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الكامل] 4919 - إِنَّ المُرِيْبَ وَإِنْ تَسَتَّرَ وَجْهُهُ ... بِثِيَابِهِ فَكَأَنَّهُ عُرْيَانُ ¬
أَنْشَدَ أَبُو بَكْر بن بحتويه: [من الرجز] 4920 - إِنَّ المُزَاحَ يُثْبِتُ الضَّغِيْنَه ... وَحَمْلُ ضغْنٍ فِي الحَشَا مَؤُوْنَه بَعْدهُ: وَكثْرَةُ الضَّحِكِ مِنَ الرُّعُوْنَةِ ... وَالصَّمْتُ عِنْ فَضْلِ الكَلَامِ. . . [من الكامل] 4921 - إِنَّ المَسَاءةَ لِلمَسَرَّةِ مَوْعِدٌ ... أُخْتَانِ رَهْنَ لِلْعَشِيَّةِ أوْ غَدِ بَعْدهُ: فَإِذَا سَمِعْتَ بِهَالِكٍ فَتَيَقَّنَنْ ... أَنَّ السَّبِيْلَ سَبِيْلَهُ فَتَزَوَّدِ أَبُو السِّمْطِ: [من البسيط] 4922 - إِنَّ المَشِيْبَ رِدَاءُ العَقْلِ وَالأَدَبِ ... كَمَا الشَّبَابُ رِدَاءُ اللَّهْوِ وَالطَّرَبِ بَعْدهُ: تَعجَّبَت إِذْ رَأتْ شَيْبَتِي فَقَلْتُ لَهَا ... لَا تَعْجَبِي مَنْ يَطُلْ عُمْرٌ بِهِ يَشِبِ شَيْبُ الرِّجَالِ لَهُمْ زَيْن وَمَكْرُمَةٌ ... وَشَيْبَكُنَّ لَكُنَّ الوَيْلُ فَاكْتَئِبي فِيْنَا لَكُنَّ وَإِنْ شَيْبٌ بَدَا أَرَبٌ ... وَلَيْسَ فِيْكُنَّ بَعْدَ الشَّيْبِ مِنْ أَرَبِ * * * قَالَ البُلَغَاءُ: الشَّيْبُ زِبْدَةُ مَخَضَتْهَا الأَيَّامُ وَفِضَّةٌ سَبَكَتْهَا التَّجَارِبُ وَضيَاءٌ بَسَطَهُ الوُقَارُ وَنُوْرٌ أَظْهَرَهُ العَقْلُ. وَقَالَ آخر: الشَّيْبُ حلْيَةُ العَقْلِ وَسِمَةُ الوقَارِ وَشَاهِدُ التَّجْرِبَةِ وَلِسَانُ النَّذِيْرِ وَعُنْوَانُ الأَجَلِ. وَقَالَ آخَرُ: إِذَا شَابَ العَاقِلُ سَرَى فِي سَبِيْلِ ¬
الرُّشْدِ بِمِصْبَاحِ المَشِيْبِ. وَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ (¬1): وَلَا يَرُوْعَكَ إِيْمَاضُ العتير بِهِ ... فَإِنَّ ذَاكَ ابْتِسَامُ الرَّأي وَالأَدَبِ وَقَالَ دِعْبلٌ (¬2): أَهْلًا وَسَهْلًا بِالمَشِيْبِ فَإِنَّهُ ... سِمَةُ العَفِيْفِ وَهَيْئَةُ المُتَحَرِّجِ وَكَأَنَّ شَيْبِي نظْمَ دُرٍّ زَاهِرٍ ... فِي تَاجِ ذِي ملْكٍ أَعَزُّ مَتَوَّجِ كَاتِبُهُ مُحَمَّدُ بن أَيدَمِرَ: [من الكامل] 4923 - إِنَّ المَشِيْبَ لَزِيْنَةٌ وَلَهَيْبَةٌ ... وَجَلَالَةٌ وَسَكِيْنَةٌ وَوَقَارُ بَعْدهُ: فِيْهِ كَمَالُ العَقْلِ إِنْ عَقَلَ الفَتَى ... وَتَجَارِبٌ أَثْمَانُهَا الأَعْمَارُ فَاسْتَدْرِكِ المَاضِي مِنَ العُمْرِ الَّذِي ... قَدْ كَانَ فِيْهِ الإِثْمُ وَالأَوْزَارُ وَانْهَضْ إِلَى الخَيْرَاتِ وَابْتَدِرِ التُّقَى ... إِنَّ الزَّمَانَ بأَهْلِهِ غَدَّارُ هَذَا المَشِيْبُ وَبَعْدَهُ المَوْتُ الَّذِي ... عُقْبَاهُ إِمَّا جَنَّةٌ أَو نَارُ [من الكامل] 4924 - إِنَّ المَطَامِعَ قَدْ عَلِمْتَ مَذَلَّةٌ ... لِلطَّامِعيْنَ وأين مَنْ لَا يَطْمَعُ أَنْشَدَ أَبُو عُثْمَانُ المَازِنِيُّ: [من الكامل] 4925 - إِنَّ المُعَلِّمَ حَيْثُ كَانَ مُعَلِّمٌ ... وَلَوِ ابْتَنَى فَوْقَ السَّمَاءِ سَمَاءَا بَعْدهُ: مَنْ عَلَّمَ الصّبْيَانَ صَبُّوَا عَقْلَهُ ... حَتَّى بَنِي الخُلَفَاءِ وَالأُمَرَاءَا ¬
لَوْ كَانَ عَلَّمَ سَاعَةً مِنْ دَهْرِهِ ... أَو كَانَ عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَا القَوَارِيْرِيُّ: [من الكامل] 4926 - إِنَّ المُعَلِّمَ وَالطَّبِيْبَ كِلَاهُمَا ... لَا يَنْصَحَانِ إِذَا هُمَا لَمْ يُكْرَمَا بَعْدهُ: فَاصْبِرْ لِدَائِكَ إِنْ جَفَوْتَ طَبِيْبَهُ ... وَاقْنَعْ بِجَهْلِكَ إِنْ جَفَوْتَ مُعَلِّمَا [من الكامل] 4927 - إِنَّ المُعَلِّمَ لَا يَتِمُّ جُنُوْنُهُ ... حَتَّى يَكُوْنُ مُعَلِّمَ ابنَ مُعَلِّمِ [من السريع] 4928 - إِنَّ المَقَادِيْرَ إِذَا سَاعَدَتْ ... أَلْحَقَتِ العَاجِزَ بِالحَازِمِ قَبْلهُ: وَرُبَّ سَاعٍ طَالِبٍ حَاجَةً ... يَفُوْزُ مِنْهَا بِمُنَى غَانِمِ قَدْ نَالَهَا غَيْرُ الَّذِي رَامَهَا ... مِنْ قَاعِدٍ عَنْهَا وَمِنْ نَائِمِ إِنَّ المَقَادِيْرَ. البَيْتُ ابْنُ هِنْدُو: [من السريع] 4929 - إِنَّ المَقَادِيْرَ إِذَا سَاعَدَتْ ... أَلْحَقَتْ القَاعِدَ بِالكَادِحِ قَبْلهُ: لَا تَتْعِبَنَّ النَّفْسَ فِي آلَةٍ ... تَسْمُو بِهَا [للأَمَلِ النازحِ] إِنَّ المَقَادِيْرَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أمَا تَرَى [الأسودَ] كيف اعتلى ... إلى ذرى [الآفاقِ بالقازحِ] ¬
[من الكامل] 4930 - إِنَّ المَقَامَ عَلَى الهَوَانِ مَذَلَّةٌ ... وَالعَجْزُ آفَةُ حِيْلَةِ المُحْتَالِ [من البسيط] 4931 - إِن المُقَدَّمَ فِي حِذْقٍ بِصَنْعَتِهِ ... أَنَّى تَوَجَّهَ فِيها فَهْوَ مَحْرُوْمُ قَبْلهُ: مَا ازْدَدْتُ فِي أَدَبِي حَرْفًا أُسَرُّ بِهِ ... إِلَّا تَزيّدتُ حرْفًا تَحْتَهُ شُوْمُ الإمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحَمَهُ اللَّه: [من البسيط] 4932 - إِنَّ المُقِلَّ إِذَا مَا جَاءَ يَسْأَلُنِي ... مَا لَيْسَ عِنْدِي مِنْ إِحْدَى البَلِيَّاتِ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 4933 - إِنَّ المَكَارِمَ أَخْلَاقٌ عُرِفْتَ بِهَا ... وَالمَكْرُمَاتُ حَدِيْثٌ عَنْكَ مَسْطُوْرُ يُرْوَى لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من البسيط] 4934 - إِنَّ المَكَارِمَ أخلاقٌ مطهرَّةٌ ... فالدّينُ أوّلها وَالعِلْمِ ثَانِيْهَا بَعْدهُ: وَالعَيْنُ تَعْرِفُ مِنْ عَيْنَي مُحَدِّثِهَا ... مَنْ كَانَ مِنْ حِزْبِهَا أَو مِنْ أَعَادِيْهَا وَالنَّفْسُ تَكْلَفُ بِالدُّنْيَا وَقَدْ عَلِمَتْ ... أَنَّ السَّلَامَةَ مِنْهَا تَرْكُ مَا فِيْهَا 4935 - إِنَّ المَكَارِمَ بِالمَكَارِهِ تُبْتَنَى ... لَا تُبْتَنَى أُكْرُوْمَةٌ بِكَلَامِ رَبِيْعَةُ الرَّقِّيّ: [من الكامل] 4936 - إِنَّ المَكَارِمَ لَمْ تَزَلْ مَعْقُوْلَةً ... حَتَّى حَلَلْتَ بِرَاحَتَيْكَ عِقَالَهَا ¬
يُقَالُ أَنَّ أَحْسَنَ مَا قِيْلَ فِي المَدْحِ قَوْلُ رَبِيْعَةَ الرُّقِيّ هَذَا فِي العَبَّاسِ بنُ مُحَمَّدٍ. قَبلَهُ: لَوْ قِيْلَ لِلْعَبّاسِ يَابنَ مُحَمَّدٍ ... قُلْ لَا وَأَنْتَ مَخَلَّدٌ مَا قَالَهَا إِنَّ المَكَارِمَ لَمْ تَزَلْ مَعْقُوْلَةً. البَيْتُ مَنْصُوْرُ النَّمِّريّ فِي الرَّشِيْدِ بن المَهْدِيّ: [من البسيط] 4937 - إِنَّ المَكَارِمَ وَالمَعْرُوْفَ أَوْدِيَةٌ ... أَحَلَّكَ اللَّهُ مِنْهَا حَيْثُ تَجْتِمِعُ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَنْ لَمْ يَكُنْ بِبَنِي العَبَّاسِ مُعْتَصِمًا ... فَلَيْسَ بِالصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَنْتَفِعُ إِنْ أَخْلَفَ القَطْرُ لَمْ تَخْلِفْ مَوَاهِبُهُ ... أَو ضَاقَ أَمْرٌ ذَكَرْنَاهُ فَيَتَّسِعُ [من البسيط] 4938 - إِنَّ المَكَارِمَ لَا تَرْضَى لِمِثْلِكَ أَنْ ... أُعْزَى إِلَيْهِ وَاسْتَعْدِي عَلَى الزَّمَنِ [من البسيط] 4939 - إِنَّ المُلُوْكَ تَهَنِّى فِي زِيَادَتِهَا ... وَلَا تُعَزَّى عَلَى النُّقْصَانِ وَالغِيَرِ [من البسيط] 4940 - إِنَّ المُلُوْكَ مَتَى تَنْزِلْ بِسَاحَتِهِمْ ... يَطِرْ بِثَوْبِكَ مِنْ نِيْرَانِهِمْ شَرَرُ [من الكامل] 4941 - إِنَّ المَلُوْلَ إِذَا أَرَادَ قَطِيْعَةً ... مَلَّ الوِصَالَ وَقَالَ كَانَ وَكانَا زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من البسيط] 4942 - إِنَّ المَلِيْحَةَ تَكْفِيْهَا مَلَاحَتُهَا ... لَا سِيَّمَا وَعَلَيْهَا الحَلْيُ وَالحُلَلُ ¬
أَبُو مِخْزُوْمٍ: [من البسيط] 4943 - إنَّا لَمِنْ مَعْشَرٍ أَفْنَى أَوَائِلَهُمْ ... قِيْلُ الكُمَاةِ أَلَا أَيْنَ المُحَامُوْنَا ابْنُ الذُّؤَيْبَةِ: [من البسيط] 4944 - إِنَّ المَنِيَّةَ بِالفِتْيَانِ ذَاهِبَةٌ ... ولو اتَّقَوْها بِأَسْيَافٍ وَأَدْرَاعِ بَعْدهُ: بَيْنَنَا الفَتَى يَبْتَغِي مِنْ عَيْشِهِ سَدَدًا ... إِذْ جَازَ يَوْمًا نَادَى بِاسْمِهِ النَّاعِي المُتَنَبِّي: [من البسيط] 4945 - إِنَّ المَنِيَّةَ لَوْ لَاقَتْهُمُ وَقَفَتْ ... خَرْقَاءَ تَتَّهِمُ الإِقْدَامَ وَالهَرَبَا مَنْصُوْرُ النَّمَرِيّ: [من الكاملي 4946 - إِنَّ المَنِيَّةَ وَالفِرَاقَ لَوَاحِدٌ ... أَو تَوْأَمَانِ تَرَاضَعَا بِلِبَانِ عَمْرُو بنُ الأَهْتم: [من الكامل] 4947 - إِنَّ المَنِيَّةَ لَا يَزَالُ يَقُوْدُهَا ... هَادٍ إِذَا ضَلَّ الأَدِلَّة يَهْتَدِي أَبْيَاتُ عُمْروٍ: يَا صَاحِبَيَّ ألَا اصْحِبَانِي ريّةً ... قَبْلَ المَنِيّةِ إِنَّهَا بِالمَرْصَدِ إِنَّ المَنِيَّةَ لا يَزَالُ يَقُوْدَهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ فَاشْرَبْ فَإِنَّ المَالَ ظِلُّ غَمَامَةٍ ... وَإِذَا نَهَلْتَ مِنَ السُّلَافَةَ فَازْدَدِ إِنَّ الشَّبَابَ لَكَالجَوَادِ إِذَا جَرَى ... يَسْتَنُّ فِي هُلكِ امْرِئٍ لَمْ يُفْقَدِ فَلَطَالَمَا ذَبَيْتُ عَنْ أَحْسَابِهِمْ ... وَكَفَيْتُهَا كلْبَ الكَمِيُّ الأَصْيَدِ ¬
وَسبَقْتُ عَفْوًا وَالفُحُوْلُ ذَوَائِبٌ ... وَأَخَذْتُ غَايَةَ سَابِقٍ لَمْ يَجهدِ فَلَئِنْ هَلَكْتُ لَقَدْ قَضَيْتَ لبَانَتِي ... وَشَفِيْتُ نَفْسِي مِنْ قَبَائِلِ حُسَّدِي جَمِيْلٌ: [من البسيط] 4948 - إِنَّ المَوَدَّةَ مِنِّي غَيْرُ زَائِلَةٍ ... عَنْ حَالِهَا فَقِفِي إِنْ شِئْت أَو سِيْرِي مَحدَثٌ: [من الكامل] 4949 - إِنَّ المَوَدَّةَ لَا تَزَالُ قَرِيْبَةً ... مَا دُمْتَ فِي قُرْبٍ وَتَنْأى بِالنَّوَى [من البسيط] 4950 - إِنَّا لنَرْجُوْكَ وَالأَيَّامُ رَاغِمَةٌ ... وَالرَّوْضُ يَرْجُو نَوَالَ العَارِضِ الهَطِلِ بَعْدهُ: تَبْلَى بِدَوْلَتِكَ الدُّنْيَا وَحَاشَى لَهَا ... أَنْ لَا تَكُوْنَ عَلَيْنَا أَبْرَكَ الدُّوَلِ [من البسيط] 4951 - إِنَّا لَنَرْحَلُ وَالأَهْوَاءُ أَجْمَعُهَا ... لَدَيْكَ مُسْتَوْطِنَاتٌ لَيْسَ تَرْتَحِلُ أبو. . . [من البسيط] 4952 - إنَّا لنرْخِصُ يَوْمَ الرَّوْعَ أَنْفُسَنَا ... وَلَوْ نُسَامُ بِهَا فِي الأَمْنِ أُغْلِيْنَا وَيَقْرِبُ مِنْهُ قَوْلُ مُوْسَى بن جَابِرٍ (¬1): وَجُدْتُ بِنَفْسٍ لَا يُجَادُ بِمِثْلِهَا ... وَقُلْتُ اطْمَئِنِّي حِيْنَ سَاءَتْ ظُنُوْنُهَا أَبُو النَّجْم العِجْلِيُّ: [من الكامل] 4953 - إِنَّا لَنُعْمِلُ فِي الرُّؤُوْسِ سُيُوْفِنَا ... عَمَلَ الحَرِيقِ بِيَابِسِ الحَلْفَاءِ ¬
[من الكامل] 4954 - إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالأَيَّامِ نقطعها ... وكلّ يومٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الأَجَلِ بَعْدهُ: فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ المَوْتِ مُجْتَهِدًا ... فَإِنَّمَا الرِّبْحُ وَالخُسْرَانُ فِي العَمَلِ [من الـ. . .] 4955 - إِنَّا لَنَمْتَهِنُ الخُطُوْبَ تَصَبُّرًا ... وَالدَّهْرُ مُمْتهِنٌّ لِمَنْ لَا يَصْبِرُ أَبُو مَسْمَعُ الفَزَارِيُّ: [من الكامل] 4956 - إِنَّ النَّجَاحَ مَعَ الأَنَاةِ فَرُبَّمَا ... نَكِدَتْ وَخَابَتْ حَاجَةُ المُسْتَعْجِلِ بَعْدهُ: وقول أَمْرِكَ لَا تَقُلْ مَتَنَدِّمًا ... بَعْدَ الإِضَاعَةِ لَيْتَنِي لَمْ أَفْعَلِ السَرِيُّ الرَّفَاء فِي غُلَامٍ يَصِفُهُ بِعُلُوِّ الهِمَّةِ: [من المنسرح] 4957 - إِنَّ النُّجُوْمَ الَّتِي تُضِيْءُ لنا ... أَصغَرُهَا فِي العُيُوْنِ أَعْلَاهَا قَبْلهُ: لَا تَعْجَبُوا مِنْ عُلُوِّ هِمَّتِهِ ... وَسِنُّهُ فِي أَوَانِ مَنْشَاهَا إِنَّ النُّجُوْمَ الَّتِي تُضيْءُ لنَا. البَيْتُ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَعَلَّ أَيَّامَنَا الَّتِي سَلَفَتْ تَعُوْدُ ... بِيْضًا كَمَا عَهِدْنَاهَا عَبْدُ الصَّمَدِ بن بَابك: [من البسيط] 4958 - إِنَّ النُّجُوْمَ نُجُوْمَ اللَّيْلِ أَصْغرُهَا ... فِي العَيْنِ أَبْعَدُهَا فِي الجَوِّ إِصْعَادَا ¬
[من البسيط] 4959 - إِنَّ النِّسَاءَ رَيَاحِيْن خُلِقْنَ لَنَا ... وَكُلّنا يَشْتَهِي شَمَّ الرَّيَاحِيْن بعده: من غير فاحشة نلهو بهنّ كما ... يلهو الصيّام بتفاح البساتين * * * كَتَبَ عَبْدُ المَلِكِ بن مَرْوَانَ إِلَى الحَجَّاجِ بن يُوْسُفَ يَبْسُطُهُ كَيْفَ أَنْتَ وَالنِّسَاءَ أَحَرِيْصٌ جَاهِدٌ أَمْ مُسْتَبْقٍ قَادِرٌ وَخَيْرُ النِّسَاءِ ذوَاتِ الدَّلِّ وَقَلِيْل مَا هُنَّ وأين لنَا مِثْلُ مَا وَصفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الحكُمِ (¬1): هَيْفَاءُ فِيْهَا إِذَا اسْتَقْبَلتهَا عَجَفٌ ... عَجْزَاءُ غَامِضةُ الكَعْبَيْنِ مِعْطَارُ مِنَ الأَوَانِسِ مِثْل الشَّمْسِ لَمْ يَرَهَا ... بِسَاحَةِ الدَّارِ لَا بَعْلٌ وَلَا جَارُ * * * . . . زَيْدُ بن حَارِثةَ أَتَزَوَّجْتَ يَا زَيْدُ قَالَ لَا قَالَ تَزَوَّج تَسْتَعْفِف. . . النِّسَاءِ خَمْسًا قَالَ وَمَا هُنَّ يَا رَسُوْلُ اللَّهِ قَالَ: وَلَا نَهْبَرَةً وَلَا هَنْدَرَةً وَلَا لَغوْبًا. قَالَ يَا رَسُوْلُ اللَّهِ. . . أما الشَّهْبَرَةُ فَالزَّرْقَاءُ البَذِيَّةُ وَأَمَّا اللَّهْبَرَةُ. . . المَدْبرَةُ وَأَمَّا الهَنْدَرَةُ فَالقَصِيْرَةُ. . . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَالِهَا وَحُسْنِهَا وَدِيْنِهَا فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّيْنِ تَرِبَتْ يداكَ. . . صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمَ النِّسَاءِ بَرَكَةً. * * * وقاله وقد سمع قائلًا يقول (¬2): إِنّ النساء رياحينُ خُلقن لنا ... وكلنا نشتهي شمّ الرياحينِ ¬
فأجابه بهذا البيت. * * * وَمِمَّا قِيْلَ فِي النِّسَاءِ قَوْلُ (¬1): أَرَى صَاحِبَ النُّسْوَانِ يَحْسَبُ أَنَها ... سَوَاءٌ وَبَوْنٌ بَيْنَهُنَّ بَعِيْدُ فَمِنْهُنَّ جَنَّاتٌ تَفِيءُ ظِلَالُهَا ... وَمِنْهُنَّ نِيْرَانٌ لَهُنَّ وُقوْدُ وَقَالَ آخَرُ: لَيْسَ النِّسَاءُ سَوَاءً في مَنَاظِرِهَا ... وَلَا مَنَاكِحَهَا كَلَّا وَلَا الخُلُقِ فَبَعْضُهَا لَا تُسَاوِي الخُبْزَ تَأكلُهُ ... وَبَعْضهَا قَد تُسَاوِي الأَلْفَ مِنْ ورقِ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من البسيط] 4960 - إِنَّ النِّسَاءَ شَيَاطِيْن خُلِقْنَ لنا ... نَعُوْذُ بِاللَّه مِنْ شَرِّ الشَّيَاطِيْنِ طُفَيْلُ الغَنَوِيُّ: [من البسيط] 4961 - إِنَّ النِّسَاءَ كَأَشْجَارٍ نَبَتْنَ لنا ... مِنْهَا المُرَارُ وَبَعْضُ المُرِّ مَأكُوْل قَالَ. . . إِيَّاكَ يَا بَنَيَّ. . . الغَضُوْبِ القَطُوْبِ الرَّقُوْبِ الَتِي تُراقبهُ أَنْ تَمُوْتَ فَتَأخُذَ مَالَهُ. وَأَوْصَى أَعْرَابيٌّ ابْنَهُ قَالَ لَهُ: إِيَّاكَ وَالحَنَّانَةَ المَنَّانَةَ وَالأَنَّانَةَ. فَالحَنَّانَةُ الَّتِي تَحِنُّ إِلَى الزَّوْجِ كَان لَهَا، وَالمَنَّانَةُ الَّتِي تمُنُّ عَلَى زَوْجِهَا بِمَالِهَا وَالأَنَّانَةُ. . . لمّا قَامَتْ وَقَعَدَتْ كَسَلًا وَتَمَارُضًا. وَلَهُ أَيْضًا: [من البسيط] 4962 - إِنَّ النِّسَاءَ مَتَى يُنْهَيْنَ عَنْ خُلُقٍ ... فَإِنَّهُ وَاجِبٌ لا بُدَّ مَفْعُوْلُ بَعْدهُ: وَمَا وَعَدْنَكَ مِنْ شَرٍّ وَفَيْنَ بِهِ ... وَمَا وَعَدْنَ مِنَ الخَيرَاتِ تَضلِيْلُ ¬
إِنَّ النِّسَاءَ وَلَوْ صُوِّرْنَ مِنْ ذَهَبٍ ... فِيْهُنَّ مِنْ هَفَوَاتِ الجَهْلِ تَحْيِيْلُ [من البسيط] 4963 - إِنَّ النَّمُوْمَ أُغَطِّي دُوْنَهُ خَبَرِي ... وَلَيْسَ لِي حِيْلَة فِي مُفْتَرِي الكَذِبِ وَمِثْلُهُ (¬1): لِي حِيْلَةٌ فِيْمَنْ يَنِمُّ ... وَلَيْسَ فِي الكَذَّابِ حِيْلَه مَنْ كَانَ يَخْلَقُ مَا يَقُوْلُ ... فَحِيْلَتِي فِيْهِ قَلِيْلَه كَانَ أَحْمَدُ بنُ إِسْرَائِيْل يَذمُّ الوِزَارَةَ وَيَنْشدُ: إِنَّ الوَزِيْرَ. البَيْتُ فَلَمَّا خَطَبَهَا وَتَقَلَّدَهَا قِيْلَ لَهُ: أَلَمْ تَكُنْ تَذمُّ مَا تَوَلَّيْتهُ؟ قَالَ: بَلَى هَذَا وَاللَّهِ مَرْكَبٌ شَرِيْفُ الأَثَرِ عَظِيْمُ الخَطَرِ لَا تَطِيْبُ النَّفْسُ بِتَرْكِهِ عَلَى وخَامَةِ عَاقِبَتِهِ. البُسْتِيُّ: [من الكامل] 4964 - إِنَّ النَّهَارَ إِذَا أَضَاءُ [فإنما ... يهدي الضياءَ إلى ذوي] الأَبْصَار أَوَّلُهَا: قَالُوا مَشِيْبُكَ قَد تَبَسَّمَ ضاحِكًا ... وَهُوَ النَّهَارُ أَتَاكَ بِالأَنْوَارِ فَاسْتَوْضِحِ القَصْدَ المُبِيْنَ وَلَا تَزِغْ ... عَنْهُ فَإِنَّكَ فِي ضِيَاءِ نَهَارِ فَأَجتهُمْ وَالصُّدْقُ بَدْرٌ زَاهِرٌ ... لَا يَسْتَسِرُّ ضِيَاؤُهُ بِسِرَارِ إِنَّ النَّهَارَ إِذَا أَضاءَ. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 4965 - إِنَّ الوَزِيْرَ وَزِيْرَ آلِ مُحَمَّدٍ ... أَوْدَى فَمَنْ يَشْنَاكَ كَانَ وَزِيْرَا قَالَهُ فِي أَبِي سَلمَةَ الخَلَّالِ وَزِيْرُ السَّفَّاحِ لَمَّا قُتِلَ: ¬
وَهُوَ أَبُو سَلمَةَ حَفْصُ بنُ سُلَيْمَانَ الخَلَّالِ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ فِي الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّةِ بِالوَزِيْرِ. وَكَانَ سَفِيْرًا بَيْنَ إبْرَاهِيْم بَيْنَ مُحَمَّد الإِمَامِ وَبَيْنَ. . . وجعل جميعًا. . . ضاع. . . [من الكامل] 4966 - إِنَّ الوَفَاءَ عَلَى الكَرِيْمِ فَرِيْضَةٌ ... وَاللُّؤْمَ مَقْرُوْنٌ بِذِي الإخْلَافِ بَعْدهُ: وَتَرَى الكَرِيْمَ لِمَنْ يُصَاحِبُ مُنْصفًا ... وَتَرَى اللَّئِيْمَ مُجَانِبُ الإِنْصَافِ بَشَّارٌ: [من الكامل] 4967 - إِنَّ الوَقَارَ وَمَا تَرَى بِمَفَارِقِي ... صَرَفَا الغَوَايَةَ فَانْصَرَفْتُ كَرِيْمَا بَعْدَهُ: وَصَحَوْتُ إِلَّا مِنْ لِقَاءِ مُحَدِّثٍّ ... حَسَنِ الحَدِيْثِ يَزِيْدُنِي تَعْلِيْمَا [من الكامل] 4968 - إِنَّ الوِلَايةَ لَا تَدُوْمُ لِوَاحِدٍ ... إِنْ لَمْ تُصَدِّقْنِي فَأيْنَ الأَوَّلُ بَعْدهُ: فَاغْرِسْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيْلِ غَرَائِسًا ... فَإِذَا عُزِلْتَ فَإِنَّهَا لَا تُعْزَلُ وَكَذَا الزَّمَانُ بِمَا يَسُرُّكَ تَارَةً ... وَبِمَا يَسُوْءك تَارَةً يَتَقَلْقَلُ كَاتِبُهمَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: [من الكامل] 4969 - إِنَّ الوِلَايَةَ لَا تَدُوْمُ وَإِنَّمَا ... يَبْقَى فَعَالُ الخَيْرِ وَالإِحْسَانِ بعده: فاصنع جميلًا وانتهزها فرصةً ... من قبل أن يتعذَّرَ الإِمكانُ ¬
زِيَادٌ الأَعْجَمُ: [من الكامل] 4970 - إِنَّ الهَجِيْمَ قَبِيْلَة مَلْعُوْنَةٌ ... قُطُّ اللِّحَى مُتَشَابِهُوا الأَلْوَانِ بَعْدهُ: لَوْ يَسمَعُوْنَ بِأَكْلَةٍ أَو شَرْبَةٍ ... بِعُمَانَ أَصْبَحَ جَمْعُهُمْ بِعُمَانِ المَعَرِيُّ: [من البسيط] 4971 - إِنَّ الهَدَايَا كرَامَاتٌ لآخِذِهَا ... إِنْ كُنَّ لَسْنَ لأشْرَافِ وَأَطْمَاعِ [من مجزوء الكامل] 4972 - إِنَّ الهَدِيَّةَ حُلْوَةٌ ... كالسِّحْرِ تَجْتَلِبُ القُلُوْبَا بَعْدهُ: تُدْنِي البَعِيْدَ مِنَ الهَوَى ... حَتَّى تُصَيِّرَهُ قَرِيْبَا البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 4973 - إِنَّ الهُمُوْمَ إِذَا أُوْطِنَّ فِي خَلَدٍ ... لِلْمَرْءِ صَارَ وَلَمْ يَرْبَعْ عَلَى وَطَنِ قَبْلهُ: أَحْرَى العُيُوْنَ بِأَنْ تَدْمَى مَدَامِعُهَا ... عَيْن بَكَتْ شَجْوَهَا مِنْ مَنْظَرٍ حَسَنِ لِي عَنْ قَرِيْبٍ ضَمِيرٌ لَا يَلُمّ بِهِ ... وَجْدٌ عَليْكَ وَقَلبٌ غَيْرُ مُرْتَهَنِ إِنَّ الهُمُوْمَ إِذَا وُطِنَّ فِي خَلَدٍ. البَيْتُ المُتَلَمِّسُ: [من البسيط] 4974 - إِنَّ الهَوَانَ حِمَارُ الأَهْلِ ... وَالحُرُّ يُنْكِرُهُ وَالرِّسْلَةُ الأُجُدُ ¬
وَمِنْ بَابِ (إنّ الهَوَانَ) قَوْلُ (¬1): إِنَّ الهَوَانَ هُوَ الهَوَى وغلط اسْمِهِ ... فَإِذَا هَوَيْتَ فَقَدْ لَقِيْتَ هَوَانَا وَقَدْ كَتَبَ فِي بَابَ نُوْنِ الهَوَانِ مِنَ الهَوَى مَسْرُوْقَةٌ وَصَرِيْعُ كُلِّ هَوَى صَرِيْعُ هَوَانِ [من السريع] 4975 - إِنَّ الهَوَى لَمْ تَزَلْ مَشَارِبهُ ... أَلَذُهَا لِلنُّفُوْسِ أَقْتَلُهَا أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 4976 - إِنَّ الهِلَالَ إِذَا رَأَيْتَ نمُوَّهُ ... أَيْقَنْتَ أَنْ سيَصِيْرَ بَدْرًا كَامِلا أبياتُ أَبِي تَمَّامٍ فِي ابْنَيْنِ لِعَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ أُصِيْبَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ: للَّهِ آيَةُ لَوْعَةٍ ظِلْنَا بِهَا تَرَكَتْ ... بكِيَّاتِ العُيُوْنِ هَوَامِلَا مَجْدٌ تَأوَّبَ طَارِقًا حَتَّى إِذَا ... أَقَامَ الدَّهْرَ أَصْبَحَ رَاحِلَا نَجْمَانِ شَاءَ اللَّهُ ألَا يَطْلَعَا ... إِلَّا ارتدَادَ الطَّرْفَ حَتَّى يَأفُلَا إِنَّ الفَجِيْعَةَ بِالرِّيَاضِ نَوَاضِرًا ... لا جلّ مِنْهَا بالرِّيَاضِ ذَوَابِلَا لَهَفِي عَلَى تِلْكَ الشَّوَاهِدِ فِيْهِمَا ... لَوْ أُمْهِلَا حَتَّى تَكُونَ شَمَائِلَا لغدا سُكُوْتهُمَا حِجًى وَصِبَاهُمَا ... حُلْمًا وَتِلْكَ الأَرْيَحِيَّةُ نَائِلَا وَلأَعْقَبَ النَّجْمُ المُرَدُّ بِدَيْمةٍ ... وَلَعَادَ ذَاكَ الطَّلُّ جودًا وَابِلَا إِنَّ الهِلَالَ إِذَا رَأَيْتَ نُمُوُّهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَلَ للأميرِ وَإِنَ لَقِيْتُ مُوَقّرًا ... مِنْهُ بِرَيْبِ الحَادِثَاتِ حُلَاحِلَا [إن ترزَ في طَرَفي نَهَارٍ وَاحِدٍ ... رُزَئْن هَاجَا لَوعةً وَبَلَابِلَا لو ينسآن لَكَانَ هَذَا غاربًا ... لِلمَكْرُمَاتِ وَكَانَ هذا كَاهِلَا [فالثقل ليس مضاعفًا لمطيّةٍ ... إلّا إذا ما كان وهمًا بازلا ¬
وَيُرْوَى: وَهْمًا وَالوَهْمُ المُسِنُّ وَيُقَال هُوَ. . . . . [من الكامل] 4977 - إِنَّ الهِلالَ إِذَا رَأَيْتَ نمُوَّهُ ... أَيْقنْتَ بَدْرًا منهُ فِي اللَّمَعَانِ [من الكامل] 4978 - إِنَّ الهِلَالَ إِذَا رَأَيْتَ نمُوَّهُ ... أَيْقنْتَ مِنْهُ تَمَامَهُ وَكَمَالَهُ صرَّدُر: [من الرجز] 4979 - إِنَّ الهِلَالَ تَجِيْء طُلُوْعُهُ ... بَعْدَ السَّرَارِ لَيْلَةَ احْتِجَابِهِ عَبِيْدُ بنُ الأَبْرَصُ: [من البسيط] 4980 - إنَّ أَمَامَكَ يَوْمًا أَنْتَ مُدْرِكُهُ ... لَا حَاضرٌ مُفْلِتٌ مِنْهُ وَلَا بَادِي القُطَامِيُّ: [من البسيط] 4981 - إِنَّا مُحَيُّوْكَ فَاسْلَمْ أَيُّهَا الطَّلَلُ ... وَإِنْ بَلِيْتَ وَإِنْ طَالَتْ بِكَ الطِّيَلُ الأَحْوَصُ: [من الكامل] 4982 - إِنَّ امْرَأً أَمِنَ الزَّمَانَ وَقَدْ رَأَى ... غِيَرَ الزَّمَانِ وَصَرْفَهُ لَجَهُوْلُ [من البسيط] 4983 - إِنَّ امْرَأً خَصَّنِي عَمْدًا مَوَدَّتَهُ ... عَلَى التّنائِي لَعِنْدِي غَيْرُ مَكْفُوْرِ صَالِحُ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ: [من الـ. . .] 4984 - إِنَّ امْرَأً رُزِقَ اليسار ولم يفد ... . . . . لغيْرُ مُوَفَّقِ ¬
أَبْيَاتُ صَالِح بن عَبْدُ القَدُّوْسِ: إِنَّ امْرَأً رَزَقَ اليَسَارُ وَلَمْ يُفِدْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَالجَّدُّ يُدْنِي كُلّ امْرِئٍ شَاسِعٍ ... وَالجِدُّ يَفْتَحُ كَلّ بَابٍ مُغْلقِ فَإِذَا سَمِعْتَ بِأَنَّ مَجْدُوْدًا حَوَى ... عُوْدًا فَأَثْمَرَ فِي يَدَيْهِ فَصَدِّقِ وَإِذَا سَمِعْتَ بِأَنَّ مَنْحُوْسًا آتى ... مَاءً لِيَشْربَهُ فَغَصّ فَحَقِّقِ وَمِنَ الدَّلِيْلِ عَلَى القَضَاءِ وَكَونهِ ... بُؤْسُ اللَّبِيْبِ وَطيب عَيْشِ الأَحْمَقِ أَبُو إِسْحَاق إبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ الصُّوْليّ: [من السريع] 4985 - إِنَّ امْرَأً ضنَّ بِمَعْرُوْفِهِ ... عَنِّي لَمَبْذُوْلٌ لَهُ عُذْرِي بَعْدهُ: مَا أَنَا بِالرَّاغِبِ فِي عُرْفِهِ ... إِنْ كَانَ لَا يَرْغَبُ فِي شكْرِي وَيُرْوَيَانِ لابنِ أَبِي خُثَيْمَةَ. [من البسيط] 4986 - إِنَّ امْرَأً عَظُمَتْ فِي النَّاسِ هِمَّتُهُ ... رَأَى السُّرُوْرَ جَوًى والوَفْرُ إعْدَامَا وَمِنْ بَابِ (إِنَّ امْرَأً) قَوْلُ أَبِي عُيَيْنَةَ وَكَتَبَ بِهَا إِلَى دَاود بن يَزِيْدُ المُهَلَّبِيّ وَكَانَ عَلَى السّنَدِ لِصَدِيقٍ يَشفعُ لَهُ إِذْ رَكِبَ البَحْرَ إِلَيْهِ وَقَصدَهُ يَسْتَمِيْحُهُ وَهُوَ أَحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي مَعْنُا (¬1): إِنَّ امْرَأً قَصَدَتْ إِلَيْكَ بِهِ ... فِي البَحْرِ بَعْضُ مَرَاكِبِ البَحْرِ تَجْرِي الرِّيَاحُ بِهِ فَتَحْمِلهُ ... وَتَكِفُّ أَحْيَانًا فَلَا تَجْرِي وَيَرَى المَنِيَّةَ كُلَّمَا عَصَفَتْ ... رِيْحٌ بِهِ لِلهَوْلِ وَالذُّعْرِ ¬
للمسْتَحِقُّ بِأَنْ تُزَوِّدُهُ ... كُتُبَ الأَمَانِ إِذًا مِنَ الفَقْرِ [من الكامل] 4987 - إِنَّ امْرَأً لَسَعَتْهُ أَفْعَى مَرَّةً ... تَرَكتْهُ حِيْنَ يُجَرُّ حَبْلٌ يَفْرِقُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 4988 - إنَّا مَعَاشِرُ لَا تَبْلَى مَطَارِفُنَا ... إِلَّا وَهُنَّ لِطُلَّابِ النَّدَى سَلَبُ الصَّاحِبُ بن عَبَّادٍ: [من مجزوء الكامل] 4989 - إِن أَمَّ الصِّدْقَ فِي الوُ ... دِّ لمقتلاتٌ نَزُوْرُ أَبُو عُثْمَان المَازِنِيُّ: [من البسيط] 4990 - إنَّا نُعَزِّيْكَ لَا أنّا عَلَى ثِقَةٍ ... مِنَ الحَيَاةِ وَلَكِنْ سِنَّةُ الدِّينِ بَعْدهُ: لَيْسَ المُعَزَّى بَاقٍ بَعْدَ صَاحِبهِ ... وَلَا المُعَزِّي وَإِنْ عَاشَا إِلَى حِيْنِ الحَادِرَةُ: [من الكامل] 4991 - إِنَّا نَعُفُّ فَلَا نُرِيْبُ حَلِيْفَنًا ... وَنَكُفُّ شُحَّ نُفُوْسَنَا فِي المَطْمَعِ أَبْيَاتُ الحَادِرَةِ. بَعْدَهُ: وَنَقَرُّ بالمنَّ من مَالِنَا أَحْسَابِنَا ... وَنجرُّ فِي الهَيْجَا الرِّيَاحَ وَنَدَّعِي وَنَخُوْضُ غَمْرة كُلّ يَوْمِ كَرِيْهَةٍ ... يُرْدِي النّفُوْسَ وَغُنْمُهَا لِلأَشْجَعِ وَنُقِيْمُ فِي دَارِ الحِفَاظِ بُيُوْتِنَا ... . . . وَيَطْعَنُ غَيْرَنا للأَمْرعِ ¬
وَمُنْ بَابِ (إنا) قَوْلُ عُبَيْدِ بن أيوب العَنْبَرِيّ (¬1): إِنَّا وَإِنْ كُنَّا أَسِنَّةَ قَوْمِنَا ... وَكَانَ بِمَا فيهم مقام مقدم لِنَصْفَحَ عَمَّنْ أَسَاءَ مِنْهُمُ تربينا وَنُصْدِقُ ... من ذي الجهْلِ مِنْهُمْ أعْلَمُ وَنَمْنحُ مِنْهُمْ معْشَرًا يَحْسِدُوْنَنَا ... هَنيءَ عَطَاءٍ لَيْس فِيْهِ تَنَدُّمُ وَنكَلأُهُمْ مِنَّا حَفِيْظَةً أَكْبَادنَا ... وَجْدًا عَلَيْهِمْ تُضْرُمُ وَلَيْسَ بِمَحْمُوْدٍ لَدَى النَّاسِ مَنْ جَزَا ... بِسَيِّءِ مَا يَأتِي السيءُ الملوّمُ سَأَحْمِلُ عَنْ قَوْمِي جَمِيعْ كلوْلهم ... وَأَدْفَعُ عنهم كُلّ عَزْمٍ وأغرمُ [من البسيط] 4992 - إنّنا نُنُافِسُ فِي دُنْيَا مُفَارِفَةٍ ... وَنَحْنُ قَدْ نَكْتَفِي مِنْهَا بِأَدْنَاهَا [من الكامل] 4993 - إِنَّا وَإِنْ بَعَدَ المَزَارُ فَوُدُّنَا ... بَاقٍ وَنَحْنُ عَلَى النَّوَى أَحْبَابُ أَبُو النَّجْمُ العِجْلِيُّ: [من ال] 4994 - إِنَّا وَجَدِّكَ لا يَكُوْنُ سلاحنا ... حجر الأكَام وَلَا عَصَا الطّرَفَاءِ قَبْلهُ: كَمْ في لجَيْمٍ مِنْ أَغَرَّ كَأَنَّهُ ... صُبْحٌ يَشُقُّ طَيَالِسَ الظّلمَاءِ بَحْرٌ تَكَلَّلَ بِالسَّدِيْفِ جِفَانُهُ حَتَّى ... تَمُوْتَ شَمَالُ كُلِّ شتَاءِ إِنَّا وَجَدِّكَ لا يَكُونُ سِلَاحنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: نَأوِي إِلَى خَلْقِ الجدِيْدِ وَقرَّحٍ ... قُبٍّ يَشُوفُ نَحْوَ كُلِّ دُعَاءِ تَحْمِي الرِّمَاحُ لنَا حِمَانَا كُلَّهُ ... وَتبِيْحُ بَعْدُ مَسَارِحِ الأَحْيَاءِ إِنَّ السُّيُوْفَ تُجِيْرُنَا وَنُجِيْرُهَا ... كُلٌّ يُجِيْرُ بِعِزَّةٍ وَوَفَاءِ ¬
إِنَّا لنَعْمَلُ فِي الرُّؤوسِ سيُوْفنَا ... عَمَل الحَرِيْقِ بِيَابِسِ الحَلْفَاءِ السَّلَامِيُّ: [من الرجز] 4995 - إنَّا وَمَا نَكْتِمُ مِنْ أَمْرنَا ... كَالثَّوْرِ إِذْ قُدِّمَ لِلبْاخِعِ كَتَبَ أَحْمَدُ بن سَيَّارٍ مِنْ خُرَاسانَ إِلَى مَرْوَانَ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ لَمَّا ظَهَرَ أَمْرُ مُسْلِمٍ وَقَوِيَتْ شَوْكَتهُ وَهِيَ: إِنَّا وَمَا نَكْتُمُ مِنْ أَمْرِنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مِثْلُ الَّتِي يَحْسَبُهَا أَهْلُهَا ... عَذْرَاءَ بِكْرًا وَهِيَ فِي التَّاسِعِ فَارْكَبْ مِنَ الأمْرِ قَرًا يَذَهُ ... بِالحَزْمِ وَالقُوَّةِ لِلصَّانِعِ حَتَّى تَرَى الأجْدَعَ مُذ لوليًّا ... يَلْتَمِسُ الفَضْلَ إِلَى الجَّادِعِ وَالثَّوْبُ إِنْ أَنْهَجَ فِيْهِ البَلَى ... أَعْيَى عَلَى ذِي الحِيْلَةِ الصَّانِعِ كُنَّا نُدَارِيْهَا فَقَدْ رُقِعَتْ ... وَأتَّسَعَ الخَرقُ عَلَى الرَّاقِعِ المَعَرِيُّ: [من الكامل] 4996 - إِنَّ الإِسَاءَةَ شَرُّ مَا وَقَعتْ ... مِنْ بَعْدِ إِحْسَانٍ وَإِجْمَالِ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 4997 - إِنَّ الأُسُوْدَ أُسُوْدَ الغَابِ هِمَّتُهَا ... يَوْمَ الكَرِيْهَةِ فِي المَسْلُوْبِ لا السّلَبِ وَمِثْل قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ لِعَنْتَرَةَ العَبْسِيّ (¬1): يُخْبِرْكِ مَنْ شَهَدَ الوَقِيْعَةَ أَنَّنِي ... أَغْشَى الوَغَى وَأَعفُّ عَنْ المَغْنَمِ وَقَالَ المُتُنَبِّيّ (¬2): ¬
نَهَاهَا وَأَغْنَاهَا عن النَّهبِ جُوْدُهُ ... فَمَا تَبْتَغِي إِلَّا حُمَاةَ الحَّقَائِقِ وَقَالَ السّرَيُّ (¬1): كَاللَّيْثِ لَا يَسْلِبُ الأَعْدَاءَ بزَّهُمُ ... فِي الرَّوْعِ لَكِنْ يَرَى أَرْوَاحِهِمْ سَلَبَا أَبُو الفَضل بن العَمِيْدِ: [من مجزوء الكامل] 4998 - إِنَّ الأَقَارِبَ كَالعَقَا ... رِبِ بَلْ أَضَرُّ مِنَ العَقَارِبِ [من الكامل] 4999 - إِنَّ الأَمَانَةَ فِي الأَنامِ إِذَا ... حَصَّلْتَهَا لَفْظ بِلَا مَعْنَى المثقّب العبديُّ: [من البسيط] 5000 - إِنَّ الأُمُوْرَ إِذَا اسْتَقْبَلْتهَا اشْتَبَهَتْ ... وَفِي تَدَبُّرِ التِّبْيَانِ وَالعِبَرِ وَمِنْ هَذَا البَابِ لأَبِي مُحَمَّد أحمد بن أعثم الكُوْفِيّ: إِنَّ الأُمُوْرَ إِذَا اسْتقلَّ بِعِبْئِهَا ... ذو الرَّأي وَهُوَ مُسَدَّدٌ وَمُجَرَّبُ أَوْفَتْ بِهِ إِيْفَاءَ دَحْضِ مَذَلَّةٍ ... وَلَوْ أَنَّهُ رَجُلُ الزَّمَانِ الغُلَّبُ فَالعَقلُ يَرْقُدُ وَالهَوَى مُسْتَيْقِظٌ ... وَالرَّأيُ يَغْربُ وَالصَّوَابُ مُغَيَّبُ امرأةٌ: [من الكامل] 5001 - إِنَّ الأُمُوْرَ إِذَا الْتَوَتْ وَتَعَقَّدَتْ ... نَزَلَ القَضَاءُ مِنَ السَّمَاءِ فَحَلَّهَا مُحَمَّد بن بَشِيْرِ البَصْرِيُّ: [من البسيط] 5002 - إِنَّ الأُمُوْرَ إِذَا انْسَدَّتْ مَسَالِكُهَا ... فَالصَّبْرُ يَفْتقُ منهما كُلَّ مَا ارْتَتَجَا ¬
طَرِيْفُ بنُ تَمِيْمٍ: [من البسيط] 5003 - إِنَّ الأُمُوْرَ إِذَا أَوْرَدتهَا صَدَرَتْ ... إِنَّ الأُمُوْرَ لَهَا وِرْدٌ وَإِصْدَارُ بَاقِي الأَبْيَاتِ بِبَابِ: إِنَّ قَنَاتِي لَنَبعٌ لَا يُغَيِّرُهَا. البَيْتُ [من الـ. . .] 5004 - إِنَّ الأُمُوْرَ إِذْا قام الشبابُ بها ... دون الشيوخ تَرَى فِي بَعْضِهَا زَلَلَا [من الكامل] 5005 - إِنَّ الأُمُوْرَ إِذَا دَنَتْ لِزَوَالِهَا ... فَشَوَاهِدُ الإِدْبَارِ فِيْهَا تَظْهَرُ يَزِيْدُ بن الحَكَمِ: [من مجزوء الكامل] 5006 - إِنَّ الأُمُوْرَ دَقيقُهَا ... مِمَّا يَهِيْجُ لَهُ العَظِيْمُ [من مجزوء الكامل] 5007 - إِنَّ الأَمِيْرَ هُوَ الَّذِي ... يُضْحِي أَمِيْرًا بَعْدَ عَزْلهِ بَعْدهُ: إِنْ زَالَ سُلْطَانُ الوِلَايَةِ كَا ... نَ فِي سُلْطَانِ فَضْلِه البَاذِنْجَانَةُ الكَاتِبُ: [من الكامل] 5008 - إِنَّ الأُلَى وَلُّوْكَ أَمْرَ كتَابَةٍ ... مَا صَادَفَوْا بِكَ كَاتِبًا مَأمُوْنَا بَعْدهُ: بَكَتِ الضِّيَاعُ مِنَ الضَّيَاعِ بِأَعْيُنٍ ... أَبْكَيْنَ مِنْ أَرْبَابِهِنَّ عُيُوْنَا ¬
ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الخفيف] 5009 - إِنَّ بَحْثَ الطَّبِيْبِ عَنْ دَاءِ ذِي الـ ... ــــــدَّاءِ لَرَأسُ الشِّفَاءِ قَبْلَ الشِّفَاءِ يقول منها: إن من لام جاهلًا كطبيب ... يتعاطى علاج داءٍ عَياءِ العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من الخفيف] 5010 - إِنَّ بَعْضَ الِعتَابِ يَدْعُو إِلَى العَتْـ ... ــــبِ وَيُؤْذِي بِهِ المُحِبُّ الحبِيْبَا أَنْكَرُ النَّاسِ سَاطِعُ المسْكِ مِنْ دَجـ ... ــلة قَدْ أَوْسَعَ المُتَنَازعَ طِيْبَا فَهُمْ يعْجبوْنَ مِنْهُ وَمَا يَدْرُ ... وْنَ أَنْ قَدْ حَلَلْتِ مِنْهُ قَرِيْبَا قَاسِمِيْني هَذَا البَلَاءَ وَإِلَّا ... فَاجْعَلِي لِي مِنَ التَّعَزِّي نَصِيْبَا أَنْ بَعْضَ العِتَابِ يَدْعُو إِلَى العَتْبِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وإِذَا مَا القُلُوْبُ لَمْ تُضْمِر الودّ ... تكن العِتَابُ قُلُوْبَا المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 5011 - إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَرِيْضِ هُذَاءٌ ... لَيْسَ شَيْئًا وَبَعْضَهُ أَحْكَامُ [من مخلع البسيط] 5012 - إِنَّ بَنِي دَهْرِنَا أَفَاعٍ ... لَيْسَ لِمَنْ سَاوَرَتْ طَبِيْبُ بَعْدَهُ: فَلَا يَكُنْ فِيْكَ بَعْدَ هَذَا ... لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ نَصِيْب لَبِيْدُ بنُ رَبِيْعَةَ العَامِرِيُّ: [من الرمل] 5013 - إِنَّ تَقْوَى رَبّنَا خَيْرُ نَفْلٍ ... وَإذْنِ اللَّهِ رَيْثِي وَعَجَل ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا: إِنَّهُ اللَّهُ فَلَا نِدَّ لَهُ ... بِيَدَيْهِ الخَيْرُ مَا شاءَ فَعَلْ مَنْ هَدَاهُ طُرُقَ الخَيْرِ أهْتَدَى ... نَاعِمَ البَالِ وَمَنْ شَاءَ أَضَلْ * * * قَالَ الحَسَنُ: شَاعِرَانِ مِنْ فُحُوْلِ الجَاهِلِيَّةِ لَهُمَا بَيْتَانِ مِنَ الشِّعْرِ ذَهَبَ أَحَدَهُمَا فِي بَيْتِهِ مَذْهَبَ العَدْلِيَّةِ وَالآخَرُ مَذْهَبُ الجَّبْرِيَّةِ فَالَّذِي ذَهَبَ مَذْهَبَ العَدْلِيَّةِ فَأَعْشَى بَكْرٍ حَيْثُ يَقُوْلُ: اسْتَأثَرَ اللَّهُ بِالوَفَاءِ وَبِالعَدْ ... لِ وَوَلَّى المَلَامَةَ الرَّجُلا وَالَّذِي ذَهَبَ مَذْهَبَ الجبْرِيَّةِ فَلُبَيْدُ بنُ رَبِيْعَةَ حَيْثُ يَقُوْلُ: إِنَّ تَقْوَى رَبّنَا خَيْرُ عَمَل. الأَبْيَاتُ مُحَمَّد بن شِبْلٍ: 5014 - إِنَّ جِنَايَات. . . . . . ... كان مِنْ فِعْلِ الصَّدِيْقِ المُؤْتَمَن [من الخفيف] 5015 - إِنَّ جُوْدَ الجَوَادِ يُفْسِدُهُ المَطـ ... ـــل ويُزْرِي مِنْ فِعْلِهِ بِالجمِيْلِ المَعَرِيُّ: [من الخفيف] 5016 - إِنَّ حُزْنًا فِي سَاعَةِ المَوْت أضْـ ... ــعَافُ سُرُوْرٍ فِي حَالَةِ المِيْلَادِ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَبَنَاتِ الهَدِيْلِ أَسْعِدْنَ أَو ... عِدْنَ قَلِيْلَ العَزَاءِ بِالإِسْعَادِ إيْهِ للَّهِ دُرُّكُنَّ فَأَنتُنّ ... اللَّوَاتِي يُحْسِنَّ حِفْظَ الوِدَادِ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيّ: [من الخفيف] 5017 - إِنَّ حَظِّي مِمَّنْ أُحِبُّ كَفَافًا ... لَا صُدُوْدٌ مُقْصٍ وَلَا إِسْعَافُ ¬
بَعْدَهُ: كُلَّمَا قُلْتُ قَدْ أَنَابَتْ إِلَى الوَصْـ ... ـــــلِ ثَنَاهَا عَمَّا أُرِيْدُ العَفَافُ فَكَأَنِّي بَيْنَ الوِصَالِ وَبَيْنَ الهَجْـ ... ـــر مِمَّنْ مَقَامُهُ الإعْرَافُ فِي مَحْلٍ بَيْنَ الجنَانِ وَبَيْنَ النَّا ... رِ أَرْجُو طوْرًا وَطوْرًا أَخَافُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الخفيف] 5018 - إِنَّ حَمَّامَنَا الَّتِي نَحْنُ فِيْهَا ... هِيَ مُحْتَاجَة إِلَى حَمَّامِ بَعْدَهُ: قَدْ دَخَلْنَا وَنَحْنُ أَوْلَادُ سَامٍ ... فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ أَوْلَادُ حَامِ سَامٌ أَبُو البِيْضِ وَحَامٌ أَبُو السُّوْدِ وَهَمَا أَوْلَادُ نُوْع عَلَيْهِ السَّلَام. يرِيْدُ: دَخَلْنَا وَنَحْنُ بِيْضٌ وَخَرَجْنَا وَنَحْنُ سُوْدٌ مِنَ الوَسَخِ. وَلَهُ أَيْضًا: [من الخفيف] 5019 - إِنَّ خُلْفَ الوَعِيْدِ لَيْسَ بِعَارٍ ... إِنَّمَا العَارُ كلُّهُ خُلفُ وعَدْلُ [من السريع] 5020 - إِنَّ خَلِيلِي وَجْهُهُ وَاحِدٌ ... وَلَيْس ذُو الوَجْهَيْنِ لِي بِالخَلِيْلْ [من المديد] 5021 - إِنَّ خَيْرَ القَوْلِ أَصْدَقُهُ ... وهَنِيّ العُرْفِ عَاجِلُهُ [من الخفيف] 5022 - إِنَّ خَيْرَ الكَلَامِ مَا لَيْس فِيْهِ ... عِنْدَ مَنْ يَفْهَمِ الكَلَامَ كَلَامُ ¬
هَذَا نَظمُ قَوْلِ بَعْضهُمْ وَقَدْ قِيْلَ لَهُ: مَا أَحْسَنُ الكَلَامِ؟ فَقَالَ: مَا لَا يُحْتَاجُ معه إِلَى الكَلَامِ. [من الخفيف] 5023 - إِنَّ خَيْرَ الأَشْعَارِ مَا يَسْتَعِيْرُ النَّـ ... ــاس مِنْهُ وَلَمْ يَكُنْ مُسْتَعَارَا عَلِيُّ بن الجّهمِ: [من الخفيف] 5024 - إِنَّ دُوْنَ السُّؤَالِ والاعتذار ... خطة صعبة على الأحرارِ أَبْيَاتُ عَلِيّ بن الجهْمِ يَعْتَذِرُ إِلَى الخَلِيْفَةِ المُتَوَكِّلُ أَوَّلُهَا: إِنْ دُوْنَ السُّؤَالِ وَالاعْتذِارِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَارْضَ لِلسَّائِلِ الخُضُوْعَ وَلِلـ ... ــقَارِفِ ذَنْبًا غَضَاضَةَ الاعْتِذَارِ وَاسْتعِذْ مِنْهُمَا فَبئْسَ المَقَا ... مَانِ لأهْلِ العُقُوْلِ وَالأَخْطَارِ يَا ابنَ عَمِّ النَّبِيِّ أَيْسرُ مِنْ عَتْـ ... ــبِكَ فَقْدُ الأَسْمَاعِ وَالأَبْصَارِ أَنْتَ مِنْ مَعْشَرٍ هم شَرَعُوا العَفْـ ... ـــوَ وَلَمْ يَمْنَعُوا عِنْدَ العِثَارِ إِنْ تَجَافَيْتَ مَنْعمَا كُنْتَ أَوْلَى ... مَنْ تَجَافَى عَنِ الذُنُوْبِ الكبَارِ أَو تُعَاقِبُ فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ ... وَلَيْسَ العِقَابُ مِنْكَ بِعَارِ لَيْسَ ذَنْبي مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي ... تُعْذِرُني عَنْ تَغَمُّدٍ وَاغْتِفَارِ هُوَ إِمّا تَكَذُّبٌ مِنْ عَدُوٍّ أَو ... جَوَاد لَمْ يَحْتَرِسْ مِنْ عِثَارِ وَلِي الحُرْمَةُ الَّتِي لَمْ يُضَيَّعْ ... مِثْلُهَا مُذْ شَدَدْتُ عَقْدَ الإِزَارِ يَقُوْلُ فِي آخِرِهَا: حَسْبِيَ اللَّهُ خَابَ مَنْ جزلُ ... الحَاجَاتِ إِلَّا بِالوَاحِدِ القَهَّارِ [من الخفيف] 5025 - إِنَّ دَهْرًا سَخَا بِمِثْلِكَ دَهْرٌ ... لَيْسَ فِي الحَقِّ أَنْ يُسَمَّى بَخِيْلَا ¬
[من الخفيف] 5026 - إِنَّ دَهْرًا لَمْ يَرْعَ حَقًّا لِيَحْيَى ... غَيْرُ رَاعٍ ذمَامَ آلِ الرَّبِيْعِ قَبْلهُ: مَا رَعَى الدَّهْرُ آل بَرْمَكَ لمَّا ... أَنْ رَمَى مُلْكَهُمْ بِأَمْرٍ فَظِيْعِ إِنَّ دَهْرًا لَمْ يَرعْ حَقَّ ابن يَحْيَى. البَيْتُ لَمَّا أَكْثَرَ الفَضْلُ بنُ الرَّبِيْعِ السّعَايَةَ بِالبَرَامِكَةِ يَطْلِبُ عَثَرَاتِهِمْ وَنَكبهُم الرَّشِيْدُ تَفَجَّعَ النَّاسُ طُرًّا عَلَيْهِم لإِحْسَانِهِمْ إِلَيْهِمْ فَقَالَ الشُّعُرَاءُ فِيْهِمْ: مَا رَعَى الدَّهْرُ آل بَرْمَكَ. البَيْتَانِ عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ: [من الخفيف] 5027 - إِنَّ دَهْرًا يَلُفُّ شَمْلِي بِسُعْدَى ... لَزَمَانٌ يَهُمُّ بِالإِحْسَانِ كَانَ بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ إِذَا رَضِيَ عَنْ دَهْرِهِ أَنْشَدَ هَذَا البَيْتَ: يُرِيْدُوْنَ لِذَلِكَ الفَضْلُ بن الرَّبِيعْ حَتَّى أَنَّ عَدُوّهُمْ الفَضْلُ بن الرَّبِيع كَانَ إِذَا ذُكِرُوا لَهُ يُنْشِدُ مُتَمَثِّلًا (¬1): عَتبْتُ عَلَى سلمٍ فلّما فَقَدْتهُ وَجَرَّبْتُ ... أَقْوَامًا بَكِيَتْ عَلَى بِشْرِ * * * وكان الرشيد. . . (¬2): اقلوا عليهم لا أبًا لأبيكُمُ ... من اللومِ أو سدوا المكان الذي سَدُّوا أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البُنى ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عَقَدوا شَدُّوا ¬
أَنْشَدَ ابْنُ حَبِيْبٍ: [من الخفيف] 5028 - إِنَّ ذَا الفَضْلِ والمرُوْءَةِ لَا يَقْـ ... ـــبَلُ قَوْلًا يُخَالِفُ القَوْلُ فِعْلَا أَبُو حَازِمٍ: [من الرمل] 5029 - إِنَّ ذَا اللُّؤْمِ إِذَا أَكْرَمْتَهُ ... حَسِبَ الإِكْرَامَ حَقًّا لَزِمَك أبو فراس: [من الخفيف] 5030 - إِنَّ ذَاكَ الصُّدُوْدَ مِنْ غيرِ جُرْمٍ ... لَمْ يَدَعْ فِيَّ مَوْضِعًا لِلْوِصَالِ بَعْدهُ: أَحْسِنُوا فِي وِصَالِكُمُ أَو أَسِيْئوا ... وَلَا عَدِمْنَاكُمْ عَلَى كُلِّ حَالِ وَيُرْوَى: فَانْقِصُوا فِي وِصالِكُمْ أَو فَزِيْدُوا. البَيْتُ الباخرزي: [من السريع] 5031 - إِنَّ ذَوِي الجهْلِ وَإِنْ أَيْسَرُوا ... أَفْقَرُ أَهْلِ الشَّرْقِ وَالغَرْبِ أَبْيَاتُ البَاخِرزي بَعْدَ قَوْلِهِ: إِنَّ ذَوِي الجَّهْلِ. البَيْتُ وَالعَالِمُ العَاقِلُ مُثيْرٍ وَإِنْ ... . . . . . . . .الإعْسَارِ كَمْ فِي بِلَادِ اللَّهِ مِنْ مُكْثِرٍ ... . . . . . . . . . . . فَكُنْ لِمَا تُحْسِنُهُ بَاذِلًا ... وَنَزِّه العجب [من الرمل] 5032 - إِنَّ رَبًّا كَانَ يَكْفِيْكَ الَّذِي ... كَانَ بِالأَمْسِ سَيَكْفِيْكَ غَدَكْ ¬
قَبْلهُ: أَحْسِنِ الظَّنِّ بِمَنْ قَدْ عَوَّدَكَ ... كُلَّ إِحْسَانٍ وَسَوَّى أَوَدَك إِنَّ رَبًّا كَانَ يَكْفِيْكَ. البَيْتُ يُرْوَى لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من الخفيف] 5033 - إِنَّ رَبًّا كَفَاكَ بِالأَمْسِ مَا كَا ... نَ سَيَكْفِيْكَ فِي غَدٍ مَا يَكُوْنُ قَبْلهُ: أَيُّهَا القَلْبُ لَا تَرُعْكَ الظُّنُوْنُ ... وَعَسَى مَا تَظُنُّهُ لَا يَكُوْنُ وَعَسَى مَا اسْتَشَدُّوا وَاسْتَصْعَبَ ... السَّاعَةَ مِنْ بَعْدِ سَاعَةٍ سَيَهُوْنُ صف الهَمّ مَا اسْتَطَعْتَ عَنِ القَلـ ... ــــبِ فَحُمْلَانكَ الهُمُوْمَ جُنُوْنُ إِنَّ رَبًّا كَفَاكَ بِالأَمْسِ مَا كَانَ. البَيْتُ ابْنُ طُلِيْب الأنْطَاكِيُّ: [من الخفيف] 5034 - إِنَّ رِجَالَ الوَفَاءِ نَجْمَ الوَفَاءِ قَدْ أَفَلَا بَشَّارٌ: 5035 - أَنْ سِرًّا يُصَانُ عِنْدَ زِيادٍ ... لَمُضَاعٌ كَالمَاءِ فِي الغِرْبَالِ ابْنُ شَمْس الخلَافَةِ: [من الرمل] 5036 - إِنَّ سَلْمَى كَدَّرَتْ مَعْرُوْفَهَا ... رُبَّ مَعْرُوْفٍ كَأَنْ لَمْ يُصْنَعِ العَطَوِيُّ: [من الخفيف] 5037 - إِنَّ شُرْبَ المُدَامِ سَيْرٌ إِلَى اللَّهْـ ... ـــوَ وَخَيْرُ المَسِيْرِ صَدْرُ النَّهَارِ أَبْيَاتُ مُحَمَّد بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ العَطْوِي أَوَّلُهَا: ¬
قبَّحَ اللَّهُ أَوَّل النَّاسِ سَنَّ الشّر ... ب لَيْلًا مَاذَا أَتَى مِنْ عَارِ إِنَّ شرْبَ المُدَامِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ما رأينا الكَوْكَب الصُّبْح شِبْهًا ... كَنَدِيْمٍ مُسَاعِدٍ وَعُقَارِ وغناءٌ يفتّ فِي عَضَدِ الحِلْـ ... ــــمِ وَيَزْرِي عَلَى النُّهَى وَالوَقَارِ وأحاديث في خلال الأَغاني ... كَابْتِسَامِ الرِّيَاضِ غَبَّ القِطَارِ وله في المعنى (¬1): ما ترى يومَنا وحسنَ ابتدائهِ ... ونَدَى أَرْضِهِ وَهَطْلَ سَمَائِهِ إن صدرَ النهارِ أنضرُ شطريـ ... ــــهِ، كما نضرةُ الفَتَى فِي فَتَائِهِ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الخفيف] 5038 - إِنَّ شَرْخَ الشَّبَابِ قَرْضُ الليَالِي ... فَتَصَرَّفْ بِهِ قُبَيْلَ التَّقَاضِي قَبْلهُ: قَصْرُكَ الشَّيْبُ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ... مِنْ هَوَى البِيْضِ وَالعُيُوْنِ المِرَاضِ إِنَّ شَرخَ الشَّبَابِ قَرْضُ اللَّيَالِي. البَيْتُ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ: [من الخفيف] 5039 - إِنَّ شَرْخَ الشَّبَابِ وَالشَّعَرَ الأَسْـ ... ــــوَدَ مَا لَمْ يُعَاضَ كَانَ جُنُوْنَا سِمَالُ بنُ حَرْبٍ: [من الخفيف] 5040 - إِنَّ شَرْخَ الشَّبَابِ يَألَفُهُ البِيْـ ... ـــضُ وَشِيْبَ العِذَار شَيْءٌ زَهِيْدُ ¬
قَالَ المُبَرَّدُ أَنْشَدَنَا عَمْرُو بنُ مَرْزُوْق عَنْ شِعْبَةَ: إِنَّ شَرخَ الشَّبَابِ يَألَفُهُ البيْضُ. البَيْتُ. الشَّرْخُ الحَدُّ وَفِي الحَدِيْثِ: اقْتُلُوا مَسَانَّ المُشْرِكِيْنَ وَاسْتَبْقُوا شَرْخَهُمْ أَي الشَّبَابَ. وَشَرْخُ كُلّ شَيْءٍ حَدُّهُ. قَالَ الشِّعْرُ (¬1): كَأَنَّ المَتْنَ وَالشَّرْخَيْنِ مِنْهُ ... خِلَافَ النَّصْلِ سِيْطَ بِهِ مَشِيْجُ يَصِفُ سَهْمًا رمى بِهِ فَأَنْفَذَ الرَّمِيَّةَ فَقَدْ اتَّصَلَ بِهِ دَمُهَا وَالمَتْنُ مَتْنُ السَّهْمِ وَالشَّرْخُ حَدُّهُ فَأَرَادَ شرخي الفُوقَ وَهُمَا حَدَّاهُ. المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ: [من الرمل] 5041 - إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ يكثرِ لِي ... حِيْنَ يَلْقَانِي وَإِنْ غِبْتُ شَتَمْ بَعْدهُ: وَكَلَامٍ سَيِّءٍ قَدْ وقع فِي أذنا ... ي وَمَا بي مِنْ صَمَمْ لَا تَرَانِي راتعًا في مجلسٍ ... في لحومِ الناسِ كالسَّبع الضَّرَمْ [من الخفيف] 5042 - إِنَّ شَرَّ الوِدَادِ مَا أَظْهَرَ الحُـ ... ـــــبُّ فَيَبْدُو تَحْتَهُ الشَّنْآنُ وَضَاحُ اليَمَنِ بن إِسْمَاعِيْلَ: [من الخفيف] 5043 - إِنَّ طَرْفِي مُمَازحٌ وَلِسَانِي ... وَضَمِيْرِي عَنِ الفُسُوْقِ عَفِيْفُ يَا خَلِيْلَيَّ قَدْ صَفَا كَدَرُ العَيْشِ ... وَقَدْ أَسْعَدَ الزَّمَانُ الخَرِيْفُ إِنَّ طَرْفِي مُمَازحٌ وَلِسَانِي ... وَضَمِيرِي عَنِ الفُسُوْقِ عَفِيْفُ لَوْلَا سَلَا القَلْبُ كُنْتُ مِنْ ... أَسْعَدِ النَّاسِ وَلَكِنَّهُ المَشُوْمُ ألوفُ طَرَقَتْنَا بِعَسْقَلَانَ أَلُوفُ ... رْحَبًا بِالخيَالِ حِيْنَ يُطِيْفُ يَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّ قَلْبِي ضَعِيْفٌ ... وفُؤَادي مَعْ ضعْفِ قَلْبِي نَحِيْفُ ¬
هَذِهِ الأبْياتُ الثّلاثُ: (إِنَّ طَرْفِي مُمَازحٌ) وَبَعْدَهُ (لَوْلَا سَلَا القَلْبُ) وَبَعْدَهُ (يَعْلَمُ اللَّهُ) تُرْوَى لابنِ المُعْتَزِّ. 5044 - إِنَّ عِزَّ الَيأسِ خَيْرٌ ... لك من ذلُّ الأَمَانِي وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ قَيْسُ بن رفَاعَةَ (¬1): إِنْ نصبح اليَوْمَ قَدْ خَفَّتْ مَجَالِسُنَا ... وَالمَوْتُ أَمْرٌ لِهَذَا النَّاسِ مَكْتُوْبُ فَقَدْ غَنِيْنَا وَفِيْنَا سَامِرٌ غَرِدٌ ... وَصارِخٌ كَأَنِّي السَّيْلَ مَرْهُوْبُ [من الخفيف] 5045 - إِنْ نَعِشْ نَجْتَمِعْ وَإِلَّا فَمَا ... أَشغلَ مَنْ مَاتَ عَنْ جَمِيع الأَنَامِ أَبُو عَوْنٍ الكَاتِبُ: [من الخفيف] 5046 - إِنَّ عُمْرًا عُوِّضْتُ فِيْهِ مِنَ المَوْ ... تِ بشِيبٍ مِنْ أَعْظَمِ النّعْمَاءِ [من الخفيف] 5047 - فإِنَّ عَيْشًا يَكُوْنُ آخِرَهُ المَوْ ... تُ سوَاءٌ طَوِيْلُهُ وَالقَصِيْرُ [من الخفيف] 5048 - إِن عَيْشًا يَكُوْنُ آخِرهُ المَوْ ... تُ لَعَيْشٌ مُعَجَّلُ التَّنْغِيْصِ لأَبِي العَتَاهيِةِ فِي مَعْنَاهُ (¬1): وَالمَوْتُ لَوْ صحَّ اليَقِيْنُ بِهِ ... لَمْ يَنْتَفِعْ بِالعَيْشِ ذَاكِرُهُ الأَحْوَصُ: [من الخفيف] 5049 - إِنَّ فَجْعَ الأَمِيْن بِالسّرِّ أَمْرٌ ... لَيْس مِنْ شِيْمَتِي وَلَا مِنْ صَنِيْعِي ¬
بَعْدهُ: وَلنَقْلِ الجِبَالِ أَيْسَرُ مِنْ ... نَقْلِ حَدِيْثٍ. . . . . [من المديد] 5050 - إِنَّ فَقْدَ النَّوْمِ أَعْدَمَنِي ... رُؤْيَةَ الأَحْبَابِ فِي الحُلُمِ [من مجزوء الرمل] 5051 - إِنَّ فِي التَّعْرِيْضِ للِعَا ... قِلِ تَصْرِيْحُ البَيَانِ [من الخفيف] 5052 - إِنَّ فِي السُّوْقِ كُلَّ شَيْءٍ مَلِيْحٍ ... حَظُّنَا مِنْهُ رُؤْيَةُ المُجْتَازِ [من الخفيف] 5053 - إِنَّ فِي الصُّبْحِ رَاحَةً لِمُحِبٍّ ... وَمَعَ اللَّيْلِ نَاشِئَاتُ الهُمُوْمِ الحَمْدُوْنيُّ: 5054 - إِنَّ فِي تَوْبَتِي لفسحًا لجرمي ... فاعْف عَنِّي فَأَنْتَ لِلْعَفْوِ أَهْلُ بَعْدهُ: لَا تُؤَاخِذ عَلَى مَا يَقَوْلُ عَلَى السُّكْرِ ... فَتًى مَا لَهُ عَلَى الصحْوِ عَقْلُ أَنْشَدَ ابْنُ حَبِيْبٍ: [من الخفيف] 5055 - إِنَّ فِي نَفْسِكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْـ ... ــكَ عَنِ النَّاسِ لَوْ تَفَكَّرْتَ شُغْلَا ابْنُ طَبَاطَبَا: [من الرمل] 5056 - إِنَّ فِي نَيْلِ المُنَى وَشْكَ الرَّدَى ... وَقِيَاسَ القَصْدِ عَنْدَ السّرَفِ ¬
قَبْلهُ: كُنْ بِمَا أُوْتيْتهُ مُغتَبِطًا ... تَسْتَدِمْ عَيْش القَنُوْعِ المُكْتَفِي إِنَّ فِي نَيْلِ المُنَى وَشْكَ الرَّدَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَسِرَاجٍ دُهْنُهُ قَوْتٌ لَهُ ... فَإِذَا غَرَّقتهُ فِيْهِ طُغِي [من الرجز] 5057 - إِنَّ قُرَيْشًا وَهْيَ مِنْ خَيْرِ الأُمَم ... لَا يَضَعُوْنَ قَدَمًا عَلَى قَدَم طَرِيْفُ بنُ تَمِيْمٍ: [من البسيط] 5058 - إِنَّ قَنَاتِي لَنَبْعٌ لَا يُغَيِّرُهَا ... غَمْزُ الثِّفَافِ وَلَا دُهْن وَلَا نَارُ بَعْدهُ: مَتَى أَجْرِي خَائِفًا مِنْ مَسَارِحِهِ ... وَإِنْ أُخِفْ آمِنًا يقلق بِهِ الدَّارُ إِنَّ الأُمُوْرَ إِذَا أَوْرَدْتُهَا صدَرتْ ... إِنَّ الأُمُوْرَ لَهَا وِرْدٌ وَإِصدَارُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الخفيف] 5059 - إِنَّ قوْمًا أَصْبَحْتَ تَنْفُقُ فِيْهِمْ ... لعَلَى غَايَةٍ مِنَ التَّسْخِيْرِ بَعْدهُ: وَقُبُوْل النُّفُوْسِ إِيَّاكَ عِنْدِي ... آيَةٌ فِيْكَ اللَّطِيْفِ الخَبِيْرِ يَا ثَقِيْلًا عَلَى القُلُوْبِ خَفِيْفًا ... فِي المَوَازِينِ دُوْنَ وَزْنِ الَنَّقِيْرِ هُدْبَةُ بنُ خَشْرَمٍ: [من البسيط] 5060 - إِنَّكَ وَالمَدْحُ كَالعَذْرَاءِ يُعْجِبُهَا ... مَسُّ الرِّجَالِ وَيَثْنِي قَلْبَهَا الفَرَقُ ¬
أَعْشَى هَمْدَانَ: [من الكامل] 5061 - إِنْ نلتُ لَمْ أَفْرَح بِشَيْءٍ ... نِلْتُهُ وَإِذَا سُلِبْتُ بِهِ فَلَا أَتَلَهَّفُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الخفيف] 5062 - إِنَّ لِلجَدِّ كِيْميَاءً إِذَا مَا ... مَسَّ كلْبًا أَحَالَهُ إِنْسَانَا إِنَّ لِلجّدِّ كِيْمِيَاءً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ كَمَا ... شَاءَ كَائِنًا مَا كَانَا عَدِيُّ بن زَيْدٍ: [من الخفيف] 5063 - إِنَّ لِلدَّهْرِ صَرْعَةً فَاحْذَرَنْهَا ... لَا تَبِيْتَنَّ قَدْ أَمِنْتَ الدُّهُوْرَا المَأْمُوْنُ الخَلِيْفَةُ: [من الـ. . .] 5064 - إِنَّ لِلسَّمْعِ فِي السَّمَاعِ ... لَحْظًا. . . . فِيْهِ ارتيَاحُ بَعْدهُ: فِيْهِ للِرَّاحِ مُسْتَرَاح وَأُنْسٌ ... لَيْسَ فِيْهِ عَلَى اللَّبِيْبِ جُنَاحُ [من الخفيف] 5065 - إِنَّ لِلعَاشِقِيْنَ عَنْ قِصَرِ اللَّـ ... ـــيلٍ وَعَنْ طُوْلِهِ مِنَ الوَجْدِ شُغْلا البُحْتُرِيُّ: [من الخفيف] 5066 - إِنَّ لِلْغَيْبِ وَالعَوَاقِبِ فِي أَمْـ ... ـــرِكَ فِعْلًا يُرْضِي غِضَابَ القُلُوْبِ بَعْدهُ: ¬
وَلَعَلَّ الزَّمَانَ يُنْجِزُ وَعْدًا ... فِيْكَ إِنَّ الزَّمَانَ غَيْرُ كَذُوْبِ أَيْمَنُ بنُ خُرَيْمٍ: [من الرمل] 5067 - إِنَّ لِلْفِتْنَةِ مَيْطًا بَيْنَنَا ... فَرُوَيْدَ المَيْطِ مِنْهَا يَعْتَدِل [من الرمل] 5068 - إِنَّ لِلْمَوْتِ لَسَهْمًا قَاصِدًا ... لَيْسَ يَفْدِي أَحَدًا مِنْهُ أَحَدْ ابْنُ الرُّوْمِيُّ يُخَاطِبُ القاسَمِ بنُ عُبَيْدٍ: [من الخفيف] 5069 - إِنَّ للَّهِ بِالبَرِيَّةِ لِطْفًا ... سَبَقَ الأُمّهَاتِ وَالآبَاءَا بَعْدهُ: إِن للَّهِ غَيْرَ مَرْعَاكَ مَرْعًى ... [ترتعيه وغير ماءك ماءا] ابْنُ الرُّوْمِيُّ أَيْضًا: [من الخفيف] 5070 - إِنَّ للَّهِ غَيْر مَرْعَاكَ مَرْعًى ... نَرْتَعِيْهِ وَغَيْرَ مَاءكَ مَاءا [من الخفيف] 5071 - إِنَّ للَّهِ فِي العِبَادِ مَنَايَا ... سَلَّطَتْهَا عَلَى القُلُوْبِ العُيُوْنُ [من الرجز] 5072 - إِنَّ لَهَا لَسَائِقًا عَشْنَزَرًا ... إِذَا وَنَيْنَ وَنْيَةً تَغَشْمرا قِيْلَ لَمَّا وَلِيّ الحَجَّاجُ بنُ يُوْسُفَ الثَّقَفِيّ. . . . سبعين، فَأَلَحَّ عَلَى النَّاسِ فِي الخُرُوْجِ. . . الخَوَارِجِ مَعَ بن أَبِي صفْرَةَ لَمْ يَدْخل البَصرَةَ فَكَانَ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ فِي ¬
الخُرُوْجِ إِلَى المُهَلَّبِ لِقِتَالِ الأزارقة، كَانَ الحَجَّاجُ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَتَفَقَّدُ العُصَاةَ وَيُوَجِّهُ الرِّجَالَ إِلَى المُهَلَّبِ فَكَانَ يخفِيْهمْ نَهَارًا وَيَفْتَحُ. . . نَاحِيَةِ المُهَلَّبِ كَأَنَّ الحَجَّاجُ لَا يَعْلَمُ فَإِذَا رَأَى المُهَلَّبُ شدَّةَ خَوْفِهِمْ وَإِسْرَاعِهِمْ يُمَثِّلُ فَيَقُوْلُ: إِنَّ ها لَسَابِقًا عَشَنْزَرَا إِذَا ونيْنَ وِنْيَةً تَغَمْشَرَا العَشَنْزَرُ: الصُّلْبُ. عَلِيُّ بنُ هِشَامٍ: [من الخفيف] 5073 - إِنَّ للاعْتِذَارِ حَقًّا مِنْ العَفْـ ... ـــو يَرَاهُ المُقِرُّ بِالإنْصَافِ بَعْدهُ: وَلَعمْرِي لَقَدْ أَجَلَّكَ مَنْ ... جَاءَ قِرًّا بِذلَّةِ الاعْتِرَافِ * * * وَمِنْ بَابِ (إِنَّ لِي) قَوْلُ مَالِكُ بنُ أَسْمَاءَ بن خَارِجَةَ (¬1): إِنَّ لِي عِنْدَ كُلِّ نَفْحَةِ بُسْتَانٍ ... مِنَ الوَرْدِ أَو مِنَ اليَاسَمِيْنَا نَظْرَةً وَالْتِفَاتَةً لَكَ أَرْجُوَ ... أنْ تَكُوْني حَلَلْتِ فِيْمَا يَلِيْنَا ابْنُ الرُّوْمِيُّ: 5074 - إِنَّ لِيْنَ [المهزّ في السيف أمضى ... لغراريه] فِي صَمِيْمِ الشُّؤُوْنِ يَقُوْلُ أَنَّ الرِّفْقَ وَاللِّيْنَ فِي مَوْضعِهِ لَخَيْرٌ مِنَ الخُرقِ. أَبُو تَمَّامٍ: [من الخفيف] 5075 - إِنَّمَا البِشْرُ رَوْضَةٌ فَإِذَا ... كَانَ بِبَذْلٍ فَرَوْضَة وَغَدِيْرُ ¬
[من الخفيف] 5076 - إِنَّمَا الجُوْدُ وَالسَّمَاحُ لِمَنْ أَعْـ ... ـــطَاكَ عَفْوًا وَمَاءُ وَجْهِكَ فِيْهِ أَحْمَدُ بن يُوْسُفَ: [من الرمل] 5077 - إِنَّمَا الحَظُّ لِذِي الجَدِّ ولَا ... يَنْفَعُ الكَدُّ إِذَا لَمْ يَكُ جَدُّ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ: [من الخفيف] 5078 - إِنَّمَا الدَّارُ بِالحُلُوْلِ فَإِنْ هُمُ ... فَارَقُوْهَا فَحَيْثُ حَلُّوا الدِّيَارُ مُحَمَّدُ بنُ غَالِبِ الأَصْفَهَانِيّ: [من المديد] 5079 - إِنَّمَا الدُّنْيَا سَحَابُ أَذًى ... تَكِفُّ الأَحْزَانُ عَنْ مَطَرِهْ بَعْدهُ: فَاتَّخِذْ للدَّهْرِ فِي يُسْرِهِ ... عُدَّةً تُبْقِي عَلَى عُسرِهِ [من مجزوء الرمل] 5080 - إِنَّمَا الدُّنْيَا كبَيْتٍ ... نَسَجَتْهُ العَنْكَبُوْتُ قَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: سَمِعْتُ عَلِيّ بنُ مُوْسَى الرِّضَا عَلَيْهم السَّلَامُ يُنْشِدُ (¬1): كُلُّنَا يَأْمَلُ مَدًّا فِي الأَجَلِ ... وَالمَنَايَا هُنَّ آفَاتُ الأَمَل لَا تَغُرَّنْكَ أَبَاطِيْلُ المُنَى ... وَالْزمِ القَصدَ وَدع عَنْكَ العِلَل إِنَّمَا الدُّنْيَا كَظِلٍّ زَائِلٍ ... قَالَ فِيْهِ رَاكِبٌ ثَمَّ ارْتَحَلْ ¬
[من الرمل] 5081 - إِنَّمَا الدُّنْيَا كَرُؤيَا فَرَّحَتْ ... مَنْ رَآهَا سَاعَةً ثَمَّ انْقَضَتْ [من مجزوء الرمل] 5082 - إِنَّمَا الدُّنْيا كفَيْءٍ ... زَالَ أَو ظِلِّ سَحَابَه أَبُو العتَاهِيَةِ: [من المديد] 5083 - إِنَّمَا الدُّنْيَا كَمَنْزلَةٍ ... حلَّهَا الإنْسَانُ فَارْتَحَلا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من ال] 5084 - إِنَّمَا الدُّنْيَا لمقتدر ... أين لقَى قوله فَعَلَا [مجزوء الرمل] 5085 - إِنَّمَا الدّنْيَا هِبَاتٌ ... وَعَوارٍ مُسْتَرَدَّه عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العَبَادِيُّ: [من الخفيف] 5086 - إِنَّمَا الدَّهْرُ دَوْلَةٌ بَعْدَ أُخْرَى ... لأُنَاسٍ يَأتُوْن بَعْدَ أُنَاسِ أَبْيَاتُ عِدَيٍّ أَوَّلُهَا: طَالَ لَيْلِي وَطَارَ عَنِّي نُعَاسِي ... مِنْ هُمُوْمٍ طَرَقْنَ شَيْنَ رَاسِي أَحْدَقَتْ بِي فَمَا تَزُوْلُ وَحَلَّتْ ... فِي ضمِيْرِ الفُؤَادِ مِنْهَا المَرَاسِي لأُنَاسٍ زُريتهم كَالمَصَابِيْحِ ... خِيَارٍ أَكْرِمْ بِهِمْ مِنْ أُنَاسِ مُسْتَهَامًا أَظَلّ يَوْمِي كَأَنَي ... حُزّ قَلْبِي عَلَيْهِمْ بِالمَوَاسِي قَدْ لَبِسْتُ الزَّمَانَ وَالدَّهْرَ كَهْلًا ... وغرَائِرًا كَأنَّنِي غُصنَ آسِي ¬
فَوَجَدْتُ الشَّبَابَ غَيْرَ خَدِيْنٍ ... وَوَجَدْتُ الزَّمَانَ غَيْرَ مُوَاسِي يَا ابْنَةَ الحَضرِمِيّ لَا تَأمَنِي الدَّ ... هْرَ وَكُوْني مِنْهُ عَلَى إيْجَاسِ أَيْنَ عَادَ الأُوْلَى وأين أَبُو قَابُوْ ... سَ أَمْ أَيْنَ قَبْلَهُمْ ذُو نُؤَاسِ نَقَّبَ المَوْتُ عَنْهُمُ فَأَتَاهُمُ ... مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ وَالأَحْرَاسِ خَلَّفُوا مَا حَوُوا مِنَ العِرْضِ ... وَالمَالِ وَصارُوا فِي ظُلْمَةِ الأَرْمَاسِ إِنَّمَا الدَّهْرُ دَوْلَة بَعْدَ أُخْرَى. البَيْتُ. عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: [من الخفيف] 5087 - إِنَّمَا الذُّلُّ فِي مُخَالَطَةِ النَّا ... سِ فَدَعْهُ وَعِشْ عَزِيْزًا رَئِيْسَا العَبَّاسُ بنُ الحَسَنِ: [من الخفيف] 5088 - إِنَّمَا الزَّعْفَرَانُ عِطْرُ العَذَارَى ... وَمدَادُ الدَّويّ عِطْرُ الرِّجَالِ يُقَالُ: أَنْ عَبْدَ اللَّهِ بنُ سُلَيْمَانَ رَأَى فِي ثيابِهِ أَثَرَ صُفْرَةٍ فَأَخْذَ مدادُ الدَّوَاة فَطَلَاهُ ثَمَّ قَالَ: المدَادَ أَحْسَنُ مِنَ الزَّعْفَرَانِ وَأَنْشَدَ: إِنَّمَا الزَّعْفَرَانُ. البَيْتُ وَقَالَ هِلَالُ بنُ المُحْسِنِ: رَأَى الوَزِيْرُ أَبُو عَلِيِّ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن مقلَةَ أَثَرَ زَعْفَرَانٍ مِنَ الحَلْوَاء سَقَطَتْ عَلَيْهِ فَأَخَذَ. . . ثمَّ أَنْشَدَ: إِنَّمَا الزَّعْفَرَانُ. البَيْتُ أَبُو نوَاسٍ: [من الخفيف] 5089 - إِنَّمَا الشَّأنُ فِي الدَّرَاهِمِ مَنْ ... كَانَتْ لَدَيْهِ أَجَلَّهُ الأَصْحَابُ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ (¬1): ¬
صَاحِبُ المَالِ فِي القُلُوْبِ مَهِيْبٌ ... حَسَنُ السَّمْتِ مِنْ ذَوِي الأَلْبَابِ وَأَخُو الفَقْرِ لَوْ أَتَى بصُنُوْفِ العِلْـ ... ـــم طُرًّا مُسَفَّهٌ فِي الخِطَابِ مَا يَفِيْدُ الفَتَى إِلَّا إِذَا كَانَ فَـ ... ـــقِيْرًا بَرَاعَة فِي الكِتَابِ إِنَّمَا الشان فِي. . . . . ... في كُثْرَةِ المَأثِرَاتِ وَالآدَابِ كُلَّمَا كَانَ ذَا. . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . الناشِيءُ: [من الخفيف] 5090 - إِنَّمَا الشِّعْرُ مَا تَحَصَّلَ مِنْ قَبـ ... ـــــل ظُهُوْرِ الأَقْوَالِ فِي الأَفْكَارِ بَعْدهُ: فَأَتَى لَفْظهُ يُطَابِقُ مَعْنَاهُ ... بِحُسْنِ الإِيْرَادِ وَالإِصْدَارِ مُطْمِعٌ مُؤْنسٌ قَرِيْبٌ إِلَى الفَهْمِ ... بَعِيْدُ الأَغْوَارِ ضَاحِي القَرَارِ * * * إِنَّمَا تُكْتَبُ. . . موته يَقُوْلُ إِنَّمَا القَوْلُ قَوْلك وَإِمَّا أَنْتَ أَخُو وَإِنَّمَا أَكْرَمْتَ أَخَاكَ وَمَا أَشْبَهُهُ كُلّهُ بِالوَصْلِ فَإِذَا كَانَتْ مَا اسْمًا كُتِبَتْ بِالقَطْعِ كَقَوْلكَ إِنَّ مَا قُلْتَ الحَقَّ أَي إِنَّ الَّذِي قُلْتَ الحَقَّ تحمل إِلَيْنَا مِنَ المَالِ أَلْفَ دِيْنَارٍ. . . وِبِالجمْلَةِ إِذَا كَانَتْ مَا صِلَةٌ فِي الكَلَامِ لَا مَوْضِعَ لَهَا دخلت الكِتَابَةِ كَقَوْلكَ عما قَلِيْلٍ آتِيْكَ فَمَا هَاهُنَا صِلَةٌ لَا مَوْضِعَ لَهَا وَسَأُجْزِيْكَ بِمَا إحْسَانِكَ أَي بِإِحْسَانِكَ. قَالَ اللَّه تَعَالَى: {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ}. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}، وتكتب كُلَّمَا زُرْتَنِي زُرْتُكَ مَوْصُوْلًا لأَنَّ مَا شَرْطُ وَكَذَلِكَ كُلَّمَا قُمْتَ قُمْتُ فَإِذَا كَانَتْ مَا اسْمًا بِمَعْنَى الَّذِي قطعت مِمَّا قَبْلَهَا فِي الكِتَابِ كَقَوْلكَ كُلُّ مَا يَكُوْنُ مِنْكَ حَسَنٌ أَي كُلُّ الَّذِي يَكُوْنُ مِنْكَ حَسَن. وَتُكْتَبُ بِئْسَمَا صَنَعْتَ وَنعمَّا صَنَعتَ مَقْطُوْعًا وَمَوْصُوْلًا وَتُكْتَبُ عَمَّنْ مَوْصوْلًا وَفِيْمَنْ مَوْصُوْلًا وَمَعَ مَنْ أَنْتَ مَقْطُوْعًا وَتُكتَبُ كَيْلَا وَلِكَيْلا مَوْصوْلًا وَمَقْطُوْعًا وَتُكْتَبُ كَيْمَا مَوْصُوْلًا. وَتُكْتُبُ أُحِبُّ أَلَّا تَذْهَبَ بِطَرْحِ النُّوْنِ فَإِذَا رَفَعْتَ الفِعْلَ فَثَمُّ ضَمِيْرُ هَاءٍ وَكَافٍ فَإظْهَارُ النُّوْنِ أَحْسَنُ لأَنَّهُمَا حَرْفَانِ كَقَوْلكَ تُعْجِبُنِي أنْ لَا تَذْهَبَ أَي أَنَّكَ ¬
لَا تَذْهَبُ وَإِنْ حَذَفْتَ النُّوْنَ مِنْ هَذَا فَجَائِزٌ وَإِظْهَارُهَا أَحْسَنُ. وَتُكْتَبُ يَوْمَئِذٍ وَحِيْنَئِذٍ مَوْصوْلًا وَتكْتَبُ بَلْ لَا مَقْطَوْعًا وَتُكْتَبُ وَيلُمَّهِ رَجُلًا وَوَيْلُمَّهم رِجَالًا وَوَيْلُمَّهَا خِصْلَةً مَوْصوْلًا. وَتُكْتَبُ بِأَبِي أَنْتَ بِطَرْحِ الأَلِفِ وَإِثْبَاتِهَا وَتَقُوْلُ هَانَذَا أَنْتَ وَهَانتُمْ بحَذْفِ أَلِفِهَا فِي هَذَا. [من الخفيف] 5091 - إِنَّمَا الصِّلُّ مِنْ فِرَاخِ الأَفَاعِي ... كُلَّما طَالَ عُمرُهُ زَادَ شَرَّا [من الخفيف] 5092 - إِنَّمَا العَيْبُ مَنْ يَعِيْبُ كَرِيْمًا ... زَلَّةً أَوَ يَعِيْبُ مَا لا يُعَابُ [من الخفيف] 5093 - إِنَّمَا العَيْشُ فِي بَهِيْمِيّهِ اللّذَّةِ ... مَا يَقُوْلُهُ الفَلْسَفِيُّ دِعْبِلٌ: [من الـ. . .] 5094 - إِنَّمَا العَيْشُ في منادمة الـ ... ـــوانِ لا فِي الجلُوْسِ عِنْدَ الكَعَابِ بَعْدهُ: وَبِصَرْفٍ كَأَنَّهَا أَلْسُنُ البَرْقِ ... إِذَا اسْتَعْرَضتْ رَقِيْقَ السَّحَابِ [من الخفيف] 5095 - إِنَّمَا المَجْدُ مَا بَنَى وَالِدُ الصِّدْ ... قِ وَأَحْيَا فَعَالَهُ المَوْلُوْدُ قَالَ المُهَلَّبُ لِبَنِيْهِ: لَا تتَّكِلُوا عَلَى مَا سَبَقَ مِنْ فِعْلِي وَافْعَلُوا مَا يُنْسَبُ إِلَيْكُمْ ثَمَّ قَالَ مَتَمُثِّلًا: إِنَّمَا المَجْدُ مَا بَنَى وَالِدُ الصِّدْقِ. البَيْتُ ¬
القَاضِي أَبُو مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن مَعْرُوْفٍ: [من الخفيف] 5096 - إِنَّمَا المَجْدُ وَالنَّدَى وَالمَسَاعِي ... وَالرَّدَى فِي أَسِنَّةِ الأَقْلَامِ قَبْلهُ: فِي المَدْحِ: مُسْتَفِيْضُ النَّدَى كَرِيْمُ السَّجَايَا ... عَاجِلُ العَفْوِ آجِلُ الانْتِقَامِ كَذَبَ الزَّاعِمُوْنَ إِنَّ المَعَالِي ... فِي صُدُورِ المُثَقَّفَاتِ الدَّوَامِي أَبُو بكر بن دُرَيْدٍ: [من الرجز] 5097 - إِنَّمَا المَرْءُ حَدِيْثٌ حَسَنٌ ... فَكُنْ حَدِيْثًا حَسَنًا لِمَنْ وَعَى السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من الخفيف] 5098 - إِنَّمَا المَرْءُ كَالقَضِيْبِ تَرَاهُ ... يَكْتَسِي الأخْضَرَ الرَّطِيْبَ لِيَعْرَى أَبُو القَاسَمِ بن عَبَّادٍ: [من مجزوء الرمل] 5099 - إِنَّمَا المُغْتَابُ كَالآ ... كِلِ مِنْ لَحْمِ أَخِيهِ المُتُنَبِّي: [من الخفيف] 5100 - إِنَّمَا النَّاسُ حَيْثُ أَنْتَ وَمَا النَّا ... سُ بِنَاسٍ فِي مَوْضِعٍ مِنْكَ خَالِي أَبْيَاتُ المُتُنَبِّيّ هَذِهِ يَمْدَحُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن المُبَارَك يَقُوْلُ: هَمُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ نَفْعُ المَوَالِي ... وَبَوَارُ الأعْدَاءِ والأَمْوَالِ ذَا السِّرَاجُ المُنِيْرُ هَذَا النَّقِيُّ ... الجيْبُ هَذَا بَقِيَّةُ الإِبْدَالِ مَالِيًا مِنْ نَوَالِهِ الشَّرْقَ وَالغَرْبَ ... وَمِنْ خَوْفِهِ قُلُوْبَ الرِّجَالِ قَابِضًا كَفّه اليَمِيْن عَلَى الدُّنْيَا ... وَلَوْ شَاءَ حَازَهَا بِالشَّمَالِ نَفْسُهُ جَيْشُهُ وَتَدْبِيْرُهُ النَّصْرُ ... وَأَلْحَاظُهُ الظُّبَى وَالعَوالِي ¬
رَجُلٌ طِيْنُهُ مِنَ العَنْبَرِ الوَرْدِ ... وَطِيْنُ العِبَادِ مِنْ صِلْصالِ فَبَقِيَّاتُ طِيْبِهِ لَاقَتْ المَاءَ ... فَصَارَتْ عذُوْبَةً فِي الزّلَالِ وَبَقَايَا وَقَارِهِ عَافَتِ النَّاسَ ... فَصَارَتْ رَكَانَةً فِي الجِبَالِ أَنْتَ طُوْرًا أمَرُّ مِنْ نَاقِعِ السّمِّ ... وَطُوْرًا أَحْلَى مِنَ السّلْسَالِ إِنَّمَا النَّاسُ حَيْثُ أَنْتَ. البَيْتُ مُحَمَّد بن شِبْلٍ: [من الخفيف] 5101 - إِنَّمَا النَّاسُ قَادِمٌ إثْرَ مَاضٍ ... بيومٍ لآخَرِيْنَ انتهاء [من مجزوء الرمل] 5102 - إِنَّمَا الوَامِقُ مَنْ يَحـ ... ــمِلُ أَثْقَالَ الجَفَاءَ بَعْدهُ: وَالَّذِي تُضْجِرُهُ الجفْـ ... ــــــوَةُ مَدْخُوْلَ الإخَاءِ [من الخفيف] 5103 - إِنَّمَا الوُدُّ وَالنَّصِيْحَةُ فِي القَـ ... ــلبِ وَلَيْسَتْ مِمَّا يَصُوْغُ اللِّسَانُ بَعْدهُ: إِنَّ شَرَّ الصَّفَاءِ مَا وَرَّقَ الحُـ ... ـــبَّ فَيَبْدُو تَحْتَهُ الشَّنْآنُ 5104 - إِنَّمَا أَمْدحُ الرَّقِيْبَ ... حَتَّى أَرَاهُ أَبُو شُرَاعَةَ: [من الرمل] 5105 - إِنَّمَا أَنْتَ رَبِيْعٌ بَاكِرٌ ... حَيْثُمَا صَرَّفَهُ اللَّهُ انْصَرَفْ ¬
قِيْلَ وَلِي إبْرَاهِيْمُ بن المُدَبّرِ البَصرَةَ فَأَحْسَنَ إِلَى أَهْلِهَا فَلَمَّا انْصَرَفَ عَنْهَا شَيَّعَهُ أَهْلُهَا وَتَفَجَّعُوا لِفرَاقِهِ فَجَعَلَ يَردّهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَبُو شُرَاعَةَ فَقَالَ لَهُ إبْرَاهِيْمُ: إِنَّ المُشَيَّعَ مُوْدعٌ وَقَدْ بَلَغَتْ أَقْصَى غَايَاتِ الودَاعِ فَبِحَقِّي عَلَيْكَ إِلَّا رَجَعْتَ ثم أَمَرَ لَهُ بِثِيَابٍ وَطِيْبٍ وَمَالٍ فَقَبَضَ ذَلِكَ وَودَّعَهُ وَبَكَى ثَمَّ قَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ سِر فِي دعةٍ ... وَامْضِ مَصْحُوْبًا فَمَا مِنْكَ خَلَف لَيْتَ شِعْرِي أَيُّ أَرْضٍ أَجْدَبَتْ ... فَأُغِيْثَتْ بِكَ مِنْ بَعْدِ العَجَف حَكَمَ الرّحْمَنُ بِاللُّطْفِ لَهُمْ ... وحرمنَاكَ بِذَنْبٍ قَدْ سَلَف إِنَّمَا أَنْتَ رَبِيْعٌ بَاكِرٌ. البيْتُ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من الخفيف] 5106 - إِنَّمَا أَنْتَ طُوْلَ عُمْرِكَ مَا عُمِّرْ ... تَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيْهَا قَبْلهُ: عَلِّلِ النَّفْسَ بِالكِفَافِ وَإِلَّا ... طَلَبَتْ مِنْكَ فَوْق مَا يكْفِيْهَا لَيْسَ فِيْمَا مَضَى وَلَا فِي الَّذِي ... لَمْ يَأتِ مِنْ لذَّةٍ لِمُسْتَحْلِيْهَا إِنَّمَا أَنْتَ طُوْل عُمْرِكَ. البَيْتُ هَذَا نظمُ قَوْلُ الحَسَن البَصرِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ: أَمْسِ أَجَلٌ وَاليَوْمَ عَمَل وَغَدًا أَمَلٌ. * * * وَيُرْوَى: مِنْ طريق الشيعة أَنْ. . . عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ مَا قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ سِوَى هَذَينِ البَيْتَيْنِ: قَنّع النَّفْس بِالكَفَافِ. البَيْتُ إِنَّمَا أَنْتَ طُول عُمْرِكَ. البَيْتُ [من الخفيف] 5107 - إِنَّمَا أَنْتَ فِي سُلَيْمٍ كوَاوٍ ... أُلْحِقَتْ فِي الهِجَاءِ ظُلْمًا بِعَمْرِو ¬
المُتنَبِّي: [من الخفيف] 5108 - إِنَّمَا أَنْتَ وَالِدٌ وَالأَبُ القَا ... طِعُ أَحْنَى مِنْ وَاصِلِ الأَوْلَادِ أَبْيَاتُ أَبِي الطَّيِّبِ يَمْدحُ كَافُوْرَ وَيَذْكُرُ الصُّلْحَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَوْلَاهُ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: حَسَمَ الصُّلْحُ مَا اشْتَهَتهُ الأَعَادِي ... وَأَذَاعَتْهُ أَلْسُنُ الحُسَّادِ أَرَادَتْهُ أَنْفُسٌ حَالَ تَدْبِيْرُكَ ... مَا بَيْنهَا وَبَيْنَ المُرَادِ صَارَ مَا أَوْضعَ المُحِبُّوْنَ فِيْهِ ... مِنْ عِتَابٍ زِيَادَةً فِي الودَادِ وَكَلَامُ الوُشَاةِ لَيْسَ عَلَى الأَحـ ... ـــبابِ سُلْطَانَهُ عَلَى الأَضْدَادِ إِنَّمَا ينجح المَقالة فِي المَرْءِ ... إِذَا صَادَفَتْ هَوًى فِي الفُؤَادِ وَأَشَارَتْ بِمَا أَتَيْتَ رحاب ... كُنْت أَهْدَى مِنْهَا إِلَى الإِرْشَادِ قَدْ يُصِيْبُ الفَتَى المشِيْرُ وَلَمْ يَجْهد ... ويسوى الصَّوَاب بَعْدَ اجْتِهَادِ نِلْتُ مَا لَا يُنَالُ بِالبيْضِ وَالسُّمْرِ ... وَصُنْتَ الأَروَاحَ فِي الأَجْسَادِ وَإِذَا الحِلْمُ لَمْ يَكُن فِي طَبَائِعٍ ... لَمْ يُحَلّم تَقَادُمِ المِيْلَادِ إِنَّمَا أَنْتَ وَالِدٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هلَا عَدَا الشَّرُّ مَنْ بَغَا لَكُمَا الشَّرَّ ... وَخَصَّ الفَسَادُ أَهْلَ الفَسَادِ أَنْتُمَا مَا أنْفَقْتُمَا الجِّسْمُ وَالرُّوْحُ ... فَلَا أحْتَجْتُمَا إِلَى العُوَّادِ إِذَا كَانَ فِي الأَنَابِيْبِ خُلْفٌ ... وَقَعَ الطَّيْشُ فِي صُدُورِ الصِّعَادِ مَنَعَ الودُّ وَالرّعَايَةُ وَالسّؤْدَدُ ... أَنْ تَبْلُغَا إِلَى الأَحْقَادِ حُقُوْقٌ تُرَقِّقُ القَلْبُ ... ضُمنت قُلُوْب الجمَادِ فغدا الملْكِ بَاهِرًا مَنْ رَآهُ ... شَاكِرًا مَا أَتيْتُمَا مِنْ سَدَادِ هَذِهِ دَوْلَةُ المَكَارِمِ وَالرَّحْمَةِ ... وَالمَجْدِ وَالنَّدَى وَالأَيَادِي كَرِيْمُ الدَّهْرِ كنها عَنْ أَذَاهَا ... بِفَتًى مَارِدٍ عَلِيّ المُرَادِ [مُتلفٍ] مُخْلِفٍ أَبِيٍّ وَفيٍّ ... عَالِمٍ حَازِمٍ شُجَاعٍ جَوَادِ ¬
القرمِطيُّ: [من الرمل] 5109 - إِنَّمَا أَنْصَارُكُمْ يَوْمَ الوَغَى ... كَحَمِيْرٍ نَفَرَتْ مِنْ قَسْوَرَهْ [من الخفيف] 5110 - إِنَّمَا أَنْفُسُ الأنِيْس سِبَاغٌ ... يَتَفَارَسْنَ جَهْرَةً وَاغْتِيَالا بَعْدهُ: مَنْ أَطَاقَ الْتِمَاسَ شَيْءٍ غلَابًا ... وَاقْتِسَارًا لَمْ يَلْتَمِسْهُ سُؤَالَا كُلُّ عَادٍ لِحاجَةٍ يَتَمَنَّى ... أَنْ يَكُوْنَ الغَضَنْفَرَ الرِّئْبَالَا [من الخفيف] 5111 - إِنَّمَا أَنْفُسنَا عَارِيَةٌ ... وَالعَوَارِي قَصْرُهَا أَنْ تُسْتَرَدْ بَعْدهُ: لَا تَقُلْ شَرًّا وَقُلْ خَيْرًا وَلَا ... تُخْفِ الوَعْدَ وَعَجِّلْ مَا تَعِدْ وَاصْبِرِ النَّفْسَ عَلَى مَا نَابَهَا ... أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ المِقْدَارِ بَد خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ: [من الرمل] 5112 - إِنَّ مَا أَنْفَقْتَ بَاقٍ كُلُّهُ ... يَذْهَبُ البَاقِي وَيَبْقَى مَا ذَهَبْ كَانَ خَلَفُ بنُ خَلِيْفَةَ الاقطع قد. . . . هُبَيْرَةَ وَكَانَ وَالِيًا عَلَى العِرَاقِ فِي يَوْمِ مهرجانٍ فَوَهَبَ يَزِيْدُ لِخَلَفٍ جَامَاتٍ مِنْ. . . . فَقَالَ: أَصْبَحَتْ صَحِيْفَةُ بَيْتِي مِنْ ذَهَبٍ ... وَصِحَافُ النَّاسِ مِنْ حَوْلِي خَشَبْ شَانني الجامُ فَلَمَّا نِلْتهُ ... زَيَّنَ الشَّيْطَانُ لِي مَا فِي الجرَب يَقُوْلُ مِنْهَا: إِنَّ مَا أَنْفَقْتَ بَاقٍ كُلّهُ. البَيْتُ ¬
ابْنُ الحَجَّاجِ: [من الخفيف] 5113 - إِنَّمَا بَيْنَنَا السُكُوْتَ وَلَكِنْ ... [إن تحدثت] فَالحَدِيْثُ شُجُوْنُ 5114 - إِنَّمَا تدخر الشَّدَائِدِ ... . . . . . . . . . . . . . . . . [من الخفيف] 5115 - إِنَّمَا تُعْرَفُ المُوَاسَاةُ فِي الشِّدَّ ... ةِ لَا حِيْنَ تَرْخُصُ الأَسْعَارُ [من الخفيف] 5116 - إِنَّمَا تَكْثُرُ النَّوَائِبُ فِي الدُّ ... نْيَا لأَنَّ الكرَامَ فِيْهَا قَلِيْلُ أَبُو هِلَالٍ العَسْكَرِيّ: [من الخفيف] 5117 - إِنَّمَا تَكْرُمُ الرِّجَالُ عَلَى الأَحْـ ... ـــلَامِ وَالفَضْلِ لَا عَلَى الأَجْسَامِ قَبْلهُ: قَدْ خَصَصْتُ اللَّبِيْبَ بِالإِكْرَامِ ... وَتَهَاوَنْتُ بِالجهُوْل العَبَامِ إِنَّمَا تَكْرُمُ الرِّجَالُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَوْ أَنَّ الإِكْرَامَ يُدْرَكُ بِالأَجْـ ... ـــسَامِ كَانَ الإِكْرَامُ لِلأَنْعَامِ العَائِذِيُّ: [من الخفيف] 5118 - إِنَّمَا تُنْجِحُ المَسَاعِي إِذَا مَا ... وافَقَتْ مَا جَرَى بِهِ المِقْدَارُ المُتنَبِّي: [من الخفيف] 5119 - إِنَّمَا تُنْجِحُ المَقَالَةُ فِي المَرْ ... ءِ إِذَا صَاَدَفَتْ هَوًى فِي الفُؤَادِ [من مجزوء الرمل] 5120 - إِنَّمَا دُنْيَاكَ فَاعْلَمْ سَاعَةٌ ... أَنْتَ فيِهَا وسوى ذَاكَ ¬
قال الأبيرد الرياحي: . . . . . . . . غُرًّا ظَنَّ فِي الدُّنْيَا بشَارَه جَاهِلٌ يُجْدَعُ فِيْهَا بِرَوَاءٍ وَبِشَارَه . . . ظَنَّكِ يَا دَارَ الأَسَى وَالبُؤْسِ دَارَه أَيْنَ كِسْرَى قَبلَهُ بَلْ أَيْنَ دَارَا ابْنُ دَارَه فَلَمْ يُبْقِ الرَّدَى مِنْهُمْ إِشَارَه غَيْرَ ذِكْرٍ سَوْفَ تُخْفِيْهِ الَّذِي مِنْهُمْ أثَارَه كَمْ لِعُرْسَانِ اللَّيَالِي فيهمُ مِنْ شَرِّ نَارَه وَاغْتِيَالِ ضرغَامًا وَأَخْلَى مِنْهُ غَارَه جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ الوَهَابِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: [من الرمل] 5121 - إِنَّمَا دُنْيَايَ نَفْسِي فَإِذَا ... تَلِفَتْ نَفْسِي فَلَا عَاشَ أَحَدْ [ليت أن الشمس بعدي رغبت] ... ثَمَّ لَمْ تَطْلَع عَلَى أَهْلِ بَلَد البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَتَقْضِي كُلّ شَيْءٍ حَسَنٍ ... وَتَلَاشِي كُلّ رُوْحِ وَجَسَد [من الخفيف] 5122 - إِنَّمَا شَيَّبَ الذَّوَائِبَ مِنِّي ... وَبَرَانِي تَقَاطُعُ الإخْوَانِ فَتَبَدَلَت مِنَ الحُوْرِ ... عَرُوْسًا فِي الدِّنَانِ أَنَا لَا أَتْرِكُ يَوْمَا ... قَدْ صَفَا لِي مِنْ زَمَانِي شَغَلتنِي نَغَمُ العِيْدَا ... نِ عَنْ صَوْتِ الأذَانِ وَاهْتِمَامِي بِنَزِيْلٍ ... أَو بِضَيْفٍ أَو بِعَمانِ إِنْ يَكُنْ مَأوَاي النَّا ... رُ فَإِنِّي فِي الجِنَانِ ¬
ابْنُ الحَجَّاجِ: [من مجزوء الرمل] 5123 - إِنَّمَا شَيَّبَنِي الطِّيْبُ ... وَأَنْفَاسُ الغَوَانِي دِعْبِلٌ: 5124 - إِنَّمَا قَصْرُ كلِّ شيء ... إذا طارَ أَنْ يَقَع إسْحَاقُ بن إبْرَاهِيْمَ الموْصَليُّ: [من الخفيف] 5125 - إِنَّ مَا قَلَّ مِنْكَ يَكْثُرُ عِنْدِي ... وَكَثيْرٌ مِنَ الحَبِيْبِ قَلِيْلُ كَانَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ يُثْنِي عَلَى إِسْحَقَ بن إبْرَاهِيْم وَيَذْكرُ أَدَبَهُ وَفَضْلَهُ وَصدْقَهُ وَحِفْظَهُ وَيَسْتَحْسِنُ قَوْلَهُ: هَلْ لِي أَنْ تَنَامَ عَيْنِي سَبِيْلُ ... إِنَّ عَهْدِي بِالنَّوْمِ عَهْدٌ طَوِيْلُ هَلْ إِلَى نَظْرَةٍ إِلَيْكِ وُصوْلُ ... فَيُرْوَى الصَّدَى وَيَشْفَى الغَلِيْلُ غَابَ عَنِّي مَنْ لَا أُسَمِّي ... فَعَيْنِي كُلّ يَوْمٍ عَلَيْهِ وَجْدًا تَسِيْلُ إِنَّ مَا قَلَّ مِنْكَ. البَيْتُ قِيْلَ وَكَانَ إِسْحَقَ إِذَا غَنَّى بِهَذِهِ الأَبْيَات يَبْكِي أَحَرَّ بكَاءٍ فَسُئِلَ عَنْهُ قَالَ إِنِّي قُلْتُ هَذِهِ الأَبْيَاتُ فِي جَارِيَةٍ تَعَشَّقْتُهَا وَمَلَكْتُهَا فَأَنَا أَبْكِي أَيَّامِي المُتَعَدِّدَةِ وَمَا. . . . (*) * * * وَمِنْ بَابِ (إِنَّمَا ك) قَوْلُ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ فِي وَلآيَةِ وَالٍ جَدِيْدٍ وَهُوَ أَحْسَنُ مَا قِيْلَ (¬1): إِنَّمَا كُنَّا كَأَرْضٍ مَيْتَةٍ ... لَيْسَ للرَّائِدِ فِيْهَا مُنْتَظَر ¬
فَحَيِيْنَا فِيْهَا إِذْ وليتنا ... وَكَذَاكَ الأَرْضُ تَحْيَى بِالمَطَر أَبُو العتَاهِيَةِ: [من المديد] 5126 - إِنَّ مَالَ المَرْءِ لَيْسَ لَهُ ... مِنْهُ إِلَّا فِعْلُهُ الحَسَن سَكَنٌ يَبْقَى لَهُ سَكَنُ ... مَا بِهَذَا يُؤْذِنُ الزَّمَنُ ابن المُعْتَزِّ: [من الرمل] 5127 - إِنَّمَا مَالِيَ مَا أَنْفَقْتُهُ ... وَالَّذِي أَتْرُكُهُ لِلوَرَثَه قَبْلهُ: قُلْ لِذَاتِ اللَّحْظَةِ المُنْخِثَه ... وَلِمَنْ أَمْسَتْ بِلَوْمِي عَبِثَه أَنَا مَالِي مَا أُنْفِقُهُ. البَيْتُ العَطَوِيُّ: [من الرمل] 5128 - إِنَّمَا مَجْلِسُ الشَّرَابِ بِسَاطٌ ... فَإِذَا مَا انْقَضَى طَوَيْنَا البِسَاطَا وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بن قَيْس الرُّقَّيَاتِ فِي مُصْعَبِ بن الزُّبَيْرِ (¬1): إِنَّمَا مُصْعُبٌ شِهَابٌ مِنَ اللَّهِ ... تَجَلَّتْ عَنْ وَجْهِهِ الظّلمَاءُ مُلْكُهُ مُلْكُ رَأفَةٍ لَيْسَ فِيْهِ ... جَبَرُوْتٌ مِنْهُ وَلَا كِبْريَاءُ يَتَّقِي اللَّهَ فِي الأُمُوْرِ وَقَدْ ... أَفْلَحَ مَنْ كَانَ هَمُّهُ الإِتِّقَاءُ يُقَال إِنَّ مُصْعَبُ بن الزُّبَيْرِ أَمَرَ بِقَتْلِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ المُخْتَارِ فَقَالَ الرَّجُلُ مَا أَقْبَحَ بِي أَنْ أَقُوْمَ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى صُوْرَتِكَ هَذِهِ الحَسَنَةِ وَوَجْهُكَ هَذَا الَّذِي يُسْتَضَاءُ بِهِ فَأَتَعَلَّقُ بِأَطْرَافِكَ وَأَقُوْلُ أيّ رَبّ سَلْ مُصْعُبًا فِيْمَ قَتَلَنِي قَالَ اطْلُقُوْهُ قَالَ أَيُّهَا الأَمِيْرُ اجْعَلْ مَا وَهَبْتَ لِي مِنْ حَيَاتِي فِي خَفْضٍ قَالَ قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِمَائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ قَالَ فَإِنَّنِي ¬
أُشْهِدُ اللَّهَ وَأُشْهِدُ الأَمِيْرَ أَنَّ لابنِ الرُّقّيَاتِ نِصْفُهَا قَالَ وَلِمَ قَالَ لِقَوْلِهِ: إِنَّمَا مُصعُبٌ شِهَابٌ مِنَ اللَّهِ. الأَبْيَاتُ قَالَ فَضحِكَ وَقَالَ أَرَى فِيْكَ مَوْضعًا لِلصَّنِيْعَةِ وَأَمَرَهُ بِمُصَاحَبَتِهِ وَلُزُوْمِهِ. الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ وَاسْمُهُ صَلَاءَةُ بن مزيد: [من الرمل] 5129 - إِنَّمَا نِعْمَةُ دُنْيَا مُتْعَةٌ ... وَحَيَاةُ المَرْءِ ثَوْبْ مُسْتَعَارُ بَعْدهُ: وَلَيَالِيْهِ إِلَّالٌ لِلقُوَى ... وَمُدًى قَدْ تَخْتَليها وشفارُ وَصُرُوْفُ الدَّهْرِ فِي أَطْبَاقِهَا ... خِلعةٌ فِيْهَا إرتفاع وانحدارُ بينما النَّاسُ عَلَى عَلْيَائِهَا ... إذ هَوُوا فِي هُوّة منها فغاروا الغَزِيُّ: [من الخفيف] 5130 - إِنَّمَا هَذِهِ الحَيَاةُ مَتَاعٌ ... وَالسَّفِيْةُ الغَبِيُّ مَنْ يَصْطَفِيْهَا بَعْدهُ: مَا مَضَى فَاتَ وَالمُؤَمَّلُ غَيْبٌ ... وَلَكَ السَّاعَةُ الَّتِي أَنْتَ فِيْهَا هُوَ الأدِيْبُ أَبُو إِسْحَاقَ إبْرَاهِيْم بن عُثْمَان بن مُحَمَّدٍ الغزِيُّ. * * * . . . ثمامة. . . بعض أخبار إِنَّ مَلِكًا كَانَ عَظِيْمَ الكِبَرِ منيع الجَّانِبِ كَثيْرِ القَتْلِ لِلنَّاسِ كَثِيْر الحيف عيوفًا ظلومًا. . . مَمْلِكَتِهِ قَالَ فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ مسيره مَعَ أُنَاسٍ لَهُ ورهابٍ فَنَزَلَ مَنْزِلًا مُؤَنَّقًا نصيرًا مُوْرِقًا مُشْرِقًا فطعمُوا وشَربُوا، وَتَفَرَّدَ المَلِكُ بِبَيْتٍ فَنَامَ فِيْهِ وَحْدهُ. . . فَجَعَلَ يَنَامُ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعَ هَاتِفًا مِنْ جَانِب البَيْت يَقُوْلُ (¬1): ¬
أَيُّهَا الأَرِقُ الَّذِي لَا يَنَامُ ... نَحْنُ مِنْ طِيْنَةٍ عَلَيْكَ السَّلَامُ إِنَّمَا هَذِهِ الحَيَاةُ متَاعٌ البَيْتُ. قَالَ فَحَفَظَهُمَا وَجَعَلَ يُرَدِّدُهُمَا وَاتَّعَظَ بِهُمَا وَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَأَوْصَى أَنْ يُكْتَبَ هَذَانِ البَيْتَانِ عَلَى قَبْرِهِ فَهذَا مِنْ أَحَدِ فَضائِلِ الشِّعْرِ. أَنْشَدَ النُّوزُ: [من الخفيف] 5131 - إِنَّمَا هَذِهِ الحَيَاةُ مَتَاعٌ ... وَمَعَ المَوْتِ تَسْتَوِي الأَقْدَامُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من مجزوء الرمل] 5132 - إِنَّمَا يُدَّخَرُ المَا ... لُ لِحَاجَاتِ الرِّجَالِ اليَزِيْدِيُّ: [من المديد] 5133 - إِنَّمَا يَزْدَادُ مَعْرِفَةً ... بِوِدَادِي حِيْنَ يَفْقِدُنِي أَبْيَاتُ أَبِي عَبْدُ اللَّهِ إبْرَاهِيْم بن يَحْيَى اليَزِيْدِيّ هَذِهِ يُعَاتِبُ فِيْهَا عَلِيّ بن يَحْيَى المُنَجِّم أَوَّلُهَا: مَنْ عَذِيْرِي مِنْ أَبِي حَسَنٍ ... حِيْنَ يَجْفُوْنِي فَيَصْرِمُنِي كَانَ لِي خِلًّا وَكُنْت لَهُ ... كَامْتِزَاجِ الرُّوْحِ بِالبَدَنِ فَوَشَى وَاشٍ فَغَيَّرَهُ ... وَعَلَيْهِ كَانَ يَحْسِدُنِي إِنَّمَا يَزْدَادُ مَعْرِفَةً بِوِدَادِي. البَيْتُ مَنْصُوْرُ الفَقِيْهُ: 5134 - إِنَّمَا يَفْرَحُ ... أَوَ كَفُوْرُ قَبْلهُ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا لِمَنْ ... آمَنَ بِالبَعْثِ سُرُوْرُ ¬
إِنَّمَا يَفْرَحُ بِالدُّنْيَا. البَيْتُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من مجزوء الرمل] 5135 - إِنَّمَا يُكْتَبُ فِي الظَّـ ... ــــهْرِ إِذَا أَعْوَزَ بَطْنُ [من مجزوء الرمل] 5136 - إِنَّمَا يَنْطِقُ بِالسِّـ ... ـــــرِّ وَيَفْشِيْهِ اللِّئَامُ قَبْلهُ: لِيَكُنْ صدْرُكَ لِلأَسْـ ... ـــــرَارِ حِصْنٌ لَا يُرَامُ إِنَّمَا يَنْطقُ بِالسِّرِّ. البَيْتُ. [من مجزوء الرمل] 5137 - إِنَّ مَحْضَ الوُدِّ لَا يُزْ ... رِي بِهِ طُوْلُ التَّنَائِي بَعْدهُ: وَانْقِطَاعٌ مِنْ كِتَا ... بٍ وَتَرَاخٍ مِنْ لِقَاءِ إِنَّمَا الوَامِقُ مَنْ يَحْمِلُ ... أَثْقَالَ الجفَاءِ وَالَّذِي تُضْجِرُهُ المجفْوَةُ ... مَدْخُوْلُ الإخَاءِ ابن المُعْتَزِّ: [من الرمل] 5138 - إِنَّ مِفْتَاحَ الَّذِي تَطْلُبُهُ ... بِيَدِ المِقْدَارِ فَاصْبِرْ وَاتَّكِلْ بَعْدهُ: فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الرِّزْقِ وَمِنْ مُدَّ ... ةِ العُمْرِ وَمِنْ وَقْتِ الأَجَل ¬
فَأَجَابَهُ الوَزِيْرُ: قَدْ أَرَانَا الزَّمَانُ مِنْكَ سَدِيْدًا ... وَعَجِيْبٌ أَنْ لَا نَرَاكَ سَدِيْدَا وَفصِيْحًا وَعَالِمًا وَلَبِيْبًا ... وَلَطِيْفًا مُوَفَّقًا وَرَشِيْدَا نَكِلًا مَاضِيًا عَزُوْفًا ... عَرُوفًا مُبْدِيًا فِي عُلُوْمِهِ وَمُعِيْدَا وَقَدْ أَجَازَ ذَلِكَ صَاحِبُ الحِكَايَةِ المَرْحُوْمُ شَرَفُ الدِّيْنِ بن الوَزِيْرِ فَقَالَ: رَحَمَ اللَّهُ سَيِّدًا قَالَ هَذَا مَثَلُهُ ... حَقَّ فِي الوَرَى أَنْ يَسُوْدَا كَانَ فِي دَهْرِهِ فَرِيْدًا سَعِيْدًا ... وَكَذَا فِي غَدٍ يَكُوْنُ سَعِيْدَا * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ إن ملكًا تسوسه ... أُمُّ مُوْسَى وَفَاطِمَهْ فجدير بأن ترى ... ربة البيت لَاطِمَه المُوْفَّقُ بنُ أَبِي الحَدِيْدِ: [من الخفيف] 5139 - إِنَّ مُلْكًا تَسُوْسُهُ لَجَدِيْرٌ ... أَنْ يُلَاقِي تَمَكُّنًا وَسُعُوْدَا سديد الدينِ مُحَمَّد العَلْقَمِيُّ وَزِيْرُ السَّعِيْدِ الشَّهِيْد الإِمَامُ المُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا غَرقَتْ بَغْدَادٌ عُمِّرَتْ دَارُ الوِزَارَةِ بَعْدَ. . . كان العَزِيْزُ إِلَى الوَزِيْرِ. وجودا إِنْ يمد الدِّيْوَانَ رَوْضًا أَنِيْقًا سَدِيْدَا. إِنَّ مَلِكًا. . . البيت [من الرمل] 5140 - إِنَّ مَنْ أُحْرِقَ يَوْمًا كُدْسُهُ ... يَتَمَنَّى حَرْقَ أَكْدَاسِ الأْمُمِ ¬
سَالِمُ بنُ وَابِصةَ: [من البسيط] 5141 - إِنَّ مِنَ الحِلْمِ ذُلًّا أَنْتَ عَارِفُهُ ... وَالحِلْمُ عَنْ قُدْرَةٍ صِنْفٌ مِنَ الكَرَمِ أَبْيَاتُ سَالِم: وَنَيْرَبَ مِنْ مَوَالِي السُّوْءِ ذِي حَسَدٍ ... يَقْتَاتُ مِنْ لَحْمِي وَمَا يَشْفِيْهِ مِنْ قَوْمِ دَاوَيْتُ صَدْرًا طَوِيْلًا عُمْرُهُ حقدًا ... مِنْهُ وَقَلَّمْتُ أَظْفَارًا بِلَا جَلَمِ بِالحَزْمِ وَالخَيْرِ أُسْدِيْهِ وَأُلْحِمُهُ ... تَقْوَى الإِلَهِ وَمَا لَمْ يُزعَ مِنْ رَحِمِ كَأَنَّ سَمْعِي إِذَا مَا قَالَ محْفِظَةً ... أَصَمَّ عَنْهُ وَمَا بِالسَّمْعِ مِنْ صمَمِ حَتَّى أَطِبَّاءُ وَدَّهُ رِفْقِي بِهِ ... وَلَقَدْ نَسَّيْتُهُ الحِقْدَ حَتَّى عَادَ كَالحُلُمِ فَأَصْبَحَتْ قَوْسُهُ دُوْني مُوَتَّرَةً ... يَرْمِي عَدُوِّي جِهَارًا غَيْرَ مُكْتَتِمِ إِنَّ مِنَ الحِلْمِ ذلًا أَنْتَ عَارِفُهُ. البَيْت [من الرمل] 5142 - إِنَّ مَنْ جَاءَ بِشَتْمٍ عَنْ أَخٍ ... فَهُوَ الشَّاتِمُ لَا مَنْ شَتَمَك [من الخفيف] 5143 - إِنَّ مَنْ جَرَّبَ الأُمُوْرَ فَلَنْ يُلْـ ... ــــدَغ مِنْ حُجْرِ حَيَّةٍ مَرَّتَيْنِ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الخفيف] 5144 - إِنَّ مَنْ سَاءهُ الزَّمَانُ بشيءٍ ... لأحقّ امرئٍ بِأَنْ يَتَسَلَّى المَعَرِيُّ: [من الخفيف] 5145 - إِنَّ مَنْ كَانَ مُحْسِنًا قَابَلَتْهُ ... بِجَمِيْلٍ عَوَاقِبُ الإِحْسَانِ قَبْلهُ: ¬
لَسْتَ أَدْرِي وَلَا المُنَجِّمِ يَدْرِي ... مَا يُرِيْدُ القَضَاءُ بِالإِنْسَانِ غَيْرَ أَنِّي أَقُوْلُ قَوْلَ مُحِقٍّ وَأَرَى ... الغَيْبَ فِيْهِ مِثْلَ العِيَانِ إِنَّ مَنْ كَانَ مُحْسِنًا. البَيْتُ [من مجزوء الرمل] 5146 - إِنَّ مَنْ كَانَ مُسِيْئًا ... لَحَقِيْقٌ أَنْ يُسَاءا [من الخفيف] 5147 - إِنَّ مَنْ نَاكَ قَائِمًا لَحَقِيْقٌ ... أَنْ يُصَلِّي صَلَاتَهُ مِنْ قُعُوْدِ [من الخفيف] 5148 - إِنَّ مَنْ نَاكَ مِنْ قِيَامٍ فَلَا يـ ... ــــنكرُ يَوْمًا صَلَاتَهُ مِنْ قُعُوْدِ ابن الروميّ: [من الخفيف] 5149 - إِنَّ مَنْ لَامَ جَاهِلًا كَطَبِيْبٍ ... يَتَعَاطَى عِلَاجَ دَاءٍ عَيَاءِ لَهُ أَيْضًا: [من الخفيف] 5150 - إِنَّ مَنْ يَعْشَقُ المِلَاحَ بِلَا أَيْـ ... ــــرٍ كمِثْلِ الغَازِي بِغَيْرِ سِلَاحِ [من الخفيف] 5151 - إِنَّ مَوْتَ الشّرَارِ فَتْحٌ عَظِيْمٌ ... وَغِيَاثٌ وَنِعْمَةٌ وَسُرُوْرِ قَبْلهُ: مَاتَ يَحْيَى فَمَاتَ شَرٌّ كَثِيْرٌ ... وَلَقَدْ كَانَ شَرُّهُ يَسْتَطِيْرُ إِنَّ مَوْتَ الشِّرَارِ. البَيْتُ ¬
[من الخفيف] 5152 - إن نَقْدَ الدِّيْنَارِ إِلَّا عَلَى الصَّيْرَ ... فِ صعْبٌ فَكَيْفَ نَقْدُ الكَلَامِ المُتنَبِّي: [من الـ. . .] 5153 - إِنْ نُيِوْبَ الزَّمَانَ تَعْرِفُنِي أنا ... الذي طَالَ عَجْمُهَا عُوْدِي [من الـ. . .] 5154 - إنَّ. . . . . . . . . . . . . ... حِيْنَ أَصْبَحَ فَرْدَا [من الخفيف] 5155 - إِنَّ وَجْهَ الغُلَامِ يُنْبِيْكَ عَمَّا ... فِي ضَمِيْرِ المَوْلَى مِنْ الكِتْمَانِ قَبْلهُ: وَإِذَا مَا جَهِلْتَ وُدَّ صدِيْقٍ ... فَاعْتَبِرْهُ فِي أَوْجُهِ الغِلْمَانِ إِنْ وَجْهَ الغُلَامِ يُنْبِيْكَ. البَيْتُ كَشَاجِمٌ: [من المنسرح] 5156 - إِنَّ هَدَايَا الرِّجَالِ مُخْبِرَةٌ ... عَنْ قَدْرِهِمْ قَلَّلُوا أَو احْتَفَلُوا يُقَال إِنَّ فَضْلَ الرَّجُلِ يُعْرَفُ بِفَضلِ هَدَيَّتِهِ وَتُعْرَفُ سَخَافتهُ بِسَخَافَتِهِ. وَقِيْلَ ثَلَاثةٌ يَدلُّ عَلَى عُقُوْلِ أَرْبَابهَا: الهَدِيّةُ والرَّسُوْلُ وَالكِتَابُ. وَقَدْ حَكَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ بَلْقِيْس أَنَّها (قَالَتْ إِنِّي مُرْسِلَةً إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسِلُوْنَ). فَجَعَلَتْ جَوَابَ الهَدِيَّةِ دَلَالَةً. أَبُو مُحَمَّدٍ الخَازِنُ: [من الخفيف] 5157 - إِنَّ هَذَا الغُبَارَ أَلْبَسَ عِطْفِي ... عَسَلِيًّا وَدِيْنِيَ التَّوْحِيْدُ ¬
بَعْدهُ: وَكَسَا عَارِضيَّ ثَوْبَ مَشِيْبٍ ... وَردَاءُ الشَّبَابِ غَضٌّ جَدِيْدُ ابن شَمْسَ الخلَافَةِ: [من الخفيف] 5158 - إِنَّ هَذَا الهَوَى لَمَوْرِدُ حَتْفٍ ... وَلِوُرَّادِهِ عَلَيْهِ ازْدِحَامُ [من الخفيف] 5159 - إِنَّ هِنْدًا مَقِيْمَةٌ فِي فُؤَادِي ... لَيْتَنِي عِنْدَهَا كمَا هِيَ عِنْدِي أَعْرَابِيٌّ: [من الخفيف] 5160 - إِنِّي أَبَى اللَّهُ أَنْ أَمُوْتَ وَفِي ... صَدْرِي هَمٌّ كَأَنَّهُ جَبَلُ هَذَا أَشْرَدُ مَثَلٍ قِيْلَ فِي إِفْشَاءِ السِّرِّ بَعْدَهُ: يَمْنَعُنِي لذّة الشَّرَابِ وَإِنْ ... كَانَ قِطَابًا كَأَنَّهُ عَسَلُ حَتَّى أَرَى فَارِسَ الصَّمُوْتِ عَلَى ... إكْسَاءِ خَيْلٍ كَأَنَّهَا إِبلُ * * * وَمِنْ بَابِ (إِنِّي) قَوْلُ أَبِي خَالِدٍ يَزِيْدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ (¬1): [من الكامل] إِنِّي ابن زَمْزَمَ وَالحَطِيْمِ وَمَوْلِدِي ... بَطْحَاءُ مَكَّة وَالمَحَلّةُ يَثْرِبُ وَإِلَى أَبِي سُفْيَانَ يُعْزَى مَنْصبِي ... فمن المشَاكِلُ لِي إِذَا مَا أُنْسَبُ وَلَوْ أنَّ قَوْمًا بِارْتِفَاعِ قَلِيْلًةٍ ... بَلَغُوا السَّمَاءَ بَلَغْتُهَا لَا أُحْجَبُ فَأَنَا المُجِيْرُ عَلَى الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ ... إِنْ جَاءنِي مِنْ صَرْفِهِ مُسْتَعْتِبُ ابْنُ المتقي المَوْصَليُّ: [من الكامل] 5161 - إِنِّي أَتَيْتُكَ زَائِرًا وَمُسَلِّمًا ... بِبَعْضِ حَقٍّ وَاجِبِ بَعدهُ: ¬
فَإِذَا بِبَابِكَ. . . . . ... في حرمِ. . . . . . . . وَلَئِنْ رَأيْتُكَ رَاضِيًا بِفِعَالِهِ ... . . . . . . . صاحب هُوَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ النَّحَوِيّ المَعْرُوْفُ بِابْنِ المُتَّقِي المُوْصَليّ. عَبْدُ اللَّهِ بنُ أبي عُيَيْنَةَ: [من الكامل] 5162 - إِنِّي أَتَيْتُكَ لِلسَّلَامِ وَلَمْ ... أنْقُلْ إِلَيْكَ لِغَيْرِهِ رِجْلِي بَعْدهُ: فَحجبْتَ [دونك] مَرَّتَيْنِ وَقَدْ ... تَشْتَدُّ وَاحِدَةٌ وعَلَى مِثْلِي إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أُذَمَّ وَأَنْ ... أَرْضى بِغَيْرِ خَلَائِقِ الفَضْلِ يُقَالُ أَنَّ إبْرَاهِيْم بن المَهْدِيّ وَقَفَ بِبَابِ يَحْيَى بن خَالِدٍ وُقُوْفًا فِيْهِ بَعْضُ الحُجَّابِ فَانْصَرَفَ وَكَتَبَ إِلَى يَحْيَى بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ. * * * وَمِنْ هَذَا (¬1): إِنِّي أَتيتُكَ كَاذِبًا فَأثبْتَنِي ... لَمَّا مَدَحْتكَ مَا يُثَابُ الكَاذِبُ قِيْلَ: مَدَحَ بَشَّارٌ الهدِيّ فَحَرَمَهُ فَقِيْلَ لَهُ لَعَلَّكَ لَمْ تَسْتَجِدْ المَدْحَ فَقَالَ لَوْ مَدَحْتُ بِشِعْرِي ذَلِكَ الدَّهْرَ لَمْ أَخْشَ صَرْفه عَلَى حُرٍّ وَلَكِنِّي أكذِبُ فِي العَمَلِ فَأَكْذبُ فِي الأَمَلِ وَأَنْشَدَ: إِنِّي أَتيَتُكَ كَاذِبًا. البَيْتُ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ: [من البسيط] 5163 - إِنِّي أَجُوْدُ بِنَفْسٍ لَا يُجَادُ بِهَا ... وَالجُوْدُ بِالنَّفْسِ أَقْصَى غَايَةِ الشَّرَفِ ¬
دِعْبِلٌ: [من الـ. . .] 5164 - إِنِّي أُحِبُّكَ حَبًّا لو تَضَمّنَهُ ... سلمى سميّكِ دُكَّ الشَاهِق الرَّاسِي بَعْدهُ: حُبًّا تَلَبَّسَ بِالأَحْشَاءِ فَامْتَزَجَا ... تَلَبُّسَ المَاءِ بِالصَّهْبَاءِ فِي الكَاسِ [من الكامل] 5165 - إِنِّي أَخَافُ العَارَ يَلْصِقُ بِي ... يَوْمًا وَلَا أَخْشَى مِنَ القَتْلِ قِيْلَ: اسْتَأذَنَ أَبُو العتَاهِيَةِ عَلَى عَمْرُ بن مَسْعدَةَ فَقِيْلَ لَهُ: هُوَ نَائِمٌ فَرَجَعَ مُغْضبًا فَدَخَلَ الغُلَامُ فَوَجَدَهُ قَدْ انتْبَهَ فَعَرِفَهُ، فَقَالَ وَجِّه مَنْ يَرُدُّهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَعَ الرّسُوْلِ المُنْفَد إِلَيهِ (¬1): كَسَّلَنِي اليَأسُ مِنْكَ عَنْكَ ... فَمَا أَرْفَعُ طَرْفِي إِلَيْكَ مِنْ كَسَلِي إِنِّي إِذَا مَا الصَّدِيْقُ أَوْحَشَنِي ... قَطَعْتُ مِنْهُ حَبَائِلَ الأَمَلِ الأُحْوَصُ: [من الكامل] 5166 - إِنِّي إِذَا خَفِيَ الرِّجَالُ رَأَيْتَنِي ... كَالشَّمْسِ لَا تَخْفَى بِكُلِّ مَكَانِ قَبْلهُ: إِنِّي عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتُ مُحَسَّدٌ ... أَنْمِي عَلَى البَغْضَاءَ وَالشّنآنِ مَا تَعْتَرِيْنِي مِنْ خُطُوْبِ مَلَمَّةٍ ... إِلَّا تُشَرِّفُنِي وَتُعْظِمُ شَانِي وَإِذَا تَزُوْلُ تَزُوْلُ عَنْ مُتَحَمِّطٍ ... تُخْشَى بَوَادِرُهُ عَلَى الأَقْرَانِ إِنِّي إِذَا خَفِيَ الرِّجَالُ رَأَيْتَنِي. البَيْتُ ¬
لَقِيْطُ بنُ زُرَارَةَ: [من الرجز] 5167 - إِنِّي إِذَا عَاقَبْتُ ذُو عِقَابِ ... وَإِنْ تُشَاغِبُنِي فَذُو شِغَابِ ابن المُعْتَزِّ: [من الكامل] 5168 - إنِّي إِذَا فَطِنَ الزَّمَانُ لِنَاطِقٍ ... وَسَكَتُّ حِيْنَ رَأَيْتُ دَهْرِي أبْلَهَا دِعْبِلٌ: [من البسيط] 5169 - إِنِّي إِذَا قُلْتُ بَيْتًا مَاتَ قَائِلهُ ... وَمَنْ يُقَالُ لَهُ وَالبَيْتُ لَمْ يَمُتِ وَمِثْلُهُ (¬1): يَمُوْتُ رَدِيْءُ الشِّعْرِ مِنْ قبل رَبِّهِ ... وَجَيِّدهُ يَبْقَى وَإِنْ مَاتَ [قائله] وَيَقْربُ مِنْهُ قَوْلُ آخَرُ (¬2): قَوَافٍ لَوْ تَكُوْنُ لَهَا شُخُوْصٌ ... لَرَكَّبَهَا الكَمِيُّ عَلَى [السنانِ] وَقَوْلُ آخَرُ (¬3): قَوَافٍ لَوْ تُعَارضهَا المَنَايَا ... لَرَكَّبَهَا الكماةُ على [الرماحِ] وَقَوْلُ آخَرُ (¬4): فَإِنْ أَهلك فَقَدْ أَبقَيْتُ بَعْدِي ... قَوَافِي. . . . . . . . وَقَوْلُ آخَرُ: وَرَّثتُكُمْ مِنْ مَنْطِقِي إِنْ بَقِيْتُمَا ... . . . . . . . . . . * * * ¬
أَبْيَاتُ دِعْبَلٍ (¬1): أَحْبَبْتُ قَوْمِي وَلَمْ أعْذل بِحُبّهم ... قَالُوا تَعَصَّبَ جَهْلًا قَوْلُ ذي بَهَتِ دَعْنِي أَصِلْ رَحْمِي إِنْ كُنْتَ قَاطِعُهَا ... لَابُدَّ للرَّحْمِ الدُّنْيَا مِنَ الصَّلَتِ فَاحْفَظْ عَشِيْرَتكَ الأَدْنِيْنَ إِنَّ لَهُمْ ... حَقًّا يُفَرِّقُ بَيْنَ الروجِ وَالمَرَتِ قَوْمِي بَنُو مُذحَجٍ وَالأزْدُ إخْوَتهِمْ ... وَآل كِنْدَةَ وَالأحياءُ من عُلَتِ نَبْتَ الحلُوْمِ فَإِنْ سُلَّتْ حَفَائِظِهِمْ ... سَلُّو السُّيُوْفَ فأورَدُوا كُلّ ذِي عَنَتِ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَا تَعْرِضَنَّ بِمَزْحٍ لامْرِئٍ طَبِنٍ ... مَا رَاضَهُ قَلْبُهُ أَجْرَاهُ فِي الشَّفَةِ فَرُبَّ قَافِيَةٍ بِالمَزْح جَارِيَةٍ ... مَشْؤُوْمَةٍ لَمْ يرد إِنْمَاؤُهَا نَمَتِ إِنِّي إِذَا قَلْتُ. البَيْتُ [من المسرح] 5170 - إنِّي إِذَا مَا رَأَيْتُ فَرْخَ زِنًى ... فَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيَّ مَنْظَرُهُ بَعْدهُ: لَوْ فِي جِدَارٍ تَحطّ صوْرَتُهُ ... لَمَاجَ فِي كَفِّ مَنْ يُصَوِّرُهُ هُوَ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن بُوْقَةَ الأَصْفَهَانِيّ. * * * كان يحبها. . . أبو ليلى فاتاهُ من الشاعر بقوله: . . . يزيد بن معاوية وكان يلي أبا ليلى. . . عبد اللَّه بن الزبير من المدينة وأهله إلى. . . كان الإمام أبو ليلى وقد ذهبًا فالملك بعد أبي ليلى لمن غلبا. * * * ¬
قِيْلَ ثَمَّ نَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ عَلَى إِخْرَاجِهِ مِنَ المَدِيْنَةِ حِيْنَ قَالَ لَهُ أَصْحَابهُ وَاللَّهِ لِيَمْلأَنَّهَا عَليْكَ رِجَالًا مِن حُمْرَانِ أَهْلِ الشَّامِ وَسُوْدَانِهِمْ فَاكْتُب فِي ردِّهِ السّاعَةِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مِن عَبْدُ اللَّهِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى مَرْوَانَ بن الحَكَمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِذَا أتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَارْجِعْ إِلَى مَنْزِلكَ بِالمَدِيْنَةِ فَأَقِمْ وَمَنْ مَعَكَ مِنْ بَنِي أُمَيّةَ وَأَنَا أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَا تَرَكْتُ لَكَ خَضرَاءَ إِلَّا أَحْرَقْتُهَا وَلَا بَيَضَاء إِلَّا نَسَفْتُهَا وَالسَّلَامُ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: مِنْ مَرْوَانَ بن الحَكَمَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أتَانِي كِتَابَكَ تذكُر وتذكُر وَأَنَا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ (¬1): إِنَّ لابنِ سَلْمَى أَنَّهُ غَيْرُ هَالِكٌ ... مُلَاقِي المَنَايَا أيَّ صرْفٍ تَيَمَّمَا فَلَسْتُ بِمُبْتَاعِ الحَيَاةِ بسُبّةٍ ... وَلَا مُرْتَقٍ مِنْ خَشْيَةِ المَوْتِ معلّما وَمَضَى مَرْوَانُ إِلَى الشَّامِ فَبُويعَ لَهُ بِهَا. وَقَالَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ أَحْمَدُ بن مُحَمَّد وَيُقَال أَحْمَدُ مُحَمَّدُ بن أَحْمَد الوَاسِطِيُّ كَاتِب أَحْمَد طُوْلُونَ: ذَكَرَهُ أَبُو القَاسَمِ عَلِيّ بن الحَسَن فِي تَارِيْخِ دِمَشْقَ وَقَالَ كَتَبَ بِهَا إِلَى المُعْتَضِدِ بِاللَّهِ بن المُوَفّقِ بن المُتَوَكِّلِ يُسْتَحُثُّهُ عَلَى حَرْبِ أَبِي الحُسَيْنِ ثَمَّ أَحْمَد بن طُولُوْنَ (¬2). . . . . . . . . . جَانِبُهُ ... شَمِّرْ ذُيُوْلَ السَّرَى فَالأَمْرُ قَدْ قَرُبَا ثَمَّ. . . لَمْ يَجْلس عَدُوّكُمُ ... عِنِ النُّهُوْضِ لَقَدْ أَصْبحْتُمُ عَجَبَا لا تقعدن عن التفريط مُعْتُكِفًا ... وَاشْدُدْ فَقَدْ قَالَ جُلُّ النَّاسِ قد وجبا . . . . . . . . . . . . . . . ... عَنْ سَاقٍ وَإِنْ لَغِبَا . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . لِمَنْ نَصَبَا . . . . . . . . . . . . . . ... . . . أَصبَحْتُ مُرْتَقَبَا . . . . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . قسبا لَسِرْتَ نَحْوَ امْرِىٍ قَدْ جَدَّ مُجْتَهِدًا ... حَتَّى يَكُوْنَ لما تَبْغُونهُ سَبَبَا ¬
أَجَادَ مَرْوَانُ فِي بَيْتٍ أَرَادَ بِهِ ... عَيْنُ الصَّوَابِ خطأ وَلَا كل. . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . غضبا إِنِّي أَرَى فتَنًا تَغْلِي مَرَاجِلُهَا ... فَالملكُ أَبِي ليلَى لمنْ غلبا البَيْتُ هَاهُنا تَضمِيْنٌ. 5171 - إِنِّي إِذَا مَا قُلْتُ شِعْرًا ... وَمَا الشِّعْرُ إِلَّا مَا يَسِيْرُ وَيُكْتَبُ [من الكامل] 5172 - إنِّي أَرَى الأَكْيَاسَ قَدْ تُرِكُوا سُدًى ... وَأَعِنَّةِ الأَمْوَالِ طَوْعَ الأَحْمَقِ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من البسيط] 5173 - إِنِّي أُرِيْدُكَ لِلدُّنْيَا وَعَاجِلُهَا ... وَلَا أُرِيْدُكَ يَوْمَ الدِّيْنِ لِلدِّيْنِ رَجُلٍ مِنْ ضَبَّةَ: [من الـ. . .] 5174 - إنِّي أرى سَبَبَ الفناءِ ... إِنَّ الفَنَاءُ قَطِيْعَةُ الأَرحَامِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ بن أَدٍّ يَقُوْلُ لِبَنِي تَمِيْمٍ بن مُرّ بن أَدٍّ: أَبَنِي تَمِيْمٍ إِنَّنِي أَنَا عَمُّكُمْ ... لَا تحْرمنَّ نَصيْحَةَ الأَعْمَامِ إِنِّي أَرَى سَبَبَ الفَنَاءِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَتَدَارَكُوا بَأَبِي وَأُمِّي أَنْتُمُ ... أَحْسَابُكُمْ بِرَوَائِحِ الأَحْلَامِ [من البسيط] 5175 - إِنِّي أَرَى فتَنًا تَغْلِي مُرَاجِلُهَا ... فَالملكُ بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا ¬
[من مخلع البسيط] 5176 - إِنِّي أَرَى مَنْ لَهُ قنُوْعٌ ... يَعْدِلُ مَنْ نَالَ مَا تَمَنَّى بَعْدهُ: وَالرِّزْقُ يَأتِي بِلَا عَنَاءٍ ... وَرُبَّمَا فَاتَ مَنْ تَعَنَّى المتنبي: [من البسيط] 5177 - إِنِّي أُصَاحِبُ حُلْمِي وَهْوَ بِي كَرَمٌ ... وَلَا أُصَاحِبُ حلْمِي وَهُوَ بِي جُبُنُ الخَوَافِيُّ: [من البسيط] 5178 - إِنِّي أُصَرِّفُ نَفْسِي ثَمَّ أَمْنَعُهَا ... فُضُوْلَ عَيْشِي بِأَفْعَالِي وَأَقْوَالِي بَعْدهُ: وَقَدْ غَدَوْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ مُعْتَصِمًا ... وَذاكَ أَجْمَلُ بِي حَقًّا وَأَقْوَى لِي [من الكامل] 5179 - إِنِّي أَصُوْنُ بِمَا اسْتَطَعْتُ مِنَ الرَّدَى ... نَفْسِي وَمَا أَحَدٌ لَهُ نَفْسَانِ [من البسيط] 5180 - إِنِّي أَعُدُّكُمُ رَهْطِي وَأَجْعَلُكُمْ ... أَحَقَّ بِالصَّفْحِ مِنْ عِرْضِي وَمنْ دِيْنِي أَبُو فِرَاسٍ: [من مجزوء الكامل] 5181 - إِنِّي أَعُوْذُ بِحُسْنِ عَفْوِ ... اللَّهِ مِنْ سَوْءِ اخْتِيَارِي قَبْلهُ: مَا آنَ أَنْ أرْتَاع لِلشَّـ ... ـيْبِ [المفوّف في] عذاري وَأَكُفَّ عَنْ سُبُلِ الضَّلَالِ ... [وأكتسي ثوب] الوِقَارِ ¬
أَمْ قَدْ أَمِنْتُ الحَادِثَاتِ ... مِنَ الغَوَادِي وَالسَّوَارِي إِنِّي أَعُوْذُ بِحُسْنِ عفو اللَّهِ. البَيْتُ [من البسيط] 5182 - إِنِّي أَغَارُ عَلَى رُوْحٍ أُسَلِّمُهَا ... تَمرُّ هَدْرًا بِلَا عَقْلٍ وَلَا قَوْدِ قَبْلهُ: مَا بِعْتكُمْ مُهْجَتِي إِلَّا بِوَصْلِكُمُ ... وَلَا أُسَلِّمُهَا إِلَّا يَدًا بِيَدِ إِنِّي أَغَارُ عَلَى رُوْحِ. البَيْتُ أَبُو فِرَاسٍ: [من الكامل] 5183 - إِنِّي أَغَارُ عَلَى مَكَانِي أَنْ أَرَى ... فِيْهِ رِجَالًا لَا تَسُدُّ مَكَانِي 5184 - إنِّي أُقَاطِعُ وَالفُؤَادُ. . . . ... . . . . الصَّحِيْحُ مُقِيْمُ بَعْدهُ: وَأَقُوْلُ لِلخِلِّ المَلُوْلِ تَجَمُّلًا ... مِنْكَ الدَّلَالُ وَمِنِّيَ التَّسْلِيْمُ أُحَيْحَةُ بنُ الجُلاح: [من البسيط] 5185 - إِنِّي أُقِيْمُ عَلَى الزَّوْرَاءِ أعْمُرُهَا ... إِنَّ الحَبِيْبَ إِلَى الإِخْوَانِ ذُو المالِ أَبُو حَبيْبٍ المَغْرِبِيُّ: [من البسيط] 5186 - إنِّي أُكَابِدُ أَهْوَالًا يَزُوْلُ لَهَا ... صَبْرُ الجَلِيْدِ وَيَجْفُو جَفْنَهُ الوَسَنُ بَعْدهُ: يَبْيَضُّ مِنْ هَوْلِهَا رَأسُ الرّضِيْعِ أسًى ... وَيَغْتَدِي أَسْوَدًا فِي. . . . ¬
جَمِيلٌ: [من الكامل] 5187 - إِنِّي إِلَيْكِ بِمَا وَعَدْتِ لنَاظِرٌ ... نَظَرَ الفَقِيْرِ إِلَى الغَنِيِّ المُكثِرِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: [من الكامل] 5188 - إِنّي أمُتُّ إِلَى الَّذِي وُدِّي لَهُ ... بِجَمِيْعِ مَا عَقَدَ الحُقُوْقَ وَأَكَّدَا بَعْدهُ: إِنِّي لَشَاكِرُ أَمْسِهِ وَوَلِيُّهُ ... فِي يوْمِهِ وَمُؤَمَّلٌ [عنه غدا] عَلِيُّ بنُ أَبِي حَيَّانَ الطَّائِيُّ: [من الكامل] 5189 - إِنِّي أَمُتُّ إِلَيْكَ بِالأَدَبِ الَّذِي ... يَقْضِي عَليْكَ بِحُرْمَتِي وَذِمَامِي بَعْدهُ: وَقرَابَةُ الأُدَبَاءِ تَقْصرُ دُوْنهَا ... عِنْدَ [الكرام قرابة الأرحامِ] بَشَّارٌ: [من الكامل] 5190 - إِنِّي امْتَدَحْتكَ كَاذِبًا فَأثَبْتَنِي ... لَمَّا مَدَحْتكَ مَا يُثَابُ الكَاذِبُ [من الكامل] 5191 - إِنِّي امْرُؤٌ أَهْوَى اللَّوَاطَ وَأهْلَهُ ... وَمنَ الزّنَاءِ مُطَهَّرُ الأَثْوَابِ بعده: ذو الشارب المخضّر يعجبني ... وما كلفي بذات مخانق وخضاب آتي البيوت من الظهور ولا أرى ... إتيان أبيات من الأبواب لَا أَدْخلُ المِحْرَابَ وَقْتَ فَرِيْضَةٍ ... وَأَرَى الصَّلَاةَ بِظَاهِرِ المحْرَابِ لَا رَاكِبٌ فِي البَحْرِ بَطْنَ سَفِيْنَةٍ ... الظَّهْرُ أَسْلَمُ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ¬
[من الكامل] 5192 - إِنِّي امْرُؤ حِمْيَرِيٌّ حِيْنَ تَنْسُبُنِي ... لَيْسَتْ رَبِيْعَةُ أَجْدَادِي وَلَا مُضُرُ سَأَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيًّا عَنْ نَسَبِهِ فَقَالَ: إِنِّي امْرُؤٌ حُمَيرِيٌّ. البَيْتُ فَغَضبَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ ذَلِكَ وَاللَّهِ ألأَمُ لِجَدِّكَ وَأَفَلُّ لِحَدِّكَ. عُرْوَةُ بن الوَرْدِ: [من الكامل] 5193 - إِنِّي امْرُؤٌ عَافِي إِنَائِي جماعةٌ ... وأنتَ امرؤٌ عَافِي إنَائِكَ وَاحِدُ بَعْدهُ: أَتَهْزَأُ مِنِّي إِنْ سَمنْتَ وَأَنْ تَرَى ... بِوَجْهِي شُحُوْبَ الحَقِّ وَالحقُّ جَاهِدُ أُقَسِّمُ جِسْمِي فِي جُسُوْمٍ كَثِيْرَةٍ ... وَأَحْسُو قرَاحَ المَاءِ وَالمَاءُ بَارِدُ ابن شَمْسُ الخلَافَةِ: 5194 - إِنِّي امْرُؤٌ والمرءُ ... مُنْقَادٌ لِمَا تَعَوَّدَا أَبْيَاتُ جَعْفَرُ بن شَمْسُ الخلَافَةِ مِنْ قَصِيْدَةٍ مَنْقُوْلٌ مِنْ خَطِّهِ يَقُوْلُ: إِنِّي امْرُؤٌ عَوَّدْتُ نَفْسِي عَادَةً. البَيْتُ. وَبَعْدَهُ: لا أَكفرُ النِّعْمَةَ مَا عِشْتُ ... وَلَوْ عطَّلَ مِنْهَا عُنْقِي مَنْ قَلَّدَا وَلَا أذمُّ مَنْ شَكَرْتُ فِعْلَهُ يَوْمًا ... وَلَوْ بَضَّعَ لَحْمِي بِالمُدَى وَلَا أمل صَاحِبًا أَصْفَيْتهُ ... وُدِّي وَلَوْ جَارَ عَلَيَّ وَاعْتَدَى أَشْكُرُ أَنْ أَحْسَنَ لِي فَإِنْ أسَا ... كَانَ لَدَيَّ عُذْرُهُ مُمَهَّدَا مَا كُنْتُ مِمَّنْ يَرْتَضي مِنْ دَهْرِهِ ... بِخَطِّهِ الخَسْفِ الَّتِي تُرْضِي العدَا وَخَيْرُ خَلْقِ اللَّهِ حرٌّ صَائنٌ ... حُرُّ المُحَيَّا وَيَدٌ تُسْدِي يَدَا ¬
يُعْطِيْكَ مِنْ قبلِ السُّؤَالِ صَائِنًا ... وَجْهكَ إِنْ تَبْذلْهُ مُسْتَرْفِدَا قَدْ مَلأَ الدُّنْيَا سَمَاحًا ... وَتُقًى وَرَأفَةً وَعِفَّةً وَسُؤْدَدَا إِذَا تَبَدَّا القصَّادُ يُسْأَلُوْنَهُ ... كَأَنَّ نَدَتهُ خَبَرًا لِلْمُبْتَدَا يَجْلُو الصَّدَى عَنْهُمُ وَيُصغِي لِلصَّدَى ... مِنْهُمْ وَيَشفِي مَا بِهِمْ مِنَ الصَّدَا . . . . سَادَ فِي النَّاسِ بلا فَضِيْلَةٍ ... تُوْجِبُ تَفَضُّلًا فَمَا سَادَ سُدَا . . . . حدًّا وَقَدْرًا وَيَدًا ... وَهِمَّةً وَرُتْبَةً وَمُحْتَدَا . . . . من الزَّمَانِ مَلْجَأٌ ... تصلحُ مِنْ أَحْوَالِنَا مَا أَفْسَدَا النَّجَاشِيُّ شَاعِرُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من البسيط] 5195 - إِنِّي امْرُؤٌ قَلَّمَا أثْنِي عَلَى رَجُلٍ ... حَتَّى أَبَيِّنَ مَا يَأتِي وَمَا يَذَرُ بَعْدهُ: لَا تَحْمِدَنَّ أَمْرًا حَتَّى تُجَرِّبَهُ ... وَلَا تَذُمَنَّ مَنْ لَمْ يَبْلُهُ الخَبَرُ ابْنُ عَبْدَلٍ: [من المنسرح] 5196 - إِنِّي امْرُؤٌ لَمْ أَزَلْ وَذَاكَ ... مِنَ اللَّهِ أَدِيْبًا أُعَلِّمُ الأَدَبَا بَعْدهُ: أُقِيْمُ بَالدَّارِ وَمَا اطْمَأَنَّتْ بِيَ ... الدَّارُ وَإِنْ كُنْتُ نَازِحًا طَرِبَا لَا أَجْتَوِي خُلَّةَ الصَّدِيْقِ وَلَا ... أَتْبَعُ نَفْسِي شَيْئًا إِذَا ذَهَبَا أَطْلِبُ مَا يَطْلِبُ الكَرِيْمُ مِنَ الرِّزْ ... قِ بِنَفْسِي وَأجْمِلُ الطَّلَبَا إِنِّي رَأَيْتُ الفَتَى الكَرِيْمَ ... إِذَا رَغَّبْتهُ فِي صَنِيْعَةٍ رَغِبَا وَالعَبْدُ لَا يَطْلِبُ العَلَاءَ ... وَلَا يُعْطِيْكَ شيئا إِلَّا إِذَا رَهِبَا مِثْلُ الحِمَارِ السُّوْءِ المُوَقّع ... لَا يُحْسِنُ مَشْيًا إِلَّا إِذَا ضُرِبَا وَلَمْ أَجِدْ أَحْسَنَ الخَلَائِقِ الدِّيْـ ... ـنِ لَمَّا اخْتَبَرْتُ وَالحَسَبَا قَدْ يُرْزَقُ الخَافِضُ المُقِيْمُ وَمَا ... شَدَّ بِعَنْسٍ رَجُلًا وَلَا قَتَبَا ¬
وَيُحْرَمُ الرِّزْقَ ذو المَطِيَّةِ وَالرَّ ... حْلِ وَمَنْ لَا يَزَالُ مُغْتَرِبَا عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُذَيْنَةَ: [من البسيط] 5197 - إِنِّي امْرُؤٌ لَيْسَ فِي وُدِّي مكَاذَبَةٌ ... وَلَا الغِنَى حِفْظَ أَهْلِ الوَدِّ يُنْسِيْنِي عَنْتَرَةُ: [من الرجز] 5198 - إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ خَيْرِ عَبْسٍ مَنْصبِي ... شَطْرِيْ وَأَحْمِي سَائِرِي بِالمنْصُلِ كُلْثُوْمُ بنُ عَمْرِو التَّغْلَبِيُّ: [من البسيط] 5199 - إِنَي امْرُؤٌ هَدَمَ الاقْتَارُ مَأْثُرُتِي ... وَاجْتَاحَ مَا بَنَتِ الأَيَّامُ مِنْ خَطَري بَعْدهُ: أَيَّامُ عَمرو بنُ كُلْثُوْم تُسَوِّدُهُ ... حَيَّا رَبِيْعَةَ وَالأَحْيَاءُ مِنْ مُضُرِ أَرُوْمَةٌ عَطلَتْنِي مِنْ مَكَارِمِهَا كَالقَوْ ... سِ عَطَّلَهَا الرَّامِي عَنِ الوَتَرِ الخَرّاز: [من البسيط] 5200 - إنِّي امْرُؤٌ لا أُرَى بِالبَابِ أَقْرَعُهُ ... إِذَا تَنَمَّرَ دُوْنِي حَاجِبُ البَابِ بَعْدهُ: وَلَا أَلُوْمُ أَمْرًا فِي وَدِّ ذِي شَرَفٍ ... وَلَا أُطَالِبُ وَدَّ الكَارِهِ الآبِي هُوَ أَبُو جَعْفَرُ أَحْمَدُ بن الحَارِثِ المُبَارَكِ الخَرَّازُ البَغْدَادِيّ. قِيْلَ كَانَ كَبِيْرَ الرَّأسِ طَوِيْلَ الهَيْئَةِ كَبِيْرَهَا، حَسَنَ الوَجْهِ، كَبِيْرَ الفَمِ، أَلْثَغ. [من الكامل] 5201 - إِنِّي امْرُؤٌ يَجِدُ الرِّجَالَ عَدَاوَتِي ... مِنَ الذّبَابِ الأَزْرَقِ ¬
(إِنِّي امْرُؤٌ) قَوْلَ الشَّيْخِ عَفِيْفِ الدِّيْنِ سُلَيْمَان بن عَلِيّ التلمساني: . . . . . . . . . . . . في الحبّ ... . . . . . . ذهبوا . . .. . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . وما شربوا . . . . . . . . . . . . . . . ... الدهر وهو منتحب . . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . ب ابْنُ الهَبَّارِيَّةِ: [من الرجز] 5202 - إنِّي أَنَا الجانِي فَمَنْ أَلُوْمُ ... أَنَا لَعمْرِي الظّالِمُ المَظْلُوْمُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 5203 - إِنِّي أَنَا الذَّهَبُ المَعْرُوْفُ مَخْبرُهُ ... يَزِيْدُ فِي السَّبْكِ لِلدِّيْنَارِ دِيْنَارَا يُقَالُ أَنَّ بَعْضَ جُلَسَاءِ بَدْرُ بن عَمَّارٍ الطَّبْرَسْتَانِيّ اتَّهَمَ أَبَا الطَّيِّبِ المُتُنَبِّيّ فِيْمَا يَرتَجِلهُ مِنَ الشِّعْرِ وَقَالَ إِنَّهُ يُعِدُّهُ فَاخْتَبَرَهُ بَدْرُ بن عَمَّارٍ لِيَنْفِي عَنْهُ الظّنَّ فَقَالَ أَبُو الطَّيِّب فِي ذَلِكَ مُرْتَجِلًا: زَعَمْتَ أَنَّكَ تَنْفِي الظّنَّ عَنْ أَدَبِي ... وَأَنْتَ أَعْظَمُ أَهْلِ الأَرْضِ مِقْدَارَا إِنِّي أَنَا الذَّهَبُ المَعْرُوْفُ. البَيْتُ فقال بَدْرٌ: بَلْ وَاللَّهِ لِلدِّيْنَارِ قِنْطَارَا. دِعْبِلٌ: 5204 - إِنِّي أَنَا السَّيْفُ لا تُرضيكَ حِدَّته ... وليس يرضيكَ إِلَّا بَعْدَ إِخْلَاقِ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] ¬
5205 - إِنِّي بِأَيْسَرِ مَا أَدْنَيْتَ مُنْبَسِطٌ ... كَمَا بِأَيْسَرِ مَا أَقْصَيْتَ مُنْقَبِضُ امْرُؤُ القَيْسِ: [من الكامل] 5206 - إِنِّي بِحَبلِكَ وَاصِلٌ حَبْلِي ... وَبِرِيْشِ نَبْلِكِ رَائِشٌ نَبْلِي أَبُو الغَمْرِ فِي الجُبْنِ: [من البسيط] 5207 - إِنِّي أَنَا بَخِلْتُ بِنَفْسٍ لَا يُجَادُ بِهَا ... وَلَسْتُ بِالمَالِ تَبْغِيْهِ أَخَا بَخَلِ لَقِيْطُ بنُ يَعْمُرَ: [من البسيط] 5208 - إِنِّي بَذَلْتُ لَكُمْ نُصْحِي بِلَا ذَحَلٍ ... فَاسْتَيْقِظُوا إِنَّ خَيْرَ العِلْمِ مَا نَفَعَا القَاضِي الجُرْجَانِيُّ: [من البسيط] 5209 - إِنِّي بَلُوْتُ أَخِلَّائِي فَمَا كَرَمُوا ... عِنْدَ الحِفَاظِ وَلَا طَابُوا لَدَى الخَبَرِ أَبْيَاتُ القَاضي عَلِيّ بن عَبْدِ العَزِيْزِ الجُّرْجَانِيّ: إِنِّي بَلَوْتُ أَخْلَاقَ. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: وَجَدْتُ أَخْوَنَهُمْ مَنْ كَانَ أَوْثقَهُمْ ... وَخَيْرَهُمُ شَرّهُمُ فِي الحَادِثِ النَّكرِ إِذَا هَشَشْتُ إِلَيْهِ قَالَ مُخْتَدِعٌ ... صَامَتْ يَدَاهُ فَوَافَى يَرْتَجِي مَطَرِي وَإِنْ تَقَبَّضْتُ عَنْهُ قَالَ ذُو صلَفٍ ... أَثْرَى فَقَدْ دَخلتهُ نَخْوَةُ البَطَرِ وَإِذَا اسْتَوَينا فَتَقْرِيْبٌ وَتَكْرِمَةٌ ... وإن عَزَزْتُ. . . . . . . . . وَإِنْ تَرَأسَ أَوْلانِي مُبَاعَدَةً ... وَضَنَّ عَنِّي بتسليمٍ. . . . . . ¬
فَصرْتُ فِي ثُقْل أحد عِنْدَهُ وَأَرَى ... فِي [طلعتي رأيَ أَهلِ الرَّفضِ في عُمَرِ] [من مجزوء الكامل] 5210 - إِنِّي بُلِيْتُ بِعُصْبَةٍ ... مَا إِنْ يَرَوْنَ العَارَ عَارَا بَعْدهُ: مُسْلِمُوْنَ وَلَاَ يَهُوْدٌ وَلَا ... مَجُوْسٌ وَلَا نَصَارَى هُوَ أَبُو مَنْصوْر مُحَمَّد بن نَاصِر بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن هَارُوْنَ الصَّرَافُ اليَزْدِيّ. [من البسيط] 5211 - إِنِّي بُلِيْتُ بِقَوْمٍ لَاخلَاقَ لَهُمْ ... وَكلُّهُمْ وَعْدُهُ مِيْعَادُ عُرْقُوْبِ الأَخْطَلُ: [من الكامل] 5212 - أَنَّى تَدُوْمُ لِذِي الصَّفَاءِ مَوَدَّتِي ... وَإِذَا تَلَوَّنَ كُنْتُ ذَا أَلْوَانِ بَعْدهُ: وَأَصُدُّ عَزِيْمَةَ الصَّدِيْقِ تَكَرُّمًا ... عَمْدًا وَمَا دَهْرِي لَهُ بِهَوَانِ وَأُفَارِقُ الخُلَّانَ مِنْ غَيْرِ القَلَى ... أمِيْتُ بَعْضُ السِّرِّ بِالكِتْمَانِ [من البسيط] 5213 - أَنَّى تَوَدُّكُمُ نَفْسِي وَأَمْنَحُكُمْ ... نُصْحِي وَرُبَّ مُحِبٍّ غَيْرِ مَحْبُوْبِ أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بن أَبِي عَبْدُ اللَّهِ العُقَيْلِيُّ: [من الكامل] 5214 - إِنِّي جَعَلْتُكَ وَجَعَلْتُ ... وُدَّكَ لِي إِلَيْكَ شَفِيْعَا بَعْدهُ: ¬
فَاطْلِبْ أَبِيْكَ فَدَتْكَ نَفْسِي حَاجَتِي ... تَجِدِ النَّجَاحَ إِلَيَّ مِنْكَ سَرِيعَا أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ: [من الكامل] 5215 - إِنِّي جَمَعْتُ مِنَ الذُّنُوْبِ فُنُوْنهَا ... فَاجْمَع مِنْ العَفْوِ الكَرِيْمِ فُنُوْنَهُ بَعْدهُ: مَنْ كَانَ يَرْجُو عَفْوَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ ... عَنْ ذَنْبِهِ فَلْيَعفُ عَمَّنْ دُوْنَهُ مَعْنُ بنُ زَائِدَةَ: [من الكامل] 5216 - إِنِّي حُسِدْتُ فَزَادَ اللَّهُ فِي حَسَدِي ... لَا عَاشَ مَنْ عَاشَ يَوْمًا غَيْرَ مَحْسُوْدِ بَعْدهُ: مَا يُحْسَدُ المَرْءُ إِلَّا مِنْ فَضَائِلِهِ ... بِالعِلْمِ وَالظّرْفِ أَو بِالبَأسِ وَالجُوْدِ أَبُو بَكْرِ بنُ دُرَيْدٍ: [من الرجز] 5217 - إِنِّي حَلَبْتُ الدَّهْرَ شَطْرَيْهِ فَقَدْ ... أَمَرَّ لِي حِيْنًا وَأَحْيَانًا حَلَا وَمِنْ هَذَا البَابِ (¬1): لَقَدْ [حلفت برب البيت] والحَرمِ ... هَلْ فَوْقَهَا حلفَةٌ تُرْجَى لِذِي قَسَمِ [أن لا أُعير كتابًا فيه لي أرب] ... إِلَّا أخَا ثِقَةٍ عِنْدِي وَذَا كَرَمِ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنُ عَفَّانَ: [من البسيط] 5218 - إنِّي حَلَفْتُ يَمِيْنًا غَيْرَ كَاذِبَةٍ ... أَلَّا أُعِيْرَ كتَابِي الدَّهْرَ إِنْسَانَا بَعْدهُ: إِلَّا بِرَهْنٍ وَأَيْمَانٍ مُغَلَّظَةٍ ... كَيْلَا يَضِيْعَ كِتَابِي حَيْثُمَا كَانَا ¬
هُوَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن مُوْسَى بن عَفَّان السَّيْبِيُّ وَكَانَ مِنْ أَعْرَفِ النَّاسِ بِالتَّوَارِيْخِ وَجَمَعَ مِنْ كُتُبِهَا مَا لَمْ يَجْمَعهُ أَحَدٌ وَكَانَ لَا يُعِيْرُ أَحَدًا كِتَابًا وَيَكْتِبُ عَلَى كُتُبهِ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ. وَفِي قَرِيْبٍ مِنْهُ يَقُوْلُ الآخَرُ (¬1): لَصِيقُ فُؤَادِي مُذْ ثَلَاثُوْنَ حِجَّةً ... وَصقِيْلُ ذِهْنِي وَالمُرَوِّحُ عَنْ هَمِّي يَعِزُّ عَلَى مِثْلِي إِعَارَةُ مِثْلِهِ ... وَآيَتُهُ ألَّا يَفَارِقَهُ كُمِّي [من البسيط] 5219 - إنِّي حَمَدْتُ إِلَهِي حِيْنَ سَلَّمَنِي ... مِمَّا أَخَافُ وَحَلَّ الرُّزْءُ بِالمَالِ [من البسيط] 5220 - إِنِّي حَمِدْتُ بَنِي شَيْبَانَ إِذْ خَمَدَتْ ... نِيْرَانُ قَوْمِي فَشَبَّتْ فِيْهمُ النَّارُ بَعْدهُ: [. . . .من تكرمهم بالفعل أَنَّهُمُ ... لا يَعْلَمُ الجار في جيرانه [جارُ] حَتَّى يَكُوْنَ عَزِيْزًا فِي مَجَالِسِهِمْ ... وَأَنْ يَرُوْهُ جَمِيْعًا [وهو] مختارُ كَأَنَّهُ صدعٌ فِي رَأسِ شَاهِقَةٍ ... مِنْ دُوْنهَا لِعِتَاقِ الطيرِ [أوكارُ] وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ المخبّل وَهُوَ رَبِيْعَةُ بن مَالِكٍ السَّعْدِيِّ (¬1): إِنِّي رَأَيْتُ الأَمْرَ أَرشدَهُ ... تَقْوَى الإِلَهِ وَشَرَّهُ الإِثْمُ وَمِنْ بَابِ (إِنِّي ر) قَوْلُ الصَّاحِبُ بن عبَّادٍ فَقَدْ رَكَبَ فِي الوَحَلِ (¬2): إِنِّي رَكَبْتُ وَكَفُّ الأَرْضِ كَاتِبَةٌ ... عَلَى ثِيَابِي سُطُوْرًا لَيْسَ تُكْتَتَمُ فَالأَرْضُ مُحْبَرةٌ وَالحِبْرُ مِنْ لَثَقٍ ... وَالطِّرْسُ ثَوْبِي وَأَيْدِي الأَشْهُبِ القَلَمُ ¬
[من السريع] 5221 - إِنِّي رَأَيْتُ الدَّهْرَ فِي حُكْمِهِ ... يَمْنَحُ حَظَّ العَاقِلِ الجاهِلَا مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ: [من الكامل] 5222 - إِنِّي رَأَيْتُ الصَّبْرَ خَيْرَ مُعَوَّلٍ ... فِي النَّائِبَاتِ لِمَنْ أَرَادَ مُعَوَّلَا بَعْدهُ: . . . . . . . . . . . . . لَا ... كَأَنَّهُ يَحْسَبُنِي عَاقِلَا ابْنُ عَبْدَلٍ: [من المنسرح] 5223 - إِنِّي رَأَيْتُ الفَتَى الكَرِيْمَ إِذَا ... رَغَّبْتهُ فِي صَنِيْعَةٍ رَغِبَا [من الـ. . .] 5224 - إنِّي رَأَيْتُكَ لِلْمَكَارِمِ عاشقًا ... والمكرماتُ قَلِيْلةُ العُشَّاقُ يُرْوَى لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [من البسيط] 5225 - إِنِّي رَأَيْتُ وَفِي الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ ... لِلصَّبْرِ عَاقِبَةً مَحْمُوْدَةَ الأَثَرِ دَخَلَ سَعِيدُ بن خَالِدٍ عَلَى سُلَيْمَانَ بن عَبْدِ المَلِكِ وَكَانَ سَعِيْدٌ جَوَادًا مُفرِطًا. . . كَتَبَ لِمَنْ يَسْأَلَهُ الضَّحَّاكُ عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى يُوسِرَ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ قَالَ (¬1): إِنِّي سَمِعْتُ مَعَ الصَّبَاحِ مُنَادِيًا ... مَنْ ذَا يُعِيْنُ عَلَى الفَتَى المِعْوَانِ؟ ثَمَّ قَالَ لَهُ حَاجَتُكَ قَالَ دَيْنِي قَالَ فَكَمْ دَيْنُكَ قَالَ ثلاثون أَلْفًا قَالَ لَكَ دَيْنكَ وَمِثْلُهُ ¬
مَعَهُ قِيْلَ وَلَمَّا اسْتَخْلَفَ هِشَامٌ أَتَاهُ بَنُوْهُ فَقَالُوا يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّ أَبَانَا تَارِكنَا وَلَيْسَ فِي قُرَيْشٍ أَحْوَجَ مِنَّا فَحَجَرَ عَلَيْهِمْ وَأَجْرَى لَهُ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً قَالَ وَيْحَكُمْ زِيْدُوْنِي أَبَلَغَكُمْ عَنِّي أَنِّي بَازِيٌّ. سَوَارُ بنُ المضرَّب السَّعْدِيّ: [من البسيط] 5226 - إِنِّي سَأَسْتُرُ مَا ذُو العَقْلِ سَاتِرُهُ ... مِنْ حَاجَةٍ وَأُمِيْتُ السّرَّ كتْمَانَا بَعْدهُ: إِنِّي كَأَنِّي أَرَى مَنْ لاَ حَيَاءَ لَهُ ... وَلَا أَمَانَةَ وسْطَ النَّاسِ عُرْيَانَا وَحَاجَةٍ دُوْنَ أُخْرَى قَدْ سَنَحْتُ بِهَا ... جَعَلْتُهَا للَّتِي أَخْفَيْتُ عُنْوَانَا يَا أَيُّهَا القَلْبُ هَلْ تَنْهَاكَ مَوْعِظَةٌ ... لَوْ يُحْدِثَنَّ لَكَ طُوْلُ الدَّهْرِ نِسْيَانَا السَّيِّدُ الرَّضِيُّ: [من البسيط] 5227 - إِنِّي عَلَى شَغَفِي بِالحُبِّ مُعْتَذِرٌ ... مِنْ أَنْ يُقَالَ فُلَان فَلَّهُ الوَصَبُ إنَّا مَعَاشِرَ لَا تبلى مَطَارِفُنَا ... إِلَّا وهنّ لِطلَّابِ النَّدَى سَلَبُ مُوَقَّرُوْنَ وَأَيْدِي الحلم طَائِشَةٌ ... وَالجدُّ يَقْبضُ مِنْ أَطْرَافِهِ اللَّعِبُ فَالآنَ تُغْضبُنَا الدُّنْيَا غضَارَتُهَا ... ظُلْمًا وَتَأَخذُ مِنْ أَيَّامِنَا النُّوَبُ أَبُو العتَاهِيَةِ: [من مجزوء الكامل] 5228 - إِنِّي عَلَى كِتْمَانِ حُبّكُمُ المَشْـ ... ـهُوْرِ مِثْلُ مُطَيِّنِ الشَّمْسِ قَبْلهُ: أُمْسِي وَأُصْبِحُ مِنْ تَذَكُّرِكُمْ ... وَكَأَنَّ بِي طَرفًا مِنَ المَسِّ إِنِّي عَلَى كِتْمَانِ حُبّكُمُ. البَيْتُ هَذَا مَثَلٌ لِلعَوَامِ يَقُوْلُوْنَ لِلَّذِي يَجْحَدُ الحَقَّ لَا تُطَيِّن عَيْنَ الشَّمْسِ. وَقَدْ كَرَّرَهُ أَبُو العتَاهِيَةِ فَقَالَ: ¬
قُوْلَا لِعَتْبَةَ يَا ابْنَةَ الشَّمْسِ ... عَذَّبَتْنِي بِالمَطْلِ وَالحَنسِ إِنِّي لَفِي كتْمَانِ حُبّكُمُ ... كَمَطَيِّنٍ يَا عُتْبُ عينَ الشمسِ عَلِيُّ بنُ أَفْلَحَ: [من الكامل] 5229 - إنِّي عَليْكَ وإنْ صَدَدْتَ لَعَاطِفٌ ... وَلَكَ الغَدَاةَ وَإِنْ قَطَعْتَ وُصُوْلُ أَعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 5230 - دَرَى مِنْ دَمَامَتِي ... إِذَا قِيْسَ ذَرْعِي بِالرِّجَالِ طَوِيْلُ أَبُو نوَاسٍ: [من المنسرح] 5231 - إِنِّي عَلَى مَا ذَكَرْتَ مِنْ ... فَرَقِي لآمِلٌ أَنْ أَنالَهُ بِيَدِي . . . كان. . . أحسن الناس وجهًا ... فنُهي عن ذلك. . . الشرب. . . يومًا للسباحة. . . . . فَنَظَرَ أَبُو نوَّاسٌ إِلَى شَيْءٍ مِنْ. . . . فَقَالَ فِيْهِ: إِنِّي نظرتُ وَلَا أَقُوْلُ بمن ... خَوْفًا لِمَنْ لَا يَخَافُ مِنْ أَحَدِ إِذَا تَفَكَّرْتُ فِي هَوَايَ لَهُ ... مَسَسْتُ رَأسِي هَلْ طَارَ عَنْ جَسَدِي إِنِّي عَلَى مَا ذَكَرْتُ مِنْ فَرَقِي. البَيْتُ الأُحْوَصُ: [من الكامل] 5232 - إِنِّي عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ مُحَسَّدٌ ... أَنْمِي عَلَى البَغْضَاءِ وَالشَّنْآنِ [من البسيط] 5233 - إِنِّي عَلي غَدَوْتُ وَآمَالِي عَلَى ثِقَةٍ ... إِذَا لَقِيْتُكَ إِنِّي عَلي أَسْعَدُ البَشَرِ ¬
ابن المُعْتَزِّ: [من البسيط] 5234 - إِنِّي غَرِيْبٌ بِدَارٍ لَا كِرَامَ بِهَا ... كَغُرْبَةِ الشَّعْرَةِ البَيْضَاءِ فِي الشَّمَطِ بَعْدهُ: لَا أُبْسُط العَيْنَ فِي شيٍ أُسَرُّ بِهِ ... وَلَسْتُ أُبْدِي الرَّضَا إِلَّا عَلَى سَخَطِ أَبُو نواسٍ: [من البسيط] 5235 - إنِّي عَلَى غَفَلْة عَنِ السَّاقِي فَصَيَّرَنِي ... كَمَا تَرَانِي سَلِيْبَ العَقْلِ وَالدِّيْنِ أَبْيَاتُ أَبِي نوَّاسٍ: لَمْ يَبْقَ لِي لذَّةٌ إِلَّا جُلُوْسُ أَخٍ ... حُلْوُ الشَّمَائِلِ أسْقِيْهِ وَيَسْقِيْنِي نَبَّهْتهُ وَرَوَاقُ اللَّيْلِ مُنْسَدِلٌ ... لِلشّرْبِ وَهُوَ دَقِيْقٌ فِي الرِّيَاحِيْنِ فَقَلْتُ خُذْ قَالَ كَفّي لَا تُطَاوِعُنِي ... فَقَلْتُ قُمْ قَالَ رِجْلِي لَا تُوَاتِينِي يَا سَيِّدِي وَأمِيْرَ النَّاسِ كُلّهُمُ ... قَدْ جَارَ فِي حِكْمِهِ مَنْ كَانَ يَسْقِيْنِي إِنِّي غَفلْتُ عَنْ السَّاقِي. البَيْتُ [من الكامل] 5236 - إنِّي قَصَدْتُكَ دُوْنَ كُلِّ مُؤَمَّلٍ ... مُتَخَلِّيًا مِنْ حُرْمَةِ الأَنْسَابِ بَعْدهُ: لَا أَبْتَغِي سَبَبًا إِلَيْكَ مُقَرِّبًا ... إِلَّا العُلُوْمَ وَحُرْمَةَ الآدَابِ سوَارُ بن المَضَرِّبِ: [من البسيط] 5237 - إِنِّي كَأَنِّي أَرَى مَنْ لَا حَيَاءَ لَهُ ... وَلَا أَمَانَةَ وَسْطَ النَّاسِ عُرْيَانَا ¬
[من البسيط] 5238 - إِنِّي كَثُرْتُ عَلَيْهِ فِي زِيَارَتِهِ ... فَمَلَّ وَالشَّيْءُ مَمْلُوْلٌ إِذَا كَثُرَا بَعْدهُ: وَرَابَنِي مِنْهُ أَنِّي لَا أَزَالُ أَرَى ... فِي طَرْفِهِ قِصْرًا عَنِّي إِذَا نَظَرَا [من البسيط] 5239 - إِنِّي كذَاكَ إِذَا مَا سَاءنِي بَلَدٌ ... يَمَّمْتُ صَدْرَ بَعِيْرِ غَيْرَهُ بَلَدَا أَرْطَأةُ بنُ سُهِيَّةَ المُرِيُّ من مُرَّةَ غَطْفَانَ: 5240 - إِنِّي كَذَلِكَ تَارَاتٍ يُرَاجِعُنِي مَكْتُوْبٌ عَلَى قَبْرٍ: 5241 - إني كذبتك لو وددتك بعده: تبلى وأسلوا دائمًا ... حتى كأني قد وجدتُك وُجدا مكتوبين على ... قبر بالشام. . . . . . شَمْسُ الدينِ الكُوْفِيّ الوَاعِظُ رَحَمَهُ اللَّه: [من البسيط] 5242 - إِنِّي لَتَطْرِبُنِي الذِّكْرَى بِلَا نَغَمٍ ... فَكَيْفَ حَالِي إِذَا كَانَتْ مَعَ النَّغَمِ إِشَارَةٌ مِنْكَ تكفيني وأقضي ... مَا رَدّ السَّلَام غَدَاةَ البَيْنِ بِالغم قَدْ يَرْكَبُ الأمَل المَاشِي فَيَحْمِلهُ ... وَيَسْمَعُ الأَسْطر القاصي بِهِ نعم وَمَا نَسِيْتُ فَلَا أَنْسَى تَجَشُّمُهَا ... وَمَطْلعُ الجّوِّ غُفُلٌ غَيْرَ ذِي عَلَمِ حَتَّى إِذَا طَاحَ عَنْهَا المِرْطُ مِنْ دَهَشٍ ... وَانْحَلَّ بِالضَّمِّ سِلْكُ العِقْدِ فِي الظّلمِ ¬
تَبَسَّمَتْ فَأَضَاءَ اللَّيْلُ فَالتَقَطت ... حَبَّاتِ مُنْتَثِرٍ فِي نُوْرِ مُنْتَظِمِ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَا تلح مَنْ وَجَدَ الدُّنْيَا وَجَادَ بِهَا ... فَمُنْتَهُى كُلِّ مَوْجُوْدٍ إِلَى عَدَمِ قَالُوا نَزَلْتَ فَقَلْتُ الدَّهْرُ أَقْسَمَ بِي ... لَا وَجْهَ فِي الرَّفْعِ لِلمَجْرُوْرِ بِالقَسَمِ إِنِّي لتَمْضِي سِهَامِي في كَنَائِنهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَمَنْ أتى مَعْنًى سَائِرًا مَثَلًا ... فَذَلِكَ البَيْتُ سَيْرٌ قُدَّ مِنْ أَدَمِي خَيْرُ الفَضَائِلِ مَا سَارَ النَّوَالُ بِهِ ... عَلَى رِكَابٍ مِنَ الاقبال وَالحِكَمِ * * * أَبْيَاتُ شَمْسِ الدِّيْنِ الكُوْفِيّ الوَاعِظُ رَحَمَهُ اللَّهَ أَوَّلُهَا (¬1): لَوْلَا مَحَاسِنُ مَنْ شَاهَدْتُ فِي الحَرَمِ ... مَا كُنْتُ بَيْنَ الوَرَى فِي الوَجْدِ كَالعَلَمِ تَحِيَّةٌ سَلَبَتْ عَقْلِي عَلَى ثِقَةٍ ... وَنَظْرَة آذنت مِنِّي بِسَفْكِ دَمِي إِذَا بَدَا لِي حَبِيْبِي لَوْ رَاقَ دَمِي ... لما وَجَدْتُ لَهُ وَاللَّهِ مِنْ أَلَمِ لِمَنْ أُرَاقِبُ فِي وَجْدِي وَفِي وَلَهِي ... وَجُوْدُ غَيْركَ عَنْي غَايَةُ العَدَمِ إِنْ رَامَ طَرْفِي وَحَاشَاهُ يَرَى أَحَدًا ... سوى جَمَالكَ يَا بَدْرَ السَّمَاءِ عَمِي وَإِنْ تَدَاخَلَ سَمْعِي غَيْر ذِكْركُمُ ... وَشكْرُكُمْ فَرَمَاهُ اللَّهُ بِالصَّمَمِ لَا يَسْتَطِيْعُ فُؤَادِي غَيْرَ حُبّكُمُ ... وَغَيْرَ وَصْفكُمُ لَا يَسْتَلِذُ فَمِي إِنِّي لَتطْربُنِي الذّكْرَى. البَيْتُ الغَزِيُّ: [من البسيط] 5243 - إِنِّي لَتَمْضِي سِهَامِي فِي كنَانَتِهَا ... وَيَعْبرُ النَّجْمَ قَوْلِي قَبْلَ فَلْقِ فَمِي من قصيدة يمدح بها الإمام المستظهر باللَّه. . . هذه الأبيات منها: ¬
ضمنت. . . البيت. والذي فيه. وهو قوله: تبسمتْ فأضاء البيت. هذان البيتان تم بهما القصيدة التي مدح بها المستظهر وقد كررهما هاهنا. القصيدة: يمدح بها أبا طاهر يوسف بن الجزري صاحب الحزن، هذه القصيدة وقصيدة. . تداخل أبيات بعضها في بعض وتلك أبيات تبسمت فلا. . . اعادتها هنا. إبْرَاهِيْمُ بنُ المَهْدِيّ: 5244 - إِنِّي لَرَحَّالٌ إِذَا الهَمُّ برَّك ... رحبُ اللبان عندَ ضِيْق المُعْتَركِ عُسْرِي عَلَى نَفْسِي وَيُسْرِي مُشْتَرَك ... لَا تهلكُ النَّفْسَ عَلَى شَيْءٍ هَلَك فَلَيْسَ فِي الهَمِّ لمَّا فَاتَ دَرَك ... لَا تنْكِرَنَّ ضرَاعَتِي لَا أُمّ لَك رُبَّ زَمَانٍ ذلُّه أَرْفَقُ بك ... لا عَارَ إِنْ ضَامَكَ دَهْرٌ أَو ملك عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ طَاهِرٍ: [من الكامل] 5245 - إنِّي لَشَاكِرُ أَمْسِهِ وَوَلِيُّهُ ... فِي يَوْمِهِ وَمُؤَمَّل مِنْهُ غَدَا أَبُو نوَاسٍ: [من المنسرح] 5246 - إنِّي لَصَبٌّ وَلَا أَقُوْلُ بِمَنْ ... خَوْفًا لِمَنْ لَا يَخَافُ مِنْ أَحَدِ ذُو الإصْبَعِ: [من البسيط] 5247 - إِنِّي لعَمْرُكَ مَا بَابِي بِذِي غَلَقٍ ... عَلَى الصَّدِيْقِ وَلَا خَيْرِي بِمَمْنُوْنِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَلَا لِسَانِي عَلَى الأَدْنَى بِمُنْطَلِقٍ ... بِالفَاحِشَاتِ وَلَا فَيْكِي بِمَأمُوْنِ ¬
لا يخرج القسر مِنِّي غَيْر مأبيةٍ ... وَلَا أَلِيْنُ لِمَنْ لاَ يَبْتَغِي ليني * * * وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ رُوَيْشِدٍ يُوْصِي أَوْلَادَهُ: إِنِّي لَمُخْبرُكُمْ بُنَيَّ وَصِيَّتِي ... إِنْ مَوْتَةٌ عُجِلَتْ وَإِنْ لَمْ تُعْجَلِ أُوْصيْكُمُ بِتُقَى الإِلَه وَبِالَّذِي ... يُرْضي إلَهَكَ يَا مُسَبِّحُ فَاعْمَلِ فَاحْفَظْ وصَاتِي إِنْ بَقِيْتَ وَمَنْزِلِي ... قَبْرٌ يسُدُّ خَصَاصُهُ بِالجنْدَلِ وَاسْتَبْقِ وَدّ بَنِي أَبِيْكَ وَصْلهم ... لَا خَيْرَ فِي نَسَبِ إِذَا لَمْ يُوْصَلِ غَطُّ الشَّنَاءَة بَيْنَهُمْ لَا تُبْدِهَا أَبَدًا ... وَإِنْ عَرَضُوا النَّصيْحَةَ فَاقْبَلِ وَإِذَا سَمعْتَ قَبِيْحَ قَوْلٍ مِنْهُمُ ... سَفْهًا فَرَدَّ قُبْحهُمُ بِالأَجْمَلِ وَأب الدَّنِيَّةَ إِنْ هُمُ هَمُّوا بِهَا ... وَإِذَا دُعِيْتَ لِفِعْلِ خَيْرٍ فَاعْجَلِ عبدُ اللَّهِ بنُ الزَّبُيْرِ الأَسَدِيّ: [من البسيط] 5248 - إِنِّي لَمِنْ نَبْعَةٍ صُمٍّ مَكَاسِرُهَا ... إِذَا تَنَاوَحَتِ القَصْبَاءُ وَالعُشَرُ [من البسيط] 5249 - إنِّي لَيَرْدَعُنِي عَنْ ظُلمِ ذِي رَحمٍ ... لُبٌّ أَصِيْلٌ وَحِلْمٌ غَيْر ذِي وَصَمِ بَعْدهُ: إِنْ لَانَ لِنْتُ وَإِنْ دبّت عَقَارِبُهُ ... ملأت كفيه من صفح ومن كرمِ] 5250 - إِنِّي [ليأخذني] مِنْ ذكْرِها عَرْضٌ ... عِنْدَ الصَّلَاةِ فَأَنْسَى أَنْ أُصَلِّيْهَا وَمِنْ بَابِ (إنّي) قَوْلُ ابن دُوْست: إِني مرضت فعدني ... وَإِنْ شفيت فعدبي ¬
إِنَّ حكمك عِنْدِي ... نظير جنة عَدْنِ 5251 - إنِّي لَيَعْرِفُنِي وَلَوْ ... كَرِهَتْ وَأبْدُو حِيْنَ يُخْفِيْنِي الناشيءُ: [من الكامل] 5252 - إِنِّي لَيَهْجرُنِي الصِّدِيقُ تَعَمُّدًا ... فَأُرِيْهِ أَنَّ لِهَجْرِهِ أَسْبَابَا بَعْدهُ: فِي قَارِئ لَهُ تَرك العِتَاب: وَأَرَاهُ إِنْ عَاتَبْتَهُ أَغْرَيْتهُ ... فَيَكُوْنُ تَرْكِي لِلعِتَابِ عِتَابَا وَإِذَا بُلِيْتُ بِجَاهِلٍ مُتَحَلِّمٍ ... يَجِدُ المُحَالَ مِنَ الأُمُوْرِ صَوَابَا أَوْلَيْتُهُ مِنِّي السُّكُوْتَ وَرُبَّمَا ... كَانَ السُّكُوْتُ عَنِ الجَّوَابِ جَوَابَا هُوَ أَبُو العَبَّاسُ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن عَبْد اللَّهِ بن مَالِكٍ المَعْرُوْفُ بِالنَّاشِئ وَيُعْرَفُ بِابنِ شَرشَر. وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لِعَبْدِ المُحْسِنِ الصُّوْرِيّ. دِعْبِلٌ: [من الكامل] 5253 - إنِّي مِنَ القَوْمِ الَّذِينَ سُيُوْفُهُمُ ... قَتَلَتْ أَخاكَ وَشَرَّفَتْكَ بِمقْعَدِ دعبل. . . .رحمه اللَّه. . . أبيات. أيسومني المأمون خطة جاهل ... أو ما رأى بالأمس رأس محمدِ أي من القوم الذين سيوفهم. البيت. شادوا بذكركَ بعد طول ذبوله ... فاستنقذوك من الحضيض الأوهدِ . . . . . المأمون بن الرشيد. * * * قَدْ وَرَدَ فِي الحَدِيْثِ: ارْحَمُوا عَزِيْزَ قَوْمٍ ذُل. وَعَنِّي قَوْمٍ افْتَقَرُوا عَالِمًا يَلْعَبُ الجهَالِ بِعِلْمِهِ. نَظمَهُ شَاعِرٌ فَقَالَ (¬1): ¬
إِنِّي مِنَ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ حَقّهُمْ ... أَنْ يُرْحَمُوا لِحَوَادِثِ الأَزْمَانِ هش قَلّ وَعَالَمٌ مسْتَجْهِلٌ ... وَعَزِيْزُ قَوْمٍ ذَلَّ لِلحَدَثَانِ إبْرَاهِيْمُ الصُّوْلِيُّ: [من السريع] 5254 - إِنِّي مِنَ اللَّهِ عَلَى مَوْعِدٍ ... يَأتِي وَلَنْ يُخْلِفَ مِيْعَادَهُ قَبْلة: يُخَاطِبُ الوَزِيْرَ ابنَ الزَّيَّاتِ: يَا أَيُّهَا السَّادِرُ فِي بَغْيِهِ ... لَمْ تَخَفِ اللَّهَ وَإِرْصادَهُ إِنِّي مِنَ اللَّهِ عَلَى مَوْعِدٍ. البَيْتُ [من البسيط] 5255 - إنِّي نَسبْتُكَ دُنْيًا نِسبتيْ أَدَبٍ ... وَكُلُّ شَيْءِ إِلَى الأشْكَالِ يَنْتَسِبُ نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ: [من البسيط] 5256 - إِنِّي نَشَأتُ وَحُسَّادِي ذَوِي عَدَدٍ ... يَا ذَا المَعَارِجَ لَا تُنْقِصْ لَهُمْ عَدَدَا بَعْدهُ: إِنْ يَحْسُدُوْني عَلَى مَا بِي وَمَا بهم بِهِمُ ... فَمِثْلُ مَا بِي لعَمْرِي جَرَّ لِي حَسَدَا وَيُرْوَى (¬1): عَلَى مَا قَدْ بَنيتُ لَهُمْ ... فَمِثْلُ حُسْنِ بَلَائِي ابْنُ الحَجَّاجِ: [من الكامل] 5257 - إنِّي وَإِنْ أَظْهَرْتُ شُكْرَكُمْ ... أُخْفِي وَأُضْمُرُ غَيْرَ مَا أُبْدِي أَبْيَاتُ أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بن الحَجَّاجِ بَعْدَ قَوْلِهِ: إِنِّي وَإِنْ أَظْهَرْتُ شكْرَكُمُ ¬
صدق مَا لَفَظْتَ بِهِ ... إِنَّ النّفَاقَ سَجِيَّةٌ تُرْدي لَا مَرْحَبًا بِوِصالِ ذِي مَلَقٍ ... تكدِي مودّته وَلَا تُجْدِي وَإِذَا الصَّدِيْقُ دَمَمْتَ خِلّتَهُ ... صَيَّرْتُ قَطْعَ حِبَالِهِ وَكَدّي حَتَّى أَرَى رَجُلًا يُعَاشِرُنِي ... بِمَوَدَّةٍ اطرا مِنَ الوَرْدِ فَلَوْ أَنَّ كَفي غَيْر نَافِعَتِي ... لَقَطَعْتُهَا بِالفَاسِ مِنْ زِنْدِي عَينِّي إِذَا قذيت ضَجِرْتُ بِهَا ... فَأوَدُّ لَوْ سَالَتْ عَلَى خَدِّي أنا عبدُ مَنْ أَرْضَى مَوَدَّتهُ ... ثَمَّ الخَلِيْفَةُ بَعْدَ ذَا عبْدِي وأفر ممّن خَانَنِي جَزَعًا ... إِنَّ الخِيَانَةَ عِلَّةٌ تُعْدِي [من الكامل] 5258 - إِنِّي وَإِنْ بَعُدَ المَزَارُ لَوَاثِقٌ ... بِوَفَائِكُمْ فَثِقُوا إِذًا بِوَفَائِي بَعْدهُ: خَيْرُ الوِدَادِ وِدَادُ مَنْ لَمْ ... يُكْتَرَثْ فِي ودِّهِ بِتَقَارُبٍ وَتَنَائِي الغَزِيُّ: [من البسيط] 5259 - إِنِّي وَإِنْ بَعُدَتْ دَارِي لَمُقْتَرِبٌ ... مِنْكُمْ بِمَحْضِ مُوَالَاةٍ وَإِخْلَاصِ بَعْدهُ: وَرُبَّ دَانٍ وَإِنْ طَالَتْ زِيَارتهُ ... أَشْهَى إِلَى القَلْبِ مِنْهُ النَّازِحُ القَاصِي . . . . البُحْتُرِيّ: [من الكامل] (¬1) إنّي وإن جانبتُ بَعضَ بَطَالَتي ... وتوَهَّمَ الوَاشُوْنَ أَنِّي مُقَصِّرُ ليشوقني سحر العيون المجتلي ... ويروقُني وردُ الخدودِ الأَحْمَرُ وَأَراكِ خُنْتِ عَلَى الهَوَى مَنْ لَمْ يَخُنْ ... عَهدَ الهَوَى، وهَجَرْتِ مَنْ لَا يَهْجُرُ ¬
وطلبتُ منك مودّة لم أُعطَهَا ... إن المعنّى طالبٌ لا يظفَرُ * * * وَمِنْ بَابِ (إِنِّي وَإِنْ ق) قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ (¬1): إنّي وإِنْ قَصَّرْتُ عَنْ هِمَّتِي جدتي ... وَكَانَ مَالِي لَا يَقْوَى عَلَى خلْقي لتاركٌ كُلّ أَمْرٍ كَانَ يُلبِسُنِي ... عَارًا وَيُوْرِدُنِي فِي مَنْهلٍ رَنِقِ يُرْوَق لِبَرْبَرٍ الكَلْبِيّ فِي شَفْعَتِهَا: لأنْ أسد خلال العُرَى بِالخَلْقِ ... وَأَجْتَزِي مِنْ كَثِيْرِ المَاءِ بِالعَلقِ خَيْرٌ وَأَكْرَمُ لِي مِنْ أَنْ أَرَى مَتْنًا ... خَوَالِدًا لِلِئَامِ النَّاسِ فِي عُنُقِي إِنِّي وَإِنْ قَصَّرْتُ. البَيْتَانِ وَبَعْدَهُمَا: حَتَّى أَمُوْتُ وَفِي خَدَّيَّ مَاؤُهمَا ... كَالغِصْنِ مَاتَ وَلَمَّا يَعْر مِنْ وَرَقِ 5260 - إنِّي وَإِنْ قُلْتُ لَا أَسْلَاهُ. . . ... . . . . . . . . . . . 5261 - إِنِّي وَإِنْ قَلَّ مَالي أَو. . . ... . . . . . . . . . . . . بَعْدهُ: أَعْدَدْت لِلنَّاسِ إِنْ حَلُّوا وَإِنْ صَغرُوا ... بَشَرًا بِبئسٍ وإعْرَاضًا بِإعْرَاضِ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . * * * وَمِنْ بَابِ (إِنِّي وَإِنْ كَانَ) قَوْلُ الهَذِيْل بن مشجعة البولانيّ (¬2): ¬
إِنِّي وَإِنْ كَانَ ابْنُ أُمِّي كَاشِحًا ... لَمُقَاذِفٌ مِنْ خَلْفِهِ وَوَرَائِهِ مُفِيْدَةٌ نَصْرِي وَإِنْ كَانَ أَمْرًا ... مُتَزَحْزِحًا فِي أَرْضهِ وَسَمَائِهِ إِنِّي أَجِدْهُ فِي الشَّدَائِدِ مُرْمِلًا ... ألقَ الَّذِي فِي مِزْوَدِي بِوَعَائِهِ وَإِذَا تَتَبَّعَتِ الحَلَائِفُ مَالَهُ ... خلِطَتْ صَحِيْحَتُنَا إِلَى جَرْبَائِهِ وَإِذَا أَتَى مِنْ وَجْهِهِ بِطَرِيْقَةٍ ... لَمْ أَطَّلِعْ مِمَّا وَرَاءِ خِبَائِهِ وَإِذَا اكْتَسَى ثَوْبًا جَمِيْلًا لَمْ أَقُلْ ... يَا لَيْتَ أَنَّ عَلَيَّ فَضْل ردَائِهِ وإذا تخرّقَ في غناه وفرتهُ ... وإذا تصعلك كنتُ من قرنائهِ وَإِذَا غَدَا يَوْمًا لِيَرْكِبَ مَرْكَبًا ... صَعْبًا قَعَدْتُ لَهُ عَلَى سَيْسَائِهِ بَشَّارٌ: 5262 - إِنِّي وَإِنْ كَانَ جَمْعُ المَالِ يُعْجِبُنِي ... . . . . لَا يَعْدِلَ المَال العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من المنسرح] 5263 - إِنِّي وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَسَأْتَ بِي اليَوْ ... مَ لَرَاجٍ لِلْعَطْفِ مِنْكَ غَدَا بَعْدهُ: أستمتعُ الدَّهْرَ بِالرَّجَاءِ وأنْ ... لم أرَ منكم ما أرتجي أبدَا أَغُرُّ نَفْسِي بِكُمْ وَأخْدَعُهَا ... نَفْسٌ تَرَى الغَيَّ فِيْكُم رَشَدا المُتَنَبِّي: 5264 - إِنِّي وَإِنْ لمُتُ حاسديَّ فَمَا ... أُنكِرُ أَنّي عُقُوبَةٌ لهُمُ أَبُو نوَاسٍ: [من السريع] 5265 - إنِّي وَإِنْ لَمْ يَكُ لِي نَائِلٌ ... مِنْهُ لأَرْجُوْهُ عَلَى يَاسِ ¬
قَبْلهُ: يَا شر عَلَيْكُمْ لم يزَلَ شُؤمهُ ... فِي اللَّوْحِ مَكْتُوْبًا عَلَى رَاسِي عَذَّبَنِي قَلْبي بِمَنْ قَلْبُهُ ... فِي البُعْدِ مِثْلُ الَحجَرِ القَاسِي أَبِيْتَ لَيْلِيَ وَنَهَارِي مَعًا ... مُعَلّقًا مِنْهُ بِوَسْوَاسِ إِنِّي وَإِنْ لَمْ يَكُ لِي نَائِلٌ. البَيْتُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ جُدُعَانَ: [من البسيط] 5266 - إِنِّي وَإِنْ لَمْ يَنَلْ مَالِي مَدَى خُلُقِي ... وَهَّابُ مَا مَلَكَتْ كَفِّي مِنَ المَالِ بَعْدهُ: لَا أحْبِسُ المَالَ إِلَّا رَيْثَ أتْلفُهُ ... وَلَا يُغَيِّرُنِي حَالٌ عَلَى حَالِ سَألَ رَجُلٌ عَبْدُ اللَّهِ بن جَذْعَانَ فَأَعْطَاهُ يَسْيرًا وَاعْتَذَرَ مِنْهُ فَقَالَ: إِنِّي وَإِنْ لَمْ يَنَل مَالِي مَدَى خُلُقِي. البَيْتَانِ وُهُمَا لَهُ. [من البسيط] 5267 - إِنِّي وَإِيَّاكَ كالصَّادِي رَأَى نَهلًا ... وَدُوْنَهُ هُوَّةٌ يَخْشَى بِهَا التَّلَفَا بَعْدهُ: رَأَى بِعَينَيْهِ مَاءً عَزَّ مُوْرِدُهُ ... وَلَيْسَ يَمْلِكُ دُوْنَ المَاءِ مُنْصَرِفَا أَبُو الذِّئْبَة الثَّقَفِيُّ: [من الطويل] 5268 - إِنِّي وَإيَّاهُم كَمَنْ نبَّهَ القَطَا ... وَلَوْ لَمْ تُنبَّه بَاتَتِ الطَّيْرُ لَا تَسْرِي قَبْلهُ: مَا بَالُ مَنْ أَسْعَى لأُجْبِرَ عَظْمَهُ ... حفَاظًا وَينْوِي مِنْ سَفَاهَتِهِ كَسْرِي ¬
أَعُوْدُ عَلَى ذِي الجهْلِ وَالذَّنْبِ مِنِهُمُ ... بِحِلْمِي وَلَوْ عَاقَبْتُ غَرَّقَهُمْ بَحْرِي أَنَاةً وَحِلْمًا وَانْتِظَارًا بِهِمْ غَدًا ... وَمَا أَنَا بِالوَانِي وَلَا الضرعِ [الغمرِ] أَظنُّ صُرُوْف الدَّهْرِ بَيْنِي وَبَيْنَهُمُ ... سَتَحْمِلُهُمْ مِنِّي عَلَى مَرْكَبِ [وَعرِ] أَلَا تَعْلَمُوا أَنِّي تُخَافُ عَزِيْمَتِي ... وَإِنْ [قناتي لا تلين على قسرِ] وَإِنِّي وَإِيَّاهُمْ كَمَنْ نَبَّهَ القَطَا. البَيْتُ * * * (وَمِنْ بَابِ وَت) قَوْلُ ابن هَرْمَةَ (¬1): إِنِّي وَتَرْكِي نَدَى الأَكْرَمِيْنَ ... وَقَدَحِي بِكفِّيّ زِنَادًا شِحَاحَا كَتَارِكَةٍ بيضها بِالعَرَاءِ ... وَمُلْحِفَةٍ بيض أُخْرَى جَنَاحَا وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ ابن حموية القَزْوِيْنِيّ فِي أَمِيْرِ قَزْوِيْن (¬2): إِنِّي وَتَجْرِبَتِي لأَحْمَدَ بَعْدمَا ... جَرَّبْتُ فِي خَلَوَاتِهِ أَخْلَاقَهُ كَمُعِيْدِ شَكٍّ فِي خَزْيٍ قَدْ مَسَّهُ ... فَأَرَادَ مَعْرِفَةَ اليَقِيْنَ فَذَاقَهُ . . . عبد الملك بن مروان. . . يقول. . . نفى عن نفسه اللؤم. . . الاسقام. . . والمسألة عند الحاجة. . . أَحْمَدُ بنُ طَاهِرٍ: [من الكامل] 5269 - إنِّي وَتَزْيِيْنِي بِمَدْحِي مَعشرًا ... كمُعَلِّقٍ دُرًّا عَلَى خِنْزِيْرِ . . . الملوك. . . فكتب الحجاج. . . فلما قرأهُ كتب بهذه الأبيات: ما بال. . . فواه: بين الحجم. . . وقوله: في ساحة. . . . . . هنا قول. . . ¬
للخوف، إلى الضبط والقبيط. . . النساء، وكذلك الحجاج. [من الكامل] 5270 - تَقْوَى الإِلَهِ وَشَرُّهُ الإِثْمُ أَخْبَرَ الحكيمي عَنْ أَبِي. . . محمد بن سَلَام قَالَ أَتَى مجْلِسِ عُمَر بن الخَطَّابِ رَضِيَ الهُ عَنْهُ فَنَظَرَ ابْنُ عَبْدُ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ [من البسيط] 5271 - [وجدت نفسك من نفسي بمنزلةٍ] ... هِيَ المُصَافَاةُ بَيْنَ المَاءِ وَالرَّاحِ مَأْخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ دِعْبَلٍ (¬1): حُبًّا تَلَبَّسَ بِالأَحْشَاءِ فَامْتَزَجَا ... تَلَبُّسَ المَاءِ بِالصَّهْبَاءِ فِي الكَاسِ [من الكامل] 5272 - إِنِّي وَجَدْتُ بيانَ المرءِ نافلةً ... تُهدى له وَوَجَدْتُ العِيّ كَالصَّمَمِ [من الكامل] 5273 - إِنِّي وَجَدْتُ مِنَ المَكَارمِ حَسْبكُمْ ... أَنْ تَلْبَسُوا خَزَّ الثِّيَابِ وَتَشْبَعُوا بَعْدهُ: فَإِذَا تَذَوْكَرْتَ المَكَارِم مَرَّةً ... فِي مَجْلِسٍ أَنْتُمْ بِهِ فَتَقَنَّعُوا وَمِثْلُهُ قَوْلُ الحُطَيْئَةِ لِلزَّبْرَقَانِ (¬1): [من البسيط] دَعِ المَكَارِمَ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا ... وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الكَاسِي ¬
إِنِّي قَدْ رَضِيْتُ مِنَ المَكَارِمِ بِأَنْ لَا تُنْفقْ إِلَّا عَلَى نَفْسِكَ. وَمِثْلُهُ (¬1): مَوْتُ العَوَامُ مَنْ أَنْفَقَ مَالَهُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَا يَتَحَمَّدْ بِهِ عَلَى النَّاسِ وَكَذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ (¬2): وَشَبْعُ الفَتَى لؤمٌ إِذَا جَاعَ صَاحِبُهُ. بَاقِي الأَبْيَاتِ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ (¬3): أَخْلَبْتِنَا وَصَدَدْتِ أُمّ مُحَمَّدٍ ... أَفَتَجْمَعِيْنَ حِلَابَةً وَصُدُوْدَا جَرِيْرٌ: [من الكامل] 5274 - إنِّي وَجَدِّكَ لَوْ أَدَاتَ زيادةً ... فِي الحُبِّ مَا وَجَدْتُ مَزِيْدَا إِيَاسُ بنُ الوَليْدِ: [من البسيط] 5275 - إِنِّي وَجَدِّكَ مِنْ قَوْمٍ إِذَا طَلَبُوا ... بَعْدَ النَّسِيَّةِ دَيْنًا أَحْسَنُوا الطَّلَبَا [من الكامل] 5276 - إِنِّي وَصَلْتُ بِكَ الرَّجَاءَ عَلَى ... بُعْدِ العدَاءِ وَكُنْتَ لِي أَهْلَا بَعْدهُ: وَإِذَا وَصَلْتَ بِعَاقِلٍ أَمَلًا ... كَانَتْ نَتِيْجَةُ قَوْلِهِ فِعْلَا ¬
كُثَيِّرٌ: [من الكامل] 5277 - إنِّي وَعَزَّةَ لَا نَزَالُ عَلَى ... حُكْمِ الهَوَى فِي القُرْبِ وَالبُعْدِ . . . . . . . . . . . . . . . . عِندِي ... شَيْءٌ سوى التّكْذِيْبِ وَالرَّدِّ إِنِّي وعزّة لا نَزَالُ عَلَى. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: سترًا بنا تَحْتَ ... الضُّلُوْعِ خِلَافُ مَا نُبْدِي . . . . . . . . ... فَهُمْ أَعْدَاءُ أَهْلِ الحُبِّ وَالوَدِّ . . . . .بعضكم ... مَا زَادَنِي شَيْئًا سوى الوَجْدِ . . . . . . . . . ... عَهْدَ المُوَدَّةِ فَاحْفظُوا عَهْدِي أَنَسُ بنُ مُدْرِكٍ الخَثْعَمِيُّ: [من البسيط] 5278 - إِنِّي وَعَقْلِي زُهَيْرًا بَعْدَ مَقْتَلِهِ ... كَالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عَافَتِ البَقَرُ يُقَالُ: أَنَّ رَاعِي البَقَرِ إِذَا أَوْرَدَ البَقَرَ المَاءَ فَعَافَتْ وُرْدَهُ ضَرَبَ الثَّوْرَ فَأَقْحَمَهُ المَاءَ فَإِذَا نَظَرَتْ إِلَيْهِ البَقَرُ وَارِدًا وَرَدَتْ. [من الكامل] 5279 - إِنِّي هَجَوْتُ بِكُلِّ قَوْلٍ مُقْذِعٍ ... زَيْدًا فَكَانَ لَهُ الهِجَاءُ مَدِيْحَا دِعْبِلٌ: 5280 - إنِّي هَزَزْتُكَ لَا آلُوْكَ مَجْتَهِدًا ... لَوْ كنتَ سيفًا ولكني هززتُ عصا المتنبي [من الكامل] 5281 - إِنِّي لأَجْبُنُ عَنْ فِرَاقِ أَحِبَّتِي ... وَتُحِسُّ نَفْسِي بِالحِمَامِ فَأَشْجَعُ ¬
بدني عصب. . . . الأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ: [من البسيط] 5282 - إِنِّي لأَحْسِبُ نَفْسِي لَكُمْ ... إِلَى الَّذِي كَانَ مِنْهَا آخِرَ الأَبَدِ بَعْدهُ: قَدْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي إِذَا انْصَرَفَتْ ... نَفْسِي عَنِ الشَّيْءِ لَمْ تَرْجِعْ وَلَمْ تَعُدِ عمر بن أبي ربيعة: 5283 - إني لأُبغضُ كلّ مصطبرٍ ... عنْ إلفهِ في الوصلِ والهجرِ الحَمْدُوْنِيُّ أَبُو المُطَاعِ: 5284 - أَيْنَ لأَحْسُدُ لَا فِي ... اعْتِنَاقِ اللَّامِ وَالأَلِف بَعْدهُ: وَمَا أَظنّهُمَا طَالَ اجْتِمَاعُهُمَا ... إِلَّا لِمَا لَقِيَا مِنْ شدَّةِ الشَّغَفِ كثيرٌ: [من الكامل] 5285 - إني لأَحْفَظُ بِالمَغِيْبِ لَكُمْ ... عَهْدَ المُوَدَّةِ فَاحْفَظُوا عَهْدِي أَبُو الدَّرْدَاءِ مَيْسَرَة: [من البسيط] 5286 - إِنِّي لأَحْمدُ ضَيْفِي حِيْنَ يَنْزِلُ بِي ... أَنْ لَا يُكَلِّفَنِي فَوْقَ الَّذِي أَجِدُ بَعْدهُ: إِمَّا أَهزُّه سَيْفِي فَأُطْعِمُهُ ... أَو يَستَهِلُّ عَلَيْهِ مُحَلَّبٌ [زبدُ] لَا أُخْمِدُ النَّارَ أَخْشَى أَنْ يُبَيِّتُهَا ... عَارٌ يُرِيْدُ سَنَاهَا جَائِعٌ [تقدُ] لَكِنْ أَقُوْلُ لِمَنْ يَعْزُو مَنَاكِبهَا ... ألقِ الضِّرَامَ عَلَيْهَا عَلَّهَا [صردُ] ¬
ابْنُ زُبَادَةَ: [من الكامل] 5287 - إِنِّي لأَحْمِلُ كُلَّ مَا حَمَّلْتَنِي ... وَاعُدَةٌ عَدْلًا سِوَى الاعْرَاضِ قَبْلهُ: لَقَيْتَ عَبْدكَ فِي بِحَارِ وَسَاوِسٍ ... مَنَعَتْ. . . عَنِ الإِغْمَاضِ وَثَنَيْتَ عَطْفكَ عَنْ عَوَائِدِكَ الَّتِي ... عَوَّدْتَهُ مِنْ خُلْقِكَ. . . وَتَقُوْلُ إِنِّي لَسْتُ غَضْبَانًا وَلِلأَسْـ ... ـرَارِ بَرْقٌ صادِقُ الإِيْمَاضِ هَبْ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ عَنْ سَخَطٍ ... فَمَنْ يَدْرِي مَعَ الإِعْرَاضِ إِنِّي لأَحْمِلُ كُلَّمَا حَمَّلْتَنِى. البَيْتُ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ: [من البسيط] 5288 - إِنِّي لأَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ يَكُوْنَ لَكُمْ ... مِنْ أَجْلِ بَغْضَائِهِمْ يَوْمٌ كَأَيَّامِي [من البسيط] 5289 - إِنِّي لأُخْفِي هَوَاكُم وَهُوَ مُشْتَهِرٌ ... وَكيْفَ يَخْفَى وَدَمْعِي صَاحِبُ الخَبَرِ 5290 - من [قد كنت قصرت من الحب ... [وتبت] من هَمٍّ وَمِنْ كَرَبِ بَعْدهُ: أَسْهَرْتهُمْ يَذْكُرُوْني فِي كَآبَتِهِمْ ... وَنْمْتُ مَلأى جُفُوْنِي غَيْر مُكَتَئِبِ هَذَا بِمَا رَقَدُوا عَمَّا شَرَفْتُ بِهِ ... لَمَّا سَهِرْتُ لَهُ فِي سَالِفِ الحُقَبِ [من الـ. . .] 5291 - إنِّي لأذكركم وقد بلغ الظّما ... مِنِّي فَأَشْرَقُ بِالزُّلَالِ البَارِدِ ¬
بَعْدهُ: وَأَقُوْلُ لَيْتَ أَحِبَّتِي عَايَنْتهُمْ قَبْلَ ... المَمَاتِ وَلَوْ بِيَوْمٍ وَاحِدِ [من الكامل] 5292 - إِنِّي لأَرْجُو مِنْك خَيْرًا عَاجِلًا ... وَالنَّفْسُ مُوْلَعَةٌ بِحُبِّ العَاجل قَالَ ابْنُ عَبَّادٍ (¬1): خَيرُ البرِّ مَا تَعَجَّلَ وَتَكَرَّرَ، وَشَرُّهُ مَا تَأَجَّلَ وَتَكَدَّرْ. وَيَقْربِ مِنْهُ قَوْلهُمْ فِي المَثَلِ: السِّرَاحُ نَجَاحٌ. حَكَاهُ الأَصْمَعِيُّ أَي سَرِّح لِي أَمْرِي فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُنْجِحَ حَاجَتِي. وَقَالَ غَيْرهُ: هُوَ الرَّجُلُ لَا يَرَى قَضَاءَ الحَاجَةِ فَيَنْبَغِي أَنْ يُؤيسهُ مِنْهَا وَلَا يَدَعَهُ يُطِيْلُ الاخْتِلَافَ إِلَيْهِ تَمَّ يَصِيْرُ إِلَى اليَأسِ بَعْدَ التَّعَبِ وَالعَنَاءِ. أَعْرَابِيٌّ: [من البسيط] 5293 - إِنِّي لأَرْضَى مِنْ الأَثْوَابِ بِالسَّمَلِ ... وَأَرْتَضِي مِنْ لَذِيْذِ العَيْشِ بِالعلَلِ بَعْدهُ: . . . حميَّةَ نَفْسِي أَنْ أُحَمِّلَهَا ... ذُلَّ السُّؤَالِ فَمِت فَقْرًا وَلَا تَسَلِ وَانْهَضْ بِنَفْسِكَ لَا تَرْضَ القُعُوْدَ لَهَا ... فَإِنَّهُ النّجْحُ يَلْقَاهُ أَخُو العَمَلِ إِذَا عَرَضْتُ عَلَى نَفْسِي السُؤَالَ غَدَتْ ... مِنَ التَّعَزُّزِ فِي أَثْوَابِ ذِي خَجلِ العكِبريُّ: 5294 - [إني لأستحسن الأشعار تضحكني] ... أَنَّى تَخَالَنَّ صَدْرِي ضَيِّقٌ حَرَجَا [ومن يكن فوق أرضٍ ملؤها] دُرَرٌ ... يَسْتَطْرِفُ الجزْعُ مُهْدِيْهِ وَالسّبَجَا [كم عالمٍ لم يلج] بِالقَرْعِ بَابَ مُنًى ... وَجَاهِلٍ قَبْلَ قَرْعِ البَابِ قَدْ وَلجَا ¬
قَالُوا بَعُدْتَ وَلَمْ تَقْرُبْ فَقَلْتُ لَهُمْ ... بُعْدِي مِنَ النَّاسِ فِي هَذَا الزَّمَانِ حِجَى سُلَيْمَانُ بنُ حسّان النَّصيْنِيُّ: [من السريع] 5295 - إِنِّي لأَسْتَحْيِي عَلَى فَاقَتِي ... أَذُمُّ دُنْيَا أَنْتَ مِنْ أَهْلِهَا قَبْلهُ: يَا وَاحِدَ الأَحْزَانِ بِي مِحْنَةٌ ... مثْلكَ لَا يَغْفَلُ عَنْ مِثْلِهَا مَعْقُوْدَةُ القُطْرَيْنِ مُذْ مُدَّةٍ ... وَإِنَّمَا جِئْتكَ فِي حَلِّهَا فَامْددْ إِلَيْنَا بِالنَّدَى رَاحَةً ... حَيَاةُ أَهْلِ الأَرْضِ فِي فَضْلِهَا إِنِّي لأَسْتَحي عَلَى قَامَتِي. البَيْتُ [من الكامل] 5296 - إِنِّي لأَسْتَحْيِي يَقِيْنِي أَنْ يُرَى ... لِشَكِّي فِي شَيْءٍ عَلَيْهِ سَبِيْلُ حَمَّاسُ بنُ عدَيِّ العُذْرِيُّ: [من البسيط] 5297 - إنِّي لأَسْكُتُ عَنْ عِلْمٍ وَمَعْرِفَةٍ ... خَوْفَ الجَوَابِ وَمَا فِيْهِ مِنَ الخَطَلِ بَعْدهُ: أَخْشَى جَوَابَ سَفِيْهٍ لَيْسَ يُنْصِفُنِي ... وَلَا يَهَابُ الَّذِي يَأتِيْهِ مِنْ زَلَلِ [من الكامل] 5298 - إِنِّي لأَسْمَعُ مَا تَقُوْلُ وَإِنَّمَا ... غَلَبَتْ عَلَيَّ سُلَافَةُ الصَّهْبَاءِ عَقَدَ الشَّرَابُ لِسَانَهُ بِالغَمْزِ وَالإِيْمَاءِ فَقَلْتُ لَهُ انْتَبِهْ يَا فَرْحَةَ الجُلَسَاءِ وَالنُّدَمَاءِ . . . . بلجلَجٍ تَحَلَجْلُجِ الفاءَ فَاءِ إِنِّي لأَسْمَعُ. البَيْت ¬
السَرِيُّ الرَفَاء ويروى لأبي عثمان الخالديّ: [من البسيط] 5299 - إِنِّي لأَسِيْرُ فِي الآفَاقِ مِنْ مَثَلٍ ... فَزدٍ وَأَمْلأُ في الآفَاقِ مِنْ قَمَرِ بَعْدهُ: لَوْ لَمْ أَكُنْ مُشْبِهًا لِلنَّاسِ فِي خَلْقِي ... لَقُلْتُ أَنِّي مِنْ جبِيْلٍ سِوَى البَشَرِ وَقَدْ نَظَرْتُ إِلًى الدُّنْيَا بِمُقْلَتِهَا ... فَاسْتَصغَرَتْهَا جُفُوْنِي غَايَةَ الصِّغَرِ وَبَاقِي الأَبْيَاتُ: أَلِفْتُ مِنْ حَادِثَاتِ الدَّهْرِ أَكْبَرهَا. بِبَابِهِ. صَالِحُ بنُ عَبْدِ القُدُّوْسِ: 5300 - إِنِّي لأَشْنَأُ كُلَّ ذِي ... . . . . . . . . . . . . . . . * * * ¬
تَمَّ الجِزْءُ الأَوَّلُ مِنْ كِتَابِ الدُّرِّ الفَرِيْدِ وَبَيْتِ القَصِيْدِ هَذَا جِزْء مِنْ ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ وَبِهِ وَالمُقَدِمَةُ المُتَضَمِّنَةُ شَطْرًا مِنَ البَيَانِ وَبِهِ مِنَ الإِفْرَادِ مِنْ حَرْفِ الألف سماؤه بَيْتٌ. وَهُوَ مَعَ البَيَاضِ المُخْلَى فِي آخِرِهِ لِمَا عَسَاهُ يُكْتَبُ عَليهِ مِنَ القِرَاءاتِ أَرْبَعُوْنَ كرَّاسًا وَيَتْلُوْهُ فِي أَوَّلِ الجُزْءِ الثَّانِي قَوْلُ القَاضِي الأَرْجَانِي (¬1): [من الكامل] إِنِّي لأُصْبِحُ لِلْفَضِيْلَةِ سَاتِرًا ... مِنِّي كَمَنْ هُوَ لِلنَّقِيْضةِ يَسْتُرُ بَيْتُ الأَرْجَانِيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ فِي الوَزِيْرِ أَحْمَدَ بن نِظَامِ المَلِكِ أَوَّلُهَا: قَلْبُ المشُوْقِ بِأَنْ يُسَاعَدَ أَجْدَرُ ... فَإِذَا عَصَاهُ فَالأحِبَّةُ أعْذَرُ لَا طَالَبَ اللَّهُ الأَحِبَّةَ إنَّهُمْ نَامُوا ... عَنِ الصبِّ الكَئِيْبِ وَأَسْهَرُ هَجَرُوا وَقَدْ وَصوَا بِهَجْرِي طَيْفِهِمْ ... يَا طَيْفُ حَتَّى أَنْتَ مِمَّنْ يَهْجرُ دُوْنَ الخِيَالِ وَدُوْنَ مَنْ تَشْتَاقهُ ... لَيْلٌ يَطُوْلُ عَلَى جفون تقصرُ قصرُوا الزَّمَانَ عَلَى صُدُوْدٍ أوَ نَوًى ... وَالعُمْرُ مِنْ هَذَا وَذَلكَ أقصر يَقُوْلُ مِنْهَا: يَلْقَى الحَسُوْدُ تَجَلُّدِي فَيَسُوْؤُهُ ... أَنِّي عَلَى رَيْبِ الحَوَادِثِ أصبِرُ إِنِّي لأُصبِحُ لِلْفَضِيْلَةِ ساترًا ... مني كما هو للنقيصة ساترُ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. نَجَزَ هَذَا الجُّزْءُ المُبَارَكُ فِي غُرَّةِ رَبِيعْ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَتِسْعِيْنَ وَستْمائَةٍ الهِلَالِيَّةِ. ¬
وَكَتَبَهُ مُؤَلِّفُهُ وَمُرَتِّبُهُ وَمُسْتَخْرِجُهُ وَمُنْتَخِبُهُ العَبْدُ الضَّعِيْفُ الفَقِيْرُ إِلَى سَعَةِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَرِضْوَانِهِ وَعَظِيْمِ عَفْوِهِ وَامْتِنَانِهِ مُحَمَّدُ بنُ أَيدَمِرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَوَلَدِهِ وَلَجَمِيْعِ المُسْلِمِيْنَ آمِيْن. وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِ الأَوَّلِيْنَ وَالآخَرِينَ وَخَاتِمَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِيْنَ إِمَامُ المُهْتَدِيْنَ الرَّسُولِ الأُمِّيِّ التّهَاميِّ المَكِّيِّ المَدَنِيِّ المُصطَفَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبِيْنَ الأَبرَارِ الأخيارِ أَجْمَعِيْنَ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا. * * *
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد [5]
الْكتاب: الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد التصنيف: موسوعة شعرية الْمُؤلف: مُحَمَّد بن أيدمر المستعصمي (الْمُتَوفَّى سنة 710 هـ) الْمُحَقق: الدكتور كَامِل سلمَان الجبوري الناشر: دَار الْكتب العلمية، بيروت عدد الصفحات: 6512 (13 مجلدًا) قِيَاس الصفحات: 17 × 24 سم سنة الطباعة: 1436 هـ - 2015 م بلد الطباعة: لبنان الطبعة: الأولى جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية والفنية مَحْفُوظَة لدار الْكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أَو تَصْوِير أَو تَرْجَمَة أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ أَو تسجيله على أشرطة كاسيت أَو إِدْخَاله على الكمبيوتر أَو برمجته على أسطوانات ضوئية إِلَّا بموافقة الناشر خطيًا.
تتمة حرف الألف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هُو ثِقَتي وَحَسبِي الحَمدُ للَّه رَبِّ العَالَمينَ، وَصَلَّى اللَّه علَى سَيِّدِ المُرسَلينَ، وَخَاتِم النَّبِيّينَ المُصطَفَى مُحمَّدٍ وآلهِ الطَّاهِرينَ، وَصَحبهِ أَجمَعِينَ وَسَلَّمَ. أَمَّا بَعْدُ فَالأَعمالُ بِخَوَاتِمِهَا، والحَدِيثُ ذُو شُجونٍ، وَالشّرُوعُ لَازِمٌ، والابتداءُ يَتَقَاضاهُ الإِتمامُ، وَحَيثُ سَمَحَ الوَقتُ لنَا بالفَراغِ مِنَ الجُزءِ الأَوّلِ من كتابِ الدُرِّ الفَرِيدِ، وَبَيتِ القَصيدِ وَجَبَ أَن نتُبِعهُ الآنَ بِهَذا الجُزْءِ الثَّاني من ثلاثةِ أجزاء، وَهوَ يَتَضمَّنُ سَبعَةَ آلافٍ وثَلاثَمائةٍ وخَمسِينَ بَيتًا فَردًا مَثلًا سائِرًا مُتداولًا يَشُوقُ فيهِ التَّرنُّمُ والإِنشَادُ، وَيرَوقُ بِهِ التَمثُّلُ، والاستشهَادُ، نَسألُ اللَّه تَعالَى أَن يُحَقّقَ لنَا مَا رَجَوْنَاهُ ويُوفِّقَنا لِلوفاءِ بما اشْتَرَطْنَاهُ، وَيُبلّغَنَا ما أملْنَاهُ، ويُعْطِينَا مَا سَأَلْنَاهُ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مجيبٌ كَرِيمٌ قَرِيبٌ. الأبيات
تتمة حرف الألف القاضي الأَرجاني: 5301 - إني لأُصبِحُ لِلفضيلةِ سَاتِرًا ... مِنّي كَمَنْ للنَّقيصَةِ يَستُرُ امرؤ القَيسِ: 5302 - إِنّي لأَصْرمُ مَن يُصارِمُني ... وأَجِدُّ وَصْلَ مَن ابتَغَى وَصلِي صَقرُ بنُ عَبدِ اللَّه: 5303 - إنّي لأَعجَبُ بل فعالك أَعجَبُ ... من طولِ تردادي إليك وتكَذِبُ بعدَهُ: وتَقول لي قولًا أظنُّكَ صَادِقًا ... فأَجِيء من طَمَعِ إليَكَ وأذهَبُ إِذَا حَضَرتُ أَنَا وأنتَ بمجلسٍ ... قَالوا مُسَيْلمةٌ وَهذا أشعبُ إبراهيم الغَزِّي: 5304 - إِنّي لأعجَبُ للزَّمانِ إِذَا نَبا ... بخُطوبهِ وَجَمالهُ مِن مَنِطِقي ومن باب إِنِّي لأعجَبُ، قَولُ ابنِ حَيُّوسٍ (¬1): إِنِّي لأَعجَبُ من مُثرٍ مؤمّلُهُ ... وَأعجَبُ منهُ قادِرٌ حَقَدا ¬
ضَلَّا وَلَو هَدِيَا المَفاقرَ ذَا ... وَأجمَلُ الصَّفح ذَا إِذ قَوَّم الأَوَدَا يَقُولُ مِنها فِي المَدحِ قَبلهُما: أَمَّا الزَّمانُ فقَد أَلزَمتَهُ الجَدَدا ... والمَكرُماتُ فقَد أشأتَها جُدَدَا فَقُمتُ في كَفِّ كَفِّ الخَطبِ حينَ سَطا ... ونُبتَ في صروفِ الدَّهرِ حين عَدَا عَمَمتَ بالجودِ حَتَّى لَم تَدع أملًا ... بالتّجاوُزِ حَتَّى مَا بَسَطتَ رَدَى مَا جُدت عن آية في العَفوِ ولَا ... نَبذتَ حَدِيثًا فيهِ قَد وَرَدا إِنِّي لأعجَبُ من مُثرٍ. البيت بَعدَهُ، ضَلَّا، البَيتُ وبَعدَهُما: ومَاجدٍ لسِوَى العَلياءِ مَا خُلقَتْ ... أخلاقُه ولغَيرِ الفَضْلِ مَا وُلِدَا مَتَى تَزُرهُ لِعلمٍ وَاكتِسَاب غنى ... فاضَ النَّدى بَيانًا والبَنانُ نَدَى يَنهَلُّ كَالدِّيمةِ الوَظفاءِ مُختصرًا ... ويَسبِقُ الحَرجفَ النَّكباءَ مُتَّئِدا الخبزرُزِّي: 5305 - إِني لأَعجَبُ ممَّنْ ظَلَّ مُفتَخَرًا ... بِمَنْطِقٍ سَاقِطِ الأَلفاظِ هَذّارِ 5306 - إِنِّي لأعظَمُ مَا تَلقَونَني جَلدًا ... إِذَا تَوسَّطْتُ هَولَ الحادِثِ النَّكدِ بعده: كذلك الشمسُ لا تزدَادُ قوّتُها ... إِلَّا إِذَا نَزَلَتْ في زَبرَةِ الأَسَدِ تَمثَّلَ بهِمَا شمسُ الدين محمَّد بن الجُويني صاحب الدِّيوانِ عندَ قتلهِ وَقَد قدَّمهُ السُّلطانُ أرغُون لضَربِ رقَبتهِ، رحمه اللَّه. حَاتمٌ الطَّائِيُّ: 5307 - إِنِّي لأَعلمُ أَنِّي سَوفَ يُدرِكُنِي ... يَومي فَأُصبِحَ عَن دُنياي مُشتَغلا ¬
رجلٌ من بني قيسٍ: 5308 - إِني لأَعلَمُ ظَهرَ الضَّغِن أَعزلُهُ ... عَنِّي وأعلَمُ أَنِّي آكُلُ الكَتِفَا المتنبي يرثي: 5309 - إِني لأَعلَمُ واللَّبِيبُ خَبِيرُ ... أَنَّ الحَيَاةَ وإِنْ حَرصْتَ غرُورُ أَبياتُ المُتَنَبِي يَرثي محمَّد إسحاقَ التَنُوخيَ أَوَّلها: إِنِّي لأعلَمُ. البيتُ، وبَعْدهُ: ورأَيتُ كَلامًا مَا يُعلِّلُ نفسَهُ ... بِتَعلةٍ وإِلى الفَناءِ يَصيرُ مجاوِرَ الديماسِ وَهنَ قَرارةٍ ... فيهَا الضياءُ بوَجهِهِ وَالنُورُ مَا كنتُ أعلمُ قَبلَ دَفنِكَ في الثرى ... أَنَّ الكَواكبَ في الترابِ يَغُورُ مَا كنتُ آمُلُ قبل نَعشِكَ أَن أَرَى ... رَضوى عَلى أيدي الرّجالِ يَسيرُ خَرجُوا بِهِ ولكُلِّ باكٍ خَلفَهُ ... صَعقَاتُ مُوسَى يَومَ دُكذَ الطُّورُ حتَّى أَتُوا جَدَثًا كأنَّ ضرِيحَهُ ... في قَلبِ كُلِّ موحّدٍ مَحفُورُ وَالشَّمس في كَبدِ السَّماءِ مَرِيضَةٌ ... والأَرضُ وَاجِفَةٌ تكَادُ تَمُورُ وحَفيف أَجنحةِ الملائِكِ حَولَهُ ... وَعُيُونُ أَهلِ الَّلاذقيَّةِ صُورُ بِمزوَّدٍ قَبرَ البِلَى من ملكِهِ ... مُغضٍ وإِثمدُ عَينِهِ كَافُورُ منه السَّماحةُ والفَصاحَةُ والتّقَى ... والبأسُ أجمَعُ والحجَى والخيرُ كَفَلِ الثناءُ لَهُ بَردَ حَيَاتِهِ ... لمَّا انطوَى فَكأَنَّهُ مَنشُورُ غَاضتْ مَكَارِمُهُ وَهُنَّ بحُورُ ... وخَبت مَكَايدُهُ وَهُنَّ سَعيرُ يُبكَى عَلَيهِ ومَا استَقَرَّ قَرارهُ ... في اللَّحدِ حتَّى صَافَحتهُ الحُورُ يمَّمتُ شاسِعَ دَارهم عَن نيّةٍ ... إِنَّ المُحبَّ عَلَى البعَادِ يَزُورُ وقَنعتُ باللُقِيا وأَولِ نظرةٍ ... إِنَّ القَلِيلَ مِنَ الحبَيبِ كَثيرُ ¬
أحمد بن يحيى البلاذري: 5310 - انَي لأَغتفِرُ الحِجَابَ لمَاجِدٍ ... أَمست لَهُ مِننٌ عليَّ رِغابُ قبله: قَالوا اصطِبارُكَ للحجابِ مَذلَّةٌ ... عَار عليكَ بهِ الزمانُ وَعابُ أجبتُهم ولكلِّ قولٍ صادقٍ ... أو كاذِبٍ عِندَ المقال جوابُ إني لأغتفر الحجابَ الماجِد ... . . . . . . . . . .البيت وبعده: قد يرفَع المرءُ اللئيمُ حجابَهُ ... ضعةً ودونَ العُرفِ منهُ حجَابُ الحُرُّ مُبتذَلُ النّوالِ وإِن بَدا ... مِن دونه تستُرُوا غلقَ بَابُ يقولُ ذلك في عُبيد اللَّهِ بن يحيَى وقَد صَارَ إِلكتابابهِ فحجبَهُ عنهُ. صَالح بن عَبد القدوس: 5311 - إِنّي لأُغضِي على أَشياءَ أسمَعُها ... حتَّى يَظُنَّ رجَالٌ أَنَّ بي حُمُقا بعده: أَخشَى جَوابَ سَفيهٍ لا دواءَ لَهُ ... وَإِنْ يَقُولَ رِجالٌ إِنَّهُ صَدَقَا دِعبِلُ بنُ عَلي الخُزَاعِي: 5312 - إِنِّي لأفتَحُ عَيني حينَ أَفتَحُها ... عَلَى كثيرٍ ولَكِن لَا أَرَى أَحدَا قَبْلهُ: مَا أكثر الناسَ لا بل ما أقلهم ... اللَّه يَعلمُ أنّي لَم أقل فَنَدَا ¬
ابن جَاخٍ: 5313 - إِنِّي لأَكتمُ أشواقِي وأستُرُهَا ... جُهْدِي ولكنَّ دَمْعَ العَيْن يُبدِيهَا قِيلَ دَخَل ابْنُ جَاخٍ البَطليُوسِيُ عَلَى فَخر الدَولةِ أَبِي عَمروٍ عَبَّادِ بن مُحمَّدِ بن عبَّادٍ صَاحبِ المَغرِبِ، فقَال لَهُ آخر: إِذَا مَررتَ بِرَكبِ العِيس حَيّيهَا، فقال ابْنُ جَاخٍ في الحَال: يَا نَاقَتي فَعَسَى أَحبابُنا فِيهَا، ثم زادَ فقالَ: يَا نَاقُ عُوجِي عَلَى الأَطلألِ عَلَّ بِهَا مِنهُم ... عَريبٌ يَرانِي كَيف أَبكيهَا أَو وكَيفَ أَرفضُ طيبَ العَيشِ بَعدَهُمُ ... أَو كَيفَ أُسبِلُ دَمعِي في مَغَانيهَا إِني لأَكتُمُ أَشواقِي وَأسترُهَا. البَيتُ. 5314 - إنِّي لأَكتُمُ حَاسِدِي همَمِي ... كيلا أُعَلّمَ قَلبَهُ الهِمَمَا 5315 - إنِّي لأَكتُمُ من علمي جَواهِرهُ ... كيلَا يَرى العلمَ ذُو جَهْلٍ فَيُفتَتنَا أسماءُ بن خَارِجَةَ الفزاري: 5316 - إنِّي لأُكثِر ممَّا سُمتَنِي عجبًا ... يُدٌ تَشُجُّ وأُخرَى مِنكَ تَأْسُونِي عبد اللَّه بن أبي عُيينَة: 5317 - إِنِّي لأَكرَهُ أَن أُذَمَّ وأَنْ ... أَرضَكتابِغَيرِ خَلائِق الفَضْلِ أبو العَتاهيَة: 5318 - إِنِّي لأَكرهُ أَن تَكُو ... نَ لِفَاجرٍ عِندِي يَدُ قَولُ أَبِي العَتاهِية. إِنِّي لأَكرَهُ أن يكون لفاجرٍ عِندِي يَدُ. وبَعدَهُ: فَيجُرُّ مَحمَدَتِي إليهِ ... وَليسَ مِمَّن يُحمَدُ ¬
هَذَا منظُومُ قَولِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَليه وَسلَّم في دعائِه: اللهمَّ لَا تَجعل لفَاجرٍ عندِي يدًا فَتكُونَ لَهُ شُعُبَةٌ مِن قَلبِي، أخذَهُ أَبُو العَتاهِية فنَظمَهُ في بَيتَين وقَصَّرَ عَن اللفظِ والمَعنَى. 5319 - إِني لأَلبَسُكُمْ عَلَى علَّاتِكُم ... لُبسَ الشَّفيقِ عَلَى العَتيقِ المُخلِقِ بعده: وَلقد أَرَى ما لَو أشَاء عَتبتهُ ... فأَصُدُّ عنهُ بِعِفَّتي وَتَرَفُّقِي يَرَى العَدوُّ قَناتنا لم تَنْصَدِع ... وَيكونُ ذَاكَ كأنهُ لم يخلقِ إِذَا تَتبعتَ الذُنُوبَ فلم تَدعْ ذَنبًا ... قَطَعتَ قُوَى القَرينِ المشفِقِ 5320 - إِنِّي لأَمنح مَن دَامَتْ مَودَّتُهُ ... وُدّي والطِفُهُ مِن غَيرِ تَخلابِ بعده: ولستُ إِنْ صاحِبٌ زَلَّتْ بهِ قَدَمٌ ... أَو حالَ عَن عهدهِ يومًا بمُعتَابُ عُمر بن عبد العزيز: 5321 - إنّي لأَمنح مَن يُواصِلُنِي ... منّي صَفَاءً لَيسَ بالمَذْقِ بعده: وإِذا أخٌ لي حَال عن خلقٍ ... دَاويتُ منهُ ذاك بالرفقِ المرءُ يَصنَعُ نَفسَهُ ومَتى ... ما تَبْلُهُ يَنزعْ إِلى العرقِ ابْنُ بَسَّام: 5322 - إِنِّي لأَهجُو مَن يَجُودُ بفضلهِ ... فَتَظُنُّنِي أَدعُ اللَّئِيمَ الرَّاضِعَا إبراهيم الغَزِّي: ¬
5323 - إِنِّي لأَهضِمُ نَفسي بَعدَ مَعرفَتي ... أَنَّ الجُمانةَ لا تَطفُو مَعَ الزَّبَدِ وَمِن بَاب (إِنِّي)، قَولُ زُهيرٍ المصرِيِّ (¬1): إِنِّي لأَهوَى الحُسنَ حَيثُ وَجدتُه ... وَأهيمُ بالعدّ الرشيق وأَعشقُ وَأذاعَ أَنِّي قَد سَلوتُكَ معشَرٌ ... يا ربّ لا عَاشُوا لِذاكَ ولا بَقُوا مَا أطلعَ العذالَ إِلَّا ... خَوفًا عَليكَ إليهم أتملَّقُ وَإِذا وعَدتُ الطَّيفَ فيكَ بهجعَةٍ ... فاشهد عليَّ بِأَنَّنِي لا أَصدقُ آيَسُوا مني العذال عَنكَ تصبُّرًا ... وَحيَاتِكُم قلبي أَرقُّ وأشفقُ يقولُ منها: وَلقَد سَعَيتُ إِلى العلاءِ بعزمةٍ ... تقضِي لسَعيي إِنَّهُ لَا يخفقُ حَتَّى وصَلتُ إِلى سُرادقِ مَالكٍ ... تقفُ الملوكُ ببَابِه تَستَرزقُ وَوقفتُ من ملك الملوكِ بمَوقفٍ ... ألفيت قلبَ الدَهرِ فيهِ يخفقُ فَالعَيشُ إِلَّا في ذُراهُ مُنكَّدٌ ... والرزقُ إِلَّا من ندَاهُ ضيّقُ يَا عزَّ من أضحَى إِليهِ يَنتَمِي ... وَعُلوَّ من أمسى بهِ يَتعلَّقُ 5324 - أَنَّى يجُودُ بنَفسهِ يَومَ الوَغَا ... منَ لا يَجُودُ بمَالِهِ يَومَ النَّدى ابن الفَارِض: 5325 - أَنَّى يُرجّى راحةً مَنْ عُمرُهُ ... يَومَانِ يَومُ قِلًى ويَومُ تَنَائي يقول قَبْلهُ: وإِن انقضَى عُمُرِي فليسَ بمُنقَضٍ ... وجدي القديمُ بِكُم ولا برجائي واحسرتا ضَاعَ الزَّمانُ وَلَم أفُزْ ... منكم أُهيلَ مودّتي بِلقاءِ أَنّى يُرجّى رَاحةً مَن عُمره. . . البيت ¬
وبعده: حُبيّكُم في الناسِ أَضحَى مذهَبي ... وَهَوَاكُم ديني وعَقدُ وَلائي 5326 - أنّى يُصَادِفُها خَيرٌ تُراقِبُهُ ... وَكُلَّ يَومٍ عَليَها حَادِثٌ يَقَعُ مُعاوية بن عبد اللَّه بن جعفر: 5327 - أَنَّى يكونُ أَخًا أَو ذَا مُحافَظةٍ ... مَنْ كنت في غَيبهِ مُستشَعِرًا وَجلَا بعده: إِذَا تَغيَّب لم تَبرح تَظُنّ بهِ سُوءًا ... وتسألُ عَمَّا قال أو فَعَلا ابْنُ الروميّ: 5328 - أَنَّى يكُونُ رَبيعي مُمرِعًا غَدِقًا ... إِن لَم يَكُنْ هَكَذَا والشمس في الحَمَلِ قَبْلهُ: مَتَى أَنالُ الذِي أمَّلتُ من أمَلٍ ... إِن لم أنَل منكَ ما أرجوهُ مِن أَملِ 5329 - أَنَّى يكُونُ وليسَ ذَاكَ بِكائِنٍ ... سَفُّ السَّويقِ بنافخِ المِزمَارِ أنَّى يكونُ رَبيعي مُمرعًا. . . البيت يُروَى أَنَّ عَبد اللَّهِ بنَ رَافعٍ إلَى الحَسنَ بن عَلي عليهما السلامُ فقالَ لَهُ: أَنَا مَولاكَ، وذلك أَنَّ سَعيد بنَ العَاصِ أَعتقَ أبا رَافعٍ إِلَّا سهمًا واحِدًا من أسهُمٍ لم يُسَمّ عَدَدَهَا فاشتَرى رسُول اللَّه صَلى اللَّهُ عَليه وسلم ذلك السَهم فَأعتقَهُ وكان لأَبِي رَافعٍ بنُونَ أشرافٌ مِنهُم عُبَيد اللَّهِ وَكَانَ ينسَبُ إِلى ولاءِ رسُولِ اللَّهِ صَلى اللَّهُ عَليهِ وسلم وحَديثه أَثبتُ الحديثِ عن عَليّ بنِ أبي طالب علَيهِ السَلامُ وكانَ كالكاتب لَهُ وكان عَبدُ اللَّهِ أخوهُ هَذَا أَيْضًا شَرِيفًا. فيروَى أَنَّ عَبد اللَّهِ بن رَافعٍ لمَّا أَتَى الحسَنَ عَليه السَلام فقالَ لَهُ أَنَا مَولاكَ قالَ في ذلك مَولى التَمَّام بن العبَّاسِ بن عَبد المُطَّلبِ ¬
مُخاطبًا لعَبدِ اللَّه بن رَافع (¬1): جَحدتَ بَنِي العَبَّاسِ حَقَّ أَبيهم ... فَمَا كُنتَ في الدَّعوَى كَريم العَواقبِ مَتى كَانَ أَولادُ البَناتِ كَوارثٍ ... يَجُوزُ يُدعَى والدًا في المنَاسبِ يُريدُ أَنَّ العَبَّاسَ أَولى بولاءٍ مَولَى النبيِّ صَلى اللَّهُ عَليهِ وَسلَّم؛ لأنَّ العَمَّ مَدعوٌّ أبًا في كتَاب اللَّه وهو يَجُوزُ بالميرَاثَ. قالَ رَجُلٌ من ثقيفٍ أنشدتُ مَروَان بن أبي حَفصَة هَذينِ البَيتينِ فأخَذهما وكَانَ مروان بن أبي حَفصَة شَديدَ العَداوَة لآلِ أَبِي طالبٍ فقال مخاطبًا لهُم (¬2): خَلُّوا الطَّريقَ لمعشرٍ عَادَاتُهم ... حَطمُ المَناكِبِ كُلَّ يَوم زحَام ارضَوا بمَا قَسمَ الإلَهُ لكم بهِ ... وَدعُوا ورَاثة كلَّ أصيَدَ سَامِ مَروان بن أبي حَفصَة: 5330 - أَنَّى يَكُون وَليس ذاكَ بِكائنٍ ... لبَني البَناتِ وراثَهُ الأعمامِ يريدُ إنّ العباس أولى بولاء مولى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأنّ العم مدعوّ أبًا في كتاب اللَّه وهو يجوّز الميراث. قال رجل من ثقيف: أنشدتُ مروان بن أبي حفصة هذين البيتين، فأخذهما وكان مروان بن أبي حفصة شديد العداوة لآل أبي طالب فقال مخاطبًا لهم: خَلُّوا الطَّرِيقَ لِمعشرٍ عَادَاتهُم ... حَطمُ المَناكِبِ كُلَّ يَوم زِحَامِ إِرضَوا بِمَا قَسَمَ الإلهُ لكم ... بهِ ودَعُوا وراثةَ كلِّ أَصيدَ سامِ أَنّى يكون وَليس ذاكَ بكائِنٍ. . . البيت وبعده: أَلقَى سِهَامَهُم الكِتابُ فَمَا لَهُم ... أن يَشرعُوا فيهِ بِغَيرِ سِهامِ ¬
وقال طاهر بن عليّ بن سليمان بن علي بن عبد اللَّه بن العباس يخاطب بَعضَ الطَالبيّين: لَو كَانَ جَدّكمُ هُناك وَجدّنَا ... فَتنازَعا فيهِ لوقْتِ خِصَامِ كَانَ التُّراثُ لِجدّنَا مِن دُونهِ ... فَحَواهُ بالقُربَى وبالإِسلامِ حَقُّ البَناتِ فَرِيضةٌ معلومةٌ ... والعمُّ أولى من بني الأعمامِ دعِبِل في إبراهيم بن المهدي: 5331 - أنّى يَكُونُ وليسَ ذَاكَ بِكائنٍ ... يَرثُ الخلافةَ فَاسِق عن فَاسِقِ بعده: إِن كَانَ إبراهيمُ مضطَلعًا بهَا ... فَلْتُصْبحنْ من بعده لمُخارِقِ أَعرابيّةٌ: 5332 - أنوحُ عَلَى دَهرٍ مَضَى بغَضَارَةٍ ... إذِ العَيشُ غَضٌّ والزَّمانُ مُواتِ بعده: أُبكي زمانًا صالحًا قَد فَقَدتُه ... تقطّع قلبي إثرهُ حَسَراتِ تمطّى على الدَّهر في متن قوسِهِ ... فأقصدني منه بِسهم شتاتِ المُتنبِيّ: 5333 - أَنوكُ من عَبدٍ ومن عرسِهِ ... مَنْ حَكَّمَ العبدَ عَلى نَفسِهِ الأُخيطل في مريضٍ: 5334 - إِنَهض لَعًا لَكَ من عَثرٍ وَمن زَلَلٍ ... مُسَلَّمًا لذَوِي الحَاجَاتِ والأَملِ ¬
الببّغاء يصف فرسًا: 5335 - إِن لاحَ قُلتَ أَدُميةٌ أَم هَيكَلُ ... أَو عَنَّ قُلتَ أَسَابحٌ أَم أَجدَلُ بَعْدهُ: تتخاذَلُ الألحاظُ في إدراكِهِ ... ويَحارُ فيهِ الناظرُ المتأَمِّلُ كأنَّهُ في اللطفِ فَهم ثَاقِبٌ ... وَكأَنَّهُ في الحُسنِ حَظ مُقبلُ عبد اللَّه بن العبّاسِ: 5336 - إِن يأخُذ اللَّهُ من عَينيَّ نُورَهُمَا ... فَفي فُؤادِي وعقلِي منهُمَا نُورُ لمَّا صَعِدَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَير المنبرَ وخَطَب بعَدَ موتِ الحَسَنُ وقَتل الحسينَ عَليهما السَلَامُ قال: أيُّها النَاسُ إِنَّ فيكمُ رَجُلًا قد أعمَى اللَّه بَصَرهُ كَما أَعمَى اللَّه قلبَهُ يَعني عبدَ اللَّهِ من عبّاسٍ قَاتَل أُمَّ المؤمنينَ وحوَارِيَّ رَسُولِ اللَّه صلى اللَّهُ عَليهِ وسَلّم وَأفتَى بتزويج المتعةِ لعكرِمَة مولَاهُ أَقم وَجهي يَا عِكرمَة نحوهُ ثم قَال: إِن يأخُذ اللَّهُ مِن عَينيَّ نورَهُمَا. البيت. وبعدَهُ: قَلبي ذكيٌّ وعَقلي غيرُ ذي دَخَلٍ فأنتَ ... في فمِي صارمٌ كالسيف مأثورُ أَمّا قولك يَا بنَ الزُّبير إِنِّي قاتلتُ أمَّ المؤمنين أخرجتَهَا وأَبوكَ وخَالكَ وَبنَا سُمِّيت أم المؤمنين وكنَّا لها خَير بنينَ فتجَاوز اللَّهُ عَنها وقاتلتَ أنتَ وَأبوكَ عَليًا عَليه السلَامُ فإن كان عَليٌّ مؤمنًا فقَد ضلَلتُم بقتالِ أمير المؤمنين وَإِن كَانَ عَليّ كَافرًا فقَد بؤتُم بسخَطٍ من اللَّهِ بفرارِكُم من الزّحفِ. وأمَّا المُتعَةُ فإِنِّي سَمِعتُ رسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلم يُرخِّصُ فِيهَا فأفتَيت بِهَا ثم سمعته يَنهَى عَنها فَنهيتُ عنها وَأَوّلُ مَخمرٍ سَطعَ في المتعَةِ مخمَرٌ في آلِ الزُّبَير. ابْنُ خُفاجةَ في عليٍ (عليه السلام): ¬
5337 - إِن يَحسُدُوكَ عَلَى عُلُوِّكَ فيهِمُ ... فَدليلُ كلّ فَضيلَةٍ حُسَّادُهَا يقول منها: أَعَلَى المَنابِر تُعلنونَ بسَبّهِ ... وبسَيفهِ ثبَتت لكم أَعوَادُها أبو عبد اللَّه بن الحجّاج: [من البسيط] 5338 - إِنْ يَحسُدُوكَ عَلَى فَضلٍ خُصِصت بهِ ... فَكُلُّ مُنفَردٍ بالفَضلِ مَحسُودُ قَبْلهُ: يَا باني المجدِ لمّا نهدَّ مُعظمُهُ ... ورَاعي الجُود لمَّا أُهمِلَ الجُودُ إِن يحسدُوكَ عَلَى فضلٍ خصِصتَ به. . . البيت 5339 - إِن يَحسُدوني عَلَى ما كَانَ من حَسَنٍ ... فمثلُ فِعلي فيهم جَرَّ لي حَسَدَا الكُميت بن مَعرُوفٍ الأسَدِي: 5340 - إن يَحسُدُوني فَإِنّي غَيرُ لائِمهم ... قَبلي مِن النَّاسِ أَهلُ الفَضل قَد حُسدُوا بعدهُ: فدام لي ولهم مَا بي ومَا بهمُ ... وَمَاتَ أكثرُنا غيطًا بمَا يَجدُ أَنَا الذي يَجدوني في صُدورِهم ... لَا أرتَقي صَدَرًا مِنها ولَا أردُ يُنقص اللَّه حسَّادي فإنهم ... أسرُّ عندي من اللائي لها الوُدُدُ ابن الحجَّاج: 5341 - إِن يَحسُدُوني فَلا وَاللَّهِ مَا بَلغَتْ ... لَولَا الخَسَاسَة حَالي مَوضع الحسَدِ ¬
بعده: وإِنما في يَدي عَظم أمَشّشُهُ ... من المعاشِ بلا لحمٍ ولا غُدَدِ أبو بكر بن دُرَيد: 5342 - إِن يَحم عَن عيني البُكَاء تَجلُّدِي ... فَالقَلبُ مَوقُوفٌ عَلى سُبل البُكَا يقولُ ابن دُريدٍ من مقصورَتِه: لو كانتِ الأحلامُ نَاجتنِي بِما ... أَلقاهُ يَقظَانَ لأَصماني الرَّدَى منزلةٌ ما خلتُها يَرضَى بها ... لنَفسِهِ ذُو أَربٍ ولَا حجَى شيم سَحابٍ خُلّبِ بَارِقُه ... ومَوقفٌ بينَ ارْتجاءٍ ومُنَى في كل يَومٍ مَنزِلٌ مُستَوبَلٌ ... يَشتفُّ ماءَ مُهجَتِي ومُجتَوى يُقال أصمَاهُ: أي رَماهُ، فقَتلهُ، وأشوَاهُ إِذَا أصَابَ شواهُ، وهي أطرافُه. والأَربُ والإِربَةُ والمأرِبَةُ: الحَاجَةُ. وَالجِحى العَقلُ. شِمتُ نَظَرتُ. والخلَّبُ: السَّحاب لا ماء فيهِ، وَمنه الخَلابَةُ وهي الخديعَةُ. مُستَوبَلُ: مُستثقلُ. يشفُّ: يشرَبُ. مُجتوى: مكروهٌ. المقَنع الكِنديُّ: 5343 - إِن يَحْيَى ذَاكَ فَكُنْ منهُ بمَعزلةٍ ... أَو مَاتَ ذَاكَ فلَا تَشهد لَهُ جَنَنَا وَمن بَابِ (إِن ي خ) قولُ ابنِ الرُّومي في القَلَمِ (¬1): إِن يَخدُمِ القلمَ السَّيفُ الذي خضعت ... لَهُ الرقابُ دَانت خوف الأُمَمُ فَالمَوتُ والمَوتُ لَا شيء يُغالبهُ ... مَا زالَ تبعُ مَا يحرى بهِ القَلمُ كَذَا قضى اللَّهُ الأقلامَ مُذ بُرَيت ... أنّ السيُوفَ لها مُد أُرهفَت خَدمُ ¬
البُحتُرِيُّ: 5344 - إِن يَدنُ يَكفِ الغائِبينَ وإِنْ ... يَغبْ لَم يَكْفنَا عنهُ دُنوُّ الحُضَّرِ عَقيلُ بن العرندس: 5345 - إن يُسأَلوُا الخيرَ يُعطُوهُ وإِنْ جُهدُوا ... فالجُهدُ يُخرجُ منهُم طيب أَخبارِ طُرَيحٌ: 5346 - إِن يَسمعُوا الخَيرَ يُخفُوهُ وإِن سَمِعُوا ... سُوءًا أذاعوا وإن لم يَسمَعُوا كَذَبَوا كَانَ طريحُ بنُ إسماعِيلَ الثَّقفيُّ من أخوالِ الوَليدِ بن يَزيدَ وكانَ قد هَجرَهُ الوَليدُ سنةً وقَطع أَرزاقَهُ فتوَصَّل ودَخَل عَلَيهِ مُتنكرًا فلَم يشعُر بهِ إلّاوَهو قائم بينَ يَديهِ فَأَنشأَ يَقولُ: يا بنَ الخلائفِ مَالي بَعدَ تقربةٍ ... إليكَ أُقصَى في حَاليك لي عَجَبُ مَالي إِذَا ذَادُ وأُقصَى حينَ أَقصُدُكم ... كَما يُؤقَّى من ذي العزَّةِ الجَربُ كأنَّني لَم يضكُن بيني وَبينكم ... إِلٌّ ولَا ذمَّةُ تُرعَى ولَا سَبَبُ لو كَانَ بالودّ شَيءٌ منكَ أَزلفني ... بقُربكَ الودُّ والإِشفاقُ وَالحَدبُ وَصرتُ دُونَ رجَالٍ قَد جعَلتهمُ ... دُوني إِذَا مَا رأوني مُقبلًا قطَبُوا إِن يسمَعُوا الخيرَ يُخفوهُ. البيت. وبَعدَهُ: رَأوا صُدودَكَ عنّي في اللقاءِ فقَد ... تحدّثُوا أن حبلي منكَ مُنقَضِبُ ومَا عَهِدتكَ فيمن زلَّ تقطَعُ ذا قُربَى ... ولَا تدفَعُ الحقَّ الّذي يَجبُ فقَد تقرّبتُ جُهدًا مِن رضَاكَ بمَا ... كَانت تُنالُ بهِ من مثلك القُربُ فغَير دَفعِكَ حقِّي وانتقَاصِكَ بي ... وَطيِّكَ الكشحَ عنّي كُنت أحتَسبُ أَشمتّ بي ثمَّ أقوامًا صُدورُهم ... عَليَّ فيك إِلى الأذقان تلتَهِبُ ¬
قال: فلمَّا سَمِعَ الوَليدُ شعرَهُ تبسَّم وَأمرَهُ بالجُلُوسِ وَرَفَع مرتبةُ وأَجازهُ بخَمسينَ أَلفَ درهمٍ فهذهِ إحدَى فضائِلُ الشِعرِ. قعنب بن أمّ صَاحِب: 5347 - إِنْ يَسَمعُوا رِيبةً طَارُوا بِهَا فَرحًا ... عَنّي ومَا سَمِعُوا من صَالحٍ دَفنُوا رَوَى الحَاتميُّ أنّ هذه الأبيات لقيس بن عَاصمٍ المنقَرِيِّ. بعده: صُمٌّ إِذَا سمِعُوا خيرًا ذُكرتُ بهِ ... وَإِن ذُكِرتُ بسوءٍ عِندهُم أذِنُوا كُلٌّ يُداجِي على البَغضاءِ صَاحبَهُ ... وَلَن أُغالبَهُم إِلّا كما عَلَنُوا ولَن يُراجعَ قلبي حُبَّهم أبدأً زَكنْتُ ... منهمُ عَلى مثلِ الذي زَكنوا شبهَ العَصافير أَحلامًا ومَقدرةً ... لو يُوزَنُون بزفِّ الريش ما وَزنَوا جهلًا عَلينا وَجُبنًا عن عدُوّكُم ... لَبئست الحُلّتانِ الجَهلُ والجُبُنُ 5348 - إِنْ يَطبُخوُا يُوسِعُونا من دُخانِهـ ... ـمُ وليسَ يَبْلَغُا ما تَطبُخُ النّارُ الصلتان العبدي: 5349 - إِنْ يَفْنَ مَا عِندنا فاللَّهُ يَرزُقُنا ... وَمَنْ سِوانَا ولَسْنا نحنُ نَرتَزقُ ثابت قطنة: 5350 - إِنْ يَقتلوكَ فَإِنَّ قَتلَكَ لم يكنْ ... عارًا عَلَيْكَ وَرُبَّ قَتْلٍ عارُ داود بن رَبيعة الأسَديُّ: 5351 - إِن يقتُلوكَ فقَد ثَلَلتَ عُروشَهُم ... بِعُتَيبةَ بنِ الحَارثِ بن شهابِ بعده: ¬
بأحبِّهم فقدًا إلى أعدائه ... وأَشدِّهم فقدًا عَلى الأصحابِ 5352 - إِن يقتُلوكَ فقَد قتَلتَ خيَارَهُم ... واللَّيثُ أَكرَمُ مَا يكونُ قتيلًا 5353 - إن يَقلَّ اللّقاءُ بِالجِسم منَّا ... فَكثيرٌ مَا تَلتَقي رُوحَانَا أَبو تَمَّام: 5354 - إِن يُكْدِ مُطَّرفُ الإِخاءِ فَإِنَّنا ... نَغدُو وَنَسريَ في إِخاءٍ تَالد قِيل: ذَكَرَ عليّ بن الجهم دعبلًا فشتَمهُ وكَفَّرهُ ولَعنَهُ، وقال: كَانَ يَطعنُ على أبي تمامٍ وَهو خير منهُ دينًا وأدبًا وشِعرًا، فقَالَ بعضُ مَن حَضر: لو كان أَبُو تمامٍ أَخاكَ مَا زَادَ على مَدحكَ لَهُ، فقَالَ: إِلَّا يكُن أخًا بالنّسَبِ فإِنَّهُ أخٌ بالمودَّةِ والأدَبِ، أما سمعتَ مَا خاطبني بهِ، وأنشد لأبي تمام: إِن يُكدِ مُطرفُ الإخاءِ. . . البيت وبَعدهُ: أَو يختلف مَاءُ الوِصَال فماؤُنا ... عذب تحدَّرَ من غمامٍ واحِدِ ويَفترق نَسبٌ يُولّفُ بَينَنا ... أَدبٌ أقمنَاهُ مَقَام الوَالِدِ وقد كرر أبو تمامٍ هذا المعنَى حَيث يَقولُ: ذُو الوُدّ عندي وذو القُربَى بمنزلةٍ. وهي مكتوبة ببابِها. النَّابِغَةُ الذُبيانيّ: 5355 - إن يَكُ عَامرًا قَد قَالَ جَهلًا ... فَإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهلِ الشَّبابُ ويقولُ النَّابِغَةُ بَعدَ هَذَا البيتِ: فإِنَّكَ سَوفُ تَحلم أَو تنَاهى ... إِذَا شيَّبتَ أَو شَابَ الغُرابُ فَكُن كأَبيكَ أو كأَبِي براءٍ ... تُوافقكَ الحكُومَةُ والصَّوابُ ¬
ولَا تَذهَب بحلمكَ طَافيَاتٌ ... منَ الخُيَلاءِ ليسَ لهنَّ نَابُ ويُروَى قول النَابغةِ فإِنَّ مَظنَّة الجهلِ الشبابُ يقول أَبِي نواسٍ (¬1): كَانَ الشَبابُ مظنَّة الجَهـ ... ـلِ وَمُحسّنَ الضَّحكَاتِ وَالهزلِ 5356 - إن يَكُ من فضَّةٍ كَلَامُكِ يا ... نَفس، فإِنَّ السُكُوتَ من ذَهَبِ محمَّدُ بن شِبلٍ: 5357 - أَنْ يكن قدّمته أيدي المنايا ... فإلى السابقين يمضي البطاءُ المأمون في عمّه إبراهيم: 5358 - إن يكُن لِلسَّوادِ فيكَ نَصِيبٌ ... فَبياضُ الأَخلَاقِ منكَ نَصِيبي صَالح بن عَبد القُدُّوس: 5359 - إِن يَكُن مَا بهِ أُصِبتُ جَليلًا ... فَذهَابُ العَزاءِ منهُ أَجَلُّ اليَهُوديُّ: 5360 - أن يَمنعَوا فَعسَى وإِن ... يُعطُوا فَلن يُعطُوا جَزِيلَا الخَوارزميُّ: 5361 - إِن يَنأَ شَخصِي عَن مَجالسِ عزّه ... فالنَّفسُ في أَلطَافِهِ تَتَقَلَّبُ ¬
أبو عَمران موسى الإشبيليُّ: 5362 - إِن ينأَ عنِّي أَو يَغِبْ شخصُهُ ... فَليسَ عَن قَلبيَ بالغَائبِ وَمن بَاب (إِن)، قَولُ أَبِي تَمَّامٍ يرثي بَني حُمَيدٍ (¬1): بَني حُميدٍ لو أَنَّ الدّهرَ مُتّرعٌ ... لصَدَّ عن ذكرِكم عن جَانبٍ خشِنِ إِن يتحل حَدثَانُ الدّهر أنفسكُم ... ويَسلُم النَّاسُ بين الحَوض والعَطنِ فالماءُ ليس عجيبًا إِنَّ أعذبَهُ ... يَفنَى ويمتدُّ عُمرُ الآجن الأَسِنِ 5363 - أَواخرُ العَيشِ أخبَار مُكرَّرَةٌ ... وأَقربُ العَيشِ مِن لهوٍ أوائِلُهُ حجَّاجُ بنُ عِلَاطٍ: 5364 - أواخي رجَالًا لستُ مُطلْعَ بَعضِهم ... عَلَى سِرِّ بَعضٍ إن صَدري لَواسِعُ بعده: تَلاقَت حَيازيمي عَلَى قَلب حَازمٍ ... كَتومٍ لمَا ضمَّت علَيهِ الأَضَالِعُ ابْنُ الرُّوميّ: 5365 - أوارِدٌ بَحرَكُم مِثلي ومُنصَرفٌ ... في الصَّادِرين بلا عَلٍّ وَلَا نَهَلِ 5366 - أوائِلُ رُسلٍ للرَّبيعِ تَقَدَّمَتْ ... عَلى حُسنِ وَجهِ الأَرضِ خَيرَ قُدُومٍ 5367 - أوجَعْتَ قَلبِي فَقُل لِي ... أَوجَعْتُ قَلبَكَ أَمْ لا 5368 - أوْجَعُ مِنْ لذْعَةِ السّنا ... نِ لذِي الحجَى قَرعهُ اللِّسَانِ الرّضي الموسويُّ: 5369 - أوجهٌ صَانَهَا الإِلَهُ فأَمسَـ ... ـينَ تُرابًا تحتَ الجَنادِلِ غُبرَا ¬
زهَيرُ المصريّ: 5370 - أَوحَشتَني واللَّه يَا مَالكي ... قَطَعْتُ يَومي كُلَّهُ لَم أَرَكْ بعده: هَذَا جَفاءٌ منكَ مَا اعتَدتهُ ... فَليتَني أَعرِفُ ما غَيَّرَكْ مسكِين الدارميُّ: 5371 - أَو حمارِ السَّوءِ إن أَشبعتَهُ ... رمَحَ النَّاسَ وَإِنْ جَاعَ نَهَقْ كثيِّر: 5372 - أَوَدُّ لكُم خَيرًا وَتَطَّرِحونَنِي ... أَسعدَ بن لَيثٍ لاختلَافِ الصَّنَائعِ بعده: عَلى كُلِّ حَالٍ قَد بلَوتُم خَليقَتي ... عَلى العُسر منّي والغِنَى المتَتَابِعِ إذا قلَّ مَا لي زادَ عرضي كَرامةً ... عَليَّ ولم أتبع دِقاقَ المطامعِ قال الأصمعي: قال عبد الرحمن بن الزنادِ: مَرَّ أَعرابيٌ بكُثيّرٍ، وَهو ينشدُ: أودّ لكم خيرًا وتطَّرحُونني. . . البيت فَنَادَى الأعرابيُّ: عبَادَ اللَّهِ هَذَا واللَّهِ شِعرٌ قلتُهُ أَنَا، فَقال لَهُ كُثيّر: أن يكُن لكَ فما نَفعكَ، وإِن يَكُنْ لي فهُو أَبعدُ لكَ منهُ. 5373 - أَودَعتُهُ سِرًّا فأَلفَيتُهُ ... أنَمَّ مِن كَأَسٍ عَلَى رَاحِ الديودَارِيّ: 5374 - أَودَعتُهُ سِرّي مُستَكتمًا ... فَبثَّهُ الأَحمَقُ في الحَالِ ¬
بعده: مَن يضَعِ السِّرَّ لديهِ فَقد ... أودعَ ماءً جَوفَ غِربَالِ هُو أَبو هلالٍ المُظفرُ بن محمَّد بن النَّجمِ الزّنجاني المعرُوفُ بالدَيوَدَاريّ. ومن بابِ (أَوَدُّ)، قَولُ الصاحبِ بن عَبَّادٍ (¬1): أوَدّعُ منكَ أنواءَ السَّحابِ ... وَعيشًا بينَ أفنيةٍ رحَابِ وبدرًا نورُ حَاجبهِ مُنيرٌ وَشمسًا ... لَا تَوارَى بالحجَابِ فأوصِ الدَهرَ بي خيرًا ... وَحسنَى مقلبُ الدَهر قاسٍ ذو انقلاب ولَا بَل أَوصِني بالدَهر خيرًا ... فقد غَادرتَهُ يخشَى عقابي وَهب أحداثهُ قَد جَانبتني ... ألَيس أسيرُ عن هَذَا الجنَابِ الرضي الموسَوي يرثي: 5375 - أَودَى وَمَأ أَودَتْ مَنَاقِبُهُ ... وَمَن الرِّجَالِ مُعَمَّرُ الذِّكْرِ بعده: طَوَتِ اللَّيَالي بَعَد مَصرَعهِ ... نارَ القِرَى ومُعرَّشَ السَّفْرِ مالك بن سَعد مَناةَ: 5376 - أَورَدَهَا سَعدٌ وَسَعْدٌ مُشتَمِل ... مَا هَكَذا تورَدُ يَا سَعدُ الإِبلْ هَذَا البَيتُ هُوَ المَثَلُ السَائرُ، يُضرَبُ في إدراك الحَاجةِ بغَير مَشقَّةٍ ولَا تَعبٍ وَهو لِمالكِ بن سَعد مَنَاةَ وذلك أَنَّهُ أَورَدَ إِبلَهُ شَريعَةَ الماءِ فَشرِبت وَاشتمل بكسَائِه وَنامَ وَلم يُوردهَا بئرًا فيحَتاجَ إِلى الاستِقاءِ، وهَذا مَالِكٌ هُو سِبطُ تَميم بن مُرٍّ وكَان يُحمَّقُ إِلَّا أنه كان آبِلَ أَهلِ زَمانِهِ ثمَّ أنَّهُ تزوّجَ وَبنَا بامرأته فَأورَدَ الإِبلَ أَخوُه سَعدٌ فلم يُحسِن القيامَ عَليَها وَالرِفق بهَا فقال مالكٌ مَا هَكذَا تُورَدُ يا سَعدُ الإِبل، المَعنَى إنَّهُ لا يَجُوز ¬
التهوينُ في طَلبِ الحَاجة واعتمَادُ الرَّاحَة بَلِ الأخذُ بالجِدّ ليلَاقي النّجاحَ. عبد اللَّه بن المُعتز: 5377 - أُوَرّثُ نَفسِي مَا لَها قَبلَ وَارثٍ ... وأُنفِقُهَا في مَا أُحبُّ وَأَشتَهِي شمس الدين الكوفي الواعظ (رحمه اللَّه): 5378 - أُوَرّي ببانِ الجزعِ عَنهُ وَرَامةٍ ... وَلَا البَانُ مَطلُوُبِي ولَا قَصدي الجَزعُ بَشَّارٌ: 5379 - أَورق بخَيرٍ تُرجَّى للنَّوالِ فَمَا ... تُرجى الثّمارُ إِذَا لَم يُورقِ العُودُ بعده: بُث النَّوالُ ولا تمنعكَ قلّتُهُ ... فَكُلَّما سَدَّ فقرًا فهو محمُودُ هَذانِ البيتانِ قَد وَرَدَا بَبابِ (إِن الكريم ليُخفي عنك عَبْرتَهُ)، مَعَ إِخوانه وَهُو شِعرٌ مُتَنازعٌ وقد رُويَ لابن الرُّوميّ أيضًا. أبو فراس بن حَمدانَ: 5380 - أُوصيكَ بالحُزنِ لا أُوصيكَ بالجَلَدِ ... جَلَّ المُصَابُ عن التَّفنيدِ والفَنَدِ بعده: أَبكي بِدَمعٍ لَهُ مِن حيرتي مَددٌ ... وأستَريحُ إلى صبرٍ بلا مَدَدِ عَبدة بن الطبيب: 5381 - أُوصيكُمُ بتُقَى الإلهِ فَإِنَّهُ ... يُعطي الرَّغائبَ مَن يَشاءُ ويَمنعُ صالح بن عبد القدوس: ¬
5382 - أَوضِح الشِّعرَ إِذَا مَا قُلتَهُ ... إِنَّما السَّائِرُ مِنهُ مَا وَضَحْ الحَرِيريُّ: 5383 - أُوضحُ الشِّعرَ مَا قَصَدتُ منَ المَعنى ... وأُبدِي الذي يُعزُّ ضَميرِي مسكينُ الدارِميُّ: 5384 - أَوْ غُلَام السَّوءِ إِن جوَّعتَهُ ... سَرَقَ الجَارَ وإِن يشبَع فَسَقْ 5385 - أوفَى بيَ الحلمُ فاقتَادَ النُهَى طَلقًا ... شَأوِي وَعِفتُ الصِّبَا من غير تَفسِيدِ مَامةُ أبو كعبِ: 5386 - أَوفى عَلى الماءِ كَعبٌ ثُمَّ قِيلَ لَهُ ... رد كعْبُ إِنَّك ورَّادٌ فَمَا وَرَدَا العَربُ تَضربُ المثلُ في الجُودِ والسَخاءِ بحَاتم الطائِيّ وَكعبِ بن مَامَةَ الأَياديّ. فمِن حَديثِ كَعبٍ أَنَّهُ خَرجَ في رَكبٍ فيهِم رَجُل من النَّمر بنِ قَاسطٍ في شهر نَاجِرٍ فضَلُّوا فتَصافَنُوا ماءَهُم وَهو أن يَطرَح في القَعِب حَصاة ثم يُصبّ فيهِ منَ الماءِ بقدرِ مَا يغمَرُ الحصَاةَ وتلكَ الحَصاةُ هيَ المُقلَةُ فَيشربُ كُل إنسانٍ بقَدرٍ وَاحدٍ فَقعدوا للشُربِ فلمَّا دَارَ القعبُ فَانتهَى إِلى كَعبٍ أَبصَرَ النمرِيَّ يُحدّدُ النَظَر إليهِ فآثره بمائِهِ وقَال للساقي اسقِ أخاكَ النّمريَّ فشربَ النّمريُ نَصيبَ كَعبٍ ذَلك اليَومَ مِن الماءِ ثمَّ نَزلوا من غدهِم المنزلَ الآخرَ فَتَصافَنُوا بقية مائِهم فنَظر إليه النمرِيُّ كنَظرة أَمسٍ فقالَ كَعب كَقولهِ أَمس فَارتحلَ القَومُ وقَالوا لكَعب ارتَحل فلَم تَكُن بهِ قوَّةٌ لِلنُّهوضِ وَكانُوا قَد قَرُبوا من الماءِ فقِيلَ لَهُ رِد كَعبُ إِنَّكَ ورَّاد فعَجزَ عن الجَوابِ فلمّا يئسوا منه خيَّلوا عليه بثوبٍ يمنَعهُ مِنَ السَّبع أَن يأكلَهُ وتَركُوهُ مَكانَهُ فَماتَ فقَالَ أبوهُ مَامَةُ فِيه يَرثيهِ. مَا كَان من سوقةٍ أسقَى عَلَى ظمأٍ ... خمرًا بمَاءٍ إذَ أنا جُودُهَا بَرَدا مَن ابن مَامةَ كعبٍ ثُم عيَّ بهِ ... زَوَّ المنيّه إِلَّا حُرَّة وقَدَى ¬
أو في ملئ الماءِ كعبٌ ثم قيلَ لَهُ. البَيت. قالَ المُبرَّدُ في كاملِهِ هَذَا البَيتُ الأخير لأبي دُؤادٍ الأَيادِي زَوَّ المنيَّةِ قَدرهَا وَعيَّ بهِ أَي عَيَت الأَحدَاثِ إِلا أَن تَقتُلهُ عَطشًا. أبو الهول الحميري: 5387 - أَوقَدَتْ فَوقَهُ الصَّوَاعِقُ نَارًا ... ثُمَّ شابَتْ لَهُ الدُّعافَ القُيُونُ بعده يَصِفُ سَيفًا: فَإِذا ما سَللتَهُ بَهَر الشَّمـ ... ـــس شُعَاعًا فلَم تكَدْ تَستَبينُ وكأنَّ الفِرندَ والرَّونَقَ الجَا ... ري على صَفحتيهِ ماءٌ مَعينُ نعمَ مخراقُ ذي الحفيظةِ في الهيجا ... ءِ يُعصى بهِ ونعمَ القرينُ ما يُبالي إِذَا انتحاهُ بضربٍ ... أَشمالٌ سَطَتْ بهِ أم يمينُ ومن باب أَوقدَت قول غالب الحجَّام من شعراءِ الأَندلُس في الخَالِ بالخدِّ (¬1): يَا خَالِعَ البَدرِ المُنيرِ جَمالَهُ ... أَلبَستَني بالحزن ثوب سَمائِهِ وقدتَ قلبي فارتمَى بِشرارَةٍ ... وَقعَت بِخَدِّكَ فانطفت في مائهِ التهَاميُّ: 5388 - أَوْ كامريءٍ يومًا هَراقَ سقَا ... ءَهُ لبَريقِ آلٍ كاذِبِ اللَّمَعانِ أَعرابيٌّ: 5389 - أَوَكُلَّما طَنَّ الذُّبَابُ زَجرتُهُ ... إِنَّ الذُبابَ إِذًا عَليَّ كرِيمُ ¬
بَشَّارٌ: 5390 - أولعَ النَّاسُ بالملَامةِ والمَر ... ءُ عَلىَ خُطَّةٍ منَ التَّقدِيرِ 5391 - أولَى البَريّه بالسَّلَامةِ مَن عَفَا ... عَن ظَالميهِ وَعَفَّ عندَ الدّرهَمِ أبو تَمَّام: 5392 - أَولَى البريَّة طُرًا أَن تُواسيَهُ ... عندَ السُّرُورِ الَّذي آساكَ في الحزنِ الغَزِّي: 5393 - أَولَى البَسيطَةِ بالتجنُّبِ ... مَوضِع مَلأَتْ قَيادَ أُسُودِه غزلَانُهُ أَبياتُ إبراهيمَ الغزي يمدح مُعين الدِّينِ نَصرٍ أَحمدَ بن الفَضْلِ بن مَحمودٍ القَاشِي، أولها: لَو لم ينمّ بمَا أَراق بنَانهُ ... لم يدرِ مَا فَعلتْ بِنَا أَجفَانُهُ كلُّ سَيرخصه الكَسادُ سِوى الهَوى ... مهجُ الوَرَى وَقلوبُهم أَثمانُهُ يَا قَلبُ لا تَطرح سِلَاحَكَ كُلَّهُ ... جزءًا وإِن بَان العَقيقُ وَبَانُهُ أَولى البَسيطةِ بالتجنُّبِ مَوضِعٌ، البَيتُ وبعدَهُ: أَصبحتُ في زَمنٍ تتَناسَب ... أهلُهُ فكأنَّهُ مُشطٌ وهم أَسنانُه أَنَا من رَمته الحادثاتُ بمنزِلٍ ... فيهِ تخَافُ بُغاثَهُ عقبَانُهُ يقول فيها في المدح: يَترجَّلُ المَلكُ الهُمامُ بلحظِهِ ... ضُعفًا متَى رَكبَ اليَراعَ بنَانهُ وَيَشُكُّ أحشاءَ الخُطوبِ بذابلٍ ... مَا اهتزَّ إِلَّا بالمداد سِنانُهُ أَغَنى العُفَاةَ عنِ المَشقَّةِ مَشقُهُ ... وجَرَى فأجرى رزقَهم جَرَيانهُ مُتوسّعٌ في حُسنِ شيمَتِهِ وَ ... من رَكبَ السَّعَادةَ لَم يضق ميدانه ¬
كالغَيثِ طَورًا يُتقَى منسَيلهِ ... غَرقًا وَطورًا يُرتَجى تَهتَانُهُ وَاللَّيث يَصلحُ للمقيلِ عرينَهُ ... لَو كَانَ يُمكِنُ سلمَهُ وأَمانُهُ والبَحرُ مَا احتملتُ له المَنَنَ الطلَى ... حتّى تلطَّمَ في الطُلَى مَرجَانُهُ تُثنى عَليهِ عُفَاتُهُ بفَضِيلةٍ ... يُثنى عَلَيهِ بِضعفِها سُلطَانُهُ نظَمت مَعاني المَدح فيهِ نُفُوسهَا ... وتَركَّبت في بالنَا أَوزانُه ومن بَابِ (أَولى)، قَولُ أَبِي الفَتح البُستي (¬1): أَولى الذخائِر بالصِيَانةِ ... والحمَايةِ وَالحراسَة عُمرُ الفَتى النِهايَةُ في ... النَباهَةِ والنَّفاسَة فَحذارِ من تَضييعهِ ... إن كُنتَ من أَهلِ الكَيَاسَة وَارضَ الخمولَ مَعَ السَلامـ ... ـة فالبَلاءُ مَعَ الرِّياسَة الشَّيخ محمَّد الوَاعظ (رحمه اللَّه): 5394 - أَولَى العبَادِ بأَن يَراكَ بقَلبِهِ ... مَنْ لا يَرى في قَلبِهِ إِلاكَا بعده: وَجَمالِ وَجهِكَ مَا حَلا في ناظرِي ... سَكنٌ ولا سَكَنَ الفؤادَ سِواكَا الغَزِّي: 5395 - أَولَى الوَرَى بالحزمِ أَعلَمُهُم بهِ ... كَم جاهلٍ قصَدَ الصَّلاحَ فَعاثَا 5396 - أولَى الأُمورَ بضَيعَةٍ وَفَساد ... أَمرٍ يُدبّرهُ أَبُو عَبَّادِ ومثلهُ قَولُ آخر: وأمرٍ يُدبِّرهُ صالحٌ ... فأخلِقْ بسُرعَةِ إِدبارِهِ ¬
الببّغاء: 5397 - أَوَليسَ مِن إحدَى العَجائِبِ أَنَّني ... فَارَقتُهُ وحَييتُ بعدَ فَراقهِ بعده: يَا مَن يُحاكِي البَدرَ عندَ تَمامِهِ ... ارحَمْ فتًى يَحكيهِ عند مُحاقهِ سَعيد بن حُميدٍ: 5398 - أليسَ من نَكَد الزَّمانِ تَقرُّبي ... ممَّن يَرى قُربي أشَدَّ عَذَابِ قَبلهُ: لي صَاحبٌ كَثرتْ عَليَّ جهَاتهُ ... فلَبَستُ منهُ تَحيّر المُرتَابِ طَالت مُعَاتبتي لَهُ وطَال ... تألُّفي فاقلَّ نفع تآلُفي وَعِتَابي أَليس من نَكَدِ الزَمانِ. . . البيت وبعده: أَيقنتُ أَنَّ الصَّابِرينَ عَلَى الأذَى ... يُؤتَونَ أَجرَهُم بغير حِسابِ صبَرتُ مُحتَسبًا وَكم من صَابرٍ ... دَارَتْ لَهُ العُقبَى بحُسنِ ثوابِ صُرَّدُرَّ: 5399 - أَوَ لَيسَ يُوسُفُ بَعدَ محنتِهِ ... نَقَلُوهُ من سجنٍ إِلَى قَصرِ 5400 - أوليسَ يُوسفُ مَعْ كرَامتهِ ... أَلقَوهُ في جُبٍّ وَفي سجنِ عليّ بن الجهم: 5401 - أَوَمَا رَأَيتَ اللَّيثَ يألَفُ غيلَهُ ... كِبْرًا وأَوبَاشُ السِّباعِ تَرَدَّدُ ¬
نَسَبُ عَلي بن الجَهمِ: هُو عَليُّ الجهم بنِ مَسعود بن أُسَيد بن أُذَينَة بنِ كَرار بن كَعبِ بن مَالكِ بن عُتبة بن جَابر بنِ حَارثِ بن عَبد البَيتِ بن الحَارث بنِ سَامةَ بن لُؤيِّ بن غَالبٍ هَكَذا يدَّعُونَ وَقُريشٌ تدفعهم فَهُم عَنِ النَسَبِ وتُسمِّيهم ناحيَةَ يَنسُبُونَهمُ إِلى أُمِّهم وَهي لَيلى امرأَةُ سَامَة. وقَالَ الزُّبيرُ بنُ بَكَّار: هُمْ قُريشٌ العَاربَةُ فأدخَلهم في قُريشٍ، وكانَ بَنُو نَاجيَةَ ارتَدُّوا عن الإسلَام فلمَّا وَلي علي بن أبي طالب عليه السلام دعَاهم إلى الإِسلام فأسلَم بَعضٌ عَلَى الرِدَّة فَسَباهُم واستَأسرَهُم فاشتراهُم مَصقلَةُ فأعتَقهُم وَهَربَ مِن ليلَته إِلى مُعاويَة فصَارُوا أحرارًا ولزمَهُ الثمَن فشعثَ عَليَّ عَليه السلام مِن دَارهِ وَقيل يَومَهَا فلم يدخل مصقَلُهُ الكُوفَةَ إِلَى أَن قُتلَ عَليه السَلَام. وَكَانَ عِلي بن الجَهمِ شاعِرًا فصيحًا مَطبوعًا واختَصَّ بالمُتوكِّل حَتَّى صَارَ من جُلسَائِهِ ثم أَبغَضَهُ لأنَّهُ كَانَ كَثيرَ السَّعايةِ إليهِ بندمائِهِ فَكَشَفَ عن ذلكَ فلم يَجد لَهُ حَقيقةً فنفَاهُ بَعد أنْ حبَسَهُ مُدَّةً، وكَانَ يَنحُو نحو آلِ مَروان بن أبي حَفصَة في هجاءِ آل أبي طَالبٍ وَذمِّهم والإغراءِ بِهمِ وهجاءِ الشِيعةِ وَكان منحرفًا عن عَلي بن أَبِي طالب عليه السلام وَكَان شِدِيد الكذِب وَكَان يُنبَزُ البغاء وهَجاهُ البُحتُريُّ بذلكَ وسَمِعَهُ أَبُو العَيناءِ يومًا يطعنُ فيه عليٍّ علَيهِ السَّلامُ فقال لَهُ أَبوُ العَيناءِ أنا أدرِي لم تَطعنُ علَيه قال تَعنِي قصَّة أَهلي وسَعيهِم مِن مَصقلةَ بن هُيرةَ قالَ أَنتَ أوضَعُ مِن ذلك ولكنَّهُ قتَل الفاعِلَ وَالمَفعُولَ بهِ مِن قَومِ لُوطٍ وَأنتَ أَسفَلُهُمَا. واجتَمَع إليه أهلُهُ ولَامُوهُ عَلى ذلك وأمرُوهُ بتركِهِ فقال لَهُم فَذوقوه أنتُم ثُم اتركُوهُ فيئسوا من فلَاحِهِ. وَحدث عليُّ العبَّاس قال: حدَّثنِي الحُسَينُ مُوسَى قالَ لما شاعِ في النَّاسِ مَذهَبُ عليّ بن الجَهمِ وَشرَهُ وَكَذِبَهُ هجره النَاس وتَحامَوهُ فخَرجَ مِن بَغدَادَ إِلى الشَّام قالَ فاتفقنا في قافلةٍ إِلَى حَلبَ فخرجَ عَلينا نَفرٌ مِن الأعرابِ وَتسرَّعَ إِليهم المُقَاتَلةُ وخَرجَ فِيهم علي بن الجَهمِ فَقاتَلَ وَهُزِمَ الأعرابُ فلما كَان منَ الغَدِ خَرجَ عَلينا منهُم خَلقٌ كثِيرٌ وتسرَّعَت إليهم المُقَاتلَةُ وَخَرجَ فيهم عَلي بنُ الجَهم فأَصابَته طَعنَةٌ فاحتمَلنَاهُ وَهو يَنزفُ دمًا فلمَّا رآني بَكَى وَجَعلَ يوصيني بمَا يُريدُ فقلتُ لَه لَيسَ عليك بأسٌ فلمَّا أَمسينَا قَلقَ قلقًا شَديدًا وَأَحسَّ بالمَوتِ وَجَعَلَ يَقول (¬1): ¬
أَزِيدَني الليل لَيلُ ... أم سالَ بالصُّبحِ سَيلُ ذَكَرتُ أهل دُجَلٍ ... وَأينَ عليّ دُجَيلُ قال فأبكَى من كَانَ في القَافِلَةِ ومَات لمعَ السَحَر وَدُفنَ في ذلك المَنزِل عَلى مِيلٍ من حَلَبَ. المأمون الخليفة: 5402 - أَوَمَا عَلِمتَ ومَا أظُنُّكَ جَاهِلًا ... إِنَّ المُزَاحَ هُو السِّبابُ الأَكبَرُ الصَنَوبَريُّ: 5403 - أَوَمَا مِن فَسَادِ رأي اللَّيالِي أَنَّ ... شعري هَذَا وَحَالِي هَذِي 5404 - أوَمَا يَسُوؤكَ من زَمَانٍ أَنَّهُ ... لَن يلبثَ القُرناءَ أَن يَتفَرَّقُوا 5405 - أَؤمِّلُ أَن ألقَى منَ النَّاسِ عَالمًا ... بأَخبارِكم أَو أَن أُلمَّ مُسَلَّمَا 5406 - أَؤمِّلُ دُنيا أَرتَجِي من عَطائِها ... عُلالَةَ سُمٍّ مُوردِ المَوتِ نَاقِعِ 5407 - أَؤمِّلُ عَطفَ الدَّهرِ بَعدَ انصرافِهِ ... فَيا أَملي في الدَّهرِ هَل أَنت كائِنُ؟ 5408 - أُؤمِّلُكُمْ وَقَد أَيقَنت ... أَنِّي إِلَى تكذِيبِ آمالي أَوُلُ الرّضي الموسَوِيُ: 5409 - أُؤمّلُ مَا لَا يَبلُغُ العُمُر بَعضَهُ ... كأنَّ الَّذي بعَد المَشِيبِ شَبابُ 5410 - أَؤَمِّلُ نَفسِي لَا أُؤمِّلُ غَيرَهَا مِنَ النَّا ... سِ أَو يَأَتِي الغنَى وَهو صَاغِرُ ¬
5411 - أَوَّلُ العُمرِ مَا رأَيتُ سُرُورًا ... أَتُرَى مَا يَكُونُ آخر عُمِري؟ قَبْلهُ: ضيقَ عَقد التسعينَ خُلقِي وَرزقي ... واتساعَ الدُنيا هُمومي وفكري لَم تُذقني الأَيَّامُ حُلوًا فَأَدرِي ... طَعمَ مُرٍّ إِذَا ابتُليتُ بِمُرِّ أَوَّل العُمرِ مَا رأيتُ سُرورًا. . . البيت عُمارة بنُ عُقيلٍ: 5412 - أُولاك في السُورِ الأُولَى مَنازِلهُم ... ونَحنُ بينَ أَبِي جَادٍ وهَوَّازِ قَول عُمَارةَ بن عَقيلٍ، قَبلَهُ: عَمروٌ عَلَى كُوَرِ الأَهوازِ يَخضُمَها ... دُونَ الوُلَاةِ وَغَسَّانٌ بشيرَازِ وَالمَرءُ إسحَقُ رَبُّ الأَرض مُفتَرِشٌ بغدَادَ لا الشاكِرُ النُعمَى ولَا الجَارِي أَولاكَ في السُورِ إِلَّا منزِلَهمُ. البيت. البَراءُ بن رَبعيٍّ: 5413 - أُولئِكَ أخوانُ الصَّفاءِ رُزيتهُم ... وَمَا الكفُّ إِلَّا إِصبعٌ ثُم إِصبَعُ قَبْلهُ: لَعمرُكَ إِنّي بالخليلِ الذي لَهُ ... عَليَّ دَلالٌ وَاجِبٌ لمُفجَّعُ إِني بالمَولَى الذِي لَيس نافِعي ... وَلَا ضائري فقدانهُ لَمُمَتّعُ أولئكَ أخوان الصّفاءِ رُزِيتهُمُ. . . البيت. هو أبو الجِبَالِ البراءُ بن رَبعيّ الفَقعَسِيُّ. الحُطيئَةُ: ¬
5414 - أولائِكَ قَومٌ إِن بَنوا أَحسَنُوا البُنَى ... وإِن عَاهَدُوا أَوفَوا وإِن عَقدُوا شَدُّوا البِنَا مَقْصُورٌ بِكَسرِ الباءِ جَمعُ بِنَيةٍ بالكَسر فيهمَا والبُنَا مقصُور بضم الباء لُغةٌ أُخرى، فمن قال بُنيَة قال بُنًى ومن قال: بِنية، قال: بِنًى. نُصَيب: 5415 - أَهابُكِ إِجلَالًا وَمَا بِكِ قُدرَةٌ ... عَلَيَّ ولَكِن ملءُ عَينٍ حَبيبُهَا بعده: وَلَم تَنأ عنكِ النَّفسُ انّكِ عندَهَا ... قلِيل وَلَكِن قَلّ منكِ نَصِيبُها لَكنَّهُم يَا قرَّةَ العَين أكَثَروُا ... وبقولٍ إِذَا مَا جئتُ هذا حَبيبُها 5416 - أَهابُكِ أَن أبُثَّكِ بَعضَ مَا بِي ... وأَخشَى سُوءَ ردٍّ للجَوابِ بعده: وَأَختارُ السُكوتَ عَلى الذي بي ... وإِن كان السُّكُوتُ أَضرَّ مَا بي يقولُ القائِلونَ سَلَوتَ عَنها ... وَدُونَ سُلُوّهَا حَزُّ الرِّقابِ صبَرتُ عَليك حَتَّى عِيلَ صبرِي ... فَلَا صَبرِي نَهاكِ ولا عِتابي إِنْ يكُنِ الصَّوابُ لدَيكِ هَجرِي ... فَأَعمَاكِ الإِلهُ عَنِ الصَّوابِ أَبو نُواس: 5417 - أَهابُكَ أَن أَشكُو إِليكَ صَبَابَتِي ... فَلَا أَنَا ابديهَا وَلَا أَنت تَعلَمُ محمد بن عمَّار وزير المَغرِب: 5418 - أَهابُكَ للحقِّ الَّذِي لكَ في دَمِي ... وَأَرجُوكَ لِلحُبِّ الّذي لكَ في قَلبِي كَتَبَ الوَزيرُ أَبُو بكرٍ محمدُ بن عمَّارٍ إِلى المُعتمد عَلي اللَّه صَاحِبُ المغربِ ¬
يَستَعطِفُهُ لِمَا جَرَى منهُ في خَبرِ مَدينَةِ مَرسِيَةَ وقَد أَسَر الإفرنجُ عَبدَ اللَّهِ وَلدَ المُعتَمدِ يَقُولُ: أُصَدِّقُ ظَنِّي أَم أُصبحُ إِلى الصَّحبِ ... وأُمضي عزمي أَعُوجُ إِلى الرَّكبِ إِذَا ابتَعدتُ في أمرِي مَشَيتُ مَعَ الهَوَى ... وإِن أَتَعقَّبهُ نكَستُ عَلَى عَقبِي أَهابُكَ للحَقِّ الَذِي لكَ في دَمِي، البَيتُ وبعدَهُ: وَكَم قَد فَرَت يُمناكَ بِي من ضَريبةٍ ... فَلَا غَروَ يومًا أَن يُغلَّكَ من غَربي أَمَّا إِنَّهُ لولَا عَوارفكَ التي جَرت ... بِين مَجرى الماءِ في الغُصنِ الرَّطبِ لمَا سُمتُ نفسِي مَا أَسُومُ مِن الأَذَى ... ولَا قلتُ عن الذنبَ فيما جَرَى ذَنبِي سَأَستميحُ الرحمن لَديكَ ضَراعةً ... وأَسألُ سُقيا مِن تَجاوزِكَ العَذبِ وإِن نَفحِتني من سمائِكَ حرجَفٌ ... سأهتِفُ يا بَردَ النَّسِيم عَلَى قَلبِي قال فأَجابَهُ المُعتَمدُ عَلَى اللَّهِ يَقولُ (¬1): تَقدَّم إليَّ ما اعتَدتَ عنِدي من الرُحبِ ... وَرد تَلقكَ العُتبي حجَابًا عَن العَتبِ مَتَى لمقَنِي تَلقَ الذِي قَد بَلوتَهُ مستوحيًا ... عنِ الجَانِي رؤوفًا عَلى الصَحبِ سَأُوليكَ منِّي مَا عَهِدتَ منَ الرِّضا ... وأَصفَحُ عمَّا كَانَ إِن كَان من ذَنبِ فمَا أَشعر الرحمَنُ قلبي قَسوةً ... ولَا صَان نسِيانُ الأَذيَّةِ من شعبي قَريضُكَ قد أبدى تَوحُّشَ جَانبٍ ... فجَاوبتُ تَأنيسًا وعلمُكَ في حَسبي تكلَّفتُ أَبغَي بهِ لكَ سَلوةً ... وَكيفَ يُعانِي الشعر مشتَركُ اللبِّ سَعِيدُ بن حُمَيدٍ: 5419 - أَهابُ وَأستَحِيي وأَرقُب وَعْدَهُ ... فَلا هُو يَبدَأني ولَا أَنَا أَسأَلُ بعده: هُو الشَّمس مُجراها بَعيدٌ وَضوءُهَا ... قَرِيبٌ وَقَلبي بالبَعيدِ مُوَكَّلُ ¬
ابْنُ الظَّريفِ الآمديُّ: 5420 - أَهَابُهُ وهوَ طَلقُ الوَجهِ مُبتَسِمٌ ... وَكَيف يُطْمِعُني في السَّيفِ رَونَقُهُ قَبْلهُ: ومُخطَفِ الخَصرِ مَطبُوع عَلَى صلَفٍ ... عَشِقْتُهُ وَدَواعِي اليمن تَعشَقُهُ أَهابُهُ وهوَ طلقُ الوجهِ مُبتسِمٌ. . . البيت، وبعده: ظَبيٌ يَصيدُ فُؤادي ثمَّ يُطلقهُ ... وَيستَرقُّ غَرامِي ثمَّ يَعمقُهُ قَد تَسامَحَ قلبِي في مُساعَدَتِي ... علَى السُلُوِّ وَلَكِن مَن يُصدِّقُهُ ابن خَازِمٍ: 5421 - أُهَازِلُ حَيثُ الهزْلُ يَحسُنُ بالفَتَى ... وإِنِّي إِذَا جَدَّ الرِّجَالُ أَخُو جدِّ قَبْلهُ: نَفَى الضّيمُ عَنّي نفس حُرّ أَبيَّةٌ ... وقَلبٌ مُطيقٌ للضّغينَةِ وَالحِقدِ أهازِلُ حَيثُ الهزلُ يحسُنُ بالفَتَى. . . البيت محمَّدُ بن كُنَاسَةَ: 5422 - أَهانَ الهَوَى حَتَّى تَجنّبَهُ الهَوَى ... كما اجتَنَبَ الجَانِي الدَّمَ الطَّالِبَ الدَّما أَبياتُ مُحمَّدٍ بن كُنَاسَةَ من قَصيدَة يرثِي إبراهيم بن أَدهَمَ رَحمَهُ اللَّهُ وَهُو خَالهُ وابنُ خَالِهِ يَقولُ مِنْهَا (¬1): رَأيتُكَ لَا يُغنيكَ مَا دونَهُ الغِنَى ... وَقَد كَانَ يُغني دُون ذاكَ ابنَ أَدهَمَا وَكَانَ يَرَى الدُّنيا صغِيرًا عَظيمُها ... وَكَانَ لأمرِ اللَّهِ فيهَا مُعظَّمَا وَأكثَرَ مَا تَلقَاهُ في الأَمرِ صَامتًا ... فإن قال بذّ القائِلينَ وأَحَكما ¬
أَهانَ الهَوى حَتَّى تجنَّبهُ الهَوى. البَيتُ وبعدَهُ: يَرَى مُستكينًا خَاشِعًا مُتواضعًا ... وَليثًا إِذَا لَاقَى الكَريهة ضيغَما وَللحِلم سَلطانٌ عَلَى الجَهلِ عندَهُ ... فَمَا يَستطِيع الجَهلُ أَن يترمرَمَا عَلَى الحَدَثِ الغَربِيّ من آلِ وَائلٍ ... سَلَامٌ وَبِرٌّ مَا أَبرَّ وَأَكرَمَا 5423 - أُهَانُ وأُقصَى ثُمَّ تُرجَى مَودَّتِي ... وأَيُّ كرِيمٍ يُرتَجى بهَوَانِ؟ حَارثُةُ بن بدرٍ الغُدانيُّ: 5424 - أُهَانُ وأقصى ثمَّ تَستَنصحُونَنِي ... وَمَن ذا الَّذي يُعطي نَصيحتَهُ قَسرَا بعدَهُ: رَأَيتُ أكُفَّ المُصليّنَ عَلَيكُمُ ... مِلاءً وَكَفّي من عَطائِكُم صفرا وإِنّي مَعَ السَّاعِي عَلَيكُم بسَيفِهِ ... إِذَا أحدَثَ الأيام في عَظْمِكُم كَسرا مَتَى تسألوني مَا عَليَّ وتمنعُوا الذِي ... لي لَم أَسْطِعْ عَلى ذلكُمْ صبْرا وتُروى هَذهِ الأَبياتُ لأَنس بنِ زَنيمٍ اللَّيثيِّ. 5425 - أَهتَزُّ عِندَ تَمنّي وَصْلِها طَربًا ... وَرُبَّ أُمنيةٍ أَحلَى مَن الظَّفَرِ إبراهيمُ الغَزِّيُّ: 5426 - أُهَدَّدُ بالعِتَابِ وأَيُّ سَلبٍ ... يُحسُّ بهِ المُجرَّدُ أَو يُبَالِي 5427 - أُهدِي التَّحيَّةَ وَهيَ منِّي عَادةٌ ... وَأفُوهُ بِالتَّسلِيم كُلَّ صَبَاحِ بعده: وأقولُ شوقٌ لازِمٌ بجَوانحِي ... مَا الصَّبرُ عادَةُ وَامقٍ مُرتَاحِ 5428 - أُهدِي إِلى القَلبِ رَوحًا بَعدَ مَا عَبِثَتْ ... بِهِ الهُمومُ وَأَمنًا بَعدَ مَا خَافَا ¬
أَبُو الفَضْلِ بن العَمِيدِ: 5429 - أَهدَى إِليكَ مُحبّرًا مِن نُطقِهِ ... كالرَّوضِ جَادَ لَهُ الغَمَامُ بِأَسعُدِ بعده: في مُهْرَقٍ نثرتْ عَلَيهِ بَنانُهُ نثرًا ... فرائدَ لَيسَ تُلقَط باليَدِ أبو الظَّرِيفِ: 5430 - أَهدَى إِليكمُ عَلى نَأيٍ تَحيتَهُ ... حَيُّوا بأَحسَنَ منهَا أَو فَرُدُّوهَا أَبياتُ أَبِي الظَريفِ وَهو شَاعِر كَانَ مَعَ المُعتَمِد: أتهجُرونَ فتى أُغرِي بِكُم تيهًا ... حقًا لِدَعوة صبٍّ إِن تُجيبُوهَا أَهدِي إِليكُم عَلَى نَأيٍ تحيَّتُه، البَيتُ وبَعدَهُ: زَمُّوا المَطَايَا غَداةَ البَين وَاحتَملُوا ... وحلّفوني عَلَى الأَطلَالِ أَبكيهَا شيَّعتُهم فَاستَرابُوا بِي فَقلتُ لَهم ... إِنِّي بُعثتُ مَعَ الأَجمالِ أَحدُوهَا قالُوا فَمَا نَفسٌ يَعلُو كَذَا صُعُدًا ... ومَا لعينكَ لَا تَرقَى مآقِيهَا قُلتُ التنفُسُ مَن تُداءِبَ سَيركُم ... وَدَمعُ عَيني جَارٍ من قَذًى فيهَا حَتَّى إِذَا تَجلُوا وَاللَّيلُ معتكمٌ ... خَفَضتُ في جنحِهِ صَوتًا أُنَادِيهَا يَا مَن بهَا أَنَا هَيمانٌ ومُخبلٌ ... هَل لِي إِلى الوَصلِ من عُقبَى أُرجّيهَا وَنَسَب السِّري الرفّاء هذه الأبيات إِلى عُبِيد اللَّهِ بن عَبد اللَّه بن طاهرٍ، والأَخفَشُ يَرويهَا لأبي الظّريفِ الشاعر. بكر بن النطّاح: 5431 - أهدِي إِليكَ مَودَّتِي وَنَصَائحي ... قَبلَ اللّقاءِ تَعارُفُ الأَروَاحِ بعده: وَمنَ القُلوب شَواهدٌ ... يَشهدنَ قَبلَ تشاهُدِ الأَشباح ¬
كَانَ سَعيدُ بنُ حُميدٍ أَبلغَ النَّاسِ في ذكِر الهَدايَا الَّتِي يُتهَادَى بِهَا في أيَّام النُّوروزِ وَالمَهرجان وَغَيرُ ذلكَ وَكَانَ أحمدُ بُن يُوسفَ هُوَ النَاتج لهَذِه البَابِ وَهو أوَّل من أحسَنَ العَبارَةَ عنها حينَ كَتَبَ إِلى المأمُونِ وَقَد أَهدَى لَهُ سَفطًا مِنَ الذَهب وَفيهِ قطعة عودٍ هِندِيٍّ بمقدارِهِ: هَذَا جَرَت بِهِ العَادَةُ بإلطافِ العَيدِ السَادَةَ وقَد قلتُ: عَلى العَبد حقٌ فهو لَا بدَّ فاعِلهُ، البَيتانِ، وهُمَا مَكتُوبَان في بَاب عَلَى، فيقول سَعيد بن حُميدٍ عَلَى هذا المَنثور والمَنظومُ الذي لأحمدَ بنِ يُوسُفَ في كثيرٍ من مُكاتباتهِ إلى الأَحيانِ وَالرؤساءِ فمنهَا مَا كَتبَ إِلى ابنِ يَزدادَ: النفسُ لكَ وَالمالُ مِنكَ والرّجاءُ مَوقُوفٌ عَليكَ والأَملُ مَصروفٌ إِلَيكَ فَمَا عَسينَا أَن نُهدِيَ إِليكَ في هَذَا اليَوم وهُوَ يَومٌ شملتُ فيه العَادَةُ الأتباع وَالأولياءِ بإهدائِهم للسَّادَةِ العُظماءِ وكَرِهنا أن نُخليه مِنْ سُنّتهِ فاقتصرنَا عَلَى هَديَّةِ تقضي بَعضَ الحَقِّ وَتأخُذُ بطَرفٍ منَ البِرِّ، وبَنَى جَميعَ رسائِلِه عَلَى هَذَا النَمطِ وَكَذلكَ إِشعارَهُ فمِن ذلكَ مَا كتبَ إِلى علي بن يَحيَى (¬1): مِن سُنّة الأَملَاكِ فيما مَضى ... من سَالفِ الدَهرِ وإِقبالِهِ هَديَّةُ العَبدِ إِلَى مَالكٍ يَـ ... ـحكُمُ في العَبدِ وَفِي مَالِهِ فَقلتُ مَا أهدى إِلى سَيّدٍ ... حَالي إِذَا فَكّرتُ من حَالِهِ فَليسَ إِلَّا الحَمدُ والشُكرُ ... وَالمَدحُ الَّذِي يَتقَى لأَمثَالِهِ ومَن ذلك مَا كَتَبَ إِلى الحَسَنُ بن مَخلدٍ. إِن أُهدِ نَفسِي فَهو مَالِكُهَا، وقَد كُتبت ببَابِها. وَكتب إلى آخر: هديّتي تقصر عَن همَّق، وهَي ببابهَا وَكَتَبَ: طَرَحتُ الهَدايَا، وهيَ ببَابِها وَكَتَبَ: لو كنت لا أهدي إِلى أن أَرَى، وهي بَبابِها وكَتَبَ: وَلمَّا أَن رَأَيتُ ذَوِي التَّصافِي، وَهي مَكتوبَةٌ ببَابِهَا فَليسَ لأَحدٍ في ذكرِ الهَدايَا كَمَا لِسَعيدِ بن حُمَيدٍ. ¬
ابْنُ سُكَّرَةَ: 5432 - أَهدَى إِليَّ دَوَاةً لَو كَتَبتُ بِهَا ... دَهرِي أَيَادِيهِ لَم تَنْفَدْ أَيادِيهِ أبو محمَّدٍ الخَازِنُ: 5433 - أُهدِي كَمُستبضع تمرًا إلى هجَرٍ ... وَحَاملٍ وَشْيَ أَبرادٍ إلى عَدَنِ 5434 - أُهدِي لمجلسِكَ الكَرِيمِ وَإِنَّمَا ... أُهدي لَهُ مَا حُزتُ مِن نَعمَائِهِ بعده: كَالبحر يُمطِرهُ السَحاب ومَا لَهُ ... فَضلٌ علَيهِ لأَنَّهُ مِن مَائِهِ القطرُبليُّ الكَاتبُ: 5435 - أَهَذَا في قياسِكَ مُستَقيمٌ ... تَقِيسُ جَداوِلًا وشَلًا بِبحرِ يقولُ ذلكَ في المُبرَّدِ وتَفضيلِهِ عَلَى ثعلَبٍ 5436 - أُهرُب بِنَفسِكَ واستَأنِس بوَحدَتهَا ... تلقَ السُعُودَ إِذَا مَا كُنت مُنفَرِدا البُحتُرِيُّ: 5437 - أهُزُّ بالشِّعْرِ فَهمًا مِن ذَوِي وَسَنٍ في الشِّـ ... ـعرِ لَو ضُربُوا بالسَّيفِ مَا شَعَرُوا الرَّضِيّ المُوسَوِي: 5438 - أَهُزُّ عَاسيَةَ الأَغصَانِ آبيَةً ... عَلَى الخَوابِطِ لا ظِلًّا وَلَا وَرَقَا يقول منها بعدَهُ: وَمَا مَدَحْتُم أَرجُو نَوالهَمُ ... لَكنَّها عُوَذُ مِن شَرِّهِم وَرُقِى ¬
قَالُوا نُعِدُّكَ للجُلَّى فقلتُ لهَمْ حَسبِي ... منَ الرِّيِّ مَا لا يبلغُ الشّرَقَا حَسبُ قَوم هجاءً أَنَّ مادِحَهُمْ ... يُهْدي الثناءَ إِلى أعراضهم فَرقَا إن لم يبالِ بأعقابِ الحَديثِ غدًا ... فَمَا يُبالي أَمانَ القَول أم صَدقَا أَبو هِلالِ بنُ سَهلٍ: 5439 - أَهُزُّكُمُ بأَشعَارِي وأَنتمُ ... جَمَادٌ لَا تَهُزُّكُمُ السِّيَاطُ بعده: تغيَّرَ حُسنُ وجهِكمُ لِشعري ... كأنَّ الشِعرَ عندكُمُ ضُراطُ ابن الظَّريفِ الآمدِي: 5440 - أَهلُ الوَفاءِ هُمُ الَّذِينَ أَعُدُّهُمْ ... أَهلِيَ وإِخوانُ الصَّفَا إخَوانِي يقول منها: يَا مَن إِذَا وقَفَ الوُفودُ بِبَابِهِ ... أَلهَى ثَرِيدَهُم عَن الأَوطَانِ جُزتُ البَخيلَ ومن وَرائيَ رَفدُهُ ... وَوَقعت حَيثُ أَرَى النَّدى وَيَرانِي أَنَا عَبدُ نعمتِكَ الّتِي مَلأَتْ يَدِي ... وَرَبيبُ مَغناكَ الذِي أغنَانِي إِبراهيمُ الغزِّيُ: 5441 - أَهلُ الإِصَابَةِ إِنْ قَالُوا وإنْ سَمِعُوا ... وَللسَّماعِ كَما لِلقَولِ إعرابُ مثلُ هَذَا البَيت الأوّل، قَول آخر: إِذَا حُدِّثوا لم يُخشَ سُوءُ استمَاعِهم ... وَإِن حَدَّثوا أَدَّوا بحُسنِ بَيانِ وممَّا يُقالُ نشَاطُ القائِل عَلى قدرِ ما تُفهّمُ المُستَمع. وقالَ بعضُ الحكماءِ مَن لم ينشط حَديثكَ فادفَع عنه مؤونَةَ الاستِماع. وقَالَ عَبدُ اللَّهِ بن مَسعُود حَدّث النَاسَ مَا حَدَجَوكَ بأَسماعِهم وَلحظُوكَ بأَبصارِهم فإِذا رأيت منهم فترةً فَامسِك التحديجُ مِثلُ التّحديق وَهو الحَدجُ أيضًا. ¬
الرضيُّ الموسَوِيُّ: 5442 - أَهمَلَ العرضَ عَلى علمٍ بهِ ... وَرَعَى لمَّا رَعَى المَالَ فَقَط عيسى بن مودُودٍ: 5443 - أهملتَ قَلبكَ ثُمَّ عُدتَ تَسُوسُهُ ... فبحَقّهِ إِن لَجَّ في عصيَانِهِ وَردُ بن حَليم: 5444 - أَهملتَ نَفسكَ في هَواكَ ولُمتَني ... لَو كنتَ تُنْصِفُ لُمت نَفسَكَ دُوني بعده: مَا بَالُ عَيْنكَ لاترَى أقذاءَهَا ... وَتَرى الحفيَّ من القَذى بجفُوني ويُروَيانِ لعُبيدِ اللَّهِ بن عبد اللَّهِ بن طاهِر. صخر بن عمروٍ أخو الخنساء: 5445 - أَهُمُّ بأَمرِ الحزمِ لَو أَستَطِيعُهُ ... وقَد حيلَ بينَ العَيرِ والنَّزوَانِ كَانَ حَديث صَخر بن عمرو بن الشريد السُلَميّ أخي الخنسَاءِ أنَّهُ خَرجَ في غَارةٍ فأصابَه جُرح رَغيبُ فَمرض وطَال من مرضهُ وعَادَهُ قومُهُ فقال عَائدٌ من عوادِه يومًا لامرأتهِ سُليمى كيفَ أصبَحَ اليَومَ صَخرٌ فقالت لَا حَيًّا فَيُرجَى ولَا مَيِّتًا فَيُنسَى فسَمِعَ صَخرٌ كَلامَها فشقَّ عَليهِ وقالَ لهَا أَنتِ القائِلَةُ لعائِدي كَذَى قَالت نعَم غيرَ مُعتذِرةٍ إِليكَ ثم أَتاهُ عائِدٌ آخر فقالَ لأُمِّهِ كيفَ أصبحَ صَخرٌ فقالت أصبحَ بنعمةِ اللَّهِ صالحًا ولَا يزالُ بخير مَا رأَينا شَخصهُ فقَال صَخر في ذلك (¬1): أَرى أُمُّ صَخرٍ لا تَملُّ عِيادَتِي ... ومَلَّت سُلَيمَى مَضجَعِي وَمَكانِي ومَا كنتُ أخَشَى أَن أَكونَ جَنازَةً ... عَليكَ ومَن يغتَرُّ بالحدثانِ ¬
فأيّ امرىٍ سَاوَى بأُمِّ حليلةً ... فَلا عَاشَ إِلَّا في أذًى وهَوَانِ أَهُمُّ بأمرِ الحَزمِ لَو أَستَطِيعُهُ، البَيتُ، وبَعدَهُ: لَعمرِي لقَد أنبَهت مَن كَان نائِمًا ... وأَسمعتِ من كَانت لَهُ أُذُنان وَللموتُ خير من حَياةٍ كأنَّها ... مَحلَّةُ يَعرُبٍ برأسِ سِنانِ قالَ، فلمَّا آفاق عَمدَ إِلى سُلَيمَى فَعلقَها بعَمود الفُسطاطِ حَتَّى مَاتت ثم نُكِسَ من طَعنتِهِ فَماتَ وَدُفنَ إِلى جَانبِ عسيبٍ، وعَسِيبٍ جبل، فهذَاك قبرُهُ هُناكَ إِلى الآن. جَميلُ بثينةَ: 5446 - أَهُمُّ بسَلوَى عنكَ ثُمَّ تَرُدُّني ... إليكَ وَتثنينِي علَيكَ العَواطِفُ أبو الطَّيب المتنبّي: 5447 - أَهُمُّ بشيءٍ واللَّيالِي كأَنَّها ... تُطاردُنِي عَن كونِهِ وَأُطَارِدُ بعده: وَحيدًا من الإخوان في كُلِّ بلدةٍ ... إِذَا عظم المَطلوبُ قلَّ المُسَاعِدُ مُضرسُ بن الحارث المُزني: 5448 - أهُمُّ بصرم الحَبل ثُمَّ يَردّني ... عَلَيك منَ النّفسِ الشعَاع فَريقُ الحَاجِريُّ الأربليُّ: 5449 - أُهُمُّ لمَا يَلقَاهُ قَلبِي بِسلوةٍ ... وأَعلَمُ أَنِي مُخطىُ فأَتُوبُ ابْنُ الرُّوميّ: 5450 - أَهنَأُ العُرفِ مَا أَتَى من خَليلٍ ... يحسبُ القَرضَ الأَخلَّاء فَرضَا ¬
بعده: أَحملُ المرءَ وَهو عبءٌ ثَقيلٌ ... لِلأَخِلّاءِ حَملَ بَعضي بعضا القاضِي يُهنّيءُ الصّاحب بخلعة الوزارة: 5451 - أَهنَأُ المسرَّة مَا جَاءَتْ مُفَاجَأةً ... وَمَا تَناجَتْ بِها الألفَاظُ والفِكَرُ أَبياتُ القاضي أوّلُهَا: هَذِي المَكارِمُ والعَلياءُ تَفتَخر ... بيَوم مَأثرةٍ سَاعَاتُهُ غُرَرُ يَومٌ تَبسَّمَ عَنه الدَّهرُ واجتَمعت ... لَهُ السّعُودُ وَأغضت دُونه الغَمر حتَّى كأَنِّي أَرى في كُلِّ ملتفتٍ ... رَوضًا تفتَّح في أثنائِه الزَّهَرُ وَافى عَلى غيرِ ميعَادٍ يُبشِّرُنا ... بأن سَيتبَعهُ أمثالهُ الأُخَرُ أَهنَا المَسرَّةُ مَا جاءَت مُفاجَأةً. البَيت وبَعدَهُ: لَو أَنَّ بُشرَى تلقتنا بمَوردهَا ... لأَقبلت نحوَها بالأفراح تَبتَدرُ ثلت مهَابتُكَ الأَبصَارَ خاشعةً ... حَتَّى تَبيَّن في أَلحاظِها خَرزُ أَبو العَتاهيَة: 5452 - أَهنَأُ المَعروفِ مَا لَم ... تُبتَذَل فيهِ الوُجُوهُ 5453 - أَهِن اللَّئِيمَ فَمَا الكرامَةُ عندَهُ ... يومًا بِنافعَةٍ إذا أَكرَمتَهُ بعده: وَدع الكرامةَ للكريم فإِنَّما ... يُخشَى الكَرِيمُ إِذَا الكَريمُ أَهنتَهُ 5454 - أَهِنْ عَامِرًا تَكرُم عَلَيهَا ... فإِنَّما أَخو عَامِرٍ مَن مَسَّهَا بِهَوانِ حَاتم الطائِي: ¬
5455 - أَهِن للَّذِي تَهوى التِّلادَ فإِنَّهُ ... إِذَا مُتَّ كَانَ المَالُ نهبًا مقَسَّما يزيدُ بن مُعاوِيةَ: 5456 - أَهْوِنْ عَليَّ بما لَاقَتْ جُمُوعُهمُ ... بالفَرقَديَّةِ من حُمَّى وَمزمُومِ بعدَه: إِذَا ارتفقتُ عَلى الأنماطِ مُصْطَبِحًا ... بدَير مرَّانَ عندي أُمُّ كلثومِ قاله يزيدُ بنُ مُعاويَةَ وَهو في حَربِ الرُّومِ وقَد أَصَابَ المسلمِينَ الحُمَّى والجدرِيُّ فماتَ أكثرُهُم. البُحتُريُّ: 5457 - أَهوَى الثَّراءَ وَكم من ثروةٍ كسَبَتْ ... ليَ العَداوةَ من رَهطي ومن وَلَدِي ابْنُ الدَّهانِ: 5458 - أَهوَى الخُمولَ لكَي أَعيش مُرفّهًا ... مِمَّا يُعَانيِهِ بَنُو الأَزمَانِ بعده: حَتَّى لأنكَرني من كَانَ يَعرفُنِي ... من الأخلَّاءِ وَاستَوحَشتُ في بَلَدي 5459 - أَهوى المَعالَي والأَسمالُ مُنهجةٌ ... وَأَنشَقُ العِزَّ من حتفِي فَيُنعشُني ابْنُ المعذّلِ: 5460 - أَهوَى الملَاحَ وأَهوَى أَن أُجَالسَهُم ... وَليسَ لي في حَرامٍ مِنهُم وَطَرُ قبلُهُ: ¬
كَم قَد خَلَوتُ بمن أهوى وَيمنعني ... منهُ الحياءُ وخَوفُ اللَّهِ والحذَرُ وكَم ظَفرتُ بمن أهوَى فيقنعُنِي ... منهُ الفكاهةُ وَالتعليلُ والنظَرُ أَهوى المِلَاحَ البيت ... وبعده: فذلكَ الحُبُّ لَا إِتيان، ومَعصيَةٍ ... لَا خيرَ في لَذةٍ من بعدِهَا سَقرُ ويروى: لا تَركنَنَّ إِلى إتيان معصية. . . البيت ابْنُ المُعتَزِّ: 5461 - أَهوى عَليًّا والإِلَه وَلَا ... أَقلَى أَبا بَكرٍ وَلَا عُمَرَا نُصَيْبٌ: 5462 - أَهوَى هَواهُ وَلَا أُحِبُّ خِلَافَهُ ... وَيروم في كُلِّ الأُمورِ خِلَافِي بعدَهُ: صَاحبتُهُ عَامين لا وَحَياتِهِ ... مَا كَانَ في العَامينِ يومٌ صَافِ هَذَا ممَا قالت العَربُ في المذكَّر لأنَّ جُلّ أَشعارِها في المؤنَّثِ وَمَا قالتْ في المُذَكَّرِ قليلٌ وَهذا منهُ. عَبدُ اللَّهِ بن الحسن بن علي (عليه السلام): 5463 - أَهوى هَوَى الدّينِ واللَّذاتُ تُعجبُني ... فَكيفَ لي بهَوَى اللَّذاتِ وَالدّينِ قَال بَعضُ الصُّوفيَّةِ صَحِبتُ عَبدَ اللَّهِ بنَ الحَسنِ بن عَلِيِّ بن أبي طَالبٍ عَليه السَلامُ بمكَّة فبينَا نَحنُ في الطَّوافِ إِذَا امرأة حَسناءُ جَميلةٌ فلمّا بَصُر بَهَا عبد اللَّهِ قَالَ: أَهوَى هوَى الدِّين، البَيت، وبعدَهُ: نَفسِي تُزَيِّن لِي الدُّنيا وزُخرفَهَا ... وحَاجزٌ من حذارِ اللَّه يثنينِي ¬
فقَالَت المرأةُ مُسرِعةً: دع أَحدَهُمَا مثل الآخرَ فَقالَ لَها أَلكِ زَوجٌ قَالت كَان فدُعِي قالَ مُذكَم قالت مُنذُ سَنةٍ فقالَ الحَمدُ للَّهِ عَلَى تَمام النَّعمةِ فهَل لكِ في زَوج قَالت مَا كان ذَلك في عَزمِي فَأمّا بكَ فنعَم فتزوَّجَ بهَا. 5464 - أَهلًا بِوَافدَةٍ للشّيبِ نَازِلَةٍ ... وانْ تَرَاءَت بشَخصٍ غَيرِ مَودُودِ أَنشَدَ أَبُو أحمَد بنُ الزَّياتِ قَالَ: أَنشَدني هارونُ بنُ محمَد بنُ عَبد الملِك الزّياتُ: أَهلًا بوَافدة للشَّيبِ. . . البيت، وبعده: لا أَجمعُ الحِلِمَ والصَّهباءَ قَد سَكَنتْ ... نفسي إِلى الماءِ عن ماءِ العناقِيدِ لَم يَنهَني كُبَرُ عنهَا وَلَا فنُدَ ... لكن صَحَوتُ وَغصنِي غيرُ مخضُودِ أَوْفَى بي الحلم فاقتادَ النُهَى طَلِقًا ... شأَوِي وَعفتُ الصِّبَا من غير تَفْسيدِ البُحتُرِيّ: 5465 - أَهلًا بِهَذا المَلِكِ المقبِلِ ... جئتَ مجيءَ العَارِضِ المُسبِلِ مِقداد بنُ المَطاميريّ: 5466 - أَهلًا بهِ زائِرًا تُدنيهِ من جَسَدِي ... ضمًّا يَدي وخُفُوقُ القَلبِ يبعِدُهُ أَبو عَامرٍ أَحمدُ بن عَبد الملك المعرِيّ: 5467 - أُهِيبُ بالصَّبرِ وَالشَّحنَاءُ ثائِرةٌ ... وأَكظِمُ الغَيظَ وَالأَحقادُ نيرَانُ 5468 - أهيَفُ مَاءِ الشَّبَابِ يَرعدُ ... في خَدَّيهِ لَولَا أَدِيمُهُ قَطَرَا نُصَيْبٌ: 5469 - أَهيمُ بدَعدٍ مَا حَييتُ فَإِن أَمُتْ ... أُوَكّل بدَعدٍ مَن يهَيم بهَا بَعدِي ¬
قِيلَ ذُكرَ بيتُ نُصيبٍ، أَهيمُ بدَعدٍ مَا حييتُ، البَيتُ، عِندَ عَبد الملك بن مروانَ فكلٌ من جلسَاءِ عَابَهُ فقالُوا لم نَجِد أحدًا مِمَّن يفهَمُ جَوهَر الكلامَ يَرى لَهُ مذهبًا حَسنًا فقال عبدُ الملكُ لَو كَانَ إليكم كيفَ كنتمُ تَقولُونَ فَقال بَعضُهم كنت أقول (¬1): أَهيمُ بَدعدٍ مَا حَييتُ فإِن أَمُت ... فَلا صلحت دَعدٌ لذي خُلَّةٍ بَعدي قَالُوا أنتَ واللَّهِ أشعَرُ الثلَاثَة، وقال النمِر بنُ تولبٍ مِن أَبياتٍ أَوّلها (¬2): أشاقتكَ أطلالٌ دَوارسُ من دَعد ... خَلاءٌ مغَانيهَا لحَاشِيةِ البَردِ أَهِيمُ بدَعدٍ مَا حَييتُ فإِنْ أَمُتْ ... أوصِي بِدَعدٍ من يَهيمُ بِها بَعدِي ويُروَى: فواكَبدي ممَّا لَقيتُ عَلَى دَعدٍ، وسَمِعَ بَعضُ الظُرفاءِ قَائلًا ينشد: فَواحَزنَا مَن ذَا يَهيمُ بَهَا بَعدِي، فَقَال وَاللَّهِ مَا هَذَا إِلَّا ميّتٌ فضُوليٌّ. عَبد الملك الحَجَّاريّ من شعراء الأندلس: 5470 - أَهيمُ بِدَنّ خَلٍّ كَانَ خمرًا ... وَأَهوَى لحيَةً كَانَتْ عِذَارَا قَبْلهُ: فَديتُكَ لَا تخف منّي سُلوًّا ... إِذَا مَا غيَّرَ الشعر الصِّغَارَا أَهيمُ بَدنِّ خَلٍّ كان خمرًا. . . البيت يَزِيدُ بن محمَّد بن محمَّد بن عُبيد اللَّه العَلَويّ الحُسَينيُّ: 5471 - أَهِيمُ بلَيلَى مَا حَييتُ فَإِن أَمُت ... يُجاورُ في الموتَى ضَريحي ضَريحُهَا قَبلَهُ: ومَحجُوبَةٍ بَعدَ المَماتِ رَأيتُها ... بعَين الكَرَى وانجاب عَنها صَفيحُهَا فَقَالت لَقد أَمسكتُ مِنكَ بغَادرٍ ... إِذَا حَفظَ النَّاسُ العُهودَ يطيحُها ¬
أَلستَ الَّذِي أَنشدتَني غير مَرَّةٍ ... وَأنتَ قريح المُقلَتين سَفُوحُهَا أَهيمُ بِليلَى مَا حَييتُ فإِن أَمُت. البَيت وَكأنَّهُ تضمِينٌ. ابْنُ السَّاعَاتِي: 5472 - أَهِيمُ بلَيلَى والحِسَانُ كثيرَةٌ ... وَلكِنَّها كالشَّمسِ قَلَّ ضَرِيبُهَا وَمِن بَابِ (أَهيمُ)، قَولُ الحَارثِ بن خَالدٍ المَخزوميّ (¬1): لَهَا الذِكرُ من نَفسِي عَلى كُلِّ حَالةٍ ... رخاءٍ من الأيَّامِ أو من شديدهَا أَهيمُ بهَا في النَأَيِ وَالقُربِ إِن دَنت ... عَلَى بُخلِها إِن كَانَ بُخلًا وَجُودهَا أَعرابيَّةٌ: 5473 - أَهِيمُ بهِ مَا دُمتُ حيًّا فَإِن أَمُتْ ... تَلِجْ حُبُّهُ قَبري مَعِي حينَ أُقبَرُ قال الأصمعي: بَينا أتخلَّلُ بُيوتَ العَرَبِ، إِذ بصرتُ بِجاريَة قد خَرَجت من بَعض الأَخبيَة، وَهي تقول: مسكينٌ العَاشِقُ كُل شيءٍ عدُوُّه رسومُ الدِّيار تُحرقُه ولمعَانُ البُروق يُؤرقُه والعَذلُ يُؤلمُه والفِكر يفجَعُهُ والبُعدُ يُبخلِهُ والرّقادُ يَهرُب مِنهُ وَلقد تداويتُ بالحلو والمُرِّ، فَمَا أنجعَ فيهِ دواءٌ وَلَا أغنَى عنهُ غناءٌ، ثم قالت: أهيمُ بهِ ما دُمت حيًّا. . . البيت، وبعده: وفي القلبِ أَرْعَى حُبَّهُ وأَصونُه ... وأَلقَى به رَبِّي غدًا حينَ أُحشَرُ أَذكُرهُ عِند الحِسابِ وَأَشتَكِي ... إِلى اللَّهِ إِن كَانَ الهَوى ثَمَّ يُذكَرُ الإمامُ الشَّافِعي رحمه اللَّه: 5474 - أُهينُ لهَمِ نَفسِي لأُكرمَهَا بِهم ... وَلَن تُكرمَ النَّفس الّتي لَا تُهِينُهَا 5475 - أَهينُوا مَطاياكم فَإِنِّي رَأيتُهُ ... يَهُونُ عَلَى البِرذَونِ مَوتُ الفَتى النَّدبِ ¬
5476 - أَلا أَبتِ الأشياءُ إِلَّا تلبُسًا ... عَلَيكَ فَقسهَا تَعرفِ السَّهلَ والوَعَرا 5477 - أَلا أَبعدَ اللَّهُ الفِراقَ ويَومَهُ ... وأَسقَطَ ذَاكَ اليَومَ مِن عَدَدِ الشهرِ 5478 - أَلا أَبلغَ أَبا وَهبٍ رسولًا ... بأنَّ التَّمرَ حُلوٌ في الشِّتاءِ هذا من أَبياتِ المَعاني قالَهُ الشَّاعرُ في مَن أخذَ لدَيه عوضًا عن الثأرِ، وَكان في جُملتِها تَمرٌ يُعيّرُه بذلكَ. 5479 - أَلَا أَبلغَ اللَّهُ الحِمَى مَن يُريدُهُ ... وَبَلَّغَ أَكنَافَ الحمى مَن يُريدُهَا وَمِن بَابِ (أَلَا أَبلِغَا)، قولُ ابن الرُّوميّ (¬1): أَلَا أَبلغَا عنِّي العَلاءَ ابنَ صَعدٍ ... رسَالةَ ذي نفسٍ قليل هُلُوعُها أَتت نفسك المعروفَ حَتَّى نبلت ... إِلى اليأسِ نَفسِي وَاطمأنَّ نزُوعُهَا فقَد عَرفتُ عن نائِلٍ كُنتُ أَبتغي ... لديكَ وَأُمسِي كبرياءً خُضُوعُهَا بَسقتم بسوق النخل ظُلمًا فأبشِروا ... ستسمو بكم عمّا قليلٍ جذوعُهَا وقُلتم رجحنا بالرَجالِ بحقنَا ... وأيُّ رِجالٍ لَم تَزنكُم شُسوعُهَا حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: 5480 - أَلا أُعانُ عَلَى جُودٍ بمَيسَرةٍ ... فَلَا يَرُدُّ نَدَى كَفيَّ إقتَارِي قبلَهُ: أَلا سَبيلٌ إِلى مَالٍ يُعَارِضني ... كَما يُعَارِضُ سَبيلُ الأبطح الجَارِي أَلا أُعانُ عَلى جُودٍ بميسَرةٍ. . . البيتُ المُتَلمِّس في قصَّةِ طَرَفَةَ: 5481 - أَلا أَلق قِرطَاسًا يمُجُّ مِدَادُهُ ... سِمَامَ الأَفاعِي أَعجَم الخَطَّ كَاتبُه ¬
بعدَهُ: عَصَانِي فلَم يَلقَ الرَّشادَ وإِنَّما ... تَبيَّن من أَمرِ الغَويّ عَواقِبُه أصبح محمولًا على ظهر آلةٍ ... تمجُّ نجيعَ الجوفِ منهُ ترائِبُه إِلَّا يُحلّلهَا يُعَالُوكَ فَوقَها ... وَكيفَ توقَّى ظهرَ مَا أنت راكِبُه أَنْشَدَ الزمَخشريُّ: 5482 - الآنَ ادَّبني الزَّمانُ ومَن يَكُن ... مستملِيًا أَخبَارَهُ يَتأَدَّبِ عَلِيُّ بنُ هِشَامٍ: 5483 - أَلَا إِنَّ أَبقى المَال مَالٌ تُنيلهُ ... وَشرُّ كَلامِ القائِلينَ فُضُولُهُ بعدَهُ: عَليكَ بمَا يَعنيكَ من كُلِّ ما تَرَى ... وَبالصَّمتِ إلّا عَنْ جَميلٍ تَقُولُهُ 5484 - أَلا إِنَّ إِخوانَ الصَّفاءِ قَلِيلُ ... فَهل لِي إِلى ذَاكَ القَليلِ سَبيلُ بعده: قِسِ الناسَ تعرف غثّهم مِنْ سَمينهم ... فَكُلّ عَليهِ شَاهِدٌ وَدَليلُ الخَبَّازُ البَلَدِيُّ: 5485 - أَلَا إِنَّ إِخوانِي الَّذينَ عَهدتُهم ... أَفاعي زَمانٍ لَا تُقصِّرُ في لَسعِي بعده: ظَننتُ بهم خيرًا فلمّا بلوتُهم ... نَزلتُ بوادٍ منهمُ غيرِ ذِي زَرعِ وقال إسماعيل القراطيسيّ في الهجاءِ: لِسَانِي فيكَ محتاجُ ... إلى التخليعِ وَالقَطْع ¬
أَنيابِي وأَضراسِي ... إِلى التَكسيرِ والقَلع لئِن أخطَأتُ في مَد ... حِكَ مَا أَخطأتَ في مَنعِي قد أَحللتُ حَاجَاتِي ... بوَادٍ غيرِ ذي زرعِ مقتبسٌ من القرآن الكريم. المَجنُونُ: 5486 - أَلَا إِنَّ أَدوائِي بليلى قَديمةٌ ... وأَعضَلُ أَدواءِ الرِّجالِ قَدِيمُها هُو قَيسُ بنُ مُعاذ العُقَيليُّ المَجنونُ العَامِريُّ يقُولُ منها: أَلَا حبَّذَا يومٌ تمُرُّ بِهِ الصَّبا ... لَنا وعَشيَّاتٌ تدَلَّت غُيومُها بِنُعمانَ إِذ أهلى بنُعمانَ جيرَةٌ ... لَيالِي إذ تَرمي بدَارٍ مُقيمهَا أَيا جَبَلَي نعمان باللَّه خلّيا ... سَبيلَ الصَّبَا يخلص إِلي نسيمُها فَإِنَّ الصَّبَا رِيحٌ إِذَا مَا نسّمتُ ... عَلى نَفسِ مَغمومٍ تجلَّت غُمومُها أَجِد بَردَهَا أو تسفِ حَرارةً ... عَلى كَبدٍ لَم يَبقَ إِلا صَمِيمُهَا فَيا رِيحُ مُرِّي بالدِّيارِ وَخبِّري ... أَباقِيةٌ أَم قَد تعفَّت رسُومُهَا تَذكَّرتُ وَخد الناعجيّاتِ بالضُحَى ... ولذَّة دنيا قَد تقضَى نَعيمُها أَلَا إِنَّ أدوائِي بلَيلى قَديمَةٌ. البَيتُ، وبَعدَهُ: فَلَو كَانَ حُبِّي آلَ ليلَى لحادثٍ ... إِلى وَقت أيَّامِ تجلَّت همُومُهَا صَبرتُ على مَا في الفُؤادِ وَغلَّةٍ ... توقَّدُ في الأحشاءِ مِنها جَحيمُها 5487 - أَلَا إِنَّ الخلَافَةَ في قُريشٍ ... كما قالَ النَّبِيُّ بلَا خِلافِ الحمَّانيُّ العَلَويُّ: 5488 - أَلَا إِنَّ المَشيبَ عَليَّ مِمَّا ... فقَدتُ منَ الشَّبابِ أعَزُّ فَوتَا ¬
بعده: تملَيتُ الشبابَ فصَارَ شيبًا ... وَإِبلاءُ المَشيب يصَيرُ مَوتَا ولابن المعتزّ قريبٌ منه حيث يقُول (¬1): ظَلمتَ إذا طَالبت شيئًا وقَد فاتا ... تُقابلُ شيبًا بالخضَابِ وَهَيهَاتَا قالوا امرؤٌ قد شَاب وابيضَّ رأسُهُ ... وَلَا بدَّ يومًا أن يُقالَ امرؤٌ مَاتَا وقال ابن المعتزِّ أيضًا (¬2): أَلم تستحي المَشيب وَقَد ... ناجَاكَ بالوَعظِ المُصِيبِ أراكَ تعدُّ من للآمال ذخرًا ... فما أعددتَ للأَجَلِ القَريبِ ولأبي مَنصور عبدِ الملكِ بن محمّد بن إسماعيل الثعالِبيّ (¬3): أَبا منصُورٍ المغرور أقصِر ... وَأبصر طُرق أصحابِ الرشَادِ لستَ تَرى نجومَ الليل لاحَتْ ... وَشيبُ المرءِ عُنوانُ الفَسادِ وقال آخَر (¬4): إِنَّ السُّرورَ تصرَّمت أيّامُهُ ... عَنِّي وَفارَقَني الحَبيبُ المؤنِسُ حالانِ لا أنفَكُّ من أَحَدَيْهِما ... مُستَعبِرًا أَو سَاكِتًا أَتنفَّسُ ذهَبَ الشبَابُ مُولّيًا بسُرورِهِ ... وَمضَى الصَّبِا وهو الأعزُّ الأنفسُ فلِمثلهِ بكتِ العيُونُ صبَابةً ... ولمثلهِ حَزنتْ عليه الأَنفسُ المَعَرِّيُّ: 5489 - أَلَا إِنَّ النساءَ حِبالُ غَيٍّ ... بهِنَّ يُضيَّعُ الشَّرفُ التَّلِيدُ ¬
5490 - أَلَا إِنَّ الإِناثَ أَلذُ قُربًا ... وأَلوَطُ بِالقلُوبِ وَبالصُّدُورِ كُثَيِّرٌ: 5491 - أَلَا إِنَّ الأَئِمَةَ مِن قُريشٍ ... وُلَاةَ الحَقِّ أَربعَة سَواءُ بعدَهُ: عَليٌّ والثلاثةُ من بَنيهِ هُمُ ... الأَسباط ليسَ بهِمْ خَفَاءُ سِبطٌ سِبطُ إِيمانٍ وَبِرٍ ... وسِبطٌ غَيَّبَتهُ كَربَلاءُ سِبطٌ لا يذُوق الموتَ حتَّى ... يقُودَ الخيلَ يقدُمُهَا اللواءُ غيَّبَ لَا يُرَى عَنهُم سِنينًا ... برَضوَى عندَهُ عَسلٌ ومَاءُ ذِكر الخلفاءِ كُلهم بَعدَ رسُولِ اللَّهِ صَلى اللَّه عَليه وسلم وَهُم أَربَعة وخَمسونَ رَجُلًا كُلهم من قريشٍ. فهؤلاء الذين ثبتَ لَهُم الملكُ عَدَا مَن أَولى منهُم وَلم يَستمرّ أَمرُهُ كالحَسَنِ والحُسَينِ وعَبد اللَّه بن الزُّبير وأخيه مُصعَب وَغيرهم فالأربَعةُ الذينَ بَعدَ النَّبِي صَلى اللَّه عَليه وسلَّم بالإجماع عَليهم هُمْ: أَبُو بَكرٍ الصِّديقُ، عُمرُ بنُ الخَطابِ، عُثمانُ بن عَفانَ، عَلِي بن أَبِي طالبٍ. رَضي اللَّهُ عَنهُم أَجمَعِين. وأَربعَة عَشرَ رجُلًا من بَنِي أُميَّةَ وهُم: مُعاويَةُ بن أَبِي سُفيان، يَزيدُ بن مُعَاوِية، مُعاوية بن يَزيد بن مُعاويَة بن أبي سُفيَان، مَروَان بن الحَكَم، عَبدُ الملِكِ بنُ مَروَانَ، الوَليدُ بن عَبد المَلِك، سُليمَانُ بن عَبد المَلك، عُمرَ بن عَبدِ العَزيزِ، هِشَامُ بن عَبدِ المَلك، يَزيدُ بن عَبدِ المَلكِ، الوَليدُ بنُ يَزيد بن عَبد الملك، يزيدُ بن عَبد المَلك، الوَليد بن يَزيد بن عبد الملك، يزيدُ بن الوَليد بن عبد الملك، إبرَاهيم بن الوليد بن عَبد الملك، مَروان بن محمّد الملقّب بالحمارِ. وستَّة وثلاثونَ رَجلًا من بَني العَبَّاسِ رَضي اللَّه عنهم وهُم: ¬
السَّفاحُ، المَنصُور، المهديُّ، الهَادِي، الرَّشِيدُ، الأَمينُ، المَأمُونُ، المُعتَصم، الواثِق، المتَوكِل، المُنتصَر، المُستَعِين، المُعتَز، المُهتدِي، المعتمد، المُعتضِد، المُكتفِي، المُقتَدِر، القاهرة، الرَّاضِي، المُتَّقِي، المُطِيعُ، الطَّايعُ، القَادِر، القائِم، المُقتَدِي، المُستظهِرُ، المُستَرشِد، الرَّاشِد، المُقتَفِي، المُستَنجِد، المُستَضِئ، النَاصرُ، الظاهِرُ، المُستَنصِر، المُستَعصم. وهو الشَّهيدُ المَرحُومُ المَقتُول في وَاقعةِ بغدادَ وَهو الإِمامُ أَبُو أَحمَد عبد اللَّهِ رضوانُ اللَّهِ عَليهم أَجمَعِين. فَأَولُهم السَّفاحُ وآخِرُهم المُستَعصِم رَحمةُ اللَّهِ عَليهِ. قالَ كَاتبهُ مُحمَّدُ بن أيدَمِر عَفَا اللَّهُ عَنهُما خَدمتُ المستعصِم رحمه اللَّه وأنا صبِيٌّ وعُمُرِي أَحَد عَشرَ سَنةً وَكُنتُ أَركَبُ في الخدمة معَهُ واستُشهِدَ والدي رَحمَهُ اللَّه بين الصَفَّين ببزوغى وهو المَوضع الَذِي قَامَتِ الحَربُ فيهِ وشهِدَتْ ذلك اليَومَ وَهو عَاشِرُ المحرّم من سنة ست وخمسين وستمائة. يزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ: [من الطويل] 5492 - أَلَا إِنَّ أَهنَى العَيش مَا سَمَحتْ به ... صُرُوفُ اللَّيالِي والحَوادِثُ نُوَّمُ العَبَّاسُ بن الأحنفِ: 5493 - أَلَا إِنَّ أيَّامَ الهُمومِ عَلى الفتَى ... طوالٌ وَأَيَّام السُّرور قِصارُ بعده: كأني لم أرتع مُباحًا من الحمى ... عَليَّ رِداءٌ للصَّبا وإِزارُ كفَى حزنًا أن التَباعُدَ بَينَنا ... وقَد جَمعتنَا والأحبَّةَ دَارُ ابْنُ الرُّوميّ: 5494 - أَلَا إِنَّ بالأبصَارِ عَن عِبرةٍ عمًى ... أَلَا إِنَّ بالأَسمَاعِ عَن عِظةٍ صَمم ¬
بعده: يُحِدّ لنا هذا الزَّمانُ شِفَارَهُ ... ونَرتَعُ في أَكلائِه رَتعةَ النعَم وهي مكتوبَةٌ ببَاب: أَلا كَم أذَلَّ الدَّهرُ من متَغرِّزٍ 5495 - أَلا إِنَّ بذلَ التَّبرِ لا التّبن هيّنٌ ... لَديكَ إِذَا اَخطَاك بالحَمدِ والشكر امرُؤ القيس: 5496 - أَلَا إِنَّ بَعدَ العُدم لِلمرءِ قنوةً ... وبَعدَ المَشيبِ طُولُ عُمرٍ ومَلبَسَا قَبلَهُ يَصف النّساءَ: أَراهنَّ لَا يُحببنَ من قَلَّ مَالهُ ... ولَا مَن رأَينَ الشيبَ فيهِ وقَوَّسا أَلا إِنَّ بعدَ العُدمِ للمرءِ قنوةً. . . البيت عَبد اللَّهِ بن المُعتزِّ: 5497 - أَلَا أَنَّ بَعدَ النَّأَي قُربًا وَأَوبَةً ... وتَحتَ كطاءِ الحُزنِ وَالهمّ فَارِجَه 5498 - أَلا إِنَّ حَلَّ الشِعرِ زينَةُ كَاتبٍ ... وَلَكنَّ منهُم مَن يَحُلُّ فَيَعقِدُ 5499 - أَلَا إِنَّ حِلمَ المَرءِ أَكرَمُ نِسبَةٍ ... يُسَامى بِهَا عِندَ الفَخارِ كَريمُ بعده: فيا ربّ هَب لِي منكَ حلمًا فإِنَّني ... أَرَى الحلْمَ لَم يندَمْ علَيهِ حَلِيمُ الكُميت الأسَديُّ: 5500 - أَلَا إِنَّ خيرَ الوُدِ وُدٌّ تَطوَّعَتْ ... بهِ النَفسُ لا ودٌّ أَتَى وَهُو مُتعَبُ قَبْلهُ: وَمَا أَنَا بالنكسِ الدَنيِّ وَلَا الَّذِي ... إِذَا صَدَّ عنّي ذو المودّة أحربُ ¬
لكنَّنِي إِن دَامَ دُمتُ وإِنْ بَدا لَه ... مَذهبٌ عنّي فلي عنه مَذهَبُ أَلا إِنَّ خير الودّ. . . البيت الرَّضِيُّ الموسَوِيُّ: 5501 - أَلَا إِنَّ رمحًا لَا يَصُولُ لنَبعَةٌ ... وإِنَّ حُسَامًا لَا يَقُدُّ قَطِيعُ 5502 - أَلَا إِنَّ شَيطانًا يُزينكَ كُلَّما ... هَجَعْتُ لَشيطَان إِليَّ حَبِيبُ حَدَّثَ أَبُو بَكرٍ بن الأنبارِيّ قالَ حَدَّثَنا عَبدُ اللَّهِ بنُ خلَفٍ قَال حدّثَنا أَبُو جَابرٍ قال حدّثنا أَبِي قال، أَرسلتُ أم جَعفرٍ زُبيدَة إِلى أَبِي العَتاهيَةِ أَن يقُولَ عَلى لسَانِها أَبياتًا بَعدَ قَتل الأَمين تَستَعطفُ بهَا المَأمونَ فأرسَلَ إِليهَا بهذه الأَبياتِ، وَهِي من بَابِ أَلَا إِنَّ، يقولُ (¬1): أَلا إِنَّ صَرفَ الدَّهرِ يُدنِي ويُبعِدُ ... ويُمتِعُ بالأفِّ طورًا ويُفقدُ أَصابت بِرَيبِ الدَهر مِنِّي يَدي يَدي ... فَسَلّمتُ الأقدار واللَّه أَحمَدُ وَقلتُ لريب الدَّهرِ إِن هَلكت يَدٌ ... فقَد بقيتُ والحمد للَّهِ لِي يَدُ إِذَا بَقَى المَأمونُ لِي فالرشيد لي ... وَلي جعفرٌ لم يُفتَقد وَمحمَّدُ قالَ: فلمَّا وقَف عَليهَا المأَمونُ استحسَنَهَا وسأَلَ عَن قائِلِها فقِيل لَهُ أَبُو العَتاهيَةِ فأَمَرَ لَه بعَشَرة آلافِ درهمٍ وَعطفَ على زُبيدَةَ وزاد في تكرِمَتِهَا وقَضَى لَها جَميع حوائِجِها. أَبو نَصرِ بن نُباتَةَ: 5503 - أَلَا إِنَّ عينَ المَرءِ عُنوانُ قَلبِهِ ... يُخبِّرُ عن أَسرارِهِ شاءَ أَم أَبى ابْنُ الرُّوميّ: 5504 - أَلَا إِنَّ في الدُّنيا عَجائِبُ جمَّةٌ ... وَأَعجَبُهَا أَن لَا يَشيبَ وَليدُهَا ¬
بعده: إِذَا ذَلَّ في الدُّنيا الأعزُّ أَو اكتستْ ... أذِلَّتُها عزًّا وسَادَ مَسُودُها ناكَ فلَا جَادَتْ سماءٌ بصوبهَا ... ولَا أمرعَتْ أَرضٌ ولا اخضرَّ عُودُها أرى النَّاسَ مخسُوفًا بهم غير أَنَّهمْ ... عَلى الأرضِ لَمْ يُقلَب علَيهم صَعيدُهَا مَا الخَسفُ أَن تَلقى أَسَافِلَ بلدةٍ ... أعاليَها بل أنْ تَسُودَ عَبيدُها سَأَنِصبُ لِلأيّامِ فيكَ عَداوةً ... وَلم لَا أعَادِيها وأنت سَعِيدُهَا أبو تَمّامٍ: 5505 - أَلَا إِنَّ في ظُفْرِ المَنيّةِ مُهجَةً ... تظَلُّ لَهَا عَينُ العُلَى وَهي تَدمَعُ بعده: هِيَ النَّفسُ إِن تَبكِ المَكَارِمُ فَقدَهَا ... فَمِن بين أحشاءِ المَكارمِ تُنزَعُ يُقال: إِنَّ هذين البيتَين هُما أرثى ما قِيلَ من أشعارِ المُحدثين. ابْنُ قَتَّةَ: 5506 - أَلَا إِنَّ قَتلَى الطفِّ من آلِ هَاشِمٍ ... أَذَلَّت رقابَ المُسلمين فَذَلَّتِ بعده: وكانُوا غَياثًا ثم أضحَوا رزيَّةً ... أَلَا عظُمَتْ تلكَ الرّزايَا وجَلَّتِ زُهَيرٌ المِصريُّ: 5507 - أَلَا إِنَّ قومًا غِبتَ عَنهمُ لَضُيَّعٌ ... وإنَّ مَكَانًا لَستَ فِيهِ هُو القَفرُ قبله من قَصيدةٍ يمدَحُ المَلِكَ المَسعُودَ صلاحَ الدّين ابن الكامِل: أَتتكَ ولَم تَبعُد على عَاشِقٍ مصرُ ... ووافاكَ مُشتاقًا لكَ النَّظمُ والنثرُ ¬
إِذَا ما أَفضنا في أَحادِيثِ ذِكره ... يَقولُ جَهُولُ القَومِ قَد عَبَرَ الخِضرُ ومن يَغرِسْ المَعروفَ يَجنِ ثِمارَهُ ... فَعاجلهُ ذِكرٌ وآجلهُ أَجرُ أَلا إِنّ قومًا غبتَ عَنهم لضُيَّعٌ. . . البيت وَمن بَاب (إِلَا إِنَّ)، قَولُ (¬1): أَلَا إِنَّ لَيلَى العَامِريَّةَ أَصبَحَتْ ... عَلى النأي منِّي جُرمَ غيري تنقَمُ ومَا ذَاكَ عن ذنبٍ أكونُ اجتَرمتُهُ ... إليها فتجرِيني بهِ حيثُ أَعلَمُ وَلكِنَّ إِنسانًا إِذَا حَالَ عَهدُهُ ... وَملَّ خليلًا لم يَزل يتجرَّمُ 5508 - أَلَا إنَّما أَبكَي لمَا هُو وَاقِعُ ... وَهَلْ جَزَع مِن وَشْكِ بينِكَ نَافعُ عَبد اللَّهِ بنُ المُبارك: 5509 - أَلَا إِنَّما التَّقوَى هِيَ العزُّ والكَرمْ ... وحُبُّكَ للدُنيَا هُو الشَينُ والنِقمْ بعدَه (¬1): وَليس على عَبدٍ تقيّ نقيصةٌ ... إِذَا صحَّح التَّقوَى وإِن حَاكَ أَو حَجَمُ قال بَعضُ البُلغاءِ: سَادَةُ الناسِ في الدُّنُيا الأسخِيَاءُ، وفي الآخرةِ الأَسقياءُ. وقَالَ آخر: التّقوى هيَ العُدَّةُ الباقِيَةُ، وَالجُنَّةُ الوَاقِيَةُ. وقَالَ آخر: في ظَاهِر التقوى شرَفُ الدّنيا، وفي بَاطِنها شرَفُ الآخرة. وقَالَ آخر: أَوثقُ العُرَى عُرَى التّقوى. قَالَ الشَّاعرُ (¬2): أَحسِن بربِّكَ ظنًّا ... فإِنَّهُ عِندَ ظَنِّك ¬
واجعَل تُقَى اللَّهِ حُصنًا ... فإِنَّهُ خَيرُ حِصنِك ابْنُ الرُّوميّ: 5510 - أَلَا إِنَّما الدُّنيا الشَّبابُ وإِنَّما ... سُرورُ الفَتَى هَاتيكُم السَكراتُ بعده: وَلَا خيرَ في الدُّنيا إِذَا مَا رَعَيتَهَا ... وقَدْ يَبسَتْ أَغصانُها الخَضرَاتُ ابن المعتَزّ: 5511 - أَلا إِنَّما الدُّنيا بَلاغٌ لِغَايةٍ ... فَإِمَّا إِلى غَيٍّ وَإِمَّا إِلى رُشدِ 5512 - لا إنَّما الدُنيَا سَرابٌ مُكذَّبُ ... وكُلّ حَريصٍ في هَوَاهُ مُعَذَّبُ بعده: إِذَا لم تَكُنْ في ذي الحَياةِ عُذوبَةٌ ... فَإِنَّ رَحِيقَ المَوتِ أَجلى وأعذبُ 5513 - لَا إِنَّما الدُنيَا عَفاءٌ وقَصرُهَا ... فناءٌ فَمَا الأَملَاكُ إِلَّا ودَائعُ محمَّدُ بن حَازم البَاهليّ: 5514 - أَلا إِنَّما الدُّنيا عَلى المَرءِ فتنةٌ ... عَلَى كُلِّ حَالٍ أَقبلتْ أَم تَوَلَّتِ ابْنُ عَبدِ رَبّهِ: 5515 - أَلَا إِنَّما الدُّنيا غَضَارة أَيكَةٍ ... إِذَا اخضرَّ منهَا جَانِبٌ جفَّ جَانِبُ أَبياتُ أَبِي عَمروٍ أَحمد بن محمّد بن عبد رَبّه صاحِب كتَاب العقد يقولُ منها: هِيَ الدارُ مَا الآمالُ إِلَّا فَجائعٌ ... عَليهَا وَلَا اللذاتُ إِلَّا مَصايبُ ومَا كذَبت تلك السَّواجعُ في الضُّحى لأَنَّ أَمانيُّ النفوسِ كَواذِبُ ¬
وَكَم سَخُنَت بالأمسِ عينٌ قريرَةٌ ... وقرت عُيونٌ دَمعُها اليَوم سَاكِب فلَا تَكتَحِل عَيناك فيها بعَبرةٍ ... على ذَاهبٍ منها فإنَّكَ ذاهِبُ وقَد نُسِبَ البيت الأول وهو قوله: ألا إنما الدُّنيا، والبَيت الأخير وَهو قَولهُ: فلا تكتِحل عَيناك، البَيتانِ إِلى أَبِي سَهلٍ الصُعلوكِيّ. وقالَ أَبُو العَتاهيَةِ (¬1): هِيَ الدَارُ دَارُ القَذَى والأذَى ... ودَارُ الفناءِ وَدَارُ الغَير فلو نلتَهَا بحَذافيرها لمتُّ ... وَلَم تَقض مِنْهَا وَطَر أَيا من يؤمِّلُ طولَ الحَياة ... وطُولُ الحَياة عَليه ضَرر إِذَا مَا كَبِرَت وبَانَ الشبابُ ... فلا خير في العيش بَعدَ الكِبَر 5416 - أَلَا إِنَّما الدُّنيا كَظِلِّ غَمامةٍ ... أَظلَّت قَليلًا ثُم خَفَّت فَوَلَّتِ بعده: أَلا إِنَّما الدُّنيا كظِلِّ غَمامةٍ ... إِذَا ما رَجاهَا المُستظِلُّ اضمحَلَّتِ فلا تكُ مفراحًا إِذَا هي أقلبتْ ... ولَا تَكُ مجزَاعًا إِذَا مَا تَولتِ 5517 - أَلا إنَّما الدُنيَا كَما قَالَ ربُّنا ... لأَحمدَ حُزن تَارةً وَسُرُورُ أكثم بن صيفيٍّ: 5518 - أَلا إِنَّما الدُّنيا كَمنزِلِ رَاكِبٍ ... يَرُوحُ عِشاءً وَهو فِي الصُّبحِ رَاحلُ عُبيدُ بن أيّوب: 5519 - أَلَا إِنَّما الدُّنيا كَنهْي قَرارةٍ ... سَامَى قَليلًا ثُم هبَّتْ سُمومُهَا 5520 - أَلا إِنَّما الدُّنيا مَقيلٌ لِرَائحٍ ... قضَى وَطرًا مِن مَنزلٍ ثُمَّ هَجَّرَا ¬
بعده: فراحَ ولَا يَدري عَلامَ قُدومُه ... أَلَا كُلَّما قدَّمتَ تَلقَى مُوَقَّرا قال الحسن البصري (رحمه اللَّه) يومًا لرجل: كيفَ طَلبُكَ للدُنيا؟ قال: شَدِيدٌ قالَ: فهل أدركتَ منها مَا تُريد؟ قال: لا قال: هذه التي طَلَبتَها لم تُدرك منها ما تريد فكيفَ بالَّتي لم تطلبها؟ وأنشد: ألا إنَّما الدنيا مَقيل لرَاكِب. . . البَيتَان. وقَريبٌ منِ هذا قول عيسى بن مريم (عليه السلام): تَعملون للدُّنيا، وأنتم ترزقون فيها بغير عملٍ، ولَا تعملون للآخرة، وأنتَم لَا تُرزقون فيها إِلَّا بعَمَلٍ. عبد اللَّه بن طاهِر: 5521 - أَلا إِنَّما العَيِنَانِ للقَلبِ رائِدٌ ... فَمَا تَألَفُ العَينان فالقَلب آلفُ الصّلصالُ بنُ الدَلهْمِس: 5522 - أَلَا إِنَّما الإِنسانُ ضَيْفٌ لأَهلِهِ ... يُقيمُ قَلِيلًا بينهُم ثُمَّ يَرحَلُ صَالح بن جناح العبسي: 5523 - أَلَا إِنَّما الإِنسَانُ غِمدٌ لعَقلِهِ ... ولَا خير فِي غِمدٍ إِذَا لم يكُن نَصلُ بعده: وَإِن تَجْمَعِ الآفات فَالبُخلُ شَرُّهَا ... وشرّ من البُخلِ المواعيدُ وَالمطلُ متَى كان للإِنسَان عَقلٌ فإِنَّهُ ... هو الأَصلُ والإنسان من بعده فَضلُ أَبو العَلاء المَعرّيُ: 5524 - أَلا إِنَّما الأيّامُ أبناءُ وَاحِدٍ ... وَهَذي اللّيَالِي كُلُّها أَخَواتُ ¬
5525 - أَلَا إِنَّما دُنياكَ أَحلَامُ نائِمٍ ... وَاتَتْ بهَا طَيفُ الخَيالِ إِذَا سَرَى النظَّارُ الفقعسيُّ: 5526 - أَلَا إِنَّما قُربُ الحَبيبِ وَبُعدُهُ ... إِذَا هُوَ لَم يُقدَر عَلَيهِ سواءُ قَبْلهُ: يقولون ليلى وهي منكَ قريبةٌ ... وهيهاتَ أرضٌ دُونَها وسماءُ ألا إِنّما قرب الحبيب وبُعدهُ. . . البيت 5527 - أَلَا إِنَّما مَالي الَّذِي أَنَا مُنفقٌ ... وَليسَ لِي المَالُ الذي أَنَا تَارِكُه القُطامِيُّ: 5528 - أَلَا إِنَّما نيرَانُ قَيسٍ إِذَا اشتَوَى ... لِطَارِقِ لَيلٍ مثلُ نَارِ الحُبَاحِبِ نارُ الحُباحِبِ: هيَ النَّارُ الَّتي تظهر من قَرع الحَوافِر، أَو من قَرع حجَرٍ على حجَرٍ، وَقيلَ: هي النارُ التي تُضيءُ في الليل من ذبابةٍ تَطيرُ، فيظهر منها في طَيرانِها مثلُ شَررِ النارِ. وَكلُ نَارٍ لا ينفَعُ بِها فهي نَارُ الحُباحِب. كُثَيِّرُ: 5529 - أَلَا إنَّما يُثني القَنَا بَعدَ زَيغِهِ ... منَ الأَوَد البَادِي ثِقافُ المُقوِّمِ قولُ كُثيّر: أَلا إِنَّ ما يثني الفتَى بَعد زيغِه. البَيتُ، مِن قَصيدةٍ يمدَحُ بهَا عُمَرَ بنَ عَبد العَزيزِ رَحمهُ اللَّهُ، أَوّلُها: وَليتَ فلم تَشتم عليًا وَلَم تُخِف ... بريئًا وَلم تَتبعْ سَجِيَّةَ مُحرِم وقُلتَ فصدّقت الذي قلت بالذي ... فَعلتَ فأضحَى رَاضيًا كلُ مسلمِ ¬
تكلمتَ بالحقِّ المبين وإِنَّما ... تَبيَّنُ آياتُ الهُدَى بالتَكَلُمِ أَلَا إِنَّما نثني القَنا بعَدَ زيغهِ، البَيت، وبعدَهُ: يقول منها: فلمَّا أتاكَ المُلكُ عفوًا وَلم ... يَكُن لطَالِب دُنيا بعدَهُ من تكَلُمِ تَركتَ الذي يَفنَى وإِن كَانَ مُونقًا ... وآثرت مَا يبقى ثراي مُصَمَّم ومَالك إِذ كُنتَ الخليفَةَ مانعٌ ... سِوى اللَّهِ من مالٍ دَعيتُ وَفردَم فاربح بهَا من صَفقَةٍ لمُبايع ... وَأعظِم بهَا أعظِم بهَا ثُمَّ أَعظِمِ مَتى مَا أقل في آخر الدَّهرِ مدحةً ... فما هي إِلَّا لابن لَيلى المكرّمِ قيل: فأجَازَ بخمسمائةِ درهَمٍ. 5530 - أَلَا إِنَّما ينبُو عَلَى الضَّربِ صَارِمٌ ... إِذَا كَانَ في كلفِّ الجَبانِ المُرَوَّعِ نُصَيْبُ: 5531 - أَلَا إِنَّنِي رَاضٍ بمَا فَعلتْ جُمْلُ ... وإِن كَانَ لي فيهِ البَليَّةُ والقَتلُ بعدَهُ: فكرُّوا على القولِ فيها فَإِنَّني ... رأَيتُ الهَوَى قِدْمًا يُحدّدُهُ العَذلُ مَا كَانَ حُبِّيها لبذلٍ رَجَوتُهُ ... فأَخشَى أن يُغيّرَهُ البُخلُ المُتَلَمِّسُ: 5532 - أَلَا إِنَّنِي منهُم وَعِرضيَ عرضُهُم ... كَذِي الأَنفِ يَحمِي أَنفَهُ أَن يُهشَّمَا ومن باب (أَلَا إِنَّ)، قولُ عُبيدِ اللَّهِ (¬1): أَلا إِنَّ همَّ النَّفسِ همَّانِ وَاحِدٌ ... له حِيلَةٌ والاضطِرابُ دَواؤُهُ ¬
وآخَرُ يأَتي المرءُ مَا فيهِ حيلَةٌ ... لمضطربٍ والاصطبَارُ شفاؤُهُ الحُطَيئَةُ: 5533 - أَلا إِنّي عَلقتُ بحَبل قَومٍ ... أَعانَهُمُ عَلى الحَسَبِ الثَراءُ بَعْدهُ: هُمْ القَومُ الذِين إِذَا ألمَّت ... من الأيام مُظلِمة أضاؤُوا إِذَا نَزَلَ الشتاءُ بدَارِ قَومٍ ... تَجنَّبَ جَارَ بيتهِم الشّتاءُ ولَو أَنَّ السَّماءَ دَنَت لمَجدٍ ... ومَكرُمَةٍ دَنت لهمُ السَّماءُ 5534 - أَلا إِنَّي وإِن أَبدَيتُ صَبرًا ... عَلَى جَمرِ الصَّبابةِ غيرُ بَاقِ 5535 - أَلَا إِنَّ يَومًا نلتَقي في صَبَاحِهِ ... لَيَومٌ لَهُ وَجهٌ أَغرُّ صَبيحُ بعده: سأَصفَحُ عَن جُرم اللَّيالي إِذَا أَتت ... بجَمع شتَاتٍ والمُحبُّ صَفُوُح ومثله: وَلي بعدَكم من بُعدكُم فَرطُ لوعَةٍ ... لهَا في صميم القلب لَذعُ شِهابِ سأغفرُ للأيّامِ كل خطيئةٍ ... إِذَا بشرتني عَنكم بإِياب 5536 - ألا أَيُّ حَيٍّ لَيسَ بالمَوتِ مُوقنًا ... وأَيُّ يَقينٍ منهُ أَشبهُ بالشَكًّ قَبْلهُ: أنشدَ أَبو بَكرٍ السَعديُّ الزُهرِيُّ: أَيا فرقَة الأحَبابِ لَا بدَّ لِي ... منكِ وَيا دارَ دُنيا إِنَّني رَاحِلٌ عنكِ وَيا قِصَرَ الأيامِ مَا لي وللمُنى ... وَيا سَكراتِ المَوتِ مَا لي ولِلضحكِ ومَا لي لا أبكي لنفسي بعبرة ... إِذَا كنتُ لا أَبكي لنفسِي فمن أبكِي أَلا أي حيّ ليسَ بالموت موقنًا. . . البيت. ¬
قطريّ بن الفُجاءَة: 5537 - أَلا أَيُّها البَاغِي البرازَ تقرَّبَن ... أُسَاقِكَ بالسَّيفِ الذُعافِ المُقَشَّبَا المقشب: المَخلوطُ بأَلوانِ السُمُومِ، وبعدَهُ: فما في تَساقي الموت في الحَرب سُبَّهٌ عَلَى شَاربيهِ فاسقني منه وأَشرَبا يعني: اشرَبَنْ. النَّابِغَةُ: 5538 - أَلا أَيُّها البَاكي لأَحداثِ دَهرِهِ ... تجمَّل عَلَى مَا يحدُث الدَّهرُ واصبِرِ بعده: فإن أنت لم تصبِر لما كَان جائيًا ... وَأَبصرتَ تَنكِيرًا لذلكَ فأنكِر وَمن بَابِ (أَلَا أَيُّهَا)، قَولُ عَبد العَزيز بن عَبد اللَّه بن طَاهر: أَلا أَيُّها الدَهرُ الذي جَارَ حُكمهُ ... علَينا وأَنصَافُ الزمان عَبِيرُ لعمرك مَا قَابَلتَنا فِي فَعالِنَا ... أنَعدلُ في أحكَامِنَا وتجُورُ وقولُ عُمَارة بن عقيل (¬1): أَلَا أَيُّها الغَادِي تحمّل رسالةً ... إليهَا فبلّغها سَلَامي مَعَ الرَّكبِ فَكَم في حَمى قلبي الذي نزلت بهِ ... لها من مرَادٍ لا وخيمٍ ولَا جَدب وقولُ مُصعَب بن عَبد اللَّهِ الزُّبَيريّ: أَلَا أَيُّها القلبُ الذي كُل لَيلةٍ ... به من هَوَى من لَا يَنالُ غَليلُ هَل أَنتَ مُفيقٌ أَنَّ في اليأسِ رَاحةً ... وَأنَّ عَناء الوَجدِ عنكَ قَليلُ وقولُ بَشَّارِ بن بُردٍ (¬2): ¬
أَلَا أَيُّها الحَاسِدُ المُبتغي ... نُجومَ السَّماءِ بسَعي أَمم سَمِعتَ بمكرُمةِ ابن العَلاءِ ... فأنشأتَ تطلبُها لستَ ثَم وقول ابن الروميّ (¬1): أَلَا أيُهذا السائِلي عن مَعاشرٍ ... يزيدُهُم لَوم الفَعالِ تَعاليَا كَذَا حَيفُ الموتى إِذَا هي انتَسَتْ ... وَأخزَتْ بُطونَ الماءِ تَعلُو قَوافيَا عُبيد اللَّه بن عَبد اللَّه بن طاهرٍ: 5539 - أَلَا أيُّهَا الدَهرُ الذي قَد مَللتُهُ ... سأَلتُكَ الَّا مَا مَللتَ حَياتِي بعدَهُ: فَقَدْ وَجَلالِ اللَّه حبَّبتَ جَاهدًا ... إِليَّ علَى كُرهِ المَماتِ مَمَاتِي هو عُبيد اللَّه بن عبدِ اللَّه بن طَاهِر بن الحسَين بن مُصعَب بن زُريقِ بنِ أسعَدَ بنِ بَاذانَ. عُروَةُ بن قَيسٍ: 5540 - أَلَا أَيُّها المَرءُ المُحرّشُ بينَنا ... أَلا أقتُل أَخاكَ لَستُ قَاتلَ أَربَدِ بعده: أَبَى قربهُ مِنِّي وَحُسنُ بلائِهِ ... وعلمِي بمَا يأتِي بهِ الدَّهرُ في غَدِ يروى لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) تمثّلِ بهما يَومَ صفّين، وقد مَرَّ بعَمّار بن يَاسرٍ (رَضي اللَّه عنه) وهو مجدَّلٌ في القَتلَى، فنزلَ إليه، ومَسح التراب عن وَجههِ، ثم قالَ: أَبا اليَقظانِ أعزز عليَّ أَن أَراكَ مُجدلًا على ظاهِر الأرضِ تحتَ نجُومِ السَّماءِ، ثم أنشد: ¬
أَلا أيُها المَوتُ الذي ليسَ تاركي. . . البيتَان. وقَد رواهما المرزبانيّ له في ديوانه (عليه السلام): 5541 - أَلَا أَيُّها المَوتُ الَّذي لَيسَ تَاركِي ... أَرِحْني فقَد أفنَيتَ كلَّ خَليلِ بعده: أَراكَ بَصيرًا بالذِّينَ أُحِبُّهم ... كأنَّكَ تَنحُو نحوَهُم بدَليلِ مُحمّد بن المُكَعْبَرَ: 5542 - أَلا أَيُّها المُهدي إِليَّ وَعيدَه ... أَفق فاقَلُّ الحَربِ ضَرًّا وَعيدُهَا ومثلُه لمالك بن عَمروٍ، وقَد كُتِبَ في بابهِ مفردًا (¬1): مَهلًا وَعيدي مَهلًا لا أَبا لكم ... إِنَّ الوعيدَ سلاحُ العَاجِزِ الحَمِقِ 5543 - أَلَا أيها الوَادِي الَّذي فَاحَ طِيبُهُ ... عَسَى لكَ عَهدٌ من سُعَادَ قَرِيبُ بعده: فَحُيّيتَ من وَادٍ بكلّ تحيَّةٍ ... فَإِنَّكَ من أَجل الحَبيبِ حَبيبُ أبو إسحاق الصَابئ: 5544 - أَلَا أَيُّها الإِنسانُ لَا تَكُ آيسًا ... مِن الدَّهرِ أَن تَصفُو عَليكَ مَشاربُه أَبياتُ الصّابئ، بَعد قوله ألا أيُها الإنسَانُ: فإنَّ لَهُ حتمًا في الشرِّ وَاجبًا وَحتمًا ... مِنَ الخَير المُهنَّى عَواقِبُهْ وَإِنْ تلقَ من حتميهِ مَا كُنتَ تتقي ... فأولَى بِك الحَتم الذي أَنتَ طَالِبُه ستكسِبُ مَا تَرجُو ولو كُنُتَ كارِهًا ... كَكَسبِكَ مَا تخشَى وأَنتَ محاسبُه وهي عدَةُ أَبياتٍ، كتَبَ بَها إِلى قَاضِي القُضَاةِ ابن مَعروفٍ وكَان قد زَارهُ في مُعتَقَلِهِ. ولَهُ أَبياتٌ أُخرى عَلى هذا الرَوِي وليسَتْ منها قالَها في الحَبس. أوَّلَها: ¬
يُعيِّرني بالحبس مَن لو يَحُلّه، وهي مكتوبَةٌ ببَابِ (ومَن مدَّ نحو النَّجم كَيما يَنالَهُ)، الأبيات. لقيط بن يَعْمُر الإياديّ: 5545 - أَلَا تخَافُونَ قومًا لَا أَبا لكُمُ ... أَمسَوا إِليكُم كأَمثالِ الدَبَا سُرُعا هذا البيت من قصيدة طويلةٍ غرَّاءَ يُحذّر فيهَا قومُه عَسكَر كِسرَى. ابْنُ عبد الأعلى الشاميُّ: 5546 - أَلا تَرى إنَّما الدُّنيَا وَزينَتَها ... كمنزِلِ الرَّكب دَارًا ثُمَّت ارتحَلُوا الرضي الموسَوِي: 5547 - أَلا تعجَبُونَ لذي سَوءَة ... تَحَكَّكَ بي عِرضُهُ الأَجرَبُ أَبياتُ الرضي الموسَوِي: وَجعَجَعَ لِي ظَهر عَارِي الصِّفاحِ ... عَقيرٌ وقَالَ ألَا تَركَبُ ويَعجَبُ من غَضبي حملةً ... ومَن ذا يُضامُ ولَا يَغضَبُ وسَوفَ أُغنّي بأَعراضكُم ... غناءُ مِنَ الشرِّ لَا يُطرِبُ وَحَسبكَ من سَفهٍ إِنَّني ... أجدُّ وتحسبُني أَلعَبُ لقد وسَّعَ اللَّهُ مَا ضيّقُوا ... وقَد عوَّضَ اللَّهُ مَا جنَّبُوا 5548 - أَلَا حبَّذَا الماءُ الذِي قَابَلَ النّقى ... ومُر تَبعٌ مِن أَهلِهِ وَمَصِيرُ بعدهُ: وَأَيامُنَا بالمالكِيَّهُ أنَّني ... لهنَّ على العهدِ القَدِيم ذكورُ فيَا شَجراتِ القاع لا زال وَابلٌ ... علَيكنّ منهل الغَمامِ مَطِيرُ ¬
سقيتُنَّ ما دَامتْ بنجدٍ وشيجَةٌ ... ولَا زالَ يسعَى بينَكنّ غديرُ 5549 - أَلا حَبَّذا عَيشُ الخمُولِ وَحبَّذا ... مَقيلي في أَكنافِهِ ورُقَادِي بعده: خُمولٌ وأمنٌ طابَ مَثواي فيهِمَا ... وقَد جَهِل الحسّادُ لينَ مهادِي الضحّاكُ العُقَيليُّ: 5550 - أَلا حبَّذَا واللَّه لو تَعلَمانِهِ ... ظِلَالُكُمَا يَا أيُّها الطَّللَانِ عُتبةُ الغُلام: 5551 - أُلَاحِظُهَا فتَعلَمُ مَا بقَلبي ... وَتَلحظُني فَأَعلَمُ مَا تُرِيدُ وَمثله قَولُ الرّقاشيّ (¬1): وَمُراقَبَيْن يُكاتمان هَوَاهُمَا ... جَعلا الصدورَ لما تكنّ قُبُورَا يتلَاحَظانِ تلاحظًا فكأنّما ... يتَناسَخانِ من الفؤادِ سُطُورَا 5552 - أَلَا حَيّ لَيلَى بالسَّلَامِ وَإِنَّهُ ... قَلِيلٌ لِليلَى يا خَلِيلِي سَلَاميَا 5553 - الأَخِلاءُ في الرَّخاءِ كَثِيرٌ ... فَإِذَا مَا بلَوتَ كَانُوا قَلِيلَا بَعْدهُ: فإِذا مَا أصبتَ خلًا حَفِيظًا ... راعيًا للإِخاءِ برًّا وَصولَا فتمسَّكَ بحبلهِ أبد الدَّهرِ ... وأكرِم بهِ أخًا وَخَلِيلَا الأخلَّاءُ في الرَخاءِ كَثيرٌ، البَيتُ. قَالَ سَعيدُ بن وَهبٍ: كان مَحلّي من البَرامِكةِ مَحلَّ من يُؤمَنُ عَلَي كُلَّ شَيءٍ ولَا يُستَرُ عنه شيءٌ، وكتبتُ لهم في حُسنِ الطويّةِ، وصحّة النِيَّة فوقَ كُلِّ منقطعٍ ¬
إليهم، وَكانَ الفَضل بن الرّبيعُ لمّا رتّب منزِلتهُ عِندَ الرَّشيدِ يحبُّ أَن أَكُونَ في حَاشيتهِ وخاصته فراسَلنِي واستَمالني وأرغبَبي، فلَم أُجبهُ إلى ذلك، فلما جَرى على البَرامِكةِ الذي جَرى واستولى الربيعُ عَلى الأمُور لقيني في موكِبه وأنا متوجّهٌ إِلى حَبس البَرامكةِ وكان الرشيدُ قَد أذِنَ لي في الدخول عَليهم فقال لِي وقَد ترجّلتُ الأَخدمَهُ: مَاذَا بقي لك الآنَ إِن كنت لم يؤثرنَا حينئذٍ فاجعَلنَا الآنَ عِوضًا، فقلتُ لَهُ: يا سيّدِي أنا كما قالَ الشاعِرُ: وقَائِلةٍ جفيتَ فمل إلينَا ... كفَاكَ مَكانَ جَاريةٍ مَكَاني فقلتُ لها الفؤادُ لكمْ وعمر ... إِذَا مَا سُمتهُ أخرى عصَاني وَاللَّهِ لَا أوثر عَليهم أحدًا حتـ ... ـى يفرّقَ الموتُ بَيننا فقال لي الفضل بنُ الربيع: بَاركَ اللَّهُ عَليكَ وعَمَر المُحافظةَ وَالوفاءَ والرِّعايةَ وَالصفاءَ بأمثالِكَ. المتنبي في علي أحمد الخراساني: 5554 - الأَدِيبُ المُهذَّبُ الأَصيَدُ الضَّربُ ... الذَّكيُّ الجَعدُ السَّرِي الهُمامُ جَرِيرٌ: 5555 - أَلا رُبَّ أَعشَى ظَالمٍ مُتَخَمِّطٍ ... جعَلتُ لعَينيهِ جلاءً فَأَبصَرَا بَعْدهُ: وَلم أكُ نارًا يتقِي النَّاسُ شَرَّهَا ... وسمًّا لأعداءِ العَشيرة مُمْقرَا ولمّا قتَل السّفاح أبا سَلمة تمثّلَ، قال: ولم أكُ نارًا يتّقي الناسُ شرَّها ... فتَرهَبَني إِنْ لم تكُن لي رَاحما عبدُ اللَّه بن المعتزّ: ¬
5556 - أَلا رُبَّ أَلسنَةٍ كَالسُيُو ... فِ تُقَطِّعُ أَعناَقَ أَصحَابِها باقي الأبيات مَكتوبةٌ ببَاب: (إِذَا فرصة أمكنت في العدوّ). 5557 - أَلا رُبَّ بَاغِي حَاجةٍ لَا يَنالُها ... وَآخرُ قد تُقضَى لَهُ وَهوَ آيِسُ بَعْدهُ: يَجُولُ لَها هَذَا وتقضى لغَيره ... وَتأتي الذي تُقضَى له وَهو جَالسُ ويقرب منه قول الناشيء الأصغر (¬1): ومَن ظنَّ أَنَّ الرزق يأتي بمطلب ... فَقَدْ نفسُهُ وَهو آثِم يفوتُ الغنَى من لا ينام عن السُرى ... وَآخرُ يأتي رزقُهُ وَهو نَايمُ 5558 - أَلا رُبَّ بُرغُوثٍ تَرَكتُ مُجدَّلًا ... بأَبيضَ مَاضِي الشَّفرتَينِ صَقِيلِ يعني بذلك: أظفارَهُ. ابن المعتزِّ: 5559 - أَلَا رُبَّ حَالٍ قَد تَحوَّلَ بُؤسُهَا ... ومَا الدَّهرُ إِلَّا نبوَةٌ وسُكُونُ ابن المُعتزّ أيضًا: 5560 - أَلَا رُبَّ حلمٍ قَادَ رِقًّا وَذلَّةً ... وَجهلٍ به يُعطِيكَ ذُو الجهلِ مَا تَرضَى أبياتُ ابنِ المُعتزِّ، أوَّلُها: رُويدكَ إِنَّ الدَهرَ مَا قد عملتَهُ ... وليسَ لنا في حُكمه كلّما نَرضى ولَا بدّ أن نُصغي إلى البُؤس جَانب ... النعيم ويقضي منيةً ثم لَا يُقضى ¬
أَرى الدَهرَ يَقضي كيفَ شاءَ مُحكمًا ... ولا يَملك الإنسان بسطًا ولا قبضَا وَكيفَ ثوائِي بينَ قومٍ كأنَّما ... تَرض تحَياتِي وجُوهَهم رَضَّا سَرت عَقربُ الشحناءِ والبغضِ بينَنا ... ولَا يَملكُ الناسُ المحبة والبغضا ألا رُبَّ حلم قَادَ رقًا وذلَّةً. البيتُ. 5561 - أَلا رُبَّ خَصمٍ ذي فنُونٍ عَلوتُهُ ... وإِن كان أَلوَى يُشبهُ الحقَّ بَاطِلْهُ ابْنُ المعتزّ: 5562 - أَلا رُبَّ دَسَّاسٍ إلى الكَيدِ حَاملٍ ... ضبَابَ الحقُودِ قَد عَرفتُ وَداريتُ إبراهيم الخوَّاص (رحمه اللَّه): 5563 - أَلَا رُبَّ ذّلٍ سَاقَ للنَّفس عزّةً ... وَيا ربَّ نَفسٍ بالتَعزُزِ ذَلَّتِ قَبْلهُ: صَبَرتُ عَلى بَعضِ الأَذَى خَوفَ كُلِّهِ ... وَدافَعتُ عَن نفسِي بنفسي فعزَّتِ وجرَّعتُها المكروُه حتَّى تَدرَّبتْ ... وَلو جُرِّعتهُ جُملةً لاشمَأَزَّتِ أَلا رُبَّ ذُلٍ سَاقَ للنَّفس عزَّةً. . . البيت، وبعده: سأُصبِرُ نَفسي إِنَّ في الصَّبرَ عزَّة ... وأرضى بدُنياي وإِنْ هِيَ قَلَّتِ أَبو عَبد اللَّه الضرِيرُ الأبيوردي: 5564 - أَلَا رُبَّ ذِئْبٍ مرَّ بالقَوم خَاويًا ... فقَالُوا عَلاهُ البُهرُ من كثرة الأكلِ بعده: يُواسِي الغُرابَ الذئبُ في كلِّ صيدِه ... وَمَا صَادتِ الغربانُ في سَعَفِ النَّخْلِ ¬
وَمن هذا البَاب، قَول إسماعِيل القَراطيسيّ: أَلَا رُبَّ طالبَةٍ وَصلَنَا ... أتينَا عَليا الّذِي تطلبُ أَردنا رضَاكَ بإسخاطِهَا ... وَمنعُكِ من بذلهَا أطيَبُ أخذَهُ من قَولِ جميل بثينَة حَيث يَقولُ (¬1): وَلباطِلٌ ممّن أُحبُّ حَديثَهُ ... أشهى إِليَّ مَن البغيضِ البَاذِلِ 5565 - أَلا رُبَّ عُسرٍ قَد أَتى اليُسر بَعدهُ ... وغمرَة كَربٍ فُرّجَتْ لكَريم بعده: هُو الدّهرُ يَومٌ يَومُ بؤسٍ وشدّةٍ ... ويَومُ سُرورٍ للفَتَى ونَعيم إبراهيم الصّوليُّ: 5566 - أَلَا رُبَّ لُؤمٍ بينَ قَصرٍ وَثَروَةٍ ... ورُبَّت جُودٍ بينَ بيتٍ وإِقتارِ بعده: فلا يَغُرَّنْكَ ذُو طمرينِ تَحقرُه ... فَرُبَّ خرقٍ كريمٍ بينَ أَطمَارٍ أعرابي يصف قمدَهُ: 5567 - أَلا ربَّما أَنعَطْتُ حَتَّى أخَالَهُ ... سَينقَدُّ لِلأنعاظِ أَو يتمَزَّقُ بعده: فأُعمِلهُ حَتَّى إِذَا قلتُ قَد وَنَى ... أَبَى وتَمطَّى جَامحًا يتمطّقُ سُويد بن الصّامِت: 5568 - أَلَا رُبَّما تَدعُو صَديقًا وَلو تَرى ... مَقالتَهُ بالغَيبِ ساءَكَ مَا يَرى ¬
بعده: لسَانٌ لَهُ كالشهدِ مَا دُمتَ حَاضرًا ... وَبالغَيبِ مَطرورٌ عَلَى ثُغرةِ النَّحر طَررت السّكين: حَدَدْتُها. وَمن هَذَا البَابِ، قَولُ آخَر (¬1): أَلا ربَّما تنوءتُ الغَيُورَ وَبرَّحتْ بي ... الأعينُ البُخلُ المراضُ الصَّحايحُ فَقد ساءَنِي أَنَّ الغَيُورَ يَودُّني ... وَإِنَّ نَداماي الكُهولُ الحَجاحجُ قِيل: طلَعَ ثعلَبٌ يومًا إِلى أصحَابِه وَليسَ فيهم إِلَّا كَهلٌ أَو شيخٌ فأنشد هَذين البَيتَينِ مُتَمثِّلًا. الرضيُّ الموسَوِي: 5569 - أَلَا ربَّما حيَّاكَ رزقُكَ طالعًا ... ورَحلكَ مَحطُوطٌ وَنضوُكَ بَاركُ 5570 - أَلَا ربَّما صَارَ العَدوُّ مُصَافيًا ... وَحَالَ عَن العَهدِ الصَّديقُ المُخالِصُ محمَّدُ بن وهيب الحميريّ: 5571 - أَلا ربَّما ضَاقَ الفضاءُ بأَهلِهِ ... وَأَمكَنَ من بَين الأَسنَّةِ مَخرجُ قبلَهُ: أَبَى لِي إِغضائي الجُفون عَلَى القَذى ... يقينيَ أَن لَا عُسرَ إِلَّا مُفَرّجُ أَلا ربّما ضاق الفضاء بأهلهِ. . . البيت، وبعده: وَقَد يُركَبُ الخَطبُ الذي هُو قاتلٌ ... إِذَا لَم يكن إِلَّا علَيهِ المعرَّجُ أَلا ربّما كَانَ التصبُّر ذلة. . . البيت لَهُ أيضًا: ¬
5572 - أَلا ربّما كَانَ التصبُّر ذلة ... وأَدنَى إِلى الحَالِ الّتي هِيَ أَسمَجُ 5573 - أَلا ربَّما كَانَ الشَفِيقُ مَضرَّةً ... عَليكَ من الإشفاقِ وَهو وَدُودُ 5574 - أَلا رُبَّ مالٍ كُلَّما شتَّ شملُهُ ... تجمَّعَ فِي تَشتيتهِ للعُلَى شَملُ امرأةٌ من العَرَبِ: 5575 - أَلا رُبَّ مَرزُوقٍ بغيرِ تكلّفٍ ... وَآخر مَحرُومٍ يَجِدُّ ويَحرصُ قبلَهُ: رأت عَينيَ الدُّنيا كَأَحلام نَائمٍ ... وكالفيء يَدنُو ظلُّه ثُم يَقلُصُ كُلُّ مقيمٍ في الحياهِ وَعيشها ... فلَا شكَّ يومًا أَنَّهُ سَوفَ يشخَصُ أَلا ربَّ مَرزُوق. . . البيت عَبد اللَّهِ بنُ همَّامٍ: 5576 - أَلا ربَّ مَن نَغْتَشّهُ وَهو نَاصِحٌ ... ومُؤتَمَنٍ بالغَيبِ غَير أَمِينِ وَمن باب (أَلَا رُبَّ)، قولُ آخرٍ (¬1): أَلا رُبَّ مَن يَدنُو ويزعُم أَنَّهُ ... يودُّكَ وَالنَائِي أَودُّ وَأَقرَبُ عَمرُو بنُ أَسعَدَ: 5577 - أَلا ربَّ مَن يَغتَابُ عرضي لَو أَنَّهُ ... رَآنِي قريبًا لاقشعرَّت ذَوائِبُه الحَارثُ بنُ كَلَدةَ: 5578 - أَلَا ربَّ مَن يَغشَى الأَباعِدَ نَفعُهُ ... وَيشقَى بهِ حتَّى المَماتِ أقَارِبُه ¬
أَبو الأسود الدُّؤليّ: 5579 - أَلَا ربَّ نُصحٍ يُغلَقُ البَابُ دُونَهُ ... وغشٍ إِلى جَنبِ السَّريرِ يُقرَّبُ وَمن بَابِ (أَلَا رُبَّ)، قَول أَحمَد بن أَبي فَننٍ (¬1): أَلَا رُبَّ همٍّ يَمنَعُ النَومُ دُونَهُ ... أقام كقبض الرّاحتين عَلى الجَمرِ بَسَطتُ له وجهي لأكبِتَ كاشِحًا ... وأَبدَيتُ عن نابٍ ضحُوكٍ وعَن ثَغرِ وشوقٍ كأطرافِ الأسِنةِ في الحشَا ... ملكتُ علَيهِ طَاعةَ الدَمع أن يُجرِي بَشَارُ بنُ بُردٍ: 5580 - الأَرضُ مُظلمةٌ وَالنَّارُ مُشرقَةٌ ... وَالنَّارُ مَعبُودَةٌ مُذ كَانت النَّارُ قال ذلكَ: يفضّلُ النارَ، وَنُورَهَا عَلَى التُّرابِ، وظُلمَتهِ، ويُصوّبُ رَأي إبليسَ (لعنه اللَّهُ) في الامتناع مِنَ السُجودِ لآدمَ (عَليهِ السَلام)، وكَانَ بشارٌ ينبز بالثنويَّة، فقَتَلَهُ أَميرُ المؤمنينَ المَهديُّ عَلَى الإلحادِ لمّا تحقّقَ إِشراكَهُ وَإِلحَادَهُ وَكُفرَهُ. وَمِن بَاب (الأَرض)، قَولُ آخَر (¬1): الأَرضُ مَضجَعُنَا وكَانت أُمُّنَا ... فيهَا مَعَايشُنا وفيها نُقبَرُ أَبو إسحَاقَ الكرَّانِيُّ: 5581 - الأَرضُ وَاسعَةُ الفَضاءِ بَسِيطَةٌ ... وَالرّزقُ مُكتَفلٌ بهِ الجبَّارُ يقولُ منها: أَمن الرَّعايةِ يا بنَ كُلِّ مُملَّكٍ ... رفعت لَهُ في المكرُماتِ مَنارُ ¬
أَن تقطعَ الجارِي اليَسير عَن امرِئٍ ... رَدفَتْ كَتابتُهُ لكَ الأشعارُ يا صَاحبيَّ دَنَا الرّحيلُ فَذلّلا ... قُلُصَ الركابِ تحثُّها السُفَّارُ الأرضُ واسِعةُ الفضاءِ. . . البيت كَانَ هَذَا أَبُو إسحَق الكرّانيُّ أَحدُ كُتَّابِ الإنشاءِ بديوَانِ عَضد الدَّولةِ نيَابةً عَن أَبِي القَاسمِ عَبد العَزيز بن يُوسُفَ. وَهذه الأَبياتُ مِن قَصيدَةٍ يَمدحُ عَضُد الدَّولةِ فيها ويُعرّضُ بنَفسهِ وقَد تأخّرت عنه جَرايتهُ فلمّا أنشدَهُ ذلك النَعتَ عَضد الدَّولةِ إلى أَبِي القَاسم المُطهَّر بن عبد اللَّه وَزيره وقَد غَاظَهُ مَا سَمِعَهُ وقال أَنت عرَّضتني لهَذَا المَقالِ أَطلق جَرايتَهُ ووَفّر مَا فاتَهُ مِنهُ قالَ فلما خَرجَ أبو القسمِ المُطهّر من بَين يَدي عَضد الدَّولةِ قال لأبي إسحَق الكرّاني أظُنُكَ قَد كرهتَ رأسَكَ فقالَ أيُها الوزيرُ أَدامَ اللَّهُ تمكِينَكَ رأس لي مُتَكَلِّم خَير من دَبَّةٍ فأطلقَ لَهُ جَرايتَهُ وَأَحسَنَ إليهِ. حَاتِمٌ الطائيُ: 5582 - أَلَا سَبِيلَ إِلى مَالٍ يُعَارِضُنِي ... كَمَا يُعَارِضُ مَاءُ الأَبطَحِ الجَارِي بعدَهُ: أَلَا أُعانُ عَلى جُودِي بميسَرة ... فلَا يُردُّ نَدى كَفّيَّ إِقتارِي عَبد اللَّهِ بن المعتَزِّ: 5583 - أَلَا سَبِيلَ إِلى وَافٍ أُواصِلُهُ ... فقَد تجنَّبَ وُدّي كُلُّ غدَّارِ بعدهُ: كم سَخطةٍ بتُّ أخفيها عَليهِ كَما ... تُخفي الحجارَةُ فيها مَسكنَ النَّارِ ابْنُ زَبَادَةَ: 5584 - الأُسدُ لا تَدخُرُ قوتًا كَمَا ... تَدخُرهُ مِن ضُعفِهَا النَّملُ ¬
قَبْلهُ: قلتُ وقَد قالوا اتَّخِذ قِنيةً ... كَذَى لعَمرِي تُخدَعُ النَّحلُ الأُسدُ لا تَدخُر قوتًا. . . البيت أَبُو فراسٍ: 5585 - أَلَا صَاحِبٌ فَردٌ يَدُومُ وَفاؤُهُ ... فيَصفُوا لمن صَافَى وَيَرعَى لمن رَعَى بعده: أفِي كُل دَارٍ لي صَديقٌ أودُّه ... إِذَا مَا تفرّقنَا حَفِظتُ وَضيَّعَا 5586 - أَلا عائِذٌ باللَّه من شَرَّةِ الغِنَى ... ومن رَغبهٍّ يومًا إِلَى غيرِ مَرغَبِ وَمِن هَذَا البَاب قَولُ الطَّمحانِ القَينِي (¬1): أَلَا عَلّلانِي قَبل أَغبَر مُظلمٍ ... بَعيدٍ من الإخوانِ قَفرٌ مَنَازِلُه فَإِن الفَتى يُودِي ويوكَلُ مَالُه ... وتُنكَحُ من بَعد المَماتِ حلائِلُهُ فَدعني أوَسِّع في حَياتِي مَعيشَتِي ... وآكلُ مالي قبل من هو آكلُه ومن ذلك قول أَبِي الهندِيِّ وَاسمهُ عَبدُ المؤمن بن عَبد القُدوس (¬2): أَلَا عَلِّلانِي فالتَعَلُّلُ أروَحُ ... وَينطقُ مَا شَاءَ اللسَانُ المُسَرَّحُ بإِجائه لو أَنَّهُ جُرَّ بازِلٌ ... عَلَيها لأضحَى وَهو للجنبِ يَسبَحُ ويَروى مِصراع البَيت الأول: ولا تَعِدَانِي الشَرَّ والخَيرُ أفَسحُ. ومن ذلك قولُ الأَعرابِيّ (¬3): ¬
أَلَا عَلِّلانِي قبلَ صَلحِ النَوائح ... وقَبل ارتقاءِ النَّفسِ فَوق الجَوانحِ وقبل غَدٍ يَالهفَ نَفسِي على غدٍ ... إِذَا رَاحَ أَصحابِي وَلستُ برَايحِ أَبُو نصر بن نُباتَة: 5587 - أَلَا فاخْشَ مَا يُرجَى وَجدُّكَ هَابطٌ ... ولَا تَخشَ ما يُخشَى وَجدُّكَ رَافِعُ بعده: فَلا نَافِعٌ إِلا مَعَ النّحسِ ضَائِرٌ ... ولا ضائِرٌ إِلَّا مَعَ السَعدِ نَافِعُ ابْنُ الرُّوميّ: 5588 - أَلا فَارْجُهُ وَاخْشَهُ إِنَّهُ ... هو البَحرُ فيهِ الغِنَى والغَرق أبو الفتح البُستيّ: 5589 - أَلَا فَثِقُوا بِي فَإِنَّي كَمَا ... تمدَّحتُ فَليَمتَحِنْ مَن يُحِب الهُزَيميُّ: 5590 - أَلَا فَليَعتَمد مَن شاءَ شيئًا ... فحَرثي لَيسَ يَعدُوهُ اعتمَادِي 5591 - أَلَا فَليَقُل مَن كَانَ باللَّهِ مؤمنًا ... سَدَادًا وَإِلَّا فليَسعه سكوتُ ومِن بَابِ (أَلا فِي). قَولُ بَعضِهم في المَرثيةِ إِنشادِ أَبِي حَاتِم (¬1): أَلا في سَبيل اللَّهِ مَاذَا تضمَّنت ... بُطونُ الثَّرَى وَاستُودِعَ البَلدُ القَفرُ بدُورٌ إِذَا الدُّنيا دَحت أَشرقَت بهِم ... وَإِن أجدَبت يومًا فأيديهم قَطرُ فَيا شَامِتًا بالمَوتِ لأشمَتن بهم ... حَيَاتُهم فَخرٌ وَموتُهم ذِكرُ حَياتُهُم كَانت لأعدائهم عمًى ... ومَوتهُم للفاخِرينَ بهم فَخرُ ¬
ابن الرومي في ولده: 5592 - أَلَا قاتَلَ اللَّهُ المَنَايا وَرَميَهَا ... مِنَ القَومِ حَبَّاتِ القلُوبِ عَلَى عَمدِ أنَشد أَبو بكر بنُ دُرَيدٍ: 5593 - أَلَا قَبّحَ الرَّحمنُ كُلَّ مُمَاذِقٍ ... يَكُونُ أَخًا في الخفضِ لَا في الشَّدائِدِ قبله إِنشادُ أبي بَكرٍ: وكنَّا كغُصنَي بانةٍ لَيسَ وَاحِدٌ ... يَزُول عَلى الحالَاتِ عن رأي وَاحدِ تبدّل بي خلًا فخاللتُ غَيرَهُ ... وَباعَدتهُ لمّا أرَادَ تَبَاعُدِي وَلو أَنَّ كفِّي لَم تُردني أبنتُها ... وَلم يَصطحِبهَا بعدَ ذلكَ سَاعدِي أَلا قبحَ الرحمَنُ كل مُماذقٍ. . . البيتُ عُبيد اللَّهِ بن عَبد اللَّه بن طَاهرٍ: 5594 - أَلَا قَبَّحَ اللَّهُ الضَّرُورةَ إِنَّها ... تُكلّفُ أَعلَى الخَلقِ أَدنَى الخلائِقِ بعده: وللَّهِ درّ الاختيار فإِنَّهُ ... يبيّن فَضلَ السَّبقِ من كُلِّ سَابقِ أَعرابِيٌّ: 5595 - أَلَا قُل لسَارِي اللَّيلِ لَا تخشَ ضَلَّةً ... سَعيدُ بنُ سَلمٍ نورُ كُلِّ بلَادِ وَمن بَاب (أَلا قُل)، لمنصُور الفقِيهِ (¬1): أَلَا قُل لمن كَانَ لِي حَاسِدًا ... أتَدرِي عَلى مَن أَسأتَ الأدَب أسأت على اللَّهِ فِي فَضلهِ ... إِذَا أَنتَ لم تَرضَ مَا قَد وَهَب ¬
يُقَالُ: في المثلِ الحَسُودُ لَا يَسُودُ، ويُقالُ إِنَّهُ وجدَ عَلى بساطِ مَلكِ الرُومِ مَكتوبًا: البَخيل مذمومٌ والحسود مَرحومٌ وَالحريصُ مَحرومٌ. أَبو إسحَاق الصّابئُ: 5596 - أُلاقِي كلَّ مُعْضلَةٍ نآدٍ ... بوَجهٍ لَا يُغَيِّرُهُ القُطوبُ بعده: وَاعتَنِق العَظيمةَ إِنْ عَرتني ... كَأَن قَد زَارَني منهَا الحَبيبُ وبينَ جَوانحي قلبٌ كَريمٌ ... تعجّب من تَماسُكِهِ القُلُوبُ تلوُحُ نَواجذي والكاسُ شُربي ... فأشرَبُها كَأَنّي مُستَطيبُ ففَوقَ السِّر لي جَهْرٌ ضَحوكٌ ... وتحتَ الجَهر لِي سِرٌّ كئيبُ سأثبتُ إِذ يُصَادمُني زَماني ... برُكنَيهِ كَما ثبت النَّجيبُ وأَرقبُ ما تجِيءُ بهِ الليَالِي ... ففي أثنائِهِ الفَرجُ القَرِيبُ مُوسَى بن جَابرٍ: 5597 - الأَكثَرُونَ حَصًى إِذَا عُدَّ ... الحَصَى والأكرَمُونَ إِذَا يُعَدُّ فَعَالَا أَبُو نواسٍ: 5598 - أَلَا كُلُّ حَيٍّ هَالكٌ وَابنُ هَالكٍ ... وَذُو نَسَبٍ في الهَالكِينَ عَريقِ بعده: فقل للقَرِيبِ اليَومَ إِنَّكَ رَاحلٌ ... إِلَى مَنزلٍ نائِي المحلِ سَحيقِ إِذَا امتحنَ الدُّنيا لبيبٌ تكشّفت ... لَهُ عَن عَدُوٍّ في ثياب صَديقِ لَبِيدُ بن رَبيعةَ: ¬
5599 - أَلَا كُلُّ شيءٍ مَا خَلَا اللَّهَ باطِلُ ... وَكل نَعيمٍ لَا مَحالةَ زَائِلُ بعده: وَكل أناسٍ سَوف تدخُلُ بينَهمُ ... دُويهيةٌ تَصفَرُّ منها الأنَامِلُ إِذَا المرءُ أسرَى ليلَة ظنَّ أنَّهُ ... قضَى وَطرًا والمرءُ مَا عَاش آمِلُ فقولا لَهُ إن كَانَ يَعقِل مرّةً ... أَلمّا يَعِظْكَ الدَّهرُ أمُّكَ هابلُ قَالَ أبو عَليٍّ محمَد الحَسَن الحَاتميُّ في كتَاب (حليةِ المحاضَرة) أخبرنَا أَبُو جَعفر محمّد عمروٍ عن سَعدَان بن نَصرٍ عن سفن عينه عن عَبد الملك بن عُمَير عن أبي سَلمةَ عن أَبِي هُريرةَ قَال سَمعتُ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّهُ عَليه وسَلم يقول عَلى المنبر: أشعَرُ كَلمةٍ قَالتهَا العَربُ، قَول لبيدٍ: أَلا كُلُ شيء مَا خَلا اللَّهَ باطِلُ ... وَكلُ نعيم زائلٌ لَا مَحالَة فكانَ صلى اللَّهُ عَليه وسَلم لَا يُقيمُ وَزنَهُ. أَعرَابِيَّةٌ: 5600 - أَلَا كُلَّ شَيءٍ من خَليلكَ نلتَهُ ... وَإِن كَانَ أَدنَى من قَذَى العين ينفَعُ حَدَّثَ الأصمعيُّ قال: مَررتُ بصبيَّةٍ من نساءِ العَربِ تسأل، فتصدَّقتُ عليهَا بتَمراتٍ، فجعَلتْ تأكُلُ التمرَ، وتُلقي النَّوَى في جيبِهَا، فقلتُ لهَا: مَا بلغ مِن قدرِ هَذَا النَوى حتى حَفظتيهِ في جيبكِ يا صِبيَّة، فولَّت، وَهي تقول: أَلا كُلُ شيءٍ من خليلك نلتَهُ. . . البَيتُ إِنشَادُ الأصمعيّ: 5601 - أَلَا كُلُّ مَا لَم يقضِهَ اللَّهُ لِلفَتَى ... إذا رامَهُ يومًا عَلَيهِ شَدِيدُ حَدَّثَ الأَصمعيُّ قَالَ حدّثني بَعضُ العَرب قَال دَخَلتُ عَلَى بَعض مُلُوكِ العَرب باليمن وَهو في مَجلس حَسَن مَكتوبٌ في أربَعة أرابيعهِ أَربعةُ أَبياتٍ، الأول: ¬
أَلا كُلُّ ما لَم يقضِهِ اللَّهُ للفتَى، البَيت، والثاني: وكُل امرىٍ من كُلِ أمرٍ يُريدُه ... إِذَا لَم يُسَاعِدهُ القضاءُ بَعيدُ والثالث: وقَد يُدركُ الحَاجَاتِ ذُو العَجز وَالوَنَى ... ويَعجزُ عنها المرءُ وهو جَليدُ والرابعُ: وَليس التَواني في هَوَى المرء مُبعِدٌ ... ولَا الحرصُ يومًا في هواهُ يَزيدُ يزيدُ بنُ جَذعَاءَ: 5602 - أَلَا كُلّ مَا يَلقَى الفَتَى قَد لَقيتهُ ... أُمَيمُ فَفِيه شِدَّةٌ ونَعيمُ ابن الرُّوميّ: 5603 - أَلَا كَم أَذَلَّ الدَّهرُ من مُتعَزّزٍ ... وَكَم رمَّ مِن أَنفٍ حَميٍّ وَكَم حَطَمْ أوّلها يَرثي أُمَّهُ: أَفيضَا دَمًا إِنَّ الرَّزايَا لَها قيَمْ ... وليس عَجيبًا أَن تَجُودَا لها بدَم رزيَّةُ أُمٍّ كُنتُ أَحيَا برُوحِها ... وَأَستَدفِعُ البَلوَى وأستَنزل النعمْ رأيتُ طويل العُمرِ مثلَ قصِيرهِ ... إِذَا كَانَ مُفضَاهُ إِلى غايةٍ تُؤَمْ ومَا طولُ عُمرٍ لا أَبالك ينقضِي ... وَما خيرُ عَيْشٍ قَصْرُ وجدانهِ عَدَمْ تضعضِعُهُ الأوقات وهي بقاؤُهُ ... وتعتَاله الأقواتُ وهي له طعَمْ أَلَا إِنَّ بالأبصَار عن عبرةٍ عمًى ... أَلا إِنَّ بالأسماع عَن عظةٍ صَممْ أَلا كَم أذلَّ الدَهرُ من متعزّزٍ. . . البيت، وبعده: وَكم نعمةٍ أزوى وَكَم غبطةٍ طَوى ... وكم سيّد أهوى وكم عُروةٍ فَقَمْ هو الدَهرُ لا يَسطيعُ نهضًا بثقلهِ ... سِوَى ابن بقين عَاذَ باللَّه وأعتصَمْ ¬
أَبُو مِحجَن: 5604 - أَلَا لَعَن اللَّهُ الّذينَ يَسُرّهُم ... رَدَايَ وَلَا يَدرُونَ ما اللَّهُ فَاعِلُ أَبياتُ أبي محجن يَعتَذِرُ عن انهزامِهِ يقولُ: وَمَا رِمتُ حَتَّى خرَّقُوا بسلاحهم ... ثيابي وجَادت بالدماءِ الأَباجِلُ وحَتَّى رأيتُ المُهر مزوَّدة لهم ... لدَى النيل يَدمي نحرها والشَواكِلُ وَمَا رُحتُ حَتَّى كنتُ آخر رَايحٍ ... وَصرِّع حَولي الصَالحُونَ الأَماثلُ أبو دُلَفٍ: 5605 - أَلَا لعَن اللَّهُ اللَّئِيمَ وَفعلَهُ ... وأَردَى بُغَاةَ الإِفكِ والدَّخس النُكرا 5606 - أَلَا لم تُراعُوا إِنَّها خَيلُ وائِلٍ ... عَلَيهَا رجَالٌ يَطلبُونَ الغَنائِما يقالُ رَجُلٌ أَلمعي وَيلمَعيُّ وَهو الحديدُ اللِسَان والقلب، وقال ابْنُ حَبيبٍ: الألمعيُّ الذي يَرَى أوَّلَ الأَمرِ فَيعرفُ آخرَهُ، ومثلهُ قولُ صرَّدُرَّ (¬1): مُصيبُ سَهم الغَيب لَا يَنطَوِي ... غَيبُ غدٍ عَنهُ إِذَا خالَهُ كأَنَّ في جَنبيهِ مَاوِيَّةً ... تُريهِ ممَّا غابَ أَشكاله في كلّ جمعٍ صالحٍ هاتف ... ما يأتلي تضرب أمثالهُ وقَولُ أوسٍ مثلٌ لَا يُعرَفُ لأحدٍ قَبلَهُ، وفي المَثلِ الحذَرُ قَبلَ إرسَالِ السّهم، زَعمُوا أن الغراب أَرادَ ابنُهُ أَن يَطيرَ فَرأى رَجُلًا قَد فوق سَهمَهُ ليَرميَهُ فَطارَ فقالَ أبُوه اتّئد حَتّى تَعلَم مَا يُريدُ الرَجُل فقالَ يَا أَبَه الحذَرُ قَبلَ إِرسالِ السَهم فَسارت مثلًا. أَوس بنُ حَجَرٍ: 5607 - الأَلمعيّ الَّذي يَظُنُّ لكَ الظَّـ ... ـنَّ كأَنْ قَد رَأَى وَقَد سَمِعَا ¬
مُسلم بنُ الوَليد: 5608 - أَلَا لَيتَ الشَبابَ يَعُودُ يومًا ... فَأُخبِرَهُ بمَا صَنَعَ المَشِيبُ قَبْلهُ: عَرِيتُ منَ الشبابِ وَكَانَ غضًا ... كَما يَعرى من الورَق القضيبُ وَنُحْتُ عَلَى الشبابِ بحرّ دمَعٍ ... ومُنتَحبٍ فَمَا أغنَى النّحيبُ أَلَا ليتَ الشَبابَ يَعودُ يومًا. . . البيت، وبعده: فيَا أسَفًا أَسِفتُ علَى شَبابٍ ... نَعاهُ الشيبُ وَالرأسُ الخضِيبُ ويروى: أَنوحُ على الشبابِ بدمعِ عيني ... ومَا يُجدي البكاءُ ولَا النحيبُ له أيضًا: 5609 - أَلَا ليتَ الوُلَاةَ نَهوا جَميعًا ... حِسَانَ الغَانيَاتِ عَن النقابِ العُتبي حين مَات ولدُه: 5610 - أَلَا ليتَ أُمّي لَم تَلدني وَلَيتَني ... سَبَقتُكَ إِذ كُنّا إِلى غَايةٍ نَجرِي يقول منها: وكنتُ بهِ أُكنَّى فأصبحَتُ كُلَّما ... كُنيتُ بهِ فاضت دمُوعي عَلى نَحرِي وقَد كُنتُ ذَا نابٍ وظُفر علَى العدى ... فأصبحتُ لَا يخشون نابِي ولا ظفري ومثله قولُ الآخرِ (¬1): كيفَ السُلوُّ وكيف أنسَى ذكرَهُ ... وإِذا دُعيتُ فإِنَّما أُدعَى بهِ ¬
أحمد بن عبد اللَّه بن أبي العظام: 5611 - ألَا ليتَ أيَّامًا مَضت لم تَكُنْ مَضَت ... ففقدي لهَا يَا صَاحِ إحدَى المصَائب 5612 - أَلَا ليتَ بعدَ المَوتِ أُنشَرُ نشرَةً ... فَأَنظُرُ مَا لَيلَى بصَانعَةٍ بَعدِي بعده: أَترعى ذمام العَهد بيني وَبينها ... كذلكَ ظَنِّي أَم يغيَّر عن عهدِي الأبيرد الرّياحيّ: 5613 - أَلَا ليتَ حَظّي من غُدَانةَ أَنَّها ... تكونُ كَفافًا لَا علَيَّ ولَا لِيَا ابن الدُّمينَةِ: 5614 - أَلَا لَيتَ شِعرِي عنكِ هَل تذكرونَني ... فذكراكِ في الدُنيِا إِليَّ حبيبُ بعده: وَهَل لي نَصيبٌ من فؤادِكِ ثابتٌ ... كَما لك عندي في الفؤادِ نَصيبُ ابْنُ الرُّوميّ: 5615 - أَلَا ليتَ شعري لم مَطلت مَثُوبَتِي ... وَلم تُؤتَ مِن بُخلٍ وَلم تُؤتَ مِن عُسرِ ابْنُ ميَّادَةَ: 5616 - أَلَا ليتَ شِعري هَل أَبيتنَّ ليلةً ... بحَرَّة لَيلَى حيثُ رَبَّبَني أَهلِي قال الأصمعيُّ: الرّبيبَةُ هيَ الَّتي تُربَّبُ وتُرَبِّبُ من أسماء الأضدادِ. يُقَالُ رَبّتهُ، وَربَّهُ، وَرَبَّبَهُ، وَربّاهُ؛ فَمن قال: ربَّهُ قال: رَببتُ مَكسُورَ الباءِ، ومَن قال: رَبَّتْهُ ¬
قال: أُربّتُهُ تَربيبًا، ومن قالَ رَبَّبهُ قالَ: أُرَبّبُهُ، وهو قول ابْنُ ميّادة هذا، ومن قالَ: رَبّاهُ، قال: رَبَّيْتَه أُربّيهِ تَربِيةً وَمَن قَالَ: رَبَّبَهُ قَالَ رَبّبتُهُ أُرببُهُ تَربيبًا؛ وحَكى قَولَ بَعضهم: لَئِن رَبَّبني رَجُلٌ منِ قُريش أَحَبُ إِلي من أن يُربّبَنِي رَجُلٌ من بَني فلانٍ، معنَاهُ يَكُون فَوقي كالربِّ. الصِّمَّة بن عبد اللَّه: 5617 - أَلَا لَيتَ شِعرِي هَل أَبيتَنَّ ليلةً ... بسُعدٍ وَلمَّا تَحلُ من أَهلهَا سُعدُ وَمن باب (أَلا لَيت شِعري)، قَول عَبد الملكِ بن حَبيبٍ (¬1): أَلا لَيت شعرِي هَل أَبيتنَّ لَيلةً ... بِسَلعٍ وَلم تُعلق عَلي دُروبُ وَإِنِّي لأرعى النَّجم حتّى كأنّني ... عَلى كلِ نجم في السّماءِ رَقيبُ وَاشتاقُ للبَرقِ اليَماني إِذَا بَدا ... وأزدَادَ شوقًا إِن تَهُبَّ جنُوبُ فمَا صَدَعٌ أَحمَى الرُماةُ مثَابَهُ ... من الماءِ حتَّى فرَّ وهُو شَذِيبُ يَرَى الموتَ دُون الماءِ لَا يَستَطيعُه ... نجومُ على أَرجائِهِ وَيلُوبُ مِنَ الهائم المشتاقِ قَد لفَّ حسبَهُ ... دَواعي الهوى تعدُوا لَهُ وَتؤوبُ جَمِيلُ بُثينةَ: 5618 - أَلَا ليتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلةً ... بوَادِي القُرَى إِنِّي إِذًا لَسعِيدُ قَالَ الوَليدُ بن عَبد المَلِكِ لأصحابهِ ذَاتَ لَيلَةٍ أَي بيتٍ قَالَهُ العَربُ أغزَلُ فَكلٌّ قَال شيئًا لَم يبلُغ بهِ مَا أَرادَ فقَالَ لَهُم الوَليدُ قَول جَمِيلٍ: أَلَا لَيتَ شعري هَل أَبيتنَّ لَيلةً ... بوَادِي القُرى إِنِّي إِذًا لسَعيدُ لِكُلِّ حديثٍ بَينَهُنَّ بشاشَةٌ ... وكل متيلٍ عَنهنَّ شهَيدُ فجعل حَديثهنَّ بَشاشةً ومتيل منهن شهِيدًا وَليسَ بَعدَ هَذَا غايَةٌ. ¬
5619 - أَلَا لَيتَ شِعرِي هَل أَبيتنَّ لَيلةً ... ولَيسَ لبُرغُوثٍ عَليَّ سَبِيلُ أَعرابِيٌّ: 5620 - أَلَا لَيتَ شِعري هَل أُرَى جَانِبَ الحمَى ... وَقَد أَنبتتُ سُلَّانُه نَفلًا جَعدَا الرَّضِيُّ الموسويُّ: 5621 - أَلَا لَيتَ شِعرِي هَل أُرَى غَيرَ مُوجَعٍ ... وَهَل أَلقَينَّ قلبًا مِن الوَجد خَالِيا المُتنبِّي: 5622 - أَلَا ليتَ شِعرِي هَل أَقُولُ قَصِيدةً ... فَلَا أشتكِي فيها وَلَا أَتعَتَّبُ أَبُو فِرَاسٍ: 5623 - أَلَا لَيتَ شِعرِي هَل أَنَا الدَّهرُ وَاجدٌ ... قَرينًا لَهُ حُسنُ الثناءِ قَرينُ بعده: فأَشكُو وَيشكو مَا بقَلبي وقَلبهِ ... كِلَانا عَلَى نجوى أخيهِ أَمينُ يضنُّ الزَّمانُ بالثقَاتِ وَإِنَّنِي ... بسرِّي إِلى غَير الثقاتِ ضنِينُ وفي بَعض مَن يُلقي إِليكَ مَودَّةً ... عَدوٌ إِذَا كَشفت عنه مبُينُ لعلَّ زمَانًا بالمسرَّةِ ينثَني ... وعَطفةَ دَهرٍ باللقاءِ تَكونُ فلا تَجِدِ الأعداءَ فِيكَ غضاضةً ... فللدَّهرِ بوسٌ قد عَلمتَ ولينُ فأَعظم مَا كانت هُمومُكَ تنجلي ... وأصعبَ ما كان الزَّمانُ يَهونُ فلَا بَرحَتْ بالحَاسِدينَ كآبةٌ ... ولَا رقأَت للشامِتينَ عيُونُ 5624 - أَلَا ليتَ شعرِي هَل دَرَى الدَّهرُ مَا جَنَتْ ... يَداهُ عَلينَا أَم تُراهُ تندَّما ¬
وَمِن باب أَلَا لَيت، قَول قَيس بن ذُريح (¬1): أَلَا لَيت لُبنَى لم تَكُن لي خِلةً ... وَلَم تَلقني لُبنَى وَلم أدرِ مَا هِيَا وهَذا من باب تكرير اللفظِ ويُسمّى رَدُّ العَجز على الصَّدر ومثلهُ قولُ جَميل بُثينَةَ (¬2): ومَا ذكرتك النفسُ يا بُثْنُ من ... الدَهرِ إِلا كَادتِ النَفس تتلَفُ وَمِن بابِ: (أَلَا ليسَ) قَولُ الحُطَيئةِ (¬3): أَلَا ليسَ السَّعادَةُ جَمع مَالٍ ... ولَكِنَّ التَقِيَّ هُو السَعِيدُ وَتقوى اللَّهِ خيرُ الزَادِ فاعلم ... وعندَ اللَّهِ للتَّقوى مَزِيدُ ومَا لَا بدّ أن يأتي قريبٌ ... وَلكِنَّ الذِي يَمضِي بَعِيدُ 5625 - أَلَا ليتَ عَيشًا أوّلًا كرَّ رَاجعًا ... وَإلَّا فعَيشٌ آخِرٌ مِثلُ أوَّلِ الصَّابِئُ: 5626 - أَلَا لَيتَني حَيثُ انبرَتْ أَفرُخُ القَطا ... بأَعلَى مَكانٍ في البلَادِ سَحِيقِ سُحَيم بن وَثيلٍ: 5627 - أَلَا لَيسَ زَينُ الرَّحلِ نَطعًا ونُمرُقًا ... ولكنَّ زينَ الرَّحل يَا ميَّ راكِبُه أبو هلالِ بن سَهلٍ: 5628 - أَلَا لَيسَ في الإِعدامِ عَارٌ عَلى الفَتَى ... وَلَكِن أشَدُّ العَارِ في دَنَسِ العرضِ بعده: وَمَا طول عُمرِي أَن يَطُولَ بِهِ المَدَى ... ولكنَّهُ طوُلُ المسرَّة والخَفض ¬
وَمَا المَيتُ إِلَّا كُلُّ مَنْ ماتَ ذِكرُهُ ... ومَاتَ عن الإِسعافِ بالقَرض والفَرضِ يُفرِّحُني مَرُّ الزَّمانِ وكلَّما مَضَى ... بعضُ أَيَّامِ الزَّمانِ مَضى بَعضي هُو أَبو هِلالٍ الحسَنُ بن عبد اللَّهِ بن سَهلٍ العَسكرِيُّ ذو البَلاغتَين. عَمرو بن ضبيعة الرّقّاشي: 5629 - أَلَا ليَقُل مَن شَاءَ ما شاءَ إِنَّما ... يُلامُ الفَتَى في مَا استَطَاعَ من الأَمرِ أَبياتُ عَمرو بن ضُبيعَةَ الرَّقاشِيّ: قَضَى اللَّهُ حُبَّ المَالكيَّةِ فَاصطبِر ... عَليهِ فقَد تَجرِي الأُمورُ عَلَى قَدرِ تَضيقُ جفُونُ العَينِ عَن عَبَراتِها ... فَتسفَحُها بَعدَ التَجلدِ والصَّبرِ وَغصَّةُ صَدرٍ أَظهَرتها فنَفَّست ... حَزازَةَ حَرٍّ في الجَوانح والصدرِ أَلا ليقَل من شاءَ مَا شاءَ. البيتُ، وبَعدَهُ: سَقَى اللَّهُ أَيامًا لنا لَسنَ رُجّعًا ... عَلينَا وعَصرَ العَامرِيَّة من عَصرِ لَيالِي أعطيتُ البَطالةَ مِقوَدي ... تمرُّ الليَالِي والشهورُ ولَا أدرِي إبراهيمُ بن إسماعيلَ: 5630 - أَلَا ليَمُت من شاءَ بَعدَكَ إِنَّما ... عَلَيكَ منَ الأقَدارِ كَانَ حذارِيا قَبْلهُ: أَجَارِيَ ما أزدادُ إِلَّا صَبابةً ... علَيكَ ولَا تزدَادُ إِلَّا تَنَائِيا أَجَارتي لَو نفسٌ فَدَتْ نَفسَ ميّتٍ ... فَدَيتُك مَسرورًا بنَفسي ومَاليا وَقَد كُنتُ أَرجُو أَن أُمَلاكَ حقبةً ... فحالَ قضاءُ اللَّهِ دُونَ رجائِيَا أَلا ليمت مَن شاءَ بَعدَكَ. . . البيتُ وتروَى هَذهِ الأَبياتُ لفَاطِمةَ بنتِ الأحجَمِ. ¬
أَبو الحَسن الرّاعي الشاغنتيُّ: 5631 - إِلامَ أُمَنِّي النَّفسَ مَا اليأسُ دُونَهُ ... بمُنخدعٍ يَأوِي إِلى شَرّ خَادِع بعدَهُ: وَيامَا لدَهرٍ أَسْلَمَتْنِي صرُوفُه ... لشكوَى الرزايَا لا لشكرِ الصَّنائعِ قَضَى زَمني أنّي له سِنَّ نَادِمٍ ... ليقرعَني منهُ صُنُوفُ القَوارِعِ وَإِن يَك ذَا غيظٍ فَإِنَّ بَنانهُ ... تَسِيلُ دمًا مِن عَضِّهِ المُتتابِعِ الأَبلَه: 5632 - إلَامَ تَسُومُني هجرًا فهجرًا ... وتَجعَلا لِي وَما أَجرَمتُ جُرمَا المَعرِّيُّ: [من الوافر] 5633 - إِلامَ تُكَلّفُ البيدَ المَطايَا ... بِعَزمٍ لَا يَقرُّ لَهُ قَرارُ ومن بابِ (أُلامَ)، قَولُ: أُلامُ إِذَا ذَكرتكِ فاستَهلَّت ... غروب العْين تتبَعُها غُروبُ وَلَو أَن الحبَالَ فَقدنَ أَلفًا ... وشك جَامِدٌ منها يَذوبُ محمد بن مهران المصريّ الدفاف: 5634 - أُلَام عَلى أَخذِ القَلِيلِ وَإِنَّما ... أُصَادِفُ أَقوامًا أَقَلَّ مِنَ الذرّ بعدَهُ: فَإِن أَنَا لَم آخذ قليلًا حُرمتُهُ ... ولَا بدَّ من شيءٍ يُعينُ عَلَى الدَهرِ ويُروَيانِ لليَحْصُبي الأندلسي. أَبو فِراسٍ: 5635 - أُلَامُ عَلَى التَّعَرُّضِ لِلمَنَايَا ... وَلِي سَمعٌ أَصمُّ عَنِ المَلامِ ¬
الأَبلَه: 5636 - أُلامُ عَلَى حُبّيكَ وَهوَ مُبَرِّحُ ... وأَكبَرُ بَرحٍ في هَواكَ مَلامُ قبلَهُ: بِأَيّ لسَانٍ للوشَاةِ أُلَامُ ... وقَد عَلِموأ أَنّي سَهِرتُ وَنامُوا أَهيمُ ومَا أظهرتُ في الحُبِّ بدعةً ... ولَو أنّهم ذاقُوا الغَرامَ لهَامُوا هَل العشقُ إِلّا لَوعةٌ مستَكِنَّةٌ ... ينمُّ عَليها زفرَةٌ وغَرامُ أُلامُ عَلى حُبيك وَهُو مبرّحٌ. . . البيت، وبعده: أَيستَكثرونَ الوصل لي منك ليلةً ... وقَد مرَّ عامٌ للصدُود وَعَامُ أَحِنُّ إِذَا فاحَت مَن الغَورِ نفحَةٌ ... وَناحت بأعلى الدوحتين حَمامُ بعضُ بني نهشلٍ: 5637 - أُلَامُ عَلَى فيضِ الدُّموعِ وإِنَّني ... بفَيضِ الدُمُوعِ الجَارِياتِ جَديرُ بعدَهُ: أَيبكي حَمامُ الأَيكِ فَقد أليفهِ ... وَأصبِرُ عنهَا إِنَّني لصَبُورُ البُحتُرِيُّ: 5638 - أُلَامُ عَلَى هَواك وليسَ عَدلًا ... إِذَا أَحببتُ مثلك أَن أُلَامَا ابْنُ الرُّومي في ولده: 5639 - أُلَامُ لمَا أُبدِي منَ الحُزنِ والأسَى ... وَإِنِّي لأُخفِي منهُ أَضعَافَ مَا أُبدِي بَعضُ بَني أَسَدٍ: ¬
5640 - أَلَا من لنَفسٍ بالذنُوب رَهينَةٍ ... قَليل علَى لَمس العَذابِ اصطبَارُها بَعْدهُ: كَفَى مُسلِمًا للمرءِ يَا أُمَّ عاصمٍ ... رُكُوبُ المَعاصِي عَامدًا واحتقَارُها وَمِن بَابِ (أَلَا من)، قول تأبّطَ شَرًّا يصفُ الغُولَ (¬1): أَلا مَن مُبلغ الفتيان عَنِّي ... بمَا لاقَيتُ عِندَ رَحَا بِطَانِ بأَنِّي قَد لقيتُ الغُول تهوِي ... تسهب كالصَّحيفةِ صحصحَانِ فَقلتُ لها كِلانَا نِضوا أرضٍ ... أخو سَفَ فَخلَّى لي مَكانِي فَشدَّت شِدّة نجوى فأهوَى ... لهَا كفى بمصقولةٍ يَمانِ فَأَضِربُها بلا دَهشٍ فخرَّت ... صرِيعًا لليَدينِ وللجرَانِ فقَالت عُد فقلتُ لهَا رُويدًا ... مَكانَكِ إنَّنِي ثبتُ الجَنانِ فَلَم أَنفكّ متَّكئًا لَديهَا ... لأعلم غدوةً مَاذا أتاني إِذَا عَينَانِ في رأسٍ قبيحٍ ... كرأسِ الهرّ مُستَرقَ اللِسَانِ وسَاقَا مُخدَجٍ وَسَراةُ كلبٍ ... وثوبٌ من عَباءٍ أَو شَنانِ عُبيد اللَّه بن عَبد اللَّه بن عتبة بن مسعود: 5641 - أَلَا من لنَفسٍ لَا تَمُوتُ فَينَقضي ... مَدَاهَا وَلَا تَحيَى حَيَاةً لَها طَعمُ بعدَهُ: تَجنّبتُ إِتيانَ الحَبيبِ تَأَثُّمًا ... أَلَا إِنَّ هجرانَ الحبيبِ هُو الإِثمُ فذُق هجرَها إِن كُنتَ تَزعُم أَنَّهُ ... رشادٌ الا يا ربّما كذَبَ الزعمُ ابْنُ لُقمان النَسَفيُّ: 5642 - أَلأَ مْنُ واليُمنَ في ثَلاثٍ ... فيَ الحلِم والرِّفقِ وَالسَّخاوَه ¬
بعدَهُ: وَالشَّر والشؤمُ في ثلَاثٍ ... في البُخل والظلم والقَساوَه هُو أَبو حَفص عُمر بن محمّد بن أحمَد بن إِسماعِيل بن محمّد بن عَلي بن لقمَان النَسفِيُّ الحَنَفِيُّ. ابْنُ الرُّوميِّ: 5643 - أَلَا مَن يُريني غَايَتي قَبلَ مَذهَبي ... وَمن أينَ والغَايَاتُ قَبلَ المَذاهِبِ ذُو رُعَيْن الحَميريُّ: 5644 - أَلَا مَن يَشتَرِي سَهرًا بنَومٍ ... سَعِيدٍ مَن يَبيتُ قَرِيرَ عَينِ بعدَهُ: فَإِمَّا حميَرٌ غَدَرَتْ وَخَانتْ ... فمَعذِرَةُ الالهِ لذي رُعَينِ المَثَل، أَلا من يشتَرِي سَهرًا بنَومٍ، يُضرَبُ لمن غَمطَ النِعمةَ وَكَرِهَ العَافِيةَ، وأَوَّلُ من قَالَ ذلك ذُو رُعَينٍ الحَميَرِيُّ. وَذلك أَنَّ حميَرَ تفرّقَت عَلَى مَلِكِهَا حَسَّانَ وخَالفت أمرَهُ لسُوءِ سِيرَتِهِ فيهم وَمالُوا إلى أخيهِ عمروٍ وَحملوُه علَى قتلِ أخيهِ حسَّانَ ورَغّبوه في الملك ووَعدُوه حُسنَ الطَاعَةِ فنهَاهُ ذو رُعَينٍ من بينهم وَعلم أنَّهُ إن قَتل أخَاهُ يذم وَنفر عنه النَومُ وانقضت عليه أمورهُ وَأنَّهُ سَيُعاقِبُ الذينَ أشارُوا عَليه بذلك وسيعرف غِشَهُم فيما بَعدُ فلمّا رأَى ذو رُعَين أنّ عمرًا لَم يقبَل منهُ خشِي العَواقبَ فقَالَ هَذينِ البَيتينِ: أَلا من يَشتَرِي سهرًا بنومٍ، البَيتان، وكتبهُما في صَحِيفَةٍ وخَتَم عَليها بخاتَم عَمروٍ وقَال هَذه وَدِيعَةٌ لي عندك إِلَى أن أَطلبَها مِنك فدَفعهَا عَمرٌ إِلى خَازِنِه وَأمرَهُ بحفِظهِا في الخزَانةِ إِلى أَن يَطلُبَها مِنه فلما قَتلَ عَمروٌ أَخاهُ وَجلس في الملكِ مَكانَهُ مُنعَ من النَوم وسُلّطَ عَليه السَّهرُ فلما شدَّ ذلك عليه لَم يَدع باليَمن طَبيبًا ولا كاهِنًا ¬
ولَا مُنجّمًا ولا عرّافًا ولا عايفًا إِلَّا جمَعهم ثم أخبرهُم بقصّتِهِ وَشكا إليهم سَهَرَهُ فقَالوا إِنَّهُ ما قَتل رَجلٌ أخاه أو ذَا رحمٍ منه علَى نحو مَا قتلتَ أخاك إِلَّا أصَابَهُ السَهرُ ومُنعَ من النَومِ فأقبَل لمّا قالُوا ذلك عَلَى مَن أشار عَليه بقَتلِ أخيهِ وسَاعده عَليه من إقيال حمَير فقَتلهم حَتَّى أفنَاهُم فلما وصَل إِلى ذِي رُعينٍ وأرادَ قَتلهُ قال لَهُ أيها الملكُ إِنَّ لي عندكَ بَراءَةً مما تُريدُ أَن تَصنَع بي قال وَما بَراءَتُكَ ومَا أَمانُك قال: مُر خازنكَ أن يخرجَ الصّحيفَةَ التي استَودَعتُكَها فأخرجَهَا فَنَظر إِلى خاتَمهِ عَليهَا ثم فضّها فإذا فيها البيتَانِ، ثم قال أيُها المَلكُ قَد نَهيتُك عن قتلِ أَخيكَ وعَلمتُ أنكَ إِن فَعلتَ ذَلكَ أصَابَكَ الّذِي قَد أصابَك فَكتَبتُ هَذين البَيتينِ بَراءَةً لِي عِندَ كما عَلمتُ أَنَّكَ تصنَعُ بمَن أَشارَ عَليكَ بقتلِ أخيكَ، فقَبِلَ ذَلكَ منهُ وعَفَا عَنه وَأَحسَنَ جَائزتَهُ وَأجزَلَها وأَسنَاهَا لَهُ. عَبد اللَّهِ بن جدعَانَ: 5645 - أُلامُ وَأُعطِي وَالبَخِيلُ مُجاورِي ... لَهُ مِثلُ مَا لي لَا يُلَامُ وَلَا يُعطِي المُهلّبي الوَزيرُ: 5646 - أَلَا مَوتٌ يُبَاعُ فأَشتَرِيهِ ... فهَذَا العَيشُ مَا لَا خَيرَ فيهِ بعدَهُ: إِذَا أبصرتُ قبرًا مِن بَعيدٍ ... وَدِدتُ لَو أننَّي مِمَّا يليهِ أَلَا رَحِمَ المُهيمنُ نفسَ حُرٍّ ... تَصَدَّقَ بالوَفاةِ على أخِيهِ عَلي بن مسهرٍ الكاتبُ: 5647 - إِلامَ يُراعي كُلفَةَ الصَّبرِ حَازمٌ ... ويَحملُ أَعباءَ الخُطُوبِ جَليدُهَا 5648 - أَلانَ لدَاوُودَ الحَديدَ بقُدرَةٍ ... إلهٌ عَلَى تَليين قَلبكِ قَادِرُ ¬
قيل: لما تُوفي محمَّد بن الحجّاج جَزعَ الحجَّاج عَليهِ جَزعًا شدِيدًا، ودخل عَلَيهِ، فلمّا نظر إليه قال مُتمثلًا (¬1): الآن لمّا كُنتَ أكملَ مَنْ مَشى ... وافترَّ نابُكَ عن شَباةِ القَارِح تكامَلت فيكَ المُروءَةُ كُلها ... وَأَغنَت ذلك بالفَعالِ الصَالحِ فقيل لَهُ: اتّقِ اللَّهَ، وَاستَرجع. قَالَ: إِنّا للَّهِ وإِنا إليهِ رَاجعُونَ. الرّضيُّ الموسَوِي: 5649 - أَلَا وِصَالٌ سوَى طَيفٍ يُؤَرّقُنِي ... وَلَا رسائِلُ إِلَّا البِيضُ والأَسَلُ عَدِيٌّ التَميميُّ: 5650 - أَلَا هَبَلَنْكَ أُمُّكَ يَا عَديٌّ ... أتَقعُدُ لَا أُفَك وَلَا تَصُولُ بعَدَهُ: وَلو كُنتَ الأسيرَ ولَا تكُنهُ ... إِذًا عَلِمت مَعدّ مَا أقولُ وَمن بَابِ (ألَا هل)، قَولُ حَاتِم بن سُحَيمٍ (¬1): أَلا هَل أَتَى أَهلَ العرَاقِ مناخُنَا ... نُقسِّمُ بين الناسِ بؤسِي وَأَنعَمَا بأبيضَ مَعقود به التَاجُ مَاجدٍ ... وفتيان صدقٍ لا يَهابون مُقدَمَا ونَضرِبُ صندِيدَ الكتيبةِ في الوغا ... ونَركَبُ أطرافَ الرِّماحِ تكرُّمَا البَارعُ النحويُّ: 5651 - أَلَا هَل إِلى صَفوٍ منَ العَبشِ ... سَاعةً سَبِيلٌ وأَنَّى للرَّجُل الحُرِّ بعَدهُ: يَتيهُ عَليَّ الدّهرُ أَنِّي فَاضِلٌ ... ولَو كُنت ذَا جهلٍ لتهتُ عَلى الدهرِ ¬
فيَا ليتَهُ يدري بقدري فيرعَوي ... عَن القَصدِ لي أوليتني كنت لا أدرِي أَبو العَميثَلِ: 5652 - أَلا هَلْ إلى نَصِّ النَّواعج بالضُحَى ... وَشمّ الخُزَامَى بالعَشِيّ سَبيلُ يحيى بن طالبٍ الحنَفيُّ: 5653 - أَلَا هَل لِشيخٍ وَابنِ ستّينَ حجّةً ... بَكَى طَربًا نحوَ اليَمامة من عُذرِ ومن باب (أَلا هِي)، قَولُ الزَّمخشَرِيِّ (¬1): إِلهي إليكَ المُشتَكَى نَفس مُشتهٍ ... إِلى الشر تدعوني عن الخير تنهانِي ومَا يشتَكِي الشَّيطانَ إِلَّا مغفَّلٌ ... أَلَا إِنَّ نفس المشتهي ألف شَيطانِ 5654 - إِلهي لكَ الحَمدُ الَّذي أَنتَ أَهلُهُ ... عَلى نِعَمٍ مَا كُنتُ منكَ لَها أَهلَا بعدَهُ: إِذَا زِدتُ تَقصِيرًا تَزدني تكرُّمًا ... كأنّي علَى التّقصير أستَوجِبُ الفَضْلا وَمن بَاب (أَلَا لَا أُبالِي)، قَولُ منظُور بن زبَّانَ (¬1): أَلا لا أُبالِي اليَومَ مَا صَنَعَ الدَهرُ ... إِذَا مَا نأت عنِّي مليلَهُ والخَمرُ وَمَا مِنهُمَا إِلَّا شدِيدٌ فراقُهُ ... فراق النّدامى وَالمخدّرة البكر جَعفر بن عليَّه الحَارِثي: 5655 - أَلَا لَا أُبَالي بَعدَ يَومٍ بسَحبَلٍ ... إِذَا لَم أُعَذَّب أن يَجيئَ حماميَا بعده: ¬
تَركت بِجَنْبي سَحبَلٍ وتلاعِهِ ... مُراقَ دَمٍ لَا يَبرَحُ الدَهر ثاوَيا مَروانُ بن حصنٍ: 5656 - أَلَا لَا أُبَالي بَعد يومٍ وَطيتُهُ ... رِقَابَ بَني عَبسٍ مَتَى نَفَدَ الدَّهرُ عَبد اللَّهِ بن الدُمينةِ: 5657 - أَلَا لَا أُبَالِي مَا أَجنَّت قلُوبُهم ... إِذَا رَضِيَت مِمَّن أُحِبُّ قُلُوبُ ذو الرمَّةِ: 5658 - أَلَا لَا أَرى الهجرانَ يشفِي منَ الجَوى ... ولَا وَاشِيًا عِندِي بميٍّ يعيبُهَا ابن الدُمينَةِ: 5659 - أَلَا لَا أَرى وَادِي المِياه يُثيبُ وَلَا ... النَفس عَن وَادِي الميَاهِ تَطيبُ بعده: أحِبّ هُبُوطَ الوِادِيَيْن وَأنَّني ... لمُستَهترٌ بالواديَين غَريبُ أَحقًا عِبَادَ اللَّه أن لستُ وَاردًا ... ولَا صادرًا إلّا عَلَيَّ رقيبُ ولَا زائرًا فردًا ولا في جماعةٍ ... منَ الناسِ إلّا قيلَ أنتَ مُريبُ وَهَل ربيةٌ في أَن تحنَّ نحيبَةٌ ... إلى إلفها أو أن يحنّ نحيبُ وإنّ الكثيبَ الفَردَ من أيمن الحِمَى ... إليَّ وإِن لم آتهِ لحَبيبُ لكَ اللَّهُ إِنِّي وَاصل مَا وَصَلتي ... ومُثنٍ بمَا أَوْلَيْتَني ومَثيبُ وآخذُ مَا أعطَيتَ صَفوًا وإِنني ... لأزوَرُ عمّا تكرهين هُيوبُ فلَا تتركي نفسي شعَاعًا فإِنَّها ... مِنَ الوجدِ قد كادت عليك تذوبُ وَلو أَنَّ ما بي بالحصَا قلقَ الحصَا ... وبالرّيح لم يُسمَع لهنّ هبوبُ وإنّي لأستَحييكِ حتّى كأَنّما ... عَليّ بظهرِ الغيب منكِ رقيبُ ¬
وَمِن بَابِ (أَلا لا أَرى)، قَولُ (¬1): أَلَا لا أرَى مثلَ الهَوى دَاءَ مُسلمٍ ... تقيٍّ ولَا مثلَ الهَوى ليم صَاحبه فَإِن يَعصِهِ يَبرَح مُعَاصَاتهُ بهِ ... وَإِنّ يتّبع أَسبَابَهُ فهو عائِبُه أبو الفتح البُستيُّ في النخيّر للنِكاحِ: 5660 - أَلَا لَا تتّخِذ إِلَّا كَرِيمًا ... زَكيَّ العرقِ طينَتُهُ وَلِيجَه بعده: فَإِنّ الوَالِدانِ هُما جميعًا ... مُقَدِّمَتانِ والولَدُ النتيجَه عبد اللَّه بن مُعاويَةَ: 5661 - أَلَا لَا تَحلفَنَّ عَلَى يَمينٍ ... فأَكذَبُ مَا تكونُ إِذَا حَلفْتا البُحتُرِيُّ: 5662 - أَلَا لَا تُذَكّرني الحمَى إِنَّ ذكرَهُ جوًى ... للمَشُوقِ المُستَهام المُعَذَّبِ عَبد الرحمن بن سعد الأَسفَراييني: 5663 - أَلَا لَا تُراني قَانعًا بمَذلَّةٍ ... وَلَم أَجُبِ الآفاقَ شرقًا ومَغربَا بعدَهُ: فإِن نلتُ خيرًا كُنتُ مُدْرِكَ مَأْرَبٍ ... وَإِن كان حتفي ضمن ذَاكَ فمرحَبَا زفَرُ بن الحَارثِ: 5664 - أَلَا لَا تَلُومُوني عَلَى الجُبنِ إنَّني ... أَخافُ عَلَى فخَّارتي أَن تُحطَّمَا ¬
بعدَهُ: ولَو أنَّني أبتَاع فِي السُوقِ مثلَها ... إِذَا شئتُ مَا باليتُ أَن أَتقدَّمَا 5665 - أَلَا لَا يُبالِي البُردُ مَن جرَّ فَضلَهُ ... كمَا لَا تُبالي مُهرَةٌ مَن يَقُودَهَا عَمرُو بنُ كُلثومُ: 5666 - أَلَا لَا يَجهَلَنْ أَحدٌ عَلينَا ... فَنجهَلْ فَوقَ جَهلِ الجَاهِلِينَا قال المُبرَّدُ يُريدُ بقَولهِ فَنجهَل فَوق جَهلِ الجاهلينَا نُعاقِبُهم فَأَخرجَهُ بلفظِ فعلهم قالَ اللَّهُ تَعالى {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} فَأخرجَهُ بلفظِهم، وقال اللَّهُ عز وَجلّ {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ}، ومِثلهُ قَولُ عَمرو بن مَعد يكربَ (¬1): وخيلٍ قَد دَلَفتُ لَها بخَيلٍ ... تحيَّة بَينِهم ضربٌ وَجيعُ والتَحيةُ لَا تَكُون بالضَّرب وَهذهِ مكَافَأةٌ خَرجَت بلَفظِ الذَنبِ لِيتَطابقَ الكَلامُ إِذ كَانَ مثلُهُ في كَلَامِ العَرَبِ كَثيرًا. وَمِن هَذَا البَاب قَولُ آخرَ: بَشِّر سَعِيدَ بنَ مَنصورٍ بقَافيةٍ مِثل القِلَادةِ في جِيْدِ ابن منصُور فجعلَ هجاءَهُ بِشارةً لَهُ، وقالَ اللَّهُ عَزَّ وَجلّ {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}. أَي مؤلمٍ. يقولُ منها وهي من السَّبعِ الطُّوَالِ (¬2): لنا الدُّنيا وَمن أضحَى عَلَيهَا ... ونَبطِش حينَ نبطشُ قَادِرِينَا إِذَا بَلغَ الفِطَامَ لنَا صَبيٌّ ... تخرُّ لَهُ القبائِلُ سَاجِدينَا أَبو هلَال العَسكريُّ: 5667 - أَلَا لَا يَذُمُّ الدَّهرَ من كَانَ عَاجِزًا ... وَلَا يعذُلِ الأقدارَ مَن كَانَ وَانيَا ¬
قَبلهُ: غَنائِي غنَى نفسِي ومَالِي قَناعَتي ... وكَنزِيَ آدابِي وَزَيني عَفَافِيا وفَخريَ إِسلامِي وَذخرِي أَمانَتي ... وجُندِيَ أَشعَارِي وسيفي لسَانِيا أَلَا لا يذمُّ الدَّهرَ من كان عاجِزًا. . . البيت، وبَعدَهُ: فمَن لم تبلّغْهُ المَعَاليَ نَفسُهُ ... فَغَير جَديرٍ أَن يَنالَ المَعاليَا أَبو نُواسٍ: 5668 - أَلَا يا ابنَ الَّذينَ فَنُوا فَبادُوا ... أَمَّا وَاللَّهِ مَا ذَهَبُوا لِتَبقَى قبلَهُ: أَخِي مَا بالُ قلبكَ لَيسَ يَنقَى ... كَأَنَّكَ لا تظُنُّ المَوتَ حَقَّا أَلَا يَا ابنَ الَّذينَ فَنُوا فَبَادُوا. . . البيت، وبَعدَهُ: وَمَا أَحدٌ بزَادِكَ مِنكَ أَحظَى ... وَمَا أَحدٌ بزَادِكَ منكَ أَشقَى مَالُكَ غير تقوَى اللَّه زَادٌ ... إِذَا جعَلت إِلى اللهواتِ تَرقَى يعني: الروح. وَمن بابِ (أَلَا يَا)، قَولُ كُثيّر الهُذَلِيِّ (¬1): أَلا يَا حَمامَ الأَيكِ إِلفُكَ حَاضرٌ ... وغصنُك ميّادٌ فَفِم تَنُوحُ كَانَ عَوف بن مُحلّم شَاعرًا لعبد اللَّهِ بن طَاهر وَسَميرًا له لا يكادُ يُفَارقهُ فلمّا خَرجَ عَبد اللَّه عَنِ العرَاقِ إلى خُراسَانَ وَاليًا عَليهَا في أَيام المَأمونِ أخرَجَ معَهُ عَوف بن مُحلِّم فكانَ لا يُفارقُهُ فلما وصَلُوا إِلَى أَكنَافِ الريِّ في آخِر اللَيلِ وَبينَ أَيديهم الشموعُ وَالمَشاعِلُ تزهَرُ كَأنَّهُم منها في صباع يَرونَ الأَشجارَ وَيَسمعُون في أَفنانِهَا أصوَات الأَطيار وينفَحُهم العرار، قال عبد اللَّه: يا عوفُ، أما ترى طيبَ ما نحن فيه من ¬
نَسِيمُ هَذَا البَهار وتغريد هَذه الأطيار في أفنانِ الأشجارِ فللهِ درُّ كثيرٍ الهَذلِيّ حَيثُ يقولُ: أَلا يا حَمامَ الأَيكِ إِلفكَ حَاضِرٌ، البيتُ، فَهل يَحضركَ في هَذَا شيء فأنشأَ عَوفٌ يقولُ: أَفِي كُلِّ يَومٍ غُربةٌ وَنُزُوحُ ... أَمَّا لِلنَّوَى من ذمَّةٍ فَترِيحُ لقد طَلَح البَين المُشتَّتُ الفَتى ... فَهل رقَدةٌ للبينِ وهو طَليحُ وَذَكّرني بالريِّ نَوحُ حَمامةٍ فَبُحتُ ... وَذُو الشجو الحزين يَبُوحُ عَلَى أنَّها نَاحَت وَلم تُذرِ دَمعةً ... وَيحُتُّ وأَترابُ الدموع سُفوحُ وَنَاحت وفرخَاهَا بحيثُ تَراهُمَا ... ومن دُون أفراخي مَهامهُ فيحُ أَلا يا حَمام الأَيك ألفكَ حَاضِرٌ. البَيت. قال عَوف بن مُحلمٍ فلما أنشدتُه ذلكَ قَالَ لي: أَحسنتَ ثم نَزلَ من وقتِهِ وقَالَ وَاللَّه مَا شيءٌ أَشدُّ عَليَّ من مُفَارقَتكَ وَاللَّه لَا يُجاوزُكَ مَعي هَذَا المَوضعَ خُفٌ ولَا حَافرٌ حتَّى تَرجَع إِلَى فَكم عَددُ الأَبيَاتِ قُلتُ خَمسَةُ فقالَ لك بهَا خمسَةُ آلاف دينارٍ وَأَمر بإِحضَارِها ومَا شاكَلَ ذلك منَ الكسوة والآلةِ والمَراكبِ والخدَمِ وقَال: قُمْ غيرَ مَطرودٍ فَعد إلى فراخِكَ مُشرقًا وَرحَلَت مُغربًا وأنا أبكي لفراقه وأتمثل بقول القائِل (¬1). رَاحت مُشرقةً ورُحتُ مُغربًا ... ومَتَى التقاءُ مشرِّقٍ بمُغَرِّب مَكتوبٌ عَلى جدَارٍ (¬2): 5669 - أَلَا يا دارُ لَا يدخُلكِ حُزنٌ ... وَلَا يَغدِرُ بسَاكِنِكِ الزَّمانُ بعدَهُ: ولا يَدْخُلْكِ إلّا مَن هَوِينَا ... مِن الفِتيانِ وَالبيضِ الحِسانِ البَسَّامِيُّ: 5670 - أَلَا يَا دَولةَ السِّفَل ... قَد أَطلتِ المَكثَ فَانتَقِلِي ¬
بعده: وَأَيَا رَيبَ الزَّمانِ أَفقْ ... قَد نقَضتَّ الشَّرطَ فِي الدُّوَلِ أَبُو فراس بن حَمدان: 5671 - أَلَا يَا صَاحبيَّ تَذكَّرَانِي ... إِذَا مَا شِمتُمَا البَرقَ اليَمَاني وَمن بَاب (أَلَا يا)، قَولُ عُبيدِ بن أَيّوبَ العَنبَرِيّ وَهوَ أحَدُ لُصُوصِ العَربِ (¬1). أَلَا يا ظباءَ الرَّمل أَحسنَّ صُحبَتِي ... وأَخفينَني إن كَانَ يَخفى مَكانيَا أَكلتُ عُروقَ الشَرَى مَعكنَّ والتَوى ... بحَلقي نَورُ المَقرِ حَتَّى وَرَاينَا وَبتُّ ضَجيعَ الأَسودَ الفَرد بالغَضا ... فَليتَ سُليمَانَ بن زيد يَرانِيَا فَقَد لَاقتِ الغزلَانُ منِّي بليَّةً ... وقَد لَاقَت الغيلان مِنّي الدَوَاهِيَا 5672 - أَلَا يَا عبَادَ اللَّهِ هَذَا أَخُوكُم ... قَتِيلًا فهَل فيكُم لَهُ اليَومَ ثائِرُ قَيسُ بنُ ذُرَيحٍ: 5673 - أَلَا يا غُرابَ البَينِ قَد طرتَ بالَّذِي ... أُحَاذِرُ من لُبنى فَهَل أَنتَ وَاقِعُ 5674 - أَلَا يَا قَومَنَا ارتَحِلوا وَسِيرُوا ... فَلَو تُركَ القَطَا لَيلًا لَنامَا المَثَلُ: لَو تُركَ القَطا لَيلًا لنَامَ، قال أَبُو عُبيد: أَخبرني أَبِي قالَ: هذا المثلُ لامرأَةِ عَمرو بن مَامَة، كَان نَزلَ بقَومٍ من مُرَادٍ، فطُرِقُو، لَيلًا، فلمَّا رأتِ امرأَتُهُ سَوَادَهُم نبَّهتهُ، وقالت: قَد أُتيتَ يَا عَمروُ. قَالَ: إِنَّما هُو القَطَا، فقالَت: لَو تُركَ القَطَا لَيلًا لَنامَ، فأَتاهُ القَومُ، فنبَّهُوهُ، ثُم قَتَلُوهُ. الخوافيّ: ¬
5675 - أَلَا يا للعَجائِب يَا لقَومي ... أَضَاعُوني وأَيَّ فتًى أَضَاعُوا بعدَهُ: شَروا مَن لَيسَ ذَا جَدٍّ وَجِدٍّ ... وَبَاعُوا مَن لَهُ عَضدٌ وَبَاعُ تَميم بن مَعدٍ المصريُّ: 5676 - ألا يا لَيتَ عَينَكَ في فُؤِادي ... لِتَنْظُر مَا الذي صَنَعَ الصُّدُودُ باقي الأبيات بباب: (أَتفِرَحُ بالأيّامِ تمضي وَتَنقَضي). مسلم بن الوليد: 5677 - أَلَا يا لَيتَني قَاضٍ مُطَاعٌ ... فأَحكُمَ للمُحِبِّ عَلَى الحَبيبِ أَبُو العَتَاهيَةِ: 5778 - أَلَا يا مَوتُ لَم أَرَ منكَ بُدًّا ... أَبيتَ فَمَا تَحيفُ ولَا تُحَابِي بعدَهُ: كأَنَّكَ قَد هَجمتَ عَلَى مَشِيبي ... كَما هَجَم المَشيبُ عَلى شَبابِي كاتبهُما رحمَهُ اللَّهُ: 5679 - أَلَا يَا مُوقدًا للحربِ نَارًا ... يُؤجّجُهَا هَلُمَّ لِنَصطلِيهَا بعدَهُ: أتُنشِبُهَا وَتهربُ من لَظاهَا ... رُويدًا سَوفَ تَصلَى مَا يَليهَا 5680 - أَلَا يا نَفسِ إِنْ تَرضَي بقُوتٍ ... فَأَنتِ عَزيزَةٌ أبدًا غَنِيَّه ¬
بعدَهُ: دَعِي عنكِ المطامِعَ والأَمانِي ... فكَم أُمنيَّةٍ جَلبَتْ مَنِيَّه كَعبٌ الأسَديُّ: 5681 - إِلا أَكُن في الأَرضِ أَخطُبُ قائِمًا ... فَإِنِّي عَلى ظَهرِ الكُميتِ خَطيبُ 5682 - إِلا أَكُن فيكم خَطيبًا فَإِنَّني ... بسَيفي إِذَا جَدَّ الوَغَى لخَطيبُ 5683 - إِلا أَكُن مِمَّن قَتلنَ فَإِنَّنِي ... ممَّن تَرَكنَ فؤادَهُ مَخبُولا النَّابِغَةُ الجَعدِيُّ: 5684 - أَلا فَخَرتَ بيَومَي رَحرَحَانَ وقَد ... ظنَّت هَوازنُ أَنَّ العزَّ قد زالَا البُحتُرِيُّ: 5685 - إِلا يكُن ذَنبٌ فعَدلُكَ وَاسِعٌ ... أو كَانَ لي ذَنبٌ فعَفوكَ أَوسَعُ قبلَهُ: هَل يَجلُبنّ إِليَّ عَطفَكَ موقفٌ ... منّي لديكَ أقولُ فيهِ وتَسمَعُ مَا زالَ لي من حُسنِ رأيكَ مَوْئِلٌ ... آوي إِليهِ منَ الخُطوبِ وَأَفزعُ فعلامَ أنكرني الصَّدِيقُ وَأَقبلَتْ ... نحوي جُناةُ الكاشِحينَ تَطلّع وَأقام يَطمَعُ فِي تَهضُّمِ جَانبي ... مَن لَم يكُن من قَبلُ فيهِ يَطمعُ إِلَّا يَكنُ ذنبٌ فعَدلك وَاسعٌ. . . البيت. بَعضُ بَني فَزارَة: 5686 - إِلا يَكُن عَظمِي طَويلًا فإنَّني ... لَهُ بالخِصَالِ الصَّالَحاتِ وَصُولُ ¬
محمد بن يسير: 5687 - إِلا يَكُن وَرَن يومًا أُراحُ بهِ ... للخَابطينَ فَإِنِّي لَيِّنُ العُودِ بعدَهُ: لا يَعدِمُ السَائِلونَ الخَيرَ أَفْعَلُهُ ... إِمَّا نَوالٌ وإِمَّا حُسنُ مَردودِ 5688 - أَيا أقبحَ في المنظر ... من دُبٍّ عَلَى غُولِ 5689 - أَيا أُمَّ عَمروٍ كَيفُ يسْمَنُ بعضُنَا ... وبَعضٌ عَجافٌ كلُّنَا من عَيالِكِ المَجنونُ: 5690 - أَيا أَهلَ لَيلَى كثَّرَ اللَّهُ فيكُم ... شَبيهًا للَيلَى كي تَجُودُوا بِها لِيا منها: فَمَا مَسَّ جنبي الأرضَ إِلا ذَكرتُها ... وإِلَّا وَجدتُ ريحَها في ثيابِيا 5691 - أَيَا أهلَ نَجدٍ قَد قضَى مُستَهَامُكمْ ... غَرامًا وشوقًا وهو فِي الوصلِ طَامِعُ بعدَهُ: كَفَى أنَّهُ فيكُم مُعنًّى مَعنَّفٌ ... تُشيرُ إليهِ بالغَرامِ الأصَابعُ الأحوَص: 5692 - أَيَا بعلَ ليلَى كيفَ تجمَعُ سِلمَها ... وَحربي وَفي ما بينَنَا شُبَّتِ الحَربُ بعدَهُ: لَها مِثلُ ذَنبي اليَومَ إِن كُنتُ مُذنبًا ... ولَا ذَنبَ لي إِن كَان لَيس لَها ذَنبُ 5693 - أَيا جَارتَينا مِن سُلَيم بن عَامرٍ ... أَجدَّا البُكَا إِنَّ التَّفرُّقَ باكِرُ ¬
بعدَهُ: فَمَا مَكثُنا دَام الرَّبيعُ عَليكُما ... بثَهلَانَ إِلا أن تُزَمَّ الأَباعِرُ أَبُو فراس بن حَمدانَ: 5694 - أَيا جَاهِدًا في نيلِ مَا نِلتُ من عُلًى ... رُويدَكَ إِنِّي نلتُها غَير جَاهِدِ قِيلَ تزوَّجَ من أَهلِ تَهامةَ امرأةً من أَهل نجدٍ فأخرجَهَا إِلى تَهامَة فلمّا أصَابهَا حَرُّهَا قالت مَا فَعلت ريحٌ كانت تأتينا وَنحن بنجَدٍ يُقال لها الصَّبَا قيلَ لَها يحبسُهَا عنكَ هَذان الجَبلانِ فأنشأت تقول (¬1): أَيَا جَبلي نُعمَان باللَّهِ خَليا ... نسيم الصّبَا يَخلُص إليّ نَسيمُها أَجد بَردَهَا أو تَشف منّي حرارةً ... على كَبدٍ لم تَبق إلا صَميمُها فإنَّ الصّبَا رِيح إِذَا مَا تنسَّمت ... عَلى نفس مهموم تَسرَّت هُمومُها ومن بَاب (أيا)، قولُ صَخرِ بن عَمرو أخي الخَنساءِ عند مَوتهِ (¬2): أَيَا جَارتَا إنّ الخُطوبَ قَريب ... مِنَ النَّاسِ كُلَّ المُخطئِينَ تُصيبُ أَيَا جَارتَا إِنَّ المحلّ بأرضكم ... وَإِنّي مُقيمٌ مَا أقامَ عَسِيبُ عَسِيبٌ اسم الجبَلِ الَذِي دُفنَ صَخرٌ عِندَهُ. جَميلٌ، وليس بالعذري، ولا الفزارِيّ: 5695 - أَيَا جُملُ هَل دَينٌ يُؤدَّى لحينهِ ... فقَد حَلَّ ذَاكَ الدَّينُ واحتَاجَ طالبُه بعدَهُ: فَطالت بهِ أَحلامُهُ إِنْ قَضيتِهِ ... وَظلَّ بمَا منَّيتِ يَلمَعُ حاجِبُهُ أَجِدّي وصَالًا أو أبيني صَريمةً ... فأكرَمُ أَن لا يكذب المرءَ صاحِبُه ¬
أَعرابِيٌّ: 5696 - أَيَا جُودَ مَعْنٍ نَاجِ مَعنًا بحَاجَتي ... فمَا لِي إلى مَعنٍ سوَاكَ شَفيعُ يقَالُ إِنَّ شَاعرًا من العَربَ قَصدَ مَعنَ بنَ زَائِدة وهو عَامِلٌ على العراقين بالبصرة فأقامَ بِبَابهِ مُدةً لا يقدرُ عَلَى الوصول إليه فقال لبَعضِ خَدمهِ إِذَا دَخلَ مَعن البُستَانَ عرّفنِي فعرَّفَهُ فكَتَب الشاعر، أَيا جُودَ مَعنٍ ناجِ معنًا بحَاحتي. البَيت، على خَشَبةٍ وأَلقَاها في الماءِ الذي يَدخل البُستانَ وكان مَعنٌ جَالسًا عَلى رأسِ الماءِ فبَصر بالخَشبةِ فإِذَا عَلَيهَا البَيتُ مَكتُوبٌ فسَأل عن صَاحبهَا وأمر بإحضارِه فحَضَر وَاستَنشَدَهُ البَيتَ فَأَنشَدَهُ إِيَّاهُ فأمَر لَهُ بعشرةِ آلافِ دِرهَمٍ وَوَضَعَ الخشبَة تحتَ بِسَاطهِ فلمَّا كَانَ من الغَد أَخرجَهَا وقرأ مَا عَلَيها وأَحضَرَ الرَجُلَ فَدفَع إِليهِ مائة أَلفِ دِرهمٍ فأخَذَها الرجُل وخَرَجَ خائِفًا من أن تُستَعاد منهُ فَسَافَر من ليلتهِ فلمَّا كَانَ الغَدُ نَظرَ مَعن إِلى البَيتِ وَطَلبَ الرجُل فلَم يَجدهُ فقال مَعنٌ وَاللَّهِ لَو أَقامَ لأعطيتُهُ حتى لَا يَبقَى في بيت مَالي درهَمٌ ولاستَقللتُ لَهُ ذَلك. الرضيُّ الموسَوِيُّ: 5697 - أَيَا خَاطِبًا وُدّي عَلى النَأي إنَّني ... صَدِيقُكَ إِن كُنتَ الحُسَامَ المُهنَّدَا بعَدهُ: أَرى بين نيلِ العِزِّ والذُلِّ سَاعةً ... منَ الطَّعنِ تَقتَاتُ الوشيح المُقوَّدا فمن أخرته نَفسُهُ مَاتَ عاجِزًا ... ومَن قدمته نفسُه مَات سيّدا عُبيد اللَّه بن عَبد اللَّه بن طاهرٍ: 5698 - أَياديكَ عندِي مُعظَماتٌ جَلائِلُ ... طِوالُ المَدى شُكري لهنَّ قَصِيرُ بعدَهُ: لئِن كُنْتَ عَن شكري غنيًّا فَإِنَّني ... إلى شكر ما أوليتني لفقيرُ ¬
الشَمَردَليُّ: 5699 - أَيادِيكَ لَا تَخفَى مَواقعُ صَوبِها ... فتَعفُو إِذَا مَا ضُيِّعَ الحمدُ وَالشّكرُ بعدَهُ: وَهَل يَستطيع الرَّوضُ من بَعد ما انطوَتْ ... عَلى رِيّها إِنكَارَ مَا فعَل القَطرُ وقال آخر في الشكر: لأنتَ الذي أوليتني كل نعمةٍ ... تَزيدُ عَلَى مرِّ الليَالِي وتَكثرُ واللَّه مَا أدرِي وإِنِّي لصادِقٌ ... لأيّ أيَاديك الجميلةِ أشكرُ قال محمد بن عبد اللَّه ابن رشيد: حمَّلني أبو الحسن علي بن محمد بن الفرات برًا واسعًا إلى أبي أحمد عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر، فأوصلته إليه، ووجدته على فاقة شديدة، فقبلَهُ، وَكتب إليه: أياديك عندِي مُعظمات. . . البيتان. فَقُلْتُ له: هَذَا حَسنُ، فقال أحسنُ منه الذي سرَقتهُ منه، قلتُ: ومَا هو؟ قال: حدّثني أبو الصّلت الهروي بخراسان عن ابن الحسن الرضا عن آبائه عن رسول اللَّه صَلى اللَّه عليه وسلم أنَّهُ قال: "يُؤتى بعَبدٍ فيوقف بين يدي اللَّه عز وجل فيؤمر بهِ إلى النار فيقول: يا ربّ لِمَ أَمَرْتَ بي إلى النار، فيقولُ: لأنك لم تشكر نعمتِي، فيقولُ: يا ربّ إِنك أنعمت عليّ بكذا، فشكرتُ بكذا، فلا يزالُ يحصِي النعمَ، وُيعدّد الشكر، فيقول اللَّه تعالى: صدقت عبدي إلا أنك لم تشكر من أنعمتُ عليك بَها على يديه، وقد آليتُ على نفسي أن لا أقبل شكر عَبدٍ عَلى نعمةٍ أنعمتُها عليه، أَو بشكر من أنعمت بها على يديه". 5700 - أَيادِيَ لَا أَسْطيعُ كُنهَ صِفَاتِها ... ولَو أَنَّ أَعضائِي جَميعًا تَكَلَّمُ محمَّدُ بن شِبلٍ: 5701 - أَيَا ربِّ إِن كُنتُ الجَديرَ بجفوةٍ ... فأَنتَ بإِحسانٍ إِليَّ جَدِيرُ ¬
بعدَهُ: وَإِنْ تَكُ عن شكري غَنيًّا وَطاعَتي ... فإِنّي إِلى الغفرانِ منك فَقيرُ أخذهُ من قَول عُبيد اللَّه بنِ عَبد اللَّهِ بن طَاهرٍ حَيثُ يقول: أَياديكَ عندِي مُعظماتٌ جَلائلٌ. . . البيتان. أَبو العَتاهِيةِ: 5702 - أَيَا رَبِّ إِنَّ النَّاسَ لا يَنْصِفُونَني ... وَكيفَ وإِن أَنصفتُهم ظَلمُونِي قولُ أَبِي العَتاهية: وَإِن أنصفتُهم ظلموني، بعدَهُ: وإنْ كان لِي شيءٌ تَصدَّوا لأَخذِه ... وَإِنْ جئتُ أبغي سبيهُم مَنعونِي وإِن نالَهُم بذلي فلا شُكر عندَهُم ... وإِن أَنَا أبذُل لهم شَتمونِي وَإن طرقتني نكَبَةٌ فَرحُوا بِهَا ... وَإِن صَحبتني نعمةٌ حَسَدُونِي سأَمنَعُ قلبي أَن يَحنَّ إليهِم ... وأَحجُبَ عَنهم نَاظِرِي بجفُونِي أَبو نواسٍ: 5703 - أَيا رَبِّ قَد أَحسَنتَ بُدءًا وعَودَةً ... إِلَيَّ فلَم ينهَض بإِحسَانِكَ الشُكرُ قَد كُتبَ إخوانُه ببابِ: (إِلا هي) عَلَى الهَامش لأَبِي نواسٍ. الصَّابئ: 5704 - أَيا ربِّ كُل النَّاسِ أبناءُ عَلَّةٍ ... أَمَّا تسمَح الدُنيَا لنا بِصَديقِ أَبياتُ أَبِي إسحَاق الصَّابِيء بَعد قَولهِ، أَيا ربّ كُل الناسِ وُجُوهٌ بهَا مِن مُظمِر الغِلِّ شَاهدٌ ... ذَواتُ أَديمٍ في النفَاق صفيقِ إِذَا اعتَرضُوا عندَ اللِقاءِ فكلُهم ... قذًى لعيونٍ أو شجى لحُلُوقِ ¬
وَإِنْ أظهَرُوا وصَفُوا الودَادِ وبَردُهُ ... أَسرُّوا منَ الشحناءِ حَرَّ حَريقِ أَلا لَيتني حيثُ انبَرَت أَفرخُ ... القَطَا بأَعلا مكانٍ في البلادِ سَحيقِ إِذَا وجدَةٌ قَد آنسَتنِي فَإِنَّنِي ... مُقيم بهَا في مَعشرِي وَفَريقي وَللموت خَير للفَتَى مِن مَقامِهِ ... بمشبَعَةٍ من صاحبٍ وَرَفيقِ علي بن محمّد الكاتب البُستيُّ: 5705 - أَيأسْتَني فَأَرحتَني وَكفَيتَني ... وَاليَأَسُ أَروَحُ مِن مَنُوع بَاخِلِ أَبُو نَاظرةَ: [من الخفيف] 5706 - أَيا سِفلَةَ النَّفسِ والأَصدقا ... ءِ وَيا سفلةَ الكَسبِ والمأكَلِ قال مُعاوِية: السِّفلَةِ مَن لَيس لَهُ فعل مَوصوف، ولا نَسَبٌ مَعروف. وَقيلَ: هو الذِي لا يَعيبُهُ ما صَنَعَ، وَقِيلَ: هو الذِي لا يُبالي بمَا يقولُ وَمَا يُقَالُ لَهُ. ليلَى أُختُ ابن طَريفٍ: 5707 - أَيا شَجر الخَابُورِ مَالكَ مُورقًا ... كأنّكَ لمَ تحزَن عَلى ابنِ طَريفِ أَبُو العَتَاهيةِ: 5708 - أَيا عجبًا كيفَ يُعصَى الإِلهُ ... أَم كيفَ يجحَدُهُ الجَاحِدُ؟ بعدَهُ: وللَّهِ في كُلِّ تحريكَةٍ ... وتَسكِينَةٍ أبدًا شاهِدُ وفي كُلِّ شيءٍ له آيَة ... تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ وَاحِدُ كُثَيِّرٌ: 5709 - أَيا عَزَّ إِنَّ واشٍ وَشَى بِي إِليكُم ... فَلا تُمهِليهِ أَن تَقُولي لَهُ مَهلًا ¬
بعدَهُ: كَمَا لو وَشى بكِ اليَومَ عِندَنَا ... لقُلتُ تَزحزَحُ لا قَريبًا ولا سَهلا 5710 - أَيَا عَمرو لَم أصبِر وَلي فيكَ حيلَةٌ ... وَلكن دَعَانِي اليأسُ منكَ إِلى الصَّبرِ بعدَهُ: تصبَّرتُ مَغلوبًا وَإِنّي لكَارِهٌ ... كَمَا صَبَرَ العَطشانُ في البَلدِ القَفْرِ قالَ بعضُ البُلغاء: كفى باليأِسِ مُعَزِّيًا، وَبانقطاعِ الطمَعِ زاجرًا الخَلِيلُ بن أحمَدَ: 5711 - أَيا فَرَجًا من عندِ رَبٍّ مُفَرِّجٍ ... أمَالكَ في الدُّنيا عَليَّ طَرِيقُ؟ أَبو فراسِ بن حمَدانَ: 5712 - أَيَا قَومَنَا لا تُنشبُوا الحَربَ بَينَنَا ... أَيا قَومَنَا لا تقطَعُوا اليَد باليَدِ بعدَهُ: فيَا ليتَ دَاني الرّحم بيني وبَينكـ ... ـم إِذَا لم يُقرّب بينَنا لَم يُبَعّدِ عداوةُ ذِي القُربَى أشدُّ مَضَاضةً ... علَى المرءِ من وَقع الحسام المهندِ وَمِن بَاب (أَيَا)، قَولُ ابن الرُّوميّ (¬1): أَيَا مَن لَهُ الشرفُ المُستَقلّ ... ومَن جُودُه العَارِضُ المُستَهِلُّ ويَا من أَضاءَ كَشمسِ الضُحَى ... فَأَضحَى عَليهِ بهِ يَستَدلُّ أتَهتَزّ في وَرَق نَاظرٍ ... وَليسَ لعَبدِكَ في ذاكَ ظِلُّ ومن ذلك قول: ¬
أَيا مَن هجرهُ تَلَفُ ... وَطُولُ بَعَادِهِ سَرَفُ أَيحسنُ أَن تُقَاطِعَني ... ومَا لِي عَنكُم خَلَفُ ومِن ذلك قَول أَبِي القاسِم يحيَى بن عليّ بن أحمَد بن محمّد بن جَعفَر بن عَلي البُخَارِيّ (¬1): أَيا مَنْ هَمُّهُ الجمعُ ... لِما حَصَّلَهُ الفَوتُ كأنِّي بكَ يَا نائِمُ ... قَد أَيقظكَ المَوتُ وَمن ذلك قَولُ (¬2): أَيا من لا يُجيب لَنا كِتَابًا ... ولا هُو يَبَتدينَا بالكِتَابِ أَمَّا في حقِّ صُحبَتِنا لَديهِ ... وحَقِّ إِخائنا رَدُّ الجَوابِ وَمِن بَاب (أَيا)، قَولُ (¬3): أَيا مولايَ صرتَ قذًى لعَيني ... وَسترًا بينَ طَرفِي وَالمنامِ وَكنتَ من المصَائب لي عزاءً ... فَصِرتَ منَ المصيبَاتِ العظامِ وَكُنتَ عَلى الحَوادِثِ لي مُعينًا ... فجئت مَعَ الحَوادثِ في نِظامِ ومن بَابِ (أَيَا)، قَولُ جَابِر بن رالانَ (¬4): أَيَا وَيح نَفسِي كُلَّما التحمت لوحة ... إلى شربة من ماءِ أحواض قارب بقايَا نِطافٍ أَودعً الغَيمُ مَاءَهَا ... مُصقّلة الأرجاءِ زرق المشارب تَرقرق دَمعُ المزن فيهنَّ وَالتَوت ... عليهنّ أنفَاسُ الرِّياحِ الجنائبِ 5713 - أَيا مَن نَالَ في الدُّنيا مُنَاهُ ... تأَهَّب للفراقِ وَللرَّحيلِ ¬
بعدَهُ: وَلَا تفرح مِن الدُّنيا بشيءٍ ... فَمَا بعدَ الطلُوعِ سِوَى الأُفُولِ أَبُو هِفَّانَ: 5714 - أَيَا نَبَط السَّوادِ لقَد أَمنتُم ... وَما أَدنَى الهَلاكَ منَ الأَمَانِ بعدَهُ: أَزالَ اللَّهُ دَولتَكُم سَريعًا ... فقَد ثقلتْ عَلَى كَتِفِ الزَّمَانِ المُهَلّبيُّ: 5715 - أَيجُوزُ أَخذُ المَاءِ من ... مُتَلَهِّبِ الأَحشاءِ صَادِ قبلَهُ: يَا من له رُتَبٌ ممكنَة ... القَواعِدِ في الفُؤَادِ أيجوز أخذ الماءِ. . . البيت. شمس الدّين الكُوفيّ الواعظ: 5716 - أَيجُوز أَن أَظما وأَنتُم مَوردٌ ... عذبٌ وَمشرَعُ بِرّكُم مَبذُولُ قبلَهُ: رَاقت ورَقت شَمْأَلٌ وشمولُ ... وَأتَتْ إِلينَا بالقَبُولِ قَبُولُ فالآنَ طَابَ العَيش إذ ماءُ الحمَى ... صَافٍ وظلُ الاثلتين ظليل لم لا نُقاطِع كُلّ شيءٍ قاطعٍ ... وَلَنا إِلى وَصلِ الحَبيبِ وُصُولُ طابَ افتضاحِي في هَواه ورَاقَ لي ... وَجدي بهِ مَهمَا أَردتُم قُولُوا يَا عَاذِلي في حُبّهم لا تطلُبن ... منّي السّلوَّ فَمَا إِليهِ سَبيلُ أتُرى يُسَاعِدُني الزَّمانُ بقُربكُم ... فأبثّ مَابي من جوًى وأَقولُ ¬
أَيجوزُ أن أظمأ وأنتم مَورد. . . البيت، وبعدَهُ: وَأُذادُ عن ناديكم وحَماكُم ... للقاصِدينَ مُعرَّسٌ ومَقيلُ حاشَى وَكلّا أن يَعزَّ بعزه ... كُل الوَرى وَأنا لدَيهِ ذَليلُ 5717 - أيجوز أن أَظما وبَحرُ نداكُمُ ... طامٍ عَلَيهِ منَ الزّحَامِ فريقُ بعدَهُ: وَأُذادُ عن أبوابكم وَبِباكمُ ... تُلقى الرحالُ وتَستَريح النُوقُ حكَى الشيخ المرحوم جمال الدين إبراهيم بن أَحْمد بن أبي الكرم مريد سيّدي الشيخ محمّد اليَماني البقلي (رضوان اللَّه عليه) قال: ورَدَ علينا فقيرٌ، وقَد أغلقنا بابَ القبة التي فيها ضَريح الشيخ محمّد اليَمانِي البقلي (رحمة اللَّه عليه)، وأخذنا المفتاح أنا وفقيرٌ آخر معي، وتوارينَا في زاويةِ المسجد الذي فيه باب القبة، فجاءَ الفقير المذكور، وقصدَ بابَ القبة ليزورَ، فوجَده مُغلقًا، فاغرورَقَتْ عَيناه بالدمُوع، ثم تأخَّر قليلًا، وَأنشدَ: أيجُوزُ أن أظما. . . البيتانِ. ثم تقدم إلى الباب، فإذا هو مَفتوحٌ، فدَخلَ، وَزارَ زيارة خفيفة فَتَعَجَّبْتُ أنا ورفيقي من حَال الرَّجل، وجئنا إليه، وسَلمّنا عليه، فرد السلام، وسألناه الدعاء، فدَعا لنا. قال الشيخ جمالُ الدين (رحمه اللَّه): فبادرت لأحضرَ لَهُ طَعامًا، وعُدتُ إليه، وقد تهيّأ، وقامَ يمشي، فقلتُ له: يَا سيّدي قد حضر شيء من الطعام، فلم يلتفت، ولا أعاد الجَوابَ، وكان قَد قَرُبَ من عطفة حائط بالزاوية، فانتقل في حركة للحائطِ، وَنَحْنُ في أثره، وبَادرناهُ، فلم نجده. 5718 - أَيجوزُ في شَرعِ المَكارِم تَرك ... مَن ظهرَتْ خَصَاصَتُهُ وَأنتَ غَياثُهُ وَمِن بَاب (أتَحسَبُ)، قَول ابن مُنقِذٍ (¬1): أَيحسَبُ دَهرِيَ أَني جَزِعتُ ... لِما غَالَ من نشبي وانتَهَب وقَد أَخلصَتني أَحداثُه ... وَبالنَارِ يَد وخَلاصُ الذَهَب ¬
وَمَا حطَّنِي أَخذُهُ مَا استَعادَ ... ولا زادَنِي رَفعُه إذ وَهب وَمَا أَنَا إِلَّا كَضَوءِ الشِّهابِ ... إذا نكَّسوه عَلًا وَالتَهب أَبُو مَنصُور الخَزرَجيُّ: 5719 - أيَدخُلُ مَن تشاءُ بلا حجَابٍ ... وَكُلُّهم كسَير أَو عُوَير أَبُو فراس: 5720 - أَيُدرِكُ مَا أَدركتُ إِلَّا ابْنُ همَّةٍ ... يُمارِس في كسبِ العُلَى مَا أُمارِسُ 5721 - أيذهَبُ عُمرِي هَكذَا لَم أَنل بهِ ... مَجالِسَ تَشفي قَرحَ قلبي من الوَجدِ بعدَهُ: وقَالوا تَداوَ إِنَّ في الطِّبِ رَاحةً ... فعلَّلتُ نَفسِي بالدواءِ فلَمْ يُجدِ جَعفر بن شمس الخلافَة: 5722 - أَيذهَبُ عُمرِي يَا سُعادُ وَينقَضِي ... زَمانِي وَمَا قَضَّيتُ منكِ مآرِبي البحتُريّ: 5623 - أَيذهَبُ هذَا الدَهرُ لَم يُرَ مَوضعي ... وَلم يُرَ مَا مِقدَارُ حَلِّي وَلَا شَدّي بعدَهُ: ويَكسدُ مثلي وَهوَ تاجرُ سُؤدَدٍ ... يَبيعُ ثمينَاتِ المَكارمِ وَالحَمْدِ سوائر شعرٍ جامعٍ بَددَ العُلَى ... تعلقن من قبلي وأتعبنَ من بَعدِي يُقَدِّرُ فيهَا صانِعٌ مُتعهّدٌ ... لإِحكَامهَا تَقدِيرَ دَاوُودَ في السَّردِ 5724 - أَيذهَبُ هَذَا الدَّهرُ والحَالُ بَينَنا ... عَلَى مَا أَرى لا يَستقيدُ لَنا الدَّهرُ ¬
زُفر بن الحارث: 5725 - أَيذهَبُ يَومٌ وَاحِدٌ إِن أسَأتهُ ... بصَالح أيَّامِي وَحُسنِ بَلائيا بعدَهُ يعتذر عَن انهزَامِهِ يَومَ مَرْج راهِطٍ: ولم تُر منّي زلَّةٌ قَبلَ هذه ... فراري وتركي صَاحبيَّ ورائيا وقَد يَنْبتُ المرعَى على دَمن الثرى ... وتبقى حزازات النفوس كما هِيا أبو حُكيمةَ يرثي أيره: 5726 - أَيرٌ تَخلَّى من الدُّنيا ولذّتهَا ... وَحالَ عن صَالحِ الأَخلاقِ والشيَمِ في رجل اسمه جَرادةَ: 5727 - أَيُرجى بالجَرادِ صَلاحُ أَمرٍ ... وقَد جُبِلَ الجَرادُ عَلَى الفَسَادِ وَمن بَابَ (أَيسر)، قَول إسحَاق الصَابئ (¬1): أيسَر جُودي أنّني كُلَّما ... فرّقتُ من مَالي في سُكرِي نَدِمتُ في صَحوي عَلى كُلَّما ... بقيتُ في سكر من وَفري سُحَيمٌ: 5728 - أَيضربُني وَحدي وَلَو كانَ وَحدَهُ ... تبيَّن أَنَّ اللَّيثَ غَيرُ مُقَلَّمِ يقولُ لسُحيم ذلكَ، وقَد ضرَبَهُ مَولاهُ، بعدَهُ: وَلولا دَليلٌ فيَّ مِن حَبشيّةٍ ... تَرُدُّ إِباقي بَعدَ حَولٍ مُحرَّمِ وطُولُ السُّرَى في كل بيداءَ مهمَهٍ ... وبُعد اطّلاعِي ما بَعد مَخرَم تبت أَنّي خير عَبدٍ لنَفسِهِ ... وإِنّك عندِي مغنَمٌ أي مَغنَمِ ¬
أبو فراسٍ في عَهدِ سيف الدَّولة: 5729 - أَيُضيعُني مَن لَم يَزل لِي حَافظًا ... كرمًا وَيخفضُني الذي أعلَاني بعدَهُ: إِنّي أغار على مَكاني أنْ أَرى ... فيهِ رجَالًا لا تَسُدُّ مَكَانِي جَعفرُ بنُ شمسِ الخلافَة: 5730 - أَيَظُنُّ الملُوكُ أَنَّهُم مِثْلكَ ... في المَكرمُاتِ حاشَى وَكَلا وَمِن بَابِ (أَيفرَح)، قَولُ: أَيفرَحُ أَقوامٌ بِأَن لا تُصِيبُهم نَوائبُ ... فالخَالِي منَ الأَجر خالِبُ عَارِقٌ: 5731 - أَيقظانُ في بَغضائِنا وهجَائِنا ... وأَنتَ عَن المعروفِ والبِرِّ نَائمُ بعدَهُ: بحَسبِكَ أَن قَدْ سُدْتَ أخزمَ كُلَّها ... لكُلّ أناسٍ سَادةٌ ودَعائِمُ هُو قَيس بن حَرَرة بن سَيف الطَّائِيُّ، وَعَارِق القبٌ لقّب بهِ، وَهو شَاعِرٌ جَاهِليٌّ، وسُمّي عَارِقًا ببَيتٍ قالَهُ، وهُو (¬1): فَإِن لَم تُغيِّر بَعضَ مَا قَد صنعتُم ... لأَنَتحَينَ للعَظمِ ذُو أَنَا عَارقُه ذو بمعنى الَّذي يعني: الذي أنا عَارِقُه، فَسُمِّيَ بهَذا البَيتِ عَارِقًا. أَبو تَمَّام: 5732 - أَيقَظتَ هَاجعَهُم وَهَل يُغنيهِم ... سهَر النَّواظِر وَالقُلوبُ نيَامُ ¬
سَعيد بن حُمَيدٍ: 5733 - أَيقَنتُ أَنَّ الصَّابرينَ عَلى الأَذَى ... يُؤتَونَ أَجرهُم بغَيرِ حسَابِ 5734 - أَيقنتُ أَنَّ منَ السَّماحِ شجاعةً ... تُدمي وَأَنَّ منَ الشَّجاعَةِ جُودَا 5735 - أيلُولُ عُضوٌ من زَمانِ الفَتَى ... لَكِنَّهُ مِن خَيرِ أَعضَائه المُتَنبِّي: 5736 - أَيمُوتُ مثلُ أَبِي شُجَاعٍ فَاتكٍ ... وَيعيشُ حَاسِدهُ الخصِيُّ الأكوعُ ابن زَيدون المَغرِبيّ: 5737 - أَينَ ادِّعاؤُكَ للوَفا ... ءِ وَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا أبياتُ أبي الوَليدِ أَحمد بن عُبيد اللَّه بن زَيدونَ وَزير المُعتَمد علَى اللَّهِ صَاحِبُ المَغربِ. أَوّلُهَا: أَشمَّت بي فيكَ العدَى ... وَبلغتَ في ظُلمِي المَدَى لو كَانَ يملكُ فديةً ... من حُبِّكَ القلبُ افتَدَى كيفَ الحَياةُ لعَاشقٍ ... مُذ حُلّت أَيقنَ بالرَّدَى لَم يَسلُ عَهدَ مَحبَّةٍ ... كَالوَردِ سَامرَهُ النَّدَى أَينَ ادّعاؤكَ للوفاءِ. . . البيت. ابن المُعتَزِّ: 5738 - أَينَ الزَّمان الَّذِي طَابت مَراتعُهُ ... حَسِبتُهُ دَائمًا لِي ثُمَّ لَم يدُمِ السَّريُ الرّفَّاء: ¬
5739 - أَينَ الشمائلُ يَرتَاح الثناءُ لَها ... والسُوقُ تَنفقُ فيهَا حليَةُ الكلِم محمَّدُ بن هَاني المغربيّ: 5740 - أينَ الفرارُ ولا مفرَّ لهاربٍ ... وَلك البَسيطانِ الثرَى وَالماءُ أَبياتُ أَبِي القَاسِم محمّد هَانِي الأَندَلُسِيُّ من قَصِيدة غَرّاءَ يمدَحُ بهَا المُعزَّ لدين اللَّهِ صَاحِبُ المَغرِبِ، يقُولُ مِنْهَا: مَلِك إِذَا نَطقت عُلَاهُ بمجدِهِ ... خَرَسَ الوُفودُ وَأُفحِمَ الخُطباءُ هُو علَّة الدُّنيا وَمن خُلقَت لَهُ ... ولعِلَّةٍ مَا كَانتِ الأَشياءُ هَذَا الأغرُّ الأزهَر المتأَلِّقُ ... المتَدفّق المُتسَلّح الوَضَّاءُ فَعَليه من سيما النَّبِي دلالَة ... وعَلَيهِ من نورِ الإِلهِ بهاءُ نَزلت ملائِكَةُ السماءِ بنَصرِهِ ... وأَطاعَهُ الإِصبَاحُ والإمساءُ وَالفلكُ وَالفَلَكُ المَدارُ وسَعدُه ... وَالغَزو في الراماءِ وَالراماءُ والدَهرُ والأَيامُ في تَصرِيفهَا ... والناسُ والخضراءُ والغَبرَاءُ أَينَ الفَرارُ ولا مفرَّ لهاربٍ. البَيتُ. وبَعدُه: فإِذا بَعثتَ الجيشَ فَهو مَنيَّةٌ ... وإِذَا رأيتَ الرأيَ فهو قضاءُ ثُمَّ العَوالِي والأُنُوف تبسَّمُوا ... تَحتَ العُبوس فَأَظلَمُوا وأضاؤُوا لَبسُوا الحديد على الحديدِ مظاهرًا ... حَتَّى اليلامق والدُروعُ سَواءُ وتَقنَّعُوا الفولاذَ حتَّى المقلَةُ ... البخلاءُ فيه المقلَةُ الخوصاءُ وتَعانقوا حتَّى رُدَينيَّاتهم ... عَطشَى وَبيضهم الرِّقاق رواءُ يُكسَي ثَراكَ الرّوض قبل أوَانهِ ... وَتحيد عنك اللّزبةُ اللأَوَاءُ وَصِفَاتُ ذَاتِكَ منك يأخذُها الورى ... في المكرُماتِ فكّلُها أسماءُ قَد جَارتِ الأفهام فيكَ ودَقَّت ... الأَلبابُ عَنكَ وَجلَّتِ الآلاءُ ¬
فعَنَت لكَ الأمصار وانقادَت ... لَك الأقدار وَاستَحيت لك الأنواءُ وتجمَّعَت فيك القلوبُ عَلَى الرضَا ... وتشعّبت في حُبِّكَ الأهواءُ فاسلَم إِذَا رابَ البريّةَ حَادثٌ ... وَاخلَد إِذَا عَمَّ النُّفوسَ فَنَاءُ 5741 - أين الكِنَاسُ مِنَ العَرِين وَأَينَ غزلانُ ... اللّوَى في المَجد من أسد الشرى 5742 - أَين الَّذي قَد حَوَى منهَا رَغائِبَها ... وَنالَ فَوقَ مُنَاهُ ثُمَّ خَلَّاهَا 5743 - أَينَ الّذين إِذَا قصَدتَ لحَاجَةٍ ... يَكفِيهِم مِن قَصدِكَ التَّسليمُ بعدَهُ: مَاتُوا وغيِّب في التُرابِ شخُوصهُم ... فالنَّشرُ باقٍ والعِظَامُ رَميمُ 5744 - أَينَ المُلوكُ الَّتي عَن حَظّها غَفَلت ... حَتَّى سقَاهَا بكأسِ المَوتِ سَاقيهَا خَطَبَ عَبيد اللَّهِ بن الحَسَنُ عَلَى منبر البَصرةِ في يَوم العِيد، فأنشدَ: أينَ الملوكُ التي عَن حَظِّها غَفلتْ. . . البيت. أَبو العَتاهِيةِ: 5745 - أَينَ المُلوكُ وَأَينَ جُندُهمُ ... صَارُوا مَصِيرًا أَنتَ صَائِرُهُ 5746 - أَينَ النّجُوم التَّالِيا ... تُ مِنَ الأَهِلَّةِ وَالبُدُورِ 5747 - أَينَ الوداد الذي قَد كُنتَ تَمنَحُني ... أَين الصَّفاءُ الذي قَد كُنتَ تُصفيني ابن مُنَاذِرٍ: 5748 - أَينَ رَبُّ الحصنِ الحَصِينِ بسُوراءَ ... وَرَبُّ القَصرِ المُنيفِ المَشِيدِ البُحتُرِيّ: 5749 - أَين عُمر الزَّمانِ حَتَّى نُؤَدّي ... شُكر إِحسانِكَ الَّذِي لا يُؤَدَّى ¬
عَدِيُّ بنُ زيدٍ: 5750 - أَينَ عَادٌ وَأَينَ أَبُو قَابُوسَ ... أَم أَينَ قَبلَهُم ذُو نُوَاسِ؟ ابن الخشكَرِيّ: 5751 - أَينَ عَادٌ وتُبعٌ وثَمُو ... دٌ أَين أَمسَى كسرَى أَنُوشُروَانِ؟ عَدِي بنُ زَيدٍ: 5752 - أَين كسرَى كِسرَى المُلوك ... أنُوشُروانَ أَم أَين قبلَهُ سَابورُ 5753 - أَينَما كُنتَ أَو حَللتَ بأرضٍ ... وَبلادٍ أحَببتُ تلكَ البِلادَا أَبو العبَّاسِ الضبّي الصّاحب: 5754 - أَينَ مَن كَانَ يَفْزَعُ الدَّهرُ منهُ ... فَهُو الآنَ في التُرابِ تُرَابُ جَعفر بن شمس الخلافة: 5755 - أَين نقصُ الجَهلِ من فَضلِ الحِجى ... وَهَوان الصُّفرِ من عزّ الذَّهَب أبو الفَتحُ بن أبي جَعفرٍ: 5756 - أَيوجبُ عَدلُ أَهلِ العَدلِ ... أَنِّي أُعدُّ منَ الجناةِ وَلَا جَنايَه بعدَهُ: أُشارِكُ في صُروفِ الدَّهرِ قومًا ... هُمُ مَا شَارَكُونَا في الولايه قاله أبو الفتح بن أبي جعفر في الوزير الرّئيس الكافي لمّا قَبَضَ علَى أبي الحُسين عليّ بن أَحْمد بن العبَّاسِ، فأغِير على دَارِهِ. ¬
رُفَيعٌ الأَسدِيُّ: 5757 - أَيُوعدُني الحجَّاجُ وَالخَرقُ بَينَنَا ... وقَبلك لَو يَسطيعُ قتلِي مُصعبُ بعدَهُ: نفَانِي وَلَم يقدر عليَّ وإِنَّني ... لفي هَفوةٍ من خَوفهِ أَتذَبذَبُ خَليِعٌ خَريعٌ مَا أشكُّ بأَنَّهُ ... ضجِيعي إِذَا مابِتُّ أو هو أقرَبُ فالآن ولم يسطع لي القَتل مُصعبٌ ... تنال مَدى شأوي ولي عنك مذهَبُ تَرَكَ همزَهُ، وألقى حَركةَ الهمزة على الّلام. عَارِقٌ الطائِيّ: 5758 - أَيوعدُنِي والرَّملُ بيني وبَينَهُ ... تبيَّن رُويدًا مَا أُمامَة مِن هندِ 5759 - أَيُّ اجتماعِ لَم يَصِل ... بتَفرُّقٍ منهُ اجتمَاعُه 5760 - إِيَّاكَ أَن تَحقر الرِّجَالَ فَمَا ... يُدرِيكَ مَاذَا تُكنُّهُ الصَّدفُ بعدَهُ: نَفسُ الجَوادِ العتيق باقيةٌ ... فيهِ وإِن كَانَ مسَّهُ العَجَفُ والحُرُّ حرّ وإِن أَلمَّ بهِ الضُـ ... ـرُّ ففِيهِ العَفَافُ والأَنَفُ وباقِيها مَكتوبٌ ببَاب: الحُر (حُرٌّ) فتطلب من هُناكَ. الرضيُّ المُوسَوِيُّ: 5761 - إِيَّاكَ أَن تَسخُو بوَعدٍ ... لَيسَ همُّكَ أَن تَفي بِه بعدَهُ: فالصِّدقُ يَحسُنُ بالفتَى ... وَالكذبُ يُحسب من عُيوبِه ¬
وَإِذا قَدرتَ على الوفا ... ءِ فَعدّ عَن غَدرٍ وَدِي بِه بَل أشتَكِيهِ فَكَم دُفِعْتُ إلى ... الغرائب من خُطوبِه 5762 - ايَّاكَ أَن تَعظَ الرِّجالَ وَقَد ... أَصبحتَ مُحتَاجًا إِلى الوَعظِ قبلَهُ: عَوِّد لِسَانكَ قِلَّةَ اللّفظِ ... وَاحفَظ كلامكَ أيَّما حِفْظِ إِيَّاكَ أَن تَعِظَ الرِّجَالَ. . . البَيت. الصَّاحبُ بن عبّادٍ: 5763 - إِيّاكَ أَن تكرهَ الإِناثَ فكَم ... أُنثَى غَدَتْ في فَخارِهَا عَلَما 5764 - إِيَّاكَ إيَّاكَ المراءَ فإِنَّهُ ... إِلَى الشَّرِّ دعّاءٌ وَللصُّرمِ جَالِبُ 5765 - إِيَّاكَ إِيَّاكَ المُزاحَ فإِنَّهُ ... يُجزِّي عَليكَ الطِّفلَ والدَّنسَ النَّذلا قال الحُكماءُ: المُزاحُ يَجلُب الشرَّ صَغيرُهُ، والحربَ كبيرُهُ، وقَالُوا: خَير المزاح لا يُنالُ، وَشرُهُ لا يقَالُ، وقالُوا: لو كان المَزحُ فحلًا لم ينتج إِلَّا شرًا، وقالُوا: الإِفراطُ في المَزح جُنونٌ، والاقتصَادُ فيهِ مجُون، والتقصيرُ عنه ندامَة، وقالوا: من كَثُر مُزاحُه لم يَسلَم مِن استخفَافٍ بهِ، أو حقد علَيهِ، وقَالُوا: من كَثر مُزاحُهُ تنازعَهُ الحِقدُ والهوانُ. حَمزَةُ بن أَسَدٍ: 5766 - إِياكَ تَقنَطُ عِندَ كُلِّ شديدَةٍ ... فَشدَائد الأيَّام سَوفَ تَلينُ بعدَهُ: وَأنظُر أَوائِلَ كُل أمر حَادثٍ ... أبدًا فَمَا هُو كائنٌ سَيَكُونُ ¬
هُو العَمِيد الرئيسُ أَبو يَعلى حَمزةُ بن أَسَد بن علِي بن محمّد الدمَشقيُّ. ومن باب (إِياكَ)، قَولُ أَبِي العَتَاهِيَةِ (¬1): إِيَّاكَ من كَذبِ الكَذُوب وَأفلهِ ... فلربّما مَزجَ اليقين بشَكّهِ وَلربّما ضحِكَ الكذوبُ تكلُفًا ... وبَكى من الشيء الذي لم يُبكِهِ وَلَربّما كَذَبَ امرؤ بكَلامِهِ ... وبصَمتِهِ وَبُكائِهِ وبِضحكِهِ السَّرِيُ الرفَّاء: 5767 - إيَّاكم أَن تَشِيمُوا بَرقَ غَادتةٍ ... مُسفَّةٍ بذُعَافِ السُمّ مِدرَارِ ابنُ المُعتَزِّ: 5768 - إِيّاكَ من حيَّةٍ قَتَّالةٍ ذَكَرٍ ... يمشي إلى القرنِ قُدمًا وَهو مَزجُورُ أَحمد بن فَارسٍ اللغوَي: 5769 - إِيّاكَ وَاحذَر أَن تَبيـ ... ـتَ مَنَ التقَاتِ عَلَى ثِقَه قَبْلهُ: اسْمَعْ مَقَالَةَ ناصحٍ ... جَمَعَ النّصِيحَةَ والمِقَه إيّاكَ وَاحذَر أَن تبيتَ. . . البيت. عَليّ بن عليّ السُلَميُّ: 5770 - إِيَّاكَ والظُلم لا تكلف بهِ شَرهًا ... إِنَّ الظَلُومَ عَلَى حَدٍّ منَ النقَمِ ابن المُعتَزِّ: 5771 - إِيَّاكَ لا تَشغَل مُنَاكَ بوَعدِه ... من وَعدِهِ خُلقَ السَّراب الكَاذب ¬
أَبو تَمَّام: 5772 - إِيَّاكَ يَعني القائِلونَ بقَولهـ ... ـم إِنَّ الشَّقيَّ بكُلّ حَبلٍ يُخنَقُ في المثل: إِيَاكَ وصحراءَ الإِهَالَةِ، يُضرَبُ في التحذير مِن الشيء، وَأصلُه أَنَّ كسرَى أغزَى جَيشًا إِلى قَبيلةِ إيادٍ وَجعَلَ مَعَهُم لقِيطًا الأَيَاديَّ ليَدُلَّهم فتوَّهَ بهِم لَقيطٌ في صحراءِ الإِهَالةِ فهلكُوا جميعًا فقيل في التحذير، المثلُ. الحَيصُ بَيصُ: 5773 - أَيَّ الخُطُوبِ منَ الزَّمانِ أنازلُ ... كُل الزَّمانِ كتائبٌ وجَحافِلُ قَد كُتِبَ مَعَ إِخوانِهِ ببَاب: (سَدَ العَفافُ علَيَّ كلَّ ثنيةٍ). الرَّضِيُّ المُوسَوِيّ: 5774 - أَيَّ العَوارفِ منكَ أشكُرُ فَضلَهُ ... عَجَزَ المُقِلُّ وَزَادَ طَولُ المُكثِرِ أَبياتُ الرَّضي المُوسَوِيّ، يقولُ منهَا: يَا ذا اللعائجِ كَم سأَلتُكَ نعمةً ... فمتَحتَها لِي بالذنُوب الأَوفَرِ أَيَّ العَوارفِ منكَ أشكر فَضلَه، البَيت، وبَعدَهُ: أَكَفايتي مَا قد حَذرتُ وقُوعَهُ ... أَم مَا كُفيتُ منَ الذي لَم أحذر قَولُهُ بالذنُوبِ الأوفَر، الذنُوبُ الدَلو ويَعنِي بهِ النَّصِيبَ الكَبيرَ قَال اللَّهُ تَعالى وَإني للذين كَفَرُوا ذَنُوبَا مِثل ذنوب أَصحابِهم، وقالَ الشَّاعر: وسَقَى الغَوادِي قبرهُ بذَنوبِ، ويُروَى فمنَحتَها بالنُوبِ وَالمنحَةُ العَطيَّةُ، ومَنحتُهَا أَسقَيتُها وَالمَاتحُ المُستَقي عَلى رأسِ البِئرِ. قسُّ بن سَاعِدَة الأَيادِي: ¬
5775 - أَيَّ المُلوك رأَيتَهُ لَم يُنكِهِ ... رَيبُ الزَّمانِ وَتُفنِهِ الأَقدَارُ بعدَهُ: كَم من أُناسٍ قَد رَأيتُ بغبطَةٍ ... عصَفَتْ بهم رِيح البَوارِ فَبَارُوا ومَحَلِّ قومٍ بعدَ طولِ عمَارةٍ ... أَضحَى خلاءً مَا بِهِ عمَّارُ ابن العَلَّافِ: 5776 - أَيُّ الوَرى لَم يَبِت عَلَى صَمَدِ ... وأَيُّ عَيشٍ خَلا منَ النَّكَدِ أَبو إسحَاق الصابئ: 5777 - أَيامُ دَهْرِكَ لم تَزَلْ ... للناسِ أعيادًا جميعًا قَبلَهُ: يَا سيدًّا أَضْحَى الزّمانُ ... بأَسْرِهِ مِنْهُ رَبيعا أَيّامُ دَهْرِكَ لم تَزَلْ. . . البيت، بعدَهُ: حتَّى لأَوْشَكَ بَيْنَها ... عيدُ الحقيقَةِ أن يَضيعا 5778 - أيَّامُ عُمرِي مَا تقضَّى عندَكُم ... زَمَن الوِصَالِ ولا أعُدُّ البَاقِي قَبْلهُ: يَا مَن رَمَى قَلبِي بسَهم فراقِهِ ... فإِذَا الدّماءُ تَسُحُّ مِن آماقِي أَحرقتُم كَبدي بَيومِ فراقِكُم ... وقَدَحَتْمُ بالبَين في حُرّاقي يَا نَاقضي عَهدِي أَمَّا أُبلِغْتُم ... أَنَّ العُهُودَ قلائد الأعنَاقِ أَيامُ عُمرِي ما تقضى عندَكُم. . . البيتُ ¬
وَمن باب (أيَّامَ). قَول عَلي بن محمّد العَلَويُّ الجُهنيُّ الكوفيُّ (¬1): [من مجزوء الكامل] سَقيًا لمنزلةٍ وَطِيب ... بَني الخورنَق وَالكَثيب أَيَّامَ كُنتُ من الغَوانِي ... في السَّوَادِ مِن القُلوبِ لو يَستَطِعنَ خَبأنَني ... بينَ المَخَانِق وَالجُيُوبِ أَيامَ كنتُ وكُنَّ لا ... مُتَحرّجِينَ من الذُنوبِ غِرَّين يَشتكِيَانِ مَا ... يَجدَانِ بالدَمعِ السَّرُوبِ لَم يَعرِفَا نَكدًا سِوَى ... صدِّ الحَبيب عَنِ الحَبيبِ البُحتُرِيُّ: 5779 - أَيَّامُكم هيَ أَيَّامِي الَّتي عَدلَت ... مَيلي وَدولتكم حَظي منَ الدُولِ بعدَهُ: أقمتُ من سَيْبكُم في يَانعِ خَضرٍ ... وَسِرتُ من جاهكُم في وَابلٍ خَضِلِ 5780 - أَيَّامَنا بالحمَى حُيَّيتِ أَيَّامَا ... وَزادَك اللَّهُ إِجلالًا وَإعظَامَا بعدَهُ: قَد كُنت بالأَمسِ أَحلامًا بأَعيُنِنَا ... فمَا أَصابَكِ حتَّى صرتِ أَحلامَا ابنُ الرُّوميّ: 5781 - أَيَّامُنَا غَدَواتٌ كُلُّها بكُم ... خِلالَهُن لَيالٍ مِثلُ أَسَحارِ أبو تمَّامٍ: 5782 - أَيَّامُنَا في ضِلالةٍ أبدًا ... فَصلُ رَبيعٍ وَدَهرُنَا عُرُسُ ¬
له أَيْضًا: 5783 - أيَّامُنا مَصقُولَةٌ أَطرافُها ... بِكَ واللَّيالِي كُلُّها أَسحارُ بعدَهُ: فالمَشي هَمسٌ والنِّداءُ إِشارَةٌ ... خَوفَ انتقَامِكَ والحَديثُ سِرارُ تَندَى عُفاتُكَ للعُفاةِ وتَعتَدِي ... رُفعًا إِلى زُوّارِكَ الزّوارُ هِمَمِي مُعَلّقَةٌ عَليكَ رقابُها ... مَغلولَة إِنَّ الوفاءَ أسَارُ ومَودّتي لكَ لا تُعار بَلى إِذَا مَا ... كَانَ تَامُور الفُؤادِ يُعارُ والنَّاسُ غَيرُكَ مَا تَغيَّرُ حُبْوَتي ... لِفراقِهم إن أَنجدُوا أو غَارُوا وَلداكِ شعري فيكَ قَد سَمعُوا ... بهِ سحرٌ وشعري فيهم أشعَارُ فاسلَم ولا تنفك يخطُوك الردَى ... فينا وتَسقُطَ دُونَك الأقدارُ 5784 - أَيَّامَ لا أَدرِي وَإِن سألتِ مَا ... نُسكُ يَوم جُمعَةٍ مِن سَبتِ أَبو العَتاهِية: 5785 - أَيُّ بناء لَيسَ لِلخرَابِ ... وَأَيُّ شيءٍ لَيس للذَّهابِ أَوسُ بن حَجَرٍ: 5786 - أَيّتُها النَفسُ أَجْمِلِي جَزعـ ... ـا إِنَّ الذي تَحذَرِينَ قَد وَقَعَا يقالُ: إِنَّ هذا البَيتَ أشعَرُ مَا قالَت العَربُ في المَرثية. قالَ المبرَّدُ: مَراثي الشعَراءِ الجَاهليةِ المَشهورَةُ المقدَّمَةُ الموسُومَةُ بميسَم البَيانِ المتَعالمَةُ بمعَالم الإحسَانِ سِتٌّ. أَحَدُها قولُ أَوس بن حَجَرٍ. أَيتُها النفس اجملِي جَزَعًا ... إِنَّ الذي تحذَرينَ قَد وَقَعا ¬
يَرثِي فضَالَة بن كَلدَةَ. والثانيةُ قَول مُتمّم ابن نُويرَةَ يَرثِي أَخاهُ مَالِكًا (¬1): لَعمري وَمَا دَهري بتأبينَ مَالكٍ ... ولا جَزَع ممَّا أَصابَ فأوجَعا وَالثَّالثَةُ قَول دُريدِ بن الصِمَّةِ في عَبد اللَّه أخيه أوّلها (¬2): أَرثّ جَديد العَهدِ من أمّ مَعبدِ ... لعَاقبَةٍ وَأخلفتُ كُلَّ مَوعد وَالرابعَةُ قَول كعبِ بن سَعدٍ الغَنوِي في أخيه أوّلُهَا (¬3): تَقُول سُليمَى ما لجسمكَ شَاحبًا ... كأنّك يَحميكَ الشَراب طَبيبُ والخَامسَةُ قَول أعشى بَاهلَةَ يَرثِي ابنَ وَهبٍ أوّلُها (¬4): إِنّي آتي لسَانٌ لا أُسَرُّ بِهَا ... مِن عَلُ لا عجبٌ منها ولا سَخَرُ والسَادسَةُ قَولُ أبي ذؤيبٍ الهُذلِيّ في أولاده (¬5): أَمِنَ المَنونِ وَريها تتوجَعُ ... وَالدَهرُ لَيسَ بمُعتبٍ مَن يَجزَعُ قالَ المُبَرّدُ في هذه القَصائدِ من حُرّ الكَلام ورَقيقِ النِّظامِ وَصادِقِ المَدح وفَصيح الشرحِ مَا ليسَ لأحدٍ منَ الشُّعراءِ المتقدّمينَ مثلُهُ. قال وَأَحسَن المرَاثِي مَا خَلَطَ مَدحًا بتفجُّعٍ وَاشتكَاء بفَضِيلَةِ فإذا نُظِم هَذَا بكلامٍ فصيحٍ وَمَعنًى صحيح ولَهجةٍ معرَبةٍ عَمَّا يُريد التعبِيرَ عنه وألفاظٍ غيرِ مضطربةٍ ولا متفَاوتةٍ فهي الغايَةُ مِن كَلامِ المخلوقين. البُحتُرِيُّ: [من الخفيف] 5787 - أَيَّ حَمدٍ تَحُوزُهُ إن تَعايت ... بشأني وأَيَّ ذِكرٍ تُفيدُهُ ¬
مُحمَّدُ بن وُهَيبٍ: 5788 - أَيَّ خَيرٍ يَرجُو بَنُو الدَّهرِ في ... الدَّهرِ وَمَا زَالَ قَاتِلًا لبَنِيهِ بعدَهُ: مَن يُعَمَّر يفجع بفَقد الأحبّاء ... ومَن مَاتَ فالمُصيبَةُ فيهِ هَذَا منظُومُ قول بعض الحكماءِ: "مَن طَالَ عُمرُهُ فقَد الأحبَّةَ، ومَن قَصر عمرُهُ كانتِ المُصِيبَة في نَفسِهِ". ابْنُ نُباتة يصف سكّينًا: 5789 - أَيُّ سِلاحٍ هيَ أَو عُدَّةٍ لرَابطِ الجَأ ... شِ جَريءِ الجَنَان ابنُ الرُّوميّ: 5790 - أَيّ شيءٍ أُهدِي إليكَ وفِي وَجـ ... ـهكَ من كلّ مَا تهُودِيَ مَعنَى بعدَهُ: منكَ يَا جَنَّةَ النَّعِيم الهَدايَا ... أفأُهدي إِليكَ مَا منك يُجنَى 5791 - أيُّ شَيءٍ يَكُونُ أَحسَنُ مِن ... صَبٍّ أَديبٍ مُتَيَّمٍ بأَدِيبِ 5792 - أَيُّ شَيءٍ يَكُونُ أَعجَبُ أَمرًا ... إِنْ تفكّرتَ من صُرُوفِ الزَّمانِ بعدَهُ: عَارضاتُ السُرورِ توزنُ فيهِ ... والبَلايا تكالُ بالقُفزانِ 5793 - أَيُّ صَبرٍ بَعدَ رِيم لَم يَرمْ ... وَفؤادٍ مِن هوَى سَلمَى سَلِمْ ¬
محمَّدُ بنُ بَشيرِ: 5794 - أَيُّ صَفوٍ إِلّا إِلَى تَكدِير ... ونَعيمٍ إِلا إِلَى تَغيِير بعدَهُ: أو رَخاءٍ أو بَهجةٍ أَو سرورٍ ... لَيس رَهنًا لنَا بيَوم عَسِيرِ أَو عَزيزٍ لم تَلقَ يومًا عَلَيهِ ... مُستَطيلًا في عَقب يومٍ قَصِيرِ عجبًا لي ومَن رضَايَ بِدُنيـ ... ـا أَنَا فيها على شَفَا تغريرِ عالمٌ لا أشكُ أنِي إِلى اللَّهِ ... إِذَا مُتُّ أَو عذاب السَّعيرِ ثم ألهُو وَلَستُ أدري إِلى ... أيّهمَا بَعدَهُ يصيرُ مَصيري أَيُّ يَومٍ عليَّ أقطَعُ مِن يَومٍ ... به تُبرزُ النُعَاةُ سَريري كلَّما مرّ بِي عَلَى أهلِ نَادٍ ... كنتُ حينًا بهِم كثير السُرورِ قِيلَ من ذَا عَلَى سَريرِ المَنَايَا ... قِيلَ هَذَا محمَّدُ بن بَشِيرِ 5795 - أَيُّ طَيرٍ جَرَى يُبْعِدْكَ منّي ... يَسَّرَ اللَّهُ لِلرُّمَاةِ جَنَاحَه 5796 - أَيُّ عُذرٍ لعَاقِلٍ إنَّما يُعذَرُ في ... مَا يَكُونُ منهُ الجَهُولُ وَمِن بَاب (أي عُذرٍ). قَول بَكر بن عَبدِ العَزيز بن دُلَفٍ في الشَجاعةِ: أَيُّ عُذرٍ لمن يخيمُ عَن الرَّو ... ع إذا سَاعَدت ثلاثُ خلَالِ صارِم مُرهَفٌ وقَلبٌ جَريٌّ ... وَجَوَادٌ يَحُول كُلَّ مَجال 5797 - أَيُّ عُذْرٍ يَكُونُ أَوضَحُ في إبـ ... ـطاءِ جُودٍ مِن قلَّةٍ الإِمكانِ ابن التّعاويذيّ: 5798 - أَيُّ عُذرٍ يَنُوبُ عَنكَ ومَا ... تَاركُ وَجهِ الصَّوابِ بالمَعذُورِ ¬
جَعفر بن شمس الخلافة: 5799 - أَيُّ عَيشٍ لَم يُشنهُ نَكَدٌ ... وصَفاءِ لَم يَشُبْهُ كدَرُ يقولُ ابْنُ شمسِ الخلافَةِ من قَصيدتِهِ التي أوَّلُها: لَيتَ شعري أثراهفم شعرُوا ... بوَفاءِ الصَّبرِ لي إذ غَدرُوا هَا أنا بَعدَ غرامٍ بهِم ... لا أُبَالي وَصَلُوا وهجَرُوا إِنَّما أغرِسُ في أرضٍ بهَا ... يُثمر الغَرسُ وَيزكُوا الثمرُ أخلِصُ الودَّ لمن أخلصَه ... وَلمَن كدَّر منِّي الكَدَرُ مَن عذيري من أناسٍ ذَهَبي ... عندَهُم صُفرٌ وبَاذي نُغَرُ حَسدُوا مَجدي وَقدمًا حَسدُوا ... منَ لَهُ المجدُ معًا والخطَرُ طَال هَمُّ القَوم لمّا ... طلتهُم ليتَهُم لَو أقصَرُوا إِذ قصَّرُوا إِنَّما ذَنبي إليهم كَرمي ... وَهو ذَنبٌ مِنه لا أَعتَذِر ربَّ مَحسودٍ علَى منزلَةٍ ... هو بالرّحمة منهَا أَجدَرُ طالَتِ الشِقَوة للمرءِ إِذَا ... قَصر الرزقُ وطَالَ العُمُرُ يَصبِر الحُرُّ عَلَى حرّ لظًى ... وعَلَى الذِلَّةِ لا يَصطَبِرُ لَهُ أَيْضًا: 5800 - أيُّ عَيشٍ يَبقَى وَلذَّةُ أُنسٍ ... لَيس تَفْنَى وحَاضرٍ لا يَغيبُ البُحتُرِيُّ: 5801 - أَيُّ فَرقٍ بينَ الكَريمِ إِذَا استَبطَأ ... تَ مَعروفَهُ وبينَ البَخيلِ قَبْلهُ: يَا أَبا الصَقرِ رُبَّ رَدّ جَميل ... قَامَ عِندي مقام رفدٍ جَليلِ ¬
أَي فَرقٍ بين الكريم. . . البَيتُ، وبَعدَهُ: كَم جَزيلٍ من النَّوالِ أَتاني ... بَعدَ مطلٍ فكَان غير جَزيلِ 5802 - أَيُّ فَضلٍ لمن تفضَّلَ بَـ ... ـعدَ تَقَاضِيهِ وَابتذَالِ الوُجوهِ 5803 - أَيُّ لَيلٍ يُبهَى بغَيرِ نجُومٍ ... وَسَحاب يَندَى بغَيرِ بُرُوقِ عبد الصّمد بن المعذّل: 5804 - أَيُّ مَاءٍ لحُرّ وَجهكَ يَبقَى ... بينَ ذُلِّ الهَوى وَذُلِّ السؤَالِ قبَلهُ: أَنتَ بينَ اثنين تَظهرُ للنَّا ... سِ وَكِلْتيهما بِوَجْهٍ مُذَالِ لَستَ تنفَكُّ طالبًا لوصَالٍ ... من حَبيبٍ أو رَاغبًا في نَوالِ أَيُّ ماءٍ لحرِّ وَجهِكَ يبقَى. . . البَيت. وهذا من أحسن ما ذُمَّ بهِ الشعرُ وَالشَّاعر قالَهُمَا عَبد الصَّمد بن المعذَّلِ مُخاطبًا لأَبِي تمامٍ، وقَد قَصَدَ البصرة، وَشارَفَها، فلما سَمِعَهما أَبُو تَمامٍ قال: صدَقَ واللَّه وأحَسنَ، وثنَى عنانَهُ عَنِ البَصرة، وحَلف أن لا يَدخلها. دِيكُ الجِنّ: 5805 - أَيُّ مَاءَ يَحُولُ في وَجهكَ الحُرّ ... إِذَا ما امتَهنتَهُ لِلسؤَالِ أَبياتُ دِيكِ الجِنّ، أَوَّلُهَا: لا تَقُم للزَّمان في منزِلِ الضيـ ... ـم ولا تَرتَبطكَ زقَّةُ حَالِ وَإِذا خِفتَ أَن يُراهقَكَ العُدمُ ... فَعُذ بالمثقَّفاتِ العَوالِي وَأَهِن نَفسكَ الكريمةَ بالمَو ... تِ وقحّم بهَا عَلى الأَهوالِ فَلَعَمرِي للمَوتُ أجملُ بالحـ ... ـرِّ مِنَ العَيشِ ضَارِعًا للرِّجَالِ ¬
أَيُ ماءٍ يَحُولُ في وَجهكَ الحُرّ. البَيتُ، وبَعدَهُ: ثُمَّ لا سِيمَّا وَقَد عَصفَ الدَّهرُ ... بأهلِ النَّدى وَأَهلِ النَوالِ غَاصَت المكرُماتُ وَاختلَفَ النَّجر ... وأجلت سحائبُ الأفضال فَقلِيلٌ منَ الوَرَى مَن تَراه ... يُرتَجى ويَصُونُ عرضًا بمَالِ ذَهبَ النَاسُ فاطلُب الرزقَ ... بالسَّيفِ وإِلا فَمُت شديد الهزالِ 5806 - أَيُّ مُعينٍ صَفَى عَلَى كَدَر الدَّ ... هرِ وأَيُّ النَّعيمِ لم يَزُلِ كلثومُ بن عَمروٍ: 5807 - أيَّنا قدَّمت حَمام المَنايَا ... فالَّذي أَخَّرت سَريعُ اللِّحاقِ قبلَهُ: مَا غناءُ الحذارِ وَالإِشفاقِ ... وشَآبيبِ دَمعكِ المُهرَاق هوّني مَا عَليكِ وَاقني حَياءً ... لَستِ تَبقين لي ولَستُ ببَاقِ أيّنا قَدمَت حَمامُ المنايا. . . البيت، وَبعدُه: كَم صَفيَّين مُتِّعَا ببقاءٍ ... ثم صَارَا لغُربةٍ وَافتِرَاقِ قُلتُ للفرقديَن وَالليلُ مُلقٍ ... سُودَ أَذيالِهِ على الآفاق ابقَيَا مَا استَطعتُما فَسَيُرْمَى ... بين شخصيكُما بسَهم الفراق غُرَّ مَن ظنَّ أَن يفُوتَ المَنايا ... والمَنايَا قلائد الأعناق لا يغُرَّنكَ الغَرورُ منَ الدُّ ... نيا فَمِنهَا خيَانَةُ الميثاقِ غلَبَ الموتُ كُلَّ حيلةِ مُحتالٍ ... وَأعيا بدائهِ كُلَّ رَاق يروي لعَليّ بن أبي طالب عليه السَّلام: 5808 - أَيُّ نَذيرٍ لذي اعتبارٍ ... أَبلَغُ مِن واعِظِ الزَّمانِ ¬
قَولُه: أيُّ نذيرٍ لذِي اعتِبَارٍ، البَيتُ، وبَعدَهُ: فاستَغن باللَّهِ واستَعنهُ ... فإِنَّهُ خَيرُ مُستَعانِ أَشَد من عَيلةٍ وَفقيرٍ إ ... غضاءُ عَينٍ عَلَى هَوانِ إِذَا نَبَا منزِلٌ بحُرٍّ ... فمِن مَكانٍ إِلَى مَكانِ 5809 - أَيُّ نَعيمٍ صَفى عَلى كَدَر الدَّ ... هر وَأَيُّ الزَّمان لم يَخُن ابن العَلَّاف: 5810 - أَيُّ نَعيمٍ صَفى على كَدَرِ الدَّ ... هرِ وأَيُّ القُرون لم يَبِدِ إبراهيم الصُولي يُخاطِب ابن الزياتِ: 5811 - أَيُّ واشٍ وَشَى وأَيُّ عَدُوّ ... دَبَّ حَتّى نَبوتَ عَنِّي نبوَّا قبلَهُ: يَا صَديقي بالأَمسِ صرتَ عَدُوًّا ... سُؤْتَني ظالمًا وَلَم تَرَسُوَّا صِرتَ تُعرى بيَ الهُمومَ وَقَد ... كُنتَ لقلبِي منَ الهُمومِ سُلوَّا أَيُّ واشى وَشى. . . البَيتُ، وبَعدَهُ: كُلَّما ازدَدتُ صحَّةً لكَ في الوُ ... دِّ تزيَّدتَ نَبْوةً وَعُتُوَّا الضَبِيّ في الصَاحِب: 5812 - أَيُّهَا البَابُ لم عَلاكَ اكتئابُ ... أَين ذَاكَ الحجَابُ والحُجَّابُ؟ مَرَّ أَبُو العَبَّاسِ الضّبِيُّ عَلَى بَابِ الصَاحبِ بن عبَّاد بَعدَ مَوتهِ وقَد زَالَ عَنهُ ذلكَ الحشَمُ وَالخدَمُ وَإِليها وَالسَّناءُ وَهُو خالٍ فقالَ: أَيّها البَابُ لمَ عَلاك اكتئابُ. البَيتُ، وبَعدَهُ: أَينَ من كَانَ يفزَعُ الدَهرُ ... فَهُو الآنَ في الترابِ تُرابُ ¬
بَشَارٌ: 5813 - أَيُّها الجَاهِلُ المُبَاهِي لزَيدٍ ... ليس بَدر السَّماء منكَ بِدَانِ وَمن بَاب (أيُّها)، قولُ زُهير المصريّ (¬1): أَيُّها الحَامِل هَمَّا ... أن هَذَا لا يَدُومُ مِثلَما تَغنى المَسرَّاتُ ... كذَا تَغنَى الهُمومُ إِنْ قَسَى الدَّهرُ فَإِ ... نَّ اللَّه بالنَّاسِ رَحيمُ أَو تَرَى الخَطبَ عَظِيمًا ... فكَذَى الأجرُ عَظيمُ أَبُو الفتح البُستِيُّ: 5814 - أيُّها الخَاطبونَ شكرًا كَريمًا ... أينَ أَنتُم من مَهرِ شُكرٍ كَريمِ بعدَهُ: قَدِّمُوا البرَّ تَستَفيدُوا منَ الشُّكـ ... ـر كفاءً لذَلكَ التَّقديمِ أَوَلَم تَنظَرُوا إِلى الأَرضِ تسقَى ... ثُمَّ تهتَزُّ بالنباتِ العَميمِ 5815 - أَيُّها الدَّائبُ الحَرِيصُ المُعَنَّى ... لكَ رزقٌ وَأَنتَ مُستَوفيهِ 5816 - أَيُّهَا الدَّهرُ حبَّذا أَنت دهرًا ... قف حَميدًا وَلًا تُوَلّ فَقيدَا بعَدهُ: كُلَّ يَومٍ تَزدادُ حُسنًا فَمَا ... تَبعَثُ يومًا إِلَّا حَسِبْناهُ عيدَا أَبو عَبد اللَّه بن الحجَّاج: 5817 - أيُّهَا السَّائلُ عَن حَالِي ... أَنَا المَضرُوبُ زَيد ¬
حَارِثَةُ بن بَدرٍ: 5818 - أيُّهَا الشّامِتُ المُبدي عَداوَتَهُ ... مَا بالمنَايَا الَّتي عيَّرتَ مِن عَارِ بعدَهُ: تراكَ تنجُو سَلِيمًا من غَوائلها ... هيهَاتَ لا بُدَّ أَن يَسرِي بِكَ السَارِي وقَالَ نَهشلُ بن حريٍّ (¬1): وَمَن يَرَ بالأَقَوامِ يَروَا بهِ ... مَعَرَّة يَوم لا تُوارَى كَواكبُهَ فقُل للذي تُبدي الشماتةَ جَاهدًا ... سيأتيكَ كأسٌ أَنْتَ لا بُدَّ شَارِبُه عَدِيُّ بنُ زَيدٍ: 5819 - أيُّها الشَّامِتُ المُعَيَّرُ بالدَّ ... هرِ أَأَنتَ المُبَرَّأُ المَوفُورُ ذُو النُّون المصريُّ: 5820 - أيُّهَا الشَّامخ الذي لا يُرامُ ... نَحنُ من طِينَةٍ عَليكَ السَّلامُ بعدَهُ: إِنَّما هذهِ الحَياةُ غرُورٌ ... ومَعَ الموتِ تَستَوي الأَقدامُ هَارُونُ بنُ عَليٍّ: 5821 - أيّها الصَّاعِدُ بالسُّلـ ... ـطَانِ عُقبَاكَ هُبُوطُ بعدَهُ: وَعَلَى حَسْبِ ارتفَاعِ المَر ... ءِ في الحَالِ السُّقُوطُ ¬
محمَّد بن أَحمد بن سَهلٍ: 5822 - أيُّها الطَّالبُ التَلَذُّذَ بالعَيش ... زَمانَ المَشيبِ غرَّتكَ نَفسُك بعدَهُ: لَذّةُ المرءِ في الشَّباب وَقَد بانَ ... ففَاتَتْكَ مثلمَا فاتَ أَمسُكَ 5823 - أَيُّها الظّالِم الَّذِي هزَّ عِطفَـ ... ـيهِ ثناء مَا بَعدَ ظُلمٍ ثناءُ قَالَ أَبُو إسحَاق إبرَاهيم بن هُليل الصَّابئ في أَبِي الحَسن إبراهيم بن يُوسفَ بن نصر السَّرَّاج وقَد حَضرهُ قَومٌ فمَدحُوه وشَكرُوهُ وَفِي قلُوبهم ضدّ ذلك: أَيُّها الظالم الذِي هزَّ ... عطفيهِ ثناءٌ يثني عَليهِ جمِيلُ لا تُراعِ المَقالَ من أَلسُن النَّا ... سِ وَدَاعِ القلوب مَاذا تقول قِس بتقرِيظهِم فِعَالك وَانظُر ... كَيف تنفي جميعَهُ التَحصيلُ قالَ: كَسر الفاءِ من فَعالِكَ هَاهُنا أَصَحُّ لأنَّ الفَعَالَ بالفَتح في الخَير والفِعَال بالكَسرِ في ضدِّهِ. ولأبى سحاق الصَّابِئ أَيْضًا مَنقولٌ من خطِّهِ: إِذَا قَبلِتَ مَديحًا ... وَقَد أَتيتَ قبيحَا فقَد قبلتَ هجاءً ... مُصَرّحًا تَصرِيحا 5824 - أَيُّها العَائب سَلمَى ... أَنتَ عندِي كَثُعَالَه ثُعالَة اسمٌ من أسماءِ الثعلَب، وبَعدَهُ: رَامَ عُنقودًا فلمّا أَبـ ... ـصرَ العُنقُودَ طَاله قال هَذَا حَامِضٌ لمّا ... رَأَى أن لا يَنَالَه والأبيات الثلاثة بجُملَتها هي المَثَلُ. ¬
أَبُو عليٍّ البَصِيرُ: 5825 - أيُّها الغَيثُ كُنتَ بؤسًا وفَقرًا ... لي وَللنَّاسِ حنطةً وشَعيرَا قبلَهُ: مَن تكن هذهِ السّماءُ علَيهِ ... نعمةً أَو يَكُن بهَا مَسرورَا فَلقَد أَصبحتْ علينَا عَذابًا ... وَلقينَا منها أذًى شُرورَا أَيُّها الغَيث كُنتَ بؤسًا وفقرًا. . . البيت. 5826 - أَيها الفَارغُ المُرِيدُ لعيبِ النَّا ... سِ مَهلًا عَنِ المعَالِب مَهلا بعدَهُ: إن في نَفسِكَ التي بين جَنبيـ ... ـك عن النَّاسِ لو تعكَّرتَ شغلا عجبًا منكَ في ثَناياكَ الحمَى ... وإِذا ما رأيتني قُلتَ أَهلا إِنَّ ذَا الفَضْل وَالمروءَة لا يَقبَل ... قولًا يُخالفُ القَول فِعلا الرضيُّ الموسَوِيُ: 5827 - أيُّها القَانِصُ مَا أَحسَنـ ... ـتَ صَيدَ الظَّبَيَاتِ أَبياتُ الرَّضِي الموسَوِي، أيها القَائضُ مَا أَحسنتَ. البَيت. وبَعدَهُ: فَاتَكَ السِربُ وَمَا ... زُوّدتَ غيرَ الحَسَراتِ آهِ مِن جيدٍ إِلى الدَا ... ر طَوِيل اللّفَتاتِ أين رَاقٍ لِغَرامِي ... وَطيبِ لِشكَاتِي * * * ومن باب (أيُها)، قَول الصَنَوبَريّ (¬1): ¬
أيُها الغافِلونَ عَن طُرق الآدا ... بَ والسَّالِكُونَ طُرقَ الحَبالِ استجِيدُوا الثّيابَ إِنَّ الحَميرَ ... السَوءَ تُخفَى عُيونُها في الجَلالِ وَقَولُ ابن أبي عُيينَةَ (¬1): أيُها الكَاتم الحَديث الذي ... طَالَ بهِ الأمرُ وَانتهَى الكِتمانُ قَد لعَمري عرّضت حينًا ... فبيّن ليسَ بَعدَ التَعريض إِلَّا البَيانُ 5828 - أَيُّها المَاجِد المُعَلَّلُ حُوشيتَ ... وَعُوفيتَ من جميع المَساوي عمران بن حطَّانَ: 5829 - أيُّها المَادح العبادَ ليُعطَى ... إِنَّ للَّهِ مَا بأَيدي العبَادِ بعدَهُ: فاسألِ اللَّه مَا طَلبتَ إليهم ... وَارْجُ فَضلَ المهيمن العَوَّادِ لا تَقُل للجَوادِ مَا لَيسَ فِيهِ ... وتُسمِّ البَخيلَ باسمِ الجَوادِ قالَهُ عمرانُ، وقَد مرَّ بالفرزدق، وَهو ينشد، فوقف عليه، وقال: أَيُّها. . . الأبيات. ابن البَرفطْي الكَاتِب: 5830 - أيُّها المُدَّعى الفَخارَ دعَ الفَخـ ... ـر لذي الكبريَاءِ وَالمَلَكُوتِ قَد مرّت أبياتُ قَاضِي سَاوةَ بباب: (ألقني في لظًى فإِن غيّرتني)، وَأبياتُ ابن البَرفطيّ في جَوابَها بالبَاب أَيْضًا، فلا حَاجةَ إلى تكرِير ذلكَ. أحمَدُ بن خَيزَان المصرِيّ: 5831 - أيُّها المُغتَابُ لِي حَسدًا ... مُت بداءِ البَغْي وَالحَسَدِ ¬
بعَدهُ: حَافِظِي من كُلِّ مُعتَقدٍ ... فيَّ سُوءًا حُسن مُعتَقدي هُو وَليُّ الدَولَةِ أحمدُ بنُ عليّ بن خَيزَانَ الكَاتبُ المصرِيّ. 5832 - أيُّها المُلزِمي جرائِمَ قَومي ... كُلُّ شَاةٍ برجلِهَا سَتُنَاطُ وَمِن بَاب (أَيُّها)، قَولُ أَبِي فرَاس بن حَمدَانَ (¬1): أَيُّها المُلزِمي جَرائم قَومي ... بَعَدمَا قَد مَضَت عَليهَا اللَيالِي لَم أَكن من جناتها عَلمَ اللَّهُ ... وأنّي بحرها اليومَ صالِي ابنُ الرُّوميّ: 5833 - أيُّهَا المُنصِفُ أَنصِفُ رَجُلًا ... واحِدًا أصبحتَ ممَّن ظَلَمَه بعدَهُ: كيفَ تَرضَى الفقر عرسًا لامريءٍ ... وَهو لا يَرضى لكَ الدُّنيَا أمَه عُمر بن أبي رَبيعَة: 5834 - أيُّها المُنكحُ الثُريَّا سُهيلًا ... عَمرَكَ اللَّه كيفَ يَلتَقيَانِ قولُ عُمَر بن أَبِي ربيعةَ المَخزُوميّ: أَيُّها المُنكح الثريّا، البَيتانِ، يريد الثريّا بنت علي بن عبد اللَّه بن الحارث بن أُميَّةَ الأصغَر وَهُم العَلاتُ. وكانتِ الثريَا وَأختها عَائشَةُ أعتَقَت الغَرِيضَ المُغَنِّي وَاسمُهُ عَبد الملكِ ويُكَنَى أَبا زيدٍ وَكانتِ الثُريَّا مَوصُوفةً بالجَمالِ وتَزوَّجَها سُهَيل بن عَبدِ الرحمنِ بن عَوفٍ الزُهري فَنقَلها إلى مِصر، فقال عُمَرُ يَضربُ لَهما المَثَل بالكَوكَبَينِ. بعدَهُ: ¬
هيَ شاميَّةٌ إِذَا مَا استَقلّت ... وسُهَيل إِذَا استَقلَّ يَمانِ وَمِن بَاب (أيُّها)، قَولُ أَبِي اسحَاق الصَّابئ (¬1): أَيُّهَا النَابح الَّذِي يتَصَدَّى ... لقَبيحٍ يقُولُه في جَوابِي لا تؤَمِّل أنّي أقولُ لَكَ اخسَأ ... لسَتُ أسخو بهَا لكل الكلابِ ابنُ الرُّوميّ: 5835 - أَيُّ يَدٍ عندِي لِمَنْ رَدَّني ... عَن حَاجةٍ أَطلُبُهَا عِندَه بعدَهُ: لأَنَّهُ نزّهَ عَن قَدرِهَا ... قَدري وَمَا كلَّفَني حَمدَه كَاتبهُما (عفا اللَّه عنه): 5836 - أَيُّ يَدٍ عندي لمن زَارَني ... تفَضُّلًا مِنهُ وَلَم آتِه بعدَهُ: وَكيفَ أقضي حَقّ مَنْ خَصَّني ... مُبتَدئًا بالودّ من ذاتِهِ المُتَنَبِّي: 5837 - أيُّ يَومٍ لِنَاظريَّ إِذَا مَا مرَّ ... يَومٌ لنَاظِري لا يَراكا بعدَهُ: لا رأى السُوءَ مَن رآكَ يَد الدَّ ... هرِ وَحيَّا الإلهُ مَن حيَّاكا وَمِن بَاب (أَيّ يَومٍ)، قَولُ آخَرَ (¬2): أَيُّ يَوم نحسه بِسُعُودٍ ... وَالمَنَايَا ينزلنَ كُلَّ يَومِ ¬
لَيس يَومٌ إِلَّا وفيهِ نحُوسٌ ... وَسُعُودٌ يَجرِي لقومٍ فقدمِ البَذلُ بن بذَّالٍ في عِلي بن يحيى المنجّم: 5838 - أَيُّ يَومٍ يَمضِي وَلَم تَسقِني ... فيهِ بنَوءٍ من رَاحَتيكَ مَطير تمَّ حَرفُ الأَلفِ بحَمدِ اللَّهِ وَشكره وَيَتلُوهُ حَرفُ الباءِ إن شاء اللَّهُ تَعالَى * * * ¬
حرف الباء
حرف الباء
حَرفُ البَاءِ عَبد اللَّه بن الحجاج التغلبيُّ: 5839 - بَاءَتْ عَرَارِ بكَحلْ في مَا بَينَنَا ... والحقّ يعرفُهُ أُولُو الأَلبابِ عَرَارِ مَبنيٌّ عَلى الكَسرِ كَخَدامِ وقَطَام وَسَكابِ وَالمثَل، باتَ عَرارِ بكحلٍ، يُضرب لكُلِّ مُستَوِيَّين يَقَعُ أَحدُهُمَا بإناءِ الآخَرِ. قِيلَ هُما بقرتَانِ انتَطَحَتَا فَماتَتا معًا فَضُرِبَ بهمَا المَثلُ، وَحديثُ هَذَا البَيتِ أَنَّ كَثير بن شهابٍ الحارِثيِّ كَانَ وَاليًا على الريِّ فضربَ عَبد اللَّهِ بن الحَجَّاج الثعلبِي من بَني ثَعلبَة بن ذبيانَ فلمَّا عُزِل كَثيرٌ أقِيدَ مِنهُ عَبد اللَّهِ فهَتمَ فَاهُ وقال: باءَت عَرار بِكَحلَ فيما بينَنَا. البَيتُ. * * * وَمن هَذَا البَاب، في ذَمِّ بُخَارَى (¬1): بَاءُ بخَارَى فاء عَلمن زائدة ... وَالأَلفُ الأُولى بلَا فائِده فهي خرًى مَحضٌ وسُكَّانُها ... كالطّير في أقفَاصهَا آبِده وَمن هذا البَاب، قَولُ آخر يمدَحُ: بَابُ النَّجاحِ لمَن يَرجُوكَ مُنفَتحٌ ... وإِن عَداكَ فَباب النُجح مَسدُودُ [من البسيط] 5840 - بَابٌ منَ العَطفِ يُستَدنى الحَبيبُ بهِ ... بيضُ الدَّراهم مع صُفرِ الدنانيرِ ¬
أَبُو الفَتحِ البستيُّ: 5841 - بِأَبي أخوةٌ تَرحَّلتُ عَنهمُ ... فَترحَّلْتُ عَن سُرُورِي وَأُنسِي بَعدَهُ: فارقوني وَأَذكَوا شُعَلَ الوَ ... جد في خَواطِر نَفسِي الأَخطَلُ: 5842 - بِأبي أَنتَ مَا أَلذَّ وَأحلَى ... ذكرَكَ العَذبَ في لِسَانِي وَريقي الخَلِيعُ: 5843 - بِأبي زَور تلفَّتُّ لَهُ ... فَتَنَفَّسْتُ إِليهِ الصُّعَدَا قَبلَهُ: ليتَ عَينَ الدَّهرِ عنّا غَفَلتْ ... ورَقيبَ البَين عَنَّا رَشدَا وَأقَامَ النَومُ في مُدَّته ... مِثلَما كُنتَ وَكُنَّا أَبَدًا بأبي زورٌ تلفَّت لَهُ. . . البَيتُ، وبَعدَهُ: بَينَما أضحَكُ مَسرورًا بهِ ... إذ تقطّعت عَليهِ كَمَدَا 5844 - بِأَبِي فَمٌ شَهِدَ الضَمِيرُ لَهُ ... قَبلَ المَذاقِ بأَنَّهُ عَذبُ بعدَهُ: كشهَادةٍ للَّهِ صَادِقَةٍ ... قَبلَ العَيانِ بأنَّهُ الرَّبُّ عَلِي بن جبلة: 5845 - بِأَبِي مَن زَارني مُكتَتَما ... حذِرًا مِن كُلِّ وَاشٍ فَزعَا ¬
بعدَهُ: زائِرٌ نَمَّ عليهِ حسنهُ ... كَيفَ يُخفَي اللَّيلُ بدرًا طَلعَا رَصَدَ الفُرصَةَ حتَّى أمكنَتْ ... ورَعى السَامرَ حَتَّى هجَعَا رَكِبَ الأهوَال في زورَتهِ ... ثمَّ ما سَلم حتَّى وَدّعَا ومثلهُ للمُتنبيّ (¬1): بأبي مَنْ وَددتهُ فَافْترَقْنا ... وقضَى اللَّهُ بَعدَ ذَاكَ اجتماعَا وافترقَنا دَهرًا فلمّا التقَينَا ... كَانَ تسليمه عَليّ ودَاعَا وعكس المعنَى بعضُهم، فقال في ثقيلٍ (¬2): وثقيلٍ قَد سَئِمْنا قربهُ ... إذ رأينَاهُ ملحًّا مُبرمَا ثَقّلَ الوَطْأَةَ في زَورتهِ ... ثمّ ما وَدَّعَ حتَّى سلَّمَا كَشَاجِمُ: 5846 - بأَبي وَأُمّي أَنتَ من مُستَجمعٍ ... تِيه القيَانِ وَرقَّة الكتّابِ لَهُ أَيْضًا: 5847 - بِأَبي وَأُمّي زائِرٌ مُتَقنّعٌ ... لَم يَخْفَ ضَوءُ البَدر تَحتَ قنَاعِهِ بَعدَهُ: لمِ أستَتِمّ عِناقهُ لِقُدومهِ ... حَتَّى ابتَدأت عِناقَهُ لوَدَاعِهِ ومَضَى فأبقى في فؤادي حَسرةً ... تَركتَهُ مَوقوفًا على أوجاعِهِ المُتَنَبِّي: 5848 - بأَبي وَأُمّي نَاطقٌ في لَفظِهِ ... ثَمنٌ تُبَاعُ بهِ القلُوبُ وَتُشتَرَى ¬
أَبياتُ المَتَنبِّي من قَصيدةٍ يَمدحُ بهَا أَبا الفَضْلِ بن العميد يَقولُ مِنْهَا: كَم غَرَّ صبرُكَ وَابتسَامك صَاحبًا ... لمَّا رآهُ في الحَشا مَا لا يَرى أَمر الفؤادُ جُفونَهُ ولسَانَهُ ... فَكَتَمنَهُ وكَفَى بحبِكَ مُخبِرَا قَد كُنت أَحذَرُ عَينهُم مِن قَبلهِ ... لَو كَانَ يَنفَعُ خَائنًا أَن يَحذَرا فبلحظِهَا نكرت قَناتِي رَاحتي ... ضعفًا وَأنكر خاتمًا لي الخنصرَا أَعطَى الزَّمانُ فأقبَلت عَطاءَهُ ... وَأرادَ لِي فأرَدتُ أَلا تُخيرا لَو كُنتُ أفعَلُ مَا اشتهَيتُ فعَالَهُ ... مَا شقّ كَوكَبُكَ العَجاج الأكدَرا يقولُ منهَا: وأَني أَبَا الفَضْلِ المُبرَّ أُليَّتِي ... لأُيَممَنَّ أَجَلَّ بحرٍ جَوهَرَا أَفنَى بزَورتهِ الأَنامَ وَجاشَ لي ... من أَن أَكونَ مقصرًا أو مقصرا بأبِي وَأُمِّي نَاطِق في لَفظِهِ. البَيت، وبَعدَهُ: يَتكسَّبُ القَصبُ الضَّعِيفُ بخَطِّهِ ... شَرفًا عَلى صُم الرِّماحِ ومَفخَرَا وَيبينُ فيما مسَّ منه بَنانهُ ... تيهُ الملوكِ فَلو مَشى لتبختَرَا يَا مَن إذا وَرَد البلادَ كتابَهُ ... قبلَ الجُيوش ثنى الجُيوشَ تحيُّرَا أَنت الوَحيدُ إِذَا رَكبتَ طَريقةً ... فمِنَ الرَّديفُ وقَد رَكبت غضنفَرَا قَطفَ الرجَالُ القولَ قبل نَباتهِ ... وقَطعت أنتَ القول لمَّا نَسوَّرا فَهُوَ المتبَّعُ بالمَسَامِعِ إِن مَضَى ... وَهُو المضاعفُ حُسنُهُ إِن كُررَا وَإِذا سَكتَّ فإنَّ أبلغ خَاطب ... قلَم لك اتَّحد الأصابعَ مِنبَرا وَرسائل قطعَ العَداة سحاءَها ... فرأَوا قَنًا وأَسنَّةً وَسنوَّرا مَن مُبلغُ الأَعرابِ أَنِّي بَعدَهَا ... جَالستُ رُسطالَيسَ والإسكندَرَا ومَللتُ نحو عشارهَا فاضافَنِي ... مَن ينحَر البَدرَ النُضارَ لمن قَرَى وسَمعتُ بطليمُوسَ دَارِسَ كتبهِ ... مُتملّكًا مُتبدّيًا مُتَحضِّرَا وَلَقِيتُ كل الفاضِلين كأنّما ... ردَّ الزَمانُ نفوسَهُم والأعصُرا
ابن المُعتز باللَّهِ: 5849 - بأبِي هَل مَلأتَ عَينًا بشَيءٍ ... هُوَ أَسلاكَ يَا خَليلِي بَعدِي بعدَهُ: طَعمُ كأسيَ مرٌّ إذا لم تَزُرني ... وَهو حُلوٌ إِذَا رأيتكَ عندِي العُنقُليُّ: [من البسيط] 5850 - بَاتَتْ تُشجّعُني عِرسي وَقَد عَلمتْ ... أَنَّ الشَجاعةَ مقرونٌ بِها العَطَبُ بَعدهُ: لا والذي حجّت الأنصَارُ كَعبَته ... مَا يَشتهي الموت عندي من لَهُ أَدَبُ للحَرب قَومٌ أضَلَّ اللَّه سَعيهُم ... إِذَا دَعتهم إلى جوبائِها وَثَبُوا ولَستُ منهم ولا أَرضَى فعَالهُم ... لا القتل يعجبني منها ولا السلبُ هو محمَّدُ بن حَمزَةَ الكُوفيّ مَولى الأنصارْ. ابْنُ مُقبلٍ: 5851 - بَاتَتْ حَوَاطِبُ لَيلَى يَلتَمِسنَ لهَا ... جَزلَ الجُذَى غَير خوَّارٍ ولا دَعَرِ الخَوَّارُ: الضَعيفُ، والدَّعِرُ: الكثير الثُقَبِ. يُقالُ عود دَعِر، وَجُذى: جَمعُ جذوةٍ، ويُجمعُ أَيْضًا جُذًا، وهي القطعَةُ، وَاصل ذلك في الخشب مَا كَان منه فيه نار. قال اللَّه تعالى: {أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ}. المَعَرِّيُّ: 5852 - بَاتَتْ عُرَى النَّومِ عن عَيني مُحَلَّلةً ... وبَاتَ كُوري عَلى الوجناءِ مَشدُودَا ¬
بعدَهُ: كَأَن جَفْنِيَ سَقْطا طائرٍ فَزعٍ ... إِذَا أَرادَ وُقوعًا رِيعَ أَو ذيدَا تناعَسَ البَرقُ أي لا أستطيع سُرًى ... فنام صحبي وأمسي يَقطع البيدَا إبراهيمُ الغَزِّيُّ: 5853 - بأَحمَدَ عُدتُ أَحمَدُ صَرفَ دَهرِي ... فَلا بَرحَ اسمُهُ المَيمونُ فَالي يُروى للجُنيد رَحمه اللَّه: 5854 - بَاحَ مَجنُونُ عَامرٍ بهَواهُ ... وَكتَمتُ الهَوى فَمُتُّ بوَجدِي بعدَهُ: فإِذا كَان في القيامَةِ نُودِي ... منَ قَتِيلُ الهَوَى تقدّمتُ وَحدِي نودي بتسكين الياءِ، وإِن كان جائزًا لِضرورة الوزن، إِنَّما يُوجَدُ في الضَعيفِ من أشعارِ المحدثينَ. الحَمدُونيُّ: 5855 - بإِخوانِكَ الأَدْنَينَ لا بل بكُلِّهم ... يكون الَّذي تَشكُوهُ مِن أَلَم الوجدِ بعدَهُ: بكلِّ امريءٍ منهُم على قَدر طَوقه ... وَإِن عَجزوا عَنهُ تحمَّلتُه وحدي ومثله قول البُحتُرِيُّ (¬1): بِنا مَعشَر العَافينَ ما بك من أذى ... فإِنْ أَشْفَقُوا ممَّا أقولُ فبي وحدي وهُو مَكتوب ببَاب: (نَبا) مَع إخوانِه. ¬
الرّضي المُوسَوي يَهجُو: 5856 - بِأَخلاقٍ كَمَا دَجَت اللَّيالِي ... وأَحسَابِ كَما نَغِلَ الأَديمُ 5857 - بأخلاقٍ كَمَا صَفَتِ الحُميَّا ... وَأَعراضٍ كَمَا طَابَ النَّسيمُ أَبُو العَتاهِيَةِ: 5858 - بَادِر إِذَا اللَّذاتُ يومًا ... أَمكَنَتْ بحُلُولهنَّ بَوادِرَ الآفاتِ بعدَهُ: كَم من مؤخّر لذّةٍ قَد أَمكنَت ... لغَدٍ وَليسَ غَدٌ لَهُ بمواتِي حتّى إِذَا فاتَتْ وفاتَ طِلابُها ... ذهَبتْ عَليهَا نَفسه حسَراتِ تأتي المكَارِهُ حينَ تَأتي جُملةً ... وتَرى السُرورَ يجيُّ في الفلتاتِ 5859 - بادِر إِلى العَيشِ فالأيَّامُ رَاقدَةٌ ... وَلَا تَكُن لصُروفِ الدَّهرِ تنتَظرُ الأَحنفُ العكبريُّ: 5860 - بَادِر إِلى كُلِّ مَعروفٍ هَممتَ بِهِ ... فَليسَ في كُلِّ وَقتٍ يُمكِن الكَرمُ بعدَهُ: كم مَانعٍ نفسَهُ إمضاءَ مَكرُم ... عند التَّمكُّنِ منها عَاقَهُ العَدَمُ ليسَ الندامةُ إِمضاءً لمكرُمةٍ ... بل التخلُّفُ عن إمضالِها النَدَمُ محمَّد بن أبي بكر وزير خراسان: 5861 - بَادِر بإِحسانِكَ اللَّيَالِي ... فَليسَ مِن غَدرهَا أَمانُ ¬
بعدَهُ: بَادِر فإِنَّ الزَّمانَ غرٌّ ... من قَبلِ أن يَفْطُنَ الزَّمَانُ البُحتُرِيُّ: 5862 - بَادِرْ بعُرفكَ إِمَّا كنتَ مُقتَدِرًا ... فلَيس في كُلِّ وقتٍ أَنتَ مُقتَدِرُ قِيلَ امتَدَحَ أحمَدُ بن أَبِي طَاهرٍ المعرُوفِ بطيفور البَغدَادِيُّ المنشأ المروروزيّ الأصل الحَسنَى بنَ مَخلدٍ وَزيرَ المُعتمدِ فأَمَر لَه بمائةِ دينارٍ وقَال لَهُ: القَ رَجاءًا لخادمَ فخذهَا مِنهُ، فلقي أَحمَدُ رَجَاءً فَقالَ لَهُ لِم يأمرني بشيءٍ فَكَتبَ إِلى الحَسَنِ (¬1): أَمَّا رَجَاءٌ فأَرجَى مَا أَمرت بهِ ... فكيفَ إِن كُنت لم تأمرهُ يأتَمِرُ؟ بَادِر بجودكَ إِما كُنت مُقتدِرًا. البَيتُ. فأمر بإضعَافِهَا لَهُ، وَهذَا البَيتُ يُروى للبُحتُرِيّ وَهُو هَاهنا تضمِينٌ. 5863 - بَادِر بِما تَهوَى فَمَا تَد ... رِي مَتى وَقتُ الرَّحِيلِ ابنُ الرُّوميّ: 5864 - بَادِرْ بمَعرُوفِكَ آفاتهِ ... فَبنيَةُ الدُّنيَا عَلَى القُلعَه بَعدَهُ: وَازرَعْ زرُوعًا تَرتضي رَيعَهَا ... يومًا فكُلٌّ حَاصدٌ زرعَه مُحمد بن أبي بكر وزير خراسان: 5865 - بَادِرْ فَإِنَّ الزَّمانَ غرٌّ ... من قَبلِ أَن يَفطُنَ الزَّمانُ ¬
الغَزِّيّ: 5866 - بَادر فَإِنَّ الوَقتَ سَيفٌ قَاطِعٌ ... والعُمرُ جَيشٌ والشَبابُ أَميرُ 5867 - بَادِر فقَد أَصبَحت في مُهلَةٍ ... بالعَمَلِ الصَّالحِ قَبلَ الأَجَلْ نَصر اللَّه بن عُنينٍ: 5868 - بِأرضٍ لا الكِلَابُ بَها كِلابٌ ... ولا النَّاسُ السَّراةُ هنَاكَ ناسُ 5869 - بأَسعَدِ طَالعٍ عَيَّدتَ يَا مَن ... بطَلعَتِهِ سَعَادَةُ كُلِّ عيدِ ابْنُ زَبَادةَ: 5870 - باضطرابِ الزَّمانِ يَرتَفعُ الأنـ ... ـذَالُ فيهِ حَتَّى يَعُمَّ البَلاءُ بعدَهُ: وَكَذَا الماءُ رَاكِدًا فإِذا حُرّ ... كَ ثارتْ من قَعرِهِ الأقداءُ أبو فِراس بن حَمدانَ: 5871 - بأَطرافِ المُثَقَّفَةِ العَوَالي ... تَفَرَّدنَا بأَوساطِ المَعَالِي بَشَّارُ: 5872 - بَاعِد أَخاكَ لِبُعده ... فَإِذا دَنَا شِبرًا فَزِده 5873 - باعَدتَ بالهِجرانِ غيرَ مُبَاعِدِ ... وَزَهدتَ في مَن لَيسَ فيكَ بزَاهِد بَعدَهُ: وَسقَيتني من مُرّ هجركَ مَا بهِ ... أَصبحت أَشرَقُ بالزلالِ البَاردِ ¬
لا تُفسِدن مَا قد تَأكّد بيننا ... من صَالحٍ خَطواتُ لحنٍ فاسِدِ حَاشاكَ من تضييع أَلفِ وَسِيلةٍ ... شَجا العدوُّ بهَا بذَنبٍ واحِدِ إِنْ أَجْنِهِ خطأ فقَد عاقبتني عمدًا ... بأعظم من عقَاب العَامِدِ جُد لي بمَا أَوْليتَنيهِ منَ الرّضَى ... بدءًا فلست لما كَرهتَ بعائد وَأَمط لثامَ السُّخط عن وَجهِ الرّضى ... كيما أَخرَّ إليه أوّلَ سَاجدِ أعشَى هَمدَانَ: 5874 - بَاقٍ عَلى الحَدَثانِ غَيرُ مُكَذَّبٍ ... لا كاسِفٌ بَالِي ولَا مُتأَسّفُ بعدَهُ: إِن نلتُ لم أفرح بشيءٍ نلتُهُ ... وَإِذا سُبِقت بهِ فلا أَتَلهّفُ هُوَ عَبد الرّحمنُ بن يزيدَ الهَمدانيُّ. دِيكُ الجِنّ: 5875 - بَاكَرتُها قَبلَ اسفَارِ الضُحَى بِيدي ... فَمَا تَبَلَّجَ حَتَّى نكّسَت رأسِي بعدَهُ: ظلّت مَطايا الملاهي وَهيَ واجِفَةٌ ... بنَا وظَلنا مَطايَا الوَرد والآسِ 5876 - بِالجَدِّ يَسعَى الفَتيَّ ... وإلا فَلَيسَ يُغني أَلب وَجَدُّ بعدَهُ: وَليسَ يُجدي عليك كَدُّ ... مَا دَامَ يُكدِي عَليكَ جَدُّ المُتنَبِّي: 5877 - بالجيشِ يَمتَنعُ السَادَاتُ كلُّهم ... وَالجَيشُ بابن أَبِي الهَيجاءِ يَمتنعُ ¬
الغَزِّيُ: 5878 - بالحِرصِ فوَّتَني دَهرِي فوائدُهُ ... فكلَّما ازدَدتُ حرصًا زادَ تَفويتَا 5879 - بالحَظِّ لا الخَطِّ في هَذَا زَمانِكُم ... يَعلُو بهِ المَرءُ فَوقَ السَّبعَة الشُهُبِ عُبيد بن أَيّوب: 5880 - بالرّفقِ مَارس ولايِنْ مَنْ تُخالطُهُ ... لظَنَّ وَغَالِظَن إذا لَم ينفَع اللِّينُ أَبو تَمَّامٍ: 5881 - بالشَامِ أَهلي وَبغدَاد الهَوَى ... وأَنا بالرَّقَّتين وَبالفُسطَاطِ إِخوانِي أَبياتُ أَبِي تَمَّامٍ: مَا اليَوم أَوَّلُ تَوديعٍ ولا الثاني ... اليَمنُ أكثر من شوقي وأحزانِي بالشامِ أهلي وبَغدادَ الهَوى، البيتُ، وبَعدَه: وَمَا أَظُنّ النَّوَى تَرضَى بمَا صنَعتْ ... حَتَّى تَطوّحَ بي أقصَى خُراسَان وَليسَ يَعرفُ طِيبَ الوَصلِ صَاحبُهُ ... حتّى يُصابَ بنأي أو بهجرانِ يقولُ منهَا في المَدحِ: إِساءَةَ الحَادِثاتِ استنبطي نَفَقًا ... فقَد أَظلَّكِ إحسَان ابْنُ حسانِ لَو أَنَّ إجماعنا في فَضلِ سُؤددهِ ... في الدّينِ لَم يختَلف في الأمة اثنانِ 5882 - بالشَرقِ مَنزِلُنا وَمنزلُهم ... غَرب وَأينَ الشَّرقُ وَالغَربُ قبلَهُ: اذكُر مَجالِسَ من بَني أسدٍ ... بعدِوُا وَحن إليهم القَلْبُ ¬
بالشَرق منزلنا وَمنزلهم. . . البيت، وبعدَهُ: من كُلِّ أَبيضَ جُل زينَتِهِ ... مسك أَحَمّ وَصَارِمٌ عَضبُ الخُزَيميُّ: 5883 - بالطَّالع السَّعد تَأويهَا وَتَسكُنُها ... كَما بهِ كنتَ تَبنيهَا وتُتقِنُهَا بعدَه انشادُ المُبرّدِ: دَارٌ إِذَا النَفس خَافَت فَهِي مَأمنُها ... أو السّماحَةُ قَلَّت فَهي مَعدنُها يبدي المَعالِيَ أَعلاهَا وأَسفَلُها ... وَاليُسرُ أيسَرُها واليُمنُ أَيمَنُها مُلِّيتُها أَنْتَ لكن مُلّيتكَ فتى ... لَيسَت تُزيّنهُ لَكِن يُزيّنُهَا محمّدُ بنُ شبلٍ: 5884 - بالَّذِي نَغتَذي نَموتُ ونَحيَى ... أَقتَلُ الداءِ للنُفُوسِ الدواءُ رُويم الصوفي رحمه اللَّه: 5885 - بِاللَّهِ أَبلغُ مَا أَسعَى لأُدرِكَهُ ... لأبي ولا بشَفِيعٍ لي إِلى النَّاسِ بعدَهُ: إِذَا يئستُ وَكَادَ اليأسُ يقتُلُنِي ... جَاءَ الغنَى عجبًا من جَانب اليَأسِ أَعُوذُ في كُلِّ أمرٍ جَلَّ مَطلَبهُ عندي ... إِلى كاشف الضَراءِ وَالبأسِ قال محمّد بن حُبيش: أنشدني أحمدُ بن سَهل عطاءٍ هذين البيتين، فأجَزتُهما بثالثٍ، فقُلتُ: أعوذُ في كُلّ أمرٍ جَلّ مطلبه. . . البَيتُ. فالبيتان الأوّلانِ لرويم، والثالث لمحمّد بن حُبيشٍ. البُحتُرِيُّ: 5886 - بِاللَّهِ أُولي يمينًا برّةً قَسَمًا ... مَا كَانَ مَا زَعَمَ الوَاشِي كَمَا زَعَما ¬
الغَزِّيُ: 5887 - بِاللَّهِ ثِق لا بالدِّلاص فَإِنَّمَا ... تَحمي الدّلَاصُ مِنَ المَنيَّهِ مَن حَمَى ومن بابِ باللَّهِ، قَولُ الآخَر (¬1): باللَّهِ ربّكُما عُوجَا عَلَى سَكَنِي ... وَعَاتبَاهُ لَعَلَّ العتبَ يعطفُهُ وَإِن بَدَا لَكُمَا من سَيّدِي ... غضَبٌ فَغَالِطاهُ وَقُولَا لَيسَ نَعرفُهُ 5888 - بالوَعدِ عندَ السَّلَامِ جَادَلَنا ... وَعندَ بَذْلِ النَّوالِ جَادَ لَنا 5889 - باليُمنِ وَالطَّالِعِ السَّعِيدِ ... قَدمتَ يَا عَاليَ الجُدُودِ بعده وهو تَهنئةٌ بقُدومٍ: فاسعَد بهَذَا الإِيابِ وَابشِر ... بالمُلكِ والنَّصرِ والخُلُودِ وابْقَ مدَى الدَهرِ في نَعيمٍ ... مَا طلعَت غُرَّةٌ لِعِيدِ ابْنُ خَازمٍ: 5890 - بَانَ عَنِ الأَشكالِ في حُسنهِ ... فَلَم تقَع عين عَلَى شبهِهِ خِراشُ بنُ زُهَيرٍ: 5891 - بِأَنَّا عَلَى سَرّائِنا غيرُ جُمَّلٍ ... وَإِنَّا عَلَى ضرّائِنَا من أُولي الصَّبْرِ دِيكُ الجنِّ: 5892 - بَانُوا فأَضحَى جَسَدِي بَعدَهُم ... لا تُبصِرُ العَينُ لَهُ فَيَّا ¬
بعدَهُ: بِأَيِّ وَجهٍ أتلقَّاهُم ... إِذَا رأواني بعدهم حَيَّا وَاخجلَتا مِنهُمْ مُن قَولِهم ... مَا ضرَّكَ الفَقدُ لَنا شيَّا 5893 - بَانُوا فَبانت أسَفًا بَعدَهُم ... وَإِنَّما النَّاسُ نُفُوسُ الدّيَار 5894 - بَانُوا وَلَم يقضِ زَيدٌ مِنهُمُ وَطرًا ... وَلَا انقَضَتْ حَاجَةٌ في نَفس يَعقُوبِ 5895 - بأَوجُهٍ جَهمةٍ إِذَا سُلخَتْ ... تُعمَلُ مِنْهَا التّراسُ وَالحَجفُ بعدَهُ: كيفَ تكونونَ في مَماتِكُم ... وأَنتُم في حَياتِكُم جيَفُ ابْنُ شَرَف: 5896 - بأَوضَح فِي الكَريهَةِ مِن صَبَاحٍ ... وَأَمضَى في الضَّريبَةِ من حُسَامِ قَولُ أَبِي الفَضْلِ جَعفر بن شَرَفٍ من شعراءِ الأَندَلُسِ وَشَرفٌ أُمُّه مَنسُوبٌ إِلى أُمِّهِ، يُهَنِّئ بقُدومٍ: قُدمتَ لنصفِ شهر الصَّوم بُرءًا ... لما نشَكو لبُعدِكَ من سَقَام فلمَّا أن طلَعتَ لنا هِلَالًا ... حَسبنَا الفطر في نصفِ الصِّيَامِ وَصرتَ البَدر لاحَ فما عَجيبًا ... لنِصفِ الشهر من بَدرٍ تمَام ينمُّ بذكرِه رَوضُ الخزَامَى ... وَيشجَع باسمه وُرقُ الحَمام بأوضَح في الكَريهَة مِن صَبَاحٍ. البيتُ. النابِغَةُ الجَعديُّ: 5897 - بالأَرضِ أَستَاهُهُم وآنفُهُم ... عِندَ الكَوَاكِبِ عُجبًا يَا لَهُ عَجَبَا ¬
الحَصكَفِي: 5898 - بِالأَمسِ كَانَ القَيضُ ... يُلهبُ وَقدُهُ واليَومَ قُرُّ 5899 - بأَيِّ الخُلَّتيَنِ عَليكَ أُثنِي ... فَإِنِّي عِندَ مُنصَرَفِي مَسولُ قَصَدَ بَعضُ الشُعراءِ مَعنَ بنَ زَائدَةَ فوعَدهُ واشتَغلَ عَنه فَنفدَت نَفقَتُه وَضاقَ بذَلك صَدرُهُ وَعَزَم عَلَى الانصرافِ عَن بابهِ بالحرمَانِ فَكَتَبَ إليهِ: بِأَيِّ الخلّتين عَلَيكَ أثنى، البَيتُ، وبَعدَهُ: أَيَا لحسنَى وَليسَ لهَا ضِيَاءُ ... عَليَّ فمن يُصدّقُ مَا أقُولُ أَم الأُخرَى وَلستَ لها بأَهلٍ ... وَأنت لكُل مَكرُمةٍ فَعُولُ قَالَ: فلمَّا وقَفَ معن عَليها اعتَذَرَ إليهِ وَأمرَ لَهُ بعَشرة آلافِ درهمٍ فقَبضَهَا وَانصَرفَ. المُتَنَبِيّ: 5900 - بأَيِّ بلادٍ لَم أَجُرَّ ذَوائِبي ... وأَيَّ مَكانٍ لَم تَطأهُ رَكائِبِي الرضي الموسَويُّ: 5901 - بأَيِّ جَنانٍ فَارغٍ أَطلُبُ العُلَى ... وأُطمِعُ سَيفي أن يُبيد الأَعَادِيَا بَعدَهُ: إذِا كُنتُ أُعطِي النفس في الحُبِّ حُكمَهَا ... وأُودِعُ قَلبي والفؤادَ الغَوانِيا جَرِيرٌ: 5902 - بِأَيِّ سِنَانٍ تَطعنُ القَومَ بَعدَمَا ... نَزَعتَ سنَانًا من قَناتِكَ ماضِيَا ¬
بعدَهُ: بأَيّ نجادٍ تحمل السَّيفَ بَعدَما ... قَطعتَ القوى من مَحْمَلٍ كان بَاقيَا وقَد كُنتُ نَارًا يَسطليهَا عَدُوُّكُم ... وَحرزًا لما ألجأتم من وَرائِيا وَبَاسِط خَيرٍ فيكُم بِيَمينِهِ ... وَقابضَ شرٍّ عنكُمُ بِشمَالِيَا 5903 - بِأَيِّ فُؤادٍ أُحسُّ الهُمُومَ ... وَفِي أَيِّ جَفنٍ أَلذُّ الرُقَادَا بعدَهُ: ومَا تركَ الدَّمعُ لي مُقلةً ... ولَا خَلّفَ البَينُ عندي فؤادَا هَذَان البيتَانِ في رِسَالَة الوَزيرِ المَغربيّ إِلى أبي العَلاءِ المَعَرِّيِّ وأَخيهِ. عَمرُو بن كُلثومٍ: 5904 - بِأَيِّ مَشِيَّةٍ عَمرُو بن هِندٍ ... تُطِيعُ بنَا الوُشَاةَ وَتزدَرِينَا جَرِير: 5905 - بِأَيِّ نجادٍ تَحملُ السَّيفَ بَعدَمَا ... قَطعتَ القُوَى من محملٍ كَان بَاقِيَا دِيكُ الجنّ: 5906 - بِأَيِّ وَجدٍ أَتلقَّاهُم ... إِذَا رَأَونِي بَعدَهُم حَيَّا أَبُو تَمامٍ: 5907 - بأَيّ وَخدِ قلَاصٍ وَاجتيَابِ فَلًا ... إدرَاكُ رزقٍ إِذَا مَا كان في الهَرَبِ 5908 - بِتُّ أَبكِي وَبَاتَ يَضحَكُ منّي ... جَاهِلٌ بالهَوى خَليُّ الفُؤَادِ 5909 - بِتنَا بأَنعَم لَيلَةٍ وَأَلذِّهَا ... لو لَم تُنغَّص بالفِراقِ منَ الغَدِ ¬
الرّضِي الموسَوِيّ: 5910 - بِتنَا ضَجيعَين في ثوبَي هوًى وَتُقًى ... يلُفُّنا الشّوقُ مِن فَرعٍ إِلَى قَدَمِ المَذجِحيُّ: 5911 - بُثَّ الصَّنَائعَ لَا تَحفل بموقعهَا ... في آملٍ شَكَرَ المَعروفَ أَو كَفَرا بَشَّارٌ: 5912 - بُثَّ النَّوالَ وَلَا تمنَعكَ قلَّتُهُ ... فَكُلُّ مَا سَدَّ فَقْرًا فهوَ مَحمُودُ في المَثَل: "بَرضٌ من عُدٍّ" البَرضُ: القَلِيلُ والعُدُّ الماءُ لَهُ مَادَّةٌ، أَي قَليلٌ من كَثيرٍ، وقَد مضى بَقية الأبياتِ ببَابِ: (إن الكريم ليُخفي عَنك عُسرتَهُ. . .) البَيت. جَمِيلُ بُثينَة: 5913 - بُثَيْنُ صِلِي حَبلِي وَلَا تَقطَعينَهُ ... فَمثلك مَوجُودٌ وَلَن تَجدي مثلِي جَميلٌ أَيْضًا: 5914 - بُثينَةُ قَالت يَا جَميلُ أَربتَنا ... فقُلتُ كلانَا يَا بُثَينُ مُرِيبُ لَهُ أَيْضًا: 5915 - بُثينَةُ من بَين النِّساءِ وإِنَّما ... النِساءُ لدانٍ مَا النساءُ لغائِبِ بعدَهُ: تَراهُنّ مثل الظلّ بَينا تَخالُهُ ... علَى جَانبٍ حَتَّى استَمالَ لجانبِ ¬
أَبانُ بنُ عَبدَةَ: 5916 - بجَيشٍ تَضلُّ البُلقُ في حَجَراتهِ ... بِيَثِرِبَ أُخراهُ وَبالشَام قَادِمُه بعدَهُ: إِذَا نَحنُ سِرنَا بينَ شرق ومَغربٍ ... تحرّكَ يقظانُ التُرابِ ونائِمُه قَالت لَيلى لابنها: أَرأيتَ قَولَ أَبيكَ: بجَيشٍ. . . البَيت. كَم كُنتمُ؟ فقَال: حَضَرتُها، وكُنتُ أنا وأَبِي، ومَعَنا أتَانٌ. هَذَا وأَمثاله من كَذب الشعَراءِ وَقد حَضَرنَا في الكَذِب حكَايةٌ، قالَ: رَجلٌ لرؤبة إِن حدّثتني بحدَيث فلم أصدّقكَ عليه فلكَ عندي جَاريَةٌ فَقالَ له رؤبةُ: أبقَ لِي غلَامٌ فاشترَيتُ بَطيخة فلما قَطعتُهَا وَجَدتهُ فيهَا قال الرجلُ قَد عَلمتُ ذَلكَ فَقال دَبر لِي فَرسٌ فَعالجته بقشورِ الرمّان نبتَ على ظهرهِ شَجَرهُ رمّانٍ شُمِرُ كُلّ سنَةٍ أَلف رطلٍ رُمَّانًا قال صَدَقتَ فقال رؤبةُ لمَّا مَاتَ أبُوكَ كَانَ لِي علَيهِ ألفُ دِينار فَقال كذبتَ يَا بنَ الفَاعلَةِ قَال فغَلَبهُ رُؤبةُ وَأخذَ منهُ جَاريةً وَانصَرَفَ. زَيدُ الخَيلِ: 5917 - بجَيشٍ تَضلُّ البُلقُ في حَجَراتِهِ ... تَرَى الأُكم فيه سُجّدًا للحَوافرِ بعدَهُ: وَجَمْعٍ كمثلِ اللَّيلِ مُرتَجس الوَغَا ... كثيرٌ تَواليهِ سَريعُ البَوَادِرِ الخَوارزميُّ: 5918 - بجَيشٍ عندَهُ لِلأُكِم ثَأرٌ ... وَجسمُ الشمس في يَدهِ ضَئِيلُ بعدَهُ: إِذَا الأرضُ اشتَكَتهُ إِلى سَماءٍ ... أَجابَتهُ السّماءُ كَذَا أَقولُ ¬
فَكاهِلُ هذه منهُ ثَقيلٌ ... ونَاظِرُ هَذهِ منهُ كَحيلُ سَابق البَربَريُّ: 5919 - بَحرٌ منَ المَكرُوهِ عَبَّ عُبَابُهُ ... وَلقَد بَدَا وَشلًا منَ الأَوشَالِ ابْنُ الرُّومِيّ: 5920 - بِحُرمةِ مَا قَد كَانَ بَيني ... وبَينَكمُ مِنَ الوُدّ إِلَّا عُدتُم بجَمِيلِ بعدَهُ: وَإِنِّي ليُرضيني قَليلُ نَوالكُم ... وَإِنْ كُنتُ لا أَرضَى لَكُمْ بقَليلِ وَمِن بَابِ (ب حَ س)، قَول طَرَفَة يَصِفُ صَرامةَ اللِّسانِ وَفَصلَ الخطَابِ (¬1): ويَصدُّ عنكَ مَخيلَةَ الرَجل ... القَريضِ موضحةً عن العَلَمِ بحُسَام سَيفكَ أَو لسَانكَ والكَلمُ ... الرّغيبُ كأَرغَب الكَلم ومَن ذلك قَول إسحاقَ خَلفٍ، وقَد سألَ الخَصِيبَ بنَ سَلمٍ حَاجَةً فلمَّا مَضت أَيامٌ قالَ لَهُ الخصِيبُ أَلَا تَذكرنِي فَقَال: بحَسبي أن تَرى عَيناك عيني ... وَإِنَّكَ قَد أحَطتَ بمَا أُريدُ وإِنِّي بالسَّلامِ عَلَيكَ غَادٍ ... وَفِي التَسليم إِلحاحٌ شَديدُ وَمن ذلك قَولُ الآخر: بحُسنِ التوصّل لَا باللَّجا ... ج يَنالُ الفَتَى كُلَّما يَطلُبُ أبو تمامٍ: 5921 - بحَسبِكَ مَن نَيلِ المَناقِبِ أَن ترى ... عَلِيمًا بأَن ليسَتْ تُنالُ مَناقبُه ¬
ابْنُ الرُّوميّ: [من الطويل] 5922 - بحَقّكَ أَمطَرتَ الورَى وبَحقّهِم ... لأنَّهُمُ أَرضٌ وَأَنتَ سَمَاءُ الحَاجري الأربليُّ: 5923 - بحقّكَ يا نَسِيمَ الصبحِ بَلّغ ... إِلَى سُعدَى بكَاظمَةٍ سَلَامِي الرضيُّ الموسَوِيُّ: 5924 - بِحَيثُ الفَتَى لَمَّا يُجبْ دَعوةَ الفَتَى ... ولَا يَعطِفُ الأخُ الكَرِيمُ على الأخِ قبلَهُ: أَقُولُ لَها حَيثُ انتَهى مَسقَطُ النَّقَى ... نَجوتِ بحَمدِ اللَّهِ من رَمل مُرْبِخِ نَجوتِ عَلى مَا فِيكِ من وَنيةِ السُّرَى ... وَطيِّ المَوامِي بَرْبَخًا بعد بَرْبَخِ بحيثُ الفَتَى لمّا يُحب دَعوةَ الفَتَى. . . البَيتُ. وَلم يَبقَ إِلَّا بَرزخٌ فاقذفي بِهِ ... وراءَكِ إِنَّ الدارَ من بَعدِ بَرزَخِ البَرزَخُ: الحَاجزُ بين الشيئين، ومُربخُ: اسمُ مَوضعٍ. لَهُ أَيْضًا: 5925 - بحَيثُ يَلقى غَريمُ الدَّينِ مَاطلَهُ ... منَّا ويَجتَمِعُ المَشكوُّ وَالشَّاكي أَبُو العَتاهيَة: 5926 - بَخِلَ الأَمِيرُ بإِذنِه ... فجَلَستُ فِي بَيتي أَميرَا بَعدَهُ: وتَرَكتُ إِمرتَهُ لَهُ ... وَاللَّهُ مَحمُودُ كَثيرَا ¬
ابْنُ شمسِ الخلافَة: 5927 - بَخِلتُ عَلَى اللَّئِيم بماءِ وَجهِي ... فَها أَنَا لَا أَرَاهُ وَلَا يَرَانِي بَعض بني كِلابٍ: 5928 - بُخَلاءُ في أَعراضِنَا وَحَرِيمنَا ... سُمَحاءُ في أَموالِنَا وَالأَنفُسِ بعدَهُ: جُبَناءُ عن ذمّ المُرجّي فَضلنَا ... شجَعاءُ عَن ضَرس الحُرُوبِ الضُرَّسِ حُلماءُ عَن ذَنب الضَعيفِ تكرُّمًا ... جُهلاءُ في ذَنبِ الألدّ الأَشوسِ المعَرِّيُّ: 5929 - بخِيفَة اللَّهِ تَعَبَّدْتَنَا ... وَأَنتَ عَينُ الظَّالِمِ الَّلاهِي بعدَهُ: تَأمُرنا بالزُهدِ في هذه ... الدُّنيا وَمَا هَمُّدَ إِلَّا هِي العِمادُ بنُ الشَرَف: 5930 - بَخيل لَو أَنَّ الشَّمسَ دَارَتْ بحُكمِهِ ... لَما كَانَ خَلَّاهَا تَدُورُ عَلَى شَخصِ بعدَهُ: وَعلَّة هذا البخلِ من أجَل أَنَّهُ ... يَرى قُرصةَ الشمس المُنيرَةِ كالقُرصِ وقال آخر (¬1): بَخيلٌ يرى فِي الفَقر عَارًا وإِنَّمـ ... ـا عَلَى المرءِ عَارٌ أَن يَضنَّ وَيبخَلَا 5931 - بَدَا البَرقُ من نَحو الحجازِ فَشَاقَني ... وكلُّ حِجَازِيٍّ لَهُ البَرقُ شَائقُ ¬
ابْنُ المُعتَزِّ: 5932 - بَدَأْتُكَ بالكِتابِ وَأَنتَ لَاهٍ ... وحُزتُ عَليك فَضلَ الابتداءِ قَالَ عَبدُ اللَّهِ بنُ المُعتَزّ باللَّهِ انقَطعت مُكَاتَبة القَاسِم بنُ أَحمَد الكَاتبِ عَنِّي مُدةً طوِيلةً فَكَتبتُ إليهِ: بَدأتُكَ بالكِتابِ، البَيتُ، وبَعدَهُ: فَصِرتُ الآن أفضل منكَ ودًّا ... وكُنَّا قَبلَ ذَاكَ عَلَى سواء فأجابَنِي بِكتَابٍ فيهِ (¬1): بدأتَ بفضلٍ لم تَزل ربَّ مثلِهِ ... فَيا مؤثر الحسنى عَلَى القُربِ وَالنأي وَمَا أَنَا في حبيكَ إِلا مَبرِّدٌ ... وعَقدي فيهِ بالديَانَةِ وَالرَّأَي وقالَ: محمَّدُ بن دَاوُدَ الأصفَهانِي (¬2): بَدَأتَ بنُعمَى أَوجبت لِي حُرمةً ... عَليكَ فَعُد بالفَضلِ والعَودُ أَحمدُ عُمَارَةُ بنُ عَقيلٍ: 5933 - بَدَأتُم فَأَحسنتُم فَأَثنيتُ جاهِدًا ... وإِن عُدتُمُ أثنيتُ وَالعَودُ أَحمَدُ بعدَهُ: بني دارمٍ إن يَفْنَ عُمرِي فقَد مَضَى ... حِبائي لكم منّي ثناءٌ مُخلَّدُ بدأتُم فأحسَنتُم فأثنيتُ جَاهدًا. . . البَيتُ. إبراهيمُ الصُوليُّ: 5934 - بَدَا حِينَ أَثنى بإِخوانِـ ... ـهِ فَفَلَّلَ عَنهُم شَبَاةَ العَدَم ¬
بعدَهُ: وعلّمَهُ الحزمَ صَرفُ الزَّمانِ ... فَبَادَرَ بالعُرفِ قَبلَ النَّدَمِ وَذَكَّرَهُ الحَزمُ غِبَّ الأمُورِ ... فَبَادَرَ قَبلَ انتقالِ النِّعَمِ يَزيد بن الحَكَم الثَقَفِيُّ: 5935 - بَدَا منكَ غشٌ ظالم قَد كَتَمتَهُ ... كما كَتَمت داءَ ابنهَا أُمُّ مُدَّوي مَنصُورٌ الفَقيهُ: 5936 - بَدَت دَهياءُ تُنذرُ بالخُطوب ... نُلاحِظُهَا بأَبصَارِ القُلوبِ بعدَهُ: وقَد دَلَّ المجيء على ذَهابٍ كَمَـ ... ـا دَلَّ الطُلُوعُ عَلَى الغُرُوبِ وَلكنَّ العُقولَ مُحجَّباتٌ وَشَـ ... ـرُّ حجَابِهَا كَسب الذُنُوبِ ابْنُ الرُّومِيُّ: 5937 - بَدرُ تمٍّ وشَمسُ دَجنٍ منَ الأَمـ ... ـلَاكِ جَاءَا بكَوكَبٍ مَسعُودِ ابْنُ الرُّومِيُّ: 5938 - بَدرٌ وَشمسٌ وَلَدا كَوكَبَا ... أقسَمتُ باللَّهِ لَقَد أَنجَبَا بعدَهُ: ثلاثَةٌ تُشرِقُ أنوارُها ... لا بُدّلَت من مَشرقٍ مَغربَا صُرَّدُرّ: 5939 - بِدَم المُحِبِّ يُبَاعُ وَصلُهُمُ ... فَمَن الَّذي يَبتَاعُ بالسِّعرِ ¬
أبياتُ الرئيسِ أَبِي مَنصورٍ عليُّ بن حُسَين بن عَليّ بن الفَضْلِ الكَاتِبِ المَعروفِ بُصرَّدُرّ. أَوّلُهَا: وإحدَى الكَواعِبِ من بني نَصرِ ... شَهِدَ الظالم لَها عَلى البَدرِ بَسَمت وقَد بَرزت قَلائِدُها ... فرأيتُ مَا فِي البَحر في الثغرِ وَما العجائِبِ أَن تُصادِفَ في العَذ ... بِ الزَلالِ لآلِئ البَحرِ بِيضٌ وسُمرٌ في قبابهم ... مَمنُوعَةُ بالبِيضِ والسُمرِ بدَم المُحبِّ يُباعُ وَصلهم. البَيتُ. 5940 - بدَوام سَعدِكَ يَحكُمُ الدَّهرُ ... وبيُمنِ جَدِّكَ ينزلُ النَّصرُ بعدَهُ: وَبحُسنِ نِيَّتِكَ الشريفةِ ... لا بؤسٌ يُلمُّ بِنا ولَا ذعرُ ولَطيفُ فكركَ جَحفَلٌ لَجِبٌ ... وصَحيحُ عَزمِكَ عسكَرٌ مجرُ ابن الحجاج في بني حَمدان: 5941 - بدورُ تمٍّ مُنيراتٌ إِذَا جَلَسُوا ... وأُسدُ غابٍ هَصورَاتٌ إِذَا نَفرُوا ابْنُ حَيُّوسٍ: 5942 - بِدَولتكَ ازدادَ الزَّمانُ نَضَارةً ... فلَا برحَت سترًا عَلَى الدَّهرِ مُسبَلا بعدَهُ: فآمنتَ مُرتاعًا وروَّعتَ آمِنًا ... وأَنصَفتَ مَظلومًا وَأغنيت مُرملا أشجع السُلمِيُّ في جعفر بن يحيى بن خالد: 5943 - بديهَتُهُ مِثلُ تفكيرِهِ ... مَتى جِئْتَهَ فهو مُسْتَجِمعُ ¬
عَنانُ جاريةُ النّاطفيّ: 5944 - بَديهَتُهُ وَفِكرَتُهُ سَوَاءٌ ... إِذَا مَا نَابَهُ الخَطبُ الكَبيرُ بعدَهُ: وَأحزمُ مَا يَكون الدَّهرَ رأيًا ... إِذَا عَمِي المُشاورُ وَالمُشِيرُ وَصَدر فيهِ للهمِّ اتّساعٌ ... إِذَا ضَاقَتْ مِنَ الهَمِّ الصُدُورُ هَذَا الشعرُ يروى لعنان جَارية النّاطفيّ في الفَضل بن يحيى بن خالدٍ، ويُروَى لسَلم الخاسِر في يحيَى بن خالد، ويُروى لأبي نواسٍ فيهِ، ويُروَى لأشجع السُلميّ في جَعفَر بن يحيى بن خالدٍ. المُتَنَبِّي: 5945 - بِذَا قَضَتِ الأيَّامُ مَا بينَ أَهلِهَا ... مَصَائِبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فوائِدُ قَولُ المُتنَبِي، بذا قَضت الأَيَّامُ ما بين أَهلِها، البَيتُ، فَهُو من قَصيدة يمدَحُ بهَا سَيفَ الدَولة ابن حَمدَانَ أوّلها: عَواذلُ ذاتِ الخَالِ فيَّ حَواسِدُ ... وإِنَّ ضجيعَ الخَد منِّي لمَاجِدُ يَرُدُّ يدًا عَن ثوبهَا وهو قادِرٌ ... ويَعصَى الهوى في طَيفها وهو رَاقدُ مَتَى تستقي من لاعجِ الشَّوق في الحشا ... محبٌ لها في قُربه مُتباعِدُ إِذَا كُنتَ تخشى العار في كل خلوة ... فلم تصباك الحسَان الخرائِدُ ألح عَليّ السُقمِ حَتَّى ألِفْتهُ وَ ... ملَّ طبيبي جانبي وَالعوائدُ أهمَّ بشيءٍ والليالي كأنَّها ... تُطاردُني عن كَونهِ وَأُطاردُ وَحيدٌ عن الخلَّان في كلّ بلدةٍ ... إذا عظُم المطلُوب قلّ المسَاعدُ خليليّ إنِّي لا أرَى غيرَ شاعرٍ ... فلم منهم الدّعوى ومنّي القصائد فلا تعجبَا إِنّ السُيوفَ كَثيرةٌ ... لا ولكنّ سَيفَ الدولة اليوم وَاحدُ ¬
وَلمَّا رأيتُ الناسَ دُون مَحلِّهِ ... تيقنت أن الدهرَ للناس ناقدُ أحقّهم بالسَيفِ مَن ضرَب الطُلَى ... بَالأمر من مَاتت عليه الشدائد بذا انقضت الأيامُ مَا بينَ أَهلِها، البَيتُ، وبَعدَهُ: وَكل بَري طرق الشجاعةَ والندى ... ولكن طبعَ النفس للنفس قائدُ أحبُّك يا شمس البلادِ وَبدرَهُ ... وإِن لامَني ميلا لسُها والفراقد وذاك لأنّ الفضل عندك باهي ... وليس لأنَّ العدو عندك بارد فإن قليل المُحب بالعقلِ صَالِحٌ ... وَإِنَّ كثير الحُبِّ بالجهلِ فاسدُ مُسلِم بنُ الوَليد: 5946 - بذِكرَاكَ مَاتَ اليَأَسُ من خَطرة المُنَى ... وإِن كنتُ لَم أَذكركَ إِلَّا علَى ذكرِ ابْنُ الرُّوميّ: 5947 - بَذَل الوَعدَ لِلأَخِلَّاءِ سَمحًا ... وأَبَى بَعدَ ذَاكَ بَذلَ العَطَاءِ 5948 - بَذَلتُ لكَ الودَّ الَّذِي قَد عَرفتَهُ ... علَى رَغمِ عُذَّالِي عَليكَ ولُوَّمِي 5949 - بَذَلتُ لَكُم نفسِي وَحَولِي وَحيلَتي ... وَنُصحيَ وَمَا حَازَتْ يَدَايَ منَ الوَفرِ بعدَهُ: فلمّا تَناهَى الأمر بِي وَعَدُوُّكُم ... إِلى مُهجَتِي وَلَّيتُ أعداءكم ظَهرِي وطرتُ وَلم أَحفل مَلَامَة عَاجِزٍ ... يقيمُ لأطرافِ الرُدَينيَّةِ السُمرِ فَلَو كَانَ لي رأسَانِ أَهملتُ وَاحدًا ... لطَعن رُدينيٍّ وَأَبيضَ ذي أَثرِ المأمونيُّ: 5950 - بذَلتُ لَهُم رَوحي فَمَا قَنعُوا بِهَا ... أَمَّا عَلمُوا أني بذَلتُ لهَم جُهدِي ¬
الحُصَينُ بن الحُمام المُرّي: 5951 - بِذَلكَ أوصَانَا ابْنُ عَوفٍ فَلَم نَزَل عَلَى ... تِلكَ نَمضِي لَا نضجُّ من الدَهرِ 5952 - بِذِلَّةِ وَالدَيكَ كَسَبتَ عزًّا ... وَباللّؤمِ اجترَأَتَ عَلَى الجَوابِ المُتَنَبّي: 5953 - بذِي الغَبَاوة عَن إِنشادِه ضَررٌ ... كَمَا تَضُرُّ ريَاحُ الوَردِ بالجُعَلِ الخنَّوتُ: 5954 - بِرَأسِي خُطوبٌ لَو عَلِمتَ كَثيرةٌ ... أُصبتُ بِهَا ظلمًا وأَطلبُها وَحدِي بعدَهُ: وإِني امرؤٌ لا ينقض العجز مِرَّتي ... إِذَا ما انطوَى منّي الفؤادُ عَلَى حقدِ الغَزِّيُ: 5955 - بَرتنَا اللَّيَالِي إذ دهتنَا خُطوبُهَا ... كأَنَّا حَديدٌ وَاللَّيالِي مَبَاردُ أَبياتُ إبراهيم الغَزِّي، يقولُ منها: عَلى الأُسّ يُبنى كل شيء سوَى المُنَى ... فلَيس لما تَبنيه منها قَواعِدُ وتختلفُ الأغراضُ بالنَّاسِ في الهَوَى ... وكلٌّ إِلى مَا قادَهُ الطَبعُ قَاصِدُ فيَهوى الدُمَى من هزّ أعطَافِهِ الصِّبَى ... ويَهوى العُلَى من شيَّبته الشدائدُ بَرتْنا الليالِي إذ دَهتنا خُطوبُها، البَيت، وبَعدَهُ: أَرَى الدَّهرَ في حَرب الكَرِيم ... مُشمِّرًا تُنازلُهم أحدَاثه وَتُطَاردُ سَقَى اللَّهُ ربعيَ مزنة برقُها الظَبي ... وهَمهَمةُ الأَبطالِ فيها رَواعدُ ¬
وَمَا الشامُ إِلَّا شامةٌ تَحتَ بُرقُعٍ ... عَلَى رَفعهِ بالبيضِ قلَّ المُساعِدُ أمَا في الوَرَى من نصِب الخيل سلّما ... إِلى غَاية فيها الأَماني فوائِد بِطَعنٍ نُمشّيها على قصَبِ القَنَا ... تسِيرُ به في الخانقينَ القصائِدُ 5956 - بَرحَ الخفَاءُ فَبحتُ بالكِتمانِ ... وَشَكَوتُ مَا ألقَى إِلى الإخوانِ بعدَهُ: لَو كانَ مَا بِي هيّنًا لكَتَمتُهُ ... لكِنَّ ما بي جَلّ عَن كِتمانِ المثَلُ: (بَرحَ الخفاءِ) أي زَالىَ من قولهم مَا بَرح يفعَلُ أي مَا زَال، والمعنَى زال السِرُّ، فوَضحَ الأَمر، وقالَ بَعضهُم: الخفاء المتطأطئ مِنَ الأرضِ، والبَراح المُرتَفع الظَّاهِرُ أَي صَارَ الخفاءُ بَراحًا. الرّضِيُّ المُوسَويُّ يرثي وَلدَه: 5957 - بَردُ القُلُوبِ بمَن تُحبُّ بقَاءَهُ ... ممَّا يَجُرُّ حَرارَةَ الأَكبَادِ قبلَهُ: مَن لم تُسفّ إِلى التناسُلِ نفسه ... كُفِيَ الأسى بِتَفاقُدِ الأولادِ بَردُ القلُوب بمن تحبُّ بقاءَهُ. . البيت، وبعدَهُ: ضاقَت عَليَّ الأَرضُ بَعدَكَ كلُّها ... وتركتَ أضيقَها عَليّ بلادِي لكن في الحَشَا قَبرٌ وَإِن لم تأوِهِ ... وَمنَ الدُمُوع رَوائحٌ وَعوادي المُتَنَبِّي: 5958 - برغمِ شَبِيبٍ فَارقَ السَّيفَ كَفُّهُ ... وكَانَا على العِلَّاتِ يَصطَحبَانِ أبو نَصرِ بن نُبَاتَة: ¬
5959 - بَرمتُ منَ الحَياةِ وأَيُّ عيشٍ ... يَكُونُ لمن مَطامِعُهُ الخَيَالُ بعدَهُ: وَلو أَنّي أَعُدُّ ذنوبَ دَهري ... لضَاعَ القَطرُ فيهَا والرّمالُ 5960 - برُوقُ الأَماني دُونَ لقياكَ خُلَّبٌ ... وَمشرقُ أُنسٍ لَم تَلُح فيهِ مَغرِبُ العَبَّاسُ بن الأَحنَف: 5961 - بَريئًا تمنَّى الذَنبَ لمَّا هَجرتهِ ... لكَيما يُقَالَ الهَجرُ من سَبَبِ الذَّنبِ أَبيات العَبَّاسِ بن الأحنَفِ، أوَّلُهَا: لَعمرِي لَئِن كَانَ المُقرَّبُ مِنكُم ... هوًى صَادقًا إِنِّي لمستوجب القُربِ سأدعى وما استوجَبت منِّي رعَايةً ... وأحفظُ مَا ضيَّعت من حُرمة الحُبِّ مَتى تنصرِيني يا ظَلُومُ تبيَّنِي ... شمائِلَ بادي البَثِ مُنصَدِعَ القَلبِ بَريئًا تمنَّى الذَّنبَ لمَّا هَجرتهِ، البَيتُ، وبَعدَهُ: وقَد كُنت أشكُو عتبَهَا وَعتَابهَا ... فقَد فجعتني بالعتَاب وَبالعَتبِ أخذَهُ العبَّاسُ بنُ الأحنَف، من قَولِ نُصَيبٍ (¬1): بزَينَبَ أَلمم قبل أَن يَظعَنَ الرَّكبُ ... وَقُل إن تَملِّينَا فما مَلَّك القَلبُ وقُل إن نَنَل بالحُبِّ منكِ مَودَّةً ... فلَا مثلُ مَلا لاقيتُ في حُبِّكُم حُبُّ فَمن شاءَ رَامَ الصُرمَ أو قَال ظالمًا ... الذي ودُّهُ ذَنبٌ وَليسَ لَهُ ذَنبُ خَليليَّ من كَعبٍ ألمَّا هُديتُما ... بزينَبَ لا تفقدكُمَا أبدًا كَعبُ مِنَ اليَومِ زورَاها فإنَّ ركَابَها ... غَداةَ غَدٍ عَنهَا وعَن أهلِها نُكبُ وَقولَا لها يا أُمَّ عُثمانَ خاليًا ... أَسلِم لنا في حُبِّنا أَنتِ أم حَربُ ¬
5962 - بَرِئتُ منَ الإسلامِ إِن كَانَ كلَّما ... أَتاكَ بهِ الوَاشُونَ عنّي كما قَالُوا بعدَهُ: وَلكِنَّهُم لما رأوكِ سَرِيعة ... إِليَّ تَواصَوا بالنَّميمَة وَاحتَالوا 5963 - بُشرَى فقَد أَنجَزَ الاقبالُ مَا وَعَدا ... وَكَوكَبُ المَجدِ في أُفق العُلَى صَعَدا بعدَهُ: للَّهِ أيَّةُ شمس للعُلَى وَلدت ... نجمًا وغَايةِ عِزٍّ أطلَعت أسَدَا لَم يتّخذ وَلدًا إِلا مُبَالغةً ... في صِدق تَوحيدِ مَن لَم يتّخِذ وَلَدَا امرؤ القَيسِ: 5964 - بَشَّر الظَّبيُ وَالغُرابُ بسُعدَى ... مرحبًا بالَّذي يَقُولُ الغُرَابُ كُثَيِّرٌ: 5965 - بصَائِرُ رُشدٍ للفَتَى مُستَبِينَةٌ ... وَأَخلَاقُ صدقٍ علمُها بالتَّعَلُّمِ أَبُو تَمَّامٍ: 5966 - بَصُرتَ بِالرَّاحَةِ الكُبرى فلَم تَرَهَا ... تُنالُ إِلَّا عَلَى جسرٍ منَ التَعَبِ حَاتِمٌ الطائِيُ: 5967 - بَصُرتُ بعَيبِهِ فَكَفَفتُ عَنهُ ... مُحافَظةً عَلَى حَسبِي وَديني خَالدٌ الكَاتبُ: 5968 - بَصَرِي وَسَمعي طَايَعاكَ وإِنَّما ... أَنَا مُبصِرٌ بكَ في الحَياةِ وَسَامِعُ ¬
5969 - بَصِيرٌ بأَعقابِ الأمُورِ كأَنَّما ... تُخاطبُهُ من كُلِّ أمرٍ عَواقبُه 5970 - بَصِيرٌ بأَعقَابِ الأمُور كأنَّما ... يَرى بصَواب الرّأي مَا هُوَ وَاقِعُ الرضي الموسَويُ: 5971 - بضَائعُ قَولٍ عندَ غَيرِيَ ربحُها ... وَعنديَ خُسراناتُها والوضائعُ القُطَاميُّ: 5972 - بِضَرْبٍ تُبْصرُ العُميَانُ منهُ ... وتَعشَى دُونَهُ الحَدَقُ البِصَارُ زَاملُ بنُ مِصَادٍ القَينيُّ: 5973 - بِضَربٍ يُزيلُ الهَامَ عَن سَكَناتِهِ ... وَطعنٍ كأَفواه المَزاد المُخرَّقِ الكُمَيتْ: 5974 - بِطاءٌ عَنِ الفحشاءِ لَا يَحضُرونَها ... سِراع إلى دَاعِي الصَّباح المُثَوِّبِ بعدَهُ: مَنَاعِيشُ للمَولى مَسَاميحُ بالقِرى ... مَصَاليتُ تَحتَ العَارِض المُتلهِّبِ أَبُو الفَتح عَلي بن محمّد العَميدُ: 5975 - بَطِرتُم فَطِرتُم وَالعَصَا زَجرُ من عَصَا ... وتَقويم عَبدِ الهُون بالهونِ رَادِعُ قَبلَهُ: أُفيضت عُقودٌ أم أُفيضت مَدامِعُ ... وَهذي دُمُوعٌ أَم نُفوسُ هَوامِعُ ¬
يَقولُ منها في عَضد الدَّولَةِ بن بُويَه: إِذًا لهَمُ ذُلّ الهَزيمةِ وَانحنَت ... قَناةُ الظُهور وَاستَقَامَ الأخَادِعُ وكَانَ لهُم لبسُ المعَصفَرِ عَادةً ... فَخاطت لَهُم منه السُيُوفُ القَواطِعُ بَطِرتُم فَطِرتُم. . . البيت. 5976 - بطَيرنَاباذَ كَرمٌ مَا مَررتُ بهِ ... إِلَّا تعجَّبتُ ممَّن يشرَبُ الماءَا قال فتًى: مررتُ ببعض أزقة الكوفة ليلًا وحدي، فأنشدتُ: بطيزناباذ كرمٌ. . . البيت. فأجابني هاتفٌ لا أرى له شخصًا يقول: وفي جهنم مهلٌ ما تجرّعهُ خلقٌ ... فأبقى له في الجوفِ أمعاءا إبراهيم بن العبّاسِ الصُوليُّ: 5977 - بَطيءٌ عنكَ مَا استَغنيتَ عنهُ ... وطَلَّاعٌ عَليكَ مَعَ الخُطُوبِ هذا البيتُ هو المثَلُ يُضربُ لمن تُرَى منهُ النُصرَةُ في الخطوب. قبلَهُ: وَلكنَّ الجَوادَ أَبَا هشامٍ ... نَقيُّ الجَيبِ مَأمُونُ المَغِيبِ بَطيءٌ عنكَ مَا اسْتَغْنَيْتَ عنه. . . البيتُ، وبعدَهُ: إِذَا أمرٌ عَراكَ حَماكَ منهُ ... وَعادَ بهِ عَلَى عَطَنٍ رَحيبِ وَمِن هَذَا البَاب، قَولُ أَبِي نَصرٍ بن نُباتَة السَّعدِيّ (¬1): بِعتُ حظِّي مِن كُلِّ مَا يتمنَّى ... غَيرَ حَظِّي منَ الصَّدِيقِ اللبيبِ الَّذِي إن حَضَرتُ أو غبتُ عَنه ... كَانَ ذيني في حَضري ومَغِيبي ¬
نفثَةُ نفّست عَن الصَّدرِ كربًا ... وسَقامٌ وَصفتُه للطَّبيب لَيسَ نَظم الدُرِّ الَّذِي لَم يثقّب ... كَنظام الممرَّن المَثقوبِ أَبُو عَلي بن مقلة الوَزيرُ: 5978 - بِعتُ ديني لهَم بدُنيَايَ حَتَّى ... حَرَمُوني دُنياهُمُ ثُمَّ دِيني أَبُو سَعيد بنُ دوست: 5979 - بَعثتُ إِليكَ عُودًا من أَراكٍ ... رَجَاءً أَن تَعُودَ وَأن أَرَاكَا قبلَهُ وَقَد أهدى عُودًا من أَراكٍ: جَعَلتُ هَديَّتي هذي سَواكا ... ولم أؤثر بهِ أحدًا سِواكا بَعثتُ إِليكَ عُودًا من أَراكٍ. . . البيت. 5980 - بَعثتُكَ عَاجلًا فَلَبِثتَ حَولًا ... مَتَى يأَتِي غيَاثُكَ مَن تُغيثُ أَبُو زُبَيدٍ: 5981 - بَعَثُوا حَربَنا عَلَيهِم وَكَانُوا ... فِي مَقَامٍ لَو أَبصَرُوا وَرَخاءِ بعدَهُ: ثمَّ لمَّا تشدّدتْ وَأَنافَتْ ... وتَصَلّوا منها كَريهَ الصّلاءِ طَلبُوا صُلحَنا وَلاتَ أوانٍ ... فأجَبنا أَن لَيس حينَ بقاءِ 5982 - بَعُدَ السُّرُورُ فَلا رَسُولٌ كاشفٌ ... كربَ الفؤاد ولَا حَبيبٌ زَائِرُ الأَرَّجانيُّ: 5983 - بَعدَ الصَّبَاحِ الَّذِي فَارقتُكم فيهِ ... لم ألقَ للدَّهرِ صُبحًا في لَياليهِ ¬
أَبيات القَاضِي الأرجّانيِّ، أوّلُهَا: بَعدَ الصباحِ الَّذِي فَارقتكم فيه، البَيت، وبَعدَهُ: قَد كدتُ أختم طَرفي وَحشةً لَكُم ... عن كُلِّ خَلقٍ منَ الدُّنيا أُلاقيه قَد صوَّرَ الوَهم فِي عَيني مثالكم ... مِن طول مَا أنا بالذِّكرَى أُرَاعيهِ فَكُلُّ ناظِر إنسَانٍ أُقابلُهُ ... أَرى خيالكم مِن نَاظِرِي فيهِ ابن الهَبَّارِيّة: 5984 - بُعدًا وسُحقًا للذَّكاءِ وَالأَدَب ... إِذَا دَعَا صَاحبَهُ إِلَى العَطب الرضيّ الموسَوِيُّ: 5985 - بَعُدَت شُقَّةُ المَزار إِذَا كَانَ ... بخَوض القَنَا وَخَرق الصُّفُوفِ إبراهيم الصُوليُّ: 5986 - بَعُدَتْ هِمَّةُ عَينٍ ... طَمعَت فِي أَن تَرَاكَا قبلَهُ: مِنِّي الصَّبر وَمِنكَ الهَجـ ... ـر فابلُغ فِي مَدَاكَا بَعدت همّة عينٍ. . . البيت، وبعدَهُ: أَوَمَا حَظُّ لعَيني أَن ... تَرَى مَن قَد رَآكَا لَيتَ حَظِّي منكَ أَن ... تَعلمَ مَا بِي من هَوَاكَا الوَزيرُ المَغربيُّ: 5987 - بَعدَ خَمسٍ وَأربَعينَ لَقَد ... مَاطَلتُ إِلَّا أَنَّ الغَريمَ كريمُ ¬
العَكَوَّكُ: 5988 - بِعِزّكَ تَحتَاطُ القبائِلُ كلُّهَا ... أَلحَّ زَمانٌ أَو أَرابَ مُريبُ يقولُ منها في المَدح: تَرى وَجهَ مُرتَاحِ إِذَا استُمطرَ اللهَى ... أَو التَجَّ يومٌ بالمنُون قَطوبُ وَبين الرّضَا وَالسُّخطِ منه سَمَيْدَعٌ ... طليقٌ تراءَتهُ العيونُ مهيبُ دِعبِلٌ: 5989 - بَعضٌ أَقَامَ وبَعضٌ قَد أَهَابَ بهِ ... دَاعِي المنيَّة وَالبَاقِي عَلَى الأثرِ الغَزِّيُّ: 5990 - بَعضُ الدواءِ مِنَ الحوادِث جُنَّةٌ ... والعينُ يؤُمِنُها من الرَّمد العَمى بَديع الزمان الهَمذانِيّ: 5991 - بَعضَ هذَا فإِنَّما ... أَنتَ سَاعٍ لِقَاعِد 5992 - بَعضِي يكاتِمُ بَعضًا مَا يُعالجُهُ ... فَلَو سُئِلتُ إِذًا لَم أَدرِ مَا خَبَري ظافرٌ الحَدَّادُ: [من الطويل] 5993 - بعِلمكَ تَستَهدي نُفوسُ ذَوِي النُّهَى ... وأنتَ بمَا قال المُعزّونَ أخبَرُ رَاشد الكاتب في غُلامٍ لَهُ: [من البسيط] 5994 - بِعنَا خَسِيسًا فلَم يحزَن لَهُ أَحَدُ ... وغَابَ عنَّا فغَابَ الهَمُّ والكَمدُ ¬
قَولُ رِاشدٍ الكاتب في بَيع غُلامٍ لَهُ اسمُهُ نَفيسٌ فَسَمَّاه هُو خَسيسًا. بِعنَا خسيسًا، البَيتُ، وبعدَهُ: أَهُون بهِ خَارجًا مِن بَين أَظهُرِنَا ... لَم نَفتقِدهُ وكَلبُ الدَارِ يُفتَقدُ قَد غرّيت من صنُوف الخَير خلقَتُهُ ... فَلا رُواءٌ ولَا عقل وَلَا جَلَدُ يَدعُو الفحول إِلى مَا تحت مئزرهِ ... دُعاءَ مَن في أستِهِ النيرَانُ تتقِدُ وقَالَ فيهِ أيضًا (¬1): عَرضنَا خَسِيسًا فاحتَمى كُلُ تاجرٍ ... شراهُ وأعمَى سعيُهُ كُلَّ دَلَّالِ ومَا بَاتَ في قَومٍ يحبّونَ قُربَهُ ... فأصبحَ إِلَّا والمحِبُّ لَهُ قالي فمَا فِي يَديه خدمَةٌ يُشتَهى لَها ... ولَا عندَهُ معنًى يرادُ علَى حَالِ بلَى ليسَ يخلو من مَعائب أَهلهِ ... وَإِن أصبحوا في ذروة الشرفا تَعالَى إذا لم يَجد منهم عيونًا رَماهم ... ببَعضِ عُيوبِ الناسِ في الزَمن الخالِي ويحتال في استخراج مَا في بيوتهم ... بما قَصرتُ عنه يَدَي كُلّ محتَالِ وَإن خلّوهُ سِترًا مر أذاعَهُ ... ركادُهم فيهِ كَيادة مُغتَالِ ويَعبَثُ بالجيران حَتَّى يُملَّهُم ... ويبرِمُ أَهلَ الدَّارِ بالقِيل وَالقَالِ تُريهم صُروفُ الدَهرِ من حمقَاتِهِ ... أَعَاجيب لَم تخطر بوهمٍ ولا بَالِ أَقُولُ وقَد مَرُّوا بهِ يَعرِضونَهُ ... إِلى النَّارِ فاذهَب لَا رجَعتَ ولا مَالِي أبو الحَجناءِ مَولَى بَنِي أَسدٍ: 5995 - بَعيدَ الرّضَا لَا تبتَغي وُدَّ مُدبرٍ ... ولَا (1) يتصَدَّى للضَّغين المُغَاضِبِ أنشد ابن دُريدٍ: 5996 - بَعيدٌ عَلَى كَسلَانَ أَو ذي مَلَالَةٍ ... فَإمَّا عَلَى ذي حَاجَةٍ فَقَريبُ ¬
قَبلَهُ: وَلَمَّا رأَوا أَعلامَ بثنةَ قَد دَنت ... كأنَّ ذُراها عَمَّمته سَبيبُ طَوامسُ لي من دونهنّ عَداوَةٌ ... وَلي من وراءِ الطَامساتِ حَبيبُ بَعيدٌ على كَسلانَ أو ذي مَلَالةٍ. . . البيت. 5997 - بَعيدٌ عَن الأَهلين في دَارِ غُربَةٍ ... أُعَانِي بهَا الأَسفَارَ مَا عشتُ أَو أُثرِي البُحتُرِيُّ: 5998 - بَعيدُ مَقيلِ السرِّ لَا يُدركُ الَّتِي ... يُحَاولُها منه الأَريبُ المُخَادِعُ قبلَهُ في المَدح يقولُ: وَأَغلَبُ مَا ينفَكُّ في يَقظاتِهِ ... دَبَايا عَلَى أعدائِهِ وطَلَائِعُ ومنكَتِمُ التَدبيرِ ليس بظاهِرٍ ... عَلى عَينِهِ الرأَيُ الذي هُو تابعُ بَعيدُ مَقِيل السِرِّ. . . البَيتُ. أَبو عبد اللَّهِ الصَّامِت: 5999 - بعَين القَلب يُنظَرُ كُلُّ شيءٍ ... وَبالعَينينِ يُنظَرُ مَا سِوَاهُ بعدَهُ: وفي جَولانِ فكركَ في المَعاني ... تَرى مَا لا يُرَى في ما تَرَاهُ حَاتِمٌ الطَّائيُّ: 6000 - بعَينيَ عَن عَورَاتِ جَارَيَّ غفلَةٌ ... وبَالسَّمعِ منِّي عَن حَديثهمَا وَقرُ العَبّاسُ بن مَرداسٍ: 6001 - بُغَاثُ الطَّير أَكثَرُهَا فراخًا ... وَأُمُّ الصَّقر مقلَاتٌ نَزُورُ ¬
أَبيات العبَّاس بن مرداسٍ منَ الحَماسةِ: ترى الرَجُلَ النَّحيفَ فتَزدَريه ... وَفي أثوابهِ أَسدٌ يَزيرُ وَيُعجبُكَ الطِّريرُ فتَبتَليهِ ... فَيخلف ظَنَّكَ الرَجُل الطَريرُ ومَا عِظَمُ الرِجالِ لَهُم بفخرٍ ... وَلكِن فَخرهم كَرَمٌ وخيرُ ضِعَافُ الطيرِ أَطَوَلها جُسومًا ... وَلم تُطِل البُزاةُ ولَا الصُقُور بُغاثُ الطّيرُ أَطولُها جُسومًا ... وَلم تُطِل البُزاةُ وَلَا الصُقُور بُغاثُ الطّير أَكثرُها فراخًا. البَيتُ، وبَعدُه: لَقد عَظُم البَعيرُ بغير لُبٍّ ... فَلَم يَستَغنِ العِظَم البَعيرُ يُصَرّفهُ الصَّبِيُّ بكُلِّ وَجهٍ ... وَيَحبسُهُ عَلى الخسف الجَرِيرُ وتَضرِبُهُ الوَليدَةُ بالهَراوي ... فلا غِيَرٌ لَديهِ ولَا نَكِيرُ فَإِن أَكُ في شِراركُم قليلًا ... فإنّي في خَياركُم كَثِيرُ بُغَاثُ الطَّيرِ. فيهِ ثلَاثُ لُغَاتٍ، بِضَمِّ البَاءِ وبفَتحهَا وَكسرِهَا، قِيلَ وَالطُيُورُ ثلَاثَةُ أَصنَافٍ سبَاعٌ وبَهَايمُ ومُشتَرِكٌ بينَهمَا فالسِّبَاع يتغَذَّى باللّحم والبهائِمِ تتغذّى بالحبِّ وَالمُشتَرِكُ يأكُل النَّوعَينِ. وجَميعُهَا تقسَمُ إِلى قِسمَين قَواطِعُ وَلَوابدُ كَرامُهَا تسَمَّى الجَوارحُ وضَعافُها البُغَاثُ وتسمَّى صغَارُهَا الخشَاشُ. ويُروَى هَذَا البَيتُ، خَشَاشُ الطَّير أكثَرُها البَيتُ، وفيه مثلانِ سائِران المِصراعُ الأوَّلُ مثل مفردٌ وَالمصراعُ الآخَرُ مثَلٌ مفرَدٌ. مثلُه قَولُ صُرَّدُرّ (¬1): هَيهَاتَ أن تَلقى مُشَابهَة ... أمُّ الصُقُورِ قَلِيلَةُ النَسلِ 6002 - بَغداد دَارٌ لأَهلِ المَالِ طَيّبةٌ ... وَللمَفاليس دَارُ الضَّنكِ وَالضّيقِ بعدَهُ: ¬
أصبَحتُ حيران أمشي في مَناكبها ... كأَنَّني مُصحَفٌ في بَيتِ زندِيقِ وأَنشد الثعالبي في مَدح بَغدَادَ (¬1): سَافَرتُ أبغي لبغدادٍ وسَاكِنِها مثلًا ... قد اختَرتُ شيئًا دُونَهُ اليَأسُ هيهَاتَ بَغدادٌ الدنيا بأجمعها ... عندي وسُكانُ بغدادٍ هُمُ النَّاسُ 6003 - بَغدادُ من نُوركَ قَد أَشرقَتْ ... وَأَورَقَ العُودُ بجَدواكَا 6004 - بِغَزنَةَ قَد أَلقَى عَصَاهُ ... وصيِتُهُ يُعطّرُ مَا بينَ العِراقِ إِلَى مِصرِ العَتَّابِيُّ: 6005 - بَغَيتَ فَلَم تقَع إِلَّا صَرِيعًا ... كذَاكَ البَغيُ يَصرَعُ كُلَّ بَاغ أَبزُونُ العُمانيُّ: 6006 - بغيضٌ إلى بَعضِ الرّجالِ وَإِنَّهُ ... لَعندَ رجالٍ آخَرِينَ حَبيبُ أَبيات أبزُونَ بن مَهبزذَ العُمانِيّ مُلغزًا في البَحرِ أوَّلُهَا: ومَا صَاحبٌ أَدَّت بهِ خُيَلاؤُهُ إِلى ... أَن مَثنى عرضًا وذَاك عجيبُ يَجُرُّ فُضُولَ الذَّيلِ طَورًا وتارةً ... شُمّر عنه الذّيل وهو مَهيبُ كَفيلٌ بأرزَاق العبَادِ مُوكَّلٌ ... أَكولٌ لأَرزأقِ العبَادِ شروبُ بَغِيضٌ إِلَى بَعضِ الرجَالِ. البَيتُ. هُدْبَهُ بنُ خَشرم: 6007 - بَغيضٌ إِليَّ الشَّرُّ حَتَّى إِذَا أَتى ... وَحلَّ يَابِي قُلتُ للشَرِّ مَرحَبَا قبلَهُ: دعَ الشَّرَّ ما أَرخَى عَليكَ حجَابَهُ ... بسترٍ وَهَب أسبابَهُ ما تَهيبَّا ¬
بَغيضٌ إِليَّ الشرِّ. . . البيتُ، وبعدَهُ: وَما ركَب ظهر الشرِّ حتَّى يملّني ... إِذَا لم أجد إلا على الشرِّ مركَبا وَلم يجعل اللَّه الأمور التي التَوتْ ... عَليَّ رِتاجًا لا يُرامُ مُصبَّبا الغَزِّيُّ: 6008 - بفَضلِهِ سَادَ لَا بدَوحَتِهِ ... وَالفَضلُ يُغني النَّسِيبَ عَن نَسَبِه بعدَهُ: وَخيرُ مَا خلّف الكرامُ فتًى ... تبقى سَجايا أَبيهِ في عَقبِه الحدَّادُ المَغربيّ: 6009 - بِفعلِكَ تَقبحُ أَو تَحسُنُ ... وَمَا مَن يُسيءُ كَمَن يُحسِنُ بعدَهُ: وَمَا النَّاسُ إِلا بأفعالِهِم ... فَدَع مَا تُزخرفُهُ الألسُنُ سَجيَّةُ أَصْلِ الفتَى فعلُهُ ... بِما عِندهُ يقذف المَعدنُ جَعفَر بن شمس الخلافة: 6010 - بفيَّ لأعدائِي حُسَامٌ وَفِي يَدي ... حُسَامٌ وكلٌّ منهُما ذَلقُ الحَدِّ البحتري في الفتح بن خَاقان: 6011 - بقاءُ المَساعي أَن يُمدَّ لكَ المَدَى ... وعُمرُ المَعالي أَن يَطولَ لكَ العُمرُ بعدَهُ: فإِن نَنسَ نُعمى اللَّهِ فِيكَ فحظّنا ... أَضعنَا وَأن نشَكُر فقَد وَجَبَ الشُّكرُ أَراكَ بعين المكتسِي وَرق الغنَى ... بآلائِك اللاتي يُعدّدُها الشعرُ ¬
ويعجبُنِي فقري إِليك وَلم يكن ... ليعجبَنِي لولا محبتكَ الفَقرُ وَوَاللَّهِ ما ضاعَت أيادٍ أتيتَها إِليَّ ... ولَا أزرَى بِمَعرُوفِكَ الكُفرُ وَمَالِيَ عُذرٌ في جُحُودِكَ نعمةً ... ولو كان لي عذرٌ لما حَسُنَ العُذرُ يقولُ منها: فَتًى لَا يزالُ الدَّهرُ حَولَ رباعهِ ... أَيادٍ لَهُ بيضٌ وَأقنيَةٌ خُضرُ أضاءَ لنا أُفقَ البلادِ وَكَشَّفت ... مَشاهِدُهُ مَا لا يُكَشّفُهُ الفَجرُ بِوَجهٍ هُو البَدرُ المُنَيرُ نفى الدّجَى ... سَنَاهُ وَأخلاقٍ هي الأنجمُ الزُهرُ غمَامُ سَماحٍ مَا يُغِبُّ لَهُ حَيًا ... ومُسعرٌ حَربٍ مَا يضيعُ لَهُ وِترُ وحَارِسُ مُلكٍ لَا يزالُ عِتَادُهُ ... مُهنَّدة بيضٌ وخطيَّةٌ سُمرُ تَواضَعَ في مَجدٍ فإِنْ هو لم يكُن ... له الكِبرُ في أكفائِه فلَهُ الكبْرُ لَهُ أَيْضًا في ابن المعتَزِّ: 6012 - بَقاؤُكَ فينا نعمةُ اللَّهِ عِندنا ... فَنَحْن بِأَوفى شُكرِهِ نَسْتَديِمُها يَقُول البُحتريّ مِنها مخاطِبًا لِعَبد اللَّه بن المعتَزّ: بَنُو هاشِم في كُلِ شرقٍ وَمغربٍ ... كرام بني الدنيا وأَنتَ كَريمها وَمَا حُسن الدُّنيا إذا هِيَ لم تُعن ... بآخرةٍ حَسناءَ يبقَى نَعيمُها أَرى حَوزةَ الإسلامِ حِينَ وَليتها ... تخرِّم بَاغيهَا وحيطَ حَريمها إبراهيم الغَزّي: 6013 - بقاؤُكَ الإسلَام عِزٌّ مُوبَّدٌ ... فَدُم وَابقَ للإسلام مَا ذرَّ شَارِقُ جَابرُ بنُ رالَان: 6014 - تقَايَا نِطَافٍ أَودَعَ الغَيثُ صَفوَهَا ... مُصَقَّلةَ الأَرجاءِ زُرقَ المَشَاربِ ¬
ابْنُ الرُّوميّ: 6015 - بِقَدر العُلوِّ يَكُونُ الهبُوطُ ... فَإِيَّاكَ وَالدَّرَجَ العَالِيَه 6016 - بِقَدرِ الكَدِّ تُكتسَبُ المَعالِي و ... مَن طَلَب العُلا سَهِرَ اللَّيالِي محمَّدُ بن شبلٍ: 6017 - بِقَدر حَيَاءِ المَرءِ حفظُ إِخائِهِ ... وَلَن يَترُكَ الإِنسانُ مَا قَد تَعوَّدَا أَبياتُ أبي عَلي محمَّد بن شبلٍ يَمدَحُ ديوَان الحكم، أوَّلهُا: خَليلكَ من حَامَى حمَاكَ وَأسعَدَ ... أَو عَاند مَن عَانَدتَ برًا أو اعتَدَى فلا تطلقَن حمدًا أو ذمًّا لصَاحب ... فمَا يُعرَفُ الصَّمصَامُ حتَّى مُجرَّدَا عِدِ العينَ بالتهويم يَا عَمروُ سَامةً ... فلم أسهر الأجفانَ إِلَّا لترقُدَا فَإِنِّي رَأيتُ العُمرَ في الذُلِّ ميتةً ... وَموت الفتى في العِزِّ عُمرًا مجدَّدَا بقدر حياءٍ المرءِ حفط إخائِهِ، البَيتُ، وبَعدَهُ: فلا تُخفِ حقدًا بالتوددِ إِنَّهُ ... إذِا خبَّبَ اللَّه العَدُوَّ توَدَّدَا فإنَّ لهيبَ النارِ يخبُو إِذَا بدتْ ... وَيَزدأدُ في سِتر الرَّمادِ تَوقُّدَا كذلِكَ جرّبتُ اللَّيالِي وجَرّبتُ ... خلائِق منّي فاتَ إحصاؤهَا المَدَى فأفسَدنِي مَاكَان للدَّهرِ مُصلحًا ... وأصلحني مَا كَانَ للدَّهرِ مُفسِدَا وَرَغبني زُهد الوَرَى في خَليقَتي ... فأظهرتُ فيما يرغبُونَ التَزهُّدا إِذَا عُدَّ أَكفاءُ الرّياسَة فِي الورَى ... فأرأسهم من كَان أَكرم محتَدا وَمَا مَن دَعاهُ الخطّ سَيِّد قَومهِ كمن ... كَانَ قَبل الخَطِ بالفَضلِ سَيّدا وَمثلكَ مَنْ بالحلم وَقّر مجدَهُ ... وصَوّب في حفظِ الأُمورِ وصَعَّدَا وَلم يرتكب أمرًا وإِن كان مُمكنًا ... سِوَى مَا أَراهُ الحَزمُ رأيًا مُسدَّدَا فَمِن نَارِكُم يَستَنشِقُ الطَارِقُ القِرى ... وَمن نُورِكُم يَستَبصِر المُهتَدي الهُدَى ¬
إبراهيمُ الغَزِّي: 6018 - بَقَرٌ لَكِنَّنا لَهُمُ فِي ... امتثالِ الأَمر كالبَقَر الطّالِقَانِيُّ: 6019 - بَقَرٌ منَ الأَنعامِ إِلَّا أنَّهُم ... من بينهَا خُلقُوا بِلَا أَذنابِ مَحمود الورَّاقُ: 6020 - بَقَّيتَ مَالكَ ميرَاثًا لوارِثِهِ ... فلَيتَ شعرِيَ مَا بقَّى لكَ المَالُ بعدَهُ: القَومُ بَعدَكَ في حَالٍ تسرّهُمُ ... فكَيفَ بعدَهم دَارت بكَ الحَالُ مَلُّوا البُكاءَ فما يُبكيكَ من أحدٍ ... وَاستَحكم القيل في الميراثِ والقالُ مَالَت بهم عنك دُنيا أقبلَت لهمُ ... وَأَدبَرتْ عنكَ والأيّامُ أحوالُ البُحتُرِيُّ: 6021 - بَقيتَ أميرَ المؤمنينَ فَإِنَّما ... بقاؤُكَ حُسنٌ للزَّمان وَطيبُ بعدَهُ: ولَا كَانَ للمكرُوهِ نحوكَ مَذهَبٌ ... ولَا لِصُروفِ الدَهرِ فيكَ نَصيبُ الغَزِّي: 6022 - بَقيتَ بقاءَ الدَّهر مَا ذرَّ شَارِقٌ ... وَغَارَ جَديدُ المَكرُماتِ وَأَنجَدا 6023 - بَقيتَ بقاءَ النيّراتِ وَمثلَها ... عُلوًّا وصَونًا عن صُرُوف النَّوائِبِ 6024 - بَقيتَ سَعيدَ الفَال مَا سَبَحَ الفَلَكْ ... وَعِشْتَ حَميدَ الحَالِ مَا سَبَّحَ المَلَكْ ¬
بعدَهُ: وَدَامَتْ لَكَ النعماءُ والعِزُّ والعُلا ... ودارَتْ كما تَختارُ دائِرةَ الفَلَكْ فما كَانَ من نحسٍ وَتَعْسٍ فَلِلْعِدى ... وما كان من سَعْدٍ وَمَمْلكةٍ فَلَكْ ولا زِلتَ فوقَ العالمين بِأَسْرِهِمْ ... عُلُوَّ مَحَلٍ ما لِحَيٍّ بِهِ دَرَكْ لتُنيفُ عليهم كالثُّريا على الثرى ... وتسمُو عَلَيهم كالسِّماكِ عَلَى السَّمَكْ ولا زِلْتَ زينًا للزَّمانِ وأهلِهِ ... وَمُلْكُكُ مخصوصٌ ومالَكَ مُشْتَرَكْ الخَوارزميُّ: 6025 - بَقيتَ لنا تَجُودُ مَدَى اللَّيالي ... فَإِنَّكَ ما بقيتَ لنا بَقينا الرُسْتُمِيُّ: 6026 - بَقِيتَ مَدَى الدُّنيا وَمُلكُكَ راسِخٌ ... وَظِلُّكَ ممدُودٌ وبابُكَ عامِرُ بعدَهُ: يَوَدُّ سَنَاكَ البَدرُ وَالبَدرُ زَاهِرٌ ... وَيقفُو نَداكَ البَحرُ والبَحرُ زَاخرُ وَهُنّيتَ أَيَّامًا أتتك سُعُودُها ... كَمَا تتوالى في العُقُود الجَواهِرُ 6027 - بَقيتَ مَدَى الأَيامِ فِي كُلِّ نعمةٍ ... تَدُومُ بمَا تختَارُهُ وَتَشاءُ قبلَهُ: تُهَنَّى بكَ الأعيَادُ عندَ قُدومِهَا ... وَأنتَ لأعيَاد الأَنام هَنَاءُ بَقيتَ مَدَى الأَيَام في كلّ نعمةٍ. . . البَيتُ. عَرقَلَةُ الدمشقِيُّ: 6028 - بَقِيتَ مُسلَّمًا من كُلِّ خَطبٍ ... تَعُودُ العَالَمينَ وَلَا تُعَادُ ¬
أَبياتُ عَرقَلَةَ فيمن كَبَابِهِ الفَرَسُ: لَيُهنِكَ أَيُّهَا المَولَى العمادُ ... بخاتُكَ فَهي للنَّاسِ المُرَادُ ولَا عَجبُ إذا مَا حَطَّ يومًا ... جَوادًا مَاجدًا نَهِدٌ جَوَادُ وَكَيفَ تحُطّكَ الجُردُ المَذاكِي ... ودُون مَحلّكَ السَبعُ الشِّدادُ بَقِيتَ مُسَلمًا من كُلِّ خطبٍ، البَيت. أبو الفَتح البُستِيُّ: 6029 - بَقيَّةُ العُمرِ عندِي مَالَها ثَمنٌ وَ ... انْ غَدا خيرَ مَحبُوبٍ منَ الثَمنِ بعدَهُ: يَستَدركُ المرءُ فيها مَا أَفاتَ ويحُيْي ... مَا أَمات ويَحمُو السوءَ بالحَسنِ هذا نَظمُ قَول أمير المؤمنينَ عَلي بن أبي طالب (عليه السلام): "بقيَّة عُمرِ المرءِ لا قِيمةَ لَها، يُدركُ بهَا مَا فَاتَ وَيحُيَي مَا أَماتَ". الوَزيرُ المغربيُّ: 6030 - بَقيَّةُ شلوٍ كَسَّر البينُ عَظمَه ... وَمزَّقَ جلدًا كَانَ يَستُر مَا بَقي بعدَهُ: أَقام فلَا تلكَ الخَوافِي تُطيعُهُ ... نهُوضًا ولَا تلكَ القوادِمِ تَرتَقي كَتَب بهمَا الوَزيرُ المَغرِبيّ إِلى أَبِي العلاءِ المَعرّي، وَأخيه في رَسالتِهِ إليهِمَا. 6031 - بُكاءُ المُحبِّ عَلَى إِلفِهِ ... بُكاء يَضُرُّ ولَا ينفَعُ 6032 - بِكَ أستَجيرُ منَ الزَّمانِ فأَغنني ... عَن أَن أَهُزَّ مَصَارعَ الأَبوابِ السَّريُّ الرّفَّاء: 6033 - بِكَ انتَظَم المَجدُ الشَتيتُ وَإِنَّما ... مَسَاعيكَ للمجدِ الشّتيت نظَامُ ¬
إِبراهيم الصُوليُّ: 6034 - بُكائِي لهندٍ حَيثُ حَلَّت وفي الَّذي ... بقلبي شُغلٌ شَاغِلٌ عن سِوى هندِ أيُّوب بن شَبيبٍ البَاهليُ: 6035 - بكَتِ الديَارُ لفَقدِ ساكِنِها ... أَفَعِند قَلبي أبتَغي الصَّبرَا بَعْدَهُ: بَيْنا هُمُ سَكنٌ لجيرَتِهم ... ذَكرُوا الفِراقَ فاصْبَحُوا سَفْرا الأقرعُ بنُ معاذٍ القُشيري: 6036 - بكَتْ أُمُّ عَمروٍ أَنْ تَشَتَّتَ رَهْطُها ... وَأَنْ أَصبَحُوا مِنْهُم شعوبٌ وهالِكُ بعدَهُ: فَقُلْتُ كَذاكَ النَّاسُ مَاضٍ ... ولَابثٌ وَباكٍ قَليلًا شجوهُ ثم ضَاحكُ فإِمَّا تريني اليَومَ حيًّا فإِنَّني ... علَى قَتَبٍ من غارب الموتِ وَاركُ إسماعيلُ بنُ عمَّارٍ الأَسدي: 6037 - بَكَتْ دَارُ بشرٍ شجوهَا إِذ تبدَّلتْ ... هلَالَ ابن مرزُوقٍ بِبشرِ بن غَالِبِ بعدَهُ: وَمَا هِي إِلا كالعرُوس تنقَّلت ... عَلَى رَغمهَا من هَاشمٍ في مُحارِبِ مُزاحمٌ العُقَيليُّ: 6038 - بَكَت دَارُهُم مِن فَقدِهم فتَهلَّلَتْ ... دُمُوعي فَأَيَّ الجَازِعَيْن أَلومُ ¬
بعدَهُ: أمستَعبرًا يبكي منَ الهُونِ والقِلَى ... أَم آخَرُ يبكي شجوَهُ ويَهيمُ البُحتُرِيُّ: 6039 - بَكَت شجوَهَا الدُّنيا فَلمَّا تبيَّنَتْ ... مَكَانكَ منهَا استبشَرت وتغنَّتِ بعدَهُ: لتستَمتِعَ الدُّنيا بوجهكَ دَهرهَا ... فقَد طالمَا اشتَاقَت إليكَ وَحنَّتِ 6040 - بَكت عَليهِ بشَجوٍ ... فَقُلتُ لَا تَنْدُبيه بعدَهُ: هَذَا زَمانٌ غشومٌ قَد ... عَاشَ من مَاتَ فيهِ وَمِن باب (بَكَتْ) قال عَلِي بن الحُسين السَّامريُّ: كُنت في بَعض اللَيالِي أقرأُ كتَابَ اللَّه فمرَّت بِي آيَةٌ فِيها وَعيدٌ فبكَيتُ فدَمَعت عيني الوَاحدَةُ وَلم تدمَعِ الأُخرَى فقلتُ (¬1): بَكَت عَيني غَداةَ البَين حُزنًا ... وأخرى بالبُكَا بخلَت عَلَينَا فَجازيتُ الَّتِي جَادَت بدَمعٍ ... بأن أقرَرتُها بالحبِّ عَينَا وَعَاقبتُ التي بخلَت بِدَمعٍ ... بأن غمّضتُهَا يَومَ التَقينَا عَنتَرَةُ العَبسيُّ: 6041 - بَكَرتْ تُخوّفني الحُتُوفَ كأنّني أَصبحتُ ... عَن عَرَضِ الحُتُوفِ بمَعزلِ أَبياتُ عَنترة: ¬
إِنِّي امرؤٌ من خير عَبس مَنصبِي ... شَطري وَأَحمِي سَائِري بالمُنصلِ وإِذا الكَتيبة أحجَجت وتلاحَظت ... ألفيت خيرًا من مُعمٍّ مُخوِلِ وَالخَيلُ تَعلَمُ والفَوارِسُ أنَّني ... فرّقتُ جَمعهم بطَعنة فَيصلِ إذ لَا أُبادِرُ في المَضيقِ فَوارسي ... قُدمًا أَو كل بالرعيل الأوّلِ إِن يقبلُوا أَحمل وإِن يَستَلحمُوا ... أشدُد وإِن يعشوا بدهمٍ أنزِلِ بكرتُ تخوّفُنِي الحُتُوفَ، البَيتُ، وَبعدَهُ: فأَجبتُها إِنَّ المنيَّةَ منهَلٌ ... لَا بدَّ أن أسقَى بكأسِ المنهَلِ فاقَني حَياءَك لا أبَالَكَ وأَعلَى ... أَنِّي امرؤٌ سأموتُ إِن لم أَقبَلِ إِنَّ المَنيَّة لو تمثَّلُ مثلت مثلي ... إذا نزلوا بضَنكِ المَنزلِ مُهلهل بنُ رَبيعة العُقيلي: 6042 - بِكرهِ سَرَاتِنَا يَا آل عَمروٍ ... نُغَادِيكُم بمُرهَفَةِ النّصَالِ النابَغةُ الجَعديُّ 6043 - بِكَفِّ فتًى أَنساهُ أَرحَامَ قَومِهِ ... مَحَارِمُ تُغشى من عُقُوقٍ ومَأثَمِ الفَرزدَقُ: 6044 - بكفِّهِ خَيزُرَانٌ ريحُهُ عَبِقٌ ... من كَفِّ أَروَعَ في عرنينهِ شَمَمُ يُقَالُ: إِنَّ الفَرَزدَقَ اصطَرَقَ هَذَا البَيت من عُروةَ بن أُذَينَةَ، وأضَافه إلى شِعرهِ، وَإنما هو لعُروَةَ. المُتَنَبِّي: 6045 - بِكُلّ أَرضٍ وَطئتُها أُممٌ ... تُرعَى بعَبدٍ كَأَنَّها غَنَمُ ¬
6046 - بِكُلّ بلادٍ بل بكُلّ مَظنّةٍ ... أخو أملٍ منَّا يُحاوِلُ مَطمَعَا عبدُ اللَّهِ بن الدُمينَةِ: 6047 - بِكُلِّ تَداوينَا فَلَم يُشفَ مَا بِنَا ... عَلى أَنَّ قُربَ الدارِ خَيرٌ منَ البُعدِ أَبياتُ عَبد اللَّهِ بن الدُمينةِ الخَثعَمِيّ، أوّلها: أَلَا يَا صَبَا نَجدٍ متَى هجتَ من نجد ... فقد زَادني مَسراك وجدًا على وَجدِ أَإِن هَتفت ورقاء في رَونق الضُحَى ... على فَننٍ غضَّ النَباتِ منَ الرَّندِ بَكيتُ كما يَبكِي الوَليدُ وَلَم تَزلْ ... جَليدًا وأَبديتَ الذي لم تَكُن تُبدِي وقَد زعمُوا أنَ المُحبَّ إِذَا دَنا ... يَملّ وأن النأي يشفي منَ الوَجدِ بكُلٍّ تَداوَينا فلم يشف ما بِنا. البَيتُ، وبَعدَهُ: عَلى أَنَّ قُربَ الدَارِ ليسَ بنافعٍ ... إذِا كَان من تهَواهُ ليسَ بذِي وُدِّ قال العُتبيُّ: سَمِعتُ أعرَابيةً تقُول: مسكينُ العَاشِقُ كُل شيءٍ عدُوّهُ: هبُوبُ الريح يُقلقُهُ، وَلمعَانُ البرق يؤرِقُه، وَرسومُ الديارِ تُحرّقُهُ، والعذل يؤلمُهُ، والذِكرُ يُسْقِمُهُ، وَاللَّيلُ يُضاعفُ بَلاءَهُ، وفقدُ الرقادِ يزيدُ عناءَهُ، ولقَد تداوَيتُ مِنهُ بالقُربِ، وَالبُعدِ، فما أنجح فيهِ دواءٌ، ولَا عَزّى عنه عَزاءٌ، وَلقَد أحسنَ، وَاللَّه، مَن قالَ: بكلٍّ تَداوَينا فَلَم يُشفَ مَا بِنا. . . البَيتُ. ومن باب (بكلّ) قول بشر بن عامر: بكل جهالةٍ منا أفي ثقةٍ ... لا حصر عنده ولا خطلُ وكل ناس إذا سموت به ... شرك منه الحياء والنبلُ جَحدَرٌ: 6048 - بِكُلِّ صُرُوفِ الدَّهر قَد عِشْتُ حِقْبةً ... وقَد حَمَلتَني بينَها كلَّ محمَلِ ¬
أبيات جحدر بن معاوية العكلي بعد قوله: بكل صروف الدهر قد عشت. . . البيت وقد عشت منها في رخاء وغبطة ... وفي نعمة لو أنها لم تحوّلِ إذا الأمر ولّى فاتعظ من طلابهِ ... بعقلك واطلب سببًا آخر مقبل فإنك لا تدري إذا كنت راجيًا ... أفي الريث نجحٌ أم في الأمر المعجل ولا تمش في الحرب الضراء ولا تطع ... ذو الضعف عند المأزق المتفعل ولا تشتم المولى تتبع أذاته ... فإنك إن تفعل تسفه وتجهل ولا تخذل المولى بسوء بلائه ... متى تأكل الأعداء مولاك توكلِ أَبُو نُوَاسٍ: 6049 - بِكُلِّ طَريقٍ لي منَ الحُبِّ رَاصِدٌ ... بكَفَّيهِ سَيفٌ للهَوى وَسِنَانُ بعدَهُ: فَمالي عَنه من مَفرٍّ وإِنَّني ... لأَجبُنُ عَنهُ وَالمُحبُّ جَبَانُ فقَد صرتُ بينَ البابِ وَالدَّارِ ليسَ لِي ... خَلاصٌ لا لي إن خَرجتُ أمانُ 6050 - بِكُلِّ قَرارةٍ منَّا وَمنهُم ... بَنانُ فتًى وجُمجُمَةٌ فَلِيقُ البُحتُرِيُّ: 6051 - بِكَ نَستَعتبُ اللَّيَالِي وَنَستَعدي ... عَلَى دَهرِنا المُسيءِ فَنُعدَى أَبو تَمَّام: 6052 - بِكَلَامٍ لَو أَنَّ للدَّهرِ سَمعًا ... مَالَ من حُسنِهِ إِلَى الإِصغَاءَ 6053 - بَكَى الحَبيبُ الزَّاكي بعَينٍ غَزيرَةٍ ... عَلَى الحَسَب المَوصُومِ أَن يُجمعا مَعا ¬
6054 - بكَى الخَزُّ من دَوحٍ وأَنكرَ جِلدَهُ ... وَعَجّتْ عَجيجًا مِن جُذامِ المَطَارِفِ وَاثِلَةُ الدَوسيُّ: 6055 - بكَى المنبَرُ الشَرقيُّ لمَّا عَلَوتَهُ ... وكَادَت مَسَامِيرُ الحديدِ تَذُوبُ الجَوهَريُّ: 6056 - بَكَيتُ بَعدَ دُمُوعِي في الهَوَى جَلَدِي ... فهَل سَمعتَ بباكٍ دَمعُهُ جَلَدُ بعدَهُ: تَذُوبُ نَارُ فؤادِي في الهَوَى بَردًا ... وَهل سَمعَت بنارٍ ذوبُها بَردُ المُعتَمد عَلَى اللَّه: 6057 - بكَيتُ فَتحًا فَإِذ دَانَيتُ سَلوتَهُ ... أَودَى يَزيدُ فَزادَ القَلبَ أَشجانَا أَبُو فراس بن حمدان: 6058 - بَكَيتُ فلمَّا لَمْ أَرَ الدَّمعَ نافِعًا ... رَجَعتُ إِلَى صَبرٍ أَمرَّ منَ الصَّبرِ يُقال إِنّ هَذَا البَيتَ أَوّلُ شعرٍ قالَهُ الأَميرُ أَبُو فِراسٍ الحارث بنُ سَعِيد بنِ حَمدَانَ. قَيسُ بنُ ذَريح: 6059 - بَكَيتُ نَعَم بَكَيتُ وَكلُّ إِلفٍ ... إِذَا بَانَت قَرينَتُهُ بَكاهَا قَبلَهُ: وَمَا فَارقتُ ليلَى عن ملالٍ ... وَلَكن شِقْوةٌ بَلَغتْ مَدَاهَا لَبستُ جَديدَهَا وتركتُ فيها ... رِداءً صالحًا لمَن ارتَدَاهَا ¬
وَيُروَى هَذَا الشِعرُ لبَعضِ الأَعرابِ. 6060 - بَكَى دَوبَلٌ لَا أَرقَأَ اللَّه عَينَهُ ... ألا إِنَّما يَبكي مِنَ الذُلِّ دَوبَلُ كَانَ أَبوُ الجَيشِ مُجاهدُ بنُ عَبد اللَّهِ العَامرِيُّ المُوفَّقُ مَولَى عبدِ الرَّحمَن النَّاصِر بن المَنصُورِ محمّد بن أبي عَامرٍ من أَهلِ الأدَبِ والهمَّة وَالشجَاعَةِ والجَلادَة فلمَّا جَاءَت أيّامُ الفتنةِ وذَهَبت دَولةُ أَبِي عَامرٍ قَصَدَ أَبُو الجَيشِ فيمن تَبِعَهُ الجَزائِرَ الّتِي في شرق الأندلُسِ وَهي جزائِرُ خِصبٍ وَسَعَةٍ فَغَلبَ عَليهَا وَحَمَاهَا ثُم قَصَدَ مِنْهَا في المَراكِبِ سَردَانيةَ وهي جَزيرَةٌ من جزائِر الرُومِ كَبيرةٌ في سَنَةِ ستٍّ أو سَبعٍ وَأَربع مائةٍ فَغَلَب على أكثَرِهَا وأَفتَحَ مَعاقلَها ثم اختَلقت عليه أَهواءُ الجُندِ وجاءَت أَمداد الرُوم وَقَد عَزمَ عَلى الخرُوجِ منها يُريد أخذ من نسعَب عَليهِ فعَاجَلَتهُ الرُوم وغلبَتْ على أَكثر مراكِبِه. فأَخبر أَبُو محمّد عليّ أَحمدَ قَال: حدّثني أَبُو الفُتوح ثابت بن محمّد الجُرجَانِي، قال: كُنتُ مَعَ أَبِي الحَيش مُجاهدٍ أيام غزاتِهِ سَرادَانية فأدخَل المَراكِبَ في مرسًى نَهاهُ أبو خرُّوبٍ رئيس البحريّين عنه فلَم يقَيل منه فلمَّا حَصَلَ في ذلك المرسى هبَّت ريحٌ فجَعلت تَقذفُ مَراكبَ المُسلمِين مركبًا مركبًا إِلَى الرِّيف والروُمُ وقوفٌ لَا شُغل لهم إِلَّا الأَسرُ والقَتلُ للمُسلمينَ فكُلّما سَقَط مَركبٌ بين أَيديهم جَعَل مُجاهدٌ يَبكي بأعلَى صوتهِ لَا يَقدرُ هُو ولا غَيرهُ على أكثر من ذلك لارتجاج البَحرِ وزِيادةِ الرِّيح قال فَيُقبل عَلَينا أَبُو خَرُّبٍ ويُنشدُ، بَكَى دَوبَلٌ لَا أرقأ اللَّهُ عَينَهُ، البَيتُ. ثم يقولُ قَد كُنتُ حَذّرتُهُ مِنَ الدُخُولِ هَاهُنا فلم يَقبَل قَالَ: فَبجريعَةِ الذَّقن مَا تخلصنا في يَسيرٍ منَ المَراكبِ إِلى أَن عَاد مُجاها إِلى الجزائِرِ الأَندَلُسيَّة التي كَانت في طَاعَتِهِ. امرُؤ القَيْسِ: 6061 - بَكَى صَاحبي لمَّا رأى الدّربَ دُونَهُ ... وَأَيقَن أَنَّا لاحقَانِ بِقَيْصَرا ¬
بعدَهُ: فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَيناكَ إِنَّما ... نُحاولُ مُلكًا أو نَموت فَنُعذَرا إِذَا قلت هَذَا صاحِبٌ قَد رَضيتُه ... وَقَرَّتْ به العَينان بدّلت آخرَا كَذلكَ حَظِّي لا أُصَاحِبُ صَاحِبًا ... من النَّاسِ إِلَّا خانني وتغيَّرا صَاحِبُ امرئ القيس هذا المَذكُورِ هوَ عَمروُ بن قَميئة، وإِنَّهُ كان يصحب امرأ القيس، فغَلَبَ امرؤ القَيْسِ عَلى شعرهِ. وقال أبو عبيدة: كان امرؤ القيس بن حمام الكلبي يصحب امرأ القيس بن حُجر الكنديّ، فغلب على أكثر شعر ابن حمامٍ، وانتحلهُ لنفسه، فسَارَ ذلك لامرئ القيس ابنِ حجرٍ، وخَمُلَ ابْنُ حمامٍ. 6062 - بكَى صَاحِبي لمَّا رأَى المَوتَ فوقَهُ ... مُطِلًّا كَإِطلَال السَّحابِ إِذَا اكفَهَرْ بعدَهُ: فقلتُ لَهُ صَبرًا جَميلًا فإِنَّما ... يَكُونُ غدًا حُسنُ الثناءِ لِمَنْ صبرْ فَمَا أَخَّرَ الإحجامُ يومًا مُعجلًا ... ولا عجّل الإقدامُ مَا أخَّرَ القَدَرْ فكرَّ حِفاظًا خشيَةَ العَارِ بعدَمَا ... رأَى الموتَ مَعروضًا على منهج المكرْ الحِمَّانيُّ: 6063 - بَكَى للشَّيب ثُمّ بَكَى عَلَيهِ ... فَكانَ أَعزَّ من فَقدِ الشَّبابِ 6064 - بَل جَنَاهَا أَخٌ عَليَّ كَرِيمٌ ... وَعَلَى أَهلهَا بَراقِشُ تَجنِي المَثَلُ: "عَلى أَهلهَا بَراقِشُ تَجنِي" بَراقِش: اسمُ كَلبةٍ نبحَت عَلَى أَهلهَا، فجاءَ أعداؤهم، فاكتسَحُوهُم. ¬
ابْنُ الرُّوميُّ: 6065 - بَلَدٌ صَحبتُ بهِ الشَّبيبةَ وَالصِّبا ... وَلبستُ ثوبَ العَيش وهو جَديدُ بعدَهُ: فإِذا تمثل في الفؤادِ رأيتَهُ ... وَعَليهِ أَغصانُ الشَّبابِ تَميدُ البُحتُرِيُّ: 6066 - بلُطفِ تأَنٍّ منكَ مَا زالَ ضَامنًا لَنا ... طَاعةَ العَاصِي وَسِلم المُحاربِ قبلَهُ: فلا نيَّةٌ حتّى تبينَ رُشدَهُ ... وحَتَّى اكتَفَى بالكُتب دُونَ الكَتائبِ لَهُ أَيْضًا: 6067 - بَلَغَ السّيادةَ في أَوانِ شبَابِهِ ... إِنَّ الشَّبابَ مَظنَّةٌ للسُّؤددِ البُحتُرِيُّ: 6068 - بَلَغَ الشَّمسَ فَنحَّى ... ضوءَهَا عَنِّي بكَفِّه الغَزِّيُّ: 6069 - بَلَغَ المَكارمَ والمَعالِي والنَّدَى ... سَعيُ المَكارِم فَوقَ عَدوِ الشَّنفَرى يَزيدُ بن محمّد المُهلَّبِي: 6070 - بلَغتُ الَّذي قَد كُنتُ آمُلُهُ لكُم ... وإن كنتُ لَم أَبلُغ بكُم ما أُؤمّلُ ¬
قبلَهُ: رأى الناسُ فوقَ المجدِ مقدارَ مجدكُم ... فقَد سألوكُم فَوق مَا كان يُسأَلُ وقصَّر عَن مَسعَاتِكُم كُلُّ آخرٍ ... وَما فاتَكُم من تقدّم أوّلُ بَلَغتُ الذي قَد كنت اَمُلُهُ لكَمْ. . . البيت، وبَعدَهُ: ومَالِيَ حَقٌ وَاجبٌ غَير أَنَّني ... إليكُم بكُمْ في حَاجتي أتوسَّلُ الوزيرُ أَبُو بكر بن زيدون: 6071 - بَلغَتْ إِلى السَّمْعِ الأَصمِ صِفَاتُكُم ... وأَبانَ فيهنَّ اللّسَانُ الأَعجَمُ أَعرابِيٌّ: 6072 - بَلَغتُ إِلى حُلوانَ والقَلبُ نَازِعٌ إِلى ... أَرض نَجدٍ أَين حُلوانُ مِن نَجدِ بعدَهُ: لَجَثْجَاثُ أرضٍ حينَ يَضرِبُهُ النَّدى ... أَحَبُّ وأَشهَى عندَنا من جَنَى الوَردِ قَالَهُ بَعضُ الأعرابِ المتوجّهينَ إِلى خُراسان في زَمَنِ عثمان بن عفّان رَضي اللَّهُ عَنهُ. الغَزِّيُّ: 6073 - بَلَغتْ بالثَّرَى خُطَاكَ الثُرَيَّا ... واستَوتْ خَلفَ سَعيكَ الأقدامُ أَبيَاتُ إِبراهِيمَ الغَزِّي، يَقولُ مِنها: كُل شيءٍ لَهُ مآلُ وَمفضًى ... وَإِلى الانتباهِ أَفضى المَنَامُ وَإِذا صحَّ في القِياسِ المُورَّى ... فالصِّبَى الشيبُ والرِّضَاعُ الفَطامُ لا تَصدنَّ رفعةً عن وَضيعٍ ... فعَلى المنسَمِ استقَلَّ السَنَامُ ¬
عَرَقَ الجَهلُ بالعَراقِ عظامَ العِلم ... وَاستولتِ الخطوبُ العظَام حَسبُهَا وَصمةً تَعدُمُ قَوم ... مَا لِطَيفِ المُنَى بهِم إِلمامُ خَير مَا يُطلَبُ الجَلالُ ولَكِن ... طلَبُ المُلكِ حَل فيهِ الحرامُ يَقولُ منها في المدح، بَلغت بالثرى خُطَاكَ الثريا، البَيت، وبَعدَهُ: خُذ مِنَ الشِعرِ مَا يَسُوغُ بَلاغًا ... وَاطّرح مَا تمجُّه الأَفهامُ لَا يَحُطنَّ رتبَتي سُقمُ حَالِي ... آيَةُ الحُسنِ في الجُفونِ السَقامُ وَاحتَرم هجرتي وَجَوبَ الفيافِي ... فهي أَعلى وَسَائِلي وَالسلامُ أَبو عَبد اللَّه بن الحجَّاج: 6074 - بَلَغتُ جُهدَ زُهَيرٍ في المَديحِ بهِ ... فَابلُغْ بمجدِكَ في أمرِي مَدَى هَرِم 6075 - بلَغتَ لعَشرٍ مَضَت من سنيكَ ... مَا يَبلُغُ السَّيِّدُ الأَشيَبُ بعدَهُ: فَهمُّكَ فيها جُسَامُ الأمُورِ ... وَهَمُّ لِدَاتِكَ أَن يَلعبُوا ابْنُ أَبِي طَاهِرٍ: 6076 - بَلَغتُ مرادِي وَاطمأَنَّت بيَ النَّوى ... وقَالَ لي الرَّوادُ أَعشبَت فانزلِ 6077 - بلَغْتَ منَ السِّنينَ مدًى طَويلًا ... ولَم تَعرف عَدُوَّكَ مِن صَديقِكْ بعدَهُ: فَسِرتَ عَلى الغُرور ولستَ تَدرِي ... شَرابٌ أَم سَرابٌ في طَريقِكْ 6078 - بلَغتُ منَ الهَوى بكَ في مَحلٍّ ... تَساوَى بينَ قُربكَ وَالفِراقِ ¬
بعدَهُ: فلَو واصلتَ لَم ينقُص غَرامِي ... كَمَا لَو بنتَ لَم يَزِدِ اشتِياقِي 6079 - بلَغتُ مُنَائي واللَّيالِي رَواغِمٌ ... بذِي كَرَمٍ يُبدي اللُّهَى وَيُعيدُهَا بعدَهُ: إِذَا اغبرَّ وَجهُ العَام وانقطعَ الحَيا ... فَكم عندَه من نعمةٍ تستَفيدُهَا وَإِن علقَت كَفُّ امريءٍ بحبَالِهِ ... فَمَا يَطلبُ الدُّنيا ولَا يَستَزيدُهَا 6080 - بَلغنَا السّماءَ بأَحسَابِنا ... وَلَولَا السَّمَاءَ لجُزنَا السَّماءَا 6081 - بَلَغنَا السَّماءَ مَجدنَا وَجُدُودَنَا ... وَإنَّا لنَرجُو فَوقُ ذَلكَ مَظهَرا 6082 - بَلَّغتَنِي الشُّهدَ وَلَا عِلم لِي ... أَنَّكَ تُخفِي شَفرةَ الذَّابِح 6083 - بُلّغتَ آمَالكَ يَا مَن بهِ ... بَلَغْتُ فِي دُنيايَ آمَالِي بعدَهُ: وَنلتَ مَا تَرجُو كَما أنَّني ... قَد نِلتُ مَا أَرجُو وَيُرْجَى لِي سألتَ عن حَالي وَأنتَ الذِي ... أَصلحتَ بَعدَ اللَّهِ أَحوالِي صِرتُ ذَا مَالٍ وَجَاهٍ وَما ... كُنتُ بذي جَاهٍ وَلَا مَالِ زُهيرٌ المصرِيُّ: 6084 - بَلِّغ سَلامِي إلى مَن لا أُكلِّمُهُ ... إنِّي عَلَى ذَلكَ الغَضبَانِ غَضبَانُ له أيضًا: 6085 - بَلّغ سَلامي وبَالى فِي الدُّعاءِ لَهُ ... وقبّل الأَرضَ عَنِّي عندَما تَصِلُ البَسَّامِيُّ: 6086 - بَلَوتُ أَبَا جَعفَرٍ مُدّةً ... فأَلفَيتُ منهُ بَخيلًا سَخِيفَا ¬
بعدَهُ: وَلولَا الضَّرُورَةُ لَم آتهِ ... وَعندَ الضَّرورةِ آتِي الكَنِيفَا هُو علي بن محمّد البَسَّامِي، أحدُ ابنَي عَبد اللَّهِ بن سُلَيمَان الوزير. الرّضِيّ المُوسَوِيُّ: 6087 - بَلَوتُ أخَّلاءَ الزَّمان وَكلُّهُم ... سواءٌ فَلا ذمًّا لَديَّ ولَا حَمدَا بَعدَهُ: وَمن يبغِ صفو الودِّ من كُلِّ صَاحِبٍ ... يَكُن صُبْحُهُ لَيلًا وَمسعاتهُ كدّا ويَقَربُ منه قَول ابن عُروسٍ الكَاتب الشيرازيّ (¬1): وَلي صَديقٌ عَدِمتُ عَقلِي ... إِن قلت لِي إِنّهُ صَديقُ لا نَلتَقِي في الزَّمانَ حَتَّى ... يجمعَ مَا بينَنَا الطَّرِيقُ ابْنُ المُعتَزِّ: 6088 - بَلَوتُ أَخِلَّاءَ هَذَا الزَّمانِ ... فَأَقلَلتُ بالهَجر منهُم نَصِيبِي بعدَهُ: وَكُلُّهُم ان تصفحتَهُ ... صَدِيقُ العِيَان عَدوُّ المَغيبِ تَفَقَّدْ مَساقِطَ لَحْظِ المُريبِ ... فَإِن العُيونَ وُجُوهُ القلُوبِ طَالِعْ بَوادِرَهُ في الكَلامِ ... فَإِنَّكَ تجني ثمارَ الغُيُوبِ إبراهيمُ بنُ العبَّاسِ الصُوليّ: 6089 - بَلَوتُ الزَّمانَ وَأَهلَ الزَّما ... نِ فَكُلٌّ بلَومٍ وَذَمِّ حَقِيقُ ¬
بعدَهُ: فأوحَشنِي من صَدِيقي الزَّما ... نُ وَآنَسَنِي بالعدوِّ الصّديقُ أَبُو عَليّ بن رُستَةَ: 6090 - بَلَوتُ النَّاسَ في غَربٍ وشَرقٍ ... فلَم تظفَر يَدي بَصَديقِ صِدْقِ بعدَهُ: فَبِتُّ مُجانبًا للناسِ طُرًّا ... يَبيتُ مُحالفي قَلَمِي وَرِقّي وَمَما أحبَّك امرؤ إلا ... أحَبَّ التَّفرّدَ خالِيًا من كُلِّ خلقِ وَفي الآدابِ لي أنسٌ أنيسٌ ... وصنعُ اللَّهِ يا عيني بِرِزقي الأفوه الأَودِيُّ: 6091 - بَلَوتُ النَّاسَ قرنًا بَعدَ قَرنٍ ... فَلَم أَرَ غَيرَ ذَا قِيلٍ وَقَالِ بَعدَ قَول الأَفوهِ: غَير ذا قيلٍ وقَالَ: ولَم أَرَ في الخُطوبِ أشدَّ هَولًا ... وَأصعَبَ من مُعادَاةِ الرِّجَالِ وَذُقت مَرارةَ الأَشياءِ طُرًّا ... فَمَا شيءٌ أَمرَّ من السُؤالِ قَالَ: عَبد اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ: هَذهِ الأَبيَاتُ الثلَاثُ جَامِعَةٌ قَالَتِ العَربُ مِنَ الحِكَمِ في أَشعَارِهَا. 6092 - بَلَوتُ أُمورَ النَّاسِ سَبعينَ حجّةً ... فلَم أَرَ في الدُّنيا أَقلَّ منَ العَدلِ مَحمُودٌ الورَّاقُ: 6093 - بَلَوتُ أُمورَ النَّاسِ سَبعينَ حِجَّةً ... ولَابَستُ صَرفَ الدَّهرِ في العُسر واليُسرِ ¬
بعدَهُ: فَلَم أَرَ بَعدَ الدِّين خيرًا مِنَ الغنَى ... ولَم أَرَ بَعدَ الكُفْرِ شرًا من الفَقرِ هَذا منظومُ قَول بزرجمهر: "إن كان شيءٌ فوقَ الحَياة، فالصحَّةُ، وَإِن كَانَ شيءٌ مِثلهُ، فالغنَى؛ وَإِن كان شيء فوقَ الموت، فَالمرضُ؛ وإِن كان شيء مثلُهُ، فالفَقرُ". إسماعيلُ بن أحمَد الشاشي: 6094 - بَلَوتُ الأَمانِي فَكَم تبرَّت ... بِأَدنَى الإساءَة إحسَانَهَا 6095 - بلَوتُ رجَالًا بَعدَهُ فِي إِخائِهم ... فَمَا زِدتُ إلَّا رغبةً فى إِخائِهِ أَبو غَانِم: 6096 - بَلَوتُكَ والمَغرُورُ غيري بَعدَما ... مخَضتُكَ مَخضَ المَخْضِ فِي طَلَب الزُبدِ بعدَهُ: فَما كنتَ إِلَّا كالسرابِ بقيعةٍ ... توهَّمهُ الظمآن ماءً منَ البُعدِ لمَّا رآهُ لائِحًا مَرَّ نحوَهُ ... فلما أَتاهُ لم يَجد فيهِ من وُردِ هُو أبو غانم مُؤدّبُ أَبِي أحمَدَ المُكتفي، ذَكَرهُ حَمزَةُ في كِتاب أصفهانَ. أَبو تَمَّامٍ: 6097 - بَلَوتُ منكَ وأَيَّامِي مُذمَّمةٌ ... مَودَّةً وُجِدَتْ أَحلَى مِنَ الضَّرَبِ بعدَهُ: مِن غير مَا سَبَبٍ مَاضٍ كَفَى سَببًا ... للحُرِّ أَن يَعتَفي حُرًا بِلا سَبَبِ صالح بنُ عَبدِ القُدوس وقيل: طاهر بن الحُسين ¬
6098 - بَلَوتُ وَجرَّبتُ الزَّمانَ وأَهلَهُ ... وأَدَّبَني منهُم مُسِيءٌ ومُحسِنُ الرَضِيُّ المُوسَوِيُّ: 6099 - بَلَوتُ وَجَرَّبتُ الأَخِلَّاءَ مُدَّةً ... فأَكثَرُ شيءٍ في الصَّديقِ مَلَالُ بعَدهُ: وَمَا رَاقَنِي ممَّن أَوَدُّ تَمَلُّقٌ ... ولَا غرَّنِي ممَّن أُحبُّ وِصَالُ ومَا صَحبُكَ الأَدنَونَ إِلَّا أَبَاعِدٌ ... إِذَا قلّ مالٌ أو نبت بِكَ حالُ تمِيلُ بي الدُّنيا إِلى كُلِّ شَهوةٍ ... وَأَينَ منَ النَّجمِ البَعيدِ مَنالُ وتَسلِبني أَيدي النَوائِب ثروَتِي ... وَلي من عَفافي والتقنّعُ مالُ وَمثلي لا يأسَى عَلى مَا يفُوتهُ ... إِذَا كَانَ عُقبَى مَا يُنالُ زوالُ يقول منها في المدح: أجِيلُ لحاظِي لَا أَرى غير ناقِصٍ ... كأنَّ الوَرَى نَقْصٌ وأنتَ كَمالُ لنا كُلّ يومٍ من مَعاليكَ شعبَةٌ ... وفائِدَةٌ مَا تنقَضِي وَنوالُ ابْنُ الرُّومِيّ: 6100 - بَلَوتُهُ أكذَبَ من يَلمَعٍ ... وبَارقٍ يَلمَعُ في خُلَّبِ بعدَهُ: نعوذُ بالرّحمنِ من شُؤمِهِ ... فَإِنَّهُ أَمضَى منَ المثقَبِ أَبُو محمَّدٍ الخازِن: 6101 - بُلُوغُ المُنَى أَن لَا تُكَاثرَ بالمُنَى ... وَنيلُ الغنَى أَن لا تُفكّرَ بالغنَى ¬
بعدَهُ: ومَن كَانَ للدُنيا أشَدَّ تصورًا ... تَجدهُ عنِ الدُّنيا أَشدَّ تَصَوُّنَا أبو بكر بن أبي الدنيا: 6102 - بَلَوْناكِ يا دُنيا على الفَقرِ والغِنى ... فَكُنْتِ عَلَى الحالَينِ خائِنةَ العَهْدِ أَبياتُ أَبِي بَكر بن أبي الدُّنيَا: هَبِينِي قَد استَوفيتُ خمسين حجَّةً ... ومَلّكتُ مَا بين العرَاقِ إِلى الهندِ وَمتَّعتُ بالأولَادِ وَالمالِ عيشَتي ... ونلتُ منائِي هَل عن الموتِ من بُدِّ ذَريني أُمَهِّدُ للمَمَاتِ فإِنَّنِي وَجَدتُ ... الرَّدَى يَأتِي عَلى الشيب والمردِ بَلَوناكِ يَا دُنِيا، البَيتُ. الرَضِي الموسَوِيُّ: 6103 - بَلَونَا مَا تَجيءُ بهِ اللَّيالِي ... فَلَا صُبحٌ يَدُومُ ولَا مَساءُ ابْنُ أَبِي طَاهرٍ: 6104 - بَلَونَاهُمُ وَاحدًا وَاحدًا ... فَكُلُّهُم ذَلكَ الوَاحِد بعدَهُ: . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . يَقُولُ أَبُو خَراشٍ: المصَائِبُ كُلَّما تُنسَى قَديمها وحَديثُها وَإِن كَان القَديم خَليلًا فإِنَّما يحزن على الأقرَبِ فالأقربِ وكُلَّما قَدُمَ الأَسَى نَسِينَاهُ، ومنهُ قَولُ القائِل (¬1): وَكَما تبلَى وُجُوهٌ فِي الثَرَى ... فكَذَا تبلَى عَليهنَّ الحَزَن ¬
وقال أَبُو العَتاهِيةِ (¬1): وَإِذَا انقَضى هَمُّ امرىٍ فَقد انقضَى ... إِنَّ الهمومَ أَشدُّهنَّ الأَحدَثُ مَات لبعضِ الحُكماءِ وَلَدٌ فبَكاهُ حولًا ثم أمسَكَ، فَسُئِلَ عَن ذَلكَ، فَقَالَ: كَانَ جُرحًا فَبَرَأ (¬2). بعدَهُ: وَكُلُّهُم خَيْرُهُ ناقِصٌ ... وَكُلُّهمُ شَرُّهُ زائِدُ أَبُو خراشٍ الهُذَلِي: 6105 - بَلَى إِنَّها تَعفُو الكُلُومُ وإِنَّما ... نُوكلُ بالأَدنَى وإِنْ جَلَّ مَا يَمضي قَبْلَهُ: فَو اللَّهِ لَا أنسَى قتيلًا رزيتُهُ ... بجانبِ قَوْسي مَا مشيتُ عَلَى الأَرضِ بَلَى إِنَّها تَعفُو الكُلومَ. . . البيت. أخذه الأحوَصُ، فَقَال (¬1): النفس فاستَبقِهَا لَيست بِمُعْوِلَةٍ ... شيئًا وَإِنْ حَلَّ الأريب تعتَرفُ إِنَّ القَديمَ وَإِن جَلَّت مُصيبَتُهُ ... يَنضُو فَيُنسَى وَيبقَى الحادِثُ الأنفُ أَبُو العَتاهيَة: 6106 - بُليتُ بدَارٍ مَا تَقضَّى هُمُومُهَا ... فلَستُ أَرى إِلَّا التَوَكُّلَ والصَّبرَا أَبُو الأسود الدُّؤليُّ: 6107 - بُليتُ بصَاحبٍ إن أَدنُ شبرًا ... يَزدني فِي تَباعُدِهِ ذرَاعَا ¬
بعدَهُ: أَبت نفسِي له إِلا اتّباعًا ... وتَأبَى نفسُهُ إِلَّا امتِنَاعَا كلَانَا جَاهِدٌ أَدنُو وَيَنَأى ... كَذلك مَا استَطعتُ ومَا استَطاعَا أَبُو منصُور الطاهِريُّ: 6108 - بُليتُ بفَقدِ الوَالدَينِ ومَن يَعش ... لفَقدهمَا تَصغُر لَديهِ المَصائِبُ بعدَهُ: فَعَزَّيْتُ نَفسِي مُوقنًا بذَهابِهَا ... وكيفَ بقاءُ الفَرعِ والأصلُ ذاهِبُ قالَ بَعضُهم: وَذَهَبَ أبي, وهو أَصلي، وَذهب ابني، وهو فرعِي، وَمَا بَقاءُ شَجرة ذهَبَ أصلُهَا، وفَرعُها. وكأنَّ أبا منصورٍ الطّاهِريّ أخذه مِن هذا الكَلام. 6109 - بُليتُ بقَاسِي القَلبِ قَد أَلفَ الجَفَا ... رَضيتُ بهِ مَولًى وَلَم يَرضَ بي عَبدَا عَزِيزُ الدّين الأصفهانِي: 6110 - بُليتُ بقَومٍ مَا لَهم في العُلا يَدٌ ... ولَا قَدمٌ تَسعَى لبَذلِ الصَّنَائِعِ بعدَهُ: إِذَا نَظرت عيني لهُم فَتَنَجَّسَتْ ... برؤيَتهِم طَهَّرتُهَا بالمَدامِع المُتَنَبِّي: 6111 - بُليتُ بهم بلاءَ الوَرد يَلقَى ... أُنوفًا هُنَّ أَولَى بالحشَاشِ قَولُ المُتَنَبِّي، بُليتُ بِهم بلاءَ الورد، البَيت. مِن قَصيدة يمدَحُ بهَا أَبَا العَشائِرِ، أَوّلُهَا: ¬
مَبيتي من دمَشقَ عَلَى فِرَاشِي ... حَشَاهُ لي بحُبِّ حَشَاي حَاشِ يَقُولُ مِنْهَا: ونهبُ نفوس أَهل النَهب أولَى ... بأَهلِ المجدِ من نَهبِ القُماشِ وَمن قَبل النطاح وَقبلَ يأتِي ... تبيننَّ النِعَاجُ مِنَ الكِباشِ فيَا بَحر البُحور ولَا أُروِّي ... وَيَا مَلِكَ الملُوكِ ولَا أُحَاشِي كأنَّكَ ناظِرٌ في كُلِّ قَلبٍ ... فمَا يخفَى عَليكَ مَحلَّ غاشِ يقول منها: بُليتُ بهم بلاءَ الوَردِ يلقَى، البَيتُ، وبَعدَهُ: عَليكَ إِذَا هُزِلتَ مَعَ اللَّيالِي ... وَحَولكَ حينَ تُسمَى فِي هَراشِ جَميلُ بثينَة: 6112 - بَليتُ فأَبلتني خُطوبٌ لَقيتُها ... وَبَعضُ الَّذي لَاقَيتُ في حُبّكُم يُبلى عَبد اللَّه بن المعتَزّ: 6113 - بليتُ وَمَلَّ العائِدونَ وَرَابنَي ... تَزيُّدُ أَدوائِي وَفَقدُ دَوائِيا بعدَهُ: وَعُطِّلَ مِنْ نَفسي مَكانُ رَجائِيا ... فَإِن لم يَكُن موتٌ فكَالمَوتِ مَابِيا 6114 - بليغٌ إِذَا يَشكُو إِلى غَيرهَا ... الهَوى وَإِن هُوَ لَاقاهَا فغَيرُ بَليغِ بَعدَهُ: كأنَّك ظمآنٌ يُطالبُ مَورِدًا ... فَإِنْ نالَ رِيًّا فَهو غَيرُ مُسيغِ عَلِيُّ بن الجَهمِ: 6115 - بمَا بينَنَا من حُرمةٍ هَل رَأَيتُمُ ... أَرقَّ من الشكوى وأَقسَى منَ الهَجرِ ¬
6116 - بمَاذَا يَا طُويَسُ عَليكَ أُثنِي ... وَلَستَ من المَيامِينِ الكِرامِ بعدَهُ: وَهَبنِي قلتُ هَذَا الليلُ صُبحٌ ... أيَعمَى العَالمُونَ عَنِ الظَّلامِ؟ المُتَنَبِّي: 6117 - بِمَ التَّعَلُّلُ لَا أَهلٌ وَلَا وَطنٌ ... ولَا نَديمٌ ولَا كأسٌ ولَا سَكَنُ أَبياتُ المُتنَبِّي يَقُولُ مِنْهَا: لا تَلقَ دَهركَ إِلَّا غيرَ مُكتَرثٍ ... مَا دَامَ يصحَبُ فيه رُوحَكَ البَدَنُ فَمَا يَدُومُ سُرورٌ مَا سُررتَ بهِ ... ولَا يُردُّ عَليكَ الفَايتَ الحَزَنُ مِمَّا يَضُرُّ بأَهلِ العِشقِ أنَّهُمُ ... هَووا ومَا عَرفُوا الدُّنِيا ولا فَطَنُوا تفنى عُيونُهم دمعًا وَأنفسُهُم ... في أثر كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ مَا فِي هَوادِجِكُم من مُهجَتي عَوضٌ ... إن متُّ شوقًا ولَا فيها لَها ثمَنُ مَا كُلُّ مَا يتمنَّى المَرءُ يُدرِكُهُ ... تَجرِي الرِّياحُ بِمَا لا تَشتَهِي السُفُنُ رأيتُكم لا يَصُون العرضَ جَارُكُمُ ... ولا يَدُرُّ على مَرعَاكم اللَّبَنُ جَزاءُ كُلِّ قَريبٍ منكُمُ مَثلٌ ... وحَظُّ كل محبٍّ منكُمُ ضَغَنُ وتَغضَبُونَ عَلَى مَن نَالَ رِفدَكُمُ ... حتَّى يُعَاقِبَهُ التنغِيصُ وَالمَنَنُ سَهرتُ بَعدَ رَحيلي وَحشةً لكُم ... ثم استَمرَّ وَارعَوى الوسَنُ وَإنْ بُليتُ بُودٍّ مثلَ ودّكُمُ ... كأنَّني بفراقٍ مثلِهِ قَمَنُ أَبلَى الأَجلَّة مَهرِي عند غَيركُمُ ... وبُدِّلَ العُذرُ بالفُسطاطِ والرَّسَنُ فَغَادَرَ الهَجرُ مَا بيني وبَينَكُمُ ... بهمَاءَ تَكذِبُ فيهَا العَينُ والأذُنُ إِنِّي صاحبُ حلمي وَهو وبِي كَرَمٌ ... ولَا أصاحبُ حلمي وهو بِي جُبُنُ ولَا أُقيم على مَالٍ أذلُّ بِهِ ... ولَا ألذُّ بمَا عِرضي بهِ دَرَنُ ¬
الرَّضِي الموسَوِي: 6118 - بمَالِكَ نلتَها وَكفاكَ عَارًا ... فأَلَّا نلتَهَا بالمَجدِ أَلَّا؟ أَبيَاتُ الرَّضِي أوَّلُهَا: تَطَاطَ لَها فَيُوشِكُ أَن تَجلَّى ... وَوَلِّ جُنونَ دَهرك مَن تَولَّى في المثَلِ: تَطَاطَ لهَا تُحطيكَ يُضرَبُ في تركِ التعرّض للشرِّ. والهاء في ضمير عائدٌ إِلى الحادثة يَقُولُ تطاطَ للحادثة أي اخفض لَهَا رأسكَ تُجاوِزكَ وهَذَا كما تقول العامَّةُ دعَ الشرَّ يَعبُر. وَلَا تَكِل الزَّمانَ إِلَى عِتَابٍ ... فَمَا يَدري الزَمانُ أساءَ أَم لَا خَبُوطٌ باليَدَينِ يُشتُّ شملًا ... جَميعًا بالنَّوى وَيَلُمُّ شَملَا فَقدتُكَ من زَمانٍ كُلَّ فَقَدٍ و ... فعلُكَ مَا أَخسَّ ومَاَ أَذَلَّا أمثلِي يُستَضامُ ولَا يُرَى لِي ... إذِا عَرَضَ العَيانُ بينكَ مثلَا فَحسبُكَ قَد حَملتَ على مُطيقٍ ... شآكَ تَجلّدًا أو شجاكَ حملًا وَمَا حَطَّ إِلَّا عَادى لِي مَحلًا ... ولكِن حطَّ عَنِّي الدَّهرُ كَلَّا فَإِن أَخَذُوا الأقلّ منَ المَعالِي ... فقَد تَركُوا منَ الصَّون الأَجَلَّا أَنَا الرَجُلُ الذِي عَلمتْ نزَارٌ ... أَجلّ مغَارِسًا وأَعَزَّ نَجلَا أَمَرُّ عَلَى لَهَى الأَضدادِ طعمًا ... وأَنفذ في طُلى الأعداءِ نَبْلَا وَنفسِي مَا عَلِمتَ وَلي جَنانٌ ... أَبَى لِي أَن أُهَانَ وأَن أُذَلَّا سَجِيَّةُ مُستمِيتٍ لَا يُبالِي ... منَ العَلياءِ يَعطُلُ أَم يُحَلَّا فلِم آسَى وقَد أحرزتُ مجدًا ... كَفَانِي مَا يُبلِّغُنِي المحَلَّا إِذَا خَلَتِ المَنازِلُ للمَوالِي ... فَيا سرعانَ مَا عزلَ الموَلَّى وَبينا أَن يقُولُوا قَد تَملَّى ... بهَا حتَّى يقولُونَ مَا تَمَلَّى بمالكَ نِلتَها وَكَفاكَ عَارًا، البَيت، وبَعدَهُ: ¬
فَمن وَجدَ الطريقَ إِليَّ صَعبًا ... فقَد وَجَدَ الطَّرِيقَ إِليَّ سَهلَا وَهَل في ذَاكَ إِلَّا أَن يَقُولُوا ... تَسَببُ مُكَثرٍ غلَبَ المُقِلَّا تَهلَّ إذ أُصيبَ بهَا جَبينِي ... وَلَو غَيري أُصيبَ بهِ استَهلَّا وَإِن يَكُ نَالَهَا فلقَد أَنفنَا ... وَأرخَصنَا بقيمَتها وَأغلَا فلم يَكُ جُودُهُ في ذَاكَ جُودًا ... وَلَم يَكُ بُخلُنَا عَن ذَاكَ بُخلَا فَمَا المَغبُونُ إِلَّا من تَوَلَّى ... ولَا المغبُوطُ إِلَّا مَن تخَلَّى (¬1) رَبيعة بن مقرومٍ الضَبِّي: 6119 - بمثلِي فاشهدِ النَّجوى وَعَالِنْ ... بيَ الأعداءَ وَالقَومِ الغضَابَا قبلَهُ: أخُوك أخوكَ مَن يَدنُو وتَرجُو ... مَودَّتَهُ وَإِنْ دُعيَ استَجَابَا إِذَا حَاربتَ حَاربَ مَنْ تُعادِي ... وَزاد سِلاحُهُ منكَ اقترابَا بمثلي فاشهد النَّجوى وعَالِن. . . البيت من الحَماسسَة، وقد ضمَّنهُ أبو فراسٍ شعرَهُ. وفِي المثلِ: "بمثلي تُطرَدُ الأَوابدُ": مَعناهُ بمثلي تُطلَبُ الحَاجَاتُ الممتنعَةُ. أَصل الأَوابِد الوَحش ثمّ استُعيرَت في غَيرهَا، وَمنهُ قَول الناسِ: أَتى فلانٌ في كَلامهِ بآبدةٍ، أي كلمةٍ وَحشيَّةٍ، وَتأبّدَ المكَانُ توحَّشَ. سَلمٌ الخاسِرُ: 6120 - بمَجرٍ يَضِلُّ اللَّيلُ في حَجَراتِهِ ... سُرادقُهُ ممَّا تُثيرُ الحَوافِرُ بعدَهُ: نَشَرْنَ عَجاجَ الأرضِ ثمَّ طَوينَهُ ... فَمَا هُنَّ إِلَّا طاوِيَاتٌ نَواشِرُ ¬
جَرِيرٌ: 6121 - بِمُرهَفَةٍ بيضٍ إِذَا هيَ جُرِّدَتْ ... تَرقرَقُ فيهنَّ المَنَايا اللَّوامِعُ الأعشَى: 6122 - بمَلمُومةٍ لَا يَنفُذُ الطَّرفُ عَرضَهَا ... وخَيلٍ وأَرمَاحٍ وَجُندٍ مُؤَيَّدِ المُتنَبِّي: 6123 - بمَن أَضربُ الأمثَالَ أَم مَن أَقيسُهُ ... إِليكَ وأَهلُ الدَّهر دُونَك والدَهرُ بعدَهُ: ولو تُتركُ الدُّنيا على حُكم كَفِّهِ ... لأصبَحت الدُّنيا وَأَكثرُها نَزرُ أَراهُ صَغيرًا قَدرَهَا عُظم قَدرِهِ ... فما لعَظِيمٍ قَدرهُ عِندهُ قَدرُ مَتَى مَا يُشر نَحوَ السَّماءِ بَوجههِ ... تخرُّ لَهُ الشعرى وَيَنْكَشفُ البَدرُ لَهُ مننٌ تغني الثناءَ كأنَّها ... بهِ أقسمَت أن لا يُؤدَّى لهَا شُكرُ بمَن أَضربُ الأمثال. . . البيت، وبَعدَهُ: وَبَشّرتُ آمَالِي بمَلكٍ هو الورَى ... وَدارٍ الدُنيَا ويَومٍ هُو الدهرُ الرَضِي الموسَويُّ: 6124 - بمَن تُنزَلُ الحَاجَاتُ يا أُمَّ مَالكٍ ... وَأينَ رجَالٌ تُعْتَفَى وَبِلَادُ يَقُولُ الرّضي منهَا: لحَيٌّ علَى الجرعاءِ ألأَمُ رِجلةً ... إِذَا ظَعَنُوا شَاقُوا العيوب وَقَادُوا لهم مَجلسٌ مَا فِيه للمجد مَقعدٌ ... ومَربَطُ عَارٍ مَا عَلَيهِ جَوَادُ ¬
بُيوتُهم سُود الذُرَى وَلنَارِهم ... مَواقِدُ بيضٌ مَا لَهُنَّ رَمَادُ وَأيدٍ جُفُوفٌ لَا تَلينُ وَإِنَّها ... وَلَو مُطِرَت فيها الغيُومُ جَمادُ أَمَّا كَان فيكُم مُجملٌ أو مُجامِلٌ ... إِذَا لَم يَكُن فيكم أغرُّ جَوادُ فلَا مَرحبًا بالبَيتِ مَا فيهِ مَفزَعٌ ... لِلَاجٍ وَلَا للمستَجِنّ عِمَادُ فَلَا تُرهبُوني بالرّماح سَفَاهةً ... فعِيدَان أَوطانِي قنًا وصعادُ ولَا توعدوني بالصَّوارمِ ضَلَّةً ... فبيني وبينَ المشرّفي وِلادُ أَبُو فراس بن حمدان: 6125 - بمَن يثقُ الإِنسانُ في مَا يَنوبُهُ ... وَمن أَين للحُرِّ الكَريم صِحَابُ 6126 - بمَن يَستَصرخُ العُشّاقُ يومًا ... إِذَا مَا حَاكِمُ العُشَّاقِ جَارَا العُتَبي في ولدٍ مَاتَ لَهُ: 6127 - بمَوتكَ مَاتَت اللَّذاتُ عَنّي ... وَكَانت حَيَّةً إِذ كُنتَ حَيَّا 6128 - بِنَا أَنتَ من هَادٍ نَجونَا بذِكرِه ... وَقَد نَشِبَت فينَا أَكُفُّ المَهالكِ دِعبِلٌ: 6129 - بَنَاتُ زيَادٍ في الخُدُور مَصُونةٌ ... وَبنتُ رَسُولِ اللَّهِ في الفَلَواتِ يقولُ منها وَهو من شعره السّائر: أَرى فَيْأَهَم في غَيرِهم مُتَقَسِّمًا ... وأيديهم من فيئِهم صفَراتِ بَناتُ زَيادٍ في الخدورِ مَصونَة. . . البَيت، وبَعدَهُ: وَآلُ رسولِ اللَّهِ نحفٌ جسومُهم ... وآل زيَادٍ غُلَّظُ القَصِرَاتِ ¬
أَبُو تَمامٍ: 6130 - بَناتُ نَعشٍ ونَعتنن لَا كُسوفَ لَها ... والشمسُ والبَدرُ منهُ الدَّهر في رَقَمِ 6131 - بِنَا سَقَمٌ وَنَحْنُ رجَالُ عيسَى ... بِنَا ظَمَأٌ وسَاقينَا الغَمَامُ قَرِيبٌ مِنهُ (¬1): أنا في ذِمّةِ السَّحابِ وأَظْمَى ... إِنَّ هَذَا لَوَصْمَةٌ في السَّحابِ جَعفَرُ بن شمس الخلافة: 6132 - بِنَا عَدَمٌ فَاعلَم وفينَا سَمَاحَةٌ ... وَكَم عَدَمٍ غَطَّى عَلَى الجُودِ فَاستَتَر البُحتُرِيُّ: 6133 - بنِا مَعشَر العَافِينَ ما بكَ من أَذًى ... فإِن أَشفَقُوا ممَّا أَقُولُ فَبِي وحدِي قَبْلهُ: بأنفُسِنا لا بالطّوارِفِ والتُلدِ ... نَقيكَ الّذي تُخفي من السقم أو تُبدِي بِنَا مَعشَر العَافينَ. . . البَيتُ، وبَعدَهُ: ظَللنَا نَعُود المجدَ من وَعككَ الذي ... وَعكتَ وقلنا اعتَلَّ طودٌ من المجدِ وَلستَ تَرى عُودَ الثُّمامَةِ خائفًا ... رياح السّمومِ الآخذاتِ منَ الرَّنْدِ ولَا الكلبُ محمُومًا وإِن طَالَ عُمرُهُ ... أَلا إِنَّما الحُمَّى عَلى الأَسَدِ الوَرْدِ المُتَنَبِّي: 6134 - بِنَا مِنكَ فَوقَ الرَّملِ مَا بكَ في الرَّملِ ... وهَذا الَّذي يُضنى كَذَاك الّذي يُسلي أَبيَاتُ المُتَنَبِّي يُعزِّي سَيفَ الدَّولةِ بوَلَدهِ أَبِي الهَيجاءِ عبدِ اللَّهِ في صَفَر ¬
سَنَة ثمانٍ وثلاثين وثلثِمائةٍ. أوَّلُها: بِنَا منكَ فَوقَ الرَّملِ مَا بكَ فِي الرَّملِ، البَيتُ، وبعدَهُ: كَأَنَّكَ بصَرتَ الَّذِي بِي وخفتَهُ ... إِذَا عِشتَ فاحتَرتَ الحَمامَ عَلى الثُكلِ فإِن بك في قَبرٍ فَإِنَّكَ في الحَشَا ... وَإن تَكُ طِفلًا فالأسَى لَيسَ بالطِّفلِ وَمثلُكَ لا يُبكَى عَلَى قَدرِ سِنِّهِ ... وَلَكِن عَلَى قَدرِ المَخيلَةِ والأَصلِ أَلستَ منَ القَومِ الأُلَى برِماحِهم ... نَداهُم فمِن قتلاهُم مهجةُ البُخلِ تُسَلِّيهم عَلياءُهُم عن مُصابِهِم ... وَيَشغلُهم كَسبُ الثناءِ عَن الشغلِ وَلَم أَرَ أَعصَى منكَ للحُزنِ عَبرةً ... وَأثبتَ عقلًا وَالقُلوبُ بِلَا عَقلِ وَيبقَى علَى مرِّ الحَوادِثِ صبرُهُ ... ويَبدُو كَما يَبدُو الفرندُ علَى الصَّقلِ ومَن كَانَ ذا نَفسٍ كَنفسِكَ حُرَّةٍ ... ففيهِ لهَا مُغنٍ وفيهِ لَها مسلِي ومَا المَوتُ إِلَّا سَارِقٌ دَقَّ شخصُهُ ... يَصُولُ بلَا كفٍّ ويَسعَى بلَا رجلِ يَرُدُّ أَبُو الشبلِ الخَميس عن ابنِهِ ... ويُسلمهُ عند الولادَةِ من القَتلِ هَل الولَدُ المححبوبُ إِلَّا تعلَّةٌ و ... هَل جَلوَةُ الحَسناءِ إِلَّا أذَى البَعلِ وَقَد ذُقتُ حَلواءَ السنينَ عَلَى الصَّبِي ... فَلا تَحسَبَنِّي قلتُ مَا قلتُ من جهلِ وَمَا تَسع الأَزمَانُ علمي بأَهلِهَا ... ومَا تُحسنُ الأيامُ تكتَب مَا أُملِي ومَا الدَّهرُ أَهلًا أن يُؤمّلَ عندَهُ ... حَياةٌ وَإِن يُشَاقُ فيهِ إِلى النَّسلِ 6135 - بَنَانا اللَّهُ فَوقَ بَني أَبينَا ... كَمَا يُبنَى عَلَى الثَبَجِ السَّنَامُ بعدَهُ: وكأين في المعَاشِر مَن أُناسٍ ... آخرهُم فَوقَهُم وهُمُ كرَامُ القاسم بن حَنبلٍ المُرّي: 6136 - بُنَاةُ مَكَارمٍ وَأُسَاةُ كَلْمٍ ... دماؤُهُمُ منَ الكَلَبِ الشّفاءُ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: 6137 - بِنَا لَا بِكَ الشّكوَى فَلَيسَ بضائِرٍ ... إذا صحَّ نَصلُ السَّيفِ مَا لَقِيَ الغِمْدُ قبلَهُ: فَإِن تَكُ قَد نالتكَ أطرَافُ وَعكَةٍ ... فلَا عجَبٌ قَد يَوعَكُ الأَسَدُ الوَرْدُ أخذه البُحتُريُّ من أبي تمامٍ، وَأساءَ كَما أحسن أبو تمامٍ، فقال: ولَا الكلب محمومًا. . . البيت. وَلم يستَحسن أحد من نقادِ الكلامِ ضربَ الكَلب مثلًا للممدُوحِ، ولمَّا ضرَب اللَّهُ تعالى مثلًا بالكَلب أتى بهِ في مَوضمع الذّمِ، فقال: (كَمَثلِ الكلب إِن تحمل عليه يَلهث أو تترُكهُ يلهث). وهذا غير مستحسنٍ من البُحتُريّ. 6138 - بِنتُم عَن العَينِ القَريحَةِ فيكُمُ ... وَسَكنتُم طَيَّ الفؤاد الوَالِهِ ابْنُ زَيدُونَ: 6139 - بِنتُم وَبنَّا فَمَا ابتلَّت جَوانِحُنَا ... شوقًا إليكُم ولَا جفَّت مآقينَا ابن طَباطَبا في كتابٍ: 6140 - بِنظَامِ دُرٍّ كَالثغُور ... وَكَالعُقُود عَلَى النُحورِ قبلَهُ: وَفَضَضتُهُ فوجَدتُه ... لَيلًا عَلَى صَفحاتِ نُورِ مثل السَّوالفِ والجبَا ... هِ البيض زينتْ بالشعُورِ بنظام دُرٍّ كالثغور. . . البيتُ، وَبعدَهُ: أَنْزَلْتُهُ في القَلبِ مَنزلَةَ ... القلوبِ منَ الصُدورِ ¬
6141 - بنَفسِي حَبيبٌ بَانَ صَبرِي ببَينهِ ... وَأَودعَني الأحزَانَ سَاعَة وَدَّعَا بعدَهُ: وَأنحلَني بالهجر حتّى لَو أنَّني ... قذًى بينَ جَفْنَي أَرمدٍ مَا تَوجَّعَا السّريُ الرَّفاء: 6142 - بنَفسِي مَن أَجُودُ لَهُ بنَفسِي ... وَيبخَلُ بالتَّحيَّةِ وَالسَلامِ بعدَهُ: وَيلقاني بعزّة مُستَطيل ... وَألقَاهُ بذلَّة مُستَهَامِ وحَتفي كامِنٌ في مُقلتيهِ ... كمُونَ الموتِ في حَدِّ الحُسامِ إبراهيم بن العَباسِ الصُوليّ: 6143 - بنَفسِي مَن إِساءتُهُ اعتمَادٌ ... ومَن إحسَانُهُ من غَير عَمدِ بعدَهُ: ومَن أصفَيتُه في الحُبِّ جُهدِي ... فَعارَضَ في الجفاءِ بمثلِ جُهدِي 6144 - بنَفسِيَ من إن قَالَ خَيرًا وَفى بِهِ ... وإِن قَالَ شرًّا قالَهُ وَهو مَازحُ بعدَهُ: ومَن قد رَمَاهُ الناسُ حَتَّى اتّقَاهُمُ ... ببُغضي إِلَّا ما تُكِنُّ الجَوانحُ 6145 - بِنَفسِي مَن أَهدى إليَّ كتَابَهُ فَأهدَى ... لِيَ الدُّنيا مَعَ الدّين في دَرْجِ السَرِي الرفّاء: 6146 - بِنَفسِي مَن ردَّ التَّحِيّةَ ضَاحِكًا ... فجدَّدَ بَعدَ اليأسِ في الوصلِ مَطمَعِي ¬
بعدَهُ: وحَالت دُمُوعُ العَينِ بَينيَ وَبَيْنَهُ ... كأنّ دُموعَ العَين تعشقُهُ مَعِي 6147 - بنَفسِي مَن شَطَّت بهِ غُربَةُ النَّوى ... ومَن هُوَ في لَحظِي وَفكري مُمثَّلُ بعدَهُ: صَحوتُ وَعندِي من هَواهُ بقيَّةٌ ... تَعَمُّ جميعَ العالَمينَ وتَفضُلُ 6148 - بنَفسِي مَن صَافَيتُهُ فوجَدتُهُ ... أَرقَّ منَ الشكوَى وأصفَى من الدَّمعِ بعدَهُ: يُوافِقُني في الجِدِّ والهَزلِ طَائِعًا ... فَينظر من عَيني ويَسمعُ من سَمعِي ابْنُ الدُمينَةِ: 6149 - بنَفسِي وَأَهلِي مَن إِذَا عَرَّضُوا لَهُ ... ببَعضِ الأَذَى لَم يَدر كَيفَ يجيبُ أَبياتُ ابن الدُمينَةِ، أوَّلُها: بنَفسِي وَأهلِي من إِذَا عرَّضُوا لَهُ، البَيتُ, وبعدَهُ: ولَم يعتذر عُذرَ البَرِي وَلَم تزلْ ... بهِ سَكتَةٌ حتَّى يُقالَ مرِيبُ لقد ظلَمُوا ذات الوِشاحِ وَلم يَكُن ... لنَا من هَوَى ذَاتِ الوشاحِ نَصيبُ سُقيتُ دَمَ الحيَّاتِ إن لمتُ بَعدَهَا ... محِبًّا ولَا عنّفتُهُ بحَبِيبِ وَمِن ذَلكَ قَولُ لآخَرَ: بنَفسِي من يَصيرُ إِذَا رآنِي ... كأنَّ الجُلَّنارَ بوَجنتَيه فلَا أدرِي أيَستَحيي لظُلمِي ... أَم التشوِيرُ مِن نَظري إِليهِ ¬
منصُور الفَقيهُ: 6150 - بَنُو آدَمَ كَالنَّبت ... وَنَبتُ الأَرضِ أَلوانُ بعدَهُ: فَمنهُ شجَرُ الصَّندَلِ ... وَالكافُورُ والبانُ ومنهُ شَجرٌ أفضَل ... مَا يَحمِلُ قَطرَانُ كَعبُ بن مَالك: 6151 - بَنُو الحَربِ إِن تُجدِد بنَا الحَرب تَلْقَنا ... نُجدُّ وإِن تَخشَع فَمَا نتخَشَّعُ أَبُو فِراسٍ: 6152 - بَنُو الدُّنيا إِذَا مَاتُوا سَواءٌ ... وَلَو عَمِرَ المُعَمَّرُ أَلفَ عَامِ قبلَهُ: يَعِزُّ علَى الأحبَّةِ بالشآم ... حَبيبٌ باتَ مَمنُوعَ المَنام وَإِنّي للصَّبُور عَلى الرَّزايَا ... ولَكِنَّ الكِلامَ عَلى الكِلامِ أُلامُ عَلى التَّعرُّض للمَنايَا ... وَلي سَمعٌ أَصمُّ عَنِ المَلامِ بَنُو الدُّنيا إِذَا مَاتُوا سواءٌ. . . البيت. ابْنُ المُعتَزِّ: 6153 - بَنُو العَمِّ لَا بَل هُمْ بَنُو الغَمِّ والأَذَى ... وأَعوان دَهرِي إن تظلّمتُ من دَهرِي الأخطل: 6154 - بَنُو أُميَّةَ نُعمَاهُم مُجَلَّلةٌ ... تمَّت فَلا منَّةٌ فيهَا ولَا كَدَرُ ¬
حُسين بن مُطير الأسَدي: 6155 - بِنُورِ وجهِكَ تُضحِي الأرضُ مُشرقةً ... ومنْ بنَانِكَ يجري الماءُ في العُودِ يقول منها: كأَنَّ جُودَك جُود الناسِ كُلِّهم ... وأنتَ وَالأبُ مَنحوتانِ من عُودِ صَلَّى لجُودكَ جُودُ النَّاسِ كُلّهم ... فَصارَ جُودكَ محرابًا لذي الجُودِ إلام يبقَ فضلٌ ولَا جُود ولَا كَرَمُ ... إِلَّا سبَقتَ إليهِ كُلّ مَوجُودِ بنُورِ وَجهِك تُضحِي الأَرضُ مُشرقةً. . . البيت. عَليُّ بن الجَهمِ: 6156 - بَنُو طاهرٍ زيَّنُوا طَاهِرًا ... كَمَا زَانَ آباءَهُم طَاهِرُ بعدَهُ: وَكم من أُناسٍ لهُم أَوَّلٌ ... وَلَيسَ لأَوَّلِهم آخِر 6157 - بنو طَاهرٍ كُلُّهم سَيِّدٌ ... وَكُلُّ بَني طَاهرٍ طَاهِرُ لَبِيد: 6158 - بَنُو عَامرٍ من خَيرِ حَيٍّ عَلمتُهُ ... وَإن نَطَق الأعداءُ زورًا وبَاطِلا عبدُ الصّمد بن المعذل: 6159 - بَنُو قُتيبهَ نُور الأرضِ نُورُهم ... إِذَا خَبَا قَمرٌ منهُم بَدَا قَمرُ 6160 - بَنُونَا بَنُو أبنائِنَا وَبَناتُنَا ... بَنُوهُن أبناءُ الرّجالِ الأَباعِدِ قِيلَ تقدَّم شابٌ إِلى عَبد اللَّهِ بن الحَسَن فَقَالَ: ¬
إِنَّ جَدِّي أوصى ثُلثَ مالِهِ لوَلدِ وَلدهِ وَأَنَا من وُلدِ بنتهِ وَالوَصيُّ لَيسَ يُعطيني شيئًا فقَالَ لا حقَّ لكَ فيهِ أَمَّا سَمعتَ مَا قَالَ الشَّاعِر: بَنُونا بَنُو آبائِنا، البَيتُ. 6161 - بَنُو هَاشمٍ في كُلِّ شَرقٍ ومَغربٍ ... كرَامُ بَني الدُّنيا وَأنتَ كَريمُها أبو كدراءَ العِجليُّ: 6162 - بَنَى البُناةُ لنَا مَجدًا ومَكرُمةً ... لَا كَالبناءِ من الآجُرِّ والطِّينِ قبلَهُ: يَا أُمَّ كَدراءَ مَهلًا لَا تَلوميني ... إِنِّي كَريِم وَإِنَّ اللَومَ يُؤذِيني فَإِن بخلتُ فَإِنَّ البُخلَ مُشتَركٌ ... وَإِن أَجد أُعطِ عَفوًا غيرَ مَمنونِ لَيسَتْ بِبَاكيةٍ أبلى إِذَا فَقَدَتْ ... صَوتي ولا وارثي في الحيّ يبكيني بنَى البُنَاةُ لَنا مجدًا. . . البيتُ من الحماسَةِ. 6163 - بُنيَ الحُبُّ عَلَى الجَورِ فَلَو ... أَنصفَ المَعشوقُ فيهِ لَسَمَجْ حَسَّان بن ثابتٍ: 6164 - بنَى العزُّ بيتًا فَاستَقَرَّت عِضادُهُ ... عَلينَا وَأَعيَا الناسَ أَن يَتَحَوّلَا قبلَهُ: ألم تعلمي أَني أَرى البُخلَ سُبةً ... وَأُبغِضُ ذا اللَّونَين والمتنقِّلا بَنَى العزُّ بيتًا فاستَقَرَّت عضَادُهُ. . . البيتُ. 6165 - بَنِي أُميَّةَ إِنّي ناصحٌ لَكُم ... فَلَا يبيتنَّ فيكُم آمنًا زُفَرُ ¬
بَشَّارٌ: 6166 - بَني أُميَّةَ هُبُّوا من رُقادِكُم ... إِنَّ الخَليفَةَ يَعقوبُ بنُ دَاوُودِ قيلَ: كَانَ بَشَّارٌ عِندَ يُونسُ بنِ حَبيبٍ، فَقالَ: أَهَا هُنا مَن يُخَافُ منهُ أَن يَرفَعَ خَبرًا، فقَالُوا: لَا، فأنشدَهُم لنَفسِهِ: بَنِي أُميَّةَ هُبُّوا من رُقَادِكُم. . . البَيتُ، وبَعدَهُ: لَيس الخَليفةُ بالمَوجُودِ فَالتَمِسُوا ... خَليفَة اللَّهِ بينَ النَّاي والعُودِ قالَ: وكان في المجلسِ سيبَويهِ، وكَانَ بينَهُ، وبين بَشّارٍ مُشادَّةٌ، فَوشَى بهِ. قالَ: فتَحامَلَ يَعقوبُ بنُ دَاوُودَ وَزِيرُ المَهدِيِّ عَلَى بَشَّارٍ حَتَّى قُتلَ، فيقَالُ: كَانت سِنُّهُ يومئذٍ ثمانين سَنةً، وقيلَ: أَكثر مِن ذلك، وَاختلِفَ فيهِ. 6167 - بنَيتَ القُصورَ رجاءَ الخُلودِ ... وَأُنْسِيتَ هَدمَ الزَّمانِ المُغيرِ بعدَهُ: وَمن قِصَرِ الرَّأي أَنَّ الفَتَى ... يَشيدُ القُصورَ لعُمرٍ قصيرِ وُجدا مَكتوبان على بَعض الأَبنيةِ القَديمةِ. أَبُو نُواسٍ: 6168 - بَنَيتَ بمَا خُنتَ الإِمامَ سِقَايةً ... فَمَا شَرِبُوا إِلَّا أمرَّ مِنَ الصَّبرِ بعدَهُ: فَمَا كُنتَ إِلَّا مثلَ بائِعَةِ استِها ... تجوُد عَلَى المرضى بهِ طَلبَ الأجرِ عبد اللَّه بن محمّد بن أَبِي عُيَيْنَة: 6169 - بُنِيَتْ عَليهِ لحوُمُنَا وَدمَاؤُنا ... وَعَليهِ قُدِّرَ سَعيُنَا المَشكُورُ ¬
ابْنُ الرُّوميّ: 6170 - بَني ثوابةَ لَا زَالتْ مَنَازِلكُم ... تُلفَى مَراكزَ مُدّاحٍ وَأَشعَارِ بعدَهُ: أَغراضُ منتَزعٍ أكَلاءُ مُرتَبعٍ ... مَنهاةُ مُنتَجعٍ غَايَاتُ أَسفَارِ عُمَارَةُ بن عَقيلٍ: 6171 - بَني دارمٍ إِنْ يَفْنَ عُمرِي فَقد مَضَى ... حَبائِي لكُم مِنّي ثَناءٌ مُخلَّدُ 6172 - بَني عَدِيٍّ أَلا فانهَوا سَفِيهَكُمُ ... إِنَّ السَّفِيهَ إِذَا لَمْ يُنهَ مَأمُورُ الهَيثم النَخعِيُّ: 6173 - بَني عمّنَا أَنَّ العَداوةَ شَرُّها ... ضغائِنُ تَبقَى في نفُوس الأَقاربِ 6174 - بَنِي عمَّنا رُدُّوا الدَّارهمَ إِنَّما ... يُفرّقُ بينَ المُسلمِينَ الدَّراهِمُ سُويد الحَارِثِي: 6175 - بَني عمِّنا رُدُّوا فُضُولَ دمائِنَا ... يُنِمْ لَيلُكُم ولَا تَلُمنَا اللّوائِمُ بعدَهُ: فإِنَّا وَإِيّاكُم وإِن طَالَ تَركُكُم ... كَذي الدَّين ينأَى مَا نأَى وَهُو غَارمُ أَبُو فراس بن حَمدَانَ: 6176 - بَنِي عَمِّنا مَا يفعَلُ السَّيفُ في الوَغَا ... إِذَا فُلَّ منهُ مَضرَبٌ وَذُبابُ ¬
يقولُ منها: بني عمِّنَا لَا تنِكُروا الحربَ إِنَّنا ... شِدَادٌ عَلَى غير الهَوانِ صلَابُ فَعَن أيّ عُذرٍ إِذ دُعوا وَدُعِيتُم ... أَبَيْتُمْ بَني أعمامِنا وأجَابُوا له أيضًا: 6177 - بَنِي عمّنَا نَحنُ السَّواعدُ والظُّبَى ... وَيوشك يومًا أن يَكُونَ ضِرابُ بَعضُ بَني الحارث بن كَعبٍ: 6178 - بَني عمّنَا لَا تَذكروا الشِّعرَ بَعدَمَا ... دَفَنتُم بصحراءِ الغَميم القَوافيَا بعدَهُ: فَلسنَا كَمن كُنتُم تُصيبونَ مرَّةً ... فنقبَل نصفًا أَو نُحكّمَ قَاضِيَا وَلَكنَّ حُكمَ السَّيفِ فينَا مُسلّطٌ ... فَنرضى إِذَا مَا السَّيفُ أَصبحَ راضيَا فَإِن قلتُم إِنَّا ظَلمنَا فلم نَكُن ... ظَلمنَا وَلَكِنَّا أَسأنَا التَقَاضِيا 6179 - بَنِي عمّنَا لَا تقرَبُوا البُطلَ إِنَّهُ ... يَضِيقُ وَإِنَّ الحقَّ مأتَاهُ وَاسِعُ بعدَهُ: فَلَا الضَّيم أُعطيكُم لطُولِ وَعيدِكُم ... ولَا الحقَّ من بغضائِكُم أَنَا مَانِعُ أَبُو فراسٍ: 6180 - بَني عمّنَا لَا تُنكرُوا الحَربَ إِنَّنا ... شِدَادٌ علَى غَيرِ الهَوانِ صلَابُ 6181 - بَنَى مَسْجِدًا للَّهِ من غَيرِ حِلِّهِ ... وَكَانَ بحَمدِ اللَّهِ غَيرَ مُوَفَّقِ ¬
بعدَهُ: كَمُطعِمَةِ الزُّمانِ من كَسب فَرجهَا ... لكِ الوَيلُ لَا تزني ولَا تتصدَّقِي ويُروَى هَذَا الشعرُ هَكذَا (¬1): رأيتُكَ تَبني مَسجدًا من خيَانةٍ ... وأنتَ بحمد اللَّه غَيرُ موَفَّقِ كَصَاحِبةِ الزَّمانِ لمَّا تَصدَّقت ... جَرَت مثلًا للخائِنِ المُتَصدّقِ يقُولُ لَها أَهلُ الصَّلَاحِ نَصِيحةً ... لكِ الوَيلُ لا تَزني ولا تصَدَّقِي قِيل، بَنَى العَدل عُمَرُ بن شمَّاس بن هبَةِ اللَّهِ بن إبراهيمَ بن شمَّاسٍ المَخزُومِيُّ الأَربليُّ مسجدًا وَكتبَ عَلَيهِ (¬2): يَمينًا بمن طَافَ الحَجِيجُ بِبَيتِهِ ... وَعَقدِهِم الإِجرامَ مِن بَعدِ حَلِّهِ لقَد شدتُ هَذَا مِن حلالٍ فلَا تَقُل ... بنَى مَسجدًا للَّهِ مِن غير حِلِّهِ تضمينٌ حَسَنٌ، وَمِن بَاب بَنى قَولُ آخَرَ (¬3): بَنَى مَعنٌ فَشيَّدَ كُلَّ مَجدٍ ... وَهدَّمَ مَا بنَى مَعنٌ يَزِيدُ الصّلتَانُ العبدِيُّ: 6182 - بُنَيَّ إِذَا خَبَّ نجوَى الرّجَا ... لِ فَكُن عِندَ سرّكَ خَبَّ النَّجِي بعدَهُ: وَسرُّكَ مَا كَانَ عندَ امرِيءٍ ... وَسِرُّ الثلَاثةِ غَيرُ الخَفِي أَبُو الطَمحَان القَينيُّ: 6183 - بُنَيَّ إِذَا مَا سَامَكَ الذُلَّ قَاهِرٌ ... عَزيز فَبعضُ الذُلّ أَبقَى وَأَحزَرُ ¬
بعدَهُ: ولا تحتَرِم بعضَ الأمور تعزُّزًا ... فقَد يُورِثُ الذُلَّ الطَّويلَ التَعزُّزُ ويُرويانِ لعبد اللَّهِ بن مُعاويَةَ. سفَيانُ بن عُيينَةَ: 6184 - بُنَيَّ إِنَّ البِرَّ شيءٌ هَيِّنُ ... وَجهٌ طَليقٌ وَكَلَامٌ لَيِّنُ قَالَ بَعضُ البُلغاءِ: "إِن كُنتَ تُريدُ الدُنيَا والآخِرَةَ فَعَليكَ بالبِرِّ وَصدَقَةِ السِّرِّ". صالح بن عَبد القدوس: 6185 - بُنَيَّ عَليكَ بتَقوى الإِلهِ ... فَإِنَّ العَواقِبَ للمُتَّقِي بعدَهُ: وَإِنَّكَ مَا تأتِ من وَجههِ ... تَجد بَابَهُ غيرَ مُستَغلَقِ عَدُوّكَ ذُو العقل أَبقَى عَليكَ ... من الصَّاحِبِ الجاهِلِ الأخرَقِ وَذُو العَقل يأتي جَميلَ الأمُو ... رِ ويَعمَدُ للأَرْفَقِ الأوفقِ البُحتُريّ يمدَحُ طَيّئًا: 6186 - بوُجوه تُعشى السُيُوفَ ضيَاءً ... وسُيُوفٍ تُعشى الوُجوهَ وُقودَا لَهُ أَيْضًا: 6187 - بِوَجهٍ يَملأُ الدُّنيا ضِيَاءً ... وَكفٍّ تَمْلأُ الدُّنيا نَوَالَا أَبُو هِلالٍ العَسكَرِيُّ يصف الدَراهِم: ¬
6188 - بِهَا تُدفَعُ البَلوَى وتُدَّرَكُ المُنَى ... وتُكتسَبُ العليَا وتُبنَى المَكارِمُ 6189 - بهِ البَقُّ والحُمَّى وَأُسْدٌ خَفيَّةٌ ... وعَمروُ بنُ هندٍ يَعتَدي وَيَجورُ أَبُو تَمَّامٍ يَصِفُ قَومَهُ: 6190 - بَهَاليلُ لَوْ عَايَنْتَ فيضَ أَكُفِّهِم ... لأَيقَنت أَنَّ الرّزقَ في الأَرض واسِعُ وقالَ آخرُ: بَهاليلُ قوامُونَ بالقَصدِ بينَنَا ... لَهم خُطَبٌ تَهتزُّ مِنْهَا المَنابِرُ 6191 - بِهَا مَا شِئتَ من رَجُلٍ نَبيلٍ ... وَلكِنَّ الوَفَاءَ بهَا قَليلُ سُئِلَ بَعضهم عَنِ العَراقِ، وأهلِهَا، فَقالَ: بِهَا مَا شِئْتَ مِنْ رَجُلٍ نبيلٍ. . . البيت، وبعدَهُ: يَقُولُ فَلا تَرى إِلَّا سَدادًا ... ولَكِن لَا يُصدَّقُ مَا يَقولُ العَتَّابيُّ: 6192 - بَهجَاتُ الثيابِ يُخلِقُهَا الدَّهـ ... ـــرُ وثَوبُ الثناءِ غَضٌ جَديدُ بعدَهُ: فاكسُنِي مَا يَبيدُ أصلحَكَ اللَّه ... فإِنِّي أَكسوكَ مَا لَا يَبيدُ 6193 - بِهَذَا قَضَى اللَّه فِي خَلقِهِ ... فَقَومٌ سُرورٌ وَقَومٌ حَزَنْ قبلَهُ: فلا تعجَبن لاختلافِ الأَنامِ ومَا ... قَد تَرى من صروفِ الزَّمنْ بهذا قضى اللَّه في خَلقِهِ. . . البيتُ. ¬
إبراهيم الغَزِّيُ: 6194 - بِهمَّتِهِ نَالَ العُلا لَا برزقهِ ... ومَن سَوَّدته همَّة فَهو سَيِّدُ القتّالُ الكِلَابيُّ: 6195 - بِهِنَّ منَ الداءِ الَّذِي أَنَا عَارِفٌ ... ومَا يَعرفُ الأدواءَ إِلَّا طبيبُهَا قبلَهُ: إِذَا هبَّت الأَرواحُ كَانَ أَحبُّها ... إِليَّ الّتي من نَحو نجدٍ هُبُوبُها وَإِنِّي لتَدعُوني إلى طَاعةِ الهَوى ... كَواعبُ أترابٌ مراضٌ قلُوبُها كأَنَّ الشفَاهَ الحُوَّ منهُنَّ حُمّلت ... ذُرَى بَردٍ ينهلّ عَنهَا غروُبُها بِهنَّ منَ الداءِ الّذي أَنَا عَارِفٌ. . . البَيتُ. فِي وَصفِ الشعرِ: 6196 - بهِ يَبلغُ المَرءُ آمالَهُ ... وَيُطرِي الكَرِيمَ وَيستَشفِعُ 6197 - بهِ يَصِفُ المَرءُ المرُوءَةَ والنُهَى ... وَأَفعَالَهُ في الحَربِ والذَّم والفَخرا عَلِيُّ بنُ الجَهمِ: 6198 - بَلاءٌ لَيسَ يُشبِهُهُ بَلاءُ ... عَدَاوَةُ غَير ذِي حَسَبٍ وَدينِ بعدَهُ: يُنيلكَ منهُ عِرْضًا لَم يَصُنهُ ... ويَرتَعُ منكَ في عِرْضٍ مَصونِ المُتنبِي: 6199 - بِلَاءٌ إِذَا زَار الحِسانَ بغَيرهَا ... حَصَى تُربِها ثقّبنَهُ للمَخانِقِ ¬
ابْنُ خَالوَيهِ يَصِفُ هَمذانَ: 6200 - بِلادٌ إِذَا مَا أَقبَلَ الصَّيفُ جَنَّةٌ ... وَلكنَّها عندَ الشتاءِ جَحيمُ أَبيَاتُ أَبِي عَبدِ اللَّهِ الحُسَينِ بن خَالوَيهِ أَصلُهُ من هَمَذَانَ وَلكنَّهُ استَوطَنَ حَلبَ وَصَار بِها أَحَدُ الأفرادِ فِي العلمِ وَالأدَبِ وكَانَ آلُ حَمدانَ يُكرمُونَهُ وَيَدرسُونَ عَلَيهِ وَيقبسُونَ منهُ قَالَها فِي وَصفِ بَلدة هَمذَانَ وَشدِّه بَردِهَا، أوَّلُهَا: إِذَا هَمذانُ اعتَادَهَا الحَرُّ وانقَضى ... بزَعمِكَ تَشرينٌ وأنتَ مُقيمُ فعَينُكَ عمشاءُ وأَنفُكَ سَائلٌ ... ووَجهُكَ مُسوَّد البَياضِ يَهيمُ وَأَنتَ أَسِيرُ البَرد تمشي تعلَّةً ... عَلَى السَيفِ تحبُو تَارةً وتقومُ بِلادٌ إِذَا مَا أَقبل الصَيفُ جنَةٌ، البَيتُ، وقال أيضًا في ذلك (¬1): هَمَذَانُ مُتلفَةُ النُفوسِ ببَردِهَا ... وَالزَّمهَريرُ وَحرُّهَا مَأَمُونُ غَلَبَ الشِّتاءُ مَصيفَهَا وَخَرِيفَهَا ... فكأنَّما تمّوزُهَا كَانُونُ الزنجفريُّ: 6201 - بِلادُ اللَّهِ وَاسعَةٌ فضاءٌ ... وَرزقُ اللَّه فِي الدُّنيا فَسِيحُ بعدَهُ: فقُلُ للقاعِدين عَلى هَوانٍ ... إِذَا ضَاقَت بِكُمْ أَرضٌ فسِيحُوا أَبُو العَميثَلِ: 6202 - بِلادٌ بهَا أَمسَى الهَوى غَير أَنَّني ... أَميلُ مَعَ المِقدارِ حَيثُ يميلُ قبلَهُ: الأَهلُ إِلى نصّ النّواعج بالضُحَى ... وَشَمِّ الخُزَامَى بالعَشِيِّ سَبِيلُ ¬
بلَادٌ بهَا أمسَى الهَوى. . . البَيتُ. ابْنُ الدُمينَةِ: 6203 - بِلَادٌ بَها حَلَّ الشَّبَابُ تَمائِمِي ... وأَوَّلُ أَرضٍ مَسَّ جلدي تُرابُهَا قبلَهُ: أحبُّ بلاد اللَّهِ مَا بينَ منعجٍ ... إِليَّ وسَلمَى أَن يَصوبَ سَحَابُها بلادٌ بهَا عَقَّ الشَّبابُ تمائمي. . . البيتُ، وتمثلت بهِ شمَّاءُ بنتُ سوَّارٍ، وَيُقالُ: الشَعرُ لَهَا. ابْنُ هندُو: [من الطويل] 6204 - بلَادٌ بهَا خِصْبٌ وغَصْبٌ تَساوَيا ... فَلم يَتبيَّنْ فَقرُها مِن ثَرائِها بعدَهُ: كمثلِ عرُوسِ السَّوءِ لمّا تعطَّرتْ ... فَسَت فَتلاشَى عطرُها بِفُسَائِهَا 6205 - بَلَادٌ بهَا فَارَقتُ أَهلي وَجيرَتي ... وقَد يُتَناسَى الشيءُ وَهو حَبيبُ 6206 - بِلادٌ بهَا كُنَّا ونَحنُ نُحبُّها ... إِذِ النَّاسُ نَاسٌ وَالبلادُ بِلَادُ حَدَّث الهيثَمُ بن عَديٍّ قَالَ استَعُمْلِتُ عَلَى صدَقاتِ بَني فزَارةَ فَجاءَ رَجُلٌ مِنهُم فقالَ لِي ألَا أُريِكَ عجبًا قلتُ بَلَى فأدخَلَني في شعبِ جَبَلٍ فإِذَا بسَهمٍ مِن سهَام عَادٍ من قَنًى قَد نَشِبَ في الجَبَلِ بحَيثُ لا تصيبُهُ الأَمطارُ فِي ذِروتهِ فتَوصَّلنَا في أَخذِهِ فإِذَا عَليهِ مَكتوبٌ بالعَربيَّةِ: أَلَا هلُ إِلى أَبياتِ شمخٍ إِلى اللّوى ... لوَى الرَّملِ من قَبل المَمَاتِ مَعَادُ بِلَادٌ بهَا كُنَّا ونحنُ نحبُّها، البَيتُ: ¬
وشَمخٌ مِن بلَادِ عَادٍ باليَمَنِ. ابْنُ ميَادَةَ: 6207 - بِلَادٌ بهَا نيطَت عَلَيَّ تَمائِمي ... وَقُطّعنَ عَنّي حين أَدرَكني عَقلي قبلَهُ: أَلا ليتَ شعري هَل أَبيتنَّ لَيلةً ... بحَرَّة لَيلَى حَيثُ رَبَّبَني أَهلِي وَهَل أسمَعنَّ الدَّهرَ أصوَات هَجمةٍ ... تَطلَّعُ مِن هَجلٍ خَصيبٍ إِلى هجلِ بلادٌ بهَا نيطت عَليَّ تَمائمي. . . البيتُ، وبعدَهُ: فإِن كُنتَ عَن تلكَ المَواطِن حَابِسي ... فَأَفْشِ عَلَيَّ الرزقَ واجمع إِذًا شَملِي وقال آخَرُ في ذكرِ التَمائِم (¬1): وَهَوِيتهُ من وَقتِ قطع تمائِمي ... متمَايسًا مِثلَ القَضيبِ النَاعمِ وكأنّ نورَ الشَّمسِ سُنَّةُ وَجههِ ... يَنمِي ويَصعَدُ في ذُؤابةِ هاشِمِ زُهَيرُ المصرِيُّ: 6208 - بِلادٌ تَرُوقُ العَينَ والقَلبَ بهجةً ... وتجمَعُ مضا يَهوَى تَقيٌّ وَفَاسِقُ 6209 - بِلادَكَ إِنَّ المَرءَ ما عَاشَ قَومُهُ ... وإِن لَامَهُم لَيسُوا لَهُ كالأَباعدِ بعضُ بني أَسدٍ: 6210 - بِلَادٌ لَبستُ اللَّهْوَ فيهَا مَعَ الصِّبَا ... لَها من فؤادي مَا حَييتُ نَصيبُ قبلَهُ: أَلم تَر أَنَّ الرّيحَ بينَ مُوَيسلٍ ... وَجَأواءَ يذكُو نَسمُها ويَطيبُ ¬
بلادٌ لَبستُ اللهوَ فيها مع الصّبَا. . . البَيتُ. المتنبّي: 6211 - بِلَادٌ مَا اشتهَيتَ رَأَيتَ فيها ... فلَيسَ يَفُوتُهَا إِلَّا الكِرَامُ بعدَهُ: فَهَلَّا كَانَ نقصُ الأهلِ فيهَا ... وكَانَ لأهلِها مِنْهَا التَّمَامُ أَبُو نُواسٍ: 6212 - بِلَادٌ نَبتُهَا عُسَرٌ وطَلحٌ ... وَأَكثَرُ صَيدهَا ضَبعٌ وَذئبُ المُتَنبِّي: 6213 - بِلَادٌ لَا سَمِينٌ مَن رَعَاهَا ... ولَا حَسَنٌ بأَهليهَا اليَسَارُ قبلَهُ: فلَا حَيَّا الإلَهُ دِيَارَ بَكرٍ ... ولَا رَوَّى مَزَارعَهَا القِطَارُ بِلادٌ لا سَمين من رَعَاها. . . البَيتُ. ثعلَبة بنُ جوَّية العبديُّ: 6214 - بِلَا رَهْبَةٍ آتِي المتالِفَ سَادِرًا ... وأَيَّةُ أَرضٍ لَيسَ فيها مَتالِفُ 6215 - بلالُ الشيب في فودَيكَ نادَى ... بأَعلى الصَّوت حيَّ عَلَى الذَهابِ أَبو عَبد اللَّهِ بن الحَجَّاج: 6216 - بَياضُ الشَّيبِ تكرهُهُ الغَوانِي ... ويُعجبُهَا سَوادُ لُحَى الشَبَابِ ¬
بعدَهُ: وَشيبُ لحَى الزُنَاةِ فَدتكَ نَفسِي ... ضُراطٌ في اللُحَى عندَ القحابِ الغَزِّيُ: 6217 - بَيت القَريضِ وَلَو قُلتُ النُجوم بهِ ... إِذَا كلبَا الجَدُّ بيتٌ غيرُ مَسكُونِ أَبُو عَليٍّ البَصِيرُ: 6218 - بَيتٌ جَرَى الماءُ فِيهِ من أَسَافِلهِ ... وَمن أَعاليهِ حتَّى سَاح مُنطَلقَا بعدَهُ: كأَنَّني وَعيَالِي في جَوانبهِ ... طُيورُ ماءٍ عَلَى سِكْرٍ قد انبثَقَا يَصِفُ تَهدُّم بَيتهِ من كثرة الغَيثِ والمَطَرِ. 6219 - بِيَ تُضرَبُ الأَمثالُ أمثَالُ الهَوى ... وَأَنا الحَدِيثُ لِرائحٍ أَو غَادِ عَلي بن الجَهم في الحبس: 6220 - بَيتٌ يجدّدُ لِلكَريم كرَامةً ... ويُزَارُ فيهِ ولَا يَزُورُ ويُحمَدُ 6221 - بَيداءُ أَنتَ بهَا ليسَت بمُوحِشَةٍ ... وَبلدَةٌ لَستَ فيهَا مَا بهَا أَحَدُ مثلُ قَولهِ: بَيداءُ أَتتَ بهَا لَيسَت بموحشَةٍ، البَيت: قَولُ الببَّغاءِ لأبي محمَّدٍ جَعفر بن محمَّد بن وَرقَاءَ (¬1): جَادَ ربعًا حلَلتَهُ يَا هُمَامُ ... مِن ندَى كَفِّكَ الغَزير رِهَامُ وقَبيحٌ إن استَردتُ لَهُ ... صوبَ غمامٍ وَفيه مِنكَ غمَامُ مَا بأرضٍ لم تَبدُ فِيها صَبَاحٌ ... مَا بَدارٍ رحَلتَ فيها ظَلامُ ¬
وَإِذَا مَا أقمتَ في بَلَدٍ ... فهوَ جَميعُ الدُنيَا وَأنتَ الأَنامُ سُؤدَدٌ عندَهُ التفَاخُرُ ذلٌ ... وندًى عندَهُ الكرامُ لِئامُ وسَجَايا كأنَّها الرَّوضُ إِلَّا ... أنَّها لِلعَدُوِّ مَوتٌ زُؤامُ أَنتُم أنفسُ العُلَى يا بني وَرقا ... ءَ وَالناسُ كُلُّهم أَجسَامُ أَنْشَدَ أبو عثمان الأشنانَداني: 6222 - بِئْسَ قَرِينَا بفَنٍ هَالِكِ ... أُمُّ عُبَيدٍ وَأبُو مَالِكِ الشَيخُ الكَبيرُ، وَالهَالِكُ: الفَانِي، وَأُمُّ عُبَيدٍ: المَفازَو، وَأَبُو مَالكٍ: الكِبَرُ. يقول: بِئْسَ القَرينُ للشيخ الكَبير مُعَالجةُ المَفازَةُ عَلى كِبَر سنِّهِ، وَأنشَدُوا: أَبُو مالكٍ إِنَّ الغَوانِي هَجرنَني ... أَبُو مالكٍ إِنِّي أظنُّكَ دَائِيًا [من البسيط] 6223 - بِيضُ المَطابخ لَا تَشكُو ولائدُهُم ... طَبخَ القُدور ولَا غَسلَ المَنادِيلِ بعدَهُ: لا تأكُل النار في مغنى بيُوتهِم ... إِلَّا فَتائلُ سُرجٍ أَو قَنادِيلِ حَسَّانُ بنُ ثابتٍ: 6224 - بِيضُ الوجُوهِ كَريمَةٌ أَحسَابُهُم ... شُمُّ الأُنُوفِ منَ الطِّرَازِ الأَوَّلِ وقَد عَكَس أَحمدُ بن أبي فَننٍ قول حَيَّانَ هذا فقالَ (¬1): ذَهَب الزَمانُ بِرَهطِ حسَّانَ الأُلَى ... كاتب مَناقبهم حَديثَ الغَابر وبقيتُ في خلفٍ تحلُّ ضيوفُهم ... مِنهُم بمنزلةِ اللئِيم الغَادِرِ ¬
سودُ الوجُوهِ لئيمَهُ أَحسَابُهم ... فُطس الأنوفِ من الطَّوافِ الآخرِ قبلَهُ (¬1): أولادُ جَفنة حول قبر أَبيهم ... قَبرِ ابن مَاريةَ الكَرِيم المُفضِلِ بيضُ الوُجوهِ كَريمَةٌ أحسابُهم. . . البَيتُ، وبَعدَهُ: يُغشَونَ حَتَّى مَا تهِرُّ كِلَابُهم ... لا يسألُونَ عن السَّوادِ المُقبلِ جَرِيرٌ: 6225 - بِيضٌ أَوانسُ مَا هَمَمنَ ... بريبَةٍ كظباءِ مَكَّة صَيدُهُنَّ حَرَامُ بعدَهُ: يُحْسَبْنَ من لينِ الحديثِ زَوانيًا ... وَيصُدّهُنَّ عَن الخَنا الإسلَامُ البُحتُرِيُّ: 6226 - بَيضٌ تَسيلُ عَلَى الكُماةِ فُضُولُها ... سَيلَ السَّراب بقَفرةٍ بَيداءِ بعدَهُ: فإِذا الأَسنَّةُ خالطتها خِلتَها ... فيها خَيال كَواكبٍ في مَاءِ أَبُو القاسم بن شكارٍ يَصِفُ السُيوفَ: 6227 - بِيضٌ تُصَافحُ بالأَيدي مَقابضُهَا ... وَحدُّهَا صَافَح الأَعناقَ وَالقِمَمَا بعدَهُ: ضحكنَ من خلل الأغمَادِ مُصلتةً ... حتَّى إِذَا اختَلفت ضربًا بَكينَ دَمَا ¬
أعشَى تَغلِبَ: 6228 - بِيضٌ مَساميحُ نَحرُ الجُزْر عَادَتُنا ... إِذَا تَوافَى طُلوع الشَّمس والشَّفق وَمِن بَاب (بَيض)، قَولُ بَكر بن النَطَّاحِ (¬1): بَيضاءُ تسحَبُ من قيامٍ شعرَهَا ... وتَغيبُ فيهِ وَهُو جَثل أسحَمُ فكأنَّها فيهِ نَهارٌ سَاطِعٌ وَ ... كأَنَّهُ لَيلٌ عَليهَا مُظلِمُ وقَالَ مَانِي الموسوسُ فِي الشَعَرِ قريبٌ من هَذَا (¬2): نَضَت عَنهَا القميصَ لصَبِّ مَاءٍ ... فَورَّدَ جسمَها فَرطُ الحَياءِ وقَابلَتِ الهواءَ وقَد تَعرَّتْ ... بِمعتَدلٍ أَرقَّ مِنَ الهَواءِ فلمَّا أن قضت وَطرًا وهَمَّت ... عَلَى عَجلٍ بأخذِ للرِّداءِ رَأتْ شخصَ الرَّقِيبِ عَلَى تَدانٍ ... فأَسبلتِ الظلامَ عَلَى الضِّياءِ فَغَابَ البَدرُ منها تحتَ ليلٍ ... وَظلَّ الماءُ يقطُرُ فَوقَ ماءِ وقالَ آخَرُ (¬3): نَشَرت غدائِرَ شَعرِها لتُظلَّنِي ... حَذرًا عَليَّ مِنَ العُيونِ الرُمَّقِ فكأنَّنِي وكأنَّها وكأَنَّهُ ... سُبحانَ تحتَ لَيلٍ مُطبقِ وقالَ المُتَنبِّي (¬4): نثرت ثلَاثَ ذوائِبٍ من شَعرِهَا ... في لَيلَةٍ فأرت لَيالِي أَربَعَا وَاستقبَلَتْ قَمر السماءِ بوَجهِهَا ... فأرتنِي القَمرين في وَقتٍ مَعَا ¬
وقالَ ابْنُ المُعتَزِّ (¬1): سَقَتنِي في لَيلٍ شَبِيهٍ بشعرِهَا ... شبيهَة خدِّيهَا بغير رَقيبِ فمَا زِلتُ في ليلينِ في الشعرِ وَالدُجَى ... وصبحَينِ من كاسٍ ووجه حَبيبِ 6229 - بِيضٌ مَفَارِقُنَا تَغلي مَراجلُنَا ... نأسُوا بأَموالِنَا آثَارَ أَيدينَا من هذا أَخَذَ أَبُو نُواسٍ حَيثُ يَقُولُ (¬1): وَكّلتَ بالدَّهرِ عَينًا غيرَ غافِلةٍ ... من جُود كفّكَ تأسُوا كلَّما جَرَحا ومثلهُ قول أبي فراسٍ (¬2): ونحن إِذَا رَضينا بَعدَ سُخطٍ ... أسَونا مَا جَرحنَا بالنَّوالِ الرضيُّ الموسَوِيُّ: 6230 - بِيضٌ وَسُودٌ برأسِي لا يُسَلّطُهَا ... عَلَى الذَوائِبِ إِلَّا البيضُ والسُودُ 6231 - بِي مثلُ مَا بكِ يَا حَمامةُ فاسألِي ... مَن فَكَّ أَسرَكِ أَن يَفُكَّ وَثَاقِي قبلَهُ: ناحَت مُطوَّقةٌ ببَابِ الطَّاق ... فَجرت سَوابق دَمعي المُهراقِ إِنَّ الحمائم لم تزل بحَنينِهَا ... قِدمًا تُبكّي أَعيُنَ العُشَّاقِ كانت تُغنّي في الأَراكِ فأصبَحت ... بَعدَ الأَراكِ تنوح في الأَسواقِ لُعِنَ الفراقُ وَجُذَّ حبلُ وَتينِهِ ... وَسقاهُ من سُم الأساود سَاقِ يَا ويحَهُ مَا قَصدُهُ قُمرِيَّةً ... لم تَدرِ مَا بغدادُ في الآفاقِ ¬
بِي مثلُ مَا بكِ يَا حَمامَةُ. . . البَيتُ. المَعَرِّيُ: 6232 - بِي منكِ مَا لَو بَدَا بالشَّمس مَا طَلَعت ... منَ الكآبةِ أَو بالبرقِ مَا وَمَضَا بعدَهُ: جَرّبتُ دَهري وَأهَليهِ فَمَا تَركَت ... لي التجاربُ في ودِّ امرئٍ غَرَضا وقَد تعوّضت عن كلٍّ بمشبهِهِ ... فَمَا وَجدتُ لأيَّام الصِّبَا عوَضا كَشَاجمُ: [من المنسرح] 6233 - بِي منكِ مَا لَو وَزَنتِ أيسَرهُ ... بِمَا عَلَى الأَرضِ كُلِّهما وَزَنَا ابْنُ الذئبة: 6234 - بَينَا الفَتَى يَبْتَغي من عيشه سَددًا ... إِذ جَازَ يومًا فَنادَى باسمه النَّاعِي مثلَهُ: بَينا الفتَى بلذيذ العَيشِ مُغتَبطٌ ... إذ صَار في القبر لَا عَينٌ ولا أثرُ الحَارِثُ بن حلّزةَ: 6235 - بَينَا الفَتَى يَسعَى ويُسعَى ... لَهُ تَاحَ لَهُ مِن أَمرِهِ خَالِجُ سَابقٌ البَربَريُّ: 6236 - بَينا تَرى الغُصنَ لَدنًا فِي أَرُومَتِهِ ... ريَّانَ صَارَ حُطَامًا جَوفُهُ نَخرُ ابْنُ مطران في أَخوينِ: ¬
6237 - بينَ أَخلَاقكَ الَّتي هي أَخـ ... ـــــلَاقٌ وَأخلَاقِهِ العِتَاقِ مَسافَه المُوفَّقُ بن أبي الحَديدِ: 6238 - بَينَ التّعزُّزِ والتّذلُلِ مَوقفٌ ... يَدرِي بهِ وَبحَالهِ العُشَّاقُ قبلَهُ: إِنِّي هَجرتُك غيرةً لا سَلوةً ... وَصدَدتُ عنكَ وَعندي الأَشواقُ وَكَذَا العَزِيزُ تَحُطُّهُ أَيدي الهَوى ... شَغَفًا وتَرفعُ قَدرَهُ الأَخلَاقُ بينَ التَعزُّز والتذلُّلِ مَوقِفٌ. . . البيتُ. 6239 - بينَ التّعزُزِ والتَكَبُّرِ مَسلكٌ ... بَادي المنَارِ لعين كلِّ مُوفَّقِ بعدَهُ: فاسلكهُ في كل المَواطِن وَاجتَنب ... كبرَ الأَبيِّ وَذلَّةَ المُتَملِّقِ الغَزِّيُّ: 6240 - بَينَ الدّناءَة وَالدُنيا مُنَاسَبَةٌ ... لذَاكَ نَالَ الدَّنيُّ المَالَ والنَشَبَا أَبياتُ إبرَاهيمَ الغَزِّيِّ يَهجُوا أَبَا الفتحِ بن الخَشَّابِ: يُكنَّى أبَا الفتحِ مِن لؤمٍ يُوفِّرُهُ ... عَلَى العُقوقِ وَإِن خَسَّ اللئِيمُ أَبَا أَوصَاهُ أن ينحتَ الأخشاب وَالدُهُ ... فَلم يُطعهُ وأَمسَى ينحتُ الكَذِبَا لو مَاتَ من عَطشٍ والكُوزُ في يَدهِ ... وكانَ مُمتزِجًا بالصِّدقِ مَا شَرِبَا يُوزِّعُ البَلَحَ في الأَشعَارِ ينظُمها ... وَالهرَّةُ اعتَمدت في دَفنه الأدَبَا أعجب به جَاهلًا بالفَضلِ مُتَّسِمًا ... بينَ الوَرَى وَهجينًا يَدَّعِي نَسَبَا بَينَ الدَّناءَةِ والدُنيا مُناسَبةٌ، البَيتُ، وبَعدَهُ: ¬
مُثرٍ منَ المالِ يَشكُو الجُوعَ مِن سَغَبٍ ... كالنَارِ مَا أكلته زادَها سَغَبَا وَالبخلُ إن كان طبعًا لم يزل بغنًى ... وربَّما كان بَعضُ البُخلِ مُكتَسبا وقولُهُ أَيْضًا: بَين الكَثبين حيٌّ لَغوهُم أدبٌ، البَيتُ وبَعدَهُ: خَطُّوا أقلامُهم خَطيَةٌ سُلُبٌ ... فَهُم عَلَى الخَيلِ أُميُّونَ كُتَّابُ أَهلُ الإصَابَةِ إِن قَالُوا وإِنْ سَمِعُوا ... وللسَّماعِ كَما لِلقَولِ إعرابُ كُلٌ يُحاوِلُ مَا يبغَى الفَلاحَ بهِ ... فالمُبتغَى واحدٌ وَالنَاسُ إضرابُ أَنَا امرُؤٌ وزَعَت أَفكارَهُ نُوبٌ ... خُطوبُها عن شَفارِ البيضِ نُوَّابُ إِن لَم يَكُن لِي بشَنِّ اللفظِ قَعقَعةٌ ... فلي بمعنَاهُ إِبداعٌ وإِغرَابُ وَالشِعرُ لَيثٌ لَه من لَفظهِ لَبدٌ ... ومن مَعَانِيهِ أَظفَارٌ وأَنيابُ نَبل الحَوادِثِ جَائِيهَا وَخارِقُها ... مَا انشقَّ عنِّي بهَا للصَّبرِ جلبَابُ فَإِنْ سَلِمتُ فعجزُ الدَّهرِ سَلَّمنِي ... لَم يبقَ في جعبَةِ الأيَّامِ نشُّابُ لَهُ أَيْضًا: 6241 - بَينَ الكَثيبين حَيٌّ لَغوهُم أَدَبٌ ... مَحضٌ وإيجَازهم في القَول إسهابُ نَصر اللَّه بن عنين: 6242 - بَينَ المُلُوكِ الغَابِرينَ وبَينَهُ ... في الفَضْلِ مَا بينَ الثُريَّا والثَّرَى زُهيرٌ المصريُّ: 6243 - بَينَ قَلبِي وَسُلُوِّي فِي الهَوى ... مثلَ مَا بَينَ الثُريَّا وَالثَّرَى قبلَهُ: أَنَا من تسمَعُ عَنه وَتَرَى ... لَا تُكَذِّب عَن غَرامي خَبَرَا لي حَبيبٌ كملت أَوصافُهُ ... حُقَّ لي في حُبِّهِ أَن أعذَرَا كُلُّ شَيءٍ من حَبيبي حَسَنٌ ... لا أَرَى مثل حَبيبي لا أَرَى ¬
أيُّها الوَاشُونَ مَا أَغفلَكُم ... لو عَلمتُم مَا جَرى لي مَا جَرَى وَادّعيتُم عن فؤادِي سَلوَةً ... إن هَذَا لحَديثٌ مُفتَرَى بينَ قَلبِي وسُلوِّي في الهوى. . . البَيت. 6244 - بَينَمَا الحُزنُ مُطبقًا بأُناسٍ ... إِذ أتاهُم منَ الزَّمانِ السُّرُورُ بعدَهُ: كالقضيبِ الذي تزحزحُهُ الرّيـ ... ــحُ صبًا مَرَّةً وأُخرَى دَبُورُ 6245 - بَيْنَما المَرءُ رَخيٌّ بَالهُ ... قَلَبَ الدَهرُ لَهُ ظَهر المِجَن المجَنُّ: التُرْس. امرؤ القَيْسِ: 6246 - بَينَما المَرءُ شِهَابٌ ثَاقبٌ ... ضَربَ الدَهرُ سَنَاهُ فَخَمد محمّد بن شبلٍ في أخيه أَحمَد: 6247 - بَينَما المَرءُ شهَابٌ يَلتَظِي ... عَصَفَتْ ريحٌ عَلَيهِ فَهَمَد دُكينُ بنُ سَعيدٍ الدَّارِميُّ: 6248 - بَينَمَا المَرءُ كَئِيبٌ مُوجَعٌ ... جَاءَهُ اللَّهُ بفَتحٍ فَبَهَج الأَفوه الأودِي: 6249 - بَينَما النَّاسُ عَلَى عَليائِهَا ... إِذ هوَوا فِي هُوَّةٍ منهَا فَغَارُوا 6250 - بَيني وَبينَكَ حُرمَةٌ مَا غَالَها ... رَيبُ الزَّمانِ وَذمَّةٌ لَا تُخفَرُ بعدَهُ: ¬
وَمودَّةٌ مُزِجَتْ بأَيامِ الصِّبَا ... وَرأَتْ تَغيُّرَهُ فلَم يتغَيَّر وَمِثلُهُ (¬1): بَينَنا حُرمَةٌ وعَهدٌ وثيقُ ... وَعَلَى بَعضِنا لِبعضٍ حُقُوقُ فاغتنم فرصَةَ الفِعال فَمَا ... يَدري مُطيقٌ لهَا متى لَا يُطيقُ ابْنُ الحَجَّاجِ: 6251 - بَيني وبَينَكَ وُدٌّ لَا يُغيّرُهُ ... بُعدُ المَزارِ وَعَهدٌ غَيرُ مُطَّرح أَبياتُ ابن الحجَّاج، أوَّلُهَا: قَالُوا غَدا العِيدُ فاستبشر بهِ فَرحًا ... فقُلتُ مَالِي وَمَا للعِيدِ وَالفَرَحِ قَد كَان ذا وَالنَّوَى لَم تُمسِ نَازلةٌ ... بِعقوتي وَغرابُ البَين لمِ يَصِحِ أَيَّامَ لَم يختَرِم قُربَى البَعادُ وَلَم ... يَغدُ الشَّتاتُ عَلَى شملِي ولم يَرحِ فَاليَومَ بَعدك قَلبي غَيرُ مُتَّسعٍ ... لما يَسُرُّ وَصَدرِي غَيرُ مُنشَرحِ بَيني وَبينكَ ودٌّ لا يُغيّرهُ بُعدُ، البَيتِ. 6252 - بَيني وَبينَكَ يا دَوحَ الحِمَى نَسب ... أَنَا وأَنتَ إِلى المَحبوبِ نَنتَسِبُ 6253 - بَيني وبَين لئام النَّاسِ مَعتَبةٌ ... مَا تَنقَضِي وَكرامُ النِّاسِ إِخوانِي بعدَهُ: إِذَا لَقيتُ لَئيمَ النَّاسِ عَنَّفَني ... وَإِن لَقيتُ كَريمَ القَومِ حَيَّانِي الرضي الموسَوِيُّ: 6254 - بُيُوتُهُم سُودُ الذُرَى وَلنارهِم ... مَواقِدُ بيضٌ مَا بِهِنَّ رَمَادُ 6255 - بي تقْتَدي أَهلُ الغَرامِ إِنَّني ... لَهُم شرعتُ فِي الغَرامِ مَذهَبَا ¬
6256 - بي يَقْتَدي أَهل الهَوى وحَديثُهُ ... يُعزَى إِليَّ مُعَنعَنُ الإِسنَادِ 6257 - بي يَقْتَدي أهل الهَوى لانَّنِي ... شرعتُ في دين الهَوى المَذَاهبَا هَذَا آخرُ حرفِ الباءِ المعجَمةِ بنُقطَةٍ وَاحدَةٍ من تَحت، وَهو أَربع مائةٍ وتسعة عَشَرَ بيتًا في كُرّاسين، وَوَرقةٍ واحدَةٍ، هذه الوَرقة آخرُها. وَيتلوُهُ حَرفُ التاءِ المعجَمةِ من فوق بنقطَتين إِن شاءَ اللَّهُ تَعَالَى. * * *
حرف التاء
حرف التاء
حَرفُ التَّاءِ 6258 - تَأبَى الدَّراهمُ إِلَّا كَشفَ أَرؤسِها ... إِنَّ الغَنيَّ الطَّويلَ الذَّيلِ مَيَّاسُ مِن هَذَا البَابِ، قَولُ بَعضِهم: تَابَ مِنَ الذَّنبِ أناسٌ ... ومَا تابَ من التَوبَةِ إِلَّا أَنَا البَبَّغاءُ: 6259 - تَأبَى الدَّناءَةَ لي نَفسٌ نَفَاسَتُهَا ... تسعَى لغَيرِ الرِّضَا بالرِيِّ وَالشَّبعِ الرَّضِي الموسَوِيُّ: 6260 - تَأبَى اللَّيالِي أَن تُديمَا ... بُؤسًا لخَلقٍ أَو نَعِيمَا بعدَهُ: وَالمَرءُ بالإقبَالِ يَبلُـ ... ــــغُ وَادعًا خَطرًا جَسيمَا فَإِذَا انقضَى إقبَالُه ... رَجَعَ الشَّفيعُ لَهُ خَصِيمَا وَهُو الزَّمانُ إِذَا نَبَا ... سَلَبَ الذي أَعطَى قَديمَا كَالرِّيحِ تَرجعُ عَاصِفًا ... مِن بَعدِمَا بدأَت نَسِيمَا 6261 - تَأَبَى حَمِيَّةُ نَفسِي أَن أُحمِّلَها ... ذُلَّ السُؤَالِ فَمُت فقرًا ولَا تَسَلِ المُتَنَبِّي: 6262 - تَأبَى خَلائِقُكَ الَّتِي شَرُفَت ... أَن لا تَحنَّ وَتذكُرَ العَهدَا ¬
الرَّاعِي: 6263 - تَأَبَى قُضَاعَةُ أَن تَرضا لَكُم نسبًا ... وَابنَا نَزارٍ فَأَنتُم بَيضَةُ البَلَدِ أَبُو الرَّبيع الغَنَوِيُّ: 6264 - تَأَبَى ليَعصُرَ أَعراقٌ مُهذَّبَةٌ ... من أَن تُناسِبَ قومًا غيرَ أَكفاءِ حَدَّثَ عَمرُو بن بحر قَالَ: أَتيتُ أَبَا الرَّبيع الغَنَويَّ وَكَانَ من أَفصحِ الناسِ بَلاغةً وَكانَ عَظيمًا في نفسِهِ فَقُلُت لِهُ في كلام جَرَى بيني وَبينَهُ يَا أَبَا الرَّبيع من خَيرُ الخَلقِ قَالَ النَّاسُ وَاللَّهِ قلتُ مَن خيرُ النَّاسِ قَالَ العَرَبُ وَاللَّهِ قلتُ مَن خيرُ العَربِ قَالَ مُضرُ وَاللَّهِ قلتُ مَن خَيرُ مُضَرَ قَال قَيسٌ واللَّهِ قلتُ فَمن خَيرُ قيسٍ قَالَ يَعصُر وَاللَّهِ قلتُ فَمن خيرُ يَعصرَ قَال غَنيٌّ وَاللَّهِ قلتُ: فمَن خيرُ غَنيٍّ قَالَ المُخاطبُ لكَ وَاللَّهِ قُلتُ فأنتَ خيرُ خَيرِ النَّاسِ قَالَ إِي واللَّهِ قُلتُ أَيسُرُّكَ أَنَّ تحتكَ ابنَهُ يَزيدَ بن المُهلَّبِ قَال لَا واللَّهِ قُلتُ وَلك ألفُ دِينارٍ قال لا وَاللَّهِ قلتُ ولكَ الجنَّةُ فأطرقَ ثم قَال على أن لَا تَلدَ منِّي وأنشدَ: تأبَى ليعَصُرَ أَخلاقٌ مُهذَّبَةٌ، البيَتُ وبَعدهُ (¬1): فَإن يَكُن ذاك حتمًا لَا مَردَّ لَهُ ... فاذكُر حُذيفَ فَإِنِّي غَيرُ آباءِ أرادُ حُذيفةِ بنَ بَدرٍ الفَزَاريَّ وإِنَّما ذكَرهُ من بَينِ الأشرافِ لأَنَّهُ أقربَهُم إليَهِ نسبًا. أَبياتُ محمَّد بن بَشِيرٍ، أَوَّلُهَا (¬2): اسمع صِفَاتِي وانتَفِع بوصَاتِي ... فلتَحيننَّ بذاك خَير حَياةِ بَادر إِلى اللذاتِ إن هي أمكَنت ... بزَوالهنَّ بَوادر الأوقاتِ ¬
كم من مضيعٍ لذةٍ قَد أمكَنتْ ... لغدٍ وَليسَ غدٌ لَهُ بمَواتِ حَتَّى إِذَا فاتَت وَفَاتَ طلَابُها ... ذَهبت عَليها نَفسُهُ حَسراتِ تأتي المَكارِهُ حين يأتي جُملةً. البَيتُ. وهَذَا شعرٌ متَنازَع يُروَى لأَبِي العَتاهيَةِ وهوَ بقَولهِ وَبكلَامهِ أشبَهُ ويُروى لمحمَّد بن حازمٍ وَتُروى لمحمَّد بن بشيرٍ. ويقربُ من مَعنَى البَيت الأخير قَولُ الآخر (¬1): عَارِضاتُ السُرور تُوزَنُ فيهِ ... وَالبلَايَا تُكَالُ بالقُفرانِ 6265 - تَأبَى نُفوسٌ نُفُوسَ قَومٍ ... وَمَا لَهَا عِندَهَا ذُنوبُ بعدَهُ: وَتصَطَفي أَنفسٌ نُفُوسًا ... وَمَا لَها عِندَهَا نَصِيبُ مَا ذَاك إِلَّا لمُبهَمَاتٍ ... أَحكَمَها مَن لَهُ الغيُوبُ مُصعَبُ بن عَبد اللَّهِ الزبيري: 6266 - تَأَتَّ لحَاجَتِي وَاشدُد قُواهَا ... فقَد صَارَتْ بمَنزلَةِ الضَّيَاعِ بعدَهُ: إِذَا أَرضَعتَهَا بلبَانِ أُخرَى ... أَضَرَّ بِها مُشَاركَةُ الرَّضاعِ وَدُونَك فاغَتَنِم شُكرِي ونَشرِي ... وإيَّاكُم وكاشفَة القناعِ قال مصعب بن عبد اللَّه الزبيري: سألتُ إسحَاقَ بن إبراهيم المُصعَبيَّ أَن يُكَلِّمَ المتوكِّلَ في أرزاقِ لي، فقال لكاتبه علي بن عيسى بن أبزود: أَثبت حَاجة أبي عبد اللَّه مَع حَاجةِ إسحَاقَ بن رَبعيّ، وإسحَاقَ الرافعِيّ، فكرهتُ ذلك، وَدَخَلَ الديوان، وكتبتُ إليه الأبياتَ الثلاث. ¬
ومثله قول آخر: أَفْرِدُ إِذَا جرَّدتَ في حَاجة ... فإِنَّها تنجحُ في سُرعَه لا تَشْفَعنها بشبيهٍ بها ... فيهلِك الإِنجاحُ بالشُّفعَه بَشَّارٌ: 6267 - تَأتي المُقيمَ وَمَا سَعَى حَاجَاتُهُ ... عَدَدَ الحَصَى وَيخيبُ سَعيُ النَّاصِبِ قبلَهُ: خَفِّض عَلى عُقبِ الزَّمان العَاقِبِ ... لَيس النَجاحُ مَعَ الحَريصِ الدائِبِ تَأتِي المقيمَ وَمَا سَعَى حَاجَاتُهُ. . . البَيتُ, وبَعدَهُ: وَإِذَا جَفَوتَ قَطَعت عنكَ مَنافعي ... والدَّر يقطَعُهُ جَفاءُ الحَالبِ محمَّدُ بن بَشِيرٍ: 6268 - تَأتي المَكارِهُ حينَ تأتِي جُملةً ... وتَرَى السُّرورَ يجيءُ فِي الفَلتَاتِ 6269 - تَأتِي أُمورٌ فَمَا تَدرِي أعاجلُها ... خيرٌ لنَفسِكَ أَم مَا فيهِ تَأخيرُ 6270 - تَأتِي عَلى عِدَّةِ الجَميع فَتُفنيهِم ... وتَفنَى فِي آخِرِ العَدَد كعبٌ الأَشقريُّ: 6271 - تَأتي عَلينَا حَزَازاتُ النُفُوسِ فَلا ... نُبقي عَلَيهِم ولَا يُبقُونَ إن قَدرُوا بعدَهُ: ولا يقيلُونَنا في الحربِ عَثرتَنَا ... ولَا نُقيلُهُم يومًا إِذَا عَثَرُوا لَا عُذرَ يُقبَلُ منَّا دُونَ أَنفسِنَا ... ومَا لَهُم عندَنَا عُذرٌ إِذَا اعتَذرُوا ¬
عُبيدُ اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود: 6272 - تَأثَّرَ حُبُّ عَثمةَ فِي فؤادي ... فبَاديهِ مَعَ الخَافِي يَسِيرُ الحُصَينُ بنُ الحُمام المُرِّيُّ: 6273 - تَأَخَّرتُ أستَبقِي الحَيَاةَ فَلمَ أَجد ... لنَفسِي حَيَاةً مِثلَ أَن أتَقدَّمَا 6274 - تَأدَّب تَسُد أَو تَحظ فِي النَّاسِ ... إِنَّما يَفُوزُ بأَسنَى الحَظِّ أَهلُ التأَدُّبِ المُبَرَّدُ: 6275 - تأَدَّب غَيرَ مُتَّكِلٍ ... عَلَى حَسَبٍ ولَا نَسَب بعدَهُ: فإنَّ مروءَةَ الرَّجُلِ الشَرِ ... يفِ بصالِح الأَدَبِ وَشُب بتَواضُع حلمًا ... وجاهِد سَورةَ الغَضبِ طَرِيقُ الخَيرِ مُشتَركٌ ... وَبَعدُ فإِنَّنا لأَبِ إِذَا مَا شُبتَ حسن الدّ ... ينِ منكَ بزينَةِ الأَدَبِ فَمِمَّن شئتَ كُن فَلقَد ... لَحِقتَ بأمحَضِ النَسَبِ وهُو محمَّدُ بن يَزيدَ بن عَبدِ الأَكبَرِ المُلقَّب بالمُبَرَّدِ النحوي اللُغَوِيُّ. 6276 - تأدّب فإنَّ الفَتَى مَنْ غَدَا أَديبًا ... وما الفَخْرُ إِلَّا الأَدَبْ الغَزِيُّ: 6277 - تَألَّبَ صَرفُ الدَّهرِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... عَلَيْنَا وَجَاءَتْ تَالِيَاتٍ عَجَائِبُه بَعْدَهُ: وَلَمَّا رَأَيتُ النَّاسَ قَصَّر فَهْمُهُم ... وَكُلٌّ عَنْ المُدَّاحِ يَزْوَرُّ جَانِبُهْ ¬
غَسَلْتُ يدي جَمْعًا مِنَ الشَّعْرِ كُلِّهِ ... وَمَا الشِّعْرُ بالفَنِّ المُقدم صاحبُهْ نَزَّهْتُ نَفْسِي عَنْ أكَاذِيْب شاعِرٍ ... وَأَقْبَحُ فِي عَيْنِي مِنَ الكذِبِ كَاذِبُهْ صَحَبْتُ خُطوبَ الدَّهْرِ حَتًّى ألِفْتُهَا ... فَصِرْتُ شَفِيْقًا أن تَبِينَ مَعَائِبُهْ فَلَا تَعْذِلُونِي رُبَّ خِيمٍ مُذَمَّمٍ ... تَعَلَّمَهُ الإِنْسَانُ مِمَّنْ يُصَاحِبُهْ 6278 - تَألَّقَ البَرْقُ نَجْديًّا فَقُلْتُ لَهُ ... إِلَيْكَ يَا بَرْقُ إنِّي عَنْكَ مَشْغُولُ السَّرِيُّ الرَّفَاء: 6279 - تَألَّقُ الخُطُوبُ لَهَا ظَلَامٌ ... وَأسْفَرَ وَالزَّمَانُ لَهُ قُطُوبُ أبْيَاتُ السَّرِيِّ يَمْدَحُ ابْنُ فَهْدٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: سَنُغْرِبُ فِي الشَّاءِ عَلَى ابْنِ فَهْدٍ ... فَمَا هُوَ فِي النَّدَى إِلَّا غَرِيْبُ تَألَّقَ وَالخُطُوْبُ لَهَا ظَلَامُ. البّيْتُ وَبَعْدَهُ: إِذَا شِيْمَتْ بَوَارِقُهُ اسْتَهَلَّتْ ... سَمَاءٌ مِنْ مَوَاهِبهِ تَصُوْبُ فَمِنْ حَزْمٍ تَدِيْنُ لَهُ اللَّيَالِي ... وَمِنْ رَأيٍ تَبِيْنُ لَهُ العُيُوْبُ المُسَّيَبُ بنُ عَلَسٍ: 6280 - تَامَتْ فُؤَادَكَ إِذَ عَرَضْتَ لَهَا ... حَسَن بِرَأي الحُبِّ مَا تَمِقُ دِيْكُ الجِنِّ: 6281 - تَأمَّلْ إِذَا الأحْزَانُ مِنْكَ تَكَاثَرَتْ ... أعَاشَ رَسُوْلُ اللَّهِ أم ضَمَّهُ القَبْرُ 6282 - تَأَمَّلْتُ أشْخَاصَ الخُطُوبِ فَلَمْ أُرَعْ ... بِأَفظَع مِنْ فَقْدِ الحَبِيبِ وَأَسْمَجِ بَعْدَهُ: أأطْلُبُ أنْصارًا عَلَى الدَّهْرِ بَعْدَمَا ... ثَوَى مِنْهُمُ فِي التُّربِ أَوْسِي وَخَزْرَجِي ¬
6283 - تَأمَّلْتُ الوَرَى جِيْلًا فَجِيْلا ... فَكَانَ كَثِيْرُهُم عِنْدِي قَلِيْلا قَوْلُهُ تَأَمَّلْتُ الوَرَىْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إذَا مَا شِئتَ أَنْ يَلْقَاكَ مِنْهُمْ ... عَدُوٌ فَاتَّخِذْ مِنْهُمْ خَلِيْلًا فَإِمَّا أَنْ تُغَالِبَهُمْ عَزِيْزًا ... وَإِمَّا أَنْ تُدَارِيْهِمْ ذَلِيْلا وَلَسْتُ مِنَ الهَوَانِ وَلَيْسَ مِنِّيْ ... فَألْبَسُهُ وَأَدَّرِع الخُمُوْلَا وَلَمْ أَحْمَدْ لِعَارِفِهِ جَوَادًا ... وَلَمْ أَذْمَمْ عَلَى مَنْعٍ بَخِيْلَا المَعَرِّيُّ فِي الدُّنْيَا: 6284 - تَأمَّلْتُهَا عَصْرَ الشَّبَابِ فَلَمْ تَسُغْ ... وَلَيْسَ لَهَا بَعْدَ الَمشِيْبِ مَسَاغُ أَبُو تَمَّامٍ: 6285 - تَأمَّلْ خَلِيْلِي هَلْ تَعُدَّنَ سَالِمًا ... إِلَى آدَمٍ أمْ هَلْ تَعُدَّ ابنَ سَالِمِ أبْيَاتُ أبِي تَمَّامَّ فِي المَرْثِيَّةِ: أَمَالِكُ إِنَّ الحُزْنَ أحْلَامُ نَائمٍ ... وَمَهْمَا يَدُمْ فَالوَجْدُ لَيْسَ بدَائمِ أَمَالِكُ أَفْرَاطُ الصَّبَابَةِ تَارِكٌ ... حَنًى وَاعْوِجَاجًا فِي قَنَاةِ المَكَارِمِ تَأَمَّلْ خَلِيْلَيَّ هَلْ تَعُدَنَّ سَالِمًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَتَىْ تُرِعْ هَذَا المَوْتَ عَيْنًا بَصيْرَةً ... تَجدْ عَادِلًا مِنْهُ شَبيْهًا بِظَالِمِ وَقَالَ عَلِيّ فِي التَّعَازِيْ لأشْعَثٍ ... وَخَافَ عَلَيْهِ بَعْضَ تِلْكَ المَآثِمِ أَتَصْبرْ لِلْبَلْوَى عَزَاءً وَحَسْبَةً ... فَتؤجَرَ امْ تَسلُوَ سلوَّ البَهَايِمُ خُلِقْنًا رِجَالًا لِلتَّجَلُّدِ وَالأَسَى ... وَتِلْكَ الغَوَانِي لِلبُكَا وَالمَأاتِمِ وَلَمْ يَحْمُدُوْا مِنْ عَالَمِ غَيْرِ عَامِلٍ ... خِلَافًا وَلَا مِنْ عَامِلٍ غَيْرُ عَالِمِ رَأَوْا طَرَقَاتِ العَجْزِ عُوْجًا فَظِيْعَةً ... وَأفْظَعُ عَجْزٍ عِنْدَهُمْ عَجْزُ حَازِمِ ¬
6286 - تَأَمَّلْ فَإِنْ كَانَ البُكَا رَدَّ هَالِكًا ... عَلَى أحَدٍ فاجْهَدْ بُكاكَ عَلَى عَمْرِو حَكَى المبرَّدُ قَالَ: رَوَى الرُّوَاةُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عَبَّاسِ بن عَبْدِ المُطَّلِب كَانَ وَالِيًا عَلَى اليَمَنْ مِنْ قِبَلِ عَلِيٍّ بن أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، فَشَخَص إِلَى عَلِيٍّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى اليَمَنِ عَمْرو بنُ أَرَاكَةَ الثَّقَفِيّ، فَوَجَّهَ مُعِاوَيَةُ إِلَى اليَمَنِ، وَنَوَاحِيْهَا بُسْرَ بْن أَرْطَاةَ العَامِرِيَّ، فَقَتَلَ عَمْرو بْن أَرَاكَةَ، فَجَزِعَ عَلَيْهِ أَخُوْهُ عَندُ اللَّهِ جَزَعًا عَظيْمًا، فَقَالَ أبُوْهُ: لَعَمْرِي لَئِنْ اتبَعْتَ عَيْنَكَ مَا مَضَى ... بِهِ الدَّهْرُ أو سَاقَ الحمَامُ إِلَى القَبْرِ لتَنْفِدَنْ مَاءَ الشُّؤونِ بِأسرِهِ ... وَلَو كُنْتَ تَمْرِيهنَّ مِنْ ثَبَجِ البَحْرِ وَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ إِذْ خَنَّ بَاكِيًا ... تَعَزَّ وَمَاءُ العَيْن مُنَهُمِرٌ يَجْرِي تَأمَّل فإن كَانَ البكا رَدَّ هَالِكًا. . . البيتُ. ثَبَحُ كُلِّ شَيءٍ: أوسَطُهُ، وَالخَنينُ بِالخَاءِ المعجة بُكَاءٌ فِي غُنَّةٍ. قَالَ: وَكَانَ بُسْرُ بنُ أرطَاةَ فِي تِلْكَ الحُرُوبِ أُرْشِدَ عَلَى ابنين لِعَبْدِ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) وَهُمَا طِفْلَانِ، وَأُمُّهُمَا مِنْ بَنِي الحَرثِ بن كَعْبٍ، فَوَارَتْهُمَا عَنْهُ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ أَخَذَهُمَا مِنْ تَحْتِ ذَيْلِهَا، فَقَتَلَهُمَا. 6287 - تَأَمَّلْ فَمَا تَسْطِيْعُ رَدَّ مَقَالَةٍ ... إِذَا القَوْلُ فِي زَلَّاتِهِ فَارَقَ الفَمَا البُحْتُرِيُّ: 6288 - تَأمَّلْ مِنْ خِلَالِ السُّجْفِ وَانْظُرْ ... بِعَيْشِكَ مَا شَرِبْتُ وَمَنْ سَقَانِي أَبْيَاتُ البُحْتُرِيِّ: أَوَّلُهَا: عَنَانِي مِنْ صُدُوْدُكِ مَا عَنَانِي ... وَعَاوَدَنِي هَوَاكِ كَمَا بَدَانِي عَذِرْتُ عَلَى التَصَابِي مَنْ تصَابَى ... وَآثَرَتُ الغِوَايَةُ وَالغَوَانِي ¬
وَكَمْ غُسِّلْتُ مُدَّلِجًا بِصَحْبِيْ ... عَلَى مُتَصفِرِ النَّاجُوْدِ قَانِ أغَادِيْ أَرْجُوْ أَنَّ الرَّاح صرْفًا ... عَلَى تُفَّاحِ خَدٍّ أرْجُوَانِيْ إذَا مَالَتْ يَدِيْ بِالكَأْسِ رُدَّتْ ... بِكَفِّ خَصيْبِ أطْرَافِ البَنَانِ تأملْ مِنْ خِلَالِ السَّجْفِ وَانْظرْ. البَيْتُ وبَعْدَهُ: تَرَى شَمْسَ الضحَى تَدْنُوْ بِشَمْسٍ ... إلَيَّ مِنَ الرَّحِيْقِ الخُسْرُوَانِي سُبُوْتُ الاصْطِبَاحِ مُعْتِمَاتٌ ... وَأَحْظَاهُنَّ سَبْتُ المَهْرَجَانِ المَعَرِّيُّ: 6289 - تَأمَّلنَا الزَّمَانَ فَمَا وَجْدَنَا ... إِلَى طِيْبِ الحَيَاةِ لَهُ سَبِيلا بَعْدَهُ: ذَرِ الدُّنْيَا إِذَا لَمْ تَحْظَ مِنْهَا ... وَكُنْ فِيْهَا كَثِيرًا أَوْ قَلِيلا وَأصْبِحْ وَاحِدَ الرَّجُلَيْنِ إمَّا ... مَلِيْكًا فِي المَعَاشِرِ أو أبِيلا الأبيلُ: المتدَيِّنُ النَّاسِكُ، وَأصْلُ ذَلِكَ فِي الذِي يضربُ بالنَّاقُوس، وَالمُرَادُ بِهِ الرَّاهِبُ. يُقَالُ: تأبَّلَ الوَحْشُ إِذَا امْتَنَعَ مِنْ شُرْبِ المَاءِ، وَاسْتَغْنَى عَنْهُ بِالرَّطِبِ مِنَ الكَلَاءِ. العَلَوِيُّ، وَقَد رُئي الهِلَالُ: 6290 - تَأمَّلْ نُحُولِي وَالهِلَالَ إِذَا بَدَا ... لِلَيْلَتِهِ فِي أُفْقِهِ أَيَّنَا أَضْنَى بَعْدَهُ: عَلَى أَنَّهُ يَزْدَادُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ... نُمُوًّا وَجِسْمِي بِالضَّنَى أبَدًا يَفْنَى الغَزِّيُّ: 6291 - تَأمِيلُ عَوْدِ عَشِيَّاتِ الحِمَى سَفَهٌ ... كَمْ مُنْيَةٍ قَصَّرَتْ عَنْهَا يَدُ الزّمَنِ ¬
عَبْدُ الوَلِيِّ بنُ عَبْدِ السَّرَايَا: 6292 - تَأنَّ إِذَا أَرَدْتَ النُّطْقَ حَتَّى ... تُصِيبَ بِسَهْمِهِ غَرَضَ البَيَانِ بَعْدَهُ: وَلَا تُطْلِقْ لِسَانَك لَيْسَ شَيْءٌ ... أَحَقُّ بِطُولِ سِجْنٍ مِنْ لِسَانِ قَالَ يَاقُوْتُ الَحَمْوِيْ فِي كِتَابِ مُعْجَمِ البُلْدَانِ عِنْدَ ذِكْرِهِ جَرْجَا قَالَ هِيَ قَرْيَةٌ مِنْ أعْمَالِ الصَّعِيْدِ قُرْبَ أخمِيْمَ يُنْسَبْ إِلَيْهَا عَبْدُ الوَلِيّ بْنُ عَبْدِ السَّرَايَا بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الأنْصَارِيُّ فَقِيْهٌ شَافِعِيٌّ كَانَ خَطِيْبَ بَلْدَتِهِ. أنشدني نَجْمُ الدِّيْنِ أَبْوْ الرَّبِيعْ سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المَكِيُّ قَالَ أنشدني الخَطِيْبُ عَبْدُ الوَليِّ لِنَفْسِهِ. تَأنَّ إِذَا أرَدْتَ النُّطْقَ حَتَّى. . البَيْتَانِ. وَمِنْ بَابِ (تَأَنَّ). قَوْلُ: تَأَنَّ صُرُوْفَ الحَادِثَاتِ لَعَلَّها ... تُدِيْلُكَ مِنْ بُعْدِ الأَحِبَّةِ بالقربِ ابْنُ هِنْدُو: [من مخلع البسيط] 6293 - تَأَنَّ فَالمَرْءُ إِنْ تَأَنَّى ... أَدْرَكَ لَا شَكَّ مَا تَمَنَّى بَعْدَهُ: وَمَا لِمُسْتَوفِزٍ عَجُولٍ ... حَظٌّ سِوَى أَنَّهُ تَعَنَّى 6294 - تَأَنَّ فَإنَّ الدَّهْرَ سَوْفَ يَعُودُ ... وَمنْ بَعْدِ أيَّامِ النُّحُوسِ سُعُودُ بَعْدَهُ: أَنَا النَّجْمُ إِنْ أبْصَرْتَنِي اليَوْمَ هَابِطًا ... فَلِلنَّجْمِ مِنْ بَعْدِ الهُبُوطِ صُعُودُ 6295 - تأنَّ فِي الشَّيْءِ إِذَا رُمْتَهُ ... لِتُبْصِرَ الرُّشْدَ مِنَ الغَيِّ ¬
بَعْدَهُ: لَا تتبَعَنْ كُلَّ دُخَانٍ تَرَى ... فَالنَّارُ قَدْ تُوقَدُ لِلكَيِّ 6296 - تأنَّ وَلَا تُعْجِلْ بِلَوْمِكَ صَاحِبًا ... لَعَلَّ لَهُ عُذْرًا وَأَنْتَ تَلُومُ يُقَالُ فِي المَثَلِ: "رَوِّ تَحْزُمْ، فَإِذَا اسْتَوْضَحْتَ فَاعْزِمْ" مَعْنَاهُ لَا تَعْجَلْ بِشَيءٍ حَتَّى يَتَحَقَّقَ مَا أنْتَ فَاعِلُهُ. 6297 - تَأَنَّيْتكُمْ بُقْيَا الصَّدِيقِ لِتَقْصِدُوا ... وَتَأبَوْنَ إِلَّا أَنْ تحِيدُوا عَنِ القَصْدِ 6298 - تَاهَ عَلَى آدَمَ فِي سَجْدَةٍ ... وَصَارَ قَوَّادًا لِذُرِّيَّتِهْ قَبْلَهُ: عَجِبْتُ مِنْ إبْلِيسَ فِي تِيهِهِ ... وخُبْثِ مَا أظْهَرَ مِنْ نِيَّتِهْ تَاهَ عَلَى آدَمَ فِي سَجْدَةٍ. . . البَيْتُ. صَالِحِ بنُ عَبْدِ القُدُّوسِ: 6299 - تَاهَ عَلَى اخْوَانِهِ هَيْثَمٌ ... فَصَارَ لَا يَطْرِفُ مِنْ كِبْرِهِ بَعْدَهُ: أَعَادَهُ اللَّهُ إِلَى حَالِهِ ... فَإِنَّهُ يَحْسُنُ فِي فَقْرِهِ منقول من خَطِّ ابن مُقْلَةَ قَالَ: أَنشَدَنَا أَبُو العَبَّاسِ المُبَرّد. أَبُو نَواسٍ: 6300 - تَأَيَّ مَوَاعِيدَ الكِرَامِ فَرُبَّمَا ... حَمَلْتَ مِنَ الإِلْحَاحِ سَمْحًا عَلَى البُخْلِ ¬
قَبْلَهُ: وَمَا طَلَبُ الحَاجَاتِ مِمَّنْ يَرُومُهَا ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا المُصْبِحُونَ عَلَى رِجْلِ تَأيَّ مَوَاعِيْدَ الكِرَامِ. . . البَيْتُ. مَنْقُولٌ مِنْ خَطِّ أَبِي اسْحَاقْ الصَّابِئ، وَتَمَثّل الفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ بِالبَيْتِ الأخِير. وَمِنْ بَاب (تَبَادْر)، قَوْلُ أَبِيْ زَبيْدٍ فِي تَعْييْرِ مَنْ سَارَعَ إلَىْ إيْقَاعْ الَحرْب فَلَمَّا رَآهَا أَحْجَمَ عَنْهَا (¬1): تُبَادِرُنِي كَأَنِّي فِي أَكُفِّهِمْ ... حَتَّى إذَا مَا رَأَوْني ثَابِتًا نَزَعُوْا وَاسْتَحْدَثَ القَوْمُ أَمْرًا غَيْرَمَا وَهِمُوْا ... وَطَارَ أَنْصارُهُمْ شَتَّى وَمَا جَمَعُوْا وَقَالَ المُتَنَبِّيْ فِي قَرِيْبٍ مِنْهُ (¬2): وَخَيْلٍ حَشَوْنَاهَا الأسِنَّةَ بَعْدَمَا ... تَكَدَّسْنَ مَنْ هُنَّا عَلَيْنَا وَمَنْ هُنَّا ضُرِبْنَ إلَيْنَا بِالسِّيَاطِ جَهَالَةً ... فَلَمَّا تَعَارَفْنَا ضرِبْنَ بِهَا عَنَّا كَشَاجِمُ: 6301 - تُبَارِزُنِي وَعِرْضُكَ مِنْ رَصَاصٍ ... فَكَمْ يَبقِى عَلَى نَارِ القَرِيضِ أَبْيَاتُ أبِي الفَتْحِ كَشَاجِمَ. بَعْدَ قَوْلِهِ تُبَارِزُنيْ: وَكَيْفَ تَطيْقُ نَافِلِةَ المَعَالِيْ ... وَنَفْسُكَ لَيْسَ تَنْهَضُ بِالفُرُوْضِ إذَا لَمْ تُرْجَ فِي حَالِ ارْتفَاعٍ ... نَدِمْتَ إذَا نَزَلْتَ إلَىْ الحَضيْضِ 6302 - تُبَارِزُنِي وَنَفْسُكَ مِنْ رَصَاصٍ ... وَكَمْ يَقِيْ عَلَى النَّارِ الرَّصَاصُ 6303 - تَبَارَكَتْ أَمْوَاهُ البِلَادِ بِأَسْرِهَا ... عِذَابٌ وَخُصَّتْ بِالمُلُوحَةِ زَمْزَمُ ¬
بَعْدَهُ: هُوَ الحَظُّ عَيْرُ الوَحْشِ يَسْتَافُ أَنْفُهُ ... الخُزَامَى وأَنْفُ العَودِ بِالعُودِ يُخْزَمُ المَجْنُونُ: 6304 - تَبَارَكَ رَبِّي كَمْ لِلَيْلَى إِذَا انْتَجَتْ ... بِهَا النَّفْسُ عِنْدِي مِنْ خَصِيمٍ وَشَافِعِ يقُولُ مِنْهَا: وَمَا بنْتُ إِلَّا خَاصَمَ البَيْنَ حُبُّهَا ... بِحَالَيْنِ مِنْ قَلْبِي مُطِيْع وَسَامِعُ 6305 - تَبَاعَدْتُ عَنْ سُوْءٍ وَشَرٍّ وَإِنَّمَا ... إِلَى كُلِّ ذِي خَيْرٍ وَخَيْرٍ تَقَرُّبِي بَعْدَهُ: وَتَسْخَرُنِي عَيْنُ العَدُوِّ حَرَارَةً ... كَمَا لَمْ تَزَلْ عَيْنُ الوَليِّ تَقَرُّ بِي الشِّبْلِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: 6306 - تَبَاعُدُ ذَاتِ البَيْنِ لَيْسَ بِضَائِرٍ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ القُلُوبِ تَبَاعُدُ بَعْدَهُ: وَكُلُّ حَبِيبٍ غَابَ عَنْهُ حَبِيبُهُ ... مَتَى غَابَ عَنْهُ فَهُوَ فِي القَلْبِ شَاهِدُ لَيْسَ افِترِاقٌ فِي المَوَدَّةِ بَيْنَنَا ... وَأَيُّ إفترَاقٍ وَالطِّبَاعَانِ وَاحِدُ الرَضِيُّ المُوسَوِيُّ: 6307 - تَبَاعَدَ عَنِّي مَنْ غَرَامِي لِأجْلِهِ ... وَيَقْرُبَ مِنْ قَلْبِي لَهُ غَيْرُ وَامِقِ أَعْرَابِيٌّ: 6308 - تَبَاهَوْا بِرَفْعِ الدُّوْرِ حَتَّى كَأَنَّهَا ... جِبَالٌ وَمَا تَنْدَىْ بِخَيْرٍ شِعَابُهَا ¬
بَعْدَهُ: وَلَيْسُوا بِفِتْيَانِ السَّمَاحَةِ والنَّدَى ... وَلَكِنَّ فِتْيَانًا تَسَرَّى ثِيَابُهَا لَقَدْ أَصْبَحَتْ أَضْيَافُ آلِ عُطَارِدٍ ... خِمَاصًا مَطَايَاهَا خِفَافًا عِيَابُهَا التِّهَامِيُّ: 6309 - تَبًّا لِقَلْبٍ لَيْسَ فِيهِ مَوْضِعٌ ... إِلَّا لِحُبِّ فُلَانَةٍ وَفُلَانِ 6310 - تَبًّا لمُؤثِرِ دُنْيَا لَا تَدُومُ لَهُ ... سَرَّاؤُهَا وَهُوَ مِنْ ضَرَّائِهَا وَجِلُ بَعْدَهُ: وَمِنْ مُشِيدٍ لَهَا وَالمَوْتُ يَهْدِمُهُ ... وَمُطَمَئِنٍّ إِلَيْهَا وَهُوَ يَنْتَقِلُ 6311 - تَبًّا لَهُمْ جَمَعُوا مَالًا وَغَالَهُم ... عَنْهُ الحِمَامُ فَمَا فَازُوا بِمَا جَمَعُوا الوَزِيرُ المَغْرِبِيُّ: 6312 - تُبْتُ مِنْ كُلِّ مَأْثَمٍ فَعَسَى ... يُمْحَى بِهَذَا الحَدِيثِ ذَاكَ القَدِيمُ عُمَارَةُ بْنُ عَقِيلٍ: 6313 - تَبَحَّثْتُمُ سُخْطِي فَغَيَّرَ بَحْثُكُمْ ... سَجِيَّةَ نَفْسٍ كَانَ نُصْحًا ضَمِيْرُهَا وَمِنْ بَابِ (تَبَدَّتْ) قَوْلُ سَلْمٍ الخَاسِرُ (¬1): تَبَدَّتْ فَقْلُتُ الشَّمْسَ عِنْدَ طُلُوْعِهَا ... بِجِلْدٍ غَنِيِّ اللَّوْنِ عَنْ أثَرِ الوَرْسِ فَلَمَّا كَرَرْتُ الطَّرْفَ قُلْتُ لِصاحِبِيْ ... عَلَى مِرْيَةٍ مَائُهَا هُنَا مَطْلِعُ الشَّمْسِ 6314 - تَبَدَّتْ لنا كَالشَّمْسِ تَحْتَ غَمَامَةٍ ... بَدَا حَاجِبٌ مِنْهَا وَضَنَّتْ بِحَاجِبِ ¬
6315 - تَبَدَّلَ بي خِلًّا فخَالَلْتُ ... غَيْرَهُ وَخَلَّيْتُهُ لَمَّا أَرَادَ تَبَاعُدِي الغَزَّالِيُّ: 6316 - تَبَدَّلَتِ الأَخْلَاقُ مِنَّا وَمِنْهُمُ ... وَمَنْ ذَا عَلَى الأَيَّامِ لَا يَتبدَّلُ قَبْلَهُ: صَحَبْنَا أُنَاسًا أكْرَمِينَ أعِزَّةً ... وَسَاعَدَهُمْ إِقْبَالُ دَهْرٍ فَأَقْبَلُوا وَلَمَّا عَلَوا أبْدَوا جَفَاءً وَنَبْوَةً ... وَغَرَّتْهُمُ الوَاشُونَ حَتَّى تَزَيَّلُوا فَلَا حِينَ هَمُّوا بِالجَفَاءِ تَرَفَّقُوا ... وَلَا حِينَ هَمُّوا بِالقَطِيعَةِ أَجْمَلُوا فَلَمَّا رَأيْنَا عَطْفَهُمْ غَيْرَ رَاجِعٍ ... رَجِعْنَا إِلَى الأمْرِ الَّذِي هُوَ أَجْمَلُ تَبَدَّلَتِ الأَخْلَاقُ مِنَّا وَمِنْهُمُ. . . البَيْتُ. هُوَ الأُسْتَاذُ نَاصرُ بْنُ مَنْصُور البُستِيّ الغَزَّالِيُّ. 6317 - تبَدَّلْتُ بَعْدَ الخَيْزُرَانِ جَرِيْدَةً ... وَبَعْدَ ثِيَابِ الخَزِّ أَحْلَامَ نَائِمِ 6318 - تَبَدَّلْتَ فَاسْتَبْدَلْتُ عَنْكَ فَعَاضَنِي ... بَدِيْلِي وَمَا أغْنَتْكَ عَنِّي البَدَائِلُ مِثْلُهُ: تَبَدَّلْتَ وَتَبَدَّلْنَا وَأَخْسَرُنَا ... مَنِ ابْتَغَى عوَضًا يُغْنِي فَلَمْ يَجِدِ البَدِيهِيُّ: 6319 - تُبْدِي الشَّجَاعَةَ حَيْثُ لَا ... حَرْبٌ يَكُونُ وَلَا هِيَاجُ عُمَارَةُ بْنُ عَقِيلٍ: 6320 - تُبْدِي لَكَ العَيْنُ مَا فِي نَفْسِ صَاحِبِهَا ... مِنَ الشَّناءَةِ والوُدِّ الَّذِي كَانَا بَعْدَهُ: ¬
إِنَّ البَغِيْضَ لَهُ عَيْنٌ يَصدُّ بِهَا ... لَا يَسْتَطِيعُ لِمَا فِي القَلْبِ كِتْمَانَا وَعَيْنُ ذِي الوُدِّ لَا تَنْفَكُّ مُقْبِلَةً ... تَرَى لَهَا مِحْجَرًا بَشًّا وَإِنْسَانَا وَالعَيْنُ تَنْطِقُ وَالأَفْوَاهُ صَامِتَةٌ ... حَتَّى تَرَى مِنْ ضَمِيرِ القَلْبِ تبْيَانَا ابْنُ عَمَّارٍ وَزِيرُ المَغْرِبِ: 6321 - تَبَرَّعْتَ بِالمَعْرُوفِ قَبْلَ سُؤَالِهِ ... وَعُدْتَ بِمَا أَبْدَيْتَ وَالعَوْدُ أَحْمَدُ بَعْدَهُ: فأتاقَ حَوضِيْ مِن نَدَاكَ تَبَجُّسٌ ... وَنَمَّقَ رَوْضي مِنْ رِضَاكَ تَعَهُّدُ فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أشْكُرُكَ صادِقَ نِيَّةٍ ... تَقُومُ عَلَيْهَا آيَةُ النُّصْحِ تَشْهَدُ فَمَا صحَّ لِي دِيْنٌ وَلَا بَرَّ مَذْهَبٌ ... وَلَا كَرمتْ نَفْسٌ وَلَا طَابَ مَوْلدُ يُخَاطِبُ المُعْتَمِدَ عَلَى اللَّه صاحِبَ المَغْرِبِ وَكَانَ وَزِيرَهُ. السَّلَامِيُّ المخزُوميُّ: 6322 - تَبَسَّطْنَا عَلَى الآثامِ ... لَمَّا رَأَيْنَا العَفوَ من ثَمَرِ الذُنُوبِ قَوْلُ أبِي الحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامِيِّ المَخْزُوْمِيِّ: تَبَسَّطْنَا عَلَى الآثَامِ لَمَّا رَأَيْنَا ... العَفْوَ مِنْ ثَمَرِ الذُّنُوْبِ قَالَ الغَزَالِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: لَوْلَا أَنَّ العَفْوَ مِنْ صِفَتِهِ لَمَا عَصاهُ أَهْلُ مَعْرِفَتِهِ. قِيْلَ وَكَانَ الصاحِبُ بْنُ عَبَّادَ يَسْتَحْسِنُ هَذَا البَيْتَ أعْنِيْ قَوْلَهُ: تَبَسَّطنَا، البَيْتُ. وَكَانَ يَتَمَثَّلُ بِهِ كَثيْرًا وَيَقُوْلُ مَا دَرَى قَائِلُهُ أَيَّ دُرَّةٍ رَمَى بِهَا وَأَيَّ غُرَّةٍ سَيَّرَهَا وَخَلَّدَهَا. قَالَ أَبُوْ مَحْفُوْظٍ مَعْرُوْفٍ الكَرْخِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: طَلَبُ الجَنَّةِ بِلَا عَمَلٍ ذَنْبٌ مِنَ الذُّنُوْبِ. وَانْتِظَارُ الشَّفَاعَةِ بِلَا سَبَبٍ نَوْعٌ مِنَ الغُرُوْرِ وَرَجَاءُ رَحْمَةِ مَنْ لَا يُطَاعُ جَهْلٌ وَحُمْقٌ بَلْ جُنُوْنٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ العَفْوُ يَكُوْنُ عَنِ المُقِرِّ لَا عَنِ المُصِرِّ. وَقَالَ بَعْضُ ¬
البُلَغَاءِ الأَصاغِرُ يَهْفُوْنَ وَالأَكَابِرُ يَعْفُوْنَ (¬1). إِبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: 6323 - تَبَسَّمَتْ فَأَضَاءَ البَيْتُ فَالْتَقَطَتْ ... حَبَّاتِ مُنْتَثِرٍ فِي نُورِ مُنْتَظِمِ يَقُوْلُ قَبْلَهُ مِنْ قَصْيدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا الإمَامَ المُسْتَظْهِرَ بِاللَّهِ: أَمَّتْ أُمَيْمَةُ شعْبًا دُوْنَهُ عَلَمٌ ... وَالأَرضُ فِي مَلْبَسٍ غُفْلٍ بِلَا عَلَمِ لَمْ يُخِفْهَا غَيْهَبٌ لَكِنْ أَحَاطَ بِهَا ... كَمَا أَحَاطَ دُخَانُ النَّارِ بِالضَّرَمِ حَتَّى إِذَا طَاحَ عَنْهَا المِرْطُ مِنْ دَهَشٍ ... وَانْحَلَّ بِالضَّمِّ سِلْكُ العِقْدِ فِي الظُلَمِ تَبَسَّمَتْ. . . البَيْت، بَعْدَهُ: لأَيًا تَبَيَّنَ لِيْ وَالعِلْمُ تَجْربَةٌ ... إِنَّ المَكَارِمَ كَانَتِ أَلْسُنَ الشِّيَمِ مِنْهَا الفَصِيْحُ وَمِنْهَا مَا يُنَاقِضُهُ ... وَإِنْ خَطَبْنَ بِلَا صَوْتٍ وَلَا نَغَمِ لَا قَدَّمَ الشَّهْمُ إِلَّا حَدُّ صَارِمِهِ ... وَإِنْ غَدَا فَارِسَ القُرْطَاسِ والقَلَمِ وَلَا مَضَى السَّيْفُ إِلَّا فِي يَدَي بَطَل ... فَقَدْ تَطُوْلُ يَدُ الرِّعْدِيْدِ بِالخَذِمِ عَلَيَّ نَصبُ المَعَانِيْ فِي مَنَاصِبِهَا ... فَإنْ كَبَتْ دُوْنَهَا الأفْهَامُ لَمْ أُلَمِ خَيْرُ النَّدَىْ مَا تَحَلَّى العَاطِلُوْنَ بِهِ ... وَأَحْسَنُ النَّصْرِ مَا يُهْدَى لِمُنْهَزِمِ مَاليْ سِوَى الكَرَمِ المَعْهُوْدِ مِنْ سَبَبٍ ... هَلْ عِنْدَكُمْ سَبَبٌ أقْوَى مِنَ الكَرَمِ السَّلَامِيُّ: 6324 - تَبَسَّمْتَ وَالخَيْلُ العِتَاقُ عَوَابسٌ ... وَأَقْدَمْتَهَا وَالحَربُ لَمْ تَتَأَجَّجِ بَعْدَهُ: فَمَا وَطِأَتْ إِلَّا عَلَى خَدِّ سَيِّدٍ ... وَلَا عَثَرتْ إِلَّا بِرَأْسِ مُتَوَّجِ الحَارِث بنُ كلَدةَ: ¬
6325 - تَبَغَّ ابْنَ عَمِّ الصِّدْقِ حَيْثُ وَجَدْتَهُ ... فَإِنَّ ابنَ عَمِّ السَّوءِ أوْعَر جَانِبُه قَوْلُ الحَارَثِ بْنُ كَلَدَةْ تَبَغَّ ابْنَ عَمِّ الصِّدْقِ. بَعْدَهُ: تَبَغَّيْتُهُ حَتَّى إذَا مَا وَجَدتُهُ ... أَرَانِي نَهَارَ الشَّرِّ تَبْدُوْ كَوَاكِبُه وَرُبَّ ابْنِ عَمٍّ تَدَعِّيْهِ وَلَوْ تَرَى ... خَبِيْئَتَهُ يَوْمًا لَسَاءَكَ غَايُبُه ألَا رُبَّ مَنْ يَغْشِي الأبَاعِدَ نَفْعُهُ ... وَشَقَى بِهِ حَتَّى المَمَاتِ أَقَارِبُه شَجِيٌّ ثَابِتٌ فِي الحَلْقِ لَيْسَ بِسَائغٍ ... وَلَيْسَ بِمَنْزُوْعٍ وَإِنْ مَاتَ صَاحِبُهْ فَخَلِّ ابْنَ عَمِّ السُّوْءِ وَالدَّهْرِ ... إنَّهُ سَتَكْفِيْكَهُ أيَّامُهُ وَنَوَايِبُه وَإِنَّ لِسَانًا لَمْ تُعِنْهُ لَبَابَةٌ كَحَاطِبِ ... لَيْلٍ يَجْمَعُ الرَّذْلَ حَاطِبُه لَعَلَّكَ يَوْمًا أَنْ يَسُرُّكَ مَشْهَدِيْ ... إذَا جَاءَ خَصمٌ كَالحُبَابِ تُسَاغِبُه وَمِنْ بَابِ (تَبَغَّ) ابْنَ عَمِّ الصدْقِ قَوْلُ حَاتِمٍ الطَّائِيُّ (¬1): تَبَغَّ ابْنَ عَمَّ الصِّدْقِ حَيْثُ لَقِيْتَهُ ... فَإنَّ ابْنُ عَمِّ السُّوْءِ إِنْ سَرَّ يُخْلِفُ إذَا مَاتَ مِنَّا سَيِّدٌ قَامَ بَعْدُهُ ... نَظِيْرٌ لَهُ يَغْنَى غِنَاهُ وَيَخْلُفُ وَإنِّيْ لأَقْرِي الضَّيْفَ قَبْلَ سُؤَالِهِ ... وَطْعَنُ قُدْمًا وَالأسِنَّةُ تَرْعُفُ وَإنِّيْ لأُخْزَى أنْ تُرَى بِي بِطْنَةٌ ... وَجَارَاتُ بَيْتِيْ طَاوِيَاتٌ وَنُحَّفُ وَإِنِّيْ لأُغْشِي أَبْعَدَ الحَيِّ جَفْنَتِي ... إذَا حَرَّكَ الأطْنَابَ نَكْبًا حَرْجَفُ وَإِنِّيْ لأَرْمِي بالعَدَاوَةِ أَهْلَهَا ... وَأَبْلُغَ بالأَعْدَاءِ لا أَتَنَكَّفُ وَإِنِّي لأُعْطِي سَائِلِي وَلَرُبَّمَا ... كَلَّفَ مَا لَا أسْتَطِيْعُ فَأكْلَفُ وَإِنِّيْ لَمَذْمُوْمٌ إذَا قِيْلَ حَاتِمٌ ... نَبَا نَبْوَةً إِنَّ الكَرِيْمَ يُعَنَّفُ سَآبَى وَتَأْبَى لِيْ أُصُوْلٌ كَرِيْمَةٌ ... وَآبَاءُ صِدْقٍ بالمُرُوءَةِ شَرَّفُوْ وَأَجْعَلَ مَالِيْ دُوْنَ عِرْضِي وَإنَّنِي ... كّذَلِكُمْ مِمَّا أُفِيْدُ وَأَتْلِفُ وَأَغْفِرُ أَنْ زّلَّتْ بِمَوْلَايَ نَعْلُهُ وَلَا خَيْرَ ... فِي المَوْلَى إِذَا كَانَ يُتْرِفُ سأنظرهُ إن كان للحق تابعًا ... وإن جار لم تكثر عليه التعطف ¬
وإن ظلموه قمت بالسيف دونه ... لأنصرهُ إن الضعيف مؤنف وإني وإن طال الثواء لميّت ... ويغمطني ماويَّ بيت مسقف إني لمجزيٌّ بما أنا كاسب ... وكل متى رهى بما هو متلف 6326 - تَبْغى مِنَ الدُّنْيَا الكَثِيْرَ وَإِنَّمَا ... يَكْفِيْكَ مِنْهَا مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ قَبْلَهُ: كَمْ لِلحَوَادِثِ مِنْ طُرُوقِ عَجَائِبٍ ... وَنَوَائِبٍ مَوْصُوْلَةٍ بِنَوَائِبِ وَلَقَدْ تَفَانَى مِنْ شَبَابِكَ وَانْقَضَى ... مَا لَسْتُ أَعْلَمُهُ إِلَيْكَ بِآيِبِ تَبْغي مِنَ الدُّنْيَا الكَثِيْر. . . البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: لَا يُعْجِبَنَّكَ مَا تَرَى فَكَأَنَّهُ قَدْ ... زَالَ عَنْكَ زَوَالَ أَمْسِ الذَّاهِبِ تَمَثَّلَ بِهَذِهِ الأبْيَاتِ عَلِيّ بْنُ الحُسينِ زَيْنُ العَابِدِينَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ السَّلَام. إِبْرَاهِيْمُ الغَزِيُّ: 6327 - تَبْقَى المَذَمَّةُ فِي مَنْ لا نَبْض لَهُ ... فِي مَدْحِهِ حَجَرٌ كَالنَّفْسِ فِي الحَجَرِ أيَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ: 6328 - تَبْقَى المَعَايِرُ بَعْدَ القَوْمِ بَاقِيَةً ... وَيَذْهَبُ المَالُ فِي مَا كَانَ قَدْ ذَهَبَا قَبْلَهُ: إِنِّي وَجَدِّكَ مِنْ قَوْمٍ إِذَا طَلَبُوْا بَـ ... ــــعْدَ النَّسِيئَةِ دَيْنًا أحْسَنُوا الطَّلَبَا لَا تَحْسِبُوا هَجْمَ أبْيَاتِي عَلَانِيَّةً ... وَلَا اسْتَلَابَ سِلَاحِيْ ذَاهِبًا لَعِبَا تَبْقَى المَعَايِرُ بَعْدَ القَوْمِ بَاقِيَةً. . . البَيْتُ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوب: ¬
6329 - تُبَكِّيْ عَلَى الدُّنْيَا سَفَاهًا وَقَدْ تَرَى ... بِعَيْنَيْكَ أَنْ لَمْ يَبْقَ إِلَّا ذَمِيْمُهَا بَعْدَهُ: ألَا إِنَّمَا الدُّنْيَا كَنِهْي قَرَارَةٍ ... تَسَامَى قَلِيْلًا ثُمَّ هَبَتْ سُمُومُهَا قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ: 6330 - تُبَكِّيْ عَلَى لُبْنَى وَأَنْتَ تَرَكْتَهَا ... وَكُنْتَ كَآتٍ غَيَّهُ وَهُوَ طَائِعُ أَبُو القاسِم بنُ أبِي العَلَاء: 6331 - تَبْكِيْ عَلَيْكَ العَطَايَا وَالصَّلَاةُ ... كمَا تَبْكِيْ عَلَيْكَ الرَّعَايَا وَالسَّلَاطيْنُ 6332 - تُبْكِيْهِ زَلَّاتُهُ طورًا وَيُضْحِكُهُ ... رَجَاؤهُ فَهُوَ مَحْزُوْنٌ وَمَسْرُوْرُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّد النَّاشِيء: 6333 - تَبَلَّجْ بِرُوْحِ اليَأسِ أَوْ فَرْحَةِ الغِنَى ... أَوْ الصِّدْقِ لِيْ فِي الوَعْدِ أَوْ طَلَبُ العُذْرِ بَعْدَهُ: فَمَا لِيْ تُقَى يَحْيَى وَلَا حِلْمُ يُوْسُفٍ ... وَلَا صَبْرُ أَيُّوبٍ وَلَا مُدَّةُ الخِضرِ البُحْتُرِيُّ: 6334 - تَبَلَّجَ عَنْ بَعْضِ الرِّضَا وَانْطَوِى ... عَلَى بَقِيَّةِ عَتْبٍ شَارَفَتْ أَنْ تَصَرَّمَا يُروِى لأَميرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: 6335 - تَبَلَّغْ بِالكَفَافِ فَكُلُّ شَيْءٍ ... مِنَ الدُّنْيَا يكُوْنُ لَهُ انْقِضَاءُ ¬
أبُوْ عَلِيّ البَصيْرُ: 6336 - تَبَلَّغُوا وَادْفَعُوا الحَاجَاتِ مَا انْدَفَعَتْ ... وَلَا يَكُنْ هَمُّكُمْ فِي يَوْمكُمْ لِغَدِ أبيات أبي علي البصير، أولها: قلت لأهلي وقد راموا أميرهم ... بماء وجهي فلم أفعل ولم أكد لا يستوي أن تهينوني وأكرمكم ... ولا تقوم على تقوكم أردي فطيبوا من فضول العيش أنفسكم ... ولا تمدّوا إلى أيدي الكرام يدي تبلغوا وادفعوا الحاجات ما اندفعت إلى البي، وبعدَهُ: فَرُبَّ مُدَّخِرٍ مَا لَيْسَ يَأْكُلُهُ ... وَمُسْتَعِدٍّ لِيَوْمٍ لَيْسَ فِي العَدَدِ وَطَالِبٍ جَاهِدٍ مَا لَيْسَ يُدْرِكُهُ ... وَمُدْرِكٍ مَا تَمَنَّى غَيْرِ مُجْتَهِدِ أَبُوْ رُمْحٍ الخُزَاعِيُّ: 6337 - تُبيِّنُ لِيْ عَيْنَاكَ مَا أَنْتَ كَاتِمٌ ... وَلَا جِنَّ بِالبَغْضَاءِ وَالنَّظَرِ الشَّزْرِ قَبْلَهُ: لِسَانُكَ لِيْ حُلْوٌ وَنَفْسُكَ مُرَّةٌ ... وَخَيْرُكَ كَالمَرْعَاةِ فِي الجَبَلِ الوَعرِ تُبَيِّنُ لِيْ عَيْنَاكَ مَا أنْتَ كَاتمٌ. . . البَيْتُ. النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: 6338 - تَبَيَّنْ وَلَا تَأخُذْ بَرِيْئًا بِكَاذِبٍ ... ظَنِيْنٍ وَخَفْ فِي ذَاكَ عَاقِبَةَ الظُّلْمِ أبْيَاتُ النَّابِغَةْ يَعْتَذِرُ إِلَى النُّعْمَانْ بْنَ المُنْذِرْ وَيَتَنَصَّلُ إِلَيْهِ مِمَّا قِيْلَ فِيْهِ وَيَسْتَعْطِفُهُ: ألَا أُبْلِغ النُّعْمَانُ عَنِّيْ ألوكةً ... وَخَيْرُ المُلُوْكِ المَاجِدُ الوَاسِعُ الحِلْمِ أتَانِيْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ إنَّكَ نُلْتَنِيْ ... عَلَى بُعْدِ دَارِيْ بِالوَعِيْدِ وَبِالشَّتْمِ ¬
سَعَى بِيْ إِلَيْكَ الحَاسدُوْنَ بِبَاطِلٍ ... مِنَ القَوْلِ لَمْ يَخْطِرْ بِبَالِيْ وَلَا وَهْمِيْ فَإِنْ أنَا أجْرَيْتُ اللِّسَانَ بِمِثْلِهِ ... فَأبْعدَهُ قَطْعًا لَهُ اللَّهُ مِنْ فَمِيْ فَإِنْ كَانَ جُرْمًا شُكرُ مَنْ كَانَ مُنْعِمًا ... عَلَيَّ فَشُكْرِيْ نِعْمَة لَكَ مِنْ جُرْمِيْ تَبَيَّنْ وَلَا تَأْخُذْ بَرِيًّا بِكَاذِبٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِنَّكَ شَمْسُ الأرْضِ طَبَّقَ نُوْرُهَا ... جَمِيع بَنِيْ الدُّنْيَا مِنَ العُرْبِ وَالعُجْمِ فِي المَثَلِ: "التَّثَبُّتُ نِصْفُ العَفُوِ"، وَأَصلُهُ أَنَّ قُتَيْبَةَ بْنُ مُسْلِمٍ دَعَا بِرَجُلٍ لِيُعَاقِبَهُ، فَقَالَ: أيُّهَا الأمِيْرُ التَّثَبُّتُ نِصْفُ العَفْوِ، فَعَفَا عَنْهُ، وَسَارَتْ كَلِمَتُهُ مَثَلًا. 6339 - تَتَبُّعُ الأمْرِ بَعْدَ الفَوْتِ تَغْرِيْرُ ... وَتَرْكهُ مُقْبِلًا عَجْزٌ وَتَقْصِيْرُ قِيْلَ لِحَكِيْمٍ: هَلْ شَيءٌ أضرُّ مِنْ التَّوَانِيْ، فَقَالَ: الاجْتِهَادُ فِي غَيرِ وَقْتِهِ. وَقِيْلَ: العَجْزُ عَجْزَانُ التَّقْصِيرِ، وَقَدْ أَمْكَنَ، وَالجِدُّ فِي طَلَبِهِ، وَقَدْ فَاتَ (¬1). 6340 - تَتبَع خَبَايَا الأَرْضِ وَادْعُ مَلِيْكَهَا ... لَعَلَّكَ يَوْمًا أنْ تُجَابَ فَتُرْزَقَا قَالَ عُرْوَة بْنُ الزُّبَيْرِ: عَلَيْكَ بِالزَّرْعِ، فَإنَّ العَرَبَ كَانَتْ تَتَمَثّلُ لِذَلِكَ ببَيتٍ مِنَ الشِّعْرِ وَهُوَ: تَتَبَع خَبَايَا الأرْضِ. البَيْتُ. وَمِنْ بَابِ (تَتَبعُّ). قَوْلُ بَعْضهِمْ يَهْجُوْ مُعَرِّضًا بِشَيءٍ مِنْ صنَاعَةِ العُرُوْضِ (¬1): تَتَبَّع لَحْنًا فِي كَلَامٍ مُرَقَّشٍ ... وَخُلْقُكَ مَبْنِيٌّ عَلَى الفُحْشِ أَجْمَعُ فَعَيْنُكَ أَقْوَاءٌ وَأَنْفُكَ مُكْفَأٌ ... وَوَجْهُكَ إِيْطَاءٌ فَأَنْتَ المرقَعُ المُتَنَبِّي: 6341 - تَتَخَلَّفُ الآثَارُ عَنْ أَصْحَابِهَا ... حِيْنًا وَيُدْرِكُهَا الفَنَاءُ فَتَتْبَعُ ¬
ابْنُ الرُّوْميِّ: 6342 - تَتَفَرَّغُ الأَيَّامُ مِنْ أشْغَالِهَا ... وَتُرِيْكَ كَيْفَ تَقَلُّبُ الأحْوَالِ قَبْلَهُ: أُنْسِيْتَ أَنَّ الدَّهْرَ يَرْفَعُ نَاقِصًا ... وَيَحُطُّ مِنْ شَرَفِ الرَّفِيْعِ العَالِيْ تَتَفَرَّغُ الأيَّامُ مِنْ أشْغَالِهَا. . . البَيْتُ. 6343 - تَتَقَارَبُ النَّفْسَانِ إِذْ يَتبَاعَدُ الـ ... ـــجُثْمَانُ كَالطَّيْفِ المُلِمِّ إِذَا سَرَى أبُوْ تَمَّامٍ: 6344 - تُتْلَى وَصَايَا المَعَالِيْ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ... حَتَّى لَقَدْ ظَنَّ قَوْمٌ أَنَّهَا سُوَرُ القِرْمطيّ يُخَاطِبُ الخَلِيْفَةِ: 6345 - تَتَمَنَّانِيْ إِذَا لَمْ تَرَنيْ ... فَإِذَا جِئْتُ قَطَعْتَ القَنْطَرَهْ قَبْلَهُ: فِي يَدِ البَاطِلِ لِلحَقِّ تِرَه ... جَاءَ مَنْ يَأْخُذُهَا عَنْ مَقْدِرَه جَاءَ سَيْفُ اللَّهِ مَسْلُوْلًا ... وَلَا بُدَّ أَنْ يَفرِيْ رِقَابَ الكَفَرَه يَا بَنِيْ العَبَّاسِ مَنْ يَنْصُرُكُمْ ... أَصبِيٌّ أَمْ خَصِيٌّ أَمْ مَرَه إِنَّمَا أنْصَارُكُمْ يَوْمَ الوَغَى ... كَحَمِيْرٍ نَفَرَتْ مِنْ قَسْوَرَه وَاحِدٌ مِنَّا بِألْفٍ مِنْكُمُ ... يَجْعَلُ الصَّحْرَاءَ مِنْكُمْ مَقْبَرَه وَلألْفَيْنِ وَأَلْفَيْنِ مَعًا ... بَلْ لِألْفِ الألْفِ مِنَّا عَشَرَه تَتَمَنَّانِيْ إِذَا لَمْ تَرَنِيْ. . . البَيْتُ. قَالَ مَارِدٌ حِصْنُ دَوْمَةِ الجَنْدَلِ وَالأَبْلَقُ حِصْنُ السَّمَوءَلُ بْنُ عَادِيَاءِ اليَهُوْدِيُّ وَسُمِّيَ ¬
بالأبْلَقِ لأَنَّهُ بُنِيَ بِحِجَارَةٍ مُخْتَلِفَةِ الأَلْوَانِ بِأَرْضِ تَيْمَاءَ وَهُمَا حِصْنَانِ قَصَدَتْهُمَا الزَّبَّاءُ مَلِكَةُ الجَزِيْرَةِ فَلَمْ تَقْدِرْ عَلَيْهِمَا فَقَالَتْ تَمَرَّدَ مَارِدٌ وَعَزَّ الأَبْلَقُ فَسَارَ مَثَلًا، وَ: عَزَّ مَعْنَاهُ غَلَبَ، مِنْ عَزَّ يَعُزُّ وَيَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ مِنْ عَزَّ يَعِزُّ. 6346 - تَتَمَنَّى لِقَاءَ حُرٍّ كَرِيْمٍ ... عَمْرَكَ اللَّهُ لَا تَمَنَّى المُحَالَا فِي المَثَلِ السَّائِرِ: "تَمَرَّدَ مَارِدٌ، وَعَزَّ الأبْلَقُ" يُضْرَبُ لَكُلِّ مَا يَعِزُّ وَيَمْتَنِعُ عَلَى طَالِبِهِ. الرَّاعِيْ، وَهُوَ: مَودُوْدُ بنُ عُمَيْرٍ: 6347 - تَبْلَى عِظَامُ بَنِيْ سَعْدٍ إِذَا دُفِنُوا ... تَحْتَ التُّرَابِ وَلَا تَبْلَى مَخَازِيْهَا قَبْلَهُ: يَا بَاغِيَ اللَّوْمِ إِنَّ اللَّوْمَ مَحْتِدُهُ ... بَنُو قُرَيْطٍ إِذَا شَابَتْ نَوَاصيْهَا تَبْلَى عِظَامُ بَنِيْ سَعْدٍ. . . البَيْتُ. حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَيُروِى للأَعْشَى: 6348 - تَبْلَى عِظَامُهُمُ إمَّا هُمُ دُفِنُوْا ... تَحْتَ التُّرَابِ وَلَا تَبْلَى مَخَازِيْهَا أَبْيَاتُ حَسَّانَ بْنِ ثابِتٍ يَهْجُوْ هَوَازِنَ: أَبْلِغْ هَوَازِنَ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلَهَا ... إِنْ لَسْتُ هَاجِيْهَا إِلَّا بِمَا فِيْهَا قَبِيْلَةُ الأُمِّ الأَحْيَاءِ أَكْرَمُهَا ... وَأَغْدَرُ النَّاسِ بِالجِيْرَانِ وَافِيْهَا وَشَرُّ مَنْ يَحْضرِ الأَمْصارَ حَاضِرُهُمْ ... وَشَرُّ بَادِيَةِ الأعْرَابِ بَادِيْهَا تَبْلَى عِظَامُهُمْ إِمَّا هُمْ دُفِنُوْا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَأَنَّ أَسْتَاهَهُمْ مِنْ خُبْثِ طُعْمَتِهِمْ ... أَظْفَارُ خَاتِنَةٍ كَلَّتْ مَوَاسِيْهَا بَشَّارٌ: ¬
6349 - تَبُوْحُ بِسِرِّكَ ضِيْقًا بِهِ ... وَتَبْغِيْ لِسِرِّكَ مَنْ يَكْتُمُ بَعْدَهُ: وَكِتْمَانُكَ السِّرَّ مِمَّنْ تَخَا ... فُ وَفِي مَا تُحاذِرُهُ أَحزَمُ إِذَا ذَاعَ سِرُّكَ مِنْ مُخْبرٍ ... فَأَنْتَ وَإِنْ لُمْتَهُ ألْوَمُ 6350 - تَبِيْتُ المَطَايَا حَائِرَاتٍ عَنِ الهُدَى ... إِذَا مَا المَطَايَا لَمْ تَجِدْ مَنْ يُقِيْمُهَا قِيْلَ: تَزَوَّجَ شَيْخٌ مِنَ العَرَبِ بِكْرًا، فَعَجِزَ عَنِ افْتِضَاضِهَا، فَلَمَّا أصبَحَتْ سُئِلَتْ عَنْ حَالِهَا، فَأنْشَدَتْ: تَبِيْتُ المَطَايَا. . . البَيْتُ. المُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ: 6351 - تَبِيْتُ المُلُوْكُ عَلَى عَتْبِهَا ... وَشَيْبَانُ إِنْ غَضِبَتْ تُعْتَبُ بَعْدَهُ: وَكَالشُهْدِ وَالرَّاحِ أخْلَاقُهُمْ ... وَأحْلَامُهُمْ مِنْهُمَا أعْذَبُ وَكَالمِسْكِ رِيْحُ مَقَامَاتِهِمْ ... وَرِيْحُ قُبُوْرِهِمْ أطْيَبُ مِثْلُهُ: قَوْلُ الكَروس بنُ سَلِيْمٍ اليَشْكُرِيّ (¬1): يَطِيْبُ تُرَابُ الأرْضِ إِنْ نَزَلُوْهَا ... وَأَطْيَبُ مِنْهُ فِي المَمَاتِ قُبُوْرُهَا الأعْشَى: 6352 - تَبِيْتُونَ فِي المَشْتَى مِلَاءً بُطُونكُمْ ... وَجَارَاتُكُمْ غَرْثَى يَبِتْنَ خَمَائِصا قَوْلُ الأَعْشَى: تَبِيْتُوْنَ فِي المَشْتَى مِلَاءَ بُطُوْنَكُمْ. البَيْتُ: يَهْجُوْ بهِ عَلْقَمَةَ بْنُ عُلَاثَةَ فَيُقَالُ أَنَّهُ أَهْجَا بَيْتٍ لِلجَاهِلَيَّةِ. وَقَالَ آخَرُوْنَ بَلْ قَوْلُ جَرِيْرٍ (¬1): ¬
وَالتَّغْلِبِيُّ إذَا تَنَحْنَحَ للقرَى ... حَكَّ أستَهُ وَتَمَثَّلَ الأمْثَالَا وَقَالَ آخَرُوْنَ بَلْ قَوْلُ الأَخْطَلِ (¬1): قَوْمٌ إذَا اسْتَنْبَحَ الأَضيَافُ كَلْبَهُمْ ... قَالُوْا لأُمِّهِمْ بُوْليْ عَلَى النَّارِ شَبيبُ بْنُ البَرْصاءِ المُرِيّ: 6353 - تَبَيَّنُ أعْقَابُ الأُمُورِ إِذَا انْقَضَتْ ... وَتُقْبِلُ أشْبَاهًا عَلَيْكَ صُدُوْرُهَا قَبْلَهُ: وَإِنِّيْ لتَرَّاكُ الضَّغِيْنَةِ قَدْ بَدَا ... ثَرَاهَا مِنَ المَوْلَى فَمَا أَسْتَثيرُهَا مَخَافَةَ أَنْ يَحْني عَلَيَّ وَإِنَّمَا ... يَهِيْجُ كَبِيْرَاتِ الأُمُوْرِ صَغِيْرُهَا تَبَيَّنُ أعْقَابُ الأُمُوْرِ. . . البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: تُرَجِّي النُّفُوْسُ الشَّيْءَ لَا تَسْتَطِيْعُهُ ... وَتَخْشَى مِنَ الأشْيَاءِ ما لَا يَضِيْرُهَا أَلَمْ تَرَ أَنَّا نُوْرَ قَوْمٍ وَإِنَّمَا ... يُبيِّنُ فِي الظَّلْمَاءِ للنَّاسِ نُوْرُهَا وَلَا خَيْرَ فِي العِيْدَانِ إِلَّا صلَابُهَا ... وَلَا نَاهِضاتِ الطَّيْرِ إِلَّا صُقُورُهَا أحْمَدُ بْنُ مُوْسَى: 6354 - تَبَيَّنْ أيَّ دَارٍ أَنْتَ فِيْهَا ... وَلَا تَرْكَنْ إلَيْهَا وَادْرِ مَا هِي وَمِنْ بَابِ (تَبَيَّنَ) قَوْلُ عَبْدَانْ (¬1): تَبَيَّنَ فَضْلُ الفَقْرِ عِنْدِيْ عَلَى الغِنَى ... بِوَاحِدَةٍ فِيْهَا غَرَاءٌ لِذِيْ حَجَرِ مَتَى مُتُّ لَمْ آسَفْ عَلَى فَقْدِ نِعْمَةٍ ... يَوَدُّ الفَتَى مِنْ أَجْلِهَا المَدَّ فِي العُمُرِ 6355 - تَبَيَّنَ فِيْهِ مَيْسَمُ العِزِّ وَالعُلا ... وَلِيْدًا يُفَذَى بَيْنَ أيْدِيْ القَوَابِلِ ¬
بَعْدَهُ: فَلَمَّا تَرَدَّى بِالحَمَائِلِ وَانْتَحَى ... يَصُوْلُ بِأطْرَافِ الرِّمَاحِ الذَّوَابِلِ تَيَقَّنتِ الأعْدَاءُ أَنَّ زَمَانَهُ ... مُطِيْلٌ حَنِيْنَ البَاكِيَاتِ الثَّوَاكِلِ الكُسَعِيُّ صَاحِبُ المَثَلِ: 6356 - تَبَيَّن لِيْ سَفَاهُ الرَّأي مِنِّي ... لَعَمْرُ أبِيْكَ حِيْنَ كَسَرْتُ قَوْسِي 6357 - تَتَنَاثَرُ الأطْوَادُ وَهِيَ شَوَامِخٌ ... حَتَّىَ تَصِيْرَ مَدَاوِسَ الأَقدامِ مُضَرِّسُ بْنُ الحَارَثِ المُزَنِيُّ: 6358 - تَتُوْقُ إِلَيْكَ النَّفْسُ ثُمَّ أذُوْدُهَا ... حَيَاءً وَمِثْلِيْ بِالحَيَاءِ حَقِيْقُ بَاقِي الأبْيَاتِ بِبَابِ: أذُوْدُ سَوْامَ. . . البَيْتُ. مَنْصوْرٌ الفَقِيْهُ: 6359 - تَتِيْهُ وَأَصْلُكَ مِنْ نُطْفَةٍ ... وَأَنْتَ وِعَاءٌ لِمَا تَعْلَمُ بَشَّارٌ: 6360 - تَثَاقَلْتِ لَمَّا أَنْ عَلِمْتِ صَبَابَتِيْ ... وَأَمْسَكْتِ مَجْرَى الرِّيْحِ لِيْ مِنْ حيَالِكِ بَعْدَهُ: وَقَدْ كَانَ شَيْطَانِي يُرَينيكَ نَائمًا ... فَقَدْ بَخلَ الشَّيْطَانُ عَنِّي بِذَلِكِ فَلَا تَأمَنِي صَفْحِي إِذَا مَا أَهنْتِنِي ... وَإِنْ كَانَ مَكْنُونُ الهَوَى قَدْ صَفَا لَكِ فَقَدْ يَرْكَبُ السَّيْفَ الفَتَى عِنْدَ ضَيْمِهِ ... إِذَا لَمْ يَجِدْ مَنْجًا لَهُ غَيْرَ ذَلِكِ إِلَى اللَّهِ أشْكُوْ أَنَّ فِي النَّفْسِ حَاجَةً ... إِلَيْكِ تَنَاهَى عِنْدَ ضِيْقِ المَسَالِكِ ¬
الفَرَزْدَقُ: 6361 - تُجَازَى بِمَا جَرَّتْ يَدَاكَ وَبِالَّذِي ... عَمِلْتَ فَلَا تَجْزَعْ لِصَرْفِ النَّوَائِبِ قَبْلَهُ: لَئِنْ كُنْتَ قَدْ أنكَبْتَ قَلْبَكَ نسْوَةً ... كِرَامًا فَهَذِي دَائِلَاتِ العَوَاقِبِ تُجَازَى بِمَا جَرَّتْ يَدَاكَ. البَيْتُ. الرَّضِيُّ المُوْسَوِيُّ: 6362 - تَجَافَ عَنِ الأعْدَاءِ بُقْيَا فَرُبَّمَا ... كُفِيْتَ وَلَمْ تَجْرَحْ بِنَابٍ وَلَا ظُفْرِ أَبْيَاتُ الرَّضيِّ تَجَافَ عَنِ الأعْدَاءِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا تَبْرِ مِنْهُمْ كُلَّ عُوْدٍ تَخَافُهُ ... فَإِنَّ الأعَادِيْ يَنْبُتُوْنَ مَعَ الدَّهْرِ إذَا شِئْتَ أَنْ تَبْقَى خَلِيًّا مِنْ العِدَى ... فَعِشْ عَيْشَ خَالٍ مِنْ عَلَاءٍ وَمِنْ وَفْرِ إذَا أَنْتَ أَفْنَيْتَ العَرَانِيْنَ وَالذُّرَى ... رَمَتْكَ اللَّيَالِي عَنْ يَدِ الخَامِرِ الغُمْرِ نُحَامِي عَلَى دَارِ المَقَامِ سَفَاهَةً ... ضلَالًا لِذَي رَأيٍ وَنَحْنُ مَعَ السَّفَرِ وَهَبْكَ اتّقْيتَ السَّهْمَ مِنْ حَيْثُ يُتَّقَى ... فَمَنْ لِيَدٍ تَرْمِيْكَ مِنْ حَيْثُ لَا تَدْرِي العَرَانِيْنُ السَّادَة والأعْيَان، وَالذُّرَى الأعَالِي وَالأَشْرَافُ، وَالغَمْرُ الَّذِي لَمْ يُجَرِّب الأَيَامْ. وَمِنْ بَابِ (تُجَانِبُنَا)، قَوْلُ أبِي العَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ المُؤَمَّلِ بْنُ الحَسَنِ ابْنُ سَعِيْدٍ العَدَوانِيُّ المُضَرِيُّ البَغْدَادِيُّ وَفَاتُهُ بِوَاسِطَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةِ 498 هـ. تُجَانِبُنَا الدُّنْيَا وَنَحْنُ نُرِيْدُهَا ... وَتَهْدُمُنَا الدُّنْيَا وَنَحْنُ نشُيْدُهَا عَلَى حُكْمِهَا أنِّى تَشَاءُ وَتَشْتَهِي ... تَصرُّفُنَا حَتَّى كَأنَّا عَبِيْدُهَا إذَا مَا رَمَيْنَاهَا رَمَتْنَا بِأسْهُمٍ ... نَوَافِذَ لَا يُخْطِي الوَرِيْدَ بَرِيْدُهَا ¬
غَرُوْرٌ فَلَا تَرْعَى عَلَى مَنْ يَوَدُّهَا ... وَلَا تَلْزَمُ العُتْبَى عَلَى مَنْ تَسْتَزِيْدُهَا دِيَارُ فَنَاءٍ لَا يَدُوْمُ نَعِيْمُهَا ... وَلَا تُبْتَلَى حَتَّى يَصِحَّ جَدِيْدُهَا فَكَمْ مِنْ قُرُوْنٍ قَدْ أَبَادَتْ وَأَهْلَكَتْ ... وَكَمْ مِنْ قُرُوْنٍ بَعْدَ هَذَا تُبيْدُهَا فَدَعْ هَذِهِ الدُّنْيَا القَلِيْلُ بَقَاؤُهَا ... وَعَدِّ إِلَى دَارٍ يَدُوْمُ خُلُوْدُهَا وَلَا تَأمَنْهَا مَا بَقِيْتَ فَإِنَّهَا ... قَلِيْلَةُ أَسْبَابِ الوَفَاءِ زَهِيْدُهَا إذَا المَظْتَا مَنْ جَنَاهَا حَلَاوَةً ... أَتَى صَابُهَا مِنْ بَعْدِهَا وَعَبِيْدُهَا وَمَا زَالَ هَذَا دَأْبُهُا وَصَنِيْعُهَا ... إلَى أَنْ يُعِيْدَ المُحْدِثَاتِ مُعِيْدُهَا أَبُوْ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ: 6363 - تَجَاوَزَتِ العُقُوْبَةُ مُنْتَهَاهَا ... فَهَبْ ذَنْبِيْ لِعَفْوِكَ يَا وَهُوْبُ المُتَنَبِّيْ: 6364 - تَجَاوَزَ قَدْرَ المَدْحِ حَتَّى كَأَنَّهُ ... بِأحْسَن مَا يُثْنَى عَلَيْهِ يُعَابُ ابْنُ المَرْزَبَانِ: 6365 - تَجَاوُزُكَ القَدْرَ فِي الاعْتِدَا .. لِ مِمَّا تموْدُ المَنَايَا سَرِيْعَه بَعْدَهُ: فَلَا تُفْرِطَنْ فِي جميع الأُمُوْ ... رِ فَكُلُّ كَثيْرٍ عَدُوُّ الطَّبِيْعَهْ هُوَ: أبُوْ نَصْرٍ سَهْلُ بْنُ المَزْرَبَانِ. ابْنُ هِندو: [من الوافر] 6366 - خًاهَلْ لِلْجَهُوْلِ فَإِنَّ عَقْلًا ... إِذَا صَاحَبْتَ عُمْيًا أنْ تَعَامَى وَمِنْ بَابِ (تَجَبَّرَ) قَوْلُ ابن فِرَاسٍ فِي الفَضْلِ بْنُ مَرْوَانَ وَزِيْرِ المُعْتَصِمِ (¬1): ¬
تَجَبَّرْتَ يَا فَضلُ بْنُ مَرْوَانَ فَاعْتَبِرْ ... فَقَبْلَكَ كَانَ الفَضْلُ وَالفَضْلُ وَالفَضْلُ ثَلَاثَةُ أَمْلَاكٍ مَضوْا لِسَبِيْلِهِمْ ... أَبَادَهُمْ المَوْتُ المُشَتِّتُ والقَتْلُ فَإِنَّكَ قَدْ أَصْبَحْتَ فِي النَّاسِ ظَالِمًا ... سَتُوْدَى كَمَا أُوْدَى الثَّلَاثَةُ مِنْ قَبْلُ وَلَمَّا قَبَضَ المُعْتَصمُ عَلَى الفَضْل بْن مَرْوَانَ جَلَسَ لِلعَامَّةِ فَوَجَدَ بَيْنَ يَدَيْه رُقْعَةً فيْهَا مَكْتُوبٌ (¬1): يَا فضْلُ لَا تَجْزَعَنَّ مِمَّا بُلِيْتَ بِهِ ... مَنْ خَاصَمَ الدَّهْرَ جَاثَاهُ عَلَى الرُّكبِ خُنتَ الأمَامَ وَهذَا الخَلْقَ قَاطِبَةً ... وَجُرْتَ حَتَّى المِقْدَارُ عَنْ كَثَبِ جَمَّعْتَ شَتَّى وَقَدْ أَدَّيْتَهَا جُمَلًا ... لأنْتَ أَخْسَرُ مِنْ حَمَّالَةِ الحَطَبِ المَعَرِّيُّ: 6367 - تَجْرِبَةُ الدُّنْيَا وَأَفْعَالُهَا ... حَثَّتْ أَخَا الزُّهْدِ عَلَى زُهْدِهِ 6863 - تَجَرَّدْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّكَ إِنَّمَا ... سَقَطْتَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنْتَ مُجَرَّدُ 6369 - تَجَرَّمْتِ الذُّنُوْبَ لِتَصْرِمِيْنِي ... دَعِي العِلَّاتِ وَاتَّبِعى هَوَاكِ العُتْبِيُّ: 6370 - تَجَرَّى عَليَّ الدَّهْرُ لَمَّا فَقَدْتُهُ ... وَلَوْ كَانَ حَيًّا لَاجْتَرَأتُ عَلَى الدَّهْرِ يَقُوْلُ مِنْهَا: أيَا لَيْتَ مَنْ فِيْهَا عَلَيْهَا وَلَيْتَ مَنْ ... عَلَيْهَا ثَوَى فِيْهَا مُقِيْمًا إِلَى الحَشْرِ وَكَانُوْا كَأنْ لَمْ يَعْرِفِ الدَّهْرُ غَيْرَهُمْ ... فَثَكْلٌ عَلَى ثكَلٍ وَقَبْرٌ عَلَى قَبْرِ وَقَاسَمَنِيْ دَهْرِي بَنِيَّ مُشَاطِرًا ... فَلَمَّا تَوَفَّى شَطْرُهُ عَادَ فِي شَطْرِي ¬
تَجَرَّى عَلَيَّ الدَّهْرُ لَمَّا فَقَدْتُهُ. . . البَيْتُ، وبَعْدَهُ: وَقَدْ كُنْتُ ذَا نَابٍ وَظُفْرٍ عَلَى العِدَى ... فَأَصْبَحْتُ لَا يَخْشَونَ نَابِيْ وَلَا ظُفْرِيْ وَكُنْتُ بِهِ أُكْنَى فَأَصْبَحْتُ كُلَّمَا ... كُنِيْتُ بِهِ فَاضَتْ دُمُوْعِيْ عَلَى نَخرِيْ ألَا لَيْتَ أُمِّيْ لَمْ تَلِدْنِيْ وَلَيْتَنِيْ ... سَبَقْتُكَ إذَ كُنَّا إِلَى غَايَةٍ نَجْرِي قَدْ كُتِبَ هَذَانِ البَيْتَانِ بِبَابِ: (ألا لَيْتَ أمِّيْ لَمْ تَلِدْنِيْ). . . البَيْتُ. شَبيبُ بْنُ البَرْصَاءِ: 6371 - تُجْرِيْ أَحَادِيْثَ تُلْهِيْنَا وَتُعْجِبُنَا ... يُشْفَى بِهَا حَيْثُ تُلْغَى غُلَّةُ الصَّادِي 6372 - تَجْرِيْ المَقَادِيْرُ عَلَى عَالِمٍ ... كَجَرْيِهَا يَوْمًا عَلَى الجَاهِلِ بَعْدَهُ: وَيَنْزِلُ الأَمْرُ بِمُسْتَيْقِظ ... نُزُوْلُهُ بِالرَّاقِدِ الغَافِلِ 6373 - تَجَزَّ بِالتَّافِهِ الزَّهِيْدِ ... وَارْضَ بِهِ غَيْرَ مُسْتَزِيْد بَعْدَهُ: وَعِشْ وَحِيْدًا تَعِشْ سَعِيْدًا ... فَإِنَّمَا العَيْشُ لِلوَحِيدِ مَا فِي جَمِيْعِ الأنَامِ خَيْرٌ ... فَانْظُرْ إِلَى الخَلْقِ مِنْ بَعِيْدِ المُتَنَبِّيْ: 6374 - تَجَشَّمَكَ الزَّمَانُ هَوًى وَحُبًّا ... وَقَدْ يُؤْذَى مِنَ المقهِ الحَبِيْبُ أَوَّلُهَا وَقَدْ طَلَعَ عَلَى سَيْفِ الدَّوْلَةِ بْنُ حَمْدَانَ دَمَامِلَ فِي رَمَضَانَ سنة 302: أَيَدْرِيْ مَا أَرَابَكَ مَنْ يُرِيبُ ... وَهَلْ تَرْقَى إلَى الفَلَكِ الخُطُوْبُ وَجِسْمُكَ فَوْقَ هِمَّةِ كُلِّ دَاءٍ ... فَقُرْبُ أقَلِّهَا مِنْهُ عَجِيْبُ تَجَشَّمَكَ الزَّمَانُ هَوًى وَحُبًّا ... [وقد يؤذي من المِقةِ الحبيبُ] ¬
البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: وَكَيْفَ تُعِلُّكَ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ ... وَأَنْتَ لِعِلَّةِ الدُّنْيَا طَبِيْبُ وَكَيْفَ تَنُوْبُكَ الشَّكْوَى بِدَاءٍ ... وَأَنْتَ المُسْتَجَارُ لِمَا يَنُوْبُ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَلِلحُسَّادِ عُذْرٌ أَنْ يَشُحُّوا ... عَلَى نَظَرِيْ إلَيْهِ وَأنْ يَذُوبُوا فَإِنِّي قَدْ وَصلْتُ إلَى مَحَلٍّ ... عَلَيْهِ تَحْسُدُ الحَدَقَ القُلُوْبُ 6375 - تَجَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنِ الصِّبَا ... وَلَيْسَ فُؤَادِيْ عَنْ هَوَاكِ بِمُنْجَلِيْ وَمِنْ بَابِ (تَجَلُّ) قَوْلُ بَعْضهِمْ يَرْثِيْ أَبَاهُ (¬1): تَجَلَّ رَزِيَّاتٌ وَتعْرُو وَمَصَائِبٌ ... وَلَا مِثْلَمَا أنْحَتَتْ عَلَيْنَا يَدُ الدَّهْرِ لَقَدْ عَرَكَتْنَا لِلزَّمَانِ مُلِمَّةً ... أذَمَّتْ بِمَحْمُوْدِ الجَلَالَةِ وَالصَّبْرِ ويُرْوَى تَجَلُّ رَزيَّاتٌ. وَقَدْ كُتِبَ فِي الأَصْلِ بِبَابِهِ. 6376 - تَجَلَّلتهُ بِالرَّأي حَتَّى أَرَيْتَهُ بِهِ ... مِلءَ عَيْنَيْهِ مَكَانَ العَوَاقِبِ أبُوْ تَمَّامٍ: 6377 - تَجَلَّى بِهِ رُشْدِي وَأَثْرَتْ بِهِ يَدِي ... وَفَاضَ بِهِ ثَمْدِي وَأَوْرَى بِهِ زَنْدِي البُحْتُرِيُّ: 6378 - تَجَلَّى لَنَا مِنْ سِجْنِهِ وَهُوَ خَارِجٌ ... كَمَا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ مِنْ حَالِكِ الدَّجْنِ قَبْلَهُ: وَلَمَّا بَدَا صُبْحُ اليَقِينِ وَكُشِّفَتْ بِهِ ... الظُّلْمَةُ الطَّخْيَاءُ فِي لَيْلَةِ الظَّنِّ ¬
تَجَلَّى لَنَا مِنْ سِجْنِهِ. . . البَيْتُ. 6379 - تَجَلَّى وَجْهُكَ الوَضَّاحُ فِيْنَا ... فَأجْلَى الهَمَّ عَنَّا أَجْمَعِيْنَا سَلْمَى بِنْتُ عَدِيِّ بْنُ الرِقَاعْ: 6380 - تَجَمَّعْتُم مِنْ كُلِّ أَوْبٍ وَوِجْهَةٍ ... عَلَى وَاحِدٍ لَا زِلْتُمْ قِرْنَ وَاحِدِ حَدَّثَ ابْرَهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدَ بْنُ أَيُّوْبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ كَانَ عُدَيُّ بْنُ الرّقَاع يَنْزِلُ بالشَّامِ وَكَانَتْ لَهُ بِنْتٌ يُقَالُ لَهَا سَلْمَى تَقُوْلُ الشِّعْرَ وَكَانَتْ صَغِيْرَةً دُوْنَ البُلُوْغَ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ لِيُهَاجُوْهُ وَكَانَ غَائبًا فَسَمِعَتْ ابْنَتُهُ ذورًا مِنْ وَعِيْدِهِمْ لأَبِيْهَا فَخَرَجَتْ إِلَيْهِمْ وَهِيَ تَقُوْلُ: تَجَمَّعْتُمْ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ ووَجِهَةٍ البَيْتُ، فَكَأَنَّهَا ألقَمتهُمُ حَجَرًا فَلَمْ يَسْتَطِيْعُوا لَهَا جَوَابًا. هِيَ سَلْمَى بِنْتُ عُدَيٍّ بنِ الرّقَاعِ فَنَسَبُهُ النَّاسُ إلى الرقَاعِ وَهُوَ جَدُّ جَدِّهِ لِشُهْرَتِهِ. المَعَرِّيُّ: 6381 - تجَنَّبْتُ الأنَامَ فَمَا أُوَاخِي ... وَزِدْتُ عَنِ العَدُوِّ فَمَا أُعَادَى بَعْدَهُ: فَأيَّ النَّاسِ أجْعَلُهُ صَدِيْقًا ... وَأَيَّ الأَرْضِ أسْلُكُهَا ارْتِيَادَا وَلَوْ أَنَّ النُّجُوْمَ لَدَيَّ مَالٌ ... نَفَتْ كَفَّايَ أَكْثَرُهَا اتِّقَادَا الوَجْهُ فِي أيٍّ النَّصْبُ، لِأنَّهُ اسْتِفْهَامٌ، وَأَيٌّ قَدْ نَابَتْ عَنِ الهَمْزَة، وَالاسمُ المُسْتَفْهَمُ عَنْهُ، فَكَمَا أَنَّ الوَجْهَ النَّصْبُ إِذَا صرَّحْت بِالهَمْزَةِ، وَالاسْمِ، فَكَذَلِكَ يَكُونُ الوَجْهُ النَّصبُ إِذَا جِيْئَتْ بِأيٍّ، لأَنَّهَا تَنُوْبُ عَنْ حَرْفِ الاسْتِفْهَامِ والاسْمِ. ¬
6382 - تَجَنَّبْتُ دَارَ الشَّرِّ حَتَّى إِذَا ... أبَى تَجَنُّبَ دَارِيْ قُلْتُ لِلشَّرِّ مَرْحَبَا بَعْدَهُ: وَأَرْكَبُ ظَهْرَ الشَّرِّ حَتَّى يَمَلَّنِي ... إِذَا لَمْ أَجِدْ إِلَّا عَلَى الشَّرِّ مَرْكَبَا هَذَا مَثَلٌ يُضْرَبُ فِي المُشَارِّ لِمَنْ شَارَّهُ، وَالمُخَاشِن لِمَنْ خَاشَنَهُ. 6383 - تَجَنَّبْتكمْ لَا عَنْ قِلًى لِوِصَالِكُمْ ... وَلَكِنَّنِيْ اسْتَبْقَيْتكمْ بالتَّجَنُّبِ قَيْسُ بْنُ مُعَاذٍ: 6384 - تَجَنَّبْتُ لَيْلَى أَنْ يَلجَّ بِيَ الهَوَى ... وَهَيْهَاتَ كَانَ الحُبُّ قَبْلَ التَّجَنُّبِ سَعِيْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: 6385 - تَجَنَّبْتُهُمْ وَالقَلْبُ صَبٌّ إلَيْهِمْ ... بِنَفْسِيَ ذَاكَ المَنْزِلُ المُتَجَنَّبُ بَعْدَهُ: إِذَا ذُكِرُوْا عَرَّضتُ لَا عَنْ مَلَالَةٍ ... وَذِكْرُهُمْ شَيْءٌ إلَيَّ مُحَبَّبُ عَلَى أَنَّهُمْ أحْلَا مِنَ الأمْنِ عِنْدَنَا ... وَأَعْذَبُ مِنْ صفْوِ الحَيَاةِ وَأطْيَبُ أبُوْ نَصْرٍ المرزَبَانِيُّ: 6386 - تَجَنَّبْ شرَارَ النَّاسِ وَاصْحَبْ خِيَارَهُمْ ... لِتَحْذُوَهُمْ فِي كُلِّ أفْعَالِهِمْ حَذْوَا بَعْدَهُ: فَإنَّ لأخْلَاقِ الرِّجَالِ وَفِعْلِهِمْ ... إلَى غَيْرِهِمْ عَدْوَى تُوَاتِيهِم عَدْوَا وَقَدْ نَسَبَ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ ابْنُ عُلْوَانَ إلَى أبِي الحَسَنَ عَلِيّ بْنُ مُحَمَّدَ بن مِيْميّ الغَزْنَوِيّ. ¬
أبُوْ العَتَاهِيَةِ: 6387 - تَجَنَّبْ صَدِيْقَ السَّوْءِ وَاصْرِمْ حِبَالَهُ ... فَإِنْ لَمْ تَجِدْ عَنْهُ مَحِيْصًا فَدَارِهِ يَقُولُ مِنْهَا: وَأَيُّ امْرِيءٍ يَرْجُوْ مِنَ العَيْشِ غِبْطَةً ... إِذَا اصْفَرَّ مِنْهُ العُوْدُ بَعْدَ اخْضِرَارِه 6388 - تَجَنَّبْ لِئَامَ النَّاسِ وَاسْتَغْنِ عَنْهُمُ ... وَلَا تَلْتَمِسْ مَا عِشْتَ نَيْلَ كَرِيْمِ بَعْدَهُ: فَإِنَّ يَدَ الحُرِّ الكَرِيمِ مَذَلَّةٌ ... فَكَيْفَ إِذَا كَانَتْ يَدٌ لِلئِيمِ بَشَّارٌ: 6389 - تَجَنَّبْ مَتَى اسْطَعْتَ الضَّرُوْرَاتِ إِنَّهَا ... تَقُوْدُ الفَتَى كُرْهًا إِلَى مَا يُحَاذِرُ أبْيَاتُ بَشَّارَ بْنُ بُرْدٍ العُقَيلِيُّ أَوَّلُهَا: أَخِيْ اسْتَمِعْ مِنِّيْ وَصِيَّةَ نَاصِحٍ ... صفَتْ لَكَ مِنْهُ بِالوِدَادِ الضَّمَايِرُ تَجَنَّبْ مَتَى اسْطَعْتَ الضَّرُوْرَاتِ، البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَدَافِعْ وَلَا تَحْلِفْ وَإِنْ كُنْتَ حَالِفًا ... وَأَوْفِ وَلَا تَعْذُرْ فَمَا سِرُّ غَادِرِ وَلَا تَمْتَهِنْ لِلنَّاسِ عِرْضَكَ جَاهِدًا ... وَصُنْهُ وَإِنْ تُمْهِنْهُ مَالَكَ عَاذِرُ وَإِيَّاكَ مِمَّا يُوْجِبَ العُذْرَ فِعْلُهُ ... فَبِئْسَ تَكَالِيفُ النُّفُوْسِ المَعَاذِرُ وَلَا تُظْهِرَنَّ ذُلَّا وقُبْحَ اسْتِكَانَةٍ ... إذَا قَلَّ مَالٌ أَوْ تَقَاصَرَ نَاصِرُ وَصَبْرًا عَلَى الأيَّامِ إِنَّكَ إِنْ تَعِشْ ... فَأنتَ إلَى كَشْفِ المَكَارِهِ صَائِرُ وَمِنْ بَابِ (تَجَنَّبْ) قَؤلُ أَبِيْ الفَتْحِ البُسَّتِيّ (¬1): تَجَنَّبْ مَجَالِسَ أهْلِ الفَسَادِ ... وَأتبِعْ دُنوَّكَ مِنْهُمْ بِبُعْدِ ¬
فَقَدْ يَفْسُدُ المَرْءُ بَعْدَ الصَّلَاحِ ... فَسَادَ الأمَاكِنِ وَالشَّرُّ يُعْدِي كَمَا السَّعْدُ يَقْبَلُ طَبْعَ النُّحُوْسِ ... إذَا كَانَ فِي مَوْضعِ غَيْرِ سَعْدِ أَعْرَابِيٌّ: 6390 - تَجَنَّتْ ذُنُوْبًا مَا جَرَتْ لِي بِخَطْرَةٍ ... وَتَمْحُوْ دَوَاعِي حُبِّهَا ذَنْبَهَا عِنْدِي بَعْدَهُ: وَأَحْبَبْتُ لَيْلَى جُهْدَ حُبِّي كُلِّهِ ... لَعَمْرُ أبِي لَيْلَى وَزِدْتُ عَلَى جُهْدِي وَأَأْمَلُ قُرْبَ الدَّارِ حَتَّى إِذَا دَنَتْ ... بِهَا الدَّارُ دَنَتْنِي مِنَ البُعْدِ وَالصدِّ فَلَمْ أرَ قُرْبَ الدَّارِ يَنْفَعُ ذَا هَوًى ... وَقَلْبُ الَّذِي يَهْوَاهُ مِنْهُ عَلَى بُعْدِ وَهِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ: (فَإِنَّ القَرِيْبَ مَنْ يُقَرَّبُ نَفْسَهُ). . . البَيْتُ. ابْنُ الرُّوْميِّ: 6391 - تَجَنَّى عَلَيْكَ الدَّهْرُ ذَنْبًا فَلَمْ يَجِدْ ... لَكَ الدَّهْرُ ذَنْبًا غَيْرَ أَنَّكَ مَاجِدُ سَيْفُ الدَّوَلَةِ بن حَمْدَانَ: 6392 - تَجَنَّى عَلَيَّ الذَّنْبَ وَالذَّنْبُ ذَنْبُهُ ... وَعَاتَبَنِي ظُلْمًا وَفِي شِقِّهِ العَتَبُ بَعْدَهُ: إِذَا بَرِمَ المَوْلَى بِخِدْمَةِ عَبْدِهِ ... تَجَنَّى لَهُ ذَنْبًا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَنْبُ 6393 - تَجْنِيْ وَتُنْكِرُ مَا تَجْنِي فَأُنْكِرُهُ ... وَتَدَّعِي أَنَّنِي الجَانِي فَأَعْتَذِرُ مُسْلِمُ بْنُ الوَلِيدِ: 6394 - تَجُوْدُ بِالنَّفْسِ إِذْ ضَنَّ الجَوَادُ بِهَا ... وَالجَوْدُ بِالنَّفْسِ أقْصَى غَايَةِ الجُوْدِ ¬
يَقُوْلُ قَبْلَهُ يَمْدَحُ داود بْنَ يَزِيْدَ المهَلَّبِيّ: أعْطَى فَأَفْنَى المُنَى عَفْوًا عَطِيَّتُهُ ... وأَرْهَقَ الوَعْدَ نَجْحًا غَيْرَ مَكْدُوْدِ يَجُوْدُ بِالنَّفْسِ إذَ ضَنَّ الجَوَادُ بِهَا. . . البَيْتُ، وبَعْدَهُ: إِنْ تَعْفُ عَنْهُمْ فَأَهْلُ العَفْوِ أَنْتَ ... وَإِنْ تُمْضِ العِقَابَ فَأمْرٌ غَيرُ مَرْدُوْدِ إِذَا عَزَمتْ عَلَى أَمْرٍ بَطَشَتْ بِهِ ... وَإِنْ أَنَلْتَ فَنَيْلًا غَيْرُ تَصْرِيدِ عَوَّدْتَ نَفْسَكَ عَادَاتٍ خُلِقَتْ لَهَا ... صِدْق اللِقَاءِ وَإنْجَاز المَوَاعِيدِ 6395 - تَجُوْلُ المَعَانِي حَيْثُ جَالَ يرَاعُهُ ... فَفِي أَيِّ وَادٍ مَالَ فَهِيَ تَمِيْلُ بَعْدَهُ: إِذَا مَا تَهَادَتْ أَلسُنُ الوَصْفِ مَدْحَهُ ... وَرَاسَلَهَا وُرْقٌ لَهُنَّ هَدِيْلُ تَنَاسَى بِهَا المُشْتَاقُ مَا أَهَدتِ الصَّبَا ... إلَيْهِ وَلَوْ أَنَّ النَّسِيْمَ عَلِيْلُ عُمَرُ بْنُ أبِي رَبِيْعَةْ: 6396 - تَجُوْلُ خَلَاخِيْلُ النِّسَاءِ وَلَا أُرَى ... لِرَمْلَةَ خِلْخَالًا يَجُوْلُ ولَا قلْبَا قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِخَالِدَ بنَ يَزِيْدٍ بنَ مُعَاوِيَة بْنُ أبِي سُفْيَانْ بْنُ حَرْبٍ فِي مَحْفَلٍ حَاشِدٍ: ألستَ بالقائِلِ: تَجُولُ خَلَاخِيْلُ النِّسَاءِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَلَا تَعْذِلُوْنِي فِي هَوَاهَا فَإنَّنِي ... تَحَيَّرْتُهَا مِنْهُمْ زُيْقَةَ قَلْبَا أُحِبُّ بَنِي العَوَامِ طُرَّا حُبَّهَا ... وَمِنْ أَجْلِهَا أَحْبَبْتُ أَخْوَالَهَا كَلْبَا فَإنْ تُسْلِمِي نُسْلِمْ وَإِنْ تُنصّري ... نُعَلقْ رِجَالًا بَيْنَ أَعْيُنِهَا صُلْبَا فقالَ خَالِدٌ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِينَ لَعَنَ اللَّهُ قَائِلَ هَذَا البَيْتَ فَيُقَالُ أَنَّ عَبْدَ المَلِكِ قَالَهُ وَنَسَبَهُ إلَى خَالِدٍ اسْتَحْيَى مِنْهُ. فَأمَّا أَبْيَاتُ عُمَرَ بْنُ أبِي رَبِيْعَةَ أَوَّلُهَا (¬1): ¬
أرِقْتُ وَلَمْ يَمُسِ الذي اشْتَهَى قُرْبَا ... وَحَمَّلْتُ مِنْ أسْمَاءَ إذ نر حب نصبَا يَقُوْلُ مِنْهَا: أرَى أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ صَدَّتْ كَأنَّنِي ... لِمَا فَعَلَ الوَاشِي لَهَا ذَنْبَا فَإنْ تُسْلِمِي نُسْلِمْ وَإِنْ تنصري ... نَخُطُّ خُطُوْطًا بَيْنَ أعْيُننا صلْبَا فَلَا تَسْمَعِي مِنْ قَوْلٍ مَنْ وَدَّ أَنَّنِي ... وَإيَّاكِ يميني مَا نَحِلُّ بِهِ جَدْبَا أَلَسْتُ أَدْنَى ذَا وُدِّكُمْ فَأَوَدُّهُ ... وَأُكْرِمُ لَوْ لَاقَيْتُ يَوْمًا لَكُمْ كَلْبَا وَيْفْرَحُ قَلْبي أَنْ يَرَى الزَّوْرَ مِنْكُمْ ... وَيَزْدَادُ عِنْدِي مَنْ يُحِبُّكُمْ حُبَّا دَعُوْ اللَّوْمَ فِيْهَا إِنَّ قَلْبي ... بِلَوْمِكُمْ يَزِيْدُ أشْتِيَاقًا عِنْدَنَا وبِهَا عُجْبَا وَلَا تُكْثِرُوْا فِيْهَا المَلَامَ فَإِنَّنِي ... تَحَيَّرْتُهَا عَمْدًا وَأَصفَيْتُهَا قَلْبَا تَجُوْلُ خَلاخِيْلُ النِّسَّاءِ. البَيْتُ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبِدِ الأعْلَى القرشيّ: 6397 - تَجَهَّزِي بِجَهَازٍ تَبْلُغِيْنَ بِهِ ... يَا نَفْسِ قَبْلَ الرَّدَى لَمْ تُخَلَقِي عَبَثَا السَّرِيُّ الرَّفَاء: 6398 - تَحَاسَدَتِ المُلُوْكُ فَلَيْسَ تَخْبُوْ ... ضَغَائِنُهُمْ ولَا تَفْنَى الحُقُوْدُ بَعْدَهُ: وَأَنْتَ الدَّهْرُ إِنْعَامًا وَبُؤْسًا ... وَمَا لِلدَّهْرِ نَعْلَمُهُ حَسُوْدُ هَذَا جَعَلَهُ مَثَلًا فِي مَنْ يَجِلَّ عَنْ أَنْ يُحْسَدَ. 6399 - تَحَامَقْ لدَى النَّوْكَى إِذَا كُنْتَ فِيْهِمْ ... وَلَا تَلْقَهُمْ بِالعَقْلِ إِنْ كُنْتَ ذَا عَقْلِ 6400 - تَحَامَق مَع الحَمْقَى إِذَا مَا ... لَقِيتَهُمْ وَكُنْ عَاقِلًا إمَّا لَقِيْتَ ذَوِي العَقْلِ ¬
المَعَرِّيُّ: 6401 - تَحَامَى الرَّزَايَا كُلَّ خُفٍّ وَمَنْسِمٍ ... وَيَلْقَى رَدَاهُنَّ الذُرَى وَالكَوَاهِلُ بَعْدَهُ: وَتَرْجِعُ أَعْقَابُ الرِّمَاحِ سَلِيْمَةً ... وَقَدْ حُطِّمَتْ فِي الدّارِعينَ العَوَامِل أَبُو حَفصٍ الشِّطْرَنْجِيُّ: 6402 - تَحَبَّبْ فَإنَّ الحُبَّ دَاعِيَةَ الحُبِّ ... وَكَمْ مِنْ بَعِيْدٍ وَهُوَ مُسْتَوْجِبُ القُرْبِ بَعْدَهُ: وَأَجْمَلُ أيَّام الفَتَى يَوْمُهُ الَّذِي ... يُهَدِّدُ فِيْهِ بِالصُّدُوْدِ وَبِالعَتْبِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الحُبِّ سُخْطٌ وَلَارِضًى ... فَأيْنَ حَلاوَاتُ التَّرَاسُلِ وَالكُتُبِ تَفَكَّرْ فَإنْ خُبِّرْتَ أَنَّ أخًا هَوًى نَجَا ... سَالِمًا فَارْجُ الخَلَاصَ مِنَ الحُبِّ وَتُروَى هَذِهِ الأبْيَاتُ لِلعَبَّاسِ بن الأحْنَفِ، وَقِيل: بَلْ هِيَ لِأبِيْ مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ التَّيْمِيّ. 6403 - تَحْتَ الحَضِيضِ جِبَاهُهُمْ ... وَقُرُونُهُمْ مَقْرُوْنَة بِكَوَاكِبِ الجَوْزَاءِ 6404 - تَحَدَّثَ الرَّكْبُ عَنْ لَيْلَى فَأَرَّقَنِي ... بِحُسْنِ طِيْبِ حَدِيْثٍ نَشْرُةُ عَطِرُ بَعْدَهُ: فَبُتُّ بِالوَصْفِ لِلحَسْنَاءِ ذَا كَلَفٍ ... وَالسَّمْعُ يَعْشَقُ مَالَا يَعْشَقُ النَّظَرُ الصَّاحِبُ بنُ عَبَّاد: 6405 - تَحَدَّثَتِ الرِّكَابُ بِسَيْرِ أرْوَى ... إِلَى بَلَدٍ حَطَطْتُ بِهِ خِيَامِي ¬
بَعْدَهُ: فَكِدْتُ أطِيرُ مِنْ شَوْقٍ إلَيْهَا ... بِقَادِمَةٍ كَقَادِمَةِ الحَمَامِ كَتَبَ في الصَّاحِبُ إِلَى القَاضِي أَبِي بِشْرٍ الفَضْلِ بن مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ عِنْدَ وُفُوْدِهِ عَلَيهِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الدُّمَيْنَةِ: 6406 - تُحَدِّثُ طَرْفَانَا بِمَا فِي ضَمِيْرِنَا ... إِذَا اسْتَعْجَمَتْ بِالمَنْطِقِ الشَّفَتَانِ بَعْدَهُ: فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَكُلُّ ذَوِيْ الهَوَى ... عَلَى مَا بِنا أَمْ نَحْنُ مُبْتَلَيَانِ المَعَرِّيُّ: 6407 - تُحدِّثك الظُنونُ بمَا تُلَاقِي ... كأَنَّ الظَن عَلَّامُ الغُيُوبِ جَعفَرُ بنُ شمس الخلافَةِ: 6408 - تُحدِّثُنِي الآمالُ أنَّا سَنَلتَقِي ... قريبًا عَلَى رَغمِ النَّوى والتَّفرُقِ أَبياتُ جَعفَر بن شَمس الخلافَةِ: تُحدثني الآمالُ. البَيتُ، وبَعدَهُ: وإِن فؤادًا خَافِقًا سَوفَ يَرعَوي ... وَدمعًا عَليكُم هَاملًا سَوفَ يَرتَقِي ولَا غَرو قَد يَدنُو البَعيد ويأنسُ ... الوَحيدُ وقَد يَسعَدُ الشَّقِي زَماني وأَهلُوه عُدوٌ كلاهُما ... فأيَّ العَدوَّينِ الشديدَين أتَّقِي أَمن يظهر الشمخَاءَ أم من يُسرُّهَا ... ويلقَى بوجهِ الكَاشح المتهلقِ لعَمري لقد جرَّبتُ كُلَّا فلم أَجد ... سوى نَاقض بالغَدرِ عَهدِي وموثِقِي فَإِن يصفُ لي كدَر وإِن يَرع خلتي ... يُضعهَا وإن يجلس إلى الودِّ يَذُقِ ¬
صُرَّدُرَّ: 6409 - تحدَّث ولَا تُحرَج بِكُلِّ غَريبةٍ ... عَن البَحر أَو تلكَ الخِلَالِ الزَّواهِرِ بَعدَهُ: يُقِرُّ لَهُ بالفَضلِ كُلُّ مُنازعٍ ... إِذَا قِيلَ يومَ الجمعِ هَل من مُفَاخِرِ لَهُ أَيْضًا: 6410 - تُحدِّثُهُ الغَيبَ الخَفيَّ ظنُونُه ... فتَحسِبُهَا قَد أُودِعَت صُحفًا تُقرى 6411 - تحرَّص عَلَى تَجويدِ كُتبِكَ إِنَّها ... مَنَاهِلُ وُرَّاد الحِجَى والفَوائِدِ 6412 - تَحسِبُهُ مُستَمِعًا مُنصِتًا ... وَقَلبُهُ فِي أُمَّةٍ أُخرَى أَبُو الحسن الجَوهريّ: 6413 - تَحسَّن بأَفعَالِكَ الصَّالحَاتِ ... وَلَا تُعجَبَنَّ بحُسنٍ جَميلِ بعدَهُ: فَحُسنُ النساءِ جَمالُ الوجُوه ... وَحُسنُ الرِّجَالِ وُجُوهُ الجَميلِ المتَنبِّي: 6414 - تُحَقِّر عندِي همَّتِي كُلَّ مَطلَبٍ ... وَيَقَصر في عَيني المَدى المتَطَاوِلُ يقول منها في الفَخرِ: وَمن جَاهلٍ بِي وَهو يَجهلُ جهلَهُ ... وَيَجهلُ علمي أَنَّهُ بي جَاهِلُ ويَجهلُ أنِّي مالكَ الأرضِ معدَمٌ ... وَأنِّي على ظهر السّماكين رَاجِلُ ¬
تُحَقِّرُ عندي همّتي كُلَّ مطلبٍ. . . البيت. الخُزَيميُّ: 6415 - تحلَّت بهِ الدُّنيا فغَطَى عُيوبَهَا ... فقَد أَضحت الدُّنيا تُجلُّ وتُحمَدُ قَالَ: كاتبُه عَفَا اللَّهُ عنهُ: مَا أشبَهَ هذا المَدحَ بحالِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عَليه وسَلّم. قالَ أعرابيٌّ يَصِفُ ممدوحًا: لَئِنْ عَابَهُ كَونُه في الزَّمانِ ... لقَد تزيَّن بكَونهِ الزَّمانُ 6416 - تَحُلُّ رَزيَّاتٌ وَتَعُرو مَصَائِبٌ ولَا ... مثل مَا أَنحت عَلَينا يَدُ الدَّهرِ بَعدَهُ: لقد عَركَتْنا للزمانِ مُلِمَّةٌ ... أذمَّت بمحمُودِ الجَلادةِ وَالصَّبرِ القاضِي الأرجَانيّ: 6417 - تَحُلُّ في نَاظِرِي إِن زُرتَني أبدًا ... عزَّا وفِي خَاطِري إِن أَنت لَم تَزُرِ قبلَهُ: لَولا طرُوقُ خَيالٍ منكَ مُنتَظِرِي ... يُلمُّ بِي راقدًا مَا ساء في سَهَرِي وإِن خلتْ منكَ عَيني حين تُسهرُها ... فليست يُخليكَ طُولُ الوَجد من فكرِي تَحُلُّ في ناظِرِي إِن زُرتَني أبدًا. . . البيتُ. حَاتمٌ الطائِيُّ: 6418 - تحَلَّم عَن الأَدنين واستَبق وُدَّهُم ... وَلَن تَستَطِيعَ الحِلم حتَّى تحلَّمَا ¬
بعدَهُ: وعوراءَ قَد أَعرضتُ عنها فَلَم ... تُضر وَذِي أَوَدٍ قوّمتهُ فَتَقَوّما وَأَغفِر عوراءَ الكريم ادّخارَهُ ... وأعرض عن شتم اللئيم تَكَرُّمَا إِبراهِيم الغَزِّي: 6419 - تَحلَّى بأسماءِ الشُّهورِ فَكَفُّهُ ... جُمدَى ومَا ضمَّت عَلَيهِ المُحَرَّمُ أَبياتُ الغَزِّيّ أوَّلُهَا: هُو الفَخرُ من يشهد لَهُ فليَكُن كَذَا ... لَهُ مغرَمُ في كُلِّ أَوب ومَغنَمُ وإِلَّا فَمَا غيرُ القَناعةِ ثروَةٌ ... ولَا مثله طَودٌ من الضَّيمِ يُعصمُ كَفَى بملوك الأَرضِ سُقمًا حَذارُهم ... وإن ملكُوا أَن يُسلَبَ المُلكُ منهُم وَهب جَعَلوُا مَا فِي المَعادن ... جُملةً رَهائنُ أَكياسٍ تُشَدُّ وتُحتَمُ فلم يبق دينارٌ سوى الشمس لم تُلِ ... ولم تبق غير البَدر في الأرض درهَمُ أَليس أخو الطِّمرين في العَيشِ فوقَهُم ... إِذَا بَات لَا يَخشى ولا يتوهَّمُ أَرَى كلَّ من مدَّت بضبعَيهِ دَولَةٌ ... يعلَّم منها كَيفَ في الماءِ يرقُمُ تحلَّى بأسماءِ الشهور. البَيتُ، وبعدَهُ: فَقُولُوا لَهُ يا من عَهدناهُ بيدقًا ... تَضرزنت قبل النقلِ فالدُست مظلمُ سَرَي الجدّ حتى في الحروفِ مؤثرًا ... فمنهم في القرطاسِ غفلٌ وَمعجَمُ وقَالوا ثمارُ الشِعرِ بالهِزَّ بُحتي ... وهزَّت بجذع أنفِل من قبل مريَمُ أذللتُ أهل الجَهل ضيَّعتُ مَنطِقي ... بإلقائِه في سَمع من ليسَ يفهَمُ وَمَن طلَّق الخنساءَ قبلَ إقراعِهَا ... شبيهٌ بمن قَبلَ الرَّضاعَةِ يُفطَمُ رُويدكَ لَا يغرُركَ فَرعٌ بمحتدٍ ... فقَد يجهَلُ الإنسانُ من حَيثُ يَعلَمُ فأسماءُ شهور العَرَب الاثني عَشَر: ¬
المُحرَّمُ، صَفَرُ، رَبيعٌ الأول، المُؤتَمِر، ناجِرٌ، خوّانٌ، ربيعٌ الآخرُ، جُمَادى الأوَّلُ، جُمَادَى الآخِرُ، وَبصَانُ، الحَنينُ، رُنَّا، رَجَبُ، شَعبَانُ، رَمَضان، الأَصمُّ، عَاذِلٌ، نَاتقٌ، شوَّال، ذو القِعدَة، ذُو الحجَّة، رعلٌ، وَرنَةُ، بُرَكُ. وقَد جَمَعها الصَّاحِبُ بن عبَّادٍ فِي بَيتين فقَالَ: مَنقولٌ من خطّه رَحِمهُ اللَّه (¬1). فَمؤتَمرٌ يأتي وَمن بَعدُ ناجرٌ ... وَخوَّانُ مَع وَبصَانَ يُجمَعُ في شَرَكِ حَنينٌ ورُنَّا وَالأصمُّ وعَاذِلٌ ... ونَأتقُ مَع دعلٍ وورنَةُ مَع بَرك قِيلَ فالمؤتَمرُ اشتُقّ من الأسماء يقَالُ ما يدري المَكرُوبُ كيفَ يأتمر أي كَيف يشاورُ نفسَهُ. ناجرٌ لشِدّةِ الحرِّ. خوّانٌ كَانَ يَختَانُ فيه العُهودَ من كَانَ لَهُ عَهدٌ من صاحبهِ وحَبيبهِ إِذَا جاءَ الرَّبِيعُ خَرَج يَطلبُ الكَلأَ وَالمستَجعَ فيَخُون بعَهدِهِ. وَبصَانُ فعلانُ من الوَبيص يُقال بصَّ يَبصُّ بَصًا. حَنينُ لشدةِ الرّياحِ تحنُّ فيهِ. رُنَّا لولادَةِ المَاشيةِ فيهِ والرُنَّا التي مَعَهَا. الأصمُّ أي لَا يُسمَعُ فيه صَلصَلةُ السِلَاح لأنَّهُ حَرَامٌ عَاذِلٌ. امرأة ترثي زَوجهَا: 6420 - تَحلُو نَعَم عِندَهُ سَمَاحًا ... وَلَم تَدُر قَطُّ لَا بِفيهِ 6421 - تحمَّق إن وَجدتَ النَّاسَ حَمقَى ... وإن عَقَلُوا فَكُن كَذَوي العُقولِ بعدَهُ: وخَلِّط إِذَا لاقيتَ منهُم مُخِلّطًا ... ولا تلقَهُم بالعَقلِ إِن كُنتَ ذَا فضلِ أَبُو الفَتح البُستيُّ: 6422 - تحمَّلْ أَخاكَ عَلَى مَا بهِ ... فَمَا فِي استِقَامتِهِ مَطمَعُ ¬
بعدَهُ: وَأَنّى لَهُ خلقُ وَاحدٌ ... وَفيهِ طَبَائِعُهُ الأربَع 6423 - تحمَّل بَعضُهُم وَأقَامَ بَعضٌ ... فَليتَ الظَّاعِنينَ هُمُ أقَامُوا العَبَّاسُ بن الأحنفِ: 6424 - تحمَّل عَظيم الذَنبِ ممَّن تُحبُّهُ ... وَإِن كُنتَ مَظلومًا فَقُل أَنَا ظَالمُ قبلَهُ: وصَبٍّ أَصَابَ الحبُّ سوداءَ قَلبهِ ... فأنحَلَهُ والحبُّ داءٌ ملَازِمُ فقلتُ له إِذَ ماتَ وجدًا لِمَا بهِ ... مقالةَ نصحٍ جَانبتها المآثِمُ تحمّل عَظيم الذنب ممن تُحبُّهُ. . . البيت, وبعدَهُ: فإنَّكَ إِن لم تحمل الذلَّ في الهَوَى ... يُفارقُك من تهوى وأنفُكَ رَاغِمُ أَبُو تَمَّامٍ: 6425 - تَحميهِ لألاؤُهُ أَو لَوْذَعِيَّتُهُ ... من أَن يُذالَ بمَن أَو ممَّن الرَّجُلُ مِثلُهُ قَول المَعَرِّي (¬1): ولو كَتَمُوا أَنسابَهُم لعزتهم ... وجُوهٌ وَفعلٌ شاهدُ كلِّ مشهدِ ومثله (¬2): ارم بعَينيك في مَفَارقِنا ... فَمقعَدُ التَّاج غَير مُكتَتَمِ الرّضي الموسَوِيُّ: 6426 - تَحنُّ الرُّبَا للقَطرِ لَا لغَمامِهِ ... وَمَا تنفَعُ السُحبُ السَوارِي بلَا قَطرِ ¬
6427 - تَحنُّ النُفُوسُ إِلَى وَصْلِكُم ... حَنينَ الصَّبيّ إِلى الوَالِدَه رَجلٌ من بَنِي كِلَابٍ: 6428 - تَحنُّ إِلَى الرَّملِ اليَمَانِي صَبَابَةً ... وَهَذَا لَعمرِي لَو رَضيتَ كَثيبُ بعدَهُ: فأَينَ الأَراكُ الدَّوحُ وَالسِّدرُ والغَضَا ... ومُستَخبرٌ عمن تحبُّ قَريبُ هُنَاكَ تغنّينَا الحمَامُ وَنجتَنِي ... جنى اللَّه ويَحلو لي لَنا ويَطِيبُ 6429 - تَحنُّ عَلَى البعَادِ إِلى سُلَيمى ... وتَهجُرُهَا وَقَد قَرُبَ المَزَارُ 6430 - تُحيلُ عَلَى الفَراغِ قَضاءَ شُغلي ... وَأنت إِذَا فَرغتَ تَكونُ مثلي بعدَهُ: فلَا أُدعَا بخَادمكَ المُرَجِّي ... ولَا تُدعَا بسَيِّدنَا الأجَلِّ جَرِيرٌ: 6431 - تُحيي الرَّوامِسُ رَبعَها فَتُجدُّه ... بَعدَ البلَى وتُميتُهُ الأَمطَارُ 6432 - تُحيي النُفوسَ بريحهَا فكأنَّها ... قَبلَ اللقاءِ يَنالُها المَهجُورُ ابْنُ الرُّوميِّ يَمدَحُ: 6433 - تُخَادَعُونَ عَن الدُّنيا وَزِبرِجِهَا ... فَتُخدَعُونَ ومَا أَنتُم بأغمارِ بعدَهُ: كأَنَّما النَّاسُ في الدُّنيا بظلّكُمُ ... وفَضلكُمُ بينَ جنَّاتٍ وأنهَارِ مَروان في كثرة الجَيشِ: ¬
6434 - تَخالُ الجبَالَ الشُمَّ فيهَا رَواسيًا ... إِذَا مَا بَدا للنَّاظِرينَ زُهاؤُهَا أَبُو الفيَّاضِ في الصَّاحِبِ: 6435 - تَخالَفَ النَّاسُ إِلَّا في محبَّتِهِ ... كَأنَّما بينَهُم فِي وُدِّهِ رَحِمُ المتَنَبِّي: 6436 - تخَالَفَ النَّاسُ حَتَّى لا اتّفاقَ لَهُم ... إِلَّا عَلَى شَجَبٍ والخُلفُ في الشَجَبِ هُو الهلَاكُ. أَعرابِيّ يَمدَحُ: 6437 - تَخالُهُم للحلم صُمًّا عَنِ الخَنَا ... وخُرسًا عَنِ الفحشاءِ عندَ التَّهاجُرِ بعَدَهُ: وَمَرضى إِذَا لُوقُوا حَياءً وعِفَّةً ... وعند الحفاظ كالليُوثِ الخَوادِرِ كأنَّ بهم وَصمًا يَخافُونَ عارَهُ ... وَمَا وَصْمُهُم إِلَّا اتّقاءُ المعَايِرِ قَيسُ بن ذريحٍ: 6438 - تُخبّرُني الأَحلَامُ أَنِّي أَراكُمُ ... فَيَا لَيتَ أَحلَامَ المَنام يَقينُ بعدَهُ: وَإِنِّي لأرجُو النَومَ من غَير نَعسَةٍ ... لَعلّ لقاءً في المَنامِ يَحينُ ابْنُ الرُّوميّ: 6439 - تَخِذتُكُم درعًا وَتُرسًا لتَدفَعُوا ... نبَالَ العدَى عَنِّي فكنتُم نِصَالَهَا ¬
بعدَهُ: وقَد كُنت أَرجُو منكُم خيرَ نَاصرٍ ... على حين خذلانِ اليَمين شِمالَها وَإِن أنتُم لَم خفَظُوا لمَودَّتِي ... ذمَامًا فكُونُوا لا عَليها ولا لَها قِفُوا مَوقِفَ المَعذُورِ عَنِّي بمعزلٍ ... وَخلُّوا ببَالِي للعدَى وَببالهَا هُو إبراهيمُ بن العبَّاسِ بن جُريجٍ الرُّوميّ. أَبُو الشِّيصِ: 6440 - تخشَعُ شَمس النَّهارِ طَالعةً ... حينَ تَراهَا وَيَخَشَعُ القَمَرُ 6441 - نُخشَى الحَوادِثُ قَبل حينِ وُقوعهَا ... فإِذَا أَتت فزَوَالُها يُتَوَقَعُ 6442 - تُخشَى بَوادِرُهُم وإِن لم يُغضَبُوا ... إِن الأُسُودَ حَليمُها غَضبَانُ الصَّيمِريُّ: 6443 - تَخَطَوا إِلَى لَحمي حَرامًا لِظُلمِهم ... وعَن كُلِّ لَحْمٍ منهمُ أَنَا صائِمُ بعدَهُ (¬1): ومَا لِي ذَنبٌ غيرَ أنّي بنعمَةٍ ... وَوُكِّلَ بالنُعمَى حَسُودٌ وظَالِمُ 6444 - تُخطي النُفُوسُ مَعَ اليَقِينِ ... وقَد تُصيبُ مَعَ المَظِنَّه بعدَهُ: كم من مَضيقٍ بالفضاءِ ... وَمَخرجٍ بينَ الأَسِنَّه نَهشلُ بنُ حَريٍّ: 6445 - تَخلَّيتُ من داءِ امريءٍ لَم أَكُن ... لَهُ شريكًا وأَلقَى رجلَهُ في الحَبائِلِ ¬
بعدَهُ: فإِن تلزمُوني دَاءَ غيري أحتَمِل ... بهِ ذنُوبَ دِياتِ القَريَتَيْنِ العَواسِلِ يضربُ في التنصل. المُتَنَبِّي: 6446 - تَخلَّى منَ الدُّنيا ليُنسَى فَمَا خَلَت ... مَغَاربُها من ذكره وَالمشَارِقُ 6447 - تَخُونونَ عَهدِي في الهَوَى وأُحبُّكُم ... كَذَا الوَردُ مَحبوبٌ وليسَ لَهُ عَهدُ 6448 - تَخوَّفتَ لَومي فبَادَرتَني إلى ... اللَومِ مِن قَبل أَن أبدرَك بعدَهُ: كَما قيلَ في مثلٍ قَد جَرَى ... خُذ اللصَّ من قبل أن يأخُذَك هَذَا مَثلٌ للعَوامِ: "خُذِ اللصَّ قبل أن يأخُذَك". عَبد اللَّه بن المُعتَزِّ: 6449 - تُخَوِّفُني صَرفَ الزَّمانِ كأنَّنِي ... أُجَنَّبُ منهُ نَبوةً حين أَبخَلُ 6450 - تُخوّفُني صُرُوفَ الدَهرِ سَلمَى ... وَكم من خائِفٍ مَا لا يَكُونُ 6451 - تُخوّفُني في الغُربةِ المَوتَ جَارَتي ... وسيَّان موتٌ في اغترابٍ وفِي وَطن قيلَ: لمَّا حَضَرت هَيُوفارغُوسَ الحَكيم الوفَاة في أرض غربةٍ جَعَل أصحابُهُ يحزَنُون عَلَى مَوتهِ في بلادِ الغُربةِ، فقال: يَا مَعشر الأصدقاءِ لَيس بينَ الموتِ في الغربَةِ، وَالوطنِ فَرقٌ، وَذَاكَ أَنَّ الطَّريقَ إِلى الآخرةِ من جَميع المَواضعِ وَاحدةٌ، ومِنهُ أخذَ الشاعرُ هَذَا. ¬
عُبيد اللَّه بن عَبد اللَّه بن طاهرٍ: 6452 - تَخَيَّر إِذَا مَا كُنتَ في الأَمرِ مُرسِلًا ... فَمُبلغُ آراءِ الرّجالِ رَسُولُهَا بعدَهُ: وَروِّ وَفكّر في الكتَابِ فَإِنَّما ... بأطرافِ أقلَام الرِّجالِ عُقولُهَا ويُروَيانِ للتَّنوخيّ. الصَّلصَالُ بن الدَّلهمس: 6453 - تَخيَّر قَرينًا من فَعالِكَ إِنَّما ... قَرينُ الفَتَى في القَبرِ مَا كان يفعَلُ أَنشَدَ الصَّلصَالُ بنُ الدَلهمسِ رَسُولَ اللَّه صَلى اللَّهُ عَليهِ وسَلم قَولَهُ: تخيَّر قَرينًا من فعَالك. البَيتُ، وبعدَهُ: وَإِن كُنت مشغولًا بشيءٍ فلَا تَكُن ... بغير الذين يَرضى بهِ اللَّهُ تُشغَلُ فلَن يَصحَب الإِنسَانُ من قَبل مَوتِهِ ... وَمن بَعده إِلَّا الذي كَانَ يَعمَلُ ألَا إِنَّما الإِنسانُ ضيفٌ لأهلهِ ... يقيم قليلًا بينَهُم ثم يَرحَلُ وهو الحديث يُروَى مَرفوعًا عن قيس بن عَاصمٍ المنقَرِي رَضِي اللَّه عَنهُ قَال قَدمتُ على رَسول اللَّه صَلى اللَّه عَليه وسلم وكان قَد أقبلَ من وفدِ بنيّ تميمٍ فقُلتُ يَا نبيَّ اللَّهِ عِظنَا فقال لِي اغتَسِل بماءٍ وسِداد ففعلتُ ثم عُدتُ إِليهِ فقلت يَا رسولَ اللَّهِ عِظنا مَوعظةً ننتفعُ بهَا فقالَ يا قيسُ إِنَّ مَعَ العِزِّ ذلًّا وإِنْ مَع الحياةِ موتًا وَإِنَّ مَعَ الدُّنيا آخرةً وَإِنْ لكلّ شيءٍ حَسيبًا وإِنَّهُ على كُلِّ شيءٍ رَقيبًا وَإِنَّ لكلّ حَسَنةٍ ثوابًا وَلكُلِّ سَيئةٍ عقابًا وإِنْ لكُلِّ أَجلٍ كتابًا إنه لا بدَّ يَا قيسُ مِن قرين يُدفَنُ مَعَكَ وَهو حيٌّ وتُدفَنُ مَعهُ وأنتَ مَيّتٌ فإن كان كَرِيمًا أكرَمَكَ وَإِن كَان لئِيمًا أسلمكَ ثم لا يحشَرُ إِلَّا مَعك ولَا تُبعَثُ إِلَّا معَهُ ولَا تُسأَلُ إِلَّا عَنهُ فلَا تجعَلهُ إِلَّا صَالحًا فإِنَّهُ إن كان صَالحًا لم تأنس إِلَّا بهِ وإِن كَان فَاحشًا لم تستَوحِش إِلا منه وَهُو فعلُكَ. ¬
مَحمودٌ الورَّاقُ: 6454 - تَخيَّر منَ الطُرق أوسَاطَهَا ... وَعدّ عَنِ الجَانبِ المُشتَبِه 6455 - تَخَيَّروُا شجراتٍ غير زَاكيَةٍ ... لقَد جَنَى ثمر المكروه جَانيهَا أَبُو فراسٍ بن حَمدَانَ: 6456 - تُدافِعُني الأيَّامُ عمَّا أُريدُهُ ... كَمَا دَفعَ الدَّينَ الغَرِيمُ المُماطِلُ قبلَهُ: مَوَاعيدُ أَيَّامٍ تُماطِلُني بهَا ... مُرَايَاةُ أزمانٍ وَدَهر مُقَاتلُ وَأخلَاقُ أيامٍ مَتَى مَا انتَجعتُهَا ... حَلَبتُ بَكياتٍ وَهُنَّ حَوَافِلُ تُدافِعُني الأيّامُ عمَّا أُريدُهُ. . . البَيتُ. 6457 - تَدانَت طُرقُ اليَأسِ ... فَطَالَت طُرُقَ النُّجحِ بعدَهُ: وَأجدَى مَكسَبُ الغشِّ ... فأَكدَى مَكسَبُ النُّصحِ وَكانَ الإِثمُ فِي الهَجو ... فَصَارَ الإِثمُ في المَدحِ 6458 - تَداوَيتُ أَن أَسلُوكَ في القُربِ والنَّوَى ... فَلَم يُسلِنِي نَأيْي وَلَم يَشفِنِي قُربِي البُحتُرِيُّ: 6459 - تَداويتُ من لَيلَى بلَيلَى فَمَا اشتَفَى ... بماءِ الرُّبَا مَن ظَلَّ بالماءِ يَشرَقُ ¬
المَجنُونُ: 6460 - تَداوَيتُ من ليلَى بلَيلَى منَ الهَوَى ... كَمَا يتدَاوَى شَاربُ الخَمرِ بالخَمرِ قَولُ الَمجنونِ، تَدَاويتُ من ليلَى بليَلَى. البَيتُ. أَخَذهُ البُحتُرِيُّ فأساءَ العبَارةَ وَأتى بالمَعنى فَقالَ: تَداويتُ من ليلى بلَيلى فَمَا اشتَفَى. البَيتُ. لكنَّهُ تلافَى ذلك بإحسَانهِ فِي قَولهِ يُريدُ هَذَا المَعنَى أَيْضًا (¬1): هَوًى أُعفِّي عَلَى آثارِهِ بهوًى ... كَمُطفئٍ من لَهيبِ النَّارِ بالنَّارِ وقَد سَبقَهُ دِعبلٌ إِلى هَذَا بقولهِ (¬2): ولَمّا أبَى إِلَّا جِماحًا فُؤادُهُ ... وَلَم يسل عن ليلَى بمالٍ ولَا أَهلِ تَسَلَّى بأخُرى غَيرهَا فإِذَا الّتي ... تسلَى بهَا تُغرى بليلَى ولَا تُسلي بعدَهُ: أَلا زَعمت ليلَى بأن لَا أحبُّهَا ... بلَى وَلَيالِي العَشرِ والشَّفعِ والوترِ بلَى وَالّذِي نَادَى مَن الطُّور عَبدَهُ ... وَعلَّم آياتِ الذَّبيحةِ والنّحرِ لقَد فُضِّلت ليلَى عَلى الخلقِ مثلما ... عَلى ألفِ شهرٍ فضّلت ليلَةُ القَدرِ هِيَ البَدرُ حسنًا والنساءُ كَواكبٌ ... وشتان مَا بين الكَواكِبِ والبَدرِ ذُو الرُّمَّةِ: 6461 - تَداويتُ من مَيٍّ بتكلِيمةٍ لَهَا ... فما زَاد إِلَّا ضِعفَ شَوقي كَلَامُها 6462 - تَدَبَّرَ بالنّجُوم وَليسَ يَدري ... وَرَبُّ النَّجم يَفعَلُ مَا يُريدُ ¬
أَعرابيٌّ في امرأتهِ: 6463 - تَدُسُّ إِلى العطَّارِ سلعَةَ أَهلِهَا ... وهَل يُصلحُ العطَّارُ مَا أَفسَد الدَّهرُ قالَ المُبرَّدُ: أنشدَني الزياديُّ قالَ أنشدَني أَبُو زيدٍ قَالَ: نَظَرَ شيخٌ مِنَ الأعرابِ إِلى امرأتِهِ تتصَنَّعُ وَهي عَجُوز فقال (¬1): عَجُوزٌ تُرجَّى أن تكونَ فتية ... وقَد لحبَ الجَنبانِ واحدودَبَ الظهرُ تدسُ إِلى العَطِّارِ سلعةَ أهلِها. البَيتُ. أَبُو الفَرجِ الأصفهانِي: 6464 - تدعَى وَلَستَ لحوطٍ باسمِهِ سَفهًا ... لاحاطك اللَّهُ مَن حَوط ومَن وَلَدا هُوَ أَبُو الفَرجِ الأصفهانِيُّ صَاحبُ (الأغَانِي) يقُوله في ابن حَوطٍ. 6465 - تَدعُو الضَّرورَاتُ فِي الأمُورِ إِلَى ... سُلُوكِ مَا لَا يليقُ بالأَدَبِ بعدَهُ: وَحيرَةُ المرءِ في تقلبهِ ... تَدعُو إِلَى أَن يلجَّ في الطَلَبِ ابْنُ الرُّوميِّ: 6466 - تَدلَّوا عَلَى هَامِ المَعَالِي إِذَا ارتَقَى ... إِليهَا أُناسٌ غَيرُهُم بالسَّلَالم مِثل قَولِ ابن الرُّوميّ، تَدلَّوا عَلَى هام المَعالِي. البيتُ. قولُ أبي نَصرِ بن نُباتَةَ السَعدي في المدح (¬1): مِنَ النَّفَرِ البِيض الذين توسَّدُوا ... أكُفُّ اللَيالي قَبل عَادٍ وَجُرهِم ¬
تَدلَّوا عَلَى عَامِ المَكَارِم والعُلَى ... وغَيرُهُم يَرقَى إِليهَا بسُلَّمِ يَقُولُ منهَا: وَأخفَيتُ عنكُم حَاجَتي وَهي خَلَّـ ... ـــــةٌ تلوحُ لعَين النَّاظِرِ المُتَوَسِّم ولَستُ بقوَّالٍ إِذَا الرّزقُ فاتَني ... وصَادَف غيري قَد ضَلَلتَ فيمّم فإِن كُنتُ أرضى بالسِّياسَةِ ... وَيستُر عُدمِي شيمتي وتكرُّمِي فَرُبَّ جَوادٍ قيَّد الفَقرُ جُودَهُ ... وَمُبتَسمٍ تَعبيسُهُ فِي التَبَسُّمِ ومن بَابِ (تَدُلُّ)، قَولُ (¬1): تَدُل عَلَى التَقوَى كأنَّكَ ذو تُقًى ... وريحُ الخَطَايَا من شابك تَسطَعُ وقال آخرُ (¬2): تَدُلّ عَلَى التَقوَى وَأَنتَ مُقَصِّرٌ ... فيَا مَن تُداوي النَاسَ وَهو سَقِيمُ 6467 - تُدلي بوُدِّي إِذَا لَاقَيتنِي ... كَذبًا وَإن أُغيَّب فَأنتَ الهَامِزُ اللُّمَزَه صُرَّدُرّ: 6468 - تَدُومُ مَا دَامَ الزَّمانُ آمِرًا ... ونَاهيًا وَفَاتِقًا وَرَاتقَا رَجُلٌ من وَلَد رَوح بن زنباعٍ: 6469 - تَذَكَرْتُ قَوِمي خَالِيًا فَبكَيْتُهُم ... بِشَجوٍ ومثِلي بالبُكاءَ جَدْيِرُ 6470 - تذَكَّرتُ ميًّا بَعدَ مَا حَالَ دُونَهَا ... سُهُوبٌ تَرامَى بالمَراسِيل بيدُهَا ¬
بعدَهُ: إِذَا لَامعَاتُ البيدِ أعرضنَ دُونَها ... تَقَاربَ لي من حُبِّ ميٍّ بَعيدُهَا صُرَّدُرُّ: 6471 - تَذَكَر مرعًى بالعرَاقِ ومَوردًا ... وهَل ينفَعُ المشتَاقُ تَرديدُهُ الذكرَا علي بن الحَسن القُهستَانيُّ: 6472 - تَذكَّر نجدًا وَالحَدِيثُ شجُونُ ... فَجُنَّ اشتيَاقًا وَالجنُونُ فُنونُ السّرِيُ الرَفَّاء: 6473 - تُذكِّرُني العَفَافَ وَليسَ هَذَا ... أوَانُ العَفوِ عَنكَ ولَا العَفَافِ الخُزَيميُّ: 6474 - تُذَكّرُني شمسُ الضُحَى نُورَ وَجهِهِ ... فَلِي لَحظَاتٌ نحوَهَا حينَ تَطلُعُ يقول منهَا: وَأَعدَدتُهُ ذُخرًا لكُلِّ مُلمَّةٍ ... وسَهمُ الرّزايا بالذخائِرِ مُولَعُ وإِنِّي وإِن أظهرتُ منِّي جَلادةً ... وَصَانَعتُ أَعدائِي عَليهِ لموجِعُ ملَكت دُموعَ العَين حَتَّى ردَدتُها ... إِلى ناظِري وَأعينُ القَلبِ تَدمَعُ وَلَو شئتُ أن أبكي دمًا لبَكيتُهُ ... عَليهِ وَلَكِن سَاحَةُ الصبرِ أَوسَعُ 6475 - تَذَكَّرَ يومًا سَالفَ العَهدِ بالحمَى ... وَمَا آفَةُ العُشَّاق إِلَّا السَّوالِفُ ابْنُ الفَتَى: 6476 - تَذَلَّل لمن إِن تَذَلَّلتَ لَهُ ... يَرَى ذاكَ للفَضلِ لَا للبَلَه ¬
بعدَهُ: وَجانِبْ صَدَاقَةَ مَن لَا يزالُ عَلى ... الأَصدقاءِ يَرى الفَضلَ لَه هُو أَبُو عَبد اللَّه سُليمَانُ بنُ أَبِي طالب عَبد اللَّه بن الفَتَى الحُلوانيُّ النّهروَانيُّ، ويُرويَانِ لجَحظَةَ. البُحتُرِيُّ: 6477 - تَذُمُّ الفَتَاةُ الرُّودُ شيمةَ بَعلهَا ... إِذَا باتَ دُونَ الثارِ وهو ضَجِيعُها يَقُولُ منها: حَمِيَّةَ شَعبٍ جَاهِليٍّ وعِزةً ... كُلَيبيّة أعيى الرِّجَالَ خُضوعُهَا 6478 - تَذُمُّونَ الزَّمَانَ بغَير ذَنبٍ ... وَمَا لزَمانِكُم ذَنبٌ سوَاكُم الجَوهريُّ الجُرجَانيُّ: 6479 - تَذُوبُ نَارُ فؤَادِي فِي الهَوَى بَردًا ... وهَل يسَمعتَ بنارٍ ذَوبُها بَرَدُ؟ بَعضُ المغَارِبَةِ: 6480 - تَرَاءَى وَمرآةُ السّماءِ صَقيلَةٌ ... فأَثّر فيهَا وجهُهُ صُورَةَ البَدرِ ابْنُ الرُّومِيِّ: 6481 - تُرَابُ أَبِي تُرابٍ كُحلُ عَيني ... إِذَا رَمدَتْ جَلَوتُ بهِ قَذَاهَا بعدَهُ: تلذُّ لي المَلَامَةُ في هَواهُ ... لذِكرَاهُ وَأستَحلي أذَاهَا ¬
جَرِير: 6482 - تَرادَفَهُم فَقرٌ قَديمٌ وذِلَّةٌ ... وبئسَ الرَّديفانِ المَذَلَّةُ والفَقرُ شَمس الدين الكوفي الواعظ: 6483 - تَراضَعنَا بكأسِ هَوَاكَ صِرْفًا ... فَدارَ السُّكرُ فينَا يا حَبيبِي عَلِيُّ بنُ الجَهمِ: 6484 - تَراضَعُوا درَّةَ الصَّهبَاءِ بَينَهُم ... فأَوجبَوُا لرَضيعِ الكأسَ مَا يَجبُ قِيلَ كَان لسُلَيمَانَ بن وَهبٍ نَديمٌ يأنَسُ وَيألَفُهُ فعَربَدَ عَليه لَيلةً من الليَالِي عَربدةً شديدةً وأطرحهُ وَجَفَاهُ مُدةً طويلةً فوقَفَ عَلى الطَرِيقِ فلما مرّ به قَام إِليه فقال: أيّدك اللَّهُ أيُها الوزيرُ إلّا تكونُ في أَمرِي كَمَا قَالَ عَلي بنُ الجَهمِ: القَومُ إخوانُ صِدق عينَهُم نَسبٌ ... منَ المَودّةِ لَم يُعدَل بهِ نَسَبُ تَراضَعُوا درّة الصَهباءِ بينَهُم. البيت. وبعدَهُ: لَا يحفظُون عَلى السَّكرانِ زلَّتَهُ ... ولَا يُريكَ من أَخلاقِهم رِيَبُ فقالَ لَهُ سُليمَانُ: قَد رَضيتُ عَنكَ رضًى صَحيحًا فَعُد إِلى مَا كُنتَ عَليهِ من مُلَازَمَتِي. ابْنُ مُناذرٍ: 6485 - تَراضَينَا بحُكمِ اللَّهِ فِينَا ... لنَا أَدَبٌ وللثَّقفيِّ مَالُ عَبدَان، ويُروى لسَعيدِ بن حُميدٍ: 6486 - تُرَاكَ أصبَحتَ فِي نعماءَ سَابغةٍ ... إِلَّا وربّكَ غَضبَانٌ عَلَى النِّعَمِ ¬
قبلَهُ: يَا حجَّةَ اللَّهِ في الأَرزَاقِ وَالقسَمِ ... وَمحنةً لذَوِي الأَلبَاب والهمَمِ تُراكَ أصبَحتَ في نعماءَ سَابغةٍ. . . البَيتُ. حَارِثَةُ بنُ بَدرٍ: 6487 - تُرَاكَ تَنجُو سَليمًا من غَوائِلِهَا ... هَيهَاتَ لابُدَّ أَن يسري بكَ السَّارِي زُهير بن أَبِي سُلمَى: 6488 - تَرَاهُ إِذَا مَا جئتَهُ متَهَلِّلًا ... كأنكَ تُحطِيهِ الَّذِى أَنتَ سَائِلُه أَبياتُ زُهير. بَعدَ قَولهِ، تَراهُ إِذَا ما حييتَهُ متَهُلّلًا. البيتُ. أَخُو ثقَةٍ لَا تُلفُ الخَمرُ مالَهُ ... ولَكنَّهُ قَد يُذهبُ المالَ نائِلُهُ غَدَوتُ عليه غَدوةً فوجدتُهُ ... قعُودًا لديهِ بالصَّرِيم عَوَاذِلُه يُفَدِّينَهُ طَورًا وَطورًا يَلُمنَهُ ... وَأعيَى فمَا يدرين أين مخَاتِلُهُ فأَعرضنَ عَنهُ عن كَريمٍ مُرَزًّا ... عَزومٍ عَلَى الأمرِ الذي هُو فَاعِلُهُ إِذَا حَلَّ إحيَاءُ الحَليفين حَولَهُ ... بذِي لجَبٍ أصواتهُ وصواهلُه قالَ أهل العلم بالشِعر قَد وَقَع الإجماعُ علَى أن قول زهير: تراهُ إِذَا ما حيتَهُ. البَيتُ المُتقَدِّمُ هو أمدَحُ مَا قِيلَ في الجَاهلية، وقالَ آخرُونَ بَل قَولُ الأعشَى (¬1). فَتَى لو يُنَادِي الشمسَ ألقت قنَاعَهَا ... أوِ القَمَر السَارِي لألقَى المقالدَا وقَالَ آخرونَ بل قَول أَبِي الطَّمحانِ القَينيّ (¬2): أضاءَتْ لَهُم أحسَابهُم وَوُجُوهُهم ... دُجى اللّيلِ حتَّى نظَّم الجَزع ثاقبُه ¬
وقالَ آخرونُ بل قَولُ حسَّان بن ثابتٍ (¬1): يُغشَون حَتَّى مَا تهِرُّ كِلَابُهم ... لا يسألون عنِ السَّوادِ المُقبلِ وقال قَومٌ بل قولُ جَريرٍ (¬2): أَلستُم خيرَ من رَكبَ المَطَايا ... وأندَى العَالمينَ بُطونَ رَاحِ قيل وَأَخذَ عَبدُ اللَّه بنُ الزّبير الأسَدِي قول زُهير بذاتهِ وَغيَّر آخرَهُ فقالَ يمدَحُ أسماءَ بن خَارجةَ (¬3): تَراهُ إِذَا مَا حييتَهُ متَهلّلًا ... كأنَّكَ تُعطيهِ الذي هُو بَاذلُه فَلو لم يَكُن في كَفِّهِ غَيرَ نَفسِهِ ... لجَادَ بهَا فليتّقِ اللَّه سائِلُه وقالَ أَبُو تَمَّامٍ يَمدحُ أَيْضًا: تَعوَّدَ بَسطَ الكفِّ حَتَّى لو أَنَّهُ ... أَرادَ انقبَاضًا لم تُطِعهُ أنَاملُه هُو البَحرُ من أَيّ النَّواحِي أتيتَهُ ... وَلُجّتُهُ المعروفُ وَالجودُ سَاحلُه فَهذه الأَبياتُ، يتَداخَلُ بَعضهَا بَعضًا حتَّى لا يَكادُ يُفرقُ بينَها. عَبد اللَّه بن الزَّبير الأَسدِيُّ: 6489 - تَرَاهُ إِذَا مَا جئتَهُ متَهَلِّلًا ... كأَنَّكَ تُعطِيهِ الَّذِي أَنتَ باذلُه ومن باب (تَراهُ)، قَولُ آخَر يَهجُو (¬1): تَراهُ أَهوج مذمُومًا خَلائقه ... يَمشي عَلَى مثلِ مُعوج الغراجين ومَا دَعوتُ عليهِ قَطُّ ألعَنُهُ ... إِلَّا وآخرُ يتلوهُ بآمينِ ¬
بشر بن أَبِي خَازمٍ: 6490 - تَراهُ العَينُ أَخضَرَ ذَا رُواءٍ ... وتَمنَعُهُ المَرَارَةُ والإِباءُ 6491 - تَراهُ باللَّيلِ ذئبًا لَا حَرِيمَ لَهُ ... وفِي النَّهارِ عَلَى سَمتِ ابن سيرينِ حَدَّثَ وَهَب بنُ مُنَبِّهٍ قَالَ: نَصَبَ رَجُلٌ من بَنِي إسرائيلَ فخًا، فجَاءَت عُصفورَةٌ، فنَزلت عَلَيهِ، فقالت لَهُ: ما لِي أَراكَ مُنحَنيًا؟ قال: لكثرة صَلَاتِي انحنَيتُ، قالت: فما لي أراكَ بَادِيةً عِظَامُكَ، قَال: لكثرةِ صيَامِي بَدَت عظَامِي، قالت: فما لي أرى هَذَا الصُوفَ عَليكَ، قَالَ: لزَهادَتي في الدُّنيا لَبِستُ الصُوفَ، قالت: فَمَا هذه العَصَا عندكَ؟ قالَ: أتوكَّأُ عَليهَا، وَأقضِي بهَا حوَائِجي، قالت: فما هذه الحبَّةُ في يَدكَ؟ قَالَ: قُربَانٌ إِن مرَّ بِي مِسكينٌ ناوَلتُهُ إِيَّاهَا، قالت: فأَنا مِسكينَةٌ، قَال: فَخُذِيهَا، فدنت، فَقَبضت على الحَبَّةِ، فإِذَا الفَخُّ في عُنقُهَا، فجعَلت تقولُ: قَعي، قَعي تفسِيرُهُ لَا غَرَّنِي نَاسِكٌ مُرائِي بَعدَكَ أَبدًا. وهَذَا مِنَ الأَمثال المَضرُوبَة عَن لسَان العَجماواتِ، والصوامِتِ، وَكثيرٌ مثل هَذَا. ابنُ الرُّوميّ: 6492 - تَراهُ عَنِ الحَربِ العَوانِ بمعزلٍ ... وَآراؤُهُ فيهَا وَإِن غَابَ شُهَّدُ بعدَهُ: كَمَا احتجَبَ المقدارُ وَالحُكم حُكمهُ ... عن الخلقِ طُرًّا ليسَ عَنه مُعرَّدُ النمريُّ في صَاحب شُرطة الرشيد: 6493 - تَراهُ في الأَمنِ في درعٍ مُضَاعَفَةٍ ... لَا يأمَنُ الدَّهر أَن يُدعَى عَلَى عَجَلِ مِثلُهُ للرّضي الموسَوِيّ (¬1): ¬
مَا خَلَعَ الدَّهرُ عنهُ سَابغةً ... وَاللَّيثُ لَا يُنتَضَى منَ اللِّبَدِ 6494 - تَراهُ كالنّجمِ خرَّ مُنصلتًا ... إِثرَ العَفَارِيتِ وَالشَيَطاطِينِ رَجُلٌ من بني تَميمٍ: 6495 - تَراهُ كَأَنَّ اللَّهَ يَجدَعُ أنفَهُ ... وَأذنَيهِ أَنْ مولَاهُ ثابَ لَهُ وَفرُ مُتَمّم بنُ نُويرَة: 6496 - تَراهُ كَنَصلِ السَّيفِ يَهتَزُّ للنَّدَى ... إِذَا لَم يَجد عندَ امرئ السَّوءِ مَطمَعا أميَّةُ بن أبي الصَّلتِ في ولده: 6497 - تَراهُ مُعدًّا للخلَافِ كأنَّهُ ... بِرَدٍّ عَلَى أَهلِ الصَّوابِ مُوَكَّلُ بَاقِي الأَبياتِ ببَابِ: (إِذَا ليلَةٌ نابتكَ بالشَكو). . . البيتُ. الفَرَزدَقُ: 6498 - تَراهُم قُعودًا حَولَهُ وَعُيُونهُم ... مُكسَّرةٌ أَبصَارُها مَا تَصرَّفُ يقولُ قبلَهُ: لنا العزَّةُ الغلباءُ والعَدُد الذي ... عَليهِ إِذَا عُدَّ الحَصَى يَتَخَلَّفُ وَمِنَّا الذي لا ينطِقُ النَّاسُ حَولَهُ ... ولكنَّهُ المُستأذَنُ المنتصفُ تَراهُم قعودًا حَولَهُ. . . البيتُ. ابْنُ لنكَكَ: 6499 - تَراهُمُ كَالسَّحابِ مُنتَشِرًا ... وَلَيسَ فيهِم لشائِم مَطَرُ 6500 - تَراهُمُ يَضحَكُونَ كُلُّهم ... حَولي وَأَبكِي أَنَا مِنَ الجَزَعِ ¬
القُطَامِيّ: 6501 - تَراهُم يَغمِزُونَ من اشتَركُوا ... ويَجتَنبُونَ مَن صَدقَ المصَاعَا قُراضُ بن عُتبَة الأزديُّ: 6502 - تَربَّصْ بهَا رَيْبَ المَنُونِ لعَلَّها ... تُطلَّقُ يومًا أَو يَمُوتَ حَميمُهَا كَانَ قُراضٌ هَذَا يَهوى ابنةَ عمٍّ لَهُ، فخَطَبَهَا، فلم يُزوّجُوهُ بهَا، وزوَّجُوهَا غيرهُ، فقال: تربّص بِهَا. . . البَيت. أَبُو نَصرِ بن نباتَةَ: 6503 - تَربَّصْ بيَومكَ مَا فِي غَدٍ ... فإِنَّ العَواقبَ قَد تُعقبُ شَبِيبُ بنُ البرصَاءِ: 6504 - تُرَجّي النُفُوسُ الشيءَ لَا تَستَطِيعُهُ ... وتَخشَى منَ الأشياءِ مَا لا يَضيرهَا مثلهُ قَولُ الشَمَّاخِ (¬1): وَأمرٍ تُرجّي النَفسُ لَيس بنَافِعٍ ... وَآخرَ تَخشَى ضَيرَهُ لَا يَضيرُهَا الفَرَزدقُ: 6505 - ترَجّى رَبيعٌ أَن تَجيءَ صغَارُهَا ... نجَيرٍ وَقَد أَعيَى رَبيعًا كِبَارُهَا قَولُ الفَرَزدَق، تُرَجَّى رَبيع أَن تَجيءَ صغَارُها. البَيتُ. ويُروَى تُرَجَّى حييٌّ. وَهُو المثَلُ يُضرَبُ في اليَأسِ من صلاحِ الأَولادِ وقَد فَسَد الآباءُ من قَبل وَمِثلُهُ قَولُ آخَرَ (¬1): ¬
أَتَرجُو كُليبٌ أَن يجيءَ حَديثُها ... بخَيرٍ وقَد أَعيَى كُليبًا قَديمُهَا وَمثله قَولُ آخرَ (¬1): تَرجُو الوَليدَ وقَد أعياكَ وَالدهُ ... وَمَا رَجاؤَكَ بعدَ الوَالدِ الوَلَدا القُطَاميُّ: 6506 - تَرجُو البقاءَ وَمَا من أُمةٍ خُلقَت ... إِلَّا سَيُهلِكُهَا مَا أَهلَكَ الأُمَمَا أَبُو العَتاهِيَةِ: 6507 - تَرجو النَّجاةَ وَلَم تَسلُك مَسَالكَهَا ... إِنَّ السَّفينَةَ لَا تَجرِي علَى اليَبسِ قبلَهُ: لا تأمَن المَوت في طَرْفٍ ولَا نَفسِ ... ولو تمنَّعتَ بالحجّاب والحَرَسِ فما تَزالُ سهامُ المَوتِ نافذةً ... في جَنبٍ مُدّرعٍ منها ومُتّرسِ مَا بَالُ دينكَ تَرضَى أن تُدنّسهُ الدُّنيا ... وثوبكَ مغسول من الدنسِ تَرجُو النَجاةَ وَلم تَسلُك مَسالكَهَا. . . البَيتُ. 6508 - تَرجُو الوَليدَ وقَد أَعياكَ وَالدُهُ ... ومَا رَجاؤُكَ بَعدَ الوَالدِ الوَلَدَا قَالَ أَبُو عُبيدٍ من أمثالهم: "كَيفَ بغلامٍ أعيَانِي أَبُوهُ"، ويقالُ: "تُبشرني بغلامٍ أعياني أَبُوهُ"، وَأصلهُ أَنَّ رَجلًا بُشِّرَ بوَلدِ ابنٍ لَهُ كَانَ يَعُقّهُ، فقالَ هَذَا القَولُ، فَصَارَ مثلًا، ومِثلُهُ قَولهُم: "لا تَقْتَنِيَنَّ مِن كَلبِ سَوءٍ جَروًا". 6509 - تَرَحَّلتُ إِلى يحيَى بلَا ... شَكٍّ عَلَى اليُمنِ وهذه صورته: وقَولُهُ تَرحَّلتُ إِلى يَحيى بلَا شكٍّ عَلَى اليمنِ. هَذَا بيتٌ وَاحِدٌ ¬
مُوجَّا أجزاؤُهُ أربَعةٌ. وَهذِهِ صُورَتُهُ: تَرحَّلتُ إِلى يحيى على اليمن الأبيات: فَمن أيّها ابتدأتَهُ استَقَامَ بيتًا وهو يصيرُ بالتَقلُّبِ أربعَةً وعشرين بيتًا عَلَى قوافٍ أَربعٍ وَذاك أَنَّهُ أربَعةُ أجزاءِ فَكُلُّ جُزءٍ يَعُ أولًا سِتَّ مرَّاتٍ وثانيًا ستَّ مرَّاتٍ وثالثًا سِتَّ مرّاتٍ وَرَابعًا ستَّ مرَّاتٍ فَيكُون الجميع أربعةً وعشرينَ بيتًا مثالهُ أولًا: تَرحَّلتُ إِلى يَحيَى بلَا شكٍّ عَلَى اليمنِ تَرحَّلتُ إِلى يَحيَى على اليُمنِ بلَا شكِ تَرحّلتُ بلَا شكٍّ عَلَى اليمن إِلى يحيى ترحَّلتُ بلا شكّ إِلى يحيَى عَلى اليَمنِ ترحَّلتُ على اليُمن بلا شكٍّ إِلى يحيى تَرحَّلتُ عَلَى اليمن إِلى يَحيَى بلا شكٍّ مِثَالهُ ثانيًا: إِلى يحيَى بلَا شكٍّ عَلَى اليُمنِ تَرحَّلتُ إِلى يحيَى ترحَّلتُ بلا شَكٍّ عَلَى اليمنِ إِلى يحيَى ترحّلتُ علَى اليمن بلَا شك إِلى يحيَى بلا شكٍّ تَرحّلتُ عَلَى اليمنِ إِلى يحيى على اليمن تَرحَّلتُ بلا شَكِّ مِثالُهُ ثالثًا: بلا شَك عَلَى اليُمنِ ترحَّلتُ إِلى يحيَى بلَا شكٍّ إِلى يحيى ترحلتُ عَلَى اليمن بلَا شكٍّ ترحَّلتُ على اليُمن إِلى يحيَى بلا شكٍّ ترحّلتُ إِلى يحيى على اليُمنِ بلا شكٍّ إِلى يحيَى عَلَى اليَمن ترحّلتُ بِلا شكٍ عَلَى اليُمنِ إِلى يَحيَى ترحّلتُ
مِثَالُهُ رابعًا: عَلَى اليُمن تَرحَّلت إِلى يحيى بلَا شكٍّ عَلَى اليُمن إِلى يحيَى بلَا شكٍّ تَرَحّلتُ عَلَى اليُمن بِلَا شكٍّ تَرحّلتُ إِلى يحيَى عَلَى اليمنُ إِلى يحيَى تَرحّلتُ بلَا شكِّ علَى اليُمنِ بلَا شكٍّ غِلى يحيى تَرحَّلتُ فهذه أربَعةٌ وعِشرونَ بيتًا وَهذا غريبٌ في مَعنَاهُ. 6510 - تَرحَّلتَ عنَّا بالصَّنائِعِ وَالعُلا ... فَنَستَودِع اللَّه العُلا والصَّنائعَا ومن بابِ: (تَرجُو) قَولُ بشارٍ (¬1): تَرجُو غدًا وغَدٌ كحَاملةٍ ... في الحيِّ لا يَدرون مَا تَلِدُ أولها: اسكُن إِلى سَكَنٍ تُسَرُّ بهِ ... ذهَبَ الزَّمانُ وَأنتَ مُنفَرِدُ عَبدُ اللَّه بن المُعتَزِّ: 6511 - تَرَحَّل عَنِ الدُّنيا بزَادٍ منَ التُّقَى ... فَعُمرُكَ أَيَّامٌ تُعَدُّ قَلائِلُ ابْنُ الرُّوميّ: 6512 - تَرحَّلَ مَن هَويتَ وكُلُّ شمسٍ ... سَتكسَفُ أو سَتَغرُبُ حينَ تُمسِي بعدَهُ: ومَا ألهَاكَ عن ذكرى حَبيبٍ ... كَسَعدِكَ أَمسِ يَوم بَعد أَمسِ أَبت نَفسِي البكاءَ لرزءِ شيءٍ ... كفَى شجوًا لنفسِي رُزءَ نَفسِي ¬
أأجزَعُ وَحشةً لِفراقِ إِلفٍ ... وَقَد وَطَّنْتُها لحلُولِ رَمسِ رأيتُ الدَّهرَ يجرَحُ ثم يأسو ... يُؤَسِّي ويُعوِّضُ أَو يُنسِّي 6513 - تَردُ الميَاهَ فلَا تزالُ غَريبةً ... في القَومِ بينَ تَمَثُّلٍ وَسَماعِ أَبُو تَمَّامٍ: 6514 - تَرضَى السُّيُوف بهِ فِي الرَّوعِ مُنتَصرًا ... وَيغضَبُ الدّينُ والدُنيا إِذَا غَضِبَا أبو إسحاق الصَّابيء: 6515 - تَرفَّعتُ عن كبرِ الغنَى أَن يَشينَنِي ... فأَخضَعَ مَا تلقَينَني عندما أُثرِي بعدَهُ: ولَكن تَعالي فانظري عند عُسرتي ... وغيضةِ مَالِي أين يذهب في كبري فَلو عرفت حَالي الخطوبُ التي غَدت ... تُحاولُ تَذلِيلِي إِذًا زدنَ في وَفرِي شَمسُ الدين الكوفي الواعظ (رحمهُ اللَّه): [من الوافر] 6516 - تَرفَّق أَيُّهَا السَّارِي بلَيلَى ... رَمَيتَ القَلبَ بالسَّهم المُصِيب المتَنَبِّي: 6517 - تَّرَّفق أيُّها المولَى عَلَيهِم ... فَإِنَّ الرّفقَ بالجَاني عِقَابُ أوَّلُهَا: يُخَاطِبُ سَيفَ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ وَيَذْكِرُ مَا جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنِي كِلابٍ وَكَانُوا أحْدَثُوا ذَنْبًا فَسَارَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ خَلْفهُمْ فَأدْرَكَهُمْ بَعْدَ لَيَالٍ وَأوْقَعَ بِهُمْ لَيْلًا فَقَتَلَ الرِّجَالَ وَمَلَكَ الحَرِيْمَ، وَكَانَ أَبُو الطَّيِّبِ مَعْهُم فَقَالَ فِي رجُوعِهِ فِي جُمَادَى الآخَر من سَنَة ثَلاثٍ وَأرْبَعِيْنَ وَثَلاثِمِائَة: بِغَيْرِكَ رَاعِيًا عَبَثَ الذِّئابُ ... وَغَيْركَ صَارِمًا ثَلَمَ الضِّرَابُ وَتَمْلكُ أنْفَسَ الثَّقَلَيْنِ طُرًّا ... فَكَيْفَ تَحُوزُ أنْفُسُهَا كِلابُ ¬
يَهِزُّ الجيْشُ حَوْلَكَ جَانِبَيْهِ ... كمَا نَفَضَتْ جنَاحَيْهَا العِقَابُ وَتَسْألُ عَنْهُمُ الفَلْوَاتِ حَتَّى ... أجَابَكَ بَعْضهَا وَهُمُ الجوَابُ تُكَفْكِفُ عَنْهُمُ صمَّ العَوَالِي ... وَقَدْ شَرَقَتْ بِطَعْنِهُمُ الشّعَابُ وَكَيْفَ يَتُمُّ بَأسُكَ فِي أُنَاسٍ ... تُصِيْبَهُمُ فَيُؤلِمُكَ المُصَابُ تَرَفَّقَ أيُّهَا المَوْلَى عَلَيْهِمْ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَإنَّهُمُ عَبِيْدكَ حَيْثُ كَانُوا ... مَتَى تَدْعُو لِحَادِثَةٍ أجَابُوا وَعَيْن المُخْطِئِيْنَ هُمُ وَلَيْسُوا ... بِأوَّلِ مَعْشَرٍ خَطِئوا فَتَابُوا وَأَنْتَ حَيَاتُهُمْ غَضبَتْ عَلَيْهُمْ ... وَهَجْرِ حَيَاتِهِمْ لَهُمُ عِقَابُ وَمَا جَهَلَتْ أيَادِيْكَ البَوَادِي ... وَلَكِنْ رُبَّمَا خَفِيَ الصَّوَابُ وَكَمْ ذَنْب مُوَلِّدُهُ دَلالٌ ... وَكَمْ بُعْد مُوَلِّدُهُ اقْتِرَابُ وَجُرْمٌ جَرَّهُ سُفَهَاءُ قَوْمٍ ... فَحَلَّ بغَيْرِ جَانِيْهِ العِقَابُ بَنُو قَتْلَى أبِيْكَ بِأرْضِ نَجْدٍ ... وَمَنْ أَبْقَى وَأبْقَتْهُ الحِرَابُ عَفَا عَنْهُمْ وَأعْتَقَهُمْ صِغَارًا ... وَفِي أعْنَاقِ أكْثَرهم سخَابُ وَكُلُّكُمُ أَتَى مَأتَى أبِيْهِ ... وَكُلُّ فِعَالِ كُلُّكُمُ عِجَابُ كَذَا فَلَيْسَ مَنْ طَلَبَ الأعَادِي ... وَمِثْلُ سُرَاكَ فَلْيَكُنِ الطِّلابُ قِيْلَ: لَمَّا نَادَى عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ يَومَ الجمَلِ: "يا زُبَيْرُ اخْرُجْ إلَيَّ"، وَلَمْ يَأخُذْ مَعَهُ شَيْئًا مِنَ السِّلاحِ، فَخَرَجَ إلَيْهِ الزَّبَيْرُ شَاكًّا فِي سِلاحِهِ فَعَانَقَ كُلّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: يا زُبَيْرُ مَا أخْرَجَكَ؟ قَالَ: خَرَجْتُ أطلُبُ بِدَمِ عُثْمَانَ. قَالَ: قَتَل اللَّهُ أوْلانَا بِدَمِ عُثْمَانَ، أمَا تَذْكُرُ يَومَ لَقِيْتُكَ وَأَنْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي بَنِي بَيَاضَةَ فَضَحِكْتُ إلَيْهِ وَضحِكَ إلَيَّ فَقُلْتَ أنْتَ: يا رَسُولُ اللَّهِ لا يَدَعُ عَلِيٌّ زَهْوَهُ. فَقَالَ لَكَ: لَيْسَ بِذِي زَهْوٍ تُحِبُّهُ. قلتَ: أي وَاللَّهِ إنِّي لأحِبُّهُ. فَقَالَ: أمَا سَتُقَاتِلُهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ.
فَقَالَ: أسْتَغْفِرُ اللَّهَ لَو ذَكَرْتُهَا مَا خَرَجْتُ، فَكَيْفَ أرْجِعُ الآنَ وَقَدْ الْتَقَتا حَلَقَتَا البِطَانِ هَذَا وَاللَّهِ العَارُ الَّذِي لا يُغْسَلُ. فَقَالَ: يا زُبَيْرُ ارْجَعْ بِالعَارِ قَبْلَ أنْ يَجْتَمِعُ عَلَيْكَ العَارُ وَالنَّارُ. فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ يَقُولُ: تركُ الأمُورُ الَّتِي تُخْشَى عَوَاقِبُهَا. الأبْيَاتُ الأرْبَعَةُ. فَلَمَّا رَجِعَ قَالَ لَهُ ابنُهُ: أيْئنَ تَذْهَبُ وَتَدَعْنَا؟ قَالَ: يا بُنَيَّ إنَّهُ أذْكَرَني أمْرًا أنْسَانِيَهُ الدَّهْرُ. قَالَ: كَلَّا وَاللَّهِ وَلَكِنَّكَ فَرَرْتُ مِنْ سُيُوفِ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبِ إنَّهَا طِوَالٌ حِدَادٌ تَحْمِلُهَا فِتْيَةٌ أنْجَادٌ. قَالَ: فَرَكِبَ الزُّبَيْرُ وَفَرَسُهُ وَأخَذَ قَنَاتَهُ فَنَزَعَ مِنْهَا السِّنَانَ ثُمَّ حَمَلَ عَلَى مَيْمَنَةِ عَلِيٍّ حَتَّى اخْتَرَقَهَا، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلامُ: دَعُوهُ فَقَدْ هَاجُوهُ. ثُمَّ فَعَل كَذَلِكَ فِي المَيْسرَة وَالقَلْبُ، ثُمِّ قَالَ لابْنِهِ: يا بُنَيَّ أفْعَلْ هَذَا وَأَنَا جَبَانٌ لا وَاللَّهِ وَلَكِنَّهُ أذْكَرَني مَا أنْسَانِيَهُ الدَّهْرُ. ثُمَّ مَضى فَكَانَ مِنْ أمْرِهِ مَا كَانَ ثُمَّ نَشَبَتِ الحَرْبُ. 6518 - تَرَّفق بدَمعِكَ لا تُفْنِهِ ... فَبَينَ يَدَيكَ بُكاءٌ طَويلُ قَبْلَهُ: وَلَمْ أنْسَ مَوْقِفَنَا لِلوَدَاع وَقَدْ ... حَانَ مِمَّنْ أُحِبُّ الرَّحِيْلُ وَلَمْ تَبْقَ لِي دَمْعَةٌ فِي الشُّؤُونِ ... إِلَّا غَدَتْ فَوْقَ خَدِّي تَسِيْلُ وَنَادَى نَصِيْحٌ مِنَ القَومِ لِي ... وَقَدْ كَادَ يَجْنِي عَلَيَّ الغَلِيْلُ تَرَفَقْ بِدَمْعِكَ لا تُفْنِهِ. . . البَيْتُ. الرّضِي الموسَوِيُ: 6519 - تَرقَى الدُّموعُ وَيَرعوي جَزَعُ ... الفَتى وَيَنامُ بَعدَ تَفَرُّقِ الأظعَانِ 6520 - تَرَكَ التَعَرُّضَ لِلكِرامِ تَكرُّمًا ... وأبَى الّلئامَ مَخافَةَ الّلوامِ ¬
أنشد الشمشاطيُّ: 6521 - تَركُ التَغَمُّدِ للصَّديقِ ... يَكونُ داعِيةَ القَطيعَه قَبْلَهُ: الجودُ مِنْ كَرَمِ الطَّبيعَه ... وَالمَنُّ مَفْسَدَةُ الصَّنِيْعَه وَالخَيْرُ أمْنَعُ جَاَنِبًا ... مِنْ قُلَّةِ الجَبَلِ المَنِيْعَه وَالشَّرُّ أسْرَعُ جَرْيَة ... مِنْ جَرْيَةِ المَاءِ السَّرِيعه تَرْكُ التَّعَاهُدِ لِلصَّدِيْقِ. . . البَيْتُ. ابْنُ المُعتَزِّ: 6522 - تَركُ الجَوابِ جَوابُ ... إذا جَفا الأصحَابُ بَعْدَهُ: وَسَوْفَ يَفْنَى عِتَابِي ... وَكَمْ يَكُونُ العِتَابُ أَبو عثمان الخالِديُّ: 6523 - تَركَ الزّيارةَ وَهي ممكِنَةٌ ... وَأتاكَ من مصرٍ على جَمَلِ قَبْلَهُ: مَهْلًا فَإِنَّكَ فِي فِعَالَكَ ذَا ... مثَل الَّذِي قَدْ قِيلَ فِي مَثَلِ تَرْكَ الزِّيَارَةَ وَهِيَ مُمْكِنَة. . . البَيْتُ. 6524 - تَركُ العِتابِ إذا استَحَقَّ أخٌ ... مِنكَ العِتابَ ذريعَةُ الهَجرِ العَتَّابيُّ: 6525 - تَرَكَ الّلهوَ حينَ عاتَبَهُ الشيبُ ... وَلاحَت منهُ كواكِبُ زُهرُ ¬
بَعْدَهُ: كَانَ فِي فُسْحَةٍ مِنَ العُذْرِ أيَّامَ ... صبَاهُ فَمَا لَهُ اليَومَ عُذْرُ الزُّبير: 6526 - تَركُ الأُمورِ الَّتي تُخشَى عَواقِبُها ... للَّهِ أجمَلُ في الدُّنيا وَفي الدّينِ بَعْدَهُ: نَادَى عَلَيٌّ بِأمْرٍ لَسْتُ أجْهَلُهُ ... قَدْ كَانَ عَمْر أبِيْكَ الخَيْرَ مُذْ حِينِ فَقُلْتُ حَسْبُكَ مِنْ عَذْلِي أبَا حَسَنٍ ... بَعْضُ الَّذِي قُلْتَ مِنْكَ اليَومَ يَكْفِيْنِي اخْتَرْتُ عَارًا عَلَى نَارٍ مُؤَجَّجَةٍ ... أنَّى يَقُومُ لَهَا خلقٌ مِنَ الطِّيْنِ أَبُو سَعيدٍ الرُستُميُّ: 6527 - تَرَكتُ الشِّعرَ للشُّعراءِ ... إنّي رَأيتُ الشِّعرَ من شَرِّ المَتَاعِ وَمِنْ بَابِ (تَرَكْتُ) قَوْلُ أَبِي الفَرَجِ ابن هِنْدُو (¬1): [من الوافر] تَرَكْتُ عَلَيْكَ دُنْيَا خُضتَ فِيْهَا ... لِتَقْتَرِنَ الخَسِيْسَةُ وَالخَسِيْسُ لَكَ الأمْوَالُ مِنْ بِيْضٍ وَصُفْرٍ ... وَأمْوَالِي المَحَابِرُ وَالطُّرُوسُ حُطَامَكَ دَارِسٌ عَمَّا قَلِيْلٍ ... وَما لِدُرُوسِ آدَابِي دُرُوسُ تَوَهَّمُ أَنَّ فَضْلَكَ أفقُ فَضلِي ... وَقَدْ مَحَقَتْ لَيَالِيْهَا الشُّمُوسُ وَتَطْمَعُ فِي مُسَاوَاتِي ضلالًا ... وَأيْنَ مِنَ الدَّنَانِيْرِ الفُلُوسُ أَبو اليُمن تاج الدين زَيد الكنديُّ: 6528 - تَرَكتُ قِيامي للصَّديقِ يَزورُني ... وَلَا عُذرَ لي إِلَّا الإِطالَةُ في عُمرِي ¬
6529 - تَرَكتُ لَكَ القُصوى لِتُدرِكَ فَضلَها ... وَقُلتُ تُرى بيني وَبينَ أخي فَرقُ بَعْدَهُ: وَمَا كَانَ بِي عَنْهَا نكُولٌ وَإِنَّمَا ... تَوَانَيْتُ عَن حَقِّي فَتَمَّ لَكَ الحَقُّ وَلَا بُدَّ لِي مِنْ أنْ أكُونَ مُصلِّيًا ... إِذَا كُنْتُ أرْضَى أنْ يَكُونَ لَكَ السَّبْقُ وَيُرْوَى: فَلِمْ لَسْتَ تَرْضَى أنْ يَكُونَ. . . البَيْتُ. 6530 - تَرَكتُ للنَّاسِ دُنياهُم وَدينَهُم ... شُغلًا بِذكراكَ يا دينِي وَدُنياي أَبُو عَبد اللَّهِ بن الحجّاج: 6531 - تَرَكتُ مَطالِبَ الدُّنيا لِقَومٍ ... دَعَتهُم للمَخازي فَاستَجابُوا بَعْدَهُ: وَلَيْسَ اللَّيْثُ منْ جُوعٍ بِغَادٍ ... عَلَى جِيَفٍ تُطِيْفُ بِهَا كِلابُ أخَذَهُ مِنْ قَوْلِ عَلِيّ بنِ الحُسَيْن (عَلَيْهُمَا السَّلامُ): "إِنَّمَا الدُّنْيَا جِيفَةٌ حَوْلَهَا كِلابٌ، فَمَنْ أحَبَّهَا، فَليَصبرْ عَلَى مُهَارَشَةِ الكِلابِ". أَبُو عَلي محمّد بن شبلٍ: 6532 - تَرَكتْني أشجَى بِكُلِّ صَاحبٍ ... مَن تَلسَعِ الحَيَّةُ يُفزِعُهُ الرَسَنْ أبْيَاتُ مُحَمَّدُ بنِ شبلٍ، أوَّلُهَا: قُلْتُ لِزَيْدٍ حِيْنَ أبْدَى سُخْطَهُ ... نَبْضًا مِنَ الشَّرِّ الَّذِي فِيْهِ كَمَنْ لَسْتُ كَمَنْ يَرْعَى لسَوَامَ وُدِّهِ ... فِي عُشْبَةِ الدَّارِ وَخَضْرَاءِ الدُّمَنْ إلَيْكَ مَا اسْتَرْسَلْتُ إِلَّا كَرَمًا ... وَحُسْنَ رَأيِ فِيْكَ أجْلَى عَن غبَنْ تَرَكْتَنِي أشْجِي بِكُلِّ صَاحِبٍ. البَيْتُ. ¬
إِنَّ جِنَايَاتِ الوَرَى أشَدُّهَا ... مَا كَانَ مِنْ فِعْلِ الصَدِيْقِ المُؤْتَمَنْ الشلغَمانيُّ: 6533 - تَرَكَتني النَوى أذلَّ من الأَرضِ ... وَأبلى مِن يابِسِ الأَوراقِ قَبْلَهُ: يا قَصيْرَ الهَوَى أعِزْنِي دُمُوعًا ... إِنَّ دَمْعِي أفْنَاهُ يَومُ الفِرَاقِ تَرَكَتْنِي النَّوَى أذَلَ مِنَ الأرْضِ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: أشْرَبُ الكَأْسَ وَهِيَ تَشْرَبُ رُوْحِي ... بِمِزَاجٍ مِنْ دَمْعِيَ المِهْرَاقِ مَا أشَدّ الفرَاقَ يَومَ الفرَاقِ ... عِنْدَ لَيِّ الأعْنَاقِ وَالإعْنَاقِ أَبُو نُواسٍ: 6534 - تَرَكتني الوُشاةُ نَصبَ المُشيرينَ ... وَأُحدُوثةً بِكُلِ مَكانِ بَعْدَهُ: مَا أرَى خَالِيَيْنِ فِي السّرِّ ... إِلَّا قُلْتُ مَا يَخْلُوانِ إِلَّا لِشَانِي المُتَنَبِّي: 6535 - تَركُ مَديحِكَ كَالهِجاءِ لِنَفسِي ... وَقَليلٌ لَكَ المَديحُ الكَثيرُ بَعْدَهُ: غَيْرَ أنِّي تَرَكْتُ مُقْتَضَب الشّعْرِ .. لأمْرٍ مِثْلِي بِهِ مَعْذُورُ وَسَجَايَاكَ مَادِحَاتُكَ لا شِعْرِي ... وُجود عَلَى كَلامِي يُغِيْرُ يُخَاطِبُ بِذَلِكَ أبَا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بن عُبَيْدِ اللَّهِ بن طُغجٍ، وَقَدْ عَاتَبَهُ عَلَى تَرْكِهِ مَدْحَهُ. ¬
وَمِنْ بَابِ (تَرَكْتَهُم) قَوْلُ أَبِي نَصْرُ بن نُبَاتَة (¬1): تَرَكْتَهُمُ لِلْقَتْلِ وَالخَوْفِ عُرْضَةً ... فَمَا يَطعمُونَ النَّومِ إِلَّا كَلَّا وَلَا يَوُدُّ الشَّرِيْدُ الرَّابِطُ الجَّاشِ مِنْهُمُ ... مِنَ الخَوْفِ لَو كَانَ الصَّرِيْعُ المُجَدَّلا العَبَّاس بن عَبد المُطَّلِبِ: 6536 - تَرَكناهُم لا يَستَحلُّونَ بَعدَها ... لِذي رَحمٍ مِن سائِرِ النَّاسِ مَحرَمَا البُحتُرِيّ: 6537 - تَرَكوا العُلا وَهُم يَرونَ مَكانَها ... وَدَعا اللُجَينُ قُلُوبَهُم وَالعَسجَدُ 6538 - تَرَكوا شَرابَ السَّلسَبيلِ وَجانَبُوا ... نَهجَ السَّبيلِ إلى سرابِ القَاعِ أبو الفتُوح القائد الصّقلي: 6539 - ثَركُها أَفضَلُ مِنها ... ذَا بِهَذا لَا يَقُومُ وَمِنْ بَابِ تَرَوَّعَ قَوْلُ بَعْضهُم فِي بَخِيْلٍ: تَرَوَّعَ إذَ جِئْتهُ لِلسَّلامِ ... وَأرْعَدَ لَمَّا رَآنِي دَخَلْتُ فَقُلْتُ لَهُ لا يَرُعْكَ الدُّخُولُ ... فَمَا جِئْتُ واللَّهِ حَتَّى أكَلْتُ 6540 - تَرُوعُكَ مِن سعدِ بن عَمروٍ جُسُومُها ... وَتَزهَدُ فيهَا حينَ تَقتُلُها خُبْرا قَبْلَهُ يَهْجُو: وَكَاثِر بِسَعْدٍ إِنَّ سَعْدًا كَثِيْرَةٌ ... وَلَا تَرْجُ مِنْ سَعْدٍ وَفَاءً وَلَا نَصرَا تَرُوُعُكَ مِنْ سَعْد بن عَمرُوٍ. . . البَيْتُ. ¬
6541 - تَرُومُ الخُلدَ في دارِ التَفانِي ... فَكَم رامَ قَبلَكَ مَا تَرُومُ 6542 - تَرُومُ المَجدَ ثُمَّ تَنامُ لَيلًا ... يَغوصُ البَحرَ من طَلَب اللآلي قَبْلَهُ: بِقَدْرِ الكَدِّ تُكْتَسَبُ المَعَالِي ... وَمَنْ طَلَبَ العُلا سَهِرَ اللَّيَالِي تَرُومُ المَجْدَ ثُمَّ تَنَامُ لَيْلًا. . . البَيْتُ. 6543 - تَرُومُ وِصالًا من سُلَيمى وَلَم تَجُدْ ... بِنِفسٍ مَتى نَالَ الوِصالَ بَخيلُ الأخطَلُ يصف مَفازَةً: 6544 - تَرى الثَعلَبَ الحَوليَّ فِيهَا كَأَنَّهُ ... إِذَا مَا عَلَا نَشزًا حِصانٌ مُجَلَّلُ قَبْلَهُ: وَبَيْدَاءَ مِمْحَالٍ كَأَنَّ نَعَامَهَا ... بِأرْجَائِهَا القُصْوَى أبَاعِرُ هُمَّلُ تَرَى لامِعَاتِ الآلِ فِيَها كَأَنَّهَا ... رِجَالٌ تَعَرَّى تَارَةً وَتَسَرْبَلُ وَجَوْزُ فَلاةٍ مَا تَغَمَّضَ رَكْبُهَا ... وَلَا عَيْنُ هَادِيهَا مِنَ الخَوْفِ تَغْفَلُ مَلاعِبُ جِنَّانٍ كَأَنَّ تُرَابُهُ ... إِذَا اطَّرَدَتْ فِيْهَا الرِّيَاحُ مُغَرْبَلُ أجَزْتُ إِذَا الحَرْبَاءُ أوْفَى كَأَنَّهُ ... مُصَلٍّ يَمَانٍ أو أسِيْرٌ مُكَبَّلُ تَرَى الثَّعْلَبَ الحَولِيَّ. . . البَيْتُ. زُهير بن أبي سُلمَى: 6545 - تَرى الجُودَ لَا يُدنَي مِنَ المَرءِ حتفَهُ ... كَما البُخلُ وَالإِمساكُ لَيسَ بِمُخلدِ أبْيَاتُ الأعْشَى يَمْدَحُ المُحَلِّقُ الكَلابِيَّ (¬1): ¬
لَعَمْرِي لَقَدْ لاحَتْ عُيُونٌ كُثْيرَة ... إِلَى ضَوْءِ نَارٍ فِي يَفَاعٍ تَحَرَّقُ تُشِبُّ لِمَقْرُورِيَنِ يَصْطَلِيَانِهَا ... وَبَاتَ عَلَى النَّارِ النَّدَى وَالمُحَلَّقُ رَضِيْعَيْ لِبَانٍ ثَدِيَ أُمٍّ تَقَاسَمَا ... بِأسْحَمَ دَاجٍ عَوصَ لا تَتَفَرَّقُ تَرَى الجُّودُ يَحْرِي ظَاهِرًا فَوْقَ وَجْهِهِ. البيتُ وَبَعْدَهُ. أبَا مَالِكٍ سَارَ الَّذِي قَدْ صنَعْتُمُ ... فَانْجُد أقْوَامٍ بِذَاكَ وَأغْرقُوا وَإنَّ عِتَاقَ العِيْسِ سَوْفَ يَزُورَكُم ... شَاءٌ عَلَى أعْجَازِهُنَّ مُعَلَّقُ بِهِ تُنْفَضُ الأحْلاسُ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ ... وَيَعْقدُ أطْرَاف الحِبَالِ وَتُطْلَقُ الأَعشَى: 6546 - تَرَى الجُودَ يَجري ظاهِرًا فَوقَ وَجهِهِ ... كَما زانَ حَدَّ الهُنْدُوَانيِّ رَونَقُ 6547 - تَرَى الدّبكَ فَوقَ السَّطحِ في كُلّ ساعَةٍ ... وَتُنكِرُ إِن كَانَ الحِمارُ عَلى السَّطحِ العَبَّاسُ بن مردَاسٍ: 6548 - تَرَى الرَّجُلَ النَّحيفَ فَتَزدَريهِ ... وَفي أَثوابِهِ أَسَدٌ هَصُورُ حَدَّثَ أَبُو بَكْر بن دُرَيْدٍ قَالَ: حَدَّثنا السّكْنُ بنُ سَعِيْدٍ قَالَ: حَدَّثنا عَلِيُ بنُ نَصْرٍ الجَّهْضَمِيُّ قَالَ: دَخَلَ كَثيْرٌ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ ابن مَرْوَانَ فَقَالَ: أنْتَ كَثِيْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أنْ تَسْمَعَ بِالمُعِيْدِيّ خَيْرًا مِنْ أنْ تَرَاهُ؟ فَقَالَ: يا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ كُل عِنْدَ مَحَلِّهِ رَحْبُ الفَنَاء شَامِخُ البِنَاءِ عَالِي السَّنَاءِ ثُمَّ أنْشَأَ يَقُولُ مُتَمَثِّلًا بِأبْيَاتِ العَبَّاسِ بن مرْدَاسٍ: تَرَى الرَّجُلَ النَّحِيْفَ فَتَزْدَرِيْهِ. الأبْيَاتُ. وَهِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ: بُغَاثُ الطَّيْرُ أكْثَرُهَا فِرَاخًا. ¬
فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ: للَّهِ دَرُّهُ مَا أفْصَحَ لِسَانَهُ وَأضْبَطَ جَنَانَهُ وَأطْوَلَ عَنَانَهُ، وَاللَّهِ إنِّي لأظنَّهُ كَمَا وَصفَ نَفْسَهُ. 6549 - تَرَى الرِّجلَ تَسعَى بِي إِلى مَن أُحِبُّهُ ... وَمَا الرِّجلُ إِلَّا حَيثُ يَسعَى بِهَا القَلبُ وَمِنْ بَابِ (تَرَى) قَوْلُ تَمِيْمٍ بنُ مُقْبِلٍ (¬1): تَرَى الرَّيْطُ اليَمَانِي دَانِيَاتٍ ... عَلَى أقْدَامِهِمْ فَوْقَ الشُّسُوعِ فَيَوْمًا بَاكَرُوا مِسْكًا وَيَوْمًا ... تَرَى بِثِيَابِهِمْ صَدَأ الدُّرُوعِ عُثمَةُ بنت مَطرودٍ البَجليَّةُ: 6550 - تَرَى الفِتيانَ كالنَّخلِ ... وَمَا يُدريكِ مَا الدَّخلُ قَالَتْهُ عُثْمَةُ بِنْتُ مَطْرُودٍ البَجلِيَّةُ، وَكَانَتْ ذَاتَ عَقْلٍ، وَرَأيٍ مُسْتَمعٍ، وَكَانَتْ لَهَا أخْتٌ يُقَالُ لَهَا خَوْدٌ ذَات جَمَالٍ، وَمَبْسَمٍ، وَعَقْلٍ، وَإنَّ سَبْعَةً أخْوَةً مِنْ غَلْمَة بَطْن الأزْدِ خَطَبُوا خَوْدًا إِلَى أبِيْهَا، فَأتَوهُ، وَعَلَيْهم الحُلَلُ اليَمَانِيَّةُ، وَتَحْتَهُمُ النَّجَائِبُ الفُرْهُ، فَقَالُوا: نَحْنُ بَنُو مَالِكٍ بن غُفَيْلَةَ ذِي النحبين، فَأنْزَلَهُم عَلَى المَاءِ، فَلَمَّا أصْبَحُوا مَرُّوا بِوَصِيدِهَا يَتَعَرَّضُونَ لَهَا. كُلُّهُم وَسِيْمٌ جَمِيْلٌ، وَخَرَجَ أبُوهَا، فَجَلَسُوا إلَيْهِ، فَرَحَّبَ بَهِمْ، فَقَالُوا: بَلَغنَا أَنَّ لَكَ بِنْتًا، وَنحْنُ كَمَا تَرَى شَبَابٌ، وَكُلُّنا يَمْنَعُ الجانِبَ، وَيَمْنَحُ الرَّاغِبَ. فَقَالَ أبُوهَا: كُلُّكُم خِيَارٌ، فَأقِيمُوا نَرَ رَأيَنَا، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ، فَقَالَ: مَا تَرَيْنَ، فَقَدْ أتَاكِ هَؤُلاءِ القَومُ. قَالَت: أنْكِحْنِي عَلَى قَدرِي، وَلَا تُشْطِطْ فِي مَهْرِي، فَإنْ تُخْطِئْنِي أحْلامهُم، فَلا تُخْطِئُنِي أجْسَامهُم لَعَلِّي أُصِيْبُ وَلَدًا، أو أُكْثِرُ عَدَدًا، ثُمَّ شَاوَرَتْ أخْتَهَا فِيهِم، فَقَالَت لَهَا أخْتُهَا عُثْمَةُ: تَرَى الفِتْيَان كَالنَّخْلِ وَمَا يُدْرِيكِ مَا الدَّخْلُ. الدَّخْلُ: العَيْبُ البَاطِنُ يُضْرَبُ فِي ذِي المَنْظَرِ لا خَيْرَ عِنْدَهُ. ¬
اسْمَعِي مِنِّي كَلِمَةً: إِنَّ شَرَّ الغَرِيبَةِ يُعْلَنُ، وَخَيْرَهَا يَدْفَنُ أَنْكِحِي فِي قَوْمِكِ، وَلَا تَغْرُرْكِ الأجْسَامُ، فَلَمْ تَقْبَلْ مِنْهَا، وَبَعَثَتْ إِلَى أبِيْهَا أنْ أَنْكِحْنِي مُدْرِكًا بَعْضَ السَّبْعَة، فَأنْكَحَهَا أبُوها عَلَى مِائَةِ نَاقَةٍ، وَرُعَاتِهَا، وَحَمَلَهَا مُدْرِكٌ، فَلَم يَلْبَثْ عِنْدَها إِلَّا قَلِيْلًا حَتَّى صَبَّحَهُم فَوَارِسُ مِن بَنِي مَالِكِ بنِ كنَانَةَ، فَاقْتَتَلُوا سَاعَةً، ثُمَّ أَنَّ زَوْجَهَا، وَإِخْوَتَهُ، وَبَنِي عَامِرٍ انْكَشَفُوا، فَسَبُوهَا فِي مَن سَبُوا، فَبَيْنَا هِيَ تَسِيْرُ إِذْ بَكَتْ، فَقَالُوا: مَا يُبْكِيْكِ، أتبْكِينَ عَلَى فرَاقِ زَوْجِكِ؟ قَالَتْ: قَبَّحَهُ اللَّهُ. قَالُوا: لَقَدْ كَانَ جَمِيْلًا! قَالَت: قَبَّحَ اللَّهُ جَمَالًا لا نَفْعَ مَعَهُ إِنَّمَا أبْكِي عَلَى عِصْيَانِي أخْتِي حَيْثُ قَالَتْ: تَرَى الفتيانِ كَالنَّخْلِ. . . البَيْتُ. وَأخْبَرَتْهُم كَيْفَ خَطَبُوهَا، فَقَالَ لَهَا رَجُلٌ مِنْهُمْ يُكنَّى أَبا نَوّاسٍ شَابٌ أسْوَدُ أفَوه مُضْطَرِبُ الخَلْقِ: أتَرْضَيْنَ بِي عَلَى أنْ أمْنَعَكِ مِنْ ذِئَابِ العَرَبِ، فَقَالَت لأصْحَابِهِ: كَذَلِكَ هُو؟ قَالُوا: نَعَم، إنَّهُ مَعْ مَا تَرَيْنَ لَيَمْنَع الحَلِيلَةَ، وَتتَقِيهِ القَبِيْلَةُ. قَالَت: هَذَا أجْمَلُ جَمَالٍ، وَأكْمَلُ كَمَالٍ قَدْ رَضِيتُ بِهِ، فَزَوَجُوهَا مِنْهُ. الأُبَيرُد الرّياحيُّ: 6551 - تَرَى القَومَ في العزّاءِ يَنتَظِرونَهُ ... إِذَا ضَلَّ رَأيُ القَومِ أَو حَزَبَ الأَمرُ كثيّرٌ في عمر بن عَبد العزيز: 6552 - تَرَى القَومَ يُخفُونَ التَبَسُّمَ عِندَهُ ... وَيُنذِرُهُم عُورَ الكَلَام نَذيرُهَا أَبُو وَجزَةَ: 6553 - تَرَى الكَريمَ خَليلي وَالكَريم أخي ... وَبِاللِئامِ تَرَاني غَيرَ مُلتاقِ قول أَبِي وَجْزَةَ: تَرَى الكَرِيْمَ خَلِيْلِي. البيتُ وَبَعْدَهُ: أقْلِي اللَّئِيْمَ وَيَقْلِيْنِي فَلَيْسَ لَهَمْ ... إِلَّا الهَمَاهِمُ فِي صَمْتٍ وَإطْرَاقِ مَاذَا يُرِيْدُونَ مِنِّي لا أبَالَهُمُ ... فَمَا عَلَيْهِمْ مَثَاقِيْلِي وَأرْزَاقِي ¬
كَاتبهُ (عفا اللَّه عنه): 6554 - تَرَى اللِّئامَ يَعافُوني وَأَهجُرُهُم ... كما الكِرامُ أَخِلَّائِي وَإِخوانِي سَعيد بن أبي مخلد الأزديّ من سكان الأندلس: 6555 - تَرَى المَرءَ حُلوًا في الرُّواءِ فَإِن ... تَصِل إِلى طَعمِهِ تَأجَن عَلَيكَ مَوارِدُه قول سَعِيْدُ بن أَبِي مُخَلَّدٍ: تَرَى المَرْءَ حُلْوًا. قَبْلَهُ: أرضى زَمَنًا فِيْهِ المُنَافِقُ نَافِقٌ ... وَذُو الدِّيْنِ فِيْهِ بَائِسُ البُرِّ كَاسِدُهُ تَرَى المَرْءَ حُلْوًا فِي الرَّوَاءِ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا النَّاسُ إِلَّا الحُلْمُ وَالعَقْلُ وَالتَّقَى ... وَإلَّا فَسِيَّانَ المَسُود وَسَائِدُهُ ألا وَأنِّي لَولا التَّقَادِيْرُ لَمْ يَفُز ... بَلِيْدٌ وَيُخْفِقُ ثَاقِبُ الرَّأي رَاشِدُهُ وَلَكِنَّهُ حُكْمٌ مِنَ الدَّهْرِ نَافِذٌ ... فَلا الحَزْمُ دَاعِيْهِ وَلَا العَجْزُ طَارِدُهُ مُكَنِّفُ بن مُعاوية التميميّ: 6556 - تَرَى المَرءَ يأمُلُ مَا لَا يرَى ... وَمن دونِ ذَلِكَ رَيبُ الأَجَلِ عَبد اللَّه بن عُتبة بن الزُّبير: 6557 - تَرى المَرءَ يُبكيهِ الَّذي مَاتَ قَبلَهُ ... وَمَوتُ الَّذي يَبكي عَلَيهِ قَريبُ بَعْدَهُ: يَوَدُّ الفَتَى المَالَ الكَثِيرَ وَإِنَّمَا ... لِنَفْسِ الفَتَى مِمَّا يَنَالُ نَصيْبُ يزيد بن الحكَم ويروي للبيد: 6558 - تَرَى المَرءَ يَخشَى بَعضَ مَا لَا يَضِيرُهُ ... وَيَأمُلُ شيئًا دُونَهُ المَوتُ وَاقِعُ ¬
6559 - تَرَى النَّاسَ أَسواءً إِذَا جَلَسُوا مَعًا ... وَفي النَّاسِ زَيفٌ مِثلُ زَيفِ الدَّراهِم أَبُو نَواسٍ: 6560 - تَرَى النَّاسَ أَفواجًا إِلى بَابِ دَارِهِ ... كَأَنَّهُمْ رَجلَي دَبًا وَجَرَادِ بَعْدَهُ: فَيَومٌ لإلْحَاقِ الفَقِيْرِ بِذِي الغِنَى ... وَيَومُ رقَابٍ بُوكِرَتْ لِحِصَادِ الفَرَزدَقُ: 6561 - تَرَى النَّاسَ إن سِرنا يَسيرونَ خَلفَنا ... وَإِن نَحنُ أَومَأنا إِلَى النَّاسِ وَقَّفُوا قَوْلُ الفَرَزْدَقِ: تَرَى النَّاسَ إِنْ سِرْنَا. البَيْتُ. أخْبَرَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ عَنْ السَّعْترِيِّ عَن عُبَيْدِ اللَّهِ بن يحيى عن الزُّبَيْرِ بن بَكَّارٍ أَبِي سَلْمَةَ هُوَ الفَرَزْدَقُ فِي المَدِيْنَةِ بِجَمِيْلٍ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ ينشِدُ قَصِيْدَتَهُ الَّتِي يَقُولُ فِيْهَا: وَنَحْنُ مَنَعْنَا يَومُ أوَّلٍ نِسَائنَا ... وَيَومُ أتِيٍّ وَالأسِنَّةُ تُرْعِفُ حَتَّى مَرَّ فِيْهَا وَانتهَى إِلَى قَوْلِهِ: تَرَى النَّاسَ إِنْ سِرْنَا يَسِيْرُونَ خَلْفَنَا ... وَإِنْ نَحْنُ أوْبَأنَا إِلَى النَّاسٍ وَقَّفُوا الإيْبَاءُ الإِشَارَةُ إِلَى خَلْفٍ، وَالإيْمَاءُ الإِشَارَة إِلَى قُدَّامٍ. فَقَالَ لَهُ الفَرَزْدَقُ: وَمَنْ أحَقُّ بِهَذَا مِنْكُمْ؟ فَقَالَ جَمِيْلُ: أنشُدُكَ اللَّهَ يَا أبَا فِرَاسِ. قَالَ: أَنَا أوْلَى بِهِ مِنْكَ لتَدَعَنَّهُ أو لتَدَعَنَّ عرضكَ ثُمَّ انْتَحَلَهُ وَأدْخَلَهُ قَصِيْدَتَهُ الَّتِي أَوَّلُهَا: عَرَفت بِأعْشَاشِ وَمَا كدْتَ تعْرفُ. وَكَذَا كَانَتْ طَرِيْقَةُ الفَرَزْدَقِ إِذَا أعْجَبَهُ بَيْتٌ أخَذَهُ مِن صَاحِبِهِ قَهْرًا وَادَّعَاهُ لِنَفْسِهِ. ¬
6562 - تَرَى الناسَ مَا لَم تَبلُ إِخوانَ ظَاهِرٍ ... وَإِن تَبلُ تُنكرْ كُلَّ مَنْ أَنتَ عَارِفُ وَيُرْوَى: فَإنْ تَبْلُهُم أنْكَرتَ مَا أنْتَ عَارِفُ. 6563 - تَرَى الناسَ هَيبَةً حينَ يَبدُو ... مِن قِيامٍ وَرُكَّعٍ وَسُجُودِ وَمِنْ بَابِ (تَرَى) قَوْلُ: تَرَى الآفَاقَ وَهِيَ ذَوَاتُ رُحبٍ ... تَضِيْقُ عَلَى الفَتَى الحُرُّ المُضِيْقُ الفَرَزدَق في بلَال بن بُردَة: 6564 - تَرَى الأَبصَارَ خَاشِعةً كَما ... يَشْخَصْنَ حينَ يُرَى الهِلَالُ أَوسُ بنُ حَجَرٍ: 6565 - تَرَى الأَرضَ مِنّا بالفَضاءِ مَريضَةً ... مُعَضَّلَةً منَّا بِجَمعٍ عَرَمرَم 6566 - تَرَى الإِنسَانَ يَأكُلُ مِن تُرابٍ ... وَيَأكُلُهُ إِذَا مَاتَ التُرابُ بَكر بن النطَّاح: 6567 - تَرَى جَوهَرَ المَوتِ في سَيفِهِ ... وَللنَّصرِ في سَيفِهِ جَوهَرُ بعدَهُ: فَسَفكُ الدِّماءِ لَهُ مَورِدٌ ... وَحقنُ الدِّماءِ لَهُ مَصدَرُ وَقَد يَفرَقُ السَّيفُ مِنْ كَفِّهِ ... ويَفرَقُ من رأسِهِ المِغفَرُ نصرُ بن أحمد الخُبزرُزيّ: 6568 - تَرَى حُرّمَت كُتُبُ الأَخلّاءِ بَينَهُم ... أَبِن لي أَم القرطاسُ أَصبَحَ غَاليَا ¬
يَقُولُ الخبزرُزيّ مِنْهَا (¬1): تُرَاكَ عَلَى الأعْدَاء تُظْهِرُ رِقَّةً ... إِذَا كَانَ فِي الأحْبَابِ قَلْبُكَ قَاسِيَا وَيَبْقَى الهَوَى بَيْنَ الخَلِيلَيْنِ وَالرِّضَا ... سَلَيمَيْنِ مَا دَامَ التَّعَاتُبِ بَاقِيَا كَمَا لَسْتُ أرْضَى للصَّدِيْقِ تَلَوُّنِي ... كَذَا لَسْتُ مِنْهُ بِالتَّلَوُّنِ رَاضِيَا وَوَاللَّهِ مَا عَاتَبْتُ إِلَّا لِرَغْبَةٍ ... وَأنْ لا يَحُول الوُدُّ مِنِّي تَعَالِيَا وَمَا أنْتَ إِلَّا مِثْل عَيْنِي فَكَيْفَ لا ... أكُونُ لِعَيْنِي بِالتَّعَهُّدِ وَاقِيَا وَمَنْ لَمْ يُعَاتِب فِي التَّوَانِي خَلِيلَهُ ... وَأمْلَى لَهُ صَارَ التَّوانِي تَنَائِيَا قَالَ أَبُو الحُسَيْن خَلِيْل بن المُحْسِن لَمَّا نَكَبَ أَبُو الحَسَن بن الفُرَاتِ أبَا عَلِيّ ابن مُقْلَةَ قَالَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل الكَاتِب المَعْرُوف بِابن زنْجِيّ لَمْ أدْخُل إلَيْهِ فِي مَحْبَسِهِ وَلَا كَاتَبْتهُ بِالتَّوَجُّعِ مِنْ مِحْنَتِهِ مَعْ مَا كَانَ بَيْنَنَا مِنَ المَوَدَّةِ وَالحَالِ المُتَأكِّدَة إشْفَاقًا مِنْ ابن الفُرَاتِ فَلَمَّا طَالتْ بِهِ النَكْبَةِ كَتَبَ إلَيَّ رِقْعَةً أوَّلُهَا: تَرَى حُرِمَت كُتُبُ الإخْلاءِ بَيْنَهُم. البيتُ وَبَعْدَهُ: فَمَا كَانَ لَو سَألْتَنَا كِيْفَ حَالنَا ... وَقَدْ دَهَمَتْنَا نَكْبَة هِيَ مَا هِيَا فَهَبْكَ عَدُوِّي لا صَدِيْقِي فَرُبَّمَا ... رَأيْتَ الأعَادِي يَرْحَمُونَ الأعَادِيَا صدِيْقكَ مَنْ رَاعَاكَ عِنْدَ شَدِيْدَةٍ ... فَكُلّ تَرَاهُ فِي الرَّخَاء مُرَاعِيَا الأبْيَاتُ الأرْبَعَةُ ثُمَّ أتبعَ ذَلِكَ بِأنْ قَالَ قَدْ أنَفَذْتُ طَي هَذِهِ رِقْعَةً إِلَى الوَزِيْرِ أيَّدَهُ اللَّهُ اسأل عرضها فِي وَقْتٍ لا يَحْضرُه أَبُو أحْمَد المُحسّنُ ابنُهُ فَقَرَأتُ الرُّقْعَة فَإِذَا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ أقْصَرْتُ أطَالَ اللَّهُ بَقَاءَ الوَزِيْر عَن الشَّكْوَى حَتَّى تَنَاهَت البَلْوَى فِي النَّفْسِ وَالمَالِ وَالجِسْمِ وَالحَالِ إِلَى مَا فِيْهِ شَفَاءٌ لِلْمُنْتَقِم وَتَقْوِيْمٍ لِلْمُجْتَرِم حَتَّى أفْضَيْتُ إِلَى الحَسْرَة وَالتَّبَلُّد وَأفْضَى عيالي إِلَى البَذلة والتلدُد وَمَا أقُولُ أَنَّ حَالًا أتَاهَا الوَزِيْرُ أيَدَهُ اللَّهُ فِي امْرِئٍ ألا بحَقٍ وَاجِبٍ وَظنٍّ صَادِقٍ غَيْرَ كَاذِبَ وَعَلى كُلِّ حَالٍ فَلِي ذَمَامٌ وحرمَةٌ وصُحبةٌ وَخِدْمَةٌ إِنْ كَانَت الإسَاءَةُ إضَاعَتْهَا فَرِعَايَةُ الوَزِيْر أيَّدَهُ اللَّهُ ¬
تَحْفَظهَا وَلَا مَفْزَعَ إِلَّا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَلُطْفِهِ وَكَرَمٍ الوَزِيْرِ وَعَطْفِهِ إِذْ كلت لَهُ فِي الصّفْحِ وَالعَفْوُ عَادَةً لَمْ يَزَلْ يُكَافِيْهِ عَلَيْهَا بِالسَّلامَةِ مِنْ كيْدِ أعْدَائِهِ وَالرّجُوع إِلَى أجْمَلُ عَادَاتِهِ عِنْدَهُ فَإنْ رَأى الوَزِيْرَ أدَامَ اللَّهُ عِزَّهُ أنْ يَلْحَظَ عَبْدَهُ بِعَيْنِ رَأفَتِهِ وَيَذْكرُ لَهُ سَالِفَ خدمتِهِ وَيَنْعمُ بِإحْيَاءِ مُهْجَتِهِ وَرَاحَتَهَا مِنَ العِقَابِ الشَّدِيْدِ وَالضرّ الجَهِيْدِ فَعَل إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ عِنْدَ وِجْدَانِ خِلْوَةٍ فَقَرَأهَا ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ كَفَرَ هَذَا الرَّجُلُ نِعْمَتِي وَسَعَى عَلَيَّ فِي هلاكِ مُهْجَتِي وَمَا كَانَ ذَلِكَ يَصِلُ إلَيْهِ مِنِّي مَكْرُوة وفي غَدٍ أنْتَزِعُهُ مِنْ يَدَ ابْنِي وَأنفُذُهُ إِلَى فَارِلسَ وَأزِيْدُكَ يا أبَا عَبْد اللَّهِ وَأُعَرِّفُكَ أَنَّهُ بَقِيْتُ مِنْ حَالِهِ بَقِيَّةٌ وَافِرَةٌ لَولاهَا لَمَا قَالَ قَولًا سَدِيْدًا وَلَا فَرَغَ قَلْبُهُ لِنَظْمِ شِعْرٍ وَبَلاغَةٍ فِي نَثْرٍ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ انْتَزَعَهُ مِنْ يَدِ ابْنِهِ المُحَسّنِ وأنْفَذَهُ إِلَى فَارِسَ بَعْدَهُ أنْ أَخَذَ مِنْهُ مِائَةَ ألْفَ دِيْنَارٍ قَامَتْ بِهَا الدِّيْنَارِيَّةُ زَوْجَتُهُ. الأبيات الأولى الأربعة تَمَثّلَ بهَا أبو علي بن مقلةَ. سَهلُ بن هَارُونَ: 6569 - تَرَى حُلَلَ البَيانِ مُنَشَّراتٍ ... تَبَختَرُ وَسطَهَا صُورُ المَعَاني قَبْلَهُ: إِذَا مَا الفِكْرُ حَرَّكَ حُسْنَ لَفْظ ... وَأسْلَمَهُ الوُجُودُ إِلَى العَيَانِ وَوَشَّاهُ وَنَمْنَمَهُ بَنَانٌ ... فَصيْح فِي المَقَالِ بِلا لِسَانِ تَرَى حُلَلَ البَيَانِ مُنَشَّرَاتٍ. . . البَيْتُ. دِعبِلٌ: 6570 - تَرَى خَرَزاتِ القَولِ يُنظَمنَ عِندَهُ ... وَيُصبِحُ لِلفَحشاءِ وَالهُجر هَاجِرَا حَاتِم الطَّائِيُّ: 6571 - تَرَى خَيرَ مَا أَنفَقتُ لَم يَكُ ضَرَّنِي ... وَإِن يَدي ممَّا بَخِلتُ بِهِ صِفرُ ¬
6572 - تُريدُ صَلاحَ القَلبِ بَعدَ فَسادِهِ ... وَما لَا يُريدُ اللَّهُ كَيفَ يَكونُ وَمِنْ بَابِ: (تُريدُ) قَوْلُ (¬1): تُرِيدُ أنْ تَعْلَمَ يَا صَاحِبي ... مَالَكَ فِي قَلْبي مِنَ الوَاجِبِ انْظُر إِلَى فِعْلِكَ بِي أَوَّلًا ... وَقِسْ عَلَى الشًّاهِدِ بِالغَائِبِ المُتَنَبِّي: 6573 - تُريدينَ إِدراكَ المَعالي رَخيصَةً ... وَلَا بُدَّ دُونَ الشّهد من إِبَرِ النَّحلِ وَمِنْ بَابِ (تُرِيْدِيْنَ) قَوْلُ (¬1): تُرِيْدِيْنَ أنْ أرْضى وَتَرْضي وَتُمْسِكِي ... زِمَامِي مَا عِشْنَا مَعًا وعَنَانِي إذًا أبْصِرِي الدُّنْيَا بعَيْنَيَّ وَاسْمَعِي ... بِأذْنَيَّ فِيْهَا وَانْطُقِي بِلِسَانِي أَنشَد ابْنُ السّكيتِ: 6574 - تُريدينَ الفراقَ وَأَنتِ عِندي ... بِعَيشٍ مِثلَ مَشرقةِ الشَّمَالِ يُقَال: اقْعُد فِي الشَّرْقِ، وَفِي الشَّرقَةِ، وَالمَشْرَقَةِ، وَالمَشْرُقَةِ، وَالمَشْرِقَةِ. جَرِيرٌ: 6575 - تُريدينَ أن أرضَى وَأَنتِ بَخيلَةٌ ... وَمَن ذا الّذىِ يُرضي الأخلَاء بالبُخلِ بَعْدَهُ: وَإنَّكَ لا تُرْضي إِذَا كُنْتَ عَاتِبًا ... خَلِيلَكَ إِلَّا بِالمَوَدَّةِ وَالبَذْلِ مَتَى تَجْمَعِي هَجْرًا طَوِيلًا وَنَائِلًا ... قَلِيلًا يُقطِّعُ ذَاكَ بَاقِيَة الوَصْلِ ¬
قِيْلَ: دَخَلَ عَمْرُو بن لَجاءٍ عَلَى ابنِ لُقْمَانَ الخُزَاعِيّ، وَكَانَ عَلَى صَدَقَاتِ تَمِيْمٍ فَأنْشَدَهُ: تُرِيدِينَ أنْ أرْضى وَأَنْتِ بَخِيْلَةٌ. . . البَيْتُ. لِنَفْسِهِ، فَقَالَ لُقْمَانَ: قَدْ أنْشَدَنِي هَذَا البَيْت جَرِيْرٌ لِنَفْسِهِ. فَقَالَ عَمْرُو: سَرَقَهُ مِنِّي، فَبَينا هُوَ عِنْدَه إِذْ دَخَل جَرِيْرٌ، فَقَال لَهُ ابن لَقْمَانَ: إِنَّ عَمْرَو بن لَجاءٍ يَزْعَمُ أَنَّكَ سَرَقْتَ هَذَا البَيْت مِنْهُ، فَتَنَازَعَاهُ وَتَهاجَيَا، وَذَلِكَ بدءُ مَا كَانَ بَيْنَهُمَا. 6576 - تُريدِينَ تَفريقَ مَا بَينَنا ... يُفَرّقُنا الدَّهرُ لَا تَعجَلي أَبُو ذُؤيبٍ: 6577 - تُريدينَ كَيْ مَا تَجمَعيني وَمَالِكًا ... وَهَل يُجمَعُ السَّيفَانِ وَيْحَكِ في غمدِ ابْنُ شمس الخلَافَةِ: 6578 - تَرِيشُ وَتَبرِي إِنْ أَلَّمَّت مُلِمّةٌ ... وَمَا أَحَدٌ مِنهُم يَريشُ وَلَا يَبري إِسحاقُ بن الصَبَّاح: 6579 - تَرَى ظَاهِرًا مِنهُ صَحِيحًا وَدُونَهُ ... مِنَ القَرحِ دَاءٌ عَظْمَ صاحِبِهِ يَفرِي تَميم بن مَعد بن تميم: 6580 - تُرَى عِندَهُم عِلم وَإن شَطَّت النَّوى ... بِأَنَّ لَهُم قَلبِي عَلَيَّ رَقيبُ ابن المعتزّ يَصِفُ سَيفًا: 6581 - تَرَى فَوقَ مَتنيهِ الفِرنْدَ كَأَنَّما ... تَنَفَّسَ فِيهِ القَينُ وَهُوَ صَقيلُ وَيَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ المُتَنَبِّيّ فِي وَصْفِ السَّيْفِ (¬1): تَحَفّ أغَرّ لا قَوَدٌ عَلَيْهِ ... وَلَا دِيّةٌ تُسَاقُ وَلَا اعْتِذَارُ ¬
تُرِيْقُ سُيُوفُهُ مُهَجَ الأعَادِي ... فَكُلُّ دَمٍ أرَاقَتْه جُبَارُ 6582 - تُريكَ أَعيُنُهُم مَا في صُدورِهِم ... إِنَّ الصُدُورَ تُؤَدّي غَيبَها البَصَرُ عُمارة بن عقيل بن بلَال بن جَريرٍ: 6583 - تَرَى كُلَّ يَومٍ مَرَّ مِن بُؤسِ عِيشَتي ... يَمُرُّ بِيَومٍ مِن نَعيمِكَ يُحسَبُ وَمِنْ بَابِ (تَرَى) قَوْلُ الفَرَزْدَقِ فِي الوَرْدِ الحَنَفِيّ (¬1): تَرَى لِلْوُفُودِ عَسْكَرٌ عِنْدَ بَابِهِ ... إِذَا غَابَ مِنْهُمْ مَوْكِبٌ جَاءَ مَوْكِبُ كَشَاجمُ: 6584 - تُريكَ مُرورُ اللَّيالي العِبَرْ ... وَللوِردِ في كلِّ حَالٍ صَدَرْ 6585 - تُريكَ مِن عَجَبِ الأَيَّامِ أَغربهَا ... وَتَنتَحيكَ بِأَنواعٍ مِنَ الطُرَفِ الرّضِي الموسَوِيُّ: 6586 - تُريهِم نُجُومُ الَّليلِ مَا يَبتَغُونَهُ ... عَلَى عَاتِقِ الشِّعْرَى وَهَام النَعَائِمِ ابْنُ هندُو: هو أبو الفرج علي بن الحسين بن هندو: [من الوافر] 6587 - تَزاحَمَتِ النُفوسُ عَلَى المَساوئ ... وَمَا أَلقَى عَلَى فَضلٍ زِحامَا يقولُ مِنْهَا: أرَى ذا النَّقْصِ لا يَعْيَا بِذَمٍّ ... كَذَا مَنْ يَعْمَ لا يَخْشَى الظَّلامَا تَزَاحَمَتِ النُّفُوسُ عَلَى المَسَاوِئ. . . البيتُ وَبَعْدَهُ: وَصَارَ النَّاسُ كُلَّهُمُ خِدَاعًا ... فَصِرْتُ أَشُكُّ فِي نَفْسِي اتِّهَامَا ¬
تَجَاهَلْ للجَهُولِ فَإنَّ عَقْلًا ... إِذَا صَاحَبْتَ عُمْيًا أنْ تَعَامَى الغَزِّي: 6588 - تَزاحَمَتِ النُفوسُ عَلى بَقاءٍ ... فَأدَّاهَا البَقاءُ إِلى فَسادِ أبْيَاتُ الغزّيّ يَقُولُ فِيْهَا: أرَى الأيَّامَ تَغْسِل صِبْغَ فُودِي ... بِمَاءِ لَيْسَ يُحْمَلُ فِي مَزَادِ كَأنِّي مَا شَغَفْتُ فَتَاة حَيٍّ ... وَلَا اسْتَخْرَجْتُ حَيَّةَ بَطْنِ وَادِي تَزَاحَمَت النُفُوسُ عَلَى بَقَاءٍ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَكُلٌّ رَامَ إصلاحًا بَعِيْدًا ... فَسَارَ إلَيْهِ فِي سُبُلِ الرَّشَادِ وَقَدْ آذِنْتُ أهْلَ الدَّهْرِ أنِّي ... بَعِيْدُ المُرْتَمَى صَعْبُ القَيَادِ وَأنِّي لَو نَظَمْتُ الشَّفبَ عَقْدًا ... لِمَا سُوْعِدْتُ فِي سَفَرٍ بِزَادِ وَلَو بُعْتُ الهِلالَ بِنَعْلِ طَرْفٍ ... لَمَا صافَحْتُ غَيْرَ يَدِ الكَسَادِ جُحُودُ فَضيْلَةَ الشُّعَرَاءِ غَيٌّ ... وَتَفْخِيْمُ المَدِيْحِ مِنَ السَّدَادِ مَحَتْ بَانَتْ سُعَادُ ذُنُوبَ كَعْبٍ ... وَأعلَتْ كَعْبهُ فِي كُلِّ نَادِ كَلامِي فِي كَلامِ النَّاسِ طُرًّا ... يَقُومُ مَقَامَ أعْوَجَ فِي الجِيَادِ تُقَرِّبُهُ إِلَى الفَهْمِ المَعَانِي ... فَتَحْفَظُهُ الحَوَاضِرُ وَالبَوَادِي فَلَو هَبَّتْ عَلَيْهِ رِيَاحُ جَدٍّ ... لأجْلَسَنِي عَلَى السَّبْعِ الشِّدَادِ محمّد بن شبلٍ: 6589 - تَزاُيدُ حَظِّ المَرءِ للجَهلِ مُصلحٌ ... وَنُقصانُ حَظِّ المَرءِ للعَقلِ مُفسِدُ قَبْلَهُ: لَعَمْرِي لَو أَنَّ العَقْلَ مِثّلَ صُورَةً ... لَكَانَ إلَهًا لِلبَرِيَّةِ يُعْبَدُ وَلَكِنْ إِذَا عَقْلٌ وَحَظٌّ تَقَابَلا ... بِأفقٍ رَأيْنَا العَقْلَ للحَظِّ يَسْجُدُ ¬
تَزَايُدُ حَظِّ المَرْءِ للجَهْلِ مُصلِحٌ. . . البَيْتُ. عُمَرُ بن أَبِي رَبيعةَ: 6590 - تَزَوَّجَ يَرجُو أَن تُحَطَّ ذُنوبُهُ ... فَعادَ وَقَد زيدَت عَلَيهِ ذُنُوبُ وَيَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ ابن هِنْدُو (¬1): [من المتقارب] تَزَوَّجَ وَالقُوتُ عَن نَفْسِهِ ... يَضِيقُ وَذَاكَ مِنَ الهَنْدَسَه كَمَا فَأرَةٌ لَمْ تَسَعْ جُحْرَهَا ... فَشَدَّتْ عَلَى الذَّنَبِ المِكْنَسَه 6591 - تَزَوَّد لِلْمَماتِ فَكُلُّ شَيءٍ ... يَصيرُ إِلى النَّقيصَةِ وَالذَّهابِ بَعْدَهُ: وأَحسِن مَا اسْتَطَعْتَ وَأَوْلِ خَيْرًا ... ثنَاءُ النَّاسِ عُنْوَانُ الكِتَابِ أَبُو نواسٍ: 6592 - تَزَوَّد مَا استَطَعتَ مِنَ الخَطايَا ... إِذَا كَانَ القُدومُ عَلَى كريمِ أَكثَم بن صَيفيٍ: 6593 - تَزَوَّد مِن التَقوى فَأَنتَ مُسافِرٌ ... وَبَادِر فَإِنَّ المَوتَ لَا شَكَّ نَازِلُ بَعْدَهُ: وَإِنَّ امْرَءًا قَدْ عَاشَ خَمْسِينَ حجَّةً ... وَلَمْ يَتَزَوَّدْ للمَعَادِ لجَاهِلُ 6594 - تزهَى عَلَينا بِقَوسِ حَاجِبِها ... زَهوَ تَميمٍ بِقَوسِ حَاجِبِهَا مِثْلُهُ للزَّمَخْشَرِيِّ (¬1): ¬
وَكُلُّ وَفَاءٍ كَانَ فِي قَوْسِ حَاجِبٍ ... وَأَنْتَ جَمَعْتَ الغَدْرَ فِي قَوْسِ حَاجِبِ 6595 - تَزيدُ بَلًى في كُلِّ يَومٍ وَلَيلَةٍ ... وَتُنسَى كَما تَبلَى وَأَنتَ حَبيبُ أَبُو نُواسٍ، ورواهُما المبرَّدُ لمحمّدٍ بن بشيرٍ: 6596 - تَزيدُ حُسَى الكَأسِ السَّفيهَ سَفاهَةً ... وَتُتْرَكُ أَخلَاقَ الكِرامِ كما هِيَا بَعْدَهُ: رَأيْتُ أقَلَّ النَّاسِ عَقْلًا إِذَا انْتَشَى ... أقَلَّهُم عَقْلًا إِذَا كَانَ صَاحِيَا الأستاذ الطَبريُّ: 6597 - تَزيدُ عَلى السِّنينِ صِبًا وَحُسنًا ... كَما رَقَّت عَلَى العتقِ الشَّموُلُ قَبْلَهُ: وَشَمْسٍ مَا بَدَتْ إِلَّا أرَتْنَا ... بِأنَّ الشَّمْسَ مَطْلَعُهَا فُضُولُ تَزِيْدُ عَلَى السِّنِيْنَ صبًا وَحُسْنًا. . . البَيْتُ. هَذَا فِي ازْدِيَادِ المَحْبُوبِ عَلَى مُرُورِ الأيَّامِ حُسْنًا، وَسَمِعَ الأصْمَعِيُّ نَحْوًا مِنْ هَذَا، فَقَالَ: وَصَفَهَا، وَاللَّهِ، بِالكِبَرِ وَالخَرَفِ. 6598 - تَزيدُ عَلَى الإملاقِ نَفسي عِزةً ... وَأَحسَبُ ذَا مَالٍ وَمَالي دِرهَمُ 6599 - تَزيدُ عَلَى مَرِّ الليالي تَضوُّعًا ... وَتَردى عَلَى نَظمِ اللآلي عُقُودُهَا أَبُو عُثمان الخالديُّ: 6600 - تُزيدُني قَسوَةُ الأَيامِ طِيبَ ثنًى ... كَأَنَني المسكُ بينَ الفِهْرِ وَالحَجْرِ ¬
قَبْلَهُ: ألِفْتُ مِنْ حَادِثَاتِ الدَّهْرِ أكْبَرَهَا ... فَمَا أعُوجُ عَلَى أطْفَالِهَا الصِّغَرِ تزِيدُنِي قَسْوَةُ الأيَّامِ طِيبَ ثنًى. . . البَيْتُ. 6601 - تَزِيدُهُ الدُنيَا بِإِقبالِها ... شِدَّةَ خَوفٍ لِتَصارِيفِهَا بَعْدَهُ: كَأَنَّهَا فِي حَالِ إسْعَافِهَا ... تُسْمِعُهُ ضَجَّةَ تَخْوِيْفِهَا منقولٌ من خطِّ أبي إسحاقِ الصابيء. وَيُرْوَيَان (¬1): تَزِيْدُهُ الأيَّامُ إِنْ أقْبَلَتْ ... حَزْمًا وَعِلْمًا بِتَصَارِيْفِهَا كَأَنَّهَا فِي وَقْتِ إسْعَافِهَا ... تُسْمِعُهُ صَوْتَ تَخَاوِيْفِهَا 6602 - تَزينُ الفَتى أَفعَالُهُ وَتَشينُهُ ... وَتُذكَرُ أَفعَالُ الفَتى وَهُوَ في القَبرِ بَعْدَهُ: وَإنَّا وَجَدْنَا النَّاسَ عُودَيْنِ طَيِّبًا ... وَعُوْدًا خَبِيْثًا لا يَبِضُّ عَلَى الكَسْرِ لا يَبضُّ أي لا يَظْهَرُ مِنْهُ مَاءٌ لا وَلَا نَدًى. هَذَانِ البَيْتَانِ إنْشَاد إبْرَاهِيْم بن مُحَمَّد بن عَرفَة النَّحْوِيّ. وَمِنْ بَابِ (تَزَي) قول ابن هِنْدُو (¬2): [من الطويل] تَزَيَّنَتِ الدُّنْيَا بِلذَّةِ مَطْعَمٍ ... وَزُخْرُفٍ مُوَشَّى مِنَ اللِّبْسِ رَايِقِ أرَادَت سَفَاهًا أنْ تُمَوِّهَ قُبْحِهَا ... عَلَى فِكَرٍ خَاضَتْ بِحَارَ الدَّقَايِقِ فَلا تَجِدْ غَيْبًا بِالسَّرَابِ فَإنَّنَا ... قَبِلْنَا نُهَانَا فِي طِلابِ الحَقَائِقِ ¬
6603 - تَزينُ مَعانيهِ أَلفَاظَهُ ... وَأَلفاظُهُ زَائِناتُ المَعاني 6604 - تُسَاطُ نَزَارٌ سَوطَةَ القَدرِ بالأَذَى ... فَلِلّهِ ما أَقوى نِزارًا عَلَى الذُلِّ 6605 - تَسأَلُني أُمّ وُهَيبٍ جَمَلًا ... يَمشِي رُويدًا وَيَكونُ ألأَوَّلَا هَذَا البَيْتُ هُوَ المَثَلُ السَّائِرُ، يُضْرَبُ فِي مَنْ يَطلِبُ مَا يَتَعَذَّرُ التَّمَكُّنَ مِنْهُ. أَبو سُليمان الخطابيُّ: هو أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطّاب البُستيّ من أولاد زيد بن الخطابِ، أو عُمَر بن الخطاب (رضي اللَّه عنه): 6606 - تَسامَح وَلَا تَستَوفِ حَقَّكَ كُلَّهُ ... فَلَم يَستَقصِ قَطُّ كَريمُ بَعْدَهُ: وَلَا تَغْلُ فِي شَيْءٍ مِنَ الأمْرِ وَاقْتَصِدْ ... كِلا طَرَفَي قَصْدِ الأمُور سَلِيمُ السَّرِي الرّفَّاء: 6607 - تَساوَت قُلوبُ النَّاسِ في الحُزنِ إِذ ثَوى ... كَأَنَّ قُلوبَ النَّاسِ في حُزنه قَلبُ جَحظَةُ البَرمكيّ: 6608 - تَساوَى النَّاسُ في فِعلِ المَساوئ ... فَمَا يَستَحسِنونَ سِوى القَبيحِ بَعْدَهُ: وَصَارَ الجُودُ عِنْدَهُمُ جُنُونًا ... فَمَا يَسْتَعْقِلُونَ سِوَى الشَّحِيحِ وَكَانُوا يَهْرَبُونَ مِنَ الأهَاجِي ... فَصارُوا يَهْرَبُونَ مِنَ المَدِيْحِ بشر بن أبي خازم في ابنتهِ: 6609 - تُسائِلُ عَن أَبيهَا كُلَّ رَكبٍ ... وَلَم تَعلَم بِأَنَّ السَّهمَ صَابَا ¬
بَعْدَهُ: فَرَجِّي الخَيْرَ وَانْتَظِرِي إيَابِي ... إِذَا مَا القَارِضُ العَنزِيُّ آبَا 6610 - تُسائِلُ عَن أَخي جَرمٍ ... ثقيلٌ وَالذّي خَلَقَه الأخنس الجُهَنيُّ: 6611 - تُسائِلُ عَن حُصينٍ كُلَّ رَكبٍ ... وَعِندَ جُهَينَةَ الخَبَرُ اليَقينُ قَوْلُ الأخنَس الجهْنِي: وَعِنْدَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِيْنُ يُضْرَبُ فِي مَعْرِفَةِ الأخْبَارِ وَصِحَّتِهَا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ رَوَى الأصْمَعِيُّ فِي هَذَا: إِنَّ جُهَيْنَةَ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمُ رَجُلٍ مَقْتُولٍ فَسَألُوهُ فَأخْبَرَ بِخَبَرِهِ. وقَالَ ابْنُ الكَلْبِيّ: كَانَ مِنْ حَدِيْثِهِ أَنَّ حُصَيْنَ بن عَمْرُو بن مُعَاوِيَةَ بن كَلابٍ خَرَجَ وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ الأخنَسُ فَنَزِلا مَنْزِلًا فَقَامَ الجهْنِيّ إِلَى الكَلْبِيّ فَقَتَلَهُ وَأخَذَ مَالَهُ فَكَانَتْ ابْنَتُهُ تَبْكِيْهِ وَتُسَائِلُ الرّكْبَان عَنْهُ فِي المَوَاسِمِ فَقَالَ الأخنَسُ الجهْنِيّ فِي ذَلِكَ. تُسَائِلُ عَنْ حُصَيْنٍ كَلَّ رُكْبٍ. البَيْتُ وَقَبْلَهُ: كَصَخْرَةَ إِذْ تُسَائِلُ فِي مَرَاحٍ ... وفي جُرْمٍ وَعِلْمُهُمَا ظنُونُ تُسَائِلُ عَنْ حُصيْنٍ كَلَّ رُكْبٍ. البَيْتُ. 6612 - تُسائِلُني مَن أَنتَ وَهِيَ عَليمَةٌ ... وَهَل بِفَتًى مِثلي عَلَى حالِه نُكرُ بَعْدَهُ: فَقُلْتُ كَمَا شَاءَتْ وَشَاءَ لَيَ الهَوَى ... قَتِيلُكِ قَالَتْ أيُّهُم فَهُم كُثْرُ فَأيْقَنْتُ أنْ لا عِزَّ بَعْدُ لِعَاشِقٍ ... وَأنَّ يَدِي مِمَّا عَلِقْتُ بِهَا صفْرُ يزيد بن الجَهم الهِلاليُّ: ¬
6613 - تُسائِلُني هَوازِنُ أَينَ مَالي ... وَمالي غَير مَا أَتلَفتُ مَالُ بَعْدَهُ: فَقُلْتُ لَهَا هَوازنُ إِنَّ مَالِي ... أضَرَّ بِهِ المُلِمَّاتُ الثِّقَالُ وَمَا يَبْنِي المَكَارِمَ غَيْرُ مَالٍ ... تُفَرِّقُهُ وَعِرْضكَ لا يُنَالُ فَلَو أُعْطِي عَلَى بَذْلِي وَجُودِي ... لَفَاضَ عَلَى الوَرَى مِنِّي النَّوالُ 6614 - تَسَتَّرُ بالخِضَابِ وَأَيُّ شَيءٍ ... أَدلُّ مِنَ المَشِيبِ عَلَى الخِضَاب محمَّد بنُ عبّادٍ: 6615 - تَسَرَّعْتَ بِالإِحسانِ قَبلَ سُؤالِهِ ... وَعُدتَ بِما أَولَيتَ وَالعَودُ أَحمَدُ قَدْ وَرَدَ هَذَا البَيْتُ بِبَابِ: (تَبَرَّعتَ) , وَإِنَّمَا تَكَرَّرَ لاخْتِلافِ لَفْظِ أوَّلِهِ. عبدُ اللَّه بن محمّد المَغربيُّ: 6616 - تَسُرُّكَ طَورًا ثُمُّ تَشجيكَ تَارَةً ... فَتَرتاحُ تَأنيسًا وَتَشجَى تَذَكُّرَا أَعرابيٌّ: 6617 - تَسَرَّى فَلَمَّا حاسَبَ المَرءُ نَفسَهُ ... رَأى أَنَّهُ لَا يَستَقيمُ لَهُ سَروُ سَألَ أعْرَابِيٌّ قَوْمًا فَقَالَ: يا أخْوَتِي أَنَا مَنْ أنَاخَ الدَّهْرُ عَلَيْهِ فَضَعْضَعَ أرْكَانَهُ وَفَرَّقَ جِيْرَانَهُ وَهَدمَ بنيَانَهُ فَفَارَقَ أوْطَانَهُ تُقَلِّبُهُ يَدُ الحَدَثَانِ وَيَحْفِزُهُ الفَقْرُ وَيُذِلُّهُ الهَوَانُ حَتَّى قَدِمَ بَلْدَتَكُم هَذِهِ رَاجِيًا لِنَيْلَكُمُ طَامِعًا فِي طُولَكُمُ. قَالَ: فَضَمَّهُ إلَيْهِ رَجُلٌ مِنْهُمُ فَأطْعَمَهُ وَأكْرَمَهُ أيَّامًا ثُمَّ قَطَعَ ذَلِكَ عَنْهُ فَأنْشَأ الأعْرَابِيُّ يَقُولُ: ¬
تَسَرَّى فَلَمَّا حَالسَبَ المَرْءُ نَفْسَهُ. البَيْتُ. تَسَرَى أي تَكَلَّفَ السَّروَ وَهُوَ مَصْدَرُ السَّرِيّ الَّذِي هُوَ السَّيِّدُ يُقَال: سَرُؤٌ يَسْرُؤُ سَرْءًا. 6618 - تَسطُو بِعَدلٍ وَتَعفُو إِن عَفوتَ بِهِ ... فَلَا عَدِمناكَ مِن عافٍ وَمُنتَقِمِ بَشَّارٌ: 6619 - تَسقُطُ الطَّيرُ حَيثُ يَنتَثِرُ ... الحَبُّ وَتَغشَى مَنازِلَ الكُرَماءِ قِيْلَ لِبَشَّار بن [بُرد] إِنَّ مدائِحَكَ لِعُقْبَةَ بن سَلْمٍ فَوقَ مدائِحِكَ لِكُلَ أحَدٍ. قَالَ: لأنَّ عَطَايَاهُ إيَّايَ فَوْقَ عَطَايَا كُلِّ أحَدٍ دَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا، فَأنْشَدْتهُ: حَرَّمَ اللَّهُ أنْ يَرَى كَابْنِ سَلْمٍ ... عُقْبَةِ الخَيْرِ مُطْعِمِ الفُقَرَاءِ لَيْسَ يُعْطِيكَ للرَّجَاء وَلَا لِلخَوفِ ... وَلَكِنْ يَلذُّ طَعْمُ العَطَاءِ تسْقطُ الطَّيْرُ حَيْثُ يَنتثِرُ الحَبَّ. . . البَيْتُ. فَأَمَرَ لِي بِثَلاثَةِ آلافِ دِينَارٍ، وَهَا أَنَا قَدْ مَدَحْتُ الخَلِيفَةَ المَهْدِيَّ، وَأبَا عُبَيْدِ اللَّهِ وَزِيرَهُ، وَمَكَثْتُ عَلَى أبْوَابِهِمَا حَولًا، فَلَمْ أنَلْ مِنْهُمَا طَائلًا. المُتَنبّي: 6620 - تَسَلَّ بِفِكرٍ في أَبيكَ فَإِنَّمَا ... بَكَيْتَ وَكانَ الضِّحكُ بَعدَ قَريبِ 6621 - تَسَلَّ عَنِ الهُمومِ فَكُلُّ شَيءٍ ... يَزولُ وَمَا هُمومُكَ بالمُقيمَه بَعْدَهُ: لَعَلَّ اللَّهَ يَنْظُرُ بَعْدَ هَذَا ... إلَيْكَ بِنَظْرَةٍ مِنْهُ رَحِيْمَه ¬
ابن شَمسِ الخلافَة: 6622 - تَسَلَّ عَنِ الأهواءِ وَأنْهَ عَنِ الصِّبَا ... فُؤادَكَ إِنَّ الشَّيبَ للجَهلِ وَازِعُ عَليُّ بن أحمد المؤمّل البصري: 6623 - تَسَلَّ عَن كُلِّ شَيءٍ بِالحَياةِ فَقَدْ ... يَهونُ عِنْدَ تقاءِ الجَوهَرِ العَرضُ بَعْدَهُ: قَدْ يُخلفُ مَالًا أنْتَ مُتْلِفُهُ ... وَمَا عَنِ النَّفْسِ إِنْ أتْلَفتهَا عِوَضُ هُوَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بن أحْمَد بن المُؤَمَّلِ البَصْرِيُّ المَعْرُوفُ بذِي الجَنَاحَيْن. دِعبِلٌ: 6624 - تَسَلّى بِأُخرى غَيرَهَا فَإِذا التي ... تَسَلَّى بِهَا تُغري بِليلَى وَلَا تُسلي مسعود أخو ذي الرمّة: 6625 - تَسَلَّيتُ عَن أَوفَى بغَيلَانَ بَعدَهُ ... عَزاءً وَجَفنُ العَينِ بالدَّمعِ مُترَعُ بَعْدَهُ فِي مَرْثِيَّةِ أخْوَتهِ: وَلَمْ تُنْسِنِي أوْفَى المُصِيْبَاتُ بَعْدَهُ ... وَلَكِنْ نكَاءُ القَرْحِ بِالقَرْحِ أوْجَعُ ابن الرُّوميِّ: 6626 - تَسمُو الرّجالُ بآباءٍ وآونةً ... تَسمُو الرّجالُ بِأَبناءٍ وَتَزدانُ بَعْدَهُ: وَكَمْ أبٍ قَدْ عَلا بِابْنٍ لَهُ شَرَفًا ... كَمَا عَلا بِرَسُولِ اللَّهِ عَدْنَانُ مَروان بن أبي حَفصَة في الرشيد: ¬
6627 - تَسمُو العُيونُ إِلَيهِ كُلَّمَا انفَرَجَت ... للنَّاسِ عَن وَجهِهِ الأَستَارُ وَالحُجُبُ 6628 - تَسَوَّدَ أَقوامٌ وَلَيسوا بِسادَةٍ ... بَل السَّيدُ المَعروفُ سَلْمُ بنُ نَوفَلِ 6629 - تُسيءُ بِنا لَيلَى وَنُحسِنُ جُهدَنَا ... فَحَتَّى مَتى لَيلى تَسيءُ وَنُحسِنُ ابْنُ الرُّوميُّ: 6630 - تُسيءُ بي حينَ لَا أَجزيكَ سَيّئةً ... وَالعُودُ يَجزيكَ تَدخينًا بِإِحراقِ بكر بن النَّطاح: 6631 - تَسيرُ المَنايا خَلفَهُ وأَمامَهُ ... كَأَنَّ المَنايا رُسلُه وَجَنائِبُه مِثْلُهُ قَوْلُهُ أَيْضًا: كَأَنَّ زِمَامَ المَوْتِ فِي كَفِّ قَاسِمٍ ... إِذَا الخَيْلُ جَالَتْ فِي الوَشِيحِ المُقَصَّدِ المَعَرِّيُّ: 6632 - تَسيرُ بِنا الأيَّامُ وَهِيَ حَثيثَةٌ ... وَنَحنُ قِيامٌ بَينَهَا وَقُعودُ السَموأل بن عَادِياء: 6633 - تَسيلُ عَلَى حَدِّ الظُباةِ نُفوسُنا ... وَلَيسَت عَلَى غَيرِ الظُباةِ تَسيلُ أَبو الحَسن علي بن جبلةَ الغسّاني: 6634 - تُسيءُ وَإنّي شَاكِرٌ لَكَ حَامِدٌ ... وَمَن قَائِلٌ لِلَّيثِ إِنَّكَ أبخَرُ سَعيدُ بنُ حُمَيدٍ: ¬
6635 - تُسيءُ وَتَأبى أَن تُعقّبَ بَعدَهُ ... بحُسنى وَتَلقانِي كَأَنّي مُذنِبُ أَبُو عُيينَة بن أبي عُيينة المهلبي: 6636 - تُسيءُ وَتَمضِي في الإِساءَةِ جَاهِدًا ... فَلَا أَنتَ تَستَحيي وَلَا أَنتَ تَعتَذِرْ ذُو الرُمَّةِ: 6637 - تُسيئينَ ليَّاني وَأَنت مَليَّةٌ ... وَأُحسِنُ ياذاتَ الوِشاحِ التَقاضِيَا 6638 - تَشَابَهُ أَعناقُ الرّجالِ بَوادِيًا ... وَتَظهَرُ في أَعناقِهَا حينَ تُدبِرُ وَمِنْ بَابِ (تَشَابَهَ): قَوْلُ مَرْوَانَ بن أَبِي حَفْصةَ (¬1): تَشَابَهَ يَوْمَاهُ عَلَيْنَا فَأشْكَلا فَمَا ... نَحْنُ نَذرِي أيّ يَوْمَيْهِ أفْضَلُ أيَومُ نَدَاهُ العُمْرُ أمْ يَومُ بَأسِهِ ... وَمَا مِنْهُمَا إِلَّا أغَرُّ مُحَجَّلُ 6639 - تَشاغَلتُ عَمّا لَيسَ لِي فِيهِ حيلَةٌ ... وَلَا بُدَّ لي مِنْهُ بمَا مِنهُ لي بُدُّ الحُطَيئَةُ: 6640 - تَشَاغَلَ لَمَّا جِئتُ في وَجهِ حاجَتي ... وَأَطرَقَ حَتَّى قُلتُ مَاتَ أَو عَسَى 6641 - تَشَبَّهَت حُورُ الظِباءِ بِهِم أَن ... سَكَنَت فِيهَا وَلَا مِثلُ سَكَنْ وَمِنْ بَابِ: (تَشَبَّهَتْ) قَوْلُ مُحَمَّد بن وُهيْبٍ (¬1): تَشَبَّهتَ بِالأعْرَابِ أهْلِ التَّعَجْرُفِ ... فَدَلَّ عَلَى مَثْوَاكَ قُبْحُ التَّكَلُّفِ لِسَانٌ عِرَاقِيٌّ إِذَا مَا صَرَفْتَهُ ... إِلَى لُغَةِ الأعْرَابِ لَمْ يَتَصَرَّفِ ¬
وَيُرْوَيَانِ لِعُمَارَةِ أَيْضًا، وقَالَ الآخَر (¬1): يُقَعِّرُ القَوْلَ لِكَي مَا تَحْسِبَهْ ... مِنَ الرِّجَالِ الفُصَحَاءِ المُعْربَهْ وَهُو إِذَا نَسَبْتَهُ مِنْ كَرَبَهْ ... مِنْ نَخْلَةٍ ثَابِتَةٍ فِي خَربَهْ مُغلّس بن حصنٍ الفقعسِيّ: 6642 - تَشَبَّهُ عَبسٌ هاشِمًا أَن تَسَربَلَت ... سَرابيلَ خَزٍّ أَنكَرَتهَا جُلُودُهَا أبْيَاتُ مغلَّسٍ أوَّلُهَا: كَأَنَّ بَنِي عَبْسٍ ظُرَابَى حُرَّةٍ ... مُوَلَّعَةُ الأقْرَابِ سَفْعٌ خُدُودُهَا تَشّبَّهُ عَبْسٌ هَاشِمًا. البيتُ وَبَعْدَهُ: تُكَابِدُ فِيْهَا مَشْيَةً قُرْشيَّةً ... تَلَوَّى بِهَا أسْتَاهَهَا لا تُجِيْدُهَا فَلا تَحْسَبَنَّ الخَزَّ ضَرْبَةَ لازِبٍ ... لِعَبْسٍ إِذَا مَا مَاتَ عَنْهَا وَلِيْدُهَا وَلَا تَحْسُدْنَ عَبْسًا عَلَى مَا أصَابَهَا ... وَذُمَّ حَيَاةً قَدْ تَوَلَّى رَصيْدُهَا فَسَادَةُ عَبْسٍ فِي الحَدِيْثِ نِسَاؤُهَا ... وَسَادَةُ عَبْسٍ فِي القَدِيْمِ عَبِيْدُهَا لَقَدْ كُنْتُ أرْوِي الوَحْشَ وَهِيَ بِغرَّةٍ ... وَيَسْكُنُ أحْيَانًا إلَيَّ شرُودُهَا وَأعْرَضتُ عَنْ لَيْلَى وَقُلْتُ لِصَاحِبِي ... سَواءٌ عَلَيْنَا بخْلُ لَيْلَى وَجُودُهَا فَقَدْ أمَّنتنِي الوَحْشُ مُذْ رَثَّ أسْهُمِي ... وَمَا ضَرَّ وَحْشًا قَانِصٌ لا يَصِيْدُهَا وَنَسَبَ الأبيورِديُّ هَذِهِ الأبْيَاتُ فِي رِسَالَةِ (زَادِ الرِّفَاقِ) إِلَى حَمَّادِ بن رَبِيْعٍ اليَرْبُوعِيّ وَهُوَ ابن عَمُّ رَافِعُ بنُ هرَيْمٍ. يَقُولُ: كُنَّ النِّسَاءُ يَتَبَاعَدْنَ مِنِّي فِي زَمَنِ الشَّبَابِ فَلَمَّا كَبِرْتُ أرَدْنَنِي وَدَنَوْنَ مِنِّي وَلَيْسَ اليَومَ بِي حَرَاكٌ لِلصَّيْدِ عَلَى رِوَايَةِ مَن رَوَى فَقَدْ أمْكَنَتْنِي الوَحشُ وَمَنْ رَوَى ¬
(فَقَدْ أمَنتي) فَمَعْنَاهُ أَيْضًا وَاضحٌ. 6643 - تَشَبَّهُ للنَّوكَى أُمورٌ كثيرَةٌ ... وَفِيهَا لأَكياسِ الرّجالِ مَنَاهِجُ المُتَنَبِّي: 6644 - تَشبيهُ جُودِكَ بِالأَمطارِ غَادِيةً ... جُودٌ لِكَفِّكَ ثَانٍ نالَهُ المَطَرُ المَعَرِيُّ: 6645 - تَشتاقُ أيَّارَ نُفُوسُ الوَرَى ... وَإِنَّمَا الشَّوقُ إِلى وَردِهِ يَقُولُ مِنْهَا المَعَرِّيُّ: تَجْرِبَةُ الدُّنْيَا وَأفْعَالهَا ... حَثَّتْ أخَا الزُّهْدِ عَلَى زُهْدِهِ قَاضِي زَبيدَ: 6646 - تَشتاقُكُم كُلُّ أَرضٍ تَنزِلُونَ بِهَا ... كَأَنَّكُم لبِقاعِ الأَرضِ أَمطارُ قَبْلَهُ: لِلْمَجْدِ عَنْكُم رِوَايَاتٌ وَأخْبَارُ ... وَلِلْعُلا نَحْوَكُمْ حَاجٌ وَأوْطَارُ تَشْتَاقُكُم كُلّ أرْضٍ تَنْزِلُونَ بِهَا. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: للَّهِ قَومٌ إِذَا حَلُّوا بِمَنْزِلَةٍ ... حَلَّ النَّدَى وَيَسِيْرُ الجُودُ إِنْ سَارُوا لا يَعْجَب النَّاسُ مِنْكُمْ فِي مَسِيرَتكُمْ ... كَذَلِكَ الفَلَكُ العُلْوِيُّ سَيَّارُ 6647 - تَشتاقُهُم عَيني وَتَطلُبُ أُنسَهُم رُوحي ... وَيَعذُبُ ذِكرُهُم في مَسمَعي قَبْلَهُ: هَلْ بِاللِّوَى بَعْدَهُ الأنيسِ مُحَدِّثٌ ... عَنْهُم فَمِثْلُ حَدِيثِهِم لَمْ أسْمَعِ ¬
تَشْتَاقُهُم عَيْنِي وَتَطْلُبُ أُنْسَهُم رُوْحِي. . . البَيْتُ. 6648 - تَشتكي مَا اشتَكيتُ مِن أَلَمِ الوَجدِ ... إِليهَا وَالوَجدُ حَيثُ النُحولُ 6649 - تَشَدَّدي تَنفَرِجي ... لِكُلِّ مَكرُوبٍ أَمَد 6650 - تُشرِقُ أَعراضُهُم وَأَوجُهُهم ... كأَنَّهَا في نُفوسِهِم شِيَمُ وَمِنْ بَابِ (تَشِفُّ) قَوْلُ بَعْضَهُمُ فِي طَبِيْبٍ: تَشِفُّ أجْسَامُنَا لِفِطْنَتِهِ ... كَأَنَّ أجْسَامَنَا قَوَارِيْرُ وَقَوْلُ آخَر مِثْلُهُ: تَطلُّ أجْسَامُنَا تَشِفُّ لَهُ ... كَمَا يَشِفُّ الزُّجَاجُ للنَّظَرِ 6651 - تَشِفُّ خِلالُ المَرءِ لي قَبلَ نُطقِهِ ... وَقَبلَ سُؤالي عَنهُ في القَومِ مَا اسمُهُ 6652 - تَشفي الصُّداعَ وَلَا يُؤذيهِ صَالِبُهَا ... وَلَا يُخالِطُ مِنْهَا الرأسَ تَدويمُ هَذَا فِي وَصْفِ خَمْرِ الجَّنَّةِ مَأخُوذ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ (عَزَّ وَجَلَّ): {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ}. 6653 - تَشكَّى المُحبُّون الصَّبابَةَ لَيتني ... تَحَمَّلتُ مَا يَلقَونَ مِن بَينَهُم وَحدي بَعْدَهُ: فَكَانَتْ لِنَفْسِي لذَّة الحُبِّ كُلُّهَا ... فَلَمْ يَلْقَهَا قَبْلِي مُحِبٌّ وَلَا بَعْدِي هَذَا مَأخُوذٌ مِنْ قَولِ سُلَيْمَانَ بن دَاوُدَ (عَلَيْهِ السَّلامُ): {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}. ¬
أَعرابِيٌّ: 6654 - تَشَكَّى إِليَّ الدارُ فُرقَةَ أَهلِهَا ... وَبِي مِثلُ مَا بالدَّارِ مِن فُرقَةِ الأَهلِ ابْنُ الرُّوميّ: 6655 - تُشْكي المُحبَّ وَتَشكو وَهِيَ ظالِمَةٌ ... كالقَوسِ تُصمي الرَّمايا وَهي مَرنَانُ فِي المَثَلِ: "تَلْدَغُ العَقْرَبُ، وَتَصْأَى"، يُضْرَبُ للظَالِمِ فِي صُورَة المُتَظَلِّمِ، يُقَالُ: صَأَى الفَرْخُ، وَالخِنْزِيرُ، وَالفَأرُ، وَالعَقْرَبُ يَصْأى صئِيًّا عَلَى وَزْنِ فَعِيْلٍ إِذَا صَاحَ، فهَذَا الأصلُ فِيْهِ. وَصَاءَ يَصيئُ مَقْلُوبٌ مِنْهُ. ابْنُ حَاصنٍ، ويروى لحسَّانَ: 6656 - تَشِيبُ النَاهِدُ العَذراءُ فِيها ... وَيَسقُط من مَخافَتِهَا الجَنبنُ 6657 - تُشيرُ فَأَدري مَا تَقُولُ بِطَرفِهَا ... وَيُطرِقُ طَرفي عِندَ ذاكَ فَتَعلَمُ 6658 - تَصافَحَتِ الأَكُفُّ فَكانَ أشهى ... إِلينَا لَو تَصافَحَتِ الخُدودُ بَعْدَهُ: نَعِيشُ إِذَا التَقَى كَفٌّ وَكَفَّ ... فَكَيْفَ إِذَا التقَى جِيدٌ وَجِيدُ يَزيدُ بنُ الحَكَمِ: 6659 - تُصافِحُ مَن لاقَيتَهُ ذا عَداوَةٍ ... صفاحًا وَعَنّي بَينَ عينيكَ مُنزَوي قَيس بن الخَطِيم: ¬
6660 - تَصَبُّ إِلَى سُعدَى عَلَى نَأي دَارِهَا ... وَلَم تَكُ تُجدي وَالمَزارُ قَريبُ بَعْدَهُ: وَلَا حَظَّ مِنْ سُعْدَى لنَا غَيْرَ أنَّنَا ... تُقْطَعُ أنْفَاس لنَا وَقُلُوبُ ابْنُ هنْدُو: [من المتقارب] 6661 - تَصَبَّر إذا الهَمُّ أسرَى إليكَ ... فَلا الهَمُّ يَبقَى وَلَا صاحِبُهْ أَبُو الفَتح البُستِيُّ: 6662 - تَصَبَّر إِذَا ما ساءَ دَهرٌ فَرُبَّما ... يَسُوءُكَ دَهرٌ ثُمَّ يُؤْنِسُ غِبُّهُ بَعْدَهُ: فَأجْرُ الفَتَى فِي مَا يُمِضُّ فُؤَادَهُ ... وَلَا أجْرَ فِي مَا يَشْتَهِي وَيُحِبُّهُ 6663 - تَصَبَّرتُ مَغلوبًا وَإِنّي لَموجَعٌ ... كَما صَبَرَ العَطشانُ في البَلَدِ القَفرِ أَبُو هِلَالِ بن سَهلٍ: 6664 - تَصَبَّر فَمَا المَكروهُ ضَربَةُ لَازِبٍ ... سَتَنكَشِفُ البَلوى وَيَتَّسِعُ الحَرَجُ بَعْدَهُ: وَلَا تَشْكُونَّ اليَومَ قَبْلَ انْقِضَائِهِ ... فَمِنْ سَاعَةٍ مِنْهُ إِلَى سَاعَةٍ فَرَج 6665 - تَصَبَّر فَمَا هَذَا بِأَوَّلِ حادِثٍ ... رَمَتني بِهِ الأيَّامُ مِن حَيثُ لَا أَدري عَبِيدُ بنُ الأَبرَصِ: 6666 - تَصبُو وَأَنَّى لَكَ التَّصابِي ... أَنَّى وَقَد رَاعَكَ المَشِيبُ ¬
ابْنُ الرُّوميّ: 6667 - تَصُدّ عَنّي لَا كَالسَّهمِ تَصرِفُهُ ... عَنّي وَلَكِنَّهُ كالسَّهمِ تَنزَعُهُ أَبُو تَمامٍ: 6668 - تَصْدى بِها الأَذهانُ بَعدَ صَقالِهَا ... وَتُعيدُ ذكُرانَ العُقُولِ إِناثًا ذُو الرُّمَّةِ: 6669 - تُصَرّفُ أَهواءُ القُلوبِ وَلَا أَرى ... نَصيبَكَ في قَلبي لِغَيرِكَ يُمنَحُ البُحتُرِيُّ: 6670 - تَصَرَّمَ العُمرُ لَا وَصلٌ فَيُطْعِمُني ... فِي مَا لَديكَ ولَا يَأسٌ يُعزّيني قَبْلَهُ: إِذَا قَرُبْتَ فَهَجْرٌ مِنْكَ يُبْعِدُنِي ... وَإِنْ بَعُدْتَ فَوَصل مِنْكَ يُدْنِيْنِي تَصرَّمَ العُمرُ. . . البَيتُ. الفَرَزدَق: 6671 - تَصَرَّمَ عَني حُبُّ بَكرِ بن وَائِلٍ ... وَمَا خِلتُ عَنّي حُبُّهُم يَتَصَرَّمُ كَانَ الفَرَزْدَقُ بنُ غَالِبٍ لَمَّا هَرَبَ مِنْ زِيَادٍ نَزَلَ بالرَّوْحَاءِ عَلَى بَكر بن وَائِلٍ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى المَدِينَةِ لأمْرٍ أرَابَهُ مِنْهُم، فَقَالَ: تَصَرَّمَ عَنِّيَ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: قَوارِصُ تَأتِينِي وَتَحْتَقِرُونَهَا ... وَقَدْ يَمْلأُ القَطْرُ الإنَاءَ فَيَفْعَمُ وَمِنْ بَابِ (تَصرَّمَ) قَوْلُ آخَر: ¬
تَصَرَّمُ أهْوَاءُ الرِّجَالِ وَحُبُّهَا ... لَدَيَّ عَلَى طُولِ المَدَى تَتَجَدَّدُ وَمِنْ بَابِ (تَصْفُو) قَوْلُ آخَرَ: تَصْفُو المَدَامَةُ بِالنَّدِيْمِ إِذَا ... صَفَا وَيُكَدّرُ النَّدمَانُ صَرْفُ الرَّاحِ وَمِنْ بَابِ (تَصِلُ) قَوْلُ مُحْمُودٍ الوَرَّاق (¬1): تَصِلُ الذُّنُوبَ إِلَى الذُّنُوبِ وَتَرْتَجِي ... دَرْكَ الجَنَانِ بِهَا وَفَوْزُ العَابِدِ وَنَسِيْتَ أَنَّ اللَّهَ أخْرَجَ نَادِمًا ... مِنْهَا إِلَى الدُّنْيَا بِذَنْبٍ وَاحِدِ فِي كِتَابِ (حِلْيَةِ الأوْلِيَاءِ وَطَبَقَةِ الأصْفِيَاءِ) قَالَ حَدَّثَنَا أحْمَدُ بنُ مُحَمَّد بن عُمُرَ حَدَّثنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بنُ إسْحَقَ حَدَّثنَا مُحَمَّد بن مُعَاذٍ عَنْ ابنِ السَّمَّاكِ عَن عُمَرَ بن ذَرّ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ: أوْحَى اللَّهُ إِلَى المَلِكَيْنِ أخْرُجَا آدَمَ وَحَوَاءَ مِنْ حَوَارِي فَإنَّهُمَا عَصَيَانِي فَالْتَفَتَ آدَمُ إِلَى حَوَّاءَ بَاكِيًا وقَالَ: اسْتَعِدِّي لِلْخُرُوجِ مِن جَوارِ اللَّهِ هَذَا أوَّلُ شُؤْمٍ المَعْصيَةِ فَنَزَعَ جِبْرَائِيْلُ التَّاجَ عَن رَأسِهِ وَحَلَّ مِيْكَائِيْلَ الإكْلِيْلَ عَن جَبيْنِهِ وَتَعَلَّقَ بِهِ غُصْنٌ فَظنَّ آدَمَ أنَّه قَدْ عُوْجِلَ بِالعُقُوبَةِ فَنَكَّسَ رَأسَهُ يَقُولُ العَفْوَ العَفْوَ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِرَارًا مِنِّي. فَقَالَ: بَلْ حَيَاءً مِنْكَ يا سَيِدِي. 6672 - تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السِّقامِ مِنَ الضَّنى ... كَي مَا تُصِحُّ بِهِ وَأَنتَ سَقيمُ جَريرُ يخاطب الفَرزدَق: 6673 - تَصِفُ السُّيُوفَ وَغَيرُكم يَعصي بِهَا ... يَا ابنَ القُيُونِ وَذاكَ فِعلُ الصّيقَلِ ابْنُ هِندُو: [من الطويل] 6674 - تَصَفَّحتُ إِخوانَ الزَّمانِ فَلَم أَجِد ... أَعَزَّ وُجُودًا مِن صَديقٍ مُوافقِ ¬
أَبُو فراسٍ: 6675 - تَصَفَّحتُ إِخوانَ الزَّمانِ فَلَم يَكُن ... إِلى غير شِاكٍ للزَّمانِ وُصُولُ الرَّضِيُّ المُوسَويُّ: 6676 - تَصفَّحتُ إِخواني الَّذينَ أَوَدُّهُم ... فَلَم يَصْفُ لي عِندَ التَصَفُّحِ وَاحدُ بَعْدَهُ: وَمَا فِيهِمُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ مُنْجِدٌ ... وَلَا فِيهمُ عِنْدَ الخِصامِ مُسَاعِدُ وَكُلُّهُم عِنْدَ الرَّخَاءِ أقَارِبٌ ... وَكُلُّهُمَ إِنْ نَابَ خَطْبٌ أبَاعِدُ المُتَنَبِّي: 6677 - تَصفُو الحَياةُ لِجاهِلٍ أَو غَافِلٍ ... عَمَّا مَضى مِنها وَمَا يَتَوَقَّعُ هَذَا البَيْتُ مِن قَصِيْدَةٍ لأبِي الطَّيِّبِ يَرْثِي أبَا شُجَاعٍ فَاتِك المَجْنُون وَلَمْ يَنْشِدهَا إِلَّا بَعْدَهُ رَحِيْلِهِ مِنْ مِصْرَ أوَّلُهَا: الحُزْنُ يُقْلِقُ وَالتَّجَمُّلُ يَرْدَعُ ... وَالدَّمْعُ بَيْنَهُمَا عَصِيٌّ طَيِّعُ يَتَنَازَعَانِ دُمُوعَ عَيْنٍ مُسْهَدٍ ... هَذَا يَجِيْءُ بِهَا وهذا يَرْجَعُ إنِّي لأجْبُنُ عَن فرَاقِ أحِبَّتي ... وَتُحِسُّ نَفْسِي بِالحمَامِ فَتَشْجَعُ وَيَزِيْدُنِي غَضبُ الأعَادِي قسْوَةً ... وَيَلِمُّ بِي عَتَبُ الصَّدِيْقِ فَأجْزَعُ تَصْفُو الحَيَاةُ لِجَاهِلٍ أو غَافِلٍ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَلِمَنْ يُغَالِطُ فِي الحَقَائِقِ نَفْسَهُ ... وَيَسُومُهَا طَلَبَ الحَيَاةِ فَتَطْمَعُ أيْنَ الَّذِي الهرمَانِ مِن بِنْيَانِهِ ... مَا قَومُهُ مَا يَومُهُ مَا المَصْرَعُ تَتَخَلَّفُ الآثَارُ عَنْ أصْحَابِهَا ... حِيْنًا وَيُدْرِكُهَا الفَنَاءُ فَتَتْبَعُ ¬
وَالمَجْدُ أخْسَرُ وَالمَكَارِمُ صَفْقَةٌ ... مِنْ أنْ يَعِيْشَ لَهَا الكَرِيْمُ الأرْوَعُ أيَمُوتُ مِثْلُ أَبِي شُجَاعٍ فَاتِكٍ ... وَيَعِيْشُ حَاسِدُهُ الخَصِيُّ الأكْوَعُ بِأبِي الوَحِيْد وَجَيْشهُ مُتَكَاثِرٌ ... يُبْكَى وَمِنْ شَرِّ السِّلاحِ الأدْمعُ وإذَا حَصَلْتَ مِنَ السِّلاحِ عَلَى البُكَا ... فَحَشَاكَ رعب به وَحْدَكَ تَبْرَعُ وَصلَتْ إلَيْكَ يَدٌ سَوَاءٌ عِنْدَهَا ... البَازِيُّ أشْهَبُ وَالغُرَابُ الأبْقَعُ لا قُلّبَتْ أيْدِي الفَوَارِسَ بَعْدَهُ ... رُمْحًا وَلَا حَمَلَتْ جَوَادًا أرْبَعُ مَنْ لِلْمَحَافِلِ وَالجحَافِلِ وَالسُّرَى ... فَقَدَتْ بِفَقْدِكَ نَيِّرًا لا يَطْلَعُ وَمِنِ اتَّحَدْتَ عَلَى الضُّيُوفِ خَلِيْفَةً ... ضَاعُوا وَمِثْلَكَ لا يَكَادُ يُضَيَّعُ مِثلُهُ قَول لبيدٍ، وكَأَنَّهُ مأخوذٌ منهُ (¬1): وَأكذِبِ النَفسَ إِذَا حَدَّثتَها ... إِنَّ صدقَ النَّفسِ يَزرِي بالأَمَلْ 6678 - تَصنَعُ في عَامينِ ... كُرْزًا مِن وَبَرْ هَذَا البَيْتُ هُوَ المَثَلُ: يُضْرَبُ للبَطِيء فِي أمْرِهِ، وَعَمَلِهِ. والكُرزُ الجَوَالِقُ. مَعقِلُ بن عِيسَى: 6679 - تَصُولُ عَلَى الأَدنَى وَتَجتَنِبُ العدَى ... وَمَا هَكَذا تُبنى المَكارِمُ يَا يَحيَى بَعْدَهُ: فَأَنْتَ كَفَحْلِ السَّوْءِ يَبْدَأُ بأمِّهِ ... وَيَتْرُك بَاقِي الخَيْلِ سَائِمَةً تَرْعَى يُضْرَبَانِ فِي مَن يَصُولُ عَلَى الأقَارِب وَلَا يَتَعَرَّضُ لِلأجَانِبِ. 6680 - تَصَوَّفَ فَازدَهَى في الصُّوفِ جَهلًا ... وَبَعضُ النَّاسِ يَلبَسُهُ مَجانَهْ ¬
بَعْدَهُ: وَلَمْ يُرِدِ الإلَهَ بِهِ وَلَكِنْ ... أرَادَ بِهِ الطَّرِيقَ إِلَى الخِيَانَهْ المُتَنَبِّي: 6681 - تُصيبُ المَجانيقُ العِظامُ بِكَفِّهِ ... دَقَائِقَ قَد أَعيَت قسِيَّ البَنَادِقِ قَبْلَهُ يَصِفُ رَامِيًا بِالمَنْجَنِيقِ: فلَمْ أرَ أرْمَى مِنْهُ غَيْرَ مُخَاتِلٍ ... وَأسْرَى إِلَى الأعْدَاءِ غَيْرَ مُسَارِقِ تُصِيبُ المَجَانِيقُ. . . البَيْتُ. هِلَالٌ: 6682 - تَصيحُ الردَينيَّاتُ فِينَا وَفِيهِم ... صِياحَ بَناتِ المَاءِ أَصبَحنَ جُوَّعا أَبُو تَمَّام: 6683 - تَضاءَلَ الجُودُ إِذ مُدَّت إِليك يَدٌ ... مِن بَعضِ أَيدي الرَّدى وَاسْتَأْسَدَ البَخَلُ بَعْدَهُ: لَمْ يَبْقَ فِي صَدْرِ رَاجٍ حَاجَةً أمَلٌ ... إِلَّا وَقَدْ ذَابَ سُقْمًا ذَلِكَ الأمَلُ بِتْنَا كَذَلِكَ والدُّنْيَا عَلَى خَطَرٍ ... وَالعُرْفُ فِيْكَ إِلَى الرَّحْمَنِ نَبتَهِلُ وَحَالطَ لَونٌ فَرَدَّ اللَّهُ نضْرَتَهُ ... وَالنَّجْمُ يَخْمَدُ شَيْئًا ثُمَّ يَشْتَعِلُ ابْنُ نُباتَةَ: 6684 - تَضاءَلَ الدَّهرُ حَتَّى ضَاعَ في هِمَمي ... وَاستَفحَلَ الخَطبُ حَتَّى صَارَ مِنْ شيمي أبْيَاتُ أَبِي نَصْر بن نُبَاتَة السَّعْدِيّ يَفْخَر أوَّلُهَا: ¬
تَضَاءَلَ الدَّهْرُ حَتَّى ضَاعَ فِي هِمَمِي. البيتُ وَبَعْدَهُ. وَلَو يَكُونُ سَوَادُ الشَّعْرِ فِي ذِمَمِي ... مَا كَانَ لِلْشَّيْبِ سُلْطَانٌ عَلَى اللّمَمِ لَو يَعْرِفُ النَّاسُ قَدْرِي فِي زَمَانِهِمُ ... صلُّوا لِوَجْهِي أو بأسُو تَرَى فَدَمِي مَالِي رَضِيْتُ بِقُعْرِ البَيْتِ مَنْزِلَةً ... وَلَيْسَ تَرْضَى سُيُوفُ الهِنْدِ عَن هِمَمِي حَتَّى أُعِيْدَ الدّجَى صُبْحًا بِرَوْنَقِهَا ... وَأُلْبِسَ الشَّمْسَ أثْوَابًا مِنَ القَتَمِ لَوْلايَ لَمْ تَسْكُنِ الحَيَّاتِ مِنْ حَذَرٍ ... بَطْنَ التُّرَابِ وَلَا الآسَادُ فِي الأجَمِ فَالعَيْشُ مِن نعَمِي وَالمَوْتُ مِن نَقَمِي ... وَحِكْمَةُ الفلكِ الدَّوارِ مِنْ حكَمِي وَالحَزْمُ وَالعَزْمُ فِي الأقْوَامِ مِن خُلُقِي ... كَمَا الفَصَاحَةُ فِي الأقْوَالِ مِنْ كَلمِي مَا يَشْبَعُ الدَّهْرُ يا هِنْدَ ابنَةَ الحَكَمِ ... مِنْ غَيْرِ لَحْمِي وَلَا يَرْوِيْهِ غَيْرُ دَمِي العُمْرُ يَمْضي وَما أمْضَيْتُ هِمَّتُهُ ... أأنْتَ مُنتبِه أمْ أنْتَ فِي الحلُمِ؟ فَوّق سِهَامَكَ وَارْمِ النَّاسِ عَنْ عَرَضٍ ... وَارْكَبْ مِنَ الأمْرِ أدْنَاهُ مِنَ الألَمِ لا تُبْقِ مِنْهُم عَلَى شَخْصٍ ظَفرْتَ بِهِ ... إِنْ كَانَ رَأيكَ سَلَّ السَّيْفِ فِي الأمَمِ أصْبَحْتُ بَيْنَ رِجَالٍ كُلَّ تَجْرِبَةٍ ... تَضلُّ فِيْهِمْ مِنَ المُسْتَبْصرِ الفَهِمِ ذمُّ كُلِّ خَلِيْلٍ بَاتَ يَحْمِدُنِي ... أَنَا الَّذِي مَالَهُ حِلٌّ سِوَى النَّدَمِ مَنْ أحْسَنَ السَّعِيَ فِيْمَا جَاءَ فَهُوَ لَهُ ... الرِّزْقُ بِالسَّعْي ثُم الرزْقُ بِالقَسَمِ للرِّمَاحِ إِذَا ألْقَيْتَ فِي الرجَمِ ... وَمَنْ يَحْكِمُ بِيْضَ الهِنْدِ فِي القِمَمِ؟ 6685 - تَضاءَلتُمُ مِنَّا كَمَا ضمَّ شخصَهُ ... أَمامَ البُيوتِ الخَاريءُ المُتَقَاصِرُ 6686 - تَضاءَلَ ذَنبي عِندَ عَفوِكَ قِلَّةً ... فَمُنَّ بِعَفوٍ مِنكَ فَالعَفوُ أَفضَلُ بعدَهُ: ولَم أَتوسَّم غيرَ مَا أنتَ أَهلُهُ ... وَإنَّكَ بي خَير الفَعَالَينِ تَفعَلُ ¬
الحَارِثيّ: 6687 - تَضِجُّ النُفُوسُ مِن مَقاديرَ لَم تَقَع ... وَلَو وَقَعَت لَم يُغنِ عَنهَا ضِجَاجُهَا أَبُو نُواسٍ: 6688 - تَضحَكينَ لَاهِيةً ... وَالمُحِبُّ يَنتَحِب ابْنُ الرُّوميّ: 6689 - تَضِلُّ عَنِ الدَّقيقِ فُهومُ قَومٍ ... فَيُقضَى لِلمُجلِّ عَلَى المُدِقِ الرضيُّ المُوسَويّ: 6690 - تَضُوعُ أَرواحُ نَجدٍ مِن ثِيابِهِم ... عِندَ القُدومِ لِقُربِ العَهدِ بِالدَّارِ قَبْلَهُ: يَا قَلْبُ مَا أنْتَ مِنْ نَجْدٍ وَسَاكِنِهِ ... خَلَّفْتَ نَجْدًا وَرَاءَ المُدْلجِ السَّارِي رَاحَتْ نَوَازعُ مِنْ قَلْبي تُتَبِّعُهُ ... عَلَيَّ بَقَايَا لُبَانَاتٍ وَأوْطَارِ أهْفُو إِلَى الرَّكْبِ تَعْنُو لَي رِكَابُهُمُ ... مِنَ الحِمَى فِي أُسَيْحَاقٍ وَأطْمَارِ تَضُوعُ أرْوَاحُ نَجْدٍ مِنْ ثِيَابِهِمُ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: يَا صاحِبَايَ قِفَا لِي وَاقْضيَا وَطَرًا ... وَخَبِّرَانِي عَنْ نَجْدٍ بِأخْبَارِ هَلْ رَوَّضَتْ سَاحَةُ الوَعْسَاءَ أو مُطِرَتْ ... خَمِيلَةُ الطَّلْحِ ذَاتُ الشِّيحِ وَالغَارِ أو هَلْ أتَيْتُ وَدَارِي عِنْدَ كَاظِمَةٍ ... دَارِي وَسُكَّانُ ذَاكَ الحَيِّ سُمَّارِي 6691 - تَضيقُ بِالسِّرِّ ذَرعًا إِنْ خُصصْتَ بِهِ ... حَتَّى يُرى ذائِعًا كالنَّفخِ في البوقِ زُهيرٌ المصرِيُّ: 6692 - تَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ خَوفَ فِراقِكُم ... وَأَيُّ مَكانٍ لَا يَضيقُ بِخائِفِ ¬
بَعْدَهُ: وَمَا أسَفِي إِلَّا عَلَى القُرْبِ مِنْكُمُ ... وَلَسْتُ عَلَى شَيْءٍ سِوَاهُ بِآسِفِ أَبُو فراسٍ بنُ حَمدان: 6693 - تُطالِبُني البِيضُ الصَّوارِمُ وَالقَنا ... بِما وَعَدَتْ جَدَّيَّ في المخائِلُ الرَضِيّ الموسَويّ: 6694 - تُطالِبُني نَفسِي بِكُلِّ عَظيمَةٍ ... أرى دونَهَا جَاري دَمٍ يَتَصَبَّبُ أحمَدُ بن يوسُفَ: 6695 - تَطاوَلَ بِاللِّقاءِ العَهدُ مِنَّا ... وَطُولُ العَهدِ يَقدَحُ في المَغيبِ بَعْدَهُ: أرَاكَ إِذَا نَأيْتَ بِعَيْنِ قَلْبي ... كَأنَّكَ نصْبَ عَيْنِي مِنْ قَرِيبِ لَئِنْ بَعُدَتْ مُعَايَنَةُ التَّلَاقِي ... لَمَا بَعُدَتْ مُعَايَنَةُ القُلُوبِ فَهَلْ لَكَ فِي الرَّوَاحِ إِلَى حَبِيْبٍ ... يُقِرُّ بِعَيْنِهِ قُرْبُ الحَبِيْبِ قَدْ عَمَدَ بَعْضُ الكتَّاب إِلَى هَذَا النَّظمِ، فَنَثَرَهُ، وَأحْسَن العِبَارَةَ عَنْهُ، فَقَالَ: "لَئِنْ حَال التَّفَرُّقُ دُونَكَ، وَبَعُدَتْ مَسَافَةُ المُعَايَنَةِ بَيْنِي وَبَيْنكَ، لَذِكْرُكَ سَمِيْرُ قَلْبِي، وَمَحَاسِنُكَ حِينَ تَغِيبُ نصبَ عَيْنِي". وَمِنْ بَابِ (تَطَاوَل) قَوْلُ الأُبَيْرَدِ الرِّيَاحِيَّ يَرْثِي أخَاهُ يَزِيْدُ وَهِيَ مِنْ اخْتِيَارَاتِ الأصْمَعِيّ (¬1): تَطَاوَلَ لَيْلِي فَلَمْ أنَمْهُ تَقَلُّبًا ... كَأَنَّ فِرَاشِي حَالَ مِنْ دُونهِ الجمْرُ أُرَاقِبُ مِنْ لَيْلِ التّمَامِ نجُومَهُ ... لدُن غَابَ قرْنُ الشَّمْسِ حَتَّى بَدَا الفَجْرُ ¬
تَذَكَّرْتُ قَرْمًا بَانَ مِنَّا بِنَصْرِهِ ... وَنَائِلِهِ يا حَبَّذَا ذَلِكَ الذّكْرُ فَإنْ تَكُنِ الأيَّامُ فَرَّقْنَ بَيْنَنَا ... فَقَدْ بَانَ مِنَّا فِي تَذَكُّرِهِ العُذْرُ وَكُنْتُ أرَى هَجْرًا فرَاقَكَ سَاعَةً ... ألَّا لا بَلِ المَوْتُ التَّفَرُّقُ وَالهَجْرُ أحَتْمًا عِبَادَ اللَّهَ إِنْ لَسْتُ لاقِيًا ... يَزِيْدُ طِوَالَ الدَّهْرِ مَا لألأ العُفْرُ فَتًى إِنْ هُوَ استَغْنَى تَخَرَّقَ فِي الغِنَى ... إِنْ قَلَّ مَالًا لَمْ يُوَدُّ مَتْنُهُ الفقرُ تَرَى القَوْمَ فِي العَزَاءِ يَنْتَظِرُونَهُ ... إِذَا ضلَّ رَأيُ القَومِ أو حَزَبَ الأَمْرُ فَلَيْتَكَ كُنْتَ الحَيَّ فِي النَّاسِ بَاقِيًا ... وَكُنْتُ أَنَا المَيْتَ الَّذِي أدْرَكَ الدَّهْرُ فَتًى يَشْتَرِي حُسْنَ الثَّنَاءِ بِمَالِهِ ... إِذَا السّنَةُ الشَّهْبَاءُ قَلَّ بِهَا القَطْرُ كَأنْ لَمْ يُصَاحِبُنَا يَزِيْدُ بِغِبْطَةٍ ... وَلَمْ تَأتِنَا يَومًا بِأخْبَارِهِ البُشْرُ وَلَمَّا نَعَى النَاعِي يَزِيْدُ تَغوَّلَتْ ... بِيَ الأرْضُ فَرْطِ الحُزْنِ وَانْقَطَعَ الظَّهْرُ إِلَى اللَّهِ أشْكُو فِي يَزِيْدَ مُصيْبَتِي ... وَبَثِّيَ أحْزَانًا تَضمَّنَهَا الصَّدْرُ وَقَدْ كُنْتُ أسْتَعْفِي الإلَهَ إِذَا اشْتَكَى ... مِنَ الأجْرِ لِي فِيْهِ وَإِنْ سَرَّنِي الأجْرُ وَمَا زَالَ فِي عَيْنَيَّ بَعْدُ غَشَاوَةٌ ... وَسَمْعِي عَمَّا كُنْتُ أسْمَعُهُ وَقْرُ عَلَى أنَّنِي أقَنَى الحَيَاءَ وَأتَّقِي ... شَمَاتَةَ أعْدَاءٍ عُيُونَهُمُ خُزْرُ حَلَفْتُ بِرَبِّ الرَّافِعِيْنَ أكًفَّهُم ... وَرَبِّ الهَدَايَا حَيْثُ حَلَّ بِهَا النَّحْرُ وَمُجْتَمَعِ الحُجَاجِ حَيْثُ تَوَافَقَتْ ... رِفَاق مِنَ الآفَاقِ تَكْبِيْرُهَا جَأْرُ يَميْنَ امْرِئٍ آلَى وَلَيْسَ بِكَاذِبٍ ... وَمَا فِي يَمِيْنٍ بَثَّهَا صَادِقٌ وِزْرُ إن كَانَ أمْسَى ابن المُعَذَّرِ ثَاوِيًا ... يَزِيْدُ لَنْعمَ المَرْءُ غَيَّبَهُ القَبْرُ هُوَ الحِلْفُ لِلْمَعْرُوفِ فَالدِّيْنُ وَالهُدَى ... وَمسْعِرُ حَرْبٍ لا كَهَامٌ ولا غُمْرُ أقَامَ وَنَادَى أهْلُهُ فَتَحَمَّلُوا ... وَصُرِّمَتِ الأسْبَابُ وَاخْتَلفَ النَّحْرُ فَتَى الحَيِّ وَالأضيَافِ إِنْ رَوَّحْتُهُم ... بِلَيْلٍ وَزَادَ السفرِ إِنْ أرْمَل السَّفْرُ إِذَا جَارَةٌ حَلَّتْ إلَيْهِ وفَى بِها ... فَبَاتَتْ وَلَمْ يُهْتَكْ لِجَارَتهِ سِتْرُ عَفِيْفٌ عَنِ السَّوءَاتِ مَا التَبَسْتَ بِهِ ... صَليْبٌ فَمَا يَلفَى لِعُودٍ لَهُ كَسْرُ سَلَكْتَ سَيْلَ العَالَمِيْنَ وَلَيْسَ لَهُمْ ... وَرَاءَ الَّذِي لاقَيْتَ مَفْدًى ولا قَصْرُ
وَكُلُّ امْرْىٍ يَوْمًا سَيَلْقَى حِمَامَهُ ... وَإِنْ ثَابَتِ الدَّعْوَى وَطَالَ بِهِ العُمْرُ وَأبْلَيْتَ خَيْرًا فِي الحَيَاةِ وَإِنَّمَا ... ثَوابُكَ عِنْدِي اليَومَ أن ينْطِقَ الشِّعْرُ البَعيثُ: 6696 - تَطاوَلَ هَذَا الَّليلُ حَتَّى كَأَنَّهُ ... إِذَا مِا مَضى تُثنَى عَلَيهِ أَوائِلُهْ ابْنُ هندُو: [من الطويل] 6697 - تَطايَرَت الأَخبارُ مِن كُلِّ جانِبٍ ... مُبَشّرةً لي بانتِجازِ المَطالِبِ بَعْدَهُ: فَأطْمَعَنِي فِيْهُنَّ فَضْلِي وَمَنْصبِي ... وَأيْأسَنِي مِنْهُنَّ غَدْرُ النَّوَائِبِ الوزيرُ المَغربِيُّ: 6698 - تَطرُقُ أَهلَ الفَضْلِ دُونَ الوَرَى ... مَصائِبُ الدُّنيا وَآفاتُهَا بَعْدَهُ: كَالطَّيْرِ لا تُحْبَسُ مِنْ بَيْنهَا ... إلَا الَّتِي تُطرِبُ أصوَاتُهَا 6699 - تَطلَّبتُ أَخًا مَحضًا ... وَمَن لِي بِأَخٍ مَحضِ بعدَهُ: تَعالى اللَّهُ مَا أقربَ ... بَعضَ النَّاسِ من بَعضِ إبراهيم الصُّوليُّ: 6700 - تَطَلَّعُ مِن قَلبي إليكَ نَوازِعٌ ... طَوامِعُ أَنَّ الوَصلَ مِنكَ يُجيبُها ¬
بَعْدَهُ: قَرِيبَةُ عَهْدٍ بِالحَبِيْبِ وَإِنَّمَا ... هَوَى كُلِّ نَفْسٍ حَيْثُ حَلَّ حَبِيْبُهَا السريُّ في صَفَعانَ: 6701 - تَطِنُّ تَحتَ الأَكُفِّ هامَتُهُ ... اذا عَلَتهَا طَنينَ فولاذِ الحَكَمُ الحَصريُّ: 6702 - تَطَهَّرَ مَن يَصُومُ وَمَن يُصَلّي ... وَمُرَّةُ لَا يُطَهِّرُهَا طَهُورُ بَعْدَهُ: ألَمْ تَرَ أنَّهُمْ رُقِمُوا بِلَوْمٍ ... كَمَا رُقِمَتْ بِأذرُعِهَا الحَمِيْرُ وَمِنْ بَابِ (تَط) قَوْلُ بَعْضهُم: تَطِيْبُ دُنْيَانَا إِذَا مَا تَنَفَسَّتْ ... كَأَنَّ قُتَاتَ المِسْكِ فِي دُورِنَا نُهْبَى وَلَو اتَّصَلَتْ فِي البَحْرِ وَالبَحْرُ وَاسِعٌ ... لأصبَحَ مَاءُ البَحْرِ مِنْ رِيْقِهَا عَذْبَا ابْنُ المُعتَزِّ: 6703 - تَظَلُّ أَقلامُهُ ينظِمنَ مِن حِكَمٍ ... دُرًّا مُباحًا لِباغيهِ بِلا ثَمَنِ 6704 - تَظَلُّ الطَّيرُ تَهدِرُ آنِساتٍ ... وَفي التَّغريدِ مَا حُبِسَ الهَزارُ مِسكين الدّارميُّ: 6705 - تَظَلُّ الأُسودُ الضارِياتُ تَهابُني ... وَيكضِمُ مِن بَعْضِ الزَئيرِ شُجاعُهَا بَعْدَهُ: وَأمْنَعُ نَفْسِي مِنْ أُمُورٍ كَثيْرَةٍ ... إِذَا مَا نُفُوسُ النَّاسِ قَلَّ امْتِناعُها ¬
عَليُّ بن جَبَلَةَ: 6706 - تَظَلَّمَ المَالُ وَالأَعداءُ مِن يَدِهِ ... لَا زالَ لِلمالِ وَالأَعداءِ ظَلَّاما طَرَفَةُ بنُ العَبدِ: 6707 - تَعارَفُ أَرواحِ الرّجالِ إِذَا التَقَت ... فَمِنهُم عَدُوٌّ يُتَّقَى وَخَليلُ بَعْدَهُ: وَإنَّ امْرَءًا لَمْ يَعْفُ يَوْمًا فُكَاهَةً ... لِمَن لَمْ يُرِدْ سُوءًا بِها لَجَهُولُ قال قومٌ إِنَّ هذين البيتين لَيسا لطَرفَة وَإِنَّهما منَ المَنحولِ. هَذَا مَنْظُومُ قَوْلِ النَّبِيّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم): "الأرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا إِئْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ". وَيُرْوَى هَذَا الحَدِيْثُ بِعَيْنهِ لِعَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلامُ). 6708 - تَعَاطَوا مَكاني وَقَد فُتُّهُم ... فَمَا أدرَكوا غَيرَ لَمحِ البَصَرْ بَعْدَهُ: وَقَدْ نَبَحُوني فَمَا هِجْتهُمْ ... كَمَا يَنْبَحُ الكَلْبُ ضَوْءَ القَمَرْ بَكَّار بن قُتيبَةَ: 6709 - تَعاطَيتُمَا كَأسَ العُقُوقِ كِلاكُمَا ... أَبٌ غَيرُ بَرٍّ وَابنُهُ غَيرُ وَاصِلِ يُقَالُ: إنَّهُ اخْتَصمَ إِلَى بَكَّارِ بن قُتَيْبَةَ رَجُلٌ، وابْنُهُ، فَكَانَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ مَا لَمْ يَحْمِدُهُ بَكَّارٌ، فَالتَفَتَ إلَيْهِمَا، فَقَالَ: تَعَاطَيْتُمَا. . . البَيْتَانِ. الإمامُ الشافعي (رحمه اللَّه): ¬
6710 - تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ ... بِعَفوِكَ رَبّي كَانَ عَفوُكَ أَعظَما قَالَ المَزْنِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى الشَّافِعِىُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ أصْبَحْتَ؟ فَقَالَ: أصْبَحْتُ مِنَ الدُّنْيَا رَاحِلًا وَلإخْوَانِي مُفَارِقًا ولِكَأسِ المَنِيَةِ شَارِبًا وعلى اللَّهِ وَارِدًا ولا أدْرِي أرُوحِي تَصِيْرُ إلَيَّ الجَّنَّةِ فَأهَنِّيهَا أو إِلَى النَّارِ فَأعَزَيهَا ثُمَّ أنْشَأ يَقُولُ: وَلَمَّا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي ... جَعَلْتُ رَجَائِي نَحْوَ عَفْوُكَ سُلَّمَا تَعَاظَمَنِي ذَنْبِى فَلَمَّا قَرَنتهُ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا زُلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنْ الذَّنْبِ كُلِّهِ ... تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّمَا عَليُّ بن الجَهمِ: 6711 - تُعاقِبُ تَأديبًا وَتُعفُو تَطَوُّلًا ... وَتَجزي عَلَى الحُسنى وَتُعطي فَتُجزِلُ ابْنُ الرُّوميّ: 6712 - تَعَاقَلَ كَي يَخفى عَلَى النَّاسِ أَمرُهُ ... وَلِلنَّاسِ أَبصارٌ عَلَى الغَيبِ نافِذَه بَعْدَهُ: فَأَبْلِغْ دُهاةَ النَّاسِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ ... فَإنَّا وَإِنْ كُنتمْ دُهَاةً جَهَابِذَه ابْنُ الدُّمينَةِ: 6713 - تَعالَلْتِ كَي أَشجى وَمَا بِكِ عِلَّةٌ ... تُريدينَ قَتلي قَد ظَفرتِ بِذَلِكِ أبْيَاتُ ابْنُ الدُّمَيْنَةِ، أوَّلُهَا: قِفِي قَبْلَ وَشْكِ البَيْنِ يَابْنَةَ مَالِكِ ... وَلَا تَحْرِمِيْنَا نَظْرَةً مِنْ حَالِكِ ¬
تَعَالَلْتِ كَي أشْجَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَقَوْلكِ لِلعَوَّادِ كَيْفَ تَرَوْنَهُ ... فَقَالُوا قِيْلًا قُلْتُ أيْسَرُ هَالِكِ لَئِنْ سَاءَنِي ذِكْرَاكِ لِي بَمَسَاءَةٍ ... لَقَدْ سَرَّنِي أنِّي خَطَرْتُ بِبَالِكِ وَيُرْوَى البَيْتَانِ الأخِيْرَانِ للحُسَيْنِ بن مُطَيْرٍ الأسَدِيّ. 6714 - تَعالَلْتَ لَمَّا أَتاكَ الرَّسولُ ... وَلَيسَ كَذاكَ يَكونُ الوَصُولُ بَعْدَهُ: وَأُقْسِمُ مَا بِكَ مِن عِلَّةٍ ... وَلَكِنَّ رَأيَكَ فِيْنَا عَلِيلُ الحَارِثُ بنُ خَالدٍ: 6715 - تَعالَوا أَعينوني عَلَى الَّليلِ إِنَّهُ ... عَلى كلِّ عَينٍ لَا تَنامُ طَويلُ زُهيرٌ المَصريُّ: 6716 - تَعالَوا بِنا حَتَّى نَعودَ إِلى الوَفا ... وَحَتَّى كَأَنَّ الوَصلَ لَن يَتَغيَّرَا 6717 - تَعَالَوا بِنا نَسرِقْ مِنَ العُمرِ سَاعَةً ... وَنَجني ثِمارَ الوَصلِ مِنها وَنَقطِفُ زُهير المصريُّ: 6718 - تَعَالَوا بِنا نَطوي الحَديثَ الذي جَرَى ... فَلَا سَمِعَ الواشي بِذاكَ وَلَا دَرَى بَعْدَهُ: تَعَالَوا بِنَا حَتَّى نَعُودَ إِلَى الصّفَا ... وَحَتَّى كَأَنَّ الوُدَّ لَنْ يَتَغَيَّرَا وَلَا تَذْكُرُوا الذَّنْبَ الَّذِي كَانَ فِي الهَوَى ... عَلَى أَنَّهُ مَا كَانَ ذَنْبًا فَيُذْكَرَا ¬
نَسَبْتُمْ لنَا الغَدْرَ الَّذِي كَانَ مِنْكُمُ ... فَلا وَاخَذَ الرَّحْمَنُ مَنْ كَانَ أغْدَرَا لَقَدْ طَالَ شَرْحُ القَالِ وَالقِيلِ بَيْنَنَا ... وَمَا طَالَ ذَاكَ الشَّرْحُ إِلَّا لِيَقْصرَا مَتَى تَجْمَع الأيَّامُ شَمْلِي بِقُرْبِكُم ... وَيَصْفُو لنَا مِنْ عَيْشِنَا مَا تَكَدَّرَا سَأذْكرُ إحْسَانًا تَقَدَّمَ مِنْكُمُ ... وَأتْرُكُ إكْرَامًا لَكُمْ مَا تَأخَّرَا مِنَ اليَومِ تَارِيخُ المُوَدَّةِ بَيْنَنَا ... عَفَا اللَّهُ عَنْ ذَاكَ العِتَابِ الَّذِي جَرَى الأعشَى: 6719 - تَعالَوا فَإِنَّ الحَقَّ عِندَ ذَوي الحِجَى ... مِنَ النَّاسِ كالبلقاءِ بَادٍ حُجُولُهَا الزُّبَيرُ: 6720 - تَعالَوا نَصطَلِح وَتَكونُ مِنَّا ... مُعاوَدةٌ بِلا عَدّ الذُنوبِ بَعْدَهُ: وَإِنْ أحْبَبْتُمُ قُلْتمْ وَقُلْنَا ... فَإنَّ القَوْلَ أشْفَى لِلقُلُوبِ 6721 - تَعَالَى اللَّهُ مَا أَقرَبَ ... بَعضَ النّاسِ مِن بَعضِ أَبُو العَتاهية: 6722 - تَعَالى اللَّهُ يَا سَلم بنَ عَمروٍ ... أَذلَّ الحِرصُ أَعناقَ الرِّجالِ قَوْلُ أَبِي العَتَاهِيَةِ: تَعَالَى اللَّهُ يَا سَلْم بن عمرٍو. هَبِ الدُّنْيَا تُسَاقُ إلَيْكَ عَفْوًا ... ألَيْسَ مَصيْرُ ذَاكَ إِلَى زَوَالِ فَمَا تَرْجُو بِشَيْءٍ لَيْسَ يَبْقَى ... وَشِيْكًا مَا تُغَيِّرُهُ اللَيَالِي قِيْلَ اسْمُ أَبِي العَتَاهِيَةِ إسْمَاعِيْلُ بن القَاسَمِ بن سُوَيْدِ بن كِيْسَان مَوْلَى عَنْزَةَ وَيُقَالُ مَوْلَى العَطَاءِ بن محجنٍ العَنْزِيّ. ¬
وَيُقَالُ اسْمُهُ إبْرَاهِيْمُ بن إسْحَاقَ وَيُكَنَّى أبُا إسْحَاقَ. وقَالَ قَوْمٌ اسْمُهُ إسْمَاعِيْلُ بن إبْرَاهِيْمَ وَكَانَ جرَّارًا مِنْ أهْلِ الكُوْفَةِ فَقَالَ مُخَاطِبًا لِسَلَمِ بن عَمْرُو الخَاسِرِ الأبْيَاتُ الثَّلاثَةُ. فَيُقَالُ أَنَّ سَلَمًا لَمَّا سَمِعَ هَذَا الشّعْرِ قَالَ وَيْلِي عَلَى ابنِ الفَاعِلَة يَكْنِزُ البَدْرَ وَيَلْبسُ الصُوْفَ وَيَقُولُ إِلَى مِثْلِ هَذَا وَأَنَا فِي ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ. وَكَانَ سَلَمٌ لا يَلْبِسُ مِنَ الثِّيَابِ إِلَّا أثْرَاهَا. القَاضِي: 6723 - تَعَالَيْتَ عَن قَدْرِ المَدائِحِ صاعِدًا ... فَسِيَّان عَفوُ القَولِ عِندَكَ وَالجُهدُ بَعْدَهُ: وَإنِّي لأَدْرِي أَنَّ وَصْفَكَ زَائِدٌ ... عَلَى مَنْطِقِي لَكِنْ عَلَى الوَاصِفِ الحَمْدُ وَإنَّ قَلِيلَ القَوْلِ يَكْثُرُ رَيْعُهُ ... إِذَا عُرِفَتْ فِيْهِ المُوَالاةُ وَالوُدُّ وَمِنْ بَابِ: (تَعَالَيْتَ) قَوْلُ حَسَّان بن ثَابِتٍ (¬1): تَعَالَيْتَ رَبَّ النَّاس عَنْ قَوْلِ مَنْ دَعَا ... سِوَاكَ إلَهًا أنْتَ أعْلَى وَأمْجَدُ فَأنْتَ إلَهُ الخَلْقِ رَبَي وَخَالِقِي ... بِذَلِكَ مَا عُمِّرْتُ فِي النَّاسِ أشْهَدُ لَكَ الخَلْقُ وَالنَّعْمَاءُ وَالأمْرُ كُلُّهُ ... فَإيَّاكَ نَسْتَهْدِي وَإيَّاك نَعْبُدُ زُهير المصرِيُّ: 6724 - تَعَالَى فَمَا بَيني وَبَينكِ ثالِثٌ ... فَيَذكُرُ كُلٌّ شَجوَهُ وَتقُولُ 6725 - تَعَالَيْ نَبعْ دِينًا بِدُنيَا نُصيبُهَا ... وَنسَتَغفِرُ الرَّحمَنَ وَهُوَ رَحيمُ جَميلُ بثينة: 6726 - تَعَالَيْ نَبِعْ في العَامِ يَا بُثنُ دِيننَا ... بِدُنيَا فَإِنَّا قَابِلًا سَنَتُوبُ ¬
6727 - تَعَالَيْ نُجَدِّد دَارِسَ الوَصلِ بَينَنا ... كِلَانا عَلَى هَذَا الجَفاءِ مَلومُ ابْنُ طَبَاطَبَا: [من الطويل] 6728 - تَعَالَيْنَ عَن وَصفي فَلَستُ بِذاكِرٍ ... كَأَنَّ لَدى تَشبيهِهَا وَكَأَنَّما 6729 - تَعِبَ المُنجِّمُ حَيثُ أَفنى عُمرَهُ ... في عِلمِ مَا لَا تُدرِكُ الأَفكارُ بَعْدَهُ: رَصدَ النُّجُومَ بِزَعْمِهِ لَكِنَّهَا ... تَجْرِي بِغَيْرِ حِسَابِهِ الأقْدَارُ 6730 - تَعَبُ المَلامِ عَليهِم ... وحَلَاوَةُ التَّذكارِ لِي قَبْلَهُ: مَنْ ذَمَّ عَاذِلَهُ ... فَإنِّي شَاكِرٌ لِلعُذَّلِ سَمْعِي بِهمْ كَالقَلْبِ مِنْ ... ذكْرِ الأحِبَّةِ مُمْتَلِي مَا ضَرَّنِي إغْرَاؤُهُم ... بِالعَذْلِ إِذْ لَمْ أقْبَل تَعبُ المَلامِ عَلَيهم. . . البَيتُ. أَبُو العَلاءِ المَعَرِّيّ: 6731 - تَعَبٌ هَذِهِ الحَياةُ فَمَا ... أَعجَبُ إِلَّا مِن رَاغِبٍ في ازدِيادِ العَبَّاسُ بن الأحنفِ: 6732 - تَعَبٌ يَدُومُ لِذي الرّجاءِ مَعَ الهَوى ... خَيرٌ لَهُ مِن راحَةٍ في اليأسِ ¬
بَعْدَهُ: لَولا مَحَبَّتُكُم لَمَا عَاتَبْتُكُم ... وَلَكُنتمُ عِنْدِي كَبَعْضِ النَّاسِ أَبُو بكرٍ المَغربيُّ: 6733 - تَعَبي رَاحَتي وَأُنسي انفِرادي ... وَشِفائِي الضَّنَى وَنَومِي سُهادي بَعْدَهُ: لَسْتُ أشْكُو بعَادَ مَنْ صَدَّ عَنِّي ... أيُّ بُعْدٍ وَقَدْ ثَوَى فِي فُؤَادِي هُوَ يَخْتَالُ بَيْنَ عَيْنِي وَقَلْبِي ... وَهُوَ ذَاكَ الَّذِي يُرَى فِي السَّوَادِ جَارِيَةٌ: 6734 - تَعتَلُّ بِالشُّغلِ عَنَّا لَا تُلِمُّ بِنَا ... وَالشُّغلُ لِلقَلبِ لَيسَ الشُّغلُ لِلبَدَنِ أَبُو هِفَّانَ: 6735 - تَعَجَّبت دُرُّ مِن شَيبي فَقُلتُ لَها ... لَا تَعجَبي قَد يَلُوحُ البَدرُ في السَّدَفِ بَعْدَهُ: وَزَادَهَا عَجَبًا أنْ رُحْتُ فِي سَمَلٍ ... وَمَا دَرَتْ دُرُّ أَنَّ الدُّرَّ فِي الصَّدَفِ هُوَ أَبُو هِفَّانَ عَبْدُ اللَّهِ بن أحْمَد العَبْقَسِيُّ. السَّدَفُ هُوَ الظُلْمَةُ، وَقِيْلَ: هُوَ بَيْنَ الضِّيَاء وَالظُّلْمَةِ. وقَالَ الغَافِرُ بن إسْمَاعِيْلَ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ فِي قَرِيبٍ مِنْ هَذَا: نَفَائِسُ الثَّوْبِ لا تُغْنِي أخَا حُمُقٍ ... وَإِنَّمَا هِيَ أكْفَانٌ عَلَى جِيَفِ وَلا يَشِينُ الفَتَى أطْمَارُ مَلْبَسِهِ ... فَقَدْ يَكُونُ ثَمِيْنُ الدُّرِّ فِي الصَّدَفِ ¬
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَالِدِيُّ فِي قَرِيْبٍ مِنْ قَوْلِ أَبِي هِفَّانَ (¬1): صدَّتْ مُجَانبَةً نوارُ ... وَنَأي فَجَانَبَهَا ازْوِرَارُ وَرَأَتْ ثِيَابِي قَدْ غَدَتْ ... وَكَأنَّهَا دِمَنٌ قِفَارُ يَا هَذِهِ إِنْ رُحْتُ فِي خَلَقٍ ... فَمَا فِي ذَاكَ عَارُ هَذِي المُدامُ هِيَ الحَيَاةُ ... قَمِيْصُهَا خَزَفٌ وَقَارُ وقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ المَخْزُومِيُّ فِي الشَّيْبِ (¬2): أشِبْتُ وَلَمْ أقْضِ الشَّبَابَ حُقُوقَهُ ... وَلَمْ يُقْضَ مِنْ عَهْدِ الشَّبَابِ قَدِيْمُ نُجُومُ مَشِيْبٍ فِي السَّوَادِ لَوامِعٌ ... وَمَا خَيْرُ لَيْلٍ لَيْسَ فيه نُجُومُ ابْنُ اللَبَّانةِ: 6736 - تَعَجَّبت مِن ضَنَى جِسمي فَقُلتُ لَهَا ... عَلَى هَواكِ فَقالَت عِنديَ الخَبَرُ أَبُو نواسٍ: 6737 - تَعجَبينَ مِن سَقَمي ... صِحَّتي هِيَ العَجَبُ الرّضي الموسَويّ: 6738 - تُعَدَّدُ نَبزَاتُ الأُسودِ نَباهَةً ... وَتُنسَى أَنابِيحُ الكِلَابِ النَّوابِحِ أَبُو العَلاءِ المَعريُّ: 6739 - تُعَدُّ ذُنوبِي عِندَ قَومٍ كثيرَةً ... وَلَا ذَنبَ لِي إِلَّا العُلا وَالفَضائِلُ ¬
الرضيّ الموسَويُّ: 6740 - تَعُدُّونَ ذَنبًا وَاحِدًا أَنْ جَنيتُهُ ... عليَّ وَلَا أُحصي ذُنوبَكُمُ عَدَّا الخنَّوتُ: 6741 - تَعَدَّى المُصيباتُ الفَتى وَهُوَ عاجِزٌ ... وَيَلعَبُ صَرفُ الدَّهرِ بِالحازِمِ الجَلْدِ أَبُو بَكر بن دُرَيدٍ: 6742 - تَعَدَّيتُ في نَومي حُدودًا لَو أنَّها ... عَلَى يَقظَةٍ قَامَت عَلَيَّ حُدودُهَا بَعْدَهُ: فَلِلنَّومِ عِنْدِي نِعْمَةٌ لا كَفَرْتُهَا ... وَلَكِن بِأَوْفَى شُكْرِهَا أسْتَزِيْدُهَا وَإنّي لأسْتَدْعِيهِ مِنْ غَيْرِ وَسْنَةٍ ... لِتَرْقُدُ عَيْنٌ نَافِعٌ لِي رُقُودُهَا النابغَةُ الذُبيانيُّ: 6743 - تَعدُوا الذِئَابُ عَلَى مَن لَا كلَابَ لَهُ ... وَتَتّقي مَرْبَضَ المُستَأسِدِ الحَامِي قَدَمَتِ امْرَأةٌ مَكَّة وَكَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ فَأعْجَبَت عُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ فَآذَاهَا فَلَمَّا أرَادَتْ الطَّوَافِ قَالَتْ لأخِيْهَا: اصْحَبْنِي فَصَحِبَهَا فَأرَادَ عُمَرُ أنْ يَتَعَرَّضَ لَهَا بِمَقَالٍ فَرَأى أخَاهَا فَأنْشَأتْ تَقُولُ: تَعْدُوا الذِّئَابُ. البَيْتُ. مُضَرِّسُ بن قرط المَزنيُّ: 6744 - تُعَذّبُني بِالوِدِّ سُعدَى فَلَيتَهَا ... تحمَّلُ منَّا مِثلَهُ فَتَذُوقُ وَمِنْ بَابِ (تَعَذَّرَ) قَوْلُ الصَّابِئُ (¬1): ¬
تَحَذَّرَ دِيْنَارِي عَلَيَّ وَدِرْهَمِي ... فَلا طَفْتُ مَوْلانَا بِبَيْتَيْنِ مِنْ شِعْرِي وَكَمْ بَيْتِ شْعِرٍ زَادَ فِي الفَضْلِ قَدْرُهُ ... عَلَى بَيْتِ مَالٍ مِنْ لُجَيْنٍ وَمِنْ تُبْرِ وَإِنِّي عَلَى عَدَمِي لَصاحِبُ همَّةٍ ... لَهَا مَذْهَبٌ بَيْنَ المَجَرَّةِ وَالنّسْرِ 6745 - تَعَذَّرَ قِرطاسٌ وَفي الظَّهرِ بُلْغَةٌ ... وَأَنتَ كَريمٌ طَيّبُ الأَصلِ فَاعْذِرِ 6746 - تَعَذَّرَ كُلُّ شَيءَ مِن مُرادِي ... فَلَو أَنّي أَرَدتُ المَوتَ فَرَّا أَبُو يُوسفَ يَعقوب بن أَحمَدَ بن محمَّد من شعراءِ (يتيمَةِ الدَّهرِ): 6747 - تَحَرَّضَ لِلسّيَادة يَشتَهيهَا ... وَليسَ هُنَاكَ آلاتُ السِّيَادَه بَعْدَهُ: كَعِنِّينٍ أرَادَ نِكَاحَ بِكْرٍ ... فَلَمْ يَقْدِرْ فَمَالَ إِلَى القِيَادَه أعرابِيَّة: 6748 - تَعَرَّضَ مِن ذبُيانَ مَن لَو لَقِمْتُهُ ... بِيَومٍ حِفاظٍ لَم يَسُدَّ لَهَاتي بَعْدَهُ: وَلَو أَنَّ هَابِي الرِّيح يَجْعَلكمْ ... قَذًى لأعْيِنَنَا مَا كُنْتُمُ بِقَذَاةِ 6749 - تَعَرَّ مَعَ الإِخوانِ مِنِ لبسَةِ الكِبْرِ ... تَوقَّ خلَافَ اللَّهِ في السّرِ وَالجَهْرِ 6750 - تَعزَّ إِذَا رُزِئْتَ فخَيرُ دِرعٍ ... تُسُرْبِلَ لِلمَصائِبِ دِرعُ صَبْرِ مَاتَ لِيَحْيَى خَالِدٍ البَرْمَكِيّ بَعْضُ الحُرَمِ فَعَزَّاهُ أعْرَابِيٌّ فَقَالَ الوَزِيْرُ: تَقْدِيْمُ الحُرَم مِنَ النِّعَمِ وَأنْشَد: تَعَزَّ إِذَا رُزِيْتَ فَخَيْرُ دُرْعٍ. البيتُ وَبَعْدَهُ. وَلَمْ أرَ نِعْمَةً شَمَلَتْ كَرِيْمًا ... كَعَوْرَةِ مُسْلِمٍ سُتِرَتْ بِقَبْرِ ¬
وقَالَ بَعْضُ الطَّاهِرِيْنَ وَأظُنَّهُ أخَذَهُ مِنْ هَذَا (¬1): لِكُلِّ أبي أُنْثَى إِذَا مَا تَرَعْرَعَتْ ... ثلاثَةُ أصْهَارٍ إِذَا ذُكِرَ الصِّهرُ فَبَعْلٌ يُرَاعِيْهَا وَخَدْرٌ يَصونُهَا ... وَقَبْر يُوَارِيْهَا وَخَيْرَهُمُ القَبْرُ وقَالَ البُحْتُرِيُّ (¬2): أتَبْكِي مَنْ لا يُنَازَل بِالسَّيْفِ ... مُشِيْحًا وَلَا يَهُزُّ اللِّوَاءَا لَيْسَ مِنْ زِيَنْ الحَيَاةِ كَعَدِّ ... اللَّهِ مِنْهَا الأمْوَالَ وَالأبْنَاءَا وَتَلَقَّتْ إِلَى القَبَائِلِ فَانْظُر ... أُمَّهَاتٍ يُنْسبْنَ أمْ آبَاءا وَلَعُمْرِي مَا العَجْزُ عِنْدِي إِلَّا ... أنْ تِبيتَ الرِجَالُ تَبْكِي النِسَاءَا البُحتُريّ: 6751 - تَعَزَّ بِالصَّبرِ وَاستَبدِل أَسًى بِأَسًى ... فَالشَّمسُ طالِعَةٌ إِن غُيِّبَ القَمَرُ 6752 - تَعَزَّ بِحُسنِ الصَّبرِ عَن كُلِّ هَالِكٍ ... فَفي الصَّبرِ مَسلاةُ الهُمومِ اللَّوازِمِ بَعْدَهُ: إِذَا أنْتَ لَمْ تَصْبِرْ عَزَاءً وَحِسْبَةً ... سَلَوْتَ عَلَى الأيَّامِ مِثْلَ البَهَائِمِ وَيُرْوَى: إِذَا أنْتَ لَمْ تَسْلُ اصْطِبَارًا وَحِسْبَةً. . . البَيْتُ. الحمَّانِيُّ العَلَوِيُّ: [من الطويل] 6753 - تَعَزَّ بصَبرٍ لَا وَجَدّكَ لَا تَرَى ... عِراصَ الحِمى أُخرَى اللَّيالي الغَوَابرِ ¬
بَعْدَهُ: كَأَنَّ فُؤَادِي مِنْ تذَكُّرِهِ الحِمَى ... وَأهْلِ الحِمَى يَهْفُو بِهِ رِيشُ طَائِرِ وَيُرْوَيَانِ لِعَبْدِ اللَّهِ بن نُمَيْرٍ بن خَرْشَةَ الثَّقَفِي ذَكَرَهُ الحَمْدُونيُّ. الرَّضِيُّ الموسَوِيُّ: 6754 - تَعَزُّزُ الحُبِّ إِلَى ذلَّةٍ ... وَنَاقِصُ الحُبِّ إِلى زَائِدِ بَعْدَهُ: أرَى غَدِيرًا شَبِمًا مَاؤُهُ ... فهَلْ لِذَاكَ المَاءِ مِنْ وَارِدِ مَنْ لِي بِهِ مِنْ عَسَلٍ ذَائِبٍ ... يَجْرِي خِلالَ البَرَدِ الجَامِدِ إبراهيم بن كنَفٍ: 6755 - تَعَزَّ فَإِنَّ الصَّبرَ بالحُرّ أَجمَلُ ... وَلَيس عَلَى رَيبِ الزَّمانِ مُعَوَّلُ أبْيَاتُ ابن كَنَفٍ: تَعَزَّ فَإنَّ الصَّبْرَ بِالحُرِّ أجْمَلُ. فَلَو كَانَ يُغْنِي أنْ يُرَى المَرْءُ جَازِعًا ... لِنَازِلَةٍ أو كَانَ يُغْنِي التّذَلُّلُ لَكَانَ التَّعَزِّي عِنْدَ كُلِّ مُصِيْبَةٍ ... وَإِنْ عَظُمَتْ مِنَّا أجَلُّ وَأفْضَلُ فَكَيْفَ وَكُلٌ لَيْسَ يَعْدُو حِمَامَهُ ... وَمَا لامْرىٍ عَمَّا قَضَى اللَّهُ مَرْحَلُ فَإنْ تَكُ الأيَّامُ فِيْنَا تَبَدَّلَتْ ... بُؤْسَى وَنُعْمَى وَالحَوَادِثُ تَفْعَلُ فَمَا لَيْتَ مِنَّا قَنَاةً صلِيْبَةً ... وَلَا ذَلَّلَتْنَا للَّذِي لَيْسَ يُحْمَلُ وَلَكِنْ رَحَلْنَاهَا نُفُوسًا كَرِيْمَةً ... تَحْمِلُ مَا لا يُستَطَاعُ فَتَحْملُ وَقَيْنَا بِعَزْمِ الصَّبْرِ مِنَّا نُفُوسَنَا ... فَصَحَّتْ لنَا الأعْرَاضُ وَالقَومُ هزلُ فَإنْ تَرَنَا هَزْلَى فَأعْرَاضنَا ... لنَا مُوَفَّرَةٌ مِمَّا نَجُودُ وَتَبْخَلُ غَضضْنَا مِنَ الأبْصَارِ كَيْ لا يَقُودَنَا ... إِلَى طَمَعٍ فِيْهِ عَلَى الحُرِّ مَدْخَلُ ¬
6756 - تَعَزَّ فَكَم لَكَ مِن أُسوَةٍ ... تُبَرِّدُ عَنكَ غَليلَ الحَزَنْ وَيُرْوَى: تَعَزَّ فِي مَنْ مَضَى أسْوَةٌ ... وَإنَّ العَزَاءَ يُسَلِّي الحَزَنْ تَعَزَّ فَكَمْ لَكَ مِنْ نَكْبَةٍ ... تُسَكِّنُ عَنْكَ غَلِيلَ الشَّجَنْ بِمَوتِ النَّبِيِّ وَقتلِ الوَصِيِّ ... وذَبْحِ الحُسَيْنِ وَسُمِّ الحَسَنْ وُجِدَتْ مَكْتُوبَةٌ عَلَى قَبْرٍ. الرّضيُّ الموسَوِيُّ: 6757 - تَعَزَّ ما اسطَعتَ فَالدُّنيا مُفارِقَةٌ ... وَالمَوتُ يُعْتِقُ وَالمَغرورُ في شُغُلِ 6758 - تَعَزَّوا بِيأَسٍ عَن هَوايَ فَإِنَّني ... إِذَا انصَرَفَت نَفسي فَهَيهَاتَ مِن رَدِّ نصرُ بن سَيَّارٍ: 6759 - تَعَزِّي عَن زَمانِكِ ثُمَّ قُولِي ... عَلَى الإِسلامِ وَالدُّنيا السَّلَامُ وَمِنْ بَابِ (تَعَزَّى) قَوْلُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ زِيَادَةَ (¬1): تَعَزَّى عَنْ زيَادَةَ كُلُّ مَوْلًى ... خَلِيْلًا تأوَّبَهُ الهُمُومُ وَكِيْفَ تَجَلُّدُ الأذْنَيْنِ عَنْهُ ... وَلَمْ يُقْتَل بِهِ الثَّارُ المُنِيْمُ وَلَو كُنْتُ المُصَابَ وَكَانَ حَيًّا ... لَشَمَّرَ لا إلف وَلَا سُؤومُ أَبُو فراسٍ: 6760 - تَعِسَ الحَريصُ وَقَلَّما يَأَتي بِهِ ... عِوَضاَ مِنَ الإِلحَاحِ وَالإِلحافِ ¬
الطَّالِقَانِيُّ: 6761 - تَعِسَ الزَّمانُ لَقَد أَتى بِعَجائبٍ ... وَمَحَا رُسومَ الفَضْلِ وَالآدابِ أبْيَاتُ الطَّالْقَانِيّ: تَعَسَّرَ الزَّمَانُ. البيتُ وَبَعْدَهُ. وَأَتَى بِكِتَابٍ لَو انْبَسَطَتْ يَدِي ... فِيْهُمُ رَدَدْتهُم إِلَى الكُتَّابِ لا يَفْرِقُونَ إِذَا الكِتَابَةُ فُصِّلَتْ ... مَا بَيْنَ عنَّابٍ إِلَى عَنَّابِ نَعَمٌ مِنَ الأنْعَامِ إِلَّا أنَّهُمْ ... مِنْ بَيْنِهَا خُلِقُوا بِلا أذْنَابِ هَبْلتْكَ أمُّكَ هَبْكَ مِنْ بَقَرِ الفَلا ... مَا كُنْتَ تَلْفِظُ مَرَّةً بِصَوابِ هَذَا البَيْتُ الأخِيْرُ يَنْظُرُ إِلَى قَوْلِ ابن مَيَّادَةَ فِي خَالِدِ بنِ طَلِيْقٍ القَاضِي. يَا عَجَبًا مِنْ خَالِدٍ كَيْفَ لا ... يَنْطِقُ فِيْنَا مَرَّةً بِالصَّوَابِ وَهَذِهِ أبْيَاتُ الطَّالْقَانِيّ تُرْوَى لابنِ الرُّومِيّ. وَتُرْوَى للحجَّامِ الأهْوَازِيّ. وَرَوَاهَا الثَّعَالِبِيّ لابنِ عَرُوسٍ. وَتُرْوَى لِعَقِيْل بنِ نَصْرٍ مِنْ سُكَّانِ الأنْدَلُس. قَوْلُهُ رَددتهُم إِلَى الكتاب خَطاءٌ لأَنَّهُ ذَهَبَ فِيْهِ إِلَى رَدِّهِم إِلَى مَوْضِع التَّعْلَيْم وَإِنَّمَا يُسَمَّى المَكْتَبُ. 6762 - تَعِستُم جَميعًا مِن وجوهٍ لِبَلدَةٍ ... تَكَنَّفَكُم جَهلٌ وَلَومٌ فَأَفرطَا 6763 - تَعَشَّقتكم طِفلًا وَلَم أَعرِف الهَوى ... فَشابَ عَذاري وَالغَرامُ بِكُم طِفلُ قَبْلَهُ: يَمِينًا بِهَا أنْ لا أحُولَ وَلَا أسْلُو ... وَلَو فَتَكَتْ فِي مُهْجَتِي الحَدَقُ النجْلُ وَكَيْفَ سُلوِّي عَنْ هَوَاكُم أحِبَّتِي ... وَمَا فِيَّ عُضْوٌ مِنْ مَحَبَّتِكُم يَخْلُو تَعَشَّقْتُكُم طِفْلًا. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: يُعَنِّفُنِي العُذَّالُ فِيكُمْ جَهَالَةً ... وَحَاشَى لِمِثْلِي أنْ يُغَيِّرَهُ العَذْلُ ¬
6764 - تَعَشَّقتكم طِفلًا وَلَم أَعرِف الهَوى ... فَلَا تَقتُلوني إنَّني مُتَعَلِّمُ 6765 - تَعَشَّقتُ لَيلى وَهِيَ ذاتُ ذَوائِبٍ ... وَلَم يَبدُ لِلأَترابِ مِن ثَديها حَجمُ بَعْدَهُ: صَغِيرَيْنِ نَرْعَى البَهْمَ يَا لَيْتَ أنَّنَا ... إِلَى اليَوْمِ نَكْبَر وَلَمْ تَكْبَرِ البَهْمُ وقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ (¬1): تَعَشَّقْتُ لَيْلَى وَهِيَ ذَاتُ ذُؤابَةٍ ... تَردُّ عَلَيْنَا بِالعَشِيِّ المَرَامِيَا فَشَابَ بَنُو لَيْلَى وَشَابَ بنُو ابْنِهَا ... وَهَذِي بَقَايَا حُبِّ لَيْلَى كَمَا هِيَا سَمِعَ بَعْضُهُم مُنْشِدًا يَقُولُ: صَغِيرَيْنِ نَرْعَى البهْمَ. . . البَيْتُ، وَهُوَ يُؤذِّنُ، فَأرَادَ أنْ يَقُولَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، فَقَالَ: حَيَّ عَلَى البَهْمِ. 6766 - تَعَشَّقتُ لَيلَى وَهِيَ طِفلٌ غَريرَةٌ ... تَغَذَّى بِأَلبانِ النِساءِ وَتُرضَعُ محمَّدُ بن وُهَيبٍ الحِميَرِيَّ: 6767 - تَعَصَّبَ تَاجَ المُلكِ في عُنفُوانِهِ ... وَأَطَّتِ بهِ عَصرَ الشَبابِ المنابِرُ كَانَ هَذَا مُحَمَّدُ بنُ وَهِيْبٍ الحِمْيَرِيُّ لَمَّا قَدَمَ المَأمُونُ مِنْ خُرَاسَانَ مُضَاعًا مُطَّرِحًا إِنَّمَا يَتَصَدَى للعَامَّة وَصِغَارِ الكُتَّابِ وَالقُوَّادِ بِالمَدِيْحِ فَيَحْظَى مِنْهُم بِاليَسِيْرِ مِنَ الرِّفْدِ فَلَمَّا هَدَأتِ الأمُورُ وَاسْتَقَرَّت وَاسْتَوسَقَتْ جَلَسَ أَبُو مُحَمَّد الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ مُنْفَرِدًا بِأهْلِهِ وَخَاصَّتِهِ وَذوِي مَوَدَّتِهِ وَمضن يَقْرُبُ مِن أنْسِهِ فَتَوَسَّلَ مُحَمَّد بن وَهِيْبٍ حَتَّى وَصَلَ إلَيْهِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الشُّعَرَاءِ فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ اسْتَأذَنَ فِي الإنْشَادِ وَأنْشَدَ قَصِيْدَتَهُ الَّتِي أوَّلُهَا: وَدَائعُ أسْرَارٍ طَوَتْهَا السَّرَائرُ ... وَبَاحَتْ بِمَكْنُونَاتِهِنَّ الضَّمَايِرُ ¬
حَتَّى انْتَهَى فِيْهَا إِلَى قَوْلِهِ: إِلَى الحَسَنِ البَانِي المَعَالِي سَمَتْ بِنَا ... عَوَالِي المُنَى حَيْثُ الحَيَا المُتَظَاهِرُ إِلَى الأمَلِ المَبْسُوطِ وَالأجَلِ الَّذِي ... بِأعْدَائِهِ تَكْبُو الحُدودُ العَوَاثِرُ فَتَى أنْبَعَتْ عَيْنَ المَكَارِمِ كَفُّهُ ... يَقُومُ مَقَامَ القَطْرِ وَالرَّوْضِ دَاثِرُ تَعَصَّبَ تَاجَ المِلْكِ فِي عُنْفُوانِهِ. البيتُ وَبَعْدَهُ. تُعَظِّمُهُ الأوهَامَ قَبْلَ عِيَانِهِ ... وَيَصْدُرُ عَنْهُ الطَّرْفُ وَالطَّرْفُ حَاسِرُ بِهِ تُجْتَنَى النُّعْمَى وَتُسْتَدْرَكُ المُنَى ... وَتُسْتَكْمَلُ الحُسْنَى وَتُرْعَى الأوَاصرُ أهَابَ بنَا دَاعِي نَوَالِكَ مُؤذِنًا ... بِجُودِكَ إِلَّا أَنَّهُ لا يُحَاورُ وَلَمَّا رَأَى اللَّهُ الخَلافَةَ قَدْ وَهَتْ ... دَعَائِمُهَا وَاللَّهُ بِالأمْرِ خَابِرُ بَنَى بِكَ أرْكَانًا عَلَيْهَا مُحِيْطَةً ... وَسَقْفَ سَمَاءٍ أنْشَأتْهُ الحَوَافِرُ وَلَو لَمْ تَكُن إِلَّا بِنَفْسِكَ فَاخِرًا ... لَمَا نُسِبَتْ إِلَّا إلَيْكَ المَفَاخِرُ قَالَ: فَطَربَ أَبُو مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ عَنْ سَرِيْرِهِ إِلَى الأرْضِ، وقَالَ: أحْسَنْتَ وَاللَّهِ وَأجْمَلْتَ وَلَو لَمْ تَقُل قَطْ وَلَا تَقُولُ فِي بَاقِي دَهْرِكَ إِلَّا هَذَا لَمَا احْتَجْتَ إِلَى القَوْلِ بَعْدَهُ وَأمَرَ لَهُ بِخَمْسَةِ آلافِ دِيْنَارٍ. البُحتري يخاطب أحمد بن سُلَيمان: 6768 - تَعَصَّبْ لِلْسَّمِيِّ أَخًا وَوُدًّا ... فَقَد يَجِبُ التَعَصُّبُ للسَّمِي مَحمودٌ الوَّراقُ: 6769 - تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ ... هَذَا مُحالٌ في القِياسِ بَديعُ بَعْدَهُ: لَو كَانَ حُبُّك صَادِقًا لأطَعْتَهُ ... إِنَّ المُحِبَّ لِمَن أحَبَّ مُطِيعُ وَيُرْوَيَانِ لإبْرَاهِيمِ المُهَلَّبِيّ. ¬
الرضيُّ الموسَوِيُّ: 6770 - تَعَطَّلَتِ الأَحشاءُ مِن كُلِّ أَنَّةٍ ... فلَا القُربُ يُصْبُيني وَلَا البُعدُ شَائِقي بَشَارٌ: 6771 - تُعطِي الغَزيرَةُ دَرَّهَا فَإِذَا أَبَت ... كِانَت مَلامَتُهَا عَلَى الحَلَّابِ بَعْدَهُ: طَالَ الثَّواءُ عَلَى تَنَطُّرِ حَاجَةٍ ... شَمطَتْ لَدَيْكَ فَمُرْ لَهَا بِجَوَابِ محمّد بن وُهيبٍ: 6772 - تعَظِّمُهُ الأَوهَامُ قَبلَ عيَانِهِ ... وَيَصدُرُ عَنهُ الطَّرفُ وَالطَّرفُ حَاسِرُ النُعمان بن المُنذر: 6773 - تَعفُو المُلوكُ عَنِ العَظيمِ ... مِنَ الدُّنوبِ لِفَضلِهَا بَعْدَهُ: وَلَقَدْ تُعَاقِبُ فِي اليَسِيرِ ... وَلَيْسَ ذَاكَ لجَهْلِهَا إِلَّا لِيُعْرَفَ فَضْلُهَا ... وَيُخَافَ شِدّةُ نَكْلِهَا قَالَ أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بن عُبَيْدِ اللَّهِ البَلْعَمِيّ: مَا سَمِعْتُ شعْرًا أدلّ عَلَى أَنَّهُ قَوْلُ مَلِكٍ مِنْ قَولِ النُّعْمَانِ هَذَا وَيُقالُ: إِنَّهُ لِرَجُلٍ من بني يَشكُر؛ فَمِنْ حَدِيثِهِ أَنَّ النُّعْمَانَ بن المُنْذِرِ خَرَجَ مُتَنَكِّرًا، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ يَشْكُرِيٌّ، فَقَالَ لَهُ: أتَعْرِفُ النُّعْمَانَ؟ فَقَالَ: ألَيْسَ ابْنُ سَلْمَى؟ قَالَ: نَعَم. قَالَ: طَالَمَا أمْرَرْتُ يَدي عَلَى فَرْجِهَا، فَلَحقَ خَيْلَهُ، ثُمَّ قَالَ لليَشْكُرِيّ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: أبَيْتَ اللَّعْن، وَاللَّهِ مَا رَأيْتَ شَيْخًا أكْذَبَ، وَلَا ألأَمَ، وَلَا أوْضَعَ، وَلَا أعَضَّ بِبَضَرِ أمّهِ مِنِّي، فَضَحِكَ، وَخَلَّاهُ، ¬
فَأنْشَأ اليَشْكُرِيُّ يَقُول: تَعْفُو المُلُوكُ عَنِ العَظِيْمِ. . . الأبْيَاتُ الثَّلاثُ. وَمِثْلُهُ: قِيلَ: انْقَطَعَ عَبْدُ المَلِكِ بن مَرْوَانَ عَن أصْحَابِهِ، فَلَقِيَهُ أعْرَابِيٌّ، فَقَالَ لَهُ: أَتَعْرِفْ عَبْدَ المَلِك؟ قَالَ: نَعَم. جَائِرٌ بَائِرٌ ظَلُومٌ مَشُومٌ. قَالَ: وَيْحَكَ أَنَا عَبْدُ المَلِك. قَالَ: لا حَيَّاكَ اللَّهُ، وَلَا بَيَّاك، وَلَا قَرَّبَكَ، وَلَا رَعَاكَ أكَلْتَ مَال اللَّهِ، وَضَيَّعْتَ حرْمَتَهُ، وَكَفَرْتَ نِعْمَتَهُ، فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ: وَيْحَكَ أقْصِرْ، فَإنَّني أنْفَعُ، وَأضرُّ. قَالَ: لا رَزَقَنِي اللَّهُ نَفْعَكَ، وَلَا دَفَعَ عَنِّي ضرَّكَ، فَلَمَّا وَصَلَتْ خَيْلُهُ عَلِمَ صدْقَهُ، فَقَالَ يَا أمِيرَ المُؤمِنِينَ: اعفُ عَنِّي، وَاكْتُمْ مَا جَرَى بَيْنَنَا، فَالمَجَالِسُ بِالأمَانَاتِ، فَضحِكَ، وَخَلَّاهُ، وَعَفَا عَنْهُ. صُرَّدُرّ: 6774 - تَعفُو المنازِلُ إِن نَأَوا ... عَنهَا وَتَغبَرُّ البِلادُ بَعْدهُ: والحيُّ أولى بالبلَى ... شوقًا إذا بَلِيَ الجَمادُ مُسلِم بن الوليدِ: 6775 - تَعَلَّقْتكم من قَبلِ أَن أَعْرِفَ الهَوى ... فَلَا تَقتُلونِي إنَّني مُتَعَلِّمُ أَبُو بَكرٍ العَنبريُّ: 6776 - تَعَلَّقْتُهَا بِالأَمسِ خِلوًا مِنَ الهَوى ... فَقَد شَغَلَتني اليَومَ عَن كلِّ شَاغِلِ قَبْلَهُ: أيَا نَفَحَاتِ الرِّيْحِ مِنْ أرْضِ بَابِلٍ ... بِحَقِّ الهَوَى ألا حَمَلْتِ رَسَائِلِي فَإنَّ بِصَحْرَاءِ الغُمَيْرِ مَنَازِلًا ... لأحْبَابِنَا أكْرِمْ بِهَا مِنْ مَنَازِلِ وَفِيْهَا الَّتِي هَامَ الفُؤَادُ بِذِكْرِهـ ... ــــا وَكَمْ سَائِلٍ لَمْ يَحْظَ مِنْهَا بِطَائِلِ ¬
تعلقتها بالأمس. . البيت ابن هندُو: 6777 - تَعَلُّمُ أَحكامِ النُجومِ إِضاعَةٌ ... لأَيَّامِ عُمرٍ يَنقَضي فَيَفُوتُ بَعْدَهُ: وَمَا يَعْلَمُ الإنْسَانُ ما كَسْبُهُ غَدًا ... وَمَا يَعْلَمُ الإنْسَانُ أيْنَ يَمُوتُ سُويدُ بن مَنجُوفٍ: 6778 - تَعَلَّم إِنَّ أَكثَرَ مَن تُواخي ... وَإن ضَحكُوا إليكَ هُمُ الأَعادي قَبْلَهُ: وَكَتَبَ بِهِ سُوَيْدُ بنُ منجُوفٍ إِلَى مُصْعَبُ بن الزُّبَيْرِ: فأبْلِغْ مُصعَبًا عَنِي رَسُولًا ... وَهَلْ يُلْغَى النَّصِيحُ بِكُلِّ وَادِ تَعَلَّمْ إِنَّ أكثَرَ مَنْ تُوَاخِي. . . البَيْتُ. وَهَذَان البَيْتَانِ لِبَعْضِ الأعْرَابِ أخَذَهُمَا سُوَيْدُ بنُ مَنجُوفٍ، فَغَيَّرَ لَفْظَ البَيْتِ الأوَّلِ، وادَّعَاهُمُا كَمَا جَرَتْ بِهِ عَادَةُ العَرَبِ. وَالرِّوَايَةُ: "فَأَبْلِغْ عَامِرًا عَنِّي رَسُولًا وَهَل تَجِدُ النَّصِيْحَ بِكُلِّ وادِ". تَعَلَّمْ إِنَّ أكثَرَ مَنْ تُوَاخِي. . . البَيْتُ. عَمرُو بن مسعَدَةَ: 6779 - تَعَلَّمتُ أَسبابَ الرِّضا خَوفَ سُخطِهَا ... وَعَلَّمَها حُبّي لَها كَيفَ تَغضَبُ قَبْلَهُ: وَمُسْتَعْذِبٍ لِلْهَجْرِ وَالوَصْلُ أعذَبُ ... أُكَاتِمُهُ حُبِّي فَيَنْأى وَأقْرَبُ تَعَلَّمْتُ أسْبَابَ الرِّضَا. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: وَلِي ألْفُ بَابٍ قَدْ عَرفْتُ طَرِيقَهَا ... وَلَكِنْ بِلا قَلْبٍ إِلَى أيْنَ أذْهَبُ ¬
وَمِنْ بَابِ (تَعَلَّمْتُ) قَوْلُ ابْنُ نُبَاتَةَ السَّعْدِيّ (¬1): خَلِيْلَيَّ لِي مِنْ عزْمَتِي دُونَ أخْوَتِي ... أخٌ هُوَ أحَفَى بِي دُونَ أَبِي أبُ تَعَلَمْتُ حَتَّى لَمْ أدَعْ مُتَعَلِّمًا ... وَجَرَّبْتُ حَتَّى لَمْ أجِدْ مَا يُجَرَّبُ وَأدَّبَنِي دَهْرٌ بِكَرِّ صُرُوُفِهِ ... عَلَيَّ وَصرْفُ الدَّهْرِ نِعْمَ المُؤدِّبِ وَلَسْتُ أرَى كَسْب الدَرَاهِمِ نَافِعِي ... إِذَا لَمْ يَكُنْ لِي فِي المَكَارِمِ مَكْسَبُ وَلِيْ هِمَّةٌ لا تَطْلِبُ المَالَ لِلْغنَى ... وَلَكِنَّهَا مِنْكَ المَوَدَّة تَطْلِبُ إِذَا كَاَنَتِ الأشْيَاءُ دُونَكَ كلُّهَا ... فَغَيْرُ مَلُومُ أنْ يُقَصَّرُ مُسْهِبُ 6780 - تَعَلَّمتُ حَتَّى مِن كِلَابٍ عُواءَهَا ... لَعَمري لَقَد أَسرَفتُ في طَلَبِ العِلمِ الخَوارزميّ يَمدَحُ: 6781 - تَعَلَّمتَ فِعلَ الدَّهرِ ثُمَّ سَبَقتُهُ ... فَأَنسانيَ التّلميذُ فِعلَ المُعَلِّمِ فِي المَثَلِ: آفَةُ العلْمِ النّسْيَانُ. قَالَ النَّسَّابَةُ البَكْرِيُّ إِنَّ للعِلْمِ آفَةٌ ونَكَدًا أو اسْتِجَاعَةً فآفَتهُ نسْيَانُهُ وَنَكدَهُ الكَذِبُ فِيْهِ وَهَجَّنَتْهُ نشرُهُ فِي غَيْرِ أهْلِهِ وَاسْتِجَاعَتِهِ أنْ لا يُشْبَعَ مِنْهُ. وَسُئِلَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الفُرْسِ أيُّ المَكْنُوزُ أجَلّ؟ فَقَالَ العِلْمُ الَّذِي خَفَّ مَحْمَلُهُ فَهُوَ فِي المَلاءِ جمَالٌ وَفِي الوَحْدةِ أنْسٌ يَروس صاحِبُهُ وَيَنْبُلُ بِهِ طَالِبُهُ. وَالمَالُ مَحْمَلُهُ ثَقِيْلٌ وَالهَمُّ بِهِ طَوِيْلٌ إِنْ كَانَ صاحِبُهُ فِي المَلاءِ شَغلَهُ الفِكْرُ فِيْهِ وَإِنْ كَانَ وَحِيْدًا أرَّقَتهُ حِرَاسِتُهُ. أَحمَدُ بن إسمَاعِيل: 6782 - تَعَلَّمتُ مِمّا قُلتَهُ وَفَعَلتَهُ ... فَأَهدَيتُ حُلوًا مِن جَنايَ لِغارِسي 6783 - تَعَلَّم فَإِنَّ العِلمَ أَزيَنُ لِلفَتى ... مِنَ الحُلَّةِ الحَسناءِ عِندَ التَكَلُّمِ ¬
عَبد اللَّه بن المبَاركِ: 6784 - تَعَلَّم فَلَيسَ المَرءُ يُخلَقُ عَالِمًا ... وَلَيسَ أَخو عِلمٍ كمَن هُوَ جَاهِلُ بَعْدَهُ: وَإنَّ كَبِيرَ القَومِ لا عِلْمَ عِنْدَهُ ... صَغِير إِذَا التفَّتْ عَلَيْهِ المَحَافِلُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُبَارَك الحَافِظُ المَرُوزِيُّ مَوْلِدُهُ سَنَةُ 118، وَوَفَاتهُ سَنَةُ 181 هـ. أَبُو هلَالِ بن سَهلٍ: 6785 - تَعَلَّم مَا جَهِلتَ تَعِشْ حَميدًا ... وَقَيِّد مَا تَعَلَّمُ بِالكِتابِ بَعْدَهُ: وَزِدْ فِي شَكْلِ مَا قَيَّدْتَ مِنْهُ ... وَإِلَّا نَدَّ عَنْ عَقْلِ الصَّوَابِ أَبُو نصرٍ العُتبيُّ: 6786 - تَعَلَّم مِنَ الأَفعَى أَمَّا لَكَ طَبعُهَا ... وَآنِسْ إِذَا أُوحِشْتَ تُعْفَ عَن الذَمِّ شاعِرٌ مصرِيٌّ: 6787 - تَعنُو لَهُ الكُتَّابُ عِلمًا أَنَّهُ ... فيهِم أَغَرُّ لَدى الكتابِ مُشَهَّرُ بَعْدَهُ: يَجْلُو دُجَى التَّعْقِيدِ واضِحُ قَوْلِهِ ... وَتَفِيْضُ مِنْهُ فِي المَحَافِلِ أبْحُرُ وَكَأنَّمَا الرَّوضُ المُنَوَّرُ خَطّه ... وَكَأنَّمَا الألفَاظُ مِنْهُ جَوْهَرُ وَمِنْ بَابِ (تَعَوَّدَ) قَوْلُ شاس بن المَلِكُ زُهْرٍ فِي عَنْتَرَةَ العَبْسِيِّ (¬1): تَعَوَّدَ بَذل النَّفْسِ وَالمالِ وَالهَوَى ... وَكُلّ امْرِئٍ جَارٍ عَلَى مَا تَعَوَّدَا ¬
زِيَادٌ الأعجَمُ: 6788 - تَعَوَّدَ بَسطَ الكَفِ حَتَّى لَو أنَّهُ ... ثَناهَا لِقَبضٍ لَم تُطِعْهُ أَنامِلُه وَمِنْ بَابِ (تَعَوَّدَ) قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ الخَوَارِزْمِي فِي تَاشٍ (¬1): تَعَوَّدَتَ أنْ تَلْقَى المَزَارِيْقَ فِي الدُّجَى ... بِظَهْرِكَ فَوْقَ الفَرْشِ وَالوَجْهُ غَايِبُ فَقِسْتُ وَوَلَّيْتُ المَزَارِيْقَ فِي الوَغَّى ... فَقَالَ وَمَا كُلُّ المَقَايِيِسِ وَاجِبُ وَقَدْ جَاءَ قَولُ أَبِي الأسْوَدِ مُطَابِقًا لِهَذَا المَعْنَى. أَبُو تَمَّامٍ: 6789 - تَعَوَّدتُ الهَوى طِفلًا وَكَهلًا ... وَعاداتُ الفَتَى بَعضُ الطِّباعِ أبْيَاتُ أَبِي تَمَّامٍ، أوَّلُهَا: لَئِنْ كَانَ الفِرَاقُ دَعَاكَ دَاعٍ ... إلَيْهِ وَلَا أقَلَّ مِنَ الوَدَاعِ وَقُلْتَ اصْبُرْ وَكَانَ الصَّبْرُ صَبْرًا ... وَلَيْسَ مُسَاعِدُ بِالمُسْتَطَاعِ وَهَل يَشْكُو الهَوَى مَنْ كَانَ مِنْهُ ... تَشَرَّبَهُ الفؤادُ مَعَ الرِّضاعِ تَعَوَّدْتُ الهَوَى طِفْلًا وَكَهْلًا. البيتُ وَبَعْدَهُ. وَلَمْ أكُ قَبْلَ لَيْلَى قَطُّ أدْرِي ... بِأنَّ الأُدْمَ تَلْعَبُ بِالسِّبَاعِ 6790 - تَعَوَّدتُ مَسَّ الضُّرِّ حَتَّى أَلِفتُهُ ... فَأَسلَمَني حُسنُ العَزاءِ إِلى الصَّبْرِ قالَ محمودٌ الورَّاقُ. أنشدتُ الفَضلَ بن أَبِي الحارث البَهراميَّ: "تَعَوَّدْتُ مَسَّ الضُّرِ حَتَّى ألِفْتُهُ. . . " البَيْتُ، فَأنْشَدَنِي فِي هَذَا المَعْنَى: ثَوَيْنَا عَلَى السَّرَّاءِ حَتَّى كَأنّنَا ... لطُولِ ثَواءٍ قَدْ أَمِنَّا مِنَ الضُّرِّ ¬
وَلَمَّا اسْتَحَالَ الدَّهْرُ وَالدَّهْرُ مُولعٌ ... بِإقْدَامِهِ فِي حَالتَيْهِ عَلَى الحُرِّ سَكَنَّا إِلَى الضَّرَّاءِ مَانَشْتَكِي لَهَا ... كَأنَّا بَنُوهَا لِلتَّآلُفِ وَالصَّبْرِ فَمَا زَادَنَا بَغْيًا يَسَارٌ وَلَا غِنًى ... وَلَا حَطَّتِ الأقْدَارَ نَازِلَةُ الفَقْرِ أَبُو الأَسوَدُ الدُؤَليُّ: 6791 - تَعَوَّدَهُ في مَا مَضى مِن شَبابِهِ ... كَذَلِكَ تَدعُو كُلَّ أَمرٍ أَوائِلُه سَلْمُ بن خُوشبٍ الأنماري في فرسٍ: 6792 - تَعَوَّذُ بِالرُّقَى مِن كُلِّ خَبْلٍ ... وَتُعقَدُ في قَلَائدِهَا التَّميمُ أَبُو غالب بن بشرانَ: 6793 - تَعَوَّض بِأُنسِ الصَّبرِ عَن وَحشَةِ الأَسى ... فَقَد فَارَقَ الأَحبابَ مِن قَبلِكَ الناسُ قَبْلَهُ: وَلَمَّا أثَاروا العِيسَ لِلْبَينِ بَيَّنَتْ ... غَرَامِي لِمَن حَوْلي دُمُوعٌ وَأنْفَاسُ فَقُلْتُ لَهُمْ لا بَأسَ بِي فَتَعَجَّبُوا ... وَقَالُوا الَّذِي أَبْدَيتَهُ كُلُّهُ بَاسُ تَعَوَّض بأنسِ الصَّبْرِ. . . البَيْتُ. عَبدُ الملكِ الحَارِثيُّ: 6794 - تُعَيِّرُنَا أنّا قَليلٌ عِدادُنَا ... فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ بَعْدَهُ: وَمَا قَلَّ مَنْ كَانَتْ بَقَايَاهُ مِثْلَنَا ... شَبَابٌ تَسَامَى لِلعُلا وَكهُولُ وَمَا ضَرَّنا أنَّا قَلِيلٌ وَجَارَنَا ... عَزِيْزٌ وَجَارُ الأكْثَرِيْنَ ذَلِيْلُ ¬
أَبُو نُوَّاسٍ: 6795 - تُعَيِّرُني الذُنوبَ وَأَيُّ ... حُرٍّ مِنَ الفتيانِ لَيسَ لَهُ ذنُوبُ أبْيَاتُ أَبِي نَوَّاسٍ، أوَّلُهَا: دعِ الأطْلالَ تَنْسِفُهَا الجنُوبُ ... وَتَبْلَى عَهْدَ جَدَّتِهَا الخُطُوبُ وَخَلِّ الرَّاكِبَ الوَجْنَاءَ أرْضًا ... تُحِبُّ بِهَا النَّجِيْبَة وَالنَّجِيْبُ ذَرِ الألبَانَ يَشْرَبُهَا رِجَالٌ ... رَقِيْقُ العَيْشِ عِنْدَهُمُ غَرِيْبُ إِذَا رَابَ الحَلِيْبُ فَبُل عَلَيْهِ ... وَلَا تَحرَج فَمَا فِي ذَاكَ حوُبُ فَأطْيَبُ مِنْهُ صَافِيَةٌ شمُولٌ ... يَطُوفُ بِكَأسِهَا سَاقٍ أدِيْبُ تَمُدُّ بِهَا إلَيْكَ يَدًا غلامٍ ... أغَنِّ كَأَنَّهُ رَشَاءٌ رَبِيْبُ يَنُوءُ بِرَدْفِهِ فَإِذَا تَمَشَّى ... تَثَنَّى فِي غَلائِلِهِ قَضيْبُ فَإنْ حَمَّشْتَهُ خَلَبْتَكَ مِنْهُ ... طَرَايِفُ تَسْتَخِفُّ لَهَا القلُوبُ يَكَادُ مِنَ الدَّلالِ إِذَا تَثَنَّى ... عَلَيْكَ وَمِنْ تَسَاقُطِهِ يَذُوبُ أعاذِلَ أقْصِرِي عَنْ بَعْض لَوْمِى ... فَرَاجِي تَوْبَتِي عِنْدي يخيبُ تُغَيِّرُ فِي الذُّنُوبِ وأيُّ حُرٍّ. البَيْتُ. الرضيّ الموسَوِيُّ: 6796 - تُعَيِّرُني تَلويحَ وَجهي وَإِنَّمَا ... نَضارَتُهُ مَدفونَةٌ في شُحوبِهِ الرضيّ الموسَوِيُّ: 6797 - تُعَيِّرُني شَيبي كَأَنّي ابتَدَعتُهُ ... وَمَن لِي بأَن يَبقى بَياضُ المَفارِقِ أبْيَاتُ الرَّضِيَّ: تُعَيِّرُنِي شَيْبِي. البَيْتُ. تَعَطَّلَتِ الأحْشَاءُ مِنْ كُلِّ أنَّةٍ ... فَلا العُرْبُ تُنْسِيْني وَلَا البُعْدُ شَايِقِي ¬
وَمَا فِي الغَوَانِي مِنْ سُرُورٍ لِنَاظِرٍ ... وَلَا فِي الخُزَامَى مِنْ نَسِيْمٍ لِنَاشِقِ يَقُولُ مِنْهَا: رَمَى اللَّهُ بِي مِنْ هَذِهِ الأرْضِ غَيْرَهَا ... وَقَطَّعَ مِنْ هَذَا الأنَامِ عَلائقِي فَكَمْ فِيْهُمُ مِنْ وَاعِدٍ غَيْرِ مُنْجِزٍ ... وكَمْ فِيْهُمُ مِنْ قَائِلٍ غيْرِ صَادِقِ وَأكْثَرُ مَنْ شَاوَرتَهُ غَيْرُ حَازِمٍ ... وَأكْثَرُ مَنْ صَاحَبْتَ غَيْر المُوَافِقِ وَمَا جَمْعِيَ الأمْوَالَ إِلَّا غَنِيْمَة ... لِمَن عَاشَ بَعْدِي وَاتِّهَامًا لِرَازِقِي أَبُو فراسٍ: 6798 - تَغابيتُ عَن قَومٍ فَظَنُّوا غَباوَةً ... بِمَفرِقِ أَغبانَا حَصًى وَتُرابُ بَعْدَهُ: وَلَو عَرِفُونِي بَعْدَ مَعْرِفَتِي بِهِمْ ... إذًا عَلِمُوا أنِّي حَضَرْتُ وَغَابُوا فِي المَثَلِ: "حِيْنَ تَقلينَ تَدْريْنَ". وَأصْلُ هَذَا أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ إِلَى قَحْبَةٍ، فَتَمَتَّعَ بِهَا، وَأعْطَاهَا جَذْرَهَا، وسَرَقَ مقلًى لَهَا، فَلَمَّا أرَادَ الانْصِرَافَ قَالَتْ لَهُ: قَدْ غَبَنْتُكَ لأنِّي كُنْتُ إِلَى ذَلِكَ العَمَلِ أحْوَجُ مِنْكَ، وَأخَذْتُ دَرَاهِمَكَ. فَقَالَ لهَا: حِينَ تَقْلِينَ تَدْريْنَ. يُضْرَبُ لِلْمَغْبُونِ يَظِنُ أنَّه الغَابِنُ غَيرِهِ. الرضيّ الموسَوِيُّ: 6799 - تَغاضَى عُيونُ النَّاسِ عَنّي مَهابَةً ... كَما تَتَّقي شَمسُ الضُحَى الأَعيُنُ الرُّمدُ أَبُو نُواسٍ: 6800 - تَغَافَلُ لِي كَأَنَّكَ واسِطيٌّ ... وَبَيتُكَ بَينَ زَمزَمَ وَالحَطيمِ قَبْلَهُ: حَلَفْتُ بِرَبِّ يَاسِينَ وَطَهَ ... وَأُمِّ الآي وَالذّكْرِ الحَكِيمِ ¬
لَئِنْ أصبَحْتُ ذَا جُرْمٍ عَظِيمٍ ... لَقَدْ أصبَحْتَ ذَا عَفْوٍ كَرِيمِ وَلِي جُرمٌ فَلا تَتَغَطّ عَنْهَا ... لِتَدْفَعَ حَقَّهَا دَفْعَ الغَرِيمِ تغَافَلُ لِي كَأَنَّكَ وَاسِطِيٌّ. . . البَيْتُ. يُخَاطِبُ بِذَلِكَ أبّا العَبَّاسِ الفَضْل بنَ الرَّبِيع. وقَالَ آخَر وَهُوَ فَضْلُ الرُقَاشِيُّ (¬1): تَرَكْتَ عِيَادَتِي وَتَرَكْتَ بَيْتِي ... وقِدْمًا كُنْتَ بِي بَرًّا حَفِيَّا فَمَا هَذَا التَّغَافُلُ يَا ابنَ عِيسَى ... أظنّكَ صرْتَ بَعْدِي وَاسِطيَّا وقَالَ آخَر: سَقَطَت إلَيَّ صَحِيفَةٌ بِعِتَابِهَا ... يَا بُؤسَ قَلْبكَ للعِتَابِ السَّاقِطِ وَتَقُولُ لِي مَا هَذَا التَّغَافُلُ كُلّهُ ... عَنَّا كَأنَّكَ جِئْتنَا مِنْ وَاسِطِ قَالَ المُبَرَّدُ: كَتَبَ الحجّاجُ إِلَى عَبدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ: "إنِّي قَدْ بَنِيْتُ عَلَى كرْشِ دَجْلَة مَدِيْنَةً" يَعْنِي وَاسِطَ، فَكَانَ يُصاحُ بِالوَاحِدِ مِنْهُمْ يَا كِرْشِيُّ، فَيَتَغَافَلُ عَنِ الجَّوَابِ، وَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا وَاسِطِيّ، فَصَارَ قَولهُم: "تَغَافَل لِي كَأنَّكَ وَاسِطِي". مَثَلًا سَائِرًا. وَمِنْ بَابِ (تَغَرَّبْتُ) قَوْلُ أَبِي طَاهِرٍ المُهَذَّب بنُ هِبَةِ اللَّهِ بنُ معْضَادٍ الصُّوريّ الكُتُبِيّ (¬2): تَغَرَّبْتُ أبْغِي لِي خَلِيْلًا مُسَاعِدًا ... عَلَى الدَّهْرِ مِنْ شَرْقِ البِلادِ وَمَغْرِبِ فَكُنْتُ كَمَنْ تَرْجُو مِنَ المَاءِ جَذْوَةً ... مِنَ النَّارِ أو صَيْدًا لِعَنْقَاءَ مُغْرِبِ وَمِنْ بَابِ (تَغَرَّبَ) قَوْلُ الإمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ (¬3): تَغَرَّبْ عَنِ الأوْطَانِ فِي طَلَبِ العُلَى ... وَسَافِرْ فَفِي الأسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ تَفَرُّجِ هَمٍّ وَاكْتِسَابُ مَعِيْشَةٍ ... وَفَضلٌ وَآدَابٌ وَصُحْبَةُ ماجْدِ ¬
وَيُرْوَى بَعْدَهُمَا: فَإنْ قِيْلَ فِي الأسْفَارِ ذلٌّ وَغُرْبَةٌ ... وَتَشْتِيْتُ شَمْلٍ وَارْتِكَابُ شَدَائدِ فَلِلْمَوتِ خَيْرٌ لِلْفَتَى مِنْ مَقَامِهِ ... بِدَارِ هُوانٍ بَيْنَ صَدٍّ وَحَاسِدِ هَذَانِ البَيْتَانِ الأخِيْرَةُ رَوَاهُمَا صَاحِبُ (يَتِيْمَة الدَّهْرِ) لابنِ وَكِيع التَّنيْسيّ. 6801 - تَغَرَّبتُ عَن أَهلي أُؤمّلُ ثَروَةً ... فَلَم أُعْطَ آمالي وَطالَ التَغَرُّبُ يحيَى بن طالبٍ الحَنَفيُّ: 6802 - تَغَرَّبتُ عَنها كارِهًا وَهَجَرتُها ... فَكانَ فَراقيهَا أَمَرَّ مِنَ الصَّبرِ مُسلم بن الوَليدِ: 6803 - تَغُرُّ بِوّدهَا مَن يَرتَجيهَا ... غُرورَ الظِلِّ أَو لَمعَ السَّرابِ المُتَنَبِيّ: 6804 - تَغُرُّ حَلَاواتُ النُفوس قُلوبَهَا ... فَتَخْتارُ بَعضَ العَيشِ وَهُوَ حِمامُ 6805 - تَغُصُّ بنَا الفِجاجُ إِذَا رَكبنا ... وَتَأْلَهُ في وَسامَتِنا العُيونُ 6806 - تُغَطِّي بِجَلبابٍ لَها حُرَّ وَجهِها ... وَتُبدي اسْتَهَا هَذَا حَياءٌ مُخالِفُ ويروَى: عَجبتُ من الحسناءِ تَسترُ وَجهَهَا وتُبدي اسْتَهَا. . . البيت. وهُو مكتوبٌ بباب: (عَجِبْتُ). 6807 - تُغَطّي عُيوبَ المَرءِ كَثرَةُ مِالِهِ ... يُصَدَّقُ فِي مَا قَالَ وَهُوَ كَذُوبُ ¬
نَافعُ بن خَليفَة الغَنوِيُ: 6808 - تُغَطّي نُمَيرٌ بِالعَمائِمِ لُؤْمَهَا ... وَلَيسَ يُواري اللُّؤْمَ لَيُّ العَمَائِمِ بَعدَهُ: فَإنْ تَضْرِبُونَا بِالسِّيَاطِ فَإنَّنَا ... ضَرَبْنَاكُمُ بِالمرْهَفاتِ الصَّوَارِمِ وَإِنْ تَحْلِقُوا مِنَّا الرُّؤُوسَ فَإنّنَا ... حَلَقْنَا رُؤُوسًا بِاللّحَى وَالغَلاصِمُ وَإِنْ تَمْنَعُوا مِئا السِّلاحَ فَعِنْدَنَا ... سِلاحٌ لنَا لا يُشْتَرَى بِالدَّرَاهِمِ جَلامِيْدُ أمْلاءِ الأكُفِّ كَأَنَّهَا ... رُؤُوسُ رِجَال حُلِّقَتْ فِي المَوَاسِمِ ابْنُ أَحمَر: 6809 - تَغَمَّرتُ مِنْهَا بَعدَما نَفَدَ الصِّبَا ... وَلَم يَقضِ مِنْهَا حَاجَةً مَن تَغَمَّرَا قَوْلُ ابْنُ أحْمَرَ: تَغَمَّرْتُ مِنْهَا. البَيْتُ. يُقَالُ لَلْقَدَحِ الصغِيْرِ الغُمَرُ وَتَغَمَّرْتُ إِذَا شَرَبَ قَلِيْلً وَلَمْ يُرْوَ كَذَلِكَ النُّشُوحُ وَهُوَ أنْ يَشرَبَ دُونَ الرَّيِّ يُقَالُ: نَشَجَ يَنْشجُ. قَالَ: ذُو الرُّمَّةِ (¬1): فَرَاحَتِ الحُقْبُ لَمْ يَقْصَع صَرَائرُهَا ... وَقَدْ نَشِجْنَ فَلا رَيٌّ وَلَا هِيَمُ الهِيَمُ العِطَاشُ وَيَكُونُ الوَاحِدُ مِنْ هِيَمُ أهْيَمُ. وَيُقَالُ: قَصَعَ صَارَتهُ إِذَا إِذَا رَوَى الصَّارَةُ شِدَّةُ العَطَشِ وقَال بَعْضُ المُفَسِّرِيْنَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيَمُ} قَالَ هِيَ الإبِلُ العطَاشُ. وقَالَ بَعْضهُم فِي الهِيَمِ إنَّهَا رِمَالٌ بِعَيْنهَا وَاحِدَتُهَا هَيْمَاءُ. بَشَّارٌ: 6810 - تَغُمُّهُ نَفسُهُ مِن طُولِ صَبوَتهَا ... حَتَّى لَو اجتَمَعَت في الكَّفِ أَلقاهَا ¬
بَعْدَهُ: مَا شَاهَدَ القَومَ إِلَّا ظلّ يَذْكُرُهَا ... وَلَا خَلا سَاعَةً إِلَّا تَمَنَّاهَا حَسَّان بن ثابتٍ: 6811 - تَغَنَّ بِالشِّعرِ إِمَّا كُنتَ قَائِلَهُ ... إِنَّ الغِناءَ لِهَذا الشِّعرِ مِضمارُ بَعْدَهُ: يَمِيزُ مُكْفَاءَهُ عَنْهُ وَيَعْزِلُهُ ... كَمَا يَمِيزُ خُبيثَ الفِضَّةِ النَّارُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ أَبُو عَمْرو بن العَلاءِ فَحلانِ مِنَ الشّعَرَاءِ كَانَا يُقَوِّيَانِ النَّابِغَةُ وَبُشرُ بن أَبِي خَازِمٍ فَأَمَّا النَّابِغَةُ فَإِنَّهُ قَدِمَ عَلَى الأوْسِ وَالخَزْرَجِ فَأنْشَدَهُم مِنْ شِعْرِهِ قَوْلهُ (¬1): أفِدِ التَّرَحُّلَ غَيْر أَنَّ رِكَابَنَا ... لَمَّا تَزَلْ بِرِحَالِهَا وَكَأنْ قَدِ ثُمَّ قَالَ مِنْهَا بَعْدَ أبْيَاتٍ: زَعَمَ البَوَارِحُ أَنَّ رِحْلَتنَا غَدًا ... وَبِذَاكَ خَبَّرَنَا الغُرابُ الأسْوَدُ ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ تَرُونَ هَذَا الشّعْرَ؟ قَالُوا: إنَّكَ لَمِنْ أشْعَرَ العَرَبِ لَوْلا إنَّكَ تُكْفِئُ. قَالَ: وَمَا الإكْفَاءُ؟ فَأنْشَدُوهُما قَالَ وَمَدَّدُوهُ لَهُ فَلَمَّا عَرِفَ ذَلِكَ قَالَ: وَرَدْتُ يَثْرِبَ وَفِي شِعْرِي بَعْضُ العُهْدَةِ ثُمَّ صَدَرْتُ عَنْهَا وَأَنَا أشْعَرُ العَرَبِ وَلَمْ يَعُدْ إِلَى الإقْواءِ. وَأَمَّا بُشْرُ بنُ أَبِي خَازِمٍ فَإنَّ أخَاهُ سوَادَةَ قَالَ لَهُ: إنَّكَ تَقْوَى قَالَ وَمَا الإقْوَاءُ؟ فَأنْشَدَهُ قَوْلَهُ (¬2): ألَمْ تَرَ أَنَّ طُولَ الدَّهْرِ يُسَلِّي ... وَيُنْسِي مِثْل مَا نَسِيَتْ جُذَامُ وَكَانُوا قَومُنَا فَبَغُوا عَلَيْنَا ... فَسُقْنَاهُمُ إِلَى البَلَدِ الشَّآمِ ¬
قَالَ: لا أعُودُ. فَقَالَ حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ: تَغَرَّ مَا الشّعْرِ. البَيْتَانِ. أَبُو سَليم الخطَّابيُّ: 6812 - تَغَنَّم سُكونَ الحادِثاتِ فَإِنَّهَا ... وَإن سَكَنَت عَمَّا قَليلٍ تَحَرَّكُ بَعْدَهُ: وَبَادِرْ بِأيَّامِ السَّلامَةِ إنَّهَا ... رُهُونٌ وَهَل للرَّهْنِ عِنْدَكَ مَتْرَكُ ابْنُ الرُّوميّ: 6813 - تُغنُونَ عِن كُلِّ تَقريضٍ بِفَضلِكُم ... غِنَى الظِّباءِ عَنِ التَّكحيلِ بِالكَحَلِ بَعْدَهُ: تَلُوحُ فِي دَوْلَةِ الأيَّامِ دَوْلتكُمْ ... كَأَنَّهَا مِلَّةُ الإسْلامِ فِي المِلَلِ 6814 - تَغيبُ فَأَشتاقُ شَوقَ الوَليِّ ... وَتَرجِعُ وَالشَوقُ بي أَولَعُ بَعْدَهُ: فَكَان لَكَ اللَّهُ فِي الظَّاعِنِينَ ... وَكَانَ لَكَ اللَّهُ إِذْ تَرْجعُ البُحتُرِيُّ: 6815 - تَغيبُ مَغيبَ البَدرِ عَنَّا ومَن يَبِتْ ... بِلَا قَمَرٍ يَذمُم سَوادَ الغَياهِبِ بَعْدَهُ: وَكَمْ مِنْ حَنِينٍ لِي إِلَى الشَّرْقِ مُصْعِدٍ ... وَإِنْ كَانَ أحْبَابِي بِأرْضِ المَغَارِبِ الخَوَارزميُّ: 6816 - تَغَيَّبَ مُنذُ غِبتَ الأُنسُ عَنَّا ... وَأُبتَ فَآبَ كَلُّ الأُنسِ فينَا ¬
الرضيّ الموسَوِيُّ: 6817 - تَغَيَّرَ القَلبُ عَمَّا كُنتَ تَعرِفُهُ ... أَيَّامَ قَلبيَ دَارٌ مِنكَ مِحلَالُ بَعْدَهُ: وَأدْبَرَ الوُدُّ مَا بَيْني وَبَيْنَكُمُ ... وَللمَوَّدَاتِ إدْبَارٌ وَإقْبَالُ مَا كُنْتُ صبًّا فَمَا فِي النَّاسِ لِي بَدَلٌ ... وَإِنْ سَلَوْتُ فَكُلُّ النَّاسِ أبْدَالُ يُروى لآدم (عَليه السَّلام): 6818 - تَغَيَّرَتِ البِلادُ وَمَن عَليهَا ... فَوَجهُ الأَرضِ مُغبَرٌّ قَبيحُ بَعْدَهُ: وَأوْدَى رَبْعُ أهْلِيهَا وَبَانُوا ... وَغُودِرَ فِي الثَّرَى الوَجْهُ المَلِيحُ وَيُرْوَيَانِ بَالتَّسْكِينِ فِي قبيحٍ وَمَلِيْح. هَذَانِ البَيْتَان يُرْوَيَانِ لآدَمَ عَلَيْهِ السَّلامِ فِي قِصَّةِ وَلَدَيْهِ هَابِيْلَ وَقَابِيْلَ. وَبَعْضُهُم يَرْوِي (وَزَالَ بَشَاشَةَ الوَجْهِ المَلِيْحِ) عَلَى الإقْوَاءِ وَهُوَ ابْنُ دُرَيْدٍ وقَالَ عَنْ آدَمَ أوَّلُ مَا قَالَ أقْوَى مَكَانٍ عِنْدَهُ أَبُو سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيُّ فَقَالَ: يَجُوزُ أنْ يَكُونَ. قَالَ: وَزَالَ بَشَاشَةَ الوَجْهِ المَلِيْحُ بِنَصْبِ البَشَاشَةَ عَلَى التَّمْيِيْزِ وَيُحْذَفُ التَّنْوِيْنُ لاتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ عَمْرُ لَذِي هَشْمَ الثَّرِيْدَ لِقَوْمِهِ وَرِجَالُ مَكَّةَ مَستون عَجَافُ. فَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هَذَا خَطأٌ وَهُوَ قَبِيْحٌ وَالإقْوَاءُ أحْسَنُ مِنْ هَذَا. المُتَنَبِيّ: 6819 - تَغَيَّرُ حَالي وَاللّيالي بِحالِهَا ... وَشِبتُ وَمَا شَابَ الزَّمانُ الغُرانِقُ أَبُو هلال بن سَهلٍ: ¬
6820 - تَغَيَّرَ حُسنُ وَجهِكُمُ لِشعري ... كَأَنَّ الشّعرَ عِندَكُم ضُراطُ إِبراهِيم الصُوليُّ: 6821 - تَغَيَّرَ لي في مَن تَغَيَّرَ حَارِثُ ... وَكَم مِن فَتًى قَد غَيَّرَتهُ الحَوادِثُ لَمَّا انْحَرَفَ مُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ الزَّيَاتُ الوَزِيْرُ عَنْ إبْرَاهِيْم بنِ العَبَّاسِ الصُّوليِّ تَحَامَاهُ النَّاسُ أنْ يَلْقُوهُ وَكَانَ الحارِثُ بن بُحْترٍ النَّدِيْمُ المُغَنِّي صَدِيْقًا لَهُ مُصَافِيًا فَهَجَرَهُ فِيْمَن هَجَرَهُ مِنْ إخْوَانِهِ فَكَتَبَ إلَيْهِ إبْرَاهِيْمُ: تَغَيَّرَ لِي فِيْمَن تَغَيَّرَ حَارِثُ. البيتُ وَبَعْدَهُ: أحَارِثُ إِنْ شُوْرِكْتُ فِيْكَ فَطَالَمَا ... نَعِمْنَا وَمَا بَيْني وَبَيْنكَ ثَالِثُ وَكَتَبَ بهرَامُ بنُ العَزِيْزُ بن جَلالِ الدَّوْلَةِ إِلَى المُهَذَّبِ أَبُو نَصرٍ مُحَمَّد بن مَرْزُوقٍ بِهَذَيْنِ البَيْتَيْنِ مُتَمَثِّلًا فَأجَابَهُ المُهَذَّبُ: فَلا وَأبِي مَا إِنْ تَغَيَّرَ حَارِثٌ ... وَلَا عَبَثَتْ بَالودِّ مِنْهُ الحَوَادِثُ وَلَسْتُ بِمَنْ يَعْتَاضُ غَيْركَ ثَانيًا ... فَيَدْخُلُ مَا بَيْنِي وَبَيْنِكَ ثَالِثُ وَكَتَبَ المُعْتَمِدُ صَاحِبُ المَغْرِبِ إِلَى وَزِيْرِهِ ابْنُ عَمَّارٍ عِنْدَ تَغَيُّره عَلَيْهِ فِي أمْرِ مَدِيْنَةِ مَرْسِيَةَ بِهَذَيْنِ البَيْتَيْنِ: تَغَيَّرَ لِي فِيْمَنْ تَغَيَّرَ حَارِثٌ. فَأجَابَهُ ابْنُ عَمَّارٍ (¬1): لَكَ المَثَلُ الأعْلَى وَمَا أَنَا حَارِثُ ... إِذَا غَيَّرت مِنْهُ عَلَيْكَ الحَوَادِثُ وَمَا شَارَكَتْكَ الشَّمْسُ فِيَّ وَأَنَّهُ ... لَيَنْأى بِحَظِّي مِنْكَ ثَانٍ وَثَالِثُ فَدَيْتُكَ مَا للبِشْرِ لَمْ يَسِرْ بَرْقهُ ... وَلَا نَفَحَتْ تِلْكَ السَّجَايَا الدَّمَايِثُ أظُنُّ الَّذِي بَيْني وَبَيْنِكَ ذَهَبَتْ ... حَلاوَتُهُ عَنْكَ الرِّجَالُ نَاكِثُ وَلَكِنْ ظُنُونٌ سَاعَدَتْهَا نَمَائِمٌ ... كَمَا سَاعَدَتْ صوتَ المَثَانِي المُثَالِثُ فَتَحْتَ يَدِي هَذِي وَتَرَكْتَنِي ... نَهابًا وَللأيَّامِ أيْدٍ عَوَابِثُ ¬
وَمَا أَنَا إِلَّا عَبْدُ طَاعَتِكَ الَّذِي ... إِذَا مُتُّ عَنْهَا قَامَ بَعْدِي وَارِثُ أعِدْ نَظَرًا لا تَعْجَل الرَّأيَ إنَّهُ ... قَدِيْمًا كَبَا هَافٍ وَأدْرَكَ رَايِثُ سَتَطْلِبُنِي إِنْ بَانَ حَبْلِي وَأصبَحتْ ... تُحِلُّ بِكَفَّيْكَ الحِبَالُ الرَّثَايِثُ وَيَذْكرُنِي إِنْ غَابَ للرَّأيِ خَاطِرٌ ... وَقَدْ مَاتَ مِنِّي للخَوَاطِرِ بَاعِثُ أعُوذُ بِعَهْدٍ نُطْتُهُ بكَ أنْ تَرى ... تَحلُّ عُرَاهُ العَاقِدَاتُ النَّوافِثُ يرويه عبد اللَّهِ بن عبّاس: 6822 - تَفاءَلْ بِما تَهوى يَكُنْ فَلَقَلَّمَا ... تَفاءَلتَ بِالمَحبوبِ الَّا تَكوَّنَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ العَبَّاسِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا): كُنْتُ أَنَا، وَعَلِيّ بن أبي طَالِبٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)، وَكَانَ يُحِبُّ الفَالَ وَيَكْرَهُ الطِيَّرَةَ، فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم): "تَفَاءَلْ بِمَا تَهْوَى يَكُنْ"، فَخَرَجَ عَلّيّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، فَقَالَ: تَفَاءَلْ بِمَا تَهْوَى يَكُنْ فَلَقَلَّمَا. . . البَيْتُ. وَقَدْ غَيَّرُوا لَفْظَ هَذَا البَيْتِ خَطَأً، فَقَالُوا: تَكَلَّمْ بِمَا تَهْوَى يَكُنْ فَلَقَلَّمَا ... يُقَالُ لِشَيْءٍ كَانَ إلَّا تَحَقَّقَا وَمثلُ هَذَا البَيْتِ الفَردِ الصَّحِيحِ المَعْنَى الشَّرِيْفِ المُنتَمَى الَّذِي أوَّلهُ حَدِيْثٌ نَبَويٌّ، وَمُتَمِّمُهُ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ، وَرَاوِيه عَبْد اللَّهِ بن عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم) لا يَلِيقُ به التَّبْدِيلُ فِي لَفْظٍ، ولا يَسْتَحِقُّ التَّحْوِيْل عَن صيْغَةٍ، وَمِثلهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ، وَمِنْهُ أَخَذَ (¬1): لا تَنْطِقَنَّ بِحَادِثٍ فَلَرُبَّمَا ... نَطَقَ اللِّسَانُ بِحَادِثٍ فَيَكُونُ وقال عليّ (عليه السلام): "إرجافُ العَامّة بالشَّيء دليلٌ على مُقدِّماتِ كونِهِ". ¬
محمّد بن عَبد السلام البغدادي: 6823 - تَفَاءَلتُ بِأَن تَبقَى ... فَأَهديتُ لكَ النَّبقَا قَبْلَهُ: ألا يَا أجْمَلَ العَالَمِ ... قَد فُقْتَ الوَرَى سَبْقَا تَفاءَلْتُ بِأنْ تَبْقَى. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: فَأبْقَاكَ إلهُ النَّاسِ ... مَا سَرَّكَ أنْ تَبْقَى وَأشْقَى اللَّهُ شَانيك ... وَحَاشَاكَ بِأنْ تَشْقَى 6824 - تَفاريقُ شَيبٍ في الشَّبابِ لَوامِعٌ ... وَمَا خَيرُ لَيلٍ لَيسَ فيهِ نُجومُ أَبُو العَتاهِيَةِ: 6825 - تَفاضَلَت فَوقَ الثَرى أَقدامُهُم ... وَقَد تَساوى تَحتَهَا كُلُّ قَدَمْ المُتَنبِيّ في الدُّنيَا: 6826 - تَفَانى الرِّجالُ عَلَى حُبِّهَا ... وَلَا يَحصُلونَ عَلَى طَائِلِ إِبراهِيمُ الغَزِّي: 6827 - تَفاوَتَتِ الأَقسامُ وَالسَّعيُ واحِدٌ ... فَيَظفَرُ مَجدودٌ وَيُخفِقُ مَحدودُ يَقُولُ مِنْهَا: زحَامٌ عَلَى مَا لَيْسَ يَنْقَعُ غُلَّةً ... وَسُكر وَمَا دَارَتْ عَلَى القَومِ قندِيدُ لَكِ النَّوْمُ تَحْتَ السَّجْفِ وَالطِّيْبِ ... وَالحُلِي وَلِي عَزَمَاتِي وَالبِيدُ ذَرِيني مَعَ الأنْقَاضِ فَاليَأسُ رَاحَةٌ ... وَكُلُّ أبِيِّ النَّفْسِ فِي الفَقْرِ مَحْسُودُ ¬
السَّريّ الرَّفاء: 6828 - تَفَاوَتنا وَهَل تَخفَى القُدامَى ... عَلَى لَحظِ العُيونِ مِنَ الخَوافي بَعْدَهُ: وَفَضْلُ الهَامِ مِنْ نَقْصِ الذّنابَى ... وَعِزُّ التَّاجِ مِنْ ذُلِّ الحِصَافِ أبْيَاتُ السِّرِيُّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَهْجُو فِيْهَا أبَا العَبَّاسِ السَّامِي الشَّاعِر: تَلافَ السَّهْمَ أثْبَتَ فِي الشَّغَافِ ... وَهَلْ يُنْجِيْكَ مِنْ تَلَفٍ تَلافِي تُذَكِّرُنِي العَفَافَ وَلَيْسَ هَذَا ... وَإنَّ العَفْوُ عَنْكَ وَلَا العَفَافِ وَكَيْفَ تَنَالُ عَارِفَتِي وَعَفْوِي ... وَلَمْ تُمْحَ اقْتِرَافَكَ بِاعْتِرَافِ لَقَدْ شَكَتِ القَصَائِدُ مِنْكَ ضَيْمًا ... فَهَلْ حَامٍ يَقِيْهَا الضَّيْمَ كَافِ تَعَاقَبَا وَهَلْ تُخْفَى القُدَامَى. البيتُ وَبَعْدَهُ. وَفَضلُ الهَامِ مِنْ نَقْصِ الذنابى ... وَعُزُّ التَّاجِ مِنْ زَادِ الحِصَافِ وَلَسْتُ أُسِيْءُ مُبْتَدِئًا وَلَكِنْ ... أُجَازِي بِالأسَاءَةِ أو أُكَافِي يَزيدُ بن الحَكَم الثقفيُّ: 6829 - تُفاوِضُ مَن أَطوى طَوى الكَشحِ دُونَهُ ... وَمن دُونِ مَن صَافيتَهُ أَنتَ مُنطَوِ يَقُولُ مِنْهَا: تُكَاشرُنِي كُرْهًا كَأنَّكَ نَاصِحٌ ... وَعَيْنَاكَ تُبْدِي أَنَّ قَلْبكَ لِي دَوِي عَدُوُّكَ يَخْشَى صَوْلَتِي إِنْ لَقَيْتُهُ ... وَأَنْتَ عَدوِي لَيْسَ هَذَا بِمُسْتَوَي تُصَافِحُ مَنْ لاقَيْتَهُ ذَا عَدَاوَةٍ صفَاحًا ... وَعَنِّي بَيْنَ عَيْنَيْكَ مُنْزَوي أَبُو نُواسٍ: 6830 - تَفتيرُ عَينيكَ دَليلٌ عَلَى ... أنّكَ تَشكُو سَهَرَ البَارِحه ¬
بَعْدَهُ: عَلَيْكَ وَجْهٌ سَيِّءٌ حَالُهُ ... مِنْ لَيْلَةٍ بِتَّ بِهَا صَالِحَه رَائِحةُ الخَمْرِ وَلذَّاتُهَا ... وَالخَمْرُ لا تخْفَى لَهَا رَائِحَه أَبُو فراسٍ يخاطِبُ سَيف الدَّولةِ: 6831 - تَفدي بِنَفسِكَ أَقوامًا صَنَعتَهُمُ ... وَكانَ حَقُّكَ أَن يَفتَدوكَ هُمْ ابْنُ حَيُّوسٍ: 6832 - تَفديكَ مِن غَيرِ النَّوائِبِ أَنفُسٌ ... أَنتَ الَّذي أَوطَنتَها الأَجسَامَا بَعْدَهُ: أدْنَيْتَ لي الحَظَّ الَّذِي عَهْدِي ... به وإذَا دَنَا يَوْمًا تَأخَّرَ عَامَا وَبَلَغْتَ بِي أقْصَى الغِنَى هَمًّا ... وَقَدْ قَصَّرَتْ عَنْهُ يَافِعًا وَغُلامَا الوَزيرُ الطُّغرائِيُّ: 6833 - تَفَرَّدَ اللَّهُ بِالتَّقديرِ وَمَا اشتَرَكَت ... فِيهِ نُجومٌ وَلَا شَمسٌ وَلَا قَمَرُ بَعْدَهُ: الخَيْرُ وَالشَّرُّ مِنْهُ جَارِيَانِ عَلَى ... مَا شَاءَ لا حِيلَةٌ تُغْنِي وَلا حَذَرُ فَكِلْ إِلَى اللَّهِ مَا أعْيَاكَ مَطْلَبُهُ ... فَسَوْفَ يَأتِي بِمَا لا تَأمَلُ القَدَرُ المُتَنَبِّي: 6834 - تَفَرَّدَ لَا مُستَعظِمًا غَيرَ نَفسِهِ ... وَلَا قَابِلًا إِلَّا لِخالِقِهِ حُكما بَعْدَهُ: وَلَا سَالِكًا إِلَّا فُؤَادَ عَجَاجَةٍ ... وَلَا وَاجِدًا إِلَّا لِمَكْرُمَةٍ طَعْمَا ¬
6835 - تَفَرَّقَتِ الظِّباءُ عَلَى خِرَاشٍ ... فَمَا يَدري خَراشٌ مَا يَصيدُ المُتَنَبِّي في ابن العَميدِ: 6836 - تَفَضَّلَتِ الأَيَّامُ في الجَمعِ بَينَنا ... فَلَمَّا حَمَدنا لَم تُدِمنا عَلَى الحَمدِ بَعْدَهُ: فَجُدْ لِي بِقَلْبٍ إِنْ رَحَلْتَ فَإنَّنِي ... مُخَلِّفُ قَلْبِي عِنْدَ مَنْ فَضلُهُ عِندِي وَلَو فَارَقَتْ جِسْمِي إلِيْكَ حَيَاتُهُ ... لَقلْتُ أصَابَتْ غَيْرَ مَذْمُومَةِ العَهْدِ ابْنُ جكِينَا: 6837 - تَفَضَّلوا وَاعذِرُوهُ في مُماطَلَتي ... أَنَا أَحَقُّ وَحَقِّ اللَّهِ مَن عَتبَا بَعْدَهُ: وَلَا تَلُومُوهُ فِي وَعْدٍ يُرَدِّدُهُ ... فِي وَقْتِ مَدْحِي لَهُ عَلَّمْتُهُ الكَذِبَا ابْنُ المُعتَزّ: 6838 - تَفَقَّدْ مَساقِطَ لَحظِ المُريبِ ... فَإِنَّ العُيونَ وُجوهُ القُلوبِ بَعْدَهُ: وَطَالِعْ بَوَادِرَهُ فِي الكَلامِ ... فَإِنَّكَ تَجْنِي ثِمَارَ الغُيُوبِ المُتَنَبِّي: 6839 - تَفُّكُ العُنَاةَ وَتُؤوي العُفاةَ ... وَتَغفِرُ لِلمُذنِبِ الجاهِلِ مَحمودٌ الورَّاقُ: 6840 - تَفَكَّر تَجِد في الفِكرِ مَا يَكشِفُ العَمى ... وَيَبعَثُ مِنهُ نَاهِيًا وَنَصيحَا ¬
بَعْدَهُ: وفي الفِكْرِ مِرآةٌ تُرِيكَ جَمِيلَ مَا ... أتَيْتَ جَمِيْلًا وَالقَبِيْحَ قَبِيْحَا وَمِنْ بَابِ (تَفَكَّرْتُ) قَوْلُ كَشَاجِمٍ (¬1): تَفَكَّرْتُ فِي شَيْبَتِي وَشَيْبِ الفَتَى وَشَبَابِهِ ... فَأيُقَنْتُ أَنَّ الحَقَّ للشَّيْبِ وَاجِبُ يُصاحِبُنِي شَرْخُ الشَّبَابِ فَيَنْقَضِي ... وَشَيْبَتِي إِلَى حَيِّزِ المَمَاتِ مُصَاحِبُ عَلِيّ بن الجَهمِ: 6841 - تَفَكَّهُونَ بِأَعراضِ الكِرامِ ... وَمَا أَنتُم وَذمُّكُمُ السَّاداتِ يَا عُرَرُ سَعدُ بنُ نَاشِبٍ: 6842 - تُفَنِّدُني فِي مَا تَرَى مِن شَراسَتي ... وَشِدَّةِ نَفسي أُمُّ سَعدٍ وَمَا تَدري بَعْدَهُ: فَقُلْتُ لَهَا إِنَّ الكَرِيْمَ وَإن حَلا ... ليُلَغَى عَلَى حَالٍ أمرَّ مِنَ الصَّبْرِ وفي اللِّيْنِ ضُعْفٌ وَالشَّرَاسَةُ هَيْبَةٌ ... وَمَنْ لا يُهَبْ يُحْمَل عَلَى مَرْكَبٍ وَعْرِ وَمَا بِي عَلَى مَنْ لانَ لِي مِنْ فَظَاظَةٍ ... وَلَكِنَّنِي فَظٌّ أبِيٌّ عَلَى القَسْرِ أُقِيمُ صَغَى ذِي المَيْلِ حَتَّى أرُدَّهُ ... وَأحْطِمُهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى القَدْرِ فَإنْ تَعْذُلِيني تَعْذُلِي بِي مُرَزَّءًا كَرِيمَ ... نثا الاعْسَارِ مُشتَرِكَ اليُسْرِ إِذَا همَّ ألْقَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ عَزْمُهُ ... وَصمَّمَ تَصْمِيْمَ السريحيّ ذِي الأثْرِ قَالَ أَبُو عَلِيّ: الأَثْرُ فَرندُ السَّيْفِ وَهُوَ رَوْنَقُهُ بِفَتْحِ الهَمْزَةِ وَسُكُونُ الثَّاءِ وَهُوَ اخْتِيَارُ الأنْبَارِيُّ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: وَالَّذِي اخَتارَهُ بِكَسْرٍ فِي الهَمْزَةِ كَذَا قَالَ الأصْمَعِيّ وأبُو نَصْرٍ وَاللَّحْيَانِي وَقَدْ اخْتُلِفَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَة فِيْهِ فَرَوَاهُ بَعْضهُمْ عَنْهُ بِالفَتْح وَبَعْضُهُمْ بِالكَسْرِ. ¬
6843 - تَفنَى الَّلذاذةُ مِمَّن نَالَ صَفوتَهَا ... مِنَ الحَرامِ ويَبقى الإِثمُ والعَارُ جَمالُ الدّين ياقوت الكاتب (رحمه اللَّه): 6844 - تَفوتُ الرّجالُ بِأَقدارِهَا ... إِلى أَن يُعَدَّ الفَتى بِالأُمَم البُحتُرِيُّ: 6845 - تَقَاذَفُ بي بلَادٌ عن بِلَادٍ ... كَأَنّي بَينَهَا جَمَلٌ شَرودُ أبْيَاتُ البُحْتُرِيُّ، أوَّلُهَا: أشَرِّقُ أمْ أُغَرِّبُ يَا سَعِيْدُ وَ ... أنقصُ مِنْ زَمَامِي أمْ أُزِيدُ أرَى الحِرْمَانَ أبْعَدهُ قَرِيْبٌ ... بِهِ وَالنَّجْحُ أقْرَبُهُ بَعِيْدُ تَقَاذفُ بِي بِلادٌ عَنْ بِلادٍ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَخَلَّفَني الزَّمَانُ عَلَى أُنَاسِ ... وجهَهُمُ وَأيْدِيهِمْ حَدِيْدُ لَهُمْ حُلَلٌ حَسُنَّ فَهُنَّ بِيْضٌ ... وَأفْعَالٌ سَمَجْنَ فَهُنَّ سُودُ وَأكْثَرُ مَا لِسَائِلِهِمْ لَدَيْهِم ... إِذَا مَا جَاءَ قَوْلَهُمُ تَعُودُ وَوَعْدٌ لَيْسَ يُعْرَفُ مِن عُبُوسِ ... انْقِبَاضهِم أوَعْدٌ أمْ وَعِيْدُ أُنَاسٌ لَو تَأمَّلَهُمْ لبيدٌ ... بَكَى الخَلَفَ الَّذِي يِشْكُو لَبيْدُ ألا لَيْتَ المَقَادِرَ لَمْ تُقدَّرْ ... وَلَمْ تَكُنِ الأحَاظِي وَالجَدُودُ فَتَنْظُرُ أيُّنَا يَمْسِي وَيَضْحَى ... لَهُ هَذِي المَرَاكِبُ وَالعَبِيْدُ اليَزِيديُّ: هُو محمَّد بن أبي محمّد يَحيَى بن المُبارَكِ اليزيديّ النحويّ، وَرَوَى الأَصفهانِي هذه الأبيات في الأغاني لعَبد اللَّهِ بنِ مُوسَى الهَادِي، ورَوَاهُ الثعالبيُ لَهُ أَيْضًا: 6846 - تَقَاضَاكَ دَهرُكَ مَا أَسلَفا ... وَكَدَّرَ عَيشَكَ بَعدَ الصَّفَا ¬
بَعْدَهُ: فَلا تَعْجبَنَّ فَإنَّ الزَّمَانَ ... جَدِيرٌ بِتَشْتِيتِ مَا ألَّفَا يَجُورُ عَلَى المَرْءِ فِي حُكْمِهِ ... وَلَكِنَّهُ رُبَّمَا أنْصَفَا ولَمَّا رَآكَ قَلِيلَ الهُمُومِ ... كَثيرَ الهَوَى نَاعِمًا مُتْرَفا ألَحَّ عَلَيْكَ بِرَوْعَاتِهِ ... وَأقْبَلَ يُرْمِيكَ مُسْتَهْدَفَا المِيكالِيُّ: هو الأَميرُ أَبُو إبراهيم نَصرُ بن أَحمَدَ: 6847 - تَقِ اللَّهَ لَا الأَعداءَ وَاعلَم تَيَقُّنًا ... بِأَنَّ الَّذي لَم يَقضِهِ لَن يُصيبَكا بَعْدَهُ: وَحَظُّكَ لايَعْدُوكَ إِنْ كُنْتَ قَاعِدًا ... وَلَا أنْتَ تَعْدُو حِينَ تَعْدُو نَصيبكا المُتَنبّي: 6848 - تُقَبِّلُ أَفواهُ المُلوكِ بساطَهُ ... وَيَكبُرُ عَنهَا كمُّهُ وَبَراجِمُه أَبُو القَاسم بن أبي العلاءِ: 6849 - تُقَبِّلُ صيدُ النَّاسِ أَعتابَ بابِهِ ... وَيَعظُمُ عَنهُ أَخمَصٌ وَرِكابُ بَعْدَهُ: لَدَى مَلِكٍ قَدْ خَطَّ فِي كُلِ جَبْهَةٍ ... كِتَابَةَ رِقٍّ وَالمِدَادُ تُرَابُ ابْنُ حَيُّوسٍ: 6850 - تَقَبَّلْ مِنَ المُثني عَليكَ اعتذارَهُ ... فَقَد ضَاقَ عَنْ أَوصافِكَ النَّظم والنَثرُ أَبُو نَصرٍ القُشيريُّ: ¬
6851 - تَقبيلَ خَدِّكَ أَشتَهي ... أَمَلٌ إلهِ أَنتَهي بَعْدَهُ: إِنْ نِلْتُ ذَاكَ فَلَمْ أُبَل ... بِالرُّوحِ مِنِّي أنْت هِي دُنْيَايَ لذَّةُ سَاعَةٍ ... وعلى الحَقِيْقَةِ أنْتَ هِي 6852 - تَقِدُ المَواقِدُ مِا حَشَشتَ بِهَا مَعًا ... فَإِذا حَشَشتَ بِواحِدٍ لَم يُثقِبِ يَقُولُ: المُنْفَرِدُ لا يَتَمَكَّن مِنْ بُلُوغِ أغْرَاضهِ إِنْ لَمْ يَسْتَمِدَّ بِمَن يُعَاضِدُهُ، وَيُسَاعِدُهُ، وَيُقوِّي يَده، وَهَذَا البَيْتُ أشردُ مثلٍ قَيلَ فِي مَعْنَاه. أَحمَدُ بن فَارسٍ: 6853 - تُقَدِّرُ أَنتَ وَجارِي القَضاءِ ... مِمَّا تُقَدِّرُهُ يَضحَكُ الرَضِيّ المُوسَوِيُّ: 6854 - تُقَدّمُ أَعجازَ النِساءِ رجَالكُم ... إِذَا قَدَّمت قَومي صُدورُ الذَّوابِلِ عَبدَانُ: 6855 - تَقَدَّمَ بالتَّفَقُّهِ كُلُّ نَذلٍ ... فَأُفٍّ للتَّفقُهِ وَالعَدالَه بَعْدَهُ: أرَى الآبَاءَ يَنْتَسِبُونَ جَهْلًا ... إِلَى الأبْنَاءِ مِنْ فَرطِ النَّذَالَه الغَزِّيُ: 6856 - تَقَدَّمتَ دونَ الكُلِّ بالحَزمِ وَالنُهَى ... وَفُضِّلْتَ تَفضيلَ السَّماءِ عَلَى الأَرضِ ¬
الوَزِير الطغرائيّ: 6857 - تَقَدَّمَتني رِجَالٌ كَانَ خَطوُهُم ... وَراءَ خَطوي إِذ أَمشي عَلَى مَهلِ بَعْدَهُ: هَذَا جَزَاءُ امْرِئٍ أقْرَانُهُ ذَهَبُوا ... مِن قَبْلِهِ فَتَمَنَّى فُسْحَةَ الأجَلِ 6858 - تُقَرِّبُ كُلَّ مُنتَرِحٍ بَعيدٍ ... فَتَأَتي بالأُمورِ عَلَى اقتِصادِ بَعْدَهُ: فَلَو كَلَّفْتُهَا إحْضَارَ طَيْفِ ... الخَيَالِ ضُحًى لَزَارَ بِلا رقَادِ هَذَا يَصِفُ امْرَأةً قَوَّادَةً حَاذِقَةً فِي قِيَادَتِهَا. ابْنُ ميَّادَةَ: 6859 - تُقَرَّبُ لي دارُ الحَبيبِ وَإِن نَأَت ... وَمَا دارُ مَن أَبغَضتُهُ بِقَريبِ إبراهِيم الغَزِّيُّ: 6860 - تُقَرِّبُ لي مَاعَزَّ إِدراكُهُ المُنى ... وَلَيسَ عَلَى تَقريبِها بمُعَوَّلِ المتَنبّي: 6861 - تَقَصَّدَهُ المِقدارُ بَينَ صِحابِهِ ... عَلَى ثِقَةٍ مِن دَهرِهِ وَأَمانِ السَّريّ يَصِفُ شعرَهُ: 6862 - تُقَصِّرُ عَن مَداهَا الرّيحُ جَريًا ... وَتَعجزُ عَن مَواقِعِهَا السِّهامُ ¬
6863 - تُقطَعُ كفُّ القَاذِفِ المُفتَري ... وَيُجلَدُ اللصُّ ثَمانينَا وَمِنْ بَابِ تَقَطَّعَ أنْشَدَ ثَعْلَبٌ وَكَانَ يَسْتَحْسِنُهَا: تَقَطَّعُ نَفْسُ المَرْءِ فِي بَعْضِ حَالِهِ ... حَيَاءً لِحَقٍّ لازِمٍ وَهْوَ فِي عُذْرِ فَلا مُفْصِحًا بِالعُذْرِ خَوفَ شَمَاتَةٍ ... وَلَا مَانِعًا وَالمَنعُ صَعْبٌ عَلَى الحُرِّ 6864 - تَقَلُّبُ أَحوالِ الفَتى في أُمورِهِ ... تُبَيِنُ عَمَّا تَقتَضيهِ جَواهِرُه بَعْدَهُ: وفي لَحْظِ عَيْنَيْهِ وفي حَرَكَاتِهِ ... دَلِيْلٌ عَلَى مَا حَصَّلَتْهُ سَرَائِرُهُ الحُسين بن مُطير: 6865 - تَقَلَّبتُ في الإِخوانِ حَتَّى عَرَفتُهُم ... وَلَا يَعرِفُ الإِخوانَ إِلَّا خَبيرُهَا أبْيَاتُ الحُسَيْنِ بن مُطَيْرٍ: تَقَلَّبْتُ فِي الإخُوانِ. البيتُ وَبَعْدَهُ: فَلا أصْرِمُ الإخْوَانَ حَتَّى يُصَارُموا ... وحَتَّى يَسِيْرُوا سِيْرَةً لا أسِيْرُهَا فَنَفْسَكَ أكْرِمْ فِي أُمُورٍ كَثِيْرَةٍ ... فَمَا لَكَ نَفْسٌ بَعْدَهَا تَسْتَعِيْرُهَا وَلا تَسْتَثِرْ عُورَ الكَلامِ فَإِنَّهُ ... كَمن يَنْطِقُ العَوْرَاءَ مَنْ يَسْتَثِيْرُهَا وَلَا تَعْرَبِ الأمْرَ الحَرَامَ فَإِنَّهُ ... حَلاوَتُهُ تَفْنَى وَيْبقَى مَرِيْرُهَا وَكَمْ قَدْ رَأيْنَا مَنْ تَكَدُّرَ عَيْشةٍ ... وَأخْرَى صَفَا بَعْدَ اكْدِرَارِ مَرِيْرُهَا وَقَدْ تَخْدَعُ الدُّنْيَا فَيُمْسِي ... غنِيُّهَا فَقِيْرًا وَيَفْنَى بَعْدَ بُؤْسٍ فَقِيْرُهَا وَكَمْ طَامِعٍ فِي حَاجَةٍ لا يَنَالُهَا ... وَكَمْ آيِسٍ مِنْهَا أتَاهُ بَشِيْرُهَا وَمَا الجوْدُ عَنْ فقرِ الرِّجَالِ وَلَا الغِنَى ... وَلَكِنَّهُ خِيْمُ الرِّجَالِ وَخَيْرُهَا لَعَمْرُكَ للبَيْتِ الَّذِي لا أزُورهُ ... أحبُّ إلَيْنَا مِنْ بُيُوتٍ نَزُورُهَا ¬
6866 - تَقَلَّبتُ لَو كَانَ التَقَلُّبُ نَافِعًا ... وَبِالجَدِّ يَسعى المَرءُ لَا بالتَقَلُّبِ وَمِنْ بَابِ (تَقَلَّلَ) قَوْلُ آخَر (¬1): تَقَلَّلْ مِنْ زِيَارَةِ كُلّ يَومٍ ... إِذَا مَا شِئْتَ مَلَّكَ مَنْ تَزُورُ أَبُو خِراشٍ الهُذَلِيُّ: 6867 - تَقولُ أَراهُ بَعدَ عُروةَ ساليًا ... وَذلكَ رُزءٌ لَو عَلِمتَ جَليلُ بَعْدَهُ: فَلا تَحْسبِي أنِّي تَنَاسَيْتُ عَهْدَهُ ... وَلَكِنَّ صَبْرِي يَا أُمَيْم جَمِيلُ عَبد اللَّهِ بنُ المبَاركِ: 6868 - تَقولُ أُكرِهتُ فَماذَا كذا ... زَلَّ حِمارُ العِلمِ في الطِّينِ قَيْلَ: لَمَّا وُلِّيَ إسْمَاعِيْلُ قَضَاءَ بَغْدَادَ كَتَبَ إلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بن المُبَارَكِ: يَا حَامِلَ الدِّيْنِ عَلَى كَفِّهِ ... كَحَمْلِ صَيَّادٍ لِشَاهِيْنِ وَجَاهِلَ العِلْمِ لَهُ بَازِيًّا ... يَصطَادُ أمْوَالَ المَسَاكِيْنِ احْتَلْتَ للدُّنْيَا وَلَذَّاتِهَا ... بِحيْلَةٍ تَذْهَبُ بِالدِّيْنِ أيْنَ رِوَايَاتِكَ فِيْمَا مَضى ... عَنْ ابنِ عَونٍ وَابْنِ سِيْرِيْنِ أيْنَ رِوَايَاتِكَ وَالقَولُ فِي ... غِشْيَانِ أبْوَابِ السَّلاطِيْنِ تَقُولُ أُكْرِهْتَ فَمَاذَا كَذَا. البَيْتُ. عُبيدُ اللَّه بن عَبد اللَّه بن طاهر في أخيه: 6869 - تَقولُ أَنَا الكَبيرُ فَعَظِّموني ... ألَا هَبلتكَ أُمُّكَ مِن كَبيرِ ¬
بَعْدَهُ: إِذَا كَانَ الصَّغِيْرُ أعَمّ نَفْعًا ... وَأُجْهَد عِنْدَ نَائِبَة الأمُورِ وَلَمْ يَأتِ الكَبِيرُ بِيَومِ خَيْرٍ ... فَمَا فَضلُ الكَبِيرِ عَلَى الصَّغِيرِ عَبد الصَّمدِ بن المعذَّلِ: 6870 - تَقولُ سَلِ المَعروفَ يَحيى بنَ أَكثَمٍ ... فَقُلتُ سَليهِ ربَّ يَحيى بنَ أَكثَما عُروَةُ بن الوَردِ الفقعسِيّ: 6871 - تَقولُ سُليمى لَو أَقمتَ لَسَرَّنا ... وَلَم تَدْرِ أَنَّي للمُقامِ أُطَوِّفُ يَقُولُ مِنْهَا: أرَى أُمَّ حَسَّان الغَدَاةَ تَلُومُنِي ... تُخَوِّفُنِي الأعْدَاءَ وَالنَّفْسُ أخْوَفُ لَعَلَّ الَّذِي خَوَّفْتنَا مِنْ أمَامِنَا ... يُصَادِفُهُ مِنْ بَعْدِنَا المُتَخَلِّفُ إِذَا قُلْتُ قَدْ جَاءَ الغِنَى حَالَ دُونَهُ ... أَبُو صبْيَةٍ يَشْكُو المفَاقِرَ أعْجَفُ وَبِمَعْنَى قَوْلُ عُرْوَةَ: تَقُولُ سُلَيْمَى. البَيْتُ. قَوْلُ آخَر (¬1): سَأطْلِبُ بُعْدَ الدَّارِ مِنْكُمْ لِتَقْرِبُوا ... وَتَسْكُبُ عَيْنَايَ الدُّمُوعَ لِتَجْمَدَا وَمِثْلُهُ قَوْلُ الرَّبِيع بنُ خُثَيْمٍ وَقَدْ صَلَّى طُوْلَ لَيْلَةٍ حَتَّى أصْبَحَ وقَالَ لَهُ رَجُلٌ أتْعَبْتَ نَفْسَكَ فَقَالَ رَاحَتَها أَطَلَبُ. وَمِثْلُهُ قَوْلَ رَوْحِ بن حَاتِمْ قُبَيْصة بنِ المُهَلَّبِ وَقَدْ نَظَرَ إلَيْهِ رَجُل وَهُوَ وَاقِفٌ ببَاب المَنْصُورِ فِي الشَّمْسِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: قَدْ أطَلْتَ وُقُوفَكَ فِي الشَّمْسِ فَقَالَ رَوحٌ: لِيَطُولَ وُقُوفِي فِي الظِلِّ. وَمِنْ بَابِ (تَقُولُ سُلَيْمَى) قَوْلُ أبي حُكَيْمَة يَرْثي أيره (¬2): ¬
تَقُولُ سُلَيْمَى مَا لِأيركَ لا يَرَى ... أطارَ بهِ مِنْ فَوقِ خُصْيَيْكَ طَائرُ فَقُلْتُ لَهَا أيْرِي مُقِيْمٌ مَكَانَهُ ... وَلَكِنَّهُ رَخُو المَغَاسِل فَاتِرُ تَغَيَّبَ حَتَّى لا يُرَى فِيْهِ مَطْمَعٌ ... وَقَدْ قُطِّعَتْ مِنْهُ العُرَى وَالأوَاصِرُ فَهَلْ أبْصرَتْ عَيْنَاكِ قَبْلِي وَقبْلَهُ ... فَتًى غَابَ عَنْهُ أيْرُهُ وَهُوَ حَاضِرُ كُثَيّرٌ: 6872 - تَقولُ مَرِضتُ فما عُدْتَني ... وَكيفَ يَعودُ مَريضٌ مَريضا قَالَ أَبُو الوَليْدِ الضبِيّ: أتَيْنَا مِسْعَرَ بنَ كِدامٍ، فَأنْشَدنا: ألا تِلْكَ عَزَّةُ قَدْ أعْرَضَتْ ... تُرفِعُ دُونيَ طَرْفًا غَضِيضَا تَقُولُ مَرِضْتُ فَمَا عُدْتنِي. . . البَيْتُ. 6873 - تَقولُ هَذَا مُجاجُ النَّحلِ تَمدَحُهُ ... وَإِن ذَمَمتَ تَقُل قَيءُ الزَّنابيرِ المُتَنبّي: 6874 - تَقولينَ مَا في النَّاسِ مِثلُكَ عَاشِقٌ جِدِي ... مثلَ مَن أَحبتُهُ تَجِدي مِثلي يَقُولُ مِنْهَا: مُحِبٌّ كَنَى بِالبِيْضِ عَنْ مُرْهَفَاتِهِ ... وَبِالحُسْنِ فِي أجْسَامِهِنَّ عَنِ الصَّقْلِ عَدِمْتُ فُؤادًا لَم تبت فِيهِ فَضلَةٌ ... لِغَيْرِ الثَّنَايَا الغُرِّ وَالأعْيُنِ النُّجْلِ 6875 - تَقُولين مَا لي غيرَكَ اليَومَ صَاحبٌ ... أُحِبُّ وَقَد أَحبَبْتُ أَلفًا ولَا مثلِى وَمِنْ بَابِ (تَقى) قَوْلُ كُثَيِرٍ (¬1): تَقَى اللَّهُ فِيْهِ أُمَّ عَمْرُو وَتولّى ... مُوَدَّتَهُ لا يَطْلِبَنْكَ طَالِبُ فَمَنْ لا يُغَمِّضُ عَيْنُهُ عَنْ صَدِيْقِهِ ... وَعَنْ بَعْضِ مَا فِيْهِ نمتُ وَهُوَ عَاتِبُ ¬
وَمَنْ يَتَّبِعْ جَاهِدًا كُلَّ عَثْرَةٍ ... يَجِدْهَا وَلَا يَسْلَمْ لَهُ الدَّهْرُ صَاحِبُ وَلَا تَأمِنِيْهِ أنْ يُسَرَّ شَمَاتَةً ... فَيَظْهِرُهَا إِنْ أعْقَبَتْهُ العَوَاقِبُ فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أآتِي عَلَى قلًى ... وَبَادِي هُوَان مِنْكُمُ أمْ أغَاضِبُ سَأمْلِكُ نَفْسِي عَنْهُمُ إِنْ مَلَكْتَهَا ... وَهَلْ أغْلِبَنَّ إِلَّا الَّذِي أَنَا غَالِبُ تَضَمَّنَ دَائِمًا مِنْذُ عِشْرِيْنَ حِجَّةً ... لكمْ لا تُسلّيهِ السُّنونُ الذَّوَاهِبُ الرّضيُّ الموُسَوِيُّ: 6876 - تَقَيْتُ الشَّوكَ بالنَّعلِ ... فَشاكَت قَدَمي النَّعلُ مُغلِّس بن حصينٍ الفَقعسيّ: 6877 - تُكابِدُ فيهَا مِشيَةً قُرَشيَّةً ... تُلَوّى بِها أَستَاهَهَا لَا تُجيدُهَا ريحٌ يَصِفُ نَاقةً: 6878 - تَكادُ تَخرُجُ مِن أَنساعِهَا مَرَحًا ... إِذَا ابْنُ أَرضٍ عَوَى بالبَيدِ أَو ضَبحا ابْنُ زيدُون المَغرِبيُّ: 6879 - تَكادُ حِينَ تُناجِيكُم ضَمائِرُنا ... يَقضي عَلينَا الأَسى لَولَا تَأَسّينَا يَزيدُ بن الحَكَم الثقفي: 6880 - تُكاشِرُني عَمدًا كَأَنَّكَ نَاصِحٌ ... وَعَينَيكَ تُبدي أَنَّ صَدركَ لي دَوى رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ يَزِيْدُ بنُ الحَكَمِ الثَّقْفِيُّ لأخِيْهِ عَبْدَ رَبِّهِ بن الحَكَمِ وَهُوَ أخُو مِنْ أمَهِ وَأبِيْهِ: تُكَاثِرُنِي كُرْهًا كَأنَّكَ نَاصِحٌ ... وِعَيْنُكَ تُبْدِي أَنَّ صدْرَكَ لِي دَوَي لِسَانَكَ مَاذِيٌّ وَفِعْلكَ عَلْقَمٌ ... وَشَرُّكَ مَبْسُوطٌ وَخَيْرُكَ مُنْطَوِي تُفَاوِضُ مَنْ أطْوَى طوى الكَشْحِ دُونَهُ ... وَمِنْ دُونِ مَنْ صَافَيْتُهُ أنْتَ مُلْتَوِي ¬
تُصَافِحُ مَنْ لاقَيْتَ لِي ذَا عَدَاوَةٍ ... صفَاحًا بَيْنَ عَيْنَيْكَ مُنْزَوِي أرَاكَ إِذَا لَمْ أهَوَ أمْرًا هَوَيْتَهُ ... وَلَسْتُ لِمَا أهَوَى مِن الأمْرِ بِالهَوِي أرَاكَ احْتَوَيْتَ الخَيْرَ مِنِّي وَاحْتَوَى ... أذَاكَ فَكُلُّ مُجْتَوٍ قُرْبَ مجْتَوِي فَلَيْتَ كَفَافًا كَان خَيْركَ كُلّهُ وَ ... شَرَّكَ عَنِّي مَا ارْتَوَى المَاءَ مُرْتَوِي لَعَلَّكَ أنْ تَنْأَى بِأرْضكَ نِيَّةً ... وَإلَّا فَإنِّي غَيْرُ أرْضِكَ مُنْتَوِي فَلَمْ يَغْوِنِي رَبِّي وَفِي اصْطِحَابِنَا ... وَرَأسُكَ فِي الأغْوَى مِنَ الغَيِّ مُنْغَوِي عَدُوُّكَ يَخْشَى صَوْلَتِي إِنْ لَقَيْتُهُ ... وَأَنْتَ عَدُوِّي لَيْسَ هَذَا بِمُسْتَوَي وَكَمْ مَوْطِنٍ لَولايَ طحتَ كَمَا هَوَى ... بِإجْرَامِهِ مِن قِلَّةِ النِّيْقِ مُنْهَوِي تُدَالُ عَنِ المَوْلَى وَنَصْرُكَ عَاتِمٌ ... وَأَنْتَ لَهُ بِالظلْمِ وَالغَمْرِ مُحْتَوَي تَوَدُّ لَهُ لَو نَالَهُ نَابُ حَيَّةٍ ... رَبِيْبِ صفَاةٍ بَيْنَ لهين مُنْجَوِي إِذَا مَا ابْتَنَى المَجْدَ ابْنُ عمّك لَمْ ... تَعُز وَقُلْتُ ألا يَا لَيْتَ بثنْيَانُهٍ خَوِي كَأنَّكَ إِنْ قِيْلَ ابْنُ عَمِّكَ غَانِمٌ ... شَجٍ أو عَمِيْدٌ أو أخُو مُغْلَةٍ لَوي تَمَلَّأتَ مِنْ غَيْظٍ عَلَيَّ فَلَمْ يَزَل ... بِكَ الغَيْظُ حَتَّى كِدْتَ بِالغَيْظِ تَنْشَوِي فَمَا بَرِحَتْ نَفْسٌ حَسُودٌ خَشيتهَا ... تُدْنِيْكَ حَتَّى قَيْلَ هَلْ أنْتَ مُنْكَوِي وقَالَ المِنْطَاسِيُّونَ إنَّكَ مُسْعَرٌ ... سلالًا ألا بل أنت حَسَد جَوِي جَمَعْتَ وَفُحشًا غَيْبَةً وَنَمِيْمَةً ... خِلالًا ثَلَاثًا لَسْتَ عَنْهَا بِمُرْعَوِي أفُحْشًا وَاجْتِنَابًا عَنِ النَّدَى ... كَأنَّكَ أفْعَى كَدُمَّةٍ فَرَّ مَحْجَوَي فَيَدْحُو بِكَ الدَّاحِي إِلَى كُلِّ سَوْءَةٍ ... فَيَا شَرَّ مَنْ يَدْحُو بِأطْيَسَ مُدْحَوِي بَدَا مِنْكَ غُشٌّ طَالَمَا قَدْ كتمتهُ ... كما كَتَمَتْ دَاءَ ابنِهَا أمْ مُدَوي ابْنُ الرُّوميّ: 6881 - تَكَثَّر مِنَ الإِخوانِ مِا أسْطَعْتَ أَنَّهُم ... عِمادٌ إِذَا استَنجَدتَهُم وَظُهورُ بَعْدَهُ: وَليسَ كَثيرٌ ألْفَ خِلٍّ وَصَاحِبٍ ... وَإِنْ عَدُّوُا وَاحِدًا لَكَثِيرُ ¬
يُروَى عَنْ دَاوود النَّبيّ أَنَّهُ قَالَ لِوَلَدِهِ سُلَيْمَانَ (عَليْهِمَا السَّلامُ): يَا بُنَيَّ لا تَسْتَكثِرَنَّ أن يَكُونَ لَكَ أَلفُ صدِيقٍ، وَلَا تَسْتَقلَّنَّ أنْ يَكُونَ لَكَ عَدُوٌّ وَاحِدٌ. أخَذَهُ ابْنُ الرُّومِيّ، فَنَظَمَهُ، وهذا مِن بَابِ نظم المنثُورِ. أَبُو الفَتح البُستيُّ: 6882 - تَكَدَّرَ لي مَن كُنتُ أَرجو صَفاءَهُ ... وَمَا كُنتُ أَخشى أنهُ يَتَكَدَّرُ بَعْدَهُ: وَلكِنَّ طَبعًا للِزَّمانِ عَرفْتَهُ ... فَمَا لِيَ أخَشَى ولا أتَصَبَّرُ إِذَا أحْدَثَتْ نَفْسِي لنَفسِي تَغَيُّرًا ... فأنَّى يَفِي غَيْرِي وَلَا يَتَغَيَّرُ 6883 - تَكرَهُ ذِكرَ اللَّهِ في بَيتِهَا ... وَهِيَ إِلى الفَحشَاءِ مُشتاقَه بَعْدَهُ، يَصِفُ بَغِيًّا: إِن ذُكِرَ الخَيْرُ فَمَا إِنْ لَهَا ... مِنْ جَمَلٍ فِيْهِ وَلَا نَاقَه مِقدامَةٌ فِي البشْرِ سَبَّاقَةٌ ... وفي تُقَى اللَّهِ عَلَى السَاقَه المُتَنبّي في سَيف الدَولة: 6884 - تَكَسَّبُ الشَّمسُ مِنكَ النورَ طالِعَةً ... كَما تَكَسَّبَ مِنْهَا نُورَهَا القَمَرُ قَبْلَهُ يَقُولُ مِنْهَا: ظُلمٌ لِذَا اليَومِ وَصْفٌ قَبْلَ رُؤيتِهِ ... لَا يَصدُقُ الوَصْفُ حَتَّى يَصْدُقَ النَّظَرُ تَزَاحَمَ الجيْشُ حَتَّى لَمْ يَجِدْ سبَبًا ... إِلَى بِسَاطِكَ لِي سَمْعٌ وَلَا بَصَرُ اليَومُ يَرْفَعُ مَلْكُ الرُّومِ نَاظِرَهُ ... لأنَّ عَفْوَكَ عَنْهُ عِنْدَهُ ظَفَرُ قَدْ اسْتَرَاحَتْ إِلَى وَقْتٍ رِقَابُهُمُ ... عَنِ السُّيُوفِ وَبَاقِي النَّاسِ يَنْتَظِرُ تَشْبِيْهُ جُوْدِكَ بِالأمْطَارِ غَادِيَةً ... جُودٌ لِكَفِّكَ ثَانٍ نالَهُ المَطَرُ ¬
تَكَسّبُ الشَّمْسُ مِنْكَ النَّورَ طَالِعَةً. . . البَيْتُ. أَعشَى بَاهِلَةَ: 6885 - تَكفيهِ حَزَّةُ فِلذانٍ أَلَمَّ بِهَا ... مِنَ الشِّواءِ وَيُروي شُربَهُ الغُمَرُ قَوْلُ أعْشَى بَاهِلَةَ وَيُكَنَّى أبَا قُحَافَةَ هَذَا يَعْنِي بِهِ المُنْتَشِرُ بنَ وَهْبٍ البَاهِلِيَّ: 6886 - تِكَكُ المِلَاحِ يَحُلُّهَا ... مَن حَلَّ عُقدَةَ كِيسِهِ المَعَرِّيُّ: 6887 - تَكَلَّفَ لي ذَاكَ الوِدَادَ فَلَم يَدُم ... وَكُلُّ وِدادٍ بِالتَكَلُّفِ يَصعُبُ عَبد الصّمد بن المعذّلِ: 6888 - تُكَلِّفُني إِذلَالَ نَفسي لِعِزّهَا ... وَهَانَ عَليهَا أَن أُهانَ وَتُكرَما بَعْدَهُ: تَقُولُ سَلِ المَعْرُوفَ يَحْيَى بن أكْثَمٍ ... فَقُلْتُ سَلِيْهِ ربّ يَحْيَى بن أكْثَمَا الرَّضِي الموسَوِيُّ: 6889 - تُكَلِّفُني أَن أَطلُبَ العِزَّ بالمُنى ... وَأَينَ العُلا إِن لَم يُساعِدنيَ الجَدُّ النَّابِغَةُ: 6890 - تُكَلِّفُني أَن يَفعَلَ الدَّهرُ هَمَّهَا ... وَهَل وَجَدَت قَبلي عَلَى الدَّهرِ قَادِرا 6891 - تكَلَّمُ مِنَّا في الوُجوهِ عُيونُنا ... فَنَحْنُ سُكوتٌ وَالهَوى يَتكَلَّمُ ¬
قَبْلَهُ: يُتَرْجِمُ طَرْفِي عَنْ لِسَانِي بِسِرِّكُمْ ... وَيُبْدِي الهَوَى مِنِّي الَّذِي كُنْتُ أكْتُمُ تُشِيْرُ فَأدْرِي مَا تَقُولُ بِطَرْفِهَا ... وَيطْرقُ طَرْفي عِنْدَ ذَاكَ فَتَعْلَمِ تَكَلَّمَ مِنَّا فِي الوُجُوهِ عُيُونُنَا. . . البَيْتُ. 6892 - تكَلَّم وَسَدِّد مَا استَطَعتَ فَإِنَّما ... كَلَامُكَ حَيٌّ وَالسُكوتُ جَمادُ بَعْدَهُ: فإنْ لَمْ تَجِدْ قَوْلًا بَلِيْغًا تَقُولُهُ ... فَصَمتُكَ عَنْ غَيْرِ السَّدَادِ سَدَادُ ابْنُ الطَّثرِيةِ: 6893 - تكَنَّفني الواشونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ... وَلَو كَانَ واشٍ واحِدٌ لَكَفاني بَعْدَهُ: إِذَا مَا جَلَسْنَا مَجْلِسًا نَسْتَلِذُّهُ ... تَوَاشَوا بِنَا حَتَّى أمَلَّ مَكَانِي * * * ومن باب (تلا). قول عتبة الغلام (¬1): تُلَاحظُنِي فَتَعلم مَا بِقَلبي ... وَأَلحَظُهَا فَأعلم مَا تُرِيْدُ إِذَا غَضِبَتْ رَأيتَ النَاسَ صَرْعَى ... وَإِنْ رَضِيَتْ فَأرواحُ تَعُودُ لَهَا فِي جَفْنَها نفثاتُ سحر ... بِهَا تَحيى وَتقتَل مَنْ ترِيْدُ وَتَسْبي العَالَمينَ بِمُقَلتيها ... كأنّ العَالَمينَ لَها عَبيْدُ ومن ذلك قولُ أبي تمّامٍ (¬2): تَلَا فِي جَداكَ المجتَدُونَ فَأصْبَحُوا ... وَلم يَبْقَ مدخور وَلِمْ يبق مُجتدي ¬
إِذَا مَا رَحَى دَارتُ سَماحةً رَحَى ... كُلِ انجازٍ عَلَى كُلِ مَوعِدِ أحمَدُ بنُ فَارسٍ: 6894 - تَلَبّسْ لِباسَ الرِضا بِالقَضاءِ ... وَخَلِّ الأُمورَ لِمَن يَملِكُ بَعْدَهُ: تُقَدِّرُ أنْتَ وَجَارِي القَضاءُ ... مِمَّا تُقَدِّرُهُ يَضْحَكُ 6895 - تَلَذُّ كَأَنَّهَا رَاحٌ وَرُوحٌ تَمَشَّى ... في العُروقِ وَفي العِظامِ يَصِفُ البَلاغَة. المُتَنَبِّي: 6896 - تَلَذُّ لَهُ المُروءَةُ وَهيَ تُؤذي ... وَمَن يَعشَق يَلَذُّ لَهُ الغَرامُ 6897 - تُلعِقُني الشَّهدَ وَلَا عِلمَ لي ... أنّكَ تُخفي شَفرَةَ الذَّابِحِ المُتَنَبِّي: 6898 - تَلِفَ الّذي اتَّخَذَ الشَجاعَةَ جُنَّةً ... وَعَدا الذي اتَّخَذَ الفَرارَ خَليلا الصِمَّة القُشَيريُّ: 6899 - تَلَفَّتُّ نَحوَ الحَيِّ حَتَّى وَجدتُني ... وَجِعتُ مِنَ الإِصغاءِ لَيتًا وَأَخدَعا البَندَينحيُّ الضرِيرُ: 6900 - تَلقَاكَ نُعمى وَبُؤسي في مَخايلِهِ ... كَالنَّارِ في طَبعِهَا الإِحراقُ وَالنورُ ¬
ابْنُ الرُّوميّ: 6901 - تَلقَاهُ وَهُو مَعَ الإِحسانِ مُعتَذِرٌ ... وَقَد يُسيءُ مُسيءٌ وَهوَ مَنَّانُ 6902 - تَلَقَّاهُ بِوَجهٍ مُكفَهِرٍّ ... كَأَنَّ عَلَيهِ أَرزاقَ العِبادِ إِذَا مَا الرّزق أحجَم عن كَريمٍ ... فألجَأهُ الزَّمانُ إِلَى زِيَادِ تَلقّاهُ بوَجهٍ مُكفَهِرٍّ. . . البَيت. قيلَ لامرأةٍ قصَدتُ مأمولًا: كيفَ وَجَدت فلانًا لمَّا اعتَفَيتيه فَقالت: تَلقَّانِي بوَجهٍ مُكفَهِرٍّ. . . البَيت. 6903 - تَلَقَّ بالصَّبرِ ضَيفَ الهَمِّ تُرحلُهُ ... إِنَّ الهُمومَ ضُيوفٌ أَكلُهَا المُهَجُ بعدَهُ: فالحظّ مَا زادَ إِلا وَهو مُنتقِصٌ ... وَالأمرُ مَا ضَاق إِلَّا وَهو مُنفَرِجُ البُحتُرِيُّ: 6904 - تَلَقَّى المَعالي عَن أَوائِلِ قَومِهِ ... فَتَمَّ يُثنّيهَا لَهُم وَيُعيدُهَا بعدَهُ: وَشيَّدَهَا حتَّى استحقَّ تُراثَها ... ولَا يَرِثُ العَلياءَ مَن لَا يشيدُهَا 6905 - تَلْقَى السَّرى إذا سَرَى فَبِنَفسِهِ ... وَابنُ السَّرى إِذَا سَرَى أَسراهُمَا يُقَالُ: سَرُوَ، وسَرَا، وسَرِيَ. أَبُو هلَالِ بن سَهلٍ: 6906 - تَلقَى السَّعادَةَ في مَراميكَ التَّي ... هي لِلعُلا وَالمَكرُماتِ مَرامي إبراهيم الصُّولِي: ¬
6907 - تَلقَى بِكُلِّ بِلَادٍ أَنتَ نَازِلُهَا ... أَهلًا بأَهلٍ وَجيرانًا بِجيرانِ دِعبل في أبي تمامٍ: 6908 - تِلكَ المَساعي إِذَا مَا أَخَّرَت رجُلًا ... أَحَبَّ للنَّاسِ عَيبًا كَالَّذي عَابَه بَعْدَهُ: كَذَاكَ مَنْ كَانَ هَدْمُ المَجْدِ عَادَتهُ ... فَإِنَّهُ لِبُنَاةِ المَجْدِ عَيَّابَه إِنْ عَابَنِي لَمْ يَعِبْ إِلَّا مُؤَدِّبَهُ ... وَنَفْسَهُ عَابَ لَمَّا عَاب آدَابَه وَكَانَ كَالكَلْبِ ضرَّاهُ مُكَلِّبُهُ ... بِصيْدِهِ يَصْطَادُ كَلَّابَه السَّرِيُّ في سَيفِ الدَّولةِ: 6909 - تِلكَ المَكارِمُ لَا أَرى مُتأَخِّرًا ... أَولَى بِهَا مِنهُ وَلَا مُتَقَدِّما النَّابِغَةُ الجعدِي: 6910 - تِلكَ المَكارِمُ لَا قَعبان مِن لَبَنٍ ... شَيئًا بِماءٍ فَصارَا بَعدُ أَبوالا قَوْلُ النَّابِغَةِ: تِلْكَ المَكَارِمُ لا قَعْبَانِ مِنْ لَبَنٍ. البَيْتُ. يَقُولُ قَبْلَهُ: ألَّا فَخَرْتَ بِيَومِي رَحْرَحَانَ وَقَدْ ... ظَنَّتْ هَوَازِنُ أَنَّ المُلْكَ قَدْ زَالا هَذِي المَكَارِمُ لا قَعْبَانِ مِنْ لَبَنٍ. البَيْتُ. وَيُرْوَى لأبِي الصَّلْتِ ابن أبي رَبِيْعَةَ الثَّقْفِيّ قَالَهَا فِي سَيْفِ ذِي يَزَنٍ لَمَّا ظَفِرَ بِالحَبَشَةِ يَقُولُ مِنْهَا: فَاشْرَبْ هَنِيْئًا عَلَيْكَ التَّاجُ مُرْتَقعًا ... فِي رَأْسِ غَمْدَانَ دَارًا مِنْكَ مِحْلالا ثُمَّ أطَلَّ المِسْكَ إِذْ ثَالتْ نَعَامَتهُمْ ... وَأسْبِلِ العَيْش فِي بُرْدَيْكَ أسْبَالا ¬
تِلْكَ المَكَارِمُ لا قَعْبَانِ مِنْ لَبَنٍ. البَيْتُ. فَبَنُو عَامِرِ بن صَعْصعَةَ يَرَوْنَ هَذَا البَيْث لِلنَّابِغَةَ الجَّعْدِيِّ وَبَاقِي الرُّوَاة مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ أبا الصَّلْتِ بن أَبِي رَبِيْعَةَ قَالَهُ وَأحْسَبُ أَنَّ النَّابِغَةَ الجعْدِيَّ جَاءَ بِهِ مُتَمَثِّلًا. الأخطَلُ: 6911 - تِلكَ المَنازِلُ مِن صَفراءَ لَيسَ بِهَا ... نَارٌ تُضيءُ وَلَا أَصواتُ سُمَّارِ أَبُو تَمام: 6912 - تِلكَ بَناتُ المَخاضِ رَاتِعَةً ... وَالعَودُ في كُورِهِ وَفي قَتَبِهْ قَولُ أبي تَمَّام: هَذَا مِنْ قَصِيدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا أبَا الحَسَنِ مُحَمَّد بن عَبْد المَلِكِ بن صَالِحٍ الهَاشِمِيَ يَقولُ مِنْهَا: تَرْمِي بِأشْبَاحِنَا إِلَى مَلِكٍ ... نَأخُذُ مِنْ مَالِهِ وَمِنْ أدَبِهْ ألبَسَهُ المَجْدُ لا يَزِيْدُ بِهِ بُرْدًا ... وَصَاغَ السَّمَاحَ مِنْهُ وَبِهِ لُقْمَان صمْتًا وَحِكْمَةً فَإِذَا قَالَ ... لَقَطْنَا الجُمَان مِنْ خُطبه إِنْ جَدَّدَ رَدَّ الخُطُوبَ تَدْمَى ... وَإِنْ يَلْعَبْ فَجِدُّ العَطَاءِ فِي لَعْبِه يَتْلُو رِضَاهُ الغِنَى بِأجْمَعِهِ ... وَتَحْذَرُ الحَادِثَاتُ مِنْ غَضَبِه تَأتِيْهِ أفْرَاطُنَا فَتَحْكُمُ ... فِي لُجَيْنِهِ تَارَةً وفي ذَهَبِه وَقَدْ كَرَّرَ أَبُو تَمَّامٍ هذا المَعْنَى، فَقَالَ: إِذَا أنَاخُوا بِبَابِهِ أخَذُوا ... حُكْمَهُم مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهْ وَمِنْ بَابِ (تِلْكَ) قَوْلُ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامِ (¬1): تِلْكُمْ قُرَيشٌ تَمَّنَانِي لِتَقْتُلنِي ... فَلا وَرَبّكَ مَا بَرُّوا وَلَا ظَفِرُوا لِئِنْ بَقِيْتُ فَرَهْنٌ ذِمَّتِي لَهُمُ ... بِذَاتِ رَوقَيْنِ لا يَعْفُو لَهَا أثَرُ ¬
قَالَ يُونُسُ تقَرَّيْنَا الأشْعَارَ الَّتِي تُعْزَى إِلَى أمِيْرِ المُؤمِنِيْنَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامِ فَلَمْ يَصُحَّ لَهُ مِنْهَا سِوَى هَذِيْنِ البَيْتِيْنِ. 6913 - تَلمَّظَ السَّيفُ مِن شَوقٍ إِلى أَنسٍ ... فَالمَوتُ يَلحَظُ وَالأَقدارُ تَنتَظِرُ بَعْدَهُ: أظَلَّهُ مِنْكَ حَتْفٌ قَدْ تجَلَّلَهُ ... حَتَّى يُوامِرَ فِيْهِ رَأيكَ القَدَرُ حسَّان في رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه وسلم): 6914 - تَلوحُ المَكارِمُ في وجَهِهِ عَلَى ... الأَنفِ وَالعَينِ وَالحاجِبِ بَعْدَهُ: يُبَشَرُ مَنْ جَاءَهُ طَالِبًا ... وَيَبْسُطُ مِنْ أمَلِ الرَّاغِبِ ابْنُ الرُّوميّ: 6915 - تَلوحُ في دَولَةِ الأَيَّامِ دَولَتُكُم ... كَأَنَّهَا مِلَّةُ الإِسلامِ في المِلَلِ أَبُو إسحاق الصَّائِي: 6916 - تَلوحُ نَواجِذي وَالكَأسُ شُربي ... وأَشرَبُهَا كَأَنّي مُستَطيبُ بَعْدَهُ: وَفَوْقَ السّرِّ لِي جَهْرٌ ضحُوكٌ ... وَتَحْتَ الجهْرِ لِي سِرٌّ كَئِيْبُ سَأُثْبِتُ إذَ يُصَادِمُنِي زَمَانِي ... بِرُكْنَيْهِ كَمَا ثَبَتَ النَّجِيْبُ وَأرْقبُ مَا تَجِيْءُ بِهِ اللَّيَالِي ... فَفِي أثنائِهِ الفَرَجُ القَرِيْبُ حَاتِمٌ الطائِيّ: ¬
6917 - تَلومَانِ لَمَّا غوَّرَ النَّجمُ ضَلَّةً فَتًى ... لَا يَرَى الإِتلافَ في الحَمدِ مَغرَما 6918 - تَلومُ عَلَى القَطيعَةِ مَن أَتاهَا ... وَأَنتَ سَننتَها في النَّاسِ قَبلي الأسلَعُ: 6919 - تَلومُ وَمَا تَدري بِأَيّةِ بَلدَةٍ هَوايَ ... وَلَا وَجهي الّذي أَتَيَمَّم بَعْدَهُ: وَلَمْ تَدْرِ مَا مَطْوِيَّةٌ قَدْ أجَنَّهَا ضَمِيْرِي ... الَّذِي أُخْفَي عَلَيْهَا وَأكْتِمُ وَكَمْ خطَّةٍ فِي مَوْقَفٍ قَدْ فَصَلْتُهَا كَمَا ... طَبَّقَ العَضْبُ اليَمَانِي المُصمِّمُ 6920 - تَلَوَّنتَ أَلوانًا عَلَيَّ كثيرَةً ... وَمازَجَ عَذبًا مِن أُجاجِكَ مَالِحُ يَقُولُ مِنْهَا: إِذَا مَا تَقَضى الوُدُّ إِلَّا تَكَاثُرًا ... فَهَجْرٌ جَمِيْلٌ للفَرِيْقَيْنِ صَالِحُ وَفِيْ الأرْضِ مَسْلاةٌ وَلِي عَنْكَ مَذْهَبٌ ... فَسِيْحٌ وَرِزْق اللَّهِ غَادٍ وَرَائحُ سَلام فرَاقٍ لا تَواصلَ بَعْدَهُ ... فَلا القَلْبُ مَحْزُونٌ وَلَا الدَّمْعُ سَابِحُ لِتَعْلَمَ مِنِّي حِيْنَ رُمْتَ قَطِيْعَتِي ... وَسَامَحْتَ بِالهِجْرَانِ أَنِّي مُسَامحُ سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ أَنَّكَ خَاسِرٌ ... بِهَجْرِيَ وَإِنّي فِي القَطِيْعَةِ رَايِحُ عَلَى أنَّنِي لا قَائِلٌ بِعَدَاوَةٍ عَلَيْكَ ... وَلَا صَبٌّ إِلَى السّلمِ جَانِحُ 6921 - تَلَوَّنتَ حَتَّى لَستُ أَدري تَحيُّرًا ... أَريحُ شَمالٍ أَنتَ أم أَنتَ عَاصِفُ يَقُولُ مِنْهَا: أرَى فِيْكَ أخْلاقًا حِسَانًا قَبيْحَةً ... وَأَنْتَ صَدِيْقٌ كَالَّذِي أَنَا وَاصِفُ كَذُوبٌ صَدُوقٌ أحْمَقٌ مُتَطَرِّفٌ ... سَخِيٌّ بَخِيْلٌ مُسْتَقِيْمٌ مُخَالِفُ ¬
كَذَاكَ لِسَانِي شَاتِمٌ لَكَ حَامِدٌ ... كَمَا أَنَّ قَلْبِي جَاهِلٌ بِكَ عَارِفُ فَلَسْتُ بِذِي غشٍّ وَلَسْتُ بِنَاصِحٍ ... وَإِنِّي لَفِي جَهْلٍ بِشَأنِكَ وَاقِفُ عبدُ الواحِد العطار الحلبيّ: 6922 - تَلوِي مَواعِدَهُ خَساسَةُ أَصلِهِ ... إِنَّ الكَريمَ بِوَعدِهِ لَا يَمطُلُ أبْيَاتُ أَبِي الفَضْلِ عَبْدِ الوَاحِدِ مُحَمَّد عَبْد الوَاحِدِ العَطَار الحَلَبِيّ وَفَاتهُ سَنَةَ 483 هـ يَقُولُ مِنْهَا: كَرَمُ ابْنُ زَيْدٍ بِالمَقَالِ وَمَن يُرِدْ ... مِنْهُ الفَعَالَ فَإِنَّهُ لا يَفْعَلُ تَلوِي مَوَاعِدُهُ خَسَاسَةُ أصلِهِ. البيتُ وَبَعْدَهُ. وَيُرِيْكَ بُشْرًا كَالسَّرَابِ فَتَطْمَعَنْ ... فِيْمَا لَدَيْهِ وَأيْنَ مِنْهُ المَنْهَلُ مَا زَالَ فِي طَرَفي نَقِيْضٍ دَهْرَهُ ... مَالٌ يُصانُ لَهُ وَعَرْضٌ يُبْذَلُ البُحتُرِيُّ: 6923 - تَمادَى بِهَا وَجدي وَمُلِّكَ وَصْلُها ... خَليُّ الحَشا في وَصلِهَا جِدُّ زاهِدِ بَعْدَهُ: وَمَا النَّاسُ إِلَّا وَاحِدٌ غَيْر مَالِكٍ ... لِمَا يَبْتَغِي أو مَالِكٌ غَيْر وَاجِدِ ذُو الرُّمَّةِ: 6924 - تَمامُ الحَجّ أَن تَقِفَ المَطايا ... عَلَى خَرقاءَ واضِعَة اللّثامِ أَنشَد ثعلَبٌ: 6925 - تَمامُ العَمى طُولُ السُّكوتِ وَإِنَّمَا ... شِفاءُ العَمى يَومًا سُؤالُكَ مَن يَدري 6926 - تَمامُ القَولِ في الحُسنَى فَعالٌ ... وَخَيرُ الوَعدِ أَقرَبُهُ نَجَازا ¬
6927 - تَمَتعَّ إِذَا مَا أَمكَنَ الدَّهرُ وَاغتَنِم ... زَمانَكَ وَاعلَم أَنَّهُ سَيَفوتُ وَمِنْ بَابِ: (تَمَتَّعَ) قَوْلُ ابن أَبِي البَعْلِ فِي الوَرْدِ (¬1): تَمَتَّعْ بِذَا الوَرْدِ القَلِيْلِ بَقَاؤُهُ ... فَإِنَّكَ لَنْ يَفْجَاكَ إِلَّا فَنَاؤُهُ حَبِيْبٌ إِذَا مَا زَارَنَا قَلَّ لبْثُهُ ... وَإِنْ هُوَ عَنَّا غَابَ طَالَ جَفَاؤُهُ 6928 - تَمَتَّع بالرُقادِ عَلَى شِمالٍ ... فَلَقَد يَطولُ بِكَ الرُقادُ عَلَى يَمينِ العَرَجيُّ: 6929 - تَمَتَّع بِذا اليَومِ القَصيرِ فَإِنَّهُ ... رَهينٌ بِأَيَّامِ الهُمومِ الطَوائِلِ قَوْلُ العَرَجِيّ: تَمَتَّع بِذَا اليَومِ القَصِيْرِ. البَيْتُ قَبْلَهُ: وَلَا أنْسَى مَل أشْيَاءِ لا أنْسَى قَولهَا ... وَأدْمُعُهَا يجدّرنَ حَشْوَ المَكَاحِلِ تَمَتَّع بِذَا اليَومِ القَصِيْرِ. البَيْتُ. قَوْلُهُ مَلْ أشْيَاءُ يُرِيْدُ مِنَ الأشْيَاءِ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الأحْوَصِ (¬1): وَمَا أنْسَى مَلْ أشْيَاءِ لا أنْسَى قَولهَا ... أأتْرُكُنِي فِي الدَّارِ وَحْدِي وَتَذْهَبُ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَو كَانَ مُمْكِنًا مَقَامِي ... لَكَانَ المَكْثُ عِنْدَكِ أعْجَبُ فَرَدَّتْ عَلَى فِيْهَا اللِّثَامُ وَأدْبَرَتْ ... وَرَاجَعَنِي مِنْهَا بَنَانٌ مُخَضَّبُ وقَوْلُ الأقْرَعُ بن مُعَاذٍ (¬2): وَمَا أنْسَى ما الأشْيَاء لا أنْسَى قَولهَا ... بِنَفْسِي تُبَيِّن لِي مَتَى أنْتَ رَاجِعُ فَقُلْتُ لَهَا وَاللَّهِ مَا مِنْ مُسَافِرٍ ... يُحِيْطُ لَهُ عِلْمًا بِمَا اللَّهُ صَانِعُ ¬
فَقَالَتْ وَدَمْعُ العَيْنِ يَحْدِرُ كُحْلهَا ... تَرَكْتَ فُؤَادِي وَهُوَ بِالبَيْنِ رَايِعُ وَألْقَتْ عَلَى فِيْهَا اللِّثَامَ وَأدْبَرَتْ ... وَأقبَلَ بِالكُحْلِ السَّحِيْقِ المَدَامِعُ كُلُّ هَؤُلاءِ مُتَقَارِبُونَ فِي الألْفَاظِ وَالمَعَانِي. دِيك الجِنِّ: 6930 - تَمَتَعّ بِهَا مَا سَاعَفَتكَ وَلَا تَكُن ... عَليكَ شَجًى في الصَّدرِ حينَ تَبينُ بَعْدَهُ: وَإِنْ هِيَ أعْطَتْكَ اللِّيَانَ فَإِنَّهَا ... لِغَيْرِكَ مِنْ خِلَّانهَا سَتَلِيْنُ وَإِنْ حَلَفَتْ لا ينْقضُ النَّأيُ عَهْدَهَا ... فَلَيْسَ لِمَخْضوبِ البَنَانِ يَمِيْنُ فَخُنْهَا وَإِنْ كَانَتْ وَفِيًّا فَإنَّهَا ... عَلَى قِدَمِ الأيَّامِ سَوُفَ تَخُونُ 6931 - تَمَتعَّ مِن الدُّنيا إِذَا هِيَ سَاعَدَت ... فَإِنَّكَ في أَيدي الحَوادِثِ عَانِ بَعْدَهُ: وَلَا تترُكِ اللَّذَّاتِ يَومًا إِلَى غَدٍ ... وَمَنْ لِغَدٍ مِنْ حَادِثٍ بِأمَانِ فَإنِّي رَأيْتُ الدَّهْرَ يَلْعَبُ بِالفَتَى ... وَيَنْقلُهُ حَالانِ مُخْتَلِفَانِ فَأَمَّا الَّذِي يَمْضِي فَأحْلامُ نَائِمٍ ... وَأَمَّا الَّذِي يَبْقَى لَهُ فَأمَانِي يَزِيد بنُ مُعَاوِيةَ: 6932 - نَمَتعَّ مِنَ الدُّنيا بِساعَتِكَ التّي ظَفِرتَ ... بِهَا مَا كمْ تَعُقكَ العَوائقُ بَعْدَهُ: فَمَا يَوْمُكَ المَاضِي عَلَيْكَ بِعائِدٍ ... وَلَا يَومكَ الآتِي بِهِ أنْتَ وَاثِقُ 6933 - تَمَتعَّ مِنَ الدُّنيا فَإِنَّكَ فَانٍ ... وَبادِر صُروفَ الدَّهرِ وَالحَدَثَانِ ¬
6934 - تَمَتَعّ مِنَ الدُّنيا فَإِنَّكَ لَا تَبقى ... وَخُذ صَفوَهَا إِمَّا صَفَت وَدعَ الرّنَقا القهستانِيّ: 6935 - تَمَتَعّ مِنَ الدُّنيا فَأَوقاتُهَا خُلَس ... وَعُمرُ الفَتى مُلّيتَ أَطولَهُ نَفَس بَعْدَهُ: وَسَارِعْ إِلَى سَهْمٍ مِنَ العَيْشِ فَائِزٍ فَمَا ... ارْتَدَّ سَهْم مَرَّ قَطُّ وَمَا احْتَبَس وَقَضِّ زَمَانَ الأنْسِ بِالأنْسِ وَانْتَبِهِ ... لحظِّكَ إِذ لا حَظَّ فِيْهِ لِمَن نَعَس وَلَا تَنَقَاضَ اليَوْمَ هَمَّ غَدٍ وَدَعْ ... حَدِيْث غَدٍ فَالاشْتِغَالُ به هَوَس جَعدَةُ بن مُعَاويَة بن حَزنٍ العُقَيليُّ: 6936 - تَمَتَّع مِن شَميمِ عَرارِ نَجدٍ ... فَمَا بَعدَ العَشيَّةِ مِن عَرارِ قَبْلَهُ: أقُولُ لِصَاحِبِي وَالعِيْسُ تَهْوَى ... بِنَا بَيْنَ المَنِيْعَةِ فَالضِّمَارِ تَمَتَّعْ مِنْ شَمِيْمِ عَرَارِ نَجْدٍ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: شُهُور يَنْقَضيْنَ وَمَا شَعرْنَا ... بِأنْصافٍ لَهُنَّ وَلَا سِرَارِ قال ابن الأَعرابيّ: العَرارةُ صَفرَاءُ كالبَهارة لها عُودٌ وَريح طيّبَةٌ ولا تنبتُ، غالبًا إلا في قاعٍ. وَمِنْ بَابِ (تَمَّت) قَوْلُ الأمِيْرِ المِيْكَالِيّ (¬1): تَمَّتْ مَحَاسِنُهُ فَمَا يُزْرَى بِهَا ... مَعْ فَضلِهِ وَسَخَائِهِ وَكَمَالِهِ إِلَّا قُصُورُ وُجُودِهِ عَنْ جُوْدِهِ ... لا عَوْنَ للرَّجُلِ الكَرِيْمِ كَمَالِهِ ¬
يُروَى لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وتروى لمحمود الورّاق: 6937 - تَمَثَّلَ ذُو اللُبِّ في نَفسِهِ ... مَصائبَهُ قَبلَ أَن تَنزِلَا قوله: تَمَثَّلَ ذُو اللّبِّ فِي نَفْسِهِ. البيتُ وَبَعْدَهُ. فَإنْ نَزلَتْ بغْتَةً لَمْ تَرُعْهُ ... لَمَا كَانَ فِي نَفْسِهِ مَثَلا يَرَى الهَمَّ يُفْضِي إِلَى آخَرٍ ... فَصيَّرَ الآخِرَةُ أوَّلا وَذُو الجهْلِ يَأمَنُ أيَّامَهُ ... وَيَنْسَى مَصارِعَ مَنْ قَدْ خَلا فَإنْ دَهَمَتْهُ صرُوفُ الزَّمَانِ ... بِبَعْضِ نَوَائِبهَا أعْوَلا وَلَو قَدَّمَ الحَزْمُ فِي أمْرِهِ ... لَعَلَّمَهُ الصَّبْرُ عْنِدَ البَلا مسافِر بنُ عَمروٍ: 6938 - تَمُدُّ إِلى الأَقصى بِثَديِكَ كلِّهِ ... وَأَنتَ عَلَى الأَدنى صَرورٌ مُجَدَّدُ قِيل: هَذَا البَيْتُ أشْرَدُ مَثَلٍ يُضْرَبُ فِي صِلَةِ البَعِيْدِ، وَقَطْعِ القرِيْبِ، وَبَعْدَهُ: فَإِنَّكَ لَو أصْلَحْتَ مَا أنْتَ مُفْسِدٌ ... تَوَدّدكَ الأقْصَى الَّذِي تَتَوَدَّدُ أخَوكَ الَّذِي إن تَجْنِ يَومًا عَظِيْمَةً ... يَبتْ سَاهِرًا وَالمُسْتَذِيْقُونَ رُقَّدُ المُسْتَذِيْقُونَ: قَيْلَ هُمُ المُخْلِصونَ فِي المَوَدَّةِ، وَقِيْلَ: هُمْ الَّذِينَ إِذَا كُنتَ فِي خَيْرٍ قَربُوا مِنْكَ، وَإِنْ رَأوا ضِدَّهُ بَعدُوا عَنْكَ، فَكَأنَّهُم فِي مَودّتِهِم لَكَ يَسْتَذِيْقُونَ مَا أنْتَ فِيْهِ مِنْ خَيْرٍ، وَشَرٍّ وَكأنَّ الشَّاعِرَ إيَّاهُم عَنَى فِي قَوله هَذَا. وَالصَّرُورُ: حُلْمَةُ الثَّدْيِ، وَالمَجدَّدُ: الَّذِي لا لَبَنَ فِيْهِ. ابْنُ المُعلِّم: 6939 - تَمُرُّ أَقوالُهُم صَفحًا عَلَى أُذنُي ... مَرَّ الرياحِ بِرَضوَى لَا تُزَعزِعُهُ ¬
إبراهيم الصُّوليّ: 6940 - تَمُرُّ الصَّبا صَفحًا بِساكِنِ ذِي الغَضا ... وَيَصدَعُ قَلبي أَن يَطولَ هُبوبُهَا بَعْدَهُ: قَرِيبَةُ عَهْدٍ بِالحَبِيْبِ وَإِنَّمَا ... هَوَى كُلِّ نَفْسٍ حَيْثُ كَانَ حَبِيْبُهَا تُطَالِعُ مِنْ نَفْسِي إلَيْكَ نَوَازعٌ ... عَوَارِفُ أَنَّ اليَأْسَ مِنْكَ نَصِيْبُهَا تَوَحَّشَ مِنْ لَيْلَى الحِمَى وَتَنَكَّرَتْ ... مَنَازِلُ لَيْلَى خَيْمُهَا وَكثِيْبُهَا بِحَسْبِ اللَّيَالِي أَنْ طَرَحْنَكَ مَطْرَحًا ... بِدَارِ قِلًى تَمْسِي وَأَنْتَ غَرِيْبُهَا حَلالٌ الِلَّيْلَى أنْ تَرُوْعَ فُؤَادَهُ ... بِهَجْرٍ وَمَغْفُورٌ لِلَيْلَى ذُنُوبُهَا وَزَالَتْ زَوَالَ الشَّمْسِ عَنْ مُسْتَقَرِّهَا ... فَمَنْ مُخْبِرِي فِي أيِّ أرْضٍ غرُوبُهَا الرّضي المُوسَوِيُّ: 6941 - تَمُرُّ اللَيالي عَلَى نَهجِهَا ... وَتَجري الخُطوبُ لِعاداتِهَا بَعْدَهُ: فَلا تَطْلبَنّ لَهُم عَثْرَةً ... سَتَأتِيْهُمُ هِيَ مِنْ ذَاتِهَا أَبُو فراسٍ بن حَمدانَ: 6942 - تَمُرُّ اللَيالي لَيسَ للنَّفعِ مَوضِعٌ ... لَدَيَّ وَلَا للمُعتَفينَ جَنَابُ قَيسُ بنُ ذَريحِ: 6943 - تَمُرُّ اللَيالي وَالشُّهورُ وَلَا أَرَى ... وُلوعي بِها يَزدادُ إِلَّا تَمادِيا قَوْلُ قَيْسٍ بن ذَرِيْحٍ: تَمُرُّ اللَّيَالِي وَالشُّهُورُ. وَبَعْدَهُ. ¬
وَلِلنَّاسِ هَمٌّ وَهِيَ هَمِّي وَمنيَتِي ... مِنَ النَّاسِ بَلْ وَجْدِي إِذَا كُنْتُ خَالِيَا وَللعَيْنِ أسْرَابٌ إِذَا مَا ذَكَرْتَهَا ... عَلَى الحَدِيْثِ يَسْتَكِيْنُ مَنْ كَانَ بَاكِيَا أجَازَهُ قَيْسُ بن المُلَوَّحِ فَقَالَ (¬1): أحَقًّا عِبَادَ اللَّهِ أنْ لَسْتَ سَامِعًا ... لِطَيْبة فِي الوَادِي المُخَيَّمَ دَاعِيَا وَأشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ إنِّي أحِبُّهَا ... فَهَذَا لَهَا عِنْدَي فَمَا عِنْدَهَا لِيَا أُحِبُّ مِنَ الأسْمَاءِ مَا وَافَقَ ... اسْمهَا وَأشْبَهَهُ أو كَانَ مِنْهُ مُدَانِيَا إِذَا مَا طَوَاكِ الدَّهْرُ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... فَشَأنُ المَنَايَا القَاضيَاتِ وَشَأنِيَا وَإنِّي لأسْتَغْشِي وَمَا بِي نَعْسَةٌ ... لَعَلَّ خَيَالًا مِنْكَ يَلْقَى خَيَالِيَا أجَازَه جَمِيْلُ بُثَيْنَةَ فَقَالَ (¬2): أعُدُّ اللَّيَالِي مَا تَأتَّت وَانْطَوِي ... عَلَى حُبِّ لاهٍ يَعُدُّ اللَّيَالِيَا أعُدُّ اللَّيَالِي لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَة ... وَقَدْ عُشْتُ دَهْرًا لا أعُدُّ لَيَالِيَا فَأنْتِ الَّتِي إِنَّ شِئْتِ أنْعَمْتِ عَيْشِي ... وَإِنْ شِئْتِ بَعْدَ اللَّهِ أنْعَمْتِ بَالِيَا وَخَبَّرْتُمَانِي إن تَيمَاءَ مَنْزِلٌ ... لِلَيْلَى إِذَا مَا الصَّيْفُ ألْقَى المَرَاسِيَا فَهَذِي شُهُورُ الصَّيْفِ عَنَّا قَدِ انْقَضَتْ ... فَمَا للنَّوَى تَرْمِي بِلَيْلَى المَرَامِيَا؟ المُعتَمد صَاحِبُ المَغرِبِ: 6944 - تُمِرُّ حِينًا وَتَحلُو لي حَوادِثُهُ ... فَقَلَّما جَرَحَت إِلَّا أَتَت تَأسُو الحَارِثِّي: 6945 - تُمِرُّ فَمَا تَزدادُ إِلَّا حَلَاوةً لِدُنيا ... وَتُحلى غَيرُ جُمْلٍ فَمَا تَحلُو 6946 - تُمِرُّ وَتُحلي والخُطوبُ ضُغونهَا ... فَيالَيتَها لَا تَستَمِرُّ وَلَا تُحلي ¬
أَبُو إسحَاق الشيرَازِيُّ: 6947 - تَمَسَّك إِن ظَفِرتَ بِحَبلِ حُرٍّ ... فَإِنَّ الحُرَّ في الدُّنيا قَليلُ قَبْلَهُ: سَألْتُ النَّاسَ عَنْ حُرٍّ وَفِيٍّ ... فَقَالُوا مَا إِلَى هَذَا سَبِيْلُ تَمَسَّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِحَبْلِ حُرٍّ. . . البَيْتُ. 6948 - تَمَسَّك بِوَصلِ الصَّادِقِ الوُدّ وَاجتَنِب ... وِصالَ سِواهُ مِن قَريبٍ وَشَاسِع بَعْدَهُ: فذو الوُدِّ أدْنَى النَّاسِ مِنْكَ قَرَابَةً ... فَصِلْهُ فَمَا وَصْلُ الوَدُودِ بِضَائِعِ وَلَا تَغْتَرِرْ بِالوُدِّ مِنْ ذِي قَرَابَةٍ ... فَمَا قُرْبُ ذِي البُغضِ النَّسِيْبِ بِنَافِعِ فَكَمْ مِنْ بَعِيْدٍ صَادِقِ الوُدِّ مُخْلِصٍ ... وَذِي رَحْمٍ دَانِي القَرَابَةِ قَاطِعِ الرضي الموسَويُّ: 6949 - تَمَسَّكوا بِوَصايَا اللُؤْمِ تَحسَبُهُم ... تُتلى عَلَيهِم بِهَا الآياتُ وَالزُبُرُ المتَنبّي: 6950 - تَمشي الكِرامُ عَلَى آثارِ غَيرِهِم ... وَأَنتَ تَخلقُ مَا تَأتي وَتَبتَدِعُ أَبُو مَعشَرٍ: 6951 - تَمشي المَنايَا إلى قَومٍ فَأَكرَهُهَا ... فَكيفَ أَمشي إليهَا عارِيَ الكَتِفِ البُحتُرِيّ: 6952 - تَمضي اللّيالي وَالشُّهورُ وَحُبُّنا باقٍ ... وَنَحنُ عَلَى قَدَمِ الزَّمانِ الفَانِي ¬
يَقُولُ مِنْهَا قَبْلَهُ: وَزَعَمْتُ أنِّي لَسْتُ أُصْدُقُ فِي الَّذِي ... عِنْدِي مِنَ البرحاءِ وَالأشْجَانِ أوَ مَا كَفَاكَ بِدَمْعِ عَيْنِي شَاهِدًا ... بِصبَابَتِي وَمُخَبِّرًا عَنْ شَانِي تَمْضِي اللَّيَالِي وَالشُّهُورُ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: رَامُوا النَّجَاةَ وَكَيْفَ تَنْجُو عُصبَةٌ ... مَطْلُوبَةٌ بِاللَّهِ وَالسُّلْطَانِ مَنْ شَاكِرٌ عَنِّي الخَلِيْفَةَ فِي الَّذِي ... أوْلاهُ مِنْ طَولٍ وَمِنْ إحْسَانِ مَلأتْ يَدَاهُ يَدِي وَشَرَّدَ جُودُهُ ... بخْلِي فَأفْقَرَنِي كَمَا أغْنَانِي وَوَثِقْتُ بِالخَلَفِ الجمِيْلِ مُعَجِّلًا ... مِنْهُ فَأَعطَيْتُ الَّذِي أعْطَانِي 6953 - تَمضي اللَيالي وَالشُّهُورُ وَحُبُّنا باقٍ ... وَنَحنُ عَلَى النَّوى أَحبابُ 6954 - تَمَكَّنتُ مِن قَلبي فَأَزمَعتُ قَتلَهُ ... عَلَى غَيرِ جِدٍّ مِنكَ وَالنَفسُ تَذهَبُ بَعْدَهُ: كَعُصفُورَةٍ فِي كَفِّ طِفْلٍ يَسُومُهَا ... ورُوُدَ حِيَاضِ المَوْتِ وَالطِّفْلُ يَلْعَبُ 6955 - تَمَكَّنَ في الفُؤادِ فَمَا أُبالي ... أَطالَ الهَجرُ أَم مَنَحَ الوِصالَا 6956 - تَمَلَّكتِ يا مُهجَتي مُهجَتي ... وَأَسهَرتِ يَا ناظِري نَاظِري بَعْدَهُ: وَفِيْكَ تَعَلَّمْتُ نَظْمَ الكَلامِ ... فَلَقَّبَنِي النَّاسُ بِالشَّاعِرِ فَيَا غَائبًا حَاضرًا فِي الفُؤَادِ ... فَدَيْتُكَ مِنْ غَائِبٍ حَاضِرِ 6957 - تَمَلَّك مِا رُزِقتَ فَكُلُّ شَيءٍ ... كثيرٌ لِلغَريبِ مَعَ السَّلَامَة ¬
المُتَنبّي في الدنيا: 6958 - تَمَلَّكَهَا الآتي تَمَلُّكَ سالِبٍ ... وَفَارَقَهَا المَاضِي فَراقَ سَليبِ الحِمَّانِيُّ: 6959 - تَمَلَّيتُ الشَبابَ فَكانَ شَيبًا ... وَإِبلاءُ المَشيبِ يَصيرُ مَوتَا الرَضِيّ الموسَويُّ: 6960 - تُملي المَقاديرُ أَعمارًا وَتَنسِخُهَا ... وَيَصرِفُ الدَّهرُ أَيَّامًا بِأَيّامِ 6961 - تَمَّ الكِتابُ وَرَبُّنا المَحمودُ ... وَلَهُ عَلينا الشُّكرُ وَالتَّمجيدُ البُحتُرِيُّ: 6962 - تَمَّت لَكَ النَّعماءُ فيهِ مُمَتَّعًا ... بِعُلُوّ هِمَتِهِ وَوَرْي زنَادِهِ يَقُولُ ذَلِكَ لأبِي المُعْتَزِّ بِاللَّهِ عِنْدَ إدْرَاكِ المُعْتَزِّ بِاللَّهِ: تَمَّتْ لَكَ النَّعْمَاءُ فِيْهِ. . .، وَبَعْدَهُ: وَبَقِيْتَ حَتَّى تَسْتَضِيْءَ بِرَأْيِهِ ... وَتَرَى الكُهُولَ الشِّيْبَ مِنْ أوْلادِهِ وَمِنْ بَابِ (تَمَّت) قَوْلُ الأمِيْرِ المِيْكَالِيّ (¬1): تَمَّتْ مَحَاسِنُهُ فَمَا يُزْرَى بِهَا ... مَعْ فَضْلِهِ وسَخَائِهِ وَكَمَالِهِ إِلَّا قُصورُ وُجُودِهِ عَنْ جُوْدِهِ ... لا عَوْنَ للرَّجُلِ الكَرِيْمِ كَمَالِهِ المَعَرِّيُ: 6963 - تَمَّت مِن النَّاسِ كُلِّهُم صُوَرٌ ... لكنَّهُم في العُقولِ مَا تَمُّوا ¬
بَعْدَهُ: وَالخَيْرُ قَلَّ ترَاهُ مُغْتَرِبًا ... وَالشَّرُّ فِي النَّاسِ آهِلٌ جَمُّ وَكَيْفَ لِي أنْ أحُلَّ فِي جَدَثٍ ... مَنْ حَلَّ فِيْهِ فَلَيْسَ يَهْتَمُّ أَبُو نواسٍ: 6964 - تَمَّت وَتَمَّ الحُسنُ في وَجهِهَا ... فَكُلُّ شيءٍ مَا خلَاها مُحالْ بَعْدَهُ: للنَّاسِ فِي الشَّهْرِ هِلالٌ ... وَلِي مِنْ وَجْهِهَا كُلَّ صَبَاحٍ هِلالْ وَمِن بَابِ (تَمَنَّعْتُ) قَوْلُ الأخْبَلِ بن مَالِكٍ الكَلَّابِيِّ (¬1): تَمَنَّعْتُ لَمَّا قَيْلَ لِي احْلِفْ هُنَيْهَةً ... لِتَحْلُو فِي النَّوْكَى الخِسَاسِ يَمِيْنِي فَلَمَّا رَأوُا مِنِّي التَّمَنُّعَ خُيِّلُوا ... صُعُوبَتَهَا عِنْدِي كَقَطْعِ وَتِيْنِ وَلَمْ يَعْلَمُوا أنِّي قَدِيْمًا أعِدُّهَا ... لِفَكِّ خِنَاقِي مِنْ وِثَاقِ دِيُونِي وقَالَ الأخْبَلُ أَيْضًا وَقَدْ طَلَبَهُ غُرَمَاؤُهُ بِمَا لَهُمْ عِنْدَهُ فَجَحَدَهُم وَحَلفَ لَهُم عَلَيْهِ (¬2): فَإنَّ دَرَاهِمَ الغُرَمَاءِ عِنْدِي ... مُعَلَّقَةٌ لِدَى بِيْضِ الأَنُوقِ وَإِنْ دَلَفُوا دَلَفْتُ لَهُمْ بِحَلْفٍ ... كَعَطِّ البُرْدِ لَيْسَ بِذِي فُتُوقِ وَإِنْ لانُوا وَعَدْتَهُمُ بِلِيْنٍ ... وَفِي وَعْدِي ثُنيَّاتُ الطَّرِيْقِ وَإِنْ وَثَبُوا عَلَيَّ وَجَرَّرُوني ... حَلَفْتُ لَهُم كَإِضْرَامِ الحَرِيْقِ وقَالَ الأخْبَلُ أَيْضًا (¬3): إِذَا حَلَّفُونِي بِالإلَهِ مَنَحْتهُمْ ... يَمِيْنًا كَسحَقِ ألا تَحْمِي المُمّزَّق ¬
وَإِنْ أحْلَفُونِي بِالعِتَاقِ فَقَدْ دَرَى ... غُلامِي دُهَيْمٌ أَنَّهُ غَيْر مُعْتَقِ وَإِنْ أحْلَفُونِي بِالطَّلاقِ رَدَدْتُهَا ... كَأَحْسَنِ مَا كَانَتْ كَأنْ لَمْ يُطلَّقِ وقَالَ غَيْرُهُ فِي المَعْنَى (¬1): ألَمْ تَعْلَمِي أنِّي طَمُوحٌ عِنَانُهُ ... وَأنِّي لا يُعْدِي عَلَيَّ أمِيْرُ طَمَسْتُ الَّتِي فِي للصكّ مِنِّي بِحَلْفِةٍ ... سَيَغْفِرُهَا الرَّحْمَنُ وَهُوَ غَفُورُ وقال حَمَاسُ بنُ مَاثِلٍ الأسدِيُّ (¬2): اللَّهُ نَجَّى قَلُوصِي بَعْدَ مَا عَلِقَتْ ... مِنَ الأمِيْرِ وَمِنْ نَصْرِ بنِ سَيَّارِ بحَلْفَةٍ مِنْ يَمِيْنٍ غَيْر صَادِقَةٍ ... لَحِقْتُهَما وَهِيَ لَمْ تُلْحِقْكَ بِالنَّارِ أَحْلِفْ يَمِيْنًا إِذَا مَاخِفْتَ مُضْلِعَةً ... وَتُبْ إِلَى عَالِمٍ بِالذَّنْبِ غَفَّارِ وقَالَ الشَّمَّاخُ بنُ ضِرَارٍ (¬3): أهْنِي سَلِيْمٌ قَضَّهَا وَقَضِيْضَهَا ... تُمَسِّحُ حَوْلي بِالبَقِيْعِ سِبَالَهَا يَقُولُونَ لِي احْلِفْ وَلَسْتُ بِحَالِفٍ ... أُخَادِعُهُم عَنْهَا لِكَيْمَا أنَالَهَا فَفَرَّجْتُ هَمَّ النَّفْسِ عَنِّي بِحَلْفَةٍ ... كَمَا شَقَّتِ الشَّقْرَاءُ عَنْهَا جلالَهَا 6965 - تَمنَعُني أَن أَبوحَ نَفسٌ ... تَأنَفُ مِن ذِلَّةِ التَشَكّي ابْنُ أَسَدٍ الفَارقيُّ: 6966 - تَمَنَّت أُمُورًا فيكَ نَفسي فَمَن لَهَا ... قُبيلَ الرَّدى لَو أَدرَكَت مَا تَمَنَّتِ بَعْدَهُ: فَلا تَكُ كَالدُّنْيَا تَضنُّ عَلَى الفَتَى ... بِنائِلِهَا حَتَّى إِذَا مَاتَ مَنَّتِ ¬
وَمِنْ بَابِ (تَمَنُّوا) قَوْلُ آخَر (¬1): تَمَنُّوا لِي الأجْرَ العَظِيْمَ وَلَيْتَنِي ... نَجَوْتُ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلَا لِيَا 6967 - تَمَنَّى ابْنُ بَكرٍ هَدْمَ مَجدي سَفاهَةً ... وَدونَ مُنى نَفسِ ابنِ بَكرٍ مَنونُها بَعْدَهُ: وَلَو أَنَّ سَافِي الرِّيْحِ يَحْمِلُهُ قذًى ... إِلَى مُقْلَتِي لَمْ تَقْذَ مِنْهَا جُفُونُهَا تَمَثَّلَ بِهِمَا الحَاتِمِيّ فِي رِسَالَتِهِ البَاهِرَةِ المَوْسُومَةِ بِمغسَّل. لَبيد: 6968 - تَمَنَّى ابنَتايَ أَن يَعيشَ أَبوهُمَا ... وَهَل أَنَا إِلَّا مِن رَبيعَةَ أَو مُضَر جَعفَرُ بنُ شَمسِ الخلافَة: 6969 - تَمَنَّيتُ جَهلًا وَالأَماني خَوادِعُ ... لَو أَنَّ لَيالينَا بِليلى رَواجِعُ يَقُولُ بَعْدَهُ مِنْهَا: وَهَلْ يَرْجِعُ المَاضي مِنَ العَيْشِ بَعْدَمَا ... تَوَلَّتْ بِهِ الأيَّامُ لَولا المَطَامِعُ أحِنُّ إِلَى عَهْدِ الصِّبَا وَهُوَ فاَئِتٌ ... وَأهْوَى دِيَارَ اللَّهْوِ وَهيَ بَلاقِعُ سَلِ الحُبَّ عَنْ قَلْبِي أعَاصٍ لأمْرِهِ ... إِذَا مَا قَضَى أمْرًا أمِ القَلْبَ طَائِعُ وَإلَّا فَسَلْ قَلْبِي عَنِ الحُبِّ ... وَاسْتَمِعْ مَقَالَةَ رَاءٍ مِنْهُ مَا أنْتَ سَامِعُ يَقُولُ مِنْهَا: تَسَلَّ عَنِ الأهْوَاءِ وَأنْهَ عَنِ الصِّبَا ... فُؤَادَكَ إِنَّ الشَّيْبَ للِجَهْلِ وَازِعُ وَدَعْ عَنْكَ تِذْكَارَ الغَوَانِي وَلَا تَثِقْ ... بِهِنَّ فَهُنَّ المُطْعِمَاتُ المَوَانِعُ أمَا آنَ أنْ تَهْدِيْكَ للرُّشْدِ أنْجُمٌ ... بَدَتْ فِي ظَلامِ الشَّعْرِ مِنْكَ طَوَالِعُ ¬
سَمِعْنَا عِظَاتِ الدَّهْرِ لَكِنْ قُلُوبُنَا ... تَغَافَلُ عَمَّا بَلَّغَتْهَا المَسَامِعُ وَمِنْ بَابِ (تَمَنَّيْتُ) قَوْلُ أَبِي بَكْر الخَوَارِزمِيّ (¬1): تَمَنَّيْتُ حَالاتٍ عَلَى الدَّهْرِ أرْبَعًا ... وَلَمْ أرَ مَسْؤُولًا أشَحَّ مِنَ الدَّهْرِ جِمَاعًا بِلا ضُعْفٍ وَشُرْبًا بِلا سُكْرٍ ... وَعُمْرًا بِلا شَيْبٍ وَبَذْلًا بِلا فقْرِ البُحتُرِيُّ: 6970 - تَمَنَّيتُ لَيلَى بَعدَ فَوتٍ وَإِنَّما ... تَمَنَّيتُ مِنْهَا خُطَّةً لَا أَنالُها قَبْلَهُ: قِفِ العِيْسَ قَدْ أدْنَى خُطَاهَا كَلالُهَا ... وَسَل دَارَ سُعْدَى إِنْ شَفَاكَ سُؤَالُهَا وَمَا أعرفُ الأطْلالَ مِنْ بَطْنِ تُوضَحٍ ... لِطُولِ تَعَفِّيْهَا وَلكِنْ أخَالُهَا إِذَا قُلْتُ أنْسَى دَارَ لَيْلَى عَلَى النَّوَى ... تَصَوَّرَ فِي أقْصَى الضَّمِيْرِ مِثَالُهَا تَمَنَّيْتُ لَيْلَى بَعْدَ فَوْتٍ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: وَقَدْ كُنْتُ أرْجُو وَصْلَهَا قَبْلَ هَجْرهَا ... فَقَدْ بَانَ مني هجرها ووصالها وَلم يبقَ إلّا لَوْعَةٌ تُلهِبُ الحَشا ... وَإلَّا أكَاذِيْب المُنَى وَضَلالُهَا 6971 - تَمَنَّيتَني يَا ابنَ الحُصينِ سَفاهةً ... وَمَا لَكَ بي يَا ابن الحُصينِ يَدانِ ابْنُ الخيَّاطِ الدِمَشقِيُ: 6972 - تَمَنَّيتُهُم بالرَّقمَتينِ وَدارُهُم ... بَوادِي الغَضايا بُعدَ مَا أَتمنَّاهُ بَعْدَهُ: سَقَى الوَابِلُ الرَّبْعِيُّ مَا حَلَّ رَبْعكُم ... وَرَاوَحَهُ مَا شَاءَ رَوْحٌ وَغَادَاهُ وَجَرَّ عَلَيْهِ ذَيْلَهُ كُلُّ خَاطِرٍ ... إِذَا مَا مَشَى فِي عَاطِلِ التُّرْبِ حَلَّاهُ وَمَا كُنْتُ لَولا أَنَّ دَمْعِي مِن دَمٍ ... لأحملٍ مَنَّا للسَّحَابِ بِسُقِيَاهُ ¬
الوَليد بن عَبد الملكِ: 6973 - تَمَنَّى رجَالٌ أَن أَموتَ وَإِن أَمُت ... فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فِيها بِأَوحَدِ بَعْدَهُ: لَعَلَّ الَّذِي يَرْجُو فَنَائِي وَيَدَّعِي ... بِهِ قَبْلَ مَوتِي أَنْ يَكُونَ هُوَ الرَّدِي فَمَا عَيْشُ مَن قَدْ عَاشَ بَعْدِي بِضائِرِي ... وَلَا مَوْتُ مَنْ قَد ماتَ قَبْلِي بِمُخْلِدِي وَقَدْ عَلِمُوا لَو يَنْفَعُ العِلْمُ عِنْدَهُمُ ... لَئِنْ مُتُّ مَا الدَّاعِي عَلَيَّ بِمُخْلِدِ مَنِيَّتُهُ تَجْرِي لِوَقْتٍ وَحَتْفِهِ ... سَيَلحقَهُ يَومًا عَلَى غَيْرِ مَوْعِدِ فَقُلْ للَّذِي يَرْجُو خِلافَ الَّذِي مَضَى ... تَهَيَّأ لأُخْرَى مِثْلَهَا فَكَأنْ قَدِ جَرِير: 6974 - تَمَنَّى رِجالٌ مِن تَميمٍ ليَ الرَّدى ... وَمَا ذَادَ عَن أَحسابِهِم ذَائِدٌ مِثلي بَعْدَهُ: فَلَو شَاءَ قَومِي كَانَ حِلْمِي فِيْهِمُ ... وَكَانَ عَلَى جُهَّالِ أعْدَائِهِم جَهْلِي المُتَنبّي: 6975 - تَمَنٍّ يَلَذُّ المُستَهامُ بِمِثلهِ ... وَإِن كَانَ لَا يُغني فَتيلًا وَلَا يُجدي أَبَيُّ بن حُمَامٍ العَبسِيُّ: 6976 - تَمَنَّى ليَ المَوتَ المُعَجَّلَ خالِدٌ ... وَلَا خَيرَ في مَن لَيسَ يُعرَفُ حاسِدُه بعدَهُ: فخلّ مَقامًا لم تَكُن لتَسُدَّهُ ... عزيزٌ عَلَى عَبسٍ وَذُبيانَ ذائِدُه ¬
السّريُ الرَفَّاء: 6977 - تَمَنَّينَا اللِقاءَ فَكانَ حَتفًا ... وَكَم أُمنيَّةٍ جَلَبَت مَنايَا بَعْدَهُ: وَلَولا الفَضْلُ لَمْ يُشْعَرْ بِنَقْصٍ ... وَلَولا النُّسْكُ لَمْ تَبنِ الخَطَايا 6978 - تَمَنَّينَا إِمارَتَكُم فَكانَت ... عَلَى مَن كَانَ يَأمُلُها وَبالا بَعْدَهُ: فَيَا لَكِ فَرْحَةً خَانَتْ لعَمْرِي ... وَمِنْ أُمْنِيَّةٍ ذَهَبَتْ ضَلالا وَمَا ضَرَّتْ إمَارَتكُم عَدُوًّا ... وَلَا جَلَبَتْ لأهْلِ الوُدِّ مَالا هَذَا مِنْ قَولهِمْ: "لا تَتَمَنُّوا الدُّوَلَ فتحْرمُوهَا". وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخَر: تَمَنَّيْتُ أنْ تَرقَى المَعَالِي وَتَكْبتَ الأ ... عَادِي وَتُولي البِرِّ مَنْ كان رَاجِيَا فَلَمَّا أُجِيْبَتْ دَعْوَتِي وَتَمَكَّنَتْ ... يَدَاكَ مِنَ العلْيَا حُرِمْتُ الأمَانِيَا وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخَر: تَمَنَّيْتُ دَهْرًا دَوْلَةً فَاطِمِيَّةً ... فَلَمَا اسْتَقَرَّتْ بِالوَرَى وَاطْمَأنَّتِ ظُلِمْتُ ولم أُنْصَفْ وَتِلْكَ بَلِيَّةٌ ... ألا لَيْتَ نَفْسِي فَاتَهَا مَا تَمَنَّتِ وَمِثْلُهُ: دَعَوْتُ اللَّهَ أنْ تَعْلُو عُلُوًّا ... كَعَرْضِ الأرْضِ أو طُولِ السَّمَاءِ فَلَمَّا إِنْ عَلَوْتَ عَلَوْتَ عَنِّي ... فَكَانَ إذًا على نَفْسِي دُعَائِي الأَبلَهُ: 6979 - تَموتُ آمالُ راجينَا فَيَنشُرُها ... وَيَنْشُرُ الدَّهرُ أَحداثًا فَيَطويهَا ¬
6980 - تَموتُ الأُسدُ في الغَاباتِ جوعًا ... وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ الكِلابُ الصَّلَتَانُ العَبديّ: 6981 - تَموتُ مَعَ المَرءِ حَاجاتُهُ ... وَتَبقى لَهُ حَاجَةٌ مَا بَقى جَعفَر بنُ شمس الخلافةِ: 6982 - تَميدُ الأَرضُ مِن خَوفٍ إِذَا مَا ... رَأَتكَ عَلَى مَناكبِها تَميدُ الطِرمّاحُ بن حَكيمٍ: 6983 - تَميمٌ بِطُرقِ اللؤمِ أَهدَى مِنَ القَطَا ... وَلَو سَلَكتْ سُبْلَ المَكارِمِ ضلَّتِ بَعْدَهُ: وَلَو أَنَّ بُرْغُوثًا عَلَى ظَهْرِ قَمْلَةٍ ... يَكُرُّ عَلَى صفَّي تَمِيْمٍ لَوَلَّتِ أَخَذَ ابن لنْكَكَ البَيْتَ الأوَّلَ، فَقَالَ (¬1): تَعِسْتُمْ جَمِيْعًا مِنْ وُجُوهٍ لِبَلْدَةٍ ... تكَنَّفَهُمْ جَهْلٌ وَلُؤْمٌ فَأفْرَطَا أرَاكُمْ تُعِيْنُونَ اللِّئَامَ وَإنَّنِي ... أرَاكُمْ بِطُرْقِ اللُّؤْمِ أهْدَى مِنَ القَطَا قَالَ بَعْضهُم: "لا تَخْضَع للّئِيم الغَنَيّ، فَإِنَّهُ لا يُعْطِيْكَ مَالَهُ، وَيَسْتَطِيْلُ عَلَيْكَ بِجَاهِهِ". الفَرَزدَقُ: 6984 - تَميمَ بنَ قَيسٍ لَا تَكونَنَّ حاجَتي ... ظهرٍ وَلَا يَعيى عَلَيَّ جَوابُها يُقَالُ: جَعَلْتُ حَاجَتِكَ نُصْبَ عَيْنِي وَإزَاءَ هَمِّي وَلَمْ أجْعَلْهَا بِظَهْرٍ وَلَا وَرَاءٍ. المُعتَمد صَاحبُ المَغرِب: ¬
6985 - تُمَيِّزُ البُغضَ في الأَلفاظِ إِن نَطَقوا ... وَتَعرِفُ الحِقدَ في الأَلحاظِ إِن نَظَرُوا البُحتُرِيُّ: 6986 - تَنَاءَت دَارُ عَلوَةَ بَعدَ قُربٍ ... فَهَل رَكبٌ يُبَلِّغُهَا السَّلَامَا قَبْلَهُ: أُلامُ عَلَى هَوَاكَ وَلَيْسَ عَدْلًا ... إِذَا أحْبَبْتُ مِثْلَكَ أنْ أُلَامَا أعِيْدِي فِيَّ نَظْرَةَ مُسْتَثِيْبٍ ... تَوَخَّى الأجْرَ أو كَرِهَ الأثَامَا تَرَي كَبِدًا مُحَرَقَةً وَعَيْنًا ... مُؤَرَّقَةً وَقَلْبًا مُسْتَهَامَا تَنَاءَتْ دَارَ عَلْوَةَ بَعْدَ قُرْبٍ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: وَجَدَّدَ طَيْفُهَا عَتَبًا عَلَيْهَا ... فَمَا يَعْتَادنَا إِلَّا لِمَامَا السَّرِيُّ الرَّفاء: 6987 - تَنَاءَى الجُودُ حَتَّى لَيسَ يَدنُو ... وَغَابَ البِشرُ حَتَّى لَا يَؤُوبُ 6988 - تُنازِعُني نَفسي أُمورًا كَثيرَةً ... وَيَقصُرُ مَالي أَن يُنيلَ المَعَاليا البُحتُرِيُّ: 6989 - تَنَاسَ ذُنوبَ قَومِكَ إِنَّ حِفظَ الذُّ ... نوبِ إِذَا قَدُمنَ مِنَ الذُّنوبِ ابْنُ الرُوميُّ: 6990 - تَنَافَسَ النَّاسُ في أَيّامِ دَولَتِهِ ... فَمَا يَبيعُونَ سَاعاتٍ بِأَعوام قَبْلَهُ: أَسْعَدْ بِعيدِ أخِي نُسْكٍ وَإسْلامِ ... وَعِيْدِ لَهْوٍ طَلِيْقِ الوَجْهِ بَسَّامِ ¬
عِيْدَانِ أضحَى وَنَورُوزٍ كَأنَّهُمَا ... تَوَقَّى فعَالِكَ مِن بؤسٍ وَإنْعَامِ كَذَاكَ يَوْمُكَ يَومٌ سَيْبُهُ دِيَمٌ ... عَلَى العفَاةِ وَيَومٌ سَيْفُهُ دَامِي تَنَافَسَ النَّاسُ فِي أيَّامِ دَوْلَتِهِ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: لا يُبْعِدُ اللَّهُ أيَامًا لَهُ جَمَعَتْ ... إِلَى سُكُونِ اللَّيَالِي أمْنَ أيَّامِ وقَالَ أَبُو تَمَّامٍ فِي مَعْنَى البَيْتِ الأخِيْرِ (¬1) يَشْتَاقُهُ مِنْ كَمَالِهِ غَدُهُ ... وَيُكْثِرُ الوَجْدَ نَحْوَهُ الأمْسُ 6991 - تُنافِسُ في طِيبِ الطَعامِ وَكُلُّهُ ... سَواءٌ إِذَا مَا جَاوَزَ الَّلهواتِ الفَقيهُ المَروزي الضَريرُ: 6992 - تَنَافَى المَالُ وَالعَقلُ ... فَمَا بَينَهُما شَكلُ بَعْدَهُ: هُمَا كَالوَرْدِ وَالنَّرْجِسِ ... لا يَحْوِيْهِمَا فَصْلُ فَعَقْلٌ حَيْثُ لا مَالٌ ... وَمَالٌ حَيْثُ لا عَقْلُ يُقَالُ: "مَا جَعَلَ اللَّهُ لأحَدٍ عَقْلًا وَافِرًا إِلَّا احْتُسِبَ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِهِ". هُوَ الفَقِيْهُ أَبُو الحَسَنُ مُحَمَّد عَبْدُ اللَّهِ المَرْوَزِيّ الضَّرِيْرُ وَفَاتُهُ سَنَة 32 هـ. فِي بِلادِهِ. البُحتُريُّ يَصِفُ شِعرَهُ: 6993 - تَنَالُ مَنَالَ الّليلِ مِن كُلِّ وِجهَةٍ ... وَتَبقَى كمَا تَبقَى النّجومُ الطَّوالِعُ 6994 - تَنَامُ عَلَى الثُكلِ عَينُ الفَتَى ... وَمَا إِن تَنَامُ عَلَى ذُلِّهِ ¬
6995 - تَنَامُ وَلَم تَنَم عَنكَ المَنايَا ... تَنبَّه لِلمَنيَّةِ يَا نَؤُومُ بَعْدَهُ: تَرُومُ الخُلْدَ فِي دَارِ التَّفَانِي ... وَكَمْ قَدْ رَامَ مِثْلكَ مَا تَرُومُ أَبُو نَصرٍ بن عُنَينٍ: 6996 - تَنَاوَلتَ أَبعَدَ مَا تَرتَجي ... وَأَدرَكتَ غَايَةَ مَا تَطلُبُ محمَّد بن يزيد اليُسريّ: 6997 - تَنَاوَلَ قَومٌ عَبدَ شَمسٍ تَشَفيًا ... وَمَا حَاوَلُوا إِلَّا تَنَاوُلَ هَاشِمِ السّري يَصِفُ شعرَهُ: 6998 - تَنَاهَبَ حُسنَهَا حَادٍ وَشَادٍ ... فَحُثَّ بِهَا المَطَايَا وَالمُدامُ أَبُو فراس بن حَمدانَ: 6999 - تَنَاهَضَ النَّاسُ لِلمَعالي ... لَمَّا رَأَوا نَحوَهَا نُهوضِي عَبد المُعطِي بن عَتيقٍ المغربي: 7000 - تَنَاهَى لَعَمري في الجَهَالَةِ كُلُّ مَن ... رَأى أّنَّهُ في عِلمِهِ مُتَناهِ قَبْلَهُ: تَوَكَّلْتُ فِي أمْرِي عَلَى اللَّهِ وَحْدَهُ ... وَفَوَّضْتُ أمْرِي كُلّهَ لإلَهِي وَكُنْتُ كَمَنْ إِنْ قَالَ قَوْلًا ... يُبَاهِي بِهِ يَا وَيْحَ كُلّ مُبَاهِي أُسَائِلُ عِنْدَ المُشْكِلاتِ إِذَا عَرَتْ ... أولي العِلْمِ عَمَّا هِي لأعْلَم مَا هِي وَأجْتَنِبُ الدَّعْوَى اجْتِنَابَ امْرِئٍ ... لَهُ مِنَ العَقْلِ عَنْ طُرقِ الغِوَايَةِ نَاهِي ¬
تَنَاهَى لَعَمْرِي فِي الجَهَالَةِ. . . البَيْتُ. ابْنُ الرُّومِيّ: 7001 - تَنبَّهَ للأنذَالِ يُصلِحُ أَمرَهُم ... وَأَصبَحَ عَن أَهلِ المُرُوءَةِ سَاهِيَا ابْنُ النَّبيهِ: 7002 - تَنبَّهي يَا عَذبَاتِ الرَّندِ ... كَم ذا الكَرَى هَبَّت نَسيمُ نَجدِ قَوْلُ ابْنُ النَّبِيْهِ: تَنَبَّهِي يَا عَذَباتِ الرَّنْدِ. البيتُ وَبَعْدَهُ: مَرَّ عَلَى الرَّوْضِ وَجَاءَ سحَرًا ... يَسْحبُ بُرْدَي أرْجٍ وَبرْدِ حَتَّى إِذَا عَانَقَتْ مِنْهُ نَفْحَةً ... عَادَتْ سمُومًا وَالغَرَامُ يُعْدِي وَاعَجَبًا مِنِّي أسْتَشْفِي الصَّبَا ... وَمَا تَزِيْدُ النَّارَ غَيْرَ وَقْدِ هَذِهِ فِي مُعارَضَةِ أبْيَاتٍ لِحِمَّادٍ الخَرَّاطِ البُزَاعِيِّ الحَلَبِيِّ أوَّلُهَا (¬1): تَوَلَّعِي يَا نُسَيْمَاتِ نَجْدِ بِـ ... ـالشَّيْحِ فِي ذَاكَ الحِمَى وَالرَّنْدِ أصْبُو إِلَى رِيْحِ الصبَا لَو أَنَّهَا ... تُهْدِي حَدِيْثَ الحَيِّ فِيْمَا تُهْدِي أسْألُهَا هَل صَافَحَتْ مَوَاقِفًا ... أوَدُّ لَو صافَحْتُهَا بِخَدِّي أشْتَاقُ تَقْبيْلَ ثَرَاهَا كُلَّمَا ... هَاجَ اشْتِيَاقِي وَاسْتَطَارَ وَجْدِي كَأَنَّمَا المِسْكِيُّ مِن تُرَابِهَا ... يَعلُّهُ الدَّمْعُ بِمَاءِ الوَرْدِ أسْتَوْدِعُ اللَّهَ بِهَا قَلْبي فَقَدْ ... طَالَ بِهِ بَعْدَ الفرَاقِ عَهْدِي كَأَنَّ معِي قَبْلَ رَحِيلِي عَنْهُمُ ... ثُمَّ رَحَلْتُ وَأقَامَ بَعْدِي وَمِثْلُ هَذِهِ الأبْيَاتِ لِعَبْدِ اللَّهِ بن عَتِيْقٍ البَغْدَادِيِّ عَلَى الرَّوِي وَالقَافِيَةِ وَحَيْثُ يَقُولُ: هَبَّ فَمَا النِّدُّ لَهُ بِنِدٍّ ... عرِفَ الصِّبَا مِن هَضبَاتِ نَجْدِ فَحَرَّكَ السَّاكِنُ مِنْ صَبَابَتِي ... وَأخْلَقُ الصَّبْرَ جَدِيْدُ وَجْدِي ¬
مَرَّ بِبَطْنِ مَرٍّ مُهْدِيًا لنَا ... بَعْدَ الهدوّ طِيْبَ رَيَا الرَّنْدِ فَهِمْتُ إِذَا فَهِمْتُ مَا أنْبَاءَ عَنْ ... بانِ العَذِيْبِ وَالغُوَيْرُ وَجْدِي وَتُرْوَى هَذِهِ الأبْيَاتُ: تَنَبَّهِي يَا عَذَبَاتِ الرَّنْدِ. . . لابنِ المُعَلِّمِ وَهُوَ أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن فَارِسٍ القُرشِيّ. أَبُو بَكرٍ الصِّديق (رضيَ اللَّهُ عَنهُ): 7003 - تَنَحَّ عَنِ القَبيحِ وَلَا تُرِدهُ ... وَمَن أَولَيتَهُ حَسَنًا فَزِدهُ بَعْدَهُ: سَتُكْفَى مِنْ عَدُوِّكَ كُلَّ كَيْدٍ ... إِذَا كَادَ العَدُوُّ وَلَمْ تَكِدْهُ الثَّوريُّ: 7004 - تَنَحَّلتُ آرائِي وَسُقتُ نَصيحَتي ... إِلى غَيرِ طَلقٍ للنَّصيحِ وَلَا هَشِّ بَعْدَهُ: فَلَمَّا أبَى نُصْحِي سَلَكْتُ طَرِيْقَهُ ... وَأوْسَعْتُهُ مِنْ قَوْلِ زُورٍ وَمِنْ غُشِّ صُرَّدُرَّ: 7005 - تُنْسَى مَرارَةُ كُلِّ نَازِلَةٍ ... بِحَلاوَةٍ في النَّهي وَالأَمرِ قَوْلُ صردر: تَنْسَى مَرَارَةَ كُلِّ نَازلَةٍ. البَيْتُ مِنْ أبْيَاتِ قَالَهَا تَهْنِئَةً بِالخَلَاصِ مِنَ الاعْتِقَالِ أوَّلُهَا: لأشْكُرَنَّ حَبْسًا ألَمَّ بِهِ ... إِنَّ الحِسِانَ تُصَانُ فِي الخِدْرِ وَالغِمْدُ لَيْسَ تُغَاضُ بُرْدَتُهُ ... إِلَّا عَلَى الهِنْدِيِّ ذِي الأثْرِ إِنْ حَجَبُوهُ فَكُلُّ ذِي شَرَفٍ ... يَعْتَزُّ بِالبوَّابِ وَالسِّتْرِ ¬
يَغْشَى الكُسُوفُ الشَّمْسَ إِذْ عَظُمَتْ ... وَيُعَافُ ضَوْءَ الأنْجُمُ الزُّهْرِ قَدْ يَسْتَسِرُّ البَدْرُ لَيْلَتَهُ ... لِيُتِمَّ لَيْلَةَ أرْبَعَ العَشْرِ أوَلَيْسَ يُوسُفَ بَعْدَ مِحْنَتِهِ ... نَقَلُوهُ مِنْ سِجْنٍ إِلَى مِصرِ لَمَرَقْتَ مِنْهَا مِثْلَمَا انْكَدَرَتْ ... فتحَاءُ تَرْمِي الطَّيْرَ بِالذُّعْرِ وَصَبَرْتَ حَتَّى انْجَابَ غَيْهَبَهَا ... إِنَّ النَّجَاةَ عَوَاقِبُ الصَّبْرِ تَنْسَى مَرَارَةَ كُلِّ نَازِلَةٍ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وإذَا تَوَلَّى الشَّيْءُ تَكْرَههُ ... فَكَأَنَّهُ مَا دَارَ فِي فِكرِي حَمْدًا وَشُكْرًا لِلإلَهِ عَلَى مَا ... قَدْ حَبَاكَ وَوَاجِبُ النّذْرِ أَنَا مَنْ يُغَالِي فِي مَحَبَّتِهِ ... وَوَلائِهِ فِي السّرّ وَالجهْرِ مَا ذَاقَ طَعْمَ النَّومِ نَاظِرُهُ ... حَتَّى البَشِيْرُ أتَاهُ بِالبِشْرِ المُتَنَبّي: 7006 - تُنْشِدُ أَثوابُهُ مَدائِحَهُ ... بِأَلسُنٍ مَا لَهُنَّ أَفواهُ عُرَنيُ بن أُبَيّ بن طُفَيلٍ: 7007 - تَنَقَّبُ تَبتَغي في ذَاكَ خَيرًا ... وَمَا يُغني مِنَ الكِبَرِ النِقابُ قَبْلَهُ: ألا قَالَتْ عَجُوزُ بَنِي تُوَيْلٍ ... كَبرْتَ وَقَدْ فَنَى مِنْكَ الشَّبَابُ فَقُلْتُ لَهَا وَقَدْ شبْنَا كِلانَا ... رَأَيْتُكِ قَدْ كَبِرْتِ فَأنْتِ نَابُ تَنَقَّبُ تَبْتَغِي فِي ذَاكَ خَيْرًا. . . البَيْتُ. وَكَانَتْ عِنْدَهُ الفَزْرَاءُ بِنْتُ عَمَّارِ بنِ زِيَادِ التُّوَيْلِيّ فَقَالَ فِيْهَا ذَلِكْ. وَمِنْ بَابِ (تَنَقَّلَ) قَوْلُ البُحْتُرِيّ يَمْدَحُ (¬1): ¬
تَنَقَّلَ فِي خلْقِي سُؤدَد ... سَمَاحًا مُرَجَّى وَبَأسًا مَهِيْبَا فَكَالسَّيْفِ إِنْ أجبْتَهُ صَارِخًا ... وَكَالبَحْرِ إِنْ جِئْتُهُ مُسْتَثِيْبَا حمَّادُ بن حمَّادٍ الحرَّانيُّ: 7008 - تَنَقّلُ المَرءِ في الأَسفارِ يُكسِبُهُ ... مَحاسِنًا لَم تَكُن فِيهِ بِبَلدتِه بَعْدَهُ: أمَا تَرَى بَيْدَقَ الشِّطْرَنْجِ أكْسَبَهُ ... حُسْنُ التَّنَقُّلِ فِيْهَا فَوقَ رُتْبَتِهِ هُوَ أَبُو الثَّنَاءِ حَمَّاد بنُ هبةِ اللَّهِ بن حَمَّادِ بن الفُضَيْل التَّاجِرُ الحرَّانِيّ. وَمِنْ بَابِ (تَنَكَّبَ) قَوْلُ خَرَاشَةَ العَبْسِيّ فِيْمَنْ أسْلَمَ أصحَابُهُ فِي الحَرْبِ وَنَجَا بِنَفْسِهِ: تَنَكَّبْتَهُمْ يَعْدُو بِكَ الوَرْدُ بَعْدَمَا ... قَدَفْتهُم فِي البَحْرِ وَالبَحْرُ زَاخِرُ وَأسْلَمْتَ عَبْدَ اللَّهِ لَمَّا عَرَفْتَهُمْ ... وَنَجَّاكَ وَثَّابُ الجَّرَاثِيْمُ ضَامِرُ أخَاكَ الَّذِي فَارَقتهُ خِشْيَةَ الرَّدَى ... وَأسْلَمْتَهُ لِلمَوتِ وَالمَوتُ حَاضِرُ وَقُدْتَهُم لِلمَوتِ ثُمَّ خَذَلتَهُم ... فَلا وَالَتْ نَفسٌ عَلَيْهَا تَحَاذُرِ أَفضَلُ الدَولة الأبيوَرديّ: 7009 - تَنَكَّرَ لي دَهرِي وَلَم يَدرِ أَنَّني ... أَعِزُّ وَأَحداثُ الزَّمانِ تَهُونُ بَعْدَهُ: فَبَاتَ يُرِيْنِي الخَطْبَ كَيْفَ اعْتِدَاؤُهُ ... وَبِتُّ أُرِيْهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكونُ حَاتِمٌ الطائِيُّ: 7010 - تَنُوطُ لنا حُبَّ الحَياةِ نُفوسُنَا ... شقاءً وَيَأتي المَوتُ مِن حَيثُ لا نَدري ¬
7011 - تَنهَلُّ عَيني إِذَا مَا نَالَني فَرَحٌ ... عَكسًا وَعِندَ الأَسى تَفتَرُّ أَسناني بَعْدَهُ: إِذَا الفَتَى بَلَغَ العَلْيَاءَ غَايَتهَا ... فَطَبْعُهُ وَطِبَاعُ النَّاسِ ضدَّانِ أَبُو العَبَّاس المُبرَّدُ يفخَرُ: 7012 - تُنيرُ وُجوهُ الحَقِّ عِندَ جَوابِنا ... إِذَا أَظلَمَت يَومًا وُجوهُ المَسائِلِ 7013 - تُنيلُ قَليلًا في تَناءٍ وَرِقبَةٍ ... كَمَا مَسَّ ظَهرَ الحَيَّةِ المُتَخَوِّفُ 7014 - تُنيلُ نَزرًا قَليلًا وَهيَ مُشفِقَةٌ كَمَا ... يَخافُ مَسيسَ الحَيَّةِ الفَرِقُ 7015 - تُواصلُ أَحيانًا وَتَصرِمُ تَارَةً ... وَشَرُّ الأَخِلَّاءِ الخَليلُ المُمَزَّجُ 7016 - تَواصَلَتِ الَدِّيارُ وَأَيُّ نَفعٍ ... يَكونُ إِذَا تَقاطَعَتِ القُلوبُ 7017 - تَواضَعَ الأَمرُ حَتَّى ظَلَّ مُحتَبِيًا ... أَبو جُبَيرَةَ يُفتي وَابنُ شَدَّادِ قَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ: تَوَاضعُكَ فِي شَرَفِكَ أحْسَنُ مِن شَرَفِكَ. وقَالَ آخَر: التَّوَاضُعُ مِنْ مَصائِدِ الشَّرَفِ وَالرُّفْعَةُ مَعَ التَّوَاضُعِ. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بنُ شَوْذَبٍ قَالَ: أوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام: أتَدْرِي لأَيِّ شَيْءٍ اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي؟ قَالَ: لا يَارَبِّ. قَالَ: لأَنَّهُ لَمْ يَتَوَاضَعْ إلَيَّ أحَدٌ تَوَاضعَكَ. وقَالَ أهْلُ المَعْرِفَةِ فِي أنْفُسِهِمْ: لَحثَوا التُّرَابَ عَلَى رُؤُوسِهِم وَفِي وُجُهِهِم. قَالَ بَعضهُم: اجْتَمَعَ إِلَى أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارِيّ ¬
قَومٌ وَأخَذُوا يَتَنَقَّصُونَهُ وَيَشْتِمُونَهُ فَقَالَ لَهُم: لَو اجْتَمَعَ النَّاسُ كُلُّهُم عَلَى أنْ يَضيعُونِي كَاتَّضَاعِي عِنْدَ نَفْسِي لَمَا أحْسَنُوا. أَبُو الفَتح البَستِيّ: 7018 - تَواضَعتَ لَمَّا زَادَكَ اللَّهُ رِفعَةً ... كَذَلِكَ نَفسُ الحُرِّ لَا تَتكبَّرُ البُحتُريُّ: 7019 - تَواضَعَ في مَجدٍ فَإِن هُوَ لَم يَكُن ... لَهُ الكِبرُ في أَكفائِهِ فَلَهُ الكُبرُ الكِبْرُ بِالكَسْرِ: والتَّعَظُّمُ فِي المَحَلِ، وَالكُبْرُ بِالضَّمِّ: العِظَمُ فِي المَجْدِ. 7020 - تَوَاضَعَ كَالنَّجمِ استَبانَ لِناظِرٍ ... عَلَى صَفَحاتِ المَاءِ وَهُوَ رَفيعُ بَعْدَهُ: وَمَنْ غَيْرُهُ يَسْمُو إِلَى المَجْدِ صَاعِدًا ... سُمُوَّ دُخَانِ النَّارِ وَهوَ وَضِيْعُ أَبُو محمّد التيمي في الفَضِل بن يحيى بن خالد: 7021 - تَوَاضَعَ لَمَّا زَادَهُ اللَّهُ رِفعَةً ... وَكُلُّ رفيعٍ قَدرُهُ مُتَواضِعُ قَبْلَهُ: لَعَمْرُكَ مَا الأشْرَافُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ ... وَإِنْ عَظُمُوا للفَضلِ إِلَّا صَنَائِعُ تَرَى عُظَمَاءَ النَّاسِ للفَضْلِ خُشَّعًا ... إِذَا مَا بَدَا وَالفَضلُ للَّهِ خَاشِعُ تَوَاضَعَ لَمَّا زَادَهُ اللَّهُ رِفْعَةً. . . البَيْتُ. أَبُو تَمّام: 7022 - تَوَجَّعُ أَن رَأَت جِسمِي نَحيفًا ... كأَنَّ المَجدَ يُدرَكُ بِالصِّراعِ ¬
عمَّارُ بنُ ياسرٍ (رضي اللَّه عنه): 7023 - تَوَخَّ مِنَ الطُرقِ أَوساطَهَا ... وَعَدِّ عَنِ الجَانِبِ المُشتَبِه بَعْدَهُ: وَسَمْعَكَ صُنْ عَنْ قَبيْحِ الكَلامِ ... كَصونِ اللِّسَانِ عَنْ النُّطْقِ بِه فَاتَكَ عِنْدَ اسْتِمَاعِ القَبِيْـ ... ـحِ شَرِيْكٌ لِقَائِلِهِ فانْتَبِه ابْنُ الرُّوميّ: 7024 - تَوَخَّى حِمامُ المَوتِ أَوْسَطَ صِبيَتي ... فَللَّهِ كَيفَ اختَارَ وَاسِطَةَ العِقدِ 7025 - تَوَدُّ عَدُوّي ثُمَّ تَزعُمُ أنّني ... صَديقُكَ إِنَّ الرَّأيَ عَنكَ لَعازِبُ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ أخِي مَنْ وَدَّنِي رَأيِ عَيْنِهِ ... وَلَكِنْ أخِي مَن وَدَّنِي وَهُوَ غَائِبُ كَذا رَوَاهُمَا أَبُو بَكْر بن دُرَيْدٍ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ، وَلَمْ يُسَمَّ قَائِلُهما. وَيُرْوَى: تَوَدُّ عَدُوِّي ثُمَّ تَزْعمُ أننَي صَدِيْقُكَ ... لَيْسَ النَّوْكُ عَنْكَ بِعَازِبِ وَلَيْسَ أخِي مَنْ وَدَّنِي رَأيِ عَيْنِهِ ... وَلَكِنْ أخِي مَن وَدَّنِي فِي المَغَائِبِ وَمَنْ مَالُهُ مَالِي إِذَا كُنْتُ مُعْدَمًا ... وَمَالِي لَهُ إِنْ عَضَّ دَهْرٌ بِغَارِبِ فَمَا أنْتَ إِلَّا كَيْفَ أنْتَ وَمرحَبًا ... وبِالبِيْضِ رَوَّاغٌ كَرَوغِ الثَّعَالِبِ وَيَقْرَبُ مِنْهُ قَوْلُ ابن الرُّومِيّ فِي العِتَابِ (¬1). تَوَدَّدْتُ حَتَّى لَمْ أجِدْ مُتَوَدِّدًا ... وَافَيْتُ قُرْطَاسِي عتَابَا مُرَدَّدَا كَأنِّي أسْتَدْنِي بِكَ ابنَ حَنِيَّةٍ ... إِذَا النَّزْعُ أدْنَاهُ إِلَى الصَّدْرِ أبْعَدَا ¬
الرّضي الموسَويّ: 7026 - تَوَرَّدَ ذِكري كُلَّ نَجدٍ وَغَائِرٍ ... وَأَزعَجَ خَوفي كُلَّ بَاغٍ وَظَالِم 7027 - تَوَسَّمتُ فِيهِ الخَيرَ لَمَّا رَأَيتُهُ ... وَقُلتُ الفَتى لَا شَكَّ مِن آلِ هَاشِم 7028 - تَوَعّدَتني حَتَّى إِذَا مَا مَلَكتَني ... صَفَحتَ وَصَفحُ المَالِكينَ جَميلُ النَّابغة الذُبيانِيُّ: 7029 - تَوَعَّدُني أَبيتَ الَّلعنَ ظُلمًا ... وَإِنَّ وَعيدَكَ المَوتُ الزُؤَامُ قَوْلُ النَّابِغَةِ وَاسْمُهُ زِيَادُ بنُ مُعَاوِيَةَ يُخَاطِبُ النُّعْمَانَ بنُ المُنْذِرِ: تَوَعَّدنِي أبَيْتُ اللَّعْنَ ظُلْمًا. البيتُ. وَبَعْدَهُ: وَشَى بِي الحَاسِدُونَ بِزُورِ قَوْلٍ ... وَزُورُ القَوْلِ مَسْمَعُهُ أثَامُ فَأيُّ الأرْضِ تَمْكُنُ بَعْدَ هَذَا ... زِيَادًا فِي مَعَاقِلهَا المَقَامُ وَهَلْ يُنْجِي فرَارٌ مِنكَ عَبْدًا ... وَأَنْتَ الشَّمْسُ نُورًا وَالظَّلامُ 7030 - تَوَعَّدني لِتَقتُلَني نُميرٌ ... مَتَى قَتَلَت نُمَيرٌ مَن هَجاهَا فِي المَثَلِ: "أسْمَعُ جَعْجَعَةً، وَلَا أرَى طِحْنًا" يُضرَبُ لمَنْ يَعِدُ وَلَا يَفِي. الطِحْنُ: الدَّقِيْقُ فِعْلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٌ كَالذِبْحِ، وَالفِرْقِ بِمَعْنَى المَذْبُوحَ، وَالمَفْرُوقَ. 7031 - تَوَقَّ النَّاسَ إِنَّ الدَاءَ يُعدِي ... وَإِن قَرَبوا فَحَظُكَ بالبِعَادِ بَعْدَهُ: وَلَا يَغْرُرْكَ ذُوُ مَلَقٍ يُغَطِّي ... أذَاهُ وَجَمْرهُ تَحْتَ الرَّمَادِ ¬
عَليّ بن الجَهمِ: 7032 - تَوَقَّ النَّاسَ يَا ابنَ أَبِي وَأُمّي ... فَهُم تَبَعُ المَخَافَةِ وَالرّجاءِ قَوْلُ عَلِيُّ بنُ الجَّهمِ: تَوَقَّ النَاسَ بابنَ أَبِي وَأُمِّي. . البَيْتُ. مِنْ قَصِيْدَةٍ كَتَبَ بِهَا إِلَى أخِيْهِ مِنَ الحَبْسِ وَكَانَ المُتَوَكِّلُ حَبَسَهُ أوَّلُهَا: تَوَكَّلنَا عَلَى رَبِّ السَّمَاءِ ... وَسَلَّمْنَا لأسْبَابِ القَضَاءِ وَوَطَّأنَا عَلَى غَيْرِ اللَّيَالِي ... نُفُوسًا سَامَحَتْ بَعْدَ الإبَاءِ وَأفنيَةُ المُلُوكِ مُحَجَّبَاتٌ ... وَبَابُ اللَّهِ مَبْذُولُ الفَنَاءِ هِيَ الأيَّامُ تَكْلِمُنَا وَتَأسُو ... وَتَأتِي بِالسَّعَادَةِ وَالشَّقَاءِ وَمَا يُجْدِي الثَّرَاءُ عَلَى غَنِيٍّ ... إِذَا مَا كَانَ مَحْظُورَ الثَّرَاءِ حَلَبْنَا الدَّهْرَ أشْطُرَهُ وَمَرَّتْ ... بِنَا عُقْبُ الشَّدَائِد وَالرَّخَاءِ وَجَرَّبْنَا وَجَرَّبَ أوَّلُونَا ... وَلَا شَيءٌ أعَزُّ مِنَ الوَفَاءِ وَلَمْ يَدَعِ الحَيَاءَ لِمَسِّ ضُرٍّ ... وَبَعْضُ الضُّرِّ يَذْهَبُ بَالحَيَاءِ وَلَمْ نَحْزَنْ عَلَى دُنْيَا تَوَلَّتْ ... وَلَمْ نُسْبَقْ إِلَى حُسْنِ العَزَاءِ تَوَقَّ النَّاسَ بابنَ أَبِي وَأُمِّي. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا يَغْرُرْكَ مِنْ وَغْدٍ إخَاءٌ ... لأمْرٍ مَا عَدَا حُسْنُ الإخَاءِ ألا تَرَى مُظْهِرِيْنَ عَلَيَّ عَتْبًا ... وَهُمْ بِالأمْسِ إخْوانُ الصَّفَاءِ تَظَافَرَتِ الرَّوَافِضُ وَالنَّصَارَى ... وَأهْلُ الاعْتِزَالِ عَلَى هِجَائِي وَعَابُوني وَمَا ذَنْبي إلَيْهِمْ ... سِوَى عِلْمِي بِأوْلادِ الزّنَاءِ إِذَا مَا عُدَّ مِثْلَكُمُ رِجَالًا ... فَمَا فَضلُ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ عَلَيْكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ ابْتِدَاءً ... وَعَوْدًا فِي الصَّبَاحِ وَفِي المَسَاءِ إِذَا سُمِّيْتُمُ للنَّاسِ قَالُوا ... أولَئِكَ شَرُّ مَنْ تَحْتَ السَّمَاءِ وَمَا حَبْسُ الخَلِيْفَةِ لِي بِعَارٍ ... وَلَيْسَ بِمُؤْيِسِي مِنْهُ التَّنَائي ¬
مِهيَارُ: 7033 - تَوَقَّ خُطًى لَم تَدرِ أَينَ عَثارُهَا ... فَكَم قَدَمٍ تَسعَى إِلى مَا يَشينُهَا أَبُو الفَتح البستيُّ: 7034 - تَوَقَّ مُعَاداةَ الرّجالِ فَإِنَّهَا ... مُكَدِّرةٌ لِلصَّفوِ مِن كُلِّ مَشرَبِ بَعْدَهُ: وَلَا تَسْتَثِرْ حَرْبًا وَإِنْ كُنْتَ وَاثِقًا ... بِشِدَّةِ ركْنٍ أو بِقُوَّةِ مَنْكِبِ فَلَمْ يَشْرَبِ السُّمَّ الزُّعافَ أخُو حجًى ... مُدِلًّا بِتِرْيَاقٍ إلَيْهِ مُجَرَّبِ هُوَ أَبُو الفَتْحِ عَلِيُّ بن احمد بنُ الحَسَنِ بن عَبْدِ العَزِيْز، وَفَاتُهُ بِمَا وَرَاءِ النَّهْرِ سَنَةَ 401 هـ، وَقَيْلَ بِدِمَشْقَ ذَكَرَهُ أَبُو الحَسَنْ عَبْدُ الغَافِرِ بن إسْمَاعِيْلَ فِي تَذْيِيْلِ تَارِيْخ نِيْسَابُور. القَاضِي: 7035 - تَوَقَّ مَكرَ الزَّمانِ وَاحذَر ... وَلَا تَثِق فَالزَّمانُ خَبُّ 7036 - تَوَقَّ مُلَاحاةَ الشُيُّوخِ وَذَمَّهُم ... فَإِنَّ لَهُم عِلمًا بِسوءِ المَثالِبِ 7037 - تَوَقَّ هَضيمَةَ الأحرارِ ... إنَّي رَأَيتُ الحُرَّ أَشرَدَ مِن غَزالِ بَعْدَهُ: وَأعْذَبَ حِيْنَ يُنْصَفُ مِنْ زُلالٍ ... وَأبْشَعَ حِيْنَ يُظْلَمُ مِنْ مَلالِ وَأرْضَى بِالتَّبَدُّلِ مِن مُغَنٍّ ... وَأسْرَعَ فِي التَّرَحُّلِ مِنْ خَيَالِي وَأقْطَعَ للقَرَابَةِ مِنْ أمِيْرٍ ... وَأفْسَدَ للصّدَاقَةِ مِنْ جدَالِ ¬
المَعَرِّي: 7038 - تُوَقَّى البُدورُ النَّقصَ وَهِيَ أَهلَّةٌ ... وَيُدرِكُهَا النُقصَانُ وَهِيَ كوامِلُ ابْنُ الرُّومِيّ: 7039 - تَوَقّي الداءِ خَيرٌ مِن تَصَدٍّ ... لأَيسَرِهِ وَإِن كَثُرَ الطَّبيب بَعْدَهُ: وَمَا تُجْدِي عَلَيْكَ لُيُوثُ غَابٍ ... بِنُصرَتِهَا إِذَا أدْمَاكَ ذِئبُ عَبدُ المُعطِي بن عتيقٍ: 7040 - تَوَكَّلتُ في أَمري عَلَى اللَّهِ وَحدَهُ ... وَفَوَّضتُ أَمرِي كُلَّهُ لإِلَهي قَدْ كُتِبَ مَع إخْوَانِهِ بِبَابِ: (تَنَاهَى لَعَمْرِي). . . البَيْتُ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي زُبُورِ دَاوُدَ: يَا دَاوُدَ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُعْتَصِمٍ بِي مُخْلِصًا دُونَ خَلْقِي فأعْلَمْ ذَلِكَ مِنْ يَقِيْنِ نَفْسِهِ ثُمَّ يَكِيْدهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مِنْ خَلِقِي إِلَّا كَفَيْتهُ كَيْدَهُم وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَعْتَصمُ بِمَخْلُوقٍ دُونِي فَأعْلَمُ ذَلِكَ مِنْ يَقِيْنِ نَفْسِهِ إِلَّا قَطعْتُ أسْبَابَ السَّمَاوَاتِ مِنْ يَدَيْهِ وَأنَخْتُ الأرْضَ مِن تَحْتِ قَدَمَيْهِ وَلَمْ أُبَالِ بَأيِّ وَادٍ هَالِكٍ. 7041 - تَوَكَّل تُكْفَ مَا تَخشَى عَلَيهِ ... وَحَسبُكَ إِنَّهُ نِعمَ الوَكيلُ أَبُو العَتاهية: 7042 - تَوَكَّل عَلَى الرَّحمَنِ في كُلِّ حَاجَةٍ ... أَرَدتَ فَإِنَّ اللَّهَ يَقضِي وَيَقدِرُ 7043 - تَوَكَّل عَلَى اللَّهِ تُكفَ الهُمومَ ... وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ يُكفَ قَالَ الرَّبِيع بن صَبِيْحٍ قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: إِنَّ العِزَّ وَالغِنَى ¬
يَجُولانِ فِي طَلَبِ التَّوَكُّلِ فَإِذَا ظَفَرَا بِهِ أوْطَنَا وَأنْشَدَ: يَجُولُ الغِنَى وَالعِزُّ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ... لِيَسْتَوْطِنَا قَلْبَ امْرِئٍ إِنْ تَوَكَّلا وَمَنْ يَتَوَكَّلْ كَانَ مَوْلاهُ حَسْبُهُ ... وَكَانَ لَهُ مِمَّا يُحَاذِرُ مَعْقِلا إِذَا رَضيت نَفْسِي بِمَقْدُورِ حَظِّهَا ... تَعَالَتْ وَكَانَتْ أفْضل النَّاسِ مَنْزِلا 7044 - تَوَكَّل عَلَى اللَّهِ جَلَّ اسمُهُ ... وَلَا تَرجُوَنَّ سِواهُ تَعَالى بَعْدَهُ: فَكُلُّ امْرِئٍ يَرْتَجِي غَيْرَهُ ... لِكَشْفِ المُلِمَّاتِ يَرْجُو المحَالا 7045 - تَوَكَّل عَلَى اللَّهِ في النَّائِبَاتِ ... وَلَا تَبغِ فِيهَا سِواهُ بَديلَا بَعْدَهُ: وَثِقْ بِجَمِيْلِ صُنْعِ الإلَهِ ... فَمَا عَوَّدَ اللَّهُ إِلَّا جَمِيْلا عَلِيُّ بن الجَهمِ: 7046 - تَوَكلنَا عَلَى رَبِّ السّماءِ ... وَسَلَّمنَا لأسبَابِ القَضاءِ قَدْ كُتِبَت القَصِيْدَةُ بِبَابِ: (تَوَقَّ النَّاسَ يا ابنَ أَبِي وَأُمِّي). . . البَيْتُ. الحَسَن بن الحَسن بن علي (عليهم السلام): 7047 - تَوَلَّت بَهجَةُ الدُنيَا ... فَكُلُّ جَديدِهَا خَلَقُ بَعْدَهُ: وَخَانَ النَّاسُ كُلُّهُم ... فَمَا أدْرِي بِمَنْ أثِقُ كَأَنَّ مَعَالِمَ الخَيْرَاتِ ... سُدَّتْ دُونَهَا الطُّرُقُ فلا حَسَبٌ وَلَا نَسَبٌ ... وَلَا دِيْنٌ وَلَا خُلُقُ ¬
البُحتُريُّ: 7048 - تَوَلَّى العَيشُ مُذ وَلَّى التَّصابي ... وَمَاتَ الحُبُّ مُذ مَاتَ الحَبيبُ أبْيَاتُ البُحْتُرِيّ يَرْثِي قَيْصَرَ غُلامَهُ: تُعَلِّلُنِي أضَالِيْلُ الأمَانِي ... بِعَيْشٍ بَعْدَ قَيْصَرَ لا يطِيْبُ سَقَى اللَّهُ الجزِيْرَةَ لا لِشَيْءٍ ... سِوَى أنْ يَرْتَوِي ذَاكَ القَلِيْبُ نَصِيْبِي كَانَ مِنْ دُنْيَايَ وَلَّى ... فَلا الدُّنْيَا تُحِسُّ وَلَا النَّصِيْبُ تَوَلَّى العِيْشُ مُذْ وَلَّى التَّصَابِي. البيتُ وَبَعْدَهُ: أأتْركُ للثَّرَى مَنْ كُنْتُ أخْشَى ... عَلَيْهِ العَيْنَ تُومئُ أو تُرِيْبُ وَأصبَحَ للبَلى عَنْ حُرِّ وَجْهٍ ... أرَاعُ إِذَا ألَمَّ بِهِ الشُّحُوبُ 7049 - تَوَلَّيتَ الوَزَارَةَ في زَمانٍ ... يَكونُ طَويلُ مُدَّتِهِ قَصيرا بَعْدَهُ: فَصِفْ فيْهَا إِنْ اسْتَتْمَمْتَ صيْفًا ... فَلا وَأبِيْكَ مَا تَشْتُو وَزِيْرَا 7050 - تُؤَمِّل أَن أَؤُوبَ بِنَهبٍ ... وَلَم تَعلَم بِأَنَّ السَّهمَ صَابا يُقَالُ: صابَ يَصُوبُ إِذَا قَصَدَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ}. وَقَالُوا: هُوَ النَّازِلُ، وَالقَصدُ أحْكَمُ. 7051 - تُوُورِثْنَ مِن أَزمانِ عَادٍ وَتُبَّعٍ ... أَبًا فَأَبًا وَال جدَّ فَالجَدَّ فَالجَدَّا 7052 - تَوَهَّم العَجزَ أَنَّ العَجزَ قَرَّبَنا ... وَفي التَقَرُّبِ مَا يَدعُو إِلَى التُّهَمِ أَبُو الفَتح البُستِيّ: 7053 - تَوَلَّاهَا وَلَيسَ لَهُ عَدوٌّ ... وَفَارَقَهَا وَلَيسَ لَهُ صَديقُ ¬
المُتَنبّي في سَيفِ الدَّولةِ: 7054 - تُهَابُ سُيوفُ الهِندِ وَهيَ حَدَائِدٌ ... فَكَيفَ إِذَا كَانَت نَزاريَّةً عُربَا أبو دُلَفٍ العَجليُّ: 7055 - تَهَابُنَا الأُسدُ وَنَخشَى ... المَها آبِدَةٌ مَا مِثلُهَا آبِدَه ابْنُ زَيدون المَغربيُّ: 7056 - تِهْ أحتَمِلْ وَاسْتَطِلْ أَصْبِرْ وَعَزَّ أَهُنْ ... وَوَلِّ أُقْبِلْ وَقُلْ أَسْمَعْ وَمُرْ أَطِعِ قَبْلَهُ: بَيْنِي وَبَيْنِكَ مَا لو شِئْتَ لَمْ يُضِعِ ... سِرٌّ إِذَا ذَاعتِ الأسْرَارُ لَمْ يَذِعِ يَا بَائِعًا حَظَّهُ مِنَّي وَلَو بُذِلَتْ ... لِيَ الحَيَاةُ بِحَظٍّ مِنْكَ لَمْ أبِعِ يَكْفِيْكَ أَنَّكَ إِنْ حمَّلْتَ قَلْبِي ... مَا لا تَسْتَطِيع قُلُوبُ النَّاسِ تَسْتَطِعِ تِهْ أَحْتَمِلُ وَاسْتَطِلْ أصْبِرْ. . . البَيْتُ. مِثْلُ قَوْلِ الوَزِيْرِ أَبِي الوَليْدِ أحْمَد بن عَبْدِ اللَّهِ بن زَيْدُونَ مِن أهْلِ قُرْطُبَةَ وَزِيْرُ ابنِ عَبَّادٍ المُعْتَمِدُ عَلَى اللَّهِ صَاحِبِ المَغْرِبِ يَتَّصِلُ نَسَبُ آلِ عبَّادٍ إِلَى المُنْذِرِ بن مِاءِ السَّمَاءِ. تِهِ أحْتَمِلُ. البَيْتُ. قَوْلُ أَبِي الطَّيِيْبِ المُتَنَبِّيّ مُخَاطِبًا لِسَيْفِ الدَّولَةِ بن حَمْدَانَ (¬1): يَا أيُّهَا المُحْسِنُ المَشْكُورُ مِنْ جِهَتِي ... وَالشُّكْرُ مِنْ قِبَلِ الإحْسَانِ لا قبْلِي أقُلْ أنَلْ أقْطَعْ أُحَمِّلْ عَلَّ سَلَّ أعِدْ ... زِدْ هَشّ بَشّ تَفَضَّلَ أذنْ سُرّ صلِ فيقال: أَنَّ سَيْفَ الدَّوْلَةِ وَقَعَ تَحْتَ أقُلْ أقَلْنَاكَ وَتَحْتَ أنِلْ أنَلْنَاكَ يُحْمِلُ إلَيْهِ مِنَ الدَّرَاهِمَ كَذَا وَتَحْتَ أقْطِعُ أقْطَعْنَاكَ الضَّيْعَةَ الفُلانِيَةَ ضَيْعَةٌ بِبَابِ حَلَبَ وَتَحْتَ أحْمِل ¬
يُعَادُ إلَيْهِ الفرسُ الفُلانِيُّ كَذَا إِلَى آخرِ البَيْتُ. قَالَ ابن جِنِّيّ: فَبَلَغَنِي أَنَّ المُتَنَبِّي قَالَ: لَمَّا كَتَبَ سَيْفُ الدَّولَةِ تَحْتَ سُرَّ قَدْ سَرَرْنَاكَ قَالَ: إِنَّمَا أرَدْتُ سرَّ مِنَ السُّرِّيَةِ فَأمَرَ لَهُ بِجَارِيَةٍ. قَالَ: وَحُكِيَ عَنِ العَقِيْلِيّ وَهُوَ شَيْخٌ كَانَ بِحَضْرَةِ سيْفُ الدَّوْلَةِ ظَرِيْفٌ قَالَ لَهُ: وَحَسَدَ المُتَنَبِّيّ عَلَى مَا أمَرَ لَهُ بِهِ مَوْلايَ قَدْ فَعَلْتَ بِهِ كُلُّ شَيْءٍ سَألَكَ فَهَلا قُلْتَ لَهُ لِمَا قَالَ هَشَّ بَشَّ هَه هَه حِكَايَةً عَنِ الضّحْكِ؟ فَتَبَسَّمَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ وقَالَ: لَكَ أَيْضًا مَا تُحِبُّ وأمَرَ لَهُ أَيْضًا بِصلَةٍ. وَذَكَرَ القَاضِي أَبُو الحَسَنُ بنُ عَبْدُ العَزِيْزِ فِي كِتَابِ (الوَسَاطَةِ) أَنَّ أبَا الطَّيِّبِ نَسَجَ عَلَى مِنْوَالِ دِيْكِ الجِنِّ حَيْثُ يَقُولُ (¬1): أحُل أمْرُ وَضرُّ أنْفَعُ وَلَنْ ... وَأخْشَى وَرِشُّ وَأبرِ وَأنتدِبُ لِلْمَعَالِي وَأخَذَ ابْنُ زَيْدُونَ مِنَ المُتَنَبِّيِّ فِي قَوْلِهِ: تِهِ أحْتَمِلُ. البَيْتُ. زُهير بن أَبِي سُلمَى: 7057 - تِهَامُونَ نَجدُيُّونَ كَيدًا وَنُجعَةً ... لِكُلِّ أُناسٍ في وَقائِعهِم سَجلُ 7058 - تَهَتكُهُ أَحلى مِنَ السّترِ عِندَهُ ... وَأَطيَبُ مِن نَومِ الأَماني سُهادُهُ البُحتُريّ: 7059 - تَهتَزُّ مِثلَ اهتِزازِ الغُصنِ يَتبَعُهُ ... مُرورُ غَيثٍ منَ الوَسمِي سَحاحِ بَعْدَهُ: وَيَرْجِعُ اللَّيْلُ مُبْيَضًا إِذَا ابْتَسَمَتْ ... عَنْ أبْيَضٍ خَضلِ السِمْطَيْنِ وضَّاحِ حَيَّيْتُ خَدَّيْكِ بَلْ حَيَّيتُ مِنْ طَرَبٍ ... وَرْدًا بوَرْدٍ وَتُفَّاحًا بِتُفَّاحِ 7060 - تِهتُ عَلَى أَهلِ ذَا الزَّمانِ ... فَمَا أَرفَعُ مِنهُم بِواحِدٍ رَأسا قولُه تهْتُ عَلَى أهِلِ الزّمانِ. البيت. قَالَ الرَّشِيْدُ يومًا لجُلسَائِهِ أَنَّ عُمَارَةَ قَدْ ¬
ذَهَبَ في التِيّهِ كُلَّ مَذُهَبٍ وَأحِبُّ أَنْ أَمَنَعَ مِنُهُ فَقِيُلَ لَا شَيء أوضَعَ للرجالِ مُنَازَعةِ الرّجالِ والرأيُ أنْ يُؤُمَرَ رَجُلُ ليِدَّعَي أَفضَلَ ضَيْعةٍ لَهُ أَنْ قَد غصَبَهُ ففعلَ ذَلِكَ فلمّا دَخَلَ عُمارَةُ قامَ الرّجلُ فتطَلّم مِنْهُ وشنّع عَليهِ فَقالَ لَهُ الرشيْدُ أَلَا تسمَعُ مَا يَقُول الرَّجلُ فَقَال مَنْ يَعْنِي قَالَ لَهُ الرشيْدُ يَعنْيكَ أَنَّكَ غصَبتَهُ ضيْعَته كدَى فَقُمْ وَاجلسْ مَعَهُ مَجلسَ الحُكْمِ فَقْالَ عُمَارَةُ إِنْ كَانت هَذِه الضيْعَةُ لَهُ فَهِي لَهُ وَإِن كَانتْ لي فَقد جَعلتُها لَهُ فَانقطعَ كَلَامُ الرَجُل فلمّا انصَرَفَ عُمَارَةُ قَال لرَجُلٍ مَعُهُ مَنْ كَانَ هَذَا المدّعى فَإِذَا إنَّهُ لم يمَلأ طَرفَهُ مِنُه لاحتقاره لذلك فأخبر الرشيد بِمَا كَانَ منه فَقالَ قَد سَوَّغْنَا لعُمَارَةَ تيَهَهُ بَعَدَ ذَلك لِمَا ظَهَرَ لنا مِنْ شَرَفِ نَفْسِهِ. ابْنُ سُكُّرة: 7061 - تِهتَ عَلينَا وَلَستَ فِينَا ... وَلِيَّ عَهدٍ وَلَا خَليفَه عَمرو بن كلثومٍ: 7062 - تَهَدَّدْنَا وَأَوعِدْنَا رُويدًا ... مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مُقتَوِينَا الأَبلَه: 7063 - تُهَدِّدُني سَلمَى بِهَجرٍ وَجَفوَةٍ ... فَقُلتُ لَهَا إِن عِشتُ بِالبَينِ هَدِّدي الأَفوَهُ الأَوديُ: 7064 - تُهدَى الأُمورُ بِأَهلِ الرَّأي مَا صَلَحَتْ ... فَإِن تَوَلَّت فَبِالأَشرارِ تَنقَادُ بَعْدَهُ: كَيْفَ الرّشَادُ إِذَا مَا كُنْتَ فِي نَفَرٍ ... لَهُمْ عَنِ الرُّشْدِ أغْلالٌ وَأقْيَادُ لا يَصْلُحُ النَّاسُ فَوْضَى لا سَرَاةَ لَهُمْ ... وَلَا سَرَاةَ إِذَا جُهَّالهُم سَادُوا وَمِنْ بَاب (تَهلَّل). قول بعضهم في تهنية بإفاقة مريض. ¬
تهلل المجد وابتسم النَّدى وأَصْبحَ غصنُ الفَضْلِ وَهْوَ رَطيبُ فَلَا زَالتَ الدُّنْيا بِمُلْكِكَ طَلقَةُ وَلَا زَالَ فِيْها من ظلالك طبيبُ. 7065 - تُهَنَّا بِكَ الأَعيادُ عِندَ قُدومهَا ... وَأَنتَ لأَعيادِ الأَنامِ هَنَاءُ شُرَيحٌ القَاضِي: 7066 - تَهُونُ عَلَى الدُّنيَا المَلامَةُ إِنَّهُ ... حَريصٌ عَلَى استِخلاصِهَا مَن يَلومُهَا أَبُو فراسٍ: 7067 - تَهُونُ عَلينَا في المَعالي نُفوسُنَا ... وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِهِ مَهرُ 7068 - تَهُونُ عَليهِ عِظامُ الذُنوبِ ... وَيَحسُنُ في عَينِهِ الأَقبَحُ المَعَرِّي: 7069 - تَهوِي الثُرَيَّا وَيَلينُ الصَّفا ... مِن قَبلِ أَن يُوجَدَ أَهلُ الصَّفا بَعْدَهُ: قَدْ فُقِدَ الصّدْقُ وَمَاتَ الهُدَى ... وَاسْتُحْسِنَ الغَدْرُ وَقَلَّ الوَفَا وَالدَّهْرُ يَشتفُّ أخِلاءَهُ ... كَأَنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُ اشْتفَا إسحَاقُ بن خلف في ابنتِهِ: 7070 - تَهوَى حَياتِي وَأَهوَى مَوتَها شَفقًا ... وَالمَوتُ أَكرَمُ نَزَّالٍ عَلَى الحُرَمِ قَولُ إِسْحَاق بنُ خَلَفٍ فِي ابنَتِهِ. أوَّلَهُ. لولَا أُميمةُ لَمْ أَجْزَعْ مِنَ العَدَمِ ... وَلَم أُقَاسِ الدُجَى فِي جندسِ الظُلَمِ وزَادَني رَغبةً فِي العيش معرفتي ... ذل اليَتِيمةِ يَجفُوها ذوو الرحم أُحاذِرُ الفَقْر يومًا إن يُلمَّ بِهَا ... فَيهتِكَ السِتْرَ عَنْ لَحْمٍ عَلَى وَضَمِ ¬
وَأَنّها بَعْدَ مَوْتي لا تُفيدْ أبًا أُخْرَى ... إِذَا غَبتَ فِي الرَحَم تَهوى حَياتِي وَأهْوى مَوتَها شفقًا. البيت. وبعده: مَا انسرَّ لَا انَسر مِنَهَا إِذ تُودّعِنَي ... وَالدُمع مِنْها عَلى الخَدّينِ مُنْسَجمُ لَا تَبرحَنّ وَإِنْ مُتْنا فَإِنْ لنَا ... رَبًّا تكفلَ بالأرزاقِ والقسَمِ أَخَشى فَضَاضَةَ عَمٍّ أو جَفاءَ أَخٍ ... وَعُدتُ أبقى عَليهَا من أذى الكلم أَبُو العَتاهيَة: 7071 - تَهوَى مِنَ الدُّنيَا زِيادَتَهَا ... وَزِيادَةُ الدُّنيَا هِيَ النَّقصُ مِثْلُهُ قَوْلُ الآخَر (¬1): وَتَحْسَبُ أَنَّ النَّقْصَ فِيْكَ زِيَادَةٌ ... وَأَنْتَ إِلَى النُّقْصَانِ حِيْنَ تزيدُ مُعَقِرّ بن حَمار البَارِقيّ: 7072 - تُهَيِّبُكَ الأَسفارُ مِن خَشيَةِ الرَّدى ... وَكَم قَد رَأينَا مِن رَدٍ لا يُسافِرُ قَوْلُ مُعَقّرٍ هَذَا يُخَاطِبُ امْرَأتَهُ فِي البَعْثِ عَلَى الأسْفَارِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الأعْشَى (¬2): أفِي الطَّوْفِ خِفْتِ عَلَى الرّدَى ... وَكَمْ مِن ردٍ أهْلَهُ لَمْ يَرم ابْنُ المُعتَزِّ: 7073 - تُيُوسٌ تَنِبُّ إِذَا أَقبَلت ... وَتَحبقُ مِن حَذَرِ الوَابِلِ المعَافى الهُزَيميُّ: 7074 - تِيهُ المَزورِ عَلَى الزُوَّارِ يَمنَعُهُم ... مِنَ الزِّيارَةِ فَارفَعهُم عَنِ التّيهِ بَعْدَهُ: وَالنَّاسُ مَا لَمْ يَروا حرصًا بِصاحِبِهِم ... وَرغْبَةً فيهِم لَمْ يَرْغَبُوا فِيْهِ ¬
هُوَ أَبُو النَّصْرِ المعافَى بن هُرَيمُ الهُزيِميُّ الأبيوردِيُّ. 7075 - تِيهُهُ يَبلُغُ الكَواكِبَ ... إِلَّا أَنَّهُ في مُروءَةِ البَقَّالِ فِي المَثَلِ: "أنْفٌ فِي السَّمَاءِ، وَأسْتٌ فِي المَاءِ". يُضْرَبُ لِلْمُتَكَبِّرِ الصَّغِيْرِ الشَّأنِ. * * * هَذَا آخِرُ حَرفِ التاءِ وَالحَمدُ للَّهِ شُكرًا تَكَامَلَ حَرْفُ التَّاء، المُعْجَمَةِ بِنقْطَتَيْنِ مِنْ فَوقِ عَدَا الهَامِشِ، فَكَانَ ثَمَانَمِائَةٍ وثمانيةَ عَشَرَ بَيْتًا، وَذَلِكَ فِي كَراريس أرْبَعَةٍ، وَقَائِمَةٍ وَاحِدةٍ. هَذِهِ القَائِمَةُ آخِرُهَا؛ وَالحَمْدُ للَّهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ، وَآلِهِ الطَّاهِرِيْن. * * * ¬
حرف الثاء
حرف الثاء
حَرفُ الثاءِ 7076 - ثَابِتُ الجَأشِ في الخُطوبِ وَقُورٌ ... ثَاقِب الرّأي في العَزيمَةِ مَاضِ محمّد بن أبي الغنائِم أحمد الجهرميُّ: 7077 - ثَابِتُ الحِلمِ ثَاقِبُ النَّجمِ مَاضِي العَزم ... رَحبُ الفِناءِ وَخَصبُ الجَنابِ 7078 - ثَارَ بِهِ الجَهلُ فَابتَسَمْتُ لَهُ ... وَرُبَّ جَانٍ عِقابُهُ الضَّحِكُ المُتَنَبِّي: 7079 - ثَاقِبُ العَقلِ ثَابِتُ الحِلمِ لا ... يَقدِرُ امرُؤ لَهُ عَلَى إِقلاقِ أَبياتُ المُتنبِي يَمدحُ أَبَا العَشَائرِ ابن حَمْدانَ. أَوَّلها. أتراهَا لِكَثرةِ العُشَاقِ تَحسبُ الدّمْع مْعَ خَلقه في المسألة أمتي يقول في المدح. ليس إلا بالعَشائر خَلْقٌ سَادَ ... هَذَا الأَنَامَ باسْتحِقَاقِ ضَاربُ الهام في الغُبارِ وَمَا يَرقَبُ ... أَنْ يشربَ الذي هُو سَاقي هَمُّهُ فِي ذَوِي الأسِنّةِ لَا فِيهَا ... وَأطرافُها لَهُ كَالنّطِاقِ ثاقبُ العَقلِ ثَابتُ الحلْمِ. البَيتُ. وبَعدَهُ. كَرم خشن الجَوانِبِ منهم ... فهو كالماءِ فِي مُتُون الرَّقاقِ وَمعلا إِذَا ادّعا مما ... سِواهم لَزِمَتهُ خِيَانَهُ السَّراقِ إِلْفُ هَذَا الهواء أَوقَع ... في الأنَفسِ إِنّ الحَمَامَ مُرُّ المذَاقِ والأَسَى قَبلَ فُرقهِ الرّوح عَجز ... والأَسَى لَا يَكُون قبل الفراق كَمْ ثراءٍ فَرّجْتَ بالرمح عنه ... كَانَ؟ ؟ في وثاق ¬
وَالغِنَى في يدِ اللئيم فيحُ قدْر ... قُبُح الكَريم في الأملَاقِ لم تَركَ تسمَعُ المديح ولكنّ ... صهَالَ الجِيَادِ غيرُ النهَاقِ 7080 - ثَالَبَني عَمرُوٌ وَثَالَبتُهُ ... فَأَثِمَ المَثلوبُ وَالثَالِب بَعْدَهُ: قُلْتُ لَهُ خَيْرًا وقَالَ الخَنَا ... كُلٌّ عَلَى صَاحِبِهِ كَاذِبُ ابْنُ التَّعَاويذيّ: 7081 - ثَبت إِذَا غَشِيَ الوَغَى مُتأَيِّدٌ ... عَجِل إِذَا سُئِلَ النَّدى مُتَسَرِّعُ بَعْدَهُ: هُوَ فَارِسُ اليَومِ العَبُوسِ وَوَاهِبُ ... الجُرد المَذاكِي وَالخَطِيْبُ المِصْقَعُ مَنْ جَارُهُ لا يُسْتَضامُ وَطَوْدُهُ ... لا يَرْتَقِي وَصفاتُهُ لا تُقْرَعُ مَنْ يَأمَنُ الجَّانِي لَدى أبْوَابِهِ ... وَيَخَافُ سَطْوَتَهُ المُلُوكُ الخُضَّعُ ثبَت إِذَا غَشِيَ الوَغَى. . . البَيْتُ، وَهَذِهِ الأبْيَاتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا الوَزِيْرَ عَضُدَ الدِّيْن. نَصرُ اللَّه بنُ عُنينٍ: 7082 - ثَبتُ الجَنانِ يُراعُ مِن وَثْبَاتِهِ ... وَثَبَاتِهِ يَوم الوَغَى أَسَدُ الشَّرَى أَبُو تَمّامٍ: 7083 - ثَبتُ الخِطابِ إِذَا اصطَكَّت بِمُظلِمَةٍ ... في رَحلِهِ أَلسُنُ الأَقوامِ وَالرُكَبُ بَعْدَهُ: لا المَنْطِقُ اللَّغوُ يَزكُو فِي مُقَاوَمَةٍ ... يَومًا وَلَا حُجَّةُ المَلْهُوف تُسْتَلَبُ ¬
لَهُ أَيْضًا: 7084 - ثَبتُ الّلِسانِ إِذَا تَلَعثَمَ قَائِلٌ ... أَضحَى شِكالًا لِلّسانِ المُطلَقِ بَعْدَهُ: لَمْ يَتَّبِعْ شنُعَ اللُغَاتِ وَلَا مَشَى ... رَسفَ المُقَيَّدِ فِي حَرانِ المَنْطِقِ أَبُو فراسٍ: 7085 - ثَبَتُّ لِحَدِّهَا وَالخَيلُ فَوضَى ... بِحَيثُ تَخِفُّ أَحلامُ الرِّجالِ 7086 - ثَبَتُّ لَهُ لَا الرّأي مُنتَكثُ القُوى ... وَلَا العَزمُ مُلتَاث وَلَا الفِكرُ هَاجِعُ كَاتبُه (عفا اللَّه عنه): 7087 - ثَرَاءٌ وَلَا جُودٌ وَكِبرٌ وَلَا عُلًا ... وَضَرٌّ وَلَا نَفعٌ وَجَهلٌ وَلَا عَقلُ كاتِبهُ أَيْضًا: 7088 - ثَروَةُ البَاخِلينَ عَارٌ عَليهِم ... وَبِفَقرِ الأَجوادِ فَخرُ الجَوادِ 7089 - ثَعالِبُ في السِّنينِ مُخَصَّصَاتٍ ... وَأُسدٌ حِينَ تَمْتَلئ الوِطابُ وَمن بابِ (ثعُلَتُ). قَولُ المُشتَهي الدّمِشْقِي (¬1). ثَعُلتُ زُجاجَاتٌ أتتنا فُرّغًا حَتّى ... إِذَا مُليتُ بِصرفِ الرَّاحِ خَفَّت فكادَت أَنْ تَطيرُ بِمَا بِهَا ... وَكَذا الجُسُومُ تَخِفّ بالأَرْواحِ وَقْد نَسَب هَذِيْنِ البَيتَينِ أبو عمر خلف بنُ هَرُونَ العطينيّ إلى الشيبيني بالباء المعجمَةِ من تحتُ بوَاحدَةٍ لأن الغالبَ عَلَى أشجار بلدِهِ شَجُر الشَيّن وهو شجرُ ¬
الصّنَوبَرِ أنشدَهمُا أبو عمر لَهُ مِن قصيدَة يمدَحُ بها إقبالَ الدَّولةِ على مجاهد العَامِريَّ، وقالَ آخروُنَ هُمَا لأبي عَليٍّ إدريس ابن اليمَانِ النَابي. ومِن بَاب (ثعلتُ) قولُ اليَزْيدي فِي الكِسْائيِّ (¬1): ثَقُلتَ حَتَّى لَقَد خَففتَ كَمَا ... سَمُجتَ حَتّى مَلحتَ يَا رَجُلُ المُتَنَبِّي: 7090 - ثِقَالٍ إِذَا لاقُوا خِفافٍ إِذَا دُعُوا ... كَثيرٍ إِذَا شَدُّوا قَليلٍ إِذَا عُدُّوا قَبْلَهُ: أقَلَّ فَعَالِي بَلْهَ أكْثَرَهُ مَجْدُ ... وَذَا الجدُّ فِيْهِ نِلْتُ أو لَمْ أنَلْ جَدُّ سَأطْلُبُ حَقّي بِالقَنَا وَمَشَايِخ ... كَأنَّهُم مِنْ طُولِ مَا ألْتَثَمُوا مُرْدُ ثِقَالٌ إِذَا لاقُوا. . . البَيْتُ. 7091 - ثِقَالٌ حِينَ تَدعُوهُم لِخَيرٍ ... وَإِن فَزِعُوا فَأَمثَالُ الفَراشِ 7092 - ثِقالٌ عَنِ الجُلَّى بطاءٌ عَنِ النَّدى ... نِيامٌ عَنِ الحُسنَى لِئامُ العَناصِرِ 7093 - ثِقالٌ في المَكارِمِ وَالمَعَالي ... خِفافٌ في المَسَاوِئِ وَالمَخَازِي السَرِيُّ الرَّفاء: 7094 - ثِقالٌ لَدَى الوَزنِ أَحلامُنَا ... خِفافٌ لَدَى القَصفِ أَرواحُنَا ابْنُ المُعتَزِّ: 7095 - ثِقْ بِالوَفاءِ فَإِنِّي لَا يُغَيِّرُني ... طُولُ الإِقامَةِ في دَارٍ وَلَا ظَعَنُ قَبْلَهُ: إِنّي وَجَدْتُ مِنَ الإخْوَانِ جَوْهَرَةً ... مَا إِنْ لَهَا قِيْمَةٌ عِنْدِي وَلَا ثَمَنُ ¬
فَلَسْتُ مُعْتَذِرًا مِنْ أنْ أشحَّ بِهَا ... ولا تَزَالُ لَدَيَّ الدَّهْرَ تَحْفِزَن بِحَيْثُ لا يَعْتَدِي هَجْرٌ وَلَا مَلَلٌ ... وَلَا صُدُودٌ وَلَا عَتْبٌ وَلا ظِنَنُ ثِقْ بِالوَفَاءِ فَإنِّي لا يُغَيِّرُني. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: وَلَا الخِيَانَةُ مِنْ شَأنِي وَلَا خُلُقِي ... وَلَيْسَ عِنْدِي لَهَا عَيْنٌ وَلَا أُذُنُ كاتِبه (عفا اللَّه عنه): 7096 - ثِق بِمَن يَغفِرُ الذُنوبَ جَميعًا ... وَيُجيبُ الدُّعاءَ في كُلِّ كَربِ كَاتِبُه أيضًا بَعْدَهُ: 7097 - ثِقَتي خَالِقي وَرَبّي ... وَمُعيني وَنَاصِري وَهُوَ حَسبِي السِّريُ الرَّفاء: 7098 - ثَقَّفَت عَزمَهُ التَجارِبُ ... حَتَّى تَرَكتهُ مُهَذَّبَ الأَخلاقِ 7099 - ثَقُلَت في كفَّةِ المِيزانِ فَانكَدَرت ... تَهوي وَشَالَ خِفافُ النَّاسِ أَقدارُ الغَزِّيُ: 7100 - ثَقُلتُ مَغَارِمُهُ فَزادَ نَوالُهُ ... كَالعُودِ ضَاعَفَ طيبَهُ الإِحراقُ قَبلَهُ مِنْ قَصِيْدَةٍ أوَّلُهَا: كَمْ ذَا التَّجَانُفُ وَالصُّدُودُ فراقُ ... أَأَمِنْتَ أنْ يَتَذَمَّمَ العُشَّاقُ أطْلَقْتَهُمْ بِاليَأسِ مِنْ صفَدِ المُنَى ... يأسُ المُقَيّدِ بِالمُنَى إطْلاقُ وَمَتَى ذَوَى عودُ المَطَامِعِ فِي الهَوَى ... نَجَتِ القُلُوبُ وَفُكَّتِ الأعْنَاقُ وإذَا رَنَا طَرْفُ النَّوَائِبِ فَابْتَهِجْ ... فَمِنَ الرُّنُوِّ تَوَلدَ الإطْرَاقُ ¬
يَقُولُ فِي المَدْحِ مِنْهَا: ثلت مغارمه. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: بِكَ يَيْنَ الدَّوْلتَيْنِ تَجَدَّدَتْ ... حُلَلُ السّمُرُورِ وَدَرَّتِ الأرْزَاقُ لا تَعْتِبَنَّ عَلَى الخُطُوبِ فَرُبَّمَا ... خَفِيَ الصَّوَابُ فَأخْطَأَ الحذَّاقُ شُرْبُ الدَّوَاءِ المُرِّ أعْقَبَ صِحَّةً ... تَحْلُو وَإِنْ لَمْ يَحْلُ مِنْهُ مَذَاقُ مَا تَنْسِجُ الأيْدِي بَبِيْد وَإِنَّمَا ... يَبْقَى لَنَا مَا تَنْسجُ الأخْلاقُ البُحتُرِيُّ: 7101 - ثَقُلَت وَطأَةُ الزَّمانِ عَلَى جَانِب ... وَفريٍ وَأَقسَمَت لا تَخِفُّ أَبُو الفَتح البُستِيُّ: 7102 - ثِقُوا مَعشَرَ النَّاسِ بي انَّني ... عَلَى مَعشَر النّاسِ حَانٍ حَدِبْ بَعْدَهُ: أُقِيْمُ عَلَى الوُدِّ ثَبْتَ الجنَانِ ... فَلا أسْتَحِيْلُ وَلَا أضْطَرِبْ فَثِقُوا بِي فَإنِّي كَمَا ... تَمَدَّحْتُ فَلَيَمْتَحِنْ مَنْ يُحِبْ فَلا كَوْكَبِي رَاجِعٌ فِي الوَفَا ... وَلَا بُرْجُ قَلبِي بِالمُنْقَلِبْ كاتبهُ (عفا اللَّه عنه): 7103 - ثِقُوا وَاطمَئِنُّوا وَاستَريحُوا إِلى الوَفَا ... فَإِنّي عَلَى مَا تَعهَدُونَ منَ الحُبِّ بَعْدَهُ: وَأنْتُمْ عَلَى بُعْدِ المَسَافَةِ حُضَّر ... خَيَالكُمُ عِنْدِي وَعِنْدَكُمُ قَلْبِي 7104 - ثِقَةُ الفَتى بِزَمانِهِ ... ثِقَةٌ مُحَلَّلَةُ العُرَى ¬
قَبْلَهُ: يَا رَاقِدَ اللَّيْلِ انْتَبِهْ ... إِنَّ الخُطُوبَ لَهَا سُرَى وَلَرُبَّ طَارِقِ لَيْلَة ... مَنَعَ العُيُونَ عَنِ الكَرَى ثِقَةُ الفَتَى بِزَمَانِهِ. . . البَيْتُ. جَرِيرٌ: 7105 - ثِقي بِاللَّهِ لَيسَ لَهُ شَريكٌ ... وِمن عِندِ الخَليفَةِ بِالنَّجاحِ هَذَا البَيْتُ مِنَ القَصيْدَةِ الَّتِي أوَّلُهَا: أتَصْحُو أمْ فُؤَادُكَ غَيْرُ صَاحِ ... عَشِيَّةَ هَمَّ صَحْبُكَ بِالرَّوَاحِ الَّتِي يَقُولُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: ألَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطَايَا ... وَأنْدَى العَالَمِيْنَ بُطُونَ رَاحِ يُقَالُ إِنَّ هَذَا أشْعَرُ بَيْتٍ قَالتهُ العَرَبُ فِي المَدْحِ. أَبُو سَعيدٍ المخزومي يخاطب امرأتهُ: 7106 - ثِقي بِجَميلِ الصَّبرِ مِنّي عَلَى الهَجرِ ... وَلَا تَثِقي بالصَّبرِ مِنّيَ عَلَى الهجرِ بَعْدَهُ: وَإنِّي لَصَبَّارٌ عَلَى مَا يَنُوبُنِي ... وَحَسْبُكِ أَنَّ اللَّهَ أثْنَى عَلَى الصَّبْرِ أَبُو عُمَارةَ الصُّوريّ: 7107 - ثَقيلٌ بَراهُ اللَّهُ أَثقَلَ من بَرا ... فَفي كُلِّ قَلبٍ بَغضَة مِنهُ كَامِنَهْ بَعْدَهُ: مَشَى فَدَعَا مِنْ ثقْلِهِ الحُوتُ رَبَّهُ ... وقَالَ إلَهِي زِدْتَ فِي الأرْضِ ثَامِنَهْ ¬
7108 - ثَقيل عَلَى الأَعداءِ في كُلِّ مَوطنٍ ... وَلَكِن عَلَى ظَهرِ الجَوادِ خَفيفُ أَبُو نُواسٍ: 7109 - ثَقيل يُطَالِعُنَا مِن أَمَمْ ... إِذَا سَرَّهُ رَغمُ أَنفِي أَلَمْ بَعْدَهُ: لِطَلْعَتِهِ وَخْزَةٌ فِي الحَشَا كَوَخْزِ ... المَحَاجِمِ فِي المُحْتَجَمْ أقُولُ لَهُ إِذْ أَتَى لا ... أَتَى وَلَا حَمَقتهُ إلَيْنَا قَدَمْ فَقَدْتُ خَيَالَكَ لا مِنْ عَمًى ... وَصَوتَ كَلامِكَ لا عَنْ صمَمْ ومن باب (ثقيل). قول آخر: ثقيلَانِ لم يَعْرِفَا خفةً ... فَهَذا الزُّكَامُ وَهَذَا الرَّمَدُ ابْنُ الهَبَّارِيَّة: 7110 - ثِقي مِنّي بِأَنَّ هَواكٍ بَاقٍ ... وَأنّكِ مِن سلُوِّي في أَمانِ بَعْدَهُ: وَنَادَى إن غَدَرْتُ عَلَيَّ هَذَا مُحِبٌّ ... وَفَى بي الضمان جَعفَر بن شَمس الخلافة: 7111 - ثِقي وَاصْبِري فَالصَّبرُ يُحمَدُ غِبُّهُ ... وَلَا تَجهَلي لِلصّبرِ قَدرًا فَتجهَلِي أبياتُ جَعفرَ بن شَمس الخَلافةِ من قصيْدَةِ أقولُ لنَفْسِ عَاثَ فِيْهَا قُوْطُها ... فأصُدَرَهَا باليأسِ من كُلّ مَنْهَلِ ثقي واصْبِريْ فالصَبُر يُحمَدُ غِبُّهُ. البيت، وبعدَهُ: فَمَا هِي إِلّا شدَّةُ ثم تنعمي ... وَمَا هِيَ إِلَّا غَمْرَةٌ ثُم تَنجليْ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬
ومن باب (ثقى)، قَولُ أبي الأَسُودَ، ظَالِم بنِ عُمَرَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ جَنْدَل الدُّؤلِيَّ يخاطِبُ امرَأتَهُ (¬1): ثقي واطمئنيّ واعلمي وتَيقَّني ولَا ... تُسْلِمْي حَقَّ اليقين إلى الظَنِّ مَتَى استَبَدَلتْ نَفْسِي سِوَاك حَليلةً ... فتلك التي استبدلتها برئت منّي فَأَمَّا صُدُوْدِي عنْكِ عندَ أَذَاكِ ... فَلَا بُدَّ مِنْهُ أو يزول الأذى عنّي مُسلم بن الوليدِ: 7112 - ثَكِلَ الثَّواكِلُ مِن بَغاكَ بِكَيده ... وَبَكَى البَواكِي من أَرادَ رَدَاكَا محمدُ بن شبلٍ: 7113 - ثَكِلتُ حَياةً في سِوى العِزِّ عِشتُهَا ... وَعُمرًا جَعَلنَاهُ لِغَيرِ العُلا مَهرا قَبْلَهُ: عَلَى حُسْنِ خَوفٍ وَقُبْحِ يَقِيْنٍ ... . . . . . . . . . . . . . عن كرمٍ بنقصٍ. . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . ثَكِلْتُ حَيَاةً فِي سِوَى العِزِّ عشتُهَا. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: وَإنَّ ثناءَ المَرْءِ عُمْرٌ مُخَلَّدٌ ... وَعَيْش امْرِئٍ بِالذُّلِّ ميتَتُهُ الكُبْرَى وَمَن عَزَّ أعْطَتْهُ العِتَاقُ قِيَادَهَا ... وَذَلَّتْ مَغَاوِيْرُ الأسُودِ لَهُ صُغْرَا وَمَا السَّيْفُ ذُو الإرْهَافِ إِلَّا بِغِمْدِهِ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ ذُو السَّيْفِ مِنْ حَدِّهِ أجْرَا وَمَا النَّدْبُ كُلُّ النَّدْبِ إِلَّا ابْنُ همَّةٍ ... رَأى الخَيْرَ لا يُنْجِيْهِ فَاقْتَحَمَ الشَّرَّا جَزَى اللَّهُ عَنَّا أُمَّ ذَفْرٍ مَلامَةً ... فَكَمْ خَدَعَتْ غُمْرًا بِأطْمَاعِهَا غِرَّا وَقَدْ يُدْرِكُ الحَتْفُ الجبَانَ مُوَّليًا ... وَيُخْطِئ فِي إقْدَامِهِ البَطَلَ الذِّمْرَا وَمَنْ يَحْلُ تِطْلاب المَعَالِي بِصَدْرِهِ ... يَجِدْ حَلُومَا يَعْطَاهُ مِنْ غَيْرِهَا مُرَّا ¬
7114 - ثَلبُكَ أَهلَ الفَضْلِ قَدْ دَلَّني ... أَنَّكَ مَنقُوصٌ وَمَثلوبُ 7115 - ثَلَمتَهُمُ بِالمَشرَفيّ وَقَلَّما ... يُثَلَّمُ عِزُّ القَومِ إِلَّا تَهَدُّمَا 7116 - ثِمالُ اليَتامَى مَنزِلُ الضَيفِ في القِرى ... زَعيمُ السَّرايَا سَيِّدُ القَومِ في الحَفلِ البُحتُريّ: 7117 - ثَمانٍ قَد مَضَينَ بِلَا تَلاقٍ ... وَمَا في الصبرِ فَضلٌ عَن ثَمانِ قَبْلَهُ: سَلامٌ أيُّهَا المَلِكُ اليَمَانِي ... لَقَدْ غَلَبَ البعَادُ عَلَى التَّدَانِي ثَمَانٍ قَدْ مَضَيْنَ بِلا تَلاقٍ. . . البَيْتُ. السِّنبسيُّ في كَثرةِ الجَيش: 7118 - ثَمانُونَ أَلفًا وَلَمِ أُحصِهِم ... وَقَد بَلَغَت رجمَهَا أَو تَزيدُ قَبْلَهُ: لنَا بَاحَةٌ ضبسٌ بابُها ... يَهُونُ عَلَى حَامِيَهَا الوَعِيْدُ بِهَا قُضُبُ هُنْدُوَانِيَّةٌ ... وَعيْصٌ تَزَارَ فِيْهِ الأُسُودُ ثَمَانُونَ ألْفًا وَلَمْ أُحْصِهِم. . . البَيْتُ. الوَاوُ فِي قَوْلِهِ أو تَزِيْدُ بِمَعْنَى العَطْفِ أي وَتَزِيْدُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات: 147]. مَعْنَاهُ وَيَزِيْدُونَ. وَقَدْ تأْتِي الوَاو بِمَعْنَى أو كَقَولهِ تَعَالَى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3]، أي مَثنَى أو ثَلاثَ أو رُبَاعَ. ¬
أَبو الحِبالِ البراء بن ربعي الفقعسيّ: 7119 - ثَمانِيَةٌ كانُوا ذُؤابَةَ قَومهِم ... بِهِم كُنتُ أُعطي مَن أَشَاءُ وَأَمنَعُ ومَنْ بَابِ (ثَمانيةِ). قَولَ أبي الفتيان ابن حبوس يمدح (¬1). ثَمانيَةُ لم تَفَترِقْ مُذْ جَمعتُهَا وَلَا ... افتَرقَتُ مَا ذبَّ عَنْ نَاظرٍ شُفْرُ ضَمِيْركَ وَالتّقوى وَكفُّكَ والغنى ... وَلَغطُكَ وَالمْعَنى وسَيفكَ والنّصُرُ يقول منها: تَبَاعَدتُ عَنكم حُرفةً وَلَا زِيَادَةً ... وَترتبُ إليكُم حِيْنَ مسَّنِي الضُرُّ فَلاقَيتُ ظِلَّ الأَمْنِ عَنْهُ حَاجِز ... يَصُدُو بَابَ الجُود مَا دُونَهُ سِتْرُ وقال آخر: مَتَى تَطلبُوا مِنّي دَعْاوىَ شاهدًا ... فَإِنَّ شُهُودي أَربع ثُمَّ أَربَعُ نحولُ وذلُ واشتيَاقٌ وغُربَه ... وشجو وَأحزانٌ وسُهْدُ وَأَدُمُعُ يُقَال: ثمرَةُ الطَّلَبِ الوجُودُ. وثمرَهُ الكَسَلِ الفَقْرُ. وثمرَةُ العُجْبِ المَقْتُ. وثمرَةُ العَجَلِةِ النَّدامَةُ. وثمرَةُ الاجْتِهَادِ النُجْحُ. وثَمرَةُ الصَّبْرِ الفَرَجُ. وثمرَةُ الشُكرِ المَزِيْدُ. وثمرَةُ عَمَلِ الخَيْرِ السُرُوُرُ. وثمرَةُ الرِضَا بِالقَضَاءِ طِيْبُ العَيْشِ. وثمرَةُ التقصير في قضاء الحُقوقِ المَذلَّةُ. وثمرَةُ رَدّ النصيحَةِ رُكوبُ الفَضيْحَةِ. وثمرَةُ الاسْتِقَامةِ اسْتِمْرَارُ السَّلامَةَ. وثمرَةُ الاستكثارِ مِنَ الطّعَامِ استِعمالُ السّقَامُ. محمَّد بن غالب الأصفهاني: 7120 - ثَمَرُ الإِحسَانِ شُكرُ ... وَيَدُ المَعرُوفِ ذُخر بَعْدَهُ: وَثَنَاءُ الحَيّ لِلمَيِّت ... بَعْدَ المَوْتِ عُمرُ ¬
هُوَ مُحَمَّد بن غَالِب المعدَانيّ الأصَفَهَانِيّ، وَكَانَ قَدْ رُشِّحَ للوِزَارَةِ للمُكْتَفِي، فَشَرَع أَبُو القَاسمِ بن عُبَيْدِ اللَّهِ فِي قَصدِه، وَقَتَلَهُ؛ وَيُرْوَيَان للحَصْكَفِيّ. يحيَى بن محمّد الحَصكَفِيُّ: 7121 - ثَمَرٌ مُرٌ لِجانيهِ ... وَأَوراقٌ تَروقُ قَبْلَهُ فِي صَدِيْقٍ مَذْمُومٍ: جَاءَنِي يَحْلِفُ لِي ... أنِّي مُحِبٌّ وَشَفِيْقُ مِثْلَهَا يَخْدَعُكَ الضَّحْـ ... ـضَاحُ وَالبَحْرُ عَمِيْق ثَمَرٌ مُرٌّ لِجَانِيْهِ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: وَعَجِيْبٌ لَو زَكَا الفَرْعُ ... وَلم تَرَكَ العُرُوقُ دِيْنُهُ دِيْنٌ رَقِيْقٌ ... وَلَهُ وَجهٌ صَفِيْقُ وَلَهُ لا حَاطَهُ اللَّهُ ... إِلَى كُلٍّ طَرِيْقُ هُوَ بِالفِعْلِ عَدُوٌّ ... وَهُوَ بِالقَولِ صَدِيْقُ هُوَ فِي القُرْبِ رَحِيْق ... وَهُوَ فِي البُعْدِ حَرِيْقُ وَإِنْ استُنْطِقَ بَقٌّ ... فَإِذَا اسْتُكْتِمَ بُوقُ أَبُو نُواسٍ: 7122 - ثُمَّ أَرابَ الزَّمانُ فَاقتَسَمُوا ... أَيدي سَبَا في البِلادِ وَانشَعَبوا قول أبي نواس: ثم أراب الزمان. قبله: في فتية كالسيوف هَزَّهم شرخ شباب وزانهم أدب ثم أَرابَ الزَّمانُ فاقتسَمُوا. البيت وبعده: لَنْ يُخلفَ الدَهرُ مثلَهُمْ أبدًا ... عَلىَ هَيْهَاتَ أَمرُهُم عجَبُ ¬
7123 - ثُمَّ استَجَزتَ اطِّراحِي وَالصَّريمَةُ لِي ... وَإِنْ لَحمي وَإِنْ لَم تَرعَ لِي وَدَمي عَدِيُّ بن زَيدٍ العَبادِي: 7124 - ثُمَّ أَضحَوا كَأَنَّهُم وَرَقٌ ... جَفَّ فَأَلوَت بِهِ الصَّبا وَالدَّبورُ فِي المَثَلِ: "جَلَوا قمّاَ بِغَرَفَةٍ": يُضْرَبُ فِي فَنَاءِ القَومِ جَمِيَعًا، جَلَوا أي فَنُوا، وَقمًّا أي كَنْسًا، وَالغَرَفَةُ المِكْنَسَةُ يَعنِي زَالُوا كَمَا تَزُولُ القُمَامَةُ إِذَا كُنِسَتْ بِالمِكْنسَةِ. 7125 - ثُمَّ افتَرَقنَا فَلا بِدْعٌ وَلَا عَجَبٌ ... كذلِكَ الدَّهرُ مِن حَالٍ إِلى حَالِ أَبُو تَمَّامٍ: 7126 - ثُمَّ انبَرَت أَيَّامُ هَجرٍ أَردَفَت ... بجوًى أَسًى فَكَأَنَّهَا أعوامُ هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا المَأمُونَ أوَّلُهَا: دِمَنٌ ألَمَّ بِهَا فَقَالَ لسَلامُ ... كَمْ حَلَّ عُقْدَةَ صَبْرِهِ الإلْمَامُ أعْوَامُ وَصلٍ كَانَ يُنْسى طِيْبُهَا ... ذِكْرَ النَّوَى فَكَأنَّهَا أيَّامُ ثُمَّ انْبَرَتْ أيَّامُ هَجْرٍ أرْدَفَتْ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: ثُمَّ انْقَضَتْ تِلْكَ السِنُونُ وَأهْلُهّا ... فَكَأنَّهَا وَكَأنَّهُم أحْلامُ الوَزِيرُ بنُ مُقلةَ: 7127 - ثُمَّ انثَنيتُ إِلى الأُخرى فَقُلتُ لَهَا ... إِن تَقنَعينَ وَإِلَّا مِثلَهَا بِينِي قَبْلَهُ: وَاللَّهِ لَو كَرِهَتْ كَفِّي مُصَاحَبَتِي ... لَقُلْتُ للكَفِّ بِيْنِي إِنْ كَرِهْتِيْني ثُمَّ انْثَنَيْتُ إِلَى الأُخْرَى فَقُلْتُ لَهَا. . . البَيْتُ. ¬
7128 - ثُمّ انصَرَفتُ إِلى نَفسي لأَظأَرَهَا ... عَلَى سِواكُم فَلَم تَهشَش إِلَى أَحَد أَبُو تَمّام: 7129 - ثُمَّ انقَضَت تِلكَ السِّنونُ وَأَهلُهَا ... فَكَأَنَّهَا وَكَأَنَّهُم أَحلامُ 7130 - ثُمَّ انقَضَى ذَلِكَ المِيقَاتُ وَانقرَضُوا ... فَأَصبَحوا لَا تُرى إِلَّا مَساكِنُهُم ومن باب ثُمَّ انقَضى. قول آخر: ثُمَّ انقَضَى كُلُ ذَاكَ وانقَرضُوا فَأَصبُحُوا كَالرُسوم والدّمَنِ ومنَ باب ثُم. قول الآخر. ثُمَّ المَمَاتُ بُعَيْدَ ذلك كُلِهِ فكأنَّما نَعْنِي بِذَاكَ نَوانَا عَدِيُّ بن زيدٍ العَباديُ: 7131 - ثُمَّ بَعدَ الفَلاح وَالمُلكِ وَالإِ ... مَّةِ وَارَتهُم هُناكَ القُبورُ قَبْلَهُ: أيُّهَا الشَّامِتُ المُعَيِّرُ بِالدَّهْرِ ... أأنْتَ المُبَرَّأ المَوْفُورُ أم لَدَيْكَ العَهْدُ الوَثيْقُ مِنَ الأ ... يَّامِ بَلْ أنْتَ جَاهِلٌ مَغْرُورُ مَنْ رَأيْتَ المَنُونُ خَلَّدْنَ أم مَنْ ذَا ... عَلَيْهِ مِنْ أنْ يُضَامَ خَفِيْرُ أيْنَ كِسْرَى كِسْرَى المُلُوكِ أنُو شَرْ ... وَانَ أم أيْنَ قَبْلَهُ سَابُورُ وَبَنُو الأصْفَرِ الكِرَامُ مُلُوكُ الرُّ ... ومِ لَم يَبْقَ مِنْهُمُ مَذْكُورُ وَأخُو الخَضْرِ إِذْ بَنَاهُ وَإذْ ... دِجْلَةُ تُجْبَى إلَيْهِ وَالخَابُورُ لَمْ تَهَبْهُ رِيَبُ المَنُونِ فَبَادَ ... المُلْكُ مِنْهُ فَبَابُهُ مَهْجُورُ ثُمَّ بَعْدَ الفَلاحِ وَالمُلْكِ وَالإِمَّةِ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: ثُمَّ أضحَوا كَأنَّهُم وَرَقٌ جَفَّ ... فَألْوَت بِه الصَّبَا والدُّبُورُ ¬
الشيخ يحيى الصرصري في النبي (صلى اللَّه عليه وسلم): 7132 - ثَمَّ تَمَّ الفَخارُ وَاجتَمَعَ الفَضْلُ ... وَأَضحَت لَدَى المَآرِبِ قَصدَا بَدِيع الزَّمان الهَمدانيُّ: 7133 - ثُمَّتَ لَا تَذكُرُ المَنَايَا ... أَليس ذَا غَايَةُ الجُنونِ 7134 - ثُمَّ صَارَت سُنَّةً جَارِيةً ... كُلّ مَن أَمكَنَهُ الظُلمُ ظَلَمَ 7135 - ثُمَّ قَبَّلتُهَا احتِسابًا وَأَجرًا ... وَكَثيرٌ لِمِثلِهَا التَقبيلُ أَبُو عَبد اللَّه بن الحجّاج: 7136 - ثُمَّ لَمَّا عَتَبتُهُ ... غَسَلَ البَولَ بِالخَرَى أَبُو سَعيد بن الموصِلَايا الكاتب: 7137 - ثُمَّ مَن ذَا يُجيرُ مِنهُ إِذَا جَارَ ... وَمَن ذَا عَلَى تَعَدِّيهِ يُعدي قَبْلَهُ: يَا خَلِيْلَيَّ خَلِّيَانِي وَوَجْدِي ... فَملامُ المحُبِّ مَا لَيْسَ يُجْدِي وَدَعَانِي فَقَدْ دَعَانِي إِلَى الشَّوْقِ ... غَرِيْمُ الغَرَامِ لِلدَّينِ عِنْدِي فَعَسَاهُ يَرِقُّ إذَ مَلَكَ الرِّقَّ ... بِوَعْدٍ مِنْ وَصْلِهِ أو بِنَقْدِ ثُمَّ مَنْ ذَا يُجيرُ مِنْهُ إِذَا جَار. . . البَيْتُ. كَشَاجِمُ: 7138 - ثُمَّ لَا أَنسَى مَقَالَتَهُ ... أَطُفَيلِيٌّ وَمُقتَرِحُ ¬
قَبْلَهُ: يَا لَقَومِي مَنْ لِمُكْتَئِبٍ دَمْعُهُ ... فِي الخَدِّ مُنْسَفِحُ لامَهُ العُذَّالُ فِي رَشَاءٍ ... عُذْرُهُ فِي مِثْلِهِ يَضحُ وَادَّعُوا نصْحِي وَأخون ... مَا كَانَ عُذَّالِي إِذَا يَصْحُو خَوَّفُونِي مِنْ فَضِيْحَتِهِ ... لَيْتَهُ وَافَى وَأفْتَضِحُ كَيْفَ يَصْحُو القلْبُ عَنْ غُصْنٍ ... عَلَّهُ مِن مَائِهِ المَرَحُ صَدَّ أنْ مَازَحْتُهُ غَضِبًا ... مَا عَلَى العُشَّاقِ إِنْ مَزَحُوا وَهُوَ لا يَدْرِي لِنَخْوته ... أنَّنا فِي النَّومِ نَصْطَلِحُ ثُمَّ لا أنْسَى مَقَالَته. . . البيت. البُحتُريُّ: 7139 - ثَناءٌ كأَنَّ الرّوضَ مِنهُ مُنَوّرًا ... ضُحًى وَتَخالُ الوَشيَ مِنهُ مُنَمنَما ومن باب (ثنائي). قول آخر: ثنَائِي لَكُم عُمْرِي وَمَحضُ مَودَّتي ... ومَدحٌ كَآثارِ الغُيُوثِ البَواكِرِ قال الحُكماءُ مَنْ سَرَّهُ الثناء الكاذبُ نفَذَتْ فيْهِ سِهَامُ السّخُرِيَّةِ. وَقَالُوا: الثناءُ بِأَكثرَ مِنَ الاستحقَاق مَلقٌ، والتقصيْرُ عَنِ الاسْتحقَاق عيٌّ أو حَسَدٌ. وَقَالُوا: الثناءُ الحسَنُ عَلَى المَيّتِ عمرٌ ثانٍ. وَقَالُوا: المُحْسنُ إِذَا طَواهُ الفناءُ نشرَهُ الثناءُ. وقالوا: إن قصرتْ يَدُك عَنِ الجزاءِ فَليطُلُ لسَانُكَ بالثناءِ. لَه أيضًا: 7140 - ثَناهُ العِدَى عَنّي فَأَصبَحَ مُعرِضًا ... وَأَوهَمَهُ الواشونَ حَتَّى تَوَهَّما ¬
الجلُوديُّ في سِنِّهِ: 7141 - ثَنايَايَ أَخنَى عَليهَا الزَّمانُ ... وَالدَّهر مَا زَالَ مُذ كَانَ يُخني بَعْدَهُ: أرَانِي الزَّمَانَ نَقِيضَيْنِ فِي زِيَادَةِ ... سِنٍّ وَنقْصَانِ سِنٍّ 7142 - ثِنتانِ فِيكَ وَيَكفِي الكَلبَ وَاحِدَة ... مَنعُ الرَّغيفِ وَبَذلُ الأُمِّ لِلأمَمِ بَعْدَهُ: لَمْ تَنْدَ كَفُّكَ مِنْ بَذْلِ النَّوالِ كَمَا ... لَمْ يَنْدَ سَيْفُكَ مُذْ قُلِّدْتَهُ بِدَمِ 7143 - ثِنتانِ لَا أَصبُو لِوَصلِهِمَا ... عِرسُ الخَليلِ وَجَارَةُ الجَنْبِ قَبْلَهُ: قَالَتْ وَقُلْتُ تَحرجي وَصلِي ... حَبْلَ امْرِئ بِوِصَالِكُم صبِّ وَاصلْ إذًا بَعْلِي فَقُلْتُ لَهَا ... الغَدْرُ شَيْءٌ لَيْسَ مِنْ شعبِي ثِنْتَانِ لا أصْبُو لِوَصْلِهُمَا. . . البيتُ وَبَعْدَهُ: أَمَّا الخَلِيْلُ فَلَسْتُ خَائِنهُ ... وَالجارُ أَوْصاني بِهِ رَبِّي أخَذَهُ مِنْ قَوْلِ قَيْسُ بنُ الخَطِيمُ (¬1): وَمِثْلِكَ قَدْ أصْبَيْتُ لَيْسَتْ بِكَنَّةٍ ... وَلَا جَارَةٍ وَلَا حَلِيْلَةِ صَاحِبِ أَبُو الشيصِ الخُزَاعيُّ: 7144 - ثِنتانِ لَا تَصبُو النِساءُ إلَيهِمَا ... حَليُ المَشيِبِ وَحُلَّةُ الإِنعَاضِ ¬
وَمْن بَابِ (ثِنتَانِ). قَولُ بكرِ بْنِ محمَّد بن بقيَّة المَازِنيّ، وَكُنيَتهُ أَبُو عُمر وَفَاتَهُ سَنَةَ 299 (¬1). ثِنْتَانِ من سيَرِ الزَّمْانِ تحيَّرَت ... لهُمَا عقُول ذوي التَعسُفِ والنُّهُى مُثْرٍ من الأَمُوالِ مبخوسُ الحمى ... وَمُوَفَّرُ الآدابِ مَنْقُوصُ الغِنَى وَمِنْ ذَلك قولُ (¬2): ثِنتَانِ مزوداتِ العلم قَدَ ثنتا ... عِنَانَ شأوي عمَّا رُمْت من همَمِيْ أَمَّا الدوَّاةُ فأدْوى حِبْرُهَا بَدنِيْ ... وَقَلم المالَ منّي جرفَهُ القَلمَ وَمِنْ ذلك قَولُ عُبْيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ (¬3): ثِنتانِ لو بَكَتِ الدماءَ عَليهما ... عَيَنَايَ حَتّى تُوذنَا بِذَهَابِ لم يُبَلغا المِعْشَارِ مِنْ حَقّيهِمَا ... فقدُ الشبَابِ وَفرقة الأَحبابِ وَيُروَى شَيئانِ لو بكت الدماءَ عَليهما. . . البَيتُ وَقَد كُتِبَا بِبَابهِمَا هُنَاكَ أَبُو بَكرٍ الخازِنُ: من شعراءِ مَا وراء النهر، والدَّولة السَّامَانيّة، والغَزنيّةِ: 7145 - ثِنتانِ يَعجزُ ذُو الرِّياضَةِ عَنهُمَا ... رَأيُ النِساءِ وَإِمرَةُ الصِّبيَانِ بَعْدَهُ: أَمَّا النِّسَاءُ فَمَيْلُهُنَّ إِلَى الهَوَى ... وَأخُو الصِّبَا يَجْرِي بِغَيْرِ عِنَانِ وَيُرْوَيَانِ لِحُسَيْنِ بن عَلِيٍّ المَرْوَرُّوذِي. ¬
السَّرِي الرَّفاء: 7146 - ثَنَيتَني عَنكَ فَاستَشعَرتُ هَجرًا ... خِلَالٌ فِيكَ لَستُ لَهَا بِراضِ بَعْدَهُ: وَإِنَّكَ كُلَّمَا اسْتُودِعْتَ سِرًّا ... أنَمَّ مِنَ النَّسِيْمِ عَلَى الرِّيَاضِ 7147 - ثَنيتُ عَزمِي عَنِ الدُّنيَا وَسَاكِنِهَا ... فَأَسعَدُ النَّاسِ مَن لَا يَعرِفُ النَّاسَا 7148 - شَوابُ اللَّهِ لِلأَبرَارِ خَيرٌ ... مِنَ الدُّنيَا المُذَمَّمَةِ الدَّنيِّه الغَزِّيُ: 7149 - ثَوبُ الدَّعَاوىَ مَا ضَفَا إِلَّا عَلَى ... مَن كَانَ مِن ثَوبِ المَعالِي مُحرِمَا التِّهَامِيُّ: 7150 - ثَوبُ الرِّياءِ يَشِفُّ عَمَّا تَحتَهُ ... فَإِذا التَحَفتَ بِهِ فَإِنَّكَ عَارِ 7151 - ثَوبُ مَن مَاتَ عَلَى وَارثهِ ... وَعَلَى مَن مَاتَ تُربٌ وَحَجَرْ ومن باب (ثَوَبُ). قَولُ بَعْضِهم يَصُفِ خَمْرَةً: ثَوب تَحتَ لَيْلِ القَارِ خَمِسْينَ حجّةً ... تَرُدُّ مُهورًا غَالَياتِ خُطَّابا 7152 - ثُورُوا لَهَا وَلتَطِب فِيهَا نُفوسُكُم ... إِنَّ المَناقِبَ للأَرواحِ أَثمَانُ عُبيدُ اللَّه بن عَبد اللَّه بن طاهرٍ: 7153 - ثَورٌ يَنَالُ الثُريَّا ... وَعَالمٌ مُتَخَفي ¬
قَبْلَهُ: يَا مِحْنَةَ الدَّهْرِ كُفِّي ... إِنْ لَمْ تَكُفِّي فَخِفِّي مَا آنَ أنْ تَرْحَمِينَا مِنْ ... طولِ هذَا التشَفّي ثَورٌ يَنَال الثُّرَيَّا. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: ذَهبتُ طلبُ بختي ... فقيْلَ لِي قَدْ تُوُفِّى ومن باب (ثَوى). قول آخر يرثي: ثوى صَاجي لا يُبعِدُ اللَّه دَارَهُ ... وزوّد بَطَنَ الأرض غُرفًا وأَحَيانَا وقول آخر: ثوى ذَابلًا كالغُصْنِ فَارقَ طلَّهُ ... وكالحرّ يُبكي بَعدُ حرته رقَّا أَبُو تَمّامٍ: 7154 - ثَوَى في الثَّرى مَن كَانَ يَحيَى بِهِ الثَّرَى ... وَيَغمُرُ صَرفَ الدَّهرِ نَائِلُهُ الغَمرُ بِشر بن أَبِي خَازمٍ: 7155 - ثَوَى في مُلْحَدٍ لَا بُدَّ مِنهُ ... كفَى بِالمَوتِ نَأيًا وَاغتِرابَا سُئِلَ الفَرزْدَقُ: مَنْ أشعر الناسِ؟ فَقَال: بشر بن أبي خازم فِي قَولهِ: ثوى في مُلحَدٍ لَا بدَّ منُهُ. البيت. أوَّلَهُ مثَل مفَرد وآخرهُ مثل آخر وسُئِلَ جَريرٌ: مَنْ أشعَرُ النَّاسِ؟ فَقَالطَ: بِشْرٌ فِي قَولهِ: رَهنُي. . . وكلُ فتًى سَبيْلَي ... فَشقّي الجيبَ وانتحبى انتحَابَا قَال الرُوَاةُ: فَأَجمعَا كِلَاهُما عَلَى بِشْرٍ. وَفِي كُلِ بَيْتٍ مِنْ هَذين البَيتيْنِ مثلان سَايَرانِ يُمثلُ بِكُلّ وَاحدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَتِهِ ¬
فَكَأنَّ كُلَّ مصْرَاعٍ مَن الصّدر والعجُز مَفْكُوكٌ عَنِ الآخَرِ. أَبُو تَمام: 7156 - ثَوَى مَالَهُ نَصبَ المَعالِي فَأَوجَبَت ... عَلَيهِ زَكاةُ الجُودِ مَا لَيسَ وَاجِبَا مروان بن أبي حَفصَةَ في مَعنٍ: 7157 - ثَوَى مَن كَانَ يَحمِلُ كُلَّ ثِقلٍ ... وَيَسبِقُ فَضلَ نَائِلِهِ السُؤالَا 7158 - ثَوَينَا عَلَى السَّراءِ حَتَّى كأَنَّنَا ... لِطُولِ ثَواءٍ قَد أَمِنَّا مِنَ الضُرِّ بَاقِي الأبْيَاتُ مَكْتُوبَةٌ بِبَابِ: تَعَوَّدْتُ (مَسَّ الضّرِّ حَتَّى ألِفْتُهُ). الفَرَزدَق: 7159 - ثَلاث وَاثنَتانِ فَهُنَّ خَمسٌ ... وَسَادِسَةٌ تَميلُ إِلَى شِمَامِي بَعْدَهُ: فَبتنَ بِجَانِبيّ مُصَرَّعَاتٍ ... وَبِتُّ أفُضُّ أغْلاقَ الخِتَامِ قِيْلَ لَمَّا أنْشَدَ الفَرَزْدَقُ سُلَيْمَان بن عَبْد المَلِك هَذِيْنِ البَيْتَيْنِ قَالَ لَهُ سُلَيْمَانَ: وَيْحَكَ يَا فَرَزْدَقُ إِذَا أقْرَرْتَ عِنْدِي بِالزِّنَاءِ، ولا بُدَّ مِنْ حَدِّكَ. قَالَ: فَبِمَاذا تَوَجَّبَ عَلَيَّ الحَدَّ يَا أمِيْر المُؤمِنِيْنَ؟ قَالَ: بِكِتَابِ اللَّهِ (تَعالَي). قَالَ: إِنَّ كِتَابَ اللَّهِ (تَعَالَى) يَدْرَأُ عَنِّي الحَدَّ. قَالَ: وَأيْنَ ذَاك؟ قَالَ: فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى): {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} [الشعراء: 224 - 226]، وَأَنَا قُلْتُ وَلَم أفْعَلْ، فَضَحِكَ سليمان، وعفَا عَنه، وأَجازه. مُعَافاةُ الأعرابيَّةُ: 7160 - ثَلاثُونَ أَلفًا كُلّ يَومٍ أُحِبُّهُم ... وَمَا في فُؤَادِي وَاحِدٌ مِنهُم يَبقَى ¬
أَنشَدَ أَبُو بكر بنُ دحيَةَ ببغدَادَ لمُعَافاةَ الأعرابيَّةِ: عَدِمتُ فؤادي من فؤادٍ فما أَشقَى ... وَأَكثرَ مَا يَهْوَى وَأَعظم مَا يلقَى فَلَو كَانُ يَهَوى وَاحدًا لعذرَتهُ ... وَلِكنَّهُ من شُومهِ يَعشَقُ الخَلَقا أَرَى فاهْوَاهُ وأقصِرُ دُونَهُ ... وأمْنَحُ ذَوَّادا وَأَبلى بذَا عشقَا ثَلاثُونَ ألفًا كُل يَومَ أُحبُّهم. البيت. ومثله: أَقلبُكَ خَانٌ كل يومٍ وَلَيلةٍ ... يُفَارِقُه رَكْبٌ وَينزلُه رَكْبُ. . . حَبيبُ بن أحمَد الأندلُسيّ: 7161 - ثَلاثُونَ مِن عُمرِي مَضينَ فَمَا الّذي ... أُؤَمِّلُ مِن بَعدِ الثَلاثينَ مِن عُمرِي بَعْدَهُ: أطَايِبُ أيَّامِي مَضيْنَ حَمِيْدَةً ... سِرَاعًا وَلَم أشعُر بِهِنَّ وَلَم أدْرِ كَأَنَّ شَبَابِي وَالمَشِيْبُ يَرُوعُهُ ... دُجَى لَيْلَةٍ قَدْ رَاعَهَا وَضحُ الفَجْرِ 7162 - ثَلاثَةُ أَبياتٍ فَبَيتٌ أُحِبُّهُ ... وَبَيتَانِ لَيسَ مِن هَوايَ وَلَا شَكلي بَعْدَهُ: فيَا أيُّهَا البَيْتُ الَّذِي حِيْلَ دُونَهُ ... بِنَا أنْتَ مِنْ بَيْتٍ وَأهلكَ مِنْ أهْلِي بِنَا أنْتَ مِنْ بَيْتٍ دُخُولكَ لَذَّةٌ ... وَظِلُّكَ لَو يُسطَاعُ بِالبَارِدِ السَّهْلِ أنْشَدَ ثَعْلَبٌ هَذَا البَيْتَ لِبَعْضِ بني أسَدٍ، فَسُئِلَ مَا ثَانِيَهُ؟ قَالَ: هُوَ فَرْدٌ لا ثَانِي لَهُ. وَالمَعْنَى أَنَّ المَحَبَّةَ "ثلاثة" أصْنَافٍ. قالَ عُلماءُ الشعر أكثر تقسيم جَاءَ فِي أشَعارِ العَرَب ثلاثة كقولِ طَرفَهَ: فلولا ثلاث هُنَّ مِنْ لذّةِ الغِنَى ... وَجدك لَم أجفلُ مَتَى قَام عُوَّدي (¬1) ¬
وقال ابن الطثرية: فلولا ثلاث هنّ من لذة الغِنَى ... وَحدك لَمْ أجفل متى قَامَ عُوَّدي وقال ابن الطثرية: فَلولا ثلاث هُن من لذة الفَتَى ... وَجدكَ لم أَجفل متَى قَامَ رَامِسُ وَقَد قسَّم المُحدثونَ أربعةً وخمسةً، قال بعضهم: وَفِي أَربع مِنّي خَلَتْ مِنْكَ أَربَعٌ ... فَمَا منعا دَري أبيُّها هاج لي كربي أَوجُهك فِي عيني أم الريقُّ في فَمِي ... أَم النُطق في سَمعِي أم الحب في قلبي وَسَمعَ هَذَا هذا التقِسْيمَ يَعقوبُ بْنُ إسحاق الكِنديُّ فَقال: هَذَا تقسيمٌ فلسَفيٌّ. أخذَهُ الحَّمانيُّ فجعَلَهُ خمسة، فقال (¬1): [من الطويل] وفي خمسَةٍ مِنْكَ خمسَة ... فَريقكَ مِنْهَا فِي فمِيَ طيّبُ الرّشفِ ووَجُهك في عيني ولمسُكَ في يَدِي ... ونطقكَ فِي سَمْعِي وعرفْكَ في أَنفي وأشد الخليلُ في كتابِ العَيْنِ مَا يَجري مجْرى المُلَح: إِنَّ فِي دَارنا ثلاثَ حبَالَى ... فودَدنَا لو قَد وَضَعْنَ جَميْعَا جَارَتِي ثم هِرّتي ثم شاتِي ... فَإِذَا مَا وَلَدْنَ كُنَّ رَبْيعَا جَارَتي للرَّضَاعِ وَالهِرُّ لِلفَأرِ ... وَشَاتي إِذَا اشتَهينَا جميْعَا الأَسدِيُّ: 7163 - ثَلاثَةُ أَحبَابٍ فَحُبٌّ عَلاقَةٌ ... وَحُبٌّ تَملاق وَحُبٌّ هُوَ القَتلُ المَعَرِيُّ: 7164 - ثَلاثَةُ أَيَّامٍ هُوَ الدَّهرُ كُلُّهُ ... وَمَا هُنَّ غَيرُ الأَمسِ وَاليَومِ وَالغَدِ ¬
جَرجيسُ في طَبيبٍ: 7165 - ثَلاثَةُ تَدخُلُ في دُفعَةٍ ... طَلعَتُهُ وَالنَّعشُ وَالغَاسِلُ قَبْلَهُ: عَلِيْلُهُ المِسْكِيْنُ مِنْ شُؤْمِهِ ... فِي بَحْر هُلْكٍ مَا لَهُ سَاحِلُ ثَلاثَةٌ تَدْخُلُ فِي دُفْعَةٍ. . . البَيْتُ. 7166 - ثَلاثَةٌ طَابَ بِهَا العُمرُ ... وَجهُكَ وَالبُستانُ وَالخَمرُ 7167 - ثَلاثَةٌ طَابَ بِهَا المَجلِسُ ... الوَردُ وَالقَدَّاحُ وَالنَّرجِسُ 7168 - ثَلاثَةٌ عَن غَيرِهَا كافِيَه ... هِيَ المُنَى وَالأَمنُ وَالعَافِيه أَبُو بَكر بن الوليد البَلخيُّ: 7169 - ثَلاثَةٌ فَقدُهَا كَبيرُ ... الخُبزُ وَالَّلحمُ وَالشَّعيرُ بَعْدَهُ: وَالبَيْتُ مِنْ كُلّهَا خَلاءٌ ... فَجُدْ بِهَا أيُّهَا الأمِيْرُ 7170 - ثَلاثَةٌ لَيس بها اشتِراكُ ... المُشطُ وَالمِرآةُ وَالسِّوَاكُ وَمِنْ بَابِ (ثَلاثَةٌ) قَوْلُ القَاضِي عُمْدَة الدِّيْن قَاضِي سَاوَةَ المَعْرُوفِ بِالمُعوَّجِ (¬1): ثَلاثَةٌ مَنَعَتْهَا مِنْ زِيَارَتهَا إِذَا ... دَجَى اللَّيْلُ خَوْفَ الكَاشِحِ الحَنِقِ ضَوْءُ الجبيْنُ وَوِسْوَاس الحُلِيّ وَمَا ... يَفوُحُ مِنْ عَرَقٍ كَالعَنْبَرِ العَبِقِ ¬
هَبْكَ الحَنِيْنُ بِفَضْلِ الكَمِّ تَسْترهُ ... وَالحُلي تَنْزَعُهُ الشانُ فِي العرقِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ المُقَنِّعُ الأنْصَارِيِّ: ثَلاثُ خِلالٍ كُلّهَا غَيْرُ طَائِلٍ ... بَطنَّ لِقَلْبِ المَرْءِ دُونَ غشَائِهِ هَوَى النَّفْس مَا لا خَيْرَ فِيْهِ وَشجُها ... وَإعْجَابُ ذِي الرَّأي السَّفِيْهِ بِرَأيِهِ وَقَدْ جَعَلَتْ نَفْسِي تَتُوقُ وَتَشْتَهِي ... لِقَاءَ الَّذِي لا بُدَّ لِي مِنْ لِقَائِهِ وَأذْكُرُ مِنْهُ عَفْوهُ وَعِقَابهُ ... فَتَخْلِطُ نَفْسِي خَوْفهُ بِرَجَائِهِ وَصِحَّةُ جِسْمِ المَرْءِ سَقْمٌ لِقَلْبِهِ ... وَصِحَّةُ قَلْبِ المَرْءِ حِيْنَ اشْتِكَائِهِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ آخَر (¬1): ثَلاثَةُ رهْطٍ قَاتِلانِ وَسَالِبٌ ... سَواءُ عَلَيْنَا قَاتِلاهُ وَسَالِبُهُ وَمِنْ ذَلِكَ قولُ جَعْفَر بن شَمْسِ الخلافَةِ يَمْدَحُ: ثَلاثَةٌ لَمْ تَفْتَرِقْ طرفةً ... رَاحَتهُ وَالبَأسُ وَالنَّائِلُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ آخَر: ثَلاثَةٌ هُنَّ لا يَخْفَيْنَ عَنْ أحَدٍ ... العِشْقُ وَالمسْكُ وَالإفْلاسُ فِي البَلَدِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ آخَر فِي جَمَاعَة الشّرْبِ: ثَلاثَةٌ فِي مَنْزِلٍ طَيِّبٍ ... وَصَاحِبُ المَنْزِلِ والضَّارِبُ فَإنْ تَجَاوَزْتَ إِلَى سِتَّةٍ ... أتَاكَ مِنْهَا شَغْبٌ شَاغِبُ أَبُو الحَسن العَلَويُّ: 7171 - ثَلاثَة مَوصُوفَةٌ تَجلُو البَصَر ... المَاءُ وَالوَجهُ الجَميلُ وَالخُضَر ابْنُ لنكَكَ: 7172 - ثَلاثَةُ نِيرانٍ فَنَارُ مُدَامَةٍ ... وَنَارُ صَبَابَاتٍ وَنَارُ وُقودِ ¬
قَبْلَهُ: أعدَّ الوَرَى للبَرْدِ جُنْدًا مِنَ الصَّلَى ... وَلاقَيْتُهُ مِنْ بَيْنِهِم بِجُنُودِي ثَلاثَةُ نِيْرَانٍ. . . البَيْتُ، وقَالَ الصَّنَوبَرِيُّ (¬1): نَارُ رَاحٍ وَنَارُ خَدٍّ ... لِحَشَا الصَّبِّ بَيْنَهُنَّ اسْتِعَارُ مَا أُبَالِي مَاكانَ ذَا الصَّيْفُ عِنْدِي ... كَيْفَ كَانَ الشِّتَاءُ وَالأمْطَارُ 7173 - ثَلاثَة يُمنَةً تَدُورُ ... الطَّستُ وَالكَأسُ وَالبَخُورُ وَمِنْ بَابِ (ثِيَاب) قَوْلُ (¬1): ثِيَاب بَنِي عَمْرُوٍ طَهَارَى تَقِيَّةٌ ... وَأوُجُهُمْ عِنْدَ المَحَافِلِ غُرَّانُ وَقُولُ الزُّبَيْرُ بن عَبْدِ المُطَّلِب يَهْجُو قَوْمًا (¬2): ثِيَابُهُم سِمَالٌ أو طمَارٌ ... مُدَسَّمَةٌ كَمَا دَسْمَ الحَمِيْتُ وَقَوْلُ كَاتِبِهِ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ (¬3): رَأى النَّاسُ أثْوَابِي بِيَاضًا فَعَنَّفُوا ... فَقُلْتُ لَهُم كُفُّو فَهَذَا الَّذِي بِقِي ثِيَابُ الصِّبَى مَرَّتْ مَعَ اللَّهْوِ وَالصِّبَى ... وَهَذِي ثِيَابُ الشَّيْبِ بِيْضٌ كَمَفْرقِي * * * تَمَّ حَرفُ الثاءِ، وَالحَمدُ وَالثَناءُ، لِوَليِّ الحَمدِ وَالثَنَاءِ هَذَا الحَرْفُ، وَهُوَ حَرْفُ الثَّاءِ المُعجَمَةِ بِثَلاثٍ مِنْ فَوق أقَلُّ الحُرُوفِ عَدَدًا تَكَمَّلَ مِنْهُ عَدَا مَا فِي الهَامِشِ ثَمانٌ وتسْمعُونَ بَيْتًا فِي خَمْسِ قَوَائِمِ إِلَّا سَطْرَيْنِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّد، وآله وَسَلِّم. ¬
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد [6]
الْكتاب: الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد التصنيف: موسوعة شعرية الْمُؤلف: مُحَمَّد بن أيدمر المستعصمي (الْمُتَوفَّى سنة 710 هـ) الْمُحَقق: الدكتور كَامِل سلمَان الجبوري الناشر: دَار الْكتب العلمية، بيروت عدد الصفحات: 6512 (13 مجلدًا) قِيَاس الصفحات: 17 × 24 سم سنة الطباعة: 1436 هـ - 2015 م بلد الطباعة: لبنان الطبعة: الأولى جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية والفنية مَحْفُوظَة لدار الْكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أَو تَصْوِير أَو تَرْجَمَة أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ أَو تسجيله على أشرطة كاسيت أَو إِدْخَاله على الكمبيوتر أَو برمجته على أسطوانات ضوئية إِلَّا بموافقة الناشر خطيًا.
حرف الجيم
حرف الجيم
حَرفُ الجِيمِ 7174 - جَاءَ البَشيرُ مُبَشِّرًا بِقُدومِهِ ... فَمُلِئتُ مِن قَولِ البَشيرِ سُرورَا بَعْدَهُ: فَكَأنَّنِي يَعْقُوبُ مِنْ فَرَحِي بِهِ ... إِذْ عَادَ مِنْ شَمِّ القَمِيْصِ بَصِيْرَا وَاللَّهِ لَو قَنَعَ البَشِيْرُ بِمُهْجَتِي ... أعْطَيْتُهُ وَرَأيْتُ ذَاكَ يَسِيْرَا وَمِنْ بَابِ (جَاءَ) قَوْلُ بَعْضِهِم فِي الهَدِيَّةِ (¬1): جَاءَت سُلَيْمَانُ يَوم الحَشْرِ قُبَّرَةٌ ... تُهْدِي إلَيْهِ جَرَادًا كَانَ فِي فِيْهَا وَأنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ مُعْلِنَةً ... إِنَّ الهَدَايَا عَلَى أقْدَارِ مُهْدِيْهَا ولأبي إسْحَاقَ الصَّابِيء فِي الهَدِيَّةِ (¬2): أرَى النَّاسَ يَهْدُونَ الهَدَايَا نَفِيْسَةً ... إلَيْكَ وَلَمْ يَتْرُكْ إلَيَّ الدَّهْرُ مَا أُهْدِي فَإنْ كُنْتَ تَرْضَى مَا بِهِ انْبَسَطَت يَدَيَ ... وَتَقْبَلُهُ مِنِّي فَهَذَا الَّذِي عِنْدِي أَبُو نصر بن نُبَاتَةَ: 7175 - جَاءَ الشِّتاءُ فَمَا عِندِي لَهُ عُدَدٌ ... إِلَّا ارتعادٌ وَتَقريصٌ بأَسنانِي بَعْدَهُ: وَلَو قَضَيْتُ لَمَا قَصَّرْتَ فِي كَفَنِي ... هَبْنِي قَضَيْتُ فَهبْ لِي بَعْضَ أكْفَانِي ¬
وَمِنْ بَابِ (جَاءَ الشِّتَاءُ) قَوْلُ الحَرِيْرِيّ فِي مَقَامَاتِهِ (¬1): جَاءَ الشتَاءُ وَعِنْدِي مِنْ حَوَائجِهِ ... سَبع إِذَا القَطْرُ عَنْ حَاجَاتِنَا حبسَا كِنٌّ وَكِيْسٌ وَكَانُون وَكَأسُ طُلَى ... مَعَ الكَبَابِ وَكُسٍّ نَاعِمٍ وَكِسَا قَالَ آخَرُ: جَاءَ الشِّتَاءُ وَمَا الكَفَاتُ حَاضِرَةٌ ... وَإِنَّمَا حَضَرَتْ عَنْهُنَّ أبْدَالُ قُلٌّ وَقُرٌّ وَقَلْبٌ مُوْجَعٌ وَقلًى ... وَقَادِرٌ هَاجِرٌ وَالقِيْلُ وَالقَالُ وقَال جَمَالُ الدِّيْنِ يَاقُوتُ الكَاتِبُ رَحَمَهُ اللَّهُ: جَاءَ الشِّتَاءُ بِبَرْدٍ لا مَرَدَّ لَهُ ... وَلَمْ يُطق حَجَرٌ قَاسٍ يُقَاسِيْهِ لا الكَأسُ عِنْدِي وَلَا الكَانُونُ مُتَّقِدٌ ... كَنَّى ظَلامِي وَكِيْسٌ قَلَّ مَا فِيْهِ دعَ الَبَابَ وَخَلِّ الكُسَّ وَاأسَفًا ... عَلَى كُسًا اتَغَطَّى فِي دَيَاجِيْهِ وَوُجِدَ بَعْضُ الأعَرَابِ وَهُوَ يَتَكَفْكَفُ مِنَ البَرْدِ وَيَقُولُ (¬2): جَاءَ الشِّتَاءُ وَمَسَّنَا قَرُّ ... وَأصَابَنَا فِي عَيْشِنَا ضُرُّ ضُرٌ وَفَقْر نَحْنُ بَيْنَهُمَا ... هَذَا لَعَمْرُ أبِيْكُمُ الشَّرُّ وقَالَ أعْرَابِيٌّ آخَرُ (¬3): جَاءَ الشِّتَاءُ وَلَيْسَ عِنْدِي دِرْهَمُ ... وَلَقَدْ يُصَابُ بِمِثْلِ هَذَا المُسلِمُ وَتَقَسَّمَ النَّاسُ الجَبَابَ وَغَيْرُهَا ... وَكَأنَّنِي بَفنَاءِ مَكَّةَ مُحرِمُ وقَالَ جَحْظَةُ البَرْمَكِيُّ (¬4): جَاءَ الشِّتَاءُ وما عِنْدِي لَهُ وَرَقٌ ... مِمَّا وَهَبْتَ وَمَا عِنْدِي لَهُ خلَعُ كَانَتْ فَبَدَّدَهَا جُودٌ وَلَعْتُ بِهِ ... وَلِلْمَسَاكِيْنِ أَيْضًا بِالنَّدَى وَلَعُ ¬
البُحتُرِيّ: 7176 - جَاءَ الوَلِيُّ فَبَلَّ الأَرضَ رَيِّقُهُ ... وَغُلَّتي مِنهُ مَا أَفضَت إِلى بَلَلِ يَقُولُ مِنْهَا: وَرُبَّمَا حُرِمَ الغَازُونَ غُنْمَهُمُ فِي ... الغَزْوِ ثُمَّ أصَابُوا الغُنْمَ فِي القَفَلِ شَرف الكتاب بن جيَّا: 7177 - جَاءَتكَ سَاحِبَةً إِلَيكَ ذُيولَهَا ... تَحتَالُ في بُرْدِ العُلا وَتَميسُ بَعْدَهُ: كَمْ طَالَعَتْهَا مِنْ أُنَاسٍ حَسْرَةً ... وَصبَتْ إلَيْهَا قَبْلَ ذَاكَ نُفُوسُ كَرُمَت وَأَعْوَزهَا النَّطِيْرُ فَعَنَّسَتْ ... حَتَّى أطَالَ ثَوَاءهَا التَّعْنِيْسُ كَانَتْ كَرِيْمَةَ دَهْرِهَا فَمَلَكْتَهَا ... لا غَرْوَ أنْ مَلَكَ النَّفِيْسَ نَفِيْسُ أَبُو تَمَّامٍ: 7178 - جَاءَتكَ مِن نظمِ الّلِسانِ قِلادَةٌ ... سِمطَانِ فِيهَا اللُّؤلُؤُ المَكنونُ البُحتُرِيّ: 7179 - جَاءَتهُ طَائِعَةً وَلَم يُهزَز لَهَا ... رُمح وَلَم يُشهَر لَديهَا مُنصلُ أَبُو الحَسن اللَّحَامُ: 7180 - جَادَت عَلَى قَومٍ سَماؤُكَ بِالنَّدى ... وَيَدي تُرَدَّدُ تَحتَ غَيمٍ جَامِدِ بَعْدَهُ: وَأَنَا الَّذِي إِنْ جُدْتَهُ لِي أوَ لَمْ تَجُدْ ... لَكَ فِي التنَاءِ عَلَى سَبِيْلٍ وَاحِد ¬
7181 - جَادَ حَتَّى قَلَّ السُّوالُ فَلَمَا ... بَادَ مِنّا السُّوالُ أَعطَى ابتِدَاءَا بَعْدَهُ: ثُمَّ يُعْطي جَزلًا وَيُثْنَي عَلَيْهِ ... ثُمَّ يُعْطِي عَلَى الثَّنَاءِ جَزَاءَا سَلمٌ الخَاسِرُ: 7182 - جَارَاكَ قَومٌ فَلَم يَنَالُوا ... مَدَاكَ وَالجَريُ لَا يُعارُ ابن لنكَكَ: 7183 - جَارَ الزَّمانُ عَلينَا في تَصَرُّفِهِ ... وَأَيُّ دَهرٍ عَلَى الأَحرارِ لَم يَجُرِ بَعْدَهُ: عِنْدِي مِنَ الدَّهْرِ ما لَو أَنَّ أيسَرَهُ ... يُلْقَى عَلَى الفلْكِ الدَّوارِ لَمْ يَدُرِ الرَّضِي الموسَوِيُ: 7184 - جَارَ الزَّمانُ فَلا جَوادٌ يُرتَجَى ... لِلْنَّائباتِ وَلَا صَديقٌ مُشفِقُ أبْيَاتُ السَّيِّدِ الرَّضِيّ وَكَتَبَ بها إِلَى صَدِيْقٍ لَهُ وَقَدْ بَلَغَهُ عَنْهُ كَلامٌ يَكْرَهُهُ: مَا وَقَّعَ الوَاشُونَ فِيَّ وَلَفَّقُوا ... قُلْ لِي فَإمَّا حَاسِدٌ أو مُشْفِقُ فِي كُلِّ يَومٍ ظَهر دائني مَغْرِبٌ ... لِكَلامِهُم وَجَبِيْنُ دَاركُ مُشْرِقُ مَنْ لِي بِمَنْ إِنْ بَانَ عَيْبُ خَلِيلِهِ ... غَطَّاهُ عَنْ شَانِيْهِ أو مَنْ يَصْدُقُ كَمْ يُسْبَكُ الذَّهَبُ المُصَفَّى مَرَّةً ... قَدْ لاحَ جَوْهَرُهُ وَبَانَ الرَّوْنَقُ يَحْلُو لَهُمْ عرضِي فيستَطرونه ... وَيَصِلْ عرضَهُمُ الذَّلِيْلُ فَيبْصقُ نَفَضُوا عُيُوبَهُمُ عَلَيَّ وَإِنَّمَا ... وَجَدُوا مَصَحًّا فِي الأدِيْمِ فَمَزَّقُوا ¬
جَارَ الزَّمَانُ فَلا جَوَادٌ يُرْتَجَى. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَطَغَى عَلَيَّ فَكُلُّ رَحْبٍ ضيِّقٌ ... إِنْ قُلْتُ فِيْهِ وَكُلّ حَبْلٍ يَخْنُقُ دَعْنِي فَإنَّ الدَّهْرَ يَقْصفُ هِمَّتِي ... وَيَجُذُّ مِنْ أمَلِي الَّذِي أتَعَلَّقُ وَالمَوْتُ يَرْكِضُ فِي نَوَاحِي دَهْرِنَا ... وَكأنَّ صَرْفَ الحَادِثَاتِ مَطرقُ 7185 - جَارَ المَشيبُ فَمَا أتى في وَقتِهِ ... وَالشَّيبُ يَعدِلُ بِالفَتَى وَيَجُورُ قَبْلَهُ: عُدِّي سِنِيَّ وَلَا تَرُعْكِ شَوَاهِدِي ... اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّني لَصَغِيْرُ جَارَ المَشِيْبُ فَمَا أَتَى فِي وَقْتِهِ. . . البَيْتُ. 7186 - جَازَيتُمونِي بِالوِصالِ قَطيعَةً ... شَتَّانَ بَينَ صَنيعِكُم وَصَنيعِي رَجُلٌ من عبدِ القيس: 7187 - جَامِلِ النَّاسَ إِذا مَا جِئتَهُم ... إِنَّما النَّاسُ كَأَمثَالِ الشَجَر بَعْدَهُ: مِنْهُمُ المَذْمُومُ فِي مَنْظَره ... وَهُوَ صُلْبٌ عُودُهُ حُلوُ الثَّمَر وَتَرَى مِنْهُ أثيْثًا نَبْتُهُ ... طَعْمُهُ مُرٌّ وَفي العُودِ خَوَر ذُؤيب بن كعبٍ: 7188 - جَانيكَ مِن يَجنِي عَليكَ وَقَد ... تُعدي الصِّحاحَ مَبارِكَ الجُربُ المَثَلُ السَّايِرُ: جَانِيْكَ مَنْ يَجْنِي عَلَيْكَ. مَعْنَاهُ صَاحِبُ جِنَايَتِكَ مَنْ يَجْنِي عَلَيْكَ فَلا تَأخُذ بِالعُقُوبَةِ غَيْرَهُ. وقَالَ أَبُو عَمُرُو: بَلْ مَعْنَاهُ الَّذِي تَلْحَقُكَ مَنْفَعَتُهُ هُوَ الَّذِي يَلْحَقُكَ عَادَةً وَتُعَيَّرُ ¬
بِقِبْحِهِ أي الَّذِي يَجْنِي لَكَ الخَيْرَ هُوَ الَّذِي يَجْنِي عَلَيْكَ الشَّرُّ. فَقَولُهُم: جَانِيْكَ مَعْنَاهُ الجَّانِي لَكَ يُقَالُ جَنَيْتُ لَهُ ثُمَّ يُحْذَفُ اللَّامُ فَيَقَالُ: جَنَيْتُهُ. كَمَا يُقَالُ وَزَيْتُ لَهُ وَوَزَيْتُهُ وهذا أجْوَدُ مِنَ الأوَّلِ. قَيْلَ: وَقَفَ رَجُلٌ للحَجَّاجِ فَقَالَ: أصْلَحَ الهُ الأمِيْرَ جَنَى جَانٍ فِي الحَيِّ فَأُخِذْتُ بِجَرِيْرَتهِ وَأُسْقِطَ عَطَائِي. فَقَالَ الحَجَّاجُ: أمَا سَمِعْتَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: جَانِيْكَ مَنْ يَجْنِي عَلَيْكَ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَالحَرْبُ قَدْ تَضْطَرُّ جَانِيَهَا إِلَى ... المَضِيْقِ وَدُونَهُ الرَّحبُ وَلَرُبَّ مَأخُوذٍ بِذَنْبِ صَدِيْقِهِ ... وَنَجَا المقَارِفُ مَنْ لَهُ الذَّنْبُ فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَزَّ اللَّهُ الأمِيْرَ كِتَابُ اللَّهِ أوْلَى أنْ يُتَّبَعَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ}. فَقَالَ الحَجَّاجُ: صَدَقْتَ يَا غُلامُ رُدّ اسمَهُ وَأثْبِتْ رَسْمَهُ وَأحْسِنْ عَطَاءَهُ. الحُطَيئَةُ: 7189 - جَاوَرتُ آلَ مُقَلّدٍ فَحَمَدتُهُم ... إِذ لَا يَكادُ أَخو جوارٍ يُحمَدُ بَعْدَهُ: أزْمَانَ مَنْ يُرِدِ الصَّنِيْعَةَ يَصطَنِع ... فينا وَمَنْ يردِ الزَّهَادَةَ يزهدُ التهاميُّ يرثي وَلدَهُ: 7190 - جَاوَرتُ أَعدَائي وَجَاوَرَ رَبَّهُ ... شَتَّانَ بَينَ جِوارِهِ وَجِوارِي 7191 - جَاوَرتُ شَيبَانَ فَاحْلَولى جِوارُهُم ... إِنَّ الكِرامَ خِيارُ النَّاسِ لِلجَارِ بَعْدَهُ: قَومٌ يُهِيْنُونَ لَحْمِ الجُزْرِ بَيْنَهُمُ ... إِذَا العَذَارَى تَصَلَّت مَوْقِدَ النَّارِ ¬
أبو محمّد سَعيد بن عبد الملك البستِيّ: 7192 - جَاوَزَ الدَّهرُ حَدَّهُ في اهتِضامِي ... فَكَأَنَّ الزَّمانَ يَهوى عَذابِي أَبُو سَعيِدٍ الرُستميّ: 7193 - جَاوَزتُ سنّي الأَشُدَّ وَمَارَستُ ... بِنَفسِي مِنَ الخُطُوبِ الأَشَدَّا بَعْدَهُ: وَتَفَانَى الأقْرَانُ دُوني جَمِيْعًا ... وَتَبقَّيْتُ فِي الكنَانَةِ فَرْدَا 7194 - جِبَالُ الحِجَا أُسدُ الوَغَى غُصَصُ العِدَا ... شُموسُ العُلا سُحُبُ النَّدى أَنجُمُ الحَفلِ الرَّاعِي: 7195 - جَبانٌ سَريعٌ في المِراءِ كَأَنَّهُ ... عَمودُ خِلافٍ في يَدَي مَتَهَيِّبِ يُقَالُ فِي المَثَلِ: جُرُفٌ مُنْهَالٌ وَسَحَابٌ مُنْجَالٌ. يُضْرَبُ فِيْمَنْ لا يُطْمَعُ فِي خَيْرِهِ. يُقَالُ: كَيْفَ فُلانٌ؟ فَيُقَالُ: جُرُفٌ مُنْهَال أي لا حزمَ عِنْدَهُ وَلَا عَقْلَ وَالجُرُفُ مَا تَجَرَّفتهُ السُّيُولُ مِنَ الأوْدِيَةِ. وَالمُنْهَالُ: المُنْهَارُ يُقَالُ: هِلتهُ فَانْهَالَ أي صَبَبْتُهُ فَانْصَبَّ. وَالسُّحَابُ المُنْجَالُ هُوَ المُنْكَشِفُ وَالمُرَادُ أَنَّ هَذَا المَسؤُولَ عَنْهُ لا خَيْرَ عِنْدَهُ. 7196 - جِبسٌ يَهِرُّ عَلَى الأَحرارِ صَاحِبهُ ... وَآفَةُ النَّاسِ أَن تَستَأسِدَ البَقَرُ 7197 - جَبَلٌ تَزَعزَعَ ثُمَّ مَالَ بِرُكنِهِ ... في البَحرِ لَا رَنَقَت عَليهِ الأَبحُرُ يُقَالُ: إِنَّ عَبْد اللَّه بن عَبَّاس (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا) لَمَّا سَمِعَ بمَوتِ مُعَاوِيَةَ بن أبي سُفْيَانَ تَمَثّلَ بهَذَا البَيْتِ. ¬
بَعضُ بَني كلَابٍ: 7198 - جُبَنَاءُ عَن ذَمِّ المُرَجِّي فَضلَنَا ... شُجَعاءُ عَن ضَرسِ الحُروبِ الضُرَّسِ دِيكُ الجنِّ: 7199 - جَبينُكَ وَالمُقَلَّدُ وَالثَنَايَا ... صَباحٌ في صَباحٍ في صَباحِ 7200 - جَحَدتُ هَواكَ حَتَّى شَكَّ فِيهِ ... ضَميرُ القَلبِ مِن بَعدِ اليَقينِ إِبراهِيم الغَزِّيُ: 7201 - جُحودُ فَضيلَةِ الشُّعَراءِ غَيٌّ ... وَتَفخيمُ المَديحِ مِنَ الرَّشادِ أَبُو الفَتح البُستِيُّ: 7202 - جُدْ بالقَليلِ إِذَا تَعَذَّرَ غَيرُهُ وَ ... اسعَد بِبكرِ مَدائحي وَالثّيبِ 7203 - جُد بِعُرفٍ وَاتَّخِذهُ ... لِمُكَافَاةٍ ذَخيرَه بَعْدَهُ: وَلَئِنْ فَاتَتْ مُكَافَا ... تُكَ فِي الدُّنْيَا فَخِيْرَه إِنَّ خَيْرَ الخَيْرِ مَا قَدَّ ... مْتَ للدَّارِ الأخِيْرَه البُحتُريُّ: 7204 - جُد بِمَا شِئتَ أَنتَ أَوفَرُ حَظًّا ... مِن مُرَجِّي نَوالِكَ المَبذُولِ بَعْدَهُ: فَكَثِيْرُ العَطَاءِ غَيْرُ كَثيْرٍ ... وَقَلِيْلُ الثَّنَاءِ غَيْرُ قَلِيْلِ ¬
القَاضِي ابْنُ خلَّادٍ: 7205 - جِدٌّ تَعَاوَرَهُ هَزلٌ خِلَالَهُمَا ... مُدَاعَبَاتٌ بِمِيعَادٍ وَإِيعَاد محمّد بن طلحة الاسفرايينيُّ: 7206 - جَدَّدتَ لِلتَّدريسِ رَسمًا دَارِسًا ... لَا زِلتَ تَدرُسُ وَالأَعَادِي تُدرَسُ قَبْلَهُ: قُلْ للإمَامِ أَبِي مُحَمَّد الَّذِي ... مِنْ نُورِهِ غُرَرُ المَعَانِي تُقْتَبَسُ جَدَّدت للتَّدْرِيْسِ. . . البَيْتُ. هُوَ أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بن الحسَيْنِ بن طَلْحَةَ الأسفْرَاييْنِيّ يُخَاطِبُ خَالَهُ مُوفَّق الدِّيْن مُحَمَّد. 7207 - جُد لِي بِمَا أَوليتَنيهِ مِنَ الرِّضَا ... بدءًا فَلَستُ لمَا كَرِهتَ بِعَائِدِ ابن شمسِ الخِلافَةِ: 7208 - جَدوَاكَ لِي كنزٌ وَقُربُكَ لِي غِنًى ... وذِكركَ لي حرزٌ وظلُّكَ لي وَزَرْ البُحتُرِيّ: 7209 - جِدَةٌ وَلَا جُودٌ وَطَالِبُ حَاجَةٍ ... في البَاخِلينَ وبغيةٌ لا تُوجَدُ لَهُ أَيْضًا: 7210 - جِدَةٌ يَذودُ البُخلُ عَن أَطرَافِهَا ... كَالبَحرِ يَدفَعُ مِلحُهُ عَن مَائِهِ أَبُو تَمّامٍ: 7211 - جَديرٌ إِذَا مَا الخَطبُ طَالَ فَلَم ... تَنَل ذَوائِبَهُ أَن تَجعَلَ السَيفَ سُلَّمَا ¬
7212 - جَذلَانُ يَحتَمِلُ الأَذى عَن قُدرَةٍ ... وَاللاسِعَاتُ الصُمُّ تَحتَ ثِيابِهِ وَمِنْ بَابِ (جَرَت) قَوْلُ أَبِي الشِّيْصِ فِي مَوْتِ الرَّشِيْدِ وَقِيَامِ الأمِيْنِ بَعْدَهُ (¬1): جَرَتْ جَوَارٍ بِالسَّعْدِ وَالنَّحْسِ ... فَنَحْنُ فِي وَحْشَةٍ وَفي أُنْسِ العَيْنُ تَبْكِي وَالسُّنُّ ضاحِكَة ... فَنَحْنُ فِي مَأْتَمٍ وفي عُرْسِ يُضْحِكُنَا القَائِمُ الأمِيْنُ ... وَيُبْكِيْنَا وَفَاةُ الرَّشِيْدِ بِالأمْسِ بَدْرٌ بِبَغْدَادَ بَاتَ فِي رَغَدٍ ... وَبَاتَ بَدْرٌ بِطُوس فِي الرَّمْسِ الأسوَد بن يَعفُر: 7213 - جَرَتِ الرِياحُ عَلَى مَحَلِّ دِيارِهِم ... فَكَأَنَّهُم كَانُوا عَلَى مِيعَادِ قَبْلَهُ: مَاذَا أُؤَمِّلُ بَعْدَ آلِ مُحَرِّقٍ ... تَرَكُوا مَنَازِلَهُم وَبَعْدَ أيَادِ أهْلُ الخَوَرْنَقِ وَالسَّدِيرِ وَبَارِقٍ ... وَالقَصْرِ ذِي الشُّرُفَاتِ مِنْ سنْدَادِ جَرَتِ الرِّيَاحُ عَلَى مَحَلِّ دِيَارِهم. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: وَلَقْدَ غَنُوا فِيْهَا بِأطْيَبِ عِيْشَةٍ ... فِي ظِلِّ مُلْكٍ ثَابِتِ الأوْتَادِ فَإِذَا النَّعِيْمُ وَكُلُّ مَا يُلْهَى بِهِ ... يَومًا يَصِيْرُ إِلَى بلًى وَنَفَادِ زُهيرُ بن أبي سُلمَى: 7214 - جَرَت سُنُحًا فَقُلتُ لَهَا ... أَجيزِي نَوًى مَشمولَة فَمَتى اللّقَاءُ 7215 - جَرَت لمَا بَينَنا خَيلُ الشَّموسِ ... فَلا يَأسًا مُريحًا نَرَى مِنْهَا وَلَا طَمَعا وَمِنْ بَابِ (جَرَتْ) قَوْلُ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ الحَسَنِ بن مُحَمَّد بن الحَسَنِ الصَّغَانِيِّ رَحَمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: أدْرَكْتُ زَمَانَهُ وَرَويتُ عَنْهَ وَكَانَ فَرِيْدَ عَصْرِهِ ¬
وَأوْحَدَ وَقْتِهِ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ وَنُبَلاءِ الفُضَلاءِ بَحْر زَاخِر وَنُور سَاطِع بِاهِرٌ. جَرَت نَفْسِي مَعَ الأهْوَاءِ دَهْرًا ... وَلَا تَجْرِي إِلَى الطَّاعَاتِ جَرْيَة فَلَمَّا جِئْتُ عَبَّادَانِ أرْسَتْ وَلَيْسَ ... وَرَاءَ عَبَّادَانِ قَرْيَة الرضيُّ الموسَوِيُ: 7216 - جُرحُ الحِمَامِ وَلَا جُرحُ الأَذى أَبَدًا ... وَالمَوتُ عِندَ نُزولِ الضَّيمِ مَودُودُ المُتَنبِّي: 7217 - جَرَحتِ مَجْرَحًا لَم يَبقَ ... فِيهِ مَكانٌ للسُيوفِ وَلَا السِّهَامِ 7218 - جَرَّاكَ عَفوي عَنِ الذُنوبِ فَقَد ... أَمِنتَ عندَ الذُنُوبِ إِعرَاضِي ابن هندُو: [من المنسرح] 7219 - جَرَّبتُ إخوَانَنا فَكُلُّهُم ... يَكذِبُ في صِدقِ ودِّهِ الأَمَلُ بَعْدَهُ: إِنْ تَدْعُهُمْ مَرَّةً لِنَائِبَةٍ ... ينفَصِلُوا عَنْكَ بَعْدَ مَا اتَّصَلُوا فَلا تَقُلْ ربَّ وَاثِقٍ خَجِلٍ ... أطلق وَقُل كُلُّ وَاثِقٍ خَجِلُ الخبزرزّي في كَذَّابِ: 7220 - جَرَّبتُ أَيمَانًا لَهُ فَوَجَدتُهَا ... كذِبًا فَصِرتُ بِصدقِهِ مُرتَابَا 7221 - جَرِّب تَجِد رشدًا في كُلِّ تَجرِبَةٍ ... إِنَّ التَّجَارِبَ تَهدِي العَاقِلَ الرّشَدَا ¬
أَبُو العَلاءِ المَعَرِي: 7222 - جَرَّبتُ دَهرِي وَأَهلِيهِ فَمَا تَرَكت ... لِيَ التَّجَارِبُ في ودّ امرِئٍ غَرَضَا بَشَّارٌ: 7223 - جَرَّبتُ عَاقِبَةَ الصِّبَى فَقَلَيتُهُ ... وَوَجَدتُ أَيمَنَ طَيرِهِ مَشؤُومَا بَعْدَهُ: فَالآنَ حِيْنَ شَرَعْتُ فِي حَوْضِ التُّقَى ... وَخَرَجْتُ من عُقَدِ الحِبَالِ سَلِيْمَا وَلَبِسْتُ أرْدِيَةَ الحَلِيْمِ وَأصْبَحَتْ ... أُمُّ الغوايَةِ مِنْ هَوَايَ عَقِيْمَا وَصَحَوْتُ إِلَّا مِنْ لِقَاءِ مُحَدِّثٍ ... حَسنِ الحَدِيْثِ يَزِيْدُنِي تَعْلِيْمَا إِنَّ الوَقَارَ وَمَا تَرَى بِمَفَارِقِي ... فِي صرفِ الغوَايَةِ فانْصرَفْتُ كَرِيْمَا فَمَضى الزَّمَانُ بِحُلْوِهِ وَبِمُرِّهِ ... وَبَلَوتُ أطْيَبَهُ فَكَانَ وَخِيمَا الأمير عَسيَانُ بنُ جَلَبٍ: 7224 - جَرَّبتُ في شدَّتي أَن لَا صَديقَ لِمَن أَضحَى ... كعصفٍ عَليهِ الدَّهرُ قَد عَصَفا 7225 - جَرَّبتَ في نَفسِكَ سمًّا فَمَا ... أَحمَدتَ تَجريبَكَ لِلسَّمِّ عَبد اللَّه بن المبَاركِ: 7226 - جَرَّبتُ نَفسِي فَمَا وَجَدتُ لَهَا ... مِن بَعدِ تَقوَى الإِلَهِ كالأَدَبِ وَمِنْ بَابِ (جَرَّبْتُ) قَوْلُ: جَرَّبْتُ نَفْسِي فَمَا وَجَدْتُ لَهَا ... مِنْ بَعْدِ تَقْوَى الإلَهِ كالأدَبِ فِي كُلِّ حَالاتِهَا وَإِنْ كَرِهَتْ ... أفضَلُ مِنْ صَمْتِهَا عَنِ الكَذِبِ ¬
أو غَيْبَةَ النَّاسِ إِنَّ غَيْبَتَهُم ... حَرَّمَهَا ذُو الجَّلالِ فِي الكُتُبِ إِنْ كَانَ مِنْ فِضةٍ كَلامُكِ ... يَا نَفْسُ فَإنَّ السُّكُوتَ مِنْ ذَهَبِ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بن المُبَارَك رَحَمَهُ اللَّهُ ينشِدُهَا كَثِيْرًا. قَدْ كُتِبَتْ إخوَانهُ بِبَاب: (جَرَّبْتُ نَفْسِي). مَحمُودٌ الورَّاقُ: 7227 - جَرَّبتُهُم فَوَجَدتُ أَكثَرَهُم ... وَصَديقُهُ المِنديلُ وَالطَبَقُ قَبْلَهُ: وَاللَّهِ مَا أدْرِي بِمَنْ أثِقُ ... وَأرَى جَمِيْعَ النَّاسِ قَدْ مَرَقُوا لا يُنْصِفُونَ وَلَا يَفُونَ ... وَلَا يَبْغُونَ إِلَّا مَنْ لَهُ وَرَقُ جَرَّبْتُهُم فَوَجَدْتُ أكْثَرَهُم. . . البَيْتُ. حَمد بن محمد بن فَوَجَهَ الأصفهاني: 7228 - جَرَّبَنِي دَهرِي بِأَحدَاثِهِ ... تَجرِبَةَ اليَاقُوتِ بِالنَّارِ جَعفَر بن شمس الخلافة: 7229 - جَرِّدِ العَزمَ وَشَمِّر لِلعُلا ... وَدَعِ العَجزَ لِرَاضِيهِ دَعِ في السُّيُوفِ: 7230 - جَرِّدهَا وَأَلبِسُوهَا المَنَايَا ... عِوَضًا عُوِّضَت مِنَ الأَغمَادِ ابْنُ المُعتَزِّ: 7231 - جَرَى إِلَى حَيثُ تَجرِي الرّيحُ جُودُ بَدِي ... وَخَيَّمتْ فَوقَ أَطبَاقِ العُلا هِمَمي أبْيَاتُ عَبْدُ اللَّهِ ابن المُعْتَزِّ بِاللَّهِ، أوَّلُهَا: سَمَعَ الشَّجَى عَنِ التَّنْفِيْذِ ذُو صَمَمِ ... وَاللَّوْمُ فِي لَوْمِ مَطْوِيٍّ عَلَى ألَمِ ¬
أيْنَ الزَّمَانُ الَّذِي طَابَتْ مَرَاتِعُهُ ... حسبهُ دَائِمًا لِي ثُمَّ لَمْ يَدُمِ قَدْ كَانَ حَسْبِي وَأقْصَى مُنْيَتِي وَرِضَا ... نَفْسِي وَقَدْ كَانَ عِنْدِي غَيْرَ مُتَّهَمِ يَا عَاذِلِي فِي النّدَى لا تَعْذُلَنَّ فَتًى ... أفْنَى شَبَابَ الفَتَى فِي طَاعَةِ الكَرَمِ هَلْ الغِنَى غَيْرُ مَا جَادَتْ يَدَايَ بِهِ ... لِسَائِلٍ ظَلَّ يشْكُو سَطْوَةَ العَدَمِ جَرَى إلَيَّ حَيْثُ تَجْرِي الرِّيْحُ. البيتُ وَبَعْدَهُ: فَسَلْ بِيَ الدَّهْرَ هَلْ جَازَيْتُ أنْعُمَهُ ... عِنْدِي وَهَلْ ذَلَّلتهُ للوَرَى نقمِي يَا طَارِقِي فِي الدّجَى وَاللَّيْلُ مُنْبَسِطٌ ... عَلَى البلادِ بَهِيْمٌ ثَابِتُ الدَّعَمِ قَرَعْتَ بَابَ غِنًى طَابَتْ مَوَارِدُهُ ... وَنَائِلٍ كَأنَّهُمَا للعَارِضِ السَّجِمِ جَحظَةُ البَرمَكِيُّ: 7232 - جَرَى بَينِي وَبَيْنَ شَقيقِ رُوحِي ... مُعَاتَبَةٌ كَأَيَّامِ الشَّبَابِ بَعْدَهُ: بِألْفَاظٍ أرَقّ مِنَ الأمَانِي ... وَأشْهَى مِنْ مُعَاقَرَةِ الشَّرَابِ جَرِيْئًا فِي الحِمَى مُذْ كُنْتُ طِفْلًا ... فَمَالِي قَدْ ضعُفْتُ عَنِ الجوَابِ زِيَادٌ الأَعجَمُ: 7233 - جَرَيتَ بِمَا عَوَّدتكَ الكِرامُ ... وَتَجرِي الجِيادُ بِعَادَاتِهَا قَالَ الجاحِظُ: إِنَّ كَثِيْرًا مِنَ البُلَغَاءِ وَالفُصحَاءِ وَالعُلَمَاءِ وَالأُدَبَاءِ قَدْ عَجزُوا عَنْ قَول الشّعْرِ فَواجِدٌ خَطِيْبٌ بَلِيغ يَقْدِرُ عَلَى تَألِيْفِ مِائَةِ بَيْتٍ جَيِّدٍ نَحْوَ زِيَادٍ الأعْجَمَ وَابنُ الوَتَّار وَغَيْرَهُما مِمَّنْ كَانَتْ اللَّكْنَةُ عَلَيْهِ غَالِبَةً وَإلَيْهِ انْتِهَاءُ الوَصفِ فِي جَودَة الشِّعْرِ وَالبَلاغَةِ وَإصابَةِ المَعْنَى وَقَدْ كَانَ زِيَادُ الأعْجَمُ إِذَا أرَادَ أنْ يَقُول السُّلْطَان فَيَقُول الشُّلْتَانُ فَيَقْلِبُ السِّيْن شِيْنًا وَالطَّاءَ تَاءً وَهُوَ القَائِلُ. جَرَيْتُ بِمَا عَوَّدَتْكَ الجِيَادُ. البيتُ وَبَعْدَهُ. ¬
كَذَاكَ السَّوَابِقُ لا تَثْنِي ... إِذَا أُرْسِلَتْ دُونَ غَايَاتِهَا السَّرِيُّ الرَّفَّاء: 7234 - جَرَيتُ في حَلتةِ الأَهوَاءِ مُجتَهِدًا ... وَكيفَ أُقصرُ وَالأَيَّامُ في طَلَبِي قَبْلَهُ: قُمْ فَانْتَصِفْ مِنْ صُرُوفِ الدَّهْرِ وَالنُوَبِ ... وَاجْمَعْ بِكَأسِكَ عَيْن اللَّهْوِ وَالطَّرَبِ أمَا تَرَى الصُّبْحَ قَدْ قَامَتْ عَسَاكِرُهُ ... فِي الشَّرْقِ تَنْشِرُ أعْلامًا مِنَ الذَّهَبِ جَرَيْتُ فِي حَلبَةِ الأهْوَاءِ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: تَوِّجْ بِكَأسِكَ قَبْلَ الحَادِثَاتِ يَدِي ... فَالكَأسُ تَاجُ يَدِ المثرِي مِنَ الأدَبِ عَمرُو بن لَجَأ: 7235 - جَريتَ لِيَربُوعِ بشُؤْمٍ كَمَا جَرَى ... إِلى غَايه قَادَت لَهَا المَوتَ دَاحِسُ 7236 - جَرَى حُبُّهَا مَجرَى دَمِي في مَفَاصِلِي ... فَأَصبَح لِي عَن كُلّ شُغلٍ بِهَا شُغلُ بَعْدَهُ: كَأَنَّ رَقِيْبًا مِنْكَ سَدَّ مَسَامِعِي عَنِ ... العَذْلِ حَتَّى لَيْسَ يَدخُلُهَا عَذْلُ بَشَّارٌ: 7237 - جَرَى دَمعِي فَأَخبِر عَن ضَميرِي ... كَحَاوِي المِسكِ دَلَّ عَليهِ نَفحُ 7238 - جَرَى طلقًا حَتَّى إِذَا قِيلَ سَابِقٌ ... تَدَارَكَهُ عرقُ الّلِئَامِ فَبَلَّدا ابْنُ هِندُو: 7239 - جَرَى قَلَمُ القَضاءِ بِمَا يَكونُ ... فَسَيَّانِ التَحَرُّكُ وَالسُكُونُ ¬
بَعْدَهُ: جُنُون مِنْكَ أَنْ تَسْعَى لِرِزْقٍ ... وَيُرْزَقُ فِي غَشَاوته الجَنِيْنُ وَيُرْوَيَانِ لابنِ الرُّومِيّ، وَيُرْوَيَانِ لأبي الخَيْرِ الكَاتِبِ الوَاسِطِيِّ. المتَنَبّي: 7240 - جَرَى مَعَكَ الجَارُونَ حَتَّى إِذَا ... انتَهَوا إِلى الغَايَةِ القُصوَى جَرَيتَ وَقَامُوا وَمِنْ بَابِ (جَرَى) قَوْلُ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّد بن شِبل: جَرَى نَوَالُكَ فَاعْتَدْنَا تَدَفقُهُ ... وَأَنْتَ مِنَّا لِحُسْنِ المَدْحِ مُعْتَادُ مَا دَامَ بِشْركَ بِي يَزْدَادُ رَوْنَقَهُ ... فَالحَمْدُ مِنِّي عَلَى العِلَّاتِ يَزْدَادُ مَا قَادَنِي الرّفدُ بَلْ ودّ سَمَحْتَ بِهِ ... إِنَّ الكَرِيْمَ بِحُسْنِ الوُدِّ يَنْقَادُ لأشْكُرَنَّكَ مَا نَاحَتْ مُطَوَّقَة ... وَمَا حَدَا الغَيْثَ إبْرَاقٌ وَإرْعَادِ صُرَّدُرَّ: 7241 - جَرَى وَالسَابِقُونَ إِلَى المَعَالِي ... فَجَاءَ فُوَيقَهَا وَأَتَوا دُوَينَا جَحظَةُ البَرمَكيُّ: 7242 - جَرِيئًا في الحِمَى مُذ كُنتَ طِفلًا ... فَمَا لِي قَد ضَعُفتُ عَنِ الجَوابِ زُهيرُ بن أبي سُلمَى: 7243 - جَرِيءٌ مَتَى يُظلَم يُعَاقِب بِظُلمِهِ ... سَريعًا وَإلَّا يُبدَ بِالظُلمِ يَظلِم الحُطَيئَةُ يَهجُو أُمَّهُ: 7244 - جَزَاكِ اللَّهُ شَرًّا مِن عَجُوزٍ ... وَلَقَّاكِ العُقوقَ مِنَ البَنينَا ¬
بَعْدَهُ: تَنَحَّي فَاجْلسِي عَنِّي بَعِيْدًا ... أرَاحَ اللَّهُ مِنْكِ العَالَمِيْنَا أغِرْبَالًا إِذَا استُودِعْتِ سرًّا ... وَكَانُونًا عَلَى المُتَحَدِّثِيْنَا حيَاتُكِ مَا عَلِمْتُ حَيَاةُ سَوْءٍ ... وَمَوتُكِ قَدْ يَسُرُّ الصَّالِحِيْنَا 7245 - جَزَاكَ اللَّهُ عَن ذِا النُصحِ خَيرًا ... وَلَكِن جَاءَ في الزَّمَنِ الأَخيرِ أَبُو محمّد النَظَّامُ: 7246 - جَزَاكَ اللَّهُ عَنّي نِصفَ خيرٍ ... لأَنَّكَ قد نَهَضتَ بِنِصفِ حَاجَه البُحتُريُّ: 7247 - جُزتُ البَخيلَ وَقَد عَثَرتُ بِمَنعِهِ ... صَفحًا وَقُلتُ رَمِيَّة لَم تُكثِبِ ابْنُ الظَّرِيفِ: 7248 - جُزتُ البَخيلَ وَمن وَرَائي رفدُهُ ... وَوَقَفتُ حَيثُ أَرَى النَّدَى وَيَرَانِي 7249 - جَزَتنَا بَنُو سَعدٍ بِحُسنِ صَنيعِنَا ... جَزَاءَ سِنِمَّارٍ وَمَا كَانَ ذَا ذَنبِ فِي المَثَلِ: جَزَاءُ سِنْمَارٍ. أي جَزَائِي جَزَاءَ سِنْمَارٍ وَهُوَ رَجُلٌ رُومِيٌّ بَنَى الخورنَقَ الَّذِي بِظَهْرِ الكُوْفَةِ للنُّعْمَانِ بن أمْرِئِ القَيْسِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ ألْقَاهُ مِنْ أعْلاهُ فَخَرَّ مَيْتًا وَإِنَّمَا فَعَل بِهِ ذَلِكَ لِئِلَّا يَبْنِي مِثْلَهُ لِغَيْرِهِ فَضَرَبَتِ العَرَبُ بِهِ المَثَلَ لِمنْ يُجْزَى عَلَى الإحْسَانِ بِالإسَاءَةِ. وَقَيْلَ هُوَ الَّذِي بَنَى أطمُ أُحَيْحَةُ ابن الحَلَّاج فَلَمَّا فَرغَ مِنْهُ قَالَ لَهُ: أُحَيْحَةُ لَقَدْ أحْكَمْتَهُ قَالَ: إنِّي لأعْرِفُ مِنْهُ حَجَرًا لَو نُزِعَ لتَقَوَّضَ مِنْ عِنْدَ آخِرِهِ فَسَألَهُ عَنِ الحَجَرِ فَأرَاهُ مَوْضِعُهُ فَدَفَعَهُ أُحَيْحَةُ مِنَ الأطُمِ فَخَرَّ مَيْتًا. ¬
الشِمشَاطِيُّ: 7250 - جُز مَدَى كُلِّ مُسرِفٍ جَادَ ... فَالإِسرَافُ في الجُودِ غَايَةُ الاقتِصَادِ قَبْلَهُ: اعْرِفِ العَدْلَ فِي أُمُوركَ ... وَارْفُضْهُ إِذَا مَا قَصَدْتَهُ لازْدِيَادِ جُزْ مَدَى كُلِّ مُسْرِفٍ جَادَ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: لا تَدَعْ طَارِفًا فَإنْ نَفدَ الطّا ... رِفُ فاعْمدْ مِنْ بَعْدهِ للتِّلادِ أَبُو العَتاهِية: 7251 - جُزِيَ البَخيلُ عَلَيَّ صَالِحَةً ... عَنّي لِخِفَّتِهِ عَلَى ظَهرِي بَعْدَهُ: أعْلَى وَأكْرَمَ عَنْ يَدَيْهِ يَدِي ... فَعَلَتْ وَنَزَّهَ قَدرُهُ قَدرِي وَرُزِقْتُ مِنْ جَدْوَاهُ عَارِفَةً ... أن لا يَضيْقَ بِشُكْره صَدْرِي وَغَنيتُ خِلوًا مِن تَفَضلِهِ ... أحْنُو عَلَيْهِ بِأوْسَعِ العُذْرِ مَا فَاتَنِي خَيْرُ امْرِئٍ وَضعَتْ ... عَنِّي يَدَاهُ مَؤُونَةَ الشُّكْرِ أَبُو المَكارِم الآمدي: 7252 - جَزَى اللَّهُ السُؤالَ الخَيرَ إِنّي ... عَرَفتُ بِهِ مَقَادِيرَ الرِّجالِ قَبْلَهُ: أبَا حَسَنٍ كَفَفْتُ عَنِ التَّقَاضِي ... بِوَعْدِكَ لاعْتِصامِكَ بِالمَطَالِ وَمَنْ ذَمَّ السُؤَالَ فَلِي لِسَانٌ ... فَصِيْحٌ دَأبُهُ حَمْدُ السُّؤَالِ جَزَى اللَّهُ السُّؤَالَ الخَيْرَ إنِّي. . . البَيْتُ. ¬
المُتَنبِّي: 7253 - جَزَى اللَّهُ المَسيرَ إِلَيكَ خَيرًا ... وَإِنْ تَرَكَ المَطَايَا كالمَزَادِ المُساور بن هند بن قيس بن زهير: 7254 - جَزَى اللَّهُ خَيرًا غَالِبًا مِن عَشيرَةٍ ... إِذَا حَدثَانُ الدَّهرِ نَابَت نَوائِبُه بَعْدَهُ: فَكَمْ دَافَعُوا مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ تَلَاحَمَتْ ... عَلَيَّ وَمَوْجٍ قَدْ عَلَتْني غَوَارِبُه إِذَا قُلْتُ عُوْدُوا عَادَ كلُّ شَمَرْدَلٍ ... أشَمُّ مِنَ الفتيَّانِ جَزْء مَوَاهِبُه إِذَا أخَذَت بُزل المَخاضِ سِلاحَهَا ... تَجَرَّدَ فِيْهَا مُتْلِفُ المَالِ كَاسِبُه نَهشل بنُ حَرِّيٍّ: 7255 - جَزَى اللَّهُ خَيرًا وَالجَزَاءُ بِكَفِّهِ ... بَنِي السِّمطِ إِخوَانَ السَّماحَةِ وَالمَجدِ بَعْدَهُ: هُمْ ذَكَّرُوني وَالمَهَامِهُ بَيْنَنَا ... كَمَا ارْفَضَّ غَيْثٌ مِن تُهَامَةَ فِي نَجْدِ فَمَا يَتَغَيَّر مِنْ زَمَانٍ وَأهْلِهِ ... فَمَا غَيَّرَ الأيَّامُ مَجْدَهُمُ عِنْدِي 7256 - جَزَى اللَّهُ عَنَّا الخَيرَ مَن لَبسَ بَينَنا ... وَبَينَهُ وِدٌّ وَلَا نَتَعَارَفُ بَعْدَهُ: فَمَا سَامَنَا ضَيْمًا وَلَا شَفَّنَا أَذًى ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَنْ نَوَدُّ وَنَألَفُ يروَى لعلي (عليه السلام): 7257 - جَزَى اللَّهُ عَنَّا المَوتَ خَيرًا فَإِنَّهُ ... أَبَرُّ بِنَا مِن كُلِّ بَرٍّ وَأَرأَفُ ¬
بَعْدَهُ: يُعَجِّلُ تَخْلِيْصَ النُّفُوسِ مِنَ الأذَى ... وَيُدْنِي مِنَ الدَّارِ الَّتي هِيَ أشْرَفُ إبراهيم الغَزِّي: 7258 - جَزَى اللَّهُ عَنَّا اليَأسَ خَيرَ جَزَائِهِ ... فمُذ يَومَ أُرضِعنَا خِلَالَ المُنَى ضِعنَا قَبْلَهُ: إلامَ أُغَطِّي بِالخُمُولِ فَضيْلَتِي ... وَشَمْسُ الضحَى لا بُدَّ أنْ تَخْرِقَ الدَّجْنَا وَأبْسطُ كَفًّا تَحقِرُ الدَّهْرَ إصبَعًا ... وَأفْتَحُ عَيْنًا تَسْتَقِلُّ الوَرَى جَفْنَا جَزَى اللَّهُ عَنَّا اليَأسَ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: وَمُثْرٍ فَقِيْرُ النَّفْسِ كَالبَغْلِ رَبُّهُ ... يُحَمِّلُهُ تبْرًا وَيَحْلِفُهُ تِبْنَا غَنِيْتُ بِيَأسِي عَنْ طَفِيْفِ نَوَالِهِ ... وَمَنْ قَصرَتْ أيْدِي مَطَامِعِهِ اسْتَغْنَى طُفَيلٌ الغَنويُ: 7259 - جَزَى اللَّهُ عَنَّا جَعفَرًا حِينَ أَزلَقَت ... بِنَا نَعلُنَا في الوَطأَتينِ فَزَلَّتِ قَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَوِيّ وَكُنْيَتُهُ أَبُو قرانٍ: جَزَى اللَّهُ عَنَّا جَعْفَرًا حِيْنَ أزْلَفَتْ. البيتُ وَبَعْدَهُ: أبوا أنْ يَملّونَا وَلَو أَنَّ أمّنَا ... تُلاقِي الَّذِي لاقُوهُ مِنَّا لَمَلَّتِ هُمْ أسْكَنُونَا فِي ظِلالِ بِيُوتِهِم ... ظِلالُ بِيُوتٍ أذفَات وَأكِنَّتِ وَقَالُوا هَلُمَّ الدَّارَ حَتَّى تَبَيَّنُوا ... وَتَنْجَلِي الغَمَّاءُ حَتَّى تَجَلَّتِ سَنَجْرِي بِإحْسَانِ الأيَادِي الَّتِي مَضَتْ ... لَهَا عِنْدَنَا مَا كَبَّرَتْ وَأهَلَّتِ فَيُقَالُ: إِنَّ البَيْتَيْنِ الأوَّلَيْنِ أخْلَبُ شِعْرٍ قَالَتْهُ العَرَبُ. هُوَ طُفَيْلُ بنُ عَوْفِ بنِ خَلَفِ ضَبيس بن مَالِكِ بنُ سَعْدِ بنِ عَوفِ بن كَعْبِ بن ¬
جُلَّانِ ين غُنْمِ بن غَنِيّ بن أعصُرَ بن سَعْد بن قَيْس بن عَيْلان بن مُضَر. واسم غَنيّ عَمْرُو واسم أعصر مُنَبِّهٌ وَإِنَّمَا عقَّدهُ بَيْتٌ مِنْ شعْرٍ قَالَه وَهُوَ قَوْلهُ مُخَاطِبًا لابْنَتِهِ (¬1): قَالَتْ عُمَيْرَةُ مَا لِرَأسِكَ بَعْدَ مَا ... فُقِدَ الشَّبَابُ أَتَى بِلَونٍ مُنْكَرِ أعُمَيْرُ أَنَّ أبَاكِ غَيَّرَ رَأسَهُ ... مرُّ اللَّيَالِي وَاخْتِلافُ الأعْصُرِ وَكَانَ طُفَيْل يُسَمَّى فِي الجَّاهِلِيَّةِ المُحَبَّر أي المُحسِن لِحُسْنِ شِعْرِهِ. قَيْلَ: ولَمَّا اسْتَخْلَفَ أَبُو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم جَاءَهُ مَالٌ مِنَ البَحْرَيْنِ فَأعْطَى مِنْهُ كُلَّ مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عِدة وَقَسَمهُ فَأخَذَ الرَّجُل عَشْرَةَ دَرَاهِمَ وَالمَرْأةُ كَذَلِكَ ثُمَّ جَاءَ فِي العَامِ الثَّانِي مَالٌ أكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَأصَابَهُم لِكُلِّ وَاحِدٍ عشرُونَ درهَمًا فَتَكَلَّمَتِ الأنْصَارُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا لَنَا نَصْرُنَا وَلنَا فَضْلُنَا فَلَمْ تُسَاوِي بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَنْ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ مِمَّا لنَا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقْتُمْ وَذَاكَ لَكُمْ فَإنْ كُنْتُم عَمِلتمُوهُ للَّهِ فَدَعُوا هَذَا وَإِنْ كَانَ لِغَيْرِهِ فَدُونَكُم. فَقَالوا: عِمِلْنَاهُ للَّهِ وَانْصَرَفُوا. فَرَقَى أَبُو بَكْرٍ المَنْبَرَ فَحَمَدَ اللَّهَ وَأثنى عَلَى نَبيِّهِ ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ يَا معْشَرَ الأنْصَارِ لَوْ شِئْتُم أنْ تَقُولُوا إِنَّمَا آوَيْنَاكُمْ وَشَاطَرْنَاكُم أمْوَالنَا وَنَصَرْنَاكُمْ بِأنْفُسِنَا لقُلتُم وَإنَّ لَكُمْ مِنَ الفَضْلِ مَا لا يُحْصِيْهِ عَدَدٌ وَإِنْ طَالَ الأمَدُ فَنَحْنُ وَأنْتُم كَمَا قَالَ الطُّفَيْلُ الغَنَوِيُّ: جَزَى اللَّهُ عَنَّا جَعْفَرًا حِيْنَ أزْلَفَتْ. البَيْتَانِ. فلما استخلف بعده عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه كثر المال فأشير عليه بتدوين الدواوين ففعل وجعل المال في بيت المال وجعل الأرزاق مشاهدة، فهو أوّل مَنْ دوَّن الدواوين وجعل للمسلمين بيت مال رضي اللَّه عنهم أجمعين. ابْنُ ميَّادةَ: 7260 - جَزَى اللَّهُ يَومَ الرَّوعِ خَيرًا فَإِنَّهُ ... أَرَانَا عَلَى عِلَّاتِهَا أُمَّ ثَابِتِ ¬
بَعْدَهُ: أرَانَا مَصُوْنَاتِ الخُدُورِ وَلَمْ نَكُنْ ... نَرَاهُنَّ إِلَّا مِن نُعُوتِ النَّواعِتِ تُبَاهِي بِهَا الأرْضُ السَّماءَ إِذَا مَشَتْ ... عَلَيْهَا وَتُحْيي غشْيَةَ المُتَمَاوِتِ قَالَ كَاتِبُهُ (عَفَا اللَّهُ عَنْهُ): لَمَّا أَخَذَ المَغُولُ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْن وَستمِائة حاليةً، وَاسْتُبِيْحَ حِمَى حَرِيْم دَارِ الخلافَةِ، وَقُتِلَ المُسْتَعْصِمُ بِاللَّهِ أمِيْرُ المُؤمِنِيْنَ (رَحَمَهُ اللَّهُ) دَخَلَ الوَزِيْرُ مُؤَيَّد الدِّيْنِ مُحَمَّد بن العَلْقَمِي دَار الخَلِيْفَةِ، وَرَأى المَوَاضِعَ الَّتِي لَمْ يَكُنْ يَرَاهَا، وَلَا يَصِلُ إلَيْهَا تَمَثَّلَ بهَذِهِ الأبْيَاتِ. أَبُو فراس بن حَمدَان: 7261 - جَزَيتُ سَفيهَهُم سُوءًا بِسُوءٍ ... فَلَا حَرَجًا أَتيتُ وَلَا جُنَاحَا محمَّدُ بن شِبلٍ: 7262 - جَزَيتُكُم بِالحِلمِ صَبرًا عَلَى الأَذَى ... إِذَا رُمتَ عِزًا في العَشيرَةِ فَاحلُمِ بَعْدَهُ: وَمَا كَلَّ غَربٌ مِنْ لِسَانِي وإنَّمَا ... أبَى الفِعْلُ لِي أنْ أشْتَفي بِالتَّكُلِّمِ وَمَا الشَّيْبُ إِلَّا كَالشَّبَابِ وَإِنَّمَا ... يَسُودُ الفَتَى فِي فَضْلِهِ وَالتَّكَرُّمِ المُرَقِّشُ: 7263 - جَزَينَا بَنِي شَيبَانَ أَمسِ بِفِعلِهِم ... وَعُدنَا بِمِثلِ البدءِ والعَودُ أَحمَدُ محمَد بن شبلٍ: 7264 - جَسَدٌ طَيِّبُ الصَّعيدِ وَرُوحٌ ... لِسَنَا نُورِهِ أَضاءَ الفَضاءُ القاضي أبو المجد المغربيّ: 7265 - جَسَّ الطَبيبُ يَدي جَهلًا فَقُلتُ لَهُ ... إِلَيكَ عَنّي فَإِنَّ اليَومَ بُحرَانِي ¬
بَعْدَهُ: فَقَالَ لِي مَا الَّذِي تَشْكُو فَقُلْتُ لَهُ ... إنِّي هَوَيْتُ لِجَهْلِي بَعْضَ جِيْرَانِي فَقَامَ يُعْجَبُ مِنْ قَوْلي وَقَالَ لَهُمْ ... إنْسَانُ سَوْءٍ فَدَاوُوهُ بِإنْسَانِ 7266 - جِسمٌ وَرُوح وَنَفس مَا لَهَا نَفسٌ ... فَافصِل وَصِل ثُمَّ كَرِّر فَهوَ ما رَمزُوا يُقَالُ: إِنَّ جَمِيع عِلْمِ الكِيْمْيَاءِ مَرمُوزٌ فِي هَذَا البَيْتِ، وَهُوَ فِي وَصْفِ الإكْسِيْرِ، وَقَدْ بَسَطْنَا الشَّرْحَ فِي الحَاشِيَةِ المُقَابِلَةِ لِهَذِهِ. قَوْلُهُ: جسْمٌ وَرُوحٌ وَنَفْسٌ. البَيْتُ. هُوَ يَصِفُ الإكْسِيْرَ وَالإكْسِيْرُ، اسمٌ مَعْنَاهُ الشَّافِي وَقَيْلَ مَعْنَاهُ: الدَّوَاءُ وَكَثِيْرٌ مِنَ الأطِبَّاءِ يُسَمُّونَ الدَّوَاءَ المُبَالَغَ فِي عَمَلِهِ إكْسِيْرًا فَهُوَ اسمٌ للجمِيع بِمَعْنَى النَّفَاذَ وَالبَلاغَ وَالشِّفَاءَ. قَالَ جَابِرُ بنُ حَيَّان فِي مَاهِيَةِ الإكِسِيْرِ هُوَ جَوْهَر ذُو طَبَائعَ أرْبَعَ عَدْلٍ وَقُوَى ثَلاثٍ عدلٍ مُتَشَاكِلَةٍ غَيْرِ مُتَفَرِّقَةٍ وَلَا مُتَزَايِلَةٍ ذَايِبٌ مُتَعَلِّق بِكُلِّ جَوْهَرٍ تُذِيْبُهُ النَّارُ غَائصٌ فِيْهِ بِلِبْسَةٍ مُنْبَسِطَةٍ عَلَيْهِ بلَؤيهِ مُقِيْمٌ فِيْهِ مَا بَقِيَ ذَلِكَ الجوْهَرُ بَعِيْدٌ مِنَ الفَسَادِ لا يُحِلُّهُ المَاءُ وَلَا تَحْرُقُهُ النَّارُ رُوحَ فِي فِعْلِهِ وَلِطْفِهِ وَجسَدٌ فِي قَوَامِهِ وَثَبَاتِهِ. وَالإكْسِيْرُ نَوعَانِ أحْمَر وَأبْيَضٌ فَالأحْمَرُ طَبيْعَتُهُ حَارٌ يَابِسٌ غَيْرَ أَنَّهُ لَيْسَ بِقَشْفٍ ولا شَعْثٍ مُعْتَدِل أشْبَهُ شَيءٍ بِالذَّهَبِ الإبْرِيْزِ الدَّائِرَ فِي الإذَابَةِ لا يُخَالِنُهُ إِلَّا فِي كُثْرَةِ صَبْغِهِ وَلُطْفِ جَسَدِهِ وَكَذَلِكَ البَيَاضُ فَإِنَّهُ بَارِد يَابِسٌ غَيْرَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَصهُورٍ وَلَا مُتَقَيِّدٍ وَهُوَ أشْبَهُ شيءٍ بِالفِضَّةِ البَيْضَاءِ الخَالِصَةِ لا يُخَالِفُهَا فِي شَيءٍ إِلَّا فِي زِيَادَةِ بِيَاضِهِ وَفَرْطِ بَرْدِهِ وَلُطْفِ جَسَدِهِ وَهُوَ نَاقِصٌ إكْسِيْرِ الحُمْرَةِ. قَالَت الحُكَمَاءُ: القَمَرُ عَلَى ثَلاثَةِ أجْزَاءٍ وَالشَّمْسُ عَلَى أرْبَعَةِ أجْزَاءٍ وَلأنَّ إكْسِيْرَ البَيَاضِ مَاءٌ وَهَواءٌ وَأرْضٌ وَنَارِيَّتُهُ مُسْتَغْرِقَةٌ غَيْرُ مَعْدُوْدَةٍ بِالجزْءِ وَإكْسِيْرُ الحُمْرَةِ مَاءٌ وَهوَاءٌ وَأرْضٌ وَنَارٌ. وَقَالُوا: لا يَكُون ذَهَبٌ إِلَّا مِنْ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٌ إِلَّا مِنْ فِضَّة لأنَّ إكْسِيْرَ الحُمْرَةِ فِي طَبيْعَة الذَّهَب وَإكْسِيْرَ البَيَاضِ فِي طَبيْعَةِ الفِضَّةِ حَتَّى أَنَّهُ لَولا رُوحَانِيَّتُهُمَا وَكثْرَةِ صبْغهُمَا وَلَطَافَةِ جَسَدَهُمَا لَكَانَا ذَهَبًا وَمُتَطَرِّقًا وَإِنَّمَا لَمْ يَتَطَرَّق الإكْسِيْرُ لأنَّ رُطُوبَتَهُ أكْثَرُ مِنْ رُطُوبَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَجَسَدهُ أقَلُّ مِنْ جَسَدَيهمَا فَلَمَّا جَمدَ صَارَ يَابِسًا نَحْوَ الفَتِيْتِ غَيْر لَزِج وَلَا غَلِيْظٍ يَمْتَدُّ تَحْتَ المِطْرَقَةِ فِيْهُمَا ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ
فِي الطَّبيْعَةِ لَكِنَّهُمَا لَطِيْفَانِ للُطْفِ جَسَدَانِيَّتِهُمَا وَرِقَّةِ طَبْعِهُمَا وَإكْسِيْرُ الذَّهَبِ أحْمَرٌ أسْوَدٌ لِتَكَاثُفِ حُمْرَتِهِ وَإكْسِيْرُ الفِضَّةِ أبْيَضُ بِلَونِ المِلْحِ وَالثَّلْجِ فَإِذَا مُزِجَ المُنْصبِغِ بِالإكْسِيْرِ بِالمَعْدَنِيّ زَادَ حُمْرَةً وَبيَاضًا وَنُورًا وَبَهَاءً. قَالَ الكَاتِبُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ بِوُجُودِ هَذَا العِلْمِ وَهُوَ الأنْسَبُ فَأَمَّا مَنْ نَكَرَهُ فَإِنَّهُ يُنْكِرُهُ. خالدٌ الكَاتبُ: 7267 - جسمِي مَعِي غَيرَ أَنَّ الرُّوحَ عِندَكُمُ ... فَالرُّوحُ في غُربَةٍ وَالجِسمُ في وَطَنِ بَعْدَهُ: فَلْيَعْجَبَ النَّاسُ مِنِّي إِنَّ لِي بَدَنًا ... لا رُوْحَ فِيْهِ وَلِي رُوحٌ بِلا بَدَنِ هلال بن أَسعَرَ: 7268 - جَسُورٌ لَا يُروَّعُ عِندَ هَمٍّ ... وَلَا يَلوِي عَزيمَتَهُ اتِّقَاءُ 7269 - جَعَلَ ابْنُ حَربٍ حَاجِبَينِ لِبَابِهِ ... سُبحَانَ مَن جَعَلَ ابنَ حَربٍ يُحجَبُ ابْنُ الرُّوميّ: 7270 - جَعَلَ الإِلَهُ لَكَ النّجَاحَ مَطِيَّةً ... وَلِما طَلَبتَ مِنَ الأُمورِ عقَالَا 7271 - جَعَلتُ إِلَيكَ يَا رَبِّ انقِطَاعِي ... إِذَا انقَطَعَ العِبَادُ إِلى العِبَادِ بَعْدَهُ: فَنِلْتُ بِكَ الغِنَى عَنْ كُلِّ مُثْرٍ ... بَخِيْلُ الكَفِّ أو مُعْطٍ جَوَادِ كَفَيْتَنِيَ المُهِمَّ وَصُنْتَ وَجْهِي ... وَأعْطَيْتَ الجزِيْلَ مِنَ التِّلادِ وَأرْدَفْتَ الغِنَى بِقُنوعِ نَفْسٍ ... حَمَاهَا أنْ تَحِنَّ إِلَى ازْدِيَادِ فَلَسْتُ بِمُدْلجٍ فِي عَجْزِ لَيْلٍ ... أُرَاصدُ أحْمَدَ بن أَبِي ذُؤَادِ وَلَا مُتَلَذِّذٍ بِفِنَاء نَصْرٍ ... تَلَذُّذَ مَنْ يُرَاوِحُ أو يُغَادِي ¬
وَلَمْ أقْصُد إِلَى إسْحَاقَ يَومًا ... أُزَايِدُ فِي طَسَاسِيْحِ السَّوَادِ وَلَا اسْتَظْهَرْتُ بِالحَسَنِ بن سَهْلٍ ... على قُرْبِ المَزَارِ وَلَا البِعَادِ سَرَجْتُ مَطِيَّتِي وَأرحْتُ نَفْسِي ... وَكُنَّا قَبْلَ ذَلِكَ فِي جِهَادِ الرضي الموسَوِيُّ: 7272 - جَعَلتُ سَمعِي عَلَى قَولِ الخَنَا حَرَمًا ... فَأَيُّ فَاحِشَةٍ تَدنُو إِلى حَرَمِي 7273 - جَعَلتَ شِعَارَ جِلدِكَ قَومَ سَوْءٍ ... وَقَد يُخزَى المُقَارِنُ بِالقَريِنِ بَعْدَهُ: فَمَا نَظَرُوا لِدُنْيَا أنْتَ فِيْهَا ... بِإصْلاحِ وَلَا نَظَرُوا لِدِيْنِ اسْتَشْهَدَ بِهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ (رَضيَ اللَّهُ عَنْهُمَا) عِنْدَ قتلِ عُثْمَان (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) حِيْنَ دَخَلَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَحْصُورٌ. أنْشَدَ الراغبُ: 7274 - جُعِلتُ فِدَاكَ قَد وَجَبَ الذِّمامُ ... وَقَد طَالَ التَّلَبُّثُ وَالمَقَامُ بَعْدَهُ: وَقَد أزِفَ الرَّحِيْلُ إِلَى بِلادِي ... فَرَأيُكَ لا عَدِمْتُكَ وَالسَّلامُ وَمِثْلُهُ للمُتَنَبِّيِّ (¬1): لَقَدْ نَظِرْتُكَ حَتَّى حَانَ مُرْتَحَلِي ... وَذَا الودَاعُ فَكُنْ أهْلًا لِمَا شئْتَا 7275 - جُعِلتُ لَكَ الفِدَاءَ فَكُلُّ وُدّ ... سِوَى وُدّي يَمِيلُ وَيَستَحيلُ ¬
رجُلٌ من بين حَنظَلَة: 7276 - جَعَلتُم قَرَاطِيسَ العِرَاقِ سُيُوفَكُم ... وَلَن يَقطَعَ القِرطَاسُ رَأسَ المكَابِر بَعْدَهُ: وَقُلتمْ خُذُوا البرَّ التَّقِيَّ فَإِنَّهُ ... أقَلُّ امْتِنَاعًا وَاتْرُكُوا كُلّ فَاجِرِ فَرُحْنَا بِقِرْطَاسٍ طَوِيْلٍ وَطِيْنَةٍ ... وَرَاحَتْ بَنُو أعْمَامِنَا بِالأبَاعِرِ أغَارَت عَكلَى عَلَى إبْلٍ لِبَنِي حَنْظَلَةَ فَاسْتَغَاثُوا بِإسْحَقَ ابن إبْرَاهِيْمَ فَكَتَبَ لَهُمْ إِلَى عَامِلٍ كِتَابًا فَخَرَجَ صَاحِبُ الإبْلِ بِالكِتَابِ فَحَرَّقَةُ وقَالَ: جَعَلتم قَرَاطِيْسَ العِرَاقِ سُيُوفُكُم. . الأبيَاتُ الثَّلاثةُ (¬1). * * * وَمِنْ بَابِ (جَعَلْتُ) قول ابن المُعْتَزِّ: جَعَلْتُ كُتُبي أنِيسِي ... مِنْ بَيْنَ كُلِّ جَلِيْسِ لأنَّنِي لَستُ أرَضَى ... إِلَّا بِكُلِّ نَفِيْسِ 7277 - جَعَلتُ نَائِبَةً عَنّي مُرَاسِلَتي ... وَفِي الفُؤَادِ لَهيبُ الشَّوقِ يَستَعِرُ بَعْدَهُ: إِذْ لا يَرُوقُ لِعَيْنِي أنْ تَرَاكَ عَلَى ... مَا لا تَسُرُّ وَمَا لِي عَنْكَ مُصْطَبَرُ أَبُو تَمَّام: 7278 - جُعِلتَ نِظَامَ المَكرُمَاتِ فَلَم تَذر ... رَحَى سُؤدَدٍ إِلَّا وَأَنتَ لَهَا قُطبُ يَقُولُ مِنْهَا فِي مَدْحِ يَزِيْد بن مَزِيْد: مِنَ البِيْضِ مَحْجُوبٌ عَنِ السُّوءِ وَالخَنَا ... وَلَا تَحْجبُ الأنْوَاءُ مِن كَفِّهِ الحُجْبُ ¬
فَتًى عِنْدَهُ خَيْرُ الثَّوَابِ وَشَرّهُ وَفِيْهِ ... الإبَاءُ المُرُّ وَالكَرَمُ العَذْبُ رَبيعَة بن مقرُوم: 7279 - جَعَلنَا السُّيوفَ بِهِ وَالرِّمَاحَ ... مَعاقِلَنَا وَالحَديدَ النَّظيمَا وَمِنْ بَابِ (جَعَلنَا) قَوْلُ مُسْلِمُ بنُ الوَليْدِ (¬1): جَعَلنَا عَلامَاتُ المُوَدَّةِ بَيْنَنَا ... مَصَائدَ لَحْظٍ هُنَّ أخْفَى مِنَ السّحْرِ فَأعْرِفُ مِنْهَا الوَصْلَ فِي لِيْنِ طَرْفِهَا ... وَأعرِفُ مِنْهَا الهَجْرَ فِي النَّظَرِ الشَّرَر السّريُ الرّفاء: 7280 - جَعَلُوا السُّيوفَ لِكُلِّ خَطبٍ مَعقِلًا ... إِنَّ السُّيوفَ مَعَاقِلُ الأَشرَافِ مِثْلُهُ (¬1): أرْدسَوْا قِبَابَهُمُ فِي البَرِّ وَاتَّخَذُوا ... سُورًا عَلَيْهِ منَ الأرْمَاحِ مَضْرُوبَا وَمِنْ بَابِ (جَفَانِي) قَوْلُ آخَرُ: جَفَانِي القُرَابَاتُ لَمَّا اعْتَلَلْتُ ... وَلَا خَيْرَ فِي رَحمٍ جَافِيَه وَمَوتُ العَلِيْلِ إِلَى مَنْ جَفَاهُ ... أخفُّ وَأشْهَى مِنَ العَافِيَة ابن شَمس الخلَافة: 7281 - جَفَانِي وَلَم أُذنِب بَل الذَنبُ ذَنبُهُ ... وَفِي مَثَلٍ قَد قِيلَ يحني وَيَستَعدِي المُتَنَبّي: 7282 - جَفَتنِي كَأني لَسْتُ أَنطَق قَومِهَا ... وَأَطعَنَهُم وَالشُّهبُ في صُوَرِ الدُهمِ ¬
بَعْدَهُ: يُحَاذِرُنِي حَتْفِي كأنِّي حَتْفُهُ ... وَتَنْكُرُني الأفْعَى فَيَقْتلُهَا سُمِّي البُحتُرِيُّ: 7283 - جَفُّوا مِنَ اللُّؤم حَتَّى لَو بَدَا لَهُمُ ... ضَوءُ السُّهَا فِي ظَلَامِ اللَّيلِ لَاحتَرَقُوا بَعْدَهُ: لَو صَافَحُوا المُزْنَ مَا ابْتَلَّتْ أكُفُّهُمُ ... وَلَو يَخُوضونَ بَحْرَ الصِّيْنِ مَا غَرِقُوا 7284 - جَفَوتُ الكَرَى وَاللَّهْوَ لَمَّا جَفَوتَنِي ... فَمَا أَعرِفُ اللَّذاتِ إِلَّا تَذَكُّرَا ابْنُ المعتَزِ باللَّهِ: 7285 - جَفَوتَ فَأَنتَ مَاذَا يَا ابنَ بشِرٍ ... سِوَى عَيرٍ تَقَاعَسَ فِي القِيادِ بَعْدَهُ: وَأَنْتَ أخُو السَّلامِ وَكَيْفَ أنْتُم ... وَلَسْتَ أخَا المُلِمَّاتِ الشِّدَادِ وَأطْفَلُ حِيْنَ تُجْفَى مِنْ ذُبَابٍ ... وَألْزَمُ حِيْنَ تُدْعَى مِنْ قُرَادِ السَّرِيُ الرّفاء: 7286 - جَفَوتُ مِنَ الصِّبَا مَا لَيسَ يُجْفَى ... وَعِفتُ مِنَ الهَوَى مَا لَا يُعَافُ قَبْلَهُ: أبَا بَكْرٍ أسَأْتَ الظَّنَّ فِي مَنْ ... سَجِيَّتُهُ التَّمَنُّعُ وَالخِلافُ وَخِفْتَ عَلَيْهِ فِي الخَلْوَاتِ مِنِّي ... وَلَمْ تَكُ بَيْنَنَا حَالٌ تُخَافُ جَفَوتُ مِنَ الصِّبَا مَا لَيْسَ يُجْفَى. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: فَلَو أنِّي هَمَمْتُ بِقُبْحِ فِعْلٍ ... لَدَى الإغْفَاءِ أيْقَظَنِي العَفَافُ ¬
قَالَهَا مُخَاطِبًا لِبَعْضِ أصْدِقَائِهِ وَقَدْ اتَّهَمَهُ فِي غُلامٍ بَعَثَهُ إلَيْهِ صَدِيقُهُ فِي حَاجَةٍ. وَإِنَّمَا أخَذَهُ السِّرِيُّ مِنْ قَولِ ابن طَبَاطَبا إِذْ يَقُولُ: مَاذَا يَعِيْبُ النَّاسُ مِنْ رَجُلٍ ... خَلَصَ العَفَافُ مِنَ الأنَامِ لَهُ يَقَظَاتُهُ وَمَنَامُهُ شَرَعٌ ... كُلٌّ بِكُلٍّ مِنْهُ مُشْتَبَهُ إِنْ هَمَّ فِي حُلُمٍ بِفَاحِشَةٍ ... زَجَرَتْهُ عِفّتُهُ فَيَنْتَبِهُ 7287 - جَلدٌ عَلَى نُوَبِ الزَّمانِ ... وَفِي الصَّبَابَةِ غَيرُ جَلدِ صُرَّدُرَّ: 7288 - جَلسَةٌ فِي الجَحيمِ أَحرَى وَأَولَى ... مِن رَحيلٍ يُدنِي إِلَى تَدنِيس أبْيَاتُ صُرَّدُرَّ يَقُولُ مِنْهَا: قَدْ حَصلنَا مِنَ المَعَاشِ كَمَا ... قَيْلَ قَدِيْمًا لا عِطْرَ بَعْدَ عَرُوسِ ذَهَبَ القَومُ بِالأطَايِبِ مِنْهُ ... وَدُعِيْنَا إِلَى الدَّنِيءِ الخَسِيْسِ لا جَمِيْلٌ بِمِثْلِهِ يَحسُنُ الذِّكْرُ ... وَلَا عَامِرٌ خَرابُ الكِيْسِ جَلْسَةٌ فِي الجَّحِيْمِ. البيتُ وَبَعْدَهُ: أتُرَانِي مُزَاحِمًا لأناسٍ ... قَلَّدُوهَا بِالسَّيْفِ وَالدَّبُوسِ مَعْشَر لَيْسَ يَبْلِغُ الذَّمُّ فِيْهُم ... حَدَّهُ إِنْ وَصَفْتُهُم بِتِيُوسِ غَايَةُ العِلْمِ عِنْدَهُم وَتَمامُ الفَضْـ ... ــلِ حُسنُ المَرْكُوبِ وَالمَلْبُوسِ مَا افْتِخَارُ الفَتَى بِثَوبٍ جَدِيْدٍ ... وَهُوَ مِنْ تَحْتِهِ بِعرْضٍ لَبيْسِ وَالغِنَى لَيْسَ بِاللُّجَيْنِ وَلَا التّبْـ ... ـــر وَلَكِنْ بِعِزَّةٍ فِي النُّفُوسِ عَادَةٌ للزَّمَانِ يَجْرِي عَلَيْهَا ... أنْ تَصِيْرَ الأذْنَابُ فَوق الرُؤُوسِ أَبُو الدُرِّ الروميّ: 7289 - جَلَّ شَوقِي عَن أَن يُكَيفَّهُ الوَصـ ... ــف وَأَن يَحتَويِهِ حَاشَا وَكَلا ¬
البُحتُريُّ: 7290 - جَلَّ عَن مَذهَبِ المَديحِ فَقَد كَادَ ... يَكونُ المَديحُ فِيهِ هِجَاءَا القاضِي الجُرجَانيُّ: 7291 - جَلَّ وَاللَّهِ مَا دَهَاكَ وَعَزَّا ... فَعَزاءً إِنَّ الكَريمَ مُرَزَّا بَعْدَهُ: وَالحَصِيْفُ اللَّبِيْبُ مَنْ إِنْ أصَابَتْ ... نَكْبَةٌ بَعضَ مَا يعزُّ تَعزَّى هِيَ مَا قَدْ عَلِمْتَ أحْدَاثُ دَهْرٍ ... لَمْ تَدَعْ عُدَّةً تُصَانُ وَكَنْزَا وَصُرُوفُ الزَّمَانِ تَقْصِدُ فِي مَا ... يَسْتَفِيْدُ الفَتَى الأعَزَّ الأعَزَّا قَالَهَا القَاضي يَرْثِي أبَا عِيْسَى بن المُنَجِّم فِي بَرذون لَهُ نَفَقَ، وَكَانَ عِنْدَهُ عَزِيْزًا، وَهِيَ طَوِيْلَةٌ. وَمِنْ بَابِ (جَلَّلَ) قَوْلُ آخَرُ فِي مَرِيْضٍ (¬1): جَلَّلَ اللَّهُ مِنْهُ عَافِيَةً فِي نَو ... مكَ المُعتَرِي وفي أرَقِك أخْرَجَ مِنْ جِسْمكَ السِّقَامَ كَمَا ... أخْرَجَ سُوءَ الخِلالِ مِن خُلُقِك 7292 - جَمَالُ أَخِي النُّهَى كَرَمٌ وَخَيرٌ ... وَلَيسَ جَمَالَهُ عَرضٌ وَطُولُ البُحتُريّ: 7293 - جَمَالُ اللَّيالِي فِي بَقَائِكَ فَليَدُم ... بَقَاؤُكَ فِي عُمرٍ عَلَيهِنَّ زَائِدِ ¬
المَعَرِّيُ: 7294 - جَمَالُ المَجدِ أَن يُثنَى عَلَيهِ ... وَلَولا الشَّمسُ مَا حَسُنَ النَّهَارُ 7295 - جَمَالُ المَرءِ فِي الدُّنيَا تُقَاهُ ... وَعِزُّ المَرءِ لَو يَدرِي القَنَاعَه المَعَرِّيُ: 7296 - جَمَالُ ذِي الأَرضِ كانُوا فِي الحَيَاةِ وَهُم ... بَعدَ المَماتِ جَمَالُ الكُتبِ وَالسِّيَرِ المُتَنَبِّي: 7297 - جَمَحَ الزَّمانُ فَمَا لَذيذٌ خَالِصٌ ... مِمَّا يَشُوبُ وَلَا سُرورٌ كَامِلُ 7298 - جَمَعَ اللَّهُ شَملَ كُلِّ مَشُوقٍ ... وَبَدَا بِي فَإنّني مَشتَاقُ التَنُوخيُّ: 7299 - جَمَعَ اللَّهُ شَملَنَا عَن قَريبٍ ... فِي سُرورٍ وَغِبطَةٍ وَاتِّفَاقِ الصَّابئُ: 7300 - جَمَعَ اللَّهُ كلَّ دَعوَةِ دَاع ... مُستَجَاب دُعَاؤُهُ فِيهِ ضُبرَه بَعْدَهُ: وَأعَادَ العِيْدَ الَذِي زَارَهُ العَا ... مَ بِيُمْنٍ يَحُوزُهُ وَمَسَرَّه وَأرَاهُ الآمَالَ فِيْهِ وَلَقَّاهُ ... سَعَادَاتِهِ وَوَفَّا أجْرَه الرضي الموسَويُّ: 7301 - جَمَعَ المَثَالِبَ ثُمَّ جَاءَ مُعَرِّضًا ... بِالمُخزيَاتِ يَدُقُّ بَابَ الثَالِبِ ¬
القَاضِي عُمدَةُ الدّين: 7302 - جَمَعَ النِّسجَ كُلُّ مَنْ حَاكَ ... وَلَكِن لَيسَ دَاوُودُ فِيهِ كَالعَنكَبُوتِ عَلي بن الجَهمِ: 7303 - جَمَعتَ أَمرَينِ ضَاعَ الحَزمُ بَينَهُمَا ... تِيهُ المُلُوكِ وَأَفعَالُ المَمَالِيكِ بَعْدَهُ: أرَدْتَ شكْرًا بِلا برٍّ وَلَا صِلَةٍ ... لَقَدْ سَلَكْتَ طَرِيْقًا غَيْرَ مَسْلُوكِ ظَنَنْتَ عِرْضَكَ لَمْ يُقْرَع بِقَارِعَةٍ ... وَمَا أرَاكَ عَلَى حَالٍ بِمَتْرُوكِ لَئِنْ سَبَقْتَ إِلَى مَالٍ حَظِيْتَ بِهِ ... لَمَا سَبَقْتَ إِلَى شَيْءٍ سِوَى النُّوْكِ المصحفيُّ وزير المَغرب: 7304 - جَمَعتُ فِيكَ غَليلَ العَاشِقينَ كَمَا ... جَمَعتَ مَا يُشتَهَى مِن كُلِّ مَعشُوقِ قَبْلَهُ: يَا مَنْ أرَانِي بِألْحَاظٍ يُصَرِّفُهَا ... غَيُّ الصِّبَا وَالهَوَى رُشْدِي وَتَوفِيْقِي جمَعْتُ فِيْكَ غَلِيْلَ العَاشِقِيْنَ. . . البَيْتُ. هُوَ أَبُو الحسَن جَعْفَربن عُثْمَان المصحفيُّ وَزِيْرُ المُسْتَنْصرِ بِاللَّهِ الخَلِيْفَة بالمَغْرِبِ. سُليمان بن محمّد البطليوسيُ: 7305 - جَمَعتَ مَالًا فَقُل لِي هَل جَمَعتَ لَهُ ... يَا جَامِعَ المَالِ أَيَّامًا تُفَرِّقُهُ أنْشَدَ الشِّمْشَاطِيُّ لأبِي عَبْد الرَّحْمَن العَطَويّ (¬1): يَا جَامِعًا مَانِعَا وَالمَوتُ يَرمقُهُ ... مُفَكِّرًا أيَّ بَابٍ فِيْهِ يُغْلِقُهُ ¬
مُقَدِّرًا كَيْفَ تَأتِيْهِ مَنِيَّتُهُ ... أغَادِيًا أم بِهَا تَسْرِي فَتَطرُقُهُ هَذَانِ البَيْتَانِ للعَطَوِيّ أجَازَ بِهُمَا أبْيَاتُ البَطليوسِيّ الثَّلاث، وَهِيَ قَولُهُ: جَمَعْتَ مَالًا فَقُلْ لِي هَلْ جَمَعْتَ لَهُ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ (¬1): المَالُ عِنْدَكَ مَخْزُونٌ لِوَارثهِ ... مَا المَالُ مَالُكَ إِلَّا حِيْنَ تُنْفِقُهُ إِنَّ القَنَاعَةَ مَنْ يَحْلُلْ بِسَاحَتِهَا ... لَمْ يَلْقَ فِي طَيِّهَا هَمٌّ يُؤرِّقُهُ هُوَ سُلَيْمَانُ بن مُحَمَّد البَطليُوسِيّ. وَرَوَاهَا جَعْفَر بن شَمْس الخلافَةِ لابنِ بَطّالٍ الأنْدَلسيّ، وَقَدْ أُلْحِقَتْ بِهَذيْنِ البَيْتَيْنِ، وَهُمَا: أرْفِهْ بِعَيْشِ فَتًى يَغْدُو عَلَى ثِقَةٍ ... إِنَّ الَّذِي قَسَّمَ الأرْزَاقَ يَرْزُقُهُ فَالعِرْضُ مِنْهُ مَصونٌ لا يُدَنِّسُهُ ... وَالوَجْهُ مِنْهُ جَدِيْدٌ لَيْسَ يخْلِقُهُ يَزيدُ بن الحَكَمِ: 7306 - جَمَعتَ وَفُحشًا غِيبَةً وَنَميمَةً ... خلَالًا ثلاثًا لَستَ عَنهَا بِمُرعَوِي أَبُو العَتاهيَة: 7307 - جَمَعُوا فَمَا أَكَلُوا الّذي جَمَعُوا ... وَبَنَوا مَسَاكِنَهُم فَمَا سَكَنُوا قَوْلُ أَبِي العَتَاهِيَةِ: جَمَعُوا فَمَا أكَلُوا. البيتُ وَبَعْدَهُ: فَكَأنَّهُمُ كَانُوا بِهَا ظُعْنًا ... لَمَّا أنَاخُوا سِاعَةً ظَعَنُوا البُحتُرِيُّ: 7308 - جُمعَةٌ تَنقَضي وَشَهرٌ يُوَفّي ... عدَّ أَيَّامِهِ وَحَولٌ يَحولُ ¬
بَعْدَهُ: أَنَا غَادٍ وَرَائِح عَنْكَ بِالشُّكْرِ ... فَمَاذَا تَرَى وَمَاذَا تَقُولُ 7309 - جُمعَةٌ تَنقَضي وَشَهرٌ يُوَلِّي ... وَالهَوَى قَاتِلِي قَليلًا قَليلا رَوَى جَابِرُ بنُ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ: أيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى رَبَكُم قَبْلَ أنْ تَمُوتُوا وَبَادِرُوا إلَيْهِ بِالأعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُم وَبَيْنَهُ بكُثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ وَبِكُرَةِ الصدَقَةِ فِي السّرِّ وَالعَلانِيَةِ تُنْصَرُوا وَتُؤجَرُوا وَتُرْزَقُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ عَلَيْكُمُ الجمْعَةَ فَرِيْضَةً مَكْتُوبَةً فِي عَامِي هَذَا فِي شَهْرِي هَذَا فِي يَومِي هَذَا فِي سَاعَتِي هَذِهِ فمَن تَرَكَهَا فِي حَيَاتِي أو بَعْدِي إِلَى يَومِ القِيَامَةِ جُحُودًا بِهَا وَاسْتِخْفَافًا بِحَقِّهَا مَعِ إمَامٍ عَادِلٍ أو جَائِرٍ فَلا جَمِعَ اللَّهُ شَملَهُ وَلَا بَارَكَ لَهُ فِي أمْرِهِ ألا وَلَا صلَوَةَ لَهُ وَلَا حَجٌّ لَهُ وَلَا زَكْوَةَ لَهُ ألا وَلَا صَومَ لَهُ وَلَا صَدَقَةَ لَهُ ألا وَلَا تبر لَهُ فَمَن تَاب تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ألا وَلَا يُؤُمُّ الأعرابيّ المُهَاجِرِيْنَ وَلَا تُؤُمُّ المَرْأةُ رَجُلًا ألا وَلَا يُؤُمُّ فَاجِرٌ بَرًّا إِلَّا أنْ يَكونَ سُلْطَانًا. القاضي علي بن عَبد العزيز: 7310 - جُملَةُ الأَمرِ أَنَّ مِثلَكَ لَا يُمـ ... ــكنُ فِي مِثلِ دَهرِنَا تَكوينُهْ الطاهري البَصريّ: 7311 - جُملَة تُغنِي عَنِ التَفصِيـ ... ـــل مَا لِي عَنكَ بُدُّ أنشد الحاتمي في رسالته الباهرة: 7312 - جَمَّاعَة لِمَسَاوي النَّاسِ كلِّهِم ... كَأَنَّ أَعرَاضَهُ لِلذَمِّ أَغرَاضُ جَعفَر بن شَمسِ الخلافَة: 7313 - جَمُّ العَطَايَا مَع نَزَارَة مَالهِ ... بَادِي التَواضُعِ مَع عُلُوِّ الشَأنِ ¬
سُئِلَ بَعضُهُم: كَيْفَ أنْتَ فِي سِيْرَتِكَ، فَقَالَ: جَمُوحٌ إِذَا لَمْ أرْضَ أمْرًا تَرَكْتهُ ... صَبُورٌ إِذَا مَا لَمْ أجِدْ لِي مَجْزَعَا 7314 - جَميعُ فَوائِدِ الدُّنيَا غُرورُ ... وَلَا يَبقَى لِمَسرورٍ سُرورُ 7315 - جَميعُ مَا يَفعَلُهُ كُلفَةٌ ... إِلَّا أَذَاهُ فَهُوَ بِالطَّبعِ بَعْدَهُ: مَنْ حَلَّ مِنَّا بِفِنَاءٍ لَهُ ... حَلَّ بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعِ مُتَمِّمُ بن نويرة في أخيه: 7316 - جَميلُ المُحَيَّا ضَاحِكٌ عِندَ ضَيفِهِ ... أَغَرُّ جَميعِ الرّأي مشتَركُ الرّحلِ قول مُتَمَّمٍ: هَذَا مِنْ كَلِمَةٍ يَرْثِي بِهَا أخَاهُ مَالِكًا: جَمِيْلُ المُحَيَّا. البيت وَبَعْدَهُ: وَقُورٌ إِذَا القَومُ الكِرَامُ تَقَاوَلُوا ... فَحُلَّتْ حبَاهُم واسْتَطِيْرُ مِنَ الجهْلِ وَكُنْتُ إِلَى نَفْسِي أشَدَّ حَلاوَةً ... مِنَ المَاءِ بِالمَاذِيّ مِنْ عَسَلِ النَّحلِ وَكُلُّ فَتَى فِي النَّاسِ بَعْدَ ابنِ أمِّهِ ... كَسَاقِطَةٍ إحْدَى يَدَيْهِ مِنَ الخَبْلِ وَبَعْضُ الرِّجَالِ نَخْلَةٌ لا جَنَى لَهَا ... وَلَا أصْلُ إِلَّا أنْ تُعَدَّ مِنَ النَّخْلِ قَيْلَ: وَكَانَ مَالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ أخُو مُتَمَّمٍ مِنْ أرْدَافِ المُلُوكِ، وَللرَّدَافَةِ مَعْنَيَانِ: أحَدُهُمَا أنْ يُرْدِفَهُ المَلِكُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي صَيْدٍ أو غَيْرَهُ مِنْ مَوَاضِعِ الأُنْسِ. وَالآخَرُ وَهُوَ أنْبَلُ وَأشْرَفُ وَذَلِكَ وَهُوَ أنْ يَخْلِفَ المَلِكُ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِ الحُكْمِ فَيَنْظر بَيْنَ النَّاسِ بَعْدَهُ. 7317 - جِنَانٌ تُزَخرَفُ لِلكَافِرينَ ... وَنَحنُ نُحَالُ عَلَى الآخِرَه قَبْلَهُ: دَخَلْتُ عَلَى كَافِرٍ دَارَهُ ... وَأشْجَارُ بُسْتَانِهِ زَاهِرَه ¬
وَقَدْ وَافَقَ الزَّهْرَ نَقْشُ البسَاطِ ... فَعَيْنِي لِمَا أبْصَرَتْ حَائِرَه جِنَان تُزخرفُ للكَافِرِيْنَ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: فَإنْ كَانَ فِي الحَشْرِ حَالِي ... كَذَاكَ فَتِلْكَ إذًا كرّةٌ خَاسِرَه البُحتُرِي يَمدحُ: 7318 - جَنَانٌ عَلَى مَا جَرَّتِ الحَربُ جَامِعٌ ... وَصَدر لَمَا يَأتِي بِهِ الدَّهرُ وَاسِعُ قَبْلَهُ: وَأغْلَبُ مَا تَنْفَكُّ مِنْ يَقَظَاتِهِ ... رَبَايًا عَلَى أعْدَائِهِ وَطَلائِعُ جَنَان عَلَى مَا جَرَّتِ الحَرْبُ جَامِع. . . البَيْتُ. أبو فراس بن حَمدَان: 7319 - جَنَانِي مَاعَلِمتَ وَلِي لِسَانٌ ... يَقُدُّ الدّرعَ وَالإِنسَانَ عَضبُ 7320 - جَنِّب عَنِ الدُّنيَا إِذَا جَنَّبَت ... عَنكَ بِإِكبَارٍ وَتَنزِيهِ بَعْدَهُ: فَمَا تَرَى فِيْهَا فَتًى زَاهِدًا ... إِنْ لَمْ تَكُن قَد زَهِدَت فِيْهِ 7321 - جَنِّب كَرَامَتَكَ الّلِئَامَ فَإِنَّهُم ... لَا يَشكُرُونَ لِمُكرِمٍ إِحسَانًا 7322 - جُنِنتُ وَمَنْ أَرَى مَا لَم يُؤَمّلْ ... حَقيق فِيهِ يَدخُلُ أَلفُ جِنّي المَجنونُ: 7323 - جُنِنَّا بِلَيلَى وَهِيَ جُنَّت بِغَيرِنَا ... وَأخرَى بِنَا مَجنُونَةٌ لَا نُريدُهَا ويُروى: جُنِنَّا عَلَى لَيلى وَجُنَّتْ بِغَيرِنا ¬
أنْشَدَ الأصْمَعِيُّ فِي مَعْنَى قَوْلِ المَجْنُونِ هَذَا: قَتَلَتْكَ أخْتُ بَنِي لُؤَيٍّ إِذْ رَمَت ... وَأصابَ نَبْلُكَ إِذْ رَمَيْتَ فُؤَادهَا وَأعَارَهَا الحَدَثَانُ مِنْكَ مُوَدَّةً ... وَأعَارَ غَيْرَكَ وَصْلَهَا وَوِدَادَهَا قَيْلَ: وَأنْشَدَ قَوْلُ المَجْنُونُ هَذَا عِنْدَ بَعْضِ الظُّرَفَاءِ فَلَمَّا (قَالَ جُنِنَّا بِلَيْلَى) قَالَ هَذَا صَحِيْحٌ فَلَمَّا قَالَ وهِيَ جُنَّتْ بِغَيْرِنَا قَالَ كَذَلِكَ فَعَلِّمْهُنَّ فَلَمَّا قَالَ وَأُخْرَى بِنَا مَجْنُونَةٌ لا يَزِيْدُهَا قَالَ هَذِهِ دَعْوَى تَحْتَاجُ إِلَى الشَّاهِدِ. وَللصَّاحِبِ عبَّادٍ فِيْمَا يَقْرُبُ مِنْ هَذَا المَعْنَى حَيْثُ يَقُول (¬1): بَدَا لنَا كَالبَدْرِ فِي شُرُوقِهِ ... يَشْكُو غَزَالًا لَجَّ فِي عُقُوقِهِ يَا عَجَبًا وَالدَّهْرُ فِي طُرُوقِهِ ... مِنْ عَاشِقٍ أحْسَنَ مِنْ مَعْشُوقِهِ ابن هندُو: 7324 - جُنونٌ مِنكَ أَن تَسعَى لِرِزقٍ ... وَيُرزَقُ فِي غِشَاوَتِهِ الجَنينُ 7325 - جَنَى ابْنُ عَمِّكَ ذَنبًا فَابتَليتَ بِهِ ... إِنَّ الفَتَى بِابنِ عَمِّ السَّوءِ مَأخوذُ المَعَرِّيُ: 7326 - جَنيتُ ذَنبًا وَأَلهَى خَاطِرِي وَسنٌ ... عِشرينَ حَولًا فَلَمَّا نُبِّهَ اعتَذَرا قَبْلَهُ: مُدَّ الزَّمَانُ فَأشْوَتْنِي حَوَادِثُهُ ... حَتَّى مَلَلْتُ وَذَمَّتْ نَفْسِيَ العُمرَا وَحُلْتُ كُلِّي سِوَى شَيْبٍ تَجَاوَزَنِي ... وَلَمْ يَكُنْ عَلَى طولِ المَدَى الشعرَا جَنَيْتُ ذَنْبًا وَألْهَى خَاطِرِي أمَلٌ. . . البَيْتُ. 7327 - جَنَيتُم عَلينَا الحَربَ ثُمَّ ضَجِعتُم ... إِلَى السِّلمِ لَمَّا أَصبَحَ الأَمرُ مُبهَمًا ¬
7328 - جَنَيتُم وَجُرتُم إِذ أَخَذتُم بِحَقِّكُم ... غَريبًا زَعَمتُم مُرملًا غَيرَ مُذنب العُجيرُ السَلوليُّ: 7329 - جَوَادٌ بِدُنيَاهُ بَخيلٌ بِعِرضِهِ ... عَطوفٌ عَلَى المَولَى قَليلٌ كَوائِلُه ابْنُ الرُّوميّ: 7330 - جَوادٌ ثَنى غَربَ الجِيادِ بغَربهِ ... فَظلَّ يُجَارِي ظِلهُ وَهُوَ وَاحِدُ المُتَنَبِّي: 7331 - جَوادٌ عَلَى العِلَّاتِ بِالمَالِ كُلِّهِ ... وَلَكنَّهُ بِالدَّارِعينُ بَخيلُ أَخَذَ المُتَنَبِّيُّ هَذَا مِنْ قَولِ حَسَّان بن ثَابِتٍ (¬1). جَوَادٌ عَلَى العِلَّاتِ رَحْبٌ فَنَاؤُهُ ... إِذَا سُئِلَ المَعْرُوفَ لَمْ يَتَجَهَّمِ يَقُولُ مِنْهَا: لَعَمرُكَ ما المُعْتَرُّ يَأتِي بِلادَنَا ... لِنَمْنَعُهُ بِالضَّائِعِ المُتَهَضِّمِ وَمَا ضَيْفُنَا عِنْد القرَى بِمُدْفَعٍ ... وَلَا جَارُنَا فِي النَّائِبَاتِ يُسَلَّمِ وَمَا السَّيِّدُ الجبَّارُ حِيْنَ يُرِيْدُنَا ... بِكَيْدٍ عَلَى أرْحَامِنَا بِمُحَرَّمِ أَوسُ بن حَجَرٍ: 7332 - جَوادٌ كَريمٌ أَخو مَاقِطٍ ... نِقابٌ يُحَدِّثُ بِالغَائِب النِقَابُ هُو العالم بمُعضلاتِ الأمورِ. ¬
إِبراهيم الغَزِّي: 7333 - جَوادُكَ لَا يُحَلُّ لَهُ حِزَامٌ ... وَسَيفُكَ لَا يَمَلُّ مِنَ القِرَاعِ محمد بن حسن الآمديّ: 7334 - جَوادُ مَدًى لَو رَامَت الرّيحُ شأوهُ ... كَبت دُونَ مَرمَى خَطوِهِ المُتَقَارِبِ محمد بن شبل: 7335 - جَواهِرُ العِلمِ فِي بَحرِ الفُؤادِ فَغُص ... فِيهِ عَليهَا وَخَلِّصهَا مِنَ اللُجَجِ المُتنبّي: 7336 - جُودُ الرِّجالِ مِنَ الأَيدِي وَجُودُهُم ... مِنَ اللّسانِ فَلَا كَانُوا وَلَا الجُودُ ابْنُ الرُّوميّ: 7337 - جُودُ الشُّجَاعِ وَإِن أَقَلَّ نَوَالَهُ ... يُوفِي عَلَى جُودِ الجَوادِ المُخولِ بَعْدَهُ: كَمْ بَيْنَ مَنْ يُعْطِي التُّرَاثَ وَبَيْنَ ... مَنْ يُعْطِي نَوَافِلَ رُمْحِهِ والمُنصُلِ ابْنُ المعتَزِّ: 7338 - جُودُ الفَتَى بَينِ حَاجِبَيهِ ... إِمَّا انعِقَادٌ أَو انحِلَالُ قَبْلَهُ: العَيْشُ هَمٌّ وَالمَوتُ ضُرٌّ ... مُسْتَكْرَهٌ وَالمُنَى ضَلالُ والحرْصُ ذلٌّ وَالبخْلُ ... فَقر وَآفَةُ النَّائِلِ المِطَالُ وَقَدْ يَعُودُ العَدُوُّ خِلًّا ... وَالجرحُ يَومًا لَهُ انْدِمَالُ ¬
يَا أيُّهَا الطَّالِبُ المُعَنّى ... أذَلُّ مِنْ فَقرِكَ السُّؤَالُ كَمْ رَاقِدٍ مُوقَظٍ بِرزْقٍ ... وذِي اجْتِهَادٍ وَلَا يَنَالُ جُودُ الفَتَى بَيْنَ حَاجِبَيْهِ. . . البَيْتُ. 7339 - جُودُ الفَتَى يَكفِيكَ تَسأَلَهُ ... وَالفَقرُ خَيرٌ مِن سُؤَالِ البَخيلْ جعفر بن شمس الخلافة: 7340 - جُودٌ بِلا جِدَةٍ وَإِفضَالٌ ... بِلَا مَالٍ وَإِحسَان بِلَا إِمَكَانِ كَاتبه (عفا اللَّه عنه): 7341 - جُودٌ بِلا جِدَةٍ وَنفسٌ هَمُّهَا ... فَوقَ السِّمَاكِ وَحَطهَا تَحتَ الثَرَى أَبُو تمَّامٍ: 7342 - جُود كَجُودِ السَّيلِ إِلا أَنَّ ذَا ... كَدِرٌ وَإِنَّ نَدَاكَ غَيرُ مُكَدَّرِ 7343 - جَوِّد دَوَاتَكَ وَاجتَهِد فِي صَونِهَا ... إِنَّ الدُّوِي خَزائِنُ الآدَابِ بَعْدَهُ: إِنَّ الدَّوَاةَ إِذَا أضَعْتَ مَدَادهَا ... وَنَقَصتَها نَقْص عَلَى الكُتَّابِ البُصرَويُّ: 7344 - جَوًى كُلَّمَا نَهنَهتُ مِن غُلوَائِهِ ... بِحِلمِي وَكتمَانِي لَهُ حَزَّ فِي جِلدِي المُتَنَبِّي: 7345 - جُهدُ الصَّبَابَةِ أَن تَكونَ كَمَا أُرَى ... عَينٌ مُسَفَدَة وَقَلبٌ يَخفِقُ ¬
7346 - جُهدُ المُقِلِّ إِذَا أَعطَاكَ نَائِلَهُ وَ ... مُكثرٌ مِن غِنًى سِيَّانِ فِي الجُودِ قَبْلَهُ: لَقَلَّ عَارًا إِذَا ضَيْفٌ تَضَّيَفَنِي ... مَا كَانَ عِنْدِي إِذَا أعْطَيْتُ مَجْهُودِي جُهْدُ المُقِلِ إِذَا أعْطَاكَ نَائِلَهُ. . . البَيْتُ. الجُهْدُ بِضَمِّ الجِّيْمِ: الطَّاقَةُ، والجَهْدُ بِفَتْحِ الجِّيْمِ: الاجْتِهَادُ. وَسِيَّانِ أي سَواءٌ. المُتنَبِّي: 7347 - جُهدُ المُقِلِّ فَكيفَ بِابنِ كريمَةٍ ... تُولِيهِ خَيرًا وَاللّسَانُ فَصيحُ قَبْلَهُ: وَذَكِيُّ رَائِحَةِ الرِّيَاضِ كَلامُهَا ... تَبْغِي الثَّنَاءَ عَلَى الحَيَا فَتَفُوحُ جُهْدَ المُقِلِّ فَكَيْفَ بِابنِ كَرِيْمَةٍ. . . البَيْتُ. 7348 - جَهدتُ فَلَم أَبلُغ مَدَاكَ بِمِدحَةٍ وَ ... لَيسَ مَعَ التَّقصِيرِ عِندِي سِوَى العُذرِ وَمِنْ بَابِ (جَهِلْتَ) قَوْلُ ابْنُ دُرَيْدٍ (¬1): جَهِلْتَ فَعَادَيْتَ العُلُومَ وَأهلَهَا ... كَذَاكَ يُعَادِي العِلْمَ مِن هُوَ جَاهِلُه وَمَنْ كَانَ يَهْوَى أنْ يُرَى مُتَصدَرًا ... وَيَكْرَهُ لا أدْرِي أصيبَت مَقَاتِلُهُ المَعَرِّيُّ: 7349 - جَهِلتُ فَلَمَّا لَم أَرَ الجَهلَ مُغنيًا ... حَلُمتُ فَأَوسَعتُ الزَّمانَ وَقَارا عِمران بنُ عصَامٍ: ¬
7350 - جَهِلتُم وَلَم نَحلُم وَكُنَّا وَأَنتُم ... حَقيقَينِ أَن نَلقَى العَشيرَةَ بِالحِلمِ بَعْدَهُ: فَإذْ لَمْ يَكُنْ حلمٌ وَقَالَتْ عُقُولُنَا ... جَمِيْعًا فَمَا بالُ التَّهَدُّدِ وَالهَضْمِ فَكُفُوا وُدًّا وَمَا مَضَى بحُلُومِكُم ... فَذَلِكَ أدْنَى للتَّكَرُّمِ وَالحَزْمِ 7351 - جَهِلتَ وَلَم تَعلَم بِأَنَّكَ جَاهِلٌ ... وَمَن ذَا الّذي يَدرِي بِمَا فِيهِ مِن جَهلِ النَاشئ يهجو دَاوُدَ بن عليٍ الأصفهاني الفَقيه: 7352 - جَهِلتَ وَلَم تَعلَم بِأَنَّكَ جَاهِلٌ ... وَمَن لِي بِأَن تَدرِي بِأَنَّكَ لَا تَدرِي قَبْلَهُ: أقُولُ كَمَا قَالَ الخَلِيْلُ بنُ أحْمَدٍ ... وَإِنْ شَتَّ مَا بَيْنَ النِّظَامَيْنِ فِي الشِّعْرِ عَذَلتَ عَلَي مَا لَو عَلِمْتَ بِقَدْرِهِ ... سَبَطْتَ وَكانَ العَذْلُ وَاللَّومُ مِنْ عُذْرِي جَهِلْتَ وَلَمْ تَعْلَمْ بِأنَّكَ جَاهِلٌ. . . البَيْتُ. يُشِيْرُ إِلَى قَوْلِ الخَلِيْلِ بن أحْمَد: "الرِّجَالُ أرْبَعَةٌ: رَجُل يَدْرِي، وَيَدْرِي أَنَّهُ يَدْرِي، فَذَاكَ عَالِمٌ، فَاتَّبِعُوهُ، وَرَجُلٌ يَدْرِي، ولا يَدْرِي أَنَّهُ يَدْرِي، فَذَاكَ غَافِلٌ، فَنَبِّهُوهُ، وَرَجُل لا يَدْرِي وَيَدْرِي أَنَّهُ لا يَدْرِي فَذَاكَ جَاهِلٌ، فَعَلِّمُوهُ، وَرَجُلٌ لا يَدْرِي، وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ لا يَدْرِي، فَذَاكَ مَائِقٌ فَاحْذَرُوهُ". ابْنُ هندُو: [من البسيط] 7353 - جَهلٌ مَقَامِيَ فِي أَرضٍ يَضيقُ بِهَا ... ذَرعِي وَلِي في بِلادِ اللَّهِ مُتسَعُ قَبْلَهُ: لا يَنْتَظِرْ فِزعًا مِنْ قَلْبِيَ الجَزَعُ ... وَلَا يَكُنْ للنَّوَى فِي دَمْعَتِي طَمَعُ ¬
جَهْلٌ مَقَاميَ فِي أرْضٍ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: لا تَقْنَعَنَّ مِنَ الدُّنْيَا فَكَمْ كَسَلٍ ... مَعْنَاهُ عَجْز وَلَكِنْ اسْمهُ القُنَعُ 7353 م- جَهِلُوا المَكارِمَ وَالسَّبيلَ إِلَى العُلا ... وَرَضَوا مِنَ الأَفعَالِ بِالأَلقَابِ المُتَنَبِّي: 7354 - جَهِلُونِي وَإن عَمِرتُ قَليلًا ... نَسَبتني لَهُم رُؤُوسُ الرِّمَاحِ قَبْلَهُ قَالَهَا، وَقَدْ بَلَغَهُ عَنْ قَومٍ كَلامٌ: أَنَا عَيْنُ المَسُودِ الجَّحْجَا ... حِ هَيَّجَتْنِي كِلابَكُمُ بِالنُّبَاحِ أيَكُونُ الهِجَانُ غَيْرُ هِجَانٍ ... أمْ يَكُون الصُّرَاحُ غَيْرُ صُرَاحِ جَهِلُوني وَإِنْ عَمِرتُ قَلِيْلًا. . . البَيْتُ. أَبُو تَمَّامٍ: 7355 - جَهُولٌ إِذَا أَزرَى التّحلُّمُ بِالفَتَى حَليمٌ ... إِذَا أَزرَى بِذِي الحَسَبِ الجَهلُ أخَذَهُ أَبُو تَمَّامٍ مِنْ قَولِ الشَّاعِرِ: وَيَحْلمُ مَا لَمْ يَجلِبُ الِحلمُ ذلَّةً ... وَيَجْهَلُ مَا شُدَّتْ قُوَى الحلمُ بِالجهْلِ قَعنُب بن أمِّ صَاحبٍ الغطفانِيّ: 7356 - جَهلًا عَلينَا وَجُبنًا عَن عَدُوّكُم ... لَبئسَتِ الخُفَتَانِ الجَهلُ وَالجُبُنُ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ أبْيَاتٍ يَقُولُ مِنْهَا: زَكَنْتُ مِنْهُم عَلَى مِثْلِ الَّذِي زَكَنُوا وَنَسَبَهُ آخَرُونَ إِلَى طَيْسَلَةَ الفَزَارِيِّ حَيْثُ يَقُولُ: ¬
مَا لِي أُكَفْكِفُ عَن سَعْدٍ وَتَشْتِمُنِي ... وَلَو شَتمْتُ بني سَعْدٍ لَقَدْ سَكَنُوا جَهْلًا عَلَيْنَا وَجُبْنًا عَن عَدُوِّكُمُ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: كُلٌّ يُدَاحِي عَلَى البَغْضاءِ صاحِبُهُ ... وَلَنْ أُعَالِنَهُم إلَّا كَمَا عَلَنُوا يُقَالُ فِي المَثَلِ: "أحَشْفًا، وَسُوءَ كيلَةٍ". يُضْرَبُ فِي مَن يَجْمَعُ بَيْنَ خُصْلَتَيْنِ مَكْرُوهَتَيْنِ. وَمِنْ بَابِ (جَهُولٍ) قَوْلُ أحْمَدُ بن مُوسَى الثَّقَفِيّ: جَهُولٌ لَيْسَ تَنْهَاهُ النَّوَاهِي ... وَلَا تَلْقَاهُ إِلَّا وَهُوَ سَاهِ يُسَرُّ بِيَومِهِ لَعبًا وَلَهْوًا ... وَلَا يَدْرِي وفي غَدِهِ الدَّوَاهِي مَرَرْتُ بِقَصْرِهِ فَرَأيْتُ أمْرًا ... عَجِيْبًا فِيْهِ مُزْدَجَر وَنَاهِ بَدَا فَوقَ السَّرِيْرِ فَقُلْتُ مَنْ ذَا ... فَقَالُوا ذَلِكَ المَلِكُ المُبَاهِي سَيَضحَى البَابُ أسْوَدُ وَالجوَارِي ... يَئسِرْنَ المَلاهي تَأمَّل أيَّ دَارٍ أنَتَ فِيْهَا ... وَلَا تَرْكُن إلَيْهَا وَأدْرِ مَا هِي أَعرابِيٌّ يَمدحُ الرشيد: 7357 - جَهيرُ الكَلامِ جَهيرُ العُطَا ... سِ جَهيرُ الرُواءِ جَهيرُ النَّغَم بَعْدَهُ: وَيَخْطُو عَلَى الأرْضِ خَطْوَ الظَّلِيـ ... ــم وَيَعْلُو الرِّجَالَ بِخُلْقٍ عَمَمْ يُرْوَى أَنَّ الرَّشِيْدَ كَانَ يَأتَزِرُ فِي الطَّوَافِ، فَيُذْنِّبُ إزَارَهُ، وَيُبَاعِدُ بَيْنَ خُطَاهُ، فَإِذَا رَجِعَ بِيَدِهِ كَادَ يَفْتِنُ مَنْ يَرَاه، فَمَدَحَهُ رَجُل بِذَلِكَ، فَقَالَ: جَهِيْرُ الكَلام. . . البَيْتَانِ. العُجَيرُ السَلوليُّ: 7358 - جَهيرٌ وَمُمتَدُّ العِنَانِ مُنَاقِلٌ ... بَصيرٌ بِعَورَاتِ الكَلامِ خَبيرُ ¬
7359 - جَلامِيدُ أَملاءَ الأَكُّفِ كَأَنَّهَا ... رُؤُوسُ رِجالٍ حُلّقَت فِي المَواسِم قَدِمَ أعْرَابِيٌّ البَصْرَةَ يُكَنَّى أبَا الأغَرِّ فَوَقَعَ بَيْنَ أصْحَابِهِ شَرّ فَأرْسَلَ ابنَهُ الأغَرِّ وقَالَ: يَا بُنَيَّ كُنْ يَدًا لأصْحَابِكَ عَلَى مَنْ بَغَاهُمْ وَلَكِنْ إيَّاكَ وَالسَّيفَ فَإنَّهُ ظِلُّ المَوْتِ وَاتَّقِ الرِمْحَ فَإِنَّهُ رَشَاءُ المَنِيَّةِ وَلَا تَعْرِض للسِّهَامِ فَإنَّهَا رُسُل تَقْضي. قَالَ ابنهُ: فَبِمَ أقَاتِلُ بِمَا وَصَفَ الشَّاعِرُ حَيْثُ يَقُولُ: جَلامِيدُ أمَلاءَ الأكُفِّ. البَيْتُ. تُمَّ قَالَ: عَلَيْكَ يَا بُنَيَّ فَالصِقْهَا بِالأعْقَابِ وَالسُّوقِ. العُتبِيُّ: 7360 - جِيَادُ الخَيلِ نَافِقَةٌ ... وَيبقَى عَلَى آرِيِّهِ شَرُّ الدَّوابِ قَبْلَهُ: 7361 - رَأيْتُ المَوْتَ أعْرَضَ عَنْ حُمَيْدٍ ... وَألقَى زَاهِرًا تَحْتَ التُّرَابِ جِيَادُ الخَيْلِ نَافِقَة. . . البَيْتُ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخَرُ: خَلَّفَكَ الدَّهْرُ وَأوْدَى بِهِ ... فَلَيْتَهُ البَاقِي وَأَنْتَ المُصَابُ والدَّهْرُ قدمًا يَا أبَا عَامِرٍ ... يُبْقِي عَلَى الآرِيِّ شرّ الدَّوابِ المُتَنَبِّي: 7362 - جِيادٌ تَعجِزُ الأَرسَانُ عَنهَا ... وَفُرسَانٌ تَضيقُ بِهَا الدِّيارُ في مَثَلٍ للعَوَامِ: "شَرُّ الدَّواب يَبْقَى عَلَى الآرِيِّ". الآرِيُّ: مَرْبَطُ الفَرَسِ، وَهُوَ أعْجَمِيٌّ مُعَرَّبٌ أصلُهُ آخُرُ، وَالآخُرُ مَرْبَطُ الفَرَسِ. إبراهيم بن العبَّاسِ الصُّوليّ يمدَحُ المُتوكّل: ¬
7363 - جِيادٌ جَرَت فِي حَلبَةٍ فَتَفاضَلَت ... عَلَى قَدَرِ الإِنسَانِ وَالعِرقُ وَاحِدُ قَبْلَهُ: تَلا جَرْيُ عَبَّاسٍ يَزِيدَ وَخَالِدًا ... وَإِنْ كَانَ قَدْ أوْدَى يَزِيْدُ وَخَالِدُ جِيَادٌ جَرَتْ فِي حَلْبَةٍ. . . البَيْتُ. كاتِبهُ (عفا اللَّه عنه): 7364 - جِيادٌ مُسَوَّمَةٌ عِندَنا ... لِحِربِ العَدُوِّ وَفُرسَانُهَا 7365 - جِبادٌ مَلأنَ الأَرضَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ... عَليهَا رِجَالٌ يَطلُبونَ الغَنَائِمَا 7366 - جِئتُ بِلَا حُرمَةٍ وَلَا نَسَبٍ ... إِلَيكَ إِلَّا بِحُرمَةِ الأَدَبِ بَعْدَهُ: فَارْعَ ذِمَامِي فَإنَّنِي رَجُلٌ ... غَيْرُ مُلِحٍّ عَلَيْكَ فِي الطَّلَبِ ابْنُ الرُوميِّ: 7367 - جِيَفٌ أَنتَنَت فَأَضحَت عَلَى اللُّجَّةِ ... وَالدُرُّ تَحتَهَا فِي حِجَابِ 7368 - جِيَف عَليهَا لِلكِلابِ تَهَارُشٌ ... مَا لِلكَريمِ وَلِلكِلابِ وَمَالَهَا دِعبِلٌ: 7369 - جِئنَا بِهِ نَشفَعُ فِي حَاجَةٍ ... فَاحتَاجَ فِي الإِذنِ إلى شَافِعِ أنْشَدَ الشِّمشَاطِيُّ لِدِعْبلِ بنِ عَلِيٍّ الخُزَاعِيِّ فِي مَنْ اسْتَشْفَعَ بِهِ فِي حَاجَةٍ، فَاحْتَاجَ إِلَى شَفِيعٍ يَشْفَعُ لَهُ: يَا عَجَبًا لِلمُرْتَجي فَضْلَهُ ... لَقَدْ رَجَا مَا لَيْس بِالنَّافِعِ ¬
جِئْنَا بِهِ نَشْفَع فِي حَاجَةٍ. . . البَيْتُ. البُحتُرِي في كثرة الجَيشِ: 7370 - جُيُوشٌ مَلأنَ الأَرضَ حَتَّى تَرَكنَهَا ... وَمَا فِي أَقاصِيهَا مَفَرٌّ لِهَارِبِ مَنْقُول مِنْ خَطِّ أَبِي إسْحَاقَ الصَّابِئ: مَا قَالَت العَرَبِ فِي تَسْمِيَة الجُيُوشِ؟ قَالُوا: السَّرَايَا مَا بَيْنَ الثَّلاثَة نَفَرٍ إِلَى الخَمْسِمِائَةٍ وَهِيَ الَّتِي تَخْرجُ بِاللَّيْلِ. وَأَمَّا الَّتِي تَخْرِجُ بِالنَّهَارِ فتسَمَّى: السَّوَارِبُ. وَمَا زَادَ عَلَى الخَمْسِمِائَةِ إِلَى دُونِ الثَّمَانِمِائَةٍ فَهُوَ: المَنَاسِرُ. وَمَا زَادَ عَلَى الثَّمَانِمِائَةٍ إِلَى دُونِ الأَلْفِ فَهُوَ الجَّيْشُ الحِسْحَاسُ. وَمَا بَلَغَ الأَلْفَ فَهُو الجَّيْشُ الأزْلَم. وَمَا بَلَغَ أرْبَعَةَ آلافٍ فَهُوَ الجيْشُ الجحْفَلُ. وَمَا بَلَغَ اثني عَشَرَ ألْفًا فَهُوَ الجيْشُ الجرَارُ. وإذَا افترَقَتِ السَّرَايَا وَالسَّوَارِبِ بَعْدَ خُرُوجِهَا فَمَا كَانَ دُونَ الأرْبَعِيْنَ فَهِيَ الجرَايِدُ. وَمَا كَانَ مِنْهَا مِنَ الأرْبَعِيْنَ إِلَى دُون الثَّلاثِمِائَةِ فَهِيَ المَقَانِبُ. وَمَا كَانَ مِنْهَا مِنَ الثَّلاثِمِائَةِ إِلَى دُونِ الخَمْسِمِائَةِ فَهِيَ الجَمَرَاتُ. وَكَانُوا يُسَمُّونَ الأرْبَعِيْنَ رَجُلًا إِذَا وَجَّهُوا عُصْبَةً. وَيُقَالُ خَيْرُ السَّرَايَا أرْبَعمِائَة وَخَيْرُ الجيُوشِ أرْبَعَةُ آلافٍ. وَلَنْ يُؤْتَ اثني عَشَرَ ألْفًا مِن قِلَّةٍ. وَمِمَّا قَالَتْ الشُّعَرَاءُ فِي وَصْفِ كُثْرَةِ الجيْشِ قَوْلُ مُسْلِمُ بنُ الوَليْدِ (¬1): فِي عَسْكَرٍ تَشرقُ الأرْضُ الفَضَاءُ بِهِ ... كَاللَّيْلِ أنْجُمُهُ القِضبَانُ وَالأسُلُ لا تَمْكن الأرْضَ مِنْهُ أنْ تَحِيْطَ بِهِ ... مَا يَأخُذ السَّهْلُ مِن عرضيهِ وَالجَّبَلُ وقَالَ إبْرَاهِيْمُ بن المُهْدِيّ: بِجَيْشٍ هُوَ اللَّيْلُ يَغْشَى البِلادُ ... فَيَعْلُو السُّهُولَ وَيَعلُو الجَلَدْ أوِ اليَمُّ قَدْ عَارَضَتْهُ الجُنُوبُ ... تَرْمِي سَوَاحِلُهُ بِالزَّبَدْ ¬
وقَالَ أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبَيِّ (¬1): فِي فَيْلَقٍ مِنْ حَدِيْدٍ لَو قَذَفْتَ بِهِ ... صَرْفَ الزَّمَانِ لَمَا دَارَت دَوَائِرُهُ وقَالَ أَبُو دَلَفٍ (¬2): لأُوَطِيَنَّ الخَيْلَ عُقْرَ دِيَارِهِ ... يَخْطوْنَ بالرَّايَاتِ وَالأعْلامِ كَالسَّيْلِ جُنْحَ اللَّيْلِ أو كَالبَحْرِ ذِي ... الأمْوَاجِ أَو كَاللَّيْلِ ذِي الأظْلامِ تَمَّ حَرفُ الجِيم، وَالحَمدُ للَّهِ وَحدَهُ، والصلاةُ، والسَّلامُ على محمّدٍ، وآلهِ أجمعين. تَكَامَل حَرْفُ الجِيْمِ عَدَا الهَوَامِشُ مِائَة وَسَبْعٌ وَتِسْعُونَ بَيْتًا فِي عَشْرِ وَرَقَاتٍ تَعْجزُ ثَلاثَةَ سُطُورٍ. هَذِهِ الوَرَقَةُ آخِرُهَا. وَالحْمدُ للَّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا. * * * ¬
حرف الحاء
حرف الحاء
حَرفُ الحَاءِ وَمِنْ بَابِ (الحَاءِ) قَوْلُ أَبِي عَمْرٍو الأشتر مُلْغِزًا فِي القَلَمِ (¬1): حَاجَيْتكِ يَا خَنْسَاءُ ... فِي ضَرْبٍ مِنَ الشِّعْرِ وَفِيْمَا طُولُهُ شِبْرٌ ... وَقَدْ يُوفِي عَلَى الشِّبْرِ لَهُ فِي رَأسِهِ شَقٌّ ... قَطُوفٌ بِالنَّدَى يَجْرِي إِذَا مَا جَفَّ لَمْ يَنْفَعْـ ... ـكِ فِي بَرٍّ وَلَا بَحْرِ وَإن بُلَّ أَتَى بالعَجَـ ... ـبِ العَاجِبِ وَالسِّحْر أبِيْنِي لَمْ أُرْدَ فُحْشًا ... وَرَبِّ الشَّفْعِ وَالوَتْرِ وقَالَ آخَرُ مُلْغِزًا فِي القَلَمِ: وَسُرِيَّةٍ خَرْسَاءَ ألفَاظُ دَمْعِهَا ... مينٌ مَعَانِيْهَا خَفِيّ كَلامُهَا فَاعْجَبْ بِهَا خَرْسَاءَ فِي جَرْيِ دَمْعِهَا ... بَيَانُ مَعَانِيْهَا لَطِيْفٌ نِظَامُهَا وقَالَ آخَرٌ فِيْهِ: وَذَاتِ فَمٍ لَيْسَتْ بِذَاتِ لِسَانِ ... لَيْس لَهَا إِنْ خُوطِبَتْ شَفَّانِ لَهَا تَرْجُمَانٌ نَاطِقٌ وَهُو صَامِتٌ ... يُرِيْكَ بِظَهْرِ الغَيْبِ حُسْنَ عَيَانِ 7371 - حَاذَرْتَ إِذ وَاصَلتَ إِملَالَنَا ... فَخَف إِذَا مَا رَغِبتَ أَن نَسلُوا البُحتُرِيُّ: 7372 - حَارَبتنِي الأَيَّامُ حَتَّى لَقَد أَصبَحَ ... حَربِي مَن كُنتُ أَعتَدُّ سِلمِي ¬
مُسلم بنُ الوَليدِ: 7373 - حَارَبَنِي بَعدَكَ السُّرُورُ كَمَا ... صَالَحَنِي بَعدَ فَقدِكَ الحَزَنُ بَعْدَهُ: إِنْ كَانَ هِجْرَانُنَا يَطِيْبُ لَكُمْ ... فَلَيْسَ لِلوَصْلِ عِنْدَنَا ثَمَنُ. عَبدُ اللَّهِ بن الحرسيّ: 7374 - حَاسَيتُهُ المَوتَ حَتَّى استَفَّ آخِرَهُ ... فَمَا استَكَانَ لِمَا لَاقَى وَلَا جَزِعَا ابن الحَجَّاج: 7375 - حَاشَاكَ أَن تَمنَعَ ذَا حَاجَةٍ ... وَأَن تُخَيِّبَ أَمَلَ الآمِل 7376 - حَاشَاكَ أَن يَقبِضَ الزَّمَانُ يَدِي ... عَن نَيلِ سُؤلي وَأَنتَ لِي عَضُدُ بَعْدَهُ: حَاشَاكَ يَا قُوَّتِي وَيَا سَنَدِي ... يَضْعُفُ رُكْنِي وَأَنْتَ لِي سَنَدُ 7377 - حَاشَاكُم أَن تَكونُوا عَونَ حَادِثَةٍ ... أَو تَرتَميني عَلَى أَيدِيكُمِ النُّوَبُ 7378 - حَاشَاكَ مِن أَلَمٍ وَعَارِضٍ عِلةٍ ... نَفسِي تَقيكَ مِنَ الرَّدى حَاشَاكَا ابْنُ مُقلَةَ: [من الكامل] 7379 - حَاشَاكَ مِن أَلَمٍ وَعَارِضِ عِلَّةٍ ... وَكَذاكَ فِيكَ مِنَ الرَّدى حَاشَائي قَبْلَهُ (¬1): ¬
ذُكِرَتْ شِكَاتُكَ لِي وَكَأسِي فِي يَدِي ... فَمَزَجْتُهَا دَمْعًا مَكَانَ المَاءِ حَاشَاكَ مِنْ ألَمٍ وَعَارِضِ عِلَّةٍ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: لَقَّاكَ رَبُّكَ صِحَّةً وَسَلامَةً ... وَفُدِيتَ بِي مِنْ سَائِرِ الأسْواءِ 7380 - حَاشَاكَ مِن تَضييعِ أَلفِ وَسيلَةٍ ... شَجِيَ العَدُوُّ بِهَا بِذَنبٍ وَاحِدِ ابْنُ زَبَادَةَ: 7381 - حَاشَاكَ مِن مَرَضٍ تُعَادُ لَهُ ... يَا مَن بِهِ يُستَصرَفُ المَرَضُ قَبْلَهُ: يَا جَوْهَرًا قَامَ الوُجُودُ بِهِ ... النَّاسُ بَعْدَكَ كُلُّهُم عَرَضُ حَاشَاكَ مِنْ مَرَضٍ تُعَادُ لَهُ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: كَيْفَ القَرَارُ إِذَا اشْتَكَيْتَ وَمَا للمُلْـ ... ــكِ عَنكَ مِنَ الوَرَى عِوَضُ لَو خُيِّرَ الثَّقَلانِ أنَّهُم مَرِضُوا ... وَبَقِيتَ أنتَ مُسَلَّمًا لَرَضُوا 7382 - حَاشَاكَ يَا قُوَّتِي وَيَا سَنَدِي ... يَضعُفُ رُكنِي وَأَنتَ لِي سَنَدُ 7383 - حَاشَاهُ أَن يُقتَضى بِمَكرُمَةٍ ... وَإِنَّمَا جُودُهُ يُذَكِّرُهُ قَبْلَهُ: يَا مَن جَمِيعُ الأنَامِ يَشْكُرُهُ ... وَمَنْ لِصَرْفِ الزَّمَانِ أذْخُرُ حَاشَاه أنْ يُقْتَضَى بِمَكْرُمَةٍ. . . البَيتُ. رَجُلٌ من أَهل الشامِ: 7384 - حَاشَى خَلائِقَكَ الغُرّ الَّتي كَرُمَت ... أَن تُصلحَ الشَيءَ يَومًا ثُمَّ تُفسِدُهُ ¬
كَانَ لِبَعْضِ شُعَرَاءِ الشَّامِ رَسْمٌ يُحْمَلُ إلَيْهِ عَلَى الخَلِيْفَةِ المُقْتَدِي بِاللَّهِ فَتَأخَّرَ عَنْهُ فَكَتَبَ يَتَقَاضَى رَسْمَهُ بِهَذِهِ الأبْيَاتِ: خَلِيْفَةَ اللَّهِ حَظِّي قَدْ تَغَيَّرَ مِنْ ... جَمِيْلِ رَأيِكَ فِيْمَا كُنْتُ أعْهَدَهُ مَا خُنْتُ عَهْدًا وَلَا أقْصَرْتُ فِي شُكْرٍ ... أصْبَحْتُ أُصدِرُهُ فِيْكُمْ وَأُوْرِدُهُ فَطَالَتِ الحَالُ بِي وَأنْحَلَّ مِن أمَلِي ... مَا كَانَ حُسن رَجَائِي فِيْهُ يُقْعِدُهُ وَقَائِلٌ لِي أرَاكَ اليَومَ ذَا عَدَمٍ ... فَقُلْتُ بِالمُقْتَدِي بِاللَّهِ أُبْعِدُهُ حاشا خلائقك الفرّ التي كرمت. البيت. 7385 - حَاشَى لِصَافِنِكَ المَيمُونِ غُرَّتُهُ ... يَزَلُّ وَالفَلَك الدَّوارُ يَخدُمُهُ مُسلم بن الوَليدِ: 7386 - حَاشَى لِعَينَيَّ أَن تُفني دُمُوعَهُمَا ... عَلَى هَوَى نَازحٍ أَو فَقدِ جِيرانِ أَبُو بَكر بن دُريدٍ: 7387 - حَاشَى لِمَا أَسأَرَهُ فِي الحِجَا ... وَالحِلمُ أَن أَتبَعَ رُوَّادَ الخَنَا المُتَنَبِّي: 7388 - حَاشَى لِمِثلِكِ أَن تَكونِي بَخيلَةً ... وَلِمِثلِ وَجهِكِ أَن يَكونَ عَبوسًا أبْيَاتُ المُتَنَبِّيُّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا مُحَمَّد بن رَزِيْنٍ الطّرسُويّ، أوَّلُهَا: هَذِي بَرَزْتِ لنَا فَهِجْتِ رَسِيْسًا. يَقُولُ مِنْهَا: حَاشَى لِمِثْلِكَ أنْ تَكُونَ نَحِيْلَةً. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَلِمِثْلِ وَصْلِكِ أنْ يَكُونَ مُمَنّعَـ ... ــًا وَلِمِثْلِ نَيْلِكِ أنْ يَكُونَ خَسِيْسَا ¬
يَقُولُ مِنْهَا: يَا مَنْ يَلُوذُ مِنَ الزَّمَانِ بظِلِّهِ ... أسِدًا وَنَطْرِدُ بِاسْمِهِ إبْلِيْسَا إنِّي شِرْتُ عَلَيْكَ دُرًّا فَانْتَقِدْ ... كُثرُ المُدَلَّسُ فَاحْذَرِ التَّدْلِيْسَا خَيْرُ الطُّيُورِ عَلَى القُصُورِ وَشَرِّهَا ... يَأوِي الخرابَ وَيَسْكَنُ النَّاوُوسَا ابْنُ التَعاويذيّ: 7389 - حَاشَى لِمَجدِكَ أَن أُضَامَ وَأَنتَ لِي ... جَارٌ وَأَن أَظمَا وَبحرُكَ مشرَعُ يَقُولُ مِنْهَا: ثَبْتٌ إِذَا غَشِيَ الوَغَى مُتَأيِّدٌ ... عَجلٌ إِذَا لسِيلَ النّدَى مُتَسَرِّعُ لَكَ ذِرْوَةُ البَيْتِ الَّذِي لا تُرْتَقَى ... هَضَبَاتُهُ وَلَكَ المَحَلُّ الأرْفَعُ حَاشَى لِمَجْدِكَ أنْ أُضَامَ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: آلَيْتُ لا امْتَدَّتْ إِلَى أمَلٍ يَدِي ... إِلَّا إلَيْكَ وَلَا لَوَاهَا طمَعُ وَهِيَ مِنْ قَصِيدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا الوَزِيْرَ عَضُدَ الدَينِ. عليُّ بنُ أَفلَحَ: 7390 - حَاشَى مَعَالِيكَ وَحَاشَايَ أَن ... أَقولَ أَسلَفتُ رَجَائِي وَضَاعْ البُحتُرِيُّ: 7391 - حَاطَهُ اللَّهُ حَيثُ أَضحَى وَ ... أَمسَى وَتَوَلَّاهُ حَيثُ سَارَ وَحَلَّا أَبُو نصر بن نُباتَة: 7392 - حَافِظ عَلَى الذِّكرِ الجَميلِ ... فَمَا يَبقَى عَلَى الأَيَّامِ كالذِّكرِ ¬
قَبْلَهُ: عُمِّرْتَ عُمْرَ الشَّمْسِ وَالبَدْرِ ... أبَدًا عَلَى الأيّامِ وَالدَّهْرِ وَأطَاعَكَ المِقْدَارُ تَصْرِفُهُ ... فِي النَّاسِ بَيْنَ النَّهْي وَالأمْرِ وَإِذَا غَدَوْتَ لِمَطْلبٍ عَسِرٍ ... فَعَلَى النَّجَاحِ وَأيمَن الزَّجْرِ للَّهِ عِنْدَكَ عَادَةٌ عُرِفت فِي ... الحُسْرِ تَألَفُها وفي اليُسْرِ جَدٌّ يَرُدُّ الخَيْلَ مُقْعِبَةً ... وَيَفُلُّ حَدَّ البِيضِ وَالسُّمْرِ حَافِظْ عَلَى الذِّكْرِ الجَمِيلِ. . . البَيْتُ. ومن باب (حال) قول أبي الحسن علي بن محمدبن أحمد العسقلاني في الاعتذار (¬1): حال بيني وبين بابك حالا ... ن وحولٌ وقرب عهدٍ عهاد فكأنّ الوحول لى محبّ ... وكأنّ السماء كفّ جواد السّريّ الرّفّاء في مريضٍ: 7393 - حَالُكَ اليَومَ غَيرُ حَالِكَ بِالأَمـ ... ـــسِ وَأَرجُو لَكَ المَزيدَ غَدَا بَعْدَهُ: لا جَعَلَ اللَّهُ للرَّدَى سَبَبًا ... فِيْكَ وَلَا للَّذِي عَلَيْكَ يَدَا 7394 - حَانَ الرَّحيلُ وَقَد أولَيتَنَا حَسَنًا ... وَاليَومَ أَحوَجَ مَا كُنَّا إِلَى الزَّادِ وَمِنْ بَابِ (حَامِل) قَوْلُ أَبِي نوَّاسٍ (¬1): حَامِلُ الهَوَى تَعِب ... يَسْتَفِزُّهُ الطَّرَبُ إِنْ بكى يحُقُّ له ... لَيْسَ مَا بِهِ لَعِبُ تضْحَكِيْنَ لاهِيَةً وَالمُحِبُّ يَنْتَحِبُ ¬
كُلَّمَا انْقَضَى سَبَبٌ ... مِنْكِ جَاءَنِي سَبَبُ تَعْجَبِيْنَ مِنْ سَقَمِي ... صَحَّتِي هِيَ العَجَبُ ابن بسّامٍ في أمرد التَحى: 7395 - حَانت مَنيَّتُهُ فَاسوَدَّ عَارِضُهُ ... كمَا تُسودُّ بَعدَ المَيِّتِ الدَارُ أَبُو نصر بن نبَاتةَ: 7396 - حَاوِل جَسيمَاتِ الأُمورِ وَلَا تَقُل ... إِنَّ المَحَامِدَ وَالعُلا أَرزَاقُ يَقُولُ مِنْهَا قَبْلَهُ: عَجَبًا عَجِبْتُ لِمَنْ يَضِيْقُ مِهَادهُ ... وَالشَّامُ شَامٌ وَالعِرَاقُ عِرَاقُ حَاوِل جَسِيْمَاتِ الأُمُورِ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: وَارْغَبْ بِنَفْسِكَ أنْ تَكُونَ مُقَصِّرًا ... عَنْ غَايَةٍ فِيْهَا الطلابُ سِبَاقُ وإذَا عَجِزْتَ عَنِ العَدُوِّ فَدَارِهِ ... وَامْزُجْ لَهُ إِنَّ المِزَاجَ وِفَاقُ فَالمَاءُ بِالنَّارِ الَّذِي هُوَ ضِدُّهَا ... تُعْطِي النّضَاجَ وَطَبْعُهَا الإحْرَاقُ جُذِيمَةُ الأبرَشُ: 7397 - حَبَانِي قَصيرٌ نُصحَهُ فَعَصيتُهُ ... وَكَانَ امْرَءًا لَيسَت تَفيلُ تَجَارِبُه وَمِنْ بَابِ (حُبُّ) قَوْلُ آخَرُ (¬1): حُبُّ الأدِيْبِ عَلَى الأدِيْبِ فَرِيْضَةٌ ... كَمَحَبَّةِ الآبَاءِ لِلوِلْدَانِ فَإِذَا الأدِيْبُ مَعً الأدِيْبِ تَجَالَسَا ... كَانَا مِنَ الآدَابِ فِي بُسْتَانِ لا شَيْءَ أحْسَنَ مِنْهُمَا فِي مَجْلِسٍ ... يَتَنَاثَرَانِ جَوَاهِرًا بِلِسَانِ 7398 - حُبُّ الرِّياسَةِ دَاء لَا دَواءَ لَهُ ... وَقَلَّمَا تَجِدُ الرَّاضِينَ بِالقِسَمِ ¬
الوَزيرُ الطُغرائِيُّ: 7399 - حُبُّ السَّلامَةِ يثنِي عَزمَ صَاحِبِهِ ... عَنِ المَعَالِي وَيُغرِي المَرءَ بِالكَسَلِ 7400 - حِبِّ إنّي كَمَا عَهِدتَ وَلَكِن ... مَا عَلَى مَا نَشَاءُ يَجرِي الزَّمَانُ الحُسَين بنُ الضحّاكِ: 7401 - حَبَّذَا حُبُّكَ رُشدًا ... كَانَ أَو كَانَ ضَلَالا قَبْلَهُ: يَا مُعِيْرَ الجؤْذَرِ المُقْـ ... ــلَةَ وَالجِيْدَ الغَزَالا ترَى بِاللَّهِ مَا تَصْنَـ ... ـــع عَيْنَاكَ حَلالا مِنْ جُفُونٍ تَنْفُثُ السِّحـ ... ــر يَمِيْنًا وَشِمَالا بِأبِي أنْتَ قَضِيـ ... ــبًا وَكَثِيْبًا وَهِلالا حَارَ مَاءُ الحُسْنِ فِي ... رِقَّةِ خَدَّيْكَ فَجَالا حَبَّذَا حُبكَ رُشْدًا. . . البَيْتُ. وَمِنْ بَابِ (حَبَذَا) قَوْلُ آخَرُ (¬1): حَبَّذَا رَجْعُهَا إلَيْهَا يَدَاهَا ... جَانِبَي دِرعِهَا تُحِلُّ الإزَارَا * * * قَالَ الخَلِيْل بن أحْمَدَ: تَكَلَّمَ أرْبَعَةٌ مِنَ المُلُوكِ بِأرْبَع كلِمَاتٍ كَأَنَّهَا رَمْيَةٌ وَاحِدَةٌ وَطُلِبَ لَهَا نَظَائِرَ فِي أشْعَارِ العَرَب فَكَانَتْ: قَالَ كَسْرَى: أَنَا عَلَى مَا لَمْ أقُلْ أقْدَرُ مِنِّي على رَدِّ مَا قُلْتُ. وقَالَ الشَّاعِرُ (¬2): ¬
حَبْسُ مَا لَمْ أقُلْ عَلَى يَسِيْرٍ ... وَعَسِيْرٍ رَدُّ الكَلامِ المَقُولِ وقَالَ قَيْصرُ: لا أنْدَمُ عَلَى مَا لَمْ أقُلْ وَقَدْ أنْدَمُ عَلَى مَا قُلْتُ. وقَالَ الشَّاعِرُ (¬1): مَا لَمْ أقُلْهُ لَمْ أسَعْهُ نَدَامَةً ... وَمَتى أقُلْ يَكْثُرْ عَلَيهِ تَنَدُّمِي وقَالَ مَلِكُ الصِّيْنِ: إِذَا تَكَلَّمْتُ بِالكَلِمَةِ مَلَكَتْنِي وإذَا لَمْ أتَكَلَّمُ بِهَا مَلَكْتُهَا. وقَالَ الشَّاعِرُ (¬2): كَلامُكَ مَمْلُوكٌ إِذَا لَمْ تَفِهْ بِهِ ... وَتَلْقَاهُ إِنْ أطْلَقْتُهُ لَكَ مَالِكَا وقَالَ مَلِكُ الهُنْدِ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَتَكَلَّم بِالكَلِمَةِ إِنْ رُفِعَتْ عَنْهُ ضرَّته وَإن لَم تُرْفَعَ عَلَيْهِ لَمْ تَنْفَعهُ. وقاتل الرَاجِزُ (¬3): عَجِبْتُ للقَائِلِ قَوْلًا هَدَرَا ... مَتَى يَشِعْ يُدْنِ إلَيْهِ ضرَرَا وَلَيْسَ بِالنَّافِعِ لَمَّا سُتِرَا. ابْنُ الفَارِضِ: 7402 - حُبّيكُم فِي النَّاسِ أَضحَى مَذهَبِي ... وَهواكُم دِينِي وَعَقدُ وَلائِي البُستيُّ: 7403 - حُبِستَ وَمن بَعدِ الكُسُوفِ تَبَلُّجٌ ... تُضيءُ بِهِ الآفَاق لِلبَدرِ وَالشَّمسِ بَعْدَهُ: فلا تَعْتَقِدْ للحَبْسِ غَمًّا وَوَحْشَةً ... فَأوَّلُ كَوْنِ المَرْءِ فِي أضْيَقِ الحَبْسِ ¬
أنشد الخليل بن أحمَدَ: 7404 - حَبسُ مَا لَم أقُل عَلَيَّ يَسيرُ ... وَعَسيرٌ رَدُّ الكَلامِ المَقُولِ إِبراهيم الغَزِّيُ: 7405 - حَبلُ المُنَى مِثلُ حَبلِ الشَّمسِ مُتَّصِلًا ... يُرَى وإن كَانَ عِندَ اللَّمسِ مَبتُوتَا ابن أبي البَغل في الورد: 7406 - حَبيب إِذَا مَا زَارَنَا قَلَّ لَبثُهُ ... وَإِن هُوَ عَنَّا غَابَ طَالَ جَفَاؤُهُ أَحمد بن علي القاشاني: 7407 - حَبيبٌ إِلَيهِ كلُّ دَارٍ تَحُلُّهَا سُليمَى ... خَصيبًا كَانَ أَو غَيرَ مُخصِبِ قَبْلَهُ: وَأمْسَتْ أحَبَّ النَّاسِ قُرْبًا وَرُؤيَةً ... إِلَى قَلْبِهِ سَلمَى وَإِنْ لَمْ تَحَبَّبِ حَبِيْبٌ إلَيْهِ كُلُّ دَارٍ تَحُلّهَا. . . البَيْتُ. 7408 - حَبيبٌ غَابَ عَن نَظَرِي وَسَمعِي ... وَلَكِن فِي فُؤَادِي مَا يَغيبُ 7409 - حَبيبٌ نَأَى عَنّي الزَّمانُ بِقُربِهِ ... فَصَيَّرَني فَردًا بِغَيرِ حَبيبِ بَعْدَهُ: فَلِي نَفْسُ مَكْرُوبٍ وَعَقْلُ مُوَلَّهٍ ... وَوَحْشَةُ مَهْجُورٍ وَذُلُّ غَرِيْبِ ¬
7410 - حَبيبٌ هَجرتُ النَّاسَ مِن أَجلِ حُبِّهِ ... وَطَاوَعتُهُ وَالمُدْنفُ الصَّبُ طَائِعُ بَعْدَهُ: إِذَا مَا تَجَلَّى لِي فَكُلِّي نَوَاظِرٌ ... وَإِنْ هُوَ نَاجَانِي فَكُلِّي مِسَامِعُ حَرَامٌ عَلَى قَلْبِي مَحَبَّةُ غَيْره ... كَمَا حُرِّمَتْ يَومًا لِمُوسَى المَرَاضِعُ مؤَيد الدَولة اسامَةُ بن مرشدٍ: 7411 - حَتَّامَ أَركَبُ فِي مَوَدَّةِ زَاهِدِ ... وَأَروُمُ قُربَ الدَارِ مِن مَتَباعِدِ بَعْدَهُ: وَإلامَ ألْتَزِمُ الوَفَاءَ لِغَادِرٍ ... جَانٍ وَأُسْهِرُ مُقْلَتَيَّ لِرَاقِدِ أتُرَاكَ يَعْطِفكَ العِتَابُ وَقَلَّمَا ... يُثنِي العِتَابُ عِنَانَ قَلْبٍ شَارِدِ وَمِنَ العَنَاءِ طِلابُ وُدٍّ صَادِقٍ ... مِن مَاذِقٍ وَصَلاح قَلْبٍ فَاسِدِ 7412 - حَتَّامَ أَمكُثُ لَا أَمرٌ يُطَاعُ وَلَا مَالٌ ... يُفَادُ وَلَا عِزٌّ وَلَا جَاهُ 7413 - حَتَّامَ لَا أَنفَكُّ حَارِسَ سَلَّةٍ ... أُدعَى فَأَسمَعُ مُذعِنًا وَأُطيعُ بَعْدَهُ: يَتَدَاوَلُ النَّاسُ الرِّئاسَةَ بَيْنَهُم ... وَأرُومُ حَظَّهُم وَلَا أسْطِيْعُ وأُكَلَّفُ العِبْءَ الثَّقِيْلَ وَإِنَّمَا ... يَبْلَى بِهِ الأتْبَاعُ لا المَتْبُوعُ فَعَلَيْهِم ثقلُ الأمُورِ وَحَمْلهَا ... وَعَلَى الرَّئِيْسِ الخَتْمُ وَالتَّوْقِيْعُ قَالَ ذَلِكَ بَعْضُ الكُتَابِ يَشْكُو التَّأخُّرَ، وَقِلَّةَ الحَظِّ، وَيَقُولُ: أَنَا أتَكَلَّفُ الأثْقَالَ، وَلَا أرْتَفِعُ إلَى دَرَجَةِ الرُّؤسَاءِ الَّذِيْنَ مَؤُونَتُهم خَفِيْفَةٌ، فَلا يُبَاشِرُونَ إِلَّا الخَتْمَ، وَالتَّوْقِيع، وَالأَمْرَ، وَالنَّهْيَ. إبراهيم الغَزِّيُّ: 7414 - حَتَّامَ لَا عُربًا تُصغِي وَلَا عَجَمًا ... إِلى المَعَاني وَلَا هِندًا وَلَا نَبَطا ¬
وَمِنْ بَابِ (حَتَّامَ) قَوْلُ أَبِي نَصرِ بن نُبَاتَةَ فِي سَيْفِ الدَّوْلة (¬1): حَتَّامَ نُقْدِمُ وَالأيَّامُ تَغْلِبُنَا ... وَغَيْرُنَا يَغْلِبُ الأَيَّامَ بِالفَشَلِ كَمْ عِنْدَكُم نِعَمٌ عِنْدِي مَصَائِبُهَا ... لكُم وِصَالُ الغَوَانِي وَالصَّبَابَةُ لِي قَالُوا حَنِيْفَةُ شُجْعَانٌ فَقُلْتُ لَهُمْ ... كُلَّ الشَّجَاعَةِ وَالإقْدَامِ فِي الدُّوَلِ مَنْ يَزْرَعِ الضَرْبَ يَحْصُدْ طاعَةً عَجَبًا وَ ... مَن يرُبُّ العُلَى يَأمَن مِنَ الثُّكلِ لَمْ يَبْقَ جُودُكَ لِي شَيْئًا أُؤَمِّلُهُ ... تَرَكْتَنِي أصْحَبُ الدُّنْيَا بِلا أمَلِ أبو البركابِ المبارك بن المستوفي الأربليّ: 7415 - حَتَّى إِذَا عِلقَت كَفّي بِكُم ثِقَةً ... أَسلَمتُمونِي فَلَا صَبرٌ وَلَا جَزَعُ الأخطَلُ: 7416 - حَتَّى استَكَانُوا وَهُم مِنّي عَلَى مَضَضٍ ... وَالقَولُ يَنفُذُ مَا لَا تَنفُذُ الأِبَرُ أَخَذَ الأخْطَلُ مِنْ قَولِ طَرَفَةَ: رَأيْتُ القَوَافِي يَتْلحِنَّ مَوَالِجًا ... تَضَايَقُ عَنْهَا أن تَولَّجها الإبَرُ المُتَنَبِّي (¬1): 7417 - حَتَّى رَجَعتُ وَأَقلامِي قَوائِلُ لِيَ ... المَجدُ لِلسَّيفِ لَيسَ المَجدُ لِلقَلَمِ أَبُو ذُؤَيْبٍ: 7418 - حَتَّى كَأَنّي لِلحَوادِثِ مَرْوَةٌ ... بِصَفَا المُشَرَّقِ كُلَّ يَومٍ تُقَرَعُ المُشَرَّق: هُوَ مُصَلَّى النَّاسِ، وَأيَّامُ التَّشْرِيق إِنَّمَا سُمِّيَت بِذَلكَ لِتَشْرِيْقِهم لحومَ ¬
الضَّحَايَا في الشَّرَقَةِ، وَهِيَ الشَّمْسُ. يُقَالُ: التَّشْرِيْقُ: التَّقْطِيعُ، وَمِنهُ شَاةٌ شَرْقَاءُ إِذَا كَانَتْ مَشْقُوقَةُ الأذْنَيْنِ باثْنَتَيْنِ وَيُقَالُ: بَلْ التَّشْرِيْقُ صَلاةُ العِيْدِ سُمِّيَتْ تَشْرِيْقًا لبُروزِ النَّاسِ إِلَى المُشَرَّقِ وَهُو مُصَلَّى النَّاسِ. الحَرَّنبَشُ: أَحدُ بَنِي سَلَامان بن ثُعَلٍ: 7419 - حَتَّى مَتَى أَنَا فِي الأَغلَالِ مُرتَهَنٌ ... لَا مُستَريحٌ مِنَ الدُّنيَا وَلَا نَاجِ قيْلَ كَانَ الحَرْنَبَشُ وَسَلمُ بن رَبِيعٍ الجَروَليُّ أسِيْرَيْنِ فِي أيْدِي الدَّيْلَمِ فَكَتَبَ الحَرْنَبَشُ إِلَى قَومِهِ يَقُولُ (¬1): أَبْلِغْ بَنِي ثَعْلٍ عَنِّي مُغَلغلَةً ... فَقَد أنَى لكَ مِنْ نَيّ باءِ نُضَاجِ أَمَّا النَّهَارُ فَفِي قَيْدٍ وَسلْسِلَةٍ وَ ... اللَّيْلُ فِي جَوفِ مَنْحُوتٍ مِنَ السَّاجِ حَتَّى مَتَى أَنَا فِي الأغْلالِ مُرْتَهَنٌ. البَيْتُ. ألهَى سَلامَانَ لَمْ تَفْتَكّ صَاحِبَهَا ... شُرْبُ العَصِيْرِ وَتِتْمَامُ المَحَالِيْبِ كِلابُ فُحْشٍ تَوَقَّاهَا عَشِيْرَتُهَا ... عِنْدَ اللِّقَاءِ خِفَافٌ كَاليَعَاسِيْبِ إبراهيمُ الصُوليُّ: 7420 - حَتَّى مَتَى أَنَا فِي حُزنٍ وَفِي غُصَصٍ ... إِذَا تَجَدَّدَ حُزنٌ هَوَّنَ المَاضِي بَعْدَهُ: وَكَمْ غَضبْتُ فَمَا بَالَيْتُمُ غَضَبِي ... حَتَّى رَجَعْتُ بِقَلْبٍ سَاخِطٍ رَاضِ الخَليفَةُ الرَّشِيدُ: 7421 - حَتَّى مَتَى أَنَا فِي حَلٍّ وَتِرحَالٍ ... وَطُولِ سَعيٍ وَإِدبَارٍ وَإِقبَالِ ¬
يُقَالُ إِنَّ الرَّشِيْدَ بنَ المَهْدِيّ لَمَّا اجْتَازَ بِحلوَان عِنْد تَوَجُّهِهِ إِلَى خُرَاسَانَ كَتَبَ بِخَطِّهِ عَلَى حَجَرٍ أبْيَاتًا لَهُ قَالَهَا وَهِيَ هَذِهِ: حَتَّى مَتَى أَنَا فِي حَلٍّ وَتِرْحَالِ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَنَازحَ الدَّارِ لا أنْفَكُّ مُغْتَرِبًا ... عَنْ الأحِبَّةِ لا يَدْرُونَ مَا حَالِي فِي مَشْرِقِ الأرْضِ طُورًا ثُمَّ مَغْرِبِهَا ... لا يَخْطُرُ المَوْتُ مِنْ حِرْصٍ عَلَى بَالِي وَلَو قَنَعْتُ أتَانِي الرِّزْقُ فِي دَعَةٍ ... إِنَّ القَنُوعَ الغِنَى لا كثْرَةِ المَالِ 7422 - حَتَّى مَتَى أَنَا مَوقُوفٌ عَلَى ظَمَأ ... بَينَ الطَّريقَينِ لَا وِردًا وَلَا صَدَرَا بَعْدَهُ: أمَا لِذَا الأمْرِ مِنْ وَقْتٍ فَأعْرِفُهُ ... حَتَّى أكُونَ لِذَاكَ الوَقْتِ مُنْتَظِرَا 7423 - حَتَّى مَتَى أَنَا مَوقُوفٌ عَلَى وَجَلٍ ... وَالدَّهرُ يَمضِي وَيُدنينِي إِلى أَجَلِي بَعْدَهُ: وَلَمْ أنَلْ مِنْكَ حَظًّا أرْتَجِيْكَ لَهُ ... إِلَّا القُنُوعُ بِحُسْنِ الظَّنِّ وَالأمَلِ وَمِنْ بَابِ (حَتَّى مَتَى) قَوْلُ أَبُو العَتَاهِيَةِ (¬1): حَتَّى مَتَى أنْتَ فِي الأيَّامِ تَحْسِبُهَا ... وَإِنَّمَا أنتَ فِيْهَا بَيْنَ يَوْمَيْنِ يَومٌ تَوَلَّى وَيَومٌ أنْتَ تَأمُلُهُ ... لَعَلَّهُ أجْلَبَ الأيَّامِ للحَيْنِ قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ: الأيَّامُ ثَلاثة فَأمْسِ حَكِيْمٌ مُؤَدِّبٌ أبْقَى فيك مَوْعِظَةً وَترَكَ فيك عِبْرَةً، وَاليَومُ ضَيْفٌ كَانَ عَنْكَ طَوِيْلُ الغَيْبَةِ وَهُوَ عَنْكَ سَرِيْعُ الظَّعَنِ وَغَدٌ لا تَدْرِي مَنْ صَاحِبُهِ. وَمِنْ بَابِ (حَتَّى مَتَى) قَوْلُ آخَرُ: حَتَّى مَتَى قَلْبِي إلَيْكَ يَهِيْمُ ... وَهَواكَ بَيْنَ جَوَانِحِي مَكْتُومُ ¬
إِنْ بُحْتُ خِفْتُ إِنْ كَتَمْتُ فَلَيْسَ لِي ... صَبْرٌ عَلَى كتمَانِ ذَاك يَدُومُ أرْثِي لِصبٍّ قَدْ أطَلْتِ عَذَابَهُ ... إِنَّ الهَوَى لَو تَعْلَمِيْنَ عَظِيْمُ ابْنُ الرّومي في طَيلسانِه: 7424 - حَتَّى مَتَى أَنتَ كَذَا مُبتَلًى ... بِالسِّلِ لَا تَحْيَى وَلَا تَقضِي 7425 - حَتَّى مَتَى تَلعَبُ لَيتَ شِعرِي ... سَالَ بِكَ السَّيلُ وَلَستَ تَدرِي تَاج الدّين أحمد بن عضد الدَولة: 7426 - حَتَّى مَتَى نَكَبَاتُ الدَّهرِ تَقصُدُنِي ... لَا أَستَريحُ مِنَ الأَحزَانِ وَالفِكَرِ بَعْدَهُ: إِذَا أقُول مَضَى مَا كُنْتُ أحْذَرُهُ ... مِنَ الزَّمَانِ رَمَانِي مِنْهُ بِالغِيَرِ فَحَسْبِيَ اللَّهُ فِي كُلِّ الأُمُورِ فَقَدْ ... بُدِّلْتُ بعد صَفَاءَ العَيْشِ بِالكَدَرِ هُو تَاجُ الدَّوْلَةِ أحْمَدُ بنُ عَضدِ الدَّوْلَةِ. الحَارِثيُ: 7427 - حَتَّى مَتَى وَإِلى مَتَى ... هَذَا التَّمادِي فِي اللَّعِبِ بَعْدَهُ: لا تَسْتَرِيْحُ وَلَا تَفيْق ... وَلَا تَمَلُّ مِنَ الطَّلَب سُلَيمانُ التَوزيُّ: 7428 - حَتَّى مَتَى لَا نَرَى عَدلًا نُسَرُّ بِهِ ... وَلَا نَرَى لِوُلَاةِ الحَقِّ أَعوانَا بَعْدَهُ: مُسْتَمْسِكِيْنَ بِحَقٍ قَائِمِيْنَ بِهِ ... إِذَا تَلَوَّنَ أهْلُ الجَور ألْوَانَا ¬
يَا لَلرِّجَالِ لِدَاءٍ لا دَوَاءَ لَهُ ... وَقَائِدٍ ذِي عَمًى يَقْتَادُ عُميَانَا يُرْوَى أَنَّ المَنْصورَ لَمَّا دَخَلَ البَصغ وَجَّهَ إِلَى سُلَيْمَانَ بن يَزِيْد العَدَوِيّ المَعْرُوف بِالتُّوزِي قَائِل هَذِهِ الأبْيَات، فَجِيْءَ بهِ فقَالَ لَهُ: أنْشُدْ أبْيَاتَكَ، فَأنْشَدَهُ إيّاها، فلمّا سَمِعَها. قال له المنصورُ وَددْتُ أنِّي أَرَى العَدْلَ يَومًا وَأحِدًا ثُمَّ أمُوتُ. أَبُو العَتاهِيَة: 7429 - حَتَّى مَتَى يَستَرِقُّنِي الطَّمَعُ ... أَليسَ لِي فِي العَفَافِ مُتَّسَعُ وقَدْ كُتِبَ مَعَ إخْوَانِهِ بِبَاب: (غَدًا تُوَفَّى النُّفُوسُ مَا كسَبَتْ وَيَحْصُدُ الزَّارِعُونَ مَا زَرَعُوا). البُحتُريّ في صَغير يَنمى: 7430 - حَتَّى يَعُودَ الذِئبُ لَيثًا ضَيغَمًا ... وَالغُصنُ سَاقًا وَالقَرارَةَ نِيقَا الحَيصُ بَيصُ: 7431 - حُثَّ الكَريمَ عَلَى النَّدَى وَتَقَاضَهُ ... بِالوَعدِ وَابعَثهُ عَلَى الإِنجَازِ بَعْدَهُ: وَدعَ الوُثُوقَ بِطَبْعِهِ فَلَطَالَمَا ... نَطَّ الجَوَادُ بِشَوكَةِ المهمَازِ عمرو بن الحارث بن مضاضٍ الأصغر الجرهميّ: 7432 - حُثُّوا المَطيَّ وَأَرْخُوا مِن أَزمَّتهَا ... قَبلَ المَماتِ وَقُضُّوا مَا تَقُضُّونَا وَهِيَ ثَلاثة أبْيَاتٍ مَكْتُوبَة بِبَابِ: (يَا أيُّهَا النَّاسُ سِيرُوا إِنَّ قَصْرَكُمُ). 7433 - حِجَابٌ شَديدٌ لأَبوابِهِ ... وَلَيسَ لِبَابِ اسْتِهِ حَاجِبُ ¬
ابن هندُو يهجُو: [من الطويل] 7434 - حِجَابُكَ إِحسَانٌ إلى مَنْ حَجَبتَهُ ... وَبُخلُكَ إِسعَافٌ لِمَن أَنتَ حَارِمُ بَعْدَهُ: فَإنَّ الَّذِي يُحمَى عبُوسَكَ فَائزٌ ... وَإنَّ الَّذِي يُكْفَى امْتِنَانَكَ غَانِمُ 7435 - حِجَابُهُ أَلزَمَني مَنزِلي ... وَمَنعُهُ أَحسَنَ تَأَديبِي البُحتُرِيّ: 7436 - حُجَج تُخرِسُ الأَلدَّ بِأَلفَاظٍ ... فُرادَى كَالجَوهَرِ المَعدُودِ 7437 - حُجَجٌ مُسِخْنَ وَقَد عُهِدنَ مَحَاسِنًا ... فَأَعَدتَهَا لِلنَاظِرينَ مَقَابِحَا الرضي الموسَوِيُّ: 7438 - حَدِبٌ عَلَى الأَحبَابِ لَا أَسلُو الّذي ... يَسلُو وَلَا أَنسَى الّذي ينسَانِي بَعْدَهُ: أجْزَلْتَ عَارِفَتِي وَأوْطَأتَ العِدَى ... عقْبَى وَبَلَّغْتَ السَّمَاءَ عِنَانِي ذكْرَاكَ آخِرُ مَا يُفَارِقُ خَاطِرِي ... وَنَدَاكَ أوَّلُ وَارِدٍ يَلقَانِي البُحتُرِيُّ في عبد اللَّه بن المُعتَزِّ: 7439 - حَدَث يُوَقِّرُهُ الحِجَا فَكَأَنَّهُ ... أَخَذَ الوَقَارَ مِنَ المَشيبِ الشَامِلِ يَقُولُ مِنْهَا: مُتَهَلِّلٌ طَلِق إِذَا وَعَدَ الغِنَى ... بالبُشْرِ أتْبَعَ بِشْرَهُ بِالنَّائِلِ كَالمُزْنِ إِنْ سَطَعَتْ لَوَامِعُ بَرْقِهِ ... أَجْلَتْ لنَا عَنْ دِيْمَةٍ أو وَابِلِ ¬
أَبُو منصور يحيى بن عبد الرحمن الكاتب النيسابوري: 7440 - حَدِّث أَخَاكَ إِذَا عَدِمتَ مَطيّةً ... إِنَّ الحَديثَ مَطِيَّة لِلرَّاجِلِ بَعْدَهُ: وَاصْحَبْ ذَوِي الألبَاب إنَّكَ لَنْ تَرَى ... زَلقًا لرجلٍ مِثْلَ صُحْبَةِ جَاهِلِ وَمِنْ هَذَا البَابُ قَوْلُ آخَرُ: حَدِّثَانِي حَدِيْثَ عَفوَةَ كَيْمَا ... يَسْتَلِذُّ الحَدِيْثَ قَلْبِي وَسَمَعِي الحَاجريُّ الأَربليُّ: 7441 - حَدِّث بِذِكرِ صَبَابَاتِي وَلَا حَرَج ... أَنَا الّذي بِغَرامِي يُضرَبُ المَثَلُ مَحمودٌ الورَّاقُ: 7442 - حَدَّثتُ بِاليَأسِ عَنكَ النَّفسَ فَانصَرَفَت ... وَاليَأسُ أَحمَدُ مَرجُوعًا مِنَ الطَمَعِ 7443 - حَدِّثُونِي عَنِ الصَّبَاح حَديثًا ... أَوصِفُوُهُ فَقَد نَسيتُ النَّهَارَا 7444 - حَديثٌ إِذَا شَانَ الحَديثُ ... تَكَرُّر يُحَسّنُهُ تَكرَارُهُ وَيَزينُهُ أنْشَدَ الأصْمَعِيُّ قَالَ: أنْشَدَتنِي عَجُوزٌ (¬1): وَمُسْتَخْفِيَاتٍ لَيْسَ يَخْفَيْنَ زِرْنَنَا ... يُسْجَنَّ أذْيَالَ الصَّبَابةِ وَالثُّكْلِ جَمَعْنَ الهَوَى حَتَّى إِذَا مَا مَلَكْنَهُ ... تَرَعْنَ وَقَد أكْثَرْنَ فِيْنَا مِنَ القَتْلِ مَرِيَضَاتُ رَجْعِ القَولِ خُرْسٌ عَنِ الخَنَا ... تَألَّفْنَ أهَوَاءَ القُلُوبِ بِلا بَذْلِ مَوَارِقَ مِنْ حَبْلِ المُحِبِّ عَوَاطِفٌ ... بِحَبْلِ ذَوِي الألبَابِ بِالجَدِّ وَالهَزْلِ يُعَنِّفُنِي العُذَّالُ فِيْهنَّ وَالهَوَى ... يُحَذِّرُنِي مِنْ أطِيْعَ ذَوِي العَذْلِ ¬
أَنشدَ ابن الأعرابيّ: 7445 - حَديثُ الغِنَى نَزرُ العَطِاءَ يَزيدُهُ ... عَلَى المَالِ شحًّا طُولُ مَا حَالَفَ الفَقرَا وَمِنْ بَابِ (حَدِيْثٌ) قَوْلُ آخَرُ: حَدِيْثٌ كَمَا يَسْرِي النَّدَى لَو سَمِعْتَهُ ... لأبْرَاكَ مِن دَاءٍ قَدِيْمٌ وَأسْقَمَا 7446 - حَدِيثًا لَوِ الظَمآنُ عَلّلتَهُ بِهِ ... عَنِ المَاءِ أغنَاهُ عَنِ البَارِدِ العَذبِ قَبْلَهُ: لَقَدْ حَدَّثتنَا أُم عَمْروٍ وَصرَّحَت ... بِمَكْنُونِ أسْرَارٍ طَوَتْهَا عَنِ الرَّكْبِ حَدِيْثًا لَو الظَّمْآنُ عَلَّلتهُ بِهِ. . . البَيْتُ. أَنشد الأَصمَعيُّ: 7447 - حَدِيثُ بَنِي قُرْطٍ إِذَا مَا لَقيتَهُم ... كَنَزْوِ الدّبَا فِي العَرفَجِ المُتَقَارِبِ قَالَ الأصمَعِيُّ: يَصِفُهُمْ بِضؤُولَةِ الأصوَاتِ، وَسُرْعَةِ الكَلامِ، وَإدْخَالِ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ، وَالَّذِي يُحْمَدُ فِيْهِ الجَهَارَةُ، وَالفَخَامَةُ. يُرْوَى أَنَّ عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا): نَظَرَتْ إِلَى رَجُلٍ مُتَمَاوِتٍ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: أحَدُ القرَّاءِ، فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ عُمَرُ بن الخَطَّابِ قَارِئًا، فَكَانَ إِذَا قَال أسْمَعَ، وإذَا مَشَى أسْرَعَ، وإذَا ضرَبَ أوْجَعَ. وَيُرْوَى أنْ عُمَرَ بن الخَطَّابِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ مُظْهِرٍ للنُّسْكِ مُتَمَاوِتٍ، فَخَفَقَهُ بِالدُّرَّةِ، وقَالىَ لَهُ: لا تُمِتْ عَلَيْنَا دِيِنَنَا أمَاتَكَ اللَّهُ. وَكَانَ العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ أجْهَرَ النَّاسِ صَوْتًا، وَإِنَّ غَارَةً أتَتْهُمْ يَوْمًا، فَصَاحَ العَبَّاسُ يَا صَبَاحَاهُ، فَأسْقَطَتِ الحَوَامِلُ لِشِدَّةِ صَوتهِ. 7448 - حَديثٌ سَرَى فِي السَّمعِ كالبُرْءِ فِي الضَّنَى ... فَقَد سُرَّ مِنهُ السَّمعُ وَابتَهَجَ القَلبُ ¬
7449 - حَديث كوَقعِ القَطرِ فِي المَحلِ يُشفَى ... بِهِ مِن جَوًى فِي دَاخِلِ القَلبِ شَاغِفِ الأَحوَص: 7450 - حَديث لَو أَنَّ اللَّحمَ يَصلَى بِحَرِّه ... غَريضًا أَتَى أَصحَابَهُ وَهُوَ مُنضَجُ قَبْلَهُ: وَأعْجَلَنَا وَشْكُ الفرَاق وَبَيْنَنَا ... حَدِيْثٌ كَتَنْشِيجِ المَرِيْضيْنِ مُزْعِجُ حَدِيْثٌ لَو أَنَّ اللَّحْمَ. . . البَيْتُ. 7451 - حَديثٌ لَو إِنَّ المَيْتَ نُوجِي بِبَعضِهِ ... لأَصبَحَ حَيًّا بَعدَ مَا ضَمَّهُ القَبرُ قَبْلَهُ: فَبِتْنَا عَلَى رَغْمِ الحَسُودِ وَبَيْنَنَا ... حَدِيْث كَمِثْلِ المِسْكِ شِيْبَ بِهِ الخَمْرُ حَدِيْثٌ لَو أَنَّ المَيْتَ نُوجِي بِبَعْضِه. . . البَيْتُ. 7452 - حَديثٌ مِثلُ لَعقِ المَاءِ بَحتًا ... وَلَيسَ لِلَعقِ بَحتِ المَاءِ طَعمُ محمّد بن مُوسَى القاشانِي: 7453 - حَذَارِ حَذَارِ مِن امرَأَتينِ ... إنّي أَخُو عِلمٍ بِصَاحِبِ ضَرّتَيْنِ الرَّضيُ الموسَوِيُّ: 7454 - حَذَارِ فَإِنَّ اللَّيثَ قَد فَرَّ نَابهُ ... وَقَد أَوتَرَ الرَّامِي المُصيبُ فَأَنبَضَا ابْنُ الحَجَّاج: 7455 - حَذَارِ مِنَ الخَطبِ اليَسيرِ إِذَا بَدَا ... فَإِنَّكَ إِن أَغفَلتَهُ أَشِرَ الخَطبُ ¬
بَعْدَهُ: وَمَا النَّارُ إِلَّا نَشْأةٌ مِنْ شَرَارَةٍ ... وَرُبَّ كَلامٍ يُسْتَثَارُ بِهِ الحَرْبُ فَيَا أيُّهَا اللَّيْثُ اتَّقِ الكَلْبَ إِنْ عَوَى ... فَإِنَّكَ إِنْ أهْمَلْتَهُ كَلبَ الكَلْبُ محمَّد بن أَيمنَ الرُهَاوِيّ: 7456 - حَذَّرتُكَ الكِبرَ لَا يَعلَقكَ مَيسَمُهُ ... فَإِنَّهُ مَلبَسٌ نَازعتَهُ اللَّهَ قَبْلَهُ: إِنَّا نُنَافِسُ فِي دُنْيَا مُفَارِقَةٍ ... وَنَحْنُ قَدْ نَكْتَفِي مِنْهَا بِأدْنَاهَا حَذَّرْتُكَ الكِبْرَ. . . البَيْتُ محمَّد بن شِبلٍ: 7457 - حَذِرنَا فَلَمَّا جَلَّ فِيكَ مُصَابُنَا ... أَمِنّا وَشَرُّ الخَوفِ مَا أَورَثَ الأَمنَا هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ لأبي عَلِيِّ بن شِبْلٍ يَرْثِي فِيْهَا أبَاهُ. بَشَّارٌ: 7458 - حَذَفَ المُنَى عَنهُ المُشَمِّرُ فِي الهُدَى ... وَأَرَى مُنَاكَ طَويلَةُ الأَذيَالِ أبْيَاتُ بَشَّارٍ: حَذْفُ المُنَى عَنْهُ المَشَمِّرُ فِي الهُدَى. البيتُ وَبَعْدَهُ: جِيْلُ ابْنُ اَدَمَ فِي الحَيَاةِ كَثِيْرَةٌ ... وَالمَوْتُ يَقْطَعُ حِيْلَةَ المُحْتَالِ قِسْتُ السُّؤَالَ فَكَانَ أعْظَمَ قِيْمَةً ... مِن كُلِّ عَارِفةٍ جَرَتْ بِسُؤَالِ وإذَا ابْتَلَيْتَ بِبَذْلِ وَجْهِكَ سَائِلًا ... فَابْذُل لَهُ للمُتَكَرِّمِ المِفْضَالِ وإذَا خَشيْتَ تَعَذُّرًا فِي بَلْدَةٍ ... فَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِعَاجِلِ التّرْحَالِ وَاصبُر عَلَى غَيْرِ الزَّمَانِ فَإنَّما ... فَرَجُ الشَّدَائِدِ مِثْلُ حَلِّ عِقَالِ ¬
أَبُو الفَتح البُستيُّ: 7459 - حُذِفتُ وَغَيرِي مُثبَتٌ فِي مَكَانِهِ ... كَأَنّي نُونُ الجَمعِ حِينَ تُضَافُ قَبْلَهُ: أغِثْ أيُّهَا الشَّيْخُ الجَلِيْلُ فَإنَّنِي ... دُهِيتُ بِمَا قَدْ كُنْتُ قَبْلُ أخَافُ عُزِلْتُ وَلَمْ أعْجَزْ وَمَا كُنْتُ خَائِنًا ... وهذا لإنْصَافِ الوَزِيْرِ خِلافُ حُذِفْتُ وَغَيْرِي مُثْبَت فِي مَكَانِهِ. . . البَيْتُ 7460 - حِذْقُكَ بَالكَشطِ دَليلٌ عَلَى أنّكَ ... فِي الكُتْبِ كَثيرُ الخَطَأ أَبُو تَمَّامٍ: 7461 - حَرَامٌ عَلى أَرمَاحِنَا طَعنُ مُدبِرٍ ... وَتَندَقُّ بَأسًا فِي الصُّدُورِ صُدُورُهَا بَعْدَهُ: مُحَرَّمَة إعْجَازُ خَيْلِي عَلَى القَنَا ... مُحَلِّلةٌ لَبَّاتُهَا وَنُحُورُهَا حُسَين بن داوُدَ الجعفريُ: 7462 - حَرَام عَلَى عَينٍ أَصابَت مَقَاتِلي ... بِأسهُمِهَا مِن مُهجَتِي مَا استَحَلَّتِ بَعْدَهُ: دَعَتْ قَلْبِي المُنْقَادَ للحُبِّ فَانْثنى ... إلَيْهَا فَلَمَّا أنْ أجَابَ تَوَلَّتِ 7463 - حَرَامٌ عَلَى قَلبِي مَحَبَّةُ غَيرِكُم ... كَمَا حُرِّمَت يَومًا لِمُوسَى المَراضِعُ الحَيصُ بَيصُ: ¬
7464 - حَرَامٌ عَلينَا أَن نُقيمَ بِبَلدَةٍ ... يَكونُ بِهَا الحُرُّ الكَريمُ ذَليلُ بَعْدَهُ: سَنَرْحَلُ عَنْهَا وَالدُّمُوعُ سَوَاجِمٌ ... عَلَيْهَا وفي الأحْشَا جَوًى وَغَلِيْلُ 7465 - حَرَامٌ عَلَيَّ المَاءُ أَن سَوَّغَ الكَرَى ... لِعَينَيَّ غُمضًا أَرَى الصَّدعَ يُرْأَبُ 7466 - حَرَثُوا بِخَيلِهِم القُرَى فَكَأنَّهُم ... وَالسُّمرُ تُركزُ يَزرَعونَ رِمَاحَا 7467 - حَرجُ الخَليقَةِ بُغضُهُ لِعَدُوِّهِ ... وَصَفَاؤُهُ لِصَديقِهِ سِيَّانِ قِيْلَ للوَاسِطِيِّ المُتَكَلِّمُ: كَيْفَ تَرَى أبَا عبدِ اللَّهِ المُرْشِدِ البَصْريّ، فَأنْشَأ يَقُولُ: حَرجُ الخَلِيْقَةِ بُغْضُهُ لِعَدُوِّهِ. . . البَيْتُ السِريُّ الرَّفَاء: 7468 - حَرَّاثُ مَزرَعَةٍ وَأَحمَقُ لِحيَةٍ ... وَمُعَلِّمٌ يَنمِي إِلى خَيَّاطِ مَالِكُ بن خُريمٍ الهَمدانيُّ: 7469 - حَرَّقَ قَيس عَلَيَّ البِلادَ ... حَتَّى إِذَا اضْطَرَمَتْ أَجذَمَا بَعْدَهُ: جَنِيَّةَ حَرْبٍ جَنَاهَا فَمَا ... تُفُرِّجُ عَنْهُ وَمَا أسْلَمَا وَيُرْوَيَانِ للرَّبِيع بنِ زِيَادٍ. قَالَ الحَاتِمِيُّ: هَذَا البَيْتُ الأوَّلُ هُوَ أشْرَدُ مَثَلٍ قَيْلَ فِي مَنْ طَلَبَ شَيْئًا وَجَدَّ فِيْهِ حَتَّى إِذَا أدْرَكَهُ قَصَّرَ عَنْهُ. 7470 - حَرِّكِ الرِّزقَ بِالطَلَبْ ... كُلُّ شَيءٍ لَهُ سَبَبْ ¬
بَعْدَهُ: وَصلِ السَّيْرَ بِالسُّرَى ... وَالْزَمِ الرَّحْلَ وَالقَتَبْ لا تَعُوقَنْكَ أُلْفَةٌ ... لِحَبِيْبٍ عَنِ الطَّلَبْ رُبَّ وَصلٍ مِنَ الفِرَاقِ ... وَخَفْضٍ مِنَ التَّعَبْ الخَوارزميُّ بديهةً: 7471 - حَرِّك مُنَاكَ إِذَا اغتَمـ ... ـمتَ فَإِنَّهُنَّ مَرَاوِحُ بَعْدَهُ: فَلَربَّمَا اقترَبَتْ بِإرْجَا ... فِ القُلُوبِ مَنَازحُ وَلَربَّمَا يَلْقَاكَ تَحْـ ... ـتَ الظَّنِّ فَألٌ صَالِحُ أَبُو تَمَّامٍ: 7472 - حَرِّكهُ فَالأَشَجَارُ فِي تَحرِيكِهَا ... يُجنَى جَنَاهَا وَالقُلُوبُ تُقَلَّبُ 7473 - حَرَكَاتُ الشُّيوخِ فِي كُلِّ شَيءٍ ... حَرَكاتٌ جَميعُهَا بَرَكَاتُ 7474 - حُرِمتُ الرِّضَا إِن كنتُ خُنتك فِي الهَوَى ... وَعُوقِبتُ بِالهُجرَانِ إِن كُنتُ كَاذِبَا 7475 - حُرِمتُ رِضَاكُم إِن تَبَدَّلتُ غَيرَكُم ... وَإِن كُنتُ عَن عَهدِ الهَوَى أَتَنَقَّلُ مَروان بن الحَكَم: 7476 - حُرِمتُم حَظَّكُم فَابكُوا عَليهِ ... كمَا يَبكِي الرَّضيعُ عَلَى الّلِبانِ قَالَ مُعَاوِيَةَ لِمَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ: أُخْطُب لِيَزِيْدَ أُمّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ بن أبي طَالِبٍ وَأمُهَا زَيْنَبُ بِنُ عَلِي بنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ فَاطِمَة بِنْتُ رسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ¬
وَسَلَّم فَمَنَعَهَا الحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالقَاسمِ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر، فَقَالَ مَرْوَانَ فِي ذَلِكَ مُخَاطِبًا لِلحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ: اردْنَا صِهْرَكُمْ لِنُجدَّ وُدًّا ... قَدْ أخْلَقَهُ بِهِ حَدثُ الزَّمَانِ فَلَو عُرِفَتْ إرَادَتُنَا لَكُنَّا ... إلَيْكُم بِالأكُفِّ وَبِاللِّسَانِ وَلَمْ أكُ عَنْ مُوَدَّتِكُم بِنَاءٍ ... وَلَمْ أكُ عَنْ عَدُوِّكُمُ بِوَانِ وَلَكِنْ جِئْتُكُمْ فَجَبَهْتُمُوني ... وَبُحْتُم بِالضَّمِيْرِ مِنَ الشَّنَانِ حُرِمْتُمْ حَظَّكُمْ فَابْكُوا عَلَيْهِ. البيتُ وَبَعْدَهُ: فَلَمْ أقْرَعْ لِمَا قَدْ كَانَ سِنِّي ... وَلَمْ أعْضُضْ عَلَى قُوتِ بَنَانِي قَالَ: فَلَمَّا سَمِعِ مُعَاوِيَةَ بِذَلِكَ كَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ: الحُسَيْنُ أعْلَمُ بِمَا صَنَعَ وَلَعَلَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعَالى أنْ يَكُونَ خَارَ للجارِيَةِ، فَإِذَا أتَاكَ كِتَابِيَ هَذَا فَاعْطِ الحُسَيْنَ ألْفَ ألْفِ دُرْهَمٍ وَالى الجارِيَةِ مِائَةَ ألْفِ دَرْهمٍ وَالسَّلامُ. البُحتُرِيُّ: 7477 - حَرُونٌ إِذَا عَازَزتَهُ فِي مُلِمَّةٍ ... وَإِن جِئْتَهُ مِن جَانِبِ الذُلِّ أَصحَبَا أَبُو الفَرج الوَأوَاء: 7478 - حُزتَ المَوَدَّةَ فَاستَوَى ... عِندِي حُضورُكَ وَالمَغيبُ كَاتبهُ (عَفَا اللَّه عنه): 7479 - حَزمٌ وَعَزمٌ وَصَبرٌ ثُمَّ تَجرِبةٌ ... وَهِمَّةٌ تَعشَقُ العَليَاءَ وَالشَرَفَا قَبْلَهُ: مَا لِي أرَى حَادِثَاتِ الدَّهْرِ قَدْ جَمَعَتْ ... عَلَيَّ عِبْئَيِن سُوءَ الكَيْلِ وَالحشَفَا ألِي تُرَوِّعُ قَدْ جَاءَتْ بِمُعْظَمِهَا ... كَمْ حَادِثٍ جَلَّ لَمَّا حَلَّ وَانْصَرَفَا ¬
كَأنَّنِي مَا حَلَبْتُ الدَّهْرَ أشْطُرَهُ ... وَلَا وَقَفْتُ عَلَى آثَارِ مَنْ سَلَفَا عِنْدِي لِرَيْبِ زَمَانِي خَمْسَة عَجَبٌ ... فَلا أخَافُ إِذَا مَا حَافَ أو جَنَفَا حَزْم وَعَزْم وَصبْرٌ. . . البيتُ، . وَبَعْدَهُ: حَاشَايَ أشْكُو إِلَى خَلْقٍ فَأُشْمِتُهُ ... مَا فِي الأنَامِ صدِيْقٌ إِنْ وَفَيْتَ وَفَى خُلقُ الصَّدِيْقِ لِخُلْقِ الدَّهْرِ مُتَّبع ... إِذَا صَفَا لَكَ صَافَى أو جَفَاكَ جَفَا هَلْ هَذِهِ الدَّارُ إِلَّا مِثْلُ ما وُصفَتْ ... هَشِيْمُ نَبْتٍ ذَرَاهُ عَاصِفٌ عَصَفَا أو كَالغَمَامِ يُرَجِّي النَّاسُ رِيقهُ ... لَمَّا تَمَكَّنَ أجْلا الغَيْمُ وَانْكَشَفَا حَسْبُ الفَتَى ذكرُهُ للمَوتِ مَوْعِظَة ... إِذَا أرَادَ اعْتِبَارًا حَصْبُهُ وَكَفَى طَرَفَةُ: 7480 - حُسَامٌ إِذَا مَا قُمتُ مُنتَصِرًا بِهِ ... كَفَى العَودُ مِنهُ البُدءَ لَيسَ بِمُعضَدِ بَعْدهَ: أخِي ثِقَةٍ لا يَنثَنِي عَنْ ضَرِيْبَةٍ ... إِذَا قيْلَ مَهْلًا قَالَ حَاجِزُهُ قَدِ الرّضِي الموسَويُّ يَرثِي: 7481 - حُسَام جَلَا عَنهُ الزَّمانُ فَصَمَّمت ... مَضَارِبُهُ حِينًا وَعَادَ إِلى الغِمدِ أبْيَاتُ الرِّضَى المَوْسَوِيّ، أوَّلُهَا: سَلا ظَاهِرَ الأنْفَاسِ عَنْ بَاطِنِ الوَجْدِ ... فَإنَّ الَّذِي أخْفي نَظِيْرُ الَّذِي أبْدي فَهَذِي جُفُونِي مِنْ دُمُوعِي فِي حَيًا ... وهذا جنَانِي مِن غَلِيْلِي فِي وَقَدِ يَقُولُ مِنْهَا: حُسَامُ جَلا عَنْهُ الزَّمَانُ. البيتُ وَبَعْدَهُ: رَبِيْعٌ تَجَلَّى وَانْجَلَى وَورَاءهُ ... ثناءٌ كَمَا يَثْنِي عَلَى زَمَنِ الوَرْدِ ¬
عَوَادٍ مِنَ الدُّنْيَا يُهَوِّنُ فَقْدَهَا ... تَيَقُّنًا أَنَّ العَوَادِيَّ للرَّدِّ أَبُو الهَولِ الطُهَؤيُّ: 7482 - حُسَامٌ غَدَاةَ الرَّوعِ مَاضٍ كَأَنَّهُ ... مِنَ المَوتِ فِي قَبضِ النُفُوسِ رَسولُ يَقُولُ مِنْهَا قَبْلَهُ: تَصَلْصَلَ فِي يُمْنَاهُ وَاهْتَزَّ صَارِمٌ ... لَهُ بَيْنَ هَبَّاتِ القُلُوبِ سَبِيْلُ حُسَامٌ غَدَاةَ الرَّوعِ مَاضٍ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: كَأَنَّ جُنُودَ الذَرِّ كَسَّرْنَ فَوقَهُ ... قُرُونُ جَرَادٍ بَيْنَهُنَّ ذُحُولُ إِذَا مَا تَمَطَّى المَوتُ فِي يَقَظَاتِهِ ... فَلا بُدَّ مِنْ نَفْسٍ هُنَاكَ تَسِيْلُ كَأَنَّ عَلَى إفْرِنْدِه مَوْجُ لُجَّةٍ ... تقَاصرُ فِي ضَحْضَاحِهِ وَتَطُولُ النَّابِغَةُ الذُبيانيُّ: 7483 - حَسبُ الخَليلَينِ نَأيُ الأَرضِ بَينَهُمَا ... هَذَا عَليهَا وَهَذا تَحتَهَا بَالِ أَحمَدُ بنُ طَاهرٍ: 7484 - حَسبُ الفَتَى أَن يَكونَ ذَا حَسَبٍ ... مِن نَفسِهِ لَيسَ حَسبُهُ حَسَبُهْ بَعْدَهُ (¬1): لَيْسَ الَّذِي يَبْتَدِي بِهِ نَسَبٌ ... مِثْلُ الَّذِي يَنْتَهِي بِهِ نَسَبُهْ أَبُو الفَتح البُستيُّ: 7485 - حَسبُ الفَتَى عَقلُهُ خِلًّا يُعَاشِرُهُ ... إِذَا تَحَامَاهُ إِخوَان وَخُلَّانُ ¬
بَعْدَهُ: هُما رَضِيعَا لِبَانٍ حِكْمَةٌ وَتُقًى ... وَسَاكِنَا وَطَنٍ مَالٌ وَطُغِيَانُ 7486 - حَسبُ الفَتَى مِن عَيشهِ ... زَادٌ يُبَلِّغُهُ المَحَلَّا بَعْدَهُ: خُبْزٌ وَمَاءٌ بَارِدٌ ... وَالظِّلُّ حَيْثُ يُرِيْدُ ظِلَّا الأعشَى: 7487 - حَسبُ الكَريمِ مَذَلَّةً وَنَقيصَةً ... أَن لَا يَزَالَ إِلى لَئِيم يَرغَبُ مِثْلُهُ: وَمِنَ الذُّلِّ وَالبَلاءِ إِذَا اضْطُـ ... ـرَّ كَرِيْمٌ إِلَى سُؤَالِ بَخِيْلِ 7488 - حَسبُ امرِئٍ أَن فَاتَنِي عَرَضٌ ... مِن بِرِّهِ أَن فَاتَهُ شكرِي أَعشَى هَمدَانَ: 7489 - حَسِبتُكَ أَمسِ خَيرُ بَنِي لُؤيٍّ ... وَأَنتَ اليَومَ خَيرٌ مِنكَ أَمسِ بَعْدَهُ: وَأَنْتَ غَدًا تُرِيْدَ الضِّعْفَ خَيْرًا ... كَذَاكَ تُرِيْدُ سَادَةَ عَبْدِ شَمْسِ قَيْلَ: دَخَل سَهْلُ بن هَارُونَ عَلَى الرَّشِيْدِ وَهُوَ يُضاحِكُ المَأمُونَ فَقَالَ سَهْلُ: اللَّهُمَّ زِدْهُ مِنَ الخَيْرَاتِ وَابْسِطْ لَهُ فِي البَرَكاتِ حَتَّى يَكُونَ كُلّ يَومٍ مِنْ أيَّامِهِ مُوفيًا عَلَى أمْسِهِ مُقَصِّرًا عَنْ غَدِهِ. فَقَالَ الرَّشِيْدُ: مَنْ قَرَأ مِنَ الشِّعْرِ أفْصَحَهُ وَمِنَ الحَدِيْثِ أوْضَحَهُ إِذَا أرَادَ أنْ يَقُولَ لَمْ يَعْجَزْ. فَقَالَ: يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِينَ مَا أحَدٌ سَبَقَنِي إِلَى هَذَا المَعْنَى. فَقَالَ الرَّشِيْدُ: بَلَى أعْشَى هَمْدَانَ حَيْثُ يَقُول: ¬
حَسِبْتَكَ أمسِ خَيْرُ بَنِي لُؤَيٍّ. البَيْتَانِ. قَيْلَ: وَدَخَل زِيَادٌ الأعْجَمُ عَلَى مُسْلِمَةَ بن عبدِ المَلِكِ وفي يَدِهِ ثَلاثة أحْجَارٍ يَوَاقِيْتُ حُمْر يُقَلِّبُهَا فَقَالَ: رَأيْتُكَ أمْسِ خَيْرَ بَنِي مَعَدٍّ. البَيْتَانِ. فَرَمَى إلَيْهِ بِالأحْجَارِ الثَّلاثَةِ وقَالَ: يَا زِيَادُ إنَّهَا طُلِبَتْ بِمِائَةِ ألْفٍ وَخَمْسِيْنَ ألْفَ دَرْهَمٍ فَإيَّاكَ أنْ تُخْدَعَ عَنْهَا. وَبَلغَ ذَلِكَ تُجَّارَ الجوهَرِ فَأتُوهُ فَابْتَاعُوهَا مِنْهُ بِمِائَةِ ألْفٍ وَسِتِّينَ ألْفِ دِرْهَمٍ. المُتنبي في علي بن أحمد الخراساني: 7490 - حَسبُكَ اللَّهُ مَا تَضِلُّ عَن الـ ... ـــحقِ وَلَا يَهَتَدِي إليكَ أثَام مِسكين الدَارميُّ: 7491 - حَسُبُكَ من تحصينها ضَمُّهَا ... مِنكَ إلىَ عقلٍ رَصينٍ وَدينْ قَيْلَ: لَمَّا زَوَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بن سُلَيْمَانَ ابْنَتَهُ بِمُحَمَّدِ بنِ دَاوُودِ بن الجَرَّاحِ قَالَ لَهُ: لَسْتُ أُوْصِيْكَ لَهَا بِأكْثَرَ مِن بَيْتَي مِسْكين الدَّارِمِيّ وَأنْشَدَ: حَسْبُكَ من تَحْصِيْنِهَا ضَمُّهَا. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: لا تَظْهِرَنْ مِنْكَ عَلَى سَوْءَةٍ ... فَيتبَعُ المَقْرُونُ حَبْلَ القَرِينْ أَبُو العَتاهِية: 7492 - حَسبُكَ مما تبتَغِيهِ القُوتُ ... ما أَكثَر القُوتَ لمن يموتُ البُستيُّ: 7493 - حَسبي التَكثُّر بالفضَائِل إنَّها ... ذُخرِي ليَومَي شدَّتي ورخائِي ¬
أَبُو الفتح أيضًا: 7494 - حَسبي القَنَاعةُ لَا أَبغي بها بدلًا ... غِنى القَناعةِ خيرٌ من غِنى المَالِ عَلِي بن الجَّهم: 7495 - حَسبيَ اللَّهُ خَاب مَن يُنزلُ الـ ... ـحَاجاتِ إلا بالواحِدِ القَهَّارِ قَالَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا قَالَ العَبْدُ حَسْبِيَ اللَّهُ سَبع مَرَّاتٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَل وَعِزَّتِي لأُكْفِيَنَّهُ صَادِقًا أو كَاذِبًا. قَالَ التُّرْمُذِيُّ: الصَّادِقُ الَّذِي لا يُعَلِّقُ قَلْبَهُ قَوْلهَا بِالأسْبَابِ وَالكَاذِبُ بِضدِّهِ. أَبُو العَتاهِية: 7496 - حَسْبِي بعِلمِي لَو نَفَعْ ... ما الذُلُّ إِلَّا في الطّمَعْ بَعْدَهُ: مَنْ رَاقَبَ اللَّهَ نَزَعْ ... عَنْ بَعضِ مَا كَانَ صَنَعْ ابْنُ عَرَفَة: 7497 - حسبي بقلبكَ شاهدًا لي في الهَوَى ... والقَلبُ أعدَلُ شاهدٍ يُستشَهَدُ مسلم بن الوَليد: 7498 - حَسبي بما أدّتِ الأَيّامُ تَجربةً ... يَسعَى عَليَّ بِكَأسَيها الجَدِيدان يَقُولُ مِنْهَا: إمَّا تَرَيْنِي أُزَجِّي العَيْشَ مُنْتَظِرًا ... وَعْدَ المُنَى أرْتعي فِي غَيْرِ أوْطَانِي فَقَدْ أرُوحُ نَدِيْمَ الدَّهْرِ يَمْزُجُ لِي ... كَأسَ الصبَا وَيُحَيِّني بِرَيحَانِ ¬
سَائِلْ جَدِيْدَ الهَوَى هَلْ كُنْتُ أخلُقُهُ ... إذ الصِّبَا مُهْجَةٌ تَمْشِي بِجثْمَانِي فَالآنَ أقْصَرْتُ إِذْ رَدَّ الزَّمَانُ يدِي ... وَنَافَرَتْنِي اللَّيَالِي بَعْدَ إذْعَانِ حَسْبِي بِمَا أدَّتِ الاصّد امُ تَجْرِبَةً. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: دَلَّتْ عَلَى عَيْبِهَا الدُّنْيَا وَصَدَّقَهَا ... مَا اسْتَرْجَعَ الدَّهْرُ مِمَّا كَانَ أعْطَانِي حَاشَى لِعَيْنَيَّ أنْ تَفْنَى دُمُوعُهُمَا ... عَلَى هَوَى نَازحِ أو نَأيِ جِيْرَانِ 7499 - حَسبي رضَاكَ وعَفوًا عَن مُعاتَبَتي ... أَنتَ البَريءُ وَلي ذَنبي وَلي زَلَلي بعدَهُ: أَقرَرتُ بالذَنبِ خوفًا مِنكَ مُعتَذرًا ... وقُلتُ مَا الذّنبُ إِلَّا لِي وَمن عَمَلِي لَو كُنت أُحْسِنُ هجرًا كُنت أهجُركُم ... أو كُنتُ أُحسنُ غيرَ الوَصلِ لم أَصِلِ ابْنُ مالُولَا: 7500 - حَسبي منَ الأيَّامَ مَعرِفَتي بِهَا ... وتصرُفُ الحَدثانِ في الآفاقِ عَبد الصّمد بن المعذّل: 7501 - حَسبي ودادُكَ من خَفضي وَمن دَعَتي ... ومن سُرُوري وَمن دِيني وَدُنيائي قَبْلَهُ: مَا إِنْ ذَكَرْتُكِ فِي قَومٍ أُجَالِسُهُمْ ... إِلَّا تَجَدَّدَ فِي ذِكْرَاكِ بَلْوَائِي وَلَا هَمَمْتُ بِشُرْبِ المَاءِ مِنْ عَطَشٍ ... إِلَّا وَجَدْتُ خَيَالًا مِنْكِ فِي المَاءِ وَلَا حَضَرْتُ مَكَانًا لَسْتَ شَاهِدَهُ ... إِلَّا وَجَدْتُ فُتُورًا بَيْنَ أعْضَائِي حَسْبِي وَدَادُكِ. . . البَيْتُ. أَبُو تمّامٍ: 7502 - حَسَدُ الفَتى في المَكرُماتِ ... لغَيرهِ كَرَمٌ وَلَكِن لَيسَ بالمَعدودِ ¬
قَبْلَهُ: أُحْسُدُ عَلَى نَيْلِ المَكَارِمِ وَالعُلا ... إِذْ لَمْ تَكُنْ في حَالَةِ المَحْسُودِ حَسَدُ الفَتَى فِي المَكْرُمَاتِ. . . البَيْتُ. قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ فِي الحَسَدِ: أوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ. أَمَّا فِي السَّمَاءِ فَحَسَدَ إبْلِيْسُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ حَتَّى امْتَنَعَ مِنَ السُّجُودِ لَهُ، وَأَمَّا فِي الأرْضِ فَحَسَدَ قَابِيْلُ أخَاهُ هَابِيْلَ لَمَّا تُقُبِّلَ مِنْهُ القُرْبَانُ حَتَّى قَتَلَهُ. وقَالَ أنسُ ابْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رُفِعَتِ البَرَكَةُ عَن خَمْسَةٍ: عَنِ النَّاكِثِ وَالبَاغِي وَالحَسُودِ وَالحَقُودِ وَالخَائِنِ. وقَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ: الحَسَدُ دَاءُ الجَسَدِ. وقَالَ آخَرُ: الحَسُودُ لا يَسُودُ. وقَالَ آخَرُ: الحَسَدُ وَالكَذِبُ وَالنِّفَاقُ أثَافِي الذُّلِّ. وقَالَ آخَرُ: الحَاسِدُ مُغْتَاظٌ عَلَى مَنْ لا ذَنْبَ لَهُ بَخِيْل بِمَا لا يَمْلِكُهُ طَالِبٌ لِمَا لا يَجِدُهُ. وقَالَ آخَرُ: لا يَرْضى عَنْكَ الحَاسِدُ أو يَمُوتَ. وقَالَ آخَرُ: عُقُوبَةُ الحَاسِدِ مِن نَفْسِهِ يَأخُذُ نَصيَبهُ مِنَ الغُمُومِ كَالنَّاسِ وَيُضَافُ إِلَى ذَلِكَ غَمُّهُ بِسُرُورِهِم فَهَذَا أبَدًا مَغْمُومٌ مَهْمُومٌ. مَنْ حَسَدَ مَنْ دُونهِ قَلَّ عُذْرُهُ، وَمَن حَسَدَ نَظِيْرَهُ كَدَّرَ عَيْشَهُ، وَمَن حَسَدَ مَنْ فَوْقِهِ تَعِبَتْ نَفْسَهُ. قَالَ الشَّاعِرُ (¬1): وَتَرَى الكَرِيْمَ مُحَسَّدًا لَمْ يَحْتَرمْ ... شتمَ الرِّجَالِ وَعرضُهُ مَشْتُومُ حَسَدُوا الفَتَى إِذْ لَمْ يَنَالُوا سَعْيَهُ ... فَالناسُ أعْدَاءٌ لَهُ وَخُصُومُ كَضرَائِرِ الحَسْنَاءِ قِلْنَ لِوَجْهِهَا ... حسَدًا وَبَغْيًا إنَّهُ لَذَمِيْمُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ أبي شُرَاعَة: أتَاني أَنَّ أقْوَامًا شَكَوهُ ... لَقَدْ خَانُوا وَقَدْ لاقُوا أثَامَا هُوَ الحَسْنَاءُ إِنْ فَتّشتِمُوهُ ... وَمَا أن تعدمَ الحَسْنَاء ذامَا 7503 - حَسَدُوا الفَتى إذ لَم يَنالوا سَعيهُ ... فَالنَّاس أعدَاء لَهُ وَخُصُومٌ ¬
بَعْدَهُ: كَضَرَائِرِ الحَسْنَاءِ قُلْنَ لِوَجْهِهَا ... حَسدًا وَبَغْيًا إنَّهُ لَدَمِيْمُ الدَّمَامَةُ بِالدَّالِ المُهْمَلَةِ: تَكونُ فِي الخَلْقِ، وَالذَّمَامَةُ بِالذَّالِ المُعْجَمَةِ: تَكُونُ فِي الخُلُقِ. الحسنُ بن وَهبٍ: 7504 - حَسَدُوا النِّعمةَ لمَّا ظَهَرت ... فَرَمَوهَا بِأَبَاطِيل الكَلِمْ بَعْدَهُ: وإذَا مَا اللَّهُ أسْدَى نِعْمَة ... لَمْ يَضرْهَا قَوْلُ حُسَّادِ النِّعَمْ 7505 - حُسنُ التَأنّي في الحَوائِج ... نِعْمَ مِفْتَاحُ النَّجَاحِ 7506 - حُسنُ التَّواضُعِ في الكَريمِ يَزيدُهُ ... فَضلًا عَلى الأَضرابِ والأَمثَالِ بَعْدَهُ: يَكْسُوهُ مِنْ حُلَلِ الثَّنَاءِ مَلابِسًا ... تَنْبُو عَنِ المُتَرَفِّعِ المُخْتَالِ إِنَّ السِّيُولَ إِلَى القَرَارِ سَرِيْعَةٌ ... وَالسَّيْلُ حَرْبٌ للمَكَانِ العَالِي المتَنبّي: 7507 - حُسنُ الحَضَارةِ مَجلُوبٌ بتَطريَةٍ ... وَفي البَداوة حُسنٌ غَيرُ مَجْلوب التّهَاميُّ: 7508 - حُسنُ الرِّجَالِ بحُسنَاهُم وَفَخرهُم ... بِطَوْلِهِم في المَعالي لَا بِطُولِهِمُ ¬
عبد الرحمن بن سَهل بن أبي حسّان: 7509 - حَسَنُ الصَّبرِ قَبيحٌ لبسُهُ ... في الهوىَ وَالبُخْلُ بالبُخلِ كَرَمُ بَعْدَهُ: أيُّ صبْرٍ بَعْدَ رِيْم لَمْ يَرِمْ ... وَفُؤَادٍ مِنْ هَوَى سَلْمَى سَلِمْ عُمرُ بن أبي رَبيعَةَ: 7510 - حَسَن إليَّ حَديثُ مَنْ أَحبَبتُهُ ... وَحدِيثُ مَنْ لَا أَستَلُّذُ قَبيحُ أوَّلُهَا: بَانَتْ عُثَيمَةُ وَالفُؤَادُ قَرِيْحُ ... وَدُمُوعُ عَيْنِكَ في الرّدَاءِ سُفُوحُ يَقُولُ مِنْهَا: حَسَنٌ إلَيَّ حَديثُ مَنْ أحْبَبْتُهُ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: وَالحُبُّ أبْغَضهُ إلَيَّ أقّلّهُ ... صَرِّحْ بِذَاكَ وَرَاحَةٌ تَصْرِيْحُ أبو عُمَر يوسف بن هَارون الأندلسي: 7511 - حُسنُ ظَنّي قَضَى عَليَّ بِهَذا ... حَكَمَ اللَّهُ لي عَلَى حُسنِ ظَنّي قَبْلَهُ: صَدَّ عَنِّي وَلَيْسَ يَعْلَمُ ... أنِّي كُنْتُ فِي كُرْبَةٍ فَفَرَّجَ عَنِّي وَتَجَنَّى عَلَيَّ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ ... فَتَجَنَّى عَلَيَّ كَثِيْر التَّجَنِّي حُسْنُ ظِنِّي قَضى عَلَيَّ بِهَذَا. . . البَيْتُ. المُثقّب العبديُّ: 7512 - حَسَنٌ قَولُ نَعَم مِنْ بَعْدِ لَا ... وَقَبيحٌ قَولُ لَا بَعدَ نَعَمْ ¬
قَوْلُ المُثقِّبِ العَبْدِيّ: حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ مِنْ بَعْدِ لا. البَيْتُ لا تَقُولَنَّ إِذَا مَا لَمْ تُرِدْ ... أنْ تُتِمَّ الوَعْدَ فِي شَيْءٍ نَعَمْ حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ مِنْ بَعْدِ لا. البيتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّ لا بَعْدَ نَعَمْ فَاحِشَةً فَبلا ... فَابْدَأْ إِذَا خِفْتَ النَّدَمْ وإذَا قُلْتَ نَعَمْ فَاصْبُر لَهَا ... بِنَجَاحِ الوَعْدِ أَنَّ الخلفَ ذَمْ * * * وَمِنْ بَابِ (حَسُنَتْ) قَوْلُ بَعْضَهُمْ يَرْثي: حَسُنَتْ بِفَقْدِكَ كُثْرَةُ الأحْزَانِ ... بَلْ إِنَّ بَعْدَكَ نَايِبُ الحَدَثَانِ مَا كَانَ حَقُّكَ أنْ تَصِيْرَ إِلَى بلًى ... وَأعِيْشُ لَولا قُسْوَةُ الإنْسَانِ 7513 - حَشمُ الصَّديقِ عُيونُهمْ بحَّاثةٌ ... لِصدِيقهِ عَن صِدقهِ ونفاقِهِ بَعْدَهُ: فَلتعْرِفَنَّ المَرْءَ مِنْ غُلْمَانِهِ ... فهم خَلائِقُهُم عَلَى أخْلَاقِهِ سَابقٌ البَربَرِيُّ: [من الطويل] 7514 - حَصَادُكَ يومًا مَا زَرعْتَ وَإنَّما ... يُدانُ الفَتَى يومًا بمَا هُوَ دَائِنُ البَّبغاءُ: 7515 - حَصَلْتُ منَ الهَوى بكَ في مَحَلٍ ... يُسَاوِي بينَ قُرْبكَ وَالفِراقِ بَعْدهَ: فَلَو وَاصَلْتَ لَمْ يَنْقُص غَرَامِي ... كَمَا لَو بِنْتَ مَا ازْدَادَ اشْتِيَاقِي ¬
مثْلُهُ لابنِ الآمديّ: كُنْ كَيْفَ شِئْتَ فَقَدْ أبَحْتُكَ مُهْجَتِي ... طَوْعًا إبَاحَةَ رَاغِبٍ لا زَاهِدِ فَهَوَاكَ إِنْ وَاصَلْتَ لَيْسَ بِنَاقِصٍ ... عِنْدِي وَإِنْ فَارَقْتَ لَيْسَ بِزَائِدِ الصُوليُّ: 7516 - حَضَرَ الْسُّرورُ وَعَيبُهُ ... أَن لَسْتَ مُسْعِدَنَا عَلَيْهِ ابن حيُّوس: 7517 - حَضَرْتَ فَوجْهُ الدَّهْرِ أَبلَجُ ناضِرٌ ... وَإِنْ غِبْتَ حيْنًا فَهْو أَكلَفُ أَرْبدُ وَمِنْ بَابِ (حَضَرَ) قَوْلُ أَبِي الفَرَجْ الأصْفَهَانِيِّ صَاحِبُ الأغَانِي (¬1): حَضَرْتَكُمُ يَوْمًا وفي الكُمِّ تِحْفَةٌ ... فَمَا أذِنَ البَوَّابُ لِي فِي لِقَائِكُم إِذَا كَانَ هَذَا حَالُكُمْ عِنْدَ أخْذِكُمْ ... فَمَا حَالُكُمْ بِاللَّهِ عِنْدَ عَطَائِكُم 7518 - حَضَرنَا وَغبتمُ ثُمَّ كنْتم وَلَم نَكُن ... وَفرّقَنا دَهرٌ يَشِتُّ وَيَسْمَحُ بَعْدَهُ: فَإنْ تَذْكُرُونَا فَاذْكُرُونَا بِصَالِحٍ ... فَكُلُّ إنَاءٍ بَالَّذِي فِيْهِ يَنْضَحُ 7519 - حَظٌّ بحَقِ الفَضْلِ نِيلَ إِذَا مَا ... الحَظُّ كَانَ قَرابةَ الجَهْلِ ابْنُ الرُّوميّ: 7520 - حَظُّ غَيْرِي من وَصْلِكُم قُرَّةُ العَيْـ ... ــنِ وحَظّي البُكَاءُ والتَّسهِيدُ ¬
7521 - حَظُّكَ يأتيكَ وَإِنْ لَم تَرم مَا ... ضرَّ مَنْ يُرزَقُ أن لَا يَرِيْم أَبُو نَصر بن نُباتَة: 7522 - حَظّي منَ العَيْش أَكْلٌ كلّهُ غُصَصٌ ... مُرُّ المَذاقِ وَشرب كلّهُ شرَقُ يَقُولُ مِنْهَا قَبْلَهُ: مَا للزَّمَانِ يُجَارِي مَن تَمَهَّلُهُ ... بَذَّ العُيُونَ فَلَمْ تَعْلَقْ بِهِ الحَدَقُ فِي كُلِّ يَومٍ لنَا يَا دَهْرُ مَعْرَكَة ... هَامُ الحَوادِثِ فِي أرْجَائِهَا فِلَقٌ حَظِّي مِنَ العَيْشِ أكْل كُلُّهُ غُصَصٌ. . . البَيْتُ. ابن شَمس الخلافة: 7523 - حَظّي منَ الأحبَاب حَظٌ نَاقِصٌ ... منّي لهَم صَفْوٌ وَمنهُم لي كَدَرْ حُصَينُ بن الحمَام المرّي: 7524 - حفاظًا لما قد وَرَّثنْنَا جُدُوُدَنا ... وَصبرًا وَما في النَّفس خَير منَ الصَّبْرِ عبد اللَّه بن غازي الحَلبيُّ: 7525 - حِفظُ اللِسانِ سَلامةٌ للِرَأْسِ ... وَالصَّمتُ عزٌ في جَمْيِع النَّاسِ بَعْدَهُ: وَالفِكْرُ قَبْلَ النُّطْقِ يُؤْمَنُ شَرُّهُ ... وَالفِكْرُ بَعْدَ النُّطْقِ كَالوَسْوَاسِ هُوَ أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بن أبي عَلِيٍّ غَازِي الحَلَبِيّ. 7526 - حفظَ اللِّسَانِ فَاحْفَظِ اللِّسَانَا ... قَدْ يَنفَعُ الطائِرَ والإِنْسَانَا ¬
يُقالُ: إِنَّ بَهْرَامَ جُور كَانَ جَالِسًا مَعَ امْرَأتِهِ بِاللَّيْلِ، فَمَرَّ بِهِ طَائِرٌ يَصِيْحُ، فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ، فَأصَابَهُ، فَقَالَ: وَالطَّائِرُ أَيْضًا لَو سَكَتَ كَانَ خَيْرًا لَهُ. فَأجْرَى كَلِمَتَهُ مَثَلًا، فَأخَذهُ الشَّاعِرُ، فَقَالَ: قَدْ يَنْفَعُ الطَّائِرَ وَالإنْسَانَا. طاهر بن علي بن عبّاسٍ: 7527 - حَقُّ البَناتِ فَريضَةٌ مَعْرُوفَةٌ ... وَالعَمُّ أَولَى منْ بَنيِ الأَعْمَام عُبيد اللَّه بن عَبد اللَّه بن طاهر: 7528 - حَقُّ التَّنائي بينَ أَهلِ الهَوَى ... تَكَاتُبٌ يُسخِنُ عَيْنَ النَّوى بَعْدهَ: وفي التَّدَانِي لا انْقَضَى عُمرُهُ ... تَزَاورٌ يَشْفِي غَلِيلَ الجَوَى الصَّاحب بن عبَّادٍ: 7529 - حَقُّ العِيادةِ يَومٌ بينَ يَومَينِ ... وَجَلِسَةٌ مِثلُ رَدِّ الطَّرفِ في العَيْنِ بَعْدَهُ: لا تُبرِمَنَّ مَريْضًا فِي مُسَاءَلةٍ ... يَكْفِيكَ مِنْ ذَاكَ تَسَألُ بحَرْفَيْنِ 7530 - حَقُّ الأَدِيبِ عَلَى الأَدِيبِ فَريضَةٌ ... إِنَّ الأَديبَ نَسيبُ كُلِّ أَديبِ 7531 - حَقُّ الأَدِيبِ وَإِن لَم يُدنِهِ نَسَبٌ ... فَرضٌ عَلَى كلِّ إِنسَانٍ لَهُ أَدَبُ 7532 - حُقُوقٌ لأَقوَامٍ عَلَيَّ قَضَاؤُهَا ... كَأَنّي إِذَا لَم أَقضِهِنَّ مَريضُ أَحمد بن عَبدِ رَبِّهِ: ¬
7533 - حَقيق أَن يُصَاخَ لَكَ استِمَاعَا ... وَأَن يُعصَى العَذُولُ وَأَن تُطَاعَا 7534 - حَكَت عَن يقينٍ كُلَّ مَا حَكَتِ الصَّبَا ... كذلِكَ الّذي قَالَ الحَيَا قَالَ عَن عِلمِ البُستيُّ في كتَابٍ: 7535 - حَكَت مَعَانِيهِ فِي أَثنَاءِ أَسطُرِهِ ... آثَارَكَ البيضَ فِي أَحوَالِي السُّودِ الأعشَى: 7536 - حَكَّمتُمُوهُ فَقَضَى بَينَكُم ... أَبلَجُ مِثلُ القَمَرِ البَاهِرِ بَعْدَهُ: لا يَأخُذُ الرَّشْوَةَ فِي حُكْمِهِ ... وَلَا يُبَالِي غَبَنَ الخَاسِرِ ويروى: لا يقبَلُ الرشوة في ما مَضَى قَالَ رَجُلٌ: غَصَبَنِي بَعْضُ الأُمَرَاءِ مِنَ الأتْرَاكِ ضَيْعَةً أيَّامَ المُعْتَزِّ بِاللَّهِ، فَتَظلَّمتُ، فَلَمْ يَنْفَعْنِي شَيءٌ، فَلَمَّا تَوَلَّى المُهتَدِيّ جَلَسَ يَوْمًا للمَظَالِمِ، فَتَظَلَّمْتُ إلَيْهِ، فَأحْضَرَ خَصْمِي، وَقَضَى لِي، فَقُلْتُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا أنْتَ وَاللَّهِ كَمَا قَالَ الأعْشَى: حَكَّمْتُمُوهُ فَقَضى بَيْنكُم. . . البَيْتَان. فَقَالَ المُهتَدِيّ: أَمَّا شِعْرُ الأعْشَى، فَلا أدْرِي، وَلَكِنِّي قَرَأتُ اليَومَ قَبْلَ خُرُوجِي إِلَى هَذَا المَجْلِسِ قَولُهُ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}. قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَ أحَد فِي المَجْلِسِ إِلَّا بَكَى. هُوَ عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ المُهْتَدِي (رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ). قَالَ أَبُو عَلِيِّ مُحَمَّد الحَسَن الحَاتِمِيُّ: أخْبَرَنَا الحَكِيْمِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ عَنْ عُمَرَ بن شَبَّةَ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: لَمَّا تَنَافَرَ عَامِر وَعَلْقَمَةُ الجعْفَريان فَتَنَازَعَا الرِّئَاسَةَ حِيْنَ اهتَر ¬
عَامِرُ بنُ مَالِكٍ مَلاعِبُ الأسِنَّةِ وَشَخَصَا يَرِيْدَانِ هَرِمَ بن قُطْبَةَ لِيَحْكُمَ بِيْنَهُمَا فَشَخَصَ بَنُو مَالِكِ بن جَعْفَرٍ مَعَ عَامِرٍ وَمَعَهُ لَبيْدُ بنُ رَبِيْعَةَ. وَشَخَصَ بَنُو الأحْوَصِ بن جَعْفَرٍ مَعَ عَلْقَمَةَ بن عُلاثةَ وَمَعْهُم الحُطَيْئَةِ الشَّاعِرُ وَمَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ثَلاثَمِائَةِ بَعِيْرٍ يعطِي مِنْهَا مِائَةً وَيَعْقِرُ مِائَةً وَيَأكُلُ المُنَفَّرُ وَأصْحَابَهُ فِي الطَّرِيْقِ مِائَةً فَلَمَّا بَلَغَ هِرْمًا دُنُوَّهُمَا اسْتَحفَى فَجَعَلا يَتَهَاتَرَانِ فَقَالَ عَلْقَمَةُ: أَنَا عَفِيْف وَأَنْتَ عَاهِرٌ وَأَنَا وَلُودٌ وَأَنْتَ عَاقِرٌ وَأَنَا أقْرَبُ إِلَى رَبِيْعَةَ بن نِزَارٍ مِنْكَ فَقَالَ عَامِرٌ: أخَّرْتَنِي بيَشْكُرٍ وَبَكْرٍ. وَالنخبينِ أهْلُ سَيْفِ البَحْرِ وَالعَبْدِ عَبْدِ القَيْسِ أهْلِ التَّمْرِ. هَذَا أوَانُ أَخَذَت للنَّصرِ. قَالَ: فَلَمَّا رَأوا هرمًا لا نطهر إلَيْهِم تَوَجَّهُوا إِلَى عُكَاظ فَلَقَى الأعْشَى عَامِرًا وَكَانَ قَدْ أجَارَهُ فِي وَقْتِ انْصرَافِهِ مِن مَدْحِ الأسْوَدِ وَأجَازَ مَا كَانَ مَعَهُ مِن مَالٍ وَأجَارَهُ أَيْضًا بَعْدَ مَوتهِ بِأنْ يَضْمَن إعْطَاءَ دِيَّتِهِ إِنْ مَاتَ فِي جِوَارِهِ فَقَالَ لَهُ الأعْشَى مَا الخُطْبُ فَأخْبَرَهُ فَرَجَعَ مَعَهُ وقَالَ إنِّي قَائِل أبْيَاتًا أنفِرَكَ عَلَيْهِ بِهَا وَأزعمُ أنَّكُمَا حَكَمْتُمَانِي ثُمَّ أَنَا وَاقِفٌ عَلَى سُوقِ عُكَاظَ فَمُنْشِدُهَا فَوَاعِدْ أصْحَابِكَ أنْ يَعْقرُوا الإبْلَ وَيَحْفَظُوا الشِّعْرَ فَفَعَلَ وَغَدَا الأعْشَى وَرَفَعَ عَقِيْرَتَهُ بِالغِنَاءِ وَالإنْشَادِ فَقَالَ (¬1): عَلْقَم لا لَسْتَ إِلَى عَامِرِ ... النَّاقصِ الأوْتارِ وَالوَاتِرِ سُدْتَ بَنِي الأحْوَص لَم تَعدُهُم ... وَعَامِرٌ سَادَ بَنِي عَامِرِ سَادَ وَألْفَى رَهْطَهُ سَادَةً ... وَكَابِرًا سَادُوك عَنْ كَابِرِ مَا يَجْعَلُ الجدُّ الظَّنُونَ الَّذِي ... جُنِّبَ صَوبَ اللَّجِبِ المَاطِرِ مِثْلُ الفُرَاتِيُّ إِذَا مَا طَمَا ... يَقذِفُ بِالبُوصيُّ وَالمَاهِرُ حَكَمْتُمُوهُ فَقضَى بَيْنَكُمْ. البيتُ وَبَعْدَهُ (¬2): لا يَأخُذُ الرَّشْوَةَ فِي حُكْمِهِ ... وَلَا يُبَالِي غَبَنَ الخَاسِرِ قال: وَلَم يَزِدْ عَلَى هَذِهِ الأبْيَاتُ. وَشَدَّ أصْحَابُ عَامِرٍ عَلَى الإبْلِ فَعَقرُوهَا وَنَادُوا ¬
نفر عَامِرٌ وَتَفَرَّقُوا عَلَى ذَلِكَ. فَلَمَّا تَوَعَّدَ عَلْقَمَةُ الأعْشَى قَالَ الكَلِمَةَ الَّتِي يَقُولُ فِيْهَا (¬1). فَمَا ذَنْبُنَا إِنْ جَاشَ بَحْرُ ابنِ أمِّكُم ... وَبَحْرُكَ سَاجٍ لا يُوَارَى الدَّعَامِصَا تَبِيْتُونَ فِي المشْتَا مَلاءَ بُطُونكُمْ ... وَجَارَاتُكُم غرْثَى يَبتْنَ خَمَائِصَا قَالَ: فَلَمَّا سَمِعِ عَلْقَمَةُ هَذَا البَيْتَ رَفَعِ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ وقَالَ: اللَّهُمَ العَنْهُ إِنْ كَانَ كَاذِبًا أنَحْنُ نَفْعَلُ هَذَا بجَارَاتِنَا مَا هَجَانِي شَيْءٌ هُوَ أعْظَمُ عَلَيَّ مِنْ هَذَا. قَالَ: وَحَضَرَ هَرمٌ عِنْدَ عُمَرُ بن الخَطًّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي خِلافَتِهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أيُّ الرَّجُلَيْنِ كَانَ عِنْدَكَ أشْرَفُ؟ فَقَالَ يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ لَو قُلْتُهَا اليَومَ لَمَضَتْ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لِمِثْلِكَ فَلتسْتَبْضِعِ الرِّجَالُ أحْلامَها إلَيْهِ. محمد بن سنان الخَفاجيّ: 7537 - حَكَّمتُهُ فِي فُؤَادِي وَهُوَ يَظلِمُنِي ... فَمَن مُجِيرِي وَخَصمِي فِي الهَوَى حَكَمي عليّ بن يحيى المُنجِّمُ: 7538 - حَكَمَ الدَّهرُ أَنَّ كُلَّ عُلُوٍّ ... لِهُبُوطٍ وَزَائِدٍ لانتِقَاصِ عَبد اللَّه بن المُعتزِّ: 7539 - حُكمُ الضُيُوفِ بِهَذَا الرَبعِ أَنفَذُ ... مِن حُكمِ الخَلائِفِ آبائِي عَلَى الأُمَمِ 7540 - حُكمُ الغِنَاءِ تَسَمُّع وَنَدَامُ مَا ... لِلحَديثِ مَع الغِنَاءَ نِظَامُ بَعْدَهُ: لَو كَانَ لِي حُكْمٌ قَضيْتُ قضِيَّةً ... إِنَّ الحَدِيثَ مَع الغِناءِ حَرَامُ ¬
7541 - حِكَمٌ أُلِّفَت لِخَطبٍ كَبيرِ ... وَبيَانٌ كَاللُّؤلُؤ المَنثُورِ بَعْدَهُ: وَتَدَابِيرُ فِي السِّيَاسَةِ لَمْ تصْلُحْ ... لِخَلْقٍ إِلَّا لِكُلِّ أمِير وَأحَقُّ الأنَامِ بِالفَضلِ مَنْ كَا ... نَ خَلِيقًا بِالرَّأي وَالتَّدْبِيرِ هَذَا مِمَّا يَحْسُن أنْ يُكْتَبَ عَلَى الكُتُبِ المُؤلَّفَةِ لِلمُلُوكِ، وَالوُزَرَاءِ فِي تَدْبِيرِ المُلْكِ، وَالسِّيَاسَةِ. 7542 - حَكَمَ الهَوَى أَنّي أَتُوبُ ... وَمنَ المَحَبَّةِ لا أَتُوبُ بَعْدَهُ: كَيْفَ المتابُ وَتَوْبَتِي ... مِنْ حُبِّكُم عِنْدِي ذُنُوبُ أَبُو تَمَّام: 7543 - حَكَمَت عَليهِ بِرَأيهَا إمرَاتُهُ ... حَتَّى ظَنَنتُ بِأَنَّهُ إِمْرَاتُهَا مِثْلُهُ قَوْلُ المُتَنَبِّيّ: (¬1) لا شَيْء أقْبَحُ مِنْ فَحْلٍ لَهُ ذكر ... تَقُودُهُ أَمَةٌ لَيْسَتْ لَهَا ذكرُ كشاجم في كَافورٍ: 7544 - حَكَيتَ سَمِيَّكَ فِي بَردِهِ ... وَأَخطَأَكَ اللَّونُ وَالرَّائِحَه قَبْلَهُ: أكَافُورُ قُبِّحْتَ مِنْ خَادِمٍ ... وَلاقَتْكَ مُسْرِعَةً جَائِحَهْ فَلَم أرَ مِثْلَكَ ذَا مَنْظَرٍ ... شَبِيهٍ بِأخْلاقِهِ الفَاضِحَهْ ¬
حَكَيتَ سَمِيَّكَ فِي بردهِ. . . البَيْتُ. عَبد المَسيح بن حَيّان بن بقيلةَ: 7545 - حَلَبتُ الدَّهرَ أَشطُرَهُ حَيَاتِي ... وَنِلتُ مِنَ المُنَى فَوقَ المَزيدِ بَعْدَهُ: وَكَافَحْتُ الأمُورَ وَكَافَحَتْنِي ... وَلَمْ أحْفَلْ لِمُعْضِلَةٍ كَؤُودِ وَكِدْتُ أنَالُ فِي الشَّرَفِ الثُّرَيَّا ... وَلَكِنْ لا سَبِيلَ إِلَى الخُلُودِ قَيْلَ: وُجِدَت هَذِهِ الأبْيَاتُ الثَّلاثُ مَكْتُوبَةً عِنْدَ رَأسِ مَيتٍ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ رُخَامٍ تَحْتَ الأرْضِ يَقُولُ: أَنَا عَبْدُ المَسِيحِ بنُ حَيَّان بن نُفَيْلَة. 7546 - حَلَبتُ الدَّهرَ مِن عَسَلٍ وَصَابِ ... وَذَرَّيتُ الزّمَانَ بِكُلِّ رِيحٍ نصر اللَّه بن عُنينٍ: 7547 - حَلَبتُ شُطُورَ الدَّهرِ يُسرًا وَعُسرَةً ... وَجَرَّبتُ حَتَّى حَنَكتنِي التَّجَارِبُ أبْيَاتُ أَبِي المَحَاسِنِ نَصْر اللَّهِ بن عُنين مِن قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا المَلِكِ العَزِيْزِ صَاحِبُ اليَمَن، أوَّلُهَا (¬1): حَبِيْبٌ نأى وَهُوَ القَرِيْبُ المُصَاقِبُ ... وَشحط نَوى لَمْ تَنْضَ فِيْهِ الرَّكَايِبُ وَإنَّ بَعِيْدًا لا يُرجَّى اقْتِرَابِهِ ... بَعِيْد تَنَاءَى وَالمَدَى مُتَقَارِبُ ضَنِيْتُ بِهِ حَتَّى رَثَتْ لِي عَوَاذِلِي ... وَرَقَّ لِمَا ألْقَى العَدُوُّ المُنَاصِبُ وَمضا كُنْتُ مِمَّن يَسْتَكِيْنُ لِحَادِثٍ ... وَلَكِنَّ سُلْطانُ الهَوَى لا يُغَالَبُ سَحَائِبُ أجْفَانٍ سَوارٍ سَوَارِبُ ... وَأعْبَاءُ أشْواقِ رَواسٍ رَوَاسِبُ وَهلْ لِي مِنَ الصَّبَابَةِ مُخْلِصٌ ... لَعمْرِي لَقَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ المَذَاهِبُ ¬
حَلَبْتُ شُطُورَ الدَّهْرِ يُسْرًا وِعُسْرَةً. البَيْتُ يَقُولُ مِنْهَا: قَطَعْنَا نِيَاطَ العِيْسِ نَحْوَ ابنِ حُرَّةٍ ... صَفَتْ عِنْدَهُ للمُعتبينَ المَشَارِبُ إِلَى مَلِكٍ مَا جَادَ إِلَّا وَأقْلَعَتْ ... حَيَاءً وَخَوْفًا مِنْ يَدَيْهِ السَّحَايِبُ إِلَى أبْلَحٍ كَالبَدْرِ يُشْرِقُ وَجْهُهُ ... سَنَاءً إِذَا التفَّتْ عَلَيْهِ المَوَاكِبُ يُرِيْهِ دَقِيْقُ الفِكْرِ فِي كُلِّ مُشْكَلٍ ... مِنَ الأمْرِ مَا تَفْضي إلَيْهِ العَوَاقِبُ لنَا مِنْ نَدَاهُ كُلَّ يَومٍ رَغَائِب ... وَمِنْ فِعْلِهِ فِي كُلِّ مَدْحٍ غَرَائِبُ 7548 - حَلَبنَا الدَّهرَ أَشطُرهُ وَمَرَّت ... بِنَا عُقَبُ الشَدَائِدِ وَالرَّخَاءِ بَعْدَهُ: وَجَرَّبْنَا وَجَرَّبَ أوَّلُونَا ... فَمَا شَيْء أعَزُّ مِنَ الوَفَاءِ قَيلَ: كَانَ يَحْيَى بن خَالِدٍ البَرْمَكِيّ إِذَا اجْتَهَدَ فِي يَمِينه يَقُولُ: لا والَّذِي جَعَل الوَفَاءَ أعَزَّ مَا يُرَى، وَكَانَ إِذَا أنْكَرَ شَيْئًا يَقُولُ: هَذَا أعَزُّ مِنَ الوَفَاءِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لَمْ تَفِ امْرَأةٌ لِزَوْجِهَا إِلَّا قُصَاعِيَّتَانِ: إحْدَاهُمَا نَائِلَةُ بِنْتُ الفَرَافصَةِ امْرَأةُ عُثْمَانَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، وَذَلِكَ أَنَّهَا خَطَبَهَا مُعَاوِيَةَ لَما قُتِلَ عُثْمَانُ، فَدَعَتْ بفهرٍ فقلعت عينيها، وقالت: إنِّي رَأيْتُ الحُزْنَ يبلي، فَلَم آمَنْ أن يَبلَى حزني، فتدعوني نَفْسِي إِلَى الزَّوَاجِ، وَالأُخْرَى امْرَأةُ هُدْبَة، فَإنَّهَا حِينَ قُتِلَ زَوْجُهَا قَطَعَتْ أنْفهَا، وكَانَتْ حَسَنَة الأنْفِ لأَنْ لا يُرْغَبَ إلَيْهَا. المَعرِّيُّ: 7549 - حَلَتْ لنا هذهِ الحَيَاةُ وَقَد ... عَنَّتْ وَلَكِن فِرَاقُهَا مُرُّ أَبُو تمَّام في الدُّنيا: 7550 - حَلَت نُطَف مِنْهَا لِنكْسٍ وَذُو الحِجا ... يُدَافُ لَهُ سُمٌّ مِنَ العَيشِ مُنقَعُ ¬
7551 - حَلَفتَ بِأَنَّكَ مِن حِمْيَرٍ ... وَلَيسَ اليَمينُ عَلَى المُدَّعِي النَّابِغَةُ الذُبيانيُّ: 7552 - حَلَفتُ فَلَم أَترُك لِنَفسِكَ رِيبةً ... وَلَيسَ وَرَاءَ اللَّهِ لِلمَرءِ مَذهَبُ بَعْدَهُ: لَئِنْ كُنْتَ قَدْ بُلِّغْتَ عَنِّي خِيَانَةً ... لَمُبْلِغُكَ الوَاشِي أغَشُّ وَأكْذَبُ وَلَكِنَّنِي كُنْتُ امْرَأً لي جَانِبُ مِنَ الأ ... رْضِ فِيهِ مُسْتَزَاد وَمَرْغَبُ مُلُوك وَإخْوَان إِذَا مَا لَقِيتهُم ... أُحَكَّمُ فِي أمْوَالِهِم وَأُقَرَّبُ كَفِعْلِكَ فِي قَومٍ أرَاكَ اصْطَنَعْتَهُم ... فَلَمْ تَرَهُم فِي مِثْلِ ذَلِكَ أذْنبوا فَلا تَتَرُكَنِّي بِالوَعِيدِ كَأنَّنِي ... إِلَى النَّاسِ مَطْلِيٌّ بِهِ العَارُ أجْرَبُ وَلَسْتَ بِمُسْتَبقٍ أخًا لا تَلُمُّهُ ... عَلَى شَعَثٍ أيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُ قيل لِحَمَّادِ عَجْرَدَ: بِأيِّ شَيْءٍ فَضلَ النابِغَةَ؟ فَقَالَ: لأنَّ النَّابِغَةَ إِنْ تَمَثَّلْتَ بِشيْءٍ مِنْ شِعْرِهِ اكْتَفَيْتَ بِهِ كَقَوْلهِ: حَلَفْتُ فَلَمْ أتْرُكْ لِنَفْسِكَ رِيْبَةً. البَيْتُ. بَلْ إِنْ تَمَثَّلْتَ بِنِصفِ بَيْتٍ مِنْ شِعْرِهِ اكْتَفَيْتَ كَقَوْلِهِ: وَلَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذْهَبُ. بَلْ إِنْ تَمَثَّلْتَ بِرِبع بَيْتٍ مِنْ شِعْرِهِ اكْتَفَيْتَ بِهِ وَهُوَ قَوْلُهُ: أيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُ. قَالَ سَلم بن قُتَيْبَةَ مِنَ الشّعْرِ أبْيَاتٌ يُسْتَغْنَى بِإعْجَازَهَا عَنْ صُدُورِهَا وَبِصُدُورِهَا عَنْ إعْجَازِهَا كَقَولِ النَّابِغَةِ: وَلَسْتَ بِمُسْتَبِقٍ أخًا لا تَلُمُّهُ. فَهَذَا مَثَلٌ سَائِرٌ ثُمَّ قَالَ (عَلَى شَعْثٍ) فَكَانَ زَائِدًا فِي المَعْنَى. ثُمَّ قَالَ: أيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُ. فَيَكُونُ مَثَلًا سِائِرًا. 7553 - حَلَفتَ لنا أَلَّا تَخُونَ عُهُودَنَا ... فَكَأَنَّهَا حَلَفَت لنا أَلَّا تَفِي ¬
كُثيِّر عَزَّةَ: 7554 - حَلَلتِ بِهَذَا حَلَّةً ثُمَّ حَلَّةً ... بِهذا فَطَابَ الوادِيَانِ كِلاهُمَا قَبْلَهُ: وَأَنْتِ الَّتِي أحْبَبْتِ شَغْبًا إِذَا بَدَا ... إِليَّ وَمَا أحْبَبْتُ أرْضًا سِوَاهُمَا حَلَلْتِ بِهَذَا حَلَّةً ثمَّ حَلَّةً. . . البَيْتُ. بَدَا هَذَا مَوْضِعٌ يُقَالُ: مِنْ شَغْبٍ وَبَدَا، وَكِتَابَتُهُ بِالأَلِفِ. وَمِنْ بَابِ (حَلَلْتُ) قَوْلُ آخَرُ: حَلَلْتُ مِنَ التَّجَارِبِ فِي ذُرَاهَا ... وَصَاحَبْتُ الفَلاسِفَ وَالجهُولا وَصرَّفَنِي الزَّمَانُ بِحَالتَيْهِ ... فَبَصَّرني وَأدَّبَنِي طَوِيْلا وَمِنْ بَابِ (حَلَفْتُ) مَا وَجَدْتُهُ مَكْتُوبًا عَلَى بَعْضِ الأدْوِيَةِ فَاسْتَحْسَنْتُهُ (¬1): حَلَّفْتُ مَنْ يَكْتِبُ بِي ... بِالوَاحِدِ الفَرْدِ الصَّمَدْ أنْ لا يَمُدَّ يَدَهُ ... فِي قَطْعِ رِزْقٍ لأحَدْ عبد الصّمد بن المعذّلِ: 7555 - حَلَلتَ مِنَ العِلمِ فِي ذِروَةٍ ... مَحَلَّ السَّنَامِ مِنَ الكَاهِلِ 7556 - حَلَلتَ مِنَ القُلُوبِ وَأَنتَ أَهلٌ ... لِذَاكَ مَحَلَّ حَبَّاتِ القُلُوبِ قَوْلُه: "وَأَنْتَ أهْل لِذَاكَ" حَشْوٌ لأَنَّهُ لَو أسْقَطَهُ لَمْ يَخْتَلّ المَعْنَى لَكِنَّهُ مِنَ الحَشْوِ المُسْتَحْسَنِ المُسْتَطَابِ. ابن الحَجَّاج: 7557 - حَلَّلَتْ لَحمِي الكِلابُ وَلَحمِي ... قَطُّ مَا حَلَّ أَكلُهُ لِلأُسُودِ ¬
بَعْدَهُ: كَانَ سُمِّي إِذَا تَنَضَّخَ فِي الأرْ ... ضِ فَقَأ أعْيُنَ الأفَاعِي السُّودِ وَأَنا اليَومَ أرْهَبُ الدُّودَ لا بَلْ ... رَاهِبٌ خَلّهَا لأجْلِ الدُّودِ فَلِهَذَا سَادَ القُرُودُ فَصِرْنَا ... نَحْنُ أذْنَابَ بَعْضِ تِلْكَ القُرُودِ إبراهيم الغَزِّيُ: 7558 - حَلَّى بِكَ اللَّهُ دِيوَاناَ شَكَا عَطَلًا ... بَرْحًا فَأَنضَيتَ فِيهِ الرَّأيَ وَالقَلَمَا 7559 - حَلَّيتَ سَمعِي بِأَلفَاظٍ نَطَقتَ بِهَا ... لا زَالَ لَفظُكَ مِثلَ القُرطِ فِي أُذُنِي بَعضُ بَني كِلابٍ: 7560 - حُلَمَاءُ عَن ذَنبِ الضَعيفِ تَكَرُّمًا ... جُهَلاءُ عَن ذَنبِ الألدِّ الأَشوَسِ عيينَةُ بن مرداسٍ: 7561 - حُلَمَاءُ وَالحَربُ العَوَانُ سَفيهَةٌ ... سُفَهَاءُ عِندَ الضَّيفِ وَهُوَ حَليمُ كَشَاجِمُ: 7562 - حَلُمتُ عَنهُم فَأَغرَاهُم بِجَهلِهِم ... حلمِي وَلِلجَهلِ أَصحَابٌ وَأَتبَاعُ أَحمدُ بن أبي طاهرٍ: 7563 - حُلوٌ إِذَا أَنتَ لَم تَبعَث مَرَارَتَهُ ... وَإِن أَمَرَّ فَحُلْو عِندَهُ الصَّبِرُ أبْيَاتُ أَبِي الفَضْلِ أحْمَد بن أَبِي طَاهِرٍ يَمْدَحُ أبَا أحْمَد العَبَّاسِ ابن الحُسَيْن وَزِيْر المُكْتَفِي بِاللَّهِ يَقُولُ مِنْهَا: إِذَا أَبُو أحْمَدٍ جَادَتْ لنَا يَدُهُ ... لَمْ يُحْمَدِ الأجْوَدَانِ البَحْرُ وَالمَطَرُ ¬
وَإِنْ أضاءَ لنَا يَوْمًا بِغُرَّتهِ ... تَضَاءَلَ الأنْوَرَانِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَإِنْ مَضَى رَأيُهُ أو حَدُّ عَزْمَتِهِ ... تَأخَّرَ المَاضيَانِ السَّيْفُ وَالقَدَرُ مَنْ لَمْ يَكُنْ حَذِرًا مِنْ حَدِّ صوْلَتِهِ ... لَمْ يَدْرِ مَا المُزْعِجَانِ الخَوْفُ وَالحذر حُلْوٌ إِذَا أنْتَ لَمْ تَبْعثْ مَرَارَتَهُ. البيتُ وَبَعْدَهُ: سَهْلُ الخَلائقِ إلا أَنَّهُ خَشِنٌ ... لَيْنُ المَهَزَّةِ إِلَّا أنَّه حَجَرُ لا حَيَّة ذَكَرٌ فِي مِثْلِ صَوْلَتِهِ ... إِنْ صَالَ يَوْمًا وَلَا الصَّمْصَامَةُ الذَّكَرُ إِذَا الرِّجَالُ خَفَتْ آرَاؤهُم وَعَمُوا ... بِالأمْرِ رُدَّ إلَيْهِ الرَّأيُ وَالنَّظَرُ الجُودُ مِنْهُ عَيَان لا ارْتيَابَ بِهِ ... إِذْ جُودُ كُلِّ وُجُودٍ عِنْدَهُ خَبَرُ المُهَلَّبِيُّ: 7564 - حَلَوتُ بِأفوَاهِ النَوَائِبِ بَعدَهُ ... فَمَا تَشبَعُ الأَيَّامُ وَالدَّهرُ مِن أَكلِي 7565 - حَلَوتَ فَكُلُّ شَيءٍ مِنكَ عَذبُ وَ ... رُقتَ فَكُلُّ قَلب فِيكَ صَبُّ الحَاجِريُّ الأربليُّ: 7566 - حَلَوتُم إِلَى قَلبِي مَذَاقًا وَرُقتُمُ ... إِلَى نَاظِري مَرءًا وَسَمعًا إِلَى أُذنِي عليّ بن جَرَادةَ: 7567 - حَليفُ التُّقَى تِربُ الوَقَارِ مُهَذَّبُ ... الخِلَالِ يَرَى كَسبَ المَحَامِد مَغنَمَا كعبُ بن سَعدٍ الغَنويُّ: 7568 - حَليفُ النَّدَى يَدعُو النَّدَى فَيُجِيبُهُ ... قَريبًا وَيَدعُوهُ النَّدَى فَيُجِيبُ القَصيْدَةُ تَمَامِهَا وَهِيَ طَوِيلَةٌ فِي التَّخْرِيجِ المُحَاذِي لِهَذِهِ الوجْهَةِ. قَالَ أَبُو عَلِيِّ الحَاتِمِيّ: قَرَأتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنُ الحَسَنِ بن دُرَيْدٍ ¬
قَصِيْدَةَ كَعْبٍ الغَنَوِيِّ فِي شِعْرِهِ وَأمْلأهَا عَلَيْنَا أَبُو الحَسَنَ عَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ الأخْفَشُ قَالَ: قُرِىَ لنَا عَلَى أَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّد بن الحَسَن الأحْوَلِ ومُحَمَّد بن يَزِيْد وَأحْمَد بن يَحْيَى قَالَ وَبَعْضُ النَّاسِ يَرْوِي هَذِهِ القَصيْدَةَ لِكَعْبِ بن سِعْدٍ الغَنَوِيِّ. وَبَعْضهُم يَرْوِيْهَا بِأسْرِهَا لِسَهْمٍ الغَنَوِيِّ وَهُوَ مِنْ قَومِهِ وَلَيْسَ بِأخِيْهِ. وَبَعْضَهُم يَرْوِي شَيْئًا مِنْهَا لِسَهْمٍ. وَالمَرْثيُّ بِهَذِهِ القَصِيْدَةَ يُكَنَّى أبَا المِغْوَارِ واسْمُهُ هَرِمٌ. وَبَعْض يَقُولُ اسْمُهُ شَبِيْبٌ وَيُحْتَجُّ بِقَوِلِهِ. أقَام وَخَلَّى الظَّاعِنِيْنَ شَبِيْبُ. وهذا البَيْتُ مَصْنُوع وَالأوَّلُ أصحُّ لأَنَّهُ رَوَاهُ ثِقَةٌ. وَهَؤلاءِ يَخْتَلِفُونَ فِي تَقْدِيْمِ الأبْيَاتِ وَتأخِيْرِهَا وَزِيَادَتِهَا وَنَقْصَانِهَا وفي تَغَيُّرِ الحُرُوفِ وفي مَتْنِ البَيْتِ وَعَجْزِهِ وَصَدْرِهِ وأنَا ذَاكِرٌ مَا يَحْضرُنِي مِنْ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: وَزَادَنَا أحْمَدُ بن يَحْيَى عَنْ أَبِي العَالِيَةِ فِي أوَّلِهَا بَيْتَيْنِ وَهُمَا (¬1): ألا مَنْ بِقَبْرٍ لا تَزَالُ تَهُجُّهُ ... شِمَالٌ وَمِسْيَافُ العَشِيّ جُنُوبُ بِهِ هِرَمٌ يَا وَيْحَ نَفْسِي مَنْ لنَا ... إِذَا طَرَقَتْ للنَّائِبَاتِ خُطُوبُ تَهُجُّهُ: تُهْدِمُهُ. يُقَالُ هَجَّ البَيْتَ وَهَجَمَهُ إِذَا هَدَمَهُ. مِسْيَاف مِفْعَالٌ مِنْ سَافَهُ يَسِيْفُهُ سَيْفًا إِذَا ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ يُرِيْدُ أَنَّهَا فِي حِدَّتِهَا فِي الصيْفِ وَالشَّتَاءِ كَالسَّيْفِ وَأوَّلُ القَصِيْدَة فِي رِوَايَة الجَّمِيْعِ: تَقُولُ سُلَيْمَى مَا لِجِسْمِكَ شَاحِبًا ... كَأنَّكَ يَحْمِيْكَ الطَّعَامَ طَبِيْبُ تتَابعُ أحْدَاثٍ تَخَرَّمْنَ إخْوَتِي ... وَشَيَّبْنَ رَأسِي وَالخُطُوبُ تُشِيْبُ لَقَدْ عَجَمَتْ مِنِّي الحَوَادِثُ مَاجِدًا ... عَرُوفًا لِرَيْبِ الدَّهْرِ حِيْن يُرِيْبُ فَتَى الحَرْبِ إِنْ حَارَبْتَ كَانَ سِمَامَهَا ... وفِي السِّلْمِ مِفْضَالُ اليَدَيْنِ وَهُوبُ جَمُوعُ خِلالِ الخَيْرِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... إِذَا جَاءَ جَيَّاء بِهُنَّ ذَهُوبُ فَتًى لا يُبَالِي أنْ يَكُونَ بِجِسْمِهِ ... إِذَا نَالَ خَلَّاتِ الكِرَامِ شُحُوبُ ¬
فَأبْقَتْ قَلِيْلًا ذَاهِبًا وَتَجَهَّزَتْ ... لآخرَ وَالرَّاجِي الخلُودَ كَذُوبُ فَلَو كَانَ حَيٌّ يفْتَدَى لَفَدَيْتُهُ ... بِمَا لَمْ تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِيْبُ فَإن تَكُنِ الأيَّامُ أحْسَنَ مَرَّةً ... إلَيَّ فَقَدْ عَادَتْ لَهُنَّ ذُنُوبُ عَظِيْمُ رَمَادِ النَّارِ رَحْب فِنَاؤُهُ ... إِلَى سَنَدٍ لَمْ تَحْتَجِنْهُ عُيُوبُ لَقَدْ أفْسَدَ المَوْتُ الحَيَاةَ وَقَدْ أَتَى ... عَلَى يَومِهِ عِلْقٌ إلَيَّ حَبِيْبُ فَقلتُ وَلَم أَعي الجوَابَ لِقَولهَا ... وَللدَّهرِ فِي صُمِّ السَّلامِ نَصيبُ وَيُرْوَى: وَلَم ألج وَالسِّلامُ الصَخُورُ وَاحِدَتُهَا سَلْمَةٌ لَعَمرِي لَئِن كَانتَ أَصابتْ مَنيَّةٌ ... أَخِي وَالمَنَايا للرّجالِ شَعُوبُ شَعُوبُ اسمٌ مِن أسْمَاءِ المَنِيَةِ. وقَد كَانَ أَمَّا حِلمُهُ فَمُرَوَّحٌ ... عَلينَا وَأَمَّا جَهلُهُ فَغَرِيبُ عَجَمْتُ العُودَ إِذَا عَضَضْتَهُ لِتَسْبُرَ صلابَتَهُ مِنْ رَخَاوَتهِ أعجمُهُ بِضَمِّ الجيْمِ وَعَرُوفًا صَبُورًا. هَوتْ أُمُّه مَاذا تضمَّن قَبرُهُ ... مِنَ الجُود وَالمعروفِ حينَ يثوبُ سِمَام: جَمْعُ سُمٍّ وَهَوت أُمُّهُ هَلِكَتْ كَأَنَّهَا انْحَدَرَت إِلَى الهَاوِيَةِ. مُفِيدٌ مُغِيثُ الفَايدَاتِ مُعوَّدٌ ... لِفعلِ النَّدَى والمَكرُمَاتِ كَسُوبُ حَيَاء مِنَ المَجِيْءِ عَلَى وَزْنِ فِعَالٍ. غَنِينَا بخَيرٍ حِقبَةً ثمَّ جَلّحَت ... عَلينَا الَّتِي كُلَّ الأنام تصيبُ قَالَ أَبُو عَلِيّ، قَرَأتُ عَلَى ابن دُرَيْدٍ: إِنْ يَكُونَ بِوَجْهِهِ. حِقْبَةً دَهْرًا وَجَلحَت ذَهَبَت بِنَا وَأكَلتنَا فَأفْرَطَت وَأصْلُ التحْلِيْحِ الكَشْفُ. وَاعلَم أَنَّ البَاقي الحيَّ منهُمَا ... إِلى أَجلٍ أَقصَى مَدَاهُ قَرِيبُ
قَالَ وَأكثَرَهُمْ يُنْشِدُ وَالرَّاجِي الخَلُودِ بِالكَسْرِ، وَهُوَ أغْرَبُ، وَالفَتْحُ أجْوَدُ فِي العَرَبِيَّةِ. بعَينَيّ أَو يُمنَى يَديَّ وإِنّنَي ... ببَذلِ فِدَاهُ جَاهِدًا لمُصيبُ الفدَاءُ يُمَدُّ وَيَقْصُرُ، وقَالَ الأخْفَشُ لا تُقْصَر إِلَّا فِي ضُرُورَةِ الشِّعْرِ فَإِذَا فَتَحَ الفَاءُ قَصرَ. أَخِي كَانَ يَكفِيني وَكانَ يُعينُني ... عَلى نَابِياتِ الدَهرِ حينَ تَنُوب قَرِيبٌ تَراهُ مَا يَنالُ عَدُوُّه ... لَهُ نَبَطًا أَبى الهَوانِ قَطُوبُ تَحْتَجِنهُ: تغيِّبهُ وَمْنُ احْتَجَنَ الرَّجُلُ المَالَ وَالنَّبَطُ أوَّلُ مَا يَخرج النير إِذَا حفرت. حَليمٌ إِذَا مَا الحِلم زيّنَ أَهلَهُ ... مَعَ الحلم في عَين العَدُوِّ مَهِيبُ إِذَا ما تَراهُ الرِّجالُ تحفَّظُوا ... فَلا تُنطَقُ العَوراءُ وَهو قَرِيبُ * * * قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: قَرَأت عَلَى ابن دُرَيْدٍ فلم يَنْطِقُوا العَورَاءَ وَهِيَ الكَلِمَةُ القَبِيْحَةُ مِنَ الفُحْشِ (¬1). إذا ما تراءاه الرجال تحفّظوا ... فلا تنطق العوراء وهو قريبُ عَلَى خَيرِ مَا كَانَ الرِّجالُ نَباتُه ... ومَا الحظّ إِلّا طُعمَةٌ وَنَصيبُ هُوَ العَسَلُ الماذيُّ لينًا وشيمةً ... وَلَيثٌ إِذَا يَلقَى العَدُوَّ غَضُوبُ المَاذِيُّ هُوَ العَسَلُ الأبْيَضُ وَهُوَ أجْوَدُهُ. هَوت أُمُّه مَا يبعَثُ الصُبحُ غَادِيًا ... وَمَا يَرُدُّ اللَيلَ حينَ يَؤوُبُ أَخُو شَتَواتٍ يَعلَمُ الحيُّ ... أنَّه سَيكثر مَا فِي قِدرِهِ وَيَطيبُ وَيُرْوَى أخُو نَشَواتِ. تَروَّحَ تَزهَاهُ صَبًا مُستَطيفَةٌ ... بكُلِّ ذُرًى والمُسترادُ جَدِيبُ ¬
ذَرًى يُقَالُ ذَرَى الشَّجْرَة أي أصلهَا وَالجَّيِّدُ أنْ يَكونَ الذرى الناحِيَة. وَلَم يَرَ فتيانًا كِرَامًا لميسرٍ ... إِذَا هَبَّ من ريح الشِتاءِ هَبُوبُ المَيْسرُ الجزور الَّتِي تُنْحر وَالأيسار الَّذِيْنَ يَقْتَسِمُونَ الجزور، وَاحِدهم يَسرٌ وَهُوَ مَدْح، وَالبرمُ الَّذِي لا يدخل معهم وَهُوَ ذم. حَبيبٌ إِلى الزُوّارِ غشيَانُ تيهِ ... جَميلُ المُحيَّا شبَّ وَهو أَدِيبُ قالَ أَبُو عَليٍّ وَرادَنِي أَبُو بَكر بن دُريدٍ من حفظِهِ هَا هُنا بيتًا وهو: إِذَا شَهِدَ الأَيسَارُ أو غابَ بَعضُهم ... كَفَى ذاكَ وَضَّاحُ الجَبِين نجيبُ ودَاعٍ دَعَا يَا مَن يُجِيبُ إِلى النّدى ... فَلم يَستَجبهُ عندَ ذاكَ مُجيبُ يُحبكَ كَما قَد كان يَفعَلُ إِنَّهُ ... نَجِيبٌ لأبوابِ العلاءِ طَلُوبُ فَتًى أَريحيٌّ كَأنَ يَهتزُّ للنَّدى ... كَمَا اهتزَّ ماضي الشّفرتينِ قَضِيبُ أَخِي مَا أَخِي لَا فَاحِش عِندَ بَيتهِ ... ولَا وَرَع عِندَ اللّقاءِ هَيُوب حَليفُ النَّدى يَدعُو النَّدى فَيُجيبُهُ ... سَريعًا ويَدعُوه النَّدَى فَيُجيبُ حَليمٌ إِذَا مَا سَورَةُ الجَهلِ أَطلقَت ... حُبَا الشَيبِ للنفس اللَّحُوج غَلُوبُ كَعَاليةَ الرُمحِ الرُدَينيّ لَم يَكُن ... إِذَا ابتدَرَ الخيرَ الرِّجالُ يخِيبُ ليَبكِكَ عَانٍ لم يَجد مَن يُعينُهُ وَ ... طاوِي الحَشَا نائِي المَزار غَريبُ كأنَّ أَبا المِغوارِ لم يُوفِ مَرقبًا ... إِذَا رَبأ القَومَ الغُزاةَ رَقيبُ إِذَا جَلَّ لَم تَقصُر مَقَامَةُ بيتِهِ ... وَلَكِنَّهُ الأدنَى بحَيثُ يُجيبُ يَبيتُ النَّدى يَا أُمَّ عَمروٍ ضَجيعُهُ ... إِذَا لَم يَكُن في المُنقِيَاتِ حَلُوبُ المُنقياتُ: ذوات النّقِي، والنِقي المخّ. كأنَّ بُيوتَ الحيّ مَا لَم يَكُن بهَا ... بَسابسُ لَا يُلغَى بِهن عَرِيبُ البَسابسُ والبَساسُ الصَحارى يُقال ما بالدارِ عَريبٌ أي مَا بها أحَدٌ. وَإِن شهِدوا أَو غابَ بَعضُ حُمَاتِهم ... كَفَى القَومَ وَضّاحُ الجبين أَريبُ فقلتُ ادعُ أُخرى وَارفَعِ الصَّوتَ دَعوةً ... لعَلّ أبَا المغوار منكَ قريبُ
فَإِنِّي لبَاكِيهِ وَإِنِّي لصَادقٌ ... عَلَيهِ وَبَعضُ القائِلينَ كَذُوبُ وَخبَّرتُماني إنَّما الموتُ بالقُرى ... فكيفَ وهَاتا رَوضة وكَثيبُ تَمَّتْ القَصيْدَةُ وَالحَمْدُ للَّهِ وَحْدَهُ وَالصلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ. الهَرِمُ: 7569 - حَليمًا إِذَا مَا الحِلمُ كَانَ حَزَامَةً ... وَقُورًا إِذَا كَانَ الوُقُوفُ عَلَى الجَمرِ قَالَ ابن الكَلْبِيّ: لَمَّا مَاتَ عَمْرُو بنُ حَمَمَةَ الدَّوْسِيُّ، وَكَانَ أحَدَ حُكَّامِ العَرَبِ مَرَّ بَقَبرِهِ الهَرِمُ بنُ امْرِئ القَيْس بن الحَارَثِ بن زَيْدٍ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أصْحَابِهِ فَعَقَرَ رَاحِلتهُ عَلَى قَبْره وَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ: لَقَدْ ضَمَّتْ الأثْرَاءُ مِنْكَ مُزَرَّءًا ... عَظِيْمُ رمَادِ النَّارِ مُشْتَرِكَ القَدْرِ حَلِيْمًا إِذَا مَا الحِلْمُ كَانَ حَزَامَةً. البيتُ وَبَعْدَهُ: إِذَا قُلْتَ لَمْ تترُكْ مَقَالًا لِقَائِلٍ ... وَإِنْ ضُنْتَ كُنْتَ اللَّيْثَ يَحْمِي حِمَى الأجْرِ لِيَبْكِكَ مَن كَانَتْ حَيَاتُكَ عِزُّهُ ... فَأصْبَحَ لَمَّا بِنْتَ يُفْضي إِلَى الصُّغْرِ سَقَى الأرْضَ ذَاتِ الطُّولِ وَالعَرْضِ مُثْجَمٌ ... أحَمُّ الرّحَى وَاهِي العُرَى دَائِمَ القَطْرِ وَمَا بي سُقْيَا الأرْضِ لَكِنَّ تُرْبَةً ... أظَلَّكَ فِي أحْشَائِهَا مُلْحَدُ القَبْرِ 7570 - حَليمٌ إِذَا لَم يَجلُبِ الحِلمُ ذِلَّةً ... وَأَجهَلُ أَحيَانًا إِذَا التَمَسُوا جَهلِي أَخَذَ هَذَا أَبُو فِرَاسٍ، فَقَالَ: (¬1) يَقُولُونَ لا تَخْرِقْ بِحِلْمِكَ هَيْبَةً ... وَأحْسَنُ شَيْءٍ زَيّنَ الهَيْبَةَ الحلمُ فَلا تَتْرُكَنَّ العَفْوَ عَن كُلِّ زَلَّةٍ ... فَمَا العَفْوُ مَذْمُومٌ وَإِنْ عَظُمَ الجُرْمُ ¬
كَعبٌ الغَنَوِيُّ: 7571 - حَليمٌ إِذَا مَا الحِلمُ زَيَّنَ أَهلَهُ ... مَعَ الحِلمِ فِي عَينِ العَدُوِّ مَهيبُ كَعبٌ أَيْضًا: 7572 - حليمٌ إِذَا مَا سَورَةُ الجَهلِ أَطلَقَت ... حُبَا الشَّيبِ لِلنَّفسِ اللَّجُوجِ غَلُوبُ كُثيّر بن بَدرٍ: 7573 - حَليمٌ إِذَا مَا نَالَ عَاقَبَ ... مُجمِلًا شديدًا أَو عَفَا لَم يُثَرِّبِ قَيْلَ لَمَّا خَرَجَ العَتَكِيُّ يَزِيْدُ بنُ المُهَلَّبِ عَلَى يَزِيْدِ بن مَرْوَانَ بالعِرَاقِ دَخَلَ مُسْلِمَةُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ عَلَيْهِ وَكَانَ نَابَهُم الَّذِي يَفْتَرُونَ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ اتَّكِئَ عَلَى ألْوَاحِ الأسرَّةِ وَيَزِيْدُ بنُ المُهَلَّبِ خَارِجٌ بِالعِرَاقِ فَقَالَ: يَا أبَا سَعِيْدٍ إنَّا كُنَّا نَتَشَزَّنُ لأكْفائِنَا مِنْ قُرَيْشٍ فَأمَا النَّعْقَةُ مِنْ أوْزَاع القَبَائِلِ وَنُزَّاع البُلْدَانِ فَلا كَرَامَةَ لَهُم فَقَالَ مُسْلِمَةُ فَشَمِمْتُ رَائِحَة النَّصْرِ مِنْ كَلامِهِ. ثُمَّ نَهَد إلَيْهِ مَسلَمَةُ وَالعَبَّاسُ بنُ الوَليْدِ بن عَبْدِ المَلِكِ فَلُقْيَاهُ بِالعَقْرِ فِي حَاوَاءَ بَأسِلَةَ فَأنجلَتِ الحَرْبُ عَنْهُ قَتِيْلًا وَتَفَرَّقَتِ المَهَالبَةُ أيدي سَبَأَ ثُمَّ لَحِقُوا بِالسِّنْدِ فَسَار إلَيْهِمْ هِلالُ بنُ أحْوَزَ التَمِيْمِي الَّذِي يَقُولُ فِيْهِ الشنيُّ: وَلَمَّا شَكَوْتُ الفَقْرَ قَالَتْ حَلِيْلَتِي ... عَلَيْكَ بِقتَالِ المُلُوكِ هِلالِ فَقَتَل مِنْهُم جَمَاعَةً وَأنْفَذَ البَاقِيْنَ إِلَى يَزِيْد بن عَبْد المَلِكِ فَلَمَّا أدخلُوا عَلَيْهِ قام كَثيِّرُ بن بَدْرِ بن أَبِي جمعة فَقَال: حَلِيْمٌ إِذَا مَا نَالَ عَاتِبَ مُجْمَلًا. البيتُ وَبَعْدَهُ: فَعَفْوَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ وَحِسْبَةً ... فَمَا تَحْتَسِبُ مِن صَالِحٍ لَكَ يُكْتَبِ أسَاؤا فَإنْ تَغْفِرُ فَإِنَّكَ قَادِرٌ ... وَأفْضَلُ حلمٌ حسبَةً حلمُ مُغضَبِ فَقَالَ لَهُ يَزِيْدُ أطتْ بِكَ الرحمُ لَولا إنَّهُم قَدَحُوا فِي المُلْكِ لَعَفَوتُ عَنْهُم. ¬
هلالُ بنُ أسعَرَ: 7574 - حَليم فِي شَرَاسَتِهِ إِذَا مَا ... حُبَا الحُلَمَاءُ أَطلَقَهَا المِرَاءُ قَبْلَهُ: جَسُورٌ لا يُرَوَّعُ عِنْدَ هَمٍّ ... وَلَا يَلْوِي عَزِيمَتَهُ اتِّقَاءُ حَلِيمٌ فِي شَرَاسَتِهِ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: حَمِيدٌ فِي عَشِيرَتِهِ فَقِيدٌ ... يَطِيبُ عَلَيْهِ فِي المَلأ الثَّنَاءُ فَإنْ تَكُنِ المَنِيَّةُ أقْصَدَتْهُ ... وَحُمَّ عَلَيْهِ بِالتَّلَفِ القَضَاءُ فَقَدْ أوْدَى بِهِ كَرَمٌ وَخَيْرٌ ... وَعَودٌ بِالفَضَائِلِ وَابْتِدَاءُ 7575 - حَليمٌ والحَفيظَةُ مِنهُ خِيمٌ ... وَأَيُّ النَّاسِ لَيسَ لَهُم شِرَارُ الغَزِّيُّ: 7576 - حُليُّ الخُلقِ مُشْتَبِهٌ وَكُلٌّ ... يَرُومُ بِهِ الزِّيَادَةَ فِي الجَمَالِ بَاذِنجانَةُ الكَاتبُ: 7577 - حِمَار فِي الكِتابَةِ يَدَّعِيهَا ... كَدَعوَى آلِ حَربِ فِي زيَادِ بَعْدَهُ: فَدَعْ عَنْكَ الكِتَابَةَ لَسْتَ مِنْهَا ... وَلَو غَرَّقْتَ ثَوْبَكَ بِالمدَادِ وكيف يَجُوزُ فِي الكُتَّابِ فَدْمٌ ... عَقِيمُ الفَهْمِ مَنْخُوبُ الفُؤَادِ يَقُولُ ذَلِكَ فِىِ أحْمَد بن صالح بن شيرزاد. ابن هندُو: [من الطويل] 7578 - حِمَار كَمَا تَدرِي بِثَورٍ مُبَطَّنٌ ... وَإِلَّا فجَامُوس بِتَيسٍ مُفَرْوَزُ ¬
قَبْلَهُ: أيَا عَاجِزًا مَا فِي البَرِيَّةِ عَاجِزٌ ... بِأعْجَزِ مِنْهُ أنْتَ فِي العَجْزِ مُعْجِزُ غَدَوْت أمِيرَ العَاجِزِينَ يَقُودُهُم ... لِوَاءُكَ قَدْ حَفُّوكَ سَاعَةَ تَبْرُزُ حِمَارٌ كَمَا تَدْرِي. . . البَيْتُ. 7579 - حِمَارٌ يُسَيَّبُ فِي رَوضَةٍ ... وَطِرْفٌ بِلا عَلَفٍ يُرتَبَطْ قبلَهُ: أَيَا دهرُ وَيحَكَ كَم ذا الغَلَطْ ... لَئِيمٌ عَلَا وكَرِيم هَبَطْ حِمَار يُسَيَّبُ في رَوضَةٍ. . . البَيت. 7580 - حِمَارَي عَبَاديّ إِذَا قِيلَ بَيَّنا ... بِشَرِّهِمَا يَومًا يَقُولُ كِلاهُمَا قِيْلَ تَفَاخَرَ رَجُلانِ فِي الكَرَمِ وَتَحَاكَمَا إِلَى أَبِي العَيْنَاء وَتَرَاضَيَا بِحكمِهِ فقالَ لَهُمَا: أنتمَا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: حِمَارِي عَبَادِيٍّ. البَيْتُ. وَيُقَالُ فِي المَثَلِ: زَنْدَانِ فِي مُرْقَعَةٍ. أي أنْتُمَا سَواءٌ فِي المَهَانَةِ وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي المَدْحِ. وَيُقَالُ فِي المَثَلِ أَيْضًا: كُسَيْرٌ وَعُوَيْرٌ وَكُل غَيْر خَيْرٍ. أي مَا فِي كُل مِنْهُمَا خَيْر. * * * وَمِنْ بَابِ (حَمَت) قَوْلُ أَبِي نَصْرٍ الحَسَنِ الفَارِقِيّ (¬1): أرِيْقًا مِنْ رِضابِكِ أمْ رَحِيْقَا ... رَشَفْتُ فَلَسْتُ مِن سُكْرِي مَفِيْقَا وَللصَّهْبَاءِ أسْمَاء وَلَكِنْ ... جَهِلْتُ بِأنَّ فِي الأسْمَاء رِيْقَا حَمَتْنِي عَن حُمَيَّا الكَأسِ نَفْسٌ ... إِلَى غَيْرِ المَعَالِي لَنْ تَتُوقَا وَمَا نزْكِي لَهَا شحًّا وَلَكِنْ ... طَلَبْتُ فَمَا وَجَدْتُ لَهَا صدِيْقَا ¬
عَبد اللَّه بن المُعتزِّ: 7581 - حَمدًا لِرَبّي وَذَمًّا لِلزَّمَانِ فَمَا ... أَقَلَّ فِي هَذِهِ الدُّنيَا مَسَرَّاتِي قَبْلَهُ: يَا دَهْرُ وَيْحَكَ قَدْ أكثَرْتَ فَجْعَاتِي ... شَغلْتَ أيَّامَ عُمْرِي بِالمُصيباتِ مَلأتَ ألْحَاظَ عَيْني كُلَّهَا حَزَنًا ... فَأيْنَ لَهْوِي وَأحْبَابِي وَلَذَّاتِي حَمْدًا لِرَبِّي وَذَمًّا للزَّمَانِ. . . البيتُ، وَبَعْدَهُ: لَوَتْ يَدي أمَلِي مِنْ كُلِّ مُطَّلبٍ ... وَأغْلَقَتْ بَابَهَا مِنْ كُلِّ حَاجَاتِي وَأنْجَزَ المَوْتُ وَعْدَ الدَّهْرِ فِي سَلفِي ... وَقَرَّبَ الهَمُّ مِن أيَّامِ فَرْحَاتِي فَكُلُّ يَومٍ تَرَى العَيْنَانِ مُسْخِنَةً ... وَتَدْفِنُ الكَف عِزًّا بَيْنَ أمْوَاتِ قَالَ أَبُو مَنْصور عَبْدُ المَلِكِ بن مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل الثَّعَالِبِيُّ كَانَ أَبُو الفَتْحُ عَلِيُّ بن مُحَمَّد البُستِّيُّ الكَاتِبُ يَسْتَحْسِنُ قَوْلُ عَبْد اللَّهِ ابن المُعْتَزِّ هَذَا فِي حَمْدِ اللَّهِ وَذَمِّ الزمَانِ فَأنْشَدْتهُ لِنَفْسِي (¬1): حَمَدْتُ إلَهِي وَالزَّمَانَ ذَمَمْتُهُ ... فَقَدْ طَالَمَا أغْرَى بِقَلْبِي البَلابِلا وَعِنْدِي مِنْ لَومِ الزَّمَانِ دَقَائِق ... أُعِدُّ لَها مِنْ فَضْلِ رَبِّي جَلايِلا فَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ أحْسَنُ مِنْهُ وَمِنْ كُلِّ ما سَمِعْنَاهُ فِي مَعْنَاهُ. ابْنُ حَيُّوسٍ: 7582 - حمَدَ الوَرَى لِي ذَا الثَنَاءَ وَمَذهَبِي ... فِيهِ فَكُنتُ الحَامِدَ المَحمُودَا 7583 - حَمَدتُ ابنَ مَنصُورٍ لِحُسنِ فِعَالِهِ ... وَهَل يُحسِنُ الإِنسَانُ إِلَّا لِيُحمَدَا ¬
7584 - حَمَدتُ الَّلَيَالِي حِينَ فَرَّقن بَينَنا ... أَلا رُبَّمَا فَرَّجنَ كَربَ حَزينِ أَبُو خراشٍ الهُذليُّ: 7585 - حَمَدتُ إِلّهِي بَعدَ عُروَةَ إِذ نَجَا ... خِرَاشٌ وَبَعضُ الشَرِّ أَهوَنُ مِن بَعضِ كَانَ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي خَرَاشٍ واسْمُهُ خُوَيْلِد بن ضمْرَةَ أَنَّهُ خَرَجَ خَرَاشٌ وَعُرْوَةَ بن ضُمْرَةَ هَذَا وَلَدُهُ وهذا أخُوهُ فَانْحَازَا عَلَى ثَمَالَةَ فَنَذَرَ بِهُمَا حَيَّانِ مِنْ ثَمَالَةَ فَقَالَ لأحَدِهُمَا بَنُو دَارِمٍ وَالآخَرُ بَنُو هِلالٍ فَأخَذُوهُمَا فَأَمَّا بَنُو هِلالٍ فَأخَذُوا عُرْوَةَ بن ضَمْرَةَ فَقَتَلُوهُ وَأَمَّا بَنُو دَارِمٍ فَأخَذوا خُرَاشًا وَأرَدُوا قَتْلَهُ فَألْقَى رَجُلٌ مِنْهُمُ ثَوْبًا وقَالَ انجُهُ ففَحصَ كَأَنَّهُ ظَبْيٌ وَأتْبَعَهُ القَومُ فَفَاتَهُم وَأَتَى أبْاهُ فَأخْبَرَهُ فَقَالَ: ألْقَى عَلَيَّ بَعْضهُم ثَوْبًا؟ فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُهُ؟ قَالَ: لا. فَقَالَ أَبُو خُرَاشٍ: يَذْكرُ ذَلِكَ وَيَرثي أخَاهُ: حَمَدْتُ إلَهِي بَعْدَ عُرْوَةَ. البيتُ وَبَعْدَهُ: فَوَاللَّهِ لا أنْسَى قَتِيْلًا رَزَيْتُهُ ... بِجَانِبِ قَوْسي مَا مَشَيْتُ عَلَى الأرْضِ قوسَى: بلد بالسراه تحله بمثالهِ. عَلَى أنَّها تَغْفُو الكُلُومُ وَإِنَّمَا ... نُوَكَّلُ بالأدْنىَ وَإِنْ جَلَّ مَا يَمْضي وَلَمْ أدْرِ مَنْ ألْقَى عَلَيَّ رِدَاؤَهُ ... عَلَى أنَّهُ قَدْ سَلَّ مِنْ مَاجِدٍ مَحْضِ وَلَمْ يَكُ مَثْلُوجَ الفُؤَادِ مُهَبَّجًا ... أَضَاعَ الشَّبَابَ فِي الرَّيلَةِ والخَفْضِ وَلَكِنَّهُ قَدْ نَازَعَتْهُ مَخَامِص ... عَلَى أَنَّهُ ذُو مَرَّةٍ صادِقُ النَّهْضِ كَأنَّهُم يُشَبِّثُونَ بِطَائِرٍ خَفِيْفِ ... المُشَاشِ عَظمُهُ غَيْرُ ذِي نَحْضِ (النَّحض: اللَّحم) بعدَهُ: بَيَادِرُ قُرْبَ اللَّيْلِ فَهْوَ مُهَايِدٌ ... يَحُثُّ الجَنَاحَ بَالتَّبَسُّطِ وَالقَبْضِ قَالُوا وَكَانَ أَبُو خَرَاشٍ وَوَلَدُهُ الَّذِيْنَ إِذَا فَرُّوا لا يَلحقُ شَدَّهُم أحَدٌ. ¬
وَقَوْلُهُ: إلَهِي بَعْدَ عُرْوَةَ. البَيْتُ أحْسَنُ مَا قَيْلَ فِي التَّسَلِّي بِبَقَاءِ البَاقِي عَنِ المَاضِي. وَزَعَم الرّوَاةُ أنَّهُم لا يَعْرِفُونَ رَجُلًا مَدَحَ مَن لا يَعْرِفُهُ غَيْرَ أَبِي خَرَاشٍ بِقَوْلِهِ: عَلَيَّ رِدَاءَهُ. البَيْتُ الثعَالبيُّ: 7586 - حَمَدتُ إِلّهي وَالزَّمَانُ ذَمَمتُهُ ... فَقَد طَالَمَا أَغرَى بِقَلبِي البَلابِلَا 7587 - حَمَدتُ زمَانًا كَانَ يَجمَعُ بَينَنَا ... فَلَمَّا رَمَانِي بِالفِرَاقِ ذَمَمتُهُ أَبُو نصر بن نَباتَة: 7588 - حَمَدنَا الهَوَى وَنَسينَا الفِرَاقَ وَمَن ... يَشرَبِ الخَمرَ لَا يَسأَل عَنِ الخُمّارَا البُحتُريّ: 7589 - حُمرُ السُيُوفِ كَأَنَّمَا ضَرَبَت لَهُم ... أَيدِي القُيونِ صَفَايِحًا مِن عَسجَدِ عَبد اللَّه بن المعتَزِّ: 7590 - حُمرَتُهَا مِن دِمَاءِ مَن قَتَلَت ... وَالدَّمُ فِي النَّصلِ شَاهِدٌ عَجَبُ قَبْلَهُ: فِي حَبِيْبٍ رَمِدَتْ عَيْنُهُ وَهَوَاجِسُ مَا قَيْلَ فِي مَعْنَاهُ: قَالُوا اشْتَكَتْ عَيْنُهُ فَقُلْتُ لَهُمْ ... مِنْ كُثْرَةِ الفَتْكِ مَسَّهَا الوَصَبُ حُمْرَتُهَا مِنْ دِمَاءِ مَنْ قَتَلَتْ. البَيْتُ 7591 - حُمرَةُ التُفَّاحِ فِي خُضرَتهِ ... أَقرَبُ الأَشيَاءِ مِن قَوسِ قُزَح ¬
قَبْلَهُ: أسْقِنِي اليَومَ مِنْ كَأسٍ وَقَدح ... وَاعْصِ مَنْ لامَكَ فِيْهَا وَنَصَحْ وَعَلَى التُّفَاحِ فَاشْرَبْ قَهْوَةً ... واسْقنيِهَا بِنَشَاطٍ وَفَرَحْ حُمْرَةُ التُّفَاحِ مَعْ خُضْرَتهِ. البَيْتُ وقَالَ الأمِيْرُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ يَصِفُ قَوْسَ قُزَح (¬1): وَسَاقٍ صَبِيْحٍ للصبُوحِ دَعْوَتَهُ ... فَقامَ وفي أجْفَانِهِ سنهُ الغَمْضِ يَطُوفُ بِكاسَاتِ العِقَارِ كَأنْجُمٍ ... فَمِنْ بَيْن مُنْفَضٍّ عَلَيْنَا وَمُنْقَضِّ وَقَدْ نشرَتْ أيْدِي الجُنُوبِ مَطَارِفًا ... عَلَى الجودِ كُنَّا وَالحَوَاشِي عَلَى الأرْضِ تُطَرِّزُهَا قَوْسُ السِّحَابِ بِأصْفَرٍ ... عَلَى أحْمَرٍ فِي أخْضَرٍ تَحْتَ مُبْيَضِّ كَأذْيَالِ خَوْدٍ أقْبَلَتْ فِي غَلائِلٍ ... مُصَبَّغَةٍ وَالبَعْضُ أقْصَرُ مِنْ بَعْضِ هَذَا مِنَ التَّشْبِيْهَاتِ الملُوكِيَّةِ الَّتِي لا تَكَادُ تَحْضرُ للسُوقَة وَهُوَ أحْسَنُ مَا قَيْلَ فِي مَعْنَاهُ. 7592 - حَملُ التّمُورِ إِلَى كِرمَانَ مِن حُمقٍ ... فَإِنَّ مَوضِعَ كُلِّ التَّمرِ كِرمَانُ وَمِنْ بَابِ (حَمْلُ) قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ الشَّيْبَانيّ: حَمْلُ الرِّئَاسَةِ مَا عَلِمْتَ ثَقِيْلُ ... وَالدَّهْرُ يَعْدِلُ مَرَّةً وَيَمِيْلُ لا تَعْتَذِرْ بِالشُّغْلِ عَنَّا إِنَّمَا ... تُرْجَى لأنَّكَ دَائمًا مَشْغُولُ وإذَا فَرَغْتَ وَلَا فَرَغْتَ فَغَيْرُكَ المـ ... ــقْصُودُ فِي الحَاجَاتِ وَالمَأمُولُ يَا رَاكِبَ الأيّامَ فِي سُلْطَانِهِ ... انْظُر إِلَى الأيَّامِ كَيْفَ تَحُولُ وَمِنْ بَابِ (حَمَلْتُ) قَوْلُ عَلِيّ بن وَشَّاحٍ الكَاتِب (¬2): حَمَلْتُ العَصَا لا الضُّعْف أوْجَبَ حَمْلهَا ... عَلَيَّ وَلَا أنِّي تَحَنَّيْتُ مِنْ كِبَرِ وَلَكِنَّنِي ألَزَمْتُ نَفْسِي حَمْلَهَا ... لأعَلِّمَهَا أَنَّ المُقِيْمَ عَلَى سَفَرِ ¬
7593 - حَملُ العَصَا فِي الكَفِّ لَيسَ بِمُعجِزٍ ... الشَّانُ فِي تَصييرِهَا ثُعبَانَا 7594 - حَمَلتُ عَلَى وُرُودِ المَوتِ نَفسي ... وَقُلتُ لِصُحبَتي مُوتُوا كِرَامَا النَّابِغَة الذُبيانِيّ: 7595 - حَمَلتَ عَلَيَّ ذَنبَهُ وَتَرَكتَهُ ... كَذَى العُرِّ يَكوِي غَيرَهُ وَهُوَ رَاتِعُ عدِيُّ بن الرّقاعِ: 7596 - حَمَلتُ نَفسِي عَلَى أَمرٍ وَقُلتُ لَهَا ... إِنَّ السَّؤولَ عَلَى الإِخوَانِ مَملُولُ أَبُو فراسٍ: 7597 - حَمَاتُ هَوَاكَ لَا جَلَدًا وَلَكِن ... صَبَرتُ عَلَى اختِيَارِكَ وَاضطِرَارِي وبعدَهُ: ولي في كل يَومٍ مِنكَ ... عَتبٌ أقومُ بهِ مَقام الاعتذارِ 7598 - حَمَمُ الصَّحَائِفِ إن تَأَملَ أَهلُهَا ... تَرمِي الخُطُوطَ بِأَكسَفِ الأَلوَانِ سئِلَ بَعْضُ الوَرَّاقِيْنَ الَّذِيْنَ يَصنَعُونَ الحبْرَ عَنْ حَالَتِهِ فَقَالَ: عَيْشِي أضْيَقُ مِنْ مِحْبَرَةٍ، وَجِسْمِي أدَقُّ مِن مَسْطَرَةٍ وَجَاهِي أرَقُّ مِنَ الزَّجَاجِ وَحَظِّي أخْفَى مِن شقِّ القَلَمِ وَيَدِي أضْعَفُ مِنْ قَصبَةٍ وَطَعَامِي أمَرُّ مِنْ العَفْصِ وَشُرْبِي أشَدُّ سَوَادًا مِنَ الحِبْرِ وَسُوءُ الحَالِ ألْزَمُ بِي مِنَ الصُّمْغِ وَأنْشَأ يَقُولُ: حَمَمُ الصَّحَائِفِ إِنْ تَأمَّلَ أهْلُهَا. البَيْتُ ابْنُ شَمسِ الخلَافةِ: 7599 - حَمَّلتَ نَفسَكَ مِن سَمَاحِكَ بِاللُّهَى ... مَا لَم يكُن فِي طَاقَةِ الإِنسَانِ ¬
بَعْدَهُ: جودٌ بلا جَدوةٍ وَإِفضالٌ بلَا ... مالٍ وإِحسان بلَا إمكَانِ جَمَّ العَطَايا مَع نزارَة مَاله ... بادي التّواضعِ مَع علو الشانِ يُعطيكَ فَوقَ السُؤل قبل سؤالهِ ... كَرمًا وَيعتذرُ اعتذار الحانِي منقول من خطّه رحمه اللَّه وكذلك كلها في هذا الكتاب من شعره فإنَّهُ منقولٌ من خطّهِ. بَديعُ الزَمان الهَمَذانيُّ: 7600 - حَمُولًا صَبورًا لَو تَعَمَّدَنِي الرَّدَى ... لَسِرتُ إِلَيهِ مَشرِقَ الوَجهِ رَاضِيًا مِنْ رَسَائِلِ بَدِيْعِ الزَّمَانِ عَلامَةِ هَمَذَانَ رَحَمَهُ اللَّهِ إِلَى الخَلِيْفَةِ: خُلِقْتُ أطَالَ اللَّهُ بَقَاءَ مَولانَا وَأدَامَ تَأيِيْدَهُ وَتَمْكِيْنَهُ مَشْرُوحَ جَنَّاتِ الصَّبْرِ جُمُوحَ عِنَانِ العِلْمِ فَسِيْحُ رِقْعَةِ الصَّدْرِ حَمُولًا صَبُورًا. البيتُ وَبَعْدَهُ وَهُوَ تَضْمِيْنٌ: أُلُوفًا وَفِيًّا لَو رُدِدْتُ إِلَى الصِّبَا ... لَفَارَقْتُ شَيْبِي مُوجَعَ القَلْبِ بَاكِيَا وهذا سَلَخَ قَوْلُ المُتَنَبِّيّ (¬1). أقلَّ اشْتِيَاقًا أيُّهَا القَلبُ إنَّنِي ... رَأيْتُكَ تُصْفِي الوُدَّ مَنْ لَيْسَ صَافِيَا خلقتُ ألُوفًا لَو رُدِدْتُ إِلَى الصِّبَا ... لَفَارَقْتُ شَيْبِي مُوجَعَ القَلْبِ بَاكِيَا يَعقوبُ التَّمارُ: 7601 - حَمَى أَعرَاضَهُ شُحًّا وَضَنًّا ... وَصَيَّرَ مَالَهُ نَهبًا مُبَاحا عَرفجةُ بن شَريكٍ: ¬
7602 - حَمَى أنفَهُ أَوسٌ وَلَم يَثنِي وَجهَهُ ... وَيَقنَى الحَيَاءَ المَرءُ وَالرُمحُ شَاجِرُه ابْنُ شَمس الخِلافة: 7603 - حَميدُ المسَاعِي فِعلُهُ فِعلُ مُسلِمٍ ... تَقِيِّ وَلَكِن خَوفُهُ خَوفُ مُجرِمِ هلالُ بن أسعرَ: 7604 - حَميد فِي عَشيرَتهِ فَقيدٌ ... يَطيبُ عَليهِ فِي المَلاءِ الثَّنَاءُ البُحتريُّ: 7605 - حَمِيَّةَ شَغَبٍ جَاهِلِيِّ وَعِزَّةً ... كُلَيبيَّةً أَعيَا الرّجَالَ خُضُوعُهَا المُتَنبّي: 7606 - حَنَانيكَ مَسؤُولًا وَلَبَّيكَ دَاعِيًا ... وَحَسبِي مَوهُوبًا وَحَسبُكَ وَاهِبَا بَعْدَهُ مُخَاطِبًا لِسَيْفِ الدولة: أهَذَا جَزَاءُ الصِّدْقِ أنْ كُنْتُ صَادِقًا ... وَهَذَا جَزَاءُ الكَذْبِ إِنْ كُنْتُ كَاذِبَا؟ وَإِنْ كَانَ ذَنْبِي كُلُ ذَنْبٍ فَإِنَّهُ ... مَحَا الذَّنْبِ كُلُّ المَحْوِ مَنْ جَاءَ تَائِبَا أبو الطّمحانِ القينيُّ: 7607 - حَنَتنِي حَانيَاتُ الدَّهرِ حَتَّى ... كأَنَّي حَابِلٌ يَدنُو لِصَيدِ قَوْلُ أَبِي الطَّمحَانِ: حَنَتْنِي حَانِيَاتُ الدَّهْرِ. البيتُ وَبَعْدَهُ: قَرِيْبُ الخَطْوِ يَحْسَبُ مَنْ رَآنِي ... لَسْتُ مُقَيَّدًا أنِّي بِقَيْدِ ¬
وَهُمَا أحْسَنُ مَا قَيْلَ فِي تَقَارُبِ الخَطْوِ عِنْدَ الكِبَرِ. وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبِي العُرْيَانِ (¬1): سَوْفَ أُنَبِّيْكَ ... بِآيَاتِ الكِبَر نَوْمُ العَشَاءِ ... وَسُعَال فِي السَّحَر تَقَارُبُ الخَطْوِ وَ ... ضُعْفٌ فِي البَصَر وَقِلَةُ الأكْلِ ... إِذَا الزَّادُ حَضَر وَتَرْكِيَ الحَسْنَاءَ ... فِي قَبْلِ الظُّهُر وَالنَّاسُ يَبْلُونَ ... كَمَا يَبْلَى الشَّجَر 7608 - حَنَنتُ إِلَى أَرضٍ بِهَا اخضَرَّ شَارِبِي ... وَحُلَّت بِهَا عَنّي عُقُودُ التَمَايِمِ 7609 - حَنَنتَ إِلَى رَّيا وَنَفسُكَ بَاعَدَت ... مَزَارَكَ مِنْ ريّا وَشَعبَاكمَا مَعَا أبو نواسٍ يرثي الرشيد ويعزّي الأمين: 7610 - حَوَادِثُ أَيَّامٍ تَدُورُ صُرُوفُهَا ... لَهُنَّ مَسَاوٍ مَرَّةً وَمَحَاسِنُ قَبْلَهُ: تَعَزَّ أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ مُحَمَّدٌ ... عَلَى خَيْرِ مَيْتٍ كَانَ أو كَايِنُ حَوَادِثُ أيَّامٍ تَدُورُ صرُفُهَا. البيتُ، وَبَعْدَهُ: وفي الحَيِّ بِالمَيْتِ الَّذِي غَيَّبَ الثَّرَى ... فلا أنْتَ مَغْبُونٌ وَلَا المَوتُ غَابِنُ البُحتُريُّ يَدعُو لَهُ: 7611 - حَوَاليكَ حِصنٌ لِلحِرَاسَةِ مَانعٌ ... وَفَوقَكَ ظِلٌّ لِلسَّعُودِ ظَليلُ ¬
ابن حَيُّوسٍ: 7612 - حَوَى مِنَ الفَضْلِ مَولُودًا بِلَا طَلَبٍ ... أَضعَافَ مَا أعجَزَ الطُلَّاب مُكتَسَبا إبراهيم الصُوليّ: 7613 - حَلَال لِلَيلَى أَن تَرُوعَ فُؤَادَهُ ... بِهَجرٍ وَمَغفُورٌ لِلَيلَى ذُنُوبُهَا بَعْدَهُ: وَزَالَتْ زَوَال الشَّمْسِ عَنْ مُسْتَقَرِّهَا ... فَمَنْ مُخْبِرِي فِي أيِّ أرْضٍ غُرُوبُهَا تَطَلَّعُ مِنْ نَفْسِي إلَيْكَ عَوَارِف ... إِنَّ اليَأسَ مِنْكَ نَصِيْبُهَا تَمُرُّ الصِّبَا صَفْحًا بِسَاكِنِ ذِي الغَضا ... وَيَصدَعُ قَلْبِي إِنْ تَهُبَّ هُبُوبُهَا قَرِيْبَةُ عَهْدٍ بِالحَبِيْبِ وَإِنَّمَا ... هَوَى كُلِّ نَفْسٍ حَيْثُ حَلَّ حَنِيْنُهَا 7614 - حَلالٌ للَيلَى شَتمُنا وَانتِقَاصُنَا ... هَنيئًا مَا أتَتْ من ذُنُوبهَا 7615 - حَلَالُهَا حَسرَةٌ تُفضِي إِلَى نَدَمٍ ... وَفِي المَحَارِمِ مِنْهَا السُّمُ مَذرُورُ 7616 - حَلاوَةُ الدُّنيَا وَلَذَّاتُهَا ... تُكَلِّفُ العَاقِلَ مَا لا يُريد 7617 - حَلاوَةُ النِّصفِ إِن قَلَّت وَإِن كَثُرَت ... مَا فِي البَرِيَّةِ إِلَّا رَاغِبٌ فِيهَا الصَّاحبُ بن عبّادٍ: 7618 - حَلاوَةُ حُبِّكَ يَا سَيِّدِي ... تُسَوِّغُ بَعثِي إلَيكَ الحَلاوَة أهْدَى الصَّاحِبُ إِلَى صهرِهِ العلوي حَلوَاءَ وَكَتَبَ مَعَهَا: أيَا ابْنُ الَّذِي جَاءَنَا بِالتَّلاوَةِ ... عَلَيْهِ مِنَ المَجْدِ أبْهَى طَلاوَة حَلاوَةُ حُبِّكَ يَا سَيِّدِي. البَيْتُ ¬
أَبُو العَتاهيَةِ: 7619 - حَلاوَةُ دُنيَاكَ مَسمُومَةٌ ... فَمَا تَأَكُلُ الشُّهدَ إِلَّا بِسَم أَبُو حيّةَ النميرِيّ: 7620 - حَيَاء نَهَى عَمَّا عَهِدتِ مِنَ الصِّبَى ... وَيَأسٌ وَمثلِي بِالحَيَاءِ جَديرُ الحطيئة يهجُو أمَّهُ: 7621 - حَيَاتُكِ مَا عَلِمتِ حَيَاةُ سَوءٍ ... وَمَوتُك قَد يَسُرُّ الصَّالِحِينَا 7622 - حَيَاتُكَ لا يُسَرُّ بِهَا صَديق ... وَمَوتُك مِن مَصَائِبِنَا العِظَام بَعْدَهُ: ويروى: وشرك دانيًا يَسري إلينا وَشَرُّكَ حَاضر فِي كُلِّ وَقْتٍ ... وَخَيْرُكَ رَمْيَة مِنْ غَيْرِ رَامِ 7623 - حِيَاضُ المَنَايَا لَبسَ عَنهَا مُزَحزَحٌ ... فمنتَظر ظِمَاءً كَآخِرِ وَارِد ابْنُ بَسَّامٍ: 7624 - حَيَاةُ هَذَا كَمَوتِ هَذَا ... فَالطِم عَلى الرَأسِ بِاليَدينِ قَالَ الصوُليُّ أَبُو الحَارَثِ النَّوْفَلِيُّ قَالَ: كُنْتُ أبْغُضُ القَاسمَ ابن عَبْدُ اللَّهِ لِمَكْرُوهٍ نَالَنِي مِنْهُ فَلَمَّا ماتَ أخُوهُ الحَسَنُ قُلْتُ عَلَى لِسَانِ ابن بَسَّامٍ (¬1): قُلْ لأبِي القَسمِ المَرَزَّا ... قَابَلَكَ الدَّهْرُ بِالعَجَايِبِ مَاتَ لَكَ ابنٌ وَكَانَ زَيْنًا ... وَعَاشَ ذُو الشَّيْنِ وَالمَعَايِبِ حَيَاةُ هَذَا بِمَوْتِ هَذَا. البَيْتُ ¬
قَالَ: وَأبْيَاتُ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ البَسَّامِيِّ الَّتِي قَالَهَا هِيَ (¬1): قُلْ لِوَزِيْرِ الأنَامِ عَنِّي ... وَنَادِ يَا ذَا المُصِيْبَتينِ يَمُوتُ حِلْفُ النَّدَى وَيَحْيَى ... حِلْفُ المَخَازِي أَبُو الحُسَيْنِ حَيَاةُ هَذَا كَمَوْتِ هَذَا. البَيْتُ وقَالَ آخَرُ فِي المَعْنَى: يَا بنَ المُعَلَّى وَلَيْسَ غَيْبَةُ ... أفْعَالهُ كُلُّهَا مَعِيْبَه مَوْتُ أخِيْهِ وَعَيْش ... هَذَا كِلاهُمَا عِنْدَنَا مُصِيْبَه لَهُ أَيْضًا: 7625 - حَيَاةُ هَذَا كَمَوتِ هَذَا ... فَلَستَ تَخلُو مِنَ المَصَايِبِ 7626 - حَيثُمَا تَستَقِم يُقَدِّرُ اللَّهُ ... نَجَاحًا فِي غَابِرِ الأَزمَانِ أَبُو تَمَّامٍ: 7627 - حَيرَانَ يَحسِبُ سُجفَ اللَّيلِ مِن دَهَشٍ ... طُودًا يُحَاذِرُ أَن يَنقَضَّ أَو جُرُفا بَعْدَهُ: وَقَدْ نَبَذُوا الحَجْفَ المَحْبُوكَ مِنْ زَرَدٍ ... وَصَيَّرُوهَا مهم بَلْ صرْتَ حَجَفَا بشَّارٌ: 7628 - حِيَلُ ابنِ آدَمَ فِي الحَيَاةِ كثيرَةٌ ... وَالمَوت يَقطَعُ حِيلَةَ المُحتَالِ 7629 - حِينَ حُطَّت رِكَابُهُم مِن إِيَابٍ ... صَاحَ حَادِيهِم بِوَشكِ الفِرَاقِ ¬
عُمَارَةُ: 7630 - حَيَّاكَ مَن لَم تَكُن نَرجُو تَحِيتَهُ ... لَولَا الدَّرَاهِمُ مَا حَيَّاكَ إِنسَانُ 7631 - حَيٌّ تُرَا مَيِّتٌ ذِكرَاهُ ... وَمَيِّت يَحيَى بِأَخبَارِهِ بَعْدَهُ: لَيْسَ بِمَيْتٍ عِنْدَ أهْلِ النُّهَى ... مَنْ كَانَ هَذَا بَعْضُ آثَارِهِ كُثّير: 7632 - حَيَّتكَ عزَّه بَعدَ النَّفَرِ وَانصَرَفَت ... فَحيِّ وَيحَكَ مَن حَيَّاكَ يَا جَمَلُ يُقَالُ أَنَّ عَزَّةَ هَجَرَتْ كُثَيِّرًا وَحَلَفَتْ أَنَّهَا لا تُكَلِّمُهُ فَلَمَّا نَفَرَ النَّاسُ لَقِيَتهُ فَحَيَّتِ الجمَلَ وَلَمْ تُحَيِّهِ فَقَالَ: حَيَّتْكَ عَزَّةُ بَعْدَ النَّفْرِ وَانْصَرَفَتْ. البيتُ وَبَعْدَهُ: لَو كُنْتَ حَيَّيْتَهَا مَا زِلْتَ ذَا مقةٍ ... عِنْدِي وَمَا مَسَّكَ الإدْلاجُ وَالعَمَلُ لَيْتَ التَّحِيَّةَ كَانَتْ لِي فأشْكرُهَا ... مَكَانَ مَا جَمَلٌ حيَّت يَا رَجُلُ ابْنُ الرُّوميّ: 7633 - حَيتكَ عَنَّا شَمَال طَابَ رِيِّقُهَا ... تَحِيَّةً فَجَّرَت رُوحًا وَرَيحَانَا بَعْدَهُ: هَبَّتْ سحِيْرًا فَنَاجَى الغُصْنُ صَاحِبَهُ ... سِرًّا بِهَا وَتَنَادَى الطَّيْرُ أعْلانَا وُرْقٌ تَغَنَّى عَلَى وَرَقٍ مُهَدَّلَةٍ ... تَسْمُو بِهَا وَتَمَسُّ الأرْضَ أحْيَانَا تَخَالُ طَائِرَهَا نَشْوَانَ مِنْ طَرَبٍ ... وَالغُصْنَ مِنْ هَزِّهِ عِطْفَيْهِ نَشْوَانَا ¬
مُهلهِلٌ: 7634 - حَيَّةٌ بِالطَّريقِ أَربَدُ لَا يَنفَعُ ... السَّليمُ نَفثُ الرَّاقِي بَعْدَهُ: فَارِسٌ يَضْرِبُ الكَتِيْبَةَ بِالسَّيـ ... ـفِ دِرَاكًا كَلاعِبِ المِخرَاقِ واسمُ مُهَلْهَلٍ امْرُؤُ القَيْسِ بنُ رَبِيْعَةَ بن الحَرَثِ بن زَهَيْر ابن جَشَم بن بَكْرٍ. متمم بنُ نويرَة: 7635 - حَيِيٌّ بَذِيٌّ أَيُّ ذَاكَ التَمَستَهُ ... وَذُو لِبدٍ شثنٌ بَرَاثِنُهُ عَبلُ بَعْدَهُ: وَنِعْمَ أخُو العَانِي إِذَا القِدذُ مَسَّهُ ... وَأثَّرَ فِي ضَاحِي سَوَاعِدِه الغُلُّ 7636 - حَيَّيتُ سُكَّانَ هَذَا البَيتِ كُلَّهُمُ ... إِلَّا الرَّبَابَ فَإِنّي لَا أُحَيِّيهَا بَعْدَهُ: أمْسَتْ عَرُوسًا وَأمْسَى مَسْكَنِي جَدَثًا ... وَلَمْ تُرَاعِي حُقُوقًا كُنْتُ أرْعِيْهَا حُكِيَ أَنَّهُ مَاتَ بَعْضَهُمُ عَنْ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ تُسَمَّى الرَّبَابُ وَكَانَ يُحِبُّهَا وَتُحِبُّهُ فَلَمَّا قَضَتِ العِدَّةَ وَطَالَ العَهْدُ بِالمَيْتِ خَطَبَهَا الأكِفَاءُ فَتَزَوَّجَتْ فَرَأتْ لَيْلَةَ عُرْسِهَا فِي المَنَامِ كَأَنَّ ابنَ عَمّهَا قَدْ أتَّاهَا فَسَلَّمَ عَلَى أهْلِ الدَّارِ وَأنْشَدَ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ: حَيَّيْتُ سُكَّانَ هَذَا البَيْتِ كُلَّهُم. البَيْتَان * * * ¬
تَمَّ حَرفُ الحَاءِ المُهمَلَةِ تَكَمَّلَت عدَّةُ أبْيَاتِ حَرْفِ الحَاءِ المُهْمَلَةِ مِائَتَانِ وَسِتٌ وَسُتُّونَ بَيْتًا عَدَا الحَاشِيَةِ وَذَلِكَ فِي كَرَّاسٍ وَاحِدٍ وَوجْهَةٍ هِيَ هَذِهِ. وَالحَمْدُ للَّهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ وَصُحْبِهِ أجْمَعِيْنَ. وَالحَمدُ وَالشُكرُ للَّهِ وَالثَنَاءُ الحَسَن وَصَلَّى اللَّه عَلَى سَيّدنَا محمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّم * * *
حرف الخاء
حرف الخاء
حَرفُ الخاءِ 7637 - خَابَ امرُؤٌ ظَلَّ يَرجُو أَن يَنَالَ غِنًى ... بِالعَقلِ مَا عَاشَ فِي دَهرِ المَجانِينِ أَبو تمَّامٍ: 7638 - خَابَ امرُؤٌ نَحَسَ الزَّمَانُ جُدُودَهُ ... فَقَامَ عَنكَ وَأَنتَ سَعدُ الأَسعُدِ 7639 - خَابَت وَسيلَةُ مَن لَم يُدنِهِ أَدَبٌ ... مِمَّا يُحِبُّ إِذَا مَا عَزَّهُ سَبَبُ بَعْدَهُ: إنِّي نَسيِبُكَ دُنْيًا نِسْبَتِي أدَبٍ ... وَكُلُّ شكلٍ إِلَى الأشْكَالِ يَنْتَسِبُ خُذْنِي إلَيْكَ تَجِدْنِي نَصْلَ مُرْهَفَةٍ ... يَلُوحُ فِي صَفْحَتَيْهِ الجَدُّ وَاللَّعِبُ 7640 - خَاسَت بِعَهدِي وَخَانَتنِي فَخِستُ بِهَا ... وَخُنتُهَا وَكِلانَا بِئسَ مَا فَعَلا النِّمر تَولبٍ العكِلِيُّ: 7641 - خَاطِر بِنَفسِكَ كَي تُصيبَ غَنيمَةً ... إِنَّ الجُلُوسَ مَعَ العِيَالِ قَبيحُ قَبْلَهُ: قَالَتْ أمَامَةُ إِذْ رَأتْ مَالِي خَوَى ... وَجَفَا الأقَارِبُ وَالفُؤَادُ قَرِيْحُ خَاطِرْ بِنَفْسِكَ كَي تَصُبَّ غَنِيْمَةً. البيتُ وَبَعْدَهُ: إنِّي لأكْرَهُ أنْ أرَاكَ مُنَكَسًا ... نَصِبًا كَأنَّكَ فِي النَّدِيِّ نَطِيْحُ إِنْ المُخَاطِرَ هَالِكٌ أو مَالِكٌ ... وَالجدُّ يُجْدِي مَرَّةً فَيُرِيْحُ وَالمَالُ فِيْهِ تَجلَّةٌ وَمَهَابَةٌ ... وَالفَقْرُ فِيْهِ مَذَلَّةٌ وَفُضُوحُ ¬
أنْشَدَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ إبْرَاهِيْمُ بن مُحَمَّد بن عَرَفَةَ المَعْرُوفُ بِنَفْطَوِيْهِ لأبِي رَبِيْعَةَ حَمُولَةَ النَحَوِيِّ الأصْفَهَانِيِّ ذَكَرَهُ حَمْزَةُ فِي كِتَابِ أصْفَهَانَ: وَقَائِلُ إِذَا رَآنِي خَلْفَ مَعْسِرَةٍ ... بِالصَّبْرِ مُسْتَوْطِنًا دَارَ المَفَاقِيْرِ خَاطِرْ بِنَفْسِكَ لا تَقْعُدْ بِمُعْجَزَةٍ. البيتُ وَبَعْدَهُ: لا عذْرَ للمَرْءِ إمَّا كَانَ ذَا هِمَمٍ ... فِي أنْ يَقرَّ عَلَى هَونٍ وَتَقْصِيْرِ إِنْ لَمْ تَنَلْ فِي مَقَامٍ مَا تُحَاوِلُهُ ... فَابْلِ عُذْرًا بِإدْلاجٍ وَتَهْجِيْرِ مَا يَبْلغُ المَرْءُ بَالإحْجَامِ هِمَّتُهُ ... حَتَّى يُبَاشِرُهَا مِنْهُ بِتَغْرِيْرِ حَتَّى يُوَاصِلَ فِي أثْنَاءِ مَطْلَبِهِ ... سَهْلًا بِحَزْنٍ وَإنْجَادَا بِتَغْرِيْرِ أَبُو رَبيعَةَ: 7642 - خَاطِر بِنَفسِكَ لَا تَقعُد بِمعجِزَةٍ ... فَلَيسَ حُرٌّ عَلَى عَجزٍ بِمَعذُورِ 7643 - خَاطِر فَإِمَّا عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ ... جَرَّدَهَا العَزمُ وَإِمَّا الحِمَامُ بَعْدَهُ: زَاحِمْ عَلَى بَابِ العُلا وَاجْتَهِدْ ... يُوشِكُ أن تَدْخُلَ بَيْنَ الزِّحَام دِيك الجِنّ: 7644 - خَافَ المَلَالَ إِذَا دَامَت إِقَامَتُهُ ... فَصَارَ يَظهَرُ حِينًا ثُمَّ يَحتَجِبُ الغَزِّي: 7645 - خَافَت وُرُودَ حِياضِ المَوتِ أَنفُسُنَا ... مَا أَسهَلَ الوردَ إِن لَم يَصعُبِ الصَّدرُ أَبُو عَبد اللَّه بن عُيينَة المهلَّبِيُّ في ابن عمّهِ خَالِدٍ: ¬
7646 - خَالِدٌ لَولا أَبُوهُ ... كَانَ وَالكَلب سَواءَا بَعْدَهُ: لَو كَمَا يَنْقُصُ يَزْدَ ... ادُ إذًا نَالَ السَّمَاءا وَفِيْهِ يَقُولُ أَيْضًا (¬1): أبُوكَ لنَا غَيْثٌ نَعِيْشُ بِسَيبِهِ ... وَأَنْتَ جَرَادٌ لَسْتَ تُبْقِ وَلَا تَذر لَهُ أثَرٌ فِي كُلِّ عَامٍ يَسُرُّنَا ... وَأَنْتَ تُعْفي دَايِبَا ذَلِكَ الأثَر أَبُو العَلاءِ المَعريُّ: 7647 - خَالَلتُ تَودِيعَ الأَصَادِقِ لِلنَّوَى ... فَمَتَى أُوَدِّعُ خِلِّي التَودِيعَا؟ قَبْلَهُ: كَمْ بَلْدَةٍ فَارَقْتُهَا وَمَعَاشِرٍ ... يَذْرُونَ مِنْ أسَفٍ عَلَيَّ دُمُوعَا وإذَا أضَاعَتْنِي الخُطُوب فَلَنْ أرَى ... لِعُهُودِ إخْوَان الصَّفَاءِ مُضِيْعَا خَالَلْتُ تَوْدِيْعَ الأصَادِقِ. البَيْتُ 7648 - خَانَ الزَّمانُ فَأَعدَدتُ الكِرَامَ لَهُ ... فَمَن أُعِدُّ إِذَا مَا خَانَتِ العُدَدُ عيسى القَاشِيّ: 7649 - خَبَأتُ لِدَهرِي إِن أَرَابَ ابنَ مَخلدٍ ... فَأَلفَيتُهُ عَونًا عَلَيَّ مَعَ الدَّهرِ زُهير المصرِيُّ: 7650 - خَبَأتُ لَكُم حَديثًا فِي فُؤَادِي ... أُحَدِثُكُم بِهِ عِندَ التَّلاقِي ¬
بَعْدَهُ: أُعَاتِبُكُم عَلَى مَا كَانَ مِنْكُم ... عِتَاَبًا يَنْقَضِي وَالوُدُّ بَاقِ وَأشْكُو جُودَكُمْ مِنْكُمْ إلَيْكُمْ ... لأنَّ الكُتْبَ لا تَسَعُ اشْتِيَاقِي وَأُخْبِرُكُم بِأعْجَبِ مَا جَرَى لِي ... وَأصْعَبُ مَا لَقِيْتُ مِنَ الفِرَاقِ لَعَلَّ اللَّهُ يَجْمَعُنَا قَرِيْبًا ... فَنُصْبِحُ فِي التِئَامٍ وَاتِّفَاقِ عَقيل بنُ العرنَدس: 7651 - خَبِّر ثَنَاءِي بَنِي عَمرُوٍ ... فَإِنَّهُم ذَوُو أَيَادِ وَأَحلامٍ وَأَخطَارِ الإمام الشافعي رحمه اللَّه: 7652 - خَبَت نَارُ نَفسِي لاشتِعَالِ مَفَارِقي ... وَأَظلَمَ لَيلِي إذ أَضَاءَ شَبَابُهَا وَمِنْ بَابِ (خبز) قَوْلُ آخَرُ: خُبْزُ شَعِيْرٍ بِغَيْرِ إدَامٍ ... عِنْدَ فَقِيْر مِنَ الكِرَامِ ألَذُّ عِنْدِي مِنْ ألْفِ لَوْنٍ ... عِنْدَ غَنِيٍّ مِنَ اللِّئَامِ وَمِنْ بَابِ (خدع) قَوْلُ آخَرُ (¬1): خُدَعٌ جَعَلْنَاهَا إلَيْكَ وَسِائِلًا ... إِنَّ الكَرِيَمَ بِكُلٍّ شَيْءٍ يُخْدَعُ 7653 - خُدَعُ الشَوقِ أَظفَرَت قَلبِي ... بِسُرُورِ القُدُومِ قَبلَ القُدُومِ أبو البركات المبَاركُ ابن المستوفي: 7654 - خَدَعتُمُونِي بِمَا أَبدَيتُم مِنَ الحُسنَى ... وَأَكثَرُ أَسبَابِ الهَوَى خُدَعُ 7655 - خَدَعَتنِي برُقَاهَا إِنَّهَا تُنزِلُ الأَ ... عصَمَ مِن رَأسِ اليَفَع ¬
7656 - خُدَعٌ جَعَلنَاهَا إِلَيكَ وَسَائِلًا ... إِنَّ الكَريمَ بِكُلِ شَيءٍ يُخدَعُ وَمِن بَاب (خَدَم) قَولُ آخر (¬1): خِدمَةُ السُلطانِ وَالكَاسَا ... تُ من أَيدي الملاح لَيس يَلتَامَانِ فاختَر ... خِدمةً أَو شُربَ رَاحِ أَبُو تمَّامٍ: 7657 - خَدَمَ العُلَى فَحَدَّ مِنهُ وَهيَ الَّتِي ... لَا تَحُدُمُ الأَقوامَ إِن لَم تُخدَمِ الصَّابئُ: 7658 - خَدَمتُكَ أَعوامًا طِوالًا مُوفّقًا ... فَهَب لِي يَومًا وَاحِدًا لَم أُوَفَّق قال أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن هَارُون الصَابئُ يَستَعطِفُ عَضُدَ الدَّولةِ وهو في محبسِهِ من أَبياتٍ يقولُ منها: وَحسبُكَ لي جَاهٌ عَريضٌ ورفعَةٌ ... وقيدُكَ في سَاقيَّ تاجٌ لمفرقي وقَد ظَمئت عَيني التي أنتَ نُورُها ... إِلى نَظرةٍ من وَجهكَ المتألِّقِ خَدمتُك مُذ عشرين عَامًا موفقًا. البَيتُ، وبعدَهُ: فإِن يَكُ ذَنبٌ ضَاقَ عنِّي عُذرُهُ ... عندَكَ عَفوٌ واسِعٌ غير ضَيِّقِ 7659 - خُذَا صَدرَ هَرشَى أَو قِفَاهَا فَإِنَّهُ ... كِلَى جَانِبَي هَرشَى لَهُنَّ طَريقُ قالَ الأصمَعيّ قام أَعرابيٌّ فصلَّى بقومٍ فقرأ {إِذَا زُلْزِلَتِ} فقالَ (ومَن يَعمَل مثقال ذرةٍ شرًا يرَه ومَن يعمل مثقال ذرّةٍ خيرًا يَرَه) فلما انصرف، قالوا لَهُ قرأتَ علَى غَير ¬
مَا أنزل اللَّهُ فقدمت وأخّرت فقال: أليس هُما جميعًا في المصحَف؟ قالوا: بلى، فقالَ: خُذا أنفَ هَرشَى، البيت، ويروى خُذا وجهَ هَرشى، هَرشَى تثنيةٌ قريبٌ من الجُحفَةِ ترَى منها البَحرَ. المثَلُ السَائِرُ، كِلَا جَانبي هَرشي لهنَّ طَريقُ يُضرب فِي الأَمرِ إِذَا سَهُلَ من وجهَينِ، وقريبٌ منهُ قولهم: أورَدَها سَعدٌ وَسعدٌ مُشتَمِل. يَعني أنَّهُ أورَدَ إِبلَهُ شريعةً وَلم يوردهَا بئرًا تحتاجُ إلى الاستقاءِ فيتعنّى فيها ويُتعب نفسَهُ ولكنّه أشمل بكسائه ونَام وابله في الورد. يُضرب لمن ينَال حَاجَتهُ بغير مشقةٍ ولَا عناءٍ. ابْنُ هندُو: 7660 - خُذِ الحِلمَ مَا أَغنَى فَإِن كَانَ مُفسِدًا ... جهولًا فَجَهلُ السَيفِ أَهدَى المَسالِكَ ابْنُ جكينَا: 7661 - خُذِ الشُكرَ بِالبِرِّ الدَنيِّ فَرُبَمَّا ... تَلَاشَت وَبَارَت بِالكَسادِ الصَنَائِعُ بَعْدَهُ: ولا تَحمدُوا شُحَّ النفوس فَإِنَّما ... طَرِيقُ المَنايَا أن تَشُحّ الطَّبَائِعُ 7662 - خُذِ العَفوَ مِمَّن قَد رَضيتَ إِخاءَهُ ... وَحَسبُكَ مِنهُ أَن يَصحَّ التَوَدُّدُ أَبُو عَبد اللَّه الحجّاج: 7663 - خُذِ الفَلسَ مِن كَفِ اللَّئيمِ فَإِنَّهُ ... أَعَزُّ عَلَيهِ مِن حُشاشَةِ نَفسِهِ 7664 - خُذِ الوَجدَ مَوفورًا وَخَلِّ مَدَامِعِي ... فَمَا ضِنُّهَا عَنكُم مَلالًا وَلَا غَدرَا ¬
بَعْدَهُ: وَلكن رأيت الدمعَ يُعقِبُ رَاحةً ... فَغَيضتتُه مِن بَعدِ أَن شارف القَطَرا ابْنُ الحَجَّاج: 7665 - خُذِ الوَقتَ أَخذَ اللِّصِ وَاسرِقهُ ... وَاتَّهِب أَطايبَهُ بِالطِيبِ أَو بِالتَطايُبِ بَعْدَهُ: وبَادر إِلى اللذاتِ غيرَ مُقَصِّرٍ ... وجَاهِر بما تهوَاهُ غيرَ مُراقِبِ وَدُونكَ وِردَ العَيشِ مَا كَانَ صَافيًا ... فخذ وتزوَّد منهُ قَبل الشوائِبِ ولَا يتعلَّل بالأماني فإِنَّها ... عَطَايا أَحاديثِ النفُوسِ الكَوَاذِبِ الرَّضي الموسَوِيّ: 7666 - خُذِ الوَقتَ وَاعلَم بِأَنَّ ... اللَّبيبَ يَأخُذُ مِن يَومِهِ لِلغَدِ أبْيَاتُ البُحْتُرِيّ يَرْثِي قَيْصَرَ غُلامَهُ (¬1): تُعَلِّلُنِي أضَالِيْلُ الأمَانِي ... بِعَيْشٍ بَعْدَهُ قَيْصرَ لا يُطِيْبُ سَقَى اللَّهُ الجزِيْرَةَ لا لِشَيْءٍ ... سِوَى أنْ يَرْتَوِي ذَاكَ القَلِيْبُ نَصِيْبِي كَانَ مِنْ دُنْيَايَ وَلَّى ... فَلا الدُّنْيَا تُحِسُّ وَلَا النَّصِيْبُ تَوَلَّى العِيْشُ مُذْ وَلَّى التَّصَابِي. البيتُ وَبَعْدَهُ: أأتْرِكُ للثَّرَى مَنْ كُنْتُ أخْشَى ... عَلَيْهِ العَيْنَ تُومئُ أو تُرِيْبُ وَأصْبَحَ للبلى عَنْ حُرِّ وَجْهٍ ... أرَاعُ إِذَا ألَمَّ بِهِ الشُّحُوبُ أَبُو تمَّامٍ: 7667 - خُذ بِكَفِّي مِن عَثرَة لَستُ إِلَّا ... بِكَ أَرجو مِن كَسرِهَا إِنَهاضِي ¬
بَعْدَهُ: وإِذا المجدُ كَان عَوني عَلى الـ ... ـمَرءِ تَعاضَيتُهُ بتَركِ التَعاضِي أَبُو محمّد اليزيدِيّ: 7668 - خُذ بِمَا تَعرِفُ مِن أَمرٍ وَدَع ... كُلَّ شَيءٍ أَنتَ مِنهُ تَعتَذِرُ 7669 - خُذ بِنَصيبٍ مِن سُرُور الصِّبَى ... فَمَا لِشَيخٍ فِي سُرُورٍ نَصيبُ 7670 - خُذ جُملَةَ البَلوَى وَدَع تَفصِيلَهَا ... مَا فِي البَريَّةِ كُلِهَا إِنسَانُ إسماعيل بن طُغُنتكين بن أيوب: 7671 - خُذ خَط كَفِّي إِلَى أَيَّام مَيسَرَتِي ... دَينٌ عَلَيَّ فَلِي فِي الغَيبِ آمالُ 7672 - خُذ لِقَلبِي مِنَ التَجَنِّي أَمانًا ... واكفِنِي أَن أَذُمَّ فِيكَ الزَمَانَا بَعْدَهُ: أنتَ صيّرتَ في فؤادي مَكانًا ... فاحفظ بالودّ ذَاكَ المَكَانا كُن لودّي عَلى إخائِك عونًا ... من زَمانٍ نُغيّرُ الإخوَانَا مُسلم بن الوليدِ: 7673 - خُذ لِلشَبابِ مِنَ الصِّبَى أَيَّامَهُ ... هَل تَستَطيعُ اللَّه وَحِينَ تَشيبُ 7674 - خُذ لِلوَفاةِ مِنَ الحَيـ ... ـاةِ بِخَطِّهَا قَبلَ الأَجَل بَعْدَهُ: واعلَم بأنَّ الموتَ ... ليسَ بغَافلٍ عَمَّن غَفَل 7675 - خُذ مَا أَتَاكَ مِنَ اللَّئيـ ... ـمِ إِذَا عَدِمتَ ذَوي الكَرَم ¬
بَعْدَهُ: فالليثُ يفترِسُ الكِلَا ... بَ إِذَا تَعذّرتِ الغَنَم المُتَنبّي: 7676 - خُذ مَا تَرَاهُ وَدَع شَيئًا سَمِعتَ بِهِ ... في طَلعَةِ البَدرِ مَا يُغنيكَ عَن زُحَلِ قَصيدة المُتَنبّي في سَيفِ الدَّولةِ أَنشدها في شعبَانَ سَنةَ إِحدَى وأربَعينَ وثلثمائةٍ، أولها: أَجابَ دَمعي ومَا الدَّاعي سِوى طَلل ... دَعا فلبَّاهُ قَبل الرّكبِ والإبلِ ظَلِلتُ بين أصحابي أُكفكفُهُ ... وظلَّ يسفح بين العُذرِ والعَذَلِ ومَا صَبَابهُ مُشتاقٍ عَلَى أَمل ... مَن اللقاءِ كمشتَاقٍ بلا أَمَلِ مَتَى تَزُرْ قَومَ مَن تَهوى زيَارتَها ... لا يتحفُوكَ بغَير البيض والأَسَلِ والهَجرُ أقتل لي ممَّا أُراقبُهُ ... أَنَا الغَرِيقُ فَمَا خوفِي مِنَ البَلَلِ مَا بالُ كُلّ فُؤادٍ من عَشيرتها ... بهِ الذي بِي وَمَا بِي غَيرُ مُنقَتِلِ قَد ذُقتُ شِدّة أيّامِي وَلذتها ... فَمَا حَصَلتُ عَلى صَابٍ ولَا عَسَلِ لَا أَكسِبُ الذكرَ إِلَّا من مَضَاربِهِ ... وَمن سَنانٍ أصمّ الكعب مُعتَدِلِ ضَاقَ الزَّمانُ وَوَجهُ الأرض غمر مَلكٍ ... ملءَ الزَّمانِ وملءَ السَهلِ وَالجبلِ مُعطِى اللَّواعِبِ وَالجُردِ السَّلَاهِب ... وَالبيض القواضِب والعسّالةِ الذُبلِ لَيتَ المَدائِحَ تَستَوفِي مَناقِبَهُ ... فما كليبٌ وَأهلُ الأَعصُرِ الأَولِ خُذ مَا تَراه وَدَع شيئًا سَمعتَ بهِ. البَيتُ وبَعدهُ: وَقَد وجَدتَ مَكانَ القَولِ ذا سَعَةٍ ... فَإِن وَجدتَ لسَانًا قائِلًا فَقُلِ يقولُ مِنْهَا في مَعنَى الرُّوم. إِن كُنتَ تَرضَى بأن يُعطوا الجزى بَذلُوا ... منهَا رضَاكَ وَمن للعُور بالحَول ¬
يَا أيُها المُحسِنُ المشكُور من جهَتي ... والشكر من قبل الإحسَان لَا قَبلِي أقل أنك اقطع احمل عَلِّ أعِدْ زِدْ ... هَشَّ بَشّ تَفضّل إذْنُ سُرَّ صِلِ لعَلَّ عتبكَ محمودٌ عواقبُهُ ... فربَّمَا صَحَّتِ الأَجسامِ بالعللِ لأنَّ حُلمَكَ حلمٌ لا تَكلَّفُهُ ... ليسَ التكحّل في العَينين كالكَحَلِ أتَت الجَوادُ بلا منٍّ ولَا كَدَرٍ ... ولَا مَطالٍ ولَا وَعدٍ ولَا مَذَلِ أنتَ الشجاعُ إِذَا ما لم يَطأَ فردسٌ ... غير السِنَّورِ والأشلاءِ وَالقُلَلِ لَا زِلتَ تَضربُ مَن عَادَاكَ عن عُرُضٍ ... بعَاجل النصر في مستأخر الأجل أخذ ابن شبل من أبي الطيّب فقَال: صَمِّم وَحرّد وسَدِّد وَأجو وَاعلُ عُلًا ... واعزِم وَجد وَنل وأنهض لهَا وثبِ وَسْر تُسرَّ وَاسأل تَستمِرَّ وصل ... وَاغضب وَخُذ من لئام الغُتِم للعَرَبِ ابْنُ شِبلٍ: 7677 - خُذ مَا تَعَجَّلَ وَاترُك مَا وُعِدتَ بِهِ ... فِعلَ اللَّبيبِ فَفِي التَأخيرِ آفاتُ بَعْدَهُ: وَللسَّعَادةِ أوقَاتٌ مُيسَّرةٌ ... تُعطي السُرورَ والأحزان أوقاتُ مَا أَمكنت دَولَةُ الأفراحِ فانعَم ... ولذَّ فإن العَيش تَارَاتُ قَبلَ ارتجاعِ اللَّيالِي كُلّ عَاريةٍ ... فإِنَّما لذَّةُ الدُّنيا إِعَاراتُ الغَزيّ: 7678 - خُذ مَا صَفَا لَكَ فَالحَيَاةُ غَرورُ ... وَالدَهرُ يَعدِلُ مرّةً وَيَجورُ بَعْدَهُ: لا تعتبر على الزَّمانِ فَإِنَّهُ ... فَلكٌ عَلَى قُطب اللّجاج يَدُورُ أبدًا يُولد ترحةً من فرحةٍ ... وَيَصُبُّ غمًّا منتَهاهُ سُرُورُ ¬
كُلٌّ يفرُّ من الرّدى ليفوتَهُ ... ولهُ إِلى مَا فرَّ منه مَصِيرُ بَادر فإنَّ الوَقتَ سَيفٌ قَاطِعٌ ... والعُمرُ جَيشٌ والشبابُ أَميرُ المُغيرةُ بن حَبناءِ: 7679 - خُذ مِن أَخيكَ العَفوَ واغفِر ذُنوبَهُ ... ولَا تكُ فِي كُلِّ الأمورِ تُعاتِبُه بَعْدَهُ: فإنكَ لا تلقلى أخاك مُهذبًا ... وَأيُّ امرِىٍ يَنجو من العَيب صَاحبُه وَليسَ الذي يَلقاك بالبشر وَالرِّضَا ... وَإِن غبتَ عنه لسَّعتك عَقَاربُه 7680 - خُذ مِنَ الدُّنيَا بِمَا دَرَّت بِهِ ... واسلُ عَمَّا فَاتَ مِنْهَا وَانقَطَع اليَزيدِيُّ: 7681 - خُذ مِنَ الدُّنيَا كفَافًا ثُمَّ كُـ ... ـن طَالِبًا لِلخَيرِ فِيهَا وَابتَكِر 7682 - خُذ مِنَ الدّهرِ مَا صَفَا ... وَمِنَ العَيشِ مَا كَفَا بَعْدَهُ: لَيسَ فِيهِ بمُنطَوٍ ... لصَدِيق عَلَى الوَفَا الغَزِّيُّ: 7683 - خُذ مِنَ الشِعرِ مَا يَسوغُ بَلاغًا ... وَاطَّرِح مَا تَمُجُّهُ الأَفهَامُ 7684 - خُذ مِنَ العَيشِ مَا كَفَا ... فَهوَ إِن زَادَ أَتلَفَا بَعْدَهُ: كَسِراج مُنَوِّرٍ ... إِنْ طَغَا دُهنُهُ انطَفَا ¬
اليَزيديُّ: 7685 - خُذ مِنَ الإِخوانِ عَفوًا مَا صَفَا ... وَدعِ المَكروهَ مِنهُم وَالكَدَر عَبد اللَّه الورّاقُ: 7686 - خُذ مِن زَمَانِكَ مَا أَعطَى مُسَامَحَةً ... فَبُخلُهُ بِالعَطَايَا غَيرُ مَأمونِ بَعْدَهُ: ولا المحنّ في رزقٍ إِذَا انغَلَقتْ ... أبوابهُ فهو مَضمُونٌ إِلى حين هو عَبد اللَّه بن محمّد بن أبي الجوع الورَّاق وفاته بمِصرَ في جُمَادى الآخرة مِن سنة 395. دِيكُ الجِنّ: 7687 - خُذ مِن زَمَانِكَ مَا صَفَا ... وَدَعِ الَّذي فِيهِ الكَدَرُ بَعْدَهُ: فَالعُمر أقصرُ من ... مُعاتَبَةِ الزَّمَان عَلَى الغِيَر وَيرويَان للحَسنِ بن إبراهيم بن رباح. وَأولَهُ: بَاكِر صبُوحَكَ بالّتي ... تنفي هُمومَكَ والفِكَر خذ من زَمانك مَا صَفَا. البَيتُ. محمَّد بن عمّار وزير المَغرب: 7688 - خُذ مِن عِنانِ نُهاكَ يَومًا لِلنُّهَى ... وَانهَج بِرَأيِكَ لِلنَّجاحِ سَبِيلا ومن باب (خُذ) قول آخر (¬1): خُذ مِنَ النَّاسِ مَا تيسَّر ... وَدَع من النَاس مَا تعتَبر ¬
فإِنَّما النَّاسُ من زُجَاجٍ ... إِن لَم تَرفّق بهِ تَكَسَّر 7689 - خُذنِي إِلَيكَ تَجِدنِي نَصلَ مُرهَفَةٍ ... يَلُوحُ فِي صَفحَتَيهِ الجِدُّ وَاللَّعِبُ 7690 - خُذُوا القَلبَ إِن شِئتُم وَإِن شِئتُم ... رُدّوا عَلَى كُلِّ حَالٍ لَيسَ لِي مِنكُم بُدُّ بَعْدَهُ (¬1): تَخونونَ عَهدي في الهَوى وَأحبُّكُم ... كَذَي الوردِ مَحبوبٌ وَليسَ لَهُ عَهدُ فَواللَّهِ لَا أَحببتُ مَا عِشتُ غَيرَكُم ... ومَا أَنَا إِلّا مَا حَيِيتُ لكُم عَبدُ 7691 - خُذوا بِدَمِي إِن مُتُّ كُلَّ خَريدَةٍ ... مَريضَةِ جَفنِ العَين وَالطَّرفُ سَاحِرُ قبلَهُ: أَلَا يَا عِبَادَ اللَّهِ هَذَا أخوكُم ... قَتيلًا فهَل فيكم لَهُ اليومَ ثائِرُ خذوا بدمها إِن متُّ كلَ خَريدةٍ. البيتُ. الرَّضِي الموسَوِيُ: 7692 - خُذوا بِزَمامِي قَد رَجَعتُ إِلَيكُم ... رُجوعَ نَزيلٍ لَا يَرَى مِنكُن بُدَّا يقولُ منهَا: أريد ذَهابًا عنكُم ويَرُوُّدني ... إِليكم تَجاريبُ الرّجالِ ولَا حَمدَا يزيدُ بن مُعاوية بن أبي سفيان: [من الطويل] 7693 - خُذوا بِنَصيبٍ مِن نَعيمٍ وَلَذَةٍ ... فَكُلٌّ وَإِن طَالَ المَدَى يَتَصرَّم أَبيات يَزيد من مُعَاويَة بن أبي سفيان بن حَرب. وَسيّارةٍ ضلَّتا عَنِ القصدِ بَعدمَا ... ترادفَهُم حُججٌ مِنَ الليل مُظلمُ فأصغُوا إِلى صَوتٍ ونحن عصَابةٌ ... وفينا فتى من سِكره يترَنَّم ¬
أضاءَت لهم منَّا علَى النأي قَهوةٌ ... كأنّ سَنَاهَا ضوء نارٍ تَضَرَّمُ إِذَا مَا حَسَونَاهَا أنَاخُوا بظلمةٍ ... وإِن قُرعَت بالمَزج سَارُوا يَمَّمُوا أقُولُ لرَكبٍ ضَمَّت الكأسُ شملَهُم ... وَداعِي صبَابَاتِ الهَوى يترَنَّمُ خُذُوا بنصيبٍ من نعيمٍ وَلذَّة. البيتُ وبَعدُه. ولَا تُرح أيّامَ السُرور إِلى غَدٍ ... فرُبَّ غَدٍ يأتي بمَا ليسَ تَعلَمُ لقَد كادت الدُّنيا تقول لأهلِها ... خُذُوا لذّتي لَو أنَّها تَتكلَّم ألا إِنَّ أهنى العَيش مَا سَمَحَت بهِ ... صُروفُ اللَيالِي والحَوادثُ نوّمُ أبو سُليمى ادريس النّابلسيُّ: 7694 - خُذوا حِذرَكُم مِن نَوبَةِ الدَّهرِ إِنَّهَا ... وَإِن لَم تَكُن حَانَت فَسَوفَ تَحينُ زُهَيرُ بن أَبِي سُلمَى: 7695 - خُذُوا حِذرَكُم يَا آلَ عِكرِمَ وَاذكُروا ... أَواصِرَنَا وَالرَّحمُ بِالغَيبِ تُذكَرُ بَعْدَهُ: خُذُوا حَظّكُم من سلمنَا إِنَّ حَربنَا ... إذا زَبنَتها الحَربُ نَارٌ تسعَّرُ بعدَهُ: وَأَنَّا وَإيَّاكُم عَلَى مَا نَسُومُكم ... لمِثلَان بَل أَنتُم الصُلح أفقَرُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُعْتَزِّ: 7696 - خُذُو حَظَّكم مِن خَيرنَا إِنَّ شرَّنا ... مَعَ الشَرِّ لا يَزْدادُ إِلَّا تَمَادِيَا زُهَيْرُ بنُ أَبِي سَلْمَى: 7697 - خُذُو حَظَّكم مِن سِلمِنَا إِنَّ حربَنَا ... إذا زَبنَتُها الحَربُ نَارٌ تَسعَّرُّ ¬
الحَاجِرِيُّ الأربَلِيُّ: 7698 - خُذُوا في التجنَّى كَيفَ شئتُم فأنتُم ... أحِبَّةُ قِلَبي لا ملَالٌ ولا عَتُبُ المُتَنَبِّي في سَيفِ الدَّوْلَة: 7699 - خُذُو مَا أتَاكُمُ بِهِ وَاعذُروا ... فَإنَّ الغَنِيمَةَ في العَاجِلِ يقول منها، خُذُوا ما أتاكم به واعذروا. البيتُ وبعدَهُ: وإِنْ كَانَ أعجَبكُم عَامُكُم ... فَعودُوا إلى حمصَ في القَابلِ فإنَّ الحُسامَ الخَصيبَ ... الّذِي قِلتُم بهِ في يَدِ القَاتِلِ وَليسَ بأوّلِ ذي هِمَّةٍ ... دَعَتهُ لمَا ليسَ بالنَّائِلِ يُشمِّرُ لِلّجّ عن سَاقِهِ ... وَيَغمُرُه المَوجُ فِي السَّاحِلِ فهنَّأَكَ النَّصر مُعطِيكَهُ ... وأَرضَاهُ سَعيُك في الآجلِ فذي الدَّارِ أَخوَنُ مِن ... مومسٍ وَأخدع من كفَّة الحَابِلِ تفانَى الرِّجالُ على حبِّها ... ولا يحصلُون على طائِلِ قيلَ نظر رَجُلٌ إِلَى المُهلَّب بن أبي صُفرةَ وهُو غُلامٌ فقال الرَجُلُ متَمثلًا، خذوني بهِ إن لم يَفُق سَرواتكم. البيتُ. قالَهُ متَوسمًا فيهِ النَجابةَ فكَان كَما ظنّ. 7700 - خُذُو مَالَ التّجّارِ وسَوِّفُوهُم ... فإِنَّ القَومَ أَكثرُهُم لئَامُ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ فِي ذَاكَ إِثْمٌ ... فَإنَّ جَمِيعَ مَا جَمَعُوا حَرَامُ الوَلِيْدُ بنُ يَزِيْد بنُ عَبْدِ المَلِكْ: 7701 - خُذُو مُلْكَكُم لَا ثبَّتَ اللَّهُ مُلكَكُم ... ثبَاتًا يُساوَى مَا حييتُ قُبَالا ¬
بَعْدَهُ: دَعُو لِي سَلْمَى وقَنيةً وَكَأسًا ... إلا حَبِيْبِي بِذَلِكَ مَالا قَالَهُمَا لَمَّا أُرِيْدَ أَنْ يُخْلَعَ مِنَ المُلْكِ وَكَانَ يُحِبُّ سَلْمَى بِنْتَ سَعِيْدٍ حُبًّا شَدِيْدًا. السَّرِيُ الرَّفاء: 7702 - خُذُوا مِنَ العَيْشِ فَالأعمَارُ فَانيَةٌ ... وَالدَّهرُ مُنْصَرِمٌ وَالعَيْشُ مُنْقَرِضُ بَعْدَهُ: فِي حَامِلِ الكَأسِ مِنْ بَدْرِ الدُّجَى خَلَفٌ ... وَفِي المُدَامَةِ مِنْ شَمّ الضُّحَى عَوَضُ دَارَتْ عَلَيْنَا كُؤُوسِ الرَّاحِ مُنْزَعَةً ... وَلِلدُّجَى عَارِضٌ فِي الجَوِّ مُعْتَرِضُ كَأَنَّ كَفَّ الثُّرَيَا كَفَّ ذِي كَرَمٍ ... مَبْسُوطَةٍ لِلعَطَايَا لَيسَ تَنْقَبِضُ حَتَّى رَأَيْتُ نُجُومَ الَّليْلِ غَابِرَةً ... كَأَنَّهُنَّ عُيُونٌ حَشْوُهَا مَرَضُ 7703 - خُذُونِي بِهِ إِنْ لَمْ يَفُق سَرَواتِهِم ... وَيَبْرَعَ حَتَّى لا يَكُونُ لَهُ مِثلُ وَمن بَاب (خذُوني)، قول آخر: خُذوني رَخيصًا بافتِقَارِي إليكُم ... ويَرخُصُ عندَ الافتقَار مَيعُ ومَا أَنَا إِلَّا المسكُ في غير أَرضكُم ... أضُوعُ وَلكن عندَكُم فأضيعُ ابْنُ نُبَاتَة يَصِفُ شِعْرَهُ: 7704 - خُذْهَا إِذَا اشدَتْ في القَومِ مِنْ طَرَبٍ ... صُدُورُهَا عُلمتُ مِنْهَا قَوافيهَا بَعْدَهُ: يَنْسَى لَهَا الرَّاكِبُ العَجلَانَ حَاجَتَهُ ... وَيُصبِحُ الحَاسِدُ الغَضبَانُ يُطْرِيْهَا ¬
ابْنُ الرُّوميّ يَصِفُ شِعْرَهُ: 7705 - خُذْهَا تَبُوعًا لِمَنْ تَهوَى مُسوَّمَةً ... كَأَنَّهَا كَوْكب فِي إِثرِ عِفْرِيتِ أخَذَهُ ابْنُ الرُّومِيّ مِن ذِي الرُّمَّة حَيْثُ يَقُول (¬1): كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ فِي إِثْرِ عِفْرِيَتٍ ... مُسَوَّمٌ فِي سَوَادِ الَّليْلِ مُنْقَضبُ أَبُو الفَتحِ البُستي: 7706 - خُذْهَا سَوَائرَ أمْثَال مُهَذَّبَةٍ ... فيْهَا لِمَنْ يَبْتَغِي التِّبْيَانَ تِبْيَانُ هَذَا البَيْتُ مِنَ القَصيْدَةِ الَّتِي أوَّلُهَا: زِيَادَةُ المَرْءِ فِي دُنْيَاهُ نُقْصانُ ... وَرُبْحُهُ غَيْرَ مَحضِ الخَيْرِ خُسْرَانُ وَهِيَ طَوِيْلَةٌ كُلُّهَا أمْثَالٌ سَوَائِرُ. سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: 7707 - خُذْهُ بِمَوتٍ يَغْتَنِمُ عِنْدَهَا الـ ... ـحُمَّى فَلَا يَشْكُو ولَا يَجْأَرُ 7708 - خُذْهُ فَكُلْهُ هَنِيئًا غَيْرَ متَّئدٍ مِنْ مَا ... لِ جَعْدٍ وَجَعْدٌ غَيْرُ مَحْمُودِ أَبُو مُحَمَّد القَاسَم بن عَلِيّ الحرِيْرِي: 7709 - خُذْ يَا بُنَيَّ وَلَا تَزْغُ مَا ... عِشْتَ عَنْهُ تَعِشْ وِأنتَ سَلِيمُ بَعْدَهُ: لا تَغْتَرِرْ بَنِي الزَّمَانِ وَلَا تَقُلْ ... عِنْدَ الشَّدَائِدِ لِي أخٌ وَحَمِيْمُ جَرَّبْتُهُم فَإِذَا المَعَاقِرُ عَاقِرٌ ... والآلُ آلٌ وَالحَمِيْمُ حَمِيْم ¬
أسماء بن خَارجَة مُخَاطِبًا لِزَوْجَتِهِ: 7710 - خُذِي العَفوَ مِنِّي تَستَديمي مَوَدَّتي ... وَلَا تَنْطِقِي في سُورَتي حِينَ أغْضَبُ بَعْدَهُ: فَإِنِّيْ رَأَيْتُ الحُبَّ فِي القَلبِ وَالأذَى ... اجْتَمَعَا لَمْ يَلبَثِ الحُبُّ يَذْهَبُ سَوَّارُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ القَاضِي: 7711 - خُذِي يَدَي ثُمَّ ارفَعِي الثَّوبَ وَانْظُرِي ... بِلَى بَدَني ولَكِنَّنِي أَتَسَتَّرُ قَبْلَهُ: سَلَبْتِ عِظَامِي لَحْمَهَا وَتَرَكْتِهَا ... مُجَرَّدَةً تَضْحَى إِلَيْكِ وَتَحْضَرُ وَأَخْلَيْتِ مِنْهَا مُخَّهَا فَكَأنَّهَا ... قَوَايِرُ فِي أجْوَافِهَا الرِّيْحُ تَصْفِرُ إِذَا سَمِعَتْ ذِكْرَ الفِرَاقِ تَرَعَّدَتْ ... مَفَاصِلُهَا خَوْفًا لِمَا تَنَتَظَّرُ خُذِي بِيَدَيَّ ثُمَّ ارفَعِي الثَّوبَ. . البَيْت. الخَوَارِزْميّ: 7712 - خُذِي ثَارَ الكَسَادِ مِنْ الَّلياليْ ... لِكُلِّ صِنَاعَةٍ يَومًا مُدِيلُ قَبْلَهُ: إِلَيَّ إِلَيَّ أَيَّتُهَا القَوَافِي ... سَيُغْلِيْ مَهْرَكِ المَلِكُ الجَلِيْلُ خُذي ثَارِ الكَسَادِ مِنَ الَّليَالِي. . البَيْت. إِبْرَاهِيْمُ بنُ العَبَّاسِ الصُّوْلِيّ: 7713 - خُذِيْ خَبَرِي عَنْ ثَائِرِينَ صَبَحتُهُمْ ... وعَنْ طَارِقٍ أَوْ لَائِذٍ صَبَحَانِيْ ¬
بَعْدَهُ: خُذِيْ خَبَرِي يَوْمَ القرَى مِنْ مَنَاحِرِي، البَيْت. لَهُ أَيْضًا بَعْدَ الأَوَّل: 7714 - خُذِي خَبَرِي يَوْمَ القِرَى عَنْ مَنَاحِري ... وَيومَ الوَغَا عَنْ مُنْصُلي وسَنَاني 7715 - خُذِينِيْ فَجُرِّينِي جَعَارِ وَأبشِري ... بِلَحمِ امْرِئٍ لَمْ يُشْهدِ اليَوْمَ نَاصِرُهُ يُقَالُ: إِنَّهُ لَمَّا وَرَدَ الخَبَرُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ بِقَتْلِ أَخِيْهِ مُصعَبٍ تَمَثَّلَ يَقُوْل: خُذِيْنِيْ فَجُرِّيْنِي ضِبَاعُ. . البَيْت. ويُرْوَى: فَقُلْتُ لَهَا عِيْثِيْ جَعَارِ وَأَبْشِرِي. وَيُرْوَى: وَجَرِّرِي. 7716 - خَرَجْتُ أَبغِيْ الحَجَّ مُحْتَسِبًا ... فَرَجَعْتُ مَوقُورًا من الوِزْرِ ابْنُ سُكَّرَة يَمْدَحُ الصَّابيء: 7717 - خَرَجْتُ أَطْلُبُ شَيْئًا لا وُجودَ لَهُ ... وَمنْ غَدَا يَطْلُبُ المَعْدُومَ لمْ يَجِدِ بَعْدَهُ: شِبْهَ الكَرِيْمِ أَبِيْ اسْحَقَ فِي كَرَمٍ ... مَا لَيْسَ فِي الظَّنِّ هَلْ يُسْطَاعُ فِي بَلَدِ عَمْرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ: 7718 - خَرَجتُ غَدَاةَ النَّفْرِ أعْتَرِضُ الدُّمَى ... فَلَم أَرَ أحْلَى مِنْكِ في العَيْنِ وَالقَلبِ ¬
بَعْدَهُ: فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِيْ أَحُسْنٌ رُزِقْتِهِ ... أَم الحُبُّ أَعْمَى كَالَّذِيْ قِيْلَ فِي الحُبِّ ابن طَبَاطَبَا العَلَوِيُّ: 7719 - خَرَجْنَا لَمْ نَصِدْ شَيْئًا ... وَمَا كَانَ لنَا أَفلَتُ قَبْلَهُ: لَقَدْ قَالَ أَبُو سَعْدٍ صَوَابًا بَعْدَمَا أَنِصَتْ. خَرَجْنَا لَم نَصِد شَيًّا. البَيْت. الخُبْزَرُزِّيُ: 7720 - خِرْقٌ يَجُودُ بِمَالِهِ وبِجَاهِهِ ... وَالجُودُ كُلُّ الجُودِ بَذْلُ الجَاهِ في الحديث أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال إن اللَّه يسأل العبدَ عن جَاههِ كَما يسألهُ عن مَالهِ وعُمُرِه يقول جَعلتُ لكَ جاهًا فهَل نَصرتَ بهِ مظلومًا أو قمعتَ به ظَالمًا أو أَعنتَ به مَكروبًا. وقال صلى اللَّه عليه وسلم أَفضَلُ الصّدقَةِ أَن تُعينَ بجَاهِكَ من لَا جَاهَ لَهُ. العَكَّوْكُ: 7721 - خِرقٌ يَسُوسُ مِنَ المَكَارِمِ والعُلَى ... مَا لا ينالُ مَدَاهُ بِالأوْهَامِ عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ حَسَّان بنُ ثَابِتٍ: 7722 - خُزْرُ الحَواجِبِ نَاكسِيْ أبْصَارِهِمْ ... نَظَر الذَّلِيْلُ إلى العَزِيزِ القَاهِرِ العَبَّاسُ بنُ مُودَاسٍ: 7723 - خَشَاشُ الطَّيرِ أطوَلُهَا رِقَابًا ... وَلَمْ تُطِلِ البُزَاةُ وَلَا الصُّقُورُ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: 7724 - خَشَعُوا لِصَولَتِكَ الَّتيْ هِيَ عِنْدَهُم ... كَالموْتِ يَأتِي لَيسَ فيهِ عَارُ أخَذَهُ أَبُو تَمَّامٍ مِنْ قَوْلِ النَّابِغَة الذُّبْيَانِيّ (¬1): وَعَيَّرَتْنِي بَنُو ذُبْيَانَ خَشْيَتَهُ ... وَهَل عَليَّ بِأَنْ أخْشَاكَ مِنْ عَارِ يَقُولُ أبُوْ تَمَّام بَعْدَهُ مِنْهَا (¬2): فَهُنَاكَ نَارُ وَغًى تُشَبُّ وَمَا ... هُنَا جَيْشٌ لَهُ لَجْبٌ وَثَمَّ مَغَارُ أَعْرَابِيٌّ: 7725 - خَشَيْتُ عَلَيْهَا العَيْنَ مِنْ طُولِ وَصلِهَا ... فَهاجَرْتُهَا يَومَيْنِ خَوْفًا مِنَ الهَجْرِ قالَ الأَصمَعيُّ كَانَ الرّشيدُ بن المهدِيُّ يَستَحسِنُ قَولَ الأعرابيّ في رَياضَةِ النَفس عَلَى مُفَارقة المحبوبِ ويَستشهدُ بهِ كثيرًا وهو قولُهُ: خَشِيتُ عَليها العينَ من طولِ وَصلِها. البَيتُ وبعدَهُ (¬1): ومَا كان هجراني لها عن مَلالةٍ ... ولَكنّني حربتُ نَفسِي على الصبر * * * ومن باب (خَصَائص) قَولُ أبي الفتح البُستِيّ في المُشاورة (¬2): خَصائصُ من تشاوِرُهُ ثلَاثٌ ... فَخذ منهَا جَميعًا بالوثيقَه وِدَادٌ خَالِصٌ ووُفور عَقلٍ ... ومَعرفةٌ بحَالك في الحَقيقه ¬
فمن حَصلت لَهُ هذي المَعاني ... فَتَابِع رأيَهُ والزَم طَرِيقَه يُقال في المثَل: إِذَا شاوَرت العَاقل صَار عَقلهُ لكَ. لأنّكَ تَنتفعُ بعَقلِهِ كَانتفاعه هُو بعقلهِ. البُحْتُرِيُّ فِي ابنِ المُدَبِّر: 7726 - خِصَالُ الفَضْلِ فِي أَهلِ المَعَاليْ ... مُفَرَّقَةٌ وَأَنْتَ لَهَا جُمَاعُ بَعْدَهُ: دَنَوْتُ تَوَاضُعًا وَعَلَوْتُ قَدْرًا ... فَشَأنَاكَ انْحِدَارٌ وَارتِفَاعُ كَذَالَ الشَّمْسُ تَبْعُدُ أَنْ تُسَامَى ... وَيَدْنُو الضَّوْءُ مِنْهَا وَالشُّعَاعُ وَقَدْ فَرَشَتْ لَكَ الدُّنْيَا مِرَارًا ... مَرَاتِبًا كُلَّمَا نَجِدُ يَفَاعُ فَمَا رَفَعَ التَّصَفُّحُ مِنْكَ طَرفًا ... وَلَا مَالَت بِأخْدَعِكَ الضِّيَاعُ إِبْرَاهِيْمُ الغَزِّيّ: 7727 - خَصَّكَ اللَّهُ دُوْنَ جِنْسِكَ بِالفَضْـ ... ـلِ وَلَا تَنْسَ حِليَةَ الإِفْضَالِ أَبُو نَوَّاسٍ: 7728 - خَصلَتَا سُوءٍ تَشِينَانِ الفَتَى ... حَيْثُمَا كَانَ الخَنَا والعَربَدَةْ قَبْلَهُ: وَإِذَا رَامَ نَدِيْمٌ عَرْبَدَةْ ... فَاقْرَعَنْ بِالصَّرفِ مِنْهُ كَبدَهُ كَرِّرِ الخَمْرَ عَلَيْهِ بَحْتَةً ... كَي يُقِيْمَ الخَمْرُ مِنْهُ أَوَدَهْ ثُمَّ وَسِّدْهُ إِذَا مَا غَلِبَتْ ... سَوْرَةُ الكَأْسِ عَلَيْهِ عَضُدَهْ خِصْلَتَا سَوْءٍ تَشِيْنَانِ الفَتَى. البَيْت. ¬
ابْنُ المُعْتَزّ: 7729 - خَضَبَتْ رَأسِيْ فَقُلْتَ لَهَا ... أَخْضبِيْ قَلْبِيْ فَقَدْ شَابَا ابْنُ زُرَيْكَ: 7730 - خُضْتُ بِحَارَ المَوْتِ فِي ... النُّقْلَةِ مِنْ دَارِ الهَوَانِ بَعْدَهُ: وَاجْتَهِدْ أَنْ لَا يَرَاكَ ... النَّاسُ مَبْسُوطَ البَنَانِ فَعَسَى الرَّحْمَنُ يُغْـ ... ـنِيْ عَنْ فُلَانٍ وَفُلانِ ابْنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: 7731 - خَضَعَتْ عِزَّةُ نَفْسِي لِلهَوَى ... أَيُّ عِزٍّ لِلهَوَى لَمْ يَخْضَعِ أَبياتُ جَعفر بن شمسِ الخلافَةِ، من قصيدة يَمدَحُ بهَا المَلكَ العَادل. أولهَا: لَيس للصّب فلمهُ أودَعِ ... أُذُنٌ تُصفي ولَا طبٌّ يَعِي خضعت عَزةُ نفسِي للهوى، البيتُ وبعدَهُ: عجَبًا للحُبّ يَخفَى شخصهُ ... أبدًا عن نَاظِرِي وَهوَ مَعي وَأَراني طَامعًا فِي سَلوة ... ربَّ مَقتُولٍ بسَيفِ الطَّمَعِ إنّ سَلمى كَدَّرت مَعرُوفهَا ... ربَّ معروفٍ كأن لم يُصنعِ أسعفَت بالوصلِ ثُم ارتَجعت ... لَيت لم تُسعِف ولم تَرتَجعِ لَا يضيق ذرعُكَ إِن ضَاق الغنَى ... فالغنَى مهمَا يضيقُ يتبعِ كلُ شيءٍ بَالغٌ غايتَهُ ... وَإِلى الصَّبر مَصيرُ الجزعِ جَرّد العَزمَ وشمِّر للعُلَى ... وَدع العَجز لرَاضيهِ دَعِ ¬
7732 - خَضَعَتْ لِعِزَّةِ قَدْركَ الأقْدَارُ ... وتَبَاشَرَتْ بِحَيَاتِكَ الأعْمَارُ بَعْدَهُ: وَتَظَاهَرَتْ لَكَ بِالسَّعَادَةِ أَنْجُمٌ ... طَالَتْ وَأَيْدِي الحَادِثَاتِ قِصارُ الغَزِّيُّ: 7733 - خُطَا المَحَارِفِ أَمْيَالٌ تَطُوْلُ إِذَا ... رَامَ القَرِيبُ وأَميَالُ السَّعِيْدِ خُطَا يَقُوْلُ مِنْهَا: لَا تَأمَنَنَّ امرَءًا لَابَتْ سجيَّتُهُ ... فَرِقَّةُ الخَمْرِ رَاقَتْ مَنْ بِهَا سَقَطَا وَقَائِلٍ لَوْ وَضَعْتَ الشِّعْرَ مَوْضِعَهُ ... لَكَانَ كَالشِّعْرِ الضَّافِي إِذَا مشَطَا حَتَّامَ لا عَرَبًا تُصْغِيْ وَلَا عَجَمَا ... إِلَى المَعَانِي وَلَا هِنْدًا وَلَا نَبَطَا فَقُلْتُ أَيُّ مُلُوْكِ الأرْضِ ... أَمْدَحُهُ وَالشِّعْرُ قَل صَارَ فِي أسْمَاعِهِمْ لَغَطَا وَالقَوْلُ مَا صَحَّ مَعْنَى لَفْظِهِ عَمَلٌ ... وَشَرُّ مَا عَمِلَ الإِنْسَانُ مَا حَبِطَا مَا دَامَ قَلْبِيْ أسِيْرًا قَيْدُهُ طَمَعٌ ... فَكَيْفَ يَحْمِلُنِيْ فِي السَّيْرِ عَنْهُ مَطَا الرَّضِيّ المُوسَوِيّ: 7734 - خَطَبتُ إِلَيكِ الوِدَّ لا شَيءَ غَيرُهُ ... وَوُدُّ الفَتَى كَالبِرِّ يُعْطَى ويُحْتَدَى الرَّضِيُّ أيضًا: 7735 - خَطبْنَا بِالظُّبَى مُهَجَ الأعَادي ... فَزُفَّتْ وَالرُّؤوسُ لَهَا تثَارُ المُتَنَبِّي: 7736 - خَطَتْ تَحتَهُ العِيْسُ الفلَاةَ وَخَالَطتْ ... بِهِ الخَيْلُ كبَّاتِ الخَمِيْسِ العَرَمْرَمِ ¬
7737 - خَطَراتُ النُّفُوسِ منَّا سَوَاءٌ ... وسواءٌ تُحَرِّكُ الأبْدَانَ 7738 - خَطَراتُ ذِكرِكَ يَسْتِرنَ مَوَدَّتِيْ ... فَأُحِسُّ مِنْهَا فِي الفُؤَادِ دَبِيْبَا بَعْدَهُ: لَا عِضْوَ لِيْ إلَا وَفِيْهِ مَحَبَّةٌ ... فَكَأَنَّ أعْضَائِيْ خُلِقْنَ قُلُوْبَا لَمْ أَلْقَ ذَا شَجَنٍ يَبُوحُ بِحُبِّهِ ... إِلَّا حَسبْتُكَ ذَلِكَ المَحْبُوبَا حَذِرًا عَلَيْكَ وإِنَّنِيْ بِكَ وَاثِقٌ ... أَنْ لَا يَنَالَ سِوَايَ مِنْكَ نَصِيْبًا ومن بَاب (خَطَرَ) سُئِلَ أَبُو بكرٍ الواسِطيُّ ما الذي يُزعج الخَلقَ وقتَ السَّماعِ فقالَ بُرقٌ تلمعُ ثم تخمَدُ وأنوارٌ تبدو ثم تخفَى مَا أحلَاها لو بقيَت مَعَ صاحبَها طرفة عَين ثم أَنشأ يَقولُ (¬1): خَطرَةٌ في القلب منها خَطَرت ... خَطرةَ البَرقِ ابتَدا ثم اضمَحَل أيُّ زَورٍ لكَ لو حقًا سَرى ... ومُلِمٍ بكَ لو حقًا فَعَل * * * أبيات التَنُوخيّ في الخطِّ والبَلاغَة أوّلها خُط وقرطاسٌ، البَيتُ وبَعدَهُ (¬2): وكأَنَّهُ لَيل تموجُ ... خِلالَهُ صُبحُ مُنيرُ وبَدائعٌ تَدع القلُوبَ ... تَكَادُ مِن طَربٍ تَطِيرُ في كل معنًى كَالغِنَى ... تَحويه مُحتاجٌ فَقيرُ أو كَالفَكَاكِ ينالُهُ ... من بَعدِ مَا يأسٍ أَسِيرُ وَكأنَّها الإقبالُ جاءَ ... أَو الشِفاءُ أوِ النشُور ¬
القَاضِي ابن خَلَادٍ: 7739 - خَطٌّ تَضَمَّنَ عَتْبًا لَوْ تَحَمَّلَهُ ... رَضوى تَدَاعَى بِأركَانٍ وَأَوتَادِ بَعْدَهُ: جَدٌّ تَعَاوَرَهُ هَزَلٌ خِلَالَهُمَا ... مُدَاعَبَاتٌ بِمِيْعَادٍ وإِيْعَادِ ألَذُّ مِنْ مَاءٍ مُزْنٍ بَاتَ يَرْشِفُهُ ... حَرَّانُ مُلْتَهِبٌ أحْشَاؤُهُ صاديْ التَّنُوخِيُّ: 7740 - خَطٌّ وَقرطَاسٌ كَأَنَّهُمَا ... السَّوَالِفُ وَالنُّحُورُ 7741 - خَطُّهُ رَوْضَةٌ وَألفَاظُهُ الأزْهَارُ ... يَضْحَكْنَ وَالمَعَانِي الثِّمارُ البُحْتُرِيُّ: 7742 - خَطِيَّةُ لَمْ تَكُنْ بِدْعًا وَلَا عَجَبًا ... قَد أَخطأَتْ أنبِيَاءَ اللَّهِ وَالرُّسُلِ 7743 - خَفْ إِذَا أصْبَحتَ تَرجُوْ ... وارْجُ إِنْ أَصبَحْتَ خَايِفْ بَعْدَهُ: رُبَّ مَكْرُوهٍ مَخُوفٍ ... فِيْهِ للَّهِ لَطَايِفُ هَذَا نَظْمُ قَوْلِ الحَكِيْمِ كُنْ مِنْكَ لِمَا لا تَرجُو أرجَا مِنْكَ لِمَا تَرجُو فَإِنَّ مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ ذَهَبَ لِيُقْبِسَ نَارًا فَكَلَّمَهُ اللَّهُ كَلِيْمًا. قَالَ المُؤَلِّفُ لِهَذَا الكِتَابِ وكَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: قَدْ نَظَمْتُ هَذَا المَعْنَى فِي بَيْتَيْنِ وَزِدتُ عَلَى المَعْنَى ذِكْرَ التَوَكُّلِ فَقُلْتُ (¬1): لَا تُطِيْلُوا لَدَيَّ التَّوَكُّلَ قَوْلَا ... وَاسْمَعُوْهُ فِيْمَا أقُوْلُ وَعُوهُ كُلُّ مَا لَسْتُ أَرتَجِيْهِ فَأوْلَى ... بِرَجَاءٍ مِنْ كُلِّ مَا أرجُوهُ ¬
فَجَاءَ كَمَا تَرَاه وَأَنَا اسْتَحْسَنْتُهُ وَهَذا مِنْ بَابِ نَظْمِ المنثور وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي التَّرْجَمَة. ابْنُ الرُّومِيِّ: 7744 - خَفَافِيشُ أَعْشَاهَا نَهَارٌ بِضَوءهِ ... وَلائَمَها قِطعٌ مِنَ الَّليْلِ غَيْهَبُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الخُوزِيِّ: 7745 - خِفْتَ مِنَ القَاضِي فَأَرضَيْتَهُ ... ولَمْ تَخَفْ مِنْ خَالِقِ القَاضِيْ أَبيات أبي عَبد اللَّهِ الخُوزِي، أولُهَا: وَيلٌ لمن عَدَّ لَهُ القَاضِي ... وَاللَّهُ عنه ليسَ بالرَّاضِي يُمضِي القَضايا بشهَادَاتهِ ... وَهو إِلي النَار غدًا مَاضي يَا مؤثر الدُّنيا عَلى دِينهِ ... لستَ من الدّينِ بمُعتَاضِ خِفتَ منَ القَاضِي فأرضَيتَهُ. البيتُ. البُحْتُرِيّ: 7746 - خَفَّتْ إِلَيَّ السُّودَد المَجْفُوُّ نَهْضَتُهُ ... وَلَوْ يُوَازِنُ رَضْوَي حِلْمُهُ رَجْحًا لَهُ أَيْضًا: 7747 - خَفِّضْ أَسًى عَمَّا شأَالَ طِلابُه ... مَا كُلُّ شَايم باَرِقٍ يُسْقَاهُ 7748 - خَفِّضِ الجَاشَ واصْبِرَنَّ رُوَيْدًا ... فَالرَّزَايَا إِذَا تَوَالَتْ تَوَلَّتْ بَشَّارٌ: 7749 - خَفِّضْ عَلَى عُقَبِ الزَّمَانِ العَاقِبِ ... لَيْسَ النَّجَاحُ مَعَ الحَرِيصِ الدَّائِبِ ¬
هَذَا البَيْت فِيْهِ مَثَلَانِ سَائِرانِ صَدْرُهُ وَعَجْزُهُ كُلُّ مِنْهُمَا مَثَلٌ. 7750 - خَفِّضْ عَلَيكَ فإنَّ الأُمُـ ... ـورَ بِكَفِّ الإِلَهْ مَقَادِيْرُهَا بَعْدَهُ: فَلَيْسَ بِآتِيْكَ مَنْهِيُّها ... ولا قَاصِرٌ عَنْكَ مَأمُورُهَا يُرْوَى أَنَّ عُمَرَ بن الخَطَّابْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ كَثيْرًا مَا يُنْشِدُ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ عَلَى المِنْبَرِ وَيَتَمَثَّلُ بِهِمَا. البُحْتُرِيّ: 7751 - خَفِّضْ عَلَيْكَ مِنَ الهُمُومِ فإنَّمَا ... يَحْظَى بِرَاحةِ دَهْرِهِ مَنْ حَفَّظَا أبياتُ البُحتُريّ، أوّلها: تَرك السَّوادَ لِلابِسيهِ وَبيّضَا ... ونَضا من التسيير عنه مَا نَضَا كَلِفٌ يُكَفكِفُ عَبرةً مُهرَاقةً ... أسَفًا عَلي عَصرِ الشباب ومَا انقضَى زمنٌ بكامل للذّهاب مَجبُهُ ... وَإِذا ذهَابُ الشيءِ حَان فقَد مَضَي خَفِّض عَليكَ منَ الهُمُوم. البَيتُ وَبعدَهُ: وارفُض دَنيّاتِ المَطامعِ إِنَّها ... شَينٌ يَعُرُّ وَحقُّها أَن تُرفَضَا قَعقَعت للبُخلاءِ أذعَرُ جاشهَمُ ... ونَذيرَةٌ من نَابلٍ أَن تُنتَضَى وَكَفاكَ من حَنشٍ الصّريم تهددًا ... إن مدّ فضل لسَانهِ أو نَضْنَضَا مَا زَال لِي من عَزمَتي وَصَريمتي ... سَنَدٌ تُثبّتُ وَطأَتي أن تَدحضَا لَا يَستَشِفُّني الطّفيفُ ولا أرَى ... تبعًا لبَارق خلّبٍ إِنْ أَو مَضا يقولُ منها: إِلَّا تَكُن صلَةٌ فَقرضٌ يُسّرت ... أسبابهُ وكَواهبٍ مَن أَقرضا ¬
يقول مِنها: إِلا يَكُن كُثرٌ فقُلُّ عَطيَّةٍ يَرضَى بَهَا ... بَاغي الرِّضَا بعض الرِّضَا أو لَا تَكُن صلَةٌ فَقرضٌ يُسّرت ... أَسبَابهُ وكَواهبٍ مَن أَقرضَا أَبُو فِرَاسٍ: 7752 - خَفِّضْ عَلَيْكَ وَلَا تَكُنْ قَلِقَ الحَشَا ... فِيْمَا يَكُوْنُ وَعَلَّهُ وعَسَاهُ بَعْدَهُ: فَالعُمْرُ أقْصَرُ مُدَّةً مِمَّا تَرَى ... وَعَسَاهُ أَنْ تُكْفَى الَّذي تَخْشَاهُ 7753 - خَفْ مَنْ أَمِنْتَ وَلا تَرْكنْ إلَى أحَدٍ ... فَمَا نَصَحْتُكَ إِلَّا بَعْدَ تَجْرِيبِ 7754 - خَلَتِ الدُّسُوتُ مِنَ الرَّخَا ... خِ فَفَرْزَنَتْ فِيْهَا البَيَاذِقُ قَبْلَهُ: قَالُوُا تَصَاهَلَتِ الحَمِيْـ ... ـرُ فَقُلْتُ مِنْ عَدَمِ السَّوَابِقُ خَلَتِ الدُّسُوتُ مِنَ الرُّخَاخِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَتَقَرْنَصَ البَازِيْ الصَّيُـ ... ـودُ وَصَارَ فَرْخُ البُومِ بَاشِقُ رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمْ: 7755 - خَلَتِ الدِّيَارُ فَسُدْتُ غَيْرَ مُسَوَّدٍ ... وَمِنَ الشَّقَاء تَفَرُّدِي بالسُّوْدَدِ أَبياتُ الخَثعَمِيّ منَ الحَمَاسةِ: نَهِلَ الزَّمان وَعَلَّ غيرَ مُصَرَّدِ ... من آلِ عتَّاب وآل الأسود من كُلّ فيّاضِ اليَدينِ إذا غَدت ... نكباءُ تلوي بالكنيف الموصَدِ ¬
خَلَتِ الديَارُ فسدتُ غير مسَوّد. البيتُ وبَعدَهُ. مَا نلتُ مَاقَد نلتُ إِلَّا بَعدمَا ... ذَهَبَ الرجَالُ وسَادَ غير السَّيِدِ الصَّابِئُ: 7756 - خَلَتِ الدِّيَارُ فَلَا كَرِيْمٌ يُرْتَجَى ... مِنْهُ النَّوَالُ وَلَا مَلِيْحٌ يُعْشَقُ قَد خَلَع هَذَا البَيت إبراهِيم الغَزِّيُّ فَقالَ (¬1): قَالوا هَجَرتَ الشِعرَ قلتُ ضَرورةً ... باب الدَّواعي والبَواعِث مُغلَقُ لَم يبقَ في الدُّنيا جَوادٌ يُرتَجى ... منه النَّوالُ ولَا مَليحٌ يَعشَقُ وَمن العَجائِب أن تَراهُ كَاسِدًا ... ويُخانُ فيه مَعَ الكسادِ ويُسرَقُ ابْنُ الرُّومِيِّ: 7757 - خِلْتُكُمْ عُدَّةً لِصرفِ زَمَانِيْ ... فَإِذَا أنْتُم صُرُوفُ الزَّمَانِ 7758 - خِلْتُ مَا كَانَ عَلَيَّ لِذَّته ... إِنَّمَا كَانَ كَشَيءٍ لَمْ يَكُنِ الرَّضِيّ المُوسَوِيُّ: 7759 - خَلَصْتُمْ ولا الإبَرُ يُزرُدن سَبْكُهُ ... فَشَعْبُكُم شَعْبِيْ وَوَرْدُكُمْ ورْدِي 7760 - خَلَطَ التَجَمُّلُ أَهْلَهُ بِذَوِيْ الغِنَى ... فَانْتَاشَتِ الآمَالُ غَيْرَ مُنِيْلِ بَعْدَهُ: فَلِذَاك رُبَّ تَكَرُّمٍ ضَرَّ الفَتَى ... حَتَّى يُنَحَّلَ وَهُوَ غَيْرُ نَحِيْلِ 7761 - خَلَعَ المُلُوْكَ وسَارَ تَحْتَ لِوَائِهِ ... شَجَرُ العُرَى وَعُرَاعِرُ الأقْوَامِ قَوْلُهُ فِي البَيْتِ: ¬
شَجَرُ العُرَى وَعُرَاعِرُ الأقْوَامِ، العُرَى أَنْ ضَمَّ العَيْنَ فَهُوَ نَبْتٌ بِعَيْنِهِ وَإِنْ فَتَحَ فَإنَّهَا قَصْرُ المَمْدُودِ لِضَرُوْرَةِ الشِّعْر وَهُوَ العَرَاءُ قَالَ اللَّه تَعَالَى فَنَبْدَناه بِالعَرَاءِ وَهُوَ وَجْهُ الأرض وَقَوْلُهُ عَرَاعِرُ الأقْوَامِ يَعْنِي رُؤُوسَ الأَقْوَامِ الوَاحِدُ عُرْعُرَةٌ وَعُرْعُرَةُ كُلِّ شَيءٍ أعْلَاهُ. كَتَبَ الحجَّاجُ إلى عَبدِ المَلِكِ بن مَرونَ إِن الأشعَثِ خَرَج وقَال: خَلَعَ المُلوكَ وسَار تحت لِوائِه. البَيتُ: فَكَتَب عَبدُ المَلكِ فِي الجَوابِ (¬1): بسم اللَّه الرحمن الرحيم أَناة وَحِلمًا وانتظارًا بِهم غدًا ... فما أنا بالواني ولا الضَرِع الغمرِ لَعلَّ صروفَ الدَهرِ والحسن منهم ... سيَحلُّهم على مَركَبٍ وَعرِ وَكنتُ وإيّاهُم كَمن نبّهَ القَطا ... ولو لم ينبَّه بَاتَتِ الطيرُ لا تَسرِي ابْن الرُّومِيّ: 7762 - خَلَعَ الإِلَهُ عَلَيْكَ يَوْمَ لَبِسْتَهَا ... خَلْعَ الشَّكُوْرِ بَهجَةَ المُزْدَادِ قَبْلَهُ: لا زِلتَ أبْيَضَ غُرَّةٍ وَأيَادِيْ ... تَبْدُوْ لنَا فِي سُوْدُدٍ وَسَوَادِ خَلَعَ الإِلَهُ عَلَيْكَ يَوْمَ لَبسْتَهَا البَيْت وَبَعْدَهُ: وَكَسَاكَ مِنْ خَلْعِ القُلُوبِ ... مَحَبَّةٌ كَمَحَبَّةِ الآبَاءِ لَلأوْلَادِ فَظَلَلْتِ فِي خَلعٍ تَفَاوُتُ فَخْرِهَا ... خَافٍ تُلَاحِظُهُ العُقُولُ وَبَادِ أَبُو بَكْرٍ الصُّولِيّ: 7763 - خِلَعٌ خَلَعْتَ بِهَا قُلُوْبَ عِدَاكَ ... مَلأْتَ سُرُوْرًا كُلَّ مَنْ يَهْوَاكَا ¬
بَعْدَهُ: لَا زِلْتَ تَلْبَسُ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلَهَا ... أَبَدًا عَلَى إِرْغَامِ مَنْ عَادَاكَا وَوَقَاكَ رَبُّ النَّاسِ مَا تَخْشَاهُ مِنْ ... عَنَتِ الزَّمَانِ وَظُلْمِهِ وَكَفَاكَا ومن باب (خَلَع) قَول علي بن محمّد بنُ نصرٍ في وزير خُلعَ عَليه (¬1): خَلعُوا عَليه وَزيّنوه ... وجاءَ في عِزٍّ وَمَنَعه وَكَذاكَ يفعَل بالجمالِ ... لنَحرِهَا في كُلِّ جُمعَه وَمثلُه قَولُ اليوسُفِيّ (¬2): لَا بتُطرنّك خلعَة ألبستَها ... مَا خَلعُ قَلبكَ بَعدَها ببعَيدِ وَالبُدن ليسَ بمذكرٍ تربيتُها ... للنحر ليلَة جُمعةٍ أو عِيدِ 7764 - خِلْعَةٌ مِنْ جَنَابِكَ اليَوْمَ تُحْيي ... كُلَّ صَبٍّ أمَاتَهُ الهُجْرَانُ وَمن بَاب (خَلَّفَ) قَولُ أَبِي نَصرٍ بنِ نُبَاتَة (¬3): خَلَّفَ ضوءَ الشمسِ خَلفَهِ ... وَمرَّ يَسرِي ظَاعنًا في الظَّلَامِ 7765 - خُلْفُ الوَعِيْدِ حَمِيْدٌ لا يُذَمُّ وَلَمْ ... يَكُنْ خُلْفُ مَوْعُوْدٍ بِمَحْمُودِ ابْنُ الرُّومِيِّ: 7766 - خَلَفُوْنِيْ خِلَافَةَ الذِّئْبِ في الشَّاءِ ... وَكَانُوا فِي جَهْلِ حَقِّيْ شَاءُ أَبُو الفَضْلِ بن جَلَبٍ، مَصْرِيٌ: 7767 - خُلْقُ الصَّدِيْقِ لِخُلْقِ الدَّهْرِ مُتّبَعٌ ... فَإِنْ صَفَا للصَّافِيْ أو جَفَا لَجَفَا ¬
قَبْلَهُ: جَرَّبْتُ فِي شِدَّتِي أن لا صَدِيقَ لِمَنْ ... أَضْحَى كَعْصفٍ عَلَيْهِ الدَّهْرُ عَصَفَا خُلقُ الصَّدِيقِ لِخُلق الدَّهْرِ مُتَّبَعٌ. البَيْت. هُوَ الأَمِيْرُ أَبُو الفَضْلِ غَسَّانُ بنَ جَلَبِ بنِ رَاغِبٍ المَصريُّ. 7768 - خُلُقُ الكَرِيم وإِنْ تَطَاوَلَ عَهْدُهُ ... خَيرٌ وَأَفضَلُ مِنْ جَدِيدٍ لَئِيْمِ 7769 - خُلِقَ الِّلسَانُ لِنُطْقِهِ وَكَلَامِهِ ... لا لِلسُّكُوتِ وذَاكَ حَظُّ الأخْرَسِ بَعْدَهُ: فَإِذَا جَلَسْتَ فَكُنْ مُجِيْبًا سَائِلًا ... إِنَّ الكَلَامَ يَزِيْدُ رَبَّ المَجْلِسِ يُقَالُ فِي المَثَلِ: إِذَا كُنْتَ فِي المَجْلِسِ لا مُتَكَلِّمًا وَلَا مُتَكَلِّمًا فَقُمْ، وَاخْتَصَمَ رَجُلانِ إِلَى سَعِيدِ بنِ المُسَيِّبِ فِي النُّطْقِ وَالصَّمْتِ فَقَالَ بِمَاذَا أُبَيِّنُ لَكُمَا ذَلِكَ قَالا بِالبَيَانِ فَقَالَ إِذًا الفَضْلُ لَهُ وَالمَثَلْ السَايِرُ لِلعَوَامِ قَوْلُهُم السُّكُوتُ عِنْدَ الحَاجَةِ لِلكَلَامِ بِدْعَةٌ. 7770 - خَلَقَ اللَّهُ لِلحَدِيثِ رِجَالًا ... ورِجَالًا لآفَةِ التَّصْحِيفِ أَبُو نَوَّاسٍ: 7771 - خُلِقَ النَّاسُ كيْ يَسُوْسُوا أُمُورًا ... قُلِّدُوْهَا وَأَنْتَ كيْمَا تُنَاكَا أَبياتُ أَبِي نواسٍ، أَوَّلُهَا: نَظرةٌ منكَ نَيكَةٌ مِن سَوِاكَا ... وَكَذَا ذَاكَ في القَياس كَذَاكَا وَإِذَا مَا رأيتُ وَجهًا مَليحًا ... كَان حَظِّي من حُسنِهِ أَن أَراكَا ¬
خُلقَ النَّاسُ كَي يَسُوسُوا. البيتُ وبَعدَهُ: بأبِي أنتَ مِن بَديعِ جَمَالٍ ... بَذَّ حُسنَ الوُجُوه حُسنُ قَفَاكَا قالَ أبو نواسٍ هَذِه الأبيات في محمّد بن إسماعيل بن صبيح حينَ وَلي أَبوهُ ديوانَ الرسائِل بَعدَ البَرامكةِ وَكَان بينَ اَيديهم وكَاتبهُم فسعى بهم وخانَهُم قَالَ: فلمَّا سَمِعَ إسماعيلُ أبُوهُ بهَذه الأبياتِ ولَقيَ أَبَا نواسٍ عَاتَبهُ وقالَ أهَكذا يَكُونُ وَعاتَبَ إخوان أَبِي نواسٍ وَسأَلَهُم مُعاتبتَهُ عَلى ذلك فلما عَاتبُوهُ قَال: اسكتوا لا يَلقَى وَلَد السَّاعي إِلَّا بمثل هذا وَإِنَّ قَولي هَذَا لأحسَن من تمام النِّعمةِ وبُلوغ الهِمَّةِ. المَعَرِّيّ: 7772 - خُلِقَ النَّاسُ لِلبَقَاءِ فَضَلَّتْ ... أُمَّةٌ يَحْسَبُونَهُمْ لِلنَّفادِ بَعْدَهُ: صِحَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يَسْتَرِيح الجِسْـ ... ـمُ فِيْهَا وَالعَيْشُ مِثْلُ السُّهَادِ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد جرِير الطَّبَرِيّ: 7773 - خُلُقَانِ لا أرضَاهُمَا لِفَتًى ... تِيْهُ الغِنَى وَمَذَلَّةُ الفَقْرِ بَعْدَهُ: فَإِذَا غَنِيْتَ فَلا تَكُنْ بَطِرًا ... وَإِذَا افْتَقَرْتَ فَتِهْ عَلَى الدَّهْرِ أَجَازَهُمَا صالح بنُ عَبْدِ القُدُّوسِ فَقَالَ: وَاصْبِرَ فَلَسْتَ بِوَاجِدٍ خَلَفًا ... أَدْنَى إِلَى فَرَجٍ مِنَ الصَّبْرِ وَقَالَ أَبُو الفَتْحِ البُسْتِيُّ (¬1): وَإِذَا غَنِيْتَ فَلا تَكُنْ بَطِرًا ... فَوَرَاءَ أيَّامِ الغِنَى فَقْرُ ¬
وَإِذَا افْتقَرتَ فَلَا تَكُنْ جَزِعًا ... فَوَرَاءَ كُلِّ دُجنة فَجْرُ المُتَنَبِّي (¬1): 7774 - خُلِقْتُ أَلُوْفًا لَوْ رُددتُ إلى الصِّبَا ... لَفَارَقتُ شَيْئًا مُوْجَعَ القَلْبِ بَاكِيًا أَبُو الطَّيْبِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ الكَاتِبِ: 7775 - خُلِقْتُ عَلَى بَابِ الأميرِ كَأنَّنِي ... قفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ ومَنْزِلِ حَدَّث أبو الطَّيب مُحَمَّد بنِ أبي عَبْدِ اللَّهِ الكاتِبُ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَجَمَاعةٌ حَضَروا مِن أعيانِ الكُتَّابِ وَأكَابِرِ نَجْدٍ عَلَى بابِ الوَزِيْرِ أَبِي الحَسَنِ عَليّ بنُ عيسَى في وِزَارَتِهِ الأولَى سَنَةَ إحدى وثُلْثُمَائة وَتَأخَّرَ الإذْنُ عَنَّا فَتَجَارَيْنَا شدَّة الحَاجِبِ عَلَى بَابِهِ فَأخَذْتُ الدَّوَاةَ عَلَى سَبِيْلِ الدُّعَابَةِ وَكَتَبْتُ: خُلِقْتُ عَلَى بَابِ الوَزِيْرِ الأَبْيَات ونَمَى الحَدِيْثُ إِلَيْهِ وَأَنَا لا أعلَمُ بِذَلِكَ فَجِئْتُ يَوْمَ المَوكِبِ أُقَبِّلُ يَدَهُ فَضَحِكَ وقَالَ فَهَل عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ معوَّلِ فَارتَعَدْتُ وَقُلْتُ إِنْ كَانَ الرَّافِعُ لِهَذَا حَكَاهُ عَلَى الصِّدْقِ فَمَا عَلَّ عَتَبٌ وَإِنْ كَانَ كَذِبَ فَالكَذِبُ لَا يُحْتَرُسُ مِنْهُ فَقَالَ إِنِّي مَا أتهم غَيْبكَ وَلَا أرتَابُ بِكَ فَقَبَّلْتُ يَدَهُ وَدَعَوْتُ لَهُ فَأمَرَ لِي بِسَلَّةٍ وَأمَرَ أن لا أُحْجَبَ بَعْدَهَا وَرَوَى يَاقُوتُ الحَمويّ هَذِهِ الحِكَايَةَ فِي مُعْجَمِ البُلْدَانِ فِي تَرجَمَةِ الصُّولِيّ وَذَكَرَ أَنَّهَا لَهُ. قولُهُ: خلقتُ علَى باب الوزير، البيتُ وبَعدَهُ: إِذَا جئت أَشكُو طُولَ ضرٍّ وَفَاقةٍ ... يقولون لَا تَهلَّل أسًى وتجملِ فسَالت دُمُوع العين من سُوءِ فعلهم ... عَلَى النَّحرِ حتَّى بل دمعي محملي لقَد طَالَ تَردادي وقَصدي إليهم ... فهل عندَ رَسم دارٍ من مُعوَّلِ بَشَّارٌ: 7776 - خُلِقْتُ عَلَى مَا فيَّ غَيْرَ مُخَيَّرٍ ... وَلَوْ أنَّنِيْ خُيِّرْتُ كُنْتُ المُهَذَّبَا ¬
قولُ بشَارٍ، خُلِقتُ عَلَى مَا بِي، البيتُ وبعدَهُ: ويُروى: أُريد فلا يُقضَى ويُقضَى وَلم أرِد ... يَقصُر علمي أن أَنالَ المغيبا أُريدُ فلَا أُعطَى وأُعطَى ولم أرِد ... ويقصُر علمي أَن ينَالَ المَغيَّبَا وَأصرفُ عَن قَصدِي وَإِنِّي لمبصرٌ ... وأضحى ومَا قضَّيتُ إِلَّا تَعجُّبَا وَمَا استَفرَعَ اللذاتِ إِلَّا مشَيَّعٌ ... إِذَا همَّ لم يذكر رضا من تغضَّبَا قِيل لبعضهم كَيف أصبحتَ فقالَ: لَا كما يشاءُ اللَّهُ ولَا كَمَا يشاءُ الشيطان ولا كَما أشاءُ أَنَا قِيل فَكيفَ ذلك قال: لأنَّ اللَّه تَعالَى يشاءُ أَن أكُونَ عَابِدًا زاهدًا تَقِيًّا وَلستُ كَذلك والشَيطانُ يشاءُ أن أكون كَافِرًا مُنَافقًا فَاجرًا ولَستُ كَذلك بحمد اللَّه وأنا أشاءُ أَن أكون سَعيدًا حمِيدًا مؤثرًا مَسرورًا ولستُ كذلك. 7777 - خُلِقْتُ فِي الحُسْنِ فَرْدًا ... فَمَا لِحُسْنِكَ ثَانِ بَعْدَهُ: 7778 - كَأَنَّمَا أَتَى شَيئًا حَوَى ... جَمِيْعَ المَعَانِي النَّامِي: 7778 م- خُلِقْتَ كَمَا أرَادَتْكَ المَعَالِيْ ... فَأَنْتَ لِمَنْ رَجَاكَ كَمَا يُرِيْدُ بَعْدَهُ: عَجِيْبٌ أَنَّ سَيْفَكَ لَيْسَ يَرْوَى ... وَسَيْفُكَ فِي الوَرِيْدِ لَهُ وُرُوْدُ وَأَعْجَبُ مِنْهُ رُمْحُكَ حِيْنَ يُسْقَى ... وَيَصْحُو وَهُوَ سَكْرَانٌ يَمِيْدُ هُوَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مَحَمَّدَ النَّامِي يُخَاطِبُ سَيْفَ الدَّوْلَةِ. ¬
الغَزِّيُ: 7779 - خُلِقَتْ مَسَاعِيْكَ الكَرِيْمَةُ فِي العُلَى ... بِمَثَابَةِ الأرْوَاحِ فِي الأبْدَانِ بَشَّارٌ: 7780 - خُلِقْتُ مُسِيئًا مَرَّةً وَمُرَاجِعًا ... وَلَيْسَ إِلَى أهْلِ السَّمَاءِ سَبِيْلُ 7781 - خُلِقْتُ مِنَ التُّرَابِ بِغَيْرِ ذَنْبٍ ... وأرْجِعُ بِالذُّنُوْبِ إلى التُّرَابِ 7782 - خُلِقْتَ مِنَ التُّرَابِ وَعَنْ قَرِيْبٍ ... تَغَيُّبُ تَحْتَ أطْبَاقِ التُّرَابِ قَبْلَهُ: بِلَالُ الشَّيْبِ فِي فَودَيْكَ نَادَى ... بِأعْلَى الصَّوْتِ حَيَّ عَلَيَّ الذَّهَابِ طَمِعْتَ إِقَامَةً فِي دَارِ طُعْمٍ ... فَلا تَطْمَعْ فَرِجْلُكَ فِي الرِّكابِ خُلِقْتَ مِنَ التُّرَابِ وَعَنْ قَرِيْبٍ. البَيْتُ وَبَعْدُهُ. فَمَنْ يَرجُو مِنَ الدُّنْيَا وَفَاءً كَمَنْ يَرجُو الشَّرَابَ مِنَ السَّرَابِ الأقْرَعُ بنُ مَعَاذٍ العَامِرِيُّ: 7783 - خُلِقْتَ مِنَ الأشْرَافِ مِنْ آلِ عَامِرٍ ... كَمَوْقِعِ أُمِّ الرَّأْسِ مِنْهُ المَسَامِعُ بَعْدَهُ: فَمَا طَمِعَ الأعْدَاءُ مِنِّيْ بِعَثْرَةٍ وَ ... لَا دَنَّسَتْنِي عِنْدَ ذَاكَ المَطَامِعُ وَإِنِّيْ عَلَى جُوْدِي أُعِنُّ سَمَاحَتِي ... بِمَنْعٍ إِذَا مَا قِيْلَ أَنْتَ مَانِعُ ابْنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: 7784 - خُلِقْتَ مِنْ مَجْدٍ فَقَدْ فُقْتَ الوَرَى ... إِذْ خُلِقُوا مِنْ حَمَإٍ مَسْنُون ¬
ابْنُ الرُّومِيّ: 7785 - خُلِقْتُ لأَن أغْشَى المَغَاشِيْ كُلَّهَا ... وَمَالِي بِأَنْ أَغْشَى الهَوَانَ يَدَانِ 7786 - خُلُقٌ جَدِيْدُ كُلَّ يَوْمٍ ... مِثْلُ أَخْلَاقِ البِغَالِ 7787 - خُلُقٌ فُطِرْتُ عَلَيْهِ فَهُوَ سَبْحِيَّةُ العَـ ... ـرْضِ يَسْمَنُ وَالمَعِيْشَةُ تَعْجَفُ المِيْكَالِيُّ: 7788 - خُلُقٌ كالزُّلالِ عَنِ الصَّخْرِ ... وَعَرْضٌ لِلعَارِ عَنْهُ زَلِيْلُ يُقَالُ فِي الأمْثَالِ: فِي سِعَةِ الأخْلَاقِ كُنُوْزُ الأرْزَاقِ وَسَتُسَاقُ إِلَى مَا أنْتَ لاقٍ. فِي أسْوَدَ ظَالِمٍ: 7789 - خُلْقُكَ مِنْ خَلْقِكَ مُسْتَخْرَجٌ وَ ... الظُّلْمُ مُشْتَقٌّ مِنَ الظُّلْمَةْ البُحْتُرِيّ: 7790 - خِلَقٌ مُمَثَّلَهُ بِغَيْرِ خَلَائقٍ ... تُرْجَى وَأجْسَامٌ بِلا أَرْوَاحِ أَبُو تَمَّامٍ: 7791 - خُلِقْنَا رِجَالًا لِلتَجَلُّدِ وَالأَسَى ... وَتِلْكَ الغَوَانِي لِلبُكَا وَالمَأَاتِمِ أَبياتُ أَبِي تمَّامٍ أوَّلُها: أَمالكُ أَنَّ الحُزنَ نائم ... وَمهمَا يَدومُ فالوجدُ لَيس بدائمِ ¬
تأمَّل رُويدًا هل تَعذَّرُ سَالمًا ... إلى آدَم اَم هَل تَعُدُّ ابن سَالِمِ مَتَى تَكُ مَفجُوعًا بأبيضَ لم يكُن ... يُشَدُّ عَلى جَدواه عقد التمائم بغَارس دُعميٍّ وهضبَةِ وائِل ... وَكوكَب عتابٍ وَجَمرَة هَاشِم شجَى الرّيح فازدَادت حَنينًا لِفَقدِهِ ... وأحدَث شجوًا في بكاء الحَمائمِ فَمن قبله مَا قَد أُصيبَ نَبيُّنا ... أَبُو القَاسمِ النُورُ المبينُ بقَاسم وخبِّر قيسٌ في الجَليَّةِ بابنهِ ... فَلَم يتَغيَّر وَجهُ قيس بن عَاصمِ وقال عَليٌّ في التَعازِي لأشعثٍ ... وَخاف علَيه بَعضُ تلك المآثم أتَصبِر للبَلوى عَزاءٌ وَحسبَةٌ ... فَتوجَرَ أم تَسلُو سُلوَّ البَهائِمِ خُلِقنَا رِجَالًا للتجلُّدِ وَالأَسَى. البَيتُ. 7792 - خلِقْنَا عِنْدَهُ حَتَّى كأَنَّا ... لا هُبِّيْ بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا ابْنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: 7793 - خُلُقٌ نَشَأْتُ عَلَيْهِ مَنْ ... زَمَنِ الصِّبَى وَهَلُمَّ جَرًّا الصَّارِمُ: 7794 - خُلِقُوا كالمَنَاجِلِ العُوْجِ ... لا تَرْجِعُ حَتَّى يَرُدُّهَا الحَدَّادُ بَعْدَهُ: وَجَمِيْعٌ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ ... وَفِي فِيْهِمِ الحَصَى والرَّمَادُ ابْنُ رَشِيْقٍ المَغْرِبِيّ: 7795 - خُلِقُوا وَمَا خُلِقُوا لِمَكْرُمَةٍ ... فَكَأَنَّمَا خُلِقُوا وَمَا خُلِقُوا بَعْدَهُ: رُزِقُوا وَمَا رُزِقُوا سَمَاحَ يَدٍ ... فَكَأَنَّمَا رُزِقُوا وَمَا رُزِقُوا ¬
إبْرَاهِيم الصُّولِيّ: 7796 - خَلِّ النِّفَاقَ لِأهْلِهِ ... وَعَلَيْكَ فَالْتَمِسِ الطَّرِيْقَا بَعْدَهُ: وَارغَبْ بِنَفْسِكَ أَنْ ... تُرَى إلَا عَدُوًّا أو صَدِيْقَا قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي لَا أسْتَحْسِنَ هَذَا فَتَأمَّلْهُ. 7797 - خَلِّ سَبِيْلَ مَنْ وَهَى سِقَآؤُهُ ... وَمَنْ هُرِيْقَ بالفَلاةِ مَاؤُهُ أي دع عَنْكَ صُحْبَةَ مَنْ فَسدَ عَلَيْكَ قَلْبُهُ فَإِنَّكَ لا تَنْتَفِعُ بِصحْبَتِهِ وَهَذا البَيْتُ مِنْ أمْثَالِ العَرَبِ المَشْهُورَةِ السَّائِرَة. ابْنُ طُلَيْبٍ: 7798 - خَلِّطْ عَلَى النَّاسِ يَنْسُبُوْكَ إِلَى الظَّرْ ... فِ وَشَتِّتْ عَلَيْهِمْ السُّبُلا 7799 - خَلِّ عَنْكَ المُزَاحَ مُجْتَنِبًا ... إِنَّهُ يُبْدِيْ لَكَ العَطَبَا 7800 - خَلَّفَكَ الدَّهْرُ وَأوْدَى بِهِ ... فَلَيْتَهُ السَّاقِيْ وَأَنْتَ المُصَابُ بَعْدَهُ: وَالدَّهْرُ قِدمًا يَا أبَا مَعْمَرٍ يُبْقِي ... عَلَى مَرْبَطِ الفَرَسِ شَرَّ الدَّوَابْ 7801 - خَلِّ مَنْ قَلَّ خَيْرُهُ ... لَكَ فِي النَّاسِ غَيْرُهُ رَأَيْتُ هَذَا البَيْتَ مَنْقُوشًا عَلَى فَصِّ خَاتَمٍ: 7802 - خَلَّوْ عَليَّ الدَّهْرَ بَعْدَهُمْ ... فَبَقِيْتُ كَالمَنْصُوْبِ لِلدَّهْرِ ¬
7803 - خُلَّةٌ فِيَّ مِنْ خِلالِ الحَمِيْرِ ... لَمْ يَطِبْ فِي شُرْبٌ بِغَيْرِ صَفيْرِ أَبُو العَتَاهِيَة مِنْ مُزْدَوَجَاتِهِ: 7804 - خَلَّى أَخٌ عَنْكَ فَلا تُخَلِّهِ ... مَنْ لَكَ يَومًا بِأَخِيْكَ كُلِّهْ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: 7805 - خَلَّيْتُ عَنْكَ مُفَارِقًا لَكَ عَنْ قِلًى ... وَوَهَبْتُ لِلشَّيْطَانِ مِنْكَ نَصِيْبِيْ قَبْلَهُ: لَمَّا رَأيْتُكَ خَائِسًا بِمَوَدَّتِي ... مُتَلَوِّنًا فِي مَشْهَدِي وَمَغِيْبِي وَبَلَوتُ مِنْكَ خَلَائِقًا مَذْمُومَةً ... ظَهَرَتْ فَضَائِحُهَا عَلَى التَّجْرِيْبِ خَلَّيْتُ عَنْكَ مُفَارِقًا. البَيْتُ، وَيُرْوَى: لَمَّا رَأيْتُ ضَمِيْرَ غَيْبِكَ قَد بَدَا ... وَأَبَيْتَ غَيْرَ تَجَهُّمٍ وَقُطُوبِ وَعَرِفْتُ مِنْكَ خَلَائِقًا جَرَّبْتُهَا ظَهَرَتْ. البَيْتُ. الخَلِيْفَةُ القَائِمُ: 7806 - خِلٌّ يَصُدُّ وَعَاذِلٌ مُتَنَصِّلٌ ... وَمُنَازعٌ يُؤْذِي وَنَمَّامٌ يَشِيْ قَبْلَهُ: وَالقَلْبُ مِنْ خَمْرِ الصَّبَابَةِ مُنْتَشِي ... هَل مُجِيْرٌ مِنْ شرَابٍ مُعْطِشِ وَالنَّفْسُ مِن بَرْحِ الهَوَى مَقْتُولَةٌ ... وَلَكَمْ قَتِيْلٌ فِي الهَوَى لَمْ يُنْعَشِ جُمِعَتْ عَلَيَّ مِنَ الهُمُومِ غَرَائِبٌ ... خَلَّفْنَ قَلْبِي فِي أسَاءٍ مُوحِشِ خِلٌّ يَصُدُّ وَعَاذِلٌ مُتَنَصِّحٌ. البَيْتُ. ¬
البُحْتُرِيّ: 7807 - خَلِيْلٌ أتَانِي نَفْعُهُ عِنْدَ حَاجَتِي ... إِلَيْهِ وَمَا كُلُّ الأخْلَاءِ يَنْفَعُ 7808 - خَلِيْلٌ إِذَا مَا جِئْتُ أبْغِيْهِ حَاجَةً ... رَجَعْتُ بِمَا أبْغي وَوَجْهِيْ بِمَاَءِهِ بَعْدَهُ: بَلَوْتُ رِجَالًا يَعدّهُ فِي إخْائهِم ... فَمَا ازْدَدْتُ إلَّا رَغْبَةً فِي إخَائِهِ المُتَنَبِّي: 7809 - خَلِيْلُكَ أَنْتَ لا مَنْ قُلْتَ خِلِّيْ ... وَإِنْ كَثُرَ التَّجَمُّلُ وَالكَلامُ مُحَمَّدُ بنُ شِبْلٍ: 7810 - خَلِيْلُكَ مَنْ أَهْدَى لَكَ العَيْبَ خَالِيًا ... حِفَاظًا وَفِي الأشْهَادِ قَدْرَكَ يَرفَعُ 7811 - خَلِيْلُكَ مَنْ يُعِيْنُكَ فِي الرَّزَايَا ... وَيَحْفَظُ فِي المَغِيْبِ لَكَ العُهُوْدَا عَلِيّ بنُ مُسْهِرٍ الكَاتِبُ: 7812 - خَلِيْلَيَّ أبْكَانِيْ المَشِيْبُ بِضِحْكِهِ ... وَقَامَتْ عَلَى عَصْرِ الشَّبَابِ نَوَادِيُهُ بَعْدَهُ: وَهَل رَاجِعٌ رَيَعَان شَرخُ شَبَابِهِ ... وَقَد ضَلَّ هَادِيْهِ وشَابَتْ ذَوَائِبُهُ قَتَلتُ زَمَانِي خِبْرَةً وَأهيْلَهُ ... وَعَلَّمَنِيْهَا خَطْبُهُ وَتَجَارِبُهْ وَأَصْبَحْتُ مِنْ بَيْنِ الأنَامِ كَأنَّنِي ... أخُو زَلَّةٍ مَا أعْتَبَ الدَّهْرَ عَاتِبُهُ يُسَالِمُنِيْ بِالوِدِّ مَنْ لَا أَوَدُّهُ ... وَيَطْلُبُنِي بِالثَّأرِ مَنْ لا أُحَارِبُهُ وَمَا زَالَ رَبُّ الفَضْلِ يُنْكِرُ فَضْلَهُ ... أخُو الجَهْلِ والنّقْصَانِ إِذْ لَا يُنَاسِبُهُ فللهِ مَحْسُودٌ عَلَى الفَضْلِ ... أصْبَحتْ مَنَاقِبُهُ الحُسْنَى وَهُنَّ مَثَالِبُهُ أأضرَعُ إِنْ جَارَ الزَّمَانُ بِصَرْفِهِ ... عَلَيَّ وَنَابَتْنِي أعْتِدَاءً نَوَائِبُهُ ¬
وَلَا غَرْوَ أنْ يَخْبُو مِنَ النَّارِ ... وَقْدُهَا وَتَنْبُو مِنَ الغَضَبِ الحُسَامِ مَضَارِبُهُ أَبُو فِرَاس بنُ حَمْدَانَ: 7813 - خَلِيْلَيَّ أَغْرَاضِيْ يُعِيْدُ مَرَامُهَا ... فَهَلْ فِيْكُمَا عَوْزٌ عَلَى مَا أُحَاوِلُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الدُمْينَةِ: 7814 - خَلِيْلَيَّ أَمَّا أمُّ غَمْرٍ فَمِنْهُمَا ... وَأَمَّا عَن الأخْرَى فضلا تَسلَانيْ أَبياتُ ابن الدُمينَةِ عَبد اللَّه، قَال أبو بكر بن دُريدٍ أنشدَ الأصمعيُّ من أَبياتٍ أوّلها: أَلا يا اسلما بالبئر من أم واصلٍ ... ومن أم جبرٍ أيُها الطَّللَانِ كَفَى حَزنًا أنِّي تَطاللتُ كَي أَرَى ... ذُرَى عَلَمي دَمخ فَمَا يُرَيانِ أَلا حَبَّذا وَاللَّهِ لَو تَعلَمانِهِ ... خيَالُكُمَا يا أيها العَلَمان وَماؤكُما العذبُ الذي لَو شَربتُهُ ... وَبي نَافِضُ الحمَّى إذًا لَشفاني خَليليَّ لَيسَ الرأي في صَدر وَاحدٍ ... أشيرَا عليّ اليَوم مَا تَريانِ لا ركبَ صَعبَ الأمر إِن ذَلولَهُ ... بنجرانَ لا تَجري لحين أوانِ وَمَا غَضُّ هذا الطَّرفِ منّي سَجيَّةٌ ... ولَكنَّنا في مَذححٍ غَرِبَانِ أعينيَّ يا عَينيَّ حتَّام أَنتُما ... بهجرانِ أم الغَمر تحتلجانِ عَذرتُكِ يَا عَيني الصَّحيحةُ وَالبُكَا ... فمالكِ يا عَورَاءُ وَالهَملانِ؟ مِنَ النَّاسِ إنسَانانِ دَيني عَليهمَا ... مَليّانِ لو شاءَا لقَد قَضيانِي خليليَّ إمَّا أم غَمرٍ فمنهُمَا. البَيتُ وبعدَهُ: تُحدِّث طَرفَانا بمَا في ضمِيرنَا ... إِذَا استَعجمت بالمنطقِ الشفتَانِ فواللَّهِ مَا أدرِي أَكُلّ ذوي الهَوَى ... عَلَى مَا بنا أَم نحنُ مُبتَليَانِ ¬
نَصْرُ اللَّهِ بنُ عُنَيْنٍ: 7815 - خَلِيْلَيَّ إِنَّ البَيْنَ أفْنَى مَدَامِعِي ... فَهَلْ لَكُمَا مِنْ عِبْرَةٍ أسْتَعِيْرُهَا بَعْدَهُ: وَأصْعَبُ مَا يَلقَى المُحِبُّ مِنَ الهَوَى ... تَدَانِي النَّوى مِنْ خِلَّةٍ لا يَزُورُهَا لَقَدْ أُنْسِيَتْ نَفْسِي المَسَرَّاتِ بَعْدَكُمُ ... فَإنْ عَادَ عِيْدُ الوَصْلِ عَادَ سُرُورُهَا العُتْبِيُّ: 7816 - خَلِيْلَيَّ إِنَّ الجَزْعَ أَضْحَى تُرَابُهُ ... مِنَ الطِّيْبِ كَافُوْرًا وَعِيْدَانُهُ رَنْدَا بَعْدَهُ: وَمَا ذَاكَ إلَا أن مَشَتْ بِجَنَابِهِ ... أُمَيْمَةُ فِي سِربٍ وَجَرَّتْ بِهِ بُرْدَا عَلَى مَوعِدٍ قَدْ كَانَ بَيْنِيْ وَبَيْنَهَا ... قَضَتْ نَذْرَهَا فِيْهِ وَأَوْفَتْ بِهِ عَهْدَا عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُعْتَزِّ: 7817 - خَلِيْلَيَّ إِنَّ الدَّهْرَ مَا تَرَيَانِهِ فَصَبْرًا ... وَإلَا أيُّ شَيءٍ سِوَى الصَّبْرِ أَبياتُ أَبِي العَبَّاس بن عَبد اللَّه بن المُعتَزِّ باللَّهِ، أوّولها: خَلِيلَيَّ إِنَّ الدَهرَ مَا تَريانِهِ: البَيتُ وبَعدَهُ: عَسَى اللَّهُ أن يَرتَاحَ لِي فَرجةُ ... يَجيءُ بِها من حَيث أدرِي وَلَا أَدرِي سأَلتُكُما باللَّه مَا تَعلماني ... ولا تَكتُما شيئًا فعِندكمَا خُبرِي أَأَرفَعُ نيرانَ القرَى لعُفَاتِها ... وَأَصبِرُ يَومَ الرَّوعِ في ثُغرة الثَغرِ وَأسألُ نَيلًا لا يُجادُ بمثلهِ ... فيفتَحُهُ بِشري وَيحتُمُه عُذرِي ويَا ربَّ يَومٍ لَا تَوارَى نجُومُهُ ... مَددتُ إِلى المظلُومِ فِيهِ يَدَ النَّصرِ ¬
فَسُبحانَ رَبِّي مَا لِقَومٍ أَرَى لهم ... كَوامِنُ أَحقَادٍ عَقاربُها تَسرِي إِذَا مَا اجتَمَعنا في النَّدِيِّ تَضاءَلُوا ... كَما خَفيت مَرضَى الكواكب في الفَجر بَنُو العَمِّ لا بل هُمْ بَنُو الغَمِّ والأذَى ... وأعوانُ دَهرِي إن تظلّمتُ من دَهرِي وَغَاضَهُم المَجدُ الذي لَا يُطِيقُهُ ... لئِيمٌ ولَا وانٍ ضَعيفٌ عَن الوترِ فَدُونَكُم الفِعلُ الّذِي أَنَا فاعِلٌ ... فإنَّكُم مثلي إذًا وَلكُم فَخري عُرْوَة بنُ حزَامٍ: 7818 - خَلِيْلَيَّ إِنَّ الرَّأْيَ لَيْسَ بِمُفْرَدٍ ... أَشِيْرَا عَلَيّ اليَوْمَ مَا تَرَيَانِ 7819 - خَلِيْلَيَّ إِنَّ الصَّبْرَ فِي طَعْمِهِ مُرُّوَإنِ ... صَبَرَ الإِنْسَانُ لا يَصْبِرُ الدَّهْرُ 7820 - خَلِيْلَيَّ إِنَّ العُسْرَ سَوْفَ يُفِيْقُ ... وَإنَّ يَسَارًا فِي غَدٍ لَخَلِيقُ بَشَّارٌ: 7821 - خَلِيْلَيَّ إِنَّ المَوْتَ لَيْسَ بِذَاهِل ... وَلَيْسَ الَّذِي يُهْدِيْ المَنَايَا بِغَافِلِ بَعْدَهُ: خَلِيْلَيَّ يُغْنِيْ الدَّهْرُ كَلَّ قِيْلَةٍ ... وَمَا أَنَا إلَا فِي سَبِيْلِ القَبَائِلِ إِذَا أَنَا لَمْ يَنْفَعْ لِسَانِي وَلَم أجُد ... بِمَالِي طَالَتْنِي يَدُ المُتَطَاوِلِ وَمَا المَالُ إلَا عَادَةٌ مسْتَرَدَّةٌ لَهَا ... مَوضِعٌ عِنْدِي وَعِنْدَ الأرَاذِلِ ابْنُ جَلَالِ الدَّوْلَةِ: 7822 - خَلِيْلَيَّ إِنَّ الأمْرَ مَا تَرَيَانِهِ ... خُمُوْلُ نَبِيْهٍ وَارْتِفَاعُ سَفِيْهِ بَعْدَهُ: فَلَا تَسْألَانِي عَنْ عَجِيْبٍ رَأيتُهُ ... فَأعْجَبُ مَا لاقَيْتُ مَا أَنَا فِيْهِ ¬
العَوَّامُ بنُ عُقْبَةَ: 7823 - خَلِيْلَيَّ إِنَّ اليَوْمَ شَاكٍ إِلَيْكُمَا ... وَهَل تَنْفَعُ الشَّكْوَى إِلَى مَنْ نُرِيْدُهَا بَعْدَهُ: حَزَازَاتِ شَوقٍ فِي الفُؤَادِ وَحَسْرَةٌ أ ... ظَلُّ بِأطْرَافِ البَنَانِ أذُودُهَا وَلِي نَظْرَةٌ بَعدَ الصُّدُودِ مِنَ الجَوَى ... كَنَظْرَةِ ثَكْلَى قَدْ أُصِيْبَ وَلِيْدُهَا العَوَّامُ بنُ عُقْبَةَ بنُ كَعبٍ بنُ زُهَيْرٍ بنُ أَبِي سُلمَى. عَلِيّ بنُ مُفَرِّجِ المَصْرِيّ: 7824 - خَلِيْلَيَّ إِنِّيْ بَالرِّيَاحِ مُوَكَّلٌ إِذَا مَا ... صَبَاهَا نَاوَحَتْ أَوْ جَنُوْبُهَا أَبياتُ عَلي مُفرِّج، أوّلُها، خَليلي إِنِّي بالرياحِ موكَّلٌ. البَيتُ وبعدَهُ: ومَا ذاكَ من حُبِّ لها غَير أنَّها ... تَمُرُّ عَليَّ ذات اللَّمَا فَتُصِيبهَا إِذَا أقبلَتْ عَانقتُها مُتنشمًا ... لعلّي يأتيني مَعَ الرِّيح طِيبُهَا وَإن أدبَرَتْ اتبعتُها لَحظ نَاظِرِي ... عسَى تَرفَعُ الأستار عنِّي هبُوبُها الوَزِيْرُ أَبُو مُحَمَّدٍ المُهْلَبِيّ: 7825 - خَلِيْلَيَّ إِنِّيْ لِلثُّرَيَّا لَحَاسِدُ ... وَإِنِّيْ عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ لَوَاجِدُ بَعْدَهُ: أَيُجْمَعُ مِنْهَا شَمْلُهَا وَهِيَ سَبْعَةٌ ... وَأعْدَمُ مَنْ أحبَبْتُهُ وَهُوَ وَاحِدُ ويُروَيَان للخَالِدِييّن، ويرويان للسَّري الرَّفَاء، وَهُمَا مُتَنَازِعَان. المُتَنَبِّي: 7826 - خَلِيْلَيَّ إِنِّيْ لا أرَى غَيْرَ شَاعِرٍ ... فَلِمْ مِنْهُمْ الدَّعْوَى وَمِنِّيْ القَصَايدُ ¬
7827 - خَلِيْلَيَّ أَلا تُسْعدَانِيْ عَلَى الهَوَى ... وَوَجْدِي وَشَوْقِي فَاذْهَبَا وَدَعَانِيْ المرقِشُ الأكْبَرُ: 7828 - خَلِيْلَيَّ جُوْرَا بَارَكَ اللَّهُ فِيْكُمَا ... وَإِنْ لَمْ تَكُنْ هِنْدٌ لأرْضِكُمَا قَصْدًا قَبْلَهُ: تَحَيَّرتُ مِنْ نُعْمَانَ عُودَ أراكَةٍ ... لِهِنْدٍ وَلَكِنْ مَنْ تُبَلِّغُهُ هِنْدَا خَلِيْلَيَّ حورا بارَكَ اللَّهُ فِيْكُمَا. البَيْتُ وبَعْدَهُ: وَقُولَا لَهَا لَيْسَ الضَّلَالُ أَجَارَنَا ... وَلَكِنَّنَا جُرْنَا لِنَلْقَاكُمُ عَمْدَا ابْنُ المُعْتَزّ: 7829 - خَلِيْلَيَّ رَاجَعْتُ الهَوَى بَعْدَ سَلْوَةٍ ... وَعَاوَدْتُ أشْجَانِي وَعَاوَدَنِي وَجْدِي بَعْدَهُ: فَإنْ لَمْ تَنُوحَا فِي الدِّيَارِ وتُسْعِدَا ... فَلَا تَعْجَبَا أنْ نُحتُ فِي دَارِهَا وَحْدِيْ ذُو الرّمَةِ: 7830 - خَلِيْلَيَّ عُدَّا حَاجَتِيْ مِنْ هَوَاكُمَا ... وَمَنْ ذَا يُوَاسِيْ النَّفْسَ إلَا خَلِيْلُهَا بَعْدَهُ: إِلَى دارِمِيّ قَبْلَ أَنْ تَطْرَحَ النَّوَى ... بِنَا مَطرَحًا وَقَبْلَ بَيْنٍ يُزِيْلُهَا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ إلَا تَعُلُّلَ سَاعَةٍ ... قَلِيْلًا فَإنِّي نَافِعٌ لِيْ قَلِيْلُهَا ومن بابِ (خليليَّ). قولُ آخر: خَليليّ علمِي بالّذي هو كائِنٌ ... وَإِن اللَّهَ أعلَمُ بالأَمرِ ¬
هُمَا مَنَعانِي أن أُسَامَ دنيةً ... وأَعرفَ قدرًا لامرئٍ لا يرى قَدرِي وقول ذي الرُّمّة (¬1): خليليّ عوجَا من صُدور الرّواحِل ... عَلَى رَبع ميٍّ وابكِيا في المَنازِلِ لَعلَّ انحدارَ الدمع يُعقبَ رَاحةً ... من الوجد أو يَشفى نجيَّ البَلابلِ قال، ابْنُ عيَّاشٍ نزلت بي مُصيبَةٌ فتذكرت قول ذي الرمّة هَذَا فخلَوتُ وبَكيتُ فسَلَوتُ. الخَوَارِزْمِيُّ: 7831 - خَلِيْلَيَّ عَهْدِيْ بِاللَّيَالِي صَوَافِيَا ... فَمَا بَالُهَا أُبْدِلْنَ جِيْمًا بِصَادِهَا جَمِيْلُ بُثَيْنَةٍ: 7832 - خَلِيْلَيَّ فِيْمَا عِشْتُمَا هَلْ سَمِعْتُمَا ... مُحِبًّا بَكَى مِنْ حُبِّ قَاتِلِهِ قَبْلِيْ؟ أبياتُ جَميلٍ يقولُ منها: لقَد فَرحَ الواشون أن صَرَمت حَبلي ... بثينَةُ أو أَبدت لَنا جَانب البُخلِ يقولون مهلًا يا جميلُ وإنَّني ... لأُقسِمُ مَا بي عَن بثينَة مِن مَهلِ أَحلمًا فقبلَ اليوم كان أوانُهُ ... أأخشَى فقبل اليَوم أُوعِدْتُ بالقتلِ بثينُ صلي حَبلي ولَا تَصرِ منَّهُ ... فمثلُكِ مَوجودٌ وَلن تَجدِي مثلي أيُصرَمُ حَبلي يا بُثينُ وقَادَني ... إِليكِ الهَوَى قوُدَ الجنيبَةِ بالحَبلِ فيَا رَبِّ إِن تَهلك بثينَةُ لم أَعِش ... فُواقًا ولم أفرح بمالٍ ولَا أَهلِ ويَا ربّ إن وقيّتَ شيئًا فوقَها ... صُروفَ اللَّيالِي ربّ واجمع بها شملي ولو تَركَت عقلي مَعي مَا طَلبتُها ... ولكن طِلابَها لما فات من عقلي إِذَا ما تَباعثنا الذي كَانَ بينَنا ... جرى الدَمعُ من عَيني بُثينة بالعُجل ¬
كلانَا بلى أو كادَ يَبلَى صَبابةً ... إِلى إلفهِ وَاستعجَلَت عبره قبلي فيا وَيح نفسِي حَسبُ نفس الذي بهَا ... ويَا ويح أهلي مَا أصبتُ به أَهلي ومَا لبَس العشاقُ يومًا مَن الهَوى ... ولَا جدَّدُوا إلا بقيّة مَا أبلي خَليليَّ فيما عشتما هل رأيتُما. البيتُ. 7833 - خَلِيْلَيَّ قُطَّاعُ الفَيَافِيْ إلَى الحِمَى ... كثِيْرٌ وَأَمَّا الوَاصِلُوْنَ قَلِيْلُ بَعْدَهُ: تَرُومُ وِصَالًا مِنْ سُلَيْمَةَ وَلَمْ تَجِد ... بِنَفْسٍ مَتَى نَالَ المَرَامُ بَخِيلُ 7834 - خَلِيْلَيَّ قَلْبِيْ كَاتِمٌ للِّذِيْ بِهِ ... مِنَ الوَجْدِ إلَا أَنْ تَنُمَّ المَدَامِعُ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: 7835 - خَلِيْلَيَّ لِلبَغْضَاءِ حالٌ مُبِيْنَةٌ ... ولِلحُبِّ آيَاتٌ تُرَى وَمَعَارِفُ بَعْدَهُ: ألَا إِنَّمَا العَيْنَانِ لِلقَلْبِ رَائِدُ ... فَمَا تألَفُ العَيْنَانِ فَالقَلبُ آلِفُ وَمَا تُنْكِرُ العَيْنَانِ فَالقَلبُ مُنْكِرٌ ... وَمَا تَعْرِفُ العَيْنَانِ فَالقَلْبُ عَارِفُ المَجْنُونُ العَامِرِيّ: 7836 - خَلِيْلَيَّ لِمَ دَلَّيْتُمَانِيْ بِأحْبُلٍ ... ضِعَافٍ وَلِمَ مَنَّيْتُمَانِي الأَمَانِيَا بَاقِي الأبْيَات مَكْتُوبٌ بِبَاب أَشْوَاقًا وَلَمَّا يِمْضِ لِي غَيْرُ لَيْلَةٍ وَهِي طَوِيْلَةٌ قَد كُتِبَ مُخْتَارُهَا هُنَاكْ. عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنُ ظَاهرٍ: 7837 - خَلِيْلَيَّ لَوْ أَنَّ هَمَّ النُّفُو ... سِ دَامَ عَلَيْهَا ثَلاثًا قَتَلْ ¬
بعدَهُ: وَلَكِنَّ شَيْئًا يُسَمَّى السُّرُو ... رَ قَدِيْمًا سَمِعْنَا بِهِ مَا فَعَلْ الغطَمَّشُ الضَّبِيُّ: 7838 - خَلِيْلَيَّ لَوْ غَيْرُ الحَمَامِ أَصَابَكُمْ ... عَتَبْتُ وَلَكِنْ مَا عَلَى المَوْتِ مَعْتَبُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنُ طَاهِرٍ: 7839 - خَلِيْلَيَّ لَوْ كَانَ الزَّمَانُ مُسَاعِدِيْ ... وَأاذَيْتُمانِي لَمْ يَضِقْ بِكُمَا صَدْرِيْ بَعدهُ: فَأَمَّا إِذَا كَانَ الزَّمَانُ مُعَانِدِي ... فَإيَّاكُمَا أنْ تُؤْذِيَانِي مَعَ الدَّهْرِ أَبُو هِلالْ العَسْكَرِيّ: 7840 - خَلِيْلَيَّ لَيْسَ الذُّخْرُ إلَا صَنِيْعَةً ... وَلَا صُنْعَ إلَا أَنْ تَكُونَ الدَّرَاهِمُ أَبياتُ أَبِي هَلالٍ الحَسَن بن عبد اللَّه بن سَهلٍ العسكَرِيّ ذي البلاغتين في وصفِ الدَراهم وَهي مُختَارَةُ أولُّها. خَليليَّ لَيس الذُخر. البيت وبعدَهُ: هِي البيضُ يثني البيضَ غَير صَوارمٍ ... وهُنَّ إِذَا مَا سَاعَدَتها صوارِمُ وَيَا رُبَّما تأتي السُيوفُ حَواكما ... عَليكَ فَتأتي وهي فيها حَواكِم تُحَاكي نُجومَ اللَيلِ فعلًا وَخِلقةً ... فَهُنَّ صِغَارٌ في العيون أعَاظِمُ تَقُوم إِذَا مَا الحَادِثاتُ تَشَاجَرَت ... فَتُقعِدُ منهَا كُلَّ مَا هُوَ قَائِمُ فَمانِعُها إِلَّا عَن الحقِّ عَارِفٌ ... ومؤثرُهَا الأعلَى الحَمدِ عَالمُ فاعدد الجُرح الحادثاتِ دَرَاهمًا ... فَهُنَّ الجُرحُ الحَادثات مَرَاهِمُ وعوّذ بها الحَاجَاتِ تنف شَماسَهَا ... فإنّ بِهَا جِنًّا وهُنَّ تَمائِمُ بِهَا تُدفَعُ البَلوَى وتُدركُ المُنَى ... وتُكتَسبُ العليَا وتُبنى المَكارِمُ ¬
عَبْدُ اللَّهِ بنُ الدَّمَينَة: 7841 - خَلِيْلَيَّ لَيْسَ الرَّأيُ فِي صَدْرِ وَاحِدٍ ... شِيْرِا عَلَّى اليَوْمَ مَا تَرَيَانِ وهَذا غَيْرُ قَولِ عُروة بن حُزَام (¬1): خَلِيْلَيَّ إِنَّ الرَأيَ لَيْـ ... ــــسَ بِمُفْرَدٍ وَلَيْسَ بِمُكَرَّرٍ عَلِيّ بنُ الجَهْم: 7842 - خَلِيْلَيَّ مَا أحْلَى الهَوَى وَأمَرَّهُ ... وَأعْرَفْنِي بِالحُلْوِ مِنْهُ وَبِالمُرِّ بَعْدَهُ: كَفَى بِالهَوَى شُغْلًا وَبِالشِّيبِ زَاجِرَ ... ألْوَان الهَوَى مِمَّا يُنْهِنه بِالزَّجْرِ بِمَا بَيْنَنَا مِنْ حُرْمَةٍ هَلْ رَأَيْتُمَا أَرَقَّ ... مِنَ الشَّكْوَى وَأقْسَا مِنَ الهَجْرِ وَأفْضَحَ مِنْ عَيْنِ المُحِبِّ بِسِرِّهِ وَ ... لا سِيَمَا إِنْ أَطْلَقْتَ عَبْرَةً تَجْرِي قَعْنَبُ بن عِصْمَةَ اليَربُوعِيّ: 7843 - خَلِيْلَيَّ مَا أَرْجُوْ مِنَ العَيْشِ بَعْدَمَا ... لَبَسْتُ شَبَابِيْ كُلَّهُ وَمَشِيْبِي بَعْدَهُ: وأَصْبَحْتُ فِي قَوْمٍ كَأَنْ لَسْتُ مِنْهُمْ ... وَبَادَرونِيْ مِنْهُمْ وَضرونِيْ الحُسَيْنُ بنُ مُطَيْر الأسَدَيّ: 7844 - خَلِيْلَيَّ مَا بِالعَيْشِ عَيْبٌ لَوْ أَنَّنَا ... وَجَدْنَا لأيَّام الصِّبَى مَنْ يُعِيْدُهَا أَبياتُ الحُسين مُطير الأَسَدِي، يقولُ منها: لَقَد كُنت جَلدًا قَبل أَن تُوقِدَ النَّوى ... عَلَى كَبِدي نارًا بَطيئًا خُمودُهَا ¬
وَقد كُنتُ أَرجُو أن تَموتَ صبَابتي ... إِذَا قَدُمَت آياتُها وعُهُودُهَا فقَد جَعَلت في حَبَّةِ القَلبِ الحشَا ... عِهَادُ الهَوى قُولي بشوقٍ يُعدُها بسود نَواصيها وحُمر أَكُفِّها ... وَصُفرِ تَراقِيهَا وَبيضِ خُدُودِهَا مُحضَّرة الأوسَاطِ زلت عُقودُها ... بأحسَنَ ممَّا زينتها عُقُودُهَا يُمنّينَا حَتَّى تَرفَّ قلوبنا ... رَفيفَ الخُزامَى بَاتَ طَلٌّ يَجُودُهَا وَكُنتُ أذوُد العَينَ أَن تردَ البُكَا ... فَقد وَردتْ مَا كُنتُ عنه أَذُودُهَا خَليليّ مَا بالعَيش عَيبٌ لو أنَّنا. البَيتُ وبعدَهُ: هَل اللَّهُ عَافٍ عَن ذنوبٍ تَسلَّقَت ... أَم اللَّهُ إِن لم يَعفُ عنهَا مُعِيدُهَا هذا البَيت الأخير وجَدتُه في قطعة لمجنون بني جَعدة من جملة أبياتٍ في شُفعَة هذه الأَبياتِ يقول منها: إِذَا جئتُها وسَط النساءِ مَنحتُها ... مددًا كأنَّ النَّفسَ ليس تُريدهَا وَلي نَظرةٌ بَعدَ الصُدود من الجوى ... كنظرة ثكلَى قَد أُصيبَ وَليدُهَا وَلَو تُركَت نار الهَوى لتصرَّمت ... وَلكنَّ شوقًا كُلَّ يَوم يُزيدُهَا أَصُدُّ وأخشى النَّاس في أُمّ خالدٍ ... صُدودَ المُعَدَّى عن نطافٍ يُريدُهَا هَل اللَّه عَافٍ عن ذُنوب تسَلَّقت. البَيتُ. وقَال كُثيِّرٌ من أَبياتٍ أوّلها (¬1): نَظرتُ وَأعلامُ الشَرِيَّةِ دُونَنا ... وبُرقُ المَروراتِ الدَّواني وسُودُهَا نظرتُ إليها نظرةً وَهي عَاتِقٌ ... عَلى حينَ شَبَّت واستَبانَ نهُودُهَا مِنَ الخفرَاتِ البيضِ وَدَّ جَليسُهَا ... إِذَا مَا قَضت أُحدوثةً لَو تُعيدُهَا وَلِي نظرَةٌ بَعدَ الصُدُودِ إليكُم ... كَما نَظرت ثكلَى مُصاب وَحِيدهَا لَعمرُ أبي الوَاشِينَ لا عُمْرَ غَيرُهُم ... لقَد كَلَّفُوني خُطَة لَا أُريدُهَا ومَا يلبثُ الواشُونَ أن يَصدَغُوا العَصا ... إِذَا هي لم يَصلب عَلى البري عُودُهَا ¬
يَسُوموني من هجر عزَّة خُطةً ... إِذَا رُمتُها شقّت علي صُعودُهَا عَلَّ اللَّهُ فيما قد مَضَى غَافِرٌ لَنا ... غياطِلَ دُنيا قَد مَضَت أَو مُعيدُهَا أبو نصر بن نباته: 7845 - خَليليَّ ما بعدَ العَزاء تجلُّد ... ولا بَعدَ فيض الدمعِ للدمعِ ذايدُ 7846 - خَلِيْلَيَّ مَاذَا أَرْتَجِيْ مِنْ غَدَا امْرِئٍ ... طَوَى الكَشْحُ عَنِّيْ اليَوْمَ وَهُوَ مَكِيْنُ بَعْدَهُ: وَأنَّ امْرأً قَدْ ضَنَّ عَنْكَ بِمَنْطِقٍ ... يَسُدُّ بِهِ فَقْرَ امْرِئٍ لَضَنِيْنُ 7847 - خَلِيْلَيَّ مَا كُلُّ الرَّجَاءِ بِصَادِقٍ ... وَلَا كُلُّ مَا يُخْشَى مِنَ الأمْرِ وَاقِعُ عَليّ بنُ الجَهْم: 7848 - خَلِيْلَيَّ مَا لِلحُبِّ يَزْدَادُ جِدَّةً ... عَلَى الدَّهْرِ وَالأشْيَاءُ يَبْلَى جَدِيْدُهَا بَعْدَهُ: وَمَا لِلعُهُودِ الغَانِيَاتِ ذَمِيْمَةٌ ... وِلَيْلَى حَرَامٌ أَنْ تُذَلَّ عُهُودُهَا وَبِالأبْيَاتِ بَابٌ إِذَا سَلِمَتْ ... نَفْسُ الحَبِيْبِ العِلَّتُ 7849 - خَلِيْلَيَّ مَالِي كُلَّمَا رُمْتُ سَلْوَةً ... يُغَالِبُنِي قَلْبِي إِلَيْكُم فَيَغْلِبُ القَعْقَاع: 7850 - خَلِيْلَيَّ مَا مِنْ لَيْلَةٍ تَسْريَانِهَا ... مِنَ الدَّهْرِ إلَا نَفَّستُ عَنْكُمَا كرْبَا 7851 - خَلِيْلَيَّ مَا هَذَا بِأَوَّلِ حَادِثٍ ... رَمَتْنِيْ بِهِ الأيَّامُ مِنْ حَيْثُ لَا أدْرِي ¬
المُتَنَبِّي: 7852 - خَلِيْلَيَّ مَا هَذَا مُنَاخًا لِمِثْلِنَا ... فَشُدَّا عَلَيْهَا وَارحَلا بِنَهَارِ قَبْلَهُ: بَقِيَّةُ قَوْمٍ آذنوا بِبَوَارِ ... وأنْضَاءِ أسْفَارٍ كَشُرْبِ عُفَارِ تَرَكنَا عَلَى حُكْمِ الرِّيَاحِ بِمَسْجِدٍ ... عَلَيْنَا لَهَا ثَوْبِي حَصًا وغُبَارُ خَلِيْلَيَّ مَا هذَا مَنَاخًا لِمِثْلِنَا البَيْت وبَعدَهُ: وَلَا تُنْكِرْ عَصْفَ الرِّيَاحِ فَإِنَّهَا ... قِرَى كُلِّ ضيْفٍ بَاتَ عِنْدَ سوارِ ومِن بَابِ (خَليليَّ) قَول الرّضِي الموسَوِي وهي طويلَةٌ هذا منتَخبُها: وقَد وَرَد بَعضُها ببَاب. (إِذَا لَم أجد بدًا منَ السَيفِ شمتُهُ) (¬1): خَلِيليَّ مَا يثنِي منَ الوَجدِ عَبرَةٌ ... وَهَل تَرجع الأيّامُ مَا كَانَ مَاضِيَا ومَا أدّعي أنّي بَرِيءٌ من الهَوى ... وَلكنَّنِي مَا يَعلَمُ القَومُ مَا بيَا وَغيري يَستنشِي الرّياحَ صَبابَةً ... ويُنشي عَلَى طُولِ الفراق القوافِيا أَلا لَيتَ شعري هَل أَرَى غير مُوجَعٍ ... وَهَل أَلقَينْ قلبًا منَ الوَجدِ خَاليَا؟ بأَيّ جِنَانٍ فَارغ أَطلُب العُلَى ... وأطمعُ سَيفي أَن يُبيدَ الأعَادِيا؟ إِذَا كُنتُ أُعطِي النفسَ في الحبِّ حُكمَها ... وأُودعُ قَلبي وَالفؤادَ الغَوانيا وكُنتُ إِذَا ألتَاثُ الصَّدِيقُ قَطعتُهُ ... وإِن كَان يومًا رايحًا كُنتُ غادِيَا سَجِيَّةَ مضّاءٍ عَلَى مَا يُريدُهُ ... مُقَضٍّ عَلَى الأَيامِ مَا كَانَ قَاضيَا أرى الدَّهرَ غَصَّابًا لما ليس حقُّهُ ... فلَا عَجبٌ أَن يَستَرِدَّ العَوَارِيَا ومَاَ شِبتُ من طُولِ السِّنينَ وإِنَّمَا ... غُبارُ حُروبِ الدَّهرِ غطَّى سَوادِيَا أَرَى الموتَ دَاءَ لَا يُسلّ غليلهُ ... ومَا اعتلَّ من لاقَى منَ الداءِ شَافِيَا يُحرِّكُنِي مَن مَاتَ لي بسُكونِهِ ... وتجديدُ زُهدي أَن أَرَى المرءَ بَاليَا ¬
وَأَبعَدُ شيءٍ منكَ مَا فَاتَ عَصرهُ ... وَأقرَبُ شيءٍ منكَ مَا كَانَ جائِبَا وَلَستُ بحزَّانٍ لِمَا لِي وإِنَّما ... تُراثُ العُلَى والمجدِ وَالفَضلِ مَالِيَا وَإِتلافُ مَالي في حَياتي ألذُّ لي ... وأَطيبُ أن يبقَى وَأَصبحَ فَانِيا وَإِنِّي لألقى رَاحتي في تَقنُّعي ... في طَلَبِ الإثراءِ طول عنائِيَا رَجائِي أن ألقَى صديقًا مُوافقًا ... وذَلك شيءٌ عَاربٌ عَن رَجائِيَا وَأكثَرُ من تَلقَاهُ تَلقَاهُ مُرهفًا ... عَليكَ وَإِن جرَّبتَهُ كَانَ نَابِيَا وَمَا قَصَبَاتُ السَّبق إِلَّا لماجدٍ ... سَعَى فاحتَوى دُونَ الرِّجالِ المَسَاعيَا عَظيمٌ عَلَى غيظِ الرِّجالِ مُحسَّدٌ ... غلوبٌ إِذَا مَا جَاذبُوه المعَالِيَا إِلَى كَم أمنِّي النفس يومًا وَليلةً ... وتُعلِمُنِي الأيامُ أن لا تلَاقيِا وَكَم أَنَا مَوقوفٌ عَلَى كُلِّ زفرة ... علَيكَ جوًى لو أَنَّ يأسًا دوائِيَا تَركتُ إِليكَ النَّاسَ طُرًا وَكُلُهم ... يتُوقُ إِلى قُربي ويَهوَى مَقَامِيَا ويَمنَعُني من عَادةِ الشِّعر أنَّني ... رأيتُ لبَاسَ الذُلِّ بالمَالِ غَاليَا إِذَا لَم أُجِد بدًا مِنَ السَيف شمتُه ... وفَقدُ ذلولٍ أركب الصّعب ماشيا عَليك سَلامُ اللَّهِ إِنِّي لنَازعٌ ... إليك وإِن لَم أُعطَ منك الأَمَانِيَا زُهير المَصْرِيّ: 7853 - خَلِيْلَيَّ مَنْ أَشْتَاقُ فِي البُعْدِ مِنْكُمَا ... فَلَو كَانَ شَوْقًا وَاحِدًا لَكَفَانِي 7854 - خَلِيْلَيَّ مَنْ ذَاقَ الغِنَى بَعْدَ فَاقَةٍ ... ضَمِنْتُ لَهُ أنْ لا يَمُوْتَ فَقِيْرَا 7855 - خَلِيْلَيَّ مِنْ علْيَا قُرَيْشٍ هُدِيْتُمَا ... أَشَانُكُمَا فِي حِبِّ عَلْوَةَ شَأنِي بَعدَه: هَوَايَ لَعُمْرِي مَا هَوِيتُ وَإِنَّما ... يُجَاذِبُنِي رَيْبُ الزَّمَانِ عَنَانِي زُهَير المَصْرِيّ: 7856 - خَلِيْلَيَّ وَجْدِي كَالَّذِي قَدْ عَلِمْتُمَا ... فَهَلْ مِثْلَ وَجْدِي أَنْتُمَا تَجِدَانِ ¬
7857 - خَلِيْلَيَّ هُبَّا طَالَمَا قَدْ رَقَدْتُمَا ... أَجِدَّكُمَا لَا تَقْضِيَانِ كَرَاكُمَا كُثِير: 7857 - خَلِيْلَيَّ هّذَا رَبْعُ عزّةَ فَاعقِلَا ... قَلُوصِيكُمَا ثُمَّ انْزِلَا حَيثُ حَلَّتِ أَبيَاتُ كُثيِّر، أوَّلُهَا، خَليليّ هذَا ربعُ عزَّةَ، البَيتُ وبعدَهُ: ومَا كُنتُ أَدرِي قَبلَ عزَّةَ مَا البُكَا ... ولَا موجعَاتِ الحُزنِ حتَّى تَولَّتِ وَكانت لقَطعِ الحبل بيني وبينَها ... كَناذِرَةٍ نَذرًا وَفَتُ فَأحَلّتِ فَقلتُ لَهَا يَا عزَّ كُلُ مُصيبةٍ ... إِذَا وُطِّنتْ يومًا لَهَا النَفسُ ذَلَّتِ ولَم يلقَ إِنسانٌ مَن الحُبِّ مَيعَةً ... تَعُمُّ ولَا غمَّاءَ إِلَّا تَجلَّتِ كأنّي أنادِي صَخرةً حينَ أعرضَت ... مِنَ الصُمِّ لو تَمشِي بهَا العُصم زَلَّتِ صَفُوحًا فَمَا تلقاكَ إِلَّا بَخِيلةً ... فَمن مَلَّ منها ذلكَ الوصلَ مَلَّتِ أَباحت حمًى لَم يَرعَهُ النَّاسُ قَبلَها ... وَحلّت قلاعًا لَم تَكُن قَبل حُلَّتِ فلَيتَ قلوصِي عند عزَّة قُيّدت ... بقَيدٍ ضَعيفٍ خَرَّ مِنْهَا فَضَلَّتِ وَكنتُ كَذِي رَحلين رجلٍ صحيحةٍ ... وأخرى رَمَى فيها الزَّمانُ فَشُلَّتِ أُرِيدُ الثواءَ عِندَهَا وأظنُها ... إِذَا مَا أَطلنَا عِندهَا المَكثَ مَلَّتِ هَنيئًا مريئًا غير داءِ مُخَامِرٍ ... لعَزَّةَ مِن أَعراضِنَا مَا استحَلَّتِ وَوَاللَّهِ مَا قَارَبتُ إِلا تَباعَدتْ ... بصُرمٍ ولَا استَكثرتُ إِلَّا أَقَلَّتِ أَسِيئي بِنَا أَو أحسِنِي لا مَلُومةً ... لَدينا ولَا مَقليةً إِن تَقَلَّتِ وَإِنِّي وإِن صَدت لمثرٍ وَصادِقٌ ... عَليها بما كَانت إِلينَا أَزَلَّستِ فمَا أنا بالدَّاعِي لعزَّة بالجَوَى ... ولا شامتٌ إِن نَعلُ عَزَّةَ زَلَّتِ فلَا يَحسَبُ الواشونَ أَنَّ صَبابَتِي ... بعزَّة كانت غَمرةً فَتجلَّتِ فَواللَّهِ ثم اللَّهِ مَا حَلَّ قَبلَها ... وَلَا بَعدَهَا مِن خلَّةٍ حَيثُ حَلَّتِ وَمَا مرَّ من يَومٍ عَلَيَّ كَيومِهَا ... وإن عَظُمَتْ أَيامُ أُخرَى وَجَلَّتِ ¬
وَحلَّتْ بأعلا شاهقٍ من فُؤادِهِ ... فلا القلبُ يَسلَاها ولَا العَينُ ملّتِ فَواعجبًا للقلب كَيفَ اعترافُه ... وَللنَّفسِ لَمَّا وُطّنتْ كَيفَ ذَلَّتِ وَإِنِّي وتهيَامِي بعزَّةَ بَعدَ مَا ... تحلّيتُ ممَّا بينَنَا وَتَخَلَّتِ لَكَالمرتَجي ظلَّ الغَمَامة كلَّما ... تَبوَّءَ مِنْهَا للمقيلِ اضمحَلَّتِ كأنِّي وإياهَا سَحَابَةُ مُمحلٍ ... رَجَاهَا فلمَّا حاوَزَته استَهلَّتِ أُصَلِّي إِذَا صَلَّت وَأدعُو إِذَا دَعَت ... وَيتبَعُهَا طرفي إِذَا هِي وَلَّتِ 7859 - خَلِيْلَيَّ هَذِيْ زَفْرَةُ اليَوْمِ قَد مَضَتْ ... فَمَنْ لِغَدٍ مِنْ زَفْرَةٍ قَدْ أظَلَّتِ بَعْدَهُ: وَمِنْ زَفَرَاتٍ لَوْ قَصَدْنَ قَتَلْنَنِيْ ... تَقُصُّ الَّتِي تَبْقَى الَّتِي قَدْ تَوَّلَتِ نَصر الخبزرُزي: 7860 - خَلِيْلَيَّ هَل أبْصَرْتُمَا أَو سَمِعْتُمَا ... بِأكْرَمَ مِنْ مَوْلًى تَمَشَّى إِلَى عَبْدِ قَبْلُهُ: أتَى زَائرًا مِنْ غَيْرِ وَعْدٍ وَقَالَ لِيْ ... أَصُوْنُكَ عَنْ تَعْلِيْقِ قَلْبِكَ بِالوَعْدِ خَلِيْلَيَّ هَلْ أَبْصَرتُمَا. . البَيْت. جَمِيْلُ بُثَيْنَة: 7861 - خَلِيْلَيَّ هَلْ أَبْصَرْتُمَا أَو سَمِعْتُمَا ... قَتِيلًا بَكَى مِنْ حُبِّ قَاتِلِهِ قَبْلِي يُقَالُ هَذَا أغْزَلُ بَيْتٍ قَالهُ جَمِيْلٌ. أَبُو بَكْرٍ الخَوَارْزْمِيّ: 7862 - خَلِيْلَيَّ هَلْ أَبْصَرْتُمَا مِثْلَ أدْمُعِيْ ... نَفَدنَ وَحَقُّ اللَّه قَبْلَ نَفَادِهَا ¬
7863 - خَلِيْلَيَّ هَلْ بِالشَّامِ عَيْنٌ حَزِيْنَةٌ ... تُبَكِّي عَلَى لَيْلَى لَعَلَّى أعِيْنُهَا بَعْدَهُ: قَدْ أسلَمَهَا البَاكُوْنَ إلَا حَمَامَةٌ ... مُطَوَّقَةٌ بَانَتْ وبَانَ قَرِيْنُهَا تُجَاوِبُهَا أُخْرَى عَلَى خَيْزُرَانَةٍ ... يَكَادُ يُدَانِيْهَا مِنَ الأرضِ لِيْنُهَا 7864 - خَلِيْلَيَّ هَلْ بَعْدَهُ الحَبِيْبِ وفَقْدِهِ ... عَزَاءٌ وَهَلْ بَعْدَهُ الفُرَاقِ تَجَمُّلُ؟ علي بن مسهر الكاتب: 7865 - خَلِيْلَيَّ هَلْ بَعْدَهُ المَشِيْبِ إِلَى الصِّبَى ... وَأَيَّامِهِ مِنْ رَجْعَةٍ نَستَعِيْدُهَا بَعْدَهُ: إلامَ يُرَاعَى كُلفَةَ الصَّبْرِ حَازِمٌ ... وَيَحْمِلُ أعْبَاءَ الخُطُوبِ جَلِيدهَا لَقَد أانَ أَنْ تُشْفَى الصَّوادِي عَلِيْلَهَا ... وَأَن تحْمِ أكْنَاف العَرِيْنِ أُسُودُهَا جَرِيْرٌ: 7866 - خَلِيْلَيَّ هَلْ فِي نَظْرَةٍ إِنْ نَظَرْتُهَا ... أُدَاوَي بِهَا قَلبًا عَلَي فَجُورُ بَعْدَهُ: إِلَى رُجَّحِ الأكْفَالِ غَيْدٍ إِلَى الصِّبَى ... عَذَابِ الثَّنايَا ريقُهُنُ طُهُورُ عَلِيّ بنُ مُسْهِر الكَاتِب: 7867 - خَلِيْلَيَّ هَلْ مَاضٍ مِنَ العَيْشِ رَاجِعٌ ... وَهَلْ بَارِحٌ مِنْ طَائِرِ النَّاس سَانِحُ أَبياتُ أَبِي الحَسَنِ علي بن مُسهرٍ الكاتبِ، أوَّلُها: خَلِيليَّ هَل مَاضٍ من العَيشِ رَاجعٌ، البَيتُ وبَعدَهُ: بنَفسِي بَعيد الدَّارِ قرَّبَ شخصَهُ ... الغرامُ وَدَانٍ طيفُه وَهو نَازحُ ¬
رَمتنِي يَدُ الإخلَاصِ نحوَكَ زائِرًا ... وَلَا غَرو أنَ زارَ الوليُّ المُناصِحُ أراني وأبناء الزَّمانِ كأنَّنِي ... وَلم آتِ من بدعٍ ثَمُودٌ وَصَالِحُ لكُلِّ أَخِي فَضلٍ منَ النَّاسِ حَاسِدٌ ... عَلَى قَدر مَا أعطَى الزَّمان وكالحُ وَليس عَواءُ الذئبِ للبدرِ ضَائِرًا ... ولَا يفزعُ الأُسدَ الكلَابُ النَوابحُ أتَعلَقُ أَسبابَ الدناءَةِ هِمَّتِي ... وأعزَلُها في مُرتَقَى المجدِ رَامِحُ وَكَم نَكَّبَت خَيلي مَوارِدَ معشرٍ ... على ظمَاءٍ والحَوض مَلآنُ طَافحُ أَأَرضَى لها الإِبطاءَ وَهي سَريعَةُ ... وأقنَعُ بالنُقصَانِ والفَضل راجِحُ؟ إِذَا صَافَحتنِي من لئِيمٍ صَنِيعَةٌ ... ضَربتُ بهَا وجهَ المُنَى وَهُوَ وَاضِحُ وقد كَرَّرَ أَبُو الحَسَنِ بن مسهرٍ المِصراعَ الأوَّلَ فَقالَ: خَليليَّ هل مَاضٍ منَ العيش رَاجحٌ ... على أهله أم ذاهِبُ العُمرِ آيبُ يقولُ منهَا: أَقُولُ لعَزمي سر رويدًا إِلى العُلَى ... فقَد عزَّ فيمَا تبتَغيهِ المُصاحِبُ يُمِدُّكَ عَزمٌ للأَسِنَّةِ طَاعِنٌ ... وثَاقِبُ رأيٍ في شَبَا السَيفِ ضَارِبُ فَمَا تَركَت لِي مَطمعًا وتَمسُّكًا ... بِوِدّ خَلِيلٍ في الأَنامِ التَجارِبُ تَمِيْم بنْ أَبِي مُقْبِل: 7868 - خَلِيْلَيَّ لا تَستَعجِبَا وَانْظُرَا غَدًا ... عَسَى أنْ يَكُونَ الرِّفْقُ فِي الأمرِ أَرشَدَا 7869 - خَلِيْلَيَّ لا تَسْتَنْكِرَا لِيْ تَفَجُّعِي ... فَمَنْ فَاتَهُ مَا فَاتَنِيْ يَتَفَجَّعُ مَجْنُوْن بَنِي عَامِرٍ: 7870 - خَلِيْلَيَّ لا وَاللَّهِ مَا أمْلِكُ الَّذِي ... قَضَى اللَّهُ فِي لَيْلَى ولا ما قَضَى لِيَا بَعْدَهُ: قَضَاهَا لِغَيْرِي وَابتَلانِيْ بِحُبِّهَا ... فَألَا بِشَيءٍ غَير لَيْلَى ابْتَلَانِيَا ¬
يُقَالُ إِنَّهُ لَمَّا قَالَ فَألَا بِشَيءٍ غَير لَيْلَى ابْتَلَانِيَا ابتُلِيَ بذَهَاب بَصَرِهِ وَقِيْلَ بَلْ مَرِضَ مَرَضًا مُبَرِّحًا وَهَذَا مِمَّا لا يَنْبَغِي تَمَنِّيهِ فِي الشِّعرِ فَقَدْ مَنَعَ أَهْلُ التَّجْرُبَةِ مِنْ ذَلِك. المَجْنُوْنُ أَيْضًا: 7871 - خَلِيْلَيَّ واللَّهِ مَا أمْلِكُ الهَوَى ... إِذَا عَلَمُ مِنْ أَرضِ لَيْلَى بَدَا لِيَا أَبُو دَلَفٍ القَاسِم بن عَلِيّ: 7872 - خَلِيْلَيَّ لا وَاللَّهِ مَا مِنْ كَرِيْهَةٍ ... تَدُوْمُ عَلَى الأيَّامِ إلَا تَجَلَّتِ بَعْدَهُ: فَإنْ نَزَلَتْ يَوْمًا فَلَا تَجْزَعَنْ لَهَا ... وَلَا تُكْثِرِ الشَّكْوَى إِذَا النَّعْلُ زَلَّتِ فَكَمْ مِنْ كَرِيْمٍ بَرَتْهُ بِنَابِهَا ... فَصَابَرَهَا حَتَّى مَضَتْ وَاضمَحَلّتِ وَكَمْ غَمْرَةٍ جَاءَتْ بِأمْوَاجِ غَمْرَةٍ ... تَجَرَّعْتُهَا بِالصبْرِ حَتَّى تَجَلَّتِ وَكَانَتْ عَلَى الأيَّامِ نَفْسِي عَزِيْزَةً ... فَلَمَّا رَأَتْ صَبْرِي عَلَى الذُّلِّ ذلَّتِ وَقُلْتُ لَهَا يَا نَفْسُ مُوتِيْ كَرِيمَةً ... فَقَد كَانَتِ الدُّنْيَا لنَا وَتَوَلَّتِ ابْنُ المُعْتَزّ: 7873 - خَلِيْلَيَّ لا يَحْلُو بِعَيْنَيَّ مَنْظَرٌ ... تَنَكَّرَ وَجْهُ الأرْضِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ بَشَّارٌ: 7874 - خَلِيْلَيَّ يُفْنِي الدَّهرُ كُلَّ قَبِيْلَةٍ ... وَمَا أَنَا إلَا فَي سَبِيْلِ القَبَائِلِ 7875 - خَلِيْلَانِ مُخْتَلِفٌ شَأنُنَا ... أُرِيدُ العَلَاءَ ويَبْغي السِّمَنُ قِيْلَ كَانَ بَيْنَ أَبِي الخَطَابِ الصَّائِبِيّ وبَيْنَ ابنِ كَعْبٍ العَدَاوَةُ الشَّدِيْدةُ بَعْدَهُ صَدَاقَةٍ ¬
كَانَتْ زَائِدَةً عَلَى شَبَكَةِ الرَّحِم وَلُحْمَةِ النَّسَبِ فَقِيْلَ لأبِي الخَطَّابِ كَيْفَ أتَتْ مَعَ ابنِ كَعْبٍ فَأنشَدَ خَلِيْلَانِ مُخْتَلِفٌ شَأنُنَا البَيتُ. الرِّضِيّ المُوسَوِيُّ: 7876 - خُمُولُ الفَتَى خَيْرٌ مِنَ الذِّكرِ بِالخَنَا ... وَجَرِّ ذِيُولِ المَندِيَّاتِ الفَوَاضِحُ 7877 - خُمُولٌ وَيَأْسٌ طَابَ مَثْوَايَ فِيْهِمَا ... وَقَدْ جَهِلَ الحُسَّادُ لِيْنَ مَهَادِي مَحْمُود الوَرَّاق: 7878 - خَنَازِيْرُ نَامُوْا عَنِ المَكْرُمَاتِ ... فَنبَّهَهُمْ قَدَرٌ لَمْ يَنَمْ بَعْدَهُ: فَيَا قُبْحُهُم فِي الَّذِي خُوِّلُوا ... وَيَا حُسْنُهُم فِي زَوَالِ النِّعَمُ وَيُروَيان لأبِي نَوَّاس وَرَوَاهُمَا الثَّعَالِبِيّ لِلعِتَابِيّ، وَالأصحُّ أَنَّ هَذَيْنِ البَيْتَيْن لِلخثعَمِيّ قَالَهُمَا فِي الَّذيِنَ أضرَمُوا الفِتْنَةَ فِي أيَّامِ المُعْتَزِّ باللَّهِ وَهُوَ أَبُو صَالِح بنُ دَاؤود وَداودُ بنُ مُحَمَّد بن أَبِي العَبَّاس الطُّوبِيّ وَبَخْتِيشوع الطَّبِيب واسحَق وعَبْدُ اللَّهِ ابنَي مَنْصُور وَذَلِكَ فِي أَوَائِلِ سَنَةِ اثْنَتَي وَخَمْسِيْنَ وَمَائَتَين. قَالَ أربَابُ العُقُولِ وأهْلُ التَّجارِب: ليسَ شيءٌ مِنَ المُصَابِ فِي الدُّنيَا هُوَ أوحَشُ مِن زَوَالِ النَّعِيْمِ. السُّمَيْسِر المَغْرِبِيّ: 7879 - خُنْتُمْ فهُنْتُمْ وَكَمْ ... أَهَنْتُمْ أيَّامَ كُنْتُمْ بِلا عُيُوْنِ قَولُ السُمَيسر الأَندَلُسِيّ: خُنتُم فَهُنتُم، البيتُ وبعدَهُ: فأَنتُم تَحت كُلِّ تَحتٍ ... وأَنتُم دُونَ كلِّ دُونِ ¬
سَكَنتُماهَا رِياحَ عَادٍ ... وَكُلُّ رِيح إِلى سُكونِ أبو الغَنَائم بنْ أَبِي المَكَارِم الرَّمْلِي: 7880 - خِوَانٌ لَا يَلِمُّ بِهِ ضُيُوفٌ ... وَعَرضٌ مِثْلُ مَنْدِيْلِ الخِوَانِ عَمرو بنُ نَصرٍ التَّمِيْميّ القَضَافي: 7881 - خُوْصٌ نَوَاجٍ إِذَا صَاحَ الحُدَاةُ بِهَا ... رَأَيْتَ أَرْجُلَهَا قُدَّامَ أَيْدِيهَا أَبُو نُواسْ: 7882 - خَوَّفْتُمَانِي اللَّهَ جُهْدَكُمَا ... وَكَخِيْفَتِيْهِ رَجَاؤُهُ عِنْدِيْ طَرفَةُ بنُ العَبْدِ: 7883 - خَلَا لَكِ الجَوُّ فَبِيْضِي وَاصْفِرِي ... وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أَنْ تُنَقِّرِي قالَ الأصمعيُّ من الأمثالِ السَائِرَةِ قَولُهم: خَلَا لك الجَوُّ فبيضي واصفِري. يُضرَبُ في الحَاجة يقدرُ علَيهَا صَاحبُها متمكِّنًا لا يُنازعُهُ فيهَا أَحدٌ. قَالَ أَبُو عُبيدٍ: وهذا المَثل قَالَهُ عَبد اللَّهِ بنُ عبَّاسٍ رَضي اللَّه عَنه لابن الزُّبَير حِين خَرجَ الحُسينُ بن عَلِيّ عَليهمَا السلَامُ إِلى العِراقِ فَقالَ: يَا لكِ من قُبُّرَةٍ بمَعمَرِ خَلَا لَكِ الجوُّ فبيضي وَاصفري ونقرِي مَا شئتِ أَن تنقِري قَد رُفِعَ الفَخُّ فَماذا تحذَرِي لا بدَّ يومًا أَن تُصادِي فاصبرِي والشعرُ لطَرَفَة. ¬
قَالَ: ومن حديث ذلك أن طَرفَة خَرَج مَعَ عمِّهِ وَهُو صبيٌّ فنَزلَا بَعضَ الميَاهِ وَخَرجَ طرَفةُ بفَخٍّ لَهُ فنصَبَهُ لِلقَنابرِ وقَعَد عَمُّهُ ينتَظرُهُ عامةَ يَومهِ وَالقنَابِرُ في ذلك يُحاذرن الفخَّ وينقُرنَ مَا حَولَهُ فلمَّا أعَيينَهُ قال طَرفَةُ (¬1): قَاتلَكُنَّ اللَّهُ مِن قَنابِرِ مُهَيَّئاتٍ بإلف لا نَوافِرِ فَلا سُقيتُنَّ بغُرِّ المَاطِرِ ولا رَعَيتُنَّ بصوب الحَاجِرِ قَالَ: ثم انتَزَعَ فَخَّهُ ومَضى لحيِّه فلمَّا رَجَعَ رآهُنَّ يلقُطنَ مَا كَانَ حَولَ الفخِ من الحبِّ فَقَال (¬2): يَا لَكِ من قُبرةٍ بمَعمَرِ الأَبياتُ الخَمس، فلمَّا سَمِعَ عمُّهُ شِعرَهُ ضَمَّهُ إِليهِ وقَالَ لَئِنْ بَقيتَ لتَكُونَنَّ شَاعرَ قَومِكَ وَسَارَ شعرُهُ هَذَا مثلَا. قَال المُفَضَّل الضِبِيُّ هُو طَرفَةُ بنُ العَبدِ بنِ سُفيَانَ بنِ سَعدِ بن مَالِكِ بنِ ضُبَيعَةَ بنِ قَيس بن ثَعلَبَة. 7884 - خَلَتْ لِلكِلَابِ عَرِيْنُ الأُسُودِ ... وَضَاقَتْ عَلَى الأُسدِ آجَامُهَا الرَّضِيّ المُوسَويّ: 7885 - خَلَا مِنْكَ طَرفِي وَامْتَلَا مِنْكَ خَاطِرِي ... كَأنَّكَ مِنْ عَيْنِي نُقِلتَ إِلَى قَلبِيْ قَبْلَهُ: جَرَتْ خَطْرَةٌ مِنْهَا وَفِيْ القَلْبِ عَطْشَةٌ ... رَفَعْتُ لَهَا رَأسِي مِنَ البَارِدِ العَذْبِ خَلَا مِنْكَ طَرفِيْ وَامْتَلَا مِنْكَ خَاطِرِي البَيت. ¬
ابْنُ حَيُّوسٍ: 7886 - خَلَائقُ أَعْيَا في الخَلَائِقِ تَوَدُّهَا ... تَرُوْقُكَ مَرْأى وْتَشُوقُكَ مَسْمَعَا بَعْدَهُ: تَزِيْدُ عَلَى مَاءِ الغَوَادِي طَهَارَةً ... ويُنسِيْكَ رِيَّاهَا الرَّحِيقَ المُشَعْشِعَا كَسَاهُ الحَجَى وَالحِلْمُ وَالعَدْلُ حُلَّةً ... تَرَدَّى بِهَا فِي مَهْدِهِ وَتَلَفَّعَا وَكُلُّ جَمِيْلٍ كَانَ وَهُوَ كَائِنٌ ... تَأَصَّلَ مِن أفْعَالِهِ وَتَفَرَّعَا التَّنُوخيّ: 7887 - خَلَائِقُ إِنْ سُولِمْنَ فَهِيَ سَحَائِبٌ ... غِزَارٌ وَإِنْ حُورِبْنَ فَهِيَ قَوَاضِبُ أَبُو الفَرَج الأصْفَهَانِي: 7888 - خَلَائِقُ كالحَدَايِقِ طَابَ مِنْهَا ... النَّسِيْم وَأَيْنَعَتْ مِنْهَا الثِّمَارُ أحْمَدُ بْنُ وَاثِقٍ الأنْبَارِيُّ: 7889 - خَلَائِقٌ مِنْهُ مَا تَنْفَكُّ طَيِّبَةً ... إِنَّ الخَلَائِقَ عُنْوَانُ المَوَالِيْدِ أَحْمَدُ بْنُ أبِي طَاهِرٍ: 7890 - خَلَائِقُهُ لِلْمَكْرُمَاتِ مَنَاسِبٌ ... تَنَاهَى إِلَيْهَا كُلُّ مَجْدٍ مُؤَثِّلِ 7891 - خَيَالٌ ثُمَّ وَهْمٌ ثُمَّ حَدْسٌ ... وَلَيْلٌ ثُمَّ صُبْحٌ ثُمَّ شَمْسُ بَعْدَهُ: إشَارَاتٌ لأقْوَامٍ تَسَاوَتْ ... لَدَيْهِم هَذِهِ الدُّنْيَا وَفَلْسُ العَبَّاسُ بنُ الأحنَفِ: ¬
7892 - خَيَالُكِ حِيْنَ أرقُد نُصْبَ عَيْنَيَّ ... إِلَى وَقْتِ انتِبَاهِي لا يَزُوْلُ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ يَزُورُنيْ صِلَةً وَلَكِنْ حَدِيْـ ... ـــــثُ النَّفْسِ عَنْكَ هُوَ الوُصُوْلُ عَبْدُ الوَاحِدِ أخُو المَعَرِّيّ: 7893 - خَيَالُكَ فِي عَيْنَيْ وَذِكْرُكَ فِي فَمِيْ ... وَمَثْوَاكَ فِي قَلْبِيْ فَكَيفَ تَغِيْبُ بَشَّارٌ: 7894 - خَيْرُ إخْوَانِكُ المُشَارِكُ فِي ... المُرِّ وَأيْنَ الشَرِيْكُ فِي المُرِّ أيْنَا ويروى: لَايني جَاهدًا يَحُوطُكَ فِي الحَضر، ويروى، الذي إن حَضرتَ زَانك. أَبياتُ بشَّارٍ، أوَّلُهَا: خَيرُ إِخوانِكَ المُشَارِكُ في المرِّ، البَيتُ وبَعدَهُ: الذي إِن شَهِدتَ سرَّكَ فِي الحيِّ ... وَإِن رغبتَ كَانَ إذنًا وَعَينَا مِثل سرِّ اليَاقوتِ إن مسَّهُ النَّا ... رُ جَلاهُ البلاءُ فازدادَ زَينَا أنتَ في مَعشرٍ إِذَا غبتَ عَنهُم ... بَدَّلُوا كُلَّ مَا يَزنيكَ شَينَا وَإِذَا مَا رأَوكَ قَالُوا جَميعًا ... أنتَ من أَكرَمِ البَرايَا عَلَينَا مَا أَرَى الأَنامَ ودًا صحيحًا ... عَادَ كُلُ الوِدَادِ زُورًا وَمينَا تُروى هذه الأَبياتُ الأَخيرةُ الثَّلاث لأبي عَليٍّ الحَسَنِ بن عَبدِ اللَّهِ المَعروفِ بِلُغدةَ الأصفهَانِيّ، وَأَظُنُّهُ أَجازَ أَبياتَ بشارٍ بهَذهِ الأَبياتِ الثلَاثِ الأخيرة. المُتَنَبِّي: 7895 - خَيْرُ أعْضَائِنَا الرُّؤوسُ وَلَكِنَّ ... فَضْلَتَهَا بِقَصْدِكَ الأقْدَامُ ¬
بَعْدَهُ: يَقُولُ المُتَنَبِّي مِنْ قَصِيْدَتِهِ هَذِه: وَاحْتِمَالُ الأذَى وَرُؤْيَةُ جَانِيْهِ ... غِذَاءٌ تَضْوَى بِهِ الأجْسَامُ ذَلَّ مَنْ يَغْبِطُ الذَّلِيْلَ بِعَيشٍ ... رُبَّ عَيْشٍ أخَفُّ مِنْهُ الحِمَامُ كُلُّ حُلْمٍ أتَى بِغَيْرِ اقْتِدَارٍ ... حُجَّةٌ لاجِئٌ إِلَيْهَا اللئَامُ مَنْ يَهُنْ يَسْهُلُ الهَوَانُ عَلَيْهِ ... مَا لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إِيلامُ يَقُولُ ذَلِكَ فِي عَلِيّ بنُ أَحْمَدَ الخُرَاسَانيّ يَمْدَحُهُ وَيُطْرِيهِ وَكَانَ بَيْنَهُمَا مَوَدَّةٌ. الفَرزدَق: 7896 - خَيرُ الشِّعرِ أَشرَفُهُ رِجَالًا ... وَشرُّ الشِعرِ مَا قَالَ العَبيِدُ قِيْلَ حَضَرَ عِنْدَ سُلَيمَانَ عَبدُ المَلِكِ الفَرَزدَقُ وَنَصِيْبُ فقَالَ لِلِفَرَزْدَقِ انشُدني، وَإنّما أرَادَ سُلَيْمَانُ يَنشُدهُ مُدحًا فيْهِ فقَالَ الفَرَزْدَقُ (¬1): ورَكبٍ كأنَّ الرّيح تطلبُ عندَهُم ... لهاتِرَةً مِن حذبِهَا بالعَصَايِبِ والأبياتُ مَكتوبَةٌ كُلّهَا بَابُ فَصَاحةُ اللّفظِ في الجِزْءِ الأوّلِ من هذا الكِتَابِ فأعرَضَ سُلَيْمَانُ عَنْهُ كالمُغضبِ وَقَالَ لنُصَيبٍ انشِدُ مَولاكَ فقَالَ نُصيبٌ (¬2): أقُولُ لِرُكْبِ صَادرينَ لَقَيْتُهم ... قفا ذات أو شالٍ وَمولاكَ قَارِبُ قِفُوا خَبِّرُوني عَن سُلَيْمَانَ إنّني ... لِمَعْرُوفهِ مِن أهْلِ وَدَّانُ طَالِبُ فعاجُوا فأثنوا بالّذي أنتَ أهلُهُ ... وَلَو سَكَتُوا أثْنَتْ عَليْك الحَقَائِبُ فقَال سُلَيْمَانُ لِلفَرَزدَقِ كَيفَ تَرَى؟ فقَالَ هذَا شعرُ أهْلُ بَلدَتهِ وَقَامَ الفَرَزْدَقُ وَهُوَ يقُولُ: خَيْرُ الشّعرِ أشْرَفُهُ رِجَالًا. البيت. ¬
المُتَنبِّي: 7897 - خَيرُ الطُيُّورِ عَلَى القُصورِ وَشَرُّهَا ... يَأوِي الخَرابَ وَيَسكُنُ النَّاوُوسَا 7898 - خَيرُ العَطَاءِ عَطاءٌ جَاءَ مُبتَدِئًا ... وَأَنفَعُ الغَيثِ مَا أَروَاكَ وَابِلُهُ قَبْلَهُ: يَا وَاحِدًا مَا لَهُ ندٌّ يُمَاثِلُهُ ... وَيَا جَوَادًا يَعُمُّ الخَلْق نَاسِلُهُ خَيرُ العَطاءِ عَطاءٌ جَاءَ مُبتَدِئًا. البيت وَبَعْدَهُ: الدّينُ يعلمُ أَنَّ الوَعْدَ يُفْسِدُهُ ... مَطلُ الغَني وَخَيْرُ البِرِّ عَاجِلُهُ الغَزِّي: 7899 - خَيرُ الفَضَائِلِ مَا سَارَ النَّوالُ بِهِ ... عَلَى رِكابٍ مِنَ الأَمثَالِ والحِكَمِ 7900 - خَيرُ المَذَاهِبِ فِي الحَاجَاتِ أَنجَحُهَا ... وَأَضيَقُ الأَمرِ أَدنَاهُ مِنَ الفَرَجِ قَبْلَهُ: مَنْ ضَاقَ عَنْكَ فَأرْضُ اللَّهِ وَاسِعَـ ... ـــــةٌ وَكُلُّ وَجْهٍ مَضِيْقٍ وَجْهٍ مُنْفَرَجِ قَد يُدرِكُ الرّاقِدُ الهَادِي حَوائِجَهُ ... وَقَد يَخِيْبُ أخُو الرّوحَاتِ والدّلَجِ خَيرُ المذَاهِبِ في الحَاجَاتِ أبْعَدُهَا. البيت أنشَدَها أحمَدُ بنُ عُبَيد قالَ أنشَدَنِي أَبُو العَتاهِيَةِ بِهَذِهِ الأبيَاتِ. 7901 - خَيرُ المَوارِيثِ آدَابٌ تُورِّثُهَا ... بنيكَ لَا فِضَّةٌ تَفنَى وَلَا ذَهَبُ قَولُهُ: خَيرُ المَوارِيثِ آدَابٌ تُورّثُها. البيت وبَعْدَه: إذا تَبَاهَت أُولُو الأَمْوَالِ وافتخرت ... فَافْخَر بِعقْلِ إذا مَا شَابَه أدَبُ ¬
حُليان صَاغَهُما الرّحْمَنِ مِن كَرَمٍ ... بِذَا وَذاكَ تَجَلَّت دَهرَهَا العَرَبُ كَمَن يَعِش خُلُوًّا بِلا عَقلٍ وَلَا أدَبٍ ... يأبَى المُلُوك فَمَا في كَفّهِ سَبَبُ كَانَ بَعضُ الرُّؤسَاءِ يَسْتَشْهِدُ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ كَثِيرًا وَيَسْتَحْسِنُهَا وَهيَ كَمَ تَرَى فِي بَرَاعَةِ اللَّفْظِ وَصِحَّةُ المَقْصَدِ وَإبْدَاعُ المَعْنى وَإحْكَامُ النَّسْجُ. 7902 - خَيرُ المَواطِنِ مَا لِلنَّفسِ فِيهِ هَوًى ... سَم الخِيَاطِ مَعَ المَحبُوبِ مَيدَانُ قَبْلَهُ: يَا حَبَّذا العَرعَرُ النَجْدِيُّ والبَانُ ... ودَارُ قَومٍ بِأكْنَافِ اللّوَى بَانُو أهَدَى لنَا ظَمَأً برُحًا تَدعُونَا ... فمًا إلى شَفَتِيْهِ المَاءُ ظَمآنُ خَيرُ المَوَاطِنِ مَا للنّفسِ فيهِ هَوًى. البيت وَيُروَى: وَأطْيَبُ الأرْضِ مَا للنّفسِ فيهِ هَوًى. البيت وقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ غانِمُ بنُ الوَليْدِ المَخزُوميُّ المَالِقيُّ (¬1): صَيِّرْ فُؤَادَكَ للمَحْبُوبِ مَنْزِلَةً ... سَمُّ الخَيَاطِ مَجَالٌ للمُحِبَّيْنِ وَلَا تُسَامِح بَغِيْضًا في مُعَاشِرَةٍ ... فقَلَّمَا تَسَعُ الدُّنِيَا بَغِيْضَيْنِ وأنشدَنِي الخَلِيْلُ بنُ أحْمَد: مَا اتَسَعَتْ أرْضٌ إِذَا كَانَ مَن ... تُبغِض في شَيءِ مِنَ الأَرْضِ الغَزِّيُّ (¬2): 7903 - خَيرُ النَّدَى مَا تَحَلَّى العَاطِلونَ بهِ ... وَأَحسَنُ النَّصرِ مَا يُهدَى لِمُنهَزِمِ 7904 - خَيرُ النَّوالِ الَّذي يُغنيكَ عَاجِلُهُ ... عَن التَعاضِي وَعُمرُ الوعدِ لَم يَطُلِ ¬
7905 - خيرُ النَّوالِ نَوالٌ جَاءَ مُبتَدِئًا ... مِن غَيرِ وَعدٍ وَخَيرُ البِرِّ عَاجِلُهُ 7906 - خَيرُ الأَكُفِّ الفَاخِراتِ بجُودِهَا ... كفٌّ تَجُودُ وَلَو عَلَى إِفلاسِهَا 7907 - خَيرُ أَيَّامِ الفَتَى يَومٌ نَفَع ... وَاصطِناعُ العُرفِ أَبقَى مَا اصطَنَع بَعْدَهُ: مَا يُنال الخَير بالشّرِّ ... وَلَا يحصُدُ الزَّارِعُ إلَا مَا زَرَعْ خُذ مِنَ الدُّنيا بِمَا دَرَّتْ بِهِ ... واسْلُ عمَّا فاتَ منْهَا وَانْقَطَعْ ليْسَ كُلٌّ منَ الدّهرِ يَومًا وَاحِدًا ... رُبَّما ضَاقَ الغِنَى ثُمَّ اتَّسَعْ 7908 - خَيرُ حَالِ الفَقيرِ عندَ ذَوي الأَلبا ... بِ أَن تَنطَوي عَلَيهِ القُبورُ 7909 - خَيرُ خِلٍّ أَفدتَهُ ذُو إِخاءٍ ... كَانَ للَّهِ وُدُّهُ وَصَفَاؤُهُ أَبُو الفَضْلِ الميكَالي: 7910 - خَيرُ ما استَعصَمت بِهِ الكَفُّ يَومًا ... فِي سَوَادِ الخُطوُبِ غَضَبٌ صَقِيلُ بَعْدَهُ: عَنْ سُؤَالِ اللِّئَامِ مُغْنٍ ... وَفي العَظْمِ مُغْنٍ وَلِلمَنَايَا رَسُولُ وقال: سَعَادةُ الحُمصِيُّ في وَصفِ السَّيْفِ (¬1): وَصارمٍ مُرْهَفٍ خَفَّتْ مَضَارِبُهُ ... فلَيْسَ يَسْبقُ إِلَّا سُرعَةَ الأَجَلِ مُحَمَّرَةً بالدَّمِ المَسْفُوحِ خُضرَتُهُ ... فآسُهُ نَابِتٌ في وَرْدِهِ الحَضَلِ كَأَنَّهُ وَهُوَ في يُمْنَايَ مُنْصَلِتٌ بَرْقٌ ... جَلا عَارِضًا في عَارِضٍ عَطِلِ ¬
تروى لأمير المؤمنين عليه السلام: 7911 - خَيرُ مَا استَفتَحَ العِبَادُ بِهِ ... المَنطِقَ حَمدُ الإلهِ رَبِّ السَّماءِ بَعْدَهُ: وَصَلاةٌ عَلَى النَّبِيِّ أَبِي القَاسَمِ ... ذِي النُّورِ خَاتِمِ الأنْبِيَاءِ فابْدُ بِالحَمْدِ في الكَلامِ ... وَذُكرُ اللَّهِ زَيْنٌ لِمَنْطِقِ البُلَغَاءِ أحْمَدُ اللَّهِ حَمْدَ عَبْدٍ ذَلِيْلٍ ... مُسْتَزِيْدٍ لَهُ مِنَ النُعَمَاءِ وَعَلَى المُصْطَفَى الرَّسُولِ سَلامٌ ... كُلَّ صبِحٍ منَّا وَكُلّ مَسَاءِ ابْنُ الرُّوميّ: 7912 - خَيرُ مَا فيهِم وَلَا خَير فيهِم ... أنّهُم غَيرُ مُؤثِمِي المُغتَابِ إبراهيم الغَزِّيُ: 7913 - خَيرُ مَا يَطلُبُ الحَلَالَ وَلَكِن ... طَلَبُ المُلكِ حَلَّ فيهِ الحَرامُ 7914 - خَيرٌ مِنَ البُخلِ كُلُّ شَيءٍ ... وَالبُخلُ خَيرٌ مِنَ السُّؤَالِ بَعْدَهُ: قَطْعُ يَديّ قَبْلُ أنْ أرَاهَا ... وَقَدْ عَلَتْهَا يَدُ النَّوَالِ 7915 - خَيرُ مَن فِيهِم الخَطيبُ وَجَعسُ الكَلـ ... ـــــبِ خَيرٌ مِن جَوفِ دقنِ الخَطيبِ فِي الدُّنيا: 7916 - خَيرُهَا كَالظِّلِ مُنتَقِلٌ ... وَاذَاهَا غَيرُ مُنتَقِلِ 7917 - خَيري لِمَن يَبتَغِي خَيري وَيَأمَلُهُ ... مِن دونِ شَرِّي وَشَرِّي غَيرُ مَأمونِ ¬
بَعْدَهُ: وَلَا أُشَارِكُ فِي رَأيِي أخَا ضُعْفٍ ... وَلَا أَلِيْنُ لِمَنْ لا يَبْتَغِي لِيْنِي النَّابغة الذُّبيانيّ: 7918 - خَيلٌ صيَامٌ وَخَيلٌ غَيرُ صَائِمةٍ ... تَحتَ العَجاجِ وَخَيلٌ تَعلكُ اللُّجُما قَوْلُ النَّابِغَةِ: خَيْلٌ صيَامٌ. البيتُ. مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: بَانَتْ سُعَادُ وَأَمْسَى حَبْلُهَا انْجَذَمَا ... وَاحْتَلَّتِ الشّرْعُ فالحَبّتين مِنْ إضَمَا المَصَامُ المَقَامُ والثَّبَاتُ. قالَ امْرُؤُ القَيْسِ (¬1): كَأَنَّ الثُّرَيَّا عُلّقَتْ فِي مصامِهَا ... بِأَمْرَاسِ كتَّانٍ إِلَى صُمّ جَنْدُلِ هَذَا فِي ثَبَاتِ اللَّيْلِ وَإِقَامَتِهِ وَطُولهِ. وَمِنْهُ قِيْلَ: لِلْمُمسِكِ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ صَائِمٌ لإقَامَتِهِ عَلَى ذَلِكَ وَالثَّبَاتِ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ صَامَ النَّهَارُ إِذَا قَامَتِ الشَّمْسُ في قُبَّةِ الفَلَكِ. قَالَ امرُؤُ القَيْسِ (¬2): فَدَعهَا وَسَلِ النَّفْسَ عنكَ بِحَسْرَةٍ ... زَمُولٍ إِذَا صامَ النَّهَارُ وَهجَّرَا أيْ إِذَا قَامَتِ الشَّمْسُ في وَسَطِ السَّمَاءِ. المَعَرِّيُّ: 7919 - خَيلُكَ طُولَ الزَّمَانِ قائِلَةٌ ... أَمَّا لنا غَايَةٌ فَنَقصِدُهَا ¬
بَعْدَهُ: كَم بِمَكرِ الطِّعَانِ تَحْسَبُهَا ... وَكَم وَرَاءَ العَدُّوِ تَطْرُدُهَا لِكُلِّ نَفْسٍ مِنَ الرَّدَى سَبَبٌ ... لا يَومَهَا بَعْدَهُ وَلَا غَدُهَا أَبُو فراسٍ: 7920 - خَيلِي وَإن قَلَّت كَثيرٌ نَفعُهَا ... بَينَ الصَّوارِمِ وَالقَنَا الرِّعافِ عروَةُ بن أُذَينَةَ: 7921 - خَيمِي كَرِيمٌ وَنَفسِي لَا تُحدِّثُنِي ... إِنَّ الإِلهَ بِلَا رِزقٍ يُخَلِّينِي البُحتُرِيُّ: 7922 - خَيَّمَت شِيمَةٌ بِهِ عِندَ أَعلَا ... شَرَفٍ يُرتَقَى وَأَكرَم نَجدِ * * * تَمَّ حَرفُ الخَاءِ المُعجَمَةِ مِن فَوق بِنُقطَةٍ وَالحَمدُ للَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّم تَكَمَّلَت عِدَّةُ أبياتِ حَرْفِ الخَاءِ المُعجَمةِ من فَوق مُنَقَّطَةِ واحِدَةٍ مَائتَان وَسِتَّةٌ وَثَمَانُونَ بَيْتًا فِي كَرَّاسِيْنِ وَأَرْبَعُ قَوائِمَ وَوجْهَةٍ هِيَ هَذِهِ. وَاللَّهُ المَحْمُودُ المَشْكُورُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيُّ المُصْطَفَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْن وَسَلَّم. * * * ¬
حرف الدال
حرف الدال
حَرفُ الدَالِ شَرفُ الكتّاب بنُ جيَّا: 7923 - دَاءٌ تَقادَمَ عِندِي مَن يُعالِجُهُ ... وَنُفثَةٌ بَلَغَت مِنِّي مِنَ الرَّاقِي الرّضِي الموسَوِيُّ: 7924 - دَاءٌ طَلَبتُ لَهُ الإِسَاةَ فَلَم يَكُن ... إِلّا التَعَلُّلُ بالدُمُوعِ طَبِيبُ إِمَّا أَقَمْتَ فَإِنَّ دَمْعِي غَالِبٌ ... لعَوَاذِلِيَ وَتَجَلُّدِي مَغلُوبُ إِنْ لَمْ تَكُن كَبدِي غدَاةَ وَدَاعِكُمْ ... ذَابَتْ فأعْلَمْ أنَّها سَتَذُوبُ مَا كُنتُ أَحْسَبُ أَنَّ يَومَ فِرَاقِكُم ... تَبْقَى عَلَيَّ نَواظِرٌ وَقلُوبُ الأشجَعُ السُلَمِيُّ: 7925 - دَاءٌ قَدِيمٌ فِي بَنِي آدَمٍ ... فِتنَةُ إِنسانٍ بِإِنسَانِ أَبُو عَبد اللَّه العَلَويّ: 7926 - دَاجِ العَدُوَّ وَأَظهِر مَا يُوافِقُهُ ... كَي يَستَقِّرَ وَأَطلِبهُ الَّذي طَلَبَا بَعْدَهُ: وَلَا تُبَادِ الَّذِي بَادَاكَ وَالطَ لَهُ ... فَإِنْ تَمَكَّنْتَ مِنْهُ فاقْطَعِ العَصَبَا أَبُو هلالٍ العَسكريّ: 7927 - دَارٌ إِذَا أَتتِ الآمَالُ تَعمُرُهَا ... جَاءَت مُقَدِّمَةُ الآجالِ تُخرِبُهَا ¬
الخُزَيميُّ: 7928 - دَارُ إِذَا النَّفسُ خَافَت فَهيَ مَأمَنُهَا ... أَوِ السَمَاحَةُ قَلَّت فَهيَ مَعدِنُها الرّبيع بن ضَبعٍ الذُبيانيُّ: 7929 - دَارِ الصَّديقَ إِذَا استَشَاطَ تَغيُّظًا ... فَالغَيظُ يُخرِجُ كَامِنَ الأَحقادِ بَعْدَهُ: وَلَرَبّمَا كَانَ التّغيّظ بَاحِثًا ... لِمَثَالِبِ الآبَاءِ وَالأجْدَادِ إِبراهِيم الغَزِّيُ: 7930 - دَارُ الكِرَامِ مِنَ البِلادِ كرِيمةٌ ... وَالمَنزِلُ السَّفسَافُ لِلسَّفسافِ قَد كُتِبَ إخوانُه باب: أَنَا صَيْرَفِي نقُود أحْبَابِ الوَرَى. البيت. عَبد قيسٍ خَفافٍ الرحَميُّ: 7931 - دَارُ الهَوَانِ لِمَن رَآهَا دَارُهُ ... أَفراحِلٌ عَنهَا كمَن لَم يَرحَلِ ابْنُ الرُّوِميُّ: 7932 - دَارُ أَمنٍ وَقَرَارِ ... وَاعتِلاءٍ وَاقتِدَارِ أبيَاتُ ابْنُ الرُّومِي: وذَلِكَ مِمَّا يَحسُنُ أنْ يُكْتَبَ عَلَى البِيُوتِ وَالدُّورِ وَالقُصُورِ، أوَّلُهَا: دَارُ أَمْنٍ وَقَرَارٍ ... وَاعْتِلاءٍ وَاقْتِدَارِ ¬
أُسِّسَتْ وَالطَّيْرُ باليُـ ... ــــــــمْنِ بالسَّعْدِ جَوَارِ خَيْرُ دَارٍ حَلَّ فِيْهَا ... خَيْرُ أَرْبَابِ الدِّيَارِ وَقَدِيْمًا وَفَّقَ اللَّهُ ... خَيَارًا بِالخَيَارِ جَنَّةٌ تُذْكرُ بِالجنَّةِ ... قَلْبًا ذَا اعْتِبَارِ أخلق الدَارَ الَّتِي أَنْشَأَ ... تِ الأخْلاق الإزارِ أبْلِهَا فِي طَاعَةِ ... اللَّهِ وَجَدِّدْ أَلْفَ دَارِ وَليَطُل عُمْرُكَ ... مَسْرُورًا بِأَيَّامٍ قِصَارِ قال كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: وَجَدْتُ سِتِّينَ مِمَّا تُحْسِنُ كِتَابُتُهُ عَلَى الدُّورِ وَهُمَا (¬1): وَمِنَ المُرُوءَةِ لِلْفَتَى ... مَا عَاشَ دَارٌ فَاخِرَه فَاقْنَعْ بِدَارِكَ هَذِهِ ... وَاعْمَل لِدَارِ الآخرَه فَأجَزتُهُمَا بِبَيْتَيْنِ قَبْلَهُمَا فَصَارَت أرْبَعَةً وَهُمَا: دَارٌ تَدَفَّقُ بِالنَّدَى ... مِثْلُ البُحُورِ الزَّاخِرَه بُنِيَت لِفَرحَةِ سَاعَةٍ ... وَنَعِيْمِ دُنْيَا سَاحِرَه وِمِنَ المُرُوءَة لِلفَتَى. البَيْتَان الأوَّلان. لَهُ أَيْضًا: 7933 - دَارَتِ الأَقدارُ بِالفَوزِ لكُم ... وَعَلَى رَأسِ العَدُوِّ الدائِره في الدُّنيا: 7934 - دَارُ سَوءٍ فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ ... وَلَا تَستَمِرُّ فِي الأَفعالِ بَعْدَهُ: طَبْعُهَا اللُّؤمُ وَالخَلابَةُ وَالحِقْدُ ... وَنَقْضُ العهُودِ وَالآمَالِ ¬
فَاللَّبِيْبُ الأرِيْبُ مَنْ يَسْتَفِيْدُ مِنَ الدُّ ... نْيَا وأَغْرَاضُهَا بِبَذْلِ النَّوَالِ جَحدُر بن مُعاوية العكليُّ: 7935 - دَارٌ عَلَيهَا عَفاءُ الدَّهرِ مَوحِشةٌ مِن ... كُلِّ أُنسٍ وَفيهَا البَدو والحَضَرُ قَالَهُ جَحْدَرُ هَذا في الحَبْسِ وَكَانَ لصًّا مِن لُصُوصِ العَرَبِ. 7936 - دَارُكَ لِي جَنَّةٌ وَلَكِن ... بَوّابُهَا مَالِكُ الجَحيمِ 7937 - دَارٌ مَبَانِي عِزّهَا مَرفُوعَةٌ ... فَوقَ السِّمَاكِ بِهَا السّعُودُ تُنيِرُ أَبُو هلالٍ العَسكريُّ: 7938 - دَارَيتُكُم حِينًا فَأَبطَرتُكُم ... وَلَيسَ لِلعَيرِ سِوى الضَّربِ محمّد بن هَارُون الأَكيميُّ: 7939 - دَافَعتُ أيَّامِي بِأَيَّامِي ... حَتَّى مَضَى أَكثَرُ أَعوامِي بَعْدَهُ: وإنَّمَا عُمُرُ الفَتَى ... كُلُّهُ كَأَنَّهُ طَارِقٌ أحْلامِ يَا وَيْحَ مَنْ أَمْسَى عَلى غرَّةٍ ... وَأنْفُهُ مِنْ حَتْفِهِ دَامِ يُرْمَى بِسَهْمٍ لِلرَّدَى صَائِبٍ ... مِنْ حَيْثُ لا يَشْعِرُ بِالرَّامِي 7940 - دَامَ لكَ العِزُّ وَالبَقاءُ مَا ... اختَلَفَ الصُّبحُ وَالمَساءُ بَعْدَهُ: وَعِشْتَ مَا دَامَتِ اللَّيَالِي ... فِي نِعْمَةٍ مَالَهَا انْتِهَاءُ أعيَادُنَا فِيْكَ مَا تَقَضَّى ... وَكُلّ عِيْدٍ لَهُ انْقِضَاءُ ¬
وَالنَّاسُ أرْضٌ بِكُلِّ أرْضٍ ... وَأَنْتَ مِنْ فَوقِهِمْ سَمَاءُ 7941 - دَاوِ الهُمُومَ بِقَهوةٍ كَرخِيَّةٍ ... بِكرٍ بِخَاتمِ رَبِّهَا عَذراءَا القَاضِي منَصُورُ بن محمّد: 7942 - دَاوِ بِالقَهوةِ الخمَـ ... ـــارَ فَفِيهَا دَوَائُهُ ابْنُ شمسِ الخلافَةِ: 7943 - دَاوِ بالهَجرِ هَجرَ كُلِّ مَلولٍ ... إنَّهُ مِن دَوَائِهِ المَوصُوفِ قبلَهُ مَنْقُولٌ مِن خَطِّهِ: أَمْرَضَ القَلبَ حُبُّ مَنْ خَانَ عَهْدِي ... وَتَدَاوَى بِالصَّبْرِ عَنْهُ فَعُوفِي مَلَّنِي فَاسْتَرَحْتَ بِالبُعْدِ مِنْهُ ... وَاسْتَرَاحَ العَذُولُ مِنْ تَعْنِيْفِي دَاوِ بِالهَجْرِ هَجْرَ كُلّ مَلُولٍ. البيتُ وبَعْدَهُ: أَنَا رَاضٍ بِودّ رَاضٍ بِوُدِّي ... وَعَيُوفٌ وِدَادَ كُلِّ عَيُوفِ المؤمَّلُ المُحاربيُّ: 7944 - دَاوُودُ مَحمُودٌ وَأَنتَ مُذَمَّمٌ ... عَجَبًا لِذَاكَ وَأَنتُما مِن عُودِ بَعْدَهُ: ولرُبَّ عودٍ قَد يشِقُّ لِمَسْجِدٍ ... نسْفٌ وَبَاقِيهِ لِحَشرِ يَهُودِيُّ فَالحَشَراتُ لَهُ وَذَاكَ لِمَسْجِدٍ ... كَم بَيْنَ مَوْضعِ مسلِحٍ وَسُجُودِ ويُروى شَأنَ مَوضع، وَمِنْهُ أَخَذَهُ أَبُو دَلَفٍ فَقَالَ (¬1): قَد تَخرُجُ الدُّرَّتَانِ مِن صُدْفَةٍ ... وَالدُّرُّ يَخْتَارُهُ الَّذِي عَرَفَه إحْدَاهُمَا لَمْ تُحِطْ بِقِيْمَتِهَا ... وَأُخْتُهَا دُونَ قِيْمَةِ الصُّدفَةِ ¬
المَعَرِّيُّ: 7945 - دَاوَيتُ سُقمِي أَبتغِي صِحّةً ... وَإِنَّما الصِحَةُ بَعضُ السَّقَامِ أبيَاتُ أَبِي العَلاءِ المَعَرِّي، يَقُولُ مِنْهَا: أُخَاصِمُ القَلْبَ لإعْرَاضِهِ ... عَنِ الهُدَى وَمَوَالِدِ الخِصَامِ وَعُرْوَةُ البَاطِلِ مَفْصُومَةٌ ... وَعُرْوَةُ الحَقِّ بِغَيْرِ انْفِصَامِ طَالَ مَقَامِي فَوْقَهَا كَارِهًا ... وَتَحتَهَا أطْوَلُ منْهُ مَقَامي دَاوَيْتُ سَقْمِي أبْتَغِي صحَّةً. البيت وبَعْدَهُ: إِنْ كَانَ لِلخَلق إمَامٌ هُدًى ... للرُّشْدِ فَالعَقْلُ إمَامُ الإمَامِ يَبْتَهجُ الغِرُّ بِمَا نَالَهُ ... وَإِنَّمَا يَقْظَتُهُ كَالمَنَامِ سَالم بنُ وَابِصَةَ: 7946 - دَاوَيتُ صَدرًا مُبيَنًا غِلُّهُ حِقدًا ... مِنهُ وقَلَّمتُ أَظفارًا بِلَا جَلَمِ بَعْدَهُ: فَأصبَحَتْ قَوْسُهُ دُوني مُوَتَّرَةً ... تَرمِي عَدُوِّي جهَارًا غَيرَ مُكْتَتَمِ أينَ هَذَا مِن قَولِ اللَّهِ تَعَالَى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]. هَيْهَاتَ وَاللَّهِ حيلَ بَيْنَ الخَلقِ وَبَيْنَ الإتيَانِ بمِثلِ هَذَا البَيَانِ. فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِين. أبو الفَضْلِ ابن العَميد الوزيرُ: 7947 - دَاوَى جَوًى بِجوَى وَلَيسَ بِحَازمٍ ... مَن يَستَكِفُّ النَّارَ بِالحلَفاءِ 7948 - دَبَّ فيهَا البِلَى فَدَقَّت وَرَقَّت ... فَهِي تَقرَا إِذَا السَّماءُ انشقَّت ¬
عليُّ بن جَبَلَةَ: 7949 - دِجلَةُ تَسقِي وأَبو غانمٍ ... يُطعِمُ مَن تَسْقِي مِنَ النَّاسِ بَعْدَهُ: النَّاسُ جسْمٌ وَإِمَامُ الهُدَى ... رَأسٌ وَأَنْتَ العَيْنُ فِي الرَّأسِ 7950 - دَخَلَ الدُّنيَا أُناسٌ قَبلَنَا ... رَحَلو عَنهَا وَخَلَّوهَا لَنَا بَعْدَهُ: وَنَزلنَاهَا كَمَا قَدْ نَزَلُوا ... وَنُخْلِيهَا لِيَومٍ بَعْدُنَا 7951 - دَخَلتُ بَابَ الهَوى وَلي بصرٌ ... وَفِي خُروجِي عَميتُ عَن بَابِهِ هذا مِثْلُ قَولِ القَائِلِ (¬1): دُخُولكَ مِنْ بَابِ الهَوَى إِنْ أرَدْتَهُ ... يَسِيْرُ وَلَكِنَّ الخُرُوجَ مِنْهُ شَدِيْدُ العَبَّاسُ بن الأحنَفِ: 7952 - دَخَلنَا مُكرهينَ بِهَا فَلَّمَا ... أَلِفنَاهَا خَرَجنَا كَارِهينَا بَعْدَهُ: وَمَا حُبُّ الدِّيَارِ بِنَا وَلَكِنْ ... أمَرُّ العَيشِ فُرقَةُ مَنْ هَوَيْنَا خَرَجْتُ أقُرُّ مَا قَدْ كُنْتُ عَيْنًا ... وَخَلَّفْتُ الفُؤَادَ بِهَا رَهِيْنَا وَقَدْ كُتِبَت هَذِهِ الأبْيَاتُ بِبَابِ أقَمْنَا مُكْرَهِيْنَ. الأبيَاتُ هَامِشًا وَهيَ هَاهُنَا في المَتْنِ فَلِذَلِكَ تَكَرَّرَت. ¬
في المَثَلِ حَرَجَهُ حَيثُ لا يَضَعُ الرَّاقِي أَنْفَهُ. يُضرَبُ لِمَن يَقَعُ في أمْرٍ لا حِيْلَةَ لَهُ في الخُرُوج مِنْهُ، قَالَتْهُ جَنْدَلَةُ بِنْتُ الحَارَثِ وَكَانَت تَحتَ حَنظْلَةَ بنِ مَالِكٍ وَهيَ عَذْرَاءُ وَكَانَ حَنْظَلةُ شَيْخًا لا يَقْدِرُ أنْ يَسْتَفِضَّهَا فَخَرَجَت لَيْلَةً مَطِيْرَةً فَبَصُرَ بِهَا رَجُلٌ فَوَثَبَ عَلَيْهَا وَافتَضَّهَا فَصاحَتْ فَقَالَ لَها رَجُلٌ: مَا لَكِ؟ قَالَت: لُسِعْتُ. قَالَ: أينَ؟ قَالَت: حَيْثُ لا يَضَعُ الرَاقِي أنْفَهُ فَسَارَت مَثَلًا. أَبُو مَاثلٍ الرَّياحيُّ: 7953 - دُخُولُكَ مِن بابِ الهَوى إِن أرَدتهُ ... يَسيرُ وَلَكِن الخُروجَ شَدِيدُ بَعْدَهُ: وَقَد حَسَدُونِي قُربَ دَارِي منكُمُ ... وَكَم مِن قَرِيْبِ الدَّارِ وَهُوَ بَعِيْدُ 7954 - دَرَاهِمُهُم لَا تُستَطَاعُ كأَنَّهَا فَرِيسةُ ... لَيثٍ أَحرزَتها مَخالِبُهُ 7955 - دَرِّج الأيَّامَ تَندَرِج ... وَلِبابِ الهَمِ لَا تَلِج بَعْدَهُ: رُبَّ أمرٍ عَن مَطلَبِهُ هـ ... ـــوَّنَتهُ سَاعَةُ الفَرَجِ إبراهِيم الصُوليُّ: 7956 - دُرَّةٌ حَيثُما أُدِيرَت أضَاءَت ... وَمَشَمٌّ مِن حَيثُما شُمَّ فَاحَا أبيَاتُ إبرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصُولِي في جَارِيَةٍ اسْمُهَا مَرَاحٌ، أَوَّلُهَا: صِف مَراحًا إِنْ كُنتَ تَهوَى مَرَاحًا ... صِفةً تُعقبُ الحَلِيْمَ مِرَاحًا دُرَّةٌ كَيفَ مَا أدْبَرَت. البيت وبَعْدَهُ: وَمَراحٌ قَالَ الإلَهُ لَهَا كُونِي ... فَكَانَت رُوحًا وَرَوحًا وَرَاحَا ¬
مَبذُولٌ العَنَزِىُّ: 7957 - ذَرِي الجَوفِ إِن يُنزَع يَسؤُكَ مَكانُهُ ... وَإِن يَبقَ تُصبح كُلَّ يَومٍ تُحاذِرُه أَبُو الفَتح البُستِيُّ: 7958 - دَعِ التَكَاسُلَ فِي الخَيراتِ تَطلُبُها ... فَلَيسَ يَسعَدُ بِالخَيراتِ كَسلانُ زُهَيرٌ المصريُّ: 7959 - دعَ التَّواني فِي أَمرٍ تَهُمُّ بِهِ ... فَإِنَّ صَرفَ اللَّيالِي فَايتٌ عَجِلُ ابْنُ شمسِ الخلافَةِ: 7960 - دعَ الجَيشَ واستَنجد بِنَفسِكَ وَحدَهَا ... فَإِنَّكَ مِنْهَا فِي خَميسٍ عَرَمرَمِ البُهلُولُ: 7961 - دَعِ الحِرصَ عَلَى الدُّنيَا ... وَفِي العَيشِ فَلَا تَطمَع بَعْدَهُ: وَلَا تَجْمَعُ مِنَ المَالِ ... فَمَا تَدرِي لِمَن تَجْمَعُ وَمَا تَدرِي فِي أرْضِكَ ... أمْ فِي غَيْرِهَا تُصْرَعُ وَأمْرُ الرُّزْقِ مَقْسُومٌ ... وَكَدُّ المَرءِ لا يَنْفَعُ فَقِيْرٌ كُلُّ مَن يَطْمَعُ ... غَنِيٌّ كُلُّ مَن يَقْنَعُ أَبُو الفَضْلِ الميكَاليُّ: 7962 - دعِ الحِرصَ وَاقنَع بِالكَفافِ مِن الغِنَى ... فَرِزقُ الفَتَى مَا عَاشَ عِندَ مُعِيشِهِ بَعْدَهُ: ¬
فَقَد يُهْلِكُ الإنْسَانَ كُثْرَةُ مَالِهِ ... كَمَا يُذْبَحُ الطَّاوُوس مِن أَجْلِ رِيْشِهِ 7963 - دعَ الخَمرَ يَشرَبُهَا الغُواةُ فَإِنَّني ... رَأيتُ أَخَاهَا مُغنِيًا عَن مَكَانِها يعنِي يِقَولِهِ أخَاهَا المَاءَ القرَاحَ أي المَاء يَقُومُ في دَفْعِ العَطَشِ وَالتَّرَوِّي بهِ مَقَامَ الخَمرِ ويُغنِي عَنْهَا. 7964 - دعَ الدُّنيَا فَإِنِّي لَا أرَاهَا ... لِمن يَرضَى بِها دَارًا بِدَارِ قَالَ الحَافِظُ في كِتَاب (تَارِيخِ دِمَشْقَ) وُجِدَ عَلَى حَائِطِ السُّورِ بِمَدِينَةِ صُور مَكتُوبًا: دعَ الدُّنيَا فإنّ لا أَرَاهَا. البيت وبَعْدَهُ: وَدَارِكَ إنَّما اللَّذَاتُ فِيهَا ... مُعَلَّقَةٌ بِأيَّامٍ قِصَارِ الحَسنُ بن عَلي الجَنَزيُّ: 7965 - دَعِ الدُّنيَا لِطالِبهَا وَقَدِّم ... لِنَفسِكَ قَبلَ يَومِ الارتِحَالِ بَعْدَهُ: وَلَا تَأسَفْ عَلَى مَا فَاتَ مِنْهَا ... وَلَا تَفْرَح بِمَنْزِلَةٍ وَجَالِ مَتاعٌ مُضمَحِلٌّ عَنْ قَرِيبٍ ... وَحُبُّ المَضْمَحِلِّ مِنَ المُحَالِ هُو أَبُو عبدُ اللَّهِ بنُ الحُسَينُ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الجَنزِيُّ. أَبُو الفَضل بن العَميدِ: 7966 - دَعِ الدَّهرَ يَجري لِمقدَارِهِ ... وَيَقضِي عَجائِبَ أَوطَارِهِ بَعْدَهُ: وَنَمْ نَومَةً عن وُلاةِ الأمُورِ ... وَثِقْ بِالزَّمَانِ وَأَدْوَارِهِ لَعلَّكَ تَرْحَمُ مَن قَد غَبَطْتَ ... وَتَضْحَكُ مِن سُوءِ آثَارِهِ ¬
المَحمُوديُّ: 7967 - دَعِ الرِيَاءَ لِمن لَجَّ الرِّياءُ بِهِ ... فِي الأَمرِ بِالبَذلِ وَاذكر ذِلَّةَ العَدَم أبيَاتُ المَحمُوديُّ في إيثَارِ البُخلٍ، أوَّلُها: دَعِ الرِّيَاءَ لِمَنْ لَجَّ الرِّيَاءُ بِهِ. البيت وبَعْدَه: ومُت عَلَى الدَّرهَمِ المَنقُوشِ مَوتَ فَتًى ... رَأَى المَمَاتِ عَلَيهِ أكْرَمَ الكَرَمِ وَعُدْ عَن ذَا وَعَن هَذَا وَقَولَهمَا ... الذِّكْرُ يَبْقَى وتُفْنَى مُدَّةُ النّعَمِ لَولا غنَاكَ لَكنتُ الكَلبَ عِندَهُمُ ... وإنْ أبَيْتَ فَجَرِّب واشْقَ بالنَّدَمِ هُدبَةُ بن خَشرمٍ: 7968 - دَعِ الشرَّ مَا أَرخَى عَلَيكَ حِجابَهُ ... بِسترٍ وَهَب أسبَابَهُ مَا تَهيَّبَا 7969 - دعِ الشرَّ واترك بِالبِحارِ تَحرُّزًا ... إِذَا أنتَ لَم يَصبغكَ بِالشرِّ صابِغُ بَعْدَهُ: وَلَكِنْ إِذَا مَا الشَّرُّ أَرْخَى قِناعَهُ ... عَلَيْكَ فَجَوِّد دَبْغَ مَا أنتَ دَابِغُ هذا يُسَمَّى المُمَاثَلَةُ في عِلمِ البيَانِ وهيَ أنْ يرِيدُ الشَّاعِرُ إشَارَةً إِلَى مَعنًى فَيَضَعُ ألفَاظًا بِمَعنَى آخَرَ وَلِذَاكَ المَعنَى ألفَاظٌ مِثَالُ المَعنَى الَّذِي قَصَدَهُ بِالإشَارَةِ إلَيهِ وَالعبَارَةِ عَنهُ مثالُ قَولِ زُهَيرٍ (¬1): وَمَن يُعصِ أطرَافَ الزّجَاجِ فَإِنَّهُ ... يطيعُ العَوالِي رُكِّبَت كُلَّ لَهْذَمِ تمثَّلَ فَعَدلَ أنْ يَقُولَهُ مَن لَم يَرضَ بِأحْكَامِ الصُّلحُ رَضِيَ بِأحْكَامِ الحَرْبِ فَقَالَ هَذَا. ¬
وَمِثلُهُ قولهُم في المثل: مَن عَصَى السَّوْطَ أطَاعَ السَّيْفَ. محمد بن أبي الفَرَج الحلبي البُزاعِيّ: 7970 - دَعِ الشِعرَ لَا تنطِق بِهِ بَينَ مَعشرٍ ... يَعُدُّونَهُ مِن جَهلِهم فِي القَبَايِحِ 7971 - دَعِ القَلبَ يَصلَى بِالأذى مِن حبيبِهِ ... فَحملُ الأَذَى مِمَّن تُحبُّ سُرورُ بَعْدَهُ: غُبارُ قطيع الشاءِ في عَين ذيبهَا ... إِذَا مَا تَلَى آثارهُنَّ ذَرُورُ ويُروى: ترابُ وَهبُ بن جَرِيرٍ: 7972 - دَعِ المُزَاحَ فَقَد يَرزى بِصاحِبِهِ ... ورُبَّما آلتِ العُقبى إِلَى غَضَبِ الوزير الطُغرائيُّ: 7973 - دَعِ المَقاديرَ تَجرِي فِي أَعِنَّتَها ... فَمَا تَدُومُ لِمَخلوقٍ عَلَى حَالِ أبيَاتُ الطُّغرَائيُّ، أَوَّلُهَا: دَعِ المَقَادِيْرَ تَجْرِي فِي أَعِنَّتِهَا. البيت وبَعْدَه. فَبَينَ غفوة عَيْنٍ وانْتِبَاهَتِهَا ... يُقَلِّبُ الدَّهرُ مِن حَالٍ إِلَى حَالِ وَمَا اهْتِمَامكَ المُجدِي عَلَيْكَ وَقَد ... حَمَل القَضَاءُ بِأرْزَاقٍ وَأحْمَالِ الرّزْقُ عَن قَدَرٍ لا الضّعفُ يُنْقِصُهُ ... وَلَا يزِيْدُكَ مِنْهُ حَولَ مُحْتَالِ فاسْتَفْتِحِ اللَّهِ مِمَّا في خَزائِنِهِ ... فَاللَّهُ أكْرَمُ مَسْؤُولٍ لِسَأالِ الحُطيئة يهجو الزُبرقان بن بدرِ: 7974 - دَعِ المَكارِمَ لَا تَرحَل لِبُغيَتِها ... وَاقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطَّاعِمُ الكَاسي ¬
إبرَاهِيم الصُوليُّ: 7975 - دَعِ المَنَّ عَن قومٍ أَرقُّوكَ أَنفُسًا ... كرائِم فِيها عِزَّةٌ هِيَ مَا هِيَا بَعْدَهُ: وَقِف بَيْنَنَا نُعْمَى الوَفَاءِ وَرُبَّهَا ... لِتَبْقَى وَيَبْقَى شكرَهَا لكَ نَامِيَا ابن شمس الخلافَةِ: 7976 - دَعِ النَّاسَ أَو سُسهُم بِبرِّكَ وَالجَفَا ... إِذَا أَنتَ لَم تَفعَل بعُرفِكَ والنُكرِ بَعْدَهُ: فَلَيْسَ كَمَالُ المَرْءِ بِالخَيْرِ وَحْدَهُ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي المَرْءِ شَيْءٌ مِنَ الشَّرِّ منْقُول مِن خطِّه رَحَمَهُ اللَّه. ابن المعتَزِّ: 7977 - دَعِ النَّاسَ قَد طَالَما أَتعبُوكَ ... وَرُدَّ إِلَى اللَّهِ وَجهَ الأَمَل بَعْدَهُ: وَلَا تَطلُبِ الرّزْقَ مِن طَالبِيهِ ... وَاطْلُبْهُ مِمَّنْ بِهِ قَدْ كَفَل مِثْلُ قَوْلُ ابْنُ المُعْتَزِّ: دَعِ النَّاسَ قَد طَالَ مَا أتْعَبُوكَ بِهِ. البيت. قَوْلُ الآخرِ (¬1): سَأكْتُمُ حَاجَاتِي عَنِ النَّاسِ كُلِّهُمُ ... وَلَكِنَّهَا للَّهِ تَبْدُو وَتَظْهَرُ لِمَنْ لا يَرُدَّ السَّائِلِيْنَ بِخَيْبَةٍ ... وَيَدْنُو مِنَ الرَّاجِي فَيُعْطِي ويُكْثِرُ 7978 - دَعِ النَّاسَ مَا شاؤوا يَقُولُونَ إِنَّني ... لأَكثَر مَا قَالُوا عَليَّ حَمُولُ ¬
بَعْدَهُ: وَمَا كُلُّ مَن أسْخَطتُهُ أَنَا مُعتَبٌ ... وَلَا كُلُّ مَا يُرْوَى عَلَيَّ أقُولُ 7979 - دَعِ النَّومَ لِلنوَّامِ إِنكَ إِن تَنَم ... فَإِنَّكَ فيهِ نصفَ عُمرِكَ تُغبَنُ ومِن بَابِ (دَعنِي) قَوْلُ ابْنُ شَرَف: دَعْنِي وَإِنْ كَدَّرْتَ مِن عَيْشِي ... وَأنتَ صافِي العَيْشِ مَسعُودُهُ يَذهَبُ مِن عُمرِي مَذْمُومُهُ ... عنِّي ومِن عُمْرِكَ مَحْمُودُهُ أَبُو فراسٍ: 7980 - دَعِ الوَطنَ المألوفَ رَابكَ أَهلُهُ ... وعدٍّ عنِ الأَهلِ الَّذينَ تُكَاثِر بَعْدَهُ: فَأهْلُكَ مَن أصْفَى وَعَيْشُكَ مَا صَفَا ... وَإِنْ نَزَحَت دَارٌ وَقَلَّتْ عَشَائِرُ ابْنُ شَمسِ الخلافَةِ: 7981 - دَعِ الهَمَّ يَذهَب عَنكَ وَأَثنِ يَمينَهُ ... بحُسنِ العَزَا تتبَع يَمينًا شِمالُها 7982 - دَعِ الهَوَى لأُناسٍ يُعرَفُونَ بِهِ ... قَد مَارَسوا الحبَّ حَتى لانَ أَصعَبُهُ المَعَرِّيُّ: 7983 - دَعِ اليَرَاعَ لِقَومٍ يَفخَرونَ بِهِ ... وَبِالطِّوالِ الرُّدَينيَّاتِ فَافتَخِر بَعْدَهُ: فَهُنَّ أقلامُكَ اللَّاتِي كَتَبْتَ مَجْدًا ... أتَتْ بِمِدَادٍ مِنْ دَمٍ هَدْرِ ¬
يقُولُ: رِمَاحُكَ أقْلامُكَ وكِتَابتُهَا مَجدُكَ ومِدَادهَا مَا تَهْدُرُهُ مِن دَمِ أعْدَائِكَ جَعَلَ طَعْنة الأعْدَاء بِهَا كتبَ المجد لَهُ. 7984 - دَعَانِي سَهمٌ دَعوةً فَأَجَبتُهُ ... وَمَن ذَا الَّذي يُرجَا لِنائِبَةٍ بَعدِي؟ بَعْدَهُ: فَلَو بِي بَدَأتُمْ مَن قَد دَعَوتُمُ ... لفَرَّجْتُ عَنْكُمُ كُلَّ نَابِيَةٍ وَحْدِي حَكمُه بن قيس الكنانيُّ: 7985 - دَعَانِي يَشُبُّ الحَربَ بَيني وَبَينَهُ ... فَقُلتُ لَا بَل هَلُمَّ إِلَى السِّلمِ ابْنُ شَمسِ الخِلافَةِ: 7986 - دَعِ الأَطمَاعَ فِي إِسعادِ سُعدِي ... فَمَا الإِحسَانُ مِن شِيَمِ الحسَانِ بَعضُ الأعرابِ: 7987 - دَعَتنِي أَخاهَا أُمُّ عَمروٍ وَلَم أَكُن ... أَخَاهَا وَلَم أُرضَع لَها بِلِبَانِ له أيضًا بَعدَهُ: 7988 - دَعَتنِي أَخَاهَا بَعدَمَا كَانَ بَينَنا ... مِنَ الأَمرِ مَا لَا يَفعَلُ الأخَوانِ السَّرِيّ الرَّفَاء: 7989 - دَعَتنِي إسَاءَاتُ الخُطُوبِ إِلَى السُرَى ... وَكم من سُرًى أَهدت لِنَفسٍ سُرورَهَا بَعضُ اليَهُودِ: 7990 - دَعَتنِي إِلَى الإِسلَامِ يَومَ لَقِيتُها ... فَقُلتُ لَها لَا بَل تَعَالَى تَهَوَّدِي ¬
بَعْدَهُ: كِلانَا دَعَا نِصْحًا إِلَى دِيْنِ قَوْمِهِ ... وَمَن يَهْدِهِ اللَّهُ المراشِدِ يَهْتَدِي فَإِنِّي عَلَى تَوْرِاة مُوسَى وَدِيْنه ... ونِعمَ هديت الدِّينُ دِينُ مُحَمَّدِ 7991 - دَعِ ذِكرَ لَيلَى وَأَينَ لَيلَى ... فَخيرُ مَا رُمتَ مَا يُنالُ 7992 - دَعِ عِتابِي فَمَا عَلَيكَ حِسابِي ... كُلُّ شَاةٍ برجلِهَا سَتُناطُ 7993 - دَعِ عَنكَ مَن أَعيَى عَلَيكَ أَمرُهُ ... كَم زَادَ فِي ذَنبِ جَهُولٍ عُذرُه أَبُو هليل الأسَديُّ: 7994 - دَعِ عَنكَ مَولَى السَّوءِ والدَّهرِ ... إِنَّهُ سَتَكفِيكَهُ أَيَّامُهُ وتَجارِبُهُ بَعْدَهُ: وَيَلْقَى عَدُوًّا مِن سِوَاكَ يَرُدُّهُ ... إلَيْكَ فَتَلْقَاهُ وَقَد لانَ جَانِبُهُ وَيُروَيَانِ لأبِي النَّشنَاشِ التَّمِيْمِي. يَقُولُ أَنَّ عَبدَ السُّوءِ إِذَا صَبَرْتَ عَلَيْهِ فَإنَّ الدَّهْرَ وَالتَّجَارِبَ إِذَا لامَسَ غَيركَ مِنَ الأعْدَاءِ رَدَّهُ عَدُوُّهُ إلَيْكَ وَقَدْ لانَ جَانِبُهُ. 7995 - دَعِ قَولَ وَانٍ وَانتظرْ فِعلَهُ ... عَلَى اللَّقحةِ مَا فِي العُلَب 7996 - دَعِ كُلَّ شَيءٍ سَيُبلي اللَّهُ جِدَّتهُ ... حَتى يَسِد وَيَبقَى اللَّهُ وَالعَمَلُ الغَزِّيُّ: 7997 - دَعِ مَا تناسَبَ فِي الأَبصارِ ظَاهِرُهُ ... وَلَا تَقُل بِقِياسٍ غَيرِ مُطَّرِدِ ¬
قَبْلَهُ: إنِّي لأهْضُمُ نَفسِي بَعْدَهُ مَعرِفَتِي ... أَنَّ الجُمَانَةَ لا تَطْفُو مَعَ الزَّبَدِ وَرُبَّمَا عُفْتُ حَمْلَ السَّيْفِ مُعْتَصِمًا ... نَجدَتِي لإشْرَاكِ فِي العَدَدِ دَع مَا تَنَاسَبَ فِي الأبْصَارِ ظَاهِرُهُ. البيتُ وبَعْدَهُ: مَا الشّعرُ مُنْتَظِمٌ إِلَّا بِبَاعِثِهِ ... إِذَا قَصَصْتَ جنَاحَ الصَّقْرِ لَمْ يَصدِ وأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ جَاشَتْ عَزِيْمَتُهُ وَ ... أَفْضلُ الذّكْرِ مَا يَبْقَى عَلَى الأبَدِ مَا صَحَّ لِي خَبَرٌ مِن مَنْظَرٍ حَسَنٍ ... فِي مُخْبرٍ حَسَنٍ لَوْلاكَ مِن أَحَدِ 7998 - دَعِ نُصحَ عَمرو فأَخزى اللَّهُ حَاضِنةً ... تَكونُ أَشفَق مِن أُمٍّ عَلَى وَلَدِ أَبُو بَكر بن دُرَيدٍ: 7999 - دَعينِي أُقبِّلُ راحَتَيكِ فَإِنَّها ... بَحرُ النَّدَى وَمَفَاتحُ الأَرزَاقِ الرَّضِي الموسَويُّ: 8000 - دَعُوا السَّلَفَ القَمقَامَ تَسرِي رِفاقُهُ ... لِنَيلِ المَعالِي واقعدُوا فِي الخَوالِفِ ابْنُ هَرمَةَ: 8001 - دَعوُا الأَمرَ الدَّقيقَ وَزَمِّلوُهُ ... فَتَلقِيحُ الجَليلِ مِن الدَّقيقِ ابن العَمِيدِ: 8002 - دَعَوتُ الغِنَى وَصُنُوفَ المُنَى ... فَلمَّا أَجبَن دَعَوتُ القَدَح بَعْدَهُ: إِذَا بَلَغَ المَرء آمَالَهُ ... فَلَيْسَ لَهُ بَعْدَهَا مُقْتَرَحُ ¬
هُو ذُو الكِفَايَتَيْنِ أَبُو الفَتْحِ بن أَبِي الفَضْلِ العَمِيْدِ. الشَمَّاخُ: 8003 - دَعَوتُ إِلَى مَا نَابَنِي فَأجَابَني ... كَريمٌ مِنَ الفِتيانِ غَيرُ مُزَلِّج بَعْدَهُ: فَتًى يَمْلأُ الشَّيْزَى وَيُروَى سِنَانَهُ ... وَيَضربُ فِي رأسِ الكَميّ المُدَجَّجِ فَتًى لَيْسَ بِالرَّاضِي بِأدْنَى مَعِيْشَةٍ ... وَلَا فِي بُيُوتِ الحَيِّ بِالمَتَوَلِّجِ قَيسُ بن الخَطيم: 8004 - دَعَوتُ بَني حربٍ لحقن دِمائهُم ... فَلَّما أبوا سَامَحتُ فِي حَرب حاطِب يقولُ قَيسُ الخَطِيم مِن أبيَاتِه هَذِهِ: وَكُنتُ آمُرُ ألَّا أبْعَثُ الحَربَ ظالْمًا ... فَلَمَّا أَبُوا أشْعَلْتُهَا كُلّ جَانِبِ أرِبتُ بِدَفْعِ الحَربِ حَتَّى رَأيْتُهَا ... عَنِ الدَّفْعٍ لا تَزْدَادُ غَيرَ تَقَارُبِ فَإنْ لَمْ يَكُنْ عَن غَايَةِ الحَرْبِ مَدْفَعٌ ... فَأهْلًا بِهَا إذا لَمْ تَزل فِي المَرَاحِبِ رَجلٌ من مُزَينَةَ: 8005 - دَعَوتُ بَني قُحافَةَ فاستَجابوا ... فَقُلتُ رِدُوا فقَد طابَ الوُرودُ يُقالُ إنَّ هذَا أشْجَعُ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ. بَعضُ بني قَيس بن ثعلَبةَ: 8006 - دَعَوتُ بَني قَيسٍ إِلَيَّ فَشَّمرَت ... صَنادِيدُ مِن سَعدٍ طِوالُ السَّواعِدِ بَعْدَهُ: إِذَا مَا قُلُوبُ النَّاسِ طَارَتْ مَخَافَةً ... مِنَ المَوتِ أرسُو بِالنُّفُوسِ المَواجِدِ ¬
هَذَا هُو الجِناسُ المَوجُودُ في شِعْرِ العَرَبِ مِنْ غَيرِ قَصْدٍ مِنْهُم لَهُ وهُوَ قَولُهُ: صَنَادِيْدُ مِن سَعْدٍ طوالُ السَواعِدُ. بَكر بن النَطَّاحُ: 8007 - دَعَوتُكَ الدَّعوَةَ الأولَى وَبِي رَمَقٌ ... وَهذهِ دَعوَتي وَالدَّهرُ مُفتَرِسي إِبراهِيم الصُّوليُّ: 8008 - دَعَوتُكَ فِي بَلوى ألمَّت ضَرُورةً ... فَأَوقَدتَ مِن ضِغنٍ عَلَيَّ سَعيرَهَا بَعْدَهُ: وَإنِّي إِذَا أدْعُوكَ عِنْدَ مَلَمَّةٍ ... كَدَاعِيَةٍ عِنْدَ القُبُورِ نَصِيْرُهَا هُوَ أَبُو إسْحَاقَ إبرَاهِيمُ بنُ العَبَّاس الصُّولِي يُخَاطِبُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ المَلِكِ ابْنُ الزَّيَّاتِ الوَزِيرِ وَكَانَ بَيْنَهُمَا صُحْبَةٌ قَدِيْمَةٌ فَانْعَكَسَتْ وَصَارَتْ عَدَاوَةً شَدِيْدَةً. 8009 - دَعَوتُكَ لِلغِياثِ وَلَستُ أَدري ... أَمِن خَلفي المَنيَّةُ أَم أَمَامِي؟ بَعْدَهُ: فَشَقَّقتَ الكَلامَ رَخِيَّ بَالٍ ... وَقَد جَلَّ الفِعَالُ عَنِ الكَلامِ قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: بَعَثَ إلَيَّ عُثمَانُ بنُ عَفَّانُ وَهوَ مَحْصُورٌ فَأتَيْتُهُ وَعِنْدَهُ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ فَقَالَ لِي عُثمَانُ: يَا ابن عَبَّاسٍ أمَا تَرَى إِلَى ابنِ عَمِّكَ كَانَ هَذَا الأمرُ فِي عَدِيّ وَتَيمٍ فَرَضى وَسَلَّمَ حتَّى إِذَا صَارَ الأمرُ إِلَى ابنِ عَمِّهِ بَغَاهُ الغَوائِلُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاس: إِنَّ ابْنُ عَمِكَّ وَاللَّهِ مَا زَالَ عَنِ الحَقِّ وَلَا يَزُولُ وَلَو أَنَّ حَسَنًا وَحُسَيْنًا بَغَيَا في دِينِ اللَّهِ الغَوائِلَ لَجَاهَدَهُمَا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَلو كُنتَ كَأبِي بَكْرٍ وَعُمَرٍ لَكَانَ لَكَ مَا كَانَ لَهُمَا لا بَلْ كَانَ لَكَ أَفْضَلُ لِقَرَابَتِكَ وَرَحمِكَ وَسِنِّكَ وَلَكِنَّكَ رَكبتَ الأمرَ وَهابَاهُ. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فاعترضني مروان فقال: دعنا من ¬
تخطّيك يا ابن عباس، أنتَ كَمَا قالَ الشَّاعِرُ: دَعُوتُكَ لِلغِيَاثِ وَلَسْتُ أدْرِي. البَيتَان. إِنْ يَكُن لِهَذَا الرَّجُلِ عِندَكَ غَيَاثٌ فَأغِثْهُ وَإلَّا فَمَا أشغلَهُ عَنِ التَّفَهُّمِ لِكَلامِكَ وَالفِكرُ فِي جَوَابِكَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقُلتُ لَهُ: وَاللَّهِ كَانَ عَنكَ وَعَن أهلِ بَيْتِكَ أشْغَلُ إِذْ وَاللَّهِ أورَدْتُمُوه وَلمْ تَصُدُّوهُ. قَالَ: وأقْبَلْتُ عَلَى عُثمَانَ فَقُلتُ لَهُ (¬1): جَعَلتَ شِعَارَ جِلْدِكَ قَومَ سَوءٍ ... وَقَد يُحْزَى المُقَارَنُ بِالقَرِينِ فَمَا نَظَرُوا لَدَينَا أنتَ فِيهَا ... بِإصْلاحٍ وَلَا نَظَرُوا لِدِينِ ثُمَّ قُلتُ لَهُ: وَاللَّهِ إِنَّ القَومَ غَير قَابِلينَ إِلَّا قَتْلَكَ أو خَلعَكَ فَإنْ قُتِلْتَ قُتِلْتَ عَلَى مَا قَد عَلِمْتَ وَعَلِمْتَ وَإِنْ تُرِكْتَ فَبَابُ التَّوبَةِ مَفْتُوح. العُتبي يرثي ولدَهُ: 8010 - دَعَوتُكَ يَا بُنيَّ فَلَم تُجِبني ... فَرُدَّت دَعوَتي يأسًا عَلَيًّا بَعْدَهُ: بِمَوتِكَ مَاتَتِ المَلَذَّاتُ عَنِّي ... وَكَانَت حَيَّةً إذ كُنتَ حَيَّا فَمَا أسَفِي عَلَيْكَ وَطُولَ شَوقِي ... إلَيْكَ لَو أَنَّ ذَلِكَ رَدَّ شَيَّا أَبُو عَبد اللَّهِ الحَسن أحمد بن الحجّاجِ: 8011 - دَعَوتُ نَدَاكَ مِن ظَمإٍ إِلَيهِ ... فَعنَّانِي بِقِيعَتِكَ السَّرابُ بَعْدَهُ: سَرَابٌ لاحَ يَلْمَعُ فِي سِبَاخٍ ... وَلَا مَاءٌ لَدَيْهِ وَلَا تُرابُ وَلَيْسَ اللَّيْثُ مِن جُوعٍ بِغَادٍ ... عَلَى حَيْفٍ تُطِيْفُ بِهَا كِلابُ يُقَالُ في المَثَلِ تَرَكْتُ عَوْفًا في مَغَانِي الأصْرُم. يُضرَبُ لِمَن يَجْذِلُ صاحِبَهُ في ¬
حَادِثٍ ألَمَّ بِهِ. يُقَالُ لِلغَرَابِ وَلِلذِّئبِ الأصرَمَانِ. يَقُولُ تَرَكْتُهُ في مَنَازِلِهِ لا أنَيْسُ بِهَا إلَّا الذِّئبُ والغَرابُ. الببَّغاءُ: 8012 - دَعَوتُهُ فَأَجابَتني مَكارِمُهُ ... وَلَو دَعَوتُ سِوى نُعماهُ يُحِبِ قَولُ أَبِي الفَرَجِ البَبَّغَاءِ هَذَا مِن قَصِيْدَة يَمْدَحُ فِيْهَا عُدَّةَ الدَولَةِ أَبِي تَغْلِبٍ ابنَ نَاصِرِ الدَّولَةِ يَقولُ فِيهَا: وَجدْتُهُ الغَيْثَ مَشْغُوفًا بِعَادَتِهِ ... وَالرَّوضُ بِهَا فِي عَادَة السُّحُبِ لَوْ فَاتَهُ النَّسَبُ الوَضَّاحُ كَانَ لَهُ ... مِنْ فَضْلِهِ نَسَبٌ يُغْنِي عَنِ النَّسَبِ إِذَا دَعَتْهُ مُلُوكُ الأرْضِ سَيِّدَهَا ... طُرًّا دَعَتْهُ المَعَالِي سَيِّد العَرَبِ إِبراهِيم الصُوليّ: 8013 - دَعَوتُ لإِحدَى النَّائِباتِ مُحمَّدًا ... فَأَعرَضَ عَنِّي نَخوةً وَتَجهما بَعْدَهُ: ويروى وربُّ امرئٍ. وَكَمْ مِنْ أخٍ نَادَيْتُ عِنْدَ مُلَمَّةٍ ... فَألْقَيْتُهُ مِنْهَا أجَلُّ وَأعْظَمَا قَالَ ذَلِكَ فِي الوَزِيْرِ مُحَمَّد بن عَبدُ المَلِكِ الزَّيَّات. عَبد اللَّه بن المعتَزِّ: 8014 - دَعونِي تَجُد عَينِي عَلَى قَبرِه دمًا ... أَتدرونَ مَن تَحتَ الصَّفيحِ المنَضَّدِ أبياتُ ابْنُ المُعتَزِّ يَرْثِي، أوَّلهَا: أخِي لا ترعُ مِن حَادِثٍ وَتَجَلُّدِ ... وَهَوِّن عَلَيْكَ مَا تُحَاذِرُ فِي غَدِ بَنُو الدَّهرِ مِن فَجْعَاتِهِ فِي تَمَزُّقٍ ... فَكُلُّهُمُ يَغْدُو بِشَلوٍ مُقَدَّدِ فَإنِّي رَأيْتُ الدَّهرَ جَمًّا خُطُوبُهُ ... وإنْ لَمْ يُرَوِّعُ يَومَهُ فَكأن قَدِ ¬
وَلَيْسَ غِنَى إِلَّا غِنَى النَّفْسِ لا اليَدِ ... وَلَا الجُودُ إِلَّا الجُودُ مِن قَبلِ مَوعِدِ خَلِيْلَيَّ لا يَحلُو بِعَينِي مَنْظَرٌ ... تنكر وَجهُ الأرضِ بَعْدَ مُحَمَّدِ دَعُونِي تَجُدْ عَينِي عَلَى قَبرِهِ دَمًا. البيت وبَعْدَه: مَلِلتُ أحَادِيثَ المُنَى بَعدَ مَوتِهِ ... مَلالَةَ بَاغٍ للسَّرَابِ بِفَرْقَدِ سَقَاكَ حَيًّا دَاني الرَّبَاب مُجَلْجَلٌ ... إِذَا مَا وَنَى قَالَتِ رَواعِدُهُ زِدِ أَبُو الفتح البُستيّ: 8015 - دَعوُني وَرَسمي فِي عَفَافِي فَإِنَّني ... جَعَلتُ عَفَافِي فِي حَيَاتِي دَيدَنِي بَعْدَهُ: وَأعْظَمُ مِن قَطْعِ اليَدَينِ عَلَى الفَتَى ... صَنِيعَةُ برٍّ نَالَهَا فِي يَدَي دَنِي 8016 - دَعُونِي وَهَذا القَبر إِنَّ تُرابَهُ ... ذَرُورٌ لِعَيني فِي الحياةِ وَطيِبُ الرَّضِي الموسَوِيُّ: 8017 - دَعوا وِردَ مَاءٍ لَستُمُ مِن حلَالِهِا ... وَحُلُّوا الرَّوابِي قَبلَ سَيلِ الأَباطِحِ بَعْدَهُ: وَلَا تَسْتَهِبُّوا العَاصِفَات فَأصْلُكُم ... نَخِيْلٌ رَمَتْ فِيْهِ اللَّيَالِي بِقَادِحِ القَادِحُ دَاءٌ يَقَعُ فِي الشَّجَرِ وَالنَّخلِ. 8018 - دَعُوهُ فَقَد ساءَ تَدبيرُهُ سَـ ... ـــيَضحَكُ يومًا وَيَبكي سَنة 8019 - دَعهَا تَمُرُّ تَخلَّ مِن أَثوابِهَا ... إِن كَانَ عندكَ لِلقضاءِ يَقينُ 8020 - دَعهُ وَمَا قَالَ فَمَا ... يَزرَع يومًا يَحصُدُهُ ¬
بَعدَهُ: سَوفَ تَرَى فِعلِي بِهِ ... إِنْ شَاءَ مَن لا يَعبُدُهُ 8021 - دَعِي عدَّ الذُنوبِ إِذَا التَقينا ... تَعَالَى لا نَعُدُّ وَلَا تَعدِّي سُويَدُ بن مَشنُوءٍ: 8022 - دَعِي عَنكِ مَسعُودًا فَلَا تَذكُرِنَّهُ ... إِلَيَّ بسوءِ واعرِضي بسَبيلِ 8023 - دَعِي لَومي وَمَعتَبَتِي أُمَامَا ... فَإِنيّ لَم أَعوَّد أَن أُلَامَا بَعدَهُ: وَكَيفَ مَلامَتِي إِذْ شَابَ رَأسِي ... عَلَى خلُقٍ نَشَأتُ بِهِ غُلامَا 8024 - دَعِي مَا مَضَى واستأنِفِي الوَصلَ بَينَنا ... لَنا مَا أَخَذنَا فِيهِ لَامَا تَقدَّمَا بَعدَهُ: عَفَا اللَّهُ عَمَّا كَانَ مِنَّا ومِنكُم لنَا ... وَعَلَينَا فاترُكِي الأمرَ مُبْهمَا أتَيْتُ بِعُذرٍ يَقْتَضي العَفوَ فَاقْبَلِي ... وَلَا تَجْعَلِي التَّوْبِيْخَ لِلهَجْرِ سُلَّمَا فَلَو وَاخَذَ اللَّهُ العِبَادَ بِظُلمِهِم ... أعَدَّ لَهُم فِي كُلِّ يَومٍ جَهنَّمَا الرَّضِي الموسَويّ: 8025 - دَعينِي أَطلبُ الدُّنيا فَإِنِّي ... أَرى المَسعودَ مَن رُزِقَ الطِّلَابَا أبيَاتُ الرِّضيّ: دَعِيني أطلُبُ الدُّنيَا. البيت وبَعدَه: وَمَا المَغبُونُ إِلَّا مَن دَهَتْهُ ... وَلَا مَجْدًا وَلَا جَدًّا أصَابَا فَإمَّا إمْلاءُ الدُّنيَا عَلاءً ... وَإمَّا إملاءُ الدُّنيَا مُصَابَا ¬
وَأعظَمُ مِن عُبَابِ البَحرِ حرصٌ ... عَلَى الأرزَاقِ أركَبَنَا العُبَابَا إِذَا اشتَجَرَّ القَنَا فَصَلَ الهوادِي ... وَإِنْ قَرَّ الوَغَا فَصلَ الخِطَابَا عُروَةُ بن الوردِ: 8026 - دَعينِي أَطوفُ فِي البِلادِ لَعلَّنِي ... أُفيدُ غِنًى مِنهُ لِذِي الحقِّ مَحمَلُ بَعْدَهُ: ألَيْسَ عَظِيْمًا أنْ تَلُمَّ ملَمَّةٌ ... وَلَيْسَ عَليَنَا فِي الخُطُوبِ مُعوَّلُ الفَرجُ الشادي الكاتبُ: 8027 - دَعي يَا نَفسُ فِكرَكِ فِي أُناسٍ ... مَضَوا بِل لانقراضِكِ وَيكِ فَابكِي كَشَاجِمُ: 8028 - دَعِي فِي الكِتابَةِ لَا رَوِيٌّ ... لَهُ فِيها يُعَدُّ وَلَا بَديهُ بَعْدَهُ: تَشَابَهَ خَلقُهُ وَالخُلقُ مِنْهُ ... فَظَاهِرُهُ لِبَاطِنِهِ شَبِيْهُ كَأن ذَوَاتَهُ مِن رِيْقِ فِيْهِ ... تُلاقُ فَرِيحُها أبَدًا كَرِيْهُ الصَّابئُ: 8029 - دَفتَرِي مُونِسِي وَفِكرِي سَميري ... ويَدي خَادِمي وَحلمي ضَجيعِي بَعْدَهُ: وَلِسَانِي سَيفِي وَبَطشِي قَرِيضِي ... وَدَواتِي عَينِي وَدَرجِي دَمعِي أَبُو بَراء عَامر بن مَالكٍ: ¬
8030 - دَفَعتكم عَنِّي وَمَا دَفعُ راحَةٍ ... بِشَيءٍ إِذَا لَم تَستَعِن بِالأَنامِلِ بَعْدَهُ: يُضعِفُني حُلمِي وَكثرَةَ جَهلِكُم ... عَلَيَّ وإنِّي لا أصُولُ بِجَاهِلِ قَالَ العَتبِيّ: لَمَّا أسَّسَ أَبُو بَراء عَامر بنُ مَالِكٍ وَضَعَّفَهُ بَنِي أخِيْهِ وآخَرُون وَلَم يَكُن بَهُ وَلَدٌ يَحمِيْهِ مِنْهُم قَالَ مُخَاطِبًا لَهُم: دَفَعتَكُم عَنِّي وَمَا دَفع راحَة البَيتَان. يحيَى بن زيادٍ الحارِثي: [من الطويل] 8031 - دَفَعنَا بِكَ الأَيَّامَ حَتَّى إِذَا أَتَت .. تُريدُكَ لَم نَسطِع لَها عَنكَ مَدفَعَا أبيَاتُ يَحيَى بن زِيَادٍ الحَارِثيّ، أوَّلَها: نَعَى نَاعِيَا عَمروٍ بِلَيْلٍ فَأسْمَعَا ... فَرَاعَا فُؤَادًا لا يَزَالُ مُرَوَّعَا عُذِيني مِن دَهْرِي كأنِّي وَترتُهُ ... رَهِيْنٌ بِحبلِ الوُدِّ أنْ يَتَقَطَّعَا كَأنْ لَمْ يَكُنْ يَا عَمرُو فِي دَارِ غِبْطَةٍ ... جَمِيعًا وَلَم نَشرِع عَلَى مَوعِدٍ مَعَا فَطَابَ ترَى أفضِي إلَيكَ وَإِنَّمَا ... يَطِيبُ إِذَا كَانَ الثَّرَى لَكَ مَضجَعَا وَمَا دَنَّسَ الثَّوبُ الَّذِي زَوَّدُوكَهُ ... وإنْ خَانَهُ رَيْبُ البلَى فَتَقَطَّعَا دَفَغنَا بِكَ الأيَامَ حتَّى إِذَا أتَتْ. البيت وبَعدَه: وَمَا كُنتُ إِلَّا السّيفَ لاقَى ضَرِيبَةً ... فَقَطَّعَها ثُمَّ انثَنَى فَتَقَطَّعَا مَضَى فَمَضَتْ عَنِّي بِهِ كُلُّ لَذَّةٍ ... تَقُرُّ بها عَيْنَايَ فَانقَطَعَا مَعَا مَضَى صَاحِبِي وَاسْتَقبَلَ الدَّهْرُ صَرعَتِي ... وَلَا بُدَّ أنْ ألَقَى حمَامِي فَأُصْرَعَا أَبُو محمَّد الخَازنُ: 8032 - دُفَيتِرِي رَوضَتِي وَمَحبَرَتِي ... غَديِرُ عِلمي وَصَارِمي قَلَمي ¬
بَعْدَهُ: وَرَاحَتِي فِي قَرَارِ صومَعَتِي ... تُعَلِّمُني كَيْفَ مَوقِعُ النِّعَمِ يُقَالُ فِي المَثَلِ: بَيتِي أسْتَرُ لِعَوراتِي. يُضْرَبُ لِمَنْ يُؤثرُ العُزْلَةَ عَنْ مُخَالَطَةِ النَّاسِ. مسلم بن الوَليدِ: 8033 - دَلَّت عَلَى عَيبِها الدّنيا وَصَدَّقَها ... مَا استَرجَعَ الدَّهرُ مِمَّا كَانَ أَعطانِي 8034 - دَمَامةٌ مُزِجَت مِنهُ بِأدمَتِهِ ... كَالقِردِ أُلبِسَ جِلبابًا مِنَ القِيرِ وَمِن بَابِ (دَل) قَوْلُ عَبدِ اللَّهِ بنُ المُقفَّعِ قُتِلَ سَنَةِ 137 (¬1). دلِيلَكَ أَنَّ الفَقْرَ خَيْرٌ مِنَ الغِنَى ... وإنَّ القَلِيْل المَالِ خَيْرٌ مِنَ المثري لِقَاؤُكَ إنْسَانًا عَصَى اللَّهُ لِلغِنَى ... وَلَم تَرَ إنْسَانًا عَصَى اللَّهُ للِفَقْرِ وَيُروَيَان لأمِيرِ المُؤمِنينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَليْهِ السَّلامُ. دِعبِلٌ: 8035 - دِماؤُهُم لَيسَ لَها طَالِبٌ ... مَطلولَةٌ مِثلَ دَمِ العُذرَةِ بَعْدَهُ: ألوَانُهُم حُمرٌ وَأعْرَاضُهُم ... سُودٌ وَفِي آذَانِهِم صُفرَه ابن حَيُّوسٍ: 8036 - دُم بِالصِّيامِ مُهنّأ مَا دَامَا ... تُفنِي الشُهورَ وَتَنفِدُ الأَعوامَا ¬
لَهُ أَيْضًا: 8037 - دُمتَ فِيمَا حَوَت يَدَاكَ وَتَحوى ... آمِنًا مِن تَغيُّرٍ أَو زَوالِ يَزيدُ بن الحَكَمِ: 8038 - دُم لِلخَليلِ بِوُدِّهِ ... مَا خَيرُ وُدٍ لَا يَدُومُ قَالَ الحُكَمَاءُ: مِن عَلامَاتِ العَاقِلِ برُّهُ بِإخوانِهِ وَحَنِينُهُ إِلَى أوْطَانِهِ وَمُدَارَاتُهُ لأهْلِ زَمَانِهِ. أبياتُ يَزِيدَ بنُ الحَكَمِ يَعِظُ ابْنَهُ بَدرًا، أوَّلُهَا: يَا بَدرُ وَالأمْثَالُ يَضرِبُها ... لِذِي اللُّبِّ الحَكِيْمُ دُم لِلخَلِيْلِ بِوُدِّهِ. البيت وبَعْدَه: وَاعرِف لِجَارِكَ حَقَّهُ ... وَالحَقُّ يَعرِفُهُ الكَرِيْمُ وَاعلَم بِأنَّ الضَّيْفَ يَومًا ... سَوفَ يُحمَدُ أو يَلُومُ وَالنّاسُ مُبتَنِيَانِ مَحمُـ ... ـــود البنَايَةِ أو ذَمِيْمُ وَاعلَم بُنَيَّ بِأنَّهُ ... بِالعِلَمِ يَنْتَفِعُ العَلِيْمُ إِنَّ الأمورَ دَقيقُهَا ... مِمَّا يَهِيج لَهُ العَظِيْمُ وَالتَّبْلُ مِثْلُ الدَّيْنِ يُقْـ ... ــضَاهُ وَقَد يُلْوَى الغَرِيْمُ وَالبَغْيُ يَصْرَعُ أهْلَهُ ... وَالظُّلمُ مَرتَعُهُ وَخِيْمُ وَلَقَدْ يَكُونُ لَك الغَرِيبُ ... أخًا وَيَقْطَعُكَ الحَمِيْمُ وَالمَرْءُ يُكْرَمُ لِلغِنَى ... وَيُهان لِلعْلمِ العَدِيْمُ قَد يُقتِرُ الحَولَ التَّقِيُّ ... وَيُكثِر الحَمَقُ الأَثِيْمُ يُمْلَى لِذَاكَ وَتُبتَلَى ... هذَا فَأَيُّهُمَا المَضِيْمُ وَالمَرءُ يَبْخَلُ فِي الحُقُوقِ ... وَلِلْكَلالَةِ مَا يُسِيْمُ ¬
مَا بَخلَ مَن هُوَ لِلمَنُونِ ... وَرَيبِهَا غَرَضٌ رَجِيْمُ وَيَرَى القُرُونَ أمَامَه ... همَدُوا كَمَا همَدَ الهَشِيْمُ وَتُخَرَّبُ الدُّنِيَا وَلَا ... بُؤْسٌ يَدُومُ وَلَا نَعِيْمُ مَا عُلِمَ ذِي وَلَد ... يَثكلهُ أَمِ الوَلَدُ اليَتِيْمُ والحرب صاحبها الصليب ... على تلاتلها العزومُ من لا يملّ ضراسها ... ولدى الحقيقة لا يخيمُ واعلم بأنّ الحرب لا يسطيعها ... المسرح السؤومُ والخيل أجودها المناهب ... عند كبتها الأزومُ إبراهيم الغَزِّيّ: 8039 - دُم لِلمكارِمِ فَالمَكارِمُ إِنَّما ... خُلِقَت لأَجسَامِ المَعالِي جَوهرا أَبُو الشِيصِ: 8040 - دُموعُ العَاشِقينَ إِذَا تَلَاقوا ... بِظهرِ الغَيبِ أَلسِنَةُ القُلُوبِ قَبْلَهُ: وَقَائِلَةٍ وَقَد بَصرَت بِدَمعٍ ... عَلَى الخَدَّيْنِ مُنحَدِرٍ سَكُوبِ أتَكْذِبُ فِي البُكَاءِ وَأنتَ خَلْقٌ ... قَدِيمًا مَا جَسرتَ عَلَى الذُّنُوبِ قَمِيْصُكَ وَالدُّمُوعُ تَجُولُ فِيْهِ ... وَقَلْبُكَ لَيْسَ بِالقَلْبِ الكَئِيْبِ نَظِيْرُ قَمِيْصِ يُوسُفَ حَينَ جَاؤُوا ... عَلَى ألْبَابِهِ بِدَمٍ كَذُوبِ فَقُلتُ لَها فِدَاكِ أَبِي وَأُمِّي ... رجمتِ بِسُوءِ ظَنّكِ فِي الغُيُوبِ أمَا وَاللَّهِ لَو فتَشْتِ قَلبِي ... لَسَرَّكِ بِالعَوِيلِ وَبِالنَّحِيْبِ دُمُوعُ العَاشِقِيْنَ إِذَا تَلاقُوا. البيت. ¬
8041 - دَنَاءَاتُ عِرضِكَ حِصنٌ مَنيعُ ... تَقِيكَ إِذا ساءَ مِنكَ الصَّنِيعُ بَعْدَهُ: فقُل لِعَدُوِّكَ مَا تَشْتَهِي فَـ ... ـأنتَ المَنِيْعُ الرَّفِيْعُ الوَضيْعُ دِعبِلٌ: 8042 - دَنَا رَحيلِي فَهل فِي حَاجَتي نَظَرُ ... أم لَا فَأَعلَمُ مَا آتِي وَمَا أَذَرُ إِبراهيم الصُّولِي: 8043 - دَنَت بأناسٍ عَن تنَاءٍ زِيارةٌ ... وَشطَّتُ بِليلَى عَن دُنوٍّ مَزَارُها بَعْدَهُ: وَأنَّ مُقِيْمَاتٍ بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى ... لأقْرَبُ مِن لَيْلَى وَهاتِيْكَ دَارُها وَكَيْفَ احتِيَالِي في هَوَاهَا وَكُلَّمَا ... تَألَّقَ شَرق قُلْتُ هاتِيْكَ نَارُها وَلَيْلَى كَمِثْلِ النَّارِ يَنْفَعُ ضَوءُها ... بَعِيْدًا نَأَى عَنْها وَيَحْرِقُ جَارَها امرؤ القيس: 8044 - دَنَت وَظِلالُ المَوتِ بَينِي وَبَينَها ... وَجَادَت بِوَصلٍ حينَ لا يَنفَعُ الوَصلُ الوزيرُ المُهلَّبِيُّ: 8045 - دَنَت وَفَاتِي فَسُرَّ قَومٌ ... حَمقَى بِهم غَفلَة وَنَومُ بَعْدَهُ: كَأَنَّ يَومِي عَلَيَّ حَتمٌ ... وَلَيْسَ لِلشَّامِتْينَ يَومُ ¬
8046 - دَنِسُ الثَّوبِ والعمامَةِ والبرذَونِ ... وَالوَجهِ والقَفَا وَالغُلَامِ قبلَهُ: لا يَلتقِ الغِنَى بِوَجْهِ أَبِي يَعْلَى ... وَلَا نُورُ بَهْجَةِ الإِسْلامِ دَنِسُ الثَّوبِ وَالعِمَامَةِ. البيت. 8047 - دَنِسُ القَميصِ غِلَاضَةً ... مِن غَيرِ لُحمَتِهِ سدَاهُ بَعْدَهُ: وَشِعَارُهُ مِن شِعْرِهِ ... فَكَأنَهُ مسكُ شَاهُ البُحتُريّ: 8048 - دَنَوتَ تَواضُعًا وَعَلَوتَ قَدرًا ... فَشَانَاكَ انحِدارٌ وَارتفاعُ بَعْدَهُ: كَذَاكَ الشَّمْسُ تعدُ أنْ تُسَامَى ... وَيَدنُو الضَّوْءُ مِنها وَالشُّعَاعُ ابن شمس الخلَافَة: 8049 - دَنَوتَ تَواضُعًا وَعَلَوتَ قَدرًا ... فَفيكَ تَواضُع وَعُلُوُّ شَانِ ابن لنكَكَ: 8050 - دُنيا تأبَّت عَلَى الأَحرارِ غَاضِبَةً ... وَطاوَعتَ كُلَّ صَفعانٍ وَضَرَّاطِ وَقَالَ ابْنُ لَنكَك أَيْضًا فِي مِثْلِهِ (¬1): ¬
كُن لسَاعِيًا وَمُصَافِعًا وَمُضَارِطًا ... تَنَلِ الرَّغَايِبَ فِي الزَّمَانِ وَتَنفقُ وَقَالَ أَيْضًا فِيْمَا يُغرَبُ مِنْهُ (¬1): فَعاقِلُ مَا تُبَلُّ أنْمُلَهُ ... وَجَاهِلٌ بِاليَدَيْنِ يَغْتَرِفُ 8051 - دُنيا تَضُرُّ وَلَا تَسُرُّ وَذا الوَرَى ... كُلٌّ يُجَاذِبُها وَكُلٌّ عَائِبُ 8052 - دُنيا تَنَاوَلَها العِبادُ ذَميمةً ... شِيبَت بِأكره مِن نَقيعِ الحَنظَلِ بَعْدَهُ: وَبَنَاتُ دَهْرٍ لا تَزَالُ صرُوفُهَا ... وَقَايِعُ مِثْلَ وَقْعِ الجَنْدَل كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَتَمَثَّلُ بِهذِينِ البَيْتَيْنِ كَثيرًا. أَبُو سُليمان الخطَّابِيُّ: 8053 - دُنياكَ ثَغرٌ فَكُن مِنهُ عَلَى حَذَرٍ ... فالثَغر مَثَوى مَخَافَاتٍ وَآفاتِ أَبُو نَصر القُشيرِيُّ: 8054 - دُنيَايَ لذَّةُ ساعَةٍ ... وَعَلَى الحَقيقَةِ أَنتَ هِي المُتنبي في سَيف الدَّولةِ: 8055 - دُونَ الحَلَاوةِ فِي الزَّمانِ مَرارةٌ ... لَا تُحتَطَى إِلَّا عَلَى أَهوالِهِ بَعْدَهُ: فَلِذَاكَ جَاوَزَها عَلِيٌّ وَحدَهُ ... وَسَعَى بِمُنْصلِهِ إِلَى آمَالِهِ ¬
ابْنُ حَيُّوسٍ: 8056 - دُونَ الغَنيمَةِ أَهوالٌ تُكَدِّرُها ... وَفي الهزيمَةِ مَنجاةٌ لِمن هَرَبا أبيَاتُ ابْنُ حَيُّوسٍ يمدحُ سَابِقَ بنُ مَحمُودٍ يَقُولُ فِيْها: يَزْدَادُ أنْ قَصَّرَ الخِطَى عَنْ غَرَضٍ ... طُولًا وَيَمضِي إِذَا حَدُّ الحسَام نَبَا حَلَّ السِّمَاكُ وَمَا حَلَّتْ تَمَائمُهُ ... عَنْ جِيْدِهِ وَحَبَا العَافِيْنَ مُنْدَحِبَا حَوَى مِنَ الفَضْلِ مَوْلودًا بِلا طَلَبٍ ... أضْعَافَ مَا أعجَزَ الطلابَ مُكْتَسَبَا طَلقُ المُحَيَّا إِذَا مَا زُرتَ مَجْلِسَهُ ... حُزْتَ العُلَى وَالغِنَى وَالبَأسَ وَالأدَبَا يَقُولُ مِنْهَا: كَطَارِدٍ أصلهُ وَالأرضُ مُخْصِبَهُ ... يَبْغِي سِبَاخًا يرجَى عِنْدَها العُشُبَا دُوْنَ الغَنِيْمَةَ أهْوَال. البيت. الرضي الموسَوِيُّ: 8057 - دُونَ القَبابِ عَفَافٌ فِي جَلَابِبِها ... والصَّونُ يَحفظُ مَا لَا تَحفَظُ الكِلَلُ علي بن أُميَّةَ الكَاتبُ: 8058 - دَهَتنا أمورٌ تُشِيبُ الوَليدَ ... وَيخدُلُ فِيها الصَديقَ الصَديِقُ بَعْدَهُ: فَبِاللَّهِ نَبْلَغُ مَا نَرتَجِي ... وَبِاللَّهِ نَدفعُ مَا نَطِيْقُ ابن شَمس الخلَافةِ: 8059 - دَهتني أيَّامِي وَكنَّ أصَادِقِي ... وَصَارَ عَليَّ الدَّهرُ إِلبًا وَكانَ لي ¬
ابنُ الرُّوميّ: 8060 - دَهرٌ عَلَا قَدرُ الوَضيعِ بِهِ ... وَتَرى الشَريفَ يَحُطُّهُ شَرَفُهُ بَعْدَهُ: كَالبَحرِ يَرسُبُ فِيهِ لُؤْلُؤُهُ ... سِفْلًا وَتَطفُو فَوْقَهُ جِيَفُه وَمِن بَابِ (دَه) قَولُ ابْنُ مَيْمُونُ الأنْبَارِي: دَهِشَ الشَّيْخُ فَمَا يَعرِ ... فُ خَمسًا مِنْ ثَمَانِ وَثنَاهُ العَجَبُ حَتَّى صَا ... رَ مَعقُولَ اللِّسَانِ مَا يُنَاجِي النَاسَ ... لِلنَّخْوَةِ بِالمَعَانِي أَعرابِيٌّ: 8061 - دُلَّا عَلَى حِيلَةٍ فيها لَنا فَرَجٌ ... إِنَّ الدَليلَ عَلَى خَيرٍ كمَن فَعَلا أَبُو بَكر اليوسِفيُّ: 8062 - دِيَارٌ بِها كُنتُ أَرعَى المُنَى ... وَآتِي المَعيشَةَ مِن بَابِها عَبدُ اللَّه بن محمّد المغربيُّ: 8063 - دِيَارٌ عَلَيها مِن بَشَاشَةِ أَهلِها ... بَقَايَا تَسُرُّ النَّفسَ أُنسًا وَمَنظَرا بَعْدَهُ: رُبُوعٌ كَسَاها المَزْنُ مِن خَلعِ الحَيَا ... برُودًا وَحلابًا مِنَ النُّورِ جَوهرَا تَسُرُّكَ طورًا ثُمَّ تُشْجِيْكَ تَارَةً ... فَتَرْتَاحُ تَأْنِيْسًا وَتَشْجَى تَذَكُّرَا ¬
كَاتبهُ عَفَا اللَّه عنهُ: 8064 - دِيَارٌ مَا مَرَرتُ بِها وَإِلا ... شَجَانِي أَهلُهَا وَبَكَيتُ فِيها قُرَيبٌ النَبهانيُّ: 8065 - دِيَافِيَّةٌ قُلفُ كَأَنَّ خَطيِبَهُم ... سَراةَ الضُّحى فِي سَلحِهِ يَتَمَطَّقُ بَعْدَهُ: بَنِي ثَغلٍ أهْلُ الخَنَا مَا حَدِيْثُكُم ... مَنْطِقٌ غَاوٍ وَلِلنَّاسِ مَنْطِقُ كَأنَّهُنَّ مِغزَى قَوَاصِعَ حَرّهُ ... مِنَ العَيّ أو طَيْر بِخفَّانِ تَنعِقُ دَيِافِيَّة قُلفٌ. البيت. بَشَّارٌ: 8066 - دِينَارُ آلِ سُلَيمنٍ وَدِرهمُهُم ... كَالبَابِليِّيْنَ حُفَّا بِالعَفَارِيتِ بَعْدَهُ: لا يُوجَدَانِ وَلَا يُرْجَى لِقَاؤُهمَا ... كَمَا سَمِعتَ بِهارُوْتِ وَمَارُوتِ ويُروَى: لا يَظْهرَانِ وَلَا يَلْقَاهُمَا أحَدٌ. البيت. الحَصكَفِيُّ: 8067 - دِينُهُ دِينٌ رَقيقُ ... وَلَهُ وَجهٌ صَفِيقُ الوَزير أبو القَاسِم المغربيّ: 8068 - دُيُونُ المَكارِمِ لَا تُقتَضَى ... كمَا تُقتَضَى وَاجِبَاتُ الدّيونِ ¬
بَعْدَهُ: وَلَكِنَّهَا فِي نُفُوسِ الكِرَامِ تَجُولُ ... مَجَالَ القَذَى فِي العُيُونِ الرّضي الموسَوِيُّ: 8069 - دُيُونٌ مِن الأَضغَانِ إِنْ أَبقَ أَجركُم ... بِهنَّ وَإِن أَهلِكَ يَرِثهنَّ وَارِثي * * * تَمَّ حَرف الدَّالِ المُهمَلَةِ عِدَّةُ حَرفِ الدَّالِ المُهْمَلَةِ مِائَةٌ وَسَبْعَةُ وَأربَعُونَ بَيْتًا غَيْرُ مَا تَتَضَمَّنَهُ الحَاشِيَة وَذَلِكَ فِي سَبع قَوائِمَ وَجْهةٍ وَاحِدَهٍ هِيَ هذِهِ. وَالحَمْدُ وَالمِنَّةُ وَالتَّطوُّلُ للَّهِ تَعَالَى وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ وَسَلَّمَ تَسلِيْمًا. وَالحَمدُ للَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبيِّه مُحمَّدٍ وَآلِه وَسَلَّم. * * * ¬
حرف الذال
حرف الذال
حَرفُ الذَالِ الشّبليُّ رَحمه اللَّه: 8070 - ذَابَ مِمَّا بِفؤادِي ... بَدَنِي ذَابَ مِمَّا فِي البَدَن البُحتُرِيُّ: 8071 - ذَاتُ حُسنٍ لَو استَزَادَتْ مِنَ الحُسـ ... ـن إِلَيهِ لَمَا أَصَابَتْ مَزِيدا بَعْدَهُ: فَهِيَ الشَّمْسُ بَهْجَةً وَالقَضِيْبُ الغَضُّ لـ ... ـيْنًا وَالرِّيْمُ طُرفًا وَجِيْدَا المُتَنبِّي: 8072 - ذَا جُودُ مَن لَيسَ مِن دَهرٍ عَلَى ثِقَة ... وَزُهدُ مَن لَيسَ مِن دُنياهُ فِي وَطَنِ 8073 - ذَاقَ فِي العِيِّ بَاقِل غُصَّةَ المَوتِ ... كَمَا ذَاقَ فِي الفَصاحَةِ قُسٌّ بَعْدَهُ: وَقَضَى في المَنُونِ قَيْسٌ كَمَا مَا ... تَ قُباذٌ يطفُو عَلَيْهِ الدِّمَقْسُ أَبُو تَمَّامٍ: 8074 - ذَاكَ السُّرورُ الَّذِي آلَت بَشَاشَتُهُ ... أَن لَا يُجاوِرها فِي مُهجةٍ كَمَدُ قَولُ أَبِي تَمَامُ هذَا مِن قَصيدَةٍ يَمدَحُ فِيْها أَبُو سَعِيْد مُحَمَّد بن يُوسُف الثَّغرِيّ، أوَّلُهَا: يَا بُعدَ غَايَةِ دَمْعُ العَيْنِ إِذْ بَعْدَهُ. يَقُولُ فيِها فِي القُبح: ¬
ذَاكَ السُّرُورُ الَّذِي آلَتْ بَشَاشَتُهُ. البيتُ وبعدَهُ: فِي مَوْقِفٍ وَقَفَ المَوْتُ الزُّؤَامُ بِهِ ... فَالمَجْدُ يُوْجَدُ وَالأرْوَاحُ تُفْتَقَدُ مُسْتَصحِبًا نِيَّةً قَدْ طَالَ مَا ضَمِنَتْ ... لَكَ الخُطُوب فَأوْفَتْ بِالَّذِي تَعِدُ صَدَعتَ حَرْبَهُمُ فِي مَعْشَرٍ قَلَلٍ ... قَدْ صرَّحَ المَخْضُ عَنْها وَانْجَلَى الرَّمَدُ مِن كُلِّ أرْوَعَ تَرْتَاعُ المَنُونُ لَهُ ... إِذَا تَجَرَّدَ لا نِكْسٌ وَلَا جَحِدُ يَكَادُ حِيْنَ يُلاقِي القرْنَ مِن حَنَقٍ ... قَبْلَ السِّنَانِ عَلَى حَوْبَائِهِ يَرِدُ قَلُّوا وَلَكِنَّهُمُ طَابُوا وَأَنْجَدَهُمْ ... جَيْشٌ مِنَ الصَّبْرِ لا يُحْصَى لَهُ عَدَدُ أذا رَأوا المَنَايَا عَارِضًا لَبِسُوا ... مِنَ اليَقِيْنِ دُرُوْعًا مَا لَها زَرَدُ نَأوا المَصْرَخِ الأَدْنى فَلَيْسَ لَهُم ... إِلَّا السُّيُوفُ عَلَى أعدَائِهِمْ مَدَدُ فَافْخَر فَمَا مِن سَمَاءٍ لِلعُلَى رُفِعَت ... إلَّا وَأفْعَالَكَ الحُسْنَى لَهَا عَمَدُ وَاعْذِرْ حَسُودَكَ فِيْمَا قَدْ خُصِصْتَ بِهِ ... إِنَّ العُلَى حُسْنٌ فِي مِثْلهَا الحَسَدُ لَهُ أَيْضًا: 8075 - ذَاكَ الَّذِي قَرِحت بُطونُ جُفونِهِ ... مَرها وَتُربَةُ أَرضِهِ مِن إثمِدِ 8076 - ذَاكَ الَّذِي لَم يُلَم فِي المَدح مَادِحُهُ ... إِن لَا يَنالَ الَّذِي فِيهِ وَإِن جَهِدَا 8077 - ذَاكَ الَّذِي نَقَدَ المَكِيدَةَ نَفسُهُ ... نَقدًا وَكَادَ عَدُوَّهُ بِضَمانِ قَولُ الشَّاعِرُ: ذَاكَ ألَّذِي نَقَدَ المَكِيْدَةُ نَفْسُهُ. البيتُ. وَجَدْتُ لَهُ حِكَايَةً غَرِيْبَةً فِي الحَسَدِ. وَذَاكَ أَنَّ بعضهُمُ كَانَ يَحْسِدُ جَارًا لَهُ وَيَقْصِدُهُ بِكَيْدِهِ فَلا يَقْدَرُ عَلَيْهِ فَأعْمَلَ الحِيْلَةِ بِأنَّهُ ابْتَاعَ غُلامًا وَأحْسَنَ إلَيْهِ فَلَمَّا تَحَقَّقَ مِنَ الغُلامِ أَنَّهُ لا يُخَالِفُهُ فِيْمَا يَأْمِرُهُ بِهِ وَيَطْلُبُهُ منْهُ قَالَ لَهُ: إِنَّ حَسَدِي لِجَارِي هذَا دَعَانِي إِلَى ابتِيَاعِك وَلِي عَلَيْكَ إحْسَانٌ وَأحِبُّ أنْ تقْبَلَ مَا آمُرَكَ بِهِ. قَالَ: قُلْ يَا سَيِّدِي أُطِعُكَ فِي مَهْمَا تَأمِرُنِي بِهِ. قَالَ: تَقْتِلُنِي. قَالَ: كَيْفَ؟ قَال: تُغْلِقُ البَابَ عَلَيْنَا وَتأخُذُنِي وَتَصْعَدُ إِلَى السَّطْحِ فَتَذْبَحُنِي بِهَذِهِ السِّكِّيْنِ وَتُلْقِيْنِي مَذْبُوحًا فِي سَطْحِ جَارِي هذَا وَأَنْتَ ¬
فِي حلٍّ مِن دَمِي وَكُلُّ مَا أمْلُكُهُ مِنَ المَالِ وَغيرُهُ فَهُوَ لَكَ فَعَرَّفَهُ الغُلامُ أَنَّ ذَلِكَ خَطَأٌ وَاسْتَعْفَاهُ فَلَمِ يَلْتَفِتُ وَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى فَعَلَ الغُلامُ بِهِ مَا أَمَرَهُ وَألْقَاهُ فِي سَطْحِ جَارَهِ مَذْبُوحًا وَأخَذَ مَا حَضَرَهُ مِنَ المَالِ وَخَرَجَ مِنَ المَدِيْنةِ جَارِيًا وَوَصَلَ الخَبَرُ إِلَى السُّلطَانِ فَأخَذَ الرَّجُلُ الَّذِي وُجَدَ المَقْتُولُ فِي سَطْحِهُ عَلَى أنْ يَقْتُلُهُ بِدَمِهِ وَاتَّفَقَ أَنَّ الغُلامَ عَرَفَهُ بَعْضُ مَن صَدَفَهُ فَأنْكَرَ حَالهُ وَأحْضَرَهُ عِنْدَ السُّلْطَانِ فَأقَرَّ الغُلامُ أَنَّهُ هُوَ القَاتِلُ وَأنَّ الرَّجُلَ المَأخُوذَ بَرِيءٌ وَحَكَى الحِكَايَةَ بِعَيْنِهَا وَأخْبَرَهُ أَنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ بِنَفْسِهِ لِيُقْتَلَ الرَّجُلُ بِهِ حَسَدًا لَهُ فَلَمَّا تَحَقَّقَ السُّلْطَانُ صحَّةَ القَضِيَّةِ أمَرَ بِإطْلاقِ الرَّجُلُ البَرِيءِ فَأُطْلِقَ وَسَوَّغَ المَالَ ذَلِكَ الغُلامَ لِصِدْقِهِ وَأمَرَ بِإطْلاقِهِ وَقَالَ يَكْفِيْهِ لهذَا الحَسُودِ مَا فَعَلَ بِنَفْسِهِ فَهُوَ ذَلِكَ الَّذِي قِيْلَ فِيْهِ: ذَاكَ الَّذِي نَقَدَ المَكِيْدَةُ نَفْسَهُ نَقْدًا. البيتُ. المُهَلَّبِي: 8078 - ذَاكَ إِن تَمَّ لِي فَقَد عَذُبَ العَيشُ ... وَنَيلُ المُنَى وَرِيشَ الجَنَاحُ ابْنُ شَمسِ الخلافَة: 8079 - ذَاكَ دَهرٌ مَضَى وَلَم أَقضِ مِنهُ ... سُولَ نَفسِي وَلَا شَفَيتُ غَلِيلِي 8080 - ذَاكَ شُؤمٌ شُؤمَ البَسُوسِ وَغَبرَاءَ ... وَشُؤمَ الوَرَى عَلَيهِ عِيَالُ 8081 - ذَاكَ شُؤمٌ لَو كَانَ فِي جَنَّةِ الخُلدِ ... لَحالَت بِأَهلِهَا الأَجوالُ 8082 - ذَاكَ شُؤمٌ لَا يَثلِمُ الدَّهرُ حَدَّيهِ ... وَمَا لَم يَزَل فَلَيسَ يُزَالُ الخُبزرُزّي: 8083 - ذَاكَ لَو كَانَ فِي المَعادِ شَفِيعًا ... رَضِيَ اللَّهُ عَن جَميعِ العَبيدِ ¬
قَبْلَهُ: لَكَ ذَنبٌ لا عُذْرَ عَنْهُ وَلَكِنْ ... قَدْ قَبِلْنَا شَفَاعَةَ بن الوَليْدِ ذَاكَ لَو كَانَ فِي المَعَادِ شَفِيْعًا. البيت. 8084 - ذُبَابًا طَارَ فِي لَهواتِ لَيثٍ ... كَذَاكَ اللَّيثُ يَزدَرِدُ الذُّبَابَا مِثلُهُ قَولُ آخَرَ (¬1): مَا كَانَ جَمعَهُمُ فِي عُرضِ سَورَتِنَا ... إِلَّا ذُبَابًا هَوَى فَاقْتَمَّهُ الأَسَدُ أبو فراس بن حَمدَان: 8085 - ذُدتُ الأُسُودَ عَنِ الفَرَائِسِ ... ثُمَّ تفرُسُنِي الضِّبَاعُ قَبْلَهُ: مَا لِلعَبِيْدِ مِنَ الَّذِي ... يَقْضِي بِهِ اللَّهُ امْتِنَاعُ ذدُتُ الأُسُودَ عَنِ الفَرائِسِ. البيت. أَبُو الطَّيب المتنبِّي: 8086 - ذَرَانِي وَالفَلَاةَ بِلَا دَلِيلٍ ... وَوَجهِي وَالهجِيرَ بِلَا لِثَامِ 8087 - ذَرُونِي ذَرُونِي مَا كَفَفتُ فَإِنَّني مَتَى ... مَا تَهِيجُونِي تَمُد بكُم أَرضي بَعْدَهُ: فَأُنْهِضُ فِي سَردِ الحَدِيْدِ عَلَيْكُمُ ... كَتَائبَ سُوْدًا طَالَمَا انْتَظَرت نَهْضِي يُقَال أَنَّ أبَا مُسْلِمٍ الخُرَاسانِيُّ صَاحِب الدَّعوَةِ العبَّاسِيَّةِ كَانَ يَلعَبُ بالشّطْرَنجْ فَاتَّفَقَ لَهُ شَاهٌ مَاتَ فَمَثَّلَ بِهذِيْنِ البَيْتَيْنِ. ¬
8088 - ذَرها سَمَاوِيّةً تَجرِي عَلَى قَدَر ... لَا تَمزُجَها بِرَأيٍ مِنكَ أَرضِي 8089 - ذَرِي عَدَّ الذّنُوبَ إِذَا التَقَينَا ... تَعَالَى لَا نَعودُ وَأَنتِ عَودِي ابْنُ أختِ أَبِي دُلَفٍ: 8090 - ذَرينِي أَجوبُ الأَرضَ فِي طَلَبِ الغِنَى ... فَلا الكَرَجُ الدُّنيَا وَلَا النَّاسُ قَاسِمُ بَعْدَهُ: فَإنْ كَانَتِ الأَرْزَاقُ فِي يَدِ قَاسِمٍ ... فَلا كَانَتِ الدُّنْيَا وَلَا كَانَ قَاسِمُ قَالَ المَأْمُونُ لأبِي دُلَفٍ: أنتَ الَّذِي يَقُولُ فِيْكَ الشِّاعِرُ (¬1): إِنَّمَا الدُّنْيَا أَبُو دُلَفٍ ... بَيْنَ بَادِيْهِ وَمحتَضِرَهُ فَإِذَا وَلَّى أَبُو دُلَفٍ ... وَلَّتِ الدُّنْيَا عَلَى أثَرِهُ فَقَالَ: يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ شَهادَةُ زُوْرٍ وَقُولُ غُرُوْرٍ وَمَلَقُ مُغتَافٍ وَطَالِبُ عُرفٍ وَلَكِنْ أصْدَقُ مِنْهُ ابْنُ أُخْتٍ لِي حَيْثُ يَقُولُ: ذَرِيْنِي أجُولُ الأرْضَ فِي طَلبِ الغِنَى. البيتَان. بَشَّارٌ: 8091 - ذَرِينِي أَشُبُّ همِّي بَراحٍ فَإِنَّنِي ... أَرى الدَّهرَ فِيهِ فَرجَةٌ وَمَضِيقُ 8092 - ذَرِينِي أطُل عُمرًا بِذِكرٍ أَشِيدُهُ ... فَبالذِكرِ أَمجادُ الرِجَالِ تُعَمَّرُ حُطَائطُ بنُ يَعفُر: 8093 - ذَرِينِي أَكُن للمَالِ ربًا وَلَا يَكُن ... لِي المَالُ رَبًا تَحمدي غبَّهُ غَدَا ¬
بَعْدَهُ: أرَى جَوَادًا مَاتَ هزْلًا لَعَلَّنِي ... أرَى مَا تَرَيْنَ أو نَحِيْلًا تَخَلَّدَا وَقُلْتُ وَلَمْ أَعِ الجَوَابَ تَبَيَّنِي ... أكَانَ الهُزَالُ حَتْفَ زَبْدٍ وَأربَدَا 8094 - ذَرِينِي أمَتعُّ عِيشَتي قَبلَ مِيتَتِي ... وَآكُلُ مَا لِي قَبلَ مَن هُوَ آكِلُهُ أَبُو بَكر بن أبي الدُّنيَا: 8095 - ذَرِينِي أُمَهِّدُ لِلمَماتِ فَإِنَّنِي وَجَدتُ ... الرَّدَى يَأتِي عَلَى الشِيبِ وَالمُردِ المُتَنبِّي: 8096 - ذَرِيِني أَنل مَا لَا يَنَالُ مِن العُلَى ... فَصَعبُ العُلَى فِي الصَعبِ وَالسَّهلُ فِي السَهلِ بَعْدَهُ: تُرِيْدِيْنَ إِدْرَاكَ المَعَانِي رَخِيْصةً ... وَلا بُدَّ دُونَ الشَّهْدُ مِن أبَرِ النَّحْلِ وَلَيْسَ الَّذِي يَتَّبِعُ الغَيْثَ رَائدًا ... كَمَن جَاءَهُ فِي دَارِهِ رَايِدُ الوَيْلِ وَمضانَا مِمَّن تَدَّعِي الشَّوْق قَلْبُهُ ... وَيَحتَجُّ فِي تَركِ الزِّيَارَةِ بِالشّغلِ زُرعَةُ التَّغلِبيُّ: 8097 - ذَرِيني تَجُد كَفِّي بِمَا لِي إِنَّنِي ... سَأُصبِحُ لَا أَستَطيعُ جُودًا وَلَا بُخلَا بَعْدَهُ: إِذَا وَضَعُوا فَوْقَ الضَّرِيْحِ جَنَادِلًا ... عليَّ وَخَلَّيْتُ الجَنِيْنَةَ وَالرَّجلا قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: رأيْتُ البِيْتُ الأوَّلُ فِي دِيْوَانِ الأخْطَلِ يَقُولُ: أعَاذِلتَيَّ اليَوْمَ وَيْحَكُمَا مَهْلًا وَكُفَّا ... الأَذَى عَنِّي وَلَا تُكْثِرَا عَذْلا ذَرَانِي تَجِد كَفِّي بِمَالِي. البيت وبَعْدَهُ: ¬
وَلَيْسَ بَخِيْلُ النَّفْسِ بِالمَالِ خَالِدٌ ... وَلَا مِن جَوادٍ فَاعْلَمِي متنَا هزْلا ألا رُبَّ مَن يَخْشَى نَوَايِبَ قَوْمِهِ ... وَرَيْبُ المَنَايَا يُعَابُ بِهِ الفِعلا وَيَا رَبَّ غَادٍ وَهُوَ يُرْجَى إيَابُهُ ... وَسَوفَ يُلاقِي دُوْنَ أوْبَتِهِ شُغْلا العَتَّابيُّ: 8098 - ذَرِينِي تَجِئنِي ميتَتِي مُطمَئِنّةً ... وَلَم أَتَجَشَّم هولَ تِلكَ المَوَارِدِ كَانَت امرَأةُ العتَّابِيُّ بَاهِليَّةً فَقَالَت لَهُ يَومًا هذَا مَنْصُور النَّمرِيُّ وَكَانَ تِلْمِيْذَ العتَّابِيُّ وَرَاوِيَتَهُ قَد أَخَذَ الأموَالَ الجمَّةَ فَحَلَّى نِسَاءَهُ وَبَنَى دَارَهُ وَاشْتَرَى الضيَاعَ وَأنتَ هاهُنَا كَمَا تَرَى فَأنْشَأ يَقُولُ: تَلُومُ عَلَى تَركِ الغِنَى بَاهِلِيَّةٌ ... طَوَى الدَّهْرُ عَنْها كُلَّ طَرفٍ وَتَالِدِ رَأتْ حَولَها النُّسْوَانِ يَرفُلْنَ كَالدُّمَى ... مُقَلِّدَةً أعنَاقُها بِالقَلايِدِ أسَرَّكَ أنِّي نُلْتُ مَا نَالَ جَعْفَرٌ ... مِنَ المُلْكِ أو مَا نَالَ عَنِّي بنُ خَالِدِ وَإنَّ أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أغَصَّنِي ... مَغَصَّهُمَا بِالمُرْهَقَاتِ البَوادِرِ ذَرِيْنِي تَجِئْنِي مَيْتَتِي مُطْمَئِنَّةً. البيت وبَعْدَهُ: فَإنَّ جُسَيْمَاتِ المَعَالِي مَشُوبَةٌ ... بِمُسْتَوْدَعَاتٍ فِي بُطُونِ الأسَاوِدِ لما قَالَ العتابي مُخَاطِبًا لامرَأتِهِ: أسَرَّكَ أنِّي نُلْتُ مَا نَالَ جَعفَر. البيت. قَالَت: أي وَاللَّهِ. فَقَالَ: فَلَمَّا قال: وَإنَّ أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أغَصَّنِي مَغَصَّهُمَا. البيت. قَالَت: لا وَاللَّهِ. فَقَال: ذَرِيْني تَجِيئي مَيْتَتِي مُطْمَئِنَّةً. البيت. هُوَ عَمرو بنُ كُلْثُوم بنِ عُمروِ بنِ أيُّوب بنِ عُبَيْدُ بنِ حَبِيْس بنِ أوْسِ بنُ مَسْعُودِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنُ عُمرو بنُ كَلْثُومِ الشَّاعِر وَهُوَ ابْنُ مَالِكِ بنِ عَبَّادِ بنِ سَعدِ بنِ زُهيْرِ بنِ جُشَمِ بنِ بكرِ بنِ حَبِيْبِ بنِ عَمرو بنِ غُنُم بنِ تَغْلِب. وَكَان العتَّابِيُّ شَاعِرًا مُتَرَسِّلًا بَلِيْغًا مَطْبُوعًا مُتَصَرِفًا فِي فُنُونِ الشّعْرِ مُتَقَدِّمًا وَكَانَ مِن شُعَرَاءِ الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّةِ وَكَانَ شَيْخًا جَمِيْلًا جَلِيْلًا ثَابِتَ الجَأْشِ فِي الكَلامِ شَدِيْدَ الجَّوَابِ حَاضِرَ العَقْلِ حَسَنَ البَدِيْهةِ نَظِيْفَ الشَّارَةِ لَطَيْفَ العِبَارَةِ. ¬
الوَزيرُ الطُغرائيُّ: 8099 - ذَرِينِي عَلَى أَخلَاقِي الشُوسِ إِنَّنِي ... عَليمٌ بِإمرَارِ المَواقِعِ وَالنَّقض بَعْدَهُ: أزَيْد إِذَا أيْسَرتُ فَضلَ تَواضُعٍ ... وَيَزْهُو إِذَا أعسَرتُ بَعْضِي عَلَى بَعْضِ فهَذَاكَ عِنْدِي اليُسْرُ أجْلبُ لِلثَّنَا ... وَهذَاكَ عِنْدِي العُسْرُ أصْوَنُ لِلعرْضِ ألَمْ تَرَ أَنَّ الغُصْنَ يَسْمُو بِنَفْسِه ... وَيُوْقَرُ حَمْلًا وَهوَ يَدْنُو مِنَ الأرْضِ ابن أَبِي الدُّنيَا: 8100 - ذَرِينِي غَنيًّا بِالقُنُوعِ فَإِنَّنِي ... رَأيتُ أَخَا المَالِ الحَريصَ فَقيرَا سَوادَةُ اليَربوعيُّ: 8101 - ذَرينِي فَإِنَّ البُخلَ لَا يُخلِدُ الفَتَى ... وَلَا يُهلِكُ المَعرُوفُ مَن هُوَ فَاعِلُهُ بَعْدَهُ: لَقَد بَكَّرَتْ مَيٌّ عَلَيَّ تَلُومُنِي ... تَقُولُ لَقَد أهْلَكْتَ مَنْ أنْتَ عَائِلُهُ ذَرِيْني فَإنَّ البخْلَ لا يَخْلِدُ الفَتَى. البيت. عَمرُو بن الأَهتَمِ: 8102 - ذَرِينِي فَإِنَّ الشحَّ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... لِصَالِحِ أَخلَاقِ الرِّجَالِ سَرُوقُ يَقُولُ الشِّحُ وَالبُخْلُ يُغَطِّيَانِ عَلَى كُلِّ خُلْقٍ حَسَن لا يَنْفَعُ معهُمَا شَيْء وَالسَّخَاءُ وَالكَرَمُ يُغَطِّيَانِ عَلَى كُلِّ عَيْبٍ. أبيَاتُ عَمرُو بن الأهْتَمَ السَّعدِيِّ، أوَّلُهَا: ألا طَرَقَت أسْمَاءُ فَهِيَ طَرُوْقُ ... وَبَانَت عَلَى أَنَّ الخَيَالَ يَشُوْقُ ¬
بِحَاجَةِ مَخزُونٍ كَأَنَّ فُؤَادَهُ ... جَنَاح وَهيَ عَظْمَاهُ فَهُوَ خَفُوْقُ وَهَانَ عَلَى أسْمَاءَ أنْ شَطَّتِ النَّوَى ... يَحِنُّ إلَيْها وَالِهٌ وَيَتُوقُ ذَرِيْني فَإنَّ الشَّحَّ يَا أمَّ مَالِكٍ. البيت وبَعدَه. وَإنِّي كَرِيْم ذُو عِيَالٍ تهمُّنِي. البيت وبَعْدَه: ذَرِيْني وَحُطِّي فِي هَوَايَ فَإنَّنِي ... عَلَى الحَسبِ الزَّاكِي الرَّفِيع شَفِيْقُ وَمُسْتَنْبِحٍ بَعدَ الهُدُوِّ دَعَوْتُهُ ... وَقَد حَانَ مِن نَجْمِ الشِّتَاءِ خُفُوقُ يُكَابِدُ غربِيًّا مِنَ اللَّيْلِ بَارِدًا ... تَلُفُّ رِيَاح ثَوبُهُ وَبُرُوقُ تَألَّقَ فِي عَيْنٍ مِنَ المُزْنِ وَادِقٍ ... لَهُ هيْدَبٌ دَانِي السَّحَابِ دَفُوقُ فَقُلْتُ لَهُ أهْلًا وَسَهلًا وَمرحَبًا ... فَهَذَا مَبيْتٌ صَالِحٌ وَصَدِيْقُ أضَقْتُ فَلَم أفْحَش عَلَيْهِ وَلَمْ أقُلْ ... لأحرمُهُ أَنَّ المَكَانَ مَضِيْقُ وَكُلُّ كَرِيْمٍ يَتَّقِي الذَّمَّ بالقرَى ... وَلِلْخَيْرِ بَيْنَ الصَّالِحِيْنَ طَرِيْقُ لَعُمْركَ مَا ضَاقَتْ بِلادَ بِأهْلِهَا ... وَلَكِنَّ أخْلاق الرِّجَالِ تَضِيْقُ أقُومُ بِحَقِّ الضَّيْفِ إِنْ قَعَدُوا بِهِ ... وَتَسْمُوا لَهُ عِندِي يَدٌ وَحقُوقُ لَهُ أَيْضًا: 8103 - ذَرِينِي فَإِنِّي ذُو فَعالٍ تُهِمُّنِي ... نَوائِبُ تَغشَى رُزؤُها وَحُقُوقُ 8104 - ذَرِينِي فَمَا أَعيَى بِمَا حَلَّ سَاحَتِي ... أَسُودُ فَأَكفِي أَو أُطيعُ المُسَوَّدَا قِيْلَ لَمَّا سَمعَ سَلَمَ بن قُتَيْبَةَ هذَا البيتُ قَالَ للَّهِ دُرَّهُ مَا أدْرَى فِي حَالَيْهِ هُوَ أكْرَمُ أحِيْنَ يَسُودُ فَيَكْفِي أو حِيْنَ يُطِيع المُسَوَّدُ. حَاتم الطائِيُّ: 8105 - ذَرِينِي فَمَا آلُو بِمَا لِي صَنِيعةً ... فَأَوَّلُهُ حَمدٌ وآخِرُهُ ذُخرُ ¬
عُروَةُ بن الورد: 8106 - ذَرِينِي لِلغِنَى أَسعَى فَإِنِّي ... رَأَيتُ النَّاسَ شَرُّهُم الفَقيرُ أبياتُ عُروَة بن الوَردِ المَعرُوفِ بِعُروَة الصَّعَالِيْكِ. ذَرِيْنِي لِلغِنَى أشْقَى فَإنِّي. البيت وبَعْدَه: وَأبْعَدُهُم وَأهْوَنُهُم وَإِنْ ... أمسَى لَهُ حَسَبٌ وَخَيْرُ يُسَاعِدُهُ القَرِيْبُ وَتَزْدَرِيْهِ ... حَلِيْلَتُهُ وَيَنْهرَهُ الصّغِيْرُ وَتَلْقَى ذَا الغِنَى وَلَهُ جَلالٌ ... يَكَادُ فُؤَادُ صَاحِبِهُ يَطيْرُ قَلِيْلٌ ذَنْبُهُ وَالذَّنْبُ جَمّ ... وَلَكِنَّ الغنيَّ رَبٌّ غَفُورُ 8107 - ذَرِينِي مِنَ التَعليِمِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... فَمَا خِلتُ مِثلِي يَنبَغِي أَن يُعلَّمَا 8108 - ذَرِينِي مِن ضَربِ القِدَاحِ عَلَى السرَى ... فَعَزمِي لَا يثنيهِ نحسٌ وَلَا سَعدُ أَحمد بن أبي فَنَنٍ: 8109 - ذَرِينِي وَإتِلَافِي التّلادَ فَإِنَّني ... أحُبُّ مِنَ الأَفعالِ مَا هُوَ أَجمَلُ بَعْدَهُ: فَأحْمَدُ نَارِيّ الَّتِي تُوجِبُ القِرَى ... عَلَيَّ وَزَادَنِي الحَمْلُ المُعَجَّلُ أَبُو تَمَّامٍ: 8110 - ذَرِينِي وَأَهوالَ الزَّمانِ أُعانِهَا ... فَأَهوالُهُ العُظمَى تَلِيها رَغائِبُه بَعْدَهُ: ألَم تَعَلَمِي أَنَّ الزَّمَاعَ عَلَى السَّرَى ... أخُو النَّجْحِ عِنْدَ الحَادِثَاتِ وَصَاحِبُه ¬
عمرو بن الأهتَم: 8111 - ذَرِينِي وَحُطِّي فِي هوَايَ فَإِنَّنِي ... عَلَى الحَسب الزَّاكِي الرَفيعِ شَفِيقُ 8112 - ذَرِينِي وَلذَّاتِي أَنَلهَا فَإِنَّنِي ... أُبادِرُ بِاللَّذاتِ شَيبَ المَقَادِمِ حَاتمٌ الطَّائيُّ: 8113 - ذَرِينِي وَمَا لِي إِنَّ مَالِكَ وَافرٌ ... وَكُلُّ امرِىٍ جَارٍ عَلَى مَا تَعوَّدَا 8114 - ذَعَرتَهُ ثُمَّ نَفَّستَ الخِنَاق لَهُ ... فَلاَ تَنَم عَنهُ فَالمَذعُورُ يَقظَانُ يُقَالُ فِي المَثَلِ السَّائِرِ: تَرَكْتُهُ مُحْرَنْبِئًا لانْبِيَاق. الأحْرِنْبَاءُ الأزْئيْرَارُ وَقِيْلَ المُحْرَنْبِئُ المُخمر لِدَاهِيَةٍ فِي نَفْسِهِ. والإنْبيَاقُ الهُجُومُ عَلَى الشَّرِّ. أي تَرَكْتُهُ يضْمرُ دَاهِيَةً لِيَنْفَتِقَ عَلَيْكَ بِالشَّرِّ. ابْنُ الرُّوميّ: 8115 - ذُقتُ الطُعومَ فَمَا التَذَذتُ كَرَاحَةٍ ... مَن صُحبَةِ الأَخيَارِ وَالأَشرارِ أبيَات ابْنُ الرُّومِي بَعدَ قَولَهُ: ذُقْتُ الطُّعُومَ. البيتُ. أَمَّا الصَّدِيْقُ فَلا أحِبُّ لِقَاءَهُ ... حَذَرَ القلَى وَكَرَاهَةَ الأغْوَارِ وَأرَى العَدُوَّ قَذًى فَأكْرَهُ قُربَهُ ... فَهَجَرْتُ هذَا الخُلْقَ عَن أعْذَارِ أرِنِي صَدِيْقًا لا يَسُوءُ بِسَقْطَةٍ ... مِن غَيْبَةٍ فِي قَدْرِ صَدْرِ نَهَارِ أرِني الَّذِي عَاشَرْتهُ فَوَجَدْتهُ ... مُتَغَاضِيًا لَكَ عَنْ أقَلِّ عِثَارِ مِنْ جَوْرِ إخْوَانِ الصَّفَاءِ سُرُورُهُم ... بِتَفَاضُلِ الأحْوَالِ وَالأخْطَارِ لَو أَنَّ إخْوَانَ الصَّفَاءِ تَنَاصَفُوا ... لَمْ يَفْرَحُوا بِتَفَاضُلِ الأعْمَارِ أأُحِبُّ قَوْمًا لَمْ يُحِبُّوا رَبَّهُمْ ... إِلَّا لِفردَوْسٍ لَدَيْهِ وَنَارِ ¬
الرَّضِي الموسَوِيُّ: 8116 - ذِكرَاكَ آخِرُ مَا يُفارِقُ خَاطِري ... وَنَداكَ أَوَّلُ وَارِدٍ يَلقانِي المُتَنَبِّي: 8117 - ذِكرُ الفَتَى عُمرُهُ الثَّانِي وَحَاجَتُهُ ... مَا قَاتَهُ وَفُضُولُ العَيشِ أَشغالُ بَعْدَهُ: إنَّا لَفِي زَمَنٍ تَرْكُ القَبِيْحِ بِهِ ... مِن أكْثَرَ النَّاسِ إحْسَانٌ وَأحْمَالُ أخَذَهُ المُتَنَبِّي مِن قَوْلِ بَعضُ أوْلادِ عُمَر بن عَبْدُ العَزِيْزِ رَحَمَهُ اللَّهُ وَقَد رُوِيَ يَسْقِي النَّاسَ المَاءَ فَقِيْلَ لَهُ أبَعْدُ الخَلافَةِ وَالمُلْكِ تَفْعَلُ هذَا؟ قَالَ: مَا قَعَدنَا إِلَّا الفُضُولَ. له أَيْضًا يَمدَحُ أَبا أيّوبَ أحمدَ بن عَمرانَ: 8118 - ذُكِرَ الأَنامُ لَنَا فَكانَ قَصيدَةً ... أَنتَ البَديعُ الفَردُ مِن أَبيَاتها يَقُولُ المَتنبيّ مِن هذِهِ الأبيَات: وَمَطَالِب فِيْهَا الهَلاكُ أتَيْتُهَا ... ثبَتَ الجنَانِ كَأنَّني لَم آتِهَا يَقُولُ فِي المَدْحِ مِنْهَا: لَيْسَ التَّعَجُّبُ مِن مَوَاهِبِ مَالِهِ ... بَل مِن سَلامَتِها إِلَى أوْقَاتِهَا عَجَبًا لَهُ حِفظَ العَنَانِ بِأنْمُلٍ ... مَا حفظِهَا الأشْيَاءَ مِن عَادَاتِهَا كَرّر تُبيِّن فِي كَلامِكَ مَأثَلًا ... وَيَبيْنُ عُنقُ الخَيْلِ فِي أصْوَاتِهَا أعْيَى زَوَالكَ عَن مَحَلٍّ نُلْتَهُ ... لَا تَخرُجُ الأقْمَارُ مِن هَالاتِهَا ذُكِرَ الأنَامُ لنَا فَكَانَ قَصِيْدَةً. البيت. ¬
8119 - ذَكرتُ بِلادِي فَاستَهلَّت مَدَامِعِي ... لِشَوقِي إِلَى عَهدِ الصِّبَى المُتَقادِمِ بَعْدَهُ: حَنِيْنًا إِلَى أرْضٍ بِها اخضرَّ شَارِبِي ... وَحُلَّت بِها عَنِّي عقُودِ النَّمَائِمِ مِن بَابِ (ذَكَرتُ) قَولُ الرَّضِيّ. وَقَد ذَكَر هذِهِ الأبيَاتُ أَبُو العَلاء المَعَرِّيّ فِي (رِسَالَةِ الغُفْرَانِ). وَأظُنُّها لِبَعضِ الأعرَاب (¬1). ذَكَرتُكِ وَالحَجِيْجُ لَهُ ضَجِيْجٌ ... بِمَكَّةَ وَالقُلُوبُ لَها وَجِيْبُ فَقُلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلَدٍ حَرَامٍ ... بِهِ للَّهِ أخْلَصَتِ القُلُوبُ إلَيْكَ أتُوبُ يَا رَحْمَنُ مِمَّا ... جَنَيْتُ فَقَد تَكَاثَرَتِ الذُّنُوبُ وَأَمَّا مَن هوَى لَيْلَى وَتَرْكِي ... زِيَارَتهَا فَإِنِّي لا أتُوْبُ كَذَا الرّوَايَةِ وَتَرْكِي زِيَارَتهَا وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ وَحُبِّي زِيَارَتَها لِيَصحَّ المَعْنَى. وَيُروَى: وَقُطِّعَ عَنِّي قَيْدُ عَقْدِ التَّمَائِمِ. القَضَافِيُّ: 8120 - ذَكَرتُكُم لَيلًا فَنوَّرَ ذِكرُكُم ... دُجَى اللَّيلِ حَتَّى انجَابَ عَنَّا دَيَاجِرُهُ بَعْدَهُ: فَوَاللَّهِ مَا أدرِي أضَوْءٌ مُسَخَّرٌ ... لِذِكْرَاكُمُ أم نَسِيْمُ اللَّيْلِ سَاحِرُهُ أخَذَهُ مِن قَوْلِ عَمرُو ينُ شاسٍ وَهُوَ (¬1): إِذَا نَحْنُ أدْلَجْنَا وَأَنتَ أمَامَنَا ... كَفَى بِالمَطَايَا نُورث وَجْهِكَ هادِيَا 8121 - ذَكَّرَني وَذُو الهوَى غَوِيُّ ... نَجدًا وَنَجدٌ بَلدٌ قَصِيُّ ¬
المُتَنَبِّي فِي سَيف الدَّولة: 8122 - ذَكِيٌّ تَطَنِّيهِ طلِيعَةُ عَينِهِ ... يَرَى قَلبُهُ فِي يَومِهِ مَا يَرَى غَدَا بَعْدَهُ: وُصُولٌ إِلَى المُسْتَصْعِبَاتِ بِحِيْلَةٍ ... فَلَو كَانَ قَرنُ الشَّمْسِ مَاءً لأوْرَدَا أبو تمَّامٍ: 8123 - ذُلُّ السُؤالِ شَجًى فِي الحَلقِ مُعتَرِضٌ ... مِن دونِهِ شَرَقٌ مِن خَلفِهِ جَرَضُ بَعْدَهُ: مَا مَاءُ كَفِّكَ إِنْ جَادَتْ يَدَاكَ بِهِ ... عَن مَاءِ وَجْهِي إِنْ أَفْتَيْتُهُ عِوَضُ 8124 - ذُلُّ السُؤالِ وَعِزُّ الكِبرِ مَا اجتَمَعا ... إِلَّا أَضَرَّا بِمَاءِ الوَجهِ وَالبَدَنِ بَعْدَهُ: وَأيُّ ذُلٍّ بِحرٍّ فِي مُرُوءَتِهِ ... أذلُّ مَن غَضَّ عَيْنيْهِ عَلَى المِنَنِ المُتَنبِّي: 8125 - ذَلَّ مَن يَغبطُ الذَليلَ بِعَيشٍ ... رُبَّ عَيشٍ أَخفُّ مِنهُ الحِمَامُ بَعْدَهُ: مَنْ يَهُنْ يَسهُلُ الهوَانَ عَلَيْهِ ... مَا لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيْلامُ قَولُ المُتَنَبِّي: ذلَّ مَن يَغْبطُ الَّلِيْلَ بِعَيْشٍ. البيتُ. هُوَ مَأخُوذ مِن قَوْلُ أرِسْطَالِيْسَ. إِذَا لَمْ تَتَصَرَّف النُّفُوسُ فِي شَهواتِها وَمُرادِها فَحَيَاتها مَوتٌ وَوُجُودُها عَدَمٌ. ¬
وَقَد كَرَّرَ المُتَنَبِّي هذَا المَعنَى فَقَالَ (¬1): عِشْ عَزِيْزًا أَوْ مُتْ وَأَنْتَ كَرِيْمُ ... بَيْنَ طعنِ القَنَا وَخَفْقِ البُنُودِ السُميسر الأنَدلُسيُّ: 8126 - ذَلُّوا وَقَد طَالَ مَا أَذلُّوا ... دَعهُم يَذوقَوا الَّذِي أَذاقُوا قَبلَهُ: يَا سَائِلِي عَنْ خُمُولِ قَومٍ ... لَيْسَ لَهُم عِنْدَنَا حَلَّانِ ذَلُّوا وَقَد طَالَمَا أذَلُّوا. البيت. سَدِيفُ بن مَيمون: 8127 - ذُلُّهَا أَظهرَ التَّوَدُّدَ مِنهَا ... وَبِهَا مِنكُم كحَزِّ المَواسِي قَولُ سَدِيْفٌ هذَا: ذلُّها أظْهَرَ التَّوَدُّدَ منْهَا. البيتُ. قَدْ سَبَقَتْ حِكَايَتُهُ بِبَابِ: أنْزِلُوها بِحَيْثُ أنْزَلَهَا اللَّهُ. يُحَرِّضُ بَنِي العَبَّاس عَلَى قَتْلِ بَنِي أُمَيَّة. يُقَالُ فِي هذَا المَثَلِ حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّةٍ. يُضْرَبُ لِمَن يُضْمِرُ حِقْدًا وَغَيْظًا وَيُظْهِرُ مُخَالَصةً وَوِدًّا. الحِرَّةُ مِنَ الحَرَارَةِ وَهيَ العَطَشُ وَالقِرَّةُ البَرْدُ كُرَّت الحرَّة لِمَكَانِ القرَّة للازْدِوَاجِ. قَالُوا وَأشَدُّ العَطَش مَا يَكُونُ فِي اليَومِ الشَّدِيْدِ البَرْدِ. الرَّضِي الموسَوِيُّ: 8128 - ذَليلٌ لِرَيبِ الدَّهرِ مَن كَانَ حَاضِرًا ... وَحربٌ لِذِي الأيَّامِ مَن يَتَغَرَّبُ 8129 - ذُمَّ المَنازِلَ بَعدَ مَنزِلَةِ اللِّوَى ... وَالعَيشَ بَعدَ أولئِكَ الأَقوامِ ¬
مَحمودٌ الورَّاق: 8130 - ذَمَمتُكَ أَولًا حَتَّى إِذَا مَا ... بَلَوتُ سِواكَ عَادَ الذمُّ حَمدَا قَولُ مَحمُودُ الوَدَّاق: ذَمَمتُكَ أوَّلًا. البيت وبَعْدَهُ: وَلَم أحمَدكَ مِن خَيْرٍ وَلَكِنْ ... رَأيْتُ سِوَاكَ شَرًّا مِنْكَ جدَّا فَعُدْتُ إلَيْكَ مُضطَرًّا ذَلِيْلًا ... لأنِّي لَمْ أجد مِن ذَاكَ بُدَّا كَمَجْهُودٍ تَحَامَى أَكْلَ مَيْتٍ ... فَلَمَّا أضْطَرَّ عَادَ إلَيْهِ شَدَّا سَعيد بن عبد الرحمن بن حَسَّان: 8131 - ذُمِمتَ وَلَم تُحمَد وَأَدرَكتُ حاجَتِي ... تَولَّى سوَاكُم شُكرُهَا واصطِنَاعَهَا قِيْلَ سَألَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حَسَّان بنِ ثَابِتٍ الأنْصَارِيّ عَنُبْسَةَ بن سَعِيْد بن العَاصِ حَاجَةً فَلَم يَقُم فِيْها فَتَرَكَهُ وَسَألَ عُمَرَ بن عبدُ العَزِيْزِ فَقَامَ لَهُ بِهَا فَقَالَ: ذُمِمتَ وَلَم تُحْمَد وَأدرَكْتُ حَاجَتِي. البيتُ وَبَعدَهُ: أبَى لَكَ فِغلُ الخَيْرِ رَأيٌ مُقَصِّرٌ ... وَنَفْس أضَاقَ اللَّهُ بِالخَيْرِ بَاعُهَا إِذَا هِيَ حَثَّتْهُ عَلَى الخَيْرِ مَرَّةً عَصَاهَا ... وَإِنْ هَمَّتْ بِسُوءٍ أطَاعَهَا الرَّضِي الموسَوي: 8132 - ذَنبِي إِلَى البُهمِ الكَوَاذِنِ أَنَّنِي ... الطِّرفُ المُطَهَّمُ وَالأَغرُّ الأَقرَحُ قَولُ السَّيِّد الرَّضي: ذَرْني إِلَى البُهُم اللوازِن. البيتُ. يُوَلُونَنِي خُزْرَ العُيُونِ لأنَّني ... غَلسْتُ فِي طَلَبِ العُلَى وَتَصَبَّحُوا وَجَذَبْتُ بِالطُّولِ الَّذِي لَمْ يَجْذِبُوا ... وَمَتَحْتُ بِالغَربِ الَّذِي لَمْ يمتَحُوا ¬
يَغْدُو وَمَرْجَلُ ضَغْنِهِ مُتهزِّمٌ ... أبَدًا عَلَيَّ وَجُرحُهُ مُتَقَرِّحُ مَسَحْتُ جِبَاهُ الوَاجِنَاتِ وَلَطْمتُ ... مِنْ دُونِ غَايَتها العِتَاقُ القُرَّحُ لَو لَمْ تَكُنْ لِي فِي الصُّدُورِ مَهابَةٌ ... لَمْ يَطْعَنِ الأعدَاءُ فِيَّ وَيَقْدَحُو مَن خيفَ خَوفَ اللَّيْثِ خُطَّ لَهُ الرُّبَى ... وَعَوَتْ لتشهرهُ الكِلابُ النُّبَّحُ نَظَرُوا بِعَيْنِ عَدَاوَةٍ لَو أنَّهَا ... عَيْنُ الهَوَى لاسْتَحسَنُوا مَا اسْتَقْبَحُوا ابْنُ بَابَكَ: 8133 - ذَنبِي إِلَى الدّهرِ أَنِي مَا استَكنتُ لَهُ ... وَلَا اتحدتُ إِلَى نَيلِ الغِنَى سَبَبا هُوَ أَبُو القَاسِمِ عَبدُ الصَمَدِ بن مَنْصُورِ بن الحُسَيْنِ بن بَابك. السريُّ الرفاء: 8134 - ذَنبِي إِلَى الأَعداءِ فَضلُ مَوَاقِفِي ... وَالفَضلُ ذَنبٌ لَستُ مِنهُ بِتَائِبِ بَعْدَهُ: هيهاتَ مَا جَهُل الجَهُولُ بِمُسْبِلٍ ... حُجُبًا عَلَى نَجمِ العُلُومِ الثَّاقِبِ عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهرٍ: 8135 - ذَنبِي إلَيكَ عَظيمٌ ... وَأَنتَ أَعظَمُ مِنه بَعْدَهُ: صَنَعتُ عُرفكَ عِنْدِي ... وَلَم أصُنْهُ فَصُنْهُ إِنْ لَمْ أكُنْ فِي فِعَالِي ... حُرًا كَرِيْمًا فَكُنْهُ إِبراهيم بن المهدي يُخاطِبُ المأمون: 8136 - ذَنبِي إِلَيكَ عَظِيمٌ ... وَأَنتَ لِلعَفوِ أَهلُ ¬
بَعْدَهُ: فَإنْ عَفَوْتَ فَفَضْلُ ... وَإِنْ جَفَوْتَ فَعَدلُ مَا مِثْلُ هَجْركَ هَجْرٌ ... وَلَا كَوَصْلِكَ وَصْلُ 8137 - ذَنبِي إلَيهِ خَضُوعِي حِينَ أُبصِرُهُ ... وَطُولُ شَوقِي إلَيهِ حينَ أَذكُرُهُ بَعْدَهُ: (1) وَمَا جَرَحتُ بِلَحْظِ العَيْنِ وَجْنَتَهُ ... إِلَّا وَمِن كَبِدِي يَقْتَصُّ محجرُهُ مِثْلُهُ لأحمَدِ بن أَبِي فَنَنٍ: أدمَيْتُ بِاللَّحْظَاتِ وَجْنَتَهُ ... فَامْتَصَّ نَاظِرُهُ مِنَ القَلْبِ فَإِذَا نَظَرْتُ إِلَى مَحَاسِنِهِ ... أخْرَجْتُهُ عطْلًا مِنَ الذَّنْبِ 8138 - ذُنوبِي إِذَا فَتَّشتَ عَنها كَثيرةٌ ... تُعَدُّ وَلَكِن رَحمةُ اللَّهِ أوسَعُ 8139 - ذُو الجَهلِ يَفْعَلُ مَا ذُو العَقلِ يَفعَلُهُ ... فِي النَائِباتِ وَلَكِن بَعدَمَا افتَضَحَا بَعْدَهُ: مِثْلُ ابنِ سُوءٍ أبَى إِلَّا تَمَرُّدُهُ ... حَتَّى إِذَا مَا أبُوهُ فَاتَهُ صلْحَا 8140 - ذُو العَقلِ مَحرومٌ يَرَى مَا يَرَى ... كَمَا تَرَى الوَارِثَ عَينُ المَريضِ 8141 - ذُو العَقلِ يَسخُو بِعَيشِ سَاعَتِهِ ... وَبالَّذِي بَعدَها تَشُحُّ يَدُهُ 8142 - ذُو العَقلِ يَشقَى فِي النَعيمِ بِعَقلِهِ ... وَأَخو الجَهالَةِ فِي الشَقاوَةِ يَنعَمِ
أبيَاتُ المُتَنَبِّيّ مِن قَصِيْدَةٍ يَهْجُو فِيْها إسْحَاق بنَ كَيْغَلَغَ، أوَّلُها: لَهوَى النُّفُوسِ سَرِيْرةٌ لا تُعلَمُ ... عَرَضًا نَظَرْتُ وَخِلْتُ أنِّي أسْلَمُ وَلَقَدْ رَأيْتُ الحَادِثَاتِ فَلا أرَى ... يَقَقًا يُمِيْتُ وَلَا سوَادًا يَعْمِمُ وَالهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَسِيْمَ نَحَافَةً ... وَيُشِيْبُ نَاصيَةَ الصَّبِيُّ وَيُهْرِمُ ذَو العَقِل يشقَى فِي النعيمُ بعقَله. البَيتُ بَعدهُ: والنَّاسُ قَد نَبذُوا الحفَاظَ فمطِلقٌ ... يَنْسى الَّذي تُولى وَعَافٍ يندَمُ لَا تَخدعنَّكَ منْ عَدُوٍّ دمَعَةٌ ... وَارَحَم شَبَابكَ من عَدُوّ تَرحَمُ لَا يَسْلَمُ الشَرف الرفيعُ من الأَذَى ... حَتّى يُراقَ عَلَى جَوَانبهِ الدَّمُ يُؤذى القليْلُ مِنَ اللئامِ بِطَبْعِهِ ... من لَا يقلُّ كَمَا يَقِلُّ وَيَلؤمُ وَالظلم في شِيم النُفوس فَإِنْ ... تَجد ذَا عفَّةٍ فَلِعلَّةٍ لَا يَظْلِم وَمِنَ البَليَّةِ عذلُ مِنْ لَا يرعوى ... عن جَهلِهِ وَخطابُ من لَا يَفهم وَمنَ العَداوة مَا بِبَالِكَ نَفعهُ ... وَمنَ الصَّداقِةِ مَا يَضُرُّ ويُؤلم أَفَعالُ من تلدُ الكِرام كَريمةٌ ... وَفِعَالُ مَنْ تَلِدُ الأَعاجم أعجم وَالذلُّ يُظهِرُ فِي الذليل مودةً ... وأود مِنْه لمنُ يودُّ الأرقَمُ ويقول منها في المحو: يَمشي بِأَربَعةٍ عَلَى أَعَقَابِهِ ... تَحتَ العُلُوج وَمَن وَراء يُلْجمُ وَجُفُونُه مَا تَستَقرُّ كأنَّها ... مَطروُفَة أَوفُتَ فيْها حِصْرِمُ وَإِذَا أَشَارَ مُحدّثًا فَكَأنَهُ ... قِردٌ يُقَهْقِهُ أو عجوزٌ تَلطِمُ حَقًا مُفَارَقةَ الأَكُفِّ قَذالُهُ ... حَتّى يَكادَ عَلَى يَدٍ يتعمَّمُ وتَراهُ أصْغرَ مَا تَراهُ نَاطِقًا ... وَيكُونُ أكذبَ مَا يَكُونُ ويقسم قالَ ابْنُ جنّى لمَّا سَمِعَ قَولَ المتنبِيّ فِي هذه القَصيْدة: لَا يَسلَمُ الشرَفُ الرفيعُ مِنَ الأذى. البيتُ أَشهدُ بِاللَّهِ أَنَّهُ لو لم يقلْ غيرَ هذا البَيتِ لقَدَّم بِهِ أَكْثَرَ شعراء المُحَدثينَ وَهذه
القصيدَةُ أكثرَهُا غُرَرٌ وفرائِدُ لَا يَصدُرُ مثلُها الأعز ذي فَضِيْلةٍ مَاهِرةٍ وقُدرَة على البلاغة بَاهِرَةٍ وَقريْحةٍ فِي إبداع المعَاني ظاهرة. 8143 - ذُو الفَضْلِ فِي دُنياهُ مَحسُودُ ... وَكُلُّ مَنْ يُحسَدُ مَقصُودُ بَعْدَهُ: وَالعُودُ لَولا عَبَقٌ طَيِّبٌ ... عرْفه مَا أحْرَقَ العُودُ قَال عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ يَقُولُ مَن أذْنَبَ ذَنْبًا فَأوْجَعَهُ قَلبُهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ الذَّنْبَ وَإِنْ لَمْ يَسْتَغْفِرُ. وَهذَا قَرِيْبٌ مِن قَوْلِهِ أَيْضًا عَلَيْهِ الصلاةُ وَالسَّلامُ. النَدَمُ تَوبَةٌ. 8144 - ذُو الفَضْلِ لَا يَسلَمُ مِن قَدحِ ... وَلَو غَدَا أَقومَ مِن قِدحِ القِدْحُ هاهُنا السَّهْمُ 8145 - ذُو اللُّبِّ تَنزِعُ لِلرَفاهةِ نَفسُهُ ... وَتَرى الشَقِيَّ نزُوعُهُ لِلمَوطِنِ 8146 - ذُو الودِّ عِندِي وَذُو القُربَى بِمَنزِلَةٍ ... وَإِخوَتِي أُسوَةٌ عِندِي وَإِخوانِي بَعْدَهُ: عِصَابَةٌ جَاوَزَتْ آدابَهُم أدَبِي ... فَهُم فرّقُوا فِي الأرْضِ حسرَاني أروَاحُنَا فِي مَكانٍ وَاحِدٍ وَغَدَتْ ... أجْسَامُنَا لِشَامٍ أو خُرَاسَانِ ورُبَّ نَاءِ المَغَانِي رُوحُهُ أبَدًا ... لَصيق رُوحِي وَدَانٍ لَيْسَ بالدَّانِي لا تُخْلِقَنْ خُلُقِي فِيْهُم وَقَد سَقَطَتْ ... نَارِي وَجَدَّدَ مِن حَالِي الحَدِيْدَانِ فِي دَهْرِيَ الأوَّلِ المَذْمُومِ أعرِفُهُم ... فالآنَ أنْكَرَهُم فِي دَهْرِيَ الثَّانِي مَا أنْسَ لا أنْسَ قَوْلًا قَالَهُ رَجُلٌ ... غَضَضْتُ فِي عَقْبِهِ طَرْفِي وَأجْفَانِي نَلِ الثُّرَيَّا أو الشّعْرَى فَلَيْسَ فَتًى ... لَمْ يَفْنَ خَمسِيْنَ إنْسَانٍ بِإنْسَانِ ¬
يُقَال: أخٍ بَيْنَ الأُخوَةِ مِنَ الوِلادَةِ وَأخٌ بَيْنَ الإخَاءِ وَالمُوَاخَاةِ مِنَ الصَّدَاقَةِ وَجمْعُ الأخِ مِنَ القَرَابَةِ أخْوَةٌ وَجَمْعُ الأخِ مِنَ الصَّدَاقَةِ إخْوَانُ. 8147 - ذُو عِتَابِ لِغَيرِ مَعنًى وَسُخطٍ ... لَا لِجُرمٍ وَهَجرةٍ مِن مَلَالِ 8148 - ذُو غُرّةٍ كَجَبينِ الشَّمسِ لَو بَرَزَت ... فِي صَفحَة اللَّيلِ لِلحِرباءِ لَانتَصَبَا 8149 - ذُو مَنظَرٍ دَلَّ عَلَى مَخبَرٍ ... دَلَالَةَ اللَّفظِ عَلَى المَعنَى بَعْدَهُ: مَا زَالَ يَبْنِي كَعبَةً لِلوَرَى ... وَيَجْعَلُ الجُودُ لَها رُكْنَا حَتَّى أَتَى النَّاسُ فَطَافُوا بِهِ ... وَاستَلَمُوا رَاحَتَهُ اليُمنَى البَّبغَاءُ: 8150 - ذُو يَراعٍ تَريَاعُ مِنهُ القَنَا السُّمرُ ... وَتَقضِي بِمَا ارتَضَاهُ النِصَالُ أبيَاتُ البَبغاء: ذُو يَرَاعٍ ترتَاعُ مِنْهُ القَنَا. البيت وبَعدَه: سَمهرِيٌّ تَبُتُّ فِي سَائرِ العَا ... لَمِ منْهُ الأرزَاقُ وَالآجَالُ دَقَّ جِسْمًا وَجَلَّ قَدَرًا إِنَّمَا ... أُعطيَ ذَيْنِ الوَصفَيْنِ إِلَّا اللَّالُ مَا وَثَقْنَا بِحَمْلِهِ لِجَسِيْمِ الخطْـ ... ــب إِلَّا مُذْ دّبَّ فِيْهِ الهُزَالُ وَمِنْ بَابِ (ذُو) قَولُ عَبْد الأعْلَى الأمَوِيّ: ذُو رَاحَتَيْنِ فَرَاحَةٌ مَوْصُوْلَةٌ ... بِحَيَا النُّفُوسِ وَرَاحَةٌ بِسِمَامِ فَشِمَالهُ تُعدَى عَلَى مُهَجِ العِدَى ... وَيَمِيْنهُ تُعدَى عَلَى الإعْدَامِ ¬
8151 - ذهابُ المَالِ فِي حَمدٍ وَشُكرٍ ... ذَهابٌ لَا يُقالُ لَهُ ذَهَابُ بَعْدَهُ: وَمِنْ تَركِ العَوَاقِبِ مُهْمَلاتٍ ... فأيسَرُ سَعيِهِ أبَدًا تبابُ يُقَالُ أَنَّ عَليُّ بنُ مُوسَى الرِّضا فَرَّقَ مَالَهُ بِخُرَاسَانِ فِي يَومِ عَرَفَةَ كُلُّهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ شَيْءٌ لا فَقَالَ لَهُ الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ: مَا هذَا المغرَمُ؟ فَقَالَ: بَل هُوَ المغْنَمُ لا تَعُدَنَّ مغْرَمًا مَا أقْبَلتَ بِهِ مَالًا أو ذِكْرًا. وَكَأنَّ الشَّاعِرُ مِنْهُ أَخَذَ. كَشَاجِمُ: 8152 - ذَهبَ البُكاءُ بِعَبرَتِي ... حَتَّى بَكَيتُ عَلَى البُكَا التِّهَامِيُّ: 8153 - ذَهبَ التَكَرُّمُ وَالوَفاءُ مِنَ الوَرَى ... وَتَصرَّما إِلَّا مِنَ الأَشعارِ بَعْدَهُ: وَفَشَتْ خِيَانَاتُ الثِّقَاتِ وَغَدرُهُمْ ... حَتَّى اتَّهمنَا رُؤيَةِ الأبْصَارِ 8154 - ذَهَبَ الحِمَارُ لِيَستَفيدَ لِنَفسِهِ ... قَرنًا فَآبَ وَمَا لَهُ أُذُنَانِ وَمِن بَابِ (ذَهبَ) قَولُ الشَّاعِرِ: ذَهبَ الرِّجَالُ الصَّالِحُونَ وَأخَّرَت ... نَتْنَى الرِّجَالِ لِذَا الزَّمَانِ المُنْتِنِ قِيْلَ وَكَانَ يُونُسُ مِن مَيْسِرَةَ بن جَلْسَ تَتَمثَّلُ بهِ كَثِيْرًا. وَمِن بَابِ (ذَهَبَ)، قَولٌ آخَرَ: ذَهبَ الشَّبَابُ وَمَا حَصَلْتُ بِطَائلٍ ... وَمَضَتْ بِغَيْرِ تَواصُلٍ أيَامِي ¬
وَتَصَرَّمَتْ أوْقَاتُ عُمْرِي كُلَّهَا ... غَبنًا وَلَف أظْفَر بِنَيْلِ مَرَامِي العَارُ كُلُّ العَارِ يَا أهْل الحِمَى ... أنَّى أضَامَ وَأنْتُمُ حُكَّامِي وَغَدِيْرُ برّكُمُ النُّمَيْرُ مُسَبَّلٌ ... لِلوَارِدِيْنَ وَلَا يُبَلُّ أوَامِي لُغدَةُ الأصفهانيّ: 8155 - ذَهبَ الرِّجالُ المُقتَدَى بِفِعالِهِم ... وَالمُنكِرونَ لِكُلِّ أَمرِ مُنكَرِ وَبَقِيْتُ فِي خلف يُزَيِّنُ بعضُهُم ... بَعضًا لِيَسْتُرَ مِعوَرٌ عَن مِعوَرِ ويروى: تُقرّضُ بَعضَهم أَحمَدُ بن أبي فَنَنٍ: 8156 - ذَهَبَ الزَمانُ بِرَهطِ حَسّانَ الأُلَى ... كانت مَنَاقِبُهم حَدِيثَ الغَابِرِ الغَزِّيُّ: 8157 - ذَهَبَ الشَبابُ ذَهَابَ سَهمٍ مَارِقٍ ... لَا يُستَطاعُ مَعَ التَأَسُّفِ رَدُّهُ بَعْدَهُ: وَأَتَى المَشِيْبُ بِقِضِّهِ وَقَضِيْضِهِ ... وَأشَدُّ مِن وَجْدَانِ ذَلِكَ فَقْدُهُ أَنَا فِي السَرَى وَالسَّيْرِ كَالطِّفْلِ الَّذِي ... يَجِدُ السُّكُونَ إِذَا تَحَرَّكَ مَهْدَهُ مَنْ يَقْدَحُ زِنْدًا بِكَفٍّ مَالَها ... زندٌ فَكَيْفَ تُرَاهُ يَقْدَحُ زنْدُهُ كُثَيِّرٌ: 8158 - ذَهبَ الشَبابُ فَلَستُ مُدرِكَ ... غَربِهِ وهجرتُ عَزَّةَ غيرَ هجرِ تَقَالِ هذَا البَيتُ مِن قَصِيْدَةِ يمدَحُ فِيْها عَبدَ العَزِيْزِ بن مَروَان يَقُولُ فِيْها: جُزْ لَهُ النَّوَال إِذَا تَبَسَّمَ ضَاحِكًا ... غَلَقَتْ لَضِحكَتِهِ رِقَابُ المَالِ ¬
8159 - ذَهَبَ الغِنَى وَوَرِثتُ عَادَتَهُ ... فَأَنا الغَنِيُّ وَغَيرِي المُثرِي مَروان بن أبي حَفصَةَ: 8160 - ذَهَبَ الفَرَزدَقُ بِالفَخَارِ وَإنَما ... حُلوُ الكَلامِ وَمُرُّهُ لِجَرير قَولُ مروَان بن أَبِي حَفْصَةَ فِي الحُكْمِ بَيْنَ الفَرَزْدَقِ وَجَرِيْرٍ وَالأخْطَل: ذَهَبَ الفَرَزْدق بِالفَخارِ. البيت وبَعْدَهُ: وَلَقَدْ هَجَا فَأمَضَّ أخْطَلُ تَغلَبٍ ... وَحَوَى اللُّهَى بَمَدِيْحِهِ المَشْهُورُ كُلُّ الثَّلاثَةِ قَد أبَرَّ بِمَدْحِهِ ... وهجَاؤهُ قَد سَارَ كُلَّ مَسِيْرِ قَالَ عُلَمَاءُ الشِّعْرِ أشْعَرُ شُعَرَاءِ الإسْلامِ ثَلاثة الفَرَزْدق وَجَرِيْر وَالأخْطَلُ. فَأَمَّا مَروَان بنُ أَبِي حَفْصَة هذَا فَإِنَّهُ قَدْ حَكَمَ فِي هذه الأبيَاتِ الثَّلاثَةِ. بالفَجْرِ لِلفَرَزْدق وَالمَدْحِ وَالهَجَاء لِلأخْطَلِ. وَتَجْمِيع فُنُونِ الشِّعْرِ لِجَرِيْرٍ. 8161 - ذَهَبَ الكَرَى وَتَجَلُّدِي وَأَحِبَّتِي ... فَكَأَنَّهُم كَانُوا عَلَى ميعَادِ عَمرُو بن مَعد يَكربَ: 8162 - ذَهَبَ الَّذينَ أُحِبُهُم ... وَبَقيتُ مِثلَ السَّيفِ فَردَا وَمِن بَابِ (ذَهَبَ) قَولُ أخر (¬1): فذَهَبَ الَّذِينَ أحِبُّهُم ... وَبَقِيْتُ فِيْمَن لا أُحِبُّهُ إِذْ لا يَزَالُ كَرِيْمُ قَوْ ... مٍ فِيْهُمُ كَلْبٌ يَسُبُّهُ الحَارثُ دَعيُّ الوَليدِ: 8163 - ذَهَبَ الَّذينَ إِذَا رَأونِي مُقبِلًا ... هشُّوا وَقَالُوا مَرحبًا بِالمُقبِلِ ¬
بَعْدَهُ: وَهُمُ الَّذِينَ إِذَا حَمَلْتُ حَمَالَةً ... وَلَقَيْتُهُم فَكَأنَّنِي لَمْ أَحْمِلِ وَبَقِيْتُ فِي خَلفٍ كَأَنَّ حَدِيْثَهُم ... وَلَغُ الكِلابِ تَهارَشَتْ فِي مَنْهلِ خالِدُ بن الحَارِثُ: 8164 - ذَهَبَ الَّذينَ إِذَا غَضِبتُ تَحَمَّلوا ... وَإِذَا جَهلتُ عَلَيهِم لَم يَجهَلوا بَعْدَهُ: وَإِذَا أصَبْتُ غَنِيْمَةٍ فَرِحُوا بِهَا ... وَإِذَا بَخُلْتُ عَلَيْهُمُ لَمْ يَبْخَلُوا كَيْفَ العَزَاءُ وَقَد فَقَدتُ عَشِيْرَتِي ... أمْ كَيْفَ بعْدُ عَشِيْرَتِي أتَحَمَّلُ 8165 - ذَهَبَ الَّذينَ تَكَمَّلوا آجالَهُم ... وَمَضوا وَحَانَ مَن آخرينَ وُرودُ قِيْلَ مَاتَ لِحَمِيْدٍ الطُّوسِيّ وَلَد وَوَلِدَ لَهُ وَلَدٌ فَأنشَدَهُ دَعبَل قَولُ القَائِلُ: ذَهَبَ الَّذِي كَمَّلُوا آجَالَهُم. البيت وبَعدَه. يَمْضِي الصَّغِيْرُ إِذَا انْقَضَتْ أيَّامُـ ... ـهُ إثرَ الكَبِيْرِ وَيُولَدُ المَوْلُودُ وَالنَّاسُ فِي قسمِ المَنِيَّةِ بِينَهُم ... كَالزَّرْعِ مِنْهُ قَائِمٌ وَحَصِيْدُ 8166 - ذَهَبَ الَّذينَ تَهُزُّهُم مُدَّاحُهُم ... هزَّ الكُماةَ عَوَالِيَ المُرَّانِ قَالَ ابْنُ الرُّوميّ (¬1): المَادِحُونَ اليَومَ أهْلُ زَمَانِنَا ... أولَى مِنَ الهَاجِيْنَ بَالحِرمَانِ قَوْمٌ تُذَكّرهُم فَضَائِلُ غَيْرِهم ... فَيَرَونَ مَا فِيْهِم مِنَ النّقْصَانِ فَإِذَا مَدَحتَهُمُ فَتَحْتَ عَلَيْهُمُ ... بَابًا مِنَ الحَسَرَاتِ وَالأحْزَانِ ذَهَبَ الَّذِينَ تَهِزَّهُم مُدَّاحهُم. البيتُ ¬
وَبَعْدَهُ: كَانُوا إِذَا مَدَحُوا رَأوُا ... مَا فِيْهِم فَالأرْيَحِيَّةُ مِنهُمُ بِمَكَانِ 8167 - ذَهَبَ الَّذينَ هُمُ الثِقاتُ أُحِبُهُم ... لَم يَبقَ إِلَّا شامِتٌ أَو حاسِدُ بَعْدَهُ: وَإِذَا صَفَا لَكَ مِن زَمَانِكَ وَاحِدٌ ... فَهُوَ المُرَادُ وَأيْنَ ذَاكَ الوَاحِدُ قال كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: وَجَدتُ البَيْتَيْنِ الأخِيْرَيْن وَهُما: ذَهَبَ الَّذِيْنَ تَهُزّهُم. البَيْتَان مَنْسُوبَان إِلَى مُرهمِ الدَّوْلَةِ غَازِي القَاصدِيّ المَعَرِّيّ وَفَاتهُ فِي صَفَر سَنَةَ 487 هـ. 8168 - ذَهَبَ الَّذينَ هُمُ الغِياثُ المُنزَلُ ... وبَقيَ الَّذينَ هُمُ العَذَابُ المُرسَلُ بعدَهُ: وتقطَّعت أَرحامُ أَهلِ زَماننَا ... فكَأنَّما خَلَفَت بأَن لَا تُوصَلُ لَبِيدٌ: 8169 - ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ فِي أَكنافِهِم ... وَبَقيتُ فِي خَلفٍ كَجلدِ الأَجربِ أبيَاتُ لَبِيْدٍ يرْثِي أخَاهُ أربَدُ، أوَّلَها: فقَضِّ اللُّبَانَةَ لا أبَالَكَ وَاذْهب ... وَالحَقْ بِأسْرَتكَ الكِرَامُ الغُيَّبِ ذَهَبَ الَّذِيْنَ يُعَاشُ فِي أكْنَافِهِم. البيت وبَعدَه: فيَتَحَدَّثُونَ مَخَانةً وَمَلاذَةً ... وَيُعَابُ قَائِلُهُم وَإِنْ لَمْ يَشْغَبِ فيَا أربَدَ الخَيْر الكَرِيْمِ جُدُوده ... خَلَّيْتَنِي بقِرنٍ أعْضَبِ فإنَّ الرَّزِيَّةَ لا رَزِيَّةَ مثلَهَا ... فِقْدَانُ كُلّ أَخٍ كَضَوْءِ الكَوْكَبِ تَمثَّلَت عَائِشَةُ رَضيَ اللَّهُ عَنْها بِهذِهِ الأبيَاتِ. وَيُروَى قَوْلُ لَبيْدٍ: يَتَحَدَّثُونَ خَلابَةً وَمَلاذَةً. المَخَانَةُ مِنَ الخِيَانَةِ وَالخِلابَةُ مِنَ المُخَادَعَةِ، وَالملاذةُ مِن قَوْلهُم: مَلَذَ لَهُ ¬
إِذَا لَمْ يَصدُقْ فِي مَوَدَّتِهِ. وَقَولُهُ فِي خَلفٍ كَجلْدِ الأجْرَب. يُقَالُ خَلَفُ فُلانٍ لِمَن يَخْلُفُهُ مِن رَهْطِهِ وَهؤُلاءِ خَلف فُلانٍ إِذَا قَامَ مَقَامَهُ مِن غَيْرِ أَهْلِهِ وَقَلَّمَا يُسْتَعْمَلُ خَلَفٌ إلا فِي الشَّرِّ وَقَد يُسْتَعْمَلُ فِي الخَيْرِ قَلِيْلًا. وَالأعْضَبُ المَقْطُوعُ وَفِي الحَدِيْثِ لا يُضحَّى بِعَضْبَاءَ. قَالَ رَجُلٌ لِمَعنِ بنِ زَائِدَةَ فِي مَرَضَهٍ مَرضها: أيُّها الأمِيْرُ لَوْلا بَقَاؤكَ فِيْنَا لَكُنَّا كَمَا قَالَ لَبِيْدُ: ذَهَبَ الَّذِيْنَ يُعَاشُ فِي أكْنَافِهِم. البيتُ. فَقَالَ لَهُ مَعنٌ: إِنَّمَا تَذْكُرُ أنِّي سُدْتُ حِيْنَ ذَهَبَ النَّاسُ فَهلَّا قُلْتَ كَمَا قَالَ نَهارُ بنُ تَوسعَة (¬1): فقَلَّدتُهُ عُرَى الأمُورِ نِزارٌ ... قَبْلَ أنْ تَهْلِكَ السّرَاةُ البُحُورُ أبو جَعفر بن حكينا: 8170 - ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ فِي أَكنافِهِم ... وَبَقيتُ فيمَن لَيتَهُم قَد ماتُوا بَعْدَهُ: وَمَضى زَمَانُ الأَكْرَمِيْنَ وَأقْبَلَتْ ... دُوَلُ اللِّئَامِ وَمَاتَت السَّادَاتُ دِيكُ الجِنّ: 8171 - ذَهَبَ النَّاسُ فاطلُبِ الرِزقَ بِالسَّـ ... ـيف وَإِلَّا قُمتُ بِداءِ الهُزالِ 8172 - ذَهَبَ النَّاسُ وَاستَقَلُّوا وَصِرنَا ... خَلَفًا فِي أراذِلِ النَّسنَاسِ بَعْدَهُ: فِي أُنَاسٍ يَرَاهُم النَّاس نَاسًا ... فإِذَا حُصِّلُوا فَلَيْسُوا بِنَاسِ كَمُلُوا فِي القُدُودِ طولًا وَعَرْضًا ... وَهُمْ فِي الخسَاسِ دُونَ القِيَاسِ ¬
8173 - ذَهَبَ النَّاسُ وَالكِرامُ مِنَ النَّا ... سِ وَمَاتَ الَّذينَ كَانُوا مِلَاحا بَعْدَهُ: وَبَقَى الأرْذَلُونَ مِن كُلِّ جُبْسٍ ... لَيْتَ ذَا المَوْتُ مِنْهُمُ قَدْ أرَاحَا 8174 - ذَهَبَ الوَفاءُ ذَهَابَ أَمسِ الذَّاهِبِ ... وَالنَّاسُ بَينَ مُخَاتِلٍ وَمُوارِبِ بَعْدَهُ: [من الكامل] يَفشُونَ بينهم المودَّةَ والصَّفَا ... وصدُورهُم مَحْشُوَّة بعقاربِ قِيْلَ لجعفر بن محمد الصادق عن سليم قبل غير الساس فقال: فَسَدَ الزَّمانَ وَتَغَيَّرَ الأخْوَان فَرأيت التفرد أسكن لِلقُلُوبِ. وَتَمَثَّلَ بِهذِيْنِ البَيْتِيْن. 8175 - ذَهَبَ الإِخاءُ فَلَيسَ ثمَّ أُخوَّة ... إِلَّا التَمَلُّقَ بِاللِّسَانِ وَبِاليَدِ أَبُو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه اليعقوبي: 8176 - ذَهَبَ الأُلَى كَانُوا الحَيَا ... إِن خِفتَ مِن زَمنٍ عُرَامَه ابْنُ شمسِ الخلافةِ: 8177 - ذَهَبَ الأُلَى كُنَّا بِهِم ... نَعصِي الزَّمَانَ وَلَا نُطيعُ بَعْدَهُ: وَإِذَا الأُصُولُ وَهَتْ ... وَلَا تعجَبْ إِذَا هوَتِ الفُرُوعُ مَنْقُولٌ مِن خَطِّه. 8178 - ذَهَبَ الأُولَى كُنَّا نَعيشُ بِظلِّهِم ... وَبَقِيَ الَّذينَ حَيَاتُهُم لَا تَنفَعُ ¬
قَبْلَهُ: يَا مُتْرِكٌ لعبَ الزَّمَانِ بِأهْلِهِ ... فَأبَادَهُم بِتَفَرُّقٍ لا يُجْمَعُ أينَ الَّذِيْنَ عَهِدْتُهُمْ بِكَ مَرَّةً ... كَانَ الزَّمَان بِهمْ يَضُرُّ وَيَنْفَعُ ذَهَبَ الأولى كُنَّا نَعِيْشُ بِظِلِّهِم. البيتُ. عُبيد اللَّه بن عَبد اللَّه بن طَاهر: 8179 - ذَهَبتُ أَطلُبُ حَظِّي ... فَقيلَ لِي قَد تُوفِي 8180 - ذَهبت بَشَاشَةُ مَا عَهِدتُم مِن هوًى ... وَتَغيَّرت أَحوالُهُ وَتَنَكَّرا بَعْدَهُ: وَسَلَوْتُ حَتَّى لَو أَتَى مِن أرْضِكُم ... طَيْفٌ لَما حَيَّاهُ طَيْفِي فِي الكَرَى البُحتُرِيُّ يفخَرُ: 8181 - ذَهَبت طَيِّئٌ بسَابِقَةِ المَجدِ ... عَلَى العَالَمينَ بَأسًا وَجُودَا بَعْدَهُ: مَعشَرٌ أمْسَكَتْ حُلُومُهُم الأرْ ... ضَ وَكَادَتْ لِعِزِّهِم أنْ تَمِيْدَا فَإِذَا المَحَلُّ جَاءَ جَاؤوا سُيُولًا ... وإذَا النَّقْعُ ثَارَ ثَارُوا أُسُودَا بِوُجُوهٍ تُغْشي السُّيُوفَ ضِيَاءً ... وَسيُوفٍ تُغْشي الوُجُوه وُقُودَا وَكَأنَّ الإلَهُ قَالَ لَنَا فِي الحَرْبِ ... كُونُوا حجَارَةً أو حَدِيْدَا إبراهيم المهدِيّ: 8182 - ذَهَبتُ مِنَ الدُّنيَا وَقَد ذَهَبَت مِنِّي ... هَوَى الدّهرُ بِي عَنها وَوَلَّى بِهَا عَنِّي ¬
حَدَّثَ أَبُو تَغْلِبَ الفَضْلُ بنُ أَبِي دُلَفٍ أَنَّ أبَاهُ أبَا دُلَفٍ لَمَّا مَرِضَ بِقريَةِ السّلْم مَرْضَتُهُ الَّتِي مَاتَ فِيْها أمَرَ بِإخْرَاجِ مَا كَانَ مَعَهُ هُنَاكَ مِن سِلاحٍ وَخَيْلٍ وَكُرَاعٍ وَأنْ يَجْعَلَ لِلسَّبِيْلِ قَالَ فَأخْرَجْنَا فِيْمَا أخْرَجْنَا سَبع مَائَةٍ فُرْشٍ ثُمَّ جَمِيع مَا كَانَ سِوَى ذَلِكَ قَالَ وَأَمَرَنِي أَنْ أتَصَدَّقَ بِألْفِ دِيْنَارٍ، فَتَصَدَّقْتُ بِهَا عَنْهُ وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأعْلَمتُهُ أنِّي قَدْ أنْفَذْتُ جَمِيْعَ مَا أمَرَنِي بِهِ فَلَمَّا سَمِعَ أعْرَضَ عَنِّيَ وَعَنْ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ وَوَلَّى وَجْههُ إِلَى الحَائِطِ وَأنْشَأ يَقُولُ مُسْتَشْهِدًا بِقَولِ إبْرَاهِيْمُ بن المهْدِيّ: ذَهبْتُ مِنَ الدُّنِيَا وَقَد ذَهَبَتْ مَنِّي. البيتُ وَبَعدَهُ (¬1): فَإنْ أَبْكِ نَفْسِي أبْكِ نَفْسًا نَفِيْسَةً ... وَإِنْ أحْتَبِسْهَا أحْتَبِسْهَا عَلَى ضَنِّ قَالَ: فَأبْكَى وَاللَّهُ جَمِيع مَن كَانَ عِنْدَهُ. قَالَ إبْرَاهِيْمُ بن المهْدِيّ هذَا البَيْتُ مِن قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ قَالَها حِيْنَ أفْلَتَ عِيْسَى بن مُحَمَّد بن أَبِي خَالدٍ مِن حَبسِهِ وَأحَسَّ بِخذلانِهِ إيَّاهُ يَقُولُ فِيْهَا: وَأفْلتِي عِيْسَى وَكَانَت خَدِيْعَةً ... حَلَلتُ بِهَا مُلْكِي وَقُلْتُ بِهَا سنّى قِيْلَ: وَاصْطَبَحَ المَأمُونُ يَومًا فَغَنَاهُ إبْرَاهِيْمُ بن المهْدِيّ وَقَد كَان خَافَهُ وَبَلَغَهُ عَنْهُ تَعَكُّرٌ. ذَهبْتُ مِن الدُّنيَا. البيت وبَعْدَهُ: فَإنْ أبْكِ نَفْسِي أبْكِ نَفْسًا نَفِيْسَةً ... وَإِنْ أحْتَبِسْهَا أحْتَبِسْهَا عَلَى ضَنِّ فَرَقَّ لَهُ المَأمُونُ لَمَّا سَمِعَهُ وَقَالَ: لا وَاللَّهِ لا تَذْهبُ نَفْسُكَ يَا إبْرَاهِيْمُ عَلَى يَدِ أمِيْرِ المُؤمِنِيْنَ فَطِبْ نَفْسًا فَإنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَد ألَفَكَ إلا أنْ تُحَدِّت حَدِيْثًا يَشْهدُ عَلَيْكَ فِيْهِ عَدلٌ وَأرْجُو أنْ لا يَكُونَ مِنْكَ حَدَثٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. 8183 - ذَهَبتَ مِنَ الهِجرانِ فِي غَير مَذهَبٍ ... وَلَم يَكُ حقًا طُولُ هذَا التَجَنُّبِ 8184 - ذِئَابٌ فِي الثِيابِ لَها سُكونٌ ... مَتَى أَمكَنتَ مِنكَ الذِئبَ عَاثَا ¬
المتنبي: 8185 - ذِي المَعالِي فَليَعلُونَ مَن تَعَالَى ... هَكَذا هَكَذا وَإِلَّا فَلَا لَا أبيَاتُ المُتنَبيّ مِن قَصِيْدةٍ يَمْدَحُ فِيْها سَيْفَ الدَّوْلَةِ يَقُولُ مِنْها: شَرَفٌ يَنْطَحُ النُّجُومَ بِرُوقيَهِ ... وَعِزٌّ يُقَلْقِلُ الأجْيَالا رُبَّ أمرٍ أتَاكَ لا تُحْمَدُ الفـ ... ـعَالُ فِيْهِ وَتُحْمَدُ الأفْعَالا وَقَسِيٍّ رُمَيْتُ عَنْها فَرَدَّتْ ... فِي قُلُوِب الرُّمَاةِ عَنْكَ النِّصَالا وإذَا مَا خَلا الجُبَانُ بِأرْضٍ ... طَلَبَ الطَّعْنُ وَحدَهُ وَالنِّزَالا وَالعَيَانُ الجَلِيُّ يُحْدِثُ ... لِلنَظَرِ زَوالًا وِلِلمُرَادِ اتِّقَالا إنَّمَا نَفْسُ الأنِيْسِ سِبَاعٌ ... يَتَفَارَسْنَ جَهْرَةً وَاغْتِيَالا مَن أطَاقَ التمَاسَ شَيءٍ غلابَا ... وَاعتِصَامًا بِألَمٍ يَلْتَمِسْهُ سُؤَالا كُلُّ غَادٍ فِي حَاجَةٍ يَتَمَنَّى ... أن يَكُونَ الغَضَنْفَرَ الرِّئْبَالا * * * تَمَّ حَرف الذَّالِ المُعجَمَةِ وَالحَمدُ لِوَلي الحَمدِ وَمُستَحِقِهِ عِدَّةُ هذَا الحَرْفُ مَائَةٌ وَستّ عشَرَةَ بَيْتًا عَدَا الهوَامِش وَذَلِكَ فِي خَمسَةِ قَوائِمَ وَوَجهيْنِ هذِهِ الوَجْهةُ آخِرُها، وَالحَمدُ للَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَسَلَّم. والصَّلَوات وَالسَلامُ عَلَى رَسُولِهِ محمّدٍ وَآلِهِ * * * ¬
حرف الراء
حرف الراء
حَرفُ الراءِ وَمِن بَابِ (رَأتْنِي) قَولُ إعْرَابِيٍّ (¬1): رَأتْنِي الغَوَانِي قَدْ تَرَدَّيْتُ شَمْلَةً ... وَأزْرَرْتُ أُخْرَى فَازْدَرَتِي عُيُونُهَا وَفِي شَمْلَتِي لَو كُنَّ يَدْرَيْنَ سَوْرَةٌ ... مِنَ الجهْلِ مَجْنُونٌ بِهُنَّ جنُونُهَا وَمِن بَابِ (رَاحَتْ) قَولُ إبْرَاهِيْمُ الصَّوْليّ (¬2): رَاحَتْ بِهِ العِيْشُ عَن أرْضٍ بِهَا شَجَنٌ ... تؤُمُّ دَارًا بِهِ فِيْها لَهُ سَكَنُ حَتَّى إِذَا وَطَنٌ نَادَاهُ عَن وَطَنٍ ... وَقَلْبُهُ بِهُمَا صَبٌّ وَمرْتَهِنُ أضْحَى مِنَ الفُرْقَةِ الأوْلَى عَلَى ثِقَةٍ ... وَصَالَ عَن سُنَنِ الأُخْرَى بِهِ سُنَنُ فَلا أَقَامَ عَلَى عَيْنٍ وَلَا أَثَرٍ ... وَلَا مِنَ الوَطَنَينِ اخْتَارَهُ وَطَنُ وَمِن ذَلِكَ التَّرتِيْبِ، قَولُ الوَزِيْرُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الزَّيَّاتِ فِي غُلامٍ (¬3): رَاحَ عَلَيْنَا رَاكِبًا طرفُهُ ... أغْيَدُ مِثْلُ الرَّشَاءِ الآنِسِ كَأَنَّهُ مِنْ تِيْهِهِ طَاهِرٌ ... حِيْنَ سَطَا بِالمَلِكِ السَّادِسِ كَمْ قُلْتُ إِذْ مَرَّ بِنَا فَارِسًا ... يَا لَيْتَنِي فَارِسًا ذَا الفَارِسِ وَمِن بَابِ (رَأى) قَولُ الزُّغْلِيّ فِي بَعْضِ مَن تَغَيَّرَ عَلَيْهِ لَمَّا تَمَوَّلَ وَأثْرَى (¬4): رَآنِي بِعَيْنِ النَّقْصِ أنْ صَارَ ذَا غِنًى ... وَأغْفَلَ قَبَلَ اليَومِ نَقْصَ يَدَيْهِ وَمَا نَال إِلَّا حَظّهُ غَيْرَ أَنَّهُ ... تَوَهَّمَ أَنَّ الرِزْقَ صَارَ إلَيْهِ ¬
فَكِلّهُ إِلَى أمْرِ اللَّيَالِي وَصرفُهَا ... تَأتِي عَلَى مَا عِنْدَهُ وَعَلَيْهِ محمّد بن شبلٍ: 8186 - رَاجِعٌ جُودُهَا عَلَيهَا فَمَهمَا ... يَهَبُ الصُّبحُ يَستَرِدُّ المَساءُ البُحتُرِيُّ: 8187 - رَاحَت مُشَرِّقةً ورُحتُ مُغرِّبًا ... وَمَتَى التِقاءُ مُشرِّقٍ وَمُغرِّبِ أَبُو عَليٍّ البَصِيرُ: 8188 - رَأسُ مَن يَدَّعِي الكِتابَةَ مِنِّي ... وَمنَ النَّاسِ كُلِّهِم فِي حَرمِهِ بَعْدَهُ: وَأخُونَا وَلَسْتُ أعْنِي سَعِيْدَ بنَ حَمِيْـ ... ــدٍ تُؤَرَّخُ الكُتُبُ باسْمِهِ سَيف الدَّولَة: 8189 - رَاقَبَتنِي فِيكَ العُيونُ فَأَشفَقتُ ... وَلَم أَزَل قَطُّ ذَا إِشفاقِ 8190 - رَاكِبٌ رَدعَهُ كَخابِطِ لَيلٍ ... يُخطِئُ الأَمرَ مَرَّةً وَيُصيبُهُ البُحتُرِيُّ: 8191 - رَامُوا النَّجاةَ وَكَيفَ تَنجو عُصبَةٌ ... مَطلوبَةٌ بِاللَّهِ وَالسُّلطانِ يَقُولُ مِنْهَا: تَمْضِي اللَّيَالِي وَالشُّهُورُ وَحُبُّنَا ... بَاقٍ عَلَى قدَمِ الزَّمَانِ الفَانِي مَنْ شَاكِرٌ عَنِّي الخَلِيْفَةَ فِي الَّذِي ... أوْلاهُ مِنْ طُولٍ وَمِن إحْسَانِ مَلأتْ يَدَاهُ يَدِي وَشَرَّدَ جُودُهُ ... بُخْلِي فَأفْقرَنِي كَمَا أغْنَانِي ¬
وَوَثَقْتُ بِالخَلَفِ الجمِيْلِ مُعَجِّلًا ... مِنْهُ فَأعْطَيْتُ الَّذِي أعْطَانِي 8192 - رَأَوا رَجُلًا ضَخمًا فَقالوا مُقَاتِلٌ ... وَلَم يَعلَموا أَنَّ الفؤَادَ نَحيبُ 8193 - رَأَوا فِي اللَّومِ رُخصًا فَاشتَروهُ ... وَيَمنَعُهُم مِنَ الكَرَمِ الغلاءُ المَعَرِّي: 8194 - رَأَوكَ بِالعَينِ فَاستَغوَتهُم ظِننٌ ... وَلَم يَروكَ بِفكرٍ صَادِقِ الخَبَرِ نَضَلةُ السُلَمِيُّ: 8195 - رَأَوهُ فَازدَرَوهُ وَهوَ خِرقٌ ... وَيَنفَعُ أَهلَهُ الرَّجُلُ القَبيحُ قَالَ نَضْلَةُ السَّلْمِيُّ فِي يَوْمِ غَوْلٍ وَكَانَ نَضْلَةُ هَذَا حَقِيْرًا ذَمِيْمًا وَكَانَ ذَا نَجْدَةٍ وَبَأسٍ: ألَمْ تَسَلِ الفَوَارِسَ يَومَ غَولٍ ... نَضْلَةَ وَهُوَ مَوْثُوقٌ مُشِيْحُ رَأُوهُ فَازْدَرُوهُ وَهُوَ حُرٌّ ... وَيَنْفَعُ أهْلَهُ الرَّجُلُ القَبيْحُ فَشَدَّ عَلِيْهُمُ بِالسَّيْفِ صَلْتًا كَمَا ... عَضَّ الشّبَا الفَرَسُ الجَمُوحُ فَأطْلَقَ غُلَّ صَاحِبهِ وَأرْدَى ... قَتِيْلًا مِنْهُمُ وَنَجَا جَرِيْحُ وَلَمْ يَحْشُو مَصَالَتَهُ عَلَيْهُم ... وَتَحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّرِيْحُ قَوْلُهُ مَشِيْحُ: المَشِيْحُ هُوَ الحَامِلُ المُجْدُّ المُصَمِّمُ. يُقَالُ أشَاحَ يُشِحُّ إِذَا حَمَل. وَقَوْلهُ صَلْتًا أيُّ مُتَضًى. وَقَوْلهُ (عَضَّ الشَّبَا) يُرِيْدُ حَدَّ اللِّجَامِ وَشَبَا كُلُّ شَيْءٍ حَدُّهُ. وَقَوْلُهُ (وَتَحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّرِيْحُ) هذَا مَثَلٌ سَائِرٌ إِذَا وَضَحَ وَبَانَ. وَالمَثَلُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بنِ زِيَادٍ قَالَهُ لِهَانِئ بن عُروةَ المرادي وَكَانَ مُسْلِم بنُ عَقِيْلُ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَد ¬
اسْتَخْفَى عِندَهُ أيَّامَ بَيْعَةِ الحُسَيْنِ وَعَلَى رَأيِ طَالِب عَلَيْهُما السَّلامُ حِيْنَ سَألَ هَانِيًا عَنْهُ فَكَتَمَهُ أمرَهُ وَعرِفَ عُبَيْدُ اللَّهِ مَكَانَهُ فَتَوَعَّدَهُ وَخَوَّفَهُ فَقَالَ هَانئ هُوَ عِنْدِي فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّه بن زِيَادٍ عِنْدَ ذَلِكَ: أبْدَى الصَّرِيْحُ عَنِ الرَّغْوَةِ. أي وَضَحُ الأَمْرُ وَبَانَ. فَسَارَ قَولهُ ذَلِكَ مِثَالًا. إِبراهِيم الصُولِيُّ: 8196 - رَأَى إِذَا نَبَتِ السُّيوفُ مَضَى ... قُدُمًا بِهَا فَشَفَى مَضَارِبَهَا 8197 - رَأَى التَواضُعَ وَالإِنصافَ مَكرُمةً ... وَإِنَّما اللَّومُ بَينَ العَجزِ وَالبَلَهِ قَالَ الوَزِيْرُ ابْنُ كَلَّسَ لِصُهْرِهِ الوَزِيْر ابْنُ الفُرَاتِ: أتَدْرِي مَا الإقْبَالُ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: نَشَاطٌ وَتَوَاضُعٌ، وَتَدْرِي مَا الإدْبَارُ كَسَلٌ وَتَرَافعٌ. يروى لتع الجن كما تزعم العَرب: 8198 - رَأَى الحِصنَ مَنجاةً مِنَ المَوتِ فَارتَقَى ... إِلَيهِ قَرارته المَنِيَّهُ فِي الحِصنِ قِيْلَ: إِنَّ عَبْدُ المَلِكِ بن مَرْوَانَ هَرَبَ مِن الطَّاعُون، فَرَكَبَ لَيْلًا وَمَعَهُ غُلامٌ، فَأخَذَهُ النُّعَاسُ فَقَالَ لِلغُلامٍ: حَدِّثْنِي، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ ثَعْلَبًا كَانَ يَخْدمُ أسَدًا لِيَحْمِيْهِ وَيَمْنعهُ مِمَّا يُرِيْدهُ بِسُوءٍ فَكانَ يَحْمِيْهِ فَرَأى الثَّعْلَب عُقَابًا فَلَجَأ إِلَى الأسَدِ فَأقْعَدَهُ عَلَى ظَهْرِهِ فَانْقَضَّ العُقَابُ عَلَيْهِ فَاخْتَطَفَهُ فَصَاحَ الثَّعْلَبُ يَا أبَا الحَارَثِ أغِثْنِي وَاذْكُرْ عَهْدَكَ لِي فَقَالَ لَه الأسَدُ: إِنَّمَا أقْدرُ عَلَى مَنْعِكَ مِنْ أهْلِ الأرْضِ، فَأَمَّا أهْلُ السَّمَاءِ فَلا سَبِيْلَ إِلَى مَنْعِكَ مِنْهُم، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ المَلِكِ: وَعَظْتَنِي وَأحْسَنْتَ، وَرَجَعَ، فَانْصرَفَ إِلَى مَنْزِلهِ رَاضِيًا بِقَضَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَل قَدره. السَري الرَّفاء: 8199 - رَأَى الدَّهرُ اجتِماعَ الشَّملِ مِنَّا ... فَشَتَّتَنا وَلِلدَّهرِ الخِيارُ ¬
يَزيد بن محمد المُهلّبيّ: 8200 - رَأَى النَّاسُ فَوقَ المَجدِ مِقدارَ مَجدِكُم ... فَقَد سأَلوكُم فَوقَ مَا كَانَ يُسألُ بَقِيَّةُ الأبْيَاتِ بشبَابِ بَلَغْتُ الَّذِي قَدْ كُنْتُ آملهُ لَكُم. 8201 - رَأَيتُ أَبناءَ ذِي الدُّنيا كَأَنَّهُم ... مِنَ التَّغَلغُلِ فِي إفسَادِهِم فَارُ بَعْدَهُ: كَالنَّارِ هَوْنًا فَإنْ ذَلَّلْتَهُم خَمَدُوا ... وإنَّ شَرَارَةَ عِزٍّ أدْرَكُوا فَأرودُ 8202 - رَأَيتُ أَخا الدُّنيا وَإِن كَانَ ثَاوِيًا ... أَخا سَفَرٍ يُسرَى بِهِ وَهوَ لَا يَدرِي قَبلَهُ: أعَاذِلُ مَا عُذْرِي عَلَيَّ وقَدْ أتَت ... لِدَاتِي عَلَى خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ مِن عُمْرِ رَأيْتُ أَخَا الدُّنْيَا وَإِنْ كَانَ ثَاوِيًا. البيتُ وَبَعْدَهُ: مُقِيْمِيْنَ فِي دَارٍ نَرُوحُ وَنَغْتَدِي ... بِلا أُهْبَةِ الثَّاوِي المُقِيْم وَلَا السَّفَرِ وَمِنْ بَابِ (رَأيْتُ) قَولُ أعْرَابِيّ وَقَد حَجَبَهُ الحَاجِبُ (¬1): رَأيْتُ أُذنَنَا يَعْتَامُ بَزَّتنَا ... وَلَيْسَ لِلحَسَبِ الزَّاكِي بِمِعْتَامِ وَلَو دُعِيْنَا عَلَى الأحْسَابِ قَدَّمَنِي ... فَخْرٌ تَلِيْدَ وَمَجْدٌ رَاجِحٌ نَامِ وقول أبي نصر بن نباتَةَ (¬2): رَأيْتُ أبَا نَصْرٍ يُثْمِرُ مَالَهُ ... وَلَا تَحْفَظِ الأيَّامُ مَا هُوَ حَافِظُ وَإنَّ أمْرًا تَطْوِي الحَيَاةُ بَقَاءَهُ ... لَفِي عظَةٍ لَو أيْقَظَتْهُ المَواعِظُ ¬
ابْنُ الرُّوميّ: 8203 - رَأَيتُ أَشرافَ خَلقِ اللَّهِ قَد جُعِلُوا ... لِلنَّاسِ هَامًا وَأَنتُم أَعيُنُ الهَامِ بَعْدَهُ: أنتُمْ نُجُومُ سَمَاءٍ لا أفُولَ لَهَا ... وَتِلْكَ أشْرَفُ مِن نِيْرَانِ أعْلامِ أعرابيٌّ: 8204 - رَأيتُ البِيضَ قَد أَعرَضنَ عَنِّي ... فَمَن لِي أَن تُساعِفَنِي عَجوزُ بَعْدَهُ: كَأَنَّ مَجَامِعَ اللُّجَيْنِ مِنْهَا ... إِذَا سَرَتْ عَن العَرْنين كُوز 8205 - رَأَيتُ الجُوعَ يُذهِبُهُ رَغيفٌ ... وَمِلكُ الكَفِّ مِن ماءِ الفُراتِ بَعْدَهُ: فَمَا لِي لا أصُونُ بِذَاكَ وَجْهِي ... وَأقْنَعُ بِالقَلِيْلِ إِلَى المَمَاتِ سُحَيم بن وَثيلٍ: 8206 - رَأَيتُ الحَبيبَ لَا يُمَلُّ حَديثُهُ ... وَلَا يَنفَعُ المَشنُوءَ أَن يَتَوَدَّدَا الهَيثم النخعيُّ: 8207 - رَأَيتُ الحَربَ يَجنِيهَا رِجالٌ ... وَيَصلَى حَرَّهَا قَومٌ بُراءُ ¬
قِيْلَ جِيءَ بِرَجُلٍ إِلَى العريَانِ بن الهَيْثَمِ النَّخْعِيّ وَقَدْ جَنَى جِنَايَةً فَأمَرَ بِضَرْبِهِ فَلَمَّا جُرِّدَ قَالَ الرَّجُل: رَأيْتُ الحَرْبَ يَجْنِيْهَا رِجَالٌ. البيتُ. فَقَالَ العريَانُ: مَن يَقُولُ هذَا الشّعْرَ؟ قَالَ: أبُوكَ. فَعَفَا عَنْهُ وَقَالَ: إنِّي لأظنّهُ مَظْلُومًا خَلُّوا عَنْهُ وَأطْلَقَهُ. أَبُو تَمَّامٍ: 8208 - رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخَازِي ... وَيَحَميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ البُحتُرِيُّ: 8209 - رَأَيتُ الحَزمَ فِي صَدرٍ سَريع ... إِذَا استَوبَأتَ عَاقِبَةَ الوُرودِ ابن المغرِبيّ الوزيرُ: 8210 - رَأَيتُ الحُسنَ فِي أَدَبٍ وَعَقلٍ ... وَفِي الجَهلِ الدَّمامَةُ وَالهَوَانُ بَعْدَهُ: وَمَا حُسْنُ الرِّجَالِ لَهُم بِزَيْنٍ ... إِذَا لَمْ يُسْعِدِ الحُسْنَ البَيَانُ كَفَى بِالمَرْءِ عَيْبًا إِنْ تَرَاهُ ... لَهُ جِسْمٌ وَلَيْسَ لَهُ لِسَانُ كَمِثْلِ النَّقْشِ لَيْسَ لَهُ حَسِيْسٌ ... إِذَا صَوَّرْتهُ وَلَهُ عِيَانُ 8211 - رَأيتُ الحَظَّ يَستُرُ كُلَّ عَيبٍ ... وَهَيهَاتَ الحُظُوظ مِنَ العُقولِ 8212 - رَأَيتُ الدَّراهِمَ أَبغَضنَنِي ... كَأَنِي قَتَلتُ أَبَا الدِّرهِمِ ابْنُ الرُّوميّ: 8213 - رَأَيتُ الدَّهرَ يَجرَحُ ثُمَّ يَأسو ... ويُؤسِّي أَو يُعَوِّضُ أَو يُنسِّي ¬
قابوسُ بن وَشمَكيِرَ: 8214 - رَأَيتُ الدَّهرَ يُخفِضُ كُلَّ حُرٍّ ... وَيَرفَعُ بِاللِّئامِ إِلَى الثُرَّيا بَعْدَهُ: فَنَالَ لِئَامُ قَومٍ مَا تَمَنُّوا ... وَقَدْ كُبَّ الكَرِيْمُ عَلَى المُحَيَّا ابْنُ الرُّومِيّ: 8215 - رَأَيتُ الدَّهرَ يَرفَعُ كُلَّ وَغدٍ ... وَيخفِضُ كُلَّ ذِي شِيَمٍ شَريفَه بَعْدَهُ: كَمِثْلِ البَحْرِ يَغْرَقُ فِيْهِ حَيٌّ ... وَلَا يَنْفَكُّ تَطْفُو فِيْهِ جِيْفَه أو المِيْزَانِ يَخفِضُ كُلَّ وَافٍ ... وَيَرْفَعُ كُلَّ ذِي زِنَةٍ خَفِيْفَة عبد المجيد بن أَفلح الغزنوي: 8216 - رَأَيتُ الدَّهرَ يُسعِدُ كُلَّ نَذلٍ ... وَيَقصِدُ كُلَّ حُرٍّ بِامتِحانِ بَعْدَهُ: فَقُلْتُ لِقَلْبِي اسْتَمْسِك بِصَبْرٍ ... فَإنَّ الدَّهْرَ دَهْرَ بَنِي الزَّوَانِي هُوَ أَبُو بَكْر عَبْدُ المَجِيْدِ بنِ أفلَحَ بنُ مُتَبَشِّرٍ الغَزْنَوِيّ. يزيد بن الحكَم الثقفي: 8217 - رَأَيتُ السَّخِيَ النَفسِ يَأتيهِ رِزقُهُ هَنيئًا ... وَلَا يُعطَى عَلَى الحِرصِ خَاشِعُ بَعْدَهُ: وَكُلُّ حَرِيْصٍ لَنْ يُجَاوِزَ رِزْقَهُ ... وَكَمْ مِن مُوَفًّى رِزقَهُ وَهُوَ وَادِعُ ¬
سَابق البَربَريُّ: 8218 - رَأَيتُ الشَرَّ تَحقِرهُ فَيَنمِي ... كَإِفعامِ السُيُولِ مِنَ الشِّعابِ مُسلم بن الوَليدِ: 8219 - رَأَيتُ العَاشِقينَ أَذلَّ قَومٍ ... وَفِي العِشقِ المَذَلَّةُ لِلرِقابِ كَاتبهُ عَفَا اللَّه عَنه: 8220 - رَأَيتُ العِزَّ أَجمَلُ مَا تَرَدَّى ... بِهِ حُرٌّ وَأَقبِح بِالهَوانِ بَعْدَهُ: رَأيْتُ العِزَّ فِي ضَرْبٍ وَطَعْنٍ. البيتُ وَبَعْدَهُ: فَأقْدِمْ وَإِنْ أرَدْتَ عَلَى المَعَالِي ... وَإلَّا فَاطَّرح عَنْكَ الأمَانِي وَعِشْ فَرْدًا وَطِبْ بِالفَقْرِ نَفْسًا ... وَلَا تَحْفَلْ بِأبْنَاءِ الزَّمَانِ لَهُ أَيْضًا: 8221 - رَأَيتُ العِزَّ فِي ضَربٍ وَطَعنٍ ... وَتَلتَصِقُ المَذَلَّةُ بِالجَبانِ 8222 - رَأَيتُ العَقلَ لَم يَكُن اتهَابًا ... وَلَم يُقسِم عَلَى عَدَدِ السِّنِينَا بَعْدَهُ: وَلَو أَنَّ السِّنِيْنَ تَقَاسَمَتْهُ ... حَوَى الآبَاءُ أنْصِبَةَ البَنِيْنَا 8223 - رَأيتُ العِلمَ لَا يُغنِي فَتيلًا ... إِذَا مَا البَيتُ أَعوَزَهُ الدَّقيقُ ¬
التنوخي الأنباريُّ: هو القاضي أبو جَعفر أحمد ابن اسحاقَ التنوخي الأنباري. 8224 - رَأيتُ العَيبَ يَلصِقُ بِالمَعالِي ... لُصوقَ الحِبرِ فِي يقَقِ الثيابِ بَعْدَهُ: وَيَخْفِي فِي الدَّنيّ فَلا تَرَاه ... كَمَا يَخْفَى السَّوَادُ عَلَى الإهَابِ مَحمود الورّاق: 8225 - رَأَيتُ الفَتَى يَزدَادُ نَقصًا وَقِلَةً ... إِذَا راحَ مَنسوبًا إِلَى التِّيهِ وَالكِبرِ بَعْدَهُ: وَمَن ظَنَّ أَنَّ التِّيْهَ مِن بَعْدِ هِمَّةٍ ... فَأنَّى رَأيْتُ التِّيْهَ مِن صغر القَدْرِ وَلَو كَانَ دَارِي وَنَفْسٍ شَرِيْفَةٍ ... لَحَطَّ الغِنَى مِنْهُ وَعَزَّ عَلَى الفَقْرِ 8226 - رَأَيتُ الفَقرَ أَقبَحُ مَا تَردَّى ... بِهِ الإِنسانُ مِن عَرَبٍ وَفُرسِ بَعْدَهُ: وَأزْرَى بِالرِّجَالِ بِكُلِّ أرْضٍ ... وَلَو جَاءَوا بِنسْبَةِ عَبْد شَمْسِ طَرفةُ بن العَبدِ: 8227 - رَأَيتُ القَوافِي يتَّلحنَ مَوالِجًا ... تَضَايقُ عَنهَا أَن تَوَلّجَهَا الإِبَرُ أخَذَهُ الأخْطَلُ فَقَالَ (¬1): وَالقَوْلُ يَنْفذُ مَا لا تَنْفذُ الإبَرُ الكُميتُ: 8228 - رَأَيتُ اللِّسانَ عَلَى أَهلِهِ ... إِذَا سَامَهُ الجَهلَ لَيثًا هَصُورا ¬
8229 - رَأَيتُ المَخازِي جُلَّها وَدَقيقَهَا ... بِساحَتِهِ دونَ البرِيَّةِ حَلَّتِ بَعْدَهُ: أرَدْتُ لَهُ ذَمًّا فَكُلُّ رَذِيْلَةٍ ... وَصَلْتُ إلَيْهَا دَقَّ عَنْهَا وَجَلَّتِ ابْنُ الرُّومِيّ: 8230 - رَأَيتُ المَطلَ ميدانًا طَوِيلًا ... يَرُوضُ طِباعَهُ فِيهِ البَخيلَ عَرفجَةُ بنُ شَريكٍ: 8231 - رَأيتُ المَنَايَا تَصطَفِي سَرَوَاتِنَا ... كَأَنَّ المَنَايَا تَبتَغِي مَن تُفاخِره يَقُولُ مِنْهَا: حَمَى أنْفَهُ أوْسٌ وَلَمْ يَثْنِ وَجْهَهُ ... وَيَقِي الحَيَاءَ المَرْءُ وَالرّمْح شَاجِرُهُ زُهير بن أبي سُلمَى: 8232 - رَأيتُ المَنَايَا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب ... تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعمَّر فَيَهرَمِ يَعقوبُ بن الرَّبيع: 8233 - رَأَيتُ المَنَايَا لَا تُصانِعُ مُوسِرًا ... لِيُسرٍ وَلَا تَبقَى لِعُسرٍ عَدِيمَهَا بَعْدَهُ: وَمَن يَحْمدِ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ سَاعَدَت ... فَلَنْ تَنْفَذَ الأيَّامُ حَتَّى نَلُومهَا العُتبِيُّ: 8234 - رَأَيتُ المَوتَ أَعرَضَ عَن حُمَيدٍ ... وَأَلقَى زَاهرًا تَحتَ التُرابِ ¬
8235 - رَأَيتُ النَّاسَ خُدَّاعًا ... إِلَى جَانِبِ خُدَّاعِ بَعْدَهُ: يَعِيْشُونَ مَعَ الذِّئْب ... وَيَبْكُونَ مَعَ الرَّاعِي أَبُو الفتح البُستِيُّ: 8236 - رَأَيتُ النَّاسَ قَد حَالُوا ... فَأَضحَى لُبُّهُم قِشرَا بَعْدَهُ: فَإنْ زُرْتَهُم يَومًا ... فَذَر عَشْرًا تَجِدْ بِشْرًا 8237 - رَأَيتُ النَّاسَ قَد صَدَقُوا وَمَانُوا ... وَوَعدُكَ كُلُهُ خُلُفٌ وَمَينُ أَبُو نواسٍ: 8238 - رَأَيتُ النَّاسَ يَزدادُونَ خَيرًا ... وَنَحنُ نَزِيدُ شَرًّا كُلَّ عَامِ 8239 - رَأَيتُ النَّفسَ تَكرَهُ مَا لَدَيهَا ... وَتَطلُبُ كُلَّ مُمتَنعٍ عَلَيهَا العَبَّاسُ بن الأحنَفِ: 8240 - رَأَيتُ الودَّ لَيسَ يَكَادُ يَبقَى ... إِذَا كَثُرَ التَجَنِّي وَالعِتَابُ بَعْدَهُ: خَفَضْتُ لِمَنْ يُطِيْفُ بِكُم جنَاحِي ... وَتَلْقُونِي كَأنَّكُمُ غِضَابُ أَبُو العَتَاهِيَةِ: 8241 - رَأَيتُ الهَوَى جَمرَ الغَضَا غَيرَ أَنَّهُ ... عَلَى كُلِّ حَالٍ عِندَ صَاحِبِهِ حُلوُ ¬
أبيَاتُ أَبِي العَتَاهِيَة، أوَّلُهَا: أخلَّانِي بِي شَجْو وَلَيْسَ بِكُم شَجْوٌ ... وكُلُّ امْرىٍ مِن شَجْوِ صَاحِبِهِ خلْوُ رَأيْتُ الهَوَى جَمْرَ الغَضَا. البيت وبَعْدَه: وَمَا مِن مُحِبٍّ نَالَ مَمَّن يُحِبُّهُ ... هَوًى صادِقًا إِلَّا تَدَاخَلَهُ زَهْوُ فَلا حَسَنٌ نَأتِي بِهِ تَقْبَلُونَهُ ... وَلَا إِنْ أسَأنَا كَانَ عِنْدَكُمُ عَفْوُ يَقُولُ مِنْهَا: رَأيْتُ بَنِي الدُّنْيَا إِذَا مَا سَمُوا بِهَا ... هَوَتْ بِهِم الدُّنْيَا عَلَى قَدَرِ مَا تَسْمُو مَعنُ بن أوسٍ المَزنيُّ: 8242 - رَأَيتُ أَثلامًا بَينَنَا فَرَقَعتُهُ ... بِرِفقِي وَأَحيانًا لَقَد يُرقَعُ الثَّلمُ أَبُو العَتاهِيةِ: 8243 - رَأَيتُ بَنِي الدُّنيَا إِذَا مَا سَمَوا بِهَا ... هَوت بِهم الدُّنيَا عَلَى قَدرِ مَا تَسمُو عَبد اللَّه بن الحجَّاج: 8244 - رَأَيتُ بِلادَ اللَّهِ وَهِيَ عَريضَةٌ ... عَلَى الخَائِفِ المَذعورِ كفَّةَ حَابِلِ بَعْدَهُ: يُخَالُ إلَيْهِ أَنَّ كُلَّ ثَنِيَّةٍ ... إِذَا أمَّهَا تَرْمِيْهِ مِنْهُ بِقَاتلِ هُوَ عَبْدُ اللَّه بن الحجَّاجُ بن مُحْصِنُ بن جندَب بن نَصْر بن عَمْرُو بن عَبْد غُنُم بن جَحَاش ابن بَحَالَةَ بن مَازِنِ بنِ تَغْلَبَةَ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ ابنِ بَغِيْضِ بنِ الرَّيْبِ بنِ غَفَان بنِ سَعْدِ بنِ قَيْس بنِ عَدْلان بنِ مُضرَ. وَيُكَنَّى عَبْدُ اللَّهِ بنُ الحَجَّاجِ أبَا الأقْرَع ¬
شَاعِرٌ فَاتِكٌ شُجَاعٌ مِن مَعْدُودِيّ فُرْسَانِ مُضرَ وَذَوِي البَأسِ وَالنَّجْدَةِ فِيْهِم وَكَانَ مِمَّن خَرَجَ مَعَ عَمْرُو بن سَعِيْدِ بن العَاصِ عَلَى عَبْدُ المَلِك بن مَرْوَانَ فَلَمَّا قتل عَبْد المَلِك عمَرًا خَرَجَ مَعَ نَجْده مُتَنَكِّرًا ثَمَّ هَرَبَ فَلَحِقَ بِعَبْدِ اللَّهِ ابن الزُّبَيْر فَركضا مَعْهُ إِلَى أن قُتِلَ ثمَّ جَاءَ إِلَى عَبْدُ المَلِكِ وَاحْتَالَ عَلَيْهِ حَتَّى أمَّنَهُ وَأجَارَهُ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الحَجَّاجِ هَذَا صَعْلُوكًا مِن صَعَالِيْكِ العَرَبِ وَكَانَ شَدِيْدُ التَّسَرُّعِ إِلَى الفِتَنِ. مِثقَالٌ الإفريقيُّ: 8245 - رَأَيتُ بِلادَ اللَّهِ وَهِيَ عَريضَةٌ ... عَلَى المُدقِعِ المُحتاجِ أَضيَقَ مِن فَخِّ وَمِن هذا البَاب قَولُ الطَّمحانِ القَينِي (1): أَلَا عَلّلانِي قَبل أَغبَر مُظلمٍ ... بَعيدٍ من الإخوانِ قَفرٌ مَنَازِلُه فَإِن الفَتى يُودِي ويوكَلُ مَالُه ... وتُنكَحُ من بَعد المَماتِ حلائِلُهُ فَدعني أوَسِّع في حَياتِي مَعيشَتِي ... وآكلُ مالي قبل من هو آكلُه ومن ذلك قول أَبِي الهندِيِّ وَاسمهُ عَبدُ المؤمن بن عَبد القُدوس (2): أَلَا عَلِّلانِي فالتَعَلُّلُ أروَحُ ... وَينطقُ مَا شَاءَ اللسَانُ المُسَرَّحُ بإِجائه لو أَنَّهُ جُرَّ بازِلٌ عَلَيها ... لأضحَى وَهو للجنَبِ يَسبَحُ ويَروي مِصراع البَيت الأول: ولا تَعِدَانِي الشَرَّ والخَيرُ أفَسحُ. وكان ذلك قولُ الأَعرابِيّ (3): أَلَا عَلِّلانِي قبلَ صَلحِ النَوائح ... وقَبل ارتقاءِ النَّفسِ فَوق الجَوانحِ وقبل غَدٍ يَالهفَ نَفسِي على غدٍ ... إِذَا رَاحَ أَصحابِي وَلستُ برَايحِ
مَحمود الورَّاقُ: 8246 - رَأَيتُ تَهَاجُرَ الأخوانِ عَدلًا ... إِذَا صَلَحت عَلَى الوُدِّ القُلُوبُ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ يُوَاصلُ الإلْمَامِ ... إِلَّا ظَنِيْنٌ في موَدَّتِهِ مُرِيْبُ وَقَد يَدْنُو البَعِيْدُ عَلَى التَّسَاوِي ... وَقَدْ يَنْأَى عَنِ القَلْبِ القَرِيْبُ وَلَيْسَ بِغَائِبٍ مَنْ حَلَّ قَلْبًا ... وَلَكِنْ مَنْ نَأَى عَنهُ يغِيْبُ 8247 - رَأَيتَ جَفَاءَ الدَّهرِ لِي فَجَفَوتَنِي ... كَأَنَّكَ غَضبَانٌ عَلَيَّ مَعَ الدَّهرِ ابْنُ الرُّوميُّ: 8248 - رَأَيتُ جُنَاةَ الحَربِ غَيرَ كُفَاتِهَا ... إِذَا اختَلَفَت فِيهَا الرِمَّاحُ الشَواجِرُ بَعْدَهُ: كَذَاكَ زِنَادُ النَّارِ عَنْهَا بِنَجْوَةٍ ... وَلَكِنَّمَا يَصلَى صَلاتهَا بِالمَشَاعِرِ ابْنُ المُعتَزِّ: 8249 - رَأَيتُ حَيَاةَ المَرءِ تُرخِصُ قَدرَهُ ... فَإِن مَاتَ أَغلَتهُ المَنَايَا الطَّوايحُ أبيَات ابْنُ المُعْتَزِّ، أوَّلُهَا: لنَا إبلٌ مَا وَفُرَاتهَا دَيَّاتُنَا ... وَلَا ذَعرتهَا فِي الصَّبَاحِ الصَّوَايِحِ تَقَسَّمَهُنَّ الجُودُ إِلَّا بَقِيَّةً ... تَرِدُّ عَلَيْهِ حيْنَ تَخْشَى الجوَايِحُ إِذَا غَدَرَتْ ألْبَانُهَا بِضيُوفِنَا ... وَفَت بِالقرَى لَبَّاتُهَا وَالصَّفَائحُ وَقَيَّدَهَا بِالسَّيْفِ خَرْقٌ كَأَنَّهُ ... إِذَا جَدَّ لَوْلا مَا جَنَى السَّيْفُ مَازحُ أبِالمَوتِ خَشَتْنِي شَرِيْرَةُ وَيْحُهَا ... لَعَلَّ الَّذِي تَخْشَى شَريْرَةُ صَالِحُ ¬
رَأيْتُ حَيَاةَ المرْءِ تَرْخِصُ قَدْرَهُ. البيت وبَعْدَه: فَإنْ مِتُّ فَانْعِيْنِي إِلَى المَجْدِ وَالعُلَى ... وَلَا تَحْزَنِي دَمْعًا إِذَا قَامَ نَايِحُ وَقُوْلي هَوَى عَرْشُ المَكَارِمِ وَالعُلَى ... وَعُطِّلَ مِيْزَان مِنَ الحلْمِ رَاجِحُ بَعْدَهُ: كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ الجدِيْدُ ابتِدَالَهُ ... كَذَا يُخْلِقُ المَرْءَ العيُونُ اللَّوَامِحُ ابْنُ الرُّوميُّ: 8250 - رَأَيتُ حَيَاةَ المَرءِ رَهنًا بِمَوتهِ ... وَصِحَّتَهُ رَهنًا كَذَلِكَ بِالسُقمِ أَبُو الفَتح البُستِيُّ: 8251 - رَأَيتُ حَيَاةَ المَرءِ مِثلَ مَمَاتِهِ ... إِذَا هوَ لَم يَسعَد بِدُنيَا وَلَا دِينِ بَعْدَهُ: فَكُنْ نَاسِكًا أو فَاتِكًا مُتَنَعِّمًا ... وَإلَّا فَمُتْ مَوْتَ الكِلابِ عَلَى هَوْنِ 8252 - رَأيتُ دُنُوَّ الدَّارِ لَيسَ بِنَافِعٍ ... إِذَا كَانَ مَا بَينَ القُلوبِ بَعِيدَا الفَرَزدَق في رَائض الخَيلِ: 8253 - رَأَيتُ رِجالًا كسبُهُم فِي أَكُفِّهِم ... وَكَسبُ فراسٍ بأستِهِ وَهوَ جَالِسُ 8254 - رَأَيتُ رِجالًا يَحسُدُونَ مُجاشِعًا ... وَذو السِّر لَا تَلقاهُ إِلَّا مُحسَّدَا ابْنُ شُرملَةَ: 8255 - رَأَيتُ رِجالًا يُكتَفُونَ عَنِ النَّدَى ... كِتافِ الأَسَارَى وَالسَّوام كَثيرُ ¬
بَعْدَهُ: يَقُولُونَ إِنَّ العَامَ أخْلَفَ نَوءُهُ ... وَمَا كُلُّ عَامٍ رَوْضَةٌ وَغَدِيْرُ مَعن بنُ أوسٍ: 8256 - رَأَيتُ رِجَالًا يَكرَهونَ بَنَاتِهِم ... وَفيهِنَّ لَا تَكذَبُ نِساءٌ صَوَالِحُ بَعْدَهُ: وَفِيْهنَّ وَالأيَّامُ يَعْثُرْنَ بِالفَتَى ... عَوَايِدُ لا يَمْلَلْنَهُ وَنَوَايِحُ 8257 - رَأَيتُ رَفيعَ النَّاسِ مَن كَانَ عَالِمًا ... وَإِن لَم يَكُن فِي قَومِهِ بِحَسيبِ بَعْدَهُ: إِذَا جَلَّ أرْضًا جَلَّ فِيْهَا بِعِلْمِهِ ... وَمَا عَالِمٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيْبِ قِيْلَ كَانَ لِمَعْنِ بنِ أَوْسٍ ثَمَانِ بَنَاتٍ وَكَانَ يَقُولُ: مَا أُحبُّ أنْ يَكُونَ لِي بِهنَّ رِجَالٌ وَفِيْهُنَّ يَقُول: رَأيْتُ رِجَالًا يَكْرَهُونَ بَنَاتِهِم. البيتان. النَّمِرِيُّ: 8258 - رَأَيتُ صُدُودًا وَانقِبَاضَ مَوَدَّةٍ ... وَنَكراءَ مِن أَخلَاقِكُم حَدَثَت بَعدِي بَعْدَهُ: لَعَمْرُ أَبِي الوَاشِحَاتِ لَقَدْ قَدَحَتْ ... لَهُ عَلَيْنَا يَمِيْنٌ غَيْرَ كَاتِبِهِ الزَّنْدِ صَالِح بن عَبدِ القدوسِ: 8259 - رَأَيتُ صَغيرَ الأَمرِ تَنمِي شُؤُونُهُ ... فَيَكبُرُ حَتَّى لَا يَجُدُّ وَيَعظُمُ ¬
مَحمُود الورَّاقُ: 8260 - رَأَيتُ صَلَاحَ المَرءِ يُصلِحُ أَهلَهُ ... وَيُفسِدُهُم دَاءُ الفَسَادِ إِذَا فَسَدَ بَعْدَهُ: وَيَشرِفُ فِي الدُّنِيَا بِفَضْلِ صَلاحِهِ ... وَيُحْفَظُ بَعدَ المَوْتِ فِي الأَهْلِ وَالوَلَدِ يُقَالُ فِي المَثَلِ: بَطنٌ جَائعٌ وَوَجْهٌ مَدْهُونٌ، يُضْرَبُ لَلْمُتَشَبِّعِ زُورًا. 8261 - رَأَيتُ طُبُولَكُم فَخَدَعتُمُونِي ... وَلَم أَعرِف بِأَنَّكُم طُبُولُ عبدُ اللَّه بن المعتَزِّ: 8262 - رَأيتُ طَرِيقِي فِي ذُرَى المَجدِ وَاضِحًا ... فَسِرتُ وَرَقَّتنِي المُنَى فَتَرَقَّيتُ الوَزيرُ المَغرِبيُّ: 8263 - رَأَيتُ فِرَاقَ النَّفسِ أَهوَنَ لَوعةً ... عَلَيَّ مِنَ الفِعلِ الَّذِي يَكرَهُ المَجدُ مُعَاويَةُ بن عَبدِ اللَّهِ بن جَعفر: 8264 - رَأَيتُ فُضَيلًا كَانَ شَيئًا مُلَفَّفًا ... فَكَشّفَهُ التَّمحيصُ حَتَّى بَدَالِيَا وَمِنْ هذَا البَاب قَولُ أَبِي بَكر مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ الخَوَارِزْمِيِّ يَمْدَحُ (¬1): رَأيْتُكَ إِنْ أيْسَرْتَ خَيَّمَتْ عِنْدَنَا ... لِزَامًا وَإِنْ أعَرْتَ زُرْتَ لَمَامَا فَمَا أنْتَ إلا البَدْرُ إِنْ قَلَّ ضَوْءُهُ ... أغبَّ وَإِنْ دَامَ الضِّيَاءُ أقَامَا 8265 - رَأَيتُكَ إِن مَنَّيتَ مَنَّيتَ مَوعِدًا ... جَهَامًا وَإِن أَبرَقتَ أَبرقتَ خُلَّبا ¬
8266 - رَأَيتُكَ بَينَنا أَنتَ خِلٌّ وَصَاحِبٌ ... إِذَا أَنتَ قَد وَلَّيتَنَا نَائِيًا عِطفَا بَعْدَهُ: لَكَالقَوسِ أدْنَى مَا تَكُونُ إِذَا جَنَّت ... عَلَى السَّهْمِ أنْأى مَائِلُونَ لَهُ قَدُمَا وَمِن بَابِ (رَأيْتُكَ) قَولُ السّري الرفَّاء (¬1): رَأيْتُكَ تَبْرِي لِلصَّدِيْقِ نَوَافِذًا ... عَدُّوُكَ مِنْ أوْصَابِهَا الدَّهرَ آمِنِ وَتَكْشِفُ أسْرَارَ الأخِلَّاءِ مَازِحًا ... وَيَا رُبَّ مَزْحٍ عَادَ وَهُوَ ضَغَايِنُ سَأحْفَظُ مَا بَيْنِي وَبيْنِكَ صَائنًا ... عهُودَكَ إِنَّ الحرَّ لِلعَهْدِ صَايِنُ وَألْقَاكَ بِالبشْرِ الجمِيْلِ مُدَاهِنًا ... فَلِي مِنْكَ خِلٌّ مَا عَلِمْتُ مُدَاهِنُ أنمُّ بِمَا اسْتَوْدَعْتهُ مِن زجَاجَةٍ ... تَرَى الشَّيءُ فَيْهَا ظَاهِرًا وَهُوَ بَاطِنُ فلسة بن كُلثوم الضبّي: 8267 - رَأَيتُكَ تَنهَى الجَاهِلينَ عَنِ الصِّبَى ... ونَفسَكَ لَا تَنهى وَأَنتَ مُليمُ 8268 - رَأَيتُكَ تَهوَى الجُودَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... يَجودُ عَلَيكَ المُجتَدِي بِسُؤَالِهِ بَعْدَهُ: وَتَهْوَى اكْتِسَابَ المَالِ لا لادِّخَارِهِ ... وَلَكِنْ لإحْرَازِ العُلَى بِنَوَالِهِ 8269 - رَأَيتُكَ ضَاحِكًا مِن غَيرِ شَيءٍ ... وَبَعضُ الضِّحكِ أَحيانًا جُنونُ بَعْدَهُ: يُرْوَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رُؤيَ ضَاحِكًا قَطُّ مِنْ بَعْدِ مَا أنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَمِنْ هذَا الحَدِيْثُ تَعجِبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ. 8270 - رَأَيتُكَ فِي جَميعِ العِلمِ ثَورًا ... وَتُطرِقُ حِينَ تُسأَلُ أَي بِأَنِّي وَمِنْ بَابِ (رَأيْتُ) قَولُ أَبِي نُواسٍ (¬2): ¬
رَأيْتُ قُدُورَ النَّاسِ سُودًا مِنَ الصَّلَى ... وَقَدْرَ الرَّقَاشِيْن بِيْضًا كَالبَدْرِ يُبَيِّنُها لِلمُقتَفى بِفِنَائِهَـ ... ـــا ثَلاثٌ كَنقَطِ الثَّاءِ مِنْ قَلَمِ الحِبْرِ يَهْجُوهُمُ وَيشِيْرُ بِقَوْلِهِ هذَا إِلَى أنَّهُم لا يَطْبخُونَ لِلقَرَى، وَأنَّ أثَافِي قدُورَهُم صَغِيْرَةٌ حَقِيْرَةٌ بِمِقْدَارِ نَقْطِ القَلَمِ وَهُوَ الغَايَةِ فِي الصِّغْرِ. وَمِن بَابِ (رَأيْتُكَ) أَيْضًا، قَولُ المَخْزُومِيَّ (¬1): رَأيْتُكِ فِي الشَّمْسِ المُنِيْرَةِ غَدْوَةً ... فَكُنْتِ عَلَى عَيْنِيَّ أبْهَى مِنَ الشَّمْسِ لأنَّكِ تَزْدَادِيْنَ بِاللَّيْلِ بَهْجَةً ... وَشَمْسُ الضُّحَى لَيْسَت تُضِيْءُ إِذَا تُمْسِي قَالَ سَلَمٌ الخَاسِرُ مُتْبِعًا لَهُ (¬2): وَلَقَدْ رَأيْتُ الشَّمْسَ طَالِعَةً ... تَخْتَالُ بَيْنَ كَوَاعِبٍ خَمْسِ أقْبَلْنَ فِي زَادِ الضَّحَاءِ بِهَا ... فَسَتَرْنَ عَيْنَ الشَّمْسِ بِالشَّمْسِ وَيَقْرِبُ مِنْهُ قَولُ ابن حَازِمٍ (¬3): بَانَ عَنِ الأشْكَالِ فِي حُسْنِهِ ... فَلَمْ تَقَع عَيْنٌ عَلَى شِبْهِهِ يُغْنِيْكَ عَنِ بَدْرِ الدُّجَى وَجْهُهُ ... وَالبَدْرُ لا يُغْنِيْكَ عَنْ وَجْهِهِ كَمْ قَدْ تَلَهَّى بهَوَى غَيْرِهِ ... قَلبِي فَأغْرَاهُ وَلَم يُلْهِهِ هذَا الشّعرُ مِمَّا قَالَتْ العَرَبُ فِي المُذَكَّرِ وَهُوَ قَلِيْلٌ وَإِنَّمَا أكْثَرُ أقْوَالِهِم فِي المُؤَنَّثِ. ابن الرُّوميّ: 8271 - رَأَيتكم تُبدونَ لِلحَربِ عُدّةً ... وَلَا يَمنَعُ الأَسلَابَ مِنكُم مُقاتِلُ ¬
بَعْدَهُ: فأَنْتُمْ كَمِثْلِ النَّخْلِ يَشْرَعُ شَوْكَهُ ... وَلَا يَمنَعُ الخُرَّافَ مَا هُوَ حَامِلُ وَلَهُ مِثلُه أيضًا: 8272 - رَأَيتُكُم تَستَعِدُّونَ الرِمَاح وَلَا ... تُقاتِلونَ وَلَا يُحمَى لَكُم سَلَبُ بَعْدَهُ: كَالنَّخْلِ يَشْرَعُ شَوْكًا لا يَذُودُ بِهِ ... عَنْ حَملِهِ كَفَّ جَانٍ فَهُوَ مُنتهِبُ جَرِيرٌ: 8273 - رَأَيتك مِثلَ البَرقِ يُحسَبُ ضَوءُهُ ... قَرِيبًا وَأَنَّى ضَوءُهُ مِنكَ نَارخُ 8274 - رَأَيتُكَ مِثلَ الجَوزِ يَمنَعُ لُبَّهُ ... صَحيحًا وَيُعطي لُبَّهُ حِينَ يُكسَر السَرِيُّ الرّفاء: 8275 - رَأَيتُكُم مَوتى فَكَفكَفتُ غَربَها ... وهل تَأَلَمُ الأَمواتُ حِينَ تُكلمُ المُتَنَبِّي: 8276 - رَأَيتكم لَا يَصونُ العِرضَ جَارُكُم ... وَلَا يُدرُّ عَلَى مرعَاكُم اللَّبَنُ بَعْدَهُ: جَزَاءُ كُلِّ قَرِيْبٍ مِنْكُمُ مَلَلٌ ... وَحَظُّ كُلُّ مُحِبٍّ مِنْكُمُ ضغِنُ وَتَغْضَبُونَ عَلَى مَن نَالَ رِفْدَكُمُ ... حَتَّى يُعَاقِبَهُ التَّنْغِيْصُ وَالمِنَنُ البُستِيُّ: ¬
8277 - رَأَيتُكَ لَا تَهوَى سِوَى المَجدَ وَالعُلَى ... كَأَنَّكَ مِن هذَا وَذَاكَ مُصَوَّرُ بَعْدَهُ: تَوَاضَعْتَ لَمَّا زَادَكَ اللَّهُ رِفْعَةً ... كَذَلِكَ نَفْسُ الحُرِّ لا تَتَكَبَّرُ وَمَا نِلْتُ فِي دُنْيَاكَ عزًّا وَرِفْعَةً ... وَإِنْ كَبُرَ إِلَّا وَقَدرُكَ أكْبَرُ 8278 - رَأَيتك لَا تَهوينَ غَيرَ دَرَاهِمِي ... عَلَيكِ سَلَامُ اللَّهِ مَا نَفِدَ الكِيسُ 8279 - رَأَيتك يُدنينِي إِلَيكَ تَبَاعُدِي ... فَبَاعَدتُ نَفسِي لابتِغاءِ التَقَرُبِ قَبلُهُ: تَجَنَّبْتُكُمْ لا عَنْ قِلًى لِوِصالِكُم ... وَلَكِنَّنِي اسْتَبْقَيْتُكُم بِالتَّجَنُّبِ رَأيْتُكُم يُدْنَى إلَيْكُم تَبَاعُدِي. البيتُ. عليّ بن محمد بن بسّامٍ: 8280 - رَأَيتُ لِسَانَ المَرءِ رَائِدَ عَقلِهِ ... وَعُنوَانَهُ فَانظُر بِمَاذَا تُعَنونُ بَعْدَهُ: وَلَا تَعْدُ إصلاح اللِّسَانِ فَإِنَّهُ ... يُخَبِّرُ عَمَّا عِنْدَهُ وَيُبيْنُ وَيُعجِبُنِي زَيُّ الفَتَى وَجَمَالهُ ... وَيَسْقطُ مِنْ عَيْنَيَّ سَاعَةَ يَلْحَنُ عَلَى أَنَّ لِلأعرَابِ حَدًّا وَرُبَّمَا ... سَمِعتَ مِنَ الإعرَابِ مَا لَيْسَ يحْسُنُ وَلَا خَيْرَ فِي لَفْظٍ كَرِيْهٍ سَمَاعُهُ ... وَلَا فِي قَبْحِ اللَّحنِ وَاللَّحنُ أشْيَنُ أَبُو عَطاءٍ السِّندي: 8281 - رَأَيتُ مَخِيلَةً فَطَمِعتُ فِيها ... وَفِي الطَّمَعِ المَذَلَةُ لِلرِّقابِ ¬
8282 - رَأَيتُ مَكَانَهُ فَصَدَدتُ عَنهُ ... وَمَا لِلمَرءِ إِلَّا مَا استَطَاعَا 8283 - رَأَيتُ مَوَاعيدَ الكِرَامِ مَوَاهِبًا ... وَمَا حَسَنٌ أَن تَستَرِدَّ المَوَاهِبَ جَرِيرٌ يَهجُو بني هزّانَ: 8284 - رَأَيتُ هِزَّانَ فِي أَحراجِ نِسوَتَهَا رُحبٌ ... وَهزَّانُ فِي أَخلاقِهَا ضيقُ قَبْلَهُ: ضَيْفُكُمُ جَائِعٌ إِنْ لَمْ يَبِتْ غَزَلًا ... وَجَارُكُم يَا بَنِي هزانَ مَسْرُوقُ رَأيْتُ هزَّانَ فِي إحراجِ نشوَتِهَا. البيتُ. أَوسُ بن حَجَرٍ: 8285 - رَأَيتُ يَزيدَ يَدَّرينِي بِعَينِه ... تَشَاوَس رُويدًا إِثَّنِي مَن تَأَمَّلُ إِبراهِيم الصُولِيّ: 8286 - رَأَى خِلَّتِي مِن حَيثُ يَخفَى مَكَانُهَا ... فَكَانَت قَذَى عَينَيهِ حَتَّى تَجَلَتِ الأشجَعُ السُلَمِيُّ: 8287 - رَأَى سَرَى وَعُيونُ النَّاسِ نَائِمَةٌ ... مَا أَخَّرَ الحَزمُ رَأيًا قَدَمَ الحَذَرَا بَعْدَهُ: لَعُمرَكَ إنَّنِي غَرِيْضٌ كَمَاءِ ... المَزْنِ بِالرَّاحِ المَشُوبِ رَأيْنَا فِي اليَهُودِ رِجَالَ صُدْقٍ. البيتُ. 8288 - رَأَينَا فِي اليَهودِ رِجَالَ صِدقٍ ... عَلَى مَا كَانَ مِن دِينٍ مُريبِ ¬
العُتَبِيُّ: 8289 - رَأَينَ الغَوَانِي الشَّيبَ لَاحَ بِعَارِضِي ... فَأَعرضَنَ عَنِّي بِالعُيونِ النَّواظِرِ أبيَاتُ أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ عُبَيْدِ اللَّهِ العتْبِيّ: رَأى الغَوَانِي الشَّيْبَ لاحَ بِعَارِضِي. البيت وبَعدَه: وَكُنَّ إِذَا أبْصَرنَنِي أو سَمِعنَ بِي ... سَعَيْنَ فَرَقَّعْنَ الكُوَى بِالمَحَاجِرِ لَئِنْ حَجَبَتْ عَنِّي عُيُونُ نَوَاظِرٍ ... نَظَرنَ بِأخدَاقِ المَها وَالجَأْذَرِ فَإنِّي لَمِنْ قَوْمٍ كِرَامُ أعِزَّةً ... لإقْدَامِهِم صيْغَتْ فُرُوعُ المَنَابِرِ خَلائفُ فِي الإسْلامِ فِي الشِّركِ قَادَةٌ ... بِهُم وَإلَيْهُم فَخْرُ كُلّ مُفَاخِرِ عَلَى إنَّنِي أُعْطِي المَقَادَةَ هَائِمًا ... وَمَا أَنَا عَنْهُمُ بَعدُ بَالمُتَقَاصِرِ 8290 - رَأَينَ الغَوانِي قَد تَردَّيتُ شَملةً ... وأُزِّرتُ أُخرَى فَازدَرَتنِي عُيُونُها ابْنُ الرُّوميّ: 8291 - رَأَينَا لأَبوابِ ابنِ بُلبُلَ سَاعةً ... مِنَ الدَّهرِ إِقبالًا تَطَلَّعَ فَارتَحَل بَعْدَهُ: أشَبِّهُهُ نَقْشُ العُرُوشِ تَخَضَّبَتْ ... فَلَمَّا انْقَضى الأسْبُوعُ مِن عُرسِها نَصَلُ الأشهبُ بنُ رُمَيلةَ: 8292 - رَأَى وِردَ موتٍ لَم يَجِد مَن يَذُودُهُ ... فَكَّر وَإِن يَصبِرُ فَعَادَتُهُ الصَّبرُ بَعْدَهُ: غَدَا مِثْلَ مَتْنِ الهُنْدِ وَأنَّى إِذَا غَدَا ... جَلا مَتْنهُ كَرُّ الصَّيَاقِلَ وَالأثْرُ يَعُدُّ الكَمَاةَ الدَّارِ عَيْن كَأَنَّمَا ... أحَلَّ بِهِم فِي ضَربِ أعنَاقِهِم نَذرُ ¬
السريُّ الرفَاء يَعتَذِرُ: 8293 - رَأيٌ هفَا هفوةً زَلَت بِهَا قَدَمِي ... وَمَا هفَا الرَّأيُ إِلَّا زَلَّتِ القَدَمُ بَعْدَهُ: صَفْحًا فَلَو شَقَّ قَلْبِي عَن صَحِيْفَتِهِ ... لَظَلَّ يَقْرَأُ فِيْهِ الخَوْفُ وَالنَّدَمُ عبدُ اللَّه بن المعتَزِّ: 8294 - رُبَّ أُعجوبَةٍ مِنَ الدَّهرِ بِكرٍ ... وَعَوَانٍ قَد رَاضَها تَجرِيبِي رُبَّ: حَرْف مَعنَاهُ التَّقْلِيْلُ وَمِن خَصَائصهَا أنَّها لا تَدخُلُ إِلَّا عَلَى نَكِرَةٍ ظَاهِرَةٍ أو مُضْمَرَةٍ فَالظَّاهِرَةُ يَلْزَمها أنْ تَكُونَ مَوْصُوفَة بِمُفْرَدٍ أو جُملَةٍ كَقُولكَ رُبَّ رَجُلٍ جَوَادٍ وَرُبَّ رَجُلٍ جَاءَنِي وَرُبَّ رَجُلٍ أبُوهُ كَرِيْمٌ. وَالمُضْمَرَةُ حَقُّها أنْ تُفَسَّرَ بِمَنْصُوبٍ كَقَوْلكَ رُبَّهُ رَجُلًا وَقْد تكف بِمَا فَتَدخُلُ حِيْنَئِذٍ عَلَى الاسْمِ وَالفِعلِ كَقوْلكَ رُبَّمَا قَامَ زَيْدٌ وَرُبَّمَا زَيْد قَائِمٌ وَفِيْهَا لُغَاتٌ. المُتَنَبِّي: 8295 - رُبَّ أَمرٍ أَتاكَ لَا تَحمَدُ الفُعَّالَ ... فِيهِ وَتَحمدُ الأَفعالَا 8296 - رُبَّ أَمرٍ تَتَّقِيهِ ... جَرَّ أَمرًا تَرتَجيهِ بَعْدَهُ: خَفَى المَحْبُوبُ مِنْه ... وَبَدَا المَكْرُوهُ فِيْهِ دُكَين بن سَعيدٍ الدَارميُّ: 8297 - رُبَّ أَمرٍ تَشرَقُ النَّفسُ بِهِ ... جَاءَها مِن خَلَال البَابِ فَرَجُ ¬
بَعْدَهُ: وَدَيَاجٍ مُطْبِقٍ أظْلامُهَا ... مَرَّقَ الصُّبْحُ دُجَاهَا فَبَلَجْ لا تَكُنْ مِن وَشْكِ رُوْحٍ آيِسًا ... فَكَأنْ قَدْ فُرِّجَتْ تِلْكَ الرُّتَجْ بَيْنَمَا المَرءُ كَئِيْبٌ مُوْجَعٌ ... جَاءَهُ اللَّهُ بِفَتْحٍ فَبَهجْ قَلًّ مَنْ أدمَنَ قَرعًا قَارِعٌ ... غَلَقَ الأبْوَاب إلَّا وَوَلَجْ أَحمَدُ بن أَبِي فَننٍ: 8298 - رُبَّ أَمرٍ سَرَّ آخِرُهُ ... بَعدَمَا سَاءَت أوائِلُه قَبْلَهُ: لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ أخْلَفَنِي ... مَلِكٌ مَا خَابَ آمِلُهُ رُبَّ أمرٍ سَرَّ آخِرُهُ. البيتُ. 8299 - رُبَّ أَمرٍ ضَرَّنِي أَوَّلُهُ ... فَتَصَبَّرتُ عَلَيهِ فَنَفَعَ هارُون بن عَلي المُنجِّمُ: 8300 - رُبَّ أَمرٍ عزَّ مَطلَبُهُ ... هوَّنَتهُ سَاعَةُ الفَرَجِ أَبُو فراسِ بن حَمدانَ: 8301 - رُبَّ أَمرٍ كَفَفتُ عَنهُ اختِيارًا ... حَذَرًا مِن أَصابِعِ الأَيتامِ قَبْلَهُ: لَسْتُ بِالمُسْتَضيْمِ من هُوَ دُونِي ... اعتِدَاءً وَلَسْتُ بِالمُسْتَضَامِ أبْذُلُ الحَقَّ للخصُومِ إِذَا مَا ... عَجِزتْ عَنْهُ قُدرَةُ الحُكَّامِ ¬
رُبَّ أمرٍ كَفَفْتُ عَنْهُ اخْتِيَارًا. البيتُ. لَهُ أَيْضًا: 8302 - رُبَ أَمرٍ لَا تَرَى مِنهُ ... سِوَى الصَّبرِ دَوَاءَا 8303 - رُبَّ أَمرٍ يَضُرُّ ثُمَّ يَسُرُّ ... وَكَذاكَ الزَّمَانُ حُلوٌ وَمُرُّ سَابقٌ البَربَرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 8304 - رُبَّ امرِئٍ مُتَيَقِنٍ ... غَلَبَ الشَقَاءُ عَلَى يَقينِهِ الصَّنَوبَرِيُّ: 8305 - رُبَّ حَالٍ كَأَنَّهَا مُذهبُ الدِّيبا ... ج صَارَت مِن رِقَّةٍ كَالَّاذِ بَعْدَهُ: وَزَمَانٍ مِثْلَ ابْنَةِ الكَرْمِ حُسْنًا ... صَارَ عِنْدَ العُيُونِ مِثْلَ الدَّاذِي أوَ مَا مِنْ فَسَادِ رَأيِ اللَّيَالِي ... أَنَّ شعرِيَ هذَا وَحَالَ هذِي 8306 - رُبَّ حَتفٍ بَينَ أَثناءِ الأَمَل ... وَحَيَاةُ المَرءِ ظِلٌ مُنتَقِلُ حَسَّانُ بن ثَابتٍ: 8307 - رُبَّ حِلمٍ أَضَاعَهُ عَدَمُ المَالِ ... وَجَهلٍ غَطَّى عَلَيهِ النَّعيمُ قَالَ الرُّوَاةُ بَيْنَا حَسَّان بنُ ثَابِتٍ فِي أُطمِةِ وَذَلِكَ فِي الجاهِلِيَّةِ إِذْ قَامَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَاحَ بِأعلَى صَوْتهِ يَا لِلْخَزْرَجِ يَا لِلْخَزْرَجِ فَجَاءُوهُ وَقَد فَزِعُوا فَقَالوا: مَالَكَ يَابنُ الفرَيْعَة؟ قَالَ: بَيْتٌ قُلْتُهُ فَخَشِيْتُ أنْ أمُوْتَ قَبْلَ أن أُصْبِحَ فَيَذْهبُ ضَيْعَةً خُذُوهُ ¬
عَنِّي. فَقَالُوا: مَاذَا قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: رُبَّ حِلْمٍ أضَاعَهُ عَدَمُ المَالِ. البيتُ. فَيُقَالُ: هذَا أشْرَدُ مَثَلٍ قِيْلَ فِي ضيَاعِ العَدِيْمِ العَاقِلِ وَاسْتِسْرَارِ جَهْلُ الوَاجِدِ الجاهِلِ، أوَّلُها: مَنَعَ النَّوْم بالعَشَاءِ الهُمُوم ... وَخَيَال إِذَا تَغُورُ النُّجُومُ مِنْ حَبيْبٍ أَصَابَ قَلْبكَ مِنْهُ ... سَقَمٌ فَهُوَ دَاخِلٌ مَكْتُومُ شَأنُهَا العِطْرُ وَالفرَاشُ وَيَعلُوها ... لُجَيْنٌ وَلُؤْلُؤٌ مَنْظُومُ لَو يَدِبُّ الحَوليُّ مِن وَلَدِ الدُّرِّ ... عَلَيْها لأنْدَبَتْها الكُلُومُ لَمْ تَعقهَا شَمْسُ النَّهارِ بِشَيْءٍ ... غَيْرَ أَنَّ الشَّبَابَ لَيْسَ يَدُومُ لَمَّا سَمِعَ الأصْمَعِيُّ هذَا البَيْت قَالَ: وَصَفَهَا وَاللَّهِ بِالكِبَرِ يَقُولُ مِنْها: وَسَطَتْ نسْبَتِي الذَّائبَ فِيْهِم ... كُلُّ دَارٍ فِيْها أبٌ لِي كَرِيْمُ مَا أُبَالِي أنَبَّ بِالحُزْنِ تَيْسٌ أمْ ... لحَانِي بِظَهْرِ غَيْبٍ لَئِيْمُ رُبَّ حلْم أضَاعَهُ عَدَمُ المَالِ. البَيْتُ. 8308 - رُبَّ حَيٍّ كَميِّتٍ لَيسَ فيهِ ... أَمل يُرتَجَى لِنَفعٍ وَضَرِّ أَبُو تَمَّامٍ: 8309 - رُبَّ خَفضٍ تَحتَ السُّرَى ... وَعَنَاءً مِن عَنَاءً وَنَظرةٍ مِن شُحوبِ بَعْدَهُ: لا تُذِيْلَنَّ مَصُونَ همّكَ وَانْظُرْ ... كَمْ بِذِي الأمثِلِ دَوْحَةً مِنْ قَصَبِ أخَذَهُ البُحتُرِيُّ فَقَالَ: وَأوَّلُ الغَيْثِ قَطْرٌ ثُمَّ يَنْسَكِبُ (¬1). قَالُوا وَأوَّلُ مَنْ نَطَقَ بِهَذَا أعرَابِيٌّ فَقَالَ (¬2): ¬
لا تَأمَنَنْ قَوْمًا ظَلَمْتَهُمُ ... وَبَدَأتَهُم بِالشَّتْمِ وَالرَّغْمِ إِنْ يَأبُرُوا نَخْلًا لِغَيْرِهِمُ ... وَالشَّيءُ تَحقرُهُ وَقَد يَنْمِي وقَالَ الفَرَزْدَقُ: (¬1) قَوَارِصُ تَأتِيْنِي وَتَحتَقِرُونها ... وَقَد يَملاُ القَطْرُ الإنَاءَ فَيَفْعَمُ طرَفةُ بن العَبدِ: 8310 - رُبَّ خَلِيلٍ كُنتُ خَاللتُهُ ... لَا تَرَكَ اللَّهُ لَهُ وَاضِحَه بَعْدَهُ: كُلّهُم أرْوَعُ مِنْ ثَعْلَبٍ ... ما أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ مَعنُ بن أَوسٍ: 8311 - رُبَّ خَيرٍ أتاكَ مِن ... حَيثُ تَأتِي المَكَارِهُ قَبْلَهُ: رُبَّمَا خَيْرٌ لِلْفَتَى ... وَهُوَ لِلْخَيْرِ كَارِهُ رُبَّ خَيْرٍ أتَاكَ. البيتُ. بَشَّارٌ: 8312 - رُبَّ دُرٍ مُرَصَّعٍ بيَوَاقِيتَ ... وَمن تَحتِهِ بياتُ الثُبُورِ عَبد اللَّه بن المُعتَزِّ: 8313 - رُبَّ دَهرٍ بَكَيتُ مِنهُ فَلَمَّا ... صِرتُ فِي آخِرٍ بَكَيتُ عَلَيهِ ¬
قَبْلَهُ: عَجَبِي لِلزَّمَانِ فِي حَالتَيْهِ ... وَزَمَانٍ دُفِعتُ مِنْهُ إلَيْهِ رُبَّ دَهْرٍ بَكَيْتُ مِنْهُ. البيتُ. وَمِثْلهُ قَولُ آخَر يَهْجُو: لَمَّا نَزَلْتُ عَلَيْكُمُ أشْتَكِي زَمَنًا ... أبْطَى عَلَيَّ بِهِ مَا كُنْتَ أرْجُوهُ أحمَدتُمُونِي دَهْرًا كُنْتُ ألْعَنُهُ حَتَّى ... شَكَرتُ الَّذِي قَدْ كُنْتُ أسْلُوهُ أَبُو العَتاهِيَةِ: 8314 - رُبَّ ذِي لُقمَةٍ تَعرَّضَ مِنهَا ... حَائِلٌ بَينَها وَبَينَ المَسَاغِ حَكَى الثَّعَالِبِيُّ فِي مُلَحِهِ وَنَوَادِرِهِ قَالَ: إِنَّ ذِئْبًا كَانَ يَأتِي قَريَةً فَيَعِيْثُ فِيْها فَرَصَدَهُ أهْلُهَا وَصَادُوهُ وَتَوَامَرُوا فِي تَغذِيْبِهِ وَقَتْلِهِ. فَقَالَ بعضَهُمُ: تُقْطَعُ يَدَاهُ وَرِجْلاهُ وَتُدَقُّ أسْنَانُهُ وَيُقْطَعُ لِسَانُهُ. وَقَالَ آخَرُونَ بَلْ يُصلَب وَيُرشَقُ بِالسِّهامِ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَل تُوقَدُ لَهُ نَارٌ عَظِيْمَةٌ فَيُلْقَى فِيْها. وَقَالَ آخَرُونَ: غَيْرُ ذَلِكَ مِن أنْوَاعِ العَذَاب. فَقَالَ بَعْضُ المُمتَحنِيْنَ بِنسَائِهِم لا بَلْ يُزَوَّج وَكَفَى بِالتّزوِيْجِ لَهُ عَذَابًا وَعُقُوبَةً أَخَذَ هذَا المَعنَى شاعِرٌ فَقَالَ: رُبَّ ذِئْبٍ أخَذُوهُ وَتَمَادَوُا فِي عِقَابِهِ ... ثُمَّ قَالُوا زَوِّجُوهُ وَذَرُوهُ فِي عَذَابِهِ جَعفَر بن شَمسِ الخلافَة: 8315 - رُبَّ رَاجٍ مِنَ الزَّمَانِ رَجَاءً ... قُطِعَت دُونَهُ بِهِ الأسبابُ 8316 - رُبَّ رَأيٍ أَتَى عَلَى غَيرِ تَفكيرٍ ... وَفِكرٍ أَتَى بِكُلِّ خَطاءِ 8317 - رُبَّ رِيحٍ بأُناسٍ عَصَفَت ... ثُمَّ مَا إِن لَبِثَت أَن سَكَنَت يزيدُ بن محمّد المُهلَّبيُّ: 8318 - رُبَّ زَمَانٍ ذلُّهُ ... أَرفَقُ بِك ¬
بَعْدَهُ: لا عَارَ إِنْ ضَامَك ... دَهْرٌ أو مَلِكْ 8319 - رُبَّ سَاعٍ لِقَاعِدِ ... آكِلٍ غَيرِ حَامِدِ 8320 - رُبَّ سَوداءَ فَاقَتِ البِيضَ حُسنًا ... خَالَطَ المِسكَ لَونُها الكافُورُ بَعْدَهُ: كَسَوَادِ العُيُونِ تَحْسَبُهُ النَّاسُ ... سَوَادًا وَإِنَّمَا هُوَ نُورُ أَبُو العَبَّاس بن أحمَدُ بن يَحيَى: 8321 - رُبَّ شِعرٍ نَقَدتُهُ مِثلَمَا يَنقُدُ ... رَأسُ الصَّيارِفِ الدِّينَارَا قَولُهُ: رُبَّ شعرٍ نَقدتُهُ. البيت وبَعْدَهُ: ثُمَّ أرسَلتُهُ فَكَانَت مَعَانِيـ ... ــــهِ وَألْفَاظُهُ مَعًا أبْكَارَا لَو تَأتَّى لِقَالَةِ الشّعْرِ مَا ... أُسْقِطَ مِنْهُ حَلُّوا بِهِ الأشْعَارَا وَقَرِيْبٌ مِن هذَا قَولُ آخَر (¬1): يَا أبَا جَعفَرٍ أتَحكِمُ فِي ... الشِّعْرِ وَمَا فِيْكَ إلَهُ الحُكَّامُ إِنَّ نَقد الدِّيْنَارِ إِلَّا عَلَى الصَّيْرَ ... فِ صَعْبٌ فَكَيْفَ نَقْدُ الكَلامِ قَدْ رَأيْنَاكَ لَيْسَ تَعْرِفُ فِي الأَ ... شْعَارِ بَيْنَ الأرْوَاحِ وَالأجْسَامِ إِنَّمَا يَعْرِف العَتِيْقَ مِنَ المُحْـ ... ـدَثِ فِي وَقْتِ عَرْضِ الحُسَامِ وَأوَّلُ مَن نَطَقَ بِهذَا المَعْنَى عُبَيْدُ بنُ أيوَب فِي قَوْلِهِ: عَلَى حِيْنَ أَحْكَمْتُ الأمُورَ وَبَعْدَمَا ... نَقَدْتَ القَوَافِي مِثْلَ نَقْدِ الدَّرَاهِمِ ¬
8322 - رُبَّ صَبَاحٍ لامرِىٍ لَم يُمسِهِ ... حَتفُ الفَتَى مُوَكَّلٌ بِنَفسِهِ 8323 - رُبَّ صَغيرٍ شَأنُه ... عَادَ كبِيرًا فَادِحا 8324 - رُبَّ عُذرٍ يَكونُ أَقبَحُ مِن ... ذَنبٍ وَأَدعَى لِبغضَةِ الإِخوانِ قَبْلَهُ: كَمْ صَدِيْقٍ مَنَحتُهُ صَفْوَ وُدِّي ... فَجَفَانِي وَمَلَّنِي وَقَلانِي مَلَّ مَا مَلَّ ثَمَّ عَادَ وَصَلَّى ... بَعْدَ مَا ذَاقَ مِحْنَةَ الخُلَّانِ طَلَبَ العُذْرَ جَاهِدًا وَلَقَدْ جَاءَ ... بِعُذْرٍ يَزِيْدُ فِي الأضْغَانِ رُبَّ عُذْرٍ يَكُونُ أقْبَحُ مِنْ ذَنْبٍ. البيتُ وَبَعْدَهُ: أحْمَدُ اللَّه مَا امْتَحَنْتُ صَدِيْقًا لِي ... إلاَّ وَنَدِمْتُ عِنْدَ امْتِحَاني لَيْتَ شِعْرِي خُصِصْتُ بِالغَدْرِ مِن ... كُلِّ صَدِيْقٍ أمْ ذَاكَ حُلْمُ الزَّمَانِ 8325 - رُبَّ عَيرٍ يَرعَى وَيُعلَفُ فِي ... المِصرِ وَلَيثٍ يَجوُعُ فِي الصَّحرَاءِ بَعْدَهُ: وَحَشِيْشٍ يُرْوَى عَلَى ضفَّة ... النَّهْرِ وَنَبْعٍ يَظْمَى عَلَى غَيْرِ مَاءِ ابْنُ المعتَزِّ يَمدَحُ: 8326 - رُبَّ غَدرٍ حُلوٍ أَبَيتُم ... وَعِفتُم وَوَفاءٍ مُرٍّ صَبَرتُم عَلَيهِ أبيَاتُ عَبْد اللَّه بنُ المُعْتَزِّ بِاللَّهِ فِي الوَزِيْرِ عُبَيْدَ اللَّهِ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ وَهَبٍ (¬1): ¬
كَم مِن صَنِيْعٍ وَهَبْتُهُ لِبَنِي وَهَبٍ ... بَدَانِي وَمَا اهْتَدَيْتُ إلَيْهِ وَعَدُوٍّ يُرِيْدُ أكْلِي وَلَكِنَّ ... يَدٌ مِنْهُمُ تَرُدُّ يَدَيْهِ رُبَّ غَدْرٍ حُلو أبَيْتُم وَعِفْتُم. البيتُ. محمَّد بن أبي حَازمٍ البَاهِليُّ: 8327 - رُبَّ غَريبٍ نَاصِحِ الجَيبِ ... وَابنِ أَبٍ مُتَّهَمِ الغَيبِ بَعْدَهُ: وَرُبَّ عيَّابٍ لَهُ مَنْظَرُ ... مُشْتَمِلُ الثَّوبِ عَلَى العَيْبِ المثُقِّبُ العَبدِيُّ: 8328 - رُبَّ فَضلٍ قَد طَوَاهُ أَهلُهُ ... نَشَرَ الحَاسِدُ مِنهُ فَظَهَر محمّد بن حازمٍ: 8329 - رُبَّ فَقيرٍ أَعزَّ مِن أَسَدِ ... وَرُبَّ مُثرٍ أَذلَّ مِن نَقدِ قَبْلَهُ: مَا كَانَ قُوتِي يضمُون دُونَ غَدٍ ... فَلَيْسَ لِي حَاجَةٌ إِلَى أحَدِ رُبَّ عَدِيْمٍ أعَزّ مِن أسَدٍ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَالنَّاسُ صنْفَانِ فِي زَمَانِكَ ... ذَا لَو تَبْتَغِي غَيْرُ ذَيْنِ لَمْ تَجِدِ هَذَا بَخيْلٌ وَعِنْدَهُ جِدَةٌ ... وَذَا جَوَادٌ بِغِيْرِ ذَاتِ يَدِ 8330 - رُبَّ فَقيرٍ غَنِيّ نَفسٍ ... وَذِي غِنًى بائسٍ فَقيرِ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: 8331 - رُبَّ قَلِيلٍ حَدَا كَثيرًا ... كَم مَطَرٍ بُدؤُهُ مُطَيرُ قَولُ أَبِي تَمَّامٍ: كَمْ مَطَرٍ بدْؤُهُ مَطِيْرُ. مِثْلُهُ قَولُ ابْنُ الرُّومِيّ (¬1): لا تَحْقرَنَّ سُبَيْبًا كَمْ ... جَرَّ نَفْعًا سُبَيْبُ وَقَولُ المُؤَمَّلِ الكُوفِيّ: لا تَحْقرَنَّ مِنَ الأمُورِ صِغَارًا ... إِنَّ الصِّغَارَ غَدًا تَكُونُ كِبَارَا وَقُولُ آخَر: لَمْ أخلْ أَنَّهُ يَكُونُ وَكَمْ خَطْبٍ ... صَغِيْرٍ قَدْ عَادَ وَهُوَ كَبِيْرُ وَقُولُ آخَر: عَادَتْ صَغِيْرَتُهُ عَلَيّ كَبِيْرَةً ... وَكَفَى الحَرِيْقُ بُديُّهُ بِشرَازِ وَقُولُ آخَر: رُبَّ صَغِيْرٍ شَأنُهُ ... عَادَ كَبِيْرًا فَادِحًا وَكُلُهُمُ أخَذُوا مِن قَوْلُ الأعْرَابِيّ. وَالشَّيْءُ تَحْقُرُهُ وَقَد يَنْمِي. البيتُ. 8332 - رُبَّ قَولٍ يَهيجُ مِنهُ جَوَابٌ ... تَتَمَنَّى أَن لَا تَكونَ سَمِعتَهُ بَعْدَهُ: كُلَّمَا خِفْتَ مِن سَفِيْهٍ جَوَابًا ... فَأطَلْتَ السُّكُوتَ عَنْهُ غَمَمْتَهُ ¬
قَالَ الأصْمَعِيُّ قَالَ سَعِيْدُ بنُ العَاصِ: مَوْطِنَانِ لا أعْتَذِرُ مِن العَيّ فِيْهِمَا إِذَا كلَّمْتُ الأحْمَقَ السّفِيْة وإذَا سَألْتُ حَاجَةً لِنَفْسِي ويُمَثَّلُ بِهَذِيْنِ البَيْتِيْنِ. رَبَّ قَوْلٍ هيج مِنْهُ جَوَابُ. البيْتَانِ. 8333 - رُبَّ قَومٍ فِي خَلائِقِهِم ... عُرَرٍ قَد أَصبَحوا غُرَرَا بَعْدَهُ: سَتَرَ الإثْرَاء عيبهمُ ... سَترَى إن زَالَ مَا سَتَرَا وَمِنْ بَابِ (رُبَّ قَوْمٍ) قَالَت الحُرْقَةُ بنتُ النُعْمَان المُنْذِرِ: سَمِعْتُ قَبْلَ زَوَالِ النِّعْمَةِ بِثَلاثِ لَيَالٍ وَأَنَا عَلَى ظَهْرِ الخُورَنقِ وَقِد مَضى هَزِيْعٌ مِنَ اللَّيْلِ هَاتِفًا يَقُولُ (¬1): رُبَّ قَومٍ قَدْ غَنُوا فِي نِعْمَةٍ ... وَذُرَى عزٍّ عَلا ثُمَّ بَسَقُ سَكَتَ الدَّهْرُ زَمَانًا عَنْهُمُ ... ثُمَّ أبْكَاهُمُ دَمًا لَمَّا نَطَقُ 8334 - رُبَّ لَحظٍ يَكونُ أَبلَغُ مِن لَفظٍ ... وَأَبدَى لِمُضمَراتِ القُلوبِ بَعْدَهُ: سَارَقْتُ بِالسَّلامِ عَيْنَ الرَّقِيْبِ ... وأشَارِبُ بِلَحْظِ طَرْفٍ مُرِيْبِ وَشَكَيْتُ لَوْعَةَ الهَوَى بِجُفُونٍ ... أعْرَبَتْ عَنْ لِسَانِ قَلْبٍ كَئِيْبِ فَشَكَيْتُ الَّذِي شَكَيْتُ بِتَناجِي ... لَحَظَاتٍ رُزِقْنَ عِلْمَ الغُيُوبِ رُبَّ لَحْظٍ يَكُونُ أبْلَغُ مِن لَفْظٍ. البيتُ. الشريف أَبُو يَعلى الهَبَّاريّة من كتاب كليلة ودِمنةَ نظمه: 8335 - رُبَّ لَطِيفٍ قَد سَعَى وَاحتَالَا ... عَادَ عَلَيهِ كيدُهُ وَبَالَا ¬
يَقُولُ بَعْدَهُ: بُعْدًا وسُحْقًا لِلذَّكَاءِ وَالأَدَبِ ... إِذَا دَعَا صَاحِبَهُ إِلَى العَطَبِ لا خَيْرَ فِي فَضْلٍ يَجُرُّ نَقْصًا ... أرَدْتُ قُرْبًا فَغَدَوْتُ مُقْصَى 8336 - رُبَّ لِينٍ يكونُ أَنفَذُ كَيدًا ... قَد يَسُنُّ الحَدِيدَ لِينُ المِسَنِّ أَبُو الحسَن جَحظة البَرمَكِي: 8337 - رُبَّمَا أَينَ التَبَايُنُ فِيهِ مَنزِلٌ ... عَامرٌ وَعَقلٌ خَرابُ قَبْلَهُ: قُلْتُ لَمَّا رَأيْتهُ فِي قُصُورٍ ... مُشْرِفَاتٍ وَنعْمَةٍ لا تُعَابُ رُبَّمَا أبين التَّبَايُنُ فِيْهِ. البيتُ. 8338 - رُبَّمَا أَحسَنَ الزَّمَانُ ... وَإِن كَانَ قَد أَسَا أَبُو العَتاهِيَةِ: 8339 - رُبَّمَا استَغلَقَت أُمُورٌ عَلَى مَن كَانَ ... يَأتِي الأُمورَ مِن مأتَاهَا أبُو نواسٍ: 8340 - رُبَّمَا استَفتَحتَ بِالنُطـ ... ــــقِ مَغَاليِقَ الحِمَامِ ابْنُ زيدُون المغربيُّ: 8341 - رُبَّمَا أَشرَفَ بِالمَرءِ ... عَلَى الآمالِ يَأسُ عَبِيدُ بنُ الأَبرَصِ: ¬
8342 - رُبَّمَا تَجزَعُ النُفوسُ مِنَ الأَمرِ ... لَهَا فَرجَةٌ كَحَلِّ العِقَالِ قَبْلَهُ: يَا قَلِيْلَ العَزَاءِ فِي الأهْوَالِ ... وَكَثِيْرَ الهُمُومِ وَالأوْجَالِ أُصَبِّرُ النَّفْسَ عِنْدَ كُلِّ مُلمٍّ ... إِنَّ فِي الصَّبْرِ حِيْلَةَ المُحْتَالِ لا تَضِيْقَنَّ فِي الأمُورِ فَقَدْ ... تُكْشَفُ غَمَّاؤهَا بِغَيْرِ احْتِيَالِ رُبَّمَا تَجزَعُ النفُوسُ من الأَمرِ. البَيتُ وبعدَهُ: قَد يُصَابُ الجَبَانُ فِي آخرِ الصَّـ ... ـــــفِّ وَينَجْوَ مُقَارِع الأبْطَالِ قَالَ أَبُو عَمْرُو بن العَلاءِ رَحَمَهُ اللَّهُ هَرِبْتُ مِنَ الحَجَّاجِ فَسَمِعْتُ مُنْشِدًا يُنْشِدُ: رُبَّمَا تَجْزَعُ النُّفُوسُ مِنَ الأمرِ. البيتُ. قَالَ: فَاسْتَظْرَفْتُ قَولَهُ فَرْجَةً لأنَّ الفَرْجَةَ بِفَتْحِ الفَاءِ مِنَ الفَرَجِ وَالفُرْجَة بَالضَّمِ فُرْجَةُ الحَائِطِ فَإنِّي لِذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ مَاتَ الحَجَّاجُ فَمَا أدْرِي بِأي الأمْرَيْنِ كنتُ أشَدُّ فَرَحًا بِمَوتِ الحَجَّاجِ أم بِذَلِكَ البَيْتِ. المُتَنَبِّي: 8343 - رُبَّمَا تُحسِنُ الصَنيعَ لَيالِيهِ ... وَلَكِن تُكَدِرُ الإِحسَانَا 8344 - رُبَّمَا تَكرَهُ شَيئًا ... وَيَكونُ الخَيرُ فِيهِ 8345 - رُبَّمَا جِئتُهُ فَأَسلَفتُهُ العُذرَ ... لِبَعضِ الذُنوبِ قَبلَ التَجَنِّي مَعن بن أَوسٍ: 8346 - رُبَّمَا خِيرَ لِلفَتَى ... وَهو لِلخَيرِ كَارِهُ ¬
8347 - رُبَّمَا سَرَّكَ البَعيدُ وَأَولَاكَ ... القَريبُ النَّسيبُ شينًا وَعَارا أَبُو بَكر النُشجانِي: 8348 - رُبَّمَا كُنتِ الظُّنونُ عِيَانا ... وَإِذَا هوَّنَ الفَتَى الشَّيءَ هَانَا بَعْدَهُ: أيُّ خُلْقٍ يُطِيْقُ دَفْعًا ... لأمرٍ قَدَّرَ اللَّهُ أنْ يَكُونَ فَكَانَا 8349 - رُبَّ مَالٍ أَتَى بِأَهونِ سَعيٍ ... وَكَدودٍ لَم يُغنِهِ طُولُ كَدِّهِ بَعْدَهُ: قَدْ يُحَدُّ اللَّبِيْبُ عَنْ سِعَةِ الرِّزْقِ ... وَقَد يُرْزَقُ الضَّعِيْفُ بِحَدِّه جُرَيحٌ المُقِلُّ: 8350 - رُبَّمَا يَرجُو الفَتَى نَفعَ فَتًى ... خَوفُهُ أَولَى بِهِ مِن أَمَلِهِ قَبْلَهُ: رُبَّ مَن تَرْجُو بِهِ دَفْعَ الأذَى ... عَنْكَ يَأتِيْكَ الأذَى مِن قَبْلِهِ رُبَّ مَأمُولٍ لَهُ مِن رَجُلٍ ... قَدْ أتَانَا خَوْفهُ مِن أملِهِ البَدِيهيُّ: 8351 - رُبَّ مَديحٍ حَاصِلٍ مِن عَائِبِ ... كَم حَاسِدٍ مُتَّقِدِ الجَوَانِبِ بَعْدَهُ: أخَّرَهُ التَّقْصِيْرُ عَن مَطَالِبِي ... وَسَاءَه صَبْرِي عَلَى النَّوَايِبِ فَدَكَّ بِالثَّلبِ عَلَى مَنَاقِبِي ... دَلالَةَ اللَّيْل عَلَى الكَوَاكِبِ ¬
8352 - رُبَّ مَستُورٍ سَبَتهُ صَبوَةٌ ... فَتَعَرَّى سِترُهُ فَانهَتَكَا بَعْدَهُ: صَاحِبُ الشَّهْوَةِ عَبْدٌ فَإِذَا ... غَلَبَ الشَّهْوَةَ كَانَ المَلِكَا 8353 - رُبَّ مُعافًى عَلَى تَهَوُّرِهِ ... وَعَاقِلٍ لَا يَنَامُ مِن حَذَرِهِ سُليمانُ الأَعمَى: هو أخو مسلمٍ تلميذُ بشّارٍ: 8354 - رُبَّ مَغرُوسٍ يُعاشُ بِهِ ... عَدِمَتهُ كَفُّ مُغتَرِسِهِ بَعْدَهُ: وَكَذَاكَ الدَّهْرُ مَأتَمُهُ ... أقْرَبُ الأشْيَاءِ مِن عرينه سُويد بن أبي كَاهلٍ: 8355 - رُبَّ مَن أَنضَجتُ غَيظًا صَدرَهُ ... قَد تَمَنَّى لِي مَوتًا لَم يُطَع بَعْدَهُ: وَيَرَانِي كَالشّجَى فِي حَلْقِهِ ... عسرًا مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَع وَيُحَيِّنِي إِذَا لاقَيْتُهُ وإذَا ... يَخْلُو لَهُ لَحْمِي رَتَع تَمَثَّلَ الحجَّاجُ بِهذِهِ الأبْيَات الثَّلاثِ حِيْنَ قُتِلَ عُمَيْرُ بنُ ضَابِئ البرجُمِيَّ بِالكُوْفَةِ. مُخْتَار قَصِيْدَة سُوَيْدِ بنِ أَبِي كَاهِلٍ اليَشْكُرِيّ وَهُوَ مِنَ المُخَضْرَمِيْنَ قَالَ الشّعْرُ فِي الجَاهِلِيَّةِ وَالإسْلامِ وَعَاشَ إِلَى زَمَنِ الحجَّاجِ بن يُوسُفَ وَهِيَ طَوِيْلَةٌ، أوَّلُهَا: بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْل لنَا ... فَوَصَلْنَا الحَبْلَ مِنْهَا مَا اتَّسَعْ يَقُولُ مِنْهَا: كَتَبَ الرَّحْمَنُ وَالحَمْدُ له ... سِعَةَ الأخْلاقِ فِيْنَا وَالضَلَعْ ¬
وَإبَاءً للدَّنِيَّاتِ إِذَا ... أُعطِيَ المَكثُور ضَيْمًا فَكَنَع وَبِنَاءً لِلمَعَالِي إِنَّمَا ... يَرْفَعُ اللَّهُ مَنْ شَاءَ وَضَع نِعْمَةٌ للَّهِ فِيْنَا ربَّهَا ... وَصَنِيْعُ اللَّهِ وَاللَّهِ صَنَع كِيْفَ بِاسْتِقْرَارِ حُرِّ شَاحِطٍ ... بِبِلادٍ لَيْسَ فِيْهَا مُتَّسَع لا يرِيْدُ الدَّهْرَ عَنْهَا حِوَلًا ... جُرِع المَوْتِ وَلِلمَوْتِ جُرَع رُبَّ مَنْ أنْضَجْتُ غَيْظًا كَبْدَهُ. البيت وبَعْدَه: وَيَرَانِي كَالشَّجَى فِي حَلقِهِ ... عَسِرًا مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَع مَزِيْدًا يَخْطرُ مَا لَمْ يَرَنِي ... فَإِذَا أسْمَعْتهُ صَوْتِيَ انْقَمَع لَمْ يَضُرّنِي غَيْر أنْ يَحْسدَنِي ... فَهُوَ يَزْقُو مِثْلَ مَا يَزْقُوُ الضُّوَع وَيُحَيِّنِي إِذَا لا قَيْتهُ ... وإذَا يَخْلُو لَهُ لَحْمِي رَتَع مُسْتَسِرُّ الشَّنِّ لَو يَفقدنِي ... قَدْ بَدَا مِنْهُ ذُبَابٌ فَنَبَع قَدْ كَفَانِي اللَّهُ مَا فِي نَفْسِـ ... ــــه وَمَتَى مَا يَألَفُ شَيْئًا لا يُضع وَعَدُوٍّ جَاهِلٍ نَاضَلْتهُ ... فِي تَرَاخِي الدَّهْرِ عَنْكُم وَالجُمَع فَتَسَاقَيْنَا بِمرٍ نَافِعٍ ... فِي مَقَامٍ لَيْسَ يثنِيْهِ الوَرَع فَارْتَمَيْنَا وَالأعَادِي شُهَّدٌ ... بِنِبَالٍ ذَاتِ رَسْمٍ قَدْ نَقَع بِنِبَالٍ كُلّها مَذْروبَةٌ لَمْ ... يُطِقْ صنعَتهَا إِلَّا صَنَع وَتَحَارصْنَا وَقَالُوا إِنَّمَا ... يَنْصُرُ الأقْوَامُ مَن كَانَ ضَرَع ثُمَّ وَلَّى وَهُوَ لا يَحْمِي أستَهُ ... طَائرُ الأتْرَافِ عَنْهُ قَدْ وَقَع سَاجِدُ المَنْخَرِ لا يَرْفَعَهُ ... خَاشِعَ الطَّرْفِ أصَمَّ المُسْتَمع فَرَّ مِنِّي هَارِبًا لا يَنْفَعهُ ... مُوقِرَ الظَّهْرِ ذَلِيْلَ المُتَّضَع وَرَأى مِنِّي مَقَامًا صادِقًا ... ثَابِتَ المَوْطِنِ كَتَّامَ الوَجَع وَلِسَانًا صَيْرَفًا صَارِمًا ... كَحُسَامِ السَّيْفِ مَا مَسَّ قَطَع كِيْفَ يَرْجُونَ سقَاطِي بَعْدَمَا ... جَلَّلَ الرَّأسَ مَشِيْبٌ وَصَلَع سَاءَ مَا ظَنُّوا وَقَد أبْلَيْتهُمْ ... عِنْدَ غَايَاتِ المَدَى كَيْفَ أقَع
جُريَحٌ المُقِلُّ: 8356 - رُبَّ مَن تَرجو بِهِ دَفعَ الأَذَى ... عَنكَ يَأَتيكَ الأَذَى مِن قَبلِهِ عَبد اللَّه بن معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر: 8357 - رُبَّ مَن كَانَت مَنِيَّتُهُ ... فِي مُراحٍ هَاجَهُ لَعِبَا عَبد الصّمد بن المعدَّلِ: 8358 - رُبَّ مَن يَشجِيهِ ذِكرَى ... وَهُوَ لَم يَخطِر بِبَالِي بَعْدَهُ: قَلْبُهُ مَلآنَ مِنْ بُغْضِي ... وَقَلْبِي مِنْهُ خَالِي مسكين الدارميُّ: 8359 - رُبَّ مَهزُولٍ سَمين عرضُهُ ... وَسَمين الجَدِّ مَهزُولِ الحَسَب قَبْلهُ: صَاحِبِ الأخْيَارَ وَارْغَبْ فِيْهُمُ ... رُبَّ مَن صُحْبَتِهِ مِثْلَ الجَرَبِ وَاصْدُقِ النَّاسَ إِذَا حَدَّثْتهُم ... وَدَعِ الكَذبَ فَمَن شَاءَ كَذَبُ رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِيْن عرضهُ. البيتُ. واسمُهُ رَبِيْعَة بن عَامِرٍ 8360 - رُبَّ وَصلٍ مِنَ الفِرَاقِ ... وَخَفضٍ مَنَ التَعَبِ هذهِ الأبيَاتُ مَكْتُوبَةٌ بِبَابِ (حَرِّكِ الرّزْقَ بَالطَّلَبِ). سَيفُ الدَّولة بن حَمدان: 8361 - رُبَّ هَجرٍ يَكونُ مِن خَوفِ هَجرٍ ... وَفِراقٍ يَكونُ خَوفَ فِرَاقِ ¬
قَبلَهُ: رَاقَبَتْنِي فِيْكَ العُيُونُ فَأشْفَقَتْ ... وَلَم أخْلُ قَطُّ مِن إشْفَاقِ يُقَالُ: كَانَ لِسَيْفُ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ جَارِيَة مِن بَنَاتِ مُلُوكِ الرُّومِ، وَكَانَ يحبُّهَا كَثيْرًا فَحَسَدهَا حَظَايَاهُ وَأَزمَعنَ عَلَى قَتْلِهَا بِسمٍّ أو غَيْرهُ، فَخَافَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ عَلَيْهَا وَأمَرَ بِنَقْلِهَا إِلَى بَعْضِ الحُصُونِ وَقَالَ: رَاقَبَتْنِي فِيْكِ العُيُون. الأبْيَاتُ الأرْبَعُ. وَرَأيْتُ العَذُولَ يَحْسِدُنِي فِيْكَ ... مُجدًّا يَا أنْفَسَ الأعْلاقِ فَتَمَنَّيْتُ أنْ تَكُوني بَعِيْدًا ... وَلَلَّذِي بَيْنَنَا مِنَ الوُدِّ بَاقِ رُبَّ هَجْرٍ يَكُونُ مِن خَوْفِ هَجْرٍ. البيتُ. عليّ بن مسهرٍ الكاتبُ: 8362 - رُبَّ يُسرٍ مِن عُسرَةٍ وَنَعيمٍ ... مِن شقَاءٍ وَنَضرَةٍ مِن شُحوبِ قَبْلَهُ: يَا خَلِيْلَيَّ هَل سَبيْلٌ إِلَى عَصرِ ... الصِّبَا وَالشَّبَابِ بَعْدَ المَشِيْبِ أم لِدَاعِيْهِمَا سَمِعْتَ وَأبْصَرْتَ ... قَدِيْمًا وَمُحْدثًا مِن مُجِيْبِ أنتَ تَرْجُو مَا لا يَكُونُ ... وَتَشْكُو مَرَضًا مَا لِدَاءٍ بِهِ طَبِيْبُ رُبَّ يُسْرٍ مِن عُسْرَةٍ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَشفَاءٌ مِن عِلَّةٍ وَاهْتِدَاءٍ ... مِن ضَلالٍ وَرَاحَةٍ مِن لَغُوبِ 8363 - رُبَّ يَومٍ كَرهتُهُ ثُمَّ لَمَّا ... صِرتُ فِي غَيرِهِ حَنَنتُ إِلَيهِ بَعْدَهُ: كَمْ قَدْ بَكَتْ عَيْنَاكَ ... مِن زَمَنٍ وكَمْ بَكَتَا عَلَيْهِ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّه عنه: 8364 - رُبَّ يَومٍ مَا بَعدَهُ مِن مَساءٍ ... وَمَسَاءٍ مَا بَعدَهُ مِن صَبَاحِ ¬
8365 - رُبُوعٌ كَسَاهَا المُزنُ مِن خِلَع الحَبَا ... بُرودًا وَحَلَاّهَا مِنَ النَّورِ جَوهَرَا وَمِن بَابِ (رَبِيْبُ) قَولُ القَطرْبُليّ فِي المُبَرَّدِ يَمْدَحهُ (¬1): رَبِيْبُ خَلائفٍ وَغَذِيُّ عِلْمٍ ... وَأعْلَمُ مَن رَأيْتُ بِكُلِّ أمْرِ 8366 - رَبيعٌ إِذَا ضَنَّ الغَمَامُ بِمَائِهِ ... وَلَيثٌ إِذَا مَا المَشرَفيَّهُ سُلَّتِ الرّضِي الموسَوِيّ: 8367 - رَبيعٌ تَجَلَّى وَانجَلَى وَوَراءَهُ شاءُ ... كَمَا يُثنَى عَلَى زَمَنِ الوَردِ وَمِن بَابِ (رَجَائِي) قَولُ الرَّضِي المَوْسَوِي (¬1): رَجَائِي أنْ ألْقَى صَدِيْقًا مُوَافِقًا ... وَذَلِكَ شَيْءٌ عازب عن رَجَائِيَا أَبُو تَمَّامٍ: 8368 - رَجَا أَن يُنجِّيهِ خَسَاسَةُ قَدرِهِ ... وَلَم يَدرِ أَنَّ اللَّيثَ يَفتَرِسُ الكَلبَا أَبُو دُلَفٍ: 8369 - رِجَالٌ لَا تَهولُهُم المَنَايَا ... وَلَا يَشجيهِم الأَمرُ المَخوفُ بَعْدَهُ: وَطَعْن بِالَقَنَا الخَطِّي حَتَّى ... يُحِلُّ بِمَنْ أخَافَكُمُ الحتُوفُ وَنَصرُ اللَّهِ عِصْمَتُنَا جَمِيْعًا ... وَبِالرَّحْمَنِ يَنْتَصِرُ اللهيْفُ ¬
أَبُو تَمَّامٍ يَمدَحُ: 8370 - رَجَاؤكَ لِلبَاغِي الغني عَاجِلُ الغِنَى ... وَأَوَّلُ يَومٍ مِن لِقائِكَ آجِلُهُ ابْنُ الرُّوميّ في ابنِ الفُراتِ: 8371 - رَجحتُم عَلَى أَكفَائِكُم إذ وُزِنتُم ... وَهَل تَستَوِي الآلافُ والعَشرَاتُ بَعْدَهُ: إِذَا افْتَخَرَ السَّادَاتُ يَومًا سَكَتُّم ... وَلَم تَسْكُتِ الأعْلام وَالأمَرَاتِ يَدُ اللَّه يَا أهْلُ الفُرَاتِ عَلَيْكُمُ ... فَأيْدِيْكُمُ بِالعُرْفِ مُنْهَمِرَاتِ آمَنْتُ وَإِنْ غَاضَ الفُرَاتُ مِنَ الصَّدَى ... لأنَّكَ لِي يَا بن الفُرَات فُرَاتُ 8372 - رَجَحنا وَقَد خَفَّت حُلُومٌ كَثيرةٌ ... وَعُدنَا عَلَى أَهلِ السَّفاهَةِ بِالفَضلِ قَبْلَهُ: وَجَهْلٍ رَدَدْنَاهُ بِفَضْلِ حُلُومنَا ... وَلَو أنَّنَا شِئْنَا رَدَدْنَاهُ بَالجهْلِ رَجَحْنَا وَقَد خَفَّتْ حلومٌ كَثيْرَةٌ. البيت. 8373 - رَجَعَ اليَقينُ مَطَامِعِي يَأسًا كَمَا ... رَجَعَ اليَقينُ مَطَامِعَ المتَلَمِسِ كاتبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنهُ: 8374 - رَجَعَ اليَقينُ مِنَ الرَّجاءِ تَظنينًا ... فَاليَأسُ أَقرَبُ مِن نَجاحِ الآمِلِ هذَا قِيل في رَسول اللَّه صَلى اللَّه عليه وسلم: ¬
8375 - رَجُلٌ يَقُولُ إِذَا تَحَدَّثَ قَالَ لِي ... جِبريلُ أَرسَلَنِي إِلَيكَ اللَّهُ 8376 - رُجُوعُ الفَتَى لِلحَقِّ أَحسَنُ بِالفَتَى ... وَأَولَى بِهِ مِن أَن يلِجَّ بِباطِلِ كُلثومُ بن عمروٍ العتَّابيّ: 8377 - رَحَلَ الرَّجاءُ إِلَيكَ مُرتَعِبًا ... حَشَدَت عَلَيهِ نَوائِبُ الدَّهرِ بَعْدَهُ: رَدَّتْ إلَيْكَ نَدَامَتِي أملِي ... وَثنَى إلَيْكَ عَنَانُهُ شُكْرِي وَجَعلتُ سخْطَكَ سخْطَ مَوْعِظَةٍ ... وَرَجَاءَ عَفْوِكَ مُنْتَهَى عُذْرِي وَمِن بَابِ (رَحَلَ) مَا أنْشَدَ القَاضِي أَبُو المَعَالِي أحْمَدُ بنُ عَلي بن الحَسَن (¬1): رَحَلَ الشَّبَابُ وَلَيْتَهُ لَمْ يَرْحَلِ ... وَالشَّيْبُ يَنْجُمُ أوَّلًا عَن أوَّلِ وَظَلَلْتُ أرْتَقِبُ الفَنَاءَ كَرَاكِبٍ ... عَرِفَ المَحَلَّ فَبَاتَ دُونَ المَنْزِلِ وَمِنْ ذَلِكَ قَول الفَرَزْدَقِ (¬2): رَحَلنَا فَشَرَّقْنَا وَرَاحُوا فَغَرَّبُوا ... فَغَاَضَتْ لِمَنْ عَانَى الفرَاق عُيُونُ وَرُحْنَا وَحَاجَاتُ النُّفُوسِ كَوَامِنٌ ... وَلَم يُقْضَ مِن أهْلِ الصَّفَاءِ شُجُونُ البَيْتُ الأوَّلُ أخَذَهُ الفَرَزْدقُ مُصالتَةً كَعَادَتِهِ فِي غَيْرِه مِن قَوْلِ مُخَلَّدِ بنِ بَجَّادٍ الكَنَانِيّ حَيْثُ يَقُولُ: وَلَمَّا تَقَضَّى الحَجُّ وانْصَرَفت ... بِنَا نَوى غُربَةٍ عَمَّنْ نُحِبُّ شَطُونُ رَحَلنَا فَشَرَّقْنَا وَرَاحُوا فَغَرَّبُوا. البيت وبَعْدَهُ: فَيَا عَاذِلاتِي إِنْ أرُدْتُنَّ سَلْوَتِي ... وَذَلِكَ شَيْءٌ مَا أرَاه يَكُونُ فامْسِكْنَ عَنِي بِالعَشِيِّ حَمَائِمًا ... لَهُنَّ عَلَى سُوقِ العِضَاةِ رَنِيْنُ ¬
أو اشقُقْنَ عَن قَلبِي فَأخْرِجْنَ حُبُّهَا ... فَقَلْبي لَهُ مُسْتَوْدعٌ وَأمِيْنُ أو اقْصِرْنَ عَن هَذَا فَإنَّ انصِرَافَهُ ... إِلَى مُدَّةٍ لا بُدَّ أن سَيَكُونُ 8378 - رَحَلتَ عَنِّي فَلَا وَاللَّهِ مَا نَظَرت ... عَينَايَ بَعدَكَ أَحظا مِنكَ إِنسَانَا 8379 - رَحَلنا وَخَلَّفنا عَلَى الأَرضِ زَادَنَا ... وَلِلطَّيرِ فِي زَادِ الكِرامِ نَصيبُ 8380 - رَحِمَ اللَّهُ رَاكِبِينَ إِلَى العِزِّ ... طَريقًا مِنَ المَشَقَّةِ وَعرَا بَعْدَهُ: شَرِبُوا المَوْتَ فِي الكَرِيْهَةِ حُلْوًا ... خَوفَ أنْ يَشْرَبُوا مِنَ الذُّلِّ مُرَّا أَبُو العَتاهِيَة في جواري المهديّ: 8381 - رُحنَ فِي الوَشْي وأَصبَـ ... ــحْنَ عَلَيهِنَّ المُسُوحُ قُسُّ بنُ سَاعِدةَ: 8382 - رَحيبُ الذِّراعِ بِالَّذِي لَا يَشينُهُ ... وَإِن كَانَت الفَحشَا ضَاقَ بِهَا ذرعَا قِيلَ لِقَيْسِ بنُ سَاعِدَةَ صِفْ لنَا صدِيْقَكَ فَقَالَ: رَحِيْبُ الذِّرَاعِ بِالَّذِي لا يَشِيْنُهُ. البيتُ. 8383 - رَخيصٌ كَيفَ أَنتَ إِذَا التَقَينَا ... وَغَالٍ عِندَهُم صِلَةُ الصَّديقِ بَعْدَهُ: فَإنْ تَكُنِ الرَّخِيْصَ تُرِيْدُ مِنْهُم ... فَقِفْ مِنْهُم بِقَارِعَةِ الطَّرِيْقِ فَيَالَكَ مِن مُسَائِلَةٍ وَبشْرٍ ... كَفِعْلِ الوَالِدِ الحَدبِ الشَّفِيْقِ وَإِنْ يَعِدُ اللُّمَامُ إِلَى سِوَاهُ ... تَصِرُّ مِنْهُ إِلَى ضنَكِ وَضِيْقِ 8384 - رِدْ بِالعِطاشِ عَلَى عَينِي وَعَبرتِهَا ... تَروِ العِطَاشَ بِدَمعٍ وَاكِفٍ جَارِ ¬
أَبُو تمَّامٍ: 8385 - رَدُّ الجَموُح الصَّعبِ أَيسَرُ مَطلَبًا ... مِن رَدِّ دَمعٍ قَد أَصَابَ مَسِيلَا قَبْلَهُ: يَومَ الفِرَاقِ لَقَد خُلِقْتَ طَوِيْلًا ... لَمْ يَبْقَ لِي جَلْدًا وَلَا مَعْقُولا قَالُوا الرَّحِيْلَ فَمَا شَكَكْتُ بِأنَّهُ ... نَفْسِي مِن الدُّنْيَا تُرِيْدُ رَحِيْلا أتُظُنُّنِي أجِدُ السَّبِيْلَ إِلَى العَزَا ... وَجَدَ الحَمَامُ إذًا إلَيَّ سَبِيْلا رَدُّ الجُمُوحِ الصَّعْبِ أيْسَرُ مَطْلَبًا. البيتُ وَبَعْدَهُ: الصَّبْرُ أجْمَلُ غَيْر أَنَّ تَلَذُّذًا ... فِي الحُبِّ أخرَى أن يَكُونَ جَمِيْلا مَن زَاحَمَ الأيَّامَ ثُمَّ عَبَا لها ... غَيْرُ القَنَاعَةِ لَمْ يَزَل مَهْزُولا لا تَأخُذَنِّي بِالزَّمَانِ فَلَيْسَ لِي ... مَتْعٌ وَلَسْتُ عَلَى الزَّمانِ كَفِيْلا لَو كَانَ سُلْطانُ القَنُوعُ وَحُكمُهُ ... فِي الخَلْقِ مَا كَانَ القَلِيْلُ قَلِيْلا الرِّزْقُ لا تكمد علَيْهِ فَإِنَّهُ ... يَأتِي وَلَم تَبْعَثْ إلَيْهِ رَسُولا وَمِن بَابِ (رَد) قَولُ جَمِيْلِ بُثَيْنَةَ (¬1): رِدِ المَاءَ مَا جَاءَتْ بِصفْو مَائِهِ ... وَدَعْهُ إِذَا خِيْضتْ بِطرقٍ مَشَارِبُه أعَاتِبُ مَن يَخلُو عِتَابُهُ ... وَاتْرُك مَا لا أشْتَهِي وَأُجَانِبُه وَمِن لَذَّة الدُّنْيَا وَإِنْ كُنْتَ ظَالِمًا ... عِتَابُكَ مَظلُومًا وأنْتَ تُعَاتِبُه البُحتُرِيّ: 8386 - رَدَّ المَكَارِمَ فِينَا بَعدَمَا نَفَدَت ... وَقرَّبَ الجُودَ مِنَّا بَعدَمَا نَزَحَا ابْنُ بَسَّامٍ: 8387 - رُدِدتُ إِلَى الحَيَاةِ فَكُنتُ فِيها ... كَقَولِ اللَّهِ لَو رُدُّوا لَعَادُوا ¬
العَتَّابِيُّ: 8388 - رَدَّت إلَيكَ نَدَامَتِي أَمَلِي ... وَثَنَى إلَيكَ عِنَانَهُ شُكرِي أَبُو تَمَّامٍ: 8389 - رَدَدتَ رَونَقَ وَجهِي فِي صَحِيفَتِهِ ... رَدَّ الصِّقالِ بَهاءَ الصَّارِمِ الحَذِمِ بَعْدَهُ: وَمَا أُبَالِي وَخَيْرُ القَولِ أصْدَقهُ حَقَّتْ ... لِيَ مَاءَ وَجْهِي أم حَقَّت دَمِي وَمِن بَابِ (رَدَدْتُ) قَولُ ابْنُ الرُّومِيّ، وَقَد مَدَحَ بَعضُ الكُتَّابِ بِشِعْرٍ وَتَرَدُّدَ إلَيْهِ طَالِبًا لِجَائِزَتهِ فَدَفَعَ شِعرُهُ إِلَى غُلامِهِ وقَالَ قُلْ لَهُ يَمدَحُ بِهِ غَيْرِي فَلَسْتُ أرغَبُ فِيْهِ فَقَالَ ابن الرُّومِيّ (¬1): رَدَدْتَ عَلَى شِعرِي بَعدَ مَطَلٍّ ... وَقَد دَنَّسْتَ مَلْبَسَهُ الجَدِيْدَا وَقُلْتُ امْدَحْ بِهِ مَن شِئْتَ غَيْرِي ... وَمَن ذَا يَقْبَلُ المَدْحَ الرَدِيْدَا وَلَا سِيْمًا وَقد أعْقَبْتَ فِيْهِ ... مَخَازِيْكَ اللَّوَاتِي لَنْ تُبِيْدَا وَهل لِلْحَيِّ فِي أكْفَانِ مَيْتٍ ... لَبُوسٌ بَعدَمَا مُلِيَتْ صَدِيْدَا 8390 - رَدَدتُ كَأسَ غَرَامِي وَهيَ مُترَعَةٌ ... كَمَا شَرِبتُ بِهَا صِرفًا عَلَى السَّاقِي 8391 - رَدَّكَ اللَّهُ إلَينَا سَالِمًا ... بَعدَ غُنمٍ وَاغتِبَاطٍ وَظَفَر الإِمَام الشافعي رحمه اللَّه: 8392 - رُدُّوا الهُدوَّ كمَا عَهِدتُ إِلَى الحَشَا ... وَالمُقلَتَينِ إِلَى الكَرَى ثُمَّ اهجُروا ¬
ابْنُ الرُّوميّ: 8393 - رُدُّوا عَلَيَّ صَحَايفًا سَوَّدتُهَا ... فِيكُم بِلَا حَقٍّ وَلَا استِحقَاقِ الرضي الموسَوِيُّ: 8394 - رِدُوا وَاستَفضِلوا نُطفًا فَحَسبِي ... مِنَ الغدرِ إِن مَا وَسعَ الإِنَاءُ طَرَفَة: 8395 - رَدِيتُ وَنَجَّى اليَشكُرِيَّ حِذَارُهُ ... وَجَادَ كَمَا جَادَ البَعيرُ عَنِ الدَّحضِ المُتَنَبِّي: 8396 - رِدي حِيَاضَ الرَّدَى يَا نَفسُ وَاترُكِي ... حِياضَ خَوفِ الرَّدى للشاءِ وَالنَّعَمِ كَذَا جَرَى لَهُ، طَلِعَتْ عَلَيْهِ جَمَاعَة مِنَ العَرَبِ الحَرَامِيّهِ فَمَا زَالَ يُقَاتِلُهُم حَتَّى قُتِل. بَعْدَهُ: إِنْ لَمْ أذَركِ عَلَى الأرْمَاحِ سَائِلَةً ... فَلا دُعِيْتُ ابن أُمِّ المَجْدِ وَالكَرَم 8397 - رُزِقتَ بالحمقِ فَالزَم مَا رُزِقتَ بِه ... مَا يَفعَلُ الأحمَقُ المَرزوقُ بالكَيَسِ 8398 - رُزِقتَ بِحَمدِ اللَّهِ مِن كُلِّ نَاطِقٍ ... قَبولًا وذِكرًا صَالِحًا حِينَ تُذكَرُ القَاسِمُ بنُ طَوقٍ: 8399 - رُزِقتَ سَلَامةً فَبَطِرتَ فِيها ... وَكُنتَ تَخالها أَبَدًا تَدُومُ ¬
بَعْدَهُ: وَقَد وَلَّتْ بِدَوْلَتِكَ اللَّيَالِي ... وَأَنْتَ مُلعَّنٌ فِيْها ذَمِيْمُ فَبُعدًا لا انْقِضَاءَ لَهُ وَسُجْعًا ... فَغَيْرُ مُصابِكَ الخَطْبُ الجَسِيْمُ سَهلُ بن هَارُونَ: 8400 - رُزِقتُ لُبًّا وَلَم أُرزَق مُرُوءَتَهُ ... وَمَا المُروءةُ إِلَّا كثرَةُ المَالِ بَعْدَهُ: إِذَا أرَدتُ مُسَامَاةً تَقَاعدَ بِي ... عَمَّا يُنَوَّهُ بِاسْمي رِقَّةُ الحَالِ ابْنُ زُريقٍ الكاتبُ: 8401 - رُزِقتُ مُلكًا فَلَم أحسِن سِياسَتَهُ ... كَذَاكَ مَن لَا يَسُوسُ المُلكَ ينزَعُهُ أبيَاتُ ابْنُ زُرَيْقٍ الكَاتِبِ مِن قَصِيْدَةٍ، أوَّلُها: لا تَغذُلِيْهِ فَإنَّ العَذْلَ يُولعُهُ ... قَدْ قُلْتِ حَقًّا وَلَكِنْ لَيْسَ يَسْمَعُهُ جَاوَزْتِ فِي عَذْلِهِ حَدَّ المُضِرِّ بِهِ ... مِن حَيْثُ قَدَّرتِ أَنَّ العَذَارَ سَفْعُهُ فَاسْتعمِلِي الرِّفْقَ فِي تَأنِيْبهِ بَدَلًا ... مِن عُنْفِهِ فَهُوَ مُضْنَى القَلبِ مُوجَعُهُ قَدْ كَانَ مُضْطَلِعًا بِالحُبِّ يَحمِلُهُ ... فَضلَّعَتْ لِخُطُوبِ البَيْنِ أضْلُعُهُ يَكْفِيْهِ مِن لَوْعَةِ التَّشْتِيْتِ أَنَّ لَهُ ... مَن النَّوَى كُلَّ يَومٍ مَا يُرَوِّعُهُ مَا آبَ مِن سَفَرٍ إِلَّا وَأزْعَجَهُ ... رَأيٌ إِلَى سَفَرٍ بِالرَّغْمِ يجْمِعُهُ تَأبَى المَطَالِبَ إلا أنْ تُجَشِّمُهُ ... لِلرِّزْقِ كَدًا وَكَم مِمَّن يُوَدِّعُهُ كَأَنَّمَا هُوَ مِن حَلٍّ وَمُرْتَحِلٍ ... مُوَكَّلٌ بِفَضاءِ الأرْضِ يَذرَعُهُ إِذَا الزَّمَاعُ أرَاهُ فِي الرَّحِيْلِ غنًى ... وَلَو إِلَى السَّدَادِ أضْحَى وَهُوَ يُزْمِعُهُ وَمَا مُجَاهدَةُ الإنْسَان وَاصِلَةٌ ... رِزْقًا وَلَا دَعةُ الإنْسَانِ تَقْطَعُهُ قَدْ قَسَّمَ اللَّهُ بَيْنَ الخَلْقِ رِزْقَهُمُ ... لم يَخْلقِ اللَّهُ مِن خَلْقٍ يُضَيِّعُهُ ¬
لَكِنَّهُم مُلِئوا حِرْصًا فَلَسْت تَرَى ... مُسْتَرْزِقًا وَسِوَى الغَايَاتِ تُقْنِعُهُ وَالحِرص فِي الرِّزْق وَالأرْزَاقِ قَدْ قُسِمَتْ ... بَغْي إِلَّا أَنَّ بَغْيَ المَرْءِ يَصرَعُهُ وَالدَهْرُ يُعطِي الفَتَى مِن حَيْثُ يَمْنَعهُ ... إربًا وَيَمْنَعهُ مِن حَيْثُ يُطْعِمُهُ أسْتَوْدِعُ اللَّه فِي بَغْدَادَ لِي قَمَرٌ ... بِالكَرْخِ مِن فَلَكِ الأزْرَارِ مَطْلَعُهُ وَدَّعتُهُ بِوُدِّي لَو يُوَدِّعُنِي ... طِيْبُ الحَيَاةِ وَأنِّي لا أوَدِّعُهُ وَكَمْ تَشَفَّعَ بِي أن لا أُفَارِقُـ ... ــــه وَلِلضّرُورَة لا أُشَفِّعُه وَكَم تَشَبَّثَ بِي يَومَ الرَّحِيْلِ ضُحًى ... وَأدمُعِي مُسْتَهِلَّاتٌ وَأدمُعُهُ لا أكْذِبُ اللَّه ثَوبَ الغَدْرِ مُنْخَرِقٌ ... عَنِّي بِفُرقَتِهِ لَكِنْ أُرَقَعُهُ رُزِقْتُ مُلْكًا فَلَم أُحْسِنْ سِيَاسَتُهُ. البيت وبَعْدَه: وَمَن غَدَا لابِسًا ثَوْبَ النَّعِيْمِ بِلا ... شكرٍ عَلَيْهِ فَعَنْهُ اللَّهُ يَخْلَعُهُ لَكِنْ أُوسِّعُ عُذْرِي فِي خِيَانَتِهِ ... بِالبَيْنِ عَنِي وَجُرمِي لا يُوَسِّعُهُ كَم قَائِل لَكَ ذَنْبُ البَيْنِ قَدْ صَدَقُوا ... الذَّنْبُ وَاللَّهِ ذَنْبِي لَسْتُ أدفَعُهُ ألَّا أقَمتَ فَكَانَ الرُّشْدُ أجْمَعُهُ ... لَو أنَّنِي حِيْنَ بَانَ الرّشْدَ أتْبَعُهُ يَا مَن أُقَطِّعُ أيَامِي وَأنفذُها ... حُزْنًا عَلَيْهِ وَلَيْلِي لَسْتُ أهْجَعُهُ وَكُنْتُ مِن رَيْبِ دَهْرِي جَازِعًا قَلِقًا ... فَلَم أُوَقَّ الَّذِي قَدْ كُنْتُ أجْزَعُهُ لا يَطْمَئِنُّ بِجَنْبِي مَضْجَعٌ وَكَذَا ... لا يَطْمَئِنُّ بِهِ مُذ غُبْتُ مَضْجَعُهُ مَا كُنْتُ أحْسِبُ أَنَّ الدَّهْرَ يَفْجِعَنِي ... بِهِ وَلَا ظَنَّ بِي الأيَّامَ تفجعُهُ حَتَّى جَرَى الدَّهْرُ فِيْمَا بَيْنَنَا بيدٍ ... عَزَّاءَ تَمنَعُنِي حَظِّي وَتَمنَعُهُ بِاللَّهِ يَا مَنْزِلَ القَصْفِ الَّتِي دَرَسَت ... أيَامُهُ وَعَفَتْ مُذ بنتُ أرْبَعُهُ عَسَى الزَّمَانُ مُعِيْدٌ فِيْكَ لذّتنَا ... أو اللَّيَالِي الَّتِي أمْضَتْهُ تُرْجِعُهُ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ مَن أصْبَحْتَ مَنزِلَهُ ... وَجَادَ غَيْث عَلَى مَغْنَاكَ مُمرِعُهُ مَن عِنْدَهُ عَهْدٌ لا يَضيعُ كَمَا ... عِنْدِي لَهُ عَهْدُ صِدْقِ لا أُضيِّعُهُ وَمَن يُصْدِع قَلْبِي ذِكرُهُ وإذَا ... جَرَى عَلَى قَلْبِهِ ذِكْرَى يُصَدِّعُهُ
لأصبِرَنَّ لِدَهْرٍ لا يُمَتِّعُنِي ... بِهِ وَلَا بِي عَلَى حَالٍ يُمَتِعُهُ عِلْمًا بِأنَّ اصْطِبَارِي مُعْقِبٌ فَرَجًا ... فَأضْيَقُ الأمرِ إِنْ فَكّرتَ أوْسَعُهُ عَلَى اللَّيَالِي الَّتِي أضْنَتْ بِفُرقَتِنَا ... جِسْمِي سَتَجْمَعُنِي يَوْمًا وَتَجْمَعُهُ فَإنْ تَنَلْ أحَدًا مِنَّا مَنِيَتُهُ ... فَمَا الَّذِي بِقَضاءِ اللَّهِ يَصْنَعُهُ ابْنُ رَشِيقٍ: 8402 - رُزِقُوا وَمَا رُزِقوا سَمَاحَ يَدٍ ... فَكَأَنَّما رُزِقوا وَمَا رُزِقوا قَبْلَهُ: خُلِقُوا وَمَا خُلِقُوا لِمَكْرُمَةٍ ... فَكَأَنَّمَا خُلِقُوا وَمَا خُلِقُوا رُزِقُوا وَمَا رُزِقُوا سَمَاحَ يَدٍ. البيتُ. عَبد اللَّه بن المقَفعِ يرثي يحيَى بن زياد: 8403 - رُزِينَا أَبَا عَمروٍ وَلَا حيّ مثلُهُ ... فَللَّهِ رَيبُ الحَادِثاتِ بِمن وَقَع بَعْدَهُ: فَإنْ تَكُ قَدْ فَارَقْتَنَا وَتَرَكْتَنَا ... ذَوَي خلَّةٍ مَا فِي انْسِدَادٍ لَها طَمَعْ فَقَد جَرَّ نَفْعًا فَقْدُنَا لَكَ أنَّنا ... أمنًا عَلَى كُلِّ الرَزَايَا مِن الجزَع أَبُو عُبادَةَ البحتُرِيُّ: 8404 - رَزِين إِذَا مَا القَوم خَفَّت حُلُومُهُم ... وَقُورٌ إِذَا مَا حادِثُ الدَّهرِ أَجلَبَا البُحتُرِيُّ: 8405 - رَزِيَّةُ هالكٍ جَلَبت رَزَايَا ... وَخَطبٌ بَاتَ يَكشِفُ عَن خُطوبِ ¬
بَعْدَهُ: نَشقُّ الحَبِيْب ثُمَّ يَجِيْءُ ... بِخطْبٍ يُصغَّرُ فِيْهِ شَقِيْقُ الجيُوبِ السموءَلُ يصف حصنَهُ: 8406 - رَسَا أصلُهُ تَحتَ الثَّرَى وَسَمَا بِهِ ... إِلَى النَّجمِ فَرع لَا يَنالُ طَوِيلُ البَّبغاءُ: 8407 - رَسَا فِي تُربَةِ العَلياءِ أَصلِي ... وَأَنيَع فِي مُرُوجِ العِزِّ غُصنِي 8408 - رَسَائِلُ إخوانِ الصَّفاءِ كَثيرَةٌ ... وَلَكِنَّ إِخوانَ الصَّفاءِ قَليلُ زُهيرٌ المصرِيُّ: 8409 - رَسَائِلُ الشَّوقِ عِندي لَو بَعثتُ بِهَا ... إلَيكم لَم تَسَعها الطرقُ وَالسُّبلُ أبيَاتُ بَهاءُ الدِّيْنِ زُهيْرٍ المُصرِيِّ، أوَّلها: دَعُوا الوُشَاةَ وَمَا قَالُوا وَمَا فعلوا ... بَيْني وَبَيْنَكُمُ مَا لَيْسَ يَنْفَصِلُ لَكُم سَرَائِرُ فِي قَلْبِي مُخَبَّأةٌ ... لا الكُتْبُ تعنِيْني فِيْها وَلَا الرُّسُلُ رَسَائِلُ الشَّوْقِ عِنْدِي لَو بَعَثْتُ بِهَا. البيت وبَعدَه: أُمْسِي وَأُصبِحُ وَالأشْوَاقُ تَلْعَبُ بِي ... كَأَنَّمَا أَنَا مِنْها شَارِبٌ تمِلُ وَأَسْتَلذُّ نَسِيْمًا مِن دِيَارِكُمُ ... كَأَنَّ أنْفَاسهُ مِن نَحْوِكُمْ قُبَلُ وَكم أُحَمِّلُ قَلْبِي مِن مَحَبَّتِكُمْ ... مَا لَيْسَ يَحمِلُهُ قَلب فَيَحْتَمِلُ وَكَم أُصَبِّرُهُ عَنْكُمْ وَأعْذلُهُ ... وَلَيْسَ يَنْفَعُ عِنْدَ العَاشِقِ العَذَلُ وَارَحمتَاهُ لِصَبٍّ قَلَّ نَاصِرُهُ ... فِيْكم وَضَاقَ عَلَيْهِ السَّهْلُ وَالجَبَلُ قَضِيَّتِي فِي الهَوَى وَالله مُشْكِلَةٌ ... مَا القَوْلُ مَا الرَأْيُ مَا التَّدبِيْرُ مَا العَمَلُ ¬
يَزْدَادُ شِعرِيَ حُسْنًا حِيْنَ أذْكُرُكُمْ ... إِنَّ المَلِيْحَةَ فِيْها يَحْسُنُ الغَزَلُ إِنَّ المَلِيْحَةَ تُغْنِيْها مَلاحَتها ... لا سَيَّمَا وَعَلَيْهَا الحُلَى وَالحُلَلُ يَا رَاحِلِيْنَ وَفِي قَلْبِي أُشَاهِدُهُم ... وَكُلَّمَا انْفَصَلُوا عَن نَاظِرِي اتَّصَلُوا قَدْ جَدَّدَ البُعْدُ قُربًا فِي الفُؤَادِ لَهُم ... حَتَّى كَأنَّهُمُ يَومَ النَّوَى وَصَلُوا أَنَا المُوَفِّي لأحبَابِي وَإِنْ غَدَرُوا ... أَنَا المُقِيْمُ عَلَى عَهْدِي وَإِنْ رَحَلُوا أَنَا المُحِبُّ الَذِي مَا الغَدرُ مِن شِيَمِي ... هَيْهَاتَ خُلْقِي عَنْهُ لَسْتُ أستَعِلُ فَيَا رَسُولي إِلَى مَن لا أبُوحُ بِه ... إِنَّ المُهمَّاتِ فِيْها يُعرَف الرَّجُلُ بَلِّغْ سَلامِي وَبَالِغْ فِي الخِطَابِ لَهُ ... وَقَبِّلِ الأرضَ عَشْرًا عِنْدَمَا تَصِلُ بِاللَّهِ عَرِّفْهُ حَالِي إِنْ خَلَوْتَ بِهِ ... وَلَا تُطِلْ فَحَبيْبي عِنْدَهُ مَلَلُ وَتلْكَ أعظَمُ حَاجَاتِي إلَيْكَ كُلَّمَا عَرَضَتْ ... عَلَى اهْتِمَامَكَ بَعدَ اللَّهِ أتَّكِلُ وَلَيْسَ عِنْدَكَ فِي أمْرٍ تُحَاوِلُهُ ... وَالحَمدُ للَّهِ لا عَجْزٌ وَلَا كَسَلُ فَالنَّاسُ بِالنَّاس وَالدُّنيَا مُكَافَأة ... وَالحُرُّ يُشْكَرُ وَالأخْبَارُ تَنْتَقِلُ وَالمرءُ يَحْتَالُ إِنْ أعَيَتْ مَطَالِبُهُ ... وَرُبَّمَا نَفَعَتْ أربَابها الحِيَلُ يَا مَنْ كَلامِي لَهُ إِنْ كَانَ يَسْمَعُهُ ... يَجِد كَلامًا عَلَى مَا شَاءَ يِشتَمِلُ دعَ التَّوَانِي فِي أمرٍ تَهُمُّ بِهِ ... فَإنَّ صَرفَ اللَّيَالِي فَائِتٌ عَجِلُ ضَيَّعْتَ عُمرَكَ فَاحْزَنْ إِنْ حَزنْتَ ... لَهُ فَالعُمْرُ لا عَوَضٌ عَنْهُ وَلَا بَدَلُ سَابِقْ زَمَانَكَ وَاحذَرْ مِن تَقَلُّبِهِ ... فَكَمْ تَقَلَّبَتِ الأيَّامُ وَالدُّوَلُ وَاعزِم مَتى شِئْتَ فَالأوْقَاتُ وَاحِدَة ... لا الرَّيْثُ يَنفَعُ مَقْدُورًا وَلَا العَجَلُ لا تَرقَبِ النَّجْم فِي أمرٍ تُحَاوِلُهُ ... فَاللَّهُ يَفْعَلُ لا جَدْيٌ وَلَا حَمَلُ مَعَ السَّعَادَة مَا لِلنَّجْمِ مِن أثَرٍ ... وَلَا يَضُرّكَ مَرِّيْخٌ وَلَا زُحَلُ الأمْرُ أعْظَمُ وَالأفْكَارُ حَائِرَةٌ ... وَالشَّرعُ أصْدَقُ وَالأمثَالُ تُمْتَثَلُ وتلك أعظم حاجاتي إليك فإنْ ... تنجح فما خابَ فيكَ القصدُ والأملُ 8410 - رَسمٌ جَرَى فِي النَّاسِ لَيسَ بِقاصِدِ ... جُوع الجَماعَةِ لانتِظارِ الوَاحِدِ ¬
الوَطوَاطُ: 8411 - رَسُولُ اللَّهِ كَذَّبَهُ الأَعَادِي ... فَوَيلٌ ثُمَّ وَيل لِلمُكَذِّبِ وَمِن بِابِ (رَسُول) قَولُ زُهيْرٍ المصرِيّ (¬1): رَسُولُ الرِّضَا أهْلًا وَسَهلًا وَمَرحَبًا ... حَدِيْثُكَ مَا أحلاهُ عِنْدِي وَأعذَبَا وَيَا مُهْدِيًا مِمَّن أُحِبُّ سَلامَهُ ... عَلَيْكَ سَلامُ اللَّهِ مَا هَبَّتِ الصِّبَا وَيَا مُحْسِنًا قَد جَاءَ مِن عِنْد مُحْسِنٍ ... وَيَا طَيِّبًا أهْدَى مِنَ القَوْلِ طَيِّبَا لَقَدْ سَرَّنِي مَا قَدْ سَمِعْتُ مِنَ الرِّضَا ... وَقَد هزَّني ذَاكَ الحَدِيْثُ وَأطْرَبَا وَبُشِّرتُ بِاليَومِ الَّذِي فِيْهِ نَلْتَقِي ... إِلَّا أَنَّهُ يَومٌ يَكُونُ لَهُ ذنَبَا فَعَرِّض بِذِكْرَى حِيْنَ يُتْرَكُ بِالحِمَى ... وَإيَّاكَ أنْ تَنْسَى فتَذْكُرُ زَيْنَبَا سَتَصْفِيْكَ مِن ذَاكَ المُسَمَّى إشَارةٌ ... فَدَعهُ مَصُونًا بِالجَلالِ مُحَجَّبَا أشِر لِي بِوَصْفٍ وَاحِدٍ مِن صِفَاتِهِ ... تَكُنْ مِثْلَ مِن سَمَّى وَكَنَّى وَلَقَّبَا وَزِدْنِي مِن ذَاكَ الحَدِيْثِ لَعَلَّنِي ... أُصَدِّقُ أمرًا كُنْتُ فِيْهِ مُكَذِّبَا ذُو الرُمَّةِ: 8412 - رُسُوم كَسَاهَا لَونَ أَرضٍ غَريبةٍ ... سِوَى أَرضِهَا مِنهَا الهَواءُ المُغَربَلُ 8413 - رَصَدَ النُّجومَ بِزعمِهِ لَكِنَّهَا ... تَجرِي بِغَيرِ حِسَابِهِ الأَقدارُ 8414 - رِضَاكِ الَّذِي إِنْ نِلتُهُ نِلتُ رِفعةً ... وَأَلبَسني فِي النَّاسِ أَشرفَ مَلبَسِ بَعْدَهُ: أنِلْنِي الرِّضَا حَتَّى أغِيْضُ بِهِ العِدَى ... وَيَذْهبُ عَنِّي خِيْفَتِي وَتَوَجُّسِي ¬
وَمِن بَابِ (رِضَاكَ) قَوْلُ جَحْظَة البَرمَكِيّ (¬1): رِضَاكَ رضَايَ الَّذِي تُوثرُ ... وَسرُّكَ لسَرِّي فَمَا أُظْهِرُ وقَالَ العَبَّاسُ بنُ الأحْنَفِ عَلَى الرّوي (¬2): أمِنِّي تَخَاف انْتِشَارَ الحَدِيْثِ ... وَحَظِّي فِي سِتْرِهِ أوْفَرُ وَلَو لَمْ يَكُنْ لِي بُقِيَا عَلَيْكَ ... نَظَرْتُ لِنَفْسِي كَمَا تَنْظُرُ قِيْلَ بَعَثَ سَيْف الدَّوْلَةِ إِلَى المُتَنَبِّي رَسُولًا مسْتَعجِلًا يُشِيْرُ إلَيْهِ بِأنْ يُجِيْزُ بَيْتَي العَبَّاسِ بنِ الأحْنَفِ سَرِيْعًا فَقَالَ المُتَنَبِّي (¬3): كَفَتْكَ المرُوءَةُ مَا تَقِي ... وَآمَنَكَ الوُدُّ مَا تَحذَرُ وَسِرُّكُم فِي الحَشَا مَيِّتٌ ... إِذَا نشُرَ السِّرُّ لا يُنْشَرُ كَأنِّي عَصَتْ مُقْلَتِي فِيْكُم ... وَكَاتَمَتِ القَلْب مَا تُبْصِرُ وَإفْشَاءُ مَا أَنَا مُسْتَوْدَعٌ ... مِنَ الغَدرِ والحُرُّ لا يَغْدِرُ إِذَا مَا قَدرتُ عَلَى نَطْقَةٍ ... فَإنِّي عَلَى تَركِها أقْدَرُ أصرِّفُ نَفْسِي كَمَا أشْتَهِي ... وَأفلِكُها وَالقَنَى أحْمَرُ 8415 - رِضَاكِ هُوَ الدُّنيا وَوَصلُكِ عِزُّهَا ... وَهَجرُكِ مَقرون بِكُلِّ هوَانِ بَعْدَهُ: كَذَبتكَ مَا قُلْتُ الَّذِي أنْتَ أهْلُهُ ... بَلْ لَمْ يَنَلْ مَا فَوْقَ ذَاكَ لِسَانِي 8416 - رِضوانُ إِن أنتَ إِذَا رَضيتَ ... وَجَنَّةٌ وَإِذَا غَضِبتَ فَمَالِكٌ وَالنَّارُ 8417 - رَضُوا بِصِفَاتِ مَا عَدِمُوهُ جَهلًا ... وَحُسنِ القَولِ مِن حُسنِ الفِعَالِ ¬
المُتَنَبِّي: 8418 - رَضُوا بِكَ كَالرِّضَى بِالشَّيبِ قَسرًا ... وَقَد وَخَطَ النَّواصِي وَالفُروعَا 8419 - رِضَى اللَّهِ نَبغِي لَا رِضَى النَّاسِ نَبتَغِي ... وَللَّهِ مَا يَبدو مِنَ الأَمرِ أَو يَخفَى قَبْلَهُ: بِمُعْتَركٍ لا يَسْمَعُ القَومُ وَسْطَهُم ... لنَا رحمَةً إلَّا التَّذمُّرَ وَالعَقَاد رَضِى اللَّهُ نَبْغِي لا رِضَى النَّاسِ. البيتُ. 8420 - رَضِيتُ بِسَعيِ الدَّهرِ بَينِي وَبَينَهُ ... وَإِن لَم يَكُن لِلعَينِ فِيهِ نَصِيبُ المُتَنَبِّي: 8421 - رَضِيتُ بِمَا تَرضَى بِهِ لِي مَحبَّةً ... وَقُدتُ إلَيكَ النَّفسَ قَودَ المُسلِّمِ 8422 - رَضِيتُ بِمَا قَد قَدَّرَ اللَّهُ خَالِقِي ... وَأَيقَنتُ أَنَّ الرُشدَ فِيمَا يُدَبِّرُهُ بَعْدَهُ: إِذَا لَمْ يَكُنْ مَا شِئْتَ كَانَ الَّذِي يَشَا ... فَلا شَكَّ أَنَّ الخَيْرَ فِيْمَا يُقَدِّرُهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُعتَزِّ فِي الرَضا بَالقَضاءِ شَرًّا: أعرَفُ النَّاسِ بِاللَّهِ أرضًا هُمْ عَنْ قَضائِهِ وقدَرِهِ. وقَالَ أَيْضًا: مَوَاقع أقدر اللَّهِ خَيرٌ لَكَ مِنْ مَوَاقعِ آمَالِكَ. وقَالَ مَحْمُودُ الورَّاقُ: لَيْس عِنْدِي إلا الرِّضَا بِقَضاءِ ... اللَّهِ فِيْمَا أحبَبْتُهُ أو كَرِهْتُهُ لَو إلَيَّ الأمُورُ لأخْتَرتُ مِنْها ... خَيْرَهَا لِي عَوَاقِبًا مَا عَرَفْتُهُ وَلَو أنِّي حَرِصْتُ بِالجهْدِ ... أنْ أدفَعُ أمْرًا مُقَدَّرًا مَا دَفَعْتهُ ¬
أرَى أنْ أرُدَّ ذَلِكَ إِلَى مَن ... عِنْدَهُ علمٌ كُلَّمَا قَد جَملتُهُ قَاضِي الدِّينَوَرِ: 8423 - رَضِيتُ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لِي ... وَفَوَّضتُ أَمرِي إِلَى خَالِقِي بَعْدَهُ: لَقَد أحسَنَ اللَّهُ فِيْمَا مَضَى ... كَذَلِكَ يُحسِنُ فِيْمَا بقي أَبُو الفَتح البُستِيُّ: 8424 - رَضِبتُ بِمَكتوبِ القَضَاءِ عَلَى رَأسِي ... وَلَيسَ عَلى الرَّاضِي المُفوِّض مِن بَأسِ بَعْدَهُ: فَلا تَعْذلُونِي إِنْ عَرِيْتُ عَن الغِنَى ... وَبَوَّأتُ رِجْلِي بَيْنَ فَقْرٍ وَإفْلاسِ فَلَو كُنْتُ أدرِي أيْنَ رِزْقِي طَلَبْتهُ ... وَلَكِنَّهُ عِلْمٌ طَوَاهُ عَنِ النَّاسِ وَلَو نَسِيَ اللَّهُ العِبَادَ دَعَوْتهُ ... لِيَذْكرُنِي لَكِنَّهُ لَيْسَ بِالنَّاسِي فَلَيْسَ سِوَى التَّفْوِيْض للمَرءِ حيْلَةٌ ... يُعَلَّلُ مِنْها بِالرَّجَاءِ وَبِاليَاسِ أَبُو نصر بن نباتَة: 8425 - رَضِيتُ بِمَيسورِ مَا نِلتُهُ ... فَلَا أَستَزِيدُ وَلَا أَطلُبُ سَيف الدولة في أخيه ناصر الدولة: 8426 - رَضيتُ لَكَ العَليَا وَقَد كُنتُ أَهلَها ... وَقُلتُ لَهُم بَينِي وَبَبنَ أَخِي فَرقُ بَعْدَهُ: وَلَم يَكُ بِي عَنْهَا وَإِنَّمَا ... تَجَافَيْتُ عَن حَقِّي فَتَمَّ لَكَ الحَقُّ ¬
أمَا كُنْتَ تَرْضَى أَن أكُونَ مُصَلِّيًا ... إِذَا كُنْتُ أرضَى أن يَكُونَ لَكَ السَّبْقُ الكُميتُ بن زَيدٍ: 8427 - رَضِينَا بِدُنيَا لا نُرِيدُ فِرَاقَها ... عَلَى أَنَّنَا فِيها نَموتُ وَنُقتَلُ ابن مُنَاذرٍ: 8428 - رَضِينَا قِسمَةَ الرَّحمَنِ فِينَا ... لنا أَدَبٌ وَلِلثقفِيِّ مَالُ وَمِنْ بَابِ (رَضِيْتُ) قَوْلُ (¬1): رَضِيْتُ وَقَدْ أرْضَى إِذَا كَانَ مُسْخِطِي ... مِنَ الأمْرِ مَا فِيْهِ رِضَى مَن لَهُ الأمْرُ وَأَشْجَيْتُ أيَّامِي بَصَبْرٍ خَلَوْدَ لِي ... عَوَاقِبُهُ وَالصَّبْرُ مِثْلُ اسْمِهِ صبْرُ يُقَالُ: مَن طَلَب رِضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَنْبَغِي لَهُ أنْ يَكُونَ رَاضِيًا بِمَا يَرْضَى اللَّهُ بِهِ. قَالَ أَبُو يَزِيْدُ البُسْطَامِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ قِيْلَ لِي يَا أبَا يَزِيْدَ مَا تُرِيْدُ؟ قُلْتُ أرِيْدُ أنْ لا أرِيْدُ إِلَّا مَا تُرِيْدُ؟ فَقِيْلَ لِي نَحْنُ لَكَ كَمَا أنْتَ لنَا. وَمَنْ طَلَبَ رِضَى اللَّهُ تَعَالَى فَقَدْ طَلَبَ عَظِيْمًا لأَنَّهُ لا يَضُرُّهُ مَعَ رِضَى اللَّهُ عَنْهُ وَمَحَبَّته لَهُ سَيِّئَةٌ كَمَا أنَّه لا يَنْفَعُهُ مَعَ سُخْطِ اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَقْته لَهُ حَسَنَةٌ. قَالَ الشَّاعِرُ (¬2): وَعَيْنُ الرِّضَا عَن كُلِّ عَيْبٍ كَلِيْلةٌ ... وَلَكنّ عَيْنَ السُّخطِ تُبْدِي المَسَاوِيَا أَبُو نَصر بن نُباتَة: 8429 - رَضِينَا وَمَا تَرضَى السُيوفُ القَواضِبُ ... تُجاذِبُنَا عن هَامِهِم وَنُجاذِبُ بَعْدَهُ: فَإيَّاكُمْ أنْ تَكْشِفُوا عَنْ رُؤوْسِكُم ... ألا إِنَّ مَغْنَاطِيْسَهُنَّ الذَّوَائِبُ ¬
محمد موسى القاشاني: 8430 - رِضَى هذِي يُهيجُ سُخطَ هَذِي ... فَمَا أَخلو مِن إِحدَى السَّخطَتَين عَلِي بن الجَهمِ: 8431 - رَعَاكَ الَّذِي استَرعَاكَ أَمر عِبَادِهِ ... وَكَافَاكَ عنَّا المُنعِمُ المُتَفَضِّلُ قَولُ عَلِيّ بنُ الجَهمِ: رَعَاكَ الَّذِي اسْتَرعَاكَ. البيتُ. يَقُولهُ مِن أبْيَاتٍ يُخَاطِبُ فِيْها المُتَوَكِّلِ وَقَدْ حَبَسَهُ مِنْها: يُعَاقِبُ تَأدِيَبًا وَيَعْفُو تَطَوُّلًا ... وَيَجْزِي عَلَى الحُسْنَى فَيعطِي وَيَجْزِلُ وَلَا يَتْبَعُ المَعرُوفَ مِنَّا وَلَا أذَى ... وَلَا البخْل مِن أخْلاقِهِ حِيْنَ يُسْألُ تَأمَّلْ تَجِدِ للَّهِ فِيْهِ بَدَائعًا ... مِنَ الحُسْنِ لا تَخْفَى وَلا تَتَبَدَّلُ إِذَا نَحْنُ شَبَّهْنَاكَ بِالبَدرِ طَالِعًا ... بَخَسْنَاكَ حَظًّا أنْتَ أبْهى وَأجْمَلُ وَنظْلِمُ إِنْ قِسْنَاكَ بِاللَّيْثِ فِي الوَغَا ... لأنَّكَ أحَمَى للحَرِيْمِ وَأبْسَلُ وَلَسْتَ بَحرًا أنْتَ أعْذَبُ مَوْرِدًا ... وَأنْفَعُ للرَّاجِي بِذَاكَ وَأسْهَلُ فَلا وَصْفَ إِلَّا قَدْ تَجَاوَزْتَ حَدَّهُ ... وَلَا عُرفَ إِلَّا سَبَبُ كَفَّيْكَ أفْضلُ رَعَاكَ الَّذِي اسْتَرْعَاكِ. البيتُ. الخُبزرُزِّي: 8432 - رَعَاهُ اللَّهُ حَيثُ غَدَا وَأَسرَى ... وَأَعقَبَهُ الغَنِيمَةَ وَالإِيَابَا لَهُ أَيْضًا: 8433 - رَعَاهُ اللَّهُ حَيثُ غَدَا وَسَارَا ... وَأَعقَبَهُ السَلَامَةَ وَاليَسَارَا ¬
8434 - رِعايَةُ الحُبِّ تَبقَى بَعدَ صِحَّتِهِ ... كالنَّارِ يَبقَى عَلَيها خَالِصُ الذَّهَبِ 8435 - رَعَتِ الذِّئابُ بِضَعفِها جِيَفَ الفَلَا ... وَأَبو بَناتِ النَعشِ فِيها رَاكِدُ قَبْلَهُ: مَا لِلْمُعِيْلِ وَلِلْمَعَالِي إِنَّمَا ... يَسْعَى إلَيْهُنَّ الفَرِيِدُ الوَاحِدُ رَعَيْتُ الذِّئَابَ بِضَعْفِهَا جِيَفَ الفَلا. البيتُ. 8436 - رَعَتِ العُقَابُ بِقوَّةٍ جِيفَ الفَلَا ... وَرَعَى الذُّبابُ الشَّهدَ وَهوَ ضَعيفُ 8437 - رَعَى اللَّهُ أرعَانَا وِدَادًا لِصَحبِهِ ... وَبَلَّ مِنَ الأَشواقِ أَشجَانَ أَشجَانَا بَعْدَهُ: وَلَا بَلَغَ الآمَالَ مِنَّا أمَلُّنَا وَلَا ... اكْتَحَلَتْ بِالغُمْضِ أجْفَانُ أجْفَانَا يُونسُ بن عيسَى الخبّازُ: 8438 - رَعَى اللَّهُ أَيَّامًا تَولَّت حَمِيدةً ... فَمَا كَانَ أَهنَا العَيشَ فِيها وَمَا أَصفَا بَعْدَهُ: نَعِمنَا بِهَا وَالدَّهْرُ قَدْ غَضَّ طَرفَهُ ... وَمَالَتْ ثِمَارُ الوَصْلِ نَقْطِفُها قَطْفَا هُوَ أَبُو الوَليْدُ يُونس بنُ عِيْسَى المَرسِيّ الخَبَّازُ مَنْسُوبٌ إِلَى جَزِيْرَةِ مرسِيَةَ مِن بَلادِ المَغْرِبِ. أَحمَدُ بن عَبد اللَّه بن أبي العِظامِ: 8439 - رَعَى اللَّهُ أَيَّامَ السُرورِ فَإِنَّهَا ... تَمُرُّ سَرِيعاتٍ كَمَرِّ السَّحائِبِ ¬
بَهاءُ الدّين زُهيرُ: 8440 - رَعَى اللَّهُ قَومًا شطَّ عَنِّي مَزَارُهُم ... وَكُنتُ لَهُم ذَاكَ الوَفي وَكَانوا اليَعقُوبِيُّ: 8441 - رَغِبَ الكِرَامُ إِلَى اللِّئامِ ... وَتِلكَ أَشراطُ القِيامَة أَبُو العَلاءِ المَعَرِيُّ: 8442 - رَغِبتُ إِلَى الدُّنيَا زَمَانًا فَلَم تَجُد ... بِغَيرِ عَنَاءً وَالحَياةُ بَلَاغُ بَعْدَهُ: تَأمَّلْتُهَا عَصْرُ الشَّبَابِ فَلَمْ تَسُغْ لِي ... وَلَيْسَ لَها بَعدَ المَشِيْبِ مَسَاغُ ابْنُ مسهرٍ الكَاتبُ: 8443 - رَغِبتُ بِآمالِي إِباءً وَعِزَّةً ... إِذَا هوَّنت نَفسَ اللَّئيمِ الرَّغائِبُ 8444 - رَغيفُكَ فِي الحِجَابِ عَلَيهِ قُفلٌ ... وَحُرَّاسٌ وَأَبوابٌ مَنيعَة بَعْدَهُ: رَأوُا فِي بَيْتِهِ يَوْمًا رَغِيْفًا ... فَقَالَ لِضَيْفِهِ هذَا وَدِيْعَة وقَالَ آخَر: (¬1) إِنَّ هذَا الفَتَى يَصُونُ رَغِيْفًا ... مَا إلَيْهِ لآكِلٍ مِن سَبِيْل هُوَ مِن سُفرتَيْن مِن أدم الطَّائِفَةِ ... فِي سلَّتين فِي زَنْبِيْل خُتِمَتْ كُلُّ سَلَّةِ بِرَصَاصٍ ... وَسُيُور قُدِدْنَ مِن جِلْدِ فِيْلِ فِي جِرَابٍ فِي جَوْفِ تَابُوتِ مُوْسَى ... وَالمَفَاتِيْح عِنْدَ مِيْكَائِيْل ¬
عَبدَانِ الأصفهانيُّ: 8445 - رَغيفُكَ فِي الأَمنِ يَا سَيِدِّي ... يَحُلُّ مَحَلَّ حَمَامِ الحَرَم بَعْدَهُ: للَّه دُرَّكَ مِن سَيِّدٍ ... حَرَامُ الرَّغِيْفِ حَلالُ الحرم ابْنُ الرُّوميّ: 8446 - رَغيفُهُ مِنهُ حِينَ تَسأَلُهُ ... مَكَانَ رُوحِ الجَبَانِ مِن جَسَدِه قَبْلَهُ: فَتًى عَلَى خُبْزِهِ وَنَائِلِهِ ... أشْفَقُ مِن وَالِدٍ عَلَى وَلَده رَغِيْفُهُ مِنْهُ حِيْنَ تَسْألهُ. البيتُ. حَمّاسُ بن الأَبرشِ الكلبي: 8447 - رُفِضَت وَعُطِّلَت الحُكومَةُ قَبلَهُ ... فِي آخرِينَ وَمَلَّها رُوَّاضُها بَعْدَهُ: حَتَّى إِذَا مَا قَامَ آلَفَ بَيْنَهَا ... بِالحَقِّ حَتَّى جُمِّعَتْ أرفَاضهَا يَقُولُ هذَا مَادِحًا لِقَاضٍ. دِعبِلٌ: 8448 - رُفِعَ الكَلبُ فَاتَضَّعَ ... لَيسَ فِي الكَلبِ مُصطَنَع بَعْدَهُ: بَلَغَ الغَايَةَ الَّتِي دُونَها ... كُلُّ مَا ارتَفَع ¬
إِنَّمَا قصر كُلّ شَيْءٍ ... إِذَا طارَ أنْ يَقَعْ لَعَنَ اللَّهُ نَخْوَةً مَشارِفَ ... بَعْدَهَا ضَرَعْ زُهيرٌ المِصريُّ: 8449 - رُفِعَت رَايَتِي عَلَى العُشَّاقِ ... وَاقتَدَى بِي جَميعُ تِلكَ الرِّفاقِ أَبُو فراسٍ: 8450 - رَفَعتُ عَنِ الحُسَّادِ قَدرِي وَهَل هُمُ ... وَمن حَسَدوا لَو شِئتُ إِلَّا فَرائِسُ العَوَّامُ بن عُقبَةَ: 8451 - رَفَعتُ عَن الدُّنيا المُنَى غَيرَ وُدِّهَا ... فَلَا أَسأَلُ الدُّنيا وَلَا أَستَزيدُها أبيَاتُ العَوَّام بنُ عُقْبَةَ بنُ كَعبِ بنِ زُهيْر بن أَبِي سَلْمَى الشَّاعِر يَقُولُ مِنْهَا: يُكَذِّبُ أقْوَالَ الوُشَاةِ صَدُودُها ... وَيَزْدَادُ شَكًّا فِي هوَانَا قَعِيْدُهَا أُنَازِعُ مَن لا أسْتَلِذُّ حَدِيْثَهُ ... وَيَجْتَازُها طَرفِي كَأنْ لا أرِيْدُهَا وَتَحْتَ مَجَارِي الطَّرفَ مِنَّا مَوَدَّةٌ ... وَلَحْظَاتُ شَرٍّ لا يُنَادَى وَلِيْدهَا رَفَعْتُ عَن الدُّنْيَا المُنَى غَيْر وُدِّها. البيتُ. * * * وَمِنْ بَابِ (رَفَعَ) قَولُ جُعَيْفَرَان المُوَسْوِسِ يَهْجُو: رَفَّعَ أثْوَابَهُ ليَغْسِلَهَا ... وقَالَ كَلْبٌ قَد مَسَّنِي رَطبُ وَلَو عَلِمتُم بِقُبْحِ مَذْهبِهِ ... لَقُلْتُمُ قَد تَنَجِّس الكَلْبُ إِبراهِيمُ الصَّولي في ابن الزيات: 8452 - رَفَعَتهُ حَالٌ فَحَاوَلَ حَطِّي ... وَأَبى أَن يَعِزَّ إِلَّا بِذُلِّي ¬
الخَنساء في أخيهَا صَخرٍ: 8453 - رَفيعُ العِمَادِ طَويلُ النِّجادِ ... سَادَ عَشِيرَتَهُ أَمرَدَا بَعْدَهُ: إِذَا القَوْمُ مَدُّوا بِأعنَاقِهِمْ ... إِلَى المَجْدِ مَدَّ إلَيْهِ يَدَا فَنَال الَّذِي فَوْقَ أعنَاقِهِمْ ... مِنَ المَجْدِ ثُمَّ ثنَى مُصْعِدَا يُكَلِّفُهُ القَومُ مَا عَالَهُمْ ... وَإِنْ كَانَ أصْغَرهُم مَوْلِدَا أَعرَابيٌّ: 8454 - رَفيقَانِ شَتَّى أَلَّفَ الدَّهرُ بَينَنَا ... وَقَد يَلتَقِي الشَتَّى فَيَأتلِفَانِ بَعْدَهُ: نَزَلْنا عَلَى قَيْسِيَّةٍ يَمَنِيَّةٍ ... لَها نَسَب فِي الصَّالِحِيْنَ هَجَانِ فَقَالَتْ وَألقت جَانِبَ الستر بَيْنَنَا ... لأيَّةِ أرضٍ أم مِن الرِّجْلانِ فَقُلْتُ لَها أَمَّا رَفِيْقِي ... فَقَوْمُهُ تَمِيْمٌ وَأَمَّا أسْرَتِي فَيَمَانِ رَفِيْقَانِ شَتَّى ألَّفَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا. البيتُ. قِيْلَ رَأى ابْنُ الأعرَابِيّ رَجُلَيْنِ فِي مَجْلِسِهِ يَتَحَدَثَانِ، فَقَالَ لأحَدِهُمَا مِن أينَ أنْتَ؟ قَالَ: مِن أسبيحات. وَقَالَ الآخَر مِن أينَ أنْتَ؟ قَالَ: مِنَ الأنْدَلُسِ. فَتَعَجَّبَ الأعرَابِيّ مِن ذَلِكَ وَأنْشَدَ: رَفِيْقَانِ شَتَّى. البيتُ. * * * وَمِنْ بَابِ (رَقَّ) قَولُ الوَزِيْرُ المهلَّبِيّ (¬1): رَقَّ الزَّمَانُ لِفَاقَتِي ... وَرَثَى لِطُولِ تَحَرُّقِي فَأنَالَنِي مَا أشْتَهِي ... وَأقَالَنِي مَا أتَّقِي ¬
فَلأغْفِرَنَّ لَهُ الكَثِيْرَ ... مِنَ النُّوبِ السُّبَّقِ حَتَّى جَنَايَتُهُ لِمَا فَعَل ... المَشِيْبُ بِمَفْرِقِي كَانَتْ حَالُ الوَزِيْر المُهلَّبِيّ قَبْلَ الاتِّصَالِ بِالسُّلْطَانِ حَالُ ضعفٍ وَفَاقَةً وَفَقْرٍ وَكَانَ يُقَاسِي مِنْهَا قَذَى عَيْنِهِ وَشَجَى صَدرِهِ فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَومٍ فِي بَعضِ أسْفَارِهِ مَعَ رَفِيْقٍ لَهُ مِن أهْلِ الأدَب وَقَد لَقَى مِن سَفرِهِ نصبًا وَاشْتَهى اللَّحْمَ فَلَمْ يَقدِر عَلَيْهِ فَقَالَ ارْتِجَالًا (¬1): ألا مَوْتٌ يُبَاعُ فَأشْتَرِيْهِ ... فَهذَا العَيْشُ مَا لا خَيْرَ فِيْهِ إِذَا أبْصَرتُ قَبْرًا مِن بَعِيْدٍ ... وَدَدْتُ لَو أنَّنِي مما يَلِيْهِ ألا رَحَمَ المُهيْمنُ نَفْسَ حُرٍّ ... تَصَدَّقَ بِالوَفَاءِ عَلَى أخِيْهِ فَاشتَرَى لَهُ رَفِيْقُهُ بِدرهمٍ وَاحِدٍ مَا سَكَّنَ قرمَهُ وَحَفَظَ الأبْيَاتُ ثُمَّ افْتَرَقَا فَلَمَّا بِلَغَ المُهلَّبِيُّ دَرَجَة الوِزَارَةِ وَقَالَ: رَقَّ الزَّمَانُ لِفَاقَتِي. الأبْيَاتُ الأرْبَعُ حَصَلَ الرَّفِيْقُ المَذْكُورُ تَحتَ كَلْكَلِ الدَّهْرِ وَثَقُلَ عَلَيْهِ بَركُهُ وَبَاَضُهُ عَركُهُ فَقَصَدَ حَضْرَتَهُ وَتَوَصَّلَ فِي عَرَضِ رِقْعَةٍ تَتَضَمَّنُ أبْيَاتًا مِنْهَا (¬2): ألا هَل لِلوَزِيْرِ فَدَتْكَ نَفْسِي ... مَقَالَةَ مُذْكِرٍ مَا قَدْ نَسِيْهُ أتَذْكرِ إِذْ تَقُولُ لِضَنْكِ عَيْشٍ ... ألا مَوْتٌ يُبَاعُ فَأشْتَرِيْهِ قَالَ فَلَمَّا نَظَرَ فِيْها عَرِفَهُ وَذَكَرَ قَولُ القَائِل (¬3): إِنَّ الكِرَامَ إِذَا مَا أيْسَرُوا ذَكَرُوا ... مَن كَانَ يَألَفهُم فِي المَنْزِل الخَشِنِ فَأمْرَ لَهُ بِسَبْعَةِ آلافِ درهم وَوَقَّعَ فِي رِقْعَتِهِ {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} ثُمَّ أحْضَرَهُ وَخَلَعَ عَلَيْهِ وَقَلَّدهُ عَمَلًا يَرتَفقُ بِهِ وَيُرزَقُ مِنْهُ. ¬
8455 - رَكِبَ اللَّجاجَةَ فِي الغَرامِ وَكُلَّمَا ... عابُوا الجُنونَ عَلَيهِ زَادَ تَتَيُّمًا بَعْدَهُ: فَعَسَى وَمَا يُغْنِي عَسَى إِلَّا الأسَى ... وَلِعِلَّةٍ قَولُ الكَئِيْبِ لَعَلَّمَا عَلِيُّ بن جَبَلَةَ: 8456 - رَكِبَ الأَهوالَ فِي زَورَتهِ ... ثُمَّ مَا سَلَّمَ حَتَّى وَدَّعَا ابْنُ أَبِي طَاهرٍ: 8457 - رَكبتُ الصِّبَى حَتَّى إِذَا مَا وَنَى الصِّبَى ... نَزَلتُ مِنَ التَقوَى بِأكرَمِ مَنزِلِ بَعْدَهُ: وَديْنُ الفَتَى بَيْنَ التَّمَاسُكِ وَالنُّهى ... وَدُنِيَا الفَتَى بَيْنَ الهَوَى وَالتَّغَزُّلِ مُسلِم بنُ الوَليدِ: 8458 - رَكِبتُ عَلَى اسمِ اللَّهِ بَحرَ هوَاكُم ... فَيَا ربُّ سَلِّم أَنتَ أَنتَ المُسَلِّمُ صُرَّدُرُّ: 8459 - رَكبنَا فِي الهَوَى خَطرًا فَإِمَّا ... لنا مَا قَد كَسَبنَا أَو عَلَينَا قَبْلَهُ: أبَيْنَا أن نَطِيْعَكُمُ أبَيْنَا ... فَلا تَهدُوا نَصِيْحَتَكُم إلَيْنَا رَكِبْنَا فِي الهوَى خَطَرًا. البيتُ وَبَعدَهُ: أُسَائِلُ عَن ثُمَامَاتٍ بِحَزْوِي ... وَبَانَ الرَّملُ يَعْلَمُ مَن عَنَيْنَا ¬
وَقَد كُشِفَ الغطَاء فَمَا نُبَالِي ... أصَرَّحْنَا بِذِكْرِكَ أم كَنَيْنَا وَلَو أنِّي أُنَادِي يَا سُلَيْمَى ... لَقَالُوا من أردْتَ سِوَى لُبَيْنَا ألا للَّهِ طَيْفٌ مِنْكَ يَسْقِي ... بِكَاسَاتِ الكَرَى زُورًا وَمَيْنَا مَطِيَّتَهُ طِوَالِ اللَّيْلِ جَفْنَى ... فَكَيْفَ شَكَا إلَيْكَ وَجًى وَأيْنَا فَأمْسَيْنَا كَأنَّا مَا افْتَرَقْنَا ... وَأصْبَحنَا كَأنَّا مَا التقَيْنَا يَقُولُ فِي المَدْحِ مِنْهَا: وَلَولا نُورُ أزْهَرَ شِمِّرِيٍّ ... تَبَلَّجَ فِي الظَّلامِ لَمَا اهْتَدَيْنَا عَمِيْدُ الدَّوْلَةِ المُعْطِي القَوَافِي ... رهُونَ سِبَاقَهُنَّ إِذَا جَرَيْنَا فَتًى يَبْنِي عَلَى العَلْيَاءِ بَيْتًا ... إِذَا نَزِلَ المُقصِّرُ بَيْنَ بَيْنَا إِذَا مَا السُّحْبُ بِالأنْوَاءِ شَحَّتْ ... تَهَلَّلَ عَسْجَدًا وَهَمى لُجَيْنَا بِكُلِّ قَرَارَةٍ وَبِكُلِّ رَبْعٍ ... رِيَاضٌ مِن نَدَاهُ قَدْ انْتَشَيْنَا وَمَا اعْوَجَّتْ قَنَاةُ الدَّهْرِ ... إِلَّا وَثَقفهَا بِمَا أعْيَى رُدَيْنَا أَبُو محمَّدٍ الخازِنُ: 8460 - رَكَزتَ صَعدَتَكَ السَّمراءَ فِي قُحمٍ ... لَو زُجَّ فيها عَموُدُ الصُبحِ لانكَسَرَا 8461 - رَكَّابُ مُضلِعَةٍ فرَّاجُ مُعضِلَةٍ ... إِن هابَ مُفظِعَةً هيَّأ لهَا بَابَا طَلحَةُ: 8462 - رَكُوبُ المَنَابِرِ وثَّابُهَا ... مُغَنٍّ بخُطبَتِهِ مُجهِرِ بَعْدَهُ: تربُعُ إلَيْهِ هوَادِي الكَلامِ ... إِذَا ضَلَّ خُطبَتَهُ المِهْذَرُ ذُكِرَ ابن الزُّبَيْرَ معُاويّة فَقَالَ: للَّهِ درّ ابن هنْدٍ إنَّا كُنَّا نُفَرِّقُهُ فَيَتَعَارَفُ لنَا هُوَ أجَرَأ مِنَ ¬
الأسَدِ الحَزبِ لَوَدَدْنَا أَنَّهُ يضفِيَ مَا بَقِيَ بَالجمَّاء حَجرٌ ثُمَّ تَمَثَّلَ فَقَال: رَكُوبُ المَنَابِرِ وثابهَا. البَيْتَان. أَبُو الحَسَنِ السَلَاميُّ: 8463 - رُكوبُ الهَولِ أَركَبَكَ المَذاكِي ... وَلُبسُ الدَّرعِ أَلبَسَكَ الغلائِلَ طَاهِرُ بن الحُسَينِ: 8464 - رُكُوبُكَ الأَمرَ مَا لَم تَبدُ فُرصَتُهُ ... عَجز وَرَأيُكَ فِي الإِقدامِ تَغرِيرُ المُتَنَبِّي: 8465 - رَمَانِي الدَّهرُ بِالأرزاءِ ... حَتَّى فؤَادِي فِي غِشاءٍ مِن نِبَالِ بَعْدَهُ: وَكنْتُ مَتَى أصَابَتْنِي سِهَامٌ ... تَكَسَّرَتِ النِّصَالُ عَلَى النِّصَالِ فَهَا أَنَا لا أُبَالِي بِالرَّزَايَا ... لأنِّي مَا ابْتَغَيْتُ بِأنْ أُبَالِي أنْشَدَنِي بَعْضُ الأصْحَابِ للسَّيِّدِ جَلال الدِّيْنِ أَبِي جَعْفَر القاسم بن مُعَيَّة العَلوِيِّ مَضَمِّنًا شعْرهُ قَولُ المُتَنَبِّي: وَكُنتُ إِذَا أصَابَتْنِي سِهَامٌ. البَيْتُ وَالَّذِي بَعْدَهُ. حَيْثُ يَقُولُ: يُعَانِدُنِي الزَّمَانُ عنَادَ خَصْمٍ ... ألَدٍّ قَدْ أبَى إِلَّا قِتَالِي وَتَسْقِيني كؤُوسَ الصَّبْرِ صِرفًا ... حَوَادِثُ صَرْفِهِ يَا للرِّجَالِ لَقَدْ أحْنَى عَلَيَ وَمالَ مَيْلًا ... يَؤُودُ أقَلُّهُ شُمَّ الجِبَالِ فَتبًّا للزَّمَانِ تَرَاهُ مَاذَا ... يَرُوْمُ وَمَا لِحَادِثِهِ وَمَالِي يُكَلّحُ وَجْهَهُ طوْرًا ... وَطوْرًا يَفوِّقُ لِي مُصِيَّاتِ النِبَالِ ¬
وَيَلْقَانِي بِأهْوَالٍ عِظَامٍ ... وَمَا ذَنْبِي إلَيْهِ سِوَى المَعَالِي فَألْقَاهُ بِأخْلاقٍ كِرَامٍ وَصَدْرٍ ... وَاسِعٍ رَحبِ المَجَالِ وَبَأسٍ لا يَلِيْنُ لِبَأسِ خطْبٍ ... وبَالٍ بِالحَوَادِثِ لا يُبَالِي وَتلْكَ خَلائِق إِنْ أنْتَحِلَهَا ... فإرْثِي من أبٍ بَرٍّ وَخَالِ وَأغْدُو قَائِلًا وَجَنَانُ مِثلِي ... مُحَالٌ أنْ تُغَيِرُهُ اللَّيَالِي وَكُنتُ مَتَى أصَابَتْنِي سِهَامٌ. البَيْتَانِ. 8466 - رُمتُ الجَوابَ لَهُ فَكُنتُ كَمَنْ ... أَمسَى يُضاهِي الشَّمسَ بِالنَّجمِ 8467 - رُمتُ نَدَاكُم يَا بَنِي طَاهرٍ ... فَرُمتُ مُخَّ الذَّرِ فِي عُسرَتِهِ عَمرو بنُ قَميئَةَ: 8468 - رَمَتنِي بَناتُ الدَّهرِ مِن حَيثُ لَا أَرَى ... فَكَيفَ بِمَن يُرمَى وَلَيسَ بِرامِ بَعْدَهُ: فَلَو أنَّهَا نبْل إِذَا لاقَيْتُهَا ... وَلَكِنَّني أرمَى بِغَيْرِ سِهَامِ وَيُروَيَانِ للُبَيْد بنِ رَبِيْعَةَ. جُرثُومَةُ: 8469 - رَمَتنِي بَنُو عجلٍ بِداءِ أَبيهِم ... وَأَيُ امرِىٍ فِي النَّاسِ أَجهَلُ مِن عِجلِ بَعْدَهُ: ألَيْسَ أبُوهُمُ عَارَ عَيْنَ جَوَادِهِ ... فَصَارَتْ بِهِ الأمثَالُ تُضْرَبُ فِي الجَهْلِ يُقَال فِي المثلِ: أحْمَقُ مِن عجْلٍ. وَهُوَ عجْلُ بن لُجَيْم بن صعب ابن غَنَّى بن بكر بن وَائِل. وَلِكَ أَنَّهُ سَبَقَ فَرَسَهُ فَسُئِلَ مَا سُمِّيَتْ فَرَسَكَ فَفَقَأ عَيْنَهُ وَقَالَ سَمَّيْتهُ الأعْوَرَ فَفِيْهِ يَقُولُ جُرثُومَةُ. رَمَتْنِي بَنُو عجلٍ بِدَاءٍ أبيْهمِ. البَيْتَانِ. ¬
أُميةُ بن أبي الصَّلتِ: 8470 - رَمَتنِي صُرُوفُ الدَّهرِ بِينَ مَعَاشرٍ ... أَصَحُّهُم وُدًّا عَدُوٌّ مُقاتِل أَبُو حيَّة النُّميريُّ: 8471 - رَمَتنِي وَسِترُ اللَّهِ بَينِي وَبَينَهَا ... عَشِيَّةَ آرَامِ الكِنَاسِ رَميم بعدَهُ: فَلَو كُنتُ أستطيعُ الرِّماءَ رَميتُها ... ولَكنَّ عَهدِي بالنِّصَالِ قَدِيمُ رَمَتنِي التي قَالت لجَاراتِ بَيتِهَا ... ضَمِنتُ لكم أن لا يزال يَهيمُ يَقُول: رَمَتْنِي هذِهِ المَحبُوْبَةُ بِطَرفِها وَأصَابَتْنِي بِسِهَامِهَا وَلَو كُنْتُ شَابٌّ لَرَمَيْتُ كَمَا رُمِيْتُ وَلَكِنْ قَدْ تَطَاوَلَ عَهْدِي بِالشَّبَابِ فَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ منِي المَشِيْبُ مَأخَذهُ وَقَامَ مَقَامَ السّتْرِ وَالحجَابِ بَيْنِي وَبَيْنَ هذِهِ المَحبُوبَةِ. مُحمَّدُ بنُ صَالحٍ: 8472 - رَمَونِي وَإيَّاها بشَنعَائِهُم بِهَا ... أَحقّ أَدَالَ اللَّهُ مِنهُم فعجَّلَا بَعْدَهُ: بِأمرٍ تَرَكْنَاهُ وَرَبّ مُحَمَّدٍ ... عَيَانًا فَإمَّا عِفَّةً أو تَجَمُّلا هُوَ مُحَمَّد بن صَالِح بنُ عَبْدُ اللَّهِ بن مُوْسَى الجونِ. 8473 - رَمَى الفَقرُ بِالفِتيانِ حَتَّى كَأَنَّهم ... بِأَطرافِ أَفلاءِ البِلادِ نُجومُ الرَّضِي الموسَوِيُّ: ¬
8474 - رَمَى اللَّهُ بِي مِن هذِهِ الأَرضِ غَيرَها ... وَقَطَّعَ مِن هذَا الأَنامِ عَلائِقِي وِمِنْ بَابِ (رَمَيْتُ) قَوْلُ آخَر: رَمَيْتُ بِطَرفِي يُمنَةً ثُمَّ يُسْرَةً ... فَلَم أرَ غَيْرَ اللَّهِ يَأمَلُهُ قلْبِي فَجِئْتُ بِآمَالِي إِلَى مَن عَرِفْتهُ فَبالفَضْـ ... ــل وَالإْحسَانِ يَغْفِرُ لِي ذَنْبي أيَادِيْكَ لا تُحْصَى وَإِنْ طَالَ عَدُّها ... وَإِحْسانُكَ المَبْذُولُ فِي الشَّرق وَالغَرْبِ صُرَّدُرَّ: 8475 - رَمَيتُ مِن دُونِ الأَنامِ مِقوَدِي ... إِلَيكُم طَوعًا وَقَطَّعتُ العُلَق المُتَنَبِّي: 8476 - رَمَيتَهُمُ بِبَحرٍ مِن حَديدٍ لَهُ ... فِي البَرِّ خَلفَهُمُ عُبَابُ بَعْدَهُ: فَمَسَّاهُمُ وَبُسْطَهُمُ حَرِيْرٌ ... وَصَحْبَتُهُم وَبُسْطُهُمُ تُرَابُ وَمَن فِي كَفِّهِ مِنْهُم قَنَاةٌ ... كَمَنْ فِي كَفِّهِ مِنْهُم خِضَابُ لَهُ أَيْضًا: 8477 - رَمَى وَاتَّقَى رَميي وَمِن دونِ مَا اتَّقَى ... هوًى كَاسِرٌ كفِّي وَقَوسي وَأَسهُمِي 8478 - رُوحُها رُوحِي وَروحِي رُوحُها ... إِن تَشاءُ شِئتُ وَإِن شِئتُ تَشَا 8479 - رُوحُهُ رُوحِي وَرُوحِي رُوحُهُ ... مَن رَأى رُوحَين فِي فَردِ بَدَن قَالَ أَبُو يَزِيْدُ البُسْطَامِيُّ رَحَمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ: لا تَسْتَوِي المَوَدَّةُ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يَقُولُ الوَاحِدُ لِلآخَرِ يا أنا ثُمَّ أنْشَدَ: رُوْحُهُ رُوْحِي وَرُوْحِي رُوْحُهُ. البيتُ. ¬
زَين العَابدِين عَليه السَلام: 8480 - رُوحِي عَلَى حَسَراتِها مَطوِيَّةٌ ... يَا لَيتها خَرَجَت مَعَ الزَّفَراتِ بَعْدَهُ: لَمْ أبْكِ حُبًّا لِلْحَيَاةِ وَإِنَّمَا ... أبْكِي مَخَافَةَ أن تَطُولَ حَيَاتِي البُحتُرِيُّ: 8481 - رَوعَةٌ مِن وَقَارِهِ ظَنَّهَا الجَا ... هِلُ إِذَا فَاجَأَتهُ رَوعَةُ كِبرِ أَبُو القَاسِم الواسِطيُّ: هو أبو القاسم بن القاسم بن عمر بن منصور الواسطي: 8482 - رَونَقٌ كَالحَبَابِ يَطفو عَلَى الكَأسِ ... وَلَكِن تَحتَ الحَبَابِ الحُبابُ 8483 - رَوِّح فؤَادَكَ بِالرِّضَا ... تَرجِع إِلَى رَوحٍ وَطيِبِ بَعْدَهُ: لا تَيْأسَنَّ وَإن ألَجَّ ... الدَّهرُ مِن فَرَجٍ قَرِيْبِ فَالصَّبْرُ أنْجَحُ فِي هُمُوْ ... مِكَ مِن مُعَالَجَةِ الطَّبِيْبِ 8484 - رَوِّج لِراجيكَ وَلَو حبّةً ... وَاقعُد عَلَى العَرشِ مِنَ التِّيهِ 8485 - رُوِّعتُ بِالبينِ حَتَّى مَا أراعُ لَهُ ... وَبِالمَصَائِبِ فِي أَهلِي وَجيرانِي ¬
بَعْدَهُ: لَمْ يُتْرَكِ الدُّهْرُ لِي عِلْقًا أضُنُّ بِهِ ... إِلَّا اصْطَفَاهُ بشبَيْنٍ أو بِهُجْرَانِ الحَصكَفِيُّ: 8486 - رُؤيَا المَنامِ وَرَأي عينكَ مثلُهُ ... فَإِذَا انتَبَهتَ كِلَاهُمَا أضغاث 8487 - رُويدًا بِذِي الأَجرامِ إِنَّ ذُنُوبَهُ ... سَتورِدُهُ عمَّا قَليلٍ فَيَعطَبُ قِيْلَ: سَألَ المَنْصُورُ مُحَمَّدَ بنَ عبَّادٍ المُهلَّبيَّ عَن جَفْوَةِ أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيِّ وَعَنْ خَالِهِ فَأخْبَرَهُ بِمَا يَسُوْءَهُ فَقَالَ المَنْصُورُ مُتَمَثِّلًا: رُوَيْدًا بِذِي الأجْرَامِ أَنَّ ذنُوبَهُ. البيت. 8488 - رُويدًا بَنِي شَيبانَ بَعضَ وَعيدكُم ... تُلاقُوا غدًا خَيلِي عَلَى سَفَوَانِ عبد اللَّه بن طاهرٍ: 8489 - رُويدَكِ إِنَّ الدَّهرَ فيهِ كِفايَةٌ ... لِتَفريقِ ذَاتِ البَينِ فَانتَظِرِي الدَّهرَا قَبْلَهُ: إِلَى كَمْ يَكُونُ الصَّدُّ فِي كُلِّ سَاعَةٍ ... وَلِمْ لا تَملِّيْنَ المَطِيْعَةَ وَالهَجْرَا رُوَيْدَكِ إِنَّ الدَّهْرَ فِيْهِ كِفَايَةٌ. البيت. بَعض ولد رَوح بن زنباعٍ: 8490 - رُويدَكَ إِنَّ اليَومَ يَتبَعُهُ غَدٌ ... وَإِنَّ صُروفَ الدَّائِراتِ تَدورُ قَالَ يَاقُوتُ الحَموِيُّ رَأيْتُ دَيْرَ الرَّصافَةِ وَهُوَ فِي رَصافَةِ هِشَامُ بن عَبْدِ المَلِكِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّقَّةِ مَرحَلَة وَهْوَ مِن عَجَائِبِ الدّنْيَا حُسْنًا وَعِمَارَةً. قِيْلَ دَخَلَهُ المُتَوَكِّلِ فِي اخْتِيَارِهِ إِلَى دِمَشْقَ فَوَجَدَ فِي حَائِطِ الدَّيْرِ رُقْعَةً مَلْصُوقَةً فِيْهَا مَكْتُوبٌ: ¬
أيَا مَنْزِلًا بِالدَّيْرِ أصْبَحَ خَالِيًا ... تُلاعِبُ فِيْهِ شَمْألٌ وَدَبُورُ كَأنَّكَ لَمْ تَسْكُنْكَ بِيْضُ أوَانِسٍ ... وَلَم تُبَختَرْ فِي فِنَائِكَ حُوْرُ وَأبْنَاءُ أملاكٍ عَبَاشِمَ سَادَةٍ ... صَغِيْرُهُم عِنْدَ الأنَامِ كَبِيْرُ إِذَا لَبسُوا أدرَاعَهُم فَعَنَابِسٌ ... وَإِنْ لَبسُوا تِيْجَانُهُم فَبُدُورُ عَلَى أنَّهُم يَوْمَ اللِّقَاءِ ضَرَاغِمٌ ... وَأنَّهُم يَومَ النَّوَالِ بُحُورُ وَلَم يَشْهَدِ الصِّهْرِيْجَ وَالخَيْلُ حَوْلَهُ ... عَلَيْهِ فَسَاطِيْطُ لَهُم وَخُدُورُ وَحَوْلَيْهِ رَايَاتٌ لَهُم وَعَسَاكِرٌ ... وَخَيْلٌ لَها بَعدَ الصَّهِيْلِ شَخِيْرُ لَيَالِي هِشَامٌ بِالرَّصَافَةِ قَاطِنٌ ... وَفِيْكَ ابْنهُ يا دَيْرُ وَهُوَ أمِيْرُ إِذَا العَيْشُ غَضَّ وَالخِلافَة لُدْنَهُ ... وَأَنْتَ الحَرِيْرُ وَالزَّمَانُ غَرِيْرُ وَرَوْضُكَ مُرتَاضٌ وَنُورُكَ نَيِّرٌ ... وَعَيْشُ بَنِي مَروَانَ فِيْكَ نَضِيْرُ بَلَى فَسَقَاكَ اللَّهُ صَوبَ سَحَائِبٍ ... عَلَيْكَ بِهَا بَعدَ الرَّوَاحِ بُكُورُ تَذَكَّرتُ قَومِي بِيْنها فَبَكِيْتُهَا ... بِشَجْوٍ وَمِثْلِي بِالبُكَاءِ جَدِيْرُ لَعَلَّ زَمَانًا جَارَ يَوْمًا عَلَيْهمُ ... لَهُوَ بِالَّتِي تَهْوَى النُّفُوسُ يَحُورُ فَيَفْرَجُ مَخزُونٌ وَيَنْعَمُ يَابِسٌ ... وَيُطْلَقُ مِن ضِيْقِ الوِثَاقِ أسِيْرُ رَوَيْدَكَ إِنَّ اليَومَ يَتْبَعُهُ غَدٌ. البيت وبَعْدَه. تَذّكَّرْتُ قَوْمِي خَالِيًا فَبَكِيْتُهُم ... وفي القَلْبِ مِن فَرطِ اللهيبِ سَعِيْرُ فَعَزَّيْتُ نَفْسِي وَهِيَ نَفْسٌ إذَا جَرَى ... لَها ذِكْرُ قَوْمِي أَنَّةٌ وَزَفِيْرُ قَالَ فَارْتَاعَ المُتَوَكِّلُ عِنْدَ قِرَاءَتِها وَأحْضَرَ الدَّيْرَانِيَّ وَسَألَهُ عَنْها فَأنْكَرَ عِلْم ذَلَكَ وقَالَ: لا أعرِفُ مَن كَتَبَها فَهمَّ بِقَتْلِهِ فَشَفِعَ فِيْهِ الجُلَسَاءُ وَقَالُوا: لَيْسَ بِهذَا مِمَّن يُتهمُ إِلَى دَولَةٍ دُونَ دَوْلَةٍ فَتَرَكَهُ. وَلم يَزَل يَبْحَثُ عَن ذَلِكَ حَتَّى ظَهَر فِيْمَا بَعْدُ أَنَّ الأبْيَاتَ مِن شعرِ رَجُلٍ مِن وَلَدِ رَوْحِ بنِ زَنْبَاعٍ الجُذَامِيِّ أخْوَالِ وَلَدِ هاشِم بن عَبْد المَلِكِ. 8491 - رُويدَكِ حَتَّى تنظُرِي عَمَ تَنجَلِي ... غَيَابَةُ هذَا العَارِض المُتَأَلِقِ ¬
سَلَّمت جَارِيَةٌ بِالخَلافَةِ عَلَى يَزِيْد بنش المُهلَّبِ أيَّامَ خُرُوجهِ عَلَى يَزِيْدَ بن عَبْدِ المَلِكِ وَهُو بِإزَائِهِ لِمُحَارَبَتِهِ فَقَالَ يَزِيْدُ بن المهلَّب لِلجَّارِيَةِ مُتَمَثِّلًا: رُدَيْدَكِ حَتَّى تَنْظرِي عَمَّ تَنْجَلِي. البيت. ابن عَرُوسٍ الكَاتِب: 8492 - رُويدَكَ مِن طَريقٍ سِرتَ فيها ... فَإِنَّ الحَادِثاتِ عَلَى طَريقِكَ قَبْلَهُ: سَكرتَ بِأمرَةٍ مِنَ السُّلْطَانِ جَهْلًا ... فَلَم تَعرِفُ عَدُوَّكَ مِن صَدِيْقِك رُوَيْدَكَ مِن طَرِيْقٍ سِرْتَ فِيْهَا. البيتُ. سَعيدُ بن حُميدٍ: 8493 - رُويدَكَ لَا تَعجل إِلَى الهجرِ أَو تَرَى ... سُلوَّكَ أَدنَى مِن هواكَ إِلَى القَلبِ بَعْدَهُ: فَإنَّكِ لا تَدْرِي إِذَا هِيَ أعرَضَتْ ... أتَحْيَا سَقِيْمًا أو تَمُوتَ مِنَ الحُبِّ وَلَا تَبْخِلَنْ بِالعُذْرِ إِنْ جَدَّ عَتْبُها ... عَلَيْكَ وَإِنْ كُنْتَ البَرِيءَ مِنَ الذَّنْبِ فَإِنَّكَ مَوْقُوفٌ عَلَى السُّقْمِ وَالبَلَى ... إِذَا وَقْعتَ بَيْنَ المَلامَةِ وَالعَتْبِ 8494 - رُويدَكَ لَا تَعجل بِلَومِكَ صَاحِبًا ... لَعلَّ لَهُ عُذرًا وَأَنْتَ تَلُوَمُ بعدَهُ: فإِن لُمتَهُ جَهلًا فَإِنَّكَ ظَالمُ ... وَكَم لائمٍ قَد لَامَ وَهُو ملِيمُ مُحمَّد بنُ عمرانَ: 8495 - رُويدَكَ لَا تَعنُف عَلَيَّ وَأَعفِنِي ... عَلَى حَسبِ أَقصَى مَا أُطيقُ مِنَ الشُكرِ ¬
يَزيد بن محمّد المُهلَّبِيّ: 8496 - رَهَنتُ يَدي بِالعَجرِ عَن شُكرِ برِّهِ ... وَمَا فَوقَ شُكرِي لِلشُكورِ مَزيدُ بَعْدَهُ: فَلَو أَنَّ شَيْئًا يُسْتَطَاعُ اسْتَطَعتُهُ ... وَلَكِنْ مَا لا يُسْتَطَاعُ شَدِيْدُ أَبُو تَمَّامٍ: 8497 - رِياحٌ كَرِيحِ العَنبَرِ الغَضِّ فِي النَّدى ... وَلَكِنَها يَومَ اللِّقاءِ زَعَازِعُ الوَزيرُ الكِندِيُّ: 8498 - رِياسَةٌ بَاضَ فِي رَأسِي وَسَاوِسُها ... تَدُورُ فِيهِ وَأَخشَى أَن تَدورَ بِهِ الرَّضي الموسَوِيُّ: 8499 - رِيُّ الخُدودِ مِنَ المَدامِعِ شَاهِدٌ ... إِنَّ القُلوبَ مِنَ الغَليلِ صَوَادِ الأبْيَاتُ مَكْتُوبَةٌ بِبَابِ: أعزز عَلَيَّ بِأنْ أرَاكَ وَقَد خَلَت. الأَفوهُ الأوديُّ: 8500 - رَيَّشَت جُرهُمُ نَبلًا فَرَمى ... جُرهُمًا مِنهُنَّ فُوقٌ وَغَرارُ هذَا البَيْتُ بِمَعْنَى قَوْلُ الشَّاعِر (¬1): أُعَلِّمُهُ الرِّمَايَةَ كُلَّ يَوْمٍ ... فَلَمَّا اشتَدَّ سَاعِدُهُ رَمَانِي واسمُ الأفوَهِ صَلاء بنُ مَرثَدٍ. وَهذَا البَيْتُ مِن القَصِيْدَة الَّتِي نَهى النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَن إنْشَادِها لِمَا فِيْهَا مِن ذكْرِ إسْمَاعِيْلَ عَلَيْهِ السَّلامٍ وَإيَّاهُ عَنَى الأفْوَهُ بَقَوْلهِ هَذَا. ¬
تَمَّ حرف الرَّاءِ المُهمَلَةِ بِحمدِ اللَّهِ وَشُكرِهِ وَعَونِه عِدَّة حَرفِ الرَّاءِ المُهْمَلَةِ ثَلاثُمائَةِ وَخَمْسُ عَشَرَةَ بَيْتًا وذَلِكَ عَدَا مَا فِي الهَامِشِ. وَهُوَ فِي كَرَّاسٍ وَاحِدٍ وَخَمْسُ قَوَائِمٍ وَجِهتَيْنِ هَذِهِ الوَجْهةُ آخِرُها. وَالحَمْدُ للَّهِ وَحْدهُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحُمَّدٍ وآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ وَسَلَّم. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى صَفيِّهِ وَنَبيِّهِ وَرَسولهِ محمَّدٍ وَآلِهِ أَجمَعين وَسَلَّم. * * *
حرف الزاي
حرف الزاي
حَرفُ الزَّاءِ 8501 - زَاحم عَلَى بابِ العُلَى واجتَهِد ... يُوشِكُ أَن تدخُلَ بينَ الزِّحامِ 8502 - زَادَكَ اللَّهُ غِبطةً وَسُرُورَا ... ونَعيمًا مُجدّدًا وَحُبُورَا بَعْدَهُ: شَيَّدَ اللَّهُ مَا بَنَيْتَ وَعَلَـ ... ـيْتَ وَلَا زَالَ آهِلًا وَمَعْمُورَا علَيّ بن الفَضْلِ الكَاتِبُ: 8503 - زَادَكَ اللَّهُ مَا تَشاءُ مَزِيدًا ... سَبيلُهُ غَيرُ وَاقِفٍ عِندَ حَدِّ بَعْدَهُ: فِي رَبِيْعٍ تَطِيْرُ جَنَّاتِ عَدنٍ ... وَديَارٍ جَمِيْعُها دَارُ خُلْدٍ أَبُو إسحاق الخُريميُّ: 8504 - زَادَ مَعرُوفُكَ عِندِي عظَمًا ... أنَّهُ عِندَكَ مَستوُر حَقِيرُ بَعْدَهُ (¬1): تَنَاسَاهُ كَأنْ لَمْ تَأتِهِ وَهُوَ ... عِنْدَ النَّاسِ مَشْهُورٌ خَطِيْرُ أخَذَهُ الآخَرُ فَقَالَ وَزَادَ عَلَيْهِ: رَأيْتُ يَحيَى أتَمَّ اللَّهُ نِعْمَتَهُ ... عَلَيْهِ يَأتِي الَّذِي لَمْ يَأتِهِ أحَدُ يَنْسَى الَّذِي كَانَ مِن مَعْرُوفهِ أبَدًا ... إِلَى الرِّجَالِ وَلَا يَنْسَى الَّذِي يَعِدُ ¬
ابن وَداعَة المغربيّ: 8505 - زَارَ الحَبيبُ فَمرحَبًا بِالزائِرِ ... أَهلًا بِبَدرٍ فَوقَ غُصنٍ نَاضِرِ قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن وَدَاعَةَ بن عَبْدِ الوَدُودِ السُّلْميِّ: زَارَ الحَبِيْبُ فَمَرحَبًا بِالزَّائِرِ. البيت وبَعدَه: قَبَّلْتُ مِنْ فَرَحِي ترَابَ طَرِيْقِهِ ... وَمَسَحتُ أسْفَلَ نَعلِهِ بِمَحَاجِرِي وَخَشِيْتُ أن يَنْقَدَّ أخَمَصَ رِجْلِهِ ... مِن رقّةٍ فَبَسَطْتُ أسْوَدَ نَاظِرِي هُوَ أمِيْر كَانَ بالأنْدُلَسِ يَقُودُ مَا يَنيْفُ عَلَى أربَع مِائِة فَارِسٍ وَكانَ مِنَ الأبْطَالِ المعدُوْدِيْنَ بَارِع الأَدَبِ ظَاهِرَ الحَسَبِ لَهُ شِعرٌ حَسَن رَايِقٌ وَمَجْدٌ أثِيْلٌ بَاسِقٌ. الخالِديَّانِ: 8506 - زَارَنَا حَتَّى إذا مَا ... سَرَّنَا بِالقُربِ زَالَا بَعْدَهُ: يا شَبِيْة البَدرِ حُسْنًا ... وَضِيَاءً وَمَنَالا وَشَبِيْهُ الغصْنِ لِيْنَا ... وَقَوَامًا وَاعتِدَالا أنتَ مِثْلُ الوَردِ لَوْنًا ... وَنَسِيْمًا وَمَلالا زَارَنَا حَتَّى إِذَا مَا. البيتُ. سَعِيد بن حُميدٍ: 8507 - زَارَ يُهدِّي السَلامَ لَم أَرَ فَصلًا ... بَينَ تَوديعِهِ وَبَينَ السَّلَامِ أبْيَاتُ سَعْيدِ بن حَمِيْدٍ، أوَّلُها: زَائِرٌ زَارَنَا يُنَازِعُهُ الشَّوْقُ ... قَرِيْبُ الهوَى بَعِيْدُ اللِّمَامِ ¬
خَايِفٌ لِلْعُيُونِ يَخسَبُ عَيْنَيْهِ ... رَقِيْيَا عَلَيْهِ دُونَ الأنْامِ كَانَ أوْحَى عَنَّا انْصِرَافًا مِنَ الطَّرَفِ ... وَأخْفَى مِن زَائِرٍ فِي المَنَامِ زَارَ يُهْدِي السَّلامَ. البيتُ. التِهَاميُّ: 8508 - زَانَ الوِلَايةَ وَهيَ زَينٌ لِلوَرى ... فازدَادَ رَونَقُ حُسنِها بِوَلائِهِ بَعْدَهُ: كَالدُّرِّ يَحْسُنُ وَجْدُهُ وَبَهاؤهُ ... فِي لبَّةِ الحَسْنَاءِ ضِعْفُ بَهاءِ 8509 - زَانُو قَدِيمَهُمُ بِحُسنِ حَديثِهِم ... وَكَريمَ أَخلَاقٍ بِحُسنِ وُجُوهِ أبو الطيّب محمد حَاتم المُصعَبِيّ: 8510 - زائِرٌ لَمْ يَزَلْ مُقِيمًا إِلَى أَنْ ... سَوَّدَ الصُّحفَ بِالذُنُوبِ وَوَلَّى ويروى: زائرٌ زارنَا أقامَ قَليلًا. بَعْدَهُ: لَمْ أقُلْ للشَّبَابِ فِي دَعَةِ اللَّهِ ... وَلا حفْظِهِ غداة استقلَّا زائرٌ لَمْ يَزَلْ مُقِيْمًا. البيتُ. كَانَ بِبَغْدَادَ رَجُلًا مِن كِبَارِ الظُّرَفَاءِ يُسَمَّى شَبَابُ الأمَّةِ، فَاتّفِقَ أَنَّهُ صَحبَ بَهَاء الدِّيْنِ عَلِيّ بنِ الفَخْرِ عِيْسَى المُنْشِئ رَحَمة اللَّهِ عَلَيْهِمَا مُدَّةً فَلَمَّا أرَادَ مُفَارَقَتَهُ أنْشَدَهُ بَهَاءَ الدِّين هذيْنِ البَيْتَيْنِ. 8511 - زَجَرتُ فؤَادِي عَن الغَانِياتِ ... وَنَهنَهتُ جُهدِي فَلَم يَنزَجِر ¬
الغَزِّيُّ: 8512 - زُحَلٌ أَرفَعُ الكَوَاكبِ لَا ... يُحمَدُ إِلَّا لِقِلَّةِ الانتِقالِ وَهِىَ مَكْتُوبَة بِبَابِ: وإذَا السَّيْفُ لَمْ يَكُنْ ذَا فَرِيْدٍ ... كَانَ إظْهارُ عَيْبِهِ بَالصِّقَالِ 8513 - زُحَلٌ أَشرَفُ الكَواكِبِ دَارًا ... مِنْ لِقاءِ الرَّدى عَلَى مِيعَادِ ابن شَمسِ الخِلَافَة: 8514 - زِدتَهُمُ مَجدًا إِلَى مَجدٍ لَهُمُ ... سَامٍ وَتَمكِينًا إِلَى تَمكِينِ 8515 - زِدنِي مُلَافَظَةً أَزِدكَ تَفَهُّمًا عَقلُ ... الفَتَى فِي اللّفظِ وَالإِفهامِ 8516 - زُرتُهُ كَيْ يُظِلَّنِيْ فَأصَارَتنِي ... عَطِيَّاتُهُ مَدِيدَ الظِّلَالَ أبْيَاتُ الأمِيْر مُصْطَفَى الدَّوْلَةِ أَبِي الفتَيانِ مُحَمَّد بن سُلْطَان ابن حَيُّوسٍ يَمْدَحُ سَابِقَ بن مَحْمُودٍ، أوَّلُها: ظَلَّ مَن يَسْتَزِيْرُ طَيْفَ الخَيَالِ ... هلْ تُدَاوَى حَقِيْقَةٌ بمُحَالِ سُنَّة سَنَّهَا المُحِبُّونَ جَهْلًا ... كَسُؤَالِ الرُّبُوعِ وَالأَطْلالِ أو كَمْ حي القلُوص فِي غَيْرِ قَصْدٍ ... أو مُرجّى مَكَارمَ البُخَّالِ بِأبي مَن عَدَا فَجَاوَزَ أعدَائِي ... وَلَو كَانَ مِنْهُم لرَثَا لِي وَالتًّعَدِّي يُسلي المُحِبَّ بالِي ... لا يَخْطرُ السُلُوُّ بِبَالِي ذُو عِتَابٍ لِغَيْرِ مَعْنًى وَسُخْطٍ ... لا لِجرمٍ وَهجْرَةٍ عَن مَالِ يَقُول مِنْهَا: دُون نَيْلِ العُلَى وَإِنْ أغرَّتِ ... الأطْمَاعُ قَومًا غَرَّتْهُمُ بِالمَجَالِ فَلَواتٌ يُجْتَابُ بِالجُودِ ... وَالإقْدَامِ لا بِالذَّمِيْلِ وَالأرقَالِ مُقْفَرَاتٌ يَكُونُ مِن سَارَ فيهَا ... غرضًا للبَوارِ وَلِلضَّلالِ ¬
يَقُولُ فِي المَدْحِ مِنْهَا: زُرْتُهُ كَيْ يُظِلُّنِي فَأصَا ... رَتْنِي عَطِيَّاتُهُ مَدِيْدَ الظِّلالِ لَم يَدَع حَاسِدًا يَفُوهُ بِإخْفَاقِي ... وَقَد جِئْتُ حَاشِدًا آمَالِي إذ رَجَائِي وَقْفٌ لَدَيْهِ عَلَى النُّجْحِ ... وَفَالِي مُصدَّقٌ مُذ وَفَالِي وَبَعضُ الَّذِي أنَالُ مِنَ الإكْرَامِ ... رَبَّ النَّوَالِ رَبُّ النَّوَالِ طَالَمَا قُلْتُ لِلْمُسَائِلِ عَنْهُمْ ... وَاعتِمَادِي هِدَايَةُ الضَّلالِ إِنْ تُرِد عِلْمَ حَالِهِم عَنْ يَقِيْنٍ ... فَالْقَهُم فِي مَكَارِمٍ أو قِبَالِ تَلْقَ بِيْضَ الوُجُوه سُودَ مَثَارِ النَّقْعِ ... خضر الأكْنَافِ حُمْرَ النِّصَالِ مَنَعَ النَّاسَ أنْ يَرُومُوا مَدَاها ... وَتَمَلَّكْتُها بِستِّ خِصَالِ مَكْرُماتٌ مَع اعْتِذَارٍ وَعَفْوٌ ... باقْتِدَارٍ وَعِفَّةٌ فِي جَمَالِ دُمْتَ فِيْمَا حَوَتْ يَدَاكَ وَتَحْوِي ... آمِنًا مِن تَغَيُّرٍ أو زَوَالِ سَبَقْتُ بِالجمَالِ أفَعَالُكَ الغُرُّ ... فَجَاءَتْ وَرَاءَها أمْوَالِي قَد تَوَالَى شكْرِي وَصَحَّ وَلائِي ... فَابْسُطِ العُذْرَ لِلموالِي الموَالِي وَأقِلْنِي إِذَا عَجِزْتُ ... وَإِنْ كَانَ عِثَارُ المَقَالِ غَيْرُ مُقَالِ مَع أنِّيَ لَمْ أخل مُلْكَكَ مِن نَظْمِ ... لآلٍ تَبْقَى بَقَاءَ اللَّيَالِي 8517 - زُرتُهُ مُكرَهًا وَمَا كُنْتُ مِنْ ... قَبْلُ لِمِثلِ العَلاءِ بالزَّوارِ 8518 - زَرَعتُ فِي القَلْبِ مِنّيْ مَوَدَّتكُمْ ... زَرعًا تَمَكَّنَ فِي الأَحشاء والكَبدِ 8519 - زُرْ قَليلًا لِمَنْ يَوَدُّكَ غِبًّا ... فَدَوامُ الوِصَالِ دَاعى المَلَالِ * * * وَمِنْ بَاب (زْرُ) قَولُ الخَلِيْلِ بْنِ أحمدَ فِي وَادِي القَصرِ بالبَصْرِة (¬1): ¬
زُرْ وَادِيَ القَصْرِ نِعْم القصر والوَادِيْ ... فِي مَنزِلٍ حَاضر إِنْ شيتَ أَوْ بَاد تَرقَى بهِ السّفنُ والظّلمانُ واقِفةٌ ... والنُونُ والضبّ والملّاحُ والحَادِي قَالَ الجَاحِظُ مَن رأى هذَا الوَاصيْ وَرَأى قصر أَنسَ بِالبَصْرِةِ رَأَى أرضًا كَأَنَّها الكافُورُ وَرَأى ضبًّا يُحتَرَشُ وغَزَالا يَسْنَحُ وسَمَكًا يَسبَحُ وَصيادًا قد ابتكر وَسَمِعَ غِناءُ مَلّاحٍ على مُكانِهِ وَجداءُ جمَّالٍ عَلى بُغرَانِهِ وَمِن بَاب (زُر) قولُ الرَّضي المُوسَوِي (¬1): زُرْنَاك شوقًا وَلَو أَرضُ الفلَا بُسِطَتْ ... نَار الغَضا لَو لهبناها وُزرَناك 8520 - زُرُوعٌ سَقَاها البَغيُ رُبًّا فَأَثمَرَتْ عُتبًا ... وَأَضحت وَهيَ لِلنَّارِ تُحصدُ وَمِن باب (زَعَم) قَولُ إبراهيم بن العبَّاسِ الصُولي (¬1). زَعَم الرسُولُ بأنّها كتبَتْ ... بالمِسْكِ فَوق جَبينها حَسْبي أَفَحسبُها منّي ومن صلَتِي ... أم حَسْبُهَا حُبّي مِنَ الحُبّ قَالَ وَكَانَ الظرفاء مِنَ الحِسَانِ يكتبُونَ عَلَى سَوَالفهِنّ بِالمِسْكِ حَسْبي حُسْنِي. وَمن باب (زَعَم) قولُ الآخر: زَعَمْتَ أَخَا الدَّعوى بِأنَّكَ جَامِعٌ فُنونًا ... مِنَ الآدابِ حِينَ بِهَا الفَضْلُ فَهبلٌ تَقُولُ الحقَّ أَيُّ فَضِيْلَةٍ ... تَكُون لذي علمٍ وَليْسَ لَهُ عَقْلُ وقَولُ آخر فِي حملِ العَصَا (¬2): زَعَم المسَافرُ أنَّهُ ... أَلقَى العَصا كَيْ يَنْزِلَا وَعَلَى القِيَاسِ سَبِيْلُ من ... حَمَلَ العَصَا أَنْ يَرحَلَا ¬
ومن ذلكَ قول آخر (¬1): زَعَمُوا بِأَنَّ الصّقْر صَادَفَ مرّةً ... عُصفُورَ بَرّ سَاقَهُ المَقُدُورُ تكَلّم العُصُفور تَحتَ جَنَاحِهِ ... والصَّقرُ مُنقضٌّ علَيه يَطِيْرُ مَا كُنتُ جَاميز لمثلكَ لُقمةً ... وَلئنِ شُوِيتُ فَإنّنِي لَحقِيرُ فتَهاونَ الصَقرُ المُدلُّ بنفسِهِ ... كَرمًا وَأفلتَ ذَلِكَ العُصفُور قِيْلَ لَمَّا أُحْضر ابن حيلولة بَيْنَ يَدّي طاهر بن الحُسيْنِ أَمر بِضرْبِ عُنقِهِ، فَقالَ: أَصلحكَ اللَّهُ أتَأذَنُ لِي أَن أُصَلّي ركعتَين، قَالَ: لَا، قَالَ: فَأمُر بعضَ أَصحابِكَ أُوصّي إليه فَإنّي أخلِّفُ مَالًا وَصبيَةً صغارًا. قَالَ: بل يميتك اللَّهُ بحزنك قالَ: فتَأذَنُ لِي أن أُنشِدَكَ شعرًا. قَالَ: فمن مَاتَ وكَانَ آخُر كلَامِهِ الشعِرُ كَانَ مَصِيرهُ فِي النَّارِ فَأنشَدَهُ: زَعَمُوا بأنّ الصَّقُر صَادَفَ مرّةً. الأبَياتُ الأربَعُ. قَالَ: فَأَطرقَ طاهر بن الحُسينِ إِلَى الأَرضِ مَليًّا ثمَّ رَفعَ رَأَسَّهُ وَقَالَ: أَطلقوُهُ، فَاطلقَ. عُمرَ بن أَبِي رَبيعَةَ: 8521 - زَعِ النَّفسِ واسْتَبِقِ الحَياةَ فَإنَّمَا ... تُباعِدُ أَوْ تُدنِي الرَّبابَ المَقادِرُ جَرِيرٌ: 8522 - زَعَمَ الفَرَزدَقُ أَنْ سَيقتَلُ مَربَعًا ... أَبشِرْ بِطُولِ سَلَامَةٍ يَا مَربَعُ حَسان بن ثابتٍ: 8523 - زَعَمَتْ سَخينةُ أَنْ تُغالِبَ رَبَّها ... وَليَغلِبَنَّ مُغَالِبُ الغلَّابِ ¬
يروَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ لِحَسَّان بن ثَابِتٍ الأنْصارِيَّ: لَقَد شَكَرَ اللَّهُ قَوْلك: زَعَمت سَخِيْنَةُ. البيتُ. 8524 - زَعَمتُم بِأَنَّ الصَّبرَ أَكرَمُ صَاحِبٍ ... صَدَقتُمُ وَلكِنْ قَدْ تَقضَّى بِهِ عُمرِيْ بَعْدَهُ: فَإنْ كَانَتْ الأيَّامُ فِيْهَا بَقِيَّةٌ ... سَأصْبِرُ حَتَّى يَعجَبَ النَّاسُ مِن صَبْرِي 8525 - زَعَمُوا أَنَّ ذا التَّباعُدَ يُسلِي ... وَلَقَدْ زَادَنِي التَّبَاعُدُ وَجدًا بَعْدَهُ: إِنَّ وَجْدِي وَإِنْ تَطَاوَل عَهْدٌ ... وَجَدَ يعقُوبَ حِيْنَ أصبَحَ فَرْدَا مُزَرّدٌ يصف شعرَهُ: 8526 - زَعِيمُ لِمَنْ قَاذَفتُهُ بِأَوَابِدٍ ... يُغَنّي بِهَا السَّارِي وتُحدِي الرَّواحِلُ بَعْدَهُ: تَكُرُّ فَلا تَزدَادُ إِلَّا اسْتِتَارَةً ... إِذَا زَارَتِ الشّعْر الشَّفَاهُ العَوَامِلُ 8527 - زَفرَةٌ فِي الهَوَى أَحَطُّ لِذَنبِ ... مِنْ غَزَاةٍ وَحجَّةٍ مَبرُورَة 8528 - زَكَا لَكِ صَالِحٌ وخَلَاكِ دمٌ ... وصَبَّحَكِ الأَيامِنُ وَالسُّعُودُ 8529 - زَلَّ الحِمَارُ وَكَانَتْ تِلكَ مُنيَتُهُ ... فِي الطِّينِ أَنَّ حِمَارَ السَّوءِ مَوحُولُ الرّضِي الموسَوِيّ: 8530 - زَللتُ فِي وَقْفَتِيْ عَلَى طَلَلٍ ... بَالٍ فَمَنْ عَاذِرِيْ مِنَ الزَّلَلِ ¬
عَاذري أي مَن يقيم عَذرِي وعَذِيري أي من يعذره عِندِي. بَعْدَهُ: لَمَّا تَأمَّلْتُ قُبْحَ صُورتهِ ... رَجعتُ أبْكِي دَمًا عَلَى أمَلِي وَجْهٌ كَظَهْرِ المَجْنِ مُسْتَرقُ ... الحُسْنِ وَأنْفٌ كَغَارِبِ الجمَلِ المِجَنُّ: التُرسُ، وَالغَارِبُ: أعلَى السّنَامُ. 8531 - زَلَّةُ سَوءً زَلَّ الزَّمانُ بِهَا ... وَرُبَّ حَتْفٍ تَسُوُقُهُ كَلِمَة 8532 - زَمَانُ العُمرِ يَقصِرُ عَنْ تَجنٍّ ... وإعراضٍ يَجُرُّ إِلَى الصُدُودِ بَعْدَهُ: ذَرِي عدّ الذّنُوبِ إِذَا الْتَقَيْنَا ... تَعَالَى لا نَعُودُ وَأَنْتِ عُوْدِي قِيْلَ عَشِقَ المَأمُونُ جَارِيَةً لامْرَأتِهِ وِهِيَ بِنْتُ الهادِي فَغَضِبَتْ عَلَيْهِ فَالْتَقَيَا عَلَى غَيْرِ رِضًى فَقَالَ: المَأمُونُ مُتَمَثِّلًا: زَمَانُ العُمرُ يَقْصُرُ عَنْ تَجَنٍّ. البَيْتَانِ. فَقَالَت زَوْجَتُهُ: سَمعًا وَطَاعَةً لأمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ وَأَنَا لا أعُودُ أَيْضًا ثُمَّ وَهبَتْ لَهُ الجَّارِيَةِ. 8533 - زَمَانٌ تَحَيَرتُ فِي أَمْرِهِ ... كَثيِرُ التَعَدِّيْ عَلى حُرِّهِ بَعْدَهُ: فَلِلْوَغْدِ مَا شِئْتَ مِن نَفْعِهِ ... وَلِلْحُرِّ مَا شِيْتَ مِنْ ضَرِّهِ وَأعجَبُ مَا فِي تَصَارِيْفِهِ ... صِيَالُ البَعُوضِ عَلَى صَقْرِهِ ابن لنكَكَ: 8534 - زَمَانٌ رَأَيْنَا فِيْهِ كُلَّ العَجَائِبِ ... وَأَصْبَحَتِ الأَذْنَابُ فَوْقَ الذَوايِبِ بَعْدَهُ: لَو أَنَّ عَلَى الأفْلاكِ مَا فِي قلُوبنَا ... تَهَافَتَتِ الأفْلاكُ مِن كُلِّ جَانِبِ ¬
هُوَ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد بنِ لَنْكَكَ البَصْرِيُّ. 8535 - زَمَانٌ صَارَ فِيْهِ العِزُّ ذُلًا ... وَصَارَ الزُجُّ قُدَّامَ السِّنَانِ 8536 - زَمَانُ كثَوْبِ الغُولِ فِيْهِ تَلَّوُّنٌ ... فَأَوَّلُهُ صَفْوٌ وَآخِرُهُ كَدَرُ 8537 - زَمَانٌ كُلُّ خِلٍّ فِيْهِ خَبٌّ ... وَطَعمُ الخِلِّ خَلٌّ لَا يُذَاقُ بَعْدَهُ: لَهُم سُوْقٌ بِضَاعَتُهُ نِفَاقٌ ... فَنَافِقُ فَالنِّفَاقُ لَهُ نَفَاقُ وَمِنْ بَابِ (زَمَانٌ) قَوْلُ جَعْفَرُ بن شَمسِ الخِلافَةِ يَمْدَحُ المَلِكْ الكَامِلِ أبَا المَعَالِي وَيُهنِّيْهِ بِختَّانِ وَلَدِهِ المَلِكِ الصَالح نَجْم الدِّيْن أيُّوب مِن قَصِيْدَةٍ أوَّلُها: زَمَانُكَ أيُّها المَلِكُ السَّعِيْدُ ... لنَا فِي كُلِّ يَومٍ مِنْهُ عِيْدُ وَفِيْهِ لنَا مَسَرَّاتٌ تَوَالَى ... بِلا نَكَدٍ وَأفْرَاحٌ تَزِيدُ وَدَوْلَتكَ الَّتِي عزَّت فَذلَّت ... لَهَا الأعدَاءُ وَالدَّهْرُ العَنِيْدُ تَمِيْدُ الأرضُ مِن خَوْفٍ إِذَا مَا ... رَأتْكَ عَلَى مَنَاكِبِها تَمِيْدُ أبَادَ المَالَ وَالأعْدَاء طُرًّا ... نَدَاكَ الغمْرُ وَالبَأسُ الشَّدِيْدُ فَحَمَّرْتَ الغَوَاضِبَ وَهِيَ بِيْضٌ ... وَبَيَّضْتَ النَّوَايِبَ وَهِيَ سُوْدُ أعَادَ لنَا الغِنَى مِن بَعْدِ يَأسٍ ... نَوَالُ يَمِيْنِكَ المُبْدِي المُعِيْدُ فَلَو لامَ العُفَاةُ عَلَى سَمَاحٍ ... أخَا جُودٍ لَقُلْنَا كَم تَجُوْدُ فَيَا مَلِكًا لَهُ وَلِمَن أتَاهُ ... فَفَازَ بِقُربِهِ السَّعيُ الحَمِيْدُ تَهَنَّ ثَالِثِ العِيْدَيْنِ وَاشْكُرْ ... لِمَن أعطَى يحقُّ لَكَ المَزِيْدُ خِتَانُ سَمَّى جَدّكَ وَهُوَ مَوْلًى ... جَمِيْعُ بَنِي المُلُوْكِ لَهُ عَبِيْدُ فَعِشْ حَتَّى تَرَى وَتقرَّ عَيْنًا ... بني أبنَائِهِ وَهُم جُدُوْدُ وَلِلْمَمْلُوكِ أربَعَةٌ أتوهُ ... عَلَى كِبَرٍ وَقَد رثّ الجَدِيْدُ ¬
عَدَتْنِي عَن ختَانِهُمُ العَوَادِي ... فَمَا حَتَّى الكَبِيْرُ وَلَا الوَليْدُ وَأخْشَى أنْ أمُوتَ وَهُم بِحَالٍ ... مِنَ البَلْوَى يَرقُّ لَها الحَسُودُ فَجُد لَهُمُ وَلي وَأعِن فَمَا فِي ... مُلُوكِ الأرضِ غَيْرَكَ مَن يَجُوْدُ وَها أَنَا قَدْ شَكَوْتُ إلَيْكَ حَالِي ... مِنَ الإفْلاسِ فَافْعَلْ مَا تُريْدُ مَنْقُولٌ مِن خَطِّهِ رَحَمَهُ اللَّهُ: 8538 - زَمَانِيْ ضَايعٌ وَالمَوْتُ حَتْمٌ ... وَهاءَنَا نَادِمٌ خَوْفَ الوَبَالِ أَبُو فراس يُخاطبُ سَيف الدولةِ وهو في الأسرِ: 8539 - زَمَانِيْ كُلُّهُ غَضَبٌ وَعَتَبُ ... وَأَنْتَ عَلَيَّ وَالأَيّامُ إِلبُ بَعْدَهُ: وَعَيْشُ العَالَمِيْنَ لَدَيْكَ سَهْلٌ ... وَعَيْشِي وَحدَهُ بِفَنَاكَ صَعْبُ وَأَنْتَ وَأَنْتَ دَافِعُ كُلّ خُطْبٍ ... مَعَ الخُطْبِ المُلِمِّ عَلَيَّ خُطْبُ إِلَى كَم ذَا العِتَابُ وَلَيْسَ جُرْمٌ ... وَكَم ذَا الاعْتِذَارُ وَلَيْسَ ذَنْبُ ابْنُ شَمسِ الخِلافَة: 8540 - زَمَانِيْ وَأَهلُوهُ عَدُوٌّ كِلَاهُمَا ... فَأَيُّ العَدُوَّيْنِ الشَديْدَيْنِ ألْتَقِيْ 8541 - زَمَنُ الرَّبيْعِ وَشَرْخُ أَيَّامِ الصِّبَى ... وَالكَأْسُ وَالمَعشُوقُ وَالدّينَارُ قَبلَهُ: مَا العَيْشُ إِلَّا خَمْسَةٌ لا سَادِس لَهُم ... وَإِنْ قَصَّرَتْ بِهَا الأعْمَارُ زَمَن الرَّبِيع وَشَرْخُ أيَّامِ الصِّبَى. البيتُ. أَبُو محمَّد سَعيد بن عَبد الملك البُستيُّ: 8542 - زَمَن جَائِرٌ وَجَدٌّ عَثُورٌ ... وَرأي لَازِمٌ وَزَندٌ كَابِ ¬
ابْنُ الرُّوميّ: 8543 - زِنِي القَوم حتَى تَعرِفِيْ عِنْدَ وَزْنِهِمْ ... إِذَا رُفِعَ المِيزَانُ كَيْفَ أَميْلُ حَسَّانُ بنُ ثَابتٍ: 8544 - زَنيِمٌ تَدَاعَاهُ الرِجّالُ زِيَادَةً ... كمَا زِيْدَ فِي عُرْضِ الأَدِيمِ الأَكَارِعُ وقَالَ حَسَّانُ أَيْضًا فِي المَعْنَى (¬1): وَأَنْتَ زَنِيْمٌ نِيْطَ فِي آلِ هَاشِمٍ ... كَمَا نِيْطَ خلفَ الرَّاكبِ القَدْحُ الفَرْدُ قَالَ أهْلُ اللُّغَةِ اشْتِقَاقُ ذَلِكَ مِنَ الزُّنْمَةِ الَّتِي تَكُونُ بِحَلقِ الشَّاةِ فَهْيَ كَالزَّائدَةِ بِلا فَائِدَةٍ. ابن أَبِي عُيَينَةَ: 8545 - زَوَاج حِيْتَانهَا الضِّبَابُ بِهَا ... فَهذِهِ كَنَّة وَذَا خَتَنُ أبْيَاتُ ابن أَبِي عُيَيْنَة يَصِفُ وَادِي القَصْرُ بِالبَصْرَةِ: يَا جَنَّةً فَاقَتِ الجِنَان فَمَا ... تَبْلُغُهَا قِيْمَةٌ وَلا ثَمَنُ ألِفْتُهَا فاتَّخَذْتُها وَطَنًا ... إِنَّ فُؤَادِي لِحُبِّها وَطنُ زَوَاجُ حِيْتَانِها الضِّبَابُ. البيت وبَعْدَه: انْظُر وَفَكِّر فِيْمَا نَطَقَت بِهِ ... إِنَّ الأرِيْبَ المُفَكِّرُ الفَطِنُ مِنْ سُفُنٍ كَالنَّعَامِ مُقْبِلَةٍ ... وَمن نَعَامٍ كأنَّها سُفُنُ كَانَ جَعْفرُ بنُ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: العِرَاقُ عيْنُ الدُّنْيَا وَالبَصْرَةُ عَيْنُ العِرَاقِ وَالمرِبدُ عَيْنُ البَصْرَةِ وَدَارِي عَيْنُ المرِبدِ. ¬
هذَا البَيْتُ مِن المثَالِ المَشْهُورَةِ السَّائِرَةِ يُضْرَبُ فِيْمَن يَجْمَعُ بَيْنَ ضِدَّيْنِ لا ملاءَمة بيْنَهُمَا. ابن أَبِي حَفصَةَ: 8546 - زَوَامِلُ للأَشْعَارِ لَا عِلْمَ عِنْدَهم ... بِجَيِّدِها إِلَّا كَعِلْمِ الأباعِرِ بَعْدَهُ: لعمْركَ مَا يَدرِي البَعِيْرُ إِذَا غَدَا ... بِأوْسَافِهِ أرْوَاحُ مَا فِي الغَرَائرِ هُوَ مَرْوَانُ بنُ سلَيْمَانَ بن يَحيَى بن أَبِي حَفْصة يَهْجُو قَوْمًا يَرَوْنَ الشّعرَ بِأنَّهُم لا عِلْم لَهُم بِهِ عَلَى كثْرَةِ رِوَايَتهِم لَه. ابن الحَجَّاج: 8547 - زَورَةٌ أَعدَتِ الدُنُوَّ عَلَى البُعْد ... وَوَصْلٌ شَفَى مِنَ الهجْرَانِ ابْنُ الرُّوميّ: 8548 - زوِّجْتَ نُعْمَى لَمْ تَكُنْ ... كُفْؤُها أَرَاحَهَا اللَّهُ بِتَطْلِيقِ قَبْلَهُ يَهْجُو أبَا الصَّقْرِ: صَبْرًا أبَا الصَّقْرِ فَكَمْ طَائِرٍ ... حُرٍّ صَرِيْعًا بَعْدَ تَحلِيْقِ زُوِّجْتَ نُعْمَى لَمْ تَكُنْ كُفْوَها. البيتُ وَبَعدَهُ: لا قُدِّسَتْ نُعْمَى تَسَربَلْتَها ... كَم حُجَّةِ فِيْهَا لِزنْدِيْقِ المُتَنَبِّي: 8549 - زَوِّدِيْنَا مِنْ حُسْنِ وَجْهِكِ مَا ... دَامَ فَحُسْنُ الْوُجُوْهِ حَال تَزُوْلُ ¬
بَعْدَهُ: وَصِلينَا نصِلكِ في هذِهِ الدَارِ ... فَإِنَّ المقَامَ فِيها قَلِيلُ بَعضُ الكتاب في الحَسَن بن مخلدٍ: 8550 - زَهَتْ بِكَ الخِلْعَةُ المَيمُونُ طَائِرُها ... كَزَهْوِ خِلْعَةِ بَيْتِ اللَّهِ بالبَيْتِ قَبْلَهُ: أبَا مُحَمَّدٍ المَأمُولَ قَائِلهُ ... فُتَّ البَرِيَّةِ طَرًّا أيَّمَا فَوْتِ زَهتْ بِكَ الخَلْعَةِ. البيتُ. الرّضِي الموسَوِيُّ: 8551 - زَهِدْتُ وَزُهْدِيْ فِي الزَّمَانِ لِعِلَّةٍ ... وَحُجَّةُ مَنْ لَمْ يَبلُغِ الأَمَلَ الزُّهدُ بَعْدَهُ: وَكَانَ عَلَى قَلْبِي الزَّمَانُ وَأهْلُهُ ... وَوجْدَانُنَا وَالمَوتُ يَطْلِبُنَا فَقْدُ قَالَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مَن زَهِدَ فِي الدُّنْيَا وَرَغِبَ فِي الآخِرَةِ أخْرَجَ اللَّهُ الفَقْرَ مِن قَلْبهِ وَجَعَل الغِنَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَأجْرَى الحِكْمَةَ عَلَى لِسَانِهِ وَجَاءَهُ مِن الدُّنْيَا مَا كُتِبَ لَهُ فِيها. قِيْلَ: الزُّهْدُ غَايَةُ الجُودِ، وَالجودُ غَايَة الزُّهْدِ. وقَالَ بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ: الزُّهَّدِ قَطْعُ العَلايِقِ وَهَجْرُ الخَلايِقِ. وقَالَ حَكِيْمٌ: الدُّنْيَا تُطْلَبُ لِثَلاثَةِ أشْيَاءَ: لِلْغِنَى، وَالعِزُّ، وَالرَّاحَةِ، فَمَنْ زَهدَ فِيْهَا عزَّ وَمَن قَنَعَ اسْتَغْنَى، وَمَنْ قَلَّ سَعيُهُ اسْتَرَاحَ. أبو تَمَامٍ يَصِفُ شعرَهُ: 8552 - زَهرْاءُ أَحلَى فِي الفُؤادِ مِنَ المُنَى ... وألذَّ منْ زيقِ الأَحِبَّةِ فِي الفَمِ ¬
السَرِيُّ يَصِفُ شعرَهُ: 8553 - زُهرًا إِذَا صَافحْنَ سَمِعَ مُعَانِدٍ ... خَفَضَ الكَلَامَ وَغَضَّ طَرفًا خَاشِعا الغَزِّيُّ: 8554 - زِيَادٌ لَستُ أَعرِفُ مَنْ أَبوُهُ ... وَلَكِنَّ الحِمَارَ أَبُو زِيَادِ أَبُو الفَتح البُستيّ: 8555 - زِيَادَةُ المَرْءِ فِي دُنْيَاهُ نُقْصَانُ ... وَريْحُهُ غَيْرَ مَحضِ الخَيْرِ خُسَرانُ هذَا البَيْتُ مفْتَاحُ طَوِيْلَةٍ غَرَّاءَ كُلها أمثَالٌ سَائِرَة وبعدَهُ: وَكُلُّ وجْدَانِ حَظٍ لا ثبَاتَ لَهُ ... فَإن مَعنَاهُ فِي التّحقِيْقِ فُقْدَانُ وَمَثَل البَيْتُ الأوَّلُ قَوْلُ أَبُو العَتَاهِيّةِ (¬1): وَأسرّ فِي الدُّنْيَا بِكُلِّ زِيَادَةٍ ... وَزِيَادَتِي فِيْهَا هُوَ النَّقْصُ زَيدُ الهِلَالِيُّ: 8556 - زَيْدُ الهِلَالِيُّ نَقشُ خَاتَمِهِ ... أَفلَحَ يَا زَيْدُ مَنْ زَكَا عَمَلُهُ قَيْلَ: دَخَلَ زَيْدٌ الهِلالِيُّ عَلَى المَهْدِيَ فَرَأَى فِي يَدِهِ خَاتمًا فَقَالَ لَه: مَا نَقْشُ خَاتَمِكَ؟ قَالَ: يا أمِيْر المُؤْمِنِيْنَ حجَّةُ اللَّهِ عَلَيَّ وَتَنْبِيْا لِمَن قَرَأهُ وَوَعظٌ أنْ اتَّعَظَ مُسْتَمِع قَالَ فَارْمِ بِهِ يَا زَيْدُ إلّيَّ فَخَلَعَهُ وَنَاوَلَهُ فَإِذَا فِيْهِ: زَيْدٌ الهِلالِيُّ نقش خَاتَمِهِ. البيتُ. فَقَالَ المَهْدِيُّ: أفْلَحَ وَاللَّهِ مِن زَكَا عَمَلُهُ وَكَثُرَ وَجَلُهُ وَأَفْتَى فِي أيَامه فِيْمَا عَادَ إِلَى رشَادٍ وَنَفَعَ فِي مَعَادٍ. * * * ¬
وَمِن بَابِ (زَيّن) قَوْلُ العتَّابِيّ (¬1): زَيِّنْ أخَاكَ بِحُسْنِ صفِّكَ فَضْلُهُ ... وَبِبَثِّ مَا يَأتِي مِنَ الحَسَنَاتِ وَتَجَافَ عَن عَتْرَاتِه وَأسَاتِه ... مَن ذَ الَّذِي يَنْحُو مِنَ العَثَرَاتِ 8557 - زَيْنُ المَجَالِسِ وَالمَحافِلِ ... وَالّذيْ بُنِيَتْ عَلَيهِ مَكَارِمُ الأَحسَابِ 8558 - زَيَّنَها اللَّهُ فِي الفُؤادِ كَمَا ... زُيِّنَ فِي عَيْنِ وَالِدِ وَلَدُ قَالَ المُبَرَّدُ أنْشَدَنِي مُنْشِدٌ: زَيَّنها اللَّهُ فِي الفؤاد. البيت. وَأنْشَدَنِي الرِّيَاشيّ بَعْدَهُ أخَاهُ (¬1): نِعْمَ ضَجِيْجُ الفَتَى إِذَا بَرَدَ اللَّـ ... ـيْلُ سُحِّيْرًا وَقَرْقَفَ الصُّردُ * * * عِدَّةُ حَرفِ الزَّاءِ المُعجَمَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسُونَ بَيْتًا وَذَلِكَ فِي قَائِمَتَيْنِ وَوَجْهيْن هذهِ آخْرُهَا: وَالحمدُ للَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ وَرَسُولهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّم. تَمَّ الحَرْفُ وَالحَمْدُ للَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمْ * * * ¬
حرف السين
حرف السين
حَرْفُ السِّيْنِ الخَوَافِيُّ: 8559 - سَآخُذُ فِي مُتُونِ الأَرْضِ ضَربًا ... وَأَركَبُ فِي العُلَى غِيَرَ اللَيَالِيْ أبْيَاتُ أَبِي مَنْصُورٍ عَبْدُ اللَّهِ بن سَعِيْدٍ الخَوَافيِّ: سأُحْدِثُ فِي متُونِ الأرضِ ضَرْبًا. البيت وبَعْدَه. فَإمَّا وللثَّرَى وَبَسَطْتُ عُذْرًا ... وَإمَّا وَالثُّرَيَّا وَالمَعَالِي إِذَا القَلَمُ الحُسَامُ نَبَتْ شَباهُ ... فَلُذْ بِالبِيْضِ وَالأسَلِ الطِّوَالِ فَطَعْمُ المَوْتُ فِي ظِلِّ التَّوَانِي ... كَطَعْمِ المَوْتِ فِي ظِلِّ العَوَالِي وَتُروَى هذِهِ الأبْيَاتُ لأبِي الحَسَنِ أحمَد بن عَلِيٍّ الكَاتِبِ. أَبُو نواسٍ: 8560 - سَاءَكَ الدَّهرُ بِشَيءٍ ... وَلَما سَرَّكَ أَكثَرْ وبَعْدَهُ: يا كَبِيْرُ الذَّنْبِ عَفْوُ ... اللَّهِ مِن ذَنْبِكَ أكْبَرْ 8561 - سَألَةٌ لِلفَتَى مَا لَيْسَ فِي يَدِهِ ... ذَهَّابَةٌ بِعُقوُلِ القَوْمِ وَالمَالِ بَعْدَهُ: أقْسَمْتُ بِاللَّهِ أُسْقِيْهَا وَأشْرَبُهَا ... حَتَّى تُفَرِّقَ تُرْبَ القَبْرِ أوْصَالِي ¬
إنْشَادُ الأبيُوردي فِي رِسَالَة زَادَ الرِّفَاق. 8562 - سَأَبتَاعُ مَالًا بِالمَدِينَةِ إِنَنيْ أَرَى ... عَازِبَ الأَموالِ قَلَّتْ فَوَاضِلُهُ 8563 - سَأبذُلُ دوُنَ العِزِّ أَكرَمُ مُهجَةٍ ... إِذَا قَامَتِ الربُ العَوانُ عَلَيَّ رِجْلِ بَعْدَهُ: وَمَا ذَاكَ أَنَّ النَّفْسَ غَيْرَ نَفِيْسَةٍ ... وَلَكِنْ رَأيْتُ الجُبْنَ ضَربًا مِن البُخْلِ أَبُو نُواسٍ: 8564 - سَأَبغى الغِنَى إِمَّا نَدِيمُ خَليفَةٍ ... نقوُمُ سَواءً أَوْ مُخِيفُ سَبِيلِ زُهَيرٌ المصرِيُّ: 8565 - سَابِقْ زَمَانَكَ وَاحذَرْ مِنْ تَقَلُّبِهِ ... فَكَمْ تَقَلَّبَتِ الأيَّامُ والدّولُ الرَّضِي الموسَوِيُّ: 8566 - سَابِق فَلَيْسَ تَنَالُ أَغـ ... ـرَاضُ المُنَى إِلَّا سِبَاقَا بَعْدَهُ: مِن قَبْلِ أنْ تَرِدَ الخُطُوبُ ... عَلَى موَدَّتِنَا طِرَاقا فَأزِيْد بُعْدًا مِن لِقَائكَ ... كُلَّمَا ازْدَدْتُ اشْتِيَاقَا وَأرَاكَ تَمْنَحُنِى الصُّدُودَ ... وَبَعْدُ لَمْ أنْوِ انْطِلاقَا إِنْ كَانَ ذَا خَوفِ الفِرَاقِ ... فَقَد تَعَجَّلْتَ الفِرَاقَا الوَزِيرُ المُهلَّبِي: 8567 - سَأبقِي بالوَصلِ مَوتِيْ ... أَوْ مَشِيبِي أَو مَغِيبِي ¬
بَعْدَهُ: فَهِيَ فِي الدُّنْيَا لِمَن ... فِيْهَا بِمِرْصَادٍ قَرِيْبِ وَيُرْوَى للفتيان فِي الدُّنْيَا. 8568 - سَأَبقى بَقاءَ الضَبِّ فِي الماءِ أَوْ كَما ... يَعيشُ بدَيموُمِ المَفازْةِ حُوتُها قَبْلَهُ: إِذَا كُنْتَ قُوتَ النَّفْسِ ثُمَّ هَجَرْتَهَا ... فَكَمْ تَصْبرُ النَّفْس الَّتِي أنْتَ قُوتُهَا سَأبْقَى بَقَاءَ الضّبِّ فِي المَاءِ. البيتُ. قَالَ دِيْكُ الجنِّ فِي مَعْنَى هَذَا البَيْت (¬1): حَيٍّ مُقِيْمٍ عَلَى نَأيِهِ ... وَقَلْبِي مُقِيْمٌ عَلَى دَائِهِ حَنَانَيْكَ يا أمَلِي دَعْوَةً ... لِمَنْ صَارَ رَحْمَةَ أعْدَائِه سَأصْبِرُ عَنْكَ وَأعْصِي الهَوَى ... إِذَا صبَرَ الحُوتُ عَن مَائِهِ دَاود بنُ جَهوةَ: 8569 - سَأَبكيْ بِدَمعٍ أَشتَفِي بِهِ فَهَلْ لِيْ ... عُذرٌ إِنْ بَكَيتُ عَلَى نَفسيْ بَعْدَهُ: سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا وَلذَّة عَيْشِهَا ... سَلامَ غَدٍ أو رَوَاحٍ إِلَى رَمْسِ قَيسُ بن عَاصم المِنقِريُّ: 8570 - سَأَبكِيكَ بِالبيضِ الرّقَاقِ وَبِالقَنَا ... فَإِنَّ بِهَا قَدْ يُدرِكُ الوَاتِرُ الوتَرا ¬
8571 - سَأَبكِيْكَ لِلدُّنيِا وِلِلدينِ إِنَنيْ ... رَأَيتُ يَدَ المَعرُوفِ بَعدَكَ شُلَّتِ بَعْدَهُ: رَبِيْع إِذَا ضَنَّ الرَّبِيْعُ بِمَائِهِ ... وَلَيْثٌ إِذَا مَا المُشْرفِيَّةُ سُلَّتِ الأشجَعُ السُلَميُّ: 8572 - سَأَبكِيكَ مَا فَاضَتْ دُمُوعِيْ فَإِنْ ... تَغُصُّ فَحَسبُكَ مِنّيْ مَا تُجِنُّ الجَوانِحُ 8573 - سَأَبلُغُ مَا أَمّلتُهُ أَو يُصيبُنِي ... حِمَامٌ وَكُلُّ الدَّايِراتِ تَدُورُ قَبْلَهُ: أيَرْضَى كَرِيْمٌ بِالكِفَافِ وَعُودُهُ ... نُضَارٌ وَرَيْعَانُ الشَّبَابِ نَضِيْرُ سَتَعْلَمُ آفَاقُ البِلادِ بِأنَّنِي ... عَلَى خَوْضِ أهْوَالِ البلادِ جَسُورُ فَلا خَيْرَ فِي حُرٍّ إِذَا الضُرُّ نَابَهُ ... أقَامَ يُقَاسِي الضُّرَّ وَهُوَ فَقِيْرُ سَأبلُغُ مَا أمّلتهُ أو يُصِيْبُنِي. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَإِنَّ امْرأً أشْجَى الحَوَادِثَ صَبْرُهُ ... بِنَيْلِ الغِنَى فِي صبْرِهِ لَجَدِيْرُ عمرو بن سَعيد بن زَيدٍ: 8574 - سَأَتبَعُ لَيلَى حَيْثُ سَارَتْ وَخيَّمَتْ ... وَمَا النَّاسُ إِلَّا راحِلٌ وَمُشَيِّعُ أبَيَاتُ عَمْرُو بن سَعيْدِ بن زَيْدٍ، أوَّلُهَا: أمِنْ آلِ لَيْلَى بِاللِّوَى مُتَرَبَّعُ ... كَمَا لاحَ وَشْمٌ فِي الذِّرَاعِ مرَجَّعُ وَقَفْتُ لِلَيْلَى بَعْدَ عِشْرِيْنَ حِجَّةً ... بِمَنْزِلَةٍ فَانْهَلَّتِ العَيْنُ تَدْمَعُ سَأتْبَعُ لَيْلَى حَيْثُ سَارَت وَخَيَّمَت. البيت وبَعْدَه: كَأنَّ زمَامًا فِي الفُؤَادِ مُعَلَّقًا ... تَعُودُ بِهِ حَيْثُ اسْتَمَرَّت وَأتْبَعُ ¬
النَّابلُسِيُّ: 8575 - سَأَترُكُكُمْ حَتَّى يَليْنَ حِجابُكُمْ ... عَلَى أَنَّهُ لَابُدَّ أَنْ سَيَلينُ قَالَ الصُّوليُّ: حَدَّثَنِي أَبُو سُلَيْمَانَ إدْرِيْسُ النَّابِلْسِيُّ قَالَ: حَجَبَنِي الحَسَنُ بنُ يُوسُف المَزِيْدِيُّ فَكَتَبْتُ إلَيْهِ: سَأتْركُكُمْ حَتَّى يَلِيْنُ حِجَابكُم. البيت وبَعْدَه (¬1): خُذُوا حذْرَكُم مِن نَوْبَة الدَّهْرِ إنَّهَا ... وَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَانَتْ فَسَوْفَ تَحِيْنُ قَالَ: فَرَدَّنِي فِي الحَالِ وَاعْتَذَرَ إلَيَّ وَقَضَى حَاجَتِي. ابْنُ مُقبلٍ: 8576 - سَأَترُكُ لِلظَّنِّ مَا بَعْدَهُ ... وَمَنْ يَكُ ذَا رِيبَةٍ يتَبِنْ بَعْدَهُ: فَلا تَتْبَع الظنّ إِنَّ الظُنُونَ ... تُرِيْكَ مِنَ الأمْرِ مَا لَمْ يَكُن أَبُو العَميثل محمد بن عمران ويروى لأبي تَمَّامٍ: 8577 - سَأَترُكُ هَذَا البَابَ مَا دامَ إِذنُهُ ... عَلَى مَا أَرَى حَتَّى يَليْنَ قَليْلَا بَعْدَهُ: فَمَا خَابَ مَنْ لَمْ يَأتِهِ مُتَعَمِّدًا ... وَلَا فَانٍ مَن قَدْ نَالَ مِنْهُ وُصُولا إِذَا لَمْ نَجِدْ لِلأذْنِ عِنْدَكَ مَوْضِعًا ... وَجَدْنَا إِلَى تَرْكِ المَجِيْءِ سَبِيْلا وَيُرْوَى: إِذَا لَمْ نَجِدْ يَوْمًا إِلَى الأذْنِ سُلَّمًا ¬
ابْنُ الرُّوميِّ: 8578 - سَأُثنِي بِنُعمَاكَ التِّيْ لَو كَفَرتُها ... لأَنت بِهَا مِنْهَا شَواهِدُ لَا تَخفَى ابْنُ حَيُّوسٍ: 8579 - سَأُثنِي بِنُعمَاكَ التِّيْ مَلأَتْ يَدِيْ ... وَإِنْ جَازَ حَدَّ العَدِّ نائِلُكَ العدُّ أبْيَاتُ ابْنُ حَيُّوسٍ مِن قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا فَخْرُ الدَّوْلَةِ نَقِيْبُ الطَّالِبِيينُ، أوَّلُهَا: هَوَاكُمْ وَإِنْ لَمْ تُسْعِدُونَا وَلَم تجدوا ... عَلَى مَا عَهدْتُمْ وَالنَّوَى لَمْ تَحْنُ بَعْدُ غَرَامٌ كَمَا شَاءَ التَّعَرُّبُ لِلنَّوَى ... وَسُقْمٌ كَمَا تَهْوَى القَطِيْعَةُ وَالصَّدُّ بَلَغْتُمْ مِنَ الإعْرَاضِ وَالصَّدِّ وَالقَلَى ... مَدًى لَمْ يَزدْ فِيْهِ التَّفَرقُ وَالبُعْدُ فَلا تظْهِرُوا سُخْطًا إِذَا لَمْ يَكُنْ رِضًى ... وَلَا تكْثِرُوا ذَمًّا إِذَا لَمْ يَكُنْ حَمْدُ هَوًى لَمْ يَحُلْ دُوْنَ المرُوءَةِ فِي الصِّبَى ... وَلَا حُلَّ فِى عَصرِ المَشِيْبِ لَهُ عَقْدُ يَقُولُ فِي المَدْحِ مِنْهَا: سَأثنى نُعْمَاك. البيت وبَعْدَه: سَقَتْنِي بِكَاسَاتِ الغِنَى كُلَّ نُخْبَةٍ ... فَهَا أَنَا بِالأشْعَارِ مِن طَرَبٍ أشْدُو نَدًى بَعْضُهُ أغْنَى العُفَاةَ وَبَعْضُهُ ... إِلَى كُلِّ أرْضٍ لَم يَفِدْ أهْلُهَا وَفْدُ وَفِكْرٌ يُرِيْهِ الأمر أبلَجَ وَاضِحًا ... وَمِنْ دُونهِ لَيْل مِن الغَيْبِ مُسْوَدُّ وَعَزْمٌ لَهُ حَدٌّ لَدَى الرَّدع مَا نَبَا ... يُجَاوِرُهُ الجُودُ الَّذِي مَا لَهُ حَدُّ يَقُولُ مِنْهَا: أمَامَكَ جَاءُوا في الزَّمَانِ وَأنَّهُمْ ... وَرَاءَكَ فِي الأفْضَالِ وَالفَضْلِ إِنْ عُدُّوا كَذَلِكَ أنْوَارُ النُّجُومِ خفيَةٌ ... إِذَا مَا جَلا أنْوَارُهُ القَمَرُ الفَرْدُ وَإنَّ أدِيْمَ الأرْضِ لا شَكَّ وَاحِدٌ ... وَلَا تَسْتَوِي مِنْهَا الشَّواهِقُ وَالوَهْدُ وَإنَّكَ أغْنَى النَّاس عَن ذِكْرِ سَالِفٍ ... إِذَا فَاحَ عرْفُ المِسْكِ لَم يُذْكَر الرَّنْدُ ¬
وَأحْسَنْتَ بِي عَن عَادَةٍ أنْتَ وَالنَّدَى ... وَقَصَّرْتُ لا عَنْ عَادَةِ أَنَا وَالحَمْدُ وَلَا عُذْرَ فِي التَّقْصيْرِ مِن بَعْدِ أنْعُمٍ ... بأيْسَرهَا يُسْتَنْطَقُ الحَجَرُ الصَلْدُ محمَّدُ بنُ الطَّيبِ: 8580 - سَأَثِنْي عِنانِيْ عَنْ رُسُومٍ بِمَنْعِجِ ... وَمَا انسدَّ نَحوَ العَامِريَّةِ مَنْهِجيْ العَبَّاسُ بن الأحنفِ: 8581 - سَأَجتَنِبُ الدَّارَ التِّيْ أَنتُمْ بِهَا ... وَلَكِنَّ طَرفيْ نَحوَهَا سَوفَ يُعْمِلُ بَعْدَهُ: أرَى مُسْتَقِيْمَ الطَّرْفِ مَا أمَّ نَحْوَكُمُ ... وَإِنْ زَالَ طَرْفِي عَنْكُمُ فَهُوَ أحْوَلُ وَيُرْوَى: أرَى مُسْتَقِيْمَ الطَّرْفِ مَا الطَّرْفُ أمّكُم. البيتُ. 8582 - سَأَجزِيكَ شُكرًا مُهْلَةَ العُمْرِ إِنَّنِيْ ... أَرَى كافِرَ الإِحسَانِ أَخبثَ كافِرِ بَعْدَهُ: فَمَا أبْصَرَتْ عَيْنَايَ مِثْلكَ مُنْعَمًا ... وَلَا ظَفِرَتْ كَفَّاكَ مِثلِي بِشَاكِرِ 8583 - سَأَجمَعُ بَيْنَ عَفْوِكَ وَاعتِرافِيْ ... وَيَحكُمُ بَينَنَا الخُلُقُ الجَميْلُ البُحتُرِيُّ: 8584 - سَأَجْهَدُ فِي شُكرِيْ لِنُعمَاكَ إِنَّنِي ... أَرَى الكُفرَ لِلنَّعماءِ ضَربًا مِنَ الكُفْرِ أخَذَهُ البُحْتُرِيُّ مِن قَوْلِ أَبِي تَمَّامِ (¬1): أشْكُرُ نُعْمَى مِنْكَ مَعْرُوفَةً ... وَكَافِرُ النّعْمَةِ كَالكَافِر ¬
لَهُ أَيْضًا: 8585 - سَأَحبسُ نَفسِيْ إِذْ كَرِهتَ مَوَدَّتِي ... وَأَكسِرُ قَلبِي بِاليَأسِ وَالصَّبرِ يَقُولُ البُحْتُرِيُّ بَعْدَ قَوْلهُ: سَأحْبِسُ نَفْسِي. البيت وبَعْدَه: وأذْكُرُ وُدًّا كَان مِنِّي تَكَرُّمًا ... وَإن خَلَتْ عَن وَصلِي وَملتَ إِلَى الهَجْرِ فَشكْرِي لِمَا أوْلَيْتَنِي لَكَ دَائمٌ ... وَحَتَّى جَدِيْدٌ لَيْسَ يَبْلَى عَلَى الدَّهْرِ وَمَا زلْتُ أَبْكِيْكُمْ بِعَيْنٍ سَخِيْنَةٍ ... كَمَا كَانَتِ الخَنْسَاءُ تَبْكِي عَلَى صَخْرِ قَالَ مُعَاوِيَة لِعَبْدِ اللَّهِ بن عَبَّاس: إنِّي لأُحِبُّكَ لأرْبَعَ خِلالٍ مَعَ مَغْفرَتِي لَكَ إحْدَاهُنَّ: قَرَابَتُكَ مِن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَالثَّانِيَةُ إنَّكَ رَجُل مِن أُسْرَتِي، وَأهْلُ بَيْتِي مِن أبْنَاء عَبْد منَافٍ، وَالثَّالِثَةُ إنَّكَ لِسَانُ قُرَيْشٍ وَزَعِيْمُهُم، وَالرَّابِعَةُ إِنَّ أبَاكَ كَانَ خِلًّا لأبِي. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ مُتَمَثِّلًا: سَأحْفظُ مَن آخَى أَبِي فِي حَيَاتِهِ. البَيْتَانِ. 8586 - سَأَحرِمُكُمْ حَتَّى تَذِلَّ صِعَابُكُمْ ... فَأَنجَعُ شَيءٍ فِي صَلَاحِكُم الفَقْرُ 8587 - سَأَحْفَظُ مِنْ آخَى أَبِيْ فِي حَيَاتِهِ ... واحفَظُهُ مِنْ بَعدِهِ فِي الأقارِبِ بَعْدَهُ: وَلَسْتُ لِمَن لا يَحْفَظُ العَهْدَ وَامِقًا ... وَلَسْتُ فِي النَّابِيَاتِ بِصَاحِبِ الرضي الموسَوي: 8588 - سَأَحمَدُ عَيشًا صَانَ وَجْهِي بمِائِهِ ... وَإِنْ كَانَ مَا أَعطَى قَليلًا مُصرَّدَا أَبُو تَمَّامٍ: 8589 - سَأَحمَدُ نَصرًا مَا حَيِيْتُ وَإِنَّنِي ... لأَعلَمُ أَنْ قَدْ جَلَّ نَصْر عَنْ الحَمدِ ¬
أبْيَاتُ أَبِي تَمَّامٍ بَعْدَ قَوْلِهِ: سَأحْمدُ نَصْرًا. البيتُ. تَجَلَّى بِهِ رُشْدَي وَأثرَتْ بِهِ يَدِي ... وَفَاضَ بِهِ ثُمْدِي وَأوْرَى بِهِ زِنْدِي فَإنْ يَكُ أرَبِي عفْوُ شكْرِي عَلَيَّ ... أُنَاسٍ فَقَدْ أرْبَى ندَاهُ عَلَى جُهْدِي وَقَصَرَ قَولِي عَنْهُ مِن بَعْدِ مَا أرَى ... أقُولُ فَأشْجَى أمَّةً وَأَنَا وَحْدِي بَغَيْتُ بِشِعْرِي فَاعْتَلاهُ بِبَذْلِهِ ... فَلا تَبْغِ فِي شِعْرٍ لَهُ أحَدٌ بَعْدِي 8590 - سَأَحمِلُ مَا فِي اليَومِ مِنْ سُوءِ ... رَأْيِهِ الَّتيْ بِهَا اللَّهُ فِي غَد الخَنسَاءُ: 8591 - سَأَحمِلُ نَفسِيْ عَلَى آلَةٍ ... فَإِمَّا عَلَيْهَا وَإمَّا لَهَا قَولُهَا (عَلَى آلَةٍ) أي عَلَى حَالَةٍ تُرِيْدُ بِهَا الحَرْبَ وَكذَلِكَ لِلْمُبَالَغَةِ فِيْهَا. فِي المَثَلِ: تَأتِي بِكَ الضَّامّةُ عَرِيْسُ الأسَدِ. وَيُرْوَى الضَّامَة بِالتَّخْفِيْفِ. فَبالتَّثْقِيْلِ مِن الضَّمِّ وَبِالتَّخْفِيْفِ مِن الضَّمِّ. فَإِذَا ثُقِّلَتْ فَمَعْنَاهُ الحَاجَةُ الضَّامَّةُ أي تَضُمَّكَ وَتَلْحِيْكَ. وَالضَّامةُ بِالتَّخْفِيْفِ مِن الضَّيْمِ جَمْعُ ضَايِمُ يَعْنِي الظُّلْمَةَ أي ظُلْمُ الظَّلْمَةِ يَحُوْجُكَ إِلَى أنْ تُوْقعَ نَفْسَكَ فِي المَهَالِكِ. يُضْرَبُ لِلاعْتِذَارِ مِن رُكُوبِ الغَرَر. الرّضي الموسَوِيُّ: 8592 - سَأَخطُبُهَا بِحَدِّ السَّيفِ فِعْلًا ... إِذَا لَمْ يُغنِ قَولٌ أَو خِطَابُ ابن شبل يرثي أَخاهُ: 8593 - سَأَدَّرعُ الهُمُومَ عَلَيكَ دَهرِيْ ... وأَقضِيْ بِالأَسَى حَقَّ الإِخَاءِ ¬
الأَعشَى: 8594 - سَادَ وَأَلفَى قَومَهُ سَادَةً ... وَكابرًا سَادُوْكَ عَنْ كَابِرِ ابْنُ الرُّوميّ: 8595 - سَادَةُ النَّاسِ كَالجِبالِ وَأَنتُمْ ... كالنُجوُمِ التِّيْ تَفُوقُ الجِبَالَا الرّضي الموسَوِي: 8596 - سَأَذهَبُ عَنكُمْ غَيرُ بَاكٍ عَلَيكُم ... وَمَالِي عُذرٌ أَنْ تَفيضَ المَدامِعُ عَبد الوَاحِدِ: 8597 - سَأَرْعَاكَ وَالنّأيُ المُفَّرِقُ بَينَنا ... كَمَا كُنتُ أَرعَى وَالمَزارُ قَريبُ النَّابغة الذُبيانيُّ: 8598 - سَأَرْعَى كُلَّما استُودِعتُ جُهْدِي ... وَقَدْ يَرعَى أَمانَتَهُ الأَميْنُ قَبْلَهُ: فَكُلُّ قَرْيَةٍ وَمَقَرِّ ألفٍ ... مُفَارِقَة إِذَا شحَط القَرِيْنُ وَكُلُّ فَتَى وَإِنْ أمْسَى فَأثْرَى ... سَتَخْلجُهُ مِنَ الدُّنْيَا مَنُونُ سَأَدْعِي كُلَّمَا اسْتَوْدَعْتُ جَهْدِي. البيتُ. 8599 - سَأَرفُضُ مَا يُخَافُ عَلَيَّ مِنهُ ... وَأَترُكُ مَا هَوِيتُ لِما خَشيْتُ ¬
أَوسُ بن حَجَرٍ: 8600 - سَأَرقُمُ بِالماءِ القَراحِ إِلَيكُمُ ... عَلَى نَأيِكُم إِنْ كَانَ لِلماءِ رَاقِمُ 8601 - سَأَركَبُ مِنْ أُموُرِي كُلَّ صَعبٍ ... لأَبلُغَ مَا اؤمَلُ مِنْ حَيَاتِي بَعْدَهُ: فَإنْ خَان القَضَاءُ وَلَم أنَلْهُ ... فَإنَّ العذْرَ لي بَعْدَ المَمَاتِ 8602 - سَأَستُرُ وَالسِّترُ مِنْ شِيمَتِي ... هَوَى مَنْ أُحِبُّ بِمَنْ لَا أُحِبُّ أَبُو هلَالٍ العَسكَرِيُّ: 8603 - سَأَستَعطِفُ الأَيامَ حَتَّى تَرُدَّنِي ... إِلَى جَانِبٍ مِنْهَا يَلينُ وَيَسهُلُ بَعْدَهُ: وَأَقْنَعُ لا أَنَّ القَنَاعَةَ لِي هَوًى ... وَلَكِنَّ صَوْنَ العرْضِ بِالحُرِّ أجْمَلُ جَرِيرٌ: 8604 - سَأَشكُرُ أَن رَدَدْتَ عَلَيَّ رِيشيْ ... وَأَنبتَّ القَوادِمَ مِنْ جَنَاحِيْ بَعْدَهُ: ألَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكبَ المَطَايَا ... وَأنْدَى العَالَمِيْنَ بُطُونَ رَاحِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُعْتَزِّ: عَلَى قَدَرِ إخْلاصِكَ الشّكْرُ تَثْبُتُ عِندَكَ النّعَمُ وَيُسْرِعُ إلَيْكَ المَزِيْدُ. وقَالَ أَيْضًا: اشْتَغِلْ بِشِكْرِ النُّعْمَةِ عَن البَطرِ بِهَا. وقَالَ عَمْرُو بن مَسْعَدَةَ: الشّكْرُ سَبَبُ الزِّيَادَةِ وَطَرِيْقٌ إِلَى السَّعَادَة. ¬
إبراهيم الصُّولي في عمرو بن كُلثوم: 8605 - سَأَشكُرُ عَمرًا إِنْ تَراخَتْ مَنيَتِي ... أَياديَ لَمْ تُمنِنْ وَإِنْ هِيَ جَلَّتِ بَعْدَهُ: فَتًى غَيْرَ مَحْجُوبِ الغِنَى عَنْ صَدِيْقِهِ ... وَلَا مُظْهِرَ الشَّكْوَى إِذَا النَّعْلُ زَلَّتِ رَأَى حلَّتي مِنْ حَيْثُ يُخْفَى مَكَانُهَا ... فَكَانَتْ قَذَى عَيْينهِ حَتَّى تَجَلَّتِ 8606 - سَأَشكُرُكُمْ مَا دُمتُ حيًّا فَإِنْ أَمُتْ ... فَحَسبُكُمْ آثارُ نِعمَتكُمْ عِندِيْ بَعْدَهُ: إِذَا مَا خَبَا نُور المَقَالِ تَنَوَّرَت ... عَلَي وَأرَانِي آثَار نعْمَتكُمْ بَعْدِي وَشكْرُ فِعَالِ المَرْءِ أصدَقُ شَاهِدًا ... وَأوضَحُ بُرْهَانَا عَلَى المُنْعِمِ المُجْدِي وَمَنْ لَمْ يُحَقِّقْ شكرَهُ بِفِعَالِهِ ... فَلَيْسَ بِذِي شكْرٍ ذَكِيٍّ وَلا حَمْدِ ألَمْ تَرَ أَنَّ الغَيْثَ يَخْفِي دَلِيْلهُ ... وَإِنْ رَاحَ فِي جَيْشٍ مِنَ البَرْقِ وَالرَّعْدِ وَيَعْرِفُهُ الرُّوَادُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ ... إِذَا أبْصَرُوا أنَوَارهُ فِي ثَرَى جَعْدِ إنشَاد المُبَرِّدِ وَهُوَ مِن أحْسَنِ مَا قِيْلَ فِي الشّكْرِ. أَبُو تَمَّامٍ: 8607 - سَأَشكُرُ لِلذِّكرَى صَنيْعَتَهَا عِندِي ... تَمثيلَهَا إِلَى مَنْ أُحِبُ عَلَيَّ البُعدِ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ: سَأشكرُ لِلذكْرَى صنِيْعَتَهَا. البيت وبَعْدَه: يُمَثِّلُهُ إِلَى الوَهْمِ حَتَّى كَأنَّنِي ... أُعَايِنُهُ فِي بَعْضِ أحْوَالِهِ عِنْدِي فَقَدْ كَادَتِ النَجْوَى تَكُونُ كَأَنَّهَا ... مُشَابِهَةً لَوْلا التَّوَحُّشِ لَلْفَقْدِ سَلامٌ كَمَارِقِ النَّسِيْمِ عَلَى الصِّبَّا ... وَجَاءَ رَسُولُ الوَرْدِ فِي زَمَنِ الوَرْدِ ¬
ومَن باب (سأشكر). قولُ أَبِي نصر بن نُبَاتَه (¬1): سأشكر مَا أولَيتَني من صَنيْعةٍ ... ومثلَ الذي يشكره مِثْلِيْ وَيَكفركَ النعماءَ قَومٌ غَرستَهُمُ ... فَلَم يُثمْرِ وغَير الضّغينَةِ والغِلِّ تَتَّبَع نيات الضّغائِنِ بِالأَذى فغدا ... فَسَّدَ الأهواءَ أَخذك بالغفل مِنَ الحلم في بَعضِ الأُمُورِ مَهَانَةٌ ... إِذَا كَانَ لَا يَنهَى عَدوكَ عَنْ جَهْلِ القاضي الأرجَاني: 8608 - سَأَشكُرُ مَا تُولِيهِ قَولًا وَنيّةً ... فَإِنْ قَصَّرَ أَنابَ اعتِذارِي عَنهُمَا 8609 - سَأَشكُرُ نُعمَاكَ الَّتِي انبَسَطَت بِهَا ... يَدِي وَلِسانِي فَهُوَ بِالحَمدِ مُطلَقُ بَعْدَهُ: فَكُلُّ فَتَى يَرْجُو ندَاكَ مُوَفَّقٌ ... وَكُلُّ امْرِىٍ يُثْنِي عَلَيْكَ مُصدَّقُ طُريحُ بنُ إِسمَاعيلَ: 8610 - سَأَشكُرُهُ شُكرَينِ شُكرًا لِحَاجَةٍ ... قَضَاهَا وَشُكرًا أَنَّهَا لَم تُتَكَّلِ بَعْدَهُ: قَضَى حَاجَتِي سَمِحًا بِهَا مُتَيَسِّرًا ... فَعَالَ أمْرِي لِلصَّالِحَاتِ مُعوَّدِ الرَّاضي بنُ المُعتَمدِ: 8611 - سَأَشكُو إِلَى مُشكِي فُؤادِي بِعَينِهِ ... وَمنْ عَجَبٍ شَكوى الجَريح إلَى النَّصلِ أَبياتُ الرَّاضي بنِ المعتَمدِ عَلَى اللَّهِ صَاحِبِ المَغْرِبِ: سَجيَّةُ ذِي الدُّنيا عَدَاوةُ ذِي الفَضْلِ ... ورَومُك تَعل الطّبعُ من أعظم الجهْلِ فصبرًا على ضَيعاتها فلَعلَّها ... تفرجُ يومًا والعُقُودُ إلى حَلّ ¬
وَلَمّا رَمَاني الدّهرُ من كُلّ جَانبٍ ... بأزرائه رَمْي المناصِبّ ذي الغِلِ نَفضْتُ يَدي بالتُرسِ غير مذمَّمٍ ... وقلتُ لَهُ عَتى فَلَابدَّ مِنْ قتلِيْ وَلو كَانَ من بَعْضِ الجَوانب رَاميًا ... تَستَّرنْ عنه واتعيت شَبَا النبلِ سأشكو إلى مُشكي فؤادي بعينه. البيت وبعدَهُ: فَإِنْ كُنتُ ذَا ذنبٍ فَحسْبِي عَفُوكُم ... وَقبلي ما زلَّ الرجالُ ذوي العَقْلِ يُؤَرقُني ظَنّي بِحَدِّيْ ونَقصِهِ ويُرقدُني ... علمِيْ بِمَالكَ مِنْ فَضْلِ 8612 - سَأَشكُوكَ لَا فِي النَّاسِ إِنّي أَخَافُهُم ... وَلَكِنّني أَشكُوكَ سِرًّا إِلَى رَبّي البُحتُرِيُّ: 8613 - سَأَصبِرُ حَتَّى أُلَاقي رِضاكَ ... إِمَّا بَعيدًا وَإِمَّا قَريبَا بَعْدَهُ: أُرَاقِبُ رَأيكَ حَتَّى يَصحَّ ... وَأنْطُر عَطْفكَ حَتَّى يَشُوْبَا ابْنُ شَمسِ الخلافَةِ: 8614 - سَأَصبِرُ حَتَّى يَأتَى اللَّهُ بِالّذِي يَشاءُ ... وَحَتّى يَعجَبَ الدَّهرُ مِنْ صَبرِي بَعْدَهُ: فَكَمْ فَاقَةٍ بَاتَ الغِنَى فِي خِلالَهَا ... يَلوحُ وَكَمْ عُمْرِ تَكَشَّفَ عَن يُسْرِ العَبَّاسُ بن الأحنَفِ: 8615 - سَأَصبِرُ حَتَّى يَجمَعَ اللَّهُ بَينَنَا ... فَإِن نَلتَقِي يَومًا فَسَوفَ أَقُولُ دِيكُ الجِنّ: 8616 - سَأَصبِرُ عَنكَ وَأَعصى الهَوَى ... إِذَا صَبَرَ الحُوتُ عَنْ مَائِهِ ¬
8617 - سَأَصبِرُ كُلَّ الصَّبرِ مِنْ غَيرِ طَاقَةٍ ... عَلَى الصَّبرِ لَكِن مِنْ طَريقِ التَجَمُّلِ 8618 - سَأَصبِرُ مَا دَامَتْ بِنَفسِي مُسكةُ ... عَسَى فَرَجٌ يَأتِي بِهِ اللَّهُ فِي غَدِ بَعْدَهُ: وَإنَّ امْرأً رَبَّ السَّمَاءِ وَكِيْلُهُ ... حَرَّى بِنُجْحِ الظّنِّ غَيْرُ مُبْعَدِ 8619 - سَأَصبِرُ مِن رَفيقيْ إِنْ جَفَانِي ... عَلَى كُلّ الأَذَى إِلَّا الهَوانَا إبراهيم الخوّاص عبد اللَّه: 8620 - سَأَصبِرُ نَفسِي إِنَّ فِي الصَّبرِ عِزَّةً ... وَأَرضَى بِدُنيايَ وَإِن هِيَ قلَّتِ العَبَّاس بن الأحنفِ: 8621 - سَأَصبِرُ لَا عنكُم وَلَكِن عَلَيكُم ... لَعلَّ إِلَى ذَاكَ الوِصَالِ وُصوُلُ 8622 - سَأصفِيكَ الهَوَى مِنْ كُلِّ وَجهٍ ... وَأَمنَحُكَ الرِضّى مِن كُلِّ بَابِ 8623 - سَأَضرِبُ فِي الآفاقِ أَلتَمِسُ الغِنَى ... وَأَرمي بِنَفسِي فِي نُحوُرِ المَطالِبِ بَعْدَهُ: فَإنْ أعْطِ مَعْرُوفًا فَذَاكَ وَإِنْ ... أخِبْ فَلَسْتُ مِنَ الدُّنْيَا بِأوَّلِ خَائِبِ الإمام الشافعي بن عبد اللَّه: 8624 - سَأَضرِبُ فِي الآفاقِ شَرقًا وَمَغرِبًا ... لأَكسِبَ عِلمًا أَو أَموُتَ غَريبَا ¬
بَعْدَهُ: فَإنْ تَلِفَت نَفْسِي فَللهِ درُّهَا ... وَإِنْ سَلِمَتْ كَانَ الرُّجُوعُ قَرِيْبَا المُتَنبّي: 8625 - سَأَطلُبُ حَقِي بِالقَنَا وَمَشائِخٍ ... كَأَنَّهُم مِن طُولِ مَا الشَمُو مُرْدُ زُهيرُ المصرِيُّ: 8626 - سَأَعتِبُ بَعض النَّاسِ إنْ كَانَ سَامِعًا ... وَأَنتَ الَّذيْ أَعني وَمَا مِنكَ مَكتَمُ أَبُو سُليمى الخَطَّابِيُّ: 8627 - سَاعَتِي هَذِهِ الَّتي أَنَا فِيهَا ... هِيَ عُمرِي وَمَا سِوَاهَا أَمانيْ القاضِي أَبُو الحسن البُستيُّ: 8628 - سَاعَدْ زَمَانَكَ تَسعَدْ ... وَاقنَعْ بِحَظِّكَ تَرشَد بَعْدَهُ: وَهَوِّنِ الأمْرَ فِيْمَا ... أيْقَنْتَ أن سَوْفَ يَنْفَذُ فَمَا مَضى فَكَأنَّ مَا ... وَمَا يَكُونُ كَأنَّ قْد هُوَ القَاضِي أَبُو الحَسَنِ المُؤمَّل بن الخَلِيْل بن أحْمَدَ البُسْتِيُّ. وَتُرْوَى هَذِهِ الأبْيَاتُ الثَّلاثةُ لأبِي مُحَمَّدٍ العَبْدَ لَكَانِيّ الزَّوْزَنيِّ. 8629 - ساعَدَنَا الدَّهرُ فَبِتنَا مَعًا ... نَحمِلُ مَا نَجنِي عَلَى السُكرِ بَعْدَهُ: فَبِتُّ كَالمَاءِ قَارِعًا ... وَكَانَ فِي الرِّقَةِ كَالخَمْرِ ¬
8630 - سَأُعرِضُ عمَّن رَاحَ عَنِّي مُعرِضًا ... وَأُظهِرُ سلوَانِي لَهُ وَأُذِيعُهُ بَعْدَهُ: وَأحْجُر طَرْفِي فِيْهِ وَهُوَ رَسُولهُ ... وَأهْجِرُ قَلْبي فِيْهِ وَهُوَ شَفِيْعُهُ وَكَيْفَ تَرَى عَيْنِي لِمَنْ لا يَرَى لَها ... وَيَحْفَظُ قَلْبِيَ فِي الهَوَى مَنْ يُضِيْعُهُ فَأقْسَمْتُ لا تَجْرِي دُمُوعِي عَلَى امْرِىٍ ... إِذَا كَانَ لا تَجْرِي عَلَيَّ دُمُوعُهُ 8631 - سَأُعطِي النَّفسَ مَا طَلَبَتْ فَإِمَّا ... تَهوُنُ فَتَحمِلُ البَلوى وَإمَّا رَجُلٌ من باهِلَةَ: 8632 - سَأَعمِلُ نَصَّ العِيشِ حَتَّى يَكُفَّنِي ... غِنَى المَالِ يَومًا أَو غِنَى الحَدَثَانِ بَعْدَهُ: فَلِلْمَوتِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ يُرَى لَهَا ... عَلَى الحُرِّ بِالإقْلالِ وَسْمُ هَوَانِ مَتَى يَتَكَلَّمْ يُلْغَى حُكْمُ كَلامِهِ ... وَإِنْ لَمْ يَقُل قَالُوا عَدِيْمُ بَيَانِ كَأَنَّ الغِنَى فِي أهْلِهِ بُوْرِكَ ... الغِنَى بِغَيْرِ لِسَانٍ نَاطِقٌ بِلِسَانِ سَعد بنُ نَاشبٍ: 8633 - سَأَغسِلُ عَنِّي العَارَ بِالسَيفِ جَالِبًا ... عَلَيَّ قَضاء اللَّهِ مَا كَانَ جَالِبَا بَعْدَهُ: وَأذْهلُ عَنْ دَارِي وَأجْعَلُ هَدمَهَا ... لِعِرْضِي مِنْ بَاقِي المَذَمَّةِ حَاجِبَا وَتَصْغُرُ فِي عَيْني بِلادِي إِذَا انْثَنَتْ ... يَمِيْنِي بِإدْرَاكِ الَّذِي كُنْتُ طَالِبَا إِذَا هَمَّ لَمْ تُرْدَعْ عَزِيْمَةُ هَمِّهِ ... وَلَم يَأتِي مَا يَأتِي مِنَ الأمْرِ هَابِيَا فَيَا لَرَزَامٍ رَشَّحُوني مُقَدَّمًا ... إِلَى المَوْتِ خَوَّاضًا إلَيْهِ الكِتَابِيَا ¬
إِذَا هَمَّ ألَقَى بَيْنَ عَيْنيْهِ عَزْمَهُ ... وَنَكَّبَ عَنْ ذِكْرِ العَوَاقِبِ جَانِبَا وَلَمْ يَسْتَشِر فِي أمْره غَيْرَ نَفْسِهِ ... وَلَم يَرْضَ إلّا قَائِم السَّيْفِ صَاحِبَا 8634 - سَأَغفِرُ لِلأيَامِ كُلَّ خَطِيئَةٍ ... إِذَا بَشَّرَتنِي مِنهُمُ بِإِيَابِ قَبْلَهُ: وَبِي بَعْدَهُم مِنْ بُعْدِهِم فَرْطَ لَوْعَةٍ ... لَهَا فِي صَمِيْمِ القَلْبِ لَذْعُ شِهَابِ سَأغْفِرُ للأيَّامِ كُلَ خَطِيَّةٍ. البيتُ. أَبُو الفَتح البُستيُّ: 8635 - سَافِر بِطرفِكَ هَل تَرَى فيمَن تَرَى ... أحدًا يُنافِسُ فِي العُلَى وَيُسابِقُ ابْنُ زُريق الكاتب الكوفيُّ: 8636 - سَافَرتُ أَبغي لبَغدادٍ وَسَاكِنِهَا ... مثلًا قَدِ اختَرتُ شيئًا دوُنَهُ اليَأسُ بَعْدَهُ: هَيْهَاتَ بَغْدَاد الدُّنْيَا بِأجْمَعِهَا ... عِنْدِي وَسُكَّانُ بغْدَادٍ هُمُ النَّاسُ قَيسُ بن زُهَير العَبسيُّ: 8637 - سَأَفعَلُ مَا بَدا لِي ثُمَّ آوِيْ ... إِلَى جَارٍ كجَارِ أَبِي دُؤادِ قْولُ قَيْسُ بنُ زُهَيْرٍ: كَجَارِ أَبِي ذُؤُادِ. يُرِيْدُ بِهِ المَدْحَ. قَالَ ابْنُ الكَلْبِيِّ كَانَ أَبُو ذُؤَادٍ الشَّاعِرُ جَارًا لِلمُنْذِرِ بنِ مَاءِ السَّمَاءِ فَنَازَعَ رَجُلًا بِالحِيْرَةِ مِنْ بَهْرَاءَ اسْمُهُ رَقْبَةُ بنُ عَامِرٍ وَوَقَعَ عَلَيْهُمَا شَرٌّ وَأنَّ أبَا ذُؤَادٍ أخْرَجَ بَنِيْنَ ثَلاثَةً لَهُ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ فَبَعَثَ رَقبة إِلَى قَوْمِهِ يُخْبِرُهُم بِعَدَاوَةِ أَبِي ذُؤَادٍ لَهُم وَيُغْرِيْهِم بِأوْلادِهِ فَخَرَجُوا إلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُم وَأنْفَذُوا بِرُؤُوْسِهِمْ إِلَى رَقبَة فَصَنَعَ رَقبَة طَعَامًا ¬
كَثِيْرًا وقَالَ لِلْمَلِكِ أُحبُّ أنْ تَتَغَدَّى عِنْدِي فَأتَاهُ المُنْذِرُ وَأبُو ذُؤَادٍ مَعَهُ فَبَيْنَا الجِفَانُ تَرْفَعُ وَتُوضَعُ إِذْ جَاءَتْ جَفْنَة عَلَيْهَا أحَدُ رُؤُوسِ بَنِي أَبِي ذُؤَادٍ فَقَالَ أَبُو ذُؤَادٍ: أبَيْتَ اللَّعْنَ إنِّي جَاركَ وَقْدْ تَرَى مَا صَنَعَ بِي. وَكَانَ رَقبةُ أَيْضًا جَارًا لِلمُنْذِرِ فَوَقَعُ المُنْذِرُ مِنْهُمَا فِي سُوءٍ وَأمَرَ بِرَقَبَة فَحُبِسَ، وقَالَ لأبِي ذُؤَادٍ: مَا الَّذِي يُرْضِيْكَ؟ قَالَ: تَبْعَثُ إلَيْهِم بِكَتِيْبَتِكَ الشَّهْبَاءِ وَالدَّوْسَرِ. فَفَعَلَ، فَقَالَ رَقبة لامْرَأتِهِ: إِلحَقِي بِالقَومِ فَاخْبِرِيْهم، فَأتَتْ قَومَهَا فَأخْبَرَتْهُم ثُمَّ قَالَتْ: أَنَا النَّذِيْرُ العُرْيَانُ. فَأرْسَلتهَا مَثَلًا وَصَعدَ القَومُ إِلَى عُلْيَا الشَّامِ وَأقْبَلَتْ الكَتِيْبَتَانِ فَلَمْ يُصِيْبَا مْنْهُم أحَدًا فَقَالَ المُنْذِرُ لأبِي ذُؤَادٍ: قَد رَأيْتَ مَا كَانَ مِنْهُم أفَيُسْكِتُكَ عَنِّي أنْ أُعْطِيْكَ بِكُلِّ رَأسٍ مِأتِي بَعِيْرٍ؟ قَالَ: نَعَم. فَأعْطَاهُ ذَلِكَ. فَقِيْلَ كَجَارِ أَبِي ذُؤَادٍ. يُضرَبُ فِي مَدْحِ مَن يَقُومُ بِحَقِّ جَارِه. وَأَمَّا قَولُ امْرَأةِ رَقْبَةَ لِقَومِهَا أَنَا النَّذِيْرُ العَرْيَانُ، فَقَالَ ابْنُ الكَلْبِيُّ: المَثَلُ لَهَا. وقَالَ غَيْرُهُ: إِنَّمَا قَالُوا النَّذِيْرُ العَرْيَانُ لأنَّ الرَجُلَ إِذَا رَأى الغَارَةِ قَد فَجِئَت قَوْمَهُ وَأرَادَ إنْذَارهُم تَجَرَّدَ مِنْ ثِيَابِهِ وَأشَارَ بِهَا لِيُعْلِمَ أن قَد فَجِئهُم أمْرٌ، ثُمَّ صَارَ مَثَلًا يضْرَبُ عَلَى كُلِّ أمْرٍ يُخَافُ مُفَاجَأتهُ وَلِكُلِّ أمْرٍ لا شُبْهَةَ فِيْهِ. الرّضي المُوسَوِيُّ: 8638 - سَأُقدِمُ لَا مُستَعظِمًا مَا لَقيتُهُ تَوسَّعَ ... لِي فِي الروَعِ أو ضَاقَ مَقدَمي قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ (¬1): سَأُقْصِرُ أيَّامَ الحَيَاةِ جَمِيْعَهَا ... عَلَى طَلبِ العَلْيَاءِ أو طَلَبِ الأجْرِ ألَيْسَ مِنَ الخُسْرَانِ وَقْتٌ مُضَيَّعٌ ... يَفُوتُ بِلا نَفْعٍ وَيُحْسَبُ مِنْ عُمْرِي وَنَحْنُ بَنُو الدُّنِيَا كَرُكَّابِ قَارِبٍ ... نُظنُّ جُلُوسًا وَالزَّمَانُ بِنَا يَسْرِي فَمِنْ غَافِلٍ قَدْ أسْلَمَتْهُ يَدُ الرّدَى ... وَمُنتظِرٍ قَدْ تَاهَ فِي لُجَجِ البَحْرِ لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي العَتَى مُسْتَقِرَّةٌ ... وَلَا أنْتَ تَدْرِي أيْنَ نَمْضي وَلَا أدْرِي وَمضى ثَمَّ إِلَّا النَّارُ وُقِّيْتَ شَرَّهَا ... وَجَنَّاتُ عَدْنٍ تَحْتَهَا أنْهُر تَجْرِي ¬
البَيْتَانِ الأوَّلانِ أخَذْتُهُمَا مِنْ قَولِ الوَزِيْرُ المُهَلَّبِيُّ وَهُمَا (¬1): سَأقْصِرُ دِيْوَانَ الشَّبِيْبَةِ آنِفًا ... عَلَى طَلَبِ العَلْيَاءِ أو طَلَبِ الأجْرِ ألَيْسَ مِنَ الخُسْرَانِ أَنَّ لَيَالِيًا ... تَمرُّ بِلا وَصْلٍ وَتُحْسَبُ مِنْ عُمْرِي قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: أخَذْتُهُمَا فَغَيَّرْتُ بَعْضَ ألْفَاظِهما وَادَّعَيْتُهُمَا كَمَا جَرَتْ بِهِ عَادَة الشُّعَرَاءِ مِنْ قَبْلُ. وَإِنَّمَا قَالَ الوَزِيْرُ: سَأقْصرُ دِيْوَانَ الشَّبيْبَةِ لِيُعْلَم أَنَّهُ وَزِيْر وَصَاحِبُ دِيْوَانٍ وَإلَّا كَان مِنْ حَقِّهِ أنْ يَقُولَ: سَأقْصرُ رِيْعَانَ الشَّبِيْبَةِ أو أيَّامَ الشَّبِيْبَةِ أو مَا شَاكَلَهُ. دِعبِلٌ: 8639 - سَأَقصُرُ نَفسِي جَاهِدًا عَن جِدالِكُم ... كفَانِي مَا أَلقَى مِنَ العَبَراتِ بَعْدَهُ: أُحَاوِلُ نَقْل الشمِّ عَن مُسْتَقَرِّهَا ... وأسْمِعُ أحْجَارًا مِنَ الصُّلْدَاتِ فَمِنْ عَارِفٍ لَمْ يَنْتَفِعْ وَمُعَانِدَ ... تَمِيْلُ بِهِ الأهْوَاءُ لِلشَّهَوَاتِ فَإنْ قُلْتُ عُرْفًا أنْكَرُوهُ بِمُنْكَرٍ ... وَغَطُّوا عَلَى التَّحْقِيْقِ بِالشُّبُهَاتِ قُصارايَ أيٍّ مِنْهُم أن أؤوبَ بِغَصَّةٍ ... تُرَدَّدُ بَيْنَ الصُّدْرِ وَاللهوَاتِ 8640 - سَأَقعُدُ فِي بَيتِي فَإِنِي أَميرُهُ ... وَآخُذُ أَمرِي مُكرَهًا بِأَشَدِّهِ بَعْدَهُ: فَأبْوَابَكَ اسْدُدْ عَلَيَّ بِأسْرِهَا ... فَمِثْلِي لا يَرْضى بِهَذَا لِعَبْدِهِ 8641 - سأَقنَعُ بِالثَّمَادِ لعَلَّ دَهرًا ... يَسُوقُ الريَّ مِن حُرٍّ كَرِيمِ ¬
ابْنُ المعذَّلِ: 8642 - سَاقني العَفَافَ وَأَرضَى الكَفافَ ... وَلَيسَ غِنَى النَفسِ حَوزُ الجَزِيلِ بَعْدَهُ: وَلَا أتَصَدَّى لِشكْرِ الجَوادِ ... وَلَا أسْتَعِدُّ لِذَمِّ البَخِيْل وَأعْلَمُ أَنَّ بَنَاتَ الرَّجَاءِ ... تُحِلُّ العَزِيْزَ مَقَامَ الذَّلِيْلِ وَأن لَيْسَ مُسْتَغْنِيًا بِالكَثِيْرِ ... مَنْ لَيْسَ مُسْتَغْنِيًا بِالقَلِيْلِ البُحتُرِيُّ: 8643 - سَأُقِيمُ بَعدَكَ عِندَ غَيرِكَ عَالِمًا ... عِلمَ الحَقيقَةِ أَنَنَي سَأَضِيعُ بَعْدَهُ: وَأُوَدِّعُ الإحْسَانَ بَعْدَكَ وَاللُّهَى ... إِذَا حَانَ مِنْكَ السَّيْرُ وَالتَّوْدِيْعُ وَسَأسْتَقِلُّ لَكَ الدُّمُوعَ صبَابَةً ... وَلَو أَنَّ دَجْلَةَ لي عَلَيْكَ دُمُوعُ ابْنُ المعتَزِّ: 8644 - سَأَكْتُمُ حَاجَاتِي عَنِ النَّاسِ ... كُلِهم وَلَكِنَها للَّهِ تَبدُو وَتَظهَرُ بَعْدَهُ: لِمَنْ لا يَرُدَّ السَّائِلِيْنَ بِخَيْبَةٍ ... وَيَدْنُو مِنَ الدَّاعِي وَيُعْطِي فَيُكْثِرُ وَمِنْ بَابِ (سَأكْتُمُ) قَولُ آخَر: سَأكْتُمُ مِنْ عِلْمِي مَا قَدْ أصُونُهُ ... وَأبْذِلُ مِنْهُ مَا أرَى الحَقَّ أبْذَلُ سَأُعْطِي عِبَادَ اللَّهِ مِنْهُ حُقُوقَهُ ... وَأمْنَعُ مِنْهُ مَا أرَى المَنْعُ أفْضلُ ¬
8645 - سَأَكتُمُهُ سِرِّي وَأَحفَظُ سِرَّهُ ... ولَا غَرَّني أَنِّي عَلَيهِ كَريمُ بَعْدَهُ: حَلِيْمٌ فَيَنْسَى أو جَهُولٌ يُضيْعُهُ ... وَمَا النَّاسُ إِلَّا جَاهِلٌ وَحَلِيْمُ 8646 - سَاكَسِبُ الحَمدَ فِي عُسرٍ وَفِي يُسرٍ ... إِنَّ الجَوادَ يَسخُو عَلَى العَدَمِ 8647 - سَأَكسِبُ مَالًا أَو أَمُوتُ بِبَلدةٍ ... يقلُّ بِهَا قَطرُ الدُموُعِ عَلَى قَبرِي 8648 - سَأَكسُوكمَا يَا ابنَي زَيدَ بِن جُعشُمُ ... رِدائَينِ مِن قَارٍ وَمن قَطَرانِ بَعْدَهُ: إِذَا لَبِسَا زَادَا عَلَى اللّبْس جدّةً ... وَلَمْ يَبْلَ وَشْي مِنْهُمَا لأوَانِ وَمِنْ بَابِ (سَاكِنٌ) قَوْلُ آخَر (¬1): سَاكِن فِي القَلْبِ يَعْمُرُهُ ... لَسْتُ أنْسَاهُ فَأذْكُرُهُ غَابَ عَنْ عَيْنِي وَعَن بَصَرِي ... فَسُوَيْدُ القَلْبِ يَنْظُرُهُ أبو إسحاق الشيرَازيُّ: 8649 - سَأَلتُ النَّاسَ عَن خِلٍّ ... وَفِيٍّ فَقَالوا مَا إِلَى هَذَا سَبِيلُ بَعْدَهُ: تَمَسَّكْ إِنْ ظَفَرْتَ بِحَبْلِ ... حُرٍّ فَإنَّ الحُرَّ فِي الدُّنْيَا قَلِيْلُ وَمِنْ بَابِ (سَأَلْتُ) قَولُ آخَر وهِيَ مُصَنَّعَةٌ: ¬
سَأَلْتُ نَدَاكَ رَبِّ وَأَنْتَ أهْلٌ ... وَمَالِي غَيْرُ عَفْوِكَ لِي مُقِيْمُ بِحَقِّكَ يا حَلِيْمُ قِنِي عَذَابًا ... إِذَا جُمِعَ المُقرَّبِ وَالمُلِيْمُ فَمَنْ تَكْفِيْهِ شحَّ النَّفْسِ يَغْنَى ... بِفَضْلِكَ وَهُوَ حَقًّا يَسْتَقِيْمُ إِذَا أرْسَلْتَ نَفْسِي فَاعْفُ عَنْهَا ... كَذَا ظنِّي بِجُودِكَ يَا عَلِيْمُ المَقْصودُ مِنْ ذَلِكَ: رَبِّ قِنِي شَحَّ نَفْسِي. وَمِنْ بَابِ (سَألْتُ) قَولُ آخَر (¬1): سَألْتُ اللَّهَ أنْ تَعْلُو عُلوًا ... كَعَرْضِ الأرْضِ أو طُولِ السَّمَاءِ فَلَمَّا أن عَلَوْتَ عَلَوْتَ عَنِي ... فَكَانَ إذًا عَلَى نَفْسِي دُعَائِي وَقَولُ جَحْظَةَ البَرْمَكِيّ (¬2): سَألْتُ اللَّهَ تَعْمِيْرًا طَوِيْلًا ... لِيَبْهَجنِي بِخَطْبٍ يَعْتَرِيْكُم أخَافُ بِأنْ أمُوتَ وَمَا أرَتْنِي ... صُرُوفُ الدَّهْرِ مَا أهْوَاهُ فِيْكُم وَقَولُ أَبِي القَاسَمِ بن جَرْيشٍ الرَازِي (¬3): سَألْتُ زَمَانِي وَهُوَ بِالجهْلِ مُعْجَبٌ ... وَبِالسُّخْفِ مَشْغُوفٌ وَمَا بِالنَّفْسِ مُخْتَصُّ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ مِنْ طَرِيْقٍ إِلَى الغِنَى ... فَقَالَ طَرِيْقَانِ الوَقَاحَةُ وَالنَّقْصُ البسَّاميُّ: 8650 - سَأَلَت بِالفَراقِ صبًّا وَمَا ... يُنبّؤُهَا بِالفراقِ مِثلُ خَبيِرِ بَعْدَهُ: هُوَ بَيْنَ الحَشَا صُدُوعٌ وفي الأعْيُنِ ... مَاءٌ وَجَمْرَةٌ فِي الصُّدُورِ ¬
8651 - سَأَلتُكَ حَاجَةً فَوَعدَتَ فِيهَا ... جَميِلًا ثُمَّ نِمتَ عَنِ الجَميلِ بَعْدَهُ: كَأنَّكَ لَمْ تَكُن مِنْ قَبْلِ هَذَا ... تَنَامُ وَكُنْتَ ذَا سَهَرٍ طَوِيْلِ فَيَالَكَ حَاجَةً جَلَبَتْ نُعَاسًا ... وَكَانَتْ مَرْقِدًا عِنْدَ المَقِيْلِ 8652 - سَأَلتُهَا قُبلَةً فَضنَّت ... وَصَارَ لِي عِندَهَا ذنُوبُ ابْنُ الرُّوميّ: 8653 - سَأَلتُهُ الحَاجَ حَتَّى كِدتُ أَسأَلُهُ ... رَدَّ الشَّبَابِ جَديدًا كالَّذِي كانَا بَعْدَهُ: فَمَا تَهَجَّمَ حَاجَاتِي لِكُثْرَتِهَا ... وَلَا تَلَوَّنَ مِنْهُ الوَجْهُ ألْوَانَا 8654 - سَأَلتُهُ عَن أَبيهِ ... فَقَالَ خَالِي شُعَيب بَعْدَهُ: مَا أنْكَرَ اسْمَ أبِيْهِ ... إلّا وَثَمَّ سُبَيْبُ الخَليلُ بنُ أَحمَدَ: 8655 - سَألزِمُ نَفسِي الصَّفحَ عَن كلِّ مُجرِمٍ ... وَإِن كَثُرت مِنهُ إِلَيَّ الجَرائمُ قَوْلُ الخَلِيْلُ: سَألْزَمُ نَفْسِي الصفْحُ. البيت وبَعْدَه: فَمَا أَنَا إِلَّا وَاحِدٍ مِن ثَلاثَةٍ ... شَرِيْفٌ وَمَشْرُوفٌ وَمِثْلِي مُقَاوِمُ فَأَمَّا الَّذِي فَوْقِي فَأعْرِفُ فَضْلَهُ ... وَأُعْطِيْهِ مِنْهُ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ وَأَمَّا الَّذِي مِثْلِي فَإنْ زَكَا وَهَفَا ... تَفَضَّلْتُ وَالتَّفْضِيْلُ مِنِّي مَكَارِمُ وَأَمَّا الَّذِي دُوْنِي فَإنْ قَالَ صُنْتُ ... عَنْ إجَابَتِهِ نَفْسِي وَإِنْ لَامَ لائِمُ ¬
وَهَذَا مِن بَابِ نَظمِ المَنْثُورِ وَقَدْ رُوِيَ لِغَيْرِ الخَلِيْلِ وَهُوَ شِعْر قَدْ تَنَازَعَهُ الأحْنَفِ بنُ قَيْسٍ. ويُرْوَى لِمُحَمَّد بن خَازِمٍ. وَيُرْوَى لِغِيْرِهِمَا. المُتَنَبِّي: 8656 - سَالِمُ أَهلِ الوِدَادِ بَعدَهُمُ ... يَسلَمُ لِلحُزنِ لَا لِتَخليدِ بَعْدَهُ: فَمَا تُرَجَّى الخُلُودَ مِنْ زَمَنٍ ... أحْمَدُ حَالَيْهِ غَيْرُ مَحْمُود يَقُولُ إِذَا مَاتَ الصَّدِيْقُ وَسَلِمَ صدِيْقُهُ إِنَّمَا سَلِمَ لِلْحزْنِ لا لِلْخلُودِ. يَقُولُ أحَدُ حَالَيْكَ أنْ تَبْقَى بَعْدَ صدِيْقِكَ وَذَلِكَ غَيْرُ مَحْمُودٍ لتعجله الحُزْنَ عَلَيْهِ وَانْتِظَار الأجَلِ المَحْتُومِ. عَبد الصمد بن المعذَّل: 8657 - سَأَلَنا عَن ثُمَالَةَ كُلِّ حَيٍّ ... فَقالَ القائِلونَ وَمَا ثُمَالَه بَعْدَهُ: فَقُلْتُ مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ مِنْهُمُ ... فَقَالُوا زِدْتَنَا بِهمُ جَهَالَه وَقَالَ لِي المُبَرَّدُ خَلِّ قَوْمِي ... فَقَوْمِي مَعشَر فِيْهُم نَذَالَه هَذِهِ الأبْيَاتُ لِعَبْدِ الصمد بن المعذَّل يَهْجُو المُبَرَّد. وَقْد قِيْلَ إِنَّ المُبَرَّدَ قَالَهَا فِي نَفْسِهِ لِيُثْبِتَ لِنَفْسِهِ بِذَلِكَ نَسَبًا فِي العَرَبِ حَيْثُ لا يُنْسَبَ لَهُ لِتُرْوَى وَيَشْتَهِرَ ويَتَدَاوَلَهَا النَّاسُ عَنْهُم. وَمِنْ بَابِ (سَألَ) لأبِي إسْحَاق الصَّابِئ مَنْ منقُولٌ مِنْ خَطِّهِ: سَألْنَاكَ مِمَّا يَسْألُ النَّاسَ حَاجَةً ... رَهْنًا عَلَيْهَا الشّكْر تَقْدِمَةً مِنَّا فَإنْ هِيَ لَمْ تُرْزَق نَجَاحًا وَلَمْ تَنَلْ ... سُرَاحًا فَعِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُ الرَّهْنَا ¬
وَمْنْهُ قَولُ ابْنُ الرُّومِيّ (¬1): سَألُوني اليَمنَ فَارْتَعْتُ مِنْهَا ... لِيُغَرُّوا بِذَلِكَ الارْتيَاعِ ثُمَّ مَرَرْتُهَا كَمُنْحَدَرِ السَّيْلِ ... لَهَاوى مِنَ المَكَانِ اليَفَاعِ 8658 - سَأَلناهُ الدِّفاعَ لَنَا فَكانَت ... شَهَادَتهُ وَغَيبَتهُ سَواءَا العبَّاسُ بن الأحنَفِ: 8659 - سَأَلُونَا عَن حَالِنَا كيفَ أَنتُم ... فَقَرنَّا وَدَاعَهُم بِالسؤَالِ بَعْدَهُ: مَا أنَاخُو حَتَّى أرْتَحَلْنَا فَمَا ... نُفَرِّقُ بَيْنَ النُّزُولِ وَالارْتِحَالِ وَيُرْوَى هَذَا البَيْتُ الأخِيْرُ لأبي تَمَّامٍ وَكَأنَّهُ تَضْمِيْن وَمِنْهُ أَخَذَ عَلِيُّ بن جَبَلَة فِي قَولهِ (¬1): كَابِدِ الأهْوَالَ فِي زَوْرَتِهِ ... ثُمَّ مَا سَلَّمَ حَتَّى وَدَّعَا أَبُو القَاسِم الحَرِيريُّ: 8660 - سَامِح أَخَاكَ إِذَا خَلَطَ ... مِنْهُ الإِساءَةَ بِالغَلَط أَبُو الخَطَّابِ: 8661 - سَامِحْ أَخَاكَ بِمَا يُرضِيهِ مِن كُتُبِكَ ... يَرفَعُهُ ذَاكَ ولَا يُنقِصُكَ مِن رُتبَك ¬
بَعْدَهُ: لا تَبْخِلَنْ بِكَلامٍ إنَّهُ عَرَضٌ ... فَلَسْتُ مِن فضَّةٍ تُعْطي وَلَا ذَهَبِك قَيس بن الخَطيم الأَوسيُّ: 8662 - سَأَمضِي وَمَا بِالمَوتِ عَارٌ عَلَى الفَتَى ... إِذَا مَا نَوَى حَقًا وَجَاهَدَ مُسلِمَا بَعْدَهُ: فَإنْ غَشِيْتُ لَم أنْدَمْ وَإِنْ مُتُّ لَمْ ألمْ ... كَفَى بِكَ ذلًا أنْ تَعِيْشَ وَتُرْغَمَا تَمَثَّلَ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ عَلَيْهُمَا السَّلامُ بِهَذِيْنِ البَيْتَيْنِ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى أرْضِ كَرْبَلاءَ. وَمِنْ بَابِ (سَأمْنَحُ) قَولُ جَمِيْلِ بن مَعْمَرٍ العذْرِيّ (¬1): سَأمْنَحُ طَرْفِي غَيْرَكُم إِنْ لَقَيْتكُم ... لِكَي تَحْسِبُوا أَنَّ الهَوَى حَيْثُ أنْظرُ وَأُكَنَّى بِأسْمَاءٍ سِوَاكِ وَأتَّقِي ... زِيَارَتَكُمْ وَالحُبُّ لا يَتَغَيَّرُ مَحمودٌ الورَّاقُ: 8663 - سَأَمنَحُ مَالِي كُلَّ مَنْ جَاءَ طَالِبًا ... وَأَجعَلُهُ وقفًا عَلَى النَّفِل وَالفَرضِ بَعْدَهُ: فَإمَّا كَرِيْم صُنْتُ بِالجودِ عرضَهُ ... وَإمَّا لَئِيْم صُنْتُ عَن لَوْمِهِ عرضِي وَرَوَاهُمَا الحَمْدُونيّ لِبَعْضِ الأعْرَابِ. وَهَذَا مَنْظُومِ قَوْلِ أسْمَاءَ بنَ خَارِجَةَ: لا أرُدّ سائِلًا فَإنَّمَا هُوَ كَرِيْمٌ أسُدُّ خِلّتهُ ... أو لَئِيْمٌ أشْتَرِي عرضِي مِنْهُ ¬
ابْنُ الرُّوميّ: 8664 - سَأَنصِبُ الأَيَّامَ فيكَ عَداوَةً ... وَلم لَا أُعَادِيهَا وَأَنْتَ سَعيْدُهَا الوَزيرُ المُهلبيُّ: 8665 - سَأُنفِقُ رَيعَانَ الشَبيَةِ آنِفًا ... عَلَى طَلَبِ العَليَاءِ أَو طَلَبِ الأَجرِ بَعْدَهُ: ألَيْسَ مِنَ الخسْرَانِ أَنَّ لَيَالِيًا ... تَمرُّ بِلا وَصلٍ وَتُحْسَبُ مِن عُمْرِي أَبُو دُفَّافَة البَصرِيُّ: 8666 - سَأودِعُ مَالِي الحَمدَ والأَجرَ كلَّهُ ... فَمَا العَيشُ فِي الدُّنيَا وَلَا المَالُ دايِمُ بَعْدَهُ: فَرِحْتُ بِمَا فَرَّقْتُ مِنْهُ وَأنَّنِي ... عَلَى حَبْسُ مَا ألْقَيْتُ مِنْهُ لنَادِمُ هُوَ أَبُو دُفَّافَةَ أحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَصرِيُّ. أَبُو فراس بن حَمَدانَ: 8667 - سَأُولِي جَميلًا مَا حَييتُ فَإِنَني ... إِذَا لَم أُفِد شُكرًا أُفدتُ بِهِ أَجرَا بَعْدَهُ: وَمَا نِعْمَةٌ مَكْفُورَةٌ إِنْ صنَعْتُهَا ... إِلَى غَيْرِ ذِي شُكْرٍ بِمَانِعَتِي أخْرَى سَأْوِلي جَمِيْلًا مَا حَيَتُ. البَيْتُ. 8668 - سَأَهجُركُمْ حِتّى يَقولُونَ قَد سَلَا ... وَلَستُ بِسَالٍ عَن هَوَاكُم مَدَى الدَّهرِ ¬
السّري الرَّفاء: 8669 - سَايَلتُهُ عَن عِلمِهِ فَكَأَنمَّا ... سَائَلتُ عَن سُكَّانِهِ رَبعًا خَلَا بَعْدَهُ: وَنَجِيْتُ مِنْ وَسَخٍ عَلَى أطْرَافِهِ ... لَو أُعْمِلَتْ فِيْهِ المَبَارِدُ مَا انْجَلَى يَهْجُو رَجُلًا مِن شُعَرَاءِ أهْلِ بَغْدَادَ. مُسِلم بن الوَليدِ: 8670 - سائِل جَديدَ الصِّبى هَل كنتُ أَخلقُهُ ... إِذَا الصِّبى مُهجَةٌ تَمشِي بجُثمَانِي مَفروقٌ: 8671 - سَائِل قُضَاعةَ هَل وَفَيتُ بِذِمَّتِي ... أَم هَل أَضَقتُ الأَمرَ حينَ وَليتُ بعدَهُ: وَلربّ كَبْشِ كَتِيْبَةٍ أجْرَرْتُهُ ... رُمْحِي وَنَارٍ للحرُوبِ صَلَيْتُ وَلربّ أبْطَالٍ لَقَيْتُ بِمِثْلِهِم ... فَسَقَيْتُهُم كَأسَ الرَّدَى وَسُقِيْتُ وَأخٍ يُجِيْبُ المسْتَضِيْف إِذَا دَعَا ... وَالخَيْلُ تَعْثُرُ فِي الغُبَارِ رُزِيْتُ فَلأطْلُبَنَّ المَجْدَ غَير مُقَصِّرٍ ... إِنْ مُتُّ مُتُّ وَإِنْ حَيِيْتُ حَيِيْتُ المَعَرِّيُّ: 8672 - سَبَّحَ شَرقٌ وَمَغرِبٌ وَضُحًى ... وَحِدس وَالبِحارُ والبَرُّ بَعْدَهُ: وَالنَّارُ وَالرِّيْحُ وَالتُرَابُ مَعًا ... وَالمَاءُ وَالخَيْرُ قَبْلُ وَالشَّرُّ بِتُّ إِلَى خَالِقِي أفرُّ مِنَ الدُّنْيَا ... وَإنِّي بِهَا لَمُغْتَرُّ ¬
تَضْحَكُ لِي خُدْعَةً لأتْبَعَهَا ... وَهِي مِن المُوبِقَاتِ تَغْتَرُّ حَلَتْ لنَا هَذِهِ الحَيَاهُ وَقَدْ ... عَنَّت وَلَكِن فِرَاقُهَا مُرُّ أَبُو العَتاهيَةِ: 8673 - سُبحَانَ ذِي المَلَكوتِ أَيّهُ لَيلَةٍ ... مُخِضَت صَبحتُهَا بيَومِ المَوقِفِ بَعْدَهُ: لَو أَنَّ عَيْنًا وَهَّمَتْهَا نَفْسُهَا ... مَا فِي المعَادِ مُصوِّرًا لَمْ تَطْرَفِ 8674 - سُبحَانَ مَن أَرضُهُ لِلخَلقِ مَائِدَةٌ ... كُلٌّ يُوافيِهِ رزقٌ وَهوَ مَكفولُ دِيكُ الجنّ وإسمه عَبدُ السَلَام: 8675 - سُبحَانَ مَن جَعَلَ الآدَابَ فِي عُصَبٍ ... حَظًّا وَصبَّرَهَا غَيظًا عَلَى عُصَبِ أَبُو الفَتح البُستِيُّ: 8676 - سُبحَانَ مَن سَخَّرَ الأَقوام بَعضَهُمُ ... لِلبَعضِ حَتَّى استَوى التَّدبير وَاطّرَدَا 8677 - سُبحَانَ مَن نَفَذَت فِينَا مَشيَّتُهُ ... فِي العَاجِزِ الغرِّ وَالمُستَيقظِ الحَذِرِ 8678 - سُبحَانَ مَن لَا شَيءَ يَعدِلُهُ ... كَم مِنْ بَصيرٍ قَلبُهُ أَعمَى 8679 - سَبُط البَنَانِ بِمَا فِي رَحلِ صَاحِبِهِ ... جَعلُ اليَدينِ بِمَا فِى رَحلِهِ قَطَطُ يُقَالُ فِي المَثَلِ: جَدَجَ حُوَيْنٌ مِن سُوَيْقِ غَيْره. الجَدْجُ الخَلْطُ وَالدَّوْفُ وَجُوَيْنٌ اسمُ رَجُلٍ. يُضْرَبُ لِمَنْ يَتَوَسَّعُ فِي مَالِ غَيْرِهِ وَيَجُودُ بِهِ. ¬
إسحَاق عُمَرَ النيسَابوريُّ: 8680 - سَبَقَ الرِّفاقُ وَنَحنُ نَتبَعُ إِثرَهُمْ ... وَالعيسُ زُمَّت وَالحَداةُ وقُوفُ 8681 - سَبَقَ الفَرَزدَقُ بِالمَكَارِمِ وَالعُلَى ... وَابنُ المَراغَةِ يَنعَتُ الأَطلَالا الخريميّ ويروى لأشجع السُلَميُّ: 8682 - سَبَقَ القَضَاءُ بِكُلِّمَا هوَ كَائنٌ ... فَليَجهَدِ المُتَقَلِبُ المُحتَالُ سَابِقٌ البَربَريُّ: [من الكامل] 8683 - سَبَقَ القَضاءُ بِكُلِّمَا هوَ كائِنٌ ... وَاللَّهُ يا هذَا لِرِزقِكَ ضَامِنُ قِيْلَ كَانَ الخَلِيْفَةُ المُقْتَدِرُ بِاللَّهِ يَتَمَثَّلُ كَثِيْرًا بِقَوْلِ سَابِقٍ البَرْبَرِيّ هَذَا وَهُوَ: سَبَقَ القَضاءُ. البيتُ وَبَعْدَهُ: تَعْنَى بِمَا تُكْفَى وَتَترْكُ مَا بِهِ ... تَعْنَى كَأنَّكَ لِلحَوَادِثِ آمِنُ أوَ مَا تَرَى الدُّنْيَا وَمَصْرَعَ أهْلِهَا ... فَاعْمَل لِيَومِ فِرَاقِهَا يا حَايِنُ وَاعْلَمْ بِأنَّكَ لا أبَالَكَ فِي الَّذِي ... أصبَحْتَ تَمْلِكُهُ لِغَيْرِكَ خَازِنُ يا عَامِرَ الدُّنْيَا أتَعْمُرُ مَنْزِلًا ... لَمْ يَبْقَ فِيْهِ مَعَ المَنِيَّةِ سَاكِنُ؟ المَوْتُ شَيْءٌ أنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ ... حَقٌّ وَأَنْتَ بِذِكْرِهِ مُتَهَاوِنُ 8684 - سَبَقتَ إِلَيهمُ مَنَايَاهُمُ ... وَمَنفَعَة الغَوثِ قَبلَ العَطَب 8685 - سَبَقَتِ بِالحُبِّ سَلمَى غَيرهَا ... وَأحقُّ النَّاسِ عِندِي مَن سَبَق 8686 - سَبَقتُ بِحَمدِ اللَّهِ مَن كَانَ مِن قَبلِي ... فَقُل لِلَذي يرَجُو لحَاقِي عَلَى مَهلِ بَعْدَهُ: وَإنَّكُم لَو تَنْغِضُونَ عَيَابَكُمْ ... لَعَزَّ عَلَى التَّفْتِيْشِ أنْ تَجِدُوا مِثلي ¬
البُحتُرِيُّ يمدح: 8687 - سَبَقَت مَوَاهِبُهُ مُنَى مُرتَادِهَا ... فَاستَحدَثتَ هِمَمًا لِمَن لَم يرتَدِ ابْنُ رُزيك: 8688 - سَبَقنَا النَّاسَ حَتَّى مَا لِخلقٍ ... إِلَى أَمدٍ حَوينَاهُ سَبِيلُ 8689 - سُبِقنَا إِلَى الدُّنيَا فَلَو عَاشَ ... أَهلُهَا مُنعنَا بِهَا مِن جِيئَةٍ وَهابِ 8690 - سَبَكنَاهُ وَنَحسَبُهُ لُجينًا ... فَأَبدَى الكَثيرُ عَن خَبَثِ الحَديدِ 8691 - سُبُلُ المَذاهِبِ فِي البِلَادِ كَثيرةٌ ... وَالعَجزُ شؤم والقعُودُ وَبالُ بَعْدَهُ: يا مَنْ يُعَلِّلُ نَفْسَهُ بَرَجَائِهِ ... مَا بِالتَّعَلُّلِ تُدْرَكُ الآمَالُ أَبُو سَعيدٍ الرُستَمي: 8692 - سَبيِلُ الغِنَى رَحبٌ عَلَى كلِّ سَالِكٍ ... فَمَالِي أَسعَى مِنْهُ فِي مَدرِجِ النَّملِ قَبلَهُ: وَقَدْ سَامَنِي أهْلِي المَقَامَ بِذِلَّةٍ ... وَلَسْتُ بِأَهْلِ الَّذِي سَامَنِي أهْلِي سَبِيْلُ الفَتَى رَحْبٌ. البَيْتُ. قُطريُّ بن الفُجاءَة: 8693 - سَبيِلُ المَوتِ غَايَةُ كُلِّ حَيٍّ ... وَدَاعِيهِ لأَهلِ الأرضِ دَاعِ ¬
يحيَى بن خَالدٍ الوَزيرُ: 8694 - سَبيِلُكَ فِي الدُّنيا سَبيِلُ سَفينَةٍ ... تَسِيرُ بِقَومٍ وَالشِّراعُ يَطِيرُ قَبْلَهُ: وَمِنْ عَجَبِ الأيَّامِ أَنَّكَ جَالِسٌ ... عَلَى الأرْضِ فِي الدُّنْيَا وَأَنْتَ تَسِيْرُ سَبِيْلَكَ فِي الدُّنْيَا كَمَنْ فِي سَفِيْنَةٍ. البَيْتُ. البُحتُرِيُّ: 8695 - سَبيِلي أَنْ أُعطِيَ الَّذي يَسأَلُونَنِي ... وَحَقّي أَن يُجدِي عَلَيَّ ولَا أُجدِي ابْنُ الرُّوميّ: 8696 - سَتَألَفُ فِقدانَ الَّذي قد فَقَدتَهُ ... كَإِلفِكَ وجدانَ الَّذي أَنتَ وَاجِدُ أبْيَاتُ عَلِيّ بن العَبَّاسِ المَعْرُوفِ بِابْنِ الرُّومِيّ يَقُولُ مِنْهَا: وَمَنْ لَمْ يَزَلْ يَرْعَى الشَّدَائِدَ فِكْرُهُ ... عَلَى مَهْلٍ هَانَتْ عَلَيْهِ الشَّدَائِدُ فَلا تَجْعَلَنَّ المَوْتَ نكْرًا فَإنَّمَا ... حَيَاةُ الفَتَى سَيْرٌ إِلَى المَوْتِ قَاصِدُ وَلَا تَحْسَبَنَّ الحُزْن يَبْقَى فَإِنَّهُ ... شِهَابُ حَرِيْقٍ وَاقِدٌ ثَمَّ خَامِدُ سَتَألَفُ فُقْدَانَ الَّذِي قَدْ فَقَدْتَهُ. البيت وبَعْدَهُ: عَلَى أَنَّهُ لابُدَّ مِنْ لَذْعِ لَوْعَةٍ ... تَهُبُّ أحَايِيْنًا كَمَا هَبَّ رَاقِدُ وَلِلشَّرِّ إقْلاع وَلِلْحُزْنِ فَرْجَةٌ ... وَلِلْخَيْرِ بَعْدَ الموبسَاتِ عَوَايِدُ وَكَمْ أعْقَبَتْ بَعْدَ الرَّزَايَا مَوَاهِبٌ ... وَكَمْ أعْقَبَتْ بَعْدَ البَلايَا فَوَائِدُ وَكَمْ سَيِّئٍ يَوْمًا سَيَعْفُوُهُ صَالحٌ ... وَكَمْ شَامِتٍ يَوْمًا سَيَعْفُوُهُ حَاسِدُ وَمِن بَابِ (سَتَأ: ) قَوْلُ الفَرَزْدَقِ (¬1): ¬
سَتَأتِيْكَ مِنِّي إِنْ بَقَيْتُ قَصَائِدٌ ... يُقَصِّرُ عَنْ تَخييرَها كُل قَائِلِ لَهَا ترِقُّ الأحْبَابُ عِنْدَ سَمَاعِهَا ... إِذَا عُدَّ فَضْلُ القَومِ مِنْ كُلِّ فَاضِلِ 8697 - سَتُبدِي لَكَ العَينانِ بِاللَّحظِ مَا الَّذِي ... يحنُّ ضَميرُ المرءِ وَالعَينُ تَصدُقُ 8698 - سَتُبدِي لَكَ الأَيّامُ إِنَّكَ خَاسِرٌ ... بِهَجريْ وَإِنِي فِي القَطيعَةِ رَابِحُ طَرَفَةُ: 8699 - سَتُبدِي لَكَ الأَيّامُ مَا كنتَ جَاهِلًا ... وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَنْ لَم تُزَوَّدِ أخَذَه الهَذَلِيّ فَقَالَ (¬1): وَقَدْ يَأتِيْكَ بِالأنْبَاءِ مَنْ ... لا تُجَهِّزُ بِالجَزَاءِ وَلَا تَزِيْدُ وقَالَ ابن عَبَّاسٍ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَيَأتِيْكَ بِالأخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدْ أنها كَلِمَة نَبِيٍّ. وقَالَ الأصمَعِيُّ: فَهَذَا أشْعَرُ بَيْتٍ. وقَالَ العَرَبُ أو قَالَ أصْدَقُ. وقَالَ ابْنُ سَلامٍ: لَيْسَ بَيْتٌ مِنْ شِعْرٍ إلِا وَفِيْهِ لطَاعِنٍ مَطْعَنٌ إلا قَوْلُ الحُطَيْئَةِ (¬2). مَن يَفْعَل الخَيْرَ لا يُعْدَمْ جَوَازِيَهُ ... لا يَذْهَبُ العُرْفُ بَيْنَ اللَّهِ وَالنَّاسِ وَقُولُ طُرْفَة: سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلًا. وَقُولُ امْرِئ القَيْسِ: اللَّهُ أنْجَحُ مَا طَلبْتَ بِهِ. البَيْتُ. البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ لطرفَةَ بن العَبْدِ البَكْرِيّ طَوِيْلَةٍ (¬3): لِخَوْلَةَ أطْلَالٌ بِبَرْقَةِ ثِهْمَدِ ... تَلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ وُقُوفًا بِهَا صَحْبِي عَلَى مَطِيّهم ... يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أسًى وَتَجَلُّدِ ¬
كَأَنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُدْوَةً ... خَلايَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِفِ مِن دَدِ عَدُوْلِيَّةً أو مِنْ سَفِيْنِ ابن يَامِنٍ ... يَجُورُ بِهَا المَلَّاحِ طوْرًا ويَهْتَدِي يَشِقُّ حُبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا ... كَمَا قَسَّمَ التربَ المفايلَ بِاليَدِ يَقُولُ مِنْهَا: وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ حَلَّتْ قِنَاعَهَا ... عَلَيْهِ نَقِيّ اللَّوْنِ لَمْ يَتَخدَّدِ وَتَبْسِمُ عَنْ ألَمَى كَأَنَّ مُنَوّرًا ... تَخَلَّلَ حرُّ الرَّمْلِ دعْصٌ لَهُ نَدِ يَقُولُ مِنْهَا: وَإِنّي لأُمْضِي الهمَّ عنْدَ احتضَارِهِ ... بِعَوجاءَ مرقَالٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدي أَمُونٍ كألواحِ الإِرَانِ نسَأتُهُا ... عَلَى لَاحبٍ كَأَنَّهُ ظهرُ بُرْجُدِ إِذَا القوَمُ قَالُوا من فتًى خِلْتُ أنّني ... عُنيتُ فلم أَكَسلْ وَلَم اتبَلّدِ وَلَسْتُ بِحَلَّالِ التّلَاع مَخافةً ... وَلَكِنْ متَى يَستَرفْدِ القَومُ أَرْفِدِ أَلا أيُّها اللّاحي أَنْ اشَهَدَ الَوغَى ... وَأَنْ أَحْضُر اللَّذاتِ هَلْ أَنتَ مُخلِديْ فَإِنْ كُنتَ لَا تَسْطيعُ دَفْعَ مَنيَّتي ... فَذَرني أبادِرْهَا بِمَا مَلكَتْ يَديْ فلولَا ثلَاثٌ هُنَّ مِنْ عيْشةِ الفَتَى ... وَجدِّكَ لم أجْفل متَى قَامَ عُوّدِي فمِنُهنَّ سَبْقُ العَاذِلَاتِ بشربةٍ ... كُميْتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بالماءِ تُزْبد وَكَرّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبًا ... كَسِيْدِ الغَضَا نَبَّهتهُ المُتَوَرِّدِ وَتَقْصِيْرُ يَومِ الدَّجْنِ وَالدَّجْنُ مُعْجَبٌ ... بِنَكْهَتِهِ تَحْتَ الخِبَاءِ المُعَمَّدِ فَذَرني أرْوِي هَامَتِي فِي حَيَاتِهِ ... سَتَعْلَمُ إِنْ متْنَا صدًى أيُّنَا الصَّدِي أرَى قَبْرَ نَحّامٍ بَخَيْلٍ بِمَالِهِ ... كَقَبْرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَةِ مُفْسِدِ تَرَى حَشْوَتَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهمَا ... صَفَائحُ صُمٍّ مِن صَفِيْحٍ مُنَضَّدِ أرَى المَوتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ وَيَصْطَفِي ... عَقِيْلَةَ مَالِ الفَاحشِ المُتَشّدِّدِ أرَى العُمْرَ كَنْزًا نَافِذًا كُلّ لَيْلَةٍ ... وَمَا تُنْقِصُ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَدِ لَعُمركَ إِنَّ المَوْتَ مَا أخْطَأ الفَتَى ... لكَالطَّولِ المُرْخَى وَثَنْيَاهُ بِاليَدِ
أرَى المَوْتَ أعدَادَ النُّفُوسِ وَلَا أرَى ... بَعِيْدًا غَدًا مَا أقْرَبَ اليَومَ مِنْ غَدِ وَظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أشَدُّ مَضَاضَةً ... عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ أنّا الرَّجُلُ الضَّربُ الَّذِي تَعْرفُونَهُ ... خَشَاشًا كَرَأسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ إِذَا ابْتَدَرَ القَومُ السِلاحَ وَجَدْتَنِي ... مَنِيْعًا إِذَا بُلَّتْ بِقَائِمِهِ يَدِي لَعُمْركَ مَا أمْري عَلَيَّ بغُمَّةٍ ... نهَارِي وَلَا لَيْلِي عَلَيَّ بِسَرْمَدِ سَتبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلًا. البيت وبَعْدَه: وَيَأتِيْكَ بِالأخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَهُ ... بتاتًا وَلَمْ تَضْرِب لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ يَقُولُ مِنْهَا: فَنَفْسُكَ فَاحْفَظْهَا مِنَ الغَيِّ وَالرَّدَى ... مَتَى تَغْوِهَا يَغْوَ الَّذِي بِكَ يَقْتَدِي 8700 - سَتبقى خُطوطِي بُرهَةً بَعْدَ مِيتَتِي ... عَلَى أنهَا تَبقَى وَتَبلَى أَنَامِلِي بَعْدَهُ: فَيَا نَاظِرًا فِيْهَا سَلِ اللَّهَ رَحْمَةً ... لِكَاتِبهَا المَدْفُون تَحْتَ الجَنَادِلِ قَال كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: هَذِهِ صُوْرَةُ الحَالِ فَرَحَمَ اللَّهَ مَنْ قَرَأَهُ فَتَرَحَّمَ عَلَى كَاتِبِهِ وَدَعَا لَهُ بَالرّضُوانِ. 8701 - سَتَخلصُ مِن هَذَا السَّرارِ وَأَيُّمَا ... هِلَالٍ تَوارَى بِالسّرارِ فَمَا خَلَص 8702 - سَتُخَلّى الدُّنيَا وَمالَكَ مِنْهَا ... غَيرَ مَا نِلتَ أَو تَزَوَّدتَ مِنْهَا بَعْدَهُ: وَتَكُونُ الحَدِيْثَ بَعْدَكَ فَانْظُر ... أيَّ أحدُوثَةٍ تُحِبُّ فَكُنْهَا 8703 - سَتَدري مِنَ المَغبُونُ مِنَّا وَمِنكُمُ ... إِذَا افتَرَفَت عَمَّا تَقولُ المَجامِعُ ¬
أَبُو فراس بن حَمَدان: 8704 - سَتَذكُرُ أَيَامِي نُميرٌ وَعَامِرٌ ... وَكعبٌ عَلَى عِلَّاتِهَا وَكِلَابُ بَعْدَهُ: وَتَعْلَمُ كَمْ خَسِرْنَا أو رَبِحْنَا ... إِذَا فَكَّرْتَ فِي أصْلِ الحِسَابِ 8705 - سَتَذكُرُ مَا الَّذي ضَيَّعتَ مِنّي ... إِذَا بَرَزَ الخَفيُّ مِنَ الحجابِ 8706 - سَتَذكُرُنِي إِذَا جرَّبتَ غَيرِي ... وَتَعلَمُ أنّنِي لَكَ كُنتُ كَنزَا قَبْلَهُ: بَذَلْتُ لَكَ الصَّفَاءَ بِكُلِّ جَهْدٍ ... وَلِنْتُ لِمَا هوَيْتُ فَصِرْتُ خَزَّا وَهُنْتُ إِذَا عَزَزْتَ وَلَسْتُ مِمَّنْ ... يَهُونُ إِذَا أخُوهُ عَلَيْهِ عَزَّا فَجِئْتَ بِمُدْيَةٍ وَحَزَزْتَ حَبْلِي ... بِهَا وَمُوَدَّتِي بِيَدَيْكَ حَزَّا وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَى صُلْحٍ مَجَازًا ... وَلَا فِيْه لِمُطَّلِبٍ مَهَزَّا سَتَذْكِرُنِي إِذَا جَرَّبْتَ غَيْرِي. البيتُ وَبَعْدَهُ: سَتَنْكُثُ نَادِمًا فِي الأرْضِ مِنِّي ... وَتَعْلَمُ أَنَّ رَأيَكَ كَانَ عَجْزَا 8707 - سَتَذكُرُنِي إِذَا جرَّبتَ غَيرِي ... وَتَندَمُ حِينَ لَا تُغنِي النَدَامَةُ 8708 - سَتَرجِعُ لِي إِمَّا لإِقبَالِ طَالِعِي ... عَلَيَّ وَإِمَّا لِلملَالِ مِنَ الهَجرِ 8709 - سِترٌ رَقيقٌ وَأَبوابٌ مُفتّحَةٌ ... وَفِي القُصُورِ العَوالي أَنفسٌ خَرِبة 8710 - سَتَسمَعُ بِي وَتَذكُرَنِي ... وَتَطلُبَنِي فَلا تَجِدِ 8711 - سَتَعلَمُ آفاقُ البِلَادِ بِأَنَّنِي ... عَلَى خَوضِ أَهوالِ البِلَادِ جَسُورُ قَد كُتِبَ مَع إخْوَانِهِ بِبَابِ: سَأبْلَغُ مَا أمَّلْتُهُ. البَيْتُ. ¬
العَلاءُ بن سَعِيدٍ: من آل المُهلَّبِ: 8712 - سَتَعلَمُ إِنْ أَنشَبتُ فيْكَ مَخَالبِي ... إلى أَيِّ قَرنٍ أسلَمتكَ المَقَادِرُ بَعْدَهُ: سَتَعْلَمُ إِنْ زَلَّتْ بِكَ النَّعْلُ زَلَّةً ... عَلَى أيِّ زِنْدِيْقٍ تَدُورُ الدَّوَائِرُ 8713 - سَتَعلَمُ إِنْ دَارَتْ رَحَى الحَربِ بَينَنَا ... عِنانَ الشَّمالِ مَن يَكونن أَوضَعَا قَوْلُهُ: عِنَانَ الشِّمَالِ مُنَادًى وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ عِنَانَ الشِّمَالِ إِلَّا إِذَا كَانَ مُنْهَزِمًا فَيُمْسَكُ العِنَان بِشِمَالِهِ كَأَنَّهُ عَيَّرَهُ بِذَلِكَ وقِيْلَ بَلْ نسبَهُ إِلَى الشُّؤْمِ كَمَا يُقَال غرَابُ الشِّمَالِ. 8714 - سَتَعلَمُ إِن دَارَتْ رَحَى الحَربِ بَينَنَا ... يَراعُ بَنانِي أَم قَنَاتُكَ أَطوَلُ العلَاء بن سَعِيدٍ: 8715 - سَتَعلَمُ إِنْ زَلَّتْ بِكَ النَّعلُ زَلَّةً ... عَلَى أَيِّ زِندِيقٍ تَدَورُ الدَوائِرُ 8716 - سَتَعلَمُ أَيّنَا أَبذَى وَأَفرَى ... وَأَقولُ لِلعَظيمِ وَلَا يُبَالِي بَعْدَهُ: وَمَنْ بِنَوَاقِرِ السَّوْءَاتِ أحْرَى ... إِذَا نَحْنُ ارْتَعَيْنَا فِي النِّضَالِ وَمَن أخْلاقُهُ فَزَعٌ وَلُؤْمٌ ... وَمَن يُرْمَى بِأمْثَالِ الجبَالِ 8717 - سَتَعلَمُ فِيْ المَعادِ إِذَا التَقَينَا ... غَدًا عِندَ الحِسابِ مَنِ الظَّلُومُ 8718 - سَتَعلَمُ لَيلَى أَيَّ دَينٍ تَدايَنَتْ ... وَأَيّ كَريمٍ لِلتَّقاضِي غرِيمُهَا ¬
مَعن بن أَوسٍ المُزنِيُّ: 8719 - سَتَقطَعُ فِي الدُّنيا إِذَا مَا قَطعتَنِي ... يَمينَكَ فَانظُر أَيَ كَفٍّ تَبدَلُ الصَّابِئ: 8720 - سَتكسِبُ مَا تَرجُو وَلَو كُنتَ كارِهًا ... كَكَسبِكَ مَا تَخشَى وَأَنتَ مُجانِبُهُ أَبُو بكرٍ الصِّديق رَضي اللَّه عنه: 8721 - سَتكفَى مِن عَدُوِّكَ كُلَّ كَيدٍ ... إذا كَادَ العَدُوُّ وَلَم تَكِدهُ الخَوَارزميُّ: 8722 - سَتَلقَى بِهِ بَدرًا وَبَحرًا وَضَيغَمًا ... وَسَيفًا وَإِنسَانًا وَطودًا وَفَيلَقَا قَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ مُحَمَّد بنُ وَهِيْبٍ (¬1): يَحْكِي أفَاعِيْلَهُ فِي كُلِّ نَائِبَةٍ الغَيْثُ ... وَاللَّيْثُ وَالصَّمْصَامَهُ الذَّعَرُ 8723 - سَتَمضِي مَعَ الأَيّامِ كُلُّ مُصيبَةٍ ... وَتَحدثُ أَحداثٌ تُنسّي المَصَائِبَا 8724 - سَتَنشَبُ نَفسَكَ أُنشوُطَة ... واعزِز عَلَيَّ بِمَنْ تَشِبُ بَعْدَهُ: وَتَحْمِلُهَا فِي اتِّبَاعِ الهَوَى ... عَلَى آلَةٍ ظَهْرُهَا أحْدَبُ 8725 - سَتَنكُثُ نَادِمًا فِي الأَرضِ مِنّي ... وَتَعلَمُ أَنَّ رَأيكَ كَانَ عَجزَا ¬
إسحَاقُ بن إبراهيمَ: 8726 - سُتوُرُ الضَّمائِرِ مَهتُوكَةٌ ... إِذَا مَا تَلَاحَظَتِ الأَعيُنُ ابْنُ الرُّوميّ: 8727 - سَجَايَا مَتَى هَمَّت بِخَيرٍ تَسرّعَت ... إلَيهِ وَإن هَمَّت بِشَّرٍ تَأَبَّتِ ابْنُ العَلَّافِ: 8728 - سَجَدنَا لِلقُرُودِ رَجَاءَ دُنيَا ... حَوَتهَا دوُنَنَا أَيدي القُرُودِ بَعْدَهُ: فَمَا ظَفِرَتْ أنَامِلُنَا بشَيْءٍ ... حَوَيْنَاهُ سِوَى ذُلِّ السُّجُودِ هُوَ أحْمَدُ بنُ إبْرَاهِيْمُ بن إسْمَاعِيْلُ بنُ العَلَّافِ. يُقَالُ فِي المَثَلِ: حَرُّ الشَّمْسِ يُلْجِئُ إِلَى مَجْلِسِ سُوْءٍ. يُضْرَبُ عِنْدَ الرِّضا بِالدَّنِيّ الحَقِيْرِ وَالنُزُولِ فِي مَكَانٍ لا يَلِيْقُ بِصَاحِبِهِ الجُلُوسِ فِيْهِ. ربيب بن إسحاق النَّصرانيُّ: 8729 - سَجَنتُ سِرّي فِي قَلبٍ ضَمَائِرُهُ ... جَوَامِعُ الصَّمتِ فِي أَعنَاقِ ألفَاظِي بَعْدَهُ: وَلِي ثِقَاتُ ظُنُونٍ حَوْلَهُ حَرَسٌ ... مُوَكَّلُونَ عَلَى أبْوَابِ ألْحَاظِي الحدَّادُ المغرِبيُّ: 8730 - سَجِيَّةُ أَصلِ الفَتَى فِعلُهُ ... بِمَا عِندَهُ تقذِفُ المَعدِنُ ¬
الرّاضِي صَاحب المَغربِ: 8731 - سَجِيَّةُ ذِي الدُّنيَا عَدَاوَةُ ذِي الفَضْلِ ... وَرَومُكَ ثِقلَ الطَّبعِ مِن أَعظَمِ الجَهلِ قَدْ كُتِبَ إخْوَانُهُ بِبَابِ: سَأشْكُو إِلَى مَشْكَى فُؤَادِي. البَيْتُ. 8732 - سَحَابٌ تَرَاهُ بِلَا قَطرَةٍ ... وَتَسمَعُ مَا شِئتَ مِن رَعدِهِ البُحتُرِيُّ: 8733 - سَحَابٌ عَدَانِي جُوُدُهُ وَهوَ مسبَلٌ ... وَبحرٌ خَطَانِي فَيضُهُ وَهوَ مُفعَمُ بَعْدهُ: وَبَدْر أضَاءَ الأرْض شَرْقًا وَمَغْرِبًا ... وَمَوْضِعُ حَظِّي مِنْهُ أسْوَدُ مُظْلِمُ أأشْكُو نَدَاهُ بَعْدَ أن وَسِعَ الوَرَى ... وَمَنْ ذَا يَذِمُّ الغَيْثُ إلِا مُذَمَّمُ أَبُو الفَتحِ البُستِيِّ: 8734 - سَحبَانُ مِن غَيرِ مَالٍ بَاقلٌ حَصرٌ ... وَبَاقِلٌ فِي ثَراءِ المَالِ سَحبَانُ فِي المَثَلِ: أبْلَغُ مِنْ سَحْبَانَ وَائِلٍ. وُهُوَ سَحْبَانُ بنُ زَفَر بنُ إيَاسِ عَبْدَ شَمْسٍ البَاهِلِيُّ. كَانَ عَيْبًا يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي العَيِّ. فَيُقَالُ أَنَّهُ اشْتَرَى فِي المَوْسِمِ ظَبْيًا بِأحَدِ عَشَرَ دِرْهَمًا فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَقَالَ بِكَمْ اشْتَرَيْتَ هَذَا الظَّبْي فَأشَارَ إلَيْهِ بِعَشْرَةِ أصَابِعِهِ وَدَلَعَ لِسَانَهُ يُرِيْدُ أحَدَ عَشَرَ دِرْهَمًا فَشَرَدَ الظَّبْيُ مِنْهُ وَأفْلَتَ. مِهيارُ: 8735 - سَحَرتُ جُوُدَكَ فَاستَخرَجتُ كَامِنَهُ ... إِنَّ الكَريمَ مَيتِ الشِعرِ مَسحورُ ¬
الحَزَوَّزُ: 8736 - سِحرٌ مِنَ اللَّفظِ لَو دَارَت سُلَافَتُهُ ... عَلَى الزَّمَانِ تَمشَّي مِشيَةَ الثَّمِلِ قَبْلَهُ: يا مُؤْنِسَ المُلْكِ وَالأيَّامُ مُوْحِشَةٌ ... وَرَابِطُ الجأشِ وَالآجَالُ فِي وَجَلِ للَّهِ لُؤلُؤُ ألفَاظٍ تُسَاقِطُهَا ... لَو كُنَّ لِلغِيْدِ لاسْتَأنَسْنَ بِالعَطَلِ وَمِن عُيُونِ مَعَانٍ لَو كَحَلْتَ بِهَا ... نَجْلُ العُيُونِ لأغْنَاهَا عَن الكَحلِ سِحْرٌ مِنَ اللفْظِ لَو دَارَتْ سُلافَتهُ. البَيْتُ. الخَليلُ بنُ أَحمَدَ: 8737 - سَخَّى بِنَفسِي أَنِي لَا أَرى أَحَدًا ... يَمُوتُ هُزلا وَلَا يَبقَى عَلَى حَالِ قالت أُمُّ الأَحنَفِ بنِ قَيسٍ وكُنيَتُه أَبُو بحرٍ التميميُّ: وهي تُرقّصه طفلًا واللَّه لولا حَنفٌ برجلهِ وَدقَّةٌ في سَاقِهِ من هُزلهِ مَا كان في قِيانكم مثلِهِ الاستشهَادُ في هَذَا على قولهِ هُزلًا. سَعِيدُ بن حُمَيدٍ: 8738 - سَخَّى بِنَفسِي عَنِ الدُّنيا وَزينَتِها ... أَني أَراهَا بِكُم ضَنَّت فَلَم تَعُدِ بَعْدهُ: ضَنَتْ عَلَيَّ بِمَنْ أهْوَى فَجُدْتُ لَهَا ... بِمَن سِواهُ فَلَمْ أجْزَع عَلَى أحَدِ قَالَ يَحْيَى بنُ مُعَاذٍ رَحَمَهُ اللَّهُ: الزُّهْدُ يُورِثُ السَّخَاءَ بِالمَالِ وَالحبُّ يُورِثُ السَّخَاءَ بِالنَّفْسِ. وقَالَ مُسْلِم بنُ قُتَيْبَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: أحْزَمُ الناسِ مَنْ وَقَى مَالَهُ بِسِلْطانِهِ وَوَقَى نَفْسَهُ بشمَالِهِ وَوَقَى دِيْنَهُ بِنَفْسِهِ. ¬
8739 - سَخُفَ الزَّمانُ فَإِن ... سَخُفنَا فَاعذِرِ محمَّدُ بن سُلَيمَانَ: 8740 - سَخَوتُ عَنِ الدُّنيَا عَزيزًا فَنِلتُها ... وَجُدتُ بِهَا تَاهَت بِآمَالِي بَعْدَهُ: عَرَفْتُ مَصِيْرَ الدَّهْرِ كَيْفَ زَوَالهُ ... فَبَادَرْتهُ قَبْلَ الزَّوَالِ بِأمْوَالِي الأعشَى: 8741 - سُدتَ بَني الأَحوَصِ لَم تَعدهُمُ ... وَعَامِرٌ سَادَ بَني عَامِرِ ابْنُ الرُّوميّ: 8742 - سَدَّ السَّدَادُ فَمِي عمَّا يُريكُمُ ... لَكِن فَمُ الحَالِ مِنّي غَيرَ مَسدُودِ بَعْدهُ: وَألْسُنُ النَّاسِ شَتَّى لَسْتُ أمْلِكُهَا ... إِذَا رَأوُا حَالَ مِثْلِي حَالَ مَجْهُودِ كُلِّي هَجَاءٌ وَقَتْلِي لا يَحِلُّ لَكُم ... فَمَا يُنْجِيْكُمُ مِنِّي سِوَى الجودِ 8743 - سَدَّ العَفَافُ عَليَّ أَبوابَ الهَوَى ... فَالوَصلُ عِندِي وَالجَفاءُ سَوَاءُ الحَيص بَيصُ: 8744 - سَدَّ العَفَاتُ عَليَّ كُلَّ ثَنيَّةٍ ... فَالهَجرُ عِندِي لِلوِصَالِ مُمَاثِلُ أبْيَاتُ الحيصِ بَيصِ أوَّلُهَا: أَتَى المَخْطُوبُ مِنَ الزَّمَانِ أُنَازِلُ ... كُلُّ الزَّمَانِ كَتَايِبٌ وَجَحَافِلِ ¬
دَهْرٌ بِتَقْدِيمِ الأدِيْبِ مُكَاذِبٌ ... وَهوًى بإسْعَافِ الحَبيْبِ مُمَاطِلُ فَأخُو الغَرَامِ مِنَ القَطِيْعَةِ وَآلِهٌ ... وَأخُو المَرَامِ عَنِ العَزِيْمَةِ ذَاهِلُ أفَأيُّمَا جلدٍ يَعِيْشُ مُتَيَّمًا ... جَارَتْ عَلَيهِ مَنَازِلٌ وَمَنَازِلُ يا حُرَّةَ الأبَوَيْنِ إِنَّ صَبَابَتِي ... عَظُمَتْ وَمَا لِي فِي وِصَالِكَ طَائِلُ سَدَّ العَفَافُ عَلَيَّ كُلِّ ثنِيَّةٍ. البيت وبَعْدَهُ: لا تَحْسبِي صَمْتِي لِحَادِثِ سَلْوَة ... قَدْ تُصْمِتُ الأشْيَاءُ وَهِيَ قَوَاتِلُ وَسَلِي بِوَجْدِي تُخْبَرِي عَن حَالِهِ ... قَدْ يُدْرِكُ السِّرَّ الخَفِيَّ السَّائِلُ صَبْرِي عَلَى الأزَمِ الصِّعَابِ مُخَبّرٌ ... إنِّي إِلَى الرَّفِّ الموثِل آيِلُ تأبَّطَ شَرًّا: 8745 - سَدِّد خِلَالَكَ مِن مَالٍ تُجمِّعُهُ ... حتَّى تُلَاقِي مَا كُلُّ امرِئٍ لَاقِ قَبْلَهُ: يا صَاحِبَيَّ وَبَعْضُ اللَّوْمِ ... مَعْنَفَةٌ وَهَلْ مَتَاعٌ وَإِنْ أبْقَيْتَهُ بَاقِ سَدّد خِلالَكَ مِنْ مَالٍ تُجَمِّعُهُ. البَيْتُ. ابْنُ الحجَّاج: 8746 - سَرَابٌ لَاحَ يَلمَعُ فِي سِباخٍ ... فَلَا مَاءٌ لَدَيهِ وَلَا تُرَابُ قَبْلَهُ: دَعَوْتُ نَدَاكَ مِن ظَمَإٍ إلَيْهِ. وَهِيَ مَكْتُوبَةٌ بِبَاب: دَعَوْتُ. قَال يُونسُ: يَقُول العَرَبُ آل مِن غُدْوَةٍ إِلَى ارْتفَاعِ الضُّحَى الأعْلَى تُمَّ هُوَ سَرَابٌ سَائِرَ اليَوم وإذَا زَلَّتِ الشَّمْسُ فَهُوَ فَيْءٌ وَهُوَ غُدْوَةً ظِلٌ. وَيَقُولُونَ كَانَ كَذَا وَكَذا اللَّيْلَةَ يَقُولُونَ لَكَ إِلَى ارْتفَاعِ الضُّحَى فَإِذَا تَجَاوَزَ ذَلِكَ قَالُوا كَان البَارِحَةَ. ¬
أَبُو تَمَّام: 8747 - سِرْ أَينَ شِئتَ مِنَ البِلَادِ فَإِنَّني ... سُورٌ عَلَيكَ مِنَ الهِجاءِ وَخَندَقُ قَبْلَهُ: مِنْ شَاعِرٍ وَقَفَ الكَلامُ بِبَابِهِ ... وألين فِي كَنَفِي ذُرَاهُ المَنْطِقِ المُتَنَبِّي: 8748 - سِرّ حَلَّ حَيثُ تَحُلُّهُ النَّوارُ ... وَأَرادَ فيكَ مُرادَكَ الأَقدارُ هِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَاب: أنت الَّذِي سَمَحَ الزَمَانُ بِذِكْرِهِ. البَيْتُ. قَالَ الفَضْلُ بنُ الرَّبِيع: اسْتَأذَنَ عَلِيُّ بن صُبْحٍ عَلَى الرَّشِيْدِ يَوْمًا فَأذِنَ لَهُ فَلَمَّا أرَادَ الدُّخُولَ قُلْتُ لَهُ: يا أبَا الحَسَنِ أَنَّهُ قَدْ وُلِدَ البَارِحَةَ لأمِيْرِ المُؤمِنِيْنَ وَلَدَانِ تَوْأمٌ فَمَاتَ أحَدَهُمَا وَعَاشَ الآخَرُ وَمَا سَبَقَكَ أَحَدٌ بِالدُّخُولِ عَلَيْهِ ثُمَّ رَفَعْتُ لَهُ السّتْرَ فَدخَلَ فَلَمَّا مَثَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ قَالَ: سَرَّكَ اللَّهُ يَا أمِيْرُ المُؤمِنِيْنَ فِيْمَا سَاءَكَ وَلَا سَاءَكَ فَيْمَا سَرَّكَ وَجَعَلَهَا وَاحِدَةً بِوَاحِدَةً ينيْلُكَ بِهَا أجْرَ الشَّاكِرِ وَثَوابَ الصَّابِرِ. قَالَ: فَبَقِيَ الرَّشِيْدُ بَاهِتًا يَنْظِرُ إلَيْهِ وَيَعْجَبُ مِنْ حُسْنِ بَلاغَتِهِ وَاخْتِصَارِهِ مَعَ اسْتِيْفَاءِ المَعْنَى. قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا توُفي الإمَامُ المُسْتَنْصرُ بِاللَّهِ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ وَجَلَسَ وَلَدَهُ الإمَامُ أَبُو أحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ المُسْتَعْصمُ باللَّهِ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي الخِلافَةِ تَحْتَ قُبّهِ المُبَايَعَةِ دَخَل وَالِدِي أَبُو مَنْصُور سَيْفُ الدِّيْنِ أيُدْمِرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي جمْلَةِ النَّاسِ للمُبَايَعَةِ؟ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيْرُ المُؤمِنِيْنَ سَرَّكَ اللَّهُ فِيْمَا سَاءَكَ وَلَا سَاءَكَ فِيْمَا سَرَّكَ الكَلامُ إِلَى آخِرِهِ. فَتَعَجَّبَ الحَاضِرُونَ وَقَالُوا: رَجُل تُرْكِيٌّ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا الكَلامُ البَلِيغُ. الطَّرِيفيُّ: 8749 - سِرُّ الفَتَى مِن دَمِهِ إِنْ فَشا ... فَأَولُهُ حِفظًا وَكِتمَانَا ¬
بَعْدَهُ: وَاحْتَطْ عَلَى السّرِّ بِإخْفَائِهِ ... فَإنَّ لِلْحِيْطَانِ آذَانَا المَثَلُ السَّائِرُ: إِنَّ لِلْحِيْطَانِ آذَانَا. يضْرَبُ فِي التَّحْذِيْرِ مِنَ الكَلامِ بِالسّرِّ وَمَا يَجِبُ كَتْمُهُ. هُوَ أَبُو نَصْرٍ الطَّرِيْفِيُّ الأبْيُورديّ. 8750 - سُرِرْتُ بِهَجرِكَ لَمَّا عَلِمْتُ ... بِأَنَّ لِقَلْبِكَ فِيِهِ سُرُورَا بَعْدَهُ: لأنِّي أرَى كُلَّمَا سِاءَ بِي ... إِذَا كَانَ يُرْضِيْكَ سَهْلًا يَسِيْرَا الزعفَرانيُّ: 8751 - سَرَّكَ اللَّهُ بِالبِناءِ الجَدِيدِ ... نِلْتَ حَالَ الشَكُورِ لَا المُستَزِيدِ بَعْدَهُ: هَذِهِ الدَّارُ جَنَّةُ الخُلْدِ فِي الدُّ ... نْيَا فَصِلْهَا وَأختهَا بِالخلُودِ يُهَنِّي الصَّاحِبُ ابن عبَّادٍ بِدارِ جَدِيْدَةٍ. أَحمَدُ بن أَبِي فَننٍ: 8752 - سَرَّ مَنْ عَاشَ مَالُهُ فَإِذَا ... حَاسَبَهُ اللَّهُ سَرَّهُ الإِعدَامُ أبْيَاتُ أحْمَدَ بن أَبِي فَنَنٍ، أوَّلُهَا: أقْصَرْتُ شَرَّتِي وَوَلَّى الغَرَامُ ... وَارْتجَاعُ الشَّبَابِ مَا لا يُرَامُ أخَلَقَتْ غُرَّةُ اللَّيَالِي جَدِيْدًا ... وَاللَّيَالِي يُخْلقْنَ وَالأيَّامُ فَعَلى مَا عَهِدْتهُ مِن شَبَابِي ... وَعَلى الغَانِيَاتِ مِنِّي السَّلامُ وَيُرْوَى مِنْهَا وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ لِعَلِيّ بنِ الجهَم. ¬
يُحْرَمُ الحَازِمُ المُجدُّ وَقَدْ ... يُرْزَقُ قَوْمٌ وَإنَّهُم لَلِئَامُ فَدَعِ الحِرْصَ وَالحَرِيْصَ وَلَا ... تَمْتَهِنِ النَّفْسَ إنَّهَا أيَّامُ سَرَّ مَن عَاشَ مَالهُ فَإِذَا ... حَاسَبَهُ اللَّهُ سَرَّهُ الإعْدَامُ السَريُّ الرَّفَاء: 8753 - سِرِيْ لَدَيكَ كَأَسرَارِ الزُجَاجَةِ لَا ... يَخفَى عَلَى العَيْنِ مِنْهَا الصَّفوُ وَالكَدَرُ؟ وقَالَ آخَر: سِرِّي وَسِرّكَ لَمْ يَعلَمْ بِهِ أحَدٌ ... إِلَّا لهُو إِلَّا أنْتَ ثمَّ أَنَا وقَالَ آخَر: وَحَاجَةٍ لا يَرَاهَا النَّاسُ تُنْقِصُنِي ... يَرْفَضُّ لَو أَنَّهَا فِي جَوفِهِ الحَجَرُ أسْرَرْتُهَا دُونَ أقْوَامٍ ذَوِي ثِقَةٍ ... إِنَّ الحَدِيْثَ إِذَا مَا شَاعَ يَنْتَشِرُ لَهُ أَيْضًا: 8754 - سِر سَرَّكَ اللَّهُ مَاذَا أَنتَ مُنتَظِرُ فَقَدْ ... جَرَى بِالَّذِي تَهوَى لَكَ القَدَرُ بَعْدَهُ: وَأظْفَرْتُكَ بِمَا أمَّلْتَ أرْبَعَةٌ النَّصْرُ ... وَالفَتْحُ وَالإقْبَال وَالظَّفَرُ مَلِكٌ تَجَدَّدَ لَمْ يَدم السِّنَانُ لَهُ عِزًّا ... وَلَمْ يَتَثَنَّ الصَّارِمُ الذَّكَرُ بَابُ السَّعَادَةِ مَفْتُوحٌ لِدَاخِلِهِ ... وَأَنْتَ دَاخِلُهُ وَالسَّادَةُ الغُرَرُ فَالمُلْكُ مُبْتَسِمٌ وَالأمْرُ مُنْتَظِمٌ ... وَالدَّهْرُ مِنْ دَوْلَةِ الأوْغَادِ يَعْتَذِرُ يُخَاطِبُ السرّيُّ بِهَذَا الأمِيْر نَاصرَ الدَّوْلَةِ أبَا مُحَمَّدٍ الحَسَن بن عَبْدُ اللَّهِ بن حَمْدَانَ وَقْتَ مَسِيْرِهِ إِلَى العِرَاقِ. ¬
8755 - سِرْ طَالِبًا غَايَاتَها إِمَّا تُرَى ... فوقَ الثُرَيَّا أَوْ تُرَى تَحْتَ الثَّرَى سِرْ فِي أَمَانِ اللَّهِ مُكتَنِفًا ... حَتَّى تَعُودَ مُبَلَّغَ الأَمَلِ أَبُو شرحبيلَ الشاميُّ: 8757 - سِرْ فِي بِلَادِ اللَّهِ وَالتَمِسِ الغِنى ... وَدَعِ الجُلوسَ مَعَ العِيَالِ مُخَيِّمَا بَعْدَهُ: لا خَيْرَ فِي حُرٍّ يُجَالِسُ عرْسَهُ ... وَيَبِيْعُ قُرْطَيْهَا إِذَا مَا أُعْدِمَا الجَهرَميُّ: 8758 - سِرْ لَكَ اللَّهُ مِنْ مُقيمٍ وَسَائرُ ... وَعَلَى مَا تَرُومُ عَوْنٌ وَنَاصِرُ بَعْدَهُ: فِي ظِلالٍ مِنَ السَّلامَةِ وَافٍ ... وَنَصِيْبٍ مِنَ الكَرَامَةِ وَافِرُ نَاهِضًا بِالسُّعُودِ غَيْرَ خَوَافٍ ... رَاكِضًا بِالجُدُودِ غَيْرُ عَوَاثِرُ سَفَرٌ كَيْفَ مَا تَوَجَّهْتَ قَابَلْتَ ... وُجُوهَ السُّعُود فِيْهِ سَوَافِرُ العَبدِيُّ: 8759 - سِرْنَا إِلَيهِمْ كَأَنَّ الأَرضَ سَائِرَةٌ ... بِمَا عَلَيْهَا مِنَ الأَجبَالِ وَالأَكَمِ يُشِيْرُ بِهَذَا إِلَى كَثْرَةِ الجَيْشِ وَتَطْبِيْقِهِ وَجْهَ الأرض. 8760 - سُرُورٌ وَتَوفِيق وَيُمْنٌ تَنَالُهُ ... وَعِزٌّ وَإِقبَالٌ عَلَيكَ يَدُومُ 8761 - سُرُورِيْ أَنْ تَدُومَ لَكَ اللَّيَالِي ... بِمَا تَهوَى كأنِّي عَنكَ رَاضِ ¬
أَبُو هِلَالٍ العَسكَرِيُّ: 8762 - سُرُورٌ يُقِيمُ وَلَا يَرحَلُ ... وَنَعمَاءُ آخِرُهَا أَوَّلُ أَبُو خِرَاشٍ: 8763 - سَرَوْا وَاللَّيلُ يَجمَعُنَا وَلَكِنْ ... يَبُوحُ بِهِمْ وَيَكتُمُنَا الظَّلَامُ بَعْدَهُ: إِلَى أنْ صَبَّحْتَهُمْ بِالمَنَايَا ... كرَامٌ فَوقَ أظْهُرهَا كِرَامُ أقُولُ لِمُطْعِمٍ لَمَّا التَقَيْنَا ... وَقَدْ وَلَّى وفي يَديَ الحُسَامُ أتَجْعَلُ بَيْنَنَا عِشْرِيْنَ كَعْبًا ... وَتَهْربُ سَوْءَة لَكَ يا غُلامُ إِبراهِيم الغَزِّيُّ: 8764 - سَرَى الَجدُّ حَتَّى فِي الحُرُوفِ مُؤَثّرًا ... فَمِنهُنَّ فِي القُرطَاسِ غُفْلٌ وَمُعجَمُ البُحتُرِيُّ: 8765 - سُرَى الغَيثِ يُروَى غُزرُهُ حِينَ يَنبَرِي ... وَتَتبَعُهُ أَكلَاؤُهُ حِينَ يُقلَعُ الحَيصُ بَيصُ: 8766 - سَرَى ذِكرُ فَضلِي حَيْثُ لَا الرّيحُ ... تَهتَدِي طَريقًا وَلَا الطَّيرُ المُحَلّقِ وَاقِعُ قَالَهُ فِي خُطْبَةٍ خَطَبَهَا يَفْتَخِرُ بِنَفْسِهِ. وَمِنْ بَابِ (سَرَى) قَوْل سَابِقٍ البَرْبَرِيّ (¬1): [من الوافر] ¬
سَرَى هَمِّي فبَاتَ لَهُ غَوَاشٍ ... كَأَنَّ الهَمَّ مَوْعِدُهُ فِرَاشِي فَذُدْ عَنْكَ الهُمُومَ بِأمْرِ حَزْمٍ ... كَمَا زِيْدَتْ عَنْ الشَرِعِ المَوَاشِي وَأصْدِرُهَا إِذَا وَرَدَتْ طُرُوْقًا ... بِرَأْيٍ مِنْ زَمَاعِكَ وَانْكِمَاشِ وَإِنْ أعَيَى عَلَيْكَ الصَّعْبُ يَومًا ... فرضهُ بِالحِزَامِ وَبَالحِشَاشِ وَدع عَنْكَ القَوَارِصَ حِيْنَ يَنْمَى ... فَإنَّ البِئْرَ يَفْعَمُ بالرَّشَاشِ وَلَا تَبْذِلْ بِسِرِّكَ كُلُّ سرٍّ ... إِذَا مَا جَاوَزَ الاثَنيْنِ فَاشِ وَإِنْ وَاشٍ لَدَيْكَ بَغَى صدِيْقًا ... فَلا تَدَعِ الصَّدِيْقَ لِقَوْلِ وَاشِ وَلَا تَأسَفْ عَلَيْهِ إِذَا تَوَلَّى ... وَلَا تَكُ حِيْنَ تَجْمُعُ ذَا انْحِيَاشِ وَلَا تَكُ حِيْنَ يذْكرُ أهْلُ غشٍّ ... لإخوَانِ المَوَدَّةِ وَاغْتِشَاشِ وإنْ هَشَّ الكِرَامُ إِلَى المعالي ... فَكُنْ حُرَّ الضَّرِيْبَةِ ذَا اهْتِشَاشِ وَلَا تَكُ وَاقِفًا فِي كُلِّ شَيْءٍ ... كَكَلْبِ السُّوءِ يُوْلَعُ بِالهِرَاشِ وَلَا تَصْحَبْ قَرِيْنَ السُّوءِ وَانْظُرْ ... لِنَفْسِكَ مَنْ تُجَالِسُ أو تُمَاشِي وَكُنْ فِي الرَّدع ذَا ثبْتٍ وَقَهْرٍ ... إِذَا نَهَضُ الكِبَاشُ إِلَى الكِبَاشِ وَلَا تَنْسَ الحقُوقَ إِذَا تَعَاشَى ... عنِ الحَقِّ المُبِيْنِ ذَوُو التَّعَاشِ وَمَنْ يَنْعشْ مَلِيْكُ النَّاسِ يَنْعشْ ... وَمَنْ يخفضْ فَلَيْسَ بِذِي انْتِعَاشِ وَيَخْشَى المَرْءُ مَا لا بُدَّ مِنْهُ ... وَلَا يَنْجُو مِنَ الحَدَثَانِ خَاشِ وَكَمْ غَالَ الحَوَادِثُ مِنْ ملُوكٍ ... لَهُمْ رِيْش يَزِيْدُ عَلَى الرِّيَاشِ فَمَا دَفَعَ الحَوَاشِي المَوْتَ عَنْهُم ... وَلَا دَفَعَ الملُوكُ عَنِ الحَوَاشي فَأجْلُو عَنْ مَسَاكِنَ فَارَقُوهَا ... كَمَا جَلَتِ الفِرَاخُ عَنِ العِشَاشِ وَقَدْ أعْشَى هَوَى الدُّنْيَا رِجَالًا ... فَصَارُوا فِي الجِّهَالَةِ كَالفَرَاشِ وَقَدْ يَشْفِي الصَّوَابُ صُدُورَ قَوْمٍ ... كَمَا يُشْفِي الشَّرَابُ صدَى العِطَاشِ 8767 - سَرِيعٌ إِلَى ابنِ العَمِّ يَشتِمُ عِرضَهُ ... وَلَيسَ إِلَى دَاعِيْ النَّدَى بِسَرِيعِ ¬
صَالِحُ بن عَبد اللَّه بن الحَجاج الفقعسِيُّ: 8768 - سَرِيعٌ إِلَى الأَضيَافِ بِالرُّحبِ وَالقرَى ... إِذَا نَبَّهَ الأَضيَافُ مَنْ لَا يُحِبُهَا ابْنُ المُعتَزِّ: 8769 - سَرِيعٌ إِلَى الأَعدَاءِ أَمَّا ... جَنَانُهُ فَمَاضٍ وَأَما وَجهُهُ فَجَميلُ بَعْدَهُ: وَيَقْرَى السُّؤَالُ العُذْرَ مِنْ بَعْدِ مَالِهِ ... وَيَسْتَغْفِرُ المَعْرُوْفَ وَهُوَ جَزِيْلُ الرضي المُوسَوِيُّ: 8770 - سَرِيعٌ إِلَى دَعوتِي فِي الأُمورِ ... وَإنّي إِلَى صَوتهِ أَسرَعُ أَبُو نوَاسٍ: 8771 - سُعَادُ تَلُومُنِي ذُكِرَتْ بِخَيرٍ ... وَتَزعُمُ أَنَّنِي مَذِن خَبِيثُ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ كَذَا وَلَا رَدًا عَلَيْهَا ... وَلَكِنَّ المَلوُلَ هُوَ النكُوثُ رَأتْ شَغَفِي بِهَا وَقَدِيْمَ وَجْدِي ... فَمَلّتنِي كَذَا كَانَ الحَدِيْثُ 8772 - سَعَادَةُ المَرءِ أَنْ يَكُونَ لَهُ بَيْتٌ ... سَوِيّ وَكِسوَةٌ حَسَنَة بَعْدَهُ: وَعِنْدَهُ زَوْجَةٌ مُوَافِقَةٌ ... مَوْصُوْفَةٌ بِالجمَالِ مُؤْتَمَنَة وَجَاءَهُ مَكْسَبٌ يَلَذُّ بِهِ ... وَلَمْ يُفَارِقْ لِكَسْبِهِ وَطَنَه وَعَاشَ مَا عَاشَ فِي بُلْهَنْيَةٍ ... كَأنَّمَا عَاشَ ألْفَ ألْفَ سَنَة ¬
أَبُو فراسٍ: 8773 - سَعَادَةُ المَرءِ فِي السَّراءِ إِنْ رَحَحَتْ ... وَالعَدلُ أَنْ يَتَساوَى الهَمُّ وَالجَذَلُ ابْنُ الهبَّارِيَّةِ: 8774 - سَعَادَةُ المَرءِ وَيُمنُ طَيرِه ... قَتلُ أَعَادِيهِ بِكَفِّ غَيرِهِ 8775 - سَعَوا بِي حُسَّادِي إِلَيكِ فَصُدِّقُوا ... وَلَو كُنتِ تَهوينِي لَكَذَّبتِ مَا قَالُوا بَعْدَهُ: وَلَكِنَّهُم لَمَّا رَأوكِ غَرِيَّةً بِهَجْرِي ... تَوَاصَوا بِالنَّمِيْمَةِ وَاحْتَالُوا وَقَدْ صُرْتِ أُذْنًا للوشَاةِ سَمِيْعَةً ... يَنَالُونَ مِنْ عرضِي وَلَو شِئْتِ مَا نَالُوا بَرِئْتُ مِنَ الأحْبَابِ إِنْ كَانَ ذَا الَّذِي ... تَقَوّلَهُ الوَاشُونَ عَنِّي كَمَا قَالُوا وَمِنْ بَابِ (سَعِدَ) قَوْلُ آخَرٍ تَهْنِئَةً بِعِيْدٍ: سَعَدَتْ بِكَ الأيَّامُ وَالأعْيَادُ ... وَعَنَتْ لَكَ الأنْدَادُ وَالأضْدَادُ وَغَدَتْ عَلَيْكَ وَصَرْفُهَا طَوْعُ الهَوَى ... وَأبِيُّهَا لَكَ بَالرِّضا مُنْقَادُ وَتَظَاهَرَتْ لَكَ كُلَّ يَوْمٍ أنْعُمٍ ... يَعْيَا بِهَا الإحْصَاءُ وَالتِّعْدَادُ فَتَمَلَّهُ مَا كَرَّ دَهْرٌ صَرْفُهُ ... لِعِدَاكَ فِي إفْنَائِهِم مِيْعَادُ وَانْعمْ بِعَيْشٍ نَاضِرٍ خَضِل النَّدَى ... قَمِنٌ يَطِيْبُ مَذَاقَهُ الإحْمَادِ فَلأنْتَ لِلأحْرَارِ طُرًّا مَوْعِدٌ ... وَلَا مَلِيْكَ عَلَى الزَّمَانِ عِتَادُ الأَبلَهُ: 8776 - سَعَى إِلَى الغَايَةِ القُصوَى فَأَدرَكَهَا ... لَمَّا تَقاصَرَ عَنهَا سَعْيُ سَاعِيهَا زُهيرُ بنُ أَبِي سُلمَى: ¬
8777 - سَعَى بَعدَهُم قَومٌ لِكَيْ يُدرِكُوهُمُ ... فَلَمْ يَفعَلُوا وَلَم يَنَالُوا وَلَم يَالُوا النَّابِغَةُ الذُبيانيُّ: 8778 - سَعَى بِيْ إِلَيكَ الحَاسِدُونَ بِبَاطِلٍ ... مِنُ القَولِ لَمْ يَخطِر بِبَالِي وَلَا وَهمِي بَعْدَهُ: تَبَيَّنْ وَلَا تَأخُذْ بَرِيْئًا بِكَاذِبٍ ... ظَنِيْنَ وَخَفْ فِي ذَاكَ عَاقِبَةَ الظُّلْمِ وَهَذَا مِنْ اعْتِذَارَاتِهِ إِلَى النُّعْمَانِ مِثل قَوْلِهِ أَيْضًا: تَوَعَّدَنِي أبَيْتُ اللَّعْنَ ظلْمًا ... وَإنَّ وَعِيْدَكَ المَوْتُ الزُّؤَامُ وَشَى بِي الحَاسِدُونَ بِزُورِ ... قَوْلٍ وَزُورُ القَوْلِ مسمَعُهُ أثَامُ فَأيُّ الأرْضِ يُمْكِنُ بَعْدَ هَذَا ... زِيَادًا فِي مَعَاقِلِهَا المَقَامُ وَهَلْ يُنْجِي فِرَارٌ مِنْكَ عَبْدًا ... وَأَنْتَ الشَّمْسُ نُوْرًا وَالظَّلامُ 8779 - سَعَيتُ ابتِغَاءَ الشُكرِ فِيمَا صَنَعتَ بِي ... فَقَصَّرتُ مَغلوبًا وَإِنِّي لَشاكِرُ البُحتُرِيُّ: 8780 - سَعَيتَ شَبَابَ الدَّهرِ لَم تَستَطِعهُمُ ... أَفَالآنَ لَمَا أَصبَحَ الدَّهرُ فَانِيَا قَبْلَهُ: تَحَسَّبْ بِيَرْبُوعٍ لِتدْركَ دَار ... مَا ضِلالًا لِمَن مَنَّاكَ تِلْكَ الأمَانِيَا سَعَيْتَ شَبَابَ الدَّهْرِ لَم تَسْتَطِعْهُم. البَيْتُ. 8781 - سعيْدُ الدَّارِ خَيرٌ مِنْ أَبيِهِ ... وَكَلبُ الدَّارِ خَيرٌ مِن سَعيِدِ ¬
أَبُو نَصرٍ بن نُباتَةَ: 8782 - سَعَى رِجَالٌ فَنَالُوا قَدرَ سَعيِهِم ... لَمْ يَأتِ رِزقٌ بِلَا سَعي وَلَا طَلَبِ بَعْدَهُ: حُسْنُ التَّأنِّي مَفَاتِيْحُ الغِنَى ... وعلى قَدْرِ المَطَالِبِ تُلْقَى شِدَّة التَّعَبِ الحَارثُ بنُ ظَالمٍ: 8783 - سَفَاهَةَ فَارِطٍ لَمَا تَرَوَّى ... هَرَاقَ الماءِ وَاتَّبَعَ السَّرابَا قَبْلَهُ: سَفِهْنَا فِي اتِّبَاعِ بَنِي بَغِيْضٍ ... وَتَرْكِ الأقْرَبِيْنَ بِنَا انْتِسَابَا سَفَاهَةَ فَارِطٍ لَمَّا تَرَوَّى. البَيْتُ. قَوْلُهُ: سَفَاهَةَ مُحْلِبٍ: أي لَهُ حَلَبَةٌ يَحْلِبُونَ نُوقَهُ أُجَرَاءُ، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ مُكْتِبٌ أي لَهُ كُتَّابٌ يَكْتِبُونَ لَهُ أُجَرَاءُ. إسحَاق بن عُمر النيسَابوريُّ: 8784 - سَفَرٌ بَعِيدٌ وَالمَسالِكُ وَعرَةٌ ... وَالزَّادُ نَزرٌ وَالطَّرِيقُ مَخوُفُ 8785 - سَفَرٌ تَطِيرُ لَهُ العَصَا شِقَقًا ... بِالنَّحسِ وَالدَّبَرَانِ وَالصُّرَدِ الجَهرَميُّ: 8786 - سَفَرٌ كيفَ مَا تَوَجَّهتَ قَابَلتَ ... وُجُوهَ السُّعُودِ فِيهِ سوَافِرُ الحَارثُ بن ظالمٍ: 8787 - سَفهْنَا فِي اتِّبَاعِ بَنِي بَغيْضٍ ... وَتَركِ الأَقرَبيِنَ بِنَا انتِسَابَا ¬
ابْنُ المُعتَزِّ: 8788 - سَقَاكَ حَيًا دَانِي الرَّبَابِ مُجَلجِلٌ ... إِذَا مَا وَنَى قَالَتْ رَوَاعِدُهُ زِدِ ابْنُ التَعاويذيُّ: 8789 - سَقَاكِ سَارٍ مِنَ الوَسمِيّ هَتَّانٌ ... وَلَا رَقَتْ لِلغَوَادِي فِيكَ أَجفَانُ الجَاحِظ: 8790 - سَقَامُ الحِرصِ لَيسَ لَهُ شِفاءُ ... وَدَاءُ الجَهلِ لَيسَ لَهُ طَبِيبُ قَبْلَهُ: يَطِيْبُ العَيْشُ أنْ تَلْقَى حَلِيْمًا ... غَذَاهُ العِلْمُ وَالنَّظَرُ المُصيْبُ لِيَكْشِفَ عَنْكَ حِيْرَةَ كُلِّ رَيْبٍ ... وَفَضلُ العِلْمِ يَعْرِفهُ الأرِيْبُ سِقَامُ الحُرْصِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءٌ. البَيْتُ. 8791 - سَقَامٌ مَا يُصَابُ لَهُ طَبِيبُ ... وَأَيَّامٌ مَحَاسِنُهَا عُيُوبُ بَعْدَهُ: وَدَهْرٌ لَيْسَ يَقْبَلُ مِنْ أدِيْبٍ ... كَمَا لَمْ يَقْبَل التَّأدِيْبَ ذِيْبُ يُحِبُّ عَلَى المَصايِبِ وَالرَّزَايَا ... فَلا كَانَ المُحِبُّ وَلَا الحَبِيْبُ دَاودُ بن علي في قُريشٍ: 8792 - سُقَاةُ الحَجِيجِ وَأَهلُ الكِتَابِ ... وَرَهطُ النَّبِيِّ أَبِي القِسَم صَلى اللَّه عليه وسلم 8793 - سَقَاهُ الرَّدَى سَيفٌ إِذَا سُلَّ أَومَضَتْ ... إِلَيهِ ثَنَايَا المَوتِ مِنْ كُلِّ مَرقَبِ ¬
8794 - سُقتُ الرَّجَاءَ إِلَى جَنَابِكَ آمِلًا ... جَدوَاكَ يَأمَن كُلُّهُ إِحسَانُ وَمِنْ بَابِ (سَقَتْ) قَولُ عبدِ اللَّهِ بن عبدِ اللَّهِ بن طِاهِرٍ (¬1): سَقَتْنِي فِي لَيْلٍ شَبِيْهٍ بِشَعْرِهَا ... شَبِيْهًا بَخَدَّيْهَا بِغَيْرِ رَقِيْبِ فَمَا زِلْتُ فِي لَيْلَيْنِ شَعْرٍ وَمِنْ دُجًى ... وَشَمْسَيْنِ مِنْ رَاحٍ وَوَجْهِ حَبِيْبِ 8795 - سَقَتهُ ذُعَافًا عَادَةَ الدَّهرِ فِيهِم ... وَسُمُّ اللَيالِي فَوقَ سُمِّ الأَسَاوِدِ البِنصُ: 8796 - سَقَطَتْ نُفُوسُ بَنِي الكِرامِ فَأَصبَحُوا ... يَتَطَلَّبُونَ مَكَاسِبَ الأَنذَالِ بَعْدَهُ: وَلَطَالَمَا طَلَبَ الزَّمَانُ مَسَاءَتِي ... ألّا صَبَرْتُ وَلَو أضرَّ بِحَالِي نَفْسِي تُرَاوِدُنِي وَتأبَى همَّتِي ... أنْ أسْتَفِيْدَ غِنًى بِذُلِّ سُؤَالِي هُوَ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّد بن عَمْرُو النَّيْسَابُورِيّ المَعْرُوف بِالبَنْصِ. 8797 - سُقمٌ أُتيحَ لَهُ بُرءٌ فَزَحزَحَهُ ... وَالرُّمحُ يَنئَادُ حِينًا ثُمَّ يَعتَدِلُ 8798 - سُقمِي شِفاءٌ إِذَا عُدتُم فَدَيتُكُم ... وصحَّتِي فِي بِعادِي عَنكُمُ سَقَمُ يَقُولُ مِنْهَا: يَسْوَدُّ مُبْيَضُّ أيَّامِي لِغَيْبتكُمُ ... وَيَنْجَلِي بِكُمُ عَنْ لَيْلِيَ الظُّلْمُ وَأستَلِذُّ بِذُلِّي فِي مَحَبَّتِكُمْ ... يا مَنْ بِهم يَعْذبُ التَّعْذِيْبُ وَالألَمُ وَمَا أحَبَّ إِلَى سَمْعِي وَأطْرَبَهُ ... عَذلٌ إِذَا شَابَهَ الحَادِي بِذِكْرَكُمُ ¬
صَلَّى إِلَى حُبِّكُم قَلْبِي وَطَافَ بِهِ ... فَأنْتُم كَعْبَةُ المُشْتَاق وَالحَرَمُ فتًى من قُريشٍ: 8799 - سَقَونِي وَقَالُوا لَا تَغَنَّ وَلَو سَقَوا ... جِبَالَ حُنينٍ مَا سَقونِي لَغَنَّتِ قَبْلَهُ: سَقونِي عَلَى الجوْزَاءِ كَأسًا رَوِّيَةً ... وَأُخْرَى عَلَى الشَّعْرَى فَلا تَوَلَّتِ سَقونِي وَقَالُوا لا تَغَنَّ. البيتُ وَبَعْدَهُ: مُحَرَّمَةٌ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُونُهَا ... فَلَمَّا اسْتَحَلُّوا قَتْلَ عُثْمَانَ حَلَّتِ يُرْوَى هَذَا الشّعْرُ لِبَعْضِ فُتْيَانِ قُرَيْشٍ وَقْدُ وُجِدَ سَكْرَانَ فِي بَعْضِ شَوَارِعِ مَكَّةَ فَأُخِذَ لِيُضْرَبَ فَقَالَهُ فَخُلِيَ سَبِيْلهُ. 8800 - سَقَى البَارِقُ العُلويُّ عَذبًا مِنَ الحَيَا ... مَحَلَّتَنَا بَينَ العُذَيبِ وَبَارِقِ بَعْدَهُ: وَأغْنَى مَغَانِيْهَا وَأرْضَى رِيَاضهَا ... وَشَقَّ بِلَطْمِ القَطْرِ خَدَّ الشَّقَايِقِ أَبُو بَكرٍ اليوسُفِيُّ: 8801 - سَقَى الدَّارَ رِيًّا وَرِيَّا مَعًا ... وَأَروَى مَنازِلَ أَروَى بِهَا بَعْدَهُ: دِيَارٌ بِهَا كُنْتُ أدَّعِي المُنَى ... وَآتِي المَعِيْشَةَ مِنْ بَابِهَا الدُغَبَاذيُّ: 8802 - سَقَى الكُمَاةَ كُؤُوسَ المَوتِ مُنزعةً ... عَلَى غِنَاءِ صَهيلِ الضُمَّرِ القُودِ ¬
محمَّد بن حسَّان الضّبِيُّ: 8803 - سَقيًا لِلَفظِكَ مَا أَحلَا مَخَارِجَهُ ... لَولَا عَقارِبُ فِي أَثنَائِهِ سُودُ 8804 - سَقَى اللَّهُ أَرضَ الغائِبينَ بِوَابِلٍ ... وَرَدَّ إلَى الأَوْطانِ كُلَّ غَرِيبِ أَعرابِيٌّ: 8805 - سَقَى اللَّهُ أَرضَ الغَوطَتَينِ وَأَهلَها ... فِلي بجنُوبِ الغَوطَتَينِ شُجُونُ 8806 - سَقَى اللَّهُ أَكنَافَ العِرَاقِ وَمَن بِهِ ... فَقَد حَلَّها شَخصٌ عَلَيَّ كَرِيمُ سوَّارُ بن الطّربِ: 8807 - سَقَى اللَّهُ اليَمَامَةَ مِن بِلَادٍ ... نَوافِجُها كأَروَاحِ الغَوَانِي بَعْدَهُ: وَجَوٌّ زَاهِرٌ لِلرِّيْحِ فِيْهِ ... نَسِيْمٌ لا يَرُوعُ التُرْبَ وَانِي بِهَا سُقْتُ الشَّبَابِ إِلَى مَشِيْبٍ ... يُفَتِّحُ عِنْدَنَا حُسْنَ المَعَانِي اسْتَشْهَدَ الرَّشِيْدُ بن المَهْدِيّ بِهَذِهِ الأبْيَاتِ، وقَالَ الحَاتِمِيّ: هَذِهِ تُرْوَى لِمَالِكِ بن الرِّيْبِ. 8808 - سَقَى اللَّهُ أَوطارًا لَنَا وَمآرِبًا ... تَقَطَّعَ مِن أَقرانِهَا مَا تَقَطّعَا بَعْدَهُ: أحِنُّ وَأسْتَسْقِي لَهَا الغَيْثَ دَائِمًا ... وَأثْنِي فَأسْتَسْقِي لَهَ العَيْنَ أدْمُعَا لأحْتَسِبُ الأيَّامَ بَيْنِي وَبَيْنهَا بُدِيًّا ... وَإِنْ عَفَّت عَلَى ذَاكَ مَرْجِعَا ¬
لَيَالِي لَو نَازَعْتَهَا رَجْعَ أمْسِهَا ... ثَنَى جِيْدُهُ طَوْعًا إلَيَّ لِيَرْجِعَا وَفَاضَتْ فُكَاهَاتِ الحَدِيْثِ بَيْنَنَا ... كَأحسَنِ مَا فَاضَ الحَدِيْثُ وَأمْتَعَا مُسلم بنُ الوَليدِ: 8809 - سَقَى اللَّهُ أَيًّا مَا لَنَا غَيرَ رُجَّعٍ ... وسقيًا لِعَصرِ العَامِرِيَّةِ مِن عَصرِ بَعْدَهُ: لَيَالِيَ أعْطَيْتُ البَطَالةَ مِقْوَدِي ... تَمُرُّ اللَّيَالِي وَالشُّهُورُ وَلَا أدْرِي قال وكان الأصمعي ردَّدهما كثيرًا. وَيُرْوَى البَيْتُ الأوَّلُ: [سقى اللَّه أيامًا لنا] لَسْنَ رُجَّعًا ... وَسَقيًا لِقَصْرِ الحَاجِبِيَّةِ مِن قصرِ 8810 - سَقَى اللَّهُ أَيَّامًا لَنَا وَلَيالِيًا ... مَضَينَ فَأَبقَى ذِكرُهُنَّ غَلِيلَا بعدَهُ: وَدَهرًا أراناهُ قصيرًا صفاؤُهُ ... وَإِن كَانَ في عَدِّ السِّنين طَويلَا هَارونُ بن عَليٍ: 8811 - سَقَى اللَّهُ أَيَّامًا لَنَا وَلَيالِيًا ... مَضَينَ فَمَا يُرجَى لَهنَّ رُجُوعُ بَعْدَهُ: إِذَا العَيْشُ غَضٌّ وَالأحِبَّةُ ... جِيْرَةٌ جَمِيعٌ وإذْ كُلَّ الزَّمَانِ رَبِيْعُ ويروى (وإذْ كل أوقات الزمان ربيع). وَإذْ أَنَا إمَّا لِلعَوَاذِلِ فِي الصِّبَا ... فَعَاصٍ وَإمَّا لِلهَوَى فَمُطِيْعُ قَالَ الصَّاحِبُ بن عَبَّادٍ أبْيَاتُ هَارُونُ بن عَلِيّ بن يَحْيَى بن أَبِي مَنْصُورٍ المُنَجِّمِ هَذِهِ ¬
إِنْ أرِدْتُهَا كَانَتْ أعرابيًا فِي شملتهِ، وإنْ هُوَ شِعْرٌ فِي نَقَاءِ شِعْرِ العَرَبِ وَفَصَاحَتِهِ وَسَلامَةِ شِعْرِ الحَضرِ وَمَلاحَتِهِ وَكَانَ يُورِدُهُ وَيَسْتَحْسِنُهُ كَثيْرًا. 8812 - سَقَى اللَّهُ دَارَاتٍ مَرَرتَ بِأَرضِهَا ... فَأَدّتكَ نَحوِي يَا زيَادَ بنَ عَامِرِ بَعْدَهُ: أصَائِلُ قُرْبٍ أرْتَجِي أنْ أنَالَهَا ... بِلُقْيَاكِ قْدْ زَحْزَحْنَ حَرّ الهَوَاجِرِ كَتَبَ بِهَا الصَاحِبُ ابن عبَّادٍ إِلَى القَاضِي أَبِي بَشِيْرٍ الفَضْلُ بن مُحَمَّد الجرْجَانِيّ عِنْدَ وُصُولهِ إِلَى بَابِ الرَّيِّ وَافِدًا عَلَيْهِ. الحُسين بن الضّحاك: 8813 - سَقَى اللَّهُ عَيشًا لَم أَبت فِيهِ لَيلَةً ... مِنَ الدَّهرِ إِلَّا مِن حَبيبٍ عَلَى وَعدِ 8814 - سَقَى اللَّهُ قَلبِي مَا أَعَفَّ عَنِ الهَوَى ... وَأَقسَى عَلَى نَأيِ الحَبيبِ وَأَجلَدَا أَبُو طَالب بن عَزَّور: 8815 - سَقَى اللَّهُ لَيلًا بِالثَّنِيَّةِ بتُّهُ ... إلَي أَن بَدَا بُردُ الظَّلَامِ سَحِيقَا بَعْدَهُ: عَشِيَّةَ كنَّا فِي مَلاءَةِ صَبْوَةٍ ... مِنَ الوَجْدِ ضَمَّتْ شَايِقًا وَمَشُوقَ لَيَالِي لا الهَجْرَان نَحْوِي شَاخِصٌ ... وَلَا يَجِدُ الوَاشِي إليَّ طَرِيْقَا الوَأواء: 8816 - سَقَى اللَّهُ لَيلًا ضَمَّنَا بَعدَ هَجعَةٍ ... فَأَفنيتُهُ حَتَّى الصَّبَاحِ عِنَاقَا ¬
بَعْدَهُ: بِطِيْبِ نَسِيْمٍ مِنْهُ يَسْتَجْلِبُ الكَرَى ... وَلَو رَقَدَ المَخْمُورُ فِيْهِ أفَاقَا عَلِيُّ بن الجَهمِ: 8817 - سَقَى اللَّهُ لَيلًا ضَمَنَّا بَعدَ هَجعَةٍ ... وَأَدنَا فؤادًا مِن فؤادٍ مُعَذَّبِ بَعْدَهُ: فَبِتْنَا جَمِيْعًا لَو تُرَاقُ زُجَاجَةً ... مِنَ الخَمْرِ فِيْمَا بَيْنَنَا لَمْ تسَرَّبِ قَالَ الفَتْحُ بن خَاقَان: أتَيْتُ مَنْزِلي فَتَلَقَّانِي بَعْضُ حَظَايَايَ فَقَبَّلَتْنِي، فَلَقَيْتُ بيْنَ ثَنَايَاهَا نَسِيْمًا لَو رَقَدَ المَخمُور فِيْهِ لأفَاقَ. أخَذَهُ هَذَا الشَّاعِرُ فَنَظَمَهُ فَقَالَ: سَقَى اللَّهُ لَيْلًا ضَمَّنَا بَعْدَ هَجْعَةٍ. البَيْتَانِ. أَبُو سَعيد الرُستُمي: 8818 - سَقَى اللَّهُ لَيلَى حَيثُ سَارَت ... رِكابُها ورَدَّ عَلَينا وَصلَهَا وَزَمانَهَا الرضي الموسوَي: 8819 - سَقَى اللَّهُ نَفسِي مَا أَضرَّ بقاءَهَا ... بِجِسمي وَأَغراهَا بِمَا هُوَ عَارِقِي قَوْلُ السَّيِّد الرَّضِيّ: سَقَى اللَّهُ نَفْسِي مَا أضَرَّ بَقَاءَهَا. تَبَاعَدَ عَنِّي مِنْ غَرَامي لأجْلِهِ ... وَيَقْرَبُ مِنْ قَلْبي لَهُ غَيْرُ وَامِقُ وَكُلُّ غَرِيْبٍ يَألَفُ الهَمَّ قَلْبُهُ ... وَلَا سَيَّمَا قَلْبُ الغَرِيْبِ المُفَارِقِ فَكَيْفَ بِطَرْفٍ لَحْظُهُ لَحْظُ مُدْنَفٍ ... سَقِيْمٍ وَجِسْمٍ قَلْبُهُ قَلْبُ عَاشِقُ إِذَا كُنْتُ مِمَّن يَجْحَدُ الشَّوْقَ فِي النَّوَى ... فَلِمْ فَاضَ دَمْعِي مِن حَنِيْنِ الأيَانِقِ وَلِمْ أَنَا وَقَّافٌ عَلَى كُلِّ مَنْزِلٍ ... وَلِم أَنَا مُرْتَاحٌ إِلَى كُلِّ بَارِقِ تَعَطَّلَت الأحْشَاءُ مِنْ كُلِّ أنَّةٍ ... فَلا القُرْبُ يُصِيْبُنِي وَلَا البُعْدُ شَايِقِي ¬
وَمَا فِي الغَوَانِي مِنْ سُرُوْرٍ لِنَاظِرٍ ... وَلَا فِي الخُزَامَى مِنْ نَسِيْمٍ لِنَاشِقِ رَمَى اللَّهُ بِي مِنْ هَذ الأرْضِ غَيْرَهَا ... وَقَطَّعَ مِنْ هَذَا الإمَام عَلائِقِي فَكَمْ مِنْهُمُ مِنْ وَاعِدٍ غَيْرُ مُنْجِزٍ ... وَكَمْ فِيْهُمُ مِنْ قَائِلٍ غَيْرُ صَادِقِ وَمَا جَمْعِيَ الأمْوَالَ إِلَّا غَنِيْمَةً ... لِمَنْ عَاشَ بَعْدِي وَاتِّهَامِي لِرَازَقِي وَمَالِي أذمّ الغَادِرِيْنَ وَإِنَّمَا ... شَبَابِي أدْنَى غَادِرٍ بِي وَمَاذِقِ تُعَيِّرُنِي شَيْبِي كَأنِّي ابْتَدَعْتُهُ ... وَمَنْ لِي بِأنْ تَبْقَى بيَاضُ المَفَارِقِ وأكْثَرُ مَنْ شَاوَرْتُهُ غَيْرُ حَازِمٍ ... وَأكْثَرُ مَنْ صَاحَبْتَ غَيْرُ المُوافِقِ 8820 - سَقَى اللَّهُ هَذَا القَبرَ مُنبَجِسَ الحَيا ... فقَد حَلَّهُ شَخصٌ إِلَيَّ حَبيِبُ العُتبيُّ: 8821 - سَقيًا وَرَعيًا لإِخوانٍ لَنَا سَلَفُوا ... أَفناهُم حَدَثانُ الدَّهرِ وَالأَبَدُ بَعْدَهُ: نُمِدُهُم كُلَّ يَومٍ مِنْ تَقِيَّتِنَا ... وَلَا يَؤُوبُ إلَيْنَا مِنْهُمُ أحَدُ دخَل العَتْبِيُّ المَقَابِرَ فَأنْشَدَ هَذِيْنِ البَيْتَيْنِ. إبراهيم الصُوليُّ: 8822 - سَقيًا وَرَعيًا لأَيَامٍ لَنَا سَلَفَت ... بَكَيتُ مِنْهَا فَصِرتُ اليَومَ أَبكِيهَا بَعْدَهُ: كَذَاكَ أيَامُنَا لا شَكَّ نَنْدُبُهَا ... إِذَا تَقَضَّتْ وَنَحْنُ اليَومَ نَشْكُوهَا 8823 - سَقَى الإِلَهُ أَحِبائي وَإِن أَلِفُوا ... شَحطَ النَّوَى وَرَعَاهُم أَينَما كانُوا وَمِنْ بَابِ (سَقْيًا) قَوْلُ الأُخَيْطِلِ فِي السَّوْسَنِ (¬1): سقْيًا لأرْضٍ إِذَا مَا نِمْتُ أرَّقَنِي ... بَعْدَ الهُدُوّ بِهَا قَرْعُ النَّوَاقِيْسِ ¬
كَأَنَّ سَوْسَنهَا فِي كُلِّ شَارِقَةٍ ... عَلَى المَيَادِيْنِ أذْنَابُ الطَوَاوِيْسِ وَقُوْلُ عَلِيّ بن عَاصِمٍ فِي غَيْرِهِ (¬1): سقْيًا لأيَّامٍ لَنَا وَلَيَالٍ ... قَصَرَ الحَبَائبُ طُوْلَهَا بِوِصَالِ مَا كَانَ طُولُ سُرُورِهَا لَمَّا ... انْقَضتْ إِلَّا اكْتِحَالَ مُتَيَّمٍ بِخيَالِ ابن الأديبِ: 8824 - سَقيًا لأَيامِ الشَبَابِ فَإِنَهَا ... ذَهَبَت بِنَفرَة عِيشةٍ خَضراءِ بَعْدَهُ: أيَّامَ سُحْبٍ فِي البَطَالَةِ مِقْوَدِي ... مَرَحًا بِهَا وَأجرُّ فَضلَ رِدَائِي هُوَ شَرَفُ الكَاتِبُ أَبُو الفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُمَر بن مُحَمَّد بن قُرْطُبٍ المَعْرُوفُ بِابنِ الأدِيْبِ البَغْدَادِيُّ ثم النعماني، مولده في المحرَّم سنة 498 هـ، ووفاته فِي جمَادَى الآخَر سَنَةِ 554 هـ. مَحمُود الورَّاق: 8825 - سَقيًا لأَيَّامٍ تَولَّت بِهَا ... أَحسَنَ مَا كَانَت صُرُوفُ الزَمَن بَعْدَهُ: وَلَّتْ فَمَا الدُّنْيَا بِأقْطَارِهَا ... لِليَومِ وَالسَّاعَةِ مِنْهَا ثَمَنٌ 8826 - سَقَى بَلَدًا حَلَّت سُلَيمَى بِأَرضِهِ ... مِنَ المُزنِ مَا تَرعَى بِهِ وَتُسِيمُ بَعْدَهُ: وَإِنْ لَمْ أكُنْ مِنْ سَاكِنِيْهِ فإنَهُ ... يحلُّ بِهِ شَخْصٌ عَلَيَّ كَرِيْمُ يَحُلُّ بِهِ مَنْ لَيْسَ يَعْدِلُ قُرْبَهُ ... لَدَيْنَا وَإِنْ شَطَّ المزارُ نَعِيْمُ ¬
وَمَنْ لامَنِي فِيْهِ حَمِيْمٌ وَصَاحِبٌ ... فَرَدَّ بِغَيْظ صَاحِبٌ وَحَمِيْمُ الرضي الموسَوِي: 8827 - سَقَى مِنًى وَلَيالِي الخيفِ مَا شَرِبَت ... مِنَ الغَمَامِ وَحَيَّاهَا وَحَيَّاكِ بعدَهُ: بِحيثُ يَلقى غرِيمُ الدَّينِ مَاطِلَهُ ... ويَجتَمعُ المَشكوُّ والشَّاكِي زُفَرُ بن الحَارثِ الكلَابِيُّ: 8828 - سَقَينَاهُمُ كَأَسًا سَقَونَا بِمِثلِهَا ... وَلَكِنَّهُم كَانوُا عَلَى المَوتِ أَصبَرَا ابْنُ أبي البِشرِ: 8829 - سَقَى وَرَعَى اللَّهُ الشَبَابَ فَإِنَّهُ عَلَى ... مَاجَنَى سترٌ عَلَى اللَّه مُسبَلُ بَعْدَهُ: بِنَفْسِي مِنْ شَطْب بِهِ غُرْبَةُ النَّوَى ... وَمَنْ هُوَ فِي لَحْظِي وَفكْرِي مُمَثَّلُ وَمَن لَحَّ قَلْبِي فِي هَوَاهُ وَغَرَّنِي ... رِضاهُ فَلا أسْلُو وَلَا أتَبَدَّلُ صَحَوْتُ وَعِنْدِي مِنْ هَوَاهُ بَقِيَّةٌ ... تَعِمُّ جَمِيْعَ العَالَمِيْنَ تَفَضُّلُ 8830 - سَكَتَ الدَّهرُ زَمَانًا عَنهُمُ ... ثُمَّ أَبكَاهُم دَمًا حِينَ نَطَقَ قَبْلَهُ: رُبَّ رَكْبٍ قَدْ أنَاخُوا عِيْسَهُمْ ... فِي ذُرَى مَجْدِهِمْ حِيْنَ يَسْبَقْ سَكَتَ الدَّهْرُ زَمَانًا عَنْهُمُ. البَيْتُ. قوله: سكتَ الدهر زمانًا عنهمُ ... ثم أبكاهم حين نطق ¬
قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ اللَّبَانَةِ شَاعِرُ آلِ عَبَّادٍ: كَانَ مَلِكُ المَغْرِبِ فِي آلِ عَبَّادٍ إلى زَمَنُ المُعْتَمِدِ على اللَّهِ المُؤَيَّدِ بِنَصْرِ اللَّهِ أَبِي القَاسَمِ مُحَمَّدٍ بن المُعْتَضِد مَرْكَزِ الدَّائِرَةِ مِنْ لَخمِ وَوَاسِطَةِ الحيّين مِنْ يَعْرُبَ وَقحْطَانَ رَحَمَ اللَّهُ مِيتَهُمْ وَعَمَر بِذِي السِّيَادِةِ بَيْتَهُمُ. وُلِدَ المُعْتَمدُ عَلَى اللَّهِ بِمَدِيْنَةِ بَاجَةَ سَنَة إحْدَى وَثَلاثِيْنَ وَأرْبَع مِائةٍ وَوُلِيَ فِي سَنَةِ إحْدَى وَسِتِّيْنَ وَخُلِعَ سَنَة أرْبَعَ وَثَمَانِيْنَ وَهُوَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَأرْبَعَ مِائَةٍ. قَالَ: وَمَلِكَ المُعْتَمدِ مِن مُسَوَّرَاتِ البلادِ بَيْنَ أمْصارٍ وَمُدُنٍ وَحصُونٍ مِائَتِي مُسوَّرٍ وَأحدٌ وَثَلاثُونَ مُسَوَّرًا وَوُلِدَ لَهُ مِائَةٌ وَثَلَاثة وَسَبْعُونَ وَلَدًا. وَخُلِعَ المُعْتَمدُ عَن ثَمَانِ مائة امْرَأة أمَّهَات أوْلادِ وَجَوارِيَ مُتْعَةٍ وَإمَاءٍ تَصَرُّفٍ وَكَانَ اللَّحْمُ المُخْتَصُّ بِقَصْرِهِ دُونَ قُصُورِ البَنِيْنَ وَالسَّيِّدَاتِ الخَارِجَاتِ فِي اليَومِ ثَمان مِائَةِ رَطْلٍ والذي كَانَ يَبْقَى لَهُ مِنَ اللَّحْمِ فِي جَمِيع بِلادِهِ فِي اليَومِ وَاللَّيْلَةِ سِتَّةَ عَشَرَ ألْفِ رَطْلٍ. وَمَلِكَ المَغْرِب بَنُو عَبَّادٍ فَكَانَتْ مُدَّةَ دَوْلَتِهِم ثَلاثَةٍ وَسَبْعُونَ عَامًا وَهِيَ مُشَابِهَةٌ لِدَوْلَةِ بُخْتُ نَصْرٍ الَّذِي مَلَكَ الأقَالِيْمَ لأنَّ مُلْكَهُ كَانَ ثَلاثَةٌ وَسَبْعُونَ عَامًا مَلَكَ بُخْتُ نَصْرٍ مِنْهَا ثَمَانِيَةٌ وَأرْبَعُونَ عَامًا وَمَلَكَ ابنُهُ بَعْدَهُ ثَلاثَةٌ وَعِشْرُونَ عَامًا وَهُوَ أمَدُ المُعْتَمِدِ فِي مُلْكِهِ وَمَلَكَ حَفِيْدُهُ عَامَيْنِ وَانْقَرَضَتْ دَوْلَتُهُم يَومَ الأحَدِ أَيْضًا. قَالَ: وَكَانَت الدَّوْلَةُ تَرْفُلُ فِي نَضْرَةِ نَعِيْمِهَا وَتَخْتَالُ فِي نَصْرَةِ زَعِيمِهَا وَكَانَ الأجلُ الأسْتَاذُ الوَزِيْرُ أَبُو الوَليْدِ ابن زَيْدُونَ فِي جِهَةِ المُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ وَزِيْرَهَا وَبَاقِي الوزْرَاءِ مَعَ أوْلادِ المُعْتَمِدِ وَكَانَت مُضاهِيَةً لِلدَّوْلَةِ العبَّاسِيَّةِ فِي الجَّلالَةِ وَالبَهَاءِ. وَلَمَّا أرَادَ اللَّهُ فِيْهمْ إنْفَاذَ حُكْمِهِ وَإظْهَارَ مَكْنُونِ عِلْمِهِ رَأى رَجُلٌ فِي مَنَامِهِ كَأَنَّهُ فِي جَامِعِ قُرْطُبَةَ فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ أقْبَلَ فَصَعِدَ المَنْبَرِ وَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ يُنْشِدهُم: رُبَّ رَكْبٍ قَدْ أنَاخُوا عَلَيْهِم. البَيْتَانِ. وَنَشَأت الفتنةُ بِحَضْرَةِ إشْبِيْلْيَة ثَمَانِ مِائَةَ فَارِسٍ وَكَانَ المُعْتَمِدُ إِذَا احْتَفَلَ رَكَبَ فِي خَمْسَةِ آلافِ فارِسٍ. وَكَانَ رَأسُ القَائِمِيْنَ بِهَذِهِ الفِتنةِ الوزيرُ أَبُو القَاسِم بنُ الهُوزِيّ وَكَانَ المُعْتَضِدُ قَتَلَ أبَاهُ وَألْقَى أبَا القَاسِم فِي مُطْبَقَةٍ حَتَّى وَلَّى المُعْتَمِدِ فَأمَرَ بِفَكَاكِهِ
وَأعَادَ عَلَيْهِ أكْثَرَ أمْلاكِهِ وَأنْهَضهُ إِلَى الوِزَارَةِ والشُّورَى وَخَصَّهُ بِرِسَالَتِهِ إِلَى أمِيْرِ المُسْلِمِيْنَ وَنَاصِرْ الدِّيْنِ الأمِيْر يُوسُفُ بن تَاشْفِيْن فَتَبَطَّنَ عَلَيْهِ فِيْهَا وَأفْسَدَهُ الأمِيْرِ يُوسُفَ عَلَى المُعْتَمِدِ والمُعْتَمِدُ لِمَحَبَّتِهِ لِلأمِيْرِ يُوسُفَ لا يَصدِّقُ فِيْهِ مَا يَسْمَعَهُ حَتَّى أَتَى الرَّجُلُ مِنْ مَأمَنِهِ وَحُوْصِرَ بِإشْبِيْليَةَ إِلَى أنْ كَانَ يَومُ الأحَدِ لإحْدَى وَعِشْرِيْنَ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَب سَنَةِ أرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأرْبَعَ مِائَةٍ وَهِيَ الكَائِنَةُ العُظْمَى والطَّامَةُ الكُبْرَى وَشُنَّتِ الغَارَاتِ فِي البَلَدِ وَخَرَجَ النَّاسُ مِنْ مَنَازِلِهِم يَسْتُرُونَ عَوْرَاتِهِم بَأنَامِلِهِم وَكُشِفَت وُجُوهُ العَذَارَى، وَرَأيْتُ النَّاسُ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَأُخْرِجَ المُعْتَمِدِ مِنْ قَصْره وَكَاتَبَ أوْلادَهُ بِتَسَلُّمِ المُلْكَ. المُتَنَبِّي: 8831 - سَكَتُوا لِعيٍّ لَا لِفَضلِ رَويَّةٍ ... وَنَطقتُ وَالإِنسانُ حيٌّ نَاطِقُ قَبْلَهُ: سَافِرْ بِطَرْفِكَ هَلْ تَرَى فِيْمَنْ تَرَى ... أحَدًا يُنَافِسُ فِي العُلَى وَيُسَابِقُ أمْ هَلْ تَرَى إِلَّا زَعَايِف مَالِهِمْ ... فِي المَكْرُمَاتِ سَوَابِقٌ وَلَوَاحِقُ قَوْمٌ أشَفَّهُمُ دَنِيءٌ سَاقِطٌ ... وَأسَدُهُمُ قَوْلًا حِمَارٌ نَاهِقُ سَكَتُوا لِعَيٍّ. البَيْتُ. محمّد بن شبلٍ: 8832 - سُكرُ الشَبَابِ وَسُكرُ الحبِ غَادَرَنِي ... فِي الحَيِّ مِن طُنبٍ آوِى إلى طُنِبُ ابن المعتَزِّ: 8833 - سُكرُ الولَايَةِ طَبِيبٌ ... وَخُمَارُهَا صَعبٌ شَدِيدُ بَعْدَهُ: كَمْ تَائهٍ بِوِلايَةٍ ... وَبِعَزْلِهِ رَكَضَ البَرِيْدُ ¬
ديك الجن الشاميُّ: 8834 - سُكرَانِ سُكرُ هَوًى وَسُكرُ مُدَامَةٍ ... فَمَتَى يُفيقُ فَتًى بِهِ سُكرانِ؟ قَبْلَهُ: جِيْرَانُنا جَارَ الزَّمَانُ عَلَيْهُمُ ... إِذْ جَارَ حُكْمُهُمُ عَلَى الجيْرَانِ مَا الشَّانُ وَيْحَكَ فِي فرَاقِ فَرِيْقهمْ ... الشَّانُ وَيْحَكَ فِي جنُونِ جنَانِي خُذْ يا غُلامُ عنَانِ طَرْفِكَ فَاثْنِهِ ... عَنَي فَقَدْ حَوَتِ الشُمُول عنَانِي سُكْرَانُ سُكْرُ هَوًى وَسُكْرُ مَدَامَةٍ. البَيْتُ. ابن عروسٍ الكاتب: 8835 - سَكِرت بِإِمرَةِ السُلطانِ جَهلًا ... فَلَم تَعرِف عَدُوّكَ مِن صَدِيقِكَ بَعْدَهُ: رُوَيْدَكَ مِنْ طَرِيْقٍ أنْتَ فِيْهَا ... فَإنَ الحَادِثَاتِ عَلَى طَرِيْقِك 8836 - سَكرَةُ المَالِ وَالحَدَاثَةِ وَالعِشقِ ... وَسُكرُ الشّرابِ وَالسُلطَانِ قَالَ بَعْضهُم لَمَّا سَمِعَ بِهَذَا البَيْت: وَيْحهُ وَأيْنَ هُوَ مِنَ السّكْرَةِ السَّادِسَةِ؟ قِيْلَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: سَكْرَةُ المَوتِ إِذَا جَاءَتْ. 8837 - سَكّنتُهُ لِيَقِلَّ مِنّي نَفرهُ ... فَأَصوُلُ صَولَةَ حَازِمٍ مُتَمَكِّنِ بَعْدَهُ: غَضَبًا وَمَحْمِيَةً لِدِيْنٍ إنَّهُ ... لَيْسَ المُسِيْءُ سَبِيْلهُ كَالمُحْسِنِ ¬
تَمَثَّلَ بِهمَا عَبْدُ المَلِك بن مَرْوَان لَمَّا قُتِلَ عُمَرًا الأشْدَق وَهُوَ بِدِمَشْقَ حِيْنَ عَصَاهُ وَخَلَعَهُ فَأمكنَ فِيْهِ. المَعتَمدُ على اللَّه صاحب المغرب يُخاطب أَباهُ المُعتَضِد ويَعتذرُ إليهِ من هَزيمةٍ: 8838 - سَكِّن فُؤادَكَ لَاتَذهَب بِكَ الفِكَرُ ... مَاذَا يَرُدُّ عَلَيكَ البَثُّ وَالحَذَرُ؟ أوَّلُهَا: سَكِّنْ فُؤَادَكَ لا تَذْهَبْ بِكَ الفِكَرُ. البيت وبَعْدَه: وَازْجُرْ جُفُونَكَ لا تَرْضَ البُكَاءَ لَهَا ... وَاصْبرْ فَقَدْ كُنْتَ عِنْدَ الخَطْبِ تصْطَبِرُ فَإنْ يَكُنْ قَدَرٌ قَدْ عَاقَ عَنْ وَطَرٍ ... فَلا مَرَدَّ لَهَا يَأتِي بِهِ القَدَرُ وإن تكن خيبةٌ في الدهر واحدة ... فكم غزوتَ ومن أشياعك الظَّفَرُ وَاصْبِرْ فَإِنَّكَ مِنْ قَومٍ أولُو جَلَدًا ... إِذَا أصابَتْهُمُ مَكْرُوْهَةٌ صبَرُوا يَا ضيْغَمًا يَقْتُلُ الأبْطَالَ مُفْتَرِسًا ... لا تُوهِنَنِّي فَإنِّي النَّابُ وَالظفرُ وَفَارِسٌ تَحْذَرُ الأبْطَالَ صَوْلَتَهُ ... صُنْ حَدَّ عَبْدِكَ فَهُوَ الصَّارِمُ الذّكرُ هُوَ الَّذِي لَمْ تَشْم يُمْنَاكَ صَفْحَتَهُ ... إِلَّا تَأتّي مُرَادٌ وَانْقَضى وَطَرُ قَدْ أخْلَفَتْنِي صرُوفٌ أنْتَ تَعْلَمُهَا ... وَعَادَ مُوردَ آمَالِي بِهَا كَدَرُ قَدْ حُلْتُ لَوْنًا وَمَا بِالجّسْمِ مِنْ سَقَمٍ ... وَشِبْتُ رَأسًا وَلَمْ يَبْلِغُنِي الكِبَرُ يَقُولُ مِنْهَا: لَمْ يَأتِ عَبْدُكَ ذَنْبًا يَسْتَحِقُّ بِهِ ... عَتَبًا وَمَا هُوَ قَدْ نَاكَاكَ يَعْتَذِرُ مَا الذَّنْبُ إِلَّا عَلَى قَومٍ ذَوِي دَغلٍ ... وَفي لَهُمُ عَفْوُكَ المَعْهُودُ إِذْ غَدَرُوا قَوْمٌ نسَيْجَتُهُم غشٌ وَحُبَّهُمُ ... بُغْضٌ وَنَفْعَهُمُ إِنْ صرّفُوا ضرَرُ تُمَيِّزُ البُغْضَ فِي الألْفَاظِ إِنْ نَطَقُوا ... وَتَعْرِفُ الحقْدَ فِي الألْحَاظِ إِنْ نَظَرُوا بَعض الصُوفيَّةِ: 8839 - سَكَنٌ أَسكَنَ المَحَبَّةَ قَلبِي ... لَيسَ لِي دُونَ قُربِهِ مِن سُكُونِ ¬
بَعْدَهُ: إِنْ تَذَكَّرْتُهُ فَكُلِّي قَلْبِي ... أو تَأمَّلْتُهُ فَكُلِّي عُيُونِي ابْنُ حَيُّوسٍ: 8840 - سَكَنَ الخَلقُ مِن جِوَارِكَ ... ظِلًّا زَادَهُ اللَّهُ بَسطَةً وَامتِدَادَا قَبْلَهُ يَمْدَحُ: وَبَعِيْدِ المَرَامِ مَا قَالَتِ الأعْدَاءُ ... حَازَ الكَمَالَ إِلَّا وَزَادَا فَاتَ أمْلاكَ عَصْرِهِ فَبِحَقٍّ حَلَّ ... أعْلَى الرُّبَا وَحَلُّوا الوِهَادَا خَنَعُوا وَانْحَنَى وَعَزَّ وَذُلُّوا ... وَهَوُوا وَاعْتَلَى وَضنُّوا وَجَادَا سَكَنَ الخَلْقُ. البَيْتُ. ابْنُ الرُّوميّ: 8841 - سَكَنَ الزَّمانُ وَتَحتَ سَكنَتِهِ ... دُفَعٌ مِنَ الحَرَكاتِ وَالبَطشِ بَعْدَهُ: كَالأفْعَوانِ تُرَاهُ مُنْبطحًا ... بالأرْضِ ثُمَّ يَثُورُ للنَّهْشِ 8842 - سَكَنتُكَ يَادَارَ الفَناءِ مُصدِّقًا ... بِأَنِّيَ إِلَى دَارِ البَقاءِ أَصيرُ بَعْدَهُ: وَأعْظَم مَا فِي الأَمْرُ أنِّي صَايِرٌ ... إِلَى عَادِلٍ فِي الحُكْمِ لَيْسَ يَجُورُ فَيَالَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ ألْقَاهُ بَعْدَهَا ... وَزَادِي قَلْبُكَ وَالذُّنُوبُ كَثِيْرُ ابن حيُّوسٍ في أمير الجُيوشِ: 8843 - سَكَنَت لِصَولَتِكَ الرِيّاحُ مَهَابَةً ... وَتَزَعزَعَت مِن خَوفِكَ الأَطوادُ ¬
أبْيَاتُ ابْنُ حَيُّوسٍ فِي المَدْحِ يَقُولُ: فِي كُلِّ يَومٍ أنْتَ بَالِغُ سُؤدَدٍ ... لَمْ يَدْرِ كَيْفَ طَرِيْقُهَا الأمْجَادُ تَزْدَادُ مَجْدًا لَيْسَ يُعْرَفُ كُلَّمَا ... قَالَ الوَرَى لَمْ يَبْقَ مَا يُزْدَادُ سَكَنَتْ لِصَوْلَتِكَ الرِّيَاحُ. البيت وبَعْدَه: وَأقِمْ فَقَدْ قَامَتْ لِبَأسِكَ هَيْبَةٌ ... لَمْ يَخْلُ مِنْهَا فِي الأنَامِ فُؤَادُ وَسَرَتْ هُمُومكَ فَالإقَامَةُ رِحْلَةٌ ... وَالسّلْمُ حَرْبٌ وَالرُّقَادُ سُهَادُ مِنْ أُسْرَةٍ شُوسٍ إِذَا سُئِلُوا النَّدَى ... جَادُوا وَإِنْ صَنَعُوا الصَّنِيْعَ أجَادُوا مِنْ كُلِّ صَعَّادٍ إِلَى رُتَبِ العُلَى ... دَرَجَاتُهُ أبَدًا ظُبًى وَصِعَادُ وإذَا الفَتَى هَبَطَتْ بِهِ أفْعَالُهُ ... لَمْ تُعْلِهِ الآبَاءُ وَالأجْدَادُ يَقُولُ مِنْهَا فِي الاعْتِذَارِ: قَدِ يكْهمُ العَضُبُ الجَرَازُ وَحَدُّهُ ... مَاضٍ وَيَكْبُو الطَّرْف وَهُوَ جَوَادُ فَأجِبْ بِفَضْلِكَ مِن دُعَاكَ فَلَمْ يَزَلْ ... لِلْعَفْوِ عِنْدَكَ مَبْدَأٌ وَمَعَادُ وَاقْبَل بِرَأفَتِكَ اعْتِذَارَ مُؤَمَّلٍ ... إِنَّ المَعَاذِرَ للذُّنُوبِ حَصادُ المَخزُوميّ: 8844 - سَلِ الجَوادَةَ عَنِّي يَومَ تَحمِلُنِي هَل ... فَاتَنِي طَلَبٌ أَو خِمتُ عَن بَطَلِ 8845 - سَلِ الحظَّ لَا الحظ تَسعَدُ بِهِ ... وَدعَ قَولَهُم كَاتِبٌ فَاضِلُ بَعْدَهُ: فَفَضلُ أخِي الفَضْلِ نَقْصٌ لَهُ ... إِذَا اسْتَخْدَمَ العَاقِلَ الجاهِلُ وَإِنْ قِيْلَ بِالعَقْلِ تَنْمِي الحُظُوظَ ... فَمَا النَّذْلُ فِي دَهْرِهِ عَاقِلُ وَمَا نَقَصَ البَدْرُ عِنْدَ التَّمَامِ ... لِعَيْبٍ سِوَى أَنَّهُ كَامِلُ ¬
امرأةٌ من وَلَد حسَّان بن ثابت: 8846 - سَلِ الخَيرَ أَهلَ الخَيرِ قِدمًا وَلَا تَسَل ... فَتًى ذَاقَ طَعمَ العَيشِ مُنذُ قَريبِ أَبُو حَازمٍ: 8847 - سَلِ الدَّهرَ عَنّي هَل رَأَى عِندَ حَادِثٍ ... وَحادِثةٍ مِن صَرفِهِ رَجُلًا مِثلِي ابْنُ الأعرَابِيِّ: 8848 - سَلِ الشُعَراءَ هَل سَبَحُوا كسَبحي ... بحُورَ الشّعرِ أَو غَاصُو مَغَاصِي المفجَّع البَصرِيُّ: 8849 - سَلِ الشّيبَ هَل وقرتُهُ فِي خَطِيئَةٍ ... وَهَل عِفتُ حُوبًا أَو تَجاوزتُ مُحَرَّما البَّبغاءُ: 8850 - سَلِ الصَّبَابةَ عَنِّي هَل خلَوتُ بِمَن ... أَهوَى مَعَ الشَوقِ إِلّا وَالعَفَافُ مَعي بَعْدَهُ: وَحَافِظِي مِنْ دَوَاعِي الحُبِّ مَعْرِفَتِي ... أنِّي مِنَ المَجْدِ فِي مَرْأى وَمُسْتَمِعِ لا صَاحَبَتْنِي نَفْسٌ لَو هَمَمْتُ بأنْ ... أرْمِي بِهَا لَهَوَاتِ المَوْتِ لَمْ تُطِعِ تَأبَى الدَّنَاءَةَ لي نَفْسٌ نَفاسَتُهَا ... تَسْعَى لِغَيْرِ الرِّضَا بِالرَّيِّ وّالشَّبَعِ وَهِمَّةٌ مَا أظنُّ الحظّ يُدْرِكُهَا ... إِلَّا وَقَدْ جَاوَزَتْ بِي كلّ مُمْتَنِعِ وَمَا نَضَوْتُ لِبَاسَ الذّلِّ مِن أمَلِي ... حَتَّى جَعَلْتُ ثَبَاتَ اليَأسِ مُدَّرعي وَكُلُّ مَن لَمْ تُودّ بِهِ خَلائقُهُ ... فَإِنَّهُ بِعِظَاتِي غَيْرُ مُنتفِعُ ¬
الصَّابئُ: 8851 - سَلِ اللَّهَ تَوفيقًا فَإِنَّكَ مُدرِكٌ ... بِهِ كُلَّ مَا عزَّت عَلَيكَ مَطَالِبُهُ ابْنُ الرُّوميّ: 8852 - سَلَبَتهُ الخُطوبُ مَا فِي يَدَيهِ ... وَلَهُ مِن تَجَمُّلٍ أَثوابُ بَعْدَهُ: وإذَا الصَّبْرُ وَالتَّجَمُّلُ دَامَا ... مَا لِلفَتَى الحرّ هَانَتِ الأسْبَابُ 8853 - سُلِبُوا شَرقَتِ الدِّمَاءُ عَلَيهِم ... مُحمَّرَةً فَكَأَنَّهُم لَم يُسلَبُوا مِثْلُهُ قَوْلُ السَريّ الرّفاء (¬1): يَكْسُوهُ مِنْ دَمِهِ ثَوْبًا ... وَيسْلِبُهُ ثِيَابَهُ كَاسِيْهِ وَسَالِبُهُ إبراهيم الغَزِّيُ: 8854 - سِلَعَ المَطامِعِ لَا نَفقتِ فَكُّلُ مَن ... نَبَذَ المَطامِعَ كَانَ أَربَح مَتجَرا أبْيَاتُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيِّ، أوَّلُهَا: أقْوَى الصَّبَابَةِ مَا أنَامَ وَأسْهَرَا ... وَالدَّمْعُ أفْصَحُ مَا يَكُونُ إِذَا جَرَى وَالمَنْعُ دَاعِيَةُ الطّلابِ وَكُلَّمَا ... خَفَيَ الهِلالُ طَمِعْتَ فِي أنْ يَظْهَرَا مَعْدُومُ أيَّامِ الصِّبَا مُتَصوَّرٌ ... وَحَقِيْقَةُ المَوْجُودِ أنْ يُتَصَوَّرى وَلْيَبْقَ لِلْفَضلِ الحَسُودُ فَإِنَّهُ ... بِالطَّعْنِ أثْبَتَ مَا نَفَاهُ وَمَا دَرَى وَبِحُكْمِ سَقْمِ الفَهْمِ تُنْتَقَصُ النُّهَى ... لَو صَحَّتِ الأفْهَامُ مَا اخْتَلَفَ الوَرَى سِلَعَ المَطَامِعِ لأنْفقْتِ. البيت وبَعْدَه. ¬
وَرَدَ الَّذِي ألْقَى المَطَامِعَ خَلْفَهُ ... عَيْنُ الحَيَاةِ وَفَاتَت الإسْكَنْدَرَا فَلألقِيَنَّ عَصَا الوَجِيْف وَحَبْلَهُ ... وَأرِيْجُ آنَافَ المَطِيّ مِنَ البَرَا حَتَّامَ أمْسَحُ وَجْهَ كُلِّ تَنُوفَةٍ ... بِالعِيْسِ وَهِيَ نَبَاتُ أم حَبَوكَرَا يُفْنى السُّرَى زَادَ المُسَافِر وَالمُنَى ... زَادٌ يَزِيْدُ بِطُولِ إدْمَانِ السُّرَى لا تَسْألَنَّ سِوَى السَّعَادَة لِلْعُلَى ... سَبَبًا فَكُلُّ الصَّيْدِ فِي جَوْفِ الفَرَا دع لِلْمَكَارِمِ فَالمكَارِم إِنَّمَا ... خُلِقَتْ لأجْسَامِ المَعَالِي جَوْهَرَا وَقَدْ غَيَّرَ الغَزِّيّ بَعْضُ ألْفَاظِ هَذِهِ الأبْيَات فَقَالَ: بَلَغَ المَعَالِي بالمَكَارِمِ وَالنَّدَى ... سَعْيُ المَكَارِمِ فَوْقَ عَدْوِ الشَّنْفَرَى مَا الشَّيَبُ إِلَّا شُبْهَةٌ فِي عَنْبَرٍ ... مَنْ ذَا بِشُبْهَتِهِ العَبِيْبُ العَنْبَرَا لَو كَانَ إدْرَاكُ النَّجَاحِ مُعَلَّقًا ... بِالسَّعْيِ لَمْ يَكُ مُخْفِقًا لَيْث الثَّرَى وَلِمَا أُبِيْحَتْ للَّذِي لَمْ يَرْجُهَا ... عَيْنُ الحَيَاةِ وَفَاتَتِ الإسْكَنْدَرَا ابْنُ رَشيقٍ القيرَوانِيُّ: 8855 - سَل عَنهُ وَانطِق بِهِ وَانظُر إِلَيهِ ... تَجِد مِلءَ المَسامِعِ وَالأَفوَاهِ وَالمقَلِ 8856 - سَل عيشَ دَهرٍ قَد مَضَت لَذَّاتُهُ ... هَل يَستَطيعُ إِلَى الرُّجوعِ سَبيِلَا قَبْلَهُ: وَاهًا لأيَّامِ الهَوَى وَزَمَانِهِ ... لَو كَانَ يُسْعِفُ بِالمَقَامِ قَلِيْلا سَلْ عَيش دَهْرٍ قَدْ مَضَتْ لذَّاتُهُ. البَيْتُ. إنشَاد أَبِي الحَسَن سُلَيْمَان بن إسْحَقَ الفَارِسِيّ الدّاووديّ الوَاعِظِ ذَكَرَهُ بِتَارِيْخِ دِمَشْقَ. مُسلِمُ بن الوَليدِ: 8857 - سَلَكَت بِكَ العَرَبُ السَّبيلَ إِلَى العُلَى ... حَتَّى إِذَا سَبَقَ الرَّدَى بِكَ جَارُوا ¬
الأُبَيْرد الرّياحِيُّ: 8858 - سَلَكتَ سَبيلَ العَالَمينَ فَمَا لَهُم ... وَراءَ الَّذِي لَاقَيتَ مَغذًى وَلَا قَصرُ 8859 - سَلَكُوا آثَارَ قَومٍ عَرَفُوا ... أَنَّهُم فِيهَا كَعُبَّارِ سَبيِلِ بَعْدَهُ: فَسَعُوا نَحْوَ العُلَى وَاجتَهدُوا ... فِي طِلابِ الأجْرِ وَالذِّكْرِ الجَمِيْلِ إِنْ مَضُوا لَمْ يَمْضِ مَا قَدْ شَيَّدُوا ... مِنْ بِنَاء الحَمْدِ وَالمَجْدِ الأثِيْلِ المَعَرِّي: 8860 - سَلِّم إِلَى اللَّهِ فَكُلُّ الَّذِي ... سَاءَكَ أَو سَرَّكَ مِن عِندِهِ قَالَ أَبُو إسْحَقَ إبْرَاهِيْمُ بن أحْمَدَ المَارِسْتَانِيُّ رَحَمَهُ اللَّهُ: رَأيْتُ الخَضِرَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَعَلَّمَنِي عَشْر كَلِمَاتٍ وَأحْصاهُنَّ بِيَدِهِ، وَهُنَّ: اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الإقْبَالَ عَلَيْكَ، وَالإصغَاءَ إلَيْكَ، وَالفَهْمَ عَنْكَ، وَالتَّبَصرَ فِي أمرِكَ، وَالنَّفَاذَ فِي طَاعَتِكَ، وَالمُوَاظَبَةَ عَلَى إرَادَتِكَ، وَالتَّسْلِيْمَ لَكَ، وَالتَّفْوِيْضَ إلَيْكَ. أبو عبيدُ الضَّرِيرُ: 8861 - سَلِّم الأَمرَ إِنَّمَا الأَمرُ ... للَّهِ وَكُن قَابِلًا تَكُن مَقبوُلَا 8862 - سَلِّم عَلَى قَطَنٍ إِن كُنتَ تَارِكَهُ ... سَلَامَ مَن كَانَ يَهوَى مَرَّةً قَطَنَا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ السَّكُونِيُّ: قَطَنٌ، جَبَلٌ مُسْتَدِيْرٌ مُلَمْلِمٌ تَجْرِي فِي رَأسِهِ عُيُونٌ لِبَنِي عَبْسٍ بَيْنَ الحَاجِرِ المَعْدَنِ وَبِهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ السُّلَيْعُ. قَوْلُ الشَّاعِرِ: سَلِّمْ عَلَى قَطَنٍ. البيت وبَعْدَه: أُحِبُّهُ وَالَّذِي أرْسَى قَوَاعِدَهُ ... حُبًا إِذَا آيَاتُه بَطَنَا ¬
يَا لَيْتَنَا لا نَرِيْمُ الدَّهْرَ سَاحَتَهُ ... وَلَيْتَهُ حِيْنَ سِرْنَا غُرْبَةً مَعَنَا مَا مِنْ غَرِيْبٍ وَإِنْ أبْدَى تَجَلُّدَهُ ... إِلَّا تَذَكَّرَ عِنْدَ الغُرْبَةِ الوَطَنَا وَمَا يَزالُ حَمَامٌ بِاللّوَى غَرِدٌ ... يَهِيْجُ مِنِّي فُؤَادًا كُلَّمَا سَكَنَا المُتَنبِّي: 8863 - سَلَّهُ الرَّكضُ بَعدَ وَهنٍ بِنَجدٍ ... فَتَصَدَّى لِلغَيثِ أَهلُ الحِجَازِ قَبْلَهُ: إِنَّ بَرْقِي إِذَا أبْرَقت فِعَالِي ... وَصَلِيْلِي إِذَا صَلَلْتُ ارتجَازِي سَلَّهُ الرَّكْضُ بَعْدَ وَهْنٍ بِنَجْدٍ. البَيْتُ. الرضي الموسَوِيُّ: 8864 - سَلَّى عَنِ العَيشِ أَنَّا لَا نَدوُمُ لَهُ ... وَهَوَّنَ المَوتَ مَا نَلقَى مِن العِلَلِ أبْيَاتُ الرِّضَى المَوْسَوِيّ: سَلِي عَنِ العَيْشِ. البيت وبَعْدَه: لَيْسَ الغَبَاءُ بِمَأمُونٍ عَلَى أحَدٍ ... وَلَا البَقَاءُ بِمَقْصورٍ عَلَى رَجُلِ العَقَلُ أبْلَغُ مَنْ عَزَّاكَ عَنْ جَزَعٍ ... وَالصَّبْرُ أذْهَبُ بِالبَلْوَى مِنَ الوَجَلِ تَعَزَّ مَا اسْتَطَعْتَ فَالدُّنْيَا مُفَارقَةٌ ... وَالمَوْتُ يُعْنِقُ وَالمَغْرُورُ فِي شعِلِ وَلَا تَشُكَّ زَمَانًا أنْتَ فِي يَدِهِ ... رَهْنٌ فَمَالَكَ بِالأقْدَارِ مِنْ قِبَلِ وَمَا تَغَافَلَتِ الأقْدَارُ عَنْ أحَدٍ ... وَلَا تَشَاغَلَتِ الأيَّامُ عَنْ أجَلِ لنَا بِمَا يَنْقَضي مِن عُمْرِنَا شُغُلٌ ... وَكَلَّنَا عَلقُ الأحشَاءِ بِالغَزَلِ وَنَسْتَلِذُ الأمَانِي وَهِيَ مَرْدِيَة ... كَشَارِبِ السُّمِّ مَمْزُوْجًا مِنَ العَسَلِ نُؤَمَّلُ الخُلْدَ وَالأيَّامُ مَاضِيَةٌ ... وَبَعْضُ آمَالِنَا ضرْبٌ مِنَ الخَطَلِ وَحَسْبُ مِثْلِي مِنَ الدُّنْيَا غِضَارَتُهَا ... وَقَدْ رَضِيْنَا مِنَ الحَسْنَاءِ بِالقُبَلِ ¬
يَقُولُ مِنْهَا: هَذَا العَزَاءُ فَإنْ تَحْزَنْ فَلا عَجَبٌ ... إِنَّ البُكَاءَ بِيد الحَادِثِ الجلَلِ جسْمٌ تَغرَّرَ بِالأكْفَانِ يَجْعَلُهَا ... مُذ طَلَّقَ العُمْرُ أبْدَالًا مِنَ الجلَلِ وَغُرَّةٌ كَضِيَاءِ الشَّمْسِ لامِعَةٌ ... سَارَ التُّرَابُ بِمَا أوْلَى مِنَ الكِلَلِ ابْنُ الرُّوميّ: 8865 - سَلَوتُ الرِّضَاعَ وَالشَبَابَ كِلَاهُمَا ... فَكَيفَ تُراني سَالِيًا عَن سِوَاهُمَا 8866 - سَلَوتُ بِحَمدِ اللَّهِ عَنهَا وَأَصبَحت ... دَواعِي الهَوَى مِن أَرضِهَا لَا أُحييهَا بَعْدَهُ: عَلَى أنَّنِي لا شَامِتٌ إِنْ أصَابَهَا ... بَلاءٌ وَلَا أرْضٌ بِوَاشٍ يَعِيْبُهَا وَقَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ آخَر: وَقَدْ زَعَمَتْ أنِّي عَدُوٌّ وَكَاشِحٌ ... وَكَيْفَ يُعَادِيْهَا الَّذِي لا يَعِيْبُهَا فَلَيْتَ الَّذِي أهْوَى لِهِنْدٍ يُصيْبُنِي ... وَلَيْتَ الَّذِي تَهْوَى إلَيَّ لا يُصيْبُهَا وقَالَ آخر: وَصارَ قَلْبِي لا يَشْتَاقُ مُذْ لَعِبَتْ ... أيْدِي المَلامَةِ فِيْهِ غَيْرَ مُشْتَاقِ إنِّي لا أشْتَاقُ إِلَى مَنْ لا يَشْتَاقُ إلَيَّ. ابْنُ الدُمينَةِ: 8867 - سَلِي البَانَةَ الغَنَّاءَ بِالأَجرَعِ الذِي ... بِهِ البَانُ هَل حَيَّيتُ أَطلَالَ دَارِكي السَمَوأَل: 8868 - سَلِي إِن جهلتِ النَّاسَ عنَّا ... وَعَنهُم وَلَيسَ سواءٌ عَالِم وَجَهُولُ ¬
8869 - سَلِيمُ الصَّدرِ مِن حَسَدٍ وَغِلٍ ... أَمينُ السِّرِ يَصدُقُ فِي المَقَالِ الأحوَصُ: 8870 - سُلَيمانُ إِذ ولَّاكَ ربُّكَ حُكمَنَا ... وَسُلطَانَنا فاحكم إِذَا قُلتَ وَاعدِلِ قَالَ مُحَمَّدُ بن الحَسَنِ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِ شُعْلَةِ القَابِسِ كَانَ يَطْبِخُ فِي مَطَابِخُ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي كُلِ يَومٍ أرْبَعُونَ ألْفَ جَزُورٍ وَأربَعُونَ ألفَ بَقَرَةٍ وَمِائَةَ ألْفَ شَاةٍ مَعَ غَنَمٍ وَألْفَ ألْفَ طَائِرٍ وَمِائَةُ ألْفَ كُرٍّ مِنَ الطَّعَامِ وَعَشْرَةَ أكْوَارٍ مِنَ المِلْحِ وَكَانَتْ لَهُ ثَلاثَمِائَةَ امْرَأةٍ وَسَبع مِائَةَ سَرِيَّةٍ وَطَافَ عَلَيْهُنَّ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ. 8871 - سَلِي مَن جَليسِي فِي النَّدي وَمَألَفِي ... وَمَن هوَ لِي عِندَ الصَّفاءِ خَدِينُ أَبُو تَمَّامٍ: 8872 - سَمَا بِي أَوسٌ فِي الفَخارِ وَحاتِمٌ ... وَزَيدُ القَنَا وَالأَثرَمانِ وَرَافِعُ يَقُولُ أَبُو تمَّامٍ مِنْ هَذِهِ الأبْيَاتِ: مَضوا كَأَنَّ المَكْرُمَاتِ لَدَيْهُمُ ... لِكُثْرَةِ مَا أوْصُوا بِهُنَّ شَرَايِعُ بِهَا لَيْلُ لَو عَايَنْتَ فَيْضَ أكُفِّهِمْ ... لأتَيْتَ أَنَّ الرِّزْقَ فِي الأرْضِ وَاسِعُ إِذَا خَفَفَتْ بِالبَذْلِ أرْوَاحُ جُودِهِم ... حَدَاهَا النَّدَى وَاسْتَشَقَّتْهَا المَطَامِعُ إِذَا مَا أغَارُوا فَاحْتَوُوا مَال مَعْشِرٍ ... أغَارَتْ عَلَيْهم فَاحْتَوَتْه الضَّايِعُ ابْنُ شَمسِ الخِلافَة: 8873 - سَمَاحًا بِلَا منٍّ وَحُكمًا بِلَا هَوىً ... وَحَزمًا بِلَا عَجزٍ وَعِزًّا بِلَا كِبرِ البُحتُرِيُّ: 8874 - سَمَاحًا وَبَأسًا كَالصَّواعِقِ وَالحيَا ... إِذَا اجتَمَعَا فِي العَارِضِ المُتَراكِمِ ¬
بَعْدَهُ: فَيَصْرِفُ وَجْهَ المَجْدِ أبْيَضَ مُشْرِقًا ... بِوَجْهٍ مِنَ الهَيْجَاءِ أغْبَرَ قَاتِمُ ابْنُ المُعتَزِّ: 8875 - سَمَاعُ الهَوَى هَولٌ فَكَيفَ عِيَانهُ ... وَحُلوُ الهَوَى مُرٌّ فَكَيفَ مَريرُهُ أَبُو محمَّدٍ الخَازِنُ: 8876 - سَمَا عُلًا وَنَمَا مجدًا وَفَاضَ نَدًى ... هَذِي المَكارِمُ لَا قَعبان مِن لَبَنِ رَبِيعَةُ بن مُكَدِّمٍ: 8877 - سَمَا لِي فُرسَانٌ كَأّنَّ وُجوُهَهُم ... مَصَابِيحُ تَبدُو فِي الظَّلَامِ زَوَاهِرُ المَعَرِّيُّ: 8878 - سَمَا نَفرٌ ضَرَبَ المئِينَ فَلَم أَزَل ... بِحَمدِكَ مِثلَ الكَسرِ يَضربُ فِي الكَسرِ دِعبِلٌ: 8879 - سُمتُ المَديِحَ رِجَالًا دُونَ مَالِهم ... رَدٌّ قَبِيحٌ وَقَولٌ لَيسَ بِالحَسَنِ بَعْدَهُ: فَلَمْ أفُزْ مِنْهُمُ إِلَّا بِمَا حَملَتْ ... رِجْلُ البَعُوضةِ مِن فَخَّارَةِ اللَّبَنِ ابْنُ الفُريريجَةِ: 8880 - سَمَحَت بِكَ اليَقَظاتُ أَحيانًا فَقَد ... عَادَت تَضِنُّ بِوَصلِكَ الأَحلَامُ أبْيَاتُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الفُرَيْرِيْجةِ الأوَانِيّ: مِنَ المُحْدِثِيْنَ يَقُولُ مِنْهَا: وَيْلاهُ لا كَبِدِي النَّضيْحَةُ نَارُهَا ... يَخْبُو وَلَا بِكَ تَسْمَحُ الأيَّامُ ¬
سَمَحَتْ بِكَ اليَقْظَاتُ أحْيَانًا. البيت وبَعْدَهُ: فَكَأَنَّمَا العَيْشُ الَّذِي قَضَّيْتُهُ ... بِكَ قَبْل نَازِلِه الفرَاقُ مَنَامُ يا هَاجِرًا هَجرَ السُّرُورُ لَهَجْرِهِ ... فَالعذْبُ صَابٌ وَالضِّيَاءُ ظَلامُ قَرَّبْتَ مِنْ قَلْبي لِبُعْدِكَ لَوعَةً ... أدْنَى لوعجَها أسًى وَهِيَامُ قَسَمًا بِحُبِّكَ القَدِيْم وَإنَّهُ ... القَسَمُ العَظِيْمُ وَحَبَّذَا الأقْسَامُ لا اسْتَمْلَحَتْ عَيْنِي سِوَاكَ وَلَا ... حَلا فِي القَلْبِ غيْرِكَ مَا أمَامُ شمَامُ الأَسوانيُّ: 8881 - سَمَحنَا لِدُنيانَا بِمَا بَخِلَت بِهِ ... عَلَينَا وَلَم نَحفِل بِحَلِّ أُمُورِهَا بَعْدَهُ: فَيَالَيْتَنَا لَمَّا حُرِمْنَا سُرُورَهَا ... وَقِيْنَا إذًا آفَاتهَا فِي شُرُورِهَا هُوَ رَشِيْدُ الدِّيْنِ أَبُو الحُسَيْن أحْمَدُ بن عَلِيِّ بن إبْرَاهِيْمِ بن الزُّبَيْرِ الغَسَّانِيُّ الأسْوَانِيُّ المصْرِيُّ. قُتِلَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةِ 463 هـ. وَمِنْ بَابِ (سَمِعْتُ) قَولُ آخَر (¬1): سَمِعْتُ أَعْمَى قَالَ فِي مَجْلِسٍ ... يَا قَومُ مَا أوْجَعَ فَقْدَ البَصَرِ فَقَالَ مِنْ بَيْنِهِم أعْوَرٌ ... مِنَ العَمَى عِنْدِي نِصفُ الخَبَرُ وَقَوْلُ آخَر (¬2): سَمِعْتُ بِوَصْفِ النَّاسِ هِنْدًا وَلَمْ أزَلْ ... أخَا صَبْوَةٍ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى هِنْدِ فَلَمَّا أرَانِي اللَّهُ هِنْدًا وَزُرْتُهَا ... تَمَنَّيْتُ أنْ يَزْدَادَ بُعْدًا عَلَى بُعْدِ ابْنُ المعتَزِّ: 8882 - سَمِعتُ بِاسمِ وَفيٍّ ثُمَّ لَم أَرَهُ ... وَذَاكَ مَا لَم تَجِد أَيدِي الوَرى وَيَدِي ¬
أَبُو هلَالٍ العَسكَرِيُّ: 8883 - سَمِعتُ بِالحُرِّ وَلَم أَلقَهُ ... يَا طُولَ أَشواقِي إِلَى الحُرِّ قَبْلَهُ: قَدْ رُفِعَتْ ألوِيةُ الغَدرِ ... وَسُدَّ بَابُ الفَضْلِ وَالشّكْرِ وَآيَةُ الإحْسَانِ مَنْسُوخَةٌ ... قَدْ أُسْقِطَتْ مِنْ صُحُفِ الدَّهْرِ لا تَطْلُب الخَيْرَ وَلَا تَرجُهُ ... فَإنَّ هَذِي دَوْلَةُ الشَّرِّ سَمِعْتُ بِالحُرِّ وَلَمْ ألْقَهُ. البَيْتُ. أمَانِي المُوسوِسُ: 8884 - سَمِعتَ بِهِ فَهِمتَ إِلَيهِ شَوقًا ... فَكَيفَ لَكَ التَصبُّرُ لَو تَرَاهُ 8885 - سَمِعنَا بِالصَّديقِ وَلَا نَراهُ ... عَلَى التَّحقِيقِ يُوجَدُ فِي الأَنامِ بَعْدَهُ: وَأحْسَبُهُ مَجَالًا أوْرَدُوهُ ... عَلَى وَجْهِ المَجَازِ مِنَ الكَلامِ البُحتُرِيُّ: 8886 - سَمَّاهُ سَعدًا ظَنَّ أّن يَحيَى ... بِهِ عمرِي لَقَد سَمَّاهُ سَعدَ الذَّابِحَا 8887 - سَمَّتكَ أُمُّكَ عَبدوُسًا وَمَا كَذَبَت ... وَكَيفَ يُفلحُ مَن جُلُّ اسمِهِ بُوسُ 8888 - سُمِّيتَ رَوحًا وَأَنتَ الغَمُّ قَد عَلِمُوا ... لَا رَوَّحَ اللَّهُ عَن رَوحِ بنِ زَنباعِ ¬
8889 - سُمِيتَ مَحموُدَ مَظلومًا وَلَستَ بِهِ ... كَلَّا ولكِن مِن الأَسماءِ مَقلُوبُ المَعَرِّيُ: 8890 - سَمَو فِي الجَاهِليَّةِ بِالمَعَالِي ... وَزَادَ وَبَعدَمَا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. المُعتَمِد صَاحب المغرب: 8891 - سَمَيدَعٌ يَهَبُ الآلافَ مُبتَدِئًا ... وَيَستَقِلُّ عَطَايَاهُ وَيَعتَذِرُ بَعْدَهُ: لَهُ يَدُ كُلِّ جَبَّارٍ يَقَبِّلُهَا ... لَولا نَدَاهَا لَقُلْنَا أَنَّهَا حَجَرُ ابْنُ أُذَينَةَ: 8892 - سَمِينُ قُرَيشٍ مَانِعٌ مِنكَ شَحمَهُ ... وَغثُّ قُرَيشٍ حَيثُ كَانَ سَمِينُ عَبد الرّحمنِ بن الحَكَمِ: 8893 - سُمَيَّةُ أَضحَى نَسلُهَا عَدَدَ الحَصَى ... وَبنتُ رَسوُلِ اللَّهِ لَيسَ لَهَا نَسلُ هُوَ أَبُو مُطْرَفٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن الحَكَمِ أخُو مَرْوَانَ بنُ الحَكَمِ بنُ العَاصِ ابن أُمَيَّةَ بن عَبْدِ شَمْسٍ بنُ عَبْدِ مَنَافٍ. شَاعِرٌ إسْلامِيٌّ مُتَوَسِّطِ الحَالِ فِي شُعَرَاءِ زَمَانِهِ وَكَانَ يُهَاجِي عَبْدَ الرَّحْمَنَ بن حَسَّان بن ثَابِتٍ فَيُقَاوِمُهُ. قَالَ ابْنُ الكَلْبِيّ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الحَكَمَ بن أَبِي العَاصِ جَالِسًا عِنْدَ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ وَقَدْ بَعَثَ إلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن زِيَادٍ بِرَأسِ الحُسَيْنِ بن عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهُمَا السَّلامُ فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ يَدَي يَزِيدَ فِي الطَّشْتِ بَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن الحَكَمِ وَأنْشَأ يَقُولُ: أبْلِغْ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ وَلا تَكُنْ ... كَمُوتِرِ قَوْسٍ لَيْسَ يَوْمًا لَهَا نَبْلُ ¬
لَهامٌ بِجَنْبِ الطَّفِّ أدْنَى قَرَابَةً ... مِنْ أَبِي زِيَادٍ وَهُوَ مُؤْتَشَبٌ وَغْلُ سُميّةُ أضْحَى نَسْلُهَا عَدَدَ الحَصَى ... وَبِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ لَيْسَ لَهَا نَسْلُ قَالَ: فَصاحَ بِهِ يَزِيْدُ اسْكُتْ يا ابنَ الحَمْقَاءِ وَمَا أنْتَ وَهَذَا. وَيُقَالُ: إِنَّ يَزِيْدَ لَمْ يَنْتَهِرْهُ بَلْ قَالَ نَقْنعُ مِنْ طَاعَةِ أهْلِ العِرَاقِ بدُونِ قَتْلِ الحُسَيْن. ابْنُ الرُّوميُّ: 8894 - سَنَترُكُ مَا ساءَ العِدَى مِن فَعالِنَا ... إِذَا تَرَكَت شَمسُ النَهارِ شُرُوقَهَا البَسَّاميُّ: [من الوافر] 8895 - سَنَصبِرُ إن وَليتَ كَمَا صَبَرنَا ... لِغَيرِكَ مِن أَميرٍ أَو وَزِيرِ 8896 - سَنُلفَى حَدِيثًا لِمَن بَعدَنَا ... كمَا تَتَحدَّثُ عَمَّن مَضَى أَبُو الوفاءِ محمَّد بن يحيى الكاتبُ: 8897 - سِنِينَ طَويتُهَا شَهرًا فَشَهرًا ... وَلَم أَعرِف جُمَادَى مِن رَبيِعِ قَبْلَهُ: سَقَى عَهْدَ الصِّبَى مَطَرُ الدُّمُوعِ ... وَأيَّامَ الحِمَى غَثُّ الرَّبِيْعِ سِبِيْنَ طَوَيْتُهَا. البَيْتُ. أبو هِفَّانَ: 8898 - سَواءٌ إِذَا مَا زُرتَهُم فِي مُلِمَّةٍ ... أَزرتَهُم أَم زُرتَ أَهلَ المَقابِرِ 8899 - سَواءٌ بينَ قُرطَاسٍ وَظهرٍ ... إِذَا كَانَ الكِتَابُ إِلَى كَرِيمِ ابْنُ المُعتزِّ: 8900 - سَواءٌ عَلَى الأَيامِ حِفظٌ وَإِغفَالُ ... وَتَارِكُ سَعيٍ وَاحتِيالٌ وَمُحتَالُ ¬
بَعْدَهُ: وَلَا هَمَّ إِلَّا سَوْفَ يُفْتَحُ قُفْلُهُ ... وَلَا حَالَ إِلَّا بَعْدَهَا للفَتَى حَالُ عَدِيُّ بن الرقاع يَهجُو: 8901 - سَواءٌ عَلَيكَ القَفرُ أَم أَنتَ نَازِلٌ ... بأَهِل القِبَابِ مِن سُلَيمٍ وَعَامِرِ نُصَيبٌ: 8902 - سَواءٌ عَلَينَا حِينَ نَركَبُ خَيلَنَا ... رؤُوسُ الجِبَالِ المُشمَخِرَّة وَالسَّهلُ بُثينةُ ترثي جميلًا: 8903 - سَواءٌ عَلَينَا يَاجَميِلَ بنَ مَعمَرٍ ... إِذَامُتَّ بَأْساء الحَيَاةِ وَلينُهَا قَيْلَ لِبُثَيْنَةَ بَعْد مَوْتِ جَمِيْلٍ: تَمَنِّي، فَتَنَفَّسَتِ الصُّعَدَاءُ ثُمَّ أطْرَقَتْ مَلِيًّا وَدُمُعُهَا تَنْحَدِرُ عَلَى خَدَّيْهَا ثُمَّ أنْشَأتْ تَقُولُ: وَإنَّ سُلُوِّي عَنْ جَمِيْلٍ لَسَاعَةٌ ... مِنَ الدَّهْرِ مَا جَاءَتْ ولا حَانَ حَنِيْنُهَا سَواءٌ عَلَيْنَا يَا جَمِيْلَ بنَ مُعْمَرٍ. البَيْتُ. 8904 - سَواءٌ عِندَ أَعمَى فِي عَمَاهُ ... ظَلامُ اللَّيلِ أَو ضَوءُ النَّهَارِ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: 8905 - سَواءٌ كأَسنَانِ الحِمَارِ فَلَا تَرَى ... كبرَةٍ مِنهُم عَلَى نَاشئٍ فَضلَا الرّضي الموسَوِيُّ: 8906 - سَوادٌ وَلَكِنَّ البَيَاضَ سِيادةٌ ... وَلَيل وَلَكِنَّ النَّهَارَ جَلَالُ ¬
ابْنُ عمَّارٍ الوَزيرُ يخاطبُ المعتَمد عَلى اللَّه صَاحب المَغرِبِ: 8907 - سِوَاكَ بَغَى قَولَ الوُشَاةِ مِنَ العِدَى ... وَغَيرُكَ يَقضِي بِالظُنونِ الكَواذِبِ أَبُو حَازمٍ البَاهِليُّ: 8908 - سُؤَالُ النَّاسِ مفتَاحٌ عَتِيدٌ ... لبَابِ الفَقرِ فَازهَد فِي السُؤالِ قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ: مَا سَألَ عَاقِلٌ عَاقِلًا حَاجَةً إِلَّا وَلاحَ النَّجَاحُ بَيْنَهُمَا، لأنَّ العَاقِلَ لا يَسْألُ إِلَّا مَا يَجُوزُ وَالعَاقِلُ لا يَرُدُّ عَمَّا يُمْكِن. وَقَالَ آخَرُ: لا تَطْلُبَنَّ حَاجَتَكَ إِلَى كَذَّابٍ فَإِنَّهُ يُرِيْدُ أنْ يُقَرِّبَهَا فَيَبْعِدَهَا وَلَا إِلَى أحْمَقٍ فَإِنَّهُ يُرِيْدُ أنْ يُقَرِّبُهَا فَيُبْعِدُهَا ولا إِلَى أحْمَقٍ فَإِنَّهُ يُرِيْدُ أنْ يَنْفَعُكَ فَيَضُرُّكَ وَلَا إِلَى مَنْ لَهُ حَاجَةٌ فَإِنَّهُ لا يُؤثِرُكَ عَلَى نَفْسِهِ. وقَالَ آخَرُ: مَنْ سَألَ حَاجَةً فَقَدْ عَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى الرِّقِّ فَإنْ قَضَاهُ المَسْؤُولُ إيَّاهَا اسْتَعْبَدَهُ وَإِنْ رَدَّهُ عَنْهَا رَجَعَ حُرًّا وَهُمَا ذَلِيْلانِ هَذَا بِذُلِّ الرَّدِّ وَهَذَا بِذُلِّ البُخْلِ. وقَالَ آخَرُ: الحَوَائِجُ تُطْلَبُ بِالرَّجَاءِ وَتُدْرَكُ بِالقَضَاء. زُهيرٌ المصرِيُّ: 8909 - سِوايَ يَخافُ عَارًا فِي حَبيِبٍ ... وَغَيرِي فِي مَحَبَّتِهِ ذَلِيلُ أحمَدُ بن أَبِي فَنَنٍ: 8910 - سُودُ الوُجُوهِ لَئيمَةٌ أَحسَابُهُم ... فُطسُ الأُنوفِ مِنَ الطِّرازِ الآخرِ هَذَا عَكْسُ قَوْلِ حَسَّانَ بن ثَابِتٍ (¬1): بِيْضُ الوُجُوهِ كَرِيْمَةٌ أحْسَابُهُمْ ... شُمُّ الأُنُوفِ مِنَ الطِّرَازِ الأوَّلِ ¬
وَمِنْ بَابِ (سُوْدٌ) قَوْلُ آخَرُ يَهْجُو: سُوْدٌ سَوَاسِيَةٌ كَأَنَّ أنُوفَهُم ... بَعَرٌ يَنْغَمُهُ الصَّبيُّ بِمَلْعَبِ لا يَخْطِبُونَ إِلَى الكِرَامِ بِنَاتِهِم ... وَتَشِيْبُ أيِّمَهُمُ وَلَمَّا تُخْطَبُ البَبَّغَاءُ: 8911 - سؤدَدٌ عِندَهُ التَفَاخُرُ ذلٌّ ... وَنَدًى عِندهُ الكِرَامُ لِئَامُ أَبُو تَمَّامٍ: 8912 - سُوَرُ القُرآنِ الغُرُّ فِيكُم أُنزِلَتْ ... وَلَكُم تُصَاغُ مَحاسِنُ الأَشعَارِ 8913 - سَوفَ تَبلَى كُلُّ جِدَّةٍ ... وَتَقضَّى كُلُّ مُدَّة 8914 - سَوفَ تَرَى إِذَا انجَلَى الغُبَارُ ... أَفَرَسٌ تَحتَكَ أَم حِمَارُ الرّضِي الموسَوِيُّ: 8915 - سَوفَ يَغشَى أَرضَكُم أَسَدٌ ... يَفرسُ الأَيَّامَ وَالدّولَا بَعْدَهُ: لا يَنَامُ السَّيْفُ فِي يَدِهِ ... وَيَرَى فِي بَابِلٍ رَجُلا إِنَّمَا الدُّنْيَا لِمُقْتَدِرٍ ... أيْنَ ألقَى قَوْلَهُ فَعَلا المُتَنَبِّي: 8916 - سِوَى وَجَعِ الحُسَّادِ دَاوِ فَإِنَّهُ ... إِذَا حَلَّ فِي قَلبٍ فَلَيسرَ يَحوُلُ يَقُولُ المُتَنَبِّيُّ قَبْلَهُ: وَمَا لِكَلامِ النَّاسِ فِيْمَا يُرِيْبُنِي ... أصُوْلٌ وَلَا للعَائِلِيَّةِ أصُولُ ¬
أُعَادِي عَلَى مَا يُوْجِبُ الحُبَّ للفَتَى ... وَأهْدَأ وَالأفْكَارُ فِيَّ تَجُولُ سِوَى وَجَع الحُسَّادِ دَاوِ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا تَطْمَعَنْ مِنْ حَاسِدٍ فِي مَوَدَّةٍ ... وَإِنْ كُنْتَ تُبْدِيْهَا لَهُ وَتُنِيْلُ لَهُ أَيْضًا: 8917 - سُهَادٌ أَتَانَا مِنكَ فِي العَينِ عِندَنَا ... رُقادٌ وَقُلَّامٌ رَعَى سربُكُم وَردُ بَعْدَهُ: وَلَكِنَّ حُبًّا خَامَرَ القَلْبَ فِي الصِّبَا ... يَزِيْدُ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ وَيَشْتَدُّ هَذَانِ البَيْتَانِ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الهَمَذَانِيَّ وَلَيْسَا مِنَ القَصيْدَةِ الَّتِي يَقُولُ فِيْهَا (¬1): فَإنْ يَكُ سَيَّارُ بن مكرمٍ انْقَضَى ... فَإِنَّكَ مَاءُ الوَرْد إِذْ ذَهَبَ الوَرْدُ وَلَكِنَّهَا مِنْ قَصِيْدَةٍ أُخْرَى عَلَى وَزْنِهَا. 8918 - سِهَامُ اللَّيلِ صَائبَةٌ وَلَكِن ... لَهَا أَمَدٌ وَلِلأَمدِ انقِضَاءُ قَبْلَهُ: أتَحْتَقِرُ الدُّعَاءَ وَتَزْدَرِيْهِ ... رَأتْ عَيْنَاكَ مَا صَنَعَ الدُّعَاءُ سِهَامُ اللَّيْلِ صَائِبَةٌ. البَيْتُ. خالدٌ الكَاتبُ: 8919 - سَهَرُ العُيُونِ لِغَيرِ وَجهِكَ بَاطِلٌ ... وَبُكاؤُهُنَّ لِغَيرِ حُسنِكَ ضَايِعٌ ¬
بَعْدَهُ: أتَظِنُّ أنِّي فِيْكَ مُقْتَسِمُ الهَوَى ... هَيْهَاتَ قَدْ جَمَعَ الهَوَى لَكَ جَامِعُ بَصَرِي وَسَمْعِي طَائِعَاكَ وَإِنَّمَا ... أَنَا مُبْصرٌ بِكَ فِي الحَيَاةِ وَسَامِعُ أخَذَهُ بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ فَقَالَ (¬1): مَنْ كَانَ يَعْمَلُ للجنَانِ فَإنَّنِي ... حُبًّا لِوَجْهِكَ طُولَ عُمْرِي عَامِلُ سَهَرُ العُيُونِ لِغَيْرِ وَصْلِكَ ضَائِعٌ ... وَبُكَاؤهُنَّ لَغَيْرِ هَجْرِكَ بِاطِلُ المتَنَبِّي: 8920 - سَهِرتُ بَعدَ رَحيلِي وَحشةً لَكُم ... ثُمَّ استمَرَّ مَريرِي وَارعَوَى الوَسَنُ قَالَ ابْنُ جُنِيٍّ: حَدَّثَنِي المُتَنَبِّيُّ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ هَاشِمِيٌّ مِنْ أهْلِ حَرَّانَ بِمَصرٍ قَالَ لِي أُحَدِّثُكَ بِطَرِيْفَةٍ، كَتَبْتُ إِلَى امْرَأتِي وِهِيَ بِحَرَّانً كِتَابًا تَمَثَّلْتُ فِيْهِ بِقَوْلكَ: بِمَ التَّعَلُّلُ لا أهْلٌ وَلَا وَطَنٌ ... وَلَا نَدِيْمٌ وَلَا كَاسٌ وَلَا سَكَنُ فَأجَابَتْنِي عَنِ الكِتَابِ فَقَالَتْ: مَا أنْتَ وَاللَّهِ كَمَا ذَكَرْتَهُ فِي هَذَا البَيْتِ بَلْ أنْتَ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ فِي هَذِهِ القَصِيْدَةِ: سَهِرْتُ بِعْدَ رَحِيْلِي وَحْشَةً لَكُمُ ... ثُمَّ اسْتَمَرَّ مَرِيْرِي وَارْعَوَى الوَسَنُ قَالَ: وَلَمَّا سَمِعَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ قَولهُ فِي البَيْتِ الَّذِي يَتْلُوهُ وَهُوَ: وَإِنْ بُلِيْتُ بِوُدٍّ مِثْلَ وُدّكُمُ ... فَإنَّنِي بِفراقٍ مِثِلِهِ قَمِنُ قَالَ: سَارَ وَحَقَّ أَبِي. 8921 - سَهِرتُ لَيلَاتِ وَصلى فرحةً بِهم ... وَلَيلَةَ الهَجرِ كَم قَضَّيتُهَا سَهَرا بعَدَهُ: إِذَا انقضَى زَماني كُلُّهُ سَهَرا ... فَمَا أُبالِي أَطالَ اللَيلُ أَم قَصُرَا ¬
محمّد بن بَشيرٍ الخثعمي الخارِجيُّ: 8922 - سَهلُ الحِجَابِ إِذَا حَلَلت بِبَابِهِ ... طَلقُ اليَدينِ موُدِّبُ الخُدَّامِ بَعْدَهُ: نِعْمَ الفَتَى فُجِعَتْ بِهِ إخْوَانَهُ ... يَومَ البَقِيْعِ حَوَادِثُ الأيَّامِ سَهْلُ الحِجَابِ إِذَا حَلَلْتَ بِبَابِهِ. البيتُ وَبَعْدَهُ: وإذَا رَأيْتَ شَقِيْقَةً وَصَدِيْقَةً ... لَمْ تَدْرِ أيُّهُمَا أولي الأرْحَامِ أَخَذَ البُحْتُرِيُّ مِن هَذِهِ الأبْيَاتِ فَضَمَّنَهُ شعْرُهُ. أَحمَدُ بن أَبِي طاهرٍ يَمدَحُ: 8923 - سَهلُ الخلائِقِ إِلَّا أَنَّهُ خَشِنٌ ... لينُ المَهَّزَةِ إِلَّا أَنَّهُ حَجَرُ الأَبلَهُ: 8924 - سَهلُ الخَلائِقِ وَالحِجَابِ مُمَدَّحٌ ... رَحبُ الجَنَابِ مُرَحبٌ بِالزَايِرِ بَعْدَهُ: يَلْقَى العِدَى وَتَرًا وَطُلَّابُ النَّدَى ... بِالشَّفْعٍ مِنْ إحْسَانِهِ المُتَوَاتِرِ حَتْمٌ عَلَيْهِ بَذْلُ جُودٍ رَابتٍ ... مَا كَان قَطّ الحَاتِمُ فِي النَّادِرِ جَذْلانَ يَهْزِمُ جَيْشَ عُسْرِ عُفُاتِهِ ... بِمِيَامِنٍ مِنْ جُودِهِ وَمُيَاسِرِ مَا زَال يَعْمُرُ بَيْتَ مَدْحٍ وَاحِدًا ... فِيْهِ طِوَالَ الدَّهْرِ بَيْتَ الشَّاعِرِ فَاعْلِقْ بِهِ تَعْلَقْ بِطَوْدٍ مَانِعٍ ... وَانْزِلْ بِهِ تَنْزلْ بِبَحْرٍ زَاخِرِ الرَّضِي الموسَوي: 8925 - سَهمٌ أَصَابَ وَرَاميهِ بِذِي سَلَمٍ ... مَنْ بِالعِراقِ لَقَد أَبعدْتِ مَرمَاكِ ¬
8926 - سَلَا أمَّ عَمرٍ وَكَيفَ أَمسَى أَسيرُهَا ... تَفُكُّ الأَسَارى حَولَهُ وَهُوَ مُوثَقُ بَعْدَهُ: فَلا هُوَ مَقْتُولٌ فَفِي القَتْلِ رَاحَةٌ ... وَلَا هُوَ مَمْنُونٌ عَلَيْهِ فَيُطْلقُ وَمِنْ بَابِ (سَلا) قَوْلُ كُثَيِّرِ عَزَّةَ (¬1): سَلا أُمَّ عَمْرٍو وَمَا لَدَيِهَا لآلفِ ... أيَاسٌ مُرِيْحٌ أمْ نَوَالٌ فَيَطْمَعُ؟ وَأنَّي لآتي الوَصْلَ مِن مُذِلٍّ بِهِ ... وَأحْبُو بِذَاكَ الوَصْلِ مِنْ يَتَمَنَّعُ يَقُولُ مِنْهَا: فَيَارَبّ حَبِّبْنِي إلَيْهَا وَأعْطِنِي ... مَوَدَّتِهَا فَأنْتَ تُعْطِي وَتَمْنَعُ وَإلَّا فَصبِّرْنِي وَإِنْ كُنْتُ كَارِهًا ... فَإنَّي بِهَا يَا ذَا المَعَارِج مُوْلَعُ الحَاجريُّ الإِربِليُّ: 8927 - سَلامُ اللَّهِ مَا طَلَعَت نُجُومٌ ... عَلَى مَن لَيسَ يَسمَحُ بِالسَلَامِ قَبْلَهُ: غَرِيْبُ البرِّ كَيْفَ أُبِيْحَ قَتْلِي ... ألَيْسَ العُرْبُ تُعْرَفُ بِالذِّمَامِ بِحَقِّكَ يَا نَسِيْمَ الرِّيْحِ بِلِّغْ ... إِلَى سُعْدَى بِكَاظِمَةٍ سَلامِي لِطَيْفِكُمُ المُحَجَّبُ فِي فُؤَادِي ... مَرَامٍ بِاللَّوَاحِظِ كَالسِّهَامِ فَيَومٌ مِنْ جَفَاكِ كَألْفِ شَهْرٍ ... وَشَهْرٌ لَو عَلِمْتِ كَألْفِ عَامِ سَلامُ اللَّهِ مَا طَلَعَتْ نُجُومٌ. البَيْتُ 8928 - سَلَامُ اللَّهِ وَالبُشرَى جَميعًا ... عَلَى تِلكَ الشَمائِلِ وَالمُحيَّا ¬
إسحَاق بن إبراهيم: 8929 - سَلَامُ امرِئٍ لَم تَبقَ مِنهُ بَقِيَّةٌ ... سِوَى نَظَرِ العَينَينِ أَو شَهوَةِ القَلبِ أَبُو تَمَّامٍ: 8930 - سَلَامٌ تَرجُفُ الأَحشَاءُ مِنهُ ... عَلَى الحسَنِ بِن وَهبٍ وَالعِراقِ بَعْدَهُ: إِلَى البَلَدِ الحَبِيْبِ إليَّ غورًا ... وَنَجْدًا وَالفَتَى العَذْبِ المَذَاقِ 8931 - سَلَامَتُهُ عِندِي تُوازِي سَلَامَتِي ... وَمَا نَالَت مِن جُثمانِهِ نَالَ مِن قَلبِي ابن هندُو: [من الطويل] 8932 - سَلَامٌ عَلَى الدَّار الَّتِي لَا أَزُورُهَا ... وَإِنْ حَلَّها شَخصٌ عَلَيَّ كرِيمُ قَالَ أَبُو حُكَيْمَة (¬1): [من الطويل] سَلامٌ عَلَى الدَّارِ الَّتِي لا أزُورُهَا ... وَإِنْ حَلَّهَا شَخْصٌ عَلَيَّ حَبيْبُ كَأنَّ مَجَالَ الطَّرْفِ مِنْ كُلِّ نَاظِرٍ ... عَلَى حَرَكَاتِ العَاشِقِيْنَ رَقَيْبُ وقَالَ ابن هنْدُو: وَإِنْ حَلَّهَا شَخْصٌ عَلَيَّ كَرِيْمُ. 8933 - سَلَامٌ عَلَى الدُّنيَا وَطيبِ نَسيمِهَا ... كَأَن لِم يَكُن يَعقُوبُ فِيهَا بِمَالِكِ قَالَ أبُو العَبَّاسِ الطُّوسِي: أخْبَرَنِي أَبُو عَمرُو النّيْسَابُورِيُّ أَنَّهُ وَجَدَ فِي قُبَّةِ يَعْقُوبَ الصَّفَّارِ مَكْتُوبًا: سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا وَطِيْبِ نَسِيْمِهَا ... كَأنْ لَمْ يَكُنْ يَعْقُوبُ فِيْهَا بِمَالِكِ ¬
كَأنْ لَمْ يَقُدْ جَيشًا مِنَ الدَّهْرِ سَاعَةً ... وَلَا رَامَ مَا رَامَ الرِّجَالُ الصَّعَالِكُ دَاوودُ بنُ جَهوة: 8934 - سَلَامٌ عَلَى الدُّنيَا وَلِذَّةِ عَيشِهَا ... سَلَامَ غُدوٍّ أَو رَوَاحٍ إِلَى رَمسِ وقَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ مُتَّبِعًا لِقَولِ ابن جَهْوَة (¬1): سَأبْكِي عَلَى نَفْسِي بِعَيْنٍ قَرِيْحَةٍ ... عَسَى عَاذِرٌ لِي إِنْ بَكِيْتُ عَلَى نَفْسِي سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا سَلامُ مُوَدِّعٍ ... يَمُرُّ عَدُوًّا أو رَوَاحًا إِلَى رَمْسِ 8935 - سَلَامٌ عَلَى القَبرِ الَّذِي ضمَّ أَعظُمًا ... تَحُومُ المَعَالِي حَولَهَا فَتُسلِّمِ 8936 - سَلَامٌ عَلَى الأَطلَالِ لَا لِملَالَةٍ ... وَلَكِنَّ يأسًا حِينَ لَم يَبقَ مَطمَعُ البُحتُرِيُّ: 8937 - سَلَامٌ عَلَى تِلكَ الخَلائِقِ إِنَّها ... مُسَلَّمَة مِن كُلِّ عَارٍ وَمَأثَمِ 8938 - سَلَامٌ عَلَى تِلكَ الشَمَائِلِ إِنَهَا ... هِيَ التُرَاثُ الطَيِّبَاتُ الَّتِي تُحْنَى بَعْدَهُ: فَلا فَلَّ صَرْفُ الدَّهْرِ حَدَّ شَبَاتِهَا ... وَلَا صَاحَبَت إِلَّا السَّلامَة 8939 - سَلَامٌ عَلَى تِلكَ المَعاهِدِ إِنَّهَا ... شَرِيعَةُ وُدِّيْ أَوْ مَهَبُّ شَمَالِي بَعْدَهُ: لَيَالِي لَمْ نَحْذَر حزُونَ قَطِيْعَةٍ ... وَلَمْ نَمْشِ إِلَّا فِي سُهُولِ وِصالِ ¬
فَقَدْ صِرْتُ أرْضى مِنْ سوَاكِنِ أرْضهَا ... بِخُلَّبِ بَرْقٍ أو بِطَيْفِ خِيَالِ أَبُو عَبد اللَّه بن الحجَّاج: 8940 - سَلَامٌ عَلَى ذَاكَ الضَّرِيحِ الَّذِي غَدَا ... مُصَلَّى لأَملَاكِ السَّمَاءِ وَمَسجِدَا بَعْدَهُ: لَعَمْرِي لَئِنْ مَحَاسِنَكَ الثَّرَى ... لأصْبحَ حُزْنِي فيك غَضًّا مُجَدَّدَا إسحَاقُ بن إبراهيمَ: 8941 - سَلَامٌ عَلَى سَيْرِ القَلَاصِ مَعَ الرَّكْبِ ... وَوَصلِ الغَوَانِي وَالمَدامَةِ وَالشربِ بَعْدَهُ: قالَهَا وَقَدْ عَلَتْ سِنُّهُ سَلامُ امْرِئٍ لَمْ تَبْقَ مِنْهُ بَقِيَّةٌ ... سِوَى نَظَرِ العَيْنَيْنِ أو شَهْوَةِ القَلْبِ لَعَمْرِي لَئِنْ خَلَّيْتُ عَنْ مَنْهَلِ الصِّبَى ... لَقَدْ كُنْتُ وَارِدًا لِمَشْرَعهِ العَذْبِ لَيَالِيَ أغْدُو بَيْنَ بُرْدَيَّ لاهِيًا ... أمِيْسُ كَغُصْنِ البَانَةِ النَّاعِمِ الرّطْبِ مَعدان الأَياديُّ: 8942 - سَلَامٌ عَلَى مَنْ بَايَعَ اللَّهَ شَارِيًا ... وَلَيسَ عَلَى الحِزبِ المُقِيمِ سَلَامُ كَانَ هَذَا مَعْدَانُ الأيَادِيُّ أميْرِ المُؤمِنِيْنَ وَالخَوَارِجِ فَلَمَّا قَالَ: سَلامٌ عَلَى مَنْ بَايَعَ اللَّهُ شَارِيًا. البَيْتُ. خَلَعُوهُ وَقَالُوا خَالَفْتَ لأنَّكَ بَرِئْتَ مِنَ القَعَدِ وَالخَوَارِجِ فِي جَمِيع أصنَافِهَا إِنَّمَا كَانَ يَنْبَغِي لَكَ أنْ تَبْرَأَ مِنَ الكَاذِبِ وَمِنْ ذِي المَعْصِيَةِ الظَّاهِرَةِ فَبَرِئَتْ مِنْهُ الصَّفْرِيَّةُ وَخَلَعُوهُ ولجئوا إِلَى عَبْد اللَّهِ بن وَهَب وَكَانَ ذَا رَأيٍ وَفَهْمٍ وَلِسَانٍ وَشَجَاعَةٍ. 8943 - سَلَامٌ فِرَاقٍ لَا تَواصُلَ بَعدَهُ ... فَلَا القَلبُ مَحزُونٌ وَلَا الدَّمعُ سَافِحُ ¬
الحَسَنُ بن عَلي الماهاباذيُّ: 8944 - سَلَامٌ كَأَنفَاسِ الأَحِبَّهِ فَائِحُ ... يُجهِّزُهُ غَادٍ مِنَ الشَوقِ رَايِحُ بَعْدَهُ: سَلامٌ كَنَشْرِ الرَّوْضِ بَاكَرَهُ النَّدَى ... تُزْجِيْهِ أنْفَاسُ النَّسِيْمِ الفَوَائحِ عَدِيْدَ نجوم اللَّيْلِ وَهْيَ طَوَالِعٌ ... وَضِعْفَ دُمُوعِ المَزْنِ وَهِيَ سَوَايِح عَلَى خَيْرِ مَنْ تُهْدَى إلَيْهِ المَدَائِحُ ... وَأكْرَمَ مَنْ تُرْجَى لَدَيْهِ المَنَايِحِ أَبُو تَمَّامٍ: 8945 - سَلَامٌ كَمَا رَقَّ النَّسِيمُ عَلَى الصَّبَا ... وَجَاءَ رَسُولُ الوَرْدِ فِي زَمَنِ الوردِ المَاهَاباذِيُّ: 8946 - سَلَامٌ كنَشرِ الرَّوضِ بَاكِرَةُ النَّدَى ... تُزَجِّيهِ أَنفَاسُ النَسِيمِ الفَوايِحُ أَبُو هلالٍ العَسكَرِيُّ: 8947 - سَلَامٌ وَإِنْ كَانَ السَّلَامُ تَحِيَّةً ... فَوَجهُكَ دُونَ الرَّدِّ يَكفِي المُسَلِّمَا كَتب أَبو هلال إِلى بَعض إخوانِهِ يقولُ إِذَا ردّ المسلمُ عَليك وَجهَكَ فذاك يَكفيه وإن لَم تَرُدَّ عَلَيه جَوَابَ تحيّتهِ وذلك عَلَى سَبيلِ المبَالغَةِ في المَدحِ. أَبُو الشَمرِ عبد الوَاحِدِ: 8948 - سَلَامٌ وَإِنْ لَمْ تُغنِ عَنِّي تَحِيَّتِي ... عَلَيكَ وَدَمعِي وَاكِفٌ وَصَبِيبُ بَعْدَهُ: سَأرْعَاكَ وَالنَّأيُ المُفَرِّقُ بَيْنَنَا ... كَمَا كُنْتُ أرْعَى وَالمَزَارُ قَرِيْبُ خَيَالُكَ فِي عَيْنِي وَذُكْرُكَ فِي فَمِي ... وَمَثْوَاكَ فِي قَلْبِي فَأيْنَ تَغِيْبُ ¬
هُوَ أَبُو الشمِرِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنِ عَبْدُ اللَّهِ بن سُلَيْمَانَ المَعَرِّيُّ وَكَتَبَ بهَا إِلَى أخِيْهِ أبي العَلاءِ المَعَرِّيِّ. 8949 - سَلَامٌ وَلَولَا حَاجِزُ الدَّهرِ لَمْ أَكُنْ ... لأُهدِيَ مَعْ قُربِ المَزارِ سَلَامِي أَبُو الغَمرِ: 8950 - سَلَامَةُ المَرءِ فِي مُجَانَبَةِ الحَربِ ... وَعُقبَى المُحَارِبِ الحَرْبُ طَرَفةُ: 8951 - سَيَأتِيكَ بِالأَخبَارِ مَنْ لَمْ تَبعْ لَهُ ... بِبَابًا وَلَمْ تَضرِبْ لَهُ وَقتَ مَوْعِدِ 8952 - سَيَبقَى لَهَا فِي مُضمَرِ القَلبِ وَالحَشَا ... سَرِيرَةُ وُدٍّ يَومَ تُبْلَى السَّرائِرُ أَبُو فراس بن حَمَدانَ: 8953 - سَيَذْكُرُنِي قَوْمِيْ إِذَا جَدَّ جِدُّهُم ... وَفِي اللَّيلَةِ الظَلمَاءِ يُفتَقَدُ البَدرُ يُقَالُ أَنَّ السُّلْطَانَ بَدرِ الدِّيْنِ لُولُو صَاحِبَ المُوصلِ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا البَيْتُ كَثِيْرًا. 8954 - سِيرِي رِكَابِي إِلَى مَنْ تَسعَدِينَ بِهِ ... فَقَد أَقَمتِ بِدَارِ الهُونِ مَا صَلَحَا بَعْدَهُ: سِيْرِي إِلَى سَيِّدٍ سَمْحٍ خَلائِقُهُ ... ضخْمَ الدَّسِيْعَةِ قَرْمٍ يَحْمِلُ المَدَحَا نَصرُ اللَّهِ بن عُنينٍ: 8955 - سَيَزُولُ عَنكَ جَمِيعُ مَا أُوتِيتَ ... فِي الدُّنيَا وَلَو زُوِيَت لَكَ الأَمصارُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ آخَر (¬1): ¬
سَيَسْألُنِي صَدِيْقِي عَنْكَ فِيْمَا ... يَدُورُ مِنَ المَسَائِلِ وَالحِكَايَه فَأُطْرِقُ إِنْ سُئِلْتُ لِغَيْرِ شَكْوَى ... وَإطْرَاقِي أشَدُّ مِنَ الشِّكَايَه الرّضِي الموسويُّ: 8956 - سَيُسكِتُنِي يَأسِيْ وَفِي الصَّدرِ حَاجَةٌ ... كمَا أَنطَقَنِي فِي الرَّجَاءِ المَطَامِعُ قَدْ كُتِبَ مَع إخْوَانِهِ بِبَابِ: أرَى بَارِقًا لَمْ يَرُونِي وَهُوَ حَاضِرٌ. البَيْتُ. المُتَنَبِّي: 8957 - سَيَصحَبُ النَّصلَ مِنِّي مِثلَ مَضرَبِهِ ... وَيَنجَلِي خَبَرِي عَنْ صِمَّةِ الصَّمَمِ السَرِيُّ الرَّفاء: 8958 - سَيَصرِفُ اللَّهُ مَا تَخشَى وَتَحذَرُهُ ... فَاصبِر قَلِيلًا فَعُقبى صَبرِكَ الظَّفَرُ المَعَرِّيُّ: 8959 - سَيَطلُبُنِي رِزقِي الَّذِي لَو طَلَبتُهُ ... لَمَا زَادَ وَالدُنيا حُظُوظٌ وَإِقبَالُ بَعْدَهُ: إِذَا صدَقَ الجدُّ افْتَرَى العَمُّ للفَتَى ... مَكَارِمَ لا تَكرَى وَإِنْ كَذَبَ الخَالُ هَذَا البَيْتُ لُغْزٌ: الجَدُّ هَاهُنَا الخَطُّ وَالعَمُّ الجَمَاعَةُ مِنَ العُمُومِ وَتَكرَى مِنْ كَرَى الزَّادُ إِذَا نَقَصَ وافْتَرَى كذبَ وَالخَالُ المَخِيلَةُ. أَبُو العَتاهيَةِ: 8960 - سَيُعرَضُ عَنْ ذِكرِي وَتُنسَى مَوَدَّتِي ... وَيَحدُثُ بَعدِي لِلخَلِيلِ خَلِيلُ ¬
قَبْلَهُ: إِذَا انْقَطَعَتْ عَنْدِي مِنَ العَيْشِ ... مُدَّتِي فَإنَّ غَنَاءَ البَاكِيَاتِ قَلِيْلُ سَيُعرَضُ عَنْ ذِكْرِي. البَيْتُ. عَبد اللَّه بن محمد بن أبي عُيينةَ: 8961 - سَيَعلَمُ إِسمَاعِيلُ أَنَّ عَدَاوَتِي ... لَهُ سُمُّ أَفعَى لَا يُصَابُ دَوَاؤهَا 8962 - سَيَعلَمُ إِنْ لَمْ يَنزَجِر عَنكَ أَنَّهُ ... كَطَارِفِ عَينِي نَفسِهِ وَهوَ عَامِدُ 8963 - سَيَعلَمُ دَهرٌ عَدَا طَورَهُ ... عَلَى أَيِّ خِرقٍ جَنَى مَا جَنَاهُ بَعْدَهُ: أتَخْشَى الضَّرَاغِمُ ذُؤْبَانَهُ ... وَتَشْكُو الصُّقُورُ إلَيْهِ قَطَاهُ وَمَنْ يَنْحَسِرْ عَنْهُ ظِل الغِنَى ... فَفِي المَشْرِفِيَّاتِ مَالٌ وَجَاهُ فَمَا للذَّلِيْلِ يُسَامُ الأذَى ... وَيَخْشَى الرِّدَى لا وَقَاهُ الإلَهُ 8964 - سَيُغنِي اللَّهُ عَن بَقَراتِ زَيدٍ ... وَيَأتِي اللَّهُ بِاللَّبَنِ الصَّرِيحِ 8965 - سَيُغنِينِي الَّذِي أَغنَاكِ عَنِّي ... فَلَا فَقرِي يَدُومُ وَلَا غِنَاكِي قَبْلَهُ: تَجَرَّمَتِ الذُّنُوبَ لِتَصْرُمِيِني ... دَعِي العِلَّاتِ وَاتَّبِعِي هَوَاكِي سَيُغْنِيْنِي الَّذِي أغْنَاكَ عَنِّي. البَيْتُ. بِشر بن مَروَانَ: 8966 - سَيُغنِينِي الَّذِي أَغنَاكَ عَنِّي ... وَيُفرِجُ كُربَتِي وَيَرُبُّ حَالِي ¬
حَدَّثَ البلَاذُريُّ قَالَ: كَانَ بِشرُ بن مَرْوَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى أَخِيْهِ عَبْدِ العَزيْزِ قبلَ وِلَايةِ عَبْدِ المَلِكِ الخلافَهَ فَلمَّا وَليَ الخِلَافَهَ اسْتَجفَاهُ بِشرٌ فَقالَ: اتجعَلُ صَالحَ الغُنَوِيَّ دُونِي ... وَرَحْلي مِنْكَ فِي أَقصَى الرِّحالِ سَيُغنْيني الذِي أغناكَ عنّي ... ويُفرجُ كُربتِيْ ويَرُبُّ حَالِي يقول منها مُخاطبًا لنَاقتِهِ إذا بلّغْتِني وَبَلَغْتِ رَحْلِي ... إلى عَبْدِ العَزْيزِ فلا أبَالِيْ قَالَ فولّاهُ عَبدُ المَلِكِ الكُوفَةَ ثم ضَمَّ إلَيْهِ البَصْرةَ فكَتَبَ بشرٌ إلى عَبد العَزيْزِ يقولُ: غَنينَا فَأغنَانَا غِنَانَا وَعاقَنا ... مَآكِلُ مَّما عندَكُم ومَشَاربُ فكتَبَ. إليه عَبدُ العَزْيز هَلَا كتَبتَ إليْنَا بأحسَنَ من هذا وَهو قَول عَبْدِ العزيزِ بن زُرَارةَ الكلَابيّ (¬1): وَأصبَحتُ قَد وَدّعتُ نجدًا وأهْلَهُ ... وَمَا عَهدُ نجدٍ عندَنا بذَمِيْم فقال. بشرٌ صدق وَاللَّهِ رَعَاهُ اللَّهُ فَمَا عَهدُه عندَنا ذمِيم. بَكرُ بن النطاحِ يَصِفُ سيفًا: 8967 - سَيفٌ عَلَيهِ النُفوسُ وَارِدَةٌ ... وَمَالَهَا بَعدَ وِردِهَا صَدَرُ قَبْلَهُ: كَأَنَّمَا سَيْفُ قَاسِمٍ أجَلُّ ... وفي شَفْرَتَيْهِ القَضاءُ وَالقَدَرُ سَيْفٌ عَلَيْهِ النُّفُوسُ وَارِدَةٌ. البَيْتُ. يَحيَى بن نَوفلٍ الحميريّ: 8968 - سَيَكفِي الكَرِيمَ إِخَاءُ الكَرِيمِ ... وَيَقنَعُ بِالودِّ مِنهُ نَوَالَا ¬
يُقَالُ: إِنَّ يَحْيَى بن نَوْفَلٍ الحميَرِيّ لَمْ يَمْتَدِح قَطَّ أحَدًا فَقَالَ: فَلَو كُنْتُ مُمْتَدِحًا للنَّوَالِ فَتًى ... لامْتَدَحْتُ عَلَيْهِ بِلالا وَلَكِنَّنِي لَسْتُ مِمَّنْ يُرِيْدُ ... بِمَدْحِ الرِّجَالِ الكِرَامِ السُّؤالا سَيْكْفِي الكَرِيْمَ إخَاءَ الكَرِيْمُ. البَيْتُ. وَقَيْلَ أوَّلُ مَنْ أظْهَرَ الجُورَ فِي الحُكْمِ وَالقَضايَا بِلالُ بنُ أَبِي بُرْدَةَ وَكَانَ أمِيْر البَصْرَةِ وَقَاضِيْهَا فَكَانَ يَقُولُ إنَّ الرَّجُلَيْنِ لِيَتَقَدَّمَانِ إلَيَّ فِي الحُكُومَةِ فَأجدُ أحَدَهُمَا أخَفَّ عَلَى قَلْبِي مِنْ صاحِبِهِ فَأقْضِي لَهُ، وَكَانَ بِلالٌ دَاهِيَةً لَقِنًا أدِيْبًا لَسنًا. أَبُو العَتاهيةِ: 8969 - سَيَكُونُ الَّذِي قُضِي ... سَخِطَ العَبدُ أَمْ رَضِي بَعْدَهُ: فَدَعِ الهَمَّ يَا فَتَى ... كُلُّ أمْرٍ سَيَنْقَضي كَانَ البَيْتُ الأوَّلُ نَقْشُ خَاتَم أَبِي العَتَاهِيَةَ. كَاتبُهُ عَفا اللَّهُ عَنهُ: 8970 - سَيَكُونُ مَا هُوَ كَائِنٌ فِي وَقتِهِ ... قُضِي القَضاءُ وَجَفَّتِ الأَقلَامُ بَعْدَهُ: وَإِذَا القَضَاءُ أَتَى بِأمْرٍ لازِمٍ ... أعْشَى العُيُونَ وَطَاشَتِ الأحْلامُ عَبد اللَّه بن محمّد بن أبي عُيينَةَ: 8971 - سَيَكُونُ مَا هُوَ كَائِنٌ فِي وَقتِهِ ... وَأَخُو الجَهَالَةِ مُتعَبٌ مَحزُونُ ¬
بَعْدَهُ: وَلَعَلَّ مَا تَخْشَاهُ لَيْسَ بِكَائِنٍ ... وَلَعَلَّ مَا تَرْجُوهُ لَيْسَ يَكُونُ 8972 - سَيَكُونُ مَا هُوَ كائِنُ ... قَد يُدرِكُ المُتَهَاوِنُ بَعْدَهُ: وَالحَادِثَاتُ لَهَا مَسَاوٍ ... مَرَّةً وَمَحَاسِنُ وَالمَوْتُ يَأتِي كُلَّ ... مُحْتَجِبٍ وَلَا يَسْتَأذِنُ الحُطَيئَةُ: 8973 - سُئِلتَ فَلَمْ تَبخَل وَلَم تُعطِ طَائِلًا ... فَسِيَّانِ لَا لَومٌ عَلَيكَ وَلَا حَمدُ يُقَالُ إِنَّ رَجُلَيْنِ تَشَاجَرَا فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَا ألأمُ فَتْحَاكمَا إِلَى رَجُلٍ فَقَالَ قَد حَكَّمْتُمَانِي فَأخْبِرَانِي بِأخْلاقِكُمَا فَقَالَ أحَدُهُمَا مَا مَرَّ بي أحَدٌ إِلَّا اغْتَبْتُهُ وَلَا أئْتَمنَنِي إِلَّا خُنْتُهُ. وقَالَ آخَرُ أَنَا أبْطَرُ النَّاسِ في الرَّخَاءِ وَأجْبَنَهُم عِنْدَ اللِّقَاءِ وَأقَلُّهُمْ فِي الحَيَاءِ، فَقَالَ الرَّجُلُ كِلاكُمَا لَئِيْمٌ وَألأمُ مِنْكُمَا الحُطَيْئَةِ فَإِنَّهُ هَجَا أبَاهُ وَأُمَّهُ وَنَفْسَهُ وَمَنْ أحْسَنَ إلَيْهِ وَهَجَا عَمَّهُ وَخَالَهُ فَقَالَ فِي أبِيْهِ وَعَمِّهِ وَخَالِهِ (¬1): لَحَاكَ اللَّهُ ثُمَّ لَحَاكَ أبًا ... نَعَمْ وَلَحَاكَ مِنْ عَمٍّ وَخَالِ وقَالَ لأمِّهِ (¬2): أغُرْبَالًا إِذَا اسْتُودِعْتِ سِرًا ... وَكَانُونًا عَلَى المُتَحَدِّثِيْنَا وقَالَ لِنَفْسِهِ (¬3): أرَى لِي وَجْهًا قَبَّحَ اللَّهُ خَلْقَهُ ... فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُهْ وقَالَ فَيمن أحْسَنَ إلَيْهِ وَأعْطَاهُ: ¬
سُئِلَتَ فَلَمْ تَبْخَل وَلَمْ تُعْطِ طَائِلًا. البَيْتُ. سَعِيد بن عَبد الرحمنِ بن حَسَّان: 8974 - سُئِلتَ فَلَمْ تَفعَل وَأَدركتُ حَاجَتِي ... تَولَّى سواكُم حَمدها واصطنَاعها حَدَّثَ ابْنُ عَائِشَةَ قَالَ: سَألَ سَعْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَسَّانَ بن ثَابِتٍ الأنْصَارِيُّ أبَا بِكْرٍ مُحَمَّد بن عَمرو بن حَرْمٍ حَاجَةً فَلَمْ يَقْضهَا لَهُ وَقَضاهَا غَيْرهُ فَقَالَ: سُئِلَتَ فَلَمْ تَفْعَل. البيتُ وَبَعْدَهُ: أَبَى لَكَ كَسْبَ الحَمْدِ رَأيٌ مُقَصِّرٌ ... وَنَفْسٌ أضاقَ اللَّهُ بِالخَيْرِ بَاعَهَا إِذَا مَا أرَادَتْهُ عَلَيَّ الخَيْرِ مَرَّةً ... عَصاهَا وَإِنْ هَمَّتْ بِسُوءٍ أطَاعَهَا مُنقذٌ الهِلَالِيُّ: 8975 - سَئِمتُ العَيشَ حتَّى رأيتُ دهرًا ... يُكَلِّفُنِي التَّذلُّلَ للرِّجَالِ بَعْدَهُ: فَحَسْبُكَ بِالتَّنَصفِ ذُلَّ حُرٍّ ... وَحَسْبُكَ بِالمَذَلَّةِ سُوءَ حَالِ ابْنُ شَمسِ الخِلافة: 8976 - سَئِمت الهَوَى حتَّى لأضحَى دُونَهُ ... عَلَى القَلب من فَرط السآمةِ أفالُ قَبْلَهُ: مِنْ قَصِيْدَة يَمْدَحُ بِهَا المَلِكُ النَّاصِرُ صاحِبَ حَلَبٍ، أوَّلُهَا: بِذِي سَلَمٍ للعَامِرِيَّةِ أطْلالُ ... عَلَيْهنَّ مِن نَسْجِ الرَّوامِسِ سرْبَالُ نُسَائِلُهَا عَنْ خالِهَا بَعْدَ أهْلِهَا ... وَهَل لجُسُومٍ بِعْدَ أرْوَاحهَا حَالُ يَقُولُ مِنْهَا: أُنَاسٌ أبَوا غَيْرَ التَّلَوُّنِ عَادَةً ... فَشَأنَهُمُ وَالحُبُّ هَونٌ وَإذْلالُ وِصالٌ وَهَجْرٌ وَاجْتِمَاعٌ وَفُرْقَةٌ ... وَبَذْلٌ وَإمْسَاكٌ وَحِلٌّ وَتِرْحَالُ ¬
فَإنْ سَمَحُوا ضَنُّوا وَإِنْ عَطفُوا جَفُوا ... وَإِنْ عَقَدُوا حَلُّوا وَإِنْ عَهِدُوا حَالُوا وَحَسْنَاءَ لا إحِسَانَ يُوْجَدُ عِنْدَهَا ... وَرُبَّ جَمِيْلٍ يُرَى مِنْهُ إجْمَالُ يُزَهِّدُني فِي حسْنِهَا قبحُ فعْلَهَا ... وَكَمْ حُسَيْنٍ قَدْ قُبِّحَت مِنْهُ أفْعالُ سئمتُ الهَوَى البيت. زُهَير بن أبي سُلمَى: 8977 - سَئِمتُ تَكاليفَ الحياةِ ومَنْ يَعشْ ... ثَمَانِينَ عَامًا لَا أَبَالكَ يَسأَمِ قَوْلُ زُهَيْرُ بن أَبِي سَلمَى وَاسْمُهُ رَبِيْعَةُ بنُ رِيَاحٍ مِنْ مَزْيَنَةَ: سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشْ ... ثَمَانِيْنَ حَوْلًا لا أبَالَكَ يَسْأمِ رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشَوَاءَ مَنْ تُصبْ ... تُمِتْهُ وَمَن تُخْطِئْ يُعمَّرْ فَيَهرِمِ وَأعْلَمُ مَا فِي اليَومِ وَالأمْسِ قَبْلَهُ ... وَلَكِنني عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ وَمَنْ لا يُصَانِعْ فِي أمُورٍ كَثيْرَةٍ ... يُضرَّسُ بِأنْيَابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِمِ وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَل بِفَضْلِهِ ... عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَمِ وَمَنِ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ مِن دُونِ عَرْضهِ ... يَفرهُ وَمِن لا يَتَّقِي الشَّتْمَ يُشْتَمِ وَمَنْ لا يَزُدْ عَن حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ يُهَدَّمْ ... وَمَنْ لا يَظْلِمِ النَّاسَ يُظْلَمِ وَمنْ هَابَ أسْبَابَ المَنِيَّةِ يَلْقَهَا ... وَلَو رَامَ أسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ وَمَنْ يَعْصِ أطْرَاف الزُّجَاجِ فَإِنَّهُ ... يُطِيْعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ وَمَنْ يُوفِ لا يَذْمَمْ وَمَنْ يَغْضِ قَلْبُهُ ... إِلَى مُطمَئِنِّ البرِّ لا يَتَجَمْجَمِ وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُوًّا صَدِيْقَهُ ... وَمَنْ لا يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لا يُكَرَّمِ وَمْهْمَا تَكُن عِنْدَ امْرِىٍ مِنْ خَلِيْقَةٍ ... وَلَو خَالَهَا تخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ وَمَنْ لا يَزَل يَسْتَحْمِلُ النَّاسَ نَفْسَهُ ... وَلا يُغْنِهَا يَوْمًا مِنَ البرِّ يُسْأمِ وَمِثْلُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ قَوْلُ المُسْتَوغِر بن رَبِيْعَةَ (¬1): ¬
وَلَقَدْ سَئِمْتُ مِنَ الحَيَاةِ وَطُولهَا ... عَمَّرْتُ مِنْ عَدَدِ السِّنِيْنَ مِئِيْنَا مِائَةٌ مَضَتْ مِائَتَانِ لي مِنْ بَعْدِهَا ... وَازْدَدْتُ مِن عَدَدِ الشُّهُورِ سِنِيْنَا وقَوْلُ أكْثَمُ بن صَيْفي (¬1): وَإنَّ امْرَأً قَدْ عَاشَ سَبْعِيْنَ حِجَّةً ... إِلَى مِائَةٍ لَمْ يَسْأمِ العَيْشَ جَاهِلُ مَضَت مِائَتَانِ غَيْرَ ستٍّ وَأرْبَعٍ ... وَذَلِكَ مِنْ عَدِّ اللَّيَالِي قَلائِلُ وَقَوْلُ لَبِيْدٍ (¬2): وَلَقَدْ سَئِمْتُ مِنَ الحَيَاةِ وَطُولِهَا ... وَسُؤَالُ هَذَا الخَلْقِ كَيْفَ لَبِيْدُ وَقَوْلُ أوْسٍ بنُ رَبِيْعَةَ الخُزَاعِيّ (¬3): لَقَد عَمَّرْتُ حَتَّى مَلَّ أهْلِي ... ثَوَائِي عِنْدَهُمُ وَسَئِمْتُ عُمْرِي وَقَوْلُ زَهَيْرُ بن جَنَابٍ الكَلبِيّ (¬4): لَقَدْ عَمَّرْتُ حَتَّى لا أُبَالِي ... أحَتْفِي فِي صبَاحٍ أو مَسَاءِ وَحُقَّ لِمَنْ أَتَى مائَيْنِ عَامًا ... عَلَيْهِ أنْ يَمُلَّ مِنَ الثَّوَاءِ 8978 - سَئِمتُ مَآرِبِي فِي العَيشِ إِلَّا ... مُحَادَثَةَ الرِجَالِ ذَوِي العُقُّولِ بَعْدَهُ: وَقَدْ كَانُوا إِذَا عُدُّوا قَلِيْلًا ... فَقَد صَارُوا أقَلَّ مِنَ القَلِيْلِ 8979 - سَيَمضي الَّذِي أَنَا مُستَقبِلٌ ... مِضيَّ الَّذِي مَرَّ بِي فَانقَضَى ¬
بَعْدَهُ: سَنُلْقِي حَدِيْثَاَ لِمَنْ بَعْدَنَا ... كَمَا نَتَحَدَّثُ عَمَّنْ مَضَى 8980 - سَيُنصِفُ الدَّهرُ مِن قَومٍ بِدَائِرةٍ ... وَفِي الجدِيدَينِ إِنصَافٌ إِذَا دَارَا 8981 - سُيُوفٌ كَأَنَّ المَوتَ حَالَفَ حَدَّهَا ... مُشطَّبَةٌ تَفري شُؤُونَ الجَماجِمِ 8982 - سُيُوفٌ لَعَمرِي يَا صُدَيَّ بنَ مَالِكٍ ... حِدَادٌ وَلَكِن أَينَ بِالسَّيفِ ضَارِبُ صُرَّدُرَّ: 8983 - سِيَّانِ إِثرَاءُ اللَّئِيمِ وَعُدمُهُ ... إِنَّ الدَرَاهِمَ عَرفُهَا الإِنفَاقُ قَبْلَهُ: أثْرُوا فَمَا عَلِمَ امْرؤٌ إثْرَاءَهُم ... وَلَو أمْلَقُوا لَمْ يُعْرَفُ الإمْلاقُ سَيَّانَ إثْرَاءُ اللَّئِيْمِ وَعَدْمُهُ. البَيْتُ. السِّيُّ المِثْلُ وَسَيَّانِ أي مِثْلانِ. ابْنُ زَبادةَ: 8984 - سِيَّانِ إِن دَنَتِ الأَيَامُ فِيهِ بِنَا ... وَإِن تَنَاءَت وَحَالَت بَينَنَا بِيدُ 8985 - سِيَّانِ شَيِبي وَالشَّبَابُ إِذَا ... مَا كُنتُ مِن أَجَلِي عَلَى قَدرِ أَبُو عَامر بن شُهيدٍ: 8986 - سِيَّانِ عِندِي جِئتَ أَمْ لَم تَجِيء ... سُخطكَ عِندِي وَالرِضَّا وَاحِدُ بَعْدَهُ: إِنْ غُبْتَ لَمْ تُوْحِشْ وَإِنْ جِئْتَنَا ... فَأنْتَ فِي إخْوَانِنَا زَايِدُ ¬
يَا مَن إِذَا أبْصَرْتُهُ مُقْبِلًا ... قُلْتُ لَهُ مَا أنْجَبَ الوَالِدُ الحَسَنُ بن وَهبٍ: 8987 - سِيَّانِ عِندِي فِي الثِّيَابِ إِذَا بَدَا ... لُطخٌ بِمسكٍ أَو مِدَادٍ لَازِبِ الرَّضِي الموسَوِيُّ: 8988 - سِيَّانِ عِندِي وَأَيدِي الحَيِّ جَامِدَةٌ ... إِنْ أَخطَأَ القَطْر وَادِيهِم وَانْ مُطِرُوا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ قَبْلَهُ: يَا طُلْحَ رَامَةَ لا سُقِيْتَ مِنْ شجرٍ ... مُذمَّمِ الأرْضِ لا ظِلٌّ وَلَا ثَمَرُ كَأنَّنِي يَومَ أسْتَدْرِيْكَ مِنْ حَذَرٍ ... جَانِي دَمٍ طَاحَ لا مَنْجَا وَلَا وَزَرُ سِيَّانِ عِنْدِي وَأيْدِي الحَيِّ جَامدَةٌ. البيتُ وَبَعْدَهُ: ألُومُ مَنْ لا يَعُدُّ اللَّوْمَ مَنْقِصَةً ... وَضَاعَ عَتْبُ مُسِيءٍ لَيْسَ يَعْتَذِرُ 8989 - سِيَّانِ فِي الحُكمِ شَاكِيهِ وَشَاكِرُهُ ... مِنَ الأَنَامِ وَهَاجِيهِ وَمُطرِيهِ هَذَا فِي مَدْحٍ قَاضٍ لا يَجْعَلُ بِاللَّوْمِ وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَى الحَمْدِ وَلَا يَخَافُ العَزْلَ وَلَا تَأخِذُهُ فِي الحَذ لومَةُ لائِمٍ. وَهُوَ فِي غَيْرِهِ مُحْتَمَلٌ للذَّمِّ وَالمَدْحِ. 8990 - سِيَّانِ فِي القَدَرِ المَحتُومِ مُضطَلِعٌ ... بِالنَائِيَاتِ وَوَاهِي العَقلِ مَضعوفُ عَبد اللَّه عمّار العَلَوِيُ: 8991 - سِيَّانِ مَن تَحتَ التُرابِ وَفَوقَهُ ... مِن نَاعِمٍ بَالٍ وَبَالٍ نَاعِمِ قَبْلَهُ: وَرَأى العُلَى بِلِحَاظِ عاشٍ عَاشِقٍ ... وَرَمَى العِدَى بِشَوَاظِ غَاشٍ غَاشِمِ سِيَّانِ مَن تَحْت التّرَاب. البَيْتُ. ¬
وَمِنْ هَذَا التَّرْتِيْبِ قَوْلُ ابْنُ الرُّومِيّ يُهَنِّئُ بِزَفَافٍ (¬1): سَيِّدَةٌ زُفَّتْ إِلَى سَيِّدٍ ... أبْدَلنَا اليُسْرَ مِنَ العُسْرَه أُلِّفَ بِالتَّوْفِيْقِ شمْلاهُمَا ... فِي نُعْمَةٍ تَمَّتْ وفي حَبْرَه وَأسْنَدَتْ ظَهْرًا إِلَى شَاهِقٍ ... وَضَمَّ كَفَّيهِ عَلَى دُرَّه عَمَّرَهُ اللَّهُ وَأبْقَى لَهُ ... رُكْنَيْهِ مِنْ عزٍ وَمِنْ قُدْرَة وفي الحَدِيْثِ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كَانَ إِذَا دَعَا للمُتَزَوِّجُ يَقُولُ: عَنِ اليُمْنِ وَالسَعَادَةِ وَالطَّيْرِ الصَّالِحِ وَالرِّزْقِ الوَاسِعِ وَالمُوَدَّةِ عِنْدَ الرَّحِمِ. * * * تَمَّ حَرفُ السِّينِ المُهمَلَةِ وَالحَمدُ للَّهِ رَبِ العَالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّ الرَّحمَةِ تَكَمَّلَتْ عِدَّةُ حَرْفِ السِّيْنِ المُهْمَلَةِ أرْبَع مِائَةٍ وَثَلاثَةُ وثَلاثُونَ بَيْتًا. وَذَلِكَ فِي كرَّاسَيْنِ وَقَائِمَةٍ وَوَجْهَيْنِ هَذِهِ الوَجْهَةُ آخْرُهَا. عَدَا مَا عَلَى الهَامِشِ. والحَمْدُ للَّهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أجْمَعِيْن، وَشَفِيعُ الأُمَّةِ وَإِمَامِ الأَئمَّةِ، محمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَعَلَى آله أَجمَعِينَ. وَسَلَّمَ تَسلِيمًا كَثِيرًا. * * * ¬
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد [7]
الْكتاب: الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد التصنيف: موسوعة شعرية الْمُؤلف: مُحَمَّد بن أيدمر المستعصمي (الْمُتَوفَّى سنة 710 هـ) الْمُحَقق: الدكتور كَامِل سلمَان الجبوري الناشر: دَار الْكتب العلمية، بيروت عدد الصفحات: 6512 (13 مجلدًا) قِيَاس الصفحات: 17 × 24 سم سنة الطباعة: 1436 هـ - 2015 م بلد الطباعة: لبنان الطبعة: الأولى جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية والفنية مَحْفُوظَة لدار الْكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أَو تَصْوِير أَو تَرْجَمَة أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ أَو تسجيله على أشرطة كاسيت أَو إِدْخَاله على الكمبيوتر أَو برمجته على أسطوانات ضوئية إِلَّا بموافقة الناشر خطيًا.
حرف الشين
حرف الشين
حرف الشين قِيْلَ: كَانَ لأبِي عُبَيْدَةَ صَاحِبٌ يُسَمَّى كَيْسَانَ مُضَعَّفًا بَلِيْدًا وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ يَأتِي سَهْوًا وَاسْتِرْسَالًا بِكُلِّ نَادِرَةٍ فَسَألَ أبَا عُبَيْدَةَ بِعَضُ أصْحَابِهِ عَنْ اسْمِ بَعْضِ العَرَبِ فَأنْكَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْرِفَتهِ وَكَانَ كَيْسَانُ حَاضِرًا فَقَالَ: أَنَا أعْرِفُ اسْمَهُ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَمَا هُوَ؟ فَقَالَ كَيْسَانُ: هُوَ خِرَاشٌ أو خِدَاشٌ أو رِيَاشٌ أو شَيْءٌ آخَرَ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَا أحْسَنَ مَا عَرِفْتهُ. فَقَالَ: نَعَمْ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ قُرَشِيٌّ. فَاغْتَاظَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَقَالَ لَهُ: كَيْفَ عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أمَا تَرَى اكْتِنَافِ الشِّيْنَاتِ عَلَيْهِ؟ قَالَ: أحْسَنْتَ. وَقِيْلَ لِبَعْضِهِم: أيُّ شَيْءٍ تُحِبُّ مِنَ الشِّيْنَاتِ؟ فَقَالَ: أُحِبُّ الشَّرَابَ وَالشَّبَابَ وَالشَّاهِدَ وَالشَّادِي وَالشَّمَّامَ وَالشَّمْعَ وَالشِّوَاءَ وَالشَّهْدَ وَأخَذَ يُعَدِّدُ الشِّيْنَاتِ فَقَالَ مَنْ حَضَرَ: فَالشُّنَاجُ مَا بَالَهُ لَا يَخْطِرُ بِبَالِكَ ألَيْسَ مِنْ جُمْلَةِ الشِّينَاتِ؟ [من البسيط] 8992 - شَاءَتْ فَشِئتُ فَمَا تَرضَاهُ يَرضَ ... بِهِ قَلبِي وَمَا تَأبَهُ فَالقَلبُ يَأبَاهُ البُحتُرِيُّ: [من الطويل] 8993 - شَآهُ اَلعِدَا عَنّي فَأَصُبُح مسرعًا ... وأوهمه الواشون حتى تَوَهَّما أَبُو تَمَّامٍ: [من الخفيف] 8994 - شَابَ رَأسِي ومَا رَأَيتُ مَشِيبَ الرأسِ ... إِلَّا من فَضلِ شَيبِ الفُؤَادِ بَعْدَهُ:
وَكَذَاكَ القُلُوبُ فِي كُلِّ بُؤْسٍ ... وَنَعِيْمٍ طَلَائِعُ الأجْسَادِ طَالَ إنْكَارِيَ البِيَاضَ وَإِنْ عُمِّـ ... ــرْتُ شَيْئًا أنْكَرْتُ لونَ السَّوَادِ [من السريع] 8995 - شَاتَمَنَي عَبْدُ بَني مُسْمِعٍ ... فَصُنْتُ عَنْهُ النَّفْسَ وَالعِرْضَا بَعْدَهُ: وَلَمْ أُجِبْهُ لاحْتِقَارِي بِهِ ... مَنْ ذا يَعَضُّ الكَلْبَ إِنْ عَضَّا أنْشَدَهُمَا أَبُو عَمْرُو بن العَلَاءِ عَنْ ثَعْلَبٍ فِي المُبَرَّدِ. أَخَذَ النَّاجِمُ فَقَالَ (¬1): [من الوافر] عَذِيْرِي مِنْ أخِي سَفهٍ رَمَانِي ... بمَا فِيْهِ فَقُلْتُ لَهُ سَلَامَا أبَى لِي أنْ أُجِيْبَكَ أَنَّ قَدْرِي ... أَبَى لِي أنْ أُنَازِعَكَ الكَلَامَا أَعرَابِيٌّ: [من مجزوء الكامل] 8996 - شَادُوا لغَيْرهمُ وبَادُوُا ... والقُبُورُ هَي البيُوُتُ وَمِنْ بَابِ (شَارَ) قَوْلُ يَزِيْدُ بنِ الوَلِيْدُ: شَارَكْتُ قَوْمِي وَقَدْ أحْرَزْتُ دُوْنَهُمُ ... عَيْنًا مِنَ الشِّعْرِ مِنْهَا القَوْلُ يِنْبَجِسُ وَقَدْ عَلِمْتُ وَخَيْرُ القَوْلِ أصْدَقُهُ ... إِنَّ العُقُولَ مِنَ الأقْوَالِ تَقْتَبِسُ أَبُو الفَضْلِ الأَنطاكيُّ: [من الطويل] 8997 - شأَوتَ الوَرَى مَجدًا وعزًّا وقُدْرةً ... وَجُودًا وَإقدامًا ونَفْسًا وَوَالِدَا قَبْلَهُ: هُوَ المُلْكُ فَاسْحَبْ ذَيْلَ علْيَاكَ خَالِدًا ... وَعِشْ تَهَبُ النُّعْمَى وَتَقْنِي المحامدَا إِذَا الدَّهْرُ أعْطَى طَالِبًا فَوْقَ حَقِّهِ ... عَلَى خَطَأٍ أعْطَاكَ حَقَّكَ عَامِدَا ¬
شَأَوْتَ الوَرَى مَجْدًا وَعِزًّا وَقُدْرَةً. البَيْتُ أَبُو الفَتح بن الأَباريقيّ الحَلَبيُّ: [من مجزوء الكامل] 8998 - شَاوِرْ أَخا اللُّبِّ النَّصِيحَ ... فَإِنَّ هَديَكَ فيِ يَدَيْهِ بَعْدَهُ: فَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأيِه ... عَمِيَتْ مَرَاشِدُهُ عَلَيْهِ صَالِح بن عَبد القُدوسِ: [من المتقارب] 8999 - [و] شَاوِرْ ذَوِيْ الرَّأُيِ إِنَّ الأُمُورَ ... يُبَدِي التَّشَاوُرُ منهَا الخِيَرْ بَعْدَهُ: وَلَا تَسُمِ النَّاسَ مِثْلَ الَّذِي ... إِذَا هُوَ نَالَكَ لَمْ تَصْطَبِرْ وَمَنْ يَرْضَ للنَّاسِ مِنْ نَفْسِهِ ... بِمَا هُوَ رَاضٍ لَهَا لَمْ يَجُرْ فَإنْ نِلْتَ وَفْرًا فَلَا تَسْكُنَنَّ ... إلَيْهِ وَلَا تَأمَنَنَّ الغِيَرْ [من الرجز] 9000 - شَاوَرَ نَفْسيْ طَمَع وَخَيبَة ... تَقُولُ هَاتي لَا وَهَاتِيكَ بَلَى [من الكامل] 9001 - شَاهَتْ وُجُوهُ الطَّالِبينَ لشَأُوِهِ ... فَهُم البَيَاذِقُ وَهُو مِثْلُ الشَاه منصور الفَقِيهُ: [من مجزوء الرجز] 9002 - شَاهِدُ مَا في مُضْمَرِيْ ... مِنْ صِدْق وُدٍّ مُضْمرُك ¬
بَعْدَهُ: فَمَا أُرِيْدُ وَصْفَهُ ... قَلْبكَ عَنِّي يُخْبِرُك السَّرِي الرَّفَاء: [من الوافر] 9003 - شَبَابُ المرءِ ثَوبٌ مُسْتَعَارٌ ... وَأيّامُ الصِّبَا أبدًا قِصارُ الأَعشَى: [من الطويل] 9004 - شَبَابٌ وَشَيبٌ وَافتِقَارٌ وثَروَةٌ ... فللَّهِ هَذَا الدّهرُ كَيفَ ترَدَّدَا يُقَالُ فِي المَثَلِ: مَرَّةً عَيْشٌ وَمَرَّةً جَيْشٌ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: المَثَلُ لامْرِئٍ القَيْسِ يَقُوْلُ أحْيَانًا شِدَّةٌ وَأحْيَانًا رَخَاءٌ. وَقَالَ امْرُؤُ القَيْسِ أَيْضًا فِي المَثَلِ: اليَومُ خَمْرٌ وَغَدًا أمْرٌ. قَالَ المُفَضَّلُ: قَالَهُ امْرُؤُ القَيْسِ لَمَّا بَلَغَهُ مَوتُ أبِيْهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَشْرَبُ الخَمْرَ، فَسَارَ قَوْلهُ ذَلِكَ مَثَلًا. [من الطويل] 9005 - شَبَابُهُمُ وَشِيبُهُمُ سَوَاءٌ ... هُمُ في اللُّؤْمِ أَسْنَانُ الْحِمَارْ أَبُو نَصر بنُ نبَاتةَ: [من المتقارب] 9006 - شُبِ الرُّغْبَ بالرُّهْبِ وَامْزُجُ لَهمُ ... كَمَا يفعَلُ الدَّهُر حُلوًا بمُرْ ابْنُ قَيسِ الرُقيَّاتِ: [من الخفيف] 9007 - شُبَّ بالأَثل مِنْ كُبَيْرَةَ نَارُ ... شَوَّقَتنَا وأَين منْهَا المزَارُ ¬
بَعْدَهُ: أَوْقَدَتْهَا بِالمِسْكِ وَالعَنْبَرِ الرَّطِـ ... ــبِ فَتَاةٌ يَضِيْقُ عَنْهَا الإزَارُ وَمِنْ بَابِ (شَبَّهْتُ) قَوْلُ النَّجْمُ يَحْيَى فِي كَبِيْرِ الأنْفِ: شَبَّهْتُ أنْفَكَ كَرِدَكْوَه بِعَيْنِهَا ... وَالفَرْقُ بَيْنَهُمَا جَلِيُّ المَقْصَدِ إِنَّ المَلَاحِدَ أصْبَحُوا فِي قَلْعَةٍ ... وَرَأيْتَ أنْفكَ قَلْعَةً فِي مُلحدِ وَقَالَ آخَرَ فِي مَعْنَاهُ (¬1): وَرُبَّ أنْفٍ لِصَدِيْقٍ لنَا ... تَجْدِيْدُهُ لَيْسَ بِمَعْلُومِ لَيْسَ عَنِ العَرْشِ لَهُ حَاجِبٌ ... كَأَنَّهُ دَعْوَةُ مَظْلُومِ إِسحَاقُ بن عُمر النَيسَابُوريُّ: [من الكامل] 9008 - شَبَّهتُ دُنْيانَا ببَيْتِ ضِيَافَةٍ ... لَا مَكْثَ فيْهِ ولَا يُقيمُ ضُيُوفُ بَعْدَهُ: سَبَقَ الرِّفَاقُ وَنَحْنُ نَتْبَعُ إِثْرَهُمْ ... وَالعِيْسُ زُمَّتْ وَالحُدَاةُ وُقُوفُ سَفَرٌ بَعِيْدٌ وَالمَسَالِكُ وَعْرَةٌ ... وَالزَّادُ نَزْرٌ وَالطَّرِيْقُ مَخُوفُ هُوَ أَبُو القَاسِمْ إسْحَاقُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الحميْلِيُّ النيسَابُورِيُّ. أَبُو الفَتح البُستِي: [من البسيط] 9009 - شُبنَا فَشِيْبَ لَنا عَدْلًا بلا جَنَفٍ ... وَلَو خَلَصْنَا لخُلّصْنَا مِنَ الْمِحَن قَبْلَهُ: أبْصَرْتُ رُشْدِي فَلَا أشْكُو أَذَى المِحَنِ ... وَلَا أُوَلِّي زَمَانِي حَادِثَ الزَّمَنِ شُبْنَا فَشِيْبَ لنَا عَدْلًا بِلَا جَنَفٍ. ¬
[من الخفيف] 9010 - شَبَهًا بالنّسَاءِ في كُلِّ أَمر ... إِنَّ كَيْدَ النّسَاءِ كَيْدٌ عَظيمُ نُصَيبٌ يَهجُو: [من البسيط] 9011 - شِبْهُ الْعَصَافيرِ أَحلَامًا وَمَقدرةً ... لَو يُوزَنُونَ بِزِفِّ الرّيش مَا وَزَنُوا [من الخفيف] 9012 - شَبَهُ الغَيْثِ فيْهِ واللَّيْثِ وَالبَدْ ... رِ فسَمْحٌ ومُحْرِبٌ وَجَمِيُلُ [من الكامل] 9013 - شَتَّانَ بيْنَ اثنينِ هَذَا مُوْعِدٌ ... بتَسَلُبِ الدُّنيْا وَهَذَا وَاعِدُ الراسبي: [من الكامل] 9014 - شَتَّانَ بْين مُحمَّدٍ وَمُحمَّدٍ ... حَيُّ أَمَاتَ وَمِيّتٌ أَحْيَانِي بَعْدَهُ: فَصَحِبْتُ حَيًّا فِي عَطَايَا مَيِّتٍ ... وَبَقِيْتُ مُشْتَمِلًا عَلَى الخُسْرَانِ كَانَ الرَّاسبِيُّ مُنْقَطِعًا إِلَى مُحَمَّد بنِ يَزِيْدٍ بنِ مَنْصُور بنِ زِيَادٍ وَكَسَبَ مَعَهُ ألْفَ ألْفِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ اتَّصَل بِمُحَمَّدِ بن يَحْيَى فَأسَاءَ صُحْبَتَهُ فَقَالَ: شَتَّانَ بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدٍ. البَيْتَانِ. [من الكامل] 9015 - شَتَّانَ بيْنَهُمَا إِذَا مَا قُويسَا ... فاعْجَبْ لِمَا تأتِي بهِ الأيَّامُ ¬
[من الكامل] 9016 - شَتَّانَ مَا بيْنِي وَبينَكَ في الهَوَى ... دَأبي الوِصَالُ وَدَأبُكَ الْهجرانُ الأعشَى: [من السريع] 9017 - شتَّانَ مَا يَومْيُ عَلَي كُورِهَا ... وَيَومُ حيَّانَ أَخِيْ جَابِرِ تَمَثَّلَ بِه أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. [من الطويل] 9018 - شُجاعٌ إِذَا مَا أَمْكَنَتْنِيَ فُرصَة ... وَإِنْ لَم تَكُنْ لي فُرْصَةٌ فَجَبانُ قَالَ عَمْرُو بنِ العَاصِ لِمُعَاوِيَةَ يَوْمًا: لَقَدْ أعْيَانِي يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أنْ أعْلَمَ أشُجَاعٌ أنْتَ أمْ جَبَانٌ؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةَ: شُجَاعٌ إِذَا مَا أمْكَنَتْنِي فُرْصَةً. البَيْتُ وَقَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يْكَرِبَ (¬1): وَلَقَدْ أجْمَعُ رِجْلَيَّ بِهَا ... حَذَرَ المَوْتِ وَإنِّي لَفَرُورُ وَلَقَدْ أعْطِفُهَا كَارِهَةً حِيْنَ ... لِلنَّفْسِ مِنَ المَوْتِ هَرِيْرُ كُلُّ ذَلِكَ مَني خُلُقٌ ... وَبِكُلٍّ أَنَا فِي الرَّوعِ جَدِيْرُ [من الوافر] 9019 - شُجَاعُ وَغًى تَقَحّمَهَا فأَودى ... وَخَانَ بَلاءَهُ الزّمَنُ الَخؤوْنُ [من المتقارب] 9020 - شَجاكَ الْفِراقُ فَمَا تَصنَعُ ... أَتَصْبِرُ يا قَلْبُ أَمْ تَجزعُ؟ ¬
بَعْدَهُ: فَهَذَا بُكَايَ وَهُمْ جِيْرَةٌ ... فَكَيْفَ احْتِيَالِي إِذَا وَدَّعُوا بُكَاءُ المُحِبِّ عَلَى إلْفِهِ ... بُكَاءٌ يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ ابْنُ الرُّومِيّ: [من الطويل] 9021 - شَجًى أَنْ أرُوْمَ الْصَّبْرَ عْنكَ فَيلتَوي ... عَليَّ وَلُؤْمٌ أَن يُسَاعِدَني الصَّبْرُ بَعْدَهُ: فَيَا حَسْرَتَا أنْ لَا سُلُوٌّ يُطِيْعُنِي ... وَيَا سَوْءتَا مِنْ سَلْوَتِي إنَّهَا غَدْرُ [من الطويل] 9022 - شَحَا فاهُ كَالتِّنِّيْنِ نَحوي شَحوَةً ... فَقُلتُ لَهُ باللَّهِ منْكَ أَعُوْذُ كَشَاجِمُ: [من الكامل] 9023 - شَخَصَ الأنَامُ إِلَى كمَالِك فَاسْتَعِذْ ... مِنْ شَرّ أَعيُنهِمُ بعَيْبٍ وَاحِدِ قَبْلَهُ: يَا كَامِلَ الآدَابِ مُنْفَرِدَ العُلا ... وَالمَكْرُمَاتِ وَيَا كَثِيْرَ الحَاسِدِ شَخَصَ الأنَامُ إِلَى كَمَالِكَ. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ شَدُّوا قَوْلُ عَلِيّ بن الحُسَيْنِ الكَاتِبُ (¬1): شَدُّوا عَلَى ظَهْرِ الصِّبَى رَحْلِي ... إِنَّ الشَّبَابَ مَطِيَّةُ الجهْلِ إن أُخِّرَتْ نَفْسِي إِلَى أجَلٍ ... دَبَّرْتُهَا فِي الشَّيْبِ بِالعَقْلِ ¬
[من البسيط] 9024 - شُدَّ الْحِمَارُ مَع الْبِرذَوْنِ في قَرَنٍ ... إِنْ لَم يُشابهْهُ جَرْيًا يألَفِ الخُلُقَا كَعبُ بن عَديٍّ: [من الكامل] 9025 - شُدَّ العِقَابَ عَلَى البَرى وَمَا جَنَى ... حَتَّى يَكُونَ لغَيرُهِ تَنْكِيْلا بَعْدَهُ: وَالجهْلُ فِي بَعْضِ الأُمُورِ وَإِنْ غَلَا ... مُسْتَخْرِجٌ لِلجاهِلِيْنَ عُقُوْلَا مَنصُور بن محمّد القاضِي: [من مجزوء الخفيف] 9026 - شِدَّةُ الدّهْرِ تَنْقَضِيْ ... ثُمَّ يَأْتي رَخاؤُهُ أبْيَاتُ القَاضِي مَنْصُورُ بنُ مُحَمَّدٍ أوَّلُهَا: يَوْمُ دَجْنٍ سَمَاؤُهُ ... فَاخِتِيّ رِدَاؤُهُ أشْبَهَ المَاءَ رَاحُهُ ... وَحَكَى مَعَ الرَّاحِ مَاؤُهُ مَطَرَتْنَا مَسَرَّةً ... حِيْنَ صَابَتْ سَمَاؤُهُ دَاوِ بِالقَهْوَةِ الخُمَـ ... ــــارَ فَفِيْهَا دَوَاؤُهُ لَا نُعَاتِبْ زَمَاننَا ... إن عَرَانَا جَفَاؤُهُ شِدَّةُ الدَّهْرِ تَنْقَضِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَدَرَ العَيْشِ لِلفَتَى ... يَقْفِيْهِ صَفَاؤُهُ وَكَذَى المَاءُ يَسْبِقُ الصَّـ ... ــــفْو مِنْهُ جُفَاؤُهُ [من مجزوء الرمل] 9027 - شِدَّةٌ بَعْدَ رَخَاءٍ ... وَرَخَاءٌ بَعْدَ شِدَّةْ ¬
قَبْلَهُ: سَوْفَ تَبْلَى كُلُّ حِدَّة ... وَتَقَضَّى كُلُّ مُدَّه إِنَّمَا الدُّنْيَا هِبَاتٌ ... وَعَوَارٍ مُسْتَرَدَّه شِدَّةٌ بَعْدَ رَخَاءٍ. البَيْتُ الرَّضي المُوسَوِيُّ: [من الهزج] 9028 - شِرْاءُ الْمَرْءِ للْمَوتِ ... بِبَيْعِ الضَّيْمِ لَا يَغْلُوُ [من السريع] 9029 - شَرابُنَا الرِيقُ وَكَاسَاتُنا ... شِفَاهُنَا وَالقُبَلُ النُّقْلُ أَبُو نَصر بنُ نُبَاتةَ: [من الطويل] 9030 - شَرابُهُمُ في الحَرْبِ مَا تُمُطِرُ القَنَا ... وَأَكلُهُمُ مَا تجتَنيْهِ الصَّوَارِمُ المؤمَّلُ المُحاربيُّ: [من الوافر] 9031 - شِرَارُ النَّاسِ لَوْ كَانُوا جَميعًا ... قَذًى في جَوْفِ عَيْني مَا قَذيْتُ [من الهزج] 9032 - شِرارُ الْنَّاسِ يَرْوُوْنَ ... عَن الأَخْيَارِ مَا شَاءُوا الغَزِّيُّ: [من المنسرح] 9033 - شَرارَةُ الرِّزْقِ عنْدَ مُقْتَدحٍ ... وَبَابُ نُجحِ الْمآرِبِ الطَّلَبُ ¬
يَقُوْلُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ مِنْهَ فِي الهَجْوِ: رَأيْتُ لُؤْمًا مُصَوَّرًا جَسَدًا ... مُهْجَتُهُ الاحْتِيَالُ وَالكَذِبُ إن لَمْ تَكُنْ هِمَّةٌ فَإنَّ لَهُ ... هَمْهَمَةٌ فِي خِلَالِهَا صَخَبُ أفْصَحُ مَا كَانَ فِيْهِ مَنْظَرُهُ ... يَقُوْلُ لِي ضَاعَ وَيْحَكَ التَّعَبُ ضُعْفُ جَنَانٍ فِي أيْدِ مَمْلَكَةٍ ... غمدٌ سَدِيْدٌ وَمَنْصَلٌ خَشَبُ لَهُ أَيْضًا: [من الكامل] 9034 - شُرْبُ الدّواءِ المُرّ أعقَبَ صِحَّةً ... تَحْلُوْ وَإِنْ لَم يَحْلُ منْهُ مَذَاقُ الشِّبلي رَحمه اللَّه: [من الوافر] 9035 - شِرِبْتُ الحبَّ كَأْسًا بَعدَ كَأْسٍ ... فَمَا نفدَ الشّرابُ وَلَا رَويْتُ بَعْدَهُ: [من الوافر] أمُوْتُ إِذَا ذَكَرْتُكَ ثُمَّ أَحْيَا ... فَكَمْ أَحْيَا عَلَيْكَ وَكَمْ أمُوتُ أمُوْتُ أَسًى وَأَحْيَا بِالأَمَانِي ... وَلَوْلَا مَا أُؤَمِّلُ مَا حَيِيْتُ عَجِبْتُ لِمَنْ يَقُوْلُ ذَكَرْتُ حُبِّي ... وَهَلْ أنْسَى فَأذْكُرُ مَنْ يَمُوْتُ أَبُو صَالح المُستوفِي: [من المتقارب] 9036 - شَرِبْتَ الدوَاءَ فَهُنّيْتَهُ ... وأُلْبِسْتَ مِنْ شُرْبِهِ عَافِيَه بَعْدَهُ: وَلَا زَالَ جِسْمُكَ فِي صِحَّةٍ ... وَآثَارُ أسْقَامِهِ عَافِيَه ¬
[من الطويل] 9037 - شَرِبتُ الهَوَى وَالخَمْرَ صِرفًا كلَيهمَا ... فَكَانَ الهَوَى عنْدي أَلَذَّ منَ الخَمرِ الحسَن بن وَهبٍ: [من مجزوء الرجز] 9038 - شَرِبْتُ مِنْ دِنَانِهِمْ ... مِنْ كُّلِ دَنٍّ قَدَحَا قَبْلَهُ: وَقَهْوَةٍ صَافِيَةٍ ... كَالمِسْكِ لمَّا نَفَحَا شَرِبْتُ مِنْ دِنَانِهَا. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: فَعِدْتُ لَا تَحْمِلُنِي ... أعْوَادُ سَرْجِي مَرَحَا مِنْ شدَّةِ السُّكْرِ الَّذِي ... عَلَى فُؤَادِي طَفَحَا [من الطويل] 9039 - شَربْنَا شَرابًا طَيِبًّا عِنْدَ طَيّبٍ ... كَذَا كَشَراب الأَطْيَبِيْنَ يطِيْبُ قَبْلَهُ: شَرِبْنَا شَرَابًا طَيِّبًا ... كَذَاكَ شَرَابُ الأطْيَبَيْنَ يَطِيْبُ شَرِبْنَا وَأهْرَقْنَا عَلَى الأرْضِ فَضْلُهُ. البَيْتُ اسْتَشْهَدَ بِهِمَا الغَزَالِيُّ رَحَمَهُ اللَّهُ فِي (إحْيَاءِ عُلُومِ الدِّيْنِ) وَيُرْوَيَا بمَعْنَى الطَّعَامِ فَيُقَالُ: أكَلْنَا طَعَامًا طَيِبًا عِنْدَ طَيِّبٍ ... كَذَاكَ طعَامُ الأطْيَبيْنَ يَطِيْبُ أكَلْنَا وَخَلَّفْنَا عَلَى الأرْضِ فَضْله ... وَلِلطَّيْرِ فِي زَادِ الكَرامِ نَصِيْبُ عُوَيفُ بنُ حِصنٍ: [من الوافر] ¬
9040 - شَرِبْنَا مِنْ دْمَاءِ الحَيِّ كَلْبٍ ... بأَطْراَفِ القَنَا حتَّى رَوينَا بَعْدَهُ: قَتَّلْنَا بِقَتْلَانَا رِجَالًا ... وَأبْكَيْنَا بِأعْيُنِنَا عُيُونَا يُضْرَبُ فِي أخْذِ الثَّأرِ وَالاقْتِصَاصِ مِنَ الأعْدَاءِ. [من الطويل] 9041 - شَرِبْنَا وَأَهْرقَنْا عَلَى الأَرْضِ فَضْلَهُ ... وَلِلأَرْضِ في كَأْسِ الكرامِ نَصِيبُ [من الطويل] 9042 - شَرِبْنَا وَنكْنَا واتّخدنَا حَريفةً ... فَقَامَ زِنَانَا وَالشَّرابُ بدرْهَمِ بَعْدَهُ: خَلَوْنَا بِهَا صَدْرَ النَّهَارِ فَلَمْ نَزَلْ ... عَلَى لذَّةٍ نَزْنِي وَمَنْ يَزْنِ يَنْعَمِ فَلا مَرَّ مَا لَاقَتْ بِفَقْحَةِ كَافِرٍ ... وَلَا مَرَّ مَا لَاقَتْ بِفَقْحَةِ مُسْلِمِ أنْشَدَهَا بَعْضُ المجَّانِ، وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ إيْرَادِهَا عَلَى أَنَّ رَاوِيَ الكُفْر لَيْسَ بِكَافِرٍ، وَالعُذْرُ عَنْ ذَلِكَ أَنَّ المُشْتَرَطَ فِي هَذَا الكِتَابِ أنْ يَكُونَ حَاوِيًا لِفُنُونِ المَعَانِي، وَكَذَلِكَ العُذْرُ عَمَّا عَسَاهُ يَرِدُ فِيْهِ أشْبَاهُ هَذَا، وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيْمٌ. وَقَالَ ابْنُ الرُّومِيُّ (¬1): [من الطويل] إِذَا أَخَذَ المِحْرَاكَ خَمْسُ بَنَاتِهَا ... وَقَامَتْ عَلَى تَنُّوْرِهَا المُتَضَرِّمِ تَذَكَّرَتِ الغرُمُولَ فَانْهَلَّ دَمْعُهَا ... ألَّا ذَكَّرَتْها النَّارُ نَارُ جَهَنَّمِ زُهير المِصْرِيُّ: [من الخفيف] 9043 - شرْبَةٌ لَا أَزَالُ سَكْرانَ منْهَا ... ليْتَ شِعْريْ مَاذَا سَقَاني الْسَّاقِيْ ¬
ابْنُ المُعتَزِّ: [من البسيط] 9044 - شَرّ أعادِيْكَ من لَا تَسْتَعدّ لَهُ ... يَرُوْحُ بْينَ الأعَادِي غَامِضَ الحَسَدِ قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ: شَرُّ أعَادِيْكَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَلْقُطَ مَا المَرْءُ مُلْقِيِهِ عَلَى ثِقةٍ ... ذُخْرًا لِيَوْمٍ بِنَارِ الشَّرِّ مُتَّقِدِ صِلٌّ إِذَا عَلَقَتْ بِالرَّأسِ عَضَّتُهُ ... طَالَتْ مَسَافَة بَيْنَ الرُّوحِ وَالجسَدِ سَمِعْتُ بِاسْمِ وَفِيٍّ ثمَّ لَمْ أرَهُ ... وَذَاكَ مَا لَمْ تَجِدْ أيْدِي الوَرَى وَيَدِي فَرِّغْ رَجَاءكَ وَاحْطُطْ أرْجُلًا قَلِقَتْ ... عَلَى المَطَايَا وَثِقْ بِالوَاحِدِ الصَّمَدِ وَاجْرَعْ حُسَا الغَيْظِ مَا لَمْ تَلْقَ فُرْصَتَهُ ... وَلَا تَثِبْ كَوُثُوبِ العِيْرِ فِي الثَّأدِ كَمْ رَاسِبٍ فِي غِمَارِ المُلْكِ تَحْسَبهُ ... فِي لذَّةٍ وَهُوَ فِي هَمٍّ وَفِي كَمَدِ وَعَاقِدٍ فَوْقَ أمْوَالٍ يُجَمِّعُهَا ... قَدْ أصْبَحَتْ بَعْدَهُ مَحْلُولَةَ العُقَدِ ومُبْرِمٍ أمْرَهُ وَالدَّهْرُ يَنْقُضَهُ ... هَلْ غَلَبَ الدَّهْرُ يَا لِلنَّاسِ مِنْ أحَدِ وَآيِسٍ مُلِئَتْ صدًّا حَبَائِلُهُ ... وَطَامِعٍ رُدَّ مَحْرُومًا فَلَمْ يَصِدِ مَنْ بَطِرَ السِلْمَ عَضَّتْهُ الحُرُوبَ كَمَا ... عَضَّ الثِّقافُ عَلَى الخِطَى ذِي الأُوَدِ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 9045 - شَرُّ الْبلَادِ بِلَادٌ لَا صَدِيْقَ بهَا ... وَشَرُّ مَا يَكْسِبُ الإِنسْانُ مَا يَصِمُ بَعْدَهُ: وَشَرُّ مَا قَنَصَتْهُ رَاحَتِي قَنَصٌ ... شُهْبُ البُزَاةِ سَوَاءٌ فِيْهِ وَالرَّخَمُ الخَطّابيُّ: [من البسيط] 9046 - شَرُّ الْسِبَاعِ العوادي دُونَهُ وَزَرُ ... وَالنَّاسُ شّرهُمُ ما دُونَهُ وَزَرُ ¬
بَعْدَهُ: كَمْ مَعْشِرٍ سَلِمُوا لَمْ يُؤذِهِمْ سَبُعٌ ... وَمَا رُئِي بَشَرٌ لَمْ يُؤْذِهِ بَشَرُ هُوَ أَبُو سُلَيمانَ أحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخطَّابِيُّ. [من الكامل] 9047 - شَرُّ العَدَاوةِ مَا أَرتْكَ مَودّةً ... وَطَوتْ عَلى الشَّحناءِ وَالشَّنْآن بَعْدَهُ: يَأتِيْكَ صَاحِبُهَا لِيَحْفَظَ زَلَّةً ... وَتَرَاهُ زَارَ زِيَارَةَ الإخْوَانِ [من البسيط] 9048 - شَرُّ العَوَاقِبِ يأْسٌ قَبلَهُ أَملٌ ... وَأَوجْعُ الداءِ نُكْسٌ بَعْدَهُ إِبْلَالِ صَالح بن عَبد القُدوس: [من الكامل] 9049 - شَرُّ المَوَاهِبِ مَا تَجُودُ بِهِ ... فْي غَيْرِ مَحمَدَةٍ وَلَا أَجرِ يَقُوْلُ مِنْهَا: اغْفِرْ ذُنُوبَ أخِيْكَ مَا قَصُرَتْ ... دُوْنَ الجوَانِح وَارْضَ بِالبِشْرِ [من البسيط] 9050 - شَرُّ الأَخلّاءِ مَنْ تَسْعَى لتُرضيه ... ولَا يَزالُ عَلَيكَ الدَّهَر غَضْبَانَا صَالحُ بن عَبد القُدوسِ: [من البسيط] 9051 - شَرُّ الأخِلاءِ مَنْ كَانتْ مَودّتَهُ ... مَعَ الزَّمانِ إِذَا مَا خَافَ أَو رغبَا ¬
بَعْدَهُ: إِذَا وَترْتَ امْرأً فَاحْذَرْ عَدَاوَتَهُ ... مَنْ يَزْرَعِ الشَّوْكَ لَا يَحْصُدْ بِهِ عِنبَا إِنَّ العَدُوَّ وَإِنْ أبْدَى مُسَالَمَةً ... إِذَا رَأى مِنْكَ يَوْمًا فُرْصةً وَثَبَا [من مجزوء الرجز] 9052 - شَرُّ الأنَام عَالمٌ ... لمْ يَنْتَفِعُ بعِلْمِهِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 9053 - شَرُّ الأوائلَ وَالأَواخرِ ذمَّةٌ ... لَم تُصْطنَعُ وَصَنِيْعَةٌ لَمْ تُشْكَرِ أبْيَاتُ أَبِي تَمَّامٍ يُعَاتِبُ فِيْهَا عَيَّاشَ بن لَهِيْعَةَ مِنْ قَصِيْدَةٍ أوَّلُهَا: صدَفَتْ لُهَيَّا قَلْبِي المُسْتَهْتِرِ ... فَبقِيْتُ نَهْبَ صَبَابَةٍ وَتَذَكُّرِ قَتَلَتْهُ سِرًّا ثُمَّ قَالَتْ جَهْرَةً ... قَوْلَ الفَرَذْدَقِ لا بِظَبْيٍ أعْفَرِ مَا كَفَّ مِنْ حَرْبِ الزَّمَانِ وَرَمْيِهِ ... بِالصَّبْرِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُنْصَرِ مَا إِنْ تَزَالُ بِجَدِّ حَزْمٍ مُقْبلٍ ... مُتَوَسِطًا أعْقَابَ رِزْقٍ مُدْبَّرِ بِنَدَاكَ يُؤْسَى كُلُّ جُرْحٍ يَعْتَلِي ... رَأبَ الأُسَاةِ بِدَرْدِبيْسٍ قَنْطَرِ جُودٌ كَجُودِ السَّيْلِ إِلَّا إِنَّ ذَا ... كَدِرٌ وَإنَّ نَدَاكَ غيْرُ مُكَدَّرِ الفِطْرُ وَالأَضْحَى قَدِ انسَلَخَا ... وَلِي أمَلٌ بِبَابِكَ صائِمٌ لَمْ يَفْطَرِ عَامٌ وَلَمْ يُنْتِجْ نَدَاكَ وَإِنَّمَا ... تُتَوَقَعُ الحُبْلَى لِتِسْعَةِ أشْهُرِ جِشْ لِي بِبَحْرٍ وَاحِدٍ أُغْرِقْكَ ... فِي مَدْحٍ أجِيْشُ لَهُ بِسَبْعَةِ أبْحُرِ قَصِّرْ بِبَذْلِكَ عُمْرَ مَطْلِكَ تَحْوِ لِي ... حَمْدًا يُعَمَّرُ عُمْرَ سَبْعَةِ أنْسُرِ كَمْ مِنْ كَثِيْرِ البَذْلِ قَدْ جَازَيْتُهُ ... شُكْرًا بِأطْيَبِ مِنْ نَدَاهُ وَأكْثرِ شَرُّ الأَوَائِلِ وَالأَوَاخِرِ ذمَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَئِنْ أرُدْتَ لأغْدِرَنَّكَ مُجْمَلًا ... وَالعَجْزُ عِنْدِي عُذْرُ غَيْرِ المُعْذِرِ ¬
النُّعمَان بن المُنذر: [من البسيط] 9054 - شَرّدْ بِرَحْلكَ عَنّي حَيثُ شِئْتَ ... ولَا تُكْثِر عَليّ وَدَعُ عَنْكَ الأَباطْيَلا بَعْدَهُ: قَدْ قِيْلَ مَا قِيْلَ إِنْ حَقًّا وَإِنْ كَذِبَا ... فَمَا اعْتِذَاركَ مِنْ شيْءٍ إِذَا قَيْلَا لَهُ حِكَايَةٌ طَوِيْلَةٌ مَضْمُونهَا أَنَّهُ كَانَ لِلنُّعْمَانِ بن المُنْذِرِ نَدِيْمٌ لَا يُفَارِقُهُ وَلَا صَبْرَ لَهُ عَنْهُ فَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخَرَ شَرٌّ، فَقَالَ عَدُوُّهُ لِلنُّعْمَانِ: نَدِيْمَكَ وَجَلِيْسُكَ هَذَا بِهِ بَرَصٌ فِي أسْتِهِ يَحُكُّهُ بِإصْبَعِهِ، وَيَأكُلُ مَعَكَ الطَّعَامَ فِي قَصْعَةٍ وَاحِدَةٍ. فَقَالَ النُّعْمَانَ مُخَاطِبًا لِذَلِكَ النَّدِيْمَ: شَرِّدْ بِرَحْلِكَ عَنِّي. البَيْتَانِ. [من السريع] 9055 - شرَّدَهُ الْخَوفُ فَأَزرَى بِهِ ... كَذَاكَ مَنْ يَكْرَهُ حَدَّ الْجِلَادُ البُحتُرِيُّ: [من البسيط] 9056 - شَرِّقْ وَغَرّبْ تَجِدْ مِنْ صَاحِبٍ بَدَلًا ... فالأَرضُ مَنْ تُربةٍ وَالنَّاسُ مَن رَجُل بَعْدَهُ: وَرُبَّمَا حُرِمَ الغَازُونَ غُنْمَهُمُ ... فِي غَزْوِهِمْ وَأصَابُوا الغُنْمَ فِي القَفَلِ عِترٌ امرأةٌ: [من الرمل] 9057 - شَرُّ يَومَيْهَا وَأَغْوَاهُ لَهَا ... رَكِبَتْ عتْرٌ بِجدْحٍ جَمَلَا هَذَا بَيْتٌ مُفْرَدٌ لَا أخَ لَهُ وَهُوَ المَثَلُ السَّائِرُ. وَجِدْحُ اسمُ مَوْضِعٍ وَيُرْوَى بِحِدْجِ ¬
جَمَلًا. وَالحِدْجُ وَاحِدُ الحُدُوْجِ وَلَا يَكُونُ حِدْجًا إِلَّا إِذَا كَانَ مَرْكَبًا للنِّسَاءِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة قَوْلُ عُتُر هَذ وَهُوَ بَيْتٌ فَرْدٌ هُوَ المَثَلُ. يُضْرَبُ فِمَنْ يُكْرَمُ فِي الظَّاهِرِ وَهُوَ فِي البَاطِنِ مُهانٌ. تقول: شَرُّ أيَّامِي هَذَا اليَومُ حِيْنَ صُرْتُ أكْرَمُ للسَّبَاءِ وَأصْلُهُ أَنَّ عُتْرًا وَهِيَ امْرَأةٌ مِنْ طسمٍ وَأُخِذَتْ سَبِيَّةً فَحَمَلُوهَا فِي هَوْدَجَ وَألْطَفُوهَا بِالقَوْلِ فَقَالَتْ: شَرُّ يَومَيْهَا. البَيْتُ. [من الطويل] 9058 - شَرطتُ عَلَيْهِنَّ الوَفاءَ فَمُذ بَدا ... بَياضُ عِذَارِي للعَذارَى مَضَى الشَّرطُ أَبُو الفَتح البُستيُّ: [من الكامل] 9059 - شَرفُ المُلُوكِ بِعلْمهْم وَبَرِأيهمُ ... وَكَذَاكَ أَوجُ الشَمسِ في الجَوزاءِ لَهُ أَيْضًا: [من الرمل] 9060 - شَرفُ الوَغْد بَوغْدٍ مثْلِهِ ... مَثَلٌ مَا فِيْهِ زَيْغٌ وَخَلَل بَعْدَهُ: وَدَلِيلُ الصِّدْقِ فِيمَا قُلْتُهُ ... شَرَفُ المِرِّيْخِ فِي بَيْتِ زُحَل البُحتُرِيُّ: [من الكامل] 9061 - شرَفٌ تَتَابَعَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ ... كَالرُّمُح أنْبوبًا عَلَى أُنْبوُبِ بَعْدَهُ: وَأرَى النَّجَابَةَ لَا يَكُونُ تَمَامُهَا ... لِنَجِيْبِ قَوْمٍ لَيْسَ بِابْنِ نَجِيْبِ الغَزِّيُ: [من الكامل] 9062 - شَرُفَتُ خلَالُكَ وَالخِلَالُ حُليُّها ... مَا صَاغَتِ الشعراءُ لِلأَشْرَافِ ¬
السَرِي الرفَاء: [من الكامل] 9063 - شَرَفٌ يَقُولُ لمنْ يُنَاوِيْهِ اكتَئبْ ... وَعُلًا يَقُوْلُ لمنُ يُجاريهِ احْسَرِ المتَنَبِّي: [من الخفيف] 9064 - شَرَفٌ يَنْطَحُ الْنجوُمَ بروْقَيهِ ... وَعزٌّ يُقَلْقلُ الأَجْبَالَا [من الخفيف] 9065 - شَرقَت بالحَياءِ دُوْنَكَ عَيْني ... حينَ هيَّأْتُ للكَلَام لسِانِي بَعْدَهُ: فَوَجَدْتُ الكِتَابَ أنْفَعَ شَيْءٍ ... وَكَفَانِي وَرُبَّ أمْرٍ كَفَانِي ابن الروميّ: [من الكامل] 9066 - شَرَكُ العُقُولِ وَنُزْهَةٌ مَا مِثْلُها ... لِلْمُطْمئنِ وَعُقْلَةُ الُمُستَوفِز قَبْلَهُ: وَحَدِيْثُها السِّحْرُ الحَلَالُ لَوَ أَنَّهُ ... لَمْ يَجْنِ قَتْلَ المُسْلِمِ المُتَحَرِّزِ إِنْ طَالَ لَمْ يُمْلَلْ وَإِنْ هِيَ أوْجَزَتْ ... وَدَّ المُحَدِّثُ أَنَّهَا لَمْ تُوْجِزِ شَرَكُ النُّفُوسِ وَنزْهَةٌ. البَيْتُ [من الوافر] 9067 - شَرِكنَاك في مُرِّ الزَّمَانِ فَكُنْ لَنا ... إِذَا الحُلْوُ منْهُ رَدَّ خَيْرَ شَرِيْكِ الغَزِّيُّ: [من الطويل] ¬
9068 - شَرَوا سَفَهًا بِالثعَلَبِ اللَّيْثَ وَاشَتَروُا ... بِصَرْصَرَةِ البَازِيْ صَرْيرَ الجَنَادِب قَوْلُ أَبِي إسْحَاقَ إبْرَاهِيْمُ بن عُثْمَانَ بن مُحَمَّد الغَزِيِّ: شَرَوا سَفْهًا بِالثَّعْلَبِ اللَّيْثَ. البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: يَقُولُونَ لا تَعَبٌ فَرِزْقُكَ قِسْمَةٌ ... وَبِالتَّعَبِ شُدَّتْ حِبَالُ المَطَالِبِ وَفِي العَجْزِ مِنْ وَجْهِ التَّرَبُّعِ نِعْمَةٌ ... وَلَكِنَّهَا مَعْدُوْدَةٌ فِي المَصَايِبِ إلَامَ العُلَى مَرْفُوضَةٌ وَمَطِيُّهَا ... هَوَامِلُ وَالأَرْسَانُ فَوْقَ الغَوَارِبِ وَحَتَّامَ أرْجُو دَوْلَةً وُزَرَاؤُهَا ... يَرِدُّونَ إِنْ حَيَيْتَهمْ بِالحَوَاجِبِ سَوَاءٌ لَدَيْهِمْ مَا حَوضي سِلْكُ نَاظِمٍ ... وَمَا ضَمَّهُ فِي ظُلْمَةٍ حَبْلَ حَاطِبِ شَرَوا سَفهًا بِالثَّعْلَبِ اللَّيْثَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هُوَ الفَقْرُ مِنْ كَسْرِ الفقَارِ اشْتِقَاقُهُ ... نِقَابٌ بِهِ تحْفَى وُجُوهُ المَنَاقِبِ إِذَا عَرَضَ الدُّنْيَا ألَانَ صِلابهَا ... شَمَخْتُ بِأنْفِي عَنْهُ وَازْوَرَّ جَانِبِي رَأيْتُ الوَرَى خطبًا لِمَنْ كَانَ مُوسِرًا ... وَحَرْبًا لِمَغْلُوبٍ وَحَرْبًا لِغَالِبِ عَسَى بَيْنَ أحْشَاءِ اللَّيَالِي عَجِيْبَةٌ ... حَبَالَى اللَّيَالِي أمَّهَاتُ العَجَائِبِ أعَارَتْنِي الدُّنْيَا تَقَلُّبَ دَهْرِهَا ... وَثقَّفَنِي دَهْرِي بِنَارِ التَّجَارِبِ مَرَارَهُ خُطْبَانِ الخُطُوبِ حَلَاوَةٌ ... إِذَا لَمْ تَكُنْ مَمْزُوْجَةً بِالمَعَايِبِ يَضيْقُ الفَضَاءُ الرَّحْبُ فِي عَيْنِ خَائِفٍ ... وَيَعْظُمُ قَدْرُ الفَلسِ فِي عَيْنِ خَائِبِ [من الكامل] 9069 - شَرَهُ النُفُوسِ عَلَى النُفُوسِ بَليّةٌ ... فَتَعَوَّذُوا منْ كُلِ نَفْسٍ تَشْرَهُ كَاتبه عَفا اللَّه عنه: [من الكامل] 9070 - شَرَهُ النُفُوسّ عَلَى النُفُوس بَليّةٌ ... والِحرْصُ شُؤْمٌ وَاللَّجاجُ وَبَالُ ¬
بَعْدَهُ: مَا العَقْلُ إِلَّا نِعْمَةٌ مَوْفُوْرَةٌ ... يَأتِي بِهَا التَّوْفِيْقُ وَالإقْبَالُ مَنْ كَانَ ذَا مَالٍ فَذَلِكَ عَاقِلٌ ... المَالُ تَتْبَعُ إثْرَهُ الآمَالُ وَالفَقْرُ صَاحِبُهُ ذَلِيْلٌ جَاهِلٌ ... عَسِرُ الحَوَائِجِ مُتْعَبٌ مُحْتَالُ لَو كَانَ شَيْءٌ فَوْقَ مَا زَانَ الفَتَى ... مِنْ دِيْنِهِ كَانَ الغِنَى وَالمَالُ أو كَانَ شَيْءٌ فَوْقَ كُفْرٍ شَائِنٍ ... كَانَ افْتِقَارُ المَرْءِ وَالإقْلَالُ 9071 - شَرِيكَانِ كالذِّئبَينِ يَعْتَوِرَانَني ... وشرُّ صَحَابَاتِ الرّجَالِ ذِئَابُهَا عَمرُو بن أَحمَرَ: [من البسيط] 9072 - شَطَّ المَزَارُ بحُزْوَى وانتَهَى الأَمَلُ ... فَلا خَيَالٌ وَلَا عَهدٌ وَلَا طَلَلُ بَعْدَهُ: إِلَّا رَجَاءً فَمَا نَدْرِي أنُدْرِكُهُ ... أمْ يَسْتَمِرُّ وَيَأتِي دُونَهُ الأجَلُ هُوَ عَمْرُو بن أحْمَرَ بن العَمرَّد بن عَامِرِ بن عَبْد شَمْسِ بن عَبْدِ فَرَّاصِ بن مَعْن بنِ مَّالِكِ بن بَاهِلَةَ بن أعصر بن أسْعَد. ابن الرُّوميّ: [من الطويل] 9073 - شِعَارُ الفَتَى ذَمُّ الزَّمَانِ الذِي أَتَى ... وَمن شَأنِهِ مَدحُ الزَّمَانِ الذِي مَضَى [من البسيط] 9074 - شِعبِيْ وَشعبُ عُبَيدِ اللَّهِ مُختَلِفٌ ... وَكَيفَ يَستَوِيَانِ التَمرُ وَالحَشَفُ ¬
أَبُو عَبد اللَّه بن الحجّاج: [من البسيط] 9075 - شِعرِي كَنيفٌ وَصَدرِي فِيهِ مَقعَدَةٌ ... مِن خَاطِرِي وَلِسَانِي قَد مُلِي دَرَنَا وَقَالَ أَيْضًا فِي ذَلِكَ (¬1): [من الطويل] ألَا أيَّهَا الأُسْتَاذُ دَعْوَةَ شَاعِرٍ ... طَرِيْقَتُهُ فِي السُّخْفِ لَا تَتَبَهْرَجُ فَمَنْ كَانَ يَحْوِي العِطْرَ دُكَّانُ شِعْرِهِ ... فَشِعْرِيَ نَتنًا مُسْتَرَاحٌ وَمَخرجُ وَقَالَ أَيْضًا (¬2): [من الوافر] تَرَانِي سَاكِتًا حَانُوتَ عَطْرٍ ... وَإِنْ أنْشَدْتُ مَأوَاكَ الكَنِيْفُ [من الطويل] 9076 - شَغَلتُ بِكُنَّ النَفسَ عَن كُلِّ شَاغِلٍ ... وَهَيهَاتَ مِن شُغلٍ بكُنَّ فَرَاغُ بَشَّارٌ: [من الطويل] 9077 - شِفَاءُ العَمَى طُولُ السُؤالِ وَإِنَّمَا ... تَمَامُ العَمَى طُولُ السّكوتِ عَلَى الجَهلِ قَيسُ بنُ زيَادٍ: [من الوافر] 9078 - شَفَيتُ النَّفَسُ مِنْ حَمَلِ بْنِ بدرٍ ... وَسَيْفي مِنْ حُذَيْفَةَ قَد شَفَانِيْ بَعْدَهُ: فَإنْ أكُ قَدْ شَفَيْتُ بِهِم غَلِيْلِي ... فَلَمْ أقْطَعْ بِهِم إِلَّا بَنَانِي الخُبزرُزّي: [من الطويل] 9079 - شَفِيْعُكَ لَو في الرُّوِحُ وَالَمالِ كُلِّهِ ... يُشفَّعُ لَم يَكْثُر لَهُ أَن يُشَفَّعَا ¬
ابْنُ الرُّومِيّ: [من الطويل] 9080 - شَفِيْعُكَ مِنْ قَلْبي مَكِيْنٌ مُشَفَّعُ ... وَحَظُّكَ مِنْ وُدّي حَرِيْمٌ مُمَنَّعُ بَعْدَهُ: فَلَا تَسْألِيْنِي فِي هَوَاكِ زِيَادَةً ... فَأيْسَرُهُ مُرْضٍ وَأدْنَاهُ مُقْنِعُ كَتَبْتُ وَمَا لِي فِي نَهَارِي مُؤْنِسٌ ... وَلَا سَكَنٌ فِي اللَّيْلِ وَالنَّاسُ هجعُ أبَيْتُ رَقِيْبَ الصُّبْحِ حَتَّى كَأنَّنِي ... أُرَجِّي مَكَانَ الصُّبْحِ وَجْهُكِ يَطْلَعُ أصَعِّدُ أنْفَاسِي وَأحْذَرُ عِبْرَتِي ... بِحَيْثُ يَرَى ذَاكَ الإلَهُ وَيَسْمَعُ عَلَيْكِ سَلامُ اللَّه أنْتِ وَدِيْعَتِي ... إلَيْهِ وَمَا يُسْتَوْدعُ اللَّهُ يُوْدَعُ المَجنُون: [من الطويل] 9081 - شَفيْعي إليْها قَلبُهَا إِن تَغضَّبت ... وَقلْبي لَها فيْمَا ترُومُ شَفِيعُ هَذِهِ الأبْيَاتُ تُرْوَى لِلْمَجْنُونِ، وَتُرْوَى لِعَمْرُ بنِ حَكِيْم أوَّلُهَا (¬1): خَلِيْلَيَّ أمْسَى حُبُّ خَرْقَاءَ عَامِدًا ... وَفِي القَلْبِ مِنْهَا زَفْرَةٌ وَوُلُوعُ شَفِيْعِي إلَيْهَا قَلْبُهَا إِنْ تَغضَّبَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَو جَاوَرَتْنَا العَامَ خَرْقَاءُ لَمْ نَبل ... عَلَى جَدبنا أنْ لَا يَصُوب رَبِيْعُ وَتُرْوَى لِلْفَتْحِ بن خَاقَان فِي شُفْعَتِهَا (¬2): إِذَا أمَرَتْنِي العَاذِلاتُ بِهَجْرِهَا ... أبتْ كَبِدٌ مِمَّا يَقُلْنَ صَدُوعُ وَكَيْفَ أطِيْعُ العَاذِلاتِ وَحُبُّهَا ... يُؤَرِّقُنِي وَالعَاذِلاتُ هُجُوعُ لَقَدْ ظَفَرَتْ مِنِّي بِسَمْعٍ وَطَاعَةٍ ... وَكُلُّ مُحِبٍّ سَامِعٌ وَمُطِيْعُ ¬
سَهل بن محمَّد الصوفي: [من الوافر] 9082 - شَفيعِيَ في القِيَامَةِ عِنْدَ رَبّيْ ... مُحمَّدٌ النَّبِيُّ الهَاشِمُّي بَعْدَهُ: وَقُدْوَتُهُ الَّذِي اخْتَارهُ لِي ... مُحَمَّدٌ الإمَامُ الشَّافِعِيُّ وَقَالَ أَيْضًا فِي المَعْنَى: [من المتقارب] كَفَانِي لِدِيْنِيَ عِنْدَ الإلَهِ ... مُحَمَّدٌ المُصْطَفَى شَافِعِي وَقَوْلي بِمَذْهَبِ أهْلِ الحِجَازِ ... وَرَأي ابنِ إدْرِيْسٍ الشَّافِعِي هوَ أَبُو الحَسَنِ سَهل بن مُحَمَّد بن الحَسَنِ القَارِئُ الصُّوفِيُّ توفِّي بِمِصرَ سَنَةَ 447 هـ. [من السريع] 9083 - شَقَاوَتِي كَيْفَ تَجاسَرْتُ ... أَعْرَضَ مَنْ أَهْوَى فأعْرَضْتُ بَعْدَهُ: أرَدْتُ أنْ أرْدَعَهُ بِالجَفَا ... حَمُقْتُ مِنْ حَيْثُ تَعَاقَلْتُ جَحظَة البرمَكِيُّ: [من الطويل] 9084 - شَقَقْتُ لَهُ قَلْبِي عَنِ السّر إِنَّهُ ... خِزَانَةُ سِرّ أعجَزتْ كُلَّ فَاتِح أَبُو نواسٍ: [من الوافر] 9085 - شُقِقتُ مِنْ الصّبَا وَاشتُقَّ منّي ... كَمَا اشتُقّت مِنْ الكَرَمِ الكُرُومُ بَعْدَهُ: فَلَسْتُ أُسَوِّفُ اللَّذَّاتِ نَفْسِي ... مُيَاوَمَةً كَمَا دَفَعَ الغَرِيْمُ ¬
أخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الأعْرَابِيّ (¬1): [من الكامل] هَذَا وَرُبَّ مُسَوِّفِيْنَ صبَحْتُهم ... مِنْ خَمْرِ بِابِلَ لذَّةٍ لِلشَّارِبِ [من الوافر] 9086 - شَقِيْتُ بكُمُ وَكنُتُ لكُمُ جَليْسًا ... فَلَسْتُ جَليْسَ قَعقَاعِ بْنِ شَوْرِ يُرِيْدُ بِذَلِكَ قَوْلَ الشَّاعِرِ (¬1): [من الوافر] وَكُنْتُ جَلِيْسَ قَعْقَاعِ بن شورٍ ... وَلَا يَشْقَى بِقَعْقَاعٍ جَلِيْسُ المُسَاوِرُ بن هندٍ: [من الكامل] 9087 - شَقِيَتْ بَنُو أَسَدٍ بشعْرِ مُسَاورٍ ... إِنَّ الشَقيَّ بِكُلّ حَبْلٍ يُخْنَقُ كَانَ المُسَاوِرُ بنُ هِنْدٍ يَهْجُو بَنِي أسَدٍ دَائِمًا. ابن أبي البَغلِ: [من الطويل] 9088 - شَكَا الجُردُ مَا تَشكُوهُ وَالجُودُ وَالعُلا ... وَضَاقَ النَّدَى ذَرعًا بهِ وَالمَكَارِمُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 9089 - شُكر العُفَاةِ لمَا أَولَيتَ أَوجدَنِي ... إِلَى يَديكَ طَريقَ العُرفِ مَسلُوكَا ابْنُ اللَبَّانَةِ: [من البسيط] 9090 - شُكرًا لنُعْمَاكَ مَا أَندى مَوَاقِعَهَا ... منْ قَالَ في طَبْعِهَا طَبْعُ الَحيا صَدَقَا يَقُوْلُ بَعْدَهُ: أَنَا الرَّبِيْعُ الَّذِي أنْبَتَّ زَهْرتَهُ ... فَكُنْ بِهِ للنَّسِيْمِ العَذْبِ مُنْتَشِقَا ¬
هُوَ شَاعِرُ آلِ عَبَّادٍ مُلُوكِ المَغْرِبِ مِنْ بَنِي المُنْذِر بن مَاءِ السَّمَاءِ. وَفِيْهِم يَقُوْلُ (¬1): [من الخفيف] مِنْ بَنِي المُنْذِرِينَ وَهُوَ انْتِسَابٌ ... زَادَ فِي فَخْرِهِ بَنُو عَبَّادِ فِئَةٌ لَمْ تَلِدْ سِوَاهَا المَعَالِي ... وَالمَعَالِي قَلِيْلَةُ الأوْلَادِ وَمِنْ بَابِ (شَكَرَتْ) قَوْلُ آخَرَ يَصِفُ خَيْلَ المَمْدُوحِ (¬2): شَكَرَتْ جِيَادُكَ مِنْكَ خَفْضَ مَعَاشِهَا ... فِي السِّلْمِ بَيْنَ بَرَاقِعٍ وَجَلَالِ فَجَزَتْكَ صبْرًا فِي الوَغَا حَتَّى أتَتْ ... جَرْحَى الصُّدُورِ سَلِيْمَةَ الأَكْفَالِ وَقَالَ آخَرُ: مُؤَدَّبَاتٌ عَلَى خَوْضِ الدِّمَاءِ فَمَا ... تُلِمُّ بِالمَاءِ مَا لَمْ يَجْرِ فِيْهِ دَمُ تَهْوَى بِكُلِّ مَنِيعِ البَأْسِ تَعْجُمُ مِنْ ... أخْلَاقِهِ وَالدَّهْرُ عُوْدًا لَيْسَ يَنْعَجِمُ [من الطويل] 9091 - شَكَرتُ زَمَاني بَعْدَمَا كُنْتُ سَاخِطًا ... عَلَيهِ لَما أَسْدَى إلَي منَ الحُسنَى أَحمَد بن أبي طَاهرٍ: [من الطويل] 9092 - شَكَرتُ عَليًّا بِرَّهُ وَبلاءَهُ ... فَقَصَّرتُ في شُكْري وَإِنّي لَجاهِدُ بَعْدَهُ: وَمَا أَنَا فِي شُكْرِي عَلِيًّا بِوَاحِدٍ ... وَلَكِنَّهُ فِي الفَضْلِ وَالجُودِ وَاحِدُ أَبُو نُخَيلَةَ: [من الطويل] 9093 - شَكَرتُكَ إِنَّ الشُكرَ حَبْلٌ مِنَ التُّقَى ... وَمَا كُلُّ مَنْ أولَيتَهُ صَالِحًا يَقْضِي ¬
قَبْلَهُ يُخَاطِبُ مَسلَمَةَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ: أمسلمَ إنِّي يا ابنَ كُلِّ خَلِيْفَةٍ ... وَيَا فَارِسَ الدُّنْيَا وَيَا جَبَلَ الأرْضِ شَكَرْتُكَ إِنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ مِنَ التُّقَى. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: وَأحْيَيْتَ لِي ذِكْرِي وَمَا كُنْتُ خَامِلًا ... وَلَكِنَّ بَعْضَ الذّكْرِ أنْبَلُ مِنْ بَعِضِ وَألْقَيْتَ لَمَّا أنْ أتَيْتُكَ زَائِرًا ... عَلَيَّ رِدَاءً سَابِغَ الطُّولِ وَالعَرضِ 9094 - شَكَرتُكَ إِنَّ الشُكْر للَّهِ طَاعَة ... وَمَنْ شَكَر المَعرُوْفَ فَاللَّهُ زائِدُهُ قَالَ الرَّشِيْدُ لَمَّا سَمِعَ قَوْلُ أَبِي نُخَيْلَةَ هَذَا: هَكَذَا يَكُونُ شِعْرُ الأَشْرَافِ، مَدَحَ صَاحِبَهُ وَلَمْ يَضَعْ مِنْ نَفْسِهِ. وَاسْمُ أَبِي نُخَيْلَةَ الجُّنَيْدُ بن الجُّونِ وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي جُمَانٍ وَدَخَلَ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ السَّفَّاحِ وَاسْتَأْذَنَهُ فِي الإِنْشَادِ فَقَالَ: لَعَنَكَ اللَّهُ ألَسْتَ القَائِلُ فِي مسْلَمَةَ بن عَبْدِ المَلِكِ: أمسْلمَ إنِّي يَا بنَ كُلِّ خَلِيْقَةٍ. الأبْيَاتُ. قَالَ الرُّوَاةُ: كَانَ أَبُو سَلَمَةَ حَفْصُ بنُ سُلَيْمَانَ الخَلَّالُ وَسُلَيْمَانُ بنُ كَثِيْرٍ سَيِّدَ الدُّعَاةِ إِلَى الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّةِ فَوَفَدَا عَلَى إبْرَاهِيْم بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن عَبْدُ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ بِهَدَايَا أهْلُ الدَّعْوَةِ وَكُتُبهُمُ، فَبَيْنَا هُمَا بِفَنَاءِ دَارِ إبْرَاهِيْم رَأيَا أبَا العَبَّاسِ وَأبَا جَعْفَرٍ أخُو إبْرَاهِيْم وَهُمَا صَبيَّانِ طمعا بِضَرْبِ كُرَةٍ فَقَالَ لَهُما أَبُو سَلَمَةَ: إنِّي أنْشَدْتُ صَاحِبِي هَذَا شِعْرًا أسْتَحْسِنُهُ فَلمْ يَرْضَهُ وَقَدْ رَضِيْنَا بِحُكْمِكُمَا فِيْهِ. قَالَا: انْشُدْهُ فَأنْشَدَهُمَا قَوْلُ أَبِي نُخَيْلَةَ: أَمسلمُ. الأبْيَاتُ. فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: مَنْ قَالَ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو نُخَيْلَةَ. فَعَضَّ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَى إصْبَعِهِ ثُمَّ قَالَ: أَأمِنَ هَذَا العَبْدُ أنْ تَدُولَ لِبَنِي هَاشِمٍ دَوْلَةٌ فَيُولغُوا الكِلَابَ دَمَهُ. فَقَالَ لَهُ أَبُو العَبَّاسِ: مَهْ يَا أخِي فَإِنَّهُ يُقَالُ: مَنْ ظَهَرَ غَضَبُهُ ضَعُفَ كَيْدُهُ. ثُمَّ أقْبَلَ العَبَّاسُ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ فَقَالَ: هَذَا شِعْرُ أحْمَق فِي أحْمَق، كَيْفَ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ هُوَ فِي سُلْطَانِ غَيْره وَتَبْعٌ لَهُ يَا جَبَلَ الأرْضِ وَهُوَ مَرْسَاهَا وَلَا يَصْلُح أنْ يُخَاطِبُ بِهَذَا مَنْ هُوَ تَابِعٌ لِغَيْرِهِ ثُمَّ أيْنَ تَفخِيْمُهُ وَتَعْظِيْمُهُ مِنْ نَقْصِ اسْمِهِ إِذْ يُنَادِي أمَسلمَ وَهُوَ مَسْلَمَةُ ثُمَّ وَلَّى أَبُو العَبَّاسِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: هَلمَّ يَا أخِي نَلْعَبُ. فَقَالَ
لَهُ أَبُو العَبَّاسِ: هَلْ يَا أخِي أُولِغْتَ الكلَابَ دَمَ أبِيِ نُخَيْلَةَ حَتَّى تَلْعَبَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّكَ أدَّبْتَنِي فَتَأدَّبْتُ. فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: بِمِثْلِ هَذيْنِ يُطْلَبُ المُلْكُ وَيُدْرَكُ الثَّأرُ، وَمَا زَالَ أَبُو سَلَمَةَ وَابْنُ كَثِيْرٍ يُطَالِبَانِ إبْرَاهِيْمَ الإمَامَ بِأنْ يَعْهُدَ إِلَى أحَدِهُمَا حَتَّى فَعَلَ. وَقِيْلَ إِنَّهُ دَافَعَهُمَا بِذَلِكَ حَتَّى قَبَضَ عَلَيْهِ مَرْوَانَ بنُ مُحَمَّدٍ وَأمْضَى العَهْدَ لأبِي العَبَّاسِ السَّفَّاحِ. مُحمَّدُ بن عمرَانَ: [من الطويل] 9095 - شكَرتُكَ قَبلَ الخُبْرِ إِذْ كُنْتُ وَاثِقًا ... بأَنّي بَعدَ الخُبْرِ لَا شَكَّ شَاكِرُ [من الرجز] 9096 - شُكْرِي عَتيْدٌ وَكَذَاكَ حِقْدِيَ ... للْخَيْرِ وَالشَرّ بَقَاءٌ عِنْدي [من البسيط] 9097 - شُكرِيْ كفِعْلِكَ فانْظُر في عَوَاقِبهِ ... تَعرفْ بفعْلكَ مَا عنْدي مَن الشُكرِ ذُخر الدَّولَةِ: [من البسيط] 9098 - شُكِريْ لبِّركَ شُكر الرَّوْض للمَطَرِ ... وَنَفْحُ نَشْرِي لَهُ أَذْكَى مِنْ الزَّهَرِ قِيْلَ كَتَبَ المُعْتَمِدُ عَلَى اللَّهِ صَاحِبُ المَغْرِب إِلَى ذُخْرِ الدَّوْلَةِ وَلَدِ وَلَدِهِ يُهَنِّيهِ بِجَارِيَةٍ، فَكَتَبَ ذُخْرُ الدَّوْلَةِ إِلَى جِدّه فِي الجَوَاب: شُكْرِي لِبِرِّكَ شُكْرُ الرَّوضِ لِلمَطَرِ. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: وَجَاءنِي مُخْبِرٌ عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ ... بِاللَّهِ قُلْ وَأعِدْ يَا طَيِّبَ الخَبَرِ يَا وَاحِدًا علمًا فِي كُلِّ مَنْقِبَةٍ ... جَلَّتْ وَيَا ثَالِثًا لِلشَّمسِ وَالقَمَرِ لَئِنْ حُرِمْتُ لِقَاءً مِنْكَ أشْهَدُهُ ... لَقَدْ حَلَلْتَ سَوَادَ القَلْبِ وَالبَصَرِ ¬
محَمَّدُ بن الإِخوةِ: [من البسيط] 9099 - شُكْرِي لمُحتَجِبٍ عَنّي بلَا سَبَبِ ... خَوفًا مِنْ المَدْحِ شُكرُ الرَّوض للسُّحُبِ بَعْدَهُ: أعَادَنِي وَالمُحَيَّا مَا أُرِيْقَ لَهُ ... مَاءٌ وَخَلَّصَنِي مِنْ كُلْفَةِ الكَذِبِ [من الطويل] 9100 - شَكَوتُ أَذى سَلْمٍ فَلمَّا فقَدْتُهُ ... وَعَاشَرتُ أَقوامًا بَكَيتُ عَلَى سَلمِ [من الطويل] 9101 - شَكَوتُ الَّذيْ تَشكُوْ إلَّي كأَنَّما ... تُجنُّ ضُلُوعْي مَا تُجنُّ ضُلُوعهَا فِي المَثَلِ: إِنْ يَدمَ أظَلُّكَ فَقَدْ نَقِبَ خُفِّي. يَضْرِبُهُ المَشْكُوُّ إلَيْهِ لِلشَّاكِي مَعْنَاهُ أَنَا مِنْهُ فِي مِثْلِ مَا تَشْكُوهُ. الأظَلُّ مَا تَحْتَ مَنْسِمِ البَعِيْرُ، وَالخُفُّ وَاحِدُ الأخْفَافِ وَهِيَ قَوَائِمُهُ. [من الوافر] 9102 - شَكَوَتُ جُلُوسَ إنسانٍ ثَقْيلٍ ... فَوَافَى آخرٌ مِنْ ذَاكَ أَثقَلْ [من الوافر] 9103 - شَكَوتُ صُدُوْدَهُم زَمنًا فَلمَّا ... تَنَاءَوا قُلْتُ لَو دَام الصّدُوْدُ قَالَ الصَّابِئُ: كَتَبَ أَبُو الحُسَيْن بنُ ثَوَابَةَ إِلَى الوَزِيْرِ أَبِي القَاسَمِ عُبَيْدِ اللَّهِ بنُ سُلَيْمَانَ وبهذه الرِّسَالَةِ قَلَّدَهُ دِيْوَان الرَّسَائِلِ: قَدْ فَتَحْتَ أيُّهَا المَوْلَى الوَزِيْرُ لِلْمَظْلُومِ بَابَكَ وَسَهَّلْتَ لَهُ حِجَابَكَ وَأَنَا أُحَاكِمُ الأيَّامَ إِلَى عَدْلِكَ وَأشْكُو صُرُوفهَا إِلَى طَوْلِكَ ¬
وَأسْتَجِيْرُ مِنْ لُؤمِ غَلْبَتِهَا وَسُوءِ مَلَكَتِهَا بحُسْنِ مَلَكَتِكَ وَكَرَمِ قُدْرَتكَ فَإنَّهَا تُؤَخِّرُني إِذَا قَدَمَتْ وَتَحْرِمُنِي إِذَا قَسَمَتْ فَإنْ أعْطَتْ أَعْطَتْ يَسِيْرًا وَإِنْ ارْتَجَعَتِ ارْتَجَعَتْ كَثِيْرًا وَلَمْ أَشْكُهَا إِلَى أحَدٍ قَبْلَكَ وَلَا أعْدَدْتُ لِلإنْصَافِ مِنْهَا إِلَّا فَضْلَكَ ولي مَعَ ذِمَامِ المَسْألَةِ وَحُرْمَةَ التَّأهِيْلِ قَدَمُ صِدْقٍ فِي طَاعَتِكَ وَسَالِفِ تَبْرِيْزٍ فِي مُنَاصَحَتِكَ وَالَّذِي يَمْلأُ مِنَ النَّصفةِ يَدَيَّ وَيُفْرِغُ الحَقَّ عَلَيَّ حَتَّى تَكُونُ إلَيَّ مُحْسِنًا وَأكُونُ لِلأيَّامِ بِكَ مُقْرِنًا أنْ تَخْلِطَنِي بِخَاصِّ خَدَمِكَ الَّذِيْنَ نَقَلْتَهُمُ مِنَ الخُمُولِ إِلَى العِزِّ وَمِنَ الفَرَاغِ إلى الشُّغْلِ فَإنْ رَأيْتَ أنْ تُعْدِيْنِي فَقَدْ اسْتَعْدَيْتُ إلَيْكَ وَرَجَوْتُ صَالِحَ مَا لَدَيْكَ وَتُوَسِّعَ لِي كَنَفَكَ فَقَدْ آوَيْتُ إلَيْهِ وَتَمْنَحَنِي فَضْلَكَ فَقَدْ عَوَّلْتُ عَلَيْهِ وَتَسْتَعْمِلَ يَدِي وَلِسَانِي فِيمَا يَصْلُحَانِ لَهُ مِنْ خُدْمَتِكَ فَقَدْ دَرَسْتُ كُتُبَ أسْلَافِكَ وَهُمُ الأَئِمَّةُ وَاسْتَضَأتُ نَارَهُم وَاقْتَفَرْتُ آثَارَهُم اقْتِفَارًا جَعَلَنِي بَيْنَ وَحْشِيّ الكَلَامِ وَأُنْسِيّه وَوَضَعْنِي مِنْهُ عَلَى جَادَةٍ مُتَوَسِّطَةٍ يَرجِعُ إلَيْهَا الغَالِي وَيَلْحَقُ بِهَا المُقَصِّرُ التَّالِي فَعَلَتْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ الصَّابِئُ فَتَقَدَّمَ لَهُ بِدِيْوَانِ الرَّسَائِلِ. مَنْقُولٌ مِنْ خَطِّ الصَّابِئ. الحَسَنُ بن زيَادٍ الرُّصافِي: [من الطويل] 9104 - شَكَوتُ فَقالتْ كُلُّ هَذَا تَبَرُّمًا ... بحُبّي أرَاحَ اللَهُ قَلبَكَ مِنْ حُبّي بَعْدَهُ: [من الطويل] فَلَمَّا كَتَمْتُ الحُبَّ قَالَتْ لشدّمَا ... صبَرْتَ وَمَا هَذَا بِفِعْلِ شَجَى القَلْبِ وَأدْنُو فَتُقْصِيْنِي وَأبْعَدُ طَالِبًا ... رِضَاهَا فَتَعْتَدّ التَّبَاعُدَ مِنْ ذَنْبِي فَشَكْوَايَ تُؤْذِيْهَا وَصَبْرِي يَسُوؤُها ... وَتَجْزَعُ مِنْ بُعْدِي وتَنْفِرُ من قُرْبِي فَيَا قَوْمُ هَلْ مِنْ حِيْلَةٍ تَعْرِفُونَهَا ... أشِيْرُوا بِهَا وَاسْتَكْمِلُوا الأجْرَ مِنْ رَبِّي قَالَ بَعْضهُم: مَا لِهَذَا دَوَاءٌ إِلَّا الدَّنَانِيْر الحُمر. [من البسيط] 9105 - شَكَوْتُ مَا بي إِلَى هِنْدٍ فَمَا اكْتَرثتُ ... يَا قلبَهَا أَحدِيُدٌ أَنتَ أَم حَجَرُ ¬
المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 9106 - شَكَوتُ مِنُ الأيّام تَبدْيلَ غَادِرٍ ... بِوَافٍ وَنَقْلِي مِنْ سُرُورٍ إلَي غَمّ بَعْدَهُ: وَحَالًا كَرِيْشِ النَّسْرِ بَيْنَا رَأيْتَهُ ... جَنَاحًا لِشَهْمٍ صَارَ رِيْشًا عَلَى سَهْمِ وَمِنْ بَابِ (شَكَوْتُ) قَوْلُ أَبُو تَمَّامٍ يَسْتَبْطِئُ إسْحَاقَ بن إبْرَاهِيْم (¬1): ولي حَاجَةٌ أبْطِي عَلَيَّ نَجَاحهَا ... وَجُودُكَ أُجْدِي وَافِدٍ فِي اقْتِصَائِهَا وَمَا لِي شَفِيْعٌ غَيْرَ نَفْسِكَ إنَّني ... اتَّكَلْتُ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حُسْنِ رَأيِهَا عَطَاؤُكَ لا يَفْنى وَيَسْتَغْرِقُ المُنَى ... وَتَبْقَى وُجُوهَ الرَّاغِبيْنَ بِمَائِهَا شَكَوْتُ وَمَا الشَّكْوَى لِمِثْلِي بِعَادَةٍ ... وَلَكِنْ نَقِيْضُ النفسَ عِنْدَ امْتِلائِهَا البَيْتُ الفَرْد. [من المتقارب] 9107 - شَكَونَا إلَيْهِ خَرَابَ السَّوادِ ... فحرَّمَ فِينْا لُحُومَ البَقَر بَعْدَهُ: كَمَا قِيْلَ فِي مَثَلٍ قَدْ مَضَى ... أُرِيْهَا السُّهَا وَتُرِيْنِي القَمَر الخُبزرُزّي: [من الطويل] 9108 - شَماتَتُكُم بِي فَوقَ مَا قَد أَصَابَني ... وَمَا بِي دُخُولُ النَّارِ بَل لمَنزل مَالِكِ قَبْلَهُ: ألَمْ يَكْفِنِي مَا نَالَنِي مَنْ هَوَاكُمْ ... إِلَى أنْ طَفِقْتُمْ بَيْنَ لَاهٍ وَضَاحِكِ شَمَاتَتُكُم بِي فَوْقَ مَا قَدْ أصَابَنِي. البَيْتُ ¬
[من الطويل] 9109 - شَمْائِلُ نبَّاشٍ وَخفَّةُ حَائكٍ ... وتَقْطيعُ طبَّالٍ وَطَيْشُ مُعَلّمِ الرّضِي الموسَوِيّ: [من الرمل] 9110 - شَمَخُوا أَن حَلَّقَ الجَدّ بهمُ ... غَلِطَ الدَّهُر وَكَمْ يبْقَى الغَلَطْ شَمس الدِّين الكُوفِي في الواعظ رَحِمَهُ اللَّه: [من الوافر] 9111 - سَمْوْنا في هوَاكَ علَى البَرايَا ... وَحَقِّكَ لا التِفَاتَ إِلَى الرَّقيُبِ الأَخطَلُ: [من البسيط] 9112 - شُمْسُ العَدَاوة حَتّى يُسْتَقاد لَهُم ... وَاَعْظَمُ النَّاسِ أحْلامًا إِذَا قَدرُوا أَخَذَ هَذَا البَيْتُ مُسلِمُ بن الوَليْدِ فَقَالَ يَمْدَحُ المَأمُونَ (¬1): [من الكامل] يَغْدُو عَدُوُّكَ خَائِفًا فَإِذَا رَأى ... أَنْ قَدْ قَدَرْتَ عَلَى العِقَابِ رَجَاكَا يَقُوْلُ الأخْطَلُ مِنْ قَصِيْدَتِهِ هَذِهِ مَدْحًا (¬2): بَنُو أُمَيَّةَ نَعْمَاهُمْ مُجَلَّلَةٌ ... تَمَّتْ فَلا مِنَّةٌ فِيْهَا وَلَا كَدَرُ صُمٌّ عَنِ الجهْلِ عَنْ قَوْلِ الخَنَا ... خُرُسٌ وَإِنْ ألَمَّتْ بِهِم مَكْرُوهَةٌ صَبَرُوا شَمْسُ العَدَاوَةِ حَتَّى يُسْتَقَادَ لَهُمْ. البَيْتُ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِنَّ العَدَاوَةَ تَلْقَاهَا وَإِنْ قَدُمَتْ ... كَالعُرِّ يَكْمنُ حِيْنًا ثُمَّ يَنْتَشِرُ يَقُوْلُ مِنْهَا: ¬
ضَجُّوا مِنَ الحَرْبِ إِذْ غَصَّتْ غَوَارِبَهُم ... وَقَيْسُ عَيْلَان مِنْ أخْلَاقِهَا الضَّجَرُ وَأَقْسَمَ المَجْدُ حَقًّا لَا يُحَالِفَهُمْ ... حَتَّى يُحَالِف بَطْنَ الرَّاحَةِ الشّعَرُ لَقَدْ أقَرُّوّا وهُمْ مِنِّي عَلَى مَضَضٍ ... وَالقَولُ يَنْفُذ مَا لَا تَنْفِذُ الإِبَرُ قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ لأَوْلَادِه الوَليْدِ وَسُلَيْمَانَ وَمَسْلَمَةَ: مَا أمْدَحُ بَيْتٍ قَالَتِ العَرَبُ؟ فَقَالَ الوَليْدُ: قَوْلُ الأخْطَلِ: شَمْسُ العَدَاوَةِ حَتَّى يُسْتَقَادَ لَهُمْ. البَيْتُ وَقَالَ سُلَيْمَانُ: بَلْ قَوْلُ عَبْد اللَّهِ بنُ قَيْسِ الرُّقِيَّاتِ (¬1): مَا نَقَمُوا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ إِلَّا ... أنَّهُم يَحْلمُونَ إِنْ غَضِبُوا وَأنَّهُم مَعْدِنُ المُلُكِ فَمَا ... تَصْلحُ إِلَّا عَلَيْهِمِ العَرَبُ وَقَالَ مَسْلَمَةَ: بَلْ قَوْلُ جَرِيْرٍ (¬2): ألَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطَايَا ... وَأنْدَى العَالَمِيْنَ بُطُونَ رَاحِ فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ بَلْ قَوْلُ حَسَّانَ (¬3): يُغْشَوْنَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلَابُهُم ... لَا يَسَألُونَ عَنْ السّوَادِ المُقْبِلِ قِيْلَ: وَسُئِلَ مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ عَنْ بَنِي هَاشِمٍ بن عَبْدِ مَنَافٍ وَبَنِي أُمَيَّةَ بن عَبْدِ شَمْس بنِ مَنَافٍ فَقَالَ: هُمْ أسْوَدُ مِنَّا وَاحِدًا وَنَحْنُ أكْثَرُ مِنْهم مَاجِدًا. ابْنُ الرُّومِيّ: [من السريع] 9113 - شَمسٌ وَبدْرٌ وَلَدا كَوْكبَا ... أقسْمتُ بِاللَّهِ لَقَدُ أَنجْبَا بَعْدَهُ: ثَلَاثَةٌ تُشْرِقُ أنْوَارُهَا ... لَا بُدِّلَتْ مِنْ مَشْرِقٍ مَغْرِبَا ¬
أَعرَابِيٌّ: [من الخفيف] 9114 - شَمَطتْ حَاجَتي إلَيكَ فَجُدلي ... يَا عَقيْدَ النَّدى لَها بخضَابِ قِيْلَ: قَصَدَ المَأمُونَ أعْرَابِيٌّ وَهُوَ بِمَرْوَ مُسْتَمِيْحًا فَوَعَدَهُ وَقَالَ لِلْحَاجِبِ: أسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا، فَبَقِيَ مِدَّةً طَوِيْلَةً فِي أحْسَنِ كَرَامَةِ، فَقَالَ لَهُ الحَاجِبُ: أَرَضِيْتَ مِنَ المَأمُونِ بِالأكْلِ وَالشّرْبِ مِنْ غَيْرِ مَنَالٍ؟ قَالَ: قَدْ قُلْتُ بَيْتًا مِنَ الشّعْرِ، وَأُحِبُّ أنْ تُوْصِلَهُ إليْهِ. قَالَ: نَعَم. فَكَتَبَ إلَيْهِ: شَمَطَتْ حَاجَتِي إلَيْكَ. البَيْتُ فَلَمَّا وَقَفَ المَأمُونُ عَلَيْهِ حَمَلَ إلَيْهِ ألْفَ دِيْنَارٍ وَكَتَبَ مُجِيْبًا لَهُ: [من الخفيف] قَدْ أمَرْنَا لَهُ بِخَضْبَةِ خِطرٍ ... تَتْرُكُ الرَّأسَ مِثْلَ حَنْكِ الغُرَابِ ابْنُ سَنَاء المُلكِ: [من الخفيف] 9115 - شَملَتْ كُلّيَ المَسَرّةُ حَتَّى ... كُلُّ عُضْوٍ مِنْ جُملَتِي هُوَ قَلْبُ ابْنُ شَمسِ الخِلَافَةِ: [من البسيط] 9116 - شُمُّ العَرانيْن سَادَةٌ نجُبٌ ... صِيْدٌ كِرامٌ جَحاجِحٌ زُهْرُ محمَّد بن هَاني الأَندلُسيُّ: [من الكامل] 9117 - شُمُّ العَوَاليْ وَالأُنُوف تَبسَّمُوا ... تَحَتَ العُبُوسِ فَأَظلَمُوا وَأَضاءُوا [من الكامل] 9118 - شَمّر ثيَابكَ وَاسْتَعِدَّ لِفُرصُةٍ ... وَاحكُكُ جَبيْنَكَ للقضاءِ بِثوْم بَعْدَهُ: وَتَمَاوَتَنَ إِذَا أردْتَ خِيَانَةً ... حَتَّى تُصِيْبَ وَدِيْعَةً لِيَتِيْمِ ¬
[من الطويل] 9119 - شمُوسُ سَمَاحٍ في نَهارِ مَحَامِدٍ ... وَأقْمَارُ فَضْلٍ في سَماءِ فضائِلِ ابْنُ مُكلّم الذئبِ: [من الطويل] 9120 - شمُوْش وَأقمَارٌ مِن اللهوِ طُلَّعُ ... لِذِي اللَّهْوِ في أَكنَافِهَا مُتَمَتَّعُ بَعْدَهُ: تَسَاوَى تَثَنِّيَها الرِّيَاحُ فَيَنْثَنِي ... فَيَلْثَمُ بَعْضٌ بَعْضهَا ثُمَّ تَرْجِعُ وَيَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ الأُخَيْطِلَ فِي شَجَرِ السَّرْوِ (¬1): [من الكامل] حُفَّتْ بِسَرْوٍ كَالقِيَانِ تَلَبَّسَتْ ... خُضْرَ الحَرِيْرِ عَلَى قَوَامٍ مُعْتَدِلْ فَكَأنَّهَا وَالرِّيْحُ تَخْطُرُ بَيْنَهَا ... تَنْوِي التَّعَانُقَ ثُمَّ يَمْنَعُهَا الخَجَل [من الرجز] 9121 - شِنْشِنَةٌ أَعرِفُهَا مِنْ أَخْزَمِ ... مَنْ يَلْقَ أَبطالَ الرّجالِ يُكْلَمِ البُحتُرِيُّ: [من الطويل] 9122 - شَواجرُ أَرْمَاحٍ تُقَطّعُ بَينَهُمُ ... شَوَاجِرَ أَرحْامٍ مَلُومٌ قَطُوعُهَا بَعْدَهُ: إِذَا احْتَرَبَتْ يَوْمًا فَغَاضَتْ دِمَاؤُها ... تَذَكَّرْتِ القُرْبَى فَغَاضَت دُمُوعُهَا زُهير المصرِيُّ: [من المخنث] 9123 - شَوْقِي إِلَيكَ شَدّيْدٌ ... كَمَا عَلِمْتَ وَأَزْيَدْ ¬
بَعْدَهُ: وَكَيْفَ أذْكُرُ شَيْئًا ... بِهِ ضَمِيْرُكَ يَشْهَدْ [من الكامل] 9124 - شَوقي إِلَيكَ مُجاوِزٌ وَصُفيْ ... وَظهُورُ وَجْدِيْ دُوَنَ مَا أُخْفيْ بَعْدَهُ: يَا لَيْتَ جِسْمِي كُلَّهُ حَدَقٌ ... حَتَّى أرَاكَ وَلَيْتَهَا تَكْفِي قَالَ أَبُو سِعيدٍ الخَزازُ رَحَمَهُ اللَّهُ: إِذَا بَسَطَ الجلِيْلُ غَدًا بِسَاطَ المَجْدِ دخَلَتْ ذُنُوبُ الأوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ فِي حَوَاشِيْهِ، وَإِذَا بَدَتْ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِ الجودِ ألْحَقَتِ المُسِيْئيْنَ بِالمُحْسِنِيْنَ. وَأنْشَدَ: شَوْقِي إلَيْكَ مُجَاوِزٌ وَصْفِي. البَيْتَانِ [من الكامل] 9125 - شَوقي إِلَيكَ وَإِنْ تَطَاولَ سيّدِي ... شَوقُ المَرْيضِ إِلَى ثيابِ العَافَيهْ بَعْدَهُ: وَلَقَدْ نَذَرْتُ لَئِنْ لَقِيْتُكَ مَرَّةً ... أنْ لَا أعُودَ إِلَى فِرَاقِكَ ثَانِيَهْ إِبراهِيم بنُ سِيَاه: [من الخفيف] 9126 - شُؤْمُهُ يقْلقُ الصُّخُورِ فَلَو ... زَارَ أَبانًا لَهَدَّ رُكْنَيْ أَبَانِ قَالَ بَعْضَهُم يَذُمْ رَجُلًا وَجَمَع الشِّيْنَاتِ فيه أشْتَات المسَاوِئ: فهو مَشُوْمٌ، مُوْشَوَّهٌ، مَشْنُوءٌ، شَحْيحٌ، شَرِهٌ، أشِرٌ، كَاشِحٌ، مُكَاثِرٌ، شَرِسُ الأخْلَاقِ، وَاشٍ، مَشَاءٌ بِالنَّمِيْمَةِ. ¬
يُقَالُ فِي المَثَلِ: أشْأَمُ مِنْ عطْرِ مَنْشِمٍ. قَالَ الأصْمَعِيُّ: مَنْشِمٌ بِكَسْرِ الشِّيْنِ اسْمُ امْرَأةٍ عَطَّارَةٍ كَانَتْ بِمَكَّةَ فَكَانَتْ خُزَاعَةُ وَجُرْهُمُ إِذَا أرَادُوا القِتَالَ تَطَيَّبُوا مِنْ طِيْبِهَا وَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ كَثُرَتِ القَتْلَى بَيْنَهُم فَكَانَ يُقَالُ: أشْأَمُ مِنْ عطْرِ مَنْشِمٍ. يُضْرَبُ فِي الشَّرِّ العَظِيْمِ. قَالَ الشَّاعِرُ (¬1): مَشَائِيْمُ لَيْسُوا مُصْلِحِيْنَ عَشِيْرَةً ... وَلَا نَاعِبٍ إِلَّا بِشَرٍّ غرَابُهَا ذَهَبَ الفَرَّاءُ فِي خَفْضِ نَاعِبٍ إِلَى إضْمَارِ البَاءِ وَإعْمَالِهَا. أرَادَ وَلَا بِنَاعِبٍ. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ العَرَبِ أَنَّهُ قِيْلَ لَهُ: كَيْفَ أنْتَ؟ قَالَ: خَيْرٍ أي بِخَيْرٍ. أضْمَرَ البَاءَ وَأعْمَلَهَا وَهَذَا شَاذٌّ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ. وّذَهَبَ الكُوفِيُّونَ فِيْهِ إِلَى النَّصْبِ بِفَقْدِ الخَافِضِ وَيُنْشِدُونَ (¬2): كَلَقْب بِمَنْ تَشَبَّهَ قَرْنَ شَمْسٍ ... وَعَيْنَاهُ اسْتَعَارَهُمَا غَزَالَا وَقَالُوا: نَصَبَ غَزَالًا أي اسْتَعَارَهُمَا مِنْ غَزَالٍ فَنَصَبَ لِفَقْدِ الخَافِضِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا هَذَا بَشَرًا} [يوسف: 31] أي مَا هَذَا بِبَشَرٍ فنصَبَ لِفَقْدِ الخَافِضِ. ابْنُ الرُّوميِّ: [من البسيط] 9127 - شَهِدْتُ أنّكَ سَلسَالٌ كمَاءٍ حيًا ... وَسَائَر النَّاسِ صَلْصَالٌ كَفَخَّارِ بَعْدَهُ: أيَّامُنَا غَدَوَاتٌ كُلُّهَا بكُمُ ... خِلَالَهُنَّ لَيَالٍ مِثْلُ أسْحَارِ لَكُمْ خَلَائِقُ لَو تَحْظَى السَّمَاءَ بِهَا ... لَمَا ألَاحَتْ نُجُوْمًا غَيْرَ أقْمَارِ [من الطويل] 9128 - شِهْدتُ بأَنَّ التّمْرَ بالزُّبْدِ طَيّبٌ ... وَأَنَّ الحُبَارَى خَالهُ الكَروانُ ¬
[من الطويل] 9129 - شَهِدْتُ بأنَّ اللَّهَ جَلَ جَلَالُهُ ... لَهُ المَنُّ وَالإِحَسانُ في كُلِّ شَارِقِ بَعْدَهُ: وَقَدْ جَفَّتِ الأقْلَامُ بِالأَمْرِ كُلِّهِ ... وَأُبْرِمَ في عِلْمٍ مِنَ اللَّهِ سَابِقِ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّه عنه: [من الطويل] 9130 - شَهِدْتُ بأَنَّ اللَّهَ لا شَيءَ غَيرُهُ ... وَأَنَّ رَسَوُلَ اللَّهِ حَقًّا مُحَمَّدُ بَعْدَهُ: عَلَيْهِ سَلَامُ اللَّهِ فِي كُلِّ شَارِقٍ ... وَكُلِّ صَبَاحِ لِلْوَرَى يَتَجَدَّدُ عَبدُ اللَّه بن رَوَاحَةَ: [من الوافر] 9131 - شَهِدْتُ بأَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ ... وَأنّ النَّارَ مَثْوىَ الظَّالمِينَا أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 9132 - شَهِدْتُ جَسِيْمَاتِ العُلا وَهْو غَائِبٌ ... وَلَو كَانَ أيضًا شَاهدًا كَانَ غَائِبَا سَعيد بن حَميد بن بَحرٍ: [من الكامل] 9133 - شَهِدْتُ عَلَيكَ بِهِ شَواهِدُ رِيْبَةٍ ... وَعَلَى الُمرِيْبِ شَواهِدٌ لا تُدْفَعُ قِيْلَ: دَخَلَ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ حُمَيْدِ بنِ بَحْرٍ، وَهُوَ بَغْدَادِيُّ المَوْلدِ وَالمَنْشَأِ، يَوْمًا عَلَى أَبِي العَبَّاسِ بنُ ثَوَابَةَ، وَكَانَ أَبُو العَبَّاسِ يُعَاتِبُ سَعِيْدًا عَلَى الشَّعْفِ بِالمُرْدَانِ، فَرَأَى عَلَى رَأسِ أَبِي العَبَّاسِ غُلامًا أمْرَدَ، حَسَنَ الوَجْهِ، عَلَيْهِ منطقَةٌ وَثِيَابٌ حِسَانٌ، فَقَالَ يَا أبَا العَبَّاسِ: [من الكامل] ¬
وَزَعَمْتَ أَنَّكَ لَا تَلُوْطُ فَقُلْ لنَا ... هَذَا المُقَرْطَقُ قَائِمًا مَا يَصْنَعُ؟ شَهِدَتْ عَلَيْكَ بِهِ شَوَاهِدُ رِيْبَةٍ. البَيْتُ فَضَحِكَ أَبُو العَبَّاسِ، وَقَالَ لِسَعِيْدٍ: خُذْهُ لَا بُورِكَ لَكَ فِيْهِ حَتَّى نَسْلَمَ مِنْ سُوءِ ظَنِّكَ، وَلَوْمِكَ وعَتْبِكَ. وَيُرْوَى أَنَّهُ قَالَ مُجِيْبًا لَهُ: [من الكامل] إِنَّ الفُؤَادَ بِمَنْ تَرَاهُ مُوَكَّلٌّ ... وَالقَلْبَ ذَا شَغَفٍ فَمَاذَا أصْنَعُ؟ [من الطويل] 9134 - شَهِدْنَا وَجَرَّبْنَا أمورًا كثِيرةً ... فَلَا تَحقِرَنْ عِلْمَ امْريءٍ هُو أَقْدمُ عَلِيُّ بن الجَهمِ: [من الكامل] 9135 - شَهِدُوْا وغِبْنا عَنْكُم فتَحكّمُوُا ... فينَا وَليْسَ كَغَائِبٍ مَنْ يَشْهَدُ الخَارِكِيُّ: [من البسيط] 9136 - شَهرُ الصّيَامِ وَإِنْ عَظَّمتَ حُرمتهُ ... شَهرٌ طَوْيْلٌ بَطيّ السّيْرِ وَالحَرَكَه بَعْدَهُ: يَمْشِي الهُوَيْنَا فَإمَّا جَاءَ يَطْلِبُنَا ... فَلَا السُّلَيْكُ يُدَانِيْهِ وَلَا السُّلَكَه يَا صِدْقَ مَنْ قَالَ أيَّامٌ مُبَاركَةٌ ... إِنْ كَانَ يَعْنُونَ اسْمَ الطُّولِ بِالبَرَكَه أذُمُّهُ غَيْرَ وَقْتٍ مِنْهُ أحْمَدُهُ ... منْذُ العِشَاءِ إِلَى أنْ تَصْقَعَ الدِّيَكَهْ لَو كَانَ مَوْلًى وَكُنَّا كَالعَبِيْدِ لَهُ ... لَكَانَ مَوْلًى نَحِيْلًا سَيّءَ المَلَكَه قَالَ الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُور مَوْهُوبُ بنُ الخَضِرِ الجوَالِيْقِيُّ اللُّغَوِيُّ البَغْدّادِيُّ رحَمَهُ اللَّهُ: سُمِّيَ الشَّهْرُ شَهْرًا لِشُهْرَتِهِ وَتَبَيُّنِهِ لأنَّ النَّاسُ يَشْهُرُونَ دُخُولَهُ، وَقِيْلَ اسْمُ الهِلَالِ فَسُمِّيَ بِهِ. وَأَمَّا أسْمَاءُ الشُّهُورُ فَإنَّ المُحَرَّمَ سُمِّيَ مُحَرَّمًا لِتَحْرِيْمِهِم إيَّاهُ ¬
وَخَصُّوهُ بِهَذَا الاسْمِ دُونَ غَيْرِهِ وَإِنْ كَانُوا يُحَرِّمُونَ غَيْرِهِ لأَنَّهُ أوَّلُهَا وَهُوَ اسْمٌ للشَّهْرِ فَلَا يُقَالُ شَهْرُ المُحَرَّمِ لأنَّ الشَّيْءَ لا يُضَافُ إِلَى نَفْسِهِ وَيُجْمَعُ المُحَرَّمُ مُحَرَّمَاتٌ وَيَجُوزُ فِيْهِ مَحَارِمُ وَمَحَارِيْمُ. وَصَفَرُ هُوَ اسْمٌ للشَّهْرِ أَيْضًا، فَلا يُقَالُ شَهْرُ صَفَرَ، وَسُمِّيَ صَفَرًا لأَنَّهُ وَقَعَ بَعْدَهُ شَهْرٍ حَرَامٍ فانْتُشِرَ فِيْهِ للغَارَةِ فَصفِرَتْ بُيُوتُهُم مِنَ الرِّجَالِ وَالخَيْرِ، وَقِيْلَ سُمِّيَ صَفرًا لأَنَّهُ كَانَتْ تَصْفُرُ فِيْهِ الأشْجَارُ وَتُجْمِعُ أصْفَارًا لِمَا كَانَ دُوْنَ العَشَرَةِ فَإِذَا كَثُرَتْ فَهِيَ الصِّفَارُ وَالصُّفُورُ. وَأَمَّا شَهْرَا رَبِيع فرَبِيعٌ اسْمٌ لِلْوَقْتِ وَلَيْسَ بِاسْمٍ لِلشَّهْرِ فَلِذَلِكَ أُضِيْفَ شَهْرٌ إلَيْهِ وَسُمِّيَا بِذَلِكَ لارْتِبَاعِ القَبَائِلِ فِيْهِمَا أي لِمَقَامِهِمْ، وَقِيْلَ سُمِّيَا بِهِ لِطِيْبِ وَقْتِهُما فَإِذَا أُرِيْدَ جَمْعُهُمَا جُمِعَ أَحَدُ الاسْمَيْنِ، وَكَذَلِكَ التَّثْنِيَةُ فَيُقَالُ: رَبِيْعَانِ وَأرْبِعَةٌ وَرُبُعٌ، أو يُقَالُ: شَهْرَا رَبِيعٍ وَشُهُورُ رَبِيْعُ. وَأَمَّا جُمَادَى فَهْوَ اسْمٌ لِلشَّهْرِ فَلَا يُقَالُ شَهْرُ جُمَادَى، وَجُمَادَى اسْمُ مُؤَنَّث وَالألِفُ فِي آخِرِهِ لِلتَّأنِيْثِ فَلَا يِنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةِ وَسُمِّيَا جُمَادَيْنِ لِجُمُودِ المَاءِ فِيْهِمَا وَقْتَ وَضْعِ التَّسْمِيَةِ لَهُ بِهَذَا الاسْمِ، وَذَلِكَ فِي صَبَارَّةِ القرِّ ثُمَّ تَغَيَّرَ الوَقْتُ بَعْدَهُ نُقْصَانِ الأهِلَّةِ. وَرَجَبٌ اسْمٌ لِلشَّهْرِ فَلَا يُقَالُ شَهْرُ رَجَبَ وَسُمِّيَ رَجَبًا لِتَعْظيْمِهِم إيَّاهُ وَالمُرَجَّبُ المُعَظَّمُ المُبَجَّلُ، وَسُمِّيَ الأصَمُّ لأَنَّهُ لَا يُسْمَعُ فِيْهِ قَعْقَعَةُ سِلَاحٍ وَتُبْدَلُ مِنَ المِيْمِ البَاءُ لِقُرْبِ مَخْرِجَيْهِمَا فَيُقَالُ الأصَبُّ وُيُسَمَّى أَيْضًا مُنْصِلَ الآلِ، وَالآلُ جَمْعُ آلَةٍ وَهِيَ الحَرْبَةُ وَمَنْصِلَ الأسِنَّةِ، لأنَّهُمْ كَانُوا يَنْزَعُونَ الأسِنَّةَ فِيْهِ، فَيُقَالُ أنْصَلْتُ السِّنَانَ إِذَا نَزَعْتَهُ، وَيُجْمَعُ فِي القِلَّةِ عَلَى أرْجَابٍ، وَفِي الكثْرَةِ عَلَى الرِّجَابِ وَالرُّجُوبِ. وَشَعْبَان اسْمٌ لِلشَّهْرِ فَلَا يُقَالُ شَهْرُ شَعْبَانَ، وَسُمِّيَ بِهِ لانْشِعَابِ القَبَائِلِ فِيْهِ وَتَفَرُّقِهِم فَكُلٌّ يَلْحَقُ بِقَوْمِهِ وَبِلادِهِ وَقِيْلَ بَلْ سُمِّيَ شَعْبَانَ لِتَشَعُّبِ الشَّجَرِ فِيْهِ لأنَّ بَعْدَ جُمُودِ المَاءِ جَرَيَانُ المَاءِ فِي العُوْدِ وَيُجْمَعُ عَلَى شَعْبَانَاتٍ وَيَجُوزُ شِعَابٌ. وَرَمَضَانُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنَّهُ وَقَعَ فِي شَهْرٍ شَدِيْدِ الحَرِّ فَالرَّمَضَانُ كَالوَهَجَانِ وَالوَقَدَانِ، فَلِذَلِكَ يُقَالُ شَهْرُ رَمَضَانَ وَاشْتِقَاقِهِ مِنَ الرَّمْضَاءِ وَهُوَ الحَصا إِذَا أصَابَهُ حَرُّ الشَّمْسِ عِنْدَ الهَاجِرَةِ فَحَمِيَ وَيُجْمَعُ رَمَضَانَاتٌ وَقِيْلَ رَمَاضِيْنُ وَهِيَ رَدِيْئَةٌ وَأرْمِضَةٌ وَرِمَاَضٌ بِحَذْفِ الزَّوَائِدِ. وَشَوَّالٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأنَّ الإبْلَ تَقِلُّ ألْبَانُهَا فِيْهِ. يُقَالُ نَاقَةٌ شَايِلَهٌ بِالهَاءِ إِذَا ارْتَفَعَ لَبَنُهَا وَالجمْعُ شَوْلٌ. وَقِيْلَ: كَانَتْ الإبِلُ شَوْلٌ فِيْهِ بِأذْنَابِهَا أي تَحْمِلُ فَتَرْفَعُ أذْنَابهَا. وَذُو القِعْدَةِ سُمِّيَ لأنَّهُمْ كَانُوا
يَقْعِدُونَ فِيْهِ عَنِ الغَزْوِ وَالغَارَةِ لأَنَّهُ مِنَ الأشْهُرِ الحُرمِ وَيَتَأهَّبُونَ فِيْهِ لِلْحَجِّ. وَذُو الحِجَّةِ لأنَّ فِيْهِ يَكُونُ الحَجُّ وَالمَوْسِمُ. وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْ أسْمَاءِ الشُّهُورِ وَالأيَّامِ يَمْتَنِعُ مِنَ الجمْع بِالأَلِفِ وَالتَّاءِ نحْوَ رَجَبَاتٍ وَصَفِرَاتٍ وَلَا يُذْكَرُ الشَّهْرُ مَعَ سَائِرِ الشُّهُورِ العَربِيَّةِ إِلَّا فِي شَهْرَيْ رَبِيع وَشَهْرِ رَمَضَانَ. لَهُ أَيْضًا: [من الكامل] 9137 - شَهرٌ لَعمْرِي لَا يَقلُّ قلِيْلُهُ ... وَكَذَا المبَارَكُ لَيْسَ فِيْهِ قَلِيْلُ قَبْلَهُ: رَمَضانُ تَزْعمُهُ الغُوَاةُ مُبَاركًا ... صَدَقُوا وَجَدِّكَ إنَّهُ لَطَوِيْلُ شَهْرٌ لَعَمْرِي لَا يَقِلُّ قَلِيْلهُ. البَيتُ، وَبَعْدَهُ: تَتَطَاوَلُ الأيَّامُ فِيْهِ بِعَدِّهَا ... وَكأَنَّ عَهْدَ الأُنْسِ فِيْهِ مَحِيْلُ لَو أَنَّهُ لِلْعَاطِلِيْنَ مَسَافَةً ... لَحَسِبْتَ أَنَّ الشِّبْرَ مِنْهُ مِيْلُ ابْنُ الرُّوميّ: [من الخفيف] 9138 - شَهَواتُ الإنْسَانِ تُكْسِبُهُ الذُلَّ ... وتُلْقيْهِ في الهَوانِ الطَّوِيْل جَعدةُ بنُ مُعاويَة: [من الوافر] 9139 - شُهُورٌ يَنَقضِينَ وَمَا شَعَرنَا ... بأَنصَافٍ لَهُن وَلَا سِرَارِ قَدْ كُتِبَ إخْوَانُهُ بِبَابِ: تَمَتَّع مِنْ شَمِيْمِ عَرارِ نَجْدٍ. الأبْيَاتُ هُوَ جَعْدَةُ بن مُعَاوِيَةَ بن حَرْنٍ العُقَيْلِيُّ. [من الطويل] 9140 - شَهِيْدٌ عَلَيَّ اللَهُ أَن لَا أخُونَكُمُ ... فإِنْ خُنْتُم بيْني وَبْينَكُمُ اللَّهُ ¬
[من السريع] 9141 - شَيئانِ لَمْ يَجْتَمِعَا لامريءٍ ... حُبُّ الدَّنانيْرِ وَوجْهُ الحَبيْب المُتَنَبِّي: [من البسيط] 9142 - شَيْخ يَرَى الْصَّلَواتِ الخَمْسَ نَافلَةً ... ويَستَحلُّ دَمَ الحجَّاج في الحَرَم كَعبٌ الغَنَوِيُّ: [من الكامل] 9143 - شِيَمٌ تَقَسَّمُ في الرِجَّالِ وَإنَّما ... شِيَمُ الرِجَّالِ كَهَيْأَةِ الأَلْوَانِ أنْشَدَ ابْنُ الأعْرَابِيُّ لِكَعْبٍ الغَنَوِيِّ يُخَاطِبُ ابنَهُ عَلِيًّا: أعَلِيُّ إِنْ بَكَرَتْ تُجَاوِبُ هَامَتِي ... هَامًا بِأغْبَرَ نَازحِ الأرْكَانِ وَعَلِمْتَ مَا أَنَا صَانِع ثُمَّ انْتَهَى ... عُمْرِي وَذَلِكَ غَايَةُ الفِتْيَانِ يَقُولُ مِنْهَا: وَإِذَا رَأيْتَ المَرْءَ يَشْعَبُ أمْرُهُ ... شَعبَ العَصَا وَيَلِجُّ فِي العِصْيَانِ فَاعْمَدْ لَمَا تَعْلُو فَمَا لَكَ ... بالذيْ لا تستطيعُ الأُمُورِ يَدَانِ وَإِذَا سُئِلتَ الخَيْرَ فَاعْلَمْ أَنَّهَا ... نُعْمَى تُخَصُّ بِهَا مِنَ الرَّحْمَانِ شِيَمٌ تَقَسَّمُ فِي الرِّجَالِ. البَيْتُ أَبُو فراسٍ: [من الكامل] 9144 - شيَمٌ عُرِفْتُ بِهَّن مُذْ أَنَا يَافعٌ ... ولقَد عَرَفْتُ بِمثْلَهَا أَسْلَافيْ [من الخفيف] 9145 - شَيَّدَ اللَّه مَا بنَيْتَ وَأَعلَيـ ... ــــتَ وَلَا زالَ آهِلًا مَعْموَرَا ¬
قَبْلَهُ: زَادَكَ اللَّهُ غِبْطَةً وَسُرُوْرَا ... وَنَعِيْمًا مُجَدَّدًا وَحُبوُرَا شَيَّدَ اللَّهُ مَا بَنَيْتَ وَأعْلَيْتَ. البَيْتُ * * * تَمَّ حَرْفُ الشِّيْنِ المُعْجَمَةِ. وَالحَمدُ للَّهِ وَصلَّى اللَهُ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ وآلِهِ أَجَمعْينَ، وسَلّم تَسليمًا كَثِيرًا. عِدَّةُ حُرُوفِ الشِّيْنِ المُعْجَمَةِ مِائَةٌ وَأرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ بَيْتًا عَدَا الهَوَامِشِ. وَذَلِكَ فِي سَبعْ قوَائِمِ وَوَجْهَتَيْنِ، هَذِهِ آخِرُهَا وَالحَمْدُ للَّهِ. وَصلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. * * *
حرف الصاد
حرف الصاد
حرف الصاد أبو نواس: [من الخفيف] 9146 - صابِرِ الحُبَّ لا يَصُدَّنَكَ عَنْهُ ... مِنْ حَبيْبٍ تَجهُّمٌ وَعُبُوْسُ قَوْلُ أَبُو نوَّاسٍ: صَابِرِ الحُبَّ. البَيتُ وَبَعْدَهُ: فَأقِلَّ الإلْحَاح وَاصْبِرْ عَلَى الجهْـ ... ـــدِ فَإنَّ الهَوَى نَعِيْمٌ وَبُوسُ عَرِّضَنْ لِلِّذِي تُحبُّ بِحُبٍّ ... ثُمَّ دَعْهُ يَرُوْضُهُ إبْلِيْسُ فَلَعَلَّ الزَّمَانَ يُدْنِيْكَ مِنْهُ ... إِنَّ خَطْبَ الهَوَى حَلِيْلٌ نَفِيْسُ هَذَا الشِّعْرُ لأبِي نوَّاسٍ. وَقَدْ نَسَبَ بِعْضُهُم قَوْلَهُ: عَرِّضَنْ لِلِّذِي تُحُبُّ بِحُبٍّ. البَيْتُ هَذَا خَاصَّةً إِلَى أَبِي حَفْصٍ الشّطْرَنْجِيُّ وَهُوَ الأصَحُّ. ولو شَاءَ قَائِلٌ أنْ يَقُولَ هَذَا البَيْتُ أفْرَدُ بَيْتٍ قِيْلَ فِي مَعْنَاهُ لَوَجَدَ فِي ذَلِكَ مَقَالًا سَائِغًا. وَيُرْوَى: ألْقِ فِي سَمْعِ مَنْ تُحِبُّ حَدِيْثًا. البَيْتُ وَيُرْوَى: بُحْ بما فِي الضمِيْرِ مِنْكَ لِمَنْ تَهْوَى إسمَاعِيل بنُ بَشَّارٍ: [من الخفيف] 9147 - صَاحِ أَبْصَرتَ أَو سَمِعْتَ بَراعٍ ... رَدَّ في الضَّرع مَا مَرَى في العِلَابِ قَبْلَهُ: أقْصرَتْ شِرَّتِي وَوَلَّى شَبَابِي ... وَاسْتَرَاحَتْ عَوَاذِلِي مِنْ عِتَابِي لَا لأنِّي كَبِرْتُ لَكِنَّ دَهْرِي ... عَضَنِي نَابُهُ وَأقْصَرَ نَابِي ¬
صَاح أبْصرْتَ أوْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ. البَيْتُ [من الكامل] 9148 - صَاحَ الْزَّمانُ بآلِ بَرْمَكَ صَيْحْةً ... خَرُّوا لوقَعتِها علَى الأَذقَانِ الحَيص بَيصُ: [من السريع] 9149 - صَاحِبْ أَخَا الشّرِ لتَسطُوْ بِه ... يومًا عَلَى بَعْضِ شِرارِ الزَّمَانْ بَعْدَهُ: فَالرّمْحُ لَا يُرْهِبُ أنْبُوبُهُ ... إِلَّا إِذَا رُكِّبَ فِيْهِ السِّنَانْ أَبُو العَتَاهِية: [من الخفيف] 9150 - صَاحِبُ البَغْيِ لَيْسَ يَسْلَمُ مِنْهُ ... وَعَلَى نَفْسِهِ بَغَى كُلُ بَاغِي إخْوَانُهُ مَكْتُوبٌ بِبَابِ: أبَلَغَ الدَّهْرُ. البَيْتُ. أَبُو الفَتح البُستِيُّ: [من الرمل] 9151 - صَاحِبُ السُلُطَانِ لَابدَّ لَهُ ... مِنْ هُمُوْمٍ تَعْترْيهِ وغُمَمْ بَعْدَهُ: وَالَّذِي يَرْكَبُ بَحْرًا سَيَرَى ... قُحَمَ الأهْوَالِ مِنْ بِعْدِ قُحَمْ مِسكِين الدّارميُّ: [من الرمل] 9152 - صَاحِبِ الأَخيَارَ وَارغَب فِيهِم ... رُبَّ مَن صُحْبَتُهُ مِثلُ الجَرَب بَعْدَهُ: ¬
وَاصْدُقِ النَاسَ إِذَا حَدَّثْتَهُمْ ... وَدَعِ الكِذْبَ فَمَنْ شَاءَ كَذَبْ رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِيْن عرضهُ ... وَسَمِيْنِ الجِسْمِ مَهْزُولِ الحَسَبْ وَمِنْ هذا البَابُ قَوْلُ آخَرَ: صَاحَبْتُهُ عِشْرِيْنَ حَوْلًا كَامِلًا ... أحْسَنْتُهَا وَأسَأتُ يَومًا وَاحِدَا فَمَحَى بِيَومٍ وَاحِدٍ مَا قَدْ مَضَى ... مِنْ تُلْكُمُ العِشرِيْنَ مَحْوًا جَاهِدَا [من السريع] 9153 - صَاحَ بهِم مِنْ فَوقِهمْ صَائِحٌ ... بَدّدهُم في الشَرقِ وَالغَرْبِ ابن طرازٍ النّهروَانيُّ: [من الخفيف] 9154 - صَاحِبي البَذْلُ وَالنَّدَى في يَسَارِي ... وَرفيْقي في عُسْرَتي حْسنُ رفْقيْ [من البسيط] 9155 - صَادُ الصَّدْيق وَكَافُ الكِيميَاءِ معًا ... لا يُوجَدَان فَدعْ عَنْ نَفسِكَ الطَمعا بَعْدَهُ: كَافُ الكَفَالَةِ أوْ ضَادُ الضَّمَانِ مَعًا ... مَا بَيْنَ صَادَيْنِ إمَّا صحَّ أوْ صُفِعَا بَشّارٌ: [من الرمل] 9156 - صَادِ ذَا الضَّغْنِ إِلى غِرّتِهِ ... وَإِذَا دَرَّتْ لَبُون فَاحْتَلبْ بَعْدَهُ: كَمْ رَأيْنَا لَاهِيًا فِي مَأمَنٍ ... قَلَبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِ فَانْقَلبْ لَا يَغرَّنَّكَ يَومٌ مِنْ غَدٍ ... صاحِ إِنَّ الدَّهْرَ يُغْفِي وَيَهُبْ لَيْسَ بِالصَّافِي وَإِنْ أصْفَيْتَهُ ... عَيْش مَنْ يُصْبِحُ نَصْبًا للنُّوَبْ ¬
فَارْقَبِ الايّامَ إِنِّي رَاقِبٌ ... عُقَبَ الأيَّامِ وَالدَّهْرُ عُقَبْ أَبُو بَكر بن العَلَّافِ: [من المنسرح] 9157 - صَادُوكَ غيظًا علَيكَ وَانتقمُوْا ... منْكَ وَكَادُوا وَمن يَصدْ يُصِدْ قول ابنِ العَلَّافِ هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ يَرْثِي بِهَا الهِرَّ أوَّلُهَا: يَا هِرُّ فَارَقْتَنَا وَلَمْ تَعُدِ ... وَكُنْتَ مِنَّا بِمَنْزِلِ الوَلَدِ قَالُوا: إِنَّمَا عَنَى بِذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ. ابْنُ هندُو: [من المجتث] 9158 - صَارَ التَّصَرفُ صَرْفًا ... للْرّزقِ عَمَّنْ تَصَرَّفْ بَعْدَهُ: يَرُومُ نَفْعًا فَيُعْطَى ... صَفْعًا بِهِ الفِيْلُ يَرْعَفْ دَعْهُ فَمَا هُوَ إِلَّا ... لُؤمٌ بِشُؤْمٍ مُغَلَّفْ وَإنَّ أحْسَنَ مِنْه ... بِالمَرْءِ أنْ يَتَكَفَّفْ [من البسيط] 9159 - صَارَ المَنَاسِمُ بَعدَ الذُلّ أَسْنِمَةً ... وَصَارتِ الرُّوْسُ بَعدَ العِزِّ أَذْنَابَا بَعْدَهُ: لَمْ تَبْقَ مَأثَرَةٌ يِعْتَدُّهَا أحَدٌ ... إِلَّا التَّكَاثُرَ أوْرَاقًا وَأذْهَابَا كَانَ مُصْعَبٌ بنُ الزُّبَيْرِ يَتَمَثَّلُ بِهَذِيْنِ البَيْتَيْنِ كَثِيْرًا: [من المجتث] 9160 - صَارَ الأَميْرُ شَفِيْعيْ ... إلى شَفيْعِي إلَيْهِ ¬
قَبْلَهُ: الحَمْدُ للَّهِ شُكْرًا ... فَكُلُّ خَيْرٍ لَدَيْه صَارَ الأمِيْرُ شَفِيْعِي. البَيْتُ أَبُو الفَتح البُستِيّ: [من الرمل] 9161 - صَارَتِ السَّاعاتُ يومًا كَامِلًا ... ثُمَّ أيَّامًا وَشهرًا وَسنَهْ بَعْدَهُ: وَأخُو الدُّنْيَا بِهَا فِي وَسَنٍ ... كُلُّ وَلسْنَانٍ سَيَقْضِي وَسَنَهْ أَبُو نوَاسٍ: [من المديد] 9162 - صَارَ جِدًا مَا مَزَحْتَ بِهِ ... رُبَّ جدٍّ جَرَّهُ اللَعِبُ أبْيَاتُ أَبُو نوَّاسٍ أوَّلُهَا: مَا هَوًى إِلَّا لَهُ سَبَبُ ... يَبتدَي مِنْهُ وَيَنْشَعِب فَتَنَتْ قَلْبي مُحُجَّبَةً ... بِرِدَاءِ الحُسْنِ تَنْتَقِبُ خُلِيَتْ وَالحُسْنَ تَأخِذُهُ ... تَنْتَقِي مِنْهُ وَتَنْتَخِبُ فَاكْتَسَتْ مِنْهُ طَرَائِفُهُ ... وَاسْتَزَادَتْ فَضْل مَا تَهِبُ صَارَ جَدًّا مَا مَزَحْتُ بِهِ. البَيْتُ البُحتُرِيُّ في ابن الزَّياتِ: [من الخفيف] 9163 - صَارِمُ العَزْمِ حَاضِرُ الَحزْمِ سَاري الـ ... ــــفِكرِ ثَبتُ المقَامِ صُلْبُ العُودِ بَعْدَهُ: وَجَّهَ الحَقَّ بَيْنَ أخْذٍ وَإعْطَاءِ ... وَقَصْدٍ فِي الجمْعِ وَالتَّبْدِيْدِ ¬
مُسْتَرِيْحُ الأَحْشَاءِ مِنْ كُلِّ ضِغْنٍ ... بَارِدُ الصَّدْرِ مِنْ غُلُولِ الحَقُودِ [من مجزوء الرمل] 9164 - صَارَ مَا نِلْتَ مِن المَالِ ... لَنا ذنبًا عَظِيْمَا [من الكامل] 9165 - صَافِ الكِرامَ إِذَا أَردْتَ إِخاءَهُم ... وَاعلَم بأَنَّ أَخَا الحفَاظِ أَخُوكَا [من الكامل] 9166 - صَافِ الكَريمَ فَخَيْرُ مَنْ صَافَيتَهُ ... من كَانَ ذَا كَرَمٍ وَكَانَ عَفيفَا بَعْدَهُ: إِنَّ الشَّرِيْفَ وَإِنْ تَضعْضَعَ حَالهُ ... فَالخُلْقُ مِنْهُ لَنْ يَزَالَ شَرِيْفَا وَاحْذَرْ مُصَاحَبَةَ اللَّئِيْمِ فَإِنَّهُ ... يُبْدِي القَبِيْحَ وَيَكْتُمُ المَعْرُوفَا [من البسيط] 9167 - صَافِ الكَريمَ وَإِنْ قلَّتُ دَرَاهِمُهُ ... إِنَّ الكَريمَ كَريمٌ كَيفَ مَا كَانَا أَبُو دُلَفٍ: [من الكامل] 9168 - صَافحتُهُ بالسَّيْفِ دُونَ سَلَامهِ ... إِنّى كَذَاكَ إِذَا غَضبتُ سَلامِي قَوْلُ أَبِي دُلَفٍ هَذَا: صَافَحْتَهُ بِالسَّيْفِ. البَيْتُ يُسَمَّى التَّوْجِيْهُ وَقَالَ آخَرَ: ¬
إِنْ عَاتَبُوا قَوْمًا يَكُنْ سُفَرَاؤُهُم ... بِيْضًا يَكُونُ عِتَابُهَا تَقْرِيْعَا وَقَالَ المُتَنَبِّيّ (¬1): وَرُبَّ جَوَابٍ عَنْ كِتَابٍ بَعَثْتَهُ ... وَعُنْوَانُهُ لِلنَّاظِرِيْنَ قَتَامُ تَضِيْقُ بِهِ البَيْدَاءُ مِنْ قَبْلِ نَشْرِهِ ... وَمَا فُضَّ بِالبَيْدَاءِ مِنْهُ خِتَامُ حُرُوفُ هِجَاءِ النَّاسِ فِيْهِ ثَلَاثَةٌ ... جَوَادٌ وَرِمْحٌ ذَابِلٌ وَحُسَامُ أرَى الحَرْبَ قَدْ أتْعَبَتْهَا فَالْهُ سَاعَةً ... لِيُغْمَدَ نَصل أوْ يُحَلُّ حَرَامُ [من الخفيف] 9169 - صَانَ لي ذمَّتي وأَكْرَمَ وَجهُي ... أَنّما يُكْرِمُ الكَرِيمَ الكَرِيْمُ دُرَيدُ بن الصمَّةِ: [من الطويل] 9170 - صَبَا مَا صَبَا حتَّى عَلَا الشَّيْبُ رأسَهُ ... فَلَّمَا عَلاهُ قَالَ للباطِلِ ابعَدِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: قَالَ مَسْلَمَةُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الأعْلَى: أيُّ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ أشْعَرُ؟ قَالَ: قَوْلُ دُرَيْدُ بنُ الصّمَّةِ: صَبَا مَا صَبَا حَتَّى عَلَا الشَّيْبُ رَأسَهُ. البَيْتُ [من الكامل] 9171 - صُبَّ النَّبيْذ عَلَى الفؤادِ فَإِنَّهُ ... مِما يُعينُ عَلَى الزَّمان الفاسِدِ العَبَّاسُ بن الأحنَفِ: [من السريع] 9172 - صَبٌّ بهجرانِي وَلو قالَ لي ... لَا تشرب البَاردَ لَم أَشرَبِ ¬
امرؤُ القيس: [من البسيط] 9173 - صُبَّتُ عَلَيْهِ وَلَم تنصَبَّ من كَثَبٍ ... إِنَّ الشقاءَ عَلَى الأشقين مَصبوبُ قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ لِلشَّعْبِيّ: أنْشِدْنِي أحْكَمَ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ وَأَوْجَزَهُ. فَقَالَ: قول امْرِيءِ القَيْسِ: صبَّتْ عَلَيْهِ وَلَمْ تَنْصبَّ مِنْ كَثَبٍ. البَيْتُ يُروى لفاطمة عَليها السلام: [من الكامل] 9174 - صُبَّتْ عَليَّ مَصَائبٌ لَو أنَّها ... صُبَّت عَلَى الأيّام عُدنَ لَيالِيَا قَوْلهُ: صبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبٌ. البَيْتُ قَالَ رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُنْصَبُ المَوَازِينُ فَيُؤْتَى بِأهْلِ الصَّلَاةِ فَيُؤتُونَ أجُوْرَهُمْ بِالمَوَازِيْنِ، وَيُؤْتَى بِأهْلِ البَلَاءِ فَلَا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيْزَان وَلَا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيَوان فَيُصَبُّ عَلَيْهِم الأجْرُ صبًّا بِغَيْرِ حِسَابٍ حَتَّى يَتَمَنَّى أهْلُ العَافِيَةِ إِنْ كَانَتْ تُقْرَضُ أجْسَادهُمْ بِالمَقَارِيْضِ مِمَّا فِيْهِ أهْلُ البَلاءِ مِنَ الفَضْلِ. [من الكامل] 9175 - صُبّحْتَ بالنّعَمِ الجِسَامِ وَأصْبَحتْ ... تَجرْي بِحَسْبِ مُرادكَ الأيَّامُ [من البسيط] 9176 - صَبٌّ يحُثّ مَطَاياهُ بذِكرِكُم ... وَلَيْسَ ينسَاكُم انْ حَلَّ أَو سَارَا بَعْدَهُ: لَو يَسْتَطِيْعُ طَوَى الأيَّامَ نَحَوَكُمُ ... حَتَّى يَبِيْعَ بِعُمْرِ القُرْبِ أعْمَارَا يَرْجُو النَّجَاةَ مِنَ البَلْوَى بِقُرْبِكُم ... وَالقرْبُ يُلْهِبُ فِي أحْشَائِهِ نَارَا ¬
[من الكامل] 9177 - صَبُرًا أَبا أَيّوب صَبْرَ مُبَرَّحٍ ... فَإذا عجَزتَ عَن الخُطوبْ فَمَنْ لَهَا يُقَالُ أَنَّ أبَا أيُّوْبَ الكَاتِبَ لَبثَ فِي السّجْنِ خَمْسَةَ عَشْرَ سَنَةً فَلَمَّا طَالَتْ مُدَّتُهُ وَضَاقَتْ حِيَلهُ وَعِيْلَ صَبْرهُ كَتَبَ إِلَى صَاحِبٍ لَهُ يَشْكُو مَا يَجِدُهُ فَكَتَبَ إلَيْهِ صَاحِبُهُ فِي الجَّوَابِ: صَبْرًا أبَا أيُّوْبَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّ الذي انْعَقَدَتْ لَهُ عُقَدُ ... المَكَارِهَ فِيْكَ يَمْلِكُ حَلَّهَا صَبْرًا فَإنَّ الصَّبْرَ يُعْقَبُ رَاحَة ... وَلَعَلَّهَا أنْ تنْجَلِي وَلَعَلَّهَما فَأجَابَهُ أَبُو أيُّوْبَ: صَبَّرْتَنِي وَوَعَظْتَنِي فَأنَا لَهَا ... وَسَتَنْجَلِي بَلْ لَا أقُولُ لَعَلَّهَا وَيَحُلَّهَا مَنْ كَانَ صَاحِبَ عَقْدِهَا ... كَوَثَاقِهِ إِنْ كَانَ يَمْلِكُ حَلَّهَا قَالَ: فَمَا لَبِثَ إِلَّا يَسِيْرًا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ وَيُقَالُ بَلْ فِي بَقِيَّةِ يَوْمِهِ. [من البسيط] 9178 - صَبُرًا جَميْلًا فَكَمْ من كرْبةٍ كُشِفَتُ ... حَتَّى تَجَلَّتْ لأَبصْارِ وَأسمْاعِ [من البسيط] 9179 - صَبْرًا جَميلًا هإنَ نابتكَ نائبهُ ... وَإن رُزيتَ فلَا عَتْبٌ عَلَى الزَّمَنَ بَعْدَهُ: هِيَ المَطَامِعُ فَاحْذَرْهَا فَكَمْ صَرَعَتْ ... مِنْ حَازِمِ الرَّأْي ذِي عَقْلٍ وَذِي فِطَنِ نِعْمَ القَنَاعَةَ لَا تَبْغِي بِهَا بَدَلًا ... لَو لَمْ تَنَالَكَ إِلَّا رَاحَةُ البَدَنِ وَانْظُرْ إِلَى مَنْ حَوَى الدُّنْيَا بِأجْمَعِهَا ... هل رَاحَ مِنْهَا بِغَيْرِ القُطْنِ وَالكَفَنِ ¬
دَعْنِي أُبَكِّي ذُنُوبًا قَدْ بَقِيْتُ بِهَا ... رَهْنًا عَسَى عَبْرَةٌ مِنْهَا تُخَلِّصُنِي يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصيَانِ وَاغْتَنِمِي ... خَيْرًا كَأنَّكِ وَالأَيَّامَ لَمْ تَكُنِ يَا نَفْسُ وَيحَكِ تُوْبِي وَأعْمَلِي حَسَنًا ... يَجْزِيْكِ رَبُّكِ يَومَ البَعْثِ بِالحَسَنِ سَلَّمْتُ لِلْمَوْتِ تَسْلِيْمَ المُقِرِّ لَهُ ... وَرُبَّ صُلْحٍ وَتَسْلِيْمٍ عَلَى دَخَنِ [من المنسرح] 9180 - صَبْرًا عَلَى الحبِّ إذ بُليتَ بِهِ ... منْ يَعْمَلِ الطّينَ يأْكلِ الطّينا [من البسيط] 9181 - صَبْرًا عَلَى الدَّهرِ إن الدَّهْر ذُو غِيَرٍ ... وَأهلُهُ مِنْهُ بينَ الصَّفْوِ وَالكَدَر وَمِنْ بَابِ (صَبْرًا) قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ فِي عَبْدِ اللَّهِ بنِ طَاهِرٍ وَقَدْ حَجَبَهُ ثُمَّ نَقَلَهَا عَنْهُ وَكَتَبَ بِهَا إِلَى أَبِي دُلَفٍ ثُمَّ إِلَى ابنِ أَبِي مَالِكٍ سَمِعْتُ أبَا تَمَّامٍ يَقُولُ وَاللَّهِ لَا أرْضَى أنْ أبِيِع شِعْرِي بِأنْزَرِ القِيَمِ وَاللَّهِ لَا أقُولُ فِي أحَدٍ قَصِيْدَةٍ فَيُقَصِّرُ عَنْ ثَوَابِهَا إِلَّا نَقَلتُهَا عَنْهُ وَلوْ إِلَى عَشْرَةٍ حَتَّى أسْتَوْفِي قِيْمَتَهَا وَهُوَ (¬1): صَبْرًا عَلَى المَطْلِ مَا لَمْ تَبْلهُ الكَذِبُ ... وَللخُطُوبِ إِذَا سَامَحْتَهَا عُقَبُ عَلَى المَقَادِيْرِ لَوْمٌ إِنْ رُمِيْتَ بِهِ ... مِنْ عَاذِلٍ وَعَلَيَّ السَّعْيُ وَالطَّلَبُ يَا أيُّهَا المَلِكُ النَّائِي بِرُتْبَتِهِ ... وَجُودُهُ لِمَرَاعِي جُوْدِهِ كَثَبُ ليس الحِجَابُ بِمُقْصٍ عَنْكَ لي أمَلًا ... إِنَّ السَّمَاءَ تُرَجَّى حِيْنَ تَحْتَجِبُ مَا دُوْنَ بَابِكَ لي بَابٌ ألُوْذُ بِهِ ... وَرَاءكَ لي مَثْوَى وَمُطَّلِبُ يَا خَيْرَ مَنْ سَمِعَتْ أُذْنٌ بِهِ ... وَرَأتْ عَيْنٌ وَرَدَتْ أبْوَابَهُ العَرَبُ [من مخلع البسيط] 9182 - صَبرًا عَلَى النَّائِبَاتِ صَبْرًا ... مَا صَنَعَ اللَّهُ فَهْوَ خيْرُ ¬
[من الرجز] 9183 - صَبْرًا عَلَى الأَوصْاب وَالأحزَانِ ... وَفُرْقَةِ الأحْبَابِ وَالإخوانِ ابن شمس الخلافَة: [من مجزوء الكامل] 9184 - صَبْرًا عَلَى الأيَّامِ صَبْرا ... فلرُبَّ عُسرٍ صَارَ يُسْرَا بَعْدَهُ: صبْرًا فَإمَّا نُلْتَ مَا تَرْجُو ... هُ أوْ أبْلَيْتَ عُذْرَا لَا تَيْأسَنَّ إِذَا خُطُوبُ الدَّ ... هْرُ سَاءَتْ أنْ تُسَرَّا فَلَكَمْ ثَرَاءٍ فَرَّ مِنْ ... كَفَّيْكَ حِيْنًا ثُمَّ كَرَّا وَالدَّهْرُ ذُو طَعْمَيْنِ ذ ... قْنَا مِنْهُمَا حُلْوًا وَمُرَّا كَمْ نَاظِرٍ شَزْرًا إِلَى ... عُدمِي نَظَرْتُ إلَيْهِ شَزْرَا وَلَرُبَ ذِي كِبَرٍ عَلَيَّ ... طَغَا فَزِدْتُ عَلَيْهِ كِبْرَا خُلُقٌ نَشَأتُ عَلَيْهِ مِنْ ... زَمَنِ الصِّبَا وَهَلُمَّ جَرَّا [من مجزوء الكامل] 9185 - صَبْرًا عَلَى غُصَصِ الْهَوى ... فَالصَّبْرُ مفْتَاحُ الْنَّجَاحِ قَبْلَهُ: يَا لَيْلُ هل لَكَ مِنْ صَبَاحِ ... أمْ لِنَجْمِكَ مِنْ رَوَاحِ ضَلَّ الصبَاحُ طَرِيَقَه ... وَاللَّيْلُ ضَلَّ عَنِ الصَّبَاحِ صَبْرًا عَلَى غُصَصِ الهَوَى. البَيْتُ الحُسَينُ بن يَزيد النَوفَليُّ: [من مجزوء الكامل] 9186 - صَبْرًا عَلَى مَا نَابَنَا ... فَعَسَى وَإِنْ طَالَتْ عَسَى بَعْدَهُ: ¬
فَلَرُبَّمَا ذَلَّ العَزِ ... يْزُ وَعَزَّ مَنْ لَا يُتَّقَى وَلَرُبَّمَا افتقَرَ الغَنِيّ ... وَنَالَ ذُو الفَقْرِ الغِنَى كُلٌّ لَهُ ضدّ وَضِدُّ ذَوِي ... الحِجَا أهْلُ الخَنَا وَلِكُلِّ شَيْءٍ مُدَةٌ ... وَلِكُلِّ شَيْءٍ مُنْتَهَى وَاصْبِرْ فَإنَّ عَوَاقِبَ الأ ... يَّامِ تَقْطَعُ مَا تَرَى الرّضِي الموسَوِي: [من مجزوء الكامل] 9187 - صبْرًا عَلَى نُوبِ الزَّمَانِ ... وَإِنْ أَبى القَلْبُ القَريْحُ قَؤلُ السَّيِّد الرِّضَى: وَإِنْ أبَى القَلْبُ الجَّرِيْحُ. بَعْدَهُ: فَلَرُبَّ مُبْتَسِمٍ وَقَدْ ... أخَذَتْ مَآخِذَهَا الجرُوحُ كَمْ آمِلٍ يَغْدُو عَلَى ... الأمَلِ البَعِيْدِ وَلَا يَرُوْحُ لَا تَيْئَسَنَّ مِنْ أنْ تَعُودَ ... عَوَائِدٌ وَتَهُب رِيْحُ وَتُفَرَّجُ الغَمَّاءُ يُحْرَجُ ... عِنْدَهَا العَطْنُ الفَسِيْحُ وَلِكُلِّ شَيْءٍ آخِرٌ ... إمَّا جَمِيْلٌ أوْ قَبِيْحُ ابْنُ شَمسِ الخِلافَة: [من مجزوء الكامل] 9188 - صَبْرًا فَإِمَّا نِلْتَ مَا ... تَرجُوهُ أَو أَبْلَيْتَ عُذْرَا [من الكامل] 9189 - صَبْرًا فَإِنَّ الصَّبْرَ يُعْقِبُ رَاحةً ... وَلَعلَّها أَنْ تَنْجَلِي وَلَعَلَّهَا عَلِيُّ بن الجَهمِ: [من الكامل] 9190 - صبْرًا فَإِنَّ الْيَوْمَ يتبَعُهُ غَدُ ... ويَدُ الخَليْفَةِ لَا تُطَاوِلُهَا يَدُ ¬
وَمِنْ بَابِ (صَبْرًا) قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ يُعَزِّي المُوَفَّقَ بِاللَّهِ بِابنِهِ هَارُونَ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحَهُ فيها (¬1): صَبْرًا فَدَيْنَاكَ إِنَّ الصَّبْرَ غَايَتنَا ... وَإِنْ طَوَيْنَا عَلَى حُزْنٍ وَتَهْيَامِ وَبَادِرِ الأجْرَ نَحْوَ الصَّبْرِ مُحْتَسِبًا ... إِنَّ الجزُوعَ صَبُورٌ بَعْدَ أيَّامِ [من البسيط] 9191 - صَبْرًا فَكَم نَاهِضٍ مِنْ بَعْدِ سَقْطَتِهِ ... نَعَمْ وَكَم وَاقعِ مِنْ بَعدِمَا طَارَا ابْنُ السَيِّدَةِ: [من الكامل] 9192 - صَبرًا لحُكْمِكَ أَيّها الدَّهُر ... لكَ أَن تَجُوْرَ وَمنِّيَ الْصَّبْرُ بَعْدَهُ: آلَيْتُ لَا أشْكُوكَ مُجْتَهِدًا ... حَتَّى يَرُدَّكَ مَنْ لَهُ الأَمْرُ هُوَ أَبُو القَاسمِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أحْمَدَ بنِ صَابِرِ بنِ عُمَرَ السَّلْمِيُّ المَعْرُوفُ بِابْنِ السَّيِّدَةِ. فَتًى من العَرَبِ: [من الوافر] 9193 - صَبَرْتُ عَلَى المَساءَةِ طُوْلَ يَوْميْ ... لأَقْضِيَ في غَدٍ حَقَّ السُّرُوْرِ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَاتِمِيُّ: زَعَمُوا أَنَّ عَجُوْزًا عَشِقَتْ شَابًّا وَكَانَتْ مُوسِرَةً وَعَشِقَ الشَّابُّ شَابَّةً فَكَانَ يُدَارِي العَجُوْزَ لِيَأخُذَ مِنْهَا مَا يُنْفِقُهُ عَلَى الشَّابَّةِ وَيَقُولُ: صَبَرْتُ عَلَى المَسَاءَةِ طُوْلَ يَوْمِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أُعَالِجُ قَبْلَ حُلْوِ العَيْشِ مُرًّا ... لِيُسْلِمَنِي العَسِيْرُ إِلَى اليَسِيْرِ ¬
وَطَلَبَتْهُ العَجُوزُ يَوْمًا وَهُوَ عِنْدَ الشَّابَّةِ فَلَمَّا جَاءَهُ رَسُولهَا قَالَ قُلْ لَهَا (¬1): لَيْسَ بَيْني وَبَيْنَ قَيْسِ عِتَابٌ ... غَيْرَ طَعْنِ الكُلَى وَضَرْبِ الرِّقَابِ فَلَمَّا بَلَّغَهَا الرَّسُولُ قَولهُ أعَادَتْهُ إلَيْهِ وَقَالَتْ قُلْ لَهُ: يَا أرْعَنُ فَهَلْ تُرِيْدُ قَيْسٌ غَيْرَ طَعْنِ الكُلَى فَصِرْ إلَيْهَا. أَبُو فراس بن حَمَدانَ: [من الطويل] 9194 - صَبَرتُ عَلَى الَّلأواءِ صَبْرَا آبنِ حُرّةٍ ... كثيرِ العِدَا فيْهم قَلِيْلِ المُسَاعِدِ المَلِكُ العَزيز بن جَلَال الدولة: [من الطويل] 9195 - صَبَرتُ عَلَى الأَيَّامِ حَتَّى تَولَّتِ ... وَأَلزمْتُ نفْسي صَبْرَهَا فَاسْتَمَرَّتِ بَعْدَهُ: وَقُلْتُ لَهَا يَا نَفْسُ عِيْشِي عَزِيْزَةً ... لَقَدْ كَانَتِ الدُّنْيَا لنَا ثُمَّ وَلَّتِ! فَكَمْ مِنْ كَرِيْمٍ قَدْ بُلِي بِنَوَائِبٍ ... فَصَابَرَهَا حَتَّى انْقَضَتْ وَاضمَحَلَّتِ وَكَانَتْ عَلَى الأَيَّام نَفْسِي عَزِيْزَةً ... فَلَمَّا رَأتْ صبْرِي عَلَى الذُّلِّ ذَلَّتِ وَمَا النَّفْسُ إِلَّا حَيْثُ يَجْعَلُهَا الفَتَى ... فَإنْ أُطْعِمَتْ تَاقَتْ وَإلَّا تَسَلَّتِ وَللَّهِ أقْدَارٌ تَسِيْرُ بِحِكْمَةٍ ... فَصَبْرًا عَلَى أحْكَامِهَا حَيْثُ حَلَّتِ إِبراهِيم الخوّاص رحمه اللَّه: [من الطويل] 9196 - صَبَرتُ عَلَى بَعْضِ الأَذى خَوفَ كُلّهِ ... وَدَافَعَتُ عْن نَفْسّي بنَفْسِيْ فَقَرَّتِ قَوْلُ إبْرَاهِيْمُ الخَوَّاصِ رَحَمَهُ اللَّهُ: صبَرْتُ عَلَى بَعْضِ الأَذَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَجَرَّعْتُهَا بِالمَكْرُوْهِ حَتَّى تَدَرَّبَتْ ... وَلَوْ جَرِعَتْهُ جُمْلَةً لَاشْمَأَزَّتِ ¬
ألَا رُبَّ ذُلٍّ سَاقَ للنَّفْسِ عِزَّةً ... وَيَا رُبَّ نَفْسٍ بِالتَّعَزُّزِ ذَلَّتِ سَأصْبِرُ نَفْسِي إِنَّ فِي الصَّبْرِ عِزَّةً ... وَأرْضى بِدُنْيَايَ وَإِنْ هِيَ قَلَّتِ وَمَا العِزُّ إِلَّا خِيْفَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ ... فَمَنْ خَافَ مِنْهُ خَافَهُ مَا أظَلَّتِ ابْنُ شَمسِ الخِلافَة: [من الطويل] 9197 - صَبَرتُ عَلَى رَيْبِ الزَّمانِ وَلَم أَزَلْ ... عَلَيْهِ أَخَا صَبْر وَمثْليَ مَنْ صَبَرْ قَبْلَهُ وَهُوَ أوَّلُ الأبْيَاتِ مَنْقُولٌ مِنْ خَطِّهِ: أشَعْرُكِ أمْ لَيْل وَجْهَكِ أمْ قَمَرْ ... وَنَشْركِ أمْ مِسْكٌ وَثغركِ أمْ دُرَرْ وَخَدُّكِ أمْ وَرْدٌ وَرِيْقُكِ أمْ طَلًا ... وَجِسْمُكِ أمْ مَاءٌ وَقَلْبُكِ أمْ حَجَرْ شَكَكْنَا عَلَى عِلْمٍ وَمَنْ غَلَبَ الهَوَى ... عَلَى قَلْبهِ غَطَّى عَلَى السَّمْعِ وَالبَصَرْ رَعَى اللَّهُ أيَّامَ الشَّبَابِ فَإنَّهَا ... رَوَاحِلُنَاَ كَانَتْ إِلَى اللَّهْوِ وَالأُشَرْ يُدِيْمُ لنَا السَّرَاءَ شرْبُ مُدَامَةٍ ... إِذَا وَرَدَتْ صدْرًا وَفِيْهِ أَسًى صدرْ عَجِبْتُ لَهَا نَارًا تُرَوِّي أُوَامَنَا ... وَنُلْحِقُهَا مَاءً فَتُنْتِجُهَا شَرَرْ لِتِلْكَ أُهِيْنُ المَالَ طَوْرًا وَلِلنَّدَى ... وَمَا المَالُ إِلَّا مَا قَضيْتَ بِهِ الوَطَرْ بِنَا عَدَمٌ فَاعلَمْ وَفِيْنَا سَمَاحَةٌ ... وَكَمْ عَدَمٍ غَطَّى عَلَى الجودِ فَاسْتَتَر تَكَنَّفَنَا المَعْرُوفُ وَالدَّهْرُ فَاغْتَدَى ... بِأفْعَالِنَا طُولٌ وَأحْوَالِنَا قِصْرُ فَمَنْ لامَنَا فِي الجودِ فَلْيلِمِ العُلا ... وَلَا لَامَنَا فِي الفَقرِ فَلْيَلُمِ القَدَرُ صَبَرْتُ عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ. البَيْتُ [من الطويل] 9198 - صَبَرتُ عَنِ اللَّذاتِ لَّما تَولَّتِ ... وَأَلزَمتُ نَفْسِي صَبْرَهَا فَاسْتَقَرَّتِ قَالَ اسحق بنُ طَلْحَةَ: سَألْتُ الحُرْقَةَ بِنْتَ النُّعْمَانِ بن المُنْذِرِ بن مَاءِ السَّمَاءِ فَقُلْتُ: كَيْفَ صَبْرُكِ عَمَّا فَقَدْتِ مِنْ عَادَتَكِ؟ فَأنْشَدَتْ: صَبَرتُ عَنِ اللَّذَّاتِ لَمَا تَوَلَّتِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
وَكَم نِعْمَةٍ هَاجَتْ بِأمْوَاجِ مِحْنَةٍ ... تَجَرَّعْتُهَا بِالصَّبْرِ حَتَّى تَجَلَّتِ وَكَانتْ عَلَى الأَيَّامِ نَفْسِي عَزِيْزَةً ... فَلَمَّا رَأتْ صَبْرِي عَلَى الذُّلِّ ذَلَّتِ وَمَا النَّفْسُ إِلَّا حَيْثُ يَجْعَلَهَا الفَتَى ... فَإنْ أطْعِمَتْ تَاقَتْ وَإلَّا تَسَلَّتِ وَكَأنَّهُ شِعْرٌ قَدِيْمٌ، وَمِنْ هَذَا البَيْتِ الأخِيْرِ أَخَذَ أَبُو ذُؤَيْبٍ الهَذلِيُّ يَقُولُ (¬1): وَالنَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا ... وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيْلٍ تَقْنَعُ وَأخَذَهُ أَبُو نوَّاسٍ فَقَالَ (¬2): وَالحُبُّ ظَهْرٌ أنْتَ رَاكِبُهُ ... فَإِذَا صرَفْتَ عِنَانَهُ انْصرَفَا وَمِنْ بَابِ (صبَرْتُ) قَوْلُ المُرْتَعِشِ رَحَمَهُ اللَّهُ وَقَدْ سُئِلَ مَا الصَّبْرِ؟ فَقَالَ: أنْ لَا تَشْهَدَ البَلَاءَ ثُمَّ أنْشَأَ يَقُولُ (¬3): صَبَرْتُ وَلَمْ أُطْلِعْ هَوَاكَ عَلَى صَبْرِي ... وَأخْفَيْتُ مَا بي مِنْكَ مَوْضِعَ السِّرِّ مَخَافَةَ أنْ يَشْكُو ضَمِيْرِي صَبَابَتِي ... إِلَى دَمْعَتِي سِرًّا فَتَجْرِي وَلَا أدْرِي وَهَذَا مُسْتَحْسَنٌ جِدًّا. [من الطويل] 9199 - صَبَرتُ لِرَيْبِ الْدَّهْر يَحدُثُ دَائِبًا ... فَلمَّا رأَى صَبْريْ لأَحَداثِه مَلَّا قَيس بن كُلْثُومٍ الضَبيُّ: [من الطويل] 9200 - صَبَرتُ لَها نفْسي وقَد جَاشَ صَدْرُهَا ... حِفَاظًا ومِنْ يَنسَى الحِفَاظَ ذَميمُ [من البسيط] 9201 - صَبَرتُ وَالصَّبُر مَحمُودٌ عَوَاقِبُهُ ... لَيقْضِيَ اللَّهُ أَمرًا كَانَ مفْعُوْلَا ¬
[من الطويل] 9202 - صَبَرتُ وَكَانَ الصَّبرُ خَيْرًا مَغبّةً ... وذَلَكَ أَنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَى الصَّبْرِ [من الطويل] 9203 - صَبَرتُ وَكانَ الصَّبرُ خَيرًا مَغِبّةً ... وَهَلْ جَزَعٌ مُجْدٍ عَلَيَّ فَأَجْزَعَا عَبد اللَّه بنُ طاهرٍ: [من الطويل] 9204 - صَبَرتُ وَمَنْ يَصْبِرْ يَجدْ غِبَّ صَبْرِه ... ألذَّ وأشهَى من جَنَى النَّحلِ في الفَمِ [من المتقارب] 9205 - صَبْرنَا عَلَى مَا بلينَا بِه ... وَمَا يُعْقِبُ الصَّبرُ إلّا الظَّفَرْ بَعْدَهُ: وَكَمْ مُطِرَ الذِّئِبُ مِنْ مَطْرَةٍ ... ألِفْهَا فَهَانَ عَلَيْهِ المَطَرْ بعض بني الحَارِثِ بن كَعبٍ: [من الطويل] 9206 - صَبَرْنَا فَلَّما لَم نَرَ الصّبْرَ نَافِعًا ... جَزِعْنَا وَكَان اللَّهُ أَملَكُ بالْعُذْرِ نَهشَلُ بن حرّيٍ: [من الطويل] 9207 - صَبَرْنَا لَها حَتَّى تَبُوْخَ وَإِنَّمَا ... تفرَّجُ أَيَّامُ الكَرّيْهَةِ بالْصَّبْرِ قَبْلَهُ (¬1): وَيَومٍ كَأَنَّ المُصْطَلِيْنَ بِحَرِّةِ ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جَمْرٌ قِيَامٌ عَلَى الجمْرِ ¬
صَبَرْنَا لَهَا حَتَّى تَبُوخَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَنْ عَدَّ مَسْعَاةً فَلا يَكْذِبَنَّهَا ... وَلَا يَكُ كَالأعْمَى يَقُولُ وَلَا يَدْرِي طُفَيلٌ الغَنَوِيُّ: [من الطويل] 9208 - صَبَرْنَا وَكانَ الصَّبرُ منَّا سِجَيّةً ... لأعَدائِنَا حَتَّى مَضَتْ فتَجلَّتِ هَذَا البَيْتُ مَوْجُودٌ فِي دِيْوَانِ طُفَيْلٍ الغِنَوِيِّ. وَقِيْلَ بَلْ هُوَ لِطُفَيْلِ بنِ مَالِكٍ أَبِي عَامِرٍ. مُضَرّس بن قُرطٍ: [من الطويل] 9209 - صَبُوْحي إذا مَا ذرَّتِ الشَّمْسُ ذِكْرُكُم ... وَذِكُرُكُمُ عْندَ المساءِ غَبُوْقُ أنْشَدَ أَبُو حَاتِمٍ لِمُضرِّسِ بن قُرْطِ بنِ الحَارثِ المُزْنِيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ أوَّلُهَا: أهَاجَتْكَ آيَاتٌ عَفَوْنَ خُلُوقُ ... وَطَيْفُ خَيَالٍ لِلْحَبِيْبِ يَشُوْقُ يَقُولُ مِنْهَا: تُعَذِّبُنِي بِالحُبِّ سَعْدَى فَلَيْتَهَا ... تَحْمِلُ مِنَّا مِثْلُهُ فَتَذُوقُ أذُوْدُ سَوَامَ الطَّرْفِ عَنْكِ وَمَا لَهُ ... عَلَى أحَدٍ إِلَّا عَلَيْكِ طرِيْقُ أهمُ بِصَرْمِ الحَبْلِ ثُمَّ يَرُدَّنِي ... إلَيْكِ مِنَ النَّفْسِ الشُّعَاعُ فَرِيْقُ تُهَيِّجُنِي لِلْوَصْلِ أيَّامُنَا الأُلَى ... مَرَرْنَ عَلَيْنَا وَالزَّمَانُ وَرِيْقُ لَيَالِيَ لَا تَهْوَيْنَ أنْ تَشْحَطَ النَّوَى ... وَأنْت خَلِيْلٌ لَا يُلَامُ صَدِيْقُ وَوَعْدُكِ إيَّانَا وَإِنْ قُلْتِ عَاجِلٌ ... بَعِيْدٌ كَمَا قَدْ تَعْلَمِيْنَ سَحِيْقُ فَأصْبَحْتِ لَا تَجْزِيْنَنِي بمُوَدَّتِي ... وَلَا أَنَا بِالهجْرَانِ مِنْكِ مُطِيْقُ وَكَادَتْ بِلَادُ اللَّهِ يَا أُمَّ مَعْمَرٍ ... بِمَا رَحُبَتْ يَوْمًا عَلَيَّ يَضِيْقُ تَتُوقُ إلَيْكِ النَّفْسُ ثُمَّ أرُدَّهَا ... حَيَاءً وَمِثْلِي بِالحَيَاءِ حَقِيْقُ وَإنِّي وَإِنْ حَاوَلْت صَرْمِي وَهَجْرَتِي ... عَلَيْك مِنْ أحْدَاثِ الرَّدَى لَشَفِيْقُ ¬
شَهِدْتُ بِرَبِّ البَيْتِ أنَّكِ عَذْبَةُ ... الثَّنَايَا وَأنَّ الوَجْهُ مِنْكِ طَلِيْقُ وَأنَّكِ قَسَّمْتِ الفُؤَادَ فَبَعْضهُ ... رَهِيْنٌ وَبَعْضٌ فِي الحِبَالِ وَثِيْقُ صَبُوحِي إِذَا مَا ذَرَّتِ الشَّمْسُ ذكرُكُم. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَتَزْعُمُ لي يَا قَلْبُ أَنَّكَ صَابِرٌ ... عَلَى الهَجْرِ مِنْ سَعْدَى فَسَوْفَ تَذُوقُ فَمُتْ كَمَدًا أوْ عِشْ سَقِيْمًا فَإنَّمَا ... تُكَلِّفُنِي مَالَا أرَاكَ تُطِيْقُ بَعضُ لُصوص العَرَبِ: [من الطويل] 9210 - صَبُور عَلَى عَضّ الحُرُوْبِ وَضَرْمِها ... إِذَا قَلصَتْ عَنِ الفَمِ الشَفَتَانِ أَبُو فراس بن حَمدانَ: [من الطويل] 9211 - صَبُورٌ ولَو لَم تبْقَ مِنِّي بقِيَّةٌ ... قَؤُوْلٌ وَلَو أَنَّ الْسُّيُوفَ جَوَابُ بَعْدَهُ: وَقُورٌ وَأحْدَاثُ الزَّمَانِ تَنُوشُنِي ... وَلِلْمَوْتِ حَوْلي جَيْئَةٌ وَذَهَابُ أَبُو محمَّدٍ الخَازنُ: [من البسيط] 9212 - صَبيَّةَ الحيّ لَم تقنَعْ بَها سَكنًا ... حَتَّى عَلقْتَ صَبَايَا كُلّ أَحْيَاءِ الرَّضي المُوسَوِيُّ: [من الطويل] 9213 - صَحَا اليَومَ مِنْ ظّلِ الشَّبِيْبةِ مَفْرقي ... وَأُبدلَ مُسْوَدُّ العِذَارِ بُمبْيَض [من الوافر] 9214 - صَحَا قلْبُ الخَليّ فَقالَ غَنَّى ... وَبَرَّحَ بالشَجيّ فَقالَ نَاحَا ¬
المُرقّشُ الأصغَرُ: [من الطويل] 9215 - صَحَا قَلْبُهُ مِنْهَا عَلَى أَنَّ ذكْرةً ... إِذَا خَطَرتْ دَارتْ به الأرضُ قائِمَا ابْنُ الطَّثرِيَّةِ: [من الطويل] 9216 - صَحَائفُ عنْديُ لْلعتَابِ طَوَيتُها ... سَتُنْشَرُ يومًا والعِتَابُ يَطُولُ أبْيَاتُ ابْنُ الطّثْرِيَّةِ يَقُولُ مِنْهَا: أمَا مِنْ مَقَامٍ أشْتَكِي غُرْبَةَ النَّوَى ... وَخَوفَ العِدَى فِيْهِ إلَيْكَ سَبِيْلُ فَدَيْتُكَ أعْدَائِي كَثيْرٌ وَشُقَّتِي ... بَعِيْدٌ وَأنْصَارِي لَدَيْكَ قَلِيْلُ وَكُنْتُ إِذَا مَا جِئْتُ جِئْتُ بِحُجَّةٍ ... فَأفْنَيْتُ عِلَّاتِي فَكَيْفَ أقُولُ صحائِفَ عِنْدِي لِلْعِتَابِ طَوَيْتُهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ مُرْسَلٌ ... فَرِيْحُ الصَّبَا مِنِّي إلَيْكَ رَسُولُ وَقَالَ العَبَّاسُ بن الأحْنَفِ مُجَيْزًا لِهَذِهِ الأبْيَاتِ: صحَائِفُ عِنْدِي لِلْعِتَابِ طَوَيْتُهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَمَا كُلُّ يَومٍ لي بِأرْضِكَ حَاجَةٌ ... وَلَا كُلٌّ وَقْتٍ لي إلَيْكَ وُصولُ فَوَاللَّهِ مَا يَشْفِي الغَلِيْلَ رِسَالَةٌ ... وَلَا يَشْتَكِي شَكْوَى المُحِبّ رَسُولُ وَمَا كُلُّ أسْرَارِ القُلُوب مُبَاحَةٌ ... إِلَى الكُتْبِ لَكِنْ نَلْتَقِي وَنَقُولُ سَأصْبِرُ لَا عَنْكُمْ وَلَكِنْ عَلَيْكُمُ ... لَعَلَّ إِلَى ذَاكَ الوِصالِ وُصُولُ سَأصْبِرُ حَتَّى يِجْمَعُ اللَّهُ بَيْنَنَا ... فَإنْ نَلتقِ يَوْمًا فَسَوفَ أقُولُ وَهَذِهِ الأبْيَاتُ قَدْ تَدَاوَلَهَا العَامَّةُ بَيْنَهُم فِي مُكَاتَبَاتِهِم كَثِيْرًا فَلِذَلِكَ تَغَيَّرَتْ ألْفَاظُهَا وَتَكَرَّرَتْ. ¬
المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 9217 - صَحِبَ النَّاسُ قَبلنَا ذَا الزَّمانَا ... وعَنَاهُم مِنْ شَانِهِ مَا عَنَانَا بَعْدَهُ: وَتَوَلَّوا بِغُصَّةٍ كُلُّهُمُ مِنْهُ ... وَإِنْ سَرَّ بَعْضَهُمُ أحِيَانَا رُبَّمَا تُحْسِنُ الصَّنِيْعَ لَيَالِيهِ ... وَلَكِنْ تُكَدِّرُ الإحْسَانَا وَكَأنَّا لَمْ نَرْضَ فِيْنَا بِرَيْبِ الدَّهـ ... ــــرِ حَتَّى أعَانَهُ مَنْ أعَانَا كُلَّمَا أنْبَتَ الزَّمَانُ قَنَاةً ... رَكَب المَرْءُ فِي القَنَاةِ سِنَانَا وَمُرَادُ النُّفُوسِ أصْغَرُ مِنْ أنْ ... نَتَعَادَى فِيْهِ وَأنْ نَتَفَانَا غَيْرَ أَنَّ الفَتَى يُلَاقِي المَنَايَا ... كَالِحَاتٍ وَلَا يُلَاقِي الهَوَانَا وَلَوْ أَنَّ الحَيَاةَ تَبْقَى ... لِحَيٍّ لَعَدَدْنَا أضَلَّنَا الشُّجْعَانَا وَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ ... فَمِنَ العَجْزِ أنْ تَمُوتَ جَبَانَا كُلُّ مَا لَمْ يَكُنْ مِنَ الصعْبِ فِي الأ ... نْفُسِ سَهْلٌ فيها إِذَا هُوَ كَانَا البَبَّغاءُ: [من الوافر] 9218 - صَحِبْتُ الدّهَر في سَهْلٍ وَحَزْنِ ... وَجرَّبتُ الأمُورَ وَجَرَّبتْني الرَّضِي الموسَوِيُّ: [من الطويل] 9219 - صَحِبْتُ الرّجَالَ الخَائِضْينَ إِلَى العُلا ... فَثَّبطَني لُؤْمُ الزَّمانِ وَأَسْرَعُوا يَقُولُ السَّيِّدُ الرّضِيُّ مِنْهَا: تَضِيْقُ صدُورُ العَتْبِ وَالعُذْرُ وَاسِعٌ ... وَيَجْمَحُ طرْفُ الهَجْرِ وَالوُدُّ أطْوَعُ لَكَ اللَّهُ مِنْ قَلْبٍ مَلَاهُ وَفَاؤُهُ ... فَلَيْسَ لِغَدْرٍ فِي نَوَاحِيْهِ مَرْتَعُ ولي خَاطِرٌ مَا إِنْ سَلَلْتُ مَضَاءَهُ ... عَلَى الهَمِّ إِلَّا كَادَ فِي الدَّهْرِ يَقْطَعُ ¬
إلَيْكَ فَمَا تَظْمَا إِلَى الغَدْرِ هِمَّتِي ... إِذَا مَا صَفَا لي مِنْ وِدَادِكَ مَشْرَعُ [من الطويل] 9220 - صَحِبْتُ بَني الْدُنْيا ثمانِيْنَ حِجّةً ... فَمَا عَلقَتْ كَفّي خَليْلًا مُوَافِقَا بَعْدَهُ: وَمَا الخِلُّ فِي هَذَا الزَّمَانِ بِنَافِقٍ ... عَلَى النَّاسِ إِلَّا أنْ يَكُونَ مُنَافِقَا إِبراهِيمُ الغَزِّيُّ: [من الطويل] 9221 - صَحِبْتُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ حَتَّى أَلفْتُها ... فَصِرْتُ شَفيْقًا أَن تَبِيْنَ مَعَايُبهُ [من الطويل] 9222 - صَحِبْتُ صُرُوفَ الدَّهرِ سْتِّيْنَ حِجّةً ... وَجَّربتُ حَالَبْهِ عَلَى العُسْرِ وَاليُسْرِ لَمَا وُلِيَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الخِلَافَةِ صَعَدَ المَنْبَرَ فَحَمَدَ اللَّهُ تَعَالَى وَأثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أيُّهَا النَّاسُ مَنْ صَحَبَنَا فَلْيَصْحَبنَا بِخَمْسٍ: يُبْلِغُنَا حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيْعُ إبْلَاغَهَا إلَيْنَا، وَيَدُلَّنَا مِنَ العَدْلِ عَلَى مَا لَمْ نَهْتَدِ لَهُ، وَيؤَدِّي ألأَمَانَةَ إِذَا حُمِّلَ، وَيُعِيْنُنَا عَلَى الخَيْرِ، وَيَدَعُ مَا لَا يَعْنِيْهِ، فَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ فَحَيّ هَلا بِهِ وَمَن لَمْ يَكُن كَذَلِكَ فَلَا يَقْرَبَنَا ثُمَّ حَجَبَ النَّاسَ دُونَهُ. بَعْدَهُ: فَلَمْ أرَ بَعْدَ الدِّيْنِ خَيْرًا مِنَ الغِنَى ... وَلَمْ أرَ بَعْدَ الكُفْرِ شَرًّا مِنَ الفَقْرِ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 9223 - صَحَبتُ في الفلَواتِ الوَحْشَ مُنفَردًا ... حَتَّى تعجَّبَ مِنِّي القُورُ والأَكَمُ الحَارِثُ بن خَالِدٍ المَخزوميُّ: [من الطويل] 9224 - صَحِبْتُكَ إِذ عَيْنِي عَلَيهَا غِشاؤه ... فلَّما انجلَتْ قَطّعتُ نَفْسي أَديْمُهَا ¬
بَعْدَهُ: وَمَا بي إِنْ أقْصيْتَنِي مِنْ ضَرَاعَةٍ ... وَلَا افْتَقَرَتْ نَفْسِي إِلَى مَنْ يَضِيْمُهَا عَطَفْتُ عَلَيكَ النَّفْسُ حَتَّى كَأَنَّمَا ... بِكَفَّيْكَ بُؤْسِي أوْ إلَيْكَ نَعِيْمُهَا يُخَاطِبُ الحَارِثُ بِذَلِكَ عَبْدَ المَلِكِ بن مَرْوَانَ. أذِيْمُهَا أي أذُمُّهَا. يُقَالُ: ذَامَّهُ يَذُمُّهُ ذَمًّا. وَذَامَهُ يَذِيْمُهُ ذيْمًا. وَذَأَمَهُ يَذْأَمَهُ ذَأمًا كُلُّ ذَلِكَ بمعنَى وَاحِدٍ. قَال اللَّهُ تَعَالَى: {مَذْءُومًا مَدْحُورًا} [الأعراف: 18] أيْ: مذمومًا. [من الطويل] 9225 - صَحِبتكم دَهرًا طَوْيلًا فلَم أَفُزُ ... لَدَيُكُمُ بحَظٍ وَالحُظُوظُ فُنُونُ بَعْدَهُ: وَمَا نِلْتُ مِنْكُمْ طَائِلًا غَيْرَ أنَّنِي ... تَعَلَّمْتُ مُرَّ العَيْشِ كَيْفَ يَكُونُ 9226 - صَحَبِتكُمُ عَامْينِ في حَالِ عُسَرةٍ ... أَرَجّى نَدَاكُمْ وَالظُّنُون فُنُونُ يُقَالُ أَنَّ بَعْضَ أوْلَادِ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ قَصَدَ أحْمَدَ بنِ دِيْنَارٍ وَكَانَ وَالِيًا عَلَى الأهْوَازِ فَأبْطَأَ عَنْهُ فَكَتَبَ إلَيْهِ الرَّجُل: صَحبْتُكُم عَامَيْنِ فِي حَالِ عُسْرَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَمَا نِلْتُ مِنْكُمُ طَائِلًا غَيْرَ أنَّنِي ... تَعَلَّمْتُ حَالَ الفَقْرِ كَيْفَ يَكُونُ قِيْلَ: وَكَانَ يَعْقُوبُ بنُ إسْحَقُ حَاضرًا فَاسْتَنْتَجَ ذَلِكَ مِنْ أحْمَد بن دِيْنَارٍ وَنَهَضَ مِنْ مَجْلِسِه وِجَهَّزَ الرَّجُلَ المَذْكُورَ بِشَيْءٍ كَثِيْرٍ مِنْهُ خَمْسَمِائَةِ دِيْنَارٍ مِن خَاصِّه وَحْدَهِ وَجَمَعَ لَهُ مِنْ أصْحَابِهِ خَمْسَة آلآفِ دِرْهَمٍ لِزُوَّادَتِهِ وَأُجْرَةِ سُفُنٍ وَكَسَاءُ بِألْفِ دِرْهَمٍ وحَمَلَهُ إِلَى بَغْدَادَ مُكَرَّمًا وَقَالَ لَهُ: اخْرُج وَلَا تَلْقَ مَنْ قَصَدْتَهُ. فَقَالَ الرَّجُلُ: لأُفْرِدَنَّكَ بِالشُّكْرِ دُونَهُ وَلأرْغَبَنَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالى فِي صِيَانَتِكَ مِنْ دَنَاءَتِهِ وَكَانَ أحْمَدُ بن دِيْنَارٍ قَدْ مَطَلَهُ عَامَيْنِ، فَصَارَ ذَلِكَ سَبَبُ وَحْشَةٍ عَظِيْمَةٍ بَيْنَهُمَا فِيْمَا بِعْدُ. ¬
ابْنُ المُعتَزِّ: [من الطويل] 9227 - صَحِبتُ نَعِيْمَ الدَّهْرِ لا فرحًا بِهِ ... وَلَا خَاشِعًا إِنْ أَوجَعتْني الهَزَاهِزُ بَعْدَهُ: وَنَقَّبَ مَوْتٌ عَنْ رجَالٍ أعِزَّةٍ ... عَلَيَّ فَأفْنَتْ دَمْعَ عَيْنِي الجنَائِزُ وَبِالأَمْسِ مَثْكُولٌ إلَيَّ مُحبَّبٌ ... فَقَدْتُ فَفِي نَفْسِي عَلَيْهِ حَزَاحِزُ تَلَقَّاهُ عَفْوُ اللَّهِ مِنْ مَيِّتٍ ثوَى ... وَمَنْ يَلْقَهُ غُفْرَانُهُ فَهْوَ فَائِزُ الصَّابئ: [من الخفيف] 9228 - صَحَّ أَنَّ الوَزِيْرَ بَدْرٌ مُنِيْرُ ... إِذْ تَوَارَى كَمَا تَوارَى البُدوُرُ بَعْدَهُ: غَابَ لَا غَابَ ثُمَّ عَادَ إِلَى الأُ ... فْقِ كَمَا كَانَ طَالِعًا يَسْتَنيرُ الشِبليُّ رَحِمَهُ اللَّه: [من الرمل] 9229 - صَحَّ عِندَ النَّاسِ أَني عَاشِقٌ ... غَيْرَ أَن لَم يَعُلَمُوا عشْقِيْ لِمَنْ قَبْلَهُ: ذَابَ مِمَّا بِفُؤادِي بَدَنِي ... وَفُؤَادِي ذَابَ مِمَّا فِي البَدَنْ فَاقْطَعُوا حَبْلِي وَإِنْ شِئْتُمُ صِلُوا ... كُلُّ شَيْءٍ مِنْكُمُ عِنْدِي حَسَنْ صحَّ عِنْدَ النَّاسِ أنِّي عَاشِقٌ. البَيْتُ محمَّدُ بن شِبلٍ: [من الخفيف] 9230 - صِحّةُ الجِسْمِ للْسَّقَامِ طَرِيْقٌ ... وَطَريقُ الفَنَاءِ هَذَا البَقاءُ ¬
هِيَ مَكْتُوبَةٌ بِبَاب: غَايَةُ الحُزْنِ وَالسُّرُورِ انْقِضَاءُ المَعَرِيُّ: [من الخفيف] 9231 - صِحّةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يَسْتَرِيْحُ الـ ... ــــجِسْمُ فيْهَا وَالعَيْشُ مِثْلُ السُّهاد الشيخ عَلي بن الحسن البَاخَرزِيُّ: [من البسيط] 9232 - صَحَوتَ عقْلًا فَإِنْ وَافَاكَ مُنتَجعٌ ... هَززْتَ عِطْفَيْكَ فعْلَ الشّارِبِ الثَملِ ابْنُ أَبِي البَشر: [من الطويل] 9233 - صَحَوتُ وعنْديَ مِنْ هَوَاهُ بَقيَّةٌ ... تَعُمُّ جَميْعَ العَالَمِينَ وتفْضُلُ كَاتبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنهُ: [من الطويل] 9234 - صَحَوتُ وَلَم أَسْلُ الحَبيْبَ وَإنَّما ... أُوَدّعُ أَحْبَابْي وَدَاعَ المفَارِقِ بَعْدَهُ: وَأيُّ بَقَاءٍ يُرْتَجَى أوْ مَسَرَّةٍ ... يَنَالُ الفَتَى مِنْ بَعْدِ شَيْبِ المَفَارِقِ عَمرُو بن كلثُوم: [من الوافر] 9235 - صَدَدْتِ الكأَسَ عَنَّا أَمَّ عَمْروٍ ... وَكَانَ الكأسُ مَجْرَاهَا اليَميْنَا [من الطويل] 9236 - صَدَدْتِ فَطَوَّلْتِ الصُّدُوْدَ وقلَّما ... وِدَادٌ عَلَى طُولِ الصُدُودِ يَدُوْمُ وَمِنْ بَابِ (صدَدْت) قَوْلُ الببَّغَاءِ (¬1): ¬
صَدَدْتَ فَكُنْتَ مَلِيْحَ الصُّدُودِ ... وَأعْرَضْتَ أفْدِيْكَ مِنْ مَعْرُوضِ وَفِي حَالَةِ السُّخْطِ لَا فِي الرِّضَا ... يَبِيْنُ المُحِبُّ مِنَ المُبْغِضِ وَمَنْ يَكُ فِي سُخْطِهِ مُحْسِنًا ... فَكَيْفَ يَكُونُ إِذَا مَا رَضِي؟ كاتبهُ عَفَا اللَّهُ عَنه: [من السريع] 9237 - صَدَّ عَن الحَقِّ اتّبَاعُ الهَوى ... وَزَيّنَ البَاطِلَ طُولُ الأَمَلْ بَعْدَهُ: كَانَ مَا كَانَ إِذَا مَا انْقَضَى ... حُلْم وَمَا حَلَّ كَأنْ لَمْ يَزَلْ بَادِرْ فقد أصْبَحْتَ فِي مُهْلَةٍ ... بِالعَمَلِ الصَّالِحِ قَبْلَ الأجَلْ وَكُنْ عَلَى عِلْمٍ بِأنَّ الفَتَى ... يُجْزَى بِمَا قَدَّمَهُ مِنْ عَمَلْ يُوسف بن هَارُون، مغربي: [من الخفيف] 9238 - صَدَّعَنّي وَلَيْسَ يَعلَمُ أَنّي ... كُنْتُ في كُرَبةٍ فَفَرَّجَ عَنّي الخَبّازُ البَلَدِيُّ: [من الخفيف] 9239 - صَدَّنيْ عَنْ حَلاوةِ التَّشْيِيْعِ ... حَذَرِي مِنْ مَرَارةِ التَّوْدِيِعْ بَعْدَهُ: لَمْ يَقُمْ أنْسُ ذَا بِوَحْشَةِ هَذَا ... فَرَأيْتُ الصَّوَابَ تَرْك الجَمِيْعُ [من الكامل] 9240 - صَدْرُ المَجالِسِ حَيْثُ حَلَّ لَبِيبُهَا ... فَكُنِ اللَّبيْبَ وَأَنتَ صَدُر المَجلْسِ وَهبٌ الهَمدَانيُّ: [من مجزوء الكامل] ¬
9241 - صَدْرُ المَجْالِسِ حَيثُ كَا ... نَ لأنّهُ زَيْنُ المجَالِسْ [من البسيط] 9242 - صَدْرٌ رَحْيبٌ لما يأَتِي الزَّمَانُ بِهِ ... ذو همّةٍ تَسَعُ الدُّنْيا وَمَا تَسَعُ دِعبلٌ يَهجو عَجوزًا: [من الكامل] 9243 - صُدْغَاكِ قَدْ شَمَطا وَنُحْرُكِ يَابسٌ ... وَالصَّدْرُ مِنْكِ كَجُؤْجُو الطُنبُورِ الرَّضِي الموسَوِيُّ: [من الطويل] 9244 - صَدَفْتُ بقَلْبي لَا بوجهْي عَنْكُمُ ... وَيَصْدِفُ قَلْبُ الَمرْءِ وَالوَجْهُ مُقْبِلُ يُرْوَى هَذَا البَيْتُ عَلَى المَعْنَى وَضِدِّهِ. ابْنُ شَمسِ الخِلَافَة: [من الكامل] 9245 - صِدْقُ اللّسَانِ وَمَيْنُهُ لَو صُوّرا ... لَرأَيْتَ ذَا أَسَدًا وَهَذَا ثعْلَبَا أبْيَاتُ جَعْفَرَ بن شَمْسِ الخِلَافَةِ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا المَلِكَ الكَامِلَ أوَّلُهَا: قَهَرَتْ سَعَادَتُكَ العِدَى قَبلَ الظُّبَى ... فَهُمُ هَبَاءٌ بَلْ أقَلُّ مِنَ الهَبَا صَالُوا وَمَا نَالُوا المُنَى وَتَجَمَّعُوا ... فَتَفَرَّقُوا مِمَّا لَقُوا أيْدِي سَبَا وَلَرُبَّ سَاعٍ فِي مَضَرَّة نَفْسِهِ ... وَمُصَمِّمٌ مِنْ دُونِ غَايَتِهِ كَبَا هَيَهَاتَ لَيْسَ بِمُزْعِجٍ بِهُبُوبِهِ ... شَمَّ الجبَالِ ضَعِيْفُ أتْعَاسِ الصَّبَا صدْقَ اللِّسَانِ وَمَيْنُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أتْعَبْتَ نَفْسَكَ فَاسْتَرَحْتَ بِجَهْدِهَا ... لَنْ يَسْتَرِيْحَ المَرْءُ حَتَّى يَتْعَبَا أعْطَيْتَنِي فَوْقَ الرِّضَا وَأنَلْتَنِي ... أقْصَى المُنَى وَحَبَوتَنِي كُلَّ الحِبَا وَلَوْ اسْتَطَعْتَ أعَدْتَ لي مَا قَدْ مَضَى ... مِنْ طِيْبِ أيَّامِ الشَّبِيْبَةِ وَالصِّبَى ¬
فَلأَشْكُرَنَّكَ شُكْرَ حُرٍّ صنْتَهُ ... مِنْ كُلِّ مَا يَخْشَى فَقَالَ وَأسْهَبَا وَلأَثْنِيَنَّ عَلَى جَمِيْلِكَ مِثْلَمَا ... أثْنَى عَلَى صَوْبِ الحَيَا رَوْضُ الرُّبَا هَذَا مَدِيْحُكَ لَمْ أَقُلْهُ تَجَمُّلًا ... يَوْمًا وَلَا مُتَصنِّعًا مُتَكَسِّبَا نَطَقَ الوَلَاءُ بِهِ فَجَاءَ مُهَذَّبًا ... يَأتَمُّ دُوْنَ الخَلْقِ مِنْكَ مُهَذَّبَا جِلّ لِمَجْدِكَ وَهُوَ مَحْظُورٌ عَلَى ... غَيْرِ الكْرَامِ فَخُذْ حَلَالًا طَيِّبَا [من الطويل] 9246 - صَدَقْتَ لَعَمْرِيْ أَنتَ أَكْبَرُ هَمّهَا ... فَمَا جُهدُهَا أَن قَلَّ منكَ انتفَاعُهَا المُتَنَبِّي فِي سَيفِ الدَّولة: [من البسيط] 9247 - صَدَمتَهُمْ بَخَمِيسٍ أَنتَ غُرَّتُهُ ... وَسَمْهَرِيَّتُهُ في وَجْهِهُ عَمَمُ بَعْدَهُ: فَكَانَ أثْبَتَ مَا فِيْهِمْ جُسُومُهُمْ ... يَسْقُطْنَ حَوَلَكَ وَالأرْوَاحُ تَنْهَزِمُ عَبدُ اللَّه بنُ الدُمينَةِ: [من الطويل] 9248 - صُدُوْدًا وَإعْراضًا كَأني مُذْنِبٌ ... وَمَا كَانَ لَي إلا هَوَاكِ ذُنُوبُ الحَاجِرِيُّ الإِربِليُّ: [من الطويل] 9249 - صُدُوْدُكُمُ وَصْل وَسُخْطكُم رِضًا ... وَجَوْرُكُمُ عَدْلٌ وَبعْدُكُم قُرْبُ قَبلَهُ: خُذُوا فِي التجنِّي كَيفَ شئتُم فأَنتمُ ... أَحِبَّةُ قَلبي لَا ملَالٌ ولَا عَتْبُ لَكُم في فؤادِي مَنْزِلٌ مُتَرفِّعٌ ... عَنِ العَتب لم تَحللهُ سُعدَى ولَا عُتبُ صُدودُكم وَصْلٌ، البَيْتُ وبَعْدَهُ: ¬
وَلمَّا سَلَبتَ القَلبَ لَم يَبقَ مَوضِعٌ ... بجسمِي إِلَّا ودَّ لَو أَنَّهُ قَلبُ الهُزَيميُّ: [من المنسرح] 9250 - صَدِيقُ الَمرْءِ ضَيْعتُهُ وَكَمّ منْ ... صَدِيْقٍ في الصَّداقةِ مُسْتَزَادِ [من الطويل] 9251 - صَدْيقٌ بلَا عَيْبٍ قَليْلٌ وُجُودُهُ ... وَذِكْرُ عُيُوبِ الأَصْدقاءِ قَبِيْحُ [من الطويل] 9252 - صَدْيقُ صَدِيقي دَاخلٌ في صِدَاقَتي ... عَدوُّ صَدِيْقيْ لَيْسَ لي بِصَدِيقِ بعدَهُ: وَإنَّ أحَقَّ النَّاسِ عِنْدِي بِنَائِلٍ ... عَدُوُّ عَدُوِّي أوْ صَدِيْقُ صَدِيْقِي يُروَى لِعَلِيّ عليه السَّلام: [من الطويل] 9253 - صَدْيقُ عَدُويْ دَاخلٌ في عَدَاوَتي ... وَأني لِمَنْ ودَّ الصَّدْيقُ وَدُوْدُ بَعْدَهُ: فَلَا تَقْرَبَنْ مِنِّي وَأَنْتَ صَدِيْقُهُ ... فَإنَّ الَّذِي بَيْنَ القُلُوبِ بِعِيْدُ الأصمَعيُّ ويُروى لابن دُريدٍ: [من الوافر] 9254 - صَدِيْقُكَ حِيْنَ تَسْتَغْنيِ كثيرٌ ... وَمَالكَ عْندَ فَقْرِكَ مِنْ صَدِيْقِ بَعْدَهُ: فَلَا تغْضَبْ عَلَى أحَدٍ إِذَا مَا ... طَوَى عَنْكَ الزِّيَارَةَ عِنْدَ ضِيْقِ ¬
[من الوافر] 9255 - صَدِيقُكَ حِيْنَ يَذْخُرُ عَنْكَ خيرًا ... وآخَرُ لَيْسَ تَعْرِفُهُ سّواءُ الوَزِيرُ ابن مُقلَةَ: [من الطويل] 9256 - صَدِيْقُكَ مَنْ رَاعَاكَ عنْدَ شَدِيْدَةٍ ... فَكُلٌّ تَراهُ في الرّخاءِ مُرَاعَيَا قَدْ كُتِبْ إخْوَانُهُ بِبَابِ: تَرَى حُرِّمَتْ كُتُبِ الأَخِلَّاءِ. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (صَدِيْقُكَ) قَوْلُ كَاتِبِهِ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ (¬1): صدِيْقُكَ مِنْ عَدُوِّكَ لَيْسَ يُخْفَى ... وَعِنْوَانُ الدَّعَاوَى فِي العُيُونِ تُخبِّرُكَ العُيُونُ بِمَا أجَنَّتْ ... ضَمَائِرُهَا مِنَ السِّرِّ المَصُونِ [من الطويل] 9257 - صَدِيقُكَ من يَأتيكَ في كُلِ شدَّةٍ ... وَيَبذُلُ فيْهَا نَفْسَهُ وَيُخَاطِرُ بَعْدَهُ: فَإمَّا إِذَا مَا كَانَ قصْفًا وَلذَّةً ... فَكُلُّ صدِيْقٍ مُسْرِعٌ وَمُبَادِرُ وَقَالَ آخَرُ (¬1): [من الطويل] صَدِيْقُكَ مَنْ يَرْعَاكَ عِنْدَ شَدِيْدَةٍ ... وَإلَّا فَكُلٌّ فِي الرَّخَاءِ صَدِيْقُ فَلَا شَفَعْنَ إِلَّا بِنَفْسِكَ وَحْدَهَا ... فليس إلَيْهَا لِلْمِرَاءِ طَرِيْقُ [من الطويل] 9258 - صَدِيقُكَ لَا يُثْنى عَلَيكَ بِطائِلٍ ... فَمَاذَا تُرىَ فيْكَ العَدُوُّ يقُولُ ¬
قَالَ أَبُو حَيَّانَ: أخْبَرَنَا السَّيْرَافِيُّ عَنِ ابنِ دُرَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: عَرَضَ عَمِي الأصْمَعِيُّ بِرَجُلٍ كَانَ حَاضِرًا فَأنْشَدَ: صَدِيْقُكَ لَا يُثْنِي عَلَيْكَ بِطائِلٍ. البَيْتُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ مُجِيْبًا فِي الحَالِ (¬1): وَحَسْبُكَ مِنْ لُؤْمٍ وَخبْثِ سَجِيَّةٍ ... بِأنَّكَ عَنْ عَيْبِ الصَّدِيْقِ سَؤُوْلُ قَالَ: فَأسْكَتَهُ وَأخْجَلَهُ فَمَا أعَادَ جَوَابًا. [من الخفيف] 9259 - صِرْ إِلينَا فُدِيْتَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ ... فَلقَدْ طَالَ عَهدُنَا بالتَّلاقِي بَعْدَهُ: وَاجْعَلْنَ ذَاكَ إِنْ رَأيْتَ جَوَابِي ... فَلَقَدْ خِفْتُ سَطْوَةَ الاشْتِيَاقِ ابْنُ حيُّوسٍ يَمدَحُ: [من الخفيف] 9260 - صِرْتُ أَبغي فَواضِلَ العَيْشِ تَبذيْرا ... وَمَا كُنْتُ طَامعًا في الكفَافِ ابْنُ أَسَدٍ الفَارقيُّ: [من الخفيف] 9261 - صِرْتُ في النَّاسِ أَجْنَبِيًّا لأَنّي ... في زَمَانٍ لَم أَلقَ فيْهِ وَفِيَّا بَعْدَهُ: فِيْهِ غَدْرٌ وَفِيَّ حُسْنُ وَفَاءٍ ... فَتَأمَّلْ مَا قُلْتُ فِيْهِ وَفِيَّا أَبُو نُواسٍ: [من الخفيف] 9262 - صِرْت كَالتّيْنِ يَشَربُ المَاءَ فيْمَا ... قالَ كِسْرَى بحُجَّةِ الرّيْحَانِ ¬
قَبْلَهُ: أسْأل القَادِمِيْنَ مِنْ حَكَمَانِ ... كَيْفَ خَلَّفْتُمُ أبَا عُثْمَانِ وَأبَا المُنْذِرِ المُهَذَّب وَالمَأمُو ... ل وَالمُرْتَجَى لريْبِ الزَّمَانِ فَيَقُولُوْنَ لي جِنَانٌ كَمَا سَرَّ ... كَ فِي حَالِهَا فَسَلْ عَنْ جنَانِ مَا لَهُمْ لا يُبَارِكُ اللَّهُ فِيْهِم ... كَيْفَ لَمْ يُغْنِ عِنْدَهُم كِتْمَانِي صِرْتُ كَالتِّيْنِ يَشْرَبُ المَاءَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أوْ كَمَا قِيْلَ قَبْلُ إيَّاكِ أعْنِي ... وَاسْمَعُوا يَا مَعَاشِرَ الجِيْرَانِ وَيُقَالُ فِي المَثَلِ أَيْضًا: بِعِلَّةِ الزَّرع يُسْقَى القَرْعُ. وَيُقَالُ فِيْهِ أَيْضًا: بِعِلَّةِ الدَّايَةِ يُقْبَلُ الصَّبِيُّ. العَبَّاسُ بن الأحنَفِ: [من المنسرح] 9263 - صِرْتُ كأَنّي ذُبَالَةٌ نُصِبتْ ... تُضِيءُ للنَّاسِ وَهْيَ تَحْتَرِقُ قَوْلُ العَبَّاسِ بن الأحْنَفِ: أُحْرَمُ مِنْكُم بِمَا أقُولُ ... وَقَدْ نَالَ بِهِ العَاشِقُونَ مَنْ عَشِقُوا صِرْتُ كَأنِّي ذُبَالَةٌ نُصبَتْ. البَيْتُ عَارَضَهُ مُحَمَّدُ بن شِبْلٍ فَقَالَ: وَسَاعَدَتْنِي عَلَى الظَّلْمَاءِ مُشْبِهَتِي ... هَيْفَاءُ حَافَ عَلَيْهَا السُّقْمُ وَالأَرَقُ الفَضل فِيَّ وَفِيْهَا النَّارُ نَفْعُهُمَا ... لِغَيْرِنَا وَكِلَانَا فِيْهِ يَحْتَرِقُ وَقَالَ آخَرُ فِي الشَّمْعَةِ أَيْضًا (¬1): مَجْدُوْلَةٌ تَحْكِي لنَا ... فِي قَدِّهَا قَدَّ الأَسَلْ كَأَنَّهَا عُمْرُ الفَتَى ... وَالنَّارُ فيها كَالأَجَلْ ¬
وَقَالَ الصَّاحِبُ بنُ عَبَّادٍ فيها (¬1): وَرَائِقُ القَدِّ مُسْتَحَبّ ... يجْمَعُ أوْصَافَ كُلِّ صَبِّ صُفْرَةَ لَونٍ وَسَكْبَ دَمْعٍ ... وَذَوْبَ جِسْمٍ وَحَرَّ قَلْبِ إِبراهِيم الغَزِّيُّ: [من الكامل] 9264 - صِرْفُ النَّوالِ هُوَ المُعَجَّلُ نقدُهُ ... أَمَّا الخُطوطُ فَنَائِل مَمْزُوجُ [من الوافر] 9265 - صَريْعٌ لَم يُوسّدْهُ أَبُوُهُ ... وَلَم يَشْركُهُ في الشَّكْوَى أليْفُ بَعْدَهُ: يَظَلُّ كَأَنَّهُ قَمَرٌ مُنِيْرٌ ... يَجُورُ عَلَى مَحَاسِنِهِ الكُسُوفُ أَبُو كَبيرٍ الهذَلِيُّ: [من الكامل] 9266 - صَعْبُ الكَريْهةِ لَا ينالُ جَنَابُهُ ... مَاضِي العَزيمْةِ كَالحُسَامِ المفْصَلِ [من البسيط] 9267 - صَعْبٌ لَعَمْركَ في الدُّنْيا وَزْينتِها ... تَخلْيْصُ إِنسانةٍ مِنْ قَلْبْ إِنسَانِ قَبْلَهُ: لَو رِيْمَ فِي حُبِّهَا قَتْلِي سَمَحْتُ بِهِ ... سَمَاحَةَ المَاءِ فِي أعْطَافِ عَطْشَانِ صَعْبٌ لَعَمْرُكَ فِي الدُّنْيَا. البَيْتُ البُحتُرِيُّ: [من البسيط] 9268 - صُعُوبةُ الحُزْنِ تُلْفَى في تَوقّعِهِ ... مُستَقْبلًا وانقضَاءُ الحُزنِ أَن يَقَعَا ¬
الكُمَيتُ: [من الطويل] 9269 - صِغَارُ الأُمُوْرِ يَقْتَضِينَ كبَارَهَا ... وَقَدْ يَنبُتُ الشَّرُّ الصَّغيرُ فَيكْبُرُ أَبُو عُثمانَ الخَالِديُّ: [من المتقارب] 9270 - صَغيرٌ صَرَفْتُ إليْهِ الهَوَى ... وَهَلْ خَاتِمٌ في سِوَى الخِنْصِرِ [من المتقارب] 9271 - صَفَا عَيْشُ رَاضٍ بمَا سَرَّهُ ... وَلَم يَصْفُ عَيْشُ كَثيِرْ المُنَى [من الطويل] 9272 - صَفَا وُدُّ لَيْلَى مَا صَفَا لم نُطعْ بهِ ... عَدُوًّا وَلَم نَسْمَعْ بِهِ قَولَ صَاحِبِ أَبُو فراسٍ: [من المتقارب] 9273 - صَفَاؤُكَ في البُعْدِ مِثْلُ الدُّنُوِّ ... وودُّكَ بالقَلبِ مثْلُ اللّسِانِ قَبْلَهُ يُخَاطِبُ أخَاهُ أبَا الهَيْجَاءِ: حَلَلْتَ مِنَ المَجْدِ أعْلَى مَكَانِ ... فَبَلَّغَكَ اللَّهُ أقْصى الأَمَانِي فَإِنَّكَ لَا عَدِمَتْكَ العُلا ... أخٌ لَاكَإخْوَةِ هَذَا الزَّمَانِ صَفَاؤُكَ فِي البُعْدِ مِثْلُ الدُّنُوِّ. البَيْتُ الشَيخُ ابْنُ الفَارِضِ: [من الطويل] 9274 - صَفَاءٌ وَلَا مَاءٌ وَلُطْفٌ وَلَا هَوًى ... ونورٌ وَلَا نَارٌ ورُوحٌ ولا جِسْمُ قَصِيْدَةُ الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ عُمَر بن عَلِيّ الفَارِض رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: شَرِبِنَا عَلَى ذكْرِ الحَبِيْبِ مَدَامَةً ... سَكِرْنَا بِهَا مِن قَبْلِ أنْ يُخْلَقَ الكَرْمُ ¬
لَهَا البَدْرُ كَأسٌ وَهِيَ شَمْسٌ يُدِيْرُهَا ... هِلَالٌ وَكَمْ تَبْدُو إِذَا مُزِجَتْ نَجْمُ وَلَمْ يُبْقِ مِنْهَا الدَّهْرُ غَيْرَ حُشَاشَةٍ ... كَأَنَّ خَفَاهَا فِي صدُورِ النُّهَى كَتْمُ وَمِنْ بَيْنَ أحْشَاءِ الدِّنَانِ تَصَاعَدَتْ ... وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا فِي الحَقِيْقَةِ إِلَّا اسْمُ ولولا شذاها ما اهتديتُ لحانها ... ولولا سناها ما تصوّرها الوهمُ فَإنْ ذُكِرَتْ فِي الحَيِّ أصْبَحَ أهْلهُ ... نَشَاوَى وَلَا عَارٌ عَلَيْهِم وَلَا إثْمُ وَإِنْ خَطَرَتْ يَوْمًا عَلَى خَاطِرِ امْرِئٍ ... أقَامَتْ بِهِ الأفْرَاحُ وَارْتَحَلَ الهَمُّ وَلَوْ نَظَرَ النِّدْمَانُ خَتْمُ إنَائِهَا ... لأسْكَرَهُمْ مِنْ دُونهَا ذَلِكَ الخَتْمُ وَلَوْ طرَحُوا فِي حَائِط كَرْمهَا ... عَلِيْلًا وَقَدْ أشْفَى لَفَارَقَهُ السُّقْمُ وَلَوْ قَرَبُوا مِن خَانِهَا مَقْعَدًا ... مَشَى وَتَنْطِقُ مِنْ ذِكْرَى مَذَاقَتِهَا البُكْمُ وَلَوْ عَبَقَتْ فِي الشَّرْقِ أنْفَاسُ طِيْبهَا ... وَفِي الغَرْبِ مَزْكُومٌ لَعَادَ لَهُ الشَّمُّ وَلَوْ خَضبَتْ فِي كَأسِهَا كَفَّ لَامِسٍ ... لَمَا ضَلَّ فِي لَيْلٍ وَفِي يَدِهِ النَّجْمُ وَلَوْ جُلِيَتْ سِرًّا عَلَى أكْمَهٍ ... غَدَا بَصِيْرًا وَمِنْ أوُوْقِهَا يَسْمَعُ الصمُّ وَلَوْ أَنَّ رَكْبًا يَمَّمُوا تُرْبَ أرْضِهَا ... وَفِي الرَّكْبِ مَلْسُوعٌ لَمَا ضَرَّهُ السَّمُّ وَلَوْ رَسَمَ الرَّاقِي حُرُوفَ اسْمهَا ... عَلَى جَبيْنِ مُصَابٍ جُنَّ أبْرَأَهُ الرَّسْمُ وَفَوْقَ لِوَاءِ الجيْشِ لَو رُقِّمَ اسْمِها ... لأسْكَرَ مَنْ تَحْت اللِّوَاءِ ذَلِكَ الرَّقْمُ تُهَذِّبُ أخْلَاقَ النَّدَامَى فَيَهْتَدِي ... بِهَا لِطَرِيْقِ العَزْمِ مَنْ مَا لَهُ عَزْمُ وَيَكْرُمُ مَنْ لَا يَعْرِفُ الجُوْدَ كَفَّهُ ... وَيَحْلمُ عِنْدَ الغَيْظِ مَنْ مَا لَهُ حِلْمُ وَلَوْ نَالَ فَدْمُ القَوْمِ لَثْمَ فِدَامِهَا ... لأكْسَبَهُ مَعْنَى شَمَائِلَهَا اللَّثْمُ يَقُوْلُوْنَ لي صِفْهَا فَأنْتَ بِوَصْفِهَا ... عَلِيْم أَجَلْ عِنْدِي بِأوْصَافِهَا عِلْمُ صفَاءٌ وَلَا مَاءٌ وَلُطْفٌ وَلَا هَوًى ... وَنُورٌ وَلَا نَارٌ وَرُوْحٌ وَلَا جِسْمُ البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَحَاسِنُ تُهْدِي المَادِحِيْنَ لِوَصْفِهَا ... فَيَحْسُنُ فيها مِنْهُمُ النَّثْرُ وَالنَّظْمُ وَيَطْرُبْ مَنْ لَمْ يَدْرِهَا عِنْدَ ذِكْرِهَا ... كَمُشْتَاقِ نعم كُلَّمَا ذُكِرَتْ نعمُ وَقَالُوا شَرِبْتَ الإِثْمَ كَلَّا وَإِنَّمَا ... شَرِبْتُ الَّتِي فِي تَرْكِهَا عِنْدِيَ الإِثمُ
هَنِيْئًا لأهْلِ الدَّيْرِ كَمْ سَكْرُوا بِهَا ... وَمَا شَرِبُوا مِنْهَا وَلَكِنَّهُمْ هَمُّوا فَعِنْدِي مِنْهَا نَشْوَةٌ قَبْلَ نشأتِي ... مَعِي أبَدًا تَبْقَى وَإِنْ بَلِيَ العَظْمُ عَلَيْكَ بِهَا صِرْفًا فَإِنْ شِئْتَ مَزْجهَا ... فَعَدْلُكَ عَنْ ظلْمِ الحَبِيْبِ هُوَ الظُّلْمُ وَدُونَكَهَا فِي الْحَانِ وَاسْتَجْلِهَا بِهِ ... عَلَى نَغَمِ الأَلْحَانِ فَهِيَ بِهَا غُنْمُ فَمَا سَكَنَتْ وَالهَمَّ يَوْمًا بِمَوْضِعٍ ... كَذَلِكَ لَمْ يَسْكُن إِلَى النَّغَمِ الهَمُّ وَفِى سَكْرَةٍ مِنْهَا وَلَوْ عُمْرُ سَاعَةٍ ... تَرَى الدَّهْرَ عَبْدَا طَائِعًا وَلَكَ الحُكْمُ فَلَا عَيْشَ فِي الدُّنْيَا لِمَن عَاشَ صَاحِيًا ... وَمَنْ لَمْ يَمُتْ سُكْرًا بِهَا فَإِنَّهُ الخَرْمُ عَلَى نَفْسِهِ فَلْيَبْكِ مَنْ فَاتَ عُمْرُهُ ... وَلَيْسَ لَهُ فيها نَصِيْبٌ وَلَا سَهْمُ السّريُ الرَّفَاء: [من البسيط] 9275 - صَفْحًا فَلَوْ شُقَّ قَلْبْي عَنْ صَحيْفَتِهِ ... لَظَلَّ يقْرأُ مِنْهُ الخَوفُ وَالنَّدمُ [من الطويل] 9276 - صَفَحْتُ برغْمِي عَنْكَ صَفْعَ ضَرُوْرَةٍ ... إلَيكَ وَلي قَلْبٌ يَذُوبُ من العَتْبِ النَّابِغَة: [من الوافر] 9277 - صَفَحتُ بنَظْرَةٍ فَرأَيتُ مِنَها ... تُحَيْتَ الخِدْرِ وَاضِحَةَ القَوَامِ قَوْلُهُ: تُحَيْتَ الخِدْرِ تَصْغِيْرُ التَّقْرِيْبِ. مُعاوِيَةُ بن أبي سُفيَان: [من الطويل] 9278 - صَفَحتُ لَكُمْ عَنْ كُلِّ ذَنْبٍ جَنَيْتُمُ ... أُوبُوا بهَا عَنِّي إِلَى كُلّ غَائِبِ [من البسيط] 9279 - صِفْ خَلْقَ خَوْدٍ كَمِثْلِ الْشَّمْسّ إِذْ بَزَغَت ... يَحْظَى الضَّجِيعُ بِهَا نجلاءَ مِعْطْارِ ¬
هَذَا البَيْتُ يُجْمَعُ فِيْهِ حُرُوفُ المُعْجَمِ كُلَّهَا أوْ تَكَرَّرَ فِيْهِ البَعْضُ. [من مجزوء الخفيف] 9280 - صَفْقَةٌ غَيُرُ خَاسِرَهْ ... بَيْعُ دُنْيَا بآخِرَهْ كُثَيِّرُ عزَّةَ: [من الطويل] 9281 - صَفُوحًا فَمَا تلَقاكَ إِلَّا بَخِيْلةً ... فَمَنْ مَلَّ مْنهَا ذَلكَ الوَصْلَ مَلَّتِ [من الطويل] 9282 - صَفُوحٌ عَن الأَجْرامِ حَتَّى كأَنَّهُ ... مِنْ العَفْو لَم يَعْرِفْ منَ النَّاسِ مُجْرِما قَالَ المَأْمُونُ لِلْفَضْلِ بنِ الرَّبِيع: يَا فَضلُ أكَانَ مِنْ حَقِّي عَلَيْكَ وَحَقِّ آبَائِي وَنعْمَتِهِمْ عِنْدَ أبيْكَ وَعِنْدَكَ أنْ تَسُبَّنِي وَتَشْتِمَنِي وَتَحْرِص عَلَى ذَمِّي أتُحِبُّ أنْ أفْعَلَ بِكَ مَعَ القُدْرَةِ مَا أَرَدْتَ أنْ تَفْعَلَهُ بي مَعَ العَجْزِ؟ فَقَالَ الفَضْلُ: يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّ عُذْرِي يُحْقِدُكَ إِذَا كَانَ وَاضِحًا جَمِيْلًا فَكَيْفَ إِذَا عَيَّبتهُ العُيُوبُ وَقَبَّحَتْهُ الذُّنُوبُ فَلَا يَضِيْقَن عَنِّي مِنْ عَفْوِكَ مَا وَدمحَ غَيْرِي مِنْ حِلْمِكَ، فَأنْتَ وَاللَّهِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: صَفُوحٌ عَنِ الأَجْرَامِ حَتَّى كَأَنَّهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ وَلَيْسَ بِبَالِي أنْ يَكُونَ بِهِ الأَذَى ... إِذَا مَا الأَذَى لَمْ يَغْشَ بِالكُرْهِ مُسَلِّمَا السَّموأَلُ: [من الطويل] 9283 - صَفَونَا فَلَم نَكْدَرْ وَأخْلِصَ سِرُّنَا ... إِنَاثٌ أَطَابتْ حَمْلَنَا وَفُحوْلُ الغَزِّيُّ: [من الطويل] 9284 - صِقَالُ الَمَسَاعْي بالقَوافِي وَلَم يَكُنُ ... لَيَبدُوْ فرنْدُ السَّيف قَبَلَ صقَالِ ¬
[من الخفيف] 9285 - صِلْ إِذَا مَا وَصَلْتَ حُرَّةَ قَومٍ ... قَدْ حَمَاهَا آباؤهَا وَالجُدُوْدُ الأَخيطَلُ الأهوازيُ: [من المتقارب] 9286 - صِلِ البْيضَ مَا دَامَ مَاءُ الشَبَابِ ... يَفيْضُ وَبَادِرْ بهِ أَن يَغيْضَا بَعْدَهُ: وَلَا تَرْجُ لِلْبَيْضِ مَيْلًا إلَيْكَ ... إِذَا البِيْضُ أبْصَرْنَ فِي الرَّأسِ بِيْضَا أبو محمَّد طاهر بن الحُسين بن يحيى المخزوميّ: [من الطويل] 9287 - صِل السَّعْي فِيْمَا تَبتَغيْهِ مُثَابرًا ... لعَلَّ الذَّي اسْتبعْدتَ مِنْهُ قَرَيبُ بَعْدَهُ: وَعَاوِدهُ إِنْ أكْدَى بِكَ السَّعْيُ مَرَّةً ... فَبَيْنَ السِّهَامِ المُخْطِيَاتِ مُصِيْبُ ابْنُ حَمدُونَ: [من الخفيف] 9288 - صَلِفٌ مُعْجَبٌ بَغيْضٌ مَقيْتٌ ... مَائِقٌ أَحمَقٌ ضَعْيفُ الكِتَابَهْ ابْنُ المعتَزِّ: [من البسيط] 9289 - صِلُّ إِذَا عَلِقَتْ بالرّأسِ عَضَّتُهُ ... طَالْت مَسَافَةُ بْين الرّوُحِ وَالجَسَدِ جَرِيرٌ: [من الكامل] 9290 - صلَّى المَلائِكَةُ الذّينَ تَخيَّروْا ... وَالصَّالحوُنَ عَلَيكِ والأَبرَارُ شَمسُ الدِّين الكُوفِيّ الوَاعِظُ: [من البسيط] ¬
9291 - صَلَّى إِلَى حَبِّكُمْ قَلْبْي وَطَافَ بِهِ ... فَأَنتمُ كعُبةُ المُشْتَاقِ وَالحرَمُ الحُسَينُ مُطَير الأسَدِيُّ: [من البسيط] 9292 - صَلَّى لجُودكَ جُودُ النَاس كُلّهِم ... فَصَارَ جُودُكَ مِحرابًا بالذي الجوْدِ أَبُو تَمَّامٍ في الافشينِ لما أُحرقَ: [من الكامل] 9293 - صَلَّى لَهَا حَيًّا وكَانَ وَقَودَهَا ... ميتًا وَيَدْخُلُها مَعَ الكَفَّارِ أبْيَاتُ أَبِي تَمَّامٍ فِي الأَفْشَيْنِ وَقَدْ أُحْرِقَ يَقُولُ مِنْهَا: مَا زَالَ سِرُّ الكُفْرِ بَيْنَ ضُلُوعِهِ ... حَتَّى اصْطَلَى سرَّ الزِّنَادِ الوَارِي نَارٌ يُسَاوِرُ جِسْمَهُ مِنْ حَرِّهَا ... لَهَبًا كَمَا عَصفَرْتَ شَقَّ إزَارِ طَارَتْ لَهُ شُعَلٌ يُهَدِّمُ لَفْحُهَا ... أرْكَانَهُ هَدْمًا بِغَيْرِ غُبَارِ فَصَّلْنَ مِنْهُ كُلَّ مَجْمَعِ مِفْصلٍ ... وَفَعَلْنَ فَاقِرَةً بِكُلَ فِقَارِ مَشْبُوبَة رُفِعَتْ لأعْظَمِ مُشْرِكٍ ... مَا كَانَ يرْفَعُ ضَوْءَهَا لِلسَّارِي صَلَّى لَهَا حَيًّا وَكَانَ وَقُودُهَا مَيْتًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكَذَاكَ أهْلُ النَّارِ فِي الدُّنْيَا هُمُ ... يَومَ القِيَامَةِ جُلُّ أهْلِ النَّارِ 9294 - صَلَّى وَصَامَ لِدُنْيًا كَأنَ يأَمُلهُا ... حَتَّى أصَابَ فَلَا صَلَّى وَلَا صَامَا [من الكامل] 9295 - صِلْ مَنْ دَنَا وتَنَاسَ من بَعُدَا ... لَا تُكْرِهَنَّ عَلَى الَهَوَى أَحَدَا بَعْدَهُ: ¬
قَدْ أكْثَرَتْ حَوَّاءُ مِنْ وَلَدٍ ... فَإِذَا جَفَا وَلَدٌ فَصِلْ وَلَدَا أَبُو نُواسُ قيل هو مَنحُولٌ: [من البسيط] 9296 - صِلْ مَنْ صَفَتْ لَكَ في البَلْوى مَوَدَّتُهُ ... وَلَا تَصِل بإخاءٍ حَبْلَ جَذَّاذِ [من الطويل] 9297 - صِلُوْا وَافَعَلُوا فِعْلَ الملُوْلِ بَوصْلِهِ ... وَإلا فَصُدُّوُا وَافَعلُوا فِعْلَ ذي الصَدّ عَبدُ الرَّحمَنِ بن حسَّان بن ثابتٍ: [من الطويل] 9298 - صَليبُ مَجَرِّ العُوّدِ تَسْمَعُ صَوتَهُ ... يَصُكُّ إذا مَا صُكَّ في أَقْدُحِ الخَصْلِ أَبُو إسحَاق الصَّابِئ: [من الطويل] 9299 - صَلِيْتُ بنَارِ الهمّ فازدَدتُ صَفْوةً ... كَذَا الذَّهَبُ الإِبْرِيْز يَصفُو عَلَى السَّبْكِ قَبْلَهُ وَكَتَبَ بِهَا إِلَى بَعْضِ إخْوَانِهِ وَهُوَ مَحْبُوسٌ: كَتَبْتُ أقِيْكَ السُّوءَ مِنْ مَحْبَسٍ ضَنْكٍ ... وَعَيْنُ عَدُوِّي رَحْمَةً مِنْهُ لَنْ تَبْكِي وَقَدْ مَلَكَتْنِي كَفُّ فَظٍّ مُسَلَّطٍ قَلِيْلِ ... التُّقَى ضَارٍ عَلَى الفَتْكِ وَالسَّفْكِ صَلِيْتُ بِنَارِ الهَمِّ فَازْدَدْتُ صَفْوَةً. البَيْتُ أَبُو العَبَّاسِ المُبَرَّدُ: [من الطويل] 9300 - صَمَتْنَا فَلَم نَتْرُكْ مَقَامًا لصَامتِ ... وَقُلنَا فَلَم نَتْرُكْ مَقَالًا لقائل قَعنبُ بن أُمّ صَاحبٍ: [من البسيط] 9301 - صُمٌّ إِذَا سَمِعُوْا خيرًا ذُكرتُ بِهِ ... وَإِنُ ذُكرتُ بشرٍ عنْدهُمُ أَذِنُوا ¬
قَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ آخَرَ (¬1): [من البسيط] إِنْ يَسْمَعُوا الخَيْرَ يُخْفُوهُ وَإِنْ سَمِعُوا ... سُوءًا أذَاعُوا وَإِنْ لَمْ يَسْمَعُوا كَذَبُوا محمَّد بن شبلٍ: [من البسيط] 9302 - صَمّم وَجَرِّدْ وَاحْوِ وَاعلُ عُلًا ... وَاعْزِم وَجِدَّ وَنَلْ وانَهَضْ لَها وَثِبِ هُوَ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أحْمَدَ بنِ يُوسُفَ بنِ شبلٍ البَغْدَادِيُّ. عَبد اللَّه بن المبَاركِ: [من الطويل] 9303 - صَمُوتٌ إِذَا مَا الصَّمتُ زيّنَ أَهلَهُ ... وَفَتَّاقُ أَبكَارِ الكَلَامِ المُخَتَّمِ بَعْدَهُ: وَعَى مَا وَعَى القُرْآنُ مِنْ كُلِّ حِكْمَةٍ ... وَسِيْطَتْ لَهُ الآدَابُ بِاللَّحْمِ وَالدَّمِ محمَّدُ بنُ عَلقَمَةَ: [من الوافر] 9304 - صَموتًا في المَجالِسِ غَيْرَ عيّ ... جَديرًا حيِنَ يَنْطقُ بالصَّوَابِ البُحتُرِيُّ: [من الطويل] 9305 - صَنَادِيْدُ يَلقَونَ الأَسنَّةَ حُسّرًا ... عجالًا وَيَخشَون المَذمَّةَ دُرَّعَا قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: قَدْ تَداوَلَ مَعْنَى بَيْتِ البُحْتُرِيّ هَذَا جَمَاعَةٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ، قَالَ السَّيِّدُ الرّضِيُّ (¬1): يَلْقَى الظُّبَى حَاسِرًا تَبْدُو مَقَاتِلُهُ ... وَيَرهبُ الذَّمَّ يَوْمًا وَهُوَ مُدَّرِعُ ¬
وَقَالَ أَبِي تَمَّامٍ (¬1): إِذَا رَأُوا لِلْمَنَايَا عَارِضًا ... لَبِسُوا مِنَ اليَقِيْنِ دُرُوعًا مَا لَهَا زَرَدُ وَقَالَ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ (¬2): عَلَيْهِ دِرْعٌ تَلِيْنُ المُرْهَفَاتُ لَهُ ... مِنَ الشَّجَاعَةِ لَا مِنْ نَسْجِ دَاوُوْدِ وَقَالَ آخَرَ (¬3): قَوْمٌ إِذَا اخْتَلَفَ القَنَا جَعَلُوا ... الصُّدُورَ لَهَا مَسَالِكْ لَبِسُوا القُلُوبَ عَلَى الدُّرُوعِ ... مُظَاهِرِيْنَ لِدَفْعِ ذَلِكْ وَقَالَ بَكْرُ بنُ النَّطَّاحِ (¬4): يَتَلَقَّى النَّدَى بِوَجْه حَيٍّ ... وَصدُورَ القَنَا بِوَجْهٍ وَقَاحِ وَقَالَ آخَرَ (¬5): قَوْمٌ إِذَا لَبِسُوا الدُّرُوعَ لِمَوْقِفٍ ... لَبِسَتْهُمُ الأعْرَاضُ فِيْهِ دُرُوعَا وَقَالَ الأعْشَى: وقَصرَ عَنْهُمْ وَإِنْ كَانُوا أخَذُوهُ مِنْهُ (¬6): وَإِذَا تَكُونُ كَتِيْبَةٌ مَلْمُومَةٌ ... خَرْقَاءُ يَخْشَى الزَّايِدُونَ نَهَالَهَا كُنْتَ المُقَدَّمَ غَيْرَ لَابِسِ جُنَّةٍ ... بِالسَّيْفِ تَضْرِبُ مُعْلمًا أبْطَالَهَا 9306 - صُنِ السِّرَّ عَنْ كُلّ مُسْتَخْبِرٍ ... وَحَاذِرْ فَمَا الَحَزُمْ إِلَّا الحَذَرْ بَعْدَهُ: ¬
أسِيْرُكَ سِرُّكَ إن صُنْتهُ ... وَأَنْتَ أسِيْرٌ لَهُ إِنْ ظَهَرْ [من الطويل] 9307 - صُنِ العِرضَ وَابذُل كُلَّ ما قَد ذَخرتَهُ ... فإن ابتذالَ المَالِ للعِرضِ أَصْوَنُ بَعْدَهُ: وَعَيْنُك إِنْ أدَّتْ إلَيْكَ مَعَايِبًا ... لِقَومٍ فَقُلْ يَا عَيْنُ لِلنَّاسِ أعْيُنُ وَلَا يَنْطَلِقُ مِنْكَ اللِّسَانُ بِسَوْءَةٍ ... فَلِلنَّاسِ سَوْءَات وَلِلنَّاسِ ألسُنُ عَبدُ اللَّه بن محمّدٍ: [من الطويل] 9308 - صُنِ المَالَ لَا يُودِيْ بقَدْرِكَ بذْلُهُ ... فَصَوُنكَ للأَمْوَالِ صَونُكَ للقَدْرِ بَعْدَهُ: [من الطويل] فَإنَّ الغِنَى فِي النَّاسِ ضرْبٌ مِنَ النَّدَى ... إِذَا مَا اهْتَدُوا وَالكُفْرُ خَيْر مِنَ الفَقْرِ صَالح بن عَبد القدوس: [من الطويل] 9309 - صُن النَفَّس عنْ إتيْانِ كُلّ دَنيةٍ ... وَكُنْ عنَد مَنَ نَاواكَ بالجَهل تَحْلُمُ وَيُرْوَى لِسَابِقٍ البَرْبَرِيِّ. [من الطويل] 9310 - صُن النَفَّسَ وَاحْمِلْها عَلَى مَا يَزْينُها ... تَعشْ سَالمًا وَالقَولُ فيْكَ جَميْلُ بَعْدَهُ: وَإِنْ ضَاقَ رزْقُ اليَوم فَاصِبْر إِلَى غَدٍ ... عَسَى نَكَبَاتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزُولُ وَمَا أكْثَرَ الإخْوَانَ حِيْنَ تَعدُّهُمْ ... وَلِكِنَّ إخْوَان الثِّقَاتِ قَلِيْلُ ¬
أَبُو فراسٍ: [من الوافر] 9311 - صَنَايعُ فَاقَ صَاحِبُهَا فَفَاقَتْ .. وَغَرسٌ طَابَ غَارِسُهُ فَطابَا [من الخفيف] 9312 - صُنْتُ سِرّى وَرَجَّمَ النَّاسُ ظَنًّا ... فَهُم بينَ مُخطِئٍ وَمصيْبِ أَبُو الفتح البُستي: [من البسيط] 9313 - صُنْ حُرَّ وجَهِكَ لَا تَهْتِكْ غلائلَهُ ... فَكُل حُرّ لُحُرّ الوجَهِ صَوَّانُ هَذَا مِنَ القَصيْدَةِ الَّتِي أوَّلُهَا: زِيَادَةُ المَرْءِ فِي دُنْيَاهُ نُقْصانُ. أَوس بنُ حَجرٍ: [من الطويل] 9314 - صَنَعْتَ فَلَم يَصْنَعْ كصُنْعكَ صَانِعٌ ... وَمَا يَصَنَعُ الأَقوامُ فاللَّهُ أَصْنَعُ ابْنُ الرُّومِيّ: [من المنسرح] 9315 - صُنْهُ عِن العُنْفِ إِنَّ مَغمزَهُ ... مِنْ عُوْدِكَ اللَّدنِ لَا منَ الصَّخْرِ بَعْدَهُ: وَفِي تَعَدِّي الحُدُودِ مَفْسدَةٌ ... وَلَيْسَ كُلُّ الأُمُورِ بِالقَسْرِ أمَا تَرَى العُودَ إِنْ عَنُفْتَ بِهِ ... جَاوَزْتَ تَقْوِيْمَهُ إِلَى الكَسْرِ الغَزِّيُ: [من الطويل] 9316 - صَنِيعُ اللَّيَالي بالكرام كَلَونِها ... وتَأَمِيْلُ عُقْبَاهَا بناء عَلَى رَمْلِ ¬
لَهُ أيضًا: [من الوافر] 9317 - صَوَابُ الأَمْر مَبْدَا الحَالِ يَخْفَى ... وَلَكِنْ عنْدَ مَقْطَعِهِ يَبْينُ دِعبِلٌ: [من الخفيف] 9318 - صَوتُ مُضْغِ الضيُوُفِ أَحسَنُ عنْدي ... من غِناءِ القِيانِ بالعيدَانِ بَعْدَهُ: لَمْ يُطِيْقُوا أنْ يَسْمَعُوا وَسَمْعِنَا ... فَطرِبنَا عَلَى رَحَى الأسْنَانِ صَوْتُ مَضْعِ الضُّيُوفِ. البَيْتُ الرَّضِي الموسَوِيُّ: [من الرمل] 9319 - صُوَرٌ رَائَعَةٌ لا يُرتَجَى ... نَفْعُهَا مِثْلُ تَهاويْلِ النَّمَطْ أبْيَاتُ السَّيِّدِ الرّضِيُّ بَعْدَ قَوْلِهِ: صُوَرٌ رَائِعَةُ. البَيْتُ شَمَخُوا أَنَّ خَلْقَ الجدّ بِهِمْ ... غَلِطَ الدَّهْرُ وَكَمْ يَبْقَى الغَلَطْ كَسَلُ الأيَّامِ عَنْهُمْ غَرَّهُمْ ... رُبمَا جَارَ زَمَان قَدْ نشَطْ أهْمَلَ العِرْضُ عَلَى عِلْمٍ بِهِ ... وَرَعَى لَمَّا رَعَى المَال فَقَطْ طَمَعٌ وَرَّطَنِي فِي حُبِّكُمْ ... وَيُصَادُ الطَّيْرُ مِنْ حَيْثُ لَقَطْ كُنْتُ أرْجُوهُمْ ثِمَارًا تُجْتَنَى ... فَهُمُ اليَومَ قَتَادٌ يُخْتَرَطِ نَسْخَطُ الشَّيْءَ وَنَرْضاهُ إِذَا مَا ... لَمْ نَرَ العُتْبَى عَلَى طُولِ السَّخَطْ عَجِبَتْ إِذَا عَارَ شِغْبًا مَنْطِقِي ... كُلُ ذِي حِلْمٍ إِذَا ضيْمَ لَغَطْ وَإِذَا كَشَفَتْ مَا يُرْمِضُنِي ... مِنْ مَمَضِّ الدَّاءِ قَالَ الحِلْمُ غَطْ ¬
الشَّغْبُ وَالشَّغَبُ: الخُصُومَةُ، وَاللَّغَطُ: الرَّدِيْءُ مِنَ القَوْلِ المُخْتَلطِ. [من البسيط] 9320 - صَوْنُ الفَتَى عِرْضَهُ مِمَّا يَدنّسُهُ ... وصَونُهُ مَالَهُ مَا ليْسَ يَجتَمِعُ أَبُو المُستَهلّ: [من السريع] 9321 - صَلَابَةُ الوَجْهِ سِلَاحُ الفَتَى ... وَرِقَّةُ الوَجْهِ مِنَ الحِرفَهْ بَعْدَهُ: يَعْجِزُ عَنْ حَاجَتِهِ المُسْتَحِي ... وَيُصرَعُ المَاجِنُ فِي طَرفَه مَنْ كَانَ صُلْبًا وَجْههُ مَاجِنًا ... كَانَ جِمِيْعُ الدَّهْرِ فِي طُرْفَه الرَّاضي بن المُعتَمدِ: [من الطويل] 9322 - صَلَاحَ الذَّي بَيني وبيَنَكَ أَبَتِغي ... فَإِنْ نِلْتُها يومًا فَقَدْ صَلَح الدَّهُر كَتَبَ الرَّاضِي بنُ المُعْتَمِدِ، وَاسْمُ الرَّاضِي زَيْدُ، إِلَى أخِيْهِ الرَّشِيْدِ بنِ المُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ صَاحِبُ المَغْرِبِ وَهُم آلِ عَبَّادٍ مِنْ بَنِي المُنْذِرِ بن مَاءِ السَّمَاءِ، وَقَدْ بَلَغَهُ عَنْ أخِيْهِ أَنَّهُ شَكَرَهُ فِي الغَيْبِ مِنْ أبْيَاتٍ (¬1): لَئِنْ كَانَ لي فَضْلٌ فَمِنْكَ اسْتَفُدْتُهُ ... وَلَوْلَا ضيَاءُ الشَّمْسِ مَا ظَهَرَ البَدْرُ صَلَاحَ الَّذي بَيْنِي وَبَيْنِكَ أبْتَغِي. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (صلَاح) قَوْلُ أَبِي الفَتْح البُسْتِيّ (¬2): صَلَاحُ العِبَادِ وَرِشْدُ الأُمَمْ ... وَأمْنُ البَرِيَةِ مِنْ كُلِّ غَمْ بِشَيْئَيْنِ مَا لَهُمَا ثَالِثٌ ... بِخُرْقِ الحُسَامِ وَرْفْقِ القَلَمْ ¬
المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 9323 - صَلاةُ المُصَلّي قَاعدًا فِي ثَوَابِهَا ... بِنصْفِ صَلَاةِ القَائِم المُتطوّعِ ابْنُ الرُّوميّ: [من الطويل] 9324 - صِيَانَةُ وَجْهٍ لَا أبالكَ بذْلُه ... لِما ذبَّ عَنْهُ الذُلَّ يَا أمَّ سَالِم المُتَنَبِّي: [من الكامل] 9325 - صَيْدُ المُلُوكِ أَرَانبٌ وَثَعَالِبٌ ... وَإِذَا رَكبتَ فَصيْدُكَ الأَبْطالا 9326 - صَيدٌ حُرمنَاهُ عَلَى إِغراقِنَا ... فِي النَّزعْ والحِرمانُ فِي الإغراقِ [من مجزوء الكامل] 9327 - صَيَّرتُ حُبَّكَ شَافِعِي ... فَاتَيْتُ مِنْ قِبَل الشَفِيْعِ غَانم بنُ الوَلِيدِ، هو أبو محمد غانم بن الوليد المخزومي المالقي: [من البسيط] 9328 - صَيِّر فؤَادَكَ للْمَحَبُوبِ مَنْزِلةً ... سَمُّ الخِياطِ مَجال لِلْمُحِبَيْنِ * * * ¬
تَمَّ حْرفُ الصَّادِ المهُمَلَةِ. وَالحَمدُ للَّهِ وَصلَّى اللَّهُ عَلَى المُصْطفى الصَّادِقِ الأَمين محَّمدٍ وآلهِ وصَحَابْتِهِ الصَّالحِيْنَ الصَّابْرينَ الصّدِّيقينَ وسَلَّم تَسْليمًا كَثِيْرًا. عِدَّةُ حَرْفِ الصادِ المُهْمَلَةِ مِائَةٌ وَثَلاثَةٌ وَثَمانُونَ بَيْتًا غَيْرَ الهَامِشِ وَمَا أُلْحِقَ بِالحَاشِيْةَ فِي الكِتَابِ كُلِّه فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلِ العَدَدَ. وَذَلِكَ فِي تِسْعِ قَوَائِمٍ وَوَجْهَةٍ وَاحِدَةٍ هِيَ هَذِهِ الوَجْهَةُ. وَالحَمْدُ للَّهِ وَصلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ وَسَلَّم. * * *
حرف الضاد
حرف الضاد
حَرفُ الضَادِ [من البسيط] 9329 - ضَادُ الضَّمانِ تَرَاهَا الدَّهرَ وَاقِفَةً ... مَا بَينَ صَادَينِ إِمَّا صَحَّ أَو صُفِعَا مُهَلهِلٌ التَّغلبيُّ: [من الكامل] 9330 - ضَاعَت أُمورُ النَّاسِ بَعدَكَ كُلُّهَا ... وَاستَبَّ بَعدَكَ يَا كُلَيبُ المَجلِسُ بَعْدَهُ: وَلَقَدْ تَكُونُ جَلَالَةً وَمَهَابَةً ... فِيْهِمْ وَمقْولُهُم أمَامَكَ أخْرَسُ يُقَالُ: هُمَا أشْعَرُ مَا قِيْلَ فِي السُّؤْدد. أَبُو زيدٍ عَمرُو بنُ شَبَّةَ: [من البسيط] 9331 - ضَاعَت لَدَيكَ حُقُوقِي وَاسْتَهَنْتَ بِهَا ... وَالحُرُّ يَألَمُ مِن هَذَا وَيَمتَعِضُ بَعْدَهُ: فإنِّي لأشْكُرُ نُعْمَى مِنْكَ سَالِفَةً ... وَإِنْ تَخَوَّنَهَا مِنْ حَادِثٍ عَرَضِ [من الخفيف] 9332 - ضَاعَ عُمرُ الشَبَابِ مِنِّي وَظَنِّي ... أَنَّ عُمرَ المَشِيبِ أيضًا يَضِيعُ ابْنُ أَبِي مُرَّةَ: [من المنسرح] 9333 - ضَاعَفَ وَجدِي وَزَادَ فِي سَقمِي ... أَن لَستُ أَشكُو الهَوَى إِلَى أَحدِ ¬
[من مجزوء الرمل] 9334 - ضَاعَ فِي الشَّوكِ دَقِيقِي ... حِينَ أَمَّلتُ رَفِيقِي بَعْدَهُ: فَفَعَالِي كَالبَجَادِيِّ ... وَقَوْلِي كَالدَّبِيِقِيِّ الوَزِيرُ المهَلَّبِيُّ: [من الخفيف] 9335 - ضَاعَ فِي غِرَّةِ الشّبِيبَةِ بَعضُ العُمرِ ... بُطلًا وَضَاعَ فِي الشَّيبِ بَعضُ أبْيَاتُ الوَزِيْرُ المُهَلَّبِيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ، فِي أوَّلِ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهَا وَفِي آخِرِهِ ضادٌ مُعْجَمَةٌ، هَذِهِ الأبْيَاتُ المُسْتَحْسَنُ منها، أوَّلُهَا: ضافَنِي الهَمُّ لَيْلَةَ الظَّعْن يُحْدَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ضحكَ البيْضَ إِنْ تَحَنَّت قَنَاتِي ... وَلَقَدْ اغْتَدَى وَعُودِيَ غَضُّ ضَوْءُ صُبحِ القَتِيْرِ لَاحَ بِرَأسِي ... فَبِقَلْبي لَطِائِفَ الهَمِّ نَبْضُ ضَاعَ فِي غُرَّةِ الشَّبِيْبَةِ بَعْضُ العُمْـ ... ـــرِ بَطَلًا وَضاعَ فِي الشَّيْبِ بَعْضُ ضَرَبَ الشَّيْبُ مَفْرِقِي بِسَيْفَيْهِ ... فَمَا بي إِلَى هَوًى ليَ نَهْضُ ضعَّفَ البَطْشُ مِنْ يَدٍ كَانَ ... فِيْهَا لي بَسْطٌ إِذَا أشَاءُ وَقَبْضُ ضلَّةً مَا طَلَبْتُ وَصلَ الغَوَانِي ... حَانَ مِنِّي الغَدَاةَ لِلْغَيِّ رَفْضُ ضَافَرَتْنِي عَلَى السُمُوِّ بِنَفْسِي ... عَزْمَةٌ ذَاتُ جَحْفَلٍ مَا يُفَضُّ ضَنْكُ عَيْشِ الفَتَى ثَرَاءٌ ... إِذَا كَانَ بِهِ فِيْهِ لِلضَّرَاعَةِ مَضُّ ضَعَةُ الحُرِّ رِفْعَةٌ فِي زَمَانٍ ... طَرفهُ فِيْهِ لِلعَبِيْدِ يَغُضُّ ضَرَعَ الطَّالِبُ الغِنَى لهَنَاتٍ ... صِيْنَ مِنِّي عَنْهُنَّ وَجْه وَعَرْضُ ضَيمُ مِثْلِي يَعزُّ هَذَا جَنَاحِي ... لَيْسَ إِلَّا لِمُؤْمِنٍ فِيْهِ خَفْضُ ضَجَّ مِنِّي جِنُّ البَلَادِ فَلِلأَ ... بْصارِ مِنْ هَيْبَتِي خُضُوعٌ وَغَضُّ ضِغْنُهُمْ كَامِنٌ وَإِنْ ظَهَرَ الحُـ ... ــبُّ فَسِيَّان حُبُّهُمْ وَالبُغْضُ ¬
ضَرَعُوا بِالصَّغَارِ هل تَخْرُجُ الزُّبـ ... ــدَةُ حَتَّى يَطُولُ بِالوَطْبِ مَخْضُ ضَعْ بِرُغْمٍ عَصَاكَ فِي الهَامِ مِنْهُمْ ... فَخُدُودُ العِدَى لِنَعِلِكَ أرْضُ [من مجزوء الخفيف] 9336 - ضَاعَ مَعرُوفُ وَاضِعِ ... العُرفِ فِي غَيرِ أَهلِه كَاتِبهُ عَفَا اللَّهُ عنهُ: [من الخفيف] 9337 - ضَاعَ وَاللَّهِ فِي الشَبيبَةِ عُمرِي ... وَكذَا الشَيبُ إن غَفلتُ يَضِيعُ بَعْدَهُ: إِنَّ مَا قَدْ بَقِي عَزِيْزٌ فَبَادِرْ ... وَاغْتَنِمْ وَقْتَهُ بِمَا تَسْتَطِيْعُ المهلّبي: [من الخفيف] 9338 - ضَافَنِي الهَمُّ لَيلَةَ الظَّعنِ يُحدَى ... وَاستَطارَ الغُموضُ هَيهَاتَ غُمضُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 9339 - ضَاقَ الزَّمَانُ وَوَجهُ الأَرفرِ عَن مَلكٍ ... مِلءَ الزَّمَانِ وَملءَ السَّهلِ وَالجَبَلِ [من الكامل] 9340 - ضَاقَت ثِيَابُ المُلبِسيِنَ وَفَضلُهُم ... عَنِّي فَأَلبِسنِي فَثَوبُكَ أَوسَعُ الغَزِّيُ: [من الكامل] 9341 - ضَاقَت عَلَيَّ مَوَارِدِي وَمَصَادِرِي ... وَالأَرضُ حَولِي رَحبَةُ الأَكنَافِ جَحظَةَ البَرمكِيُّ: [من البسيط] ¬
9342 - ضَاقَت عَلَيَّ وُجوهُ الأَمرِ فِي نَفَرٍ ... يَلقَونَ بِالجَحدِ وَالكُفرانِ إِحسَانِي بَعْدَهُ: أُقلِّبُ الطَّرْفَ تَصْعِيْدًا وَمُنْحدرًا ... فَمَا أُقَابِلُ إنْسَانِي بِإنْسَانِ [من المنسرح] 9343 - ضَاقَت وَلَو لَم تَضِق لَمَا انفَرَجَت ... وَالعُسرُ مِفتَاحُ كُلِّ مَيسُورِ المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 9344 - ضَاقَ ذَرعًا بِأَن أَضِيقَ بِهِ ذَرعًا ... زَمَانِي وَاستكرَمَتنِي الكِرَامُ شَمعَلَةُ: [من الكامل] 9345 - ضَبُعَا مُجَاهَرةً وَلَبثَا هُدنَةً ... وَثُعَيلِبَا خَمَرٍ إِذَا مَا أَظلَمَا المُهَلَّبِي: [من الخفيف] 9346 - ضَجَّ مِنِّي جنُّ البِلَادِ فَلِلأَبـ ... ـــصارِ مِن هَيبَتِي خُضوعٌ وَغَضُّ الأخطَل: [من البسيط] 9347 - ضَجُّوا فِيَ الحَربِ إِذ عَضَّت غَوارِبَهُم ... وَقَيسُ عَيلَانَ مِن أَخلَاقِهَا الضَّجَرُ أَيمَنُ بنُ خُرَيمٍ: [من البسيط] 9348 - ضَحَّوا بِعُثمَانَ فِي الشَهرِ الحَرَامِ وَلَم ... يَخشَوا عَلَى مَطمَحِ الكُفرِ الَّذِي طَمَحُوا أبْيَاتُ أيْمَنُ بنُ خُرَيْم بنِ فَاتِكٍ الأسَدِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَة مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِنْهَا: ¬
تَفَاقَدَ الذَّابِحُو عُثْمَانَ ضاحِيَةً ... أيّ قَتِيْلٍ حَرَامٍ ذَبَحُوا ضَحُّوا بِعُثْمَانَ فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأيُّ سُنَّةِ جورٍ سَنَّ أوّلهُم ... وَبَابَ بغيٍ عَلَى سُلْطَانِهِمْ فَتَحُوا مَاذَا أرَادُوا أضلَّ اللَّهُ سَعِيَهُمُ ... بِسَفْكِ ذَاكَ الدَّمِ الزَّاكِي الَّذِي سَفَحُوا إِنَّ الذين تَوَلَّوا قَتْلهُ سَفهًا ... لَقُوا شَامًا وَخُسْرَانًا وَمَا رَبِحُوا المُهَلَّبِيُّ: [من الخفيف] 9349 - ضَحِكَ البِيضُ أَن تَحنَّت قَنَاتِي ... وَلَقَد أَغتَدِي وَعُودِيَ غَضُّ عُمَارَةُ: [من المتقارب] 9350 - ضَحِكتُ مِنَ البَينِ مُستَعبِرًا ... وَشَرُّ الشَدائِدِ مَا يُضحِكُ قَبْلَهُ: ولما غَدَتْ عِيْسُهُمْ لِلنَّوَى ... وَظَلَّتْ بِأحْدَاجِهَا تَرْتُكُ ضَحِكْتُ مِنَ البَيْنِ مُسْتَعْبِرًا. البَيْتُ [من البسيط] 9351 - ضَحِكتُ لَا مِن سُرُورٍ عِندَ فِعلِكَ بِي ... وَرُبَّمَا يَضحَكُ المكرُوبُ مِن عَجَبِ [من الوافر] 9352 - ضَحُوكُ السِّنِ أَمَّارٌ بِعُرفٍ ... وَعِندَ النُّكرِ مِطرَاقٌ عَبُوسُ قَبْلَهُ: وَكُنْتُ جَلِيْسَ قَعْقَاعِ بنِ شورٍ ... وَلَا يَشْقَى بِقَعْقَاعٍ جَلِيْسُ ضَحُوكُ السِّنِّ أمَّارٌ بِعُرْفٍ. البَيْتُ ¬
وَمِثْلهُ (¬1): [من الوافر] ضحُوكُ السِّنِّ إِنْ نَطَقُوا بِخَيْرٍ ... وَعِنْدَ الشَّرِّ عَبَّاسٌ غَضُوبُ المُعتَمدُ صَاحب المغرب: [من البسيط] 9353 - ضِدَّانِ أَلَّفَ صَرفُ الدَّهرِ بَينَهُمَا ... لَقَد تَلَوَّنَ هَذَا الدَّهرُ أَلوَانَا دَوقَلَةُ: [من الكامل] 9354 - ضِدَّانِ لَمَّا اسْتُجْمِعَا حَسُنَا ... وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ قَبْلَهُ مِنْ يَتِيْمَةِ الدَّهْرِ وَهِيَ طَوِيْلَةٌ: فَالوَجْهُ مِثْلُ الصبْحِ مُبْيَضُّ ... وَالشَّعْرُ مِثْلُ اللَّيلِ مُسْوَدُّ ضدَّانِ لَمَا اسْتُجْمِعَا حُسْنًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَتَخَالُهَا وَسْنَى إِذَا نَظرَتْ ... أَوْ مُدْنَفًا لَمَّا يُفِقْ بَعْدُ بِفُتُورِ عَيْنٍ مَا بِهَا رَمَدٌ ... وَبِهَا تُدَاوَى الأعْيُنُ الرُّمْدُ أَبُو سَعدٍ المَخزوميُّ: [من مجزوء الخفيف] 9355 - ضربُ أَوتَارِ نَفنَفٍ ... غَيرُ ضَربِ القَوَانِس صُرَّدُرَّ: [من الكامل] 9356 - ضُرِبَتْ بِأَسنِمَةٍ قِبَابُهُم ... وَكَأَنَّهَا فِي دسَاحَةِ الصَّدرِ [من الطويل] 9357 - ضَربتُ بِنَصلِ السَّيفِ خَمسِينَ حِجةً ... وَأَصبَحتُ بَعدَ السَّيفِ بِالعُودِ أَضرِبُ ¬
زُهَير المصرِيُّ: [من الخفيف] 9358 - ضُرِبَتْ سِكَّةُ المُحِبينَ بِاسمِي ... وَدَعَت لِي مَنَابِرُ العُشَّاقِ الفَرَزدَقُ يخاطب جريرًا: [من الكامل] 9359 - ضَرَبَت عَلَيكَ العَنكَبُوتُ بِنسجِهَا ... وَقَضَى عَلَيكَ بِهِ الكِتابُ المُنزَلُ [من الخفيف] 9360 - ضَرَبَتنِي بِكَفِهَا ابنَةُ مَعنٍ ... أَوجَعَت كَفَّهَا وَمَا أَوجَعَتنِي [من الوافر] 9361 - ضَربنَاكُم عَلَى الإِسلَامِ حَتَّى ... أَقَمنَاكُم عَلَى وَضَحِ الطَّرِيقِ قَبْلَهُ: وَقَدْ عَلِمُوا بِأنَّ الحَرْبَ لَيْسَتْ ... لأصحَّابِ المَجَامِرِ وَالخَلُوقِ ضَرَبْنَاكُمْ عَلَى الإسْلَامِ. البَيْتُ النَّمِر بن تَولبٍ: [من الوافر] 9362 - ضَرَبنَ العِرقَ فِي يَنبُوعِ أَرضٍ ... طَلَبنَ مَعِينَهُ حَتَّى رَوِينَا بَعْدَهُ: بَنَاتُ الدَّهِرِ لَا يَخْشَيْنَ مَحْلًا ... إِذَا لَمْ تَبْقَ سَائِمَةٌ بَقِيْنَ كَأَنَّ فُرُوْعَهُنَّ بِكُلِّ رِيْحٍ ... عَذَارَى بِالذَّوَائِبِ يَنْتَضِيْنَا قَالَ كَاتِبُهُ مُحَمَّدُ بن أيْدمَرَ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: مَا رَأيْتُ شَيْئًا مِنَ المَالِ المُقْتَنى خَيْرًا مِنَ ¬
النَّخْلِ وَزَرْعِهِ للشَّبَابِ فَإِنَّهُ قَلِيْلُ المُؤنَةِ كَثِيْرُ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ وَهُوَ عِنْدِي أفْضلُ مِنْ كَثِيْرٍ مَنَ المَعَاشِ وَأسْهَلُ مُعَالَجَةً وَأسْلَمُ عَاقِبَةً وَأجْدَى نَفْعًا أكْل طَالِبِ رزْقٍ أَوْ مُسْتَندٍ إِلَى مَا يَرْتَفِقُ مِنْهُ وَأحَلٌّ وَأبْرَكُ. عَمرُو بن مخلَاة الكَلبيُّ: [من الطويل] 9363 - ضَرَبنَا لَكُم عَن مِنبْرِ المُلكِ ... أَهلَهُ بِجَيرُونَ إِذ لَا تَستَطيعُونَ منبَرا السَلَاميُّ: [من الكامل] 9364 - ضَرَبُوا لَكَ الأَمثَالَ فِي أَشعَارِهِم ... لَكِنَّنِي بِكَ أَضرِبُ الأَمثَالَا [من الطويل] 9365 - ضَرَطتُ فَمَا أَبدَعتُ فِي النَّاسِ بِدعةً ... وَلَم آتِ أَمرًا مُنكَرًا فَأَتوبُ بَعْدَهُ: إِذَا كَانَتْ الأَسْتَاهُ تَضْرِطُ كُلُّهَا ... فَلَيْسَ عَلَيَّ فِي الضُّرَاطِ رَقِيْبُ قِيْلَ: بَدَرَتْ مِنْ ابن الحُضيْرِيّ الشَّاعِر فِي حَضْرَةِ الصَّاحِبِ بن عَبَّادٍ بَادِرَةٌ فَقَامَ وَاسْتَحَى وَانْقَطَعَ عَنْهُ فَكَتَبَ إلَيْهِ الصَّاحِبُ يَقُولُ (¬1): [من البسيط] يَا بنَ الحُضَيْرِيِّ لَا تَذْهَبْ عَلَى خَجَلٍ ... لِحَادِثٍ كَانَ شِبْهَ النَّايِ وَالعُودِ فَإنَّمَا الرِّيْحُ لَا تَسْطِيْعُ تَمْلِكُهَا ... ... إذ أنْتَ لَسْتَ سُلَيْمَانَ بنَ دَاوُوْدِ قِيْلَ: وَدَخَل رَجُلٌ بِابْنَةِ عَمِّهِ فَلَكَزَهَا فَضَرَطَتْ فَخَجِلَتْ فَأرَادَ أنْ يَبْسُطَهَا، فَقَالَ: إِنَّ مَشَايِخنَا وَأهْلَ التَّجْرِبَةِ يَقُولُونَ: مَنْ دَخَلَ بِابْنَةِ عَمِّهِ فَضَرَطَتْ جَاءَتْهُ بِوَلَدٍ ذَكَرٍ. قَالَتْ: ألا أُسْمِعُكَ أُخْرَى؟ فَقَالَ: اصْبُرِي حَتَّى نُرَبِّي وَاحِدًا وَاحِدًا. ¬
وَقَالَتْ امْرَأَةٌ لِرَجِلٍ كَانَ يَرُوضُ المَهَارَةَ وَيَأْخُذُ عَلَيهِ الأجْرَ: حِرْفَتُكَ كُلّهَا بِالألسْتِ. فَقَالَ لَهَا: مَا بَيْنَ آلَتِي وآلَتِكِ إِلَّا مِقْدَارُ ظُفُرٍ. المُهَلَّبِيُّ: [من الخفيف] 9366 - ضَرَعَ الطَّالِبُ الغِنَى لهَناتٍ ... صِينَ مِنِّي عَنهُنَّ وَجهٌ وَعِرضُ محمَّدُ بن شِبلٍ: [من الوافر] 9367 - ضَرَعنَا بَعدَ نَخوَتنَا لَدَيكُم ... وَذُلُّ الحُبِّ يَألَفُهُ الكِرَامُ المُهَلَّبِي: [من الخفيف] 9368 - ضَرَعُوا بِالصَّغَارِ هَل تَخرُج الزُبـ ... ـدَةُ حَتَّى يَطُولَ بِالوَطبِ مَخضُ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 9369 - ضُرُوبُ النَّاسِ عُشَّاقٌ ضُرُوبَا ... فَأَعذَرُهُم أَشفُّهُم حَبيبَا بَعْدَهُ: وَمَا سَكَنِي سِوَى قَتْلِ الأعَادِي ... فَهَلْ مِنْ زَوْرَةِ تَشْفِي القُلُوبَا تَظَلُّ الطَّيْرُ مِنْهَا فِي حَدِيْثٍ ... تَرُدُّ بِهِ الصَرَاصرَ وَالنَّعِيْبَا وَقَدْ لَبِسَتْ دِمَاؤُهُمُ عَلَيْهِمْ ... حِدَادًا لَمْ تَشُقَّ لَهَا جُيُوبَا الرَّضِي الموسَوِي: [من السريع] 9370 - ضَرُورَةً حُمتُ عَلَى وِردِكُم ... لَمَّا خَطَانِي مَطَرُ الوَابِلِ بَعْدَهُ: لَا يَرْكَبُ النَّاهِقُ ذُؤْربَةٍ ... إِلَّا إِذَا رُدَّ عَن الصَّاهِل وَحَاجَةُ السَّيْفِ إِلَى ضَارِبٍ ... يَومَ المَنَايَا لَا إِلَى الصَّاقِلِ يُعْجِبُنِي مَطَلُّ غَرِيْمِ الهَوَى ... لِطُولِ تَرْدَادِي إِلَى المَاطِلِ ¬
العبَّاسُ بنُ مردَاسٍ: [من الوافر] 9371 - ضِعَافُ الأُسدِ أَكثَرُهَا زَئِيرًا ... وَأَصرَمُهَا اللَّوَاتِي لَا تَزِئرُ [من الطويل] 9372 - ضَعِ السِرَّ فِي صَمَّاءَ لَيسَت بِصَخرَةٍ ... صَلُودٍ كمَا عَانَيتُ فِي سَائِرِ الصَخرِ بَعْدَهُ: وَلَكِنَّهَا قَلْبُ امْرِئٍ ذِي حَفِيْظَةٍ ... يَرَى أَنَّ بَثَّ السِّرِّ قَاصمَةُ الظَهْرِ يَمُوتُ وَمَا مَاتَتْ كَرَائِمُ فِعْلِهِ ... فَيَبْلَى وَمَا يَبْلَى ثناهُ عَلَى الدَّهْرِ فَذَاكَ وَلَا صمَّاءَ مَن رَامَ كَسْرهَا ... بِمِعْوَلهِ ذَلَّتْ بِكَفَّيْهِ لِلكَسْرِ المُهَلَّبِي: [من البسيط] 9373 - ضَع برَغمٍ عَصَاكَ فِي إِلهَامِ مِنهُم ... فَخدُودُ العِدَا لِنَعلِكَ أَرضُ الغَزِّيُّ يَهجُو: [من المنسرح] 9374 - ضُعفُ جَنَانٍ فِي أَيدِ مَملَكَةٍ ... غِمدٌ حَدِيدٌ وَمُنصُلٌ خَشَبُ [من البسيط] 9375 - ضَعفِي يُخرِّبُ مَا تَبنِي قُوَى هِمَمِي ... ضَعفُ المُخرِّبِ يَعلُو قُوّةَ البَانِي المُهَلَّبِي: [من الخفيف] 9376 - ضَعَةُ الحُرِّ رِفعَةٌ فِي زَمانٍ ... طَرفُهُ فِيهِ لِلعَبِيدِ يَغُضُّ [من الوافر] 9377 - ضَعِيفُ الصَّبرِ عَنكَ وَإِن تَقَاوَى ... وَسَكرانُ الفؤَادِ وَإِن تَصَاحَى ¬
قَبْلَهُ: تَبَدَّلَ بِالمَطامِعِ مِنْهُ يَأسًا ... وَبِالحِرْصِ القَنَاعَةَ فَاسْتَرَاحَا ضَعِيْفُ الصَّبْرِ عَنْكَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: صَحَا قَلبُ الخَلِيِّ فَقَال غَنِّي ... وَبَرَّحَ بِالشَّجِيِّ فَقَالَ نَاحَا [من الطويل] 9378 - ضَعِيفٌ عَنِ المَرءِ الضَّعيفِ وَإِنَّهُ ... لأَشُوَسُ عدّاءً عَلَى الدَّهرِ قَاسِطُ المُهَلَّبِي: [من الخفيف] 9379 - ضِغنُهُم كَامِنٌ وَإِن ظَهَرَ الحُـ ... ـــبُّ فَسِيَّانِ حُبُّهُم وَالبُغضُ الأخطَل يَهجو قَيس عَيلَانَ: [من الطويل] 9380 - ضَفَادِع فِي ظلمَاءِ لَيلٍ تَجَاوَبت ... فَدَلَّ عَلَيهَا صَوتُهَا حَيَّةَ البَحرِ قَبْلَهُ: لَعَمْرِي لَقَدْ لَاقَتْ سُلِيْمٌ وَعَامِرٌ ... عَلَى جَانِبِ الثَّرْثَارِ رَاغِيَةَ البَكْرِ تَنِقُّ بِلَا شَيْءٍ شُيُوخُ مُحَارِبٍ ... وَمَا خِلْتُهَا كَانَتْ تَرِيْشُ وَلَا تَبْرِي ضَفَادِعُ فِي ظَلْمَاءِ لَيْلٍ تَجَاوَبَتْ. البَيْتُ قِيْلَ: خَرَجَ المَهْدِيُّ إِلَى الصَّيْدِ، فَطَافَ عَامَّةَ يَوْمِهِ، فَلَمْ يَصِدْ شَيْئًا فَصَاحَ دُرَّاجٌ، فَاتَّبَعَ صَوْتَهُ. فَلَمَّا طَارَ أرْسَلَ البَازِيَّ عَلَيْهِ، فَاصْطَادَهُ وَقَال مُتَمَثِّلًا: ضَفَادِعُ فِي ظَلْمَاءِ لَيْلِ تَجَاوَبَتْ. البَيْتُ وَلَقَدْ أصَابَ كِسرَى فِي قَوْلِهِ: وَالطَّيْرُ أَيْضًا لَو سَكَتَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُ. أَبُو محمَّدٍ البُستِيُّ: [من الخفيف] ¬
9381 - ضِقتُ ذَرعًا بِذِلَّتِي وَاغتِرَابِي ... وَفِرَاقِ الإِخوَانِ وَالأَحبَابِ بَعْدَهُ: جَاوَزَ الدَّهْرُ فِي اهْتِضامِي ... فَكَأنَّ الزَّمَانَ يَهْوَى عَذَابِي رَامَنِي فِي حَشَايَ مَسْمُومَ نَابٍ ... للَيَالِي وَفِي فَمِي كَأسَ صَابِ زَمَنٌ جَائِرٌ وَجدٌّ عَثُورٌ ... وَأَسًى لازِمٌ وَزَنْدٌ كَابِي هُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ سَعِيْدُ بن عَبْدِ المَلِكِ البُسْتِيُّ. ابْنُ هندُو: [من مجزوء البسيط] 9382 - ضَلَّ هُدَاهُ وَجَاءَ يَهدِي ... طُبَّ لِعَينَيكَ يَا طَبِيبُ [من الخفيف] 9383 - ضلَّةً لِامرِيءٍ يُشَمِّرُ فِي الجَمـ ... ــــــعِ لِعَيشٍ مُشَمِّرٍ لِلفَنَاءِ الرَّضِي الموسَوِي: [من الطويل] 9384 - ضَممتُ يَدِي مِنهُ وَكَانَت غَبَاوَةً ... عَلَى ضربِ مَردُودٍ مِنَ الوَرْقِ زَائِفِ [من الطويل] 9385 - ضَمَمنَاكُم مِن غَيرِ فَقرٍ إِلَيكُم ... كَمَا ضَمَّتِ السَّاقَ الكَسِيرَ الجَبَائِرُ الغَزِّيُّ: [من الكامل] 9386 - ضَمِنَ الزَّمَانُ لِيَ الأنوقَ وَبَيْضَهُ ... لَمَّا سَأَلتُ وُجُودَ حُرٍّ مَاجِدِ أَبُو جَعفر العبَّاسِيُّ: [من الطويل] ¬
9387 - ضَمِنتُ عَلَيَّ المَوتَ لَمَّا نأَيتُمَا ... وَعِندِي سَقَامٌ كافِلٌ بِضَمانِي بَعْدَهُ: فَلَوْ لَامَنِي أخْلُو بِهَا فَتُعِيْنُنِي ... عَلَى حِفْظِ نَفْسِي مُتُّ مُنْذُ زَمَانِ وَعِنْدِيَ شَوْقٌ لَو قَسَمْتُ يَسِيْرَهُ ... عَلَى الخَلْقِ لَمْ يَنْهَضْ بِهِ الثَّقَلَانِ ألَانَ الهَوَى صَعْبِي وَذَلَّلَ جَانِبِي ... وَألْقَى إِلَى أيْدِيْكُمَا بِعِنَانِي زُهَير بن أَبِي سلمَى: [من الوافر] 9388 - ضَمِنَّا مَالَهُ فَغَدَا سَلِيمًا ... عَلَينَا نَقصُهُ وَلَهُ النَّمَاءُ ابن حيّوس يمدَحُ: [من الطويل] 9389 - ضَمِيرٌ عَلَى غَيرِ السَّلَامَةِ مَا انطَوَى ... وَقَلبٌ إِلَى غَير الفَضَائِلِ مَاحَنَّا شمس الدين الكوفي الواعِظُ: [من الطويل] 9390 - ضَمِيرِي يُنَاجِينِي بِأَشيَاءَ لَم تَكُن ... لِتَحْمِلهَا كُتُبٌ إِلَيكَ وَلَا رُسلُ [من مخلع البسيط] 9391 - ضَنكُ مَعَاشٍ وَضَنكُ رِزقٍ ... أَهنَى مِنَ الذُلِّ فِي السُؤَالِ وَمِنْ بَابِ (ضَنَّتْ) قَوْلُ آخَرَ (¬1): ضَنَّتْ بِمَوْعِدِهَا فَقُلْتُ لَهَا ... يَا هَذِهِ فَعِدِي بِأنْ تَعِدِي سَعِيد بن حُمَيدٍ: [من البسيط] 9392 - ضَنَّتْ عَلَيَّ بِمَن أَهَوَى فَجُدتُ لَهَا ... بِمَن سِوَاهُ فَلَم أَجزَع عَلَى أَحِدِ ¬
[من الطويل] 9393 - ضَنًى فِي الهَوَى كَالسَّمِ فِي الشَّهدِ كلامِنَا ... لَذذتُ بِهِ جَهلًا وَفِي لَذَّتِي حَتفُ يَصف الدنانير والدَراهِم: [من الطويل] 9394 - ضَوَامِنُ للحَاجَاتِ إِمَّا شَوَافِعٌ ... مُشفَّعَةٌ أَو حَاكِمَات تُحَكَمُ [من السريع] 9395 - ضَيفُكَ قَد جَاءَ بِزَادٍ لَهُ ... فَارجِع فَكُن ضَيفًا عَلَى الضَّيفِ وَقَالَ آخَرُ فِي بَخِيْلٍ: [من الطويل] ذَكَرْتُ لَهُ صَيْفًا فَظَنَّ بِأنَّنِي ... أقُولُ لَهُ ضَيْفٌ فَقَامَ إِلَى السَّيْفِ فَقُلْتُ لَهُ خَيْرٌ فَظَنَّ بِأنَّنِي ... أقُولُ لَهُ خُبْزٌ فَمَاتَ مِنَ الخَوْفِ أَبُو هِلالٍ العَسكَرِيُّ: [من الكامل] 9396 - ضَيَّعتَ حَقَّ تَحرُّمِي بِودَادِكُم ... غُرَّ امرُؤٌ بِوِدَادِكُم يَتَحَرَّمُ كَشَاجمُ: [من السريع] 9397 - ضَيَّعَ مَا نَالَ بِمَا يَرتَجِي ... وَالنَّارُ قَد يُخمِدُهَا النَّافِخُ * * * هَذَا آخِرُ حَرْفِ الضادِ المُعْجَمَةِ وَعِدَّةُ أبْيَاتِهَا تِسْعَةٌ وَسُتُّونَ بَيْتًا عَدَا الحَوَاشِي. وَذَلِكَ فِي ثَلَاثِ قَوَائِمَ وَوجْهَةٍ هَذِهِ هِيَ. وَالحَمْدُ للَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. * * * ¬
حرف الطاء
حرف الطاء
حَرفُ الطَّاءِ [من البسيط] 9398 - طَابَ افتِضَاحِي فِي الهَوَى فَافعَلُوا ... مَهمَا أَرَدتُم فَاعذُلُوا أَو لُومُوا مِثْلهُ لِلشَّيْخِ المَرْحُومِ شَمْسِ الدِّيْنِ الكُوْفِيِّ الوَاعِظِ رَحَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى (¬1): [من الكامل] طَابَ افْتِضَاحِي فِي هَوَاهُ وَرَاقَ لِي ... وَجْدِي بِهِ مَهْمَا أرَدْتُمُ قُوْلُوا المَعَرِّيُّ: [من البسيط] 9399 - طَأ بِالحَوَافِرِ قَتلَى فِي مَصَارِعِهَا ... فَالجِسمُ بَعدَ فِرَاقِ الرُّوحِ كَالمدَرِ [من البسيط] 9400 - طَابَ الزَّمَانُ وَجَاءَ الوَردُ فَاصطَبِحُوا ... مَادَامَ لِلوَردِ أَزهَارٌ وَأَنهَارُ وَمِنْ بَابِ (طَابَت) قَوْلُ آخَرَ: طَابَت بِذِكْرِكُمُ البلَادُ بِأسْرهَا ... وَتَأرَّجَتِ بِشَذَاكُمُ الأَقْطَارُ وَسَرَى النَّسِيْمُ بِذِكرِكُم مُتَعَطِّرًا ... طِبْتُمْ فَطَابَت عَنْكُمُ الأَخْبَارُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ ابن حَيُوسٍ (¬1): طِبْتُمْ فَطَابَ حَدِيْثٌ تُوصَفُونَ بِهِ ... مُكَرَّرًا ذِكْرُهُ مَا كَرَّتِ الحِقبُ وَالمَرْءُ إِنْ لَمْ تُقَدِّمهُ مَآثِرُهُ ... لَمْ يُعْلِهِ نَسَبٌ زَاكٍ وَلَا نَشَبُ إِنَّ الفِعَالَ الَّذِي مَا شَابَهُ كَدَرٌ ... شَادَ المَقَالَ الَّذِي مَا شَانَهُ كَذِبُ ¬
[من الكامل] 9401 - طَابَت فَقَصَّرَ طِيبُهَا أَيَّامَهَا ... فَكَأَنَّمَا فِيهَا السِّنونَ شُهورُ [من الكامل] 9402 - طَابَت وَطَابَ حَدِيثُهَا فَأَعِدهُ لِي ... إِنَّ الحَدِيثَ عَنِ الحَبيبِ تَلَاقِي البُحتُرِيُّ: [من الكامل] 9403 - طَاحُوا فَمَا بكَتِ العُيوُنُ عَلَيهِم ... بِدُمُوعِهَا وَمَضُوا بِغَيرِ سَلَامِ قَبْلَهُ: لَمَا شَهَرْتَ السَّيْفَ مُزْدَلِفًا بِهِ ... قَلِقَ العَبِيْدُ وَرَامَ كُلَّ مَرَامِ جَمَعَ الهَزِيْمَةَ وَالإِبَاقَ بِغَرَّةٍ ... مَذْكُوْرَةٍ أخْزَتْهُ فِي الأَقْوَامِ أضْحَى بَقَاهُ أقْرَبُوهُ وَحِزْبُهُ ... وَكَأنَّهُمْ حُلْمٌ مِنَ الأحْلَامِ طَاحُوا فَمَا بَكَتِ العُيُونُ عَلَيْهِم. البَيْتُ أَبُو الفَتحِ البُستِيُّ: [من البسيط] 9404 - طَارَ الحَمَامُ عَلَى البَازِي يُروِّعُهُ ... وَكَشَّرَت لأُسُودِ الغَابِ أَضبعُهُ القَيسَرَانيُّ: [من البسيط] 9405 - طَارَت إِلَيكَ مَطَايَانَا عَلَى ثِقَةٍ ... مِنَ السَعَادَةِ لَا تَلوِي عَلَى الطَيرِ بَعْدَهُ: [من البسيط] عَلَى النَّجِيْبَيْنِ مِنْ شَوْقٍ وَمِنْ أمَلٍ ... مِنَ الجَّنِيْبَيْنِ مِنْ فَقْرٍ وَمِنْ فَقَرِ ¬
ابْنُ الرُّوميّ: [من الخفيف] 9406 - طَارَ قَومْ بِخِفَّةِ الوَزنِ حَتَّى ... لَحِقُوا رفعَةً بِقَابِ العُقَابِ أبْيَاتُ ابْنُ الرُّومِيِّ يَقُولُ مِنْهَا: لَيْسَ يَأسُو كُلُومُ غَيْرِي ... كَلَومِي هَمَّهُمُ مَا بِهِمْ وَهَمِّي مَا بي طَارَ قَوْمٌ بِخِفَّةِ الوَزْنِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَرَسَا الرَّاجِحُونَ مِن جِلَّةِ النَّا ... سِ رُسُوَّ الجبَالِ ذَاتِ الهِضابِ لَا وَمَا ذَاكَ اللِّئَامِ بِفَخْرٍ ... وَلَا ذَاكَ لِلْكِرَامِ بِعَابِ هَكَذَى الصَّخْرُ رَاجِحُ الوَزْنِ رَاسٍ ... وَكَذَا الذَّرُّ شَائِلُ الوَزْنِ هَابِ جِيَفٌ أنْتَنَتْ فَأَضْحَتْ عَلَى ... اللُّجَّةِ وَالدُّرُّ تَحْتَهَا فِي حِجَابِ وَغَثَأْءٌ عَلَا عُبَابًا مِنَ اليَمِّ ... وَغَاضَ المَرْجَانُ تَحْتَ العُبَابِ أبو الحسن البَديهيُّ الشهرزوري: [من البسيط] 9407 - طَالَ الفِرَاقُ فَلَا وَافٍ يُرَاسِلُنَا ... عَلَى البِعَادِ وَلَا آتٍ نُسَائِلُهُ بَعْدَهُ: يَا شَهْرَزُوْرُ سُقِيْتِ الغَيْثَ مِنْ بَلَدٍ ... نوَدُّ وَجْدًا بِهِ أنَّا نُقَابِلُهُ طَالَ الفِرَاقُ فَلَا وَافٍ. البَيْتُ ابْنُ الرُّومِيِّ: [من الكامل] 9408 - طَالَ المَطَالُ وَلَا خُلُودَ فَحَاجَة ... مَقضِيَّة أَو بَردُ يَأسٍ يَنقَعُ بَعْدَهُ: وَاعْلَمْ بِأنِّي لَا أُسَرُّ بِحَاجَةٍ ... إِلَّا وَفِي عُمرِي بِهَا مُسْتَمْتَعُ ¬
أَبُو الفَتحِ البُستِيّ: [من الكامل] 9409 - طَالَ المَقَامُ فَذلَّ عِزِّي عِندَكُم ... وَالمَاءُ يَأسَنُ بَعدَ طُولِ جِمَامِهِ الغَزِّي: [من البسيط] 9410 - طَالَ انتِظَارِي حِمَامِي وَالحِمَأُ إِذَا ... تَأَخرَ الأَجَلُ المَحتُومُ مُنتَظِرِي محمَّد أحمد الوَاسِطِيُّ: [من البسيط] 9411 - طَالَ انتِظَارِي لِغَوثٍ مِنكَ آمُلُهُ ... وَمَا أَرَى مِنكَ مَا أَصبحتُ مُرتَقِبَا أَبُو تَمَّام: [من الخفيف] 9412 - طَالَ إِنكَارِيَ البَيَاضَ وَإِن عُمِّـ ... ـــرتُ شَيئًا أَنكَرتُ لَونَ السَّوَادِ بَشَّارٌ: [من السريع] 9413 - طَالَبتُهَا دَينًا فَضَنَّت بِهِ ... وَأَمسَكَت قَلبِي مَعَ الدَّينِ أبْيَاتُ بَشَّارٍ يَقُولُ مِنْهَا: طَالَبْتُهَا دَيْنًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَرُحْتُ كَالعِيْرِ أبْتَغِي ... قَرْنًا فَلَمْ يَرْجعْ بِأُذْنَيْنِ أعْتَقْتُ مَا أمْلِكُ إِنْ لَمْ أكُنْ ... أُحِبُّ أنْ ألْقَاكِ فَالْقِيْنِي وَاللَّهِ لَونِلْتكِ لَا أتَّقِي ... عَيْنًا لَقَبَّلْتُكِ ألْفَيْنِ يَقُولُ العَرَبُ فِيْمَا تَزْعِمُ: أَنَّ حِمَارَ وَحْشٍ بَحَثَ تُرَابًا يَطْلُبُ فِيْهِ قَرْنَيْنِ لِيُنَاطِحَ بِهِمَا بَقَرَ الوَحْشِ وَكَانَ فِي التُّرَابِ سِكِّيْنٌ فَقَطَعَ أُذُنَيْهِ فَرَجَعَ بِغَيْرِ أُذُنَيْنِ. يُضرَبُ فيمن يَطِلِبُ شَيْئًا فَلَا يَنَالَهُ وَيُضَيِّعُ مَا مَعَهُ. ¬
ابْنُ شَمسِ الخِلافَة: [من الرمل] 9414 - طَالَتِ الشِّقوَةُ لِلمَرءِ إِذَا ... قَصَّرَ الرِزقُ وَطَالَ العُمُرُ المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 9415 - طَالَ غِشيَانُكَ الكتَائِبَ حَتَّى ... قَالَ فِيكَ الَّذِي أَقُولُ الحُسَامُ يَقُولُ أَبُو الطَّيِّب المُتَنَبِّيّ هَذَا مُخَاطِبًا لِعَلِيِّ بن أحْمَد الخُرَاسَانِيّ وَقَدْ كَرَّرَ هَذَا المَعْنَى فَقَالَ (¬1): [من الوافر] وَلَوْ قَدَرَ السِّنَانُ عَلَى لِسَانٍ ... لَقَالَ لَكَ السِّنَانُ كَمَا أقْوُلُ أَبُو حُكيمة يرثي أَيرَهُ: [من الخفيف] 9416 - طَالَمَا قُمتَ كَالمَنَارَةِ تَهتَزُّ ... ارتفَاعًا تَسمُو إلَيكَ العُيُونُ الأرجَانِيُّ: [من السريع] 9417 - طَالَ مَقَامِي بِرُبَى فَارِسٍ ... مِن غَيرِ نَفع الرَّوَاح بَعْدَهُ: مَا آفَةُ الإنْسَانِ إِلَّا المُنَى ... طُوْبَى لِمَنْ طَلَّقَهَا وَاسْتَرَاح يَقُولُ مِنْهَا: [من السريع] أَمَّلْتُهُمْ ثُمَّ تَأمَّلْتهُمْ ... فَلَاحَ لِي أنْ لَيْسَ فِيْهِمْ فَلاحْ أَبُو تَمَّام: [من الكامل] 9418 - طَامِن حَشَاكَ أَبَا الحَبَابِ فَإِنَّهَا ... مِحَنٌ تَرُوحُ عَلَى الرِّجَالِ وَتَغتَدِي ¬
بَعْدَهُ: فَلَقَدْ أفَاقَ مُتَمِّمٌ عَنْ مَالِكٍ ... وَسَلَا لَبِيْا قَبْلَهُ عَنْ أَرْتدِ هَذِي المَعُونَةُ بِاللِّسَانِ وَلَوْ أرَى ... غَيْرَ الحَوَادِثِ قَدْ أعَتَّكَ بِاليَدِ ابْنُ الرُّوميّ: [من الكامل] 9419 - طَامِنْ حَشَاكَ فَلَا مَحَالَةَ وَاقِعٌ ... بِكَ مَا تُحِبُّ مِنَ الأُمورِ وَتَكرَهُ بَعْدَهُ: وَإِذَا أتَاكَ مِنَ الأُمُوْرِ مُقَدَّر ... فَهَرَبْتَ مِنْهُ فَنَحْوَهُ تَتَوَجَّهُ الرّضِي الموسَوِي: [من البسيط] 9420 - طَامِن رَجَاءَكَ لَا الأَطوادُ مُورِقَةٌ ... يَومًا وَلَا جَندَلُ البقعاءِ مُعتَصَرُ أعشى بَاهِلَةَ: [من البسيط] 9421 - طَاوِي المَصِير عَلَى العَزَاءِ مُنصَلِتٌ ... بِالقَومِ لَيلَةَ لَا مَاءٌ وَلَا شَجَرُ [من السريع] 9422 - طِبتُ بِهِ نَفسًا وَمَن لَم يَجِد ... إِلَّا الرَّدَى أَذعَنَ وَاستَقتَلا البُحتُرِيّ: [من الخفيف] 9423 - طِبتُ نَفسًا عَنِ الشَّبَابِ وَمَا ... سَوَّدَ مِن صبغِ بُردِهِ الفَضفَاضِ بَعْدَهُ: فَهَلِ الحَادِثَاتُ يَا بنَ عُوَيْفٍ ... تَارِكَاتِي وَلُبْسَ هَذَا البِيَاضِ ¬
التِّهامِيُّ: [من الكامل] 9424 - طُبِعَت عَلَى كَدَرٍ وَأَنتَ تَرُومُهَا ... صَفْوًا مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدَارِ أبْيَاتُ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ التُّهَامِيّ مِن قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ يَرْثِي فِيْهَا وَلَدَهُ، أوَّلُهَا: حُكْمُ المَنِيَّةِ فِي البَرِيَةِ جَارِى ... مَا هَذِهِ الدُّنْيَا بِدَارِ قَرَارِ بَيْنَا تَرَى الإنْسَانَ فِيْهَا مُخْبِرًا ... حَتَّى يُرَى خَبَرًا مِنَ الأخْبَارِ طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَتُكَلِّفُ الأَيَّامُ ضِدَّ طِبَاعِهَا ... مُتَطَلِّبٌ فِي المَاءِ جَذْوَةَ نَارِ وَإِذَا رَجَوْتَ المُسْتَحِيْلَ فَإنَّمَا ... تَبْنِي الرَّجَاءَ عَلَى شَفِيْرٍ هَارِ فَالعَيشُ نَوْمٌ وَالمَنِيَة يَقْظَةٌ ... وَالمَرْءُ بَيْنَهُمَا خَيَالٌ سَارِ فَاقْضُوا مَآرِبَكُمْ عَجَالًا إِنَّمَا ... أعْمَارُكُمْ سَفَرٌ مِنَ الأَسْفَارِ وَتَرَاكَضُوا خَيْلَ الشَّبَابِ وَبَادِرُوا ... أنْ تُسْتَرَدَّ فَإنَّهُنَّ عَوَارِي فَالدَّهْرُ يَخْدَعُ بِالمُنَى وَيُغِضُّ ... إِنْ هَنَّى وَيَهْدِمُ مَا بَنَى ببَوَارِ لَيْسَ الزَّمَانُ وَإِنْ حَرَصْتَ مُسَالِمًا ... خُلْقُ الزَّمَانُ عَدَاوَةُ الأَحْرَارِ إنِّي وَتِرْتُ بِصَارِمٍ ذِي رَوْنَقٍ ... أعْدَدْتُهُ لِطِلَابَةِ الأَوْتَارِ وَالنَّفْسُ إِنْ رَضِيَتْ بِذلِكَ أَوْ أبَتْ ... منْقَادَةٌ بِأزِمَّةِ الأقْدَارِ أثْنَى عَلَيْهِ بِأثْرِهِ وَلَوْ أَنَّهُ ... لَمْ يَعْتَبطْ أثْنَيْت بِالآثَارِ يَا كوْكَبًا مَا كَانَ أقْصَرَ عُمْرَهُ ... وَكَذاكُ عُمْرُ كَوَاكِبِ الأَسْحَارِ وَهِلَالَ أيَّامٍ مَضَى لَمْ يَسْتَدِرْ بَدْرًا ... وَلَمْ يُمْهَلْ لِوَقْتِ سِرَارِ عَجل الخُضُوفُ عَلَيْهِ قَبْلَ أوَانِهِ ... فَمَحَاهُ قَبْلَ مظنَّةِ الإبْدَارِ وَاسْتُلَّ مِنْ أتْرَابِهِ وَلِدَاتِهِ ... كَالمُقْيَةِ اسْتُلَّتْ مِنَ الأشْفَارِ فَكَأنَّ قَلْبِي قَبْرَهُ وَكَأنَّهُ ... فِي طَيِّهِ سِرٌّ مِنَ الأسْرَارِ ¬
إِنْ تَحْتَقِرْ صِغْرًا فَرُبَّ مُفَخَّمٍ ... يَبْدُو ضَئِيْل الشَّخْصِ لِلنُّظَّارِ إِنَّ الكَوَاكِبَ مِنْ عُلُوِّ مَكَانِهَا ... لَترَى صِغَارًا وَهِيَ غَيْر صِغَارِ وَكَذَى المُعَزَّى بَعْضهُ فَإِذَا مَضَى ... بَعْضُ الفَتَى فَالكُلُّ فِي الآثَارِ أبْكِيْهِ ثُمَّ أقُولُ مُعْتَذِرًا لَهُ ... وُفِّقْتَ حِيْنَ تَرَكْتَ الأَمَ دَارِ جَاوَرْتُ أعْدَائِي وَجَاوَرَ رَبَّهُ ... شَتَّانَ بَيْنَ جِوَارِهِ وَجِوَارِي أشْكُو بِعَادَكَ لي وَأَنْتَ بِمَوْضِعٍ ... لَوْلَا الرَّدَى لَسَمِعْتَ فِيْهِ سِرَارِي وَالشَّرْقُ نَحْوَ الغَرْبِ أقْرَبُ شُقَّةً ... مِنْ بُعْدِ تِلْكَ الخَمْسَةِ الأَشْبَارِ هَيْهَاتَ قَدْ عَلِقَتْكَ أشْرَاكُ الرَّدَى ... فَاعْتَاقَ عُمْرُكَ قَاطِعُ الأَعْمَارِ وَلَقَدْ جَرَيْتَ كَمَا جَرَيْتُ لِغَايَةٍ ... أدْرَكْتُهَا وَأبُوكَ فِي المِضْمَارِ وَإِذَا نَطَقْتُ فَأنْتَ أوَّلُ مَنْطِقِي ... وَإِذَا صمْتّ فَأنْتَ فِي إضْمَارِي أُخْفِي مِنَ البُرْجَاءِ مِثْلَمَا ... يُخْفِي مِنَ النَّارِ الزِّنَادُ الوَارِي وَأُخَفِّضُ الزَّفَرَاتِ وَهِيَ صَوَاعِدٌ ... وَأُكَفْكِفُ العَبَرَاتِ وَهِيَ جَوَارِي وَشِهَابُ زَيْدِ الحُزْنِ إِنْ طَاوَعْتَهُ ... وَارٍ وَإِنْ عَاصَيْتهُ مُتَوَارِي وَأكُفُّ نِيْرَانَ الأَسَى وَلَرُبَّمَا ... غُلِبَ التَّصبُّرَ فَارْتَمَى بِشَرَارِ [من الطويل] 9425 - طُبِعنَا عَلَى ضُعفِ النُفُوسِ وَإِنَّنَا ... لَنَأنَسُ بِالأَخطَارِ طَورًا وَنَنفِرُ طَاهِر بن عَبدِ اللَّه: [من مجزوء الرمل] 9426 - طِب عَنِ الأُمَّةِ نَفسَا ... وَارضَ بِالوَحدَةِ أُنسَا قِيْلَ كَتَبَ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ إِلَى أخِيْهِ طَاهِر بن عَبْدِ اللَّهِ يَشْكُو إلَيْهِ فَسَادَ الجَلِيْسِ وَقِلَّةَ الأنِيْسِ، فَأجَابَهُ طَاهِرُ عَنْ ذَلِكَ فَقَال: طِبْ عَنِ الأُمَّةِ نَفْسًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَدْ طَلَبْنَا وَاخْتَبَرْنَا ... لَمْ نَجِدْ لِلصِّدْقِ أنْسَا ¬
فَلْيَكُنْ يَأسُكَ دُوْنَ الطَّـ ... ـــمَعِ الكَاذِبِ تُرْسَا لَسْتَ بِالوَاجِدِ حُرًّا ... أَوْ تَرُدَّ اليَوْمَ أمْسَا مَا رَأيْنَا أحَدًا سَاوَى ... عَلَى الخِبْرَهِ فَلْسَا أَبُو الفَتح البُستِيّ: [من الكامل] 9427 - طَبعِي كَطَبعِ المُشتَرِي مَا فِيهِ مِن ... شَوبٍ فَهَل مِن مُشتَرٍ لِلمُشتَرِي قَبْلَهُ: إِنْ كُنْتَ قَدْ أُبْلِغْتَ عَنِّي سَيِّئًا ... فَالذَّنْبُ فِيْهِ لِلْكَذُوبِ المُفْتَرِي أوْ خَيَّلُوا لَكَ أَنَّ عَهْدِي أبْتَرٌ ... فَالحرُّ لَا يَرْضَى بِعَهْدٍ أبْتَرِ طَبْعِي كَطَبْعِ المُشْتَرِي. البَيْتُ [من الكامل] 9428 - طَبَقَاتُ شَحمِكَ لَيسَ يَخفَى أَنَّهَا ... لَم يَبنِهَا آءٌ وَلَا تَنُومُ أَبو النَضِر محمد بن عَبد الجبّار العُتبِيُّ: [من الكامل] 9429 - طَحَنَ الزَّمَانُ برَيبِهِ وَصُرُوفِهِ ... عُمرِي فَثَارَ طَحِينُهُ فِي مَفرِقِي عَبد اللَّه بن محمّد بن أَبِي عُيينَةَ: [من الكامل] 9430 - طَرَحَ الأَذَى عَن نَفسِهِ فِي رِزقِهِ ... لَمَّا تَيَقَّنَ أَنَّهُ مَضمُونُ سَعِيد بن حُمَيدٍ: [من الطويل] 9431 - طَرَحتُ الهَدَايَا وَاتَكَلتُ عَلَى الَّذِي ... عَلِمتَ وَلِي فِيهِ أَعَزّ مُجِيرِ بَعْدَهُ: ¬
وَحَسْبُكَ أَنِّي أصحَبُ الدَّهْرَ كُلَّهُ ... بِنَفْسِ غَنِيٍّ وَاعْتِذَارِ فَقِيْرِ 9432 - طَرَحتُ عَنِ الدُّنيَا المُنَى غَرَّ وَجهُهَا ... فَلَا أَسأَلُ الدُّنيَا وَلَا أَستَزِيدُهَا أَبُو الجَوائِز: [من الكامل] 9433 - طَرفُ الرَّجَاءِ إلَى نَوَالِكَ شَاخِصُ ... وَالشُكرُ مِنِّي فِي المَحَافِلِ خَالِصُ بَعْدَهُ: هل يَسْتَوِي فِي العَدْلِ حَمْدٌ وَافِرٌ ... يَشْجَى العَدُوُّ بِهِ وَحَظٌّ نَاقِصُ فِي وَصف فَرسٍ: [من الكامل] 9434 - طرفٌ تَبَيَّنَ لِلبَصِيرِ وَغَيرِهِ ... فِيهِ النَّجابَةُ جَارِيًا وَمَقُودَا عَبد اللَّهِ بنُ المُعتَزِّ: [من البسيط] 9435 - طَرَقتَ بَابَ غِنًى طَابَت مَوَارِدُهُ ... وَنَائِلًا كانْهمِالِ العَارِضِ السَّجِمِ قَبْلَهُ: يَا طَارِقِي فِي الدُّجَى وَاللَّيْلُ مُنْبَسِطٌ ... عَلَى البِلَادِ بَهِيْمٌ ثَابِتُ الدَّعْمِ طَرَقْتَ بَابَ غِنًى طَابَتْ مَوَارِدُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: حُكْمُ الضُّيوُفِ بِهَذَا الرَّبع أَنْفَذُ مِنْ ... حُكْمِ الحَلَايِفِ آبَائِي عَلَى الأُمَمِ فَكُلُّ مَا فِيْهِ مَبْذُولٌ لِطَارِقِهِ ... وَلَا ذِمَامَ بِهِ إِلَّا عَلَى الحَرَمِ وَمِنْ بَابِ (طَر) أنْشَدَ ثعْلَبُ لِيَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفِيَانَ بن حَرْبٍ (¬1): ¬
[من الكامل] طَرَقَتْكَ زَيْنَبُ وَالرّكَابُ مَنَاحَةً ... بَيْنَ المَحَارِمِ وَالنَّدَى يَتَصبَّبُ بثيَّنةَ العَلَمَيْنِ وَهْنًا بَعْدَمَا ... خَفَقَ السَّمَاكُ وَعَارَضَتْهُ العَقْرَبُ فَتَحِيَّة وَكَرَامَة لِخيَالِهَا ... وَمَعَ التَّحِيَّةِ وَالكَرَامَةِ مَرْحَبُ أنَّى اهْتَدَيْتَ وَمَنْ هَدَاكَ وَدُونَنَا ... جَبَل فَقُلُّه عالج فَالمَرْقَبُ وَزَعْمِتِ أهْلكِ يَمْنَعُنكِ رغْبَةً ... عَنِّي فَأهَلِي بي أضَنُّ وَأرْغَبُ أوَ لَيْسَ لي قُرَنَاءُ إِنْ أقْصَيْتِنِي ... حَدَبُوا وَعِنْدِيَ المُتَعَتِّبُ فَلَئِنْ دَنَوْتُ لأدْنُوَنَّ بِعِفَّةٍ ... وَلَئِنْ نَأيْتُ فَمَا وَرَائِيَ أرْحَبُ يَأبَى وَجَدِّكِ أنْ أكُونَ مُقَصِّرًا ... عَقْل أعِيْشُ بِهِ وَقَلْبٌ قُلَّبُ [من مجزوء الوافر] 9436 - طَرِيقُ الخَيرِ مُشتَرَك ... وَبَعدُ فَإِنَّنَا لأَبِ [من الطويل] 9437 - طَرِيقَتكم مُثلَى وَهَديُكُم رِضًا ... وَمَذهَبُكُم قَصدٌ ونَائِلِكُم غَمرُ مِسكِين الدَارِميُّ: [من الطويل] 9438 - طَعَامِي طَعَامُ الضَيفِ وَالرَّحلُ رَحلُهُ ... وَلَم يُلهِنِي عَنهُ غَزَالٌ مُقَنَّعُ بَعْدَهُ: أُحَدِّثُهُ إِنَّ الحَدِيْثَ مِنَ القِرَى ... وَتَعْلَمُ نَفْسِي أَنَّهُ سَوْفَ يَهْجَعُ قال الحُكَمَاءُ: كُلُّ ذِي طَعْمٍ أَمَّا أنْ يَكُونَ حَارًّا أَوْ بَارِدًا أَوْ مُعْتَدِلًا وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلاثَةِ إمَّا غَلِيْظ أَوْ لَطِيْفٌ أَوْ مُتَوَسِّطٌ فَيَتَوَلَّدُ مِنْ هَذَا التَّرْكِيْبِ تِسْعَةُ أنْوَاعٍ كُلٌّ مِنْهَا لَهُ طُعْمٌ مَخْصُوصٌ: الحَارُّ اللَّطِيْفُ حِرِّيْفٌ، الحَارُّ الغَلِيْظُ مرٌّ، الحَارُّ المُتَوَسِطُ مَالِحٌ، البَارِدُ اللَّطِيْفُ حَامِضٌ، البَارِدُ الغَلِيْظُ عَفِصٌ، البَارِدُ المُتَوَسِّطُ قَابِضٌ، ¬
وَالمُعْتَدِلُ فِي الحَرَارَةِ وَالبُرُوْدَةِ، اللَّطِيْفُ دَسِمٌ، الغَلِيْظُ حُلْوٌ، المُتَوَسِّطُ فِي اللَّطَافَةِ وَالغِلْظِ مِنَ المُعْتَدِلِ فِي الحَرَارَةِ. ابْنُ المُعتَزِّ: [من الخفيف] 9439 - طَعمُ كَأسِي مُرٌّ إِذَا لَم تَزُرنِي ... وَهُوَ حُلْوٌ إِذَا رَأَيتُكَ عِندِي أَبُو بَكر بن دُرَيدٍ: [من الرجز] 9440 - طَعمِيَ شَرفي لِلعَدُوِّ تَارةً ... وَلَا أَرى بِالرَاحِ لِمَن وُدِّي بَغَا أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 9441 - طَعَنَ التَّلَهُّفُ قَلبَهُ فَفُؤادُهُ ... مِن غَيرِ طَعنَةِ فَارِسٍ مَطعُونُ وَقَدْ كَرَّرَ هَذَا المَعْنَى أَبُو تَمَّامٍ فَقَال (¬1): [من الكامل] لَو لَمْ يُزَاحِفَهمْ لِزَاحَفَهمْ لَهُ ... مَا فِي صدُورِهم مِنَ الأوْجَالِ الوزيرُ أَبُو شُجَاعٍ: [من الكامل] 9442 - طَفَحَ السُّرورُ عَلَيَّ حَتَّى إنَّهُ ... مِن عُظمِ مَا قَد سَرَّني أَبكَانِي بَعْدَهُ: يَا عَيْنُ صارَ الدَّمْعُ عِنْدَكِ عَادَةً ... تَبْكِيْنَ فِي فَرَحِي وَفِي أحْزَانِي قَالَهُما حِيْنَ جَلَسَ فِي دَسْتِ الوِزَارَةِ ووُضعَتِ الدَّوَاةُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَدْ ضمَّنَهُمَا آخَرَ شِعْرَهُ فَقَالَ: وَرَدَ الكِتَابُ مِنَ الحَبِيْبِ بِأنَّهُ ... سَيَزُوْرني فَاسْتَعْبَرَتْ أجْفَانِي طَفَحَ السُّرُورُ عَلَيَّ. البَيْتَانِ ¬
الوَزِيرُ المهلَبِيّ: [من مجزوء الكامل] 9443 - طِفلٌ يَرِقُّ المَاءُ فِي ... وَجَنَاتِهِ وَيَرِفُّ عُودُهُ أبْيَاتُ الوَزِيْرُ المُهَلَّبِيِّ فِي تِكِيْن جامدَارِ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ وَقَدْ جَعَلَهُ مُقَدَّمًا عَلَى جَيْشٍ أوَلُهَا: طِفْلٌ يَرِقُّ المَاءُ فِي وَجَنَاتِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَيَكَادُ مِنْ شَبَهِ العَذَارَى ... فِيْهِ أنْ تَبْدُو نُهُوْدُه نَاطُوا بِمَقْعدِ خَصْرِهِ ... سَيْفًا وَمَنْطَقَةً تَؤُودُه جَعَلُوهُ قَائِدَ عَسْكَرٍ ... ضاعَ الرَّعِيْلُ وَمَنْ يَقُودُه وَمِنْ بَابِ (طف) قَوْلُ آخَرَ (¬1): طُفْتُ البِلَادَ مَشَارِقًا وَمَغَارِبَا ... لأنَالَ خَلْقًا بِالصَّفَاءِ خَلِيْقَا فَلَقَلَّ يَوْمًا زَالَ عَنِّي مَاضِيًا ... لَمْ أشْكُ فِيْهِ إِلَى العَدُوِّ صَدِيْقَا [من الكامل] 9444 - طَلَبُ الحَلَالِ هُوَ الجِهَادُ وَإِنَّهُ ... عِندَ التَفَاضُلِ أَفضَلُ الأَعمَالِ [من الرمل] 9445 - طَلَبَ العُذرَ جَاهِدًا وَلَقَد جَاءَ ... بِعُذرٍ يَزِيدُ فِي الأَضغَانِ [من مجزوء الكامل] 9446 - طَلَبُ المَعَاشِ مُفَرِّقٌ ... بَينَ الأَحِبَّةِ وَالوَطَن بَعْدَهُ: وَمُسَيِّر جَلَدَ الرِّجَالِ ... إِلَى الضَّرَاعَةِ وَالوَهَنْ ¬
حَتَّى يُعَادَ كَمَا يُقَادُ ... النِّضْوُ فِي ثَنْي الرَّسَنْ ثُمَّ المَنِيَّةُ بَعْدَهُ ... فَكَأَنَّهُ مَا لَمْ يَكُن نهشَلُ بن حرّي الدَّارِميّ: [من الخفيف] 9447 - طَلَبَ الأَبلَقَ العَقُوقَ فَلَّمَا ... لَم يَنَلهُ أَرَادَ بَيضَ الأَنُوقِ قَوْلُ نَهْشلٍ: طَلَبَ الأبْلَقَ العَقُوفَ. البَيْتُ هُوَ المَثَلُ السَّائِرُ يُضرَبُ فِيْمَا يَتَعَذَّرُ حُصولُهُ. الأبْلَقُ هُوَ الفَرَسُ الفَحْلُ، وَالعَقُوقُ الحَامِلُ، وَلَا يَكُونُ الفَحْلُ حَامِلًا. وَالأَنُوقُ هُوَ الرَّخْمُ الذَّكَرُ وَالذَّكَرُ مِنَ الطيْرِ لَا يَبِيْضُ وَكِلَا الأمْرَيْنِ مُتَعَذَّرٌ. وَقَالَ المُفَضلُ: قَوْلَهُمُ الأبْلَقُ العَقُوقُ مَثَلٌ أرْسَلَهُ مَالِكُ بنُ خَالِدٍ النَّهْشَلِيُّ لِلنُّعْمَانِ وَكَانَ النُّعْمَانُ أسَرَ نَاسًا مِنْ مَازِنِ بن عَمْرِو بن تَمِيْمٍ فَقَالَ: مَنْ يَكْفَلُ بِهِمْ؟ قَالَ مَالِكٌ: أَنَا. فَقَالَ النُّعْمَانُ: بِمَا أحْدَثُوا؟ قَالَ: نَعَمْ وَإِنْ كَانَ الأبْلَقُ العَقُوقُ فَأرْسَلَهَا مَثَلًا. وَقَالَ رَجُلٌ لِمُعَاوِيَةَ: افْرِضْ لِي. قَالَ: نعَمْ. قَالَ: وَلَدِي؟ قَالَ: لَا. قَالَ: وَلِعَشِيْرَتِي؟ قَالَ: لَا. ثُمَّ تَمَثَّلَ مُعَاوِيَةَ فقال: طَلَبَ الأبْلَقَ العَقُوْقَ. البَيْتُ أَبُو الفَضْلِ الكسروري السكري: [من الرمل] 9448 - طَلَبُ الأَعظُمِ مِن بَيتِ الكِلَابِ ... كَطِلَابِ المَاءِ مِن لَمعِ السَّرابِ طُريح بن إسماعيل الثقفي: [من الطويل] 9449 - طَلَبتُ ابتِغَاءَ الشُّكرِ فِيمَا صَنَعتَ بِي ... فَقَصَّرتُ مَغلُوبًا وَإِنِّي لَشَاكِرُ يَقُولُ بَعْدَهُ مُخَاطِبًا لِخَالِدِ بن عَبْدِ اللَّهِ القَسْرِيّ: ¬
وَمَا زِلْتَ تُعْطِيْنِي الجَّزِيْلَ بَدِيْهَةً ... وَأَنْتَ لِمَا اسْتَكْثَرْتُ مِنْ ذَاكَ حَاقِرُ فَأرْجِعُ مَغْبُوطًا وَتَرْجِعُ بِالَّتِي ... لَهَا أوَّلٌ فِي المَكْرُمَاتِ وَآخِرُ زهَيرٌ المصرِيُّ: [من المتقارب] 9450 - طَلَبتَ الجَمِيعَ فَفَاتَ الجَمِيعُ ... فَمِن سُوءِ رَأيِكَ لَاذَا وَلَاذَا قَبْلَهُ: أرَاكَ تَلُوذُ عَلَى فَائِتٍ ... وَلَسْتُ أرَى لَكَ فِيْهِ مَلَاذَا طَلَبْتَ الجَّمِيع فَفَاتَ الجَّمِيع. البَيْتُ أَبُو العَتاهِيَة: [من الوافر] 9451 - طَلَبتُ المُستَقَرَّ بِكُلِّ أَرضٍ ... فَلَم أَرَ لِي بِأَرضٍ مُستَقَرَّا [من الطويل] 9452 - طَلَبتُ بِكَ التَّكثِيرَ فَازدَدتُ قِلَّةً ... وَقَد يَخسَرُ الإِنسَانُ فِي طَلَبِ الرِّبحِ أَبُو نَصر بن نُباتَة: [من الطويل] 9453 - طَلَبتُ صِحَةَ وِدِّ النَّاسِ وَاعجَبَا ... أَمرًا تَطَلَّبتُ لَا يَخلُو مِن السَّقَمِ ابْنُ بشرانَ الوَاسِطيُّ: [من الطويل] 9454 - طَلَبتُ صَدِيقًا فِي البَرِيَّة كُلِّهَا ... فَأَعْيَا طِلَابِي أَن أُصِيبَ صَدِيقَا بَعْدَهُ: بَلَى مَنْ تَسَمَّى بِالصَّدِيْقِ مَجَازَةً ... فَلَمْ يَكُ فِي حِفْظِ الوِدَادِ صَدُوْقَا ¬
وَطَلَّقْتُ وُدَّ العَالَمِيْنَ صَرِيْمَةً ... فَأصْبَحْتُ مِنْ أَسْرِ الحِفَاظِ طَلِيْقَا هُوَ أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ أحْمَد بنُ سَهْلٍ المَعْرُوفُ بِابْنِ بِشْرَانِ الوَاسِطِيُّ. بَدِيعُ الزَّمان: [من الوافر] 9455 - طَلَبتَ عَلَى مَكَارِمنَا دَلِيلًا ... مَتَى احتَاجَ النَّهَارُ إِلَى دَلِيلِ قَالَ بَدِيْعُ الزَّمَانِ الهَمَذَانِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ الصَّاحِبِ إسْمَاعِيْلُ بن عَبَّادٍ، فَأتَاهُ رَجُلٌ بِقَصِيْدَةٍ يُفَضِّلُ فِيْهَا العَجَمَ عَلَى العَرَبِ وَهِيَ: غَنِيْنَا بِالطُّبُولِ عَنِ الطُّلُولِ ... وَعَنْ عَنْسٍ عُذَافِرَةٍ ذَمُولِ وَأذْهَلَنِي عُقَارِي عَنْ عقَارِي ... فَفِي أستِ أمّ القُضَاةِ مَعَ العُدُوْلِ فَلَسْتُ بِتَارِكٍ أيْوَانَ كِسْرَى ... لِتُوْضِحَ أَوْ لِحَوْمَلَ فَالدُّخُولِ وَضَبٍّ بِالفَلَا سَاعٍ وَذِيْبٍ ... بِهَا يَعْوِي وَلَيْثٍ وَسْطَ غِيْلِ إِذَا ذَبَحُوا فَذَلِكَ يَوْمُ عِيْدٍ ... وَإِنْ نَحَرُوا فَفِي عُرْسٍ جَلِيْلِ يَسُلُّونَ السُّيُوْفَ بِرَأسِ ضَبٍّ ... هِرَاشًا بِالغَدَاةِ وَبِالأصِيْلِ ألا لَوْ لَمْ يَكُنْ لِلْفُرْسِ إِلَّا ... نَجَارُ الصَّاحِبِ العَدْلِ الجلِيْلِ لَكَانَ لَهُمْ بِذَلِكَ خَيْرُ عِزٍّ ... وَجِيْلهُمُ بِذَلِكَ خَيْرُ جِيْلِ قَالَ فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى هُنَا قَالَ لَهُ الصَّاحِبُ: قَدْكَ، ثُمَّ اشْرَأبَّ يَنْظُرُ إِلَى الزَّوَايَا وَأطْرَافِ القَوْمِ فَلَمْ يَرَني، وَكُنْتُ فِي زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا البَيْتِ فَقَالَ: أيْنَ أَبُو الفَضْلِ؟ فَوَثبتُ وَبُسْتُ الأرْضَ بَيْنَ يَدَيْهِ. فَقَالَ: أجِبْهُ عَنْ ثَلَاثِكَ. فَقُلْتُ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: أدَبكَ وَمَذْهبكَ وَنَسَبكَ. فَقُلْتُ: وَلَا مُهْلَةَ لِلْقَوْلِ وَلَا فُسْحَةَ لِلطَّبع إِلَّا كَمَا تَسْمَعُ (¬1): أرَاكَ عَلَى شَفَا خَطَرٍ مَهُولٍ ... بِمَا كَلَّفْتَ نَفْسَكَ مِنْ فُضُولِ ¬
طَلَبْتَ عَلَى مَكَارِمِنَا دَلِيْلًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ألَسْنَا الضَّارِبِيْنَ جُزًى عَلَيْهِم ... فَأيُّ الخِزْيِ أقْعَدُ بِالذَّلِيْلِ مَتَى عَرفَ المَنَابِرَ فَارِسِيٌّ ... مَتَى عَرِفَ الأغَرُّ مِنَ الحُجُوْلِ؟ مَتَى عَلِقَتْ وَأَنْتَ بِهِمْ زَعِيْمٌ ... أكُفُّ الفُرْسِ أعْرَافَ الخُيُوْلِ؟ فَخَرْتَ بِمِلْءِ مَاضِغتَيْكَ فَخْرًا ... عَلَى قَحْطَانَ وَالبَيْتِ الأصِيْلِ وَحَقِّكَ أنْ تُبَارِيْنَا بِكِسْرَى ... فَمَا ثَوْرٌ كَكِسْرَى فِي الرَّعِيْلِ تُفَاخِرُنَا بِمَلْبُوسٍ وَأكْلٍ ... وَذَلِكَ فَخْرُ رَبَّاتِ الحُجُوْلِ تَفَاخُرُهُنَّ فِي خَذٍّ أسِيْلٍ ... وَفَرْعٍ عَنْ مَفَارِقَهَا رَسِيْلِ فَأمْجَدُ مِنْ أبِيْكَ إِذَا أُثرْنَا ... عُرَاةٌ كَاللُّيُوثِ وَكَالنُّصُولِ فَلَمَّا أجِبْتُهُ بِهَذِهِ الأبْيَاتِ نَظَرَ الصاحِبُ بنُ عَبَّادٍ إِلَى الرَّجُلِ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى؟ فَقَالَ: لَو سَمِعْتُ بِهِ مَا صَدَّقْتُ. قَالَ: فَإذًا جَائزَتُكَ جَوَازِي إِنْ وَجَدْتُكَ بَعْدَهَا فِي مَمْلَكَتِي أمَرْتُ بِضرْبِ عُنقِكَ، ثُمَّ قَالَ: لَا تَرَوْنَ رَجُلًا يُفَضِّلُ العَجَمَ عَلَى العَرَبِ إِلَّا وَفِيْهِ عِرْقٌ مِنَ المَجُوسِيَّةِ يَنْزِعُ إلَيْهَا. هَذِهِ الحِكَايَةُ هِيَ الحِكَايَةُ الثَّالِثَةُ مِنْ حَكَايَات بَدِيْعِ الزَّمَانِ. محمَّد بن بَشيرٍ الخَارجيُّ: [من الطويل] 9456 - طَلَبتُ فَلَم أُدرِك بِوَجهِي وَلَيتَنِي ... قَعَدتُ فَلَم أَبغِ النَّدَى بَعدَ سَائِبِ ابن الرومي [من الطويل] 9457 - طَلَبتُ لَدَيكُم بِالعِتَابِ زِيَادةً ... وَعَطفًا فَأَعتَبتُم بِإِحدَى البَوَائِقِ بَعْدَهُ: فَكُنْتُ كِمُسْتَسْقٍ سَمَاءً مَخِيْلَةً ... حَيًا فَأصَأْبَتْهُ بِإحْدَى الصَّوَاعِقِ ابن أَبِي الفَهدِ: [من الطويل] ¬
9458 - طَلَبتُ لَهَا أَهلًا فَأَلفَيتُ أَروعًا ... جَوَادًا كَرِيمَ النَّجرِ عَذبَ الشَمَائِلِ أبْيَاتُ أَبِي المُطَرَّفِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي الفَهْدِ فِي أَبِي إسْحَاقُ إبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّرْفِيِّ الحَاكِمِ الخَطِيْبِ، مَنْسُوبٌ إِلَى الشَّرَفِ قَرْيَةٌ مِنْ سَوَادِ إشْبيْلِيَّةَ مِنْ بَلَادِ الأنْدَلُسِ مِنْ قَصِيْدَةٍ أوَّلُهَا: قِفَا بي قَلِيْلًا فِي رُسُومِ المَنَازِلِ ... وَلَا تُنْكرَا فَيْضَ الدُّمُوعِ الهَوَامِلِ يَقُولُ مِنْهَا: وَمُنْتحَلٍ مِنْ حُرِّ شعْرِي انْتَحَلْتُهُ ... لِمُنْتَحِلٍ غُرَّ العُلَى وَالفَضَائِلِ وَغُرٍّ حَبَوْنَاهَا أغَرُّ مُحَجَّلًا ... طَوَالِبَ وُدٍّ لَا طَوَالِبَ نَائِلِ طَلَبْتُ لَهَا أهْلًا فَألْقَيْتُ أرْوَعًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَخَيَّرْتُهُ مِنْ أهْلِ عَصْرٍ لَو أنَّهُمْ ... بِهِ وُزِنُوا شَالُوا وَلَيْسَ بِشَايِلِ [من الطويل] 9459 - طَلَبتُ لَهُ مَدحًا فَمَا مِن فَضِيلَةٍ ... تَأَمَّلتُ إِلَّا جَلَّ عَنهَا وَقَلَّتِ [من المهزج] 9460 - طَلَبنَا النَفعَ بِالبَاطِلِ ... إذ لَم يَنفَعِ الصِّدقُ [من الطويل] 9461 - طَلَبنَا دَواءَ الحُبِّ دَهرًا فَلَم نَجِد ... مِنَ الحُبِّ إِلَّا مَن نُحِبُّ مُدَاوِيَا ابْنُ الرُّمِيّ: [من الخفيف] 9462 - طُلتَ مَجدًا وَطُلتَ فَخرًا بَنِي ... آدَمَ طُرًّا فَطُل كَذَلِكَ عُمرَا ¬
هِيَ مَكْتُوْبَة بِبَاب: الحَمْدُ للَّهِ عَلَى الهَامِشِ بِتَمَامِهَا هُنَاكَ. المُهَلَّبِي: [من الخفيف] 9463 - طَلَعَ الفَجرُ مِن كتَابِكَ عِندِي ... فَمَتَى بِاللِّقاءِ يَدنُو الصَّبَاحُ بَعْدَهُ: ذَاكَ إِنْ تَمَّ لِي فقد عَذُبَ العَيْـ ... ـــشِ وَنيْلَ المُنَى وَرِيْشَ الجنَاحِ [من الكامل] 9464 - طَلَعَ الندَامَى كُلُّهم وَتَفَضَّلُوا ... وَبَقِيتَ مُنتَظِرًا وَأَنتَ الأَوَّلُ وَمِنْ بَابِ (طَلَعَ) قَوْلُ أَبِي نَصْرِ نُبَاتَةَ (¬1): طَلَعَتْ أنْجُمُ السَّعَادَةِ وَالنَّصْـ ... ــرِ وَلَاحَتْ لَوَايِحُ الإقْبَالِ إِنَّ هَذَ لأَوَّلٌ يَقْتَضِي الآ ... خِرَ حَمْلًا لِقَاحُهُ عَنْ حِيَالِ مَا يُؤَدِّي الأنَامُ شُكْرَ أيَادِيْـ ... ـــكَ بِبَذْلِ النُّفُوسِ وَالأمْوَالِ بَعُدَتْ شقَّةُ المَهَامِهِ أنْ تُقْـ ... ــطَعَ إِلَّا بِالشَّدِّ وَالتِّرْحَالِ [من البسيط] 9465 - طَلَّقتُ لَذَّاتِ عُمرِي بَعدَ فُرقَتِكُم ... وَوَاصَلَ الدَّمعُ جَفنَ العَينِ وَالسَّهرُ [من المنسرح] 9466 - طَلَّقتُ مِن بَعدِكَ السُرورَ وَفَرَّ ... غتُ فُؤَادِي لِلهَمِّ وَالحَزَنِ بَعْدَهُ: فَلَيْتَنِي مُتُّ إِذَا فُجِعْتُ بِهِ ... بَلْ لَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ وَلَمْ أكُنِ ¬
[من الكامل] 9467 - طَمَحت عُيُونُ الحَاسِدِينَ فَغَضَّهَا ... شَرَفٌ بَنَاهُ اللَّهُ حَيثُ بَنَاهُ بَعْدَهُ: عَادَتْ مَكَارِمَهُ اللِّئَامُ وَجَاهِلٌ ... وَمُبِيْنُ فَضْلِ الشَّيْءِ مَنْ عَادَاهُ أَعرابِيٌّ: [من الطويل] 9468 - طَمَستُ الَّذِي فِي الصَّكِ عَنِّي بِحَلفَةٍ ... سَيَغفِرُهَا الرَّحْمَانُ وَهُوَ غَفُورُ [من الكامل] 9469 - طَمعَ المَزِيدُ بِأَن يَنَالَ فَضِيَلةً ... وَمنَ المُحَالِ فَضِيلةٌ لِمَزِيدِ [من الوافر] 9470 - طَمِعتَ إقَامةً فِي دَارِ ظَعنٍ ... فَلَا تَطمَع فَرِجلُكَ فِي الرِّكَابِ أَعرابِيٌّ: [من الطويل] 9471 - طَمِعتَ بِلَيلَى أَن تُرِيعَ وَإِنَّمَا ... تُقَطِّعُ أَعنَاقَ الرِّجالِ المَطَامِعُ ابن طَباطَبا العَلَويّ: [من السريع] 9472 - طَمِعتَ يَا أَحمَقُ فِي قَمرِهَا ... لَو أَمكَنَ القَمرُ قَمَرنَاهَا إبراهِيم الغَزِّي: [من الخفيف] 9473 - طَمَعٌ مُتعِبٌ وَحِرصٌ مُذِلٌ ... وَهَوًى مُوبِقٌ وَمَاءٌ وَنَارُ ¬
الرّضِي الموسَوِيُّ: [من الرمل] 9474 - طَمَعٌ وَرَّطَنِي فِي حَبلِهِم ... وَيُصَادُ الطَّيرُ مِن حَيثُ لَقَط إِبراهِيم الغَزِّي: [من الوافر] 9475 - طَمُوحُ السَّيفِ لَا يَخشَى إِلَهًا ... وَلَا يَرجُو القِيَامَةَ وَالمَعَادَا قَبْلَهُ يَمْدحُ: فتى يَهِبُ اللُّجَيْنَ المَحْضَ جُوْدًا ... وَيَدَّخِرُ الجدِيْدَ لَهُ عَتَادَا جَهُولٌ بِالمَنَاسِكِ لَيْسَ يَدْرِي ... أغَيًا بَاتَ يَفْعَلُ أمْ رَشَادَا طَمُوحُ السَّيْفِ لَا يَخْشَى إلَهًا. البَيْتُ يَقُولُ: هُوَ بَدَوِيٌّ قَحٌّ لَا يُخَالِطُ أهْلَ الحَضَرِ. وَقَوْلهُ: يَرْجُو: يحْتَمل أنْ يَكُونَ مِنَ الرَّجَاءِ وَأنْ يَكُونَ مِنَ الخَوْفِ. وَالأَنْسَبُ أنْ يَكُونَ مِنَ الخَوْفِ أي لَا يَخَافُ القِيَامَةَ وَالمَعَادَ إِذَا أرَادَ أمْرًا يَطْلُبُهُ. [من الوافر] 9476 - طَوَالَ الدَّهرِ عِشتُ بِغَيرِ لَيلَى ... وَأَيُّ الوَقتِ كُنْتُ لَهَا خَلِيلَا المُتَنَبِّي: [من الطويل] 9477 - طِوَالُ الرُّدينِيَّاتِ يَقصِفُهَا دَمِي ... وَبِيضُ السَّرَيْجِيَاتُ يَقطَعُهَا لحمِي [من البسيط] 9478 - طَوَاهُ مَوتٌ طَوَى عَنِّي مَكَارِمَهُ ... فَذُقتُ مِن بَعدِهِ بِالمَوتِ مَا ذَاقَا ¬
[من مجزوء الكامل] 9479 - طُوبَى لِعَينٍ أَبصَرَت ... وَجهَ الحَبِيبِ بِلَا رَقِيبِ جَمِيل بُثينَةَ: [من الكامل] 9480 - طُوبَى لِمَن أَمسَى يَرَاكِ بِعَينِهِ ... وَتَرَاهُ عَينُكِ إِنَّهُ لَسَعِيدُ قَبْلَهُ: شَوْقِي إلَيْكِ وَإِنْ نَأَيْتِ شَدِيْدُ ... وَهَوَاكِ غَضٌّ فِي الفُؤَادِ جَدِيْدُ طُوْبَى لِمَنْ أمْسَى يَرَاكِ بِعَيْنِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا تَحْسَبِي أنِّي سَلَوْتُكِ سَاعَةً ... هَيْهَاتَ حُبُّكِ ثَابِتٌ وَيَزِيْدُ أَبُو العَتاهِيَة: [من مجزوء الكامل] 9481 - طُوبَى لِمَن جَرَتِ الأُمُو ... رُ الصَّالِحَاتُ عَلَى يَدَيهِ لَهُ أَيْضًا: [من الرجز] 9482 - طُوبَى لِمَن طَابَ بِهِ الحَدِيثُ ... مَا يَستَوِي الطَيِّبُ وَالخَبِيثُ [من البسيط] 9483 - طُوبَى لأَعيُنِ قَومٍ أَنتَ بَينَهُم ... فَالقَومُ فِي نُزهَةٍ مِن وَجهِكَ الحَسَنِ [من الطويل] 9484 - طَوَت نَفعَهَا عَنَّا كِلَابٌ وَآسَدَتْ ... بِنَا أَجهَليهَا بَينَ غَاوٍ وَشَاعِرِ ¬
[من الرجز] 9485 - طَوَتهُمُ الأَيَّامُ إِلَّا مَجدَهُم ... وَمَا مَضَى مَن خَلَّفَ المَكَارِمَا صُرَّدُرُّ: [من الرجز] 9486 - طَورًا صُدُودًا وَوِصَالًا تَارَةً ... وَلذَّةُ العَاشِقِ فِي عِتَابِهِ محمَّد بن شِبلٍ: [من الكامل] 9487 - طُولُ الحَيَاةِ إِذَا مَضَى كَقَصِيره ... وَاليُسرُ للإنْسَانِ كَالإِعسَارِ أبْيَاتُ أَبِي عَلِيّ مُحَمَّدَ بنِ شِبْلِ أوَّلُهَا: طُولُ الحَيَاةِ إِذَا مَضَى كَقَصِيْرهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَالعَيْشُ يُعْقَبُ بِالمَرَارَةِ حُلْوُهُ ... وَالصَّفْوُ فِيْهِ مُحَالِفُ الأكْدَارِ نَبْغِي الشِّفَاءَ مِنَ الرَّدَى فَكَأَنَّمَا ... مِنْ نَابهِ نَلْجى إِلَى الأَطْفَارِ وَيَرُوقُنا زَهْرُ الأَمَانِي ضَلَّةً ... هَدْمُ الَأَمَانِي عَادَةُ المِقْدَارِ وَالمَرْءُ كَالطَّيْفِ المُطِيْفِ وَعُمْرُهُ ... كَالنَّوْمِ بَيْنَ الفَجْرِ وَالأَسْحَارِ وَأذَلُّ أبْنَاءِ اللَّيَالِي صَرْعَةً ... مَنْ طَالَبَ الأقْدَار بِالأوْتَارِ يَقُولُ مِنْهَا: أَمُسَاهِمِي خِطَطَ الفَضَائِل وَالنُّهَى ... لَمَا جَرَى وَجَرَيْتُ فِي مِضْمَارِ ألَّا يَكُنْ نَسَبُ الجدُودُ مُؤَلِّفًا ... بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَوْ قَدِيْمَ جِوَارِ فَسَمَاءُ مَجْدِكَ أطْلَعَتْ أنْوَارَنَا ... وَسَبَكَتْ نُضَاركَ فِي صفَاءِ نُضَارِي وَتَوَافُقُ الأشْرَارُ يَعْقِدُ بَيْنَهُمْ ... رَحِمًا فَكَيْفَ تَوَافُقُ الأخْيَارِ؟ أبو جَعفَرُ بن عيَّاش القزويني: [من السريع] 9488 - طُولٌ بِلَا طَولٍ وَلَا طَائِلٍ ... سَيفٌ كهَامٌ وَغَمَامٌ جَهَامُ ¬
وَمِنْ بَابِ (طَوَى) قَوْلُ آخَرَ فِي المَشِيْبِ: طَوَى جُثْمَانَهُ الشَّيْبُ ... الَّذِي فِي رَأسِهِ انْتَشَرا فَأصْبَحَ بَعْدَمَا وَافَا ... هُ يَصْغُر كُلَّمَا كَبِرَا المُتَنَبِّي: [من البسيط] 9489 - طَوَى الجَزِيرةَ حَتَّى جَاءَنِي خَبرٌ ... فَزِعتُ فِيهِ بِآمَالِي إِلَى الكَذِبِ [من الوافر] 9490 - طَوَى الدُّنيَا إِلَى طُوسٍ فَلَمَّا ... أَتَى طُوسًا طَوَتهُ عَنِ الأَنَامِ بَعْدَهُ: فَوَاعَجَبَا وَمَا عَجَبِي بِنُكْرٍ ... لإِقْدَامِ الحِمَامِ عَلَى الحِمَامِ السَرِيُّ الرَّفاء: [من الوافر] 9491 - طَوَى الدَّهرُ الجَدِيدَ مِنَ التَّصَابِي ... وَلَيسَ لِمَا طَوَى الدَّهرُ انتِشَارُ أَعرابِيَّةٌ: [من الطويل] 9492 - طَوَى الدَّهرُ مَا بَينِي وَبَينَ أَحِبَّةٍ ... بِهِم كُنتُ أُعطِي مَا أَشَاءُ وَأَمنَعُ بَعْدَهُ: فَلَا يَحْسَبُ الأَعْدَاءُ أَنَّ قَنَاتَنَا ... تَلِيْنُ وَلَا أنَّا مِنَ المَوْتِ نَجْزَعُ وَلَكِنَّ لِلأُلَّافِ لَا بُدَّ لَوْعَةٌ ... إِذَا جَعَلَتْ أقْرَانهَا تَتَقَطَّعُ أَبُو نُواسٍ فِي الأَمين: [من الطويل] 9493 - طَوَى المَوتُ مَا بَينِي وَبَينَ مُحَمَّدٍ ... وَلَيسَ لِمَا تَطوِي المَنِيَّةُ نَاشِرُ ¬
بَعْدَهُ: وَكُنْتُ عَلَيْهِ أحْذَرُ المَوْتَ وَحْدَهُ ... فَلَمْ يَبْقَ لِي شَيْءٌ عَلَيْهِ أُحَاذِرُ لئن عُمِرَتْ دُورٌ بِمَنْ لَا أُحِبُّهُ ... لَقَدْ عُمِرَتِ مِمَّنْ أُحِبُّ المَقَابِرُ [من الطويل] 9494 - طَوَى أَهلَهُ عَن أَهلِ كُلِّ مَشُورةٍ ... وَبَاتَ يُنَاجِي نَفسَهُ ثُمَّ صَمَّمَا لَمَا قَتَلَ المَنْصُوْرُ أبَا مُسْلِمٍ الخَرَاسَانِيَّ أنْشَدَ المَنْصُوْرُ مُتَمَثِّلًا: طَوَى أهْلَهُ عَنْ أهْلِ كُلِّ مَشُوْرَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأَقْدَمَ لَمَّا لَمْ يَجِدْ عَنْهُ مَذْهِبًا ... وَمَنْ لَمْ يَجِدْ مَنْجَا مِنَ الخَوْفِ أقْدَمَا الدوغابَاذيُّ: [من البسيط] 9495 - طَوِيلُ عُمرِ المَسَاعِي وَالنَّدَى أَبَدًا ... قَصِير عُمرِ الأَعَادِي وَالمَواعِيدِ قَبْلَهُ يَمْدَحُ السُّلْطَانَ مَسْعُود بن مَحْمُود: لَا يَطْمَعَنْ أحَدٌ فِي المُلْكِ يَمْلِكُهُ ... وَالسَّيْفُ فِي كَفِّ مَسْعُودِ بن مَحْمُودِ سَقَى الكُمَاةَ كُؤُوسَ المَوْتِ مُتْرَعَةً ... عَلَى غِنَاءِ صهِيْلِ الضُّمَّرِ القُوْدِ طَوِيْلُ عُمْرِ المَسَاعِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَدَاهُ فَوْقَ أكُفِّ النَّاسِ كُلِّهمُ ... عِزًّا وَتَحْتَ شِفَاهِ السَّادَةِ الصِيْدِ هُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ الدُّوْغَابَاذِيُّ. [من الرجز] 9496 - طَوَى لَهَا الشَّوقُ البَعِيدُ فَانبَرت ... تَرَى بِأَبصَارِ الهَوَى مَا لَا يُرَى ¬
[من الوافر] 9497 - طِلَابُ الشَرِّ مِن فِعلِ الجَهُولِ ... وَحُسنُ الذِّكرِ مِن فِعلِ الجَمِيلِ بَعْدَهُ: وَإنَّ الظُّلْمَ شَيْءٌ مَا دَعَانَا ... إلَيْهِ غَيْرُ نُقْصَانِ العُقُولِ ألا فَاقْنَعْ مِنَ الدُّنْيَا بِقُوتٍ ... فَإِنَّكَ هَالِكٌ عَمَّا قَلِيْلِ للصَّابُونِيُّ: [من البسيط] 9498 - طِيبُ الحَيَاةِ لِمَن خَفَّت مَؤُونَتُهُ ... وَلَم تَطِب لِذَوِي الأَثقَالِ وَالمُؤَنِ أبْيَاتُ أَبِي عُثْمَانَ إسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيِّ بَعْدَ قَوْلِهِ: طِيْبُ الحَيَاةِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هَذَا يُزَجِّي بِيُسْرٍ عُمْرَهُ طَرَبًا ... وَذَا يَذُوبُ مِنَ الأَهْوَالِ وَالمِحَنِ فَاجْهَدْ لِتَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا وَزِيْنَتِهَا ... إِنَّ الحَرِيْصَ عَلَى الدُّنْيَا لَفِي حَزَنِ وَارْغَبْ إِلَى الرَّبِّ فِي تَيْسِيْرِهِ سَبَبًا ... تَنْجُو بِهِ مِنْ بَلَايَا حَادِثِ الزَّمَنِ فَإِنَّهُ خَيْرُ مَرْغُوبٍ إلَيْهِ وَمَنْ ... يَكْفِي المَكَارِهَ ذُو الآلاءِ وَالمِنَنِ الخُبزرُزِّيُ: [من البسيط] 9499 - طِيبُوا فَمَا طِيبُ هَذَا الفَصلِ مُدَّغَمٌ ... يَخفَى وَلَا طِيبُ هَذَا اليَومِ مَجهُولُ [من الخفيف] 9500 - طِيبُ هَذَا الهَوَاءِ أَوقَع فِي النَفسِ ... بِأَنَّ الحِمَامَ مُرُّ المَذَاقِ ¬
مِهيَارُ: [من الرمل] 9501 - طِيرَ بِالوُدِّ كمَا طَارَ السَّفَا ... وَعَفَا المَجدُ كمَا تَعفُو الطُّلُولُ بَعْدَهُ: كُنْتُ أبْكِي قِفَةَ النَّاسِ فَمَنْ ... لِمُنَايَ اليَوْمَ لَو دَامَ القَلِيْلُ أَبُو القَاسِم الحرِيرِيُّ: [من السريع] 9502 - طِيرِي مَتَى نَقَّرتِ مِن نَخلَةٍ ... وَطَلِّقِيْهما بَتّةً بَتّه * * * تَمَّ حَرفُ الطّاءِ المُهمَلَةِ. وَالحَمدُ للَّهِ، وَصلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرَينَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. * * * عِدَّةُ حَرْفِ الطَّاءِ المُهْمَلَةِ هَذَا مِائَةٌ وَخَمْسَةُ أبْيَاتٍ. وَهُوَ فِي خَمْسِ قَوَائِمَ وَوجْهَةٍ وَاحِدَةٍ هِيَ هَذِهِ. وَالحَمْدُ للَّهِ وَصلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ وَرَسُولهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أجْمَعِيْنَ وَسَلَّم. * * * ¬
حرف الظاء
حرف الظاء
حَرفُ الظاءِ النَاشِئ: [من الطويل] 9503 - ظِبَاءٌ أَعَارَتهَا المَهَا حُسنَ مَشيِهَا ... كَمَا قَد أَعَارَتهَا العُيونُ الجَآذِرُ بَعْدَهُ: فَمِنْ حُسْنِ ذَاكَ المَشْي جَاءَتْ فَقَبَّلَتْ ... مَوَاقِعَ أقْدَامٍ لَهُنَّ الضَّفَائِرُ ومِثْلهُ قَوْلُ ابْنُ غُزِّيٍّ (¬1): [من الوافر] نَضَتْ عنها النقَابَ فَوَكَّلَتْنِي ... بِصَبْرٍ ظَاعِنٍ وَأسًى مُقِيْمِ يُقَبِّلُ شَعْرَهَا القَدَمَيْنِ مِنْهَا ... إِذَا قَامَتْ تَمِيْسُ مِنَ النَّعِيْمِ الحَكِيم بن قُنبر المَازنيُّ: [من البسيط] 9504 - ظَبىٌ أَغَرُّ تَرَى فِي وَجهِهِ سُرُجًا ... تُعشِي العُيُونَ إِذَا مَا وَجهُهُ لَمَعَا إبرَاهيم الغَزِّي: [من البسيط] 9505 - ظُبَى المُحَارفِ أَقلَامٌ مُكَسَّرةٌ ... رُؤُوسُهُنَّ وَأَقلَامُ السَّعِيدِ ظُبَى يَقُولُ مِنْهَا: لَا تَطْلُبَنَّ لِرِزْقٍ مُبْرَمٍ سَبَبًا ... فَالرِّزْق قِسْمَتُهُ كَانَتْ لَهُ سَبَبَا المَعَرِّي: [من الوافر] ¬
9506 - ظَعَنتَ لِتَستَفِيدَ أَخًا وَفِيًا ... وَضيَّعتَ القَدِيمَ المُستَفَادَا أَبُو تَمَّام: [من الكامل] 9507 - ظَعَنُوا فَكَانَ بُكَايَ حَولًا كامِلًا ... ثُمَّ ارعَويتُ وَذَاكَ حُكمُ لَبِيدِ بَعْدَهُ: أَجْدِرْ بَجمرة لَوْعَةٍ إِطْفَاؤها ... بالدَّمْعِ أَنْ تَزْدَادَ طُوْل وَقُوْدِ يُرِيْدُ فِي البَيْتِ الأول قَوْلَ لَبِيْدٍ يُخَاطِبُ ابْنَتَيْهِ (¬1): [من الطويل] إِلَى الحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا ... وَمَنْ يَبْكِ حَوْلًا كَامِلًا فقد اعْتَذَرْ [من الطويل] 9508 - ظَفِرتُ بِحَقٍّ طَالَمَا قَد طَلَبتُهُ ... وَمَن كَانَ يَبغِي الحَقَّ أَمسَى مُظَفَّرَا سُئِلَ إبْرَاهِيْمُ القَصَّارُ رَحَمَهُ اللَّهُ عَنِ المَحَبَّةِ وَإظْهَارِهَا وَكُتْمَانِهَا فَقَال مُتَمَثِّلًا (¬1): ظَفِرتمْ بِكِتْمَانِ اللِّسَانِ فَمَنْ لَكُمْ ... بِكِتْمَانِ عَيْنٍ دَمْعهَا الدَّهْرُ يَذرِفُ حَمَلتمْ جِبَال الحُبِّ فَوْقِي وَإِنَّنِي ... لأَعْجَز عَنْ حمْلِ القَمِيْصِ وَأضْعفُ الرَّضِي الموسَوِيُّ: [من الوافر] 9509 - ظَفِرتُ بِمَا اشتَهيتُ مِنَ اللَّيَالِي ... وَأُعطِيتُ المُرَادَ مِنَ الأَمَانِي ابْنُ الرُّومي: [من الكامل] 9510 - ظَفِرَت يَدَاكَ مِنَ الوَزِيرِ بِقَيِّمٍ ... تَأَتِي نَصِيحَتُهُ بِلَا استِكرَاهِ ¬
بَعْدَهُ: أَمَّا ظَهَارَتُهُ فَسُلْطَانِيَّةٌ ... وَلَهُ بِطَانَةُ مُخْبِتٍ أوَّاهِ [من البسيط] 9511 - ظِلُّ الغَمَامِ وَأَحلَامُ المَنَامِ فَمَا ... تَدُومُ يَومًا لِمَخلُوقٍ عَلَى حَالِ أَبُو الفَتح البُستِيُّ: [من السريع] 9512 - ظِلُّ الفَتَى يَنفَعُ مَن حَولَهُ ... وَمَا لَهُ فِي ظِلِّهِ حَظُّ [من الوافر] 9513 - ظَلِلتُ بِهَا عَلَى رُغمِي مُقِيمًا ... كَعِنِّيْنٍ تُعَانِقُهُ عَجُوزُ [من الكامل] 9514 - ظَلَّت تُسَائِلُ بِالمُتَيَّمِ أَهلَهُ ... وَهِيَ الَّتِي فَعلَت بِهِ أَفعَالَهَا قَبْلَهُ: ألْمِمْ عَلَى دِمَنٍ تَقَادَمَ عَهْدُهَا ... بِالجزْعِ وَاسْتَلَبَ الزَّمَانُ جَمَالَهَا رَسْم لِقَاتِلَةِ الغُرَانِقِ مَا بِهِ ... إِلَّا الوُحُوشَ خَلَتْ لَهُ وَخَلا لَهَا قَالَ ابْنُ السِّكّيْتِ: الغَرَانِقُ الجمِيْلُ. يُقَالُ: رَجُل غَرَانِقٌ وَقَومٌ غُرَانِقَة. وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي الفَضْلِ بنِ العَمِيْدِ، وَقَدْ ظَلَّلَهُ غُلَامٌ مِنَ الشَّمْسِ أوْ جَارِيَةٌ لَهُ (¬1): ظَلَّتْ تُظَلِّلُنِي مِنَ الشَّمْسِ ... نَفْسٌ أعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَأقُولُ يَا عَجَبًا وَمِنْ عَجَبٍ ... شَمْسٌ تَظَلِّلُنِي مِنَ الشَّمْسِ ¬
عَمرُو بن مَعد يكَرب: [من الطويل] 9515 - ظَلِلتُ كَأَنِّي لِلرِّمَاحِ دَرِيئَة ... أُقَاتِلُ عَن أَبنَاءِ جَرمٍ وَفرَّتِ قِيْلَ: هَذَا أهْجَى بَيْتٍ قَالَتهُ العَرَبُ. وَبَعْدَهُ: فَلَو أَنَّ قَوْمِي أنْطَقَتْنِي رِمَاحُهُمْ ... نَطَقْتُ وَلَكِنَّ الرِّمَاحَ أجَرَّتِ دِيك الجن: [من الرمل] 9516 - ظَلَّ حَادِيهِم يَسُوقُ بِقَلبِي ... وَيُرَى أَنَّهُ يَسُوقُ الركابا [من المنسرح] 9517 - ظِلُّ عُفَاةٍ يُحِبُّ زَائِرَهُ ... حُبَّ الكَبِيرِ الصَّغِيرَ مِن وَلَدِه [من السريع] 9518 - ظِلٌّ مِنَ العَيشِ نَعِمنَا بِهِ ... لَكِنَّهُ ظِلٌّ مَعَ الصُّبحِ زَال نُصَيبٌ يَمدح: [من الوافر] 9519 - ظَلِلنَا عِندَهُ فِي خَيرِ مَثْوًى ... فَلَم أَملَل وَلَم يَملَل صِحَابِي بَعْدَهُ: وَلَكِنَّ المُسَافِرَ حِيْنَ يَقْضِي ... حَوَائِجَهُ يُوكَّلُ بِالإِيَابِ [من الطويل] 9520 - ظَلِلنَا كَأَنَّا بَينَهُم أَهلَ مَأتمٍ ... عَلَى مَيِّتٍ مُستَضمنٍ بَطنَ مُلحَدِ ¬
[من الوافر] 9521 - ظَلَمتُ النَّاسَ فَاعتَرَفُوا بِظُلمِي ... فَتُبتُ فَأَزمَعُوا أَن يَظلِمُونِي [من الطويل] 9522 - ظَلَمتَ أَمرًا كَلَّفتَهُ غَيرَ خُلقِهِ ... وَهَل كانَتِ الأَخلَاقُ إِلَّا غَرَائِزَا قَبْلَهُ: إِذَا لَمْ تُجَاوِزْ عَنْ أخٍ عِنْدَ زَلَّةٍ ... فَلَسْتَ غَدًا عَنْ عَثْرَتِي مُتَجَاوِزَا وَكَيْفَ يُرَجِّيْكَ البَعِيْدُ لِنَفْعِهِ ... إِذَا كَانَ عَنْ مَوْلَاكَ خَيْرُكَ عَاجِزَا ظلَمت سرًا كلّفتَهُ فوقَ وسعِهِ. البَيت. الخُبزرُزّي: [من البسيط] 9523 - ظَلَمتَ سِرًا وَتَستَعِدي عَلَانِيةً ... أَضرَمتَ نَارًا وَتَستَعفِي مِنَ اللَّهَبِ أبْيَاتُ الخُبْزُرُزِيّ: يَا ظَالِمًا يَتَجَنَّى جِئْتَ بِالعَجَبِ ... أشْغَبْتَ كَيْمَا تُغَطِّي الذَّنْبَ بِالشَّغَبِ ظَلَمْتَ سِرًّا وَتَسْتَعْدِي عَلَانِيَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مُوَدَّةُ الحرُّ تَبْقَى بَعْدَ صاحِبهَا ... كَالنَّارِ يَبْقَى عَلَيْهَا خَالِصَ الذَّهَبِ [من الطويل] 9524 - ظَلَمتُكَ إِذ عَتَّبتُ بَابَكَ أَخمَصِي ... وَأَنتَ تَرَى أَنَّ المَكَارِمَ مَغرَمُ [من الوافر] 9525 - ظَلَمتك أَن جَعلتُ سِوَاكَ قَصدِي ... أَو استَكفَيتُ غَيركَ عُظمُ شانِي ¬
مُسلِمُ بن الوَليدِ: [من الطويل] 9526 - ظَلَمتُكَ إِن لَم أَجزِكَ الشُكرَ بَعدَمَا ... جَعَلتَ إِلَى شُكرِي نَوَالَكَ سُلَّمَا ابْنُ الرُّوميّ: [من المتقارب] 9527 - ظلَمتُكُم لَا تَطِيبُ الفُرُوعُ ... إِلَّا وَأَعرَاقُهَا طَيّبَة [من الخفيف] 9528 - ظَلَمَتنِي الخُطُوبُ فِيكَ فَلَم ... أَقوَ عَلَى أَن أَردَّ ظُلم الخُطُوبِ الرَّمادِي مَغربيٌّ: [من البسيط] 9529 - ظَلَمتَنِي ثُمَّ إِنِّي جِئتُ مُعتَذِرًا ... يَكفِيكَ أَنِّي مَظلُومٌ وَمُعتَذِرُ قَبْلَهُ: قَالُوا اصْطَبِرْ وَهُوَ شَيْءٌ لَسْتُ أعْرِفُهُ ... مَنْ لَيْسَ يَعْرِفُ صَبْرًا كَيْفَ يَصْطَبِرُ ظَلَمَتْنِي ثُمَّ أنِّي جِئْتُ مُعْتَذِرًا. البَيْتُ هُوَ أَبُو عُمَرَ يُوسُفُ بنُ هَارُوْنَ الكِنْدِيُّ المَعْرُوفُ بالرَّمَادِيّ. شَاعِر قُرْطُبيٌّ أنْدَلُسِيٌّ. [من السريع] 9530 - ظُلمكَ مِن خَلْقِكَ مُستَخرَجٌ ... وَالظُلمُ مُشتَقٌّ مِنَ الظُلمَة [من الطويل] 9531 - ظَمَئي إِلَى مَن لَو أَرَادَ شَفَانِي ... وَدَينِي عَلَى مَن لَو يَشاءُ قَضَانِي ¬
الرَّضِي الموسَوِي: [من الخفيف] 9532 - ظَنَّ بِالعَجزِ أَنّ حَبسَكَ ذُلٌّ ... وَالمَوَاضِي تُصَانُ بِالأَغمَادِ بَعْدَهُ: كُلُّ حَبْسٍ يَهُونُ عِنْدَ اللَّيَالِي ... بَعْدَ حَبْسِ الأَرْوَاحِ فِي الأَجْسَادِ زُهيرٌ المصرِي: [من الوافر] 9533 - ظَنَنتُ بِكَ الجَمِيلَ وَأَنتَ أَهلٌ ... بِحَقِّكَ لَا تُخيِّب حُسنَ ظَنِّي أبْيَاتُ بَهَاءِ الدِّينِ زَهَيْر المِصْرِيّ أوَّلُهَا: ظَنَنْتُ بك الجمِيْلَ وَأَنْتَ أهْلٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإنْ وَافَقْتَنِي أهْلًا وَسَهْلًا ... وَإلَّا لَسْتُ مِنْكَ وَلَسْتَ مِنِّي وَحَيْثُ يَكُونُ فِي الدُّنْيَا وَفَاءٌ ... هُنَالِكَ إِنْ تَسَلْ عَنِّي تَجِدْنِي وَمَنْ سَمِعَ الغِنَاءَ بِغَيْرِ قَلْبٍ ... وَلَمْ يُطْرَبْ فَلَا يَلُمِ المُغَنِّي [من الطويل] 9534 - ظَنَنتُ بِهِ خَيرًا فَضَاعَفَ خَيرَهُ ... وَكُلّ كَرِيمٍ خَيرُهُ لَكَ مُضعَفُ 9535 - ظَنَنتُ بِهِ خَيرًا فَقَصَّرَ دُونَهُ ... وَيَا رُبَّ مَظنُونٍ بِهِ الخَيرُ يُخلِفُ بَعْدَهُ: وَمَا النَّاسُ بِالنَّاسِ الَّذِينَ عَرِفتَهُمْ ... وَلَا الدَّارُ بِالدَّارِ الَّتِي كُنْتَ تَعْرِفُ وَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قَلْبُهُ ... وَلَا كُلُّ مَنْ أنْصفَتْهُ لَكَ مُنْصِفُ الخَبَّازُ البَلَدِيُّ: [من الطويل] 9536 - ظَنَنتُ بِهِم خَيرًا فَلَّمَا بَلَوتُهُم ... حَلَلتُ بِوَادٍ مِنهُمُ غَير ذِي زَرعِ ¬
[من الطويل] 9537 - ظَنَنتك إِنسَانًا عَلَى غَيرِ خِبرَةٍ ... فَمَا الكَلبُ فِي أَخلَاقِهِ مِنكَ أَكلَبُ * * * تَمَّ حَرفُ الظّاءِ المُعجَمَةِ وَالحَمدُ لِوَليِّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَلَامُ عَلَى نَبِيِّهِ وَصَفِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحبِهِ وَسَلَّم. عِدَّةُ حَرْفِ الظَّاءِ المُعْجَمَةِ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ بَيْتًا وَلَيْسَ فِي الحُرُوفِ كُلِّهَا أقَلّ مِنْهَا عَدَدًا وَهِيَ فِي قَائِمَتِيْنِ هَذِهِ الوَجْهَةُ آخِرُهُمَا. وَالحَمْدُ للَّهِ حَقَّ حَمْدِهِ وَصلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُوْلهِ وِعَبْدِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصحْبِهِ وَسَلَّم. * * *
حرف العين
حرف العين
حَرفُ العَينِ ابْنُ التّعاويذِي: [من الكامل] 9538 - عَابَت عَلَيَّ خَصَاصَتِي فَأَجَبتُهَا ... مِنَنُ الرَجَالِ الخَصَاصَةِ أَثقَلُ ابْنُ الرُّومِيّ: [من البسيط] 9539 - عَابُوا قَرِيضِي وَمَا عَابُوا بِمَعرِفَةٍ ... وَلَن تَرَى الشَّمسَ أَبصَارُ الخَفَافِيشِ أَبُو محمَّدٍ اليَزيديُّ: [من مجزوء الكامل] 9540 - عَاتِب أَخَاكَ إِذَا هَفَا ... وَاعطِف بِفَضلِكَ وَاستَرِدَّهُ أَبُو نُواسٍ: [من البسيط] 9541 - عَاجَ الشَقِيُّ عَلَى رَبْعٍ يُسَائِلُهُ ... وَعُجتُ أَسأَلُ عَن خَمَّارَةِ البَلَدِ بَعْدَهُ: كُنْ بَيْنَ مَنْ يَشْتَرِي خَمْرًا يَلذُّ بِهَا ... وَبَيْنَ بَاكٍ عَلَى نَاءٍ وَمُنْتِضَدِ امرؤ القَيسِ: [من الرمل] 9542 - عَاجِزُ الحِيلَةِ مُستَرخِي القُوَى ... جَاءَهُ الدَّهرُ بِمَالٍ وَوَلَد أَبُو بَكر بن دُرَيدٍ: [من الرجز] ¬
9543 - عَاجَمتُ أَيَّامِي وَمَا الغِرُّ كَمَن ... تَأَزَّرَ الدَّهرُ عَلَيهِ وَارتَدَى الرَّضِي الموسَوِي: [من الكامل] 9544 - عَادَاتُ أَهلِ الدَّهرِ ذَمُّ مُفَضَّلٍ ... ومَلَامُ مِقدَامٍ وَعَذلُ جَوَادِ بَعْدَهُ: وَلَقَدْ عَجِبْتُ وَلَا عَجِيْبٌ أَنَّهُ ... كُلُّ الوَرَى لِلفَاضِلِيْنَ أعَادِي ابن الخيّاطِ الدِمَشقِي: [من البسيط] 9545 - عَادَانِي الدَّهرُ وَانسَدَّت مَذَاهِبُهُ ... فَصَارَ أَهوَنُهُ عِندِي الَّذِي صَعُبَا أَبُو حَيَّان: [من الكامل] 9546 - عَادَت صَغِيرَتُهُ عَلَيَّ كَبِيرَةً ... وَكَذَا الحَريقُ بُدِيُّهُ بِشَرَارِ [من الكامل] 9547 - عَادَوا مُروءَتَنَا فَضُلِّلَ سَعيُهُم ... وَلِكُلِ بَيتِ مُروءَةٍ أَعدَاءُ بَعْدَهُ: لَسْنَا إِذَا ذُكِرَ الفعَالُ كَمَعْشَرٍ ... أزْرَى بِفِعْلٍ إلَيْهِمْ الأبْنَاءُ أَبُو الشَمَقمَق: [من مجزوء الرمل] 9548 - عَادَةُ السَّوءِ أَشَدُّ اليَومَ ... مِن دَينٍ ثَقِيل صُرَّدُرُّ: [من الخفيف] ¬
9549 - عَادَةٌ للزَّمَانِ يَجرِي عَلَيهَا ... أَن تَصِيرَ الأَذنَابُ فَوقَ الرؤُوسِ ابن حَيُّوسٍ: [من الكامل] 9550 - عَاذُوا بِمُلكِكَ خَاضِعِينَ لِيَأمَنُوا ... صَرفَ الرَّدَى وَاستَغفَرُوكَ لِتَغفِرَا [من الخفيف] 9551 - عَارِضَاتُ السُّرورِ تُوزَنُ وَزنًا ... وَالبَلَايَا تُكَالُ بِالقُفزَانِ الرَّضِي الموسَوِي: [من البسيط] 9552 - عَارِينَ إِلَّا مِنَ الفَحشَاءِ يَستُرُهُم ... ثَوبُ الخُمولِ وَتَثبُو عَنهُم الحُلَلُ أَعرابِيٌّ: [من الطويل] 9553 - [و] عَافُوا حِيَاضَ العَارِ فَاختَلَجَتهُم ... حِيَاضُ المَنَايَا عَن لَئيِمِ المَشَارِبِ بَعْدَهُ: فَمَاتُوا ظَمَاءً خَشْيَةَ العَارِ وَابْتَنُوا ... مَكَارِمَ نَاطُوا عِزَّهَا بِالكَوَاكِبِ شَرُوا نَفْسًا كَانُوا قَدِيْمًا أضِنَّةً ... بِهَا طَمَعًا فِي بَاقِيَاتِ العَوَاقِبِ فَأضْحَوا وَهُمْ سَنُّوا الوَفَاءَ وَأوْرَتُوا ... مَوَارِيْثَ مَجْدٍ ذِكْرُهَا غَيْرُ وَاهِبِ أَبُو نُواسٍ: [من الكامل] 9554 - عَاقَبْتَنِي بِأَشَدَّ مِن جُرمِي ... وَظَلَمتَنِي مُستَعذِبا ظُلمِي قَوْلُ أَبِي نوَّاسٍ: عَاقَبَتْنِي بِأشَدِّ مِنْ جُرْمِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
وَعَلِمْتُ أنِّي غَيْرَ مُنْتَقِمٍ ... فَسَكَتُّ حِيْنَ سَكَتُّ عَنْ عِلْمِ فلو أَنَّ لِي نَفْسٌ تُطَاوِعُنِي ... مَا كُنْتَ تَسْبِقُنِي إِلَى الصُّرْمِ أشْمَتَّ حُسَّادِي بِبَغِيهم ... وَرَفَعْتَهُم وَدَعَوْتَهُمْ بِاسْمِي قَدْ كُنْتُ مِنْ حَقِّي عَلَى ثِقَةٍ ... حَتَّى رَأيْتُكَ دُوْنَهُمْ خصمِي إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكَ الَّذِي زَعَمُوا ... فَأكَلْتُ أكلَةَ جَوْعَةٍ لَحْمِي فَابْلُغْ بِهَزْلٍ جِدَّ مُنْتَقِمٍ ... فِيْمَا بَدَا لَكَ وَاسْتَبِحْ شَتْمِي ابْنُ حَيُّوسٍ: [من الكامل] 9555 - عَاقَبتَهُ لَمَّا جَنَى وَقَهَرتَهُ ... لَمَّا تَجَبَّرَ فَاعفُ حيِنَ تَنصَّلَا بَعْدَهُ: وَارْحَمْ عَلِيْلًا مَا أصابَ مُعَلّلًا ... وَأغِثْ طَرِيْدًا لَمْ يُصادِفَ مَوئِلَا ابْنُ العَلَّافِ: [من المنسرح] 9556 - عَاقِبَةُ البَغي لَا تَنَامُ وَإِن ... تَأَخَّرَت مُدّةً مِنَ المُدَدِ [من الكامل] 9557 - عَامٌ تَبَسَّمَ ضَاحِكًا وَكَأَنَّهُ ... مِن بشرِ وَجهِكَ أَو عُلَاكَ تَبَسَّمَا سُحَيمُ بنُ وَثيلٍ: [من الرمل] 9558 - عَامِ لَا يَغُرركَ يَومٌ مِن غَدٍ ... إِنَّ صَرفَ الدَهرِ يُغفِي وَيَهُب بَعْدَهُ: فَارْقَبِ الدَّهْرَ فَأنِّي رَاقِبٌ ... عُقَبَ الدَّهْرِ وَللدَّهْرِ عُقُب لَيْسَ بِالصَّافِي وَإِنْ أصْفَيْتَهُ ... عَيْشُ مَنْ أصْبَحَ نَهْبًا للِّرِيَبْ ¬
وَقَدْ كُتِبَتْ هَذِهِ الأبْيَاتُ الثَّلَاثة بِبَابِ: صَاد ذَا الضِّغْنِ. البَيْتُ مَعَ أبَيْاتٍ لِبَشَّارٍ فَتَحَقَّقْ. [من مجزوء الكامل] 9559 - عَاهَدتُهُم جَهلًا وَمَا ... فِي القَومِ مِن مُوفٍ بِعَهدِي بَعْدَهُ: وَرَجَعْتُ أبْكِي مِنْ إضَا ... عَةِ وُدِّهِمْ وَحِفَاظِ وُدِّي [من الطويل] 9560 - عَبَالَةُ عُنقِ اللَّيثِ مِن حَيثُ أَنَّهُ ... إِذَا رَامَ أَمرًا قَامَ فِيهِ بِنَفسِهِ وَيُرْوَى: إِذَا هَمَّ بِالحَاجَاتِ وافى بِنَفْسِهِ. أَبُو نَواس: [من الكامل] 9561 - عَباسُ عَبَّاسٌ إِذَا احتدَمَ الوَغَى ... والفَضلُ فَضلٌ وَالرَّبيِعُ رَبِيعُ قَوْل أَبُو نوَّاسٍ فِي الجِنَاسِ: عَبَّاسُ عَبَّاس. البَيْتُ قَبْلَهُ: سَادَ المُلُوكَ ثَلَاثَة مَا مِنْهُمُ ... إِنْ حُصِّلُوا إِلَّا أغَرُّ قَرِيْعُ سَادَ الرَّبِيْعُ وَسَادَ فَضْلٌ بَعْدَهُ ... وَسَمَتْ بِعَبَّاسِ الكَرِيْمِ فُرُوْعُ عَبَاسُ عَبَّاسٌ. البَيْتُ وَيُرْوَى: سَادَ الإمَامُ ثَلَاثَةٌ مَا مِنْهُمُ ... إِنْ عُدُّوا إِلَّا أغَرُّ قَرِيْعُ هَذَا الرَّبِيْعُ كَانَ حَاجِبُ المَنْصورِ ثُمَّ وَزَرَ لَهُ. وَقِيْلَ: كَانَ عَبْدًا أُهْدِيَ لِلْمَنْصُورِ فَأعْتَقَهُ. وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ. وَابْنُهُ الفَضْلُ حَجَبَ هَارُون الرَّشِيْدِ ثُمَّ وَزَرَ لِلأَمِيْنِ. ¬
وَالعَبَّاسُ بنُ الفَضْلُ بنُ الرَّبِيعْ المَمْدُوحُ حَجَبَ الأَمِيْنَ فقد جَمَعَ أَبُو نوَّاسٍ العَبَّاسَ وَأبَاهُ الفَضْلُ وَجَدَّهُ الرَّبِيْعُ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَقَلَّ أنْ تَتَّفِقُ هَذِهِ لأَحَدٍ إِلَّا فِي النَّادِرِ. وَمِثْلُهُ قَوْلُ الآخر يَرْثِي وَلَدَيْنِ مَاتَا لِرَجُلٍ اسْمُهُ سَعِيْدُ بنُ قُرَّةَ مِنْ بَنِي هِلَالٍ بنِ عَامِرٍ وَمَا يَكَادُ يَتَّفِقُ لأَحَدٍ مِثْلُهُ. سَعِيْدَا سَعِيْدٍ قُرَّتَا عَيْنِ قُرَّةٍ ... هِلَالَا هِلَالٍ عَامِرَ أبَيْتِ عَامِرِ ابن عَبدوس: [من الخفيف] 9562 - عَبدُ سَوءٍ وَإِنَّمَا قَدَّمَ الوَاوَ ... عَلَى السِّينِ غالِطُ الكُتَّابِ السَلَاميُّ: [من الكامل] 9563 - عَبِقٌ بِهِ مِسكُ الثَّنَاءِ تَكَادُ فِي ... النَّادِي نَوَافِجُ ذِكرِه تَتَكَلَّمُ قَبْلَهُ: وَلَهُ مِنَ الحُسْنِ البَدِيْعِ بَرَاقِعٌ ... وَعَلَيْهِ مِنْ بِشْرِ السَّمَاحَةِ مَيْسَمُ عَبِقٌ بِهِ مِسْكُ الثَّنَاءِ. البَيْتُ لقيط بنُ [يعمر: ] [من البسيط] 9564 - عَبلَ الذِّرَاعِ أَبِيًّا ذَا مُزَابَنَةٍ ... فِي الحَربِ يَحتَبِلُ الرِّئيَالَ وَالسَبُعَا وَمِنْ بَابِ (عَبُوسٌ) قَوْلُ آخَرَ، وَكَانَ عُمَرَ بنُ عَبْدُ العَزِيْزِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَتَمَثَّلُ بهِ كَثيْرًا، أوْ هِيَ لَهُ (¬1): عَبُوسٌ عَنِ الجهَّالِ حِيْنَ يَرَاهُمُ ... فَلَيْسَ لَهُ مِنْهُمْ خَدِيْنٌ يُهَازِلُهُ يُرَى مُسْتَكِيْنًا وَهُوَ لِلَّهْوِ مَاقِتٌ ... بِهِ عَنْ حَدِيْثِ القَومِ مَا هُوَ شَاغِلُه وَأزْعَجَهُ عِلْمٌ عَنِ الجهْلِ كُلِّهِ ... وَعَالِمٌ شَيْئًا كَمَنْ هُوَ جَاهِلُهُ تَذَكَّرَ مَا يَبْقَى مِنَ العَيْشِ آجِلًا ... فَأشْغَلَهُ عَنْ عَاجِلِ العَيْشِ آجِلُه ¬
[من الوافر] 9565 - عِتَابٌ فِي مُراجَعَةٍ وَصَفحٍ ... أَحَقُّ بِنَا وَأَشبَهُ بِالجَمِيلِ قَبْلَهُ: سَأرْجِعُ بِالصَّفَاءِ إِلَى خَلِيْلِي ... فَلَيْسَ إِلَى القَطِيْعَةِ مِنْ سَبِيْلِ عِتَابٌ فِي مُرَاجَعَةٍ وَصَفْحٍ. البَيْتُ أَبُو فراسٍ يُخاطب سَيف الدولة: [من الوافر] 9566 - عِتَابُكَ يَا ابنَ عَمِّ بِغَيرِ جُرمٍ ... أَشَدُّ عَلَيَّ مِن وَخزِ الجِرَاحِ بَعْدَهُ: وَمَا أرْضَى انْتِصَافًا مِنْ سِوَاكُمُ ... وَأُغْضِيْ مِنْكَ عَنْ ظُلْمٍ صُرَاحِ أظَنًّا إِنَّ بِعْضَ الظِّنَّ إثْمٌ ... أمَزْحًا ربَّ جِدٍّ مِنْ مُزَاحِ وَلَوْ شِئْتُ الجوَابَ أجَبْتُ لَكِنْ ... خَفَضْتُ لَكُم عَلَى عِلْمٍ جِنَاحِي العبَّاس بن الأَحنفِ: [من الطويل] 9567 - عِتَابٌ لَعَمرِي لَا بَنَانٌ تَخُطُّهُ ... وَلَيسَ يُؤَدِّيهِ إِلَيكَ رَسُولُ قَالَ نَهَارُ بنُ تَوْسِعَةَ فِي العِتَابِ وَهُوَ مِنَ العِتَابِ المُسْتَحْسَنِ (¬1): عُثْمَانَ قَدْ كُنْتَ امْرأً لِي جَانِبٌ ... حَتَّى رَزَيْتُكَ وَالجدُودُ تَضعْضَعُ مَا زَلْتُ أشْوِسَ فِي المَقَالَةِ سَادِرًا ... فَمَضِيْتُ قَصْدِي وَاسْتَقَامَ الأخْدَعُ فَلِمَنْ أقُولُ إِذَا تَلِمُّ مُلِمَّةٌ ... أرِني بِرَأيِكَ أمْ إِلَى مَنْ أفْزَعُ؟ [من الطويل] 9568 - عِتَابٌ لَوَ أنَّ اللَّحمَ يَصَلى بِحَرَّهِ ... غَرِيضًا أَتَى أَصحَابَهُ وَهوَ مُنضَجُ ¬
أَبُو العَلاءِ: [من الطويل] 9569 - عَتَادَ امرِيءٍ لَا يَملا الهَولُ قَلبَهُ ... لَهُ فِي سَوَادِ اللَّيلِ حِلٌّ وَتَرحَالُ [من الطويل] 9570 - عَتَبتُ عَلَى الدُّنيَا بتَقدِيمِ جَاهِلٍ ... وَتَأخِيرِ ذِي فَضلِ فَأَبدَت لِي العُذرَا بَعْدَهُ إنشاد الرَّشِدُ بنِ الطَّحَانِ رَحَمَهُ اللَّهُ: [من الطويل] بَنُو الدَّهْرِ أبْنَائِي وَأَمَّا أُوْلُو النُّهَى ... فَإنَّهُمُ أوْلَادُ ضُرَّتِي الأُخرَى نَهار بنُ تَوسعَةَ: [من الطويل] 9571 - عَتَبتُ عَلَى بِشرٍ فَلَمَّا تَرَكتُهُ ... وَصَاحَبتُ أَقوَامًا بكَيتُ عَلَى بَشْرٍ زِياد بنُ مُنقذٍ: [من الطويل] 9572 - عَتَبتُ عَلَى سَلمٍ فَلَمَّا فَقَدتُهُ ... وَجَرَّبتُ أَقوامًا بَكَيتُ عَلَى سَلمِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كَانَ زِيَادُ بنُ مُنْقِذٍ الحَنْظَلِيُّ مَعَ سَلَمِ بن زِيَادٍ بِخرَاسَانَ، وَكَانَ مُكْرِمًا لَهُ فَتَرَكَهُ، وَصَحِبَ غَيْرَهُ، فَلَمْ يَحْمدْ أمْرهُ، فرَجَعَ إلَيْهِ، وَقَالَ: عَتِبْتُ عَلَى سَلَمٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: رَجَعْتُ إلَيْهِ بَعْدَ تَجْرِيْبِ غَيْرِهِ ... فَكَانَ كَبَرْءٍ بَعْدَ طُولٍ مِنَ السُّقْمِ عيسَى القَاشِيّ: [من الطويل] 9573 - عَتَبتُ عَلَى عَمروٍ فَلَمَّا هَجَرتُهُ ... وَوَاصَلتُ أَقوامًا رَجعتُ إِلَى عَمرِو هَذَا البَيْتُ أخَذَهُ عيسى بن القَاشِي من قَوْلُ نهار بن تَوْسِعَةَ، فَغَيَّرَ فِيْهِ بَعْضَ ألْفَاظِهِ، وَأدْخَلَهُ شِعْرهُ وَهُوَ مَكْتُوبٌ بِبَابِ التَّضْمِيْنِ فِي التَّرْجَمةِ فِي الجزْءِ الأوَّلِ. ¬
وَلَمْ نَذَكره هَهُنَا لِئَلَّا يَتَكَرَّرَ وَلَيْسَ هَذَا البَيْتُ بِمُكَرَّرٍ هَهُنَا؛ لأنَّ ألْفَاظَهُ مُتَغَيِّرَةٌ عَنْ ألْفَاظِ البَيْتِ الَّذِي لِنَهَارٍ. أَحمدُ بن فَارسٍ: [من الطويل] 9574 - عَتَبتُ عَلَيهِ حِينَ سَاءَ صَنِيعُهُ ... وَآلَيتُ لَا أَمسَيتُ طَوعَ يَدَيهِ بَعْدَهُ: فَلَمَّا خَبِرْتُ النَّاس خُبْرَ مُجَرِّبٍ ... وَلَمْ أرَ خَيْرًا مِنْهُ عُدْتُ إلَيْهِ ابْنُ شَمسِ الخِلافَة: [من الطويل] 9575 - عَتَبتَ فَلَم أَعتِب وَلُمتَ فَلَم أُنِب ... وَقُدتَ فَلَم أُصحِب وَقُلتَ فَلَم أَعِ 9576 - عَتَبتُ فَمَا أَعْتَبْنَتِي بِمَوَدَّةٍ ... وَرُمتُ فَمَا أَسعَفتَنِي بِسُؤَالِيَا الرَّضِي الموسَوِي: [من المتقارب] 9577 - عَتَبتُكَ لِلوُدِّ لَا لِلقِلَى ... وَوَاصِلْ صَدِيقَكَ مَا يَعتِب الأخطَل: [من الطويل] 9578 - عَتَبتُم عَلَينَا قَيسَ عَيلَانَ كُلُّكُم ... وَأَيَّ عَدُوٍّ لَم نُبِتْهُ عَلَى عَتبِ [من الكامل] 9579 - عَتَبِي عَلَيكَ مُقارِنُ العُذرِ ... قَد ذَادَ عَنكَ حَفِيظَتِي صَبرِي بعدَهُ: ¬
فَمَتَى هَفَوْتَ فَأنْتَ فِي سَعَةٍ ... وَمَتَى جَفَوْتَ فَأنْتَ فِي عُذْرِ تَرْكُ العِتَابِ إِذَا اسْتَحَقَّ أخٌ ... مِنْكَ العِتَابَ ذَرِيْعَةُ الهَجْرِ [من الخفيف] 9580 - عَثَراتُ اللِّسَانِ لَا تُستَقَالُ ... وَبِأَيدِي الرِّجَالِ تُجزَى الرِّجَال أَبُو تَمَّامٍ يَرثِي: [من الكامل] 9581 - عَثَرَ الزَّمانُ وَنَائِبَاتُ صُرُوفِهِ ... بِمُقِيلِنَا عَثَرَاتِ كُلِّ زَمَانِ الطَّبرَخَزميٌّ: [من البسيط] 9582 - عُثمَانُ يَعلَم أَنَّ الحَمدَ ذُو ثَمَنٍ ... لَكِنَّهُ يَشتَهِي حَمدًا بِمَجَّانِ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 9583 - عَجَاجٌ تَعَثرُ العِقبَانُ فِيهِ ... كَأَنَّ الجَوَّ وَعثٌ أَو خَبَارُ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: قَدْ ذَكَرْتُ فِي (العَجَاجِ الثَّائِرِ عِنْدَ الحُرُوبِ) مِمَّا قَالَهُ الشُّعَرَاءُ قطْعَةً شَافِيَةً وَذَلِكَ فِي المُقَدِّمَةِ ببَاب التَّشْبِيْهِ فِي الجزْءِ الأوَّلِ مِنَ الكِتَابِ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ عَلِيِّ بن عَاصِمٍ الأصْبَهَانِيِّ (¬1): مَدَّتْ سَنَابِكُهُ عَلَيْكَ لسَرَادِقًا ... نُسِجَتْ مَضَارِبُهُ مِنَ القَسْطَالِ فِي حَوْمَةٍ مَا إِنْ تَبيْنُ مِنَ الوَغَا ... إِلَّا هَلًا مِنْ زَجْرِهِنَّ وَهَالِ لَيْلًا مِنَ الغَمَرَاتِ أنْتَ سِرَاجُهُ ... وَنُجُومُهُ هِنْدِيَّةٌ وَعَوَالِي وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ المَانِي: وَيَومٍ كَيَومِ الحَشرِ طُولًا وَرَوْعَةً ... بَدَا وَالمَنَايَا مَولِدٌ إثْرَ مَوْلِدِ ¬
مُعَذَّبُ رُوحِ الشَّمْس يَصْعَدُ نَقْعُهُ ... إِلَى الجَوِّ فِي تَعْذِيْبِهَا كُلَّ مَصْعَدِ وَقَوْلُ آخَرَ (¬1): غَمَرَ السَّمَاءَ النَّقْعُ حَتَّى كَأَنَّهُ ... دُخَانٌ وَأطْرَافُ الرِّمَاحِ شَرَارُ أَبُو العَتاهِية: [من الكامل] 9584 - عَجَبًا عَجِبتُ لِغَفلَةِ الإِنسَانِ ... قَطَعَ الحَيَاةَ بِغِرَّةٍ وَتَوَانِي بَعْدَهُ: فَكَّرْتُ فِي الدُّنْيَا فَكَانَتْ مَنْزِلًا ... عِنْدِي كَبَعْضِ مَنَازِلِ الرُّكْبَانِ مَجْرَى جَمِيْعِ النَّاسِ فِيْهَا وَاحِدٌ ... وَقَلِيْلُهَا وَكَثيْرُهَا سِيَّانِ أبْغِي الكَثيْرَ إلى الكَثيْرِ مُضَاعفًا ... وَلَوِ اقْتَصَرْتُ عَلَى القَلِيْلِ كَفَانِي الأَشتَر الجُعفيُّ: [من الكامل] 9585 - عَجَبًا عَجِبتُ لِمَن يُدَنِّسُ عِرضَهُ ... وَيَصونُ حُلَّتَهُ يُوقِّيهَا الأَذَى بَعْدَهُ: وَالثَّوْبُ يَخْلقُ ثُمَّ يُشْرَى غَيْرهُ ... وَالعِرْضُ بَعْدَ ذَهَابِهِ لَا يُشْتَرَى أَبُو نَصرِ بن نُباتَة: [من الكامل] 9586 - عَجَبًا عَجِبتُ لِمَن يَضيقُ مِهَادُهُ ... وَالشَّأمُ شَأم وَالعِراقُ عِرَاقُ [من الكامل] 9587 - عَجَبًا لِقَلب مُتَيَّمٍ أَحبَابُهُ ... رَحَلوا وَخُلِّفَ كَيفَ لَا يَتَصَدَّعُ ¬
قَال بَعْضُ أهْلِ الأَدَبِ: مَرَرْتُ عَلَى بَابِ قَصْرٍ بِبَغْدَادَ فَرَأيْتُ عَلَيْهِ مَكْتُوبًا: عَجَبًا لِقَلْبِ مُتَيَّمٍ أحْبَابهُ. البَيْتُ قَالَ وَعَبَرْتُ عَلَى ذَلِكَ مُدَّةً مِنَ الدَّهْرِ، ثُمَّ عُدْتُ فَرَأيْتُ قَدْ أُجِيْزَ تَحْتَهُ بِهَذَا البَيْتِ الآخَرِ وَهُوَ: لَوْلَا التَّمَسُّكُ بِالرَّجَاءِ لأَوْبَةٍ ... مِنْهُم قَضى لَكِنَّهُ يَتَوَقَّعُ وَمِنْ بَابِ عَجَبًا قَوْلُ أَبِي نَصْرِ بن نُبَاتَةَ (¬1): عَجَبًا كَيْفَ نَطْمَئِنُّ إِلَى الدُّنْيَا ... وَنَرْضَى مِنْ وُدِّهَا بِالخِدَاعِ وَهِيَ بِالأمْسِ زَلْزَلَتْ آلَ ... سَاسَانَ وَألْوَتْ تَتَبُّعَ الأتْبَاعِ فَهُمْ عِبْرَةٌ لنَا وَحَدِيْثٌ يِملأُ ... السَّمْعَ لَو وَعَاهُ الوَاعِي شَهَوَاتٌ وَرَاحَةٌ مِنْ عَنَاءٍ ... تَتَدَاوَى بِهَا مِنَ الأوْجَاعِ وَكَأنَّا إِذَا النَّعِيْمُ تَوَلَّى ... لَمْ نُمَتَّعْ مِنْ لَهْوَةٍ بِمَتَاعِ كُلّهُمْ مُغْرَمٌ بِهَا مُسْتَهَامٌ ... وَأخُوْهَا مَنْ قَدَّمَتْهُ المَسَاعِي يَمْتَطِي فِي طِلَابِهَا فِقرَ الأُسْـ ... ـد وَيَمْشِي عَلَى نُيُوبِ الأَفَاعِي وَالجُسُومُ العِظَامُ لَا تَنْفَعُ الأَقـ ... ـوَامَ إِلَّا فِي مِهْنَةٍ أوْ صِرَاعِ وَإِذَا اسْتُضعِفَ الوَعِيْدُ فَفِي السَّوْ ... طِ ثِقَافٌ يُقِيْمُ زَيْغَ الطِّبَاعِ [من الرمل] 9588 - عَجَبًا لِلنَّاسِ فِي أَرزاقِهِم ... ذَاكَ عَطشَانٌ وَهَذَا قَد غَرِق عَبدَانُ: [من الخفيف] 9589 - عَجِبَ النَّاسُ إِذ خَلَوتُ بِكُتبِي ... أُنسُ مَن ظَلَّ وَحدَهُ فِي الدَّفاتِرِ بَعْدَهُ: [من الخفيف] ¬
كَمْ تَضَمَّنْتَ مِنْ نَوَادِرَ أغْنَتْ ... عَنْ مُدَامٍ وَعَنْ عُيُونٍ فَوَاتِرِ [من الخفيف] 9590 - عَجَبًا لِي إِذَا تَفَكّرتُ فِي اللَّحدِ ... وَفِي القَبرِ كَيفَ أَلتَذُّ غُمضَا [من الخفيف] 9591 - عَجَبًا لِي وَقَد مَرَرتُ بِأَبوابِكَ ... كَيفَ اهتَدَيتُ سُبلَ الطَّرِيقِ بَعْدَهُ: أتُرَانِي أنُسِيْتُ عَهْدَكَ فِيْهَا ... صَدَقُوا مَا لِمَيِّتٍ مِنْ صَدِيْقِ [من المجتث] 9592 - عَجَبًا مِن تَرَبُّصِي ... وَالبَلَا فِي تَنَقُّصِي [من الخفيف] 9593 - عَجَبًا مِنكَ فِي ثَنَاياكَ لَحمِي ... وَإِذَا مَا رَأَيتَنِي قُلتَ أَهلَا المُبَرِّدُ: [من الخفيف] 9594 - عَجَبًا لامرِيءٍ يَذِلُّ لِذِي ... دُنيَا وَيَكفِيهِ كُلَّ يَومٍ رَغِيفُ قَبْلَهُ: كَمْ يَمُرُّ الشِّتَا وَيَأتِي المَصيْفُ ... وَرَبِيْعٌ يَمْضِي وَيَأتِي خَرِيْفُ وَانْتِقَالٌ مِنَ الحَرُورِ إِلَى الظِّلِّ ... وَسَقْفُ الرَّدَى عَلَيْكَ مُنِيْفُ عَجَبًا لِامرِيءٍ يُذَلُّ لِذِي دُنْيَا. البَيْتُ. [من البسيط] 9595 - عُجبٌ بِلَا أَدَبٍ زَهوٌ بِلَا حَسَبٍ ... كِبرٌ بِلَا كَرَمٍ هَذَا هُوَ العَجَبُ ¬
[من الطويل] 9596 - عَجِبتُ لِبَعض النَّاسِ يَبذُلُ وُدَّهُ ... وَيَمنَعُ مَا ضَمَّت عَلَيهِ الأَصَابِعُ بَعْدَهُ: إِذَا أَنَا أعْطَيْتُ الخَلِيْلَ مُوَدَّتِي ... فَلَيْس لِمَا لِي بَعْدَ ذَلِكَ مَانِعُ السَلَامِيُّ: [من الوافر] 9597 - عَجِبتُ لِحَدّ سَيفِكَ كَيفَ يَحلَى ... بِحَينٍ وَالرَدَّى فِيهِ كَمِينُ ابْنُ الرُّوميّ: [من الطويل] 9598 - عَجِبتُ لِدَهرٍ تَنتَحِيكَ صُرُوفُهُ ... وَلَيس لَهُ إِلَّا بِعُرفِكَ حَامِدُ أبْيَاتُ ابْنُ الرُّومِيِّ فِي مَرِيْضٍ أوَّلُهَا: تَجَافَتْ بِنَا مِنذُ اشْتَكَيْتَ المَرَاقُدِ ... نبالًا بك الشَّكْوَى الَّذِي أنْتَ وَاجِدُ عَجِبْتُ لِدَهْرٍ تَنْتَحِيْكَ صرُوفَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أتُهْدِي لَكَ الأيَّامُ غُولًا وَإِنَّمَا ... مَسَاعِيْكَ فِي أعْنَاقِهِنَّ قَلَايِدُ تَجَنَّى عَلَيْكَ الدَّهْرُ ذَنْبًا فَلَمْ يَجدْ ... لَكَ الدَّهْرُ ذَنْبًا غَيْرَ أنَّكَ مَاجِدُ سَيَعْلَمُ إِنْ لَمْ يَنْزَجرْ عنك أنَّهُ ... كَطَارِفِ عَيْنَي نَفْسِهِ وَهُوَ عَامِدُ وَلَوْ كَانَ يَدْرِي أنَّ خُلْدَكَ زِيْنَةٌ ... لَهُ وَجَمَالٌ وَدَّ أَنَّكَ خَالِدُ أبو صَخرٍ الهُذَلِيُّ: [من الطويل] 9599 - عَجِبتُ لِسَعي الدَّهرِ بَينِي وَبَينَهَا ... فَلَمَّا انقَضَى مَا بَينَنَا سَكَنَ الدَّهرُ هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ قَدْ كُتِبَتْ فِي التَّرْجَمَةِ عِنْدَ وَصْفِ الشِّعْرِ وَتْفْضِيْلهِ عَلَى ¬
النَّثْرِ بِتَمَامِهَا حَاشِيْةً وَلَا مَعْنَى لِتَكْرِيْرَهَا، فَتُطْلَبُ مِنْ هُنَاكَ فِي التَّرْجَمَةِ فِي الجزْءِ الأوَّلِ مِنَ الكِتَابِ. أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 9600 - عَجِبتُ لِصَبرِي بَعدَهُ كَيفَ لَم يَمُت ... وَقَد كُنتُ أَبكِيهِ دَمًا وَهوَ غَائِبُ أبْيَاتُ أَبِي تَمَّامٍ يَرْثِي غَالِبًا السَّعْدِيَّ يَقُولُ مِنْهَا: وَقُلْتُ أخِي قَالُوا أخ مِنْ قَرَابَةٍ ... فَقُلْتُ لَهُمْ إِنَّ الشّكولَ أقَارِبُ نسيبي فِي غُرْمٍ وَرَائِي وَمَذْهَبٍ ... وَإِنْ بَاعَدَتْنَا فِي الأُصُولِ المَنَاسِبُ مَضَى صاحِبِي وَاسْتَخْلَفَ البَثُّ وَالأسَى عَلَى قِلَى مِن ذَا وَهَذَاكَ صَاحِبُ عَجِبْتُ لِصَبْرِي بَعْدَهُ وَهُوَ مَيِّتٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: عَلَى أَنَّهَا الأَيَّامُ قَدْ صُرْنَ كُلُّهَا ... عَجَائِبَ حَتَّى لَيْسَ فِيْهَا عَجَائِبُ * * * وَمِنْ بَابِ (عَجِبْتُ) قَوْلُ المَجْنُونُ (¬1): عَجِبْتُ لِعُرْوَةَ العُذْرِيِّ أضحَى ... أحَادِيْثًا لِقَوْمٍ بَعْدَ قَوْمٍ وَعُرْوَةُ مَاتَ مَوْتًا مُسْتَرِيْحًا ... فَكَيْفَ بِمَنْ يَمُوتُ بِكُلِّ يَوْمِ؟ ابْنُ الرُّوميّ في وَلَده: [من الطويل] 9601 - عَجِبتُ لِقَلبِي كيفَ لَم يَنفَطِر لَهُ ... وَلَو أَنَّهُ أَقسَى مِنَ الحَجَرِ الصَّلدِ [من البسيط] 9602 - عَجِبتُ لِلحُبِّ يَلتَذُّ المُحِبُّ بِهِ ... وَفِيهِ تَفتِيتُ أَحشاءٍ وَأَكبَادِ ¬
ابْنُ لَنكَكَ: [من المنسرح] 9603 - عَجِبتُ لِلدَّهرِ فِي تَصَرُّفِهِ ... وَكلُ أَفعَالِ دَهرِنَا عَجَبُ بَعْدَهُ: يُعَانِدُ الدَّهْرُ كُلَّ ذِي أدَبٍ ... كَأَنَّمَا نَاكَ أمَّهُ الأدَبُ [من الرجز] 9604 - عَجِبتُ لِلقائِلِ قَولًا هَدَرَا ... مَتَى يَشِع يُدنِ إِلَيهِ ضَرَرَا صالح بن عبد القدوس: [من الوافر] 9605 - عَجِبتُ لِمَا تَتوقُ النَّفسُ جَهلًا ... إِلَيهِ وَقَد تَصَرَّمَ بِانبِتَاتِ بَعْدَهُ: وَعِصْيَانِي النَّصيْحَ وَقَدْ دَعَانِي ... إِلَى رُشْدِي وَمَا فِيْهِ نَجَانِي الكِسائِيُّ: [من الطويل] 9606 - عَجِبتُ لِمُبتَاعِ الضَّلَالَةِ بِالهُدَى ... وَلِلمُشتَرِي دُنيَاهُ بِالدِّينِ أَعجَبُ بَعْدَهُ: وَأعْجَبُ مِنْ هَذَيْنِ مَنْ بَاعَ دِيْنَهُ ... بِدُنْيَا سِوَاهُ فَهُوَ مِنْ ذَيْنِ أعْجَبُ المَترُوكيُّ: [من الطويل] 9607 - عَجِبتُ لِمُختَارِ الغِنَى وَهوَ فَقرُهُ ... وَعَامِرِ دَارٍ وَهوَ فِي الدَّارِ يَخرَبُ قَبْلَهُ: ¬
أتَفْرَحُ بِالأيَّامِ تَمْضِي وَتَنْقَضي ... وَعُمْرُكَ فِيْهَا لَا مَحَالَةَ يَذْهَبُ عَجِبْتُ لِمُخْتَارِ الغِنَى وَهُوَ فَقْرهُ. البَيْتُ [من المتقارب] 9608 - عَجِبتُ لِمَن جَدَّ فِي سَعيِهِ ... بِحَرِّ الرَّجاءِ وَنَارِ الأَمَل بَعْدَهُ: يُؤَمِّلُ مَا لَمْ يُقَدَّرْ لَهُ ... وَيَضْحَكُ مِنْهُ دُنُوُّ الأجَل يَقُولُ سَأفْعَلُ هَذَا غَدًا ... وَدُونَ غَدٍ لِلْمَنَايَا عَمَل [من الطويل] 9609 - عَجِبتُ لِمَن عَادَى امرَأً لَم يُعَادِهِ ... وَلَكِنَّ عِرقَ السَّوءِ لَابدَّ نَازِع محمّد بن عُبيد اللَّهِ البَلديُّ: [من الطويل] 9610 - عَجِبتُ لِمَن يُصفَي الوِدَادَ لِغَادِرٍ ... يَمِيلُ مَعَ الأَيَّامِ حَيثُ تَمِيلُ بَعْدَهُ: وَدُوْدٌ إِذَا حَيَّاكَ أَمَّا لِسَانُهُ ... فَوَافٍ وأمَّا قَلْبُهُ فَمَلُوْلُ فلو صَحَّتِ الأيامُ صَحَّ وَفَاؤُهُ ... وَدَامَ وَلَكِنَّ الزَّمَان عَلِيْلُ أَبُو نَصر بن نُباتَة: [من الوافر] 9611 - عَجِبتُ لِمَن يَضِيعُ الصُّنعُ فِيهِ ... فَلَا غَثٌّ لَدَيهِ وَلَا سَمِينُ يَقُولُ مِنْهَا: وَمَا أَنَا مُوْلَعٌ بِمَلَامِ كَعْبٍ ... وَلَكِنَّ الحَدِيْثَ لَهُ شُجُوْنُ ¬
[من الوافر] 9612 - عَجِبتُ لِمَن يُطَيِّبُنِي بِطيبٍ ... وَبِي يَنَطَيَّبُ المسكُ الفَتِيتُ [من الوافر] 9613 - عَجِبتُ لِمَن يَقولُ ذكَرتُ حبِّي ... وَهَل أَنسَى فَأَذكُرُ مَن هَوَيتُ بَعْدَهُ: أمُوْتُ إِذَا ذَكَرْتُكِ ثُمَّ أَحْيَا ... وَلَوْلَا مَا أُؤَمِّلُ مَا حَيِيتُ فَأَحْيا بِالمُنَى وَأمُوْتُ شَوْقًا ... فكم أَحْيَا عَلَيْكَ وَكَمْ أمُوْتُ شَرِبْتُ الحُبَّ كَأسًا بَعْدَ كَأسٍ ... فَمَا نَفَدَ الشَّرَابُ وَمَا رَوِيْتُ الخَوارزميُّ: [من الطويل] 9614 - عَجِبتُ لَهُ لَم يَلبَسِ الكِبرَ حُلَّةً ... وَفِينَا لأَن جُزنَا عَلَى بَابِهِ كِبرُ أَبُو العَتاهيَةِ: [من السريع] 9615 - عَجِبتُ لِلإنسَانِ فِي فَخرِه ... وَهوَ غدًا فِي قَبرِهِ يُقبَرُ بَعْدَهُ: مَا بَالُ مَنْ أوَّلُهُ نُطْفَةٌ ... وَجِيْفَةٌ آخِرُهُ يَفْخَرُ وَمِنْ بَابِ (عَجِبْتُ) قَوْلُ أَبِي نوَّاسٍ (¬1): عَجِبْتُ مِنْ إبْلِيْسَ فِي تِيْهِهِ ... وَسُوْءِ مَا أظْهَرَ مِنْ نِيَّتِهِ تَاهَ عَلَى آدَمَ فِي سَجْدَةٍ ... وَصَارَ قوادًا لِذُرِيَّتِه ¬
وَقِيْلَ أنَّهُمَا مَنْحُولَانِ. وَأظنُّ ابْنُ الحَجَّاجِ ضَمَّنَهُمَا شِعْرُهُ فِي آخِرِ أبْيَاتٍ لَهُ أوَّلُهَا: وَلَيْلَةٍ قَصَّرَ طُوْلَهَا بِالكَرْخِ .. اذ مُتِّعْتُ فِي زَوْرَتِهِ بِمَجْلِسٍ يَضْحَكُ تُفَّاحُهُ ... مَعَ الرَّيَاحِيْنِ عَلَى خُضْرَتِهِ مَا إِنْ يَرَى مَجْلِسنَا ثَالِثًا ... سِوَى الَّذِي نَشْرَبُ مِنْ خمْرَتِهِ حُمْرَتُهَا فِي الكَأسِ مَمْزُوجَةٌ ... كَالذَّهَبِ الجارِي عَلَى فضَّتِهِ وَكُلَّمَا عَضَّضَ تُفَاحَةً ... قَبَّلْتُ مَا يَفْصُلُ مِنْ عَضَّتِهِ حَتَّى إِذَا ألْقَى قِبَاعَ الحَيَا ... وَدَارَ كَسْرُ النَّومِ فِي مُقْلَتِهِ أمْكَنَنِي مِنْ حَلِّ سِرْوَالِهِ ... وَكَانَ لَا يَسْمَحُ فِي قُبْلَتِهِ عَجِبْتُ مِنْ إبْلِيْسَ فِي تِيْهِهِ. البَيْتَانِ [من الطويل] 9616 - عَجِبتُ مِنَ الحَسنَاءِ تَستُرُ وَجهَهَا ... وَتُبدِي استَهَا هَذَا حَيَاءٌ مُخَالِفُ [من الطويل] 9617 - عَجِبتُ مِنَ المُبتَاعِ غثًّا لِرُخصِهِ ... وَلَلغَثُّ مُبتَاعًا أَقَلُّ وَأَخسَرُ وَمِنْ بَابِ (عَجِبْتُ) قَوْلُ البَاخَرْزِيّ (¬1): [من مخلع البسيط] عَجِبْتُ مِنْ دَمْعَتِي وَعَيْني ... مِنْ قَبْلِ بَيْنٍ وَبَعْدَ بَيْنِ قَدْ كَانَ عَيْنِي بِغَيْرِ دَمْعٍ ... فَصَارَ دَمْعِي بِغَيْرِ عَيْنِ [من البسيط] 9618 - عَجِبتُ مِن بَاخلٍ عَنِّي برِيقَتِهِ ... وَقَد بَذَلتُ لَهُ دونَ الأَنَامِ دَمِي ¬
ابْنُ الحَجَّاجِ: [من السريع] 9619 - عَجِبتُ مِن رَأيِكَ فِيَّ الَّذِي ... أَنكَرَنِي مِن بَعدِ عِرفانِهِ أبْيَاتُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بنِ الحَجَّاجِ يُعَاتِبُ أبَا الفَضْلِ أحْمَد بن عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى قَبُولهِ دَعْوَى مَنْ ادَّعَى عِنْدَهُ أَنَّهُ هَجَاهُ، وَأبُو الفَضْلُ يَوْمَئِذٍ بشيْرَازَ وَابْنُ الحجَّاجِ بِبَغْدَادَ أوَّلُهَا: يَا سَامِعَ الزُّورِ وَبُهْتَانِهِ ... وَدَافِعَ الحَقِ وَبُرْهَانِهِ أعْجَبْتُ مِنْ رَأْيِكَ فِي الَّذِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَكَيْفَ تَخْشَى ذَمَّ مَنْ مَدْحُهُ ... فِيْكَ يُرَى أوَّلَ دِيوَانِهِ وَمَنْ لَهُ فِي شعْره مَذْهَب ... ذِكْرُكَ مِنْهُ نُورُ بُستَانِهِ تَمْضي لَيَالِيْهِ وَأيَّامُهُ ... وَشَرُّهُ فِيْكَ كَإعْلَانِهِ وَلَسْتَ بِالسَّاكِنِ فِي مَنْزِلٍ ... يَنْبُو وَلَوْ يَوْمًا بِسُكَّانِهِ وَلَا الَّذِي يَرْهَبُ فِي الحَقِّ مِنْ ... سُلْطَانِ ذِي عِزٍّ لِسُلْطانِهِ قُلْ لِلَّذِي جَهَّزَ فِي السَّعْيِ بي ... تِجَارَةً عَادَتْ بِخُسْرَانِهِ يَا ذَا الَّذِي لَابُدَّ مِنْ صَفْعِهِ ... ألفًا وَمِن تَعْرِيْكِ آذَانِهِ لَا تَغْتَرِرْ إنَّكَ مِنْ فَارِسٍ ... فِي مَعْدَنِ المُلْكِ وَأوْطَانِهِ لَو حَدَّثْتُ كِسْرَى بِذَا نَفْسُهُ ... صَفَعْتُهُ فِي صَدْرِ إيْوَانِهِ [من المنسرح] 9620 - عَجِبتُ مِن مُعجَبٍ بِصورَتهِ ... وَكانَ بِالأَمسِ نُطفةً مَذِرَهْ قَالَ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَلَامُ: هَلِ ابْنُ آدَمَ إِلَّا نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ، وَعِنْدَ المَوْتِ يَصِيْرُ جِيْفَةً قَذِرَةً، وَفِي حَيَاتِهِ يَنْقُلُ العَذرَةَ. أخَذَهُ الشَّاعِرُ فَقَالَ: عَجَبْتُ مِنْ مُعْجَبٍ بِصُوْرَتِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
وَفِي غَدٍ بَعْدَ حُسْنٍ هَيْأَتِهِ ... يَصِيْرُ إِلَى الأرْضِ جِيْفَةً قَذِرَة وَهُوَ عَلَى تِيْهِهِ وَنَخْوَتهِ ... مَا بَيْنَ يَوْمَيْهِ يَحْمِلُ العَذِرَة الخُبزَرزّي: [من المتقارب] 9621 - عَجِبتُ وَأَعجَب مِنهُ امرُؤٌ ... رَأَى مَا رَأَيتُ وَلَم يَعجَبِ الخَطَفَى جدُّ جَريرٍ: [من الطويل] 9622 - عَجِبتُ لإِبدَاءِ العَييِّ لِجَهلِهِ ... وَصَمتِ الَّذِي قَد كَانَ بِالقَولِ أَعلَمَا بَعْدَهُ: وَفِي الصَّمْتِ سِتْرٌ لِلْعَيِّي وَإِنَّمَا ... صَحِيْفَةُ لُبِّ المَرْءِ أنْ يَتَكَلَّمَا تَمَثَّلَ بِهُمَا الرَّشِيْدِ فِي وَصِيَةٍ لأوْلَادِهِ. وَبَعْدَهُ: وَمَنْ لَا يُصِبْ فَصْلَ الكَلَامِ لِسَانُهُ ... وَصَاحَبَهُ الإِكْثَارُ كَانَ مُذَمَّمَا إِذَا نِلْتَ إنْسِيَّ المَقَالَةِ فَلْيَكُنْ ... بِهِ ظَهْرُ وَحْشِي الكَلَامِ مُحَرَّمَا وَإِنْ أكْثَرَ السُّلْطَانُ أُنْسَكَ فَاحْتَرِزْ ... وَلَا تَفْغَرَنْ إِلَّا بِهَيْبَتِهِ فَمَا وَأنْشَدَ عُمَارَةُ بنُ عَقِيْلٍ لِجَدِّهِ عَطِيَّةَ جَدِّ جَرِيْرٍ (¬1): [من الطويل] وَإنَّ سُكُوْتَ المَرْءِ يُخْفِي عُيُوْبَهُ ... وَيُبْدِي الكَلَامُ عَيْبَ مَنْ كَانَ أهْوَجَا ألَمْ تَرَ أَنَّ الحَقَّ تَلْقَاهُ أبْلَجًا ... وَأنَّكَ تَلْقَى بَاطِلِ القَوْلِ لَجْلَجَا ابْنُ سِنانٍ: [من الكامل] 9623 - عَجِبتُ لإِخفَاقِ الرَجاءِ وَمَا دَرَت ... أَنِّي ضَرَبتُ بِهِ حَديدًا بَارِدَا أَبُو عَلِيّ البَصِيرُ: [من الخفيف] ¬
9624 - عَجَزَ الرَّاكِبُ البَصيرُ وَأَولَى ... مِنهُ بِالعَجزِ رَاجِلٌ مَكفُوفُ إِبراهِيمُ الغَزِّي: [من البسيط] 9625 - عَجَزتُ عَن هَجوِ قَومٍ لَا حَيَاءَ لَهم ... وَكَيفَ تَسلبُ مَن يَلقَاكَ عُريَانَا [من الكامل] 9626 - عَجِلَ الرِّجَالُ وَرَاءَهُ فَوَنوا ... وَأَصَابَ غَايَتَهُ عَلَى مَهلِ بَعْدَهُ: لَبِسَ السِّيَادَةَ مِعَ تَمَائمِهِ ... وَتَفَرَّعَ العَلْيَاءَ عَنْ أصْلِ وَنَمَا عَلَى أَعْرَاقِ دَوْحَتِهِ ... وَرَقٌ يَرِفُّ وَمُجْتَنًى يُحْلِي حَظٌّ بِحَقِّ الفَضْلِ نِيْلَ إِذَا ... مَا الحَظُّ كَانَ قَرَابةَ الجهْلِ كُنَّا نُسِيْءُ الظَّنَّ فِي سيَرٍ ... نُصَّتْ إِلَى الكُرَمَاءِ مِنْ قَبْلِ حَتَّى اغْتَدَى وَيَدَاهُ بَيِّنَةٌ ... نَصَرَتْ دَعَاوَى ذَلِكَ النَّقْلِ أَعرابِيٌّ: [من الطويل] 9627 - عَجُوزٌ تُرَجِّي أَن تَكونَ صَبِيَّةً ... وَقَد غَارَتِ العَينَانِ وَاحدَودَبَ الظَّهرُ بَعْدَهُ: تَدُسُّ إِلَى العُطَّارِ مِيْرَةَ أهْلِهَا ... وَهَلْ يُصْلحُ العَطَّارُ مَا أفْسَدَ الدَّهْرُ يَصِفُ الدُّنيا: [من الطويل] 9628 - عَجُوزٌ سَؤومٌ لَا تَدومُ لِصَاحِبٍ ... نَشُوزٌ فَرُوكٌ لَا تُجِيبُ لِخَاطِبِ محمّد بن شبلٍ: [من الطويل] ¬
9629 - عِدِ العَينَ بِالتَهوِيمِ يَا عَمرُو سَاعَةً ... فَلَم أُسهِرِ الأَجفَانَ إِلَّا لِتَرقُدَا عَدِيُّ بن زَيدٍ: [من الطويل] 9630 - عَدَاوَةُ ذِي القُربَى أَشَدُّ مَضَاضَةً ... عَلَى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ أخَذَهُ طَرَفَةُ فَقَال وَغَيَّرَ لَفْظَةً وَاحِدَةً فِي أوَّلِهِ: وَظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أشَدُّ مَضَاضَةً. البَيْتُ وَأدْخَلَهُ فِي قَصِيْدَتِهِ الَّتِي أوَّلُهَا: لِخَوْلَةَ أطْلَالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ. أَبُو فراسٍ: [من الوافر] 9631 - عَدَتنِي عَن زِيَارَتكُم عَوادٍ ... أَقَلُّ مَخوفِهَا سُمرُ الرِمَاحِ بَعْدَهُ: وَإنَّ لِقَاءَهَا لَيَهُونُ عِنْدِي ... إِذَا كَانَ الوُصُولُ إِلَى نَجَاحِ وَلَكِنْ بَيْنَنَا بَيْنٌ وَهَجْرٌ ... أأرْجُو بَيْنَ ذَيْنكَ مِنْ صَلَاحِ أقَمْتُ وَلَوْ أطَعْتُ رَسِيْسَ شَوْقِي ... رَكِبْتُ إلَيْك أعْنَاقَ الرِيَاحِ وَيُرْوَى: وَلَوْ أنِّي أُمَلَّكُ فِيْهِ أمْرِي. البَيْتُ أَبُو الفَتح البُستِيُّ: [من البسيط] 9632 - عَدِّ الفؤَادَ عَنِ الدُّنيَا وَزُخرُفِهَا ... فَصَفوُهَا كَدَرٌ وَالوَصلُ هِجرَانُ [من الطويل] 9633 - عَدَدتُ فَلَم أُدْرِك لِفَضلِكَ غَايَةً .. وَهَل يُدرِكُ السَّارُونَ لِلشَمسِ مَطلِعَا ابْنُ لَنكَكَ: [من مجزوء الخفيف] ¬
9634 - عَدِّنَا فِي زَمَانِنَا ... عَن حَدِيثِ المَكَارِمِ بَعْدَهُ: مَنْ كَفَى النَّاسَ شَرَّهُ ... فَهُوَ فِي جُوْدِ حَاتِمِ الحُطَيئَة: [من الكامل] 9635 - عُدِّي السِنِينَ إِذَا ارتَحلتُ لِرَجعَتِي ... وَدَعِي الشُهورَ فَإِنَهنَّ قِصَارُ قِيْلَ: أرَادَ الحُطَيْئَةَ السَّفَرَ فَشَدَّ عَلَى رَاحِلَتِهِ رَحلِهِ وَالْتَفَتَ إِلَى أهْلِهِ فَقَالَ: عُدِّي السِّنِيْنَ. البَيْتُ فَأجَابَتْهُ امْرَأتَهُ فقالت: ذْكُرْ صبَابَتَنَا إلَيْكَ وَشوْقَنَا ... وَاذْكُرْ بَنَاتِكَ إنَّهُنَّ صِغَارُ قَالَ: فَحَلَّ عَنْ نَاقَتِهِ وَآلَى أنْ لَا يُسَافِرَ أبَدًا. [من الكامل] 9636 - عُدِّي سِنِيَّ وَلَا تَرُعكِ شَواهِدِي ... اللَّهُ يعلَمُ أَنَّنِي لَصَغِيرُ الرَّضِي الموسَوِي: [من الخفيف] 9637 - عُد ذَميمًا هُبِلتَ وَاطلُب لِشَمِّ ... الذُلِّ يَا دَهرُ غَيرَ هَذِي الأُنوفِ [من الكامل] 9638 - عَدلُ القِيَامَةِ غيرُ مُختَلِفٍ ... وَالموتُ أَوَّلُ ذَلِكَ العدلِ قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ: بِالعَدْلِ اسْتَقَامَتْ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ. وَقَالَ آخَرُ: عَدْلُ ¬
السُّلْطَانِ خَيْر مِنْ خُصْبِ الزَّمَانِ. وَقَالَ آخَرُ: عَدْلُ المَلِكِ لِدِيْنهِ أحْوَطُ، وَلِدُنْيَاهُ أضْبَطُ، وَلأَوْلِيَائِهِ أثْبَتُ، وَلأَعْدَائِهِ أكْبَتُ. ابْنُ شَمس الخلَافَةِ: [من مجزوء الكامل] 9639 - عُد لِلَّذِي عَوّدتَنَا ... وَاعتَدتَ مِن بَذلِ الرَّغائِبِ [من البسيط] 9640 - عَدلٌ مِنَ اللَّهِ أَبكَانِي وَأَضحَكَكُم ... الحَمدُ لِلَّهِ عَدلٌ كُلُّ مَا صَنَعَا وَمِنْ بَابِ (عدل) قَوْلُ خَلَفِ بن خَلِيْفَةَ (¬1): عَدَلْتُ إِلَى فَخْرِ العَشِيْرة وَالهَوَى ... إلَيْهِمْ وَفِي تَعْدَادِ مَجْدهِم شُغْلُ إِلَى مَعْدَنِ العِزِّ وَالنَّدَى هُنَاكَ .. هُنَاكَ الفَضْلُ وَالخُلُقُ الجزْلُ عَلَيْهِم وَقَارُ الحِلْمِ حَتَّى كَأَنَّمَا ... وَلِيْدَهُمْ مِنْ أجْلِ هَبَّتِهِ كَهْلُ إِذَا اسْتَجْهَلُوا لَمْ يَغْرُبِ الحِلْمُ عَنْهُمُ ... وَإِنْ آثَرُوا أنْ يَجْهَلُوا عَظُمَ الجهْلُ ألَمْ تَرَ أَنَّ القَتْلَ غَالٍ إِذَا رَضَوا ... وَإِنْ غَضبُوا فِي مَوْطِنٍ رَخُصَ القَتْلُ إِذَا طَلَبُوا ذَحْلًا فَلَا الذَّحْلُ فَائِتٌ ... وَإِنْ ظَلَمُوا أكفَاءَهُمْ بَطُلَ الذَّحْلُ ابْنُ عُنَينٍ: [من الخفيف] 9641 - عَدِمَ العَقلَ وَالمرُوءَةَ وَالإِحـ ... ـسَانَ وَالدِّينَ وَالتّقَى وَالأَمَانَةْ بَعْدَهُ: وَحَوَى اللُّؤْمَ وَالرَّقَاعَةَ وَالخِـ ... ـسَّةَ وَالجَّهْلَ وَالخَنَا وَالخِيَانَةْ الغَزِّي: [من الكامل] 9642 - عُدِمَ الوَفَاءُ فَلَا بَنانِي تَرتَضِي ... كفِّي وَلَا زَندِي يُسَاعِدُ سَاعِدِي ¬
[من الطويل] 9643 - عَدِمتُ ابنَ عَمّ لَا يَزَالُ كَأَنَّهُ ... وَإِن لَم أَتِرْهُ مُنطَوٍ لِي عَلَى وَتْرِ بَعْدَهُ: يَعِيْنُ عَلَى الدَّهْرِ وَالدَّهْرُ مُكْتَفٍ ... وَإِنْ أَسْتَعِنْهُ لَا يُعِنِّي عَلَى الدَّهْرِ [من الطويل] 9644 - عَدِمتُ الرِّضَا إن كنتُ خُنتك فِي الهَوَى ... وَأَتْبِعْتُ بِالهِجرانِ إِن كنتُ كَاذِبَا بَعْدَهُ: فَإنْ لَمْ يَكُنْ ذَنْبٌ فَفِيْمَ هَجَرْتَنِي ... وَإِنْ كَانَ لِي ذَنْب فقد جِئْتُ تَائِبَا [من الطويل] 9645 - عَدِمتُ دَوَائِي بِالعِرَاقِ فَرُّبَمَا ... وَجَدتُ بِنَجدٍ لِي طَبِيبًا مُدَاوِيَا كَشَاجِمُ: [من المتقارب] 9646 - عَدِمتُ رِئَاسَةَ قَومٍ شَقُوا ... زَمَانًا وَنَالُوا الغِنَى حِينَ شَابُوا بَعْدَهُ: قَرِيْبٌ بِسُؤْدَدِهِم عَهْدُهُم ... فَلَيْسَ لَهُمْ فِي المَعَالِي نِصَابُ يَرَوْنَ التَّكَبُّرَ مُسْتصْوَبًا ... مِنَ الرَّأي وَالكِبْرُ لَا يُسْتَصَابُ وَإِنْ كَاتَبُوا صَارَفُوا فِي الدُّعَا ... ءِ وَكَأَنَّ دُعَاءَهُم مُسْتَجَابُ المتَنَبِّي: [من الطويل] 9647 - عَدِمتُ فُؤادًا لَم تَبِت فِيهِ فَضلَةٌ ... لِغَيرِ الثَنَايَا الغُرِّ والحَدَقِ النُّجلِ ¬
مُعَافَاةُ الأعرابيَّة: [من الطويل] 9648 - عَدِمتُ فُؤادِي مِن فؤَادٍ فَمَا أَشقَى ... وَأَكثَر مَن يَهوَى وَأَعظَمَ مَا يَلقَى أخُوْهُ مَكْتُوْبٌ بِبَابِ: ثَلَاثُونَ ألْفًا. البَيْتُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 9649 - عَدِمتُهُ وَكأَنِّي سِرتُ أَطلُبُهُ ... فَمَا تزِيدُنِي الدُّنيَا سِوَى العَدَمِ بَعْدَهُ: وَلَا تُشَابِهُهُ الأحْيَاءُ فِي شِيَم ... أمسَى تَشَابُهُهُ الأمْوَاتُ فِي الرِّمَمِ أَبُو بَكر الخَوارزميُّ: [من الوافر] 9650 - عَدِمنَا الجُودَ إِلَّا فِي الأَمَانِي ... وَإلَّا فِي الصّحائِفِ وَالأَمَالِي دِعبِلٌ: [من الوافر] 9651 - عَدُوٌّ رَاحَ فِي ثَوبِ الصَّديقِ ... شَرِيكٌ فِي الصَّبُوحِ وَفِي الغَبُوقِ بَعْدَهُ: لَهُ وَجْهَانِ ظَاهِرُهُ ابْنُ عَمٍّ ... وَبَاطِنُهُ ابْنُ زَانِيَةٍ عَتِيْقِ يَسُرُّكَ ظَاهِرًا وَيَسُوْءُ سِرًّا ... كَذَاكَ يَكُونُ أبْنَاءُ الطَّرِيقِ صَالح بن عَبد القدوس: [من المتقارب] 9652 - عَدُوُّكَ ذُو العَقلِ أَبقَى عَلَيكَ ... مِنَ الصَّاحِبِ الجَاهِلِ الأَخرَقِ قَدْ وَرَدَ إخْوَانُهُ بِبَابِ: بُنَيَّ عَلَيْكَ تَقْوَى الإِلَهِ. المتنبي في كَافُورٍ: [من الطويل] ¬
9653 - عَدُوُّكَ مَذمُومٌ بِكُلِّ لِسَان ... وَلَو كَانَ مِن أَعدَائِكَ القَمَرانِ أبْيَاتُ المُتَنَبِّيّ فِي كَافُورْ الإخْشِيْدِيِّ: عَدُوُّكَ مَذْمُومٌ بِكُلِّ لِسَانِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَللهِ سِرٌّ فِي عُلاكَ وَإِنَّمَا ... كَلامُ العِدَى ضَرْبٌ مِنَ الهَذِيَانِ أتَلْتَمِسُ الأعْدَاءَ بَعْدَ الَّذِي ... رَأتْ قِيَامَ دَلِيْلٍ أوْ وُضوحَ بَيَانِ رَأتْ كُلَّ مَنْ يبْغِي لَكَ الغَدْرُ ... يَبْتَلِيَ بِغَدْرِ حَيَاةٍ أوْ بِغَدْرِ زَمَانِ برغمِ شَبِيْبٍ فَارَقَ السَّيْفُ كَفَّهُ ... وَكَانَا على العِلَّاتِ يَصْطَحِبَانِ فَإنْ يَكُ إنْسَانًا مَضَى لِسَبِيْلِهِ ... فَإنَّ المَنَايَا غَايَةُ الحَيَوَانِ فَنَالَ حَيَاةً يَشتَهِيْهَا عَدُوُّهُ ... وَمَوْتًا يَشْتَهِ المَوْتَ كُلَّ جَبَانِ تَقَصَّدَهُ المِقْدَارُ مِنْ بَيْن صَحْبهِ ... عَلَى ثقَةٍ مِنْ دَهْرِهِ وَأمَانِ وَهَلْ ينْفَعُ الجيْشَ الكَثِيْرَ الْتِفَاَفُهُ ... عَلَى غَيْرِ مَنْصوْرٍ وَغَيْرِ مُعَانِ وَعِنْدَ مَنِ اليَوْمَ الوَفَاءُ لِصَاحِبٍ ... شَبِيْبٌ وَأوْفَى مَنْ يَرَى أخْوَانِ قَضى اللَّهُ يَا كَافُوْرَ أَنَّكَ أوَّل ... وَلَيْسَ بِقَاضٍ أنْ يَرَى لَكَ ثَانِي فَمَا لَكَ تَخْتَارُ القِسِيَّ وَإِنَّمَا ... عَنِ السَّعْدِ يُرْمِي دُوْنَكَ الثَّقَلَانِ وَمَا لَكَ تَعْنِي بِالأَسِنَّةِ وَالقَنَا ... وَجَدُّكَ طَعَّانٌ بغيرِ سِنَانِ وَلَمْ تَحْمِل السَّيْفَ الطَّوِيْلَ نِجَادُهُ ... وَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْهُ بِالحَدَثَانِ لَو الفَلَكُ الدَّوَّارُ أبْغَضْتَ سَعيَهُ ... لَعَوَّقَهُ شَيْءٌ عَنِ الدَّوَرَانِ ابْنُ الرُّوميّ: [من الوافر] 9654 - عَدُوُّكَ مِن صَديقِكَ مُستَفَادٌ ... فَلَا تَستَكثِرَنَّ مِنَ الصَّحابِ بَعْدَهُ: فَإنَّ الدَّاءَ أكْثَرَ مَا تَرَاهُ ... يَكُونُ مِنَ الطَّعَامِ أوْ الشَّرَابِ ¬
إِذَا انْقَلَبَ الصَّدِيْقُ غَدَا عَدُوًّا ... مُبِيْنًا وَالأُمُوْرُ إِلَى انْقِلَابِ وَلَوْ كَانَ الكَثِيْرُ يَطِيْبُ كَانَتْ ... مُصَاحِبَةُ الكَثيْرِ مِنَ الصَّوَابِ وَلَكِنْ قَلَّمَا اسْتَكْثَرْتَ إِلَّا ... وَقَعْتَ عَلَى ذِئَابٍ فِي ثِيَابِ فَدَعْ عنك الكَثيْرَ فَكَمْ كَثِيْرٍ ... يُعَافُ وَكَم قَلِيْلٍ مُسْتَطَابُ وَمَا اللُّجَجُ المِلَاحُ بَمُرْوِيَاتٍ ... وَتَلْقَى الرِّيَّ فِي النُّطَفِ العِذَابِ وَقَال آخَرُ (¬1): [من الوافر] فَإنَّ الدَّاءَ أكْثَرَ مَا تَرَاهُ ... مِنَ الأشْيَاءِ تَحْلُو فِي الحُلُوْقِ وَيُقَالُ: مَنْ لَمْ يَرْغَبْ فِي ثَلَاثٍ ابْتُلِيَ بِستٍّ: مَنْ لَمْ يَرْغَبْ فِي الإخْوَانِ بُلِيَ بِالعَدَاوَةِ وَالخِذْلَانِ. وَمَنْ لَمْ يَرْغَبْ فِي السَّلَامَةِ بُلِيَ بِالشَّدَائِدِ وَالامْتِهَانِ. وَمَنْ لَمْ يَرْغَبْ فِي المَعْرُوْفِ بُلِيَ بِالنَّدَامَةِ وَالخُسْرَانِ. يَزِيد بن الحَكَم: [من الطويل] 9655 - عَدُوُّكَ يَخشَى صَولَتِي إِن لَقيتُهُ ... وَأَنتَ عَدُوِّي لَيس هَذَا بِمُستَوِي ابْنُ شَمس الخلَافَةِ: [من الوافر] 9656 - عَدُوٌّ لِي أُسَمِّيهِ حَبيبًا ... فَيَأبَى القَلبُ تَصدِيقَ اللِّسَانِ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 9657 - عَدُوِّي كُلُّ شَيءٍ فِيكَ حَتَّى ... لَخِلتُ الأُكمَ مُوغَرةَ الصُدُورِ قَوْل المُتَنَبِّيّ: عَدُوِّي كُلُّ شَيْءٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
وَلَوْ حُسِدْتُ عَلَى نَفِيْسٍ ... لَجُدْتُ بِهِ لِذِي الجِدِّ العُثُورِ وَلَكِنِّي حُسِدْتُ عَلَى حَيَاتِي ... وَمَا خَيْرُ الحَيَاةِ بِلَا سُرُورِ أُعَرِّضُ للرِّمَاحِ الصمِّ نَجْرِي ... وَأُنْصبُ حُرَّ وَجْهِي للمجِيْرِ وَأسْرِي فِي ظَلامِ اللَّيْلِ وَحْدِي ... كَأنِّي مِنْهُ فِي قَمَرٍ مُنِيْرِ الخَوارَزمِي: [من الكامل] 9658 - عَدْوَى البَليدِ إِلَى الجَلِيدِ سَرِيعَةٌ ... وَالجَمرُ يُوضَعُ فِي الرَّمَادِ فَيَخمَدُ قَبْلَهُ: لَا تَصْحَبِ الكَذَّابَ فِي حَاجَاتِهِ ... كَمْ صالِحٍ بِفسَادِ آخَرَ يَفْسُدُ عَدْوَى البَلِيْدِ إِلَى الجَّلِيْدِ سَرِيْعَةٌ. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (عَدَّ) قَوْلُ أَبِي نوَّاسٍ (¬1): عَدَّيْتُ عَنْكَ بِمَنْطِقِي فَعَدَاكَا ... وَشَكَرْتُ غَيْرُكَ إِذْ رَأيْتُ جَفَاكَا عَرَضْتُ بِالشَّكْوَى لِغَيْركَ شُبْهَةً ... وَكَنَيْتُ عنك وَمَا أُرِيْدُ سِوَاكَا وَيُرْوَى: عَرَضْتُ بِالشَّكْوَى لِغَيْرَكَ جَفْوَةً ... وَكَتَمْتُ عنك وَمَا شكَرْتُ سِوَاكَا ابْنُ قَيس الرُقَيَّاتِ: [من الوافر] 9659 - عِدِينَا فِي غَدٍ مَا شِئتِ إنَّا ... نُحبُّ وَإن مَطَلتِ الوَاعِدِينَا بَعْدَهُ: فَإمَّا تُنْجِزِي عِدَتِي وَإمَّا ... نَعِيْشُ بِمَا نُؤَمِّلُ مِنْكَ حِيْنَا ابْنُ المُعتَزِّ: [من الكامل] ¬
9660 - عَذبُ الخَلَائِقِ كُلَّما جرَّبتَهُ ... فِيمَا تُحبُّ رَأَيتَهُ يَزدَادُ القَاسِمِ بن القَاسِمِ الواسِطيُ: [من الخفيف] 9661 - عَذُبَت فِي النِّفَاقِ أَلسِنَةُ القَو ... م وَفِي الأَلسُنِ العِذابِ العَذَابُ [من الكامل] 9662 - عَذُبَت مَمَادِحُهُ بِأَفواهِ الوَرَى ... فَثَنَاؤُهُ يَنتَابُ كلَّ مَكَانِ محمّد بن حسَّان الضَبّي: [من البسيط] 9663 - عَذُبتَ بِالمَطلِ وَعدًا رَقَّ مَنطِقُهُ ... حَتَّى لَقَد جَفَّ مِنه المَاءُ وَالعُودُ قِيْلَ: امْتَدَحَ مُحَمَّدُ بن حَسَّانَ الضِّبِيُّ وَقِيْلَ: بَلْ العَتْبِيُّ أبَا المُغِيْثِ الرَّافِقِيَّ فَوَعَدَهُ وَطَالَ مَطلهُ فَكَتَبَ إلَيْهِ: عَذَّبْتَ بِالمَطْلِ وَعْدًا رَقَّ مَنْطقُهُ. البَيْتُ وبَعْدَهُ: سَقْيًا لِلَفْظِكَ مَا أحْلَى مَخَارِجَهُ ... لَوْلَا عَقَارِبُ فِي أثْنَائِهِ سُوْدُ قَالَ: فَلَمَّا وَقَفَ أَبُو المُغِيْثِ عَلَيْهُمَا تَبَسَّمَ وَكَتَبَ فِي الجوَابِ: لَا تَعْجَلَنَّ عَلَى لَوْمِي فقد سَبَقَتْ ... مِنِّي إلَيْكَ بِمَا تَهْوَى المَوَاعِيْدُ فَإنَّ صَبَرْتَ أتَاكَ النُّجْحُ عَنْ كَثَبٍ ... وَكَانَ طَالِعَهُ سَعْدٌ وَمَسْعُودُ وَفِي الكَرِيْمِ أنَاةٌ رُبَّمَا اتَّصَلَتْ ... إِنْ لَمْ يُعَامَلْ بَصَبْرٍ أيْبَسَ العُوْدُ وَحَملَ مَعَ ذَلِكَ إلَيْهِ صِلَةً تُرْضِيْهِ. سُحَيم بنُ وَثيلٍ: [من الوافر] 9664 - عَذَرتُ البُزلَ أَن هِيَ خَاطَرَتنِي ... فَمَا بَالِي وَبَالُ ابنِ اللَّبُونِ ¬
ذُو الرُّمَّة: [من الطويل] 9665 - عَذَرتُ الذَّرَى أَن خَاطَرتنِي قُرومُهَا ... فَمَا بَالُ أَكَّارِينَ فُدع القَوَائِمِ أوَّلُهَا: أيَا ظَبْيَةَ الوَعْسَاءِ بَيْنَ جُلَاجِلٍ ... وَبَيْنَ النَّقَا آأَنتِ أمْ أُمُّ سَالِمِ يَقُولُ مِنْهَا: عَذَرْتُ الذُّرَى انْ خَاطَرَتْنِي. البَيْتُ الوعْسَاءُ رَابِيَةُ رَمْلٍ مِنْ ألْيَنه يُنْبِتُ أحْرَارَ البَقْلِ. وَجُلَاجِلٌ مَوْضِعٌ. وَالذُّرَى الإِشْرَافُ. وَقُرُومُهَا فُخوْلُهَا. وَالفَدَعُ عوجُ صَدْر القَدَمَيْنِ. ابْنُ الحَجَّاج: [من الوافر] 9666 - عَذَرتُ الأُسدَ أَن صَلِيَتْ بِنَارِي ... مخُاطِرةً فَمَا بَالُ الكِلَابِ بَعْدَهُ: وَأوْلَادُ الحَرَائِرِ لَمْ يُجَابُوا ... لَدَيَّ فَكَيْفَ أوْلَادُ القِحَابِ [من الوافر] 9667 - عَذَرتُكَ إِذ تُقصِّر فِي أُمورِي ... وَنَفسِي لُمتُ فِيكَ وَحُسنَ ظَنِّي بَعْدَهُ: وَلَمْ أرفع دَنِيْئًا قَطُّ إِلَّا ... بِقِيْمَةٍ مَا رَفَعْتُ يَحِطُّ مِنَي [من الوافر] جُنِنْتُ وَمَنْ رَأى مَا لَمْ يُؤَمِّلْ ... حَقِيْقٌ فِيْهِ يَدخُلُ ألْفُ جُنِّي ¬
هَذَا البَيْتُ نظم قَوْلُ الإمام الشَّافِعِيّ رَحْمَةَ اللَّه عَلَيْهِ: مَا رفَعْتُ مِن أحَدٍ فَوْقَ قَدْرِهِ إِلَّا حَطَّ مِنْ قَدِرِي بَمِقْدَارِ ما رَفَعْتُ مِنْ قدْرِهِ. الرّضِي الموسَوِيّ: [من الوافر] 9668 - عَذَرتُكَ أَنتَ أَردَى النَّاس أَصلًا ... وَأَخبَثُ مَنصِبًا وَأَذَلُّ جَنبَا بَعْدَهُ: وَأَنْتَ أقَلّ فِي عَيْنيَ مِنْ أنْ ... أرُوْعَكَ أوْ أشُنَّ عَلَيْكَ حَرْبَا وَمَنْ رَجَمَ السَّمَاءَ فَلَا عَجِيْبٌ ... يُقَالُ حَثَا بِوَجْهِ البَدْرِ تُرْبَا فَإِنَّكَ إِنْ هَجَوْتَ هَجَوْتَ لَيْثًا ... وَإنِّي إِنْ هَجَوتُ هَجَوْتُ كَلْبَا عَبد اللَّه بنُ الدُّمينَةِ: [من الطويل] 9669 - عَذَرتُكِ يَا عَينِي الصَّحيحَةَ فِي البُكَا ... فَمَا لَكِ يَا عَوراءُ وَالهَمَلَانِ البَّبغاءُ: [من البسيط] 9670 - عَذَرتُ مَن ظَلَّ فِي حُبِّيْكَ يَحسِدُنِي ... لأَنهُ فِيكَ مَعذُورٌ عَلَى الحَسَدِ ابْنُ المعذَّلِ: [من السريع] 9671 - عُذركَ عِندِي لَكَ مَبسُوط ... وَالعَتْبُ عَن مِثلِكَ مَحطُوطُ بَعْدَهُ: لَيْس بِمَسْخُوْطٍ فِعَالُ امْرِيءٍ ... جَمِيْعُ مَا يَفْعَلُ مَسْخُوْطُ [من السريع] 9672 - عُذرُكَ مَوصُولٌ بِشُكرِي ... وَلَا يَعذِرُ إِلَّا رَجُلٌ يَشكُرُ ¬
[من الخفيف] 9673 - عُذرُ مَن لَم يَجِد فَسِيحٌ وَلَكِن ... أَيُّ عُذرٍ لِوَاجِدٍ لَا يَجودُ وَمِنْ بَابِ (عَذَر) قَوْلُ ابْنُ الرُّومِيِّ (¬1): عَذَرْنَا النَّخْلَ فِي إبْدَاءِ شَوْكٍ ... يَذُوْدُ بِهِ الأنَامِلَ عَنْ جَنَاهُ فَمَا لِلْعَوْسَجِ المَلْعُونِ أبْدَى ... لنَا شَوْكًا بلا ثَمَرٍ نَرَاهُ المتَنَبِّي: [من الكامل] 9674 - عَذلُ العَوَاذِلِ حَولَ قَلبِي التّائِهِ ... وَهَوى الأَحِبَّةِ مِنهُ فِي سَودائِهِ البُحتُرِيُّ: [من الخفيف] 9675 - عَذَلَتنا فِي عِشقِهَا أُمُّ عَمرٍو ... هَل سَمِعتُم بِالعَاذِلِ المَعشُوقِ بَعْدَهُ: وَرَأتْ لِمَّةً ألَمَّ بِهَا الشَّيـ ... ـبُ فَرِيْعَتْ مِنُ ظُلْمَةٍ فِي شُرُوقِ وَلَعَمْرِي لَوْلَا الأَقَاحِي لأَبْصَرْ ... تَ أَنِيْقَ الرِّيَاضِ غَيْرَ أَنِيْقِ وَسِوَادُ العُيُونِ لَو لَمْ يُلَمَّحْ ... بِبيَاضٍ مَا كَانَ بِالمَوْمُوْقِ أيُّ لَيْلٍ بَهَى بِغَيِرِ نُجُومٍ ... وسحَابٍ يَنْدَى بِغَيْرِ بُرُوقِ أَبُو الجُود الأعرابيُّ: [من الخفيف] 9676 - عَذَلُونِي عَلَى الحَماقَةِ جَهلَا ... وَهِيَ مِن عَقلِهِم أَلَذُّ وَأَحلَى بَعْدَهُ: لَو لَقُوا مَا لَقَيْتُ مِنْ حُرْفَةِ العَـ ... ـقْلِ لَسَارُوا إِلَى الحَمَاقَةِ رِسْلَا ¬
فَأنَا اليَوْمَ لِلْحَمَاقَةِ وَالٍ ... وَأمِيْرٌ وَلَسْتُ أَرْهَبُ عَزْلَا الحُرْفَةُ: الاسْمُ مِنَ المُحَارِفِ وَهُوَ الَّذِي حُرفَ عَنْهُ الرِّزْقُ أي صُرِفَ عَنْهُ، أوْ جُعِلَ مِنَ الحَظِّ عَلَى حَرْفٍ أي جَانِبٍ. وَالرِّسْلُ اللِّيْنُ أي: سَارَوا عَلَى رِفْقٍ وَلِيْنٍ. عِمران بن عصَامٍ: [من الوافر] 9677 - عَذِيرِي مِن أَخ إِنْ أَدنُ شِبرًا ... يَزِدني مِن تَبَاعُدِهِ ذِرَاعَا بَعْدَهُ: أبَتْ نَفْسِي لَهُ إِلَّا وِصَالًا ... وَتَأبَى نَفْسُهُ إِلَّا انْقِطَاعَا كِلَانَا جَاهِدٌ أَدْنُو وَيَنْأَى ... كَذَلِكَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا اسْتَطَاعَا هُوَ أَبُو عُمَارَةَ عِمْرَانُ بنُ عِصَامٍ الضَّبُعِيُّ البَصْرِيُّ يُعَاتِبُ عَامِرَ بنَ مَسْمَعْ. وَكَانَ عَمْرَانُ هَذَا خَرَجَ مَعَ ابنِ الأَشْعَثِ، فَظَفرَ بِهِ الحجَّاجُ، وَقَتَلَهُ بِدَيْرِ الجمَاجِمِ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ 83. أَبُو العتاهِيَة: [من الطويل] 9678 - عَذِيرِي مِنَ الإِنسَانِ لَا إِن جَفَوتُه ... صَفَا لِي وَلَا إِن كنتُ طَوعَ يَدَيهِ البُحتُرِيّ: [من الطويل] 9679 - عَذيِرِي مِنَ الأَيامِ رَنَّقنَ مَشربِي ... وَلقَّينَنِي نُحْسًا مِنَ الطَّيرِ أَشأَمَا [من الطويل] 9680 - عَرَائِسُ تَجلُوهَا عَلَيكَ خُدُودُهَا ... وَلَكِنَّمَا تِلكَ الخُدُود الدَّفَاتِرُ وَمِنْ بَابِ (عَرَص) قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ يَهْجُو (¬1): ¬
عَرَصَاتُ لَو لَمْ يَكُنْ لِسَيِّدٍ ... وَطَنًا وَلَمْ يَرِيْعُ بِهنَّ كَرِيْمُ أَبُو نُواسٍ: [من الكامل] 9681 - عَرَّضتُ بِالشَكوَى لِغَيرِكَ جَفوةً ... وَكَنَيتُ عَنكَ وَلَا أُرِيدُ سِوَاكَا ابْنُ الرُّومِي: [من البسيط] 9682 - عَرَّضتَ نَفسَكَ حَتَّى صِرتَ لِي غَرضًا ... قَد يُقدِمُ العَيرُ مِن ذُعرٍ عَلَى الأَسَدِ قَبْلَهُ: أشْرَجْتَ قَلْبَكَ مِنْ بَغْضي عَلَى حَنَقٍ ... أضَرّ مِنْ حُرْقَاتِ الحُبِّ فِي الجَسَدِ عَرَّضْتَ نَفْسَكَ حَتَّى صِرْتَ لِي غَرَضًا. البَيْتُ [من السريع] 9683 - عَرَّضتُ نَفسِي لِلهَوَى مَازِحًا ... يَا رُبَّ جِدٍّ جَرَّهُ المَزحُ أَبُو حَفصٍ الشطرنجيُّ: [من الخفيف] 9684 - عَرِّضَن لِلَّذِي تُحِبُّ بِحُبٍّ ... ثُمَّ دَعهُ يَرُوضُهُ إِبلِيسُ بَعْدَهُ: وَأَقِلَّ اللَّجَاجَ وَاَصبِرْ عَلَيْهِ ... إِنَّ خَطْبَ الهَوَى جَلِيْلٌ نَفِيْسُ هُمَا لأَبِي حَفْصٍ الشّطْرَنْجِيُّ وَقَدْ نُسِبَا إِلَى أَبِي نوَاسٍ وَإلَى غَيْرِهِ. الأعرجيُّ: [من الوافر] 9685 - عَرَضتُ نَصِيحةً مِنِّي لِيَحْيَى ... فَقَالَ غَشَشتَنِي وَالنُّصحُ مُرُّ بَعْدَهُ: ¬
وَمَا بي أنْ أكُونَ أعِيْبُ يَحْيَى ... وَيَحْيَى طَاهِرُ الأَعْرَاقِ بَرُّ وَلَكِنْ قَدْ أتَانِي أَنَّ يَحْيَى ... يُقَالُ عَلَيْهِ في البَقْعَاءِ شَرُّ فَقُلْتُ لَهُ تَجَنَّبْ كُلّ شَرٍّ ... يُعَابُ عَلَيْكَ إِنَّ الحُرَّ حُرُّ الأعْرَجِيُّ هُوَ مُخَيِّسُ بنُ أرْطَأةَ مَنْسُوب إِلَى الأعْرَجَ، وَهُوَ الحَارثُ بنُ كَعْب بن سَعِيْد بن زَيْدِ مَنَاةَ بن تَمِيْمٍ. قَالَ هَذَا الشِّعْرُ لِرَجُلٍ مِنْ بني حَنِيْفَةَ يُقَالُ لَهُ يَحْيَى وَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى امْرَأةٍ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى اليَمَامَةِ يُقَالُ لَهَا بَقْعَاءُ. وَمِثْلُ قَولهِ فَالحُرُّ حُر قَوْلُ أَبِي النَّجْمِ (¬1): أَنَا أَبُو النَّجْمِ وَشِعْرِي شِعْرِي. أي شِعْرِي كَمَا بَلَغَكَ. وَقُرْبٌ مِنْ قَوْلُ الأعْرَجِيّ قَوْلُ ابْنُ مَيَّادَةَ الرِّيَاحِ بن عُثْمَانَ بن حَيَّانَ المريّ وَكِلَاهُمَا مِنْ مُرَّةَ غَطْفَانَ ابْنُ مَيَّادَةَ وَرِيَاحٌ (¬2). أمَرْتُكِ يَا رِيَاحُ بِأمْرِ حَزْمٍ ... فَقُلْتُ هَشِيْمَة مِنْ بِنْتِ نَجْدِ نَهَيْتك عَنْ رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ ... عَلَى مَحْبُوكَةِ الأصْلابِ جُرْدِ وَوَجْدًا مَا وَجَدْتُ عَلَى رِيَاح ... وَمَا أغيْثُ شَيْئًا غَيْرَ وَجْدِي قَالَ ابْنُ مَيَّادَةُ ذَلِكَ لِرِيَاح فِي فتنةِ مُحَمَّد بن عَبْدُ اللَّهِ حَسَنٍ، وَكَانَ أشَارَ عَلَيْهِ بِأنْ يَعْتَزِلَ الفُتْنَةَ وَلَا يُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِلْهَلَاكِ فَلَمْ يَقْبَلْ وَأُخِذَ فَقُتِلَ. قَوْلُ هَشِيْمَةٌ أي ضَعِيْفَة وَالهَشِيْمُ النَّبْتُ إِذَا وَلَّى وَجَفَّ وَالنَّجْدُ عَالِي الأرْضِ وَالمَحْبُوكُ الَّذِي فِيْهِ طَرَائِقَ وَاحِدُهَا حبَاك وَالجمْعُ حُبكَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ}. وَيُقَالُ الطَّرَائِقُ: المَاءِ وَلِلطَّرَائِقُ الَّتِي عَلَى جَنَاحِ الطَّائِرِ أَيْضًا حبكٌ. [من الوافر] 9686 - عَرَضنَا أَنفُسًا عَزت عَلَينَا ... عَلَيكُم مَا يُحَقُ لَهَا الهَوَانُ ¬
بَعْدَهُ: وَلَوْ أنَّا مَنَعْنَاهَا لَعَزَّتْ ... وَلَكِنْ كُلُّ مَعْرُوضٍ مُهَانُ [من المتقارب] 9687 - عَرَضنَا نَزَالِ فَلَم يَنزِلُوا ... وَكَانَت نَزَالِ عَلَيهِم أَطَمْ البُحتُرِيُّ: [من الخفيف] 9688 - عَرَفَ العَالِمُونَ فَضلَكَ بِالعِلـ ... ـم وَقَالَ الجُهَّالُ بِالتَقلِيدِ قَبْلَهُ: وَأرَى النَّاسَ مُجْمِعِيْنَ عَلَى فَضْـ ... ـلِكَ مِنْ بَيْنِ سَيِّدٍ وَمَسُودِ عَرَفَ العَالَمُونَ فَضْلَكَ بِالعِلْمِ. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (عَرَفَ) قَوْلُ ابْنُ الرُّومِيِّ: عَرَفَ اللَّه إِلَى أنْ خَافَهُ ... ثُمَّ خَافَ اللَّهَ حَتَّى آمَنَه فَحَكَى غَايَتُهُ شَاهِدَهُ ... وَحَكَى المَكْنُونُ مِنْهُ عَلَنَه وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ آخَرَ: عَرَفْتُ الضَّنَا مِنْ بَعدِ بُعْدِ أحِبَّتِي ... فَوَا أسفَا مِنْ طُولِ ذَا البُعْدِ يَا صحْبِي لَقَدْ سَاءَنِي يَوْمُ التَّفَرُّقِ وَالنَّوَى ... كَمَا سَرَّنِي يَوْمُ التَّوَاصُلِ وَأَقْرَبِ ابْنُ المُعتَزِّ: [من الطويل] 9689 - عَرَفتُ الزَّمَانَ بُؤسَهُ وَرَخاءَهُ ... وَلَاقَيتُ مَكروه الخُطوبِ وَعَانَيتُ أَبُو فراسٍ: [من الوافر] 9690 - عَرَفتُ الشَرَّ لَا لِلشَّـ ... ـرِ لَكِن لِتَوَقِّيه ¬
بَعْدَهُ: وَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الشَّرَّ ... مِنَ النَّاسِ يَقَعُ فِيْهِ الغَزِّيُّ: [من الطويل] 9691 - عَرَفتُ الغِنَى بِالفَقرِ وَالفَقرَ بِالغِنَى ... وَمَن صَحِبَ الأَيَّامَ أَثرَى وَأَملَقَا أبْيَاتُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِيِّ: خَلِيْلَيَّ إِنْ نَادَمْتُمَانِي فَقَرِّبَا ... عِتَاقَ المَذَاكِي لَا الرَّحِيْقَ المُعَتَّقَا وَلَا تشَغِلَا جِيْدِي بِمِنَّةِ جَاهِلٍ ... أَرُوْحُ بِهَا مِثْلَ الحَمَامِ مُطَوقَا عَرَفْتُ الغِنَى بِالفَقْرِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَصرْتُ مَتَى لَاحَ الغَدِيْرُ الَّذِي ... صفَتْ شَرَائِعُهُ عِفْتُ الحَضمَّ المَرْنَقَا يَئِسْتُ فَمَا عِنْدِي لِمَلْكٍ مَهَابَةٌ ... عَلَى قَدْرِ مَا تَرْجِي البَوَاقُ تُتَّقَى هُوَ الجّدُّ يَخْفِي طَلْعَةَ البَدْرِ بِالسُّهَا ... وَيَنْصرُ مَنْ يَهْذِي فَيَدْعُوهُ مُغْلَقَا لَزِمْتُ زَوَايَا البَيْتِ مِنْ خَوْفِ مَعْشرٍ ... مُؤَمِّلُهُمْ يَسْتَخْرِجُ الصِّلَّ بِالرُّقَا * * * وَمِنْ بَابِ (عَرفْتُ) قَوْلُ مِهْيَارَ (¬1): عَرفتُ فَمَا أدْرَى الفَتَى كَيْفَ يَرْغَبُ ... وَعِفْتُ فَمَا أشكُو العِدَى كَيْفَ يَشْرَبُ؟ وَرَوَّضَنِي لِلْيَأسِ هَجْرُ مَطَامِعِي ... فَبَغَّضَ عِنْدِي الوَفْرَ وَهُوَ مُجِيْبُ رَأيْتُ الغِنَى مَا نَدَّعِي فَفَاتَنِي ... وَكَيْفَ يَخَافُ القُوتَ مَنْ لَيْسَ يَطْلِبُ فَلَا جَرَّ رِزْقٌ غِبْطَةً وَهُوَ يُجْتَدَى ... وَلَا شَدَّ مَالٌ خلَّةً وَهُوَ يُوهَبُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 9692 - عَرَفتُ اللَّيَالِي قَبلَ مَا صَنَعَت بِنَا ... فَلَّمَا دَهَتنِي لَم تَزدنِي بِهَا عِلمَا ¬
هَذَا مَأخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ أرِسْطَالِيْسَ: مَنْ ارْعَوَى عَوَاقِبَ الأُمُوْرِ بِعَيْنِ العَقْلِ قَبْلَ وَارِدِهَا لَمْ يَجْزَع عِنْدَ حُلُولهَا. يَقُولُ مِنْهَا: إِذَا قَلَّ عَزْمِي عَنْ هَوًى خِفْتُ بَعْدَهُ ... وَشَيْءٍ مُمْكِنٌ لَمْ يَجِدْ عَزْمَا المَعَرِّي: [من الطويل] 9693 - عَرَفتُ سَجَايَا الدَّهرِ أَمَّا شرُورُهُ ... فَنَقدٌ وَأَمَّا خَيرُهُ فَوُعُودُ بَعْدَهُ: [من الطويل] إِذَا كَانَتِ الدُّنْيَا كَذَاكَ فَخَلِّهَا ... وَلَوْ كَانَ كُلُّ الطَّالِعَاتِ سُعُودُ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّه عَنهُ: [من الطويل] 9694 - عَرَفتُ سَجَايَا الدَّهرِ لَمَّا صَحِبْتُهُ ... وَمَن يَصحَبِ الأَيَّامَ يَقنِ التَّجارِبَا المتَنَبِّي: [من الوافر] 9695 - عَرَفتُ نَوَائِبَ الحَدثَانِ حَتَّى ... لَو انتَسَبَت لَكُنتُ لَهَا نَقِيبَا يَقُولُ مِنْهَا: ألَسْتَ ابنَ الأُلَى سَعِدُوا وَسَادُوا ... وَلَمْ يَلِدُوا امرأً إِلَّا نَجِيْبَا وَنَالُوا مَا اشْتَهُوا بِالحَزْمِ هَوْنًا ... وَصَادَ الوَحْشَ نَمْلُهُمُ دَبِيْبَا وَمَا رِيْحُ الرِّيَاضِ لَهَا وَلَكِنْ ... كَسَاهَا دَفْنُهُمْ فِي الأرْضِ طِيْبَا يَقُولُ ذَلِكَ فِي عَلِيِّ بنِ سَيَّارِ بنِ مُكْرَمٍ التَّمْيِمِيّ. طَفِيل الغَنَوِيُّ: [من الطويل] 9696 - عَرُوبٌ كَأَنَّ الشَّمسَ تَحتَ قِنَاعِهَا ... إِذَا اتْبَسَمَتْ أَو سَافِرًا لَم تَبَسَّمِ ¬
الحَاجِرِيُّ: [من الوافر] 9697 - عُريبَ البرِّ كيفَ أُبيِحَ قَتلِي ... أَلَيسَ العُربُ تُعرَفُ بِالذِّمَامِ أَبُو العَتاهِيةِ: [من الوافر] 9698 - عَرِيتُ مِنَّ الشَبَابِ وَكُنتُ غَضًا ... كَمَا يَعرَى مِنَ الوَرَقِ القَضِيبُ بَعْدَهُ: وَنُحْتُ عَلَى الشَّبَابِ بِدَمْعِ عَيْنِي ... فَمَا أغَنَى البُكَاءُ وَلَا النَّحِيْبُ فَيَا لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْمًا ... فَأُخْبِرَهُ بِمَا فَعَلَ المَشِيْبُ وَيُرْوَى: وَرَيْعَانُ الشَّبِيْبَةِ لَا يَؤُوْبُ. [من مجزوء الكامل] 9699 - عَزَّ البَيَاضُ بِأَرضِكُم ... أَم قَد بَخِلتُم بِالمِدَادِ 9700 - عَزَّ الشِّفَاءُ عَلَى اللَّدِ ... يغِ فَكُلُ دِريَاقٍ سِمَامُ الحَسَنُ بن سَهل العَسكَريُّ: [من البسيط] 9701 - عَزَّ الكَمَالُ فَمَا يَحظَى بِهِ أَحَدٌ ... فَكُلُّ خَلقٍ وَإن لَم يَدرِ ذُو عَابِ بَعْدَهُ: لَو تَمَّ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا لِذِي أدَبٍ ... لانْضَافَ مَالٌ إِلَى عِلْمِي وَآدَابِي فَتَمَّ جَاهِيَ عِنْدَ النَّاسِ كُلِّهُمُ ... وَطَابَ عَيْشِيَ فِي أهْلِي وَأصْحَابِي عَزَّ الكَمَالُ فَمَا يَحْظَى بِهِ أحَدٌ. البَيْتُ أنْشَدَنِي الشَّيْخُ العَالِمُ الكَامِلُ شَرَفُ الدِّيْنِ مُحَمَّد بن الوَحِيْدِ الكَاتِبِ أدَامَ اللَّهُ تَوْفِيْقَهُ لِنَفْسِهِ: ¬
عزَّ الكَمَالُ فَعَالِمٌ فِي خَطِّهِ ... قُبْحٌ وَذُو خَطٍّ بَدِيْعٍ جَاهِلِ فَإِذَا بَلَغْتَ مِنَ الكِتَابَةِ غَايَةً ... وَمِنَ العُلُومِ فَأنْتَ ذَاكَ الكَامِلُ إبراهيم الغَزَّيُّ: [من الخفيف] 9702 - عَزَّ مَن وَزَّعَ الحُظُوظَ بِعَدلٍ ... لَيسَ لِلعَالَمِينَ فِيهِ اختِيَارُ وَمِنْ هَذَا البَابُ قَوْلُ سُلَيْمَانَ بنُ وَهَبٍ (¬1): عَزَّكَ الدَّهْرُ بِمَا تَهْوَى فَهُنْ ... وَإِذَا مَا خَشُنَ الدَّهْرُ فَلِنْ لَا تُعَاسِرُهُ وَخُذ مَيْسُورَهُ ... وَتَفَنَّنْ مَعَهُ فِي كُلِّ فَنْ وَقَوْلُ آخَرَ (¬2): عِزُّ القَنُوعُ بِحَمْدِ اللَّهِ يَمْنَعُنِي ... مِنَ التَّعَرُّضِ لِلْمَنَّانَةِ النَّكدِ رَضِيْتُ بِاللَّهِ فِي يَوْمِي وَفِي غَدِهِ ... مِنْ نَشَبٍ وَمَا أُؤُمِّلُ غَيْر اللَّهِ مِنْ أحَدِ وَزيرُ مِصرَ: [من البسيط] 9703 - عَزُّوُا فَمَا رَحِمُوا أَيَّامَ دَولَتِهِم ... حَتَّى إِذَا مَا انقَضَت ذَلُّوا فَمَا رُحمُوا ابن شَمسِ الخِلافَة: [من الرجز] 9704 - عِزَّةُ نَفسِي حَلأَت رَكَائِبِي ... عَن مَورِدِ الذُلِّ وَمَرعَى الهُونِ البُحتُريّ: [من البسيط] 9705 - عَزَّيتُ نَفسِي بِبَردِ اليَأسِ بَعدَهُم ... وَمَا تَعزَّيتُ عَن صَبرٍ وَلَا جَلَدِ أَبُو الفَتح البُستِي: [من البسيط] ¬
9706 - عَزَلتُ سَمعِي وَشَمِّي وَالمَذَاقَ مَعًا ... وَاللَّمسَ عَن كُلِّ لَهوٍ مَا خَلَا بَصَرِي بَعْدَهُ: وَمَنْ تَجَافَى عَنِ اللّذَّاتِ قَاطِبَةً ... مِنْ غَيْرِ عَجْزٍ فَلَا تَعْذُلْهُ فِي النَّظَرِ ابْنُ المطَّلِبِ الكاتبُ: [من المتقارب] 9707 - عُزِلتُ وَمَا خُنتُ فِيمَا وَلِيتُ ... وَغَيرِي يَخونُ وَلَا يُعزَلُ بَعْدَهُ: فَهَذَا يُدِلُّ عَلَى أَنَّ مَنْ ... يُوَلَّي وَيَعْزِلُ لَا يَعْقِلُ هُوَ أَبُو سَعِيْد مُحَمَّد بن عَلِيّ بن مُحَمَّد بنُ المُطَّلِبِ الكَاتِبُ البَغْدَادِيُّ. وَيُرْوَيَانِ لِلسَّيِّدِ الرَّضِيِّ المَوْسَوِيِّ. [من الطويل] 9708 - عَزَلنَا وَأَمَّرنَا وَبَكرُ بنُ وَائِلٍ ... تَجُرُّ خُصَاهَا تَبتَغِي مَن تُحالِفُ البُحتُرِيُّ: [من الخفيف] 9709 - عَزَمَاتٌ تُصِبنَ دَاجِيَةَ الخَطـ ... ـبِ وَإِن كُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابِ بَعْدَهُ: يَتَوَقَدْنَ وَالكَوَاكِبُ مُطْفَاةٌ ... وَيَقْطَعْنَ وَالسُّيُوفُ نَوَابِي [من الكامل] 9710 - عَزَمَاتُهُم بَينَ السُيوُفِ صَوَارِمٌ ... وَقُلوبُهُم تَحتَ الحَدِيدِ حَدِيدُ ¬
[من الوافر] 9711 - عَزَمتُ عَلَى إِقَامةِ ذِي صَبَاحٍ ... لأَمرٍ مَا يُسَوِّدُ مَن يَسُودُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 9712 - عَزِيزُ أَسًى مَن دَاؤُهُ الحَدَقُ النُّجلُ ... عَياءٌ بِهِ مَاتَ المُحِبُّونَ مِن قَبلُ أَبُو فراسٍ: [من الوافر] 9713 - عَزِيزٌ حَيثُ حَط السَّيرُ رَحلِي ... يُدَارِينِي الأنَامُ وَلَا أُدَارِي أَبُو دَهبَلٍ: [من الطويل] 9714 - عَسَت كُربَةٌ أَمسَيتُ فِيهَا مُقِيمةٌ ... يَكُونُ لنا مِنْهَا خَلَاصٌ وَمَخرَجُ أبْيَاتُ أَبِي دَهْبَلٍ الجُمحيَّ وَاسْمُهُ وَهَبُ بنُ زَمْعَةَ بنِ أُسَيْدِ بن أُحْيَجَة بن خَلَف بن وَهَب بن حَدَافَة بن جُمَحٍ بن عمرو بن هبيص بن كعْبٍ، وَكَانَ رَجُلًا جَمِيْلَ الوَجْهِ صَالِحًا تَقِيًّا أوَّلُهَا: تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ مَا يَتَبَلَّجُ ... وَأعْيَتْ غَوَاشي عَبْرَتِي مَا تُفَرَّجُ أِبِيْتُ نَجِيًّا لِلْهُمُومِ كَأَنَّمَا ... خِلَالَ ضلُوعِي جَمْرَةٌ تَتَوَهَّجُ لقَدْ قَطَعَ الوَاشُونَ مَا كَانَ بَيْنَنَا ... وَنَحْنُ إِلَى أنْ يُوْصَلَ الحَبْلُ أحْوَجُ رَأوا وُعُورَةً فَاسْتَقْبَلُوهَا بِالبهمِ ... فَرَاحُوا عَلَى مَا لَا نُحِبُّ وَأدْلَجُوا هُمْ مَنَعُونَا مَا نلَذُّ وَنَشْتَهِي ... وَأذْكُوا عَلَيْنَا نَارَ صُرْمٍ تُؤَجَّجُ وَكَانُوا أُنَاسًا كُنْتُ آمَنُ غَيْبَهُم ... فَلَمْ يَنْهَهُمْ حُلْمُ وَلَمْ يَتحَرَّجُوا وَلَوْ تَرَكُوْنَا لَا هَدَى اللَّهُ أمْرَهُمْ ... وَلَمْ يُبْرِمُوا قَوْلًا مِنَ الزُّورِ يُنْسَجُ لأوْشَكَ صَرْفُ الدهرِ تَفْرِيْقَ بَيْنَنَا ... وَهَلْ يَسْتَقِيْمَ الدَّهْرُ وَالدَّهْرُ أعْوَجُ؟ ¬
عَدسَتْ كُرْبَةٌ أمْسَيْتُ فِيْهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأشْفَقَ قَلْبِي مِنْ فِرَاقِ خَرِيْدَ ... ةٍ لَهَا نَسَبٌ مِنْ فَرْعِ فِهْرٍ مُتَوَّجُ وَكَفٌّ كَهُدَّاب الدّمقسِ لَطِيْفَةٌ ... بِهَا دَرْسُ جناءِ حَدِيْثٌ مُضَرَّجُ يَحُولُ وِشَاحَاهَا وَيَغْرثُ حِجْلُهَا ... وَتَشْبَعُ مِنْهَا وَقْفُ عَاجٍ وَدُمْلَجُ وَقُلْتُ لِعَبَّادٍ رَجَاءَ كِتَابهَا ... لِهَذَا وَرَبِّي كَانَتِ العَيْنُ تَخْلَجُ وَأنِّي لَمَحْزُونٌ عَشِيَّةَ زُرْتُهَا ... وَكُنْتُ إِذَا مَا زُرْتُهَا لَا أعَرِّجُ ولما التقَيْنَا لَجْلَجَتْ فِي كَلَامِهَا ... وَمِنْ آيَةِ الصُّرْمُ الحَدِيْثُ المُلَجْلَجُ وَأعْيَا عَلَى القَوْلِ وَالقَوْلُ وَاسِعٌ ... وَفِي القَوْلِ مُسْتَنٌّ كَثيْرٌ وَمُحْرِجُ بَشَّارٌ: [من الكامل] 9715 - عُسرُ النِّسَاءِ إِلَى مُيَاسَرةٍ ... وَالصَّعبُ يَصحِبُ بَعدَمَا جَمَحَا قَبْلَهُ: لَا يُؤْيِسَنَّكَ مِنْ مُخَبَّاةٍ ... قَوْلٌ تُغَلِّظُهُ وَإِنْ جَرَحَا عُسْرُ النِّسَاءِ إِلَى مُيَاسَرَةٍ. البَيْتُ السّرِي الرَّفَاء: [من البسيط] 9716 - عَسَى العِتَابُ يَرُدُّ العَتبَ مِنكَ رِضًى ... وَرُبَمَّا أَدرَكَ المَطلُوبَ طَالِبُهُ هُدبَةُ بن خَشرَمٍ: [من الوافر] 9717 - عَسَى الكَربُ الَّذِي أَمسَيتُ فِيهِ ... يَكُونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ قَالَ أَبُو بَكْرِ الأنْبَارِيّ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي لهُدْبَةِ بنِ خَشْرَم قَالَهَا وَهُوَ فِي سِجْنِ مُعَاوِيَةَ لِيَقْتَصَّ مِنْهُ (¬1): ¬
طَرِبْتَ وَأَنْتَ أحْيَانًا طَرُوبُ ... وَكَيْفَ وَقَدْ تَعَلَّاكَ المَشِيْبُ يحدُّ النَّأيُ ذكركَ فِي فُؤَادِي ... إِذَا ذَهَلَتْ عَلَى النَّأْي القُلُوبُ يُؤَرِّقُنِي اكْتِئَابُ أَبِي نُمَيْرٍ ... وَقَلْبِي مِنْ كَآبَتِهِ كَئِيْبُ فَقُلْتُ لَهُ هَدَاكَ اللَّهُ مَهْلًا ... وَخَيْرُ القَوْلِ ذِي اللُّبِ المُصيْبُ عَسَى الكَرْبُ الَّذِي أمْسَيْتُ فِيْهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَيَأمَنُ خَائِفٌ وَيُفَكُّ عَانٍ ... وَيَأتِي أهْلَهُ الرَّجُلُ الغَرِيْبُ ألَا لَيْتَ الرِّيَاحُ مُسَخَّرَاتٍ ... بِحَاجَتِنَا تُبَاكِرُ أوْ تَؤُوبُ فتخْبِرُنَا الشّمَالُ إِذَا أتَيْنَا ... وَتُخْبِرُ أهْلَنَا عَنَّا الجُنُوبُ فَإنَّا قَدْ حَلَلْنَا دَارَ بَلْوَى ... فتخْطِئُنَا المَنَايَا أوْ تُصِيْبُ فَإنْ يَكُ صَدْرُ هَذَا اليَوْم ... وَلَّى فَإنَّ غَدٍ لِنَاظِرِهِ قَرِيْبُ وَقَدْ عَلِمَتْ سُلَيْمَى أَنَّ عُوْدِي ... عَلَى الحَدَثَانِ ذُو أيْدٍ صَلِيْبُ وَإنَّ خَلِيْقَتِي كَرَمٌ وَأنِّي ... إِذَا بَدَتْ نَوَاجِذَهَا الحُرُوبُ أعِيْنُ عَلَى مَكَارِمِهَا وَأخْشَى ... مَكَارِهَهَا إِذَا كَعَّ الهَيُوبُ وَأنِّي فِي العَظَائِمِ ذُو غَنَاءٍ ... وَأُدْعَا لِلسَّمَاحِ فَأسْتَجِيْبُ وَأنِّي لَا يَخَافُ الغَدْرَ جَارِي ... وَلَا يَخْشَى غَوَائِلِيَ القَرِيْبُ وَقَدْ أبْقَى الحَوَادِثَ مِنْكَ ... رُكْنًا صَلِيْبًا مَا تُؤَيِّسُهُ الخُطُوبُ عَلَى أَنَّ المَنَايَا قَدْ تُوَافِي ... لِوَقْتٍ وَالنَّوَائِبُ قَدْ تَنُوبُ تُؤَيِّسُهُ: تُؤَثِّرُ فِيْهِ. شَبَّهُ عَسَى بِكَادَ يُرِيْدُ الكَرْبُ الَّذِي أمْسَيْتُ فِيْهِ وَقَدْ تُشَبَّهُ كَادَ بِعَسَى كَقَوْلِهِ: قَدْ كَادَ مِنْ طُولِ اللَّيْلِ أنْ يَمْصَحَا. قَالَ: وَلِلْعَرَبِ فِي عَسَى ثَلَاثُ مَذَاهِبَ: أحَدَهَا: أنْ يَقُولُوا عَسَيْتَ أنْ تَفْعَلَ وَعَسَيْتُمَا إِلَى عَسَيْتُنَّ.
وَالثَّانِي: لَا يَتَجَاوَزُ عَسَى يَقُولُ عَسَى أنْ يَفْعَلَ وَعَسَى أنْ يَفْعَلَا وَعَسَى أنْ يَفْعَلُوا وَعَسَى أنْ يَفْعَلْنَ. وَالثَّالِثُ: أنْ يَقُولُوا عَسَاكَ أنْ تَفْعَلَ إِلَى عَسَاكُنَّ وَعَسَاهُ أنْ يَفْعَلَ إِلَى عَسَاهُنَّ وَعَسَايَ أنْ أفْعَلَ وَعَسَانَا أنْ نَفْعَلَ. أَبُو فراسٍ: [من الطويل] 9718 - عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأتِي بِخَيرٍ فَإِنَّ لِي ... عَوَائِدَ مِن نُعمَاهُ خَيرُ عَوَائِدِ [من الطويل] 9719 - عَسَى اللَّهُ أَن يَجزِي المَوَّدَةَ بَينَنَا ... وَيُوصِلَ حَبلًا مِنكُم بِحِبَالِيَا بَعْدَهُ: فكم مِنْ خَلِيلَي جَفْوَةٍ قَدْ تَوَاصَلَا ... عَلَى الدَّهْرِ لَمَا أنْ أَطَالَا التَّعَالِيَا وَأنِّي لَفِي كَرْبٍ وَأَنْتِ خلِيَّةٌ ... لَقَدْ فَارَقَتْ فِي الوَصْفِ حَالُكِ حَالِيَا عَتِبْتُ فَمَا أَعْتَبْتِني بِمَوَدَّةٍ ... وَرُمْتُ فَمَا أَسْعَفْتِنِي بِسُؤَالِيَا ابن المعتَزِّ: [من الطويل] 9720 - عَسَى اللَّهُ أَن يَرتَاحَ لِي مِنهُ فرجةً ... يَجِيءُ بِهَا مِن حَيثُ أَدرِي وَلَا أَدرِي [من الطويل] 9721 - عَسَى اللَّهُ بَعدَ النأيِ أَن نُسعِفَ النَّوَى ... وَيُجمَعُ شَملٌ بَعدَهَا وَسُرُورُ عَلِي بن محمد بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: [من الطويل] 9722 - عَسَى اللَّهُ لَا تَيأَس مِن اللَّهِ إِنَّهُ ... يَسِيرٌ عَلَيهِ مَا يَعِزُّ وَيَعسُرُ ¬
كَتَبَ حَفْصُ بنُ عُمَرَ إِلَى المَنْصُورِ يُخْبِرُهُ أَنَّهُ وَجَدَ عَلَى جِدَارٍ بِبلَادِ الهِنْدِ مَكْتُوْبًا يَقُولُ: عَلِيُّ بن مُحَمَّد بن حَسَن بنِ الحَسَنِ بن عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ: انتهَيْتُ إِلَى هَذَا المَوْضِعِ بَعْدَ أنْ مَشَيْتُ إِلَى أنْ انْتَعَلْتُ الدَّمَ وَقَدْ قُلْتُ: [من الطويل] عَسَى مَشْرَبٌ يَصْفُو فَتَروَى ظَمِيَةٌ ... أطَالَ صدَاهَا المَنْهَلُ المُتَكَدِّرُ عَسَى بِالجُيُوبِ العَارِيَاتِ سَتَكْتَسِي ... وَبِالمُسْتَذَلِّ المُسْتَضامِ سَيُنْصَرُ عَسَى جَابِرُ العَظْمِ الكَسِيْرِ بِلِطفِهِ ... سَيَرْتَاحُ لِلْعَظْمِ الكَسْيِرِ فَيُجْبَرُ عَسَى صوَرٌ أمْسَى لَهَا الجُوْرُ دَافِنًا ... سَيَبْعَثُهَا عَدْلُ يَجِيء فتنْشَرُ عَسَى اللَّهُ لَا تَيْأَس مِنَ اللَّهِ إِنَّهُ. البَيْتُ. فَكَتَبَ إلَيْهِ المَنْصورُ: قَرَأتُ كِتَابَكَ وَالشِّعْرَ وَأَنَا مَعَ عَلِيٍّ وَأهْلِهِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ (¬1): [من الطويل] نُحَاوِلُ إذْلَالَ العَزِيْزِ لأَنَّهُ ... بَدَانَا بِظُلْمٍ وَاسْتَمَرَّتْ مَرَائِرُه وَإِنْ بَلَغَكَ لِعَلِيٍّ خَبَرٌ فَأعْطِهِ الأمَانَ وَأحْسِنْ إلَيْهِ. [من المتقارب] 9723 - عَسَى اللَّهُ يَجعَلُهَا فُرقةً ... تَعُودُ بِأَكرَمِ مُستَجمَعِ [من الطويل] 9724 - عَسَى اللَّهُ يُغنِي عَن بِلَادِ ابنِ قَادِرٍ ... بِمُنهَمرٍ جَونِ الرَّبَابِ سَكُوبِ ابْنُ زُريقٍ الكاتب: [من البسيط] 9725 - عَسَى اللَّيَالِي الَّتِي أَضنَت بِفُرقَتِنَا ... جِسمِي سَتَجمَعُنِي يَومًا وَتَجمَعُهُ ¬
المَجنُونُ: [من الطويل] 9726 - عَسَى إِن حَجَجنَا وَاعتَمَرنَا وَحُرِّمَت ... زِيَارَةُ لَيلَى أَن يَكونَ لنا أَجرُ [من الهزج] 9727 - عَسَى الأَيَّامُ أَن يَرجِعـ ... ـنَ قَومًا كَالَّذِي كَانُوا عَلِي بن محمد بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: [من الطويل] 9728 - عَسَى بِالجُيوبِ العَارِيَاتِ سَتكتَسِي ... وَبِالمُستَذَلِّ المُستَضَامِ سَيُنصَرُ البُحتُرِيُّ: [من الطويل] 9729 - عَسَى بِكَ أَن تَدنُو مِنَ الوَصلِ بَعدَمَا ... تَبَاعَدتَ مِن أَسبَابِهَا وَعَسَى بِهَا إِبراهِيم الغَزِّي: [من الطويل] 9730 - عَسَى بَينَ أَحشَاءِ اللَّيَالِي عَجِيبَةٌ ... حَبَالَى اللَيَالِي أُمَهَاتُ العَجَائِبِ أَحمَدُ بن يوسف بن شبلٍ: [من البسيط] 9731 - عَسَى تَهُبُّ صُرُوفُ الدَّهرِ مِن سِنَةٍ ... يَومًا فَتُنْقَلَ مِن حَالٍ إِلَى حَالِ عَلِي بن محمد بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: [من الطويل] 9732 - عَسَى جَابرُ العَظمِ الكَسِيرِ بِلُطفِهِ ... سَيَرتَاحُ لِلعَظمِ الكَسيِر فَيُجبَرُ عَديٌّ بن زَيدٍ: [من الطويل] 9733 - عَسَى سَائِل ذُو حَاجَةٍ إِن مَنَعتُهُ ... مِنَ اليَومِ سُؤْلًا أَن يَكُونَ لَهُ غَدُ عَلِي بن محمد بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: [من الطويل] ¬
9734 - عَسَى صُوَرٌ أَمسَى لَهَا الجَورُ دَافِنًا ... سَيَبعَثُهَا عَدلٌ يَجِيءُ فَتُنشَرُ يحيَى بن محمد الشاطر الأنباريُّ: [من الطويل] 9735 - عَسَى فَرَجٌ يَأتِي بِهِ اللَّهُ إِنَّهُ ... لَهُ كُلَّ يَومٍ فِي خَلِيقَتِهِ أَمرُ أبْيَاتُ أَبِي عَلِيّ يَحْيَى مُحَمَّد الشَّاطِرِ الأنْبَارِيّ أوَّلُهَا: إِذَا مَا ألَمَّتْ شِدَّةٌ فَاصْطَبِرْ لَهَا ... فَخَيْرُ سِلَاحِ المَرْءُ فِي الشِّدَّةِ الصَّبْرُ إِذَا اشْتَدَّ عِسْرٌ فَارْجُ يُسْرًا فَإِنَّهُ ... قَضَى اللَّهُ أَنَّ العُسْرَ يَتْبَعُهُ اليُسْرُ غِنَى النَّفْسِ يُغْنِي النَّفْسَ حَتَّى يَكُفَّهَا ... وَإِنْ عَصَّهَا حَتَّى يَعَضَّ بِهَا الفَقْرُ فَمَا عَسْرَةٌ فَاصْبِرْ لَهَا إِنْ لَقِيْتَهَا ... بِكَائِنَةٍ حَتَّى يَكُونُ لَهَا يُسْرُ عَسَى فَرَجٌ يَأتِي بِهِ اللَّهُ أَنَّهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإنِّي لأسْتَحِي مِنَ اللَّهِ أنْ أرَى ... إِلَى غَيْرِهِ أشْكُو وَإِنْ مَسَّنَي الضُّرُّ قِيْلَ: أَتَى عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ زِيَادٍ بِرَجُلٍ مِنَ القُرَّاءَ فَشَتَمَهُ وَتَهَدَّدَهُ وَأمَرَ بِهِ إِلَى السِّجْنِ فَانْطَلَقَ بِهِ قَالَ فَسَمَعهُ ابْنُ زِيَادٍ حِيْنَ وَلَى يَهْمِسُ بِشَيْءٍ، فَرَدَّهُ، فَقَالَ مَا قُلْتُ قَالَ عَنَّ لِي بَيْتَانِ مِنَ الشِّعْرِ فَقُلْتهُمَا قَالَ إنَّكَ لَفَارِغٌ أأنْتَ قُلتهُمَا أمْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ بَلْ قُلتهُمَا فَقَالَ مَا قُلْتُ قَالَ: عَسَى فَرَجٌ يَأتِي بِهِ اللَّهُ إنَّهُ ... لَهُ كُلَّ يَوْمٍ فِي خَلِيْقَتِهِ أمْرُ إِذَا اشْتَدَّ عسرُ فَارْجُ يُسْرًا فَإِنَّهُ ... قَضَى اللَّهُ أَنَّ العُسْرَ يتْبَعُهُ يُسْرُ قَالَ: فَأطْرَقَ ابْنُ زِيَادٍ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: قَدْ أتَاكَ اللَّهُ بِالفَرَجٍ وَأمَرَ تَخْلِيَتِهِ. وَيُقَالُ: إنَّهُ أَتَى بِخَارِجِيٍّ فَأمَرَ بِقَتْلِهِ فَقَالَ: إِنْ رَأيْتَ أنْ تُؤَخِّرَنِي إِلَى غدٍ؟ قَالَ: مَا يَنْفُعَكَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: عَسَى فَرَجٌ يَأتِي بِهِ اللَّهُ. البيت ¬
فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ زِيَادٍ قَدْ أتَاكَ الفَرَجُ بِإطْلَاقِهِ بَعْدَ أنْ أَخَذَ عَلَيْهِ العَهْدَ أنْ لَا يَخرجَ فِيْمَا بَعْدُ. عَلِي بن محمد بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: [من الطويل] 9736 - عَسَى مَشرَبٌ يَصفُو فَتَروَى ظَمِيَّةٌ ... أَطالَ صَدَاهَا المَنهَلُ المُتكَدِّرُ [من الطويل] 9737 - عَسَى وَطَنٌ بَدنُو بِهِمِ وَلَعلَّمَا ... وَإن تُعتِبِ الأَيَّامُ فِيهِم فَرُبَّمَا الفَضْلُ بن الرَّبِيع: [من الطويل] 9738 - عَسَى وَعَسَى يَثنِي الزَّمَانُ عِنَانَهُ ... إِليَّ بِخَيرٍ وَالزَّمانُ يَدُورُ لَهُ أَيْضًا: 9739 - عَسَى وَعَسَى يَثنِي القَضَاءُ عِنَانَهُ ... بَعثرةِ دَهرٍ وَالزَّمانُ عَثُورُ قِيْلَ: دَخَلَ الفَضْلُ بن الرَّبِيع عَلَى يَحْيَى بن خَالِدٍ فَلَمْ يُوَسِّعُ لَهُ وَلَمْ يَهَشَّ إلَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: مَا حَاجَتكَ يَا أبَا العَبَّاسِ؟ فَقَالَ: حَاجَاتٍ وَأخْرَجَ عِدَّةَ رِقَاعٍ فَعَرَضَها عَلَيْهِ فَأخَّرَهَا جَمِيْعَهَا فَوَثَبَ أَبُو الفَضْل مُغْضِبًا وَهُوَ يَقُول: عَسَى وعَسَى يَثْنِي الزَّمَانُ عِنَانَهُ ... إلَيَّ بِخَيْرٍ وَالزَّمَانُ يَدُورُ عَسَى وعَسَى يَثْنِي القَضَاءُ عَنَانَهُ ... بِعَثْرَةِ دَهْرٍ وَالزَّمَانُ عَثُورُ فتدْرَكُ آمَالٌ وَتُقْضى حَوَائِجٌ ... وَتَحدثُ مِنْ بَعْضِ الأُمُورِ أُمُورُ قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ فِي إعْمَال الحِيْلَةِ عَلَيْهِم وَسَاعَدَهُ القَضَاءُ فَمَا حَالَ الحَوْلُ إِلَّا وَقَدْ زَالَتْ نِعْمَةُ البَرَامِكَةِ وَمُزِّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ. ¬
نَاهِض بن ثومة الكلابيُّ: [من الطويل] 9740 - عَسَى يُعقِبُ الهَجرُ الطَوِيلُ تَدانِيًا ... وَيَا رُبَّ هَجرٍ مُعقبٍ لِتَدَانِي [من الرمل] 9741 - عِشنَ بِجدٍّ وَلَا يَضُرُّكَ جَهلٌ ... إِنَمَا عَيشُ مَن تَرَى بِالجُدُودِ الحَارِثُ بن حلّزَةَ: [من مجزوء الرمل] 9742 - عِشْ بِجدٍّ لَا يَضركَ النَّو ... كُ مَا أَعطِيتَ جَدَّا بَعْدَهُ: فَهُوَ خَيْرٌ فِي ظِلَالِ العَيُـ ... ـشِ مِمَّنْ عَاشَ كَدَّا ابن سُكّرَةَ: [من الخفيف] 9743 - عِشتَ تَطوِي الأَعيَادَ طَيَّ الأَعَادِي ... فِي سُرورٍ وَنِعمَةٍ وَرَخَاءِ بَعْدَهُ: تَتَلَقَّى الايَّامَ خَيْرَ لِقَاءٍ ... وَتُضَحِّي فِي العِيْدِ بِالأعْدَاءِ ابْنُ العَلَّافِ: [من المنسرح] 9744 - عِشتَ حَرِيصًا يَقُودُه طَمَعٌ ... ومُتَّ ذَا قَاتِلٍ بِلَا قَوَدِ المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 9745 - عِشْ عَزِيزًا أَو مُت وَأَنتَ كَرِيمٌ ... بَينَ طَعنِ القَنَا وَخَفقِ البُنُودِ ¬
أبْيَاتُ المُتَنَبِّي: عِشْ عَزِيْزًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَرُؤُوْسُ الرِّمَاحِ أذْهَبُ لِلْغَيْظِ ... وَأشْفَى لِغَلِّ صدْرِ الحَقُوْدِ لَا كَمَا قَدْ حَيِيْتَ غَيْرَ حَمِيْدٍ ... وَإِذَا مُتَّ مُتَّ غَيْرَ فَقِيْدِ فَاطْلُبِ العِزَّ فِي لَظًى وَدَع الذُّ ... لَّ وَلَوْ كَانَ فِي جِنَانِ الخُلُودِ يقْتلُ العَاجِزُ الجبَان وَقَدْ يَعْـ ... ـجَزُ عَنْ قَطْعِ بخنق المَوْلُودِ وَيُوَقَّى الفَتَى المَجِيْشُ وَقَدْ ... خَوَّضَ فِي مَاءِ لبَّةِ الصِّنْدِيْدِ لَا بِقَوْمِي شَرُفْتُ بَلْ شُرِّفُوا بي ... وَبِنَفْسِي فَخضرْتُ لَا بِجُدُوْدِي أَنَا تُرْبُ النَّدَى وَرَبُّ القَوَافِي ... وَسِمَامُ العِدَى وَغَيْظُ الحَسُودِ أَنَا فِي أُمَّةٍ تَدَارَكَهَا اللَّهُ ... بِلِطْفٍ كَصالِحٍ فِي ثَمُودِ فَيُقَالُ: إنَّهُ سُمِّيَ المُتَنَبِّيّ بهذا البَيْتُ. وَالأصَحُ أَنَّهُ تَنَبَّأَ فِي صِبَاهُ فَلِذَلِكَ سُمِّيَ بِهِ. أَبُو الشِّيصِ: [من الكامل] 9746 - عَشِقَ المَكَارِمَ فهوَ مُعتَبدٌ لَهَا ... وَالمَكرُمَاتُ قَلِيلَةُ العُشَّاقِ بَعْدَهُ: [من الكامل] وَأقَامَ سُوْقًا للثَّنَاءِ وَلَمْ تَكُنْ ... سُوْقُ الثَّنَاءِ تُعَدُّ فِي الأَسْوَافِ بَثَّ المَكَارِمَ فِي البِلَادِ فَأَصْبَحَتْ ... تُجْنَى إلَيْهِ مَحَامِدُ الآفَاقِ وَقَالَ غَيْرُه فِي شَفْعَتِهَا (¬1): [من الكامل] مَا لِي أرَى أبْوَابَهُمْ مَهْجُوْرَةً ... وَكَأنَّ بَابكَ مَجْمَعُ الأَسْوَاقِ هَابُوْكَ أمْ خَافُوْكَ أمْ شَامُوْا الحَيَا ... بِيَدَيْكَ فَانْتَجَعُوْا مِنَ الآفَاقِ إنِّي رَأَيْتُكَ لِلْمَكَارِمِ عَاشِقًا ... وَالمَكْرُمَاتُ قَلِيْلَةُ العُشَّاقِ ¬
وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ (¬1): [من الكامل] يَا مَنْ تُقَبِّلُ كَفَّ كُلِّ مُمَزَّقٍ ... هَذَا ابْنُ يَحْيَى لَيْسَ بِالمِخْرَاقِ قَبِّلْ أنَامِلَهُ فَلَسْنَ أنَامِلًا ... لَكِنَّهُنَّ مَفَاتِحُ الأَرْزَاقِ [من البسيط] 9747 - عَشِقتكم لِسَمَاعِي حُسنَ وَصفِكُم ... وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيَانَا وَمِنْ بَابِ (عَشِقتُ) قَوْلُ زَيْدِ الخَيْلِ مِنْ أبْيَاتٍ (¬2): عَشِقْتُ طَعْنَ القَنَا وَالخَيْلُ جَائِلَةٌ ... فَصِرْتُ أُدْعَى لَهَا بِالعَاشِقِ الدَّنِفِ وَمَا شَرُفْتُ بِقَوْمِي بَلْ هُمْ شَرُفُوا ... بِمَا بَلغْت مِنَ العَلْيَاءِ وَالشَّرَفِ الرّضِي الموسَوِي: [من الطويل] 9748 - عَشِقتُ وَمَا لِي يَعلَمُ اللَّهُ حَاجَةٌ ... سِوَى نَظَرِي وَالعَاشِقُونَ ضُروُبُ أبْيَاتُ الرِّضى أوَّلُهَا: يَقرُّ بِعَيْنِي أنْ أرَى لَكَ مَنْزِلًا ... بِنُعْمَانَ يَزْكُو تُرْبَهُ وَيَطِيْبُ وَأرْضى بِنَّوارِ الأقَاحِي صقِيْلَةً ... ترَدَّدُ فِيْهَا شَمْألٌ وَجَنُوبُ أقِلُّ سَلَامِي إِذْ لَقِيْتُكِ خِيْفَةً ... وَأعْرِضُ كَيْمَا لَا يُقَالُ مُرْيِبُ وَأطْرُقُ العَيْنَانِ يُوْقَدُ لَحْظُهَا ... إلَيْكَ وَمَا بَيْنَ الضُّلُوعِ وَجِيْبُ وَفِي القَلْبِ دَاءٌ فِي يَدَيْكِ دَوَاؤُهُ ... ألَا رُبَّ دَاءٍ لَا يَرَاهُ طَبيْبُ يَقُوْلُوْنَ مَشْغُوفُ الفُؤَادِ مُرَوَّعٌ ... وَمَشْغُوْفَةٌ تَدْعُو لَهُ فَيُجِيْبُ وَمَا عَلِمُوا أنِّي غَيْرُ رِيْبَةٍ طِوَالَ ... اللَّيَالِي نَغْتَدِي وَنَؤُوْبُ عَشِقْتُ وَمَا لِي يَعْلَمُ اللَّهُ حَاجَةٌ. البَيْتُ عَفَا مِنْ دُوْنِ التَّقِيَّةِ زَاجِرٌ ... وَصَونكِ مِنْ دُوْنِ الرَّقِيْبِ رَقِيْبُ ¬
ابْنُ الرُّومِي: [من الطويل] 9749 - عَشِقنَا قَفَا عَمروٍ وَإِن كَانَ وَجهُهُ ... يذَكِّرُنَا قُبحَ الجِنَايةِ وَالغَدرِ بَعْدَهُ: فَتًى وَجْهُهُ كَالهَجْرِ لَا وَصْلَ بَعْدَهُ ... وَقَفَاهُ فَهْوَ وَصْلٌ بِلا هَجْرِ أَبُو هِلالٍ العَسكريُّ: [من الخفيف] 9750 - عِش كَمَا شِئتَ فَالزَّمانُ حِمَارُ ... لَيسَ يَصفُو إِلَّا لِكُلِّ حِمَارِ ابْنُ هَرمَةَ: [من الطويل] 9751 - عَشَوتَ إِلَى مَا لَستَ مَا عِشتَ نَائِلًا ... فَكُنتَ كَكَلبٍ بَاتَ يَنبَحُ كَوكَبَا خُدَيج بن عَبد اللَّهِ بن كلاب النُّميريُ: [من الطويل] 9752 - عَشِيَّةَ كنَّا بِالخِيَارِ عَلَيهِم ... أَننقُصُ مِن أَعمَارِهِم أَم نَزِيدُهَا أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 9753 - عِصَابَةٌ جَاوَرَتْ آدَابُهُم أَدَبِي ... فَهُم وَإِن فُرِّقُوا فِي الأَرضِ جِيرَانُ المتلمس الضَّبعي في أمر طَرَفَة: [من الطويل] 9754 - عَصَانِي فَلَم يَلقَ الرَّشَادَ وَإِنَّمَا ... تَبَيَّنُ مِن أَمرِ الغَوِيِّ عَوَاقِبُه بَعْدَهُ: فَأصْبَحَ مَحْمُولًا عَلَى ظَهْرِ آلَةٍ ... تَمُجُّ نَجِيْعَ الجوْفِ مِنْهُ تَرَائِبُه ¬
أَوسُ بنُ ثَعلَبَةَ: [من الطويل] 9755 - عَصَانِي قَومِي وَالرَشَادُ الَّذِي بِهِ ... أَشرتُ وَمن يَعصِ المُجَّرِبَ يَندَمِ بَعْدَهُ: فَلَا تَجْزَعُوا مِمَّا جَنتهُ أكُفُّكُمْ ... وَلَا تَنْدَمُوا مَاذَا بِحِيْنِ تَنْدُّمِ فَصَبْرًا بني بَكْرٍ عَلَى القَتْلِ إنَّنِي ... أرَى عَارِضًا يَنْهَلُّ بِالمَوْتِ وَالدَّمِ مُسلِمُ بنُ الوَليد: [من الخفيف] 9756 - عَصَفَتْ بِالزَّفيِر فِي القَلبِ نَارٌ ... تَبِعَتها مِنَ الجُفوُنِ سُيوُلُ بَعْدَهُ: نِصْفُ قَلْبِي قَدْ مَاتَ شَوْقًا وَنِصْفٌ ... قَدْ أتَاهُ مِنَ المَنَايَا رَسُوْلُ [من الطويل] 9757 - عَصَيتُ العَصَا أيَامَ عَصرِ شَيبَتِي ... فَلَّمَا عَصَا عَصْرُ الشَبَابِ أَطَعتُهَا بَعْدَهُ: أكَلِّفُهَا حَمْلِي وَيَحْسَبُ كُلُّ مَنْ ... يَرَاهَا بِكَفِّي أنَّني قَدْ حَمَلْتُهَا [من الوافر] 9758 - عَصَيتُ عَوَاذِلِي وَشَفَيتُ نَفسِي ... وَقَد يَعِصِي لِلذَّتِهِ الأَرِيبُ أَبُو هِلالٍ العَسكَرِي: [من السريع] 9759 - عَصَيتُمونِي حِينَ طَاوَعتكم ... وَالذَنبُ فِي عِصيَانِكُم ذَنبِي ¬
بَعْدَهُ: دَارَيْتُكُمْ حِيْنًا فَأبْطرْتُكُمْ ... وَلَيْسَ لِلْعَيْرِ سِوَى الضَّرْبِ أُقْسِمُ لَا دَارَيْتُكُمْ بَعْدَهَا ... لَكِنْ أُدَارِي دُوْنَكُم قَلْبِي إِبراهِيم بن المهدِيِّ: [من المتقارب] 9760 - عَصَيتُ وَتُبتُ كمَا قَد عَصَى ... وَتَابَ إِلَى رَبِّهِ آدَمُ محمَّد بن درَّاج القَسطَليُّ: [من الطويل] 9761 - عَطاءٌ بِلَا مَنٍّ وَحُكمٌ بِلَا هَوًى ... وَمُلكٌ بِلَا كبرٍ وِعِزٌّ بِلَا عُجبِ مِثْلهُ قولٌ آخَرَ (¬1): [من الطويل] بَنِي جَعْفَرٍ أنْتُمْ سَمَاءُ رِئَاسَةٍ ... مَنَاقِبُكُمْ فِي أُفْقِهَا أنْجُمٌ زُهْرُ طَرِيْقَتُكُم مُثْلَى وَهَدُيكُمْ رِضًا ... مَذْهَبكُمْ قَصْدٌ وَنَائِلُكُمْ غَمْرُ عَطَاءٌ لَا مَنٌّ وَحكْمٌ وَلَا هَوًى ... وَحِلْم وَلَا عَجْزٌ وَعِزٌّ وَلَا كِبْرُ قَوْلُ الشَّاعِرُ: "وَعزٌّ ولا كِبَرٌ"، قالَ آخر في الكِبَر وأَحسَن: كَرِيْمٌ لَهُ نَفْسَانِ نَفْسٌ عَظِيْمَةٌ ... تُنَزِّهُهُ عَنْ كُلَ أمْرٍ يُشيْنُهُ وَنَفْسٌ لَهَا عَنْ سَاحِةِ الكِبْرِ مَصْرِفٌ ... فَيَظْهَرُ مِنْهُ لِلأخِلَّاءِ لِيْنُهُ قَالَ رَجُلٌ للحَسَنِ البَصرِيّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: يَا أبَا سَعِيْدٍ إنَّكَ لَعَظِيْم فِي نَفْسِكَ؟ فَقَالَ: لَا وَلَكِنَّنِي عَزِيْزٌ فِي نَفْسِي، لأنِّي رَأيْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}. وَالفَرْقُ بَيْنَ التَّعَزُّزُ وَالتَّكَبُّرُ إِنَّ التَّعَزُّزَ هُوَ أنْ يَصوْنَ الإنْسَانُ نَفْسَهُ عَنِ الأُمُوْرِ الَّتِي تَشِيْنُهُ فِي دِيْنِهِ وَمُرُوْءَتِهِ وَالتَّكَبُّرُ هُوَ أنْ يَرَى جِمِيْعَ النَّاسِ دُونَهُ وَهُوَ رَدِيءٌ وَقَدْ يَفتبسُ الكِبْرُ بِالتَّعَزُّزِ فَالكِبْرُ مِنْ صِفَاتِ النَّفْسِ وَالتَّعَزُّزُ شَأنُ المُؤْمِنِيْنَ وَالتَّكَبُّرُ شِعَارُ المُتَجَبِّرِيْنَ. ¬
أميّة بن أَبِي الصَّلتِ: [من الطويل] 9762 - عَطَاؤكَ زَينٌ لامرِيءٍ إن حَبَوتَهُ ... بِخَيرٍ وَمَا كُلُ العَطَاءِ يَزِينُ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ بِشِيْنٍ لامْرِئٍ بَذْلُ وَجْهِهِ ... إلَيْكَ كَمَا بَعْضُ السُّؤَالِ يَشِيْنُ يَقُولُ ذَلِكَ مُخَاطِبًا لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ جُدْعَانَ سَيِّدِ قُرَيْشٍ. وَلأُمَيَّةَ هَذَا فِي التَّوْحِيْدِ وَالحِكْمَةِ شِعْرٌ كَثيْرٌ وَهُوَ شَاعِرٌ جَاهِلِيٌّ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آمَنَ شِعْرُهُ وَكَفَرَ قَلْبُهُ. أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 9763 - عَطَاؤُكَ لَا يَفنَى وَيَستَغرِقُ المُنَى ... وَتبقَى وُجُوهُ الرَّاغِبينَ بِمَائِهَا كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنهُ: [من الوافر] 9764 - عَطَايَاهُ الرَّغَائِبُ وَالصَفَايَا ... فَدَع عَنكَ الأَنَامَ وَسَل كَرِيما الغَزِّي يَهجُو: [من المتقارب] 9765 - عَطَايَاهُ مَسمُوعَةٌ لَا تُرَى ... وَمَوعِدُهُ لَمعَةٌ مِن سَرَابِ قَبْلَهُ يَهْجُو الكَمَالَ السُّمَيْرِمِيَّ الوَزِيْرَ: وَزِيْرٌ إِذَا مَا هَجَوْتُ الكِلَابَ ... وَأفْرَطْتُّ شَبَّهْتهُ بِالكِلَابِ عَطَايَاهُ مَسْمُوعَةٌ لَا تُرَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لُها دُونَهُنَّ خِضابُ الفُصُولِ ... سوَاعد يُرِيْكَ فُصُولَ الخِضابِ نَهَيْنَاهُ عَنْ رَأيِهِ فَاسْتَبَدَّ ... بِرَأيٍ يُسَوِّدُ وَجْهَ الصَّوَابِ ¬
وَأَهْلُ الرَّسَاتِيْقِ لَا يَنْتَهُونَ ... عَنِ الشَّيْءِ إِلَّا بِحَزِّ الرِّقَابِ إِسحَاقُ بن إبراهيم المَوصلىُّ: [من الطويل] 9766 - عَطَائِي عَطَاءُ المُكثِرينَ تَكَرُّمًا ... وَمَا لِي كمَا قَد تَعلَمينَ قَليلُ أبْيَاتُ إسْحَقُ بن إبْرَاهِيْمُ النَّدِيْم أوَّلُهَا: وَآمْرَةٍ بِالبُخْلِ قُلْتُ لَهَا اقْصُرِي ... فَلَيْسَ إِلَى مَا تَأمُرِيْنَ سَبِيْلُ أرَى النَّاسُ خُلَّانَ الجوَادِ وَلَا أرَى ... بَخِيْلًا لَهُ بَيْنَ العَالَمِيْنَ خَلِيْلُ وَإنِّي رَأيْتُ البُخْلَ يَزْرِي بِأهْلِهِ ... فَأكْرَمْتُ نَفْسِي أنْ يُقَالَ بخِيْلُ عَطَائِي عَطَاءَ المُكْثِرِيْنَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكَيْفَ أخَافُ الفَقْرَ أُعَدَمُ الغِنَى ... وَرَأيُ أمِيْر المُؤْمِنِيْنَ جِمِيْلُ اسْتَنْشَدَهُ الخَلِيْفَةُ فَأنْشَدَهُ هَذِهِ الأبْيَاتِ فَقَالَ: للَّهِ دَرُّكَ يَا إسْحَقَ مَا تَزَالُ تَأتِيْنَا بِنَادِرِةٍ مِنْ شِعْرِكَ وَأمَرَ لَهُ بِمَالٍ وَأجْزَلَ جَائِزَتَهُ. الحارث بن خالدٍ المخزومي: [من الطويل] 9767 - عَطَفْتُ عَلَيكَ النَفسَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... بِكَفَّيكَ بُؤسِي أَو إلَيكَ نَعيمُهَا أَبُو الفَتح البُستِي: [من الطويل] 9768 - عَفَاءٌ عَلَى هَذَا الزَّمَانِ فَإِنَّهُ ... زَمَان عُقُوقٍ لَا زَمَانُ حُقُوقِ بَعْدَهُ: فَكُلُّ رَفِيْقٍ فِيْهِ غَيْرُ مُوَافِقٍ ... وَكُلُّ صَدِيْقٍ فِيْهِ غَيْرُ صدُوْقِ أَبُو اليُمن زيد بن الحسن الكندِيُّ: [من الطويل] ¬
9769 - عَفَا اللَّهُ عَمَّا جرَّهُ اللَّهوُ وَالصِّبَا ... وَمَا مرَّ مِن قَالِ الشَّبَابِ وَقِيلِهِ بَعْدَهُ: زَمَانٍ صَحَبْنَاهُ بأَرْغَدِ عِيْشَةٍ ... إِلَى أنْ مضى مُسْتَكْرَهًا لِسَبيْلِهِ وَأعْقَبْنَا مِنْ بَعْدِهِ غَيْرَ مشْتَهًى ... مَشِيْبًا نَفَى عَنَّا الكَرَى بِحُلُولهِ لَئِنْ عَظُمَتْ أحْزَانُنَا بِقُدُوْمِهِ ... لأعْظَمُ مِنْهَا خَوْفُنَا مِنْ رَحِيْلِهِ [من الطويل] 9770 - عَفَا اللَّهُ عَمَّا كَانَ مِنَّا وَمِنكُم ... لنا وَعَلَينَا فَاترُكوُا الأَمرَ مُبهَمَا أَبُو دَهبَلٍ الجمحيُّ: [من الطويل] 9771 - عَفَا اللَّهُ عَن لَيلَى الغَداةَ فَإِنَّهَا ... إِذَا وَلِيَت حُكمًا عَلَيَّ تَجورُ قَبْلَهُ: أَأَتْرُكُ لَيْلَى لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا ... سِوَى لَيلَةٍ إِنِّي إذًا لَصَبُورِ هَبُونِي امْرَأً مِنْكُمُ أضلَّ بِغَيْرِهِ ... لَهُ ذِمَّة إِنَّ الذِّمَامَ كَبِيْرُ وَلَلصَّاحِبُ المَتْرُوكُ أعْظَمُ حَرْمَةً ... عَلَى صَاحِبٍ مِنْ أنْ يَضلَّ بَعِيْرُ عَفَا اللَّهُ عَنْ لَيْلَى. البَيْتُ [من الوافر] 9772 - عَفَارِيتًا عَلَيَّ وَأَكْل مَالِي ... وَجُبنًا عَن أُناسٍ آخَرينَا أَبُو فراسٍ: [من الطويل] 9773 - عَفَافَكَ عَنِّي إِنَّما عِفَّةُ الفَتَى ... إِذَا عَفَّ عَن لذَّاتِهِ وَهوَ قَادِرُ ¬
الرّضِي الموسَوِي: [من الطويل] 9774 - عَفَافِي مِن دُونِ التَّقِيَةِ زَاجِرٌ ... وصَونُكِ مِن دُونِ الرَّقيبِ رَقِيبُ قَبْلَهُ: عَشِقْتُ وَمَا لِي يَعْلَمُ اللَّهُ حَاجَةٌ ... سِوَى نَظَرِي وَالعَاشِقُونَ ضُرُوْبُ عَفَافِي مِنْ دُونِ التَّقِيَّةِ زَاجِرٌ. البَيْتُ [من الكامل] 9775 - عَفَّت سَرائِرُ مَن أَرادَ نِكَاحَهَا ... لِمَحاسنٍ فِي وَجهِهَا لَا تُنكَحُ إِبراهِيمُ بن العبَّاسِ الصُوليُّ: [من البسيط] 9776 - عَفَّت مَسَاوٍ تَبدَّت مِنكَ وَاضِحةً ... عَلَى مَحاسِنَ بَقَّاهَا أَبُوكَ لَكَا بَعْدَهُ: لَئِنْ تَقَدَّمْتَ أبْنَاءَ الكِرَامِ بِهِ ... لَقَدْ تَقَدَّمَ آبَاءَ اللِّئَامِ بِكَا السَّرِي في سَيفِ الدَّولة: [من الكامل] 9777 - عَفوٌ أظلَّ ذَوِي الجَرَائِمِ ظِلُّهُ ... حَتَّى لَقَد حَسَدَ المُطيعُ المُجرِمَا الأبيردُ الرّياحِيُّ: [من الطويل] 9778 - عَفِيفٌ عَنِ السَّوءَاتِ مَا التَبَسَت بِهِ ... صَلِيبٌ فَمَا يُلفَى لعُودٍ لَهُ كَسرُ البُحتُرِيُّ: [من الطويل] 9779 - عَقَلتُ فَوَدَّعتُ التَصَابِي وَإِنَّمَا ... تَصَرُّمُ لَهوِ المَرءِ أَن يَكمُلَ العَقلُ ¬
أوَّلُ الأبْيَاتُ: [من الطويل] ضمَانٌ عَلَى عَيْنَيْكِ أنِّي لَا أسْلُو ... وَأنَّ فُؤَادِي مِنْ جَوًى بِكَ لا يَخْلُو وَلَوْ شِئْتِ يَوْمَ الجزْعِ بَلَّ غَلِيْلَهُ ... مُحِبٌّ بِوَصْلٍ مِنْكَ أوْ أمْكَنَ الوَصْلُ ألا إِنَّ وَرْدًا لَو يُرَادُ بِهِ الصَّدَى ... وَإنَّ شَفَاءً لَو يُصَابُ بِهِ الخَبْلُ وَمَا النَّائِلُ المَطْلُوبُ مِنْكَ بِمُعْوَزٍ ... لَدَيْكَ بَلِ الإِسْعَافِ يُعْوِزُ والبَذْلُ عَقَلْتُ فَوَدَّعْتُ التَّصَابِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: [من الطويل] أرَى الحِلْم بُؤْسًا فِي المَعِيْشَةِ لِلْفَتَى ... وَلَا عَيْشَ إِلَّا مَا حَبَاكَ بِهِ الجَهْلُ إِذَا كَانَ قَرْضٌ مِنْ دَمٍ عِنْدَ معشَرٍ ... فَلَا خُلُفٌ فِي أنْ يُؤَدَّى وَلَا مَطَلُ بَعضُهم يَهجُو ابنَهُ: [من مجزوء الخفيف] 9780 - عَقلُهُ عَقلُ طَائِرٍ ... وَهوَ فِي صورَةِ الجَمَل فَأجَابَهُ وَلَدَهُ (¬1): [من مجزوء الخفيف] شَبَهٌ منكَ نَالني ... ليس لِي عَنهُ مُنتَقَلُ [من البسيط] 9781 - عَقلِي رَقيبٌ عَلَى طَرفِي مِنَ الحَذَرِ ... فَلَيسَ يَترُكهُ يَلْتَذُّ بِالنَظَرِ بَعْدَهُ: بَعْضي يُكَاتِمُ بَعْضًا مَا أُعَالِجُهُ ... فلو سُئِلْتُ إذًا لَمْ أدْرِ مَا خَبَرِي أَبُو دهبَلٍ: [من الكامل] ¬
9782 - عُقمَ النِساءُ بِمثلِ مَولِدِهِ ... إِنَّ النِّساءَ بِمِثلِهِ عُقمُ وَيُقَالُ: إِنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بن الوَليْدِ بن عَبْد شَمْسِ كَانِ وَالِيًا عَلَى الِمَدِيْنَةِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ بالهِبْزَرِى وَهُوَ القَاضيَ المشَمِّرُ فِي الأمُورِ، وَكَانَ جَوَادًا كَرِيْمًا فعَزَلَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِجُوْدِهَا وَفِيْهِ يَقولُ أَبُو دَهْبَلٍ: عُقِمَ النِّسَاءُ فَمَا يَلَدْنَ شَبِيْهَهُ. الأبْيَاتُ أَبْيَاتُ أَبِي دَهْبَلٍ الجُمِحيُّ فِي ابنِ الأزْرَقِ المَخْزُوْمِيِّ: عُقِمَ النِّسَاءُ بِمِثلِ مَوْلدِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّ البُيُوتَ مَعَادِنٌ فَنِجَارُهُ ... كَرَمٌ وَكُلُّ جُدُوْدِهِ ضَخْمُ غَضَّ الكَلَامُ مِنَ الحَيَاءِ تَخَالَهُ ... صَمْتًا وَلَيْسَ بِجِسْمِهِ سُقمُ مُتَهَلِّلٌ بِنَعَم بلا مُتَبَاعِدٌ ... سِيَّانِ مِنْهُ الوَفْرُ وَالعَدَمُ وَيُرْوَى: سَبْطُ اليَدَيْنِ تَخَالُ أَنَّ بِهِ ... سُقْمَ الحَيَاةِ وَمَا بِهِ سُقْمُ وَقُرْيبٌ مِنْهُ إنْشَادُ أَبِي عَمْرُو عَنْ ثَعْلَبٍ (¬1): تَخَالُهُم للحِلْمِ صُمًّا عَنِ الخَنَا ... وَخُرْسًا عَنِ الفَحْشَاءِ عِنْدَ التَّهَاتُرِ وَمَرْضَى إِذَا لُوقُوا حَيَاءً وَعِفَّةً ... وَعِنْدَ الحُرُوب كَاللُّيُوثِ الخَوَادِرِ لَهُمْ عزُّ إنْصَافٍ وَذُلُّ تَوَاضُعٍ ... بِهُمْ وَلَهُمْ ذُلَّتْ رِقَابُ العَشَائِرِ كَأَنَّ بِهِمْ وَصْمًا يَخَافُونَ عَارَهُ ... وَمَا وَصْمهُمْ إِلَّا اتِّقَاءُ المَعَايِرِ وَمِثلهُ قَوْلُ لَيْلَى الأخْيَلِيَّةِ (¬2): وَمُمَزَّقٌ عَنْهُ القَمِيْصُ تَخَالَهُ ... وَسْطَ البُيُوتِ مِنَ الحَيَاءِ سَقِيْمَا حَتَّى إِذَا رُفِعَ اللِّوَاءُ رَأيَتَهُ ... تَحْتَ اللِّوَاءِ عَلَى الخَمِيْسِ زَعِيْمَا ¬
مُصعَبٌ الشاعِرُ: [من المنسرح] 9783 - عُقوبَةُ الأَمرَدِ الَّذِي كَثُرَت ... ذُنوبُهُ فِي خُروجِ لِحيتِهِ الغَزِّيُ: [من الطويل] 9784 - عُقُودُ حِسَابِ النَّائِبَاتِ وَضَبطُهَا ... شَغَلنَ بَنَانِي عَن يَراعٍ وَمُنصُلِ قَبْلَهُ: تُقَرِّبُ لِي مَا عزَّ إدْرَاكُهُ المُنَى ... وَلَيْسَ عَلَى تَقْرِيْبهَا بِمَقُولِ وَمَنْ صَحِبَ الأَيَّامَ شَابَتْ قرُونُهُ ... وَشَابَتْ لَهُ الأَيَّامُ أرْيًا بِحَنْظَلِ وَمَا لِي وَصْفُ الخَيْلِ وَاللَّيْلِ وَالقَنَا ... إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ صَيِّبِ السَّيْفِ مَنْهَلِي عُقُودُ حِسَابِ النَّائِبَاتِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمِمَّا كَسَانِي خَيْبَةَ الظَّنِّ أنَّنِي ... جَنَحْتُ إِلَى التَّأمِيْلِ قَبْلَ التَّأمُّلِ ابْنُ نُباتَة: [من الطويل] 9785 - عَقُورٌ إِذَا مَا اليَأسُ خَفَّضَ جَأشَهُ ... وَعِندَ مَخِيلَاتِ المَطَامِعِ ذِيبُ الرَّضِي الموسَوِي: [من الطويل] 9786 - عَقِيبُ شَبَابِ المَرءِ شَيبٌ يَحُصُّهُ ... إِذَا طَالَ عُمرٌ أَو فَنَاءٌ يَعُمُّهُ ابْنُ الرُّومِي: [من الخفيف] 9787 - عَكَسَت حَالِيَ الخطُوبُ فَعَتْرِيْ ... أَبدًا حَائِلٌ وَتَيسِي حَلُوبُ أَبُو القَاسِمِ الحرِيريُّ: [من الكامل] ¬
9788 - عَلَت الوَزارةُ إِذ عَلَوتَ مَحَلَّهَا ... يَا خيرَ مَن عَقَدَ الأُمورَ وَحَلَّهَا أبْيَاتُ ابن الحَرِيْرِيّ فِي الوَزِيْرِ رَبِيْب الدَّوْلَةِ ابن الوَزِيْرِ أَبِي شُجَاعٍ: عَلَتِ الوِزَارَةُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّ الوِزَارَةَ مُذْ رَضَعْتَ لِبَانَهَا ... خُلِقَتْ هَوَاكَ كَمَا خُلِقْت هَوَى لَهَا لَا فَارَقَتْكَ وَلَا عَدِمْتَ وِصَالهَا ... أبَدًا وَلَا عَدِمَتْكَ تَحْرِسُ ظِلَّهَا كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى ابنِ الزَّيَّاتِ يُهَنِّيْهِ بِالوِزَارَةِ: أدَامَ اللَّهُ نِعْمَتَكَ وَثَبَّتَهَا فِي عَقْبِكَ إِنَّ مِمَّا يُطْمِعُنِي فِي بَقَاءِ النّعْمَةُ عَلَيْكَ وَيَزِيْدُنِي بَصيْرَةً فِي دَوَامِهَا لَكَ أَنَّكَ أخَذْتَهَا بِحَقِّكَ وَاسْتَوْجَبْتَهَا بِمَنَاقِبَكَ مِنْ أسْبَابِهَا، وَمِنْ شَأنِ الأجْنَاسِ أنْ تَتَوَاصَلَ وَمِنْ عَادَةِ الأشْكَالِ أنْ تَتَقَاوَمَ وَالشَّيْءُ يَتَغَلْغَلُ إِلَى مَعْدَنِهِ وَيَحِنُّ إِلَى عُنْصرِهِ فَإِذَا صَادَفَ مَنْبتَهُ وَرَكَزَ فِي مَغْرِسِهِ ضرَبَ بِعِرْقِهِ وَتَمَكَّنَ لِلإقَامَةِ وَثَبَتَ ثَبَاتَ الطَّبِيْعَةِ. وَيُرْوَى فَإِذَا صَادَفَ مَنْبِتَهُ وَلَاقَى مَغْرِسَهُ رَسَخَ بِعُرُوقِهِ وَبَسَقَ بِفُرُوعِهِ وَتَمَكَّنُ تَمَكُّنُ الإقَامَةِ وَثَبَتَ ثَبَاتَ الطَّبِيْعَةِ. ابْنُ حَيُّوسِ: [من الوافر] 9789 - عَلَتْ جَدوَاكَ أَقوالِي وَقِدمًا ... عَلَوتُ المُنعِمينَ بِمَا أَقولُ بَعْدَهُ: بِهَا أدْرَكْتُ آمَالِي وَبَيْنِي ... وَبَيْنَ قَرِيْبهَا أمَدٌ طَوِيْلُ سَأشْكِرُهَا مُثيبًا عَنْ ثنَاءٍ ... يُقَصِّرُ عَنْ مَدَاهُ مَنْ يُطِيْلُ خَفِيْفٍ حَمَّلَ الحُسَّادَ ثَمْلًا ... مُقِيْمٍ وَهُوَ فِي الدُّنْيَا يَحُوْلُ تَضَمَّنَهُ بَدِيْعَاتٌ سَأُطْوَى ... وَيَنْشِرُ فَضْلُهَا جِيْلٌ فَجِيْلُ أَبُو نواسٍ في محمد بن الفضل بن الرّبيع: [من الطويل] ¬
9790 - عَلِقتُ بِحَبلٍ مِن حِبَالِ مُحمَّدٍ ... أَمنتُ [بِهِ] مِن طَارِقِ الحَدَثَانِ قَوْلُ أَبِي نوَّاسٍ هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ أوَّلُهَا: لِمَنْ طَلَلٌ لَمْ أشْجِهِ وَشَجَانِي ... وَهَاجَ الصِّبَا لَو هَاجَهُ لأوَانِ يَقُولُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: عَلِقْتُ بِحَبْلٍ مِنْ خِيَالِ مُحَمَّدٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ تَغَطَّيْتُ مِنْ دَهْرِي بِظِلِّ جَنَاحِهِ ... فَعَيْنِي تَرَى دَهْرِي وَلَيْسَ يَرَانِي فلو تَسْألُ الأَيَّامُ مَا اسْمِي لَمَا دَرَتْ ... وَأيْنَ مَكَانِي مَا عَرَفَنَ مَكَانِي أذَلَّ صِعَابَ المَكْرُمَاتِ مُحَمَّدٌ ... فَأصبَحَ مَحْمُوْدًا بِكُلِّ لِسَانِ الرّضِي الموسَوِي: [من البسيط] 9791 - عَلِقتُ مِنكَ بِحَبلٍ غَيرِ مُنتكِثٍ ... عِندَ الحِفَاظِ وَعُودٍ غَيرِ خوَّارِ بَشَّارٌ: [من الخفيف] 9792 - عَلِقَتْ نَظرتِي إِلَيكَ بِقَلبِي ... فَكَأنِي أَرَاكَ كُلَّ مَكَانِ أخَذَهُ مِنْ قَوْلِ كُثَيِّرٍ (¬1): [من الطويل] أُرِيْدُ لأنْسَى ذِكْرَهَا فَكَأَنَّمَا ... تَمَثَّلُ لِي لَيْلَى بِكُلِّ سَبِيْلِ محمَّد بن شِبلٍ: [من الخفيف] 9793 - عَلِقَتهم عَلُوقُ صَادِعَةِ الشعـ ... ـبِ فَطَاحُوا كَمَا يَطِيحُ الهَبَاءُ [من مجزوء الكامل] 9794 - عِلقٌ غَدَا بَيَّاعُه ... مُبْيَاعهُ لِهَوَانِه ¬
بَعْدَهُ: كَالفَرْخِ لَمْ يُخْطَبْ ... فَصَارَ أخُوْهُ مِنْ أَخْتَانِهِ أَعشى بَكرٍ: [من البسيط] 9795 - عُلِّقتُهَا عَرَضًا وَعُلِّقَت رَجُلًا ... غَيرِي وَعُلِّقَ أُخرَى ذَلكَ الرَّجُلُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ لأهْلِ العِرَاقِ: وَدِدْتُ وَاللَّهُ لَو أَنَّ لِي بِكُمْ مِنْ أهْلِ الشَّامِ صَرْفَ الديَنارِ بِالدِّرْهَمِ وَاحِدًا بعَشْرَةٍ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُم: أتَدْرِي يَا أمِيْر المُؤْمِنِيْنَ مَا مَثَلُنَا وَمَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أهْلِ الشَّامِ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مَا قَالَهُ أعْشَى بَكْرٍ حَيْثُ يَقُولُ: عُلِّقْتُهَا عَرَضًا. البيت أحْبَبْنَاكَ نَحْنُ، وَأحْبَبْتَ أهْل الشَّامِ، أنْتَ وَأحَبَّ أهْلُ الشَّامِ عَبْدَ المَلِكِ بن مَرْوَانَ. ابْنُ اللَّبَّانة شاعر آل عبَّاد: [من الخفيف] 9796 - عَلِّلِ المُستَهَامَ مِنكَ بِوَعدٍ ... وَإِلَيكَ الخِيَارَ فِي التَسوِيفِ قَبلَهُ: يَا مُديرًا من سحر عَينيهِ خَمرًا ... أنا ممَّا أَدرتَ جدُّ نَزيفِ عَلّلِ المُستَهَامَ مِنكَ بوَعدٍ. البَيْتُ. [من الخفيف] 9797 - عَلِّمِ الذِئبَ بِالخِيَاطَةِ رفقًا ... فَهوَ بِالمَزقِ حَاذِقٌ وَبَصِيرُ ¬
[من الرمل] 9798 - عَلَّمَ الغَيثَ النَّدَى حَتَّى إِذَا ... مَا حَكَاهُ عَلَّمَ البَأَسَ الأَسَد بَعْدَهُ: فَلَهُ الغَيْثُ مُقِرٌّ بِالنَّدَى ... وَلَهُ اللَّيْثُ مُقِرّ بِالجلَدْ [من البسيط] 9799 - عَلَّمتَنِي الحَزمَ لَكِن بَعدَ مُؤلِمةٍ ... إِنَّ المَصَائِبَ أَثمانُ التَّجارِيبِ قَوْلُ الشَّاعِرُ: عَلَّمْتَنِي الحَزْمَ لَكِنْ بَعْدَ مُؤلمَةٍ. البَيْتُ خَفْ مَنْ أمِنْتَ وَلَا تَرْكَنْ إِلَى أحَدٍ ... فَمَا نَصَحْتُكَ إِلَّا بَعْدَ تَجْرِيْبِ الغَدْرُ فِي النَّاسِ طَبْع لَا يُغَيِّرُهُ ... كَاللَّقْطِ فِي الطَّيْرِ أوْ كَالخَتْلِ فِي الذِّيبِ يَا مَنْ غَدَا جَبَلُ الجُودِيِّ يَحْجُبُهُ ... مَا أنْتَ إِذْ غِبْتَ عَنْ عَيْنِي بِمَحْجُوبِ أرْسَلْتُ قَلْبِي وَعُدْتُ الآنَ أطْلُبُهُ ... وَقَدْ تَعَلَّقَ بِالشَّمِّ الشَّنَاخِيْبِ إشْمَتْ وَلَا تَرْثَ لِي مِمَّا أُكَابِدُهُ ... يَدِي لِحِيْنِي أذْكَتْ نَارَ تَعْذِيْبِي عَلَّمْتَنِي الحَزْمَ لَكِنْ بَعْدَ مُؤلمَةٍ. البَيْتُ [من الخفيف] 9800 - عَلَّمَتنِي بِهَجرِهَا الصَّبرَ عَنهَا ... فَهِيَ مَشكُورَةٌ عَلَى التَقبيِحِ بَعْدَهُ: وَأَرَادَتْ بِذَاكَ قُبْحَ فِعَالٍ ... قَصَدَتْهُ فَكَانَ عَيْنَ المَلِيْحِ ¬
البَسَّاميُّ: [من المنسرح] 9801 - عَلَّمَنِي حُبُّكَ المَقَامَ عَلَى الضَّـ ... ـيمِ وَقَطعِ الأَيَّامِ بِالأَمَلِ [من الخفيف] 9802 - عَلَّمُوهُ مَا لَو يُعَلَّمُ تَيسٌ ... بَعضَهَ صَارَ جِهبِذَ الدِيوانِ أَبُو سَهلٍ الصُعلوكيُّ: [من الطويل] 9803 - عَلِمتُ مَصيرَ الدَّهرِ كَيفَ سَبيلُهُ ... فَزايَلتهُ قَبلَ الزَّوالِ بِأَحوالِي ابْنُ شَمسِ الخِلافَةِ: [من الطويل] 9804 - عَلِمتُ مِنَ الأَيامِ مَا كُنتُ جَاهِلًا ... بِهِ وَبَدَا لِي مَا استَسرَّ مِنَ الحُجبِ القَاضِي أَبُو الحَسَنِ: [من الطويل] 9805 - عَلِمنَا بِهِ كَيفَ التَّطَرُّقُ بَعدَهُ ... وَمَن عَاشَرَ الحُرَّ الظَرِيفَ تَظَرَّفَا ابْنُ المُعتَزِّ ويروى للناجِم: [من مجزوء الكامل] 9806 - عِلمِي بِأَنكَ جَاهِلٌ ... هُوَ جُنَّةٌ لَكَ مِن عِقَابِي بَعْدَهُ: وَالصَّبْرُ عَنْكَ وَصَرْمُ حَبْلِي ... مِنْكَ أبْلَغُ مِنْ عِتَابِي وَجَوَابُ مثْلِكَ أنْ يُعَامَـ ... ـلَ بِالسُّكُوتِ عَنِ الجَوَابِ مَا زِلْتُ أعْلَمُ عَنْ كِلَابِ ... النَّاسِ فِعْلَ أخِي احْتِسَابِ وَأبِيْحُهُمْ صَفْحَ الذُّنُوبِ ... فَكَيْفَ عَنْ كَلْبِ الكِلَابِ الإمَامُ الشَّافِعِي رحمه اللَّه: [من البسيط] ¬
9807 - عِلمِي بِسَابِقَةِ المَقدورِ أَلزَمَنِي ... صَبرِي وَصَمتِي فَلَم أَحرِص وَلَم أَسَلِ بَعْدَهُ: لَو نِيْلَ بِالحِرْصِ مَطْلُوبٌ لَمَا مُنِعَ الـ ... ـكَلِيْمُ مُوْسَى وَكَانَ الحَظُّ لِلْجَبَلِ وَحِكْمَةُ العَقْلِ إِنْ عَزَّتْ وَإِنْ شَرُفَتْ ... جَهَالَةٌ عِنْدَ حُكْمِ الرِّزْقِ وَالأجَلِ لَهُ أَيْضًا: [من البسيط] 9808 - عِلمِي غَزيزٌ وأَخلَاقِي مُهذّبَةٌ ... وَمَن تَهَذَّبَ يَشقَى فِي تَهَذُّبهِ لَهُ أَيْضًا: [من البسيط] 9809 - عِلمِي مَعِي حَيثُمَا يَمَّمتُ يَتبَعُنِي ... قَلبِي وِعاءٌ لَهُ لَا بَطنُ صَندُوقِ بَعْدَهُ: إِنْ كُنْتُ فِي البَيْتِ كَانَ العِلْمُ فِيْهِ مَعِي ... أوْ كُنْتُ فِي السُّوْقِ كَانَ العِلْمُ فِي السُّوْقِ [من المنسرح] 9810 - عَلَوتَ فَوقَ الَّذِي سَمِعتُ بِهِ ... فِي الخُبرِ مَا لَا يَحدُّهُ الخَبَرُ أبو العَلاء المعرّيّ: [من البسيط] 9811 - عَلَوتُمُ فَتَوَاضعتُم عَلَى ثِقَةٍ ... لَمَّا تَوَاضَعَ أَقوامٌ عَلَى غَرَرِ بَعْدَهُ: وَالكِبْرُ وَالحَمْد ضِدَّانِ اتِّفَاَقهُمَا ... مِثْلُ اتَّفَاقِ فَشَاءِ السِّنِّ وَالكِبَرِ أبو الحسَنِ الأنباري: [من الوافر] ¬
9812 - عُلُوًا فِي الحَيَاةِ وَفِي المَمَاتِ ... بِحَقٍ أَنتَ إِحدَى المُعجِزَاتِ أبْيَاتُ أَبِي الحَسَنِ بن الأنْبَارِيّ فِي الوَزِيْرِ أَبِي طَاهِرٍ بنِ بَقِيَّةَ لَمَّا صلِبَ يَرْثِيْهِ أوَّلُهَا (¬1): عُلُوًا فِي الحَيَاةِ وَفِي المَمَاتِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَأَنَّ النَّاسَ حَوْلَكَ حِيْنَ قَامُوا ... وُفُودٌ بِذَاكَ أيَّامَ الصِّلَاتِ كَأنَّكَ قَائِمٌ فَيْهِم خَطِيْبًا ... وَكُلَّهُمُ قِيَامٌ لِلصَّلاةِ مَدَدْتَ يَدَيْكَ نحْوَهُمُ اقْتِفَاءً ... كَمَدِّهِمَا إلَيْهِمْ بِالهِبَاتِ وَلَمَا ضَاقَ بَطْنُ الأرْضِ عَنْ أنْ ... تَضُمَّ عُلَاكَ مِنْ بَعْدِ المَمَاتِ أصَارُوا الجوَّ قَبْركَ وَاسْتَعَاضُوا ... مِنَ الأكْفَانِ ثَوْبَ السَّافِيَاتِ لِعِظْمكَ فِي النُّفُوسِ تَبيْتُ تُرْعَى ... بِحُفَّاظٍ وَحُرَّاسٍ ثِقَاتِ وَتَشْعَلُ عِنْدَكَ النِّيرَانُ لَيْلًا ... كَذَلِكَ كُنْتَ أيَّام الحَيَاةِ أسَأتَ إِلَى النَّوَائِبِ فَاسْتَثَارَتْ ... فَأنْتَ قَتِيْلُ ثَأرِ النَّائِبَاتِ وَكنْتَ تُجيْرُ مِنْ صَرْفِ اللَّيَالِي ... فَعَادَ مُطَالِبًا لَكَ بِالتَّرَاتِ وَلَمْ أرَ مِثْلَ جَذْعِكَ قَط جَذْعًا ... تَمَكَّنَ مِنْ عِنَاقِ المَكْرُمَاتِ وَكُنْتَ مَعْشَرٍ سَعْدًا فَلَمَّا ... مَضَيْتَ تَفَرَّقُوا فِي المُنْحِسَاتِ وَلَوْ أنِّي قَدرْتُ عَلَى قِيَامِي ... بِفَرْضكَ وَالحُقُوقِ الوَاجِبَاتِ مَلأْتُ الأرْضَ مِنْ نَظْمِ القَوَافِي ... وَنُحْتُ بِهَا خِلَالَ النَّائِحَاتِ وَلَكِنِّي أُصَبِّرُ عَنْكَ نَفْسِي ... مَخَافَةَ أنْ أُعَدَّ مِنَ الجُنَاةِ وَمَالَكَ تُرْبَةٌ فَأقولُ تُسْقَى ... لأنَّكَ نَصْبُ عَيْنِ الهَاطِلَاتِ عَلَيْكَ تَحِيَّةُ الرَّحْمَنِ تتْرَى ... بِرَحْمَاتٍ غَوَادٍ رَائِحَاتِ وَقَالَتْ عِنَانٌ جَارِيَةُ النَّاطِقِيِّ فِي مَصلُوبٍ أَيْضًا (¬2): ¬
أمَا تَرَى بَاتِكًا فِي الجوِّ مُنتصِبًا ... عَلَى مُلَمْلَمَةٍ مِنْ صِنْعَةِ الفَاسِ بَيْنَ السَّمَاء وبين الأرْضِ مَنْزِلُهُ ... وَقَائِمًا قَاعِدًا جِسْمًا بِلَا رَاسِ إِذَا السَّحَابُ مَرَّتْ أخْلَافَ دِرَّتِهَا ... بَدَتْ بِهِ فَسَقَتْهُ أوَّلَ النَّاسِ تَلْقَى السِّبَاعَ حَيَارَى حَوْلَ دَوْحَتِهِ ... بَيْنَ الرَّجَاءِ وبين الخَوْفِ وَاليَاسِ وَالطَّيْرُ وَاقِعَةٌ فِي رَأسِهِ رَسَلًا ... كَأنَّهُنَّ عَلَيْهِ وَفْدَ أعْرَاسِ غَنَّتْهُ رِيْحُ الصِّبَا صَوْتًا وَجَاوَبَهَا ... صوتُ الدبُورِ بِتَغْرِيْدٍ وَوَسْوَاسِ لَو كَانَ يُطْرِيْهِ شَيْءٌ وَيُؤْنسُهُ ... لَكَانَ في طَرَبٍ مِنْهَا وَإيْنَاسِ وَحَوْلَهُ مِنْ سَرَاةِ الرُّومِ نَاجِمَةٌ ... بِهَا رُسُوم كُلُوم مَا لَهَا آسِي كَأَنَّهُ رَاهِبٌ فِي رَأسِ صَوْمَعَةٍ ... قَدْ مَدَّ كَفَّيْهِ مِنْ خَوْفٍ وَإيْجَاسِ وَهُم وُقُوفٌ بِأيْدِيْهِمْ مَخَاصرُهُم ... مِنْ بين قَسٍّ وَمِطْرَانٍ وَشمَّاسِ مكي بن ريان البصير النحوي: [من الطويل] 9813 - عَلَى البَابِ عَبدٌ يَطلُبُ الإِذنَ قَاصِدًا ... بِهِ أَدَبًا لا أَنَّ نُعماكَ تُحجَبُ بَعْدَهُ: فَإنْ كَانَ إذْنٌ فَهْوَ كَالخَيْرِ دَاخِلٌ ... عَلَيْكَ وَإلَّا فَهْوَ كَالشَّرِ يَذْهَبُ هُوَ أَبُو الحَزْمُ مَكِّيّ بنُ رَيَّانَ بن شَبهٍ المَاكِسيُّ الضَّرِيْرُ النَّحَوِيُّ البَغْدَادِيُّ وَفَاتُهُ بِالمُوصلِ فِي سَنَةِ 593. وَمِثْلهُ قَوْلُ آخَرَ (¬1): عَلَى البَابِ عَبْدٌ مِنْ عَبِيْدِكَ صَادِقٌ ... بِجَدْوَاكَ مَعْرُوْفٌ بِنُعْمَاكَ مُعْتَرِف أيَدْخُلُ كَالإقْبَالِ لَا زِلْتَ مُقْبِلًا ... مَدَى الدَّهْرِ أمْ مِثْلَ الحَوَادِثِ يَنْصَرِف قيس بن مسعُودٍ: [من الطويل] ¬
9814 - عَلَى البَدَوِيَّاتِ المِلاحِ وَإِن نَأَت ... بِهِنَّ النَّوَى أَو لَم يَزُرنَ سَلَامُ يَقُولُ قَبْلَهُ: وَقَدْ قُلْتُ لَمَا أُعْرِضَ السّجْنُ دُوْنَنَا ... وَأرْضٌ عَلَيْهَا غُبْرَةٌ وَقَتَامُ عَلَى البَدَوِيَّاتِ المِلَاحِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَعَرَّضَتِ الأشْغَالُ حَتَّى كَأَنَّمَا ... وُقُوفُ المَطَايَا عِنْدَهُنَّ حَرَامُ [من الطويل] 9815 - عَلَى الخَائِفِ المَطلوبِ عَينٌ بَصِيرةٌ ... بِمَنطِقِهِ أَو مَنظَرٍ هوَ نَاظِرُه [من الوافر] 9816 - عَلَى الدُّنيا السَلَامُ فَقَد تَولَّت ... إِذَا احتَاجَ الكَريمُ إِلَى لَئيمِ بَعض المَغارِبةِ: [من الوافي] 9817 - عَلَى الدُّنيَا العَفَاءُ لَقَد تَنَاهَى ... تَسَرُّعُهَا إِلَى أَيدِي اللِئَامِ [من الطويل] 9818 - عَلَى السَاغِبِ الظَمآنِ أَن يَطلبَ القِرَى ... وَلَيسَ عَلَيهِ أَن تَصُوبَ الرَّوَاعِدُ أَحمَدُ بن يُوسف: [من الطويل] 9819 - عَلَى العَبدِ حَقٌّ فَهوَ لَابُدَّ فَاعِلُهُ ... وَإِن عَظُمُ المَولَى وَجَلَّت فَوَاضِلُهُ كَتَبَ أحْمَدُ بن يُوْسُفَ إِلَى المَأمُوْنِ وَقَدْ أهْدَى لَهُ سَفْطًا مِنْ ذَهَبٍ فِيْهِ قِطْعَةُ عُوْدٍ هِنْدِيٍّ بِمِقْدَارِهِ فِي طُولهِ وَعَرْضِهِ: هَذَا قَدْ جَرَتْ فِيْهِ العَادَةُ بِإلْطَافِ العَبِيْدِ السَّادَةَ وَقَدْ قُلْتُ: ¬
عَلَى العَبْدِ حَقٌّ فَهُوَ لا بُدَّ فَاعِلَهُ البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ألَمْ تَرَنَا نُهْدِي إِلَى اللَّهِ مَالَهُ ... وَإِنْ كَانَ عَنهُ ذَا غِنًى فَهُوَ قَابِلُهُ الرَّضِي الموسَوِي: [من الطويل] 9820 - عَلَى العِّزِ مُت لَا عِيشَةً مُستَكِينَةً ... تُزيلُ عِنِ الدُّنيَا بِشَمِّ المَراغِمِ بَعْدَهُ: وَخَاطِرْ عَلَى الجلَّى خِطَارَ ابن حُرَّةٍ ... وَإِنْ زَاحَمَ الأمْرَ العَظِيْمَ مُزَاحِمُ إبراهيم الغَزِّي: [من الطويل] 9821 - عَلَى القَلَمِ التَعويلُ فِي السُّخطِ والرِضَا ... وَمَا الرُّمحُ إِلَّا آلَة لِقِتالِ أبْيَاتُ الغَزِيُّ مِنْ قَصِيدَةٍ أوَّلُهَا: عُقُودُ مَعَانٍ فِي نُحُورِ مَعَالِي ... وَأَفْلَاكُ عِزٍّ فِي سَمَاءِ جَلَالِ تَشَبَّثْ بِأذْيَالِ الزُّجَاجَةِ فِي المُنَى ... وَكُنْ بِمَلَامِ النَّاسِ غَيْرَ مُبَالِ فَإنِّي رَأَيْتُ الشَّيْءَ لَوْلَا اعْتِضَادُهُ ... عَلَى دُوْنهِ لَمْ يَنْفَرِدْ بِمَنَالِ يَمِيْنِي إِذَا وَلَّيْتُهَا كَتْبَ أحْرُفٍ ... عَلَى مُهْرَقٍ أمْسَكْتُهَا بِشِمَالِي يَقُولُ مِنْهَا: عَلَى القَلَمِ التَّعْوِيْلِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَيُنْبِتُ ذَاكَ الخَطُّ وَالخَطُّ ينْبِتُ ... ذَا فَأَيُّهُمَا أوْلَى بِوَصْفِ كَمَالِ وَكَمْ مِنْ كَرِيْمٍ كَانَ فِي حَلْقِ حَاسِدٍ ... شَجًى لَا يُرَجَّى دَفْعُهُ بِسُؤَالِ وَمَا العِزُّ إِلَّا خْلْعَةٌ لَا يُفِيْضَهَا ... عَلَى المَرْءِ إِلَّا الوَاحِدُ المُتَعَالِ صِقَالُ المَسَاعِي بِالقَوَافِي وَلَمْ يَكُنْ ... لَبْدُ وَفِرْنَدُ السَّيْفِ قَبَلَ صِقَالِ ¬
هُوَ البَخْتُ مَهَمَا زَانَ شَوْهَاءَ مَنْظَرٍ ... رَأتْهَا عُيُونُ النَّاسِ ذَاتَ جَمَالِ البُحتُرِي: [من الطويل] 9822 - عَلَى اللَّه إِتمامُ المُنَى فِيكَ كلِّهَا ... لنا وَعَلَينَا الحَمدُ لِلَّهِ وَالشُكرُ ابْنُ شمسِ الخلافَة: [من الطويل] 9823 - عَلَى اللَّهِ فِي كلِّ الأُمورِ تَوَكُّلِي ... وَإِنِّي عَلَيكُم بَعدَهُ أَتَوَكَلُ [من الطويل] 9824 - عَلَى المَرءِ أَن يَسعَى لِمَا فِيهِ نَفعُهُ ... وَلَيسَ عَلَيهِ أَن يُسَاعِدَهُ الدَّهرُ بَعْدَهُ: فَإنْ نَالَ بِالسَّعِي المُنَى كَانَ بِالحَرَى ... وَإِنْ عَرَضَ المَقْدُورُ كَانَ لَهُ العُذْرُ [من الطويل] 9825 - عَلَى المَرءِ أَن يَسعَى وَيبذُلَ جُهدَهُ ... وَلَيسَ عَلَيهِ أَن يَنَالَ الأَحاظِيَا إبراهيِم بن المهدي: [من الكامل] 9826 - عَلَى المَرءِ أَن يَسعَى وَيَسمو بِنَفسِهِ ... وَيَقضِي إِلَهُ الخَلقِ مَا كَانَ قَاضِيَا قَبْلَهُ: وَمَا زِلْتُ مُذْ أيْفَعْتُ أرْمِي مُرَاهِقًا ... إِلَى الغَايَةِ القُصْوَى أَؤُمُّ المَعَالِيَا إِذَا اقنَعَتْ نَفْسِي بِكَأسٍ وَمَطْعَمٍ ... فَلَا بَلَغَتْ فِيْمَا تَرُوْمُ الأَمَانِيَا لَحَا اللَّهُ مَنْ يَرْضَى بِبُلْغَةِ يَوْمِهِ ... وَلَمْ يَكُ ذَا هَمٍّ إِلَى المَجْدِ سَامِيَا عَلَى المَرْءِ أنْ يَسْعَى وَيَسْمُو بِنَفْسِهِ. البَيْتُ ¬
المَعَرِّي: [من الطويل] 9827 - عَلَى أُمِّ ذَفرٍ غَضْبَةُ اللَّهِ إِنَّهَا ... لأَجدَرُ أُنثَى أَن تَخُونَ وَأَن تُخنِى بَعْدَهُ: وَجَدْنَا أذَى الدُّنْيَا لَذِيْذًا كَأَنَّمَا ... حَنَى النَّحْلَ أصْنَافُ الشّفَاءِ الَّذِي نَجْنِي وَخَوْفُ الرَّدَى آوَى إِلَى الكَهْفِ أهْلَهُ ... وَكَلَّفَ نُوْحًا وَابْنَهُ عَلَمَ السُّفْنِ وَمِنْ بَابِ (عَلَى) قَوْلُ آخَرَ (¬1): عَلَى النَّاسِ حَتَّى أرَاكَ السَّلَامُ ... فَمَا ثَمَّ بَعْدَكَ مِنْ يُبْصرُ ابْنُ الدُمينَةِ: [من الطويل] 9828 - عَلَى أَنَّ قُربَ الدَّارِ لَيسَ بِنَافعٍ ... إِذَا كَانَ مَن تَهوَاهُ لَيسَ بِذِي وُدِّ [من الطويل] 9829 - عَلَى أَنَّ قُربَ الدّارِ لَيسَ بِنَافعٍ ... إِذَا لَم يَكُن بَينَ القُلوبِ قَرِيبُ أَبُو تَمَّام: [من الطويل] 9830 - عَلَى أَنَّنِي أُطرِي الحُسَامَ إِذَا مَضَى ... وَإِن كَانَ يَومَ الرَّوعِ غَيرِي حَامِلُه بَعْدَهُ: وَآسَى عَلَى جِيْحَانَ لَو غَاضَ مَاؤُهُ ... وَإِنْ كَانَ ذَوْدٌ غَيْرَ ذَوِدِيَ نَاهِلِهُ الأبيرد الرياحِيُّ: [من الطويل] 9831 - عَلَى أَنَّنِي أَقنِي الحَياءَ وَأَتَّقِي ... شَمَاتَةَ أَعداءٍ عُيونُهُم خُزرُ ¬
زُهَير المصرِيُّ: [من الطويل] 9832 - عَلَى أنَّنِي أَنوِي وَلِلمرءِ مَا نَوَى ... إِلَى أَن تُؤَاتِي قُدرَةٌ وَأَوانُ لَهُ أيضًا: [من الطويل] 9833 - عَلَى أَنَّنِي ذَاكَ الوَفِي الَّذِي لَهُ ... عُهُودُ هَوًى تَبقَى عَلَى الحَدَثَانِ [من الطويل] 9834 - عَلَى أَنَّنِي رَاضٍ بِأَن أَحمِلَ الهَوَى ... وَأَخلَصَ مِنهُ لَا عَلَيَّ وَلَا لِيَا [من الطويل] 9835 - عَلَى أَنَّنِي رِاضٍ بِمِثلِ هَدِيتِي ... وَلَستُ بِرَاضٍ أَن تَكونَ بِدُونِهَا [من الطويل] 9836 - عَلَى أَنَنِي لَا شَامِتٌ إِن أَصَابَهَا ... بَلاءٌ وَلَا رَاضٍ بِوَاشٍ يَعِيبُهَا قَبْلَهُ: سَلَوْتُ بِحَمْدِ اللَّهِ عَنْهَا وَأصْبَحَتْ ... دَوَاعِي الهَوَى مِنْ أرْضِهَا لَا أُجِيْبُها عَلَى أنَّنِي لَا شَامِتٌ إِنْ أصَابَهَا. البيت [من الطويل] 9837 - عَلَى أنّنِي لَا مَائِلٌ بِعَدَاوَةٍ ... عَلَيكُم وَلَا صَبٌّ إِلَى السّلمِ جَانِحُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 9838 - عَلَى أَنَّهَا الأَيَّامُ قَد صِرنَ كُلُّهَا ... عَجَائِبَ حَتَّى لَيسَ فِيهَا عَجَائِبُ ¬
أَبُو خَراشٍ الهَذليُّ: [من الطويل] 9839 - عَلَى أنَّهَا تَعفُو الكُلوم وَإِنَّمَا ... نُوكَّلُ بِالأَدنَى وَإِن جَلَّ مَا يَمضِي [من الطويل] 9840 - عَلَى أنّهَا مِنِّي لِغَيرِكَ ذِلَّةٌ ... وَلَكِنَهَا بَينِي وَبَينَكَ تَجمُلُ [من الوافر] 9841 - عَلَى أَنِّي رَأَيتُ يَدَ اللَّيَالِي ... مُنازِعةً إِلَى العِلقِ النَّفيسِ أَبُو دلَامَةَ: [من الوافر] 9842 - عَلَى أنِّي وَإِن لَاقَيتُ شرًا ... لِخَيرِكَ بَعدَ ذَاكَ الشرِّ رَاجِي يُقَالُ أَنَّ أبَا دُلَامَةَ وُجِدَ سَكْرَانَ فَأُخِذَ وَحُبِسَ فِي بَيْتٍ فِيْهِ دِجَاجٌ فَقَالَ: أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فَدَتْكَ نَفْسِي ... عَلَامَ حَبَسْتَنِي وَشَقَقْتَ سَاجِي أمِنْ صَهْبَاءَ صافِيَةِ المِزَاجِ ... أَنَّ شُعَاعَهَا لَهَبُ السِّرَاجِ أسَاقُ إِلَى السُّجُونِ بِغَيْرِ جُرْمٍ ... كَأنِّي بَعْضُ عُمَّالِ الخَرَاجِ وَقَدْ كَانَتْ تُخَبِّرُنِي ذُنُوبِي ... بِأنِّي مِنْ عِقَابِكَ غَيْرُ نَاجِ عَلَى أنِّي وَإِنْ لَاقَيْتُ شَرًّا. البَيْتُ. الغَزِّي: [من الطويل] 9843 - عَلَى الأُسِّ يُبنَى كُلُّ شَيءٍ سِوَى المُنَى ... فَلَيسَ لِمَا تَبنيهِ مِنْهَا قَوَاعِدُ أَحمد بن عَليٍّ البتّي الكَاتبُ: [من الطويل] 9844 - عَلَى أَيِّ بَابٍ أَطلُبُ الإِذنَ بَعدَمَا ... حُجِبتُ عَنِ البَابِ الَّذِي أَنَا حَاجِبُه ¬
حَاجزُ بن عَوفٍ: [من الطويل] 9845 - عَلَى أَيِّ شَيءٍ لَا أَبا لأَبيكُم ... تُشيرونَ نَحوِي كُلُّكُم بِالأَصَابِعِ قَالَ أَبُو عَمْرُو: كَانَ حَاجَزٌ جَمَعَ نَاسًا مِنْ فَهْمٍ وَعَدْوَانَ فَدَلَّهُمْ عَلَى خَثْعَمٍ فَأصَابُوْهُمْ غِرَّةً فَغَنِمُوا مَا شَاؤُوا فَبَلَغَ حَاجِزًا أنَّهَمُ يَتَوَعَّدُوْنَهُ وَيَرْصِدُنَهُ لِيَقْتِلُونَهُ فَقَالَ: [من الطويل] [و] إِنِّي مِنْ إرْعَادِكُمْ وَبُرُوقِكُمْ ... وَإيْعَادِكُمْ بِالقَتْلِ صُمٌّ مَسَامِعِي وَإِنِّي دَلِيْلٌ غَيْرُ مُخْفٍ دَلَالَتِي ... عَلَى ألْفِ بَيْتٍ خَدُّهُمْ غَيْرُ خَاشِعِ تَرَى البِيْضَ يُردُونَ المَحَاسِدَ بِالضُّحَى لَدَى كُلِّ مَشْبُوحِ الذَرَاعَيْنِ نَارِعِ عَلَى أيِّ شَيْءٍ لَا أَبَا لأبِيْكُمُ. البَيْتُ نَسَبَ حَاجِزٍ: وَهُوَ حَاجِزُ بنُ العَوْفِ بن الحَارثِ بنِ الأخْثَمِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ ذُهْلِ بنِ مَالِكِ بنِ سَلَامَان بنِ مُفْرِّجِ بنِ مَالِكِ بنِ زَهْرَانَ بنِ عَوْفِ بنِ سَدْعَانَ بنِ مَالِكِ بنِ نَضْرِ بنِ الأَزْدِ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: كَانَ حَاجِزٌ شَاعِرًا جَاهِلِيًّا مُقِلًّا لَيْسَ مِنْ مَشْهُوْرِيِّ الشُّعَرَاءِ وَهُوَ أحَدُ الصَّعَالِيْكُ المُغِيْرِيْنَ عَلَى قَبَائِلِ العَرَبِ، وَمِمَّنْ كَانَ يَعْدُو عَلَى رِجْلَيْهِ عَدْوًا يَسْبقُ بِهِ الخَيْلُ قَالَ وَخَرَجَ حَاجزٌ فِي بِعْضِ أسْفَارِهِ فَمَا عَادَ وَلَا عُرِفَ لَهُ خَبَرٌ فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مَاتَ عَطَشًا وَضَلَّ فقالت أُخْتُهُ تَرْثِيْهِ (¬1): أحَيٌّ حَاجِزٌ أمْ لَيْسَ حَيًّا ... فَيَسْلُكَ بَيْنَ خَنْدَقَ وَالبَهِيْمِ وَيَشْرَبُ شِرْبَةً مِنْ مَاءِ تَرُجٍ ... فَيَصْدُرَ مَشْيَةَ السَّبْعِ الكَلِيْمِ خَنْدَقٌ وَالبَهِيْمُ جَبَلَانِ. وَمِنْ شِعْرِ حَاجَزٍ (¬2): ألَا عِلَّاني قَبْلَ نَوْحِ النَّوَادِبِ ... وَقَبْلَ بُكَاءِ المُعولَاتِ العَرَائِبِ ¬
وَقَبْلَ ثَوَانِي فِي تُرَابٍ وَجَنْدَلٍ ... وَقَبْلَ نشُوزِ النَّفْسِ فَوْقَ التَّرَائِبِ فَإنْ تَأتِنِي الدُّنْيَا بِيَوْمِي فَجَاءَةً ... تَجِدْنِي قَدْ قَضَيْتُ مِنْهَا مَآرِبِي [من الطويل] 9846 - عَلَى بَابِكَ المَعمُورِ لَا زَالَ عَالِيًا ... مَطيَّاتُ آمالِ البرِيَّةِ وَاقِفه بَعْدَهُ: فَجُوْدُكَ مَوْجُوْدٌ وَطَوْلُكَ طَائِلٌ ... وَعُرْفُكَ مَعْرُوْفٌ وَكَفُّكَ وَاكِفَه [من البسيط] 9847 - عُلًا تَطيبُ برَيَّاهَا مَدَائِحُنَا ... كَالمِسكِ تَأخُذُ مِنهُ الرِّيحُ أَعرافَا كَتَبَ بَعْضهُمْ إِلَى رَئَيْسٍ: مِمَّا يَبْسِطُ لِسَانَ مَادِحِكَ أمْنهُ مِن أنْ تَحْمِلَ الإثْمَ فِيْهِ وَتَكْذِيْبِ السَّامِعِيْنَ له فِيمَا يُثْنِيْهِ؛ لأنَّ النَّاسَ مُجْمِعُونَ عَلَى مَدْحِكَ وَفَضْلِكَ، وَوَاثِقُونَ بِكَمَالِ عَقْلِكَ. عُبيدُ بن أيّوب: [من الطويل] 9848 - عَلَى حِينِ أَحكَمتُ الأُمورَ وَبَعدَمَا ... نَقَدتُ القَوَافِي مِثلَ نَقدِ الدَّراهِمِ [من الطويل] 9849 - عَلَى حينَ أَن شَابَت لِدَاتِي وَمَن يَعِش ... تُصرف لَهُ عَصَرانِ مُختَلِفَانِ بَعْدَهُ: تَصَارِيفَ لَوْنٍ بَعْدَ لَوْنٍ وَلَا يَزَلْ ... يَرَى حَادِثًا مِنْ غِلْظَةٍ وَلِيَانِ ابْنُ الرُّومي يَرثي وَلدَهُ: [من الطويل] 9850 - عَلَى حِينَ شِمتُ الخَيرَ فِي لَمحاتِهِ ... وَآنَستُ مِن أَعطَافِهِ آلةَ الرُشدِ ¬
[من الهزج] 9851 - عَلَى خُبزِكَ مَكتُوبٌ ... سَيَكفِيكَهُمُ اللَّه قَبْلَهُ: أرَى ضَيْفَكَ فِي الدَّارِ ... كَرب الجوعِ يَغْشَاهُ عَلَى خُبْزِكَ مَكْتُوبٌ. البَيْتُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 9852 - عَلَى ذَا مَضَى النَّاسُ اجتِمَاعٌ وَفُرقَةٌ ... وَمَيتٌ وَمَولُودٌ وَقَالٍ وَوَامِقُ أبْيَاتُ المُتَنَبِّيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدحُ فِيْهَا الحُسَيْنَ بن إسْحَاقَ التَّنُوخِيَّ أوَّلُهَا: هُوَ البَيْنُ حَتَّى مَا تَئنُّ الحَرَائِقُ ... وَيَا قَلْبُ حَتَّى أنْتَ مِمَّنْ أُفَارِقُ وَقَفْنَا وَمِمَّا زَادَ بَثًا وُقُوفُنَا ... فَرَيْقَي هَوَ مِنَّا مَشُوقٍ وَشَايِقُ وَقَدْ صَارَتِ الأَجْفَانُ قَرْحَى مِنَ البُكَا ... وَصَارَ بِهَارًا فِي الخُدُوْدِ الشَّقَائقُ عَلَى ذَا مَضى النَّاسُ اجْتِمَاعٌ وَفَرْقَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَغَيَّرَ حَالِي وَاللَّيَالِي بِحَالِهَا ... وَشِبْتُ وَمَا شَابَ الزَّمَانُ الغَرَانِقُ يَقُولُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: فَتًى كَالسَّحَابِ الجوْنِ يُرْجَى وَيَتَّقَى ... يُرَجَّى الحَيَا مِنْهُ وَتُخْشَى الصَّوَاعِقُ وَلَكِنَّهَا تَمْضِي وَهَذَا مُخَيَّمٌ ... وَيَكْذِبُ أحْيَانًا وذا الدَّهْرُ صَادِقُ تَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا لِيُنْسَى فَمَا خَلَتْ ... مَغَارِبُهَا مِنْ ذِكْرِهِ وَالمَشَارِقُ نَكَرْتُكَ حَتَّى طَالَ فِيْكَ تَعَجُّبِي ... وَلَا عَجَبٌ مِنْ حُسْنِ مَا اللَّهُ خَالِقُ كَأنَّكَ فِي الإعْطَاءِ لِلْمَالِ مُبْغِضٌ ... وَفِي كُلِّ حَرْبٍ لِلْمَنِيَّةِ عَاشِقُ فَمَا تَرْزُقُ الأَقْدَارُ مَنْ أنْتَ حَارِمٌ ... وَلَا تَحْرِمُ الأَقْدَارُ مَن أنْتَ رَازِقُ ¬
وَلَا تَفْتِقُ الأَيَّامُ مَنْ أنْتَ رَاتِقٌ ... وَلَا تَرْتُقُ الأَيَّامُ مَا أنْتَ فَاتِقُ وَلَا تَعْتِقُ الأَيَّامُ مَنْ أنْتَ رَابِقٌ ... وَلَا تَرْبِقُ الأَيَّامُ مَنْ أنْتَ عَاتِقُ لَكَ الخَيْرُ غَيْرِي رَامَ غَيْرَكَ لِلْغِنَى ... وَغَيْرِ بِغَيْرِ الَّاذِقِيَّةِ لَاحِقِ هي الغَرَضُ الأَقْصَى وَرُؤْيَتُكَ المُنَى ... وَمَنْزِلَكَ الدُّنْيَا وَأَنْتَ الخَلَائِقُ الغَزِّيُ: [من البسيط] 9853 - عَلَى ركَابِ القَوَافِي سَارَ نَائِلُهُ ... فَصَافَحَ العُربَ فِي الآفَاقِ وَالعَجَمَا الفَرَزدَق: [من الطويل] 9854 - عَلَى سَاعَةٍ لَو أَنَّ فِي القَومِ حَاتِمًا ... عَلَى جُودِهِ مَا جَادَ بِالمَاءِ حَاتِمُ إِسماعِيل بن عَلي الحَظيريُّ: [من السريع] 9855 - عَلَى سَبيلٍ مَهِيعٍ لَاحِبٍ ... يُودِي أَخو اليَقظَة وَالغَافِلُ المَعَرِّيُّ: [من البسيط] 9856 - عَلَى سِنينَ تَقضَّت عِندَ غَيرِهِم ... أسِفتُ لَا بَل عَلَى الأيَّامِ وَالسَاعِ وَمِنْ بَابِ (عَلَى) قَوْلُ عَلِيِّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ الحَرَانِيِّ: عَلَى صُحْبَةِ النَّاسِ السَّلَامُ فَإنَّني ... أرَى أكْثَرَ الأَصْحَابِ لَيْسَ بِعَادِلِ وَقَوْلُ أَبِي نَصْرِ بن نُبَاتَةَ السَّعْدِيّ (¬1): عَلَى عَادَاتِهَا جَرَتِ اللَّيَالِي ... فَلَا بُؤْسٌ يَدُومُ وَلَا رَخَاءُ وَقَوْلُ أَبِي بَكْرٍ الصُّوليّ مُهَنِّئًا بِقُدُومٍ (¬2): عَلَى غَيْظِ أعْدَاءٍ وَإرْغَامِ حَاسِدِ ... وَجَدٍّ إِلَى أعْلَى المَجَرَّةِ صاعِدِ ¬
قَدِمْتَ عَلَى التَّيْسِيْرِ أسْعَدَ مَقْدَمٍ ... وَأوْرَدَكَ التَّوْفِيْقُ خَيْرَ المَوَارِدِ وَمِنْ بَابِ (عَلَيْكَ) قَالَ مَالِكُ بنُ طَوْقٍ: دَخَلَ عَلَيَّ يَوْمًا مَجْنُونٌ وَنَحْنُ نأكُلُ فَأكَلَ مَعَنَا فَجَاءَ يَوْمًا آخَرَ فَحُجِبَ فَرَآنِي يَوْمًا مَعَ أمَاثِلِ البَصْرَةِ فَأنْشَأَ يَقُولُ (¬1): عَلَيْكَ إذْنٌ فَإنَّا قَدْ تَغَدَّيْنَا ... لَسْنَا نَعُودُ وَإِنْ عُدْنَا تَعَدَّيْنَا يَا أكْلَةً سَلَفَتْ أبْقَتْ حَزَازَتُهَا ... دَاءً بِقَلْبِكَ مَا صُمْنَا وَصَلَّيْنَا قَالَ: فَمَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ أشَدُّ مِنْ ذَلِكَ حَزَنًا. إبراهيم بن حسَّان الخَضرميُّ: [من الطويل] 9857 - عَلَى غَيرِ حَزمٍ فِي الأمُورِ وَلَا تُقًى ... وَلَا نَائِلٍ جَزلٍ تُعَدُّ مَوَاهِبُه المُتَنَبِّي: [من الطويل] 9858 - عَلَى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتِي العَزائِمُ ... وَتَأتِي عَلَى قَدرِ الكِرَامِ المَكَارِمُ محمّد بن مَسعودٍ، مغربيٌّ: [من الطويل] 9859 - عَلَى قَدرِ فَضلِ المَرءِ تَأتِي خُطوبُهُ ... وَيُعرَفُ عِندَ الصَّبرِ فِيمَا يَنُوبُهُ بَعْدَهُ: وَمَنْ قَلَّ فِيْمَا يَتَّقِيهِ اصْطِبَارُهُ ... فقد قَلَّ فِيْمَا يَرْتَجِيْهِ نَصِيْبُهُ وَعَاقِبَةُ الصَّبْرِ الجمِيْلِ مِنَ الفَتَى ... إِلَى فَرَجٍ مِنْ ذِي الجلَالِ يُثِيْبُهُ إِذَا المَرْءُ لَمْ يَسْحَبْ إِلَى الهَوْلِ ذَيْلَهُ ... وَلَمْ تَعْتَرِكْ بِالحَادِثَاتِ جُنُوْبُهُ فقد خَسَّ فِي الدُّنْيَا مِنَ المَالِ حَظُّهُ ... وَقَلَّ مِنَ الأُخْرَى لَعَمْرِي نصِيْبُهُ هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن مَسْعُودٍ الغَسَّانِيُّ البَجَانِيُّ. أصْلُهُ مِنْ بَجَّانَةَ فَنَسَبَ ¬
إلَيْهَا، وَسَكَنَ قُرْطَبَةَ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بن نَصْرٍ الحَمِيْدِيُّ فِي كِتَابهِ الَّذِي سَمَّاهُ جِذْوَةُ المُقْتَبَسِ فِي تَارِيْخِ الأنْدَلُسِ. مُوَرِّجٌ السَّدُوسيُّ: [من الطويل] 9860 - عَلَيكَ أَبَا بشِرٍ سَلامٌ وَرَحمَةٌ .. فَقَد بِنتَ عَنَّا كُلُّنا لَكَ حَامِدُ بَعْدَهُ: فَلَا يُبْعِدَنْكَ اللَّهُ مَيْتًا فَإنَّمَا ... حَيَاةُ الفَتَى سَيْر إِلَى المَوْتِ قَاصِدُ أَبُو نصر بن نُباتَة: [من المتقارب] 9861 - عَلَيكَ إِذَا صَاعَبَتكَ الرِّجَالُ ... بِضَربِ الرُؤوسِ وَطَعنِ الثُغَر خَالد بن صَفوانَ: [من الطويل] 9862 - عَلَيكَ إِذَا مَا كنتَ لَابدَّ نَاكِحًا ... ذَواتِ الَثنايَا الغُرِّ وَالأَعيُنِ النُجلِ بَعْدَهُ: وَكُلِّ هَضيْمِ الكَشْحِ خَفَّاقَةِ الحَشَى ... قَطُوفِ الخُطَى بَلْهَاءَ وَافِرَة العَقْلِ [من الوافر] 9863 - عَلَيكَ الخَالَ إِنَّ الخَالَ يَسرِي ... إِلَى ابنِ الأُختِ بِالشَّبهِ المُبينِ [من المتقارب] 9864 - عَلَيكَ السُكُوتَ فَإِن لَم تَجِد ... مِنَ القَولِ بُدًّا فَقُل أَحسَنَه بَعْدَهُ: ¬
فَرُبَّتَمَا فَارَقْتْ بِالَّذِي ... تَقُولُ أمَاكِنَهَا الأَلْسِنَه ابْنُ زَيدُونَ: [من المتقارب] 9865 - عَلَيكَ السَلَامُ سَلَام الوَدَاعِ ... سَلَامُ فَتًى مَاتَ قَبلَ الأَجَل يُرْوَى أَنَّ أبَا بَلْعَمٍ الأسَدِيَّ أَتَى النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ بَيْنَ يَدِيْهِ وَقَالَ: يَقُولُ أَبُو بَلْعَمٍ صادِقًا ... عَلَيْكَ السَّلَامُ أبَا القَاسِمِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: السَّلَامُ تَحِيَّةُ المَوْتَى. وَدَخَلَ الحَسَنُ بن الكِنَانِيِّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بنِ جَعْفَرٍ فَأنْشَأَ يَقُولُ (¬1): عَلَيْكَ السَّلَامُ أبَا جَعْفرٍ ... وَسَيِدَ فَهْرٍ لَدَى المَحْضَرِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: أخْطَأتَ إِذْ حَيَّيْتَنِي بِتَحِيَّةِ المَوْتَى وَقَدْ أمْكَنَكَ أنْ تَقُولَ: عَلَيْكَ السَّلَامُ أبَا جَعْفَرٍ. وَهَذَا نَقْدٌ لِلشِّعِرِ فِي مَوْضِعِهِ. أَبُو العَينَاءِ ويُروى لدِعبلٍ: [من المتقارب] 9866 - عَلَيكَ السَلَامُ فَكَم مِن وَفَاءٍ ... نُفَارِقُ مِنكَ وَكَم مِن كَرَم [من الطويل] 9867 - عَلَيكَ بِإِخوَانِ الثِقاتِ فَإِنَّهُم ... قَلِيل فَصِلْهمْ دُونَ مَن كُنتَ تَصحَبُ بَعْدَهُ: فَمَا الخِدْنُ إِلَّا مَنْ صَفَا لَكَ وُدُّهُ ... وَمَنْ هُوَ ذُو نُصْحٍ وَأَنْتَ مُغَيَّبُ ألَا أَنَّ خَيْرَ الوُدِّودٌّ تَطَوَّعَتْ ... بِهِ النَّفْسُ لَا وُدٌّ أَتَى وَهُوَ مُتْعبُ ¬
[من الطويل] 9868 - عَلَيكَ بِإِخوانِ الصَفاءِ فَإِنَّهُم ... عِمَادٌ إِذَا استنجَدتَهُم وَظهُورُ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ كَثيْرًا ألْفُ خِلٍّ وَصَاحِبٍ ... وَإنَّ عَدُوًّا وَاحِدًا لَكَثِيْرُ وَيُرْوَى: وَلَيْسَ كُثيْرًا لامْرِيءٍ ألْفُ صَاحِبٍ. وَمَا بِكَثِيْرٍ ألْفُ خِلٍّ وَصَاحِبٍ. أَبُو بكر بن العبّاس الخوارزمِي: [من الطويل] 9869 - عَلَيكَ بِإِظهَارِ التَجَلُّدِ لِلعِدَا ... وَلَا تُظهِرَنَ مِنكَ الدُّبولَ فَتُحقَرا بَعْدَهُ: أمَا تُبْصرُ الرَّيْحَانَ يُشْتَمُّ نَاضِرًا ... وَيُلْقِى عَلَى المِيْضَا إِذَا مَا تَغَيَّرَا محمد بن عبد اللَّه بن طاهرٍ: [من الطويل] 9870 - عَلَيكَ بِإِغبابِ الزِيّارَةِ إنَّها ... تَكُونُ إِذَا دَامَت إِلَى الهَجرِ مَسلَكَا أَبُو الفَتح البُستيُّ: [من البسيط] 9871 - عَلَيكَ بِالجِدِّ إِنّي لَم أَجِد أَحَدًا ... حَوَى نَصِيبَ العُلا مِن غَيرِ مَا نَصَبِ ابْنُ شَمس الخِلافَة: [من الرجز] 9872 - عَلَيكَ بِالجُودِ فَكُلُّ جَامِعٍ ... لِمُتلِفٍ وَمُصلِحٍ لِمُفسِدِ أبو سَعيد بن دُوست: [من البسيط] ¬
9873 - عَلَيكَ بِالحِفظِ دُونَ الجَمعِ فِي الكُتبِ ... فَإِنَّ لِلكُتبِ آفَاتٌ تُفَرِقُهَا بَعْدَهُ: النَّارُ تُحْرِقُها وَالمَاءُ يُغْرِقُهَا ... وَالفَارُ يَخْرِقُهَا وَاللِّصُّ يَسْرِقُهَا هُوَ أَبُو سَعِيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَزِيْزٍ الحَنَفِيُّ النِّيْسَابُوْرِيُّ مَوْلدَهُ سَنَةَ 347 وَوَفَاتُهُ سَنَةَ 431. أَبُو القَاسِمِ الحَريري: [من السريع] 9874 - عَلَيكَ بِالصِدقِ وَلَو أَنَّهُ ... أَحرَقكَ الصِدقُ بِنَارِ الوَعِيد بَعْدَهُ: وَابْغِ رِضَا اللَّهُ فَأغْبَى الوَرَى ... مَنْ أسْخَطَ المَوْلَى وَأرْضَى العَبِيْدُ سَالم بن وابصَة الأسَديُّ: [من البسيط] 9875 - عَلَيكَ بِالقَصدِ فِيمَا أَنتَ فَاعِلُهُ ... إِنَّ التَخلُّقَ يَأتِي دُونَهُ الخُلقُ قَبْلَهُ: يَا أيُّهَا المُتَحَلِّي غَيْرَ شِيْمَتِهِ ... وَمَنْ خَلِيْقَتُهُ الإفْرَاطُ وَالمَلَقُ عَلَيْكَ بِالقَصْدِ فِيْمَا أنْتَ فَاعِلُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا يُؤَاتِيكَ فِيْمَا نَابَ مِنْ حَدَثٍ ... إِلَّا أَخُو ثِقَةٍ فَانْظُرْ بِمَنْ تَثِقُ يَا جُمْلُ أنْ يَبْلَ سِرْبَالُ الشَّبَابِ فَمَا ... يَبْقَى جَدِيْدٌ عَلَى الدُّنْيَا وَلَا خَلَقُ وَإِنَّمَا النَّاسُ وَالدُّنْيَا عَلَى سَفَرٍ ... فَنَاظِرٌ أجَلًا مِنْهُم وَمُنْطَلِقُ وَمَوْقِفٍ مِثْلَ حَدِّ السَّيْفِ قُمْتُ بِهِ ... أَحْمِي الذّمَارَ وَتَرْمِيْنِي بِهِ الحَدَقُ فَمَا زَلِقْتُ وَلَا أبْدَيْتُ فَاحِشَةً ... إِذَا الرِّجَالُ عَلَى أمْثَالِهَا زَلِقُوا ¬
اليَزيديُّ: [من الطويل] 9876 - عَلَيكَ بِأَوسَاطِ الأُمُورِ فَإِنَّها ... نَجاةٌ وَلَا تَركَب ذَلُولًا وَلَا صَعبَا وَمِنْ بَابِ (عَلَيْكَ بِأوْسَاطِ الأُمُورِ) قَوْلُ آخَرَ: عَلَيْكَ بِأوْسَاطِ الأُمُورِ فَرُبَّمَا ... تَوَسَّطْتُ أمْرًا ضُمَّ لِي طَرَفَاهُ قَالَ مَخْلَدُ بنُ الحُسَيْنِ رَحَمَهُ اللَّهُ: مَا نَدَبَ اللَّهُ العِبَادَ إِلَى شَيْءٍ إِلَّا اعْتَرَضَ فِيْهِ إبْلِيْسُ بَأمْرَيْنِ لَا يُبَالِي بِأيّهُمَا ظَفَرَ إمَّا غُلُوًّا فِيْهِ أوْ تَقْصيْرًا عَنْهُ. وَقَالَ البُلَغَاءُ: عَلَيْكَ بِالتَّوَسُّطِ فِي التَّقَبُّضِ وَالتَّبَسُّطِ. وَقَالَ آخَرُ: لَا تَكُنْ رَطِبًا فتحْصَر وَلَا يَابِسًا فتكْسَرْ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيْكَ القَصْدَيْنِ الطَّرْفَيْنِ لَا مَنْعٌ وَلَا إسْرَافٌ وَلَا بُخْلٌ وَلَا إتْلَافٌ فَالطَّرَفَانِ مَذْمُوْمَانِ وَالوَسَطُ أسْلَمُ. 9877 - عَلَيكَ بِحُسنِ الخُلقِ فِي النَّاسِ كُلِّهُم ... بِهِ يَكسِبُ المَرءُ الجَمالَ عَلَى الدَّهرِ بَعْدَهُ: إِذَا لَمْ تَسع خَلْقًا بِمَالٍ تُفِيْدُهُ ... وَلَمْ تَكُ ذَا فَضلٍ عَلَيْهِ وَلَا وَفْرِ فسَعْهُ بِخلقٍ ظَاهِرٍ وَدَثَامَةٍ ... تُصِبْ فِي الوَرَى طُرًّا بِهِ غَايَةَ الشُّكْرِ [من الطويل] 9878 - عَلَيكَ بِحُسنِ الصَّبرِ فِي كُلِّ حَالةٍ ... فَصَبرُ الفَتَى فِي الحَادِثَاتِ صَوَابُ [من الطويل] 9879 - عَلَيكَ بِحُسنِ الصَّبرِ فِي كُلِّ مَا يَطرَا ... وَقِف مَوقِفَ المَظلُومِ وَانتَظِر النَصرَا بَعْدَهُ: ¬
فَإنْ لَمْ تَنَلْ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ المُنَى ... فَنَمْهَا قَلِيْلًا وَانْتَظِرْ لَيْلَةً أُخْرَى أَبُو الحَسن الماسرجيُّ: [من السريع] 9880 - عَلَيكَ بَذلَ المَالِ فِي حَقِّهِ ... فَإِنَّ صَونَ المَالِ فِي بَذلِهِ قَبْلَهُ: نَصِيْحَةٌ خَوَّلنِيْهَا امْرُؤٌ ... تُرْوَى عِظَاتُ الدَّهْرِ مِنْ عَقْلِهِ عَلَيْكَ بَذَلَ المَالِ فِي حَقِّهِ. البَيْتُ هَذَا نَظْمُ قَوْلِ أَبِي الحَسَنِ المَحمَّى الأكْبَرِ: صِيَانَةُ المَالِ فِي بَذْلِهِ. أَبُو زُبيدٍ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 9881 - عَلَيكَ بِرأسِ الأَمرِ قَبلَ انتِشَارِهِ ... وَشَرُّ الأُمُورِ الأَعسَرُ المُتَدَبَّرُ يُقَالُ أَنَّ أبَا زُبَيْدٍ الطَائِيَّ كَانَ شَاعِرًا عَالِمًا بِسِيَرِ المُلُوكِ مِنَ العَرَبِ وَالعَجَمِ، رَاوِيًا لأَشْعَارِهِمْ حَافِظًا لأَيَّامِهِمْ وَكَانَ عَلَى دِيْنِ المَسِيْحِ نصرَانِيًا. وَقَالَ القُطَّامِيُّ فِي مَعْنَاهُ (¬1): وَخَيْرُ الأمْرِ مَا اسْتَقْبَلْتَ فِيْهِ ... وَلَيْسَ بِإنْ يَتَبِّعَهُ اتِّبَاعَا 9882 - عَلَيكَ بِعُلوِيِّ السَجَايَا فَإِنَّهَا ... تُعيِدُ الدَّنِيَّ الأَصلِ صَدرًا مُبَاهِيَا بَعْدَهُ: ألَمْ تَرَنِي بَعْضَ الحِجَارَةِ لَمْ يَزَلْ ... بي الصِّدْقُ حَتَّى صِرْتُ فِي النَّاسِ قَاضِيَا قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: رَأيْتُ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ مَكْتُوبِيْنِ عَلَى فِنْجَامٍ مِن زُجَاجٍ صافٍ. [من الطويل] 9883 - عَلَيكَ بِغَيرِي فَاجتَنبنِي فَإِنَّنِي ... بَصِيرٌ بِعَوراءِ الكَمِيِّ المُطَالِبِ ¬
عليّ بن مرضيٍّ التنوخيُّ: [من الطويل] 9884 - عَلَيكَ بِفعلِ الخَيرِ فَاقبَل وَصِيَّتِي ... فَإِنِّي بِمَا قَد قُلتُ جِدُّ خَبِير بَعْدَهُ: فَإِنَّكَ فِي الدُّنْيَا عَلَى ذَاكَ قَادِرٌ ... وَإنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ غَيْرُ قَدِيْرِ إِذَا عَمِيَتْ عَيْنُ البَصِيْرَةِ ضا ... عَتْ الوَصاةُ وَمَا الأعْمَى كَمِثْلِ بَصِيْرِ وَكَمْ ذِي غِنًى بِالظُّلْمِ مُكْتَسِبِ الغِنَى ... فَلَمَّا حَوَاهُ مَاتَ مَوْتَ فَقِيْرِ فَيَا مَنْ لِذِي الدُّنْيَا تَوَطَّنَ إِنَّمَا ... تَوَطَّنْتَ مِنْ دُنْيَاكَ دَارَ غُرُوْرِ ابْنُ شَمسِ الخِلَافَة: [من الطويل] 9885 - عَلَيكَ بِمَا يُدنِي مِنَ الحَمدِ فِعلُهُ ... وَدَع كُلَّ مَا يُدنِي مَن اللَّومِ وَاجتَنِب عَليُّ بن هشامٍ: [من الطويل] 9886 - عَلَيكَ بِمَا يَعنِيكَ مِن كُلِّ مَا تَرى ... وَبِالصَّمتِ إِلَّا عَن جَمِيلٍ تَقُولُهُ [من الطويل] 9887 - عَلَيكَ بِنَفي الجَهلِ عَنكَ فَإِنَّهُ ... يَزِيدُكَ إعظَامًا بِكُلِّ مَكَانِ يَزيد بن محمّد المهَلبِيُّ: [من الطويل] 9888 - عَلَيكَ ذَوِي الأَقدَارِ فَاكسِب ثَناءَهُم ... فَعُرفكَ فِي غَيرِ المحُقِينَ ضَائِعُ بَعْدَهُ: وَمَا مَالُ مَنْ أعْطَى الكِرَامَ بَضَائِعٍ ... وَلَكِنَّهُ عِنْدَ الكِرَامِ بِضائِعُ [من الطويل] 9889 - عَلَيكَ سَلَامُ اللَّهِ أَمَّا قُلُوبُنَا ... فَمرضَى وَأَمَّا وُدُّنَا فَصَحيِحُ ¬
قَبْلَهُ: وَأنِّي لأسْتَشْفِي بِكُلِّ سَحَابَةٍ ... تَهُبُّ بِهَا مِنْ نَحْوِ أرْضِكَ رِيْحُ عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ أَمَّا قُلُوبُنَا. البَيْتُ ابْنُ الرُّوميّ: [من الطويل] 9890 - عَليكَ سَلَامُ اللَّهِ أَنتَ وَدِيعَتِي ... إِليهِ وَمَا يُستَودعُ اللَّهُ يودعُ أبْيَاتُ ابْنُ الرُّومِيِّ أوَّلُهَا: شَفِيْعُكَ مِنْ قَلْبِي مَكِيْنٌ مُشَفَّعُ ... وَحَظُّكَ مِنْ وُدِّي حَرِيْم مُمَنَّعُ فَلَا تَسْألِيْني فِي هَوَاكِ زَيَادَةً ... فَأيْسَرُهُ مُرْضٍ وَأدْنَاهُ مُقْنِعُ كَتَبْتُ وَمَا لِي فِي نَهَارِي مُؤْنِسٌ ... وَلَا سَكَنٌ فِي اللَّيْلِ وَالنَّاسُ هُجَّعُ أبِيْتُ رَقِيْبَ الصُّبْحِ حَتَّى كَأنَّنِي ... أُرَجِّي مَكَانَ الصُّبْحِ وَجْهُكَ يَطْلَعُ أصَعِّدُ أنْفَاسِي وَأحْذِرُ عِبْرَتِي ... بِحَيْثُ يَرَى ذَاكَ الإلَهُ وَيَسْمَعُ عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ أنْتَ وَدِيْعَتِي. البَيْتُ الرَّضِي الموسَوِي: [من الطويل] 9891 - عَلَيكَ سَلَامُ اللَّهِ إِنِّي لَنازِعٌ ... إِلَيكَ وَإِن لَم أُعطَ مِنكَ الأَمَانِيَا عَبدَة بنُ الطَّبيبِ: [من الطويل] 9892 - عَلَيكَ سَلَامُ اللَّهِ قَيسَ بنَ عَاصِمٍ ... وَرَحمتُهُ مَا شَاءَ أَن يتَرحَّمَا بَعْدَهُ: تَحِيَّةَ مَنْ أوْلَيْتَهُ مِنْكَ نِعْمَةً ... إِذَا زَارَ عَنْ شَحْطٍ بِلَادَكَ سَلَّمَّا وَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكُ وَاحِدٍ ... وَلَكِنَّهُ بنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا ¬
يَقُولُ ذَلِكَ فِي قَيْسِ بن عَاصِم المَنْقَرِيُّ: [من الطويل] 9893 - عَلَيكَ سَلَامُ اللَّهِ وَقفًا فَإِنَّنِي ... رَأَيتُ الكَرِيم الحُرَّ لَيسَ لَهُ عُمرُ يَقُولُ قَبْلَهُ: كَأَنَّ بني نَبْهَانَ يَوْمَ وَفَاتِهِ ... نُجُوْمُ سَمَاءٍ خَرَّ مِنْ بَيْنِهَا البَدْرُ مَضَى طَاهِرَ الأثْوَابِ لَمْ تَبْقَ بِقْعَةٌ ... غَدَاةَ ثَوَى إِلَّا اشْتَهَتْ أَنَّهَا قَبْرُ عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ وَقْفًا. البَيْتُ [من الطويل] 9894 - عَلَيكَ سَلَامِي مَا تَغنَّت حَمَامَةٌ ... فَهاجَت غَرامَ المُستَهَامِ المُتيَّمِ [من الطويل] 9895 - عَلَيكَ سَلَامِي مَا حَيبِتُ وَإِن أَمُت ... يُحَيِّيْكَ عَظمِي فِي التُرابِ رَميمَا [من الطويل] 9896 - عَلَى كلِّ حَالٍ أُمُّ عَمْرٍو جَمِيلةٌ ... وَإِن لَبسَت خُلقَانَهَا وَجَدِيدَهَا [من الطويل] 9897 - عَلَى كلِّ حَالٍ فَاجعَل الحَزمَ عُدَةً ... لِما أَنتَ بَاغِيه وَعَونًا عَلَى الدَّهرِ بَعْدَهُ: فَإنْ نِلْتَ أمْرًا نِلْتَهُ عَنْ عَزِيْمَةٍ ... وَإِنْ قَصَّرْتْ عَنْهُ الحقُوْقُ فَعَنْ عُذْرِ ¬
أعرابيَّةٌ: [من الطويل] 9898 - عَلَى كُلِّ حَالٍ يَأكُلُ المَرءُ زَادَهُ ... عَلَى البُؤسِ وَالضّرَاءِ وَالحَدثَانِ قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أصِيْبَتْ أعْرَابِيَّةٌ بابْنَيْنِ لَهَا فَاشَتدَّ جَزَعُهَا عَلَيْهُمَا ثُمَّ رَأيْتُهَا تَأكُلُ بَيْنَ قَبْرَيْهِمَا فَقُلْتُ: أبَعْدَ ذَلِكَ الجزَع تأكُلِيْنَ بَيْنَ قَبْرَي حَبِيْبَيْكِ؟ فقالت: عَلَى كُلِّ حَالٍ يَأكُلُ المَرْءُ زَادَهُ. البَيْتُ وَقَالَ ابن الأعْرَابِيُّ: مَرَّ رَجُلٌ بِالكُوفَةِ بِالمَنَاخِ بَأعْرَابِيَّةٍ وَهِيَ تُمَرِّضُ أخَاهَا فِي حُطْمَةٍ أصَابَتْهُمْ ثُمَّ رَاحَ بِالعَشِيِّ فَسَألَ عَنْهُ فقالت: دَفَنَّاهُ وَإِذَا هِيَ تَأكُلُ سُوَيْقَةٍ مَعَهَا قَدْ شَرَّتْهَا بِالمَاءِ فَقَالَ لَهَا الرَّجُلُ: مَا أسْرَعَ مَا أكَلْتِ بَعْدَهُ. فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهَا بِالدُّمُوعِ وَقَالَتْ: عَلَى كُلِّ حَالٍ يَأكُلُ المَرْءُ زَادَهُ. البَيْتُ الصَّابئ: [من الطويل] 9899 - عَلَى كُلِّ مَحبُوسٍ رَهينٍ وَحَابسٍ ... مِنَ الفَلَكِ الدوَّارِ سُورٌ وَخَندقٌ الرَّاضِي المُعتَمد صَاحب المغرب: [من البسيط] 9900 - عَلَيكَ لِلنَّاسِ أَن تَسعَى لِنَصرِهِم ... وَمَا عَلَيكَ لَهُم إِسعَادُ أَقدَارِ عَليُّ بن جَبَلَةَ: [من الطويل] 9901 - عَلَى كُلِّ نَشزٍ وَطأةٌ مِن نَكَالِهِ ... وَفِي كُلِّ حَيٍّ مِن مَوَاهِبِهِ سَجْلُ زُهيرٌ المصرِيُّ: [من الطويل] 9902 - عَلَيكُم سَلَامُ اللَّهِ وَالبُعدُ بَينَنَا ... وَبِالرُّغمِ مِنِّي أَن أُسَلِّمَ مِن بُعدِ ¬
عَليُّ بن الجَهمِ: [من الوافر] 9903 - عَلَيكُم لَعنَةُ اللَّهِ ابتداءً ... وَعَودًا فِي الصَّبَاحِ وَفِي المَساءِ [من الطويل] 9904 - عَلَيكَ مِنَ الأَحِبَّهِ كُلَّ يَومٍ ... سَلَامُ اللَّهِ مَا ذُكِرَ السَلَامُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 9905 - عَلَيكَ هَزمُهُم فِي كُلِّ مَعرَكةٍ ... وَمَا عَلَيكَ بِهِم عَارٌ إِذَا انهَزَمُوا أَبُو العَتاهِيَة مِن مزدَوَجاتِهِ: [من الرجز] 9906 - عَلَيكَ يَا هَذَا بِحُسنِ الزَّادِ ... لَا بُدَّ وَاللَّهِ مِنَ المَعَادِ عُبَيد اللَّهِ: [من الهزج] 9907 - عَليلٌ مِن مَكَانَينِ ... مِنَ الأَسقَامِ وَالدَّينِ اعْتَلَّ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ يَحْيَى بن خَاقَانَ وَزِيْرُ المُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّه فَأمَرَ المُتَوَكِّلُ الفَتْحَ أنْ يَعُوْدَهُ فَأتَاهُ فَقَالَ: أَنَّ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يَسْألُ عَلَيْكَ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1): عَلَيْلٌ مِنْ مَكَانَيْنِ مِـ ... ــــنَ الأسْقَامِ وَالدِّيْنِ وَفِي هَذَيْنِ لِي شغْلٌ ... وَحَسْبِي شُغْلُ هَذَيْنِ قَالَ: فَأخْبَرَ المُتَوَكِّلَ بِمَا قَالَ فَأمَرَ لَهُ بِألْفِ دِرْهَمٍ. جَرجيسُ يَهجو طَبيبًا: [من السريع] ¬
9908 - عَلِيلُهُ المِسكِينُ مِن شُؤمِهِ ... فِي بَحرِ هُلكٍ مَالَهُ سَاحِلُ زُهيرُ المصرِيُّ: [من البسيط] 9909 - عَليلُ هَجرِكَ فِي حُمَّى صَبَابَتِهِ ... لَهُ مِنَ الدَّمعِ طُولَ اللَّيلِ بُحرَانُ [من الطويل] 9910 - عَلِيمٌ بِأَعقَابِ الأُمورِ كَأَنَّمَا ... تُخَاطِبُهُ مِن كلِّ أَمرٍ عَوَاقِبُه ابن المعتز في القَاسِمِ بن عُبيدِ اللَّهِ: [من الطويل] 9911 - عَلِيمٌ بِأَعقَابِ الأُمورِ كَأَنَّهُ ... بِمُختَلَسَاتِ الظَنِّ يَسمَعُ أَو يَرَى بَعْدَهُ: إِذَا أَخَذَ القِرْطَاسَ خِلْتَ يَمِيْنَهُ ... تُفتِّحُ نَوْرًا أوْ تُنَظِّمُ جَوْهَرَا لَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 9912 - عَلِيمٌ بكَرَّاتِ الزَّمَانِ كَأَنَّهُ ... يَرَى بِضَميرٍ مَا أَعَادَ وَمَا أَبدَى [من الطويل] 9913 - عَلِيمٌ بِمَعنَى حَاجَتِي فَطِبَاعُهُ ... تُخَاطِبُهُ عَنِّي وَلَا أَتَكَلَّمُ محمَّدُ بن شِبلٍ: [من الطويل] 9914 - عَلَى مِثلِ أَطرافِ الرِّمَاحِ تَقَلَّبَت ... بِنَا هِمَمٌ أَعبَاؤُهَا تَبهَظُ الدَّهرَا عُروَةُ بن الوَرد: [من الطويل] 9915 - عَلَى مِثلِ لَيلَى يقتلُ المَرءُ نَفسَهُ ... وَإِن كنتُ مِن لَيلَى عَلَى اليَأسِ ثَاوِيَا ¬
قَبْلَهُ: ألَا لَا أرِيْدُ السَّيْرَ إِلَّا مُصَاعِدًا ... وَلَا البَرْقَ إِلَّا أنْ يَكُونَ يَمَانِيَا عَلَى مِثْلِ لَيْلَى يَقْتُلُ المَرْءَ نَفْسَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكُنْتُ أُرَانِي ذَا احْتِيَالٍ وَمِرَّةٍ ... فَأعْيَا بِلَيْلَى مِرَّتِي وَاحْتِيَالِيَا [من الطويل] 9916 - عَلَى مِثلِهَا مِثلِي يِكونُ مُنَادِمي ... فَإن لَم أَجِد مِثلي خَلَوتُ بِهَا وَحدِي يَقُولُ ذَلِكَ فِي الخَمْرَةِ. زهَيرُ بن أبي سُلمَى: [من الطويل] 9917 - عَلَى مُكثِريهِم حَقُّ مَن يَعتَرِيهِم ... وَعِندَ المُقِلِّيْنَ السَّمَاحَةُ وَالبَذلُ هَذَا البَيْتُ أشْرَدُ بَيْتٍ قِيْلَ فِي مَدْح قَبيْلَةٍ أتْقَنَ وَاجدُوْهَا وَالمُقلُّوْنَ عَلَى الجُوْد وَالكَرَمِ. وَمِنْ بَابِ (عَلَيْهِ) قَوْلُ ابْنُ هْرمَةً (¬1): عَلَيْهِ غَدَاةَ الرَّوع زَعْفٌ حَصِيْنَةٌ ... دِلَاصٌ كَنَهي الصَّفْصَفِ المُتَرَقْرِقِ وَقَالَ كَعْبُ بنُ مَالِكٍ (¬2): فِي كُلِّ سَابِغَةٍ يَحُطُّ فَصُولَهَا ... كَالنَّهْيِ هَبَّتْ رِيْحُهُ المُتَرَقْرِقِ بَيْضاءَ مُحْكَمَةٍ كَأَنَّ قَتِيْرَهَا ... حَدْقُ الجنَادِبِ ذَاتِ سَرْدٍ مُوْثَقِ أَبُو فراسٍ: [من الوافر] 9918 - عَلَينَا أَن نُعَاوِدَ كُلَّ يَومٍ ... رَخِيص عِندَهُ المُهَجُ الغَوَالِي ¬
بَعْدَهُ: فَإنْ عِشْنَا ذَخَرْنَاهَا لأُخْرَى ... وَإِنْ مُتْنَا فَمَوْتَاتُ الرِّجَالِ [من الطويل] 9919 - عَلَينَا بِأَن نُهدِي إِلَى مَن نُحِبُّهُ ... وَإن لَم يَكُن فِي وُسعِنَا مَا يُشَاكِلُهْ بَعْدَهُ: ألَمْ تَرَنَا نُهْدِي إِلَى اللَّهِ مَالَهُ ... وَإِنْ كَانَ عَنْهُ ذُو غِنًى فَهُوَ قَابِلُهُ هَذَا البَيْتُ الأَخِيْرُ لأحْمَد بن يُوْسُف الكَاتِب وَهُوَ تَضْمِيْنٌ وَقَدْ كُتِبَ بِبَابِ: عَلَى العَبْدِ حَقٌّ فَهْوَ لَا بُدَّ فَاعِلُهُ. البَيْتَانِ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 9920 - عَلَينَا لَكَ الإِسعَادُ إِن كَانَ نَافِعًا ... بشِقِّ قُلُوبٍ لَا بشَقِّ جُيُوبِ كَنزَةُ: [من الطويل] 9921 - عَلَى وَجهِ مَيٍّ مُسحَةٌ مِن مَلَاحةٍ ... وَتَحتَ الثِيابِ الخزِيُ لَو كَانَ بَادِيَا قَبْلَهُ: ألَا حَبَّذَا أهْلُ المَلَا غَيْرَ أَنَّهُ ... إِذَا ذُكِرَتْ مَيٌّ فَلَا حَبَّذَا هِيَا عَلَى وَجْهِ مَيٍّ مُسْحَةٌ مِنْ مَلَاحَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَلمْ تَر أَنَّ المَاءَ يُخْلِفُ طَعْمهُ ... وَإِنْ كَانَ لَوْنُ المَاءِ أبْيَضَ صَافِيَا إِذَا مَا أتَاهُ وَارِدٌ مِنْ ضرُوْرَةٍ ... تَوَلَّى بِأضْعَافِ الَّذِي جَاءَ ظَامِيَا كَذَلِكَ مَيٌّ فِي الثِّيَابِ إِذَا بَدَتْ ... وَأثْوَابهَا يُخْفِيْنَ مِنْهَا المَخَازِيَا فَلَو أَنَّ غَيْلَانَ الشَّقِيَّ بَدَتْ لَهُ ... مُجَرَّدَةً يَوْمًا لَمَا قَالَ آلِيَا ¬
كَقَوْلِ مَضى مِنْهُ وَلَكِنْ لَرَدَّهُ ... إِلَى غَيْر مَيٍّ أوْ لأصْبَحَ سَالِيَا هِيَ كَنْزَةُ بِنْتُ أمّ سَلْمَةَ بن بَدْرٍ المَنْقَرِيِّ. ابْنُ شَمسِ الخلافَةِ: [من الطويل] 9922 - عَلَى وَجهِهِ نُورُ السَعَادَةِ ظَاهِرٌ ... وَفِيهِ قَبُولٌ لَيسَ يَخفَى وَإقبَالُ حَارِثَةُ بن أَوس الكَلبيُّ: [من الطويل] 9923 - عَلَيهِم سَرابِيلٌ كَأَنَّ قَتِيرَهَا ... عُيونُ أَفاعٍ تَنطَوِي وَتَسِيب خَلَف بن خَليفَةَ: [من الطويل] 9924 - عَلَيهِم وَقَارُ الحِلمِ حَتَّى كَأَنَّمَا ... وَلِيدُهُم مِن أَجلِ هَيبَتِهِ كَهلُ أَحمَد بن إبراهيم اليَماميُّ: [من المتقارب] 9925 - عَلَيَّ التَقَلُّبُ وَالاضطِرابُ ... جُهدِي وَلَيسَ عَلَيَّ النَجَاحُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخَرَ (¬1): [من مجزوء الكامل] وَعَلَيَّ أنْ أسْعَى وَلَيـ ... ــــسَ عَلَيَّ إدْرَاكُ النَّجَاحِ أبْيَاتُ أَبِي رِيَاشٍ أحْمَد بن أَبِي هَاشِمٍ إبْرَاهِيْمُ القَيْسِيّ اليَمَامِيِّ وَفَاتُه سَنَةَ 349، قَالَ: مَدَحْتُ الوَزِيْرِ المُهَلَّبِيَّ فَتَأخَّرَتْ عَنِّي صِلَتُهُ وَطَالَ تَرَدُّدِي إلَيْهِ فَقُلْتُ (¬2): وَقَائِلِةٍ قَدْ مَدَحْتَ الوَزِيْرَ ... وَهُوَ المؤَمَّلُ المُسْتَمَاحُ فَمَاذَا أَفَادَكَ ذَاكَ المَدِيْحُ ... وَهَذَا الغُدُوُّ وَهَذَا الرُّوَاحُ فَقُلْتُ لَهَا لَيْسَ يَدْرِي امْرُؤٌ ... بِأيِّ الأُمُورِ يَكُونُ الصَّلَاحُ عَلَى التَّقَلُّبِ وَالاضطِرَابِ. البَيْتُ ¬
أَبُو طَاهرٍ الخَيزرانيُّ: [من الطويل] 9926 - عَلَيَّ ثِيَابٌ فَوقَ قِيمَتِهَا الفَلسُ ... وَفِيهنَّ نَفسٌ دُونَ قِيمَتِهَا الإِنسُ بَعْدَهُ: فَثَوْبُكَ مِثْلُ الشَمْسِ مِنْ دُوْنهَا الدُّجَى ... وَثَوْبِي مِثْلُ الغَيْمِ مِنْ تَحْتِهِ الشَّمْسُ الإمام الشافِعي رَحمهُ اللَّه: [من الطويل] 9927 - عَلَيَّ ثِيابٌ لَو تُقَاسُ جَميعُهَا ... بِفَلسٍ لَكَانَ الفَلسُ مِنهُنَّ أَكثَرا يُقَالُ إِنَّ الإمَامَ الشَّافِعِيَّ رَحمَهُ اللَّهُ لَمَا قَصَدَ مِصرَ قُطِعَ عَلَيْهِ الطَّرِيْقُ وَأُخِذَتْ ثِيَابُهُ وَكُلُّ مَا كَانَ مَعَهُ مِنَ الرّحْلِ، فَدَخَلَ بَعْضَ المَسَاجِدِ وَعَلَيْهِ خُلَيْقَاتٌ فَكَانَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ المَسْجِدَ وَيْخْرِجُونَ فَلَا يَلتفِتُ إلَيْهِ أحَدٌ مِنْهُم فَقَالَ: وَفِيْهنَّ نَفْسٌ لَو يُقَاسُ بِبَعْضِهَا ... نُفُوسُ الوَرَى كَانَتْ أجَلَّ وَأكْبَرَا وَمَا ضَرَّ نصلَ السَّيْفِ إِخْلَاقُ غِمْدِهِ ... إِذَا كَانَ عَضْبًا حَيْثُ وَجَّهَتُهُ بَرَا فَإنْ تَكُنِ الأَيَّامُ أزْرَتْ بِبَزَّتِي ... فَكَمْ مِنْ حُسَامٍ فِي غِلَافٍ تَكَسَّرَا مُسلِم بن الوَليدِ: [من البسيط] 9928 - عَلَيَّ دِرعٌ تَلينُ المُرهَفَاتُ لَهُ ... مِنَ الشَجَاعَةِ لَا مِن نَسجِ دَاوودِ بَعْدَهُ: إِنَّ الَّذِي صَوَّرَ الأشْيَاءَ صَوَّرَني ... نَارًا مِنَ البَأسِ فِي بَحْرٍ مِنَ الجُوْدِ تَوبةُ بن الحُمَيِّرِ: [من الطويل] 9929 - عَلَيَّ دِمَاءُ البُدنِ إِن كَانَ بَعلهَا ... يَرَى لِي ذَنبًا غَيرَ أَنِّي أَزُورُهَا ¬
[من الطويل] 9930 - عَلَيَّ طِلَابُ العِزِّ مِن مُستَقَرِّهِ ... وَلَا ذَنبَ لِي إِن حَارَبتنِي المَطَالِبُ ربيب بن إسحاق النصرانيُّ: [من البسيط] 9931 - عَلَيَّ لِلسِرِّ حَقٌ لَا يُضيِّعُهُ ... أَمِينُ صَدرِي وَإِن أَفشَاهُ مُودِعُهُ بَعْدَهُ: بَلْ أقْذِفُ السِّرَّ فِي غَوْرِ الضَّمِيْرِ فَمَا ... تَدْرِي خَوَاطِرُ قَلْبِي أيْنَ مَوْضِعُهُ [من الطويل] 9932 - عَلَيَّ لَئِن لَاقَيتُ ليلى بِخلوَةٍ ... زِيَارَةُ بَيتِ اللَّهِ رجلَانَ حَافِيَا البُحتُرِيُّ: [من البسيط] 9933 - عَلَيَّ نحتُ القَوَافِي مِن مَقَاطِعِهَا ... وَمَا عَلَيَّ إِذَا لَم تَفهَمِ البَقَرُ قَبْلَهُ: أهُزُّ بِالشِّعْرِ فَهْمًا مِنْ ذَوِي وَسَنٍ ... فِي الشِّعْرِ لَو ضُرِبُوا بِالسَّيْفِ مَا شَعَرُوا عَلَيَّ نَحْتُ القَوَافِي فِي مَقَاطِعِهَا. البَيْتُ الغَزِّي: [من البسيط] 9934 - عَلَىَّ نَصبُ المَعَانِي فِي مَنَاصِبِهَا ... فَإِن كَبَت دُونَها الأَفهامُ لَم أُلَمِ [من البسيط] 9935 - عَلَيَّ وَاللَّهِ فِيمَا لفَّقُوا كذَبُوا ... كَكِذبِ أَولَادِ يَعقُوبٍ عَلَى الذِيبِ ¬
أَبُو العَواذِل زكريا بن هارُون: [من الطويل] 9936 - عَلِيٌّ وَعَبدُ اللَّهِ بَينَهُمَا أَبٌ ... وَشَتَّانَ مَا بَينَ الطَبَائِعِ وَالعَقلِ بَعْدَهُ: ألَمْ تَرَ عَبْدَ اللَّهِ يَلْحَى عَلَى النَّدَى ... عَلِيًّا وَيَلْحَاهُ عَلِيُّ عَلَى البُخْلِ وَقَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ آخَرَ (¬1): [من الوافر] لَئِنْ وَصَلَتْ أُبُوَّتُنَا انْتِسَابًا ... لقد قَطَعَتْ مَرَائِرَنَا العُقُولُ أبُوكَ أَبِي فَأنْتَ أخِي وَلَكِنْ ... تَبَايَنَتِ الطَّبَائِعُ وَالشُّكُولُ مُصعَب بنُ محمَّدٍ: [من الطويل] 9937 - عَلَيَّ لآمَالِي اضطِرَابُ مُؤملٍ ... وَلَكِن عَلَى الأَقدارِ نُجحُ المَطَالِبِ أبْيَاتُ أَبِي العَرَبِ مُصعَبِ بنِ مُحَمَّدٍ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا الخَلِيْفَةَ المُتَوَكِّلَ عَلَى اللَّهِ يَقُولُ مِنْهَا: إلَامَ اتِّبَاعِي للأَمَانِي الكَوَاذِبُ ... وَهَذَا طَرِيْق النُّجْحِ بَادِ المذَاهِبِ؟ أُهُمُّ ولِي عَزْمَانِ عَزْمٌ مُشَرِقٌ ... وَآخَرُ يُغْرِي هِمَّتِي بِالمَغَارِبِ وَلَا بُدَّ لِي أنْ أسْألُ العِيْسَ حَاجَةً ... تَشُقُّ عَلَى أخْفَافِهَا وَالغَوَارِبِ عَلَيَّ الأمَالِي اضْطِرَابٌ مُؤَمَّلٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَيَا نَفْسِ لَا تَسْتَضجِعِي الهَوْنَ إنَّهُ ... وَإِنْ خَدَعَتْ أسْبَابُهُ شَرُّ صَاحِبِ وَيَا وَطَنِي إِنْ بِنْتَ عَنِّي فَإنَّنِي ... سَأُوَطَّنُ أكْوَار العِتَاقِ النَّجَايِبِ إِذَا كَانَ أمَلِي مِنْ تُرَابٍ فَكُلُّهَا ... بِلَادِي وَكُل العَالَمِيْنَ أقَارِبِي ¬
[من الطويل] 9938 - عَلَيَّ لإِخوَانِي رَقِيبٌ مِنَ الصَفَا ... تَبِيدُ اللَّيالِي وَهوَ لَيسَ يَبِيدُ بَعْدَهُ: يَذَكِّرنِيْهِم فِي مَغِيْبٍ وَمَشْهَدٍ ... فَسِيَّانِ مِنْهُمْ غَائِبٌ وَشَهِيْدُ وَإنِّي لأستَجْبِي أَخِي أَنْ أوَدَّهُ ... قَرِيْبًا وَأنْ أجْفُوهُ وَهْوَ بِعِيْدُ قَالَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: الأَقْوَالُ وَالأَفْعَالُ تَرَاجِمُ أحْوَالِ الرِّجَالِ. كَشَاجم: [من المتقارب] 9939 - عَمَدنَ لإِصلَاحِ أَوتَارِهِنَّ ... فَأَصلَحنَهُنَّ وَأَفسَدنَنِي المُتَنَبِّي: [من البسيط] 9940 - عُمرُ العَدُوِّ إِذَا لَاقَاهُ فِي رَهَجٍ ... أَقلُّ مِن عُمرِ مَا يَحوِي إِذَا وَهَبَا الميكَاليُّ: [من البسيط] 9941 - عُمرُ الفَتَى ذكرُهُ لَا طُولُ مُدَّتِهِ ... وَمَوتُهُ خِزيُهُ لَا يَومُهُ الدَّانِي بَعْدَهُ: فَأحْيِي ذِكْرَكَ بِالإِحْسَانِ تَزْرَعهُ ... تُجْمَعْ بِهِ لَكَ فِي الدُّنْيَا حَيَاتَانِ هُوَ الأَمِيْرُ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أحْمَدَ المِيكَالِيُّ. ابْنُ شَمسِ الخِلافَة: [من البسيط] 9942 - عُمرُ الفَتَى شِدَّةٌ مِن بَعدِهَا فَرَجٌ ... وَعُسرَةٌ بَعدَهَا يُسرٌ وَإِمكَانُ ¬
البُحتُرِيُّ: [من الخفيف] 9943 - عُمّرَت لِلسُّرورِ دَهرًا فَصَارَت ... لِلتَّعَزِي رُبُوعُهُم وَالتَأَسِي وَمِنْ بَابِ (عُمر) قَوْلُ آخَرَ (¬1): عُمّرْتُ مَعَ النَّاسِ دَهْرًا طَوِيْلًا ... وَصَاحَبْتُ شَأنَهُمْ وَالكُهُولَا وَجَرَّبْتُ أحْوَالهُمْ فِي الخُطُوْبِ ... فَشَرًّا كَثِيْرًا وَخَيْرًا قَلِيْلَا وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الفَقِيْهِ مُحَمَّد بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ شَاذَانَ الحِيْرِيِّ، مِنْ حَيْرَةِ نِيْسَابُورَ وفَاتهُ سَنَةَ 441 (¬2). عُمْرُكَ اليَوْمَ بَضاعَةُ ... جَمْعكَ المَال إضَاعَه لَا يَضِعْ عُمْرُكَ فِيْهِ ... إِنَّمَا عُمُرُكَ سَاعَه وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ مَحْمُوْدٍ الوَرَّاقِ (¬3): عُمُرَكَ قَدْ أفْنَيْتَهُ تَحْتَمِي ... خَوْفًا مِنَ البَارِدِ وَالحَارِّ وَكَانَ أَوْلَى بِكَ أنْ تَحْتَمِي ... مِنَ المَعَاصِي حَذرَ النَّارِ [من الخفيف] 9944 - عَمَرُوا مَوضِعَ التَّصَنُّعِ مِنهُم ... فَمَكَانُ الصَّلَاحِ مِنهُم خَرَابُ [من مجزوء الكامل] 9945 - عَمرِي لَقَد جَرَّبتُكُم ... فَوَجَدتُكُمُ نَار المَجُوسِ قوله: نَارَ المَجُوْسِ. ¬
هَذَا البَيْتُ هُوَ المَثَلُ السَّائِرُ: يُضْرَبُ لِمَنْ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ مُوَالِيْهِ وَمُعَادِيْهِ لأنَّ النَّارَ لَا تَبْقَى عَلَى مَنْ يَعْبدُهَا مِنَ المَجُوْسِ وَلَا عَلَى غَيْرِهِمْ فَهِيَ لَا تعرفُ بيْنَهُمْ قي الإحْرَاقِ والمَضَرَّةَ. أَبُو تَمَّام: [من الكامل] 9946 - عَمرِي لَقَد نَصَحَ الزَّمَانُ وَإِنَّهُ ... لَمنَ العَجَائِبِ نَاصحٌ لَا يُشفِقُ قَبْلَهُ: حَكَمَتْ لأَنْفُسِهَا اللَّيَالِي أَنَّهَا ... أَبَدًا تُفَرِّقُنَا وَلَا تَتَفَرَّقُ عمْرِي لَقَدْ نَصَحَ الزَّمَانُ. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: إِنَّ العَزَاءَ وَإِنْ فَتًى حُرِمَ الغِنَى ... رِزْقٌ جَمِيْلٌ لامْرِيءٍ لَا يُرْزَقُ هَمُّ الفَتَى فِي الأرْضِ أغْصَانُ الغِنَى ... غُرِسَتْ وَلَيْسَتْ كُلّ عَامٍ تُوْرِقُ مَا أُنْشِئَتْ لِلْمَكْرُمَاتِ سَحَابَةٌ ... إِلَّا وَمِنْ أيْدِيْهِمُ تَتَدَفَّقُ يَقُولُ مِنْهَا: أخْرِسْتَ إِذْ عَايَنْتَنِي حَتَّى إِذَا ... مَا غِبْتَ عَنْ بَصَرِي ظَلِلْتَ تَشَدَّقُ عَيرٌ رَأَى أَسَدَ العَرِيْنِ فَهَالَهُ ... حَتَّى إِذَا وَلَّى تَوَلَّى يَنْهَقُ هَيْهَاتَ غَالَكَ أنْ تَنَالَ مَا أثْرَى ... اسْتٌ بهَا سِعَةٌ وَبَاعٌ ضيِّقُ قُلْ مَا بَدَا لَكَ يَا بنُ ترْنَا فَالصَّدَى ... بِمهذَّبِ العِقْيَانِ لَا يَتَعَلَّقُ أفَعِشْتَ حَتَّى عِبْتَهُمْ قُلْ لِي مَتَى ... فَرَزُنْتَ سُرْعَةَ مَا أرَى يَا بَيْدَقُ إيَّاكَ يَعْنِي القَائِلُونَ بِقَوْلِهم ... إِنَّ الشَّقِيَّ بِكُلِّ حَبْلٍ يُخْنَقُ فَلتعْلَمَنَّ حِرّ مَنْ وَإهَابِ مَنْ ... وَقَدِيْم مَنْ وَحَدِيْثِ مَنْ يَتَمَزَّقُ المُتَنَبِّي: [من الكامل] 9947 - عَمَّت فَوَاضِلُهُ فَعَمَّ مُصَابُهُ ... فَالنَّاسُ فِيهِ كُلُّهُم مَأجُورُ ¬
أبو نصر بن نباتَةَ: [من الكامل] 9948 - عُمِّرتَ عُمرَ الشَمسِ وَالبَدرِ ... أَبَدًا عَلَى الأَيَّامِ وَالدَّهرِ بَعْدَهُ: وَأطَاعَكَ المِقْدَارُ تَصْرِفُهُ ... فِي النَّاسِ بَيْنَ النَّهْي وَالأَمْرِ وَإِذَا غَدَوْتَ لِمَطْلَبٍ عَسِرٍ ... فَعَلَى النَّجَاحِ وَأيْمُنِ الزَّجْرِ للَّهِ عِنْدَكَ عَادَةٌ عُرِفَتْ ... فِي العُسْرِ تَألَفُهَا وَفِي اليُسْرِ قَدْ جَرَّبُوكَ فَكُنْتَ أصْلَهُمُ ... وَأحَقَّهُمْ بِمَوَاطِنِ الصَّبْرِ جَدٌّ يَرُدُّ الخَيْلَ مُقْعِمَةً ... وَيَفلُّ حَدَّ البيْضِ وَالسُّمْرِ حَافِظْ عَلَى الذِّكْرِ الجمِيْلِ فَمَا ... يَبْقَى عَلَى الأَيَّامِ كَالذِّكْرِ كَمْ فِيْكَ لِي مِنْ عَذْبِ قَافِيَةٍ ... عَذْرَاءَ قَدْ زُفَّتْ بلا مهْرِ وَمُخَلَّدَاتٍ كُلَّما نشُرَتْ ... تَزْدَادُ جِدَّتُهَا عَلَى النَّشْرِ يُنْسَى كَلَامُ النَّاسِ كُلِّهمُ ... إِلَّا كَلَامُ اللَّهِ أوْ شِعْرِي الرّضِي الموسَوِي: [من الخفيف] 9949 - عَمَلٌ فَاضِحٌ وَأَجمَلُ مِن بَعـ ... ــضِ الولَايَاتِ عُطلَةُ المَصرُوفِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ آخَرَ (¬1): عَمَّنْ أُسَائِلُ لَا أهْلٌ وَلَا خَبَرُ ... رَحَلْتُمْ وَأقَامَ الدَّمْعُ وَالسَّهَرُ كُنْتُمْ شُمُوسٌ وَصُبْحِي فِي دِيَارِكُمُ ... فَلَيْسَ لِلصُّبْحِ مُذْ غُيِّبْتمُ خَبَرُ وَمَا أُعَابُ بِشَيْءٍ بَعْدَ فِرْقتكُمْ ... إِلَّا البَقَاءُ فَإنِّي منه أعْتَذِرُ وَمِنْ بَاب (عَنْ) قَوْلُ أرطْأةَ بن سُهَيَّةَ المُرِيِّ (¬2): ¬
عَنِ الدَّهْرِ فَاصْفَحْ إنَّهُ غَيْرُ مُعْتَبٍ ... وَفِي غَيْر مَنْ قَدْ وَارَتِ الأرْضُ فَاطْمَعِ [من الطويل] 9950 - عَنِ اللُّؤمِ وَالفَحشَاءِ وَالمَينِ وَالخَنَا ... جَبَانٌ وَفِي الهَيجَاءِ غَيرُ جَبَانِ عديُّ بنُ زَيدٍ: [من الطويل] 9951 - عَنِ المَرءِ لَا تَسأَل وَأَبصِر قَرِينَهُ ... فَإِنَّ القَرِينَ بِالمُقَارِنِ يَقتَدِي قَوْلُ عُدَيّ بنِ زَيْدٍ: عَنِ المَرْءِ لَا تَسَأَل. البَيْتُ هُوَ أشْرَدُ مَثَلٍ قِيْلَ فِي اخْتِيَارِ قُرَنَاءِ الصِّدْقِ وَمُمَاثَلَةِ مَذْهَب كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِمَذْهَبِ قَرِيْنِهِ. قَالَ أَبُو عَلِى مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الحَاتِمِيُّ فِي كِتَابِ (حِلْيَةِ المُحَاضَرَةِ) أخْبَرْنَا أَبُو الحَسَنِ العَرَوْضِيُّ عَنْ أحْمَدُ بن مُحَمَّدٍ الأسَدِيِّ عَنِ الحَسَنِ بن عُلِيْلٍ العَتْرِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بن قُبَيْصَةَ عَنْ عَلِيِّ بن عَبْدِ الحَمِيْدِ عَنْ مُدْركٍ عَنْ الحَسَنُ البَصْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: فَإنَّ القَرِيْنَ بِالمَقَارِنِ يَقْتَدِي كَلِمَهُ نِبيّ أُلْقِيتْ عَلَى لِسَانِ شَاعِرٍ يَقُولُ مِنْهَا: لَعَمرُكَ مَا الأيَّامُ إِلَّا مُعَارَةٌ ... فَمَا اسَطَعْتَ مِنْ مَعْرُوفِهَا فَتَزُوْدُ سُحَيم بنُ وثيلٍ: [من البسيط] 9952 - عَنِ المَكَارِمِ تُنفَى طَيِّءٌ طَردًا ... نَفْيَ الزُّيوفِ أَبتهَا كَفُّ مُنتَقِدِ أَبُو ثُوَابةَ: [من البسيط] 9953 - عَن خَطِّ أَقلَامِهِ خُطَّ القَضَاءُ عَلَى الأَ ... عدَاءِ فَالمَوتُ بَينَ البِيضِ وَالأَسَلِ بَعْدَهُ: ¬
كَالنَّارِ تُعْطِيْكَ مِنْ نُوْرٍ وِمِنْ حَرَقٍ ... وَالدَّهْرُ يُعْطِيْكَ مِنْ هَمٍّ وَمِنْ خَذْلَ [من الرجز] 9954 - عِندَ الصَّبَاحِ يَحمَدُ القَومُ السُّرَى ... عِندَ المَمَاتِ يَحمَدُ القَومُ التُّقَى كَانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقُولُ فِي مَوَاعِظِهِ: عِنْدَ الصبَاحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السّرَى. البَيْتُ [من الرجز] 9955 - عِندَ النِّطَاحِ يُغـ ... ـــلَبُ الكَبشُ الأَجَمْ بَشَارٌ: [من الخفيف] 9956 - عِندَهَا الصَّبرُ عَن لقَائِي وَعِندِي ... زَفَراتٌ يَأكُلنَ قَلبَ الحَديدِ [من الخفيف] 9957 - عِندَهُ الدَّهرَ لِلمَكَارِمِ سُوقٌ ... يَشتَرِي وَحدَهُ وَنَحنُ نَبِيعُ السَّرِي في الكُتُبِ: [من الكامل] 9958 - عِندِي إِذَا مَا الرَّوضُ أَصبَحَ ذَابِلًا ... طُرَفٌ أَرقُّ مِنَ النَّسِيمِ شَمَائِلَا بَعْدَهُ: خُرْسٌ تُحَدِّثُ آخَرًا عَنْ أوَّلٍ ... بِعَجَائِبٍ سَلَفْتْ وَكُنَّ أوَائِلَا وَتُرِيْكَ مَا قَدْ فَاتَ فِي دَهْرٍ مَضَى ... حَتَّى تَرَاهُ بِعَيْنِ فِكْركَ مَاثِلَا [من البسيط] 9959 - عِندِي اشتِيَاقٌ إِلَى لُقيَاكَ يُزعِجُنِي ... وَلَيسَ عِندَكَ لَا شَوقٌ وَلَا أَسَفُ ¬
بَعْدَهُ: وَجُمْلَةُ الأمْرِ أنِّي لَا أُطِيْقُ إِذَا ... ذَكَرْتُ أحْبِسُ دَمْعِي حِيْنَ ينْذِرُني [من البسيط] كَمْ ذَا البِعَادُ مَتَى تَدْنُو الدِّيَارُ لَقَدْ ... أوْجَعْتَ قَلْبِي وَهَذَا كُلُّهُ سَرَفُ وَمِنْ بَابِ (عِنْدِي) قَوْلُ آخَرَ يَسْتَدْعِي صَاحِبًا (¬1): عِنْدِي جُعلَت لَكَ الفِدَا ... سَهْلٌ وَسَهْلٌ لَيْسَ يُجْدِي إِنْ لَمْ تَكُنْ لِي ثَالِثًا ... فَكَأنَّنِي فِي البَيْتِ وَحْدِي عَبد المُحسِن الصُوريُّ: [من البسيط] 9960 - عِندِي حَدَائِقُ شُكرٍ غَرسُ نِعمَتِكُم ... قدَ مَسَّهَا عَطَشٌ فَليَسقِ مَن غَرَسَا بَعْدَهُ: تَدَارَكُوْهَا وَفِي أغْصَانِهَا رَمَقٌ ... فَلَنْ يَعُوْدَ اخْضِرَارُ العُوْدِ إِنْ يَبِسَا أَبُو القَاسِمِ الحَرِيريُّ: [من الكامل] 9961 - عِندِي لِشُكرِكَ نَاطِقَانِ فَوَاحِدٌ ... آثَارُ طَولكَ وَاللِّسَانُ الثَّانِي بَعْدَهُ: وَمَجَالُ مِنَّتِكَ الَّتِي أوْلَيْتَنِي ... فِي الشُّكْرِ أفْصحُ مِنْ مَجَالِ لِسَانِي وَقَالَ الرِّضيّ المَوْسَوِيّ (¬1): [من الكامل] وَإِذَا سَكَتُّ فَإنَّ أعْظَمَ مِنْ فَمِي ... عِنْدِي يَدُ المَعْرُوْفِ وَالإحْسَانِ ¬
وَقَالَ عُمَارَةَ بن عَقِيْلٍ (¬1): [من الكامل] فَلأشْكُرَنَّكَ بِالَّذِي أوْلَيْتَنِي ... مَا بَلَّ رِيْقِي لِلْكَلامِ لِسَانِي وَيُقَالُ فِي المَثَلِ: لِسَانُ الحَالِ أفْصَحُ مِنْ لِسَانِ الشِّكْرِ. وَمِنْهُ أَخَذَ الحَرِيْرِيُّ. [من البسيط] 9962 - عِندِي مِنَ الحُبِّ مَا لَو أَنَّ أَهونَهُ ... يَنصَبُّ فِي المَاءِ لَم يُشرَب مِنَ الكَدَرِ ابْنُ لَنكك البَصرِيُّ: [من البسيط] 9963 - عِندِي مِنَ الدَّهرِ مَا لَو أَن أَيسَرَهُ ... يُلقَى عَلَى الفَلَكِ الدوَّارِ لَم يَدُرِ أَعرابِيُّ: [من مجزوء الكامل] 9964 - عُنفُ العِتَابِ مَضَّرةٌ ... فَتَوقَّ مِن عُنفِ العِتَاب بَعْدَهُ: وَاسْتَبْقِ خُلَّةَ مَنْ تَلُو ... مُ فَذَاكَ أَدْنَى لِلإيَابِ وَاصْفَحْ عَنِ الأمْرِ الَّذِي ... إعْلَانُهُ هَتْكُ الحِجَابِ هَذَا مَنْظُومُ قَوْلِ أفْلَاطُون: يَنْبَغِي لِلَّذِيْنَ يَأخِذُوْنَ عَلَى الأحْدَاثِ أنْ يَدَعوا لَهُمْ مَوْضِعًا لِلعُذْرِ لِئَلَّا يَضطَرُّوْنَ إِلَى القَحَةِ بِكُثْرَةِ التَّوْبِيْخِ. ابْنُ التَّعاوِيذيُّ: [من الخفيف] 9965 - عَنكُمُ يُؤخَذُ الوَفَاءُ وَمِنكُم ... يَحتَدِي النَّاسُ كُلَّ خَيرٍ وَخِيْرِ ¬
[من الكامل] 9966 - عَن مِثلِهِ نَكَصَ الهجاءُ مُقَهقِرًا ... وَنَبت سُيُوفُ الشَّتمِ وَهيَ حِدَادُ الحَارِثُ بن سُليكٍ الأسَدِيُّ: [من البسيط] 9967 - عَنِّي إلَيكِ فَإِنِّي لَا تُوافِقُني ... عُورُ الكَلَامِ وَلَا شُربٌ عَلَى كَدَرِ هَذَا يُخَاطِبُ بِهِ امْرَأتِهِ الزَّبَّاءَ بِنْتَ عَلْقَمَةَ بنِ حَفْصَةَ الطَّائِي. الرَّضي الموسَوِي: [من الكامل] 9968 - عَنِّي إِلَيكَ فَلَستَ مِن أَربِي ... مَا أَنتَ مِن غَيِّي وَلَا رَشدِي بَشَّارٌ: [من الخفيف] 9969 - عَن يَمِيني وَعَن شَمالِي وَقُدَّ ... امِي وَخَلفِي الهَوَى فَأَينَ أَفِرُّ؟ الرَّضي الموسَوِي: [من الطويل] 9970 - عَوَارٍ مِنَ الدُّنيَا يُهوِّنُ فَقدَهَا ... تَيَقُّنُنَا أَن العَوارِيَ لِلرَّدِ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ يَعْقُوبَ بنِ السِّكِّيْتِ اللُّغَوِيّ وَلَمْ يِقُلْ مِنَ الشِّعْرِ غَيْرَهُمَا (¬1): عَوَاقِبُ مَكرُوهِ الأُمُورِ خَيَارُ ... وَأيَّامُ شَيْءٍ لَا يَدُوْمُ قِصَارُ وَلَيْسَ بِبَاقٍ بُؤْسُهَا وَنَعِيْمِهَا ... إِذَا كَرَّ لَيْلٌ ثُمَّ كَرَّ نَهَارُ الأعشَى: [من الكامل] 9971 - عَوَّدتَ كِندَة عَادةً فَاصبِر لَهَا ... اغفِر لِجَاهِلِهَا ورَوِّ سِجَالَها ¬
بَعْدَهُ: أو كُنْ لَهَا جَمَلًا ذَلُوْلًا ظَهْرُهُ ... وَاحْمِلْ فَأنْتَ مُعَوَّدٌ تِحْمَالِهَا وَإِذَا تُحِلُّ مِنَ الأُمُورِ عَظِيْمَةً ... نَفْسِي فِدَاؤُكَ فَاكْفِهِم أثْقَالَهَا يُخَاطِبُ الأعْشَى بِقَوْلِهِ هَذَا قَيْسَ بنِ مَعْدِ يْكَرِب. مُسلم بن الوَليدِ: [من البسيط] 9972 - عَوَّدتَ نَفسَكَ عَادَاتٍ خُلِقتَ لَهَا ... صِدقَ اللِّقاءِ وَإنجازَ المَواعِيدِ التَّقِي المَغربيُّ، مُحدثٌ: [من الكامل] 9973 - عَوَّدتَنِي أَنِّي أَنَالُ بِكَ المُنَى ... فِيمَا أَرُومُ فَكُن كمَا عَوَّدتَنِي قَبْلَهُ: يَا مُقْتَنِي الذِّكْرَ الجمِيْلَ وَإِنْ غَلَا ... أحْسَنْتَ نِعْمَ المُقْتَنَى وَالمُقْتَنِي عَوَّدْتَنِي أنِّي أنَالُ بِكَ المُنَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كُنْ كَيْفَ شِئْتَ فَأنْتَ أجْمَلُ مُجْملٍ ... نِيْطَ الرَّجَاءُ بِهِ وَأحْسَنُ مُحْسِنِ هُوَ شَاعِرٌ بَغْدَادِيّ كَانَ فِي عَصْرِنَا وَلَهُ شِعْرٌ فَائِقٌ. مَاتَ رَحَمَهُ اللَّهُ وَهُوَ شَابٌّ فَلِذَلِكَ لَمْ يَنْتَشرْ مِنْ شِعْرِهِ إِلَّا القَلِيْلُ. [من الكامل] 9974 - عَوَّدتَنِي مِنكَ الجَمِيلَ فَلَا تَكُن ... بِمُعوِّدِي مَا لَم تَكُن بِمُعَوَّدِ [من الكامل] 9975 - عَوِّد لِسَانَكَ قِلَّةَ اللَّفظِ ... وَاحفَظ مَقَالكَ أَيَّما حِفظِ بَعْدَهُ: ¬
إيَّاكَ أنْ تَعِظِ الرِّجَالِ وَقَدْ ... أصْبَحْتَ مُحْتَاجًا إِلَى الوَعْظِ [من البسيط] 9976 - عَوِّد لِسَانَكَ قَولَ الخَيرِ تَحظَ بِهِ ... إِنَّ اللِّسَانَ لِمَا عوَّدتَ مُعتَادُ زَيد الخَيلِ: [من الرمل] 9977 - عَوِّدُوا مُهرِي الَّذِي عَوَّدتُهُ ... دَلجَ اللَّيلِ وَإِيطاءَ القَتِيلْ حَاشِيَةٌ قَبْلَهُ: يَا بَنِي الصَّيْدَاءِ رُدُّوا فَرَسِي ... إِنَّمَا يُفْعَلُ هَذَا بِالذَّلِيْلْ عَوِّدُوا مُهْرِي الَّذِي عَوَّدْتُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أحْمِلُ الرِّزْقَ عَلَى مَنْسِجِهِ ... وَأجُرُّ الرُّمْحَ نَشْوَانَ أمِيْلْ الغَزِّي: [من البسيط] 9978 - عَوِّل عَلَى اللَّهِ فِيمَا أَنتَ نَاشِدُهُ ... فَاللَّهُ لَا يَحرِمُ السُلطانَ من رَزقَهُ أبْيَاتُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِيُّ: مَا لِي أرَى النَّاس فِي جِدٍّ وَفِي لَعِبٍ ... نِجَارُهُمْ مِن سَرَابِ القَاعِ مُسْرَقَهُ وَأَنَّهُ المَرْءِ فِي طَغِيَانِ آخِرِهِ ... نِسْيَانُ أوَّلِهِ المَخْلُوقِ مِنْ عَلَقَه يُرِيْدُ أنْ يُرْزَقَ الدُّنْيَا وَجُمْلتهَا ... مَلِكٌ يَكْفِيْهِ مِنْهَا سَدَّةُ رَمْقَه يَا مَنْ بِهِ دَوْلَةُ السُّلْطَانِ وَاثِقَةٌ ... مَا كُلُّ مَنْ قَدَّمَتْهُ دَوْلَةٌ بِثِقَه عَوِّلْ عَلَى اللَّهِ فِيْمَا أنْتَ نَاشِدُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: بِمَنْ يُلَاذُ وَمُلْكُ الأرْضِ فِي يَدِهِ ... إِذَا تَوَقَّفَ فِي إطْلَاقِهِ الصَّدَقَه الأُحيمَر السَّعدِي اللصُّ: [من الطويل] ¬
9979 - عَوَى الذِئبُ فَاستَأنَستُ لِلذِئبِ إِذ عَوَى ... وَصَوّتَ إِنسانٌ فَكِدتُ أَطيرُ
بَعْدَهُ: فَمَا لَكُمْ لَمَا نَذَرْتُمْ دَمِي ... صرْتُمْ مِنَ المُوْفِيْنَ بِالنَّذرِ [من الطويل] 9982 - عَهِدتُكَ لَا تَعتَدُّ بِالعَينِ شَاهِدًا ... علَيَّ فَلِمْ أَصبَحتَ تَعتدُّ بِالأُذنِ قَبْلَهُ: أَأَلْقَى إلَيْكَ الكَاشِحُونَ نَمِيْمَةً ... طَوَيْتَ بِهَا كَشْحَيْكَ مِنِّي عَلَى ضِغْنِ عَهِدْتُكَ لَا تَعْتَدُّ بِالعَيْنِ شَاهِدًا. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (عَهْدِي) قَوْلُ الصَّابِئُ (¬1): عَهْدِي بِشِعْرِي وَكُلُّهُ غَزَلُ ... يَضحَكُ عَنْهُ السُّرُوْرُ وَالجذَلُ فَالآنَ شِعْرِي فِي كُلِّ دَاهِيَةٍ ... نِيْرَانُهَا فِي القُلُوبِ تَشْتَعِلُ أخْرُجُ مِنْ نَكْبَةٍ وَأدْخُلُ فِي ... أُخْرَى فَنَحْسِي بِهُنَّ مُتَّصِلُ فَالعَيْشُ مُرٌ كَأَنَّهُ صَبْرٌ ... وَالمَوْتُ حُلْوٌ كَأَنَّهُ عَسَلُ إبراهيم الصُولِيُّ: [من السريع] 9983 - عَهدِي بِعَوفٍ وَهوَ مِن مَازِنٍ ... فَمِمَّن اليَومَ أَبُو نَهشَلِ بَعْدَهُ: آنَ لِعَوْفٍ أنْ يُرَى رَاضيًا ... قَدْ حَلَّ فِي بَيْتٍ وَلَمْ يَرْحَلِ هَذَا يَقُوْلهُ فِي الوَزِيْرِ ابن الزَّيَّاتِ وَأكْثَرُ أشْعَارِهِ فِي مُعَاتَبَتِهِ. سَيدُوك الوَاسِطيُّ: [من البسيط] 9984 - عَهدِي بِنَا وِردَاءُ الوَصل يَجمَعُنَا ... وَاللَّيلُ أَطوَلُهُ كَاللَّمحِ بِالبَصَرِ ¬
بَعْدَهُ: فَالآنَ لَيْلِي مُذْ غَابُوا فَدَيْتُهُمُ ... لَيْلُ الضرِيْرِ فَصُبْحِي غَيْرُ مُنْتَظَرِ وَيُروَيَانِ لابن المُعْتَزِّ. السَرِيُّ الرَّفَّاء: [من البسيط] 9985 - عَهدِي بِهَا وَاللَّيَالِي الغُرُّ تَابعَةٌ ... أَيَّامَهَا البِيضَ بَينَ الخَفضِ وَالنِعَمِ أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 9986 - عَهدِي بِهم تَستَنيرُ الأَرضُ إِن نَزَلُوا ... فِيهَا وَتَجتَمِعُ الدُّنيَا إِذَا اجتَمَعُوا بَعْدَهُ: وَيَضْحَكُ الدَّهْرُ مِنْهُمْ عَنْ غَطَارِفَةٍ ... كَأَنَّ أيَّامَهُمْ مِنْ أُنْسِهَا جُمَعُ مَنْ لَمْ يُعَايِن أبَا نَصرٍ وَقَاتِلَهُ ... فَمَا رَأَى ضَبُعًا فِي شِدْقِهَا سَبُعُ فِيْمَ الشَّمَاتَةُ إعْلَانًا بِأُسْدِ وَغًى ... أفْنَاهُمُ الصَّبْرُ إِذْ أبْقَاكُمُ الجَزَعُ لَا غَرْوَ أنْ قُتِلُوا صَبْرًا وَلَا عَجَبٌ ... وَالصَّبْرُ لِلْقَتْلِ فِي حُكْمِ القَنَا تبعُ ابْنُ شَمسِ الخِلافَة: [من الوافر] 9987 - عُهُودُ الغَانِيَاتِ إِلَى انتِقَاضٍ ... وَعَقدِ وِدَادِهِنَّ إِلَى انحِلَالِ بَعْدَهُ: فَلَا تَطْلُبْ وَفَاءً مِنْ مَلُولٍ ... يَعُدُّ الغَدْر مِنْ كَرَمِ الخِصَالِ وَوُدُّ ذَوِي المُرُوءَة غَيْرُ بَاقٍ ... فَكَيْفَ بِوُدِّ رَبَّاتِ الحِجَالِ الأحَوَصُ: [من الطويل] 9988 - عَلَاقَةُ حُبٍّ لَجَّ فِي سَنَنِ الهَوَى ... فَأَبلَى وَمَا يَزدَادُ إِلَّا تَجَدُّدَا ¬
قَبْلَهُ: وَإِنِّي لأهْوَاهَا وَأهْوَى لِقَاءَهَا ... كَمَا يَشْتَهِي الصَّادِي الشرَابَ المُبَرَّدَا عَلَاقَةُ حُبٍّ لَجَّ فِي سَنَنِ الهَوَى. البَيْتُ عَمرو بن مَعد يْكربَ: [من الطويل] 9989 - عَلَامَ تَقُولُ الرُمحُ يُثقِلُ سَاعِدِي ... إِذَا أَنَا لَم أَطعن إِذَا الخَيلُ كَرَّتِ [من البسيط] 9990 - عَلَامَ قُلتَ نَعَم حَتَّى إِذَا وَجَبَت ... أَتبعتَ لَا بنَعَم مَا هَكَذَا الجُودُ [من السريع] 9991 - عَلَامَةُ العَاشِقِ فِي وَجهِهِ ... رَعدَتهُ وَالنَّظَرُ الخَفض قَبْلَهُ: أرْعِشُ إِنْ أبْصَرْتُهُ مُقْبِلًا ... كَأَنَّمَا تَرْجِفُ بِي الأرْضُ عَلَامَةُ العَاشِقِ فِي وَجْهِهِ. البَيْتُ قَوام الدِّين بنُ زَيادةَ: [من البسيط] 9992 - عَلَامَةُ العِزِّ فِي النَفسِ الَّتِي شَرُفَت ... أَن لَا يؤثِّر فِيهَا حَادِثُ الزَمَنِ بَعْدَهُ: وَآيَةُ الجوْدِ فِي النَّفْسِ الَّتِي كَرُمَتْ ... أنْ لَا تَرَى كُلْفَةً فِي المُوْنِ وَالمِنَنِ البُحتُرِيُّ: [من الطويل] 9993 - عَلَامَةُ جُودٍ مِنكَ عِندِي مُبيِنَةٌ ... وَشَاهِدُ عَدلٍ لِي بِنُعمَاكَ يَصدُقُ ¬
أبْيَاتُ البُحْتُرِيِّ يَطْلِبُ مِنَ الخَلِيْفَةِ خَاتِمًا فِصُّهُ يَاقُوتٌ أحْمَرُ يَقُولُ مِنْهَا: فَهَلْ أنْتَ يَا ابنَ الرَّاشِدِيْنَ مُخَتِّمِي ... بِيَاقُوتَةٍ تَبْهَى عَلَيَّ وَتُشْرِقُ يَغَارُ احْمِرَارُ الوَرْدِ مِنْ حُسْنِ صُبْغِهَا ... وَيَحْكِيْهِ جَادي الرَّحِيْقِ المُعَتَّقُ إِذَا بَرَزَتْ وَالشَّمْسُ قُلْتُ تَجَارِيًا ... إِلَى أمَدٍ أوْ كَادَتِ الشَّمْسُ تُسْبَقُ إِذَا الْتَهَبتْ فِي اللَّحْظِ ضَاهَى ضِيَاؤُهَا ... جَنيكَ عِنْدَ الجوْدِ إِذْ يَتَألَّقُ عَلَامَةُ جُودٍ مِنْكَ عِنْدِي مُبِيْنَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمِثْلُكَ أعْطَاهَا وَأضْعَافَ مِثْلهَا ... وَلَا غَرْوَ لِلبَحْرِ انْبَرَى يَتَدَفَّقُ [من الطويل] 9994 - عَلَامَةُ كُلِّ اثنَينِ بَيَنَهُمَا هَوًى ... عِتَابُهُمَا فِي كُلِّ حَقٍّ وَبَاطِلِ ابْنُ الرُّومِيّ: [من البسيط] 9995 - عَيبُ الأنَاةِ وَإِن سَرَّت عَوَاقِبُهَا ... أَن لَا خُلودَ وَأَن لَيسَ الفَتَى حَجَرا هَذَا أحْسَنُ ما قِيْلَ فِي عَيْبِ الأنَاةِ. [من الخفيف] 9996 - عَيبُ تِلكَ الخِلَالِ أَن لَم يُعوَّ ... ذنَ بِعَيبٍ يَكُوُن فِيهنَّ خَالَا هَارون الرشيد الخَلِيفَةُ: [من الخفيف] 9997 - عَيبُ مَا نَحنُ فِيهِ يَا أَهلَ وُدِّي ... أنَّكُم غُيَّبٌ وَنَحنُ حُضورُ بَعْدَهُ: فَأجِدُّوا فِي السَّيْرِ بَلْ إِنْ قَدَرْتُمْ ... أنْ تَطِيْرُوا مَعَ الرِيَاحِ فَطِيْرُوا ¬
أبو تَمَّام: [من الكامل] 9998 - عَيرٌ رَأَى أَسَدَ العَرِينِ فَهَالَهُ ... حَتى إِذَا وَلَّى تَوَلَّى يَنهَقُ بَعْدَهُ: أوْ مِثْلَ رَاعِي السُّوءِ أتْلَفَ ضَأَنَهُ ... لَيْلًا وَأصْبَحَ فَوْقَ نَشْزٍ يَنْعِقُ ابْنُ المُعتَزِّ: [من السريع] 9999 - عَينٌ أَصَابَت وُدَّنَا لَا رَأَت ... وَجهَ حَبِيبٍ نَحوَهَا مُقبِلِ قَبْلَهُ فِي أحْمَدَ وَعَلِيٍّ ابْنَي الفُرَاتِ: يَا دَهْرُ غَيِّرْ كُلَّ شَيْءٍ سِوَى ... رَأْيِ أَبِي العَبَّاسِ فَاتْرُكْهُ لِي قَدْ كَانَ لِي ذَا مَشْرَبٍ سَايِغٍ ... عَذْبٍ فَشِيْبَ الآنَ بِالحَنْظَلِ عَيْنٌ أصَابَتْ وُدُّنَا لَا رَأَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنْ كَانَ يَرْضَى لِي بِذَا أحْمَدٌ ... فَلَيْسَ يَرْضَى لِي بِهَذَا عَلِي وَمِنْ بَابِ (عَيْن) قَوْلُ آخَرَ: عَيْنٌ أصَابَتْكَ إِنَّ العَيْنَ صائِبَةٌ ... وَالعَيْنُ أسْرَعُ أحْيَانًا إِلَى الحَسَنِ [من البسيط] 10000 - عَينَاكَ قَد دَلَّتَا عَينىَّ مِنكَ عَلَى ... أَشيَاءَ لَولَاهُمَا مَا كُبْتُ أُبديهَا ابْنُ الحَجَّاج: [من الكامل] 10001 - عَينِي إِذَا قَذِيَت ضَجِرتُ بِهَا ... فَأَودُّ لَو سَالَت عَلَى خَدِّي ¬
[من السريع] 10002 - عَينِي أَسَاطَت بِدَمِي فِي الهَوَى ... فَابكُوا قَتِيلًا بَعضُهُ قَاتِلُه الصَّابِئُ: [من الكامل] 10003 - عَينِي مُنَافِسَةٌ لِقَلبِي إنّهُ ... أَبَدًا يَرَاكَ بِفِكرِهِ مِن دُونِهَا أبْيَاتُ أَبِي إسْحَاقُ الصَّابِئِ مَنْقُولٌ مِنْ خَطِّهِ: عَيْني مُنَافِسَةٌ لِقَلْبِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكَذَا اللِّسَانُ مُنَافِسٌ لأنَامِلِي ... إِذْ كَاتَبَتْكَ بِمُضْمَرَاتِ شُجُونَهَا فَجَوَارِحِي مُتَغَايِرَاتٌ بَعْدَ مَا ... كَانَتْ سِوَاءً اتِّعَاقِ شُؤُونَهَا وَإِذَا كِتَابُكَ جَاءَنِي أعْدَا الَّتِي ... اسْتَعْدَتْ وَألَّفَ بَيْنَهَا بِسكُونِهَا فَقَرَأَ لِسَانِي مِنْهُ رَيَّ أوَامِهِ ... وَرَأتْ بِهِ عَيْنٌ جَلاءَ جُفُونهَا وَاللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا فَيُرِيْحُهَا ... مِنْ حَيْفِ غَابَتِهَا عَلَى مَغْبُونهَا [من الوافر] 10004 - عُيُوبُكَ مِن وَرَائكَ مَا تَرَاهَا ... وَعَيبُ النَّاسِ أَنتَ بِهِ بَصِيرُ المَعَرِّي: [من الوافر] 10005 - عُيوبِي إِن سألتَ بِهَا كَثيرٌ ... وَأَيُّ النَّاسِ لَيسَ لَهُ عُيُوبُ بَعْدَهُ: وَلِلإنِسَانِ ظَاهِرُ مَا يَرَاهُ ... وَلَيْسَ عَلَيْهِ مَا تُخْفِي الغُيُوبُ العبَّاسُ بن الأحنَف: [من الوافر] 10006 - عُيونُ العَائِدَاتِ تَرَاكِ دُونِي ... فَيَا حَسدًا لِعَينيَ مَن يَرَاكِ ¬
بَعْدَهُ: أُرِيْدُكِ بِالسَّلَامِ وَأَتَّقيِهمْ ... فَأَرْجعُ بِالسَّلامِ إِلَى سِوَاكِ وَأكْثِرُ فِيْهُمُ ضِحْكِي لأُخْفِي ... فَطَرْفِي ضَاحِكٌ وَالقَلْبُ بَاكِي وَقَاكِ اللَّهُ كُلَّ أَذًى بِرُوْحِي ... وَعَجَّلَ يَا ظَلُومُ لنَا شِفَاكِ قَالَهَا مُخَاطِبًا لِظَلُومٍ وَقَدْ اشْتَكَتْ. عليُّ بن الجَهمِ: [من الطويل] 10007 - عُيُونُ المَهَا بَينَ الرُّصَافَةِ وَالجِسرِ ... جَلَبنَ الهَوَى مِن حَيثُ أَدرِي وَلَا أَدرِي سَلمَى البَغداديَّة: [من الوافر] 10008 - عُيُونُ مَهَا الصَّرِيمِ فِدَاءُ عَينِي ... وَأَجيَادُ الظِبَاءِ فِدَاءُ جِيدِي بَعْدَهُ: أزَيَّنُ بِالعُقُوْدِ وَإنَّ نَحْرِي ... لأَزْيَنُ لِلْعُقُوْدِ مِنَ العُقُوْدِ [من الكامل] 10009 - عِيُّ الشَرِيفِ يَشينُ مَنصبَهُ ... وَتَرَى الوَضِيعَ يَزِينُهُ أَدَبُهْ [من الكامل] 10010 - عَيَّرتَنا أَن بَاضَ جُمَّزُ أَرضِنَا ... وَبِأَيِّ أَرضٍ لَا يَبيضُ الجُمَّزُ [من الكامل] 10011 - عَيَّرْتِنِي أَن رُحتُ فِي سَمَلٍ ... وَالدُّرُّ لَا يَزرِي بِهِ الصَدَفُ ¬
مَالكُ بن أسماء بن خَارجَةَ: [من البسيط] [من مجزوء الكامل] 10012 - عَيَّرتنِي خَلقًا أَبلَيت جِدَّتَهُ ... وَهَل رَأَيتِ جَدِيدًا لَم يَعُد خَلَقَا قَالَ مَالِكُ بن أسْمَاءَ بن خَارِجَةَ لِجَارِيَةٍ لَهُ: أخْضِبِيْنِي. فقالت: حَتَّى مَتَى أُرَقِّعُكَ؟ فَقَالَ: عَيَّرْتِي خَلْقًا أبْلَيْت جِدَّتَهُ. البَيْتُ 10013 - عِيْبُوا بِأَمرِهِم كَمَا ... عيْبَتْ بِبَيضَتِهَا الحَمَامَة * * * تَمَّ حَرفُ العَينِ المُهمَلَةِ. عِدَّةُ أبْيَاتِ حَرْفِ العَيْنِ المُهْمَلَةِ أرْبَعُ مِائَةٍ وَسِتَّة وَسَبْعُونَ بَيْتًا عَدَا الحَوَاشِي. وَذَلِكَ فِي أرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ قَائِمَةٍ هَذِهِ القَائِمَةُ آخِرُهَا. وَالحَمْدُ للَّهِ العَلِيّ العَظِيْمِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ العَرَبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا. وَالحَمدُ للَّهِ عَلَى نِعَمِهِ. وَصلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّم. * * * ¬
حرف الغين
حرف الغين
حَرفُ الغَينِ البُحتُرِي في مَحبوسٍ: [من البسيط] 10014 - غَابُوا عَن الأرضِ أنَأى غَيتةٍ وَهُم ... فِيهَا ولَا وَصلَ إِلَّا الكُتْبُ والرُسُلُ [من البسيط] 10015 - غَابُوا وَلَم يَقضِ زَيدٌ مِنهُم وَطَرًا ... وَلَا انقَضَت حَاجَةٌ فِي نَفسِ يَعقُوبِ القَيسرانِيُّ: [من الكامل] 10016 - غَارَ الفَريقُ وَغَارَ صَبرِي بَعْدَهُ ... هَيهَاتَ أطلبُ مُنجدًا مِن غَائِرِ [من المنسرح] 10017 - غَارَت عَلَى أُختهَا الغَزَالَةُ ... فاستَيقَظت لا بَانةٌ وَلَا عَلَمُ المتَنَبِّي: [من البسيط] 10018 - غَاضَ الوَفَاءُ فَمَا تَلْقَاهُ فِي أحَدٍ ... وَأعوَزَ الصِّدقِ فِي الأخبَارِ وَالقَسَمِ دِيكُ الجِنِّ: [من الخفيف] 10019 - غَاضَتِ المَكرُمَاتُ وَاختَلَفَ النَّجرُ ... وَأَجلَت سَحَائِبُ الإفضَالِ الرضِيُ يَرثى: [من المنسرح] ¬
10020 - غَاضَ غَديرُ الكَلامِ مَا بَقِيَ الـ ... ــــدَّهرُ وَقَرَّتْ شَقَاشِقُ الخُطَبِ أبو محمَّد السُلَمِي البَغدادِيُّ: [من الكامل] 10021 - غَالَبتُ كلّ شَديدَةٍ فَغَلَبتُهَا ... وَالفَقرُ غَالَبَنِي فَأَصبَح غَالِبي بَعْدَهُ: إِنْ أُبْدِهِ أُفْضَح وَإِنْ لَمْ أُبْدِهِ ... يَقْتل فَقُبِّحَ وَجْهَهُ مِنْ صَاحِبِ الطُّغرائِيُّ: [من البسيط] 10022 - غَالَى بِنَفسِيَ عِرفَانِي بِقِيمَتِهَا ... فَصُنتُهَا عَن رَخيِصِ القَدرِ مُبتَذَلِ وَهِيَ طَوِيْلَةٌ يَقُولُ مِنْهَا: وَعَادَةُ النَّصْلِ أنْ يُزْهَى بِجَوْهَرِهِ ... وَلَيْسَ يَعْمَلُ إِلَّا فِي يَدَيْ بَطَلِ محمّد بن شِبلٍ: [من الخفيف] 10023 - غَايَةُ الحُزنِ وَالسُّرُورِ انقِضَاءُ ... مَا لِحَيٍّ مِن بَعدِ مَيْتٍ وَفَاءُ قَصِيْدَةُ أَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بنِ شِبْلٍ البَغْدَادِيُّ يَرْثِي أخَاهُ أحْمَد بن الحُسَيْنِ بن عَبْدُ اللَّهِ بن يُوسُفَ بن شبْلٍ أوَّلُهَا: غَايَةُ الحُزْنِ وَالسُّرُوْرِ انْقِضاءُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا لَبيْدٌ بِأرْبَدٍ مَاتَ حُزْنًا ... وَسَلَتْ عَنْ شَقِيْقِهَا الخَنْسَاءُ مِثْلُ مَا فِي التّرَابِ يَبْلَى الفَتَى ... فَالحُزْنُ يَبْلَى مِنْ بَعْدِهِ وَالبُكَاءُ غَيْرَ أَنَّ الأمْوَاتَ زَالُوا وَبَقُّوا ... غُصَصًا لَا تُسِيغُهَا الأحْشَاءُ إِنَّمَا نَحْنُ بَيْنَ ظُفْرٍ وَنَابٍ مِنْ ... خُطُوبِ أسوَدُهُنَّ ضِرَاءُ نَتَمَنَّى وَفِي المُنَى قِصرُ العُمْـ ... ــــــرِ فَنَغْدُو بِمَا نُسَرُّ نُسَاءُ ¬
صِحَّةُ المَرْءِ للسّقَامِ طَرِيْقٌ ... وَطَرِيْقُ الفَنَاء هَذَا البَقَاءُ بِالَّذِي نَغْتَذِي نَمُوْتُ وَنَحْيَى ... أقْتَلُ الدَّاءِ لِلنُّفُوسِ الدَّوَاءُ مَا لَقيْنَا مِنْ غَدْرِ دُنِيَا فَلَا ... كَانَتْ وَلَا كَانَ أخْذُهَا وَالعَطَاءُ صَلَفٌ تَحْتَ رَاعِدٍ وَسَرَابٌ ... كَرَعَتْ فِيْهِ مُوْمِسٌ خَرْقَاءُ رَاجِعٌ جُوْدُهَا عَلَيْهَا مَهْمَا ... يَهِبُّ الصُّبْحُ يَسْتَرِدُّ المَسَاءُ لَيْتَ شِعْرِي حُلُمًا تَمُرُّ بِنَا ... الأَيَّامُ أوْ لَيْسَ تُعْقَلُ الأَشْيِاءُ مِنْ فَسَادٍ بِخَيْبة لِلِعَالِم الكَوْ ... نُ فَمَا للنُّفُوسِ مِنْهُ اتِّقَاءُ فَتَحَ اللَّهُ لذَّةً لأذَانَا ... نَالَهَا الأُمَّهَاتُ وَالآبَاءُ نَحْنُ لَوْلَا الوُجُوْدُ لَمْ نَألم ... الفَقْد فَإيِجَادُنَا عَلَيْنَا بَلَاءُ وَقَلِيْلٌ مَا تَصْحِبُ المُهْجَة ... الجسْمَ فَفِيْمَ الأسَى وَفِيْمَ العَنَاءُ وَلَقَدْ أيَّدَ الإلَهُ عُقُولًا ... حُجَّةُ العَوْدِ عِنْدَهَا الإبْدَاءُ غَيْرَ دَعْوَى قَوْمٍ عَلَى المَيْتِ ... شيْئًا أنْكَرَتْهُ الجُلُودُ وَالأعْضَاءُ وَإِذَا كَانَ فِي العَيَانِ خِلَافٌ ... كَيْفَ بِالغَيْبِ يَسْتَبِيْنُ الخَفَاءُ يَا أخِي عَادَ بَعْدَكَ المَاءُ سُمًّا ... وَسُمُوْمًا أضحَى النَّسِيْمُ الرُّخَاءُ وَأعُدُّ الحَيَاةَ غَدْرًا وَإِنْ كَا ... نَتْ حَيَاةً يَرْضى بِهَا الأعْدَاءُ كَيْفَ أرْجُو شفَاءَ مَا بِي ... وَمَا لِي دُوْنَ سُكْنَايَ فِي ثَرَاكِ شفَاءُ؟ شَطْرُ نَفْسِي دفنتُ وَالشَّطْرُ ... بَاقٍ يَتَمَنَّى وَمِنْ مُنَاهُ الفَنَاءُ جَسَدٌ طَيِّبُ الصَّعِيْد ... وَرُوْحٌ لنَا نُوْرُهُ أضَاءَ الفَضَاءُ إِنْ تَكُنْ قَدَّمَتْهُ أيْدِي المَنَايَا ... فَإلَى السَّابِقِيْنَ تَمْضِي الفَضَاءُ يُدْرِكُ المَوْتُ كُلَّ حَيٍّ لَو ... أخفتهُ عَنْهُ فِي حِضنِهَا الجوْزَاءُ لَيْتَ شِعْرِي وَلِلْبلَى كُلُّ ... ذَا الخلْقِ بِمَاذَا تُمَيَّزُ الأنْبِيَاءُ مَوْتُ ذَا العَالِم الممَيَّن بِالنُّطْـ ... ـــــقِ وَذَا السَّارِحُ البَهِيْمُ سَوَاءُ لَا غَوِيٌّ بِفَقْدِهِ تَبْسَمُ الأرْ ... ضُ وَلَا لِلتَّقِيِّ تَبْكِي السَّمَاءُ أيُّهَا الفَرْقَدَانِ كَمْ فَرْقَدٍ فِي ... التُّرْبِ عَفَّتْ آثَارهُ البَوْغَاءُ
كَمْ مَصَابِيْح أوْجُهٍ أطْفَأتهَا ... تَحْتَ أطْبَاقِ رَمسهَا البَيْدَاءُ كَمْ شُمُوسِ وَكَمْ بُدُوْر وَكَمْ ... أطْوَادُ حِلْم أمْسَى عَلَيْهَا العَفَاءُ كمْ مُلوك لمَا دَهَاهَا رَدَاهَا ... خَفَتَتْ مِنْ جُنُوْدِهَا الضَّوْضَاءُ عَلِقَتْهُم عَلُوْقَ صَادِعَةِ الشَّعْبِ ... بُدْءُ قَوْمٍ لآخَرِيْنَ انْتِهَاءُ إِنَّمَا النَّاسُ قَادِمٌ إثْرَ مَاضٍ ... وَأحْيَتْ عِظَامَكَ الآلَاءُ جَاوَرَتْ قَبْرَكَ المَلَائِكَةُ الغُرُّ ... وَأبْكَى الصَّحَائِبَ الأنْوَاءُ وَجَلَا القَطْرُ فِي مَبَاسِمِهِ الزّهْرَ ... وَأَبْكَى السَّحائِبَ الأنْوَاءُ وَتَلَاقَى رُوْحِي رُوْحكَ إِنْ لَمْ ... يَكُ بَيْنَ الأحْيَاءِ مِنَّا الْتِقَاءُ صُرَّدُرَّ: [من الخفيف] 10024 - غَايَةُ العِلمِ عِندَهُم وَتَمَامُ الفَضْلِ ... حُسنُ المَركُوبِ وَالمَلبُوسِ [من الطويل] 10025 - غُبَارُ قَطيعِ الشَاءِ فِي عَينِ ذِئبِهَا ... إِذَا مَا اقتَفَى آثَارَهُنّ ذَرورُ قَبْلَهُ: دَعِ القَلْبَ يَصْلَى بِالأَذَى مِنْ حَبِيْبِهِ ... فَحَمْلُ الأَذَى مِمَّنْ تُحِبُّ سُرُوْرُ غُبَارُ قَطِيع الشَّاءِ فِي عَيْنِ ذِئْبِهَا. البَيْتُ [من الخفيف] 10026 - غِبتَ عَنَّا فَغَابَ كُلُّ جَمَالٍ ... وَنَأى إذ نَأيتَ كُلُّ السُرُورِ بَعْدَهُ: ثُمَّ لَمَا قَدِمْتَ عَاوَدَنَا الأ ... نْسُ وَقَرَّتْ قَلُوْبُنَا فِي الصُّدُوْرِ فلو أنَّا نَجْزِي البَشِيْرَ بِنُعْمَى ... لَوَهَبْنَا أرْوَاحَنَا لِلبَشِيْرِ ¬
زُهَيرٌ المَصرِيُّ: [من مجزوء الخفيف] 10027 - غِبتَ عَنّي فَمَا الخَبَرْ ... مَا كَذَا بَينَنا استَقَر [من مخلع البسيط] 10028 - غِبتُ فَلم يَأْتِنِي رَسُولُ ... وَلَم تَقُل عَلّهُ عَلِيلُ بَعْدَهُ: هَيْهَاتَ لَو كُنْتَ لِي خَلِيْلًا ... فَعَلْتَ مَا يَفْعَلُ الخَلِيْلُ وَقَالَ آخَرُ وَقَدْ سَأَلَ عَنْهُ صَدِيْقُهُ: [من الخفيف] خَبَرِي أنَّنِي وَقِيذٌ عَلِيْلُ ... لَمْ تَعُدْنِي وَلَمْ يَجِئْنِي رَسُوْلُ لِسُؤَالٍ وَرِفْعَةٍ بِاعْتِذَارٍ ... هَكَذَا يَفْعَلُ الصَّدِيْقُ الوَصُوْلُ أبو نصر بن أبي الفرج بن كشاجم: [من الخفيف] 10029 - غَبَطَ النَّاسُ بِالكِتَابَةِ قَوْمًا ... حُرمُوا حَظَّهُم بِحُسنِ الكِتَابَه بَعْدَهُ: وَإِذَا أخْطَأَ الكِتَابَةَ حَظٌّ ... سَقَطَتْ تَاؤُهُ فَصَارَتْ كَآبَة بشَارٌ: [من الوافر] 10030 - غَبِىُّ العَينِ عَن طلَبِ المَعَانِي ... وَفِي السّوءَاتِ شَيطَانٌ مَرِيدُ قَبْلَهُ: لَهُ وَجْهٌ يَخِفُّ عَلَى المَوَالِي ... وَكَفٌّ لَا تُؤَمِّلُهَا الوُفُوْدُ غَبِيُّ العَيْنِ عَنْ طَلَبِ المَعَالِي. البَيْتُ ¬
[من الكامل] 10031 - غَثُّ المَوَالِي لَا أَبَالُكَ فَاعلَمنَ ... خَيرٌ وَأكرمُ مِن سَمينِ الأبعَدِ مِثْلهُ: [من الكامل] وَغَثُّ المَوَالِي إِنْ وَجَدْتَ عَلَيْهُم ... مَعَاتِبَ أدْنَى مِنْ سَمِيْنِ الأبَاعِدِ [من الطويل] 10032 - غَدَا الدَهرُ لِي خَصمًا وَفِيَّ مُحَكَّمًا ... فَكَيفَ بِخَصمٍ ظَالِمٍ وَهُوَ حَاكِمُ أَبُو تَمَّام: [من الطويل] 10033 - غَدَا الشَيبُ مُختَطًّا بِفَودِي خُطَةً ... طَرِيقا لرَدَى مِنْهَا إِلَى القَلبِ مَهيعُ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ: غَدَا الشَّيْبُ مُخْتَطًّا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هُوَ الزُّوْرُ يُحْفَى وَالمُعَاشِرُ يُحْتَوَى ... وَذُو الإلْفِ يُقلَى وَالجدِيْدُ يُرَقَّعُ لَهُ مَنْظَرٌ فِي العَيْنِ أبْيَضُ نَاصِعٌ ... وَلَكِنَّهُ فِي القَلْبِ أسْوَدُ أسْفَعُ وَنَحْنُ نُزَجِّيْهِ عَلَى الكَرْهُ وَالرِّضَا ... وَأنْفُ الفَتَى مِنْ وَجْهِهِ وَهُوَ أجْدَعُ وَكُلُّ كُسُوفٍ فِي الدَّرَارِي شُنْعَةٌ ... وَلَكِنَّهُ فِي الشَّمْسِ وَالبَدْرِ أشْنَعُ وَمَا السَّيْفُ إِلَّا زُبْرَةٌ لَو تَرَكْتَهُ ... عَلَى الحَالَةِ الأوْلَى لَمَا كَانَ يَقْطَعُ * * * وَمِنْ بَابِ (غَدَا) قَوْلُ أَبِي السِّمْطِ فِي طَاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ (¬1): غَدَا فَرَاحَتْ يُمْنَاهُ وَبَيْنَهُمَا ... تَاجَانِ لِلْمُلْكِ مَعْقُودٌ وَمُسْتَلَبُ أزَالَ دَوْلَةَ مُلْكٍ وَهِيَ ثَابِتَةٌ ... قَسْرًا وَثبَّتَ أُخْرَى وَهِيَ تَضطَرِبُ ¬
وَقَوْلُ آخَرَ (¬1): غَدَا بُنَيَّ وَرَاحَ مِثْلِي ... يَلْبِسُ ثَوْبِي الطَّوِيْلَ عَنِّي فَسَرَّنِي مَا رَأيْتُ مِنْهُ ... وَسَاءَنِي مَا رَأيْتُ مِنِّي فِي المَثَلِ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلَهُ ضِرَارُ بنُ عَمْرٍو الضّبِيُّ، وَكَانَ وَلَدَهُ قَدْ بَلَغُوا ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، كُلَّهُمْ قَدْ غَزَا وَرَأَسَ، فَرَاَهُمْ يَوْمًا أوْلَادَهُمْ مَعًا فَعَلِمَ أنَّهُمْ لَمْ يَبْلِغُوا هَذِهِ الأسْنَانَ إِلَّا مَعَ كِبَرِ سِنِّهِ وَنَفَادِ عُمْرِهِ فَقَالَ عِنْدَهَا: مَنْ سَرَّهُ بَنُوْهُ سَاءَتْهُ نَفْسُهُ. فَأرْسَلَهَا مَثَلًا. الحاجِرِيُّ: [من الطويل] 10034 - غَدَا القَدُّ غُصنًا مِنكَ تَعطِفُهُ الصَّبا ... فَلا غَروَ أنْ هَاجَتْ عَليهِ البَلابِلُ مِهيارُ: [من المتقارب] 10035 - غَدَا النَّاسُ أعدَاءَ مَا يَجهَلُو ... نَ يَهْزَأُ جَاهِلُهُم بِالعَليمِ بَعْدَهُ: وَصَارَ الغِنَى قُرْبَةً لِلعَدُوِّ ... وَالفَقْرُ مَبْعَدَةً لِلحَمِيْمِ وَكُلٌّ وَحَاشَاكَ خِلُّ اليَسَارِ ... يُرَى مَعَهُ وَصَدِيْقُ النَّعِيْمِ وَمَنْ شِئْتَ فَالْقَ بِلَا حَاجَةٍ ... بِوَجْهٍ طَلِيْقٍ وَوُدٍّ سَلِيْمِ فَإنْ عَرَضتْ صِرْتَ أيَّ الذَّلِيْلِ ... لَدَيْهِ وَقَدْ كُنْتَ أيّ الكَرِيْمِ النَّمْرِيُّ: [من الطويل] 10036 - غَدَا بِنجُومِ السَّعْدِ مَن حَطَّ رَحلَهُ ... لَديكَ وَعَزَّت عُصبَةٌ أنتَ جَارُهَا ¬
أَبُو العَتاهِيَة: [من المنسرح] 10037 - غَدًا تُوافِي النُفُوسُ مَا كَسَبَت ... وَيَحصُدُ الزَارِعُونَ مَا زَرَعُوا قَبْلَهُ: حَتَّى مَتَى يَسْتَرِقُّنِي الطَّمَعُ ... ألَيْسَ لِي فِي العَفَافِ مُتَّسَعُ مَا أوْسَعَ الصَّبْرَ وَالقَنَاعَةَ بِالنَّاسِ ... جَمِيْعًا لَو أنَّهُم قَنِعُوا وَاخْدَعَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لأقْوَامٍ ... أرَاهُمْ فِي الغَيِّ قَدْ رَتَعُوا أَمَّا المَنَايَا فَغَيْرُ غَافِلَةٍ ... لِكُلِّ حَيٍّ مِنْ كَأسِهَا جُرَعُ أيُّ لَبيْبٍ تَصْفُو الحَيَاةُ لَهُ ... وَالمَوْتُ وِرْدٌ لَهُ وَمُنْتَجَعُ الخَلقُ يَمْضي يَؤُمُّ بَعْضُهُمْ ... بَعْضًا فَهُمْ تَابِعٌ وَمُتَّبَعُ يَا نَفْسُ مَا لِي أرَاكِ آمِنَةً ... حَيْثُ تَكُونُ الرَّوْعَاتُ وَالفَزَعُ للَّهِ دَرُّ الدُّنْيَا لَقَدْ لَعِبَتْ ... قَبْلُ بِقَوْمٍ فَمَا تُرَى صَنَعُوا أثْرُوا فَلَمْ يُدْخِلُوا قُبُوْرَهُمُ ... شَيْئًا مِنَ الثَّرْوَةِ الَّتِي جَمَعُوا غَدًا تُوَافِي النُّفُوسُ. البَيْتُ [من الطويل] 10038 - غَدَا قَاصِدًا لِلخَيرِ حَتَّى أصَابَهُ ... وَكَم مِن مُصِيبٍ قَصدَهُ غَيرِ قَاصِدِ [من الوافر] 10039 - غَدَاةَ غَدٍ تُزَمُّ بِنَا المَطَايَا ... فَهَل لَك مِن عَزاءٍ يَا خَليلُ قَبْلَهُ: أَتَتْ وَدُمُوعُهَا فِي الخَدِّ تَحْكِي ... قَلَائِدَهَا وَقَدْ جَعَلَتْ تَقُولُ ¬
غَدَاةَ غَدٍ تُزَمُّ بِنَا المَطَايَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): فَقُلْتُ لَهَا وَعَيْشُكِ لَا أُبَالِي ... أقَامَ الحَيُّ أمْ جَدَّ الرَّحِيْلُ يُبَالِي بِالنَّوَى مَنْ كَانَ حَيًّا ... فَإنِّي قَبْلَ بَيْنِكُمُ قَتِيْلُ وَيُرْوَى: فقلت لها وَدَمعُ العَين جَارٍ ... عَلَى الخدَّينِ مُنسَجمٌ هَمُولُ يُهدَّدُ بالنَّوَى مَن كَانَ حيًّا ... وها أنا بَعد بَينِكُم قتيلُ ابْنُ العَجلَانِ: [من الطويل] 10040 - غَدًا يَكثُرُ البَاكُونَ مِنَّا وَمِنكُم ... وَتَزدَادُ دَارِي مِن دِيَارِكُم بُعدَا أبْيَاتُ ابنِ العَجْلَانِ وَتُرْوَى لِلْمُرَقِّشِ الأكْبَرِ: خَلِيْلَيَّ جُوْرَا بَارَكَ اللَّهُ فِيْكُمَا ... وَإِنْ لَمْ تَكُنْ هِنْدٌ لأَرْضِيْكُمَا قَصْدَا وَقُوْلُوا لَهَا لَيْسَ الضَّلَالُ أجَارَنَا ... وَلَكِنَّنَا جُرْنَا لِنَلْقَاكُمُ عَمْدَا غَدًا يَكْثَرُ البَاكُونَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أعَيْنَيَّ إِنْ كَانَ البُكَا رَدَّ هَالِكًا ... عَلَى أحَدٍ قَبْلِي فَلَا تَتْرُكَا جُهْدَا وَجُوْدَا بِإهْمَالِ الدُّمُوعِ لَعَلَّهَا ... تَرُدّ حَبِيْبًا صِرْتُ مِنْ أجْلِهِ فَرْدَا [من الطويل] 10041 - غَدرًا أضَاعُوا ذِمَمِي وَلَيسَ لِي ... إِلَّا الوَفَاءُ وَالحفَاظُ ذَنبُ نَصر بنُ عُنَينٍ: [من الطويل] 10042 - غَدَرَ الزَّمَانُ بِنَا فَفَرَّقَ بَينَنَا ... إِنَّ الزَّمَانَ بِأهلِهِ غَدَّارُ قَبلَهُ: ¬
لَا تَغْتَرِرْ بَالدَّهْرِ إِنْ وَافَاكَ فِي ... حَالَاتِ يُسركَ إنَّهُ غَرَّارُ وَإِذَا البَصَائِرُ عَنْ رَشَادٍ أُعْمِيَتْ ... مِنْهَا فَمَاذَا تَنْفَعُ الأَبْصَارُ أنْظُرْ إِلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَاعْتَبِرْ ... سَتَصيْرُ عَنْ كَثَبٍ إِلَى مَا صَارُوا فَيَزُولُ عنك جِمِيْعُ مَا أُوْتِيْتَ ... فِي الدُّنْيَا وَلَوْ زُوِيَتْ لَكَ الأمْصَارُ غَدَرَ الزَّمَانُ بِنَا فَفَرَّقَ بَيْنَنَا. البَيْتُ عَارقٌ الطَّائيُّ: اسمه قَيسٌ بن حَزوَةَ بن سَيفٍ: [من الطويل] 10043 - غَدَرتَ بِأمرٍ أنتَ كُنتَ دَعَوتَنَا إلَيهِ ... وَبِئسَ الشِيمَةُ الغَدرُ بِالعَهدِ بَعْدَهُ: وَقَدْ يَتْرُكُ الغَدْرَ الفَتَى وَطَعَامُهُ ... إِذَا هُوَ أمْسَى جُلُّهُ مِنْ دَمِ الفَصْدِ يَقُولُ: كَيْفَ غَدَرْتَ بِأمْرٍ انتدَبْتَنَا إلَيْهِ وَالكَرِيْمُ لَا يَغْدِرُ بِمَنْ عَاهَدَهُ وَلَوْ كَانَ فِي الشِّدَّةِ العَظِيْمَةِ. وَدَمُ الفَصدِ هُوَ أنْ يَفْصِدَ الرَّجُلُ بَعِيْرَهُ فَيُؤْخّذُ دَمُهُ فَيُشْتَرَى وَيُؤْكَلَ وَذَلِكَ يَكُونُ فِي الشِّدَّةِ وَأعْوَامَ الجدْبِ وَأزَمَاتِ الدَّهْرِ وَذَلِكَ الطَّعَامُ يُسَمَّى العِلْهِز. محمّد بن دَاود الأصفهاني: [من الطويل] 10044 - غَدَرتَ بِعَهدِي عَامِدًا وَأخَفتَنِي ... فَخِفتَ وَلَو أمنتَنِي لأمِنتنِي زُهَيرٌ المَصرِيُّ: [من الـ. . .] 10045 - غَدَرنَ بِي بَعدَ عُهودٍ جَرَت ... يَكفِيكَ قَولُ النَّاسِ يَا غَادِرُ 10046 - غَدٌ مَا غَدٌ مَا أقرَبَ اليَومَ مِن غَدٍ ... سَتَأتِيكَ أخبَارُ العَشيّةِ وَالغَدِ أَبُو نُواسٍ في الخَمرَةِ: [من البسيط] 10047 - غَدَوا إلَيهَا سِرَاعًا كالسّهَامِ غَدَت ... عَن القسِيّ ورَاحُوا كالعَراجِينِ ¬
الطَّبرَخَرميُّ: [من الطويل] 10048 - غَدَوتُ أخَا جُوعٍ وِلَستُ بِصَائمٍ ... وَرُحتُ أخَا عُريٍ وَلَستُ بِمُحرمِ القَاضِي أَبُو الحَسَنِ: [من الطويل] 10049 - غُذيتُ بِهِ طِفلًا وَإن رُمتُ تَركَهُ ... تَأبّى وَأغرَتنِي بِهِ أُلْفَةُ المَهدُ [من المتقارب] 10050 - غُرَابٌ أرَادَ كمَشي الحَجَل ... فَلا ذَا أصَابَ وَلَا ذَا حَصَل مِثْلهُ (¬1): [من الكامل] إِنَّ الغُرَابَ وَرَامَ يَمْشِي مِشْيَةً ... فِي سَالِفِ الأَحْقَابِ وَالأهْوَالِ حَسَدَ القَطَا وَأرَادَ يَمْشِي مَشْيَهَا ... فَأصَابَهُ ضَرْبٌ مِنَ العُقَّالِ فَأضَلَّ مِشْيَتَهُ وَأخْطَأَ مَشْيَهَا ... فَلِذَاكَ كُنْيَتُهُ أَبُو المِرْقَالِ ابْنُ الخيَّاطِ: [من الطويل] 10051 - غَرَامٌ عَلَى يَأسِ الهَوَى وَرَجَائِهِ ... وَشَوقٌ عَلَى بُعدِ المَزَارِ وَقُربِهِ [من الطويل] 10052 - غَرَامِي بِكُم فَوقَ الذِي قَدْ عَهِدتُم ... وَوَجدِي بِكُم مَا قَد عَلِمتُم مِنَ الوَجدِ 10053 - غَرَامِي غَرَامِي وَالهَوَى ذَلِكَ الهَوَى ... وَحُبّي لَكُم حُبّي وَوَجدِي بِكُم وَجدِي ¬
بَعْدَهُ: [من الـ. . .] وَلَيْسَ مُحِبًّا مَنْ يَدُوْمُ وِدَادُهُ ... عَلَى القُرْبِ لَكِنْ مَنْ يَدُوْمُ عَلَى البُعْدِ ابن حَيُّوسٍ: [من الطويل] 10054 - غَرَائِبُ إن لاحَت فَدُرٌّ وَجَوهَرٌ ... ثَمينٌ وَإن فَاحَت فَمِسكٌ وَعَنبَرُ تَغلِبُ بنُ دَاودَ: [من الخفيف] 10055 - غُربَةٌ قَارِظِيّةٌ وَغَرَامٌ ... عَامِرِيٌّ وَمحنَةٌ عَلَوِيّه قَبْلَه وَهُوَ أَبُو وَائِلٍ تَغْلِبُ بن دَاوُدَ الحَمَدَانِيُّ: [من الخفيف] يَا خَلِيْلَيَّ اسْعِدَانِي فقد طَالَ ... اصطِبَارِي عَلَى احْتِمَالِ البَلِيَّه غُرْبَةٌ قَارِظِيَّةٌ وَغَرَامٌ عَامِرِيٌّ. البَيْتُ قَالَهُمَا لَمَا أسَرَهُ المُبَرْقَعُ. 10056 - غُرِرتَ وَأطمَعَتكَ ظُنُونُ أفكٍ ... وَأضعَفُ عِصمَةٍ عِصَمُ الظُّنُونِ امرأةٌ من قُريشٍ: [من الخفيف] 10057 - غُرَّ غَيرِي فَقَد عُرِفتَ بِغَيرِي ... عَهدُكَ الخَائِنُ القَليلُ الثّبَاتِ قَالَ عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيُّ وَقَدْ رَأَى بَعْضُ القُرَشِيَّاتِ: بَدَتْ الشَّمْسِ فِي جوَارٍ تَهَادَى ... مُخَطَّفَاتِ الخُصُوْرِ مُعْتَجِرَاتِ فَتَنَفَّسْتُ وَقُلْتُ لِبَكْرٍ ... عُجِّلَتْ فِي الحَيَاةِ لِي حَسَنَاتِي هَلْ سَبِيْلٌ إِلَى الَّتِي لَا أُبَالِي ... بَعْدَهَا أنْ أمُوْتَ قَبْلَ وَفَاتِي ¬
فَأجَابَتْهُ القُرْشِيَّةُ تَقُوْلُ (¬1): قَدْ أتَانِي الرَّسُوْلُ بِالأَبْيَاتِ ... فِي كِتَابٍ قَدْ خُطَّ بِالتُّرَّهَاتِ خَانَكَ الطَّرْفُ إِنْ نَظَرْتَ وَمَا ... طَرْفُكَ عِنْدِي بِصَادِقِ النَّظَرَاتِ غُرَّ غَيْرِي فقد عُرِفْتَ بِغَيْرِي. البَيْتُ جَعفَر بن الحجَّاج مَغربيٌّ: [من مجزوء الرمل] 10058 - غَرَّكَ العِزُّ وَقَد يُعـ ... ــــقِبُ بَعدَ العِزِّ ذُلٌّ قَبْلَهُ: أيُّهَا المُعْتَزُّ فِي الدُّ ... نْيَا بِأمْرٍ يَضمَحِلُّ غَرَّكَ العِزُّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَاسْتَزَلَّتكَ اللَّيَالِي ... وَقَدِيْمًا تَسْتَزِلُّ لَا تُهِنْ نَفْسَكَ يَا مِسْـ ... ــــكيْنُ فَالشَّيْءُ أقَلُّ إبراهِيمُ الغَزِّيّ: [من المديد] 10059 - غُرَرٌ لَكِنَهُم عُرَرٌ ... إن قَرَنتَ الخُبرَ بِالخَبَرِ بَعْدَهُ: بَقَرٌ لَكِنَّنَا لَهُمْ ... فِي امْتِثَالِ الأمْرِ كَالبَقَرِ العَتَّابِيُّ: [من الخفيف] 10060 - غُرَّ مَن ظَنَّ أن يَفُوتَ المَنَايَا ... وَعُرَاهَا قَلائِدُ الأعنَاقِ وَيُرْوَى: غُرَّ مَنْ غَرَّهُ صُرُوفُ اللَّيَالِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
أيُّنَا قَدَّمَتْ صُرُوفُ اللَّيَالِي ... فَالَّذِي أخَّرَتْ سَرِيْعُ اللَّحَاقِ غَلَبَ المَوْتُ كُلَّ حِيْلَةِ مُحْـ ... ــــتَالٍ وَأعْيَا بِدَائِهِ كُلَّ رَاقِي يحيَى بن الوَلِيدُ النَّرسِيُّ: [من الكامل] 10061 - غَرَسَ الفَسيلَ مُؤمّلًا لِبَقَائِهِ ... فَنَمَا الفَسيلُ وَمَاتَ عَنهُ الغَارِسُ قَبْلَهُ: وَفتَى كَأَنَّ جَبِيْنَهُ شَمْسُ الضُّحَى ... قَامَتْ عَلَيْهِ نَوَادِبٌ وَرَوَامِسُ غَرَسَ الفَسِيْلَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَرَكَ المَنَازِلَ مُوْحِشَاتٍ بَعْدَهُ ... وَلَقَدْ يَكُنَّ بِهِ وَهُنَّ أوَانِسُ صُرَّدُرَّ: [من الكامل] 10062 - غَرَسَ المَكَارِمَ فَاجتَنَى ثَمَرَاتِهَا ... شُكرًا وَكُلٌّ حَاصِدٌ مَا يَزرَعُ بَعْدَهُ: يَقِفُ الثناءُ عَلَيهِ وَقفَةَ حائرٍ ... مِمَّا يَسُنُّ لَهُ ندَاهُ وَيَشرَعُ وَمِنْ بَابِ (غَرَسَ) قَوْلُ السَّيِّدُ الرَّضِيّ (¬1): غَرَسْتُ غُرُوْسًا كُنْتُ أرْجُو لِحَاقَهَا ... وَآمَلُ أنْ تَطِيْبَ جَنَاتُهَا فَإنْ أثْمَرَتْ لِي غَيْرَ مَا كُنْتُ آمِلًا ... فَلَا ذَنْبَ لِي إِنْ حَنْظَلَتْ نَخلَاتُهَا [من الوافر] 10063 - غُرُورًا كَانَ مَا وَعَدَتكَ سُعدَى ... وَأَحلَى الوَعدِ مِن سُعدَى الغُرُورُ [من الوافر] 10064 - غَريبُ الدَارِ لَيسَ لَهُ صَديقٌ ... جَميعُ سُؤالِهِ أينَ الطّريقُ ¬
[من الطويل] 10065 - غَريبٌ مَشُوقٌ مُولَعٌ بإدكَارِكُم ... وَكُلُّ غَريبِ الدَارِ بِالشَّوقِ مُولَعُ أَبُو فراس بن حَمْدَانَ: [من الطويل] 10066 - غَريبٌ وَأهلِي حَيثُمَا كَرَّ نَاظِري ... وَحيدٌ وَحَولِي مِنْ رِجَالِي عَصَائِبُ [من الوافر] 10067 - غَريتِ بِتَوبَتِي وَلَججتِ فيهَا ... فَشُقّي الآن جَيبَكِ لا أتوبُ الغَزِّيُّ: [من الطويل] 10068 - غَسَلتُ يَدِي جَمعًا مِنَ الشِعرِ كلِّهِ ... وَمَا الشِعرُ بالفَنِّ المُقَدَّمِ صَاحِبُه ابْنُ طُلَيبٍ: [من المنسرح] 10069 - غُشّ بَنِي آدَمٍ فَكُلُّهُم ... لِلّهِ عَاصٍ وَكُن لَهُم دَغِلا يُقَالُ أَنَّ المَأمُونَ لَمَا غَزَى الرُّوْمَ نَزلَ بِقَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا مُكَوْكَبًا مِنْ قُرَى أنْطَاكِيَةَ فَنَظَرَ إِلَى زَيْتُونٍ حَامِلٍ وَكُرُومٍ مِثلِهِ فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لابنِ طُلَيْبٍ. فَقَالَ: لَعَلَّهُ صَاحِبُ الشِّعْرِ الَّذِي يَقُولُ: غُشُّ بني آدَمٍ فَكُلُّهُمُ. البَيْتُ قَالُوا: نَعَم. قَالَ: مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: شَيْخٌ كَبيْرٌ في مَنْزِله. قَالَ: آتُوني بِهِ. فَلَمَّا مَثَلَ بين يَدَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ قَالَ: أنْشِدْنِي شِعْركَ فَأنْشَدَهُ: غُشُّ بني اَدَمٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكُلْ بِضرْسٍ وَطَأَ الأنَامُ بِظُلْفٍ ... تَأتِ حَزْمًا وَتحْكِمُ العَمَلَا ¬
لَا تَخِف بَالنَّازِلِ المُقِيْمِ وَلَا ... تَبْكِ عَلَى ظَاعِنٍ إِذَا رَحَلَا مَنْ غَابَ أوْ حَالَ عَنْ مَوَدَّتِهِ ... فَخَلِّ عَنْهُ وَاطْلُبْ بِهِ بَدَلَا وَلَا تَقُلْ احْفَظ الذِّمَامِ وَلَا ... أنْسَى فُلَانًا وَحُسْنَ مَا فَعَلَا إنْسَ أبَاكَ المَفْرُوْضَ طَاعَتُهُ ... عَلَيْكَ فِيْمَا يُحْيِي لَكَ الأَمَلَا وَمِلْ مَعَ الرِّيْحِ مَيْلَ مُنْتَقِلٍ ... عَنْ كَدَرِ العَيْشِ وَابْتَغِ الدُّوَلَا وَكُنْ مِنَ النَّاسِ مِنْ أبيْكَ فَلَا ... أقْرَبَ مِنْهُ مُسْتَوْحِشًا وَجَلَا إِنْ مُسْتَشِيْرٌ أتَاكَ مُنَتصِحًا ... فَامْدُدْ لَهُ كَيْفَ مَا اشْتَهَى الطوَلَا خَلِّطْ عَلَى النَّاسِ يَنْسُبُوكَ إِلَى ... الظُّرْفِ وَشَتِّتْ عَلِيْهمُ السُّبُلَا قَدِّمْ وَأخِّرْ وَاسْلُك بِهِم طُرُقَ ... ـــــــًا يَلْقُونَ فِيْهَا العِثَارَ وَالزَّلَلَا وَاسْقِهِم السُّمَّ إِنْ ظَفرْتَ بِهِم ... وَامْزِجْ لَهُمْ مِنْ لِسَانِكَ العَسَلَا إِنَّ رِجَالُ الوَفَاءِ قَدْ ذَهَبُوا ... لأنَّ نَجْمَ الوَفَاءِ قَدْ أَفَلَا قَالَ: فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى هَذَا البَيْتِ الأخِيرِ قَالَ لَهُ المَأمُونُ: أَوْلَى لَكَ قَدْ أسْتَحْقَقْتَ القَتْلَ لأمْرِكَ بِغَيْرِ مَا أمَرَ اللَّهُ بِهِ، لَكِنَّكَ نَجَوْتَ بِهَذَا البَيْتِ امْضِ لِسَبِيْلِكِ فَقَالَ: يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى أيْنَ أمْضي؟ إِلَى صِبْيَةٍ صِغَارٍ وَعَجَائِزَ الحَيِّ يُعَيِّرُونَنِي بِأنيّ وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَي أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ ثُمَّ رَجَعْتُ صِفْرًا؟ قَالَ: أوَ مَا تَرْضَى أنْ تَفْلِتَ بِحَشَاشَتِكَ؟ قَالَ: يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ وَأنَّى؟ بَلْ تُضيْفَ الفَضْلَ إِلَى الفَضْلِ وَتَقْرِنُ الإحْسَانَ بِالإِحْسَانِ فَمَتَى يتّفِقُ لِي الوُقُوفَ مَرَّةً أُخْرَى بَيْنَ يَدَي أمِيْر المُؤْمِنِيْنَ؟ فَتَبَسَّمَ المَأمُونُ وَأمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ. المَعَرِّي: [من الكامل] 10070 - غصنُ الشَبَابِ عَصَى السَّحَابَ فَلَم يَعُد ... ذَا خُضرَةٍ إذ كُلُّ غُصنٍ أخضَرُ بَعْدَهُ: [من الـ. . .] قَدْ أوْرَقَتْ عَمَدُ الخيَامِ وَأعْشَبَتْ ... شُعَبُ الرِّجَالِ وَلَوْنُ رَأسِي أغْبَرُ ¬
وَلَقَدْ سَلَوْتُ عَنِ الشَّبَابِ كَمَا سَلَا ... غَيْرِي وَلَكِنْ لِلحَزِيْنِ تَذَكُّرُ السَّرِيُّ الرَّفَاءُ: [من البسيط] 10071 - غَضبَانُ يَستُرُ عَنّي وَجهَهُ بِيَدٍ ... وَدِدتُ لَو سُمِرَتْ فِيهِ بِمِسْمَارِ يَقُولُ السَرِيُّ الرَّفَاءُ ذَلِكَ فِي هَجْوِ ... الخَالِدِييَّنِ وَيَذْكُرُ انْتِحَالَهُمَا شِعْرَهُ: لَقَدْ تَحَيَّفَ شِعْرِي مَعْشَرٌ عُرَرٌ ... مِنْهُم قَرِيْبٌ وَمِنْهُمْ نَازحُ الدَّارِ إيَّاكُمُ أنْ تَشِيْمُوا بَرْقَ غَادِيَةٍ ... مُسنَّعَةٍ بِذُعَافِ السمِّ مِدْرَارِ وَلَا يَغُرَّكُمُ أمْطَارُ مُبْتَسِمٍ ... يُزْجِي الصَّوَاعِقَ فِي أثناءِ أمْطَارِ فَالسَّيْفُ يُبْدِي ابْتِسَامًا عِنْدَ هِزَّتِهِ ... وَقَدْ أسَرَّ المَنَايَا أيَّ إسْرَارِ وَمَا أظُنُّ دَعِيَّ الأّزْدِ يُنْصِفُنِي ... حَتَّى تَمُوجَ بِهِ أمْوَاجُ تَيَّارِي غَضبَانُ يَسْتُرُ عَنِّي وَجْهَهُ بِيَدٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَنْ كَانَ يَعْجِزُ عَنْ سَهْلِي إِذَا سَبَقَتْ ... خَيْلُ القَرِيْضِ فَلِمْ يَجْتَابُ أوْعَارِي وَهَلْ يَقُومُ بِجَمْعِي حِيْنَ أصْرِمُهُ ... مُعَرِّدٌ عَنْ زِنَادٍ قَبْلَهُ وَارِي لَو كُنْتُمُ العَنْبَرَ الوَرْدَ المُشَبَّهَ بِي ... وَالمَنْدَلَ الرَّطْبَ شَبَّتْ فِيْكُمُ نَارِي لَكِنَّكُمْ حَطَبٌ بِالٍ يُحْرِّقُهُ ... سَعِيْرُ شَمْسِ الضُّحَى مِنْ قَبْلِ إسْعَارِي بشر بن أبي خَازمٍ: [من الكامل] 10072 - غَضِبَت تَميمٌ أن تُقَتَّلَ عَامِرٌ ... يَومَ النِّسار فَاعتَبُوا بِالصَّيلَمِ هذا البيت هُو المَثَلُ السَائِر يُضرَبُ في جَزِعَ الرَّجلِ أو غَضبِهِ لِغَيره فَيُصَابُ في نَفسِهِ بمَا هو أَعظَمُ مِن ذَلكَ. [من الطويل] 10073 - غَضَبتَ عَلَينَا أن عَلاكَ ابْنُ غَالِبٍ ... فَهَلَّا عَلَى جَدّيكَ فِي ذَاكَ تغضَبُ ¬
ابْنُ الرُّوميّ: [من الوافر] 10074 - غَضِبتَ وَطُلتَ مِن سَفَهٍ وَطَيشٍ ... تُهَزهِزُ لِحيَةً فِي قَدرِ رَفشِ بَعْدَهُ: فَمَا افترَقَتْ لِغَضْبَتِكَ الثُّرَيَّا ... وَلَا اجْتَمَعَتْ لِذَاكَ بَنَاتُ نَعْشِ [من الطويل] 10075 - غَضِبنَا لَكُم يَا آلَ بَكر بنِ وَائِلٍ ... فَلَمَّا رَضِيتُم لَم نَلُمكُم عَلَى الحُكمِ شَمعَلَةُ: [من الكامل] 10076 - غُضَّ الوَعيدَ فَمَا أكُونُ لمَوعِدي ... قَنَصًا وَلَا أُكلًا لَهُ مُتَخَضَّما الصَّابِئ: [من الطويل] 10077 - غَضَضتُ عَلَى الأَقدَارِ نَفسَ ابنَ حُرّةٍ ... إِذَا ضَامَهُ المَقدُورُ أنجَدَهُ الصَّبرُ ابْنُ المعتَزِّ: [من البسيط] 10078 - غَطّى ذُنُوبَهُم عَفوِي فَقَد أَمِنُوا ... وَالجَهلُ حِينَ يَضيعُ الحِلمُ مَعذُورُ بَعْدَهُ: إيَّاكَ مِنْ حَيَّةٍ قتَالَةٍ ذَكَرٍ ... يَمْشِي عَلَى القِرْنِ قُدْمًا وَهُوَ مَزْجُورُ يَا رُبَّ شَرٍّ يَظَلُّ البَغِيُ يُوْقِدُهُ ... صابَرْتُ مَكْرُوْهَهُ وَالصَّبْرُ مَنْصُوْرُ وقَدْ أُكَاثِرُ أقْوَامًا عَلَى حَنَقٍ ... وَالسَّيْفُ يَضحَكُ غَيْظًا وَهُوَ مَوْتُورُ [من الطويل] 10079 - غَفَرتُ لِدَهرِي مَا جَنَتهُ خُطُوبُهُ ... بِقُربِكَ فَالأَيَّامُ فِي أوسَعِ الحَلِّ ¬
ابْنُ المعتَزِّ: [من الطويل] 10080 - غَفَرتُ وَلَو كَانَت ذُنُوبُكَ كَالحَصَا ... وَعِندِي إِذَا جَرَّبتَنِي خُلُقٌ سَهلُ لَهُ أَيْضًا: [من الكامل] 10081 - غَلَبَ الزَمَانُ الكَيدَ وَالحِيَلا ... وَاشتَدَّ حَتَّى هَانَ مَا فَعَلا بَعْدَهُ: [من الـ. . .] وَحَلَاوَةُ الدُّنْيَا لِجَاهِلِهَا ... وَمَرَارَةُ الدُّنْيَا لِمَنْ عَقِلَا أَبُو تَمَّام: [من الكامل] 10082 - غَلَبَ السُرُورُ عَلَى هُمُومي بِالّذِي ... أظهَرتَ مِن بِرِّي وَمن إينَاسِي يَقُولُ مِنْهَا: عَدَلَ المَشِيْبُ عَلَى الشَّبَابِ وَلَمْ يَكُنْ ... مِنْ كَبْوَةٍ لَكِنَّهُ مِنْ بَاسِ أثَرُ المَطَالِبِ فِي الفُؤَادِ وَإِنَّمَا ... أثَرُ السِّنِيْنَ وَوَسْمُهَا فِي الرَاسِ فَالآنَ حِيْنَ غَرَسْتُ في كَرَمِ الثَّرَى ... تِلْكَ المُنْى وَبَنَيْتُ فَوْقَ أسَاسِ ابْنُ شَمسِ الخِلافَة: [من الكامل] 10083 - غُلِبَ العَزَاءُ وَخَانَ عَنكَ تَصَبُّرِي ... وَإِلَى مَتى يَتَحَمَّلُ المُتَحَمِّلُ العَتَّابِي: [من الخفيف] 10084 - غَلَبَ المَوتُ كُلَّ حِيلَةِ مُحتَالٍ ... وَأعيَا بِدَائِهِ كلَّ أَرَقِي أَبُو نَصر بنُ نَباتَة: [من الوافر] 10085 - غَلَبتُ عَلَى البَلاغَةِ كُلَّ نُطقٍ ... وَعَلَّمتُ الإصَابَةَ كُلَّ رَامِ ¬
بَعْدَهُ: تُفِيْدُ بِهَا العُقُولُ نُهًى وَصَحُّوا ... وَقَدْ فَعَلَتْ بِهَا فِعْلَ المُدَامِ لَهَا فِي حَلْبَةِ الآذَانِ رَكْضٌ ... إِلَى حبِّ القُلُوبِ بلا احْتِشَامِ أَرطَاة بن سُهيَّةَ: [من الطويل] 10086 - غَلَبنَا بَنِي حَوَّاءَ مَجدًا وَرِفعَةً ... وَلَكِنَّنا لَم نَستَطِع غَلَبَ الدَّهرِ يَقُولُ مِنْهَا: أقِيْمُ صَفَى ذِي الضِّغْنِ حَتَّى أرُدَّهُ ... وَأحْطِمَهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى القدرِ هُوَ أرْطَأةُ بنُ سُهَيَّةَ المُرِيُّ وَسُهَيَّةُ أمّهُ. [من الرمل] 10087 - غَلِطَ الدَّهرُ بِمَا أعطَاكُم ... وَفِعَالُ الدَّهرِ جَهلٌ وَغَلَطُ ابن جكِينَا: [من مجزوء الكامل] 10088 - غَلِطَ الزَّمَانُ بِمَا عَلا ... بِكَ ثُمَّ حَطَّكَ وَاعتَذَرْ ابْنُ الرُّوميّ: [من الكامل] 10089 - غَلِطَ الطَبيبُ عَليَّ غَلطَةَ حَازمٍ ... عَجزَت مَوَارِدُهُ عَنِ الإصدَارِ بَعْدَهُ: [من الـ. . .] وَالنَّاسُ يَلْحَوْنَ الطَّبِيْبَ وَإِنَّمَا ... غَلَطُ الطَّبِيْبِ إصَابَةُ المِقْدَارُ وَمِنْ بَابِ (غَلَط) قَوْلُ آخَرَ: غَلَط فَاحِشٌ وَجَهْلٌ مُبِيْنُ ... وَعَمًى لَا يُخِيْلُ لَا بَلْ جُنُوْنُ ¬
طَمَعُ العَبْدُ فِي كَرَامَةِ مَوْلَاهُ ... وَإصْرَارُهُ عَلَى مَا يَهِيْنُ قَالَ شَقِيْقٌ البَلْخِيُّ: مَرَّ إبْرَاهِيْمُ بنُ أدْهَمَ رَحَمَهُ اللَّهُ عَلَيْهُمَا بِسُوْقِ البَصْرَةِ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ: يَا أبَا إسْحَاقَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ الكَرِيْمِ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وَنَحْنُ نَدْعُوْهُ مِنْذُ دَهْرٍ فَلَا يَسْتَجِيْبُ لنا؟ فَقَالَ لَهُمْ إبْرَاهِيْمُ: يَا أهْلُ البَصْرَة مَاتَت قُلُوبكُم فِي عَشْرَةِ أشِيَاءَ: أوَّلُهَا: عَرَفتمْ اللَّهَ وَلَمْ تُؤَدُّوا حَقَّهُ. والثَّانِي: قَرَأتُمْ كِتَابَ اللَّهِ وَلَمْ تَعْملُوا بِهِ. وَالثَّالِثُ: ادَّعَيْتُمْ حُبَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكْتُمْ سُنَّتُهُ. وَالرَّابِعُ: ادَّعَيْتُمْ عَدَاوَةَ الشَّيْطَانَ وَوَافَقْتمُوهُ. وَالخَامِسُ: قُلتمْ نُحِبُّ الجنَّةَ فَلَمْ تَعْملُوا لَهَا. وَالسَّادِسُ: قُلتمْ نَخَافُ النَّارَ وَرَهَنْتُمْ نُفُوسَكُمْ بِهَا. وَالسَّابِعُ: قُلْتُمْ إِنَّ المَوْتَ حَقٌّ وَلَمْ تَسْتَعِدُّوا لَهُ. وَالثَّامِنُ: اشْتَغَلْتُمْ بِعُيُوْبِ إخْوَانِكُمْ وَنَبَذْتُمْ عُيُوبَكُمْ. وَالتَّاسِع: أكَلْتُمْ نِعْمَةَ رَبِكُمْ وَلَمْ تَشْكُرُوْهَا. وَالعَاشِرُ: دَفَنتمْ مَوْتَاكُمْ وَلَمْ تَعْتَبِرُوا بِهِمْ. أبو عُمر بن البَاجي الكَاتب: [من المنسرح] 10090 - غَلِطتَ يَا دَهرُ أكبَرَ الغَلَطِ ... فَارجِع فَإِنَّ الكِرَامَ فِي سَخَطِ بَعْدَهُ: وَلَمْ تَزَلْ تَرْفَعُ الخِسَاسَ عَلَى ... حَالٍ وَلَكِنْ مِنْ غَيْرِ ذَا النَّمَطِ كُثيّرُ في عُمر بن عبد العزيز: [من الكامل] ¬
10091 - غمرُ الرِدَاءِ إِذَا تَبَسَّمَ ضَاحِكًا ... عَلِقَت لِضِحكَتِهِ رِقَابُ المَالِ [من البسيط] 10092 - غَمَستَ نَفسَكَ فِي خَضرَاءَ مُونقَةٍ ... وَغَيَّرَتكَ عَلَى إِخوَانِكَ النِعَمُ ابْنُ الرُّومِيّ: [من الوافر] 10093 - غُمُوضُ الحَقِّ حِينَ يَذُبُّ عَنهُ ... يُقَلِّلُ نَاصِرَ الرَجُلِ المُحِقِّ بَعْدَهُ: تِضِلُّ عَنِ الدَّقِيْقِ فُهُوْمُ قَوْمٍ ... فَيَحْكُمُ لِلمُجِلِّ عَلَى المُدِقِّ عبد الصَّمد مَغربيٌّ: [من الطويل] 10094 - غَنَاءُ الغَوَانِي فِي الحُرُوبِ غَنَاؤُهُم ... وَإن عَهِدُوا كَانُوا كذَلِكَ فِي العَهدِ أَيمَن بن خُرَيمٍ: [من الطويل] 10095 - غَنَاءٌ قَليل عَن أرَامِلَ جُوَّعٍ ... قَرَاطِيْسُ فِي أجوَافِهِنَّ خُطُوطُ بَعْدَهُ: لَعَمْرِي لَقَدْ هَانَتْ عَلَى اللَّهِ أُمَّةٌ ... يُدَبِّرُ سَيْفٌ أمْرَهَا وَلَقِيْطُ وَمِنْ بَابِ (غَنَاء) قَوْلُ آخَرَ يَذُمُّ قَيْنَةً (¬1): غِنَاؤُهَا يصْلحُ لِلتَّوْبَةِ ... وَرِيْقُهَا مِنْ عَرَقِ الجوْبَةِ فَبَادِرُوا الشُّرْبَ فقد أمْكَنَتْ ... مِنْ قَبْلِ أنْ تَدْخُلَ فِي النَّوْبَةِ ¬
أَبُو هِلالٍ العَسكَرِيُّ: [من الطويل] 10096 - غَنَائي غِنَى نَفسِي وَمَالِي قَنَاعَتِي ... وَكَنزِي لآدَابِي وَزيْنِي عَفَافِيَا قَوْلُ أَبِي هِلَالٍ الحسن بن سهل العَسْكَرِيِّ: غَنَائِي غِنَى نَفْسِي وَمَا لِي قَنَاعَتِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَفَخْرِيَ إسْلَامِي وَذُخْرِي أمَانَتِي ... وَجُنْدِيَ أشْعَارِي وَسَيْفِي لِسَانِيَا ألَا لَا يَذُمُّ الدَّهْرَ مَنْ كَانَ عَاجِزًا ... وَلَا يَعْذُلُ الأقْدَارُ مَنْ كَانَ وَانِيَا فَمَنْ لَمْ تُبَلِّغُهُ المَعَالِي نَفْسهُ ... فَغَيْرُ جَدِيْرٍ أنْ يَنَالَ المَعَالِيَا [من الكامل] 10097 - غَنَمٌ خطَّفُهَا ذِئَابُ ضَلالَةٍ ... لَمَّا رَعَوا فِي حَدِّ غَيرِ الرَاعِي الرّضِي الموسَوِي: [من الطويل] 10098 - غِنَى المَرءِ عِزٌّ وَالفَقيرُ كَأَنَّهُ ... إِلَى النَّاسِ مَهنُوءُ الذِّرَاعَينِ أجرَبُ أَبُو فراسٍ: [من الهزج] 10099 - غِنَى النَفسِ لِمَن يَعقِلُ ... خَيرٌ مِن غِنَى المَالِ بَعْدَهُ: وَفَضْلُ النَّاسِ فِي الأنْفُسِ ... لَيْسَ الفَضْلُ فِي الحَالِ سَالِم بنُ وابِصَة: [من الطويل] 10100 - غِنَى النَفسِ مَا يَكفِيكَ مِن سَدِّ فَاقَةٍ ... فَإن زَادَ شَيئًا عَادَ ذَاكَ الغِنَى فَقرَا أبْيَاتُ سَالِم بن وَابِصَةَ، وَتُرْوَى لِعُمَارَةَ: ¬
أُحُبُّ الفَتَى يَنْفِي الفَوَاحِشَ سَمْعُهُ ... كأنَّ بِهِ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَقْرَا سَلِيْمُ دَوَاعِي الصدْرِ لَا بَاسِطًا ... وَلَا قَابِضًا عُرْفًا وَلَا قَائِلًا هجْرَا وَفِي اليَأْسِ من أنْ تَسْألِ النَّاسِ رَاحَةٌ ... تُمِيْتُ بِهَا عُسْرًا وَتُحْيِي بهم يُسْرَا وَلَيْسَ يَدٌ أوْلَيْتَهَا بغَنِيْمَةٍ ... إِذَا كُنْتَ تَبْغِي أنْ تَعِدَّ لَهَا شُكْرَا غِنَى النَّفْسِ مَا يَكِفِيْكَ مِنْ سَدِّ فَاقَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِذَا مَا أتَتْ مِنْ صَاحِبٍ لَكَ زَلَّةٌ ... فَكُنْ أنْتَ مُحْتَالًا لِزَلَّتِهِ عُذْرَا وَقَالَ أَبُو العَتَاهِيَّةِ وَضمَّنَ آخِرُهُ (¬1): غِنَى النَّفْسِ. البَيْتُ ألَا لَا أرَى لِلَمَرْءِ أنْ يَأمَنَ الدَّهْرَا ... فَإنَّ لَهُ فِي طُوْلِ مُهْلَتِهِ فِكْرَا فَكَمْ مِن جَمِيْعٍ أمَّلُوا أنْ يَخْلِدُوا ... رَأيْتُ صرُوْفَ الدَّهْرِ تَجْزُرُهُم جَزْرَا بُلِيْتُ بِدَارٍ مَا تَنْقَضِي هُمُوْمُهَا ... فَلَسْتُ أرَى إِلَّا التَّوَكُّلَ وَالصَّبْرَا إِذَا مَا مَضى يَوْمٌ بِأمْرٍ تَقَطَّعَتْ ... قُواهُ وَرَّثَتْ وأحْدَثَتْ لَيْلَةٌ أمْرَا غِنَى المَرْءُ مَا يَكْفِيْهِ مِنْ سَدِّ فَاقَةٍ. البَيْتُ وَهُوَ تَضمِيْنٌ. عثمان بن عفَّان رضي اللَّه عنه: [من الطويل] 10101 - غِنَى النَّفسِ يُغني النَّفس حَتَّى يَكُفَّهَا ... وإِن عَضَّهَا حَتَّى يَضُرَّ بهَا الفَقرُ أنْشَدَ الرِّيَاشِيُّ قَالَ: أنْشَدَنِي رَجُلٌ مِنْ بني أُمَيَّةَ لأَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: غِنَى النَّفْسِ يُغْنِي النَّفْسَ حَتَّى يَكُفَّهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا عُسْرَةٌ فَاصْبِرْ لَهَا إِنْ لَقِيْتَهَا ... بِدَائِمَة إِلَّا سَيَتْبَعُهَا يُسْرُ حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: [من الطويل] ¬
10102 - غَنَينَا زَمَانًا بِالتَصَعلُكِ وَالغِنَى ... وَكِلتَاهُمَا يَسقِي بِكَأسَيهِمَا الدَهرُ ويروَى: كَذَا الدَّهر في أيامهِ العُسرُ واليُسرُ. بَعْدَهُ: فَمَا زَادَنَا بَغِيًا عَلَى ذِي قَرَابَةٍ ... غِنَانَا وَلَا أزْرَى بِأحْسابِنَا الفَقْرُ ألَمْ تَرَ مَا أفْنَيْتُ لَمْ يَكُ ضَرَّبي ... وَأنَّ يَدِي مِمَّا بَخِلْتُ بِهِ صِفْرُ ألَمْ تَرَ أَنَّ المَال غَادٍ وَرَائِحٌ ... وَيَبْقَى مِنَ المَال الأحَادِيْثُ وَالذِّكْرُ بشِرُ بنُ مَروَانَ: [من الطويل] 10103 - غَنِينَا فَأغنَانَا غِنَانَا وَعَاقَنَا ... مآكِلُ عَمَّا عِندَكم وَمَشَارِبُ قَيس بن الخَطِيم: [من الوافر] 10104 - غَنِيّ النَفسِ مَا عَمِرتْ غَنِيٌّ ... وَفَقرُ النَفسِ مَا عَمِرَتْ شَقَاءُ محمَّدُ بن هَانئ: [من الطويل] 10105 - غَنِيٌّ بِمَا فِي الطَبعِ عَن مُستَفَادِهِ ... لَهُ كَرَمُ الأخلاقِ دُونَ التَكَرُّم [من الطويل] 10106 - غنِيٌّ بِلا مَالٍ عَنِ النَّاسِ كُلِّهِم ... وَلَيسَ الغِنَى إلا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ [من الطويل] 10107 - غَنِيٌّ عَنِ الفَحشَاءِ أَمَّا لِسَانُهُ ... فَعَفّ وَأَمَّا طَرفُهُ فَكَلِيلُ ¬
المتَنَبِّي: [من الطويل] 10108 - غَنِيٌّ عَنِ الأَوطَانِ لا يَستَخِفُّنِي ... إِلَى بَلَدٍ سَافَرتُ عَنهُ إيَابُ الشَنفَرى الأَسَدِي: [من الطويل] 10109 - غَوَى فَغَوت ثُمَّ ارعَوَى بَعدُ وارعَوت ... وَلَلْصَّبْرُ إن لَم يَنفَع الصَّبرُ أجمَلُ [من الطويل] 10110 - غُلامٌ أتَاهُ اللَّومُ مِن شَطرِ نَفسِهِ ... وَلَم يَأتِهِ مِن شَطرِ أَمٍّ وَلَا أَبِ 10111 - غُلامٌ إِذَا مَا هَمَّ بِالفَتكِ لَم يُبَلْ ... أَلامَت قَليلًا أَم كَثيرًا عَوَاذِلُه أَبُو نُواس في امرأةٍ: [من الطويل] 10112 - غُلامٌ وَإلَّا فَالغُلامُ شَبيهُهَا ... وَرَيحَانُ دُنيَا لَذَّةٌ لِلمُعَانِقِ قَبْلَهُ: لَقَدْ صُبِّحَتْ بِالخَيْرِ عَيْن تَصَبَّحَتْ ... بِوَجْهِكِ مَا مَكْنُونُ فِي كُلِّ شَارِقِ غَلَامٌ وَإلَّا فَالغُلَامُ شَبِيْهَّهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَجَمَّعِ فِيْهَا الشَّكْلُ وَالزَّي كُلُهُ ... فَلَيْس مُحِيْط وَصفَهَا قَوْلُ نَاطِقِ فِطانةُ زِنْدِيْقٍ وَلَحْظَةُ قَيْنَةٍ ... بِعَيْنِ الَّذِي يَهْوَى وَمُنية عَاشِقِ وَتَقْطِيْبِ سجْنِيٍّ وَتَكْرِيْهِ شَاطِرٍ ... وَنَظْرَةِ جِنِّيٍّ وَقَلْبِ مُنَافِقِ أَعرَابِيٌّ: [من الوافر] 10113 - غُلامُ وَغًى تَقَدَّمَهَا فَأبلَى ... فَخَانَ بَلَاءَهُ الزَّمَنُ الخَؤُونُ ¬
أنْشَدَ أَبُو مُحَلّمٍ لِبَعْضِ الأَعْرَابِ: غُلَامُ وَغًى تَقَدَّمَهَا فَأبْلَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكَانَ عَلَى الفَتَى الإقْدَامُ فِيْهَا ... وَلَيْسَ عَلَيْهِ مَا جَنَتِ المَنُونُ ابن شمس الخلافة: [من الطويل] 10114 - غِيَاثٌ لِمَلهُوفٍ وَأمنٌ لِخَائِفٍ ... وَنَصرٌ لِمَخذُولٍ وَكنزٌ لِمُعدِمِ ثابتُ قُطنَةَ: [من البسيط] 10115 - غَيثًا لَدَى أزمَةٍ غَبرَاءَ شَاتِيَةٍ ... مِنَ السِنينَ وَمَأوَى كُلِّ مَسكِين بَشَارٌ: [من البسيط] 10116 - غَيثُ الزُّنَاةِ إِذَا حَلُّوا بِسَاحَتِهِ ... وَآفَةُ المَالِ بَينَ الزِّقِّ وَالعُودِ الرَّملِيُّ: [من الـ. . .] 10117 - غَيثٌ وَلَيثٌ فَغَيثٌ حِينَ تَسألُهُ ... عُرفًا وَلَيثٌ لَدَى الهَيجَاءِ ضِرغَامُ بَعْدَهُ: يَحْيَى الأنَامُ بِهِ فِي الجدْبِ إِنْ قَحِطُوا ... جُوْدًا وَتَشْقَى بِهِ يَوْمَ الوَغَى الهَامُ حَالَانِ ضِدَّانِ مَجْمُوْعَانِ فِيْهِ فَمَا ... يَنْفَكُّ بَيْنَهُمَا بُؤْسى وَإنْعَامُ كَالمُزْنِ تَجْتَمِعُ الحَالَانِ فِيْهِ مَعًا ... مَاءٌ وَنَارٌ وَإِرْهَامٌ وَإضرَامُ المُتَنَبِّي: [من المنسرح] 10118 - غَيرَ اختِيَارٍ قَبِلتُ برَّكَ بِي ... وَالجُوعُ يُرضِي الأُسُودَ بِالجِيفِ ¬
هَذَا كَقَوْلِ ابنِ أَبِي عُيَيْنَةَ (¬1): [من مخلع البسيط] مَا كُنْتَ إِلَّا كَلَحْمِ مَيْتٍ ... دَعَا إِلَى أكْلِهِ اضْطِرَارُ أبْيَاتُ المُتَنَبِّيّ وَهُوَ فِي الجنِ أوَّلُهَا (¬2): أهْونُ بِطُوْلِ الثَّوَاءِ وَالتَّلَفِ ... وَالسِّجْنِ وَالقَيْدِ يَا أبَا دُلَفِ غَيْرَ اخْتِيَارٍ قَبِلْتُ بِرَّكَ بِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كُنْ أيُّهَا السِّجْنُ كَيْفَ شِئْتَ فقد ... وَطَّنتُ لِلَمَوتِ نَفْسَ مُعْتَرِفِ لَو كَانَ سُكْنَايَ فِيْكَ مَنْقصةً ... لَمْ يَكُن الدرُّ سَاكِنَ الصَّدَفِ عَلِيُّ بن الجَهمِ: [من الكامل] 10119 - غِيَرُ اللّيَالِي بَادِيَاتٌ عُوَّدُ ... وَالمَالُ مُكتَسَبٌ يُفَادُ وَيَنفَدُ الرَّضِي الموسَوِي: [من الكامل] 10120 - غَيْرَ إِنَّ دُونَ العرضِ لا أَسخُو بِهِ ... وَالعِرضُ خَيرُ عَقيلَة الإِنسَانِ صُرَّدُرّ: [من الخفيف] 10121 - غَيَر أَنَّا إذا السَلامَةُ حَاطَتـ ... ـــكَ وَسِعنَا الزَمَانَ عَفوًا وَغَفرَا وَمِنْ بَابِ (غَيْر) قَوْل الخَلِيْل بن أحْمَدَ (¬1): غَيْرَ أَنَّ الرُّبَا إِلَى سُبُلِ الأنْوَ ... اءِ أدْنَى وَالحَظُّ حَظُّ الوِهَادِ المَتَنَبِّي: [من الخفيف] ¬
10122 - غَيرَ أَنَّ الفَتَى يُلاقِي المَنَايَا ... كَالِحَاتٍ وَلَا يُلاقِي الهَوَانَا [من الخفيف] 10123 - غَيرَ أَنِّي أَصبَحتُ أَضيَعَ فِي القَـ ... ـــوم مِنَ البَدرِ فِي لَيَالِي الشِتَاء يُقَالُ فِي المَثَلِ: أضْيَعُ مِنَ القَمَرِ فِي الشّتَاءِ. لأَنَّهُ يَكُونُ فِي غَايَةِ النَّصاعَةِ وَالحُسْنِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يُجْلَسُ فِيْهِ وَلَا يُنْتَفَعُ بِهِ لِشِدَّةِ بَرْدِ الشِّتَاءِ. [من الخفيف] 10124 - غَيرَ أَنِّي عَلَى القَطيعَةِ لا أُظـ ... ـــــهِرُ هَجرًا وَلَا أَقُولُ قَبيحًا البُحتُرِيُّ: [من المنسرح] 10125 - غَيرُ كَليِلٍ نَاسٍ وَلَا وَكَلٍ ... يُحيلُ فِي عِلمِهِ عَلَى كتُبِه بَعْدَهُ: إحَاطَةً بِالصَّوَابِ تُؤْمِنُ مِنْ ... لَجَاجَةٍ فِي المُحَالِ أوْ شَغبِه [من المديد] 10126 - غَيرُ مَأسُوفٍ عَلَى زَمَنٍ ... يَنقَضِي بِالهَمِّ وَالحَزَنِ أَبُو زُبيدٍ الطَّائيُّ: [من الخفيف] 10127 - غَيرُ مَا طَالبِينَ ذُحلًا وَلَكِن ... مَالَ دَهرٌ عَلَى أنَاسٍ فَمَالُوا قِيْلَ لَمَا عَزَل المَنْصُورُ بنَ عُمْرَانَ عَنْ القَضَاءِ جَعَلَ النَّاسُ يَسُبُّوْنَهُ وَكَانَ فِيْهِمْ رَجُلٌ ¬
يُبَالِغُ فِي سَبِّهِ وَشَتْمِهِ فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا هَلْ أسْأْت إلَيْكَ قَطّ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا الَّذِي تأتِيْهِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَسُبُّوْنَكَ فَسَاعَدْتَهُم. قَالَ: فَأنْشَدَ المَنْصُورُ مُتَمَثِّلًا: غَيْرُ مَا طَالِبِيْنَ ذَحْلًا. البَيْتُ أوَّلُ أبْيَاتِ أَبِي زَيْدٍ: مَنْ يَرَى العِيْسَ لابنِ أرْوَى ... عَلَى ظَهْرِ المَرْوِيُّ حُدَاتُهُنَّ عِجَالُ يَقُولُ مِنْهَا: أصبَحَ البَيْتُ قَدْ تَبَدَّلَ بِالْحـ ... ــيِّ وُجُوْهًا كَأَنَّهَا أقْيَالُ لَيْتَ شِعْرِي كَذَاكُمْ العَهْدُ كَانُوا ... أُنَاسًا كَمَا تَزُوْلُوا فَزَالُوا غَيْرُ مَا طَالِبِيْنَ ذَحْلًا ولَكِنْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كُلُّ شَيْءٍ يَحْتَالُ فِيْهِ الرِّجَالُ ... غَيْرَ أنْ لَيْسَ لِلْمَنَايَا احْتِيَالُ وَلَعمْرُ الإلَهِ لَو كَانَ لِلسَّيْفِ ... مَصَالٌ وَاللِّسَانِ مَقَالُ مَا تَنَاسيْتُكَ الصَّفَاءَ وَلَا الوُدَّ ... وَلَا حَالَ دُوْنَكَ الأشْغَالُ وَأبِي ظَاهِرُ العَدَاوَة إِلَّا ... شنآنًا وَقَوْلَ مَا لَا يُقَالُ مِنْ رِجَالٍ تَقَارَضُوا مُنْكَرَاتٍ ... لِيَنَالُوا الَّذِي أرَادُوا فَنَالُوا مَنْ يَخُنْكَ الصَّفَاءَ أوْ يَتَبَدَّلُ ... أوْ يُزلْ مِثْلَمَا يَزُوْلُ الخَيَالُ فَاعْلِمْنِي أنَّنِي أخُوْكَ أخُو الوُدَّ ... حَيَاتِي حَتَّى تَزُوْلَ الجبَالُ وَلَكَ النَّصْرُ بِاللِّسَانِ وَبِالسَّيْفِ ... إِذَا كَانَ لِليَدَيْنِ مَصالُ [من الخفيف] 10128 - غَيرُ مُستَنكَرٍ زَوَالُ خَليلٍ ... لَيسَ شَيءٌ عَلَى الزَّمَانِ بِبَاقِي [من الخفيف] 10129 - غَيرُ مُستَنكَرٍ وَغَيرُ بَديعٍ ... بَثُّ يَومِ الفِرَاقِ مَا فِي الضُّلُوعِ ¬
بَعْدَهُ: رُبَّ دَمْعٍ كَأَنَّهُ مِنْ حَدِيْثٍ ... وَحَدِيْثٍ كَأَنَّهُ مِنْ دُمُوْعِ مِثْلُهُ لأَبِي المُطَاعِ (¬1): [من الكامل] لَو كُنْتَ سَاعَةَ بَيْنِنَا مَا بَيْنَنَا ... فَشَهِدْتَ حِيْنَ نُكَرِّرُ التَّوْدِيْعَا أيْقَنْتَ أَنَّ مِنَ الدُّمُوعِ مُحَدِّثًا ... وَعَلِمْتَ أَنَّ مِنَ الحَدِيْثِ دُمُوْعَا مِهيارُ: [من الرمل] 10130 - غَيرُ نَفسِي شَأنُهَا هَمُّ غَدٍ ... وَحَديثُ الأَمْس تكرَارٌ يُمَل بَعْدَهُ: أشك مِنْ يَوْمِكَ أوْ فَاشْكُر لَهُ ... مَا مَضَى فَاتَ وَمَا يَأتِي لَعَلْ سَعِيد بنُ هَاشمٍ الخالِديُّ: [من الكامل] 10131 - غَيرِي أقَامَ بِدَار مَضيَعَةٍ ... وَلِسَانُهُ عَضْبٌ وَمُنصُلُه المتَنَبِّي: [من البسيط] 10132 - غَيرِي بِأكثَرِ هَذَا النَّاسِ يَنخَدِعُ ... إن قَاتَلُوا جَبُنُوا أو حَدَّثُوا شَجُعُوا قَدْ كَتَبْنَا مُخْتَارَ هَذِهِ القَصيْدَةِ بِبَابِ: أَأَطْرَحُ المَجْدَ عَنْ كَتِفِي. البَيْتُ وَهُوَ فِي الجزْءِ الأوَّلِ فِي أوَّلِ أبْوَابِ الألِفِ. الحَصكَفِيُّ وهو مَحبوسٌ: [من مجزوء الكامل] 10133 - غَيرِي بِفعلِ الدَّهرِ غِرٌّ ... فِيمَا يَسُوءُ وَمَا يَسُرُّ قَوْلُ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ الحَصكَفِيّ: ¬
غَيْرِي بِفِعْلِ الدَّهْرِ غِرُّ. بَعْدَهُ: أحْدَاثُهُ وَحَدِيثُهُ ... عِنْدِي هَبَاءٌ لا مُسْتَمِرُّ لَا نفعُهُ نَفْعٌ ... لَدَيَّ وَلَا مَضَرَّتُهُ تَضرُّ قَدَرٌ تَسَاوَى الهِرُّ فِي ... أعْرَاضِهِ وَالجوْزَ هِرُّ لَا النُّجْبُ فُتْنَ وَلَا العِـ ... ـــرَابُ وَلَا الهَجِيْنُ وَلَا الطِّمِرُّ سيَّان فيهُنَّ الأبَا ... طِحُ وَالسَّنَامُ المُشْمَخِرُّ وَجهانِ إلَا أَنَّ ذَا ... طَلقٌ وَذَلِكَ مُكْفَهِرُّ بِالأَمْسِ كَانَ القَبْضُ يُلـ ... ـــــهبُ وَقْدهُ وَاليَوْمَ قَرُّ مُرٌّ وَحُلْوٌ سَائِغٌ ... وَكِلَاهُمَا حُلُمٌ يَمُرُّ وَالصَّبْرُ أوْلَى بِاللَّبـ ... ــــيْبِ وَكُلُّ أمْرٍ مُسْتَقِرُّ مَا ضَرَّنِي حَبْسِي لَأ ... نَّ الحُرَّ حَيْثُ يَحُلُّ حُرُّ كَالدُّرِّ فِي قَعْرِ البُحُـ ... ـــــورِ وَفِي نُحُورِ الحُوْرِ دُرُّ ابْنُ اللبَانَةِ: [من البسيط] 10134 - غَيرِي تُعَلِّمُهُ النّعمَاءُ يَشكُرُهَا ... مَن أَنطَقَتهُ اللُّهَى لَم يَعرُه حَصَرُ [من الكامل] 10135 - غَيرِي جَنَى وَأَنَا المُؤَاخَذُ فِيْكُمُ ... فَكَأَنَّنِي سَبَّابَةُ المُتَنَدِّمِ أَبُو فراسٍ: [من الكامل] 10136 - غَيرِي يُغَيِّرُهُ الفَعَالُ الجَافِي ... وَيَحُولُ عَن شِيَم الكَرِيمِ الوَافِي كَانَ أَبُو فِرَاسٍ عِنْدَ سَيْفِ الدَّوْلَةِ وَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيْهِ خَيْلٌ اشْتُرِيَتْ لَهُ مِنَ العَرَبِ، فَقَامَ أَبُو فِرَاسٍ وَمَضَى وَلَمْ يَسْتَهْدِهِ مِنْهَا شَيْئًا فَعَتَبَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ عَلَيْهِ بِسَبَب ذَلِكَ وَبَلَغَهُ العَتَبُ فَقَال أَبُو فِرَاسٍ: ¬
غَيْرِي يُغَيِّرُهُ الفَعَالُ الجَّافِي. وَبَعْدَهُ: لَا أرْتَضِي وُدًّا إِذَا هُوَ لَمْ يَدُمْ ... عِنْدَ الجفَاءِ وَقِلَّةِ الإنْصافِ تَعِسَ الحَرِيْصُ وَقَلَّمَا يَأتِي بِهِ ... عَوَضًا مِنَ الإلْحَاحِ وَالإلْحَافِ إِنَّ الغَنِيَّ هُوَ الغَنِيُّ بِنَفْسِهِ ... وَلَوْ أَنَّهُ عَارِي المَنَاكِبِ كَافِ مَا كُلُّ مَا فَوْقَ البَسِيْطَةِ كَافِيًا ... وَإِذَا اقتنَعْتَ فَكُلُّ شَيْءٍ كَافِ وَتَعَافُ لِي طَغ الحَرِيْصِ أبُوَّتِي ... وَمُرُوَّتِي وَقَنَاعَتِي وَكَفَافِي مَا كَثْرَةُ الخَيْلِ العِتَاقِ بِزَائِدِي ... شَرَفًا وَلَا عَدَدُ السَّوَامُ الضَّافِي خَيْلٌ وَإِنْ قَلَّتْ كَثِيْرٌ نَفْعُهَا ... بَيْنَ الصَّوَارِمِ وَالقَنَا الرّعَافِ وَمَكَارِمِي عَدَدَ النُّجُومِ وَمَنْزِلِي ... مَأوَى الكِرَام وَمَنْزِلُ الأضْيَافِ لَا أقْتَنِي لِصُرُوفِ دَهْرِي عُدَّةً ... حَتَّى كَأَنَّ صُرُوْفَهُ أحْلَافِي شِيَمٌ بِهُنَّ مُذْ أَنَا يَافِعٌ ... وَلَقَدْ عَرَفْتُ بِمِثْلِهَا أسْلَافِي * * * وَمِنْ بَابِ (غَيَّرَ) قَوْلُ الرِّضَى المَوْسَوِيّ (¬1): غَيَّرْتَ ألْوَانَ الرِّمَاحِ ... وَرَوْنَقَ البِيْضِ الذَّكُوْرِ بِضَوَامِرٍ مِثْلِ النُّسُورِ ... وَغِلْمَةٍ مِثلِ الصُّقُورِ ابْنُ زيدُونَ: [من البسيط] 10137 - غَيظَ العِدَا مِن تَسَاقِينَا الهَوَى فَدَعَوا ... بِأَن نَغَصَّ فَقَالَ الدَّهرُ آمِينَا [من الكامل] 10138 - غَيٌّ لَعَمرُكِ لا أزَالُ أَعُودُهُ ... مَا دَامَ مَالٌ عِندَنَا مَوجُودُ قَبْلَهُ: ¬
قَالَتْ سُمَيَّةُ قَدْ غَوِيْتَ بِأنْ رَأتْ ... حَقًّا تَنَاوبَ مَا لنَا وَوُفُوْدُ غَيٌّ لَعَمْرُكَ لَا أزَالُ أعُوْدُهُ. البَيْتُ * * * تَمَّ حَرفُ الغَينِ المُعجَمَةِ وَالحَمدُ لِلهِ الغَنِيِّ الحَميدِ. عَدَدُ أبْيَاتِ هَذَا الحَرْفِ مِائَةٌ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُوْنَ بَيْتًا عَدَا الحَوَاشِي. وَهِيَ فِي سِتِّ قَوَائِمٍ وَوجْهَةٍ وَاحِدَةٍ هِيَ هَذِهِ. وَالحَمْدُ للَّهِ عَلَى حُسْنِ تَوْفِيْقِهِ وَكَرَمِهِ وَسَوَابغِ نِعَمِهِ. وَصلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. وَصلَّى اللَّهُ عَلَى النَبِيّ النَّذِيرِ البَشِيرِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ وَسَلَّم * * *
حرف الفاء
حرف الفاء
حَرفُ الفَاءِ عَمرو بن كُلثُومٍ: [من الوافر] 10139 - فَآبُوا بِالنِّهَابِ وَبِالسَّبَايَا ... وَأُبنَا بِالمُلُوكِ مُصَفَّدِينَا المَتَنَبِّي: [من الوافر] 10140 - فَآجَرَكَ الإلهُ عَلَى مَرِيضٍ ... بَعَثتَ إِلَى المَسِيحِ بِهِ طَبِيْبَا وَمِنْ بَابِ (فآهِ) قَوْلُ عَتَيّ بن مَالِكٍ العُقَيْلِيِّ: فَآهِ لِذِكْرَاهَا إِذَا مَا ذَكَرْتُهَا ... وَمِنْ بُعْدِ أرْضٍ دُوْنهَا وَسَمَاءُ وَمِنْ زَفْرَةٍ تَعْرُو إِذَا ذُكِرَ اسْمهَا ... وَجَهْشَةِ أحْشَائِي وَذَاكَ شَقَائِي وَمَنْ جزْءِ لَيْلَى بِالمَوَدَّةِ بغضةً ... وَبِالجوْدِ بُخْلًا مَا جَرَتْ بِوَفَاءِ أَبُو بَكر العَرزَميُّ: [من الكامل] 10141 - فَابدَأْ بِنَفسِكَ فَانهَهَا عَن غَيِّهَا ... فَإِذَا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ [من الكامل] 10142 - فَابشِر بِمَا تَهوَى فَجَدُّكَ صَاعِدٌ ... وسَل كُلَّ مَا تَرجُو فَرَبُّكَ وَاهبُ أَبُو عبادَة البُحتُرِيُّ: [من الخفيف] 10143 - فَابقَ عُمرَ الزَّمَانِ حَتَّى نُؤَدِّي ... شُكرَ إحسَانِكَ الّذِي لا يُؤَدَّى ¬
وَمنْ بَابِ (فَأب) قَوْلُ ابْنُ خَازِمٍ يَصِفُ شِعْرَهُ (¬1): فَأبْعَثُهُنَّ أرْبَعَةً وَخَمْسًا ... بِألْفَاظٍ مُثَقَّفَةٍ عَذَابِ وَكُنَّ إِذَا وَسَمْتُ بِهُنَّ قَوْمًا ... كَأطْوَاقِ الحَمَائِمِ فِي الرِّقَابِ وَقَوْلُ آخَرَ (¬2): فَابْقِ لَكَ الذِّكْرَ الجمِيْلَ تَدُمْ بِهِ ... فَمَا لِسِوَى الذِّكْرِ الجمِيْلِ بَقَاءُ وَقَوْلُ الحُطَيْئَةِ (¬3): فَابْلِغْ عَامِرًا مِنِّي رَسُولًا ... رِسَالَةَ نَاصِحٍ لَكُمُ حَفِيِّ فَإيَّاكُمْ وَحَيَّةَ بَطِنِ وَادٍ ... هَمُورَ النَّابِ لَيْسَ لَكُمْ بِسِيِّ لَهُ أَيْضًا: [من الخفيف] 10144 - فَابقَ يَبقَ العَفَافُ وَالفَضلُ وَاسلَمْ ... يَسلَمِ العمرُ لِلنَّدَى وَالجُودُ النَّابِغَةُ الجَعدِيُّ: [من الطويل] 10145 - فَأَبلِغ عِقَالًا إِن غَايةَ دَاحِسٍ ... بِكَفَّيكَ فَاستَأْخِرْ لَهَا أَو تَقَدَّمِ البُحتُرِيُّ: [من الطويل] 10146 - فَأَتبَعتُهَا أُخرَى فَأَضلَلتُ نَصلَهَا ... بِحَيثُ يَكُونُ اللُّبُّ وَالرُّعبُ وَالحِقدُ أبْيَاتُ البُحْتُرِيِّ يَصِفُ الذِّئْبَ: وَأطْلَسَ مِلْءَ العينِ يَحْمِلُ زَوْرَهُ ... وَأضْلَاعَهُ مِنْ جَنْبَتَيْهِ شَوًى نَهْدُ لَهُ ذَنَبٌ مِثْلَ الرَّشَاءِ يَجُرُّهُ ... وَمَتْنٌ كَمَتْنِ القَوْسِ أعْوَجُ مُنْأدُّ ¬
طَوَاهُ الطَّوَى حَتَّى اسْتَمَرَّ مَرِيْرُهُ ... وَمَا فِيْهِ إِلَّا العَظْمُ وَالرُّوْحُ وَالجلْدُ يُقَضْقِضُ عُضْلًا فِي أسِرَّتهَا الرَّدَى ... كَقَضْقَضةِ المَقْرُورِ أرْعَدَهُ البَرْدُ سَمَا لِي وَبِي مِنْ شِدَّةِ الجوْعِ مَا بِهِ ... بِبَيْدَاءَ لَمْ يُحَسُّ بِهَا عيْشَةٌ رَغْدُ كِلَانَا بِهِ ذِئْبٌ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ ... بِصَاحِبِهِ وَالجدّ يَتْبَعُهُ الجدّ عَوَى ثُمَّ أقْعَى وَارْتَجَزْتُ فَهِجْتُهُ ... فَأقْبَلَ مِثْلَ البَرْقِ يَتْبَعُهُ الرَّعْدُ فَأوْجَرْتُهُ خَرْقَاءَ تَحْسِبُ أنَّهَا ... عُلَى كَوْكَبٌ يَنْقَضّ وَاللَّيْلُ مُسْوَدُّ فَمَا زَادَ إِلَّا جُرْأةً وَضَرَاوَةً ... فَأيْقَنْتُ أَنَّ الأمْرَ مِنْهُ هُوَ الجَدُّ فَأتْبَعْتهَا أُخْرَى فَأَضْلَلْتُ نَصْلَهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَخَرَّ وَقَدْ أوْرَدْتُهُ مَنْهَلَ الرَّدَى ... عَلَى ظَمَأٍ لَو أَنَّهُ عَذُبَ الوِرْدُ وَقُمْتُ فَجَمَّعْتُ الحَصا فَاشْتَوَيْتُهُ ... عَلَيْهِ وَلِلرَّمْضَاءِ مِنْ تَحْتِهِ وَقْدُ وَنِلْتُ خَسِيْسًا مِنْهُ ثُمَّ تَرَكْتُهُ ... وَأَقْلَعْتُ عَنْهُ وَهُوَ مُنْعَفِرُ وَرْدُ أبْيَاتُ البُحْتُرِيّ فِي الذِّئبِ مِنْ أحِسَنِ الكَلَامِ وَأبْرَعِهِ. هَذَا وَإِنَّمَا أخَطَأ فِي قَوْلِهِ مُنْأدٌّ بِتَشْدِيِدِ الدَّالِ وَالمسْموُعُ مِنَ العَرَبِ مُنآدٌ بِالمَدِ وَالتَّخْفِيْفِ. قَالَ الرَّاجَزُ (¬1): [من الرجز] مِنْ أنْ تَبَدَّلْتَ بِآدٍ آدَا ... لَمْ يَكُ منآذًا فَأمسَى أنآدَا الرَّضِي الموسَوِي: [من مجزوء الرمل] 10147 - فَاتَكَ السِّربُ وَمَا ... زُوِّدتَ غَيرَ الحَسَرَاتِ الرَّضِي الموسَوِي: [من الخفيف] 10148 - فَاتَنِي أَن أرَى الدِيَارَ بِعَينِي ... فَلَعَلِّي أَرَى الدِيَارَ بِسمعِي قَبْلَهُ: ¬
عَارِضًا بِي رَكْبُ الحِجَازِ نُسَا ... ئِلْهُ مَتَى عَهْدُهُم بِأيَّامِ جَمْعِ وَاسْتَمِلَّا حَدِيْثَ مَنْ سَكَنَ الخَيْفَ ... وَلَا تَكْتُبَاهُ إِلَّا بِدَمْعِي فَاتَنِي أنْ أرَى الدِّيَارَ بِعَيْنِي. البَيْتُ الحَادِرَةُ: [من الطويل] 10149 - فَاثنُوا عَليناَ لا أَبَا لأبِيكُمُ ... بِإحسَانِنَا إِنَّ الثَنَاءَ هُوَ الخُلدُ يُقَال: إِنَّ خُلُوْدَ الإنْسَانِ فِي الدُّنْيَا هُوَ بِمَا يُؤْثَرُ عَنْهُ مِنْ عِلْمٍ أوْ فَضلٍ أوْ إحْسَانٍ أوْ فِعْلِ خَيْرٍ. وَأنْشَدُوا: فأثْنُوا عَلَيْنَا لَا أبَا لأبِيْكُمُ. البَيْتُ وَدفَةُ الأَسَدِيُّ: [من البسيط] 10150 - فَاجبُرْ بِفَضلِكَ عَظمًا كلنتَ تَجبُرُهُ ... وَاجمَع بِطَولِكَ مَا قَد كَانَ يَنتشَرُ أَبُو القَاسِمِ الحَرِيريُّ: [من الخفيف] 10151 - فَاجتِلاءُ الهِلالِ فِي الشَهرِ يَومٌ ... ثُمَّ لا تَنظُرُ العُيُونُ إلَيهِ قَبْلَهُ: لَا تَزُرْ مَنْ تُحِبُّ فِي كُلِّ شَهْرٍ ... غَيْرَ يَوْمٍ ولَا تَرِدهُ عَلَيْهِ فَاجْتِلَاءُ الهِلالِ فِي الشَّهْرِ يَوْمٌ. البَيْتُ هَارُون الرشيدُ: [من الخفيف] 10152 - فَأجِدُّوا فِي السَيرِ بَل إن قَدَرتُم ... أن تَطِيرُوا مَعَ الرِيَاحِ فَطِيرُوا قَبْلَهُ: عَيْبُ مَا نَحْنُ فِيْهِ يَا أهْل وُدِّي ... أنَكمْ غُيَّبٌ وَنَحْنُ حُضوْرُ ¬
فَأجِدُّوا فِي السَّيْرِ بَلْ إن قَدَرْتُمْ. البَيْتُ [من الخفيف] 10153 - فَاجعَل العَقلَ لِلسِانِ عِقَالًا ... فَشِرَادُ اللِسَانِ دَاءٌ عُضَالٌ يزيدُ بن محمَّد المهَلَّبِيُّ: [من البسيط] 10154 - فَاجعَل عَبِيْدَكَ أوتَادًا مُشجَّجةً ... لن يَثبُتَ البَيْتُ حتَّى يُقرَعَ الوَتدُ الرَّضِي الموسَوِيُّ: [من البسيط] 10155 - فاجعَل يَدَيكَ مَجاز المَالِ تَحظَ بهِ ... أَنَّ الأَشحَّاءَ للوُرَّاثِ خُزَّانُ عَبد اللَّه بن مُعَاوية بن عبد اللَّه بن جَعفر: [من الطويل] 10156 - فأَجْمِلْ إذا مَا كنتَ لَابدَّ مَانعًا ... وقَد يَمنَعُ البَذلَ الفَتَى وَهو مُجمِلُ [من الطويل] 10157 - فَأَجمل إِذَا وَاصَلتَ أَو كُنتَ قَاطِعًا ... حِبالَ خَليلٍ فَالفَتَى يَتَجَمَّلُ السريُّ الرَّفَاءُ: [من البسيط] 10158 - فَاحذَر منَ الشعرِ كسْرًا لا انجبَارَ لَهُ ... فَللزُّجَاجَةِ كَسْوٌ لَيسَ ينجَبرُ بَعضُ الغسَّانيينَ: [من البسيط] 10159 - فأَحزَمُ النَّاسِ مَن إن نَالَ فُرصَتَهُ ... لَم يجعَلِ السَّبَبَ المَوصُولَ مُنْقَضِبَا ¬
[من الطويل] 10160 - فَأَحْسِنْ بمثلي أَن بُراجعَ رُشَدَهُ ... بِتَرْكِ لجاجٍ أَو مُمَارَاةِ جَاهِلِ امرؤُ القَيْسِ بن حُجرٍ: [من الطويل] 10161 - فَأَحْسَنَ سَعدٌ في الَّذِي كَانَ بَينَنَا ... فَإِن عَادَ بالإِحسانِ فَالعَودُ أَحمَدُ قَالَ الأصْمَعِيُّ: أمَرَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ بِالنِّدَاءِ عَلَى بَابِهِ: مَنْ أَتَى بَصَدْرِ هَذَا البَيْتِ الَّذِي آخِرُهُ: وَالعَوْدُ أحْمَدُ. فَلَهُ عَشرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ فَخَرَجَ الحَاجِبُ فَنَادَى بِذَلِكَ فَقَامَ إلَيْهِ غُلَامٌ مِن بني عُذْرَةَ فَقَالَ: أَنَا أرْوِي صدْرَ هَذَا البَيْتِ وَلَا أُنْشِدُهُ إِلَّا لأمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فَأُدْخِلَ فَلَمَّا مَثَلَ بَيْنَ يَدِيْهِ قَالَ: مَظْلُومٌ مَغْصُوبٌ يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ. فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ: قَدْ ظَنَنْتُ إنَّكَ احْتَلْتَ لِلْوُصُوْلِ إلَيَّ وَلَا عِلْمَ عِنْدَكَ بِمَا أرَدْتُ وَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ إنَّهُ لآخِرُ يَوْمٍ مِنْ أجَلَكَ. قَالَ: فَإنْ لَمْ يَكُنْ كَمَا ظَنَنْتَ يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ؟ قَالَ: حَاجَتُكَ مَقْضِيَةٌ وَالمَالُ لَكَ. قَالَ الغُلَامُ: تَزْعَمُ تَمِيْمٌ أَنَّ البَيْتَ لِشَاعِرِهِم أوْسِ بنُ حَجَرٍ حَيْثُ يَقُولُ (¬1): فَإنْ تك قَدْ سَاءَتْكَ مِنِّي خَلِيْقَةٌ ... فَعُوْدِي كَمَا قَدْ كُنْتِ وَالعَوْدُ أحْمَدُ قَالَ: لَمْ تَصْنع شَيْئًا يَا أخَا بَنِي عُذْرَةَ. قَالَ: وَتَزْعمُ رَبِيْعَةُ أَنَّ البَيْتَ لِشاعِرِهِمْ المُرَقِّشِ حَيْثُ يَقُولُ (¬2): جَزَيْنَا بني شَيْبَانَ أمْسِ بِفِعْلِهِمْ .. وَجِئْنَا بِمِثْلِ البِدْءِ وَالعَوْدُ أحْمَدُ قَالَ: لَمْ تَصْنَعَ شَيْئَاَّ يًا أخَا بَنِي عُذْرَةَ. قَالَ: وَتَزْعمُ كِنْدَةُ أَنَّ البَيْتَ لِشاعِرِهِمْ امْرِئِ القَيْسِ حَيْثُ يَقُولُ: فَأَحْسَنَ سَعْدٌ فِي الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا. البَيْتُ ¬
فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ: الآنَ أتيْتَ بِمَا فِي نَفْسِي خُذِ البَدْرَةَ وَاكْتُبُوا لَهُ بِمَا يُرِيْدُ. وقالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن عَبَّادٍ ذُو الوِزَارَتَيْنِ مِنْ قَصِيْدَةٍ (¬1): تَسَرَّعْتَ بِالإِحْسَانِ قَبْل أوَانِهِ ... وَعُدْتَ بِمَا أوْلَيْتَ وَالعَوْدُ أحْمَدُ أُمُّ الصَّرِيحِ الكِندِيَّةُ: [من الطويل] 10162 - فأَحسِنْ فَإِنَّ المرءَ لَابُدَّ مَيِّتٌ ... وَإنَّكَ مَجزيٌّ بمَا كُنتَ سَاعيَا [من الوافر] 10163 - فأَحسِن مَا استَطَعتَ فَكُلُّ فعلٍ ... لَهُ يومًا إِذَا جُوزيتَ مثلُ أَبُو نوَاسٍ: [من مجزوء الكامل] 10164 - فَاحفَظ لنَفسِكَ سِرَّهَا ... مَا حَكَّ جِلدَكَ غَيرُ ظُفرك [من البسيط] 10165 - فَاجلب لَبُونَكَ إِبسَاسًا وتَمريةً ... لَا يقطَعُ الدَّرَّ إِلَّا عُنف مُحتَلِبِ [من السريع] 10166 - فَأَحمَدُ المَعروفِ تَعجيلُهُ ... وَخَيرُهُ مَا كَانَ من سَاعَتِه أحمَدُ بن أبي فَنَنٍ: [من الطويل] 10167 - فَأَحمدُ نَاريَّ الَّتي تُوجبُ القِرَى ... عَلَيَّ وَزَاديَّ الجَميلُ المُعَجَّلُ أَبُو نُخَيلَةَ: [من الطويل] ¬
10168 - فَأَحْيَيْتَ لي ذِكرِي وَمَا كُنتُ خَامِلًا ... ولكنَّ بعضَ الذّكر أَنبَهُ من بَعضِ أَبُو العَتاهِية: [من السريع] 10169 - فاحْظُ مَعَ الدَّهرِ عَلَى مَا خَطَا ... وَاجرِ مَعَ الدَهرِ كمَا يَجرِي عَبد اللَّه بن همّام السَّلوليُّ: [من الطويل] 10170 - فَأخلِف وأَتلِف إِنَّما المَالُ عَارَةٌ ... وَكلْهُ مَعَ الدَّهرِ الَّذِي هُو آكِلُه بَعْدَهُ (¬1): فَأهْوَنُ مَفْقُودٍ وَأيْسَرُ هَالِكٍ ... عَلَى الحَيِّ من لَا يَبْلُغُ الحَيَّ نَائِلُهُ أبو عُبَادَة البحتُريُّ: [من الطويل] 10171 - فأَدبَرَ عَنِّي عندَ إِقبالِ حَظِّهِ ... وغَيَّرَ حَالِي عندَهُ حُسنُ حَالِهِ [من الوافر] 10172 - فأَدرَكتُ الَّذِي أَمَّلتُ منهُ ... بصَبرِي والخَطا زادُ العَجُولِ إبراهيمُ النَّبهانيُّ: [من الطويل] 10173 - فأَدرَكتُ ثأرِي والَّذِي قَد فَعلتُم ... قلائِدُ في أَعناقِكُم لَم تَقطَّعِ أبو الحَسَن الفَكيك الأندلسيُّ: [من الكامل] 10174 - فإِذَا اجتَمعتُ أَنَا وأَنتَ بمجلسٍ ... قَالُوا مُسَيلَمة وَهَذَا أَشعَبُ ¬
السرِيُّ الرَّفَاءُ: [من الكامل] 10175 - فإِذَا أَراكَ البِشرُ برقًا لَامعًا ... مِنهُ أَراكَ الجُودُ غَيثًا هَامِعَا [من الكامل] 10176 - فإِذَا أَضعتَ حَديثَ نَفسِكَ فَاعلَمن ... أَنَّ الرِّجَالَ هُمْ لسِرِّكَ أَضيَعُ [من الكامل] 10177 - فإِذَا أَكلتَ النَّاسَ عندَ مَغيبهِم ... فَاعلَم بأَنَّكَ في المَغِيبِ سَتُؤْكَلُ أَبُو نُواسٍ: [من الكامل] 10178 - فإِذَا المَطيُّ بِنَا بلَغنَ محمَّدًا ... فَظُهُورُهُنَّ عَلَى الرِّجَالِ حَرامُ هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا الأمِيْنَ أوَّلُهَا: يَا دَارُ مَا صَنَعَتْ بِكِ الأَيَّامُ ... لَمْ تَبْقَ فِيْكَ بَشَاشَةٌ تُشْتَامُ وَهَذَا ابْتِدَاءٌ غَيْرُ مُسْتَحْسَنٍ لِمَا فِيْهِ مِنَ التفاؤل وَهِيَ مِنْ حُرِّ الكَلَامِ وَأَعْذَبِهِ. يَقُولُ مِنْهَا: وَلَقَدْ نَهَزْتُ مَعَ الغُوَاةِ بِدَلْوِهِمْ ... وَأسمتُ سَرْحَ اللَّهْوِ حَيْثُ أسَامُوا وَبَلَغْتُ مَا بَلَغَ امرُؤٌ بِشَبَابِهِ ... فَإِذَا عُصَارَةُ كُلِّ ذَاكَ أثَامُ فَإِذَا المَطِيُّ بِنَا بَلَغْنَ مُحَمَّدًا. البَيْتُ. وَبَعْدَهُ: قَرَّبْنَنَا مِنْ خَيْرِ مَنْ وَطِئ الثَّرَى ... فَلَهَا عَلَيْنَا حُرْمَةٌ وَذِمَامُ أَبُو فراسٍ: [من الكامل] 10179 - فإِذا المَنيَّةُ أَقبلت لَم يَثنِهَا ... حرصُ الحَريصِ وَحيلَةُ المُحتَالِ ¬
الأسوَدُ بن يَعفُر: [من الكامل] 10180 - فإِذَا النَّعيمُ وَكُلُّ مَا يُلهَى بِهِ ... يومًا يَصيرُ إِلَى بِلًى ونَفَادِ عَبد اللَّهِ بن طاهر بن الحسينِ: [من الخفيف] 10181 - فإِذَا أَمكَنَ الزَّمانُ فَبَادِر ... حَذرًا مِن تَعَذُّرِ الإِمكانِ يَزيدُ بن حذاق الشنيُّ: [من الكامل] 10182 - فإِذَا بَدا لَكَ نَحتَ أَثلتِنَا ... فَعَليكَهَا ان كنتَ ذَا حَردِ لَبيدٌ: [من الرمل] 10183 - فإِذَا جوزيتَ قَرضًا فاجزِه ... إِنَّما يَجزي الفَتَى لَيسَ الجَمَل يُقَالُ فِي الأَمْثَالِ: أضئْ لِي أقْدَح لَكَ. أي: افْعَل مَعِي مَا أُحِبُّ، أُجَازِكَ بمِثْلِهِ. يُضْرَبُ لِلمُسَاوَاة فِي التَّكَافِي فِي الأَفْعَالِ. البُحتُرِيُّ: [من الخفيف] 10184 - فإِذَا حَارَبُوا أَذَلُّوا عَزيزًا ... وَإِذَا سَالَمُوا أَعَزُّوا ذَلِيلَا سَلمٌ الخَاسِرُ: [من الكامل] 10185 - فإِذَا حَلَلتَ ببَابهِ وَرِوَاقِهِ ... فَانزِل بسَعدٍ وَارتَحل بنَجاحِ قَبْلَهُ: مَلِكٌ كَأَنَّ الشَّمْسَ فَوْقَ جَبِيْنهِ ... مُتَهَلِّلُ الإمْسَاءِ وَالإِصْبَاحِ ¬
فَإِذَا حَلَلْتَ بِبَابِهِ وَرِوَاقِهِ. البَيْتُ محمّد بن وهيب في المأمونِ: [من الكامل] 10186 - فَإِذَا سَلِمتَ فَكُلُّ حَادثةٍ ... جَلَلٌ فَلَا بُؤسٌ ولَا تَرَحُ قَبْلَهُ: نَشَرَتْ بِكَ الدُّنْيَا مَحَاسِنَهَا ... وَتَزَيَّنَتْ بِصِفَاتِكَ المِدَحُ فَإِذَا سَلِمْتَ فَكُلُّ حادثةٍ. البَيْتُ [من الكامل] 10187 - فإِذَا سَلِمتَ فَكُلُّ شَيءٍ سَالِمٌ ... واذَا بَقيتَ فَكُلُّ شيءِ بَاقِي الإمام الشافعي رحمة اللَّه عليه: [من الكامل] 10188 - فإِذا سَمِعتَ بأنَّ مَجدودًا حَوَى ... عودًا فَأَورَقَ في يَديهِ فَصَدِّقِ [من الكامل] 10189 - فإِذَا عَدَاهُ المَجدُ لِيْمَتْ نَفسُهُ ... وَإِذَا عَدَاهُ الحَظُّ لِيمَ زَمَانُهُ أبو جَعفر بن جرير الطَبري: [من الكامل] 10190 - فإِذَا غَنيتَ فَلَا تَكُن بَطرًا ... وَإِذَا افتَقَرتَ فَتِه عَلَى الدَّهرِ قَبْلَهُ: خُلُقَانِ لَا أرْضا هُمَا لِفَتًى ... تيهُ الغِنَى وَمَذَلَّةُ الفَقْرِ فَإِذَا غَنِيْتَ فَلَا تَكُنْ بَطِرًا. البَيْتُ أَبُو مَالكٍ الأعرجُ: [من الكامل] ¬
10191 - فإِذَا كَرِهتَ بأن تُحمَّقَ في الَّذِي ... تَأتِي فَلا تَفعل كَفِعلِ الأَحمَقِ مَحمودٌ الورَّاقُ: [من الخفيف] 10192 - فَإِذَا لَم يَكُن مِنَ الذُّلِّ بُدٌّ ... فالقَ بالذُّلِّ إِن لَقيتَ الكِبَارَا يَقُولُ مِنْهَا قَبْلَهُ: وَقَلِيْلُ الكَرِيْمِ يُكِسِبُ فَخْرًا ... وَكَثِيْر الوَضيْعِ يُكْسِبُ عَارَا فَإِذَا لَمْ يَكنْ مِنَ الذُّلِّ بُدّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَيْسَ إجْلَالُكَ الكِبَارَ بِذُلٍّ ... إِنَّمَا الذُّلُّ أنْ تُجِلَّ الصِّغَارَا ومِنْ هَذَا قَوْلُ المُتَنَبِّيّ (¬1): فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ ... فَمِنَ العَجْزِ أنْ تَمُوْتَ جَبَانَا [من الخفيف] 10193 - فإِذَا مَا سَألتَهُ الصَّفحَ عمَّا ... ليسَ ذَنبًا أَتى بعُذرٍ سَقيمِ الأخفش الأصغر الدِّمَشقِي: [من الكامل] 10194 - فَإِذَا مَلَكتَ فَجُد فَإِن لَم تَستَطع ... فَاحرِص بجُهدكَ في الوَرَى أَن تَنفَعَا يحيى البَصري النَصرانيُّ: [من الكامل] 10195 - فإِذَا نَطَقتُ فَأَنتَ لَفظُ مَقالَتِي ... وَإِذَا سَكَتُّ فأَنتَ سرُّ الخَاطِرِ البَبَّغاءُ: [من الكامل] 10196 - فإِذَا نَطَقتُ نَطَقتُ عَن أَلفاظِهِ ... وإِذَا وَهَبتُ وَهَبتُ من نعمائِهِ ¬
يَقُولُ مِنْهَا: وَأَنَا الَّذِي عُلِّمْتُ مِنْ طَلَبِ الغِنَى ... كَيْفَ الطَّرِيْقُ إِلَى الغِنَى بِرَجَائِهِ فَظَلِلْتُ مَخْصُوْصًا بِحَمْدِ عُفَاتِهِ ... وَغَدَوْتُ مَشْغُولًا بِشُكْرِ عَطَائِهِ وَأفَدْتُ مِنْهُ مُعْجزَاتِ فَضائِلِي ... مِنْ نُورِ فطْنَتِهِ وَنَارِ ذَكَائِهِ فَإِذَا نَطَقْتُ نَطَقْتُ عَنْ ألْفَاظِهِ. البَيْتُ وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لأبي العَبَّاسِ أحْمَدُ بن إبْرَاهِيْم الضَّبِّيِّ. الرضي الموسَوِيُّ: [من الكامل] 10197 - فإِذَا نَعمْتَ فَكُلُّ شيءٍ ممكنٌ ... وَإِذَا شَقيتَ فَكُلُّ شيءٍ عَازِبُ [من الكامل] 10198 - فإِذَا وَجَدتُ لَهَا وَساوِسَ سَلوِةٍ ... شَفِعَ الضَّمِيرُ لهَا إِليَّ فَسَلَّهَا مسلم بن الوَليد: [من الكامل] 10199 - فَاذهَب فأَنتَ طَليقُ عِرضِكَ إِنَّهُ ... عرِضٌ عَزَزتَ بهِ وأَنتَ ذَليلُ قَبْلَهُ: أَمَّا الهِجَاءُ فَدَقَّ عِرْضُكَ دُوْنَهُ ... وَالمَدْحُ عَنْكَ كَمَا عَلِمْتَ جَلِيْلُ فَاذْهَبْ فَأنْتَ طَلِيْقُ عِرْضِكَ. البَيْتُ لَهُ أَيْضًا: [من الكامل] 10200 - فَاذهبْ كمَا ذَهبتْ غَوادي مُزنَةٍ ... أَثنَى عَليهَا السَّهلُ والاوعَارُ ¬
[من السريع] 10201 - فارجِع إِلَى الوَصلِ الَّذِي بَينَنَا ... وَكُلُّ ذَنبٍ لكَ مغفُورُ أَبُو الفَضْلِ الكَشكِريُّ: [من الخفيف] 10202 - فارجُ كشفَ البلاءِ عنكَ سَريعًا ... إِنَّ كَشفَ البلاءِ في قَدرِ لَمحَه [من البسيط] 10203 - فَارحَل فَإِنَّ بلادَ اللَّهِ مَا خُلقَتْ ... إِلَّا ليُسكَنَ منهَا السَّهلُ والجَبَلُ [من البسيط] 10204 - فارحَل فَإِنَّ بِلادَ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ... واترُك وَرَاءَكَ دَارَ الذُلِّ وانتزحِ [من الكامل] 10205 - فارحَل لكَ البُشرَى بأيمنِ طائِرٍ ... وَعَلى السَّعَادة والسَّلَامةِ فَانزِلِ [من الخفيف] 10206 - فَأَرِدْ مَا يكُونُ إِن رَابَكَ الدَّهـ ... ــــــرُ برَيبٍ إِن لَم يَكُن مَا تُرِيدُ مُهَلهِلٌ: [من الخفيف] 10207 - فَارِسٌ يَضرِبُ الكَتيبةَ بالسَّيـ ... ــــف دراكًا كلاعِبِ المخرَاقِ وَقَالَ المُتَنَبِّيّ يُخَاطِبُ عَلِيَّ بن أحْمَد الخَرَاسَانِيّ يَمْدَحُهُ (¬1): فَارِسٌ يَشْتَرِي برَازَكَ لِلْفَخْ ... ـــرِ بِقَتْلِ مُعَجَّلٍ لَا يُلَامُ ¬
عُروة بنُ أُذينَة: [من الكامل] 10208 - فَارغَب إِلَى مَلِكِ المُلوكِ ولَا تكُن ... بَادي الضَّراعةِ طالِبًا من طَالبِ قَبْلَهُ: شَادَ المُلُوْكُ قُصوْرهُمْ وَتَحَصَّنُوا ... مِنْ كُلِّ طَالِبِ حَاجَةٍ أوْ رَاغِبِ عَالوا بِأبْوَاب الحَدِيْدِ لِعِزِّهِمْ ... وَتَنَوَّقُوا فِي قُبْحِ وَجْهِ الحَاجِبِ فَإِذَا تَلَطَّفَ للدُّخُولِ عَلَيْهُم ... عَافٍ تَلَقَّوْهُ بِوَعْدٍ كَاذِبِ فَارْغَبْ إِلَى مَلِكِ المُلُوكِ. البَيْتُ [من الكامل] 10209 - فَارفُض بإجمَالٍ مَودَّةَ مَن ... يَقْلِي المُقِلَّ ويَعشَقُ المُثرِي المَعَرِّي: [من البسيط] 10210 - فَارفَع بكَفِّي فَإِنِّي طَائِشٌ قَدَمي ... وامدُد بضَبعي فَإِنِّي ضيّق بَاعي عَليّ بن الجَهمِ: [من المنسرح] 10211 - فَارَقَ أحبَابَهُ فَمَا انتَفَعُوا ... بالعَيشِ من بَعدِهِ وَمَا انتَفَعَا قَبْلَهُ: وَارَحْمَتَا لِلْوَحِيْدِ فِي بَلَدِ ... الغُرْبَةِ مَاذَا بِنَفْسِهِ صنَعَا فَارَقَ أحْبَابَهُ فَمَا انْتَفَعُوا. البيت. [من البسيط] 10212 - فَارقتَ إِلفَكَ طَوعًا وابتَدلتَ بِهِ ... وعُدتَ لَا عُدتَ تَبكِيهِ وتَندُبُهُ ¬
مِثْلُهُ قَوْلُ آخَرَ (¬1): [من الكامل] أرَحَلْتَ عَنْ دَارِ الحَبِيْبِ تَعَمُّدًا ... وَظَلِلْتَ تَبْكِيْهِ بِدَمْعٍ ساجِمِ هَلَّا أقَمْتَ وَلَو عَلَى جَمْرِ الغَضَا ... قُلِّبْتَ أو حَدِّ الحُسَامِ الصَّارِمِ كَذَبَتْكَ نَفْسُكَ لَسْتَ مِنْ أهْلِ الهَوَى ... تَشْكُو الفرَاقَ وَأَنْتَ عَيْنُ الظَّالِمِ [من الكامل] 10213 - فارقتُكُم وَحَييتُ بَعدَكُمُ ... مَا هَكَذَا كَانَ الَّذِي يَجِبُ بَعْدَهُ: إنِّي لأَلْقَى النَّاسَ مُسْتَحِيًا ... مِنْ أنْ أعِيْشَ وَأنتمْ غُيُبُ وَمِنْ بَابِ (فَارَقَ) قَوْلُ العزَ: فَارَقتكُمْ وَضَنَيْتُ عِنْدَ فِرَاقِكُمْ ... وَتَعِزُّ فِرْقَتُكُمْ عَلَيَّ وَتَكْبَرُ وَحَيَاتِكُمْ مَا رِمْتُ عَنْكُمْ سَلْوَةً ... هَيْهَاتَ ذَاكَ بِخَاطِرِي لَا يَخْطِرُ وَإِذَا حَضرْتُ مَسَرَّةً أوْ نُزْهَةً ... وَذَكَرْتُكُمْ لَمْ يُهْنِنِي مَا أنْظُرُ عَلِيُّ بن جَبَلَةَ: [من الكامل] 10214 - فَأَرَى اللَّيالِي مَا طَوَت من شرّتي ... رَدَّته فِي عظَتِي وَفِي إِفهَامِي بَعْدَهُ: وَعَلِمْتُ أَنَّ المَرْءَ مِنْ سَنَنِ الرَّدَى ... حَيْثُ الرَّمِيَّةُ مِنْ سِهَامِ الرَّامِي المَعَرِّي: [من السريع] 10215 - فَازَ امرؤٌ أَنصَفَ فِي دَهرِه ... وَخَابَ مَن مَالَ إِلَى الحَيفِ ¬
قَوْلُ المَعَرِيُّ: فَازَ امْرُؤٌ وَأنْصَفَ فِي دَهْرِهِ. البَيْتُ قَبْلَهُ: الرِزْقُ مَقْسُومٌ فَأيْسِرْ ... وَلَا تَطْلُبْهُ بِالرُّمْحِ وَالسَّيْفِ وَكُنْ لِمَا تَمْلُكُهُ بَاذِلًا ... وَلَا تهَاوَنَ بِقِرى الضَّيْفِ فَإنْ امْرُؤٌ أنْصفَ فِي دَهْرِهِ. البَيْتُ أَبُو العَتَاهيَةِ: [من الخفيف] 10216 - فَاز بالرَّوح والسَّلَامَةِ مَن أَمسَـ ... ــــتْ فُضُولُ الدُّنيا عَلَيهِ تَهُونُ قَبْلَهُ: المَقَادِيْرُ لَا تَناوَلها الأَوْ ... هَامُ ظَنًّا وَلَا تَرَاهَا العُيُونُ وَاليَقِيْنُ الشَّفَاءُ مِنْ كُلِّ ظَنٍّ ... مَا يُثِيْرُ الهُمُوْمَ إِلَّا الظُّنُونُ وَلِمَرِّ الفَنَاءِ فِيْمَا تَرَاهُ ... حَرَكَاتٍ كَأنَّهُنَّ سُكُوْنُ وَالغِنَى أنْ تُحْسِنَ الظَّنَّ بَاللَّهِ ... وَتَرْضَى باللَّهِ فِيْمَا يَكُونُ فَازَ بِالرَّوْحِ وَالسَّلَامَةِ. البَيْتُ. وَمِن بَابِ (فَازَ) قَوْلُ المُتَنَبِّيّ (¬1): فَازْجُرِ الحَاسِد فِيْمَا قَالَهُ ... فَهُوَ الشَّاتِمُ لَا مَنْ شَتَمَكْ [من الخفيف] 10217 - فَاز كَلبٌ بحُبِّ أَصحابِ كَهفٍ ... كَيفَ أشقَى بحُبِّ آلِ النَّبِي صَلى اللَّه عَليه وسلَّم. أَبُو نُواسٍ: [من الخفيف] 10218 - فَاسأَلَنهُ إِذَا سأَلتَ عَظِيمًا ... إِنَّما يَسأَلُ العَظيمُ العَظِيمَا ¬
قَبْلَهُ يَمدَحُ الحَسنَ الخادِمَ: قَالَ لِي النَّاسُ إِذْ هَزَزْتُكَ لِلِحَا ... جَةِ: أبْشِرْ فَقَدْ هَزَزْتَ كَرِيْمَا فاسأَلَنْهُ إِذَا سَألْتَ عَظيْمًا. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (فَاسْأل) قَوْلُ آخَرَ: فَاسْألْ خَبِيْرًا بِشَيْءٍ أنْتَ جَاهِلُهُ ... فَعِنْدَ ذِي العِلْمِ مِمَّا تَجْهَلُ الخَبَرُ وَقَالَ بَشَارٌ فِي المَعْنَى (¬1): شِفَاءُ العَمَى طُوْلُ السُّؤَالِ وَإِنَّمَا ... تَمَامُ العَمَى طُوْلُ السُّكُوتِ عَلَى الجهْلِ وَقَالَ صَالح عَبْدِ القُدُّوْسِ (¬2): وَقَدْ يَزِيدُ سُؤَالُ المَرْءِ تَجْرِبَةً ... وَيَسْتَرِيْحُ إِلَى الأَخْبَارِ مَنْ سَألَا وَقَالَ سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ (¬3): وَاسْتَخْبِرِ النَّاسَ عَمَّا أنْتَ جَاهِلُهُ ... إِذَا عَمِيْتَ فقد يَحْلُو العَمَى الخَبَرُ وَقَالَ أَيْضًا (¬4): [من الطويل] وَفِي البَحْثِ قدْمًا وَالسُّؤَالِ لذِي العَمَى ... شِفَاءٌ وَأَشْفَى مِنْهُمَا مَا تُعَايَنُ أَبُو دوادٍ: [من الرمل] 10219 - فَاسأَلُوا عَنَّا إِذَا الحَيُّ شَتوا ... واسأَلُوا عنَّا إِذَا البأسُ نَزَل [من الكامل] 10220 - فَاستَبق بَعضَ حُشَاشَتِي فَلعَلَّنِي ... يومًا أَقيكَ بهَا مِنَ الأَسواء ¬
[من البسيط] 10221 - فاستَبقِ مَا أبقَتِ الأيَّامُ مِن رَمَقٍ ... قَد كادَ يَفنَى وَإِن طالَ الزَّمانُ فَنِي [من البسيط] 10222 - فَاستَغنِ باللَّهِ عَن دُنيا المُلُوكِ كَمَا ... استَغنى المُلوكُ بدُنياهُم عنِ الدِّينِ قَبْلَهُ: أرَى رِجَالًا بِدُوْنِ الدّيْنِ قَدْ قَنِعُوا ... وَلَا أرَاهُمْ رَضُوا فِي العَيْشِ بِالدُّوْنِ فَاسْتَغْنِ بِاللَّهِ عَنْ دُنْيَا المُلُوكِ. البَيْتُ [من البسيط] 10223 - فاستقدِرِ اللَّهَ خيرًا وَارضَيَنَّ بِهِ ... فَبينَمَا العُسرُ إذَ دَارَت مَيَاسِيرُ [من البسيط] 10224 - فاسلَم فإِنَّكَ أَولَى من يُقَالُ لَهُ ... إِذَا سَلِمتَ فَكُلُّ النَّاسِ قَد سَلِمُوا أَبُو نُواسٍ: [من البسيط] 10225 - فاسمَح وَجُدْ بالَّذِي نَحوى يَدَاكَ لَها ... لا تَدْخُرِ اليَوم شيئًا خَوفَ فَقد غد لَقيطٌ: [من البسيط] 10226 - فَاشفُوا غَليلي بَرأيٍ منكُمُ حَسَنٍ ... يضحي فؤادِي لَهُ رَيَّانَ قَد نَقَعَا عبد الرَّحمنِ بن الحكم الحِميَرِيِّ: [من الوافر] 10227 - فَأَشهَدُ أَنَّ رحمَك من زيَادٍ ... كَرحِم الفِيلِ من وَلَدِ الأَتَانِ ¬
هَذَا مَثَلٌ مِنْ خُرَافَاتِ العَرَبِ: زَعَمُوا أَنَّ الفِيْلَ وَالحِمَارَ تَجَمَّعَا فِي مَرْعًى فَطَرَدَ الفِيْلُ الحِمَارَ فَقَالَ: لِمَ تَطْرُدُنِي وَبَيْنَنَا رَحِمٌ؟ فَقَالَ الفِيْلُ: مِنْ أيْنَ الرَّحِمُ الَّتِي بَيْني وَبَيْنِكَ؟ فَقَالَ: مِنْ أجْلِ أَنَّ فِي غُرْمُولي شبهًا مِنْ خَرْطُومِكَ. فَقَبِلَ الفِيْلُ مِنْهُ هَذِهِ القَرَابَةَ وَسَارَ ذَلِكَ مَثَلًا. يُقَالُ أَنَّ مُعَاوِيَة بن أَبِي سُفِيَانَ لَمَا ادَّعَى زِيَادَ ابنَ أبِيْهِ أخًا وَأدْخَلَهُ فِي نَسَبِ بَنِي أُمَيَّةَ شَقَّ ذَلِكَ عَليْهِم فَاجَتَمَعُوأ وَخَاطَبُوْهُ فِي ذَلِكَ فَغَضبَ غَضَبًا شَدِيْدًا حَتَّى كَادَ أنْ يَبْطُشَ بِهِم وَتَهَدَّدَهُم إِنْ عَادُوا وَخَاطَبُوهُ فِي مَعْنَاهُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ فِي زِيَادِ بنِ أَبِي سِفْيَانَ: ألَا مَنْ مُبْلِغ عَنَّا ابنَ صَخْرٍ ... فقد ضاقَتْ بِمَا يَأتِي اليَدَانِ أتَغْضَبُ أنْ يُقَالَ أبُوْكَ عَفٌّ ... وَتَرْضَى أنْ يُقَالَ أبُوْكَ زَانِ فَأشْهَدُ أَنَّ رَحْمكَ مِنْ زِيَادٍ ... كَرحِمِ الفِيْلِ مِنْ وَلَدِ الأتَانِ وَأشْهَدُ أَنَّهَا حَمَلَتْ زِيَادًا ... وَصَخْرٌ مِنْ سُمَيَّةَ غَيْرُ دَانِ قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ مُعَاوِيَةَ هَذِهِ الأبْيَاتُ غَضِبَ وَحَلَفَ أَنَّهُ لَا يُعْطِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَطَاءَهُ أوْ يَرْضى زِيَادٌ عَنْهُ فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَن إِلَى العِرَاق فَأتَى زيَادًا وَأنْشَأَ يَقُولُ (¬1): ألَا مَنْ مبلِغٌ عَنِّي زِيَادًا ... مُغَلْغَلَةً مِنَ الرَّجُلِ الهِجَانِ مِنْ ابنِ القَومِ قرمُ بَنِي قُصَيٍّ ... إِلَى العَاصِ ابنِ آمِنَةَ الحَصَانِ حَلَفتُ بِرَبِّ مَكَّةَ وَالمُصَلَّى ... وَبَالتَّوْرَاةِ أحْلُفُ وَالقُرْآنِ لأَنْتَ زِيَادَةٌ فِي آل حَربٍ ... أحَبُّ إلَيَّ مِن وسطَي بَنَانِي سُرِرْتُ بقُرْبِهِ وَفَرِحْتُ ... لَمَا أتَانِي اللَّهُ مِنْهُ بِالبَيَانِ وَأَنْتَ أخٌ لنَا ثُمَّ ابْنُ عَمٍّ ... وَعَوْنُ اللَّهِ فِي هَذَا الزَّمَانِ كَذَاكَ أرَاكَ وَالأهْوَاءُ شَتَّى ... فَمَا أدْرِي بِغَيْبٍ مَا تَرَانِي ¬
قَالَ: فَرَضِيَ عَنْهُ وَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِذَلِكَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ بِالكِتَابِ قَالَ: أنْشِدْنِي مَا قُلْتَ لِزِيَادٍ. فَأنْشَدَهُ. فَتَبَسَّمَ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ زِيَادًا مَا أجْهَلَهُ، وَاللَّهِ لَمَا قُلْتَ لَهُ أخِيْرًا أخْبَثُ تَقُولُ لأنْتَ زَيَادَةٌ فِي آلِ حَرْبٍ هَذَا شَرٌّ مِنَ القَوْلِ الأوَّلِ، وَلَكِنَّكَ كَفَفْتَ عَنْهُ، فَجَازَتْ خُدْعَتُكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أمَرَ لَهُ بِعَطَاءِ وَرَضِيَ عَنْهُ لِرِضَى زِيَادِ عَنْهُ. أَبُو الأَسوَدِ الدُّؤَلي: [من الطويل] 10228 - فَأَصبَحَ بَاقِي الوُدِّ بينِي وبينَهُ ... كَأَن لَمْ يَكُن والدَّهْرُ فيهِ العَجائِبُ [من الطويل] 10229 - فأَصبحْتُ أَشكُو وَقعَ سَهمِي بمُهجتِي ... فَمن ذَا إِذَا استَعَدَيتُ يُعدَى عَلَى سَهمي ابْنُ الطَّثْريَةِ: [من الوافر] 10230 - فَأَصبَحتُ الغَداةَ أَلُومُ نَفسِي ... عَلَى شيءٍ وَلَيسَ بمُستَطَاعِ قَبْلَهُ: أيَا حَزَنًا وَعَاوَدَنِي وَدَاعِي ... وَكَانَ فِرَاقُ لُبْنَى كَالخِدَاعِ تَكَنَّفَنِي الوُشاةُ فَأزْعَجُوْني ... فَيَا للَّهِ لِلوَاشِي المُطَاعِ فَأصْبَحْتُ الغَدَاةَ ألُوْمُ نَفْسِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَمَغْبُونٍ يَعَضُّ عَلَى يَدَيْهِ ... تَبَيَّنَ غبْنُهُ بَعْدَ البِيَاعِ سَعيد بن حُمَيدٍ: [من الطويل] 10231 - فَأَصبَحتُ كالدُّنيا نَذُمُّ صُروفَهَا ... وَنُوسعُهَا ذمًّا وَنَحنُ عَبيدُهَا بشرُ بنُ أبي خازمٍ: [من الطويل] ¬
10232 - فَأَصبَحتَ كَالشَّقراءِ لَم يَعدُ شَرُّهَا ... سَنَابِكَ رجلَيهَا وَعرضكَ أَوفَرُ قَبْلَهُ: مِنْ أبْيَاتٍ فِي ابْنِ ضَبَّاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أسَدٍ: فَمَنْ يَكُ مِنْ جَارِ ابنِ ضَبَّاءَ سَاخِرًا ... فَقَدْ كَانَ فِي جَارِ ابنِ ضَبَّاءَ مسخرُ أجَارَ فَلَمْ يَمْنَع مِنَ القَوْمِ جَارَهُ ... وَلَا هُوَ إِذْ خَافَ الضَّيَاعَ مُعَيَّرُ فَأصْبَحْتَ كَالشَّقْرَاءِ لَمْ يَعْدُ شَرُّهَا. البَيْتُ لَبِيدٍ: [من الطويل] 10233 - فَأَصبَحتَ مثلَ السَّيفِ أخلَق جَفنَهُ ... تَقَادُمُ عَهدِ القَينِ وَالنَّصلُ قَاطعُ قَالَ عَلِيُّ بنُ هِلَالٍ الكَاتِبُ المَعْرُوْفُ بِابنِ البّوَابِ صَاحِبُ الخَطِّ الجَّمِيْلِ رَحَمَهُ اللَّهُ: غَنَّى مُغَنٍ بَيْنَ يَدَيْ المُعْتَصمِ بِقَوْلِ لَبْيِدٍ (¬1): وَبَنُو العَبَّاسِ لَا يَأتُونَ لا ... وَعَلَى ألْسُنهِمْ خَفَّتْ نَعَمْ زَيَّنَتْ أحْلَامُهُمْ أجْسَامهُمْ ... وَكَذَاكَ الحِلْمُ زَيْنٌ لِلْكَرَم فَقَالَ المُعْتَصمُ: مَا أعْرِفُ هَذَا الشِّعْر فَلِمَنْ هو؟ قَالَ: لِلَبيْدٍ. فَقَالَ: مَا لِلَبِيْدٍ وَبَنِي العَبَّاسِ؟ فَقَالَ المُغَنِّي: إِنَّمَا قَالَ وَبَنُو الدَّيَّانِ فَجَعَلتهُ أَنَا وَبَنُو العَبَّاسِ، فَاسْتَحْسَنَ فِعْلَهُ وَوَصلَهُ وَكَانَ يُعْجَبُ بِشْعْرِ لَبِيْدٍ فَقَالَ: مَنْ مِنْكُمْ يَرْوِي قَوْلَهُ: بَلِيْنَا وَمَا تَبْلَى النُّجُومُ الطَّوَالِعُ. فَقَالَ بَعْضُ الجُّلَسَاءِ: أَنَا. قَالَ: انْشُدْنِيْهَا. فَأنْشَدَهُ (¬2). بَلِيْنَا وَمَا تَبْلَى النُّجُومُ الطَّوَالِعُ ... وَتَبْقَى الحِبَالُ بَعْدَنَا وَالمَصَانِعُ يَقُولُ مِنْهَا: ¬
وَقَدْ كُنتُ فِي أكْنَافِ جَارٍ مَضِنَّةٍ ... فَفَارَقَنِي جَارٌ بِإرْبِدَ نَافِعُ قَالَ: فَبَكَى المُعْتَصِمُ حَتَّى جَرَتْ دُمُوْعُة وَتَرَحَّمَ عَلَى المَأمُونِ وَقَالَ: هَكَذَا كَانَ لِي ثمَّ انْدَفَعَ المُعْتَصِمُ فَأنْشَدَ بَقِيَّتَهَا: فَلَا جَزَعٌ إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... فَكُلُّ أخٍ يَوْمًا بِهِ الدَّهْرُ فَاجِعُ وَمَا النَّاسُ إِلَّا كَالدِّيَارِ وَأهْلُهَا ... بِهَا يَوْمَ حَلّوهَا وَغَدْوًا بَلَاقِعُ وَمَا المَرْءُ إِلَّا كَالشِّهَابِ وَضَوْءِهِ ... يَجُوْرُ رمَادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ وَمَا البِرُّ إِلَّا مُضْمَرَاتٌ مِنَ التُّقَى ... وَمَا المَالُ إِلَّا مُعْمَرَات وَدَايِعُ ألَيْسَ وَرَائِي إِنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتِي ... لزُوْمُ العَصا تُحْنِي عَلَيْهَا الأصَابِعُ أُخَبِّرُ أخْبَارَ القُرُونِ الَّتِي مَضَتْ ... أدبُّ كَأنِّي كُلَّمَا قِمْتُ رَاكِعُ فَأَصْبَحْتَ مِثْلَ السَّيْفِ خَلْقَ جَفْنِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَلَا تَبْعَدَنْ إِنَّ المَنِيَّةَ مَوْعِدٌ ... عَلَيْنَا فَذَانِ لِلطُّلُوعِ وَطَالِعُ أعَاذِلُ مَا يدْرِيْكَ إِلَّا تَطَيُّنًا ... إِذَا رَحَلَ السُّفَافُ مَنْ هُوَ رَاجِعُ أتَجْزَعُ مِمَّا أحْدَثَ الدَّهْرُ لِلْفَتَى ... وَأيُّ كَرِيْمٍ لَمْ تُصبْهُ القَوَارِعُ لَعَمْرُكَ مَا يَدْرِي الطَّوَارِقُ بِالحَصَا ... وَلَا زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ مَا اللَّهُ صَانِعُ قَالَ: فَتَعَجَّبْنَا مِنْ حُسْنِ ألْفَاظِهِ وَصِحَّةِ إنْشَادِهِ وَفَصَاحَتِهِ وَجُوْدَةِ اخْتِيَارِهِ. المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 10234 - فأَصبَحتُ مَحسُودًا بفَضلِيَ وَحدَهُ ... عَلَى بُعدِ أَنصارِي وَقلَّةِ مَالِي أَبُو دَهبَلٍ: [من الطويل] 10235 - فأَصبَحتُ مِمَّا كَانَ بيني وَبينَها ... سِوَى ذكرِهَا كَالقَابضِ الماءَ باليَدِ يَقُولُ مِنْهَا: ¬
فَأنْتِ الَّتِي كَلَّفْتِنِي البَركَ شَاتِيًا ... وَأوْرَدْتِنِيْهِ فَانْظُرِي أيَّ مَوْرِدِ وَمَا أنْسَ من الأشْيَاءِ لَا أنْسَ قَوْلهَا: ... تَقَدَّمْ فَشَيِّعْنَا إِلَى ضَحْوَةِ الغَدِ تَكُنْ سَكَنًا أوْ تُقْرِرِ العَيْنَ إنَّهَا ... سَتَبْكِي مِرَارًا فَاسْلُ مِنْ بَعْدُ أوْجِدِ لَعَلَّكَ أنْ تَلْقَى مُحِبًّا فيشتَفِي ... بِرُؤيَةِ رِيْمٍ بَضَّةِ المُتَجَرَّدِ بِلَادَ العِدَا لَمْ تَأتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا ... بِهَا هَمُّ نَفْسِي مِنْ تِهَامٍ وَمُنْجِدِ وَمَا جَعَلَتْ مَا بَيْنَ مَكَّةَ نَاقَتِي ... إِلَى البَرْكِ إِلَّا نَوْمَةَ المتَهَجِّدِ وَكَادَتْ قُبَيْلَ الصُّبْحِ تَبْتَزُّ رَحْلهَا ... بِذرْوَة مِن لَفْظِ القَطَا المُتَبَدِّدِ فَأصبَحْتُ مِمَّا كَانَ بَيْني وَبَيْنهَا. البَيْتُ [من الطويل] 10236 - فأَصبَحتُ مَلآنَ الحَشَا مِن سهَامِهِ ... فَلَيسَ وُقُوعُ النَّصلِ إِلَّا عَلَى النَّصلِ مِثْلهُ قَوْلُ المُتَنَبِّي (¬1): [من الوافر] فَصِرْتُ إِذَا أصابَتْنِي سِهَامٌ ... تَكَسَّرَتِ النِّصَالُ عَلَى النِّصَالِ [من الطويل] 10237 - فَأَصبَحتُ لَا أَدرِي أَفضلُ ابتدائِهِ ... أَحقُّ بشُكرِي أَم سَنيُّ المَواهِبِ كَعبُ بنُ جُعَيلٍ: تمثل به جَذِيْمَةُ الأبرش لمَّا قَتَلَته الزَّباء [من الطويل] 10238 - فأَصبَحتُ لَا أَسطِيعُ رَدًّا لِمَا مَضَى ... وَكَيفَ يَرُدُّ الدَّرَّ في الضَّرعِ حَالبُه كَانَ جذَيْمَةُ الوَضَّاحُ وَهُوَ الأَبْرَشُ بن مَالِكِ بن فَهْرِ بن غُنْمٍ بن أوْسٍ التَّنُوخِيُّ الأَزْدِيُّ وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَلَكَ مِنْ قُضاعَةَ بِالحِيْرَةِ قَدْ قَتَلَ عَمْرُو بن طَرِيْفٍ أبَا الزَّبَّاءِ وَكَانَتْ قَدْ مَلَكَتْ بَعْدَهُ، فَاحْتَالَتْ عَلَى جذيْمَةَ وَكَتَبْتْ إلَيْهِ تَدْعُوْهُ إِلَى نَفْسِهَا وَمُلْكِهَا وَأنْ تَصِلَ بِلَادَهُ بِبِلَادِهَا وَأنَّهَا لَمْ تَجِدْ مُلْكِ النِّسَاءِ إِلَّا إِلَى قُبْحٍ فِي السَّمَاعِ وَضُعْفٍ فِي ¬
السُّلْطَانِ وَقِلَّةِ ضَبْطٍ لِلْمَمْلَكَةِ وَأنَّهَا لَمْ تَجدْ لِمُلْكِهَا مَوْضِعًا وَلَا لِنَفْسِهَا كُفْئًا غَيْرَكَ فَاقْبِل إلَيَّ وَاجْمَع مُلْكِي إِلَى مُلْكِكَ وَصِلْ بِلَادِي بِبِلَادِكِ وَتَقَلَّد أمْرِي مَعْ أمْرِكَ، فَلَمَّا وَرَدَ كِتَابُهَا عَلَيْهِ اسْتَخَفَّهُ مَا دَعَتْهُ إلَيْهِ وَجَمَعَ أصْحَابِهِ وَثِقَاتَهُ فَعَرَضَ عَلَيْهِم ذَلِكَ وَاسْتَشَارَهُم فِي أمْرِهِ فَأجْمَعَ رَأيُهُم عَلَى أنْ يَسِيْرَ إلَيْهَا وَيَسْتَوْلي عَلَى مُلْكِهَا، وَكَانَ فِيْهِم رَجُل يُقَالُ لَهُ قَصيْر بنُ سَعْدِ بنِ ري بنِ لَخْمٍ وَكَانَ لَبِيْبًا حَازِمًا أرِيْبًا أثِيْرًا عِنْدَ جَذِيْمَةَ نَاصِحًا فَحَالَفَهُمْ فِي المَشْوَرَةِ وَقَالَ: أرَى رَأيًا فَاتِرًا وَغَدْرًا حَاضِرًا. فَأرْسَلَهَا مَثَلًا فَلَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ فَلَمَّا سَارَ جذيْمَةَ إلَيْهَا وَأحَاطَتْ بِهِ كَتَائِبُهَا وَأُخِذَ قَهْرًا يُسَاقُ إلَيْهَا مَأخُوْذًا أنْشَأَ يَقُولُ لأصْحَابِهِ: لَعَمْرُ أَبِي الزَّبَا عَلَى نَأيِ دَارِهَا ... لَقَدْ وَعَدَتْ مُلْكًا عَرِيْضًا مَذَاهِبُه دَعَانِي هَوًى فِيْهِ رَجَاءٌ وَيَأسَةٌ ... وَعَمَّا قَلِيْلٍ تَسْتَبِيْنُ عَوَاقِبُه فَسِيْرُوا فإمَّا مُلْكُ تَدْمُرَ صَبْحةً ... وَإمَّا إِلَى هُلْكٍ تُنَثُّ عَجَائِبُه وَإنِّي عَلَى إتْيَانِهَا لَمُخَاطِرٌ ... وَكُلُّ امْرِئٍ صَبٌّ بِمَا هُوَ طَالِبُه حَبَانِي قَصِيْرٌ فُصْحَهُ فَعَصَيْتُهُ ... وَكَانَ امْرَأً لَيْسَتْ تفلُّ تَجَاربُه فَقُلْتُ لَهُ لَا تَدْخُلَنْكَ رَهْبَةٌ ... وَهَلْ تَمْلِكَنْ رَدَّ الَّذِي أنْتَ رَاهِبُه فَقَالَ وَلَمْ يَألُ النَّصِيْحَةَ جُهْدَهُ ... طَمِعْتَ بِأمْرٍ أنْتَ لَابُدَّ رَاكِبُهُ فَأصْبَحْتُ لَا أسْتَطِيع رَدَّ الَّذِي مَضى. البَيْتُ تَضْمِيْن وَبَعْدَهُ: وَقَدْ كُنْتُ عَنْ زَبَّا غَنِيًّا بِمِعْزَلٍ ... وَلَكِنه قد يَجْلُبُ الحَيْنَ جَالِبُه وَلَسْتُ عَلَى مَا فَاتَنِي مِنْهُ قَادِرًا ... كَمَا لَا يُطِيْقُ الصَّدْعَ فِي الصَّخْرِ شَاعِبُه وَلَهُ حِكَايَةٌ طَوِيْلَةٌ تَتَضمَّنُ قَتْلَهُ وَاقْتِصاصِ قَصيْرٍ مِنْهَا بِقَتْلِهَا وَهِيَ حِكَايَةٌ مَشْهُوْرَةٌ. الحَرَيرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 10239 - فاصبِر إِذَا مَا نَابَ نَو ... بٌ فالزَّمانُ أَبُو العَجَب أَبُو الحَسَن الأطروش البَصرِيُّ: [من الكامل] ¬
10240 - فاصبِر عَلَى نُوَبِ الزَّمانِ تكَرُّمًا ... فكَأنَّ مَا قَد كَانَ منهَا لَم يَكُن أَبُو الفَتحِ البُستِيُّ: [من المنسرح] 10241 - فاصْبِرْ فإِنَّ الزَّمانَ عن كَثَبٍ ... يأسُو على الرُّغْمِ كُلَّ ما كَلَمَا أبو بكر النطاح: [من الكامل] 10242 - فَاصبِر لِعَادَتنَا الَّتِي عَوَّدتَنا ... أَولَا فَأَرشدنَا إلَى من نَذهَبِ الطغْرائيُّ: [من البسيط] 10243 - فاصبِر لَهَا غيرَ مُحتَالٍ ولَا ضَجرٍ ... فِي حَادثِ الدَّهرِ مَا يُغنِي عَنِ الحيَلِ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 10244 - فَأَصدى وَلَا أُبدِي إِلى الماءِ حَاجةً ... وللشَّمسِ فَوقَ اليَعمَلَاتِ لُعَابِ العَطَوِيُّ: [من الخفيف] 10245 - فاصرِفِ الوُدَّ عَن كثيرٍ منَ النَا ... سِ فَمَا كلُّ من تَرَى بصَديقِ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من مجزوء الكامل] 10246 - فَاضرِب بطَرفِكَ حَيثُ شئـ ... ـــــتَ فَلَن تَرَى إِلَّا بَخِيلَا المُتَلَمِّسُ: [من الطويل] 10247 - فأَطرقَ إِطراقَ الشُجاعِ وَلَو رَأَى ... مَساغًا لِنَابَيْهِ الشُّجاعُ لَصَمَّمَا ¬
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذَا البَيْتُ هُوَ المَثَلُ السَّائِرُ. يُضْرَبُ لِمَنْ يَصْبر إِلَى أنْ تُمْكِنَهُ الفُرْصَةُ. قَالَ: وَلَمْ أسْمَع بِمِثْلِ أبْيَاتِ المُتَلَمّسُ هَذِهِ حِكَمًا وَأمْثَالًا مِنْ أوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا. يَقُولُ مِنْهَا: يَدَاهُ أصَابَتْ هَذِهِ حَتْفَ هَذِهِ ... فَلَمْ تَجِدِ الأُخْرَى عَلَيْهَا مُقَدَّمَا فَلَمَّا اسْتَقَادَ الكَفَّ بِالكَفِّ لَمْ يَكُنْ ... لَهُ دَرَكٌ فِي أنْ تَبِيْنَا فَأحْجَمَا فَأطْرَق إطْرَاق الشُّجَاعِ. البَيْتُ يَقُولُ مِنْهَا: لِذِي الحِلْم قَبْلَ اليَوْمِ مَا تُقْرَعُ العَصَا ... وَمَا عُلِّمَ الإنسانُ إِلَّا لِيَعْلَمَا إِذَا لَمْ يَزَلْ حَبْلُ القَريْنَينِ يَلْتَوِي ... فَلَا بدَّ يَوْمًا مِنْ قُوًى أنْ تُجَذَّمَا يُرِيْدُ بِهَذَا القَوْلِ مَا صَنَعَ بِهِ أخْوَالُهُ. يَقُولُ: أَنَا بِمَنْزِلَةِ مَنْ قُطِعَ إحْدَى يَدَيْهِ. فَإنْ هَجَوْتُهُمْ وَكَافَأتهُمْ بقيمهم كُنْتُ كَمَنْ قَطَعَ يَدَهُ الأُخْرَى، فَبَقِيَ أجْذَمَ فَلِذَلِكَ أمْسَكْت عَنْهُم. مَعنُ بن أَوسٍ المُزنيُّ: [من الطويل] 10248 - فأَطفأتُ نَارَ الحَربِ بَينِي وبينَهُ ... فأَصبَحَ بَعدَ الحَربِ وَهُو لَنا سلمُ المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 10249 - فاطلبِ العزَّ في لَظًى وَذَر الذُلَّ ... وَلَو كَانَ في جَنانِ الخلُودِ بَعْدَهُ: يُقْتَلُ العَاجِزُ الجَبَانُ وَقَدْ يَعْجِزُ عَنْ قَطْعٍ بخنقِ المَوْلُودِ وَيُوَقَّى الفَتَى المِخَشُّ وَقَدْ خَوَّضَ فِي مَاءِ لبَّهِ الصَّنْدِيْدِ. ¬
[من الكامل] 10250 - فاطلُب هُدُوًّا بالتَّقَلقُلِ وَاستَثِر ... بالعِيسِ من تَحتِ الشُهادِ هُجُودَا ابْنُ هَرَمَةَ: [من الطويل] 10251 - فَأَظهِر لَنَا بُغضًا وَأَضمِر عَداوةً ... وظَاهِر عَلَينا مَا استَطَعتَ وَحَاربِ بَعْدَهُ: فَإِنَّكَ لَو سَالَمْتَنَا لَمْ نَزِدْ غِنًى ... كَمَا لَا يَزِيْدُ البَحْرَ بَوْلُ الثَّعَالِبُ الأُقَيشرُ الأسَدِيُّ: [من السريع] 10252 - فاعتَبِرِ الأَرضَ بأَسمَائِهَا ... وَاعتَبِرِ الصَّاحبَ بالصَاحِبِ مُغَلِّسُ بن حصينٍ: [من الطويل] 10253 - فأَعرَضتُ عن سَلمَى وَقُلتُ لصَاحِبِي ... سَواءٌ عَلَينا بُخلُ سَلمَى وَجُودُهَا أبْيَاتُ مُغْلِسِ بن حِصنٍ الفَقْعَسِيِّ وَيُروَى لِمُدْرِكٍ: لَقَدْ كُنْتُ أرْمِي الوَحْشَ وَهِيَ بِغُرَّةٍ ... وَيَسْكُنُ أحْيَانًا إلَيَّ شَرُوْدُهَا فقد أمِنَتْنِي الوَحْشُ مُذْ رَثَّ أسْهُمِي ... وَمَا ضَرَّ وَحْشًا قَانِصٌ لَا يَصيْبَهَا فَأعْرَضْتُ عَنْ سَلْمَى وَقُلْتُ لِصاحِبِي. البَيْتُ يَقُولُ: قَدْ كُنْتُ إِذَا مَرَرْتُ بِالنِّسَاءِ وَهُنَّ بِغِرَّةٍ فَإذَأ رَأيْنَنِي أصبْتُ قُلُوبَهُنَّ وَرُبَّمَا سَكَنَّ أحْيَانا إلَيَّ وَمَالَ إلَيَّ مِنْهُنَّ كُلُّ نُفُورٍ فِي شَبَابي وَجَدَّةِ صَبْوتي فَلَمَّا كَبِرْتُ وَأخْلَقْتُ جِدَّتِي أمِنَّنِي فَقَرُبْنَ مِنِّي وَلَيْسَ بِي اليَوْمَ حِرَاكٌ لِصيْدٍ فَأعْرَضْتُ عَنْهُنَّ، يَقُولُ مِنْهَا: ¬
تَشَبَّهُ عَبْسٌ هَاشِمًا إِنْ تَسَرْبَلَتْ ... سَرَابِيْلَ خَزٍّ أنْكَرَتْهَا جُلُوْدُهَا تكَابدُ فِيْهَا مَشْيَةً قُرْشِيَّةً ... تَلَّوَى بِهَا أسْتَاهَهَا لَا تُجِيْدُهَا فَلَا تَحْسَبَنَّ الخزَّ ضرْبَةَ لَازِبٍ ... لِعَبْسٍ إِذَا مَا مَاتَ عَنْهَا وَلِيْدُهَا وَلَا تَحْسِدُونَ عَبْسًا عَلَى مَا أصَابَهَا ... وَذَمَّ حَيَاةً قَدْ تَوَلَّى زَهِيْدُهَا فَسَادَةُ عَبْسٍ فِي الحَدِيْثِ نِسَاؤهَا ... وَسَادَةُ عَبْسٍ فِي القَدِيْمِ عَبِيْدُهَا [من الطويل] 10254 - فأَعرَضتُ عَنهُ وَانتَظرتُ بهِ غدًا ... لعَلَّ غدًا يُبدي لمنتَظرٍ أَمرَا ابْنُ حَيُّوسٍ: [من الكامل] 10255 - فَأْعطِف عَلَيهم عَطفةً شَرَفيَّةً ... مَا الظَّنُ في إِنعامِهَا بمُرَجَّمِ بَعْدَهُ: وَامْنُنْ فَكَمْ لَكَ مِنْ فَعَالٍ صَالِحٍ ... ألْزَمْتَ نَفْسَكَ فِيْهِ مَا لَمْ يَلْزَمِ ابْنُ الرُّوميّ: [من البسيط] 10256 - فأَعطِنِي ثمنَ القرطاسِ أَو أُجرَةَ السَّـ ... ــــعي المُخيَّبِ أَو كَفَّارَةَ الكَذِبِ قَبْلَهُ: إن كُنْتَ مِنْ جَهْلِ حَقِّي غَيْرَ مُعْتَذِرٍ ... وَكُنْتَ مِنْ رَدِّ مَدْحِي غَيْرَ مُتَّئِبُ فَاعْطِنِي ثَمَنَ الطِّرْسَ الَّذِي كُتِبَتْ ... فِيْهِ القَصيْدَةُ أوْ كَفَّارَةَ الكَذِبِ [من الكامل] وَقَال فِي مِثْلِهِ أَيْضًا (¬1): ¬
رُدُّوا عَلَيَّ صَحَائِفًا سَوَّدْتُهَا ... فِيْكُمْ بِلَا حَقٍّ وَلَا اسْتِحْقَاقِ [من الطويل]
أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 10264 - فافخَر فَمَا من سَماءٍ للِعُلا رُفعَت ... إِلَّا وأَفعَالُكَ الحُسنَى لهَا عَمَدُ بَعْدَهُ: وَاعْذِرْ حَسُوْدَكَ فِيْمَا قَدْ خُصِصْتَ بِهِ ... إِنَّ العُلا حَسَنٌ فِي مِثْلِهَا الحَسَدُ [من الطويل] 10265 - فَأُفٍّ لكُم لَا تَذْكرُوا الفَخرَ بَعدَهَا ... بَنِي عَامرٍ أَنتُم شِرَارُ المَعاشِرِ [من الطويل] 10266 - فَأَقدِم عَلَى الأَمرِ الَّذِي إن تُلاقِهِ ... يُرحكَ بمَوتٍ أَو يُدَنّيكَ من ظفَر بَعْدَهُ: فَمَا قَدَّمَ الإقْدَامُ مَوْتًا مُؤَخَّرًا ... وَلَا أخَّرَ الإِحْجَامُ مَا قَذَمَ العَذَرُ لَيلَى الأَخيَليَّةُ: [من الطويل] 10267 - فأَقسَمتُ أَبكي بَعدَ توبَة هَالكٍ ... وأحفلُ مَن دَارتْ عَليهِ الدَّوائِرُ [من الطويل] 10268 - فأَقسَمتُ لَا آسَى عَلَى إثر هَالكٍ ... قَدِيْ الآن مِن وَجدٍ عَلَى هَالكٍ قَدي [من الطويل] 10269 - فأقسَمتُ لَا تَجري دُمُوعِي عَلَى امْرِئٍ ... إِذَا كَان لَا تَجري عَليَّ دُمُوعُهُ ¬
النَّابِغَة الجعدِيُّ: [من الطويل] 10270 - فأقُسِمُ مَا أَدري أَجَولَانُ عَبرةٍ ... تَجُودُ بهَا العَينانِ أَجري أَم الصَّبرُ بَعْدَهُ: وَفِي هَمَلَانِ العَيْنِ مِنْ غُصَّةِ الهَوَى ... رَوَاحٌ وَفِي الصَّبْرِ الجَلَادَةُ وَالأجْرُ [من الطويل] 10271 - فأُقسِمُ مَا تَركي عتَابَكَ عَن قِلًى ... وَلَكِن لِعلمِي أَنَّهُ غَيرُ نَافِعِ بَعْدَهُ: وَإنِّي وَإِنْ لَمْ ألْزَمِ الصَّبْرَ طَائِعًا ... فَلَا بُدَّ مِنْهُ مُكْرَهًا غَيْرَ طَائِعِ وَلَو أَنَّ مَا يُرْضيْكَ عِنْدِي مُمَثَّلًا ... لَكُنْتُ لِمَا يُرْضيْكَ أوَّلَ تَابِعِ إِذَا أنْتَ لَمْ تَعْطِفْكَ إِلَّا شَفَاعَةٌ ... فَلَا خَيْرَ فِي وُدٍّ يَكُونُ بِشَافِعِ لَبِيدٌ: [من الكامل] 10272 - فاقطَع لُبانَةَ من تعرَّضَ وَصلُهُ ... وَلَخيرُ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَا الشِبليُّ رحمه اللَّهُ: [من الرمل] 10273 - فاقطَعُوا حَبلي وَإِن شئتُم صِلُوا ... كُلّ شَيءٍ منكُمُ عندِي حَسَن 10274 - فاقعَس إِذَا حَدَبُوا وَاحدَب إِذَا قَعَسُوا ... وَوَازِنِ الشرَّ مكيَالًا بمكيَالِ أَبُو العَتَاهِيَة: [من مجزوء الكامل] 10275 - فاقنَع بعَيشِكَ ترضَهُ ... وَاملِك هَواكَ وأَنتَ حُرُّ ¬
[من الرمل] 10276 - فأقيمُوا وامنَعُوا وَصلَكُم ... قَد قَنعنَا مِن هَوَاكُم بالتَّمَنِّي الوَزِيرُ المَغرِبِيُّ: [من الطويل] 10277 - فأَكثَرُ مَن تَلقَى يسُرُّكَ قَولُهُ ... وَلَكِن قَليلٌ مَن يَسُرُّكَ فِعلُهُ إيَاس بن القَائفِ: [من الطويل] 10278 - فأَكَرم أَخاكَ الدَّهرَ مَا دُمتمَا معًا ... كفَى بالمَمَاتِ فُرقةً وَتنائِيَا قَبْلَهُ: رَأيْتُ فُضَيْلًا كَانَ شَيئًا مُلَفَّفًا ... فَكَشَّفَهُ التَّمْحِيْصُ حَتَّى بَدَا لِيَا فأنْتَ أخِي مَا لَمْ تَكُنْ لِيَ حَاجَةٌ ... فَإنْ عَرَضَتْ أيْقَنْتُ أنْ لَا أخَالِيَا فَلَا زَادَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ بَعْدَ مَا ... بَلَوْتُكَ فِي الحَاجَاتِ إِلَّا تَمَادِيَا كلَانَا غَنِيٌّ عَنْ أخِيْهِ حَيَاتَهُ ... وَنَحْنُ إِذَا متنَا أَشدُّ تَغَانِيَا فَاكْرِمْ أخَاَكَ الدَّهْرِ مَا دُمْتُمَا مَعًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَلَسْتُ بِرَاءٍ عَيْبَ ذِي الوُدِّ كُلَّهُ ... ولا بعضَ ما فيهِ إذا كُنْتَ راضِيا وعَيْنُ الرِّضا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَليْلَةٌ ... وَلَكِنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي المَسَاوِيَا وَتُرْوَى هَذِهِ الأبْيَاتُ لمُعَاوِيَةَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بن جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ. ابْنُ حُذَّاقٍ العَبدِيُّ: [من الوافر] 10279 - فأَكرَمُ مَا تَكُونُ عَليَّ نَفسي ... إِذَا ما قَلَّ في الأَزمَاتِ مَالي أبْيَاتُ ابنِ حُذَاقٍ العَبْدِيِّ: وَجَدْتُ أَبِي قَدْ أوْرَثَهُ أبُوْهُ ... خلَالًا قَدْ تُعَدُّ مِنَ المَعَالِي ¬
فَأكْرَمُ مَا تَكُونُ عَلَى نَفْسِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَتَحْسُنُ سِيْرَتي وَأصُوْنُ عرضِي ... وَتَحْمِلُ عِنْدَ أهْل الرَّأي حَالِي وَإِنْ نِلْتُ الغِنَى لَمْ أغْلُ فِيْهِ ... وَلَمْ أخْصصْ بِجَفوَتِي المَوَالِي وَلَمْ أَقْطَعْ أخًا لأَخٍ طَرِيْفٍ ... وَلَمْ يَذْمُمْ لِطُرْفَتِهِ وِصالِي وَأنِّي لَا أضِنُّ عَلَى ابنِ عَمِّي ... بِنَصرِي فِي الخُطُوبِ وَلَا نَوَالِي وَلَسْتُ بِقَائِلٍ قَوْلًا لأحْظَى ... بِقَوْلٍ لَا يُصدِّقُهُ فَعَالِي وَمَا التَّقْصيْرُ قَدْ عَلِمَتْ مَعدٌّ ... وَأخْلَاقُ الدَّنِيَّةِ مِنْ خِلَالِي وَقَدْ أصْبَحْتُ لَا أحْتَاجُ فِيْمَا ... بَلَوْتُ مِنَ الأُمُورِ إِلَى سُؤَالِ وَذَلِكَ أنَّنِي أدَّبْتُ نفْسِي ... وَمَا حَلْتُ الرِّجَال ذَوِي المَحَالِ إِذَا مَا المَرْءُ قَصَّرَ ثُمَّ مَرَّتْ ... عَلَيْهِ الأرْبَعُونَ مِنَ الحَوَالِي وَلَمْ يَلْحَقْ بَصالِحِهِمِ فَدَعْهُ ... فَلَيْسَ بِلَاحِقٍ أُخْرَى اللَّيَالِي وَلَيْسَ بِزَائِلٍ مَا عَاش يَوْمًا ... مِنَ الدُّنْيَا تَحُولُ إِلَى سَفَالِ وَتُرْوَى الأعْوَرِ الشَنِيّ وَاسْمُهُ بشر بنُ مُنْقذِ بن عَبْدِ القَيْسِ وَكَانَ شَاعِرًا مُحْسِنًا وَيُكَنَّى أبَا مُنْقِذٍ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ وَهَذِهِ الأبْيَاتُ لأيّهُمَا كَانَتْ فَهْيَ مِنْ حُرِّ الكَلَامِ وَأعْذَبِهِ. طُرَيحُ بنُ إِسماعِيلَ: [من الخفيف] 10280 - فاكسُني البشر إِنَّهُ شَاهدُ العُر ... فِ كَمَا شَاهدُ القُنُوطِ الوُجُومُ العَتَّابِيُّ: [من الخفيف] 10281 - فاكسُني مَا يَبِيْدُ أَصلَحكَ ... اللَّهُ فَإِنِّي أَكسوكَ مَا لَا يَبيدُ [من مجزوء الكامل] 10282 - فالبَازِ إن عزَّ الحَمَامُ ... يَصِيدُ من فَرخ البُوَمْ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 10283 - فَالثقلُ لَيسَ مُضَاعفًا لمَطِيَّةٍ ... إِلَّا إِذَا مَا كَانَ قَزمًا بَازِلَا كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنهُ: [من الكامل] 10284 - فالجَدُّ أَنفَعُ لِلفَتَى من عَقلِهِ ... وَالجَهلُ زَين للسَّعِيد الجَاهِلِ قَبْلَهُ: إِنْ كَانَ عَقْلُ المَرْءِ لَيْسَ بِنَافِعٍ ... وَحُرَافُ أهْلِ الفَضْلِ عَيْبُ الفَاضِلِ فَالجَدُّ أنْفَعُ لِلْفَتَى مِنْ عَقْلِهِ. البَيْتُ صَالِحُ بن عَبدِ القُدوسِ: [من الكامل] 10285 - فالجَدُّ يُدنِي كُلَّ أَمرٍ شَاسِعٍ ... والجَدُّ يفتَحُ كُلَّ بابٍ مُغلَقِ ابْنُ اللَّبَّانةِ: [من البسيط] 10286 - فالجُود كَالغَيثِ قَد يَسقي بَريقُهُ ... شَوكَ القَتَادِ ولَا يُسقَى بهِ الزَّهرُ أُسَامَةُ بن مُنقِذٍ: [من الكامل] 10287 - فَالحَادِثَاتُ تَزِيدُ قَدرَ ذَوي النُّهَى ... كَالعُود زَادَ حَريقُهُ في طيبِهِ أَبُو الفَتحِ البُستِيُّ: [من البسيط] 10288 - فَالحُرُّ حُرٌّ عَزيزُ النَّفسِ حَيثُ ثَوَى ... وَالشمس في كُلِّ بُرجٍ ذَاتُ أَنوارِ وَقَالَ أَبُو الفَتْحُ البُسْتِيّ (¬1): ¬
فَالحُرُّ طَلْقٌ ضَاحِكٌ وَلَرُبَّمَا ... تَلْقَاهُ وَهُوَ العَابِسُ المُتَجَهِّمُ كَالوَرْدِ فِيْهِ عُفُوْصَةٌ وَمَرَارَةٌ ... وَهُوَ الذَّكِيُّ النَّاضرُ المُتَبَسِمُ أَبُو الفَرَجِ الأَصْفَهَانِيُّ: [من البسيط] 10289 - فالحَمدُ للَّهِ حَمدَ الصَّابِرِينَ عَلَى ... مَا سَاءَنِي من قَضَايَاهُ وَفجَّعَنِي بَعْدَهُ: لَعِلَّ دَهْرِي بَعْدَ اليَأْسِ يُسْعِفُنِي ... بِمَا أُحِبُّ وَمَا أرْجُو وَيَرْفَعُنِي كَشَاجِم: [من مجزوء الكامل] 10290 - فالخَطُّ لَيسَ بنَافعٍ ... مَا لَم يَكُن خَطًّا مُصَحَّفْ قَوْلُ كَشَاجِمَ: فَالخَطُّ لَيْسَ بِنَافِعٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: سَلْ بِي وَبِالأيَّامِ تَعْرِفُ أنِّي ... ابنَ دَهْرٍ لَيْسَ يُنْصَفُ وَدَعِ التَّعَجُّبَ لِلثَّلَاثِ ... مَعَ التَّظَرُّفُ وَالتَّلَطُفُ وَبَلَاغَةٍ مَشْهُوْرَةٍ سَهُلَتْ ... وَأخْطَاهَا التَّكَلُّف وَسُطُورِ خَطٍّ مُؤنقٍ فِي ... الطِّرْسِ كَالبُرْدِ المُفَوَّفُ فَالخَطُّ لَيْسَ بِنَافِعٍ. البَيْتُ وَتُرْوَى لأبِي نوَّاسٍ. وَالأَصَحُّ أَنَّهَا لِكَشَاجمَ ألَا تَرَاهُ يَقُولُ: وَدَعِ التَّعَجُّبَ لِلثَّلَاثِ. يَعْنِي الكِتَابَةَ وَالشًّعْرَ وَالنُّجُومَ لأنَّ كَشَاجِمَ مُرَكَّبٌ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثِ. المَعَرِّيُّ: [من البسيط] 10291 - فَالخِلُّ كَالماءِ يُبدي لِي ضَمَائِرَهُ ... مَعَ الصَّفاءِ ويُخفيهَا مَعَ الكَدَرِ ¬
قَبْلَهُ: لَا تَطْوِيَا السِّرَّ عَنِّي يَوْمَ نَائِبَةٍ ... فَإنَّ ذَلِكَ ذَنْبٌ غَيْرُ مُغْتَفَرِ فَالخِلُّ كَالمَاءِ. البَيْتُ أَبُو عُثمانَ الخَالِديُّ: [من الكامل] 10292 - فالخَمرُ رَوحُ الرُّوحِ رُبَّتَمَا غَدت ... خَلًا وَكَانَتْ قَبلَ ذَاك مُدَامَا أَبُو القَاسِم الحرِيريُّ: [من البسيط] 10293 - فالدَّهرُ أَنكَدَ من أَن يَستَمرَّ عَلَى ... حَالٍ تَكرَّهَتَ تلكَ الحَال أَم شِيتَا [من الكامل] 10294 - فالذِئبُ أَخبثُ مَا يَكُون إِذَا اكتَسَى ... من جلدِ أَولادِ النِّعاجِ إهَابَا [من الكامل] 10295 - فالذِّئبُ يَفتَرِسُ الخَرُوفَ بحيلةٍ ... فَإِذَا تَعفَّفَ فَاستَربْ بَعفَافِهِ ابْنُ العَمِيدِ: [من الكامل] 10296 - فالرَّأيُ يَصدَأ كالحُسَامِ لعَارضٍ ... يَطرَأ عَليهِ وَصَقلُهُ التَّذكيرُ نَصرُ اللَّه بنُ عُنَينٍ: [من البسيط] 10297 - فَالرِزقُ يأتِي وَإن لَم يَسعَ صَاحبُهُ ... حتمًا وَلكن شقاءُ المَرءِ مَكتُوبُ قَبْلَهُ: يَغْذُو الرِّيَاضَ الحَيَا وَالأَرْضُ مُجْدِبَةٌ ... رِزْقًا وَفِي البَحْرِ ذَيْلُ السُّحْبِ مَسْحُوبُ ¬
فَلَا لِعَجْزٍ تَعَدَّى تِلْكَ وَابِلُهِ ... وَلَا لِحِرْصٍ سَقَتْ تِلْكَ الشَّآبِيْبُ فَالرّزْقُ يَأتِي وَإِنْ لَمْ يَسْعَ صَاحِبِهِ. البَيْتُ دِيكُ الجِنِّ: [من الكامل] 10298 - فالسَّيفُ يَقطَعُ وَهو ذُو صَدَأ ... والنَّصلُ يَفري الهَامَ لَا الغِمدُ [من البسيط] 10299 - فالشَّمسُ تَدنُو ضِياءً وَهي نَازِحَةٌ ... والسُحبُ ترْوي ومن عادَاتِها البُعُد هَذَا البَيْتُ مِنْ رِسَالَةٍ لأبِي الفَرَج البَبّغَاءِ كَتَبَهَا إِلَى الوَزِيْرِ أَبِي مُحَمَّدٍ المُهلِبيِّ. عليّ بن الحُسينِ الكَرَجيُّ: [من البسيط] 10300 - فالشَمسُ تَهبطُ ثُم اللَّهُ يَرْفَعُها ... وَالبَدرُ يَنقُصُ طَورًا ثُمَّ يَزدَادُ قَبْلَهُ: لَا يَيْأسَنَّ مِنَ الإِقْبَالِ ذُو أدَبٍ ... حَفَّتْ بِهِ لِصُرُوفِ الدَّهْرِ أجْنَادُ فَالشَّمْسُ تَهْبِطُ ثُمَّ اللَّهُ يَرْفَعُهَا. البَيْتُ الفَيضُ بن صَالحٍ: [من البسيط] 10301 - فالصَّمتُ من غَير عيٍّ من سَجيَّتهِ ... حَتَّى يَرَى مَوضعًا لِلقَولِ يُستَمَعُ أَبُو بكر بن دُريدٍ: [من الرجز] 10302 - فَالطِّرفُ يَجتَازُ المَدَى وَرُبَّمَا ... عَنَّ لمعدَاهُ عِثَارٌ فَكَبَا [من البسيط] 10303 - فَالعَجزُ ذُلٌّ وَمَا بالحَزمِ مِن ضَرَرٍ ... وأحزَمُ الحَزمِ سُوءُ الظَّنِّ بالنَّاسِ ¬
إِبراهِيمُ بنُ سيَابةَ: [من الكامل] 10304 - فالعَفو أَجمَلُ والتَفَضُّلُ بامْرِيءٍ ... لَم يَعدَم الرَّاجُونَ منهُ جَمِيلَا [من البسيط] 10305 - فالعُمر كَالكاسِ يَبدو في أوائِلهِ ... صَفوٌ وآخِرُهُ في قَعرِهِ كَدَرُ قَبْلَهُ: بَادِرْ إِلَى العَيْشِ فَالأَيَّامُ رَاقِدَةٌ ... وَلَا تَكُنْ لِصرُوْفِ الدَهْرِ تَنْتَظِرُ فَالعُمْرُ كَالكَأسِ يَبْدُو فِي أوَائِلُهُ. البَيْتُ السَرِيُّ الرَّفَاءُ: [من البسيط] 10306 - فالعَيشُ في ظِلِّ أَيَّامِ الصِّبَا فَإِذَا ... فَارقتَ ظِلَّ الشَبَابِ الغَضّ لَم يَطِبِ يُروَى لعَلي بن أَبِي طالبٍ عليه السلام: [من البسيط] 10307 - فَالعَينُ تُخبرُ عن عَينَي مُحدِّثِهَا ... إِن كَانَ من حِزْبِهَا أَو من أَعادِيهَا قَبْلَهُ: عَيْنَاكَ قَدْ دَلَتا عَيْنيَّ مِنْكَ عَلَى ... أشْيَاءَ لَوْلَاهُمَا مَا كُنْتُ أُبْدِيْهَا فَالعَيْنُ تُخْبِرُ عَنْ عَيْنَي مُحَدِّثِهَا. البَيْتُ وَهُوَ هاهنا تَضْمِيْنٌ. وَقَدْ كُتِبَ بِبَابِ: وَالنَّفْسُ تَكْلَفُ بِالدُّنْيَا. مع إخْوَانِهِ. محمَّدُ بنُ شبلٍ: [من الكامل] 10308 - فالعَينُ تقرأُ مِن لحَاظِ جَلِيسهَا ... مَا خُطَّ مِنهُ فِي ضَمير الخَاطِرِ ¬
بَعْدَهُ: وَلَكَمْ قُطُوْبٍ عَنْ وِدَادٍ خَالِصٍ ... وَتَبَسُّمٍ عَن غُلِّ صدْرٍ وَاغِرِ طَوّقْ بِمِنَّتِكَ الجَسِيْمَةِ فِي الوَرَى ... نَحْرِي فَإنَّ نَدَاكَ أكْرَمُ فَاخِرِ وَابْسُطْ بِأسْبَابِ المَعِيْشَةِ رَاحَتِي ... لِتَرَى صُرُوْفُ الدَّهْرِ إنَّكَ نَاصِرِي نِعَمٌ إِذَا أوْلَيْتَهَا مَحْفُوْظَةٌ ... هَلْ تُحْفَظُ النُّعْمَى بِغَيْرِ الشَّاكِرِ مَا إِنْ أرِيْدُ لِصِدْقِ قَوْلِي شَاهِدًا ... حَسْبِي بِسِرِّكَ عَالِمًا بِسَرَائِرِي وَإِذَا تَعَارَفَتِ القُلُوبُ تَآلَفَتْ ... وَيَصُدُّ مِنْهَا نَافِرٌ عَنْ نَافِرِ فَتَوَقَّ مَنْ يَأبَاهُ قَلْبُكَ إنَّهُ ... سَيَبْيِنُ بَاطِنُهُ بِأمْرٍ صابِرِ أَبُو الفَتحِ البُستِيُّ: [من الكامل] 10309 - فَالغُصنُ يَذبُلُ ثُم يُصبِحُ نَاضِرًا ... وَالماءُ يَكدَرُ ثُم يَرجِعُ صَافِيَا ابْنُ أَبِي مَروَانَ: [من البسيط] 10310 - فَالغَيثُ لَيس يُبَالِي حَيثُمَا انسكَبَت ... منهُ الغَمائِمُ تُربًا كَانَ أَو حَجَرا [من الطويل] 10311 - فألقَت عَصَا التَّسْيَارِ عَنهَا وَخيَّمت ... بِأَحْيَاءِ عَذبِ الماءِ زرقٍ مَجَافرُه مُعقّر بنُ حَمار البَارقِي (¬1): [من الطويل] فَأَلقَت عَصَاهَا واستَقَرَّت بهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عينًا بالإِيابِ المُسَافِرُ قِيْلَ: لَمَّا صَعِدَ قُتَيْبَةَ بن مُسْلِمٍ مِنْبَرَ الرَّيِّ، سَقَطَ القَضيْبُ مِنْ يَدِهِ، فَتَطَيَّرَ النَّاسُ بِذَلِكَ، فَأنْشَدَ فِي الحَالِ: فَألْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى. البَيْتُ ¬
قِيْلَ: وَلَمَّا وُلِّي أَبُو العَبَّاسِ القَائِمُ، صَعِدَ المِنْبَرَ وَبِيَدِهِ قَضيْبٌ لِيَخْطُبَ، فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ، فَتَنَاوَلَهُ ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ كَمَا سَاءَ الوَليَّ وَسَرَّ العَدُوَّ، وَلَكِنَّهُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: فَألْقَتْ عَصَاهَا. البَيْتُ قَوْلُ مُعَقِّر بن حَمَارٍ البَارِقِيّ جَارِ بَنِي نُمَيْرٍ يَوْمَ جَبَلَةَ: فَألْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى. البَيْتُ كَانَ مِنْ حَدِيْثِ يَوْمِ جَبَلَةَ وَذَلِكَ قِبْلَ الإسْلَامِ بِخَمْسٍ وَأرْبَعِيْنَ سَنَةً أَنَّ لَقِيْطَ بنَ زَرَارَةَ غَزَا بَنِي عَامِرٍ بن صَعْصعَةَ وِمَعَهُمْ بَنُو عَبْسٍ وَمَعَ لَقِيْطٍ جَمْعٌ عَظيْمٌ مِنْ تَمِيْمٍ وَغَيْرِهِم وَمَعَهُ أَيْضًا ابْنَا الجَوْنِ الكَنَدِيَّانِ وَحَسَّانُ بن وَبْرَةٍ الكَلْبِيُّ أخُو النُّعْمَانِ لأمِّهِ بَعَثَهُ النُّعْمَانُ مَعَ لَقِيْطٍ. فَقَالَ الأحْوَصُ بن جَعْفَرَ بن كِلَابٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ رَحَى هَوَازِنَ لقَيْسِ بن زُهَيْرٍ: مَاذَا تَرَى فَإِنَّكَ تَزْعُم أَنَّهُ لَا يَعْرِضُ لَكَ أَمْرَانِ قَطُّ إِلَّا وَجَدْتَ فِي أحَدِهِمَا المَخْرَجَ؟ فَقَالَ: الرَّأيُ عِنْدِي أنْ تَرْحَلَ بِالقَبَائِلِ وَالذَّرَارِي وَالأَمْوَالِ حَتَّى تُدْخِلَهَا جَبَلَةَ وَلَا تَدَعُ مُلَاءَتَهُ فقد جَاءَكَ مَا لَا قَبِلَ لَكَ بِهِ، فَتُقَاتِل القَوْمُ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ فَإنَّهُمْ دَاخِلُونَ عَلَيْكَ الشِّعبَ وَلَقِيْطٌ رَجُلٌ فِيْهِ إقْدَامٌ فَلَاُ بدَّ لَهُ أنْ يَقْتَحِمَ عَلَيْكَ وَتَأمُرَ بِالإبْلِ أنْ تُعْقَلَ وَلَا تُرْعَى وَنَجْعَلُ الذَّرَارِيُ خَلْفَ ظُهُورِنَا وَنُوَكِّلَ بهَا الرّجَالَةَ فَإِذَا دَخَلُوا عَلَيْكَ الشِّعبَ فَالتَفَّ عَلَى آخِرِهِم ألوتِ الرَّبَايَا فَإِذَا ألوَتْ حَلَّت الرِّجَالُ عقلَ الإبِلِ وَلَزِمَتْ أذْنَابَهَا فَإنَّهَا تَنْحَدِرُ عَلَيْهِم وَتَحِنُّ إِلَى مَرْعَاهَا وَورْدِهَا فَلَا يَرُدُّ وَجْهَهَا شَيْءٌ وَيَخْرجُ الفُرْسَانُ فِي أكْسَاءِ الرِّجَالِ الذين خَلْفَ الإبِلِ فَإنَّهَا تُحَطِّمُ مَا لَقِيَتْ وَيُقْبِلُ عَلَيْهِم القَوْمُ وَقَدْ حُطِّمُوا مِنْ عَلُ. فَقَالَ الأحْوَصُ: نِعْمَ مَا رَأَيْتَ وَأخَذَ بِرَأيِهِ وَعَقَلَ الإبِلِ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً وَأقْبَلَ لَقِيْط وَالملُوكُ وَمَنْ مَعَهُمْ مِنَ القِطِيْنِ فَوَجَدُوا القَوْمَ قد تَحَصَّنوا بجبلة، فقال رجلٌ للملك: دعَ القوم يَعْطَشُوا وَتَجُوعُ إبْلُهُم فَيَهْلِكُوا وَيَتَنَاثَرُوا عَلَيْكَ تَنَاتُرَ البَعرِ مِنْ أسْتِ الجَّملِ فَأبَى لَقِيْطٌ لِقُدْرَتهِ فِي نَفْسِهِ وَدَخَلُوا عَلَيْهِمْ وَحَلَّلَتْ بَنُو عَامِرٍ عُقُلَ الإبلِ فَأقْبَلَتْ تَهْوِي وَسَمِعَ القَوْمُ دَوِيًّا فَظَنُّوا أَنَّ الشِّعْبَ قد تدهدى عَلَيْهِم فَدَقَّتْ مَا لَقِيَتْ وَقُتِلَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ لَقِيْطٌ وَأُسِرَ حَاجِبٌ وَأخُوْهُ وَأُسِرَ
مُعَاوِيَةُ بنُ الجَوْنِ وَأخُوْهُ عَمْرُو بن الجَوْنِ الكنديَّانِ فَقَالَ مُعْقّر بن حمَار فِي ذَلِكَ اليَوْمِ (¬1): أمِنْ آلِ شَعْثَاءَ الحُمولُ البَوَاكِرُ ... مَعَ الصُّبْحِ قَدْ زَالَتْ بِهُنَّ الأبَاعِرُ وَحَلَّتْ سُلَيْمَى فِي هِضابٍ مَنِيْعَةٍ ... فَلَيْسَ عَلَيْهَا يَزْمَ ذَلِكَ قَادِرُ تُهِيْبُكَ الأسْفَارَ مِن خَشْيَةِ الرَّدَى ... وَكَمْ قَدْ رَأيْنَا مِنْ رَدٍّ لَا يُسَافِرُ وَخَبَّرَهَا الرُّوَادُ أنْ لَيْسَ بَيْنَهَا ... وَبَيْنَ قُرَى نَجْرَانَ وَالدَّرْب صَافِرُ * * * فَألْقَتْ عَصَاهَاَ وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَصَبَّحَهَا أمْلَاكُهَا بِكَتِيْبَةٍ ... عَلَيْهَا إِذَا أمْسَتْ مِنَ اللَّهِ نَاظِرُ مُعَاوِيَةُ بنُ الجوْنِ ذُبْيَانُ حَوْلَهُ ... وَحَسَّانُ فِي جَمْعِ الرَّبَابِ مُكَاثِرُ وَقَدْ جَمَعَا جَمْعًا كَأَنَّ ذَكَاءَهُ ... جَرَادٌ سَمَا فِي هَفْوَةٍ مُتَطَايِرُ وَمَرُّوا بِأطْرَارِ البُيُوتِ فَرَدَّهُم ... رِجَالٌ بِأطْرَافِ الرِّمَاحِ مَسَاعِرُ يُفَرِّجُ عَنَّا كُلَّ ثغْرٍ نَخَافهُ ... جَوَادٌ كَسرْحَانِ الإبَاءَةِ ضَامِرُ وَكُلُّ طمُوحِ فِي الجرَاءِ كَأنَّهَا ... إِذَا أغْمِسَتْ فِي المَاءِ فتخاءُ كَاسِرُ لَهَانَا ممن فِي الوَكْرِ قَدْ مَهَدَتْ لَهُ ... كَمَا مَهَدَتْ للبَعْلِ حَسْنَاءُ عَاقِرُ تَخَافُ نِسَاءً يَحْتَلْنَ حَلِيْلَهَا ... مُجربّةً قَدْ أوْجَعَتْهَا الضَّرَائِرُ هَوَى زهْدٌ تَحْتَ الغُبَارِ لِحَاجِبٍ ... كَمَا انْقَضَّ أقْنَا ذوجنا حِيْنَ كَاثِرُ هَمَا بَطَلَانِ يَعْثرَانِ كِلَاهُمَا ... رِيَاش السَّيْفِ وَالسَّيْفُ قَادِرُ يَنُوءُ وكناز هَدْمٍ وَرَاءَهُ ... وَقَدْ عَلَقَتْ مَا بَيْنَهُنَّ الأَظَافِرُ وَبَاتُوا لنَا ضَيْفًا وَبِتْنًا بِنِعْمَةٍ ... لنَا مُسْمِعَات بَالدُّفُوفِ وَزَامِرُ وَلَمْ نُقْرِهِمْ شَيْئًا وَلَكِنْ قصرهم ... صَبُوحٌ لَدَيْنَا مَطْلَعَ الشَّمْسِ حَازِرُ كَأَنَّ نَعَامَ الدَّوِّ بَماضَ عَلَيْهُم ... وَأعْيُنهُم تَحْتَ الحَدِيْدِ جَوَاحِرُ ضَرَبْنَا حَبِيْكَ البيضِ فِي غَمْرِ لَجَّةٍ ... وَلَمْ يَنْجُ فِي اليَامين مِنْهُم مُفَاخِرُ ¬
أَبُو المَكارِم المَوصِليُّ: [من البسيط] 10313 - فالُّلؤلُؤُ الرَّطبُ دُرٌّ وَهو مُنتَظِمٌ ... فَوقَ النحُور وَدُرٌّ وَهو فِي الصَّدَفِ محمّدُ بن شبلٍ: [من البسيط] 10314 - فاللَّيثُ لَيسَ يُبَالِي نَالَ حَاجتَهُ ... مِن مُهجةِ العَيرِ أَو من مُهجَةِ المَلِكِ أَبُو تَمَّام: [من مجزوء الكامل] 10315 - فالَّليثُ يَفتَرِسُ الكِلَا ... بَ إِذَا تَعذَّرَتِ الغَنَم قَبْلَهُ: وَخُذِ القَلِيْل مِنَ اللَّئِيْـ ... ـمِ إِذَا أبَى أهْلُ الكَرَمْ فَاللَّيْثُ يَفْتَرِسُ الكِلَابَ. البَيْتُ ابْنُ الرُّومِيّ: [من البسيط] 10316 - فالمُلكُ في رَوضَةٍ مِنكُم وَفِي عُرُسٍ ... والدِّينُ في جُمعَةٍ منكُم وفي عِيدِ [من الخفيف] 10317 - فالمَنَايَا ولَا الدَّنايَا وَخَيرٌ ... من رُكُوب الخَنَا رُكُوبُ الجَنَازَة وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ أَبِي نَصرِ بن نُبَاتَةَ (¬1): فَالنَّارُ بِالمَاءِ الَّذِي هُوَ ضِدُّهَا ... تُعْطِي النِّضَاجَ وَطَبْعهَا الإحْرَاقُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ آخَرَ يَرْثِي (¬2): ¬
فَالنَّاسُ مَأتَمُهُمْ عَلَيْهِ وَاحِـ ... ـدٌ فِي كُلِّ دَارٍ أنَّةٌ وَزَفِيْرُ [من الكامل] 10318 - فالنَّارُ تَكمُن في الزِّنَادِ فَلا تُرى ... حَتَّى تُثَوِّرَهَا بَكَفِّ القَادِحِ زُهيرٌ المصريُّ: [من البسيط] 10319 - فالنَّاسُ بالنَاسِ وَالدُنيا مُكَافأَةٌ ... والخَيرُ يُشكَرُ والأخبارُ تَنتَقِلُ الأَبلَهُ: [من الكامل] 10320 - فالوِردُ عَذبٌ والحجَابُ مُسَهَّلٌ ... والوَجهُ طَلقٌ والعَطاءُ جَزِيلُ وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ آخَرَ: فَإلَهُ السَّمَاءِ قَدْ بَسَطَ الرِّزْ ... قَ عَلَيْنَا وَيُقْتَضَى بِالدُّعَاءِ المتَوَكِّلُ اللَّيثي: [من الكامل] 10321 - فالهَمُّ مَا لَم تُمضِهِ لسَبِيلِهِ ... دَاءٌ تضَمَّنُهُ الضُلُوعُ مُقِيمُ وَقَالَ ابْنُ الرِّضِمِ العَبْدِيُّ وَيُرْوَى لِلأَسعرِ الجعْفِيّ وَالأَوَّلُ أثْبَتُ (¬1): [من الكامل] بَانَ الخَلِيْطُ وَلَمْ أُفَارِقُ عَنْ قِلًى ... لَيْسَ المُفَارِقُ يَا أُمَيْمُ كَمَنْ نَأَى إِنَّ المُحِبَّ إِذَا جَفَاهُ حَبيْبُهُ ... نَسِيَ الحَبِيْبَ وَفَلَّ صَبْوَتَهُ القِلَى وَالهَمّ مَا لَمْ تُمْضِهِ لِسَبِيْلِهِ ... فَكَفَى بِصحْبَتِهِ عَنَاءً لِلْفَتَى طُرَيحُ بنُ إسماعِيلَ: [من الخفيف] 10322 - فَإِلَيكَ ارتَحلتُ تشفَعُ لِي قُربَى ... وَنُصحٌ لَكُم وَغَيثٌ سَلِيمُ ¬
البُحتُرِيُّ: [من الكامل] 10323 - فإِلَى مَن الشَكوَى ومَن يُعدي إِذَا ... استَعدَيتُ والخصم الظَّلُوم القَاضِي قَبْلَهُ: بِعْتُ الفُؤَادَ عَلَى الحَبِيْبَةِ فَاشْتَرَتْ ... ثُمَّ افترَقْنَا عَنْ هَوًى وَتَرَاضِي سَلَّمْتُهُ فَتَسَلَّمتهُ وَلَمْ تَجدْ ... عَنْهُ بِأثْمَانٍ وَلَا أعْوَاضِ فَإلَى مَنِ الشَّكْوَى وَمِنْ يُعْدِي. البَيْتُ زُهيرٌ المصرِيُّ: [من البسيط] 10324 - فاليَومَ أَبكي عَلَى مَا فَاتَني جَزعًا ... وهَل يُفيدُ بكائِي حينَ أَبكِيهِ البُحتُرِيُّ: [من الكامل] 10325 - فاليَومَ جَازَ بيَ الهَوَى مقدَارَهُ ... في أَهلِهِ وَعَلِمتُ أَنِّي عَاشِقُ محمَّدُ بن بَشِيرٍ: [من الطويل] 10326 - فأَمسِك عَلَيكَ العَبدَ أوَّلَ وَهلَةٍ ... ولَا تَنْفَلِتْ من رَاحتَيكَ حَبائِلُه أَبُو السِّمطِ: [من الطويل] 10327 - فأَمسِك نَدى كَفّيكَ عَنِّي وَلَا تَزِد ... فقَد خفتُ أَن أَطْغَى وَأن أتَجبَّرَا قَالَ أَبُو السِّمطِ الشَّاعِرُ: مَدَحْتُ المُتَوَكِّلَ عَلَى اللَّهِ فَأمَرَ لِي بِمِائَةٍ وَعِشْرِيْنَ ألْفِ دِرْهَمٍ وَخَمْسِيْنَ ثَوْبًا وَثَلَاثةً مِنَ الظَّهرِ فَقُلْتُ أبْيَاتًا فِي شُكْرِهِ فَلَمَّا بَلَغْتُ إِلَى قَوْلي: فَأمْسِكْ نَدَى كَفَّيْكَ عَنِّي وَلَا تَرِدُّ. البَيْتُ ¬
قَالَ: وَاللَّهِ لَا أُمْسِكُ حَتَّى أَغْرِقَكَ بِجُوْدِي وَأمَرَ لِي بِضِيَاعٍ تقُومُ بمِائَةِ ألْفِ ألْفِ دِرْهَمٍ. صُرَّدُر: [من الوافر] 10328 - فأَمسَينَا أنَّا مَا افتَرقنَا ... وَأَصبَحنَا كأنَّا مَا التَقَينَا [من الطويل] 10329 - فَأَمَّا إِذَا كَانَ الجَمالُ مُوَفرًا ... كحُسنِكِ لَم يَحتَج إِلَى أَن يُزَوَّرَا دِيكُ الجِنّ: [من الطويل] 10330 - فأمَّا الَّذِي يَمضِي فأَحلَامُ نَائِمٍ ... وَأَمَّا الَّذِي يَبقَى لَهُ فأَمَانِي [من الوافر] 10331 - فَإِمَّا أَن أَمُوتَ أَو المُكَأرِي ... وَإِمَّا ينقَضِي هَذَا الطَّرِيقُ قَبْلَهُ: أقُوْلُ كَمَا يَقُولُ حِمَارُ سَوْءٍ ... وَقَدْ سَامُوهُ حِمْلًا لَا يُطِيْقُ فَإمَّا أنْ أمُوْتَ أوْ المُكَارِي. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (فَإمَّا) قَوْلُ المُثَقِّب العَبْدِيِّ واسْمُهُ عَائِذُ بنُ مُحْصنٍ، وَلُقِّبَ بِالمُثَقَّبِ لِقَوْلهِ فِي أوَّلِ القَصِيْدَةِ (¬1): أفَاطِمَ قَبْل بَيْنِكِ مَتِّعِيْنِي ... وَمَنْعُكِ مَا سَألْتُ كَأنْ تَبِيْنِي وَلَا تَعِدِي مَوَاعِدَ كَاذِبَاتٍ ... تَمُرُّ بِهَا رِيَاحُ الصَّيْفِ دُوْنِي يَقُولُ مِنْهَا: ¬
فَإنِّي لَو تُعَانِدُنِي شِمَالِي ... عنَادَك مَا وَصَلْتُ بِهَا يَمِيْنِي إذًا لَقَطَعْتُهَا وَلَقُلْتُ بِينِي ... كَذَلِكَ أحْتَوِي مَنْ يَحْتَوِيْنِي فَإمَّا أنْ تَكُونَ أخِي بِصدْقٍ ... فَأعْلَمُ مِنْكَ غِثِّي مِنْ سَمِيْنِي وَإلَّا فَاطَّرِحْنِي وَاتَّخِذْنِي ... عَدُوًّا أتَّقِيْكَ وَتَتَّقِيْنِي وَمَا أدْرِي إِذَا يَمَّمْتُ أرْضًا ... أُرِيْدُ الخَيْرَ أيُّهُمَا يَلِيْنِي أألْخَيْرُ الَّذِي أَنَا أبْتَغِيْهِ ... أمِ الشَّرُّ الَّذِي هُوَ يَبْتَغِيْنِي 10332 - فأَمَّا بَعدُ فالدُنيِا عَلَينا ... مُكَدَّرَةٌ لبُعدِكَ وَالسَلَامُ أبو الفَرَجِ بن حنبل الطائِيُ: [من الوافر] 10333 - فأَمَّا بَيْتكُمْ إِن عُدَّ بيتٌ ... فَطَالَ السَّمكُ وَارتَفَعَ الفِناءُ بَعْدَهُ: وَأَمَّا أسُّهُ فَعَلَى قَدِيْمٍ ... مِنَ العَادِيِّ إِنْ ذُكِرَ البِنَاءُ [من الوافر] 10334 - فإِمَّا تثقَفُونِي فَاقتُلُوني ... فَمَن أَثقَفْ فَسَوفَ تَرَونَ بَالِي ذو رُعَينٍ: [من الوافر] 10335 - فإِمَّا حميَرٌ غَدَرَت وَخَانَت ... فَمَعْذِرَهُ الإِلهِ لِذِي رُعَينِ أبو الأسود الدُّؤلي: [من الطويل] 10336 - فَأَمَّا صُدُودي عَنكِ عندَ أَذاكِ لي ... فلَا بدَّ منهُ أَو يزُولَ الأَذَى عَنِّي وَمِنْ بَابِ (فَأَمَّا) قَوْلُ عزَ الدِّيْنِ أَبِي حَامِدٍ عَبْدِ الحَمِيدِ ابن أَبِي الحدِيْدِ المَدَائِنِيِّ ¬
وَكَانَ أحَدَ فُضَلَاءِ عَصْرِنَا وَكَانَ أخُوهُ المُوفَّقُ كَاتِبُ الإِنْشَاءِ بِالدِّيْوَانِ العَزِيْزِ بَيْنَ يَدَي الوَزِيْرِ مُؤَيَّدِ الدِّيْنِ مُحَمَّد بن العَلْقَمِيِّ وَزِيْرُ الإمَامِ أَبِي أحْمَدَ عَبْدِ اللَّهِ المُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ آخِر خُلَفَاءِ بَنِي العَبَّاسِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِم: هِيَ الأَيَّامُ بُعْدٌ وَاقْتِرَابُ ... وَأرَى بُعْدَهُ ثَرْيٌ وَصَابُ فَطَلِّقْ هَذِهِ الدُّنْيَا ثَلَاثًا ... فَحَاصلُهَا الخَسَارَةُ وَالتَّبَابُ وَتِهْ فِي حُبِّ مَنْ لَا يُعْرَفُ اسْمٌ ... لَهُ وَبِحُبِّهِ عَذُبَ العَذَابُ فَأَمَّا عَكْسُ هَلَّا فَهو وَصْفٌ ... وَكُلُّ نعُوتِ حَضْرَتِهِ حِجَابُ فَخَالَفْتُ الوَرَى وَذَهَبْتُ وَحْدِي ... إِلَى رَأيٍ هُوَ العَجَبُ العُجَابُ فَإمَّا أنَّنِي المَجْنُونُ وَحْدِي ... وَمَا فِي الخَلْقِ مِنْ عَيْبٍ يُعَابُ وَإمَّا أنَّنِي وَحْدِي حَلِيْمٌ ... وَكُلُّ النَّاسِ مَجْنُونٌ مُصابُ وَيُرْوَى: وَإمَّا أنَّنِي وَحْدِي مُصِيْبٌ ... وَبَاقِي الخَلْقِ كُلُّهُمُ مُصابُ وَنُسِبَ بِقَوْلِهِ هَذَا إِلَى الزَّنْدَقَةِ وَكَانَ الرَّجُلُ فَاضِلًا. سَالم بن هبة اللَّه القاسِمي الحَلبيُّ: [من الطويل] 10337 - فَإِمَّا عُلًا تَصفُو عَليَّ ظلَالُهَا ... وإمَّا رَدًى بينَ القَنَا وَالسَّنَابِكِ قَبْلَهُ: أثِرْ بِتَمَادِي شَدَّها المُتَدَارِكِ ... دُجَى كُل يَوْمٍ أغْبَرِ اللَّوْنِ حَالِكِ وَشْمُ الطِّلَابِ العِزَّ عَزْمَةَ مُقْدِمٍ ... عَلَى الهَوْلِ خَوَّاضٍ غِمَارَ المَهَالِكِ فَإمَّا عُلًا تَصْفُو عَلَيَّ ظِلَالِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَحَتَّامَ تَمْسِي حَائِرَ العَزْمِ خَامِلًا ... سَمِيْرَ الأمَانِي وَالهُمُوْمِ النَّوَاهِكِ وَيَمْطِلُكَ الحَظُّ الحَرُونُ مسوّقًا ... بِنُبْلِ المُنَى مَطل الغَرِيْمُ المُمَاحِكِ وَيَا نَفْسُ مَا بَالِي أرَاكِ مُقِيْمَةً ... عَلَى الضيْمِ لَا يَجْرِي الإبَاءُ بِبَالِكِ ¬
إِذَا عَنْكِ ضَاقَتْ بَلْدَةٌ فَتَبَدَّلِي ... بأُخْرَى تَرُوْضِي جَامِحًا مِنْ رِحَابِكِ إلَامَ طِلَابُ الفَضْلِ مِنْ شَرِّ مَعْشَرٍ ... أَبوا أنْ يَكُوْنُوا أهْلَهُ لَا أُبَالَكِ هُوَ أَبُو المُبَارَكِ سَالِم بنُ هِبَةِ اللَّهِ بن عَلِيّ بنِ المُبَارَكِ الهَاشِمِيُّ الحَلَبِيُّ. [من المتقارب] 10338 - فأَمَّا كِلَابٌ فَمِثلُ الكِلَابِ ... لَا يُحسنُ الكَلبُ إِلَّا هَرِيرَا أَعرابِيَّةٌ: [من الطويل] 10339 - فأَمَّا وقَد أَصبَحتَ فِي هَضبهِّ الرَّدَى ... فَشَأن المَنَايَا فلتُصِب مَن بَدَا لَها مَنصُور الفَقِيهُ: [من مخلع البسيط] 10340 - فامنُن بمَا شِئتَ من نَوَالٍ ... إِنْ لَم يَكُن وابِلٌ فَطَلُّ [من الخفيف] 10341 - فأمُورُ الدُّنيا تَنَقَّلُ وَالمُقبِلُ ... فيهَا مَن حَازَ ذِكرًا جَميلَا المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 10342 - فَإِن أَرَ خيرًا فِي المَنام فَنَازحٌ ... وَإن أَر شرًا فهو مِنِّي مُقرَّبُ الرَّضِي الموسَوِيُّ: [من الطويل] 10343 - فَإِن أَرَ نصلًا قاطِعًا فَلِهاشِمٍ ... نُصُولٌ مَواضٍ في أَكُفِّ الصَّاقِلِ ابْنُ ميَّادةَ: [من الطويل] 10344 - فإِن أَستَطع أَغلِبْ وَإِن يَغلِبِ الهَوَى ... فَمثلُ الذي لاقَيتُ يُغلَبُ صَاحبُه ¬
مسلم بن الوليد: [من الطويل] 10345 - فإِنْ أَعْتَذِرْ عَنْها فإِنّي مُكَذِّبٌ ... وإنْ تَعْتَذِرْ يُرْدَدْ عَلَيها اعْتِذَارُها [من الطويل] 10346 - فإِن أَغشَ قومًا بَعدَهُ أَو أَزُرهُم ... فكَالوَحشِ يُدنيها مِنَ الأُنس المَحلُ قَبْلَهُ فِي إِسماعيلَ بن جَرِيْرٍ: [من الطويل] وَإنِّي وَإِسماعيلَ يَوْمَ وَدَاعِهِ ... لَكَالغِمْدِ يَوْمَ الرَّوْعِ فَارَقَهُ النَّصْلُ فَإنْ آتِ قَوْمًا بَعْدَهُ أوْ أَزُرْهُمُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يُذَكِّرُنِيْكَ الفَضْلُ وَالجُّوْدُ وَالتُّقَى ... وَقِيْلُ الخَنَا وَالعِلْمُ وَالحِلْمُ وَالجهْلُ فَألْقَاكَ عَنْ مَذْمُوْمِهَا مُتَنَزِّهًا ... وَألْقَاكَ فِي مَحْمُوْدِهَا وَلَكَ الفَضْلُ الحَارِثُ بنُ عَوفٍ: [من الوافر] 10347 - فَإِن أَكبَر فَإِنّي في لِداتِي ... وَعَاقِبَةُ الأصَاغِر أَن يَشِيبُوا بَعْدَهُ: وَمَا كَثَّرْتُ فَائِدَتِي بِغَدْرٍ ... كَفَانِي فِي الفَوَائِدِ مَا يَطِيْبُ أبَى ذَلِكُمْ خَالِي وَعَمِّي ... وَفَضْلُ المَالِ وَالصَّدْرُ الرَّحِيْبُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا عُزَيَ شَيْخٌ عَنْ ذَهَابِ الشَّبَابِ مِنْهُ، وَاسْتِيْلَاءِ الكِبَرِ عَلَيْهِ بِأحْسَنَ مِنْ هَذَا البَيْتِ. وَمِنْ بَابِ (فَإنْ أكُ) قَوْلُ صَخْرِ بنِ حَبْنَاءَ التَّمِيْمِيّ (¬1): فَإنْ أكُ بُدِّلَتُ البِيَاضَ وَأُنْكِرَتْ ... مَعَالِمُهُ مِنِّي العُيُونُ اللَّوَامِحُ فقد يَسْتَجِدُّ المَرْءُ حَالًا بِحَالةٍ ... وَقَدْ يَسْتَسِنُّ النَّصلُ وَالنَّصلُ جَارِحُ ¬
وَمَا رَدَ عَزْمِي كَالَّذِي قَدْ هَوِيْتُهُ ... وَلَا أثَّرَتْ فِيَّ الخُطُوبُ الفَوَادِحُ [من الوافر] 10348 - فإن أكُ سَاكنًا وَطَني فَإِنِّي ... بأرضٍ لَا أَراكَ بِهَا غَرِيبُ بَعْدَهُ: وإِنْ تَكُ قَدْ نأَتْ مِنْكُمْ بِلادٌ ... بأَجْسَامٍ فَعِنْدَكُمُ القُلُوبُ العبَّاس بن مردَاسٍ: [من الوافر] 10349 - فَإِن أَكُ فِي شِرَارِكُمُ قَلِيلًا ... فإِنِّي فِي خِيَارِكُمُ كَثيرُ لَمَا عَزَل مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ مَرْوَان بن الحَكَمِ وَوَلَّى عِوَضَهُ سَعِيْدَ بنَ العَاصِ قَدِمَ مَرْوَانُ عَلَى مُعَاوِيةِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةَ وَقَدْ تَبَيَّنَ فِي وَجْهِهِ الغَضَبَ: مَرْحَبًا بِأبِي عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ زُرْتَنَا عِنْدَ اشْتِيَاقٍ مِنَّا إلَيْكَ. فَقَالَ مَرْوَانُ: لَا وَاللَّهِ مَا زُرْتُكَ لذلك وَلَا قَدِمْتُ عَلَيْكَ فألْفَيْتُكَ إِلَّا عَاقًّا قَاطِعًا وَاللَّهِ مَا أنْصَفْتَنَا وَلَا جزْتَنَا جَزَاءَنا وَلَقَدْ كَانَتْ السَّابِقَةُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ لآلِ أَبِي العَاصِ وَالصهْرُ بِرَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ وَالخِلَافَةُ فِيْهِمْ فَوَصَلُوْكُم يَا بَنِي حَرْبٍ وَشَرَّفُوكُم وَوَلُّوْكُم فَمَا عَزَلُوْكُمْ وَلَا آثَرُوا عَلَيْكُم حَتَّى إِذَا وُلِّيْتُمْ وَأفْضَى الأَمْرُ إلَيْكُمْ أبَيْتُمْ إِلَّا أثَرَةً وَسُوْءَ صِنْعَةِ وَقُبْحِ قَطِيْعَةٍ فَرُوَيْدًا رُوَيْدًا قَدْ بَلَغَ بَنُو الحَكَمِ وَبَنُو بَنِيْهِ نَيِّفًا وَعِشْرِيْنَ وَإِنَّمَا هِيَ أيَّامٌ قَلَائِلٌ حَتَّى يُكْمِلُوا أرْبَعِيْنَ وَيَعْلَمُ امْرُؤٌ أيْنَ يَكُوْنُ مِنْهُمْ حِيْنَئِذٍ ثُمَّ هُمْ لِلْجَزَاءِ بِالحُسْنَى وَبِالسَّؤى بِالمُرْصادِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: عَزَلْتُكَ لِثَلَاثٍ لَو لَمْ يَكُنْ مِنْهُنَّ إِلَّا وَاحِدَةٌ لأوْجَبَتُ: إحْدَاهُنَّ إنِّي أمَّرْتُكَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بنَ عَامِرٍ وَبَيْنَكُمَا مَا بَيْنَكُمَا فَلَمْ تَسْتَطِعَ أنْ تَشْتَفِيَ مِنْهُ، وَالثَّانِيَةُ كَرَاهَتُكَ لأمْرِ زِيَادٍ، وَالثَّالِثَةُ أَنَّ ابْنَتِي رَمْلَةُ اسْتَعْدَتْكَ عَلَى زَوْجِهَا عَمْرُو بن عُثْمَانَ فَلَمْ تُعِدَهَا. فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: أَمَّا أَبِي عَامِرٍ فإنِّي لَا أنتصِرُ مِنْهُ فِي سُلْطَانِي لَكِنْ إِذَا تَسَاوَتِ الأقْدَامُ عَلِمَ أيْنَ مَوْقِعُهُ، وَأَمَّا كَرَاهَتِي أمْرَ زِيَادٍ فَإنَّ سَائِرَ بَنِي أمَيَّةَ كَرِهُوْهُ وَجَعَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ الكرْهُ خَيْرًا كَثيْرًا، وَأَمَّا اسْتِعْدَاءُ رَمْلَةَ عَلَى عَمْرُو بنِ ¬
عُثْمَانَ فَوَاللَّهِ إنَّهُ لَيَأتِي عَلَيَّ سَنَةٌ أَو أكْثَرُ وَعِنْدِي بِنْتُ عُثْمَانَ فَلَا أكْشِفُ لَهَا تَوْبًا يُعَرِّضُ، أَنَّ رَمْلَةَ إِنَّمَا تَسْتَعْدِي عَلَيْهِ طَلَبًا لِلنِّكَاحِ. قَالَ: فَغَضبَ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ لَهُ: يَا بنَ الوَزْغِ لَسْتَ هَنَاكَ. فَقَالَ مَرْوَانُ: هُوَ ذَلِكَ الآنَ وَاللَّهِ إنِّي لأبُو عَشَرَةٍ وَأخُو عَشَرَةٍ وَعَمُّ عَشَرَةٍ وَقَدْ كَادَ وَلَدِي يَكْمِلُوا العِدَّةَ يَعْنِي أرْبَعِيْنَ وَلَوْ قَدْ بَلَغُوْهَا لَعَلِمْتَ أيْنَ تَقَعُ مِنِّي، فَانْخَزَلَ مُعَاوِيَةَ ثُمَّ قَالَ: فَإنْ أكُ فِي شِرَارِكُمُ قَلِيْلًا. البَيْتُ بُغَاثُ الطَّيْرِ أكثَرُهَا فِرَاخًا ... وَأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلَاةٌ نَزُوْرُ قَالَ: فَلَمَّا فَرِغَ مَرْوَانُ مِن كَلَامِهِ حَتَّى استَخْذَى مُعَاوِيَةُ فِي يَدهِ وَخَضَعَ له وَقَالَ: لَكَ العُتْبَى وَأَنَا رَادُّكَ إِلَى عَمَلِكَ فَوَثَبَ مَرْوَأنُ وَقَالَ: كَلَّا وَعَيْشَكَ لَا رَأَيْتَنِي عَائِدًا أبَدًا وَخَرَجَ. فَقَالَ الأحْنَفُ ابْنُ قَيْسٍ لِمُعَاوِيَةَ: مَا رَأَيْتُ قَطُّ لَكَ سَقْطَةً مِثْلَهَا، مَا هَذَا الخُضُوعُ لِمَرْوَانَ وَأيُّ شَيْءٍ يَكُونُ مِنْهُ وَمِنْ بَنِي أبِيْهِ؟ فَقَالَ لَهُ: أدْنُ مِنِّي أُخْبِرُكَ بِذَلِكَ. فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ: إنَّ الحَكَمَ بنَ أَبِي العَاصِ كَانَ أحَدَ مَنْ قَدِمَ مَعَ أخْتِي أُمّ حَبيْبَةَ لَمَا زُفَّتْ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ تَوَلَّى نَقْلُهَا إلَيْهِ فَجَعَل رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّىَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحدُّ النَّظَرَ إلَيْهِ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدَهُ قِيْلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أحْدَدْتَ النَّظَرَ إِلَى الحَكَمِ فَقَالَ: ابْنُ المَخْزُومِيَّةِ ذَاكَ رَجُلٌ إِذَا بَلَغَ وَلَدُهُ ثَلَاثِيْنَ أوْ قَالَ أرْبَعِيْنَ مَلَكُوا الأمْرَ بَعْدِي فَوَاللَّهِ لَقَدْ تَلَقَّاهَا مَرْوَانُ مِنْ عَيْنٍ صافِيَةٍ. فَقَالَ لَهُ الأحْنَفُ: لَا يَسْمَعَنَّ هَذَا مِنْكَ أحَدٌ فَإِنَّكَ تَضَعُ مِنْ قَدْرِكَ وَقَدْرِ وَلَدِكَ بَعْدَكَ وَإِنْ يَقْضِ اللَّهُ أمْرًا يَكُنُ. قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: فَاكْتُمْهَا عَلَيَّ يَا أبَا بَحْرٍ إذًا فَقَدْ لَعَمرِي صدَقْتَ وَنَصحْتَ. 10350 - فَإِن أَكُ قَد شفَيتُ بهم غَليِلي ... فَلَم أَقطَع بهم إِلَّا نَبَانِي قَبلَهُ: قَتَلُت بإِخوتي سَادَاتُ قَومِي ... ومَن كَانُوا لنَا حَليُ الزَّمَانِ فَإِن أَكُ قَد شفَيتُ بِهم غَلِيلي. البَيت. ¬
طَرَفَةُ: [من الطويل] 10351 - فَإِن أَكُ مقتولًا فَكُن أَنتَ قَاتلي ... فبَعضُ مَنَايا القَوم أَكرَمُ مِن بَعضِ أَبُو الفَتح البُستِيُّ: [من البسيط] 10352 - فَإِن أَكُن سَاكِتًا عن شُكر أَنْعُمِكُمْ ... فَإِنَّ ذَاكَ لعجزِي لَا لإِغفَالِي يَقُولُ مِنْهَا يَمْدَحُ مَلِكَ خُوْزِسْتَانَ: مَنْ تَلْقَ مِنْهُمْ تَقُلْ هَذَا أجَلُّهُمْ ... بَأسًا وَأسْخَاهُمُ بِالنَّفْسِ وَالمَالِ يَا سَائِلِي مَا الَّذِي حَصَّلْتُ عِنْدَهُمُ ... دعِ السُّؤَالَ وَقُمْ فَانْظُرْ إِلَى حَالِي أفَادَنِي المَلِكُ المَيْمُونُ طَائِرُهُ ... عزًّا فَأَلْبَسَنِي سِرْبَالَ إقْبَالِ وَانْشَقَّ مِنْ لُجَّةِ بَحْرٌ طَغَى وَطَمَا ... عُبَابُهُ فَوْقَ أفْكَارِي وَآمَالِي كَانَ الحَاتِمِيُّ يَسْتَحْسِنُ هَذِهِ الأبْيَاتِ كَثِيْرًا. أَحمَدُ بُن أَبِي طَاهرٍ: [من البسيط] 10353 - فإِن أَكُن صِرتُ في وَعدي أَخا كَذبِ ... فَنُصرَةُ الحَقِّ أَفضَت بي إِلَى الكَذِبِ [من الطويل] 10354 - فإِن أُمسِ فيكُم زَاهدًا بَعدَ رَغبةٍ ... فبَعدَ احتَيارٍ كَانَ في وَصلكُم زُهدِي [من الطويل] 10355 - فإِن أَنَا لم آمُر وَلَم أنَه عَنكُمَا ... ضَحِكَتُ لَهُ حَتَّى يلجَّ وَيَستَشرِي لَبيدٌ: [من الطويل] 10356 - فَإِن أَنتَ لَم تَصدُقكَ نَفسكَ فَانتَسِب ... لَعلَّكَ تَهدِيكَ القُرونُ الأوائِلُ ¬
بَعْدَهُ: فَإنْ لَمْ تَجِدْ مِنْ دُوْنِ عَدْنَانَ بَاقِيًا ... وَدُوْنَ مَعَدٍّ فَلْتَرُعْكَ العَوَاذِلُ [من الطويل] 10357 - فإن أَنتُم لَم تثأَرُوا بأَخِيكُمُ ... فَكُونُوا نساءً للخَلُوق وَلِلكُحلِ النَّمِر بنُ تَولَبٍ: [من المتقارب] 10358 - فَإِن أَنتَ لَاقَيتَ فِي نَجوةٍ ... فَلَا تَتَهيَّبْكَ أَن تُقدِمَا بَعْدَهُ: قَالَ المَنِيَّة مَنْ يَخْشَهَا ... فَسَوْفَ تُصَادِفُه أيْنَمَا فلو أَنَّ مِنْ حَتْفِهِ نَاجِيًا ... لأَلفَيْتَهُ الصَّدعَ الأَعْصَمَا [من البسيط] 10359 - فإِن بَقيتَ فَمَا تُرجَى لمنفَعَةٍ ... وَإِن هَلَكتَ فَشَخصٌ غَيرُ مَودُود السَرِيُّ الرَفَّاءُ: [من البسيط] 10360 - فَإِن بلَغتُ الَّذِي أَهوَى فَعَن قَدَرٍ ... وإن حُرمتُ الَّذِي أَهوَى فَعَن عُذرِ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 10361 - فَإن بَلَغتْ نَفسِي المُنَى فَبعَزمهَا ... وإِلَّا فقَد أَبلغتُ في حِرصهَا عُذرَا أَبُو دُلَفٍ: [من الطويل] 10362 - فَإِن تُبقِنَا الأيَّامُ لِلقَومِ يَحصُدُوا ... بمَا زرَعُوا فينا مساعيةً كُدَرا ¬
البُحتُرِيُّ: [من الطويل] 10363 - فَإِن تُتْبَعِ النُعمَى بنُعمَى فَإِنَّهُ ... يزينُ اللآلِي في النِّظَامِ ازدوَاجهَا قَبْلَهُ: يَدٌ لَكَ عِنْدِي قَدْ أبَرَّ ضِياؤُهَا ... عَلَى الشَّمْسِ حَتَّى كَادَ يَخْبُو سِرَاجهَا فَإنْ تُتْبِعِ النُّعْمَى بِنُعْمَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكُنْتُ إِذَا مَا رُمْتُ عِنْدَكَ حَاجَةً ... عَلَى نَكَدِ الايَّامِ هَانَ عِلَاجُهَا عَبدُ اللَّهِ بنُ الحرِّ الجُعفَيّ: [من الطويل] 10364 - فَإِن تَجفُ عَنِّي أَو تُرد بِي إهَانةً ... أَجِد عنكَ في الأَرضِ العَريضَةِ مَذهَبَا بَعْدَهُ: فَلَا تَحْسَبَنَّ الأرْضَ بَابًا سَدَدْتَهُ ... عَلَيَّ وَلَا المِصْرَيْنِ أمًّا وَلَا أبَا 10365 - تكُن كالحُبَارَى أن أُصيبتْ فَمِثْلَهَا ... أُصيبْ وَإِن تُفلِت منَ الصَّقرِ تسلَحِ يَزيدُ بن الحَكَمِ: [من الطويل] 10366 - فَإِن تَحتسِب تُؤجَر وإِن تَبكِهِ تَكُن ... كبَاكيَةٍ لَم يُحي مَيْتًا بُكَاؤُهَا بَعْدَهُ: وَمِنْ شَرِّ حَظَّي مُسْلِمٍ مِنْ خَلِيْلِهِ ... بُكَاءٌ وَأحْزَانٌ قَلِيْلٌ غَنَاؤُهَا الحُطَيئَة: [من الطويل] ¬
10367 - فَإِن تَحيَ لَا أَملِك حَيَاتِي وَإِن تَمُت ... فَمَا في حَيَاةٍ بَعدَ مَوتكَ طائِلُ كَانَ الحُطَيْئَةُ قَصدَ عَلْقَمَةَ بنُ عُلَاثةَ مُمْتَدِحًا وَمُسْتَمِيْحًا لَهُ فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ فَقَالَ يَرْثِيْهِ: لَعَمْرِي لِنِعْمَ الحَيِّ مِنْ آلِ جَعْفَرٍ ... بِحَوْرَانَ أمْسَى أقْصدَتْهُ الحَبَائِلُ فَإنْ تَحْيَ لِي أمْلِكْ حَيَاتِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا كَانَ بَيْنِي لَو لَقَيْتُكَ سَالِمًا ... وَبَيْنَ الغِنَى إِلَّا لَيَالٍ قَلَائِلُ قَالَ: فَاسْتَورَدَهَا وَلَدُ عَلْقَمَةَ مِنَ الحُطَيْئَةِ فَأنْشَدَهُ إيَاهَا فَقَالَ لَهُ: كَمْ كُنْتَ تَرْجُو أِنْ يَعْطِيْكَ أبي لو لَقِيْتَهُ سَالمًا؟ قَالَ: مِائَةً مِنَ الأبل يَتْبَعُهَا مائَةً منَ الأوْلَاد فَأعْطَاهُ ذلِكَ. ابْنُ الهَباريَّة الشَرِيف: [من البسيط] 10368 - فَإِن تَخلَّق مِنْهَا بالنُّهَى رَجُلٌ ... عَادَت بِهِ نَفسهُ يومًا إِلَى الخُلُقِ البُحتُرِيُّ: [من الطويل] 10369 - فَإِن تَدعُني للشرِّ أُسرِع وِإن تُهب ... بصُلحِي فقَد أَبقيتُ للصُلحِ مَوضِعَا يَزيدُ بن مُجالدٍ الفَزارِيُّ: [من الطويل] 10370 - فَإِن تَدَعي نَجدًا أَدَعهُ ومَن بهِ ... وَإِن تَسكُنِي نجدًا فَيا حبَّذَا نَجدُ أبْيَاتُ يَزِيْدَ بنِ مُجَالِدٍ الفَزَارِيِّ: يا أثْلتَيْ! وَهْدٍ سَقَى خَضِلُ النَّدَى ... نَسِيْلَ الرُّبَا حَيْثُ انْحَنَى بِكُمَا الوَهْدُ وَيَا رُبْوَةَ الرَّبْعَيْنِ حُيِّيْتِ رُبْوَةً ... عَلَى النَّأيِ مِنِّي وَاسْتَهَلَّ بِكِ الرَّعْدُ فَأنْتِ الَّتِي يَشْفِي فُؤَادِي تُرَابُهَا ... لإلْفِي لَهَا قِدْمًا وَيُسْقِمُهُ البُعُدُ ¬
يَقُولُ مِنْهَا: فَإنْ تَدَّعِ نَجْدًا أدَعْهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): قَضَيْتُ الغَوَانِي غَيْر أَنَّ مَوَدَّةً ... لِذَلْفَاءَ مَا قَضَّيْتُ آخِرَهَا بَعْدُ فَإنْ كَانَ يَوْمُ الوَعْدِ أدْنَى لِقَاءَنَا ... فَلَا تَعْذِلِيْنِي أنْ أقُولَ مَتَى الوَعْدُ المُغِيرَةُ بنُ حَبناءَ: [من الطويل] 10371 - فَإِن تَدنُ منِّي تَدنُ منكَ مَودَّتِي ... وَإِن تَنأَ عَنِّي تُلفني عَنكَ نائِيا [من الطويل] 10372 - فإِن تَذكرُونَا فَاذكرونَا بصَالحٍ ... فَكُلُّ إناءٍ بالَّذِي فيهِ يَنضَحُ رَجُلٌ يَشُكرِيٌّ: [من الوافر] 10373 - فَإِن تَرضَوا فَإِنَّا قَد رَضينَا ... وَإِن تَأبَوا فأطرافُ الرِّمَاحِ وَمِنْ بَابِ (فَإنْ) قَوْلُ مَنْصُورُ الفَقِيْهِ (¬1): فَإنْ تَزُرْنِي أزُرْكَ أوْ إِنْ ... تَقِفْ بِبَابِي أقِفْ بِبَابِك وَاللَّهِ لَا كُنْتَ فِي حِسَابِي ... إِلَّا إِذَا كُنْتُ فِي حِسَابِك أَبُو هِفَّانَ: [من الطويل] 10374 - فَإِن تَسأَلِي عنَّا فَإِنَّا حُلَى العُلا ... بنُو مَهزَمٍ وَالأرضِ ذَاتِ المَناكبِ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ لنَا عَيْبٌ سِوَى أَنَّ جُوْدَنَا ... أضَرَّ بِنَا وَالبَأسُ فِي كُلِّ جَانِبِ ¬
فَأفَنَى النَّدَى أمْوَالنَا غَيْرَ ظَالِمٍ ... وَأفْنَى الرَّدَى أعْمَارَنَا غَيْرَ عَائِبِ رَبيعَةُ بنُ مَقرومٍ: [من المتقارب] 10375 - فإِن تَسأَليني فَإِنِّي امرؤٌ ... أُهِينُ اللَّئِيمَ وَأحبُو الكَرِيمَا أبْيَاتُ رَبِيْعَةَ بن مَقْرُومٍ أحَدَ بَنِي غَيْظِ بنِ السَّيِّدِ بنِ ضَبَّةَ يَقُولُ مِنْهَا: فَإنْ تَسْألِيْنِي فَإنِّي امْرُؤٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأبْنِي المَعَالِي بِالمَكْرُمَاتِ وَأُرْضِي ... الخَلِيْلَ وَأرْوِي النَّدِيْمَا وَيَحْمَدُ بَذْلِي لَهُ مُعْتَفٍ ... إِذَا ذَمَّ مَنْ يَقْتَفِيْهِ اللَّئِيْمَا وَأجْزَى القُرُوضَ وَفَاءً بِهَا ... ببُؤسَا يَئِسًا وَنعْمَى نَعِيْمَا أَبُو الشَّعِثِ العَبسيُّ: [من الطويل] 10376 - فَإِن تَسجنُوا القَسرِيَّ لَا تَسجنُوا اسمَهُ ... ولَا تَسجُنُوا مَعروفَهُ في القَبائِل قَصَدَ أَبُو الشَّعِثِ العَبْسِيُّ خَالِدَ بنَ عَبْدَ اللَّهِ القَسْريِّ فَوَجَدَهُ أسِيْرًا فِي يَدِ يُوْسُفَ بن عُمَرَ الثَّقْفِيّ وَهُوَ مُطَالَبٌ بِمَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ مَالِ العِرَاقِ وَهُوَ عَشرَةُ آلافِ ألْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ أَبُو الشَّعِثِ فِيْهِ: ألَا إِنَّ خَيْر النَّاسِ حَيًّا وَهَالِكًا ... أسِيْرُ ثَقِيْفٍ عِنْدَهُمْ فِي السَّلَاسِلِ لَعَمْرِي لَقَدْ أعْمَرْتُمُ السِّجْنَ خَالِدًا ... وَأَوْطَأْتُمُوهُ وَطْأةَ المُتَثَاقِلِ لَقَدْ كَانَ نَهَّاضًا بِكُلِّ مُلِمَّةٍ ... وَمُعْطِي اللُّهَى غَمْرًا كَثِيْرَ النَّوَافِلِ فَإنْ تَسْجِنُوا القَسْرِيّ لَا تَسْجُنُوا اسْمَهُ. البَيْتُ فَلَمَّا سَمِعَ خَالِدٌ بِذَلِكَ، وَصَلَهُ بِمَا تَمَكَّنَ مِنْهُ عَلَى تِلْكَ الحَالِ. كُثَيِّرُ عَزَّةَ: [من الطويل] 10377 - فَإن تَسلُ عَنكِ النَفسُ أَو تَدَّعِيْ الهَوَى ... فَباليأَسِ تَسلُو عَنكِ لا بالتَّجلُّدِ ¬
قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ كَلِفًا بِحَبَّابَةَ كَلَفًا شَدِيْدًا فَاعْتَرَضَتْ حَبّة مِنَ الرُّمَّانِ فِي حَلْقِهَا فَمَاتَتْ فَأكَبَّ يَزِيْدُ عَلَيْهَا يَتَبَسَّمُهَما ثَلَاثَةَ أيَّامٍ أتَتَ فَخَرَجَ بَيْنَ يَدَيْ نَعْشِهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَ القَبْرَ نَزَلَ فِيْهِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ دَفْنِهَا تَمَثَّلَ بِقَوْلِ كُثَيِّرٍ: فَإنْ تَسَلْ عَنْكَ النَّفْسُ أوْ تَدَّعِ الهَوَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكُلُّ خَلِيْلٍ رَآنِي فَهُوَ قَائِلٌ ... مِنْ أجْلِكِ هَذَا هَامَهُ اليَوْمَ أو غَدِ قَالَ مسلَمَةُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ: ثُمَّ دَخَلَ يَزِيدُ قَصرَهُ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أخْرجُ مِنْهُ إِلَّا مَيْتًا وَلَمْ يَلْبَث بَعْدَهَا إِلَّا أقَلّ مِنْ أرْبَعِيْنَ يَوْمًا فِي هَمِّهِ وَحُزْيهِ وَبُكَائِهِ حَتَّى مَاتَ. [من الوافر] 10378 - فَإِن تَسلَم لَهُم يومًا تَكِلهُم ... بمدٍّ من مَزَادِ الشَرِّ وَافي [من الطويل] 10379 - فإِن تَصبرَا فَالصَّبرُ خَيرٌ مَغِبّةً ... وَإن تَجزَعا فالأمر مَا تَريَانِ [من البسيط] 10380 - فإِن تُصبكَ منَ الأيَّام جَائِحَةٌ ... لا نَبْكِ منكَ عَلَى دُنيَا وَلَا دِينِ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ يُبَخَّلُ، وَكَانَ يَأكُلُ فِي كُلِّ أُسْبُوعٍ مَرَّةَ وَاحِدَةً وَكَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: إِنَّمَا بَطْنِي شِبْرٌ فِي شِبْرٍ وَعِنْدِي مَا عَسَى يَكْفِيْنِي. فَقَالَ فِيْهِ الشَّاعِرُ: لَو كَانَ بَطْنُكَ شِبْرًا قَدْ شَبِعْتَ وَقَدْ ... أفْضَلْتَ فَضْلًا كَثيْرًا لِلْمَسَاكِيْنِ فَإنْ تُصبْكَ مِنَ الأَيَّام جَائِحَةٌ. البَيْتُ. [من البسيط] 10381 - فَإِن تَصلنِي تَصِل ظَنِّي بأَحسَنِهِ ... أَولَا فَلستُ سوَى حَظِّي بمُتَّهِم ¬
[من الطويل] 10382 - فَإِن تَغضَبُوا من قِسمةِ اللَّهِ حظّكُم ... فللهُ إِذ لَم يَرضَكُم كَانَ أَصبَرَا النَّابِغَةُ الذُبيانيُّ: [من الوافر] 10383 - فإِن تَغلِب شَقاوَتُكُم عَلَيكُم ... فَإِنِّي فِي صلَاحِكُم سَعَيتُ أوَّلُهَا: أَلَا يَا لَيْتَنِي وَالمَرْءُ مَيْتٌ ... وَمَا يُعْنِي مِنَ الحَدَثَانِ لَيْتُ أُعَاتِبُ سَيَّدَي قَيْسٍ جَمِيْعًا ... وَأُخْبِرُ صَاحِبَيَّ بِمَا اشْتَكَيْتُ يَقُولُ مِنْهَا: أثَمَّ تَعْذَّرَانِ إلَيَّ مِنْهَا ... فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ وَقَدْ رَأيْتُ فَإنْ تَغْلِبْ شَقَاوَتُكُمْ عَلَيْكُمْ. البَيْتُ رَجُلٌ من بَني فَقعَسٍ: [من الوافر] 10384 - فَإِن تَغمِزْ مَفَاصِلَنَا تجدنَا ... غلَاظًا فِي أَنامِلِ مَن يَصُولُ ابْنُ الرُّوميّ: [من الطويل] 10385 - فَإِن تَفعَلِ الحُسنَى فَشُكرِي رَاهنٌ ... وَإِن تكُنِ الأُخرَى فَعُذرِيَ وَاسِعُ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 10386 - فَإِن تَفُقِ الأَنَامَ وَأَنتَ منهُم ... فَإِنَّ المِسكَ بَعضُ دَم الغَزالِ قَبْلَهُ: ¬
رَأيْتُكَ فِي الَّذِيْنَ أرَى مُلُوْكًا ... كَأنَّكَ مُسْتَقِيْمٌ فِي مُحَالِ فَإنْ تَفُقِ الأَنَامَ وَأَنْتَ مِنْهُم. البَيْتُ المَعَرِّيُّ: [من الوافر] 10387 - فَإِن تَقبَل فَذاكَ هَوَى أُناسٍ ... وَإِن تَردُد فَلَم نألُ اجتَهادَا المُتَلَمِّس: [من الطويل] 10388 - فَإِن تُقْبِلُوا بالودّ نُقبِلْ بمثلِهِ ... وَإِلَّا فَإِنَّا نَحنُ آبَى وأَشمَسُ سُحيم بن وَثيلٍ: [من الطويل] 10389 - فَإِن تُقبِلي بالوُدّ أُقبِل بمثلِهِ ... وَإن تُدبري أَذهَب إِلى حَالِ باليَا بَعْدَهُ: ألَمْ تَعْلَمِي أنِّي صَرُوْمٌ مُوَاصِلٌ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ لِشَيْءٍ مُوَاتِيَا [من الطويل] 10390 - فإِن تَقطَعِي منكِ الرّجاءَ فَإِنَّهُ ... سَيبقَى عَليكِ الحُزنُ مَا بقى الدَّهر المُتَنَبِّي: [من البسيط] 10391 - فَإِن تَقُل: هَا فَعادَاتٌ عُرفتَ بهَا ... أَو لَا فَإِنَّكَ لَا تَسخُو بذَا فُوكَا النَّمِرُ بن تَولَبٍ: [من الطويل] 10392 - فَإِن تَكُ أَثوابِي تمزّقن عَن بِلًى ... فَإِنِّي كَنَصلِ السَّيفِ في خَلَقِ الغمدِ ¬
[من الطويل] 10393 - فإِن تَكُ أَفنَتهُ اللَيالِي فَأوشَكَت ... فَإِنَّ لَهُ ذكرًا سَيُفني اللَّيَالِيَا الفَرَزدَق: [من البسيط] 10394 - فأَنتَ كالدَّهرِ مَبثُوثًا حَبَائِلُهُ ... والدَّهرُ لَا مَلجَأٌ مِنهُ وَلَا هَرَبُ بَعْدَهُ: وَلَو مَلَكْتُ عِنَانَ الرِّيْحِ أصْرِفُهُ ... فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ مَا فَاتَكَ الطَّلَبُ محمد بن عَبد اللَّه الأزديّ: [من الطويل] 10395 - فَإِن تَكُ تعفُو يُعفُ عَنكَ وَإِن تَكُن ... تُقَارعُ بالأُخرَى تُصِبكَ القَوارعُ عَوفُ بن مُحَلمٍ: [من الطويل] 10396 - فَإِن تَكُ حُمَّى الرُّبعِ شفَّكَ وِردُهَا ... فَعُقبَاكَ منهَا أَن يَطُولَ لَكَ العُمرُ بَعْدَهُ: وَقَيْنَاكَ لَو نُعْطَى الهَوَى فِيْكَ وَالمُنَى ... لَكَانَ بِنَا الشَّكْوَى وَكَانَ لَكَ الأجْرُ محمّد بن عَبد اللَّه بن طَاهِرٍ وتروى للأعرج: [من الطويل] 10397 - فَإِن تَكُ رجلي صَكَّهَا الدَّهرُ صَكَّةً ... فَقَد بقَيت منِّي نَواحٍ صَحَائِحُ بَعْدَهُ: يَدٌ حِيْنَ اخْلُو بِالرَّحِيْقِ وَسُرْعَةٌ ... إِذَا صَاحَ بِي يَوْمًا إِلى الرَّوْعِ صَائِحُ ¬
زُهَيرُ بن أَبِي سُلمَى: [من الوافر] 10398 - فإِن تَكُ في صَدِيقٍ أَو عَدُوٍّ ... تُخبِّرْك العُيُونُ عَنِ القُلوبِ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 10399 - فإِن تَكُ فِي قَبرٍ فَإِنَّكَ في الحَشَا ... وان تَكُ طِفلًا فالأَسَى لَيس بالطِّفلِ بَعْدَهُ: وَمِثْلُكَ لَا يُبْكَى عَلَى قَدْرِ سِنِّهِ ... وَلَكِنْ عَلَى قَدْرِ المَخِيْلَةِ وَالأَصْلِ بَدَا وَلَهُ وَعْدُ السَّحَابَةِ بِالرَّوَى ... وَصَدَّ وَفِيْنَا غُلَّةُ البَلَدِ المَحْلِ هَلِ الوَلَدُ المَحْبُوبُ إِلَّا تَعِلَّةً ... وَهَلْ خَلْوَةُ الحَسْنَاءِ إِلَّا أذَى البَعْلِ وَمَا الدَّهْرُ أهْلٌ أنْ تُؤَمَّلَ عِنْدَهُ ... حَيَاةٌ وَأنْ يُشْتَاقَ فِيْهِ إِلَى النَّسْلِ وَمَا المَوْتُ إِلَّا سَارِقٌ دَقَّ شَخْصُهُ ... يَصُوْلُ بِلَا كَفٍّ وَيَسْعَى بلا رِجْلِ قَيْسُ بن الحَطيم: [من الطويل] 10400 - فَإِن تَكُ قَد أُوتيتَ مَالًا فلَا تَكُن ... به بَطرًا فالحَالُ قَد تتحوَّلُ أَوس بن حَجَرٍ: [من الطويل] 10401 - فَإِن تَكُ قَد ساءَتكِ منِّي خَلِيقَةٌ ... فَعُودي كَمَا قَد كُنتِ والعَودُ أَحمَدُ ابْنُ أَبِي الرَّعدِ: [من الوافر] 10402 - فَإِن تَكُ قَد عُزلتَ فَلَا عَجيبٌ ... ضيَاءُ الشمسِ يَعزلُهُ الظَّلَامُ وَمِنْ بَابِ (فَإنْ تَكُ) قَوْلُ ابْنُ المُقَفَّعِ يَرْثِي (¬1): ¬
فَإنْ تَكُ قَدْ فَارَقْتَنَا وَتَرَكْتَنَا ... ذَوِي خَلَّةٍ مَا فِي انْسِدَادٍ لَهَا طَمعُ فقد جَرَّ نَفْعًا فَقدُنَا لَكَ أنّنَا ... أمنَّا عَلَى كُلِّ الرَّزَايَا مِنَ الجزَعِ وَمِنْ بَابِ فَإنْ تَكُنْ قَوْلُ إبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصُّوْليِّ فِي الوَزِيْرِ ابنِ الزَّيَّاتِ يِهْجُوْهُ (¬1): فَإنْ تَكُنِ الدُّنْيَا أنَالتكَ ثَرْوَةً ... فَأصْبَحْتَ ذَا يُسْرٍ وَقَدْ كُنْتَ ذَا عُسْرِ فقد كَشَفْ الإثْرَاءُ مِنْكَ خَلَائِقًا ... مِنَ اللُّؤْمِ كَانَتْ تَحْتَ ثَوْبٍ مِنَ الفَقْرِ الوَليدُ بن يَزيد: [من الوافر] 10403 - فَإِن تَكُ قَد مَلِلتَ القُربَ منِّي ... فَسوفَ تَرى مُجانَبتي وَبُعدِي بَعْدَهُ: وَسَوفَ تلُومُ نَفسكَ إِن بَقينَا ... وتَبلُو النَاسَ والإِخوانَ بَعدِي فتَندَمُ في الذي فرَّطتَ فيهِ ... إِذَا قَايَستَ بِي ذمّي وَجَمدِي 10404 - فإِن تَكُ قَد نَأَت عَنكُم بلَادٌ ... بأَجسادٍ فَعِندَكُم القُلُوبُ [من الطويل] 10405 - فإِن تَكُ قَيسٌ قَدَّمَتكَ لنَصرِهَا ... فقَد خَسِرت قَيسٌ وَذلَّ نَصِيرُهَا قَيسُ بن ذَريحٍ: [من الطويل] 10406 - فَإِن تَكُنِ الدُنيِا بلَيلَى تقَلَّبتُ ... فَللدَّهرِ والدُنيَا بُطونٌ وَأَظهُرُ قَالَ الرَّبِيع بنُ يُوْنس: مَا رَأَيْتُ أشَدَّ قَلْبًا مِنَ المَنْصورِ وَلَا أعْظَمَ جِدًّا مِنْهُ، لَمْ يَكُنْ يَعْرِفِ الهَزَلَ إِلَّا مَا فِيْهِ شَيْءٌ مِنَ الجِدِّ وَلَمْ أرَ فِي رَأيِهِ قَطُّ شَيْئًا مِنْ خَوَرِ الشُّيُوخِ وَلَا نَزَقِ الشَّبَابِ وَكَانَ كَأَنَّهُ قَدْ قُدَّ مِنْ صَخْرَةٍ صمَّاءَ. فَلَمَّا مَاتَتْ زَوْجَتَهُ أُمُّ فَرْوَةَ رَأَيْتهُ ¬
يَرْتَاعُ وَيَلْتَاعُ الْتِيَاعَ الصَّبِيِّ وَيَتَحَرَّقُ تَحَرُّقُ الثَّكْلَى وَيَلْجَأُ إِلَى الدَّمْعِ فَلَا يُرْفِدُهُ وَلَمْ يَرَنِي لِشُغْلِهِ بِمَا كَانَ فِيْهِ فَعَطَسْتُ فَالْتَفَتَ فَرَآنِي فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا رَبِيْعُ احْفَظْ عَلَيَّ لِسَانِكَ وَالبَابَ فَلَنْ تَظْفَرَ عَلَيَّ بِمِثْلِهَا بَعْدَ اليَوْمِ. أَمَّا هَذِهِ المُتَوَفَّاةُ المَاضيَةُ فَإنَّهَا كَانَتْ رَوْضَةَ العَيْنِ وَفَرْحَةَ القَلْبِ وَشَقِيْقَةَ النَّفْسِ وَمَرَادَ السُّرُوْرِ وَيَنْبُوعَ اللذَّةِ وَقِيْلَ الأفْرَاحِ وَكُنْتُ أسْتَرِيْحُ إلَيْهَا فِي أسْرَارِي وَأُفْرِشُهَا نَخَائِلَ صدْرِي وَخَبَايَا أمْرِي فَلَا تَجُوْزُ مُرَادِي وَلَا تَتَعَدَّى إيْثَارِي، وَهَذَا غَرِيْبٌ فِي الرِّجَالِ مَعْدُومٌ فِي النِّسَاءِ وَللَّهِ دَرُّ قَيْسُ بنِ ذرِيْحٍ إِذْ يَقُولُ: فَإنْ تَكُنْ الدُّنْيَا بِلَيْلِي تَقَلَّبَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): لَقَدْ كَانَ فِيْهَا لِلأَمَانَةِ مَوْضِعٌ ... وَلِلْكَفِّ مُرْتَادٌ وَلِلْعَيْنِ مَنْظَرُ وَلِلْحَائِمِ الصَّدآنِ رَيُّ يُقِرُّهُ ... وَلِلْهَائِمِ الوَلْهَانِ مَلْهًى وَمَسْكَرُ فَقُلْتُ: يَا أمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ لَيْسَ هَذَا مَقَامُ مِثْلِي، وَلَكِنْ إِنْ أذِنْتَ قُلْتُ، قَالَ: قُلْ وَيْلَكَ وَمَا عَسَاكَ أنْ تَقُوْلَ؟ قُلْتُ: يَا أمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا حَمَّلَكَ مِنْ عِبْءِ الخِلَافَةِ وَكَلَّفَكَ مِنْ ثِقْلِ الإمَامَةِ وَقَلَّدَكَ مِنْ أمْرِ الدِّيْنِ وَالدُّنْيَا حَجرَ عَلَيْكَ أنْ تَتَلَهَّفَ هَذَا التَّلَهُّفَ عَلَى عَرْضٍ مِنْ أعْرَاضِ الدُّنْيَا، وَهَلْ هَذِهِ المُتَوَفَّاةُ إِلَّا امْرَأةٌ لَهَا خَلَفٌ وَمِنهَا عِوَضٌ وعَنْهَا بَدَلٌ وَأَنْتَ فَلَا بَدَلَ مِنْكَ وَلَا عِوَضَ عَنْكَ ولك فِي اللَّهِ عِوَضٌ مِنْ كُلِّ هَالِكٍ وَخَلَفٍ مِنْ كُلِّ فَائِتٍ. فَقَالَ: صَهٍ فَإنِّي أجِدُ لِكَلَامِكَ مِثْلَ وَقْعِ السَّيْفِ وَللَّهِ ابْنُ أَبِي حُمْعَةَ حَيْثُ يَقُولُ (¬2): يَلُوْمُكَ فِي لَيْلَى وَعَقْلُكَ عِنْدَهَا ... رِجَالٌ وَلَمْ تَذْهَب لَهُم بِعُقُولِ فَمَا انْتَفَعَتْ نَفْسِي بنا أمَرُوا بِهِ ... وَلَا عُجْتُ مِنْ أقْوَالِهِمْ بِفَتِيْلِ ثُمَّ قَالَ: اخرُجْ إِلَى البَابِ فَالْزَمْهُ عَلَيَّ وَلَا تَأذَنْ لأحَدٍ، فَخَرَجْتُ وَعِنْدِي مِمَّا هُوَ فِيْهِ مَا لَا قَرَارَ مَعَهُ وَقُلْتُ هَذَا قَلْبٌ قَاسٍ وَإِنْ صَدَعَهُ الوَجْدُ هَلَكَ فَوَقَفْتُ بِالبَابِ وَإنَّ تَحَرُّقَهُ لَيَزِيْدُ وَنَحِيْبَهُ لَيَعْلُو، وَهُوَ يُرَدِّدُ قَوْلَ كُثَيِّرُ بن عَبْد الرَّحِمَنِ: ¬
أقِيْمِي فَإنَّ الفَوْزَ يَا عَزُّ بَعْدَكُمُ ... إلَيَّ إِذَا مَا بِنْتِ غَيْرُ جَمِيْلِ وَقَالُوا نَأَتْ فَاخْتَرْ مِنَ الصَّبْرِ وَالبُكَا ... فَقُلْتُ البُكَا أشْفَى إذًا لِغَلِيْلِي قَالَ الرَّبِيْعُ: فَأَذِنْتُ لِلنَّاسِ وَدَخَلَتْ فَقُلْتُ غَلَبَنِي أهْلُكَ عَلَى البَابِ فَقَالَ: قَاتَلَكَ اللَّهُ إنَّهَا مِنْ أضَالِيْلَكَ فَلَمَّا غَشِيَهُ النَّاسُ جَلَسَ كَأَنَّهُ صَنَمٌ فَوَاللَّهِ مَا أنْكَرْتُ مِنْ حَالِهِ شَيْئًا حَتَّى وَارَاهَا فَلَمَّا دُفِنَتْ وَقَفَ عَلَى قَبْرِهَا طُوْلًا ثُمَّ انْصَرَفَ وَدُمُوعهُ تَتَبَادَرُ عَلَى خَدِّهِ وَهُوَ يَقُولُ (¬1): اقْرَأ عَلَى الوَشْلِ السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ ... كُلّ المَشَارِبِ مُذْ نَأَيْتَ ذَمِيْمُ قال الرَّبِيْعُ: أمَرَنِي المَنْصُورُ أنْ أفْتَحَ خَزَائِنَ أمّ فَرْوَةَ فَأحْضَرْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ مَا لَمْ أتَصَوَّر أَنَّ امْرَأةً تَجْمَعُهُ فَاسْتَكْثَرَهُ وَعَجَبَ مِنْهُ وَجَعَلَ يَتَلَهَّفُ كَسَاعَةِ مَوْتِهَا وَقَالَ لِي: أحَجَرٌ أنْتَ ألَا تُعِيْنُنِي بِشَيْءٍ يُبَرِّدُ لَوْعَتِي، أتَحْفِظُ مَرْثِيَّةَ جَرِيْرٍ لِزَوْجَتِهِ؟ فَقُلْتُ: الَّتِي أوَّلُهَا (¬2): لَوْلَا الحَيَاءُ لَهَاجَنِي اسْتِعْبَارُ ... وَلَزرْتُ قَبْركَ وَالحَبِيْبُ يُزَارُ قَالَ: أجَلُ. قُلْتُ: إِنَّ مَمْلُوْكَكَ الفَضْلُ يَحْفَظُهَا. قَالَ: آتِي بِهِ. فَأحْضرْتُهُ وَإنَّهُ لَيرعدُ مِنْ هَيْبَتِهِ فَقَالَ: انْشُدْنِي مَرْثِيَّةَ جَرِيْرٍ. فَأنْشَدَهُ عَجلًا خَائِفًا تَسْتَلِبُ لَفْظَهُ سَلْبًا (¬3): قَصيْدَةُ جَرِيْرٍ فِي أُمِّ حَرْزَةَ زوجته أوَّلُهَا: لَوْلَا الحَيَاءُ لَهَاجَنِي اسْتِعْبَارُ ... وَلَزُرْتُ قَبْركِ وَالحَبِيْبُ يُزَارُ نِعْمَ القَرِيْنُ وَأيُّ علقِ مَضنَّةٍ ... وَأرَى بِنَعْفَ ثَلَاثَةٌ أحْجَارُ فَسَقَاكَ مِنْ حَدَثٍ بِبَرْقَةِ ضَاحِكٍ ... هَزِمٌ أجَشُّ وَدِيْمَةٌ مِدْرَارُ مُتَرَاكِمٌ زجِلٌ يُضيْءُ وَمِيْضُهُ ... كَالبلْقِ تَحْتَ بُطُونهَا الأمْهَارُ ¬
صَلَّى المَلَائِكَةُ الَّذِينَ تَخَيَّرُوا ... وَالصَّالِحُونَ عَلَيْكِ وَالأَخْيَارُ وَلَقَدْ أَرَاكِ كُسِيْتِ أجْمَلَ مَنْظَرٍ ... وَمَعَ الجمَالِ سَكِيْنَةٌ وَوَقَارُ وَلَقَدْ نَظَرْتُ وَمَا تَمَتَّعَ نَظْرَةٌ ... فِي اللَّحْدِ حِيْنَ تَمَكَّنَ الحَفَّارُ فَعَلَيْكِ مِنْ صَلَوَاتِ رَبِّكِ كُلَّمَا ... سَبَّحَ الحَجِيْجُ مُلبِّينَ وَغَارُوا كَانَتْ مُكَارِمَةَ العَشيْرِ وَلَم يَكُنْ ... يَخْشَى غَوَائِلَ أمّ حَرْزَةَ جَارُ وَإِذَا سَرَيْتِ رَأيْتُ نَاركِ نوَّرَتْ ... وَجْهًا أغَرَّ تَزِيْنَهُ الأَسْفَارُ وَالرِّيْحُ طَيِّبَةً إِذَا اسْتَعْرَضْتِهَا ... وَالعِرْضُ لَا دَنَسٌ وَلَا خَوَّارُ وَلَّهْتِ قَلْبي إِذْ عَرَتْنِي كِبْرَةٌ ... وَذَوُو التَمَائِمِ مِنْ بَنِيْكِ صِغَارُ أرْعَى النُجُومَ وَقَدْ بَدَتْ غُوْرِيَّةً ... عصَبُ النُّجُومِ كَأنَّهُنَّ صوَارُ يَا نَظْرَةً لَكَ يَوْمَ لَاحَتْ عَبْرَةٌ مِـ ... ـنْ أُمّ حَرْزَةَ بِالنّمَيْرَةِ دَارُ تُحْي الرَّوَامِسُ رَبْعَهَا فَتَحِدُّهُ ... بَعْدَ البِلَى وَتُمِيْتُهُ الأمْطَارُ وُكَأَنَّ مَنْزِلَةً لَهَا بِجَلَاجِلٍ ... وَحْي الزَّبُورِ تَخُطُّهُ الأحْبَارُ عَمَرَتْ مُكَرَّمَةَ المِسَاكِ وَفَارَقَتْ ... مَا شَفَّهَا صَلَفٌ وَلَا إقْتَارُ لَا يَلْبِثُ القُرَنَاءَ أنْ يَتَفَرَقُوا ... لَيْلٌ يَكُرُّ عَلَيْهِمِ وَنَهَارُ كَانَتْ إِذَا هَجَرَ الخَلِيْلُ فِرَاشَهَا ... خُزِنَ الحَدِيْثُ وَعَفَّتِ الأسْرَارُ فَقَالَ المَنْصُوْرُ: أصَبْتَ وَاللَّهِ مقاتلِي وَكَتَبَ الأبْيَاتُ بِخَطِّهِ ثُمَّ أمَرَ لِلْفَضْلِ بِعَتِيْدَةٍ مِمَّا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَكَانَتْ قَيْمَتُهَا عِشْرُونَ ألْفَ دِيْنَارٍ. كَعب الغَنَوِيُّ: [من الطويل] 10407 - فَإِن تَكُنِ الأيامُ أحسَنَّ مَرَّةً ... إِلي فَقد عَادَتْ لَهُنَّ ذنُوبُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 10408 - فَإِن تَكُن تَغلبُ الغَلْباءُ عُنصُرَهَا ... فإنَّ للخَمرِ مَعْنًى ليسَ في العِنَبِ ¬
هَذَا البَيْتُ مَثَلٌ سَائِرٌ. يُضْرَبُ فِي تَفْضيْلِ البَعْضِ عَلَى الكُلِّ، وَالوَلَدِ عَلَى الوَالِدِ وَالفرْعُ عَلَى الأصْلِ. أَبُو فراسٍ: [من الطويل] 10409 - فإِن تَلقَ من سَعدٍ هَنَاتٍ فَإِنَّنا ... نُفاخِرُ أَقوامًا بِهِم ونُكَاثِر [من الطويل] 10410 - فَإِن تُمسِ مَهجورَ الفِناءِ فَرُبَّمَا ... أَقَامَ بِهِ بَعدَ الوُفُودِ وُفُودُ أَبُو فراسٍ: [من الطويل] 10411 - فإِن تَمضِ أَشيَاخِي فَلَم يَمضِ مَجدُهَا ... وَلَا دَثَرَت تلكَ العُلَا والمآثِرُ بَعْدَهُ: يَشِيْدُ كَمَا شَادُوا وَيَبْنِي كَمَا بَنُوا ... لنَا شَرَفٌ بَادٍ وَآخَرُ غَابِرُ يَسُرُّ صَدِيْقِي أَنَّ أكْترَ وَاصِفِي ... عَدُوِّي وَإِنْ سَاءَتْهُ تِلْكَ المَفَاخِرُ وَهَلْ تُجْحَدُ الشَّمْسُ المُنِيْرَةُ ضَوْءَهَا ... وَيُسْتَرُ نُوْرُ البَدْرِ وَالبَدْرُ بَاهِرُ نَطَقْتُ بِفَضْلِي وَامْتَدَحْتُ عَشِيْرَتِي ... وَمَا أَنَا مَدَّاح وَلَا أَنَا شَاعِرُ هَكَذَا يَكُونُ كَلَامُ المُلُوْكِ. السَريُّ الرَّفاءُ: [من الطويل] 10412 - فأَنتُم عَلَى أَكباد قَومٍ حَرَارَةٌ ... وَبَردٌ عَلَى أَكبَادِنَا وَسلَامُ [من الطويل] 10413 - فأَنتُم كَمِثْلِ الجَوزِ يَمنَعُ لُبَّهُ ... صَحِيحًا ويُعطِي خَيرَهُ حِينَ يُكسَرُ ¬
ابْنُ الرُّوميّ: [من الطويل] 10414 - فأَنتُم كَمِثلِ النَّخلِ يَشرَعُ شَوكَهُ ... ولَا يَمنَعُ الخَرَّافَ مَا هُو حَامِلُ تَوبهُ بنُ الحُميِّر: [من الطويل] 10415 - فإِن تَمنَعُوا لَيلَى وَحُسنَ حَديثهَا ... فَلَن تَمنَعُوا منِّي البُكَى وَالقَوافِيَا بَعْدَهُ وَتُرْوَى أَيْضًا لِقَيْسِ بنُ المُلَوَّحِ: [من الطويل] فَهَلَّا مَنَعْتُمْ إِذْ مَنَعْتُمْ حَدِيْثَهَا ... خَيَالًا يُوَافِيْنِي عَلَى النَّأْي هَاديَا رَمَانِي وَلَيْلَى العَامِرِيَّة قَوْمُهَا ... بِأَشْيَاءَ لَمْ تُلْحقْ وَلَمْ أدْرِ مَاهِيَا فَلَيْتَ الَّتِي تَلْقَى وَيُحْزِنُ نَفْسَهَا ... وَيُلْقُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ ثِيَابِيَا أخَذَهُ العَبَّاسُ بن الأحْنَفِ فَقَالَ (¬1): [من البسيط] إِنْ يَمْنَعُونِي مَمَرِّي نَحْوَ دَارِهِمُ ... فَسَوْفَ أنْظُرُ مِنْ بُعْدٍ إِلَى الدَّارِ لَا يَقْدِرُوْنَ عَلَى مَنْعِي وَإِنْ جَهِدُوا ... إِذَا مَرَرْتُ وَتَسْلِيِمِي بِإضْمَارِي تَنْسَلُّ مِنِي ثِيَابِي مِنْ ضَنَى جَسَدِي ... وَلَو شَدَدْتُ عَلَى اللَّبَاتِ أزْرَارِي وَقَالَ قَيْسُ بنُ ذَرِيْحٍ، وَتُرْوَى لِعَبْدِ اللَّهِ بن مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ (¬2): [من الطويل] فَإنْ تَحْجُبُوهَا أوْ يَحُلْ دُوْنَ وَصْلِهَا ... مَقَالَةُ وَاشٍ أوْ وَعِيْدُ أمِيْرِ فَلَنْ تَمْنَعُوا عَيْنِيَّ مِنْ دَائِمِ البُكَى ... ولن تُذْهِبُوا مَا قَدْ أجَنَّ ضَمِيْرِي وَكُنَّا جَمِيْعًا قبل أنْ يَظْهَرَ الهَوَى ... بَأنْعَمِ حَالَي غِبْطَةٍ وَسُرُوْرِ فَمَا بَرِحَ الوَاشُونَ حَتَّى بَدَتْ لنَا ... بُطُونُ الهَوَى مَقْلُوْبَةً لِظُهُوْرِ لَقَدْ كَانَ حَسْبُ النَّفْسِ لَو دَامَ وَصْلُهَا ... وَلَكِنَّمَا الدُّنْيَا مَتَاعُ غُرُوْرِ ¬
الفَرَزدَق: [من الطويل] 10416 - فإِن تَنأَ عَنَّا لَم تَضِرنَا وَإِن تَعُد ... تَجدنَا عَلَى الودّ الَّذِي كُنتَ تَعهَدُ لَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 10417 - فإِن تَنجُ مِنْهَا تَنج مِن ذي عَظيمةٍ ... وَإِلَّا فَإِنِّي لا أَخَالُكَ نَاجِيَا قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: دَفَنَّا بَعْضَ أصْحَابِنَا الصالِحِيْنَ وَمَدَدْنَا عَلَيْهِ تَوْبًا فَجَاءَ صِلَةُ بنُ أشْيَمَ العَدَوِيُّ فَرفَعَ طَرَفَ الثَّوْبِ وَنَادَى مُشِيْرًا إِلَى القَبْرِ يَا فُلَانُ: فَإنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيْمَةٍ. البَيْتُ [من البسيط] 10418 - فأَنتَ وَالمَدْحُ كَالعَذراءِ يُعجبُهَا ... مَسّ الرِّجَالِ وَيثني قَلبَها الفَرق أبو فراس بن حَمدانَ: [من الطويل] 10419 - فَإِن تُولني منكَ الجَميلَ فأَهلُهُ ... وَإلَّا فإنِّي عَاذِرٌ وَشَكُورُ إبراهيمُ الغَزِّيّ: [من الخفيف] 10420 - فانتَهِز فُرصَةَ المَحامِدِ ... والجَدُّ سَعِيدٌ وَطَالِعُ الوَقت عَالي ابْنُ الرُّوميّ: [من البسيط] 10421 - فإن جاءَتْ فَلا أَهلًا ولا سَهْلًا ... وإن ذَهَبَتْ فلا حفظًا ولا رَجْعَى أعشى باهلة: ¬
10422 - فَإِن جَزعْنَا فَمِثلُ الخَطْب أَجزَعنَا ... وإِن صَبَرنَا فَإِنَّا مَعشَرٌ صُبُرُ [من الطويل] 10423 - فإِن حَدَّثتكَ النَّفسُ أَنَّكَ مُدرِكٌ ... لشأوي فَطالبهَا بمثلِ خَصَائِصي [من الطويل] 10424 - فإِن حَلفَت لَا تَنْقُضُ العَهدَ بَيننَا ... فلَيس لمخضُوب البَنَانِ يَمِينُ [من البسيط] 10425 - فَإِن رَجَعتُم إِلَى الإِحسَانِ فَهو لَكُم ... عَبدٌ كَمَا كَانَ مِطوَاعٌ وَمذعَانُ بَعْدَهُ: وَإِنْ أبَيْتُمْ فَأرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ... لَا النَّاسُ أنتمْ وَلَا الدُّنْيَا خُرَاسَانُ كُثَيِّرُ عزَّةَ: [من الطويل] 10426 - فإِن سَأَلَ الوَاشُونَ فِيْمَ هَجرتَها ... فَقُل نَفسُ حُرٍّ سُلِّيَت فَتَسَلَّتِ إبراهيمُ الغَزِّيُّ: [من البسيط] 10427 - فَإِن سَلمتُ فَعجزُ الدَّهرِ سَلَّمَنِي ... لَم يَبقَ فِي جَعبَةِ الأَيَّامِ نُشَّابُ ابْنُ شَمسِ الخِلَافَة: [من الطويل] 10428 - فَإِن سَمَحُوا ضَنُّوا وإِن عَطَفُوا جَفَوا ... وإِن عَقَدُوا حَلُّوا وَإِن عَهدُوا خَانُوا [من الطويل] 10429 - فَإِن شئتَ آوَينَاكَ في الحيِّ مكرمًا ... وإِن شئتَ بَلَّغناكَ أَرضًا تُريدُها ¬
العبَّاسُ بن الأَحنَفِ: [من الطويل] 10430 - فَإِن شئتُم صُدُّوا وَإِن شئتُم صِلُوا ... فلا قَاطِعٌ بُعدٌ وَلَا وَاصِلٌ قُربُ [من الطويل] 10431 - فَإِن طبتَ بالإنجازِ نَفسًا فَبادِرَن ... به قَبلَ أَن يُفْنِي شَبِيْبَتَهُ الدَّهرُ كَتَبَ بِهِ بَعْضُ الأُدَبَاءِ إِلَى رَئيْسٍ وَعَدَهُ وَعْدًا وَمَطَلَهُ. [من البسيط] 10432 - فانظُر لذَاكَ فَلَيسَ يَعلَمُ كُلَّما ... فِي الخُفِّ إِلَّا الكَلبْ والإِسكَافُ هَذَا مَثَلٌ فَارِسِيٌّ يَقُولُ بِالفَارِسِيَّةِ: سَكْ دَانَد وَكَفْتَ كَرْكِه دَرْانَبَان جِيِسْتْ. تَفْسِيْرُهُ: الكَلْبُ وَالإِسْكَافُ يَعْرِفَانِ مَا فِي الجُرَابِ. المَعَرِّي: [من الطويل] 10433 - فإِن عُدتَ فالمَجروح يُوسَى جراحُهُ ... وَإن لَم تَعُد مُتنا وَنَحنُ كرَامُ أَبُو فراسٍ: [من الطويل] 10434 - فإِن عُدتَ يومًا عَادَ للحَربِ والعُلا ... وَبذَلِ النَّدى والمَجدِ أَكرَمُ عائِدِ لَهُ أَيْضًا: [من الوافر] 10435 - فَإِن عشنَا ذَخَرنَاهَا لأخرَى ... وَإِن مُتنَا فمَوتَاتُ الرِّجَالِ قَيسُ بن رَفَاعةَ: [من البسيط] 10436 - فَإِن عَصَيتُم مَقَالي اليَومَ فَاعتَرِفُوا ... أَنْ سَوفَ تَلقَون حُزنًا ظاهِرَ العَارِ ¬
[من الطويل] 10437 - فإِن عَضَّ سَاقَيَّ الكُبُولُ فقَد أَتى ... إِلى الضَّائِفِ المَلهُوفِ مُستَعجلَ الرَّكضِ الأَخطَلُ بن غَالب: [من الكامل] 10438 - فانعَق بضَأنِكَ يَا جَرِيرُ فإِنَّمَا ... منَّتكَ نَفسُكَ في الخلاءِ ضَلَالَا بَعْدَهُ: مَنَّتْكَ نَفْسُكَ أنْ تَكُونَ كَدَارِمٍ ... أوْ أنْ تُوَازِنَ حَاجِبًا وَعِقَالَا [من الطويل] 10439 - فَإِن فَازَ قدحي كَانَ ذَاكَ بنيَّتي ... وإِلَّا فَإِنِّي عُرضَةٌ لِلعَواذِلِ [من الطويل] 10440 - فَأَنفق عَلَى مَا خيَّلَت غَيرَ مُقترٍ ... وأَنفق عَلَى مَا خيَّلَتْ حينَ تعسِرُ بَعْدَهُ: فَلَا الجوْدُ يُفْنِي المَالَ وَالجدُّ مُقْبِلٌ ... وَلَا البُخْلُ يُبْقِي المَالَ وَالجدُّ مُدْبِرُ المُرقّشُ الأَصغَرُ: [من المتقارب] 10441 - فإِن قَتَلَتْهُ فَلَم آلهُ ... وَإن يَنجُ مِنْهَا فَجُرحٌ رَغيبُ أبْيَاتُ المُرَقَّشِ الأَصْغَرِ يَقُولُ مِنْهَا: فَأَقْسَمَ بِاللَّهِ لَا يَأتَلِي ... وَأَقْسَمْتُ إِنْ نِلْتهُ لَا يَؤُوْبُ فَأَقبَلَ نحْوِي عَلَى قُدْرَةٍ ... فلما دَنَا صدَقَتْهُ الكَذُوبُ أحَالَ بِهِ كَفَّهُ مُدْبِرًا ... وَهَلْ يُنْجِيْكَ شَرٌّ رَغِيْبُ ¬
فَأتْبَعْتُهُ طَعْنَةً ثَرَّةً ... يَسِيْلُ عَلَى الوَجْهِ مِنْهَا صَبِيْبُ فَإِنْ قَتَلْتهُ فَلَمْ آلَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِنْ يَلْقَنِي بَعْدَهَا يَلْقَنِي ... عَلَيْهِ مِنَ الذِّلِّ ثَوْبٌ قَشِيْبُ كَذَلِكَ فِعْلِي بِأعْدَائِنَا ... إِذَا انتشَرَتْ لِلْهَيَاجِ الحُرُوبُ القُطَامِيُّ: [من البسيط] 10442 - فَإِن قَدرتُ عَلَى يَومٍ جَزَيتُ بهِ ... واللَّهُ يَجعَلُ أَقوامًا بِمرصَادِ الشَميذَرُ الحَارِثيُّ: [من الطويل] 10443 - فَإِن قُلتُم إِنَّا ظَلَمنَا فلَم نَكُن ... ظَلَمنَا وَلَكنَّا أَسأنَا التَّقاضِيَا غانم بن أَبِي العلاءِ: [من الطويل] 10444 - فإِن قِيلَ لي عُذرًا فَواللَّه مَا أرَى ... لمن مَلكَ الدُّنيا إِذَا لم يَجُد عُذرَا بَعْدَهُ: وَإِنْ قِيْلَ لِي صَبْرًا فَلَا صَبْرَ لِلَّذِي ... غَدَا بِيَدِ الأَيَّامِ تَقْتُلُهُ صبْرَا هُوَ أَبُو القَاسِمْ غَانِمُ بن أَبِي العَلَاءِ الأصْفَهَانِيُّ يُخَاطِبُ الصاحِبَ ابنَ عَبَّادٍ وَيَسْتَزِيْدُهُ. المُتَنَبِّي: [من المتقارب] 10445 - فإِن كَانَ أَعجَبكُم عَامُكم ... فَعُودُوا إِلَى حِمصَ من قَابِلِ بَعْدَهُ: فَإنَّ الحُسَامَ الخَضيْبَ الَّذِي ... قُتِلْتُمْ بِهِ فِي يَدِ القَاتِلِ ¬
تَمَثَّلَ بِهُمَا وَزِيْرُ مِصْرَ لَمَّا وَقَعَتْ مِنْ عَسْكَرِ المُسْلِمِيْنَ وَالكفَّارِ وَقْعَةٌ عَظِيْمَةٌ فِي زَمَانِنَا بِأرْضِ حِمْصَ وَقَدْ تَوَعَّدَهُ بِالعَوْدِ مِنْ قَابِلٍ. ابْنُ شمسِ الخِلافَة: [من الطويل] 10446 - فإِن كَانَتِ الأسبَابُ منكُم تقَطَّعت ... فكَم سَبَبٍ لِي مَا إِلى قَطعِهِ سَبَبُ أبْيَاتُ جَعْفَرَ بن شَمْسِ الخَلَافَةِ فِي العِتَابِ مَنْقُولٌ مِنْ خَطِّهِ: لَعَمْرِي لَقَدْ طَالَ التَّرَدُّدَ وَالطَّلَب ... وَلَمْ أرَ لِي مِنْكُمُ نَصِيْبًا سِوَى النَّصبْ فَإنْ كَانَتْ الأسْبَابُ مِنْكُمْ تَقَطَّعَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِنْ كَانَ غَيْرِي وَاجِبُ الحَقِّ عِنْدَكُمُ ... فَكَمْ لِي حَقٌّ عِنْدَ غَيْرِكمُ وَجَبْ عَلَيْكَ بِمَا يُدْنِي مِنَ الحَمْدِ فِعْلُهُ ... وَدَعْ كُلَّمَا يُدْنِي مِنَ اللُّؤْمِ وَاجْتَنَبْ فَمَا المَرْءُ لَوْلَا العُرْفِ إِلَّا بَهِيْمَةٌ ... وَمَا العُوْدُ لَوْلَا العرْفِ إِلَّا مِنَ الحَطَبْ [من الطويل] 10447 - فإِن كَانَ حتمًا مَا يُقَدَّرُ كَونُهُ ... فَمَا بَالُنَا نخشى الَّذِي لَا يُقَدَّرُ [من الطويل] 10448 - فإِن كَانَ خيرًا فَالبَعيدُ يَنالُهُ ... وَإِن كَانَ شرًا فَابنُ عمِّكَ صَاحبُه [من الطويل] 10449 - فإِن كَانَ ذَنبي أنَّنِي عَاشِقٌ فَلَا ... غَفَر الرَّحْمَانُ ذَلكَ من ذَنبِ أَبُو عَلِيّ البَصِير: [من الطويل] 10450 - فَإِن كَانَ لِي عُذرٌ يَصحُّ قَبِلتُهُ ... وَإِن ضَاقَ عَنِّي العُذرُ فَالعَفُو وَاسِعُ ¬
رَبيعَةُ الرَّقِي: [من الطويل] 10451 - فإِن كَانَ هَذَا الهَجرُ هَجرَ تَدَلُّلٍ ... فَقَد طَالَ بَل قَد زَادَ هَذَا التدلُّلُ [من الطويل] 10452 - فَإِن كَانَ هَذَا مِنكَ حقًا فَإِنَّنِي ... مُداوي الَّذي بَيني وبَيْنَكَ بِالهَجرِ بَعْدَهُ: وَمُنْصرِفٌ عَنْكَ انْصِرَافَ ابنِ حُرَّةٍ ... طَوَى وُدَّهُ وَالطَّيُّ أبْقَى مِنَ النَّشْرِ خَالِدُ بنُ زهَيرٍ: [من الطويل] 10453 - فَإِن كُنتَ تَبغى للظُّلَامَةِ مَركبًا ... ذَلُولًا فَإِنّي لَيسَ عندِي بَعِيرُهَا [من الطويل] 10454 - فَإِن كُنتَ تَبكِيهِ طلابًا لنَفعِهِ ... فقَد نَال جنَّاتِ الخلُودِ مُسَارِعَا بَعْدَهُ يَرْثِي رَجُلًا فِي وَلَدِهِ: وَإِنْ كُنْتَ تَبْكِي أَنَّهُ فَاتَ عَوْدُهُ ... عَلَيْكَ بِنَفْعٍ فَاسْلُ قَدْ صَارَ شَافِعَا المَعَرِّي: [من الطويل] 10455 - فَإِن كُنت تَهوَى العَيشَ فَابغِ تَوسُّطًا ... فَعِندَ التَّناهِي يَقصُرُ المُتَطَاوِلُ بَعْدَهُ: تُوَقَّى البُدُورُ النَّقْصَ وَهِيَ أهِلَّةٌ ... وَيُدْرِكُهَا النُّقْصانُ وَهِيَ كَوَامِلُ ¬
عُبيد اللَّه بن عَبد اللَّه بن طاهرٍ: [من الطويل] 10456 - فَإِن كُنتَ عَن شُكرِي غَنِيًّا فَإِنَّنِي ... إِلَى شُكرِ مَا أَوليتَنِي لَفَقِيرُ قَوْلُ عُبَيْدِ اللَّهِ: فَإنْ كُنْتَ عَنْ شُكْرِي غَنِيًّا. البَيْتُ أَخَذَ مِنْ قَوْلِ الآخَرِ: فَإنْ كُنْتُمْ اسْتَغْنَيْتُمُ عن مَدَائِحِي ... فَإنِّي إِلَى مَعْرُوفِكُمْ لَفَقِيْرُ يَقُولُ مِنْهَا: لَو أَنَّ أمْرًا يُخْفِي الهَوَى لَمُتُّ ... وَلَمْ يَعْلَم بذاك ضَمِيْرُ وَإن سَألْقَى اللَّه يَا لَيْلُ لَمْ أبُحْ ... بِسِرِّكِ وَالمَسْتَخْبِرُونَ كَثيْرُ وَإنَّ الَّذِي ضنَّتْ بِهِ مِنْ نَوَالَهَا ... عَلَيَّ وَإِنْ مَنَّتْ بِهِ لَيَسِيْرُ وَمِثْلُ الأوَّلِ قَوْلُ آخَرَ: فَإنْ كُنْتِ قَدْ أصْبَحْتِ عَنِّي غَنِيَّةً ... فَهَا أَنَا مِنْ شَوْقِي إلَيْكِ فَقِيْرُ وَقَالَ آخَرَ (¬1): وَيُعْجِبُنِي فَقْرِي إلَيْكِ وَلَمْ ... يَكُنْ لَوْلَا مَحَبَّتُكِ الفَقرُ [من الطويل] 10457 - فَإِن كُنتَ غَضبَانًا فَلا زِلتَ هَكذَا ... وَإِن كُنتَ لَم تَغضَب إِلَى اليَومِ فَاغضَبِ [من الطويل] 10458 - فَإِن كُنتَ قَد أَصبحتَ عَنِّي غَنِيَّةً ... فهَا أَنَا مِن شَوقِي إِليكِ فَقِيرُ ¬
الرَّضِي الموسَوِي: [من الطويل] 10459 - فَإِن كنتَ قَد سُقّيتَ مثلي بكأسِهَا ... فَمَا لكَ يَا ذَا الصَّبُّ لَا تَتَرنَّحُ يَقُولُ الرَّضِيُّ مِنْهَا: وَلَوْ كُنْتَ فِيْهَا يَوْمَ ذِي الإثْلِ لَمْ تَؤُب ... وَزَادُكَ إِلَّا ذَاتُ وُدَّ قَيْسٍ تَنْضَحُ غَدَاةَ ذُبَالُ السَّمْهَرِيَّة تَلْتَظِي ... بِإيْمَانِنَا وَالبِيْضُ بِالبِيْضِ تُقْدَحُ مَوَاقِفٌ تُنْبِي المَرْءَ مَا كَانَ قَبْلَهَا ... تَرَى الجذَعَ العَامِيَّ فِيْهُنَّ يَقْرَحُ كَأَنَّ سِقَاطَ البِيْضِ ثُمَّ ارْتفَاعُهَا ... مَصَارِيْعُ أبْوَابٍ تُجَافُ وَتُفْتَحُ فَإنْ كُنْتَ قَدْ سُقِّيْتَ مِثْلِي بِكَأسِهَا. البَيْتُ أَبُو نواسٍ: [من الطويل] 10460 - فَإِن كُنتُ لَم أُذنب فَفيمَ حَبَستَنِي ... وَإِن كُنتُ ذَا ذَنبٍ فَعفوكَ أَكبَرُ [من الطويل] 10461 - فَإِن كُنتُم استَغنَيتُم عَن مَدائِحي ... فَإِنِّي إِلَى مَعرُوفِكُم لَفَقِيرُ أَبُو بكرٍ الخَوارزميُّ: [من الطويل] 10462 - فَإِن كُنتمُ أَطفَأتُم نَارَ فتنَةٍ ... فَهلَّا طَفَيتُم باقيَاتِ زِنَادِهَا قَوْلُ الخَوَارِزْمِيُّ: فَإنْ كُنتمْ أطْفَأْتُمُ نَارَ فِتْنَةٍ. البَيْتُ يُخَاطِبُ بِهِ الصَّاحِبَ إسْمَاعِيْلَ ابنَ عَبَّاب وَيغْرِيْهِ بِندَمَاءِ ابن العَمِيْدِ يَقُولُ مِنْهَا: فَمَا لَكَ تَسْتَبْقِي وَقَدْ كُنْتَ حَازِمًا ... أصَابِعَ كَفٍّ قُطِّعَتْ لِفَسَادِهَا وَمَا لَكَ لَا تَفْنِي بَقَايَا عِصَابَةٍ ... سَرَى الضِّغْنُ فِي أكْبَادِهَا بِكَسَادِهَا ¬
وَلِمْ أيُّهَذَا الصَّاحِبُ القَرْمُ تَبْتَنِي ... بُيُوْتًا أرَادَ اللَّهُ قَصْفَ عِمَادِهَا أتَتْرُكُ فرْعًا بَاقِيًا مِنْ شُجَيْرَةٍ ... سَعَى النَّحْتُ أقْصَى سَعْيِهِ فِي حَصَادِهَا فَإنْ كُنتمْ أطْفَأْتُمُ نَارَ فِتْنَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِنْ كُنْتُمْ حَصَّنْتُمُ سُوْرَ دَوْلَةٍ ... فَهَلَّا كَنَسْتُمْ أرْضَهَا مِنْ جَرَادِهَا وَكَيْفَ يُسَرُّ المُؤْمِنُونَ بِعَيْشِهِمْ ... إِذَا عَاشَتِ الكُفَّارُ بَعْدَ ارتدَادِهَا قِيْلَ: كَتَبَ عُثْمَانَ بنُ عَفَّانَ إِلَى عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ مَحْصُوْرٌ: أَمَّا بَعْدُ: فقد بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَا وَجَاوَزَ الحزَامُ الطُّبَيْنِ وَتَجَاوَزَ الأَمْرُ بِي قَدَرَهُ وَطَمعَ فِيَّ مَن لَا يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ (¬1). وَإنَّكَ لَمْ يَفْخَرْ عَلَيْكَ كَفَاخِرٍ ... ضَعِيْفٍ وَلَمْ يَغْلِبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ وَرَأَيْتُ القَوْمَ لَا يُقَصِّرُوْنَ دُونَ دَمِي (¬2). فَإنْ كُنْتُ مَأْكُوْلًا فَكُنْ أنْتَ آكِلِي ... وَإلَّا فَأدْرِكْنِي وَلَمَّا أُمَزَّقُ بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَا: مَثَلٌ يُضْرَبُ عِنْدَ تَنَاهِي الشِّدَّةَ. وَالزَّبَا: جِمْعُ زُبْيَةٍ وَهِيَ الَّتِي تُحْفَرُ لِلأسَدِ لِيُصَادَ وَقَلَّمَا تَكُونُ إِلَّا فِي عَلْوَةٍ فَإِذَا بَلَغَ السَّيْلُ إلَيْهَا فَهُوَ غَايَةُ السَّاعِي. وَجَاوَزَ الحزَامُ الطُّبَيْنِ: أَيْضًا مَثَلٌ بِمَعْنَى الأوَّلِ سَوَاءً. وَالطَّبْيُ لِلْحَافِرِ وَالسِّبَاعِ كَالضَّرْعِ لِغَيْرِهَا. عَبدُ اللَّه بن الحجَّاج: [من الطويل] 10463 - فَإِن كُنتُ مأكولًا فَكُن أَنتَ آكِلِي ... وَإِن كنتُ مَذبوحًا فكُن أَنت تَذبَحُ أخَذَهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الحَجَّاج مِنْ قَوْلِ طَرَفَةَ (¬1): [من الطويل] ¬
فَإنَّ أَكُ مَقْتُوْلًا فَكُنْ أنْتَ قَاتِلِي ... فَبَعْضُ مَنَايَا القَوْمِ أكْرَمُ مِنْ بَعْضِ فَعَوَّضَ مِنْ هذَا المَثَلِ السَّائِرِ المَطْبُوعِ ذَلِكَ اللَّفْظَ الشَّيْءَ المَفقُوتَ. المُمزَّقُ العَبدِيُّ: [من الطويل] 10464 - فإِن كُنتُ مأكولًا فَكُن أنتَ آكلي ... وإِلَّا فأدرِكنِي وَلمَّا أُمَزَّقِ يَقُولُ قَبْلَهُ يُخَاطِبُ النُّعمانَ: أكَلَّفْتَنِي أدْوَاءَ قَوْمٍ تَرَكْتَهُمْ ... فَإِلَّا تدَارَكْنِي مِنَ البَحْرِ أغْرَقِ فَإنْ يُبْرِمُوا أمْرًا أخَالِفْ عَليهم ... وَإِنْ يُعْمِلُوا مُسْتَحْقِبِي الحَرْبِ أغَرَقِ فَلَا أنا مَوْلَاهُمْ وَلَا فِيَّ صُحْبَةٌ ... كَفَلْتُ عَليْهِم وَالكَفَالَةُ تَعْتقِي فَإنَّ كُنْتُ مَأْكُوْلًا فَكُنْ أنْتَ آكِلِي. البَيْتُ قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ النُّعْمَانُ قَوْلَهُ هذَا قَالَ: لَا آكِلُكَ، وَلَا أوْكِلُكَ. [من الطويل] 10465 - فإِن كُنتَ مِن أَهلِ الحجَازِ فَلا تَلج ... وَإِن كُنتَ نجديًّا فَلج بسَلَامٍ ابْنُ سُكّرَةَ: [من المتقارب] 10466 - فَإِن كُنتَ من هَاشمٍ فِي الذُّرَى ... فَقَد يَنبتُ الشَوكُ وَسَطَ الأقَاحِي إِبراهِيم بن العَباسِ الصُوليُّ: [من الطويل] 10467 - فإِن لَم أَكُن للعَفوِ منكَ بِسُوءِ مَا ... جَنَيتُ بهِ أَهلًا فَأنتَ لَهُ أَهلُ [من الطويل] 10468 - فَإِن لَم أَنل مجدًا فَقد نلتُ همَّةً ... تُنَزِّهُ قَدرِي عَن جَميعِ المَعايبِ ¬
لَبِيدٌ: [من الطويل] 10469 - فَإِن لَم تَجِد من دُون عَدنَانَ وَالدًا ... وَدُون مَعدٍّ فَلتزَعْكَ العَوَاذِلُ [من الوافر] 10470 - فإِن لَم تُحسَبِ الحَسَنَاتُ منَّا ... لِصَاحِبِهَا فَلِم تُحصَى الذُّنُوبُ قَبْلَهُ: أتُوْبُ مِنَ الإِسَاءَةِ إِنْ أَلَمَّتْ ... وَأعْرِفُ مَنْ يُسِيْءُ وَلَا يَتُوْبُ فَإنَّ لَمْ تُحْسَبِ الحَسَنَاتُ مِنَّا. البَيْتُ الرّضِي الموسَوِي: [من الطويل] 10471 - فَإِن لَم تَكُن عندِي كَسَمعي وَنَاظِرِي ... فَلَا أبصَرت عيني ولَا سَمِعَت أُذْنِي [من الطويل] 10472 - فَإِن لَم تَكُونوا مِثلَنَا في اشتيَاقِنَا ... فَكُونُوا أُناسًا تُحسِنُونَ التَجمُّلَا قَبْلَهُ: حَرَامٌ عَلَيْكُمُ لَو بَدَأتُمُ بِزَوْرَةٍ ... فَأوْجَبْتُمُ فِيْهَا عَلَيْنَا التَّفَضُّلَا فَإنْ لَمْ تَكُونُوا مِثْلَنَا فِي اشْتِيَاقِنَا. البَيْتُ وَيُرْوَى: وَمَاذَا عَلَيْكُم لَو مَنَنْتُمْ بِأسْطُرٍ ... وَأحْسَنْتُمُ فِيْهَا عَلَيْنَا التَّفَضُّلَا [من المتقارب] 10473 - فإِن لَم نَجِد فيكَ من مَغمزٍ ... سَلَكنَا إِلَيكَ طَرِيقَ الكَذِب ¬
كُشَاجِمُ: [من المتقارب] 10474 - فَإِن لَم يكُن أَخفَشَ النَّاظِرَينَ ... فَإِنَّ الفَتَى أَخفَشَ المَعرِفَه قَبْلَهُ: تَشَبَّهَ فِي النَّحْوِ بِالأَخْفَشَيْنِ ... فَجَاءَ بِأُعْجُوْبَةٍ مُطْرِفَه وَلَم يَسْمَع النَّحْوَ لَكِنَّهُ ... قَرَا مِنْهُ شَيْئًا وَقَدْ صَحَفَه فَإنْ لَمْ يَكُن أخْفَشً النَّاظِرَيْنِ. البَيْتُ [من الطويل] 10475 - فَإِن لَم يَكُن ذَنبٌ فَفيمَ هَجرتَنِي ... وَإِن كَانَ لِي ذَنبٌ فَقد جِئتُ تائِبا [من المتقارب] 10476 - فإِن لَم يَكُن غَيرُ إِحدَاهُمَا ... فَسِيرَا إِلى المَوتِ سَيرًا جَميلَا قَبْلَهُ: أَذُلُّ الحَيَاةِ وَذُلُّ المَمَاتِ ... وَكُلًّا أرَاهُ طَعَامًا وَبِيْلَا فَإنْ لَمْ يَكُنْ غَيْر إحْدَاهُمَا. البَيْتُ أَبُو الفَتحِ البُستِيُّ: [من المتقارب] 10477 - فَإِن الجُبن عَلَى أَنَّهُ ... وَخيمٌ ثَقِيل يُشَهِّي الطَّعَامَا المُتَنَبِّي: [من الوافر] 10478 - فإِن الجُرحُ يَنْفِرُ عَن قريبٍ ... إِذَا كَانَ البناءُ عَلَى فَسادِ ¬
هذَا مَنْظُوْمُ قَوْلُ أرِسْطَالِيْسَ: إِذَا كَانَ البِنَاءُ عَلَى غَيْرِ قَوَاعِدِ، كَانَ الفَسَادُ إلَيْهِ أقْرَبَ مِنَ الصَّلَاحِ. وَإخْوَانُ البَيْتِ مَكْتُوْبٌ بِبَاب: إِلَى كَمْ ذَا التَّخَلُّفُ وَالتَّوَانِي. وَمِنْ بَابِ (فَإنَّ) قَوْلُ آخَرَ (¬1): فَإنَ ابنَ عَمِّ المَرْءِ مَنْ سَاءَ ظَنُّهُ ... ولَمَّا يَسِر وَاللَّيْلُ خُضرٌ جَوَانِبُه وَقَالَ آخَرَ: إِنَّ الشَفِيْقَ بِسُوْءِ ظَنٍّ مُوُلَعُ. وَهذَا مَنْظُومُ قَوْلَهُم: ابن عَمّكَ مَنْ سَاءَ ظَنُّهُ عَلَيْكَ شَفَقَةً. [من الوافر] 10479 - فإِنَّ الحَربَ نَارٌ فَاعتَزلهَا ... وَصَالح صُلحَ ذِي رَأيٍ سَدِيدِ مِثْلُهُ قَوْلُ آخَرَ (¬2): [من الطويل] دعِ الشَرَّ وَانْزِلْ بِالنَّجَاةِ تَخَلُّصًا ... إِذَا أنْتَ لَمْ يَصُعْكَ بِالشَّرِّ صَايعُ 10480 - فإن الحَربَ فِي الحَالاتِ حُرٌّ ... وَإِنَّ الذُلَّ يُقرَنُ بالعَبِيدِ المُتَنَبِّي: [من المتقارب] 10481 - فَإِنَّ الحُسَامَ الخَصيبَ الَّذِي ... قُتِلتُم بهِ فِي يَدِ القَاتِلِ ¬
أَبُو نَصرٍ بنُ نُبَاتَة: [من المتقارب] 10482 - فَإِنَّ الحُسَامَ يَجُدُّ الرِّقَابَ ... وَيَعجِزُ عَمَّا تَنالُ الإِبَرْ زُهيرُ بنُ أَبِي سُلمَى: [من الوافر] 10483 - فَإِنَّ الحَقَّ مَقطَعُهُ ثَلاثٌ ... يَمينٌ أَو نَفارٌ أَو جِلاءُ يَقُولُ: إِنَّمَا تَثْبتُ وَتَصُحُّ الحُقُوقُ بِوَاحِدَةٍ مِنْ هذِهِ الثَّلَاثِ إمَّا يَمِيْنٌ أوْ حُجَّةٌ وَاضحَةٌ أوْ مُحَاكَمَةٌ. وَكَان عُمَرُ بن الخَطَّابِ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ يَتَعَجَّبُ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِمَقَاطِعِ الحُقُوقِ. [من المتقارب] 10484 - فَإِنَّ الدَّقيقَ يَهيجُ الجَلِيلَ ... وَإِنَّ العَزِيزَ إِذَا سَاءَ ذَلّ أَبُو القَاسِمِ الحريريُّ: [من المتقارب] 10485 - فَإِنَّ الصّحَاحَ تُسَنِّي النَّجاحَ ... وَتُبدِي الفَلَاحَ وَتُحيي الطَّرَب [من الوافر] 10486 - فَإِنَّ الظُلمَ مِن كُلٍّ قَبيحٌ ... وأَقبَحُ مَا يَكُونُ منَ النَّبِيهِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 10487 - فَإِنَّ الفَتَى في كلِّ حَالٍ مُنَاسِبٌ ... مُنَاسِبَ رَوحَانيَّةٍ مَن يُشَاكِلُ قَوْلُ: فَإنَّ الفَتَى فِي كُلِّ حَالٍ مُنَاسِبُ. البَيْتُ ¬
وَهُوَ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا مُحَمَّد عَبْدِ المَلِكِ الزَّيَّاتِ الوَزِيْرَ: يَقُولُ بَعْدَهُ: وَلَمْ تَنْظِم القعدَ الكِعَابُ لِزِيْنَةٍ ... كَمَا نَظَمَ الشَّمْل الشَّتِيْتَ الشَّمَائِلُ هذَا مَنْظُومُ قَوْلهِم: الجِّنْسِيَّهُ عِلَّةُ الضَّمِ. يَقُولُ مِنْهَا: لَكَ القَلَمُ الأعْلَى الَّذِي بِشَبَاتِهِ ... يُصَابُ مِنَ الأمرِ الكُلَى وَالمَفَاصِلُ لُعَابُ الأَفَاعِي القَاتِلَاتِ لُعَابُهُ ... وَأرَى الجنَا اشْتَارَتْهُ أيْدٍ عَوَاسِلِ لَهُ رِيْقَةٌ طَلٌّ وَلَكِنْ وَقْعَهَا ... بآثَارِهِ فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ وَابِلُ فَصِيْحٌ إِذَا اسْتَنْطَقْتَهُ وَهُوَ رَاكِبٌ ... وَأعْجَمُ إِنْ خَاطَبْتَهُ وَهُوَ رَاجِلُ إِذَا مَا امْتَطَى الخَمْسَ اللِّطَافَ وَأُفْرِغَتْ ... عَلَيْهِ شِعَابُ الفِكْرِ وَهِيَ حَوَافِلُ أطَاعَتْهُ أطْرَافُ القَنَا وَتَقَوَّضَتْ ... لِنَجْوَاهُ تَقْوِيْضَ الخِيَام الجحَافِلُ إِذَا اسْتَعْزَزَ الذِّهْنَ الذَّكِيَّ وَأقْبَلَتْ ... أعَالِيْهِ فِي القِرْطَاسِ وَهِيَ أسَافِلُ وَقَد رَفَدَتْهُ الخنْصرَانِ وَسَدَّدَتْ ... ثَلَاثَ نَوَاحِيْهِ الثَّلَاثُ الأنَامِلُ رَأَيْتُ جَلِيْلًا شَأنُهُ وَهُوَ مُرْهَفٌ ... ضَنًى وَسَمِيْنًا خَطْبُهُ وَهُوَ نَاحِلُ يَقُولُ مِنْهَا: وَقَد تَألَّفَ الحِيْنُ الدُّجَى وَهُوَ قَيْدُهـ ... ـــا وَيُرْجَى شفَاءُ السُّمِّ وَالسُّمُّ قَاتِلُ وَلَوْ حَارَدَتْ شَوْلٌ عَذَرْتُ لِقَاحَهَا ... وَلَكِنْ حُرِمْتُ الدَّرَّ وَالضَّرْعُ حَافِلُ يَقُولُ مِنْهَا: مَنَحْتُكَهَا تَشْفِي الجوَى وَهِيَ لَاعِجٌ ... وَتَبْعَثُ أشْجَانَ الفَتَى وَهُوَ ذَاهِلُ تَرُدُّ قَوَافِيْهَا إِذَا هِيَ أرْسَلَتْ ... هَوَامِلَ مَجْدِ القَوْمِ وَهِيَ هَوَامِلُ فَكَيْفَ إِذَا حَلَّيْتَهَا بِحُلِيِّهَا ... تَكُونُ وَهَذَا حُسْنُهَا وَهِيَ عَاطِلُ أكَابِرَنَا عَطْفًا علينا فَإنّنا ... بِنَا ظَمَأٌ مُرْدٍ وَأنْتُمْ مَنَاهِلُ * * * قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الرَّحِمُ تُقْطَعُ وَالنِّعَمُ تُكْفَرُ وَلَم نَرَ كَتَقَارُبِ
القُلُوبِ. فَنَظَمَ هذَا ابْنُ مُنَاذِرٍ فَقَالَ (¬1): قَدْ يَقْطَعُ الرَّحِمَ القَرِيْبُ وَتُكْفَرُ النُّـ ... ــــعْمَى وَلَا كَتَقَارُبِ القَلْبَيْنِ يُدْنِي الهَوَى هَذَا وَيُدْنِي ذَا هَوًى ... فَإِذَا هُمَا نَفْسٌ تُرَى نَفِسَيْنِ أخَذَهُمَا أبِو تَمَّامٍ فَجَوَّدَ المَعْنَى وَأوْضَحَهُ وَأحْسَنْ فقال (¬2): فإن الفتى في كل حال مناسبٌ ... مناسبَ روحانيةٍ من يشاكل [من الطويل] 10488 - فَإِنَّ القَريبَ مَن يُقرّبُ نَفسَهُ ... إِليكَ بُودًّ لَا الَّذِي قَد تَنَسَّبَا أَعشَى قَيس بن ثَعلَبَة: [من الطويل] 10489 - فَإِنَّ القَرِيبَ مَن يُقَرِّبُ نَفسَهُ ... لَعَمرُ أَبيكَ الخيرَ لاَ من تَنَسَّبَا [من المتقارب] 10490 - فَإِنَّ القَطِيعَة أَشهَى إِليَّ ... إِذَا أَنَا لَم أَنتَفِع بالوِدَادِ العَلاءُ بن الحَضرميِّ: [من الطويل] 10491 - فَإِنَّ الَّذِي يُؤذيكَ منهُ سَمَاعُهُ ... وَإنَّ الَّذِي قَالُوا وراءَكَ لم يُقَلْ [من الوافر] 10492 - فَإِنَّ اللَّه لَا يَخفَى عَلَيهِ ... عَلَانِيَةٌ تُرادُ وَلَا سِرَارُ يُضْرَبُ هذَا البَيْتِ وَهُوَ المَثَلُ فيمن يُكَاتِمُ طَوِيَّتَهُ وَيُظهِرُ تَلَوُّنَهُ. ¬
المُطرِّزُ الخَوارزميُّ: [من الوافر] 10493 - فَإِنَّ الماءَ يَأجَنُ وَهْوَ صَافٍ ... إِذَا مَا الحوضُ أَمسَكَهُ مَلِيَّا أبْيَاتُ أَبِي المَكَارِمِ عَبْدِ السَّيِّدِ بنِ خُشْنَامَ المَطْرَز الخَوَارِزْمِيّ يَقُولُ مِنْهَا: فَلَا تَبْسِطْ بِسَاطَ الخَفْضِ وَاشْدُدْ ... عَلَى وَجْنَاءَ تَطْوِي الأرْضَ طِيَّا لِيَنْضُو عَنْكَ ثَوْبَ الذُّلِّ يَوْمًا ... إِذَا مَا أنْتَ أنْضَيْتَ المَطِيَّا لَعَلَّكَ أنْ تَنَالَ عُلًى وَمَجْدًا ... وَتَسْلَمَ مِنْ مُقَاسَاةِ اللَّتَيَّا فَإنَّ المَاءَ يَأجَنُ وَهُوَ صَافٍ. البَيْتُ أَبُو الفَضْلِ الطَّيبيُّ: 10494 - فَإِنَّ الماءَ يَكدَرُ ثُمَّ يَصفُو ... وَإِنَّ اللَّيلَ يُعقِبُهُ النَّهارُ قَبلَهُ يُخَاطِبُ نَفْسَهُ: أبَا الفَضْلِ ادَّرِعْ صَبْرًا جَمِيْلًا ... وَلَا تَيْأس وَإِنْ شَطَّ المَزَارُ فَإنَّ المَاءَ يَكْدَرُ ثُمَّ يَصْفُو. البَيْتُ هُوَ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ الطَّيبيُّ مِنْ أهْلِ جُرْجَانَ مِنْ أوْلَادِ أَبِي طَيْبَةَ عَيْسَى بن سَلْمَان الدَّارِمِيّ. [من الوافر] 10495 - فَإِنَّ المَجدَ أوَّلهُ وُعُودٌ ... ومَصدَرُ غبِّهِ كَرَمٌ وَخيرُ بَعْدَهُ: وَإنَّكَ لَا تُبَالِي المَجْدَ حَتَّى ... تَجُوْدَ بِمَا يضِنُّ بِهِ الضَّمِيْرُ بِنَفْسِكَ أوْ بِمَالِكَ فِي أُمُوْرٍ ... يَهَابُ رُكُوْبهَا الوَرِعُ الدَّثُوْرُ ¬
وَيُرْوَى: بِمَا يَصِنُّ بِهِ الضَّمِيْرُ بالصَّادِ المُهْمَلَةِ وَهُوَ الصَّامِرُ أي المَانِعُ. حَكَى ذَلِكَ الكُوفِيُّونَ. وَفِي نَوَادِرِ الأعرابِ: مَاءٌ صَامِرٌ أي جَارٍ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الصّمْر: فِعْلٌ مُمَاتٌ، وَهُوَ أصْلُ بِنَاء الصَّمِيْرِ. وَرَجُلٌ صَمِيرٌ يَابِسُ اللَّحْمِ عَلَى العِظَامِ. النَمِرُ بنُ تَولَبٍ: [من المتقارب] 10496 - فإِنَّ المَنِيَّةَ مَن يَخشَهَا ... فَسَوفَ تُصَادِقُهُ أَينَمَا أَبُو مَريمَ البَجَليُّ: [من الوافر] 10497 - فإِنَّ النَّارَ بالعُودَين تُذكَى ... وَإِنَّ الحَربَ يقدُمُهَا الكَلامُ شَمعَلَةُ التَّغلِبِيُّ: [من الطويل] 10498 - فَإِنَّ أميرَ المؤْمِنينَ وَفعلَهُ ... لَكَالدَّهرِ لا عَارٌ بمَا فَعَلَ الدَّهرُ سُويَدٌ الحَارِثيّ: [من الطويل] 10499 - فإِنَّا وَإِيَّاكُم وإِن طَالَ تَركُكُم ... كَذَي الدَّينِ ينأَى مَا نأَى وَهو غَارِمُ الفَرَزدَق: [من الطويل] 10500 - فَإِنَّا وَسُعدَى كَالحُوَارِ وأُمِّهِ ... إِذَا وَطئتهُ لَم يَضِرهُ اعتِمَادُهَا رَجلٌ من جُهَينَةَ: [من الطويل] 10501 - فَإِنَّا وَكَلبًا كَاليَدَينِ مَتَى تَقَع ... شِمَالُكَ فِي الهَيجَا تُعنهَا يَمينُهَا ¬
[من الطويل] 10502 - فإِنَّ الأُلَى بألطَفِ من آلِ هَاشمٍ ... تَأَسَّوا فَسنُّوا للكرامِ التأَسِّيَا قِيْلَ: لَمَّا صَفَا لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ الأَمْرُ وَدَانَتْ لَهُ العِبَادُ وَالبِلَادُ إِلَّا أرْضِ الشَّامِ جَمَع عَبْدُ المَلِكِ بن مَرْوَانَ أخْوَتهِ وَعُظَمَاءِ أهْلِ بَيْتِهِ وَاسْتَشَارَهُمْ فِي الطُّلُوعِ إِلَى مُصْعَبِ بن الزُّبَيْرِ بَعْدَ قَتْلِ مُصْعَبٍ لِلْمُخْتَارِ فَأشَارُوا عَلَيْهِ بِالطُّلُوعِ فَجَمَعَ وَاحْتَشَدَ وَلَمْ يَتَّرِك سَارَ وَبَلَغَ ذَلِكَ مُصْعَبًا فَجَمَعَ أَيْضًا وَضَمَّ إلَيْهِ أطْرَافَهُ وَأقَاصِيْهِ وَاسْتَعَدَّ وَخَرَجَ لِلْمُحَارَبَةِ فَتَوَافَى العَسْكَرَانِ بِدَيْرِ الجاثِلِيْقِ وَنَظَرَ أصْحَابُ مُصْعَبٍ إِلَى كَثْرَةِ جُمُوعِ عَبْدِ المَلِكِ فَتَدَاخَلَهُم الرُّعْبُ وَشَمِلَهُم، فَقَالَ مُصْعَبٌ لِعُرْوَةَ وَهُوَ يُسَايِرُهُ: ادْنُ مِنِّي يَا عُرْوَةَ أكَلِّمُكَ. فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ: يَا عُرْوَةَ أخْبِرْنِي عَنِ الحُسَيْنِ كَيْفَ صَنَعَ حِيْنَ نَزَل بِهِ الأَمْرُ؟ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ بِحَدِيْثِ الحُسَيْنِ وَمَا عَرَضَ عَلَيْهِ ابْنُ زِيَادٍ مِنَ النُّزُولِ عَلَى حُكْمِهِ فَأبَى ذَلِكَ وَصَبَرَ عَلَى المَوْتِ فَضَرَبَ مُصْعَبٌ مَعْرِفَةَ دَابَّتِهِ بِالسَّوْطِ ثُمَّ قَالَ: فَإنَّ الأُلَى بِألْطَفِ مِنْ آلِ هَاشِمِ. البَيْتُ وَكَتَبَ عَبْدُ المَلِكِ إِلَى رُؤسَاءِ وَأصْحَابِ مُصعَبٍ بِتَسْلِيْمِهِم إلَيْهِ وَيَعْرِضُ عليهم الدُّخُولَ فِي طَاعَتِهِ وَيَبْذِلَ لَهُمْ الأمْوَالَ عَلَى ذَلِكَ كُلَّ ذَلِكَ لَيْلًا فَأصْبَحُوا وَإِذَا أكْثَرُ القَوْمِ قَدْ لَحِقُوا بِعَبْدِ المَلِكِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَزَحَفَ بَعْضُهُم عَلَى بَعْضٍ فَاقْتَتَلُوا وكَانَ رَبِيْعَةُ فِي مَيْمِنَةِ مُصْعَبٍ وَقَالُوا لَا نَكُونَ مَعَكَ وَلَا عَلَيْكَ وَثبَتَ مُصْعَبٌ وَأهْلُ الحِفَاظِ فَقَاتَلُوا وَأمَامَهُمْ إبْرَاهِيْمُ بن الأشْتَرِ فَقُتْلَ إبْرَاهِيْمُ فَلَمَّا رَأى مُصْعَبٌ ذَلِكَ اسْتَمَاتَ فَتَرَجَّلَ وتَرَجَّلَ مَعَهُ حُمَاةُ أصْحَابِهِ فَقَاتَلُوا حَتَّى قُتِلَ عَامَّتهُمْ وَانْكَشَفَ البَاقُونَ عَنْهُ وَعَرَضَ عَلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ إمَارَةَ العِرَاقِ فَلَم يَقْبَل فَحَمَلَ عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ ظَبْيَانَ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ مِنْ وَرَائِهِ وَمُصْعَبٌ لَا يَشْعرُ بِهِ فَخَرَّ صَرِيْعًا فَنَزَلَ فَاحْتَزَّ رَأسِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ فَحَزَنَ عَلَيْهِ حُزْنًا شَدِيْدًا وَقَالَ: مَتَى تَغْدُو قُرَيْشٌ مِثْلَ مُصْعَبٍ وَدَدْتُ أَنَّهُ قَبِلَ الصُّلْحَ وَأنِّي قَاسَمْتُهُ جَمِيْع مَا أملِكُ. وَلَمَّا قُتِلَ مُصْعَبٌ اسْتَأمَنَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أصْحَابِهِ إِلَى ¬
عَبْدِ المَلِكِ فَأمَنَهُم وُكَانَ قَتْلُ مُصْعَبٍ يَوْمَ الخَمِيْسِ لِلنِّصفِ مِنْ جُمَادَى الأوْلَى سَنَةَ اثْنَتَي وَسَبْعِينَ. أَبُو تمَّامٍ: [من الطويل] 10503 - فَإِنَّ الأَيَادِي الصَّالحَاتِ كبَارُهَا ... إِذَا وَقَعت تَحتَ المَطالِ صغَارُها العَتَّابِيُّ: [من الطويل] 10504 - فَإِنَّ جَسِيمَاتِ الأُمورِ مَنُوطَةٌ ... بمُستَودَعَاتٍ في بُطونِ الأَسَاوِدِ تَلُومُ عَلَى تَركِ الغِنَى بَاهِلِيَّةٌ. البَيْتُ وَهِيَ مَكْتُوبَةٌ بِتَمَامِةا بِبَابِ: ذَرِيْنِي تَجئْنِي مِيْتَتِي مُطْمَئِنَّةً. البَيْتُ بِمَا فِيْهَا من للحِكَايَةِ فَتُطْلَبُ مِنْ هُنَاكَ. أَبُو منصور الحلاج الصوفيّ: [من المتقارب] 10505 - فَإِن نَحْنُ عُدنَا إِلَى مثلِهَا ... فلَا أَعتَبَ اللَّهُ مَن يُعتِبُ عُروَةُ بنُ الوَرد: [من الطويل] 10506 - فَإِن نَحْنُ لَم نَملِك دِفَاعًا لحادثٍ ... تُلمُّ بِهِ الأَيَّامُ فَالمَوتُ أَجمَلُ [من الوافر] 10507 - فَإِن نَسلَم فَعَفُوَ اللَّهِ نَرجُو ... وَإِن نُقتَل فَقاتلُنَا شَرِيفُ عَمرُو بن كُلثوم: [من الوافر] 10508 - فَإِنَّ غدًا وَإِنَّ اليَومَ رَهنٌ ... وَبَعدَ غَدٍ بمَا لَا تَعلَمِينَا ¬
المُتَنَبِّي: [من الطويل] 10509 - فَإِنَّ قَليلَ الحُبِّ بالعَقلِ صَالحٌ ... وَإنَّ كَثيرَ الحُبِّ بالجَهلِ فَاسِدُ عَمْرُو بنُ كُلثومٍ: [من الوافر] 10510 - فَإِنَّ قَنَاتَنَا يَا عَمرُو أَعيَت ... عَلَى الأعداءِ قَبلَكَ أَن تَلِينَا هذَا مِنَ القَصِيْدَةِ المَشْهُوْرَةِ الَّتِي أوَّلُهَا: ألَا هُبِّي بِصَحْنِكَ فَاصْبِحِيْنَا ... وَلَا تَبْقِي خُمُوْرَ الأنْدَرِيْنَا يَقُولُ مِنْهَا: بِأَيِّ مَشِيَّةٍ عَمْرُو ابنَ هِنْدٍ ... تُطِيْعُ بِنَا الوُشَاةَ وَتَزْدَرِيْنَا تَهَدَّدُنَا وَأُوْعِننَا رُوَيْدًا ... مَتَى كُنَّا لأُمِكَ مُقْتَوِيْنَا فَإنَّ قَنَاتِنَا يَا عَمْرُو أغيَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِذَا عَضَّ الثِّقافُ بِهاَ اشْمَأزَّتْ ... وَوَلَّتْهُ عَشوزنةً زَبُوْنَا عَشوزنةً إِذَا انْقَلَبَتْ أرَنَّتْ ... تَدُقُّ قَفَا المُثقِّفِ وَالجَّنِيْنَا * * * وَمِنْ بَابِ (فَإِنَّكَ) وَتَمَثَّلَ بِهِ بَعْضُ الوُزَرَاءِ قَوْلُ آخَرَ (¬1): فَإِنَّكَ إِذْ أطْمَعْتَنِي فِيْكَ بِالرِّضَا ... وَأيْأسْتَنِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ بِالغَضَبْ كُمُمْكِنَةٍ مِنْ ضَرْعِهَا كَفَّ حَالِبٍ ... وَمُهْرِيْقَةٍ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ مَا حَلَبْ أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 10511 - فَإِنَّك إِن تُصَاحِبْني تَجدْنِي ... لرَأسِكَ جَندَلًا وَلفيكَ تُربَا ¬
بَعْدَهُ: تَجِدْ صِلًا تحالُ بِكُلِّ عَفْوٍ ... لَهُ مِنْ شِدَّةِ الحَرَكَاتِ قلبَا الرَّضِي الموسَوِيُّ: [من الوافر] 10512 - فإِنَّكَ إِن هَجَوتَ هَجَوتَ لَيثًا ... وإِنِّي إِن هَجَوتُ هَجَوتُ كَلبَا قَدْ وَرَدَ مَعَ إخْوَانِهِ ببَابِ: عّذَزتُكَ. وَمِنْ بَابِ (فَإِنَّكَ) قَوْل آخَرَ (¬1): فَإِنَّكَ كَالدُّنْيَا نَذُمُّ صُرُوْفهَا ... وَنُوْسِعُهَا ذَمًّا وَنَحْنُ عَبِيْدُهَا قَال الفَضْلُ بنُ مَرْوَانَ مُعَاتِبًا لِرَجُلٍ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَذِمُّنِي وَتُبْغِضُنِي، فَلَم يَنْكُرِ الرَّجُلُ ذَلِكَ وَقَال: نَعَمْ أنْتَ كَمَا قَال الشَّاعِرُ: فَإِنَّكَ كَالدُّنْيَا يَذُمُّ صرُوْفهَا. البَيْتُ بَعضُ الخَوَارِجِ: [من الطويل] 10513 - فإِنَّ كَريهَ المَوتِ عَذبٌ مَذَاقُهُ ... إِذَا مَا مَزجنَاهُ بِطيبٍ منَ الذِّكرِ النَّابِغَةُ: [من الوافر] 10514 - فَإِنَّكَ سَوفَ تُقصِرُ أَو تَناهَى ... إِذَا مَا شِبتَ أَو شَابَ الغُرابُ يُضْرَبُ فِي اليَأسِ مِنْ إصْلَاحِ النَّاسِ. النَّابِغَةُ الذبيَانِيُّ: [من الطويل] 10515 - فَإِنَّك شَمسٌ وَالمُلُوكُ كَوَاكِبٌ ... إِذَا وَاكِبٌ طَلَعت لَم يَبدُ منهنَّ كَوكَبُ ¬
يُخَاطِبُ بِهِ النُّعْمَانَ بنِ المُنْذِرِ بنِ مَاءِ السَّمَاءِ. لَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 10516 - فإِنَّكَ كَاللَّيلِ الَّذِي هُوَ مُدرِكِي ... وَلَو خلتُ أَنَّ المُنتأَى عَنكَ وَاسِعُ يُخَاطِبُ النُّعْمَانَ أَيْضًا. أَبُو الأسوَدُ الدُّؤَلِيُّ: [من الطويل] 10517 - فَإِنَّكَ لَم تَعطِف إِلَى الحقِّ جَائِرًا ... بمِثلِ خَصيمٍ عَاقلٍ مُتَجَاهِلِ امرُؤُ القَيسِ: [من الطويل] 10518 - فَإِنَّكَ لَم يَفخَر عَلَيكَ كَفَاخرٍ ... ضَعيفٍ وَلَم يَغلِبكَ مثلُ مُغَلَّبِ يَعْنِي الَّذِي غُلِبَ كَثِيْرًا. هذِهِ المَرَأَةُ امْرَأَةٌ ضَعِيْفَةٌ وَقَد فَعَلَتْ بِكَ مِثْلَ هذا، يَقُولُ مِنْهَا: وَإنَّكَ لَمْ تَقْطَعُ لِبَانَةَ عَاشِقٍ ... بِمِثْلِ غُدُوٍّ أوْ رَوَاحٍ مُؤَوِّبِ مُؤَوَبٌ يِمُدُّ فِي سَيْرِهِ وَهُوَ مِنَ الأَوْبِ. يَقُولُ: مَا سَلَا عَاشِقٌ مَحْبُوبَهُ بِمِثلِ مُفَارَقَتِهِ لَهُ وَطُولِ العَهْدِ بِهِ. [من الوافر] 10519 - فإِنَّكَ لَن تَرَى طَردًا لحُرٍّ ... كَإِلصَاقٍ بهِ طَرَفَ الهَوانِ كَتَبَ أحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ إِلَى المَأمُوْنِ أَنَّ دَاعِي نَدَاكَ وَمُنَادِي جَدْوَاكَ جَمَعَا بِبَابِكَ الوُفُودَ يَرْجُونَ نَائِلَكَ المَعْهُودَ فَمِنْهُمْ مَنْ يُمِتُّ بِحُرْمَةٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يُدِلُّ بِخِدْمَةٍ وَلَقَدْ أجْحَفَ بِهِم المَقَامُ وَطَالَتْ عَلَيْهِم الأيَّامُ فَإنْ رَأى أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أنْ يُحَقِّقَ ظُنُوْنَهُمْ فِي ¬
طَوْلهِ فَعَلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِ وَقَّعَ فِي كِتَابِهِ: أبْوَابُ المُلُوكِ مَظَانٌّ لِطَالِبِي الحَاجَاتِ فَاكْتُبْ أسْمَاءَهُمْ وَاحْدُدْ مَرَاتِبَهُمْ لِيَصِيْرَ إِلَى كُلٍّ مِنْهُمْ قَدَرَ اسْتِحْقَاقِهِ وَلَا تُكَدِّرْ مَعْرُوْفَنَا بِالمَطْلِ وَالحِجَابِ فقد قَالَ الأوّلُ: فَإِنَّكَ لَنْ تَرَى طَرْدًا لِحُرٍّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَمْ تَجْلُبْ مُوَدَّةَ ذِي وِدَادٍ ... بِمِثْلِ البَذْلِ أوْ لُطْفِ اللِّسَانِ [من الطويل] 10520 - فَإِنَّكَ لَو أَبغَضتَني مَا ضَررتَنِي ... وَلَو رُمتَ نَفعًا مَا وَسعْت لذَلكَا خَطَبَ الحَجَّاجُ فَقَالَ: يَا أهْلُ العِرَاقِ أهْلُ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَمَسَاوِئِ الأخْلَاقِ ثَلَاثَةُ أثْلَاثٍ، ثُلْثٌ مُنَافِقٌ، وَثُلْثٌ حَرَوْرِيٌّ مَارِقٌ، وَثُلْثٌ إِذَا مَا جَنَّهُ اللَّيْلُ سَارِقٌ، وَاللَّهِ لَو أبْغَضْتُمُونِي ما ضررتموني، ولو أحببتموني ما نفعتموني، وَمَا مِثْلِي وَمِثْلُكُم إِلَّا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: فَإئكَ لَو أبْغَضتَنِي مَا ضَرَرْتَنِي. البَيْتُ ثُمَّ الْتفَتَ إِلَى أهْلِ الشَامِ وَقَالَ: إِنَّ دُنُوَّكُمْ مِنِّي كَدُنُوِّ الوَالِدِ، وَإنَّ رِيْحَكُمُ عِنْدِي كَرِيْحِ الوَلَدِ، وَمَا مِثْلِي وَمِثْلُكُم إِلَّا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 173]. جَريرٌ يَهجو التّيمَ: [من الوافر] 10521 - فَإِنَّكَ لَو رَأَيتَ عَبِيدَ تَيمٍ ... وَتيمًا قُلتَ أَيُّهمُ العَبِيدُ بَعْدَهُ: وَيُقْضَى الأَمْرُ حِيْنَ تَغِيْبُ تَيْمٌ ... وَلَا يُسْتَأذَنُونَ وَهُمْ شُهُوْدُ يُقَالُ: إنَّ هذَيْنِ البَيْتَيْنِ أشْعَرُ مَا قَالَتِ العَرَبُ فِي الاحْتِقَارِ. ¬
قَطريُّ بن الفُجاءَة: [من الوافر] 10522 - فَإِنَّكِ لَو سألتِ بَقاءَ يَومٍ ... عَلَى الأَجَلِ الَّذِي لكِ لَم تُطاعِي النَّابِغَةُ الجَعدِيُّ: [من الطويل] 10523 - فَإنَّ كلَيبًا كَانَ أَكثَر نَاصِرًا ... وأَيسرَ جُرمًا مِنكَ ضُرِّجَ بالدَّمِ ابْنُ الرُّومِي: [من الوافر] 10524 - فَإِنَّكَ مَا اعتَللتَ بَلِ المَعَالِي ... وَإِنَّكَ مَا مَرِضتَ بَلِ القُلُوبُ قَبْلَهُ فِي مَرِيْضٍ: وَقَتْكَ يَدُ الإلَهِ أبَا عَلِيٍّ ... وَلَا نَزَلَتْ بِسَاحَتِكَ الخُطُوبُ فَإِنَّكَ مَا اعْتَلَلْتَ بَلِ المَعَالِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَطَرَّقَتِ النَّوَائِبُ مِنْكَ جِسْمًا ... بَعِيْدٌ أنْ تَطَرَّقَهُ العُيُوبُ تَجَشَّمَكَ الزَّمَانُ هَوًى وَوُدًّا ... وَقَدْ يُؤْذَى مِنَ المِقَةِ الحَبِيْبُ وَجِسْمُكَ فَوْقَ همِّةِ كُلِّ دَاءٍ ... فَقُرْبُ أقَلِّهَا مِنْهُ عَجِيْبُ وَلَكِنْ فِي دِفَاعِ اللَّهِ كَافٍ ... وَإِنْ شُبَّتْ لِنَائِبَةٍ حُرُوبُ نَسِيْمِي مِنْكُمُ أبَدًا شَمَالٌ ... وَرِيْحِي حِيْنَ أسْتَسْقِي جَنُوبُ فَقَوْلَهُ: تَجَشَّمَكَ الزَّمَانُ. البَيْتُ وَالَّذِي بَعْدَهُ لِلمُتَنَبِّي وَهُوَ تَضْمِيْنٌ. وَقَالَ آخَرُ وَضَمَّنَ بَيتَ ابنِ الرُّوْمِيّ: [من الوافر] أبَا إسْحَقَ مُحِّقَتِ الخَطَايَا ... بِمَا تَشْكُو وَمُحِّصَتِ الذُّنُوبُ فَإِنَّكَ مَا اعْتَلَلْتَ بَلِ المَعَالِي. البَيْتُ ¬
أَوسُ بن حَجَرٍ: [من الطويل] 10525 - فَإِنَّكُمَا يا ابنَي جَنَابِ وُجِدتُمَا ... كَمَن دبَّ يَستَخفي وَفي الحَلقِ جُلجُلُ كَانَ أوْسُ بنُ حَجَرٍ نَزَلَ بِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ جَوْنٌ فَجَاءَ بَعْضُ اللُّصُوْصِ فَسَرَقَ نَاقَةً لأوْسٍ فَقَالَ: أجَوْنُ تَدَارَكْ نَاقَتِي بِقُرَابِهَا ... وَأكْثَرُ ظَنِّي أَنَّ جَوْنًا سَيَفْعَلُ بقرابها: أي ما دامت قريبة. لَعَمْرُكَ مَا ضيَّعَتَهَا غَيْرَ أَنَّهَا ... أتَتْنِي فُرَادَى غربَةً وَالمُحَلَّلُ فَقَالَا لِمَخْدُوجٍ تَعَالَ فَإِنَّهُ ... سَيَقْبَلُ مِنْهَا قَوْلَهَا وَسَتَقْبَلُ فَإنَّكُمَا يَا ابْنَي جَنَابٍ وُجِدْتُمَا. البَيْتُ جناب: قبيلة. قَالَ ابْنُ الأعْرَابِيُّ: فُرَادَى يَعْنِي امْرَأةً يُقَالُ لَها فَرْدَةُ كَانَتْ تَتَكَهَّنُ وَتُخْرِجُ السَّرَقَ وَالمُحَلَّلُ زَوْجُهَا وهُمَا مِنْ بَنِي جَنَابٍ مِنْ سَدُوْسَ فَزَعَمَ أوْسٌ أَنَّ فَرْدَةَ وَزَوْجَهَا قَالَا لِمَخْدُوْجٍ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَنِيْفَةَ اسْرُقْ نَاقَةَ أوْسٍ فَإنَّ فَرْدَةَ تُسْألُ عَنْهَا فَتُقْبِلُ بالسَّرْقِ عَلَى غَيْرِكَ وَتَقْبَلُ مِنْهَا قَوْلُهَا فَتَكُونُ النَّاقَةُ بَيْنَنَا فَذَلِكَ قَوْلهُ: كَمَنْ دَبَّ يَسْتَخْفِي وَفِي الحَلْقِ جُلْجُلُ. أي قَدْ عَرِفْتُ حِيْلَتَكُمْ فِي أمْرِ نَاقَتِي. [من الطويل] 10526 - فَإنَّكُمْ والزبرقَانَ وَشَتمَهُ ... كَمُنغَمسٍ في البَحر والبَحرُ غَامِرُه أَعرابيَّةٌ: [من الوافر] 10527 - فَإِنَّكُمُ وَمَا تُخفُونَ منهُ ... كَذَاتِ الشَيبِ لَيسَ لَها خِمَارُ ¬
قَبْلَهُ: أجِيْرَانَ ابنِ مَيَّةَ خَبِّرُونِي ... أعَيْنٌ لابنِ مَيَّةَ أمْ ضِمَارُ تَجَلَّلَ خِزْيَهَا عَوْفُ بنُ كَعْبٍ ... فَلَيْسَ لِخَلْفِهَا مِنْهُ اعْتِذَارُ فَإنَّكُمُ وَمَا تُخْفُونَ مِنْهُ. البَيْتُ لِخَلْفِهَا: أي لِعُقْبَاهَا. هذِهِ الأعْرَابِيَّةُ زَوْجُهَا ابن مَيَّةَ وَكَانَ فِي جوَارِ الزَّبْرَقَانِ بن بَدْرٍ فَقُتْلَ وَفُقِدَ فهي تَقُولُ: أحَيٌّ زَوْجِي فَيُرْجَى عَوْدُهُ أمْ مَيِّتٌ لا يُرْجَى تُعَيِّرُ وَتَجلل خِزيها عَوْفُ بنُ كَعْبٍ تُعَيِّرُ بِذَلِكَ الزَّبْرَقَانَ وَتَحضُّهُ عَلَى الأَخْذِ بِثَأرِ زُوْجِهَا. بِشرُ بن أَبِي خَازمٍ: [من الوافر] 10528 - فَإِنَّكُمُ وَمدحَكُمُ بُجَيرًا ... أَبَا لَجَأ كَمَا مُدِحَ الأَلاءُ بَعْدَهُ: تَرَاهُ العَيْنُ أخْضَرَ ذَا رُوَاءٍ ... وَتَمنَعُهُ المَرَارَةُ وَالإبَاءُ حَاتِمٌ الطائِيُّ: [من الطويل] 10529 - فإِنَّكَ مَهمَا تُعطِ بَطنَكَ سُولَهُ ... وَفَرجَكَ نالَا مُنتَهى الذمّ أَجمَعَا زَمِيلٌ: [من الطويل] 10530 - فَإِنَّكَ وَاستبضَاعَكَ الشعرَ نحوَنا ... كَمُستَبضعٍ تمرًا إِلَى أَرض خَيبَرا يُخَاطِبُ زَمِيلٌ بِهذَا القَوْلِ خَارِجَةَ بن ضرَارٍ المُرِيَّ. [من الوافر] 10531 - فإِنَّكَ والفَخارَ بِأُمِّ عَمروٍ ... كَمَن بَاهَى بثَوبٍ مُستَعَارِ ¬
[من الوافر] 10532 - فإِنَّكَ وَالقَرينُ إِذًا سَواءٌ ... كَمَا قُدَّ الأَدِيمُ منَ الأَدِيمِ عَلقَمَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ: [من الوافر] 10533 - فَإِنَّكَ والكِتَاب إِلى عَليٍ ... كَدابِغَةٍ وَقَد حَلَمَ الأَدِيمُ المَثَلُ: كَدَابِغَةٍ وَقَد حَلَمَ الأَدِيْمُ. وَذَلِكَ أَنَّ الجلْدَ إِذَا أصابَة حَلمٌ فَلَيسَ فِيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ صَلَاحٌ. يُضْرَبُ فِيْمَنْ يَرُوْمُ إصْلَاحَ مَا قَدْ تَعَذَّرَ إصْلَاحَهُ. وَعُقْبَةُ يَقُولُ ذَلِكَ لِمُعَاوِيَةَ فِي شَأنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. [من الطويل] 10534 - فإِنَّكَ لا تَدرِي وإِن كُنتَ عَالمًا ... إِلَى أيِّمَا حَالٍ تَصيرُ العَواقِبُ بَشَّارٌ: [من الطويل] 10535 - فَإِنَّكَ لَا تَستَطرِدُ الهَمَّ بالمُنَى ... وَلَا تَبلُغُ العليَا بغير المَكَارِمِ مُضَرِّسُ بنُ رَبعيٍّ: [من الطويل] 10536 - فَإِنَّكَ لَا تُعطي امرأً غَيرَ حَظِّهِ ... وَلَا تَمنَعُ الشِقَّ الَّذِي الغَيثُ مَاطرُه وَيُرْوَى لِمغَلِّسِ بنِ لَقِيْطٍ وَفِيْهِ مَثَلَانِ سَائِرَانِ. المُغيرَةُ بنُ حَبناءَ: [من الطويل] 10537 - فَإِنَّكَ لا تَلقَى أَخَاكَ مُهذّبًا ... وَأَيُّ أمرئٍ يَنْجُو مِنَ العَيبِ صَاحِبُه [من الطويل] 10538 - فَإِنَّ كَلَامَ المَرءِ في غَيرِ وَقتِهِ ... لكَالنَّبِل تَهوي لَيس فيهَا نِصَالُهَا ¬
الأشجع السُلَمِيُّ: [من الوافر] 10539 - فإِنَّ لُزُومَ قَعرِ البَيتِ مَوتٌ ... وَإنَّ السَيرَ في الدُّنيَا نُشُورُ عَلِيّ بن محمّد الطَبَرِيُّ: [من السريع] 10540 - فَإِنَّمَا الدُّنيَا بِسُكَّانِهَا ... وإنَّمَا المَرءُ بإِخَوانِهِ الطُغرائِيُّ: [من البسيط] 10541 - فَإِنَّمَا رَجُلُ الدُّنيَا وَوَاحِدُهَا ... من لَا يُعوِّلُ في الدُّنيَا عَلَى رَجُلِ [من الطويل] 10542 - فَإِن نَنسَ نُعمَى اللَّهِ فيكَ فحظَّنَا ... أَضعنَا وإِن نَشكُر فقَد وَجَبَ الشُكرُ فَروَةُ بنُ مُسَيْك: [من الوافر] 10543 - فَإِن نُهزَم فَهزَّامُونَ قِدمًا ... وَإِن نُغلَب فغَيرُ مُغَلَّبِينَا بَعْدَهُ يَعْتَذِرُ مِنَ الانْهِزَامِ: وَمَا إِنْ طِبُّنَا جُبْنًا وَلَكِنْ ... مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِيْنَا كَذَاكَ الدَّهْرُ دَوْلَتُهُ سِجَالٌ ... تَكُونُ صرُوْفهُ حِيْنًا وَحِيْنَا وَمَنْ يُغْرَرْ بِرَيْبِ الدَّهْرِ يَوْمًا ... يَجِدْ رَيْبَ المَنُونِ لَهُ خَؤُوْنَا تَمَثَّلَ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهُمَا السَّلَامُ بِهَذِهِ الأبْيَاتِ فِي وَقْعَتِهِ بِكَرْبَلَاءَ. [من الطويل] 10544 - فإِنِّي أُحبُّ الخُلدَ لَو أَسَتطِيعُهُ ... وَكَالخُلدِ عِندِي أَن أَموتَ وَلَم أُلَم ¬
وضّاح اليمن مخاطبًا للحجَّاج: [من الطويل] 10545 - فإِنِّي أَرَى في عَينِكَ الجذعَ مُعرضًا ... وتعجَبُ أَن أَبصَرتَ في عَيني القَذَى قيس بنُ الخَطِيم: [من الطويل] 10546 - فَإِنِّي أَغنى النَّاسِ عَن كُلِّ وَاعظٍ ... يَرَى النَّاسَ ضُلَّالًا وَلَيسَ بمُهتَدِي يَزيدُ بن الجَهم الهِلَالِيُّ: [من الطويل] 10547 - فإِنِّي امرؤٌ عوَّدتُ نَفسِيَ عَادةً ... وكلُّ امْرِيءٍ جَارٍ عَلَى مَا تَعَوَّدَا إسحَقُ بنُ إبراهيمُ الموصِليّ: [من الطويل] 10548 - فإِنِّي رَأَيتُ البُخلَ يَزرِي بأَهلِهِ ... فأَكرَمتُ نَفسي أَن يُقالَ بَخيلُ أَبُو تَمَامٍ: [من الطويل] 10549 - فإِنِّي رأَيتُ الشَمسَ زيدَت محبَّةً ... إِلى النَّاسِ أَن ليسَت عَليهم بسَرمَدِ محمَّد بنُ شبلٍ: [من الطويل] 10550 - فإِنِّي رأَيتُ العَيشَ فِي الذُّلِّ ميتَةً ... ومَوتَ الفتَى في العِزِّ عُمرًا مُجدَّدَا [من الطويل] 10551 - فإِنِّي رأَيتُ المرءَ يحظَى بجَهلِهِ ... كَمَا كَانَ قبلَ اليَوم يَسعَدُ بالعَقلِ المتَنَبِّي: [من الوافر] 10552 - فإِنِّي قَد وَصَلتُ إِلَى مَكَانٍ ... عَلَيهِ تَحسُدُ الحَدَقَ القلُوبُ ¬
قَوْلُ أَبِي الطَّيِّبِ المُتَنَبِّيّ: فَإنِّي قَدْ وَصَلْتُ إِلَى مَكَانٍ. البَيْتُ هُوَ مِنْ قَصِيْدَةٍ يُخَاطِبُ فِيْهَا سَيْفُ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ وَقَدْ عَرَضَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْ دُمَّلٍ أوَّلُهَا: أتَدْرِي مَا أرَابَكَ مَنْ يُرِيْبُ ... وَهَلْ تَرْقَى إِلَى الفَلَكِ الخُطُوْبُ؟ وَجِسْمُكَ فَوْقَ هِمَّةِ كُلِّ دَاءٍ ... فَقُربُ أقَلّهَا مِنْهُ عَجِيْبُ تَجَشَمَكَ الزَّمَانُ هَوًى وَحُبًّا ... وَقَد يُؤْذَى مِنَ المِقَةِ الحَبِيْبُ وَكَيْفَ تُعِلُّكَ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ ... وَأَنْتَ لِعِلَّةِ الدُّنْيَا طبِيْبُ وَأَنْتَ المَلكُ تُمْرِضُهُ الحَشَايَا ... بِهِمَّتِهِ وَتَشْفِيْهِ الحُرُوبُ وَلِلْحُسَّادِ عُذْرٌ أنْ يَشُحُّوا ... عَلَى نَظَرِي إلَيْهِ وَأنْ يَذُوْبُوا فَإنِّي قَدْ وَصَلْتُ إِلَى مَكَانٍ. البَيْتُ * * * وَمِنْ بَابِ (فَإنِّي) قَوْلُ أَبِي هَفَّانَ فِي رِثَائِهِ أثْوَابِهِ (¬1): فَإنِّي كَمِثْلِ السَّيْفِ أخْلَقَ جَفْنَهُ ... تَقَادُمُ عَهْدِ القَيْنَ وَالنَّصْلُ قَاطِعُ [من الطويل] 10553 - فإِنِّي لَو تُخالفُنِي شِمَالِي ... لمَا أَتبَعتُهَا أبدًا يَمِيْنِي المثقّبُ العَبديُّ: [من الوافر] 10554 - فإِنِّي لَو تُعَانِدُنِي شِمَالِي ... عنَادَكَ مَا وَصَلتُ بهَا يَمِيني بَعْدَهُ: ¬
إذًا لَقَطَعْتُهَا وَلَقُلْتُ بِيْني ... كَذَلِكَ أجْتَوِي مَنْ يَخْتَوِيْنِي عَمرُو بن قميئَةَ: [من الوافر] 10555 - فإِنِّي لَو تُعانِدُني يَميني ... عَنادَكَ مَا وَصلتُ بهَا شِمَالَا [من الوافر] 10556 - فإِنِّي لَو طلَبتُ حَيَاةَ يَومٍ ... عَلَى أجَلِي لَكَانَ مَدًى بَعيدا [من الطويل] 10557 - فإِنِّي وإِيَّاكُم وَمَا تَعِدُونَنِي ... لكالماءِ وَالكَمُّونِ في سَالِفِ الدَّهرِ بَعْدَهُ: فَحَتَّى مَتَى الكُمُونُ يُمْطَلُ سَقْيُهُ ... وَحَتَّى مَتَى وَعْدِي إِلَى آخِرِ الحَشْرِ 10558 - فَإِنِّي وَإيَّاهَا إِذَا مَا لَقيتُها ... لكَالماءِ من صَوب الغَمَامِةِ وَالخَمرِ [من الوافر] 10559 - فَإِن وَافَقْتِنَي أَهلًا وسَهلًا ... وإلَّا لَستُ منكَ وَلَستَ منِّي موسَى بن جَابرٍ: [من الطويل] 10560 - فإِن وَضَعُوا حربًا فَضَعهَا وَإِن أَبُوا ... فَعُرضَةُ عَضِّ الحَربِ مثلَك أَو مثلِي بَعْدَهُ: فَإنْ رَفَعُوا الحَرْبَ العَوَانَ الَّتِي تَرَى ... فَشُبَّ وُقُوْد الحَرْبِ بِالحَطَبِ الجَزْلِ ¬
[من الطويل] 10561 - فإِن وَعَدتْ شرًا أَتَى دُونَ وقتِهِ ... وإِن وَعَدت خيرًا أراثَ وَأَعتَمَا قَبْلَهُ: لَها كُلَّ يَوْمٍ مَوْعِدٌ غَيْرُ نَاجِزٍ ... وَوَعْدٌ إِذَا ما رَأْسُ حَوْلٍ تَحَرَّمَا فَإنْ وَعَدَتْ شَرًّا أَتَى قَبْلَ وَقْتِهِ. البَيْتُ. مَا أَشْبَهَ الدُّنْيَا بِهَذِهِ الحَالِ. [من الطويل] 10562 - فإِن يُسهِلُوا فالسَّهلُ حَظِّي وَطُرفَتِي ... وإن يُحزنُوا أَركَب به كلَّ مَركَبِ الكُمَيتُ: [من الوافر] 10563 - فَإِن يَصِلُوا أُخُوَّتَنَا نَصِلُهم ... وَإِن يَغنُوا فَإِنَّا قَد غَنِينَا [من الطويل] 10564 - فإِن يغضَبُوا من سَورَة العِزِّ يَحلمُوا ... وَإِن يقدرُوا يَعفُوا وإِن يُسألُوا يُعطُوا بَعْدَهُ: فَلَا زَالَ مَغصُوْبًا وَإِنْ رَغمَ العِدَا ... بِكَ النَّقْصُ وَالإبْرَامُ وَالقَبْضُ وَالبَسْطُ جَابِرُ بنُ خَبَّابِ: [من الطويل] 10565 - فإِن يقتَسم مَالِي بَنيَّ وإِخوتي ... فَلَن يَقسمُوا خُلقِي الكَريمَ وَلَا فعلِي بَعْدَهُ: وَمَا وَجَدَ الأضْيَافُ فِيْمَا يَنُوْبُهُم ... لَهُمْ عِنْدَ عَلَّاتِ الزَّمَانِ أبًا مِثْلِي ¬
[من الطويل] 10566 - فإِن بَكُ أَربَى عَفْوُ شكري عَلَى نَدى ... أُناسٍ فقَد أَربَى نَداهُ عَلَى شكري مُسلِم بن الوَليدِ: [من الطويل] 10567 - فَإِن يَكُ أَقوامٌ أساءُوا وَأَحسَنُوا ... إليَّ فَإِنِّي بالجزاءِ لَرَاصِدُ [من الطويل] 10568 - فَإِن يَكُ أَوسٌ حيَّةً جَبَليَّة ... فَدَعني وَأوسًا إِنَّ رُقيتَهُ مَعِي أَبُو نواس في أَهلِ مصرَ: [من الطويل] 10569 - فإِن يَكُ باقِي إِفكِ فرعَونَ منكُم ... فَإِنَّ عَصَا مُوسَى بكَفِّ خَصِيبِ الصَّلتَان العَبدِي: [من الطويل] 10570 - فَإِن يَكُ بَحرُ الحَنظَليَّينِ وَاحِدًا ... فَمَا تَستَوِي حيتَانُهُ وَالضَّفادِعُ بَعْدَهُ: يَقُولُ ذَلِكَ فِي الفَرَزْدَقِ وَجَرِيْرٍ: وَمَا يَسْتَوِي صَدْرُ القَنَاةِ وَزُجُّهَا ... وَهَلْ تَسْتَوِي فِي الرَّاحَتَيْنِ الأصَابِعُ أَبُو فِراسٍ بنُ حَمَدان: [من الطويل] 10571 - فإِن يَكُ بُطءٌ مَرَّةً فلَطَالمَا ... تَعجَّلَ نَحوِي بالجَمِيلِ وَأَسرَعَا أَبُو تَمَّام: [من الطويل] ¬
10572 - فَإِن يَكُ جُرمٌ عَنَّ أَو تكُ هَفوَةٌ ... عَلَى خَطَأ منِّي فَعُذرِي عَلى عَمدِ نُصَيبٌ: [من الوافر] 10573 - فَإِن يكُ حَالِكًا لَوني فَإِنِّي ... لِعلمٍ غيرِ ذِي سَفَطٍ وِعاءُ جَميلُ بُثينَة: [من الطويل] 10574 - فَإِن يَكُ حَربٌ بَينَ قَومي وَقَومهَا ... فَإِنِّي لَها فِي كُلِّ نَائِبةٍ سِلمُ أَبُو سَعيدٍ المَخزُوميُّ: [من الوافر] 10575 - فَإِن يَكُ سرُّ قَلبِي أَعجميًّا ... فَإِنَّ الدَّمعَ نَمَّامٌ فَصِيحُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 10576 - فَإن يَكُ سَيَّارُ بنُ مُكرمٍ انقَضَى ... فَإِنَّكَ مَاءُ الوردِ إِذ ذَهَبَ الوَردُ يَقولُ مِنْهَا: وَأُكرِمُ نَفسِي عن جزاءٍ بِغيَّةٍ ... وَكُلُّ اغتياب جُهدٍ من حَالِهِ جُهدُ وَأرحَمُ أقوامًا منَ العيِّ وَالعَيا ... وأَعذِرُ في بُغضِي لأنَّهُم ضِدُّ قُرادُ بنُ أَجدَعَ: [من الوافر] 10577 - فَإِن يَكُ صَدرُ هذَا اليَوم وَلَّى ... فَإِنَّ غدًا لِنَاظِرِه قَريبُ قَوْلُ قُرَادٍ بن أجْدَعَ الكَلْبِيِّ: فَإنْ يَكُ صَدْرُ هذَا اليَوْمُ وَلَّى. البَيْتُ ¬
هُوَ أوَّلُ مَنْ قَالَهُ (¬1)، وَذَلِكَ أَنَّ النُّعْمَانَ بن المُنْذِرِ بن مَاءِ السَّمَاءِ خَرَجَ يَتَصَيَّدُ وَتَحْتَهُ فَرَسَهُ اليَحْمُومُ فَأجْرَاهُ فِي إثْرِ عَيْرٍ فَذَهبَ بِهِ الفَرَسُ فِي الأرْضِ وَلَم يَقْدُر عَلَيْهِ وَانْفَرَدَ مِنْ أصْحَابِهِ، وَأخَذَتْهُ السَّمَاءُ فَطَلَبَ مَلْجَأً يَلْجَأُ إلَيْهِ فَدُفِعَ إِلَى بِنَاءٍ فَإِذَا فِيْهِ رَجُلٍ مِنْ طَيّء يُقَالُ لَهُ حَنْظلَةَ وَمَعَهُ امْرَأةٌ فَقَالَ لهُمَا: هلْ مِنْ مَأوًى؟ قَالَ حَنْظَلَةُ: نَعَمْ. فَخَرَجَ إلَيْهِ فَأنْزَلَهُ وَلَم يَكُنْ لِلطَّائِيِّ غَيْرُ شَاةٍ وَهُوَ لَا يَعْرِفُ النُّعَمَانَ فَقَالَ لامْرَأتِهِ: أرَى رَجُلًا ذَا هَيْئَةٍ وَمَا أخْلقَهُ أنْ يَكُونَ شَرِيْفًا خَطِيْرًا فَمَا الحِيْلَةُ؟ قَالَتْ: عِنْدِي شَيْءٌ مِنْ طَحِيْنٍ كُنْتُ ذَخَرْتُهُ فَاذْبَحِ الشَّاةَ لأتَّخِذَ مِنَ الطَّحِيْنِ مَلَّةً، فَقَامَ الطَّائِي إِلَى شَاتِهِ فَاحْتَلَبَهَا ثُمَّ ذَبَحَهَا فَاتَّخَذَ مِنْ لَحْمِهَا مَرَقَةً مضِيْرَةً وَأطْعَمَهُ مِنْ لَحْمِهَا وَسَقَاهُ مِنْ لَبَنِهَا وَاحْتَالَ لَهُ شَرَابًا فَسَقَاهُ وَجَعَلَ يُحَدِّثهُ بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِ فَلَمَّا أصْبَحَ النُّعْمَانُ لَبِسَ ثِيَابَهُ وَرَكِبَ فَرَسَهُ ثُمَّ قَالَ: يَا أخَا طَيْءٍ أطْلُبْ ثَوَابَكَ أَنَا المَلِكُ النُّعْمَانُ. فَقَالَ: أفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ لَحِقَتْهُ الخَيْلُ فَمَضَى نَحْوَ الحِيْرَةِ وَمَكَثَ الطَّائِيُّ بَعْدَ ذَلِكَ زَمَانًا حَتَّى أصَابَتْهُ نَكْبَةٌ وَجَهْدٌ وَسَاءَتْ حَالَهُ فقالت لَهُ امْرَأتَهُ: لَو أتَيْتَ المَلِكِ لأحْسَنَ إلَيْكَ. فَأقْبَلَ حَتَّى انتهى إِلَى الحِيْرَةِ فَوَافَقَ يَوْمَ بُؤْسِ النُّعْمَانَ وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ بِخَيْلِهِ فِي السِّلَاحِ فَنَظَرَهُ النَّعْمَانُ فَعَرَفَهُ وَسَاءَهُ مَكَانَهُ فَقَالَ: الطَّائِيُّ المنزُول بِهِ؟ قَالَ نَعَم قَالَ أفَلا جِئْتَ فِي غَيْرِ هذَا اليَوْمِ؟ قَال: أبَيْتَ اللَّعْنَ وَمَا كَانَ عِلْمِي بِهذَا اليَوْم؟ قَال النُّعْمَانُ: وَاللَّهِ لَو سَنَحَ لِي فِي هذَا اليَومُ قَابُوسُ ابنِي لَمْ أجدْ بُدًّا مِنْ قتلِهِ فَاطْلُبْ حَاجَتِكَ مِنَ الدُّنْيَا وَسَلْ مَا بَدَا لَكَ فَإِنَّكَ مَقْتُولٌ. قَالَ: أبَيْتَ اللَّعْنَ وَمَا أصْنَعُ بِالدُّنْيَا بَعدَ نَفْسِي؟ قَالَ النُّعْمَانُ: إنَّهُ لَا سَبيْلَ إلَيْهَا. قَال: فَإنْ كَانَ لَا بُدَّ فَأجِّلْنِي حَتَّى أُلِمَّ بِأهْلِي فَأُوْصِي إلَيْهِمْ ثُمَّ أنْصرِفُ إِلَيْكَ؟ قَالَ النُّعْمَانُ: فَأقِمْ لِي كَفِيْلًا بِمُوَافَاتِكَ فَالتفَتَ الطَّائِيُّ إِلَى شَرِيْكِ بن عَمْرُو بن قَيْسٍ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ وَيُكَنَّى أبَا الحَوْفَزانِ وكَانَ صَاحِبُ الرَّدَافَةِ وَهُوَ وَاقِفٌ إِلَى جَنْبِ النُّعْمَانَ فَقَالَ لَهُ: يَا شَرِيْكًا يَا بنَ عَمرٍو ... هلْ مِنَ المَوْتِ مَحَالَه ¬
يَا أخَا كُلُّ مُضَامٍ ... يَا أخَا مَنْ لَا أخَا لَه يَا أخَا النُّعْمَانَ فُكَّ اليَوْمَ ... ضَيْفًا قَدْ أَتَى لَهُ طَالَمَا عَالَجَ كَربَ ... المَوْتِ لَا يَنْعَمُ بَالَه قَالَ: فَأبَى شَرِيْكٌ أنْ يَتَكَفَّلَ بِهِ فَوَثَبَ إلَيْهِ قُرَادُ بنُ أجْدَعَ الكَلْبِيُّ، فَقَالَ لِلنُّعْمَانِ: أبَيْتَ اللَّعْنَ هُوَ عَلَيَّ. قَالَ النُّعْمَانُ: أَفَعَلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَضَمَّنَهُ إيَّاهُ وَأمَرَ لِلطَّائِيِّ بِخَمْسِمِائَةَ نَاقَةٍ فَقَبَضَهَا الطَّائِيُّ وَمَضَى إِلَى أهْلِهِ وَجَعَلَ الأجَلَ حَوْلًا مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ إِلَى مِثْلِ ذَلِكَ اليومَ مِنْ قَابِلٍ. فَلَمَّا حَالَ عَلَيْهِ الحَوْلُ وَبَقِيَ مِنَ الأجَلِ يَوْمٌ وَاحِدٌ قَالَ النُّعْمَانُ لِقُرَادٍ: مَا أرَاكَ إِلَّا هَالِكًا غَدًا فَقَالَ قُرَادٌ: فَإنْ يَكُ صَدْرُ هذَا اليَوْمُ وَلَّى. البَيْتُ فَلَمَّا أصْبَحَ النُّعْمَانَ رَكِبَ فِي خَيْلِهِ وَرَجْلِهِ مُتَسَلِّحًا كَمَا كَانَ يَفْعَلُ حَتَّى أَتَى الغَرَّييِنِ فَوَقَفَ بَيْنَهُمَا وَأخْرَجَ مَعَة قُرَادًا وَأمَرَ بِقَتْلِهِ وكَانَ النُّعْمَانُ يُؤْثرُ أنْ يُقْتَلَ قُرَادًا لِيُفْلِتَ الطَّائِيُّ مِنَ القَتْلِ فَقَالَ لَهُ وُزَرَاؤُهُ: لَيْسَ لَكَ أنْ تَقْتُلُهُ حَتَّى يَسْتَوْفِي يَوْمَهُ فَتَرَكَهُ فَلَمَّا كَادَتِ الشَّمْسُ أنْ تَجِبَّ وَقُرَادٌ مُجَرَّدٌ قَائِم فِي إزَارٍ عَلَى النَّطْعِ وَالسَّيْفُ مَجَرَّدٌ بِيَدِ السَّيَافِ وَهُوَ قَائِمٌ إِلَى جَنْبِهِ أنْشَأتْ امرَأةُ قُرَادٍ تَقُولُ: أيَا عَيْنُ بَكِّي لِي قُرَادَ بنَ أجْدَعَا ... رَهِيْنًا لِقَتْلٍ لَا رَهِيْنًا مُوَدَّعَا أتتهُ المَنَايَا بغْتَةً دُونَ قَوِمِهِ ... فَأمْسَى أسِيْرًا حَاضِرَ السِّيْفِ أضْرَعَا قَالَ: فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ رَفَعَ لَهُم شَخْصٌ مِنْ بَعِيْدٍ فَأمَرَ النُّعْمَانُ بقَتْلِ قُرَادٍ فَقِيْلَ لَهُ: لَيْسَ لَكَ أنْ تَقْتُلَهُ حَتَّى يَأتِيْكَ الشَّخْصُ فَتَعْلَم مَنْ هُوَ فَكَفَّ عَنْهُ حَتَّى انْتَهَى إلَيْهِمْ الرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ الطَّائِيُّ مُكَفَّنًا مُحَنَّطًا مُنْتَهِيًا لِلْمَوْتِ فَلَمَّا نَظَرَ إلَيْهِ النُّعْمَانُ شَقَّ عَلَيْهِ مَجِيْئِهِ فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الرُّجُوعِ بَعْدَ إفْلَاتِكَ مِنَ القَتْل؟ قَالَ: الوَفَاءُ. قَالَ: وَمَا دَعَاكَ إِلَى الوَفَاءِ؟ قَالَ: دِيْنِي. قَالَ: وَمَا دِيْنُك؟ قَالَ: النَصْرَانِيَةُ. قَالَ النُّعْمَانُ: فَاعْرِضْهَا عَلَيَّ. فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَتَنَصَّرَ النُّعْمَانُ وَأهْلُ الحِيْرَةِ أجْمَعُونَ وكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ عَلَى دِيْنِ العَرَبِ. فَتَرَكَ النُّعْمَانُ القَتْلَ مِنْ ذَلِكَ اليَوْمُ وَأبْطَلَ تلْكَ السِّنَّةَ وَأمَرَ بِهَدْمِ الغِرَّييْنِ وَعَفَا عَنْ قُرَادٍ وَالطَّائِيِّ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أدْرِي أيُّهُمَا أوْفَى
وَأكْرَمُ أهَذَا الَّذِي نَجَا مِنَ القَتْلِ فَعَادَ أمْ هَذَا الَّذِي ضَمِنَهُ؟ وَاللَّهِ لَا أكُونُ ألأَمَ الثَّلَاثَةِ فَأنْشَأ الطَّائِيُّ يَقُولُ: مَا كُنْتُ أُخْلِفُ ظنَّهُ بَعْدَ الَّذِي ... أسْدَى إلَيَّ مِنَ الفَعَالِ الحَالِي وَلَقدْ دَعَتْنِي لِلخِلافِ ضَلَالَتِي ... فَأبَيْتُ غَيْرَ تَمَجُّدِي وَفَعَالِي إنِّي امْرُؤٌ مِنِّي الوَفَاءُ سَجِيَّةٌ ... وَجَزَاءُ كُلّ مُكَارِمٍ بَذَّالِ وَقَالَ الطَّائِيُّ يَمْدَحُ قُرَادًا: ألَا إِنَّمَا يَسْمُو إِلَى المَجْدِ العُلَى ... مَخَارِيْقُ أمْثَالَ القُرَادِ بنِ أجْدَعَا مَخَارِيْقُ أمْثَالُ القُرَادِ وَأهلِـ ... ــــهِ فَإنَّهُمُ الأخْيَارُ مِنْ رَهْطِ وتبّعَا تَمَّتِ الحِكَايَةُ. مسكِينُ الدَّارميُّ: [من الطويل] 10578 - فَإِن يَكُ عَارًا مَا أتَيتُ فربَّمَا ... أَتى المرءَ يَومُ السَوءِ من حيثُ لَا يَدرِي الأعشَى: [من الطويل] 10579 - فَإِن يكُ عَتَّابٌ مَضَى لسَبِيلهِ ... فَمَا ماتَ مَن أَبقَى لَهُ مِثلَ خَالِدِ بَعْدَهُ: هُوَ السَّابِقُ التَّالِي أبَاهُ كَمَا تَلَا ... أبُوْهُ أبَاهُ سَيِّدٌ وَابْنُ مَاجِدِ كَأَنَّ عَلَى عِزنِيْنهِ وَجَبيْنِهِ ... شُعَاعَيْنِ لَاحَا مِنْ سِمَاكِ الفَرَاقِدِ رَأيْتُ ثَناءَ النَّفْسِ بِالغَيْبِ طَيِّبًا ... عَلَيْكَ وَقَالُوا سَيِّدٌ وابنُ سَايِدِ يَقُولُ ذَلِكَ فِي خَالِدِ بن عتَّابٍ. قَوْلُهُ: وَابْنُ سَايِدٍ. أوَّلًا لِضرُوْرَةِ الشِّعْرِ، وَثَانِيًا لأنَّ الأصْلَ فِي سَيِّدٍ سَيِوْدٌ مِنَ السُّؤْدَدِ، فَعَدَلُوا عَنْهُ إِلَى سَيِّدٍ فَبَنَى مِنْهُ فَقَالَ: سَايِدٌ. وَهذَا شَاذٌ لَا اعْتِدَادَ بِهِ. ¬
[من الوافر] 10580 - فَإِن يَكُ عن لقائِكَ غَابَ شَخصِي ... فلم تَغِبِ المودَّةُ والإِخاءُ بَعْدَهُ: وَلَم يَغِبِ الثَّنَاءُ عَلَيْكَ مِنَّي ... بِظَهْرِ الغَيْبِ يَتْبَعُهُ الدُّعَاءُ [من الطويل] 10581 - فَإِن يَكُ قَومي ليسَ عندَكَ خُبرُهُم ... فَإِنَّ سؤَالًا سَوفَ يَشفيكَ فاسأَلِ [من الطويل] 10582 - فإِن يكُ لي يومًا رُجوعٌ فَبالحَرَى ... وإِلَّا فَبعضُ الشَرِّ أَهوَنُ من بَعضِ المَعَرِّي: [من الوافر] 10583 - فَإِن يكُ مَابَعثتُ بهِ قَلِيلًا ... فلي حَالٌ أَقلُّ منَ القَلِيلِ قَبْلَهُ يَعْتَذِرُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْكَ فَلَا تَكِلْنِي ... إِلَى شَيْءٍ سِوَى عُذْرٍ جَمِيْلِ وَقَد أنْفَذْتُ مَا حَقِّي عَلَيْهِ ... قَبيْحُ الهَجْوِ أوْ شَتْمُ الرَّسُولِ وَقَد يُقْوِي الفَصِيْحُ فَلَا تُقَابِلْ ... ضَعِيْفَ البِرِّ إِلَّا بِالقَبُولِ فَإنْ يَكُ مَا بَعَثْتُ بِهِ قَلِيْلًا. البَيْتُ وَمِثْلُهُ لِسَعِيْدِ بنِ حُمَيْدٍ (¬1): [من الخفيف] قَدْ بَعَثنَا إلَيْكَ أكْرَمَكَ ... اللَّهُ بِبرٍّ فَكُنْ لَهُ ذَا قَبُولِ لَا تَقِسْهُ إِلَى نَدَى كَفِّكَ الغَـ ... ـــمْرِ وَلَا نَيْلِكَ الكَثِيْرِ الجزِيْلِ ¬
وَاغْتَفِرْ قِلَّةَ الهَدِيَّةِ مِنِّي ... إِنَّ جُهْدَ المُقِلِّ غَيْرُ قَلِيْلِ لَهُ أَيْضًا: [من الوافر] 10584 - فَإِن يَكُنِ الزَّمانُ يُريدُ مَعنًى ... فَإِنَّكَ ذَلكَ المَعنَى المُرادُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 10585 - فإِن يَكُنِ الفعلُ الَّذِي ساءَ وَاحدًا ... فَأَفعَالُهُ اللائي سَررنَ أُلُوفُ يَقُولُ ذَلِكَ فِي أَبِي العَشَائِرِ مِنْهَا: وَمُنْتَسِبٍ عِنْدِي إِلَى مَنْ أحُبُّهُ ... وَلِلنُّبْلِ حَوْلي مِنْ يَدَيْهِ حَفِيْفُ فَهَيَّجَ مِنْ شَوْقِي وَمَا مِنْ مَذَلَّةٍ ... حَنَنْتُ وَلَكِنَّ الكَرِيْمِ أَلُوْفُ وَكُلُّ وُدَادٍ لَا يَدُومُ عَلَى الأذَى ... دوَامَ وِدَادِي لِلْحُسَيْنِ ضَعِيْفُ فَإنْ يَكُنِ الفِعْلُ الَّذِي سَاءَ وَاحِدًا ... فَأفْعَالَهُ اللَّائِي سَررْنَ ألُوْفُ وَنَفْسِي لَهُ نَفْسُ الفِدَاءِ لِنَفْسِهِ ... وَلَكِنَّ بَعْضَ المَالِكِيْنَ عَنِيْفُ [من البسيط] 10586 - فَإِن يَكُن وَصَبٌ قَاسَيتَ سَورَتَهُ ... فَالوردُ حِلفٌ للَيثِ الغَابةِ الإِضَمِ يَزيدُ بن مجالدٍ الفَزاريُّ: [من الطويل] 10587 - فَإِن يَكُ يَوم الوَعدِ أَدْنَى لِقائِنَا ... فَلا تَعذُليني أَن أقُولَ مَتَى الوَعدُ قَدْ سَبَقَ ذِكْر إخْوَانِهِ ببابِ: فَإنْ تَدَعِي نَجْدًا أَدَعْهُ. البَيْتُ [من الطويل] 10588 - فَإِن يَنجُ مِنْهَا البَاهِليُّ فَإِنَّهُ ... قَطِيعُ نَياطِ القَلبِ دَامِي المَقاتِلِ ¬
يَقْرُبُ مِنْ هذَا قَوْلُ المُتَنَبِّي (¬1): [من البسيط] وَمَنْ نَجَا مِنْ شِفَارِ البِيْضِ مُنْفَلِتًا ... نَجَا وِمْنْهُنَّ فِي أخشَائِهِ فَزَعُ وَيُرْوَى: وَمَا نَجَا مِنْ شِفَارِ البِيْضِ مُنْفَلِتٌ. البَيْتُ [من الوافر] 10589 - فَإِن يَهلِك بَنيَّ فَليسَ شيءٌ ... عَلَى شيءٍ مِنَ الدُّنيا يَدُومُ أنْشَدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرَفَةَ العُتْبِيُّ المِعْرُوفُ بِنَفْطَوِيهِ: يَنَامُ المُسْعِدُونَ وَمَنْ يَلُومُ ... وَتُوْقِظُنِي أوْقِظُهَا الهُمُومُ صَحِيْحٌ بالنَّهَارِ لِمَنْ يَرَانِي ... وَلَيْلي لَا يَنَامُ وَلَا يُنِيْمُ كَأَنَّ اللَّيلَ مَحْبُوسٌ دُجَاهُ ... فَأوَّلهُ وَآخِرُهُ مُقِيْمُ لمُهْلكَ فُتْيَةٍ تَرَكُوا أبَاهُمْ ... وَأصْغَرُ مَا بِهِ مِنْهُمْ عَظِيْمُ يُذَكِّرُنيْهِم مَا كُنْتُ فِيْهِمْ ... فَسِيَّانِ المَسَرَّةُ وَالنَّعِيْمِ فَبَالخَدَّيْنِ مِنْ دَمْعِي نَدُوْبٌ ... وَبِالأحْشَاءِ مِنْ وَجْدِي كُلُومُ فَإنْ يَهْلِكْ بُنَيَّ فَلَيْسَ شَيءٌ. البَيْتُ أَوسُ بنُ حَجَرٍ: [من الطويل] 10590 - فَإِن يَهوَ أَقوامٌ رَدَايَ فَإِنَّنِي ... يَقينِي الإِلَهُ مَا وَقَى وأُصَادِفُ قَالَ أَبُو جَعْفَرُ بن حَبيْبٍ. هذِهِ الأبْيَاتُ الثَّلَاثة الآتِي ذِكْرُهَا لَيْسَتْ مِنْ شِعْرِ أوْسٍ، وَلَيْسَتْ فِي رِوَايَةِ خَالِدٍ، وَإِنَّمَا هِيَ لِثَعْلَبَةَ بن حُوِيَّةَ العَبْدِي وَهِيَ: وَلَو كُنْتُ فِي غَمَدَانَ يَحْرُسُ بَابَهُ ... أرَاحِيْلُ تَحْمِيْهِ وَعَصْفٌ أَوَالِفُ إذًا لأَتَتْنِي حَيْثُ كُنْتُ مَنِيَتِي ... يَخُبُّ بِهَا هَادٍ لإِثْرِي وَقَائِفُ بِلَا رَهْبَةٍ آتِي المتَالِفَ سَادِرًا ... وَأَيَّةُ أرْضٍ لَيْسَ فِيْهَا مَتالِفُ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 10591 - فأَولَيتَني فِي النَّائِبَاتِ صَنَائِعًا ... كَأَنَّ أَيَادِيهَا فُجرنَ مِنَ البَحرِ بَعْدَهُ: خَلَائِق لو كَانَتْ مِنَ الشِّعْرِ سَمَّجَتْ ... بَدَائِعُهَا مَا اسْتَحْسَنَ النَّاسُ مِنْ شِعْرِي فَعَلَّمْتَنِي أنْ أُلْبِسَ الحَمْدَ أهْلَهُ ... وَذَكَّرَتْنِي مَا قَدْ نَسِيْتُ مِنَ الشُّكْرِ نَصَبَ خَلَائِقَ عَلَى البَدَلِ مِن صَنَائِعًا، أي صَنَائِعُ يَصْدُرُ عَنْهَا خَلَائِقُ هَذِهِ صفَتُهَا. أَبُو فراسٍ: [من الطويل] 10592 - فأَهلُكَ من أَصفَى وَوُدُّكَ مَا صَفَا ... وَإِن نَزَحَت دَارٌ وَقلَّتْ عشائِرُ تَميمُ بنُ مُقبلٍ: [من الطويل] 10593 - فأَهوَنُ مَفقُودٍ وَأَيسَرُ هَالكٍ ... عَلَى الحَيِّ مَن لا يَبلُغُ الحيَّ نائِلُهُ [من الطويل] 10594 - فأَهلًا بطَيفٍ من ضَنينٍ بوَصلِهِ ... مَعَ القُربِ سمحٍ بالوِصَالِ مَعَ البُعدِ [من الكامل] 10595 - فالآنَ أَدَّبَنِي الزَّمانُ وَمَن يَكُن ... مُستَملِيًا أَخبَارَهُ يَتأَدّبِ [من البسيط] 10596 - فالأُسدُ لَولا فِراقُ الغابِ مَا افتَرسَت ... وَالسَّهمُ لَولَا فِرَاقُ القَوسِ لم يُصبِ ¬
كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنهُ: [من الخفيف] 10597 - فالأقاوِيلُ في الإِخاءِ كَثيرٌ ... وَإِخاءُ الصَّفاءِ منهَا قَلِيلُ قَبْلَهُ: أطْنَبَ النَّاسُ فِي الإخَاءِ وَقَالُوا ... فِي شُرُوْطِ الإخَاءِ قولًا يَطُولُ فَالأقَاوِيْلُ فِي الإخَاءِ كَثِيْرٌ. البَيْتُ طَفِيلٌ الغَنَوِيُّ: [من الطويل] 10598 - فإِلَّا أَكُن أهلًا لما منكَ أَرتَجي ... فَأَنتَ أَميرُ المؤمِنينَ لَهُ أَهلُ أخَذَهُ إبْرَاهِيْمُ بنُ المَهْدِيِّ، فَقَالَ مُخَاطِبًا المَأمُونِ (¬1): فَإنْ لَمْ أكُنْ أهْلًا لَمَا أنْتَ أهْلهُ ... فَأنْتَ أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ لَهُ أهْلُ فَفَضْلَكَ أرْجُو لَا البَرَاءَةَ إنَّهُ ... أبَى اللَّهُ إِلَّا أنْ يَكُونَ لَكَ الفَضْلُ ثَابتُ قُطنَةَ: [من الطويل] 10599 - فإِلَّا أَكُن فيكُم خَطيبًا فَإِنَّنِي ... بسَيفي إِذَا جدَّ الوَغَى لخَطِيبُ قَالَهُ ثَابِتُ قُطْنَةَ حِيْنَ أُرْتِحَ عَلَيْهِ لَمَّا صَعِدَ المِنْبَرَ، فَنَزَلَ وَقَالَهُ فَقِيْلَ لَهُ: لَو قُلْتَ هذَا وَأَنْتَ عَلَى المِنْبَرِ، لَكُنْتَ أخْطَبَ النَّاسِ. وَقِيْلَ: إِنَّ يَزِيْدَ بنَ المُهَلَّبَ قَالَهُ وَقَد أُرْتِجَ عَلَيْهِ لَمَّا صَعِدَ المِنْبَرَ. قَالَ العُلَمَاءُ بِالشِّعْرِ كَثِيْرٌ مِنَ الأبْيَاتِ قَالَهَا أصْحَابُهَا وَلَم يَقُولُوا لَها أوَّلًا وَأخِيْرًا فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ ثَابِتُ قُطْنَه: فَإلَّا أكُنْ فِيْكُمْ خَطِيْبًا. البَيْتُ ¬
وَقَوْلُ الآخَرَ فِي الشَّيْبِ وَالخِضَابِ (¬1): وَلَمَا رَأيْتُ الشَّيْبَ عَارًا لأهِلهِ ... وَاتَّبَعْتُ الشَبَابَ بِدِرْهَمِ وقولُ عَمْرُو بنَ مَسْعَدَةَ وَوَقَعَ بِهِ وَلَم يَقُلْ قَطُّ غَيْرَهُ (¬2). أغزِزْ عَلَيَّ بِأمْرٍ أنْتَ طَالِبُهُ ... لَمْ يُمْكِنِ النُّجْحُ فِيْهِ وَانْقَضَى أمَدُه وَقَوْلُ إبْرَاهِيْمُ الصُوْليُّ (¬3): أنَاةً فَإنَّ لَمْ تُغْنِ أعْقَبَ بَعْدهَا ... وَعِيْدًا فَإنَّ لَمْ تُغْنِ أغْنَتْ صَوَارِمُه قِيْلَ ابْتَدَأَ بِهِ عَلَى أَنَّهُ كَلَامٌ مَنْثُورٌ فَجَاءَ عَلَى مَنْظوْمًا فَأَقَرَّهُ عَلَى حَالِهِ، وَلَمْ يقل لَهُ أوَّلًا ولَا ثَانِيًا. وَقَوْلُ الشَّرِيْفِ بنِ البَيَّاضيّ فِي عَبْدِ الوَاحِدِ التَّمِيْمِيّ وَكَانَ مَلِيْحًا جَمِيْلًا: لَو جَادَ مَنْ أهْوَى بِنِصْفِ اسْمِهِ ... كُنْتُ نِصْفَ اسْمِهِ الأوَّلَا وَقَوْلُ سَيْفِ الدَّوْلَةِ صدَقَة بن مَزِيْدٍ (¬4): وَحُطَّا رِحَالَ العَيْشِ عَنْها فَإنَّهَا ... أنِيْخَتْ هلَالًا بَعْدَما ثُوِّرَتْ بَدْرا وَلَم يَقُلْ قَطُّ غَيْرَهُ. وَقَوْلُ لَبِيْدٍ وَلَم يَقُلْ فِي الإسْلَامِ غَيْرَهُ (¬5): الحَمْدُ للَّهِ إِذْ لَمْ يَأتِنِي أجَلِي ... حَتَّى لَبِسْتُ مِنَ الإسْلَامِ سِرْبَالَا وَقَوْلُ أَبِي القَاسَمِ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الصُّقْلِيّ فِي مَلِكِ عَانَة وَقَد وَصلَ إِلَى مِصْرَ يُرِيْدُ الحَجَّ (¬6): كَذَا يُجِيْبُ دعَاء اللَّهِ مَنْ عَرَفَه ... مِنْ عَانَةٍ غَايَةِ الدُّنْيَا إِلَى عَرَفَة ¬
وَقَوْلُ آخَرَ فِي طَاهِرٍ بن الحُسَيْنِ وَكَانَ أعْوَرَ: يَا ذَا اليَمِيْنَيْنِ وَعَيْنٍ وَاحِدَة ... نَاقِصُ عَيْنٍ وَيَمِيْنٌ زَايِدَه وَقَوْلُ ابْنُ مَنْصورٍ الدَّيْلَمِيّ فِي غُلَامٍ أعْوَرَ كَانَ يَعْشَقَهُ (¬1): لَهُ عَيْنٌ أصَابَتْ كُلَّ عَيْنٍ ... وَعَيْنٌ قَدْ أصَابَتهَا العُيُونُ وَقِيْلَ إنَّهُ لَمَّا خَطَرَ هذَا المُعْنَى بِبَالِهِ لِذِكْرِهِ سَبَبًا فَادَّعَى أَنَّهُ عَشِقَ أعْوَرَ وَقَالَ فِيْهِ ذَلِكَ. كَانَ ابْنُ شَرَفٍ القَيْرَوَانِيّ أعْوَرَ فَقَالَ يَهْجُو نَفْسَهُ وَيَذُمُّ مَنْزِلَهُ وَضِيْقَهُ فِي الصَّيْفِ (¬2): وَمَنْزِلٍ لَا كَانَ مِنْ مَنْزِلٍ ... النَّتْنُ وَالظُّلْمَةُ وَالضِّيْقُ كَأنَّنِي فِي وَسْطِهِ فِيْشَةٌ ... ألُوْطهُ وَالعَرَقُ الرِّيْقُ قَالَ: أنْشَدَ هذَيْنِ البَيْتَيْنِ الشَّيْخُ أَبُو الصَّلْتِ وَكَانَ أَيْضًا أعْوَرَ لابنِ رَشِيْقٍ فَقَالَ لَهُ ابْنُ رَشيقٍ: وَأَنْتَ أَيْضًا أعْوَرٌ أصْلَعٌ ... فَوَافَقَ التَّشْبِيْهَ تَحْقِيقُ [من الطويل] 10600 - فَإِلَّا تَدَاركْني من اللَّه رَحَمةٌ ... وَنُعمَى فَقَد أَوْبَقْتُ نَفِسي وَلَا أَدرِي [من الطويل] 10601 - فإِلَّا تَكُن أَنتَ المُسِيءَ بعَينِهِ ... فَإِنَّكَ نَدمَانُ المُسِيءُ وَصَاحِبُه ¬
زُبينَا الأنطاكيُّ: [من الوافر] 10602 - فإِيجابُ الحُقوقِ لغَير راعٍ ... لحقِّكَ رَأسُ تَضِييِع الحُقُوقِ [من الطويل] 10603 - فأَيقِن بأنَّ اللَّه كَافٍ عَبادَهُ ... ولَا تَحسبَن اللَّه مُخلِفَ وَعدِهِ إنشادُ الأصمعِيّ: [من الطويل] 10604 - فإِيَّاكَ إِيَّاكَ المُزَاحَ فَإِنَّهُ ... يُجَرِّي عَلَيكَ الطِفلَ وَالدَّنِسَ النَذلَا بَعْدَهُ: وَيُذْهِبُ مَاءَ الوَجْهِ بَعْدَ حَيَائِهِ ... وَيُوْرِثُ بَعْدَ العِزِّ صَاحِبهُ ذُلَّا وَيُرْوَى: وَيُخْلِقُ مَاءَ الوَجْهِ مِنْ بَعْدِ جدَّةٍ وَيُكْسِبُ بَعْدَ العِزِّ. البَيْتُ يُقَالُ: لِكُلِّ زَرْعٍ بَذْرٌ وَبَذْرُ العَدَاوَةِ المَزْحُ. قَالَ الأصْمَعِيُّ: وَجَدَ رَجُلٌ جَارِيَةً لَيْلًا فَرَاوَدَهَا عَنْ نَفْسِهَا فَقَالَتْ: أمَا تَسْتَحِي؟ قَالَ: مَا يَرَانَا إِلَّا الكَوَاكِبُ. قَالَتْ: فَأيْنَ أنْتَ مِنْ مَكَوْكبها؟ فَخجلَ وَقَالَ: إِنَّمَا كُنْتُ أمْزَحُ. فَقَالَتْ: فَإيَّاكَ إيَّاكَ المُزَاحُ. البَيْتَانِ أَبُو قيسِ بن الأَسلَتِ: [من الطويل] 10605 - فإِيَّاكُم وَالحَربَ لا تَعلقَنَكُم ... وَحَوضًا وَخيم الغِبِّ مُرَّ الأَشَايبِ بَعْدَهُ وَهُوَ المَثَلُ فِي الأمرِ بِالسِّلْمِ، وَاجْتِنَابِ الحَرْبِ: مَتَى تَبْعَثُوْهَا تَبْعَثُوْهَا ذَمِيْمَةً ... هِيَ الغُولُ لِلأَقْصَيْنِ أوْ لِلأَقَارِبِ ¬
وَتَقْطَعُ أرْحَامًا وَتُهْلِكُ أُمَّةً ... وَتَبْرِي العِظَامَ مِنْ سَنَامٍ وَغَارِبِ وَتَسْتَبْدِلُوا بالأتحميَّة بَعْدَهَا ... شِلَالًا وَأصْدَاغًا لِبَأْسِ المُحَارِبِ وَبِالمِسْكِ وَالكَافُوْرِ بِيْضًا سَوَابِغًا ... كَأَنَّ قَتِيْرَيهَا عُيُونُ الجنَادِبِ طُفَيلٌ الغَنِوي: [من الطويل] 10606 - فإِيَّاكَ وَالأَمرَ الَّذِي إن تَوسَّعَت ... مَوَارِدُهُ ضَاقَت عَلَيكَ المَصَادِرُ بَعْدَهُ: فَمَا حَسَنٌ أنْ يَعْذِرَ المَرْءُ نَفْسَهُ ... وَلَيْسَ لَهُ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ عَاذِرُ أَبُو عثمان الخالديُّ: [من الوافر] 10607 - فَأيَّامُ الهُمومِ مُقَصَّصَاتٌ ... وَأَيَّامُ السُرور يَطرِن طَيرَا قَالَ الخَالِدِيُّ: شَرِبْنَا بِدَيْرِ سَعِيْدٍ فِي السَّعَانِيْنِ فَكَتَبْتُ عَلَى جِدَارِهِ: [من الوافر] ألَا فَاسْتَرْزِقِ الرَّحْمَانَ خَيْرًا ... وَسِرْ بِالكَأسِ نَحْوَ السّكْرِ سَيْرَا وَلَا تَكُ آلِفًا مَا عِشْتَ إِلَّا ... مَوَاخِيْرًا وَبُسْتَانًا وَدَيْرَا وَإِنْ نَادَمْتَ أحْوَرَ ذَا جَمَالٍ ... وَنِلْتَ حَظِيَّةً لَا تَخْشَ ضَيْرَا فَأيَّامُ الهُمُوْمُ مُقَصَّصَاتٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَرِزْقكَ فَهُوَ مَقْسُوم دَرُوْرٌ ... تُمَارُ بِقِسْمِهِ مَا عِشْتَ مَيْرَا فَقُلْ لِلْمَيْثَمِيِّ إِذَا قَبِلْتَ ... الوَصَاةَ بِذَا جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرَا محمّد بن شبلٍ: [من الطويل] 10608 - فَأَيُّ انتفَاعٍ بالعُقُولِ وَمَوتُنا ... كَموتِ الَّذِي يَرعَى منَ الحَيَوانِ كَشَاجمُ: [من الوافر] ¬
10609 - فأَيُّ شَرِيعَةٍ حَكَمت إِذَا مَا ... جَنَى زَيدٌ بهِ عَمْرٌو يُقَادُ الأعشَى: [من المتقارب] 10610 - فبَاتَت وَفِي الصَّدر صَدعٌ لَها ... كَصَدعِ الزُجَاجةِ لَم يَلتَئِم [من المتقارب] 10611 - فَبَاتَ يُروّي أُصولَ الفَسِيلِ ... فَعَاشَ الفَسِيلُ وَمَاتَ الرَّجُل كَانَ صَالِحُ المِرِيُّ الوَاعِظُ العَابِدُ القَاصُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا البَيْتِ وَيُنْشِدُهُ كَثيْرًا فِي مَوَاعِظِهِ. [من السريع] 10612 - فَبَادِر اللَّيلَ بمَا تَشتَهِي ... فَإِنَّمَا اللَيلُ نَهارُ الأَديب [من الطويل] 10613 - فَبَادِر إلى اللَّذَاتِ قَبلَ فَواتهَا ... فَإِنَّ قُصَارَى مَا تَراه فَنَاءُ يَقُولُ مِنْهَا: فَابْقِ لَكَ الذِّكْرَ الجَّمِيْلَ تَدُمْ بِهِ ... فَمَا لِسِوَى الذِّكْرِ الجمِيْلِ بَقَاءُ [من الطويل] 10614 - فَبَادِر بإِنجازٍ لوَعدِكَ إِنَّما ... لِذِي اللُبِّ من أيَّامِهِ طَيِّبُ الذِّكرِ [من الطويل] 10615 - فَبَادِر بمَعروفٍ إِذَا كُنتَ قَادٍ ... فَإِنِّي أَرَى الدُّنيا تَجُور وَتَعدِلُ ¬
[من الوافر] 10616 - فَبَادِر واستَعِن باللَّهِ وَاعلَم ... بأنَّكَ قَد وَقَعتَ عَلَى الخَبِيرِ عَلِي بن أُميَّةَ الكَاتبُ: [من المتقارب] 10617 - فَبِاللَّهِ أَبلُغُ مَا أَرتَجي ... وَبِاللَّهِ أَدفَعُ مَا لَا أُطِيقُ قَبْلَهُ قَالَهَا فِي أيَّامِ المَخْلُوعِ وَالفتنَةِ بِبَغْدَادَ: دَهَتْنَا أُمُورٌ تُشِيْبُ الوَليْدَ ... وَيَخْذِلُ فِيْهَا الصَّدِيْقَ الصَّدِيْقُ حِصَارٌ شَدِيدٌ وَسَيْفٌ عَتِيْدٌ ... وَجُوعٌ مُبِيْدٌ وَخَوْفٌ وَضِيْقُ فَثَمَّ انْتِهَابٌ وَثَمَّ اغْتِصابٌ ... وَدُوْرٌ خرَابٌ وَكَانَتْ تَرُوْقُ وَدَاعِي الصَّبَاح يُطِيْلُ الصِّيَاحَ ... السِّلَاحَ السِّلَاحَ فَمَا يَسْتَفِيْقُ فَهَذَا غَرِيْقٌ وَهَذَا حَرِيْقٌ ... وَهَذَاكَ يَشْدَخُهُ المَنْجَنِيْقُ فَبَاللَّهِ نَبْلُغُ مَا نرْتَجِي. البَيْتُ النَابِغَةُ الذُبيانِي: [من الطويل] 10618 - فَبِتُّ كأَنِّي سَاوَرتني ضَئِيلَةٌ ... مِنَ الرُّقشِ في أَنيابِهَا السُّم نَاقِعُ قَالَ الأصْمَعِيُّ: أصَابَنِي وَعْكٌ فَبِتُّ شَاكِيًا وَدَخَلْتُ عَلَى الرَّشِيْدِ فَقَالَ لِي: كَيْفَ بِتَّ يَا أصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: بِلَيْلِ النَّابِغَةِ وأنْشَدْتُ قَوْلهُ: فَبِتُّ كَأنِّي سَاوَرَتْنِي ضِيْلَةٌ. البَيْتُ فَقَالَ الرَّشِيْدُ: إنَّا للَّهِ فَأيْنَ أنْتَ مِنْ قَوْلِهِ (¬1): كِلِيْني لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةُ نَاصِبِ ... وَلَيْلٍ أُقَاسِيْهِ بَطِيْءِ الكَوَاعِبِ أَبُو نُواسٍ: [من الطويل] ¬
10619 - فَبُحْ باسمِ مَن تَهوَى وَذَرني منَ الكُنَى ... فلَا خَير فِي اللَّذَاتِ من دُونِها سِترُ قَبْلَهُ: ألَا سَقِّنِي خَمْرًا وَقُلْ لِي هِيَ الخَمْرُ ... وَلَا تَسْقِنِي سِرًّا فَقَد أمْكَنَ الجَهْرُ فَمَا الغَبْنُ إِلَّا أنْ تَرَانِي صَاَحِيًا ... وَمَا الغُنْمُ إِلَّا أنْ يُتَعتِعَنِي السُّكْرُ فَبُحْ بِاسْمِ مَنْ تَهْوَى. البَيْتُ مسكَوَيهُ: [من الكامل] 10620 - فَبِطَرفِ أَحداثِ الزَّمانِ عَمًى ... عَن أَمرنَا وَبِسَمعِهَا وَقرُ أَعرابيةٌ: [من الطويل] 10621 - فَبُعدًا وسُحقًا للَّذِي لَيسَ دَافعًا ... وَيختَالُ يَمشي بَينَنَا مِشيَةَ الفَحلِ [من الوافر] 10622 - فَبُعدًا لا انقِضَاءَ لَهُ وَسُحقًا ... فغَيرُ مُصَابهِ الخَطبُ الجَلِيلُ امرؤ القيسِ: [من الوافر] 10623 - فَبعضَ اللَّومِ عَاذِلَتِي فَإِنِّي ... سَيكفِيني التَجارِبُ وَانتسابِي [من الطويل] 10624 - فَبعضُ المُنَى تَحظَى به وَتحُوزُهُ ... لِنَفسِكَ خَيرٌ من قُعُودٍ عَلَى يَأسِ [من الطويل] 10625 - فَبَعِّدْ شَبِيبًا مِن لقاءِ كَتِيبَةٍ ... وَقرّبْ شَبيبًا مِن كَلَامٍ مُنمَّقِ ¬
[من الوافر] 10626 - فَبعِ مِنهم إِذَا مَا شِئتَ ألفًا ... بكَلبٍ فَالصَّلَاحُ لمن يَبِيعُ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنه: [من الخفيف] 10627 - فَبعَيني رَأَيتُ مَا كنتُ منهُ ... فِي شكُوكِ التّصدِيقِ وَالتكذيبِ قَبْلَهُ: يَا صَدِيْقِي وَصاحِبي وَنَسِيْبِي ... لم تَمَنَّيْتَ لِي الرَّدَى بِالمَغِيْبِ خُنْتَنِي إِذْ تَبَدَّلْتَ بِي وَضَيّعْـ ... ـــتَ مِثْلِي وَتَلَمَّيْتَنِي بِوَجْهٍ قَطُوْبِ مَا ظَنَنْتُ الصَّدِيْقَ يَفْعَلُ هَذَا ... بِمُحِبٍّ صدِيْقُهُ كَالحَبِيْبِ كُنْتُ ألْحَا الوُشَاةَ وَأسْتَـ ... ــــبْعِدُ هَذَا وَكَيْفَ لِي بِالمُرِيْبِ فَبِعَيْنِي رَأيْتُ مَا كُنْتُ مِنْهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا وَعِزِّ الوَفَاءِ لَا غَرّنِي بَعْـ ... ــدَكَ وُدٌّ مِنْ صَاحِبٍ أوْ نَسِيْبِ الحَارثُ بنُ حلّزَةَ: [من الكامل] 10628 - فَبقيتُ كالمُهريقِ فَضلَةَ مَائِهِ ... فِي حَرِّ هَاجِرَةٍ للَمعِ سَرَابِ وَقَالَ عُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيُّ مُضَمّنًا لِهَذَا البَيْتِ (¬1): وَعَصَيْتُ فِيْكَ أقَارِبِي فَتَقَطَّعَتْ ... بَيْنِي وَبَيْنَهُمُ عُرَى الأسْبَابِ وَتَرَكْتَنِي لَا بِالوِصَالِ مُمتّعًا ... يَوْمًا وَلَا أسْعَفْتَنِي بِجَوَابِ فَبَقِيْتُ كَالمهْرِيْقِ فَضْلَةَ مَائِهِ. البَيْتُ تَضْمِيْنٌ. خَالِد الكَاتبُ: [من الرمل] 10629 - فَبَكَى العَاذِلُ لِي من رَحمةٍ ... فَبُكائِي من بُكاءِ العَاذِلِ ¬
قَالَ خَالِدُ الكَاتِبُ: حَدَّثنَي جَحْظَةُ قَالَ: جَاءَنِي يَوْمًا رَسُول إبْرَاهِيْمُ بن المَهْدِيّ فَصِرْتُ إلَيْهِ فَوَجَدْتُ رَجُلًا أسْوَدَ عَلَى فُرشٍ قَدْ غَاصَ فِيْهَا فَأمَرَنِي فَجَلَسْتُ وَقَالَ: انْشُدْنِي مِنْ شِعْرِكَ فَأنْشَدْتهُ (¬1): رَأَتْ مِنْهُ عَيْنِي مَنْظَرَيْنِ كَمَا رَأَتْ ... مِنَ الشَّمسِ وَالبَدْرِ المُنِيْرِ عَلَى الأرْضِ عَشِيَّةَ حَيَّانِي بِوَرْدٍ كَأَنَّهُ ... خُدُوْدٌ أُضيْفَتْ بَعْضهُنَّ إِلَى بَعْضِ وَنَازَعَنِي كَأسًا كَانَ حُبابَهَا ... دُمُوْعِي لَمَّا صَدَّ عَنْ مُقْلَتِي غُمْضِي وَرَاحَ وَفِعْلُ الرَّاحِ فِي حَرَكَاتِهِ ... كَفِعْلِ نَسِيْمِ الرِّيْحِ فِي الغُصُنِ الغَضِّ قَالَ: فَزَحَفَ حَتَّى صَارَ فِي ثُلْثَيِّ الفِرَاشِ وَقَالَ: يَا فَتَى النَّاسُ شَبَّهُوا الخُدُوْدَ بِالوَرْدِ وَأَنْتَ شَبَّهْتَ الوَرْدَ بِالخُدُوْدِ، زِدْنِي، فَأنْشَدْتَهُ (¬2): عَاتَبْتُ نَفْسِي فِي هَوَ ... اكَ فَلَم أجِدْ مَنْ يَقْبَلُ لَا وَالَّذِي جَعَلَ الوُجُوْ ... هَ الحُسْن وَجْهَكَ تَمْثُلُ لَا قُلْتُ إِنَّ الصَّدَّ ... عَنْكَ مِنَ التَّصَابِي أجْمَلُ قَالَ: فَزَحَفَ حَتَّى انْحَدَرَ مِنَ الفِرَاشِ ثُمَّ قَالَ: زِدْنِي، فَأنْشَدْتَهُ (¬3): عِش سَرِيْعًا قَاتِلِي ... وَالضَّنَا إِنْ لَمْ تَصِلْنِي وَاصِلِي ظَفِرَ الحُبُّ بِقَلْبٍ دَنِفٍ ... فِيْكَ وَالسُّقْمُ بِجِسْمٍ نَاحِلِ فَهُمَا بَيْنَ اكْتِئَابٍ وَضنًى ... تَرَكَانِي كَالقَضِيْبِ الذَّابِلِ فَبَكَى العَاذِلِي مِنْ رَحْمَةٍ. البَيْتُ قَالَ: فَنَظَرَ إلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا غُلَامُ كَمْ مَعَكَ؟ قَالَ: مَعِي ثَمَان مِائَةٍ وَخَمْسُونَ دِيْنَارًا، قَالَ: اقْسِمْهَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَفَعَلَ. ¬
[من الطويل] 10630 - فَبيتُكَ خَيرٌ من بُيُوتٍ كَثيرَةٍ ... وَقدرُكَ خَيرٌ من وَليمَةِ جَارِكَا [من المتقارب] 10631 - فَبئستَ قَعَادُ الفَتَى وَحدَهَا ... وَبئسَت مُوَفيَّةُ الأَربعُ [من الطويل] 10632 - فَبينَ تَرَقِّي جَوزَةٍ وَانحِدارِها ... فِكَاكُ أَسيرٍ وَانجبَارُ كَسيرِ الطُغرَائِي: [من البسيط] 10633 - فَبَينَ غَفوَةِ عَينٍ وَانتباهَتِهَا ... تَقَلُّبُ الدَّهرِ من حَالٍ إِلَى حَالِ أبْيَاتُ الوَزِيْرِ أَبِي إسْمَاعِيْلَ الحَسَنِ بن عَلِيّ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الطُّغْرَائيِّ: لَا تَجْزَ عَنَّ لأمرٍ عَزَّ مَطْلَبُهُ ... وَلَا تَبيْتَنَّ إِلَّا خَالِيَ البَالِ فِيْمَ اهْتِمَامُكَ فِي المُجْرَى عَلَيْكَ وَقَد ... جَرَىَ القَضَاءُ بِأرْزَاقٍ وَآجَالِ دَع المَقَادِيْرَ تَجْرِي فِي أعِنَّتِهَا ... فَمَا تَدُومُ لِمَخْلُوقٍ عَلَى حَالِ يَوْمًا تُرِيْكَ وَضِيْعَ القَوْمِ مُرْتَفِعًا ... إِلَى السِّمَاكِ وَيَوْمًا تَخْفِضُ العَالِي فَبَيْنَ رَقْدَةِ عَيْنٍ وَانْتِبَاهَتِهَا. البَيْتُ وَيُرْوَى الأوَلُ (¬1): لَا تَجْزِعَنَّ إِذَا مَا الأمْرُ ضِقْتَ بِهِ ... ذرْعًا وَنَمْ وَتَوَدَّعْ فَارِغَ البَالِ عَمرُو بن سَعِيد الأشدقُ: [من الطويل] 10634 - فَتاةٌ أَبُوهَا ذُو العِمَامِة وَابْنُهُ ... أَخُوهَا فَمَا أكفاؤُها بِكَثير ¬
يُقَالُ فِي المَثَلِ: أجْمَلُ مِنْ ذِي العِمَامَةِ. هذَا مَثَلٌ مِنْ أمْثَالِ أهْلِ مَكَّةَ. وَذُو العَمَامَةِ هُوَ سَعِيْدُ بن العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ، وَكَانَ فِي الجَّاهِلِيَّةِ إِذَا لِبَسَ عِمَامَةً لَا يَلْبَسُ قُرْشِيٌّ عِمَامَةً مِثْلَهَا، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ لَمْ تَبْقَ أمْرَأَةٌ وَلَا مُخَدَّرَةٌ إِلَّا بَرَزَتْ لِلنَّظَر إلَيْهِ منْ حُسْنِهِ وَجَمَالِهِ. وَلَمَّا أَفْضتْ الخِلَافَةِ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ، خَطَبَ بنْتَ سَعِيْدٍ هَذَا إِلَى أخِيْهَا عَمْرُو بن سَعِيْدٍ الأشْدَقِ فَأجَابَهُ عَمْرُو بِقَوْلِهِ: فَتَاةٌ أبُوهَا ذُو العِمَامَةِ. البَيْتُ محمَّدُ بنُ شِبلٍ: [من البسيط] 10635 - فَتِّشَ تَرَى كلَّ شَيءٍ فيكَ مُجتمِعًا ... إِنَّ ابنَ آدَمَ أُعطي أَرفَعَ الدَّرَجِ قَبْلَهُ: جَوَاهِرُ العِلْمِ فِي بَحْرِ الفُؤَادِ فَغُصْ ... فِيْهِ عَلَيْهَا وَخَلِّصْهَا مِنَ اللُّجَجِ جُسُوْمُنَا كَالمَشَاكِي وَالنُّفُوْسُ لَها ... مِثْلُ الزُّجَاجَ وَنُوْرُ اللَّهِ كَالسُّرُجِ فتَشْ تَرَى كُلَّ شَيْءٍ فِيْكَ مُجْتَمِعًا. البَيْتُ أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 10636 - فَتحُ الفُتُوحِ تَعالَى أَن يُحيطَ بِهِ ... نَظمٌ مِنَ الشِّعرِ أَو نثرٌ منَ الخُطَبِ لَهُ أَيْضًا منها: 10637 - فَتحٌ تُفتَحُّ أَبوابُ السَّماءِ لَهُ ... وَتَبْرُزُ الأَرضُ فِي أَثوابِهَا القُشبِ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ: فتحُ الفُتُوحِ. مِنَ القَصِيْدَةِ الَّتِي أوَّلُهَا: السَّيْفُ أصْدقُ أنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ يَقُولُ مِنْهَا: خَلِيْفَةَ اللَّهِ جَازَى اللَّهِ سَعْيَكَ عَنْ ... جرْثُوْمَةِ الدِّيْنِ وَالإسْلَامِ وَالحَسَبِ ¬
بَصُرَتْ بِالرَّاحَةِ الكُبْرَى فَلَم تَرَهَا ... تُنَالُ إِلَّا عَلَى جِسْرٍ مِنَ التَّعَبِ العبَّاس بنُ الأحنَفِ: [من الكامل] 10638 - فَتَصَدَّقي لَا تَأمَني أَن تَسأَلي ... فإِذَا سَألتِ عَرَفتِ ذُلَّ السَّائِلِ قَبْلَهُ وَيُرْوَيَانِ لِخَالِدٍ الكَاتِبِ: لَو كُنْتِ ذُقْتِ كَمَا أُذِقْتُ مِنَ الهَوَى ... لَعَلمْتِ أَنَّ هَوَاكِ لَيْسَ بِزَائِلِ فَتَصَدَّقِي لَا تأمَنِي أنْ تَسْألِي. البَيْتُ عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ رَجُلًا يَعْفُو إِلَّا عزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا. وَرُوِيَ فِي الحَدِيْثِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ وَأنِّي حَالِفٌ لَكُمْ فَتَصَدَّقُوا وَمَا فَتَحَ عَبْدٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابًا مِنَ البُخْلِ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ألْفَ بَابٍ مِنَ الفَقْرِ. عُمرُ بن أَبِي رَبيعَة: [من الرمل] 10639 - فَتَضَاحَكنَ وَقَد قُلنَ لَها ... حَسَنٌ فِي كُلِّ عَينٍ مَن تَوَدّ أبْيَاتُ عُمَر بن أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيِّ: زَعَمُوْهَا سَألَتْ جَارَاتِهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدُ أكَمَا يَنْعَتُنِي تُبْصرُننِي ... عَمْرَكُنَّ اللَّهُ أمْ لَا يَقْتَصِدْ فَتَضَاحَكْنَ وَقَد قُلْنَ لهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: حَسَدًا حَمَلْنَهُ مِنْ حُسْنِهَا ... وَقَدِيْمًا كَانَ فِي النَّاسِ الحَسَدُ وَيُرْوَى: فَهَاتفْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا. البَيْتُ ¬
يُقَالُ: تَهَانَفَ بِهِ خِفْيَةً أي تَضَاحَكَ بِهِ ضَحِكَ هُزُوه. جَعفَرُ المِصْرِيُّ: [من الخفيف] 10640 - فَتَفَضَّل عَليَّ بالإِذنِ إِن جئـ ... ــتُ فَإِنِّي مُخَفّفٌ فِي اللِقَاءِ قَبْلَهُ: لَيْسَ لِي حَاجَةٌ سِوَى الحَمْد وِالشّكْـ ... ــر فَدَعْنِي أقْرِيْكَ حُسْنَ الثَّنَاءُ فَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالإِذْنِ إِنْ جِئْتُ. البَيْتُ الرَّضِي الموسَوِيُّ: [من الكامل] 10641 - فَتَكُون أوَّلَ زَلَّةٍ سَبَقَتْ ... مِنِّي وَآخِرَهَا عَلَى الأَبَدِ امرؤُ القَيسِ: [من الوافر] 10642 - فَتَملأ بَيتَنا أَقِطًا وسَمنًا ... وَحَسبُكَ من غنًى شِبَعٌ وريُّ قَبْلَهُ فِي القَنَاعَةِ بِالكَفَافِ: إِذَا مَا لَمْ تَكُنْ إبلٌ فَمِعْزَى ... كَانَ قرُونَ حِلَّتِهَا عِصِيُّ فَتَفلأُ بَيْتَنَا أقْطًا وَسَمْنًا. البَيْتُ [من السريع] 10643 - فتُورُ عَينَيكَ دَليلٌ عَلَى ... أَنَّكَ تَشكُو سَهَرَ البَارِحَة وَمِنْ بَابِ (فتو) قَوْلُ إسْحَاقُ بن أَبِي رَبْعِيٍّ (¬1): فَتُوْشِكُ أمْرَاضِي تَحُلُّ بِمَرْضَةٍ ... تَفَرَّقُ مَا بَيْنِي وَبَيْنِ مُمَرِّضِي ¬
أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 10644 - فتًى أَحيَت يَدَاهُ بَعدَ يأسٍ ... لَنا المَيتَينِ من كَرَمٍ وَجُودِ 10645 - فتًى إِذَا عَدَّت تَمِيمٌ مَعًا ... سَادَاتِهَا عَدُّوهُ بالخِنصَرِ كَعبٌ الغَنَوِيُّ: [من الطويل] 10646 - فتًى أَريحيًّا كَانَ يَهتَزُّ للنَّدَى ... كَمَا اهتَزَّ مَاضِي الشَفرتَينِ قَضيبُ لَهُ منهَا أيضًا: 10647 - فَتَى الحَرب إن حَاربتَ كَانَ سمامَهَا ... وَفِي السِّلمِ مِفضَالُ اليَدَينِ وَهُوبُ الأُبيرد الرّياحِيُّ: 10648 - فَتَى الحيِّ والأَضيافِ إِن روَّحتهُم ... بلَيلٍ وَزَادُ السَّفْرِ إِن أرمَلَ السَّفْرُ أَعرابِيٌّ: [من الوافر] 10649 - فَتَى الفتيَانِ مُحلَولٍ مُمِرٌّ ... وَأَمَّاوٌ بإِرشَادٍ وَغَيٍّ بَعْدَهُ: لَعَمْرُكَ مَا خَشِيْتُ عَلَى قُصـ ... ــيٍّ مَتَالِفَ بَيْنَ حَجْرٍ فَالسُّلَىُّ وَلَكِنِّي خَشِيْتُ عَلَى قُصَيٍّ ... جَرِيْرَةَ رُمْحِهِ فِي كُلِّ حَيِّ فَتَى الفِتْيَانِ مُحْلَوْلٍ مُمِرٌّ. البَيْتُ قَالُوا وَهذَا مِنْ أجفى شِعْرٍ لِلَعَرَبِ حَيْثُ يَتَأسَّفُ عَلَى مَوْتهِ حَتْفَ أنْفِهِ. يَقُولُ: مَا كَانَ فِي ظنِّي أَنَّهُ يَمُوتُ إِلَّا قَتِيْلًا، وَيَقُولُ فِي مَدْحِهِ: وَأمَّارٌ بِإرْشَادٍ وَغَيِّ. ¬
[من الطويل] 10650 - فَتًى أَلمَعيٌّ عِندَهُ دَرجُ قَلبِهِ ... لَهُ رَاكدٌ من رأيِهِ وَنَذِيرُ عُمارَةُ بن عَقيلٍ: [من الطويل] 10651 - فتًى أَمعَنتْ ضرَّاؤُهُ فِي عَدُوِّه ... وَخَصَّت وعمَّت في الصَّدِيقِ مَنَافِعُه بَاقِي الأبْيَاتِ بِبَابِ: أرَى النَّاسَ طُرًّا حَاسِدِيْنَ لِخَالِدٍ. محمَّدُ بنُ وُهَيبٍ: [من الطويل] 10652 - فتًى أَينعَتْ عَينَ المَكارِمِ كَفُّهُ ... يَقُومُ مَقَامَ القَطْرِ وَالرَّوضُ دَاثِرُ الابيرد اليَربُوعيُّ: [من الطويل] 10653 - فتّى إن هُو استَغنَى تخَرَّقَ فِي الغنَى ... وَإن قَلَّ مَالًا لَم يَؤُدْ مَتنَهُ الفَقرُ بَعْدَهُ: وَسَامَى جَسِيْمَاتِ الأُمُوْرِ فَنَالَهَا ... عَلَى العُسْرِ حَتَّى أدْرَكَ العُسُرَ اليُسْرُ أَعرابِيٌّ: [من الوافر] 10654 - فتًى إِن يَرضَ لَم يَنفَعكَ يَومًا .. وَإِن يَغضَب فَإِنَّكَ لَا تُبَالِي قَبْلَهُ: ألَا للَّهِ يَشْتِمُنِي قَعِيْسٌ ... تَعَالَى اللَّهُ رَبِّي ذُو الجَلَالِ فَتًى أنْ يَرْضَ لَمْ يَنْفعْكَ شَيْئًا. البَيْتُ أخَذَهُ عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ فَقَالَ (¬1): [من المتقارب] أقُوْلُ وَقَدْ صَدَّ عَنِّي امْرُؤٌ ... وَمَا أَنَا مِنْهُ بِصدٍّ جَدِيْرُ كَمَا لَمْ أرَ النَّفْعَ فِي وَصْلِهِ ... كَذَلِكَ هِجْرَانُهُ لَا يَضِيْرُ ¬
محمَّدُ بن شبلٍ: [من الوافر] 10655 - فتًى بالبشرِ يَصطَلِمُ الأَعَادِي ... وَلَولَا المَاءُ مَا قَطَعَ الحُسَامُ أَبُو نَصر بنُ نُباتَةَ: [من الطويل] 10656 - فتًى بَليَتْ أَوصَالُهُ وَعِظَامُهُ ... وَمَا بَليَتْ آثَارُهُ وَالمَحَامِدُ أبْيَاتُ أَبِي نَصْرِ بنِ نُبَاتَةَ السَّعْدِيِّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يُعَزِّي فِيْهَا الوَزِيْرَ أبَا عَلِيٍّ الحَسَنُ بن حَمَدِ بن أَبِي الرَّيَّانِ: خَلِيْلَيَّ مَا بَعْدَ العَزَاءِ تَجَلُّدٌ ... وَلَا بَعْدَ فَيْضِ الدَّمْعِ لِلدَّمْعِ زَايِدُ أقِلَّا فَإنَّ العَيْشَ مَالٌ وَصِحَةٌ ... إِذَا عُدَّ مَا لَمْ يَحْمِدِ العَيْشَ حَامِدِ وَلَا تَأمَنَا لُبْسَ السَّقَامِ سَلِمْتُمَا ... عَلَى جَسَدٍ فَالسُّقْمُ لِلْمَوْتِ رَايِدُ يَقُولُ فِي المَرْثِيَّةِ: فَتًى بَلِيَتْ أوْصَالُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أرَى المَرْءَ فِيْمَا يَبْتَغِيْهِ كَأَنَّمَا ... مُدَاوَلَةُ الأيَّامِ فِيْهِ مُبَارِدُ إِذَا مَا قَضَى يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ حَاجَةً ... طَوَى طَرَفًا مِنْ عُمْرِهِ وَهُوَ جَاهِدُ وَيَصْطَدِمُ الجمْعَانِ وَالنَّقْعُ ثَائِرٌ ... فَلْيَسْلَم مِقْدَامٌ وَيَهْلِك حَايِدُ وَمَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيرهِ ... تَنَوَّعَتِ الأسْبَابُ وَالدَّاءُ وَاحِدُ أبْيَاتُ أَبِي نَصْرِ بنِ نُبَاتَةَ السَّعْدِيِّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يُعَزِّي فِيْهَا الوَزِيْرَ أبَا عَلِيٍّ الحَسَنُ بن حَمَدِ بن أَبِي الرَّيَّانِ: خَلِيْلَيَّ مَا بَعْدَ العَزَاءِ تَجَلُّدٌ ... وَلَا بَعْدَ فَيْضِ الدَّمْعِ لِلدَّمْعِ زَايِدُ أقِلَّا فَإنَّ العَيْشَ مَالٌ وَصِحَةٌ ... إِذَا عُدَّ مَا لَمْ يَحْمِدِ العَيْشَ حَامِدِ وَلَا تَأمَنَا لُبْسَ السَّقَامِ سَلِمْتُمَا ... عَلَى جَسَدٍ فَالسُّقْمُ لِلْمَوْتِ رَايِدُ ¬
يَقُولُ في المرْثِيَّةِ: فَتًى بَلِيَتْ أوْصالُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أرَى المَرْءَ فِيْمَا يَبْتَغِيْهِ كَأنَّمَا ... مُدَاوَلَةُ الأيّامِ فِيْهِ مُبَارِدُ إِذَا ما قَضَى يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ حَاجَةً ... طَوَى طَرَفًا مِنْ عُمْرِهِ وَهُوَ جَاهِدُ وَيَصْطَدِمُ الجَّمْعانِ والنَّقْعُ ثائِرٌ ... فَلْيَسْلَمَ مِقْدامٌ وَيَهْلِكَ حايِدُ وَمَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ ماتَ بِغَيْرهِ ... تَنَوَّعَتِ الأسْبابُ والدَّاءُ واحِدُ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 10657 - فتًى تَراهُ فَتنفِى الفَقرَ غُرَّتُهُ ... نَفيًا وَيَنبُعُ مِن أَسرارِها اليُسرُ [من الطويل] 10658 - فَتًى تَرَكَ اللَّذاتِ أَن يَعتَبِدنَهُ ... وَمَا كلُّ ذِي لُبٍّ لهنَّ بتاركِ أَعرَابيٌّ: [من الطويل] 10659 - فتًى تَرهَبُ الأَموالُ مِن ظلِّ كَفِّهِ ... كَما يَرهَبُ الشَيطَانُ من لَيلَةِ القَدرِ قالَهُ أعْرابِيُّ في داودَ بنِ يَزِيْدَ بن المُهَلَّبِ النابِغَةُ الجَعدِيُّ: [من الطويل] 10660 - فتًى تَمَّ فيهِ مَا يَسُرُّ صَدِيقَهُ ... عَلَى أَنَّ فيهِ ما يَسُوءُ الأَعادِيا قَبْلَهُ: فَتًى كَمُلَتْ أخْلَاقهُ غَيْرَ أَنَّهُ ... جَوادٌ فَمَا يُبْقِي مِنَ المَالِ بَاقِيَا فَتًى فِيْهِ ما يَسُرُّ صَدِيْقَهُ. البَيْتُ زَعَمَ هارون بن يَحيَى أَنَّ هَذَا أحْسَنُ ما قِيْلَ في المُقابَلَةِ مِنْ عِلْمِ البَيانِ. ¬
أَبُو الفَتحِ البُستِيُّ: [من الطويل] 10661 - فتًى جَمَعَ العَلياءَ عِلمًا وَعفَّةً ... وبأسًا وَجُودًا لا يُفيقُ فُواقا بَعْدَهُ: كما جمعَ التفاحُ حُسْنًا ونضرةً ... ورائحةً محبوبةً ومَذاقا أبو الحسن علي بن جرادة: [من الطويل] 10662 - فَتًى جُمعتْ فيه الفضائلُ راضعًا ... ونالَ العُلا من قبلِ أنْ يتكلما بَعْدهُ: حَلِيْفُ التُّقَى تِربُ الوَقارِ مُهَذَّبُ الـ ... ـخَلَالِ يَرَى كَسْبَ المَحامِدِ مغْنَما يَبِيْتُ نَدِيْمًا لِلسَّماحِ مُعاقِرًا ... وَيُصبِحُ صَبًّا بِالمَعالِي مُتَيَّما لَهُ خُلُقٌ كالرَّوْضِ غِبَّ سَمائِهِ ... تَضَوَّعَ مِسْكًا أذْفَرًا وَتَنَسَّما [من الطويل] 10663 - فَتًى حُوَّليٌّ ما أَردتَ أَرادَهُ ... مِنَ الأَمرِ إِلَّا إن تُفارِقَ مَحرَما كَانَ الأصمَعِيُّ يُعْجَبُ بِهَذا البَيْتِ: حُوَّليٌّ أَي داهٍ يَختالُ في الأُمُوْرِ. يُقَلِّبُها ظَهْرًا لِبَطْنِ، وَبَطْنًا لِظَهْرٍ. [من الطويل] 10664 - فَتًى خُلقَت أَخلاقُهُ مُطمئِنَّةً ... لَهُ نفَحَاتٌ ريحُهُنَّ جَنُوبُ يُرِيْدُ أَنَّ الجُنُوبَ تأتِي بِالغَيْثِ والنَّدَى في أوانِهِ وَفِي الحَدِيْثِ: ما هَبَّتِ الرِّيْحُ الجُّنُوبُ إِلَّا أسالَ اللَّهُ بِهَا وادِيًا. ¬
[من الطويل] 10665 - فَتًى دَهرُهُ شَطَرانِ فيما ينُوبُهُ ... فَفِي بَأسِهِ شَطرٌ وفِي جُودِهِ شَطرُ بَعْدَهُ: فَلا مِنْ بُغاةِ الخَيْرِ في عَيْنهِ قَذًى ... وَلَا مِنْ زَئِيْرِ الأُسْدِ في سَمْعِهِ وَقَرُ أَبُو تَمَّامٍ في حاتمٍ الطَّائِيّ: [من الطويل] 10666 - فتًى ذَخَر الدُّنيا أُناسٌ وَلَم تَزل ... لَهَا باذِلًا فانظُر لمن بَقى الذُّخرُ [من الوافر] 10667 - فتًى رَضِيَ السَّمَاحَ لَهُ قَريبًا ... فَعاقَدهُ وَصَيَّرَهُ حَليفَه زِيادُ الأعجم في المهلب بن أبي صُفرَة: [من الطويل] 10668 - فتًى زَادَهُ السُلطانُ في الحَمدِ رَغبةً ... إِذَا غيَّرَ السُلطانُ كلَّ خَلِيلِ المتنبي في عبد العَزيز بن يوسف الخزاعيّ: [من الطويل] 10669 - فتًى زانَ في عَينيَّ كُلَّ قَبيلةٍ ... وَكَم سَيّدٍ في حلَّةٍ لَا يَزينُها أَبُو تَمّام في سَعِيد بن حُميدٍ: [من الطويل] 10670 - فتًى سَلَبتهُ الخَيلُ وَهو حمًى لَها ... وبَزَّتهُ نارُ الحَربِ وَهوَ لها جَمرُ عَبدانُ يَهجُو: [من المتقارب] 10671 - فتًى شابَ أَخلاقَهُ كُلَّهَا ... فَفِيهنَّ بيضٌ وفيهنَّ سُودُ ¬
بَعْدَهُ: أدِيْبٌ جَوادٌ جَمِيْلُ الرُّواءِ ... فَصِيْحٌ بَلِيْغٌ كَرِيْمٌ مَجِيْدُ وَقَدْ شابَ تَحِسِيْنَهُ أَنَّهُ ... عَجُولٌ حَدِيدٌ حَسُوْدٌ حَقُوْدُ السَّرِيُّ الرَّفاء: [من الطويل] 10672 - فتًى شَرَعَ المَجدَ المُؤثَّلَ فالعُلا ... مآرِبُهُ والمَكرُماتُ شَرائِعُه بَعْدَهُ: إِذَا وَعَدَ السَّرّاءَ أنْجَزَ وَعْدَهُ ... وَإِنْ أوْعَدَ الضَّراءَ فالعَفْوُ مانِعُهُ أخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الأوَّلِ (¬1): [من الطويل] وَما يَرْهَبُ ابْنُ العَمَّ ما عِشْتُ صَوْلَتِي ... وَلَا أنا أخْشَى صَوْلَةَ المُتَوَعِّدِ وَإنِّي إِذَا أَوَعَدتهُ أوْ وَعَدْتهُ ... لَمُخْلِفُ إيْعادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي بَكرُ بنُ النَّطّاحِ: [من الطويل] 10673 - فتًى شَقِيتْ أَموالُهُ بِسَماحِهِ ... كما شَقِيتْ قيسٌ بأرماحِ تَغلِبِ السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من الطويل] 10674 - فتًى طَالبيُّ الجُودِ أَصْبَحَ جُودُهُ ... يُحسّنُ للطُّلَّابِ وَجهَ المَطَالِبِ بَعْدَهُ: أضَاءَ فلو أَنَّ النُّجُومَ تَحَيَّرَتْ ضَلَالًا ... هَدَاهَا سُبْلَها في الغَياهِبِ أخَذَهُ السَّرِيُّ مِنْ قَوْلِ أَبِي السَّمْطِ (¬1): [من الطويل] ¬
فَتًى لا يُبالِي المُدْلجُونَ بِنُوْرِهِ ... إِلَى بابِهِ أَلَّا تُضيْءَ الكَواكِبُ حَاتمٌ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 10675 - فَتًى طَلَباتٍ لَا يَرَى الخَمصَ تَرحةً ... ولا شَبعةً إِن نالَها عَدَّ مَغنَمَا العَتّابِيُّ: [من الطويل] 10676 - فتًى ظَفِرتْ منهُ اللَيالِي بنَكبةٍ ... فَأَقلعنَ عنه دَاميَاتِ المَخالِبِ مُوسَى بنُ أَصبَغَ: [من الطويل] 10677 - فتًى ظلَّ ما بينَ الوَرَى مُتَسَتِّرًا ... بطمرَينِ حيكَا من خُمولٍ وَمن فَقرِ [من الطويل] 10678 - فَتًى عَزَلَتْ عَنهُ الفَواحِشَ سَمعُهُ ... فَلَم تَختَلِط مِنهُ بلَحمٍ وَلَا دَمِ بَعْدَهُ: مُقَبَّلُ ظَهْرِ الكَفِّ وَهَّابُ بَطْنِهَا ... لَهُ راحَةٌ فِيْهَا الحَطِيْمُ وَزَمْزَمُ هُوَ الغُرَّةُ البَيْضاءُ في آلِ مُصْعِبٍ ... وَهُمْ بَعْدَها التَّحْجِيْلُ والنَّاسُ أدْهَمُ ابْنُ الرُّوميّ: [من الطويل] 10679 - فتًى عَزمُهُ سَيفٌ حُسَامٌ وسَيفُهُ ... قَضَاءٌ إِذَا لَاقَى الضريبَة مُبرَمُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 10680 - فتًى عَلَّمتْهُ نَفسُهُ وَجدُودُهُ ... قِراعَ الأَعادِي وابتذالَ الرَّغائِبِ بَعْدَهُ: ¬
فَقَدْ غَيَّبَ الشُّهَّادَ عَنْ كُلِّ مَوْطِنٍ ... وَرَدَّ إِلَى أوْطانِهِ كُلَّ غائِبِ يدٌ لِلزَّمانِ الجَمْعُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... لِتَفْرِيْقِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ النَّوائِبِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 10681 - فتًى عندَهُ خَيرُ الثَوابِ وشرُّه ... ومنهُ الإِباءُ المُرُّ والكَرمُ العَذبُ الحُسَينُ بن مُطَيرٍ: [من الطويل] 10682 - فتًى عيشَ في مَعروفِهِ بَعدَ مَوتهِ ... كما كَانَ بَعدَ السَّيلِ مجرَاهُ مَرتَعا أبْياتُ الحُسَيْنِ بنِ مُطَيْرٍ الأسَدِيِّ في مَعْنِ بنِ زائِدَةَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبانِيِّ وَكانَ يُضْرَبُ به المَثَلُ في الجوْدِ فَيُقالُ حَدِّثَ عَنْ مَعْنٍ وَلَا حَرَجَ يَعْنُونَ مَعْنًا هَذَا: ألَمّا عَلَى مَعْنٍ فَقُولا لِقَبْرِهِ ... سَقَتْكَ الغَوادِي مُرْبَعًا ثُمَّ مُرْبَعا فَيا قَبرُ مَعْنٍ أنْتَ أوَلُ حُفْرَةٍ ... مِنَ الأرْضِ خُطَّتْ لِلسَّماحَةِ مَضْجَعَا وَيا قَبْرَ مَعْنٍ كَيْفَ وارَيْتَ جُوْدَهُ ... وَقَدْ كَانَ مِنْهُ البَرُّ والبَحْرُ مُتْرَعَا بَلَى قَدْ وَسَّعْتَ الجوْدَ والجوْدُ مِيِّتٌ ... وَلَوْ كَانَ حَيًّا ضِقْت حَتَّى تَصَدَّعَا فَتًى عِيْشَ في مَعْرُوْفِهِ بَعْدَ مَوْتهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَمَّا مَضَى مَعْنٌ مَضَى الجوْدُ وانْقَضَى وَأصْبَحَ عَزّيْنُ المَكارِمِ أجْدَعا أَبُو نُخَيلَةَ: [من الطويل] 10683 - فتًى غَيرُ محجُوبِ الغنَى عَن صَدِيقِهِ ... وَلَا مُظهِرُ الشكوى إذا النَّعلُ زَلَّتِ قَبْلَهُ: سَأشْكُرُ عَمْرًا ما تَراخَتْ منِيَّتي ... أيادِيَ لَمْ تَمْنُنْ وَإِنْ هِيَ جَلَّتِ فَتًى غَيْرُ مَحْجُوبِ الغِنَى عَنْ صَدِيْقِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
رَأى خَلَّتِي مِنْ حَيْثُ يَخْفَى مَكانُها ... فَكَانَتْ قَذَى عَيْنَيْهِ حَتَّى تَجَلَّتِ قَالَ كَاتِبُهُ عَفا اللَّهُ عَنْهُ: رَأيْتُ هَذَا الشِّعْر في دِيْوانِ إبْراهِيْمَ بن العَبّاسِ الصُّوْليِّ. وَقالَ أَبُو بَكْر بن دُرَيْدٍ: هُوَ لِبَعْضِ الأعْرابِ. الفَرَزدَقُ: [من الطويل] 10684 - فتًى غَيرُ مفراحٍ بدُنيَا يُصِيبُها ... وَمن نَكَباتِ الدَّهرِ غَيرُ جَزُوعِ أبْياتُ الفَرَزْدَقِ بنِ غالِبِ يِمْدَحُ زِيادَ بنَ الرَّبِيع بنِ زِيادِ بنِ أنَسِ بنِ الدَّيَّانِ وَكانَ أمِيْرًا عَلَى هَجْرَ أوَّلُهَا: أبَتْ ناقَتِي إِلَّا زِيادًا وَرِغْبَتِي ... وَما الجوْدُ مِنْ أخْلَاقِهِ بِبَدِيْعِ فَتًى غَيْرُ مِفْراح بِدُنْيَا يُصِيْبُها. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: نَمَاهُ بَنُو الدَّيّانِ في مُشْمَخِرَّةٍ ... إِلَى حَسَبٍ عِنْدَ السَّماءِ رَفِيْعِ أمِيْرٌ وَذُو قُرْبَى وَكِلْتَاهُمَا لَنَا ... إلَيْهِ مَعَ الدَّيّانِ خَيْرُ شَفِيْعِ أَبُو منصُورٍ الخَوافيُّ: [من الوافر] 10685 - فتًى قَد صيغَ منْ حَسَدٍ وَحرصٍ ... وَمن لُومٍ وَكِذبٍ واحتِقادِ بَعْدَهُ: وَأوْقَحَ في المَجامِعِ مِنْ ذُبابٍ ... وَألْصقَ بِالمَطامِعِ مِنْ قُرَادِ تَرَى الخِذْلَان يُنْشِدُ في ذُراهُ ... إِذَا نَادَاهُ طُلَّابُ الأَيَادِي لَقَد أسْمَعْتَ لَو نادَيْتَ حَيًّا ... وَلَكِنْ لَا حَيَاةَ لِمَنْ تَنادِي تَضْمِيْنٌ. هُوَ أَبُو مَنْصُوْرٍ. المتَنَبِّي: [من الطويل] 10686 - فتًى كالسَّحابِ الجَونِ يُخشَى ويُرتَجَى ... يُرَجَّى الحَيا منهُ وَيُخشَى الصَّوَاعِقُ ¬
10687 - فتًى كَانَ أَحيَا من فتَاةٍ حَيِيَّةٍ ... وَأَشجَعَ مِن لَيثٍ بخَفّانَ خادِرِ لَيلَى الأخيليَّةُ في تَوبَة: [من الطويل] 10688 - فتًى كَانتِ الدُّنيا تَهُونُ بأَسرِها ... عَلَيهِ فَمَا ينفَكَّ جَمَّ التَصرُّفِ أَبُو عَبدِ اللَّهِ بنُ الحجّاجِ: [من الطويل] 10689 - فتًى كَانَ منْ فَرط الحَياءِ كَأَنَّهُ ... مِنَ البيض ربَّاتِ الخُدودِ النَّواعِمِ [من الطويل] 10690 - فتًى كان يَحميهِ مِنَ الذُلِّ سَيفُهُ ... ويكفيهِ سَوءاتِ الأمُورِ اجتنابُها قَالَ الرَّبِيع: قَتَلَ المَنْصُورُ إبْراهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ بنِ حَسَنِ بن حَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طالِبٍ عَلَيْهِم السَّلَامُ وَحَمَلَ رَأسَهُ قاتِلُهُ إِلَى المَنْصُوْرِ، أنْفَذَهُ المَنْصُوْرُ معِي إِلَى أبِيْهِ وَعَمَّيْهِ إدريْسَ وَمُحَمَّدٍ وَكَانُوا فِي الحَبْسِ فَوَضَعْتَهُ بَيْنَ أيْدِيْهِمْ وَكانَ أبُوْهُ عَبْدُ اللَّهِ قائِمًا يُصَلِّي فَقالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: أوْجِزْ في صَلَاتِكَ. فَأوْجَزَ وَسَلَّمَ وَأخَذَ الرَّأسَ فَوَضَعَهُ في حِجْرِهِ وَقالَ: أهْلا وَسَهْلًا يا أبا القاسَمِ واللَّهِ لَقَد كُنْتَ مِنَ الذين قَالَ اللَّهُ فِيْهِمْ: {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} ثُمَّ قَبَّلَهُ وَأنْشَدَ: فَتًى كَانَ يَحمِيْهِ مِنَ الذُّلِّ سَيْفُهُ. البَيْتُ قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إلَيَّ وَقالَ لِي: قُلْ لِصَاحِبِكَ قَدْ مَضَى مِنْ بُؤْسِنَا أيّام وِمِنْ نَعِيْمِكَ أَيَّامٌ والمُلتقَى بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ في غَدٍ. قَالَ الرَّبِيع: فَلَمّا عُدْتُ إِلَى المَنْصُورِ وَأخْبَرْتُهُ بِما قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَجَمَ لِذَلِكَ، فَمَا رَأَيْتُ لِلمَنْصُورِ انْكِسارًا مِثْلَ ذَلِكَ اليَوْمِ. يحيَى بنُ زيادٍ: 10691 - فتًى كَانَ يُدنيهِ الغنَى من صَديقِهِ ... إِذَا ما هُو استَغنَى ويُبعِدُهُ الفَقرُ ¬
تَمَثَّلَ بِهِ عَلِيّ بن أَبِي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ في طَلْحَةَ بن عُبَيْدِ اللَّهِ، وَبَعْدَهُ: فَتًى لَا يَعُدُّ المالَ رَبَّا وَلَا تُرَى ... لَهُ جَفْوَةٌ إِنْ نالَ مالٌ وَلَا كِبْرُ فَتًى كَانَ يُعْطِي السَّيْفَ في الرَّوْعِ حَقَّهُ. البَيْتُ قَالَ كَاتِبُهُ عَفا اللَّهُ عَنْهُ: الأبْياتُ الثَّلاثُ لِمسلَمة بنِ سُوِيَدٍ الجُعْفِيِّ في أخِيْهِ يَرْثِيْهِ. مَسلَمةُ الجعفِيُّ: [من الطويل] 10692 - فَتًى كَأنَ يُعطِي السَّيفَ في الرَّوعِ حَقَّهُ ... إِذَا ثَوَّبَ الدّاعِي وتَشقَى به الجُزرُ [من المتقارب] 10693 - فَتًى كَرَّمَ اللَّهُ أخلَاقَهُ ... وأَعطاهُ مِن كلِّ فَضلٍ نَصِيبا بَعْدَهُ: فَكالسَّيْفِ إِنْ جِئْتَهُ صَارِخًا ... وَكَالبَحْرِ إِنْ جِئْتَهُ مُسْتَثِيْبَا 10694 - فتًى كَرَّمَ اللَّهُ أَخلاقَهُ ... وأَلبَسَهُ الحَمدَ غَضًّا قَشِيبَا المدائِني الكَاتب يَرثِي: [من الطويل] 10695 - فتًى كَغِرارِ السَّيفِ لَاقَى مَنِيّةً ... وأَيدِي المَنايا جمَّةُ الخَلَجانِ بَعْدَهُ: فَمَاتَ وَأبْقَى مِنْ تُراثِ عَطائِهِ ... كَمَا أبْقَتِ الأَنْواءُ لِلْحَيَوانِ [من الطويل] 10696 - فَتًى كُلَّمَا ارتَادَ الشُجاعُ مِنَ الرَّدَى ... مفرًا غَداةَ المَأزِقِ ارتَادَ مَصرَعَا ¬
النَّابِغَةُ الجَعدِيُّ: 10697 - فتًى كَمُلَت أَخلَاقُهُ غيرَ أَنَّهُ ... جَوادٌ فَمَا يُبقي منَ المَالِ بَاقِيا 10698 - فَتًى كَمَّلَ المَجدُ أَخلاقَهُ ... فَسَدَّ الفِجاجَ عَلَى العَائِبِ الفَرَزدَق: [من الطويل] 10699 - فتًى لَم تُرَبِّبهُ النَّصَارَى وَلم يَكُن ... غذاءً لَهُ لَحمُ الخَنازِيرِ والخَمرُ قَبْلَهُ قالَهُ وَقَدْ حَبَسَ خالِدُ بنِ عَبْدِ اللَّهِ القَسْرِيُّ عُمَرَ بن هُبَيْرَةَ: لَقَدْ حَبَسَ القَسْرِيُّ في سِجْنِ واسِطٍ ... فَتًى شَيْظَمِيًّا مَا يُنَهْنِهُهُ الزَّجْرُ فَتًى لَمْ تربِّيْهِ النَّصَارَى. البَيْتُ الشَّيْظُمُ: الطَّوِيْلُ. وَيُنَهْنِهُهُ: يُحَرِّكُهُ. وَقَوْلهُ: لَمْ تُرَبِّيْهِ النَّصَارَى يُنَبَهُ عَلَى أُمّ خالِدٍ وَكَانَتْ رُوْمِيَّةً نَصْرَانِيَّةً، وَكانَ أَبُو خَالِدٍ استَلَبَها في يَوْمِ عِيْدٍ لِلرُّوْمِ، فَأوْلَدَها خالِدًا وَأسَدًا. مَروان بن أَبِي حَفصَة: [من الطويل] 10700 - فَتًى لَم يَدَع بابًا مِنَ الخَيرِ مُغلَقًا ... وَلَم يَغشَ ممَّا حرَّمَ اللَّهُ مَحرَما الأعشَى: [من الطويل] 10701 - فَتًى لَو يُنادي الشَّمسَ ألقَتْ قنَاعَهَا ... أَو القَمَرَ السَارِي لأَلقَى المَقَالِدَا قَوْلُ الأَعْشَى: ¬
فَتًى لَو يَنادِي الشَّمْسَ ألْقَتْ قِناعَها. البَيْتُ وَقالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ (¬1): عَرُوْبٌ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَحْتَ قِنَاعِهَا ... إِذَا ألثمَت أوْ سَافِرًا لَمْ تُلْثَمِ أخَذَهُ طُفَيْلٍ مِنْ قَوْلِ طَرْفَةَ (¬2): وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقَتْ قَنَاعَهَا ... عَلَيْهِ نَقِيِّ اللَّوْنِ لَمْ يَتَخَدَّدِ وَقالَ أَبِي تَمّامٍ وَأحْسَنَ (¬3): هِيَ الشَّمْسُ يُغْنِيْها تَوَدُّدُ حُسِنِهَا ... إِلَى كُلِّ مَنْ لَاقَتْ وَإِنْ لَمْ تُوَدَّدِ وَقالَ أَبُو الشِّيْصِ (¬4): تَخْشَعُ شَمْسُ النَّهارِ طَالِعَةً ... حِيْنَ تَراها وَيَخْشَعُ القَمَرُ مَعْرِفَةً أنَّها تَفُوقُهُما ... بِالحُسْنِ في عَيْنِ مَنْ لَهُ بَصَرُ وَقالَ خالِدٌ الكاتِبُ (¬5): يا مُشْرِقًا مَلأ العُيُو ... نَ فَلَحْظُهَا مَا يَسْتَقِلُّ أوْ في عَلَى شَمْس الضُّحَى ... حَتَّى كَأَنَّ الشَّمْس ظِلُّ وَقالَ آخَرُ (¬6): جَاءَ بِوَجْهٍ كالبَدْرِ يَحْمِلُهُ ... قَضِيْبُ بانٍ مُنْعَمٌ خَضِدِ رَقَّ فَماءُ النَّعِيْمِ مُطَّرِدٌ ... فِيْهِ وَنارُ الجَمَالِ تَتَّقِدُ ¬
والأصْلُ في ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي الطَّمحّانِ القَيْنِيّ (¬1): أضاءَتْ لَهُمْ أحْسابُهُمْ وَوُجُوْهُهُمْ ... دُجَى اللَّيْلِ حَتَّى نَظَّمَ الجزْع ثَاقِبُهُ أخَذَهُ وَضّاحُ اليَمْنِ فَبَسَطَهُ فَقالَ (¬2): وَقائِلَةٍ واللَّيْلِ قَدْ صَبَغَ الرُّبا ... بِصبْغٍ تَغَشَّى كُلَّ حَزْنٍ وَفَدْفَدِ أرَى بارِقًا يَبْدُو مِنَ الجوْسَقِ الَّذِي ... بِهِ حَلَّ ميْراثُ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ أضَاءَتْ لَهُ الآفاقُ حَتَّى كَأنَّما ... رَأيْنا بِنِصْفِ اللَّيْلِ نُورَ ضُحَى الغَدِ فَظَلَّ عَذارَى الحَيِّ يَنْظِمْنَ حَوْلَهُ ... ظُفارِيَّةَ الجزْعِ الَّذِي لَمْ يرد فَقُلْتُ هُوَ البَدْرُ الَّذِي تَعْرِفِيْنَهُ ... فَإلَّا يَكُنْ فالنُّوْرُ مِنْ وَجْهِ أحْمَدِ الشَّماخُ: [من الطويل] 10702 - فتًى لَيسَ بالرَّاضِي بأَدنَى مَعيشَةٍ ... وَلَا في بُيوتِ الحَيِّ بالمُتَوَلِّجِ العُجَيرُ السَّلُولِيُّ: [من الطويل] 10703 - فَتًى لَيس لابن العَمِّ كالذِّئبِ إِن رَأَى ... بصاحِبهِ يومًا دمًا فَهو آكِلهُ أَبُو تَمّامٍ: [من الطويل] 10704 - فَتًى مَاتَ بينَ الطَّعن والضَّربِ ميتَةً ... تَقومُ مَقامَ النَّصر إِذ فاتَهُ النَّصرُ بَعْدَهُ: وَقَدْ كَانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلَا فَرَدَّهُ ... إلَيْهِ الحِفَاظُ المُرُّ والخلُق الوَعْرُ فَأَثْبَتَ في مُسْتَنْقَعِ المَوْتِ رِجْلَهُ ... وَقالَ لَها مِنْ تَحْتِ أخْمَصكِ الحَشْرُ غَدَا غُدْوَةً والمَوْتُ نسْجُ رِداءِهِ ... فَلَمْ يَنْصَرِفْ إِلَّا وَأَكْفانُهُ الأجْرُ ¬
تَرَدَّى ثِيابَ المَوْتِ حُمْرًا فَلَمْ يَجِئْ ... لَها اللَّيْلُ إِلَّا وَهِيَ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرِ فتًى سَلَبَتْهُ الخَيْلُ وَهُوَ حِمًى لَها ... وَبَزَّتْهُ نارُ الحَرْبِ وَهُوَ لَها جَمْرُ وَكَيْفَ احْتِمالِي لِلسَّحابِ صَنِيْعَةً ... بِإسْقائِهِ قَبْرًا وَفِي لَحْدِهِ بَحْرُ قَالَ كاتِبهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: هَذِهِ الأبْياتُ مُلَائِمَةٌ لِحَالِ والِدِي الشَّهِيْدِ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ وَقَدْ عاهَدَ اللَّهُ تَعالَى أَنَّهُ لا يُوَلِّي، فاسْتَشْهَدَ بالجانِبِ الغَرْبِيِّ مِنْ بَغْدادَ يَومِ الخَمِيْسِ وَهُوَ يَوْمُ عاشُوْراءَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمائَةٍ بَيْنَ يَدَيِ الإِمامِ الشَّهِيْدِ أَبِي أحْمَد عَبْدُ اللَّهِ المسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ أمِيْر المُؤْمِنِيْنَ رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِما لَمَّا أَخَذَ السُّلْطانُ هُوْلاكُو بَغْدادَ في صَفَرٍ مِنَ السَّنَةِ المذْكُوْرَةِ، وَقُتِلَ الخَلِيْفَةُ المَذْكُورُ فَهُوَ آخِرُ خُلَفاءِ العَبّاسِيِّيْنَ رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أجْمَعِيْنَ. [من مجزوء الوافر] 10705 - فتًى ما شئتَ مِنْ أَدَبٍ ... يَزِينُ فَعالَهُ الكَرَمُ يَقُولُ بَعْدَهُ: إِذَا أثْرَى فَلَيْسَ تَضِـ ... ـيْعُ في أمْوالِهِ الذِّمَمُ وَإِنْ قَعَدَ الزَّمانُ به ... أقامَتْ نَفْسَهُ الهِمَمُ رَفِيعُ القَدْرِ مُتَّسِعٌ ... تُحِبُّ جِوارَهُ النِّعَمُ وَما نزَلَتْ بِهِ النَّكَبَا ... تُ إِلَّا وَهُوَ مُبْتَسِمُ يُهَوِّنُها وَإِنْ عَظُمَتْ ... وَيَعْلَمُ أنَّها قِسَمُ [من الطويل] 10706 - فتًى مِثلُ صَفوِ الماءِ أَمّا لِقاؤُهُ ... فَبِشرٌ وَأَمّا وجهُهُ فَجمِيلُ إنشادُ الأبيورديّ: [من الطويل] 10707 - فتًى مثلُ صَفوِ الماءِ لَيسَ بباخلٍ ... بشَيءٍ وَلَا مُهدٍ مَلامًا لباخِلِ ¬
بَعْدَهُ: ولا قائلٍ عوراءَ تؤذي جَليسَهُ ... ولا رَافعٍ رأسًا بعَوراءَ قائِلِ ولا مُظهرًا أحدُوئة السَّوءِ مُعجَبًا ... بإعلَانِها في المجلسِ المُتحافِلِ ولا مُسلمٍ مَولًى لأمرٍ يَضيمُهُ ... ولَا خَالطٍ حقًا ضياءً بِباطِلِ وَلَيسَ إِذَا الحَربُ المُلمَّةُ شمّرتْ ... عَنِ الساقِ بالواني ولا المتضائِلِ تَرَى أَهلَهُ في نعمةٍ وَهو شَاحِبٌ ... طَوِي البَطنِ مخماصُ الضحَى والأَصايلِ 10708 - فَتًى مرَّ بالوادِي فَأثنت رِمَالهُ ... عَلَيهِ وَبالنَّادِي فَأَثنَت أَرامِلُه قَبْلَهُ: إِذَا ما أَتينا قَبْرَهُ لِنَزُورَهُ ... تَبَدَّتْ لَنا أخْلَاقهُ وَفَضَائِلُه حَفِظْنا لَهُ عَهْدَ الوَفاءِ كَأنَّمَا ... تَلُوْحُ لنا تَحْتَ التُّرابِ شَمائِلُه سَرَى نَعْشُهُ فَوْقَ الرِّقابِ وَطَالَمَا ... سَرَى جُوْدُهُ فَوْقَ الرّقابِ وَنَائِلُه فتى مَرَّ بِالوادِي فَأَثنتْ رِمالُهُ. البَيْتُ وَمِنْ بابِ (فَتًى) قَوْلُ آخَرَ يَمْدَحُ: فَتًى مُطْلَقُ الكَفَّيِنِ بِالجودِ والنَّدى ... غَياثٌ مِنَ البَلْوَى أمانٌ مِنَ الفَقْرِ هُوَ السَّيِّدُ المَحْمُوْدُ في كُلِّ حالَةٍ ... وَفِي لَزَباتِ الدَّهْرِ عَوْنٌ عَلَى الدَّهْرِ فلو مَسَّ عُوْدًا يابِسًا بِيَمِيْنِهِ ... لَعادَ إِلَى ما كَانَ في الوَرَقِ الخُضر ومن ذَلِكَ قَوْلُ الحُسَيْن بن مُطَيْرٍ الأسَدي فِي المَهدِيِّ (¬1): فَتًى هُوَ مِنْ غَيْرِ التَّحَلُّقِ مَاجِدٌ ... وَمِن غَيْرِ تَأدِيْبِ الرِّجَالِ أدِيْبُ عَلَا خَلْقُهُ خَلْقُ الرِّجَالِ وَخُلقُهُ ... إِذَا ضَاقَ أخلَاقُ الرِّجَالِ رَحِيْبُ يَعُفُّ وَيَسْتَحِي إِذَا كَانَ خالِيًا ... كَما عَفَّ واسْتَحَيَ بِحَيْثُ رَقِيْبُ ¬
10709 - فتًى نيكَ حتَّى ابيضَّ أَسوَدُ شعرِهِ ... وَباعَ فَأَغلَى صَفعةً برَغيفِ أنْشَدَ هَذَا البَيْتَ السَّخِيْفَ الفاحِشَ أَبُو عَلِيٍّ الحاتِمِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ في رِسَالَتْهِ المَوْسُوْمَةِ بالباهرةِ، والعُذْرُ عَنْ إيْرادِ مِثْلِ هَذَا قَدْ سَبَقَ، وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعالَى فَعَفْوهُ وَكَرَمهُ عَظِيْمٌ. ابْنُ الرُّومِي: [من الطويل] 10710 - فتًى وَجهُهُ كَالهجر لا وَصلَ بَعدَهُ ... وَأمّا قَفاهُ فَهوَ وَصلٌ بِلا هَجرِ قَبْلَهُ: عَشقْنا قَفا عَمْرٍو وَإِنْ كَانَ وَجْهُهُ ... يُذَكِّرُنا قُبْحَ الخِيانَةِ والغَدْرِ فَتًى وَجْهُهُ كالهَجْرِ. البَيْتُ مُحمَّدُ بن بشير الأزدي الخارجيّ: [من الطويل] 10711 - فتًى وَقَفَ الأيَّامَ بِالعَتَبِ والرِّضَا ... عَلَى بَذلِ مالٍ أَو علَى حدِّ مُنصُلِ بَعْدَهُ: وَما إِنْ لَهُ مِنْ نظرةٍ لَيْسَ تَحتها ... غَمامَةُ غَيْثٍ أوْ ضبابَةُ قَسْطَلِ ابن حَازمٍ: [من الطويل] 10712 - فتًى هانَتِ الدُّنيا عَليهِ فَلَم يُنِخْ ... قَلُوصًا بِهَا في دارِ خَسفٍ ولَا ذُلِّ بَعْدَهُ: سَلِ الدَّهْرَ عَنِّي هَلْ رَأَى عِنْدَ حادِثٍ ... وَحادِثَةٍ مِنْ صَرْفِهِ رَجُلًا مِثْلِي أَبُو تمّامٍ: [من الوافر] ¬
10713 - فتًى هزَّ القَنَا فحَوَى سَناءً ... بِهِ لَا بِالأَحاظِي والجُدُودِ لَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 10714 - فتًى هُوَ مكرَامٌ لِنَفسٍ كَرِيمَةٍ ... مُهِينًا لِدُنيًا غَيرِ مَأمُونَةِ الغَدرِ منصُور الأصفهانِي: [من الطويل] 10715 - فتًى لا تَراهُ الدَّهرَ إِلَّا مُغَرِّرًا ... بنَفسٍ أَبَتْ إِلَّا صِعابَ المَطَالِبِ بَعْدَهُ: إِذَا حَدَّثتهُ النَّفْسُ أمْضَى حَدِيْثها ... وَهَانَ عَلَيْهِ مَا يَرَى في العَوَاقِبِ يَعَافُ عَنِ الكَسْبِ الَّذِي لَيْسَ دُوْنَهُ ... حِمامُ المَنايا أوْ قِراعُ الكَتائِبِ إِذَا فاجَأتْهُ الخَيْلُ لَمْ ينْتَظِرْ بِهَا ... لَحَاقَ رِجالٍ واجْتِماعَ مقانِبِ وَلَكِنَّهُ يَرْمِي الصُّفُوفَ بِنَحْرِهِ ... إِذَا جَشَأتْ نَفْسُ الجَّبانِ المُوارِبِ [من الطويل] 10716 - فَتًى لَا تَراهُ مُعجبًا بتَعطُّرٍ ... وَلَا ماسِحًا عَينَيهِ من أثَرِ الكُحْلِ اهْتَدَمَهُ آخَرُ فَقَالَ: [من الطويل] سَما لِجَسِيْماتِ الأُمُوْرِ فَنَالَهَا ... وَلَمْ يَلْهُ عَنْها بِالرِّهانِ وَبِالكُحْلِ عبد الصمد بن المعذَّل يمدَحُ: [من الطويل] 10717 - فتًى لا تَراهُ لَابِسًا ظِلَّ نبوَةٍ ... ولا رَاكبًا إِلَّا ظُهورَ العَزائِمِ بَعْدَهُ: وَلَا ساحِبًا ذَيْلًا وَلَا بَاسِطًا يَدًا ... وَلَا قدمًا إِلَّا عَلَى فَمِ لَاثِمِ ¬
إِذَا ما اشْتَكَتْ وَقع المَنَاسِمِ بَلْدَةٌ ... تَشَكَّتْ إلَيْهِ الأرْضُ وَقْعُ المَبَاسِمِ كَعبٌ الغَنَويّ: [من الطويل] 10718 - فتًى لَا تَرى جاراتُهُ هَفَواتِهِ ... وَلَا حِلمُهُ في النَّائِبَاتِ عَزِيبُ ابْنُ السِّمطِ: [من الطويل] 10719 - فتًى لا يُبالِي المُدلجُونَ بنُورهِ ... على بابِهِ أَلَّا تُضِيءَ الكَواكِبُ بَعْدَهُ: لَهُ حاجِبٌ عَنْ كُلِّ أمْرٍ يشِيْنُهُ ... وَلَيْسَ لَهُ عَنْ طالِبِ العُزفِ حاجِبُ كَعبٌ الغَنَوي: 10720 - فتًى لَا يُبالِي أَن يَكُونَ بوَجهِهِ ... إِذَا سَدَّ خَلَّاتِ الكرام شُحُوبُ القَصِيْدَةُ بِتَمامِها مَكْتُوْبَةٌ في مُخَرَّجَةٍ بِبابِ: [من الطويل] حَلِيْمٌ إِذَا مَا الحِلْمُ زَيَّنَ أهْلَهُ ... مَعَ الحِلْمِ في عَيْنِ العَدُوِّ مهِيْبُ وَهِيَ طَوِيْلَةٌ. بشّارٌ: [من المتقارب] 10721 - فتًى لَا يَبِيتُ عَلَى دِمنَةٍ ... وَلَا يَشرَبُ الماء إِلَّا بِدَم الدِّمْنَةُ: الحِقْدُ، أي لَا يَنَامُ وَفِي قَلْبِهِ حِقْدٌ. ليلَى بنت طَريفٍ في أخيها: [من الطويل] 10722 - فتًى لَا يُحبُّ الزّادَ إِلَّا منَ التُقَى ... وَلَا المالَ إِلَّا مِن قَنًا وَسيوفِ ¬
خَرَجَ الوَليْدُ بنُ طَرِيْفٍ الشَّيْبانِي عَلَى الرَّشِيْدِ بنِ المَهْدِيّ فكانَ أشَدَّ الخَوارِجِ بَأسًا وَشَجَاعَةً وَكانَ سُكّانُ الشَّمَاسِيَّةِ لا يَأمَنُونَ طُرُوقَهُ واشْتَدَّتْ شَوْكَتَهُ وَطالَتْ أيَّامَهُ فَوَجَّهَ إلَيْهِ الرَّشِيْدُ يَزِيْدَ بنِ مِزْيْدَ الشَّيْبانِيَّ فَجَعَلَ يُخاتِلُهُ وَيُماكِرُهُ وَكانَتْ البَرامِكَةُ مُنْحَرِفَةً عَنْ يَزِيْدَ بنِ مزيْدَ فَأغْرُوا بِهِ الرَّشِيْدَ وَقالُوا إنَّما يَتَحَامَى عَنْهُ للرَّحمِ وَإلَّا فَشَوْكَةُ الوَليْدِ يَسِيْرَةٌ وَهُوَ مُواعِدُهُ وَمُنْتَظِرٌ ما يَكُونُ مِنْ أمْرِهِ فَوَجَّهَ إلَيْهِ الرَّشِيْدُ كِتابَ مُغْضبٍ يَقُولُ فِيْهِ: لَو وَجَّهْتُ بَعضُ الخَدَمِ لَقامَ بِأكْثَرِ مِمَّا تَقُوم بِهِ وَلَكِنَّكَ مُداهِنٌ مُتَعَصِّبٌ، وَأمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يُقْسِمُ بِاللَّهِ لَئِنْ أخَّرْتَ مُناجزَةَ الوَليْدِ لَيُوَجِهَنَّ إلَيْكَ مَنْ يَحْمِلُ رَأسَكَ إِلَى أمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَلَقَى الوَليْدَ عَشِيَّةَ خَمِيْسٍ في شَهْرِ رَمَضَانَ فَجَهَدَ يَزِيْدُ عَطَشًا وَأخَذَ خَاتَمَهُ في فِيْهِ يَلُوْكُهُ وَقالَ لأصْحَابِهِ: فِداكُمْ أِبِي وَأُمَي إنما هِيَ الخَوارِجُ وَلَهُمْ حِمْلَةٌ فاثْبتُوا تَحْتَ التِّراسِ فَإذا انْقَضَت حَملَتْهُمْ فاحمِلُوا فَإنَّهُم إِذَا انْهَزَمُوا لَمْ يَرْجعُوا فَكَانَ كَمَا قَالَ وَثبتَ يَزِيْدُ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ عَشِيْرَتِهِ وَحُمَاتِهِ ثُمِّ حَمَلَ عَلَيْهِمْ فانْكَشَفُوا وَأتَّبَعَ يَزِيْدُ الوَلِيْدَ بنَ طَرِيْفٍ فَلِحَقَهُ بَعْدَ مَسافَةٍ بَعِيْدَةٍ فَأخَذ رَأسَهُ وَكانَ الوَليْدُ خَرَجَ إلَيْهِمْ وَهُوَ يَقُولُ (¬1): أَنَا الوَليْدُ بن طَرِيْفِ ... قَسْوَرَةٌ لَا يُصْطَلَى بِنَارِي جَوْرُكُمُ أخْرَجَنِي مِنْ دارِي فَلَمّا قُتِلَ الوَليْدُ وَوَقَعَ في أصْحَابِهِ السَّيْفُ صَبَّحتهُمْ أخْتهُ لَيْلَى بِنْت طَرِيْفٍ مُسْتَعِدَّةً عَلَيْها الجوْشَنُ فَجَعَلَتْ تَحْمِلُ عَلَى النّاسِ فَعُرِفَتْ فَخَرَجَ إلَيْها يَزِيْدٌ بنُ مَزِيْدَ فَضَرَبَ بِالرِّمْحِ قطاةَ فَرَسِها ثُمَّ قَالَ لَها: اغْرُبِي أغْرَبَ اللَّهُ عَلَيْكَ فَقَدْ فَضَحْتِ العَشِيْرَة، فاسْتَحيَتْ وانْصَرَفَتْ وَهِيَ تَقُولُ (¬2): تنل ما يا رَسْمُ قَبْرٍ كَأَنَّهُ ... عَلَى عَلَمٍ فَوْقَ الجِبالِ مَنِيْفِ تَضَمَّنَ جُوْدًا حاتِمِيًّا وَنائِلًا ... وَسَوْرَةَ مِقْدامٍ وَقَلْبَ خَصِيْفِ فَإنْ يَكُ أرْداهُ يَزِيْدُ بنُ مَزِيْدٍ ... فَيَا رُبَّ خَيْلٍ فَضَّهَا وَصُفُوفِ ¬
أَلَا يا لَقَوْمِي للنَّوائِبِ والرَّدَى ... وَدَهْرٍ مُلِحٍّ بِالكِرامِ عَنِيْفِ وَللبَدْرِ مِنْ بَيْنَ الكَواكِبِ إِذْ هَوَى ... وَللشَّمْسِ هَمَّتْ بَعْدَهُ بِكُسُوفِ أيا شَجَر الخابُوْرِ ما لَكَ مُوْرِقًا ... كَأنَّكَ لَمْ تَحْزَنْ عَلَى ابنِ طَرِيْفِ فَتًى لا يُحِبُّ الزّادَ إِلَّا مِنَ التُّقَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا الخَيْل إِلَّا كُلَّ جَرْدَاءَ شَطْبَةٍ ... وَكُلَّ حِصَانٍ بِاليَدَيْنِ عَزُوْفِ فَلا تَجْزَعا يا ابْنَي طَرِيْفٍ فَإنَّنِي ... أرَى المَوْتَ نَزّالًا بِكُلِّ شَرِيْفِ فَقَدْناكَ فُقْدان الرَّبِيْعِ وَلَيْتَنا ... فَدَيْناكَ مِنْ دَهْمَائِنَا بِألُوفِ فَلَمّا انْصَرَفَ يَزِيْدُ بِالظَّفَرِ حَجَبَهُ الرَّشِيدُ بِرَأيِ البَرَامِكَةِ وأظْهَرَ الرَّشِيْدُ السَّخْطَ عَلَيْهِ فَقالَ: وَحَقِّ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ لأُصَيِّفَنَّ وَلأَشْتُوَنَّ عَلَى فَرَسِي أوْ أدْخُلَ فَأُخْبِرَ الرَّشِيْدُ بِما قَالَ فَأَذِنَ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ وَنَظَرَ إلَيْهِ الرَّشِيْدُ ضَحِكَ لَهُ وَسُر بِهِ وَجَعَلَ يَصِيْحُ: مَرْحَبًا بِالأَعْرابِيِّ، حَتَّى وَصَلَ وَقَبَّلَ يَدَ الرِّشِيْدِ فَأقْبَلَ عَلَيْهِ وَأكْرَمَهُ وَأجْلَسَهُ وَرَفعَ مِنْ قَدَرِهِ وَعَرَفَ بَلَاءَهُ وَنَقاءَ صَدْرِهِ وامْتَدَحَهُ بِذلِكَ الشُّعَراءُ فَقالَ فِيْهِ مُسْلِمُ بنُ الوَليْدِ (¬1): أجْرَرْتُ حَبْلَ خَليعٍ في الصِّبَى غَزِلِ ... وَشَمَّرَتْ هِمَمُ العُذَّالِ عَنْ عَذَلِي القَصيْدَة المُتَنَبِّي: [من الطويل] 10723 - فتًى لَا يَرى إحسانَهُ وَهو كَامِلٌ ... لَهُ كامِلًا حتَّى يُرَى وَهوَ شَامِلُ دِعبلٌ: [من المتقارب] 10724 - فتًى لَا يَرى المالَ إِلّا العَطَاءَ ... وَلَا الكَنزَ إِلّا اعتقَابَ المِنَنْ قَبْلَهُ: وَبَيداءَ خَضراءَ زُرْبيَّةٍ ... بِهَا النَّوْرُ يَلمَعُ مِنْ كُلِّ فَن ¬
ضَحُوْكًا إِذَا لَاعَبَتْهُ الرِّيَاحُ ... تَأوَّدَ كالشَّارِبِ المُرْجَحن يُشَبِّهُ صَحْبِيَ نَوَّارِهَا ... بدِيْباجِ كِسْرَى وَعَصْبِ اليَمَن فَقُلْتُ بَعُدْتُمْ وَلَكنَّني ... أُشَبِّهُهُ بَجَنابِ الحَسَنُ فَتى لا يَرَى المالَ إِلَّا العَطاءَ. البَيْتُ البُحتُرِيُّ: [من الطويل] 10725 - فتًى لا يُريدُ الوَفر إِلَّا ذَخيرةً ... لمأثُرةٍ تُرتادُ أَو مَغرمٍ يَعرُو أَبُو تَمّامٍ: [من الطويل] 10726 - فتًى لا يَرَى سَوقَ المُهورِ غَرامةً ... وَلَا غالِياتِ المالِ حَليًا عَلَى نَحرِ بَعْدَهُ: فَتًى هُوَ مِكْرامٌ لِنَفْسٍ كِرِيْمَةٍ ... مُهِيْنٌ لِدُنِيًا غَيْرِ مَأمُونَةِ الغَدْرِ 10727 - فتًى لا يَزالُ الدَّهرُ أَعظَمَ هَمِّهِ ... فَكَاكُ أَسيرٍ أَو مَعُونَةُ غارِم بَعْدَهُ: رَأَى أَنَّ ما يَبْقَى مِنَ المالِ ذِكْرُهُ ... فَأعْطَى وَلَمْ يَحْفِلْ مَلَامَةَ لَائِمِ [من الطويل] 10728 - فتًى لا يَطُوفُ الهَمُّ مِنهُ بجَانبٍ ... لإِغراقِهِ في الصَّبرِ عندَ النَّوائِبِ بَعْدَهُ: لَهُ عَزَماتٌ إِنْ عَرَتْهُ مُصِيْبَةٌ ... أبَتْ أنْ تَراهُ خاضِعًا لِلْمَصَائِبِ يحيى بن زيادٍ: [من الطويل] 10729 - فتًى لا يَعُدُّ المَالَ ربًّا وَلَا تُرَى ... بهِ جَفوَةٌ إِن نالَ مالًا ولا كِبرُ ¬
أَبُو علي البَصِير: [من الطويل] 10730 - فتًى لَا يُقيدُ المالَ إِلَّا لبَذلِهِ ... وَلَا يتَلقَّى صَفحَةَ الحقِّ بالعُذرِ زُهيرٌ في هَرمٍ: [من الطويل] 10731 - فتًى لا يُلَاقي القرنَ إِلَّا بصَدرِهِ ... إذا ارعدَتْ أَحشاءُ كُلِّ جَبانِ صُرَّدُرُّ: [من الوافر] 10732 - فتًى يبني عَلَى العَلياءِ بيتًا ... إذا نَزَلَ المُقَصِّرُ بَينَ بَينا أَبُو زُبيدٍ الطائِيّ: [من الطويل] 10733 - فتًى يتبعُ النُعمَى بنُعمَى تَزينُها ... وَلَا يُتبعُ الإِخَوانَ بالذَمِّ زارِيا أبْياتُ أَبِي زُبَيْدٍ الطّائِيِّ في الشُّكْرِ: سَأقْطَعُ ما بَيْنِي وَبَيْنَ أبي عَامِرٍ ... قَطِيْعَةَ شُكْرٍ لَسْتُ أقْطَعُ جَافِيا فَتًى يَتْبَعُ النُّعْمَى تُزَيِّنُها. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِذَا كَانَ شِكْرِي دُوْنَ فَيْضِ بَنَانِهِ ... وَطَاوَلَنِي جُوْدًا فَكَيْفَ احْتِيَالِيَا وَمِثْلُهُ قَوْل أَبِي نوّاسٍ (¬1): قَدْ قُلْتُ للعَبّاسِ مُعْتَذِرًا ... مِنْ حَمْلِ شكْرَيهِ وَمُعْتَرِفَا أنْتَ امْرُؤٌ جَلَّلتنِي نِعَمًا ... أوْهَتْ قُوى شكْرِي فَقَدْ ضَعُفَا فَإلَيْكَ بَعْدَ اليَوْمِ مَعْذِرَةً ... وافَتْكَ بِالتَّصْرِيْحِ مُنْكَشِفَا لا تُسْدِيَنَّ إلَيَّ عَارِفَةً ... حَتَّى أقُوْمَ بِشُكْرِ مَا سَلَفَا ¬
وَمِنْهُ قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬1): إنِّي هَجَرْتُكَ إِذْ هَجَرْتُكَ جَفْوَةً ... لا العَوْدُ يُبْدِيْها وَلَا الإبْدَاءُ أخْجَلتنِي بِنَدَى يَدَيْكَ فَسَوَّدَتْ ... ما بَيْنَنا تِلْكَ اليَدُ البَيْضَاءُ وَقَطَعْتِنِي بِالجوْدِ حَتَّى أنَّنِي ... مُتَخَوِّفٌ أنْ لا يَكُونَ لِقَاءُ صِلَةٌ غَدَتْ في النّاسِ وَهِيَ قَطيْعَةٌ ... عَجَبًا وَبِرٌّ راحُ وَهُوَ صَفَاءُ وَكَرَّرَ البُحْتُرِيّ هَذَا المَعْنَى فَقالَ (¬2): أيهًا أبا الفَضْلِ شكْرِي مِنْكَ في نَصَبِ ... أقْصرْ فَمَا لِي في جَدْواكَ مِنْ أرَبِ لا أقْبَلُ الدَّهْرَ نَيْلًا لا يَقُومُ بِهِ ... شكْرِي وَلَو كَانَ مُسْدِيْهِ إلَيَّ أَبِي وَقالَ البُحْتُرِيُّ أَيْضًا (¬3): كُلَّما قُلْتُ أعْتَقَ الشُّكَ رُقِّي ... صَيَّرَتْنِي لَكَ المَكارِمُ عَبْدا محمّد بن حُمَيدٍ: [من الطويل] 10734 - فتًى يتَّقي أَن يخدشَ الذَمُّ عِرَضَهُ ... وَلَا يتَّقِي حَدَّ السُّيُوفِ البَواتِرِ بَعْدَهُ: يَكُونُ إِلَى المَعْروفِ أوَّلَ سَابِقٍ ... وَلَيْسَ إِذَا فَرَّ الوَرَى بِمُبادِرِ الأبلَقُ بنُ شَريكٍ: [من الطويل] 10735 - فتًى يَحمِلُ الأَعباءَ مُضطَلعًا بها ... إِذَا هيَ هَدَّت رُكنَ من كَانَ راسِيا بَعْدَهُ: وَلَو كانَتِ الدُّنْيا جَمِيْعًا بِكَفِّهِ ... وَجاءَ سَؤُوْلٌ قَالَ خُذْها كَمَا هِيَا ¬
الأَبيرد الرَياحيُّ: [من الطويل] 10736 - فتًى يشتَرِي حُسنَ الثناءِ بمَالِهِ ... إِذَا السّنَةُ الشَهبَاءُ قَلَّ بهَا القَطرُ أَبُو نواسٍ: [من الطويل] 10737 - فتًى يَشتَرِي حُسن الثناءِ بمالِهِ ... وَيَعلَمُ أَنَّ الدائِراتِ تَدُورُ وَيُرْوَى (¬1): كُلَّما أعتْقَ المَدَائِحُ رِقِّي ... رَجَّعَتْنِي لَهُ أيادِيْهِ عَبْدَا حَكَى أَبُو نوّاسٍ قَالَ: كُنْتُ عائِدًا مِنَ الشّامِ إِلَى بَغْدادَ فَإنَّنِي عَلَى ظَهْرِ فَرَسِي إِذْ تَرَنَّمْتُ بِهَذِهِ الأبْياتِ (¬2): تَقُولُ الَّتِي مِنْ بَيْتِها خَفَّ محمَلِي ... عَزِيْزٌ عَلَيْنَا أنْ نَراكَ تَسِيْرُ أمَا دُوْنَ مِصْرٍ لِلغِنَى لَكَ مَطْلَبٌ ... بَلَى إِنَّ أسْبَابَ الغِنَى لَكَثِيْرُ فَقُلْتُ لَهَا واسْتَعْجَلتنِي بَوادِرٌ ... جَرَتْ فَجَرَى مِنْ جَرْيِهِنَّ عَبِيْرُ ذَرِيْنِي أكُثِرُ حاسِدِيْكِ بِرِحْلَةٍ ... إِلَى بَلْدَةٍ فِيْهَا الخَصِيْبُ أمِيْرُ إِذَا لَمْ تَطَأ أرْضَ الخَصِيْبِ رِكَابُنَا ... فَأيَّ فَتًى بَعْدَ الخَصِيْبِ تَزُوْرُ فَتًى يشْتَرِي حُسْنَ الثَّناءِ بِمالِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَمَا جَازَهُ جُوْدٌ وَلَا حَلَّ دُوْنَهُ ... وَلَكِنْ يَصِيْرُ الجوْدُ حَيْثُ يَصِيْرُ وَلَمْ تَرَ عَيْنِي سُؤدَدًا مِثْلَ سُؤْدَدٍ ... يَحُلُّ أَبُو نَصْرٍ بِهِ وَيَسيْرُ وَإنِّي جَدِيْرٌ إِنْ بَلَغتُكَ بالغِنَى ... وَأَنْتَ لِما مِنْكَ جَدِيْرُ قَالَ: فَسَمِعْتُ شَهْقَةً مِنْ وَرائِي فالتَفَتُّهُ فَإذا شَيْخٌ عَلَيْهِ أطْمَار رَثَّةٌ يَقوْدُ فَرَسًا أعْجَفَ مُنْتَجِدٌ سَيْفًا فَقالَ لِي أعدْ هَذِهِ الأبْياتِ فَأعدْتُهَا. قَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ قُلْتُ: لِي ¬
امْتَدَحْتُ بِهَا الخصيْبَ أمِيْرَ مِصْرَ. قَالَ: ما أرفَدَكَ؟ قُلْتُ: مَلأَ فَمِي جَواهِرَ بعتهَا بِمِائَةِ ألْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ: أتَعْرِفهُ؟ قُلْتُ: نَعَم. قَالَ: أنا واللَّهِ الخَصِيْبُ، فَعَرِفتُهُ وَنَزَلْتُ عَنْ دابَّتِي وَقَبَّلْتُ يَدَهُ وَرِجْلَهُ فَقالَ: لا تَفْعَلْ. ثُمَّ سَألْتهُ عَنْ حالِهِ وَسَبَبَ تَغيُّرِ أمْرِهِ فَقالَ لِي: قَوْلِكَ (إِنَّ الدّائِراتِ تَدُوْرُ). قَالَ: فَدَفَعْتُ إلَيْهِ جَمِيع ما كَانَ مِعِي وَسَألْتهُ قَبُوْلَهُ فَأبَى وَقالَ: واللَّهِ لا أخَذْتُ مِنْ يَدٍ أرفَدْتُها، ثمَّ رَكِبَ دابَّتَهُ وَوَدَّعَنِي وَتَرَكَنِي ومضى. محمَّدُ بنُ هانِئ: [من الطويل] 10738 - فتًى يشجُعُ الرِّعدِيدَ من ذكرِ بَأسِهِ ... وَيَشرفُ من تَأمِيلِهِ الرَجُلُ الوَغدُ قَبْلَهُ: أطافَتْ بِخِرقٍ يَسْبِقُ القَوْلَ فِعْلُهُ ... فَلَيْسَ ليَوْمَيهِ وَعِيْدٌ وَلَا وَعْدُ فتًى يَشجُعُ الرِّعْدِيْدُ مِنْ ذِكْرِ بَأسِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَيْسَ لَهُ في غَيْرِ طِرْفٍ أرِيْكَةٌ ... وَلَيْسَ لَهُ مِنْ غَيْرِ سَابِغَةٍ بُرْدُ وَمِنْ بابِ (فَتًى) قَوْلُ آخَرَ (¬1): فَتًى يَفْعَلُ المَعْرُوْفَ ثُمَّ يُعِيْدُهُ ... وَما خَيْرُ مُوُلِي نِعْمَةٍ لَا يُعِيْدَهَا عتيبةُ بن مردَاسٍ: [من الطويل] 10739 - فتًى يَكنِزُ الأَموالَ تَحتَ عجَانِهِ ... إِذَا أَكثَرَ النَّاسُ النَّدَى والتكرُّما بَعْدَهُ: [من الطويل] تَراهُ كَمَاءِ البَحْرِ يَدْفَعُ مِلْحَهُ ... لِوَارِدِهِ عَنْهُ وَإِنْ كَانَ مُفْعَمَا أخَذَهُ البُحْتُرِيُّ فَقالَ (¬1): [من الكامل] ¬
جِدَةٌ يَطُوفُ البُخْلُ عَنْ أطْرَافِهَا ... كَالبَحْرِ يَدْفَعُ مِلْحُهُ عَنْ مَائِهِ كَعبٌ الغَنَوِيُّ: [من الطويل] 10740 - فتًى يَمنَحُ البُشرَى وَيَهتزُّ للنَّدَى ... كما اهتزَّ عَضبٌ باليَمين قَضيبُ الشَمَّاخُ: [من الطويل] 10741 - فتًى يَملأ الشِيزَى وَيَروى سنَانَهُ ... وَيضرِبُ في رَأسِ الكَمِيِّ المُدَجَّجِ عَدِيُّ بنُ الرّقاعِ: [من الطويل] 10742 - فتًى يملأ الأَبصَارَ حتَّى يَهبنَهُ ... فَمَا تشتَفى مِنهُ العُيونُ النَّواظِرُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 10743 - فتًى يملأُ الأَفعَالَ رأيًا وَحِكمَةً ... ونَادرةً إِبّانَ يَرضَى وَيغضَبُ دِيكُ الجِنِّ: [من الوافر] 10744 - فتًى ينصَبُّ في ثُغرِ الفَيافِي ... كَما ينصَبُّ في المُقَلِ الرُّقادُ أَبُو نَصر بن نباتَةَ: [من الطويل] 10745 - فتًى يُنصِفُ الخلانَ في كُلِّ مجلسٍ ... لَهُ صَدرُهُ والمَجلِسُ المُتَقَاعِسُ كَاتِبُهُ عَفا اللَّهُ عنهُ: [من الطويل] 10746 - فتًى يُنصِفُ المَظلُوم مِن ذاتِ نَفسِهِ ... حَياءً لوَجه اللَّهِ لَا خَوفَ حَاكِمِ ¬
المَعَرِّيُّ: [من الوافر] 10747 - فتًى يَهَبُ اللُّجَينَ المَحضَ جُودًا ... وَيدَّخِرُ الحَديدَ لَهُ عَتادا [من الطويل] 10748 - فَثَغرٌ بِأَيَّام المَسَرَّةِ ضَاحِكٌ ... وَطَرفٌ بأَيّامِ المَساءَةِ دَامِعُ وَمِنْ بابِ فَجاءَ قَوْلُ المُتَنَبِّيّ في كافُوْرِ الإخِشِيْدِيِّ (¬1): [من الطويل] فَجاءَتْ بِنا إنْسانَ عَيْنِ زَمانِهِ .. وَخَلَّتْ بياضًا خَلْفَها وَمَآقِيَا أبَا كُلِّ مِسْكٍ لا أبَا المِسْكِ وَحْدَهُ ... وَكُلِّ سَحَابٍ لا أخُصُّ الغَوادِيَا يُدِلُّ بمعنًى واحِدٍ كُلُّ فَاخِرٍ ... وَقَدْ جَمَعَ الرَّحَمْنُ فِيْكَ المَعانِيَا يُقالُ: إِنَّ هَذَا أحْسَنُ ما مُدِحَ بِهِ مَلِكٌ أسْوَدُ وَهُوَ نِهايَةٌ في شَرَفِ مَعْناهُ وَجَوْدَة تَشْبِيْهِهِ وَلِطْفِ عِبارتهِ. يُقالُ في المَثَلِ: جاءُوا عَلَى بَكْرَة أبِيْهِمْ. قال أَبُو عُبَيْدٍ: أي جاءُوا جَمِيْعا لَمْ يَتَخَلَّف مِنْهم أحَدٌ وَلَيْسَ هُناكَ بَكْرَةٌ عَلَى الحَقِيْقَةِ. وَقالَ غَيْرُهُ: البَكْرَةُ تَأنِيْثُ البَكْرِ وَهُوَ الفَتِيُّ مِنَ الأبلِ يَصِفُهُمْ بِالقِلَّةِ أي جَاءُوا بِحَيْثُ تَحمِلُهُم بَكْرَةَ أبِيْهِمْ قِلَّةً. وَقالَ بَعْضهُم: البَكْرَةُ ها هُنا الَّتِي يُسْتَسْقَى عَلَيْها أي جاءُوا وَبَعْضهُمْ في إثْرِ بَعْضٍ كَدَوَرانِ البَكْرَةِ عَلَى نَسَقٍ واحِدٍ. وَقالَ آخَرُوْنَ: أرادُوا بِالبَكْرَةِ الطَّرِيْقَةَ كَأنَّهُمْ قالُوا: جاءُوا عَلَى طَرِيْقِةِ أبِيْهِمْ أي يَتَقَيَّلُونَ أثْرَهُ. وَقالَ ابْنُ الأَعْرابِيِّ: البَكْرَةُ جَماعَةُ النّاسِ، يُقالُ: جاءُوا عَلَى بَكْرَتِهِم وَبَكْرَة أبِيْهِمْ أي بِأجْمَعِهِمْ. وَمَعْنَى الكَلَامَ أي جَاءُوا مُشْتَمِلَيْنَ عَلَى قَبيْلَةِ أبِيْهِمْ هَذَا هُوَ الأَصْلُ ثُمَّ يُسْتَعْمَلُ في اجْتِماعِ القَوْمِ وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا مِنْ نَسَبٍ واحِدٍ. ¬
الوائِلِيُّ: [من الطويل] 10749 - فثَوبُكَ شَمسٌ دُونَ أَنوارِهِ الدُجَى ... وثَوبيَ لَيلٌ تحتَ ظَلمائِهِ شَمسُ 10750 - فجاءَ مَجيءَ العَيرِ قادَتهُ حَيرَةٌ ... إِلَى أَهرت الشّدَينِ تَدمَى أَظافرُه [من الوافر] 10751 - فجارُكَ عندَ بيتكَ لَحمُ ظَبيٍ ... وَجَارِي عِندَ بَيتِي لَا يُرامُ يُقالُ في المَثَلِ: جارُهُ لَحْمُ ظَبْيٍ. يُضرَبُ لِمَنْ لا يُغْنِي في شَيْءٍ وَلَا يَمْنعُ الضَّيْمَ وَلَا عِنْدَهُ غَناءٌ. العَبَّاسُ بنُ الأَحنَفِ: [من الكامل] 10752 - فَجَحَدتُهُم ليَكُونَ غَيرَكَ ظَنهم ... إِنِّي لَيُعجبُنِي المُحِبُّ الجاحِدُ [من الطويل] 10753 - فَجَدَّدَ لِي شوقًا وَما كُنتُ نَاسيًا ... وَلَكِنَّهُ تَجديدُ ذكرٍ عَلَى ذكرِ [من الرمل] 10754 - فَجَديرٌ أَنَا بالشُكرِ كَمَا ... أَنْتَ بِالطَولِ وَبالحُسنَى جَديرُ ابْنُ شَدَّادٍ: [من الخفيف] 10755 - فَجَدِيرٌ بالشُكرِ أَنْتَ فَشُكرِي ... لَكَ والَحمدُ دائِمًا والثَّناءُ وَمِنْ بابِ (فَجِئْتُ) قَوْلُ العُجَيْرِ السَّلُوْلِيِّ (¬1): [من الطويل] فَجِئْتُ وَخَصْمِي يَصْرِفُونَ نيُوبَهُمْ ... كَمَا قُصبْتُ بَيْنَ الشِّفارِ جَزُوْرُ ¬
جَهِيْرٌ وَمُمْتَدُّ العنَانِ مُناقِلٌ ... بَصِيْرٌ بِعَوْراتِ الكَلَامِ خَبيْرُ لَوَ أنَّ الصُّخُوْرَ الصُّمَّ يَسْمَعْنَ صِلْفَنا ... لَرُحْنَ وَفِي أعْراضهِنَّ فطَورُ وَقَوْلُ آخَرَ (¬1): [من الطويل] فَجِئْتُ وَوَهْبٌ كالخَلَاةِ يَضُمَّهَا ... إِلَى الشَّدْقِ أنْيابٌ لَهُنَّ صَرِيفُ فَقَعْقَعْتُ لَحْيَىْ خَصْمِهِ واهْتَضَمْتُهُ ... بِحُجَّةِ خَصْمٍ لِلْخُصُومِ عَنِيْفُ وَمِنْ بابِ (فجع) قَوْلُ السَّرِيُّ الرَّفاء يَرْثِي بَنِي فَهْدٍ يَقُولُ (¬2): أسمِعْتُمَا أَنَّ الجبالَ تُضَامُ ... أعَلِمْتُما مَنْ غَالَتِ الأَيَّامُ فَجعٌ تَطِيْرُ لَهُ عَلَى أحْشائِنا ... شُعَلٌ وَتَسْقُطُ في القُلُوبِ سِهَامُ عَطْنٌ أخَلَّ بِهِ الوُفُودُ فَأوْحَشَتْ ... مِنْهُ الرِّحابُ الفِيْحُ والآطَامُ أقْوَى وَفِيْهِ مِنَ العَدِيدِ بَدائِعٌ ... وَخَلا وَفِيْهِ مِنَ الأنِيْسِ زِحَامُ أيْنَ الأُولَى شَرِبَ الحِمَامُ نُفُوسَهُمْ ... وَهُمُ حَياةٌ غَضَّةٌ وَحِمَامُ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ الزَّمانِ وَأمْرِه ... وَهُمُ الخُصومُ اللُّدُّ والحُكّامُ نِعَمٌ كَأَنَّ الدَّهْرَ أقَسَمَ جاهِدًا ... أنْ لا تَدُوْمَ فَبَرَّتِ الأَقْسَامُ وَلَقَدْ شَجَانِي أَنْ تَقَوَّضَ مَجْلِسٌ ... فِيْهِ الحِجَى والعِلْمُ والإحْكَامُ طُوِيَتْ حَدائِقُهُ وَهُنَّ نَواضرٌ ... وَخَبَتْ بَوارِقُهُ وَهُنَّ ضِرَامُ سارُوا بِهِ مَرْضَى القُلُوبِ كَأَنَّمَا ... قِدْسٌ عَلَى أيْدِيْهُمُ وَشَمَامُ عَبَقَ البُرُوْدِ يَزِيْنُ مَشْهَدَهُ التُّقَى ... وَتَحِيْدُ عَنْ خَلَواتِهِ الآثامُ أضْحَى ضَجِيْعَ مُسَنِّدِيْنَ كَأَنَّمَا ... صَرَعَتْهُمُ نُخَبُ الكُؤُوْسِ فَنامُوا هَضَباتُ حِلْمٍ سِخْنَ وَهِيَ شَواهِقٌ ... وَمِياهُ عِلْمٍ غِضْنَ وَهِيَ جَمامُ أَبُو فراسٍ: [من الخفيف] 10756 - فَجَمِيلُ العَدُوَ غَيرُ جَمِيلٍ ... وَقَبيحُ الصَّدِيقِ غَيرُ قَبِيحِ ¬
الفَرَزدَقُ: 10757 - فَجُودُهُ مُتعِبٌ شُكرِي وَمنَّتُهُ ... وَكُلَّمَا زادَ شُكرِي زادَنِي كَرَمَا [من الطويل] 10758 - فَحالفَها فقرٌ قَديمٌ وَذِلَّةٌ ... وَبِئسَ الحَلِيفانِ المَذَلَّةُ والفَقرُ [من الخفيف] 10759 - فَحالُكَ اليَومَ غَيرُ حالِكَ بِالأَ ... مسِ وَنَرجُو لَكَ المَزِيدَ غَدا أبو دَهمانَ وَيُروَى لبشّارٍ: [من الطويل] 10760 - فَحَامَقتُهُ حَتَّى يُقالَ سَجِيَّةٌ ... وَلَو كَانَ ذا عَقلٍ لَكُنتُ أُعاقِلُه المُتَنَبِّي: [من الطويل] 10761 - فَحُبُّ الجَبانِ النَّفسَ أورَدَهُ التُّقَى ... وَحُبُّ الشُّجاع النَفسَ أورَده الحَربا قَبْلَهُ: أرَى كُلّنا يَبْغِي الحَياةَ لِنَفْسِهِ ... حَرِيْصًا عَلَيْها مُسْتَهامًا بِهَا صَبّا فَحُبُّ الجبانِ النَّفْسَ أوْرَدَهُ التُّقَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَيَخْتَلِفُ الفِعْلَانِ والرِّزْقُ واحِدٌ ... إِلَى أنْ تَرَى إحْسانَ هَذَا لِذا ذَنْبا العبَّاسُ بنُ الأحنَفِ: [من الطويل] 10762 - فَحتَّى مَتَى رَوحُ الرِّضا لَا يَنالُنِي ... وَحَتَّى مَتَى أيّامُ سُخطِكَ لَا تَمضِي ¬
[من الطويل] 10763 - فحتَّى مَتَى لا نلتَقِي وَإِلى مَتَى ... تَخُطُّ رِسالَاتِي إِليكَ الأَنامِلُ منصُورُ الفَقِيهُ: [من الطويل] 10764 - فَحربَةُ وَحشيٍّ سَقَتْ حَمزَةَ الرَّدَى ... وَمَوتُ عَليٍّ من حُسام ابن مُلجَمِ محمّد بن أبي الفَرج الحَلَبِيُّ: [من الطويل] 10765 - فَحسبُكَ عارًا مَدحُ قَومٍ تَراهُمُ ... يَضنُّونَ حَتَّى باستماعِ المَدائِحِ قَبْلَهُ: دعِ الشِّعْرَ لَا تَنْطِقْ بِهِ بَيْنَ مَعْشَرِ ... يَعُدُّوْنَهُ مِنْ جَهْلِهِمْ في القَبَائِحِ إِذَا جِئْتَهُمْ بِالمَدْحِ قالُوا فَضِيْحَةٌ ... وَلَيْسَ يَرَوْنَ الهَجْوَ يَوْمًا بِفَاضِحِ وَلَا عِنْدَهُمْ خَيْرٌ يُرَجِّيْهِ شَاعِرٌ ... يَرَى كَفَّهُمْ لِلشَّرِّ أسْنَى المَنايِحِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ فَرْطِ لَوْمٍ وَخِسَّةٍ ... يَسُدُّونَ بابَ الفَضْلِ عَنْ كُلِّ فَاتِحِ فَحَسْبُكَ عارًا مَدْحُ قَوْمٍ تَراهُمُ. البَيْتُ. [من الطويل] هُو أَبُو الفَوارِسِ مُحمَّد بن أَبِي الفَرج البُزاعِيُّ الحَلَبِيُّ. 10766 - فَحسبُكُم هَذَا التَفاوُتُ بَينَنا ... وَكُلُّ إِناءٍ بالَّذِي فيهِ يَنضَحُ الحجَّاجُ وقَد نُعي إليه أخوهُ وابنُهُ: [من الطويل] 10767 - فَحسبِي حَياةُ اللَّهِ من كُلِّ ميّتٍ ... وحَسبِي بقاءُ اللَّهِ من كُلِّ هالِكِ قَبْلَهُ: ¬
إِذَا ما لَقِيْتُ اللَّهَ عَنِّيَ راضيًا ... فَإنَّ سُرُوْرَ النَّفْسِ فِيْما هُنالِكِ فَحَسْبِي حَياةُ اللَّهِ مِنْ كُلِّ مَيِّتٍ. البَيْتُ [من الطويل] 10768 - فَحُسنُ دَرارِيّ الكَواكبِ أَنْ تُرَى ... طَوالِعَ في داجٍ مِنَ اللَّيلِ غَيهَبِ الحريري في جَواب كتابٍ: [من البسيط] 10769 - فَحَلَّ مِنِّي مَحَلَّ البُرءِ من دَنفٍ ... أَو الغنَى عِندَ مَن أَقوت مَنازِلُهُ النَّابِغَةُ الذُبيانيُّ: [من الطويل] 10770 - فحمَّلَتنِي ذَنبَ أمرئٍ وَتَرَكتَهُ ... كَذِي العُرِّ يُكوَى غَيرُهُ وَهو رَاتِعُ الصَّحِيْحُ العُرُّ بِضَمِّ العِيْنِ قَالَ أَبُو دُهْبَلٍ الجُّمْحِيُّ (¬1): ولِي كَبدٌ مَقْرُوْحَةٌ مَنْ يُعَيِّرُنِي ... بِهَا كَبِدًا لَيْسَتْ بِذَاتِ قُرُوحِ أباها عَلَيَّ النَّاسُ لَا يَشْتَرُونَها ... وَمَنْ يَشْتَرِي ذَا عُرَّةٍ بِصَحِيْحِ أئِنُّ مِنَ الشَّوْقِ الَّذِي في جَوانِحِي ... أنِيْنَ عَضِيْضٍ بِالسِّلَاحِ جَرِيْحُ [من مخلع البسيط] 10771 - فَحيثُ مَا كُنتَ من مَكَانٍ ... فَلِي إِلَى وَجهِكَ التفَاتُ [من السريع] 10772 - فَحيثُ مَا كُنتَ يَكُونُ العُلا ... فَلا خَلا مِنكَ بحالٍ مَكانْ الصّابِئ: [من الطويل] 10773 - فَحيثُ يَكُونُ النَقصُ فالرِّزقُ واسِعٌ ... وَحيثُ يَكُونُ الفَضْلُ فالرّزقُ ضَيّقُ ¬
قَبْلَهُ: إِذَا جَمَعَتْ بَيْنَ أمْرَيْنِ صِنَاعَةٌ ... فَأَحبَبْتَ أنْ تَدِرِي الَّذِي هُوَ أحْذَقُ فَلا تَتَعَقَّدِ مِنْهُما غَيْر مَا جَرَتْ ... بِهِ لَهُما الأرْزاقُ حيث تُفَرَّقُ فَحَيْثُ يَكُونُ النَّقْصُ فالرِّزْقُ واسِعٌ. البَيْتُ يُقالُ: إنَّهُ وُجِدَ عَلَى صَخْرَةٍ في أرْضِ الحِيْرَةِ أوْ ما يُقارِبُها مَكْتُوبٌ: البَارِي عَزَّ وَجَلَّ عَادِلٌ في أقْضِيَتِهِ ما زادَ واحِدًا في حِكْمَتِهِ إِلَّا نَقَصَهُ في مَعِيْشَتِهِ فَأخَذَ الصَّابِئُ هَذَا المَعْنَى فَنَظَمَهُ. عليّ بن مسهرٍ الكَاتِب: [من الطويل] 10774 - فَخَاطِرْ بهَا إِمّا مُنًى أَو منيَّةٌ ... فَليسَ لحيٍّ في الأَنَامِ خُلُودُ أبْياتُ عَلِيّ بنُ مسهَرٍ الكاتِبُ: سَلَا بِيَ باغِي المَجْدِ أيْنَ أُرِيْدُ ... وَراعِي العُلَى والحَمْدِ أيْنَ أرُوْدُ وَمَنْ مَلَكَ النَّفْسَ الأبِيَّةَ عُنْوَةً ... عَنِ الضَّيْمِ يَحْمِي سَرْحَهَا وَيَذُوْدُ فَخَاطِر بِهَا إمّا مُنًى أوْ مُنْيَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَخَلِّ مُناجاةَ المُنَى وَوُعُوْدَهـ ... ـا فَمَا هِيَ إِلَّا لِلرِّجالِ قُيُوْدُ أَبُو تَمَّامٍ: [من مجزوء الكامل] 10775 - فَخُذِ القَلِيلَ مِنَ اللئامِ ... إِذَا عَدِمتَ ذَوِي الكَرَم بَعْدَهُ: فالبازُ إِنْ عَزَّ الحَمَامُ ... أصَادَ مِنْ فَرخِ البُوَمْ واللَّيْثُ يَفْتَرِسُ الكِلَا ... بَ إِذَا تَعَذَّرَتِ الغَنَم أبْياتُ أَبِي تَمَّامٍ يَرْثِي بَعْضَ شُهَداءِ الثُّغُورِ يَقُولُ مِنْهَا: ¬
وَكُلٌّ لَهُ قَبْرٌ غَرِيبٌ بِبَلْدَةٍ ... فَمِنْ مُنْجِدٍ نائِي الضَّرِيْحُ وَمُتْهِمِ قُبُورٌ بِأطْرافِ الثُّغُورُ كَأنَّمـ ... ـا مَوَاقِعُها مِنْهَا مَواقِعُ أنْجُمِ تُرَى البيْضِ لَمْ تَعْرِفْهُمُ حِيْنَ واجَهَتْ ... وُجُوهَهُمْ في المَأزَقِ المُتَجَهِّمِ وَلَمْ تَتَذَكَّرُ رَيَّها بِأكُفِّهُمْ ... إِذَا أوْرَدُوْها تَحْتَ أغْبَرَ أقْتَمِ مَسَاعٍ عِظَامٌ لَيْسَ يَبْلَى جَدِيْدُهَا ... وَإِنْ بَلِيَتْ مِنْهُمْ رَمَايِمُ أعْظَمِ فَلا عَجَبٌ لِلأُسْدِ إِنْ ظَفِرَتْ بِهَا ... كِلَابُ الأعادِي مِنْ فَصِيْحٍ وَأعْجَمِ فَحَرْبَةُ وَحْشِيٌّ سَقَتْ حَمْزَةَ الرَّدَى. البَيْتُ هَذانِ البَيْتانِ الأخِيْرانِ يُرْوَيانِ لِمَنْصُورَ الفَقِيْهِ المِصْرِيِّ، وَأبو تَمّامِ ضمَّنَهُما شِعْرَهُ هَذَا كالاسْتِشْهادِ. المُتَنَبِّي: [من الطويل] 10776 - فَخُذ خُلسَةً في كلِّ يَومٍ تَعِيشُهُ ... وَكُن حَذرًا من كامنَاتِ المصَائِبِ [من المتقارب] 10777 - فَخَرتَ بِأَصلِكَ أَصلٍ شَريفٍ ... أَضرَّت بهِ نَفسُكَ الخَامِلَة بَعْدَهُ: وَما يَنْفَعُ الأصْلُ مِنْ هاشِمٍ ... إِذَا كانَتْ النَّفْسُ مِن باهِلَه الأبيوردي: [من البسيط] 10778 - فَخُض غِمَارَ الرَّدَى تَسلَم وَثب عَجلًا ... لعُرضَةٍ عَرَضت فالحزمُ في العَجَلِ الحارثُ بن كَلدَةَ: [من الطويل] 10779 - فَخلِّ ابن عمِّ السَّوءِ والدَّهرَ إِنَّهُ ... سَيَكفِيكَهُ أيّامُهُ وَنَوائِبُه ¬
[من السريع] 10780 - فَخَلِّ عَنكَ العُذرَ يَا سَيِّدِي ... فَكُلُ ما تأتِيهِ مَحمُودُ طُفَيلٌ الغَنَوِيُّ: [من الطويل] 10781 - فَخَلِّ قُريشًا تَقْتَتِلْ إِنَّ مُلكَهَا ... لَهَا وَعَلَيها حَربُها وَسلَامُها أُبَيُّ بن حُمامٍ العَبسيُّ: [من الطويل] 10782 - فَخَلِّ مَقامًا لَم تَكُن لِتَسُدَّهُ ... عَزِيزًا عَلَى عَبسٍ وَذُبيانَ ذائِدُهْ عَبدُ اللَّهِ بنُ المُعتَزِّ: [من الطويل] 10783 - فَخَلَّيتُ شَيطَانَ التَّصَابِي لأَهلِهِ ... وَأَدبَرتُ عَن شَأنِ الغَويّ وَوَلَّيتُ عَبدُ اللَّهِ بن محمَّدٍ: [من الوافر] 10784 - فَخيرُ القَولِ ما أَوجَزتَ فِيهِ ... فَقَصَّ قَليلُهُ مَعنَى الكَثيرِ كَاتِبُهُ عَفا اللَّهُ عَنهُ: [من الوافر] 10785 - فَخيرُ القَولِ ما يتلُوهُ صِدقٌ ... وَشَرُّ القَولِ ما يتلُو الكِذَابَا القُطَامِيُّ: [من الوافر] 10786 - فَخيرُ الأَمرِ ما استَقبَلتَ عَنهُ ... وَلَيسَ بأَن يُتبّعَهُ اتّباعا بَعْدَهُ: وَلَكِنَّ الأدِيْمَ إِذَا تَفَرَّى ... بِلًى وَتَعَيُّبًا غَلَبَ الصِّنَاعَا وَمَعْصِيَةُ الشَفِيْقِ عَلَيْكَ مِمّا ... يَزِيْدُكَ مَرَّةً مِنْهُ اسْتِمَاعَا ¬
تَراهُمْ يَغْمِزُونَ مِنِ اسْتَرَكُّوا ... وَيَجْتَنِبُونَ مَنْ صَدَقَ المِصَاعَا أَبُو القاسم الحَريريُّ: [من السريع] 10787 - فَخيرُ ما لِلصِّ أَن لا يُرَى ... في بقعَةٍ فيها لَهُ عَملَهْ أبْياتُ الحَرِيْرِيِّ مِنْ مَقاماتِهِ: دُوْنكَ نُصْحِي فاقْتَفِي سبَيْلهُ ... وِأغَنَى عَنِ التَّفْضِيْلِ بِالجمْلَه طِيْرِي مَتَى نَقّرْتِ مِنْ نَخْلَةٍ ... وَطَلِّقِيْها بِتَّةً بَتْلَه وَحاذِرِي العَوْدَ إلَيْها وَلَو ... سَبَّلَها ناطُورهَا الأبْلَه فَخَيْرٌ ما لِلِصِّ أنْ لَا يُرَى. البَيْتُ ابْنُ المَوصِلَايَا: [من الوافر] 10788 - فداءُ الجسمِ يُمكنُ أَن يُدَاوَى ... وَداءُ القَلبِ لَيسَ لَهُ طَبِيبُ أبْياتُ أَبِي سَعْدٍ العَلَاءِ بن الحَسَنِ بن وَهْبٍ المَعْرُوْفِ بِابنِ المُوْصِلَايا وَلَقَبهُ أمِيْنُ الدَّوْلَةِ المُنْشِئ صَاحِبُ الرَّسائِلِ أوَّلُها: بِنَفْسِي مِنْ شُهُوْد هَواهُ عِنْدِي ... يُقابِلُ مَشْهَدًا مِنْهُمْ مَغِيْبُ وَكَمْ لَائِمٍ لِي في هَوَاهُ ... وَذَلِكَ مَقْصَدٌ فِيْهِ يَجِتَنِبُ وَكَيْفَ أُجِيْبُ عُذّالِي وَقَلْبِي ... مُعَنَّى لا يُفارِقُهُ الوَجِيْبُ وَكُنْتُ نَدَبْتُ في طَلَبِ التَّسَلِّي ... فُؤادِي فانْثَنَى وَبِهِ نُدُوْبُ وَأخَطَأَ ظَنُّ خَطْوِي في مَجَالٍ ... تَخَطَّتْ ضِيْق مسلَكهُ القُلُوبُ وَلَسْتُ بِطَامِعٍ في عُشْبِ أرْضٍ ... جَناها الغَيْثُ فالمَرْعَى جَدِيْبُ فداءُ الجِسْمِ يُمْكِنُ أنْ يُداوَى. البَيْتُ ابْنُ فُضَّالٍ القيرواني: [من السريع] 10789 - فَدَارِهِم ما دُمتَ في دارِهم ... وارضِهِم ما دُمتَ في أَرضِهِم ¬
قَبْلَهُ: إِنْ تُلْقِكَ الغُرْبَةُ في مَعْشَرٍ ... قَدْ أجْمَعُوا فِيْكَ عَلَى بغْضِهِمْ فَدَارِهِمْ ما دُمْتَ في دارِهِم. البَيْتُ الحَارِثيُّ: [من البسيط] 10790 - فَدَامَتِ النعَمُ اللَّاتِي تُرى بهم ... وَدامَ لِلحاسِدينَ الغِلُّ والكَمَدُ الكميتُ بن مَعروفٍ: [من البسيط] 10791 - فَدامَ لِي وَلَهم مَا بِي وَما بِهم ... وَمَاتَ أَكثَرُنا غيظًا بِمَا يَجدُ قَبْلَهُ: إِنْ يَحْسدُوني فَإنِّي غَيْرُ لَائِمِهِمْ ... قَبْلِي مِنَ النّاسِ أهْلُ الفَضْلِ قَدْ حُسِدُوا فَدامَ لِي وَلَهُمْ ما بِي وَما بِهِم. البَيْتُ وَمِنْ بابِ (فَدا) قَوْلُ ابنِ حَيُّوْسٍ (¬1): فَداؤُكَ أمْلَاكٌ ثوابُ عِقَابهَا ... لَدَيْها العبُوسُ الشمُّ والنَّظَرُ الشَّزرُ إِذَا مَا رُقُوا بِالحَمْدِ لَمْ تَنْفَع الرُّقَى ... وَإِنْ سُحِرُوا بِالمَدحِ لَمْ يَنْفُذِ السِّحرُ بَشَّار: [من الكامل] 10792 - فَدع التَبحُّثَ عَن صَديقِكَ إِنَّهُ ... كَسِبَيكَةِ الذَّهبِ الذي لا يَكلَفُ عَبد اللَّه بن أبي عُيينة المهلبِيّ: [من الكامل] 10793 - فَدَعِ الوَعِيدَ فَمَا وَعيدُكَ ضائِري ... أَطنينُ أَجنحَةِ البَعُوضِ يَضِيرُ ¬
كَانَ عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الحُسَيْنِ بن عَلِيّ بن أَبِي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِيْنَ ظَهَرَتْ المبيِّضةُ دَعا عَبْدَ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن أَبِي عُيَيْنَة المَهْلِبِيّ إِلَى نُصرَتِهِ فَلَمْ يجِبْهُ فَتَوَعَّدَهُ عَلِيٌّ فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ: أعَلِيُّ إنَّكَ جاهِلٌ مَغْرُوْرُ ... لَا ظُلْمَةٌ لَكَ لَا وَلَا لَكَ نُورُ أكَتَبْتَ تُوْعِدُنِي إِنْ استَبْطَأتَنِي ... إنِّي بِحَرِبِكَ ما حَيِيْتُ جَدِيْرُ فَدَعِ الوَعِيْدَ فَمَا وَعِيْدْكَ ضَائِرِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِذا ارْتَحَلْتُ فَإنَّ نَصْرِي لِلأُلَى ... أبَواهُمُ المَهْدِيُّ والمَنْصُوْرُ بُنِيَتْ عَلَيْهِ لُحُوْمُنا وَدِماؤُنا ... وَعَلَيْهِ قُدِّرَ سَعِيُنا المَشْكُوْرُ عَبد الرّحمن بن ثابتٍ: [من الوافر] 10794 - فَدَع أمرًا إِذَا لَم تَستَطِعهُ ... لآخرَ مِن أُمُوركَ مُستَطاع أبو عَمرِو بن العَلاءِ: [من المتقارب] 10795 - فَدَع ذِكرَ دُنيًا تَبدَّت لَنَا ... كَسُمِّ الشُجَاعِ إِذَا مَا لَدَغ قَالَ أَبُو عَمْرِو بن العَلَاءِ واسْمُهُ زَبَّانُ، وَقِيْلَ رَبَّانُ وَقِيْلَ جَزْءٌ وَقِيْلَ اسْمهُ كنية -وَهُوَ الأصَحُّ -تُوُفِيَ بِطَرِيْقِ الشَّامِ في سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمِائَةٍ. فَدَعْ ذِكْرَ دُنْيا تَبَدَّتْ لنا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإنِي خَلَوْتُ بِفِكْرٍ لَهَا ... وَفَارَقْتُ إبْلِيْسَ لَمَّا نَزَغْ فَألْفَيْتُهَا مِثْلَ ماءِ الإِنَاءِ ... وَكَلْبُ العَشِيْرَةِ فِيْهِ يلِغْ فَخَلَّيْتُها عَنْ قِلًى كُلُّهَا ... وَعَلَّلْتُ نَفْسِي بِأخْذِ البُلَغْ قَالَ زَيْدُ بن عَلِيّ بن الحُسَيْنِ بن عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِم السَّلَامُ: اطْلُب ما يَعْنِيْكَ واترك ما لا يعنيك؛ فإِنَّ في ترك ما لا يعنيك دَركًا لِما يَعْنِيْكَ؛ فَإِنَّكَ تقدُم ¬
عَلَى ما قَدّمْتَ وَلَا تُقْدِمُ عَلَى ما أخَّرْتَ. فآثِرْ ما تَلْقاهُ غَدًا عَلَى مَا لَا تَراهُ أبَدًا. أَرطأةَ بنُ سُهيَّةَ: [من الطويل] 10796 - فَدَع ذِكرَ مَن قَد حَالَتِ الأَرضُ دُونَهُ ... وَفِي غَير مَن قَد وارتِ الأرضُ فَاطمَعِ [من الوافر] 10797 - فَدَع عَنكَ العِتابَ فَرُبَّ شرٍّ ... طَويلٍ هاجَ أوَّلُهُ العتابُ ابْنُ الرُّومِيّ: [من الوافر] 10798 - فَدَع عَنكَ الكَثيرَ فَكَم كَثِيرٍ ... يُعافُ وَكَم قَلِيلٍ مُستَطَابِ [من الطويل] 10799 - فَدَع عَنكَ عمرًا إِنَّ عَمرًا مُسالمٌ ... وهَل بَطْنُ عمرو غيرُ شبرٍ لمَطعَمِ [من الطويل] 10800 - فَدَع عَنكَ لَيلَى إِنَّ لَيلَى وشَأنَهَا ... وإنْ وَعدَتكَ الوَعدَ لا يتَيسَّرُ زُهَيرٌ المِصْرِيُّ: [من الطويل] 10801 - فَدَع كلَّ ماءٍ حينَ تُذكَرُ زَمزَمٌ ... وَدَع كلَّ وادٍ حين يُذكَرُ نعمَانُ بَعْدَهُ: وَمَا كُلُّ أرْضٍ مِثْلَ أرْضٍ هِيَ الحِمَى ... وَلَا كُلُّ نَبْتٍ مِثْلَ نَبْتٍ هُوَ البَانُ عُروَةُ بنُ الوردِ: [من الوافر] 10802 - فَدَع مَا لُمتَ صاحِبَهُ عَلَيهِ ... فَشَينٌ أَن يَلُومَكَ مَن تَلُومُ ¬
[من الطويل] 10803 - فَدَعنِي أَخُض مَاءَ المَخاوِفِ آجنًا ... إِلَى حَيثُ ماءُ المكرُماتِ نَمِيرُ [من المتقارب] 10804 - فَدَعوَاكَ في الحُبِّ مَقبولةٌ ... لدَيَّ وَشاهِدُها في فؤادِي رَبِيعَةُ بن مُكَدِّمٍ: [من الكامل] 10805 - فَدَعَوا نَزَالِ فَكُنتُ أوَّلَ نازِلٍ ... وَعَلَامَ أَركَبُهُ إِذَا لَم أَنزِلِ أَبُو الأسوَد الدُؤلِيُّ: [من الطويل] 10806 - فَدَعهُ فَصُرمُ المَرءِ أَهوَنُ حَادثٍ ... وفي الأَرضِ للمرءِ الكَريمِ مَذَاهِبُ الشنفَرى يَصِفُ امرأةً: [من الطويل] 10807 - فَدقَّتْ وَجلَّتْ واسبكَرَّتْ وأُكمِلَتْ ... فَلَو جُنَّ إِنسانٌ منَ الحُسنِ جُنَّتِ قَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ تُوْصَفِ امْرَأَةٌ بِأحْسَنِ وَلَا أوْجَزِ مِنْ قَوْلِ الشَّنْفَرَى هَذَا. فَدَقَّت وَجَلَّتْ واسْبَكَرَّتْ. البَيْتُ أي دَقَّتْ خاصِرَتُها وَجَلَّتْ عَجِيْزَتُها وامْتَدَّ قَوامُهُا واسْوَدَّ شَعْرُها وابْيَضَّ لَوْنُها وَأُكْمِلَ حُسْنَها فَكَادَتْ مِنْ حُسْنِهَا وَكَمالِهَا في جَمَالِهَا يَعْتَرِيْهَا مِنْ ذَلِكَ الزَّهْوِ والإعْجابِ مِثْلُ الجنُونِ لَو كَانَ إنْسانٌ جُنَّ مِنَ الحُسْنِ قَبْلَها. المُتَنَبِّي: [من البسيط] 10808 - فَدُونَكَ العز أَنَّى كَانَ مَطلَبُهُ ... لا تُخدعَنْ عَنهُ بالإشفاقِ والعَذَلِ ¬
دِعبِلٌ: [من الطويل] 10809 - فَدُونَكَ عرضي فَاهجُ حيًّا فَإِن أَمُتْ ... فَبِاللَّهِ إِلَّا ما خَريتَ عَلَى قَبرِي وَمِنْ بابِ (فَدُونَكَ) قَوْلُ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ الغَسّانِيِّ: فَدُوْنَكُمُ لِلشِّعْرِ نَظْمُ قِلَادَةٍ ... جَرَى في حَواشِي نَظْمِها الدرُّ والشَّذْرُ مُفَصَّلَةً قَدْ أُوْقِرَتْ بِبَدائِعٍ ... فَمَا يَشْغَلُ الأسْماعُ عن مِثْلها وَقْرُ يَرُوْقُ لِحاظَ الذِّهْنِ رَوْنَقُ حُسْنِها ... وَيَرْتَعُ في دِيْباجِ رَوْنقَها الفِكْرُ وَمِنْ بابِ (فَدَيْتُهُ) قَوْلُ آخَرَ (¬1): فَدَيْتُ مَنْ كَلَّمَنِي طَرْفُهُ ... سِرًّا مِنَ النَّاس وَما يَنْطِقُ سَارَقَ حُرّاسَ الهَوَى لَحْظُهُ ... حَتَّى إِذَا أغْفَى الَّذِي يَرْمِقُ أوْما إِلَى طَرَفي بِتَسْلِيِمَةٍ ... وَفَلْبُهُ مِنْ وَجَلٍ يَخْفِقُ ابْنُ الطَثِريَّةِ: [من الطويل] 10810 - فَديتُكِ أَعدائِي كَثيرٌ وشُقَّتي ... بَعيدٌ وأَنصَارِي لَديكِ قَليلُ يَقُولُ مِنْهَا قَبْلَهُ: فَيَا خُلَّةَ النَّفْسِ الَّتِي لَيْسَ دُوْنَهَا ... لنَا مِنْ أخْلَّاءِ الصَّفاءِ خَلِيْلُ أمَا مِنْ مَقامٍ أشْتَكِي غُرْبَةَ النَّوَى ... وَخَوْفَ العِدا فِيْهِ إلَيْكَ سَبِيْلُ فَدَيْتكِ أعْدائِي كَثيْرٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَلا تَحْمِلِي دَمي وَأَنْتِ ضَعِيْفَةٌ ... فَحَمْلُ دَمِي يَوْمَ الحِسابِ ثَقِيْلُ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَكِ مُرْسِلٌ ... فَرِيْحُ الفَلا مِنِّي إلَيْكِ رَسُوْلُ صَحَائِفُ عِنْدِي لِلْعِتَابِ طَوَيْتُهَا ... ستُنْشَرُ يَوْمًا والعِتَابُ يَطُوْلُ وَكُنْتُ إِذَا مَا جِئْتُ جِئْتُ بِعِلَّةٍ ... فَأفْنَيتُ عِلَّاتِي فَكَيْفَ أقُوْلُ ¬
وَما كُلّ يوْمٍ لِي بِأرْضِكِ حَاجَةٌ ... وَلَا كُلّ يَوْمٍ لِي إلَيْكِ وُصُولُ وَقالَ يَحْيَى بن طالِبٍ الحَنَفِيُّ في شَفْعَتِها: [من الطويل] سَأصْبِرُ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ بَيْنَنَا ... فَإنْ نَلْتقِي يَوْمًا فَسَوْفُ أقُوْلُ لِتَعَلَمَ أنِّي لِلْمَوَدَّةِ حافِظٌ ... وَأنِّي لِما حَمَّلتنِي لَحَمُوْلُ [من الطويل] 10811 - فَدِيتكَ عُذرِي في المَحبَّةِ وَاضِحٌ ... وَمالَك في هَجر المُحبِّينَ من عُذرِ أَبُو الفتح البُستِي: [من الوافر] 10812 - فَدَيتكَ قَد وَعدتَ فَقُل صَريحًا ... مَتَى يَخضرُّ للمَوعودِ عُودُ بَعْدَهُ: وقُلتَ الجُودُ بالمَوجودِ شَرطِي ... فَهل يَرتاحُ للموجُودِ جُودُ الأَمير العاصِميُّ: [من الوافر] 10813 - فَديتكَ لَيسَ إمسَاكِي لبُخلٍ ... وَلَكِن ما يَفي بالخَرج دَخلي بَعْدَهُ: وفِي طَبعِي السَّماحَةُ غَير أَنِّي ... عَلَى قدر الكِساءِ مَددتُ رجلي أَبُو فراسٍ: [من المتقارب] 10814 - فَديتُكَ مَا الغَدرُ مِن شيمَتِي ... قَدِيمًا وَلَا الهَجرُ مِنْ مَذهَبِي بَعْدَهُ: وَهَبني كَمَا تدّعي مُذنبًا ... أَمَّا يُقبَلُ العُذرُ من مُذنبِ وَأَولَى الرِّجالِ بعتبٍ أَخٌ ... يَكُرُّ العِتابَ عَلى مُعتِبِ ¬
10815 - فِدًى لكَ مالِي فَهُو منكَ وَمُهجَتِي ... فَإِنَّكَ قَد أَقررتَها في جَوانحي الأَخطَلُ بن غالبٍ: [من الطويل] 10816 - فَدِينُوا كَمَا دَانت غَنيٌّ لعَامرٍ ... فغَيرهُم الجَانِي وَهُم عاقِلوا الدَمِ النَّابِغَةُ الذبيانيُّ يَصِفُ حربًا: [من الوافر] 10817 - فَذاقَ المَوتَ مَن بَرَكَتْ عَلَيهِ ... وَبالنَّاجِينَ أَظفارٌ دَوامِي الحَرِيرِيُّ مِنَ المَقَامات: [من السريع] 10818 - فَذاكَ إن مَاتَ فَسُحْقًا لَهُ ... وَإِنْ يَعِشْ فَهوَ كَمَنْ لَمْ يَعِشْ مُحَمَّدُ بَشِيْرٍ يَمْدَحُ: [من الطويل] 10819 - فَذَلَّلَ أعْناقَ الصِّعَابِ بِبأسِهِ ... وَأعْناقَ طُلَّابِ النَّدَى بِالفَواضِلِ بَعْدَهُ: فَمَا انْقَبَضتْ كَفّاهُ إِلَّا بِصَارِمٍ ... وَلَا انْبَسَطَتْ كَفاهُ إِلَّا بِنائِلِ طُفَيْلٌ الغِنَوِيُّ: [من الطويل] 10820 - فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ ... مِنَ الغَيْظِ في أكْبادِنا والتَّحَوُّبِ يُقالُ في المَثَلِ: مَنْ يَرَ يَوْمًا يُرَبِهِ. وَهوَ يُضْرَبُ في المُكافَأةِ. رَجُلٌ مِنْ هَمَدَانَ: [من البسيط] 10821 - فَرَاشهُ الحِلْمُ فِرْعَونَ العِقَابِ فَإنْ ... تَطْلُب نَداهُ فَكَلْبٌ دُونَهُ كَلِبُ قَبْلَهُ: ¬
في مَرْوان بنِ مُحَمَّدٍ لَمَّا هَرَبَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ. لَجَّ الفِرارُ بِمَرْوانٍ فَقُلْتُ لَهُ ... عادَ الظَّلُومُ ظَلِيْمًا هَمُّهُ الهَرَبُ فَراشَهُ الحِلْمُ فِرْعَونَ العِقابِ. البَيْتُ. يُوسُفُ بنُ صُبيحٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 10822 - فِراقُ أخٍ يُعْطِي المُوَدَّةَ حَقَّهَا ... أضّرُّ وَأنْكَى مِنْ فَراقِ حَبِيْبِ وَمِنْ بابِ (فَراقُ) قَوْلُ سُلَيْمانَ بن يَزِيْد العَدَوِيِّ: فَراقُ الهَوَى في الجَهْلِ أدَنَى إِلَى التُّقَى ... وَجَمْعُ الهَوَى في الرّشْدِ أدنَى وَأوْفَقُ وَمِثْلُ قَوْلُ الشّاعرُ: فَرِاقُكَ كُنْتُ أخْشَى فافْتَرَقْنا. البَيْتُ. قَوْلُ أعْرابِيَّةٍ مَاتَ وَلَدُها فَحَسُنَ عَزاؤها فَقِيْلَ لَهَا في ذَلِكَ: قَالَتْ إِنَّ فَقْدِي لَهُ آمَنَنِي مِنْ كُلِّ مُصِيْبَةٍ ثُمَّ قالَتْ (¬1): وَقَدْ كُنْتُ حَيَّ الخَوْفِ للدَّهْرِ قَبْلَهُ ... فَلَمّا تُوفِّيَ ماتَ خَوْفِي مِنَ الدَّهْرِ وَقُرْبٌ مِنْهُ قَوْلُ آخَر (¬2): مَنْ شاءَ بَعْدَكَ فَلْيَمـ ... ـتْ فَعَلَيْكَ كُنْتُ أُحاذِرُ كُنْتَ السَّوادَ لِناظِرِيَّ ... فَبانَ ذاكَ النَّاظِرُ وَقَوْلُ آخَر (¬3): فَقُلْتُ قَسَا عَلَى الحَدَثانِ قَلْبِي ... وَقَدْ بالَيْتُ حَتَّى لا أُبالِي وَقَوْلُ المُتَنَبِّيّ (¬4): فَصِرْتُ إذًا أصَابَتْنِي سِهَامٌ ... تَكَسَّرَتِ النِّصَالُ عَلَى النِّصَالِ ¬
فَهَا أنَا لا أُبَالِي بِالرَّزَايَا ... لأنِّي ما أقْتَنَعْتُ بِأنْ أُبَالِي وَقَوْلُ آخَر (¬1): وَفارَقْتُ حَتَّى لا أُبَالِي بِمَن نَأى ... وَإِنْ بَانَ أحْبابٌ عَلَيَّ كِرَامُ وَقَدْ جَعَلَتْ نَفْسِي عَلَى النَّأيِ ... تَنْطَوِي وَعَيني على فَقْدِ الحَبِيْبِ نِيامُ أَبُو زرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: [من الوافر] 10823 - فَرِاقُكَ في غَدٍ وَغَدٌ قَرِيْبٌ ... فَوا أسَفا عَلَى البَيْنِ القَرِيْبِ بَعْدَهُ: فَيا صَدْرَ النَّهارِ إلَيْكَ عَنِّي ... وَيا شَمْسَ الأصَائِلِ لا تَغِيْبِي [من الوافر] 10824 - فَرِاقَكَ كُنْتُ أخْشَى فافْتَرَقْنا ... فَمَن فَارَقْتُ بَعْدَكَ لا أُبالِي أَبُو العَيْناء وَقِيْلَ دِعْبِلٌ: [من المتقارب] 10825 - فَرِاقُكَ مِثْلُ فَراقِ الحَياةِ ... وَفَقْدُكَ مِثْلُ افْتِقادِ الدِّيَم بَعْدَهُ: سَلامٌ عَلَيْكَ فَكَمْ مِنْ وَفاءٍ ... نُفَارِقُ مِنْكَ وَكَمْ مِنْ كَرَمِ قالَ الزَّبَيْرُ بن بَكّارٍ: شَيَّعَنِي إسْحاقُ بن إبْراهِيْم التَّمِيْمِيُّ، فَلَمّا أرادَ أنْ يُفارِقَنِي مُوَدِّعًا قَالَ: فِراقُكَ مِثْلُ فراقِ الحَياةِ. البَيْتانِ. السِّرِيُّ الرَّفاء يَهْجُو: [من الكامل] 10826 - فَرَأيْتُ عِلْمَكَ في خَرًى وَمُخاطَةٍ ... وَحَدِيْثَ شِعْرِكَ مِنْ فُسًا وَضُراطِ ¬
الرَّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 10827 - فَرُبَّ شَقَاءٍ قَدْ نَعِمْنا بِمُرِّهِ ... وَرُبَّ نَعِيْمٍ قَدْ شَقِيْنا بطِيْبِهِ [من الطويل] 10828 - فَرُبَّ قَرِيْبِ الدّارِ ناءٍ بِوُدِّهِ ... وَآخَرَ نائِى الدّارِ وَهوَ قَرِيْبُ قَبْلَهُ: سَقَى اللَّهُ أكْنافَ العِراقِ وَمَنْ بِهِ ... فَقَدْ حَلَّها شَخْصٌ إليَّ حَبِيْبُ أخٌ خَيْرُ مَنْ آخَيْتَ مِنْ ذِي مَوَدَّةٍ ... قَلِيْلُ الأذَى فِيْما أحِبُّ مُجيْبُ فَإنْ تَكُ قَدْ أمْسَيْتَ عَنِّي نائِيًا ... وَحالَتْ وُعُور بَيْنَنَا وَسُهُوبُ فَرُبَّ قريبِ الدّارِ ناءٍ بودِّهِ. البَيْتُ. وقال يحيى المنجّم: [من الطويل] وَرُبَّ بَعِيْدِ الدّارِ لَيْسَ بِغائِبٍ ... وَرُبَّ قَرِيْبِ الدّارِ لَيْسَ بِحاضِر وَقالَ آخَرُ (¬1): [من الطويل] وَرُبَّ بَعِيْدٍ حَاضِرٍ لَكَ نَفْعُهُ ... وَرُبَّ قَرِيْبٍ حاضرٍ مِثْلِ غَايِبِ المَعَرِيُّ: [من البسيط] 10829 - فَرُبَّما ضَرَّ خِلٌّ نافِعٌ أبَدًا ... كالرِّيْقِ يَحْدُثُ مِنْهُ عارِضُ الشَّرَقِ قَبْلَهُ: لا تَنْسَ لِي نَفَحَاتِي وانْسَ لِي زَلَلِي ... وَلَا يَغُرَّنْكَ خَلقِي واتَّبِعْ خُلُقِي فَرَبُّما ضرَّ خِلّ نافِعٌ أبَدًا. البَيْتُ بشْرُ بن أَبِي خازِمٍ: [من الوافر] ¬
10830 - فَرَجِّي الخَيْرَ وانْتَظِرِي إيَابِي ... إِذَا ما القارِظُ العَنْزِيُّ آبَا قالَ بِشْرُ بن أَبِي خازِمٍ عِنْدَ موتهِ مُشِيْرًا إِلَى ابْنَتِهِ: تُسَائِلُ عَنْ أبِيْها كُلَّ رَكْبٍ ... وَلَمْ تَعَلَمْ بِأنَّ السَّهْمَ صَابَا فَرَجِّي الخَيْرَ وانتظِرِي إيابا. البَيْتُ. قَوْلُهُ هُوَ المَثَلُ: إذًا ما القارِظُ العَنْزِيُّ آبا. قَالَ ابْنُ الكَلْبِيُّ: هُما قارِظانِ وَكِلاهُما مِنْ عَنَزَةَ، فالأكْبَرُ مِنْهُما اسْمُهُ يُذْكَرُ بن عَنَزَةَ لِصُلْبِهِ، والأصْغَرُ هُوَ زُهمُ بنُ عامِرِ بنِ عَنَزَةَ. وَكانَ مِنْ حَدِيْثِ الأول أَنَّ خُزَيْمَةَ بنَ فَهْدٍ وَيُرْوَى حُزَيْمَةَ كَذَى رَواهُ أَبُو النَّدَى في أمْثالِهِ كَانَ عشْقَ فاطِمَةَ بنْتَ يُذْكَرُ بنِ عَنَزَةَ وَهُوَ القَائِلُ (¬1): إِذَا الجوْزاءُ أرْدَفَتِ الثُّرَيّا ... ظَنَنْتُ بِآلِ فاطِمَةَ الظُّنُونَا وَحالَتْ دُونَ ذلِكَ مِنْ هُمُومِي ... هُمُوم تُخْرِجُ الدّاءَ الدَّفِيْنَا قَالَ ثُمَّ إِنَّ خُزَيْمَةَ وَيَذْكُرَ خَرَجا يَطْلُبانِ القَرَظَ وَهُوَ نَبْتٌ يُدْبَغُ بِهِ فَمَرّا بِهَوْمٍ مِنَ الأرْضِ فِيْهَا نَخْل فَنَزلَ يَذْكِرُ ليشتار عَسَلًا وَدَلَّاهُ خُزَيْمَةُ بِحَبْلٍ فَلَمّا فَرَغَ قالَ يَذْكرُ امْدُدْنِي لأصعَدَ فَقالَ خُزَيْمَةَ: لا واللَّهِ حَتَّى تَزَوِّجُنِي ابْنَتُكَ فاطِمَةَ، فَقالَ لَهُ يَذْكرُ: عَلَى هَذِهِ الحالُ لا يَكُونُ ذَلِكَ أبَدًا. فَتَرَكَهُ خُزَيْمَةُ فِيْهَا حَتَّى ماتَ. قالَ وَفِيْهِ وَقَعَ الشَّرُّ بَيْنَ قُضاعَةَ وَرَبِيْعَةَ. قَالَ: وَأمّا الأصْغَرُ مِنْهُما فَإِنَّهُ خَرَجَ يَطْلِبُ القَرَظَ أَيْضًا فَلَمْ يَرْجعْ وَلَا يُدْرَى لَهُ خَبَرٌ فَصَارَ مَثَلًا في امْتِدادِ الغَيْبَةِ؛ يُقالُ: حَتَّى يَؤُبَ القَارِظَانِ، وَحَتَّى يَؤُبَ المُنَخَّلُ، وَحَتَّى يَرِدُ الغَيِّبُ. وَحَتَّى يُؤلَّفَ بَيْنَ الضَّبِ والنُّونِ. كُلُّ ذَلِكَ سَواءٌ في مَعْنَى التَّأبِيْدِ وَكَذَلِكَ قَوْلُ أهْلُ البصْرَةِ: حَتَّى يَرْجعَ نَشْطٌ مِنْ مَرْوَ. وَنَشْطٌ هَذَا غُلامٌ كَانَ لِزِيادِ بن أبيِهِ بنَّاءً وَكانَ قَدْ بَنَى لِزِيَادٍ دَارَهُ بِالبَصْرَة فَرَفَعَ بِناءها وَلَمْ يُشَرِّف بَابَهُ وَلَمْ يُرْفَع عَلَيْهِ شَيْئًا ثُمَّ أبقَ إِلَى مَرْوَ فَكَثُرَ قَوْلُ أصْحَابِ زِيادٍ وَجُلَسائِهِ لَهُ لَوْ رَفَعْتَ ¬
لِلبابِ شُرفًا كَانَ أحْسَنَ لَهُ فَكَانَ يَقُولُ: إنِّي لأرِيْدُ ذَلِكَ وَلَكِنْ يَرْجعُ نَشُطٌ مِنْ مَرْوَ فَكَثُرَ ذَلِكَ مِنْهُم وَمِنْهُ حَتَّى جَعَلَهُ أهْلُ البَصْرَةَ مَثَلًا سائِرًا مُتَداوَلًا بَيْنهُم. رَجُلٌ مِنْ حَنْظَلَةَ: [من الطويل] 10831 - فَرحْنَا بِقُرْطاسٍ طَوِيْلٍ وَطِيْنَةٍ ... وَراحَ بَنُو أعْمامِنا بِالأبَاعِرِ [من مجزوء الكامل] 10832 - فَرَحٌ وَحُزْنٌ تارَةً ... لا الحُزْنُ دامَ وَلَا السُّرُورُ السِّرِيُّ الرَّفاء: [من الوافر] 10833 - فَرَرْتَ الأفْعَوانَ الصِّلَّ جَهْلًا ... فَكَيْفَ رَأيْتَ نابَ الأُفْعُوانِ عَبْدُ الصَّمِدِ بن المُعَذَّلِ: [من المتقارب] 10834 - فَرَرْتُكَ يا جَذَعًا سِنُّهُ ... مِنَ العِلْمِ عَن مُصْعَبٍ بازِلِ بَعْدَهُ: حَلَلْتَ مِنَ العِلْمِ في ذِروَةٍ ... مَحَلَّ السَّنَامِ مِنَ الكَاهِلِ سابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من السريع] 10835 - فَرَرْتُ مِنْ قَطْرٍ إِلَى مَثْعَبٍ ... عَلَيَّ بِالوابِلِ مُثْعَنْجِرُ وَمِنْ بابِ (فرس) قَوْلُ ابن المُعْتَزِّ وَهُوَ بَدِيْعٌ في الاسْتِعارَةِ مِنْ عِلْمِ البَيانِ (¬1): فُرسانُ قَطْرٍ عَلَيَّ خَيْلٍ مِنَ الزَّهر ... تَحُثُّهنَّ سِياطُ الرِّيْح في السَّحَرِ ما شِئْتَ مِنْ حَرَكَاتٍ وَهِيَ واقِعَةٌ ... تَخالُها سائِراتٍ وَهِيَ لَمْ تَسِرِ ¬
عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ: [من البسيط] 10836 - فَرِّغْ رَجَاءَكَ واحْطُطْ أرْحُلًا قَلِقَتْ ... عَلَى المَطايا وَثِقْ بِالواحِدِ الصَّمَدِ وَمِنْ بابِ (فرَّ) قَوْلُ امْرِئُ الَقيْسِ يَصِفُ رامِيًا بِالسِّهامِ (¬1): فَرَماها في فَرايِصَهَا ... بِإزاءِ الحَوْضِ أو عُقُرِه بِرَهِيْشٍ مِنْ كِنانَتِهِ ... كَتَلَظِّي الجَّمْرِ فِي شَرَرِه راشَهُ مِنْ رِيْشِ ناهِضَةٍ ... ثُمِّ أرْماهُ عَلَى حَجَرَه فَهِيَ لا تَنْمِي رَميتَهُ ... مَا لَهُ لا عدَّ مِنْ نَفَرِه سُوَيْدُ بن أَبِي كاهِلٍ: [من الرمل] 10837 - فَرَّ منِّي هارِبًا شَيْطانُهُ ... حَيْثُ لَا يُعْطِي وَلَا شَيْئًا مَنَع المُتَنَبِّيّ: [من الخفيف] 10838 - فَرَسٌ سَابِحٌ وَرِمْحٌ طَوِيْلٌ ... وَدلاصٌ زَغْفٌ وَسَيْف صَقِيْلُ الباخِرْزِيُّ: [من البسيط] 10839 - فَرَشْتُ خَدِّي لِمَمْشاهَا وَقُلْتُ لَها ... أخْشَى عَلَيْكِ الطَّرِيْقَ الوَعْرَ فانْتَعِلِي [من الطويل] 10840 - فَرِشْنِي بِخَيْرٍ طالَما قَدْ بَرَيْتَنِي ... وَخَيْرُ المَوالِي مَنْ يَرِيْشُ وَلَا يَبْرِي الأخْفَشُ الأصْغَرُ: [من الكامل] 10841 - فُرِضَتْ عَلَيَّ زَكاةُ ما مَلَكت يَدِي ... وَزَكاةُ جَاهِي أنْ أُعِيْنَ وَأشْفَعَا ¬
بَعْدَهُ: فَإِذا مَلَكْتَ فَجُدْ فَإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ ... فَاحْرِصْ بِجُهْدِكَ في الوَرَى أنْ تَنْفَعَا قَالَ ياقُوتٌ الحَمْوِيّ في المُعْجَمِ: هُوَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الخَلِيْلِ المُقْرِى المُلَقَّبُ بِالأخْفَشِ الأصْغَرِ الدِّمَشْقِيُّ. وَفاتُهُ في سَنَةِ سَبع وَخَمْسِيْنَ أو ستٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاثمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ: [من الرمل] 10842 - فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الرِّزْقِ وَمنْ ... مُدَّةِ العُمْرِ وَمنْ وَقْتِ الأجَلِ العَائِذِيُّ: [من الرمل] 10843 - فَرَغَ اللَّهُ مِنْ أمُورِ البَرايا ... ما لِخَلْقٍ في الكائِناتِ اخْتِيارُ بَعْدَهُ: إنَّما تَنْجَحُ المَسَاعِي إِذَا مَا ... وافَقَتْ ما جَرَى بِهِ المِقْدارُ وَقَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ آخَرَ (¬1): [من البسيط] عَلامَ أخْضَعُ في الدُّنْيا لِمَنْ رَفَعَتْ ... وَما بِأيْدِيْهِمْ رزْقِي وَلَا أجَلِي مَا قَدْ قَضَى اللَّهُ لا أَسْطِيع أدْفَعُهُ ... وَما لَهُم في سِوَى المَقْدُورِ مِنْ عَمَلِ إسْمَاعِيْلُ السَّاشِيُّ: [من الوافر] 10844 - فَرَكْضًا في مَيادِين التصابي ... أحقُّ الخيلِ بالركض المُعارُ [من الوافر] 10845 - فُرُوعٌ لا تُزَفَّ عَلَيْكَ إِلَّا ... شَهِدَتْ لَها عَلَى طِيْبِ الأَرُومِ ¬
بَعْدَهُ: وَفِي الشَرَفِ الحَدِيْثِ دَلِيْلُ صِدْقٍ ... لِمُخْتَبِرٍ عَلَى الشَّرَفِ القَدِيْمِ الصَّارِمُ: [من الخفيف] 10846 - فَرؤُوسُ الرِّجالِ إمَّا إِلَى المَجـ ... ــد وَإمّا إِلَى رُؤُوسِ العَوَالِي المُتَنَبِّيّ: [من الخفيف] 10847 - فَرؤُوسُ الرِّمَاحِ أذْهَبُ للغَيْـ ... ــظِ وَأشْفَى لِغِلِّ صَدْرِ الحَقُودِ [من الوافر] 10848 - فَرِيْدٌ في الكِتَابَةِ والأمَالِي ... بَدِيْعُ اللَّفْظِ لَيْسَ لَهُ نَظِيْرُ مغلّس بن حصن الفقعسيُّ: [من الطويل] 10849 - فَسادَةُ عَبْسٍ في الحَدِيْثِ نِساؤها ... وَسَادَةُ عَبْسٍ في القَدِيْمِ عَبِيْدُهَا الصَّاحِبُ بن عَبّادٍ: [من المجتث] 10850 - فَسَارِقُ المالِ يُقْطَعْ ... وَسارِقُ الشِّعْرِ يُصْفَعْ قَالَ أَبُو الحَسَنُ الدُّلَفِيُّ المَصِيْصِيُّ: انتحَلَ بَعْضُ الشُّعَراءُ شَيْئًا مِنْ شِعْرِ الصّاحِبِ إسْماعِيْلَ بن عَبّادٍ بِحَضْرَتِهِ وَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَقالَ: أبْلِغُوهُ عَنِّي ما أقُولُ: [من المجتث] سَرَقْتَ شِعْرِي وَغَيْرِي ... يُضَامُ فِيْهِ وَيُخْدَعْ فَسَوْفَ أُجْزِيْكَ صَفْعًا ... يَكُدُّ رَأسًا وَأخْدَعْ فَسارِقُ المالِ يُقْطَعْ. البَيْتُ عَلِيُّ بن الجَهَم يَصِفُ شِعْرُهُ: [من الطويل] ¬
10851 - فَسَارَ مَسِيْرُ الشَّمْسِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ ... وَهَبَّ هُبُوبَ الرِّيْحِ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ قَبْلَهُ: وَلَكِنَّ إحْسَانَ الخَلِيْفَةِ جَعْفَرٍ ... دَعَانِي إِلَى مَا قُلْتُ فِيْهِ مِنَ الشِّعْرِ فَسَارَ مَسِيْرَ الشَّمْسِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ. البَيْتُ ابن هَرَمَةَ: [من السريع] 10852 - فَسَامِعُ الذّمِّ شَرِيْكٌ لَهُ ... وَمُطْعِمُ المَأكُولِ كَالآكِلِ الأبيوردِي: [من الكامل] 10853 - فَسَدَ الزَّمَانُ فَلَيْسَ يَأمَنُ ظُلْمَهُ ... أهْلُ التُّقَى وَبَنُوهُ مِنْهُ أظْلَمُ أبْيَاتُ أَبِي المُظَفَّرَ الأيْبُورْدِيِّ يَقُولُ مِنْهَا: فَسَدَ الزَّمَانُ فَلَيْسَ يَأمَنُ ظُلْمَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أيْنَ التُفَتُّ رَأيْتُ مِنْهُمُ أوْجُهًا ... يشْقَى بِهِنَّ النَّاظِرُ المُتَوَسِّمُ وَأضَرّهُم لَكَ حِيْنَ يُعْضلُ دَاؤُهُ ... بِالمَرْءِ مَنْ هُوَ فِي الصَّدَاقَةِ أقْدمُ نَبَذُوا الوَفَاءَ مَعَ الحَيَاءِ وَرَاءهُم ... فَهُمُ بِحَيْثُ يَكُونُ هَذَا الدِّرْهَمُ وَعَذِرْتُ كُلَّ مُكَاشِحٍ أُبْلَى بِهِ ... فَبَلِيَّتِي مِمَّنْ أُصَاحِبُ أعْظَمُ مَذِقُ الوِدَادِ فَوَجْهُهُ مُتْهَلِّلٌ ... لِمَكِيْدَةٍ وَضمِيْرُهُ مُتَهَجِّمُ لا تَخْلُدَنَّ إِلَى الصَّدِيْقِ فَإِنَّهُ ... بِكَ مِنْ عَدُوِّكَ بِالمَضَرَّةِ أعْلَمُ يَلْقَاكَ وَالعَسَلُ المُصَفَّى يُجْتَنَى ... مِنْ قَولِهِ وَمِنَ الفِعَالِ العَلْقَمِ أَبُو الفَتحْ الدَّامْغَانِيُّ: [من مجزوء الكامل] 10854 - فَسَدَ الزَّمَانُ فَلا تَرَى ... إِلَّا ذِئَابَا أو ذُبَابَا ¬
بَعْدَهُ: هَذَا يَصولُ فَإنْ يُصِبْ ... لَمْ يَألُ عَقْرًا وَانْتِهَابَا وَيَحُومُ ذَاكَ عَلَى أذَاكَ فَلَنْ ... تَرَاكَ بِهِ مُصَابَا فَابْسُطْ حُسَامَكَ فِي الذِّئابِ ... وَلَا تَدَعْ ظُفْرًا وَنَابَا وَاصْبُبْ عَلَى الذُّبَانِ مِنْ ... عَذَبَاتِ مَفْرِعكَ العَذَابَا أَبُو الحَسَنِ البوشنجيُّ: [من الخفيف] 10855 - فَسَدَ النَّاسُ وَالزَّمَانُ جَمِيْعًا ... فَعَلَى النَّاسِ وَالزَّمَانِ السَّلامُ قَبْلَهُ: كَانَ فِي الاجْتِمَاعِ للنَّاسِ نُورٌ ... فَمَضى النُّورُ وَادْلَهَمَّ الظَّلامُ فَسَدَ النَّاسُ وَالزَّمَانُ جَمِيْعًا. البَيْتُ هُوَ أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَان مُحَمَّد الدَّاوُودِيُّ البُوشنْجِيُّ. مَعْقِلُ بن عِيْسَى أخُو أَبِي دُلَفٍ: [من الطويل] 10856 - فَسِرْ أو أقِمْ وَقْفٌ عَلَيْكَ موَدَّتِي ... مَكَانُكَ مِنْ قَلْبِي عَلَيْكَ مَصُونُ قَبْلَهُ: لَعَمْرِي لَئِنْ قَرَّتْ بِقُرْبِكَ أعْيُنٌ ... لَقَدْ سَخَتْ بِالبُعْدِ عَنْكَ عُيُونُ فَسِرْ أو أقِمْ وَقْفٌ عَلَيْكَ موَدَّتِي. البَيْتُ النَّابِغَةُ الجَّعْدِيُّ: [من الطويل] 10857 - فَسِرْ فِي بِلادِ اللَّهِ وَالتَمِسِ الغِنَى ... تَعِشْ ذَا يَسَارٍ أو تَمُوتَ فَتُعْذَرَا مَنْصُور بن بَاذَانَ: [من الطويل] ¬
10858 - فَسِرْ فِي بِلادِ اللَّهِ وَالتَمِسِ الغِنَى ... فَلا الكَرَجُ الدُّنْيَا وَلَا النَّاسُ قَاسِمُ جَرِيْرٌ يِرْثِى زَوْجَتَهُ: [من الكامل] 10859 - فَسَقَاكَ مِن جَدَثٍ بِبُرْقَةِ ضَاحِلٍ ... هَزمٌ أجَشُّ وَدِيْمَةٌ مِدْرَارُ وَمِنْ بَابِ (فَسَقَى) قَوْلُ آخَرُ (¬1): فَسَقَى اللَّهُ بَلْدَةً أنتَ فِيْهَا ... كَدُمُوعِي عِنْدَ اعْتِرَاضِ الفِرَاقِ طَرْفَةُ بن العَبْدِ: [من الكامل] 10860 - فَسَقَى دِيَارَكِ غَيرَ مُفْسِدِهَا ... صَوْبُ الرَّبِيْعِ وَدِيْمَةٌ تَهْمِي لُغْدَةُ الأصْفَهَانِي: [من الكامل] 10861 - فَسَلِ اللَّبِيْبَ تَكُنْ لَبِيْبًا مِثْلَهُ ... مَنْ يَسْعَ فِي عِلْمٍ بِلُبٍّ يَمْهَرِ [من مجزوء الكامل] 10862 - فَسَلَوْتُ لا لِمَلالَةٍ ... وَقَطَعْتُهَا مِنْ حَيْثُ رَقَّت قَبْلَهُ: لَمَّا رَأيْتُ حِبَالَ مَنْ ... أهْوَاهُ قَدْ ضَعُفَتْ وَرَقَّتْ وَرَأيْتُ ضِفْدِعِ هَجْرِهِ ... فِي المَاءِ قَدْ رَفَسَتْ وَشَقَّتْ وَرَأيْتُ وَجْهَ مُعَذِّبِي ... بَعْدَ البَشَاشَةِ قَدْ تَمَقَّتْ فَسَلَوتُ لا لِمَلالَةٍ. البَيْتُ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: [من الخفيف] 10863 - فَسَوَاءٌ إجَابَتِي غَيْرَ داعٍ ... وَدُعَائِي بِالقَاعِ غَيْرَ مُجِيْبِ مِثْلُ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ: فَسَواءٌ إجَابَتِي غَيْرَ دِاعٍ. البَيْتُ قَوْلُ أَبِي عُبَادَةَ البُحْتُرِيّ وَمِنْهُ أَخَذَ (¬1): وَسَألْتُ مِنْ لا يَسْتَجِيْبُ فَكُنْتُ فِي ... اسْتِخْبَارِهِ كَمُجِيْبِ مَن لَمْ يُسْألِ وَيَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ ابن أَبِي البَغْلِ (¬2): لو كُنْتُ أجْهَلُ مَا عَرَفْتُ لَسَرَّنِى ... جَهْلِي كَمَا قَدْ سَاءَنِي مَا أعْلَمُ وَقَوْلُ آخَرُ (¬3): فَإنِّي رَأيْتُ المَرْءَ يَحْظَى بِجَهْلِهِ ... كَمَا كَانَ قَبْلَ اليَومِ يَسْعَدُ بِالعَقْلِ الوَزِيْرُ المَغْرِبِيُّ: [من البسيط] 10864 - فَسَوفَ أنْهَضُ إمَّا نَالَ ذُو أربٍ ... مِنِّي مُنَاهُ وَإمَّا قَامَ بِي نَاعي عُبَيْدُ اللَّه بنُ طَاهِرٍ: [من الطويل] 10865 - فَشَابَ بَنُو لَيْلَى وَشَابَ بَنُو ابْنهَا ... وَهَذِي بَقَايَا حُبِّ لَيْلَى كَمَا هِيَا قَالَ أَبُو عَلِىٍّ الحَاتِمِيُّ: أنْشَدِنِي مُحَمَّد بن يَحَيى قَالَ: أنْشَدِنِي مَيْمُونُ بن هارون عَن إسْحَاق بن إبْرَاهِيْم المُوصَلِي النَّدِيمِ (¬1): [من الطويل] وَعَهْدِي بِلَيْلَى وَهِيَ ذَاتُ موصَّدٍ ... تَرُدُّ عَلَيْنَا بِالعَشِيِّ المَرَامِيَا ¬
فَشَبَّ بَنُو لَيْلَى وَشَبَّ بَنُو ابْنِهَا. البَيْتُ أخَذَهُ عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ فَقَالَ (¬1): [من مجزوء الخفيف] مَنْ مُعِيْنِي عَلَى السَّهَرِ ... وَعَلَى الحُبِّ وَالفِكْر وَابْلائِي مِنْ شَادِنٍ ... كَبُرَ الحُبُّ إِذْ كَبُر أَبُو الأسْوَدُ الدَّؤليُّ: [من الطويل] 10866 - فَشَاغَبتهُ حَتَّى ارْعَوَى وَهُوَ كارِهٌ ... وَقَدْ يَرْعَوِي ذُو الشّغْبِ بَعدَ التَّحَامِلُ لَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 10867 - فَشَاولْ بِقَيْسٍ في الرَّخَاءِ وَلَا تَكُنْ ... أخَاهَا إِذَا مَا المَشْرَفِيَّةُ سُلَّتِ هَذَا البيت هُوَ المَثَلُ: يُضرَبُ فِي الرَّجُل الجَّريْءِ فِي الرَّخَاءِ المَرْغُوبُ فِي الهَيْجَاءِ. البَاخَرْزِيُّ: [من الطويل] 10868 - فَشّرُّ الوَرَى مَنْ قَوْلهُ قَولُ زَاهِدٍ ... وَأفْعَالهُ فِي السِّرِّ أفْعَالُ فَاسِقُ [من الطويل] 10869 - فَشَرَّقْتُ حَتَّى لَمْ أجِدْ ذِكْرَ مَغْرِبٍ ... وَغَرَّبْتُ حَتَّى قَد نَسِيْتُ المَشَارِقَا أَبُو الفَتح البُسْتِىُّ: [من المتقارب] 10870 - فَشَرْطُ الفِلاحَةِ غَرْسُ النَّبَاتِ ... وَشَرْطُ الرِّيَاسَةِ غَرْسُ الرِّجَالِ ¬
[من الطويل] 10871 - فَشُكْرًا إِذَا أوْتِيْتَ فَاضِلَ نِعْمَةٍ ... وَصَبْرًا إِذَا نَابَتْكَ نَائِبَةُ الدَّهْرِ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 10872 - فَشُكْرِي لِمَا أوْلَيْتَنِي لَكَ دَائِمٌ ... وَحُبِّي جَدِيْدٌ لَيْسَ يَبْلَى عَلَى الدَّهْرِ عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ: [من الكامل] 10873 - فَشَكَكْتُ بِالرِّمْحِ الطَّوِيْلِ ثِيَابَهُ ... لَيْسَ الكَرِيْمُ عَلَى القَنَا بِمُحَرَّمِ قَوْلُ عَنترَةَ هَذَا مِنَ القَصِيْدَةِ الَّتِي أوَّلُهَا: هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدِّمِ. يَقُولُ مِنْهَا: وَمُدَجَّجٍ كرْهَ الكُمَاةُ نِزَالَهُ ... لا مُمْعِنٍ هَرَبًا وَلَا مُسْتَسْلِمِ جَادَتْ يَدَايَ لَهُ بِعَاجِلِ طَعْنَةٍ ... بِمُثَقَّفٍ صِدْقِ الكُعُوبِ مُقَوّمِ فَشَكَكْتُ بِالرِّمْحِ الطَّوِيْلِ ثِيَابهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَتَرَكْتُهُ جَزَرَ السِّبَاعِ يَنُشْنَهُ ... يَقْضُمْنَ حُسْنَ بَنَانِهِ وَالمِعْصَمِ نُبّئتُ عُمْرًا غَيْر شَاكِرِ نِعْمَتِي ... وَالكُفْرُ مَخْبِثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ قَوْلُهُ: فَشَكَكْتُ بِالرِّمْحِ الطَّوِيْلِ ثِيَابهُ. البَيْتُ هُوَ المَثَلُ يُضْرَبُ فِيْمَن قَتَلَ فِي الحَرْبِ رِجُلًا كَرِيْمًا، أخَذَهُ عَنترَةُ مِنْ قَوْلِ مُهَلْهِلِ: لا تَحْسَبَنَّ بَنِي المَرَارِ وَمَلكُهُم ... يَومَ اللِّقَاءِ عَلَى القَنَا بِمُحَرَّمِ وَهَذَا يُسَمَّى فِي عِلْمِ البيَانِ المَحْدُودُ وَالمَجْدُودُ لأَنَّهُ سَارَ وَاشْتَهَرَ قَوْلُ الآخِذِ دُونَ قِولِ المَأخُوذِ مِنْهُ وَذَلِكَ لِحُسْنِ بَرَاعَتِهِ وَحَلاوَةِ ألْفَاظِهِ وَسُهُولَةِ تَرْكِيْبِهِ دُونَ المَأْخُوذِ مِنْهُ. ¬
الحَسَنُ بن زِيَادٍ الرّصَافيّ: [من الطويل] 10874 - فَشَكْوَايَ تُؤذِيْهَا وَصَبْرِي يَسُوؤُهَا ... وَتَغْضَبُ مِنْ بُعْدِي وَتَنْفِرُ مِنْ قُرْبِي بَاقِي الأبِيَاتُ مَكْتُوبَةٌ بِبَابِ: شَكَوْتُ فَقَالَتْ كُلُّ هَذَا تَبَرُّمًا. [من الطويل] 10875 - فَصَافَحْتُ مَنْ لاقَيْتُ فِي البَيْتِ غَيْرَهَا ... وَكَانَ الهَوَى مِنِّي لِمَن لَمْ أُصَافِحُ مِثْلُهُ (¬1): [من الطويل] وَسَائِلَةٍ عَنْ رَهْطِ حَسَّانَ كُلِّهمْ ... لِيُبْلَغُ حَسَّانَ بنَ زَيْدٍ سُؤَالُهَا النَّابِغَةُ الذُبْيَانِيُّ: [من البسيط] 10876 - فَصَالِحُونَا جَمِيْعًا لا أبَا لَكُمُ ... وَلَا تَقُولُوا لنَا أمْثَالُهَا عَامِ بَعْدَهُ: إنِّي لأخْشَى عَلَيْكُمُ أنْ نَكُونَ لَكُمْ ... مِنْ أجْلِ بَغْضائِهِم يَومٌ كَأيَّامِي قولُهُ: (أمْثَالُهَا عَامِ) يُرِيْدُ عَامِرَ فَرَخَّمَ الاسْمَ المُنَادَى. لَهُ أَيْضًا: [من الوافر] 10877 - فَصَبَّحَهُمْ مُلَمْلَمَةً رَدَاحًا ... كأنَّ رُؤُوسَهُمْ بَيْضُ النَّعَامِ بَعْدَهُ: فَذَاقَ المَوْتَ مَنْ بَرَكَتْ عَلَيْهِ ... وَبَالنَّاجِيْنَ أظْعَانٌ دَوَامِي ¬
[من الطويل] 10878 - فَصَبَرًا بنِي بَكْرٍ عَلَى المَوْتِ إنَّنِي ... أرَى عَارِضًا يَنْهَلُّ بِالمَوتِ وَالدَّمِ الفرَزْدَقُ: [من الطويل] 10879 - فَصَبَرًا تَمِيْمٌ إِنَّمَا المَوْتُ مَنْهَلٌ ... يَصِيْرُ إلَيْهِ صَابِرٌ وَجَزُوعُ [من الطويل] 10880 - فَصَبرًا فَإنَّ الجَدْبَ لَيْسَ بِدَائِمٍ ... كَمَا لَمْ يَدُمْ عُشْبٌ لِمَنْ كَانَ رَاعِيَا قَطَرِيُّ بن الفُجَاءَةَ: [من الوافر] 10881 - فَصَبْرًا فِي مَجَالِ المَوْتِ صَبْرًا ... فَمَا نَيْلُ الخُلُودِ بِمُسْتَطَاعِ مَنْسُوبٌ إِلَى يَعْقُوبٍ عَلَيْهِ السَّلامِ: [من الطويل] 10882 - فَصَبْرٌ جَمِيْلٌ للَّذِي جِئْتُمُ بِهِ ... وَحَسْبِي إلَهِي فِي المُلمَّاتِ كافِيَا أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 10883 - فَصِرْتُ إِذَا أصَابَتْنِي سِهَامٌ ... تَكَسَّرَتِ النِّصَالُ عَلَى النِّصَالِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 10884 - فَصِرْتُ أذَلَّ مِنْ معنًى دَقِيْقٍ ... بِهِ فَقْرٌ إِلَى ذهنٍ جَلِيْلِ قَدْ كُتِبَ إخْوَانُهُ بِبَابِ: فَقَدْ هامشًا ¬
أَبُو الفَتْح البُسْتِيّ: [من البسيط] 10885 - فَصرْتُ أَضْيَعَ مِنْ لَحْمٍ عَلَى وَضْمٍ ... وَعُدْتُ أعْجَزَ مِنْ دَلْوٍ بِلا وَذْمِ [من السريع] 10886 - فَصِرْتُ أنْسَى الطِّرْسَ فِي رَاحَتِي ... وَصِرْتُ أنْسَى أنَّنِي أنْسَى بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ: [من السريع] 10887 - فَصِرْتُ كَالهِيْقِ غَدَا يبتغى ... قَرْنًا فَلَمْ يَرْجِعْ بِأُذْنَيْنِ (الهَيْق: هِيَ النّعَامَةُ وَهِيَ الظَّلِيْمُ) قَبْلَهُ: طَالَبْتُهَا دَيْني فَألْوَتْ بِهِ ... وَعَلَّقَتْ قَلْبِي مَعَ الدَّيْنِ فَكُنْتُ كَالعَيْرِ. البَيْتُ. يَقُولُ: صِرْتُ كَالهَيْقِ وَهِيَ النَّعامة ذَهَبَتْ تَطْلِبُ قَرْنَيْنٍ فَجُدِعَت أذْنَاهَا وَهَذَا مَثَلٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: زَعَمَ العَرَبُ أَنَّ النَّعَامَةَ ذَهَبَتْ تَطْلِبُ قَرْنيْنِ فَاصْطُلِمَ أُذْنَاهَا وَهَذَا مِنْ خُرَافَاتِهِمْ وَيُسَمُّونَ الظَّلِيْمُ: المُصْلَمُ وَيَقُولُونَ فِي أمْثَالِهِمْ: كَالطَّالِبِ القَرْنَ فَجُدِعَتْ أُذُنهُ. يُضْرَبُ فِيْمَن يُضَيَعُّ مَا مَعَهُ وَلَا يَحْصَلُ بِمُرَادِهِ. ذُو الرّمَّةِ يَصِفُ بَلِيْغًا: [من الوافر] 10888 - فَصَلْتَ بِحِكْمَةٍ فَأَصَبْتَ مِنْهُ ... فُصُوصَ الحَقِّ فَانْفَصَلَ انْفِصَالا [من الكامل] 10889 - فَضْلُ الفَتَى يُغْرِي الحَسُودَ بِسَبِّهِ ... وَالعُودُ لَولا طِيْبُهُ مَا أُحْرِقَا ¬
ابْنُ التَّعَاوِيْذِيُّ: [من الخفيف] 10890 - فَضَلَ النَّاسُ بِالسَّمَاحِ وَلَيْسَ ... الفَضْلُ إِلَّا لِمَنْ لَهُ الإفْضَالُ عبدة بن الطبيبِ: [من الكامل] 10891 - فَضَلَتْ عَدَاوَتهُم على أحْلامِهِم ... وَأبَتْ ضَبَابُ صُدُورِهُم لا تُنْزَعُ [من الوافر] 10892 - فَضَلْنا النَّاسَ أنَّا أَوَّلُوهُم ... وَأنَّ مَكَارِمَ الأخْلاقِ فِيْنَا بَعْدَهُ: أبَا فَأبَا إِذَا نَحْنُ انْتَسَبْنَا ... إِلَى أنْ تَبْلُغَ الأنْسَابُ طِيْنَا وَمِنْ بَابِ (فضل) قَوْلُ ابن أَبِي الزَّوَائِدِ (¬1): فَضَّلَهَا الحُسْنُ فِي العُيُونِ فَمَا ... يُصْرَفُ عَنْهَا اللِّحَاظُ وَالنَّظَرُ وَتَخْشَعُ الشَّمْسُ فِي النَّهَارِ لَهَا ... حِيْنَ تَرَاهَا وَيَخْشَعُ القَمَرُ مَعْرِفَةً أَنَّهَا تَفُوقُهُمَا فِي الحُسْـ ... ـنِ فِي عَيْنِ مَنْ لَهُ بَصَرُ وَقَدْ رُوِيَت هَذِهِ الأبِيَاتُ لأبِي الشِّيْصِ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُهَا بِبَابِ: فَتًى لَو يُنَادِي الشَّمْسَ ألْقَتْ قِنَاعَهَا. البَيْتُ. البصْرَوِيُّ: [من الوافر] 10893 - فُضُولُ العَيْشِ أكْثَرُهَا هُمُومٌ ... وَأكثَرُ مَا يَضُرُّكَ مَا تُحِبُّ دِعْبِلٌ: [من البسيط] ¬
10894 - فَضَيْفُ عَمْرٍو وَعَمْرٌو يَسْهَرَانِ مَعًا ... هَذَا لبِطْنَتِهِ وَالضَّيْفُ للجوعِ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 10895 - فَطَعْمُ المَوْتِ فِي أمْرٍ حَقِيرٍ ... كطَعْمِ المَوْتِ فِي أمْرٍ عَظِيْمِ قَبْلَهُ: إِذَا خَاطَرْتَ فِي أمْرٍ مَرُومِ ... فَلا تَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُّجُومِ فَطَعْمُ المَوتِ فِي أمْرٍ حَقِيْرٍ. البَيْتُ أحْمَدُ بن عَلِيّ الكَاتِبُ: [من الوافر] 10896 - فَطَعْمُ المَوْتِ فِي ظِلِّ التَّوَانِي ... كَطَعْمِ المَوْتِ فِي ظِلِّ العَوَالِي رُؤْبَةُ: [من الطويل] 10897 - فَطَلِّقْ إِذَا مَا كُنْتَ لَسْتَ بِمُعْتِقٍ ... فَمَا النَّاسُ إِلَّا مُنْفِقٌ أو مُطَلِّقُ اسْتَعْدَتِ امْرَأةٌ عَلَى زَوْجِهَا إِلَى عَبَّادٍ بنِ مَنْصورٍ تَزْعُمُ أَنَّهُ لا يُنْفِقُ عَلَيْهَا وَكَانَ رُؤْبَةُ بنُ العَجَاجِ الشَّاعِرُ حَاضرًا فِي مَجْلِسِهِ فَقَالَ عَبَّادٌ لِرُؤْبَةَ: احْكُمْ بَيْنَهُمَا. فَقَالَ رُؤْبَةُ: فَطَلِّقْ إِذَا مَا كُنْتَ لَسْتَ بِمُنْفِقٍ. البَيْتُ عزّ الدِّيْنِ ابن أَبِي الحَدِيْدِ: [من الوافر] 10898 - فَطَلِّقْ هَذِهِ الدُّنْيَا ثَلاثًا ... فَحَاصِلُهَا الخَسَارَةُ وَالتَّبابُ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الطويل] 10899 - فَطُوْبَى لِعَبْدٍ آثَرَ اللَّهَ رَبَّهُ ... وَجَادَ بِدُنْيَاهُ لِمَا يَتَوَقَعُ ¬
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد [8]
الْكتاب: الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد التصنيف: موسوعة شعرية الْمُؤلف: مُحَمَّد بن أيدمر المستعصمي (الْمُتَوفَّى سنة 710 هـ) الْمُحَقق: الدكتور كَامِل سلمَان الجبوري الناشر: دَار الْكتب العلمية، بيروت عدد الصفحات: 6512 (13 مجلدًا) قِيَاس الصفحات: 17 × 24 سم سنة الطباعة: 1436 هـ - 2015 م بلد الطباعة: لبنان الطبعة: الأولى جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية والفنية مَحْفُوظَة لدار الْكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أَو تَصْوِير أَو تَرْجَمَة أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ أَو تسجيله على أشرطة كاسيت أَو إِدْخَاله على الكمبيوتر أَو برمجته على أسطوانات ضوئية إِلَّا بموافقة الناشر خطيًا.
تتمة حرف الفاء
تتمة حرف الفاء السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الطويل] 10900 - فَطَوْرًا لَكُم فِي العَيْشِ رَحْبُ مَنَازِلٍ ... وَطَورًا لكُم بَيْنَ السّيُوفِ زِحَامُ الحُسَيْنُ بن الأفْشَيْنِ: [من المتقارب] 10901 - فَطَوْرًا يَدُورُ عَلَيْكَ الزَّمَانُ ... وَطَوْرًا يَدُورُ بِمَا شِئْتَ لَكْ قَبْلَهُ: وَاقتدْتُ بَعْدَ رُكُوبِ الجيَادِ ... وَلَا ذَنْبَ لِي غَيْرُ دَورِ الفَلَكْ فَطَوْرًا يَدُورُ عَلَيْكَ الزَّمَانُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): ألَسْتَ تَرَى الطَّيْرَ فِي حَالِقٍ ... تَكَادُ تُلامِسُ ذَاتِ الحُبُكْ إِذَا لَحَظَتْهُ عُيُونُ المَنُونِ ... أوْقَعْنَهُ فِي حِبَالِ الشَّرَكْ مَنْصُورُ بنُ بَاذَانَ: [من المتقارب] 10902 - فَطُولُ الحَيَاةِ عَلَى ذِلَّةٍ ... لَعَمْرُكَ عِنْدِي بَقَاءُ السِّفَلِ المَعَرِّيُّ: [من الوافر] 10903 - فَظُنَّ بِسَائِرِ الإخْوَانِ شَرًّا ... وَلَا تَأمَنْ عَلَى سرٍّ فُؤَادَا نُصَيْبٌ: [من الطويل] ¬
10904 - فَعَاجُو فَأثْنُوا بِالَّذِي أنْتَ أهْلُهُ ... وَلَو سَكَتُوا أثْنَتْ عَلَيْكَ الحَقَائِبُ قَبْلَهُ: وَقُلْتُ لِرَكْبٍ قَافِلِيْنَ لَقِيْتهُم ... قِفَادَاتِ أوشَالٍ لِمَولاكِ قَارِبُ قِفُوا خَبِّرُونَا عَنْ سُليمانَ إنَّنِي ... لِمَعْرُوفِهِ مِنْ أهْلِ وَدَّانَ طَالِبُ فَعَاجُو فَأثنوا بِالَّذِي أنْتَ أهْلُهُ. البَيْتُ يَقُولُ ذَلِكَ فِي سُلَيْمَان بن عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ بن الحَكَمِ. الرّضيّ المَوْسَوِىُّ: [من الطويل] 10905 - فَعَافَ الدَّنَايَا وَامْتَطَى المَوتَ شَامِخًا ... بِمَارِنِ عزٍّ لا يَذلُّ لخَاطِمِ [من المنسرح] 10906 - فَعَاقِلٌ مَا تُبَلُّ أنْمُلُهُ ... وَجَاهِلٌ بِالَيَدَبْنِ يغْتَرِفُ المُتَوَكِّلُ اللَّيْثِيُّ: [من الوافر] 10907 - فَعَبْدُ اللَّهِ شَرٌّ مِنْ أبِيْهِ ... كُرَاعٌ زِيْدَ فِي عُرْضِ الأدِيْمِ قَبْلَهُ: ألا مَنْ مُبْلِغٌ دَأْبَ ابنَ كُرْزٍ ... أبَا الخَنْسَاءِ رَائِدةِ الظَّلِيْمِ فَلا تَفْخَر بِأحْمَرَ وَاطَّرِحْهُ ... فَمَا يَخْفَى الأغَرُّ مِنَ البَهِيْمِ فَعَبْدُ اللَّهِ شَرٌّ مِنْ أبِيْهِ. البَيْتُ المُتَنَبِّي فِي جَوابِ كتَابٍ: [من المنسرح] 10908 - فَعُدْ بَها لا عَدِمْتُهَا أبَدًا ... خَيْرُ صِلاتِ الكَرِيْمِ أعُودُهَا ¬
الوَلِيْدُ بن بُرْدٍ فَقِيهُ أنْطَاكيَةَ: [من البسيط] 10909 - فَعَدِّ عَنْ ذَاكَ وَادْفِنْهُ كَمَا دَفَنَتْ ... هرٌّ خَرَاءً وَلَا تُعْلِمْ بِهِ أحَدَا قَبْلَهُ يَذُمُّ شِعرَ شَاعِرٍ: قَدْ جَاءَنِي لَكَ شِعْرٌ لَمْ يَكُنْ حَسَنًا ... وَلَا صَوَابًا وَلَا قَصْدًا وَلَا سَدَدَا وَجَدْتُ فِيْهِ عُيُوبًا غَيْر وَاحِدَةٍ ... وَلَمْ أزَلْ لِعِيُوبِ الشّعْرِ مُنْتَقِدَا كَأَنَّ ذَا خِبْرَةٍ بِالشِّعْرِ جَمَّعَهُ ... ثُمَّ انتقَى لَكَ مِنْهُ شَرَّ مَا وَجَدَا إنِّي نَصحْتُكَ فِيْمَا قد أتَيْتَ بِهِ ... مِنَ الفَضَائِحِ نُصْحَ الوَالِدِ الوَلَدَا فَعَدِّ عَنْ ذَاكَ وَادْفنْهُ. البَيْتُ [من السريع] 10910 - فَعَدِّ عَنْ ذِكْرِي فَإنِّي امْرُؤٌ ... جَمَّلَنِي قِلَّةُ أكِفَّائِي عُمَر بن أَبِي رَبِيْعَةَ: [من الخفيف] 10911 - فَعِدِي نَائِلًا وَإِنْ لَمْ تُنِيْلِي ... إِنَّمَا يَنْفَعُ المُحِبَّ الرَّجَاءُ [من الخفيف] 10912 - فَعَسَى فَرْحَةٌ يَعُودُ بِهَا المَا ... ضِي وَيُغْضِي عَنِّي الزَّمَانُ الخُؤُونُ [من البسيط] 10913 - فَعِشْ أعِشْ فِي ذُرَى رَحْبٍ وَدُمْ ... تَدُمِ الخَيْرَاتُ وَابْقَ يَبَقَ المَجْدُ وَالجُودُ مَنْصُور بنُ بَاذَانَ: [من المتقارب] 10914 - فَعِشْ مَا تَعيشُ عَزِيْزَ البَقَاءِ ... فَذَلِكَ خَيْرٌ وَإِنْ قِيْلَ قَل ¬
بَعْدَهُ: فَطُولُ الحَيَاةِ عَلَى ذِلَّةٍ ... لعَمْرُكَ عِنْدِي بَقَاءُ السِّفَلُ وَقَلَّ مُسَاعٍ لَهُ هِمَّةٌ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا قَصيْرَ الأجَلُ [من الطويل] 10915 - فَعِشْ مَالِكًا أو مُتْ كرِيْمًا وَإِنْ تَمُت ... وَسَيْفُكَ مَشْهُورٌ بِكَفِّكَ تُغْدَرُ [من الطويل] 10916 - فَعِشْ وَاحِدًا أوْ صِل أخَاكَ فَإِنَّهُ ... مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُه صَالِح بن عَبْد القدّوس: [من الطويل] 10917 - فَعِظْ كُلَّ ذِي عَقْلٍ عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ ... وَلَا تَعِظِ الحَمْقَى عَلَى ذَلِكَ القَدَرْ أَبُو فِرَاسٍ: [من الكامل] 10918 - فَعَلَ الجَميلَ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ قَصْدِهِ ... فَقَبِلْتُهُ وَقَرنتُهُ بِذُنُوبِهِ بَعْدَهُ: وَلَرُّبَّ فعلٍ جَاءَنِي مِنْ فَاعِلٍ ... أحْمَدْتُهُ وَذَمَمْتُ مَنْ يَأتِي بِهِ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من السريع] 10919 - فَعَلتَ فِعْلًا غَيرَ مُسْتَحْسَنٍ ... مَالَكَ فِيْهِ أحَدٌ شَاكِرُ [من البسيط] 10920 - فَعَلتُ مَا يَقْتَضِيْهِ السُّخْطُ مُعْتَرِفًا ... فَأيْنَ مَا يَقْتَضِيْهِ الحِلْمُ وَالكَرَمُ ¬
[من الخفيف] 10921 - فَعَلَى قَدْرِ ذَاكَ أسْألُ حَاجَا ... تِي وَأمْتَاحُهَا بِغَيْرِ احْتِشَامِ أَبُو عَلِيّ البَصِيْرُ: [من الخفيف] 10922 - فَعَلَيْكَ السَّلامُ تَسْلِيْمَ منْ لا ... يَضْمِرُ الدَّهْرَ بَعْدَهَا أنْ يَعُودَا الأشْجَعُ السُّلَمِيُّ: [من مجزوء الرمل] 10923 - فَعَلَيَّ الجهْدُ فِيْهَا ... وَعَلَى اللَّهِ النَّجَاحُ العَبَّاس بن مَرْدَاسٍ: [من الكامل] 10924 - فَعَلامَ إن لَمْ أشْفِ نَفْسًا حُرَّةً ... يَا صَاحِبَيَّ أُجِيْدُ حَمْلَ سِلاحِي عَبْدُ اللَّهِ بن معاوية بن عَبْدِ اللَّهِ: [من الطويل] 10925 - فَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كلِيْلَةٌ ... وَلَكِنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي المَسَاوِيَا أبْيَاتُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُعَاويَةَ بن عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَر بن أَبِي طَالِبٍ: رَأيْتُ فَضِيْلًا كَانَ شَيْئًا مُلَفَّفَـ ... ـًا فَكَشَّفَهُ التَّمْحِيْصُ حَتَّى بَدَالِيَا أأنْتَ أخِي مَا لَمْ تَكُن لِي حَاجَةٌ ... فَإنْ عَرَضَت أبْقَيْتُ أنْ لا أخَالِيَا فَلا زَادَ مَا بَيْنِي وَبَيْنِكَ بَعْدَمَا ... بَلوتُكَ فِي الحَاجَاتِ إِلَّا تَمَادِيَا وَلَسْتُ بِرَاءٍ عَيْبَ ذِي الوُدِّ كُلِّهِ ... وَلَا بَعْضَ مَا فِيْهِ إِذَا كُنْتُ رَاضِيَا فَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيْلَةٍ ... وَلَكِنَّ عَيْنَ السَّخْطِ تُبْدِي المَسَاوِيَا كِلانَا غَنِيٌّ عَنْ أخِيْهِ حَيَاتَهُ ... وَنَحْنُ إِذَا متنَا أشَدُّ تَفَانِيَا ¬
هَذَا البَيْتُ الأخِيْرُ يُرْوَى للمُغِيْرَةِ بن حَبْنَاءَ. وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الأبِيَاتُ البَوَاقِي لِلأعْشَى. قَوْلُهُ: كَانَ شَيْئًا مُلَفَّفًا. أي كَانَ مُغَطَّى، وَالتَّمْحِيْصُ الاخْتِيَارُ. يُقَالُ: إِذَا أدْخَلتُ الذَّهَبَ النَّارَ فَمَحَّصْتَهُ أي أخْرَجْتُ عَنْهُ مَا لَمْ يَكُن مِنْهُ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [آل عمران: 141]. وَيُقَالُ: مَحصَ فُلانٌ مِنْ ذُنُوبِهِ. وَقَوْلُهُ، أأنْتَ أخِي تَقْرِيْرٌ وَلَيْسَ بِاسْتِفْهَامٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ} [المائدة: 116]. هَذَا تَوْبِيْخٌ لَهُم وَلَيْسَ بِاسْتِفْهَامٍ لأَنَّهُ العَالِمُ بِأنَّ عِيْسَى لَمْ يِقُلْ ذَلِكَ. وَمِثْلُ قَوْلِهِ: فَعَيْنُ الرِّضا. البَيْتُ. قَولُ أَبِي هِمَامٍ رَوحُ بن عَبْدِ الأعْلَى البَصْرِيّ: وَعَيْنُ السُّخْطِ تُبْصِرُ كُلَّ عَيْبٍ ... وَعَيْنُ أخِي الرِّضَا عَن ذَاكَ تَعْمَى وَلَوَاحِدِي بَيْتِي تَكَرَّهْتَنِي ... إذًا لَحْسَمتُهَا بِالنَّارِ حَسْمَا وَكُلُّ هَذَا مَأخُوذٌ مِنْ قَولِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ. وَهُوَ المَثَلُ السَّائِرُ. أي يخفَي عَنْكَ مَسَاوِيْهِ وَيَصمُّكَ عن سَمَاعِ العَذْلِ فِيْهِ. [من الطويل] 10926 - فَغَالُوا بِأثْمَانِ الوِدَادِ فَإنَّهَا ... غِرَاسُ رِجَالٍ نَافَسُوا فِي المَكَارِمِ ابْنُ الرُّومِيُّ: [من الخفيف] 10927 - فَغَدَا كَالخِلافِ يُورِقُ لِلعَيـ ... ـنِ وَيَأبَى الثِّمَارَ كُلَّ الإبَاءِ قَبْلَهُ: بَذَلَ الوَعْدَ لِلأخِلَّاءِ سَمْحًا ... وَأبَى بَعْدَ ذَاكَ بَذْلَ العَطَاءِ فَعَدَا كَالخِلافِ يُورِقُ للعَيْنِ. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] ¬
10928 - فَغَدُوا حَصِيْدًا للسُّيُوفِ تَكُبُّهُم ... أطْرَافُهُنَّ وَقَائِمٌ كَحَصِيْدِ مِثْلُ قَوْلُ البُحْتُرِيُّ: فَغَدُوا حَصِيْدًا للسُّيُوفِ. البَيْتُ قَوْلُ شَاعِرٍ حِمْيَرِيٍّ (¬1): وَكَمْ تَرَكْنَا هُنَاكَ مِنْ بَطَلٍ ... تَسْفِي عَلَيْهِ الرِّيَاحُ فِي لمَمِه وَقَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ المُتَنَبِّيّ (¬2): يَتَعَثَّرْنَ بِالرُّؤُوسِ كَمَا ... مَرَّ بِتَاءاتِ نُطْقِهِ التَّمْتَامُ وَقَوْلُ آخَرُ (¬3): سُلِبُوا وَأشْرَقَتِ الدِّمَاءُ عَلَيْهُمُ ... مُحْمَرَّةٌ فَكَأنَّهُم لَم يُسْلَبُوا وَقَوْلُ السَّرِيُّ الرَّفَاء وَمِنْهُ أَخَذَ (¬4): يَكْسُوهُ مِنْ دَمِهِ ثَوْبًا وَيَسْلِبُهُ ... ثِيَابَهُ فَهْوَ كَاسِيْهِ وَسَالِبُهُ عُرْوَةُ بنُ أُذَيْنَةَ: [من البسيط] 10929 - فَغَطِّنِي جَاهِدًا وَاجْهَدْ عَلَيَّ إِذَا ... لاقَيْتَ قَومَكَ فَانْظُر هَلْ تُغَطِّيْنِي [من الطويل] 10930 - فَفَخْرًا فَمَا فِي عُظْمِ قَدْرِكَ شبْهَةٌ ... وَلَا لَكَ شبْهٌ فِي الزَّمَانِ إِذَا قَسَا البُحْتُرِيُّ: [من السريع] 10931 - فَفَرْحَةُ النَّاسِ بِإدْبَارِهِ ... كَغِيْظِهِمُ كَانَ بِإقْبَالِهِ ¬
[من المتقارب] 10932 - فَفَضْلُ أخِيْ الفَضْلِ نَقْصٌ لَهُ ... إِذَا اسْتَخْدَمَ العَاقِلَ الجاهِلُ عُثْمَان بن خُريمٍ في الرَّشيْدِ: [من الطويل] 10933 - فَفَضْلَكَ أرْجُو لا البَرَاءَةَ إنَّهُ ... أبَى اللَّهُ إِلَّا أنْ يَكُونَ لَكَ الفَضْلُ قَبْلَهُ: أَغِثْنى أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ بِنَظْرَةٍ ... تَزُولُ بِهَا عَنِّي المَخَافَةُ وَالأزْلُ فَفَضلَكَ أرْجُو لا البَرَاءَةَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإلَّا أكُنْ أهْلًا لِمَا أنْتَ أهْلُهُ ... فَأنْتَ أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ لَهُ أهْلُ قَابُوسُ بن وشمكير: [من البسيط] 10934 - فَفِي السَّمَاءِ نُجُومٌ غَيْرُ ذِي عَدَدٍ ... وَلَيْسَ يُكْسفُ إِلَّا الشَّمْسُ وَالقَمَرُ قَبْلَهُ: فَإنْ تَكُنْ نشِبَتْ أَيْدِي الزَّمَانِ بِنَا ... وَمَسَّنَا مِنْ عَوَادي بُؤسِهِ ضرَرُ فَفِي السَّمَاءِ نُجُومٌ غَيْرُ ذِي عَدَدٍ. البَيْتُ مَالِكُ بنُ الرّيْبِ المَازِنِيُّ: [من الطويل] 10935 - فَفِي الأرْضِ عَنْ دَارِ المَذِلَّةِ مَذْهَبٌ ... وَكلُّ بِلادٍ وُطِّنَتْ كبِلادِي أبْيَاتُ مَالِكُ بن الرَّيْبِ المَازنيُّ أحَد بَنِي مَالِك بنِ مَازِنِ بن عَمْرُو بن تَمِيْمٍ لَمَّا هَرَبَ مِنَ الحَجَّاجِ بن يُوسُفَ الثَّقَفِيِّ (¬1): إِنْ تَنْصفُونَا يَا آلِ مَرْوَانَ نَقْتَرِبْ ... إلَيْكُم وإلَّا فَأذنُوا بِبِعَادِ ¬
فَإنَّ لَنا عنْكُم مَرَاحًا وَمَرْحَلًا ... بِعِيس إِلَى رِيْحِ الفَلاةِ صَوادِي فَفِي الأرْضِ عَنْ دَار المَذَلَّةِ مَذْهَبٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَمَاذا تَرى الحَجَّاجُ يَبْلغُ جُهدُهُ ... إِذَا نَحْنُ جَاوَزْنَا خَطِيْرَ زِيَادِ فَلَولا بَنُو مَرْوَانَ كَانَ ابْنُ يُوسُفٍ ... كَمَا كَانَ عَبْدًا مِنْ عَبِيْدِ إيَادِ زَمَانَ هُوَ العَبْدُ المُقْرُّ بِذَلَّةٍ ... يُرَاوِحُ صِبْيَانَ القُرَى وَيُغَادِي قَالَ ذَلِكَ لأنَّ الحَجَّاجَ كَانَ هُوَ وَأخُوهُ مُعَلّمَينِ بِالطَّائِفِ يُعَلِّمَانِ الصِّبْيَانِ الخَطّ وَكَانَ لَقَبهُ كُلَيْبًا فَبَلَغَت بِهِ الحَالُ حَتَّى ولَّى العِرَاقَيْنِ فَكَانَ يُطْعِمُ فِي كُلِّ يَومٍ عَلَى ألْفِ مَائِدَةٍ عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ ثَرِيْدٌ وَجَنْبٌ مِنْ شوَاءٍ وَسَمْكَةٌ طَرِيَّةٌ وَكَانَ لَهُ سَاقِيَانِ أحَدَهُما يَسْقِي المَاءَ وَالعَسَلَ وَالآخَرُ يَسْقِي اللَّبَنْ. وَكَانَ يُطَافُ بِهِ فِي مَحَفَّةٍ عَلَى تِلْكَ المَوَائد ليتفقّد أمُورُ النَّاسِ وَيَجْلِسُ عَلَى كُلِّ مَائدَةٍ عَشرَةً ثُمَّ يَقُولُ: يا أهْلُ الشَّامِ اكسِرُوا الخُبْزَ لِئَلَّا يُعَادَ عَلَيْكُم. [من المتقارب] 10936 - فَفِي الإضطِّرَابِ وِفي الإغْتِرَابِ ... مَنَالُ المُنَى وَبُلُوغُ المُرَادِ [من البسيط] 10937 - فَفِي الأنَامِ لَهُ مِنْ غَيْرنَا عِوَضٌ ... وَلَيْسَ فِي غَيْرِهِ مِنْهُ لنا عِوَضُ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 10938 - فَفِي أيِّ حُكْمٍ أمْ عَلَى أيِّ مَذْهَبٍ ... تُحِلُّ دَمِي وَاللَّهُ لَيْسَ يُحلُّهُ [من الطويل] 10939 - فَفِي تَعَبٍ مَنْ يَطْمِسُ الشَّمْسَ نُورَهَا ... وَيَجْهَدُ أنْ يُخْفِى بِكُمٍّ ضَيَاءَهَا ¬
[من الطويل] 10940 - فَفِي كُلِّ يَومٍ نَوْبَةٌ بَعْدَ نَوْبَةٍ ... كَأنَّا خُلِقْنَا للنَّوَى وَالنَّوَائِبِ الحُطَيْئَةُ: [من الطويل] 10941 - فَقَامَ يَجُرُّ الثَّوبَ لَو أَنَّ نَفْسَهُ ... يُقَالُ لَهُ خُذْهَا بِكَفَّيْكَ خَرَّتِ محمَّدُ بن المُكَعبَرِ: [من الوافر] 10942 - فَقَتَّلْنَا سَرَاتَهُمُ جَمِيْعًا ... وَنَحْنُ كَذَاكَ نَفْعَلُ بِالخِيَارَ ابْنُ الرُّوميُّ فِي وَطَنِهِ: [من الطويل] 10943 - فَقَدْ ألِفَتْهُ النَّفْسُ حَتَّى كَأَنَّهُ ... لَهَا جَسَدٌ إِنْ بَانَ غُودِرْتُ هَالِكَا وَمِنْ بَابِ (فَقَد) قَوْلُ حَمَدِ بن عَلِيّ بن خَلَفٍ الهَمَذَانِيِّ (¬1): فَقَدْ تَسْجَعُ الوَرْقَاءُ وَهِيَ حَمَامَةٌ ... وَقَدْ تَنْطُقُ الأعْوَادُ وَهِيَ جَمَادُ وَقَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ (¬2): فَقَدْتكَ مِنْ زَمَانٍ كُلَّ فَقْدٍ ... وَغَالَتْ حَادِثَاتِكَ كُلُّ غُولِ مَحَتْ نَكَبَاتُهُ سُبُلَ المَعَانِي ... وَأطْفَأ لَيْلُهُ سُرُجَ العُقُولِ فَصِرْتُ أذَلُّ مِنْ مُعَنًّى دَقِيْقٍ ... بِهِ فَقْرٌ إِلَى فَهمٍ جَلِيْلِ وَقَوْلُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ البَسَّامِيِّ (¬3): فَقَدْتُكُمُ يا بَنِي الجاحِدَةِ ... فَفِي كُلِّ يَومٍ لَكُمْ آبِدَة مَتَى سَمِعَ النَّاسُ فِيْمَا مَضَى ... وَزِيْرَيْنِ فِي دَوْلَةٍ وَاحِدَة ¬
السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من الكامل] 10944 - فُقِدَ النَّوَالُ فَعَادَ بَرْقًا خُلَّبًا ... وَمَضَى السَّمَاحُ فَعَادَ وَعْدًا كَاذِبَا مُغَلِّسٌ الفَقْعَسِيّ: [من الطويل] 10945 - فَقَدْ أمنَتْنِي الوَحْشُ مُذْ رَثَّ أسْهُمِي ... وَمَا ضَرَّ وَحْشًا قَانِصٌ لا يَصِيْدُهَا إبْرَاهِيْم الغزِّيُّ: [من الطويل] 10946 - فَقَدْ تُصْقَلُ الضَّبَّاتُ وَهِيَ كَلِيْلَةٌ ... وَيَصْدَأُ حَدُّ السَّيْفِ وهو مُهَنَّدُ ابْنُ شَمْس الخِلافَةِ: [من الطويل] 10947 - فَقَدْ تَعْدِلُ الأيَّامُ مِنْ بَعْدِ جَورِهَا ... وَقَدْ يَنْبُعُ الماءُ الزُّلالُ مِنَ الصَّخْرِ عَبْدُ اللَّهِ ابن المُقَفَّعِ: [من الطويل] 10948 - فَقَدْ جَرَّ نَفْعًا فَقْدُنَا لَكَ أنَّنَا ... أمِنَّا عَلَى كُلِّ الرَّزَايَا مِنَ الفَزَعِ [من الطويل] 10949 - فَقَدْ جَعَلَتْ نَفْسِي عَلَى النَّأي تَنْطَوِي ... وَعَيْنِي عَلَى فَقْدِ الحَبِيْبِ تَنَامُ قَبْلَهُ: وَفَارَقْتُ حَتَّى لا أُبَالِي بِمَنْ نأى ... وَإِنْ بَانَ أحْبَابٌ عَلَيَّ كِرَامُ فَقَدْ جَعَلَتْ نَفْسِي عَلَى النَّأيِ تَنْطَوِي. البَيْتُ المَعَرِّيُّ: 10950 - فَقَدْ حَنَّ سَوْطِي فِي يَدِي مِنْ غَرَامِهَا ... وَحَنَّ اشْتِيَاقًا فِي حشَاهَا جَنِيْنُهَا ¬
يَقُولُ قَبْلَهُ فِي مَطِيَّتِهِ مِنْهَا: وَلَمَّا رَمَتْ أبْصَارَهَا تَطْلِبُ الحِمَى ... وَلَمْ تَرَ تِلْكَ الأرْضَ سَاءَتْ ظُنُونُهَا فَقَدْ حَنَّ سَوْطِي فِي يَدِي مِنْ غَرَامِهَا. البَيْتُ [من الطويل] 10951 - فَقَدْ حَدَّثَتْهُ النَّفْسُ مَا لَيْسَ عِنْدَهَا ... وَقَدْ كَذَبَتْهُ النَّفْسُ وَهِيَ كَذُوبُ [من الطويل] 10952 - فَقَدْ زَيَّنَ الإسْلامُ سلْمَانَ فَارِسٍ ... وَقَدْ وَضَعَ الشرْكُ الشَّرِيْفَ أبُا لَهَبْ كشَاجِمٌ: [من الطويل] 10953 - فَقَدْ صِرْتُ لا ألْقَى الذي أسْتَزِيْدُهُ ... وَلَا يُذْكَرُ الشَّيْءُ الذي لَسْتُ أعْرِفُهُ بَعْضُ لُصُوص العَرَبِ: [من الطويل] 10954 - فَقَدْ عَجَمَتْنِي الحَادِثَاتُ وَأسْأرَتْ ... صَلِيْبَ العَصَا جَلْدًا عَلَى الحَدَثَانِ بَعْدَهُ: صَبُورًا عَلَى عَضِّ الأُمُورِ وَصَرْمِهَا ... إِذَا قَلَّصَتْ عَنِ الفَمِ الشَّفَتَانِ كَرُّوس بن يزيد بن حُصنٍ: [من الطويل] 10955 - فَقَدْ كَانَ لِي عَمَّا أرَى مُتَزَحْزَحٌ ... وَمُتَّسَعٌ مِنْ جَانِبِ الأرْضِ وَاسِعُ قَبْلَهُ يَهْجُو وَقَدْ خَابَ أمَلُهُ فِيْمَن رَجَاهُ: ألا لَيْتَ حَظِّي مِنْ عَطَائِكَ أنَّنِي ... عَلِمْتُ وَرَاءَ الرَّمْلِ مَا أنْتَ صَانِعُ فَقَدْ كَانَ لِي عَمَّا أرَى مُتَزَحْزَحٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
وَهَمٌّ إِذَا مَا الحَبْسُ قَصَّرَ هَمَّهُ ... طَلُوعٌ إِذَا أَعْيَا الرِّجَالَ المَطَالِعُ هَمٌّ أيُّ هِمَّةٌ. بَعْضُ بَنِي الحَارث بن كَعْبٍ: [من الطويل] 10956 - فَقَدْ يَجْزَعُ المَرْءُ الجلِيْدُ وتَبْتَلِي ... عَزِيْمَةَ رَأيِ المَرْءِ نَائِبَةُ الدَّهْرِ الحَكِيْمُ بنُ الحجَّاجِ: [من الوافر] 10957 - فَقَدْ يَدْنُو الكَبِيْرُ إِلَى مَدَاهُ ... وَيَكْبُرُ بَعْدَ وَفْرَتِهِ الصَّغِيْرُ بَشَّارٌ: [من الطويل] 10958 - فَقَدْ يَرْكَبُ السَّيْف الفَتَى عِنْدَ ضَيْمِهِ ... إِذَا لَمْ يَجِدْ منْجًى لَهُ غَيْرَ ذَلِك ابن اللَّبَّانَةِ: [من البسيط] 10959 - فَقَدْ يُسَمَّى سَمَاءً كلُّ مُرْتِفعٍ ... وإنَّمَا الفَضْلُ حَيْثُ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ قَصيْدَةُ أَبِي بَكْر بن اللَّبَّانَةِ شَاعِرُ آلِ عَبَّادٍ مُلُوكِ المَغْرِبِ فِي المُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ، أوَّلُهَا: عَنِ الهَوَى إن تَسَل أصْلُ الهَوَى النَّظَرُ ... وَرُبَّمَا جرَّ حَتْفُ المُهْجَةِ البَصَرُ كَمْ شَاتِمٍ مُشْرَعٍ بِيْضًا إِلَى سُمُرٍ فَلَّتْ ... ظُبَاهُ الظَّبَاءُ البِيْضُ وَالسُّمُرُ وَكَمْ حَرِيٌّ يُحِرُّ الدُّرعَ سَابِغَةً ... أزْرَى بِجُرْأتِهِ منْ ضَمّهُ أُزُرُ حَتَّى انْثَنَتْ نَحْوَ مُشْطِ العَاجَ عَايِحَةً ... فُقُلْتُ مِنْ آبِنُوسٍ ذَلِكَ الشَّعَرُ فَرَاجَعَتْنِي وَقَالَتْ لَمْ تَجِدْ صِفَتِي ... شِعْرِي الظَّلامُ وَمُشْطِي الأنْجُمُ الزُّهُرُ تَعَجَّبَتْ مِنْ ضَنَا جِسْمِي فَقُلْتُ لَهَا ... عَلَى هَوَاكِ فَقَالَتْ عِنْدِيَ الخَبَرُ يَقُولُ فِي المَدْحِ مِنْهَا: مَلِكٌ غَدَا الرِّزْقُ مَبْعُوثًا عَلَى يَدِهِ ... وَظَلَّ يِجْرِي عَلَى أحْكَامِهِ القَدَرُ ¬
مُقَدَّمُ السّبْقِ يُحْكَى فِي بَسَالَتِهِ ... عُمْرًا وَلَكِنَّهُ فِي عَدْلِهِ عُمَرُ تَجَلَّى عَلَيْنَا بُدُورٌ مِنْ مَحَاسِنِهِ ... وَتَسْتَهِلُّ لنَا مِنْ كَفِّهِ بِدَرُ سَرَى إِلَى أخْمَصَيْهِ طَبْعُ أنْمُلَةٍ ... فَحَيْثُ يَسْعَى بها فَالمَاءُ يَنْفَجرُ لا غَرْوَ فِي أنْ تَحَلَّى غَيْرُهُم بِعُلًى ... وَمَا لَهُ فِي العُلَى عَيْنٌ وَلَا أَثَرُ فَقَدْ يُسَمَّى سَمَاءٌ كُلُّ مُرْتَفِعٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَا مَن قَضى اللَّهُ أَنَّ الأرْضَ يَمْلِكُهَا ... عَجِّلْ فَفِي كُلِّ قُطْرٍ أنْتَ مُنْتَظِرُ غَيْرِي تُعَلِّمُهُ النُّعْمَاءُ يَشْكِرُهَا ... مَنْ أنْطَقَتْهُ للبُهَى لَمْ يَعْرُهُ حَصَرُ وَلَو قَدَرْتُ مَلأتُ الصُّحْفَ مِنْ حَكَمٍ ... عَلَى الذي يَقْدِرُ الإنْسَانُ يَقْتَصِرُ يَقُولُ مِنْهَا مُتَعَقِّبًا: إن ضِعْتُ وَالشِّعْرُ مِمَّا قَدْ شُهِرْتُ بِهِ ... وَنَالَ جَدْوَاكَ أقْوَامٌ وَمَا شَعِرُوا فَالجودُ كَالغَيْثِ قَدْ يُسْقَى بِصَيِّبهِ ... شَوْكُ العَتَادِ وَلَا يُسْقَى بِهِ الزَّهَرُ أبُثّكَ البَثُّ عَنْ قَلْبٍ بِهِ خُرَقٌ ... وَلَيْسَ عَنْ غَيْرِ نَارٍ تَرْتَمِي الشَّرَرُ قَدْ طَالَ بي أقْطع البَيْدَاءَ مُتَّصِلًا ... وَلَيْسَ يُسْفِرُ عَنْ وَجْهِ المُنَى سَفَرُ كَأَنَّمَا الأَرْضُ عَنِّي غَيْرُ رَاضيَةٍ ... فَلَيْسَ لِي وَطَنٌ فِيْهَا وَلَا وَطَرُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 10960 - فَقْرُ الجهُولِ بِلا قَلْبٍ إِلَى أدَبٍ ... فَقْرُ الحِمَارِ بِلا رَأسٍ إِلَى رَسَنِ الحِيْصُ بِيص: [من البسيط] 10961 - فَقْرُ الأَبيِّ إلى إكْرَامِ مَوْضِعِهِ ... أشَدُّ مِنْ فَقْرِ ذِي الإمْلاقِ وَالعَدَمِ قَبْلَهُ: يَا طَالِبَ المَجْدِ إن حَاَوَلْتَ غَايَتَهُ ... فَاسْتَبْعِدِ النَّاسَ بِالإكْرَامِ وَالكَرَمِ فَلَنْ يَفُوتَكَ مَجْدٌ عَنَّ مَطْلَبُهُ ... إِذَا حَوَيْتَ سَخَاءَ الكَفِّ وَالقَدَمِ ¬
فَقْرُ الأبِيِّ إِلَى إكْرَامِ مَوْضِعِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَقُمْ لِرَاجِيْكَ مِنْ قَبْلِ النَّوَال تبتْ ... بَيْنَ التَّوَاضُعِ وَالإحْسَانِ فِي حَرَمِ تَحَرُّكُ المُزْنِ عِنْدَ السَّحِّ أكْسَبَهُ ... جَوَامِعَ الحَمْدِ مِنْ قَاصٍ وَمِنْ أَمَمِ جَادَ السَّحَابُ وَجَادَ الطَّوْدُ فَاشْتَرَكَا ... عِنْدَ النَّوَالِ وَكَانَ الفَضْلُ للدِّيَمِ زُهَيْرُ بن أَبِي سَلْمَى: 10962 - فَقَرِّي فِي بِلادِكِ إِنَّ قَوْمًا ... مَتَى يَدْعُو بِلادَهُمُ يَهُونُوا البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 10963 - فَقْرٌ كَفَقْرِ الأنْبِيَاءِ وَغُرْبَةٌ ... وَصَبَابَةٌ لَيْسَ البَلاءُ بِوَاحِدِ قَبْلَهُ: كيف المَقَامُ بِآمِدٍ وَبِلادِهَا ... مِنْ بَعْدِ مَا شَابَتْ ذَوَابَةُ آمِدِ فَقْرٌ كَفَقْرِ الأنْبِيَاءِ وَغُرْبَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَنْ كَانَ يَحمدُ أو يَذِمُّ زَمَانَهُ ... هَذَا فَمَا أَنَا للزَّمَانِ بِحَامِدِ لَهُ أَيْضًا: [من الخفيف] 10964 - فِقَرٌ لَمْ يَزَلْ فَقِيْرًا إلَيْهَا ... كُلُّ مُبْدِي بَلاغَةٍ وَمُعِيْدِ بَعْدَهُ: يَغْتَدِى البَارِعُ المُفِيْدُ لَدَيْهَا ... لاحِقًا بِالمُقَصّرٍ المُسْتَفِيْدِ بِبِيَانٍ شَافٍ وَلَفْظٍ مُصِيْبٍ ... وَاخْتِصَارٍ كَافٍ وَمَعْنًى سَدِيْدِ [من المجتث] 10965 - فَقُلْتُ إِذْ لامَ فِيْهِ ... هَلَّا نَظَرْتَ بِعَيْنِي ¬
حَاتِمُ الطَّائِىُّ: [من الطويل] 10966 - فَقُلْتُ دَعِيْنِي إِنَّمَا تِلْكَ عَادَةٌ ... لِكُلِّ كرِيْمٍ عَادَةٌ يَسْتَعِيْدُهَا الصَّاحِبُ بنُ عَبَّادٍ: [من المتقارب] 10967 - فَقُلْتُ دَعِيْنِي عَلَى غُصَّتِي ... فَإنَّ الهُمُومَ بِقَدْرِ الهِمَمْ جَعْفَرُ بن حَيَّان الطَّائِيُّ: [من الطويل] 10968 - فَقلْتُ عَسَى أنْ تَجْمَعَ الدَّارُ بَيْنَنَا ... وَلَيْتَ فلمْ أظْفَر بِلَيْتٍ وَلَا عَسَى [من الوافر] 10969 - فَقُلْتُ قَسَا عَلَى الحَدَثَانِ قَلْبِي ... وَقَدْ بَالَيْتُ حَتَّى لا أُبَالِي الفَرَزْدَقُ: [من البسيط] 10970 - فَقُلْتُ للنَّفْسِ هَا يَا مُنْيَةٌ قُدِرَتْ ... وَقَدْ تُوَافِقُ بَعْضُ المُنْيَةِ القَدَرَا أنْشَدَ ثَعْلَبٌ للفَرَزْدَقِ في بِشْرِ بن مَرْوَانَ: الفَيْحُ عَلْقَمَةُ البَكْرِيُّ خَبَّرَنَا ... أَنَّ الرَّبِيْعَ أبَا مَرْوَانَ قَدْ حَضَرَا فَقُلْتُ للنَّفْسِ هَا يَا مُنْيَةٌ قُدِرَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَلُّ امْرِئٍ آمِنٌ للخَوْفِ آمنَهُ ... بشر بنُ مَرْوَانَ وَالمَذْعُورُ مَنْ ذَعَرَا الفَيْحُ الإسْرَاعُ. يُقَالُ: أفَاحَ الرَّجُلُ إفَاحَةً إِذَا أسْرَعَ. يَقُولُ: الإسْرَاعَ الإسْرَاعَ فَإنَّ عَلْقَمَةَ خَبَّرَنَا بِحُضورِ الرَّبِيعْ أَبِي مَرْوَانَ. [من السريع] 10971 - فَقُلْتُ لَمَّا أنْ بَدَا رَاكبًا ... يَا لَيْتَنِي رَاكِبَ ذَا الرَّاكِبِ ¬
سَعْدُ بن ثَابِتٍ: [من الطويل] 10972 - فَقُلْتُ لَهَا إِنَّ الكَرِيْمَ وَإِنْ حَلا ... ليُلْفَى على حَالٍ أمَرَّ مِنَ الصَّبْرِ وَمِنْ بَابِ (فَقُلْتُ) وَهُوَ مَكْتُوبٌ بِبَاب: خُذِيْنِي فَجُرِّيْني. البَيْتُ. وإنَّمَا وَرَدَ هَاهُنَا لأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ أَيْضًا هَكَذَا (¬1). فَقُلْتُ لَهَا عِيْثِي جَعَارِ وَجَرِّرِي ... بِلَحْمِ امْرِئٍ لَمْ يَشْهَدِ اليَومَ نَاصرُهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ لَمَّا أُخْبِرَ بِقَتْلِ أخِيْهِ مُصْعَبٍ: أشْهَدَهُ المُهَلَّبُ بن أَبِي صُفْرَةَ؟ قَالُوا: لا، كَانَ فِي وَجْهِ الخَوَارِجِ. قَالَ: أفَشَهِدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ خَازِمٍ السَّلْمِيُّ؟ قَالُوا: لا. فَأنشَدَ مُتَمَثِّلًا: فَقُلْتُ لَهَا عَيْني جَعَارِ. البَيْتُ. وَيُرْوَى: رُوغِي جَعَارِ وَابْشِرِي. البَيْتُ [من الطويل] 10973 - فَقُلْتُ لَهَا وَاللَّهِ مَا مِنْ مُسَافِرٍ ... يَسيرُ وَيَدْرِي مَا بِهِ اللَّهُ صَانِعُ أعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 10974 - فَقُلْتُ لَهَا لا تَهْزَأي بِي فَقَلَّمَا ... يَسُودُ الفَتَى حَتَّى يَشِيْبَ وَيَصْلَعَا كُثَيِّرُ عَزَّة: [من الطويل] 10975 - فَقُلْتُ لَهَا يَا عَزُّ كُلُّ مُصِيْبَةٍ ... إِذَا ذُلِّلَتْ يَوْمًا لَهَا النَّفْسُ ذَلَّتِ يَقُولُ مِنْهَا وَهِيَ طَوِيْلَةٌ كُلُّهَا مُخْتَارَةٌ: هَنِيْئًا مَرِيْئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعزَّةَ مِنْ أعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ ¬
فَإنْ تَكُن العُتْبَى فَأهْلًا وَمَرْحَبًا ... وَحُقَّتْ لَهَا العُتْبَى لَدَيْنَا وَقَلَّتِ أَسِيْئي بِنَا أو فَاحْسنِي لا مَلُومَةً ... لَدَيْنَا وَلَا مَقْلِيَّةً إِنْ تَقَلَّتِ وَهِيَ مَكْتُوبَةٌ بِبَابِ: خَلِيْلَيَّ هَذَا رَبعُ عزَّةَ. العُجِيْرُ السّلُولِيُّ: [من الطويل] 10976 - فَقُلْتُ لَهُ قُمْ فَارْتَحِلْ لَيْسَ هَهُنَا ... سِوَى وَقْفَةِ السَّارِي مُنَاخٌ لِرَاكِبِ أَبُو غَالِب بن بَشْرَان: [من الطويل] 10977 - فَقُلْتُ لَهُمْ لا بَأسَ بِي فَتَعجَّبُوا ... وَقَالُوا الذي أبْدَيْتَهُ كُلُّهُ بَأسُ الغَزِيُّ: [من البسيط] 10978 - فَقُلْتُ لا تَنْهَ عَنْ غَرْسٍ بِلا ثَمَرٍ ... إِنَّ العَقِيْمَ لَتُؤتَى وَهْيَ لا تَلِدُ [من الطويل] 10979 - فَقُلْتُ لأصْحَابِي هِيَ الشَّمْسُ ضَوْؤُها ... قَرِيْبٌ وَلَكِنْ فِي تَنَاوِلهَا بُعْدُ القَاضِي: [من الوافر] 10980 - فَقُلْ فِي حَالِ مَأسُورٍ ضَعِيْفٍ ... يَلُوذُ مِنَ الأعَادِي بِالأعَادَي وَجَعَارِ اسمٌ مِنْ أسْمَاءِ الضبُعِ وَهِيَ صِفَةٌ غَالِبَةٌ لأنَّهَا جَاعِرَةٌ فَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى الجَّرِّ كَفَساقِ للفَارَةِ وَلَكَاعِ للمَرْأةِ وِحَلاقِ للمَنِيَّةِ وَذَلِكَ مِنْ بَاب خَدامِ وَفَطَامِ وَسَكَابِ. وَمِنْ بَابِ (فَقُلْتُ) قَوْلُ آخَرُ (¬1): فَقُلْتُ لَهُ أهْلًا وَسَهْلًا وَمَرْحَبًا ... فَهَذَا مَبِيْتٌ صَالِحٌ وَرَفِيْقُ ¬
قَوْلُ آخَرُ (¬1): فَقُلْتُ لَهُ أهْلًا وَسَهْلًا وَمَرْحَبًا ... بِوَارِدِ نَارٍ مُحَمَّدٌ يَزُورُهَا وَقَوْلُ مُتَمَّم بن نُوَيْرَةَ فِي أخِيْهِ مَالِكٍ (¬2): فقلتُ لَهُ أَنَّ الشَّجَى يَبْعَثُ الشَّجَى ... فَدَعْنِي فَهَذَا كُلُّهُ قَبرُ مَالِكِ يَقُولُ قَبْلَهُ: لَقَدْ لامَنِي عِنْدَ القُبُورِ عَلَى البُكَا ... رَفِيْقِي لِتَذْرَافِ الدُّمُوعِ السَّوَافِكِ وَقَالَ أتَبْكِي كُلَّ قَبْرٍ رَأيْتَهُ ... لِقَبْرٍ ثَوَى بَيْنَ الرُّبَا وَالدَّكَادِكِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ الشَّجَى يَبْعَثُ الشَّجَى. البَيْتُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ مُحَمَّد بن أَبِي أُمَيَّةَ (¬3): فَقُلْتُ لَهُ كُرَّ الحَدِيْثَ الذي مَضَى ... وَذِكْرِكَ مِنْ ذِكْرِ الجمِيْعِ أُرْيِدُ أُنَاشِدُهُ ألَّا أعَادَ حَدِيْثَهُ ... كَأَنَّ بَطِيْء الفَهْمِ حِيْنَ يُعِيْدُ يُجَدِّدُ تِكْرَارُ الحَدِيْثِ لَذَاذَتِي ... فَذِكْرُكِ عِنْدِي وَالحَدِيْثُ جَدِيْدُ ابن المُعْتَزِّ: [من الهزج] 10981 - فَقُلْ فِي مَكْرَعٍ عَذبٍ ... وَقَدْ وَافَاهُ عَطْشَانُ أبْيَاتُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُعْتَزِّ، أوَّلُهَا: شَجَاكَ الحَيُّ إِذْ بَانُوا ... فَدَمْعُ العَيْنِ تَهْتَانُ وَفِيْهمُ رَشَاءٌ أغْيَدُ ... سَاجِي الطَّرْفِ وَسْنَانُ وَقَدْ أنْهَبَنِي فَاهُ ... وَوَلَّى وَهُوَ عَجْلانُ ¬
فَقُلْ فِي مَكْرَعٍ عَذْبٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: جَزَيْنَا الأموِيِّيْنَ ... وَدِنَّاهُمْ كَمَا دَانُو وَذَاقُوا ثَمَرَ البَغْي ... وَكَانُوا مِثْلَ مَنْ خَانُوا وَللخَيْرِ وَللشَّرِّ ... بِكَفِّ العَدْلِ مِيْزَانُ بِأسْيَافِكُم أوْدَى ... حُسَيْنٌ وَهُوَ ظَمْآنُ وَلَكِنْ آلُ عَبَّاسٍ ... وَمَرْوٌ وَخُرَاسَانُ لَقُوا مَرْوَانَ بِالزَّابِ ... فَعَارَ العِيْرُ مَرْوَانُ وَدَأبُ العَلَويِّينَ ... لَهُمْ جَحْدٌ وَكُفْرَانُ فَهَلَّا كَانَ إمْسَاكٌ ... إِذَا لَمْ يَكُ إحْسَانُ يَلُومُونَهم ظُلْمًا ... فَهَلَّا مِثْلُهُم كَانُوا مَعْبَدُ بن عَلْقَمَةَ: [من الطويل] 10982 - فَقُلْ لِزُهَيْرٍ إِنْ شَتَمْتَ سَرَاتَنَا ... فَلَسْنَا بِشَتَّامِيْنَ للمُتَشَتِّمِ بَعْدَهُ: وَلَكِنَّنَا نَأبَى الظَّلامَ وَنَقْتَضي ... بِكُلِّ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُصَمِّمِ وَتَجْهَلُ أيْدِيْنَا وَيَحلمُ رَأيُنَا ... وَنَشْتِمُ بِالأفْعَالِ لا بِالتَّكَلُّمِ وَإنَّ التَّمَادِي فِي الذي كَانَ بَيْنَنَا ... بِكَفِّكَ فَاسْتَأخِرْ لَهُ أو تَقَدَّمِ هَذَا مِنْ أحْسَن مَا قِيْلَ فِي مَعْنَاهُ. الصَّابِئُ: [من الطويل] 10983 - فَقُلْ لِصَدِيْقِي كُنْ عَلَى السّرِ آمِنًا ... إِذَا لَمْ يَكُنْ مَا بَيْنَنَا فِيْهِ ثَالِثُ نَهْشَل بن حَرِّيٍّ: [من الطويل] 10984 - فَقُلْ للَّذِي يُبْدِي الشَّمَاتَةَ جَاهِدًا ... سَيَأتِيْكَ كَأسٌ أنْتَ لا بُدَّ شَارِبُه ¬
طَرْفَةُ: [من الطويل] 10985 - فَقُلْ للَّذِي يَرْجُو خِلافَ الذي مَضَى ... تَأهَّب لأُخْرَى مِثْلِهَا فَكَأن قَد ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الوافر] 10986 - فَقُلْ للشَّامِتِيْنَ بِنَا أفِيْقُوا ... أمَامَكُمُ المَصَائِبُ وَالخُطُوبُ ذُو الإصْبَعِ العَدوَانِيُّ: [من الوافر] 10987 - فَقُلْ للشَّامِتِيْنَ بِنَا أفِيْقُوا ... سَيَلْقَى الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِيْنَا [من الوافر] 10988 - فَقُلْ للمُتَّقِي عَرَضَ المَنَايَا ... تَوَقَّ وَلَيْسَ يَنْفَعَكَ اتِّقَاءُ وَمِنْ بَابِ (فَقَلَّ) قَوْلُ المُتَنَبِّيّ: فَقَلَّ فِي النَّاسِ مَنْ أمْضَى عَزِيْمَتَهُ ... لِمطْلَبٍ فَانْثَنَى عنه وَلَمْ يَنَلِ وَقَوْلُ ابْنُ الرُّومِيُّ (¬1): فَقَلَّ مَنْ ضمَنَت خَيْرًا طَوِيَّتُهُ ... إِلَّا وَفِي وَجْهِهِ للخَيْرِ عُنْوَانُ وَقَوْلُ أَبِي نُواسٍ (¬2): فَقُلْ لِمَن يَدَّعِي فِي العِلْمِ فَلْسَفَةً ... حَفِظْتَ شَيْئًا وَضَاعَتْ مِنْكَ أشْيَاءُ الخَبْزُرَانِيُّ: [من المتقارب] 10989 - فَقُلْ لِمُرَجِّي مَعَالِي الأُمُور ... بِغَيْرِ اجْتِهَادٍ رَجَوتَ المُحَالا ¬
مَنْصُورُ بن بَاذَان: 10990 - فَقَلَّ مُسَاعٍ لَهُ هِمَّةٌ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا قَصِيْرَ الأجَلِ مُحَمَّد بن عَبْدُ المَلِك الزَّيَّاتُ: [من مخدع البسيط] 10991 - فَقُلْ لمَنْ عَابَنِي سَفَاهًا ... يَا عَائِبَ الشَّيْبِ لا بَلَغْتَه وَمِنْ بَابِ (فَقُمْ) قول أَبِي الوَفَاءِ طَاهِرُ بن مُحَمَّد بن مَرْزُوقٍ الأصفَهَانِيِّ (¬1): فَقُمْ وَارْمِ أغْرَاضَ الأمَانِي بِهِمَّةٍ ... تُنِيْرُ يُصْبِحُ النَّجْحُ لَيْلَ المُطَالِبِ فَلَو كَانَ عزٌّ فِي القُعُودِ لَمَا سَرَتْ ... مَعَ الفَلَكِ الدَّوَّارِ زهرُ الكَوَاكِبِ العَبَّاسُ بن عَبْدِ المُطَّلِبِ: [من الطويل] 10992 - فَقَومَكَ أَنَّ المَرْءَ مَا عَاشَ قَومُهُ ... وَإِنْ لامَهُمْ لَيْسُوا لَهُ كالأبَاعِدِ قِيْلَ لَمَّا اسْتَخْلَفَ يَزِيْدُ بن المُهَلَّبِ بن أَبِي صُفْرَةَ وَلدهُ بِجُرْجَانِ، قَالَ لَهُ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الحَيِّ مِنَ اليَمَنِ فَكُنْ لَهُمْ كَمَا قَالَ العَبَّاسُ بن عَبْدِ المُطَّلِب: فَقَومَكَ إِنَّ المَرْءَ مَا عَاشَ قَومَهُ. البَيْتُ أوسُ بن حَجْرٍ: [من الطويل] 10993 - فَقَومَكَ لا تَجْهَل عَلَيْهم وَلَا تَكُنْ ... بِهم هَرِشًا تَغْتَالُهُم وَتُقَاتِلُ [من مجزوء الرمل] 10994 - فُقِئَتْ عَيْنٌ أصَابَتْ ... مَوْضعِي مِنْكَ بِعَيْنِ بَهْلُولٌ: [من الهزج] ¬
10995 - فَقِيْرٌ كُلُّ مَنْ يَطْمَع ... غَنِيٌّ كلُّ مَنْ يَقْنَعْ العَبَّاسُ بنُ الأحْنَفِ: [من البسيط] 10996 - فَكَاذِبٌ قَدْ رَمَى بِالظَّنِّ غَيْرَكُمُ ... وَصَادِقٌ لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ صَدَقَا أَبُو الشِّيْصِ: [من الطويل] 10997 - فَكَالسَّيْفِ إِنْ لا يَنْتَهُ لانَ مَتْنُهُ ... وَحَدَّاهُ إِنْ خَاشَنْتَهُ خَشِنَانِ [من الطويل] 10998 - فَكَانَ الذي اسْتَدْعَاهُ أوَّلَ خَاذِلٍ ... لَهُ والذي اسْتَصْفَاهُ مِنْ أعْظَمِ العِدَا مُحَمَّدُ بن شبلٍ: [من الوافر] 10999 - فَكَانَ تَقَرُّبي أّذْكَى لِبُعْدِي ... وَإحْسَانِي إِلَى ذِي الذَّنْبِ ذَنْبِي أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 11000 - فَكَانَ كَشَاةِ الرَّمْلِ قَيَّضَهَا الرَّدَى ... لِقَانِصِهَا مِنْ قَبْلِ بَثِّ الحَبَائِلِ يَقُولُ قَبْلَهُ: فَوَلَّى وَمَا أبْقَى الرَّدَى مِنْ حُمَاتِهِ ... لَهُ غَيْرَ أَسْآرِ الرِّمَاحِ الذَّوَابِلِ وَعَاذَ بِأطْرَافِ المَعَاقِلِ مُعْصِمًا ... وَلَمْ يَدْرِ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ المَعَاقِلِ تَحَدَّرَ مِنْ لَهِيْبِهِ يَرْجُو غَنِيْمَةً ... بِسَاحَةِ لا الوَانِي وَلَا المُتَخَاذِلِ فَكَانَ كَشَاةِ الرَّمْلِ. البَيْتُ [من الرمل] 11001 - فَكَأنَّ اللَّهَ قَدْ قَالَ لَهَا ... احْذَرِي يَا هَذِهِ أنْ تَسْتَقِيْمِي ¬
الصَّابِئُ: [من الكامل] 11002 - فَكَأنَّ لَفْظَكَ لُؤلُؤٌ مُتَنَخَّلٌ ... وَكأنَّمَا آذَانُنَا أصْدَافُهُ ابن المُعَلِّمِ: [من الكامل] 11003 - فَكَأَنَّمَا العَيْشُ الذي قَضيْتُهُ ... بِكَ قَبْلَ نَازِلَةِ الفرَاق مَنَامُ [من الكامل] 11004 - فَكَأنَّ مَا قَدْ كَانَ لَمْ يَكُ إِذْ مَضَى ... وَكأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ قَدْ كَانَا زَاهِرٌ التَّمِيْمِيُّ: [من الكامل] 11005 - فَكَأَنَّمَا كَانَتْ يَدِي مِنْ حَتْفِهِ ... لَمَّا انْثَنَيْتُ لَهُ عَلَى مِيْعَادِ أبْيَاتُ زَاهِرٍ التَّمِيْمِيُّ: سَقَيْتَهُ كَأسَ الرَّدَى بِأسِنَّةٍ ... ذَلْقٍ مُوَلِّلَةِ الشِّفَارِ حَدادِ فَطَعَنْتُهُ وَالخَيْلُ فِي رَهَجِ الوَغَا ... نَجْلاءَ تَنْضجُ مِثْلَ لَونِ الجَادِي فَكَأَنَّمَا كَانَتْ يَدِي مِنْ حَتْفِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَهَوَى وَجَايَشهَا يَمُورُ بِمُزْبَدٍ ... مِنْ جَوْفِهِ مُتَدَارِكِ الإزْبَادِ أخَذَهُ البَبَّغَاءُ فَقَالَ (¬1): نَادَمْتَهُمْ بِالمَشْرِفِيَّةِ وَالقَنَا ... فِي سَاعَةٍ لَيْسَتْ بِذَاتِ نِدَامِ فَتَرَكْتَهُمْ صَرْعَى كَأنَّكَ بِالظُّبَا ... عَاطَيْتُهُمْ فِي الرَّوْعِ كَأسَ مُدَامِ مُتَهَاجِرِيْنَ عَلَى الدُّنُوِّ كَأَنَّمَا ... أُنْفِقَتْ رُؤُوسُهُم مِنَ الأجْسَامِ ¬
وَيَقرُبُ مِنْهُ قَوْلُ المُتَنَبِّيّ (¬1): صَدَمْتَهُم بِخَمِيْسٍ أنْتَ غُرَّتُهُ ... وَسَمْهَرِيَّتهُ فِي وَجْهِهِ عَمَمُ فَكَانَ أثْبَتَ مَا فِيْهِمْ جُسُومهُمُ ... يَسْقُطْنَ حَوْلَكَ وَالأرْوَاحُ تَنْهَزِمُ المُتَنَبِّي: [من الكامل] 11006 - فَكَأَنَّمَا نُتِجَتْ قيَامًا تَحْتَهُمْ ... وَكأنَّمَا وُلِدُوا عَلَى صَهَوَاتِهَا أخَذَهُ السَّرِيُّ فَقَالَ (¬1): [من البسيط] كَأَنَّمَا نُتِجَتْ للحَرْبِ مُسْرَجَةً ... مُرَكَّبَاتٍ عَلَى أفْوَاهِهَا اللُّجُمُ ابْنُ هَرْمَةَ: [من الطويل] 11007 - فَكَائِنْ تَرَى مِنْ وَافِرِ العَرْضِ صَامِتٍ ... وَآخَرَ أرْدَى نَفْسَهُ أنْ تَكَلَّمَا قِيْلَ لَمَّا ظَهَرَ إبْرَاهِيْم بن عَبْدِ اللَّهِ بن الحَسَن بن الحَسَن بن عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهُمَا السَّلامُ، أَتَى رَجُلٌ إِلَى إبْرَاهِيْمَ بن هَرْمَةَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ ظَهَرَ فَمَا عِنْدَكَ فِي أمْرِهِ؟ فَقَال لَهُ: احْفَظْ عَنِّي مَا أقُولُ لَكَ: أرَى النَّاسَ فِي أمْرٍ سَجِيْلٍ فَلا تزَلْ ... عَلَى حَذَرٍ حَتَّى تَرَى الأمْرَ مُبْرَمَا فَإِنَّكَ لَنْ تَسْطِيعَ رَدَّ الذي مَضى ... إِذَا القَولُ عَنْ زَلَّاتِهِ فَارَقَ الفَمَا فَكَائِنُ تَرَى مِنْ وَافِرِ العرْضِ صَامِتٍ. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ: [من الخفيف] 11008 - فَكَثِيْرُ العَطَاءِ غَيْرُ كَثِيْرٍ ... وَقَلْيْلُ الثَّنَاءِ غَيْرُ قَلِيْلِ ¬
[من الوافر] 11009 - فَكِدْتُ أطِيْرُ مِنْ شَوقٍ إلَيْهَا ... بِقَادِمَةٍ كَقَادِمَةِ الجَنَاحِ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الكامل] 11010 - فَكَّرْتُ فِي الدُّنْيَا فَكَانَتْ مَنْزِلًا ... عِنْدِي كَبَعْضِ مَنَازِلِ الرُّكْبَانِ ابْنُ السِّكِيْتِ النَّحَوِيُّ: [من الوافر] 11011 - فَكُلُّ الحَادِثَاتِ وَإِنْ تَنَاهَتْ ... فَمَقْرُونٌ بها الفَرَجُ القَرِيْبُ أخَذَهُ أَبُو هُلالٍ العَسْكَرِيُّ فَقَالَ (¬1): [من الوافر] وَكُلُّ الحَادِثَاتِ وَإِنْ تَنَاهَتْ ... فَمَقْرُونٌ بِهَا الفَرَجُ المُتَاحُ أبْيَاتُ ابنِ السَّكِيْتِ النَّحَوِيِّ إنْشَادُ النَّاشِئ (¬2): إِذَا اشْتَمَلَتْ عَلَى اليَأسِ القُلُوبُ ... وَضاقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ وَأوْطَنَتِ المَكَارِهُ وَاطْمَأنَّتْ ... وَأرْسَتْ فِي أمَاكِنِهَا الخُطُوبُ وَلَمْ تَرَ لانْكِشَافِ الضُّرِّ وَجْهًا ... وَلَا أغْنَى مَخِيْلَتِهِ الأرِيْبُ أتَاكَ عَلَى قُنُوطٍ مِنْكَ غَوْثٌ ... يَمُنُّ بِهِ اللَّطِيْفُ المُسْتَجِيْبُ فَكُلُّ الحَادِثَاتِ وَإِنْ تَنَاهَتْ. البَيْتُ وَقَالَ عَبْدُ الوَهَابُ بنُ الحَسَنِ بن جَعْفَر المِصْرِيُّ المَعْرُوفُ بِابنِ الحَاجِبِ: أهُونُ بِقَولِ السُّعَاةِ مُغْتَفِرًا ... وَلَا تَكُنْ عِنْدَهُ بِمُنْزَعِجِ وَاسْتَعْمِلِ الصَّبْرَ فِيْهِ مُجْتَهِدًا ... فَصَاحِبُ الصَّبْرِ صَاحِبُ الفِلجِ فَكُلُّ أمْرٍ يَضيْقُ أوَّلُهُ ... فَهُوَ قَرِيْبٌ مِنْ سَاعَةِ الفَرَجِ ¬
وَقَالَ قَيْسُ بن الخَطِيْم (¬1): وَكُلُّ شَدِيْدَةٍ نَزَلَتْ بِقَومٍ ... سَيَأتِي بَعْدَ شِدَّتهَا رَخَاءُ وَقَالَ إسْمَاعِيْلُ بنُ يسّارٍ (¬2): [من البسيط] وَكُلُّ كَرْبٍ وَإِنْ طَالَتْ بَلِيَّتُهُ ... يَوْمًا تَفرَّجُ غمَّاهُ وَتَنْكَشِفُ وَقَالَ إبْرَاهِيْم بنُ العَبَّاسِ الصُوليُّ (¬3): وَلَرَبَّ نَازِلَةٍ يَضِيْقُ بِهَا الفَتَى ... ذَرْعًا وَعِنْدَ اللَّهِ مِنْهَا المَخْرَجُ أَبُو زُبَيْد الطَّائيِّ: [من الوافر] 11012 - فَكُلُّ إمَارَةٍ إِلَّا قَلِيْلًا ... مُغَيِّرَةُ الصَدِيْقِ عَلَى الصَّدِيْقِ لَيْلَى الأَخْيَلِية: [من الطويل] 11013 - فَكُلُّ جَدِيْدٍ أو شَبَابٍ إِلَى بِلًى ... وَكُلُّ أمْرِئٍ يَوْمًا إِلَى اللَّهِ صَايِرِ إبْرَاهِيْم بن العَبَّاس الصَّولِيّ: [من المنسرح] 11014 - فَكُلُّ حُزْنٍ يَبْلَى عَلَى قِدَمِ ... الدَّهْرِ وَحُزْني يُحِدُّهُ الأبَدُ [من الطويل] 11015 - فَكُلُّ حَيَاةٍ مَعْ سِوَاكَ مَنِيَّةٌ ... وَكُلُّ ضُحًى فِي أرْضِ غَيْرِكَ غَيْهَبُ سُوَيْدُ بنُ عَامِرٍ المُصْطَلقِيُّ: [من البسيط] ¬
11016 - فَكُلُّ ذِي صَاحِبٍ يَومًا يُفَارِقُهُ ... وَكَلُّ زَادٍ وَإِنْ أبْقَيْتَهُ فَاني عَبْدُ اللَّهِ بن العَبَّاسِ الرَّبْعِيُّ: [من البسيط] 11017 - فَكُلُّ شَيْءٍ رآهُ خَالَهُ قَدَحًا ... وَكُلُّ شَخْصٍ رَآهُ ظَنَّهُ السَّاقِي قَبْلَهُ: وَمُسْتَطِيْلٍ عَلَى الصَّهْبَاءِ بَاكَرَهَا ... فِي فِتْيَةٍ بِاصِطِبَاحِ الرَّاحِ حُذَّاقِ يَمْضِي بِهَا مَا مَضَى مِنْ عَقْلِ شَارِبِهَا ... وَفِي الزَّجَاجَةِ بَاقٍ يَطْلِبُ البَاقِي فَكُلُّ شَيْءٍ رَآهُ خَالَهُ قَدحًا. البَيْتُ [من البسيط] 11018 - فَكُلُّ ضِيْقٍ سَيَأتِي بَعْدَهُ سِعَةٌ ... وَكُلُّ فَوْتٍ سَيَأتِي بَعْدَهُ ظَفَرُ الأشْجَعُ السُّلْمِيُّ: [من الطويل] 11019 - فَكُلُّ طَوِيْلِ المَجْدِ يَقْصُرُ عُمْرُهُ ... كذَاكَ عِتَاقُ الطَّيْرِ أَقْصَرُهَا عَمْرَا النَّابِغَة الذُبيانيُّ: [من الوافر] 11020 - فَكُلُّ فتًى سَتَشعَبُهُ شَعُوبٌ ... وَإِن أَثرى وَإن لَاقَى فَلاحَا هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ أوَّلُهَا: [من البسيط] طَوَى كَشْحًا خَلِيْلُكَ وَالجنَاحَا ... لبَيْنٍ مِنْكَ ثُمَّ غَدَا صُرَاحَا زِمَاعٌ تَاحَ للمَشْغُوفِ حَيْنًا ... وَمَنْ ذَا يَمْلِكُ الحَيْنَ المُتَاحَا يَقُولُ مِنْهَا: ¬
فَكُلُّ فتًى سَتَشْعَبُهُ شَعُوبٌ. البَيْتُ [من الطويل] 11021 - فَكُلُّ فتًى يَرجُو نداكَ مُوفَّقٌ ... وَكُلُّ أمرئٍ يُثنَى عَلَيكَ مُصَدَّقُ زُهَيرُ المصرِيُّ: [من البسيط] 11022 - فَكُلُّ فِكرٍ بغَيرِ اللَّهِ وَسوَسَةٌ ... وَكُلُّ ذكرٍ لغَيرِ اللَّهِ نِسيَانُ قَبْلَهُ: أخْلِصْ لِرَبِّكَ فِيْمَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ ... مَنَزَّهٍ مِنْكَ إِسْرَارٌ وَإعْلانُ فَكُلُّ فَكْرٍ بِغَيْرِ اللَّهِ وَسْوَسَةٌ. البَيْتُ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: [من الوافر] 11023 - فَكُلُّ قَرِيْنَةٍ وَمَقَرِّ إِلفٍ ... مُفَارِقُهُ إِلَى الشَّحْطِ القَرِيْنُ بَعْدَهُ: وَكُلُّ فَتًى وإنْ أمْشَى وَأثْرَى ... سَتَخْلَجُهُ عَنِ الدُّنِيَا المَنُونُ أمشَى أي كَثُرَتْ مَوَاشِيْهِ وَدَوَابُّهُ. العَبَّاسُ بنُ الأحْنَفِ: [من المنسرح] 11024 - فَكُلُّما سَاءَنِي فَعَنْ خُلُقٍ ... مِنْكَ وَمَا سَرَّنِى فَعَنْ غَلَطِ طَرْفَةٌ بنُ العَبْدِ: [من السريع] 11025 - فَكُلُّهمُ أرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ ... مَا أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَه ¬
[من البسيط] 11026 - فَكُلُّ يَومٍ مَضَى تَزْدَادُ منقصَةً ... وَكُلُّ يَومٍ أَتَى يُدنِي مِنَ الأجَلِ [من البسيط] 11027 - فَكُلُّ يَومٍ يُرَبِّيْهِ وَيُنْهِضُهُ ... فَإنَّمَا هُوَ مَنْقُوصٌ مِنَ العَدَدِ أَبُو إسْحَاق الصَّابِئ: [من الطويل] 11028 - فَكَمْ بَيْنَ مَقْتُولِ الكِلابِ وَإِنْ نَجَا ... سَلِيْمًا وَمَقْتُولِ الضَّرَاغِمَةِ الأُسدِ أَبُو الفَتحْ البُسْتيُّ: [من الوافر] 11029 - فَكَمْ دَقَّتْ وَشَقَّتْ وَاسْتَرَقَّتْ ... فُضُولُ العَيْشِ أعْنَاقَ الرِّجَالِ ابْنُ شَمْسِ الخِلافَةِ: [من الوافر] 11030 - فَكَمْ سَاعٍ إِلَى دَمِهِ وَدَاعٍ ... لِمَا يُرْدِيْهِ مِنْ أقْصَى مَكَانِ ابن رزينٍ: [من الطويل] 11031 - فَكَمْ صَادَفَ الإنْسَانَ مَا هُوَ آمِنٌ ... وَكَمْ قَدْ أتَاهُ اللَّهُ مَا هُوَ حَاذِرُ قَبْلَهُ: [من الطويل] وَلَيْسَ مَع الأقْدَارِ للمَرْءِ مَذْهَبٌ ... وَكُلٌّ إِلَى مَا شَاءَهُ اللَّهُ صَائِرُ فَكَمْ صَادَفَ الإنْسَانَ مَا هُوَ آمِنٌ. البَيْتُ ابْنُ شَمْسِ الخِلافَةِ: [من الطويل] قَوْلُ حُسَامُ الدَّولَةِ أَبِي مَرْوَانَ عَبْدِ المَلِكِ بن هَذِيْل بن رزِينٍ: فَكَمْ صادَفَ الإنْسَانَ مَا هُوَ آمِنٌ. البَيْتُ ¬
مِثْلُهُ لآخَر: وَكَمْ تَرْحَةٍ لَمْ أحْتَسِبْهَا لَقَيتُهَا ... وَكَمْ فَرْحَةٍ جَاءَتْ عَلَى غَيْرِ مَوْعِدِ وَقَالَ الحُسَيْنُ مُطَيْرٍ الأسَدِيُّ (¬1): وَكَمْ طَامِعٍ فِي حَاجَةٍ لا يَنَالُهَا ... وَكَمْ آيِسٍ مِنْهَا أتَاهُ بَشِيْرُهَا وَقَالَ أَبُو العَلاءِ المَعَرِّيُّ (¬2): وَكَمْ فَاتَكَ الشَّيْءُ الذي كُنْتَ رَاجيًا ... وَجَاءَكَ كَالمَقْدُورِ مَا لَمْ تَكُن تَرْجُو وَقَالَ ابْنُ الرُّومِيُّ (¬3): وَكَمْ أعْقَبَتْ بَعْدَ الرَّزَايَا مَوَاهِبٌ ... وَكَمْ أعْقَبَتْ بعْدَ البَلايَا فَوَائِدُ وَقَالَ آخَرُ (¬4): وَلَربَّ أمْرٍ تَضِيْقُ بِه ... الصُّدُورُ وَلَا يَضِيْرُ 11032 - فَكَمْ فَاقَةٍ بَاتَ الغِنَى فِي خِلالِهَا ... يَلُوحُ وَكَمْ عُسْرٍ تَكَشَّفَ عَنْ يُسْرِ [من الطويل] 11033 - فَكَمْ فَائِتٍ فِي فَوْتِهِ لَكَ خيْرَةٌ ... وَإدْرَاكُهُ لو نِلْتَهُ كَانَ مُعْطِبُ [من الطويل] 11034 - فَكَمْ فِيْهِ مَا لو حَاوَلَ الخَلْقُ عدَّهُ ... لَقَصَّرَ عَنْ إحْصَائِهِ الثَّقَلانِ الحُسَيْنُ بن مُطَيْرٍ: [من الطويل] 11035 - فَكَمْ قَدْ رَأيْنَا مِن تَكَدُّرِ عِيْشَةٍ ... وَأُخْرَى صَفَا بَعْدَ اكْدِرَارٍ غَدِيْرُهَا ¬
[من الطويل] 11036 - فَكَمْ قُلْتُ شَوْقًا لَيْتَنِي كُنْتُ عِنْدَهُ ... وَمَا قُلْتُ إجْلالًا لَهُ لَيْتَهُ عِنْدِي ابْنُ شَمْسِ الخِلافَةِ: [من الطويل] 11037 - فَكَمْ لِيَ مِنْ رَأيٍ صَحِيْحٍ وَمَنْطِقٍ ... فَصِيحٍ وَعَزْمٍ قَبْلَ تَجْرِيْدِهِ عَضَبِ عَمْرُو بن مَخْلاةَ الكَلْبِيّ: [من الطويل] 11038 - فَكَمْ مِنْ أمِيْرٍ قَبْلَ مَرْوَانَ وَابنهِ ... كشَفْنَا غطَاءَ الغَمِّ عنه فَأبْصَرَا [من الطويل] 11039 - فَكَمْ مِنْ بَعِيْدِ الدَّارِ فَازَ بِحَظِّهِ ... وَمُنْقَطِعِ الأسْبَابِ وَهُوَ قَرِيْبُ [من الطويل] 11040 - فَكَمْ مِنْ بَعِيْدٍ صَادِقِ الوُدِّ مُخْلِصٍ ... وَذِي رَحمٍ دَانِي القَرَابَةِ قَاطِعِ أَبُو نَصْر بن نباتَة: [من الطويل] 11041 - فَكَمْ مِنْ جِبَالٍ قَدْ عَلا شَعَفَاتِهَا ... رِجَالٌ فَزَالُوا وَالجبَالُ جِبَالُ جِذْلُ الطِّعَانِ: [من الوافر] 11042 - فَكَمْ مِنْ غَارَةٍ وَرَعِيْلِ خَيْلٍ ... تَدَارَكهَا وَقَدْ حَمِيَ اللِّقَاءُ قِيْلَ: لَمَّا خَرَجَ إبْرَاهِيْم بن عَبْدِ اللَّهِ بن حَسَن بن الحَسَن بن عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمَا السَّلامُ عَلَى المَنْصُورِ، وَصَلَهُ الخَبَرُ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ فَتَمَثَّلَ عُثْمَانُ بن عُمَارَةَ بنُ خُرَيْمٍ فِي المَنْصورِ بِقَولِ جَذلِ الطِّعانِ: ¬
فَكَمْ مِنْ غَارَةٍ وَرَعِيْلِ خَيْلٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَرَدَّ رَعِيْلَهَا حَتَّى شَآهَا ... بِأسْمَرَ مَا يُرَى فِيْهِ الْتِوَاءُ وَتَمَثَّلَ إسْحَاقُ بنُ مَسْلِمَةَ فِيْهِ بِقَوْلِ رَبِيْعَةَ بنُ مُكْدَمٍ: [من الطويل] سَمَا لِيَ فُرْسَانٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ ... مَصابِيْحُ تَبْدُو فِي الظَّلامِ زَوَاهِرُ يَقُودُهُمُ كَبْشٌ أخُو مُصْمَئِلَّةٍ ... عَبُوسُ السُّرِي قَدْ لَوَّحَتْهُ الهَوَاجِرُ وَتَمَثَّلَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الرَّبِيع فِيْهِ بِقَولِ أبي سفيان بن حَرْبٍ (¬1): [من الطويل] وَإنَّ لنا شَيْخًا إِذَا الحَرْبُ شَمَّرَتْ ... بَدِيْهَتُهُ الإقْبَالُ قَبْلَ التَّوَاقُفِ [من الوافر] 11043 - فَكَمْ مِنْ فَرْجِ مُحْصَنَةٍ عَفِيْفٍ ... أُحِلَّ حَرَامُهُ بِأبِي حَنِيْفَة قَالَ مُسَاوِرٌ الوَرَّاقُ يَفْخَرُ بِمَذْهَبِ الإمَام أَبِي حَنِيْفَةَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ (¬1): [من الوافر] إِذَا العُلَمَاءُ يَوْمًا قَايَسُونَا ... بِمَسأَلَةٍ مِنَ الفُتْيَا طَرِيْفَه رَمَيْنَاهُمْ بِمِقْيَاسٍ وَرَأيٍ ... صَلِيْبٍ مِنْ طِرَازِ أَبِي حَنِيْفَه إِذَا سَمِعَ الفَقِيْهُ بِهَا وَعَاهَا ... وَأثْبَتَهَا بِخُبْرٍ فِي صَحِيْفَه أجَابَهُ مَجِيْبٌ فَقَالَ (¬2): [من الوافر] إِذَا ذُو الرَّأي خَاصَمَ عَنْ قِيَاسٍ ... وَجَاءَ بِبِدْعَةٍ هَنَةٍ سَخِيْفَه أتَيْنَاهُمْ بِقَولِ اللَّهِ فِيْهَا ... وَآثَارٍ مُبْرِّزَةً شَرِيْفَه فَكَمْ مِنْ فرْجِ مُحْصنَةٍ عَفِيْفٍ. البَيْتُ عَليُّ بن زَيْدٍ: [من الطويل] ¬
11044 - فَكَمْ مِنْ كَرِيْمٍ أفْسَدَ اليَومَ جُودُهُ ... وَسَاوسُ مَا يُخْشَى مِنَ الفَقْرِ في غَدِ ابْنُ بَسَّامٍ: [من البسيط] 11045 - فَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ قَدْ ضَاقَ رِزْقِي ... فَأُنْكِرُ نِيّتِي وَالرَّبُّ ربُّ كَانَ ابن الفَيَّاضِ يُكَاتِبُ البَسَّامِيَّ الشَّاعِرَ فَنَقَصهُ في بَعْضِ مُكَاتَبَاتِهِ مِنَ الدَّعَاءِ فَكَتَبَ البَسَّامِيُّ إلَيْهِ: لِسَانِي بِالثَّنَاءِ عَلَيْكَ رَطْب ... وَبِالمَكْرُوهِ إن أحْبَبْتَ عَضْبُ وَأَنْتَ مُخَيَّر فَاخْتَر فَإنِّي ... لَمَا أحْيَيْتَ مِنْ أمْرٍ مُحِبِّ فَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ قَدْ ضَاقَ رِزْقِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: نَقَصْتَنِي الدُّعَاءَ وَذَاكَ شَيْءٌ ... عَلَى مِثْلِي مِنَ الأحْرَارِ صَعْبُ وَكُنْتُ أقُولُ إن أقْصَرْتَ فِيْمَا ... أؤَمِّلُهُ عَذّرْتُ وَذَاكَ كِذْبُ فَإنْ عَاوَدْتَنِي فَأقَمْتُ يَومًا ... فَمَا لَكَ إن أسَأتَ إلَيَّ ذَنْبُ [من الوافر] 11046 - فَكَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ لَمْ يَلْقَ قُوتًا ... وَكَمْ مِنْ كَافِرٍ مَلَكَ البِلادًا [من المتقارب] 11047 - فَكَمْ وَرَدَ المَوْتَ مِنْ نَاعِمٍ ... وَحُبُّ الحَيَاةِ إلَيْهِ عَجِيْبُ قيل: وُجِدَ عَلَى قَبْرِ بَعضُ المُلُوكِ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ مَكْتُوبٌ (¬1): أجَابَ المَنِيَّةَ لَمَّا دَعَتْ ... وَكُرْهَا يُجِيْبُ لَهَا مَنْ يُجِيْبُ فَكَمْ وَرَدَ المَوْتَ مِنْ نَاعِمٍ. البَيْتُ عَقِيْلُ بنُ عُلَّفَةَ: [من الطويل] ¬
11048 - فَكُن أكْيَسَ الكَيْسَى إذا كُنْتَ فِيْهِمُ ... وَإِنْ كُنْتَ في الحَمْقَى فَكُنْ مِثْلَ أحْمَقَا قَبْلَهُ: وَللدَّهْرِ أثْوَابٌ فَكُنْ في ثِيَابِهِ ... كَلبْسَتِهِ يَوْمَا أجَدَّ وَأخْلَقَا فَكُنْ أكْيَسَ الكَيْسَى. البَيْتُ الخَارِكِيُّ: [من مجزوء الوافر] 11049 - فَكُنْ بالصِّدْقِ مَعْرُوفًا ... فَلا أدَبٌ مَعَ الكَذِبِ الأحْوَصُ: [من البسيط] 11050 - فَكُنْتُ فِيْهِم كمَطْمُورٍ بِبِلْدَتِهِ ... يُسَرُّ أن جَمَعَ الأوْطَانَ وَالمَطَرَا المُعتَمد صَاحِبُ المَغْرِب: [من البسيط] 11051 - فَكُنْتُ كَالمُبْتَغِي مَاءً تَخَيَّلَهُ ... حَتَّى دَنَا فَرَأى الغُدْرَانَ نِيْرَانَا [من الوافر] 11052 - فَكُنْتُ كَأنَّني أعْمَى مُعَنًّى ... يُحِبُّ الغَانِيَاتِ وَمَا رَآهَا قَالَ المُبَرَّدُ: سَمعَ بَعْضُ المُحْدِّثِيْنَ غِنَاءً بِالفَارِسِيَّةِ فَشَوَّقَهُ وَشَجَاهُ وَلَمْ يَعْرِف مَعْنَاهُ فقالَ مِن أبْيَاتٍ: وَلَمْ أفْهَم مَعَانِيْهَا وَلَكِنْ ... وَرَت كَبِدِي فلَمْ أجْهَلْ شَجَاهَا فَكُنْتُ كَأنَّنِي أعْمَى مُعَنًى. البَيْتُ [من الطويل] 11053 - فَكُنْتُ كَبَاغي القَرْنِ أسْلَمَ أُذْنَهُ ... فَعَادَ بِلا أُذْنٍ وَلَمْ يَسْتَفِدْ قَرْنَا ¬
[من الطويل] 11054 - فَكُنْتُ كذَاتِ الأُذْنِ جَاءَت مُرِيْدَةً ... لِقَرْنٍ فَلَمْ تَرْجِعْ بِأذنٍ وَلَا قَرْنِ قَبْلَهُ: أَتيْتُكَ أرْجُو رَدَّ قَلْبِي وَرَجْعَهُ ... فَأحْرَزْتَ ذُهني فَانْصَرَفْتُ بِلا ذِهْنِ فَكُنْتُ كَذَاتِ الأُذْنِ. البَيْتُ السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من الوافر] 11055 - فَكُنْتُ كَرَوْضَةٍ سُقِيَتْ سَحَابًا ... فَأثْنَتْ بِالنَّسِيْمِ عَلَى السَّحَابِ قَبْلَهُ: يَمْدَحُ أبَا الحُصَيْنِ عَلِيَّ بن عَبْد المَلِكِ الرَّقِّيَ قَاضِي حَلَبَ مِنْ قَصِيْدَةٍ قَالها فِيْهِ: لَقَدْ أضْحَتْ خِلالُ أَبِي حُصَيْنٍ ... حُصونَا في المُلِمَّاتِ الصِّعَابِ كَسَانِي ظِلَّ وَابِلِهِ وَآوَى ... غَرَائبَ مَنْطِقِي بَعْدَ اغْتِرَابِ فَكُنْتُ كَرَوْضَةٍ سُقِيَتْ سَحَابَا. البَيْتُ وَيُرِيْدُ قَوْلَ القَائل (¬1): [من الكامل] وَذَكِيُّ رَائحةُ الرِّيَاضِ كَلامُهَا ... تَبْغِي الثَّناءَ عَلَى الحَيَا فَتَفُوحُ جُهْدَ المُقِلِّ فَكَيْفَ بِابنِ كَرِيْمَةٍ ... تُوليْهِ خَيْرًا وَاللِّسَانُ فَصِيْحُ ابن الرُّومِيُّ: [من الطويل] 11056 - فَكُنْتُ كَمُسْتَسْقٍ سَحَابَا مخِيْلَةً ... حَيَّا أصَابَتْهُ بِإحْدَى الصَّوَاعِقِ الصَّابِيُّ: [من الطويل] 11057 - فَكُنْتُ كمَنْ جَارَى جَوَادًا بِمُقْرِفٍ ... قَوَائِمُهُ مَشْكُوْلَةٌ بِحَرَانِ ¬
أبْيَاتُ أَبِي إسْحَقَ الصَّابِيءُ في جَوَابِ كِتَابٍ يَذْكُر العَجْزَ وَالقُصُورَ عَنْ مُسَاجَلَتِهِ يَقُولُ مِنْهَا: وَهَذَا قَرِيْضِي وَهُوَ هَمٌّ بَعْثتُهُ ... إِلَى هِمَّةٍ عَذْرَاءَ ذَاتِ بَيَانِ فَكُنْتُ كَمَنْ جَارَى جَوَادَا بِمَقْرَفٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فلا عَارَ إن قَصَّرْتُ دُونَ مُبَرَّزٍ ... شَأى النَّاسَ قَبْلِي سَعْيَهُ وَشَآنِي لَيَالِي طَارَتْ بِي عِقَابُ بَلاغَتِي ... وَبذَّت بُغَثَا مَا اسْتَطَاعَ يَرَانِي أبَابِيْلُ كَانَتْ دُونَ إدْرَاكِ غَايَتِي ... عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَأْلُ في الطَّيَرَانِ [من الوافر] 11058 - فَكُنْتُ كمَنْ شَكَى الطَّاعُونَ يَوْمَا ... فَزَادُوْهُ على الطَّاعُونِ دُمَّلُ ابن مُعَاضِدٍ الصُّوفِيُّ: [من الطويل] 11059 - فَكُنْتُ كَمَنْ يَرْجُو مِنَ المَاءِ جَذْوَةً ... مِنَ النَّارِ أو صَيْدًا لِعَنْقَاءَ مُغْرِبِ عَليُّ بن مُحَمَّد السَّلْمَانِيّ: [من الوافر] 11060 - فَكُنْتُ كَمُودِعِ الحَلفَاءِ نَارًا ... وَكَتْم النَّارِ في قَصَبٍ مُحَالُ قَالَ الثَّعَالبيُّ: أنْشَدَنِي مُحَمَّد بن عُمَرَ الزَّاهِرُ قَالَ: أنْشَدَنِي عَلِيُّ بن مُحَمَّدٍ السَلْمَانِيُّ لِنَفْسِهِ في غُلامٍ نَصْرَانِيٍّ: [من الوافر] بَدِيْعُ الحُسْنِ مَنْ سَمَّاكَ بَدْرًا ... وَبَدْر التّمِّ في خَدَّيْكَ خَالُ كَتَمْتُ هَوَاكِ إِذْ قَلْبِي سَلِيْمٌ ... فَذَابَ القَلْبُ وَانْحَلَّ العِقَالُ فَكُنْتُ كَمُودِعِ الحُلَفَاءِ نَارَا. البَيْتُ العُدَيْلُ بن الفَرْخِ: [من الطويل] 11061 - فَكُنْتُ كمُهْرِيْقَ الَّذِي في سِقَائهِ ... لِرَقْرَاقِ آلٍ فَوْقَ رَابِيَةٍ صَلْدِ ¬
أبْيَاتُ العُدَيْلِ بن الفَرْخ العِجْلِيّ وَقَدْ حَارَبَ أنْسَابَهُ وَأقَارِبَهُ مُتَأسِّفًا: كَفَى حُزْنَا أنْ لا أزَالَ أرَى القَنَا ... تُمجُّ نَجِيْعَا مِنْ ذِرَاعِي وَمِنْ عَضَدِي ظَلَلْتُ أُسَاقِي المَوْتَ أخُوَّتِي الأُلَى ... أبُوهُمُ أبَى عِنْدَ المُزَاحِ وَفِي الجِدِّ فَكُنْتُ كَمُهْرِيْقِ الَّذِي في سِقَائهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَمُرْضعَةٍ أوْلاد أُخْرَى وَضَيَّعَتْ ... بَنِي بَطْنِهَا هَذَا الضَّلالُ عَنِ القَصْدِ وَأنِّي وَإِنْ عَادَيْتهُم وَجَفَوْتَهُم ... لتَألَمُ مِمَّا عَضَّ أكْبَادَهُمْ كَبَدِي ظنَّ أَبِي عِنْدَ الحِفَاظِ أبُوهُمُ ... وَخَالَهُمُ خَالِي وَجَدَّهُمُ جَدِّي المَأمُونيُّ: [من البسيط] 11062 - فَكُنْتُ يُوسُف وَالأسْبَاطُ هُمْ وَأبُو ... الأسْبَاطِ أَنْتَ وَدَعْوَاهُمُ دَمَا كَذِبَا قَبْلَهُ مِن قَصِيْدَةٍ أوَّلُهَا: يَا رَبْعُ لو كُنْتُ دَمْعَا فِيْكَ مُنْسَكِبًا ... قَضيْتُ نحْبِي وَلَمْ أقْضِ الَّذِي وَجَبَا يَقُولُ مِنْهَا مُخَاطِبَا للمَأمُون: وَعُصْبَةٍ بَاتَ فِيْهَا الغَيْظُ مُتَّقِدَا ... إِذْ شِدْتَ لِي فَوْقَ أعْنَاقِ الوَرَى رُتَبَا فَكُنْتُ يُوسُفَ وَالأسْبَاطُ هُمْ. البَيْتُ هُوَ أَبُو طَالِبٌ عَبْد السَّلامِ بن الحُسَيْنِ المَأمُونيُّ وَذَلِكَ مِنْ مُعْجِزَاتِ شِعْرِهِ؛ لأَنَّهُ نَظَمَ قِصَّةَ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ في بَيْتٍ وَاحِدٍ. زَيدُ بْنُ محمَّد زَيْد الحَسنِيُّ: [من السريع] 11063 - فَكُنْ حَدِيْثًا حَسنَا ذِكْرُهُ ... فَإنَّمَا الدُّنْيَا أحَادِيْثُ أبو عَلِيّ البَصِيْر في سعيدِ بنُ حمِيد: [من الطويل] ¬
11064 - فَكُنْ عِنْدَمَا نَرْجُوهُ مِنْكَ فَإنّنا ... جَمِيْعَا لِمَا نَرْجُوهُ مَن حَسَنٍ أهْلُ بَعْدَهُ: وَلَا تَعْتَذِرْ بِالشُّغْلِ عَنَّا فَإنَّمَا ... تُنَاطُ بِكَ الآمَالُ مَا اتَّصَلَ الشُّغْلُ السَرِّيُ الرَّفَاء: [من الطويل] 11065 - فَكُنْ في جِوَارِ اللَّهِ إِنْ سرْتَ آلِفَا ... ظُهُورَ المَطَايَا أو حَلَلْتَ مُخَيِّمَا [من الوافر] 11066 - فَكُنْ للَّهِ يَا هَذَا شَكُورَا ... فَإنَّ الشُّكْرَ عُقْبَاهُ المَزِيْدُ [من المنسرح] 11067 - فَكُنْ مُعِيْنِي عَلَيْهِ مُجْتَهِدًا ... فَالذِّكرُ يِبْقَى وَينْفَد العُمُرُ [من الطويل] 11068 - فَكَيْفَ احْتِيَالِي للخِطُوبِ وَرَيْبِهَا ... رَمَتْنِي بِسَهْمٍ كُنْتُ دَهْرًا بِهِ أرْمي بَعْدَهُ: فَأصْبَحْتُ أشكُو وَقع سَهْمِي بِمُهْجَتِي ... فَمَن ذَا إذا اسْتَعْدَيْتُ يُعْدِي عَلَى سَهْمِي أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 11069 - فَكَيْفَ إذا حَلَّيْتَهَا بِحُلِيِّهَا ... تكُونُ وَهَذَا حُسْنُهَا وَهِيَ عَاطِلُ [من الوافر] 11070 - فَكَيْفَ الصَّبْرُ عَنْكَ وَأيُّ صَبْرٍ ... لِعَطْشَانٍ عَنِ المَاءِ الزُّلالِ ¬
[من البسيط] 11071 - فَكَيْفَ بِالرِّزْقِ لِي أم كَيْفَ يَجْلُبُهُ ... سَعْيٌّ إذا اللَّهُ لَمْ يَجْعَل لَهُ سَبَبَا بَهَاءُ الدِّيْن عَلِيُّ بن النَّجْمِ عِيْسَى: [من الطويل] 11072 - فَكَيْفَ بِصَبْرِي عَنْ فُؤَادِي وَعَنْكُمُ ... وَمَنْ ذَا الَّذِي أرْجُو وَقَدْ خَانَنِي قَلْبِي ابن شَمْسُ الخِلافَةِ: [من الطويل] 11073 - فَكَيْفَ رأَى مِنِّي الَّذِي مَا نَوَيْتُهُ ... وَكيْفَ دَرَى الوَاشِي بِسِرِّي وَلَمْ أدْرِ أَبُو القاسم الحَرِيْرِيُّ: [من المنسرح] 11074 - فَكَيْفَ يُرجَى الخَلاصُ مِنْ شَرَكٍ ... لَمْ يَنْجُ مِنْهَا كسْرَى وَلَا دَارَا أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 11075 - فَلْتَعْلَمَنَّ حَريْمَ مَن وَإهَابَ مَنْ ... وَقَدِيْمَ مَن وَحَدِيْثَ مَن يَتَمَزَّقُ وَمِنْ بَابِ (فَلَربَّ) قَوْلُ أَبِي العَتَاهِيَةِ (¬1): فَلَربَّ شَهْوَةَ سَاعَةٍ ... قَدْ أوْرَثَتْ حُزْنَا طَوِيْلا وَقَوْلُ آخَر (¬2): فَلَربَّ مُبْتَسِمٍ وَقَدْ ... أخَذَتْ مَآخِذَهَا الجُرُوحُ مُحَمَّد بن شُبْلٍ: [من مجزوء الكامل] 11076 - فَلَرَبَّمَا آلَ المَضـ ... ــيقُ إِلَى انْفِرَاجٍ وَانْفِتَاحِ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: [من الكامل] ¬
11077 - فَلَرُبَّمَا مَزَح الصَّدِيْقُ بِمَزْحَةٍ ... كانَتْ لبِدْءِ عَداوَةٍ مِفْتَاحَا وَمِنْ بَابِ (فَلَز) قَوْل المُتَنَبِّيّ في الفِرَارِ (¬1): فَلَزَّهُم الطِرَادُ إِلَى قِتَالٍ ... أشَدُّ سِلاحِهِم فِيْهِ الفِرَارُ مَضُوا مُتَسَابِقِي الأعْضاءَ فِيْهِ ... لأرْجُلِهِم بِأرْؤُسِهِم عِثَارُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 11078 - فَلَسْتُ أُبَالِي جَادَ بِالعُرفِ بَاذِل ... عَلَى رَاغِبٍ أمْ ضَنَّ بِالخَيْرِ مَانِعُ وَمِن بَابِ (فَلَسْتَ) قَوْل أَبِي الجَّوَائزُ الوَاسِطِيِّ (¬1): بَرَى جَسَدِي فَرْطُ الجوَى وَأذَابَنِي ... صدُودُك حَتَّى صرْتُ أمْحَلَ مِنْ أمْسِي فَلَسْتُ أرَى حَتَّى أرَاكَ وإنَّمَا ... يَبِيْنُ هَبَاءُ الذَّرِّ في ألَقِ الشَّمْس [من المتقارب] 11079 - فَلَسْتُ بِأوَّلِ عَبْدٍ هَفَا ... وَلَسْتُ بَأوَّلِ مَوْلًى عَفَا جَحْظَةُ البَرْمَكِيُّ: [من المتقارب] 11080 - فَلَسْتُ بِبَاكٍ عَلَى ظَاعِنٍ ... وَلَا طَلَلٍ مُحِمِلٍ مُقْفِرِ بَعْدَهُ: وَلَكِنْ بُكَائي عَلَى مَاجِدٍ ... أرَادَ نَوَالًا فَلَمْ يَقْدِرِ [من الوافر] 11081 - فَلَسْتُ بِتَارِكٍ إيْوَانَ كسْرَى ... لِتُوضَحَ أو لِحَومَلَ فَالدَّخُولِ ¬
داودُ بن مُتَمَّم بن نُوَيْرَةَ: [من الطويل] 11082 - فَلَسْتُ بِدَعَّاء إِلَى الجهْلِ أهلَهُ ... وَلَا لسَفِيْهٍ إِنْ دَعَا بِمُجِيْبِ [من الوافر] 11083 - فَلَسْتَ بِسَائِلِ الأعْرَابِ شَيْئًا ... حَمَدْتُ اللَّهَ إِذْ لَمْ يَأكُلُونِي الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] 11084 - فَلَسْتَ بِمَأخُوذٍ بِقَولٍ تَقولُهُ ... إذا لَمْ تَعَمَّد عَاقِدَات العَزَايمِ قَالَ رَجُلٌ للحَسَنِ البَصْرِيّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ الفَرَزْدَقُ حَاضِرٌ: ما تَقُولُ فِيْمَنْ يَقُولُ: لا وَاللَّهِ، بَلَى وَاللَّهِ. يُعَرِّضُ بِالفَرَزْدَقِ، فَقَالَ الفَرَزْدَق للحَسَنِ: أمَا سَمِعْتَ قَوْلي؟ قَالَ: وَمَا قُلْت؟ قَالَ: فَلَسْتُ بِمَأخُوذٍ بِقَولٍ تَقُولهُ. البَيْتُ فَقَالَ الحَسَنُ: أصَبْتَ ثُمَّ قيل: مَا تَقُولُ في مَنْ أقَرَّ بِأنَّهُ سَبَى امْرَأَةً لَهَا حَلِيْلٌ؟ فَقَالَ الفَرَزْدَق: ألَمْ تَسْمَعَ قَولي (¬1): [من الطويل] وَذَاتِ حَلِيْلٍ أنْكَحتهَا رِمَاحُنَا ... جَهَارَا بِأيْدِيْنَا وَلَمَّا تُطَلَّقِ قَالَ الحَسَنُ: أصَبْتَ. فَقَالَ الفَرَزْدَق: كُنْتُ أرَى أنِّي أشْعَرُ مِنْكَ فَإِذَا أَنَا أفْقَهُ مِنْكَ أيْضًا. الحُصَيْنُ حُمَام المُرِيُّ: [من الطويل] 11085 - فَلَسْتُ بِمُبْتَاعِ الحَيَاةِ بِسُبَّةٍ ... وَلَا مُرْتَقٍ مِنْ خَشتةِ المَوْتِ سُلَّمَا كَعْبُ الغَنَوِيُّ: [من الطويل] 11086 - فَلَسْتُ بِمُبْدٍ للرِّجَالِ سَرِيْرَتِي ... وَلَا أَنَا عَنْ أسْرَارِهِم بِسَؤُولِ ¬
بَعْدَهُ: قَالُوا: وَيَسْتَرْجِحُ مِيْزَانُ عَقْلِهِ بِقَوْلِهِ هَذَا: [من الطويل] وَمَا أَنَا للشَّيْءِ الَّذِي لَيْسَ نَافِعِي ... وَيَغْضَبُ مِنْهُ صَاحِبِي بِقَؤُولِ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيُّ: [من الطويل] 11087 - فَلَسْتَ بِمُسْتَبق أخًا لا تَلُمُّهُ ... عَلَى شَعَثٍ أيُّ الرِّجَالِ المَهَذَّبِ! يُقَالُ: إِنَّ هَذَا أحْكَمُ بَيْتٍ قَاله العَرَبُ. وَأخْبَرَ أَبُو الحَسَنَ بنُ غَسَّانَ عَن أَبِي خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بن الحَبَابِ الجُمَحِي أَنَّ بَنِي سَعْد بن زَيْدِ مَنَاةَ بن تَمِيْمٍ تَزْعَمُ أَنَّ هَذَا البَيْتَ لِرَجُلٍ مِنْهُم يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ وَأنَّ النَّابِغَةَ تَغَلَّبَ عَلَيْهِ وَانتحَلَهُ لِنَفْسِهِ. أبْيَاتُ النَّابِغَةِ الذُّبِيَانِيِّ يَعْتَذِرُ إِلَى النُّعْمَانِ بن المُنْذِرِ بن مَاءِ السَّمَاءِ مِنْ قَصِيْدَةٍ أوَّلُهَا: أرَسْمًا جَدِيْدًا مِنْ سُعَادٍ تَجَنَّبُ ... عَفَتْ رَوْضَةُ الأجْدَادِ مِنْهَا فَتَنْقبُ دِيَارُهُمُ إِذْ هُمُ لأهْلِكَ حِيْرَةٌ ... وَإذْ هِيَ لا يُسْتَطَاعُ مِنْهَا التَّجَنُّبُ يَقُولُ مِنْهَا مُعْتَذِرًا: حَلَفْتُ فَلَمْ أتْرُكْ لِنَفْسِكَ رِيْبَةً ... وَلَيْس وَرَاءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذْهَبُ لَئنْ كُنْتَ قَدْ بُلِّغْتَ عَنِّي خِيَانَةً ... لَمُبْلِغُكَ الوَاشِي أغَشُّ وَأكْذَبُ وَلَكِنَّنِي أمْرَأ لِي جَانِبٌ ... مِنَ الأرْضِ فِيْهِ مُسْتَرَادٌ وَمَذْهَبُ مُلُوك وَإخْوَانٌ إذا مَا لَقَيْتهُم ... أُحَكِّمُ في أمْوَالِهِم وَأُقَرِّبُ كَفِعْلِكَ في قَومٍ أرَاكَ اصْطَنَعْتَهُم ... فَلَمْ أرَهُمْ في مِثْلِ ذَلِكَ أذْنبوا فلا تترُكَنِّي بِالوَعِيْدِ كَأنَّنِي ... إِلَى النَّاسِ مَطْلِيٌّ بِهِ القَارُ أجْرَبُ فَلَسْتَ بِمُسْتَبِقٍ أخًا لا تَلُمُّهُ عَلَى شَعَثٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
ألَمْ تَرَ أَنَّ اللَّه أعْطَاكَ سُورَةً ... تَرَى كُلُّ مُلْكٍ دُونهَا يَتَذَبْذَبُ فَإِنَّكَ شَمْسٌ وَالمُلُوكُ كَوَاكِبٌ ... إذا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنْهُنَّ كَوْكَبُ فَإنْ أَكُ مَظْلُومَا فَعَبْدٌ ظَلَمْتهُ ... وَإِنْ تَكُنِ العُتْبَى فَمِثْلُكَ يُعتبُ أتَانِي أبَيْتَ اللَّعْنِ إنَّكَ لُمْتَنِي ... وَتِلْكَ الَّتِي أهْتَمُّ مِنْهَا وَأنْصبُ حَسَّانُ بنُ حَاضِنٍ: [من الوافر] 11088 - فَلَسْتُ لِحَاضِنٍ إِنْ لَمْ تَزُرْكُم ... خِلالَ الدُّورِ مُشْعَلَةٌ طَحُونُ بَعْدَهُ: يَدِينُ لَهَا العَزِيْزُ إِذَا رَآهَا ... وَيَهْربُ مِنْ مَخَافَتِهَا القَطِيْنُ تَشِيْبُ النَّاهِد العَذْرَاءُ فِيْهَا ... وَيَسقُطُ مِن مَخَافَتِهَا الجَنِيْنُ وَلَمْ تَتْرُكْ مَآتِمَ مُوْجِعَاتٍ ... لَهُنَّ عَلَى سَرَاتِكُمُ رَنيْنُ عَبْدُ اللَّهِ بن أَبِي طَالِبٍ: [من الوافر] 11089 - فَلَسْتُ مُنَافِسًا في المَالِ خَلْقًا ... وَلَكِنِّي أنَافِسُ في المَعَالِي الحُصَيْنُ بنُ حُمَام: [من الطويل] 11090 - فَلَسْنَا عَلَى الأعْقَابِ تَدْمَى كُلومُنَا ... وَلَكِنْ عَلَى أقْدَامِنَا تقْطر الدَّمَا المَعَرِّيُ: [من الطويل] 11091 - فَلَسْنَا وَإِنْ كَانَ البَقَاءُ مُحَبَّبًا ... بِأوَّلِ مَن أخْنَى عَلَيْهِ حِمَامُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 11092 - فَلَقَدْ أفَاقَ مُتَمِّمٌ عَنْ مَالِكٍ ... وَسَلا لَبِيْد قَبْلَهُ عَنْ أَرْبدِ ¬
أَبُو عَلِيّ الحَاتِمِيّ: [من الكامل] 11093 - فَلَقَدْ صَدَعْتِ بِمَا صَنَعْتِ فُؤَادَهُ ... صَدْعَ الزُّجَاجَةِ مَالَهَا مِنْ جَابِرِ لُغْدَةُ الأصْفَهَانِيُّ: [من الكامل] 11094 - فَلَقَدْ يَجُدُّ المَرْءُ وَهُوَ مُقَصِّرٌ ... وَيَخِيْبُ جَدُّ المَرْءِ غَيْرَ مُقَصِّرِ [من الكامل] 11095 - فَلَقَدْ يكُون الشَّيْءُ شَكْلَ ... الشّيْءِ ثُمَّ يَصِيْرُ ضِدَّه أَبُو الفَتْح البُسْتِيُّ: [من الخفيف] 11096 - فَلِقَومٍ إذا اعْتَبَرْتَ سُعُودٌ ... وَلِقَومٍ إذا اعْتبرْتَ نُحُوسُ أبْيَاتُ أَبِي الفَتْح البُسْتِيّ: إِنَّ إخْوَانَنَا الأُلَى سَبَقُونَا ... حِيْنَ دَارَتْ مِنَ السُّرُورِ الكُؤُوسُ شَرِبُوا صَفْوَةَ الزَّمَانِ وَأبْقُوا ... كَدَرًا تَقْشَعِرُّ مِنْهُ النُّفُوسُ وَكَذَا عَادَةُ الزَّمَانِ وَكُلٌّ ... بِتَصارِيِفِهِ مَسُوسٌ مَدْرُوُسُ فَلِقَومٍ إذا اعْتَبَرْتَ سُعُود. البَيْتُ سَعِيْدُ بنُ حُمَيْدٍ: [من مجزوء الكامل] 11097 - فَلِكُلِّ صَافِيَةٍ قَذًى ... وَلِكُلِّ خَالِصَةٍ شَوَائِبُ السِّريُّ الرَّفاء: [من الرمل] 11098 - فَلَكَمْ مُشْفٍ عَلى الخَسْفِ نَجَا ... وَمَرِيْضٍ قَدْ رَأيْنَاهُ أبَل أَبُو الفَتْح البُسْتِيُّ: [من البسيط] ¬
11099 - فَلِلتّدَابِيْرِ فرسَانٌ إذَا رَكَضُوا ... فيْهَا أبَرُّوا كَمَا لِلحَرْبِ فُرسَانُ هَذَا مِن قَصِيْدَةٍ غَرَّاءَ أوَّلُهَا: زِيَادَةُ المَرْءِ في دُنْيَاهُ نُقْصَانُ وَهِيَ طَوِيْلَةٌ كُلَّهَا أفْرَاد سَوَائِرُ وَأمْثَال وَنَوَادِرُ. [من البسيط] 11100 - فَلِلذُّبَابةِ في الجرْحِ المُمِدِّ يَدٌ ... تَنَالُ مَا قَصُرَتْ عَنْهُ يَد الأسَدِ البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 11101 - فَلَلسَّهْمُ السَّدِيْدُ أَحَبُّ غَبًّا ... إِلَى الرَّامِي مِنَ السَّهْمِ المُصِيْبِ أَبُو محْجَنٍ: [من الطويل] 11102 - فَلِلَّهِ دَرِّي كيفَ أُتْرَكَ ثَاوِيًا ... وَيَذْهَلُ عَنِّي أسْرَتِي وَرِجَالِيَا العَطَوِيُّ: [من الطويل] 11103 - فَلِلَّهِ دَهْرٌ خَيْرهُ لِلِئَامِهِ ... وَأحْرَارُهُ صَرْعَى بِكُلِّ سَبِيْلِ أَبُو الهِنْدِيّ يَمْدَحُ: [من الكامل] 11104 - فَلِلَّهِ قَوم لَمْ يَلِدْكَ أبُوهُمُ ... كأنَّكَ مِنْهُم في المَنَاسِبِ وَالأصْلِ [من الطويل] 11105 - فَلِلَّهِ قَومٌ مِثْل قَومِي عصَابَةً ... إذَا اجْتَمَعَتْ عِنْدَ المُلُوكِ العَصَائبُ بَعْدَهُ: ¬
أرَى كلَّ قَومٍ يَنْظُرُونَ إلَيْهِمُ ... وَتَقْصُرُ عَمَّا يَفْعَلُونَ الذَّوَائبُ 11106 - فَلِلَّهِ مِنِّي جَانِب لا أُضِيْعُهُ ... وَللَّهْوِ مِنِّي وَالبَطَالَةِ جَانِبُ سَلَخَهُ آخَرُ فَقَالَ: [من الطويل] فَلِلَّهِ مِنِّي جَانِب لا أُضِيْعُهُ ... وَلِلَّهْوِ مِنِّي جَانِب وَنَصِيْبُ بَعْضُ لُصُوصِ العَرَبِ: [من الطويل] 11107 - فَلليلِ إِنْ وارَاني اللَّيْلُ حُكْمُهُ ... وَللشَّمْسِ إِنْ غَابَتْ عَلَيَّ نُذُورُ أَبُو النَّشنَاشِ: [من الطويل] 11108 - فَلَلمَوتُ خيرٌ للفَتَى مِن قُعُودِهِ ... فَقِيرًا وَمنْ جَارٍ تَدُبُّ عَقَارِبُه أَبُو الفْتح البُسْتِيُّ: [من الطويل] 11109 - فَلِلنَّجْمِ مِنْ بَعْدِ الرُّجُوعِ اسْتِقَامَةٌ ... وَللشَّمْسِ مِنْ بَعْدِ الغُرُوبِ طُلُوعُ قَبْلَهُ: أقُولُ وَقَلْبِي بِالفِرَاقِ مُرَوَّعٌ ... وَفِي الخَدِّ سَيْلٌ للدُّمُوعِ دَفُوعُ لَئنْ صَدَعَ الدَّهْر المُشَتِّتُ جَمْعنَا ... وَللدَّهْرِ حُكْم للجمُوعِ صَدُوعُ فَللنَّجْمِ مِنْ بَعْدِ الرُّجُوعِ اسْتِقَامَةٌ. البَيْتُ [من الطويل] 11110 - فَلِلْوَجْدِ مِنَّا مَا تُجِنُّ قَلُوبُنَا ... وَلِلْوَجْدِ مِنْهُن الدُّمُوعُ الذَّوَارِفِ [من الخفيف] 11111 - فَلِمَاذَا أبحْتُمُ قَتْلَ صَبٍّ ... وَنَقَضْتُمُ ذِمَامَهُ كَيْفَ حَلَّا ¬
مَحْمُود الوَرَّاقُ: [من الطويل] 11112 - فَلَمْ أرَ بَعْدَ الدِّيْنِ خَيْرَا مِنَ الغِنَى ... وَلَمْ أرَ بَعْدَ الكُفْرِ شَرًّا مِنَ الفَقْرِ ابن المُعْتَزِّ: [من الطويل] 11113 - فَلَم أرَ دِيْبَاجًا وَلَمْ أرَ سُنْدُسًا ... بِأحْسَنَ في دَارِ الكَرِيْمِ مِنَ الخُبْزِ أوْس بن عَمْرِو بن عَامِر: [من الطويل] 11114 - فَلَمْ أرَ ذَا مُلْكٍ مِنَ النَّاسِ وَاحِدًا ... وَلَا سُوقَةً إِلَّا إِلَى المَوتِ وَالقَبْرِ قِيْلَ لَمَّا حَضَرَتْ أوْسُ بن عَمْرُو بن عَامِرٍ الوَفَاهُ اجْتَمَعَ إلَيْهِ وَجُوهُ قَومِهِ مِنْ غَسَّانَ فَقَالُوا: يَا أبَا مَالِكٍ قَدْ كُنَّا نأمُرَكَ بِالتَّزوِيْحِ فَتأبَى عَلَيْنَا وَهَذَا أخُوكَ الخَزْرَجُ لَهُ بَنُونَ عِدَّة وَلَيْسَ لَكَ غَيْرُ مَالِكٍ فَالتفَتَ إليْهِم فَقَالَ: لن يَهْلِكَ هَالِك تَرَكَ مِثْلَ مَالِكٍ إن كَانَ الخَزْرَجُ لَهُ بِنُونَ عَدَدٌ وَلَيْسَ لِمَالِكٍ وَلَا فَعَلَّ الَّذِي يُخْرِجُ العِذْق مِنَ الجَرِيْمَةِ وَالنَّار مِنَ الوَثِيْمَةِ أنْ تجْعَلَ لِمَالِكٍ نَسْلًا وَحَالًا بُسْلًا ثُمَّ التفَتَ إلَيْهِ فَقَالَ: يَا مَالِكُ المَنِيَّةُ وَلَا الدَّنِيَّةُ وَالتَّجَلُّدُ لا التَّبَلُّدُ وَالعِتَابُ قَبْلَ العِقَابِ وَشَرُّ شَارِبِي الشَّرَابِ المُسْنِفُ وَأقْبَحُ طَاعِمِي الطَّعَامِ المُعْنِفُ وَذَهَابُ البَصرِ أحْسَنُ مِنْ كَثِيْرٍ مِنَ النَّظَرِ وَالقَبْرُ خَيْر مِنَ الفقْرِ، مَنْ قَلَّ ذَلَّ وَمَنْ أمَرَّ قَلَّ وَمَنْ لَمْ يُعْطِ قَاعِدَا مُنِعَ قَائمَا. يَا مَالِكُ مِنْ كَرَم الكَرِيْمِ الدَّفع عَنِ الحَرِيْمِ. يَا مَالِكُ الدَّهْرُ يَوْمَانِ يَومٌ لَكَ وَيَوم عَلَيْكَ فَاصْبرْ وَكلاهُما يُسْتَحْسَرُ وإنَّمَا يَغرُّ مَنْ تَرَى وَيَغُرُّكَ مَا لا تَرَى وَلَو كَانَ المَوتُ يُشْتَرَى لَسِلَمَ مِنْهُ أهْلُ الدُّنْيَا لا يُفْلِتُ مِنْهُ الشَّرِيْفُ الأبْلَجُ وَلَا المَلِكُ المُتَوَّجُ وَلَا اللَّئيْمُ المَعلَهْجُ وكيف بِالسَّلامَةِ لِمَنْ لَيْسَتْ لَهُ إقَامَة سَلِّمْ لِيَومِكَ حَيَّاكَ رَبُّكَ ثُمَّ أنْشَأَ يَقُولُ: شَهِدْتُ السَّبَايَا يَومَ آلِ مُحَرِّقٍ ... وَأدْرَكَ عُمْرِي صَيْحَة اللَّهِ في الحجرِ فَلَمْ أرَ ذَا مُلْكٍ مِنَ النَّاسِ وَاحِدًا. البَيْتُ ¬
11115 - فَلَمْ أرَ دُنِيَا قَطُّ إِلَّا بِقيْـ ... ـمَةِ مَا رَفَعْتُ يُحَطُّ مِنِّي هَذَا مِن بَاب نَظْم المَنْثُورِ في صِنَاعَةِ البيَانِ وَهُوَ نَظْمُ قَولُ الإمَام الشَّافِعِيّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: مَا رَفَعْتُ أحَدَا فَوْق قَدْرِهِ قَطُّ إلَا وَانْحَطَّ مِنَ قَدَرِي بِمِقْدَارِ مَا رَفَعْتُ مِنْ قَدَرِهِ. [من الطويل] 11116 - فَلَمْ أرَ فِيْمَا سَاءنِي غَيْرَ شَامِتٍ ... وَلَمْ أرَ فيِمَا سَرَّني غَيْرَ حَاسدِ أعرَابِيٌّ: [من الطويل] 11117 - فَلَم أرَ قُرْبَ الدَّارِ يَنْفَعُ ذَا هَوًى ... وَقَلْبُ الَّذِي يَهْوَاهُ مِنْهُ عَلَى بُعْدِ بشرُ بنُ سُلَيْمَان: [من الطويل] 11118 - فَلَمْ أرَ مِثْلَ الخَيْرِ يَتْركُهُ امْرُؤ ... وَلَا الشَّرِّ يَأتِيْهِ امْرُؤ وَهُوَ طَائِعُ بَعْدَهُ: وَلَا كَاتِّقَاءِ اللَّهِ خَيْرٌ بَقِيَّةً ... وَأحْسَنُ صَوْتًا حِيْنَ يُسْمَعُ سَامِعُ وَلَا كَالمُنَى لا تَرْجِعُ الدَّهْرَ طَائلًا ... لو أَنَّ الفَتَى عَنْهُنَّ بِالحَقِّ قَانِعُ وَلَا كَذَهَابِ المَرْءِ في شَأنْ غَيْرِهِ ... ليَشْغلَهُ عَنْ شَأنِهِ وَهُوَ ضَائِعُ أَبُو الفَتْح البُسْتِيُّ: [من الطويل] 11119 - فَلَمْ أرَ مِثْلَ الشُّكْرِ جَنَّةَ غارِسٍ ... وَلَا مِثْلَ حُسْنِ الصَّبْرِ جُنَّةَ لابِسِ أبْياتُ لأبِي الفتح البُسْتِيّ: ¬
تَصَفَّحْتُ أيَّامَ الزَّمَانِ بِفِكْرَةٍ ... مَقَابِسُهَا في الضَّوءِ فَوقَ المَقَابِسِ فَصَارَفْتُهَا مَا بَيْنَ أبْلَحَ مُشْرِقٍ ... ضَحُوكٍ ثَنَايَاهُ وَاغْبَرَّ عَابِسُ وَرَوَّأتُ في أُولَى الضَّرَائِبِ بِالفَتَى ... بِعَيْشٍ لَهُ لَدْنٌ وَآخَر يَابِسُ فَلَمْ أرَ مِثْلَ الشُّكْرِ جَنَّةَ غَارِسٍ. البَيْتُ وَقَالَ أَبُو الفَتْح أَيْضًا (¬1): أرَى المَالَ يُفْنِيْهِ وَيَبْلَى جَدِيْدَهُ ... حَوَائِجُ تَغْدُو أو جَوَائِح تَطْرُقُ فَذُو الحَزْمِ في أطْوَارِهِ وَاخْتِيَارِهِ ... يَنْفقُ سوقُ المَكْرُمَاتِ وَيُنْفِقُ وَيَعْلَمُ أَنَّ المَجْدَ أشْرَفَ قِنْيَةٍ ... وَأنَّ نَسِيْمَ الشُّكْرِ أذْكَى وَأعْبَقُ فَانْفقْ عَلَى الخَيْرَاتِ مَالَكَ وَاثِقًا ... بِأنَّ ألَّذِي أفْنَى سَيُقْنَى وَيُرْزَقُ وَدَعْ لحزًا وَغَدًا جَمُوعَا مُصَرِّدَا ... لِيَشْقَى بِأخْلاقِ اللِّئَامِ كَمَا شَقُوا فَلَمْ أرَ مِثْلَ المَالِ أعْجَبَ قِصَّةً ... إذا أنْصَفَ المَرْءُ اللَّبيْبُ المُحَقِقُ يُفَرِّقُ شَمْلَ المَجْدِ إمَّا جَمَعْتَهُ ... وَتَجْمَعُ أشْتَاتَ العُلى إِذْ يُفَرَّقُ [من الطويل] 11120 - فَلَمْ أرَ مِثْلَ الشُّكْرِ حَارِسَ نِعْمَةٍ ... ولا نَاصِرَا عند الشَّدَائدِ كَالصَّبْرِ قَبْلَهُ: ألَمْ تَرَ أَنَّ الشُّكْرَ وَالصَّبْرَ تَوْأم ... وَأنَّهُمَا ذُخْرَانِ في العُسْرِ وَاليُسْرِ [من الطويل] فَشُكْرًا إذا أُوتيْتَ فَاضلَ نِعْمَةٍ ... وَصَبْرًا إِذَا نَابَتْكَ نَائبَةُ الدَّهْرِ فَلَمْ أرَ مِثْلَ الشُّكْرِ حَارِسَ نِعْمَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَمَا طَابَ نَشْرُ الرَّوْض إِلَّا لأَنَّهُ ... شَكُور لَمَا أَسْدَتْ إلَيْهِ يَد القَطْرِ وَلَا فَضْلَ للإبْرِيْزِ إِلَّا لأَنَّهُ ... صبُورٌ إِذَا مَا مَسَّهُ وَهْجُ الجمْرِ ¬
مَحمُودٌ الوَرَّاقُ: [من الطويل] 11121 - فَلَمْ أرَ مِثْلَ الصَّبْرِ أحْرَزَ جُنَّةً ... إذا أَعْضلَ المَكْرُوهُ وَالحَدَثَانُ أَبُو النَّشْنَاش: [من الطويل] 11122 - فَلَمْ أرَ مِثْلَ الفَقْرِ ضَاجَعَهُ الفَتَى ... وَلَا كَسَوَادِ اللَّيْلِ أخْفَقَ طَالِبُه قَبْلَهُ: إذا المَرْءُ لَمْ يُسْرِحْ سَوَامًا وَلَمْ يُرِحْ ... سَوَامًا وَلَمْ تَعْطِفْ عَلَيْهِ أقَارِبُه فَللَمَوتُ خَيْر للفَتَى مِنْ قُعُودِهِ ... عَدِيْمًا وَمَن مَوْلًى تَدُبُّ عَقَارِبُه وَنَائِبَةِ الأرْجَاءِ طَامِسَةِ الصُّوَى ... جَرَتْ بِأبِي النَّشَاشِ فِيْهَا رَكَائِبُه يَقُولُ مِنْهَا: وَسَائِلَةٍ بِالغَيْبِ عَنِّي وَسَائِلٍ ... وَمَنْ يَسْألُ الصُّعْلُوكَ أيْنَ مَذَاهِبُه فَلَمْ أرَ مِثْلَ الفَقْرِ ضَاجَعَهُ الفَتَى. البَيْتُ البَبَّغَاءُ: [من الوافر] 11123 - فَلَمْ أرَ مُذْ عَرَفْتُ مَحَلَّ نَفْسِي ... بُلُوغَ مُنًى يُسَاوِي حَمْلَ مَنِّ الإمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحَمَهُ اللَّهُ: [من الطويل] 11124 - فَلَمْ أرَهَا إِلَّا غُرُورًا وَبَاطِلًا ... كَمَا لاحَ في ظَهْرِ الفَلاةِ سَرَابُهَا أوَّلُهَا: أيَا هَامَةً قَدْ عَشَّشَتْ فَومتىَ هَامَتِي. البَيْتُ وَهِيَ مَشْهُورَة. دِعْبَلٌ: [من البسيط] 11125 - فَلَمْ أفُزْ مِنْهُمُ إِلَّا بِمَا حَمَلَتْ ... رِجْلُ البَعُوضَةِ مِنْ فَخَّارَةِ اللَّبَنِ ¬
[من الطويل] 11126 - فَلَمْ تُربي الأيَّامُ خِلًّا تَسُرُّنِي ... بِوَادِيْهِ إِلَّا سَاءَنِي في العَوَاقِبِ [من الوافر] 11127 - فَلَمْ تَرَ هَالِكًا في النَّاسِ إِلَّا ... وَرَأسُ هَلاكِهِ طَلَبُ الرِّيَاسَةِ وَيُرْوَى: وَأكْثَرُ هَالِكٍ في النَّاسِ تَلْقَى. البيت بَشَّارٌ: [من المتقارب] 11128 - فَلَمْ تَكُ تَصْلُحُ إِلَّا لَهُ ... وَلَمْ يَكُ يَصلُحُ إِلَّا لَهَا سَاعِدَة بنُ عَلِيّ: [من الطويل] 11129 - فَلَمْ تُلفِنِي فَهًّا وَلَمْ تلْفِ حُجَّتِي ... مَلَجْلجةً أبْغِي لَهَا مَنْ يُقِيْمُهَا أبْيَاتُ سَاعِدَةَ بن عَلَيٍّ العَبْشَمِيّ: وَدَاهِيَةٍ دَاهَى بِهَا القَومُ مُغْلِقٍ ... شَدِيْدٍ بِعَوْرَاتِ الكَلامِ أرُومُهَا أصَخْتُ لَهَا حَتَّى إذا مَا وَعَيْتُهَا ... رَمَيْتُ بِأُخْرَى يَسْتَدِيْرُ أمِيْمُهَا تَرَى القَومَ مِنَّا مُنْصتِيْنَ كَأَنَّمَا ... تَسَاقَوا عِقَارَا لا يُبَلُّ سَلِيْمُهَا فَلَم تُلْفِنِي فَهًا وَلَمْ تُلَفَ حُجَّتِي. البَيْتُ مَسْعُودُ أخُو ذِي الرُّمَّةِ: [من الطويل] 11130 - فَلَمْ تُنْسِنِي أوْفَى المَصَائب بَعْدَهُ ... وَلَكِنْ نَكَاءُ القَرْحِ بِالقَرْحِ أوْجَعُ البُحْتُرِيُّ في الحِجَاب: [من الطويل] 11131 - فَلِمْ جِيّتُ مُشْتَاقًا عَلَى بُعْدِ شُقَّةٍ ... إِلَى غيرِ مُشْتَاقٍ وَلِمْ رَدّنِي بُشْرُ ¬
بَعْدَهُ: فَمَا بَالُهُ يَأبَى دُخُولي وَقَدْ رَأى ... خُرُوجِي مِنْ أبْوَابِهِ وَيَدِي صِفْرُ تَأتَّ لِمَوْتُورٍ بَدَا لَكَ ضِغنُهُ ... فَإنَّ الحِجَابَ عِنْدَ ذِي خَطَرٍ وِتْرُ سَيْفُ الدَّولَةِ يُخَاطِب أخَاهُ نَاصِرُ الدَّولَة: [من الطويل] 11132 - فَلِمْ لَسْتَ تَرْضَى أنْ أكُونَ مُصَلِّيَا ... إذا كُنْتُ أرْضَى أنْ يَكُونَ لَكَ السَّبْقُ [من الطويل] 11133 - فَلَمَّا أتَيْنَاهُمْ لقُونَا بِمَرْحَبٍ ... كَأنَّهُمُ لا يَعْرِفُونَ لَنَا ذَنْبَا اللَّهُ أكْبَرُ وَأعْظَمُ وَأجَلُّ وَأكْرَمُ وَألْطَفُ وَأرْحَمُ. اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا المَدْحُ في مَخْلُوقٍ فَأنْتَ الخَالِقُ، وَإِنْ كَانَ حَسَنَا فَلَكَ الأسْمَاءُ الحُسْنَى. صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَلَا تُؤَاخِذُنَا بِذُنُوْبِنَا، وَلَا تَجْبَهْنَا بِالرَّدِّ عِنْدَ سُؤَالِنَا، وَأغِثْنَا بِرِضْوَانِكَ عِنْدَ لِقَالِكَ، وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لنَا، وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا وَحَسْبُنَا، عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَأَنْتَ أرْحَم الرَّاحِمِيْنَ. [من الطويل] 11134 - فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كُنْتُ أوَّلُ وَاجِدٍ ... وَلَمَّا افْتَرَقْنَا كُنْتُ أوَّلَ سَالي أَبُو فِرَاس بن حَمْدَان: [من الطويل] 11135 - فَلَمَّا تَخَالَيْنَا رَأى اللَّهُ أنَّنِي ... كَفَفْتُ وَعَفَّتْ خَلْوَةٌ وَسَرَائرُ وَمِنْ بَابِ (فَلَمَّا) قَوْلُ مُتَمَّمِ بن نُوَيْرَةَ في أخِيْهِ مَالِكٍ (¬1): فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأنِّي وَمَالِكَا ... لِطُولِ اجْتِمَاع لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا عُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ: [من الطويل] ¬
11136 - فَلَمَّا تَوَاقَفْنَا عَرَفتُ الَّذِي بِهَا ... كمِثْلِ الَّذِي بِي حَذْوَكَ النَّعْلَ بِالنَّعْلِ قَبْلَهُ: قَفِي البَغْلَةَ الشَّهْبَاءَ بِاللَّهِ سَاعَةً ... عَزِيْزَةَ ذَاتِ الدَّلِّ وَالخُلْقِ الجَزِلِ فَلَمَّا تَوَاقَفْنَا عَرَفْتُ الَّذِي بها. البَيْتُ قَالَ رَجُلٍ لأخٍ لَهُ: إنِّي قَدْ اشْتَقْتُكَ شَوْقًا شَدِيْدًا. فَقَالَ لَهُ: فَلَمَّا تَوَاقَفْنَا عَرَفْتُ الَّذِي بها. البَيْتُ [من الطويل] 11137 - فَلَمَّا تَوَلَّى وُدُّ ليْلَى لِجَانِبٍ ... وَقَومٍ تَولَّيْنَا لِقَومٍ وَجَانِبِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَقِيْلٍ: [من الطويل] 11138 - فَلَمَّا رَأيْتُ أَنَّهُ غَيْرُ مُنْتَهٍ ... أمَلْتُ لَهُ كَفِّي بِلَدْنٍ مُقَوَّمِ بَلْعَاءُ بن قَيْسٍ الكَنَانِيُّ: [من الطويل] 11139 - فَلَمَّا رَمَى شَخْصي رَمَيْتُ سَوَادهُ ... وَلَا بُدَّ أنْ يُرْمَى سَوَاد الَّذِي يَرِمِي قَبْلَهُ: وَمَوْلًى دَعَاهُ الغَيُّ وَالغَيُّ كَاسْمِهِ ... وَللحَيْنِ أسْبَاب تَصُدُّ عَنِ الحَزْمِ أتَانِي يَشُبُّ الحَرْبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... فَقُلْتُ لَهُ لا بَلْ هَلُمَّ إِلَى السِّلْمِ وَإيَّاكَ وَالحَرْبَ الَّتي لا أدِيْمُهَا ... صَحِيْحٌ وَقَدْ تُعْدِي الصِّحَاحَ عَلَى سَقْمِ وَلَكِنَّهَا تَسْرِي إِذَا نَامَ أهَلُهَا ... فَتَأتِي عَلَى مَا لَيْسَ يَخْطُرُ بِالوَهْمِ فَلَمَّا رَمَى شَخْصِي رَمَيْتُ سَوَادَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
وَلَمَّا أبَى أرْسَلْتُ فَضْلَةَ ثَوبِهِ ... إلَيْهِ فَلَمْ يَرْجَعْ بِحَزْمٍ وَلَا عَزْمِ فَكَانَ صَرِيْعَ الخَيْلِ أوَّلَ وَهْلَةٍ ... فَيَالَكَ مِن مُخْتَارِ جَهْلٍ عَلَى عِلْمِ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سَلْمَى: [من الطويل] 11140 - فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَا ... ألا عِمْ صبَاحَا أيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَمِ زَفَرُ بن الحارثِ: [من الطويل] 11141 - فَلَمَّا قَرَعْنَا النَّبْعَ بِالنَّبْعِ بَعْضَهُ ... بِبَعْضٍ أبَتْ عِيْدَانُهُ أنْ تكسَّرَا بَعْدَهُ: سَقَيْنَاهُمُ كَأسَا سَقَونَا بِمِثْلِهَا ... وَلَكِنَّهُمْ كانُوا عَلَى المَوتِ أصْبَرَا أحْمَدُ بنُ فَنَنَ: [من الوافر] 11142 - فَلِمْ لا تُسْبَلُ العَبَرَاتُ مِنِّي ... وَلَسْتُ عَلَى اليَقِيْنِ مِنَ التَّلاقِي بَعْدَهُ: فَلا وَأبِيْكَ مَا أبْصَرْتُ شَيْئًا ... أضَرَّ عَلَى النُّفُوسِ مِنَ الفِرَاقِ وَمِنْ بَابِ (فَلَمْ) قَولُ عَبْدُ اللَّهِ بن زُرَارَة (¬1): فَلِمْ وَلَدَتْنِي أُمُّ عَمْرُو وَشَدَّدَتْ ... عَلَيَّ حذارَ المَوتِ نُوَطَ التَّمَائمِ إذا أَنَا لَمْ أخْلُفْ لَهَا مِنْ رِجَالِهَا ... وَلَمْ أدْفَع ظُلامَةَ ظَالِمِ وَقَالَ ابْنُ مُرْدَاسٍ (¬2): فَعَلام إِنْ لَمْ أشْفِ نَفْسًا حُرَّةً ... يَا صَاحِبَيَّ أُجِيْدُ حَمْلَ سِلاحِي ¬
وَقَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يكَرِبَ (¬1): فَدَعُوا نَزَالِ فَكُنْتُ أوَّلُ نَازِلٍ ... وَعَلامَ أرْكَبُهُ إذا لَمْ أنْزلِ؟ وقال ابن الرُّومِيّ (¬2): وَلِمْ خُلِقَتْ للنَّاسِ أيْدٍ وَألْسُنٍ ... إذَا هِيَ لَمْ تُمْنَعْ بِهِنَّ المَحارِمُ وَقَالَ الرِّضَيّ المَوْسَوِيُّ (¬3): ألا إِنَّ رِمْحَا لا يَصُولُ لِنَبْعَةٍ ... وَإنَّ حُسَامًا لا يَقُدُّ قَطِيْعُ وَقَالَ المُتَنَبِّيّ (¬4): إذا كُنْتَ تَرْضَى أنْ تَعِيْشَ بِذلَّةٍ ... فَلا تَسْتَعِدَنَّ الحُسَامَ اليَمَانِيَا وَلَا تَسْتَطيْلَنَّ الرِّمَاحَ لِغَارَةٍ ... وَلَا تَسْتَجِيْدَنَّ العِتَاقَ المذَاكِيَا وَقَالَ بَكْر بن عَبْد العَزِيْزِ بن دُلْفٍ: أيّ عُذْرٍ لِمَنْ يخيمُ عَنِ الرَّدْ ... عِ إذا سَاعَدَتْ ثَلاثُ خِلالِ صَارِمٌ مُرْهَفٌ وَقَلْبٌ جَرِيْءٌ ... وَجَوَادٌ يَجُولُ كُلَّ مَجَالِ وَقَالَ ابن الرُّومِيُّ (¬5): رَأيْتُكُمُ تَسْتَعِدُّونَ الرِّمَاحَ وَلَا ... تُقَاتِلُونَ وَلَا يُحْمَى لَكُمْ سَلَبُ كَالنَّخْلِ يَشْرَعُ شَوْكًا لا يَذُودُ بِهِ ... عَنْ حَمْلِهِ كَفَّ جَانٍ فَهُوَ مُنْتَهَبُ وَقَالَ في مَعْنَاه أيْضًا (¬6): رَأيْتُكُمُ تُبْدُونَ فِي الحَرْبِ عُدَّةً ... وَلَا يَمْنَعُ الإسْلابَ مِنْكُمْ مُقَاتِلُ ¬
فَأنْتُم مِثْلَ النَّخْلِ يَشْرِعُ شَوكَهُ ... وَلَا يَمْنَعُ الخُرَّافَ مَا هُوَ حَامِلُ نَاهِضٌ الكِلابِيُّ: [من الطويل] 11143 - فَلِمْ يَبْقَ إِلَّا قَولُهُ بِلِسَانِهِ ... وَمَا ضَرُّ قَولٍ كَاذِبٍ بِلِسَانِ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 11144 - فَلِم يَجْتَمعْ شَرْقٌ وَغَرْبٌ لِقَاصِدٍ ... وَلَا المَجْدُ في كَفِّ امْرِيٍّ وَالدَّرَاهِمُ نَضْلَةُ السُّلَمِي: [من الوافر] 11145 - فَلِمْ يَخْشَوا مَصَالَتَهُ عَلَيْهِمْ ... وَتَحْتَ الرُّغْوَةِ اللَّبَن الصَّرِيْحُ أَبُو الفَتْح البُسْتِيُّ: [من الطويل] 11146 - فَلمْ يَشْرَبِ السُّمَّ الزُّعَافَ أخُو حِجًا ... مُدلًّا بِتَرْيَاقٍ لَدَيْهِ مُجَرَّبِ عَبْدُ اللَّهِ بن الزّبَيْرِ الأسَدِيّ: [من البسيط] 11147 - فَلَنْ ألِيْنَ لِغَيْرِ الحَقِّ أسْألُهُ ... حَتَّى يَلِيْنَ لِضرسِ المَاضِغِ الحَجَرُ قَبْلَهُ: إنِّي لَمِنْ نَبْعَةٍ صُمٍّ مَكَاسِرُهَا ... إذا تَنَاوَحْتِ القَصْبَاءُ وَالعُشْرُ فَلَنْ ألِيْنَ لِغَيْرِ الحَقِّ أسْألُهُ. البَيْتُ [من السريع] 11148 - فَلَنْ يَزَالَ المَرْءُ في صِحَّةٍ ... مِنْ عَقْلِهِ مَا لَمْ يَقُلْ شِعْرَا ¬
المُتَنَبِّيُّ: [من الطويل] 11149 - فَلَنْ يَسْتَوِي عِنْدَ المُلَمَّاتِ إِنْ عَرَتْ ... صَبُور عَلَى لأوَائِهَا وَجَزُوعُ المُتَلَمِّس: [من البسيط] 11150 - فَلَنْ يُقِيْمَ عَلَى خَسْفٍ يُسَامُ بِهِ ... إِلَّا الأذَلَّانِ عَيْر الأهْلِ وَالوتدُ قَبْلَهُ: إِنَّ الهَوَانَ حِمَار الأهْلِ يَعْرِفُهُ ... وَالحُرُّ يُنْكِرُهُ وَالرِّبْلَةُ الأُجُدُ وَفِي البلادِ إذا مَا خِفْتَ نَائرَةً ... مَشْهُورَةً عَنْ وُلاةِ السُّوءِ مُتَّقِدُ كُونُوا كبِكْرٍ كَمَا قَدْ كَانَ أوَّلَكُمْ ... وَلَا تَكُونُوا كَعَبْدِ القَيْسِ إِذْ قَعَدُوا فَلَنْ يُقِيْمُ عَلَى خَسْفٍ يُسَامُ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هَذَا عَلَى الخَسْفِ مَرْبُوطُ بِرُمَّتِهِ ... وَذَا يُشَجُّ فَلا يَبْكِي لَهُ أحَدُ الصَّابِيءُ: [من الكامل] 11151 - فَلَوِ اسْتَطَعْتُ أخَذْتُ عِلَّةَ جِسْمِهِ ... فَقَرَنْتُهَا مِنِّي بِعِلَّةِ حَالِي كَتَبَ الصَّابِيءُ إِلَى بَعْضِ الرُّؤَسَاءِ وَقَدْ مَرِضَ: عَرفْتُ أَنَّ سَيِّدَنَا الأُسْتَاذَ الجلِيْلَ أطالَ اللَّهُ في العِزِّ بَقَاءَهُ تَشَكَّى التِيَاثًا: فَلَو اسْتَطَعْتُ أخَذْتُ عِلَّةَ جِسمِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَجَعَلْتُ صحَّتِي الَّتي لَمْ تَصْفُ ... لِي صَفْوَا لَهُ مَعَ صحَّةِ الإقْبَالِ فَتَكُونُ عِنْدِي العِلّتَانِ كِلاهُمَا ... وَالصِّحَّتَانِ لَهُ بِغَيْرِ زُوالِ مَنْقولٌ مِنْ خَطِّهِ. القاسمَ بنُ حَنْبَلٍ الطَّائِيّ: [من الوافر] 11152 - فَلَو أَنَّ السَّمَاءَ دَنَتْ لِمَجْدٍ ... وَمَكْرُمَةٍ دَنَتْ لَهُم السَّمَاءُ ¬
أبَيَاتُ ابن حَنْبَلٍ الطَّائِيِّ: مِنَ البيْضِ الوُجُوهِ بَنِي سِنَانٍ ... لَو أَنَّكَ تَسْتَضِيْءُ بِهِمْ أضَاؤوا هُمُ حُلْو مِنَ الشَّرَفِ المُعَلَّى ... وَمِنْ كَرَمِ العَشِيْرَةِ حَيْثُ شَاؤوا فَأَمَّا بَيْتُهُم إِنْ عُدَّ بَيْت ... فَطَالَ السَّمْكُ واتَّسَعَ الفنَاءُ وَأَمَّا أُسُّهُ فَعَلَى قَدِيْمٍ ... مِنَ العَادِيِّ إِنْ ذُكِرَ الفنَاءُ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّد المُهلَّبِيّ: [من الطويل] 11153 - فَلَو أَنَّ شَيْئًا يُسْتَطَاع اسْتَطَعْتُهُ ... وَلَكِنَّ مَا لا يُسْتَطَاعُ شَدِيْدُ [من الطويل] 11154 - فَلَو أَنَّ صَخْرَا مِنْ عَمَالةَ رَاسِيًا ... يُلاقِي الَّذِي لاقَيْتُهُ مَلَّهُ الصَّخْرُ الصَّابِيءُ: [من الكامل] 11155 - فَلَوَ أَنَّ طِيْبَ العَيْشِ يَومًا رُدَّ لِي ... لنكرتُهُ وَازْوَرَّ مِنْهُ جَانبي سُحَيْمُ بنُ مُوسَى: [من الطويل] 11156 - فَلَو أَنَّ عُصْفُورًا يَمُدُّ جَنَاحَهُ ... عَلَى طَييءٍ في دَارِهَا لاسْتَظَلَّتِ يَصِفُهُم بِضُؤُولَةِ حَالِهم وَقِلَّةِ عَددهِم عَلَى سَبِيْلِ المُبَالَغَةِ وَالتَّعْيير لهُم بِذَلِكَ. عَمْرُو بن مَعْدِ كَرِب: [من الطويل] 11157 - فَلَو أَنَّ قَومي أنْطَقَتْنِي رِمَاحُهُم ... نَطَقْتُ وَلَكِنَّ الرِّمَاحَ أجَرَّتِ قَوْلُ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يَكْرِبَ: فَلَو أَنَّ قَوْمِي أنْطَقتْنِي رِمَاحهُم نَطَقْتُ. البَيْتُ يَقُولُونَ أَنَّ قَوْمِي صَدقُوا المِصَاعَ وَطَعَنُوا بِرِمَاحِهِم الأعْدَاءَ فَأنْطَقُونِي بِمَدْحِهِمْ ¬
وَذِكْرِ حُسْنِ بلائهِم نَطَقْتُ وَلَكِنَّ الرِّمَاحَ أجْرَرَتِ، الأجْرَارُ هُوَ أنْ يُشَقَّ لِسَان الفَصِيْلِ وَيُجْعَلَ فِيْهِ خِلال لِئلَّا يَرْضِعَ أمَّهُ أي انْهِزَامُهُمْ عقَلَ لِسَانِي وَأسْكَتَنِي عَنِ القَولِ. وَأجْرَرْتُهُ الرِّمْحَ إذا طَعَنْتُهُ وَتَرَكْتَ الرِّمْحَ فِيْهِ وَلَمْ يُرِد عَمْرو ذَلِكَ. قَالَ الحُصَيْنُ بنُ حُمَامٍ المُرِيُّ (¬1): نُطَارِدُهُم نَسْتَنْقِذُ الجُرْدَ كَالقَنَا ... وَيَسْتَنْقِذُونَ السَّمْهَرِيَّ المُقَوَّمَا قَالَ ابن الأعْرَابِيُّ نَسْتَنْقِذُ الجُرْدَ أي نَقْتُلُ الفُرْسَانَ وَنأخُذُ خَيْلَهُمُ، وَيَسْتَنْقِذُونَ السَّمْهَرِيَّ أي نَطْعَنُهُم فَنَجُرُّهُم أي نَطْعَنَهُم وَنَدَعُ الرِّمَاحَ فِيْهِم. يَقُولُ: نَحْنُ نأخُذُ خَيْلَهُم وَهُمْ يَأخُذُونَ رِمَاحَنَا السَّمْهَرِيَّةَ المُقَوَّمَةَ، وَالسَّمْهَرِيُّ الصُّلبُ مِنَ الرِّمَاحِ. [من الطويل] 11158 - فَلَو أَنَّ قَوْلًا يَكْلِمُ الجِسْمَ قَدْ بَدَا ... بِجسْمِيَ مِنْ قَولِ الوُشَاةِ كلُومُ [من الطويل] 11159 - فَلَو أَنَّ قَوْلًا يَكْلِم الجِسْمَ وَقْعُهُ ... لَمَا كَانَ لِي عُضْو سَلِيْم مِنَ الكَلْمِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن الحَجَّاجِ: [من الكامل] 11160 - فَلَوَ أَنَّ كَفِّي غَيْرُ نَافِعَتِي ... لَقَطَعْتُهَا بِالفَاسِ مِنْ زِنْدِي [من الطويل] 11161 - فَلَوْ أَنَّ لِي تِسْعِيْنَ قَلْبَا تَشَاغَلَتْ ... جَمِيْعًا فَلَمْ يَفْرُغْ إِلَى غَيْرِهَا قَلْبُ مِثْلُهُ قَوْلُ آخَرُ: [من الطويل] فَلَو ضَمَّ صَدْرِي ألْفَ قَلْبٍ شَغَلْتُهُ ... بِشَوق وَلَمْ أسْمَح لِنَفْسِي بِوَاحِدِ ¬
وَقَالَ عَمْرُو بن مَسْعَدَة (¬1): [من الطويل] فَلَو كَانَ لِي قَلْبَانِ عِشْتُ بِوَاحِدٍ ... وَخَلَّفْتُ قَلْبَا في هَوَاكَ يُعَذَّبُ نَهْشَل بنُ حَري: [من الطويل] 11162 - فَلَو أَنَّ لِي نَفْسَيْنِ كُنْتُ مُقَاتِلًا ... بِإحْدَاهُمَا حَتَّى تَمُوتُ وَأسْلَمَا امْرُؤ القَيْسِ بن حُجْرٍ: [من الطويل] 11163 - فَلَو أَنَّ مَا أسْعَى لأدْنَى مَعِيْشَةٍ ... كَفَانِي وَلَمْ أطْلُبْ قَلِيْلًا مِنَ المَالِ بَعْدَهُ: وَلَكِنَّمَا أسَعَى لِمَجْدٍ مُوثلٍ ... وَقَدْ يُدْرِكُ المَجْدَ المُؤثِّلَ أمْثَالِي وَمَا المَرْءُ مَا دَامَتْ حُشَاشَةً نَفْسِهِ ... بِمُدْرِكِ أطْرَافِ الخُطُوبِ وَلَا آلِي وَالبَيْتُ الَّذِي يَقُولُ فِيْهِ: وَقَدْ يُدركُ المَجْد المُؤثلَ أمْثَالِي. فِيْهِ شَمَمٌ مِنَ الجِّنَاسِ الَّذِي جَاءَ للعَرَبِ مِنْ غَيْرِ قَصْدِ وَإِنَّمَا هُوَ بِالطَّبع كَقَولِ الآخَرِ: وَمَا زَالَ مَعْقُولًا عِقَالٌ عَنِ النَّدَى. وَقَالَ ابن الغُصَيْنِ مُعَارِضًا لِقَولِ امرئ القَيْسِ هَذَا (¬1): [من الطويل] وَلَو أَنَّ مَا أسْعَى لِنَفْسِي وَحْدَهَا ... لِزَادٍ يَسِيْرٍ أو ثِيَابٍ عَلَى جِلْدِي لأُبِتّ عَلَى نَفْسِي وَبَلَّغَ حَاجَتِي ... مِنَ المَال مَالٌ دُونَ بَعْضِ الَّذِي عِنْدِي وَلَكِنَّمَا أسْعَى لَمَجدٍ مُوثَلٍ ... وَكَانَ أبَي نَالَ المَكَارِمَ عَن جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ بن الدُّمَيْنَةِ: [من الطويل] 11164 - فَلَو أَنَّ مَا بِي بِالحَصَى فَلَقَ الحَصَى ... وَبِالرِّيْحِ لَمْ يُسْمَعْ لَهُنَّ هُبُوبُ ¬
أبَيَاتُ عَبْدُ اللَّهِ بن الدُّمَيْنَةَ وَهِيَ قَصِيْدَةٌ طَوِيْلَةٌ مُسْتَعْذَبَةُ الألْفَاظِ حَسَنَةُ المَعَانِي يَقُولُ منها: بِنَفْسِي وَأهْلِي مَنْ إذا عَرَّضُوا لَهُ ... بِبَعْضِ الأَذَى لَمْ يَدْرِ كَيْفَ يُجِيْبُ وَلَمْ يَعْتَذِرْ عُذْرَ البَرِيْءِ وَلَمْ تَزَلْ ... بِهِ سَكْتَةٌ حَتَّى يُقَالَ مُرِيْبُ لَقَدْ ظَلَمُوا ذَاتِ الوِشَاحَ ولم يَكُنْ لَنَا ... مِنْ هَوَى ذَاتِ الوِشَاحِ نَصِيْبُ أُمَيْمُ بِقَلْبِي مِنْ هَوَاكِ زَمَانَةٌ ... وَأَنْتِ لَهَا دُونَ الأنَامِ طَبِيْبُ فَلَو أَنَّ مَا بِي بِالحَصَا قَلِقَ الحَصَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَو أنَّنِي أسْتَغْفِر اللَّه كُلَّمَا ... ذَكَرْتُكِ لَمْ تُكْتَب عَلَيَّ ذُنُوبُ وَلَو أَنَّ أنْفَاسِي أصَابَتْ بِحَرِّهَا ... حَدِيْدًا إِذًا كَادَ الحَدِيْدُ يَذُوبُ تُلِحِّيْنَ حَتَّى يَجْمُلَ الهَجْرُ بِالفَتَى ... وَحَتَّى تَكَادَ النَّفْسُ عَنْكِ تَطِيْبُ وَإنِّي لأسْتَحْيِيِكِ حَتَّى كَأَنَّمَا ... عَلَيَّ بِظَهْرِ الغَيْبِ مِنْكِ رَقِيْبُ ألا لَيْتَ شِعْرِي عَنْكِ هَلْ تَذْكُرِيْنَنِي ... فَذِكْرُكِ في الدُّنْيَا إلَيَّ حَبِيْبُ وَهَلْ لِي نَصِيْب مِنْ فُؤَادِكِ ثَابِت ... كَمَا لَكِ عنْدِي في الفُؤَادِ نَصِيْبُ قَوْلُه: فَلَو أَنَّ مَا بِي بِالحَصَا قَلِقَ الحَصَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَو أنَّنِي أسْتَغْفِر اللَّه كُلَّمَا ذَكَرْتُكِ. البَيْتَانِ يُقَال: إِنَّ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ يُرْوَيَانِ لأبِي هِلالٍ الأحْدَبِ، وَلأيّهُمَا كَانَتْ فَهِيَ مِنْ حُرِّ الكَلامِ وَأعْذَبِهِ. زَيْد الخَيْلِ: [من الطويل] 11165 - فَلَو أَنَّ نَصْرَا أصْلَحَتْ ذَاتَ بَيْنِهَا ... لَضَحَّتْ رُوَيْدَا عَنْ مَطَالبِهَا عَمْرُو ¬
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ نَصرٌ وَعَمْرٌ إبْنَا قُعَيْنٍ وَهُمَا حَيَّانُ مِن أسَدٍ المَثَلُ ضجَّ رُوَيْدًا: أي لا تَعْجَل في الأمْرِ. 11166 - فَلَو أَنَّهَا إحْدَى يَدَيَّ سَلَوْتُهَا ... وَلَكِنْ يَدَيّ بَانَتْ عَلَى إثْرِهَا يَدِي قَبْلَهُ: كَأنِّي وَصَيْفِيَّا خَلِيْلَيَّ لَمْ نَقُل ... لِمُوقِدِ نَارٍ آخِرَ اللَّيْلِ أُوْقِد فَلَو أَنَّهَا إحْدَى يَدَيَّ سَلَوْتُهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَأقْسَمْتُ لا آسِي عَلَى إثرِ هَالِكٍ ... قَدي الآنَ مِنْ وَجْدٍ عَلَى هَالِكٍ قَدِي عَمْرُو بن قَمِيْئَةَ: [من الطويل] 11167 - فَلَو أنهَا نَبْلٌ إذًا لاتَّقَيْتُهَا ... وَلَكِنَّمَا أُرْمَى بِغَيْرِ سِهَامِ امْرُؤُ القَيْسِ: [من الطويل] 11168 - فَلَو أنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ احْتَسَبْتُهَا ... وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تُسَاقِطُ أنْفُسَا هَذَا مِنْ بَابِ حَذْفِ الجَوَابِ لِعلْمِ المُخَاطَبِ بِهِ يَقُولُ فَلَو أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ سَوِيَّةً لَكُنْتُ مُتَأسِّيَا فَحَذَفَهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا} [الرعد: 31]. تَقْدِيْر الجَّوَابِ لَكَانَ هَذَا القُرْآنُ أو نَحْوَ ذَلِكَ فَحَذَفَهُ لِدَلالَةِ المَعْنَى عَلَيْهِ. وَمِنْ بَابِ (فَلَو أنِّي) قَوْلُ زِيَادٍ الحَارِثِيّ في إبْرَاهِيْم بن المُهْدِيِّ وَقَدْ مَسَّهُ منه أَذًى: تنسب هذه الأبيات لدعبل وهي في ديوانه. وتنسب لشريك بن الأعور الحارثي، انظر الوافدين على معاوية. ¬
الصواب كما ذكره ابن كثير (¬1): فَلَو أنِّي بُلْيتُ بِهَاشِمِيٍّ ... خُؤُولتهُ بَنُو عَبْدِ المَدَانِ صبَرْتُ عَلَى عَدَاوتهِ وَلَكِنْ ... تَعَالُوا فَانْظِرُوا بِمَنْ ابْتَلانِي المَعَرِيُّ: [من الطويل] 11169 - فَلَو بَانَ عَضدِي مَا تَأسَّفَ مَنْكِبِي ... وَلَو مَاتَ زَنْدِي مَا بَكَتْهُ الأنَامِلُ 11170 - فَلَو بِي بَدَأتُمْ قَبْلَ مَن قَدْ دَعَوْتُم ... لَفَرَّجْتُ عَنْكُمُ كلَّ نَائبَةٍ وَحْدِي أَبُو تَمَّامٍ في ابنِ الزَّيَّاتِ: [من الطويل] 11171 - فَلَو حَارَدَتْ شَوْلٌ عَذَرْتُ لِقَاحَهَا ... وَلَكِنْ حُرِمْتُ الدَّرَّ وَالضَّرْعُ حَافِلُ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ هَذَا يُخَاطِبُ بِهِ الوَزِيْرَ ابنَ الزَّيَّاتِ. وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخَرُ: وَمَا يُوجِعُ الحرْمَانُ مِنْ كَفِّ حَارِمٍ ... كَمَا يُوْجِعُ الحِرْمَانُ مِنْ كَفِّ رَازِقِ يَقُولُ أبِو تَمَّامٍ: لو كُنْتُ مُعْوِزَا لَعَذَرْتكَ وَلَكِنَّكَ حَرَمْتَنِي وَأَنْتَ مُتَمَكِّن منَ الإعْطَاءِ. وَمِثْلُهُ قول ابن الرُّومِيِّ لِبَعْضِ الرُّؤَسَاءِ نَثْرًا: قَدْ دَامَ مَطْلُكَ وَتَرَاخَى بَذْلُكَ مَعَ اسْتِمْرَارِ الأمَلِ فِيْكَ وَلَو كَانَ ذَلِكَ لإضَافة وَإعْوَاز لَعَذرْتُكَ وَلَكِنَّكَ حَرَمْتَنِي وَالنِّعْمَةُ سَابِغَة وَالغِنَى مُتَمَكِّن وَالمَالُ مُتَوَفِّرٌ وَالخَيْرُ كَثِيْرٌ. أَبُو عَلِيّ الحُسَيْن بن زُرْغِيْلَ: [من المتقارب] 11172 - فَلَو سَاعَدَتْ حَالَتِي هِمَّتِي ... لَكُنْتَ تَرَى غَيْرَ مَا قَدْ تَرَى المَعَرِيُّ: [من الوافر] 11173 - فَلَو سَمَحَ الزَّمَانُ بِهَا لَضَنَّتْ ... وَلَو سَمَحَتْ لَضَنَّ بِهَا الزَّمَانُ ¬
أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 11174 - فَلَو شَاءَ هَذَا الدَّهْرُ قَصَّرَ شَرَّهُ ... كَمَا قَصَّرَتْ عَنَّا لُهَاهُ وَنَائِلُهُ بَعْدَهُ: سَنَشْكُوهُ إعْلانًا وَسِرَّا وَنيَّةً ... شَكِيَّةَ مَنْ لا يَسْتَطِيْعُ يُقَابِلُه أَبُو يَعْقُوب الخُرَيمي: [من الطويل] 11175 - فَلَو شِئْتُ أنْ أبْكِي دَمَا لَبَكَيْتُهُ ... عَلَيْكَ وَلَكِنْ سَاحَةُ الصَّبْرِ أوْسَعُ مُحَمَّد بن عَبْدُ اللَّهِ البَلَدِيُّ: [من الطويل] 11176 - فَلَو صَحَّتِ الأيَّامُ صَحَّ وَفَاؤُنَا ... وَدَامَ وَلَكِنَّ الزَّمَانَ عَلِيْلُ أَبُو تَمَّامٍ يَمْدَحُ: [من الوافر] 11177 - فَلَو صَوَّرْتَ نَفْسَكَ لَمْ تَزِدْهَا ... عَلَى مَا فِيْكَ مِنْ كَرَمِ الطِّبَاعِ سُئلَ أَبُو تَمَّامٍ عَنْ أمْدَحِ بَيْتٍ قَالَهُ: فَأشَارَ إِلَى هَذَا البَيْتِ. وَقِيْلَ: بَلْ أشَارَ إِلَى قَوْلِهِ (¬1): [من البسيط] لو أَنَّ إجْمَاعَنَا في وَصْفِ سُؤدَدِهِ ... في الدِّيْنِ لَمْ يَخْتَلِفْ في الأُمَّةِ اثْنَانِ [من الطويل] 11178 - فَلَو ضَمَّ صَدْرِي ألْفَ قَلْبٍ شَغَلْتُهُ ... بِشَوقٍ وَلَمْ أسْمَحْ لِنَفْسِي بِوَاحِدِ 11179 - فَلو عَابَ نَفسي غَيرُ لسَؤتُهُ ... فكيفَ ونَفسي قَد أَتت ما يَعيبُهَا ¬
دِيْكُ الجِنِّ: [من الطويل] 11180 - فَلَو قَالَتِ الأيَّامُ هَلْ لَكَ حَاجَةٌ ... لَقُلْتُ لَهَا أنْ لا يُسَرَّ حَسُودُ عُدَي بن الرِّقَاعِ: [من الطويل] 11181 - فَلَو قَبْلَ مَبْكَاهَا بَكَيْتُ صَبَابةً ... بِسُعْدَى شَفَيْتُ النَّفْسَ قَبْلَ التّندُّمِ أبَيَاتُ عُدَيِّ بنِ الرّقَاعِ يَقُولُ مِنْهَا: وَنَبَّهَ شَوقِي بَعْدَ مَا كَانَ كَامِنَا ... هُتُوفُ الضحَى مَشغُوفَةٌ بِالتَّرَنُّمِ بَكَتْ شَجْوَهَا تَحْتَ الدُّجَى فَتَنَاجَمَتْ ... إلَيْهَا غُرُوبُ الدَّمْعِ مِنْ كُلِّ مُسْجَمِ فَلَو قَبْلَ مَبْكَاهَا بَكَيْتُ صبَابَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَكِنْ بَكَتْ قَبْلِي فَهَيَّجَ لِي البُكَا ... بُكَاهَا فَقُلْتُ الفَضْلُ لِلْمُتَقَدِّمِ ويُرْوَى البَيْتَانِ الأوَّلان: وَقَدْ كِدْتُ يَومَ الحُزْنِ لَمَّا تَرَنَّمتْ ... هَتُوفُ الضُّحَى مَشغُوفَةٌ بِالتَّرَنُّمِ أمُوتُ لِشَكْوَاهَا أسًى إِنَّ لَوْعَتِي ... وَوَجْدِي بِسَعْدَى قَاتِلٌ لِي فَاعْلَمِي وَقَالَ آخَرُ (¬1): لَقَدْ هَتَفَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمَامَةٌ ... عَلَى فَنَنٍ تَبْكِي وَأنِّي لنَائمُ فَقُلْتُ اعْتِذَرَا عِنْدَ ذَاكَ وَأنَّنِي ... لِنَفْسِي فِيْمَا قَدْ رَأيْتُ لَلائِمُ أأزْعُمُ أنِّي عَاشِقٌ ذُو صَبَابَةٍ ... بِلَيْلَى وَلَا أبْكِي وَتَبْكِي البَهَائِمُ؟ كَذَبْتُ وَقلتُ وَاللَّهِ لو كُنْتُ عَاشِقَا ... لَمَا سَبَقَتْنِي بِالبُكَاءِ الحَمَائِمُ * * * ¬
وَمِنْ بَابِ (فَلَو) قول ابن الدُّمَيْنَةِ (¬1): فَلَو قُلْتِ طَافِي النَّارِ أعْلَمُ أَنَّهُ ... رِضًى لَكِ أو مُدْنٍ لنَا مِنْ وِصَالِكِ لَقَدَّمْتُ رِجْلِي نَحْوَهَا فَوَطَئتُهَا ... هُدًى مِنْكِ لِي أو ضَلَّةً مِن ضَلالِكِ وَأوَّلُ الأبيَاتِ: قِفِي يَا أُمَيْم القَلْبَ يَقْرَا تَحِيَّةً ... بِشَكْوَى الهَوَى ثُمَّ افْعَلِي مَا بَدَا لَكِ سَلِي البَانَةَ الغَنَّاءَ بِالأجْرع الَّذِي ... بِهِ البَانُ هَلْ حَيَّتْ أطْلالَ دَارِكِ؟ وَهَلْ قُمْتُ في أطْلالِهِنَّ عَشِيَّةً ... مَقَامَ أخِي البَأسَاءِ وَاخْتَرْتُ ذَلِكِ وَهَلْ هَمَلَتْ عَيْنَايَ في الدَّارِ غُدْوَةً ... بِدَمْعٍ كَنَظْمِ اللُّؤْلُؤِ المُتَهَالِكِ أرَى النَّاسَ يَرْجُونَ الرَّبِيْعَ وَإِنَّمَا ... رَبِيْعِي الَّذِي أرْجُو نَوَالَ نَوَالِكِ أرَى النَّاسَ يَخْشُونَ السِّنِيْنَ وَإِنَّمَا ... سِنِيَّ الَّتي أخْشَى صُرُوفُ احْتِمَالِكِ لَئِنْ سَاءَنِي إِنْ نِلْتِنِي بِمَسَاءَةٍ ... لَقَدْ سَرَّني أنِّي خَطَرْتُ بِبَالِكِ لِيُهْنِكِ إمْسَاكِي بِكَفِّي عَلَى الحَشَا ... وَرَقْرَاقُ عَيْني رَهْبَةً مِنْ زِيَالِكِ فَلَو قلْتِ طَافِي النَّارِ. البَيْتَانِ وَبَعْدَهُمَا يَقُولُ مِنْهَا: تَعَالَلْتِ كَيْ أُشْجَى وَمَا بِكِ عِلَّةٌ ... تُرِيْدِيْنَ قتلِي قَدْ ظَفَرْتِ بِذَلِكِ أبِيْني في مُنَى يَدَيكِ تَرَكْتِنِي ... فَأفْرَحَ أمْ صَيَّرتنِي في شِمَالِكِ أُحِبُّ الصّبَا إِنْ كُنْتِ مِنْ قَبلِ الصَّبَا ... وَنَجْمًا أرَاهُ طَالِعَا مِنْ خِصَالِكِ يُرْوَى لِعَلِّيّ عَلَيْهِ السَّلامُ: [من الطويل] 11182 - فَلَو كَانَت الدُّنْيَا تُنَالُ بِفِطْنَةٍ ... وَفَضْلِ عُقُولٍ نِلْتُ أعْلَى المَرَاتِبِ بَعْدَهُ: وَلَكِنَّمَا الأقْدَارُ حَظٌّ وَقِسْمَةٌ ... بِفَضْلِ مَلِيْكٍ لا بِحِيْلَةِ طَالِبِ ¬
[من الطويل] 11183 - فَلَو كَانَتِ الأرْزَاقُ تَجْرِي بِحِيْلَةٍ ... لَكُنْتُ حَيُولًا بِاكْتِسَابِ الدَّرَاهِم بَعْدَهُ: وَلَكِنمَا الأرْزَاقُ تَجْرِي عَلَى الوَرَى ... بِقُدْرَةِ خَلَّاقٍ وَقِسْمَةِ قَاسِمِ زُهَيْرُ بن أبي سَلْمَى: [من الطويل] 11184 - فَلَو كَانَ حَمْدٌ بُخْلِدُ المَرْءَ لَمْ يَمُتْ ... وَلَكِنَّ حَمْدَ المَرْءِ غَيْرُ مُخَلِّدِ [من الطويل] 11185 - فَلَو كَانَ في الدُّنْيَا مِنَ النَّاسِ خَالِدٌ ... يَجُودُ بِمَعْرُوفٍ لَكُنْتُ مَخَلَّدَا وَمِنْ بَابِ (فَلَو كَانَ) قَوْلُ عَمْرُو بن كُلْثُومٍ العتَّابِيِّ (¬1): فَلَو كَانَ للشُّكْرِ شَخْصٌ ... يَبِيْنُ إِذَا مَا تَأمَّلَهُ النَّاظِرُ لَصوَّرْتُهُ لَكَ حَتَّى ... تَرَاهُ فَتَعْلَمَ أنِّي امْرُؤٌ شَاكِرُ وَلَكِنَّهُ كَامِنٌ في الضَّمِيْرِ ... يُحَرِّكُهُ الكَلْمُ السَّائِرُ كَتَبَ المَأمُونُ في إشْخَاصِ العَتَّابِيِّ إلَيْهِ فَلَمَّا دَخَلَ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ: يَا ابن كُلثُومَ بَلَغَنِي وَفَاتُكَ فَسَاءَنِي ثُمَّ بَلَغَنِي وِفَادَتُكَ فَسَرَّنِي. فَقَالَ العَتَّابِيُّ: سَرَّ اللَّهُ أمِيْر المُؤمِنِيْنَ وَاللَّهِ لو قُسِمَتْ هَاتَانِ الكَلِمَتَانِ عَلَى أهْلِ الأَرْضِ لَوَسعَتَاهُمَا فَضلًا وَإنْعَامًا وَقَدْ خَصَصْتَنِي مِنْهُمَا بِمَا لا تَبْلَغُهُ أُمْنِيَة وَلَا يُبْسَطُ لِسِوَاهُ أمَلٌ لأَنَّهُ لا دِينَ إِلَّا بِكَ وَلَا دُنِيَا إِلَّا مَعَكَ. فَقَالَ: سَلْنِي. فَقَالَ: يَدُكَ بِالعَطَايَا أطْلَقُ مِنْ لِسَانِي بِالسُّؤَالِ، فَاسْتَحِسَنَ ذَلِكَ مِنْهُ وَوَصلَهُ بِصِلاتٍ سَنِيَّةٍ وَبَلَغَ بِهِ مِنَ التَّقْدِيْمِ وَالإكْرَامِ عَلَى مَحَلٍّ. وَمِنْ بَابِ فَلَو كَانَ قَوْلُ مَحْمُودُ بن الحَسَنِ الوَرَّاقِ (¬2): ¬
فَلَو كَانَ يَسْتَغْنِي عَنِ الشُّكْرِ مَاجِدٌ ... لِعزَّةِ نَفْسٍ أو عُلُوِّ مَكَانِ لَمَا أمَرَ اللَّهُ العِبَادَ بِشُكْرِهِ فَقَالَ ... اشْكُرُوا لِي أيُّهَا الثَّقَلانِ عَمْرُو بنُ مَسْعَدَةَ: [من الطويل] 11186 - فَلَو كَانَ لِي قلْبَانِ عِشْتُ بِوَاحِدٍ ... وَأفْرَدْتُ قَلْبَا في هَوَاكِ يُعَذَّبُ أبَيَاتُ عَمْرِو بن مَسْعَدَةَ أوَّلُهَا: وَمُسْتَعْذِبٍ للهَجْرِ وَالوَصْل أعْذَبُ ... أُكَاتِمُهُ حُبِّي فَيَنْأَى وَيَقْرُبُ تَعَلَّمْتُ أسْبَابَ الرِّضَا خَوْفَ سُخْطِهِ ... وَعَلَّمَهُ حُبِّي لَهُ كَيْفَ يَغْضبُ فَلَو كَانَ لِي قَلْبَانِ عِشْتُ بِوَاحِدٍ ... وَأفْرَدْتُ قَلْبًا في هَوَاكَ يُعَذَّبُ وَلِي ألْفُ بَابٍ قَدْ عَرِفْتُ طَرِيْقَهَا ... وَلَكِنْ بِلا قَلْبٍ إِلَى أيْنَ أذْهَبُ وَقَالَ أَبُو إسْحَاقَ الصَّابِيء في مُعَارَضَتِهِ: [من الطويل] وَلَسْتُ كَذِي قَلْبَيْنِ عَاشَ بِوَاحِدٍ ... وَأفْرَدَ قَلْبَا في هَوَاكَ يُعَذَّبُ وَلَكِنَّنِي لو كَانَ لِي ألْفُ مُهْجَةٍ ... لَمَا كَانَ فِيْهَا مَالَهُ عَنْكَ مَذْهَبُ لَقَدْ مَلَكَتْ يُمْنَاكَ كُلِّي وَلَيْسَ لِي ... سَبِيْلٌ إِلَى البَعْضِ الَّذِي مِنْكَ أطْلُبُ تَمَنَّيْتُ قَلْبَا ثَانِيًا وَهُوَ بَاطِلٌ ... كَمَا بَطَلَتْ مِنْ قَبْلُ عَنْقاءُ مُغْربُ وَلَو ضَمَّهُ صَدْرِي لأعْدَاهُ دَاؤُهُ ... وَتِلْكَ الطَّرِيْقُ للمَنِيَّةِ أقْرَبُ فَقَدْ يَحْمِلُ الإِنْسَانُ قَدْرًا مِنَ الهَوَى ... وَلَكِنَّهُ في مُجْمَلِ الضّعْفِ يَعْطُبُ إذا كَانَ قَلْبٌ وَاحِدٌ هُوَ غَالِبي ... فَهَلْ أَنَا بِالقَلْبِيْنِ أقْوَى فَأغْلِبُ وَبَعْضُ المُنَى مَا لا يَكُونُ وَإنَّمَا ... تَعَلَّلْتُ مِنْهَا بِالَّذِي فِيْهِ أكْذِبُ [من الطويل] 11187 - فَلَو كَانَ وَاشٍ بِاليَمَامَةِ دَارُهُ ... وَدَارِي بِأعْلَى حَضْرَمُوتَ اهْتَدَى لِيَا ¬
[من الطويل] 11188 - فَلَو كَانَ هَمِّي وَاحِدًا لاحْتَمَلتُهُ ... وَلَكِنْ هُمُومِي جَمَّةٌ لا أطِيْقُهَا ابن الرُّومِيُّ: [من الطويل] 11189 - فَلَو كَانَ هَمِّي وَاحِدًا لاطَّرَحْتُهُ ... خَوَاطِرُ قَلْبِي كُلهُنَ هُمُومُ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: [من الوافر] 11190 - فَلَو كَفِّي اليَمِيْنُ بَغَتْكَ خَوْنَا ... لأفْرَدْتُ اليَمِيْنَ عَنِ الشِّمَالِ أخَذَهُ عَمْرُو بن قَمِيْئةَ فَقَال (¬1): [من الوافر] فَإنِّي لو تُطَالِبُنِي يَمِيْني ... خِلافَكَ مَا وَصَلْتُ بها شِمَالا وَأَخَذَهُ المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ فَقَال (¬2): [من الوافر] وَإنِّي لو تُطَالِبُنِي شِمَالِي ... خِلافكَ مَا وَصَلْتُ بها يَمِيْني إِذَا لَقَطَعْتُهَا وَلَقُلْتُ بَيْنِي ... كَذَلِكَ أجْتَوِي مَنْ يَجْتَوِيْنِي أخَذَه الآخَرُ فَقَال: [من البسيط] وَاللَّهِ لو كَرِهَتْ كَفِّي مُصَاحِبَتِي ... لَقُلْتُ لِلكَفِّ بِيْنِي إِنْ كَرِهْتِيْني ثُمَّ الْتَفَتُّ إِلَى الأُخْرَى فَقُلْتُ لَهَا ... إِنْ تَقْنَعِيْنَ وَإلَّا مِثْلهَا بِيْني وَقَال ابن الحَجَّاج (¬3): [من الكامل] فَلَو إِنَّ كَفِّي غَيْرُ طَائعَتِي ... لَقَطَعْتُهَا بِالفَأسِ مِنْ زِندِي ¬
[من الطويل] 11191 - فَلَو كُنْتَ أرْضًا كُنْتَ مَيْثَاءَ سَهْلَةً ... وَلَو كُنْتَ لَيْلًا كُنْتَ صَاحِيَةَ البَدْرِ [من الطويل] 11192 - فَلَو كُنْتُ أرْضَى أنْ أرَى مَنْ أحِبُّهُ ... بِغَيْرِ اجْتِمَاع لاقْتَصَرْتُ عَلَى الشَّمْسِ أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ: [من الطويل] 11193 - فَلَو كُنْتُ أسْطِيعُ الرَّمَاءَ رَمَيْتُهَا ... وَلَكِنَّ عَهْدِي بِالنِّضَالِ قَدِيْمُ [من الطويل] 11194 - فَلَو كُنْتَ عُذْرِيَّ العَلاقَةِ لَمْ تَبِتْ ... بَطِيْنًا وَأنْسَاكَ الهَوَى كثْرَةُ الأكْلِ [من الطويل] 11195 - فَلَو كُنْتُ فَوْقَ الرِّيْحِ ثُمَّ طَلَبْتَنِي ... لَكُنْتُ كَمَنْ ضَاقَتْ عَلَيْهِ المَذَاهِبُ [من الطويل] 11196 - فَلَو كُنْتُمُ تَمْرًا لَكُنْتُم جُرَامَةً ... وَلَو كنْتُمُ نَبْلًا لَكُنْتُم مَشَاقِصَا وَمِنْ بَابِ (فَلَولا) قَوْلُ المُغِيْرَةُ بن حَبْنَاءَ (¬1): فَلَولا أَنَّ فرعَكَ حِيْنَ يَنْمَى ... وَأصْلكَ مُنتهَى فرْعِي وَأصْلِي وَإنِّي إِنْ رَمَيْتُكَ هَيْضَ عَظْمِي ... وَنَالتنِي مَتَى أُرْمِيْكَ نَبْلِي إِذَا أنْكَرْتَنِي إنْكَارَ خَوفٍ تَضِيْقُ ... حَشَاكَ عَنْ شَتْمِي وَأكْلِي ¬
وَقَولُ آخَرُ يَصِفُ بَأسَ الأعْدَاءِ (¬1): فَلَولا أنَّهُمُ سَبقَتْ إلِيْهِم ... سَوَابِقَ نُبْلِنَا وَهُمُ بَعِيْدُ لَحَاسُونَا حِيَاضَ المَوتِ حَتَّى ... تَطَايَرَ مِنْ جَوَانِبَنَا شَرِيْدُ وَقَولُ ابن الطّثْرِيَّةِ (¬2): فَلَولا ثَلاثٌ هُنَّ مِن لذَةِ الفَتى ... وَجَدَّكَ لَمْ أحْفَلْ مَتَى قَامَ رَامِسُ ابن حَيُّوسٍ: [من الطويل] 11197 - فَلَو لَمْ تَكُنْ رُؤْيَاكَ شَيْئًا مُحَبَّبًا ... إِلَى كُلِّ عَينٍ لاسْتَوَى القُرْبُ وَالبُعْدُ [من الطويل] 11198 - فَلَو لَمْ يَكُنْ فَخْرًا لَكَانَ صِيَانَتِي ... فَمِي عَنْ سُؤَالِ النَّاسِ حَسْبِيَ مِنْ فَخْرِ حَاتِم الطَّائِيُّ: [من الوافر] 11199 - فَلُوميْنِي إذا لَمْ أقرِ ضَيْفِي ... وَأكْرِمْ مُكْرِمِي وَأُهِنْ مُهِيْنِي [من الطويل] 11200 - فَلَو نُشِرَ الأعْشَى وَأوْسٌ وَجَرْوَلٌ ... لَكُنْتُ لَهُمْ رَأسًا وَكَانُوا الأكَارِعَا أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 11201 - فَلَو نَطَقَتْ حَرْبٌ لَقالَتْ مُحِقَّةً ... ألا هَكَذَا فَلْيَكْسِبِ المَجْدُ كَاسِبُه ¬
[من الطويل] 11202 - فَلَو وَاخَذَ اللَّهُ العِبَادَ بِظِلْمِهِمْ ... أعَدَّ لَهُمْ في كلِّ يَومٍ جَهَنَّمَا [من المتقارب] 11203 - فَلَو وَلَغَ الكَلْبُ في لؤمِهِ ... لَمَا زَالَ يَقْذِفُ أمْعَاءَهُ [من الوافر] 11204 - فَلَولا البُعْدُ مَا حُمِدَ التَّدَانِي ... فَلَولا البَيْنُ مَا طَابَ التَّلاقِي [من المتقارب] 11205 - فَلَولا الدُّمُوعُ كَتَمْتُ الهَوَى ... وَلَولا الهَوَى لَمْ تَكُنْ لِي دُمُوعُ قَبْلَهُ: لِسَانِي كَتُومٌ لأسْرَارِكُم ... وَدَمْعِي نَمُومٌ لِسِرِّي مُذِيْعُ فَلَولا الدّمُوعُ كَتَمتُ الهَوَى. البَيْتُ تُروَى لِعُمَر بن عَبْد العَزِيْز: [من الطويل] 11206 - فَلَولا النُّهَى ثُمَّ التُّقَى خَشْيَةَ الرَّدَى ... لَعَاصَيْتُ في حُبِّ الصِّبَا كُلَّ زَاجِرِ بَعْدَهُ: قَضَى مَا قَضَى فِيْمَا مَضَى ثُمَّ لا تُرَى ... لَهُ صَبْوَةٌ أُخْرَى اللَّيَالِي الغَوَابِرِ يُرْوَيَانِ لِبَعْضِ الأعْرَابِ. وَكَانَ عُمَرُ بن عَبْد العَزِيْزِ رَحَمَهُ اللَّهُ يَسْتَشْهِدُ بِهُمَا كَثِيْرًا وَكَانَ إذا أنْشَدَهُمَا وَوَصَل إِلَى قَوْلِهِ: ثُمَّ لا تُرَى لَهُ صَبْوَةٌ. البَيْتُ يَقُولُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَقِيْلَ: إنَّهُمَا مِنْ شِعْرِهِ. ¬
المُتَنَبِّيّ: [من الطويل] 11207 - فَلَولاكَ لَمْ تَجْرِ الدِّمَاءُ ولا اللُّهَى ... وَلَمْ يَكُ للدُّنْيَا وَلَا أهْلِهَا مَعْنَى الغزِيُّ: [من الوافر] 11208 - فَلَولا مَا يُصاغُ مِنَ المَعَانِي ... لَمَا عُرِفَ النِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالُ أَبُو جَعْفَر العَبَّاسِيُّ: [من الطويل] 11209 - فَلَولا مُنًى أخْلُو بِهَا فَتُعِيْنُنِي ... عَلَى حِفْظِ نَفْسِي مُتُّ مُنْذُ زَمَانِ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 11210 - فَلَيْتَ أبَا عُثْمَانَ أمْسَكَ تِيهَهُ ... كإمْسَاكِهِ عِنْدَ الحُقُوقِ لِمَالِهِ [من المتقارب] 11211 - فَلَيْتَ السَّلامَةَ للمُنْصِفِيْنَ ... تَدُومُ فَكَيْفَ بِمَنْ يَظْلِمُ كَتَبَ عُمَرُ بنُ عَبْد العَزِيْزِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِذَا دَعَتْكَ قُدْرَتُكَ عَلَى النَّاسِ إِلَى ظُلْمِهِمْ فَاذْكُر قَدْرَةَ اللَّهِ عَلَيْكَ وَنَفَادَ مَا تَأتِي إلَيْهِم وَبَقَاءَهُ لَدَيْكَ. وَفِي مَعْنَاهُ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَيْتَ الوِلايَةَ للمُنصفِيْنَ تَدُومُ. البَيْتُ مَرْوَان بن أَبِي حَفْصَة في مَعْنٍ: [من الوافر] 11212 - فَلَيْتَ الشَّامِتِيْنَ بِهِ فَدَوهُ ... وَلَيْتَ العُمْرَ مُدَّ لَهُ فَطَالا [من الطويل] 11213 - فَلَيْتَ الَّذِي أهْوَى لِهِنْدٍ يُصِيْبُنِي ... وَلَيْتَ الَّذِي تَهْوَاهُ لِي لا يُصِيْبُهَا ¬
عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ بن الخَطَّابِ: [من الطويل] 11214 - فَلَيْتَ المَنَايَا خَلَّفَت لِيَ عَاصِمَا ... فَعِشْنَا جَمِيْعَا أو ذَهَبْنَ بِنَا مَعَا كَانَ عَاصِمُ بنُ عُمَر بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ رَبَّاهُ أخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَر وَكَانَ عَاصِمٌ خَيِّرَا فَاضِلًا فَلَمَّا مَاتَ شَقَّ مَوتُهُ عَلَى أخِيْهِ عَبْدُ اللَّهِ وَقَالَ هَذَا مِنْ أبْيَاتٍ. وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةً سَبع قَبْلَ قتلِ عَبْدُ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ. [من البسيط] 11215 - فَلَيْتَ دَهْرَا سَقَى غَيْرِي وَجَاوَزَنِي ... كأسَ السُّرُورِ سَقَانِي فَضْلَةَ القَدَحِ الأبَيورديُّ: [من البسيط] 11216 - فَلَيْتَ شِعْرِي أحَقُّ مَا نَطَقْتُ بِهِ ... أمْ مُنْيَةُ النَّفْسِ وَالإنْسَانُ ذُو أمَلِ [من الطويل] 11217 - فَلَيْتَكِ إِذْ عَادَ الحَجِيْجُ وَقَدْ قَضُوا ... مَنَاسِكَهُمْ رَاسلْتِنِي بِسَلام بَعْدَهُ: وَقُلْتِ لَهُم هَذَا إِلَى الحَوْلِ زَادُهُ ... فَلَمْ أرْجُ حَتَّى الحَوْلِ رَجْعَ كَلامِ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 11218 - فَلَيْتَكَ تَحْلُو وَالحَيَاةُ مَرِيْرَة ... وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأنَامُ غِضَابُ يَقُولُ أَبُو فِرَاسٍ مِنْهَا مُخَاطِبَا لِسَيْفِ الدَّوْلَةِ وَقَدْ أسَرَ الرُّومُ أبَا فِرَاسٍ وَهُوَ عِنْدَهُمْ مُعْتَقَل وَقَدْ خَاطَبُ سِيْفُ الدَّوْلَةِ في فَكَاكِهِ فَأبْطَأَ عَلَيْهِ: وَلَكِنْ نَبَا مِنْهُ بِكَفَّى صَارِم ... وَأظْلَمَ في عَيْنَيَّ مِنْهُ شِهَابُ وَأبْطَأ عَنِّي وَالمَنَايَا سَرِيْعَةٌ ... وَللمَوتِ ظَفْر قَدْ أطَلَّ وَنَابُ ¬
وَمَا زِلْتُ بِالقَلِيْلِ مَحَبَّةً ... لَدَيْهِ وَمَا دُون الكَثِيْرِ حِجَابُ كَذَاكَ الوُدَاد المَحْضُ لا يُرْتَجَى ... لَهُ ثَوَابٌ وَلَا يُخْشَى عَلَيْهِ عِقَابُ وَقَدْ كُنْتُ أخْشَى الهَجْرَ وَالشَّمْلُ جَامِع ... وَفِي كُلِّ يَومٍ لِقْيَة وَخِطَابُ فَكَيْفَ وَمَا بَيْنَنَا مِلْكُ قَيْصَرٍ ... وَللبَحْرِ حَوْلي زَخْرَةٌ وعِبَابُ فَلَيْتَكَ تَحْلُو والحَيَاةُ مَرِيْرَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَليْتَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَامِرٌ ... وَبَيْني وَبَيْنَ العَالَمِيْنَ خَرَابُ إِذَا صحَّ مِنْكَ الوُدُّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ ... وَكُلُّ الَّذِي فَوقَ الترَابِ تُرَابُ الأُبيرِد الرِّيَاحِي: [من الطويل] 11219 - فَلَيْتَكَ كُنْتُ الحَيَّ في النَّاسِ بَاقِيَا ... وَكُنْتُ أَنَا المَيْتَ الَّذِي ضَمَّهُ القَبْرُ [من المنسرح] 11220 - فَلَيْتَنِي مُتُّ إِذْ فُجعْتُ بِهِ ... بلْ لَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ وَلَمْ أكُنِ [من البسيط] 11221 - فَلَيْتَهَا إِذْ فَدَتْ عَمْرًا بِخَارِجَةٍ ... فَدَتْ عَلِيًّا بِمَنْ شَاءَتْ مِنَ البَشَرِ [من الطويل] 11222 - فَلَيْتَهُمَا ضَيْفَانِ لِي كُلَّ لَيْلَةٍ ... مِنَ الدَّهْرِ مَحْتُومٌ عَلَيَّ قِرَاهُمَا المُتَنَبِّي: [من الوافر] 11223 - فَلَيْتَ هَوَى الأحِبَّةِ كَانَ عَدْلًا ... فَحَمَّلَ كُلَّ قَلْبٍ مَا أطَاقَا ¬
عَبْدُ اللَّهِ بنُ غَلْفَاءَ: [من الطويل] 11224 - فَلَيْسَ الفِرَار اليَومَ عَارًا عَلَى الفَتَى ... وَقَدْ عُرِفَتْ مِنْهُ الشَّجَاعَةُ بِالأمْسِ قَبْلَهُ: أجَاعِلَةٌ أُمُّ الحُسَيْنِ خَزَايَةً ... عَلَيَّ فِرَارِي إِذْ لَقِيْتُ بَنِي عَبْسِ فَلَيْسَ الفِرَار اليَومَ عَارَا. البَيْتُ دِعْبِلٌ: [من الطويل] 11225 - فَلَيْسَ بُغَاثُ الطَّيْرِ مِثْلَ عِتَاقِهَا ... وَلَيْسَ الأُسُود الغُلبُ مِثْلَ الثَّعَالِبُ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ العِصِيُّ الصُّمُّ كَالجوفِ خِبْرَةً ... وَلَيْسَ البُحُورُ في النَّدَى كَالمَذَانِبِ يَقُولُ ذَلِكَ في عَلِيّ بن عِيْسَى وَزِيْرِ الأمِيْن. إبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ: [من البسيط] 11226 - فَلَيْسَ خَائفُ يَومٍ وَهْوَ ذُو أمَلٍ ... كَخَالِفٍ دَهْرَهُ مُسْتَوفِزٍ وَجَلا أَبُو الفَتْح البُسْتِيُّ: [من الطويل] 11227 - فَلَيْسَ سِوَى التَّفْوِيض للمَرْءِ حِيْلَةٌ ... يُعَلَّلُ مِنْهَا بِالرَّجَاءِ وَبِاليَاسِ وَمِنْ بَابِ (فَلَيْسَ) قَوْلُ عَنترَةَ مِنْ أبْيَاتِ تُنْسَبُ إلَيْهِ (¬1): إذا كَانَ أمْر اللَّهِ فِيْنَا مُقَدَّرًا ... وَكَيْفَ يمرُّ المَرْءُ مِنْهُ وَيَحْذَرُ؟ وَمَنْ ذَا يَرُدُّ المَوْتَ أو يَدْفَعُ القَضَا ... وَحَرْبَتُهُ مَسْمُومَةٌ لَيْسَ تفتُرُ ¬
لَقَدْ كَانَ عِنْدِي الدَّهْرُ لَمَّا خَبِرْتُهُ ... عَلَى أَنَّهُ بِي في المُلَمَّاتِ أخْبَرُ سَلُو صَرْفَهُ لَمَّا أَتَى بِمُلمَّةٍ ... فَفَرَجْتُهَا وَالمَوتُ فِيْهَا مُشَمّرُ بَصَارِمٍ عَزْم لو ضرَبْتُ بِحِدَّةٍ ... دُجَى اللَّيْلِ وَلَّى وَهُوَ بِالصُّبْحِ يَعْثَرُ فَهَذَا فعالِي يَا ابْنَةَ العَمِّ دَائمَا ... وَأَنْتَ بِهِ دُونَ البَرِيَّةِ أخَبْرُ فَلَيْسَ ضِبَاعُ البرِّ مِثْلُ سِبَاعِهَا ... وَلَا كُلُّ مَنْ خَاضَ العَجَاجَةَ عَنْتَرُ هَذَا الأخِيْرُ هُوَ البَيْتُ الفَرْدُ. القَاضِي أَبُو الحَسَنُ: [من الطويل] 11228 - فَلَيْسَ قَرِيْبًا مَنْ تَخَافُ بعَادَهُ ... وَلَا مَنْ تُرَجِّي قُرْبَهُ بِبَعِيْدِ ابْنُ شَمْسِ الخْلافَةِ: [من الطويل] 11229 - فَلَيْسَ كمَال المَرْءِ بِالخَيْرِ وَحْدَهُ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ في المَرْءِ شَيْء مِنَ الشَّرِّ مِثْلُهُ قَوْلُ أَبِي الفَتْح البُسْتِيُّ: [من الوافر] وَمَا اسْتَوْفَى شُرُوطَ المَجْدِ إِلَّا ... فَتًى في خُلْقِهِ سَهْل وَحَزْنُ قَيْسُ بنُ ذَرِيْحٍ: [من الطويل] 11230 - فَلَيْسَ لأمْرٍ حَاوَلَ اللَّهُ جَمْعَهُ ... مُشِتٌّ وَلَا مَا فَرَّقَ اللَّهُ جَامِعُ أَبُو القَاسم: [من البسيط] 11231 - فَلَيْسَ يَبْخَلُ إشْفَاقًا عَلَى جِدَةٍ ... وَلَا يَجُودُ لِفَضْلِ الجُودِ مُغْتَنِمَا ابنُ الرُّومِيُّ: [من الطويل] 11232 - فَلَيْسَ يَسُود المَرْءُ إِلَّا بِنَفْسِهِ ... وَإِنْ عَدَّ أقْوَامًا كِرَامًا ذَوِي حَسَبْ
رَاشِد الكَاتِبُ في غُلامِهِ: [من البسيط] 11233 - فَلَيْسَ يشْتد غَيْظِي مِنْ إسَاءَتِهِ ... إِلَّا ضَحِكْتُ لِمَا فِيْهِ مِنَ العَجَبِ ابن الرُّومِيُّ: [من البسيط] 11234 - فَلْيَصْنَعِ الدَّهْرُ بِي مَا شَاءَ مُجْتَهِدًا ... فلا زِيَادَةَ شَيْءٍ فَوْقَ مَا صَنَعَا قَبْلَهُ: إِنَّ الزَّمَانَ رَأى إلْفَ السُّرُورِ لنَا ... فَنَمَّ بِالهَجْرِ فِيْمَا بَيْنَنَا وَسَعَى وَلَمْ تَزَل نَائباتُ الدَّهْر تَرْصِدُنِي ... حَتَّى تَجَرَّعْتُ مِن كَاسَاتِهَا جُرَعَا فَلْيَصنِعَ الدَّهْرُ بِي مَا شَاءَ مُجْتَهِدًا. البَيْتُ [من المنسرح] 11235 - فَلَيْلَةُ الهَجْر لا رُقَادَ بِهَا ... وَلَيْلَةُ الوَصْلِ كيف أرْقُدُهَا مِثْلُهُ (¬1): [من البسيط] سَهِرْتُ لَيْلاتِ وَصْلِي فَرْحَةً بِهِم ... وَلَيْلَةَ الهَجْرِ كَمْ قَضَّيْتُهَا سَهَرَا إذا تَقَضَّى زَمَانِي كُلُّهُ سَهَرًا ... فَمَا أُبَالِي أطَالَ اللَّيْلُ أمْ قصُرَا وَمِنْ بَابِ (فَلَئنْ) قَوْلُ نَافِعُ بن لَقِيْطٍ الفَقْعَسِيّ (¬2): فَلَئنْ بَلِيْتُ لَقَدْ عَمِرْتُ كَأنَّنِي ... غُصن تُثَنِّيْهِ الرِيَاحُ رَطِيْبُ وَكَذَاكَ حَقًّا مَنْ يُعَمِّرَ يُبْلِهِ ... كَرُّ الزَّمَانِ عَلَيْهِ وَالتَّقْلِيْبُ ¬
يَزِيْد بنُ مُعَاوِيةَ بن أَبِي سُفْيَانَ: [من الكامل] 11236 - فَلَئِنْ دَنَوْتُ لأدْنُوَنَّ بِعِفَّةٍ ... وَلَئنْ نَأيْتُ فَمَا وَرَائي أرْحَبُ تَأبَّط شرًّا: [من الكامل] 11237 - فَلَئنْ سَلِمْتُ لِيَأتِيَنَّكَ مَصْرَعِي ... في بَعْضِ مَا يَأتِيْكَ مِن تَطْوَافِي عَبْدُ اللَّهِ بن ثَعْلَبةَ اليَشْكُرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 11238 - فَلَئِنْ عَمِرْتُ لأشْفِيَنَّ ... النَّفْسَ مِنْ تلك المَسَاعِي بَعْدَهُ: وَلأُعْلِمَنَّ البَطنَ أَنَّ ... الزَّادَ لَيْس بِمُسْتَطَاعِ تَرِد السِّبَاعُ مَعِي فَأُلْفَى ... كَالمُدِلِّ مَعَ السِّبَاعِ [من الوافر] 11239 - فَلِي نَفْسٌ سَتَتْلَفُ أو سَتَرْقَى ... لَعَمْرُكَ بِي إِلَى أمْرٍ جَسِيمِ [من الكامل] 11240 - فَلَئنْ هَجَوْتُ لَتُعْطِيَنِّي صَاغِرًا ... إِنَّ اللَّئيْمَ عَلَى الهَوَانِ يَلِيْنُ [من الطويل] 11241 - فَمَا أبْصَرَتْ عَيَنَايَ مِثْلكَ مُنْعِمًا ... وَلَا ظَفِرْتْ كلفَّاكَ مِثْلِي بِشَاكِرِ الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] 11242 - فَمَا أبناكِ إِلَّا مِنْ بَنِي النَّاسِ فَاصْبِرِي ... فَلَنْ يرْجِعَ المَوْتَى حَنِيْن المَآتِمِ ¬
أبْيَاتُ الفَرَزْدَقُ يَرْثِي وَلَدَيْنِ مَاتا لهُ: بَنِي الشَّامِتِيْنَ التُّرْبُ إن كَانَ مَسَّنِي ... رَزِيَّة شبلي مُخَدَّرٍ في الضَّرَاغِمِ وَمَا أحَدٌ كَانَ المَنَايَا وَرَاءَهُ ... لَو عَاشَ أيَّامَا طِوَالًا بِسَالِمِ أرَى كُلَّ حَيٍّ لا يَزَالُ طَلِيْعَةً ... عَلَيْهِ المَنَايَا مِنْ ثنَايَا المَخَارِمِ يُذَكِّرُني ابْنَيَّ السِّمَا كَانَ مُوهِنًا ... إذا ارْتَفَعَا فَوقَ النُّجُومِ العَوَاتِمِ وَقَدْ رُزِي الأقْوَامُ قَبْلِي بَيْنهُم ... وَإخْوَانَهُم فَاقَنِي حَيَاءَ الأكَارِمِ وَمَا تَأبَى وَالمُنْذِرَانِ كِلاهُمَا ... وَعَمْرُ بنُ كَلْثُومٍ شِهَابُ الأرَاقِمِ وَقَدْ كَانَ مَاتَ بَسْطَامُ بنُ قَيْس بن خَالِدٍ ... وَمَاتَ أَبُو غَسَّانَ شَيْخُ اللهازِمِ وَقَدْ مَاتَ خَيْرَاهُم فَلَم يُهْلِكَاهُمُ ... عَشِيَّةَ بَانَا رَهْطُ كَعْبٍ وَحَاتِمِ فَمَا أنْبَاكَ إِلَّا مِنْ بَنِي النَّاسِ فَاصْبُرِي. البَيْتُ الفَرَزْدَقُ اسمُهُ هَمَّام وَأبُوهُ غَالِبُ بنُ صَعْصَعَةَ بنِ نَاجِيَةَ بن عقَالِ بنِ مُحَمَّد بن سُفيانَ بنِ مُجَاشِعٍ. المُنْذِرَانِ: المُنْذِرُ بن المُنْذِرُ بن مَاءِ السَّمَاءِ اللَّخْمِيُّ يُرِيْد الأبَ وَالابْنَ. وَعَمْرُو بن كَلْثُوم التَّغلِبِيُّ قَاتِلُ عَمْرُو بن هِنْدٍ. وَالأرَاقِمُ مِنْ تَغِلَبِ بنِ وَائلٍ ثُمَّ من جَشَمِ بن بَكْرٍ. وَالأقْرَعَانِ الأقْرَعُ بنُ حَابِسٍ وابنُهُ الأقْرَعُ مِنْ بَنِي مُجَاشِعَ بنَ دَارِمٍ. وَحَاجِبُ زَرَارَةَ بن عُدُسٍ سَيِّدُ بَنِي تَمِيْمٍ في الجَاهِلِيَّةِ. وَبَسْطَامُ بن قَيس ابن خَالِدٍ الشَّيْبَانِيُّ. وأبُو غَسَّانَ مَالِك بن مِسمَعِ بن شَيْبَانَ ابن شَهَابٍ. وَكَعْبٌ هُوَ كَعْبُ بنُ هَامَةَ الأيَادِي. وَحَاتِمُ هُوَ حَاتِمُ بن عَبْدُ اللَّهِ الطَّائيُّ. وَكُلُّ هَؤُلاءِ مُلُوكُ العَرَبِ وَسَادَاتِهَا وَعُظَمَاءُهَا وَكِرَامُهَا. الخُبْزُرزِيُّ: [من الطويل] 11243 - فَمَاءٌ بِلا مَرْعَى وَمَرْعى بِغَيْرِ مَا ... وَحَيْثُ يُرَى مَاء وَمَرْعى فَمُسْبِعُ قَبْلَهُ: أرَى النَّاسَ في الدُّنْيَا كَراعٍ تَشَعَّبَتْ ... مَرَاتِعهُ لَمْ يَبْقَ فيْهُنَّ مَرْتَعُ ¬
فَمَاء بِلا مَرْعًى. البَيْتُ وبعده (¬1): نُرَقِّعُ دُنْيَانَا بِتَمْزِيْقِ دِيْننَا ... فَلا دِيْنُنَا يَبْقَى وَلَا مَا نُرَقِّعُ [من الطويل] 11244 - فَمَا أحْسَنَ الدُّنْيَا وَفِي الدَّارِ خَالِد ... وَأقْبَحَهَا لَما تَجهَّزَ غَادِيَا [من الطويل] 11245 - فَمَا أخَّرَ الإحْجَامُ يَومَا مُعجّلًا ... وَلَا عَجَّلَ الإقْدَامُ مَا أخَّرَ القَدَرْ قَبْلَهُ: بَكَى صَاحِبِي لَمَّا رَأَى المَوتَ فَوقَهُ ... مُطِلًّا كَإطْلالِ السَّحَابِ إذا اكْفَهَرْ فَقُلْتُ لَهُ صبْرَا جَمِيْلًا فَإنَّمَا ... يَكُونُ غَدَا حُسنُ الثَّنَاءِ لِمَنْ صَبَرْ فَمَا أخَّرَ الإحْجَامُ يَوْمَا مُعَجَّلًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَكَرَّ حفَاظًا خَشيَةَ العَارِ بَعَدَمَا ... رَأى المَوتَ مَعْرُوضَا عَلَى مِنْهَجِ المَكْرِ كَعبٌ الغَنَوِيُّ: [من الطويل] 11246 - فَمَا أُخِّرَتْ نَفْسُ امْرِيءٍ عِنْدَ مَوْتِهَا ... وَلَا رَدَّهَا عِنْدَ الوَفَاةِ طَبِيْبُ عُروَة بن أذَينَةَ: [من البسيط] 11247 - فَمَا أشِرْتُ عَلَى يُسْرٍ وَلَا ضَرَعَتْ ... نَفْسِي لخَلَّةِ عُسْرٍ حِيْنَ تَبْلُونِي مَعْقَلُ بن عِيْسَى أخو أبي دُلَفٍ: [من الطويل] 11248 - فَمَا أَقْبَحَ الدُّنْيَا إذا كُنْتَ نَائِيًا ... وَمَا أحْسَن الدُّنْيَا بِحَيْثُ تَكُونُ ¬
[من الطويل] 11249 - فَمَا أكثَرَ الأخْوَانَ حِيْنَ تَعُدُّهُم ... وَلَكِنَّهُمْ في النَّائبَاتِ قَلِيْلُ قَولُهُ: فَمَا أكْثَر الإخْوَانُ حِيْنَ تَعُدَّهُم. البَيْتُ قَبْلَهُ: صُنِ النَّفْسَ وَاحْمِلْهَا عَلَى مَا يزَينُهَا ... تَعِشْ سَالِمًا وَالقَولُ فِيْكَ جَمِيْلُ وَلَا تَرَيَّن النَّاسَ إِلَّا تَجَمُّلًا ... كَبَا بِكَ دَهْرٌ أو جَفَاكَ خَلِيْلُ وَإِنْ ضَاقَ رِزْق اليَومَ فَاصْبِرِ إِلَى غَدٍ ... عَسَى نَكَبَاتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزُولُ فَمَا أكْثَر الأخْوَانِ حِيْنَ تَعدُّهُم. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلا خَيْرُ في وُدِّ امْرِيٍّ مُتَلَوِّنٍ ... إِذَا الرِّيْحُ مال مَالَتْ حَيْثُ تَمِيْلُ جَوَادٌ إذا اسْتَغْنَيْتَ عَنْهُ بِمَالِهِ ... وِعِنْدَ احْتِمَالِ النَّائبَاتِ بَخِيْلُ يَعُزُّ غَنِيُّ النَّفْسِ إن قَلَّ مَالُهُ ... وَيَغْنَى فَقِيْر النَّفْسِ وَهُوَ ذَلِيْلُ أخَذَهُ الآخَرُ فَقَالَ (¬1): [من الطويل] وَمَا أكْثَرَ الإخْوَانَ بَلْ مَا أقَلَّهُمْ ... عَلَى نَائبَاتِ الدَّهْرِ حِيْنَ تَنُوبُ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 11250 - فَمَا التَّانِيْثُ في اسمِ الشَّمْسِ عَيْبٌ ... وَلَا التَّذْكِيْرُ فَخْرُ في الهِلالِ لَهُ أيْضًا: [من البسيط] 11251 - فَمَا الحَدَاثَةُ مِنْ حِلمٍ بِمَانِعَةٍ ... قَدْ يُوجَد الحِلْمُ في الشُّبَانِ وَالشِّيْبِ [من الطويل] 11252 - فَمَا الدَّارُ فِيْمَا بَيْنَنَا بِبَعِيْدَةٍ ... وَلَا العَهْدُ فِيْمَا بَيْنَنَا بِقَدِيْمِ ¬
خالِدُ بن الطَّيْفَان الدَّارْمِيُّ: 11253 - فَمَا الدُّنْيَا بِبَاقِيَةٍ لِحَيٍّ ... وَلَا حَيٌّ عَلَى الدُّنْيَا بِبَاقي قَبْلَهُ: وَيُرْوَى هَذَا البَيْتُ وَحْدَهُ لِعَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ وَهُوَ: لَمَوتٌ لا يُفِيءُ إلَيَّ عَارًا ... أحَبُّ إلَيَّ مِنْ عَيْشٍ رِمَاقِ وَقَوْلُ خَالِدٍ هُوَ: وَمَا الدُّنْيَا بِبَاقِيَةٍ لِحَيٍّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَنْ يَحْرِصْ عَلَى الدُّنْيَا فَإنِّي ... أرَى الدُّنْيَا تجهَّزُ لانْطِلاقِ كَانَ الحَسَنُ البَصرِيُّ رَحَمَهُ اللَّهُ يُمثِّلُ بِهَذِيْنِ البَيْتَيْنِ كَثِيْرًا. بَعْدَهُ (¬1): وَبَرْقٌ عَارِضٌ وَسُرَى خَيَالٌ ... وَظِلٌّ زَائِلٌ وَصَدًى شعَابِ هُوَ أَبُو حَيْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بن عُمَرَ بنِ زَاذَانَ القَزْوِيْنِيُّ المُحَدِّثُ وَيُعْرَفُ بِهِبَةِ اللَّهِ. هِبَةُ اللَّهِ القَزوِيْنِيُّ: [من الوافر] 11254 - فَمَا الدُّنْيَا لِمُعْتَبِرٍ بِبَيْتٍ ... سِوَى لَمَعَانِ أوْدَيَةِ السَّرَابِ بَعْضُ بَنِي أسَدٍ: [من الطويل] 11255 - فَمَا الرُّشْدُ فِي أنْ تَشْتَرُوا بِنَعِيْمِكُمْ ... بُؤْسًا وَلَا أنْ تَشْرَبُوا المَاءَ بَالدَّمِ يَقُولُ ذَلِكَ فِي الإِشادةِ بِالسّلْمِ وَاجْتِنَابِ الحَرْبِ. ¬
الصَّاحِبُ بنُ عبَّادٍ: [من الوافر] 11256 - فَمَا السُّلْطَانُ إِلَّا البَحْرُ عُظْمًا ... وَقُربُ البَحْرِ مَحْذُورُ العَوَاقِبُ قَبْلَهُ: إِذَا أَدْناكَ سُلْطَانٌ فَزِدْهُ ... مِنَ التَّعْظِيْمِ وَاحْذَرْهُ وَرَاقِبِ فَمَا السُّلْطَانُ إِلَّا البَحْرُ عِظْمًا. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (فَمَا) قَوْلُ الأقْرَعُ بنُ مُعَادٍ (¬1): فَمَا الشَّمْسُ وَافَتْ يَومَ دَجْنٍ فَأشْرَقَتْ ... وَلَا البَدْرُ مَسْعُودًا بَدَا لَيْلَةَ البَدْرِ بِأحْسَنَ مِنْهَا أو تَرِيْدُ مُلاحَةً ... عَلَى ذَاكَ أو رَأيُ المُحِبُّ فَلا أدْرِي وَقَالَ الحَكَمُ الحَضْرِيُّ حَاذِيًا حَذِوُهُ (¬2): تَسَاهَمَ ثَوبَاهَا فَفِي الدّرْعِ رَأْدَةٌ ... وَفِي المِرْطِ لَفَّاوَانْ رَدَفَاهُمَا عَبْلُ فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أزِيْدَتْ مَلاحَةً وَحُسْنًا ... عَلَى النُّسْوَانِ أمْ لَيْسَ لِي عَقْلُ وَقَالَ بشر بن عُقْبَةَ العَدَوِيُّ (¬3): رَأيْتُكِ فُقْتِ النَّاسَ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... تُجَمِّلُهُ حُسْنٍ أخْرَسَتْ مَنْ يَعِيْبُهَا فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أأنْتِ كَمَا أرَى ... أم العَيْنُ مَزْهُوٌّ إلَيْهَا حَبِيْبُهَا وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ (¬4): حَلَفْتُ بِصَحْرَاءِ الحُجُونِ وَنَاقَتِي ... لَهَا بَيْنَ قَاعِ الأخْشَبَيْنِ حَنِيْنُ غمُوسًا لَقَدْ فُضِّلْتِ فِي الحُسْنِ بَسطَةً ... عَلَى النَّاسِ أو بِي مِنْ هَوَاكِ جُنُونُ ¬
وَقَالَ عُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ (¬1): فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أزِيْدَتْ مَلاحَةً ... أم الحُبُّ أعْمَى مِثْلُ مَا قِيْلَ فِي الحُبِّ وَقَالَ أَيْضًا (¬1): تَامت فُؤَادَكَ إِذْ عرَضتَ لَهَا ... حَسَنٌ بِغَيْرِ الحُبِّ مَنْ تَمِقُ ضَابِئُ البُرجُمي: [من الطويل] 11257 - فَمَا الفَتْكُ مَا آمرْتَ فِيْهِ وَلَا الذي ... تُحَدِّثُ مَن لاقَيْتَ أَنَّكَ فَاعِلُه يَقُولُ قَبْلَهُ: وَلَا تَقْرُنَنْ أمْرَ الصَّرِيْمَةِ بِامْرِئٍ ... إِذَا رَامَ أمْرًا عَوَّقتهُ عَوَاذِلُهُ فَمَا الفَتْكُ مَا آمَرْتَ فِيْهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا الفَتْكُ إِلَّا لامْرِئٍ ذِي حَفِيْظَةٍ ... إِذَا هَمَّ لَمْ تَرْعَد إلَيْهِ خَصَائَلُه وَقَالَ حَارِثَةُ بنُ بَدْرٍ (¬1): [من الطويل] وَمَا الفَتْكُ إِلَّا لامْرِئٍ رَابِطِ الحَشَا ... إِذَا صَالَ لَمْ تَرْعَد إلَيْهِ خَصَائِلُه [من الطويل] 11258 - فَمَا المَرْءُ إِلَّا الأصْغَرَانِ لِسَانُهُ ... وَمَعْقُولُهُ وَالجسْمُ خَلْق مُصَوَّرُ ابن شَمْسُ الخِلافَةِ: [من الطويل] 11259 - فَمَا المَرْءُ لَوْلا العُرْفُ إِلَّا بَهِيْمَةٌ ... وَمَا العُودُ لَوْلا العَرْفُ إِلَّا مِنَ الحَطَبِ ¬
وَمِنْ بَابِ (فَمَا) قَوْلُ ابْنُ أسَدٍ الفَارِقِيِّ (¬1): فَمَا المِسْكُ وَالرَّيْحَانُ وَالرَّاحِ شُعْشعَتْ ... بِمَاءٍ سَحَابٍ ضَمَّنَتْهُ الوَقَائِعُ بِأطْيَبِ مِنْ عرفِ الذي مُذْ عَرِفتُهُ ... فَبَيْنِي وَبَيْنَ العَالَمِيْنَ وَقَائِعُ [من الطويل] 11260 - فَمَا النَّاسُ كَالنَّاسِ الَّذِيْنَ عَهِدْتَهُم ... وَلَا الدَّارُ كَالدَّارِ الَّتِي كُنْتَ تَعْهَدُ أَبُو الأسْوَدِ الدُّؤَلِي: [من الطويل] 11261 - فَمَا أَنَا بِالبَاكِي عَلَيْكَ صَبَابَةً ... وَلَا بِالَّذِي تَأتِيْكَ مِنِّي المَثَالِبُ كُثَيّر: [من الطويل] 11262 - فَمَا أَنَا بِالدَّاعِي لِعزَّةَ بِالجَوَى ... وَلَا شَامِتٍ إِنْ نَعْلُ عَزَّةَ زَلَّتِ [من الطويل] 11263 - فَمَا أَنَا بِالمَخْصُوصِ مِنْ بَيْنَ مَنْ أرَى ... وَلَكِنْ أتَتْنِي نَوْبَتِي فِي النَّوَائِبِ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 11264 - فَمَا أَنَا بِالمَغْضُوضِ عَمَّا أتَيْتَهُ ... إلَيَّ وَلَا المَوْضَوعُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِي بَهَاء الدِّيْنِ عَلِيِّ بن الفَخَرِ عِيْسَى رَحِمَهُ اللَّهُ: [من الطويل] 11265 - فَمَا أَنَا فِي الدُّنْيَا بِأوَّلِ عَاشِقٍ ... تَمَنَّى مِنَ الأيَّامِ مَا لا يَنَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ خَازِمٍ: [من الطويل] ¬
11266 - فَمَا أَنَا مِمَّنْ يَجْمَعُ المَالَ مَا خَلا ... سِلاحِي وَإلَّا مَا يَسُوسُ بَشِيْرُ بَعْدَهُ: سِلاحًا وَأفْرَاسًا وَبِيْضًا وَزَغْفَةً ... وَذَلِكَ مِنْ مَالِ الكَرِيْمِ كَثِيْرُ [من الطويل] 11267 - فَمَا أنْسُ دَارٍ لَيْسَ فِيْهَا مُؤَانِسٌ ... وَمَا نَفْعُ قُرْبٍ لَيْسَ فِيْهِ مُقَارِبُ كُثَيِّرُ عَزَّة: [من الطويل] 11268 - فَمَا أنْصَفَتْ أَمَّا النِّسَاءُ فَبَغَّضَتْ ... إلَيْنَا وَأَمَّا بِالنَّوَالِ فَضَنَّتِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ كُثَيِّرٍ يَمْدَحُ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مَرْوَانَ (¬1): فَمَا بَرِحَتْ رُقَاكَ تَسَلُّ ضَغْنِي ... وَتُنْصِلُ مَضابِيْهَا ضَبَابِي وَيَرْقِيْنِي لَكَ الحَاوُونَ حَتَّى ... أجَابَكَ حَيُّهُ تَحْتَ الحِجَابِ وَإنِّي لا يَغُولُ النَّأيَ وُدِّي ... وَلَو كُنَّا بِمُنْقَطِعِ التُّرَابِ تُنَصِّلُ: تُخْرِجُ أنْصَلْتُ الشَّيْءَ وَنَصلَ هُوَ إِذَا خَرَجَ وَمَضَابيْهَا، حَيْثُ ضَبَأَت وَسَكَنْتْ. الرِّضَى المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 11269 - فَمَا إِنْ عَرَفْتُ النَّاسَ إِلَّا ذَمَمْتُهُم ... جَزَى اللَّهُ عَنَّا الخَيْرَ مَنْ لَيْسَ نَعْرِفُ أَبُو فُرَاسٍ: [من البسيط] 11270 - فَمَا الأسَى بِهُمُومٍ لا بَقَاءَ لَهَا ... وَمَا السُّرُورُ بِنُعْمَى سَوْفَ تَنْتَقِلُ ¬
المُتَوَكِّلُ صَاحِبُ المَغْرِبِ: [من الطويل] 11271 - فَمَا بَالُهُم لا أنْعَمَ اللَّهُ بَالَهُم ... يَظُنُّونَ بِي ذَمًا وَقَدْ عَلِمُوا فَضْلِي بَعْدَهُ: لَئِن كَانَ حَقًّا مَا ادَّعُوهُ فلا مَشَتْ ... إِلَى غَايَةِ العَلْيَاءِ مِنْ بَعْدِهَا رِجْلِي فَكَيْفَ وَرَاحِي دَرْسُ كُلِّ غَرِيْبَةٍ ... وَوَرْدُ التُّقَى شَمَّى وَحَرْبُ العِدَا تُقْلِي وَلِي خُلْقٌ فِي السُّخْطِ كَالشَّرْيِ طَعْمُهُ ... وَعِنْدَ الرِّضا أحْلَى جَنًى مِن جَنَى النَّحْلِ المُرَقَّشُ الأكْبَرُ: [من الوافر] 11272 - فَمَا بَالِي أفِي وَيُخَانُ عَهْديِ ... وَمَا بَالِي أُصَادُ وَلَا أصِيْدُ أبْيَاتُ المُرَقَّشِ الأكْبَرِ واسمهُ عَمْرُو بن سَعْدِ بنِ مَالِكٍ اليَشْكُرِيّ وَكَانَ يَعِشقُ ابنَةَ عَمِّهِ أسْمَاءَ بِنْتَ عَوفِ بن مَالِكٍ لأَنَّهُ رُبِيَ مَعَهَا وَهُوَ غُلامٌ فَمَاتَ وَلَمْ يَصِلْ إلَيْهَا: سَرَى لَيْلًا خَيَالٌ مِنْ سُلَيْمَى ... فَأرَّقَنِي وَأصْحَابِي هُجُودُ فَبِتُّ أُدِيْرُ أمْرِي كُلَّ حَالٍ ... وَأذكُرُ أهْلَهَا وَهُمُ بَعِيْدُ أُنَاسًا كُلَّمَا أخْلَقْتُ وَصْلًا ... عَنَانِي مِنْهُمُ وَصْلٌ جَدِيْدُ عَلَى أنْ قَدْ سَمَا طَرْفِي لِنَارٍ ... يَشِبُّ بِهَا بِذِي الأرطَى وُقُودُ حَوَالَيْهَا مَهًى حُمُّ التَّرَاقِي ... وَآرَامٌ وَغِزْلانٌ رُقُودُ نَوَاعِمُ لا تُعَالجُ بُؤسَ عَيْشٍ ... أوَانِسُ لا تُرَاحُ وَلَا تَرُوْدُ سَكَنَّ بِبَلْدَةٍ وَسَكنتُ أُخْرَى ... فَقُطِّعَتِ المَوَاثِقُ وَالعُهُودُ فَمَا بَالِي أفِي وَيُخَانُ قَلْبِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَرُبَّ أسِيْلَةِ الخَدَّيْنِ بِكْرٍ ... مُهَفْهَفَةٍ لَهَا فَرعٌ وَجِيْدُ وَذُو أُشُرٍ شَنِيْبُ النَّبْتِ عَذْبٌ ... نَقِيُّ اللَونِ بَرَّاقٌ بَرُودُ لَهَوْتُ بِهَا زَمَانًا فِي شَبَابِي ... وَزَارَتْهَا النَّجَائِبُ وَالقَصِيْدُ ¬
أبْيَاتُ المُرَقَّشِ الأكْبَرِ واسمهُ عَمْرُو بن سَعْدِ بنِ مَالِكٍ اليَشْكُرِيّ وَكَانَ يَعِشقُ ابنَةَ عَمِّهِ أسْمَاءَ بِنْتَ عَوفِ بن مَالِكٍ لأَنَّهُ رَبِيَ مَعَهَا وَهُوَ غُلامٌ فَمَاتَ وَلَمْ يَصِلْ إلَيْهَا: سَرَى لَيْلًا خَيَالٌ مِنْ سُلَيْمَى ... فَأرَّقَنِي وَأصْحَابِي هُجُودُ فَبِتُّ أُدِيْرُ أمْرِي كُلَّ حَالٍ ... وَأذكُرُ أهْلَهَا وَهُمُ بَعِيْدُ أُنَاسًا كُلَّمَا أخْلَقْتُ وَصْلًا ... عَنَانِي مِنْهُمُ وَصْلٌ جَدِيْدُ عَلَى أنْ قَدْ سَمَا طَرْفِي لِنَارٍ ... يَشِبُّ بِهَا بِذِي الأرطَى وُقُودُ حَوَالَيْهَا مَهًى حُمُّ التَّرَاقِي ... وَآرَامٌ وَغِزْلانٌ رُقُودُ نَوَاعِمُ لا تُعَالَجُ بُؤسَ عَيْشٍ ... أوَانِسُ لا تُرَاحُ وَلَا تَرُوْدُ سَكَنَّ بِبَلْدَةٍ وَسَكنتُ أُخْرَى ... فَقُطِّعَتِ المَوَاثِقُ وَالعُهُودُ فَمَا بَالِي أفِي وَيُخَانُ قَلْبِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَرُبَّ أسِيْلَةِ الخَدَّيْنِ بِكْرٍ ... مُهَفْهَفَةٍ لَهَا فَرْعٌ وَجِيْدُ وَذُو أُشُرٍ شَنِيْبُ النَّبْتِ عَذْبٌ ... نَقِيُّ اللَّونِ بَرَّاقٌ بَرُودُ لَهَوْتُ بِهَا زَمَانًا فِي شَبَابِي ... وَزَارَتْهَا النَّجَائِبُ وَالقَصِيْدُ المِنْقَرِيُّ: [من الوافر] 11273 - فَمَا بُقْيَا عَلَيَّ تَرَكْتُمَانِي ... وَلَكِنْ خِفْتُمَا صَرَدَ النِّبَالِ قَالَ الكَسَّائِي: بِقُولُون البَقْوَى وَالبُقِيَا، وَقَالَ الفَرَّاءُ: أكْثَرُ الكَلامُ بِهِ البُقيَا وَهِيَ لُغَةُ تَمِيْمٍ وَأهْلِ نَجْدٍ، وَفَتَحَها أهْلُ الحِجَازِ وَبَنُو أسَدٍ، فَألْحَقُوهَا بِمَصَادِرِ الوَاوِ، وَفَتَحُوا أوَّلُهَا كَمَا فَعَلُوا بِشَرْوَى. يُقَالُ: شَرْوَى ذَلِكَ أي مِثْلهُ. قَالَ: وَأنْشَدَنِي أَبُو القَمْقَامُ الأسَدِيُّ: [من الطويل] أُذَكِّرُ بِالبَقْوَى عَلَى مَنْ أصَابَهُ ... وَقَوليَ: إنِّي جَاهِدٌ غَيْرُ مُؤمَّلِي قِيْلَ أمَرَ الرَّشِيْدُ بِمُطَالَبَةِ مَنْصور بن زِيَادٍ مُتَوَلِّي دِيَوانُ الخرَاج، وَكَانَ دَخَلَ فِي ضَمَانَاتٍ عَجزَ عَنْهَا وَقَالَ الرَّشِيْدُ: إِنْ صَحَّ مَا عَلَيْهِ مِنَ المَالِ وَإلَّا تُضْرَبُ عُنُقُهُ وَهُوَ ¬
ألفُ ألفُ دِرْهَمٍ وَضُويِقَ مَنْصُور بن زِيَادٍ عَلَى المَالِ وَقَارَبَ أنْ يَهْلَكَ وَاتَّفَقَ دُخُولُ يَحْيَى بن خَالِدٍ الدِّيوَانَ فَدَنَا مَنْصُورٌ مِنْهُ وَسَألَهُ النَّظَرَ فِي حَالِهِ فَأمَرَ لَهُ يَحْيَى بِألفِ ألفِ دِرْهَمٍ مِنْ مَالِهِ فَقَبَضهَا المُوكَّلُونَ بِهِ مِنْ خزَانَةِ يَحْيَى وَأطلَقَ سَبيْلِهِ وَتَقَدَّمَ إلَيْهِ بِركُوبِ دَابَّتِهِ وَالانْصِرَافَ عليها إِلَى مَنْزِلهِ بَعْدَ أنْ كَانَ وَدَّعَ أهْله وِدَاعَ مُفَارِقٍ لا يَرْجَعُ إلَيْهِمْ فَفَعَلِ وَجَلَسَ يَحْيَى يَنْتَظِرُ رُجُوعَ دَابَّتِهِ إلَيْهِ فَلَمَا خَرَجَ مَنْصورُ بنُ زِيَادٍ لِيَرْكَبَ الدَّابَّةَ وَوَضعَ رِجْلِهِ فِي الرّكابِ بِمَثل يَقُولُ المِنْقِرِيُّ: فَمَا بقيَا عَلَيَّ تَرَكْتُمَانِي. البَيْتُ. مُعَرِّضًا بِيَحْىَ بن خَالِدٍ فَأخْبَرَ يَحْيَى بِمَا قَالَ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: نَحْنُ قَدْ فَعَلْنَا مَا وَجَبَ عَلَيْنَا مِنَ المُرُوْءَةِ وَقَضَيْنا عَنْ أنْفُسِنَا مَا لَزِمْنَاهُ مِنْ ذَلِكَ فَإنْ لَمْ يَشْكَر مَا أوْلَيْنَاهُ فَحَظَّ نَفْسِهِ أخْطَاءً عَلَى أَنَّهُ عِنْدَنَا مَعْذُورٌ لأنَّ مِحْنَتِهِ أدْهَشَتْهُ. [من البسيط] 11274 - فَمَا بَكَيْتُ لِيَومٍ مِنْكَ أسْخَطَنِي ... إِلَّا بَكَيْتُ عَلَيْهِ بَعْدَمَا ذَهَبَا المُتَنَبِّي: [من الطويل] 11275 - فَمَا بَلَغْتهُ مَا أرَادَ كَرَامَةٌ ... عَلَيْكَ وَلَكِنْ لَمْ يَخِبْ لَكَ آمِلُ [من الطويل] 11276 - فَمَا بَيْنَ ملكِ الوُدِّ أو صَفْقَةِ الشَّرَى ... إِذَا مَيَّزَ المَرْءُ المُحَصِّلُ مِنْ فَرقِ بَعْدَهُ: بَلَى طَاعَةُ الأحْرَارِ ليسَ كَطَاعَةِ العَـ ... ـبِيْدِ وَلَا الإغضاءُ بِالقَولِ كَالخُرْقِ مَالِكُ بن حطَّانَ: [من الطويل] 11277 - فَمَا بَيْنَ مَنْ هَابَ المَنِيّةَ مِنْهُمُ ... وَبَيْنَ الرَّدَى إلَّا لَيَالٍ قَلائِلِ ¬
[من البسيط] 11278 - فَمَا تَجَرَّعَ كَأسَ الصَّبْرِ مُعْتَصِمٌ ... بِاللَّهِ إِلَّا أتَاهُ اللَّهُ بِالفَرَجِ ابْنُ شِبْلٍ: [من الطويل] 11279 - فَمَا تَحْسُنُ النُّعْمَى عَلَى غَيْرِ شَاكِرٍ ... كَمَا لا يَلِيْقُ الشُّكْرُ إِلَّا بِمُنْعِمِ قَبْلَهُ: وَصَمِّمْ عَلَى الأحْدَاثِ بِي غَيْرَ هَائِبٍ ... تَجِدْنِي عليها مُقْدِمًا غَيْرَ مُحْجِمِ فَمَا تَحْسُنُ النُّعْمَى عَلَى غَيْرِ شَاكِرِ. البَيْتُ كَعْبُ بن زُهَيْر بن أَبِي سُلْمَى: [من البسيط] 11280 - فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا ... كَمَا تَلَوَّنُ فِي أثْوَابِهَا الغُولُ أوَّلُها: بَانَتْ سُعَادُ فَقَلبِي اليَومَ مَتْبُوْلُ. المُتَنَبِّيّ: [من المنسرح] 11281 - فَمَا تُرَجَّى النُّفُوسُ مِنْ زَمَنِ ... أحْمَدُ حَالَيْهِ غَيْرُ مَحْمُودِ يَقُولُ مِنْهَا: إِنَّ نِيُوبَ الزَّمَانِ تَعْرُفُنِي ... أَنَا الذي طَالَ عَجْمَهَا عُودِي عَلِي بن مسهر الكَاتِبُ: [من الطويل] 11282 - فَمَا تَرَكتْ لِي مَطعمًا وَتَمَسُّكًا ... بِوُدِّ خَلِيْلٍ فِي الأنَامِ التَّجَارِبُ أعْشَى هَمْدَانَ: [من البسيط] 11283 - فَمَا تَزَوَّدَ مِمَّا كَانَ يَجْمَعُهُ ... إِلَّا حَنُوْطًا غَدَاةَ البَيْنِ فِي خِرَقِ ¬
بَعْدَهُ: وَغَيْرَ نَفْحَةِ أعْوَادٍ تَشِبُّ لَهُ ... وَقَلَّ ذَلِكَ مِنْ زَادٍ لِمُنْطَلِقِ لا تَيْأسَنَّ عَلَى شَيْءٍ فَكُلُّ فتًى ... إِلَى منيّتهِ يَسْتَنُّ فِي عَنَقِ وَكُلُّ مَنْ ظَنَّ أَنَّ المَوتَ مُخْطِئُهُ ... مُعَلَّلٌ بِأضَالِيْلٍ مِنَ الخلقِ قِيْلَ: كَانَ عُمَرُ بن عَبد العَزِيْزِ رَحَمَهُ اللَّهُ [يتمثّل] بِالبَيْتَيْنِ الأوَّلَيْنِ كَثيْرًا. السَرِيُّ الرَّفَاء: [من الطويل] 11284 - فَمَا تَعَبِي إِلَّا لِتَجْدِيْدِ رَاحَةٍ ... وَلَا سَهَرِي إِلَّا لِطُولِ رُقَادِي [من البسيط] 11285 - فَمَا تَقَاعَدْتُ عَمْدًا عنه قَامَ بِهِ ... وَمَا تَنَاسَيْتُ مِنْهُ سَاهِيًا ذَكَرَا المُتَنَبِّي: [من البسيط] 11286 - فَمَا تُكَشِّفُكَ الأعْدَاءُ عَنْ مَلَلٍ ... مِنَ الحُرُوبِ وَلَا الآرَاءُ عَنْ زَلَلِ ابْنُ جكِينَا: [من الهزج] 11287 - فَمَا تَنْفَعُ فِي الدُّنْيَا ... وَلَا تَنْفَعُ فِي الأُخْرَى [من الوافر] 11288 - فَمَا جَزَعُ الجزُوعِ مِنَ اللَّيَالِي ... بِمُحْرِزِهِ وَلَا جَلَدُ الجلِيْدِ بَعْدَهُ: وَمَا بَرِحَتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ حَتَّى ... أرَتْنَا الأُسْدَ صرْعَى للقُرُودِ [من الوافر] 11289 - فَمَا جَزَعٌ بِمُغْنٍ عَنْكَ شَيْئًا ... وَلَا مَا فَاتَ تَرجعُهُ الهُمُومُ ¬
[من الطويل] 11290 - فَمَا حَسَنٌ أنْ يَعْذِرَ المَرْءُ نَفْسَهُ ... وليسَ لَهُ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ عاذِرِ [من الطويل] 11291 - فَمَا حَسَنٌ أنْ يُعْلِنَ المَرْءُ بِالبُكَا ... وَمن تَحْتِ ثَوْبَيْهِ المُغِيْرَةُ أو عَمْرُو العَبَّاسُ بن الأحْنَفِ: [من الطويل] 11292 - فَمَا حَفِظُوا العَهْدَ الذي كَانَ بَيْنَنَا ... وَلَا حِيْنَ هَمُّوا بِالقَطِيْعَةِ أجْمَلُوا قَبْلَهُ: أُنَاسٌ أمنَّاهُم فَنَمُّوا حَدِيْثنَا ... فَلَمَّا كَتَمْنَا السِّرَّ عَنْهُمُ تَقَوَّلُوا فَمَا حَفِظُوا العَهْدَ الذي كَانَ بَيْنَنَا. البَيْتُ رَيْعَانُ: [من الطويل] 11293 - فَمَا دَارُ عمِّيٍّ بِدَارِ إقَامَةٍ ... وَلَا عَهْدُ عَميٍّ بِعَهْدِ جوَارِ السِّمْسَارُ الهَرَوِيُّ: [من الطويل] 11294 - فَمَا دِرْهَمٌ فِي فِعْلِهِ غَيْرُ مَرْهَمٍ ... وَمُدَرَاءُ هَمٍّ عَنْ فُؤَادِي مُحَيّرُ هُوَ أَبُو الفَضْلِ إسْمَاعِيْل بن أحْمَدَ بن مُحَمَّد الهَرَوِيُّ السِّمْسَارُ. شَرَفُ الدِّيْن مُحَمَّد بن الوَحِيْد الكَاتِبُ: [من الطويل] 11295 - فَمَا دُمْتُ حَيًّا فَاطْلُبِ العِلْمَ وَالعُلا ... وَلَا تَألُ جُهْدًا أو تَمُوتَ فَتُعْذَرَا سَلَمٌ الخَاسِرُ: [من الوافر] ¬
11296 - فَمَا دَنَتِ الأُسُودُ لِغَيْرِ بَأسٍ ... وَلَا لانَ الحَدِيْدُ لِغَيْرِ نَارِ الأعْشَى: [من الطويل] 11297 - فَمَا ذَنْبُنَا أن جَاشَ بَحْرُ ابنِ عمَّكُمُ ... وَبَحرُكَ سَاجٍ لا يُواري الدَّعَامِصَا البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 11298 - فَمَا ذَنْبِي إِذَا كَانَ ابْنُ عَمِّي ... سِوَاكَ وَكَانَ عُودُكَ غَيْرَ عُودِي أبْيَاتُ أَبِي عُبَادَةَ البُحْتُرِيِّ أوَّلُهَا: أمِيْلُ إلَيْكَ عَنْ وُدٍّ قَرِيْبٍ ... فَتُقْصِيْنِي عَلَى النَسَبِ البَعِيْدِ فَمَا ذَنْبِي إِذَا كَانَ ابْنُ عَمِّي ... سِوَاكَ وَكَانَ عُودكَ غَيْرُ عُودِي وَفِي عَيْنَيْكَ تَرْجَمَةٌ أرَاهَا ... تُدِلُّ عَلَى الضَّغَائِنِ وَالحُقُودِ وَأخْلاقٌ عَهِدْتُ اللِّيْنَ فِيْهَا ... غَدَتْ وَكَأنَّهَا زُبَرُ الحَدِيْدُ وَمَا لِي قُوَّةٌ تَنْهَاكَ عَنِّي ... وَلَا آوَى إِلَى رُكْنٍ شَدِيْدِ سِوَى شُعَلٍ يَخَافُ الحُرُّ مِنْهَا ... لَهِيْبًا غَيْرُ مَرْجُوِّ الخُمُودِ وَقَدْ عَاهَدْتَنِي بِخِلافِ هَذَا ... وَقَالَ اللَّهُ أُوفُوا بِالعُهُودِ أتُوبُ إلَيْكَ مِنْ ثِقَةٍ بِخلٍّ ... طَرِيْفٍ فِي المَوَدَّةِ أو تَلِيْدِ وَأشْكُرُ نِعْمَةً لَكَ بِاصطِنَاعِي ... عَلَى أَنَّ الوَفَاءَ اليَومَ مُودِي رَأيْتُ الحَزْمَ فِي صَدْرٍ سَرِيْعٍ ... إِذَا اسْتَوخَمْتَ عَاقِبَةَ الوُرُودِ وَكُنْتُ إِذَا الصَّدِيْقَ رَأَى وِصَالِي ... مُتَاجَرَةً رَجِعْتُ إِلَى الصُّدُودِ الفَرَزْدَقُ: [من الوافر] 11299 - فَمَا رَدَّ السَّلامَ شِيُوخُ قَومٍ ... مَرَرْتُ بِهِمْ عَلَى سِكَكِ البَرِيْدِ ¬
يُقَالُ إنَّهُ مَرَّ الفَرَزْدَقُ وَهُوَ سَكْرَانٌ عَلَى كِلابٍ مُجْتَمِعَةٍ فَظَنَّهُم جَمَاعَةً مِنَ النَّاسِ فَسَلَّمَ عَلِيْهُم فَلَمَّا لَمْ يَسْمَع الجوَابَ، أنْشَأَ يَقُولُ: فَمَا رَدَّ السَّلامُ شُيُوخُ قَومٍ ... مَرَرْتُ بِهِمْ عَلَى سِكَكِ البَرِيْدِ وَلَا سِيَمَا الذي كَانَتْ عَلَيْهِ ... قَطِيْفَةُ أرْجُوانٍ فِي القُعُودِ يُرْوَى لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ: [من الطويل] 11300 - فَمَا رَضِيَ الدُّنْيَا ثَوَابًا لمُؤمِنٍ ... وَلَا مَنَعَ الدُّنْيَا عِقَابًا لِكَافِرِ ابن الرُّومِيُّ يَهْجُو: [من مجزوء الوافر] 11301 - فَمَا رَفَدُوا وَمَا وَعَدُوا ... وَلَا اعْتَلُّوا وَلَا اعْتَذَرُوا [من الطويل] 11302 - فَمَا رَفَعَ النَّفْسَ الوَضِيْعَةَ كَالغِنَى ... وَلَا وَضَعَ النَّفْسَ الرَّفِيْعَةَ كَالفَقْرِ حَاتِمُ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 11303 - فَمَا زَادَنَا بَأوًا عَلَى ذِي قَرَابَةٍ ... غَنَانَا وَلَا أزْرَى بِأحْسَابِنَا الفَقْرُ المُقنعُ الكِنْدِيُّ: [من الطويل] 11304 - فَمَا زَادَنِي الإقْلالُ مِنْهُم تَقَرُّبًا ... وَلَا زَادَنِي فَضلُ الغِنَى مِنْهُمُ بُعْدَا أَبُو الهِنْدِيِّ: [من الطويل] 11305 - فَمَا زَالَ بِي إِكْرَامُهُمْ وَافْتِقَادُهُمْ ... وَألطَافُهُم حَتَّى حَسِبْتُهُمُ أهْلِي قَبْلَهُ: نَزَلتُ عَلَى آلِ المُهَلَّبِ شَاتِيًا ... بِعِيْدًا عَنِ الأوْطَانِ فِي بَلَدٍ مَحْلِ ¬
فَمَا زَالَ بِي إكْرَامُهُم وَافتِقَادُهُم. البَيْتُ ومن باب (فما) قول (¬1): فما سلّى خليِلك مِثْلُ نأيٍ ... ولا أبلى جديدُك كابتدالِ عَامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ: [من الطويل] 11306 - فَمَا سَوَّدَتْنِي عَامِرٌ عَنْ وِرَاثَةٍ ... أبَى اللَّهُ أنْ أُسْمُوا بِأُمٍّ وَلَا أَبِ قَبْلَهُ: إنِّي وَإِنْ كُنْتُ بنَ سَيِّدِ عَامِرٍ ... وَفَارِسَهَا المَشْهُورَ فِي كُلِّ مَوْكِبِ فَمَا سَوَّدَتْنِي عَامِرٌ عَنْ وِرَاثَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَكِنَّنِي أحْمِي حِمَاهَا وَأتَّقِي ... أذَاهَا وَأرْمِي مَنْ رَمَاهَا بِمَنْكِبِ يَقَعُ قَوْلُهُ هَذَا فِي كُلِّ اخْتِيَارٍ وَتَمَثَّلَ الحَسَنُ لَفْظِهِ وَجَودَةِ مَعْنَاهُ وَكَرَمِ سَجِيَّتِهِ. الرِّضَى المَوْسَوِيُّ: [من الوافر] 11307 - فَمَا سَهْمِي السَّدِيْدُ مِنَ النَّوَابِي ... وَلَا بَاعِي الطَوِيْلُ مِنَ الضِّعَافِ سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من البسيط] 11308 - فَمَا صَفَا لامْرِئٍ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ ... إِلَّا سَيَتْبَعُ يَوْمًا صَفْوَهُ الكَدَرُ كَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ الهُذْلِيُّ رَحَمَهُ اللَّهُ إِلَى عُمَرَ بن عَبْد العَزِيْزِ رَحَمُه اللَّهُ: باسمِ الذي أُنْزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّورُ ... وَالحَمْدُ للَّهِ أَمَّا بَعْدُ يَا عُمَرُ إن كُنْتَ تَعْلَمُ مَا تَأتِي وَمَا تَذرُ ... فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ قَدْ يَنْفَعُ الحَذَرُ ¬
وَاصْبرْ عَلَى القَدَرِ المَحْتُومِ وَارْضَ بِهِ ... وَإِنْ أتاكَ بِمَا لا تَشْتَهِي القَدَرُ فَمَا صفَا لامْرِئٍ عَيْشٌ تُسَرُّ بِهِ. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (فَمَا) قَوْلُ آخَرٌ يَمْدَحُ (¬1): فَمَا صَلِحَتْ إِلَّا لِجُودٍ أكُفَّهُمُ ... وَأقْدَامَهُمُ إِلَّا لأعْوَادِ مِنْبَرِ الفَرَزْدَقُ فِي أبِيْهِ غَالِبٍ: [من الطويل] 11309 - فَمَا ضَرَّ إهْلاكُ الكَرِيْمِ غَالِبًا ... مِنَ المَالِ إِذْ وَارَى شمَائِلَهُ القَبْرُ [من الطويل] 11310 - فَمَا طَابَ نَشْرَ الرَّوْضِ إِلَّا لأَنَّهُ ... شَكُورٌ لِمَا أسْدَتْ إلَيْهِ يَدُ القَطْرِ المَجْنُونُ: [من الطويل] 11311 - فَمَا طَلَعَ النَّجْمُ الذي يُهْتَدَى بِهِ ... وَلَا الصُّبْحُ إِلَّا هَيَّجَا ذِكْرَهَا لِيَا الرِّضي المَوْسَوِيُّ: [من البسيط] 11312 - فَمَا طِلابُكَ إنْسَانًا تُصَاحِبُهُ ... كُلُّ الأنَامِ كَمَا لا تشْتَهِي هَمَلُ 11313 - فَمَا ظَنُّكَ بِالحَلْـ ... ـفَاءِ أدْنَيْتَ لَهَا النَّارَا مُحَمَّد بن هَانِئٍ: [من الطويل] 11314 - فَمَا عَاجِلٌ تَرْجُوهُ إِلَّا كَآجِلٍ ... وَلَا آجِلٌ تَخْشَاهُ إِلَّا كعَاجِلِ ¬
ضَابِئُ البُرْجُمِيُّ: [من الطويل] 11315 - فَمَا عَاجِلاتُ الطَّيرِ يُدْنَيْنَ للفَتَى ... نَجَاحًا وَلَا مِنْ ريْثِهِنَّ يَخِيْبُ أَبُو فِراسٍ: [من الطويل] 11316 - فَمَا عَرَّفَتْنِي غَيْرَ مَا أَنَا عَارِفٌ ... وَلَا عَلَّمَتْنِي غَيْرَ مَا أَنَا عَالِمِ العَبَّاسُ بن مِرْدَاسٍ: [من الوافر] 11317 - فَمَا عِظَمُ الرِّجَالِ لَهُمْ بِفَخْرٍ ... وَلَكِنْ فَخْرُهُم كَرَمٌ وَخيْرُ [من الطويل] 11318 - فَمَا عَيْشُ مَنْ قَدْ عَاشَ بَعْدِي بِضَائِرِي ... وَلَا مَوْتُ مَنْ قَدْ مَاتَ قَبْلِي بِمُخْلِدِي كُثَيِّرُ عزَّةَ: [من الطويل] 11319 - فَمَا فَرَحُ الدُّنْيَا بِبَاقٍ لأهْلِهِ ... وَلَا شِدَّةُ الدُّنْيَا بِضَرْبةِ لازِبِ وَمِنْ بَابِ (فَمَا) قَوْلُ آخَرُ: فَمَا فِيَّ مِنْ شَيْءٍ لِشَيْءٍ مُوَافِقٍ ... وَلَا مِنْكَ لِي شَيْءٌ بِشَيْءٍ مَخَالِفُ [من الوافر] 11320 - فَمَا قَابَلْتُ عَتْبَكَ بِاعْتِذَارٍ ... وَلَكِنْ قُلْتُ فِيْهِ كَمَا تَقُولُ بَعْدَهُ: سَأجْمَعُ بَيْنَ عَفْوِكَ وَاعْتِرَافِي ... وَيَحْكِمُ بَيْنَنَا الخُلُقُ الجمِيْلُ ¬
[من الطويل] 11321 - فَمَا قَدَّمَ الإقْدَامُ مَوْتًا مُؤَخَّرًا ... وَلَا أخَّرَ الإحْجَامُ مَا قَدَّمَ القَدَرْ هَذَا غَيْرُ البَيْتُ المُتَقَدِّم بِبَاب: فَمَا أخَّرَ الإحْجَامُ يَوْمًا مُعَجَّلا. وَلَكِنَّهُ مِنْ بَابِ السَلْخِ وَالاهْتِدَامِ. قَبْلَهُ: فَاقْدِمْ عَلَى الأمْرِ الذي إِنْ تُلاقِهِ ... يُرِحْكَ بِمَوتٍ أو يُدَنِّيْكَ مِنْ ظَفَرْ فَمَا قَدَّمَ الإقْدَامُ مَوْتًا مُؤَخَّرًا. البَيْتُ الحُطَيْئَةُ: [من الطويل] 11322 - فَمَا كَانَ بَيْنِي لو لَقِيْتُكَ سَالِمًا ... وَبَيْنَ الغِنَى إِلَّا لَيَالٍ قَلائِلِ عُمْرُو بن مَخلاة الكَلْبِيُّ: [من الطويل] 11323 - فَمَا كَانَ فِي قَيْسٍ مِنْ ابنِ حَفِيْظَةٍ ... يُعَدُّ وَلَكِنْ كلَّهُم نَهْبُ أشْقَرَا أبْيَاتُ عُمرو بنُ مُخَلَّاةَ الكَلْبِيُّ يَقُولُ مِنْهَا: ضَرَبْنَا لَكُمْ عَنْ مِنْبَرِ المُلْكِ أهلَهُ ... يَجِيْرُونَ إِذْ لا يَسْتَطِيْعُونَ منْبَرَا وَأيَّام صِدْقٍ كُلُّهَا قَدْ عَلِمْتُمُ ... نَصرنَا وَيَومَ المَرْجِ نَصرًا مُؤزَّرَا فَلا تَكْفُرُا حُسْنَى مَضَتْ مِنْ بلائِنَا ... وَلَا تَمْنَحُونَا بَعْدَ لِيْنٍ تَجَبُّرَا فَكَم مِن أمِيْرٍ قَبْلَ مَرْوَانَ وَابْنِهِ ... كَشَفْنَا غَطَاءَ الغَمِّ عَنْهُ فَأبْصَرَا وَمُسْتَسْلِمٍ نَفْسٌ عَنْهُ وَقَدْ بدَتْ ... نَوَاجِذُهُ حَتَّى أهَلَّ وَكَبَّرَا إِذَا افْتَخَرَ القَيْسِيُّ فَاذْكُرْ بَلاءَهُ ... بِزرَّاعةِ الضَّحَّاكِ شَرْقِيَّ حوبَرَا فَمَا كَانَ فِي قَيْسٍ مِن ابنِ حَفِيْظَةٍ. البَيْتُ ¬
قَالَ أَبُو عَمْرُوِ: العَرَبُ تَقُولُ للشَّيْءِ إِذَا تَفَرَّقَ وَتَمَزَّقَ نَهْبُ أشْقَرَ. وَهُوَ مَثَلٌ سَائِرٌ لَهُم يُضْرَبُ لِمَا تَمَزَّقَ وَتَفَرَّقَ. كَانَ لهُم حَرْبٌ مَعَ قَيْسٍ بِزرَّاعَةِ الضَّحَّاكِ فانْهَزَمْتْ قَيْسٌ وَجَبُنَتْ فَهُوَ يُعَيِّرُهُم بِذلِكَ. عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيْبِ: [من الطويل] 11324 - فَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكُ وَاحِدٍ ... وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قومٍ تَهَدَّمَا سَلَخَهُ أَبُو هِلالٍ العَسْكَرِيُّ فَقَالَ (¬1): [من الطويل] وَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكُ وَاحِدٍ ... وَلَكِنَّهُ بِنْيَانُ قَوْمٍ تَصدَّعَا وَيَسُوغُ لأبِي هِلالٍ اعْتِمَادُ مِثْلِ ذَلِكَ حَيْثُ قَدْ سَبَقَهُ شُعَرَاءُ العَرَبِ لِمِثْلِهِ وَفِيْهِ بِعْضُ القَولِ للمُحْدَثِيْن وَالمُتَأخَّرِيْن فَإنَّهُم لا يَسْتَحْسِنُونَهُ. فَقَولُ عَبْدَةُ بن الطبيب (¬2): عَلَيْكَ سَلامُ اللَّهِ قَيْسَ بن عَامِرٍ ... وَرَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أنْ يَتَرَحَّمَا تَحِيَّةَ مَنْ أوْلَيْتَهُ مِنْكَ نِعْمَةً ... إِذَا زَارَ عَنْ شَحْطٍ بِلادَكَ سَلَّمَا فَمَا كَانَ مِن قَيسٍ. البَيْتُ. وَقَوْلُ أَبِي هِلالٍ (¬3): [من الطويل] عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أنْفِ المَكَارِمِ وَالعُلا ... غَدَتْ دَارهُ قَفْرًا وَمَغْنَاهُ بَلْقَعَا وَلَا تَحْسِبَنّ أنِّي أُوَارِيْهِ وَحْدَهُ ... وَلَكِنَّنِي وَارَيْتُهُ وَالنَّدَى مَعَا فَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلكُ وَاحِدٍ. البَيْتُ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 11325 - فَمَا كُلُّ طَلَّابٍ مِنَ النَّاسِ بِالِغٌ ... وَلَا كُلُّ سَيَّارٍ إِلَى المَجْدِ وَاصِلُ ¬
[من الطويل] 11326 - فَمَا كُلُّ كَلبْ نَابِحٍ يِسْتَفِزُّني ... وَلَا كُلَّمَا طَنَّ الذُّبَابُ أُرَاعُ أَبُو دَهْمَانَ القيْنِيُّ: [من الطويل] 11327 - فَمَا كُلُّ مَا يَخْشَى الفَتَى بِمُصِيْبِهِ ... وَلَا كُلُّ مَا يَرْجُو الفَتَى هُوَ نَائِلُ [من الطويل] 11328 - فَمَا كُلُّ مَشغُوفٍ بشِيْءٍ يَنَالَهُ ... وَلَا كُلُّ مَغْبُوطٍ بشَيْءٍ يُمَتَّعُ ابْنُ الرُّومِيُّ: [من الطويل] 11329 - فَمَا كُلُّ منْ حَطَّ الرِّحَالَ بِمُخْفِقٍ ... وَلَا كُلُّ مَن شَدَّ الرِّحَالَ بِكَاسِبِ عَلَيّ بن مُسْهَرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 11330 - فَمَا كُلُّ نَجْمٍ طَالِعٍ يُهْتَدَى بِهِ ... وَلَا كُلُّ مَصْقُولِ الشَّبَا بمُهَنَّدِ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 11331 - فَمَا كُلُّ نِيْرَانِ الجوَى تُحْرِقُ الحَشَا ... وَلَا كُلُّ أدْوَاءِ الصَّبَابَةِ تَقْتُلُ ابْنُ الطَّثْرِيَّةِ: [من الطويل] 11332 - فَمَا كُلُّ يَومٍ لِي بِأرْضِكِ حَاجَةٌ ... وَلَا كُلُّ وَقْتٍ لِي إلَيْكِ رَسُولُ أَبُو نَوَّاسٍ: [من الطويل] 11333 - فَمَا كُنْتُ إِلَّا مِثْلَ بَائِعَةِ استِهَا ... تَجُودُ عَلَى المَرْضَى بِهِ طَلَبَ الأجْرِ ¬
[من الطويل] 11334 - فَمَا لحليمٍ واعِظٌ مِثْلُ نَفْسِهِ ... وَلَا لِسَفِيْهِ وَاعِظٌ كحَلِيْمِ بَعْدَهُ: وَمَا سَاسَ أمَرَ النَّاس مِثْلُ مُجَرِّبٍ ... حَكِيْمٍ ولا صَافَيْتَ مِثْلَ كَرِيْمٍ الرِّضِيّ فِي الأمَلِ: [من الطويل] 11335 - فَمَا لَذَّ طَعْم السَّيْرِ إِلَّا بِمُنْيَةٍ ... وَإنَّ الأمَانِي نِعْمَ زَادُ المُسَافِرِ الصَّابِئُ: [من الطويل] 11336 - فَمَا لرُكُوبِ الحَزْمِ حَظٌّ لِمُخْفِقٍ ... سِوَى أَنَّهُ يَنْجُو مِنَ اللَّومِ رَاكبُهُ [من البسيط] 11337 - فَمَا لِطَرْفِ رَجَائِي عَنْكَ مُنْصَرِفٌ ... وَهَلْ يُفَارِقُ جرمُ المُشْتَرِي النُّورُ [من الوافر] 11338 - فَمَا لَكَ إِنْ أقَمْتَ عَلَيَّ رِزْقٌ ... وَلَا لَكَ إن ظَعْنْتَ عَلَيَّ زَادُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الوافر] 11339 - فمَا لَكَ بِالغَرِيْبِ يَدٌ وَلَكِنْ ... تَعَاطِيْكَ الغَرِيْبَ مِنَ الغَرِيْبِ قَبْلَهُ يَهْجُو رَجُلًا تَعَاطَى الأدَبِ وَلَيْسَ مِنْ أهْلِهِ: سَمِعْتُ بِكُلِّ دَاهِيَةٍ نآدٍ ... وَلَمْ أسْمَعْ بِسَرَّاجٍ أدِيْبِ فَمَا لَكَ بِالغَرِيْبِ يَدٌ وَلَكِنْ. البَيْتُ ¬
وَقَالَ ابْنُ الرُّومِيّ فِي مَثَلِ قَوْل أَبِي تَمَّامٍ (¬1): تَعَاطِيْكَ الغَرِيْبَ مِنَ الغَرِيْبِ. البَيْتُ لو تَلَفَّفْتَ فِي كِسَاءِ الكِسَائِيُّ ... ثُمَّ أُلْبِسْتَ فَرْوَةَ الفَرَّاءِ وَتَحَلَّلْتَ بِالجلِيْلِ وَأضْحَى ... سِيْبَوِيْهٍ لَدَيْكَ رَهْنَ سِبَاءِ وَتَكَوَّنْتَ مِنْ سَوَادِ أَبِي الأسودِ ... شَخْصًا يُكَنَّى أبَا السَوْدَاءِ لأبَى اللَّهُ أنْ يَعُدَّكَ أهْلُ العِلْم ... إِلَّا مِنْ جُمْلَةِ الأغْبِيَاءِ [من الوافر] 11340 - فَمَا لَكَ قَدْ أقَمْتَ بِدَارِ ذُلٍّ ... وَدَارُ العِزِّ وَاسِعَةُ الفَضَاءِ قَدْ وَرَدَ مَعَ إخْوَانِهِ بِبَاب: إِذَا عَقَدَ القَضاءُ عَلَيْكَ أمْرًا. [من الوافر] 11341 - فَمَا لَكَ وَالتَّلفُّتُ نَحْوَ نَجْدٍ ... وَقَدْ غَصَّتْ تِهَامَةُ بِالرِّجَالِ المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 11342 - فَمَا للفَتَى إِلَّا انْفِرَادٌ وَوَحْدَةٌ ... إِذَا هُوَ لَمْ يُرْزَق بُلُوغَ المَآرِبِ القُطَامِيُّ: [من الطويل] 11343 - فَمَا لِمَتَابَاتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ ... إِذَا اسْتُلَّ مِنْ تَحْتِ العُرُوشِ الدَّعَائِمُ يَعْنِي مَثَابَاتِ المُسْتَقَى. الرِّضي المَوْسَوِيُّ: [من البسيط] 11344 - فَمَا لنا فِيْهِمِ إِنْ أقْبَلُوا طَمَعٌ ... وَلَا عَلَيْهِمُ إِذَا مَا أدْبَرُوا جَزَعُ ¬
البُسْتِيُّ: [من البسيط] 11345 - فَمَا لَنَا قَدْ تَنَاكَرنَا بِلا سَبَبٍ ... وَمَا لنا الآنَ قَدْ زغْنَا عَنِ السَّنَنِ [من الطويل] 11346 - فَمَا لِنَعِيْمٍ لَسْتَ فِيْهِ بَشَاشَةٌ ... وَلَا فِي سُرُورٍ لَسْتَ فِيْهِ سُرُورُ قَبْلَهُ: وَدَدْتُ مِنَ الشَّوقِ المُبَرِّحِ أنَّنِي ... أُعَارُ جِنَاحَي طَائِرٍ فَأطِيْرُ فَمَا لِنَعِيْمٍ لَسْتَ فِيْهِ بَشَاشَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإنَّ امْرَءًا فِي بَلْدَةٍ نصفُ قَلْبه ... وَنصفٌ بِأُخْرَى غَيْرِهَا لَصَبُورُ وَجِيْهَةُ بِنْتُ أوسٍ الضَّبيَّةُ: [من الطويل] 11347 - فَمَا لِي إِنْ أحْبَبْتُ أرْضَ عَشِيْرَتِي ... وَأحْبَبْتُ طَرْفَاءَ القُصَيْبةِ مِن ذَنْبِ إبْرَاهِيْمُ بن المهْدِيّ يرثِي وَلَدَهُ: [من الطويل] 11348 - فَمَا لِي إِلَّا المَوتَ بَعْدَكَ رَاحَةٌ ... وَلَيْسَ لنا فِي العَيْشِ بَعْدَكَ طَيِّبُ الرِّضي المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 11349 - فَمَا لِي طُولَ الدَّهْرِ أُمْسِي كَأنَّنِي ... لفَضْلِي فِي هَذَا الأنَامِ غَرِيْبُ [من الطويل] 11350 - فَمَا مَاتَ مَن تَبْقَى لَهُ بَعْدَ مَوتهِ ... وَلَا غَابَ مَنْ أمْسَى لَهُ مِنْكَ شَاهِدُ ¬
[من الطويل] 11351 - فَمَا مَسَّ جَنْبِي الأرْضَ إِلَّا ذَكرْتُهَا ... وَإلَّا وَجَدْتُ رِيْحَهَا فِي ثِيَابِيَا [من الطويل] 11352 - فَمَا مَلَّنِي الإنْسَانُ إِلَّا مَلِلْتُهُ ... وَلَا فَاتَنِي شَيْءٌ فَظَلْتُ لَهُ أبْكِي الأعْشَى: [من الطويل] 11353 - فَمَا مَيْتَةٌ إِنْ مُتُّهَا غَيْرَ عَاجِزٍ ... بِعَارٍ إِذَا مَا غَالَتِ النَّفْسَ غُولُهَا التَّنُوخِيُّ: [من الطويل] 11354 - فَمَا نُشِرَتْ أعْرَاضُهُم عَنْ مَعَايِبٍ ... وَلَا طُوِيَتْ مِنهُم قُلُوبٌ عَلَى حِقْدِ بَعْدَهُ: وَأنَّى يكونُ الحِقْدُ وَالنَّاسُ دُونَهُم ... وَلَا حِقْدَ إِلَّا أنْ يَكُونَ عَلَى النِّدِّ يُضْرَبُ فِيْمَنْ يَجِلُّ عَنِ الحِقْدِ وَالحَسَدِ وَالضِّعْنِ لِعُلُوِّ مَكَانَتِهِ. وَمِنْ بَابِ (فَمَا) قَوْلُ البُولانِيّ (¬1): فَمَا نُطْفَةٌ مِنْ مَاء مَزْنٍ تَقَاذَفَتْ ... بِهِ حَسَنُ الجُودِيّ وَاللَّيْلُ دَامِسُ فَلَمَّا أقَرَّتْهُ اللّصَابَ تَنَفَّسَتْ ... شِمَالٌ لا عَلَى مَتنِهِ فَهُوَ قَارِسُ بِأطْيَبَ مَنْ فِيْهَا وَمَا ذُقْتُ طُعْمَهُ ... وَلَكِنَّنِي فِيْمَا تَرَى العَيْنُ فَارِسُ [من الوافر] 11355 - فَمَا نُوَبُ الحَوَادِثِ بَاقِيَاتٍ ... وَلَا البُؤْسَى تَدُومُ وَلَا النَّعِيْمُ ¬
بَعْدَهُ: كَمَا يَمْضِي سُرُورُكَ وَهُوَ جَمٌّ ... كَذَلِكَ مَا يَسُوؤُكَ لا يَدُومُ إنْشَادُ ثَعْلَبٍ. عَمْرُو بن برَّاقَةَ الهَمَدَانِيُّ: [من البسيط] 11356 - فَمَا هَدَاكَ إِلَى أرْضٍ كَعَالَمِهَا ... وَلَا أعَانَكَ فِي عَزْمٍ كَعَزَّامِ ابْنُ شَمْسِ الخِلافَةِ: [من الطويل] 11357 - فَمَا هِيَ إِلَّا شِدَّةٌ وَانْقِضَاؤُهَا ... وَمَا هِيَ إِلَّا عُقْدَةٌ وَانْحِلالُهَا وَقَدْ كَرَّرَهُ فَقَالَ: [من الطويل] فَمَا هِيَ إِلَّا شِدَّةٌ ثُمَّ تَنْقَضِي ... وَمَا هِيَ إِلَّا غَمْرَةٌ ثُمَّ تَنْجَلِي جَمِيلٌ: [من الطويل] 11358 - فَمَا لَامَ فِيْهَا لائِمٌ قَدْ عَلِمْتُهُ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا زَادَ فِي حُبِّهَا عِنْدِي ابْنُ المُنَادِيَ: [من الوافر] 11359 - فَمَا يَخْشَى الوَعِيْدَ لَهُ عَدُوٌّ ... كَمَا بِالوَعْدِ لا يَثِقُ الصَّدِيْقُ هُوَ يُوسُفُ بن حَمُّويَهَ المَعْرُوفُ بابنِ المُنَادِي القَزْوِيْنِيُّ. المُتَنَبِّيّ: [من البسيط] 11360 - فَمَا يُدِيْمُ سُرُورًا مَا سُرِرْتَ بِهِ ... وَلَا يَرُدُّ عَلَيْكَ الفَائِتَ الحَزَنُ زُهَيْرُ بن أَبِي سَلْمَى: [من الطويل] ¬
11361 - فَمَا يَكُ مِنْ خَيْرٍ أتُوهُ فَإِنَّمَا ... تَوَارَثَهُ آباءُ آبَائِهِم قَبْلُ بَعْدَهُ: عَلَى مُكْثِرِيْهِمْ حَقّ مَنْ يَعْتَرِيْهِم ... وَعِنْدَ المُقِلِّيْنَ السَّمَاحَةُ وَالبَذْلُ وَهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيَّ إِلَّا وَشِيْجُهُ ... وَيَنْبتُ إِلَّا فِي مَعَادِنِهِ النَّخْلُ الرِّضى المَوْسَوِيُّ: [من المتقارب] 11362 - فَمَا يَنْفَعُ المَرْءَ بَعْدَ ... المَنُونِ قَوْلُ النَّوَادِبِ لا تَبْعِدِ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 11363 - فَمَا يَنْفَعُ الأسَدَ الحَيَاءُ مِنَ الطَّوَى ... وَلَا تُتَّقَى حَتَّى تَكُونَ ضَوَارِيَا أوْسُ بنُ حَجَرٍ: [من الطويل] 11364 - فَمَا يَنْهَضُ البَازِيّ بِغَيْرِ جَنَاحِهِ ... وَلَا تَحْمِلُ المَاشِيْنَ إِلَّا الحَوَامِلُ قَبْلَهُ يُخَاطِبُ يَزِيْدَ بنُ عَبْدُ اللَّهِ: فَقَومَكَ لا تَجْهَلْ عَلَيْهِم وَلَا تَكُنْ ... بِهِم هَرِشًا تَغْتَالُهُمْ وَتُقَاتِلُ فَمَا يَنْهَضُ البَازِيّ بِغَيْرِ جَنَاحِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا سَابِقٌ إِلَّا بساقٍ سَلِيْمَةٍ ... وَلَا بَاطِشٌ مَا لَمْ تُعِنْهُ الأنَامِلُ إِذَا أنْتَ نَاوَأتَ القُرُونَ فَلَمْ تَنُؤْ ... بِقَرْنَيْنِ عَزَّتكَ القُرُونُ الكَوَامِلُ إِذَا مَا اسْتَوَى قَرْنَاكَ لَمْ يَهْتَضمْهُمَا ... عَزِيْزٌ وَلَمْ يَأكُلْ ضَعِيْفكَ آكِلُ وَلَا يَسْتَوِي قَرْنُ النِّطَاحِ الَّذِي بِهِ ... تَنُوْءُ وَقَرْنٌ كُلَّمَا نُؤتَ مَائِلُ إِذَا أنْتَ لَمْ تُعْرِض عَنِ الجهْلِ وَالخَنَا ... أصبْتَ حَلِيْمًا أو أصَابَكَ جَاهِلُ ¬
قَيْسُ بنُ ذَرِيْحٍ: [من الطويل] 11365 - فَمُتْ كَمَدًا أو عِشْ سَقِيْمًا فَإنَّمَا ... تُكَلِّفُنِي مَا لا أرَاكَ تُطِيْقُ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من مجزوء الرمل] 11366 - فَمَتَى اليَومُ الَّذِي ... أبْلُعُ فِيْهِ مَا أُرِيْدُ ابْنُ الرُّوميِّ يَمْدَحُ: [من الكامل] 11367 - فَمَتَى يُرُونَ مِنَ الشِّحَاحِ عَلَى اللُّهَى ... وَهُمُ عَلَى الأرْوَاحِ غَيْرُ شِحَاحِ بَعْدَهُ: مِنْ بَأسِهِمْ يَقَعُ الرَّدَى وَبِحِلْمِهِمْ ... تَتَمَاسَكُ الأرْوَاحُ فِي الأشْبَاحِ [من الرمل] 11368 - فَمُسِرُّ الخَيْرِ مَوْسُومٌ بِهِ ... وَمُسِرُّ الشَّرِّ مَوْسُومٌ بشِرُّ [من الخفيف] 11369 - فَمُطَاعُ المَقَالِ غَيْرُ سَدِيْدٍ ... وَسَدِيْدُ المَقَالِ غَيْرُ مُطَاعِ وَمِنْ بَابِ (فَمَنْ) قَوْلُ الصَّنَوبَرِيُّ فِي العِتَابِ (¬1): رَمَيْتَ هَوَايَ مِنْ مَرْمًى قَرِيْبٍ ... وَكُنْتُ أخِي فَصِرْتُ أخَا الخُطُوبِ أمَا اسْتَحَيْتَ أنْ تُدْعَى رَقِيْبًا ... وَأَنْتَ تَذُمُّ أخْلاقَ الرَّقِيْبِ فَمِمَّنْ يُطْلَبُ الإنْصَافُ قُلْ لِي ... إِذَا جَارَ الأدِيْبُ عَلَى الأدِيْبِ زِيَادٌ الأعْجَم: [من الطويل] ¬
11370 - فَمَن أَنْتُمُ إنَّا نَسِيْنَا مَنَ أنْتُمُ ... وَرِيْحُكُمُ مِنْ أيِّ رِيْحِ الأعَاصِرِ بَعْدَهُ فِي الاحْتِقَارِ: أأنْتُمْ أُولَى جِئْتُمْ مَعَ البَقْلِ والدَّبَى ... وَهَذَا شَخْصُكُم غَيْرُ طَائِرِ فَلَمْ تُعْرَفُوا إِلَّا بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ... وَلَمْ تُدْرَكُوا إِلَّا بِدَقِّ الحَوَافِرِ [من البسيط] 11371 - فَمَنْ بَنَى مَدَرًا مِنْ خَوْفِ حَادِثَةٍ ... فَإنَّ أسْيَافَنَا تُغْنِي عَنِ المَدَرِ [من المتقارب] 11372 - فَمَنْ جَهَلَتْ نَفْسُهُ قَدْرَهُ ... رَأى غَيْرُهُ فِيْهِ مَا لا يَرَى العَطَوِيّ: [من الوافر] 11373 - فَمَنْ حَكَّمْتَ كَأسَكَ فِيْهِ فَاحْكُمْ ... لَهُ بِإقَالَةٍ عِنْدَ العِثَارِ [من الطويل] 11374 - فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْعَاكَ بِالغَيْبِ أو يَرَى ... لِنَفْسِكَ إكْرَامًا وَأَنْتَ تُهِيْنُهَا الرَّاضِي المُعْتَمِدُ صَاحِبُ المَغْرِبِ: [من المتقارب] 11375 - فَمَنْ رَامَ مِنْهَا وَفَاءً يَدُومُ ... فَقَدْ رَامَ بِالجَهْلِ عَيْنَ المَحَالِ عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن طاهِرٍ: [من الطويل] 11376 - فَمَنْ سَرَّهُ أنْ لا يَرَى مَا يَسُوؤُهُ ... فلا يَتَّخِذْ شَيْئًا يَخَافُ لَهُ فَقْدَا ¬
قَبْلَهُ: ألَمْ تَرَ أَنَّ الدَّهْرَ يُهرِمُ مَا بَنَى ... وَيَسْلُبُ مَا أعْطَى وَيُفْسِدُ مَا أسْدَى فَمَنْ سَرَّهُ أنْ لا يَرَى مَا يَسُوؤُهُ. البَيْتُ. وَيُرْوَيَانِ لابْنِ الرُّومِيِّ. قَالَ عِيْسَى بن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنَا الَّذِي كَبَبْتُ الدُّنْيَا عَلَى وَجْهِهَا، وَجَلَسْتُ عَلَى ظَهْرِهَا. لَيْسَ لِي بَيْتٌ يَخْرَبُ، وَلَا مَالٌ يَذْهَبُ، وَلَا وَلَدٌ يَمُوتُ، وَلَا امْرَأةٌ تَحْزَنُ. سِرَاجِي القَمَرُ، وَفِرَاشِي المَدَرُ، وَوِسَادِي الحَجَرُ. وَأَنَا غَنِيٌّ عَنِ البَشَرِ. صَالحُ بن حَسَّانَ اللَّخْمِيُّ: [من الطويل] 11377 - فَمَنْ شَاءَ تَقْوِيْمِي فَإنِّي مُقَوَّمٌ ... وَمَنْ شَاءَ تَعْوِيْجِي فَإنِّي مُعَوَّجُ قَبْلَهُ: وَلِي فَرَسٌ لِلْخَيْرِ بِالخَيْرِ مُلْجَمٌ ... وَلِي فَرَسٌ لِلشَّرِّ بِالشَّرِّ مُسْرَجُ فَمَنْ شَاءَ تَقْوِيْمِي فَإنِّي مُقَوَّمٌ. البَيْتُ الصَّاحِبُ بن عَبَّادٍ: [من الطويل] 11378 - فَمَنْ شَاءَ فَلْيَعْذِرْ وَمَن شَاءَ فَلْيَلُمْ ... فَلَلصِّدْقُ أوْلَى مِن وِفَاقِ البَهَائِمِ كَانَ الصَّاحِبُ بن عَبَّادٍ يَرَى عَلَى المُتَنَبِّيِّ وَيَقَعُ فِيْهِ وَيَتَتَبَّعُ سَقَطَاتِهِ فِي شِعْرِهِ وَيُظْهِرُ مَعَايِبَهُ، وَذَلِكَ لأَنَّهُ دَعَاهُ إِلَى الحُضورِ عِنْدَهُ وَهُوَ مُجْتَازٌ بهِ قَاصِدًا لِعَضدِ الدَّوْلَةِ فَأبَى المُتَنَبِّيّ ذَلِكَ وَبَالَغَ مَعَهُ الصَّاحِبُ بنُ عَبَّادٍ حَتَّى قَالَ لَهُ: أُشَاطِرُكَ عَلَى كُلُّ مَا أمْلِكُ، فَلَمْ يَقْبَل فَبَقِيَ فِي قَلْبِ الصَّاحِبِ مِنْهُ شَيْءٌ ثُمَّ نَصَبَ لَهُ المَآخِذَ حَتَّى عَمِلَ فِيْهِ رِسَالَةً يَأخُذُ فِيْهَا عَلَى المُتَنَبِّيّ فِي كَثيْرٍ مِنْ سَوَاقِطِ شِعْرِهِ وَقَالَ الصَّاحِبُ: فَمَنْ شَاءَ فَلْيَعْذِرْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَلُمْ. البَيْتُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] ¬
11379 - فَمَنْ شَاءَ فَليَفْخَرْ بِمَا شَاءَ مِنْ نَدًى ... فَلَيْسَ لِحَيٍّ غَيْرِنَا ذَلِكَ الفَخْرُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 11380 - فَمَنْ شَاءَ فَلْيَنْظُرْ إلَيَّ فَمَنْظَرِي ... نَذِيْرٌ إِلَى مَنْ ظَنَّ أَنَّ الهَوَى سَهْلُ الخُبْزُرِزِّيُّ: [من المتقارب] 11381 - فَمَنْ شُغْلِ قَلْبِي بِمَا نُلْتُهُ ... ذهلتُ بِهِ عَنْ جَمِيْعِ الأُمُورِ يَحْيَى بن زِيَادٍ الحَارِثِيِّ: [من الطويل] 11382 - فَمَنْ شَكَرَ المَعْرُوفَ يَوْمًا فَقَدْ أَتَى ... أخَا العُرْفِ مِنْ حُسْنِ المُكَافَاةِ مِنْ عَلُ المُتَلِمِّسُ: [من الطويل] 11383 - فَمَن طَلَبِ الأوْتَارِ مَا حَزَّ أنفَهُ ... قَصِيْرٌ وَخَاض المَوتَ بِالسَّيْفِ بَيْهَسُ [من الطويل] 11384 - فَمَنْ كَانَ ذَا عُذْرٍ إلَيْكَ وَحُجَّةٍ ... فَعُذْرِيَ إقْرَارِي بِأنْ لَيْسَ لِي عُذْرُ قَيْسُ بن ذَرْيحٍ: [من الطويل] 11385 - فَمَنْ كَانَ مَحْزُونًا غَدًا لِفَرَاقِهَا ... فَمِلآنَ فَلْيَبْكِ لِمَا هُوَ وَاقِعُ [من الطويل] 11386 - فَمَنْ كَانَ مَغْرُورًا بِطُولِ حَيَاتِهِ ... فَإنِّي مِن عَيْنِي أتَيْتُ وَمنْ قَلْبِي ¬
11387 - فَمن كَانَ يَؤتَى من عدوٍّ وصاحبٍ ... فأنّى من عَيني أُتيتُ ومَن قَلبي أَبُو هِلالٍ العَسْكَرِيُّ: [من الطويل] 11388 - فَمَنْ لَمْ تُبَلِّغْهُ المَعَالِيَ نَفْسُهُ ... فَغَيْرُ جَدِيْرٍ أنْ يَنَالَ المَعَالِيَا [من الطويل] 11389 - فَمَنْ لَمْ يَكُنْ أهْلًا لِنُعْمَاكَ مِنْهُمُ ... فَأنْتَ لِمَا أسْدَيْتَ مِن نِعَمٍ أهْلُ عَبْدُ اللَّهِ الخَوَافِيُّ: [من الطويل] 11390 - فَمَنْ لَمْ يَنَلْ بِالكُتْبِ سَرْوًا وَرِفْعَةً ... فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا السُّرَى فِي الكَتَائِبِ [من الطويل] 11391 - فَمَنْ لِي بِالعَيْنِ الَّتي كُنْتَ دَائِمًا ... إلَيَّ بها فِي سَالِفِ الدَّهْرِ تَنْظُرُ أَبُو نَصْرُ بن نُبَاتَةَ: [من الطويل] 11392 - فَمَنْ لِي بِعَيْشِ الأغْبِيَاءِ وَحَظِّهِمْ ... فَلا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ مَنْ لَيْسَ يَعْقِلُ الإمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحَمهُ اللَّهُ: [من الطويل] 11393 - فَمَنْ مَنَحَ الجهَالَ عِلْمًا أضَاعَهُ ... وَمَنْ مَنَعَ المُسْتَوْجِنِيْنَ فَقَدْ ظَلَمْ ابْنُ شَمْسِ الخِلافَةِ: [من الطويل] 11394 - فَمَنْ لامَنَا فِي الجودِ فَليَلُمِ العُلا ... وَمَنْ لامَنَا فِي الفَقْرِ فَلْيَلُمِ القَدَرْ الخَطِيْبُ التَّبْرِيْزِيُّ: [من الوافر] 11395 - فَمَنْ يَسْأمْ مِنَ الأسْفَارِ يَومًا ... فَإنِّي قَدْ سَئِمْتُ مِنَ المَقَامِ ¬
بَعْدَهُ: أقَمْنَا بِالعِرَاقِ عَلَى أُنَاسٍ ... لِئَامٍ يَنْتَمُونَ إِلَى لِئَامِ فَمَنْ يَسْأمْ مِنَ الأسْفَارِ يَؤمًا. البَيْتُ هُوَ أبو زُكَرَيَّاءَ يَحْيَى بن عَلِيّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى بَسْطَامَ الشَّيْبَانِيّ المَعْرُوف بِالخَطِيْبِ التَبْرِيْزِيِّ مَوْلِدُهُ سَنَةَ 431 هـ وَوَفَاتهُ بِبَغْدَادَ سَنَةَ 522 هـ. الرَّاعِيّ: [من الوافر] 11396 - فَمَنْ يَفْخَرْ بِمَكْرُمَةٍ فَإنَّا ... سَنَنَّاهَا لأيْدِي الفَاعِلِيْنَا بشرُ بن أَبِي خَازِمٍ: [من الوافر] 11397 - فَمَنْ يَكُ سَائِلًا عَنْ بَيْتِ بِشْرٍ ... فَإنَّ لَهُ بِجَنْبِ الرَّدْهِ بَابَا بَعْدَهُ يَقُولُ فِي المَرْثِيَّةِ: ثَوَى فِي مُلْحَدٍ لا بُدَّ مِنْهُ ... كَفَى بِالمَوتِ نَأيًا وَاغْتِرَابَا رَهِيْنَ بِلًى وَكُلُّ فَتًى سَبَيْلَى ... فَأذْرِى الدَّمْعَ وَانتحِبي انْتِحَابَا [من الوافر] 11398 - فَمَنْ يَكُ سَائِلًا عَنِّي فَإنِّي ... مُقِيْمٌ عِنْدَهُ فِيْمَا أُرِيْدُ مُزَرِّدٌ: [من الطويل] 11399 - فَمَنْ يَكُ مِغْرَالَ اليَدَيْنِ فَإِنَّهُ ... إِذَا كَشَّرَتْ عَنْ نَابِهَا الحَرْبُ خَامِلُ أَبُو هِلالٍ العَسْكَرِيّ: [من الطويل] 11400 - فَمَنْ يَكُ مَمْدُوْحًا بِنَظْمٍ يَصُوغَهُ ... فَإِنَّكَ مَمْدُوح بِكَ النَّظْمُ وَالنَّثْرُ ¬
[من الطويل] 11401 - فَمَنْ يَكُ يَرْجُو مِنْ تَمِيْمٍ هَوَادَةً ... فَلَيْسَ لِجَرْمٍ مِنْ تَمِيْمٍ أوَاصِرُ المُرَقِّشُ الأصْغَرُ: [من الطويل] 11402 - فَمَنْ يَلْقَ خَيْرًا يَحْمَدِ النَّاسُ أمْرُهُ ... وَمَنْ يَغْوَ لا يَعْدَم عَلَى الغَيِّ لائِمَا قَالَ المُفَضَّلُ الكَلْبِيُّ: كَانَ مِنْ حَدِيْثِ المُرَقِّشُ الأصْغَرُ حِيْنَ عَشَقَ فَاطِمَةَ بِنْتَ النُّعْمَانِ: أَنَّ أبَاهَا بَنَى لَهَا قَصْرًا فِي ظَاهِرِ الحِيْرَةِ وَوَكَّلَ بِهِ حَرَسًا يَحْفَظُونَهُ وَكَانُوا يَجُرُّونَ عَلَى رَمْلٍ حَوْلَهُ ثِيَابًا فَلا يَطأهُ إِلَّا وَلِيْدَةٌ يُقَالُ لَهَا بِنْتُ العَجْلانِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ وَكَانَتْ بِنْتُ العَجْلانِ هَذِهِ تَأخُذُ فِي كُلِّ يَومٍ رَجُلًا مِنْ أهْلِ المَاءِ يَبيْتُ عِنْدَهَا، وَكَانَ المُرَقَّشُ رَاعٍ لا يُفَارِقُ إبْلَهُ فَأقَامَ بالمَاءِ وَتَرَكَ إبْلَهُ وَكَانَ مِنْ أجمَلِ النَّاسِ وَجْهًا وَأحْسَنَهُمْ شِعْرًا وَكَانَتْ فَاطِمَةُ ابْنَةُ النُّعْمَانِ تَقْعِدُ فَوْقَ القَصْرِ تَنْظُرُ النَّاسَ فَرَأتْهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَتْ لابْنَةِ العَجْلانِ: لَقَدْ رَأيْتُ بِالمَاء رَجُلًا جَمِيْلًا قَدْ رَاحَ لَمْ أرَهُ قَبْلَ اللَّيْلَةِ وَجَاء المُرَقِّشُ فَبَاتَ عِنْدَ ابْنَةِ العَجْلانِ عَلَى المَاءِ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الغَدِ تَجَرَّدَتْ عِنْدَ مَوْلاتِهَا فَرَأتْ بِفَخْذَيْهَا نُكتًا فَقَالَتْ لَهَا: مَا هَذَا بِفَخْذَيْكِ؟ قَالَتْ رَجُلٌ بَاتَ عِنْدِي البَارِحَةِ فَأثَّرَ فِيَّ هَذِهِ الآثارَ وَأَنَّهُ عَمَلُ الفَتَى الجمِيْلِ الَّذِي أنْكَرْتِ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: فَإِذَا كَانَ غَدٌ فَأتِيْهِ بِمَجْمَرٍ فِيْهِ بَخذُورٌ وَمُرِيْهِ أنْ يَجْلُسَ عَلَيْهِ وَاعْطِيهِ سِوَاكًا وَمُرِيْهِ أنْ يَسْتَاكَ بِهِ فَإنْ اسْتَاكَ بِهِ أو رَدَّهُ فَلا خَيْرٌ فِيْهِ وَإِنْ قَعَدَ عَلَى المَجْمَرِ أو رَدَّهُ فَلا خَيْرَ عِنْدَهُ. فَأتَتْهُ بالمَجْمَرِ وَقَالَت: اجْلُسْ عَلَيْهِ. فَقَالَ: ادْنِيْهِ مِنِّي فَدَخَّنَ لِحْيَتِهِ وَعَرَّضَ جُمَّتُهُ وَأبَى أَنْ يَقْعُدَ عَلَيْهِ وَأخَذَ السِّوَاكَ فَقَطَعَ رَأسَهُ وَاسْتَاكَ بهِ. فَأتَتْ ابنةُ العَجْلانِ فَأخْبَرَتْهَا بِمَا صَنَعَ فَازْدَادَتْ بِهِ إعْجَابًا وَقَالَتْ: آتِيْنِي بِهِ. فَتَعَلَّقَتْ بِهِ كَمَا كَانَتْ تَتَعَلَّقُ حَتَّى انْصرَفَ أصْحَابُهُ فَحَمَلتهُ عَلَى عُنْقِهَا حَتَّى أدْخَلتهُ عَلَيْهَا، وَكَانَ المَلِكُ قَدْ أمَرَ بِشَوفِ مَا حَوْلَ القُبَّةِ الَّتي فَاطِمَةُ فِيْهَا فَإِذَا أصبَحُوا جَاءَتِ القَافَةُ فِيَنْظِرُونَ إثْرَ الشَّوفِ فَأمَرَتْ ابْنَةُ العَجْلانِ أنْ تُغَطِّي مَا حَوْلَ القَصْرِ بِثَوْبٍ فَلَبِثَتْ بِذَلِكَ حِيْنًا يَدْخُلُ إلَيْهَا، وَشَغَفَ حُبُّهُ ¬
قَلْبَهَا وَكَانَ عَمْرُو بن جَنَابٍ يَرَى مَا يَفْعَل فَلَمَّا سَألَهُ أخْبَرَهُ المُرَقِّشُ الخَبَرَ. فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: لا أرْضى عَنْكَ وَلَا أُكَلِّمُكَ أبَدًا أَو تُدْخِلُنِي عَلَيْهَا وَحَلَفَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ فَانْطلَقَ بِهِ المُرَقِّشُ إِلَى المَكَانِ الَّذِي كَانُوا يَتَوَاعَدُونَ إلَيْهِ وَأخْبَرَهُ كَيْفَ تَصْنَعُ بِهِ ابنَةُ العَجْلانِ وَكَانَا مُتَشَابِهَيْنِ غَيْرَ أَنَّ عمرًا كَانَ أشْعَرُ فَتَنَحَّى مُرقّشٌ وَأدْخَلَت ابْنَةُ عَجْلانَ عَمرًا فَلَمَّا أرَادَ مُبَاشَرَتهَا وَجَدَتْ مَسَّ شَعْرِ فَخْذيْهِ فَاسْتَنْكَرَتْهُ فَإِذَا هُوَ يَرْعِدُ فَدَفَعَتْهُ بِقَدَمِهَا فِي صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَتْ لَهُ: قَبَّحَ اللَّهُ سِرًّا عِنْدَ العَبْدِيِّ، وَدَعَتْ بِابْنَةِ العَجْلانِ فَذَهبتْ بِهِ وَانْطلَقَ إلى صَاحِبهِ فَلَمَّا رَآهُ قَدْ أسْرَعَ الكَرَّةَ عَرَفَ أَنَّهُ قَدْ افْتُضحَ فَعَضَّ عَلَى إصْبعِهِ فَقَطَعَهَا ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى أهْلِهِ وَتَرَكَ المَاءَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ حَيَاءً وَنَدَامَةً عَلَى مَا صنَعَ وَقَالَ وَهِيَ اخْتِيَارُ المُفَضَّلِ (¬1): ألا يَا أسلمى لا أُصرِمُ اليَومَ فَاطِمًا ... وَلَا أبَدًا مَا دَامَ وَصلُكِ دَائِمَا رَمَتْكِ ابْنَةُ البَكْرِيّ عَنْ فَرْعِ ضَالَةٍ ... وَهُنَّ بِنَا خُوصٌ يَجُلنَ نَعَائِمَا تَرَاءَت لنَا يَومَ الرَّحِيْلِ بِوَارِدٍ ... وَعَذْبِ الثَّنَايَا لَمْ يَكُنْ مُتَرَاكِمَا سَقَاهُ حَتَّى المَزْنِ فِي مُتَكَلِّلٍ ... مِنَ الشَّمْسِ رَوَّاهُ ضبَابًا سَوَاجِمَا أرَتْكَ بِذَاتِ الضَّالِ مِنْهَا مَعَاصِمًا ... وَخَدًّا أسِيْلًا كَالوَذِيْلَةِ نَاعِمَا صَحَا قَلْبُهُ مِنْهَا عَلَى أَنَّ ذِكْرَةً ... إِذَا خَطَرَتْ دَارَتْ بِهِ الأرْضُ قَائِمَا تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ضَغَائنٍ ... خَرَجْنَ سِرَاعًا وَاقْتَعَدْنَ المَخَارِمَا تَحَمَّلْنَ مِنْ جَوِّ الوَدِيْعَةِ بَعْدَمَا ... تَعَالَى النَّهَارُ وَاخْتَرَعْنَ الصَّرَائِمَا تَحِلِّينَ يَاقُوتًا وَشَدْرًا وَصيْغَةً ... وَجَزْعًا ظَفَارِيًّا وَدُرًّا تَمَائِمَا ألا حَبَّذَا وَجْهًا نُرِيْكَ بَيَاضُهُ ... وَمُنْسَدِلاتٍ كَالمَثَانِي فَوَاحِمَا وَإنِّي لأسْتَحِي فُطَيْمَةَ طَاوِيًا ... خَمِيْصًا واستَحَى فُطَيْمَةُ طَاعِمَا وَإنَي لأسْتَحيِيْكِ وَالخَرْقُ بَيْنَنَا ... مَخَافَةَ أنْ تَلْقَى أخًا لِيَ صارِمَا وَإنِّي وَإِنْ كَلَّتْ قُلُوصِي لَرَاجِمٌ ... بها وَبِنَفْسِي يَا فُطَيْمُ المَرَاجِمَا ألا يَا أسلمي ثُمَّ اعْلَمِي أَنَّ حَاجَتِي ... إلَيْكِ فَرُدِّي مِن نَوَالِك فَاطِمَا ¬
أفَاطِم لو أَنَّ النِّسَاءَ بِبَلْدَةٍ ... وَأَنْتِ بِأُخْرَى لاتَّبَعْتُكِ هَائِمَا مَتَى مَا يَشَاءُ ذُو الوُدِّ يَصْرِم خَلِيْلُهُ ... وَيَغْضب عَلَيْهِ لا مَحَالَةَ ظَالِمَا وَالَى جَنَابٌ حَلْفَةً فَأطَعْتهُ فَنَفْسَكَ ... وَلِّ اللَّومَ إِنْ كُنْتَ لائِمَا فَمَنْ يَلْقَ خَيْرًا يَحْمَدِ النَّاسُ أمْرَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ألَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ يَحْذمُ كَفَّهُ ... وِيَجْشمُ مِن لَومِ الصَدِيْقِ المَجَاشِمَا أمِنْ حُلُمٍ أصْبَحَ تَنْكُثُ وَاجِمًا ... وَقَدْ تَعْترِي الأحْلامُ مَنْ كَانَ نَائِمَا فَقَولُهُ: فَمَنْ يَلْقَ خَيْرًا يَحْمَدِ النَّاسُ أمْرَهُ. البَيْتُ هُوَ أوَّلُ مَن نَطَقَ بِهَذَا المَعْنَى وَأخَذَهُ القُطَامِيُّ فَقَالَ (¬1): وَالنَّاسُ مَنْ يَلْقَ خَيْرًا قَائِلُونَ لَهُ ... مَا يَشْتَهِي ولأمِّ المُخْطِئُ الهَبَلُ وَكِلاهُمَا مُحْسِنَانِ فِيْمَا قَالاهُ. أَبُو فِرَاسٍ: [من الكامل] 11403 - فَمُؤَجَّل يَلْقَى الرَّدَى فِي أهْلِهِ ... وَمُعَجَّلٌ يَلْقَى الرَّدَى فِي نَفْسِهِ أوْسُ بنُ مغرَاءَ: [من الوافر] 11404 - فَمَهْمَا كَانَ مِنْ خَيْرٍ فَإنَّا ... وَرَثْنَاهُ أوَائِلَ أوَّلِيْنَا قَبْلَهُ يَقُولُ: إِذَا مَا بَحْرُ خِدْفَ جَاشَ يَوْمًا ... تَغَطْمَطَ مَوجُهُ المُتَعَرِّضيْنَا فَمَهْمَا كَانَ مِنْ خَيْرٍ فَإنَّا ... وَرِثناهُ أوَائِلَ أوَّلِيْنَا وَنَحْنُ مُوَرِّثُوهُ كَمَا وَرِثْنَا ... عَنِ الآبَاءِ إِنْ مُتْنَا بَنِيْنَا جَابِرُ بنُ زَيْدٍ: [من الطويل] ¬
11405 - فَمَهْلًا بَنِي اللُّؤمِ الحَدِيْثِ فَقَبْلَكُمْ ... تَنَاذَرَنَا أعْدَاؤنَا ثُمَّ أحْجَمُوا البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 11406 - فِنَاءُ اللَّئِيْمِ خِطَّةٌ لا أطوْرُهَا ... وَمَالُ اللَّئِيْمِ رَوْضَةٌ لا أرُوْدُهَا 11407 - فَنَادَيْتُ يَا أسْمَاءُ بِاسْمِكِ فَانْجَلَتْ ... وَأسْفَرَ مِنْهَا كُلُّ أسْوَدَ حَالِكِ أَبُو الفَتْحُ البُسْتِيُّ: [من المتقارب] 11408 - فَنَذْلُ الرِّجَالِ كَنَذْلِ النَّبَاتِ ... فَلا لِلثِّمَارِ وَلَا لِلحَطَب إبْرَاهِيْم بن إسْحَاق المَوصَلِيّ: [من الكامل] 11409 - فَنَعَمْ ظَلَمْتُكِ فَاصْفَحِي وَتَجَاوَزِي ... هَذَا مَقَامُ المُسْتَجِيْرِ العَائِذِ الحُسَيْنُ بن مُطَيْرٍ: [من الطويل] 11410 - فَنَفْسَكَ أكْرِمْ عَنْ أمُورٍ كَثيْرَةٍ ... فَمَا لَكَ نَفْسٌ بَعْدَهَا تَسْتَعِيْرُهَا 11411 - فَنَفْسَكَ أكْرِمْهَا فَإنْ ضَاقَ مَسْكَنٌ ... عَلَيْكَ لَهَا فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ مَسْكَنَا حَاتِمُ الطَّائيّ: [من الطويل] 11412 - فَنَفْسَكَ أكْرِمْهَا فَإِنَّكَ إِنْ تَهُنْ ... عَلَيْكَ فَلَنْ تَلْقَى لَهَا الدَّهْرَ مُكْرِمَا قَصِيْدَةُ حَاتِمُ الطَّائِيّ إنْشَادُ هِشَامُ بن مُحَمَّدٌ بن السَّائب الكَلْبِيُّ، أوَّلُهَا: أتَعْرِفُ أطْلالًا وَنؤيًا مُهَدَّمًا ... كَخَطِّكَ فِي رِقٍّ كِتَابًا مُنَمْنَمَا أذَاعَتْ بِهِ الأرْوَاحُ بَعْدَ أنِيْسِهَـ ... ـا شُهُورًا وَأيَّامًا وَحَوْلًا مُحَرَّمَا ¬
دَوَارِجُ قَدْ غَيَّرْنَ ظَوَاهِرَ تُرْبَةٍ ... وَغَيَّرَتِ الأيَّامُ مَا كَانَ مُعْلَمَا وَغَيَّرَهَا طُولُ التَّقَادُمِ وَالبَلَى ... فَمَا أعْرِفُ الأطْلالَ إِلَّا تَوَهُّمَا دِيَارُ الَّتي قَامَتْ تُرِيْكَ وَقَد خَلَتْ ... وَأقْوتُ مِنَ الزُّوَارِ كَمًّا وَمِعْصَمَا تَهَادَى عَلَيْهَا حَليُهَا ذَاتُ بَهْجَةٍ ... وَكَشْحًا كَطَيِّ السَّابِرِيَّةِ أهْضَمَا وَنَحْرًا كَمَا ثَورُ اللُّجَيْنِ يَزِيْنُهُ ... تَوَقُّدُ يَاقُوتٍ وَشَدْرًا مُنَظَّمَا كَحَجَر الغَضا هَبَّتْ لَهُ بَعْدَ هَجْعَةٍ ... مِنَ اللَّيْلِ أرْوَاحُ الصِّبَا فَتَبَسَّمَا يُضِيْءُ لَهَا البَيْتُ الظَّلِيْلُ خَصَاصُهُ ... إِذَا هِيَ لَيْلًا حَاوَلَتْ أنْ تَتَبَسَّمَا وَعَاذِلتَيْنِ هَبَّتَا بَعْدَ هَجْعَةٍ ... تَلُومَانِ مِتْلافًا مُفِيْدًا مُلَوَّمَا تَلُومَانِ لَمَّا غَوَّرَ النَّجْمُ ظَلَّةً ... فَتَى لا يَرَى الإتْلافَ فِي الحَمْدِ مُغْرَمَا فَقُلْتُ وَقَدْ طَالَ العِتَابُ عَلَيْهِمَا ... وَأوْعَدَّتَانِي بِأنْ تَبِيْتَ وَتَصْرِمَا ألا لا تَلُومَانِي عَلَى مَا تَقَدَّمَا ... كَفَى بِصُرُوفِ الدَّهْرِ للمَرْءِ مُحْكِمَا فَإِنَّكُمَا لا مَا مَضى تُدْرِكَانِهِ ... وَلَسْتُ عَلَى مَا فَاتَنِي مُتَنَدِّمَا فَنَفْسَكَ أكْرِمْهَا فَإِنَّكَ إِنْ تَهُن. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أهِنْ للَّذِي تَهْوَى التِّلادَ فَإِنَّهُ ... إِذَا مُتَّ كَانَ المَالُ نَهْبًا مُقَسَّمَا وَلَا تَشْقَيْنَ فِيْهِ فَيَسْعَدَ وَارِثٌ ... حِيْنَ تُخْشَى أغَبَرَ اللَّونِ مُظْلِمَا يُقَسِّمُهُ غُنْمًا وَيَشْرِي كَرَامَةً ... وَقَدْ صِرْتَ فِي خَطٍّ مِنَ الأرْضِ أعْظَمَا قَلِيْلٌ بِهِ مَا يَحْمَدَنَّكَ وَارِثٌ ... إِذَا سَاقَ مَا كُنْتَ تَجْمَعُ مَغْنَمَا تَحَلَّمْ عَنْ الأُذْنَيْنِ وَاسْتَبقْ وُدَّهُمْ ... فَلَنْ تِسْتَطِيْعَ الحِلْم حَتَّى تَحلَّمَا مَتَى تَرُقِ أضْغَانَ العَشِيرَةَ بِالأنَا ... وَكَفّ الأذَى يَحْسِمْ لَكَ الدَّاءَ مَحْسَمَا وَمَا اتَّبَعْتَنِي فِي هَوَايَ لِحَاجَةٌ ... إِذَا لَمْ أجِدْ فِيْمَا أمَامِي مُقَدَّمَا إِذَا شِئْتَ ناَزَيْتَ امْرأ السُّوءِ مَا نَزَا ... إلَيْكَ وَلاطمتَ اللَّئِيْمَ المُلَطَّمَا وَعَوْرَاءَ قَدْ أُعْرِضَتْ عنها فَلَمْ تَضِرَّ ... وَذِي أوْدٍ قَوَّمَتْهُ فَتَقَوَّمَا وَأغْفِرُ عَوْرَاءَ الكَرِيْمِ ادّخَارهُ ... وَأُعْرِضُ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيْمٍ تَكَرُّمَا وَلَا أخْذُلُ المَوْلَى إِذَا كَانَ خَاذِلًا ... وَلَا أشْتِمُ ابنَ العَمِّ إِنْ كَانَ مُهْجَمَا
وَلَا زادَنِي عنه غَنَائِي تَبَاعُدًا ... وَإِنْ كَانَ ذَا نَفَقٍ مِنَ المَالِ مُصْرِمَا وَلَيْلٍ بَهِيْمٍ قَدْ تَسَرْبَلْتُ هَولَهُ ... إِذَا اللَّيْلُ بِالنَّكسِ الضَّعِيْفِ تَجَهَّمَا وَلَنْ يَكْسِبَ الصُّعْلُوكُ حَمْدًا وَلَا غِنًى ... إِذَا هُوَ لَمْ يَرْكَب مِنَ الأمْرِ مُعْظَمَا لَحَا اللَّهُ صعْلُوكًا مُنَاهُ وَهَمُّهُ ... مِنَ العَيْشِ أنْ يَلْقَى لَبُوسًا وَمَطْعَمَا تَرَى الخَمْصَ تَعْذِيْبًا وَإِنْ يَلْقَ شَبْعَةً ... يَبِتْ قَلبُهُ مِنْ قِلَّةِ الهَمِّ مُبْهَمَا مُقِيْمًا مَعَ المُثْرِيْنَ لَيْسَ بِبَارِحٍ ... إِذَا نَالَ جَدْوَى مِنْ طَعَامٍ وَمَجْشَمَا يَنَامُ الضُّحَى حَتَّى إِذَا يَومُهُ اسْتَوَى ... تَنَبَّهَ مَثْلُوجَ الفُؤَادِ مُوَرَّمَا وَللَّهِ صُعْلُوكًا يُسَاوِرُ هِمَّةً ... وَيَمْضِي عَلَى الأحْدَاثِ وَالدَّهْرِ مُقْدَمَا فَتَى طَلَبَاتٍ لا يَرَى الخَمْصَ ... تَرْحَةً وَلَا شَبْعَةً إِنْ نَالَهَا عدَّ مَغْنَمَا إِذَا مَا رَأى يَوْمًا مَكَارِمَ ... أعْرَضَتْ تَيَمَّمَ كُبْرَاهُنَّ ثمَّتَ صَمَّمَا فَذَلِكَ إِنْ يَهْلِكْ فَحُسْنٌ ثناؤُهُ ... وَإِنْ عَاشَ لَمْ يَقْعُدْ ضعِيْفًا مُذَمَّمَا تَمَّت القَصيْدَةُ وَعِدَّتُهُا سَبْعَةٌ وَثَلاثونَ بَيْتًا. عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ: [من الطويل] 11413 - فَنَفْسَكَ فَاحْفَظْهَا مِنَ الغَيِّ وَالرَّدَى ... مَتَى تَغْوِهَا يَغْوَ الَّذِي بِكَ يِهْتَدِي بَعْدَهُ: عَنِ المَرْءِ لا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِيْنِهِ ... فَإنَّ القَرِيْنَ بِالمُقَارِنِ مُقْتَدِي وَإِنْ كَانَتِ النَّعْمَاءُ عِنْدَكَ لامْرِئ ... فمثلًا بها فَاجْزِ المُطَالِبَ أو زِدِ إِذَا أنْتَ طَالَبْتَ الرِّجَالَ ثَوَابَهُم ... فَعِفَّ وَلَا تَطْلُب بِجَهْدٍ فَتَنْكَدِ وَلَا تُقْصِرَنْ عَنْ سَعْي مَنْ قَدْ وَرِثتهُ ... وَمَا اسْطَعْتَ مِنْ خَيْرٍ لِنَفْسِكَ فَازْدَدِ عَسَى سَائِلٌ ذُو حَاجَةٍ إِنْ مَنَعْتَهُ ... مِنَ اليَومِ سُؤلًا أنْ يُيَسَّرَ فِي غَدِ إِذَا مَا رَأيْتَ الشَّرَّ يَبْعَثُ أهْلَهُ ... وَقَامَ جُنَاةُ الشَّرِّ بِالشَّرِّ فَاقْعُدِ 11414 - فَنَفْسَكِ وَلِّي اللَّومَ عَاذِلَ وَانْطَحِي ... بِرَأسِكِ أرْكَانَ الحَصَى وَذرِيْنِي ¬
أَبُو الغُولِ الطَّهَوِيُّ: [من الوافر] 11415 - فَنَكَّبَ عَنْهُمُ دَرْءَ الأعَادِي ... وَدَاوَوا بالجنُونِ مِنَ الجنُونِ 11416 - فَنِي الصَّبْرُ لاصَبْرَ لِي عَنْكُمُ ... تَهَتَكتُ فِي حُبِّكمْ وَالسَّلامُ عبد اللَّه بن المُعتَزِّ: [من الوافر] 11417 - فَنِيْتُ سِوَى حُشَاشَاتٍ تَرَقَّى ... وَخَلَّفَت الحَيَاةَ عَلَى أُنَاسِ بَعْدَهُ: وَأدْنَى مَجْلِسَ العُوَّادِ مِنِّي ... سَقَامٌ ظَلَّ يُخْبِرُهُم بِيَاسِي الرَّبِيْعُ بن ضَبُعٍ: [من الطويل] 11418 - فَنِيْتُ وَمَا يَفْنَى صَنِيْعِي وَمَنْطِقِي ... وَكُلُّ امْرِئٍ إِلَّا أحَادِيْثَه فَانِي قَولُهُ: فَنِيْتُ وَمَا يَفْنَى صَنِيْعِي. البَيْتُ هَذَا هُوَ الاسْتِثْنَاءُ فِي عِلْمِ البَيَانِ وأوَّلُ مَنْ ابْتَدَأ بِهِ النَّابِغَةُ بِقَوْلِهِ (¬1): [من الطويل] وَلَا عَيْبَ فِيْهِم غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُم ... بِهِنَّ فُلولٌ مِنْ قرَاعِ الكَتَائِبِ فَأَحْسَنَ وَتَبِعَهُ النَّاسُ. [من الطويل] 11419 - فَوَا أسَفَا حَتَّامَ أسْألُ مَانِعًا ... وَآمَنُ خَوَّانًا وَأُعْتِبُ مُذْنِبَا القَاسَم بن القَاسَم الوَاسِطِيّ: [من الطويل] 11420 - فَوَا أسَفَا مَاتَ الكِرَامُ وَعُطِّلَتْ ... شَرَايِعُ سُنَّتْ للعُلا وَمَكَارِمُ ¬
بَعْدَهُ: وَلَمْ يَبْقَ مِنْ رَسْمِ النَّدَى وَطُلُولهِ ... سِوَى ذِكَرٍ مِن عَهْدِهِ المُتَقَادِمِ سَأنْدُبُهُ مَا عِشْتُ جُهْدِي فَإنْ أمُتْ ... أقَمْتُ بأشِعَارِي صنُوفَ المَآتِمِ الوَزِيْرُ المَغْرِبِيُّ: [من الطويل] 11421 - فَوَا أسَفَا مَنْ ذَا ألُومُ عَلَى النَّوَى ... وَمنْ قِبلِي كَانَ الفِرَاقُ وَمن عِنْدِي 11422 - فَوَا أسَفَا مِنْ صَبْوَةٍ ضَاعَ شُكْرُهَا ... مَضَتْ هَدَرًا مِنْ غَيْرِ أجْرٍ وَلَا حَمْدِ عِمْرَانُ بنُ نَاحِيَةَ: [من الطويل] 11423 - فَوَاحِدُهُم كَالألْفِ بَأسًا وَنَجْدَةً ... وَألْفهُمُ لِلْعُرْبِ والعُجْمِ قَاهِرُ [من المتقارب] 11424 - فَوَاحِدةٌ مِنْهُمَا لِلكَنِيْفِ ... وَأُخْرَى لِمَقْصُورَةِ الجَامِعِ 11425 - فَوَاحَرْبَا كَمْ مَكْرُمَاتٍ تَمُرُّ بِي ... فَيَنْهَضُ بِي عَزْمِي وَيَقْعُدُ بِي مَالِي المَقسَم بن صُمادِحٍ المَغْرِبِيُّ: [من الطويل] 11426 - فُؤَادُكَ عَنْ وُدِّي إلَيْكَ مُبَلِّغٌ ... وَقَلْبُكَ عَنْ قَلْبِي إلَيْكَ مُتَرْجِمُ أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 11427 - فُؤَادٌ مَا تُسَلِّيْهِ المُدَامُ ... وَعُمْر مِثْلُ مَا يَهَبُ اللِّئَامُ أبَيَاتُ المُتَنَبِّيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بها أبَا الحُسَيْن بن بِشر بن المُغِيْثِ العَجْلِيَّ أوَّلُهَا: ¬
فُؤَادٌ مَا تُسَلِّيْهِ المُدَامُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَدَهْرٌ نَاسُهُ نَاسٌ صغَارٌ وَإِنْ ... كَانَتْ لَهُمْ جُثَثٌ ضِخَامُ وَمَا أَنَا مِنْهُمُ وَالعَيْشُ فِيْهِمْ ... وَلَكِنْ مَعْدَنُ الذَّهَبِ الرُّغَامُ أرَانِبُ غَيْرَ أنَّهُمُ مُلُوكٌ ... مُفتَّحَةٌ عُيُونُهُمُ نِيَامُ وَلَو حِيْزَ الحفَاظُ بِغَيْرِ عَقْلٍ ... تَجَنَّبَ عُنْقَ صيْقَلِهِ الحُسَامُ وَشِبْهُ الشَّيْءِ مُنْجَذِبٌ إلَيْهِ ... وَأشْبَهُنَا بِدُنْيَانَا الطَّغَامُ وَلَو لَمْ يَعْلُ إِلَّا ذُو مَحَلٍ ... تَعَالَى الجَّيْشُ وَانْحَطَّ القَتَامُ خَلِيْلكَ أنْتَ لا مَنْ قُلْتَ خِلَّي ... وَإِنْ كَثُرَ التَّجَمُّلُ وَالكَلامُ وَلَو لَمْ يَرع إِلَّا مُسْتَحِقٌّ ... لِرُتْبَتِهِ أسَامَهُمُ المُسَامُ وَمَا كُلٌّ بِمَعْذُورٍ بِبخْلٍ ... وَلَا كُلٌّ عَلَى بُخْلٍ يُلامُ وَلَمْ أرَ مِثْلَ جِيْرَانِي وَمِثْلِي ... لِمِثْلِي عِنْدَ مِثْلِهِمُ مَقَامُ بِأرْضٍ مَا اشْتَهَيْتَ رَأيْتَ فِيْهَا ... فَلَيْسَ يَفُوتُهَا إِلَّا الكِرَامُ فَهَلَّا كَانَ نَقْصُ الأهْلِ فِيْهَا ... وَكَانَ لأهْلِهَا مِنْهَا التَّمَامُ إِذَا أدَّاكَ مَالُكَ فَامْتَهِنْهُ ... لِجَادِيْهِ وَإِنْ قَرِعَ المَرَامُ هَذَا البَيْتُ سَلَخَهُ المُتَنَبِّيّ مِنْ قَولِ عُرْوَةَ بن الوَرْدِ فدَاكَ يَقُولُ: وَإِنْ قَرَعَ المُرَاحُ. والمُتَنَبِّيّ قَالَ: وَإِنْ قَرَع المُرَامُ فَمَا غَيَّرَ فِيْهِ غَيْرَ لَفْظَةٍ وَاحِدَةٍ فِي آخِرِهِ يَقُولُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: تَلَذُّ لَهُ المُرُوءَةُ وَهِيَ تُؤذِي ... وَمَنْ يَعْشَق يَلذُّ لَهُ الغَرَامُ وَفَيْضُ نَوَالِهِ شَرَفٌ وَعِزٌّ ... وَفَيْضُ نَوَالِ بَعضِ القَومِ ذَامُ أقَامَتْ فِي الرِّقَابِ لَهُ إيَادٍ ... هِيَ الأطْوَاقُ وَالنَّاسُ الحَمامُ لَقَدْ حَسُنَتْ بِكَ الأيَّامُ حَتَّى ... كَأنَّكَ فِي فَمِ الزَّمَنِ ابْتِسَامُ وَأعْطَيْتَ الَّذِي لَمْ يُعْطَ خَلْقٌ ... عَلَيْكَ صَلاةُ رَبِّكَ وَالسَّلامُ
الرِّضَى المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 11428 - فُؤَادِي بِنَجْدٍ وَالفَتَى حَيْثُ قَلْبُهُ ... أسِيْرٌ وَمَا نَجْدٌ إلَيَّ حَبِيْبُ بَعْدَهُ: وَمَا لِي فِيْهِ صَبْوَةٌ غَيْرَ أنَّنِي ... خَلَعْتُ شَبَابِي فِيْهِ وَهُوَ رَطِيْبُ بَلَى إِنَّ قَلْبًا رُبَّمَا الْتَاحَ لَوحَةً ... فَهَلْ مَاؤُهُ لِلْوَارِدِيْنَ قَرِيْبُ أَلا هَلْ تَرُدُّ الرِّيْحُ يَا جَوَّ ضَارِجٍ ... نَسِيْمَكِ يَحْلَو لِي لنا وَيَطِيْبُ وَهَلْ تَنْظُرُ العَيْنُ الطَّلِيْحَةُ نَظْرَةً ... إلَيْكِ وَمَا فِي المُوْقِئَينِ غُرُوبُ فَمَا لِي طَوالَ الدَّهْرِ أمْسِي كَأنَّنِي ... لِفَضْلِي فِي هَذَا الأنَامِ غَرِيْبُ ظَافِرٌ الحَدَّادُ: [من المتقارب] 11429 - فُؤَادِي فِي غَيْرِ مَا أنْتَ فِيْهِ ... فَخُذْ فِي مَلَامَتِهِ أو دَعِ قَبْلَهُ: عَتَبْتَ وَلَكِنَّنِي لَمْ أعِ ... وَأيْنَ مَلامُكَ مِن مَسْمَعِي فُؤَادِي فِي غَيْر مَا أنْتَ فِيْهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَضَى لِيُوَدِّعَ سُكَّانَهُ ... غَدَاةَ الفِرَاقِ فَلَمْ يَرْجِعِ وَمِنْ بَابِ (قَوَل) قَوْلُ مَنْصُورِ الفَقِيْهِ المِصْرِيِّ: فِي أَنَّ العَاقِلِ لا يَفْرَحُ فِي الدُّنْيَا وَلَا يُسَرُّ فِيْهَا. فَوَاصِلْ ذَوِي الأحْزَانِ وَاسْلُكْ سَبيْلَهُمُ وَصَرِّحْ بِهِجْرَانِ السُّرُورِ وَلَا تُكْنِي فَمَا أبْصَرَتْ عَيْنَايَ قَطُّ مُهَذَّبًا ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا دَايِبَ الفِكْرِ وَالحُزْنِ الفَرَزْدَق: [من الطويل] 11430 - فَوَاعَجَبَا حَتَّى كُلَيْبٌ تَسُبُّنِي ... كَأَنَّ أبَاهَا نَهْشَلٌ أو مُجَاشِعُ ¬
وَمِنْ بَابِ (فَوَاعَجَبَا) قَوْلُ أَبِي نُوَّاسٍ (¬1): فَوَاعَجَبَا كَيْفَ يُعْصَى الإلَهُ ... أم كَيْفَ يَجْحَدُهُ الجاحِدُ؟ وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ ... تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدُ قَالَ العُقَلاءُ: الدَّلِيْلُ عَلَى إثْبَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرُ مُحْصيٍّ وَلَا مُتَنَاهٍ فِي أفْهَامِ الخَلائِقِ لأَنَّهُ بِعَدَدِ أجْزَاءِ أعْيَانِ المَوْجُودَاتِ مِنَ الحَيَوانِ وَالنَّبَاتِ وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا خَفِيَ عَنِ الأبْصَارِ لأَنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ وَإِنْ صَغُرَ جِسْمُهُ وَلَطُفَ شَخْصُهُ وَخَفِيَ عِنْ إدْرَاكِ البَصَرِ تَصوُّرُهُ إِلَّا وَفِيْهِ عِدَّةُ دَلائِلٍ تَنْطُقُ بِوِجُودِ رُبُوبِيَّتِهِ وَتُعَبِّرُ عِنْ إثْبَاتِ إلاهِيَّتِهِ وَتَشْهَدُ بِتَصْرِيْحِ الحَقِّ الجلِيِّ عَن ثُبُوتِهِ وَوُجُدِهِ وَقُدْرَتِهِ وَحِكْمَتِهِ تَصْرِيْحًا تَنتفِي مَع أدْنَاهُ الشُّبْهَةُ وَتَنْزَاحُ العِلَّةُ وَإلَى هَذَا المَعْنَى أشَارَ أَبُو نُوَّاسٍ حَيْثُ قَالَ: فَوَاعَجَبَا كَيْفَ يُعْصَى الإلَهُ. البَيْتَانِ. كُثَيِّرُ عَزَّة: [من الطويل] 11431 - فَوَاعَجَبَا لِلْقَلْبِ كيْفَ اعْتِرَافُهُ ... وَللنَّفْسِ لَمَّا وُطّنتْ كيْفَ ذَلَّتِ كُثَيِّرٌ أَيْضًا: [من الطويل] 11432 - فَوَاللَّهِ ثَمَّ اللَّهِ مَا حَلَّ قَبْلَهَا ... وَلَا بَعْدَهَا مِنْ خُلَّةٍ حَيْثُ حَلَّتِ جَارِيَةٌ: [من الطويل] 11433 - فَوَاللَّهِ رَبِّ النَّاسِ لا خُنتُكَ الهَوَى ... وَلَا زِلْتَ مَخْصُوصَ المَحَبَّةِ مِن قَلْبِي بشِرُ بنُ عُقْبَةَ العَدَوِيّ: [من الطويل] 11434 - فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أأنْتِ كَمَا أرَى ... أم العَيْنُ مَزْهُوٌّ إلَيْهَا حَبِيْبُهَا قَبْلَهُ: ¬
رَأيْتُكِ فَوْقَ النَّاسِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... بِجُمْلَةِ حُسْنٍ أخَرَسَتْ مَنْ يَعِيْبُهَا فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أأنْتِ كَمَا أرَى. البَيْتُ بَشَّارٌ: [من الطويل] 11435 - فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أبِالصَّبْرِ أبْتَغِي ... دِفَاعَ الهَوَى أم بِالدُّمُوعِ الهَوَامِلِ قَبْلَهُ وَأخَذَهُ مِنْ ذِي الرُّمَّة: وَأصْبَحْتُ مِمَّا أحْدَثَ الدَّهْرُ أشْتَكِي ... فُؤَادِي وَلَا أُبْدِي جَوَابًا لِسَائِلِ فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أبِالصبْرِ أبْتَغِي. البَيْتُ ذُو الرُّمَّةِ: [من الطويل] 11436 - فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أجَوْلانُ عَبْرَةٍ ... تَجُودُ بها العَيْنَانِ أَحْرَى أمِ الصَّبْرُ بَعْدَهُ: وَفِي هَمَلانِ الدَّمْعِ مِنْ غُصَّةِ الهَوَى ... رَوَاحُ وَفِي الصَّبْرِ الحَلاوَةُ وَالأجْرُ عُمَر بن أَبِي رَبِيْعَةَ: [من الطويل] 11437 - فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أحُسْنٌ رُزِقْتِهِ ... أم الحُبُّ أعْمَى كَالَّذِي قِيْلَ فِي الحُبِّ قَبْلَهُ: خَرَجْتُ غَدَاةَ النَّفْرِ أعْتَرِضُ الدُّمَى ... فَلَمْ أرَ أَحْلَى مِنْكِ فِي العَيْنِ وَالقَلْبِ فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أحُسْنٌ رُزِقْتِهِ. البَيْتُ العَوَّامُ بنُ عَقَبَةَ بن كَعَب بن زهير بن أبي سُلمى: [من الطويل] 11438 - فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي إِذَا أَنَا جِئْتُهَا ... أأُبْرِئُهَا مِنْ دَائِهَا أمْ أَزِيْدُهَا ¬
قَبْلَهُ: وَخُبِّرْتُ لَيْلَى فِي العِرَاقِ مَرِيْضَةٌ ... فَأقْبَلْتُ مِن أهْلِي بِمِصْرٍ أعُودُهَا فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي إِذَا أَنَا نَاجَيْتُهَا. البَيْتُ الحَكِيْمُ بن قَنْبَر المَازِنِيّ ويروى لابن ميّادة: [من الطويل] 11439 - فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أزِيْدَتْ مَلاحَةً ... عَلَى سَائِرِ النّسْوَانِ أم لَيْسَ لِي عَقْلُ قَبْلَهُ: تَسَاهَمَ ثَوْبَاهَا فَفِي الدّرعِ رَادَةٌ ... وَفِي المِرْطِ لَفَّا وَإنْ رِدْفهُما عَبُلُ فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أزِيْدَتْ مَلاحَةً. البَيْتُ. قَالُوا فِي قَوْلِهِ: أمْ لَيْسَ لِي عَقْلُ: هَذِهِ عِبَارَةٌ جَافِيَةٌ لا تُنَاسِبُ بَاقِي ألْفَاظ البَيْتَيْنِ. كُثّيِّرُ عزَّة: [من الطويل] 11440 - فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أطَائِفُ جنَّةٍ ... تَأوَّبَنِي أمْ لَمْ يَجْد أحَدٌ وَجْدِي أبَيَاتُ كُثَيِّرٍ أوَّلُهَا: تَقَطَّعَ أخوَانُ الصَّفَاءِ عَلَى وَكْدِ ... فَلَسْتُ عَلَى حَالٍ وَلَسْنَ عَلَى عَهْدِي وَكُنْتُ آمِرًا بِالغَورِ مِنِّي زَمَانَهُ ... وَبِالجلسِ أُخْرَى مَا تُعِيْدُ وَلَا تُبْدِي فَعَينٌ تَكْرَهُ الطَّرْفَ نَحْوَ تُهَامَةٍ ... وَعَيْن تَكْرَهُ الطَّرْفَ كَرًّا إِلَى نَجْدِ فَأُبْكِي عَلَى هِنْدٍ إِذَا هِيَ فَارَقَتْ ... وَأبْكِي إِذَا فَارَقَتْ دَعْدًا إِلَى هِنْدِ فَلا تَلْحَيَانِي إِنْ جَزِعْتُ فَمَا أرَى ... عَلَى زَفَرَاتِ الحُبِّ مِنْ أحَدٍ جَلدِ فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أطَائِفُ جِنَّةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا بِالَّذِي ألْقَى مِنَ الوَجْدِ وَالبُكَا ... إِلَى أُمِّ عَمْرٍ ومِنْ ثَوَابٍ وَلَا حَمْدِ ¬
وَمَا ذَاكَ مِنْهَا عَنْ نَوالٍ أنَالُهُ ... وَلَا إنّني مِنْهَا مَقِيْتٌ عَلَى وُدِّ عَشِيَّةَ لا أُعْدِي بَدَا بِيَ صَاحِبِي ... وَلَمْ أرَ دَاءً مِثْل دَائِي لا يُعْدِي وَكَانَ الهَوَى خِدْنَ الشَّبَابِ فَأصْبَحَا ... وَقَدْ تَرَكَانِي فِي مَغَانِيْهِمَا وَحْدِي ألا يَا لَقَوْمٍ للشَّبَابِ وَللصِّبَى ... أجِدُّهُمَا يُبلَيَا كَبِلَىِ البُرْدِ فَلا تَعْقَبَانِي مِنْكُمَا الشَّيْبَ وَالجَلا ... وَلَا تَبْعِدَا مِنْ صَاحِبَيْنِ ذوِي فَقْدِ خَلِيْلانِ مِنَّا مَانِعٌ لِنِوَالِهِ وَمِنَّا ... خَلِيْلٌ لا بَخِيْلُ وَلَا مُكْدِي وَلَمْ أقْضِ مِنْ نَعْتِ الكَوَاعِبِ حَاجَتِي ... وَشدِّي بِالبَادِ المُسَرَّمَةِ الجُرْدِ عَبْدُ اللَّهِ بن الدُّمَيْنَةِ: [من الطويل] 11441 - فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أكُلُّ ذَوِي الهَوَى ... عَلَى مَا بِنَا أمْ نَحْنُ مُبْتَلِيَانِ قَبْلَهُ: مِنَ النَّاسِ إنْسَانَانِ دَيْنِي عَلَيْهُمَا ... مَلِيَّانِ لو شَاءَا لَقَدْ قَضيَانِي خَلِيْلَيَّ أَمَّا أم عَمْرُو فَمنهُمَا ... وَأَمَّا عَنِ الأُخْرَى فَلا تَسَلانِي تُحَدِّثُ طَرْفَانَا بما فِي ضَمِيْرِنَا ... إِذَا اسْتَعْجَمتْ بِالمَنْطِقِ الشَّفتَانِ أعَيْنَيَّ يَا عَيْنَيَّ حَتَّامَ أنْتُمَا ... بِهِجْرَانِ أُمِّ الغَمْرِ تَحْتَلِجَانِ فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أكُلُّ ذَوِي الهَوَى. البَيْتُ ابْنُ مَيَّادَةَ: [من الطويل] 11442 - فَوَاللَّهِ مَا أدْرِي أيَغْلِبُنِي الهَوَى ... إِذَا جَدَّ جِدُّ البَيْنِ أمْ أَنَا غَالِبُه بَعْدَهُ: فَإنْ أسْتَطِعْ أغْلِبْ وَإِنْ يَغْلِبِ الهَوَى ... فَمِثْلُ الَّذِي لاقَيْتُ يُغْلَبُ صَاحِبُه وَمِنْ بَابِ (فَواللَّهِ) قَوْلُ آخَرُ فِي الشُّكْرِ: عَمَمْتُ وَخَصَّتْنِي أيَادِيْكَ مُنْعِمًا ... فَكُلُّ مَقَالٍ قُلْتُهُ فيك يَقْصُرُ ¬
فَواللَّهِ مَا أدْرِي وَإنِّي لَشَاعِرٌ ... لِكُثْرَةِ مَا أوْلَيْتَنِي كَيْفَ أشْكُرُ وَقَولُ آخَرُ فِي طُولِ اللَّيْلِ (¬1): ألا هَلْ عَلَى اللَّيْلِ الطَّوِيْلِ مُعِيْنُ ... إِذَا نَزَحَتْ دَارٌ وَشَطَّ قَرِيْنُ أُكَابِدُ هَذَا اللَّيْلَ حَتَّى كأنَّمَا ... عَلَى نَجْمِهِ أنْ لا يَغُورَ يَمِيْنُ فَواللَّهِ مَا فَارَقتكُمْ قَالِبًا لَكُمُ ... وَلَكِنَّ مَا يُقْضَى فَسَوفَ يَكُونُ وَقَولُ مَجْنُونِ بَنِي عَامِرٍ (¬2): فَواللَّهِ مَا فِي القُرْبِ لِي منك رَاحَةٌ ... وَلَا البُعْدُ يُسْلِيْنِي وَلَا أَنَا صابِرُ وَوَاللَّهِ مَا أدْرِي بِأيَّةِ حِيْلَةٍ ... وَأيِّ مَرَامٍ أو خِطَارِ أخَاطِرُ 11443 - فَوَاللَّهِ مَا أذْنَبْتُ ذَنْبًا عَلِمْتُهُ ... إلَيْكَ سِوَى الإفْرَاطِ فِي شِدَّةِ الحُبِّ العَبَّاسُ بنُ الأحْنَفِ: [من الطويل] 11444 - فَوَاللَّهِ مَا تَشْفِي الغَلِيْلَ رِسَالَةٌ ... وَلَا يَشْتكِي شَكْوَى المُحِبِّ رَسُولُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 11445 - فَوَاللَّهِ مَا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِمُنْعِمٍ ... سِوَاكَ وَلَا أطْعَمْتُهَا فِي اتِّبَاعِهِ بَعْدَهُ: وَلَو بِعْتُ يَومًا مِنْكَ بِالدَّهْرِ كُلِّهِ ... لَعَاوَدْتُ يَوْمًا ثَانِيًا بِارْتِجَاعِهِ أَبُو خَرِاشٍ: [من الطويل] 11446 - فَوَاللَّهِ لا أنْسَى قَتِيْلًا رُزِئْتُهُ ... بِجَانِبِ قوسي مَا مَشَيْتُ عَلَى الأرْضِ ¬
11447 - فَوَاللَّهِ لا فَارَقْتُ عُقْدَةَ وُدِّهِ ... وَلَا حُلْتُ مَا عُمِّرْتُ عَنْ حِفْظِ عَهْدِهِ بَعْدَهُ: وَلَا بُدَّ أَنَّ الدَّهْرَ كَاشِفُ أهْلِهِ ... فَتَظْهَرُ للمَولَى مُوَالاةُ عَبْدِهِ أحْمَدُ بن يَزِيْدَ: [من البسيط] 11448 - فَوَائِدُ العِلْمِ مِنْ دُنِيَايَ تُقْتِعُنِي ... إِذَا تَمَنَّى سِوَايَ المَالَ وَالنَّشَبَا المُتَنَبِّي: [من البسيط] 11449 - فَوْتُ العَدُوِّ الَّذِي يَمَّمْتُهُ ظَفَرٌ ... فِي طَيِّهِ أسَفٌ فِي طَيِّهِ نِعَمُ [من الكامل] 11450 - فَوَحُرْمَةِ العَلْيَاءِ مَا غُرَرُ العُلا ... إِلَّا لِمَنْ رَكِبَ الخَطَارَ وَغَرَّرَا بَعْدَهُ: سِرْ طَالِبًا غَايَاتِهَا إمَّا تُرَى ... فَوْقَ الثُّرَيَّا أو تُرَى تَحْتَ الثَّرَى المُتَنَبِّي: [من الكامل] 11451 - فَوقَ السَّمَاءِ وَفَوْقَ مَا طَلَبُوا ... فَإِذَا أرَادُوا غَايَةً نَزَلُوا البُحْتُرِيُّ يَصِفُ غُلامًا: [من الخفيف] 11452 - فَوْقَ ضُعْفِ الصَّغِيْرِ إِنْ وَكِلَ الأمـ ... ـر إلَيْهِ دُونَ كَيْدِ الكِبَارِ أبَيَاتُ البُحْتُرِيُّ يَشْكُو مِنَ الغُلامِ الأجِيْرِ وَيَسْألُ مِنْ بَعْضِ أُمَرَاءِ الثُّغُورِ الرُّومِيَّةِ أنْ يَهِبَ لَهُ غُلامًا، يَصِفُ الغُلامَ المَطْلُوب وَيَتَبَرَّمُ بِالغُلامِ الأجِيْرِ يَقُولُ: قَدْ مَلِلْنَاكَ يَا غُلامُ فَغَادٍ ... بسَلامٍ أو رَايِحٌ أو لسَارِي ¬
سِرْ وَأَنَا عَنِّي خُصُوصًا فَهَلَّا ... مِنْ عَدُوٍّ أو صَاحِبٍ أو جَارِ أَنَا مِنْ يَاسِرٍ وَسَعْدٍ وَفتحٍ ... لَسْتُ مِنْ عَامِرٍ ولا عَمَّارِ لا أُحِبُّ النَّظِيْرَ يُخْرِجُهُ الشَّتْمُ ... إِلَى الاحْتِجَاجِ وَالافْتِخَارِ وَإِذَا رُعْتُهُ بِنَاحِيَةِ السَّوْطِ ... عَلَى الذَّنْبِ رَاعَنِي بِالفَرَارِ مَا بِأرْضِ العِرَاقِ يَا قَومُ حُرٌّ ... يَشْتَرِيْنِي مِنْ خِدْمَةِ الأحْرَارِ هَلْ جَوَادٌ بِأبْيَضٍ مِنْ بَنِي الأصْفَرِ ... مَحْضِ الجُّدُدِ مَحْضِ النَّجَارِ لَمْ يَرِمْ قَومُهُ السَّرَايَا ... وَلَمْ يَغْزُهُم غَيْرُ جَحْفَلٍ جَرَّارِ فَحَوَتْهُ الرِّمَاحُ أحْوَرَ مَجْدُولًا ... قَصِيْرَ الزِنَّارِ وافِي الإزَارِ فَوْقَ ضعْفِ الصِّغَارِ إِنْ وَكَلُّ الأَمْرُ إلَيْهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَكَ مِنْ ثَغْرِهِ وَخَدَّيْهِ ... مَا شِئْتَ مِنَ الأقْحَوَانِ وَالجلْنَارِ وَكَأنَّ الذَّكَاءَ يَبْعَثُ مِنْهُ ... فِي سَوَادِ الأُمُورِ شُعْلَةَ نَارِ يَا أبَا جَعْفَرٍ وَمَا أنْتَ ... بِالمَدْعُوِّ إِلَّا لِكُلِّ أمْرٍ كُبَارِ وَلَعُمْرِي للجودُ للنَّاسِ ... بِالنَّاسِ سِوَاهُ بِالثَّوْبِ وَالدِّيْنَارِ وَعَزْيِزٌ إِلَّا لَدَيْكَ بِهَذَا ... الفِجَّ أخْذُ الغُلامِ بِالأشْعَارِ * * * وَمِن بَابِ (فَوْقَ) قَوْلُ عَلِيّ بن الجَّهَم يَصِفُ فَرَسًا (¬1): فَوْقَ طَرْفٍ كَالطَّرْفِ فِي سُرْعَةِ الشَّـ ... ـدِّ وَكَالقَلْبِ قَلْبُهُ فِي الذَّكَاءِ مَا تَرَاهُ العُيُونُ إِلَّا خَيالًا ... وَهُوَ مِثْلُ الخَيَالِ فِي الانْطِوَاءِ أَبُو تَمَّامٍ فِي مُنْهَزِمٍ: [من الطويل] 11453 - فَوَلَّى وَمَا أبْقَى الرَّدَى مِنْ حُمَاتِهِ ... لَهُ غَيْرَ إسْآرِ الرِّمَاحِ الذَّوَابِلِ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ البَسَّامِيُّ: [من السريع] ¬
11454 - فَوِّض إِلَى الرَّحْمَانِ وَاصِبْرْ لِمَا ... تَأتِي بِهِ أحْكَامُهُ وَاقْنَعِ أَبُو نَصْرِ بن نباتَةَ: [من البسيط] 11455 - فَوِّقْ سِهَامَكَ وَارْمِ النَّاسَ عَنْ عُرُضٍ ... وَارْكَبْ منَ الأمْرِ أدْنَاهُ مِنَ الألَمِ بَعْدَهُ: لا تُبْقِ مِنْهُمْ عَلَى شَخْصٍ ظَفِرْتَ بِهِ ... إِنْ كَانَ رَأيُكَ سَلَّ السَّيْفِ فِي الأمَمِ [من الطويل] 11456 - فَهَا أنا أسْتَرْضِيْكَ لا مِنْ جِنَايَةٍ ... جَنَيْتُ وَلَكِنْ مِنْ تَجَنِّيْكَ فَاغْفِرِ الطَّبُرَخَزْمِيُّ: [من الطويل] 11457 - فَهَا أَنَا تَحْتَ الدَّهْرِ أخْلَقُ مِنْ قِفَا ... وَمنْ أُمِّ أرْوَى دِمْنَةٌ لَمْ تَكَلَّمِ ابْنُ شَمسِ الخِلافَةِ: [من الطويل] 11458 - فَهَا أَنَا فِي هَذَا الزَّمَانِ وَأهْلِهِ ... سِوَاكَ لَعَمْرِي مِثْلُ حَقٍّ مُضَيَّعِ العَتَّابِيُّ: [من الطويل] 11459 - فَهَا أَنَا مُغْضٍ فِي هَوَاكَ وَصَابِرٌ ... عَلَى حَدِّ مَصْقُولِ الغِرَارَيْنِ قَاضِبِ قَبْلَهُ: لَقَد سُمْتَنِي الهِجْرَانَ حَتَّى أذَقْتَنِي ... عُقُوبَاتِ زَلَّاتِي وَسُوءَ مَنَاقِبِي فَهَا أَنَا سَاعٍ فِي هَوَاكَ وَصابِرٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمُدَّرِعٌ عَمَّا كَرِهْتَ وَجَاعِلٌ ... رِضَاكَ مِثَالًا بَيْنَ عَيْنِي وَحَاجِبِي وَيُرْوَى: وَمُنْصَرِفٌ عَمَّا كَرِهْتَ. يَقُولُ ذَلِكَ وَقَدْ عَتَبَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بن هِشَامِ بن ¬
بَسْطَامٍ التَّغْلَبِيُّ فِي شيءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى هَذِهِ الأبْيَاتِ رَضِيَ عَنْهُ وَوَصَلَهُ بِصلَةٍ سَنِيَةٍ. [من المتقارب] 11460 - فَهَبْكَ احْتَجَبْتَ عَنِ النَّاظِرِيْنَ ... فَهَلَّا احْتَجَبْتَ عَنْ الألْسُنِ [من الطويل] 11461 - فَهَبْكَ أخُو الآدَابِ أيُّ فَضِيْلَةٍ ... تَكُونُ لِذِي عِلْمٍ وَلَيْسَ لَهُ عَقْلُ الوَزِيْرُ بن مُقْلَة: [من الطويل] 11462 - فَهَبْكَ عَدُوِّي لا صَدِيْقِي فَرَبُّمَا ... رَأيْتَ الأعَادِي يَرْحَمُونَ الأعَادِيَا 11463 - فَهَبْكَ مَلَكْتَ هَذَا الخَلْق طُرًّا ... وَدَان لَكَ العِبَادُ فَكَانَ مَاذَا بَعْدَهُ: ألَسْتَ تَصيْرُ فِي لَحْدٍ وَيَحْوِي ... تُرَاثَكَ عَنْكَ هَذَا ثُمَّ هَذَا تمَثَّلَ بِهِمَا المَأمُونُ بن الرَّشِيْدِ عِنْدَ مَوْتِهِ. أَبُو مُحَمَّد الخَازِنُ: [من المتقارب] 11464 - فَهَبْ لِي ذَنْبِي فَأنْتَ الشَّفِيْـ ... ـعُ لا غَيْرُ وَالمَرْءُ مَعْ مَنْ أَحَبَّ بَعْدَهُ: وَلَا ذَنْبَ فَإنْ كَانَ لِي ... فَذَنْبٌ حَقِيْرٌ قَصِيْرُ الذَّنَبُ ¬
[من الوافر] 1465 - فَهَبْنِي قُلْتُ هَذَا اللَّيْلُ صُبْحٌ ... أيَعْمَى العَالَمُونَ عَنِ الظَّلامِ هَذَا سَلخُ بَيْتِ المُتَنَبِّي حَيْثُ يَقُولُ (¬1): وَهَبْنِي قُلْتُ هَذَا الصُّبْحُ لَيْلٌ ... أيَعْمَى العَالَمُونَ عَنِ الضيَاءِ وَهُوَ مَعْكُوسُ مَعْنَاهُ. إبْرَاهِيْم الصُّوليُّ فِي ابنِ الزَّيَّاتِ: [من الطويل] 11466 - فَهَبْنِي مُسِيْئًا كالَّذِي قُلْتَ ظَالِمًا ... فَعَفْوًا جَمِيْلًا كَيْ يَكُونَ لَكَ الفَضْلُ بَعْدَهُ: فَإنْ لَمْ أكُنْ للعَفْوِ مِنْكَ بِسُوءِ مَا ... جَنَيْتُ بِهِ أهْلًا فَأنْتَ لَهُ أهْلُ قَالَ ابْنُ المُعْتَزِّ: كَتَبَ إلَيَّ بَعْضِ أهْلِي مِنَ النِّسَاءِ بِهَذِيْنِ البَيْتَيْنِ فَأجَبْتُهَا (¬1): [من الطويل] غَفَرْتُ وَلَو كَانَتْ ذُنُوبكِ كَالحَصى ... عِنْدِي إِذَا جَرَّبْتِنِي خُلُقٌ سَهْلُ وَفِي القَلْبِ مِنِّي شَافِعٌ مِنْ هَوَاكُمْ ... وَجِيْهٌ فَلا قَولٌ يُعَابُ وَلَا فِعْلُ وَمِنْ بَابِ (فَهَبْهَا) قَوْلُ آخَرُ: فَهَبْهَا رَحًى يُجْرِي لَهَا اليَمّ مَاءَهُ ... وَلَيْسَ لَهَا قُطْبٌ بِمَاذَا أُدِيْرُهَا وَقَدْ يُنْهِضُ العُصْفُورُ كَثْرَةُ رِيْشِهِ ... وَتَسْقُط إِذْ لا رِيْشَ فِيْهَا نُسُورُهَا الحُطَيْئَةُ: [من الطويل] 11467 - فَهَذَا بَدِيْهٌ لا كتَحَيّرِ قَائِلٍ ... إِذَا مَا أرَادَ القَوْلَ زَوَّرَهُ شَهْرَا ¬
[من المتقارب] 11468 - فَهَذَا بُكَايَ وَهُم جِيْرَةٌ ... فَكَيْفَ احْتِيَالِي إِذَا وَدَّعُوا الإمَامُ الشَّافِعِيُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: [من الوافر] 11469 - فَهَذَا زَاهِدٌ فِي قُرْبِ هَذَا ... وَهَذَا فِيْهِ أزْهَدُ مِنْهُ فِيْهِ الرِّضي المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 11470 - فَهَذَا وَعِيْدٌ سَطْوَتِي مِنْ وَرَائِهِ ... وَعُنْوَانُ نَارِي أنْ يَبِيْنَ دُخَانِي إنشَادُ الأصْمَعِي: [من الطويل] 11471 - فَهَذَا وَلَمَّا يَمْضِي للبَيْنِ لَيْلَةٌ ... فَكَيْفَ إِذَا مَرَّتْ عَلَيْكَ شُهُورُ حَكَى الأصْمَعِيُّ قَال: كُنْتُ بِالبَادِيَةِ فَأصَابَنِي وَعْكٌ وَأرَقْتُ لَهُ فَإِذَا مُنْشِدٌ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ بِصَوتٍ حَزِيْنٍ يَقُولُ: لَعُمْرَكَ أنِّي يَومَ بَانُوا فَلَمْ أمُتْ ... خُفَاتًا عَلَى آثَارِهِم لَصَبُورُ غَدَاةَ المُنَقَّى إِذَا رُمِيْتُ بِنَظْرَةٍ ... وَنَحْنُ عَلَى مَتْنِ الطَّرِيْقِ نَسِيْرُ فَغَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ حَتَّى كَأَنَّهَا ... لِنَاظِرِهَا غُصْنٌ بُرَاحُ مَطِيْرُ فَقُلْتُ لِقَلْبِي حِيْنَ خَفَّ بِهِ الهَوَى ... وَكَادَ مِنَ الوَجْهِ المسِرِّ يَطِيْرُ أَهَذَا وَلَمَّا يَمْضِ للبَيْنِ لَيْلَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأصْبَحَ أعْلامُ الأحِبَّةِ دُونَهَا ... مِنَ الأرْضِ غُولٌ نَازحٌ وَمَسِيْرُ وَأصْبَحْتُ نَجْدِيَّ الهَوَى مُتَّهِمَ ... النَّوَى أئِنُّ اشْتِيَاقًا أنْ نَحِنَّ بَعِيْرُ عَسَى اللَّهُ بَعْدَ النَّأْي أنْ تُسْعِفَ النَّوَى ... وَيُجْمَعُ شَمْلٌ بِعْدَهَا وَسُرُورُ ¬
قَالَ الأصْمَعِيُّ: وَكُنْتُ مَحْمُومًا فَلَمَّا سَمِعْتُ هَذِهِ الأبْيَات سَكَنَتْ عَنِّي الحُمَّى حَتَّى مَا أُحِسُّ بِهَا وَاسْتَرَحْتُ لِذَلِكَ. ابْنُ زِبَادَةَ: [من البسيط] 11472 - فَهَذِهِ الشَّمْسُ يَعْتَنُّ الكُسُوفُ لَهَا ... عَلَى جَلالَتِهَا بِالرَّأسِ وَالذَّنَبِ هُوَ قَوَامُ الدِّيْنِ أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بن سَعِيْدِ بنِ هِبَةِ اللَّهِ بنِ عَلِيّ بنِ عَلِي بنِ زِبادَةَ البَغْدَادِيُّ الوَاسِطِيُّ. [من الطويل] 11473 - فَهَذِي سُيُوفٌ يَا صُدِيَّ بنَ مَالِكٍ ... حِدَادٌ وَلَكِنْ أيْنَ بِالسَّيْفِ ضَارِبُ جَمِيْلٌ: [من الطويل] 11474 - فَهَذِي شُهُورُ الصَّيْفِ عَنَّا قَدْ انْقَضَتْ ... فَمَا للنَّوَى تَرْمِي بِلَيْلِي المَرَامِيَا [من السريع] 11475 - فَهَكَذَا مَذْهَبُ أهْلِ الهَوَى ... تَرَاهُمُ فِي الحُبِّ طَوْعَ الحَبِيْبِ [من الخفيف] 11476 - فَهَكَذَا يَذْهَبُ الزَّمَانُ وَيَفْـ ... ـنَى العِلْمُ فِيْهِ وَيُدْرَسُ الأثَرُ [من الخفيف] 11477 - فَهَكَذَا يَذْهَبُ الأنَامُ وَيَفْـ ... ـنَى الخَلقُ طُرًّا وَيُدْرَسُ الخَبَر وَمِنْ بَابِ (فَهَلْ) (¬1): فَهَلْ أَنَا إِلَّا قَطْرَةٌ مِنْ سَحَابَةٍ ... وَلَو أنَّنِي ألَّفْتُ ألْفَ كِتَابِ ¬
البُحْتُرِيُّ: [من الخفيف] 11478 - فَهَلِ الحَادِثَاتُ يَابْنَ عُوَيْفٍ ... تَارِكاتِي وَلُبْسَ هَذَا السَّوَادِ ابْنُ المُعْتَزّ: [من الطويل] 11479 - فَهَلْ رَأيْتَ جَدِيْدًا لَمْ يَعُدْ خَلَقًا ... وَهَلْ سِمِعْتَ بِصَفْوٍ لَمْ يَعُدْ كَدرَا الفَرَزْدَق: [من الطويل] 11480 - فَهَلْ ضَرْبةُ الرُّوميِّ جَاعِلَةٌ لَكُمْ ... أبًا عَنْ كُلَيْبٍ أو أبًا مِثْلَ دَارِمِ وَمِنْ بَابِ (فَهَلْ) (¬1): فَهَلْ أَنَا إِلَّا قَطْرَةٌ مِنْ سَحَابَةٍ ... وَلَو أنَّنِي ألَّفْتُ ألفَ كِتَابِ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ: [من الوافر] 11481 - فَهَلْ مِنْ خَالِدٍ إمَّا هَلَكْنَا ... وَهَلْ بِالمَوتِ يَا للنَّاسِ عَارُ قيل: دَخَل عَمْرُو بن سَعِيْدٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ فِي مَرضَتِهِ الَّتي مَاتَ فِيْهَا فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ لَقَدْ انْخَرَطَ أنْفُكَ وَذَبُلَتْ شَفَتَاكَ وَتَغيَّرَ لَوْنُكَ وَمَا رَأيْتُ أحَدًا مِنْ أهْلِ بَيْتِكَ فِي مِثْلِ حَالِكَ إِلَّا مَاتَ. فَقَالَ مُعَاوِيَةَ مُتَمَثِّلًا: فَإنَّ المَرْءَ لَمْ يُخْلَقْ حَدِيْدًا ... وَلَا جَبَلًا تَوَقَّلُهُ الوَبَارُ وَلَكِنْ كَالشِّهَابِ بَدَا وَيَخْبُو ... وَهَذَا المَوْتُ عَنْهُ مَا يُحَارُ فَهَلْ مِنْ خَالِدٍ إمَّا هَلَكْنَا. البَيْتُ الأَرَّجَانِيُّ: [من الطويل] 11482 - فَهَلْ نَظْرَةٌ فِي الخَلْقِ تَصْقُلُ نَاظِرِي ... فَكَمْ فِيْهِمْ للعَيْنِ مِنْ نَظَرٍ يُصْدِي ¬
محَمَّد بن هَانِئٍ: [من الطويل] 11483 - فَهَلْ هَذِهِ الأيَّامُ إِلَّا كَمَا خَلا ... وَهَلْ نَحْنُ إِلَّا كَالقُرُونِ الأوَائِلِ وَيُرْوَى: وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا كَالزَّمَانِ الَّذِي مَضَى ... وَمَا نَحْنُ إِلَّا كَالقُرُونِ الأوَائِلِ [من الطويل] 11484 - فَهَلْ هِيَ إِلَّا لَيْلَة غَابَ نَحْسُهَا ... أُصلِّي لِرَبِّي بَعْدَهَا وَأتُوبُ قَبْلَهُ: أتَانَا بِهَا صَفْرَاءَ يَزْعُمُ أَنَّهَا ... زَبِيْبٌ فَصَدَّقْنَاهُ وَهُوَ كَذُوبُ فَهَلْ هِيَ إِلَّا لَيْلَة غَابَ نَحْسُهَا. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ: [من السريع] 11485 - فَهَلْ لأنْسٍ بَانَ مِنْ رَجْعَةٍ ... وَهَلْ لِحَالٍ فَسَدَتْ مِنْ صَلاحْ حُمِيْدُ بن ثَورٍ فِي ذِئْبٍ: [من الطويل] 11486 - فَهَمَّ بِأمْرٍ ثُمَّ أزْمَعَ غَيْرَهُ ... وَإِنْ ضَاقَ رِزْق مَرَةً فَهْوَ وَاسِعُ قَبْلَهُ يَصِفُ ذِئْبًا: إِذَا مَا غَدَا يَوْمًا رَأيْتَ غَيَايَةً ... مِنَ الطَّيْرِ يَنْظُرْنَ الَّذِي هُو صَانِعُ فَهَمَّ بِأمْرٍ ثُمَّ أزْمَعَ غيْرَهُ. البَيْتُ القُطَّامِيُّ: [من البسيط] 11487 - فَهُنَّ يَنْبِذْنَ مِنْ قَولٍ يُصِبْنَ بِهِ ... مَوَاقعَ المَاءِ مِنْ ذِي الغُلَّةِ الصَّادِي ¬
قَال شَبِيْبُ بنُ البَرْصَاءِ: تُجْرَى أحَادِيْث تُلْهِنَا وَتُعْجِمُنَا ... يُشْفَى بِهَا حَيْثُ تَلْغَى غُلَّةُ الصادِي أخَذَهُ القُطَامِيُّ فَقَالَ: فَهُنَ يَنْبِذْنَ مِنْ قَوْلٍ. البَيْتُ أخَذَهُ فَأَحْسَنَ أخْذَهُ وَسَارَ مَسِيْرَ الشَّمْسِ وَهَذَا مِنْ بَابِ المَحْدُوْدِ وَالمَجْدُوْدِ وَهُوَ اشْتِهَارُ الآخِذِ بِالمَعْنَى دُونَ المَأخُوذِ مِنْهُ يَقُولُ القُطَامِيُّ فِي قَصِيْدَتِهِ هَذِهِ (¬1): وَفِي الحُدُورِ غُمَامَاتٌ بَرَقْنَ لنا ... حَتَّى تَصَيَّدَتْنَا مِنْ كُلِّ مُصْطَادِ يَقْتُلْنَنَا بِحَدِيْثٍ لَيْسَ نَعْرِفهُ ... مِنْ يَتَّقيْنَ وَلامَكْنُونُهُ بَادِي فَهُنَّ يَنْبذْنَ مِنْ قَولٍ يَصِبْنَ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإنْ قَدرت عَلَى يَومٍ جَزيْتُ بِهِ ... وَاللَّهُ يَجْعَلُ أقْوَامًا بِمِرْصَادِ المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 11488 - فَهُوَ أمْضَى فِي الرَّوْعِ مِنْ مَلِكِ المَوْ ... تِ وَأسْرَى فِي ظُلْمَةٍ مِنْ خَيَالِ وَمِنْ بَابِ (فَهُوَ) قَوْل آخَرُ: فَهُوَ بَحْرٌ وَذَا الكِتَابُ لآل ... وَعَجِيْبٌ أتَخَافُ بَحْرٍ بِدُرِّ وَقَولُ أبْزُونَ العُمَانِيِّ (¬1): فَهَوَى التَّصَرُّفِ وَالتَّصرُّفُ فِي الهَوَى ... دَفَنَا شَبَابِي فِي عِذَارِي الشَّائِبِ فَتَألَّمِي مِنْ نَاظِرٍ أو نَاظِرٍ ... وَتَظَّلُمِي مِنْ حَاجِبٍ أو حَاجِبِ [من الخفيف] 11489 - فَهُوَ كَالخَمْرِ رِقَّةً وَصَفَاءً ... وَكَمَا التَذَّ عَيْشَهُ النَّشْوَانُ ¬
كَشَاجِمِ: [من مجزوء الرمل] 11490 - فَهْوَ كَالدِّيْنَارِ لا يُكْـ ... ــرِمُ إِلَّا مَنْ أذَلَّه أَبُو نصر بنُ نُبَاتَةَ: [من الخفيف] 11491 - فَهُوَ كَالشَّمْسِ بُعْدُهَا يَمْلأُ البَدْ ... رَ وَفِي قُرْبَهَا مُحَاقُ الهِلالِ زِيَادُ بنُ زَيْدٍ: [من الطويل] 11492 - فَهَوْنَكَ فِي حُبٍّ وَبُغْضٍ فَرُبَّمَا ... بَدَا جَانِبٌ مِنْ صَاحِبٍ بَعْدَ جَانِبِ [من الطويل] 11493 - فَهَوِّنْ وَلَا تَحْفِلْ إسَاءَةَ حَادِثٍ ... وَلَا فَرْحَةً سَرَّتْ فَكِلتَاهُمَا تَمْضِي ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الهزج] 11494 - فَهَلَّا كَانَ إمْسَاكٌ ... إِذَا لَمْ يَكُ إحْسَانُ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 11495 - فَهَلَّا كَانَ نَقْصُ الأهْلِ فِيْهَا ... وَكَانَ لأهْلِهَا مِنْهَا التَّمَامُ [من البسيط] 11496 - فَلا أُصَافحُ أُنْسِي بَعْدَ فُرْقَتِكُمْ ... حَتى يُصَافِحَ كَفُّ اللَّامِسِ القَمَرَا بَعْدَهُ: وَلَا أمَلُّ مَدَى الايّامِ ذِكْرَكُمُ ... حَتَّى يَمَلَّ نَسِيْمُ الرَّوْضةِ السَّحَرَا ¬
وَقَالَ الحَسَنُ بن مُحَمَّدٍ الشَّهْوَانِيُّ (¬1): [من الكامل] وَعُلُوّ قَدْرِكَ وَهُوَ أبْعَدُ غَايَةٍ ... فِي كُلِّ حَالٍ مِنْ عُلُوِّ الكَوْكَبِ لأُسَيِّرَنَّ مَدِيْحَكَ الحَسَنَ الَّذِي ... ألبَسْتهُ حُلَلَ الثَّنَاءِ الطَّيِّبِ وَلأَشكُرَنْ لَكَ فَضلَ مَا أوْلَيْتَنِي ... وَأبُثُنهُ بِلِسَانِ صِدْقٍ مُعْرِبِ حَتَّى يُحَدِّثَ مَنْ بِأرْضِ المَشْرِقِ الأقْصَى ... بِمَدْحِكَ مَن بِأهْلِ المَغْرِبِ الحُسَيْنُ بن مُطَيْرٍ الأسَدِيُّ: [من الطويل] 11497 - فَلا أَصْرِمُ الإخْوَانَ حَثَّى يُصَارِمُوا ... وَحَتَّى يَسِيْرُوا سِيْرَةً لا أسِيْرُهَا [من الطويل] 11498 - فَلا الجوْدُ بُفْنِي المَالَ وَالجَدُّ مُقْبِلٌ ... وَلَا البُخْلُ يُبْقِي المَالَ وَالجَدُّ مُدْبِرُ [من الطويل] 11499 - فَلا الجوْدُ يُفْنِيْهَا إِذَا هِيَ أقْبَلَتْ ... وَلَا البُخْلُ يُبْقِيْهَا إِذَا هِيَ تُدْبِرُ قَبْلَهُ: فَانْفِقْ عَلَى مَاخَيَّلْت غَيْرَ مُقْتِرٍ ... وَانْفِقْ عَلَى مَاخَيَّلتْ حِيْنَ تُعْسِرُ فَلا الجودُ يُفْنِيْهَا إِذَا هِيَ أقْبَلَتْ. البَيْتُ ذُو الرُّمَّةِ يَمْدَحُ: [من الطويل] 11500 - فَلا الفُحْشَ مِنْهُ يَرْهَبُونَ وَلَا الخَنَا ... عَلَيْهِم وَلَكِنْ هَيْبَة هِيَ مَا هَبَا يَزِيْدُ بنُ الطَّثْرِيّةِ: [من الطويل] ¬
11501 - فَلا الكَيْسُ يُدْنِي مِنْ تَأَجُّلِ وَقْتِهِ ... وَلَا العَجْزُ عَنْ نَيْلِ المَطَالِبِ حَابِسُ [من الطويل] 11502 - فَلا اليَّأْسُ بُسْلِبُنِي وَلَا القُرْبُ نَافِعِي ... وَهَلْ بَعْدَ هَذَا للمُحِبِّيْنَ مَطْلَبُ 11503 - فَلا أمَلٌ إِلَّا إلَيْكَ طَرِيْقُهُ ... إِذَا النَّفْسُ نَاجَاهَا بِنُجْحٍ ضَمِيْرُهَا 11504 - فَلا أَنَا بِالعِرْفَانِ بِاليَأسِ قَانعٌ ... وَلَا النَّفْسُ عمَّا لا تَنَالُ تَطِيْبُ 11505 - فَلا أَنَا مِمَّنْ يَرْفَعُ الشِّعْرُ قَدْرَهُ ... وَلَا الشِّعْرُ مِمَّا يَرْفَعُ القَدْرَ أو يُعْلِي 11506 - فَلا أنْتَ فِي الأيْقَاظِ يَقْظَانُ حَازِمٌ ... وَلَا أنْتَ فِي الأمْوَاتِ نَاجٍ فَسَالِمُ كَانَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الأبْيَاتِ كَثِيْرًا وَيُرَدِّدُهَا فِي خُلوَاتِهِ وَهِىَ: نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لازِمُ وَتُشْغَلُ فِيْمَا سَوفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ ... كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيْشُ البَهَائِمُ فَلا أنْتَ فِي الأحْيَاءِ يَقْظَانُ حَازِمٌ. البَيْتُ [من البسيط] 11507 - فَلا الإقَامَةُ تُدْنِي النَّفْسَ مِنْ تَلَفٍ ... وَلَا الفِرَارُ مِنَ الأحْدَاثِ يُنْجِيْهَا ¬
الحُسَيْنُ بنُ الضَّحَّاك: [من الطويل] 11508 - فَلا بَاتَ لَيْلُ الشَّامِتِيْنَ بِغبْطَةٍ ... وَلَا بَلَغَتْ آمَالَهَا مَا تَمَنَّتِ أبَيَاتُ ابْنُ الضَّحَّاكِ فِي قتلِ الأمِيْنِ وَسَلْبُ زَبَيْدَةَ يَقُولُ مِنْهَا: وَمِمَّا شَجَا قَلْبِي وَكفْكَفَ عبْرَتِي ... مَحَارِمُ مِنْ آلِ النَّبِيِّ اسْتُحِلَّتِ وَمَهْتُوكَةُ بِالخُلْدِ عَنْهَا سُجُوفُهَا ... كَعَاب كَقَرْنِ الشَّمْسِ حِيْنَ تَبَدَّتِ إِذَا حَفَزَتْهَا رَوْعَةٌ مِنْ مُنَازعٍ ... لَهَا المِرْط عَاذَتْ بِالجُشُوعِ وَرَنَّتِ أرُدُّ يَدًا مِنِّي إِذَا مَا ذَكَرْتُهَا ... عَلَى كَبْدٍ حَرَّى وَقَلْبٍ مُفتَتِ فَلا بَاتَ لَيْلُ الشَّامِتِيْنَ بِغِبْطَةٍ. البَيْتُ [من المتقارب] 11509 - فَلا بُدَّ للضِّيْقِ مِنْ فَارِجٍ ... وَلَا بُدَ للهَمِّ مِنْ كَاشِفِ [من الكامل] 11510 - فَلأبْكِيَنَّ عَلَيْهِ حَتَّى لا أرَى ... مُبْكًى لِسَيْفٍ قَاطِع وَسِنَانِ يَاقُوتُ الحَمْوِيُّ: [من الطويل] 11511 - فَلا تَأتيْنَ هَجْرَ الصَّدِيْقِ تَعَمُّدًا ... فَفِي صَرْفِ هَذَا الدَّهْرِ مَا شِئْتَ مِنْ هَجْرِ قَبْلَهُ: نَكِرْتُ الوَرَى حَتَّى نَكِرْتُ أبَا نَصرِ ... وَأيُّ أخٍ مَا غَيَّرَتهُ يَدُ الدَّهْرِ لَئِنْ غَيَّرَتْهُ الحَادِثَاتُ فَطَالَمَا ... غَنِيْتُ وَإيَّاهُ لَكَالمَاءِ وَالخَمْرِ وَإِنْ قَصَّرَتْ أيَّامُ صَفْوِ وِدَادِنَا ... فَمَا فِي لِيَالِي حَادِثِ الدَّهْرِ مِنْ قَصْرِ فَلا تأتِيَنْ هَجْرَ الصَّدِيْقِ تَعَمُّدًا. البَيْتُ ¬
[من الطويل] 11512 - فَلا تَأمَنِ الضِّغْنَ القَدِيْمَ فَإِنَّهُ ... يَعُودُ غُلامًا بَعْدَ مَا كَادَ يَهْرَمُ الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] 11513 - فَلا تَأمَنَنَّ الحَرْبَ إِنَّ اسْتِعَارَهَا ... كَضَبَّةَ إِذْ قَالَ: الحَدِيْثُ شُجُونُ قَوْلُ الفَرَزْدَق: فَلا تآمُنَنَّ الحَرْبَ. البَيْتُ هُوَ المَثَلُ يُضْرَبُ فِي الرَّجُلِ يَسْتَذْكِرُ بِهِ حَدِيْثًا غَيْرَهُ وَمِثْلُهُ قَولُهُم: ذَكَّرَتْنِي الطَّعْنَ كُنْتُ نَاسيا. قَالَ أبو عُبَيْدٍ أصلُهُ أَنَّ رَجُلًا حَمَل عَلَى رَجُلٍ لِيَقْتُلَهُ وَكَانَ فِي يَدِ المَحْمُولِ عَلَيْهِ رِمْحٌ فَأنْسَاهُ الدَّهْشُ وَالجَزَعُ مَا فِي يَدِهِ فَقَالَ لَهُ الحَامِلُ: ألْقِ الرُّمْحَ. فَقَالَ الآخَرُ: إِنَّ مَعِي رِمْحًا وأنَا لا أشْعرُ ذَكَّرْتَنِي الطَّعْنَ وَكُنْتُ نَاسِيًا ثُمَّ كَرَّ عَلَى صَاحِبِهِ فَطَعَنَهُ وَيُقَالُ قَتَلَهُ أو هَزَمَهُ. الدَّهْشُ: ذِهَابُ العَقْلِ مِنَ الوَالِهِ وَالفِعْلُ مِنْهُ دَهِشَ وَيُقَالُ أَنَّ الحَامِلُ صَخْر بنُ مُعَاوِيَةَ السَلمِيُّ وَالمَحْمُولُ عَلَيْهِ يَزِيْدُ بن الصعْقِ الجَّشْمِيُّ. وَفِي الحَدِيْثِ: الحَرْبُ خُدْعَةٌ. وَهُوَ المَثَلُ وَيُرْوَى بِفَتْح الخَاءِ وَضمِّهَا وَاخْتَارَ ثَعْلَبٌ الفَتْحَةَ وَقَالَ: ذُكِرَ لَنَا أنَها لُغَةُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ فَعُلَة مِنَ الخَدْع يَعْنِي أَنَّ المُحَارِبَ إِذَا خَدَعَ مَنْ يُحَارِبُهُ مَرَّةً وَاحَدَةً وَانْخَدَعَ لَهُ ظَفَرَ بِهِ وَهَزَمَهُ. وَالخُدْعَةُ بِالضَّمِّ مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُخْدَعُ فيها القِرُنُ. وَرَوَى الكَسَائِيُّ: خُدْعَةٌ بِضَمِّ الخَاءِ وَفَتْحُ الدَّالِ جَعَلَهُ نَعْتًا للحَرْبِ، أي إنَّهَا تَخْدَعُ الرِّجَالَ وَمِثْلُهُ هَمَزَةٌ لُمَزَةٌ للَّذِي يَهْمزُ وَهَذَا قِيَاسٌ. [من الطويل] 11514 - فَلا تَأمَنَنَّ الدَّهْرَ حُرًّا وَتَرْتَهُ ... وَلَا تَحْسَبَنَّ لَيْلَهُ عَنْكَ نَائِمَا قِيْلَ: أوْصَى يَزِيْدُ بنُ المُهَلَّبِ وَلَدَهُ بِوَصيَّةٍ وَتَمَثَّلَ فِيْهَا فَقَالَ: فَلا تأمَنَنَّ الدَّهْرَ حُرًّا وَتَرْتَهُ. البَيْتُ. ¬
وَقَالَ آخَرُ (¬1): [من الطويل] فَلا تَأمَنَنَّ الدَّهْرَ حُرًّا ظَلَمْتَهُ ... فَمَا لَيْلُ مَظْلُومٍ كِرِيْمٍ بِنَائِمِ القَاضِي الهَرَوِيُّ: [من الطويل] 11515 - فَلا تَأمَنَنَّ النَّاسَ أنَّى بَلَوْتَهُمْ ... فَلَمْ يَبْدُ لِي مِنْهُمْ سِوى الشَّرِّ فَاعْلَمِ بَعْدَهُ: فَإنْ تَلْقَ ذِئْبًا فَاطْلُبِ الخَيْرَ عِنْدَهُ ... وَأنْ تَلْقَ إنْسَانًا فَقُلْ رَبِّ سَلِّمِ يَزِيْدُ بنُ جَدْعَاءَ: [من الطويل] 11516 - فَلا تَأمَنَنَّ النَّاسَ إِلَّا أقَلَّهُمْ ... عَلَيْكَ فَفِيْهِم غِيْبَةٌ وَنَمِيْمُ أَبُو الفَتْحُ البُسْتِيُّ: [من المتقارب] 11517 - فَلا تَبْتَئِسْ بِصُرُوفِ الزَّمَانِ ... وَدَعْنِي فَإنَّ يَقِيْنِي يَقِيْنِي أحْمَدُ بنُ فَارِسٍ: [من الوافر] 11518 - فَلا تَبْعَثْ رَسُوْلَكَ فِي مُهِمٍّ ... فَمَا للنَّفْسِ نَاصِحَةٌ سِوَاهَا كُثّيِّرُ يَرْثِي: [من الوافر] 11519 - فَلا تَبْعَدْ فَكُلُّ فَتًى سَيَأتِي ... عَلَيْهِ المَوْتُ يَطْرُقُ أو يُغَادِي بَعْدَهُ: وَكُلُّ ذَخِيْرَةٍ لا بُدَّ يَوْمًا ... وَلَو بَقِيَتْ تَصِيْرُ إِلَى نَفَادِ فَلَو فُودِيْتَ مِنْ حَدَثِ المَنَايَا ... وَقَيْتُكَ بِالطَرِيْفِ وَبِالتِّلادِ قَيْسُ بنُ ذَرِيْحٍ: [من الطويل] ¬
11520 - فَلا تَبْكِيَنَّ فِي إثْرِ شَيْءٍ نَدَامَةً ... إذَا نَزَعَتْهُ مِنْ يَدَيْكَ النَّوَازعُ ابْنُ شُبْرُمَةَ: [من الوافر] 11521 - فَلا تَبْهِجْ بِعُرْفٍ تَشْتَرِيْهِ ... بِشُكْرِكَ إنَّهُ بِالشُّكْرِ غَالِي البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 11522 - فَلا تُتْبعِ المَاضِي سُؤَالَكَ لِمْ مَضَى ... وَعَرِّجْ عَلَى البَاقِي فَسَائِلْهُ لِمْ بَقِي ابْنُ حَيُّوسٍ: [من الطويل] 11523 - فَلا تَتَّخِذُوهُ بِذَنْبٍ فَإنْ تَكُن ... إسَاءَتَهُ سَهْوًا فَإحْسَانُهُ عَمْدا ابْنُ الرُّومِيُّ: [من الطويل] 11524 - فَلا تَتَّكِلْ إِلَّا عَلَى مَا فَعَلْتَهُ ... وَلَا تَحْسَبَنَّ المَجْدَ يُورَثُ بِالنَّسَبْ بَعْدَهُ: فَلَيْسَ يَسُودُ المَرْءُ إِلَّا بِنَفْسِهِ ... وَإِنْ عَدَّ آبَاءً كِرَامًا ذَوِي حَسَبِ إِذَا الغُصْنُ لَمْ يُثْمِرْ وَإِنْ كَانَ شُعْبَةً ... مِنَ الثَّمَرَاتِ اعْتَدَّهُ النَّاسُ فِي الحَطَبِ أَبُو هِلالٍ العَسْكَرِيُّ: [من الوافر] 11525 - فَلا تَجْزَعْ لَهَا وَاصْبِرْ عَلَيْهَا ... فَإنَّ الصَّبْرَ عُقْبَاهُ النَّجَاحُ القَاضِي أَبُو الحَسَنِ: [من الطويل] 11526 - فَلا تَجْزَعَنْ تِلْكَ السَّمَاءُ تَغَيَّمَتْ ... وَعَمَّا قَلِيْلٍ تَبْتَدِي فَتصُوبُ ¬
خَالِدُ بن زَهَيْرُ بن الحَارَثِ: [من الطويل] 11527 - فَلا تَجْزَعَنْ مِنْ سُنَّةٍ أنْتَ سِرْتَهَا ... فَأوَّلُ رَاضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيْرُهَا قَالَ مَسْرُورٌ الكَبِيْرُ: لَمَّا أمَرَنِي الرَّشِيْدُ بِقَتْلِ جَعْفَرَ بنِ يَحْيَى دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ أَبُو زَكَّارٍ الطُّنْبُورِيُّ وَهُوَ يُغَنِّيْهِ وَيَقُولُ: فَلا تَبْعَدْ فَكُلُّ فَتًى سَيَأتِي. البَيْتُ فَقُلْتُ فِي هَذَا واللَّهِ أتَيْتُكَ ثُمَّ أخَذْتُ بِيَدِهِ وَأمَرْتُ بِضَرْبِ رَقْبَتِهِ، فَقَالَ أَبُو زُكَّارٍ: نَشَدْتُكَ اللَّهَ إِلَّا ألْحَقْتَنِي بِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ قَالَ أغْنَانِي عَمَّنْ سِوَاهُ بِإحْسَانِهِ فَمَا أُحِبُّ أنْ أبْقَى بَعْدَهُ فَقُلْتُ أسْتَأمِرُ أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ في ذَلِكَ فَمَا أتَيْتُ الرَّشِيْدَ بِرَأسِ جَعْفَرٍ أخْبَرْتُهُ بِقِصَّةِ أَبِي زُكَّارٍ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ فِيْهِ مُصْطَنَعٌ فَاضْمُمْهُ إلَيْكَ وَانْظُر مَا كَانَ جَعْفَرُ يُجْرِيْهِ عَلَيْهِ فَأقِمْهُ لَهُ. كَانَ الوَزِيْرُ مُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ الزَّيَّاتُ يَقُولُ: الرَّحْمَةُ لا تَكُونُ إِلَّا مِنْ خَوَرٍ فِي الطَّبيْعَةِ، وَكَانَ قَدْ اتَّخَذَ تَنُّورًا مِنْ حَدِيْدٍ يُحْمَى عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَيُعَذَّبُ بِهِ العُمَّالُ فَلَمَّا أمَرَ الوَاَثِقُ مُعَذِّبِيْهِ بِحَبْسِهِ فِي ذَلِكَ التَّنُور الَّذِي اسْتَحْدَثَهُ لِعَذَابِ العُمَّالِ وَإطْبَاقِ طَبُقِهِ عَلَيْهِ جَعَلَ يَقُولُ لِمُعَذِّبِهِ: ارحَمْنِي فَرُفِعَ الخَبَرُ إِلَى الوَاثِقِ فَقَالَ: أيْنَ قَولُهُ لا تَكُونُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ خَوَرٍ فِي الطَّبيْعَةِ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَولِ خَالِدِ بن زَهَيْر بن الحَارَثِ: فَلا تَجْزَعَنْ مِنْ سُنَّةٍ أنْتَ سِرْتَهَا. البَيْتُ وَقِيْلَ للجَّاحِظِ: لِمْ خَذَلْتَ ابن الزَّيَّاتِ وَهَرَبْتَ مِنْهُ لَمَّا أصَابَتْهُ المِحْنَةُ وَقَدْ كَانَ صَاحِبَكَ وَصَدِيْقَكَ؟ فَقَالَ: خِفْتُ أنْ يُقَالَ ثَانِي اثنيْنِ إِذْ هُمَا فِي التَّنُّورِ. السُّلَمِيُّ: [من الطويل] 11528 - فَلا تَجْزَعَنْ مِنْ مَوْيهِ وَهُوَ نَاشِئٌ ... فَلَنْ يُنْكِرَنْ هَذَاكَ مَنْ جَرَّبَ الدَّهْرَا بَعْدَهُ: فَكُلُّ طَوِيْلِ المَجْدِ يَقْصُرُ عُمْرُهُ ... كَذَاكَ عِتَاقُ الطَّيْرِ أقْصَرُهَا عُمْرَا ¬
[من الطويل] 11529 - فَلا تَجْزَعْ وَإِنْ أعْسَرَتْ يَومًا ... فَقَدْ أيْسَرْتَ فِي الزَّمَنِ الطَّوِيْلِ بَعْدَهُ: وَلا تَيْأسْ فَإنَّ اليَأْسَ كُفْرٌ ... لَعَلَّ اللَّهَ يُغْنِي عَنْ قَلِيْلِ وَلا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنَّ سُوءٍ ... فَإنَّ اللَّهَ أوْلَى بِالجمِيْلِ وَإنَّ العُسْرَ تَتْبَعُهُ يَسَارٌ ... وَقَوْلُ اللَّهِ أصدَقُ كُلّ قِيْلِ عَلِيُّ بنُ الجَّهْمِ: [من الطويل] 11530 - فَلا تَجْزَعِي إمَّا أرَنَّتْ قُيُودُنَا ... فَإنَّ خَلاخِيْلَ الرِّجَالِ قُيُودُهَا حُارث بنُ زَيْدِ الخَيْلُ: [من الطويل] 11531 - فَلا تَجْزَعِي يَا أُمَّ عَمْرٍو فَإِنَّهُ ... تُصِيْبُ المَنَايَا كُلَّ حَافٍ وَذِي نَعْلِ بَعْدَهُ: وَلَوْلا الأسَى مَا عِشْتُ فِي النَّاسِ سَاعَةً ... وَلَكِنْ إِذَا مَا شِئْتُ جَاوَبَنى مِثْلِى أَبُو نَصْرُ بنُ نُباتَةَ: 11532 - فَلا تَجْعَلِ الحُسْنَ الدَّلِيْلَ عَلَى الفَتَى ... فَمَا كُلُّ مَصْقُولِ الغِرَارِ يَمَانِي قَوْلُ أَبِي نَصْرُ بن نُبَاتَةَ السَّعْدِيِّ: فَلا تَجْعَلِ الحُسْنَ الدَّلِيْلَ عَلَى الفَتَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَهَلْ يَنْفَعُ الفِتْيَانَ حُسْنُ وُجُوهِهِم ... إِذَا كَانَتْ الأعْرَاضُ غَيْرُ حَسَانِ إِذَا اللَّهُ لَمْ يَأذَنْ لِمَا أنْتَ طَالِبٌ ... أعَانَكَ فِي الحَاجَاتِ غَيْرُ مُعَانِ ¬
وَكُنْتُ إِذَا مَا حَاجَةٌ حَالَ ... دُونَهَا نَهار وَلَيْلٌ لَيْس يَعْتَذِرَانِ حَمَلْتُ عَلَى سُوءِ القَضاءِ مَلامَهَا ... وَلَمْ ألْزِمْ الأخوَان ذَنْبَ زَمَانِي [من الطويل] 11533 - فَلا تَجْعَلَنِّي للقُضَاةِ فَرِيْسَةً ... فَإنَّ قُضَاةَ العَالَمِيْنَ لُصُوصُ بَعْدَهُ: مَجَالِسُهُم فِيْنَا مَجَالِسُ شُرْطَةٍ ... وَأيْدِيْهِم دُونَ الشُّصُوصِ شُصُوصُ ابْنُ الدُّمَيْنَةِ: [من الطويل] 11534 - فَلا تَجْعَلِي بَيْنِي وَبَيْنِكِ ثَالِثًا ... فَكُلُّ حَدِيْثٍ جَاوَزَ اثْنَيْنِ ذَائِع طَهْمَانُ بن عَمْرٍو: [من الطويل] 11535 - فَلا تَحْسَبَنْ سِجْنَ اليَمَامَةِ دَائِمًا ... كَمَا لَمْ يَدُمْ عَيْشٌ لنَا بابَانِ قَبْلَهُ: أقْوُلُ لِبَوَّابَيَّ وَالسِّجْنُ مُطْبِقٌ ... وَطَالَ عَلَيَّ اللَّيْلُ مَا تَرَيَانِ فَقَالا نَرَى بَرْقًا يَلُوحُ فَمَا الَّذِي ... يَشُوقُكَ مِنْ بَرْقٍ يَلُوحُ يَمَانِي فَقُالا هَدَاكَ اللَّهُ للرُّشْدِ مَا لنَا ... بِمَعْصِيَةِ السُّلْطَانِ فِيْكَ يَدَانِ فَبِتُّ وَرَاءَ البَابِ أرقبُ نَبْضةً ... وَلَيْلايَ مِنْ نَفْخِ الصِّبَا صرِدَانِ فَلا تَحْسَبَنْ سِجْنَ اليَمَامَةِ دَائِمًا. البَيْتُ أَبُو دُلَفٍ: [من الطويل] 11536 - فَلا تَحْسَبَنْ مَا نَالنَا مِن مُصِيْبَةٍ ... دَعَا جَزْعًا قَولِنَا الشِّعْرَا ¬
أبُو الشَّيْصِ: [من الطويل] 11537 - فَلا تَحْسَبَنَّا حِيْنَ نُغْضِي عَلَى القَذَى ... بِنَا صَمَمٌ عَنْ سُوءِ رَأيِكَ أو عَمَى بَعْدَهُ: وَلَكِنْ تَدَبَّرْنَا أمُورًا فَلَمْ نَجِدْ ... إِلَى شَتْمِ أعْرَاضِ العَشِيْرَةِ سُلَّمَا صُرَّدُرَّ: هُوَ أَبُو مَنْصُور عَلَيَّ بن الحُسَيْن بن عَلِي بن الفَضْلِ الكَاتِب المَعْرُوفُ بِصرَّدُرَّ: [من الطويل] 11538 - فَلا تَحْسَبَنَّ الدُّرَّ فِي البَحْرِ وَحْدَهُ ... فَقَدْ تُخْرِجُ الأفْوَاهُ مِنْ لَفْظِهَا دُرَّا ابْنُ الرُّومِيُّ: [من الطويل] 11539 - فَلا تَحْسَبَنَّ الشَّرَّ يَبْقَى فَإِنَّهُ ... شِهَابُ حَرِيْقٍ وَاقِدٌ ثُمَّ خَامِدِ بَعْدَهُ: سَتَألَفُ فُقْدَانَ الَّذِي قَدْ فَقَدْتَهُ ... كَإِلْفِكَ وجدَانَ الَّذِي أنْتَ وَاجِدُ وَمَنْ لَمْ يَزَل يَرْعَى الشَّدَائِدَ فِكْرُهُ ... عَلَى مَهْلٍ هَانَتْ عَلَيْهِ الشَّدَائِدُ وَللشَّرِّ إقْلاعٌ وَللهَمِّ فَرْجَةٌ ... وَللخَيْرِ بَعْدَ المُؤْيِسَاتِ عَوَائِدُ وَكَمْ أعْقَبَتْ بَعْدَ البَلايَا مَوَاهِبٌ ... وَكَمْ أعْقَبَتْ بَعْدَ الرَّزَايَا فَوَائِدُ وَكَمْ سَيِّيءٍ يَوْمًا سَيَعْفُوهُ صَالِحٌ ... وَكَمْ شَامِتٌ يَوْمًا سَيَقْفُوهُ حَاسِدُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] 11540 - فَلَا تَحسِبَنْ هندًا لَهَا الغَدرُ وَحدَهَا ... سَجيَّةُ نَفسٍ كُلُّ غَانيةٍ هِندُ يَقُولُ مِنْهَا فِي مَدْحِ ابن سَيابةَ: [من الطويل] كَرِيْمٌ إِذَا ألْقَى عَصَاهُ مُخَيِّمًا ... بِأرْضٍ فَقَدْ ألْقَى بِهَا رِحْلَةُ المَجْدِ ¬
[من الطويل] 11541 - فَلا تَحْسِبُوا دَمْعِي لِوَجْدٍ وَجَدْتُهُ ... فَقَدْ تَدْمَعُ العَيْنَانِ مِنْ شِدَّةِ الضِّحْكِ [من الطويل] 11542 - فَلا تَحْسَبِي أَنَّ الغَرِيْبَ الَّذِي نَأَى ... وَلَكِنَّ مَنْ تَنْأيْنَ مِنْهُ غَرِيْبُ [من الطويل] 11543 - فَلا تَحْسَبِي أنِّي تَبَدَّلْتُ خِلَّةً ... سِوَاكِ وَلَا أنِّي بِغَيْرِكِ أقْنَعُ أبُو خَرَاشٍ: [من الطويل] 11544 - فَلا تَحْسَبِي أنِّي تَنَاسَيْتُ عَهْدَهُ ... وَلَكِنَّ صَبْرِي يَا أُمَيْمُ جَمِيْلُ اللَّجْلاجُ: [من الطويل] 11545 - فَلا تَحْسِدِ الكَلْبَ أكْلَ العِظَامِ ... فَعِنْدَ الخَرَاءَةِ مَا تَرْحَمُهُ بَعْدَهُ: وَيُرْوَى: تَظَلُّ تَشَكَّى عَلَيْهِ اسْتُهُ جَنَاةً جَنَاهَا عَلَيْهَا فَمُهُ فَعَمَّا قَلِيْلٍ تَرَى بأستِهِ ... كُلُومًا جَنَاهَا عَلَيْهِ فَمُهُ إِذَا مَا أهَانَ امْرُؤٌ نَفْسَهُ ... فلا أكْرَمَ اللَّهُ مَنْ يُكْرِمُهُ [من الطويل] 11546 - فَلا تَحْقِرَنْ شُكْر امْرِئٍ كُنْتَ مُنْعِمًا ... عَلَيْهِ فَإنَّ الشُّكْرَ أبْقَى مِنَ البرِّ ¬
[من الوافر] 11547 - فَلا تَحْلِف فَإِنَّكَ غَيْرُ بَرٍّ ... وَأكْذَبُ مَا تَكُونُ إِذَا حَلَفْتَا [من الطويل] 11548 - فَلا تَحْمَدَنَّ الدَّهْرَ ظَاهِرَ صَفْحَةٍ ... مِنَ المَرْءِ مَا لَمْ تَبْلُ مَا لَيْسَ يَظْهَرُ إسْمَاعِيْل بن أحْمَد الشَّاشِي: [من المتقارب] 11549 - فَلا تَحْمدَنْهَا عَلَى وَصْلِهَا ... فَفِي نَفَسِ الوَصْلِ هِجْرَانُهَا قَبْلَهُ: بَلَوْتُ الأمَانِي فَكَمْ تَبَّرَتْ ... بأدْنَى الإسَاءَةِ إحْسَانُهَا فَلا تَحْمَدَنْهَا عَلَى وَصلِهَا. البَيْتُ. [من الوافر] 11550 - فَلا تَحْمِل عَلَى رُبَعٍ فَلَيْسَتْ ... تَنُوءُ بِحمْلِهَا إِلَّا الفُحُولُ [من الطويل] 11551 - فَلا تَحْمِلَنَّا بَعْدَ سَمْعٍ وَطَاعَةٍ ... عَلَى غَايَةٍ فِيْهَا الشِّقَاقُ أو العَارُ [من الوافر] 11552 - فَلا تَخْشَى القَطِيْعَةَ إِنَّ قَلْبِي ... عَلَيْكَ اليَومَ مَأمُونًا أمِيْنَا ¬
[من الطويل] 11553 - فَلا تُخْلِنِي مِنْهَا فَإنَّ وُرُدَهَا ... لِعَيْنِي وَقَلْبِي قُرَّةٌ وَقَرَارُ قَبْلَهُ: وَفِي الكُتبِ نَجْوَى مَنْ يَعِزُّ لِقَاؤُهُ ... وَتَقْرِيْبُ مَنْ يَدْنُو إليهِ مَزَارُ فَلا تُخْلِنِي مِنْهَا فَإنَّ وُرُدَهَا. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (فَلا) قَوْلُ الأخْطَلِ يَهْجُو بَنِي كُلَيْبٍ (¬1): [من الوافر] فَلا تَدْخُلْ بُيُوتَ بَنِي كُلَيْبٍ ... وَلَا تَقْرَبْ لَهُمْ أبَدًا رِحَالا تَوارِقُ مُوْمساتِ يَكُدنَ ... يَنُكنَ بالحَدقِ الرَّجِالا قَصِيْرَاتِ الخُطى عَنْ كُلِّ خيْرُ ... إلى السَّوءَاتِ مُسُهِمةً رِعَالًا المُوْمَسِةُ: المرأَةُ الفَاجِرةُ. يَقُولُ نِسَاؤُهُم لِشدّة ما يُسَرِّقَنُ عُيُونَهُنَّ إلى الرِّجالُ يَكَدنَ يَنكن الرجال. [من الطويل] 11554 - فَلا تَذْكُرُوا كعْبًا إِذَا مَا نَسِيْتُمُ ... وَهَلْ مِنْ أدِيْمٍ لَيْسَ فِيْهِ أكَارِعُه المُتَنَبِّي: [من السريع] 11555 - فَلا تُرَجِّ الخَيْرَ عِنْدَ امْرِئٍ ... مَرَّتْ يَدُ النَّخَاسِ فِي رَأسِهِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُعَاوِيَة: [من المتقارب] 11556 - فَلا تَرْكبَنَّ الشَّنِيْعَ الَّذِي ... تَلُومُ أخَاكَ عَلَى مِثْلِهِ بَعْدَهُ: ¬
وَلا تُتْبِعِ الطَّرْفَ مَا لا تَنَالُ ... وَلَكِنْ سَلِ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بن مُعَاوِيَةَ المِصْرَاعَ الأخِيْرُ مِن قَوْلِ سَلَمٍ الخَاسِرِ حَيْثُ يَقُولُ: [من المتقارب] فَلا تَسْألِ النَّاسَ مِنْ فَضْلِهِمْ ... وَلَكِنْ سَلِ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [من الوافر] 11557 - فَلا تُرْمَى بِي الرَّجوَانِ إنِّي ... أقَلُّ القَومَ مَنْ يُغْنِي غَنَائِي قَولُه: فَلَا تُقذفُ بي الرَّجَوانِ، هَذَا مَثَلٌ سَايِرٌ يُقالُ: رُمَيْتُ الرَّجَوَانِ إِذَا تَركتَهُ مِنَ يَدِكَ، وَالرَّجَا مَقْصُورٌ جَانِبُ البِئْرِ وَكَتَابَتُهُ بالأَلِفِ لأنه ثنُيَّ بالوَاوِ، يقولُ لا تَركُنني مِنْ يَدِكَ ولا تُضَيِّعَني كَمَنْ يُرمَى بهِ جَوانِبَ البئَرِ، ويُرُوَى فَلَا يُقَذَف في الرجَوانِ والأرجاءُ الجَوانِبُ، أي حَتّى مَتَى أُجْفَى وأُقْصَى وَلَا أُقْرَّبُ. سأل أبو العتاهية الوزير أبا جعفر أحمد بن يوسف أيام وزارته للمأمون حاجة فوعده بقضائها ومرّ على ذلك أيام ثم ذكّره ثالثة فوعده أنه إذا فرغ من مهامّه قَضَى لَهُ حَاجَتَهُ. فَكَتَبَ أَبُو العَتَاهِيَةِ إلَيْهِ: إِذَا فَرغَ الوَزِيْرُ أعَزَّهُ اللَّهُ مِنْ أَشْغَالِهِ احْتَجْتُ أَنَا وَهُوَ إِلَى ذِي شِغْلٍ نُنِيْخُ بِهِ رَجائَنَا وَنَسْألَهُ حَوَائِجَنَا وَكَتَبَ بَعْدَه (¬1): أبَا جَعْفَرٍ إِنَّ الوِزَارَةَ إِنْ تكنْ مُنَبِّلَةً ... قَوْمًا فَأنْتَ لَهَا نُبْلُ فَلا تَعْتَذِرْ بِالشُّغْلِ عَنَّا فَإنَّمَا تُنَاطُ ... بِكَ الآمَالُ مَا اتَّصَلَ الشُّغْلُ وَهَذَا البَيْتُ تَضمِيْنٌ. وَقَالَ آخَرُ فِي مِثْلِهِ (¬2): لا تَعْتَذِرْ بِالشُّغْلِ عَنَّا إِنَّمَا ... تُرْجَا لأنَّكَ دَائِبًا مَشْغُولُ وَإِذَا فَرغْتَ وَلَا فَرغْتَ فَغَيْرُكَ ... المَرْجوُّ لِلْحَاجَاتِ وَالمَأمُولُ وَقَرِيْبٌ مِنْهُ فِي الإذْكَارِ قَوْلُ آخَرُ: ¬
جِئْتُكَ لِلإذْكَارِ مُسْتَحْرِضًا ... لا لِتَغَاضِيْكَ وَحُوْشِيْتَا فَلَسْتَ بِالمُهْمِلِ لَكِنَّمَا ... لِكُثْرَةِ الأشْغَالِ أُنْسِيْتَا سَلَمُ الخَاسِرُ: [من المتقارب] 11558 - فَلا تَسْألِ النَّاسَ مِنْ فَضْلِهِمْ ... وَلَكِنْ سَلِ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ سَعِيْدُ بنُ حُمَيْدٍ: [من الطويل] 11559 - فَلا تَسْرَحَنَّ الطَّرْفَ فِي كُلِّ مَنْظَرٍ ... فَإنَّ مَعَارِيْضَ البَلاءِ كَثيْرُ قَبْلَهُ: نَظَرْتُ فَقَادَتْنِي إِلَى الحَتْفِ نَظْرَةٌ ... إلَيْكَ بِمَكْنُونِ الضَّمِيْرِ تُشِيْرُ فَلا تَسْرَحَنَّ الطَّرْفَ فِي كُلَ مَنْظَرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَمْ أَرَ مِثْلَ الحُبِّ أسْقَمَ ذَا الهَوَى ... وَلَا مِثْلَ حُكْمِ الحُبِّ كَيْفَ يَجُوْرُ لَقَدْ صُنْتُ سِرِّي فِي الضَّمِيْرِ لَوَ أنَّهُ ... يُصَانُ لِذِي الطَّرْفِ النمُومِ ضَمِيْرُ [من المتقارب] 11560 - فَلا تَسْمَعُوا قَولَ وَاشٍ بِنَا ... وَلَا نَحْنُ نَسْمَعُ مَا حَدَّثُونَا الشَّيْبَانِيُّ: [من الوافر] 11561 - فَلا تَشْرَبْ بِلا طَرَبٍ فَإنِّي ... رَأيْتُ الخَيْلَ تَشْرَبُ بِالصَّفِيْرِ قَبْلَهُ: وَكَانَ يُغَنَي بِهِ ابْنُ طُنْبُورَةَ المُغَنّي وَهُوَ تِلْوُ الغَرِيْضِ. وَفُتْيَانٍ عَلَى شَرَفٍ جَمْيَعًا ... دَلَفْتُ لَهُمْ بِبَاطِيَةٍ هَدُوْرِ كَأني لَمْ أدُلَّهُمُ بِنَارِي ... وَلَمْ أُطْعِمْ بَعَرْصَتِهَا صُقُوْرِي ¬
فَلا تَشْرَبُ بِلا طَرَبٍ. البَيْتُ [من الوافر] 11562 - فَلا تَشْلَلْ يَدٌ فَتَكَتْ بِعَمْرٍو ... فَإِنَّكَ لَنْ تَذِلَّ وَلَنْ تُضَامَا أَبُو فِرَاس بن حَمْدَانَ: [من الطويل] 11563 - فَلا تَصِفَنَّ الحَرْبَ عِنْدِي فَإنَّهَا ... طَعَامِي مُذْ بِعْتُ الصِّبَا وَشَرَابِي بَعْدَهُ: وَقَدْ عَرَفَتْ وَقْعَ المَسَامِيْرِ مُهْجَتِي ... وَشُقِّقَ عَنْ زُرْقِ النُّصُولِ إهَابِي وَلَجَّجْتُ فِي حُلْوِ الزَّمَانِ وَمُرِّهِ ... وَأنفَقْتُ مِنْ عُمْرِي بِغَيْرِ حِسَابِ الأعْشَى: [من الطويل] 11564 - فَلا تَطْلُبَنَّ الوُدَّ مِنْ مُتَبَاعِدٍ ... وَلَا تَنَأَ عَنْ ذِي بُغْضَةٍ إِنْ تَقَرَّبَا بَعْدَهُ: فَإنَّ القَرِيْبَ مَنْ تَقْرِبْ نَفْسَهُ ... لَعَمْرُ أبِيْكَ الخَيْر لا مَنْ تَنَسَّبَا الرَضيّ المَوْسَوِيُّ: [من المتقارب] 11565 - فَلا تَطْلُبَنَّ لَهُم عَثْرَةً ... سَتَأتِيْهِم هِيَ مِنْ ذَاتِهَا أَبُو عَلِيٍّ البَصِيْرُ: [من الطويل] 11566 - فَلا تَعْتَذِرْ بِالشُّغْلِ عَنَّا فَإنَّمَا ... تُنَاطُ بِكَ الآمَال ما اتَّصَلَ الشُّغْلُ عُبَيْدُ بن أيُّوبَ العَنْبَرِيُّ: [من الطويل] ¬
11567 - فَلا تَعْتَرِض فِي الأمْرِ تُكْفَ مَؤُنَةً ... وَلَا تَنْصَحَنْ إِلَّا لِمَنْ هُوَ قَابِلُه بَعْدَهُ: وَلَا تَخْذُلِ المَوْلَى إِذَا مَا مُلِمَّةٌ ... ألَمَّتْ وَنَازِلْ فِي الوَغَى مَنْ يُنَازِلُه وَلَا تَحْرِمِ المَرْءَ الكَرِيْمَ فَإِنَّهُ ... أخُوكَ وَلَا تَدْرِي لَعَلَّكَ سَائِلُه أنَشد المُبَرَّدُ: [من الوافر] 11568 - فَلا تَعْجَبْ لإسْرَاعِي إلَيْهِ ... فَإنَّ لِمِثْلِهِ خُلِقَ القِيَامُ حَدَّثَ عَلِيّ بن سُلَيْمَانَ الأخْفَشُ قَالَ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ أَبِي العَبَّاسِ المُبَرِّدِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ البُحْتُرِيُّ، فَقَامَ إلَيْهِ أَبُو العَبَّاسِ، فَأكْبَرَهُ البُحْتُرِيُّ عَن ذَلِكَ، وَأجَلَّهُ فَأنْشَدَ المُبَرِّدُ: [من الوافر] أيُنْكِرُ أنْ أقُومَ إِذَا بَدَا لِي ... لأُكْرِمُهُ وَأُعْظمَهُ هِشَامُ فَلا تَعْجَبْ لإسْرَاعِي إلَيْهِ. البَيْتُ وَقَالَ المُبَرِّدُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ فِيْهِ أيْضًا (¬1): [من المتقارب] وَلَمَّا بَصُرْنَا بِهِ مُقْبلًا ... نَقَضْنَا الحُبَى وَابْتَدَرْنَا القِيَامَا فَلا تُنْكِرَنَّ قِيَامِيَ لَهُ ... فَإنَّ الكَرِيْمَ يُجِلُّ الكِرَامَا [من الطويل] 11569 - فَلا تَعْجَبِي يا سَلْمُ إن قَلَّ دِرْهَمٌ ... فَمَا قَلَّ حَتَّى قَلَّ مَنْ يَطلبُ الحَمْدَا مُحَمَّد بن عِيْسَى بن طَلْحَةَ بن عَبْدُ اللَّهِ: [من الوافر] 11570 - فَلا تَعْجَلْ عَلَى أحَدٍ بِظُلْمٍ ... فَإنَّ الظُّلْمَ مَرْتَعُهُ وَخِيْمُ ¬
حَدَّثَ الأَصْمَعِيُّ وَيُكَنَّى بِأبِي بَكْرٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ المَلِكِ بنِ قَرِيْبِ بنِ عَاصِم بنِ عَبْدَ المَلِكِ بن عَلِيِّ بن أصمَعَ بن مَظْهَر بن رِيَاح بن عَمْرُو بن عَبْدُ اللَّهِ البَاهِلِيُّ وَكَانَ الرَّشِيْدُ يُسَمِّيْهِ شَيْطَانَ الشِّعْرِ قَالَ أَبُو العَيْنَاء: تُوَفّي الأصْمَعِيُّ بِالبَصرَةِ وَأَنَا حَاضِرٌ في سَنَةِ ثَلاثِ عَشرةَ وَمِائَتَيْنِ وَصَلَّى عَلَيْهِ الفَضْلُ بنُ إسْحَاقَ. وَقِيْلَ مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعُ عَشرَةَ وَمِائَتَيْن. أو سَنَةِ سِتِّ عَشرَةَ وَمِائَتَيْن. قَالَ الأصْمَعِيُّ قَالَ لِي الرَّشِيْدُ: أنْشُدْنِي أبْيَاتًا تَشْتَمِلُ عَلَى مَحَاسِنِ الأخْلَاقِ وَشَرَائِفِ الأعْمَالِ وَمَصالح الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَأنْشَدْتُهُ: فَلا تَعْجَلْ عَلَى أحَدٍ بِظلْمٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلا تَفْحَشْ وَإِنْ مُلّئْتَ غَيْظًا ... عَلَى أحَدٍ فَإنَّ الفُحْشَ لُوْمُ وَلَا تَقْطَع أخًا لَكَ عِنْدَ ذَنْبٍ ... فَإنَّ الذَّنْبَ يَغْفِرُهُ الكَرِيْمُ وَلَا تَجْزَعْ لِرَيْبِ الدَّهْرِ وَاصْبُرْ ... فَإنَّ الصَّبْرَ فِي العُقْبَى سَلِيْمُ فَمَا جَزَعٌ بِمُغْنٍ عَنْكَ شَيْئًا ... وَلا مَا فَاتَ تُرْجِعُهُ الهُمُومُ الأبْيَاتُ الخَمْسُ. فَقَالَ الرَّشِيْدُ وَاللَّهِ لَو اسْتَعْمَلَ هَذ الوَصِيَّةِ لَمَا تَدَنَّسَ أحَدٌ فِي الدُّنْيَا العَارَ وَلَا أُدْخِلَ فِي الآخِرَةِ النَّارَ. [من الطويل] 11571 - فَلا تَعْجَلَنْ إِنَّ القُدُورَ إِذَا غَلَتْ ... سَيَخْرُجُ مَا فِي جَوفِهَا بِالمَغَارِفِ [من الطويل] 11572 - فَلا تَعْذِرَانِي فِي الإسَاءَةِ إنَّهُ ... شِرَارُ الرِّجَالِ مَنْ يُسِيْءُ فَيُعْذَرُ وَمِنْ بَابِ (فَلا تَغْتَرَّ) قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بن عَلِيّ بن غَازي الحَلِبيِّ (¬1): فَلا تَغْتَرَّ مِنْ خَلٍّ بِوَصْلٍ ... وَلا بِتَوَدُّدٍ عِنْدَ التَّلاقِي فَكَمْ بَيْتٍ نَضيْرٍ رَاقَ حُسْنًا ... عَيَانًا وَهُوَ مُرٌّ فِي المَذَاقِ ¬
[من المتقارب] 11573 - فَلا تَغْتَرِرْ بِاسْمِهِ كَاتِبًا ... فَذَاكَ لَهُ لَقَبٌ كَاذِبُ أبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 11574 - فَلا تَغَتَرِرُ بِالنَّاسِ مل كُلُّ مَنْ تَرَى ... أخُوْكَ إِذَا أوْضِعْتَ فِي الأمْرِ أوضَعَا أبْيَاتُ أَبُو فِرَاسٍ قَالَهَا وَهُوَ أسِيْرٌ وَقَدْ طَلَبَ مِنْ سَيْفِ الدَّوْلَةِ تَخْلِيْصهُ فَأبْطَأ عَنْهُ يَقُوْلُ مِنْهَا: فَلا تَغْتَرِرْ بِالنَّاسِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا تَتَقَلَّدُ مَا يَرُوقُكَ جَلْبُهُ ... تَقَلَّد إِذَا حَارَبْتَ مَا كَانَ أقْطَعَا وَلَا تَقْبَلَنَّ القَوْلَ مِنْ كُلِّ قَائِلٍ ... سَأُرْضيْكَ مَرْأى لَسْتُ أُرْضيْكَ مَسْمَعَا وَللَّهِ إحْسَانٌ إلَيَّ وَنعْمَةٌ ... وَللَّهِ صنْعٌ قَدْ كَفَانِي التَّصَنُّعَا يَقُوْلُ مِنْهَا فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ بنِ حَمْدَانَ: فَإنْ بِكَ بُطْءٌ مَرَّةً فَلَطَالَمَا ... تَعَجَّلَ نَجْوَى الجمِيْلِ وَأسْرَعَا فَإنْ يَجْفُ فِي بَعْضِ الأُمُورِ فَإنَّنِي ... سَأشْكُرُهُ النُّعْمَى الَّتِي كَانَ أوْدَعَا المُتَنَبِّيّ: [من الوافر] 11575 - فَلا تَغُرَّرْكَ ألْسِنَةٌ مَوَالٍ ... تُقَلَّبُهنَّ أفْئِدَةٌ أعَادِي بَعْدَهُ: وَكُنْ كَالمَوْتِ لا يَرْثِي لِبَاكٍ ... بَكَى مِنْهُ وَيُرْوَى وَهُوَ صادِي فَإنَّ الجرْحَ يَنْفِرُ بَعْدَ حِيْنٍ ... إِذَا كَانَ البنَاءُ عَلَى فَسَادِ وَإنَّ المَاءَ يَجْرِي مِنْ جَمَادٍ ... وَإنَّ النَّارَ تَخْرِجُ مِنْ زِنَادِ البَسَّامِيُّ: [من الوافر] ¬
11576 - فَلا تَغْرُرْكُمُ نِعَمٌ تَوَالَتْ ... فَإنَّ الدَّهْرَ حَالٌ بَعْدَ حَالِ [من الطويل] 11577 - فَلا تَغُرَّنْكَ أضْغَانٌ مُزَمَّلَةٌ ... قَدْ يُضْرَبُ الدَّبرُ الدَّامِي بِأَحْلاسِ هَذَا البَيْتُ هُوَ المَثَلُ يُضْرَبُ فِي العَدُوِّ المُهَادِنِ. يَقُوْلُ: لا يغرّكَ العَدُوُّ الكَاتِمُ لِضغْنِهِ كَالمُغَطِّي لِدَبرِ الدَّابَّةِ الدَّامِي بِالأحْلاسِ وَهِيَ الجِلالُ، وَمَا يُغَطَّى بِهِ الدَّوَابُ. والدَبْرُ العَقْرُ فِي ظُهُوْرِ الدَّوَابِ. مُحَمَّد بن القَاسِم بنِ بُسْطَامَ: [من البسيط] 11578 - فَلا تَغُرَّنْكَ مِنْ أسْمَائِهِمْ سِمَةٌ ... مَا كُلُّ مَنْ قَالَ إِنِّي كَاتِبٌ كَتَبَا نَصْرُ اللَّهِ بن عُنَيْنٍ: [من المتقارب] 11579 - فَلا تَغْضَبَنَّ إِذَا مَا صَرِفْتَ ... فَلا عَدْلَ فِيْكَ وَلا مَعْرِفَه البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 11580 - فَلا تُغلَيْنَ بِالسَّيْفِ كُلَّ غلائِهِ ... لِيَمْضِي فَإنَّ القَلْبَ لا السَّيْفَ يَقْطَعُ 11581 - فَلا تَفْتَقِرْ إِلَّا إِلَى اللَّهِ إنَّهُ ... كفَى لَكَ ذُلًّا فِي العَشِيْرَةِ بِالفَقْرِ المُتَوَكَّلُ اللَّيْثِيُّ: [من الوافر] 11582 - فَلا تَفْخَرْ بِأَحْمَرَ وَاطَّرِحْهُ ... فَمَا يَخْفَى الأغَرُّ مِنَ البَهِيْمِ [من الوافر] 11583 - فَلا تَفْرَحْ بَمَالٍ لَيْسَ يَبْقَى ... وَلا تَجْزَعْ لِفَقْرٍ غَيْرِ بَاقِي ¬
أَبُو الفَتْح البُسْتِيّ: [من الطويل] 11584 - فَلا تَفْزَعَنْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مُفَزِّعٍ ... فَمَا كُلُّ تَرْبِيْعِ البُرُوجِ بِضَائِرِ يُرْوَيَانِ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ: [من المتقارب] 11585 - فَلا تَفْشِ سِرَّكَ إِلَّا إلَيْكَ ... فَإنَّ لِكُلِّ نَصِيْحٍ نَصُوْحَا بَعْدَهُ: فَإنِّي رَأيُتُ غُوَاةَ الرَّجَالِ ... لا يَتْرُكُونَ أدِيْمًا صَحِيْحَا المُتَلَمِّسُ: [من الطويل] 11586 - فَلا تَقْبَلَنْ ضَيْمًا مَخَافَةَ مِيْتَةٍ ... وَمُوتَنْ بِهَا حُرًّا وَجِلْدُكَ أمْلَسُ 11587 - فَلا تَقْتُلَنَّ النَّفْسَ هَمًّا وَحَسْرَةً ... فَحَشْوُ اللَّيَالِي إن تَأمَّلْتَها غَدْرُ الحُسَيْنُ بنُ مُطَيْرٍ الأسَدِيُّ: [من الطويل] 11588 - فَلا تَقْرَبِ الأمْرَ الحَرَامَ فَإِنَّهُ ... حَلاوَتُهُ تَفْنَى وَيَبْقَى مَرِيْرُهَا [من الطويل] 11589 - فَلا تَقْرِنَنْ أمْرَ الصَّرِيْمَةِ بِامْرِئٍ ... إِذَا رَامَ أمْرًا عَوَّقَتْهُ عَوَاذِلُه ابْنُ هِنْدُو: [من المنسرح] 11590 - فَلا تَقُلْ: رُبَّ وَاثِقٍ خَجِلٍ ... أطْلِقْ وَقُل: كُلُّ وَاثِقٍ خَجِلُ الغَزِّيُّ: [من البسيط] ¬
11591 - فَلا تَقُولَنَّ لَيْتَ الدَّهْرَ سَاعَدَنِي ... فَإنَّ فِي لَيْتَ أوْدًا يَفْدَحُ اللِّيْتَا مُغَلِّس بن لقيطٍ الفَقْعَسِيُّ: [من الطويل] 11592 - فَلا تُكْثِرَا فِيْهِ الضِّجَاجَ فَإِنَّهُ ... مَحَا السَّيْفُ مَا قَالَ ابْنُ دَارَةَ أجْمَعَا المَثَلُ السَّائِرُ: مَحَا السَّيْفُ مَا قَالَ ابْنُ دَارَةَ أجْمَعَا. وَبَعْدَهُ يَقُوْلُ: خُذُوا العَقْلَ يا آلَ الكُمِيْتِ وَأقْبِلُوا ... بِأنْفٍ إِذَا وَافَى المَجَامِعَ أجْدَعَا وَمِنْ بَابِ (فَلا تُكْثِرَنْ) قَوْلُ البَعِيْثِ المُجَاشِعِيّ (¬1): فَلا تكْثِرَنْ فِي إثْرِ شَيْءٍ نَدَامَةً ... إِذَا نَزَعَتْهُ مِنْ يَدَيْكَ النَّوَازِعُ قَالَ العُتْبِيُّ: كُنّا عِنْدَ خَلَفٍ الأحْمَرِ وَمَعَنَا الأَصْمَعِيُّ فَجَعَلَ الأَصْمَعِيُّ يَتَلَهَّفُ عَلَى أشْيَاءَ فَاتَتْهُ فَقَالَ خَلَفٌ مَا أحْسَنَ مَا أدَّبْنَاهُ البَعِيثُ المُجَاشِعِيّ لَو قَبلْنَا مِنْهُ وَأنْشَدَ: فَلا تُكْثِرَنْ فِي إثْرِ شَيْءٍ نَدَامَةً. البَيْتُ جَمِيْلٌ: [من الطويل] 11593 - فَلا تُكْثِرُوا لَوْمِي فَمَا أَنَا بِالَّذِي ... سَنَنْتُ الهَوَى فِي النَّاسِ أو ذُقْتُهُ وَحْدِي أعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 11594 - فَلا تَكُ حَفَّارًا بِظِلْفِكَ إِنَّمَا ... تُصِيْبُ سِهَامُ البَغْي مَنْ كَانَ بَاغِيَا [من الوافر] 11595 - فَلا تَكُ طَامِعًا فِي عَيْشِ يَومٍ ... إِذَا وَافَاكَ يَوْمٌ لا تُرِيْد ¬
عَمرُو بن مَخَلَّاةَ الكَلْبِيُّ: [من الطويل] 11596 - فَلا تَكْفُرُوا حُسْنَى مَضَتْ مِنْ بَلائِنَا ... وَلَا تَمْنَحُونَا بَعْدَ لِيْنٍ تَجَبُّرَا خَالِدُ بنُ زُهَيْرٍ وَيُرْوَى لأبِي ذُؤَيْبٍ: [من الطويل] 11597 - فَلا تَكُ كَالثَوْرِ الَّذِي دُفِنَتْ لَهُ ... حَدِيْدَةُ حَتْفٍ ثُمَّ ظَلَّ يُثيْرُهَا حَسَّانُ بنُ ثَابتٍ: [من الطويل] 11598 - فَلا تَكُ كَالشَّاةِ اَلَّتِي كَانَ حَتْفُهَا ... بِحَفْرِ ذِرَاعَيْهَا تُثيْرُ وَتَحْفِرُ [من الطويل] 11599 - فَلا تَكُ مَاءً فِي إنَاءٍ لَدَيْهِمِ ... إِذَا أخَذُوا مِنْهُ الكِفَايَةَ يُهْرَقُ أَبُو الأسْوَدُ الكَنَانِيُّ: [من المتقارب] 11600 - فَلا تَكُ مِثْلَ الَّتِي أخْرَجَتْ ... بِأظْلافِهَا مُدْيَةً أو بِفِيْهَا [من الطويل] 11601 - فَلا تَكُ مَغْرُوْرًا بِصُحْبَةِ صَاحِبٍ ... مِنَ النَّاسِ لا تَدْرِي عَلَامَ ضَمِيْرُهَا أَبُو الفَتْحُ البُسْيِّ: [من البسيط] 11602 - فَلا تكُنْ عَجِلًا فِي الأمْرِ تَطْلُبُهُ ... فَلَيْسَ يُحْمَدُ قَبْلَ النُّضْجِ بُحْرَانُ ابْنُ مُقْبِلٍ: [من البسيط] 11603 - فَلا تكُونَنَّ كالبَازِي بِبُطْنَتِهِ ... بَيْنَ القَرِيْنَيْنِ حَتَّى عَادَ مَقْرُونَا ¬
[من المتقارب] 11604 - فَلا تَلُمِ المَرْءَ فِي جُهْدِهِ ... فَرُبَّ مَلُومٍ وَلَمْ يُذْنِبِ بَعْدَهُ: وَلا تَرْضَيَنَّ بِغَيْرِ الرِّضَا ... وَلَا تَغْضَبَنَّ وَلَا تُغْضِب أَبُو ذُؤَيْبٍ: [من الطويل] 11605 - فَلا تَلْمَسِ الأفْعَى يَدَاكَ تُرِيْدُهَا ... وَدَعْهَا إِذَا مَا غَيَّبَتْهَا سَفَاتُهَا السَّفَاةُ: التُّرْبَةُ. وَقِيْلَ هِيَ شَوْكُ البُهْمَى. قَالَ وَالسَّفَا جَمْعُ سَفَاةٍ وَهِيَ تُرَابُ البِئْرِ وَالقَبْرِ أَيْضًا. وَالسَّفَا شَوْكُ البَهْمَى الوَاحِدَةُ سَفَاةٌ. وَالسَّفَا مَا سَفَتِ الرِّيْحُ عليك مِنَ التُّرَابِ وَغَيْرِهِ وَفِعْلُ الرِّيْحُ السَّفَا. وَالسَّفَا خِفَّةُ النَّاصيَةِ يُقَالُ نَاصيَة فِيْهَا سَفًا وَفَرَسٌ أسْفَى إِذَا كَانَ خَفِيْفُ النَّاصيَةِ. [من المتقارب] 11606 - فَلا تَلْهُ عَنْ كَسْبِ وُدِّ العَدُوِّ ... وَلا تَجْعَلَنَّ صَدِيْقًا عَدُوَّا بَعْدَهُ: وَلَا تَغْتَرِرْ بِهُدُوِّ أمْرِئٍ ... إِذَا هِيْجَ فَارَقَ ذَاكَ الهُدُوَّا أَبُو فِرَاس بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل] 11607 - فَلا تَمْلِكُ الحَسْنَاءُ قَلْبِي كُلَّهُ ... وَإِنْ شَمَلَتْهَا رَوْقَةٌ وَشَبَابُ أَبُو بَيْهَسٍ الكِنْدِيُّ: [من الطويل] 11608 - فَلا تَمْنَحَنَّ الرَّأيَ مَنْ لَيْسَ أهْلُهُ ... فَلا أنْتَ مَحْمُود وَلَا الرَّأيُ نَافِعُه ¬
قَبْلَهُ: مِنَ النَّاسِ مَنْ إِنْ يَسْتَسِرْكَ فَتَجْتَهِدْ ... لَهُ الرَّأيَ يَسْتَغْشِشْكَ مَا لَمْ تُبَايِعُه فَلا تَمْنَحَنْ بِالنُّصْحِ مَنْ لَيْسَ أَهْلَهُ. البَيْتُ [من الوافر] 11609 - فَلا تَنْظُر إلَيَّ بِعَيْنِ عَجْزٍ ... فَرُبَّ مُهَنَّدٍ لَكَ فِي ثِيَابِي المُتَوَكِّلُ اللَّيْثيُّ: [من الطويل] 11610 - فَلا تَنْكِحَنَّ الدَّهْرَ إن كُنتَ نَاكحًا ... عَشوزنةً لَمْ يَبْقَ إِلَّا هَرِيْرُهَا بَعْدَهُ: تَجُودُ بِرِجْلَيْهَا وَتَمْنَعُ مَالَهَا ... وَإِنْ غَضبَتْ رَاعَ الأُسُودَ زَئِرُهَا إِذَا فَرَغتْ مِنْ أهْلِ دَارٍ تُبِيْرُهُم ... سَمَتْ سَمْوَةً أخْرَى لِدَارٍ تُبِيْرُهَا وَمِنْ بَابِ (فَلا تُنْكِر) قَوْلُ أَبِي حُكَيْمَةَ رَاشِدٌ الكَاتِبُ فِي إغبابِ الزِّيَارَةِ مُعْتَذِرًا (¬1): فَلا تُنْكِرْ جُعِلْتُ فِدَاكَ أنِّي ... أغُبُّكَ فِي اللِّقَاءِ وَفِي المَزَارِ فَإنِّي حَيْثُ كُنْتُ فَلَيْسَ وُدِّي ... بِمَمْنُوح سِوَاكَ وَلَا مُعَارِ وَقَوْلُ المُتَنَبِّيُّ مُخَاطِبًا لِسَيْفِ الدَّوْلَةِ وَقَدْ وَقَعَتْ عَلَيْهِ الخَيْمَةُ (¬2): رَأتْ لَونَ نُورِكَ فِي لَوْنِهَا ... كَلَوْنِ الغَزَالَةِ لا يُغْسَلُ وَإنَّ لَهَا شَرَفًا بَاذِخًا ... وَإنَّ الخِيَامَ بِهَا تَخْجَلُ فَلا تنْكِرَنَّ لَهَا صَرْعَةً ... فَمِنْ فَرَجِ النَّفْسِ مَا يَقْتُلُ فَمَا العَائِدُونَ وَمَا أثَّلُوا ... وَمَا الحَاسِدُونَ وَمَا قَوَّلُوا ¬
هُمُ يَطْلِبُونَ فَمَنْ أدْرَكُوا ... وَهُمْ يَكْذِبُونَ فَمَنْ يَقْبَلُ وَهُمْ يَتَمَنُّونَ مَا يَشْتَهُونَ ... وَمِنْ دُونهِ جَدُّكَ المُقْبِلُ وَإِنْ جَادَ قَبْلَكَ قَومٌ مَضُوا ... فَإِنَّكَ فِي الكَرَمِ الأوَّلِ أنَلْتَ عِبَادَكَ مَا أمَّلْتْ ... أنَامِلكَ رَبُّكَ مَا تَأمَلُ [من المتقارب] 11611 - فَلا تُنْكِرَنَّ فَإنَّ الزَّمَانَ ... رَهِيْنٌ بِتَشْتِيْتِ مَا ألَّفَا المُبَرِّدُ فِي البُحْتُرِيُّ: [من الوافر] 11612 - فَلا تُنْكِرَنَّ قِيَامِي لَهُ ... فَإنَّ الكَرِيمَ يُجِلُّ الكِرَامَا قِيْلَ: دَخَل البُحْتُرِيُّ عَلَى المُبَرِّدِ فَبَادَرَهُ المُبَرَّدُ بِالقِيَامِ لَهُ وَقَالَ: وَلَمَّا بَصُرْنَا بِهِ مُقْبِلًا ... نَفَضْنَ الحُبَى وَابْتَدَرْنَ القِيَامَا فَلا تُنْكِرَنَّ قِيَامِي لَهُ. البَيْتُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 11613 - فَلا تَنَلْكَ اللَّيَالِي إِنَّ أيْدِيْهَا ... إِذَا ضَرَبْنَ كَسَرْنَ النَّبْعَ بِالغَرَبِ بَعْدَهُ: وَلَا تُعِزَّ عَدُوًّا أنْتَ قَاهِرُهُ ... فَإنَّهُنَّ يَصِدْنَ الصَّقْرَ بِالخَرَبِ العُتْبِيُّ: [من الطويل] 11614 - فَلا تُودِعَنَّ الدَّهْرَ سَرَّكَ أحْمَقًا ... فَإِنَّكَ إن أوْدَعْتَهُ مِنْهُ أحْمَقُ بَعْدَهُ: ¬
وَحَسْبُكَ فِي سَتْرِ الأحَادِيْثِ وَاعِظًا ... مِنَ القَوْلِ مَا قَالَ الأرِيْبُ المُوَفَّقُ إِذَا ضاقَ صَدْرُ المَرْءِ عَنْ سرِّ نَفْسِهِ ... فَصَدْرُ الَّذِي يُسْتَوْدَعُ السِرَّ أضْيَقُ هَذَا البَيْتُ الأخِيْرُ تَضْمِيْنٌ. هُوَ أَبُو عَمْرُو مُحَمَّد بن عَبْدُ اللَّهِ العُتبِيُّ. [من الطويل] 11615 - فَلا تُوْدِعِي الأسْرَارَ قَلْبِي فَإنَّمَا ... تَصُبِّيْنَ مَاءً فِي إنَاءٍ مُثْلِمِ [من الوافر] 11616 - فَلا تُوْسِعْ خُطُوْبَ الَدَّهْرِ ذَمًّا ... فَلَولا الهَجْرُ مَا حُمِدَ الوِصَالُ سَالِمُ بن أَبِي حَفْصَةَ: [من الطويل] 11617 - فَلا تُوْعِدَنَّا بِالمَنَاصِلِ إِنَّمَا ... خَطبْنَا وَأدْرَكْنَا المُنَى بِالمَنَاصِلِ بَعْدَهُ: قَدِيْمًا ضَرَبْنَ الدَّارِعِيْنَ وَأنْتُمُ ... مَشَاغِيْل فِي تَصْرِيفِ مَاءِ الجَدَاوِلِ تَأبَّطَ شَرًّا: [من الطويل] 11618 - فَلا توعِدُوْنِي بِالقِتَالِ فَإنَّنِي ... سأَحْمِلُكُمْ مِنْهُ عَلَى مَرْكَبٍ صَعْبِ 11619 - فَلا تُؤَيِّسِيْنِي بِالمَشِيْبِ فَكَمْ فَتًى ... أتَاهُ نَصِيْبٌ فِي المَشِيْبِ مُوَفَّرُ 11620 - فَلا تُؤيِّسُوا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ الثَّرَى ... فَإنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمُ مُثْرِي يُقَالُ فِي المَثَلِ: لا تُؤيِسِ الثَّرَى بَيْنِي وَبَيْنكَ. أي لا تَقْطَعِ الأمْرَ بَيْنَنَا. يُضرَبُ فيِ تَخْوِيْفِ الرَّجُلِ صَاحِبَهُ. [من السريع] 11621 - فَلا تَهِجْ إن كُنْتَ ذَا إرْبَةٍ ... حَرْبَ أخِي التَّجْرِبَةِ العَاقِلِ ¬
بَعْدَهُ: فَإنَّ ذَا الإرْبَةَ إن هِجْتَهُ ... هِجْتَ بِهِ ذَا خَبَلٍ خَابِل تُبَصِرُ فِي عَاجِلِ شَدَّاتِهِ ... عليك غِبَّ الضَّرر الآجِلِ [من الوافر] 11622 - فَلا تَهْلِكْ عَلَى مَا فَاتَ وَجْدًا ... وَلَا تُغْرِقْكَ بِالأَسَفِ الهُمُومُ 11623 - فَلا تَهْلِكْ لِشَيْءٍ فَاتَ يَأسًا ... فَكَمْ أمْر تَصَعَّبَ ثُمَّ لانَا مضرسُ بنُ ربعيٍّ: [من الطويل] 11624 - فَلا تُهْلِكَنَّ النَّفْسَ لَوْمًا وَحَسْرَةً ... عَلَى الشَّيْءِ سَنَّاهُ لِغَيْرِكَ قَادِرُه بَعْدَهُ: وَمَا فَاتَ فَاتْرُكْهُ إِذَا عَزَّ وَاصْطَبِرْ ... عَلَى الدَّهْرِ إن دَارَتْ عليك دَوَائِرُهُ فَإِنَّكَ لا تُعْطِي امْرَأً حَظَّ غَيْرهِ ... وَلَا تَعْرِفُ الشِّقَّ الَّذِي الغَيْثُ مَاطِرُهُ زَيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَلْوِيُّ: [من الطويل] 11625 - فَلا تَيْأسَنْ فَاللَّهُ مَلَّكَ يُوسفًا ... خَزَائِنَهُ بَعْدَ الخَلاصِ مِنَ السَّجْنِ قَبْلَهُ: وراءَ مَضِيْقِ الخَوْفِ مُتَّسَعُ الأمْنِ ... وأوَّل مَسْرُورٍ بِهِ آخِرُ الحُزْنِ فَلا تَيَأَسَنْ فَاللَّهُ مَلَّكَ يُوسُفًا. البَيْتُ هُوَ أَبُو الحَسَنِ زَيْدُ بن مُحَمَّد بن زَيْدِ بنِ إسْمَاعِيْلَ بنِ الحَسَنِ بنِ زَيْدِ بنِ ¬
الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ ابنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ الَّذِي كَانَ بِخُرَاسَانَ عِنْدَ آلِ سَامَانَ وَطَلَبَهُ المُكْتَفِي مِنْهُم فَلَمْ يُنْفِذُوهُ. زِيَادَةُ بنُ زَيْدٍ: [من الطويل] 11626 - فَلا تَيْأسَنَّ الدَّهْرَ مِنْ حُبِّ كَاشِحٍ ... وَلَا تَأمَنَنَّ الدَّهْرَ صُرْمَ حَبِيْبِ [من المتقارب] 11627 - فَلا تَيْأسَنَّ فَإنَّ الزَّمَانَ ... يُعِزُّ الذَّلِيْلَ وَيُغْنِ الفَقِيْرَا الرِّضِيُّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] 11628 - فَلا جَامِعًا مَالًا وَلَا مُدْرِكًا عُلًا ... وَلَا مُحْرِزًا أجْرًا وَلَا طَالِبًا عِلْمَا أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الطويل] 11629 - فَلا حَسَنٌ نَأتِي بِهِ تَقْبَلُونَهُ ... وَلَا إن أسَأنَا كَانَ عِنْدَكُمُ عَفْوُ عَبْدُ اللَّهِ بن الدُّمَيْنَةِ: [من الطويل] 11630 - فَلا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِذَا أنْتَ لَمْ تَزُرْ ... حَبِيْبًا وَلَمْ يَطْرَب إلَيْكَ حَبِيْبُ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: رَأيْتَ هَذَا البَيْتَ فِي قَصِيْدَةٍ لِقَيْسِ بنُ مُعَاذٍ العُقَيْلِيِّ المَعْرُوفِ بِالمَجْنُونِ، وَأظُنُّ عَبْدَ اللَّهِ بنُ الدُّمَيْنَةِ ضَمَّنَهُ آخِرَ قَصيْدَتِهِ هَذِهِ، أو هُوَ لَهُ. لا أعْلَمُ. قَصِيْدَةُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الدُّمَيْنَةِ: أمَيْمُ أمِنْكِ الدَّارُ غَيَّرَهَا البَلَى ... وَهَيْفٌ بِجَوْلانِ التُّرَابِ لَعُوبُ بَسَابِسُ لَمْ يُصْبِحْ وَلَمْ يُمْسِ ثَاوِيًا ... بِهَا بَعْدَ بَيْنِ الحَيِّ مِنْكِ غَرِيْبُ أمُنْجَزِمٌ هَذَا الرَّبِيْعُ وَلَمْ يَكُنْ ... لَنَا مِنْ ظِبَاءِ الوَادِيَيْنِ نَصِيْبُ ¬
أحَقًّا عِبَادَ اللَّهِ أنْ لَسْتُ خَارِجًا ... وَلَا دَاخِلًا إِلَّا عَلَيَّ رقِيْبُ وَلَا مَاشِيًا فَرْدًا وَلَا فِي جَمَاعَةٍ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا قِيْلَ أنْتَ مُرِيْبُ عَدُوٌّ كَبِيْرٌ أو صَغِيْر مُلَقَّنٌ ... بِتَدْبِيْرِ أقْوَالِ الكَلامِ لَبِيْبُ وَهَلْ رِيْبَةٌ فِي أنْ تَحِنَّ نَجِيْبَةُ ... إِلَى إلْفِهَا أو إن يَحِنَّ نَجِيْبُ أُحِبُّ هُبُوطَ الوَادِيَيْنِ وَإنَّنِي ... لَمُسْتَهْتِرٌ بِالوَادِيَيْنِ غَرِيْبُ ألا لا أرَى وَادِي المِيَاهِ يَثْيبنِي ... وَلَا النَّفْسُ عَنْ وَادِي المِيَاهِ تَطيْبُ وَإنَّ الكَئِيْبَ الفَرْد مِنْ أيْمَنِ الحِمَى ... إلَيَّ وَإِنْ لَمْ آتِهِ لحبيْبُ ألا لا أُبَالِي مَا أجَنَّتْ قُلُوبُهُم ... إِذَا رَضِيت مِمَّنْ أُحِبُّ قُلُوبُ أُمَيْمُ بِقَلْبي مِنْ هَوَاكِ زَمَانَةٌ ... وَأَنْتِ لَهَا قَدْ تَعْلَمِيْنَ طَبِيْبُ فَإنْ خُفْتِ أنْ لا تُحْكِمِي مَرَّةَ الهَوَى ... فَرُدِّي فُؤَادِي وَالمَرَدُّ قَرِيْبُ أكُنْ أخُو ذِي الصُّرْمِ إمَّا بِخِلَّةٍ ... سِوَاكِ وَإمَّا أرْعَوِي فَأتُوبُ لَعُمْرِي لَقَدْ أوْلَيْتِنِي مِنْكِ جَفْوَةً ... وَشَبَّ هَوَى نَفْسِي عَلَيْكِ شُبُوبُ وَطَاوَعْتِ أقْوَامًا عِدًى لِي تَظَاهَرُوا ... عَلَيَّ بِقَوْلِ الزُّوْرِ حِيْنَ أغِيْبُ لَبِئْسَ إِذًا عَوْنَ الصَّدِيْقِ أعَنْتَنِي ... عَلَى نَائِبَاتٍ يا أُمَيْمُ تَنُوبُ تَضِنِّيْنَ حَتَّى يَذْهَبِ البخْلُ بِالمُنَى ... وحتى تَكَادُ النَّفْسُ عَنْكِ تَطِيْبُ أُمَيْمُ لَقَدْ عَنَّيْتِنِي وَأرَيْتِنِي ... بَدَائِعَ أخْلاقٍ لَهُنَّ ضُرُوبُ فَأرْتَاحُ أحْيَانًا وَحِيْنًا كَأَنَّمَا ... عَلَى كَبِدِي مَاضِي الشّبَاهِ ذَرِيْبُ فَلَو أَنَّ مَا بِي بِالحَصَا قَلِقَ الحَصَا ... وَبَالرِّيْحِ لَمْ يُسْمَعْ لَهُنَّ هُبُوبُ وَلَو أنَّنِي أسْتَغْفِرُ اللَّهُ كُلَّمَا ... ذَكَرْتُكِ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيَّ ذُنُوبُ وَلَو أَنَّ أنْفَاسِي أصَابَتْ بِحَرِّهَا ... حَدِيْدًا إِذًا ظَلَّ الحَدِيْدُ يَذُوُبُ أُمَيْمُ أبى هَوْنٌ عَلَيْكِ فَقَدْ بَدَا ... بِجِسْمِي مِمَّا تَزْدَرِيْنَ شُحُوبُ صُدُوْدًا وَإعْرَاضًا كَأنِّي مُذْنِبٌ ... وَمَا كَانَ لِي إِلَّا هَوَاكِ ذُنُوبُ ألَهْفًا لِمَا ضيَّعْتُ وُدِّي وَلِمْ هَفَا ... فُؤَادِي بِمَنْ لَمْ يَدْرِ كَيْفَ يُثيْبُ وَإنَّ طِيْبًا يَشْعَبُ القَلْبُ بَعْدَمَا ... تَصَدَّعَ مِنْ وَجْدٍ بِهَا لشَعُوبُ رَأيْتُ لَهَا نَارًا وَبَيْنِي وَبَيْنَها ... مِنَ العَرْضِ أو وَادِي المِيَاهِ سُهُوبُ
إِذَا جِئْتُهَا وَهْنًا مِنَ اللَّيْلِ شَبَّهَا ... مِنَ المَنْدَلِيِّ المُسْتَجَادِ ثقُوبُ وَقَدْ وَعَدَتْ لَيْلَى وَمَنَّتْ فَلَمْ يَكُنْ ... لِرَاجِي المُنَى مِنْ وُدِّهِنَّ نَصيْبُ مُحِبًّا أكَنَّ الوَجْدُ حَتَّى كَأَنَّهُ ... مِنَ الأهْلِ وَالمَالِ التِّلادِ سَلِيْبُ وَأنِّي لأسْتَحِيِيْكِ حَتَّى كَأَنَّمَا ... عَليَّ بِظهْرِ الغَيْبِ مِنكِ رَقِيْبُ حَذَارَ العُلَى وَالصُّرْمِ مِنْكِ وَإنَّنِي ... عَلَى العَهْدِ مَا دَاوَمْتِنِي لَصَلِيْبُ فَيَا حَسَرَاتِ النَّفْسِ مِنْ غُرْبَةِ النَّوَى ... إِذَا افتسَمَتْهَا نِيَّةٌ وشُعُوبُ وَمِنْ خَطَوَاتٍ تَعْتَرِيْنِي وَوَفْرَةٍ ... لَهَا بَيْنَ جِسْمِي وَالعِظَامِ دَبِيْبُ يَقُولُونَ أقْصرْ عَنْ هَوَاهَا فَقَدْ وَعَتْ ... ضَغَائِنَ شُبَّانٍ عَلَيْكَ وَشِيْبُ وَمَا إن تُبَالِي سُخْطَ مَنْ كَانَ سَاخِطًا ... إِذَا نَصَحَتْ مِمَّنْ تُوَدُّ جُيُوبُ أمَا وَالَّذِي يَبْلِي السَّرَائِرَ كُلَّهَا ... وَيَعْلَمُ مَا تُبْدِي لَهَا وَتُغِيْبُ لَقَدْ كُنْتِ مَمَّنْ تَصْطَفِي النَّفْسُ خِلَّةً ... لَهَا دُونَ خُلَّانِ الصَّفَاءِ مُجِيْبُ وَلَكِنْ تَجَنَّيْتِ الذُّنُوبَ وَمَنْ يُرِدْ ... يَجُدُّ القُوَى تُعْدَدْ لَدَيْهِ ذُنُوبُ وَلَمَّا وَجَدْتُ الصَّبْرَ أبْقَى مَوَدَّةً ... وَطَارَتْ بِأضْغَانٍ إلَيَّ قُلُوبُ هَجَرْتُ اجْتِنَابًا غَيْرَ صُرْمٍ وَلَا قِلًى ... أُمَيْمَةُ مَهْجُورٌ إلَيَّ حَبِيْبُ فَلا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِذَا أنْتَ لَمْ تَزُر ... حَبِيْبًا وَلَمْ يَطْرِبْ إلَيْكَ حَبِيْبُ ثَلاثةٌ وَأرْبَعُونَ بَيْتًا. قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ: [من الطويل] 11631 - فَلا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِذَا لَمْ تُوَاتِنَا ... لُبَيْتِي وَلَمْ يَجْمَعْ لنا الشَّمْلَ جَامِعُ أعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 11632 - فَلا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي نَعِيْمِهَا ... إِذَا مَا شِمَالٌ فَارَقَتْهَا يَمِيْنُهَا قِيْلَ: أمَرَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ بِقَطْعِ يَدِ سَارِق فَقَالَ السَّارِقُ: ¬
يَدي يا أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أُعِيْذُهَا ... بِعَفْوِكَ أنْ تَلْقَى نَكَالًا يُهِيْنُهَا فَلا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا وَكَانَتْ خَسِيْسَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَو أَنَّ قَوْمِي يَعْلَمُونَ لَشَمَّرْتُ ... إلَيْكَ المَطَايَا وَهِيَ خُوْصٌ عُيُونُهَا وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ أُمُّهُ فَقَالَتْ: يا أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أحدِي وَكَاسِبِي. فَقَالَ: بِئْسَ الكَاسِبُ. وَهَذَا حَدٌّ مِنْ حُدُوْدِ اللَّهِ. فَقَالَتْ: يا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ اجْعَلْهُ مِنَ الذُّنُوب الَّتِي تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهَا. فَعَفَا عَنْهُ وَأطْلَقَهُ. كُثَيِّرَ عزَّةَ: [من الطويل] 11633 - فَلا خَيْرَ فِي وُدِّ امْرِئٍ مُتكارِهٍ ... عليك وَلَا فِي صَاحِبٍ لا تُوَافِقُه 11634 - فَلا خَيْرَ فِي وُدِّ يَكُونُ قَطِيْعَةً ... وَلا فِي خَلِيْلٍ كُلَّ يَومٍ تُعَاتِبُه وَقَالَ آخَرُ (¬1): [من الطويل] وَلَا خَيْرَ فِي وُدٍّ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... عَلَى طُولِ مَرِّ الحَادِثَاتِ بَقَاءُ وَقَالَ آخَرُ: [من الطويل] وَلا خَيْرَ فِي وُدِّ امْرِئٍ مُتَلَوِّنٍ ... إِذَا الرِّيْحُ مَالَتْ مَالَ حَيْثُ تَمِيْلُ وَقَالَ آخَرُ (¬2): [من الطويل] وَلَا خَيْرَ فِي وَصْلِ الضَّنُونِ إِذَا دَنَا ... وَلَا لِذَّةٍ بِاللَّيْلِ يَنْزِلُهَا قَسْرُ مُعَاويَةُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ: [من الطويل] 11635 - فَلا زَادَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ بَعْدَمَا ... بَلَوْتُكَ فِي الحَاجَاتِ إِلَّا تَمَادِيَا القَاضِي أَبُو الحَسَنِ: [من الطويل] ¬
11636 - فَلا زَالَتِ الدُّنْيَا بِمُلْكِكَ طَلْقَةٌ ... وَلَا زَالَ فِيْهَا مِنْ ظِلالِكَ طيبُ جَحْظَةُ البَرْمَكِيُّ: [من الطويل] 11637 - فَلا زِلْتَ تَبْقَى للسَّمَاحَةِ وَالنَّدَى ... فَفِيْكَ أمَانٌ للعُفَاةِ مِنَ الفَقْرِ حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ يُخَاطِبُ الأوْسَ وَيْهْجُو ابن الأسْلَتِ الأوْسِيّ: [من الوافر] 11638 - فَلا زِلْتُمْ كَمَا كُنْتُمْ قَدِيْمًا ... وَلا زِلْنَا كَمَا كُنَّا نَكُونُ قَبْلَهُ: قُلْتُمْ وَاحِدٌ مِنَا بِألْفٍ ... ألا للَّهِ ذَا الظَّفَرُ المُبينُ وَذَلِكَ أَنَّ ألْفَكُمْ قَلِيْلٌ بِوَاحِدِنَا أجَلْ أَيْضًا وَمِئيْنُ. أرَادَ بِمِئِيِنَ تَرك الهَمْزَ. فَلا زِلْتُم كَمَا كُنتم قَدِيْمًا. البَيْتُ عَقِيْلُ بِنُ عُلَّفَةَ: [من الطويل] 11639 - فَلا سِلْمَ حَتَّى تَتَّقُوا بِنُحُورِكمْ ... رُدَيْنِيَّةً فِيْهَا نَوَافِذُ كَالشُّهْبِ بَعْدَهُ: وحتى تَلُمُّوا جَانِيَ الحَرْبِ مِنْكُمُ ... وَتُحْبَسَ أنْعَامٌ بِأوْدِيَةٍ جَدْبِ الحَسَن بن مُحَمَّد الشَّهْوَانيُّ: [من الكامل] 11640 - فَلأشْكُرَنْ لَكَ فَضْلَ مَا أوْلَيْتَنِي ... وَأبُثّهُ بِلسَانِ صِدْقٍ مُعْرِبِ عَمْرُو بن بَرَّاقَةَ الهَمْدَانِيُّ: [من الطويل] 11641 - فَلا صُلْحَ حَتَّى نَغْشِمَ الحَرْبُ جَهْرَةً ... عَبِيْدَةَ يَومًا وَالحُرُوبُ غَوَاشِمُ لَهُ أَيْضًا مِنْهَا: ¬
11642 - فَلا صُلْحَ حَتَّى تُقْرَعُ الخَيْلُ بِالقَنَا ... وَتُضْرَبَ بِالبِيْضِ الخِفَافِ الجَمَاجِمُ بَعْضُ الخَوَارِج: [من الطويل] 11643 - فَلا صُلْحَ مَا دَامَتْ مَنَابِرُ أرْضِنَا ... يَقُومُ عَلَيْهَا مِنْ ثَقِيْفَ خَطِيْبُ بَعْدَهُ: وَلَا ضَيْمَ إن كَانَتْ قُرَيْشٌ عُدَاتَنَا ... يُصيْبُونَ مِنَّا مَرَّةً وَنُصِيْبُ مَفْرُوقُ بنُ عَمْرٍو: [من الطويل] 11644 - فَلأطْلُبَنَّ المَجْدَ غَيْرَ مُقَصِّرٍ ... إِنْ مُتُّ مُتُّ وَإِنْ حَيِيْتُ حَيِيْتُ المُتَنَبِّيّ: [من الطويل] 11645 - فَلا عَبَرَتْ بِي ساعَةٌ لا تُعِزُّني ... وَلَا صَحِبَتْنِي هِمَّةٌ تَقْبَلُ الظُّلْمَا أَبُو تَمَّام: [من الطويل] 11646 - فَلا عَجَبٌ للأُسْدِ إِنْ ظَفِرَتْ بِهَا ... كِلابُ الأعَادِي مِنْ فَصِيْحٍ وَأعْجَمِ بَعْدَهُ: فَحَرْبَةُ وَحْشِيٍّ سَقَتْ حَمْزَةَ الرَّدَى ... وَمَوْتُ عَلِيٍّ مِنْ حُسَامِ بِنِ مُلْجَمِ وَيُرْوَيَانِ لِمَنْصُورٍ الفَقِيْهِ المِصْرِيِّ: [من الوافر] 11647 - فَلا عَجَبٌ وَلَا أمْرٌ بَدِيْعٌ ... جِنَايَاتُ العُيُونِ عَلَى القُلُوبِ [من الطويل] 11648 - فَلا غَرْوَ أنْ يُبْلَى نَبِيْهٌ بِخَامِلٍ ... فَمِنْ ذَنَبِ التِّنِيْنَ تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ 11649 - فَلا فَضْلَ فِي أنْ يُصْبِحَ المَرْءُ عَالِمًا ... إِذَا كَانَ يَأبَى أنْ يُشَارِكَ فِي الفَضْلِ
المُتَنَبِّي: [من السريع] 11650 - فَلا قَضَى حَاجَتَهُ طَالِبٌ ... فُؤَادُهُ يَخْفِقُ مِنْ رُعْبِهِ المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 11651 - فَلا قَوْلَ إِلَّا الطَّعْنُ وَالضَّرْبُ عِنْدَنَا ... وَلَا رُسلَ إِلَّا لَهْذّمٌ وَحُسَامُ بَعْدَهُ: فَإنْ عُدْتَ فَالمَجْرُوحُ يُؤْسَى جِرَاحُهُ ... وإنْ لَمْ تَعُدْ مُتْنَا وَنَحْنُ كِرَامُ فَلَسْنَا وإنْ كَانَ البَقَاءُ مُحَبَّبًا ... بِأوَّلِ مَنْ أخْنَى عَلَيْهِ حِمَامُ [من الطويل] 11652 - فَلا كَانَ هَذَا العَهْدُ آخِرَ عَهْدِنَا ... وَلَا كَانَ هَذَا الزَّادُ آخِرَ زَادِ صُرَّدُرَّ: [من الطويل] 11653 - فَلا كَانَ يَومٌ لَسْتَ فِي صَدْرِهِ ضُحًى ... وَلَا كَانَ لَيْل لَسْتَ فِي عَجْزِهِ فَجْرَا الخَارِكِيُّ: [من الطويل] 11654 - فَلا كمَدِي يَبْلَى وَلَا لَكِ رَحْمَةٌ ... وَلَا عَنْكِ إقْصَارٌ وَلَا فِيْكِ مَطْمَعُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 11655 - فَلا مَجْدَ فِي الدُّنْيَا لِمَن قَلَّ مَالُهُ ... وَلَا مَالَ فِي الدُّنْيَا لِمَنْ قَلَّ مَجْدُهُ قَبْلَهُ: ¬
فَلا يَنْحَلِكْ فِي المَجْدِ مَالُكَ كُلُّهُ ... فَيَنْحَلَّ مَجْدٌ كَانَ بِالمَالِ عَقْدُهُ وَدَبِّرْهُ تَدْبِيْرَ الَّذِي المَجْدُ كَفُّهُ ... إِذَا حَارَبَ الأعْدَاءَ وَالمَالَ زَنْدُهُ فَلا مَجْدَ فِي الدُّنْيَا لِمَن قَلَّ مَالهُ. البَيْتُ أخَذَهُ المُتَنَبِّي مِنْ قَوْلِ أرِسْطَالِيْسَ: أعظَم النَّاسِ مِحْنَةً مَنْ قَلَّ مَالهُ، وَعَظُمَ مَجْدُهُ، وَلَا مَالَ لِمَن كَثُرَ مَالهُ، وَقَلَّ مَجْدُهُ. وَمِنْ بَابِ (فَلا مَرْحَبًا) قَوْلُ الرِّضيّ المَوْسَوِيُّ (¬1): فَلا مَرْحَبًا بِالبَيْتِ مَا فِيْهِ مَفْزَع ... لِلاجٍ وَلا لِلمُسْتَجِنِّ عِمَادُ [من الطويل] 11656 - فَلا مَرْحَبًا بِالدَّارِ لا تَسْكُنُونَهَا ... وَلَو أَنَّهَا الفِرْدَوْسُ أو جَنَّةُ الخُلْدِ 11657 - فَلا مَرْحَبًا بِالرَّبْعِ لَسْتُمْ حُلُولَهُ ... وَلَو كَانَ مُخْضَرَّ الجوَانِبِ مُمْرِعا بَعْدَهُ: وَلَا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي نَعِيْمِهَا ... إِذَا لَمْ يَكُنْ شَمْلِي وَشَمْلُكُمَا مَعًا [من المتقارب] 11658 - فَلا مُنْكَرٌ قَدْ يَزِلُّ الجوَادُ ... وَيَنْبُو عَنِ الضَّرْبَةِ الصَّارِمِ السَّرِي الرَّفَاءُ: [من الطويل] 11659 - فَلا نَوْمَ حَتَّى تُسْتَطَارَ سَوَاعِدٌ ... وَتَفْسدَ أيْدٍ فِي اللِّقَاءِ وَهَامُ بَعْدَهُ: فَحِيْنَئِذٍ يَصْفُو السَّمَاعُ لِسَامِعٍ ... وَيَنْسَاغُ للشَّرْبِ العِطَاشِ شَرَابُ ¬
المَعَرِّيُّ: [من الوافر] 11660 - فَلا وَأبِيْكَ ما أخْشَى انْتِقَاصًا ... وَلَا وَأبِيْكَ مَا أرْجُو ازْدِيَادَا [من الوافر] 11661 - فَلا وَأبِيْكَ مَا نُسِبَ المُعَلَّى ... إِلَى كرَمٍ وَفِي الدُّنْيَا كَرِيْمِ بَعْدَهُ: وَلَكِنَّ البِلادَ إِذَا اقْشَعَرَّتْ ... وَصَوَّحَ نَبْتُهَا رُعِيَ الهَشِيْمِ أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 11662 - فَلا وَأبِي مَا سَاعِدَانِ كَسَاعِدٍ ... وَلَا وَأبِي مَا سَيِّدَانِ كَسَيِّدِ عَبْدُ اللَّهِ بن أبي طَالِبٍ: [من الطويل] 11662 - فَلَا وَاللَّهِ مَا أَحبَبتُ مَالًا ... لشَيءٍ قَطُّ إِلَّا للِنَّوَالِ قَبْلَهُ: فَلَسْتُ مُنَافِسًا فِي المَالِ خَلْقًا ... وَلَكِنِّي أُنَافِسُ فِي المَعَالِي أُحِبُّ بِأنْ يَكُونَ المَالُ دُونِي ... طَوَالَ الدَّهْرِ فِي كَرَمِ الفَعَالِ فَلا وَاللَّهِ مَا أحْبَبْتُ مَالًا. البَيْتُ وبَعْدَهُ: أُفِيْدُ فَيَسْتَفِيْدُ النَّاسُ مِنَّي ... وَمَا يَبْقَى يَصيْرُ إِلَى زَوَالِ [من الوافر] 11664 - فَلا وَاللَّهِ مَا فِي العَيْشِ خَيْرٌ ... وَلَا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الحَيَاءُ ¬
بَعْدَهُ: يَعِيْشُ المَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ ... وَيَبْقَى العُودُ مَا بَقِيَ الحَيَاءُ عَلِيُّ بن مُسْهِرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 11665 - فَلا وَجْدَ إِلَّا مِنْ هَوَى زَمَنِ الحِمَى ... وَلَا فَقْدَ إِلَّا مِنْ نَوَى أُمِّ مَعْبِدِ أمُّ جَرِيْرٍ تَرْثِيْهِ: [من الطويل] 11666 - فَلا وَضَعَتْ أنْثَى وَلَا أبَ وَاحِدٌ ... وَلَا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ بَعْدَ جَرِيْرِ كُثَيِّرٌ فِي عُمَر بن عَبْدِ العَزِيْزِ: [من الطويل] 11667 - فَلا هَاجِرَاتُ القَوْلِ يُؤثَرْنَ عِنْدَهُ ... وَلَا كَلِمَاتُ النُّصْحِ مُلْقًى مُشِيْرُهَا [من البسيط] 11668 - فَلا هَدَى اللَّهُ قَيْسًا مِنْ ضَلالَتِهَا ... وَلَا لَعًا لِبَنِي شَيْبَانَ إِنْ عَثَرُوا جَرِيْرٌ فِي عَبْدِ العَزِيْزِ: [من الطويل] 11669 - فَلا هُوَ فِي الدُّنْيَا مُضِيْعٌ نَصِيْبَهُ ... وَلَا عَرَضُ الدُّنْيَا عَنِ الدِّيْنِ شَاغِلُه قَبْلَهُ: فَيَوْمَانِ مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ تَفَاضَلا ... فَفِي أيِّ يَوْمَيْهِ تَلُومُ عَوَاذِلُه فَيَومٌ تَحُوطُ المُسْلِمِيْنَ جِيَادُهُ ... وَيَومُ عَطِاءٍ مَا تُغِبُّ نَوَافِلُهُ فَلا هُوَ فِي الدُّنْيَا مُضِيع نَصيْبَهُ. البَيْتُ أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من الطويل] 11670 - فَلا هُوَ للشَّرِّ المُقَدَّرِ خَائِفٌ ... وَلَا هُوَ بِالخَيْرِ المُيَسَّرِ يَفْرَحُ ¬
حَمِيْدُ بن ثَورٍ الهِلالِيُّ: [من الطويل] 11671 - فَلا يُبْعِدِ اللَّهُ الشَّبَابَ وَقَوْلَنَا ... إِذَا مَا صَبَوْنَا صَبْوَةً سَنَؤوب قَبْلَهُ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَيَالِيَ أبْصَارُ الغَوَانِي وَسَمْعُهَا ... إلَيَّ وَإذْ رِيْحِي لَهُنَ جَنُوبُ وَإذْ شَعَرِي ضَافٍ وَلَونِي مُذْهَبٌ ... وَإذْ لِيَ فِي ألْبَابِهِنَّ نَصيْبُ فَلا يُبْعِدُ اللَّهَ الشَّبَابَ وَقَولنَا. البَيْتُ قِيْلَ هَذَا أشْرَدُ مَثَلٍ سَائِرٍ فِي التَّفَجُّعِ عَلَى الشَّبَابِ وَفَقْدِهِ وَقَوْلُهُ: إِذْ رِيْحِي لهنَّ جَنُوبُ. يَقُوْلُ كَمَا أَنَّ رِيْحَ الجَنُوبِ تَجْمَعُ السَّحَابَ وَتُؤلِّفَهُ، قَدْ كَنَّ يَجْتَمِعْنَ إلَيَّ، وَيَتَألَّفْنَ عَلَيَّ. [من الطويل] 11672 - فَلا يَحْسَبِ الحُسَّادُ صَرْفَكَ مُغْنَمًا ... فَإنَّ إِلَى الإصْدَارِ مَا غَايَة الوِرْدِ كُثَيِّرُ عزَّةَ: [من الطويل] 11673 - فَلا يَحْسَبِ الوَاشُونَ أَنَّ صَبَابَتِي ... بِعَزَّةَ كَانَتْ غُمْرَةً فَتَجَلَّتِ أعْرَابِيَّةٌ: [من الطويل] 11674 - فَلا يَحْسَبَ الأعْدَاءُ أَنَّ قَنَاتَنَا ... تَلِيْنُ وَلَا أنَّا مِنَ المَوْتِ نَجْزَعُ أُحَيْحَةُ بنُ الجُلَاجِ: [من الوافر] 11675 - فَلا يَدْرِي الفَقِيْرُ مَتَى غِنَاهُ ... وَلَا يَدْرِي الغَنِيُّ مَتَى يُعِيْلُ ¬
بَعْدَهُ: وَلَا تَدْرِي إِذَا يَمَّمْتَ أرْضًا ... بِأيَّ الأرْضِ يُدْرِكُكَ المَقِيْل [من المتقارب] 11676 - فَلا يَرْضَ بِالدَّعَةِ الوَادِعُون ... فَكَمْ فِي اطِّرَاحِ الأذَى مِنْ أذَى يَزِيْدُ بن الحَكَم بن العاص: [من الطويل] 11677 - فَلا يَسْمَعْنْ سِرِّي وَسِرَّكِ ثَالِثٌ ... ألا كُلُّ سِرٍّ جَاوَزَ اثْنَيْنِ شَائعُ هَذَا البَيْتُ غَيْرُ قَوْلِ ابن الدُّمَيْنَةِ حَيْثُ يَقُوْلُ (¬1): [من الطويل] فَلا تَجْعَلِي بَيْنِي وَبَيْنَكِ ثَالِثًا ... فَكُل حَدِيْثٍ جَاوَزَ اثْنَيْنِ ذَائِعُ وَيُرْوَى قَولُ ابن الدُّمَيْنَةِ لابنِ الحَدَّادِيَّةِ. يَقُوْلُ يَزِيْدُ بن الحَكَم بن العَاصِ قَبْلَهُ (¬2): وَكُلُّ أمَانِيّ امْرِئ لا يَنَالُهَا ... كَأضغَاثِ أحْلامٍ رَآهُنَّ هَاجِعُ فَلا يَسْمَعَنْ سِرِّي وَسِرِّكِ ثَالِثٌ. البَيْتُ وَكَيْفَ يُشِيْعُ القَلْبُ سِرًّا وَدُونَهُ ... حِجَابٌ وَمِنْ دُونِ الحِجَابِ الأضَالِعُ قَيْسُ بنُ الخَطِيْمِ: [من الوافر] 11678 - فَلا يُعْطَى الحَرِيْصُ غِنًى لحِرْصٍ ... وَقَدْ يَنْمِي عَلَى الجودِ الثَّرَاءُ [من الوافر] 11679 - فَلا يَغْرُرْكَ طُولُ الحِلْمِ مِنِّي ... فَمَا أبَدًا تُصَادِفُنِي حَلِيْمَا ¬
[من الوافر] 11680 - فَلا يَغْرُرْكَ كَثْرَةُ مَنْ تُؤَاخِي ... فَمَا لَكَ عِنْدَ نَائِبَةٍ خَلِيْلُ مُحَمَّد بن فَتُوحٍ، مَغرِبِيّ: [من الوافر] 11681 - فَلا يَغْرُرْكَ مَنْ يُدْعَى صَدِيْقًا ... فَمَا فِي الأرْضِ أعْوَزُ مِنْ صَدِيْقِ بَعْدَهُ: سَألْنَا عَنْ حَقِيْقَتِهِ قَدِيْمًا ... فَقِيْلَ سَألْتَ عَن بِيْضِ الأنُوقِ هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد فتُوح بن عَبْدِ اللَّهِ بن فتُوح بن حَمِيْد بن يَصِلَ الحَمِيْدِيُّ اللَّخْمِيُّ المَيْرَقِيُّ مِنْ بِلادِ الأنْدَلُسِ. وَفَاتُهُ بِبَغْدَادَ سَنَةَ 488. المَثَلُ: أعَزُّ مِنْ بِيْضِ الأنُوقِ. وَهُوَ ذَكَرُ الرَّخَم وَالذَّكَرُ لا يَبِيْضُ. يَضرَبُ فِيْمَا يُتَعَذَّرُ حُصُولهُ. كَعْبُ بن زَهَيْرٍ: [من البسيط] 11682 - فَلا يَغُرَّنْكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ ... إِنَّ الأمَانِيَّ وَالأحْلامَ تَضْلِيْلُ عَلْقَمَةَ: [من البسيط] 11683 - فَلا يَغُرَّنْكَ مِنِّي الثُّوبُ أسْحَبُه ... إنِّي امْرُؤٌ فِيَّ عِنْدَ الجِدِّ تَشْمِيْر وَمِثْلُهُ قَوْلُ بِشْرِ بن عَبْدِ المَلِكِ: [من الطويل] أجُرُّ رِدَائِي فِي الرِّخَاءِ ومَيزَرِي ... وَأرفَعُ عِنْدَ الجِدِّ فَضْلَ رِدَائِيَا ظَبْيَةُ الحَضَرِيَّةُ: [من الطويل] 11684 - فَلا يَفْرَحِ الوَاشُونَ بِالهَجْرِ رُبَّمَا ... أطَالَ الحَبِيْبُ الهَجْرَ وَالحِبُّ نَاصِحُ بَعْدَهُ: ¬
وَتَغْدُو النَّوَى بَيْنَ المُحِبِّيْنَ وَالهَوَى ... مَعَ القَلْبِ مَطْوِيٌّ عَلَيْهِ الجوَانِحُ أُسَامَةُ بن زَيْدٍ: [من الطويل] 11685 - فَلا يَمْنَعَنْكَ مِنْ طَرِيْقٍ مَخَافَةٌ ... وَلَا حَصَرٌ وَانْفُدْ فَهُنَّ المَقَادِرُ بَعْدَهُ: وَلَا تَدِعَ الأسْفَارَ مِنْ خَشْيَةِ الرَّدَى ... فَكَم قَدْ رَأيْنَا مِنْ رَدٍ لا يُسَافِرُ وَلَو كَانَ يَبْدُو شَاهِدُ الأمْرِ للفَتَى ... كَأعْجَازِهِ ألْفَيْتَهُ لا يُشَاوِرُ الأعْشَى: [من الطويل] 11686 - فَلا يَنْبَسِطُ مِنْ بَيْنَ عَيْنيْكَ مَا انْزَوَى ... وَلَا تَلْقَنِي إِلَّا وَأنْفُكِ رَاغِمُ يَقُوْلُ الأعْشَى فِي يَزِيْدَ بنِ مَسْهَرٍ الشَّيْبَانِيِّ: يَزِيْدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ عَنّي كَأَنَّمَا ... زَوَى بَيْنَ عَيْنِيْهِ عَلَيَّ المَحَاجِمُ فَلا يَنْبَسِطْ مِنْ بَيْنَ عَيْنِيْكَ مَا انْزَوَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَأُقْسِمْ إن جَدَّ التَّقَاطُعَ بَيْنَنَا ... لتَصْطَفِقَنْ يَوْمًا عليك المَآتِمُ وَتَلْقَى حُصَانٌ يَتَّصِفُ ابنةَ عَمِّهَا ... كَمَا كَانَ تَلْقَى النَّاصِفَاتِ الجَّوَازَمُ إِذَا اتَّصَلَتْ قَالَتْ أبَكْر بن وَائِلٍ ... وَبَكْرُ سَبْتُهَا وَالأُنُوفُ رَوَاغِمُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 11687 - فَلا يَنْحَلِلْ فِي المَجْدِ مَالُكَ كُلُّهُ ... فَيْنْحَلَّ مَالٌ كَانَ بِالمَالِ عَقْدُهُ إبْرَاهِيْمُ الصُّولِيُّ: [من الطويل] 11688 - فَلا يَوْمَ إقْبَالٍ عَدَدْتُكَ طَائِلًا ... وَلَا يَومَ إدْبَارٍ عَدَدْتُكَ مِنْ أمْرِي ¬
[من الطويل] 11689 - فَيَا أُمَّ عَمْرٍو كَيْفَ يُهْزَلُ بَعْضُنَا ... وَيَسْمَنُ بَعْضٌ كُلُّنَا مِنْ عِيَالِكِ 11690 - فَيَا أهْلَ لَيْلَى أكْثَرَ اللَّهُ فِيْكُمُ ... كَأمْثَالِهَا حَتَّى تَجُودُوا بِهَا لِيَا أَبُو عَبْدُ اللَّهِ ابن الحَجَّاج: [من الطويل] 11691 - فَيَا أيُّهَا اللَّبْثُ اتَّقِ الكَلْبَ إن عَوَى ... فَإِنَّكَ إن أهْمَلْتَهُ كَلِبَ الكَلْبُ ابن بَامَنْصُور الدَّيْلَمِيُّ: [من الخفيف] 11692 - فِي ابْتِدَاءِ الشَّبَابِ عَاجَلَنِي الشَّـ ... ـبْبُ فَهَذَا مِنْ أوَّلِ الدَّنِّ دُرْدِي هُوَ دَيْلَمِيُّ الأصْلِ، عِرَاقِيُّ المَنْشَأِ، شَامِيُّ الوَطَنِ، شَاعِرٌ، بَارِعٌ، أدِيْبٌ. أَبُو ذُؤَيْبٍ: [من المتقارب] 11693 - فَيَا بُعْدَ دَارِيَ مِنْ دَارِكُمْ ... كَبُعْدِ سُهَيْلٍ مِنَ الفَرْقَدِ أَبُو فِرَاسٍ يَصِفُ نَاقَةً: [من الطويل] 11694 - فَيَا بُعْدَ مَا بَيْنَ الكَلالِ وَبَيْنَهَا ... وَيَا قُرْبَ مَا يَرْجُو عَلَيْهَا المُسَافِرُ 11695 - فَيَا جَامِعًا أمْسِكْ عِنَانَكَ مُقْصِرًا ... فَإنَّ مَطَايَا الدَّهْرِ تَكْبُو وَتَعْثَرُ أعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 11696 - فَيَا جُودَ مَعْنٍ نَاجِ مَعْنًا بحَاجَتِي ... فَمَا لِي إِلى مَعْنٍ سِوَاكَ شَفِيْعُ 11697 - فَيَا حَبَّذَا عَيْشُ الخُمُولِ وَحَبَّذَا ... مَقِيْلِيَ فِي أطْلَالِهِ وَرُقَادِي ¬
بَعْدَهُ: خُمُولٌ وَيَأسٌ طَابَ مَثْوَايَ فِيْهِمَا ... وَقَدْ جَهِلَ الحُسَّادُ لِيْنَ مِهَادِي أَبُو صَخْرٍ الهذّلِيُّ: [من الطويل] 11698 - فَيَا حُبَّهَا زِدْنِي جَوًى كُلَّ لَيْلَةٍ ... وَيَا سَلْوَةَ الأيَّامِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ [من الخفيف] 11699 - فِي اخْتِلافِ الوُجُوه مِنْ آلِ عِجْلٍ ... لَدَلِيْل عَلَى فَسَادِ النِّسَاءِ حَدَّثَ الرَّاغِبُ قَالَ: كَانَ بِأصبِهَانَ مَجْنُون يُعْرَفُ بِابْنِ المُسْتَهَامُ، فَقِيْلَ لأحْمَد بن عَبْدُ العَزِيْزِ حَاكِمِ أصبِهَانَ: إنَّهُ مَطْبُوعٌ وَلَهُ نَوَادِرُ فَاسْتَحْضرَهُ فَلَمَّا حَضَرَ ابن المُسْتَهَام المَجْنُون وَتَأمَّلَهُ لأحْمَدَ وَقَالَ: في اخْتِلافِ الوُجُوهِ مِنْ آلِ عُجْلٍ. البَيْتُ فَأرَادَ أنْ يَبْطُشَ بهِ لِمَا تَدَاخَلَهُ مِنَ الغَضَب، ثُمَّ كَفَّ عَنْهُ خَشْيَةَ أنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِقَوْلِهِ فَيَكْثُر. المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 11700 - فَيَا دَارَهَا بِالحَزْنِ إنَّ مَزَارَهَا ... قَرِيْبٌ وَلَكِنْ دُوْنَ ذَلِكَ أهْوَالُ قال بَعْضُ أهْلِ الأدَبِ: خَرَجْتُ مُتَفَرِّجًا بِبَغْدَادَ فَجَلَسْتُ عَلَى الجُسْرِ فَأقْبَلَتْ امْرَأةٌ مِنَ الجَّانِبِ الشَّرْقِيّ تُرِيْدُ الجَّانِبَ الغَرْبِيّ فَاستقْبَلَهَا شَابٌ فَقَالَ لَهَا: رَحَمَ اللَّهُ عَلِيّ بنُ الجَهْمُ. فَقَالَتْ المَرْأَةُ فِي الحَالِ: رَحَمَ اللَّهُ أبَا العَلاءِ المَعَرِّيَّ وَلَمْ يَقِفَا وَمَرَّا مُشْرِقًا وَمُغْرِبَةً فَتَبِعْتُ المَرْأةَ وَقُلْتُ لَهَا اخْبرِيْني عَافَاكِ اللَّهُ عَمَّا قال لَكِ وَعَمَّا أجَبْتِهِ فَقَالَتْ نَعَمْ قال لِي رَحَمَ اللَّهُ عَلِيّ بنُ الجَهْمُ، أَرَادَ بِذَلِكَ قَولَهُ (¬1): ¬
عَيُونُ المَهَا بَيْنَ الرُّصَافَةِ فَالجسْرِ ... جَلَبْنَ الهَوَى مِنْ حَيْثُ أدْرِي وَلَا أدْرِي وَأرَدْتُ بِتَرَحُّمِي عَلَى المَعَرِّيّ قَوْلَهُ: فَيَا دَارَهَا بِالحزْنِ إِنَّ مَزَارها قَرِيْبٌ. البَيْتُ قال فَقَضِيْتُ العَجَبَ مِنْ فَطَانَتِهِمَا كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 11701 - فَيَا رَبِّ أنْتَ المُسْتَعَانُ عَلَى النَّوَى ... فَعزّةُ قَدْ أوْدَى بِقَلْبِي حِذَارُهَا بَعْدَهُ: أُسَائِلُ عَنْهَا أهْل مَكَّةَ كُلَّهُمْ ... إِذَا مَا التقَتْ حُجَّاجُهَا وَتِجَارُهَا عَسَى خَبَرًا منها يُصَادِفُ رِفْقَةً ... مُحَلِّقَةً أو حَيْثُ تُرْمَى جِمَارُهَا [من الطويل] 11702 - فَيَا رَبِّ حَيِّ الزَّائِرَيْنِ كِلاهُمَا ... وَحَيِّ دَلِيْلًا فِي الفَلاةِ هَدَاهُمَا بَعْدَهُ: فَليتَهُمَا ضَيفان في كُلِّ لَيلةٍ ... مِنَ الدَهرِ مَحتومٌ عَليَّ قراهمَا [من الطويل] 11703 - فَيَا رَبِّ لا تَجْعَلْ حَيَاتِي دَنِيَّةٍ ... وَلَا مِيْتَتِي يَا رَبِّ بَيْنَ النَّوَايِحِ بَعْدَهُ: وَلَكِنْ صرِيْعًا بَيْنَ أرْمَاحِ فِتْيَةٍ ... طِوَالِ القَنَا مِنْ فَوْقَ أدْهَمَ قَارِحِ يَحْيَى بن نَوْفَلٍ: [من الطويل] ¬
11704 - فَيَا عَجَبًا حَتَّى سَعِيْدُ بنُ خَالِدٍ ... لَهُ حَاجِبٌ بِالبَابِ مِنْ دُونِ حَاجِبِ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الطويل] 11705 - فَيَا عَجَبًا مِنَّا وَمنْ طُولِ سَعْيِنَا ... وَتَصْرِيْفِنَا فِي كلِّ مَا لَيْسَ يَنْفَعُ 11706 - فَيَا قَلْبُ صَبْرًا فَلا تَأسَفَنَّ ... فَلا نَفْعَ فِي أَسَفِ الآسِفِ بَعْدَهُ: فلا بُدَّ للضِّيْقِ مِنْ فَارِجٍ ... وَلَا بُدَّ للهَمِّ مِنْ كَاشِفِ قَيْسُ بن ذَرِيْحٍ: [من الطويل] 11707 - فَيَا قَلْبُ صَبْرًا وَاعْتِرَافًا لِمَا تَرَى ... وَيَا حُبَّهَا قَعْ بِالَّذِي أنْتَ وَاقِعُ خَالِدُ بن عُبَيْدٍ أحد بَنِي عُلَيْمٍ: [من الطويل] 11708 - فَيَا قَوْمَنَا مَهْلًا وَلَمْ يَكُ بَيْنَنَا ... مِنَ الشَّرِّ يَومٌ ظَاهِرُ النَّجْمِ عَارِمُ بَعْدَهُ: وَلَمَّا بَرَى الأقْوَامُ مِنَّا وَمِنْكُمُ ... طَعَامًا تَهَادَاهُ النُّسُورُ القَشَاعِمُ القَاضِي أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بنُ النُّعْمَانِ: [من السريع] 11709 - فِي الثَّمَرِ المُرِّ دَلِيْلٌ عَلَى ... رَدَاءَةِ الأصْلِ لِمُسْتَطْعِم [من البسيط] 11710 - فِي الخَلْوة الرَّاحَةُ العُظْمَى فَأَحْي بِهَا ... قَلْبًا وَفِي الجمْعِ بَيْنَ النَّاسِ إشْكَالُ بَعْدَهُ: ¬
إِنَّ الطَّبَائِعَ لَمَّا ألِّفَتْ جَمَعَت ... شَرًّا تَوَلَّدَ مِنْهُ القِيْلُ وَالقَالُ أَبُو تَمَّامٍ: [من الكامل] 11711 - فِي الرَّوْض نَمَّامٌ وَفِي سَيْلِ الزُّبَى ... كَدَرٌ وَفِي بَعْضِ الغُيُوثِ صَوَاعِقُ قَبْلَهُ: إيْهٍ أبَا زَيْدٍ فَذَرْعُكَ وَاسِعٌ ... وَنَدَاكَ فَيَّاح وَمَجْدُكَ بَاسِقُ قَدْ لانَ أكْثَرُ مَا نُرِيْدُ وَبَعْضهُ ... خَشِن وَإِنِّي بِالنَّجَاحِ لَوَاثِقُ فِي الرَّوْضِ نَمَّامٌ. البَيْتُ وَمِنَ الرَّزِيَّةِ أَنَّ شُكْرِي صَامِتٌ ... عَمَّا فَعَلْتَ وَأنَّ بِرَّكَ نَاطِقُ وَأحَقُّ مَا جَشَمَ امْرُؤٌ وَسَعَى لَهُ ... يَوْمًا لِذِي النُّعْمَى الثَّنَاءُ الصَّادِقُ أأرَى الصَّنِيْعَةَ مِنْك ثُمَّ أسُرُّهَا ... إنِّي إذًا لِيَدِ الكَرِيْمِ لَسَارِقُ عُمَر بن الحبَاب: [من الكامل] 11712 - فِي السِّلْمِ تَلْقَاهُمْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ ... وَلَدَى الحُرُوبِ كخُرَّدٍ أتْرَابِ المُرَقَّش يَصِفُ الثُّرَيَّا: [من الخفيف] 11713 - فِي الشَّرْقِ كَأسٌ وَفِي الغَرْبِ عُنْـ ... ـقُودٌ وَفِي وَسَطِ السَّمَا قَدَمُ أَبُو عَلِيّ مِسْكَوِيْهِ: [من البسيط] 11714 - فِي العُودِ مَا يُقْرَنُ المِسْكُ الذَّكيُّ بِهِ ... طِيْبًا وَفِيْهِ لَقًى مُلْقًى مَع الحَطَبِ أَبُو الغَمْرِ: [من المنسرح] 11715 - فِي الفَوتِ مَنْجًى مِنْ كُلِّ مَهْلَكَةٍ ... وَفِي الثَّبَاتِ الهَلاكُ وَالعَطَبُ ¬
مُحَمَّد بنُ بَشِيْرٍ: [من المنسرح] 11716 - فِي القَصْفِ وَالعَزْفِ وَاللَّذَاذَةِ وَالأ ... فْرَاحِ وَاللَّهْوِ عَنْكَ لِي شُغُلُ قَبْلَهُ: شَتَّانَ مَا مَجْلِسٌ لَهُ زَجَلٌ ... تَكَادُ فيه الخُصُومُ تَقْتَتِلُ تَجَمَّعُوا فيه للمِرَاءِ وَلَمْ ... تَجْمَعْهمُ خِيْفَة وَلَا وَجَلُ وَمَجْلِسٌ سَالِمٌ مِنَ القِيْلِ وَالقَالِ ... بِهِ فِي سُكُونِهِ المَثَلُ أَبُو رُضْوَانَ كَاتِبُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ طَاهِرٍ: [من البسيط] 11717 - فِي القَلْبِ بَثٌّ وَلَكِنْ لَسْتُ أذْكرُهُ ... خَوْفًا عَلَى الحُبِّ مِنْ وَاشٍ يُكَدِّرُهُ بَعْدَهُ: إنِّي لأُعْذِرُ مَنْ ضاقَتْ مَذَاهِبُهُ ... إِلَّا فُؤَادِي فَإنِّي لَسْتُ أعْذِرُهُ يَسُومُنِي هَجْرَهُ وَالقَلْبُ فِي يَدِهِ ... وَكَيْفَ أهْوَى حَبِيْبًا ثُمَّ أهْجُرُهُ كَتَبَ الصَّابِئُ إِلَى بَعْضِ الرُّؤَسَاءِ وَقَدْ مَرِضَ: عَرفْتُ أَنَّ سَيِّدَنَا الأُسْتَاذَ الجلِيْلَ أطَالَ اللَّهُ فِي العِزِّ بَقَاءَهُ تَشَكَّى التِيَاثا: فَلَو اسْتَطَعْتُ أخَذْتُ عِلَّةَ جسمِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): وَجَعَلْتُ صحَّتِي الَّتي لَمْ تَصْفُ ... لِي صَفْوًا لَهُ مَعَ صحَّةِ الإقْبَالِ فَتَكُونُ عِنْدِي العِلّتَانِ كِلاهُمَا ... وَالصِّحَّتَانِ لَهُ بِغَيْرِ زوالِ مَنْقولٌ مِنْ خَطِّهِ. جَرِيْرٌ: [من الطويل] 11718 - فَيَا لَكَ يَومٌ خَيْرُهُ قَبْلَ شَرِّهِ ... تَغَيَّبَ وَاشِيْهِ وَأقْصَرَ عَاذِلُه ¬
الزَّوزَنِيُّ: [من البسيط] 11719 - فِي المَالِ زَيْنٌ وَفَخْرٌ إن ظَفِرْتَ بِهِ ... وَالنَّحْسُ وَالبُؤْسُ وَالإِدْبَارُ فِي الأدَبِ قَبْلَهُ: قَالَ القَاضِي أَبُو جَعْفَرُ مُحَمَّد بن إسْحَق بن عَلِيّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَامِدٍ النَّجَاسِيّ الزُوْزَنِيُّ فِي مَدْحِ المَالِ وَذَمِّ الأَدَبِ: [من البسيط] إنِّي أقُولُ وَخَيْرُ القَوْلِ أصْدَقُهُ ... وَالصِّدْق يُحْمَلُ أحْيَانًا عَلَى الكَذِبِ لا تَجْمَعَنَّ أبَدًا عِلْمًا وَلَا أدَبًا ... وَجِدَّ فِي طَلَبِ الأمْوَالِ وَاغْتَرِبِ فِي المَالِ زَيْنٌ وَفَخْر. البَيْتُ وَمِثْله لِمُحَمَّد بن حَارمٍ البَاهِلِيّ (¬1): [من الخفيف] فِي حرِ أمِّ العُقُولِ وَالآدَابِ ... وَالأصُولِ الجيَادِ وَالأحْسَابِ وَالبَلاغَاتِ وَالرِّوَايَةِ وَالشِّعْرِ ... وَعَقْدِ الحِسَابِ وَالحُسَّابِ كُلُّ هَذَا سِوَى الدَّرَاهِمِ زُوْرٌ ... وَهَبَاءٌ تَرَاهُ مِثْلَ السَّرَابِ أحْمَد بن أَبِي بَكْرٍ الكَاتِب: [من الكامل] 11720 - فِي المَوْتِ ألْفُ فَضِيْلَةٍ لَو أَنَّهَا ... عُرِفَتْ لَكَانَ سَبِيْلَهُ أنْ يُعْشَقَا أَبُو نَصْرُ بن نَبَاتَةَ: [من الكامل] 11721 - فِي المَوْتِ مِنْ أَلَمِ المَذَلَّةِ رَاحَةٌ ... إِنَّ الشَّقِيَّ حَيَاتُهُ تَعْذِيْبُ أبْيَاتُ أَبِي نَصْرُ بنُ نُبَاتَةَ السَّعْدِيِّ يَقُولُ مِنْهَا: لَمْ يَبْقَ بَيْنَ الخَافِقَيْنِ أدِيْبُ ... إِلَّا لَهُ بَأوابِدَي تَهْذِيْبُ أخْفَيْتُ عَنْ فَطِن العُقُولِ فَضِيْلَةً ... نَمَّتْ عَلَيَّ كَمَا يَنُمُّ الطِيْبُ ¬
يَعْدُو عَلَيْهَا السَّارِقُونَ كَأَنَّهَا ... شَرْخُ الشَّبَابِ عَدَا عَلَيْهِ مَشِيْبُ وَالدَّهْرُ فِيْهِ عِبْرَة لِمُجَرِّبٍ ... لَو كَانَ يَنْفَعُ عِنْدَهُ التَّجْرِيْبُ بَاتَتْ تَلُومُ عَلَى النَّزَاهَةِ وَالغِنَى ... عَنْ كُلِّ جِنْسٍ مَالَهُ مَحْسُوبُ إن كَانَ مُعْطِي النِّيْلِ مَمْدُوْحًا بِهِ ... فَالمُسْتَنِيْلُ بِأخْذِهِ مَسْبُوبُ فِي المَوْتِ مِنْ ألَمِ المَذَلَّةِ رَاحَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّ العِرَاق وَلَا أغُشَّكَ ثِلَّةٌ ... قَدْ نَامَ رَاعِيْهَا فَأيْنَ الذِّيْبُ يَنْتَابُهَا نَهْبُ الخَرَابِ وَأهْلُهَا ... سَوْطُ العَذَابِ عَلَيْهُمُ مَصْبُوبُ مَلَكُوا وسَامَهُمُ الدَّنِيَّةَ مَعْشَر ... لا العَقْلُ رَاضَهُمُ ولا التَّأدِيْبُ كُلُّ الفَضَائِل عِنْدَهُمْ مَرْذُولَة ... وَالحُر فِيْهِمْ كَالسَّمَاحِ غَرِيْبُ أفَلا فَتًى يَسْمُو إِلَى حَاجَاتِهِ ... صُعُدًا كَمَا يَتَرَقعُ الأُلْهُوبُ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَمْ يَبْقَ غَيْرُكَ فِي الزَّمَانِ مُؤَمَّلٌ ... يُدْعَا لِكَشْفِ مُلِمَّةٍ فَيُجِيْبُ لا يَبْلغُ الغَايَاتِ إِلَّا نَافِذٌ ... مَاضٍ كَمَالِيَةِ القَنَاةِ نَجِيْبُ مَلآنُ مِنْ بُغْضِ الحَيَاةِ وَحُبِّهَا ... يُثْنَي عَلَيْهِ الطَّبْعُ وَالتَّرْكِيْبُ [من الكامل] 11722 - فِي المَهْدِ يَنْطِقُ عَنْ سَعَادَةِ جَدِّهِ ... أثَرُ النَّجَابَةِ سَاطِعُ البُرْهَانِ بَعْدَهُ: إِنَّ الهِلالَ إِذَا رَأيْتَ نُمُوَّهُ ... أبْقَيْتَ بَدْرًا مِنْهُ فِي اللَّمْعَانِ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ آخَر (¬1): [من الكامل] إِنَّ الهِلالَ إِذَا رَأيْتَ نُمُوَّهُ ... أيقَنْتَ أنْ سَيَصيْرُ بَدْرًا كَامِلا ¬
أَبُو فِرَاسٍ: [من مجزوء الكامل] 11723 - فِي النَّاسِ إن فَتَّشْتَهُمْ ... مَنْ لا يَغُرُّكَ أو تُذِلُّه بَعْدَهُ: فَاتْرُكْ مُدَارَةَ اللَّئِيْمِ ... فَإنَّ فِيْهَا العَارُ كُلُّه [من المجتث] 11724 - فِي النَّاسِ خَيْرٌ كثِيْرٌ ... وَالشَّرُّ فِي النَّاسِ أكْثَرْ بَعْدَهُ: وَقَدْ نَصَحْتكَ جُهْدِي ... فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ وَاحْذَرْ ابْنُ القَصَبَانِيُّ النَّحَوِيُّ: [من السريع] 11725 - فِي النَّاسِ مَنْ لا يُرْتَجَى خَيْرُهُ ... إِلَّا إِذَا مُسَّ بِإضْرَارِ بَعْدَهُ: كَالعُودِ لا يُطْمَعُ فِي رِيْحِهِ ... إِلَّا إِذَا أُحْرِقَ بِالنَّارِ هُوَ أَبُو القاسَم الفَضْلُ بنُ مُحَمَّد بن عَلِيّ بنُ الفَضْلِ القَصبَانِيُّ النَّحَوِيُّ البَصرِيُّ وَفَاتَهُ سَنَةَ 444. المُجِيْدُ: [من الكامل] 11726 - فِي النَّاسِ مَنْ يَبْنِي العَلاءَ بِنَفْسِهِ ... لا أصْلِهِ وَأبُو النُّضَارِ تُرَابُ قَوْلُ المَجِيْدُ: فِي النَّاسِ مَنْ يَبْنِي العَلاءَ بِنَفْسِهِ. البَيْتُ مِنْ بَابِ التَّلْفِيْقِ وَالتَّألِيْفِ وَهُوَ أنْ يَأخُذَ الشَّاعِرُ أكْثَرَ كَلِمَاتِ بَيْتِ لِشَاعِرٍ آخَرَ وَيُضِيْفُهَا إِلَى بَيْتٍ آخَرَ لِشَاعِرٍ آخَرًا وَالمِصْرَاعُ بِعَيْنِهِ. فَقَوْلَهُ فِي النَّاسِ مَنْ يَبْنِي العِلَّاتِ ¬
بِنَفْسِهِ. مَأخُوذٌ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ (¬1): نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا ... وَعَلَّمَتْهُ الكَرَّ وَالإِقْدَامَا وَالمِصْرَاعُ الأخِيْرُ مِنْ قَوْلِ المُتَنَبِّيِّ: وَلَكِنْ مَعْدَنَ الذَّهَبِ الرُّغَامُ. [من المنسرح] 11727 - فِي الهَجْرِ وَالوَصْلِ مَا تَذُوقُ كَرًى ... عَيْنِي فَمَا يَنْقَضِي تَسَهُّدُهَا بَعْدَهُ: فَلَيْلَةُ الهَجْر لا رُقَادَ بِهَا ... وَلَيْلَةُ الوَصْلِ كَيْفَ أرْقدُهَا أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الوافر] 11728 - فَيَا لَيْتَ الشَّبَابُ يَعُودُ يَوْمًا ... فَأخْبِرُهُ بِمَا فَعَل المَشِيْبُ قَبْلَهُ: فَيَا أسَفًا أسِفْتُ عَلَى شَبَابٍ ... بَغَاهُ الشَّيْب وَالرَّأس الخَضِيْبُ عَرِيْتُ مِنَ الشَّبَابِ وَكَانَ زَيْنًا ... كَمَا يَعْرَى مِنَ الوَرَق القَضِيْبُ فَيَا لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْمًا. البَيْتُ [من الطويل] 11729 - فَيَا لَيْتَ أيَّامِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى ... يَعُدْنَ كَمَا قَدْ كُنَّ وَالشَّمْلُ جَامِعُ بَعْدَهُ: وَلَيْتَ النَّوَى لَمْ تُقْضَ يَوْمًا وَلَيْتَنِي ... عَلِمْتُ مَتَّى العَيْشُ الَّذِي فَاتَ رَاجِعُ [من الطويل] 11730 - فَيَا لَيْتَ حَظِّي مِنْ غَدَانَةَ أَنَّهَا ... تَكُونُ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلَا لِيَا ¬
المُتَنَبِّيُّ: [من الطويل] 11731 - فَيَا لَيْتَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أحِبَّتِي ... البُعْدِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ المَصَائِبِ الأسوَانِيُّ فِي الدُّنْيَا: [من الطويل] 11732 - فَيَا لَيْتَنَا لَمَّا حُرِمْنَا سُرُورَهَا ... وُقِيْنَا إذًا آفَاتِهَا وَشُرُورَهَا أَبُو فِرَاسِ بن حَمْدَانَ: [من الطويل] 11733 - فَيَا مُلْبِسِي النُّعْمَى التَّي جَلَّ قَدْرُهَا ... لَقَدْ أخْلَقَتْ تِلْكَ الثِّيَابُ فَجَدِّدِ قَبْلَهُ: يَنْدُبُ سَيْفَ الدَّوْلَةِ إِلَى تَخْلِيْصِهِ مِنَ الأسْرِ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَمِثْلُكَ مَنْ يُدْعَى لِكُلِّ مُلِمَّةٍ ... وَمِثْلِيَ مَنْ يُفْدَى بِكُلِّ مُسَوَّدِ وَأَنْتَ الَّذِي بَلَغْتَنِي كُلَّ غَايَةٍ ... صَعِدْتُ إلَيْهَا فَوْقَ أعْنَاقِ حُسَّدِي فَيَا مُلْبِسِي النُّعْمَى التي جَلَّ قَدْرُهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ألَمْ تَرَ أنِّي فِيْكَ صَافَحْتُ حَدَّهَا ... وَفِيْكَ شَرِبْتُ المَوْتَ غَيْرُ مُصَرَّدِ يَقُولُونَ جَنِّبْ عَادَةً مَا عَرِفْتُهَا ... عَزْيِزٌ عَلَى الإنْسَانِ مَا لَمْ يُعَوَّدِ وَلَكِنْ سَألقَاهَا فَإمَّا مَنِيَّةٌ ... هِيَ الظُنُّ أَو بُنْيَانُ عِزٍّ مُؤَبَّدِ [من الوافر] 11734 - فَيَا مَنْ دَهْرُهُ غَضَبٌ وَسُخْطٌ ... أمَا أحْسَنْتَ يَومًا فِي حَيَاتِي الكُمِيْتُ بنُ زَيْدٍ: [من الطويل] 11735 - فَيَا مُوقِدًا نَارًا لِغَيْرِكَ ضَوْؤُهَا ... وَيَا حَاطِبًا فِي حَبْلِ غَيْرِكَ تَحْطِبِ ¬
أَبُو فِرَاسٍ: [من الطويل] 11736 - فَيَا نَفْس صَبْرًا إِنَّمَا شَرَفُ الفَتَى ... إِذَا عَفَّ عَنْ لَذَّاتِهِ وَهُوَ قَادِرُ يَقُوْلُ أَبُو فِرَاسٍ مِنْهَا: فَلَمَّا تَحَالَيْنَا رَأى اللَّهُ أنَّنِي ... كَفَفْتُ وَعَفَّتْ خُلْوَةٌ وَسَرَائِرُ وَللنَّفْسِ مِنْ فَرْطِ الصَّبَابَةِ آمِرٌ ... لَدَيْهَا وَمِنْ حُسْنِ التَّصَوُّنِ زَاخِرُ وَبُتْنَا يَظُنُّ النَّاسَ فِيْنَا ظُنُونَهُمْ ... وَثَوبِي مِمَّا رَجَّمَ النَّاسُ طَاهِرُ فَيَا نَفْسُ صَبْرًا إِنَّمَا شَرَفُ الفَتَى. البَيْتُ يَقُوْلُ مِنْهَا: وما الأسَدُ الضِّرْغَامُ إِلَّا فَرِيْسَةً ... إِذَا لَمْ تَطُلْ أنْيَابُهُ وَالأظَافِرُ وَهَلْ يَنْفَعُ الخَطِّيُّ غَيْرَ مُثَقَّفٍ ... وَتَظْهَرُ إِلَّا بِالصِّقَالِ الجوَاهِرُ وَكَيْفَ يَنَالُ المَجْدُ وَالجِسْمُ وَادِعٌ ... وَكَيْفَ يُحَازُ الحَمْدُ وَالوُفْرُ وَافِرُ وَهَلْ تُجْحَدُ الشَّمْسُ المُنِيْرَةُ ضَوْءهَا ... وَيُسْتَرُ نُورُ البَدْرِ وَالبَدْرُ بَاهِرُ وَمِثْلُ قَوْلِهِ: فَيَا نَفْسُ صَبْرًا. البَيْتُ قَولُ ابْنُ هِنْدٍ قَاضي حِمْصَ (¬1): أخْلُو بِهِ فَأعْفٌ عَنْهُ كَأنَّنِي ... حَذِرَ الدَّنِيَّةِ لَسْتُ مِن عُشَّاقِهِ كَالمَاءِ فِي يَدِ صَائِمٍ يَلتذُّهُ ... حَمْلًا وَيَصْدِفُ عَنْ لَذِيْذِ مَذَاقِهِ يَزِيْدُ بنُ الحَكَمِ الثَّقْفِيُّ: [من الطويل] 11737 - فَيا نَفْس صَبْرًا لَسْتِ وَاللَّهِ فَاعْلَمِي ... بَأوَّلِ نَفْسرٍ غَابَ عَنْهَا حَبِيْبُهَا أَبُو تَمَّامٍ: [من الطويل] ¬
11738 - فَيَا وَحْشَةَ الدُّنْيَا وَكَانَتْ أنِيْسَةً ... وَوَحْشَةً مَنْ فِيْهَا لِمصْرَعِ وَاحِدِ المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 11739 - فَيَا وَطَنِي إن فَاتَنِي فِيْكَ سَابِقٌ ... من الدَّهْرِ فَلْيَنْعَمْ لِسَاكِنِكَ البَالُ بَعْدَهُ: فَإنْ أسْتَطِعْ فِي الحَشْرِ آتِكَ زَايِرًا ... وَهَيْهَاتَ لِي يَومَ القِيَامَةِ أشْغَالُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ: [من الطويل] 11740 - فَيَا هَارِبًا مِنْ سُخْطِنَا مُتَنَصِّلًا ... هَرَبْتَ إِلَى أنْجَى مَفَرٍّ وَمَهْرَبِ بَعْدَهُ: فَعُذْرُكَ مَبْسُوطٌ لَدَيَّ مُقَدَّمٌ ... وَوُدُّكَ مَقْبُولٌ بِأهْلٍ وَمَرْحَبِ وَلَو بَلَّغَتْنِي عَنْكَ أُذْنِي أقَمْتُهَا ... لَدَيَّ مَقَامَ الكَاشِحِ المُتَكَذِّبِ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن عُيينة المُهَلَّبِيُّ: [من الكامل] 11741 - فِي الأرْضِ مُنْفَسَحٌ وَرِزْقٌ وَاسِعٌ ... لِي عَنْكَ فِي غَوْرٍ وَفِي أنْجَادِ ابن طَبَاطَبَا العَلَوِيُّ: [من الطويل] 11742 - فَيَا لائِمِي دَعْنِي أُغَالِي بِقِيْمَتِي ... فَقِيْمَةُ كلِّ النَّاسِ مَا يُحْسِنُونَهُ عَابدَةُ المُهَلَّبِيَّةُ: [من الوافر] 11743 - فَيَا يَوْمًا أُذِيْلَ المَوْتُ فِيْهِ ... وَقَالَ السَّيْفُ للشُّعَرَاءِ قُولُوا ¬
[من الخفيف] 11744 - فِي بُكَاءٍ عَلَى الأحِبَّةِ شُغْلٌ ... لأخِي الوَجْدِ عَن بُكَاءِ الطُّلُولِ قَبْلَهُ: لا تَقِفْنِي عَلَى الدَّيَارِ فَإنِّي ... لَسْتُ مِنْ أرْبُعٍ وَرَسْمٍ مَحِيْلِ فِي بكَاءٍ عَلَى الأحِبَّةِ شُغْل. البَيْتُ [من الوافر] 11745 - فَيَبْكِي إِنْ نَأُوا شَوْقًا إلَيْهِمْ ... وَيَبْكِي إِنْ دَنُوا خَوْفَ الفِرَاقِ [من مخلع البسيط] 11746 - فِي بُلَغِ العَيْشِ لِي كفَافٌ ... فَمَا التَّفَانِي إِلَى الفضُولِ البَبَّغَاءُ فِي كثْرَةِ الجيْشِ: [من الكامل] 11747 - فِي جَحْفَلٍ كَالسَّيْلِ أو كَاللَّيْلِ أو ... كالقَطْرِ صَافَحَ مَوْجَ بَحْرٍ مُزْبِدِ قَدْ قَالَ الشُّعَرَاءُ فِي كَثْرَةِ الجيْشِ قَالَ دَعْبِلٌ: وَكَاللَّيْلِ أو كَالسَّيْلِ أو عَدَدِ الحصَا ... رِجَالٌ وَفِرْسَان وَخَيْل تُصْبِحُ وَقَالَ أَبُو دُلُفٍ فِيْهِ: كَالسَّيلِ جِنْحَ اللَّيْلِ أو كَالبَحْرِ ذِي ... الأمْوَاجِ أو كَاللَّيْلِ ذِي الإظْلامِ وَقَالَ البَبَّغَاءُ فِيْهِ (¬1): كَاللَّيْلِ إِلَّا أَنَّ ثَوْبَ ظَلامِهِ ... مِنْ عَثِيْرٍ وَنُجُومُهُ مِنْ لامِ ¬
وَقَالَ إبْرَاهِيْمُ بن المُهدِيِّ فِيْهِ: بِجَيْشٍ هُوَ اللَّيْلُ يَغْشَى البِلادَ ... فَيَعْلُو السُّهُولَ وَيَعْلُو الجَلَدْ أو اليَمِّ قَدْ عَارَضَتْهُ الجَنُو ... بُ تَرْمِي سَوَاحِلُهُ بِالزَّبَدْ وَقَالَ مُسْلِم بنُ الوَليْدِ فِيْهِ (¬1): فِي عَسْكَرٍ تَشْرِقُ الأرْضُ الفَضَاءُ ... كَاللَّيْلِ أنْجُمُهُ القِضْبَانُ وَالأَسَلُ لا يُمْكِنُ الأرْضَ مِنْهُ أنْ تُحِيْطَ بِهِ ... مَا يَأخُذُ السَّهْلُ عَنْ عَرْضَيْهِ وَالجبَلُ السَّريُّ الرَّفَاء: [من البسيط] 11748 - فِي حَامل الكَأسِ مِنْ بَدْرِ الدُّجَى خَلَفٌ ... وَفِي المُدَامَةِ عَنْ شَمْسِ الضُّحَى عِوَضُ المُتَنَبِّيُّ: [من الكامل] 11749 - فِي خطِّهِ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ شَهْوَةٌ ... حَتَّى كأنَّ مِدَادَهُ الأهْوَاءُ بَعْدَهُ: وَلِكُلِّ عَيْنٍ قُرَّةٌ مِنْ قُرْبِهِ ... حَتَّى كَأَنَّ مَغِيْبَهُ الأقْذَاءُ [من الرجز] 11750 - فِي دَعَةِ اللَّهِ وَفِي ضَمَانِهِ ... حَيْثُ اتَّجَهْتَ حَاضِرًا وَغَائِبَا أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 11751 - فِي دَهْرِيَ الأوَّلِ المَذْمُومِ أعْرِفُهُمْ ... فَالآنَ أُنْكِرُهُمْ فِي دَهْرِيَ الثَّانِي الجعْفِيّ فِي عَلِيٍّ الحَاجِبِ: [من الكامل] 11752 - فِي رُتْبةٍ حَجَبَ الوَرَى عَنْ نَيلِهَا ... وَعَلا فَسَمُّوْهُ عَلِيَّ الحَاجِبَا ¬
[من البسيط] 11753 - في زُخْرُفِ القَوْلِ تَحْسِيْنٌ لِبَاطِلِهِ ... وَالحَقُّ قَدْ يَعْتَرِيْهِ سُوءُ تَعْبِيْرِ بَعْدَهُ: تَقُولُ: هَذَا مُجَاجُ النَّحْلِ تَمْدَحُهُ ... وَإِنْ ذَمَمْتَ تَقُلْ: قَيْءُ الزَّنَانِيْرِ هَجْوٌ وَمَدْحٌ وما جَاوَزْتَ حَدَّهُمَا ... سِحْرُ الكَلامِ يُرِي الظَّلْمَاءَ كَالنُّوْرِ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من المديد] 11754 - فِي سَبِيْلِ اللَّهِ أنْفُسُنَا ... كُلُّنَا بِالمَوْتِ مُرْتَهَنُ المُتَنَبِّي: [من المنسرح] 11755 - فِي سَعَةِ الخَافِقَيْنِ مُضْطَربٌ ... وَفِي بِلادٍ عَنْ أُخْتِهَا بَدَلُ [من السريع] 11756 - فِي سَعَةِ الدُّنْيَا وَفِي أهْلِهَا ... مُسْتَبْدَلٌ بِالخِلِّ وَالجَّارِ بَعْدَهُ: فَمَنْ دَنَا مِنْكَ فَأهْلًا بِهِ ... وَمَنْ تَوَلَّى فَإلَى النَّارِ قَالُوا: أسْمَاءُ النِّيْرَانِ سَبْعَةٌ أعَاذَنَا اللَّهُ مِنْهَا وَهِيَ: جَهَنَّمُ، وَلَظًى، وَالحُطَمَةُ، وَالسَّعِيْرُ، وَالجَحِيْمُ، وَالهَاوِيَةُ، وَسقَرٌ. المُفَجَّعُ البَصْرِيُّ: [من الخفيف] 11757 - فِي سُهَادِي لِطُولِ أُنْسِي بِذِكْرَاك ... اعْتِيَاض مِنَ الكَرَى وَالرُّقَادِ ¬
ابن لَنْكَكَ: [من المنسرح] 11758 - فِي شَجَرِ السَّرْوِ مِنْهُمْ مَثَلٌ ... لَهُ رَوَاءُ وَمَا لَهُ ثَمَرُ قَبْلَهُ: لا تَخْدَعَنْكَ اللحَى وَلَا الصُّوَرُ ... تِسْعَةُ أعْشَارِ مَنْ تَرَى بَقَرُ تَرَاهُم كَالسَّحَابِ مُنْتَشِرًا ... وليس فِيْهِ لِشَائِمٍ مَطَرُ فِي شَجَرِ السَّرْوِ مِنْهُمُ مَثَلٌ. البَيْتُ يُقَالُ فِي الأمْثَالِ: بَدَنٌ وَافِرٌ وَقَلْبٌ كَافِرٌ. السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من البسيط] 11759 - فِي شَمِّكَ المِسْكَ شُغْلٌ عَنْ مَذَاقَتِهِ ... وَفِي سَنَى الشَّمْسِ مَا يُغْنِي عَنِ القَمَرِ أبْيَاتُ السَّرِيُّ الرَّفَاء يَقُوْلُ مِنْهَا: لا شَيْءَ أعْجَبَ عِنْدِي فِي تَبَايُنِهِ ... إِذَا تَأمَّلْتُهُ مِنْ هَذِهِ الصُّوَرُ أرَى ثِيَابًا وَفِي أثْنَائِهَا بَقَرٌ ... بِلا قُرُونٍ وَذَا عَيْبٌ عَلَى البَقَرِ قَالَتْ رَقَدْتَ فَقُلْتُ الهَمُّ أرْقَدَنِي ... وَالهَمُّ يَمْنَعُ أحْيَانًا مِنَ السَّهَرِ كَمْ قَدْ وَقَعْتُ وَقُوعَ الطَّيْرِ فِي شَرِكٍ ... فَضَعْضَعَتْ قوَّتِي مِنْهُ قِوَى المدرِ أصفُو وَأكْدَرُ أحْيَانًا لِمُخْتَبرٍ ... وليس مُسْتَحْسَنًا صَفْوٌ بِلا كَدَرِ إنِّي لأسِيْرُ فِي الآفَاقِ مِنْ مَثلٍ ... فَرْدٍ وَإمْلاءُ للآفَاقِ مِنْ قَمَرِ وَكَيْفَ يَفْرَحُ إنْسَان بِمُقْلَتِهِ ... إِذَا نَضَاهَا فَلَمْ تَصْدُقْهُ فِي النَّظَرِ وَرُبَّمَا ابْتَهَجَ الأعْمَى بِحَالَتِهِ ... لأَنَّهُ قَدْ نَجَا مِنْ طَيْرَةِ العَوَرِ وَلَسْتُ أبْكِي لِشَيْبٍ قَدْ بُلِيْتُ بِهِ ... يَبْكِي عَلَى الشَّيْبِ مَنْ نَاسَى عَلَى العُمُرِ مَا أطْمَئِّنُّ إِلَى خَلْقٍ فَأُخْبِرُهُ ... إِلَّا تَكَشَّفَ لِي عن سُوْءِ مُخْتَبَرِ وَمَا شَكَرْتُ زَمَانِي وَهُوَ يَصْعَدُنِي ... فَكَيْفَ أشْكُرُهُ فِي حَالِ مُنْحَدِرِي ¬
لا عَارَ يَلْحقُنِي أنِّي بِلا نَشَبٍ ... وَأيُّ عَارٍ عَلَى عَيْنٍ بِلا حَوَرِ فَإنْ بَلَغْتُ الَّذِي أهْوَى فَعَنْ قَدَرٍ ... وَإِنْ حُرِمْتُ الَّذِي أهْوَى فَعَنْ عُذرِ [من الخفيف] 11760 - فِي طَرِيقِ المَلالِ سَافَرْتَ وَالقَا ... دِمُ مِنْ سَفْرَةِ المَلالِ بَطِيْءُ وَمِنْ بَابِ (فِي) قَوْلُ آخَرُ يَهْجُو (¬1): فِي عِدَادِ المَوْتَى وَمِنْ سَاكِنِي ... الدُّنْيَا أَبُو عَاصِمٍ أخِي وَخَلِيْلِي لَمْ يَمُتْ مِيْتَةَ الوَفَاةَ وَلَكِنْ ... مَاتَ عَنْ كُلِّ صالِحٍ وَجَمِيْلِ أخَذَهُ مِنْ قَولِ عَدَيٍّ بن الرّقَاع (¬2): وَالمَرْءُ يُوْرِثُ مَجْدَهُ أبْنَاءَهُ ... وَيَمُوتُ آخَرُ وَهُوَ فِي الأحْيَاءِ مُسْلِمُ بنُ الوَلِيْدِ: [من البسيط] 11761 - فِي عَسْكَرٍ تَشْرَقُ الأرْض فالفَضَاءُ بِهِ ... كَاللَّيْلِ أنْجُمُهُ القِضْبَانُ وَالأَسَلُ بَعْدَهُ: لا يُمْكِنُ الأرْضَ مِنْهُ أنْ تُحِيْطَ بِهِ ... مَا يَأخُذُ السَّهْلَ مِنْ عَرْضَيْهِ وَالجبَلُ وَمِنْ بَاب (فِي) قَوْلُ أَبُو القَاسِم الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ حَبِيْبٍ الوَاعِظِ النَّيْسَابُورِيّ (¬1): فِي عِلْمِ عَلَّامِ الغُيُوبِ عَجَائِب ... فَاصْبُرْ فَلِلصَّبْرِ الجمِيْلِ عَوَاقِبُ وَمَصَايِبُ الأيَّامِ إن عَادَيْتهَا بِالصَّبْرِ ... رُدَّتْ عَنْكَ وَهِيَ مَوَاهِبُ لَمْ يُدْجَ لَيْلُ الغَمِّ قَطُّ بِغُمَّةٍ ... إِلَّا بَدَا للسَّيْرِ فِيْهِ كَوَاكِبُ ¬
[من الكامل] 11762 - فِي فُرْقَةِ الأحْبَابِ شُغْلٌ شَاغِلٌ ... وَالثُّكْلُ حَقًّا فُرْقَةٌ الأخْوَانِ [من مجزوء الكامل] 11763 - فِي فَمِي مَاءٌ وَهَلْ يَنْـ ... ـطِقُ مَنْ فِي فِيْهِ مَاءُ قَبْلَهُ: قَالَتِ الضِّفْدِعُ قَولًا ... فَهِمَتْهُ الحُكَمَاءُ فِي فَمِي مَاءٌ. البَيْتُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 11764 - فِي فَيْلَقٍ من حَديْدٍ لَو قَذَفْتَ بِهِ ... صَرْفَ الزمَّانِ لَمَا دَارَتْ دَوَائِرهُ أَبُو نَصْر بنُ نُبَاتَةَ: [من الكامل] 11765 - فِي كَفِّهِ السَّيْفُ الذَّي يُحيي بِهِ ... وَيُميْتُ فَهْوَ السُّمُّ وَالدِّريَاقُ مُحَمَّد بن عَلِي الحِمَانِيّ: [من البسيط] 11766 - فِي كَفِّهِ صَارِمٌ لَانَتْ مَضَارِبُهُ ... يَسُوسُنَا رَغبًا إِنْ شاءَ أَوْ رهَبَا بَعْدَهُ: السَّيْفُ وَالرِّمْحُ خُدَّامٌ لَهُ أبَدًا ... لا يُبْلِغَانِ لَهُ جِدًّا وَلَا لَعِبَا يَرْضَى فَيُرْضِيْهِمَا عَنْ كُلِّ مُجْتَرَمٍ ... وَيَغْضَبَانِ عَلَى ذِي النُّصْحِ إن غَضبَا تَجْرِي دِمَاءُ الأعَادِي بَيْنَ أسْطُرِهِ ... وَلَا يُحَسُّ لَهُ صَوْتٌ إِذَا ضربَا فَمَا رَأيْنَا مِدَادًا قَبْلَ ذَاكَ دَمًا ... وَلَا رَأيْنَا حُسَامًا قَبْلَ ذَا قصبَا ¬
ابْنُ الرُّومِيُّ: [من البسيط] 11767 - فِي كَفِّهِ قَلَم نَاهِيْكَ مِنْ قَلَمٍ ... نبلًا ونَاهيكَ منْ كفِ به اتَّشَحا بَعْدَهُ: يَمْحُوُ وَيَكْتِبُ أرْزَاقَ العِبَادِ بِهِ ... فَمَا المَقَادِيْرُ إِلَّا مَحَا وَرَحَى أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من البسيط] 11768 - فِي كُلِّ أَرض تَرَى منْ مَنْطِقِي مثلًا ... بيْنَ المَشاهِدِ أَو يَبْكي بِهِ وَتَرُ بَعْدَهُ يَصِفُ سَيْرُوْرَةَ شِعْرِهِ: مَا ذَرَّتِ الشَّمْسُ إِلَّا جَاءَ يَقْدُمُهَا ... وَفِي المَغَارِبِ مِنْهَا خَلْفَهَا أثَرُ مُحَمَّد بن وَهَبٍ: [من الكامل] 11769 - فِي كُلِّ أُنْملَةٍ لرَاحَتِهِ ... نَوْءٌ يَسُحُّ وَعَارِضق حَشِدُ [من البسيط] 11770 - فِي كُلِّ بَلْوَى تُصيْبُ المْرء عَافبَةٌ ... إِلَّا البلاءُ الَّذِي يُفْضي إلى النّارِ بَعْدَهُ: ذَاكَ البَلاءُ الَّذِي مَا فِيهِ عَافِيَةٌ ... طُوْلَ الحَيَاةِ وَلَا سِتْرٌ مِنَ العَارِ قِيْلَ: وُجِدَ هَذَانِ البَيْتَانِ مَكْتُوْبَانِ عَلَى بَعْضِ زَوَايَا الفُقَرَاءِ العُبَّادِ مِنَ الصُّوفِيَّةِ. [من الكامل] 11771 - فِي كُلِّ خَلقٍ خَصْلَةٌ مَذْمُومَةٌ ... ووراءَ كُلِّ مُحبَّبٍ مَكْروُهُ ¬
الرِّضي المَوْسَوِيُّ: [من المنسرح] 11772 - فِي كُلِّ دَارٍ تَغدُو المَنُونُ وَفِي ... كُلِّ الثَّنَايَا مَطَالِعُ النُّوَبِ عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: [من مجزوء الرجز] 11773 - فِي كُلِّ شيءٍ سَرَفٌ ... يُكُرَهُ حَتَّى فِي الكَرمْ بَعْدَهُ: وَرُبَّمَا ألْفَي لا ... أفْضَلُ مِنْ ألْفِ نَعَم أنَسْ بن زَنِيْم: [من الكامل] 11774 - فِي كُلِّ مَجْمع غَايةٍ أَخزاهُمُ ... جَذَعٌ أبرَّ عَلَى المذَاكي القُرَّحِ قَالَهُ أنسُ بنُ زَرنيْمُ فِي أمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلام يَومُ أُحُدٍ وَهُوَ شَابٌّ وَقَدْ عَايَنَ شَجَاعَتَهُ وَبَطْشَهُ عَلَيْهِ السَّلام. أَبُو الفَضْلُ السُّكَّرِيُّ: [من البسيط] 11775 - فِي كُلِّ مُسْتَحسَنٍ عَيْبٌ بلَا سَبَبٍ ... مَا يسلَمُ الذهَبُ الأبريزُ من عَيْبِ أحْمَدْ بن وَاثِقٍ الأنْبَارِيُّ: [من البسيط] 11776 - فِي كُلِّ مُضْطَرَبٍ للمرْءِ مُكْتَسَبٌ ... وَللمَطالِبِ بَابٌ غَيْرُ مَرْدُوْد بَعْدَهُ: جَاوَرْتُهُ فَازْدَرَيْتُ اللَّيْثَ مُمْتَنِعًا ... بِبَأسِهِ وَذَمَمْتُ الغَيْثَ فِي الجوْدِ خَلائِقٌ مِنْهُ مَا تَنْفَكُّ طَيِّبَةً ... إِنَّ الخَلائِقَ عُنْوَانَ المَوَالِيْدِ ¬
هُوَ أَبُو سَعِيْدٍ أحْمَدُ بنُ وَاثِقِ بنِ أحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ العَنْبَرِيُّ الأنْبَارِيُّ. [من الكامل] 11777 - فِي كلِّ مَوْضِعِ لذَّةٍ حَزَنٌ ... يَغْتَالهُا منْ حَيْثُ لَا تَدْرِي أَبُو دُلَفٍ العجلِيُّ: [من البسيط] 11778 - فِي كُلِّ يَوُمٍ أَرَى بَيضَاءَ قَد طَلَعتْ ... كأنَّها نَبَتَتْ فِي باطِن البَصَرِ قَوْلُ أَبِي دُلَفٍ: فِي كُلِّ يَومٍ أرَى بَيْضَاءَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَئِنْ قَصَصْتُكَ بِالمقْرَاضِ عَنْ بَصَرِي ... لَمَا قَصَصْتُكَ عَنْ وَهْمِي وَعَنْ فِكْرِي لَهَفِي عَلَى الحَالِكَاتِ السُّودِ قَدْ طَلِعَتْ ... بيْضًا فَدَلَّتْ بَوَادِيْهَا عَلَى الكِبَرِ إِذَا تَزَيَّدَ فِيْهِنَّ البيَاضُ مَعًا ... أَدنَى تَزيدهَا نَقْصًا مِنَ العُمْرِ وَقَالَ أَبُو دُلَفٍ أَيْضًا فِي الشَّيْبِ (¬1): تَأوَّبَنِي هَمٌّ لِبَيْضَاءَ نَابِتَةٌ ... لَهَا بغضَةٌ فِي مُضْمَرِ القَلْبِ ثَابِتَه وَمِنْ عَجَبِي أنِّي إِذَا زُمْتُ قَصُّهَا ... قَصصْتُ سِوَاهَا وَهِيَ تَضحَكُ شَامِتَه وَقَالَ آخَرُ (¬2): أعْيَانِيَ الشَّيْبُ فَخَلَّيْتُهُ ... وَكُلَّ مِقْرَاضِي فَأعْفَيْتُهُ إِذَا أَنَا اسْتَقْصيْتُ قَصِّي لَهُ ... وَقُلْتُ فِي نَفْسِيَ أخْفَيتُهُ طَالَعَنِي مِنْ طُرَّتِي طَالِعٌ ... كَأنَّنِي بِالأمْسِ رَبَّيْتُهُ أَبُو فِرَاسٍ: [من مجزوء الكامل] 11779 - فِي كُلِّ يَوُمٍ أَستَفِيْدُ ... من العَلاءِ وَأَسْتَزيْدُ ¬
قَبْلَهُ: هَلْ لِلفَصَاحَةِ وَالسَّمَا ... حَةِ وَالعُلا عَنِّي مَحِيْدُ فِي كُلِّ يَومٍ أسْتَفِيْدُ. البَيْتُ أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 11780 - فِي كُلِّ يَوُمٍ أَظَافيْرِي مُفَلَّلةٌ ... تَستَنْبُطُ الصُّفْرَ لِي منْ مَعْدِنِ الذهَبِ البُحْتُرِيُّ يَمْدَحُ: [من الكامل] 11781 - فِي كُلِّ يَوُمٍ رُتبَة تَردَادُهَا ... وَمُشَارِفُ النُقصَانِ مَنْ لَمْ يَزْدَدِ قَبْلَهُ: بَلَغَ السِّيَادَةَ فِي أوَانِ شَبَابِهِ ... إِنَّ الشَّبَابَ مَظِنَّةٌ للسُّؤْدَدِ فِي كُلِّ يَومٍ رُتْبَة يَزْدَادُهَا. البَيْتُ أخَذَهُ البُحْتُرِيُّ مِنْ قَوْلِ مُسْلِمِ بنِ الوَليْدِ، فَأَحْسَنَ فِي أخْذِهِ حَيْثُ يَقُوْلُ (¬1): [من الكامل] مَا قَصَّرَتْ بِكَ غَايَةٌ عَنْ غَايَةٍ ... اليَومَ مَجْدُكَ مِثْلُ مَجْدِكَ فِي غَدِ [من البسيط] 11782 - فِي كُلِّ يَوُمٍ لَنْا عُذرٌ إِلَيْهِ بلَا ... ذَنْبٍ وَقَلبٌ لَدْيهِ وَهْوَ مُرْتَاعُ أَبُو نَصْر بن نُبَاتَةَ: [من البسيط] 11783 - فِي كُلِّ يَوُمٍ لَنْا يا دَهْرُ مَعْرَكةٌ ... هَامُ الحَوَادِثِ فِي أرْجَائِهَا فِلَقُ بَعْدَهُ: ¬
حَظِّي مِنَ العَيْشِ أكْلٌ كُلُّهُ غُصَصٌ ... مِنَ المَذَاقِ وَشُرْبٌ كُلُّهُ شَرَقُ وَمِنْ بَابِ (فِي) كُلِّ يَوْمٍ: قَوْلُ الصَّارِمِ يَهْجُو شِحْنةَ الأهْوَازِ: فِي كُلِّ يَومٍ مُقِبِلٍ لَكَ غَارَةٌ ... أبَدًا تُشَنُّ عَلَى ضَعِيْفٍ مُدْبِرِ وَإِذَا رَكِبْتَ رَكِبْتَ غَيْرَ مُسَدِّدٍ ... وَإِذَا نَزَلْتَ نَزَلْتَ غَيْرَ مُوَقَّرِ وَإِذَا طَعَنْتَ طَعَنْتَ صَدْرَ دجَاجَةٍ ... وَإِذَا ضَرَبْتَ ضَرَبْتَ رَأسَ القُبَّرِ مَنْصُورُ الفَقِيْهُ: [من المجتث] 11784 - فِي كُلِّ يَوُمٍ نُعَزَّى ... بِمَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا قَبْلَهُ: مَاذَا أرَتْنَا اللَّيَالِي ... ماذا أَتَيْنَ إِلَيْنَا فِي كُلِّ يَومٍ نُعَزَّى. البَيْتُ ابن حَيُّوسِ: [من البسيط] 11785 - فِي كُلِّ يَوُمٍ يُريْنَا مِنْ مَوَاهِبهِ ... بِرًّا غَرِيْبًا وَفَضُلًا غيَرَ مُعتَادِ مِثْلُهُ لأبِي تَمَّامٍ (¬1): [من الخفيف] كُلَّ يَوْمٍ تُزَخْرِفُونَ فِنَائِي ... بِحَبَاءٍ فَرْدٍ وَبَرٍّ غَرِيْبِ مُرَّة بن مَحْكَانَ السَّعْدِيّ: [من البسيط] 11786 - فِي لَيْلَةٍ من جمَادَى ذَاتِ أَندِيَةٍ ... لَا يُبصِرُ الكَلبُ منْ ظلمائِها الطُنُبَا بَعْدَهُ: لا يَنْبَحُ الكَلْبُ فِيْهَا غَيْرَ وَاحِدِةٍ ... حَتَّى يَلُفَّ عَلَى خَيْشُوْمِهِ الذَّنَبَا ¬
هَذَا مَأخُوذٌ مِنْ قَوْل هُبَيْرَةَ بنِ أَبِي وَهَبٍ المَخْزُومِيُّ (¬1): وَلَيْلَةٍ يَصْطَلَي بَالفَرْثَ جَازِرُهَا ... يَخْتَصُّ بِالنَّقَرَى المُثْرِيْنَ دَاعِيْهَا لا يَنْبَحُ الكَلْبُ فِيْهَا غَيْرَ وَاحِدِةٍ ... ذَاتَ العَشَاءِ وَلَا تَسْرِي أفَاعِيْهَا فَسَارَ قَوْلُ مُرَّةَ خِلافَ قَوْلِ هُبَيْرَةَ. وَهَذَا يُسَمَّى المَجْدُودُ وَالمَجْدُودُ فِي عِلْمِ البَيَانِ وَهُوَ اشْتِهَارُ قَوْلِ الآخِذِ عَلَى قَول المَأخُوذِ مِنْهُ. وَمِنْ بَابِ (فِي) قَوْلُ السَّرِيِّ الرَّفَاء (¬2): فِي مَعْرِكٍ طَافَ الرَّدَى بِكُمَاتِهِ ... عِنْدَ اخْتِلافِ الطَّعْنِ أيَّ مَطَافِ فَإِذَا السَّنَابِكُ أنْشَأَتْ لَيْلًا بهِ ... بَعَثَ الصبَاحَ لَهُ سَنَا الأسْيَافِ وَمَحَلِّ عِزٍّ شَامِخٍ مَا احْتَلَّهُ ... بَاغٍ كَسَاهُ البَغْيُ ثَوْبَ خِلافِ ألا رَأى الرَّايَاتُ يَخْفِقُ حَوْلَهُ ... وَرَأى الوَشِيْحَ مُخَضَّبَ الأطْرَافِ أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 11787 - فِيْمَ الشمَاتَةُ إعلانًا بِأُسْدِ وَغًى ... أَفنَاهُمُ الصَّبرُ إِذْ أَفْنَاكُمُ الجَزعُ [من البسيط] 11788 - فِيمَنْ خَلَا قَبلنَا كَانَتْ لنَا عِبَرٌ ... وَللَّذِينَ سَبقْنَا عِبْرَةٌ فِيْنَا البُحْتُرِيُّ: [من الخفيف] 11789 - فِي نِظامٍ مِنَ البَلاغَةِ مَا شَكَّ ... أمْرُؤٌ أَنَّهُ نِظَامُ فَرِيْد بَعْدَهُ: وَمَعَانٍ لَو فَصَّلتهَا القَوَافِي ... هَجَّنَتْ شِعْرَ جَرولٍ وَلَبْيِدِ حُزْنَ مُسْتَعْملِ الكَلامِ اخْتِيَارًا ... وَتَجَنَبْنَ ظُلْمَةَ التَّعْقِيْدِ ¬
وَرَكِبْنَ اللَّغْطَ القَرِيْبَ فَأدْرَكْـ ... ـنَ بِهِ غَايَةَ المُرَادِ البَعِيْدِ هَذَا مِنْ مَحَاسِنِ مَا وُصِفَتْ بِهِ البَلاغَةُ. يَقُوْلُ مِنْهَا: فِي نَهَارٍ مِنَ السُّيُوفِ مُضِيْءٍ ... تَحْتَ لَيْلِ مِنْ مُسْتَثَارِ الصَّعِيْدِ ابن الرُّوميُّ: [من البسيط] 11790 - فِي وَجهِهِ رَوْضَةٌ للحُسْنِ مُونِقَةٌ ... مَا رَادَ فِي مِثْلِهَا طَرفٌ ولَا سَرحَا بَعْدَهُ: طَلُّ الحَيَاءِ عَلَيْهَا وَاقِفٌ أبَدًا ... كَاللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ لَو رَقْرَقتَهُ سَفَحَا وَجْهٌ إِذَا مَا بَدَتْ للنَّاسِ سُنَّتُهُ ... كَانَتْ مَحَاسِنُهُ حَولًا لَهُم سُبَحَا أي: كُلّ مَنْ يَرَاهُ يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى لِمَا يَرَى مِنْ حُسْنِهِ. الحَكِيْمُ بنُ قَنْبَر المَازِنِيُّ: [من البسيط] 11791 - فِي وجهِهِ شَافعٌ يَمْحُو إِسْاءَتَهُ ... إلىَ القلُوبِ وَجِيْهٌ حَيثُما شفِعَا وَتَبِعَهُ ابْنُ المُعْتَزِّ فَقَالَ: [من الطويل] لَهُ شَافِع فِي القَلْبِ مِنْ كُلِّ زَلَّةٍ ... فَلَيْسَ بِمُحْتَاجِ الذُّنُوبِ إِلَى عُذْرِ أخْبَرَ الصُّوليُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن عَلِيُّ المُنَجِّمُ قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا بَيْنَ يَدَيِ المُعْتَضِدِ بِاللَّهِ وَهُوَ مُقْطِبٌ فَأقْبَلَ بَدْو الخَادِمُ فَلَمَّا رَآهُ مِنْ بُعْدٍ ضَحِكَ وَقَالَ لِي: يا يَحْيَى مَنْ الَّذِي يَقُوْلُ: فِي وَجْهِهِ شَافِع. البَيْتُ. قُلْتُ: يَقُولُهُ الحَكِيْمُ بنُ قَنْبَرٍ المازِنِيُّ. فَقَالَ: للَّهِ دَرُّهُ فَأنْشَدَنِي شِعْرَهُ، فَأنْشَدْتُهُ: لَهَفِي عَلَى مَنْ أطَارَ النَّوْمَ فَامْتَنَعَا ... وَزَادَ قَلْبِي عَلَى أوْجَاعِهِ وَجَعَا ظَبْي أغَرُّ تَرَى فِي وَجْهِهِ سُرُجًا ... تَغْشَى العُيُونَ إِذَا مَا وَجْهُهُ لَمَعَا كَأَنَّمَا الشَّمْسُ فِي أثْوَابِهِ بَزَغَتْ ... يَومًا أو البدْرُ مِنْ أزْوَارِهِ طَلَعَا ¬
مُسْتَقْبِل بِالَّذِي يَهْوَى وَإِنْ كَثُرَتْ ... مِنْهُ الإسَاءَةُ مَعْذُور بِمَا صنَعَا فِي وَجْهِهِ شَافِعٌ يَمْحُو إسَاءَتَهُ. البَيْتُ وَقَدْ رَوِيَ هَذَانِ البَيْتَانِ الأخِيْرَانِ للوَجِيهِيَّ وَالأصَحُّ أَنَّ الجَّمِيع للحَكِيْمِ بنِ قَنبَرٍ وَهَذَا مِمَّا وُجِدَ للعَرَبِ مِنَ الغَزَلِ فِي المُذَكَّرِ وَهُوَ قَلِيْلُ الوُجُودِ فِي أشْعَارِهِم. عُمْرُو بنُ مَعْدِ يْكَرِبَ: [من الطويل] 11792 - فيَومًا تَرانَا فِي الثَّريْدِ نَدُوسُهُ ... وَيومًا تَرَانَا نَأكُلُ الخُبْزَ يَابِسَا لَهُ مِنْهَا أَيْضًا: 11793 - فيومًا تَرانَا فِي الحزُوزِ نَجِرُّهَا ... ويومًا تَرانَا فِي الحَدِيْدِ عَوَابِسَا (¬1) النَّمْرِ بن تَوْلَبٍ العِكْلِيُّ: [من المتقارب] 11794 - فيَومٌ عَلَيْنَا وَيَومٌ لَنَا ... وَيَوْمٌ نُسْاءُ وَيَومٌ نُسَرّ قَبْلَهُ: ألا يا لِذَا النَّاسِ لَو يَعْلَمُونَ ... للخَيرِ خَيْر وَللشَّرِّ شرّ فَيَومٌ عَلَيْنَا وَيَوم لنَا. البَيْتُ. يَقُوْلُ: لِكُلِّ صنْفٍ مِنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ صِنْفٌ مِثْلُهُ. وَرَوَى أَبُو عَبْدُ اللَّهِ (¬1): فَلا وَأبِي النَّاسِ لَو يَعْلَمُونَ لا ... الخَيْرُ خَيْر وَلَا الشَّرُّ شَرّ يَقُوْلُ: النَّاسُ يُفَضِّلُونَ الغَنِيَ الجاهِلَ عَلَى الفَقِيْرِ الفَاضلِ وليس كَذَلِكَ. وَرَوَى أَيْضًا: للخَيْرُ خَيْرٌ وَللشَّرُّ شَرُّ. أي: لا يَسْتَوِيَانِ فَالخَيْرُ خَيْر وَالشَّرُّ شَرٌّ وَاللَّامُ خَبَرٌ. قَالَ: وَكَانَ الأَصْمَعِيُّ فِي البَيْتِ الثَّانِي يَرْفَعُ الأيَّامَ كُلَّهَا عَلَى الابْتِدَاءِ وَغَيرَهُ يَرْفَعُ ¬
الأوَّلَيْنِ وَيَنْصِبُ الآخَرِيْنِ وَهُوَ أشْبَهُ الوَجْهَيْنِ؛ لأنَّ الأوَّلَيْنِ اسْمَانِ وَالآخَرَيْنِ ظَرْفَانِ. وَقَالَ أَبُو إسْحَقَ الزَّجَاجُ: قَوْلُ الأصْمَعِيُّ أجْوَدُ وَذَلِكَ أَنَّهُ ذَكَرَ الأيَّامَ فَقَالَ: مِنْهَا يَومٌ كَذَا، وَمِنْهَا يَومٌ كَذَا، فَرَفَعَ عَلَى تَفْسِيْرِ أحْوَالِهَا وليس للنَّصْبِ مَعْنًى لأَنَّهُ إِذَا أرَادَ نُسَاءُ فِيْهِ فليس هَذَا مِنْ ذكْرِ الأيَّامِ فِي شَيْءٍ. قَالَ: يُونسُ قَالَ رُؤْبَةُ: المَطَرُ شَهْرٌ ثَرَى، وَشَهْرٌ يُرَى، وَشَهْرٌ مَرْعَى، وَشَهْرٌ اسْتَوَى. يُرِيْدُ مِنْهُ شَهْرٌ كَذَا وَشَهْرٌ كَذَا. الحَاجِرِيُّ الإرْبِلِيُّ: [من الوافر] 11795 - فيَومٌ مِنْ جَفَاكَ كَأَلفِ شَهرٍ ... وَشهر لَوْ عَلِمْتَ كأَلفِ عَامِ [من الطويل] 11796 - فيَومُ نِزَالٍ مُشمِسٌ مِنْ سُيُوفِهِ ... وَيَومُ نَوَالٍ مُمْطر منْ عَطائِهِ المُتَنَبِّي يَرْثِي: [من الكامل] 11797 - فِيْهِ السَّمَاحَةُ وَالفَصَاحَةُ وَالتُّقَى ... والبَأسُ أجمَعُ والحِجَا وَالخِيرُ [من البسيط] 11798 - فِيْهَا مِنَ الحُسْنِ مَا فِي النَّاسِ كُلِّهِمُ ... وَلَيْسَ فِي النَّاسِ شَيءٌ مِنْ مَعَانِيَهَا ابن الرُّومِيِّ: [من البسيط] 11799 - فِي هُدنَةِ الدّهرِ كَافٍ منْ وَقَائِعِهِ ... والعُمْرُ أَفَدحُ مُبَراةً مِنَ الوَصَبِ ابْنُ زُرَيْقٍ: [من البسيط] 11800 - فِي هَذِه الدَّارِ فِي هَذَا الرِّوَاقِ عَلَى ... هَذَا السَّرِيرِ رأيتُ المُلْكَ وَانْقَرَضَا قَبْلَهُ: ¬
إنَّا رَأيْنَا حِجَابًا مِنْكَ أجْرَضنَا ... فَلا يَكُنْ ذُلّنا فِي ذَلِكَ الغَرَضَا فِي هَذِهِ الدَّارِ فِي هَذَا الرِّوَاق. البَيْتُ قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بِالكُوفَةِ وَرَأسُ مُصعَبٍ بنِ الزُّبَيْرِ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي طَشْتٍ، قَالَ: فَتَبَسَّمْتُ. فَقَال: مَا يُضْحِكُكَ؟ قُلْتُ: عَجَبًا رَأيْتُ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ زِيَادٍ فَرَأيْتُ رَأسَ الحُسَيْنُ بن عَلِيٍّ عَلَيْهُمَا السَّلامُ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي هَذَا الإيْوَانِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى هَذَا السَّرِيْرِ. ثُمَّ دَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ على المُخْتَارِ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى هَذَا السَّرِيْرِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَأسُ عُبِيْدِ اللَّهِ ابنِ زيَادٍ. ثُمَّ دَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُصْعَبٍ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى هَذَا السَّرِيْرِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَأسُ المُخْتَارِ. وَأَنَا السَّاعَةَ أرَى رَأسَ مُصْعَبٍ بَيْنَ يَدَي أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، فَقَامَ مِنْ سَاعَتِهِ وَأمَرَ بِنَقْضِ ذَلِكَ الإيْوَانِ وَإحْرَاقِ ذلكَ السَّرِيْرَ خَشْيَةً أنْ يَصِيْرَ رَأسُهُ فِيْهِ بَيْنَ يَدَي آخَرَ. أَبُو هِلالٍ العسْكَرِيُّ: [من الرجز] 11801 - فِي هَذَهِ الآمَالِ مَا أَعْجَبَهَا ... عِمَارَةُ الدُّنْيَا وَآفَاتُ الوَرَى وَمِنْ بَابِ (ف ي ي) قَوْلُ مُحَمَّد بنُ كُنَّاسَةَ (¬1): فِيَّ انْقِبَاضٌ وَحِشْمَةٌ فَإِذَا ... صَادَفْتُ أهْلَ الوَفَاءِ وَالكَرَمِ أرْسَلْتُ نَفْسِي عَلَى سَجِيَّتِهَا ... وَقُلْتُ مَا قُلْتُ غَيْرَ مُحْتَشِمِ الاحْتِشَامُ الاسْتِحْيَاءُ وَالحِشْمَةُ الغَضبُ وَأرَادَ بِهِ هَاهُنَا الحَيَاءَ. هُوَ أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ كُنَّاسَةَ وَاسْمُ كُنَّاسَةَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ الأعْلَى بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن خَلِيْفَةَ بن ¬
زُهَيْر بن نَضْلَةَ بن أُنِيْفِ بنِ مَازَنِ بنِ صَهْبَانَ وَاسْمُ صَهْبَانَ كَعْبُ بنُ ذُؤَيْبَةَ ابنِ أُسَامَةَ بنِ نَصْرِ بنِ قُعَيْن بنِ الحَارَثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ دَوْدَانَ بنِ أسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ. وَمَحَمَّدٌ هُوَ شَاعِر مِنْ شُعَرَاءِ الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّةِ، كُوْفِيُّ المَوْلدِ وَالمَنْشَأِ، وَقَدْ نُقِلَ عَنْهُ شَيْءٌ مِنَ الحَدِيْثِ. وَكَانَ إبْرَاهِيْمُ بنُ أدْهَمَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ خَالُهُ وَكَانَ مُحَمَّد هَذَا رَجُلًا صَالِحًا لا يَتَصَدَّى لِمَدْحٍ وَلَا هِجَاءٍ وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ أدِيْبَةٌ شَاعِرَةٌ مُغَنِّيَة يُقَاتلُ لَهَا دَنَانِيْرُ وَكَانَ أهْلُ المُرُوءَةِ وَذوُو الأدَبِ وَالفَضْلِ يَقْصِدُونَهُ للمُذَاكَرَةِ وَالمُحَاوَرَةِ وَالمُسَاجَلَةِ فِي الشِّعْرِ. قَالَ أَبُو الفَرَجْ الأصفَهَانِيُّ فِي كِتَابِ الأغَانِي الكَبيْرِ وَمِمَّنْ رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كُنَاسَةَ سُلَيْمَانُ بنُ مَهْرَانَ الأعْمَشُ وَإسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَاَلِدٍ وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ وَمِسْعَرُ بنُ كَدَّامٍ وَعَبْدُ العَزِيْزِ بن أَبِي دَوَّادٍ وَعَمْرُو بنُ ذَرٍّ الهَمَذَانِيُّ وَجَعْفَرُ بنُ برقَانَ وَمُحَمَّدُ بنُ سَفْيَانَ الثَّوْرِيُّ وَقَطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ وَأمْثَالِهِمْ. أَبُو بَكْر بن اللَّبَانَةِ: [من الخفيف] 11802 - فِئَةٌ لَمْ تَلِد سِوَاهَا المَعَالي ... وَالمَعَالِي قَليِلَةُ الأَوْلَادِ الحَادِرَةُ: [من الخفيف] 11803 - فِيئي إِلَيكِ فَإِنَّنِي رَجُلٌ ... لَمْ يُخْزنِي حَسَبِي ولَا أَصْلِي * * * تَمَّ حَرْفُ الفَاءِ، وَالحَمدُ لوَلِي الحَمْدِ وَمُسْتَحقِّهِ وَصَلَوَاتُهُ عَلَى نَبِيِّهِ وَرَسُوْلهِ وعَبْدهِ مُحمدٍ وَآلِهِ وَصَحبهِ وَسَلَامُهُ. تَكَمَّلَتْ عِدَّةُ هَذَا الحَرْفِ وَهُوَ حَرْفُ الفَاءِ ألف وَسِتَّمِائَةٍ وَخَمْسَةٌ وَسِتُّونَ بَيْتًا عَدا مَا بِالحَوَاشِي مِنَ القَصَائِدِ وَالمُقَطَّعَاتِ وَغَيْرِهَا. هَذِهِ الوَجْهَةُ آخِرُهَا. وَالحَمْدُ للَّهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَالسَّلامُ. * * * ¬
حرف القاف
حرف القاف
حَرْفُ القَافِ [من المنسرح] 11804 - قَابَلَكَ السَّعْدُ حَيْثُ مَا نَهَضَتْ ... بِكَ المَطَايَا وَأمَّكَ النَّصْرُ بَعْدَهُ: وَسَاعَدَتْكَ الأقْدَارُ خَاضِعَةً ... وَانْقَادَ طَوْعًا لأمْرِكَ الدَّهْرُ [من الكامل] 11805 - قَابِلْ هُدِيْتَ أَبَا العَلَاءِ نَصِيْحَتِي ... بِقَبُولِهَا وَبِوَاجِبِ الشُّكْرِ بَعْدَهُ: لا تَهْجُوَنَّ أسَنَّ مِنْكَ فَرُبَّمَا ... تَهْجُو أبَاكَ وَأَنْتَ لا تَدْرِي [من الخفيف] 11806 - قاتِلِي القَوْمَ يا خُزَاعُ وَلَا ... يَدْخُلْكُمُ مِنْ قِتَالِهِمْ فَشَل بَعْدَهُ: القَومُ أمْثَالَكُمْ لَهُمْ شَعْرٌ ... فِي الرأسِ لا يُنْشَرُونَ إن قُتِلُوا [من الكامل] 11807 - قَادَ الجيُوشَ لِسَبْعِ عَشْرَةَ حِجَّةً ... يا قُرْبَ ذَلِكَ سُؤدَدًا مِنْ مَوْلِدِ قَبْلَهُ يَمدَحُ: ¬
قَادَ الجِيَادَ إِلَى الجِيَادِ عَوَابِسًا ... شُعْثًا وَلَولَا بَأسُهُ لَمْ تَتَّقِد قَادَ الجيُوشَ لِسَبع عَشْرَةَ حِجَّةً. البَيْتُ [من مجزوء الكامل] 11808 - قَارِبْ أخَاكَ عَلَى التِوَائِهِ ... وَاشْرَبْ عَلَى كدَرٍ بِمَائِه بَعْدَهُ: وتأنَّه فَلَعَلَّه ... يَوْمًا يَعُودُ إِلَى صَفَائِهِ إِنَّ الصَّدِيْقَ مُؤَيَّد ... فِيْمَا يُحَاوِلُهُ بِرَائِه [من الخفيف] 11809 - قَارَنَتْ شَخْصَكَ السُّعُودُ وَزِيْدَتْ ... بِكَ أيَّامُنَا بَهَاءً وَنُبْلَا [من البسيط] 11810 - قَاضٍ إِذَا الْتبسَ الأمْرَانِ عَنَّ لَهُ ... رَأيٌّ يُخَلِّصُ بَيْنَ المَاءِ وَاللَّبَنِ أحْمَد بن نَعِيْم فِي يَحْيَى بن أكثَم: [من المنسرح] 11811 - قَاضٍ يَرَى الحَدَّ فِي الزِّنَاءَ وَلَا ... يَرَى عَلَى مَنْ يَلُوطُ مِنْ بَأسِ أبْيَاتُ أحْمَدَ بن نَعِيْمٍ أوَّلُهَا: أنْطَقَنِي الدَّهْرُ بَعْدَ إخْرَاسِ ... لِنَائِبَاتِ أطَلْنَ وَسْوَاسِي يا بُؤْسَ للدَّهْرِ مَا يَزَالُ كَمَا ... يَرْفَعُ نَاسًا يُحِطُّ مِنْ نَاسِ لا أفْلَحَتْ أُمَّة وَحَقَّ لَهَا ... بِطُولِ نَكْسٍ وَطُولِ إتْعَاسِ تَرْضَى بِيَحْيَى يَكُون سَائِسُهَا ... وليس يَحْيَى لَهَا بِسُوَّاسِ قَاضٍ يَرَى الحَدَّ فِي الزِّنَاءِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
يَحْكُمُ لْلأمْرَدِ الغَرِيْرِ عَلَى ... مِثْلِ جَرِيْرٍ وَمِثْلِ عَبَّاسِ أمِيْرُنَا يَرْتَشِي وَحَاكِمُنَا ... يَلُوطُ وَالرَّأسُ شَرُّ مَا رَاسِ لا أُحْسِبُ الجُّورَ يَنْقَضِي ... وَعَلَى الأمَّةِ وَآلٍ مِنْ آلِ عَبَّاسِ فَالحَمْدُ للَّهِ كَيْفَ قَدْ ذَهَبَ ... العَدْلُ وَقَلَّ الوَفَاءُ فِي النَّاسِ قَالَ المَأمُونُ لِيَحْيَى بن أكْثَمَ مُدَاعِبًا لَهُ: مَن ذَا الَّذِي يَقُوْلُ: قَاضٍ يَرَى الحَدَّ فِي الزِّنَاءِ. البَيْتُ؟ فَقَالَ يَحْيَى: الَّذِي يَقُوْلُ: لا أُحْسِبُ الجورَ يَنْقَضِي وَعَلَى الأمَّةِ. البَيْتُ. [من الخفيف] 11812 - قَاعِدًا فِي الخَرَابِ يُحْجَبُ عَنْهُ ... مَا سَمِعْنَا بِحَاجِبٍ فِي خَرَابِ عَرْقَلَةُ: [من الكامل] 11813 - قَالَ العَوَاذِلُ مَا الَّذِي اسْتَحْسَنْتَهُ ... مِنْهُ وَمَا يُسْبِيْكَ قُلْتُ جَمِيْعُهُ أبْيَاتُ عَرْقَلَةَ أوَّلُهَا: كَتَمَ الهَوَى فَوَشَتْ عَلَيْهِ دُمُوْعُهُ ... مِنْ حَرِّ جَمْرٍ تَحْتَوِيْهِ ضُلُوعُهُ كَيْفَ التَّخَلُّص إن تَجَنَّى أو جَنَى ... وَالحُسْنُ شَيْءٌ مَا يُرَدُّ شَفِيْعُهُ شَمْسٌ وَلَكِنْ فِي فُؤَادِي حَرُّهَا ... بَدْرٌ وَلَكِنْ فِي القَبَاءِ طُلُوعُهُ قَالَ العَوَاذِلُ مَا الَّذِي اسْتحْسَنتهُ. البَيْتُ عُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ: [من الخفيف] 11814 - قَالَ إنَّا كَمَا عَهِدْتَ وَلَكِنْ ... شَغَلَ الحَلْيَ أهلُهُ أنْ يُعَارَا قَوْلُهُ: ¬
شَغَل الحَلي أهْلُهُ أنْ يُعَارَا. هُوَ مَثَلٌ لِلْعَوَّامِ وَيَقُولُونَ: هُوَ أغْلَى مِنَ الحَلِي. وَقَالَ الشَّاعِرُ (¬1): [من مجزوء الخفيف] قُلْتُ جُوْدِي فَأرْسَلَتْ ... شغَلَ الحَلْىَ أهْلُهُ وَلنَا مَنْ نَوَدُّهُ ... وَلنَا دَامَ وَصْلُه وَلِهَذَا البَيْتِ حِكَايَةٌ طَوِيْلَةٌ قَدْ كُتِبَتْ فِي المُخَرَّجَةِ المُقَابِلَةِ لِهَذِهِ الوَجْهَةِ فتطْلَبُ مِنْ هُنَاكَ. الحِكَايَةُ عَلَى قَوْلِهِ (¬2): قَالَ إنّا كَمَا عَهِدْتَ وَلَكِنْ ... شَغَلَ الحَلْيَ أهْلُهُ أنْ يُعَارَا حَدَّثَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ حَمْدُونَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى المُعْتَصِمِ يَوْمًا فَوَجَدْتُهُ مُفَكِّرًا فَامْتَنَعْتُ مِنَ السَّلامِ وَوَقَفْتُ فَقَالَ لِي بَعْدَ سَاعَةٍ: مَنْ أذِنَ لَكَ بِالدُّخُولِ؟ فَقُلْتُ: مَوْلاكَ أنْيَانج. قَالَ: فَمَا لَكَ لَمْ تُسَلِّم؟ قُلْتُ: لَو سَلَّمْتُ لَكَانَ فِكْرَكَ صَدَّكَ عَنْ اسْتِمَاعِهِ وَلئِنْ كُنْتُ لَمْ أُسَلِّمْ فَلِئَلَّا أحُولَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَا كُنْتَ فِيْهِ مُفَكِّرًا. فَقَالَ: هِيَ حجَّةٌ ثُمَّ لَمْ أزَلْ أتَلَطَّفُ بِالمُذَاكَرَةِ لَهُ وَتَهَيُّجِ نَشَاطِهِ إِلَى أنْ اسْتَدْعَى الغِنَاءَ فَحَضرَتْ جَارِيَة حَسْنَاءُ بَارِعَةُ الكَمَالِ فِي الجمَالِ فَاسْتَأذَنَتْ فَأذِنَ لَهَا فَغَنَّتْ: حَيِّ طَيْفًا مِنَ الأحِبَّةِ زَارَا ... بَعْدَ صَرع الكَرَى السُّمَّارَا طَارِقًا فِي الظَّلامِ تَحْتَ دُجَى ... اللَّيْلِ ضنِيْنًا بِأنْ يَزُورَ نَهَارَا قُلْتُ مَا بَالنَا جُفِيْنَا وَكُنَّا ... قَبْلُ ذَاكَ الأسمَاعَ وَالأبْصَارَا قَالَ إنِّي كَمَا عَهِدْتَ وَلَكِنْ ... شَغَلَ الحَلْيَ أهْلُهُ أنْ يُعَارَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن حَمْدُونَ: فَرَفَعَ المُعْتَصمُ رَأسَهُ إلَيَّ وَقَالَ: مَا مَعْنَى شَغَلَ الحَلْيَ أهْلُهُ أنْ يُعَارَا وَكُنْتُ عَالِمًا بِهِ. فَقُلْتُ: لا عِلْمَ لِي بِهِ. قَالَ: فَمَنْ يَعْلَمهُ؟ قُلْتُ: مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ. قَالَ: هُوَ مَحْبُوسٌ عَلَى مَالٍ ثَقِيْلٍ؟ قُلْتُ: مَا عَلِمْتُ وليس فِي ¬
الدُّنْيَا مَنْ يُخْبرُكَ غَيْرَهُ. قَالَ: فَأَخْرِجْهُ إِلَى لَعْنَةِ اللَّهِ وَجِئْنِي بِهِ. فَمَضيْتُ فَأخْرَجْتُهُ وَقُلْتُ لَهُ إِنَّ أمَيْرَ المُؤْمِنِيْنَ سَائلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَإِذَا سَألَكَ فَقُل: لا عِلْمَ لِي بهِ. فَإِذَا قَالَ لَكَ: مَنْ يَعْلَمُهُ فَقُلْ أحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَارِقِيُّ. وَجئْنَا فَدَخِلْنَا عَلَيْهِ فَسَلَّمَ مُحَمَّد فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ ثُمَّ قَالَ مَا مَعْنَى: شَغَلَ الحَلْيَ أهْلُهُ أَنْ يُعَارَا. فَقَالَ: لا عِلْمَ لِي بِهِ يا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: فَمَن يَعْلَمُهُ؟ قَالَ: أحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَارِقِيُّ. فَقَالَ: تُحِيْلُ عَلَى مَحْبُوسٍ آخَرَ عَلَيْهِ مَالٌ مَبْلَغُهُ خَمْسَةُ آلافِ ألْفِ دِرْهَمٍ وَقَدْ جَنَح إِلَى كَسْرِهَا. فَقَالَ: يا أمَيْرُ المُؤْمِنِيْنَ لَيْسَ فِي خِدْمَتِكَ مَنْ يَعْرِفُ هَذَا غَيْرُهُ. قَالَ: امْضِيَا وَاحْضِرَاهُ السَّاعَةَ، فَأخْرَجْنَاهُ وَقُلْتُ لَهُ أَنَّ أمَيْرُ المؤْمِنِيْنَ سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ لا تَعْرِفُهُ فَإِذَا سَألَكَ فَعَرِّفُهُ قُصُورَ مَعْرِفَتِكَ بِهِ، وَجِئْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: صَعُبُ عَلَيْكَ إخْرَاجُ المَالِ وَلَو مَسَّكَ طَيْفٌ مِنَ التَّحْرِيْكِ لأخْرَجْتُهُ. قَالَ: يا أمَيْرُ المُؤْمِنِيْنَ المَالُ وَأضْعَافُهُ دُونَ تَمَنِ خِدْمَتِي لَكَ وَمَا مَضَى وَعُمْرِي فِي طَاعَتِكَ فَإنْ عَظُمَ فِي نَفْسِكَ فَدَيْنَاهَا بِالآبَاءِ وَالأمَّهَاتِ وَاشْتُرِيَ بِهِ رِضَاكَ وَافتدِيَ سَخْطُكَ. فَقَالَ مُطَالَبَة بَعْدَ أنْ وَقَعَتْ عَيْني عَلَيْكَ هَذَا يَقْدَحُ فِي الكَرَمِ وَهُوَ مَوْهُوبٌ لَكَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيْهِ، هَات قُلْ لِي مَا مَعْنَى: شَغَلَ الحَلْيَ أهْلُهُ أنْ يُعَارَا. فَقَالَ: لا عِلْمَ لِي بِهِ يا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: فَضرَبَ المُعْتَصِمُ بِيَدِهِ عَلَى لِحْيَتِهِ وَقَالَ: فَمَنْ يَعْلَمُهُ قَدْ عَزَمْتُمْ عَلَيَّ إخْرَاج كُلُّ مَنْ فِي سِجْنِي بِسَبَبِ هَذَا البَيْتِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ حَمْدُونَ فَقُلْتُ: يا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أَنَا أُخْبِرُكَ بِهِ. قَالَ: فَأيْنَ كُنْتَ إِلَى السَّاعَةِ؟ قُلْتُ: هَذَانِ كَانَا فِي حَبْسِكَ فَجَحَدْتُ مَعْرِفَتِي بِهِ وَجَعَلْتُ ذَلِكَ سَبَبًا لإخْرَاجِهِمَا. فَقَالَ: هَذِهِ عَشْرَةُ ألْفِ ألْفِ دِرْهَمٍ قَدْ طِبْتُ بِهَا نَفْسًا هَات قُلْ لِي مَا مَعْنَاهُ. قُلْتُ: أخْبَرَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بن المُعَذَّلِ قَالَ قَدِمَ عَلَيْنَا البَصْرَةَ رَجُلٌ تَاجِرٌ كَثِيْرُ المَالِ وَاسِعُ الحَالِ وَكَانَتْ لَهُ ثَمَانُونَ سُرِّيَّةً وَكَانَ يَتَمَنَّى الوَلَدَ فَلا يُرْزَقُ فَلَمْ يَزَلْ يُنْذِرُ النُّذُورَ حَتَّى رُزِقَ وَلَدًا ذَكَرًا بَعْدَ يَأسٍ فَشَغُفَ بِهِ شَغَفًا عَظِيْمًا وَمنَعَ مِنْ إخْرَاجِهِ مِنَ الدَّارِ فَلَمَّا شَبَّ اخْتَارَ لهُ عِشْرِيْنَ رَجُلًا أُدَبَاءَ بُلَغَاءَ فُصَحَاءَ لِتَأدِيْبهِ وَكُنْتُ أحَدهُم فَلَمْ يَزَلْ يُؤَدِّبُهُ حَتَّى بَهَرَ فِي المَعْرِفَةِ فَقَالَ لِي يَوْمًا وَكَانَتْ نَوْبَتِي قَدْ علِمْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ دُنْيَا وَسَمَاءً وَأرْضًا وَخَلْقًا وَمَتَّى لَمْ أخْرُج لأُعَايِنَ ذَلِكَ خَشِيْتُ عَلَى عَقْلِي قَالَ فَأَعْلَمْتُ أبَاهُ وَأَشَرتُ عَلَيْهِ
بِإخْرَاجِهِ فَأَمَرَ أبُوهُ بِبنَاءِ قُبَّةٍ عَالِيَةٍ تُشْرِفُ عَلَى وَادِي السِّبَاع بَيْنَهُ وَبَيْنَ البَصْرَةِ فَرْسَخَانِ وَمِيْلٌ. فَقَالَ المُعْتَصِمُ: فَرْسَخَانِ وَمِيْلٌ حِسَابٌ دَقِيْقٌ! قُلتُ: كَذَا زَعَمَ جَرْيِرٌ حَيْثُ يَقُوْلُ (¬1): لَو كُنْتَ حُرًّا بابنِ قَبْرِ مُجَاشِعٍ ... شَيَّعْتُ قَبْرَكَ فَرْسَخَيْنِ وَمِيْلا قَالَ ابن المُعَذَّلِ: فَجَلَسْتُ يَوْمًا مَعَهُ أُفَاوِضهُ الأحَادِيْثَ وَهُوَ كَالسَّاهِي يُدِيْمُ النَّظَرَ إِلَى سَطْحِ دَارٍ كَانَتْ تَقْرُبُ مِنَ القُبَّةِ وَإِذَا بِجَارِيَةٍ قَدْ أشْرَفَتْ مِنْ وَرَاءِ سُتْرَةٍ لَمْ أرَ مِثْلهَا حُسْنًا وَشَكْلًا فَأقْبَلَ يَنْظُرُ إلَيْهَا وَالجارِيَةُ تَنْظرُ إلَيْهِ وَأَنَا أُوْهِمُهُ أنِّي لَسْتُ أرَاهُمَا فَأَقَمْتُ نَوْبَتِي وَانْصَرَفْتُ فَلَمَّا عَادَتِ النَّوْبَةُ إلَيَّ وَجَدْتُ الفَتَى عَلِيْلًا وَقَدْ قَامَتْ عَلَى أبِيْهِ القِيَامَةُ وَأحْضَرَ الأطِبَّاءَ وَالأدْوِيَةَ فَخَلَوْتُ بِأبيْهِ وَسَكَّنتهُ وَقُلْتُ عَلَيَّ عِلاجُهُ فَدَعْنِي وَإيَّاهُ وَاتْرُكْنِي مَعَهُ فَفَعَلَ فَأقَمْتُ عِنْدَهُ تِسْعَةَ أَيَّامٍ وَالفَتَى تَزْدَادُ عِلَّتُهُ وَهُوَ يُرَاقِبُ المَوْضِعَ وَلَا يَرَى الشَّخْصَ فَلَمَّا كَانَ عَشِيَّةُ اليَومِ العَاشِرِ تَرَاءتْ لَهُ الجَّارِيَهُ كَأنَّها الشَّمْسُ المُضِيْئَةُ وَنَظَرَ الفَتَى إلَيْهَا فَتَجَلَّتْ هُمُومُهُ وَانْطَلَقَ لِسَانَهُ وَأنْشَأ يَقُوْلُ: حَيِّ طَيْفًا مِنَ الأحِبَّةِ زَارَا. إِلَى قَوْلِهِ (¬2): قُلْتُ مَا بَالِنَا جُفِيْنَا وَكُنَّا ... قَبْلَ ذَلِكَ الأسْمَاعَ وَالأبْصَارَا قَالَ فَأجَابَتهُ الجَّارِيَةُ تَقُولُ: حِبِّ أَنَا كَمَا عَهِدْتَ وَلَكِنْ ... شَغَل الحَلَى أهْلُهُ أنْ يُعَارَا قَالَ لِي المُعْتَصِمُ: مَا أرَاكَ صَنَعْتَ شَيْئًا بَلْ زِدْتَنَا حِيْرَةً إِلَى حِيْرَةٍ. فَقُلْتُ: يا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ قَدْ أوْضَحْتُ مَا أرَدْتَهُ فَتَأمَّلهُ وَقُلْ لِي إِذَا كَانَ عِنْدَكَ حَلْيٌ تُمْكِنُ إعَارَتُهُ ثُمَّ انْكَسَرَ أتَتَمَكَّنُ مِنْ إعَارَتِهِ؟ قَالَ: لا. قُلْتُ: هَذِهِ الجَّارِيَةُ تُخْبِرُ أَنَّهَا كَانَتْ طَامِثًا فَنَزَّهَتْ نَفْسَهَا وَنَزَّهَتِ الفَتَى أنْ تُكَلِّمَهُ إِلَى أنْ طَهَرَتْ. قَالَ: أحْسَنْتَ أتَيْتَ بِهَا غَرَّاءَ نَقِيَّةً. قُلْتُ: يا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّ أهْلَ الظُّرْفِ وَالكَيْسِ يُسَمُّونَهُ كَسْرَ الحُلِيِّ. قَالَ: ¬
فَأمَرَ لِمُحَمَّدِ بن مَرْوَانَ وَللبَارِقِيِّ بِألْفَي دِيْنَارٍ وَأمَرَ لِي بِمِثْلِها. فَخَرَجْنَا مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مَسْرُورِيْنَ وَلِنِعْمَتِهِ وَإحْسَانِهِ شَاكِرِيْنَ. [من الخفيف] 11815 - قَالَتِ العَنْزُ: ذَاكَ عِنْدِي سَوَاءٌ ... ألِنَوحٍ ذبِحْتُ أمْ لِعَرُوسِ [من البسيط] 11816 - قَالَتْ بِنَاظِرِهَا: أقْبِلْ فَقُلْتُ لَهَا: ... بِالدَّمْعِ لَبَّيْكِ يا سَمَعِي وَيَا بَصَرِي بَعْدَهُ: قُولِي بِطَرْفِكِ مَا تَهْوَيْنَ أعْرِفُهُ ... وَاسْتَنْطِقِي نَاظِرِي يَأتِيْكِ مَا الخَبَرُ [من البسيط] 11817 - قَالَتْ رَثيْتُ لِمَا تَلْقَى فَقُلْتُ لَهَا: ... لَو صَحَّ مِنْكِ الهَوَى أُرْشِدْتِ للحِيَلِ وَيُرْوَى: قَالَتْ فَمَا حِيْلَةُ المُشْتَاقِ تَرْمُقُهُ ... عَيْنُ الرَّقِيْبِ وَمَا يَنْفَكُّ مِنْ وَجَلِ قَدْ ضَاقَ صَدْرِي لِمَا تَلْقَى فَقُلْتُ لَهَا. البَيْتُ. وَبِالجُمْلَةِ فَالمَثَلُ: لَو صَحَّ مِنْكِ الهَوَى أُرْشِدْتِ للحِيَلِ. أَبُو عُمَر الخَالِدِيِّ وَتُرْوَى للسَّرِيِّ: [من البسيط] 11818 - قَالَتْ: رَقَدْتَ فَقُلْتُ: الهَمُّ أرْقَدَنِي ... وَالهَمُّ يَمْنَعُ أحْيَانًا مِنَ السَّهَرِ العُتْبِيُّ: [من البسيط] 11819 - قَالَتْ عَهِدْتُكَ مَجْنُونًا فَقُلْتُ لَهَا: ... إِنَّ الشَّبَابَ جُنُون بُرْؤُهُ الكِبَرُ ¬
أخَذَهُ العُتْبِيُّ مِنْ قَوْلِ حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ (¬1): [من الخفيف] إِنَّ شَرْخَ الشَّبَابِ وَالشَّعَرَ الأسْـ ... ـودَ مَا لَمْ يُعَاصَ كَانَ جُنُونَا ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الكامل] 11820 - قَالَتْ: كَبِرْتَ وَشِبْتَ قُلْتُ لَهَا: ... هَذَا غُبَارُ وَقَايِعِ الدَّهْرِ قَبْلَهُ: صَدَّتْ شُرِيْرُ وَأزْمَعَتْ هَجْرِي ... وصفَتْ ضَمَائِرُهَا إِلَى الهَجْرِ قَالَتْ كَبِرْتَ وَشِبْتَ. البَيْتُ أخَذَهُ مِنْ قَوْلِ عُرْوَةَ بْنُ الوَرْدِ حَيْثُ يَقُولُ (¬1): [من الطويل] وَمَا شَابَ رَأسِي مِنْ سِنِيْنَ تَتَابَعَتْ ... عَلَيَّ وَلَكِنْ شَيَّبَتْنِي الوَقَائِعُ العَبَّاسُ بنُ الأحْنَفِ: [من البسيط] 11821 - قَالَتْ: لَقَدْ بَعُدَ المَسْرَى فَقُلْتُ لَهَا: ... مَنْ عَالَجَ الشَّوْقَ لَمْ يَسْتَبْعِدِ الدَّارَا بَعْدَهُ: نَزُوْرُكُمْ لَمْ نُؤَاخِذْكُمْ بِجَفْوتكُمْ ... إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا لَمْ يَسْتَتِرْ زَارَا أَبُو الوفَاءِ الهَمَدَانِيُّ: [من البسيط] 11822 - قَالَتْ وَقَبَّلْتُهَا: حَتَّامَ تَلْثَمُنِي ... فَقُلْتُ حَتَّى يَمَلَّ الحَاسبُ العَدَدَا أعْشَى هَمَدَانَ: [من البسيط] 11823 - قَالَتْ هُرَيْرَةُ لَمَّا جِئْتُ زَائِرَهَا: ... وَيْلِي عَلَيْكَ وَوَيْلِي مِنْكَ يَا رَجَلُ ¬
وَمِنْ بَابِ (قَالَ) لأبِي الحَسَنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مُوْسَى بن الحَسَنِ بن إبْرَاهِيْمُ بن كريدٍ السَّلامِيّ البَغْدَادِيّ تَوَفَّى بِبُخَارَى فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ 374. قَالَ السَّلامِيُّ (¬1): إِذَا شِئْتَ أنْ تُبْصِرَ ... مَحْرُومًا وَمِسْكيْنَا فَذَاكَ مَنْ لَمْ تَرَ فِي كَفِّهِ ... فِي زَمَنِ البَطِّيْخِ سِكَيْنَا وَمِنْ ذَلِكَ: قَالَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ اللَّبِيْبُ الفَطِنُ المُتْقِنُ (¬2): كُلَّ امْرِئٍ قِيْمَتُهُ عِنْدَنَا ... وَعِنْدَ أهْلِ العِلْمِ مَا يُحْسِنُ وَمِنْ بَابِ (قَالَتْ) لابن الرُّومِيّ فِيْمَنْ لا يَلِيْقُ فِيْهِ لِبْسُ الثِّيَابِ الفَاخِرَةِ (¬3): قَالَتْ غَلالَتُهُ القَصَبْ ... لَمَّا تَثَنَّى وَانْتَصَبْ أتَرَى جَنَيْتُ جِنَايَةً حَتَّى ... صُلِبْتُ عَلَى الخَشَبْ وَمِنْ بَابِ (قَالَ) لابنِ خَيْرُونَ فِي أمْرَدٍ: قَالَ الأنَامُ وَقَدْ رَآهُ ... مَعَ الحَدَاثَةِ قَدْ تَصَدَّرْ مَنْ ذَا المُجَاوِزُ قَدْرُهُ ... قُلْتُ المُقَدَّمُ بِالمُؤَخَّرْ مَنْصُورُ الفَقِيْهُ: [من مجزوء الرجز] 11824 - قَالَ: فُلانٌ مَا فَعَلْ ... قُلْتُ: أبُوهُ مَا فَعَلْ بَعْدَهُ: فَكَانَ فِي سُؤَالِه ... جَوَابُهُ عَمَّا سَألْ ¬
أَبُو البَيْدَاءِ: [من الخفيف] 11825 - قَالَ فِيْهِ البَلِيغ مَا قَالَ ذُو العِـ ... ـيِّ وَكُلٌّ بِوَصْفِهِ مِنْطِيْقُ بَعْدَهُ: وَكَذَاكَ العَدُوُّ لَمْ يَعُدُ أنْ قَالَ ... جَمِيْلًا كَمَا يَقُوْلُ الصَّدِيْقُ الخُبْزُرُزِّيِّ: [من الخفيف] 11826 - قَالَ: كُنْ صَابِرًا تكنْ مُسْتَرِيْحًا قُلْتُ: مَا لا يَكُونُ كَيْفَ يَكُونُ وَمِنْ بَابِ (قَالَ) (¬1): قَالَ لِي النَّاسُ قَدْ هَجَوْتَ فَأوْسَعـ ... ـتَ جَمِيْعَ الوَرَى هِجَاءً قَبيْحَا قُلْتُ هَبْنِي كَذَبْتُ طُرًّا عَلِيْهِمْ ... فَأرُوني مَنْ يَسْتَحِقُّ المَدِيْحَا أَبُو نُوَّاسٍ: [من الخفيف] 11827 - قَالَ لِي النَّاسُ إِذْ هَزَزْتُكَ للحَـ ... ـاجَةِ: أبْشِرْ فَقَدْ هَزَزْتَ كَرِيْمَا قَوْلُ أَبِي نُوَّاسٍ هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا الحَسَنَ الخَادِمَ أوَّلُهَا: يا خَلِيْلَيَّ سَاعَةً لا تَرِيْمَا ... وَعَلَى ذِي صبَابَةٍ فَأقِيْمَا يَقُوْلُ مِنْهَا: قَالَ لِي النَّاسُ إِذْ هَزْتَكَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَاسْألْنَهُ إِذَا سَألْتَ عَظِيْمًا ... إِنَّمَا يَحْمِلُ العَظِيْمُ العَظِيْمَا [من البسيط] 11828 - قَالُوا: أَبُو الفَضْلِ سَكْرَان فَقُلْتُ لَهُمْ: ... مَا زَالَ مُنْذُ نَرَاهُ الدَّهْرَ سَكْرَانَا ابن المُعْتَزِّ: [من المنسرح] ¬
11829 - قَالُوا: اشْتكَتْ عَيْنُهُ فَقُلْتُ لَهُمْ: ... مِنْ كثْرَةِ الفَتْكِ صَابَهَا الوَصَبُ بَعْدَهُ: حُمْرَتُهَا مِنْ دِمَاءِ مَنْ قَتَلَتْ ... وَالدَّمُّ فِي النَّصلِ شَاهِدٌ عَجَبُ أخَذَهُ ابْنُ المُعْتَزِّ مِنْ قَوْلِ الوَاثِقِ بِاللَّهِ (¬1): [من الخفيف] إلَي حَبيْب قَدْ طَالَ شَوْقِي إلَيْهِ ... لا أُسَمِّيْهِ مِنْ حِذَارِي عَلَيْهِ لَمْ تَكُنْ عَيْنُهُ لِتَجْحَدَ قَتْلِي ... وَدَمِي شَاهِدٌ عَلَى وَجْنَتِيْهِ وَقَال البَبَّغَاءُ فِي مِثْلِهُ (¬2): [من الطويل] بنَفْسِي مَا يَشْكُوهُ مَنْ رَاحَ طَرْفُهُ ... وَنَرْجِسُهُ مِمَّا دَهَا حُسْنَهُ وَرْدُ أَرَاقَتْ دَمِي ظُلْمًا مَحَاسِنُ وَجْهِهِ ... فَأضْحَى وَفِي عَيْنيْهِ آثَارُهُ تَبْدُو غَدَتْ عَيْنُهُ كَالخَدِّ حَتَّى كَأَنَّمَا ... سَقَى عَيْنَهُ مِنْ مَاءِ تَوْرِيْدِهِ الخَدُّ لَئِنْ أصْبَحَتْ رَمْدَاءَ مُقْلَةُ مَالِكِي ... لَقَدْ طَالَمَا اسْتَشْفَتْ بِهَا المُقَلُ الرَّمُدُ ابن الآمِدِيِّ: [من الكامل] 11830 - قَالُوا: اشْتَهَاكِ وَقَدْ رَاكِ مَلِيْحَةً ... عَجَبًا وَأيُّ مَلِيْحَةٍ لا تُشْتَهَى أوَّلُهَا: وَاهًا لَهُ ذَكَرَ الحِمَى فَتَأوَّهَا ... وَدَعَا بِهِ دَاعِي الهَوَى فَتَوَلَّهَا يا عُتْبُ لا عَتْبٌ عَلَيْكِ فَسَامِحِي ... وَصِلِي لَقَدْ بَلَغَ السَّقَامُ المُنْتَهَى عَذَلُوهُ فِيْكَ العَاذِلُونَ فَمَا ارْعَوَى ... وَنَهَاهُ عَنْكِ اللَّائِمُونَ فَمَا انْتَهَى قَالُوا: اشْتَهَاكِ وَقَدْ رَآكِ مَلِيْحَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
أمَنَحْتِ غُنْجَ اللَّحْظِ غِزْلانَ التُّقَا ... فَلِذَاكَ أحْسَنُ مَا تُرَى عَيْنُ المَهَا عَلَّمْتِ بَانَ الجَزْعِ مَيْلَ غُصُونِهِ ... لَمَّا خَطَرْتِ عَلَيْهِ فِي حُلَلِ البَهَا لا تُكْرِهُوهُ عَلَى السُّلُوِّ فَطَائِعًا ... حَمَلَ الغَرَامَ فَكَيْفَ يَسْلُو مُكْرَهَا وَمِنْ بَابِ (قَالُوا) لابنِ البَيَّاضِيِّ (¬1): قَالُوا اصْطَبِرْ أيُّهَا المُضْنَى فَقُلْتُ لَهُمْ ... كَيْفَ اصْطِبَارِي وَقَلْبِي خَائِفٌ وَجِلُ؟ الصَّبْرُ لا شَكَّ مَحْمُودٌ عَوَاقِبُهُ ... لَكِنَّنِي خَائِفٌ أنْ يَسْبِقَ الأجَلُ وَقَال البَيْذَقُ الشَّيْبَانِيُّ (¬2): قَالُوا أَبُو الفَضْلِ مُعْتَلٌّ فَقُلْتُ لَهُمْ ... نَفْسِي الفِدَاءُ لَهُ مِنْ كُلِّ مَحْذُورِ يا لَيْتَ عِلّتَهُ بِي غَيْرَ أَنَّ لَهُ ... أجْرُ العَلِيْلِ وَأنِّي غَيْرُ مَأجُورِ وَمِثْلُهُ قَوْلُ عَوْفِ بنُ مُحلَّم (¬3): فَإنْ تَكُ حُمَّى الرَّبْعِ شَفَّكَ وَرْدُ ... هَا فَعُقْبَاكَ مِنْهَا أنْ يَطُول لَكَ العُمْرُ وَقَيْنَاكَ لَو نُعْطَى المُنَى فِيْكَ كُلَّهَا ... لَكَانَتْ بِنَا الشَّكْوَى وَكَانَ لَكَ الأجْرُ يُوسُفُ بن هَارُون مغربيٌّ: [من البسيط] 11831 - قَالُوا: اصْطَبِرْ وَهْوَ شَيْءٌ لَسْتُ أعْرِفُهُ ... مَنْ لَيْسَ يَعْرِفُ صَبْرًا كيْفَ يَصْطَبِرُ [من البسيط] 11832 - قَالُوا: اعْتُقِلْتَ بِل جُرْم فَقُلْتُ لَهُمْ ... الغَيْثُ يُرْسَلُ أحْيَانًا وَيُعْتَقَلُ بَعْدَهُ: لا تجرعَنَّ لما نَابتْكَ مِن نُوَبٍ ... فَإِنَّها دُوَلٌ لَا شَكَّ تَنقَتِلُ ¬
جَحْظَةُ البَرْمَكِيُّ: [من الكامل] 11833 - قَالُوا: اقْتَرِحْ لَوْنًا نُجِدْلكَ طَبْخُهُ، ... قُلْتُ: اطْبُخُوا لِي جُبَّهً وَقَمِيْصَا قَوْلُ جَحْظَةَ أوَّلُهُ: وَجَمَاعَةٍ نَشَطَتْ لِشُرْبِ مَدَامَةٍ ... بَعَثُوا رَسُولَهُمُ إلَيَّ خُصُوصَا قَالُوا اقْتَرِحْ شَيْئًا يُجَادُ طَبِيْخُهُ. البَيْتُ يَعْنِي إِلَى شَيْءٍ ألبسُ أحْوَجُ مِنِّي إِلَى شَيْءٍ آكُلُ. وَقَالَ قَوْمٌ إِنَّ جُبَّةً وَقَمِيْصًا لَونٌ مَعْرُوفٌ مِنَ الطَّبِيْخِ وليَس ذَلِكَ بِشَيْءٍ وَالأوَّلُ أصَحُّ وَعَلَيْهِ الاسْتِشْهَادُ وَالتَّمَثُّل. وَمِثْلهُ مَا يُحْكَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بنِ طَاهِرٍ أَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ فِي مُنْتَزَهٍ لَهُ وَعِنْدَهُ مَانِي المُوَسْوَس فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1): أرَى غَيْمًا تُؤَلِّفُهُ جُنُوبٌ ... وَأحْسِبُ أنْ سَتَأتِيْنَا بِهَطْلِ فَحَزْمُ الرَّأي أنْ تَدْعُو ... بِرَطْلٍ فَتَشرَبَهُ وَتَأمُرُ لِي بِرَطْلِ فَقَالَ مَانِي مَا هَكَذَا قَالَ الشَّاعِرُ إِنَّمَا هُوَ (¬2): أرَى غَيْمًا تُؤَلِّفُهُ جُنُوبٌ ... أرَاهُ عَلَى مَسَاءتِنَا حَرِيْصَا فَحَزْمُ الرَّأي أنْ تَدْعُو بِرَطْلٍ ... فَتَشرَبَهُ وَتَكْسُونِي قَمِيْصَا قَالَ: فَكَسَاهُ وَأجَازَهُ بِجَايِزَةٍ وَأحْسَنَ فِي بَرِّهِ. أَبُو تَمَّام: [من الكامل] 11834 - قَالُوا: الرَّحِيْلُ فَمَا شَكَكْتُ بِأنَّهُ ... نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا تُرِيْدُ رَحِيْلا أعْشَى هَمْدَانَ: [من البسيط] ¬
11835 - قَالُوا: الطِّرَادُ، فَقُلْنَا: تِلْكَ عَادَتُنَا أو يَنْزُلُونَ فَإنَّا مَعْشَرٌ نُزُلُ عُبَيْدُ اللَّهُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: [من البسيط] 11836 - قَالُوا: العِتَابُ يَهِيْجُ الضِّعْنَ، قُلْتُ لَهُمْ: وَتَركُهُ يَبْعَثُ البَغْضَاءَ وَالمَلَلا بَعْدَهُ: فَلا تُعَاتِبْ صدِيْقًا مَا اسْتَطَعْتَ وَلَا ... تَتْرُكْ عِتَابَ صدِيْقٍ يُكْثِرُ الزَّلَلا المَعَرِّيُّ: [من مخلع البسيط] 11837 - قَالُوا: العَمَى مَنْظَرٌ قَبِيْحٌ، ... قُلْتُ: بِفَقْدِي لَكُمْ يَهُونُ بَعْدَهُ: وَاللَّهِ مَا فِي الأنَامِ شَيْءٌ ... تَأسَى عَلَى فَقْدِهِ العُيُونُ وَمِنْ بَابِ (قَالُوا) (¬1): قَالُوا الودَاعُ يُهِيْجُ مِنْكَ صَبَابَةً ... وَيُثِيْرُ مَا هُوَ فِي الحَشَا مَكْتُومُ قُلْتُ اسْمَحُوا لِي أنْ أفُوزُ بِنَظْرَةٍ ... وَدَعُوا القِيَامَةَ بَعْدَ ذَاكَ يَقُومُ وَيَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ آخَرَ فِي الوِدَاعِ: كَانَ لا يَعْرِفُ العِنَاقَ فَلَمَّا ... كَانَ يَومُ الفِرَاقِ أبْدَى عِنَاقَا فَإِذَا كَانَ فِي الفِرَاقِ عِنَاقٌ ... جَعَلَ اللَّهُ كُلَّ يَوْمٍ فِرَاقَا [من البسيط] 11838 - قَالُوا: انْتَظِرْ فَرَجًا بِالصَّبْرِ، قُلْتُ لَهُمْ: الحَمْدُ للَّهِ لا صَبْرٌ وَلَا فَرَجُ بَعْدَهُ: لَعَلَّ ظَلْمَاءَ هَذَا الدَّهْرِ تُكْشَفُ عَنْ ... فَجْرٍ وَغَمَّاءَهُ بِالنُّجْحِ تَنْبَلِجُ ¬
الرِّضيّ المُوْسَوِيُّ: [من البسيط] 11839 - قَالُوا: انْتَظِرْهَا وَإِنْ عَزَّتْ مَطَالِبُهَا ... هَلْ يُنْظِرُ القَدَرُ الجارِي فَأنْتَظِرُ بَعْدَهُ: طَامِن رَجَاءَكَ لا الأطْوَادُ مُورِقَةٌ ... يَوْمًا ولا جندَلُ البَقْعَاءِ يُعْتَصَرُ لَيْلٌ مِنَ الهَمِّ لا يُدْعَى السَّمِيْرُ لَهُ ... أعْمَى المَطَالِعِ لا نَجْمٌ وَلَا شَجَرُ أفَعِّلُ النَّفْسَ مِنْ صَبْرٍ إِلَى جَزَعٍ ... وَالصَّبْرُ أعوَدُ إِلَّا أَنَّهُ صَبِرُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِيُّ: [من البسيط] 11840 - قَالُوا: انْخَفَضْتَ، فَقُلْتُ: الدَّهْرُ أقْسَمَ بِي لا وَجْهَ فِي الرَّفْعِ لِلْمَجْرُورِ بِالقَسَمِ [من البسيط] 11841 - قَالُوا: أنِيْنُكَ طُولَ اللَّيْلِ يُسْهِرُنَا ... فَمَا الَّذِي تَشْتكي؟ ، قُلْتُ: الثَّمَانِيْنَا زِيَادٌ الأعْجَمُ: [من البسيط] 11842 - قَالُوا: الأشَاقِرُ تَهْجُوكُمْ، فَقُلْتُ لَهُمْ: ... مَا كُنْتُ أحْسَبُهُمْ كانُوا وَلَا خُلِقُوا يُقَالُ هَذَا أهْجَا بَيْتٍ قَالتهُ العَرَبُ. إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من البسيط] 11843 - قَالُوا: بَعُدْتَ وَلَمْ تَقْرُبْ، فَقُلْتُ لَهُمْ: ... بُعْدِي مِنَ النَّاسِ فِي هَذَا الزَّمَانِ حِجَا أَبُو مُحَمَّدٍ الخَازِنُ: [من البسيط] 11844 - قَالُوا: بِغَانِيَةٍ وَاصَلْتَ غَانِيَةً، ... فَقُلْتُ: حَزْمٌ وُرُودُ المَاءِ بِالمَاءِ ¬
[من البسيط] 11845 - قالوا: بِهِ جَرَبٌ يَمْحُو مَحَاسِنَهُ، ... فَقُلْتُ: أفْدِي بِنَفْسِي ذَاكَ مِنْ جَرَبِ بَعْدَهُ: أقَلُّ مَا فِيْهِ أنِّي لا أرَى أحَدًا ... يَدْنُو إلَيْهِ وَهَذَا مُنْتَهَى أدَبِي [من البسيط] 11846 - قَالُوا: تَبَدَّلْ بِمَنْ تَهْوَى، فَقُلْتُ لَهُمْ: ... مِنْ أيْنَ لِي للهَوَى الثَّانِي صِبًا ثَانِي وَمِنْ بَابِ (قَالُوا) قَوْلُ أَبِي الثَّنَاءِ حَمَّادِ بن هِبَةِ اللَّهِ بنِ حَمَّادِ بن أبي الفَضْلِ التَّاجرِ الحَرَّانِيِّ وَفَاتُهُ فِي ذِي الحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ 498 (¬1). قَالُوا تَرَحَّلْتَ عَنْ دَارٍ نَشَأتَ بِهَا ... وليس للمَرْءِ إِلَّا دَارهُ شَرَفُ قُلْتُ انْظُرُوا الدُرَّ فِي التِّيْجَانِ مَوْضِعُهُ ... لَمَّا تَفتَحَ عَنْ مَكْنُونهِ الصَّدَفُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ بَهَاءَ الدِّيْنِ عَلِيّ بنِ الفَخْرِ عِيْسَى المُنْشِئِ رَحَمَهُ اللَّهُ (¬2): قَالُوا تَرَكْتَ الشِّعْرَ قُلْتُ تَرَكْتُهُ ... فحُزونهُ مَطْوِيَّةٌ وَسُهُولَهُ لَمْ يَبْقَ مَمْدُوحٌ وَلَا مُسْتَحْسَنٌ ... بِهَوَى وَلَا أهْجُو فَفِيْمَ أقُولُهُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ آخَرَ (¬3): قَالُوا تَغَيَّرَ شِعْرُهُ عَنْ حَالِهِ ... وَالهَمُّ يَشْغِلنِي عَنِ الأشْعَارِ أَمَّا الهَجَاءُ فَعَنْهُ شَيْءٌ وزَاجِرٌ ... وَالمَدْحُ قَلَّ لِقِلَّةِ الأحْرَارِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الحَمَّانِيّ (¬4): قَالُوا تَمَنَّ مَا ... هَوَيْتَ وَاجْتَهِدْ ¬
فَقُلْتُ قَوْلَ المُسْـ ... ـتَكِيْنِ المُقْتَصِدْ لِقَاءَ مَنْ غَابَ ... وَفَقْدَ مَنْ شَهِدْ * * * وَمِنْ بَابِ (قَالُوا) للإمَامِ الشَّافِعِيّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ (¬1): قَالُوا تَرَفَّضتَ قُلْتُ كَلامًا ... الرَّفْضُ دِيْني وَلَا اعْتِقَادِي لكن تَوَالَيْتَ غَيْرَ شَكٍّ ... خَيْرَ إمَامٍ وَخَيْرَ هَادِ إن كَانَ حُبُّ الوَصِيِّ رَفْضًا ... فَإنَّنِي أرْفَضُ العِبَادِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ القَاضِي أَبِي القَاسَمِ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الدَّاوُودِيِّ (¬2): قَالُوا تَرَفَّقَ فِي الأُمُورِ فَإِنَّهُ ... يُجْدِي وَمريُ الدَّرِّ بِالإبْسَاسِ وَلَقَدْ رَفَعْتُ فَمَا حَظِيْتُ ... بِطَائِلٍ مَا يَنْفَعُ الإبْسَاسُ بِالإِيَناسِ يُقَال فِي المَثَلِ الإيِنَاسُ قَبْلَ الإبْسَاسِ. الإبْسَاسُ الرِّفْقُ بِالنَّاقَةِ عِنْدَ الحَلْبِ بِمَسْحٍ أو قَوْلٍ أو غَيْرَهُ مِنَ التَّأنِيْسِ لِتَدُرَّ. يُقَالُ نَاقَةٌ بَسُوسٌ إِذَا كَانَتْ تَدُرُّ عَلَى المِلْقَ وَذَلِكَ مَشْكُور مِنْ خُلُقِهَا. وَالمَرْوِيُّ أصلُهُ المَسحُ يُقَالُ مَرَيْتُ النَّاقَةَ إِذَا مَسَحْتَ ضُرْعَهَا لِتَدُرَّ قَالَ الحُطَيْئَةُ (¬3): لَقَدْ مَرَيْتَكُمُ لَو أَنَّ دِرَّتَكُمْ يَوْ ... مًا يَجِيءُ بِهَا مَرّي وَإبْسَاسِي الصَّابِئُ: [من الكامل] 11847 - قَالُوا: تَرَكْتَ الشِّعْرَ، قُلْتُ: ضُرُوْرَةً ... بَابُ البَوَاعِثُ وَالدَّوَاعِي مُغْلَقُ بَعْدَهُ: خَلَتِ الدِّيَارُ فَلا كَرِيْمٌ يُرْتَجَى ... مِنْهُ النَّوَالُ وَلَا مَلِيْحٌ يُعْشَقُ ¬
وَمِنَ العَجَايِبِ أَنَّهُ لا يُشْتَرَى ... وَمَعَ الكَسَادِ يُخَانُ فِيْهِ وَيُسْرَقُ مُحَمَّد بن شِبْلٍ: [من البسيط] 11848 - قَالُوا: تَغَرَبْتَ بَعْدَ الشَّيْبِ، قُلْتُ لَهُمْ: ... لَو دَام فِي الغَابِ لَيثُ الغَابِ مَا افْتَرَسَا بَعْدَهُ: كَيْفَ المَقَامُ بِأرْضٍ وَالمُلُوكُ بِهَا ... لَو اسْتَطَاعُوا لَبَاعُوا أهْلَهَا النَّفَسَا 11849 - قَالُوا: تَقَنَعِّ بِالدُّونِ الخَسِيْسِ وَمَا ... قَنِعَتْ بِالدُّونِ بل قُنِّعْتُ بِالدُّونِ ابْنُ شبْلٍ: [من البسيط] 11850 - قَالُوا: تَكَامَلَ فِيْكَ الفَضْلُ، قُلْتُ لَهُمْ: الفَضْلُ قَيَّدَ حَظِّي أيَّ تَقْيِيْدِ شَمْسُ الدِّيْنِ الكُوفِي رَحَمَهُ اللَّهُ: [من الكامل] 11851 - قَالُوا: جُنِنْتَ بِحُبِّهِمْ، فَأجَبْتُهُم: ... العَقْلُ يَسْجُدُ طَايِعًا لِجُنُونِي عَلِيُّ بنُ الجَّهَم: [من الكامل] 11852 - قَالُوا: حُبِسْتَ، فَقُلْتُ: لَيْسَ بِضائِرِي حَسْبِي وَأيُّ مُهَنَّدٍ لا يُغْمَدُ أبْيَاتُ عَلِيّ بن الجَّهْم قَالَهَا وَهُوَ حَبيْسِ طَاهِرِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ بِنِيْسَابُورَ وَقَدْ أمَرَهُ المُتَوَكِّلُ بِذَلِكَ يَقُوْلُ مِنْهَا: قَالُوا حُبِسْتَ فَقُلْتُ لَيْسَ بِضائِرِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أوَ مَا رَأيْتَ اللَّيْثَ يَألَفُ غيلَهُ ... كِبْرًا وَأوْبَاشُ السِّبَاعٍ تَرَدَّدُ وَالبَدْرُ يُدْرِكُهُ السَّرَارُ فَتَنْجَلِي ... أيَّامُهُ وَكَأنَّهُ مُتجَدِّدُ وَالشَّمْسُ لَوْلا أَنَّهَا مَحْجُوبَة ... عَنْ نَاظِرَيْكَ لِمَا أضاءَ الفَرْقَدُ وَالغَيْثُ يَحْضُرهُ الغمَامُ فَلا ... يَرَى إِلَّا وُرَيَّقَةُ يُرَاحُ وَيُرْعَدُ ¬
وَالنَّارُ فِي أحْجَارِهَا مَخْبُوءَةٌ ... لا تُصْطَلَى إن لَمْ تُثِرْهَا الأزْنُدُ وَالزَّاغِبيَّةُ لا يُقِيْمُ كعُوبَهَا ... إِلَّا الْثقافُ وَجِذْوَةٌ تَتَوَقدُ غَيْرُ اللَّيَالِي بَادِيَات عُوَّدُ ... وَالمَالُ مُكْتَسَبٌ يُنَادُ وَيُنْفَدُ وَلِكُلِّ حَالٍ مُعْقِبٌ وَلَربَّمَا ... أجْلَى لكَ المَكْرُوهُ عَمَّا يُحْمَدُ وَالحَبْسُ مَا لَمْ تَغْشَهُ لِدَنِيَةٍ ... شَنْعَاءَ نِعْم المَنْزِلُ المُتَوَرِّدُ بَيْتٌ يُجَدِّدُ للكَرِيْمِ كَرَامَةً ... وَيُزَارُ فِيْهِ وَلَا يَزُورُ وَيُحْمَدُ لا يُؤيِسَنَّكَ مِنْ تَفَرُّجِ كُرْبَةٍ ... خَطْب رَمَاكَ بِهِ الزَّمَانُ الأنْكَدُ كَمْ مِنْ عَلِيْلٍ قَدْ تَخَطَّاهُ الرَّدَى ... فَنَجَا وَمَاتَ طَبِيْبُهُ وَالعُوَّدُ صَبْرًا فَإنَّ اليَومَ يَتْبَعُهُ غَدٌ ... وَيَدُ الخَلِيْفَةِ لا تُطَاوِلُهَا يَدُ وَقَالَ عَاصِمٌ الكَاتِبُ مُعَارِضًا لابنِ الجهْمِ فِي هَذِهِ الأبْيَاتِ (¬1): قَالُوا حُبِسْتَ فَقُلْتُ خَطْبٌ أنْكَدَا ... أخْنَى عَلَيْكَ بِهِ الزَّمَانُ المُرْصِدُ لَو كُنْتُ كَالسَّيْفِ المُهَنَّدِ لَمْ أكُنْ ... وَقْتَ الشَّدَائِدِ وَالكَرِيْهَةِ أغْمَدُ أو كُنْتُ كَاللَّيْثِ الهَصُورِ لَمَا رَعَتْ ... رَعْيِي الذّئابُ وَجَذْوتِي تَتَوَقَّدُ مَنْ قَالَ إِنَّ الحَبْسَ بَيْتُ كَرَامَةٍ ... فَمُخَالِفٌ فِي قَوْلِهِ مُتَجَلِّدُ مَا الحَبْس إِلَّا بَيْتُ كُلِّ مَذَلَّةٍ ... وَمَهَانَةٍ وَمَكارِهٌ لا تَنْفَدُ إن زَارَنِي فِيْهِ الصَّدِيْقُ فَمُوجِعٌ ... يَذْرِي الدُّمُوعَ بِزَفْرَةٍ تَتَرَدَّدِ أو زَارَنِي فِيْهِ العَدُوُّ فَشَامِتٌ ... يُبْدِي التَّفَجُّعَ تَارَةً وَيُفَنِّدُ يَكْفِيْكَ أَنَّ الحَبْسَ بَيْتٌ لا تَرَى أحَدًا ... عَلَيْهِ مِنَ الخَلائِقِ يَحْسُدُ فِي مُطْبقٍ فِيْهِ النَّهَارُ مُشَاكِلٌ ... لِلَّيْلِ وَالظُّلُمَاتُ فِيْهِ سَرْمَدُ وَإِذَا نَهَضْتُ إِلَى الصلاةِ تَهَجُّدًا ... جَذَبت قُيُودِي رُكْبَتَيَّ فَأقْعُدُ فَإلَى مَتَى هَذَا الشَّقَاءُ يُؤَكَّدُ ... وَإلَى مَتَى هَذَا البَلاءُ يُجَدَّدُ يَا رَبِّ فَارْحَم وَحْدَتِي وَتَلافَنِي ... بِتَفَرُّجٍ إنِّي غَرِيْبٌ مُفْرَدُ ¬
أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 11853 - قَالُوا: حَبِيْبُكَ مُعْتَلٌّ، فَقُلْتُ لَهُمْ: نَفْسِي الفِدَاءُ لَهُ مِنْ كُلِّ مَحْذُورِ بَعْدَهُ: يا لَيْتَ حُمَّاهُ بِي كَانَتْ وَكَانَ لَهُ ... أجْرُ العَلِيْلِ وَأنِّي غَيْرُ مَأجُورِ قَالَ الثَّعَالِبِيُّ هَذَانِ البَيتَانِ لِلبَيْدَقِ الشَّيْبَانِيِّ، وَقَالَ غَيْرُهُ بَلْ هُمَا لأحْمَدَ بنِ يُوسُفَ. بَشَّارٌ: [من البسيط] 11854 - قَالُوا: حَرَامٌ تَلاقَيْنَا، فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا فِي البَقَاءِ وَلَا فِي قُبْلَةٍ جَرَحُ مَنْصُورُ الفَقِيْهُ: [من البسيط] 11855 - قَالُوا: خُذِ العَيْنَ مِنْ كُلٍّ، فَقُلْتُ لَهُمْ: العَيْنُ فَضْلٌ وَلَكِنْ نَاظِرُ العَيْنِ بَعْدَهُ: حَرْفَيْنِ مِنْ ألْفِ طُوْمَارٍ مُسَوَّدَةٍ ... وَرَبُّمَا لَمْ تَجِدْ فِي الألْفِ حَرْفَيْنِ قَوْلُ مَنْصورُ الفَقِيْهِ: حَرْفَيْنِ مِنْ ألْفِ طُوْمَارٍ مُسَوَّدَةٍ. البَيْتَانِ يَعْنِي إِذَا أرَادَ الرَّجُلُ أنْ يَجْتَازَ مِنَ الكَلام أحْسَنَهُ فَلْيَأخذُ كُلّ شَيْ عَيْنَهُ فَقُلْتُ بَلْ آخُذَ مِنْهُ نَاظِرَ العَيْنِ وَإنَّ حَرْفَيْنِ مِنْ ألْفِ سَطرٍ أو كِتَابٍ يُحْرِيْنِي وَرُبَّمَا لَمْ أجِدْ فِي الألْفِ تِلْكَ الحَرْفَيْنِ المَطْلُوْبَيْنِ للاخْتِيَارِ يَنْظِرُ إِلَى قَوْلِ يَحْيَى بن خَالِدٍ البَرْمَكِيّ: النَّاسُ يَكْتُبُونَ أحْسَنَ مَا يَسْمَعُونَ وَيَحْفَظُونَ أحْسَنَ مَا يَكْتِبُونَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِأحْسَنِ مَا يَحْفِظُونَ. الرَضيّ المَوْسَوِيُّ: [من البسيط] 11856 - قَالُوا: رَجَوْتَ النَّدَى مِنْهُ بلا سَبَبٍ، فَقُلْتُ: هَلْ سَبَبٌ أقْوَى مِنَ الكَرَمِ ¬
بَعْدَهُ: وَسِيْلَتِي أَنَّهُ غَيْثٌ وَبِي ظَمَأٌ ... وَإِنْ ظَمِيْنَا تَوَسَّلْنَا إِلَى الدِّيَمِ لَمْ أرْمِ بِالظَّنِّ إِلَّا مِنْ تُحَقُّقِهِ ... وَلَا تَوَخَّيْتُ إِلَّا مَوْضِعَ النِّعَمِ أَبُو هِلالٍ العَسْكَرِيُّ: [من الكامل] 11857 - قَالُوا: صَبَرْتَ وَمَا صَبَرْتُ جَلادَةً ... لكن لِقِلَّةِ حِيْلَتِي أتَصَبَّرُ بَعْدَهُ: لا تَنْهَنِي عَنْهُمْ فتغْرِيْنِي بِهِمْ ... فَلَرُبَّمَا يَنْهَى العَذُولُ فَيَأمرُ أَنَا عَبْدُ مَن أهْوَى وَمَمْلُوكُ الهَوَى ... وَلَوَ آمنِي سَابُورُ أَوْ إسْكَنْدَرُ لَيْسَ التَّكَبُّرُ شِيْمَةً لأخِي الهَوَى ... وَمِنَ العَجَائِبِ عَاشِقٌ مُتَكَبِّرُ [من البسيط] 11858 - قَالُوا: ظَفِرْتَ بِمَنْ تَهْوَى، فَقُلْتُ لَهُمْ: الآنَ أبْرَح مَا كَانَتْ صَبَابَاتِي ابْنُ كَيْغَلَغَ: [من البسيط] 11859 - قَالُوا: عَلَيْكَ سَبِيْلَ الصَّبْرِ قُلْتُ لَهُمْ: ... هَيْهَاتَ إِنَّ سَبِيْلَ الصَبْرِ قَدْ ضَاقَا بَعْدَهُ: مَا يَرْجِعُ الطَّرْفَ عَنْهَا حين يُبْصِرُهَا ... حَتَّى يَعُودَ إلَيْهَا الطَّرْفُ مُشْتَاقَا أخَذَهُ مِنْ قَوْلِ كُثَيِّرٍ (¬1): [من الكامل] أشْتَاقُ عَزَّةَ أنْ يَمُرَّ خَيَالُهَا ... بِالعَيْنِ قَبْلَ مُرُورِه بِالخَاطِرِ وَيَسُوْؤُنِي أنْ يَنْقَضي يَومٌ وَمَا ... مَتَّعْتُ مِنْ أعْطَافِ عَزَّةَ نَاظِرِي ¬
مَسْعُودُ بن عَبْدُ اللَّهِ الأسَدِيّ: [من الكامل] 11860 - قَالُوا: غَدَرْتَ، فَقُلْتُ: إِنَّ وَرُبَّمَا ... نَالَ العُلا وَشَفَى الغَلِيْلَ الغَادِرُ بَعْدَهُ: قَوْلُهُ إِنَّ أي نَعَمْ يُضرَبُ فِي الاعْتِذَارِ عَنِ العُذْرِ. أَبُو العَلاءِ المَعَرِّيُّ: [من الكامل] 11861 - قَالُوا: فُلانٌ جَيِّدٌ، فَأجَبْتُهُم ... لا تَكْذِبُوا مَا فِي البَرِيَّةِ جَيِّدُ بَعْدَهُ: فَأمِيْرُهُم نَالَ الإمَارَةَ بِالخَنَا ... وَتَقِيُّهُم بِصلاتِهِ يَتَصَيَّدُ كُنْ مَنْ تَشَاءُ مُهَجَّنًا أو خَالِصًا ... فَإِذَا رُزِقْتَ غِنًى فَأنْتَ السَّيِّدُ أَبُو نوَّاسٍ: [من الكامل] 11862 - قَالُوا: كَبِرْتَ، فَقُلْتُ: مَا كَبِرَتْ يَدِي ... عَنْ أن تُخِبَّ إِلَى فَمِي بِالكَاسِ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 11863 - قَالُوا: لَقَدْ مَاتَ إسْحَاقٌ، فَقُلْتُ لَهُمْ: ... هَذَا الدَّوَاءُ الَّذِي يَشْفِي مِنَ الحَمَقِ كَانَ بَيْنَ ابنِ كَيْغَلَغَ وَالمُتَنَبِّيُّ مُهَاجَاةُ فَبَلَغَ المُتَنَبِّيّ أَنَّ غِلْمَانَ ابنِ كَيْغَلَغَ قَتَلُوهُ بِجَبَلَةَ مِنْ سَاحِلِ الشَّامِ فَقَالَ فِيْهِ: قَالُوا لَقَدْ مَات إسْحَاقٌ، فَقُلْتُ لَهُمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنْ مَاتَ مَاتَ بِلا فَقْدٍ وَلَا أسَفٍ ... أو عَاشَ عَاشَ بلا خَلْقٍ وَلَا خُلُقِ مِنْهُ تَعَلَّمَ عَبْدٌ شَقَّ هَامَتِهِ ... خَوْنَ الصَدِيْقِ وَدَسَّ الغَدْرِ فِي المَلَقِ ¬
وَحلِفَ ألْفَ يَمِيْنٍ غَيْرَ صَادِقَةٍ ... مَطْرُوْرَةِ كَكَعُوبِ الرُّمْحِ فِي نَسَقِ مَا زِلْتُ أعْرِفُهُ قِرْدًا بلا ذَنَبٍ ... صِفْرًا مِنَ البَأسِ مَمْلُوءًا مِنَ النَّزَقِ كَرِيْشَةٍ بِمَهَبِّ الرِّيْحِ سَاقِطَةٍ ... لا تَسْتَقِرُّ عَلَى حَالٍ مِنَ التَلَقِ تَسْتَغْرِقُ الكَفُّ فودَيْهِ وَمَنْكِبَهُ ... وَتَكْتَسِي مِنْهُ رِيْحُ الجوْرَبِ العَرَقِ فَسَائِلُوا قَاتِلِيْهِ كَيْفَ مَاتَ لَهُمْ ... مَوْتًا مِنَ الضرْبِ أو مَوْتًا مِنَ الغَرَقِ وأين مَوْقعُ حَدِّ السَّيْفِ مِنْ شَبَحٍ ... بِغَيْرِ جِسْمٍ وَلَا رَأسٍ وَلَا عُنُقِ كَلامُ أكْثَرِ مَنْ تَلْقَى وَمَنْظَرُهُ ... مِمَّا يَشقُّ عَلَى الآذَانِ وَالحَدَقِ بَشَّارٌ: [من البسيط] 11864 - قَالُوا: لِمنْ لا تَرَى تَهْوَى فَقُلْتُ لَهُمْ: ... الأُذْنُ كَالعَيْنِ تُؤْتي القَلْبَ مَا كَانَا [من البسيط] 11865 - قَالُوا: نَخَافُ عَلَيْكَ السُّقْمَ، قُلْتُ لَهُمْ: مَا يَعْمَلُ السُّقْم فِي جِسْمٍ بِلا رُوحِ قَبْلَهُ: بَانَ الأحِبَّةُ وَالأرْوَاحُ تَتْبعَهُمْ ... وَالدَّمْعُ مَا بَيْنَ مَوْقُوفٍ وَمَسْفُوحِ قَالُوا نَخَافُ عَلَيْكَ السُّقْمَ. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (قَالُوا) قَوْلُ بن الثَّنَاءِ الحَرَّانِيّ التَّاجِر (¬1): قَالُوا نَرَاكَ كَثيْرَ السَّيْرِ مُجْتَهِدًا ... فِي الأرْضِ لَهَا طورًا وتَرْتِحِلُ فَقُلْتُ لَو لَمْ يَكُنْ فِي السَّيْرِ فَائِدَةٌ ... مَا كَانَتْ الشُّهْبُ فِي الأبْرَاجِ تنْتَقِلُ 11866 - قَالُوا: وَمَا فَعَلُوا وَأيْنَ هُمُ ... مِنْ مَعْشَرٍ فَعَلُوا وَمَا قَالُوا قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ: كَانَ النَّاسُ يَفْعَلُونَ وَلَا يَقُولُونَ، ثُمَّ صارُوا يَقُولُونَ ¬
وَيَفْعَلُونَ، ثُمَّ صَارُوا يَقُولُونَ وَلَا يَفْعَلُونَ. وَاليَومَ النَّاسُ قَدْ صَارُوا لا يَقُولُونَ وَلَا يَفْعَلُونَ. وَنَظَمَ الشَّاعِرُ بَيْتَهُ مِنْ مَعْنَى هَذَا الكَلامَ. ابْنُ الرُّوميُّ: [من البسيط] 11867 - قَالُوا هَجَاكَ أَبُو حَفْصٍ فَقُلْتُ لَهُمْ: ... أخِي وَإلْفِي وَصَفْعَانِي وَنَدْمَانِي بَعْدَهُ: عِرضِي لَهُ الدَّهْرَ يَهْجُونِي وَأصْفَعُهُ ... وَإِنْ أبَى زِدْتُهُ أعْرَاضَ أخْوَانِي 11868 - قَالُوا هُنَاكَ قُدُومُ العِيْدِ قُلْتُ لَهُمْ ... مَا يَفْعَلُ العَاشِقُ المَهْجُورُ بِالعِيْدِ بَعْدَهُ: عِيْدِي إِذَا كُنْتَ عِنْدِي يا مُنَى أمَلِي ... للنَّاسِ عِيْدٌ وَلِي عِيْدَانِ فِي عِيْدِ [من الكامل] 11869 - قَامَ اخْتِصَارُكَ بِالنَّهَايَةِ مِثْلَمَا ... قَاَمَتْ حُرُوفُ الهِنْدِ بِالأعْدَادِ ابن أَبِي العَلاءِ الأصْفَهَانِيّ: [من البسيط] 11870 - قَامُ السُّعَاةُ وَكَانَ الخَوْفُ أقْعَدَهُمْ ... وَاسْتَيْقَظُوا بَعْدَ مَا نَامَ المَلاعِيْنُ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي مَرْثيَةِ الصَّاحِبِ ابن عَبَّادٍ: يا كَافِيَ المُلْكِ مَا وَفَّيْتُ حَقَّكَ مِنْ ... قَولٍ وإنْ طَالَ تَقْرِيْظٌ وَتَأبِيْنُ فُتَّ الصِّفَاتِ فَمَا يَرْثِيْكَ مِنْ أحَدٍ ... إِلَّا وَتَزْيِيْنُهُ إيَّاكَ تَهْجِيْنُ مَا مُتَّ وَحْدُكَ بل قَدْ مَاتَ مَنْ وَلَدَتْ ... حَوَّاءُ طُرًّا بَلِ الدُّنْيَا بَلِ الدِّيْنُ هَذِي نَوَاعِي العُلا مُذْ مُتَّ نَادِبَةٌ ... مِنْ بَعْدِ مَا نَدَبَتْكَ الخُرَّدُ العِيْنُ تَبْكِي عَلَيْكَ العَطَايَا وَالصِّلاتُ كَمَا ... تَبْكِي عَلَيْكَ الرَّعَايَا وَالسَّلاطِيْنُ قَامَ السُّعَاةُ وَكَانَ الخَوْفُ أقْعَدَهُم. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
لا يَعْجَبِ النَّاسُ مِنْهُمْ إن هُمُ انْتَشَرُوا ... وَمَضَى سُلَيْمَانُ وَانْحَلَّ الشَّيَاطِيْنُ عَلِيّ بن النُّعْمَان بن قَاضِي مِصْرَ: [من المنسرح] 11871 - قَامُ بِأَمْرِي لَمَّا قَعَدْتُ بِهِ ... وَنِمْتُ عَنْ حَاجَتِي وَلَمْ يَنَمِ قَوْلُ القَاضِي عَلِيّ بنِ النَّعْمَانِ المِصْرِيِّ: قَامَ بِأمْرِي. البَيْتُ قَبْلَهُ: وَلِي صَدِيْقٌ مَا مَسَّنِي عَدَمٌ ... مُذْ وَقَعَتْ عَيْنَيْهِ عَلَى عَدَمِي قَامَ بِأمْرِي لَمَّا قَعَدْتُ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أغْنَى وَأقْنَى فَمَا يُكَلِّفُنِي ... تَقْبِيْلَ كَفٍّ لَهُ وَلَا قَدَمُ هُوَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيٌّ بنُ أَبِي حَنِيْفَةَ النُّعْمَانَ بن مُحَمَّدٍ بنِ مَنْصُورٍ ابن حَيُونَ التَّيْمِيُّ المِصْرِيُّ قَاضِي العَزِيْزِ بِمِصرَ. [من الكامل] 11872 - قَايَسْتُ بَيْنَ جَمَالِهَا وَفِعَالِهَا ... فَإِذَا المَلاحَةُ بِالقَبَاحَةِ لا تَفِي جَحْظَةُ البَرْمَكِيُّ: [من الخفيف] 11873 - قَائِلٌ إن شَدَوْتُ أحْسَنْتَ زِدْنِي ... وَبِأحْسَنْتَ لا يُبَاعُ الدَّقِيْقُ أَبُو بَكْرُ بنُ دُرَيْدُ: [من الكامل] 11874 - قَبِّلْ أنَامِلَهُ فَلَسْنَ أنَامِلًا ... لَكِنَّهُنَّ مَفَاتِحُ الأرْزَاقِ قَبْلَهُ: يا مَنْ يُقَبِّلُ كَفَّ كُلِّ مُمَخْرِقٍ ... هَذَا ابْنُ يَحْيَى لَيْسَ بِالمِخْرَاقِ ¬
قَبِّلْ أنَامِلَهُ فَلَسْنَ أنَامِلًا. البَيْتُ ابن الصَّائغِ: [من الخفيف] 11875 - قُبْحُ أعْمَالِنَا يَدُلُّ عَلَيْهِ ... قُبْحُ أعْمَالِ مَنْ يُوَلَّى عَلَيْنَا بَعْدَهُ يَهْجُو قَاضيًا: لَو تَوَلَّى القَضَاءَ قِرْدٌ بِأقْصَى الصِّيْـ ... ـنِ مَا دَحْرَجُوهُ إِلَّا إلَيْنَا مُحَمَّد بن شبلٍ: [من الخفيف] 11876 - قَبَّحَ اللَّهُ لَذَّةً لأذَانَا ... نَالَهَا الأمَّهَاتُ وَالآبَاءُ [من الكامل] 11877 - قَبَّحَ الإلَهُ عَدَاوَةً لا تُتَّقَى ... وَمَوَدَّةً يُدْلَى بِهَا لا تَنْفَعُ [من الكامل] 11878 - قَبَّحَ الإلَهُ مَعَاشِرًا لَمْ يَسْلَمُوا ... مِمَّا يَعِيْبَهُمُ فَعَابُوا السَّالِمَا مُسْلِمُ بنُ الوَلِيْدِ: [من الكامل] 11879 - قَبُحَتْ مَنَاظِرُهُم فَحِيْنَ خَبِرْتَهُمْ ... حَسُنَتْ مَنَاظِرُهُم لِقُبْحِ المخْبَرِ سَألَ المَأمُونُ مُحَمَّد بن الجهْم عَن أهْجَى بَيْتٍ للمُحْدَثِيْنَ فَقَالَ قَولُ مُسْلِم بن الوَليْدِ: قَبُحَتْ مَنَاظِرُهُم. البَيْتُ وَقَالَ الثَّعالِبِيُّ: هَذَا البَيْتُ قَالَهُ للجَلَّاحِ. ¬
أَبُو تَمَّام: [من الوافر] 11880 - قَبُحْتَ وَزِدْتَ فَوْقَ القُبْحِ حَتَّى ... كَأنَّكَ قَدْ خُلِقْتَ مِنَ الفِرَاقِ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الرجز] 11881 - قَبْرُ الكَرِيْمِ وَالبَخِيْلِ وَاحِدٌ ... مَا نَفَعَ البُخْلُ وَلَا ضَرَّ الكَرَم قَبْلَهُ: أعِدْ عَلَى نَفْسِكَ أسْلافَ الأُمَم ... وَقِفْ عَلَى مَا فِي القُبُورِ مِنْ رمَمْ وَنَادِهِمْ أيْنَ القَوِيُّ مِنْكُم القَاهِرُ ... أمْ أيْنَ الضَّعِيْفُ المُهْتَضَمْ تَفَاضَلَتْ فَوْقَ الثَّرَى أقْدَامُهُمْ ... وَقَدْ تَسَاوَى تَحْتَهَا كُلُّ قَدَمْ قَبْرُ البَخِيْلِ وَالكَرِيْمِ وَاحِدٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَاعَجَبًا لِمُتَّقٍ أمَامَهُ ... هُجُومُ مَا لا يُتَّقَى إِذَا هَجَمْ إِذَا تَخَطَّاهُ عَلَى عَصرِ الصِّبَا ... أو الشَّبَابِ لَمْ يَفُتْه فِي الهَرَمْ إِنَّ النّجُومَ الزَّاهِرَاتِ أبَدًا ... تَعْجَبُ مِنْ مُبْتَسِمٍ إِذَا ابْتَسَمْ قِيْلَ أوْصَى الشِّبْلِيُّ رَحَمَهُ اللَّهَ أنْ يُكْتَبَ عَلَى قَبْرِه: تَرَكْتُ الجنَّةَ وليس لَهَا قِيْمَةٌ وَتَعَلَّقْتُ بِالدُّنْيَا وليس لَهَا بَقَاءٌ، وَضَيَّعْتُ العُمْرَ وليس لَهُ بَدَلٌ، وَاتَّبَعْتُ النِّسَاءَ وليس لَهُنَّ وَفَاءٌ وَجَفَوْتُ الرَّبَّ وليس مِنْهُ عِوَضٌ. السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من البسيط] 11882 - قَبْرٌ لَهُ مِنْ عُيُونِ المُزْنِ صَوْبُ حَيًا ... وَمنْ عُيُونِ بَنِي الآمَالِ صَوْبُ دَمِ السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من المتقارب] 11883 - قَبِلْتُ عَلَى الكُرْهِ نَيْلَ البَخِيْلِ ... وَقُلْتُ قَلِيْلٌ أَتَى مِنْ قَلِيْلِ ¬
بَعْدَهُ: تَعَجَّبْتُ لَمَّا ابْتَدَا بِالجمِيْلِ ... وَمَا كَانَ يَعْرِفُ فِعْلَ الجمِيْلِ وَأطْلَعَ لِي كَوْكَبًا كَالسُّهَا ... قَلِيْلَ الضيَاءِ سَرِيْعَ الأُفُولِ وَمَا كَانَ إعْطَاؤُهُ سُؤدَدًا ... وَلَكِنَّهَا غَلْطَةٌ مِنْ بَخِيْلِ عَلِيُّ بن الجَّهم: [من الطويل] 11884 - قُبُورُ الوَرَى تَحْتَ التُّرَابِ وَلِلهَوَى ... أناسُ لَهُمْ تَحْتَ الثِّيَابِ قُبُورُ قَبْلَهُ وَتُرْوَى لِذِي النُّونِ المِصْرِيّ رَحَمَهُ اللَّهُ (¬1): [من الطويل] أُقَلِّلُ مَا بِي منك وَهُوَ كَثِيْرُ ... وَأزْجُرُ دَمْعَ العَيْنِ وَهُوَ غَزِيْرُ وَعِنْدِي دُمُوعٌ لَو بَكَيْتُ بِبَعْضهَا ... لَفَاضتْ بُحُورٌ تَحْتَهُنَّ بُحُورُ قُبُورُ الوَرَى تحت التُّرَابِ. البَيْتُ [من الطويل] 11885 - قُبُورٌ بِبَغْدَادَ وَطُوسٍ وَطَيْبَةٍ ... وَفِي سُرَّ مَنْ رَأى وَالغِرِيِّ وَكَرْبَلا بَعْدَهُ: إِذَا مَا أتَاهَا آمِلٌ مُتَضرِّعٌ ... تَرَحَّلَ عَنْهَا بِالَّذِي كَانَ آمِلا المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 11886 - قُبُولُ الهَدَايَا سُنَّةٌ مُسْتَحبَّةٌ ... إِذَا هِيَ لَمْ تَسْلُكْ طَرِيْقَ تَحَابِي بَعْدَهُ وَقَدْ أهْدَى كِتَابًا مِنْ تَصَانِيْفِهِ: وَمَا أَنَا إِلَّا قَطْرَةٌ مِنْ سَحَابَةٍ ... وَلَو أنَّنِي صنَّفْتُ ألْفَ كِتَابِ ¬
11887 - قُبُولُ الهَدِيَّةِ أُكْرُومَةٌ ... وَحَاشَاكَ مِنْ أنْ تَرُدَّ الكَرَم بَعْدَهُ: فَإِن المُلوكَ عَلَى قَدرِهَا ... تَقبَّل نُشَّابةً أَو قَلَم ابن مِسْهَرٍ الكَاتِبُ: [من الطويل] 11888 - قَبِيْحٌ ضَلالُ المَرْءَ بَعْدَ اهْتِدَائِهِ ... وَإبْطَالُ حَقَ الرَّأي بَعْدَ التَّجَارِبِ أبْيَاتُ ابنِ مِسْهَرٍ الكَاتِبِ أوَّلُهَا: هَلِ المَرْءُ إِلَّا عُرْضَةٌ للنَّوَائِبِ ... وَهَلْ نَاطِقٌ مِنْ صَرْفِهَا غَيْرُ عَاتِبِ وَلَو نَظَرَ الإنْسَانُ مَصْدَرَ أمْرِهِ ... رَأى وَرْدَ مَا يَأتِيْهِ عِنْدَ العَوَاقِبِ قَبِيْحٌ ضَلالُ المَرْءِ بَعْدَ اهْتِدَائِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أبَى اللَّهُ لِي وَصْلَ اللَّئِيْمِ وَإِنْ عَلَتْ ... بِهِ قَدَمُ العَلْيَاءِ فَوْقَ الكَوَاكِبِ فَلَو كُنْتُ رَوْضًا أيْنَعَتْ ثَمَرَاتُهُ ... وَلَو كُنْتُ مَاءً كُنْتُ عَذْبَ المَشَارِبِ وَإنِّي فِي وَجْهِ العَلاءِ لَغُرَّةً ... وَفِي مَنْطِقِ الأيَّامِ أفْصَحُ خَاطِبِ وَقَالَ ابْنُ حَيُّوسٍ (¬1): بَقِيْتَ وَلَا عَزَّتْ عَلَيْكَ المَطَالِبُ ... فَإنَّا بِخَيْرٍ مَا عَدَتْكَ النَّوَايبُ وَلَا بَرِحَتْ تَثْنِي عَلَى الدَّهْرِ أمَّةٌ ... نُفُوسُهُمُ مِنْ بَعْضِ مَا أنْتَ وَاهِبُ وَهَبْتَ لَهَا الأرْوَاحَ فِيمَا وَهَبْتَهُ ... فَجَاوَزْتَ مَنْ أثْنَتْ عَلَيْهِ الحَقَائِبُ عَطَايَا كَرِيْمٍ لا يُحِيْطُ بِوَصْفِهَا ... مَقَالٌ وَلَا يُحْصي لَهَا العَدُّ حَاسِبُ صَفُوحٍ عَنِ الأجْرَامِ أَمَّا انْتِقَامُهُ ... فَغِبٌّ وأمَّا عَفْوُهُ فَهْوَ وَايِبُ يَقُوْلُ مِنْهَا: قَبِيْحٌ ضَلالُ المَرْءِ بَعْدَ اهْتِدَائِهِ ... وَإبِطَالُهُ مَا أحْكَمَتْهُ التَّجَارِبُ ¬
أبَت أنْ تَرْضَى لَكَ بِضيْمٍ وَقَائِعٌ ... يُعَلُّ القَنَا فِيْهَا فَتَعْلُو المَرَاتِبُ مَوَاقِفُكُمْ كَذَبْنَ مَا ادَّعَتِ الأُلَى ... وَمَنْ قَالَ قِدْمًا أيْنَ بِالسَّيْفِ ضَارِبُ وَظَافَرَ ذَاكَ العَزْمَ وَالحَزْمَ فِكْرَةٌ ... تُحَدِّثُ عَمَّا أضْمَرَتْهُ العَوَاقِبُ فَقَوْلَهُ: قَبِيْحٌ ضَلالُ المَرْءِ بَعْدَ اهْتِدَائِهِ. البَيْتُ قَدْ اشْتَرَكَا فِيْهِ هُوَ وابنُ مِسْهَرٍ وَقَدْ أخَذَهُ مِنْ ابنِ مِسْهَرٍ أو قَدْ أخَذَهُ ابْنُ مِسْهِرٍ مِنْهُ. ثَعْلَبَةُ بن عَمْرٍو العَبْدِيُّ: [من الطويل] 11889 - قِتالُ امْرِئٍ قَدْ أيْقَنَ الدَّهْرَ أَنَّهُ ... مِنَ المَوْتِ لا يَنْجُو وَلَا المَوْتَ خَايِفُ بَعْدَهُ: وَلَو كُنْتُ فِي غَمَدَانَ يَحْرِسُ بَابَهُ ... أرَاحِيْلُ أحْبُوشٍ وَأسْوَدُ آلِفِ إذًا لأتَتْنِي حَيْثُ كُنْتُ مَنِيَّتِي ... يَخُبُّ بِهَا هَادٍ لإثْرِي قَايِفُ مُحَمَّد بن يَحْيَى: [من الوافر] 11890 - قَتَلْتُ أعَزَّ مِنْ رَكِبَ المَطَايَا ... وَجِئْتُكَ أسْتَلِيْنُكَ فِي الكَلامِ [من البسيط] 11891 - قَتَلْتَ جَهْلُهُمْ حِلْمًا وَمَغْفِرَةً ... وَالعَفْوُ عَنْ قُدْرَةٍ ضَرْبٌ مِنَ الكَرَمِ القَاسِمُ بنُ عُبَيدٍ: [من الطويل] 11892 - قَتَلْتُ صَنَادِيْدَ الرِّجَالِ فَلَمْ أدعْ ... عَدُوًّا وَلَمْ أمْهِلْ عَلَى ظِنَّةٍ خَلْقَا أبْيَاتُ القَاسَمِ بن عُبَيْدٍ: تَقَنَّعْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّكَ لا تَبْقَى ... وَخُذْ مَا صفَا مِنْ عَيْشِهَا وَدَعِ الرَّنْقَا ¬
وَلَا تَأمَنَنَّ الدَّهْرَ إنِّي أمِنْتُهُ ... فَلَمْ يُبْقِ لِي مَالًا وَلَمْ يَرْعَ لِي حَقَّا قَتَلْتُ صَنَادِيْدَ الرِّجَالِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأخْلَيْتُ دُورَ المُلْكِ مِنْ كُلِّ نَازِلٍ ... فَشَرَّدْتهُم غَرْبًا وَبَدَّدْتهُم شَرْقَا فَلَمَّا بَلَغْتُ النَّجْمَ عِزًّا وَرِفْعَةً ... وَصارَتْ رِقَابُ الخَلْقِ أجْمَعُ لِي رِقَّا سَقَانِي الرَّدَى كَأسًا فَأخْمَدَ جَمْرَتِي ... فَهَا أَنَا ذَا فِي حُفْرَتِي عَاجِلًا مُلْقَى فَأفْسَدْتُ دُنْيَايَ وَدِيْنِي سَفَاهَةً ... فَمَنْ ذَا تَرَى مِنِّي بِمَصرَعِهِ أشْقَى؟ وَيُقرَبُ مِنْ هَذَا قَوْلُ سَلمٍ الخَاسِرُ (¬1): لَمَّا اسْتَقَلَّ بِتَاجِ المُلْكِ وَاجْتَمَعَتْ ... لَهُ الأمُوُرُ فَمِنْقَادٌ وَمَقْسُوُرُ حَطَّتْ عَلَيْهِ بِمِقْدَارِ مَنِيَّتُهُ ... كَذَاكَ تَصْنَعُ بِالنَّاسِ المَقَادِيْرُ تَمَثَّلَ عَضدُ الدَّوْلَةِ بنُ بُويهِ الدَّيْلَمِيُّ عِنْدَ مَوْتِهِ بِهَذِهِ الأبِيَاتِ وَهِيَ أحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي مَعْنَاهَا. 11893 - قَتَلْتُمْ وَاحِدًا مِنَّا بِألْفٍ ... وَوَاحِدُنَا بِألْفِكُمُ كَثيْرُ وَقَالَ حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ الأنْصَارِيُّ (¬1): [من الوافر] قَتَلْتُمْ وَاحِدًا مِنَّا بِألْفٍ ... هَلا للَّه ذَا الظَّفَرُ المُبِيْنُ المُتَنَبِّي: [من المتقارب] 11894 - قَتَلْتَ نُفُوسَ العِدَا بِالحَدِيْدِ ... حَتَّى قَتَلْتَ بِهِنَّ الحَدِيْدَا يَقُوْلُ: لِكِثْرَةِ ضَرْبِكَ الأعْدَاءَ بِالسَّيْفِ تَكَسَّرَتِ السُّيُوفُ، وَفَنِيَ الحَدِيْدُ فَكَأنَّكَ قَتَلْتَ الحَدِيْدَ بِكَثْرَةِ قَتْلِ نُفُوسِ الأعْدَاءِ وَذَلِكَ مِنْ طَرِيْقِ المُبَالَغَةِ. أَبُو تَمَّام: [من الكامل] ¬
11895 - قَتَلَتْهُ سِرًّا ثُمَّ قَالَتْ جَهْرَةً ... قَوْلَ الفَرَزْدَقِ لا بِظَبِيٍ أعْفَرِ يُقَالُ فِي المَثَلِ: بِهِ لا بِظَبْيٍ أعْفَرَ. بِشْرُ بنُ أَبِي خَازِمٍ: [من الطويل] 11896 - قَتَلْنَا الَّذِي يَسْمُو إِلَى المَجْدِ مِنْهُمُ ... وَتَأوِي إلَيْهِ فِي الشِّتَاءِ الأرَامِلُ حُرَيْثُ بنُ زَيْدِ الخَيْلِ: [من الطويل] 11897 - قَتَلْنَا بِقَتْلانَا مِنَ القَومِ عُصْبَةً ... كِرَامًا وَلَمْ نَأكُلْ بِهِم حَشفَ النَّخْلِ يَقُوْلُ: أخَذْنَا بِثَأرِنَا فَقَتَلْنَا بِقتلانَا عُصْبَةً كِرَامًا مِنَ الأعْدَاءِ وَلَمْ نَأخُذُ بِهِمْ الدِّيَّةَ مِنْ مَالٍ أو نَخْلٍ أو تَمْرٍ أو غَيْرهُ. [من البسيط] 11898 - قَدْ أتْرُكُ القَوْلَ عَنْ عِلْمٍ وَمَعْرِفَةٍ ... حَتَّى يَكُونُ لَهُ قَوْلٌ وَمُتَّسَعُ الغَزِّيُّ يَمْدَحُ: [من الخفيف] 11899 - قَدْ أتَيْتَ العَلْيَاءَ مِنْ جَانِبَيْهَا ... يا كَرِيْمَ الأعْمَامِ وَالأخْوَالِ [من السريع] 11900 - قَدْ أجْمَعَ النَّاسُ عَلَى ذَمِّهَا ... وَمَا نَرَى مِنْهُمْ لَهَا تَارِكَا قَبْلَهُ: أصبَحَتِ الدُّنْيَا لنا عِبْرَةً ... وَالحَمْدُ للَّهِ عَلَى ذَلِكَا قَدْ أجْمَعَ النَّاسُ عَلَى ذَمِّهَا. البَيْتُ ¬
الأخْفَشُ الأكْبَرُ: [من السريع] 11901 - قَدْ أحْكَمَ الآدَابَ طُرًّا فَمَا ... يَجْهَلُ مِنْهَا غَيْرَ إلْطَافِي فِي العِتَابِ فِي المعذَّلِ بن غَيْلَانَ: [من السريع] أبْلِغْ أبَا عَمْرُو إِذْ جِئْتُهُ ... بِأنَّ عَبْدَ اللَّهِ بِي جَافِي قَدْ أحْكَمَ الآدَابَ طُرًّا. البَيْتُ [من البسيط] 11902 - قَدْ أخْلَقَ الدَّهْرُ ثَوْبَ المَكْرُمَاتِ فَلا ... تُخْلِقْ لِوَجْهِكَ مَهْمَا عِشْتَ دِيْبَاجَا بَعْدَهُ: وَلَا تَقُلْ لِي إخْوَانٌ ذَخَرْتُهُمُ ... أنْتَ العَدُوُّ لِمَنْ كَلَّفْتَهُ حَاجَا [من السريع] 11903 - قَدْ أذْنَبَ القَومُ وَألْزَمْتَهُ ... كَأنَّهُمُ أوْلادُ يَعْقُوبِ بَعْدَهُ: إذَ طَرَحُوا يُوسُفَ فِي جُبِّهِ ... وَوَرَّكُوا الذِّئْبَ على الذِّئْبِ المَعَرِّيُّ: [من الوافر] 11904 - قَدِ اسْتَحْيَيْتُ منكَ فَلا تَكِلْنِي ... إِلَى شَيْءٍ سِوَى عُذْرٍ جِمِيْلِ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 11905 - قَدْ اسْتشفَيْتَ مِنْ دَاءٍ بِدَاءٍ ... وَأقْتَلُ مَا أعَلَّكَ مَا شَفَاكا هَذَا البَيْتُ مِنْ آخِرِ قَصِيْدَةٍ قَالَهَا المُتَنَبِّي الَّتِي يَقُوْلُ مِنْهَا: ¬
إِذَا اشْتَبَكَتْ دُمُوعٌ فِي خدُودٍ ... تَبَيَّن مَنْ بَكَى مِمَّنْ تَبَاكَى وَمِنْ بَابِ (قَدْ) قَوْلُ آخَر: قَدْ اعْتَرَفْتُ بِتَفْرِيْطِي وَعَفْوِكُمُ ... عَنِّي وَجِئْتُكُمُ بِالذَّنْبِ مُعْتَرِفَا إن عُدْتُ أهْمَلْتُ أو قَصرْتُ فِي خِدَمِي فَوَاخِذُوني عَلَى الذَّنِبِ الَّذِي سَلَفْاَ وَقَوْلُ أَبِي عَلِيٍّ البَصيْرِ يُعَاتِبُ فِي الحِجَابِ (¬1): قَدْ أطَلْنَا بِالبَابِ أمْسِ القُعُودَا ... وَجُفِيْنَا بِهِ جَفَاءً شَدِيْدَا وَذَمَمْنَا العَبِيْدَ حَتَّى إِذَا نَحْنُ ... بَلونَا المَوْلى حَمَدْنَا العَبْيِدَا وَانْصرَفْنَا فِي سَاعَةٍ لَو طَرحْتَ ... اللَّحْمَ فِيْهَا نَيًّا كُفِيْتَ الوُقُودا فَعَلَيْكَ السَّلامُ تَسْلِيْمُ مَنْ لا ... يُضمَنُ الدَّهْرَ بَعْدَهَا أنْ يَعُودَا وَقَالَ آخَرُ فِي الحِجَابِ: أتَيْتُكَ للسَّلامِ وَللنَّدَامِ ... وَللإسْعَافِ فِي شُرْبِ المَدَامِ فَأندَى لِي غُلامَكُمُ عبُوسًا ... وَوَدُّ المَرءِ يُعْرَفُ بِالغُلامِ إبْرَاهِيْمُ الغَزِّيُّ: [من البسيط] 11906 - قَدْ أعْطَتِ الحَرْبُ حَرْبًا مَا سَمِعْتَ بِهِ ... وَجَادَلَ السَّيْفُ عَنْ سَيْفِ بنِ ذِي يَزَنِ [من المنسرح] 11907 - قَدْ أقْسَمَتْ مُقْلَتِي بَأدْمُعِهَا ... لا نَظَرَتْ بَعْدَكُم إِلَى حَسَنِ وَمِنْ بَابِ (قَدْ) قَوْلُ أَبِي الفتحِ البُسْتِيّ فِي اشْتِقَاقِ اسمُ الصوفِيّ (¬1): قَدْ أكْثَرَ النَّاسُ فِي الصُّوفِيِّ وَاخْتَلَفُوا ... فِيْهِ وَظَنُّوهُ مُشْتَقًّا مِنَ الصُّوفِ وَلَسْتُ أنْحَلُ هَذَا الاسْم غَيْرَ فَتًى ... صافَى فَصُوفِي فَمِنْهُ لُقِّبَ الصُّوفِي ¬
وَأنْشَدَ بِعْضُ الصُّوفِيَّةِ: قَلانِي عِنْدَ لُبْسِ الصُّوفِ نَاسٌ ... وَقَالُوا أنْتَ فِي زَيِّ الوَضِيْعِ لِبَالسُكَ لَيْسَ يَلْبَسُهُ سَرِيٌّ ... فَقُلْتُ لَهُمْ أتَيْتُمْ بِالبَدِيْعِ لِبَاسُ مُطِيْعِ خَالِقِهِ لِبَاسِي ... وَمَنْ أسْرَى مِنَ الرَّجُلِ المُطِيع؟ [من الـ. . .] 11908 - قَدْ ألْغَمُوا القَمْلَ أنْ تَرْزَا دِمَاءَهُمُ ... وَألْجَمُوا فِي اللوَى الجُّرْذَانَ وَالفَارَا أَبُو نَصْرِ بنُ نُبَاتَةَ: [من البسيط] 11909 - قَدْ أمْقُتُ البُخْلَ فِي كَفٍّ بلا عَدَمٍ ... وَأرْحَمُ الجُودَ فِي كَفٍّ بلا مَالِ صُرَّدُرَّ: [من الرجز] 11910 - قَدْ أمْكَنَتْكَ فَانْتَهِزْهَا فُرْصَةً ... بِالشُّكْرِ فَالشُّكْرُ لَذِيْذُ المُعْتَنَقْ ابْنُ مَعْرُوفٍ النَّحوِيُّ: [من السريع] 11911 - قَدْ أنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى وَلَا ... تُلْقُوا بِأيْدِيِكُم إِلَى التَّهْلُكَه المَعَرِّيُّ: [من الكامل] 11912 - قَدْ أوْرَقَتْ عَمَدُ الخيَامِ وَأعْشَبَتْ ... شُعَبُ الرِّجَالِ وَلَونُ رَأسِي أغْبَرُ أَبُو المَجْد مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن سَلْيمانَ المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 11913 - قَدْ أوْسَعَ اللَّهُ البِلادَ وَلِلْفَتَى ... إِلَى بَعْضِهَا مِنْ بَعِضِهَا مُتَزَحْزَحُ بَعْدَهُ: ¬
فَخَلَّ الهَوَيْنَا أَنَّهَا شَرُّ مَرْكَبٍ ... ودُوْنَكَ صَعْبَ الأمْرِ فَالصَّعْب أنْجَحُ فَإنْ نِلْتَ مَا تَهْوَى فَذَاكَ وَإِنْ تَمُتْ ... فَلَلْمَوتُ خَيْرٌ للكَرِيْمِ وَأرْوَحُ أَبُو سُلَيْمَانَ الخَطَّابِيُّ: [من مخلع البسيط] 11914 - قَدْ أوْلَعَ النَّاسُ بِالتَّلاقِي ... وَالمَرْءُ صَبٌّ إِلَى هَوَاهُ بَعْدَهُ: وَإِنَّمَا مِنْهُم صَدِيْقِي ... مَنْ لا يَرَانِي وَلَا أرَاهُ وَمِنْ بَابِ (قَدْ) قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ يَمْدَحُ (¬1): قَدْ بَثَثْتُمْ غَرْسَ المَوَدَّةِ وَالشَّحْـ ... ـنَاءِ فِي قَلْبِ كُلِّ قَارٍ وَبَادِ أبْغَضُوا عِزَّكُمْ وَوَدُّ نَدَاكُمْ ... فَقَروكُمُ مِنْ بِغْضَهٍ وَوِدَادِ لا عَدِمْتُمْ غَرِيْبَ مَجْدٍ رَبَقْتُمْ ... فِي عثرَاهُ نَوَافِرُ الأضْدَادِ سَعِيدُ بن حُمَيِّدٍ: [من الخفيف] 11915 - قَدْ بَعَثْنَا إلَيْكَ أكْرَمَكَ اللَّهُ ... بِبرٍّ فَكُنْ لَهُ ذَا قَبُولُ بَعْدَهُ: لا تَقِسْهُ إِلَى نَدَى كَفِّكَ الغَمْـ ... ـرِ وَلَا نَيْلِكَ الكَثِيْرِ الجزِيْلِ وَاعْتَفِرْ قِلَّةَ الهَدِيَّةِ مِنِّي ... إِنَّ جُهْدَ المُقِلِّ غَيْرُ قَلِيْلِ الخَلِيْلُ بنُ أحْمَد السّنْجَرِيّ القَاضِي: [من مخلّع البسيط] 11916 - قَدْ بَلَغَ الزَّرْعُ مُنْتَهَاهُ ... لا بُدَّ للزَّرْعِ مِنْ حَصَادِ ¬
قَبْلَهُ: جَنْبِي تَجَافَى عَنِ المهَادِ ... خَوْفًا مِن المَوْتِ وَالمَعَادِ مَنْ خَافَ مِنْ سَكْرَةِ المَنَايَا ... لَمْ يَدْرِ مَا لَذَّةُ الرّقَادِ قَوْلُ القَاضِي السّجْزِيِّ: [من الخفيف] قَدْ بَلَغَ الزَّرع مُنْتَهَاهُ. البَيْتُ قَدْ ضَمَّنَهُ بَعْضُ شُعَرَاءَ نِيْسَابُورَ يَرْثِي فَرَسًا لأبِي عَيْسَى بن المُنَجِّمِ، وَكَانَ الصَّاحِبُ ابْنُ عَبَّادٍ قَدْ أمَرَ النَّدَمَاءَ بِأنْ يَرْثُونَهُ فِيْهِ فَقَالَ (¬1): كُلُّ نَعِيْمٍ إِلَى نَفَادٍ ... كُلُّ قَرِيْبٍ إِلَى بِعَادِ كُلُّ هُبُوبٍ إِلَى رُكُودٍ ... كُلُّ نِفَاقٍ إِلَى كَسَادِ وَكُلُّ مُلْكِ إِلَى زَوَالٍ ... وَكُلُّ كَونٍ إِلَى فَسَادِ وَصَادِقٌ مَنْ يَقُولُ فَاسْمَعْ ... فَالسَّمَعُ بَابٌ إِلَى الفُؤَادِ قَدْ بَلَغَ الزَّرع مُنْتَهَاهُ. البَيْتُ تَضْمِيْنٌ. 11917 - قَدْ بَلَغْتَ الأشُدَّ لا شَدَّكَ اللَّهُ ... وَجَاوَزْتَهُ وَأَنْتَ مَلِيْمُ يُقَالُ فِي المَثَلِ: حَتَّامَ تَكْرَعُ وَلَا تَنْقَعُ. يُضْرَبُ للحَرِيْصِ فِي جَمْعِ الشَّيْءِ. كَرَعَ فِي المَاءِ وَكَرَع أَيْضًا إِذَا وَرَدَ المَاءَ فَتَنَاوَلهُ بِفِيْهِ مِنْ مَوْضِعُهُ مِن غَيْرِ أنْ يَشْرَبَ بِكَفِّيْهِ أو بَإنَاءِ. وَنَقَعَ أي رَوِيَ وَأرْوَى أَيْضًا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وَمِنْ بَابِ (قَدْ) قَوْلُ آخَرَ فِي مَيِّتٍ (¬1): قَدْ بَلَغَتْ نَفْسُهُ الدَّنِيَّةُ ... مَا كَانَ أوْلاهُ بِالمَنِيَّه ¬
مَا أخْطَأ المَوْتُ حِيْنَ أفْنَى ... مَنْ كَانَ مِيْلادُهُ خَطِيَّه وَقَوْلُ آخَرَ (¬1): قَدْ تُوْهَمُ النَّفْس فِي تَهَجُّسِهَا ... وَتُخْطِيءُ العَيْنُ فِي تَفَرُّسِهَا وَإِنَّمَا تُعْرَفُ الرِّجَالُ إِذَا ... كَشَفْتُهَا عَنْ ذَوَاتِ أنْفُسِهَا فَعِنْدَهَا تَسْتَدِلُّ بِالثَّمَرِ العَذْ ... بِ عَلَى مُسْتَطَابِ مَغْرِسِهَا وَقَوْلُ آخَرَ (¬2): قَدْ جَعَلْتُ المَطِيَّ أكْبَرَ هَمِّي ... وَقَطَعْتُ البِلادَ طُولًا وَعُرْضَا لأقِي العِرْضَ مَا حَيِيْتُ وَإِنِّي ... لا أرَى للفَتَى مَعَ الفَقْرِ عَرْضَا أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 11918 - قَدْ بَلَوْتَ الخُطُوبَ حُلْوًا وَمُرًّا ... وَسَلَكْتَ الأيَّامَ حَزْنًا وَسَهْلًا بَعْدَهُ: وَقُتَلْتُ الزَّمَانُ عِلْمًا فَمَا يُغْـ ... ـرِبُ قَولًا وَلَا يُجَدِّدُ فِعْلا وَمِنْ بَابِ (قَدْ) قَوْلُ ابن المُعْتَزِّ (¬1): قَدْ تَخْرُجُ الدُّرَّتَانِ مِنْ صَدْفَةٍ ... وَالدُّرُّ يَخْتَارَهُ الَّذِي عَرَفَه إحْدَاهُمَا لَمْ تُحِطْ بِقِيْمَتِهَا ... وَأخْتُهَا دُونَ قِيْمَةِ الصَّدفَة النَّظَارُ الفَقْعَسِيُّ: [من الكامل] 11919 - قَدْ تَخْطِئُ المُغْتَرَّ غِرَّتُهُ ... وَتَزِلُّ بِالمُتَثَبِّتِ النَّعْل ¬
[من الخفيف] 11920 - قَدْ تَخَلَّلْتَ مَسْلَكَ الرُّوحِ مِنِّي ... وّلِذَا سُمِّيَ الخَيْلُ خَيْلا عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُعْتَزِّ: [من الخفيف] 11921 - قَدْ تَرَدَّيْتُ بِالمَكَارِمِ حَوْلِي ... وَكَفَتْنِي نَفْسِىِ عَنِ الافْتِخَارِ بَعْدَهُ: أَنَا جَيْشٌ إِذَا غَدَوْتُ وَحِيْدًا ... وَوَحِيْدٌ فِي الجحْفَلِ الجَّرَارِ [من البسيط] 11922 - قَدْ تُسْقِمُ الخَمْرُ قَوْمًا يَكْلَفُونَ بِهَا ... وَقَدْ يَسُبُّ بَنِيْهِ الوَالِدُ الحَدِبُ أَبُو نُوَاسٍ: [من المنسرح] 11923 - قَدْ تَطْرِفُ العَيْنَ كَفُّ صَاحِبِهَا ... فَلا يَرَى قَطْعَهَا مِنَ الرُّشْدِ قَبْلَهُ: لَمْ آتِ ذَنْبًا فَإنْ زَعَمْتَ بِأنْ ... قَدْ جِئْتُ ذَنْبًا فَغَيْرُ مُعْتَمِدِ قَدْ تَطُرِفُ الكَفُّ عَيْنُ صَاحِبَهَا. البَيْتُ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الخفيف] 11924 - قَدْ تَكُونُ النَّجَاةُ تَكْرَهُهَا النَّفْـ ... ـسُ وَتَهْوَى مَا كَانَ فِيْهِ رَدَاهَا قَبْلَهُ: ¬
مَنْ أجَابَ الهَوَى إلَيَّ كُلِّ مَا ... يَدْعُوهُ مِمَّا يُضِلُّ ضَلَّ وَتَاهَا مَنْ رَأى عِبْرَةً فَفَكَّرَ فِيْهَا ... آذَنتهُ بِالبَيْنِ حِيْنَ يَرَاهَا قد تَكُونُ النَّجَاةُ تَكْرَهُهَا النَّفْسُ. البَيْتُ تَمِيْمُ بنُ مَعدٍ المِصْرِيُّ: [من الخفيف] 11925 - قَدْ تَنَاهَيْتَ فِي المَكَارِمَ وَالمَجْدِ ... وَجُزْتَ المَدَى فَأيْنَ تُرِيْدُ قَبْلَهُ: إِنَّ للنَّاسِ رُتْبَةً فِي المَعَالِي ... وَقَفُوا عِنْدَهَا وَأَنْتَ تَزِيْدُ قَدْ تَبَاهَيْتَ فِي المَكِارِمِ. البَيْتُ هُوَ أَبُو مَنْصُورِ تَمِيْمُ بنُ مَعَدٍ المُعِزِّ المِصْرِيُّ. [من السريع] 11926 - قَدْ ثَلَمَ الدَّهْرُ بِهِ ثَلْمَةً ... جَانِبُهَا لَبْسَ بِمَسْدُودِ عمر بن أَبِي رَبِيْعَةَ: [من الخفيف] 11927 - قَدْ ثَنَتْنِي حَفِيْظَتِي عَنْكِ حَتَّى ... لَمْ أجِدْ مِنْ سُؤَالِكِ اليَومَ بُدَّا [من الكامل] 11928 - قَدْ جَاوَزَتْ حَدَّ الصِّفَاتِ فَمَا لَهَا ... فِي حُسْنِهَا أبَدَ الزَّمَانِ نَظِيْرُ [من البسيط] 11929 - قَدْ جَرَّبَ الدَّهْرُ بُؤْسَاهُ وَأنْعُمَهُ ... وَلَمْ يَزَلْ يَسْتشَفُّ الدَّهْرَ بِالمَجَنِ زَهَيْرٌ بن أَبِي سُلْمَى فِي هَرِمٍ: [من البسيط] ¬
11930 - قَدْ جَعَل المُبْتَغُونَ الخَيْرَ فِي هَرِمٍ ... وَالسَائِلُونَ إِلَى أبْوَابِهِ طُرُقَا بَعْدَهُ: لَو نَالَ حَيٌّ مِنَ الدُّنْيَا بِمَكْرُمَةٍ ... أفُقَ السَّمَاءِ لنَالَتْ كفّهُ الأفُقَا أَبُو هِلالٍ العَسْكَرِيّ: [من الكامل] 11931 - قَدْ جَلَّ قَدْرُكَ أنْ يُقَاسَ بِكَ امْرُؤٌ ... ما كُلّ مَصْقُولِ الظُّبَى بِحُسَامِ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ بن الحَجَّاجِ: [من السريع] 11932 - قَدْ جُنَّ أضْيَافُكَ مِنْ جُوعِهِمْ ... فَاقْرَأ عَلَيْهِمْ سَوْرَةَ المَائِدَة [من البسيط] 11933 - قَدْ جُنَّ مَنْ كَانَ مِنْ عَقْلٍ عَلَى ثِقَةٍ ... فَكَيْفَ مَنْ هُوَ مِنْ جَهْلٍ عَلَى خَطَرِ قَبْلَهُ: إن كَانَ فَرْطُ جُنُونِي فِيْكَ عِنْدَهُمُ ... ذَنْبِي فَمَا أَنَا مِنْ ذَنْبِي بِمُعْتَذِرِ قَدْ جُنَّ مَنْ كَانَ مِنْ عَقْلٍ عَلَى ثِقَةٍ. البَيْتُ ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الطويل] 11934 - قَد حْتُمْ زِنَادَ الحَرْبِ أوَّلَ مَرَّةٍ ... لنا وَخَلَعْتُمُ بَيْنَنَا رِبْقَةَ العَهْدِ [من السريع] 11935 - قَدْ حِرْتُ فِي تَحْصِيْلِ مَرْضَاتِكُمُ ... فَعَلِّمُونِي كَيْفَ أُرْضِيْكُمُ قَبْلَهُ: رِفْقًا بِأرْوَاحٍ مُحِبِّيْكُم ... لا تُتْلِفُوهَا بِتَجَنِّيْكُمُ ¬
عِنْدِي أحَادِيْثُ بِقَلْبِي وَلَا ... أشْرَحُهَا مَا بينَ أيْدِيْكُمُ قَدْ حِرْتُ فِي تَحْصِيْلِ مَرْضَاتِكُمْ. البَيْتُ جَارِيَةٌ تُعَاتِبُ صَاحِبَهَا: [من البسيط] 11936 - قَدْ حَسَّنَ اللَّهُ فِي عَيْنَيَّ فِعْلَكَ بِي ... حَتَّى أرَى حَسَنًا مَا لَيْسَ بِالحَسَنِ قَيْسُ بنُ الأسْلَتِ: [من السريع] 11937 - قَدْ حَصَّتِ البَيْضَةُ رَأسِي فَمَا ... أطْعَمُ نَوعًا غَيْرَ تَهْجَاعِ بَعْدَهُ: أسْعَى عَلَى حَيِّ بَنِي مَالِكٍ ... كُلُّ امْرِئٍ فِي شَأنْهِ سَاعِي [من البسيط] 11938 - قَدْ حَصَّ رَأسِي فَتِيْتُ المِسْكِ أخْلِطُهُ ... بِالعَنْبَرِ الوَرْدِ حَتَّى مَا بِهِ شَعْرُ صُرَّدُرَّ: [من الخفيف] 11939 - قَدْ حَصَلْنَا مِنَ المَعَاشِ كَمَا قِيْـ ... ـلَ قَدِيْمًا: لا عِطْرَ بَعْدَ عَرُوسِ مُسْلِمُ بنُ الوَلِيْدِ: [من الخفيف] 11940 - قَدْ حَضَيْنَا مِمَّنْ نُحِبُّ بِوَصْلٍ ... أرْغَمَ اللَّهُ آنُفَ الحُسَّادِ قَوْلُ مُسْلِم بن الوَليْدِ: قَد حَضَيْنَا مِمَّنْ نُحِبُّ بِوَصْلٍ مِن قَصِيْدَةٍ لَطِيْفَةٍ أوَّلُهَا: وَفَتَاةٍ أبْدَتْ الوُدَّ فِي الحُبِّ ... فَجَازَيْتُهَا بِحُسْنِ الوِدَادِ أرْسَلَتْ أنْ تَعَالَ وَهْنًا إلَيْنَا وَاخْـ ... ـشَ إِنْ زَرَتْنَا عُيُونَ الأعَادِي ¬
القنا خَالِيًا لِنَقْضِي لَذَّاتٍ ... وَنَشْفِي حَرَارَةَ الأكْبَادِ فَتَنَفَّسْتُ ثُمَّ قُمْتُ اشْتِيَاقًا ... وِبِكَفِّي عَضَبٌ طَوِيْلُ البَجَادِ أتَمَشَّى حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهَا ... أتَهَادَى أحسِنْ بِذَاكَ التَّهَادِي وَإِذَا حَوْلَهَا قِيَانٌ حِسَانٌ ... فَقْنَ بِالحُسْنِ كُلَّ حَضْرٍ وَبَادِ قَدْ طَلَيْنَ النُّحُورَ مِسْكًا ذَكِيًّا ... وَعَقَدْنَ العُقُودَ فِي الأجْيَادِ قُلْنَ لِي إِذْ رَأينَنِي أتَمَشَّى ... أنْتَ وَاللَّهِ فِتْنَةٌ للعِبَادِ إِنَّ مَوْلاتَنَا بِحُبِّكَ قَدْ هَامَتْ ... فَمَا تَسْتَلِذُّ طَعْمَ الرُّقَادِ لَمْ أُجِبْهُنَّ للتَّكَرُّمُ وَالحِلْمِ ... وَإنِّي عَلَى الجوَابِ لَقَادِ وَتَمَشَّيْنَ خَارِجَاتٍ وَوَلَّيْنَ ... كَعِيْنٍ رَعَيْنَ رَوْضَ البَوَادِي أخْبَرَتْنِي بِحُسْنِهَا ثُمَّ قَالَتْ ... أَنَا شَمْسُ الضُّحَى وَنُورُ البِلادِ قُلْتُ إن كُنْتِ أنْتِ شَمْسًا فَإنِّي ... أَنَا بَدْرٌ يَضِيْءُ فِي كُلِّ نَادِ وَتَنَاوَلْتُهَا بِكَفِّي فَقَالَتْ ... رُمْتَ وَاللَّهِ يَا خَلِيْلِي فَسَادِي أنْتَ تَبْغِي حَلَّ الإزَارِ وَلَكِنْ ... دُونَ حَلِّ الإزَارِ خَرْطُ القَتَادِ خَلِّ عِنْ مِئْزَرِي وَدُونَكَ عِقْدِي ... وَسَخَابي تَنَلْ سَبِيْلَ الرَّشَادِ مَا تَعَوَّدْتُ مَا تُطَالِبُ مِنِّي ... قُلْتُ أَنِّي مُعَوَّدٌ فَاعْتَادِي ثُمَّ قَالَتْ لَمَّا رَأتْنِي مُجِدٌّ ... لَسْتُ آلُو لِبَذْلِهَا بِاجْتِهَادِ اقتصدْ سَيِّدِي لِمَرَّةَ أُخْرَى ... لَيْسَ يَبْقَى شَيْءٌ لا بِغَيْرِ اقْتِصَادِ وَبَكَتْ خِيْفَةً فَرَقَّ فُؤَادِي ... وَهِيَ مِنِّي للخَوْفِ ذَاتُ ارْتِعَادِ قُلْتُ مَا تَنْقمِيْنَ مِنِّي فَقَالَتْ ... كُفَّ عَنِّي فَقَدْ رَعَبْتَ فُؤَادِي قُلْتُ لا تقْرِفِي بِذَنْبٍ وَقُومِي ... تَتَلاهَي وَفِي يَدَيْكِ قِيَادِي قَالَت احلِفْ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لا كَانَ ... إِلَى غَيْرِ مَا هَوَيْتِ اعْتِمَادِ فَدَخَلْنَا قِبَابَهَا فَأفْتَلْنَا بالثَّرَى ... وَالحُجُوبِ وِالأعْقَادِ وَسَّدَتْنِي يَمِيْنَهَا وَانتَضَتْنِي ... لَيْتَهَا مَا حَيِيْتُ كَانَتْ وسَادِي قُلْتُ لَمَّا لَثَمْتُهَا وَسَقَتْنِي ... شِرْبَةً بَرَّدَنْ عَلَيَّ فُؤَادِي
أنْتِ وَاللَّهِ أطْيَبُ النَّاسِ طُرًّا ... فَسَقَاكِ الإلَهُ صَوْبَ الغَوَادِي مَا أُبَالِي إِذَا حَظِيْتُ بِكُمْ يَا سِحْـ ... ـرُ أنْ لا أفُوزُ يَوْمَ المَعَادِ ثُمَّ نَادَى فِي الصُّبْحِ مِنَّا مُنَا ... دٍ قَطَعَ اللَّهُ ظَهْرَ ذَاكَ المُنَادِي فَاعْتَنَقْنَا ثُمَّ انتحَبْنَا طَوِيْلًا ... وَافْتَرَقْنَا مِنَّا عَلَى مِيْعَادِ يا لَهَا لَيْلَةً جَرَتْ بِسُعُودٍ ... غَيْرُ نَحْسٍ لِطَارِقِ مُرْتَادِ قَدْ حَضيْنَا مِمَّنْ نَحِبُّ بِوَصْلٍ. البَيْتُ وَمُسْلِم بن الوَليْدُ هُوَ المُلَقَّبُ بِصَرِيْعِ الغَوَانِي. القَاضِي الأرْجَانِيُّ: [من البسيط] 11941 - قَدْ حَلَّتْ اللَّاتُ بَيْتَ اللَّهِ ثُمَّ غَدَتْ ... اللَّاتُ زَائِلَةٌ واللَّهُ لَمْ يَزَلِ جَرِيْرٌ: [من البسيط] 11942 - قَدْ خِفْتُ مَن لَمْ يَكُنْ يَجْنِى جِنَايَتكمْ ... مَا كُنْتِ أوَّلَ مَوْثُوقٍ بِهِ خَانَا يَصِفُ فَرَسًا بِسُرْعَةِ الجَرْي شُدَّةَ الحَرَكَة: 11943 - قَدْ خَلَّفَ الرِّيْحَ حَسْرَى وَهِيَ تَبَعُهُ ... وَمَرَّ يَخْتَطِفُ الأبْصَارَ وَالنَّظَرَا وَمِنْ بَابِ (قَدْ) قَوْلُ ابْنُ حَيُّوسٍ مِنْ مَرْثِيَةٍ (¬1): يَطْمَعُ النَّاسُ فِي البَقَاءِ وَتَأبَى ... نُوَبٌ تُسَكِّبُ النُّفُوسَ اغْتِصَابَا وَمَتَّى تَرْعَوَي حَوَادِثُ دَهْرٍ ... دَأبُهَا أنْ تُفَرِّقَ الأحْبَابَا غِيَرٌ لَو نَحَتْ غَرَابًا إِذَا شَابَ ... وَلَو صَافَحَتْ حَدِيْدًا لَذَابَا قَدَرُ اللَّهِ لا يُغَالَبُ إن حُمَّ ... فَصبْرًا لِحُكْمِهِ وَاحْتِسَابَا البَيْتُ الفَرْدُ ¬
وَمِنْ بَابِ (قَدَّرَ) قَوْلُ إبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصُّوليُّ فِي ابنِ الزَّيَّاتِ يَهْجُوهُ (¬1): قَدَّرْتَ فَلَمْ تَضْرُرْ عَدُوًّا بِقُدْرَةٍ ... وَسَمَتْ بِهَا إخْوَانَكَ الذِّلَّ وَالرُّغْمَا وَكُنْتَ مَلِيًّا بِالَّتِي قَدْ يَعَافُهَا ... مِنَ النَّاسِ مِنْ بَابِي الدَّنِيَّةَ وَالذَمَّا وَمِنْ بَابِ (قدر) قَوْلُ ابْنُ الرُّومِيّ فِي رِقَافٍ (¬2): قَدْ زُفَّتِ الشَّمْسُ إِلَى البَدْرِ ... يَا لَكَ مِنْ قَدَرٍ وَمِنْ قَدْرِ يَا دُرَّةَ البَحْرِ أنعمي إِنَّمَا ... أُخْرِجَتْ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرِ لا زِلْتِ تَأوِيْنَ إِلَى ظِلِّهِ ... مَا آوَتِ الدُّنْيَا إِلَى الدَّهْرِ وَقَالَ أَيْضًا فِي مِثْلِهِ (¬3): زُفَّتْ إِلَى بَدْرِ الدُّجَى الشَّمْسُ ... وَلاحَ سَعْدٌ وَخَبَا نَحْسُ وَأقْبَلَتْ نَفْسٌ إِلَى مُنْيَةٍ ... بِمِثْلِهَا تَغْتَبِطُ النَّفْسُ سَيِّدَةٌ تُهْدَى إِلَى سَيِّدٍ ... لَمْ يُمْسِ فِي سُؤْدَدِهِ لَبْسُ ذَلِكَ عُرْسُ الدَّهْرُ مِنْ أجْلِهِ ... حَنَّ غَدٌ وَالْتَفَتَ الأمْسِ [من البسيط] 11944 - قَدَّمْتَ وَعْدًا كَرِيْمًا قَدْ وَثِقْتُ بِهِ ... فَهَلْ يَكُونُ لِذَاكَ الوَعْدِ إتْمَامُ قَبْلَهُ: يَا سَيِّدًا طَبْعُهُ فَضلٌ وَإنْعَامُ ... وَرَأيُهُ عِنْدَ فَصلِ الحُكْمِ صَمْصَامُ وَالنَّجْحُ فِي كُلِّ أمْرٍ مِنْهُ مُتَّصِلٌ ... كَأَنَّ تَدْبِيْرَهُ وَحْيٌ وَإلْهَامُ قَدَّمْتَ وَعْدًا كَرِيْمًا. البَيْتُ الأحْوَصُ: [من الكامل] ¬
11945 - قَدِّمْ لِنَفْسِكَ صَالِحًا وَاعْمَلْ عَلَى ... عِلْمٍ فَلَيْسَ إِلَى الخُلُودِ سَبِيْلُ بَعْدَهُ: إِنَّ أَمِنَ آمَنَ الزَّمَانَ وَقَدْ رَأى ... غِيَرَ الزَّمَانِ وَصَرْفَهُ لَجَهُولُ [من البسيط] 11946 - قَدِّمْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ المَوْتِ فِي مَهَلٍ ... فَإنَّ حَظَّكَ بَعْدَ المَوتِ مُنْقَطِعُ أَبُو الفَتح البُسْتِي: [من الخفيف] 11947 - قَدِّمُوا البِرَّ تَسْتَفِيْدُوا مِنَ الشُّكْـ ... ـرِ كِفَاءً لِذَلِكَ التَّقْدِيْمِ بُنْدَارُ بنُ الحُسَيْنِ: [من مخلع البسيط] 11948 - قَدْ ذُقْتُ حُلْوًا وَذُقْتُ مُرًّا ... كَذَاكَ عَيْشُ الفَتَى ضُرُوبُ مُحَمَّد بنُ حازِمٍ: [من الكامل] 11949 - قَدْ ذُقْتَنِي فَوَجَدْتَنِي مُرًّا ... وَبَلَوْتَنِي فَوَجَدْتَنِي حُرَّا البُحْتُرِيُّ: [من الخفيف] 11950 - قَدْ ذَمَمْنَا مِنْ دَهْرِنَا مَا حَمِدْنَا ... وَسَخِطْنَا مِنْ عَيْشِنَا مَا رَضِيْنَا [من الكامل] 11951 - قَدْ رَابَنِي غَمَزَاتُ قَوْمكَ مِثْلَمَا ... رَابَ العَلِيْلَ تَغَامُزُ العُوَّادِ ¬
الزِّبْرِقَانُ بنُ بَدْرٍ: [من مجزوء الكامل] 11952 - قَدْ رَامَنِي الأعْدَاءُ قَبْلَكَ ... فَامْتَنَعْتُ مِنَ المَظَالِمِ قَبْلَهُ: أبْقَى الحَوَادِث مِنْ خَلِيْـ ... ـلكَ مِثْلَ جَنْدَلَةِ المُزَاحِمْ قَدْ رَامَنِي الأعْدَاءُ قَبْلكَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: صُلْبًا إِذَا خَارَ الرِّجَا ... لُ أبَلُّ مُمْتَنِعُ الشَّكَايِمْ حَدَّثَ العُتْبِيُّ قَالَ: مَرِضَ مُعَاوِيَةَ مَرْضَةً، فأرْجَفَ مَصْقلةُ بنُ هُبَيْرَةَ بِهِ فَحَمَلَهُ زِيَادٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَكَتَبَ مَعَهُ: أَنَّ مَصْقَلَةَ بنُ هُبَيْرَةَ يَجْتَمِعُ إلَيْهِ مُرَّاقُ العِرَاقِ يُرْجِفُونَ يا أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ وَقَدْ حَمَلْتهُ إِلَى بَيْنَ يَدَيْهِ لِيَرَى فِيْهِ رَأيَهُ فَوَصَلَ مَصْقلةُ وَقَدْ بَرِئ مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا دَخَل عَلَيْهِ أَخَذَ بِيَدِ مَصْقلَة وَقَالَ: أبْقَى الحَوَادِثُ مِنْ خَلِيْلَكَ. الأبْيَاتُ الثَّلاثَةُ، ثُمَّ جَذَبَهُ فَسَقَطَ، فَقَالَ مَصْقلةُ: يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ قَدْ أبْقَى اللَّهُ منك بَطْشًا وَحِلْمًا رَاجِحًا وَكَلاءً وَمَرْعًى لِوَليِّكَ، وَسُمًّا نَاقعًا لِعَدُوِّكَ. وَلَقَدْ كَانَتْ الجاهِليَّةُ فَكَانَ أبُوكَ سَيِّدًا، وَأصْبَحَ المُسْلِمُونَ اليَومَ وَأَنْتَ نِعْمَ الأمِيْرِ لَهُمْ. فَرَدَّهُ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: زَعِمْتُمْ كَبرَ وَضَعُفَ وَاللَّهِ لَقَدْ جَبَذَنِي جَبْذَةً كَادَ يكْسِرُ مِنِّي عُضْوًا، وَغَمَزَ يَدِي غَمْزَةً كَادَ يَحْطِمُهَا. يَحْيَى بنُ خَالِدٍ البَرْمَكِي: [من الرمل] 11953 - قَدْ رَأيْنَاكَ فَمَا أعْجَبْتَنَا ... وَبَلَوْنَاكَ فَلَمْ نَرْضَ الخَبَرْ ابْنُ الرُّوميّ: [من المنسرح] 11954 - قَدَرْتَ أنْ تُنْفِقَ الزُّيُوفَ عَلَى ... طُولِكَ لا أنْ يُزَيِّفَ الوضِحُ الحَصْكَفِيُّ: [من مجزوء الكامل] ¬
11955 - قَدَرٌ تَسَاوَى الهِرُّ فِي ... أعْرَاضهِ وَالجوْزهِرُّ الرَضيّ المَوْسَوِيُّ: [من الكامل] 11956 - قَدْ رَضِيَ المَقْتُولُ كُلَّ الرِّضَا ... وَاعَجَبَا لِمَ سِخْطُ القَاتِلِ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 11957 - قَدَرٌ عَدَتْ فِيْهِ الحَوَادِثُ طَورَهَا ... وَتَجَاوَزَتْ أقْدَارَهَا الأيَّامُ أبْيَاتُ البُحْتُرِيِّ يَرْثِي أبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن يُوسُفَ الثِّغْرِيَّ أوَّلُهَا: أنْظُرْ إِلَى العَلْيَاءِ كَيْفَ تُضَامُ ... ومَآتِمِ الأحْسَابِ كَيْفَ تُقَامُ حُطَّتْ سُرُوجُ أَبِي سَعِيْدٍ وَاغْتَدَتْ ... أسْيَافُهُ دُونَ العَدُوِّ تُشَامُ أيْنَ العَبُوسُ المُشْمَئِزُّ إِذَا رَأى ... جَفْنًا وَأيْنَ الأبْلَجُ البسَّامُ سَكَنَ العُلا أوْدَى فَهُنَّ ثَوَاكِلٌ ... وَأبُو العُفَاةِ ثَوَى فَهُمْ أيْتَامُ يَا صَاحِبَ الجَدَثِ المُقِيْمِ بِحُفْرَةٍ ... مَا للأنِيْسِ بِحُجْزَتَيْهِ مَقَامُ قَبْرٌ تَكَسَّرُ فَوْقَهُ سُمْر القَنَا ... مِنْ لَوْعَةٍ وَتُشَقَّقُ الأعْلامُ فَعَلَيْكَ يَا حِلْفَ النَّدَى وَعَلَى النَّدَى ... مِنْ ذَاهِبَيْنِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ تَسْتَقْصَرُ الأكْبَادُ وَهِيَ نَضِيْجَةٌ ... وَيُذَمُّ فَيضُ الدَّمْعُ وهُوَ سِجَامُ مَا كُنْتُ أحْسَبُ أَنَّ عِزَّكَ يَرْتَقِي ... بِالنَّائِبَاتِ وَلَا حِمَاكَ يُرَامُ قَدَر عَدَتْ فِيْهِ الحَوَادِثُ طَورَهَا. البَيْتُ الأحْوَصُ: [من البسيط] 11958 - قَدْ زَادَنَا كَلَفًا فِي الحُبِّ أنْ مُنِعَتْ ... أحَبُّ شَيْءِ إِلَى الإنْسَانِ مَا مُنِعَا قَولُهُ وَحَبَّ شَيْئًا أرَادَ وَاحْبِبْ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الأصْمَعِيُّ أحُبَّ شَيْءٍ وَهُوَ الأمْثَلُ وَمَا مُنِعَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ لأَنَّهُ خَبَرُ المُبْتَدَأُ. ¬
11959 - قَدْ زَالَ مُلْكُ سُلَيْمَانَ فَعَاوَدَهُ ... وَالشَّمْسُ تَنْحَطُّ فِي المَجْرَى وَتَرْتَفعُ صُرَّدُرَّ: [بن الكامل] 11960 - قَدْ زَانَ مَخْبَرَهُ بِأجْمَلِ مَنْظَرٍ ... وَأعَانَ مَنْظَرَهُ بِأحْسَنِ مَخْبَرِ بَشَّارٌ: [من البسيط] 11961 - قَدْ زُرْتنَا زَوْرَةً فِي الدَّهْرِ وَاحِدَةً ... ثَنِّي وَلَا تَجْعَلِيْهَا بَيْضَةَ الدِّيْكِ فِي المَثَلِ: بَيْضَةُ الدِّيْكِ وَبَيْضَةُ العُقرِ. يُضْرَبُ للشَّيْءِ يَكُونُ مَرَّةً وَاحِدَةً؛ لأنَّهَمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الدِّيْكَ يَبيْضُ فِي عُمْرِهِ كُلِّهِ مَرَّةً وَاحِدَةً. وَبَيْضَةُ العُقرِ وَبَيْضُ الأنُوقِ وَالأبْلَقُ العَقُوقُ كُلُّ ذَلِكَ يُضْرَبُ لِمَا لا يَكُونُ. فَبَيْضةُ العُقْرِ: بَيْضَةُ العَاقِرِ، وَالعَاقِرُ لا تَبيْضُ، وَبَيْضُ الأنُوقِ: بَيْضُ ذَكَرِ الرَّخْمِ، والذَّكَرُ لا يَبيْضُ، وَالأبْلَقُ العَقُوقُ: حِصَنُ السّمَؤلِ، وَهُوَ مُمْتَنِعٌ كل مَنْ يَطْلبُهُ. أبْيَاتُ بَشَّارٍ أوَّلُهَا: يَا قُرَّةَ العَيْنِ إنِّي لا أُسْمِيْكِ أكْنِي ... بِأُخْرَى أُسَمِّيْهَا وَأعْنِيْكِ أخْشَى عَلَيْكَ مِنَ الجارَاتِ حَاسِدَةً ... أو سَهْمَ غَيْرَانَ يَرْمِيِنِي وَيَرْمِيْكِ قَدْ زُرتنَا زَوْرَةً فِي العُمْرِ وَاحِدَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَولا الرَّقِيْبَانِ إِذْ وَدَّعْتِ رَائِحَةً ... قَبَّلْتُ فَاكِ وَقلْتُ النَّفْسُ تَفْدِيْكِ يَا أطْيَبَ النَّاسِ رِيْقًا غَيْرَ مُخْتَبَرٍ ... إِلَّا شَهَادَةُ أطرَافِ المَسَاوِيْكِ كُوْنِي لنَا جنَةً نَلْقَى مَنَاعِمَهَا ... حَتَّى نَكُونُ كَبَرْدِ المَاءِ نَسْقِيْكِ يَا رَحْمَةَ اللَّهِ حِلِّي فِي مَنَازِلِنَا ... حَيِّ بِرَائِحَةِ الفِرْدَوْسِ مِنْ فِيْكِ يَسُرّنِي وَجْهُكِ المَنْصُورُ مُقْبِلَةً ... فَإنْ تَوَلَّيْتِ رَاقَتْنِي تَوَالِيْكِ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ عَيْنًا تَهْجَعِيْنَ بِهَا ... وَأذْنَ جَارِيَةٍ بَاتَتْ تُنَاجِيْكِ ¬
إِنَّ الَّذِي رَاحَ مَغْبُوطًا بِنِعْمَتِهِ ... كَفٌّ تَمسُّكِ أو كَفذٌ تُعَاطِيْكِ لَقَدْ تَمَنَّيْتُ أنْ ألْقَاكِ خَالِيَةً ... فَلَيْتَ شِعْرِي هَلْ ذَا مِنْ أمَانِيْكِ مَا لِي رَأيْتُكِ بِالعِصْيَانِ مُولَعَةً ... وَقَدْ حَلَفْتُ يَمِيْنًا لا أُعَاصِيْكِ أغْرَاكِ بِالبُخْلِ قَلْبٌ لا يَلِيْنُ لَنَا ... فَلَيْتَهُ مَرَّةً بِالجُّودِ تُغْرِيْكِ قَالَتْ مُلِكْتَ وَلَمْ تَمْلِكْ فَقُلْتُ لَهَا ... مَا كُلُّ مَالِكَةٍ تَرْوِي بِمَمْلُوكِ إِذَا بَخِلْتِ وَقَدْ تُعْطِيْنَ مِنْ سِعَةٍ ... فَمَنْ يُؤَمِّلُ مَعْرُوفَ الصَّعَالِيْكِ؟ الغَزِّيُّ: [من الـ. . .] 11962 - قَدْ زَيَّفَ الدُّرَّ فِي شَوَارِدِهِ ... وَغَرَّقَ البَحْرَ بَحْرٌ مِنْ نَدَاهُ هَمَا [من الكامل] 11963 - قَدْ زَيَّنُوا أحْسَابَهُمْ بِسَمَاحِهِمْ ... لا خَيْرَ فِي حَسَبٍ بِغَيْرِ سَمَاحِط العَبَّاسُ بن الأحْنَفُ: [من البسيط] 11964 - قَدْ سَحَبَ النَّاسُ أذْيَالَ الظُّنُونِ بِنَا ... وَفَرَّقَ النَّاسُ فِيْنَا قَوْلَهُمْ فَرِقَا بَعْدَهُ: فَكَاذِبٌ قَدْ رَمَى بِالظَّنِّ غَيْرَكُمُ ... وَصَادِقٌ لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ صَدَقَا تَمَثَّلَ بِهِمَا بَعْضُ مَشَايِخِ الصُّوفِيَّةِ. قَوْلُ العَبَّاسِ بنِ الأحْنَفِ: وَصَادِقٌ لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ صَدَقَا. أخَذَهُ مُحَمَّد بن أُمَيَّةَ فَقَالَ (¬1): أيَشْغَلَنَّ الوَرَى عَنَّا بِأنْفُسِهِمْ ... مَا لِذَا النَّاسِ إِلَّا شَأنُنَا وَطَرُ قَوْمٌ رَمَوا غَيْرُ مَنْ آوَى بِظنِّهِم ... وَآخَرُونَ أَصَابُوهُ وَمَا شَعَرُوا وَأخَذَ ابْنُ الأعْرَابِيُّ فَقَالَ: ¬
ألا يَا شَقَاءَ النَّفْسِ لَيْسَ بِعَالِمٍ ... بِهِ النَّاسُ حَتَّى يَعْلَمُوا لَيْلَةَ القَدْرِ سِوَى رَجْمِهِمْ بِالظَّنِّ وَالظَّنُّ مُخْطِئٌ ... مِرَارًا وَمِنْهُمْ مَنْ يُصيْبُ وَلَا يَدْرِي وَأخَذَهُ ابْنُ المُعْتَزِّ فَقَالَ (¬1): لَمَّا رَأيْتُ الحُبَّ يَفْضَحُنِي ... وَنَمَتْ عَلَيَّ شَوَاهِدُ الصَّبِّ ألْقَيْتُ غَيْركَ فِي ظُنُونِهِم ... فَسَرَّتْ وَجْهَ الحَبِيْبِ بِالحُبِّ وَقَالَ ابْنُ شَمْسُ الخِلافَةِ: صُنْتُ سِرِّي وَرَجَّمَ النَّاسُ ظَنًّا ... فَهُم بَيْنَ مُخْطِئٍ وَمُصِيْبِ وَكَتَمْتُ الهَوَى بِجَهْدِيَ عَنْهُم ... فَاسْتَدَلُّوا بِأدْمُعِي وَشُحُوبِي أوَّلُهَا مَنْقُولٌ مِنْ خَطِّهِ رَحَمَهُ اللَّهُ: هَذِهِ لَوْعَتِي وَهَذَا نَحِيْبِي ... فَتَعَطَّفْ عَلَى المُعَنَّى الكَئِيْبِ يَا نَعِيْمَ العُيُونِ أيُّ شَقَاءٍ ... أنْتَ مِنَّا لأنْفُسٍ وَقُلُوبِ رُعْتَنِي بِالبعَادِ بَعْدَ التَّدَانِي ... فَأتَانِي المَكْرُوهُ مِنْ مَحبُوبِي وَجَعَلْتَ الصُّدُودَ مِنْكَ لِحِيْنِي ... يَا نَصيْبِي مَنَ الأنَامِ نَصِيْبي هَلْ لِسَقْمِ الجفُونِ أمْ لِسَقَامٍ ... أوْرَثتهُ قُلُوبُنَا مِنْ طِيبِ أمْ لِشَاكِي تَحَيُّفٍ مِنْ مُجِيْرٍ ... أمْ لِرَاجِي تَعَطُّفٍ مِنْ مُنِيْبِ صنْتُ سِرِّي وَرَجَّم النَّاسُ ظنًّا. البَيْتَانِ. يَقُوْلُ فِي المَدْحِ مِنْهَا: مَلِكُ قَدْ خَلَّا نَدَاهُ مِنَ المَنِّ ... وَغُفْرانُهُ مِنَ التَّثْرِيْبِ وَلَدَيْهِ جُودٌ وَبَأسٌ شَدِيْدٌ ... فَهْوَ غَيْثُ الجَدُوبِ لَيْثُ الحُرُوبِ أبْيَضُ الوَجْهِ فِي سَوَادِ المُنَا ... بَاسِمِ الثَّغْرِ فِي قُطُوبِ الخُطُوبِ يَتَلَقَّى عُفَاتَهُ مِنْهُ بِشرٌ مَذْهَبٌ ... كُلَّمَا بِهِم مِنْ لغُوبِ ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا: أيُّهَا السَّيِّدُ الَّذِي فَاقَ مَجْدًا ... وَفَخَارًا فَمَا لَهُ مِنْ ضرِيْبِ جُرَّ ذَيْلًا عَلَى المَجَرَّةِ وَاسْحَبْهُ ... اعْتِلاءً عَلَى السَّحَابِ السَّكُوبِ أنتمْ خِيْرَةُ الأنَامِ فَدُومُوا ... آخِرَ الدَّهْرِ يَا بَنِي أيُّوبِ وَاسْلَمُوا أيُّهَا الكِرَامُ لِعَافٍ ... طَالِبٍ أو لِخَائِفٍ مَطْلُوبِ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 11965 - قَدْ سَرَّنِي هَذَا الَّذِي ... بِي مِنْ ضَنًى إن كَانَ سَرَّك بَعْدَهُ: إن كَانَ ذَلِكَ عَنْ رِضا ... كَ وَقَدْ عَلِمْتَ بِهِ فَأمْرَكْ أو كَانَ قَصْدُكَ فِي الهَوَى ... قتلِي يُطِيْلُ اللَّهُ عُمْرَكْ إبْرَاهِيْمُ بن المَهْدِيِّ: [من البسيط] 11966 - قَدْ شَابَ رَأسِي وَرَأسُ الحِرْصِ لَمْ يَشِبِ ... إِنَّ الحَرِيْصَ مِنَ الدُّنْيَا لَفِي تَعَبِ بَعْدَهُ: مَا لِي أرَانِي إِذَا طَالَبْتُ مَرْتَبَةً ... وَنلْتُها طَمَحَتْ عَنِّي إِلَى رُتَبِ قَدْ يَنْبَغِي لِي مَهْما حُزْتُ مِنْ أدَبٍ ... أنْ لا أُخَوِّضَ فِي أمْرٍ يُقَصِّرُ بِي لَو كَانَ يَصْدُقُنِي ذِهْنِي بِفِكْرَتِهِ ... مَا اشْتَدَّ غَمِّي عَلَى الدُّنْيَا وَلَا تَعَبِي أسْعَى وَأجْهَدُ فِيمَا لَسْتُ أدْركُهُ ... المَوْتُ يَقْدَحُ فِي زِنْدِي وَفِي عَصَبِي قَدْ يُرْزَقُ المَرْءُ لَمْ تَتْعَبْ رَوَاحِلُهُ ... وَيُصرَفُ الرِّزْقُ عَنْ ذِي الحِيْلَةِ النَّصبِ وَخِصْلَةٍ لَيْسَ فِيْهَا مَنْ يُنَازِعُنِي ... الرِّزْقُ أرْوَغُ شَيْءٍ عَنْ ذَوِي الأدَبِ وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخَرَ: [من البسيط] ¬
يَا طَالِبَ الرِّزْقِ فِي البُلْدَانِ مُجْتَهِدًا ... أتْعَبْتَ نَفْسَكَ حَتَّى شَفَّكَ النَّصَبُ تَسَعَى لِرِزْقٍ كَفَاكَ اللَّهُ هِمَّتَهُ ... إرْفِقْ فَرِزْقكَ لا يَأتِي بِهِ الطَّلَبُ قَدْ يُرْزَقُ المَرْءُ لَمْ تَتْعَبْ رَوَاحِلُهُ ... وَيُصْرَفُ الرِّزْقُ عَمَّنْ دَأبُهُ التَّعَبُ أَخَذَ هَذَا البَيْت مِنْ إبْرَاهِيْمُ بن المَهْدِيّ أو كَأَنَّهُ تَضْمِيْنُ. بل هُوَ سَلْخٌ وَاهْتِدَامٌ. ابْنُ حَيُّوسٍ: [من البسيط] 11967 - قَدْ شَاعَ مَجْدُكَ فَهْوَ أشْهَرُ فِي الوَرَى ... مِنْ أنْ يَرومَ لَهُ عِدَاكَ جُحُودَا المُتَنَبِّي: [من البسيط] 11968 - قَدْ شَرَّفَ اللَّهُ أرْضًا أنْتَ سَاكِنُهَا ... وَشَرَّفَ النَّاسَ إِذْ سَوَّاكَ إنْسَانَا زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 11969 - قَدْ صَحَّ عِنْدِي مَا جَرَى ... فَدَع اللَّجَاجَةَ وَالمِرَا بَعْدَهُ: كَمْ قَدْ كَتَمْتَ فَلَمْ يُفِدْ ... حَتَّى دَرَى بِكَ مَنْ دَرَى يَا غَافِلًا عَنْ نَفْسِهِ ... أخَذَتْكَ ألْسِنَةُ الوَرَى السَّهْلُ أهْوَنُ مَسْلَكًا ... فَدَعِ الطَّرِيْقَ الأوْعَرَا وَاعْلَمْ بِأنَّكَ مَا تَقُلْ ... فِي النَّاسِ قَالُوا أكْثَرَا فَاحْفَظْ لِسَانَكَ تَسْتَرِحْ ... فلقد كَفَى ما قَدْ جَرَى وَلَقَدْ نَصَحْتكَ وَاجْتَهَد ... تُ وَأَنْتَ بَعْدُ وَمَا تَرَى [من البسيط] 11970 - قَدْ صَحَّ عِنْدِي وَخَيْرُ القَوْلِ أصْدَقُهُ ... أَنَّ الفُرَاقَ لأهْلِ العِشْقِ قَتَّالُ ¬
أَبُو بَكْر الخَوَارِزْمِيُّ: [من الكامل] 11971 - قَدْ صَفَّقَ الشَّيْطَانُ يَوْمَ وِلادِهِ ... طَرَبًا وَقَالَ فَتَنْتُ أمُّةَ أحْمَدِ 11972 - قَدْ ضَلِلْنَا فِي دُجَى لَيْلِ الهَوَى ... فَانْظُرُونَا نَقْتَبِسَ مِنْ نُورِكُمْ عَيْنُونُ المَعَرِّيُّ: [من مخلع البسيط] 11973 - قَدْ ضَمِنَ اللَّهُ للبَرَايَا ... رِزْقَهُمْ فَالعَنَاءُ حُمْقُ قَبْلَهُ: لا تمْسِ فِي بَلْدَةٍ ضيَاعًا ... حيثُ حَيَاةٌ فَثَمَّ رِزْقُ قَدْ ضَمِنَ اللَّه للبَرَايَا. البَيْتُ هُوَ أَبُو بَكْرٍ عَيْنُونُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن رَحْمُونَ الخَوْلانِيُّ المَعَرِّيُّ. [من الرجز] 11974 - قَدْ طَابَ وِرْدُ المَوْتِ مَرْوَانُ فَرِدْ ... لا خَيْرَ فِي طُولِ الحَيَاةِ فِي نَكَدْ [من الكامل] 11975 - قَدْ طَالَ تَكْرَارِي إلَيْكَ بِحَاجَتِي ... وَعَلَى الكَرْيِمِ تُحَمَّلُ الأثْقَالِ زُهَيْرُ المِصْرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 11976 - قَدْ طَالَ فِي الوَعْدِ الأمَدْ ... وَالحُرُّ يُنْجِزُ مَا وَعَدْ بَعْدَهُ: وَوَعَدْتِنِي يَومَ الخَمِيْسِ ... فَلا الخَمِيْسُ وَلَا الأحَدْ ¬
وَإِذَا اقْتَضيْتكَ لَمْ تَرِدْ ... عَنْ قَولِ أيْ وَاللَّهِ غَد فَأَعُدُّ أيَّامًا تَمُرُّ ... وَقَدْ ضَجِرْتُ مِنَ العَدَد وَتَقُولُ أوْصَيْتُ الخَطِيْبَ ... فَهَلْ نَفُوهُ مِنَ البَلَد وَإِذَا اتَّكلْتَ عَلَى الخَطِيْبِ ... فَمَا اتَّكلْتَ عَلَى أحَد المُعْتَمِدُ صَاحِبُ المَغْرِبِ: [من السريع] 11977 - قَدْ طَالَ لَيْلُ الهَجْرِ فَاجْعَلْ لَنَا ... وَصْلَكَ فِي آخِرِهِ فَجْرَا [من المنسرح] 11978 - قَدْ طَلَبَ النَّاسُ مَا طَلَبْتَ فَمَا ... نَالُوا وَلَا قَارَبُوا وَقَدْ جَهدُوا [من مجزوء الرمل] 11979 - قَدْ ظَلَمْنَاكَ بِحُسْنِ ... الظَّنِّ يابْعضِ الأنَامِ أَبُو فِرَاسٍ وَهُوَ فِي الأسْرِ: [من السريع] 11980 - قَدْ عَذُبَ المَوْتُ بِأفْوَاهِنَا ... وَالمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ مَقَامِ الذَّلِيْلِ بَعْدَهُ: إنَّا إِلَى اللَّهِ لِمَا نَابَنَا ... وَفِي سَبِيْلِ اللَّهِ خَيْرِ السَّبِيْلِ [من الخفيف] 11981 - قَدْ عَرَفْنَاكَ بِاخْتِيَارِكَ إِذْ كَـ ... ـانَ دَلِيْلًا عَلَى اللَّبِيْبِ اخْتِيَارُه عَبْدُ العَزِيْزِ بن زُرَارَةَ: [من البسيط] ¬
11982 - قَدْ عِشْتُ فِي الدَّهْرِ أطْوَارًا عَلَى طُرُقٍ ... شَتَّى فَصَادَفْتُ مِنْهُ اللِّيْنَ وَالفَظَعَا بَعْدَهُ: لا يَمْلأُ الهَوْلُ قَلْبِي قَبْلَ مَوْقِعِهِ ... وَلَا يَضِيْقُ بِهِ صدْرِي إِذَا وَقَعَا كَلَّا لَبَسْتُ فَلا النَّعْمَاءُ تُبْطِرُني ... وَلَا تَجَشَّعْتُ مِنْ لأْوَائِها جَزَعَا [من الخفيف] 11983 - قَدْ عَلِمْنَا بِمَنْ تَشَاغَلْتَ عَنَّا ... مَنْ يَصِلْهُ الحَبِيْبُ يَجْفُ الصَّدِيْقَا بَعْدَهُ: لَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكَ هَذَا وَلَكِنْ ... شَهَوَاتُ النُّفُوسِ تُنْسِي الحُقُوقَا مَثَلٌ مُتَدَاوَلٌ للعَوَامِ يَقُولُونَ: مَنْ لَقَى أحْبَابَه نَسِيَ أصْحَابَهُ. مَسْلِمُ بنُ الوَلِيْدِ: [من البسيط] 11984 - قَدْ عَوَّدَ الطَّيْرَ عَادَاتٍ وَثِقْنَ بِهَا ... فَهُنَّ يَتْبَعْنَهُ فِي كُلِّ مُرْتَحَلِ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: [من البسيط] 11985 - قَدْ عَيَّرَتْنِي بَنُو ذُبْيَانَ خَشيتَهُ ... وَهَلْ عَلَيَّ بِأنْ أخْشَاكَ مِنْ عَارِ أغَارَ حِصْنُ بنُ حُذَيْفَةَ عَلَى بَعْضِ أهْلِ الشَّامِ لَمَّا غَزَا بَنِي أسَدٍ وَغَطْفَانَ ثُمَّ نَزَلُوا ذا أُقْرٍ فَنَهَاهُمُ النَّابِغَةُ عَنِ النُّزُولِ بِهِ وَحَذَّرَهُمْ إغَارَةَ المَلِكِ فَعَصوهُ فَبَعَثَ النَّعْمَانَ إلَيْهِم جَيْشًا وَقَدَّمَ عَلَيْهِ ابْنُ الجُّلاحِ الكَلْبِيَّ فَأغَارَ عَلَيْهِم بِذِي أُقُرٍ فَقَالَ النَّابِغَةُ فِي ذَلِكَ: لَهُمْ نَهَيْتُ بَنِي ذُبْيَانَ عَنْ أُقُرٍ ... وَعَنْ تَرَبُّعُهِمْ فِي كُلِّ إصغَارِ فَقُلْتُ يَا قَوْمَ إِنَّ اللَّيْثَ مُنْقَبضٌ ... عَلَى بَرَاثنِهِ أو وَثْبَةِ الضَارِي حَتَّى اسْتَقَلَّ بِجَمْعٍ لا كَفَاءَ لَهُ ... ينفِي الجيُوشَ عَنِ الصَّحْرَاءِ جَرَّارِ ¬
لا يَخْفُضُ الرَّنَّ عَنْ أرْضٍ ألَمَّ بِهَا ... وَلَا يَضِلُّ عَلَى مِصْبَاحِهِ السَّارِي قَدْ عَيَّرَتْنِي بَنُو ذَبْيَانَ خَشْيَتَهُ. البَيْتُ قَالَ خَشِيْتَهُ ثُمَّ قَالَ وَهَلْ عَلَيَّ بِأنْ أخْشَاكَ صَرْفَ المُخَاطَبَةَ مِنَ الغَائِبِ إِلَى الحَاضِرِ. قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ (¬1): لَهُ لَحَظَاتٌ عَنْ حَفَا فِي سَرِيْرِهِ ... إِذَا كَرَّهَا فِيْهَا عِقَابٌ وَنَائِلُ فَأُمُّ الَّذِي آمَنَتْ آمَنَهُ الرَّدَى ... وَأُمُّ الَّذِي حَاوَلَتْ بِالثَّكْلِ ثَاكِلُ وَالعُرْبُ تُصْرِفُ المُخَاطَبَةَ مِنَ الغَائب إِلَى الحَاضِرِ، وَمِنَ الحَاضِرِ إِلَى الغَائِبِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ}. فَحَوَّلَ مِنَ المُخَاطَبِ إِلَى الغَائِبِ. الطَّبْرَخَزِّي: [من الكامل] 11986 - قَدْ غَرَّقَتْ أمْلاكَ حِمْيَرَ فَأرَةٌ ... وَبَعُوْضَةٌ قَتَلَتْ بَنِي كَنْعَانِ أَبُو الفَتْح البُسْتِيُّ: [من البسيط] 11987 - قَدْ غَضَّ مِنْ أمَلِي أنِّي أرَى عَمَلِي ... أقْوَى مِنَ المُشْتَرِي فِي أوَّلِ الحَمَلِ بَعْدَهُ: وَإنَّنِي رَاحِلٌ عَمَّا أُحَاوِلهُ ... كَأنَّنِي أسْتَدِرُّ الحَظَّ مِنْ زُحَلِ عَبْدُ الرَّحْمَنَ الشَّهْرَزُورِيُّ: [من البسيط] 11988 - قَدْ فَاتَ أمِسِ بِمَا فِيْهِ وَإنَّ غَدًا ... بِمَا تَجِيْءُ بِهِ الأقْدَارُ لَمْ يَلِدِ بَعْدَهُ: ¬
وَاليَومَ فِي النَّزْعِ قَدْ جَاءَ السِّيَاقُ بِهِ ... فَأوْعِهِ مَا يُحَلِّي حَسرَةَ الأبَدِ قَالَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبِي بَكْرٍ الصِّدِيْقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَيْفَ أجدُكَ يَا أبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُصْبِحُ فَأقُولُ: لا أمْسِي، وَأمْسِي فَأَقُولُ لا أُصْبِحُ. فَقَالَ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ أمل طَوِيْلٌ يَا أبَا بَكْرٍ، إِنَّمَا هُوَ نَفَسٌ يَصْعَدُ فَلا يَنْزِلُ أو يَنْزِلُ فَلا يَصْعَدُ. أَبُو العَلاءِ المَعَرِّيُّ: [من السريع] 11989 - قَدْ فُقِدَ الصِّدْقُ وَمَاتَ الهُدَى ... وَاسْتُحْسِنَ الغَدْرُ وَقَلَّ الوَفَا وَمِنْ بَابِ (قَدْ) قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن يَحْيَى المَعْرُوفُ بِابْنِ عِصمَةَ الصَّقلِيِّ المَغْرِبِيِّ: قَدْ قَالَ سُقْرَاطُ لأصْحَابِهِ ... مَقَالَةً مِنْ لَهْجَةٍ صَادِقَه مَنْ جَعَلَ الصَّمْتَ لَهُ جُنَّةً ... وُقِيَ سِهَامَ الألْسُنِ النَّاطِقَه وَقَوْلُ آخَرَ يَرْثِي (¬1): قَدْ قُلْتُ للرَّجُلِ المُوَلَّى غَسْلَهُ ... يَوْمَ استَقَلَّ وَكُنْتُ مِنْ نُصَحَائِهِ جَنِّبْهُ مَاءكَ ثُمَّ غَسِّلْهُ بِمَا ... أبْكَتْ عُيُونَ المَجْدِ مِنْ آلائِهِ وَأزَلْ أفَاوِيْهَ الحَنُوطِ وَطِيْبَهُ ... عَنْهُ وَحَنَّطْهُ بِطِيْبِ ثنَائِهِ وَمُرِ المَلائِكَةَ الكِرَامَ بِحَمْلِهِ ... أفَلَسْتَ تَنْظُرْ جَمْعَهُمْ بِإزَائِهِ لأتُوهُ أعْنَاقَ الرِّجَالِ ... بِحَمْلِهِ مَا فِيْهِنَّ مِنْ نَعْمَائِهِ أحْمَدُ بنُ فَارِسٍ: [من مخلَعّ البسيط] 11990 - قَدْ قَالَ فِيمَا مَضَى حَكِيْمٌ ... مَا المَرْءُ إِلَّا بِأصْغَرَيْهِ ¬
بَعْدَهُ: فَقُلْتُ قَوْلَ امْرِئٍ لَبيْبٍ ... مَا المَرْءُ إِلَّا بِدَرْهَمَيْهِ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعْهُ دِرْهَمَاهُ ... لَمْ تَلْتَفِتْ عِرْسُهُ إلَيْهِ وَكَانَ مِنْ ذِلَّةٍ حَقِيْرًا ... تَبُولُ سِنَّوْرَةٌ عَلَيْهِ ابْنُ زُرَيْقٍ الكَاتِبُ: [من البسيط] 11990 م - قَدْ قَسَّمَ اللَّهُ رِزْقَ الخَلْقِ بَيْنَهُمُ ... لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ مِنْ خَلْقٍ يَضَيِّعُهُ ابْنُ طَرازٍ النَّهْرَوَانِيُّ: [من الخفيف] 11991 - قَدْ قَضَى لِي بِمَا عَلَيَّ وَمَا لِي ... خَالِقِي جَلَّ ذِكْرُهُ قَبْلَ خَلْقِي [من الخفيف] 11992 - قَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ مَنْ بَلَغَ الجهْـ ... ـدَ وَإِنْ لَمْ يَصِلْ إِلَى مَا أرَادَا مَنْصُورُ الفَقِيْهُ: [من الكامل] 11993 - قَدْ قُلْتُ إذٍ مَدَحُوا الحَيَاةَ فَأسْرَفُوا ... فِي المَوتِ ألْفُ فَضِيْلَةٍ لا تُعْرَفُ بَعْدَهُ: مِنْهَا أمَانُ لِقَائِهِ بِلِقَائِهِ ... وَفِرَاقُ كُلِّ مَعَاشِرٍ لا يُنْصفُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْعُودِ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ: المَوْتُ خَيْرٌ لِكُلِ برٍ وَفَاجِرٍ. قِيْلَ: وكيف؟ قَالَ: إن كَانَ برًّا، فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ للأبْرَارِ وإنْ كَانَ فَاجِرًا، لَمْ يَزْدَدْ إثْمًا وَنِكَالًا. [من البسيط] 11994 - قَدْ قُلْتُ للنَّاسِ إِذْ قَامُوا بشُكْرِكُمْ ... الآنَ أحْسَنْتُمْ أنْ تَحْرِسُوا النِّعَمَا ¬
أَبُو الفَتْح البُسْتِيُّ: [من السريع] 11995 - قَدْ قُلْتُ لَمَّا أنْ قَضَى نَحْبَهُ ... لا رَدَّكَ الرَّحْمَانُ مِنْ هَالِكِ بَعْدَهُ: أَمَّا فَقَدْ فَارَقْتَنَا فَانتقِلْ مِنْ ... مَلَكِ المَوتِ إِلَى مَالِكِ وَقَالَ البَسَّامِيُّ يُقَالُ أَنَّهُ قَالَ فِي إسِّهِ. [من السريع] 11996 - قَدْ قُلْتُ لَمَّا أَنْ قَضَى ... لا رَدَّكَ الرَّحْمَانُ مِنْ هَالِكِ يَا مَلِكَ المَوْتِ تَسَلَّمْتَهُ ... مِنِّي فَسَلِّمهُ إِلَى مَالِكِ [من البسيط] 11997 - قَدْ قُلْتُ لَمَّا رَأيْتُ المَوْتَ يَطْلِبُنِي ... يَا لَيْتَنِي دِرْهَمٌ فِي كَفِّ صَبَّاحِ بَعْدَهُ: فَيَاله دِرْهَمًا دَامَتْ سَلامَتُهُ ... لا هَالِكٌ ضَائِعٌ يَوْمًا وَلَا ضَاحِي أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 11998 - قَدْ قَلَّصَتْ شَفَتَاهُ مِنْ حَفِيْظَتِهِ ... فَخِيْلَ مِنْ شِدَّةِ التَّعْبِيْسِ مُبْتَسِمَا [من المنسرح] 11999 - قَدْ قِيْلَ إِنَّ الإلهَ ذُو وَلَدٍ ... وَإنَّ مُوْسَى الكَلِيْمَ قَدْ كَهَنَا بَعْدَهُ: ما سلم اللَّه من معاندةِ الخَلْـ ... ـقِ إلا رسله فكيف أنا [من الخفيف] ¬
12000 - قَدْ قِيْلَ فِي الأمْثَالِ إِنَّ الحِيْـ ... ـلَةَ كَانَتْ عَلَى مُحْتَالِهَا وَبِيْلَه 12001 - قَدْ قِيْلَ فِي مَثَلٍ سَرَى ... يَكْفِيْكَ مِنْ شَرٍّ سَمَاعُهِ بَعْدَهُ: قَصْرُ الجَدِيْدِ بلًى وَقَصْرُ ... الوَصْلِ فِي الدُّنْيَا انْقِطَاعُه أيُّ اجْتِمَاعٍ لَمْ يَصِـ ... ـلْ بِتَفَرُّقٍ مِنْهُ اجْتِمَاعُه بَلْ أيُّ شَعْبٍ ذِي ... الْتِئَامٍ لَمْ يُشَتِّتَهُ انْصِدَاعُه بَلْ أيُّ مُنتفِعٍ بِشَيْءٍ ... ثُمَّ تَمَّ لَهُ انْتِفَاعُه يَا بُؤْسَ للدَّهِرِ الَّذِي ... مَا زَالَ مُختَلِفًا طِبَاعُه قَدْ قِيْلَ فِي مَثَلٍ سَرَى. البَيْتُ. لَفْظُ المَثَلِ حَسْبَكَ مِنْ شَرٍّ سَمَاعُهْ. يُضرب عند العار والقَالَةِ السَّيِّئة، وما يُخاف منها. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: المَثَلُ قَالتهُ أمُّ الرَّبِيع بنِ زِيَادٍ العَبْسِيّ وَهِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ الخُرْشُبِ مِنْ بَنِي أنْمَارِ بن بغيض وَذَلِكَ أَنَّ الرَّبِيع ابْنَهَا كَانَ أَخَذَ مِنْ قَيْسِ بنِ زَهَيْرٍ بن جذيمةَ دِرْعًا فَرَضِيَ قَيْسٌ وَسَلَّمَ الرَّبِيع وَهِيَ عَلَى رَاحِلَتِهَا فِي مَسِيْرِهَا فَأرَادَ أنْ يَذْهَبَ بِهَا لِيَرْتَهِنَهَا بِالدِّرْعِ فَقَالَتْ لَهُ: أيْنَ غَرَبَ عَنْكَ عَقْلَكَ يَا قَيْسُ أتَرَى على زِيَادٍ مُصَالِحِيْكَ وَقَدْ ذَهَبْتَ يَمِيْنًا وَشِمَالًا وَقَالَ النَّاسُ مَا قَالُوا وَشَاءُوا وَحَسْبكَ مِنْ شَرٍّ سَمَاعُهُ فَذَهَبَتْ كَلِمَتَهَا مَثَلًا. النُّعْمَانُ بنُ المُنْذِرُ: 12002 - قَدْ قِيْلَ مَا قِيْلَ إن حَقًّا وَإِنْ كَذِبًا ... فَمَا اعْتِذَارُكَ مِنْ شَيْءٍ إِذَا قِيْلا ¬
قَوْلُ النُّعْمَانُ بنُ المُنْذِرُ: قِيْلَ مَا قِيْلَ إن حَقًّا وَإِنْ كَذِبًا. يُخَاطِبُ بِذَلِكَ الرَّبِيْعَ بنِ زِيَادٍ العَبْسِيِّ، وَكَانَ مُكْرِمًا لَهُ مُعْجَبًا بِهِ فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَهُ إِذْ وَفَدَ عَلَيْهِ وَفْدُ بَنِي جَعْفرٍ بن كِلابٍ وَفِيْهِمِ عَامِرٌ بن مَالِكِ بن جَعْفَرٍ وَطُفِيْل بنُ مَالِكٍ وَمُعَاوِيَةَ بنُ مَالِكٍ وَعُرْوَةُ بنُ عُتْبَةَ بنِ جَعْفرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بنُ جَعْدَةَ بنِ كَعْبٍ وَكَانَ الرَّبِيع يَسْخَرُ مِنَ الجعْفَرَيْنِ وَيَعِيْبَهُم عِنْدَ المَلِكِ وَيَنْتَقِصهُمْ بِحَضرَةِ الوُفُودِ لمِا كَانَ بَيْنَ هَوَازِنَ وَغْطْفَانَ مِنَ العَدَاوَةِ فَلَمْ يَزَلِ الرَّبِيِع حَتَّى صَرَفَ وَجْهَ المَلِكِ عَنْهُمْ وَكَانَ مَعَ الجعْفَرَييْنِ لَبيْدُ بنُ رَبِيْعَةَ بنِ مَالِكَ بن جَعْفرٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَحْفَظُ رَوَاحِلَهُمْ فَتَشَاكَوا مَا يَلْقُونَهُ مِنَ الرَّبِيع مِنْ سُوءِ المَحْضَرِ وَالبَذَاءِ وَعَزَمُوا عَلَى الرُّجُوعِ إِلَى أهْلِهِنم حِفْظًا لأعْرَاضهِمْ، فَسَألَهُمْ لَبِيْدُ فَقَالُوا إِنَّ خَالَكَ الرَّبِيع يُؤْذِيْنَا عِنْدَ المَلِكِ وَيَفْضحُنَا بَيْنَ الوُفُودِ وَكَانَتْ أُمُّ لَبيْدٍ عَبْسِيَّةٌ فَقَالَ لَهُمْ سَأُكْفِيْكُمُوهُ فَانْطَلِقُوا بِي مَعَكُمْ فَزَجَرَهُ عَمُّهُ عَامِرٌ فَقَالَ لَبيْدُ وَاللَّهِ لَا أسْرَحُ لَكُمْ رَاحِلَةً وَلَا أحْفِظُ لَكُمْ متَاعًا إِلَّا أنْ تَنْطَلِقُوا بِي مَعَكُمْ بكرَةَ غَدٍ فَلَمَّا رَأُوا الجِدَّ مِنْهُ قَالُوا تَبِيْتُ وَتَرَى رَأيكَ وَبَاتَ لَبِيْدٌ يَهْدِرُ ثُمَّ نَامَ وَأصبَحُوا فَقَالَ لَهُ أعْمَامُهُ: نَحْنُ نَبْتَلِيْكَ بِوَصْفِ هَذِهِ البَقْلَةِ، فَوَصفَهَا لَهُمْ وَأجَادَ ثُمَّ قَالَ إلْقُوا بِي أخَا عَبْسٍ أرْجِعُهُ عَنْكُمْ بِتَعْسٍ وَنَكْسٍ وَاتْرُكْهُ مِنْ أمْرِهِ فِي لبْسٍ، قَالُوا أنْتَ وَاللَّهِ صاحِبُهُ فَمَسَحُوا وَجْهَهُ وَألْبَسُوهُ حُلَّةً وَأتُوا بِهِ إِلَى قُبَّةِ المَلِكِ وَقَدْ حَضرَ طَعَامُهُ وَالرَّبِيع بنُ زِيَادٍ مَعَهُ فِي القُبَّةِ يُؤَاكِلُهُ فَنَادَاهُ لَبيْدُ مِنْ ظَاهِرِ القُبَّةِ (¬1): أنَامُ أمْ يَسْمَعُ رَبُّ القُبَّةِ ... يَا أوْهَبَ النَّاسِ لِعِنْسٍ صُلْبَهُ ذَاتِ هَنَّاتٍ فِي يَدَيْهَا حُدْبَة ... وَلَا جِبٍ كَأَنَّهُ الأطُبَّة فَسَمعَ المَلِكُ وَأذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا فَأدْنَاهُمْ إِلَى المَائِدَةِ وَبَسَطَ يَدَهُ إِلَى الطَّعَام وَبَسَطَ الرَّبِيع يَدَهُ فَقَالَ لَبِيْدُ وَهُوَ يُشِيْرُ إِلَى صحفَةَ الطَّعَامِ (¬2): أَنَا لَبِيْدٌ ثُمَّ هَذِي المُتْرَعَه مَهْلًا أبَيْتَ اللَّعْنِ لا تَأكُل مَعَه ¬
إِنَّ اسْتَهُ مِنْ بَرَصٍ مُلَمَّعَه وَإنَّهُ يُدْخِلُ فِيْهَا إصْبَعَه يُدْخِلُهَا حَتَّى تُوَارِي أشْجَعَه كَأَنَّمَا يَطِلِبُ شَيْئًا ضيَّعَهْ فَرَفَعَ النُّعْمَانَ يَدَهُ وَقَالَ: أُفٍّ لِهَذَا الطَّعَامِ وَالتَفَتَ فَقَالَ: يَا رَبِيْعُ مَا أنْتَ بِآكِلٍ مَعَنَا بَعْدَ اليَومُ. فَقَالَ الرَّبِيع: كَذَبَ وَاللَّهِ أيُّهَا المَلِكُ أبَيْتَ اللَّعْنَ مَا أَنَا كَمَا ذَكَرَ وَاللَّهِ لَقَدْ نِكْتُ أمَّهُ. فَقَالَ لَبِيْدٌ: كُنْتَ لِذَلِكَ أهْلًا وَكَانَتْ بِنْتَ عَمِّكَ وَفِي حِجْرِكَ وَمِثْلُكَ مَنْ فَعَلَ هَذَا بِابْنَةِ عَمِّهِ وَأيْضًا فَهيَ مِنْ نِسَاءٍ فُعُلٍ أي زَوَانِي، وَكَانَ المَلِكُ إِذَا فَلَجَ الرَّجُلُ عِنْدَهُ على خصْمِهِ زَادَهُ وِسَادَةً وَأمَرَ فَلُقِّمَ عَشْرُ لُقَمٍ مِنْ طَعَامِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ بِلَبيْدٍ وَانْصَرَفَ الرَّبِيع إِلَى رَحْلِهِ فَبَعَثَ إلَيْهِ النُّعْمَانَ بِضعْفِ مَا كَانَ يَصلُهُ بِهِ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَأَمَرَهُ بِالانْصِرَافِ فَقَالَ الرَّبِيعْ: قَدْ عَلِمْتُ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِ الملِكِ وَلَسْتُ أبْرَحُ حَتَّى يُرْسِلَ إلَيَّ مَنْ أتَجَرَّدُ لَهُ فَيَنْظُرَ إلَيَّ لِيَعْلَمَ بَرَاءتِي فَأرْسَلَ إلَيْهِ سَلْ قَوْلَ الغُلامِ فَأيْسَرَ الرَّبِيع حِيْنَئِذٍ وَقَالَ (¬1): لَئِنْ رَحَلَتْ جمَالِي لإلَى سِعَةٍ ... مَا مِثْلُهَا سِعَةٍ عَرْضًا وَلَا طُولا فَقَالَ النُّعْمَانُ مُجِيْبًا لَهُ: شَرِّدْ بِرَحْلِكَ عَنِّي حَيْثُ شِئْتَ وَلَا ... تُكْثِرْ عَلَيَّ وَدَعْ عَنْكَ الأقَاوِيْلا وَارْحَل بِحَيْثُ عَلِمْتَ الأرْض وَاسِعَة ... وَانْشِرْ بِهَا الطُّرْقَ إن عرْضًا وإنْ طُولا قَدْ قِيْلَ مَا قِيْلَ إن حَقًّا وإنْ كَذِبَا. البَيْتُ فَرَحَلَ الرَّبِيْعُ وقال: لَسْتُ بِقَائِلٍ لابنِ جَعْفَرَ بَعْدَهَا شَيْئًا فَإنِّيَ لا أُنْصَرُ عليهم. أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد الحَاتِمِيّ فِي قِصَرِ اللَّيْلِ: 12003 - قَدْ كَادَ يَعثُرُ أُولاهُ بِآخِرِهِ ... وَكَادَ يَسْبِقُ مِنْهُ فَجْرَهُ الشَّفَقَا ¬
وَمِنْ بَابِ (قَدْ) كَانَ قَوْلُ أَبِي مُحَمَّدٍ السُّلَمِىِّ (¬1): قَدْ كَانَ آرَاؤُكُم فِيمَا مَضَى ... كُرَةُ كَأَنَّمَا خَرطتها كَفُّ خَرَّاطِ فَالآنَ تَسْعُونَ رَأيًا مِنْ وَزِيْرِكُمُ ... فِي السُّوقِ لا يُشْرَى مِنْكُم بِقِيْرَاطِ أحْمَد بن وَاضِحٍ الأصْفَهَانِيّ: [من الكامل] 12004 - قَدْ كَانَ حَيًّا وَهْوَ فيِنَا مَيِّتٌ ... فَالآنَ لَمَّا مَاتَ عَاشَ أذَاهُ قَبْلَهُ: مَاتَ الخَلِيْفَةُ وَانْقَضَتْ أوْطَارُ ... هُ مِمَّا جَرَتْهُ يَدَهُ مِنْ دُنْيَاهُ قَدْ كَانَ حَيًّا وَهُوَ فِيْنَا مَيِّتٌ. البَيْتُ قَالَهُ فِي المُكْتَفِي لَمَّا مَاتَ وَطُوْلِبَ النَّاسُ بِالبَقَايَا بَعْدَهُ. [من البسيط] 12005 - قَدْ كَانَ فَضْلًا عَظِيْمًا لا يُقَامُ لَهُ ... لَو أَنَّ رُؤيَتِنَا إيَّاكَ فِي الحِيْنِ هَذَا يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ أحَدُهُمَا تَمَنَّى رُؤْيَةَ المَحْبُوبِ فِي كُلِّ حِيْنٍ حَيْثُ لا تُمْكِنُ فِي سَائِرِ الأوْقَاتِ. وَالآخَرُ أَنَّهُ يَتَبَرَّمُ بِرُؤْيَةِ مَنْ يَكْرَهَهُ لِكُثْرَةِ مَا يَرَاهُ يَقُولُ: لَو كَانَ ذَلِكَ فِي الأحْيَانِ، لَكَانَ فَضلًا عَظِيْمًا. وَهَذَا أرَادَ الشَّاعِرُ وَلَكِنَّهُ مُحْتَمِلٌ للوَجْهَيْنِ. مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الآخَرِ: [من الطويل] لِكُلِّ ثَقِيْلٍ فِي الأنَامِ هِدَايَةٌ ... إلَيَّ وَإرْشَادٌ بِغَيْرِ دَلِيْلِ 12006 - قَدْ كَانَ فِي المَوْتِ لَهُ رَاحَةٌ ... وَالمَوْتُ حَتْمٌ فِي رِقَابِ العِبَادِ الخُبْزُرزِيّ: [من البسيط] 12007 - قَدْ كَانَ فِي حَالِ مَحْسُودٍ فَأبْطَرَهُ ... طُغْيَانُهُ فَاغْتَدَى فِي حَالِ مَرْحُومِ ¬
ابْنُ زَيْدُونَ الوَزِيْرِ المَغْرِبِيّ: [من الكامل] 12008 - قَدْ كَانَ فِي شَكْوَى الصَّبَابَةِ رَاحَةٌ ... لَو أنَّنِي أشْكُو إِلَى مَنْ يَرْحَمُ ابْنُ البَيَّاضِيِّ: [من البسيط] 12009 - قَدْ كَانَ قَلْبِي بِكُمْ مَأوَى السُّرُورِ ... فَمُذْ نأيْتُمْ صَارَ مَأوَى كُلِّ بَلْبَالِ أَبُو أحْمَد مُحَمَّد بن حَمَّادٍ البَصْرِيِّ: [من البسيط] 12010 - قَدْ كَانَ لِي كنْزُ صَبْرٍ فَافْتَقَرْتُ إِلَى ... إنْفَاقِهِ فِي مُدَارَاتِي لَهُمْ فَفَنِي 12011 - قَدْ كَانَ مَشْرَبٌ يَصْفُو بِرُؤيَتِكُمْ ... فَكَدَّرَتْهُ يَدُ الأيَّامِ حِيْنَ صَفَا قَالَ بَعْضُهُمْ للجُنَيْدِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلِيْهِ: عَلَى مَاذَا تَتَأسَّفُ مِن أوْقَاتِكَ؟ قَالَ: عَلَى زَمَانِ بَسْطٍ أوْرَثَ قَبْضًا، أو زَمَانِ أُنْسٍ أوْرَثَ وَحْشَةً، ثُمَّ أنْشَأَ يَقُوْلُ: قَدْ كَانَ لِي مَشْرَبٌ يَصْفُو بِرُؤْيَتِكُم. البَيْتُ [من السريع] 12012 - قَدْ كَانَ مَا كَانَ فَمَنْ ذا الَّذِي ... يَسْطِيْعُ رَدَّ الدَّرِّ في الضَّرْعِ هَذَا البَيْتُ هُوَ المَثَلُ. وَمِثْلُهُ قَوْلهُم: حَتَّى يَرْجِعَ السَّهْمُ عَلَى فُوْقِهِ. وَحَتَّى يَؤُوْبَ القَارِظَانِ. وَ (حَتَّى يَلِجُ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ). كُلَّ ذَلِكَ يُضْرَبُ لِمَا يَسْتَحِيْلُ كَوْنُهُ؛ لأنَّ السَّهْمَ لا يَرْجعُ عَلَى فُوْقِهِ أبَدًا إِنَّمَا يَمْضي قدُمًا. الصَّابِئُ: [من البسيط] 12013 - قَدْ كَانَ يَرْفَعُنِي مَنْ كَانَ يَعْرِفُنِي ... مِنْ كُلِّ ذِي بَصَرٍ فِي النَّاسِ القِيَمِ بَعْدَهُ: ¬
فَالآنَ يَرْفَعُكُمْ مَنْ لَيْسَ يَعْرِفُكُمْ ... وليس يَفْرِقُ بَيْنَ الشَّحْمِ وَالوَرَمِ جَرِيْرٌ مُخَاطِبًا لِعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ: [من الكامل] 12014 - قَدْ كُنْتُ آمُلُ مِنْكَ خَيْرًا عَاجِلًا ... وَالنَّفْسُ مُوْلعَةٌ بِحُبِّ العَاجِلِ غَيْدَاقُ بنُ عملاقٍ: [من الكامل] 12015 - قَدْ كُنْتُ أبْغُض آلَ مِيْكَالٍ هَوًى ... ثُمَّ اسْتَحَالَ فَصَارَ بُغْضًا دِيْنَا بَعْدَهُ: كَمْ قُلْتُ لَمَّا قِيْلَ مَاتَ ابْنٌ لَهُمْ: ... عَزَّتْ عَلَيَّ سَلامَةُ البَاقِيْنَا هُوَ غَيْدَاقُ بن عمْلاقِ بنِ عَمْرِو بن غَيْدَاقٍ وَيَعْتَزِي بِنَسَبهِ إِلَى عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. [من المنسرح] 12016 - قَدْ كُنْتُ أبْكِي وَأَنْتِ رَاضِيَةٌ ... حذَار هَذَا الصُّدُودِ وَالغَضبِ بَعْدَهُ: إن تَمَّ ذا لهَجْر يَا ظَلُومُ وَلَا ... تَمَّ فَمَا لِي فِي العَيْشِ مِنْ أرَبِ [من البسيط] 12017 - قَدْ كُنْتُ أبْكِي وَدَارِي مِنْكِ دَانِيَةٌ ... فَكَيْفَ صَبْرِي وَقَدْ شَطَّتْ بِكِ الدَّارُ بَعْدَهُ: أبْكِي لِفَقْدِكَ سِرًّا ثُمَّ أُعْلِنُهُ ... فَلِي مِنَ الوَجْدِ إعْلانٌ وَإسْرَارُ ودْفَةُ الأسَدِيُّ: [من البسيط] 12018 - قَدْ كُنْتَ أثَّرْتَ عِنْدِي مَرَّةً أثَرًا ... وَقَدْ تَقَارَبَ يَعْفُو ذَلِكَ الأثَرُ ¬
قَبْلَهُ يُخَاطِبُ مَعْنَ بنَ زَائِدَةَ: يَا مَعْنُ إنَّكَ لَمْ تُنْعِمْ عَلَى أحَدٍ ... فَشَابَ نُعْمَاكَ تَنْغِيْصٌ وَلَا كَدَرُ فَانْظُر إلَيَّ بِطَرْفٍ غَيْرِ ذِي مَرَضٍ ... فَرُبَّمَا صحَّ لِي مِنْ طَرْفِكَ النَّظَرُ أيَّامَ وَجْهكَ لِي طَلْقٌ يُخَبِّرُنِي ... إِذَا سَكَتَّ بِمَا تَأتِي وَتضْطَمِرُ قَدْ كُنْتَ أَثَّرْتَ عِنْدِي مَرَّةً أثَرًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَاجْبُرْ بِفَضلِكَ عَظْمًا كَنْتَ تَجْبِرُهُ ... وَاجْمَعْ بِفَضِلِكَ مَا قَدْ كَادَ يَنتَشِرُ المُتَنَبِّي: [من الكامل] 12019 - قَدْ كُنْتُ أحْذَرُ بَيْنَهُم مِنْ قَبْلِهِ ... لَو كَانَ يَنْفَعُ حَائِنًا أنْ يَحْذَرَا [من الكامل] 12020 - قَدْ كُنْتُ أحْذَرُ مَا لَقِيْتُ مِنَ النَّوَى ... هَيْهَاتَ لا يُغْنِي حِذَارُ الحَاذِرِ [من البسيط] 12021 - فَدْ كُنْتُ أحْسَبُ أَنَّ الصَّبْرَ يُنْجِدُنِي ... وَكَيْفَ أطْمَعُ فِي إنْجَادِ مَغْلُوبِ الرِّضَى المَوْسَوِيُّ: [من السريع] 12022 - قَدْ كُنْتُ أرْجُو مِنْكَ نَيْلَ المُنَى ... فَاليَومَ لا أطْلُبُ إِلَّا الرَّضَا وَمِنْ بَابِ (قَدْ) كُنْتُ قَوْلُ ابْنُ البَيَّاضِيُّ: قَدْ كُنْتُ أرْغَبُ خَلْق اللَّهِ فِي خُدَعِ ... الدُّنْيَا وَأطْمَحُهُمْ عَيْنَاَ إِلَى المَالِ فَمُذْ خَبِرْتُ بَنِي هَذَا الزَّمَان حَلَتْ ... عِنْدِي القَنَاعَةُ وَاسْتَعْذَبْتُ إقْلالِي فَلَو رَنَتْ أعْيُنُ الآمَالِ نَحْوَهُمُ ... مِنْ قَانِطٍ عَلِقَتْ بِاللَّهِ آمَالِي أحْمَد بن عَلِيّ بنِ المَأمُونِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ العَبَّاسِيُّ البَغْدَادِيُّ: [من البسيط] ¬
12023 - قَدْ كُنْتُ أرْكَبُ بِالخَيْلِ العِتَاقِ فَمَا ... أبْقَى لِي الدَّهْرُ لا بَغْلًا وَلَا فَرَسَا بَعْدَهُ: وَكُنْتُ أنْهَضُ بِالعِبْءِ الثَّقِيْلِ فَقَدْ ... أصَدَّنِي الدَّهْرُ عَنْ نَهْضِي بِهِ فَرَسَا وَكَمْ فَرَسْتُ أسُوْدًا عَنْوَةً عرضًا ... فَعَضَّنِي الدَّهْرُ حَتَّى خِلْتهُ فَرَسَا فَآهِ مِنْ دَهْرِنَا أُفٍّ لَهُ فَلَقَدْ ... أضاعَ حُرًّا كَرِيْمًا بِئْسَمَا فَرَسَا مِنَ الفَراسَةِ. المُهَلَّبِيُّ الوَزِيْرُ: [من البسيط] 12024 - قَدْ كُنْتُ أسْرِفُ فِي مَالِي وَيُخْلَفُ لِي ... فَعَلَّمَتْنِي اللَّيَالِي كَيْفَ أقْتَصِدُ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي مَرْثِيَّةِ المُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ: [من البسيط] إِذَا قُرَيْشٌ أرَادُوا شَدَّ مُلْكِهِم ... بِغَيْرِ قَحْطَانَ لَمْ يَبْرَحْ بِهِ أوَدُ مِنَ الأُلَى وَهَبُوا لِلمَجْدِ أنْفُسَهُمْ ... فَمَا يُبَالُونَ مَا نَالُوا إِذَا حُمِدُوا المُتَنَبِّي: [من البسيط] 12025 - قَدْ كُنْتُ أشفِقُ مِنْ دَمْعِي عَلَى بَصَرِي ... فَاليَومَ كُلُّ عَزِيْزٍ بَعْدَكُمْ هَانَا أبْيَاتُ المُتَنَبِّيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا أبَا سَهْلٍ سَعِيْد بنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الحَسَنِ الأنْطَاكِيَّ أخَا القَاضي يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا قَدِمَتْ عَلَيَّ الأهْوَال شَيَّعَنِي ... قَلْبٌ إِذَا شِئْتَ أنْ يَسْلاكُمُ خَانَا أبْدُو فَيَسْجُد مَنْ بِالسُّوءِ يَذْكِرُني ... فَلا أُعَاتِبُهُ صَفْحًا وَإهْوَانَا وَهَكَذَى كُنْتُ فِي أهْلِي وَفِي وَطَنِي ... إِنَّ النَّفِيْسَ غَرِيْبٌ حَيْثُمَا كَانَا مُحَسَّدُ الفَضْلِ مَكْذُوبٌ عَلَى إثَرِي ... ألْقَى الكَمِيَّ وَيَلْقَانِي إِذَا حَانَا ¬
لا أشْرَئِبُّ إِلَى مَا لَمْ يَفُتْ طَمَعًا ... وَلَا أبِيْتُ عَلَى مَا فَاتَ حَرَّانَا وَلَا أُسَرُّ بِمَا غَيْرِي الحَمِيْدُ بِهِ ... وَلَو حَمْلْتَ إلَيَّ الدَّهْرَ مَلآنَا يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: ذَاكَ الجوَادُ وَإِنْ قَلَّ الجوَادُ لَهُ ... ذَاكَ الشُّجَاعُ وإنْ لَمْ يَرْضَ أقْرَانَا يَلْقَى الوَغَا وَالقَنَا وَالنَّازِلاتِ بِهِ ... وَللسَّيْفِ وَالضَّيْفِ رَحْبَ البَاعِ جَذْلانَا تَخَالُهُ مِنْ ذكَاء القَلْبِ مُجْتَمِعًا ... وَمِنْ تَكَرُّمِهِ وَالبشرِ نَشْوَانَا مَا شَيَّدَ اللَّهُ مِنْ مَجْدٍ لِسَالِفِهِمْ ... إِلَّا وَنَحْنُ نَرَاهُ فِيْهِمُ الآنَا إن كُوبِسُوا أو لُقُوا أو حُورِبُوا وُجِدُوا ... فِي الخَطِّ وَاللَّفْظِ وَالهَيْجَاءِ فُرْسَانَا كَأَنَّ ألْسُنَهُمْ فِي النُّطْقِ قَدْ جُعِلَتْ ... عَلَى رِمَاحِهِم فِي الطَّعْنِ خُرْصَانَا كَأنَّهُمْ يَرِدُونَ المَوْتَ مِنْ ظَمَأٍ ... أو يَنْشِدُونَ مِنَ الخطَى رَيْحَانَا الكَائِنِيْنَ لِمَنْ أبْقَى عَدَاوَتَهُ ... أعْدَى العِدَى وَلِمَنْ أحْبَبْتُ إخْوَانَا فَأنْتَ أبْعَدَهُمْ ذِكْرًا وَأكْبَرَهُمْ ... قَدْرًا وَأرْفَعَهُمْ فِي المَجْدِ بُنْيَانَا قَدْ شَرَّفَ اللَّهُ أرْضًا أنْتَ سَاكِنَهَا ... وَشَرَّفَ النَّاسَ إِذْ سَوَّاكَ إنْسَانَا [من الكامل] 12026 - قَدْ كُنْتَ أكْرَمَ صَاحِبٍ وَأبَرَّهُ ... حَتى دَهَتْكَ أصَابِعُ الشَّيْطَانِ بَعْدَهُ: جَذَّ الإلَهُ بَنَانَهَا فَأبَانَهَا ... كَمْ غَيَّرَتْ خُلُقًا مِنَ الإنْسَانِ [من البسيط] 12027 - قَدْ كُنْتُ أَمْلِكُ سَمْعًا قَبْلَ بَيْنهمُ ... يَعِي الكَلامَ وَقَلْبًا غَيْر مُرْتَحِلِ [من مجزوء الكامل] 12028 - قَدْ كُنْتُ أنْتَظِرُ الوِصَا ... لَ فَصِرْتُ أنْتَظِرُ الرُّجُوعَا ¬
أحْمَدُ بنُ أَبِي طَاهِرٍ: [من البسيط] 12029 - قَدْ كُنْتُ أُنْجِزُ دَهْرًا مَا وَعَدْتُ إِلَى ... أنْ أتْلفَ الجودُ مَا جَمَّعْتُ مِنْ نَشَبِ بَعْدَهُ وَهُوَ أحْسَنُ مَا اعْتُذِرَ بِهِ فِي الوَعْدِ الكَاذِبِ: فَإنْ أكُنْ صِرْتُ فِي وَعْدِي أخَا كَذِبٍ ... فَنُصْرَةُ الحقِّ أفْضتْ بِي إِلَى الكَذِبِ ابْنُ الرُّومِيّ: [من البسيط] 12030 - قَدْ كنْت تَعْرِفُ مِنِّي فِي الرِّضَا رَجُلًا ... حُلْوَ المَذَاقَةِ فَاعْرِفِنِي لَدَى الغَضَبِ قَبْلَهُ: كَمْ قَائِلٍ لَكَ إِذْ مَسَّتْكَ قَارِعَتِي ... دعَ السُّكُونَ فَهَذَا حِيْنُ مُضْطَرَبِ قَدْ كُنْتَ تَعْرِفُ مِنِّي فِي الرِّضَا رَجُلًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَعْرِفُ فتًى فِيْهِ طَوْرًا مُجْتَنَى صَبِرٍ ... للمُجْتَنِيْنَ وَطوْرًا مُجْتَنَى رُطَبِ أَبُو نوَاسٍ: [من الكامل] 12031 - لقدْ كُنْتُ خِفْتُكَ ثُمَّ آمَنَنِي ... مِنْ أنْ أخَافَكَ خَوْفُكَ اللَّها قَبْلَهُ يَخَاطِبُ فَضلَ بنَ الرَّبِيع (¬1): [من الكامل] مَا مِنْ يَدٍ فِي النَّاسِ وَاحِدَةٍ ... كيَدِ أَبُو العَبَّاسِ مَوْلاهَا نَامَ الكِرَامُ عَلَى مَضَاجِعِهِمْ ... وَسَرَى إِلَى نَفْسِي فَأحْيَاهَا قَدْ كُنْتُ خُفْتَكَ ثُمَّ آمَنَنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَعَفَوْتَ عَنِّي عَفْوَ مُقْتَدِرٍ ... حَلَّتْ لَهُ نِقَمٌ فَألْغَاهَا ¬
أَبُو فِرَاسٍ مُخَاطِبًا لِسَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من الكامل] 12032 - قَدْ كُنْت عُدَّتِيَ الَّتِي أسْطُو بِهَا ... وَيَدِي إِذَا اشْتَدَّ الزَّمَانُ وَسَاعِدِي بَعْدَهُ: فَرَميتُ منكُ بغَير مَا أمَّلتُهُ ... وَالمَرءُ يَشرَقُ بالزُلَالِ البَارِدِ وَصَبرتُ كالوَلَدِ التَّقِي لِبِرِّهِ ... أَغضى عَلَى أَلَمٍ لِضربِ الوَالِدِ الأحْنَفُ بن قَيْسٍ: [من البسيط] 12033 - قَدْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمْ إنِّي إِذَا انْصَرَفَتْ ... نَفْسِي عَنِ الشَّيْءِ لَمْ تَرْجِعْ وَلَمْ تَكَدِ أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 12034 - قَدْ كُنْتُ كَالسَّائِلِ الأيَّام مُجْتَهِدًا ... عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ فِي شعْبَانَ أو رَجَبِ [من السريع] 12035 - قَدْ كُنْتَ مُحْتَاجًا إِلَى العَزْلِ ... لِتَعْرِفَ الجورَ مِنَ العَدْلِ مِهْيَارُ: [من مجزوء الكامل] 12036 - قَدْ كُنْتُ مُقْتَرِحًا فَجَاءَ ... بِكَ الزَّمَانُ عَلَى اقْتِرَاحِي بَعْدَهُ: لا تُوْسِعَنِّي مِنْ نَوَالِكَ ... فَوْقَ مَا يَسَعُ امْتِدَاحِي دَعْنِي أطِيْرُ بِشكْرِهِ ... مَا دَامَ يَحْمِلُنِي جِنَاحِي ابْنُ المُعْتزِّ: [من البسيط] 12037 - قَدْ كُنْتُ مُنْتَظِرًا هَذَا فَجِئْتَ بِهِ ... وليس خَلْقٌ عَلَى غَدْرٍ بِمَأمُونِ ¬
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُعْتَزِّ: اعْتَلَلْتُ فَلَمْ يَعِدْنِي النُّمَيْرِيُّ فَكَتَبْتُ لَهُ: [من البسيط] الحَمْدُ للَّهِ حَتَّى أنْتَ تَجْفُونِي ... بَعْدَ الصَّفَاءِ جَفَاءً لَيْسَ بِالدُّونِ قَدْ كُنْتُ مُنتظِرًا هَذَا فَجِئْتَ بِهِ. البَيْتُ أَبُو نوَّاسٍ: [من الكامل] 12038 - قَدْ كُنْتُ مِنْ حَقِّي عَلَى ثقَةٍ ... حَتَّى رَأيْتُكَ دُونَهُمْ خَصْمِي الغَزِيُّ: [من الكامل] 12039 - قَدْ كُنْتُ مِنْ سَبَجِ الصِّبَى فِي حِلْيَةٍ ... فَأتَى المَشِيْبُ بِلُؤلُؤٍ مَكْنُونِ [من الخفيف] 12040 - قَدْ لَعَمْرِي تَشَبَّهُوا حِيْنَ أثْرُوا ... فَأنِّي اللَّهُ وَالسَّوَادُ سَوَادُ بَعْدَهُ: خُلِقُوا كَالمَنَاجِلِ العُوْجِ لا تَرْ ... جِعُ حَتَّى يَرُدَّهَا الحَدَّادُ [من الخفيف] 12041 - قَدْ لَعَمْرِي عَرَّضْتَ حِيْنا فَبيَّنْ ... لَيْسَ بَعْدَ التَّعْرِيْضِ إِلَّا البَيَانُ [من السريع] 12042 - قَدْ لَقِيَ الأحْرَارُ مِنْهُ الَّذِي ... لَمْ يَلْقَ زَيْدُ النَّحْوِ مِنْ عَمْرِو يُقَالُ فِي المَثَلِ: جِئْتَ بِأمْرٍ بُجْرٍ وَدَاهِيَةٍ نُكْرٍ. البُجْرُ الأَمْرُ العَظِيْمُ، وَكَذَلِكَ البُجْرِيُّ وَالجمْعُ البَجَارِي. ¬
[من البسيط] 12043 - قَدْ مَاتَ قَومٌ وَمَا مَاتَتْ مَحَاسِنُهُمْ ... وَعَاشَ قَومٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أمْوَاتُ أمُّ الهَيْثَمِ: [من الرمل] 12044 - قَدُمَ العَهْدُ وَأنْسَانِي الزَّمَنْ ... إِنَّ فِي اللَّحْدِ لَمَسْلًى وَالكَفَنْ بَعْدَهُ: وَكَمَا تَبْلَى وُجُوهٌ فِي الثَّرَى ... فَكَذَى يَبْلَى عَلَيْهُنَّ الحَزَن قِيْلَ لأُمِّ الهَيْثَمَ الأعْرَابِيَّةِ وَقَدْ فَقَدَتْ عَزِيْزًا لَهَا: مَا أسْرَعَ مَا سَلَوْتِ؟ فَقَالَتْ: إنِّي فَقَدْتُ مِنْهُ سَيْفًا قَاطِعًا فِي مَضَائِهِ، وَبَدْرًا طَالِعًا فِي بَهَائِهِ، وَرَمْحًا بَارِعًا فِي اسْتِوَائِه، ثُمَّ قَالَتْ: قَدُمَ العَهْدُ وَأنْسَانِي الزَّمَن. البَيْتَانِ حُمَيْدُ الأرْقَطُ: [من الرجز] 12045 - قَدِمْتَ بِالسَّعْدِ وَنُجْحِ المَطْلَبِ ... قُدُومَ غَيْثٍ قَدْ أتَانَا مُخْصِبُ بَعْدَهُ: بِالأهْلِ وَالسَّهْلِ مَعًا وَالمَرْحَبِ أَبُو بَكْرٍ الصُّولِيُّ: [من الطويل] 12046 - قَدِمْتَ عَلَى التَّيْسِيْرِ أسْعَدَ مَقْدَمٍ ... وَأوْرَدَكَ التَّوْفِيْقُ خَيْرَ المَوَارِدِ البُحْتُرِيُّ: [من السريع] 12047 - قَدِمْتَ فَابْتَلَّ يَبِيْسُ الثَّرَى ... وَاخْضَرَّ رَوْضُ البَلَدِ المُمْحِلِ ¬
قَبْلَهُ: أهْلًا بِهَذَا المَلِكِ المُقْبِلِ ... جِئْتَ مَجِيْءَ العَارِضِ المُسْبِلِ قَدِمْتَ فَابْتَلَّ يَبِيْسُ الثَّرَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَنَادَتِ الأرْضُ وَمَنْ فَوْقهَا ... أهْلًا وَسَهْلًا بِكَ مِنْ مُقْبِلِ الرَضَى المَوْسَوِيُّ: [من المتقارب] 12048 - قَدِمْتَ فَأطْرَقَ طَرْفُ الزَّمَانِ ... عَنْكَ وَأغْضَتْ عُيُونُ النُّوَبْ بَعْدَهُ: قَرِيْبُ المُرَادِ بَعِيْدُ المَرَامِ ... عَظِيْمُ العَلاءِ جَلِيْل الحَسَب البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 12049 - قَدِمْتَ فَأقْدَمْتَ النّدَى يَحْمِلُ الرِّضَا ... إِلَى كُلِّ غَضْبَانٍ عَلَى الدَّهْرِ عَاتِبِ بَعْدَهُ: وَعَادَتْ بِكَ الأيَّامُ زُهْرًا كَأَنَّمَا ... جَلا الدَّهْرُ مِنْهَا عَنْ خُدُودِ الكَوَاعِبِ 12050 - قَدِمْتَ فَمَا فِي النَّاسِ إِلَّا مُهَنَّأٌ ... بِعَوْدِكَ مَسْرُورٌ بِمَجْدِكَ جَذْلانُ بَعْدَهُ: يُوَالِيْكَ طَبْعًا لا رِيَاءً وَحَبَّذَا ... وَلاءٌ تَسَاوَى فِيْهِ سِرٌّ وَإعْلانُ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من الطويل] 12051 - قَدِمْتَ فَوَافَتْكَ البِلادُ كَأَنَّمَا ... يُنَاجِيْكَ مِنْهَا بِالسُّرُورِ ضَمِيْرُهَا ¬
بَعْدَهُ: تَبَسَّمَ مِنْهَا حِيْنَ أقْبَلْتَ نَورُهَا ... وَأشْرَقَ مِنْهَا يَومَ وَافَيْتَ نُوْرُهَا ابْنُ الرُّومِيُّ: [من الطويل] 12052 - قَدِمْتَ قُدُومَ المُشْتَرِي فِي سُعُودِهِ ... وَأمْرُكَ عَالٍ صَاعِدٌ كَصُعُودِهِ بَعْدَهُ: لَبِسْتَ سَنَاهُ وَاعْتَلَيْتَ اعْتِلاءهُ ... وَنَأمُلَ أنْ تَحْظَى بِمِثْلِ خُلُودِهِ هَذَا مِنْ مُسْتَحْسَنِ مَا قِيْلَ فِي القُدُومِ. عَلِيّ بن الفَضْلِ الكَاتِبُ المَعْرُوفُ بِصُرَّدُرَّ: [من الرجز] 12053 - قَدِمْتَ كَالغَيْثِ أصَابَ ظَامِيًا ... سَوَّفَهُ الخِدَاعُ مِنْ سَرَابِهِ بَعْدَهُ: كَمْ سَاجِدٍ لَمَّا لسَمَوْتَ طَالِعًا ... كَأَنَّمَا صَلَّى إِلَى مِحْرَابِهِ وَصَائِمٍ رُؤْيَاكَ قَدْ أغْنَتْهُ عَنْ ... طَعَامِهِ طِيْبًا وَعَنْ شَرَابِهِ الرِّضيّ المَوْسَوِيُّ: [من الكامل] 12054 - قَدَمٌ تؤُمُّكُمُ وَأُخْرَى تَنْثَنِي ... عَنْكُم وَحَزْمُ الرَّأيُ للمُتَثَبِّتِ اليَزِيْدِيُّ: [من السريع] 12055 - قَدْ مَرَّ لِي شَهْرٌ وَلَمْ ألْقَكُمْ ... لا صَبْرَ لِي أكْثَرَ مِنْ شَهْرِ كَتَبَ الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ اليَزِيْدِيُّ النَّحوِيُّ إِلَى أَبِي صَالحِ بنِ يَزْدَادَ وَكَانَ يُدَاعِبُهُ فَجَرَتْ بَيْنَهُمَا جَفْوَةٌ: [من السريع] ¬
اسْتَحِي مِنْ نَفْسِكَ فِي هَجْرِي ... وَاعْرِفْ فَدَتْكَ النفس لِي قَدْرِي وَاعْرِفْ دُخُولي لَكَ فِي كُلِّ مَا ... يَجْمُلُ أو يَقْبُحُ مِنْ أمْرِ قَدْ مَرَّ لِي شَهْرٌ وَلَمْ ألْقَكُمْ. البَيْتُ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الحِمَّانِيُّ: [من الخفيف] 12056 - قَدْ مَضَى مَا مَضَى فَلَيْسَ يُرجَّى ... وَبَقِي مَا بَقِي فَمَا فِيْهِ مَعْنَى جَعْفَرُ بن شَمْسِ الخِلافَةِ: [من الخفيف] 12057 - قَدْ مَلأنَا لكَ السَّمَاءَ دُعَاءً ... حِيْنَ أصْبَحْتَ تَمْلأُ الأرْضَ عَدْلا المُتَنَبِّي: [من البسيط] 12058 - قَدْ نَابَ عَنْكَ شَدِيْدُ الخَوْفِ وَاصْطَنَعَتْ ... لَكَ المَهَابَةُ مَا لا تَصْنَعُ البُهَمُ قَبْلَهُ يُسَلِّيْهِ لِسَيْفِ الدَّوْلَةِ عَنْ فَؤْيهِ العَدُوِّ بِالانْهِزَامِ: فَوْتُ العَدُوِّ الَّذِي يَمَّمْتَهُ ظَفَرٌ ... فِي طَيِّهِ أَسَفٌ فِي طَيِّهِ نِعَمُ قَدْ نَابَ عَنْكَ شَدِيْدُ الخَوْفِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ألْزَمْتَ نَفْسكَ شَيْئًا لَيْسَ يَلْزَمُهَا ... أنْ لا تُوَارِيْهُمُ أرْضٌ وَلَا عَلَمُ أكُلَّمَا رُمْتَ جَيْشًا فَانْثَنَى هَرَبًا ... تَصَرَّفَتْ بِكَ فِي آثَارِهِ الهِمَمُ عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ ... وَمَا عَلَيْكَ بِهِمْ عَارٌ إِذَا انْهَزَمُوا مَنْصُورُ الفَقِيْهُ: [من مجزوء الكامل] 12059 - قَدْ نرَى يَابنِ أَبِي ... إسْحَقَ فِي وُدِّكَ عُقْدَه بَعْدَهُ: وَكَذَا السُّوقِي للإخْـ ... ــــــوَانِ سُوْقِيُّ المَوَدَّة ¬
[من البسيط] 12060 - قَدْ نَقَّرَ النَّاسُ حَتَّى أحْدَثُوا بِدعًا ... فِي الدِّيْنَ بِالرَّأي لَمْ تُبْعَثْ بِهِ الرُّسُلُ بَعْدَهُ: حَتَّى اسْتَخَفَّ بِحِقِّ اللَّهِ أكْثَرُهُمْ ... وَفِي الَّذِي حُمِّلُوا مِنْ حَقِّهُ شُغُلُ المَانْدَانِيّ فِي ابنِ المُرَخَّمِ: [من البسيط] 12061 - قَدْ نِلْتَ بِالجَهْلِ أسْبَابًا لَهَا خَطَرٌ ... تَضِيْق فِيْهَا عَلَى العَقْلِ المَعَاذِيْرُ بَعْدَهُ: مُصِيْبَةٌ عَمَّتِ الإسْلام قَاطِبَةً ... لا يُقْتَضَى مِثْلهَا حَزْمٌ وَتَدْبِيْرُ إِذَا تَجَارَى ذَوُو الألْبَابِ جُمْلَتَهَا ... قَالُوا جَهُولٌ أعَانتهُ المَقَادِيْرُ هُوَ أَبُو العّبَّاسِ أحْمَد بن بُخْتِيَار بنِ عَلِيِّ بن مُحَمَّد المَانْدَانِيُّ. مَوْلدَهُ فِي ذِي الحْجَّةِ سَنَةَ 479 وَوَفَاتَهُ بِبَغْدَادَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ 552. وَمِنْ بَابِ (قَدْ) قَوْلُ جَحْظَةَ البَرْمَكِيِّ يَهْجُو (¬1): قَدْ نِلْتُمُ مِنْحَةً مَا نَالَهَا بَشَرٌ ... وَحِزْتُمُ نِعْمَةً مَا حَازَهَا مَلَكُ فَلَيْتَ شِعْرِي امْتِدَادٌ تَعَمَّدَكُمْ ... بِمَا أتَاكُمْ بِهِ أمْ خُوْلِطَ الفَلَكُ أَبُو نصر ابْنُ نُبَاتَةَ: [من المنسرح] 12062 - قَدْ وَعَظَ الدَّهْرُ كُلَّ ذِي أمَلٍ ... يَهْرُبُ مِنْ صِدْقِهِ إِلَى كَذِبِه ابْنُ الحَجَّاج: [من السريع] 12063 - قَدْ وَقَعَ الصُّلْحُ عَلَى غَلَّتِي ... فَاقْتَسَمُوهَا كَارَةً كَارَه ¬
بَعْدَهُ: لا يُدْبِرُ البَقَّالُ إِلَّا إِذَا ... تَصالَحَ السِّنَّوْرُ وَالفَأرَه هَذَا مَثَلٌ للعَوَامِ يَقُولُونَ: فِي مُصَالَحَةِ السّنَّور وَالفَأر خَرَابُ بَيْتِ العَطَّارِ. يَزِيْدُ بن المُهَلَّبِيُّ: [من الوافر] 12064 - قُدُومُ سَعَادَةٍ وَقُفُولُ يُمْنٍ ... هِيَ السَّرَّاءُ تَمْحَقُ كلّ حُزْنِ بَعْدَهُ: أظَلَّتْكَ السَّلامَةُ مَا تَغَنَّتْ ... مُطَوَّقَة تَرَنَّمُ فَوْقَ غُصْنِ وَيُرْوَيَانِ لابنِ الرُّومِيِّ. [من البسيط] 12065 - قَدْ هَبَّتِ الرِّيْحُ طُولَ الدَّهْرِ وَاخْتَلَفَتْ ... عَلَى الجبَالِ فَمَا زَالَتْ رَوَاسِيْهَا قَالُوا أبْرَقَ رَجُلٍ لِرَجُلٍ وَأرْعَدَ، وَتَهَدَّدَ وَتَوَعَّدَ، فَمَا زَادَهُ فِي الجوَابِ شَيْئًا غَيْرَ أنْ قَالَ: قَدْ هَبَّتِ الرِّيْحُ طُولَ الدَّهْرِ. البَيْتُ المُتَنَبِّيّ: [من البسيط] 12066 - قَدْ هَوَّنَ الصَّبْرُ عِنْدِي كُلَّ نَائِبَةٍ ... وَلَيَّنَ العَزْمُ حَدَّ المَرْكبِ الخَشِنِ أَبُو تَمَّام: [من الكامل] 12067 - قَدْ لانَ أكْثَرُ مَا نُرِيْدُ وَبَعْضُهُ ... خَشِن وَأنِّي بِالنَّجَاحِ لَوَاثِقُ أَبُو بَكْرٍ الخَوَارِزْميُّ: [من الرجز] 12068 - قَدْ يُبْصَرُ الخَفِيُّ فِي الجَلِيِّ ... كَالغَيْثِ يُلْفَى وَهُوَ فِي الحَبِيِّ ¬
طَرْفَةُ: [من الكامل] 12069 - قَدْ يَبْعَثُ الأَمْرُ الصَّغِيْرُ كَبِيْرَهُ ... حَتَّى تَظَلَّ لَهُ الدِّمَاءُ تَصِيْبُ أَبُو الرّمَاح الفُصَيْصِيُّ وَيُرْوَى لأبِي البَيْضَاءِ الحُمْصِيّ: [من البسيط] 12070 - قَدْ يُبْعُدُ الشَّيْءُ مِنْ شَيْءٍ يُشَابِهُهُ ... إِنَّ السَّمَاءَ نَظِيْرُ المَاءِ فِي اللَّوْنِ الرَضِيّ المَوْسَوِيُّ: [من الكامل] 12071 - قَدْ يَبْلُغُ الرَّجُلُ الجبَانُ بِمَالِهِ ... مَا لَيْسَ يَبْلُغُهُ الشُّجَاعُ المُقْدِمُ بَعْدَهُ: لا تُخْدَعَنْ عَنْهُ فَرُبَّ ضرِيْبَةٍ ... يَنْبُو الحُسَامُ بِهَا وَيَمْضي الدِّرْهَمُ عديُّ بنُ زَيْدٍ: [من الخفيف] 12072 - قَدْ يَبِيْتُ الفَتَى مُعَافًى فَيُوْدِي ... وَلَقَدْ كَانَ آمِنًا مَسْرُوْرَا قَبْلَهُ: إِنَّ للدَّهْرِ صرْعَةً فَاحْذَرْنَهَا ... لا تَبِيْتَنَّ قَدْ أَمنْتَ الدُّهُورَا قَدْ يَنَامُ الفَتَى صحِيحًا فَيَرْدَى وَلَقَدْ بَاتَ آمِنًا. البَيْتُ يُرْوَى لِعَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ: [من الخفيف] 12073 - قَدْ يَجِدُّ الحَرِيْصُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ... فَيَشْقَى وَيُرْزَقُ المُسْتَرِيْحُ بَعْدَهُ: وَيُعَادُ العَلِيْلُ حِيْنًا مِنَ الدَّهْرِ ... فَيَبْرَا وَقَدْ يَمُوتُ الصَّحِيْحُ ¬
الأضْبَطُ بنُ قُرَيْعٍ: [من المنسرح] 12074 - قَدْ يَجْمَعُ المَالَ غَيْرُ آكِلِهِ ... وَيَأكُلُ المَالَ غَيْرُ مَنْ جَمَعَه أنْشَدَ أَبُو بَكْرٍ الأنْبَارِيُّ قَالَ: أنْشَدَنَا أَبُو العَبَّاسِ أحْمَدُ ابْنُ يَحْيَى النَّحْوِيُّ لِلأضْبَطِ بنِ قُرَيْعٍ قَالَ: وَبَلَغَنِي أنْ هَذِهِ الأبْيَاتُ قِيْلَتْ فِي الإسْلامِ بِدَهْرٍ طَوِيْلٍ وَهِيَ: لِكُلِّ ضيِّقٍ مَنَ الهُمُومِ سَعَةٌ ... وَالمُسِيُّ وَالصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعَهْ مَا بَال مَنْ سَرَّهُ مُصَابكَ ... لا يَمْلِكُ شَيْئًا مِنْ وَزْعَهْ أذُودُ عَنْ حَوْضهِ وَيَدْفَعُنِي ... يَا قَوْمُ مَنْ عَاذِرِي مِن الخُدَعَهْ حَتَّى إِذَا مَا انْجَلَتْ عَمَايَتُهُ ... أقْبَلَ يَلْجَأُ وَغَيُّهُ فَجْعَهْ قَدْ يَجْمَعُ المَالَ غَيْرَآكِلِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَاقْبَلْ مِنَ الدَّهْرِ مَا أتَاكَ بِهِ ... مَنْ قَرَّعَيْنًا بِعَيْشِهِ نَفَعَهْ وَصِلْ حِبَالَ البَعِيْدِ إِنْ وَصَلَ الحَـ ... ــــبْلِ وَأقْصِ القَرِيْبَ إن قَطَعَهْ وَلَا تُعَادِ الفَقِيْرَ عَلَّكَ أنْ تَرْ ... كَعَ يَوْمًا وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ صَالِحُ بنُ عَبْدِ القُدُّوسِ: [من البسيط] 12075 - قَدْ يَجْمَعُ المَرْءُ مَالًا ثُمَّ يُسْلَبُهُ ... عَمَّا قَلِيْلٍ فَيَلْقَى الذُلَّ وَالعَطَبَا [من الرجز] 12076 - قَدْ يَجْهَدِ المَرْءُ فَمَا يَعْدُو القَدَرْ ... وَرُبَّمَا قَادَ إِلَى الحِيْنِ الحَذَرْ ابْنُ الرُّومِيُّ: [من الخفيف] 12077 - قَدْ يُحَثُّ الجَّوَادُ غَيْرَ بَطِيْءٍ ... وَيُهَزُّ الحُسَامُ غَيْرَ كَهَامِ ¬
[من الخفيف] 12078 - قَدْ يُحَدُّ اللَّبِيْبُ عَنْ سَعَةِ الرِّزْ ... قِ وَقَدْ يُرْزَقُ الضَّعِيْفُ بِجَدِّهِ [من البسيط] 12079 - قَدْ يَحْسُنُ العُذْرُ مِمَّنْ كَانَ مُجْتَرِمًا ... وَمَا اجْتَرَمْتُ فَقُلْ لِي كَيْفَ أعْتَذِرُ صَالِحُ بنُ عَبْدِ القُدُّوسِ: [من البسيط] 12080 - قَدْ يَحْقِرُ المَرْءُ مَا يَهْوَى فَيَرْكبُهُ ... حَتَّى يَكُونَ إِلَى تَوْرِيْطِهِ سَبَبَا الحِيْصُ بِيْصُ: [من الكامل] 12081 - قَدْ يُحْقَرُ المَلِكُ المُطَاعُ مُمَازِحًا ... وَيُهَابُ سُوقِيُّ الرِجَالِ الأوْقَرُ ابْنُ بَسَّامٍ: [من مجزوء الكامل] 12082 - قَدْ يَحْمِلُ الشَّيْخُ الكَبِـ ... ـــيْرُ جَنَازَةَ الطِّفْلِ الصَّغِيْرِ قَيْسِيَّةُ بن كُلْثُومٍ: [من البسيط] 12083 - قَدْ يُخْطَمُ الفَحْلُ قَسْرًا بَعْدَ عَزَّتهِ ... وَقَدْ يُرَدُّ عَلَى مَكْرُوهِهِ الأسَدُ قَبْلَهُ: وَاللَّهِ لَولا انْكِسَارُ الرِّمْحِ قَدْ عَلِمُوا ... مَا وَجَدُونِي ذَلِيْلًا كالَّذِي وَجَدُوا قَدْ يُخْطَمُ الفَحْلُ قَسْرًا. البَيْتُ بَشَّارٌ: [من السريع] 12084 - قَدْ يُخْطِئُ الرَّامِي صِفَاحَ المَهَا ... وَتُقْصِدُ الرَّمْيَةُ مِنْ غَيْرِ رَامْ ¬
ابْنُ المُؤَمَّلِ البَصْرِيِّ: [من البسيط] 12085 - قَدْ يُخْلِفُ اللَّهَ مَالًا أنْتَ مُتْلِفُهُ ... وَمَا عَنِ النَّفْسِ إن أتْلفْتَهَا عِوَضُ قَبْلَهُ: تَسَلَّ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ بِالحَيَاةِ فَقَدْ ... يَهُونُ عِنْدَ بَقَاءِ الجوْهَرِ العَرَضُ قَدْ يُخْلِفُ اللَّهُ مَالًا. البَيْتُ هُوَ الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بن أحْمَدَ بنِ المُؤَمَّلِ البَصْرِيُّ المَعْرُوفُ بِذِي الجَنَاحَيْنِ. أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من البسيط] 12086 - قَدْ يُدْرِكُ الرَّاقِدُ الهَادِي حَوَائِجَهُ ... وَقَدْ يَخِيْبُ أخُو الرَّوْحَاتِ وَالدَّلَجِ إبْرَاهِيْمُ بنُ هَرْمَةَ: [من الكامل] 12087 - قَدْ يُدْرِكُ الشَّرَف الفَتَى وَرِدَاؤُهُ ... خَلقٌ وَجَيْبُ قَمِيْصِهِ مَرْقُوعُ بَعْدَهُ: أمَا تَرِيْنِي شَاحِبًا مُتَبَذِّلًا ... فَالسَّيْفُ يَخلَقُ غِمْدُهُ وَيَضِيْعُ وَلَرُبَّ لَذَّةِ لَيْلَةٍ قَدْ نِلْتُهَا ... وَحَرَامُهَا بِحَلالِهَا مَدْفُوعُ قِيْلَ: أذِنَ الوَزِيْرُ بنُ هُبَيْرَةَ للنَّاسِ يَوْمًا وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ مَرْقُوع فَجَعَلَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إلَيْهِ، فَعَلِمَ أيْنَ نَظَرهُمْ فَقَالَ: قَدْ يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتَى وَرِدَاؤُهُ. البَيْتُ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ: [من السريع] 12088 - قَدْ يُدْرِكُ المُبْطِئُ مِنْ حَظِّهِ ... وَالخَيْرُ قَدْ يَسْبِقُ جُهْدَ الحَرِيْصِ ¬
القُطَامِيُّ: [من البسيط] 12089 - قَدْ يُدْرِكُ المُتَأنِّيّ بَعْضَ حَاجَتِهِ ... وَقَدْ يَكُونُ مَعَ المُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ قَالَ الحُكَمَاءُ: احْفَظْ عَشْرًا مِنْ عَشْرٍ: أنَاتَكَ مِنَ التَّوَانِي، وَإسْرَاعَكَ مِنَ العَجَلَةِ، وَسَخَاءكَ مِنَ التَّبْذِيْرِ، وَاقْتِصادَكَ مِنَ التَّقْتِيْرِ، وَإقْدَامَكَ مِنَ الهَوْجِ، وَتَحَرُّزَكَ مِنْ الجبْنِ، وَنَزَاهَتَكَ مِنَ الكِبْرِ، وَتَوَاضعَكَ مِنَ الدَّنَاءةِ، وَأُنْسَكَ مِنَ الاغْتِرَارِ، وَكِتْمَانَكَ مِنَ النِّسْيَانِ. أبْيَاتُ القُطَامِيِّ، عُميرُ بنُ عَمْرو بنِ عَبَّادِ بنِ بَكْرٍ بنِ أُسَامَةَ بنِ مَالِكٍ بنِ بَكْرٍ بنِ حَبِيْب بنِ عَمْرو بنِ غُنْمِ بنِ تَغْلِبَ وَإِنَّمَا سُمِّيَ القُطَامِيَّ بِقَوْلِهِ (¬1): يَحُطُّهُنَّ جَانِبًا فَجَانِبًا ... حَطَّ القُطَامِي قطًا قَوَارِبَا وَيُكَنى أبَا عُثْمَانَ. مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا عَبْدَ الوَاحِدِ بنَ سُلَيْمَنَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ وَهِيَ مِنْ أحْسَنِ شِعْرِهِ أوَّلُهَا (¬2): إنَّا مُحَيُّوكَ فَاسْلَمْ أيُّهَا الطَّلَلُ ... وإنْ بَلِيْتَ وإنْ طَالَتْ بِكَ الطِّيَلُ كَانَتْ مَنَازِلُ مِنَّا قَدْ نَحُلُّ بِهَا ... حَتَّى تَغَيَّرَ دَهْرٌ خَايِنٌ خَبلُ لَيْسَ الجدِيْدُ بِهِ تَبْقَى بَشَاشَتَهُ ... إِلَّا قَلِيْلًا وَلَا ذُو خُلَّةٍ يَصِلُ وَالعَيْشُ لا العَيْشُ إِلَّا مَا تُقَرُّ بهِ ... عَيْن وَلَا حَالٍ إِلَّا سَوْفَ تَنْتَقِلُ وَالنَّاسُ مَنْ يَلْقَ خَيْرًا قَائِلُونَ لَهُ ... مَا يَشْتَهِي وَلأُمّ المُخْطِئِ الهَبَلُ قَدْ يُدْرِكُ المُتَأنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَرُبَّمَا فَاتَ بَعْضَ القَومِ نُجْحهُمُ ... مَعَ التَّأنِّي وَكَانَ العَزْمُ لَو عَجِلُوا يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: ¬
أَمَّا قُرَيْشٌ فَلَنْ تَلْقَاهُمُ أبَدًا ... إِلَّا وَهُمُ خَيْرُ مِنْ يَحْفَى وَيَنْتَعِلُ إِلَّا وَهُمْ جَلَّ اللَّهُ الَّذِي قَصُرَتْ ... عَنْهُ الجبَالُ فَمَا سَاوَى بِهِ جَبَلُ قَوْمٌ هُمُ ثَبَّتُوا الإسْلامَ وَامْتَنَعُوا ... رَهْطُ الرَّسُولُ الَّذِي مَا بَعْدَهُ رُسَلُ مَنْ صَالَحُوهُ رَأَى فِي عَيْشِهِ سَعَةً ... وَلَا أرَى مَنْ أرَادُوا ضَرَّهُ يَئِلُ كَمْ نَالَنِي مِنْهُمُ فَضْلًا عَلَى عَدَمٍ ... إِذْ لا أكَادُ مِنَ الإقْتَارِ أحْتَمِلُ وَكَمْ مِنَ الدَّهْرِ مَا قَدْ ثَبَّتُوا قَدَمِي ... إِذْ لا تَزَالُ مَعَ الأعْدَاءِ تَنْتَضِلُ فَلا هُمُ صَالَحُوا مَنْ يَبْتَغِي غَبَنِي ... وَلَا هُمْ كَدَّرُوا الخَيْرَ الَّذِي فَعَلُوا هُمُ المُلُوكُ وَأبْنَاءُ المُلُوكِ هُمْ ... وَالآخِذُونَ بِهِ وَالسَّاسَةُ الأُوَلُ الحَكَمُ بنُ عَبْدَلٍ: [من المنسرح] 12090 - قَدْ يُرْزَقُ الخَافِضُ المُقِيْمُ وَمَا ... شَدَّ بِعِيْسٍ رَحْلًا وَلَا قَتَبَا أبياتُ الحَكِمْ بنِ عَبْدَلِ الأَسَدِي: أطْلُبُ مَا يَطْلُبُ الكِرَيمُ مِنَ الرّزقِ ... لِنَفْسي وأُجْمِلَ الطَّلَبَا وَأَحلبُ الثرة الصّفي وَلَا ... أَجهدُ أخَلاف غَيرهَا حَلَبَا إِنِّي رأَيْتُ الفَتَى الكَرِيمَ إِذَا ... رَغَّبتُهُ في صَنِيْعَةٍ رَغِبَا وَالعَبْدُ لَا يَطلبُ العَلَاءَ وَلَا ... يُعْطِيْكَ شَيئًا إِلَّا إِذَا رَهِبَا مثلُ الحِمَارِ السّوْءِ الموَقّعَ لا ... يُحِسْنُ مَشْيًا إِلَّا إِذَا ضُرِبَا وَلم أَجِد عُرُوةَ الخلائقِ إِلّا ... الدّينَ لمّا اعتبرت الحَسبَا لا أجتوي خُلَّةَ الصِّدِيقِ ... ولا أتبِعُ نَفِسي شيئًا إِذَا ذَهَبَا قَد يُرزَقُ الخَافضُ المقيمُ البيتُ وبَعدَهُ. ويُحرَمُ الملَلَ ذوُ المَطِيّةِ والرَّجلِ ... وَمنْ لَا يَزالُ مُغْتَرِبَا إبْرَاهِيْمُ بنُ المَهْدِيِّ: [من البسيط] ¬
12091 - قَدْ يُرْزَقُ المَرْءُ لَمْ تتْعَبْ رَوَاحِلُهُ ... وَيُصْرَفُ الرِّزْقُ عَنِ ذِي الحِيْلَةِ التَّعبِ بِقِيَّةُ الأبْيَاتُ مَكْتُوبَةٌ بِبَابِ: قَدْ شَابَ رَأسِي وَرَأسُ الحِرْصِ لَمْ يَشِبِ الهَيْثَمُ بنُ القَاسِم النَّخْعِيُّ: [من البسيط] 12092 - قَدْ يُرْزَقُ الأحْمَقُ المَأفُونُ فِي دَعَةٍ ... وَيُحْرَمُ الأحْوَذِيُّ الأرْحَبُ البَاعِ بَعْدَهُ: كَذَا السَّوَامُ تُصِيْبُ الأرْضَ مُمْرِعَةً ... وَالأُسْدُ مَرْتَعُهَا فِي غَيْرِ إمْرَاعِ سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ: [من البسيط] 12093 - قَدْ يَرْعَوِي المَرءُ يَوْمًا بَعْدَ هَفْوَتِهِ ... وَتحْكمُ الجاهِلَ الأيَّامُ وَالغِيَرُ أَبياتُ سَابِقٍ البَرْبَريَ مِنَ قَصْيدةِ تقولُ منْها: فَمَا صَفَا لا مْرئٍ عَيشٌ يُسَرُّ بِهِ إِلَّا ... وَيتَبَعُ يومًا صَفْوَهُ كَدَرُ قَد يَرْعَوي المرءُ يومًا بعدَ هَفوتِهِ، البيَتُ وبَعدْهُ: وَالعِلْمُ يجلُو العَمَى عَن قَلْبِ ... صَاحِبهِ كَمَا يَجْلي سَوادَ الظُلمِةِ القَمْرُ لَا ينفَعُ الذِّكرُ قلبًا قَاسِيًا أبدًا ... وَهَلَ يَلينُ لقَولِ الوَاعْظِ الحَجرُ وَالمَوتُ خَير لمن تَمشى على قَدمٍ إلى ... الأمُور التي تُخشَى وتُنْتَظرُ فَهُمْ يَمُّرونَ أفْواجًا وتجمَعُهمُ دَارٌ ... إِليَهْا يَصِيْرُ البَدوُ وَالْحَضُر مَا يَلْبَثُ الشيءُ أَنْ يُبلَى إِذَا ... احتَلفَتْ يومًا على نقصِهِ الرَّوحَاتُ والبُكْرُ وَكُلُّ بيتٍ خَرابٌ بَعدَ جِدَّتِهِ ومِنْ ... وَراءِ الشَّبْاب الموتُ وَالكِبَرُ بَيْنا تَرى الغُصُنَ لَدْنًا فِي أَرُوَمَتِهِ رِيّانَ ... صَارَ حُطامًا جَوفُهُ نَخِرُ ¬
أَبَعدَ آدَمَ تَرجُونَ البقاءَ وَهَلْ ... تَبقَى فُروعٌ لأَصْلٍ حيْنَ يَنْتَعِرُ لَكُم بُيُوتٌ بمسُتنّ السُّيُولِ وَهْلَ ... يَبقَى على الماءِ بَيتٌ أُسُّهُ مَدَرُ إلى الفناءِ وَإِنْ طالت سَلَامتهُم مَصِيرٌ ... كُلّ بَني أنْثَى وَإِنْ كَثُروُا وَالمَرْءُ مَا عَاشَ في الدُّنيا لَهُ أملٌ إِذَا ... انقضى سَفَر مِنْهَا أَتَى سَفَرُ لَهَا حَلاوَةُ عَيْشٍ غيرُ دائِمَةٍ وَفي ... العَواقِبِ مِنْهَا المُرُّ والصَّبِرُ إِذَا قضت زُمَرٌ آجَالَها نَزَلتُ ... عَلَي منَازِلِهَا مِنْ بَعْدِهَا زُمَرُ وَلَيْسَ يَزْجِرُكُم مَا تُوعَظونَ بِهِ والبَهمُ ... يَزِجرُهُا الرّاعي فتندَحرُ مَا لِي أَرَى النَاس وَالدْنَيا مَوَاليَهُ ... وَكُلُ حَبلٍ عَلْيَها سَوفَ يَنْتَبِرُ لَا يَشعُرونَ بِمَا في دينهِم نُقِصُوْا ... جَهلًا وَإِنْ نَقصتُ دُنْياهُمْ شَعَروا أَبُو مِسْمَعٍ الفَزَارِيُّ: [من الكامل] 12094 - قَدْ يَرْفَعُ المَالُ الدَّنِيَّ وَيَزْدَرِي ... لِلقُلِّ ذُو الحَسَبِ المُعَمَّمِ المُخَوِّلُ يُرِيْدُ بِقَوْلِهِ المُعِمُّ المُخْولُ: مَنْ أعْمَامِهِ وَأخْوَالِهِ كْرَامٌ. يَقُوْلُ: المَالُ يَرْفَعُ الوَضِيعَ، وَيَنوّهُ مِنْ قَدرِهِ، وَالفَقْرُ يَضَعُ مِنَ الشَّرِيْفِ ذِي الأصْلِ وَالحَسَب، وَيَقْدَحُ فِي شَرَفِهِ، وَيُزْدَرَى لإقْلالِهِ. [من الكامل] 12095 - قَدْ يَرْفَعُ المَرْءُ اللَّئِيْمُ حِجَابَهُ ... ضَعةً وَدُونَ العُرْفِ مِنْهُ حِجَابُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِيُّ: [من البسيط] 12096 - قَدْ يَرْكَبُ الأمَلُ المَاشِي فَيَحْمِلُهُ ... وَيَسْمَعُ الأسْطرَ القَارِي بِلا نَغَمِ [من الرجز] 12097 - قَدْ يَسْبِقُ العَيْرُ إِلَى الضِّرْغَامِ ... خَوْفًا مِنَ النُّكوْلِ بِالإقْدَامِ ¬
[من الكامل] 12098 - قَدْ يُسْتدلُّ بِظَاهِرٍ عَنْ بَاطِنٍ ... حَيْثُ الدُّخَانُ يَكُونُ مَوْقِدُ نَارِ أَبُو فِرَاسٍ الحَمَدَانِيُّ: [من مجزوء الكامل] 12099 - قَدْ يُسْعِفُ الدَّهْرُ بِالتَّدَانِي ... وَرُبَّمَا أسْعَفَ اللَّئِيْمُ الرَضيّ المَوْسَوِيُّ: [من مجزوء الكامل] 12100 - قَدْ يَسْقُطَ العودُ الجَلِيْـ ... ــــدُ وَيَنْهَضُ النِّضْوُ الطَّلِيْحُ 12101 - قَدْ يَشْرُفُ المَرْءُ بِآدَابِهِ ... يَوْمًا وإنْ كَانَ وَضِيْعَ النَّسَبِ دِعْبِلٌ: [من الخفيف] 12102 - قَدْ يَشِيْبُ الفَتَى وليس عَجِيْبًا ... أنْ يُرَى النُّور فِي القَضِيْبِ الرَّطْبِ عَبِيْدُ بنُ الأبْرَصِ: [من الخفيف] 12103 - قَدْ يُصَابُ الجبَانُ فِي آخِرِ الصَّـ ... ــــفِّ وَيَنْجُو مُقَارعُ الأبْطَالِ [من الخفيف] 12104 - قَدْ يُصَادُ القَطَا فَيَنْجُو سَرِيْعًا ... وَيَحُلُّ البَلاءُ بِالصَّيَّادِ [من الخفيف] 12105 - قَدْ يُصَادُ القَطَا فَيَنْجُو سَلِيْمًا ... بَعْدَ هُلْكٍ وَيَهْلِكُ الصَّيادُ ¬
بَعْدَهُ: وَيُعَافَى المَرِيْضُ بَعْدَ إيَاسِ ... كَانَ مِنْهُ وَيَهْلِكُ العَوَّادُ الحَسَنُ بنُ رَجَاءٍ: [من السريع] 12106 - قَدْ يَصْبِرُ الحُرُّ عَلَى السَّيْفِ ... وَيَأنَفُ الصَّبْرَ عَلَى الحَيفِ بَعْدَهُ: وَيُؤثِرُ المَوْتَ عَلَى حَالَةٍ ... يَعْجِزُ فِيْهَا عَنْ قِرَى الضَّيْفِ هُوَ أَبُو عَلِيّ الحَسَنُ بنِ أَبِي الضَّحَّاكِ الحِصَارِيُّ الكَاتِبُ أصلُهُ مِنْ جَرْجَرَايَا. مَاتَ بِفَارِسٍ سَنَةَ. . . وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَتَوَلَّى حَرْبَ فَارِسَ وَالأهْوَاز وَخَرَاجُهَا. المُتَنَبِّيّ: [من الخفيف] 12107 - قَدْ يُصِيْبُ الفَتَى المُشِيْرُ وَلَمْ يَجْـ ... ـــــهَدْ وَيَشْوِي الصَّوَابَ بَعْدَ اجْتِهَادِ [من البسيط] 12108 - قَدْ يَضْحَكُ المَرْءُ مِمَّا سَاءهُ عجَبًا ... كَمَا يُرَى بَاكِيًا مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ مُحَمَّد بن أَبِي العَتَاهِيَةِ: [من البسيط] 12109 - قَدْ يُظْهِرُ العَبْدُ مَا فِي وَجْهِ مَالِكِهِ ... حَتَّى تَرَاهُ وإنْ لَمْ تَدْخُلِ الدَّارَا قَبْلَهُ: قَدْ جِئْتُ بَابَكَ مُشْتَاقًا وَزَوَّارَا ... فَكَانَ عَبْدُكَ نَبَّاحًا وَهَرَّارَا قَدْ يُظْهِرُ العَبْدُ مَا فِي وَجْهِ مَالِكِهِ. البَيْتُ [من البسيط] 12110 - قَدْ يُظْهِرُ المَرْءُ تَجْمِيْلًا لِصَاحِبِهِ ... وَفِي حَشَاهُ عَلَيْهِ النَّارُ تَأتَكِلُ ¬
[من الخفيف] 12111 - قَدْ يُعَافَى المَرِيْضُ بَعْدَ إيَاسٍ ... كَانَ مِنْهُ وَيهْلِكُ العَوَّادُ مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ: [من السريع] 12112 - قَدْ يُعْجِزُ العَاقِلُ فِي إرْبِهِ ... مَا يُدْرِكُ الجاهِلُ فِي خُرْقِهِ قَبْلَهُ: جَدَّكِ لا كَدَّكِ يَا نَفْسُ لا ... يُخْتَلَجُ العَاجِزُ عَنْ رِزْقِهِ وَالرَزْقُ لا يَأتِي امْرَأً نَالَهُ ... بِحِيْلَةِ المَرْءِ وَلَا دِفْقِهِ وَمَا عَنِ العَقْلِ أفَادَ امْرُؤٌ ... مَالًا وَلَا أعْدَمَ مِنْ حُمْقِهِ قَدْ يَعْجِزُ العَاقِلُ فِي إرْبِهِ. البَيْتُ شَهْمُ بنُ حَنْظَلَةَ الغَنَوِيُّ: [من البسيط] 12113 - قَدْ يَعْلَمُ النَّاسُ أنَّا مِنْ خَيَارِهِمُ ... فِي الدِّيْنِ وَفِي أحْسَابِهِمْ حَسَبَا قَبْلَهُ: يَا لَلرِّجَالِ لأقْوَامٍ أُجَاوِرُهُمْ ... مُسْتَقْبسِيْنَ وَلَمَّا يَقْبسُوا لَهَبَا يَصْلُونَ نَارِي وَأحْمِيْهَا لِغَيْرِهمُ ... وَلَوَ أشَاءُ لَقَدْ كَانُوَا لَهَا حَطَبَا وَلَا أسبُّ امْرَأً إِلَّا رَفَعْتُ لَهُ ... عَارًا يُسَبُّ بِهِ الأقْوَامُ أو لَقَبَا قَدْ يَعْلَمُ النَّاسُ أنَّا مِنْ خِيَارِهم. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا يَمْنَعُ النَّاسُ مِنِّي مَا أردْتُ وَلَا ... أُعْطِيْهُمُ مَا أرَادُوا حُسْنَ ذَا أدَبَا يَزِيْدُ بنُ الحَكَمِ: [من مجزوء الكامل] 12114 - قَدْ يُقْتِرُ الحَوِلُ التَّقـ ... ــــيُّ وَيُكْثِرُ الحَمِقُ الأثِيْمُ ¬
[من الطويل] 12115 - قَدْ يَقْرِضُ الشِّعْرَ البَكِيُّ لِسَانُهُ ... وَتُعْيي القَوَافِي المَرْءَ وَهُوَ خَطِيْبُ وَمْنَ بَابَ (قَدْ) قَولُ ابنِ مُعَيْطٍ ويُروى لأبي قَطِيفَةَ (¬1). قَد يَكْتمُ النَّاسُ أسْرارًا فأَعلمُها وَلَا ... يَنالُونُ حَتَّى المَوتِ مَكْنُونِي يقول منها: القَصرُ فالنخلُ فالجمّاءُ بَيْنَهُمَا ... أشهى إلى القلب مِنْ أَبوابِ جَيْرونِ إلى البلاطِ فَمَا حَازتْ قرائِنُهُ ... دُور تَزَجْزَ عَنْ الْفحشاءِ وَالهُونِ وقولُ آخَر (¬2): قَد يُكْرمُ القِردُ إِعجَابًا بخسَّتِهِ ... وَقَد يُهَانُ لفَرْطِ النَّخْوة السَبُعُ قَبْلهُ: قَالوا مَعشرًا عنْدَ الملُوكِ سَمَوْا وَمَا ... لَهُمْ هِمَّةٌ تَسْمُو وَلَا وَدعُ وَأَنْتَ ذُو هِمّةٍ في العِلمُ عَالِيَةٍ فَلِمْ ... ظَمِيتَ وَهُم في الجَاهُ قَد كَرعَوْا فقلتُ بَاعُوا نفوسًا وَاشترو ثَمنا ... وَصُنْتُ نَفِسُي فلمَ أَخْضَعُ كما خَضَعُوا قَد يُكَرمُ القِردُ أعَجابًا بخسَّتِهِ. البَيْتُ. أَبُو مُحْجَنٍ الثُّقْفِيُّ: [من البسيط] 12116 - قَدْ يَكْثُرُ المَالُ يَوْمًا بَعْدَ قِلَّتِهِ ... وَيَكْتَسِي العُوْدُ بَعْدَ العُرْي بِالوَرَقِ [من الخفيف] 12117 - قَدْ يُلحُّ المُلحُّ فِي طَلَبِ الرِّزْ ... قِ فَيُكْدِي وَيُرْزَقُ المُسْتَرِيْحُ ¬
سَالِمُ بنُ أَبِي حَفْصَةَ: [من الطويل] 12118 - قَدِيْمًا ضَرَبْنَا الذَارِعِيْنَ وَأنْتُمُ ... مَشَاغِيْلُ فِي تَصْرِيْفِ مَاءِ الجَدْوَلِ [من البسيط] 12119 - قَدْ يَمْكُثُ النَّاسُ دَهْرًا لَيْسَ بَيْنَهُمُ ... وُدٌّ فَيَزْرَعُهُ التَّسْلِيْمُ وَاللَّطَفُ القَاسمُ بنِ طَبَاطَبَا: [من الـ. . .] 12120 - قَدْ يَنَالُ المَطْلُوبَ مَنْ غَيْرُهُ ... أوْلَى وَأحْرَى مِنْهُ بِمَا نَالا هَذَا يُخَاطِبُ أَبُو القَاسمُ بِهِ عَبْدَ اللَّهِ بنَ المُعْتَزِّ فِي مَعْنَى الخِلافَةِ مِنْ أبْيَاتٍ. أَبُو العَلاءِ المَعَرِّيُّ: [من البسيط] 12121 - قَدْ يُنْجِبُ الوَلَدُ النَّامِي وَوَالِدُهُ ... فَسْلٌ وَيَفْسُلُ والآبَاءُ أنْجَابُ الرَضيّ المُوْسَوِيُّ: [من مجزوء الكامل] 12122 - قَدْ يَنْسَخُ الخَوْفَ الأمَانُ ... وَيَغْلِبُ اليَأسَ الرَّجَا أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 12123 - قَدْ يُنْعِمُ اللَّهُ بِالبَلْوَى وإنْ عَظُمَتْ ... وَيَبْتَلِي اللَّهُ بَعْضَ القَومِ بِالنِّعَمِ بَعْدَهُ: بَنَاتُ نَعْشٍ وَنَعْشٌ لا كُسُوفَ بِهَا ... وَالشَّمسُ وَالبَدْرُ مِنْهُ الدَّهْرَ فِي رِقَمِ فَلْيَهْنِكَ الأجْرُ وَالنُّعْمَى الَّتِي سَبَغتْ ... حَتَّى جَلَتْ صَدَأ الصمْصَامَةِ الخدمِ مَحْمُودٌ الوَرَّاقُ: [من السريع] ¬
12124 - قَدْ يَنْفَعُ العَذْلُ الفَتَى تَارَةً ... وَرُبَّمَا أغْرَى الفَتَى العَذْلُ [من البسيط] 12125 - قَدْ يَنْفَعُ الأدَبُ الأحْدَاثَ فِي مَهَلٍ ... وَلَنْ يُطِيْعَكَ كَهْلٌ حِيْنَ يَكْتَهِلُ بَعْدَهُ: أَعْيَا العَمُودُ قَدِيْمًا مَنْ يُقَوِّمُهُ ... وَالغُصْنُ تَعْدِلُهُ لدْنًا فَيَعْتَدِلُ أخَذَهُ مِنْ قَوْلِ مُتمِّم بنُ نُوَيْرَةَ: وَلَيْسَ يَنْفَعُ بَعْدَ الكِبْرَةِ الأدَبُ مُتَمم بنُ نُوَيْرَةَ: [من البسيط] 12126 - قَدْ يَنْفَعُ الأدَبُ الأحْدَاثَ فِي مَهَلٍ ... وَلَيْسَ يَنْفَعُ بَعْدَ الكَبْرَةِ الأدَبُ بَعْدَهُ: إِنَّ الغُصُونَ إِذَا قَوَّمْتَهَا اعْتَدَلَتْ ... وَلَا يَلِيْنُ إِذَا قَوَّمْتَهُ الخَشَبُ وَقَالَ الأعْوَرُ الشّنِّيّ (¬1): [من الوافر] إِذَا مَا المَرْءُ قَصَّرَ ثُمَّ مَرَّتْ ... عَلَيْهِ الأرْبَعُونَ مِنَ الحَوَالِي وَلَمْ يَلْحَقْ بِصَالِحِهِم فَدَعْ ... فَلَيْسَ بِلاحِقٍ أُخْرَى اللَّيَالِي أَخَذَ الآخَرُ فَقَالَ (¬2): [من الطويل] إِذَا المَرْءُ وَفَّى الأرْبَعِيْنَ وَلَمْ يَكُنْ ... لَهُ دُونَ مَا يَأتِي حَيَاءٌ وَلَا سِتْرُ فَدَعْهُ وَلَا تَنْفَسْ عَلَيْهِ الَّذِي أَتَى ... وإنْ مَدَّ أسْبَابَ الحَيَاةِ لَهُ الدَّهْرُ [من البسيط] 12127 - قَدْ يُوبِقُ المَرْءَ أمْرٌ وَهْوَ مُحْتَقَرٌ ... وَالشَّرُّ يَا صَاحِ يَنْمَى وَهُوَ مُحْتَقَرُ ¬
الرَضيّ المُوْسَوِيُّ: [من البسيط] 12128 - قَدْ يُوْرِقُ العُودُ يَوْمًا وَهُوَ ذُو يَبَسٍ ... وَتُقْبَسُ النَّارُ مِنْ ذِي نَعْمَةٍ خَضِرِ عَبِيْدُ بنُ الأبْرَصِ: [من الـ. . .] 12129 - قَدْ يُوْصَلُ النَّازِحُ النَّائِي ... وَيُقْطَعُ ذُو السُّهْمَةِ القَرِيْبُ الرَضيّ المَوْسَوِيُّ: [من المنسرح] 12130 - قَدْ يُوْعَكُ اللَّيْثُ لا لِذِلَّتِهِ ... عَلَى اللَّيَالِي وَيَسْلَمُ الوَعِلُ مُحَمَّد بن أَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: [من الخفيف] 12131 - قَدْ يُهَزُّ الهِنْدِيُّ وَهْوَ حُسَامٌ ... وَيُحَثُّ الجَّوَادُ وَهْوَ جَوَادُ قَبْلَهُ: لا مَلُومٌ مُسْتَقْصِرٌ أنْتَ فِي البِرِّ ... وَلَكِنْ مُسْتَعْطَفٌ مُسْتَزَادُ قَدْ يُهَزُّ الحُسَامُ وَهْوَ حُسَامٌ. البَيْتُ صَالحُ بنُ عَبْدِ القُدُّوسِ: [من الخفيف] 12132 - قَدْ يُلامُ البَرِيءُ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ ... وَتَغَطَّى مِنَ المُرِيْبِ الذُّنُوبِ [من الكامل] 12133 - قَذَفُوكَ فِي غَمَّائِهَا وَتَبَاعَدُوا ... عَنْهَا وَقَالُوا قُمْ لِنَفْسِكَ وَاقْعُدِ ابْنُ الرُّوميّ: [من الطويل] ¬
12134 - قَرَأْتُ عَلَى أهْلِي كتَابَكَ إِذْ أَتَى ... وَقُلْتُ لَهُمْ هَذَا الأمَانُ مِنَ الدَّهْرِ بَعْدَهُ: فَكُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمُ إِذَا خَافَ دَهْرَهُ ... مُعَوِّلُهُ ضَمُّ الكِتَابِ إِلَى الصَّدْرِ عَمْرُو بنُ كلْثُومٍ: [من الطويل] 12135 - قِرَاعُ السُّيُوفِ بالسُّيُوفِ أحَلَّنَا ... بِأرْضٍ بَراخٍ ذِي أرَاكٍ وَذِي إثْلِ بَعْدَهُ: مَعَاذَ الإلَهِ أنْ تَنُوحَ نِسَاؤنَا ... عَلَى مَالِكٍ أو أنْ تَضِجَّ مِنَ القَتْلِ [من الكامل] 12136 - قَرُبَ المَزَارُ وَأَنْتَ جَافٍ مَا تَرَى ... وَإِذَا القَرِيْبُ جَفَاكَ فَهْوَ بِعِيْدُ قَبْلَهُ: لَو كُنْتَ فِي بَلَدٍ وَنَحْنُ بِغَيْرِهِ ... مَا كَانَ عِنْدَكَ فِي الجفَاءِ مَزِيْدُ قَرُبَ المَزَارُ وَأَنْتَ جَافٍ مَا تَرَى. البَيْتُ مُهَلْهِلُ بنُ رَبِيْعَةَ: [من الخفيف] 12137 - قَرِّبَا مَرْبَطَ النَّعَامَةِ مِنِّي ... شَابَ رَأسِي وَأنْكَرَتْنِي رِجَالِي يَقُوْلُ مِنْهَا: لَمْ أكُنْ مِنْ جُنَاتِهَا عَلِمَ اللَّهُ ... وَإنِّي بِحَرِّهَا اليَومَ صَالِي وَمُهَلْهِلٌ هَذَا هُوَ أوَّلُ مَنْ رَقَّقَ الشِّعْرَ فَسُمِّيَ مُهَلْهِلًا بِذَاكَ. وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ ¬
للحَارثِ بن عَبَّادٍ وَهُوَ مُهَلْهِلٌ قَالَهُ حِيْنَ قُتِلَ بُجَير، وَكَانَ قَدْ اعْتَزَلَ الفَرِيْقَيْنِ حِيْنَ قَتَلَ الجسَّاسُ كُلَيْبًا فَلَمَّا قُتِلُ بُجَيْر نَهَضَ حِيْنَئِذٍ وَقَالَ: الأبْيَاتُ. لَهُ مِنْهَا أَيْضًا: . 12138 - قَرِّبَا مَرْبَطَ النَّعَامَةِ مِنِّي ... لَقَحَتْ حَرْبُ وَائِلٍ عِنْ حِيَالِ لَهُ مِنْهَا أَيْضًا: 12139 - قَرِّبَاهَا بِمُقْرَبَاتٍ عِجَالٍ ... وَإثْبَاتٍ يَثِبْنَ وَثْبَ السَّعَالِي وَمِنْ هذا الْبَابُ قَولُ زُهيْرٍ المصْرِي (¬1): قَرُبَتْ دَارُنَا وَلَمْ يُفدِ القُرب ... اجْتماعًا عاقَلًا تَلومُ البِعَادَا كَانَ ذَاكَ الْبِعَادُ أرْوَحَ لِلْقَلبِ ... لأَنَّ الغَرامَ بالقُربِ زَادَا الفَقِيْهُ جَمَالُ الدِّيْنِ بنِ يَحْيَى القُوبَقِي: [من الكامل] 12140 - قَرَّتْ نُجُومُ خَوَاطِرِي فِي أوْجِهَا ... لَو أَنَّهَا لا تُبْتَلَى بِرَجِيْمِ بَعْدَهُ: فَإِذَا رَأتْ شَيْطَانَ لؤمٍ نَحْوَهَا ... مُتَمَرِّدًا نَثَرَتْهُ فِي المَنْظُومِ أخَذَهُ مِنْ قَوْلِ بَعِضِ شُعَرَاءِ المَغْرِبِ (¬2): [من الوافر] وَكُنْتُ أظُنُّ أَنَّ الجِنَّ عِنْدَ اسْـ ... ــــتِرَاقِ السَّمْعِ تُرْجَمُ بِالنُّجُومِ فَلَمَّا أنْ عَلَوْتُ وَصُرْتُ نَجْمًا ... رُجِمْتُ بِكُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيْمِ إبْرَاهِيْمُ بن حَسَّانَ الحَضْرَمِيُّ: [من الطويل] 12141 - قَرَضْتُ مِنَ الأشْعَارِ نُورًا وَحِكْمَةً ... وَسُخِّرَ لِي وَحْشِيُّهُ وَغَرَائِبُه ¬
إبْرَاهِيْمُ الغَزِيُّ: [من الخفيف] 12142 - قرِنَ الشّحُّ وَالتَصَرُّفُ بِالإكْـ ... ــــثَارِ وَالمَكْرُمَاتِ بِالإقْلالِ وَمِنْ هَذَا الْبَابِ، وَهُو مَا وُجِدَ مَكْتوبًا على درِهِمَ أو دينارٍ في أَحِدِ وَجْهِيْهِ (¬1). قرنتُ بالنِّجحِ وَبِي كُلمَا ... يُرَادُ مِنْ مُمْتَنِعٍ يُوجَدُ وفي الجانب الآخِرَ: وَكُلُ مَنْ كُنْتُ لَهُ آلفًا ... فالجِنّ وَالإِنسُ لَهُ أعْبُدُ الرَضيّ المَوْسَوِيُّ: [من المتقارب] 12143 - قَرِيْبُ المرَادِ بَعِيْدُ المَرَامِ ... عَظِيْمُ العَلاءِ جَلِيْلُ الحَسَب قَبْلَهُ: قَدِمْتَ فَأطْرَقَ طَرْفُ الزَّمَا ... نِ عَنْكَ وَأغَضتَ عُيُونُ النُّوَبْ قَرِيْبُ المَرَادِ بَعِيْدُ المَرَامِ. البَيْتُ ابْنُ الحَجَّاجُ: [من الطويل] 12144 - قَرِيْبُ مَدَى العُمْرِ القَصِيْرِ كَأنَّمَا ... أرَتْهُ نَعِيْمَ العَيْشِ أضْغَاثُ حَالِمِ إبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصُّولِيُّ: [من الطويل] 12145 - قَرِيْبَةُ عَهْدٍ بِالحَبِيْبِ وَإِنَّمَا ... هَوَى كُلِّ نَفْسٍ حَيْثُ كَانَ حَبِيْبُهَا قَولُ إبرَاهِيمُ بنِ العَّباسِ الصُّوْلي: قريبَة عَهْدٍ بالحَبيُبِ. قَدْ تَداوُلَهُ جَمَاعةُ مِنَ الشَّعِراءِ كُلٌ ضمَّنُه شِعْرَهُ وأدَّعاه لنفُسِهِ، وَالأَصُلُ في ذَلكَ قَولُ ذي الرُمَّةِ. إِذَا هَبَّتِ الأَروْاحُ مِنْ نَحوِ جَانبٍ ... بِهِ أهلُ ميَّ زَادَ شَوقِي هُبُوبُهَا ¬
هَوًى تَذُرفُ العَينانِ مِنْهُ وَإِنَّمَا ... هَوى كُلّ نَفْسٍ حيث كان حَبِيبُها أخذَهُ إبراهُيم بن العَبّاسِ فَقالَ منقولُ منْ خَطِّ مهُلهِلِ بن أحَمدِ (¬1): تَمُرُّ الصَّبَا صَفحًا بِسَاكنٍ ذي الغَضَا ... ويَصدَعُ قَلبي أنْ نَقُبَّ هُبُوبُهَا قَرِيبَةُ عهْدٍ بالْحبَيْبُ وَإِنَّما. البيَتْ وبَعْدَهُ: تَطَلَّعُ مِنْ نَفُسْي إِلَيكِ نوازعٌ عَوارِفُ ... أَنْ اليأسَ مِنْكِ نَصِيُبُهَا تَوحَّشَ مِنْ لَيْلَى الحمى وتنكرت ... مَنازِلُ لَيْلَى خيمُهَا وكَثِيبُهَا وَزَالتْ زَوالَ الشَّمس عَنْ مُسْتَقَرِّهَا ... فمن مُخْتَبي في أَي أَرضٍ غُروبُها بحَسبِ الليَالِيْ أَنْ طَرحْنَكَ مُطرحًا ... بَدارِ قَلى تُمسِيُ وَأنتَ غريْبُهَا حَلَالُ للَيْلَى أَنْ تَروعَ فَؤادَهُ ... بهَجْرٍ ومَغْفورٌ لليلْى ذُنُوبُهَا وأخَذَهُ ابْنُ السَّاعَاتِي فَقالَ (¬2): إِذَا هزَّ بَانَاتِ العُذَيب جَنُوبُهَا ... فَلَا غَيثَ إِلَّا دَمُعُ عَيْنَي يَصُوبُهَا أصانِعُ فِيْهَا الصَّبرَّ لَوْ أسْتَطِيعُهُ ... وأَنْشُدُ عَنْهُا سَلوةً لا أُصِيبهُا وَإِنِّي لاشهَدي شَذَا نفحَاتِهَا وَمَا ... شَبَّ نَارُ الوجدِ إِلَّا هُبُوبُهَا تَحكَّم في قَلبي الجَوَى فَيُطِيعُهُ ... وتدعُو عَلَى شَحْطِ النَّوى صحبتُهَا قريبةُ عَهْدٍ بالحبيبِ وَإِنَّمَا. البَيْتُ وبَعْدَهُ: أَهِيم بِلَيلى بالحِسَان كثيرة وَلَكِنَّهَا ... كَالثَّمْرِ قَلَّ ضَرِيبهَا وَالهوى الهَوى خَوفَ العِدَى وَينُمُّ ... في شجون بره غنوانُ الجسُوم شجُوبَهَا وأَخذَهُ أبو إِسْحاقُ الصَّابِئُ فَقالَ مِن أبياتٍ: تَطلَّعُ مِنْ نَفْسي إليكَ نَوازعٌ ... طَوامِعُ أَنَّ الوَصْلَ مِنْك يُجيبُهَا قريبةً عَهْدٍ بالحبَيْبِ وَإِنَّما. البَيْتُ. ¬
دَاودُ بنُ عَلِيّ: [من المتقارب] 12146 - قُرَيْشٌ خَيَارُ بَنِي آدَمَ ... وَخَيْرُ قُرَيْشٍ بَنُو هَاشِمِ بَعْدَهُ: سَقَاهُ الحَجِيْجُ وَأهْلُ الكِتَابِ ... وَرَهْطُ النَّبِيِّ أَبِي القَاسِمِ وَهَيْنُوْنَ لَيْنُوْنَ فِي دِيْنهِم ... غِلاظٌ شِدَادٌ عَلَى الظَّالِمِ وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ عَمُّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬1): [من الطويل] إِذَا اجْتَمَعَتْ يَوْمًا قُرَيْشٌ لِمَفخرٍ ... فَعَبْدُ مَنَافٍ سِرُّهَا وَصَمِيْمُهَا وَإِنْ حُصلَتْ أشْرَافُ عَبْدِ مَنَافِهَا ... فَفَي هَاشِمٍ أعْلامُهَا وَقَدِيْمُهَا وإنْ فَخَرَتْ يَوْمًا فَإنَّ مُحَمَّدًا ... هُوَ المُصْطَفَى مِنْ سِرِّهَا وَكَرِيْمُهَا وَقَالَ آخَرَ (¬2): [من السريع] للَّهِ مِمَّا قَدْ بَرَا صفْوَةٌ ... وَصفْوَةُ الخَلْقِ بَنُو هَاشِمِ وَصِفْوَةُ الصِّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ ... مُحَمَّدُ الطُّهْر أَبُو القاسمِ أَبُو سَعِيْدٍ الرُّسْتُمِيُّ (¬3): [من الطويل] 12147 - قَرِيْضٌ كسَاهُ المُزْنُ أثْوَابَ رَوْضِهِ ... فَرَقَّتْ أعَالِيْهِ وَرَقَّتْ أسَافِلُه بَعْدَهُ: يَطِيْبُ عَلَى الأسْمَاعِ رَيَّا نَشِيْدِهِ ... وَأطْيَبُ مَن رَبَّاهُ مَا أنْتَ فَاعِلُه ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الطويل] 12148 - قِرِي للزَّمَانِ الصَّعْبِ وَيْحَكِ وَاصْبِرِي ... فَمَا نَاصِحَاتُ المَرءِ إِلَّا تَجَارِبُه ¬
بَعْدَهُ: وَلَا تَحْزَنِي إِنْ أغْلَقَ الوَفْرُ بَابَهُ ... فَعِنْدَ انْغِلاقِ البَابِ يَأذَنُ حَاجِبُه حَسَّانُ المَصِيْصِي المَغْرِبِيُّ: [من الوافر] 12149 - قَسَا قَلْبًا وَشَنَّ عَلَيْهِ دِرْعًا ... فَبَاطِنُهُ وَظَاهِرُهُ حَدِيْدُ هُوَ أَبُو الوَليْدُ حَسَّانُ بنُ المَصيْصيّ أحَدُ شُعَرَاءِ الأنْدَلُسِ. [من الطويل] 12150 - قِسِ النَّاسَ تَعْرِفْ غَثَّهُمْ مِنْ سَمِيْنِهمْ ... فَكُلٌّ عَلَيْهِ شَاهِدٌ وَدَلِيْلُ [من البسيط] 12151 - قِسْ بِالتَّجَارِبِ أغْفَالَ الأُمُورِ كَمَا ... تَقِيْسُ نَعْلًا بِنَعْلٍ حِيْنَ تَحْذُوهَا بَشَّارٌ: [من الكامل] 12152 - قِسْتُ السُّوَالَ فَكَانَ أعْظَمَ قِيْمَةً ... مِنْ كُلِّ عَارِفَةٍ جَرَتْ بِسُؤَالِ ابْنُ حَيُّوسٍ: [من البسيط] 12153 - قسٌّ وَسُحْبَانُ وَالقَومُ الأُلى فَصُحُوا ... لَو يَسْمَعُونَ الَّذِي أسْمَعْتَنِي ذُهِلُوا قَبْلَهُ: يَا مُسْمِعِي فِقرًا تَفْضِيْلَها لَزَمٌ ... وَمُوسِعِي مِنَنًا تَفْصِيْلُهَا جُمَلُ قسٌّ وَسَحْبَانُ وَالقَومُ الأُلَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لا يَبلغُونَ إِذَا أفْكَارهُم تَعِبَتْ ... مِعْشَارَ قَولكَ فِيْنَا حِيْنَ تَرْتَجِلُ لَقَدْ مَلأتَ القَوافِي فَوْقَ مَا وَسِعَتْ ... فَمَالَهَا عَنْكَ تَعْرِيدٌ وَلَا مَيَلُ ¬
أعِيْذُ مَجْدَكَ مِنْ عَيْنِ الكَمَالِ فَكَمْ ... أصَابَتِ العَيْنُ أمْلاكًا وَمَا كَمُلُوا السّرِيُّ الرَّفَاءُ: [من الخفيف] 12154 - قَسَمَ الرِّزْقَ وَالمَوَاهِبَ فِيْنَا ... فَدَعَوْنَاهُ قَاسِمُ الأرْزَاقِ وَمَنْ بَابُ (قَسَّمْ) قَوْلُ ابنِ أفَلحَ (¬1) قَسمًا بِعِصيَانِ العذولِ وَأَنَّهُ ... قَسمٌ عَلَى حُسُنِ الوفاءِ دَليْلُ إِنِّي عَليكَ وَإِنْ صَدَدْتَ لعَاطِفٌ ... ولكَ الغدَاة وَإِنْ قَطَعتَ وَصولُ إبْرَاهِيْمُ العَبّاسُ الصُّوليُّ: [من الطويل] 12155 - قَسِيْمَانِ مِنْ قَلْبِي قَسِيْمٌ لِحُبِّهَا ... حِمًى وَقَسِيْمٌ بَعْدَهُ للخَوَاطِرِ بَعْدَهُ: فَبَاقٍ هَوَاهَا مَا بَقِيْتُ وَزَائِلٌ ... هَوَى غَيْرِهَا أُخْرَى اللَّيَالِي الغَوَابِرِ التَّنُوخِيُّ: [من الطويل] 12156 - قَصَائِدُ إن كَانَ القَصِيْدُ مُنَازِعًا ... فَإنَّ لِسَانَ الحَقِّ عَنْهَا مُنَازِعُ بَعْدَهُ: وَيَحْسِدُنِي فِيْهَا رُوَاةٌ تَحَاسَدَتْ ... عَلَى لَفْظِهَا أفْوَاهُهُمْ وَالمَسَامِعُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 12157 - قَصَائِدُ مَا تَنْفَك مِنْهَا غَرَائِبٌ ... تَألَّقُ فِي أضْغَانِهَا وَبَدَايِعُ بَعْدَهُ: ¬
تَنَالُ مَنَالَ اللَّيْلِ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ ... وَتَبْقَى كَمَا تَبْقَى النُّجُومُ الطَّوَالِعُ مُكَرَّمَةُ الأسْبَابِ فِيْهَا وَسَائِلٌ ... إِلَى غَيْرِ مَنْ يَحْتَابُهَا وَذَرَائِعُ إِذَا ذَهَبَتْ شَرْقًا وَغَرْبًا فَأمْعَنَتْ ... تَبَيَّنْتُ مَنْ تَرْكُوا لَدَيْهِ الصَّنَايِعُ ومن باب (قَصِدُتُ) قول آخر كان ابْنُ الحِجَاجُ. قَصدْتُ باب الرئيسِ مُنْتَجعًا ... جَدْوَاهُ في عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابي وَالنَّاسُ كَالأَيُرِ كَلُهمُ دَخْلُوا ... ونَحن كالخُصَيْتَينِ بِالبَابِ ابْنُ جكِينَا البَغْدَادِيُّ: [من السريع] 12158 - قَصَدْتَ رَبْعِي فَتَعَالَى بِهِ ... قَدرِي فَدَتْكَ النَّفْسُ مِنْ قَاصِدِ بَعْدَهُ: وَمَا رَأى العَالَمُ مِنْ قَبْلِهَا ... بَحْرًا لسَعَى قَطُّ إِلَى وَارِدِ أَبُو سَعِيْدٍ الأصْفَهَانِيُّ: [من الوافر] 12159 - قَصَدْتُكَ عَارِيًا مِنْ كُلِّ مَنٍّ ... لِكُلِّ الخَلْقِ فِي كُلِّ الأمَانِي المُتَنَبِّي: [من الطويل] 12160 - قَصَدْتُكَ وَالرَّاجُونَ قَصْدِي إلَيْهِم ... كَثِيْرٌ وَلَكِنْ لَيْسَ كَالذَّنبِ الأنفُ بَعْدَهُ: وَلَا الفِضَّةُ البَيْضَاءُ وَالتِّبْرُ وَاحِدٌ ... نَفُوعَانِ للمُكْدِي وبَيْنَهُمَا صَرْفُ ابْنُ شَمْسِ الخلافَةِ: [من الطويل] 12161 - قَصَدْتُكَ لا أرْجُو سِوَاكَ مِنَ الوَرَى ... وَمثْلُكَ مَنْ لَمْ يَطَّرِحْ حُرْمَةَ القَصْدِ ¬
كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: [من الوافر] 12162 - قَصَدْتُكَ لا أعُولُ فِي رَجَائِي ... عَلَى أحَدٍ سِوَاكَ وَأَنْتَ حَسْبِي بَعْدَهُ: تُرَوِّي غَلَّتِي وَتَرُمُّ حَالِي ... وَتُؤمِنُ رَوْعَتِي وَتُزِيْلُ كَرْبِي 12163 - قَصْرُ الجدِيْدِ بِلًى وَقَصْرُ الوَ ... صْلِ فِي الدُّنْيَا انْقِطَاعُه [من الخفيف] 12164 - قَصُرَ اللَّيْلُ عِنْدَكُمْ فَهَجَعْتُمْ ... فَأسْعِدُونَا عَلَى اللَّيَالِي الطِّوَالِ مُعَاوِيَةَ بن عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ: [من الخفيف] 12165 - قَصُرَتْ بَسْطَةُ النَّدَى وَتَوَلَّتْ ... إِذْ تَوَلَّى مَحَاسِنُ الأيَّامِ بَعْدَهُ يَرْثِي بِذَلِكَ أبَاه عَبْدَ اللَّهِ بن جَعفَرَ بن أَبِي طَالِبٍ (¬1): فَعَلَيْكَ السَّلامُ إنَّا فَقَدْنَا ... بِكَ شَمْسَ الضُّحَى وَبَدْرَ التَّمَامِ التِّهَامِيُّ: [من الكامل] 12166 - قَصُرَتْ جُفُونِي أمْ تَبَاعَدَ بَيْنُهَا ... أمْ صُوِّرَتْ عَيْنِي بِلا أشْفَارِ مِنْ قَصِيْدَته الَّتِي أوَّلُهَا: حُكْمُ المَنِيَّةِ فِي البَرِيَّةِ جَارِي. [من الخفيف] 12167 - قَصُرَتْ دُونَهُ خُطَى مَنْ يُسَاعِيْـ ... ـــــهِ وَطَالَتْ إِلَى المَسَاعِي خُطَاهُ ¬
زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من الكامل] 12168 - قَصُرَتْ عَلَيْكَ ثِيَابُ كُلِّ مَدِيْحَةٍ ... وَذُيُولُهُنَّ عَلَى سِوَاكَ تَطُولُ المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 12169 - قَصُرَتْ مَدَّةُ اللَّيَالِي المَوَاضِي ... فَأطَالَتْ بِهَا اللَّيَالِي البَوَاقِي أوَّلُهَا: أتُرَاهَا لِكَثْرَةِ العُشَّاقِ ... تَحْسَبُ الدَّمْعَ خِلْقَةً فِي المَآقِي الأشْجَعُ السُّلْمِيُّ: [من الكامل] 12170 - قَصْرٌ سُقُوفُ المُزْنِ دُونَ سُقُوفِهِ ... فِيْهِ لأعْلامِ الهُدَى أعْلامُ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَعَلَى عَدُوِّكَ يابنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ ... رَصَدَانِ ضَوءُ الصُّبْحِ وَالإظْلامُ فَإِذَا تَنَبَّهَ رُعْنَهُ وَإِذَا غَفَا ... سَلَّتْ عَلَيْهِ سُيُوفَكَ الأحْلامُ يَقُوْلُ: أعْدَاؤكَ تُسَلُّ عليهمُ سُيُوفُكَ بِالنَّهَارِ وَإِذَا جَاءَ اللَّيْلُ رَأُوا ذَلِكَ فِي مَنَامِهِم طُولَ لَيْلِهِمْ فَهُمْ أبَدًا لا يُفَارِقُهُمْ الرُّعْبُ وَالخَوفُ فِي يَقْظَتِهِمْ وَأحْلامِهِمْ. لَهُ أَيْضًا: 12171 - قَصِّرْ عَلَيْهِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ ... خَلَعَتْ عَلَيْهِ جَمَالَهَا الأيَّامُ أَبُو تَمَّام: [من الكامل] 12172 - قَصِّرْ بِبَذْلِكَ عُمْرَ مَطْلِكَ تَحْوِلِي ... حَمْدًا يُعَمَّرُ عُمْرَ سَبْعَةِ أنْسُرِ ¬
12173 - قُصْوَى الفَتَى فِي كُلِّ مَا رَامَهُ ... أنْ يَبْلُغَ الغَايَةِ أو يُعْذَرَا وَمِنْ بابْ (قِصّ) مَثَلُ للعَوامِ يَقُولوَنَ: لَمْ يَنَلِ الثعَلبُ العُنقُودَ فقَالَ هَوْ حَامِضْ. يُضربُ لمن يطلب الشيءَ، فَإِذَا عَجَزَ عَنْ إِدَراكِهِ عابه؛ نَظَمَهُ بَعضُ الشعَراءِ فَقالَ: تِعيَّةُ الثعلَبِ لَمَّا كَان ... نَحِيْتَ الكَرم رَابِضُ قَالَ للعُنقُودِ لمَّا لَمْ ... يَنَلْهُ أَنْتَ حَامِضُ وقَالَ الآخَرُ: أَنْتَ العُنقُود وَالثعَلَب ... وَثَّابٌ مُنَاهِضُ قَالَ لَمَّا لَمْ يَنَلْهُ ... ذئب العُنْقود حَامِضُ أَبُو تَمَّام: 12174 - قَضَاءُ الَّذِي مَا زَالَ فِي يَدِهِ الغِنَى ... ثَنَى غَرْبَ آمَالِي وَفِي يَدِي الفَقْرُ [من الوافر] 12175 - قَضَاءُ اللَّهِ يَغْلِبُ كُلَّ شَيْءٍ ... وَيَلْعَبُ بِالجَزُوعِ وَبَالصَّبُورِ الصَّلْتَانُ العَبْدِيُّ: [من الطويل] 12176 - قَضَاءَ امْرِئٍ لا يَتَّقِي الشَّتْمَ مِنْهُمُ ... وَلَيْسَ لَهُ فِي المَدْحِ مِنْهُمْ مَنَافِعُ لَهُ مِنْهَا أَيْضًا: 12177 - قَضَاءَ امْرِئٍ لايَرْتَشِي فِي حُكُومَةٍ ... إِذَا مَالَ بِالقَاضِي الرُّشَا وَالمَطَامِعُ ¬
مُحَمَّد بن عُمَر الأنْبَارِيُّ: [من الوافر] 12178 - قَضَاءَ حَوَائِجِ الإنْسَانِ فَرْضُ ... وَمَا تُسْدِي إِلَى الإخْوَان قَرْضُ بَعْدَهُ: فَلا تَقْعُدْ إِذَا كُلِّفْتَ أمْرًا ... فَشَأنُ الدَّهْرِ إبْرَامٌ وَنَقْضُ نُفُوسُ الأكْرَمِيْنَ عَلَى المَعَالِي ... تَحُضُّهُمُ وَفِي التَّعْرِيْضِ حَضُّ وَتَعْجِيْلُ الحَوَائِحِ فِيْهِ حُبٌّ ... وَفِي تَأخِيْرهَا لَوْمٌ وَبُغْضُ فَعِرْضكَ لا تُعَرِّضهُ لِذَمٍّ ... فَلَمْ يثْبُتْ لِذَمٍّ قَطّ عِرْضُ هُوَ أَبُو الحَسَنُ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بن يَعْقُوبَ الأنْبَارِيُّ. الرَضِيّ المَوْسَوِيُّ: [من الكامل] 12179 - قَضَتِ اللَّيَالِي مِنْكَ مَأْرُبَتِي ... وَنَفَضْتُ مِن عُلَقِ الغَرَامِ يَدِي وَمِنْ بَابِ (قَضو) قول ابنِ المعَتَزِّ يرثي عُبْيَد اللَّهِ بنَ سُليْمانُ بنِ وَهْبٍ الوَزَيرُ مِنْ أَبياتٍ لَهُ (¬1): قَضَوُا مَا قَضَوُا مِنْ أَمْرِهمْ ثُمَّ قَدَّمُوا ... مَا مَالَهُمَ والنَعْشُ بَيْنَ يَدِيْهِ وَصَلَّى عَلَيْهِ خَاشِعْينَ كَأْنَّهُمْ ... وُفُودٌ وقُوفٌ لِلسَلَام عَلَيْهِ [من الطويل] 12180 - قَضَى الدَّهْرُ بِالتَّفْرِيْقِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمُ ... فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَا القَضَاءُ يُرِيْدُ [من الطويل] 12181 - قَضَى اللَّهُ أَنَّ البَغْيَ يَصْرَعُ أهْلَهُ ... وأنَّ عَلَى البَاغِي تَدُورُ الدَّوَائِرُ بَعْدَهُ: ¬
وَمَنْ يَحْتَفِرْ بِئْرًا لِيَصْرَعَ صَاحِبًا ... سَيُصْرَعُ يَوْمًا فِي الَّذِي هُوَ حَافِرُ وَمِثْلهُ قَوْلُ آخَرَ: [من السريع] يَا حَافِرَ البئْرِ لأصْحَابِهِ ... هَدِّفْ لِرِجْلَيْكَ مَرَاقِيْهَا مَنْ يَحْفِرِ الَبِئْرَ وَلَا يَتَّقِي ... نَوَائِبَ الدَّهْرِ يَقَع فِيْهَا قَالَ مُحَمَّدٌ الأمِيْنُ بنُ الرَّشِيْدِ لِصَاحِبِ جَيْشٍ لَهُ: إيَّاكَ وَالبَغْيَ فَإِنَّهُ عِقَالُ النَّصْرِ. فَسَارَ قَولهُ هَذَا مَثَلًا. [من الطويل] 12182 - قَضَى اللَّهُ حَاجَاتِي وَلَمْ يَكُ شَاهِدًا ... أَبُو مَعْمَرٍ فِيْهَا وَلَا أُمُّ مَعْمَرِ حُمِيْدُ بنُ ثَوْرُ: [من الطويل] 12183 - قَضَى اللَّهُ فِي بعْضِ المَكَارِهِ لِلفَتَى ... بِرُشْدٍ وَفِي بَعْضِ الهَوَى مَا يُحَاذَرُ يَقُوْلُ حُمِيْدٌ مِنْهَا: ألَمْ تَعْلَمِي أنِّي إِذَا الإِلفُ قَادَنِي ... إِلَى الجَورِ لا أنْقَادُ وَالإلْفُ جَائِرُ وَقَدْ كُنْتُ فِي بَعْضِ الصَّبَاوَةِ أتَّقِي ... أُمُورًا وَأخْشَى أنْ تَدُورَ الدَّوَائِرُ وَأعْلَمُ أنِّي إن تَغَطَّيْتُ مَرَّةً ... مِنَ الدَّهْرِ مَكْشُوفٌ غَطَائِي فَنَاظِرُ وَمَا خِلتُنَا أنْ لَيْسَ يَحْجُرُ بَيْنَنَا ... وَبَيْنَ العِدَا إِلَّا القَنَا وَالحَوَافِرُ وَوَصْلُ الخُطَى بِالسَّيْفِ وَالسَّيْفِ بِالخُطَى ... إِذَا ظَنَّ أَنَّ السَّيْفَ ذُو السَّيْفِ قَاصِرُ إِلَى أنْ نَزَلْنَا بِالغَضَاء وَمَا لَنَا ... بِهِ مَعْقِلٌ إِلَّا الرِمَاحُ الشَّوَاجِرُ المُتَنَبِّى: [من الطويل] 12184 - قَضَى اللَّهُ يَا كَافُورُ أَنَّكَ أوَّلٌ ... وَلَيْسَ بِقَاضٍ أنْ يُرَى لَكَ ثَانِ الرَضيّ المَوْسَوِيُّ: [من الطويل] ¬
12185 - قَضَيْتُ بِهَا حَقَّ الحَفَائِظِ مُدَّةً ... وَلَا بدَّ أنْ أقْضِي حُقُوقَ المَكَارِم المَعَرِّيُّ: [من الطويل] 12186 - قَضَيْتُ زَمَانِي لَمْ أُقَدِّم ذَخِيْرَةً ... فَسُبْحَانَ مَنْ يَدْرِي عَلامَ قُدُومِي أَبُو الشِّيْصِ: [من الطويل] 12187 - قَضَيْتُ عَلَى نَفسي مَخَافَةَ سُخْطِهَا ... ولي حَجِيْجٌ فِي الحُبِّ أضْوَا مِنَ الشَّمْسِ [من مخلع البسيط] 12188 - قَضَيْتُ نَحْبِي فَسُرَّ قَومٌ ... حَمْقَى بِهِم غَفْلَة وَنَومُ بَعْدَهُ: كَأَنَّ يَوْمِي عَلَيَّ حَتْمُ ... وَلَيْسَ للشَّامِتِيْنَ يَومُ تَمَثَّلَ بِهِمَا الوَزِيْرُ المُهلَبِيُّ عِنْدَ مَوْتِهِ. طَرِيْحٌ بنُ إِسماعيل: [من الطويل] 12189 - قَضَى حَاجَتِي سَمْحًا بِهَا مُتَيَسِّرًا ... فَعَالَ امْرِئٍ للصَّالِحَاتِ مُعَوَّدِ بَعْدَهُ: سَأشْكُرُهُ شُكْرَيْنِ شُكْرًا لِحَاجَةٍ ... قَضاهَا وَشُكْرًا أَنَّهَا لَمْ تُنكَّدِ كُثَيِّرٌ: [من الطويل] 12190 - قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيْمَهُ ... وَعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيْمُهَا أخَذَهُ كُثَيِّرةٌ مِنْ قَوِلٍ لجُمَاهِرُ بن الحَكَمِ: قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ وَفَاءَ غَرِيْمهِ. ¬
فَاشْتَهَرَ قَوْلُ الآخِذِ عَلَى المَأخُوذِ مِنْهُ وَهَذَا مِنْ بَابِ المَحْدُودِ وَالمَجْدُودِ. يَقُوْلُ كُثَيِّرٌ مِنْهَا: إِذَا سُمْتُ نَفْسِي هَجْرَهَا وَاجْتِنَابَهَا ... رَأتْ غَمَزَاتِ المَوْتِ فِيمَا أسُومُهَا فَهَلْ تَجزْيِني عَزَّةُ القَرْضَ بِالهَوَى ... ثَوَابًا لِنَفْسٍ قَدْ أُصِيْبَ صَمِيْمُهَا فَإنْ وَصلتنَا أُمُّ عَمْرٍو فَإنَّنَا ... سَنَقْبَلُ مِنْهَا الوُدَّ أو لا نَلُومُهَا وَجَرَّبْتُ إخْوَانَ الصَّفَاءِ فَمِنْهُمُ ... حَمِيْدُ العُهُودِ عِنْدَنَا وَذَمِيْمُهَا وَمَنْ يَبْتَدِعْ مَا لَيْسَ مِنْ خيم نَفْسِهِ ... يَدَعْهُ وَيَغْلِبهُ عَلَى النَّفْسِ خيْمُهَا يُقَالُ: هُوَ مِنْ خيم الرَّجُلِ، وسُوسِهِ، وَتُرْسِهِ، وَطَرِيْقِهِ، وَطَرِيْقَتِهِ، وَضَرِيْبَتِهِ، وَغِيْرَتِهِ، وَغَرِيْزَتِهِ، وَنَجَارِهِ، وَخلقِهِ، وَشَماءِه، وَشِنْشِنَتِهِ. كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنَى وَاحِدٍ. قِيْلَ كَانَ لُكُثَيِّرٍ غُلَامُ تَاجِرٌ فَأَتَى الشأم بمبلغُ مِنِ البزّمَيعُهُ فَأَرَسَلَتُ عَزَّةُ امرأَةٌ تَبَّاعُ لَهَا مِنْ السُوقُ ثيابًا فَوقَعت على الغُلَامٍ وَهْي لَا تَعرفُهُ فابتَاعتْ منْهُ حَاجَتَهَا وَلَمْ تَدفعَ إِلَيْهِ الثمنَ فَكَانَ يَختَلِفُ إلى بَابَهَا مَتَقَاضيًا فأَنَشَدَ ذَاتَ يَومُ قَولَ مولَاهُ: قَضَى كُلُّ ذي دَيْن فَوفَّى غَريمَهُ. البَيْتُ. فقَالتِ المرأَةُ الّتي كانِتْ ابَتاعَتُ مِنْه الثيابَ: هَذِهِ وَاللَّهِ دَارُ عزَّةَ ولَهَا وَاللَّهِ ابتعتُ الثيابَ مِنْكَ، فقالَ: أَنَا وَاللَّهِ غَلامُ كَثيِّرٍ وَأشُهِدُ اللَّه أَنَّ الثَيابُ لَهُا وَلَا آخذُ مِنْ ثِمْنَها شيئًا، فَبَلَغَ ذَلكَ كُثيرًا فَقالَ: وَأَنَا أشْهِدُ اللَّهَ أَنَّ الغُلَامُ حُرٌّ وإنَّ مَا بْقِي مَعَهُ مِنْ المالِ فَهُو لَهُ. جُمَاهِرُ بنُ الحَكَم الكَلْبِيُّ: [من الطويل] 12191 - قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ وَفَاءَ غَرِيْمِهِ ... وَدَيْنُكَ عِنْدَ الزَّاهِرِيَّةِ مَا يُقْضَى الرَضِيّ المَوْسَوِيُّ: [من البسيط] ¬
12192 - قَضَى لَكَ اللَّهُ أنْ تَجْرِي بِلا أمَدٍ ... وَأنْ تَدُومَ مَعَ الدُّنْيَا بِلا أجَلِ ابْنُ الزَّيَّاتِ الوَزِيْر فِي قَاضِي جُبَّل: [من الوافر] 12193 - قَضَى لِمُخَاصِمٍ يَوْمًا فَلَمَّا ... آداهُ خَصَّهُ نَقْضَ القَضَاءا بَعْدَهُ: دَنَا مِنْكَ العَدُوُّ وَغِبْتَ عَنْهُ ... فَقَالَ بِحُكْمِهِ مَا كَانَ شَاءا يُقالُ في الأمثالِ: "أَجهلُ مِنْ قَاضي جبلَ" وجَبَل مدينةً مِنْ طَسُّوجُ كَسُكَرَ عَلي شَاطئِ دَجْلةَ وَهَذا القَاضِي قَضَى لخصيم جَاءَهُ وَحْدَهُ ثُم نَقَضَ حُكمهُ لَمَّا جَاءَهُ الخصْمُ الآخرُ، فَقَالَ فِيْهِ محمد عبد الملك الزياتُ: قَضَى لمخَاصِمٍ يومًا. . البَيْتَانِ. ويُقَالُ في المثلِ أيضًا: (أَجْوَرُ مَن قَاضِي سَدُوْمَ) قَالَوا: سَدُومُ بِفَتِحِ السّيْنِ، مَدِينَةٌ مِنْ مَدائِنِ قَوْمُ لوطٍ. قالَ الأزَهْرَيُّ، قَالَ أَبُو حَاتِم في كِتَابُهِ الَّذِي صَنَّفَهُ في الْمُفْسَدِ والهَزالِ إِنِّمِا هِيَ سَذومُ بالذالِ المُعَجْمَةِ وَالدَّالُ غَيْرُ المَعجِمَةِ خَطأ. قَالَ الأزَهْرَيُّ: وَهَذَا عِنْدِي هُوَ الصَّحِيْحُ. وَقَالَ الطَبَريُّ: هُوَ مَلِأ مِنْ بَقَايَا اليُونَانِ غشومُ كَانَ بمدِيْنةِ تَرمُيْنَ مِنْ أَرَضَ قنْسِرْينَ. عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ رَحمَهُ اللَّهُ: [من الطويل] 12194 - قَضَى مَا قَضَى فِيمَا مَضَى ثُمَّ لا تُرَى ... لَهُ صَبْوَةٌ أُخْرَى اللَّيَالِي الغَوَابِرُ زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من البسيط] ¬
12195 - قَضِيَّتِي فِي الهَوَى وَاللَّهِ مُشْكِلَةٌ ... مَا القَولُ مَا الرَّأيُ مَا التَّدْبِيْرُ مَا العَمَلُ الشَّيْخُ مُحَمَّد العُلَيْمَاتِيّ: [من الخفيف] 12196 - قَطْرَةٌ مِنْ دِنَانِهِمْ حَصَلَتْ لِي ... فَاعْتَرَتْ نَشْوَةً إلَيَّ الرَّاحُ الرَضِيّ المَوْسَوِيُّ: [من الكامل] 12197 - قَطَعَ الزَّمَانُ قَبَالَ نَعْلِكَ فَانْتَعِلْ ... أُخْرَى تَقِيْكَ مِنَ العَثَارِ وَجَدِّدِ إبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصُّولِيُّ: [من الخفيف] 12198 - قَطَعَ المَوْتُ كُلَّ حَبْلٍ وَثِيْقِ ... لَيْسَ لِلمَيْتِ بَعْدَهُ مِنْ صَدِيْقِ بَعْدَهُ: مَنْ يَمُتْ يَعْدَمِ النَّصِيْحَةَ وَالإشْـ ... ـــــفَاقَ مِنْ كُلِّ نَاصِحٍ وَشَفِيْقِ نَزَلَ السَّاكِنُ الثَّرَى مِنْ ذَوِي الألْـ ... ــــطَافِ بِالمَنْزِلِ البَعِيْدِ السَّحِيْقِ أَبُو نَصْرِ بن نُبَاتَةَ: [من البسيط] 12199 - قَطَعْتَ حَبْلَ إخَاءٍ كَانَ مُتَّصِلًا ... وَكُلُّ مَنْ قَطَعَ الإخْوَانَ مَقْطُوعُ المُتَنَبِّي: [من الكامل] 12200 - قَطَفَ الرجَالُ القَولَ وَقْتَ نَبَاتِهِ ... وَقَطَفْتَ أنْتَ القَوْلَ لَمَّا نَوَّرَا بَعْدَهُ: فهو المُتَّبَعِ بِالمَسَامِعِ إن مَضَى ... وَهُوَ المُضَاعَفُ حُسْنُهُ إن كُرِّرَا ¬
[من الخفيف] 12201 - قَعَدَ الدَّهْرُ بِي وَلَمْ يَزَلِ الدَّ ... هْرُ كَثيْرَ القُعُودِ بِالأحْرَارِ المُتَنَبِّي: [من الخفيف] 12202 - قَعَدَ النَّاسُ كلَّهُمُ عَنْ مَسَاعيْـ ... ــكَ وَقَامَتْ بِهَا القَنَا وَالنُّصُولُ صُرَّدرَّ: [من البسيط] 12203 - قَعَدْتَ عِنْ صِلَةِ الرَّاجِي وَقُمْتَ لَهُ ... هَذَا وَثَوْبٌ عَلَى الطُّلّابِ لا لَهُمُ [من الطويل] 12204 - قَعَدْنَ بِهِ خَالاتُهُ فَاخْتَزَلْنَهُ ... ألَا إِنَّ عِرْقَ السُّوءِ لابُدَّ مُدْرِكُ قِيْلَ سَابْقَ عَبْدُ المَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بَيْنَ ولدِهِ بِالخَيْلِ فَجْاءَ فَرسُ الوَلْيدِ سَابقًا وفَرسُ سُليمَانَ مُصلِّيًا وفَرَسُ مَسُلمَة أخيرًا وَكَانَ مسْلَمةُ ابن أمةٍ، فقالَ عَبدُ المَلِكِ: قاتَل اللَّه الذي يقولُ: نهيتُكُم أن تحملوا هُجناءُكُم ... عَلى خَيلكُم يَومَ الرِّهَانُ فَتدركُوُا فَرَعَشُ كَفَّاهُ وَيَسْقُطُ سَوْطُهُ وَتَبْردُ ... سَاقَاهُ فَلَا يتحَرَّكُ وَمَا يَسْتَوِي المَرء أَن هَذَا ابنُ حُرَّةٍ ... وَهَذَا هَجْين نِصْفُه مُتركُ تَعْذَّر بِه خَالَاتُه فنَزَعتَهُ. البيتُ. فقَالَ مَسلمَةُ: يا أمير المُؤمِنْينَ مَا هكَذا قالَ دَريُدُ بنُ الصِمِّةِ، قَالَ وَمَا قَالَ؟ قَال دُريْدُ. الذِي يقولُ (¬1): فَمَا أَنعجُونَا طَايعينَ بَنَاتِهمِ وَلَكِن ... خَطبنَاهَا بأَرْماحِنَا قَسرا فَمَا زَادَها فِينَا السِّباءُ مَذلةً وَلَا ... كُلِفَتْ خُبزًا وَلَا طبخَت قدْرَا ¬
وَلَكِن جَعَلنَاهَا كَخَيرِ نِسْائِنَا ... فَجَاءتُ بِهمْ بيضًا وجوهُهُم زُهرَا وَكَائِنُ رأينَا من فتَى مِنْ صبِيةٍ إِذَا ... طَعَنَ الأَبطالَ يَطعنُهم شَزرَا ويأَخُذُ أطَرافَ الرِّماحُ بِكَفِّهِ فَيُورِدُهَا ... سمُرًا ويُصْدِرُهَا حُمُرا فتمثلَ عَبْدُ المَلكِ فَقالَ: وَمَا شرُّ الثَلثَةِ أمَّ عَمْرو ... بِصَاحِبكِ الذِّي لا تَصبحِيْنَا قِيْلَ: وَجَرَى بَيْنَ صَعْصَعَةَ بن صَوحَانَ وَبَيْنَ زَياد ابن أَبيهِ كَلَامُ وَهُمُ عِنْدَ معَاوِيَةَ فتمثَّلَ صَعْصَعَةُ يَعْنِي بِذَلكَ زيَادًا فقَالَ: قَعْدَنَ بهِ خَالَاتُه فاختَزلْنَهُ. البَيْتُ. [من الخفيف] 12205 - قَعْدَةٌ فِي الصَّبُوح أطْيَبُ مِنْ ... ألْفِ صَلاةٍ مَحْفُوفَةٍ بِأَذَانِ قَالَ الفَقِيْهُ تَاجُ الدِّيْنِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ سَنْجَر الحنفي وَضمَّنَ هَذَا البَيْتُ شِعْرَه قَدْ سُئِلَ ذَلِكَ: [من الخفيف] قَالَ لِي صَاحِبٌ وَقَدْ قَدِمَ الوَرْدُ ... فَرَقَّتْ بِهِ حَوَاشِي الزَّمَانِ قُمْ مَعِي وَاتْرُكِ الدُّرُوسَ دُرُوسًا ... مُدَّةَ الوَرْدِ ثُمَّ عُدْ بِأمَانِ وَتَأتَّى عَلَيَّ حَتَّى ثَنَتْنِي ... طَائِعًا أَمْرَهُ بَنَاتُ اللِّسَانِ فَأرَانِي المُدَامَ فِي اللَّيْلِ شَمْسًا ... بَدْر تَمٍّ يُقِلُّهُ غُصْنُ بَانِ وَانْقَضَتْ لَيْلَتِي وَأقْبَلَ ضَوْءُ الصُّـ ... ــــبْحِ يَأتِي كَفَارِسٍ عَجْلانِ قُلْتُ: هَاتِ الوَضُوءَ وَانْهَضْ مُجيْـ ... ـــبًا نَقْضِ عَنَّا فَرِيْضَةَ الرّحمَانِ قَالَ: إِنَّ الصَّلاةَ تُقْضَى فَأخِّرْ ... هَا وَأقْبلْ نَزُفُّ بِنْتَ الدِّنَانِ قَعْدَةٌ فِي الصَّبُوحِ أطْيَبُ. البَيْتُ إبْرَاهِيْمُ الزَّجَاج النَّحَوِيُّ: [من الوافر] 12206 - قُعُودِي لا يَرُدُّ الرِّزْقَ عَنِّي ... وَلَا يُدْنِيْهِ إن لَمْ يُقْضَ شَيُّ ¬
بَعْدَهُ: قَعَدْتُ وَقَد أتَانِي فِي قُعُودِي ... وَسِرْتُ وَعَاقَنِي فِي السَّيْرِ لَيُّ فَلَمَّا أنْ رَأيْتُ القَصْدَ أدْنَى ... إِلَى رَشَدٍ وَأنَّ الحِرْصَ غَيُّ تَرَكْتُ لِمُدْلِجٍ دَلَجَ اللَّيَالِي ... ولي ظِلٌّ أعِيْشُ بِهِ وَفَيُّ ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الخفيف] 12207 - قِفْ لَنَا فِي الطَّرِيْقِ إن لَمْ تَزُرْنَا ... وَقْفَةٌ فِي الطَّرِيْقِ نِصْفُ الزِّيَارَة قَبْلَهُ: يَا هلالًا يَدُورُ فِي فَلَكِ النَّا ... وَرْدِ رِفْقًا بِأَعْيُنِ النَظَّاره قِفْ لنَا فِي الطَّرِيْقِ إن لَمْ تَزُرْنَا. البَيْتُ 12208 - قِفُوا وَقْفَةً مِنْ يَحيَ لَمْ يَخْزَ بعْدَهَا ... وَمَنْ يُخْتَرَم لاتَّبعه المَلامُ قَبْلَهُ: أقُولُ لِفِتْيَانٍ كِرَامٍ تَرَاجَعُوا ... عَلَى الجرْدِ في أعْنَاقِهِنَّ الشَّكَايِمُ قِفُوا وَقْفَةً. البَيْتُ. يُضْرَبُ فِي الحَضِّ عَلَى رُكُوبِ الأُمُورِ العَظيْمَةِ الخَطَرِ. ابْنُ الدُّمَيْنَةِ: [من الطويل] 12209 - قِفِي يَا أُمَيْمُ القَلْبَ يَقْرَا تَحِيَّةً ... بِشَكْوَى الهَوَى ثُمَّ افْعَلِي مَا بَدَا لَكِ المَأمُونُ الخَلِيْفَةُ: [من الكامل] 12210 - قَلْبُ الفَتَى وَلِسَانُهُ أوْلَى بِهِ ... فِي فَخْرِهِ مِنْ عَمِّهِ أو خَالِهِ وَمِنْ بَابِ (قَلْبٌ) في المُجَانَسَةِ (¬1). ¬
قَلْبٌ وَقُلْبٌ في يَدْيكَ ... مُعَذَّبٌ وَمُنَعَّمُ ظمْآنُ يَطلبُ قَطرةً ... تَشْفِي صَدَاهُ وَمُفُعَمِ العَبَّاسُ بنُ الأحْنَفُ: [من السريع] 12211 - قَلْبِي إِلَى مَا ضَرَّنِي دَاعِي ... يُكْثِرُ أسْقَامِي وَأوْجَاعِي زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من مجزوء الكامل] 12212 - قَلْبِي لَدَيْكَ عَلَى البِعَادِ ... فَكَيْفَ أنْتَ وَكيْفَ قَلْبِي أَبُو الشِيْصِ: [من البسيط] 12213 - قَلْبِي مُحَابٍ لَكُمْ رَاضٍ بِحُبِّكُمُ ... أسْتَرْزِقُ اللَّهَ قَلْبًا لا يُحَابِيْكَا ابْنُ المُعْتَزِّ بِاللَّهِ: [من السريع] 12214 - قَلْبِيَ وَثَّابٌ إِلَى ذَا وَذَا ... لَيْسَ يَرَى خَلْقًا فَيَأبَاهُ بَعْدَهُ: يَهِيْمُ بِالحُسْنِ كَمَا يَنْبَغِي ... وَيَرْحَمُ القُبْحَ فَيَهْوَاهُ هَذَا المَعْنَى غَرِيْبٌ لَمْ يُسبَقْ إلَيْهِ وَهُوَ أحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي الاعْتِذَارِ عَنْ مَحِبَّةَ القِبَاحِ. [من الكامل] 12215 - قَلْبِي وَطَرْفِي شَاهدَانِ بِحُبِّكُم ... وَالنَّفْسُ إِنْ سُئِلَتْ فَنِعْمَ الشَّاهِدُ بَعْدَهُ: أنْتُمْ بِمَنْزِلَةِ الفُؤَادِ مِنَ الحَشَا ... مِنِّي كَمَا حَمَلَ البَنَانُ السَّاعِدُ ¬
أحْمَد بن مُحَمَّد المَغْرِبِيُّ: [من الكامل] 12216 - قَلْبِي وَقَلْبُكَ لا مَحَالَةَ وَاحِدٌ ... شَهِدَتْ بِذَلِكَ بَيْنَنَا الألْحَاظُ بَعْدَهُ: فَتَعَالَ فَلْنَغِظِ الحَسُودَ بِوَصْلِنَا ... إِنَّ الحَسُودَ بِمِثْلِ ذَاكَ يُغَاظُ أَبُو بَكْرٍ العَنْبَرِيُّ: [من البسيط] 12217 - قَلْبِي يَرَاكَ عَلَى بُعْدٍ مِنَ الدَّارِ ... وَأَنْتَ بِالقُرْبِ مِنْ قَلْبِي وَتذْكَارِي السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من الرمل] 12218 - قُلْتُ إِذْ بَرَزَ سَبْقًا فِي العُلا: ... أإِلَى المَجْدِ طَرِيْق مُخْتَصَرْ [من الرمل] 12219 - قُلْتُ زُوْرِيْنَا فَقَالَتْ عَجَبٌ ... أنْتَ تَهْوَانِي وَآتِيْكَ أَنَا [من الخفيف] 12220 - قُلْتُ لَبَّيْكِ إِذْ دَعَانِي لَكِ الشَّوْ ... قُ وَلِلحَادِيَيْنِ حُثَّا المَطِيَّا [من السريع] 12221 - قُلْتُ لِقَومٍ أنْكَرُوا صُحْبَتِي: ... أرَاحَنِي رَبُّ العُلا مِنْكُمُ بَعْدَهُ: لا تُنْكِرُوا تَرْكِي لأبْوَابِكُمْ ... عِلْمِي بِكُمْ أقْعَدَنِي عَنْكُمُ ¬
[من الخفيف] 12222 - قُلْتُ للحرْفِ أيْنَ أنْتَ مُقِيْمٌ ... قَالَ لِي فِي مَحَابِرِ العُلَمَاءِ بَعْدَهُ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُنَّ إخَاءٌ ... وَحَقِيْقٌ عَلَيَّ حِفْظُ الإِخَاءِ وَمِنْ بابْ (قُلْتُ) قَولُ الرَّضى المُوسَوِي (¬1): قُلتُ للدَّهْرِ حِيْنَ رَامَ اختِدَاعي ... عَنْ جَنَانِي المَاضِي ونَفَسِي العزُوفِ مُتْ ذَمِيمًا هُبِلْتَ وَاطُلب الشمَّ الذلَّ ... يَا دَهْرَ غَيْرَ هَذِى الأنوفِ وَمِنْ ذلك قَولُ العَتَّابِي من أبياتٍ (¬2): قُلتْ للفرقَدْينِ وَالليْلُ مُلْقٍ سُوَدًا ... كُنَافِهِ عَلَى الآفَارِقِ ابقَيَا مَا اسْتَطعْتُمَا فسَيُرمَى ... بَيْنَ شَخصيكمَا بسَهمِ الفِراقِ ليْسَ يَبقَى الخُلودُ للخلَقِ لَكِن ... دَوَام الخُلودِ للخَلَّاقِ وَمِن ذلكُ قَولُ أَبِي مِلاكِ العْنيدَي (¬3): قُلتُ للكَلْبِ حِيْنَ مَرَّ بِي اخْسَأ ... فَكَأَني كَوَيْتُ قَلبكَ كَيًّا أَتَرى أَنَّنَي أعدَّكَ كَلبًا أَنْتَ ... عِنْدِي إِذَا بحيثُ الثُريَّا وَقُولُ ابنِ سُكْرةَ وَقَد اعتَلَّ بالنَّزلةِ (¬4): قُلتُ للنَّزلَةِ جُلِّي وانزِ ... لِيْ غَيْرُ لَهَاتِي وَدَعِي حَلقي بِحَقَي فَهْوَ ... دِهْلِيزُ حَيَاتِي ¬
وَقَولُ ابنِ نَطَاحةَ الكاتبِ في مَملوكٍ عَيَناهُ (¬1): قُلتُ لعَبْدِي إِذ عَصَانِي وَلَم ... يَنْتَهِ عمَّا كُنْتُ أَنْهَاهُ عَصَيْت مولَاكَ اقْتِداءً ... بهِ كَمَا عَصَى مولَاكَ مَولَاهُ * * * ومَنِ بَابِ (قُلتُ) لأَبِي الفَتح البُسْتِيّ (¬2): قُلْتُ لطرْفِ الطَّبْعِ لمَّا وَنَى ... وَلَم يُطِعْ أمرِي وَلَا زَجري مَا لكَ لا تَجري وَأنَتَ الذِي ... تَحْوى مَدَى العَلياءِ إِذْ تَجْرِي قَالَ لِي دَعْني وَلَا تُؤذِنِي حَتَّى ... متَى أَجرِى بِلَا أَجرِ وَمِنْ ذلكَ قَولُ البسامِيِّ يَهجُو (¬3): [من الخفيف] قُلتُ لمَّا بَدا يُجمحِم في العولِ ... وَيَهْذِي كَأَنَّهُ مَجْنُوُنُ أَنْتَ عِنْدِي حَقًّا كَمَا وَصَفَ ... اللَّهُ مهَينٌ وَلَا يكَادُ يبينُ وقولُ جَحظَة البَرمَكِيِّ (¬4): قُلتُ لمَا رَأَيْتُه في قصُورٍ ... مُشرفَاتٍ وَنعمةٍ لا تُعَابُ رُبَّمَا أَبينَ التَّبايُنُ فيْهِ ... مَنْزِلٌ عَامِرٌ وَعَقلُ خَرابُ وقَولُ إبرَاهَيمُ بنَ العبَّاسِ الصُوُليِّ (¬5): قُلتُ لَهَا حِيْنَ أكثَرَت عَذلي ... وَيْحكَ أزرت بِنَا المُرُوءاتُ قَالت فأَيْنَ الكرامُ قلتُ لها لَا ... تَسَأَلِيْ عنُهُم فَقد مَاتُوا ¬
أَبُو الحَسَنِ الأهْوَازِيُّ: [من مخلع البسيط] 12223 - قُلْتُ لِمَنْ لامَ لا تَلُمْنِي ... كُلُّ امْرِئٍ عَايمٌ بِشَأنْهِ بَعْدَهُ: لا ذَنْبَ فِيمَا فَعَلْتُ إنِّي ... سَجَدْتُ لِلْقِرْدِ فِي زَمَانِهِ مِنْ كَرَمِ النَّفْسِ أنْ تَرَاهَا ... تَحْتَمِلُ الذُّلَّ فِي أوَانِهِ وَقِيْلَ هِيَ لِعَمِيْدِ الدَّوْلَةِ أَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن الحُسَين بن عَلِيّ بن عَبْد الرّحْمَن الوَزِيْرِ البَغْدَادِيِّ. [من السريع] 12224 - قُلْتُ لَهُ خَيْرًا وَقَالَ الخَنَا ... كُلٌّ عَلَى صَاحِبِهِ كَاذِبُ أَبُو مُحَمَّدٍ اليَزِيْدِيُّ: [من السريع] 12225 - قُلْتَ وَأدْغَمْتَ أبًا خَامِلًا ... أَنَا ابْنُ أُخْتِ الحَسَنِ الحَاجِبِ سُئِلَ بَعْضهُمِ عَنْ نَسَبهِ فَقَالَ: أَنَا ابْنُ أُخْتِ فُلانٍ. فَقَالَ أعْرَابِيّ: النَّاسُ يَنْتَسبُونَ طُولًا، وَأَنْتَ تَنْتسِبُ عَرضًا. ابْنُ جُكِيْنَا: [من المنسرح] 12226 - قُلْتُ وَقَدْ بَرَّنِي وَأبْرَانِي ... هَذَا طَبِيْبٌ عَلَيْهِ زِرْبَاجُ قَبْلَهُ فِي أمِيْنِ الدَّوْلَةِ أَبِي الحَسَنِ: لَمَّا تَيَمَّمْتُهُ وَبِي مَرَضٌ ... إِلَى التَّدَاوِي وَالرِّفْدِ مُحْتَاجُ قُلْتُ وَقَدْ بَرَّنِي وَأبْرَأنِي. البَيْتُ ¬
ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الطويل] 12227 - قلت لأخْبَارِ النَّوَى قَبْلَ كوْنِهَا ... فَكَيْفَ تَرَانِي إن نَأيْتَ أكُونُ قَبْلَهُ: يُخَاطِبُ عُبَيْدَ اللَّهِ بنِ سُلَيْمَانَ بن وَهَبٍ الوَزِيْرَ: أيَا مَعْقِلِي فِي النَّائِبَاتِ فَإنْ قَسَتْ ... عَلَيَّ قُلُوبُ الدَّهْرِ فهو يَلِيْنُ قلتُ لأخْبَارِ النَّوَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ألا رُبَّ حَالٍ قَدْ يُحَوَّل بُؤسُهَا ... وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا نَبْوَةٌ وَسُكُونُ وَقَدْ يُعْقبُ المَكْرُوهُ يَوْمًا مَحَبَّةً ... وَكُلُّ شَدِيْدٍ مَرَّةً سَيَهُونُ فَيَا قَلْبُ صَبْرًا عِنْدَ كُلِّ مُلِمَّةٍ ... وَخَلِّ عِنَانَ الدَّهْرِ فَهْوَ حَرُوْنُ صُرَّدُرَّ: [من مجزوء الكامل] 12228 - قَلْقِلْ رِكَابَكَ فِي الفَلا ... وَدعَ الغَوَانِي لِلْقُصُورِ بَعْدَهُ: فَمُحَالِفِي أوْطَانِهِم ... أمْثَالُ سُكَّان القُبُورِ لَولا التَّغَرُّبُ مَا ارْتَقَى ... دُرُّ البُحُورِ إِلَى النَّحُورِ هُوَ الشَّيْخُ أَبُو مَنْصورُ يَعْلَى بن الحَسَنِ بن الفَضْلِ البَغْدَادِيّ، المعروف بصرّدرّ. زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من البسيط] 12229 - قَلَّ الثِّقَاتُ وَلَا تَرْكَنْ إِلَى أحَدٍ ... فَأسْعَدُ النَّاسِ مَنْ لا يَعْرِفُ النَّاسَا بَعْدَهُ: لَمْ ألْقَ لِي صَاحِبًا فِي اللَّهِ صُحْبَتُهُ ... وَقَدْ رَأيْتُ وَقَدْ جَرَّبْتُ أجْنَاسَا ¬
12230 - قَلَّ الحِفَاظُ فَذُو العَاهَاتِ مُحْتَرَمٌ ... وَالشَّهْمُ ذُو الرَّأي يُؤذَى مَعْ شَهَامَتِهِ بَعْدَهُ: كَالقَوسِ يُحْفَظُ عَمْدًا وَهُوَ ذُو عِوَجٍ ... وَيُنْبَذُ السَّهْمُ قَصْدًا لاسْتِقَامَتهِ ومَنِ بَابُ (قَلَّ) مَا أَنَشَدَ أَبو عَبْدِ اللَّهِ إبراهيمُ بن محمد الأعرابيُّ وَقَد مَات لَهُ ابن وهو عنهُ غَايبٌ فلم يَحْضُرهُ (¬1). يَا ليتَنَي كُنْتُ فيمنُ كَان حَاضِرَهُ ... إِذَا أَلبَسُوهُ ثَيابَ الفِرقة الجْدَدَا وَطَيبوهُ وَمَاضَنُّوا بطيبهم طيبُ ... لعُمِركُ لم يَمدُد إِلَيْهِ يَدَا قَالُوا وَهُم عُصبُ يسْتَعِرضُونَ لَهُ ... نَرْجُو لَكَ اللَّهَ وَالوعْدَ الذِي وَعَدَا قَلَّ الغَنَاءُ إذا لاقى الفَتَى تَلفًا ... قَولُ الأَحبَّةِ لَا تَبْعد وَقَد بَعِدَا يَقالُ بَعدَ أَيْ مَلَكَ وَبَعْدَ نَائَى. وقالَ ابنُ المَعلِّمُ (¬2): قَلَّ الوفاءُ فَلَا أشهُو إلىَ أَحدٍ ... إِلَّا أكَبَّ عَلَى قَلَبي يُقَطِعُهُ دِعْبِلٌ: [من السريع] 12231 - قَلِّبْ وُجُوهَ القَوْمِ حَتَّى إِذَا ... كَشَّفْتَهُمْ كَشَّفْتَ أسْتَاهَا نَهَارُ بنُ تَوْسِعَةَ: [من الخفيف] 12232 - قَلَّدَتْهُ عُرَى الأُمُورِ نِزَارٌ ... قَبْلَ أنْ تهْلِكَ السَّرَاةُ البُحور [من الرمل] 12233 - قُلْ لِدُنْيًا أصْبَحَتْ تَلْعَبُ ... بِي سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْك الآخِرَه ¬
ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الخفيف] 12234 - قُلْ لِدُنْيَايَ قَدْ تَمَكَّنْتِ مِنِّي ... فَافْعَلِي مَا أرَدْتِ أنْ تَفْعَلِي بِي بَعْدَهُ: وَآخرُ فِي كَيْفَ شِئْتِ خُرْقَ جَهُولٍ ... إِنَّ عِنْدِي لَكَ اصْطِبَارُ لَبِيْبِ رُبَّ أعْجُوبَةٍ مِنَ الدَّهْرِ بِكْرٍ ... وَهَوَاني قَدْ رَاضَهَا تَجْرِيبي الغَزِيُّ: [من البسيط] 12235 - قُلْ لِلْجَبَانِ الَّذِي أمْسَى عَلَى حَذَرٍ ... مِنَ الحِمَامِ مَتَى رَدَّ الرَّدَى الحَذَرُ بَعْدَهُ: أمَا تَرَى البَحْرَ يَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفٌ ... وَتَسْتَقِرُّ بِأقْصَى قَعْرِهِ الدُّرَرُ فَإنْ تَكُنْ نَشِبَتْ أيْدِي الزَّمَانِ بِنَا ... وَمَسَّنَا مِنْ تَمَادِي بُؤْسِهِ ضَرَرَ فَفِي السَّمَاءِ نُجُومٌ غَيْرُ ذِي عَدَدٍ ... وَلَيْسَ يُكْسَفُ إِلَّا الشَّمْسُ وَالقَمَرُ قَابُوسُ بنُ وشْمَكِيْر: [من البسيط] 12236 - قُلْ لِلَّذِي بِصُرُوفِ الدَّهْرِ عَيَّرَنَا ... هَلْ عَانَدَ الدَّهْرُ إِلَّا مَنْ لَهُ خَطَرُ ومَنِ بابُ (قُلُ) للذِّيُ قَولُ أَبِي الفَتِحُ البُسُتِي يَهُجُو: قُل للذي خَصَّ بالحُسنى أَبَا ... حسَن واختَارهُ حِيْنَ وَلَّاهُ وَكَلَّفَهُ مَا اختَرتَ إِلَّا مهْينًا عَاجِزًا خرفًا ... أَنْ جَازَ في أَمره خَلقٌ وَكَلَّفَهُ وقَولُ أَبِي سُليْمَانُ الخطّابيّ (¬1). قل للذي ظَلّ يَلْحَانِي وَيَعذُلنُي ... لنائِل فَاتَهُ وَالخَيْرُ مَأُمُولُ ¬
لَا تَطَلُبِ السِّمنَ إِلا عِنْدِ ذي سمنٍ ... نَال الوِلَايَةَ فالمعُزُولُ مَهزُولُ وَقَولُ أبي الفَتحُ البُستِيّ (¬1): قُلْ للذِّيْ غَرَّتهُ قَوة مُلكِهِ حَتَّى ... أَخَلَّ بِطَاعِة النُصحاءِ شرَفُ المُلوكِ بعلمِهم وبرَأيهِم ... وَكَذاكَ أَوْجُ الشمسُ في الجوزَاءِ وقَولُه أيضًا (¬2): قُلُ للذِّي غَرَّهُ عِزٌّ وَسَاعدَهُ ... فِيمْا يُحاوِلُهَ نَقْضٌ أَسْرَارُ لا تفخَرن بِغنًى أمطيتَ كاهِلَهُ ... فَإِنْ أَصلكَ يا فخارُ فخارُ وقول الآخَرَ (¬3): قُل للذِّي لم يَعُد يَتَعامى ... وَقلتهُ مُشْرَبٌ جَزَازَةُ مَنْ لمْ يَعدنَا إِذَا مرضنَا ... إِنْ مَاتَ لَمَ نشْهَدِ الجنَازَةُ وقَولُ ابن الرُّومِيِّ (¬4): قُل للَّذي لَسْتُ أدْرِي منْ تَلوُّنهِ ... أَنَاصِحٌ أم عَلَى غِشٍّ يُدَاجيني إِنِّي لأُكْثِرُ مَمَّا سُمتِنِي عجبًا ... يَد تَشُجُّ وأخرىَ مِنْكَ تَأسُوني تَذَمُّني عِنْدَ أقوامٍ وَتَمدَحُني في ... أَخَرِين وكُلٌّ مِنْكَ يأتِيْنِي هذان مُرانِ شتَّى بَونُ بْينَهُمَا ... فاكْفُفُ لسَانكَ عَنْ ذميّ وتَزْيينِي لَو كُنْتُ أَعِرفُ مِنْكَ الودَّ هَانَ لَهُ ... عَليَّ بَعضُ الذي أصْبَحْتَ تُوليني أَرْضَى عَنْ المْرءٍ مَا أصْفَى مودَّتَهُ ... وليَس شيءُ مَعَ البَغْضاء تُرضَيْنِي رُبَّ امْرِئٍ لي أخفَانِي مُلاطفةً ... مَحْضَر الأخوة في البَلْوى يُواسيني وَمُلطَّفٍ بسؤالٍ أو مكَاشَرةٍ ... يُغنِي عَلَى وَغَرٍ في الصّدر مَدْفونِ ¬
لَيْسَ الصِّديقُ بمنْ تخشَى غَوائِلهُ ... وَمَا العَدُوُّ عَلَى حَال بِمَأَمُونِ يَلُومني النَّاسُ فِيْمَا لَو أخبِّرهُمُ ... بالعذر فِيْهِ لمَا كَانُوا يَلومُونُي وتروَى هَذِهِ الأَبْياتُ. لأَبِي أسَماءَ بِنْ خَارِجَةَ بنِ حصنِ الفَزَارِيِّ. الغَزِيُّ: [من البسيط] 12237 - قُلْ لِلَّذِي شَانَ فَقْرِي عِنْدَه فَقْرِي ... مَا خُصَّ بِالحَرْفِ إِلَّا المَاهِرُ الضَّرعُ ابن الحَجَّاج: [من الكامل] 12238 - قُلْ لِلَّذِيْنَ تَفَطَّرَتْ أكْبَادُهُم ... غَيْظًا عَلَيَّ ألَيْسَ مِثْلِي يُحْسَدُ بَعْدَهُ: وَأَنَا الشَّجَا أحْتَلُّ فِي أحْلامِكُمْ ... إِذْ تَحْسُدُونَ فَتَنْزِلُونَ وَأصْعَدُ [من السريع] 12239 - قُلْ لِلَّذِي يَحْفِرُ بِئْرَ الرَّدَى ... هَيِّى لِرِجْلَيْكَ مَرَاقِيْهَا بَعْدَهُ: مَنْ حَفَرَ البِئْرَ وَلَمْ يَخْشَ مِنْ ... نَوَائِبِ الدَّهْرِ يَقَعْ فِيْهَا أَبُو نوَاسٍ: [من البسيط] 12240 - قُلْ لِلَّذِي بَدَّيِر فِي العِلْمِ فَلْسَفَةً ... حَفِظْتَ شَيْئًا وَغَابَتْ عَنْكَ أشْيَاءُ الحِمَّانِيُّ العَلَوِيُّ: [من البسيط] 12241 - قُلْ لِلرَّدَى لا تُغَادِرْ بَعْدَهُ أحَدًا ... وَلِلمَنِيَّةِ مَن أحْبَبْتِ فَاعْتَمِدِي قَبْلَهُ: ¬
قَدْ ذُقْتُ أنْوَاعَ حُزْنٍ أنْتَ أبْلَغُها ... مِنَ القُلُوبِ وَأجْنَاهَا عَلَى الجَلَدِ قُل لِلرَّدَى لا تُغَادِرْ بَعْدَهُ أحَدًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّ السُّرُورَ تَقَضَّى يَومَ فَارَقَنِي ... وَآذَنَ العَيْشُ بِالتَّكْدِيْرِ وَالنَّكَدِ أَبُو الحَسَنِ الجُّرْجَانِيُّ: [من البسيط] 12242 - قُلْ لِلزَّمَانِ الَّذِي أبْدَى عَجَائِبهُ ... اللَّه مِنْكَ تَصْرِيْفِكَ الكَافِي بَعْدَهُ: اجْهَدْ بِجُهدِكَ فِيمَا أنْتَ فَاعِلُهُ ... فَفَرجَةُ اللَّهِ بَيْنَ النُّونِ والكَافِ جَحْظَةَ البَرْمَكِيّ: [من الكامل] 12243 - قُلْ لِلشَّقِيِّ وَقَعْتَ فِي الفَخِّ ... أوْدَتْ بشَاهِكَ ضَرْبَةُ الرُّخِّ السَّرِيُّ الرَّفَاء: [من البسيط] 12244 - قُلْ لِلشَّوَامِتِ مَهْلًا لَيْسَ بَيْنَكُمُ ... وَبَيْنَ عَادِيَةِ الأيَّامِ مِنْ رَحِمِ أبياتُ السَّرِيِّ الرَّفا يُرثِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ محمّد بن سُليْمانُ بنِ فَهْدٍ: رِبَاعُ مجْد بِهَا مِنْ أَهْلِهَا عَتَقٌ ... مُخَبِّرٌ عَنْ فراقٍ مِنْهُمُ أمَمِ عَهْدِي بِهَا وَاللَّيْالِي الغيد تابِعَةٌ ... أيّامَهَا البيْضَ بَيْنَ الخَفْضِ والنِعمِ أَيامَ تَلحظُهَا الأَيَّامُ خَاشِعَةً لحْظَ ... الحَجيج حَرَامَ الصَّيْدِ في الحَرَمِ وَالوِرْدُ نَوْعَانِ مِنْ عَفْوٍ وَمِنْ نَقَمِ ... وَالوفدُ ضربانِ مِنْ عُرُبٍ ومن عجمِ أينَ الشمائِلُ يُرَتَاحُ الثناءُ لَهَا ... والسُّوقُ تَنفُقُ فيْهِا حِلْيَةُ الكَلِمِ للَّهِ أَيُّ حِمَامِ قَل مَضربُهُ مَضَارِبَ ... المُرْشَفَين السَيْفِ وَالقلَمِ ¬
أظَلَّ دِجلةَ فانهلَّتُ عَوارضُها ... وَاصْفرَّ فرحَانيهَا مُورِقُ السَلمَ أَغْزِرُ عَلَيَّ بَأَنْ رَاجْتُ دِيَارُكُمْ ... مثوى الهُمُوم وكَانَتُ مسْرحَ الهِمَمِ كم في قبُوركمُ مِنَ عَارِضٍ هَطِلٍ ... وَصَارِمٌ قَلَّ حَدَّ الصَارِم الجَذِم وَمنْ غَطارِفِهِ شمُّ أنُوفهُم يَلقَونَ ... قَبْلَ الشِّفَاه الماءَ بالشَمَمِ أَكْلُ يَومٍ لكُم ثَاوٍ يُقَالُ لَهُ ... وقَد تَبَاعَدَ لا تبعد وَلَا تَرِمِ وَمُلِحدٌ سَاخ في أَحشائِهِ عَلَمٌ ... مِنَ المَكَارِمٍ بَل نَارٌ عَلَى عَلمِ قبرٌ لَهُ مِنْ عيونِ المزْنِ صَوْبُ حَيًا ... ومن عيون بني الآمالِ صوْبُ دَمِ قُل للشوامتِ مَهْلًا لَيْسَ بَيْنُكُمْ. البَيتْ. وبَعْدَهُ: هِيَ الرزيَّةُ مَنْ يَصْبِر لَفَادِحِهَا ... يُؤجَر وَمَن يتَجامَ الصَّبْر لَم يُلَمِ إِذَا رأَيْتَ القَوافِي الغُرَّ سَائِرةً ... فأنّهنَّ رِيَاحُ الطَّولِ وَالكَرمِ كَذَا النَسِيمُ إِذَا فَاحَتُ رَوايحُهُ ... فَإِنَّما هو شكرُ الروّضِ للدّيمِ ابْنُ الرُّومِيُّ: [من الكامل] 12245 - قُلْ لِلمُسَوِّدِ حِيْنَ شَيَّبَ هَكَذَا ... غِشُّ الغَوَانِي فِي الهَوَى إيَّاكَا بَعْدَهُ: كَذَبَ الغَوَانِي فِي سَوَادِ عِذَارِهِ ... فَكَذَبْنَهُ فِي وُدِّهِنَّ كَذَاكَا هَيْهَاتَ غَرَّكَ أنْ يُقَالَ غَدَايِرٌ ... أيُّ الدَّوَاهِي غَيْرهُنَّ دَهَاكَا لا تَحْسِبَنْكَ خَدَعْتَهُنَّ بِحِيْلَةٍ بَلْ ... أنْتَ وَيْحَكَ خَادَعَتْكَ مُنَاكَا ابْنُ المُعْتزِّ: [من البسيط] 12246 - قُلْ لِلْمُطَالِبِ قَدْ أنْضَى رَكَائِبَهُ ... لا تَعْجَلَنَّ فَإنَّ الرِّزْقَ مَقْدُورُ ¬
صُرَّدُرُّ: [من البسيط] 12247 - قُلْ لِلْمُقِيْمِيْنَ بِالبَطْحَاءِ إنَّ لَكُمْ ... بِالرَّقْمَتَيْنِ أسِيْرًا مَا لَهُ فَادِي بَعْدَهُ: بَيْنَ العَوَاذِلِ تَطْوِيْهِ وَتنْشِرُهُ ... مِثْلَ المَرِيْضِ طَرِيْحًا بَيْنَ عُوَّادِ وَمِنْ بَابْ (قُلْ لمَنُ) قولُ العَطَويِّ (¬1): قُل لمن فَضّضَ الدَّواةَ لِكَيما ... يَحِسْبُوهُ مِنْ حيلَةِ الكُتَّابِ لَيْسَ حَلي الدَواةِ يِنفَعُ شيئًا ... إِنْ تخلَّيْتِ مِنْ حُلي الَادَابِ وقَولُ الطَاهِرْيَّ البْصريِّ (¬2): قُل لمِنْ لَيْسَ لَهُ عَهْدٌ ... لنَا عَهْدٌ وَعَقدُ إِنْ يَكُنُ مَا بِكَ هَزْلٌ ... فالذِيْ بِي مِنْكَ جِدُّ جُمَلَةٌ تغْنِيَ عَنِ ... التَّفصيْلِ مَا لِى عنْكَ بُدُّ وقولُ آخرَ في الحِجَاب: قُلْ لمنْ يحجبُنِي يَا ... أَيُّهَا المَحجُوبُ عَنِّيُ هَذِهِ مِنْكَ فَإِنْ عُدتُ ... إلي البابِ فَمَنِّي وقَولُ أَبِي عُثْمانُ الخَالدِيِّ (¬3): قل لمَنِ يَشتَهِي المْديح وَلَكِنْ ... دُوْنَ مَعْرُوفِهِ مِطَالٌ وَلَيُّ سَوْفَ أهُجوكَ بَعدَ مَدْحٍ وَتحريْكٍ ... وَعَتْبٍ وَآخِرُ الداءِ كَيُّ وقول أبي الطَيب الشَغبريِّ أحَدُ شَعراءِ الشامِ (¬4): ¬
قُلْ لمن يَحْمِل العَصَاَ ... حِيْنَ أمْسَى وَأَصْبَحَا مَا حَمَلَتهَا يَد أمْرِئٍ ... بَعْدَ مَوتي فَأَفْلحَا وقولُ أبي عُيَيْنَةَ المُهلبيّ (¬1): قُلْ لمنْ أَبَصرَ حَالًا مُنكرةً ... ورَأى مِنْ دَهْره مَا حسَّرهُ لَيْسَ بالمنْكر مَا أَبْصَرتهُ ... كُلُّ مَن عَاشَ رأى مَا لم يَرهُ يُقالُ فِي المثَلِ. عِشُ رَجبًا تَرَى عجبًا. وَمَعْنَى المثلِ إِنْ تَعِشْ تَرَ مَا لَمْ تَكُنَ رَأَيْتَ. ابْنُ الرُّومِيُّ: [من السريع] 12248 - قَلَّ لَهُ المُلْكُ وَلَو أَنَّهُ ... مَجْمُوعَةٌ فِيْهِ الأقَالِيْمُ بَعْدَهُ: وَاللَّهُ يُبْقِيْكَ لَنَا سَالِمًا ... يَأتِيْكَ تَبْجِيْلٌ وَتَعْظِيْمُ ابْنُ عَبْدُوسٍ: [من الكامل] 12249 - قُلْ لِلْهُمُومِ أصَبْتِ جَدًّا عَاثِرًا ... وَبَلَؤينِي فَوَجَدْتِ حُرًّا صَابِرَا بَعْدَهُ: إِنَّ الَّذِي أسْلَى فُؤَادِي إنَّنِي ... أيْقَنْتُ أَنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ آخِرَا أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الخفيف] 12250 - قَلَّمَا يَنْتَهِي عَنِ الغَيِّ مَنْ ... لَيْسَ لَهُ مِنْهُ وَاعِظٌ يَنْهَاهُ ¬
دُكَيْنُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيُّ: [من الرمل] 12251 - قَلَّ مَنْ أدْمَنَ قَرْعًا قَارعٌ ... حلَقَ الأبْوَابِ إِلَّا وَوَلَج ابْنُ الرُّومِيُّ: [من الخفيف] 12252 - قلَّ مِنْ خَيْرِكُمْ نَصِيْبِي وَلَكِنْ ... أَنَا مِنْ شَرِّكُمْ كَثيْرُ النَّصِيْبِ بَعْدَهُ: لَيْسَ عَنْ شَرِّكُم وَلَا عَنْ أذَاكُمْ ... مُسْتَعَاذٌ وَلَا ذَرًى للحُيُوبِ قلَّ مِنْ خَيْركُمْ نَصيْبِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إن تَبَاعَدْتُ نَالَنِي مِنْ بَعِيْدٍ ... أَو قَرِيْبٍ نَالَنِي مِنْ قَرِيْبِ [من مجزوء الكامل] 12253 - قَلَّ مَنْ يَنْقَادُ لِلْحَقِّ ... وَمَنْ يُصْغِي إلَيْه الرَّضِيّ المَوْسَوِيُّ: [من المنسرح] 12254 - قَلُّوا عَلَى كَثْرَةِ العَدُوِّ لَهُمْ ... كَمْ عَدَدٍ لا يُعَدُّ فِي العَدَدِ لَهُ أَيْضًا يَهْجُو: [من المنسرح] 12255 - قَلُّوا غَنَاءً وإنْ أثْرَى عَدِيْدُهُمُ ... وَرُبَّمَا قَلَّ أقْوَامٌ وإنْ كَثرُوا بَعْدَهُ: تَمَسَّكُوا بِوَصَايَا اللُّؤْمِ تَحْسَبُهُم ... تُتْلَى عَلَيْهِم بِهَا الآيَاتُ وَالزُّبُرُ أَبُو تَمَّام يَمْدَحُ: [من البسيط] ¬
12256 - قَلُّوا وَلكِنَّهَمْ طَابُوا وَأنْجَدَهُم ... جَيْشى مِنَ الصَّبْرِ لا يُحْصَى لَهُ عَدَدُ حَمَّاد عَجْرَد: [من البسيط] 12257 - قُلْ لِلإمَامِ جَزَاكَ اللَّهُ صَالِحَةً ... لا تَجْمَعِ الدَّهْرَ بَيْنَ السَّخْلِ وَالذِّيْبِ بَعْدَهُ: السَّخْلُ يَعْلَمُ أَنَّ الذِّيْبَ آكِلُهُ ... وَالذِّئْبُ يَعْلَمُ مَا بِالسَّخْلِ مِنْ طِيبِ قَالَ الأُحَيْمِرُ النَّحَوِيُّ وَكَانَ مُؤَدِّبَ الأمِيْنِ اتُّخِذَ عَلَيْهِ بَعْدَهُ صَرْفِ حَمَّاد عَجْرَدَ وَكَانَ حَمَّاد اتُّخِذَ عَلَيْهِ بَعْدَهُ نَفْي قُطْرُبٍ قَالَ: كَانَ سَبَبُ نَفي قُطْرُبٍ أَنَّ حَمَّادًا كَانَ يَعْشَقُ الأمِيْنَ، وَيَطْمَعُ أنْ يُتَّخَذ عَلَيْهِ مُؤَدِّبًا فَلَم يَتَأتَّ لَهُ حَتَّى اسْتَوَى الأَمْرُ عَلَى قُطْرُبٍ، فَاحْتَالَ وَكَتَبَ هَذيْنِ البَيْتَيْنِ فِي رُقْعَةٍ وَنَالهَا بَعْض الخَدَمِ. فَلَمَّا وَقَفَ عَلِيْهِا الرَّشِيْدُ نَفَى قُطْرُبًا، وَاتَّخَذَ عَلَيْهِ حَمَّادًا، وَجَعَلَ عَلَيْهِ ثَمَانِيْنَ رَقِيْبًا مِنَ الخَدَمِ يَحْفَظُونَهُ، فَخَافَ قُطْرُبُ خَوْفًا عَظِيْمًا لَمَّا وُسِمَ بِهَذِهِ السِّمَةِ، فَهَرَبَ إِلَى الكَرَخِ وَالتجَأ إِلَى ابنِ دُلْفٍ فَحَسُنَتْ حَالَهُ عِنْدَهُ. [من مجزوء الكامل] 12258 - قُلْ لِي مَتَى فُرْزِنْتَ سُـ ... ـــــرْعَةَ مَا أرَى يَا بَيْذَقُ أحْمَد بن سُلَيْمَانَ الكَاتِبُ: [من البسيط] 12259 - قُلْ لِي نَعَمْ مَرَّةً إنِّي أسَرُّ بِهَا ... وإنْ عَدَانِيَ مَا أرْجُوهُ مِنْ نَعَمِ بَعْدَهُ: قَدْ تَعَوَّدْتَ لا حَتَّى كَأنَّكَ لا ... تَعُدُّ قَوْلَكَ لا إِلَّا مِنَ الكَرَمِ ¬
[من الكامل] 12260 - قُلْ مَا بَدَا لَكَ أنْ تَقُولَ فَرُبَّمَا ... سَاقَ البَلاءُ إِلَى الفَتَى المِقْدَارُ بَشَّارٌ: [من البسيط] 12261 - قُلْ مَا بَدَا لَكَ مِنْ زُوْرٍ وَمنْ كَذِبٍ ... حِلْمِي أصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ بَعْدَهُ: أَنَا المُرَعَّثُ لا أُخْفَى عَلَى أحَدٍ ... ذَرَّتْ بِي الشَّمْسُ لِلدَّانِي وَلِلنَّائِي أَبُو تَمَّام: [من الكامل] 12262 - قُلْ مَا بَدَا لَكَ يَابنُ تُرْنَا ... فَالصَّدَى بِمُهَذَّبِ العِقْيَانِ لا يَتَعَلَّقُ تُرْنَا يَعْنُونَ الأمَةَ يَقُوْلُ يَا بْنَ الأمَةَ ابْنُ المُعْتَزِّ: [من الخفيف] 12263 - قَلَمٌ مَا أَرَاهُ أو فَكٌ يجْـ ... ــــرِي بِمَا شَاءَ قَاسِمٌ وَيَسِيْرُ بَعْدَهُ: رَاكِعٌ سَاجِدٌ يُقَبِّلُ قِرْطَا ... سًا كَمَا قَبَّلَ البِسَاطَ شَكُورُ قالَ الحُكماءُ القَلمُ: أَحَدُ اللسَانَيْنِ، والعَمُّ أحُد الأبوين، وَالشُّبتُ أحَدْ العَفُوينَ، وَالمَطلُ أَحدُ المنْعَيْنِ، وقلةُ العِيَالِ أَحَدُ اليَسَارْيَنِ، والقَنَاعَةُ أحَدُ الرّزقَينْ، والوَعْيدُ أحَدُ العزّينِ، والإصلاحُ أَحَدُ الكْسَبْينِ، والروّايةُ أحَدُ المجاءينِ، والهَجر أحَدُ الفراقين، واليأسُ أَحَدُ النُجمينِ، وَالمُزاحُ أحدُ السِّبَايَيْنِ: وقالَ ابْنُ طَباطَبا العَلَويُّ في القَلِمَ (¬1): ¬
أَقسَمتُ بَالقلمُ الحسَامُ فَلمَ يَزَل ... يرْدَى بِهِ حَيٌّ ويُنتاشُ الرَّدى وَإِذَا رَضيْتَ فِريقهُ أَرى وَإِنْ ... أَضمرتَ سُخطًا مجَّ سُمَّ الأَسْوَدِ فكَأَنَّهُ فَلكُ بِكفكَ دَايرٌ يُجري ... النُجومَ بأَنْحُسِ وَبَأَسعُدِ ابْنُ طَبَاطَبَا: [من الكامل] 12264 - قَلَمٌ يَدُورُ بِكَفِّهِ فَكَأَنَّهُ ... فَلَكٌ يَدُورُ بِنَحْسِهِ وَسُعُودِهِ [من الكامل] 12265 - قَلَمٌ يَفُلُّ الجيْشَ وَهُوَ عَرَمْرَمُ ... وَالبِيْضُ مَا سُلَّتْ مِنَ الأغْمَادِ بَعْدَهُ: وَهَبَتْ لَهُ الآجَامُ حِيْنَ نَشَا بِهَا ... كَرَمَ السُّيُولِ وَصَولَةَ الآسَادِ التِّهَامِيُّ: [من الكامل] 12266 - قَلَمٌ يُقَلِّمُ ظُفْرَ كُلِّ مُلِمَّهٍ ... وَيَكُفُّ كَفَّ حَوَادِثِ الأيَّامِ أَبُو سَعِيْدِ بنِ نَوْفَةَ: [من الكامل] 12267 - قَلَمٌ يَمُجُّ عَلَى العُدَاةِ سِمَامَهُ ... لكنه لِلْمُرْتَجِيْنَ سَمَاءُ بَعْدَهُ: كَمْ قَدْ أسَلْتَ بِهِ لِعَبْدِكَ رِبْقَةً ... سَوْدَاءَ فِيْهَا نِعْمَةً بَيْضَاءُ وَهَبٌ فِي المُلُوكِ: [من الطويل] 12268 - قُلُوبُهُمُ مِنْ كُلِّ ضِغْنٍ سَلِيْمَةٌ ... وَلَكِنْ لَهُمْ فِي أنْفُسِ الصَّيْدِ أضْغَانُ ¬
[من الخفيف] 12269 - قُلْ لأحْبَابِنَا الغِضَابِ عَلَيْنَا ... لا عَدِمْنَاكُمُ عَلَى كُلِّ حَالِ بَعْدَهُ: قَصُرَ اللَّيْلُ عِنْدَكُمُ فَهَجِعْتُمُ ... فَاسْعِدُونَا عَلَى اللَّيَالِي الطِّوَالِ وَأسْعِفُونَا مِنْ هَجْرِكُمْ بِوِصَالٍ ... هَلْ أمْنتمُ فِيْنَا صُرُفَ اللَّيَالِي وَاعْلَمُوا أَنَّما الزَّمَانُ مُقِيْمٌ ... سَادَتِي لا لَكُمْ يَدُومُ وَلَا لِي أَبُو فِرَاسٍ: [من الخفيف] 12270 - قُلْ لإخْوَانِنَا الجفَاةِ رُوَيْدًا ... دَرِّجُونَا عَلَى احْتِمَالِ المَلالِ بَعْدَهُ: إِنَّ ذَاكَ الصُّدُودَ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ ... لَمْ يَدَعْ فِيّ مَوْضِعًا لِلوِصَالِ أحْسِنُوا فِي فِعَالكُم أو أسِيْئُوا ... لا عَدِمْنَاكُمُ عَلَى كُلِّ حَالِ 12271 - قُلْ لأهْلِ البَلَى وَمَنْ مَاتَ يَوْمًا ... أيْنَ عِزُّ الغِنَى وَفَخْرُ الثَّرَاءِ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الخفيف] 12272 - قُلْ لأهْلِ القُبُورِ كَيْفَ رَأَيْتُمُ ... طَعْمَ مُرِّ البِلَى وَثقْلَ الترَابِ بَعْدَهُ: أكَلَ التُّرْبُ مِنْ وَجُوهٍ حِسَانٍ ... لَمْ تَزَلْ فِي غَضارَةٍ وَشَبَابِ بَدَّدَ المَوْتُ شَمْلَهُمْ فَتَنَادَوا ... بِارْتحَالٍ إِلَى بُيُوتٍ خَرَابِ أَبُو فِرَاسٍ بن حَمْدَانَ: [من الكامل] ¬
12273 - قُلْ يَارَسُولُ وَلَا تُحَاشِ فَإِنَّهُ ... لابُدَّ مِنْهُ أسَاءَ بِي أمْ أحْسَنَا مَالِكُ بنُ الرَّيْبِ: [من الطويل] 12274 - قَلِيْلُ اخْتِلاجِ الرَّأي فِي الجِدِّ وَالهَوَى ... جَمِيْعُ الفُؤَادِ عِنْدَ وَقْعِ العَظَايِمِ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ: [من الطويل] 12275 - قَلِيْلُ التَّشَكِّي للمُصِيْبَاتِ ذَاكِرٌ ... مِنَ اليَوْمِ أعْقَابَ الأحَادِيْثِ فِي غَدِ قَالَ العُلَمَاءُ بِالشِّعْرِ قَوْلُ دُرَيْدُ هَذَا أشْعَر بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ فِي المَدْحِ. البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 12276 - قَلِيْلُ السُّرُورِ بِالكَثِيْرِ يَنَالَهُ ... فَتَحْسَبُهُ وَهْوَ المُظَفَّرُ مُخْفِقَا بَعْدَهُ: وَمُحْتَرِسٍ مِنْ أيْنَ رُمْتَ اغْتِرَارَهُ ... وَجَدْتَ لَهُ سَهْمًا إلَيْكَ مُفَوّقَا [من الوافر] 12277 - قَلِيْلُ العَيْشِ فِي أكْنَافِ أمْنٍ ... ألَدُّ مِنَ الكَثِيْرِ مَعَ المَخَافَة بَعْدَهُ: وَلَيْسَ يَنَالُ حُلْوَ العَيْشِ خَلْقٌ ... يَنَالُ أذًى وَلَو وَلِيَ الخِلافَة المُتَلَمِّسُ: [من الوافر] 12278 - قَلِيْلُ المَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى ... وَلَا يَبْقَى الكَثيْرُ مَعَ الفَسَادِ قَولُ المتلمِّس الضَبُعِيِّ وَاسمُهُ جَرير بنُ عبْدِ المَسيحُ الأَيادِي: ¬
قَليلُ المَالِ تُصلحُهُ فَيْبُقَى. البيَتُ. أوَّلُهُا: صبَأ مِنْ بَعْدِ سَلْوتِهِ فؤادي ... وَاسْمَح للقَريْنِةِ بِالقِيْادِ تقولُ منها: وَأَعَلمُ علمُ حقٍّ غيْرَ شَكٍّ ... وتَقْوى اللَّهِ مِنْ خَيْرِ العَتَادِ لَحِفْظُ المَالِ خَيْرٌ مِنْ ضيَاعٍ ... وَطوفٍ في البِلادِ بِغَيْرِ زَادِ قَليْلُ الْمَالِ تُصلحِهُ فيَبقَى. البَيْتُ ويُروى: وَاصْلَاحُ القَلِيل يَزِيدُ فيْهِ ... وَلَا يَبقَى الكَثِير مَعَ الفسَادِ وقدَ ضمّنَهُ بعَضُهم في الهجاءِ فقَالَ: يُحْصِنُ زَادَهُ عِنْ كُلِ ضرس ... وَيُعُمِلُ ضرسَهُ فِي كُلِّ زَادِ وَلَا يروِي عنَ الأشعارِ شيئًا ... سِوْى بيْتٍ لأبرهَةَ الأَيْادِّيُ قَليْلُ المَال تُصلحهُ فيْبقَى. البيتُ ضمينٌ. يُقالُ: إِنَّ حَاتِمَ الطائِيّ لمّا سَمِعَ قَول المتلمِّس هَذَا قال مَالَهُ قطع اللَّهُ لسَانَهُ يحمل النَّاسَ عَلَى البُخلِ وَالتَبَاخل أَلا كَان يقولُ (¬1): وَمَا الجُودُ يُغِنْي المَالَ قَبلْ فَنائِهِ ... وَلَا البُخُلُ في مَالِ الشحيح يَزِيدُ فَلَا يلتمِسُ فقرًا بعْيشٍ فَإِنَّهُ لِكِّلَ ... غَدٍ رزقٌ يَعُودُ جَدِيدُ أَلَمْ تَر أنَ المَالَ غَادٍ وَرَائِحٌ وَإِنَّ ... الذِيُ يُعْطِيْكَ لْيَسِ يَبْيُدُ قالَ المؤلّفُ كاتبهُ عفَا اللَّهُ عِنْهِ: لقَد رأَيتُ خَفقًا كَثِيرًا مِنْ أَهْلِ زَمَاننَا وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِمِ أَرزاقَهُمْ بالسخاءِ وَمُعَامِلِةِ اللَّهَ تَعَالَى يَبْسطِ النَّفع المُتعدِّي فوَجودُه عَلَى ذلك بَرَكةً عَظِيمةً، وَحَصَل لهُمْ الأجر، وحُسْنُ الذّكْرِ، وَأَيُّ شيءٍ خير مِنْ ذَلكَ، ورأَيتُ كَبِيرًا مِنَ البخلاءِ زالت عنُهم النِعَمُ الجَسْيَمَةُ بشُحِّهمِ وبخلهِم، حَتّى أعوزهَم ¬
الكفَنُ عِنْدَ مَؤيهم، فلا هَذَا وَلَا هَذَا، وَلَقْدَ تحقَّقتُ مَا قلتُ رَأي العيْنِ. فعَرفتهُ، وَإلى مَا وعَيْتُ مِنَ التَجارْبِ أضَفْتهُ. وَقَالَ البُلغاءُ: أَنَّ في إصْلاحِ مَالِكَ جَمالُ وجهِكَ، وَبقاءُ عزِّكَ، ونقاءُ عِرْضِكَ، وسَلامَهُ دِيْنِكَ، وَطِيبُ عَيشِكَ، وَبناءُ مَجْدِكَ، فأصْلِحه إِنْ أردَتَ هَذَا كلَّهُ. وقالوا أيضًا في ذلك: التَدبْيِرُ يُثمرُ اليَسْيِرَ، والتَّبذِيرُ يُبدِّدُ الكَثِيرَ، فَلَا جُوْدَ مَعَ تَبْذيرٍ، وَلَا بخل مَعَ اقتِصَادٍ، والاعتَدالُ في الجُودِ أخَسُّ مِنَ الاعتَدْاءِ على المَوْجُودِ، والرِزقُ مقسُومٌ مَجْدُودٌ، فمَجْدُودُ وَمَحْدودٌ. [من الطويل] 12279 - قَلِيْلُ الأذَى إِلَّا عَلَى القِرْنِ فِي الوَغَى ... كَثيْرُ الأيَادِي وَاسِعُ الذَّرْعِ بِالفَضْلِ بَعْدَهُ: وَيَحْلَمْ مَا لَمْ يَجْلُبِ الحِلْمُ ذِلَّةً ... وَيجْهَلُ مَا شُدَّتْ قُوَى الحِلْم بِالجهْلِ [من الطويل] 12280 - قَلِيْلُ حَيَاةِ المَرْءِ مِثْلُ كَثِيْرِهَا ... يَزُولُ وَبَاقِي عُمْرِهِ مِثْلُ ذَاهِبِ [من الطويل] 12281 - قَلِيْلُ طَعَامِ البَطْنِ إِلَّا تَعِلَّةً ... مِنَ الزَّادِ تَقْدِيْرًا كَمَا الصَّقْرُ آكلُه طُفَيْلٌ الغنوِيُّ: [من الطويل] 12282 - قَلِيْلٌ عِتَابِي مَنْ أَتَى مُتَعَمِّدًا ... سَوءاتِي أو خَالَفَتْنِي شَمَائِلُه ¬
بَعْدَهُ: سِوَى أنَّنِي قَدْ لا أقُولُ لِمُدْبِرٍ ... إِذَا اخْتَارَ صُرْمَ الحَبْلِ هَلْ أنْتَ وَاصِلُهُ يَقُوْلُ: لا أُعَاتِبُ مَنْ سَاءَنِي وَخَالَفَتْنِي شَمَائِلُهُ، وَمَنْ أرَادَ قَطْعَ الحَبْلِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ؛ فَإنِّي لا أسْتَعْطِفُهُ. يُقَالُ سَؤتهُ سَوَائِيَةً وَمَسَائِيَةً وَسُوءًا. تَأبَّطَ شَرًّا: [من الطويل] 12283 - قَلِيْلُ غَرَارِ النَّومِ أكْبَرُ هَمِّهِ ... دَمُ الثَّأرِ أو يَلْقَى كَمِيًّا مُشَيَّعَا بَعْدَهُ: يُمَاصِعُهُ كُلٌّ يُشَجِّعُ قَومَهُ ... وَمَا ضرْبهُ هَامَ العِدَا لِيُشَجِّعَا وَإنِّي إن عُمِرْتَ أعْلَمُ أنَّنِي ... سَألْقَى سِنَانَ المَوْتِ يَبْرُقُ أصلَعَا 12284 - قَلِيْل لِدَى دَارِ الهَوَانِ إقَامَتِي ... وَجَدِّكَ تَرَّاكٌ لِمَا لَمْ أُعَوَّدِ وَمِنْ بَابِ (قَلِيْلٌ) قَوْلُ أَبِي نَصْرُ أحْمَد بن عَلِيّ المِيْكَالِيّ (¬1): قَلِيْل مِنْكَ يَكْفِيْنِي وَلَكِنْ ... قَلِيْلُكَ لا يقَالُ لَهُ قَلِيْلُ [من الكامل] 12285 - قَمَرٌ أبُوهُ وَأمُّهُ مِنْ نَبْعَةٍ ... فِيْهَا سِرَاجُ الأُمَّةِ الوَهَّاجُ بَعْدَهُ: شَرِبَتْ بِمَكَّةَ فِي ذُرَى بَطْحَائِهَا ... مَاءَ النُّبُوَّةِ لَيْسَ فِيْهِ مِزَاجُ ¬
السَّرِيُّ الرَّفَاءُ: [من الرجز] 12286 - قُمْ رَاشِدًا لَسْت لنا بِخَدْنِ ... يَا صَنمًا فِي الصَّمْتِ لا فِي الحُسْنِ [من البسيط] 12287 - قُمْ فَاصْطَلِ النَّارَ مِنْ قَلْبِي مُضَرَّمَةً ... لِلشَّوْقِ تَغْنَ بِهَا يَا مَوْقِدَ النَّارِ [من الكامل] 12288 - قُمْ وَانْتَهِزْ فُرَصَ الزَّمَانِ مُبَادِرًا ... فَالوَقْتُ سَيْفٌ وَالأنَامُ نِيَامُ ابْنُ الحَجَّاجِ فِي رَثَائِهِ ثَوْبِهُ: [من الوافر] 12289 - قَمِيْصُكَ نَسْجُهُ فَاصْبِرْ عَلَيْهِ ... مُخَاطُ الشَّمْسُ تَنْسَخُهُ الرِّيَاحُ ابْنُ الخَيَّاطِ: [من الطويل] 12290 - قَنَاعَةُ عِزٍّ لاقَنَاعَةُ ذِلَّةٍ ... تُزَهِّدُ فِي نَيْلِ العُلا غَيْرَ رَاغِبِ وَمِنْ بَابِ (قَنَعَ) يَرْوِي أَمِيْرُ المُؤمِنِيْنَ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِب عَلَيْهِ السَّلامُ (¬1): قَنِّعِ النَّفْسَ بِالكِفَافِ وَإلَّا ... طَلَبَتْ مِنْكَ فَوْقَ مَا يَكْفِيْهَا الغِنَى فِي النُّفُوسِ وَالفَقْرُ فِيْهَا ... إِنْ تَجَزَّتْ فَقَلَّ مَا يُجْزِيْهَا مَا لِمَا قَدْ مَضَى وَلَا لِلَّذِي ... لَمْ يَأتِ مِنْ لذَّةٍ لِمُسْتَحْليهَا إِنَّمَا أنْتَ طُول عُمْرِكَ مَا عُمِّرْت ... فِي السَّاعَةِ الَّتِي أنْتَ فِيْهَا يُرْوَى عَنْ أَبِي عَبْدُ اللَّهِ جَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الصادِقُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ يَقُلْ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ سِوَى هَذِهِ الأبْيَاتِ. صَالِحٌ بن عَبْدِ القُدُّوسِ: [من الطويل] ¬
12291 - قَنِعْتُ بِالقُوتِ مِنْ زَمَانِي ... وَصُنْتُ نَفْسِي عَنِ الهَوَانِ بَعْدَهُ: مَخَافَةً أنْ يَقُولَ قَومٌ ... فَضْلُ فُلانٍ عَلَى فُلانِ مَنْ كُنْتُ عَنْ مَالِهِ غَنِيًّا ... رَأيْتُهُ مِثْلَ مَا يَرَانِي أُبِرُّهُ إن أرَادَ بِرِّي ... وَأقْطَعُ البِرَّ إن جَفَانِي وَهِيَ عِدَّةُ أبْيَاتٍ. وَتُرْوَى لِمُحَمَّدٍ بنُ أيْمَن الرُّهَاوِيّ. أَبُو العَلاءِ المَعَرِّيُّ: [من الوافر] 12292 - قَنِعْتُ فَخِلْتُ أَنَّ النَّجْمَ دُونِي ... وَسِيَّانِ التَّقَنُّع وَالجهَادِ ابْنُ المُعْتَزِّ: [من المديد] 12293 - قَنِعَتْ نَفْسِي بِمَا رُزِقْتُ ... وَتَمَطَّتْ فِي العُلَى هِمَمِي أَبُو الوَلِيْدُ: [من الطويل] 12294 - قَنِعْتُ وَجَانَبْتُ المَطَامِعَ لابِسًا ... لِبَاسَ مُحِبٍّ للنَّزَاهَةِ مُؤبرِ بَعْدَهُ: وَأيَأسَنِي عِلْمِي بِأنْ لا تَقْدُمِي ... مُفِيْدِي وَلَا مُزْرٍ بحظِّيْ تَأخُّرِي وَلَو فَاتَنِي المَقْدُورُ مِمَّا أرُومُهُ ... بِسَعْيِيْ لأدرَكْتُ الَّذِي لَمْ يُقْدَّرِ [من الوافر] 12295 - قُنُوعُ النَّفْسِ يُعْقِبُهَا ارْتيَاحًا ... وَحرصُ المَرْءِ يُدْنَى لِلْهَوَانِ بَعْدَهُ: ¬
وَلَيْسَ بِزَائِدٍ فِي الرِّزْقِ حِرْصٌ ... وَلَيْسَ بِنَاقِصٍ فِيْهِ التَّوَانِي الفَرَزْدَقُ: [من الطويل] 12296 - قَوَارِصُ تَأتِيْنِي وَتَحْتَقِرُونَهَا ... وَقَدْ يَمْلأُ القَطْرُ الإنَاءَ فَيَفْعَمُ قَبْلَهُ: تَصَرَّمَ عَنِّي وُدُّ بَكْرِ بن وَائِل ... وَمَا خِلْتُ عَنِّي وُدَّهُمْ يَتَصَرَّمُ قَوَارِضُ تأتِيْنِي وَتَحْتَقِرُونَهَا. البَيْتُ وَمِنْ بَابِ (قَوَارِعُ) قَوْلُ دَلْجَةَ بن حُصَيْنِ: قَوَارِعُ يبْتَريْنَ العَظْمَ بريًا ... وَقَولٌ لا يُقَالُ لَهُ جَوَابُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 12297 - قَوَاصِدَ كَافُورٍ تَوَارِكَ غَيْرِهِ ... وَمَنْ قَصَدَ البَحْر اسْتَقَلَ السَّوَاقِيَا لَهُ أَيْضًا يَصِفُ سُيُوفًا: [من الطويل] 12298 - قَوَاضٍ مَوَاضٍ نَسْجُ دَاوُدَ عِنْدَهَا ... إِذَا وَقَعَتْ فِيْهِ كَنَسْج الخَدَرْنَقِ بَعْدَهُ: هَوَادٍ لأملاكِ الجيُوشِ كَأنَهَا ... تَخَيَّرُ أرْوَاحَ الكُمَاةِ وَتَتَّقِي تَفُلُّ عليهم كُلَّ دِرْعٍ وَجَوشَنٍ ... وَتَفْرِي إلَيْهِم كُلّ سُورٍ وَخَنْدَقِ ذُو الرُّمَّةِ: [من الطويل] 12299 - قَوَافِ تَشِيْنُ الوَجْه بَاقٍ وَشؤمَهَا ... إِذَا أرْسَلَتْ لَمْ يُثْنَ يَوْمًا شُرُودُهَا قَبْلَهُ: ¬
فَأصْبَحْتُ أرْمِيْكُمُ بِكُلِّ غَرِيْبَةٍ ... تُجِدُّ اللَّيَالِي عَارَهَا وَتَزِيْدُهَا قَوَافٍ تَشِيْنُ الوَجْهَ بَاقٍ وَشُؤمُهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تُوافِي بِهَا الرُّكْبَانُ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ ... وَيَحْلُو بِأفْوَاهِ الرُّوَاةِ نشِيْدُهَا [من البسيط] 12300 - قَوْسٌ وَلَا وَتَرٌ سَهْمٌ وَلَا قُذَذٌ ... عَيْن وَلَا نَظَرٌ نَحْلٌ وَلَا عَسَلُ وَمِنْ بَابِ (قَوْلٌ) لِبَعْضهم كَأَنَّهُ البُسْتِيُّ (¬1): قَولَ رَسُولِ اللَّهَ لا تَنْسَهُ ... فَمَا أرَى الذَّاكِرَ كَالنَّاسِي أشْكركُمْ للَّهِ إحْسَانَهُ ... أشْكركُمْ فِي الأرْضِ للنَّاسِ وَقَوْلُ آخَرَ (¬2): قَوْلٌ هُوَ المَاءُ لَذَّ مَطْعَمُهُ ... وَكُلُّ قَولٍ سِوَاهُ كَالزَّبَدِ [من الكامل] 12301 - قُولَنْجُهُ سَهْلُ العِلاجُ وَإِنَّمَا ... قُوْلَنْجُ رَاحَتِهِ هُوَ المُسْتَصْعِبُ ابْنُ المُعْتَزِّ: [من المنسرح] 12302 - قولوا لِكَلْبٍ نَزَا بِبَطْنَتِهِ ... قَدْ فَتَحَ اللَّيْثُ لِلفِرَاسِ فَمَه [من البسيط] 12303 - قَوْلِي بِطَرْفِكِ مَا تَهْوَيْنَ أعْرِفُهُ ... وَاسْتَنْطِقِي نَاظِرِي يَأتِيكِ بِالخَبَرُ جَرِيْرٌ يَهْجُو التَّيْمَ: [من الكامل] ¬
12304 - قَومٌ إِذَا احْتَضَرَ المُلُوكَ وُفُودُهُمُ ... نُتِفَتْ شَوَارِبُهُم عَلَى الأبْوَابِ وَمِنْ بَابِ (قَوْمٌ إِذَا) قَوْلُ النَّاشِئُ فِي الكُتَّابِ (¬1): قَوْمٌ إِذَا أخَذُوا الأقْلامَ مِنْ غَضَبٍ ... ثُمَّ اسْتَمَدُّوا بِهَا مَاءَ المَنِيَّاتِ نَالُوا بِهَا مِنْ أعَادِيْهِمْ وإنْ بَعُدُوا ... مَا لا يُنَالُ بِحَدِّ المَشْرقيَّاتِ [من الكامل] 12305 - قَومٌ إِذَا ادَّرَعُوا الدُّجَى فَكَأَنَّمَا ... يَنْشَقُّ مِنْهُم لِلصَّبَاحِ عَمُودُ بَعْدَهُ: عَزَمَاتُهُمْ بَيْنَ السُّيُوفِ صوَارِمٌ ... وَقُلُوبَهُم تَحْتَ الحَدِيْدِ حَدِيْدُ الأخْطَلُ يَهْجُو جَرِيْرًا: [من البسيط] 12306 - قَوْمٌ إِذَا استَنْبَحَ الأضْيَافُ كَلْبَهُمُ ... قَالُوا لأُمِّهِم بُولِي عَلَى النَّارِ قَوْلُ الأخْطَلُ يَهْجُو جَرِيْرًا: قَالُوا لأُمِّهم بُولِي عَلَى النَّارِ يُقَالُ أنْ جَرِيْرًا تَوَجَّعَ مِنْ هَذَا البَيْتِ لَمَّا سَمِعَهُ تَوَجُّعًا شَدِيْدًا لِمَعْرِفَتِهِ بِمَا فِيْهِ مِنْ أنْوَاعِ القُبْحِ وَاللُّؤمِ وَقَالَ دِعْبلٌ هَذَا البَيْتُ لَيْسَ لِلأخْطَلِ وَإِنَّمَا هُوَ لِعَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الرّحْمَنِ مِنْ أهْلِ المُهَلَّبِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو الأنْوَاءِ. قَالَ أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بن الحَسَنِ الحَاتِمِيُّ: عِنْدِي أَنَّ هَذَا البَيْتَ هُوَ أهْجَا بَيْتٍ قَالتهُ العَرَبُ، لأَنَّهُ قَدْ اجْتَمَعَ فِيْهِ مِنْ أنْوَاعِ الهِجَاءِ مَا لَمْ يَجْتَمِع فِي غَيْرِهِ مِنْ ذَمِّهِمْ بِالبُخْلِ بِإطْفَاءِ النَّارِ لَيْلًا يَهْتَدُي بِهَا إلَيْهِم الضُّيُوفُ ثُمَّ بِالبخْلِ بإِيَقَادَهَا لِلسَّارِيْنَ لَيْلًا يَهْتَدُوا بِهَا وَبِالبُخْلِ عَلَى الجيْرَانِ بِأنْ لا يَقْبسُوا مِنْهَا ثُمَّ بِالضَنِّ بِحَطَبِهَا ثُمَّ أخْبَرَ عَنْ قِلَّتِهَا بِوَصْفِهَا أَنَّ بَوْلَةً تطْفِيْهَا ثُمَّ خَصَّ بِذَلِكً البَوْلَ العَجُوزُ وَهُوَ أنْزَرُ مِنْ بَولِ الشَّابَةِ وَوَصَفَهُمْ بِابْتِذَالِ أُمِّهم فِي مِثْلِ هَذِهِ الحَالِ فَدَلَّ بِذَلِكَ عَلَى عُقُوقِهِمْ وَعَلَى أَنَّهُ لا خَادِمَ لَهَمْ غَيْرَ ¬
أُمِّهم وَأخْبَرَ فِي أثْنَاءِ ذَلِكَ بِضَنِّهِمْ بِالمَاءِ فَلَمْ يُبْقِ فَنٌّ مِنْ فُنُونِ الهَجَاءِ السَّخِيْفِ القَبِيْحِ إِلَّا وَقَدْ اشْتَمَلَ عَلَيْهِ هَذَا البَيْتُ. السَّرِيّ الرَّفَاءُ: [من الكامل] 12307 - قَوْمٌ إِذَا اسْوَدَّ الزَّمَانُ غَدَتْ ... أيْمَانُهُمْ بِفعَالِهِمْ غُرَّا [من مجزوء الكامل] 12308 - قَوْمٌ إِذَا اشْتَجَرَ القَنَا ... جَعَلُوا القُلُوبَ لَهَا مَسَالِك بَعْدَهُ: اللَّابِسُونَ قُلُوبَهُمْ فَوْ ... قَ الدُّرُوعِ لِدَفْعِ ذَلِك وَيُروَى: لَبِسُوا القُلُوبَ عَلَى الدُّرُوعِ ... مُظَاهِرِيْنَ لِدَفْعِ ذَلِك أَبُو تَمَّام يَهْجُو: [من البسيط] 12309 - قَوْمٌ إِذَا أعْيُنُ الآمَالِ حِيْنَهُمُ ... رَجِعْنَ مُكْتَحِلاتٍ عَائِرَ الرَّمَدِ بَعْدَهُ: وَطَلْعَةُ الشِّعْرِ أقْلَى فِي عُيُونهِمُ ... وَفِي صُدُورِهمُ مِنْ طَلْعَةِ الأسَدِ دِعْبِلٌ: [من البسيط] 12310 - قَوْمٌ إِذَا أكَلُوا أخْفُوا كَلامَهُمُ ... وَاسْتَوْثَقُوا مِنْ رِتَاجِ البَابِ وَالدَّارِ بَعْدَهُ: لا يَقْبِسُ الجارُ مِنْهُمْ فَضْلَ نَارِهِم ... وَلَا تُكَفُّ يَا عَنْ حُرْمَةِ الجارِ ¬
[من البسيط] 12311 - قَوْمٌ إِذَا الشَّرُّ أبْدَى نَاجِذَيْهِ لَهُمْ ... طَارُوا إلَيْهِ زُرَافَاتٍ وَوُحْدَانَا 12312 - قَوْمٌ إِذَا النِّيْرَانُ شُبَّتْ لِلقِرَى ... بَالَتْ بَنَاتُهُمُ عَلَى النِّيْرَانِ مَأخُوذٌ مِنْ قَوْلِ الأخْطَلِ: قَالُوا لأُمّهم بُولي عَلَى النَّارِ عَبْدُ الصَّمَدِ بن المعذّلِ: [من مجزوء الكامل] 12313 - قَوْمٌ إِذَا جَالَسْتَهُمْ ... صَدِئَتْ بِقُرْبِهم العُقُولُ الأخْطَلُ بنُ غَالِبٍ: [من البسيط] 12314 - قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا شَدُّوا مَآزِرَهُمْ ... دُونَ النِّسَاءِ وَلَو بَاتَتْ بِأطْهَارِ قَبْلَهُ: المُنْعِمُونَ بَنِي حَرْبٍ وَقَدْ حَدَقَتْ ... بِيَ المَنيَّةُ وَاسْتَبْطَأْتُ أنْصَارِي قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا شَدُّوا مَآزِرَهُم. البَيْتُ قَوْلُ الأخْطَلُ: قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا شَدُّوا مَآزِرَهُم. البَيْتُ تَمَثَّلَ بِهِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ وَذَلِكَ حِيْنَ خَرَجَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدِ بنِ الأشْعَثِ، وَكَتَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى الحجَّاجِ بن يُوسُفَ يَقُوْلُ (¬1): خَلَعَ المُلُوكَ وَسَارَ تَحْتَ لِوَائِهِ ... شَجَرُ العُدَى وَعَرَاعِرُ الأقْوَام فَأرْسَلَ الحَجَّاجُ بِكِتَابِهِ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ يُخْبِرُهُ بِخُرُوجِهِ فَكَتَبَ عَبْدُ المَلِكِ فِي الجوَابِ (¬2): ¬
إنِّي وَإيَّاهُم كَمَنْ نَبَّهَ القَطَا ... وَلَمْ تُنَبَّه بَاتَتِ الطَّيْرُ لا تَسْرِي أخَالُ صُرُوفَ الدَّهْرِ للحِيْنِ مِنْهُمُ ... سَتَحْمِلُهُمْ مِنِّي عَلَى مَرْكَبٍ وَعْرِ قِيْلَ: وَكَانَ قَدْ أهْدَى إلَيْهِ مُوسَى بنُ نُصَيْرٍ عَامِلُهُ عَلَى أرْضِ المَغْرِبِ جَارِيَةً إفْرِيْقِيَّةً مِنْ أجْمَلِ نِسَاءِ فىَ هْرِهَا فَبَاتَتْ عِنْدَهُ تِلْكَ اللَّيْلَة فَلَمْ يَنَلْ مِنْهَا شَيْئًا أكْثَرَ مِنْ غَمْزِ كَفِّهَا وَقَالَ لَهَا: وَاللَّهِ إِنَّ دُونَكِ أَمْنِيَةُ المُتَمَنِّي. قَالَتْ: فَمَا يَمْنَعُكَ يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ؟ قَالَ: يَمْنَعُنِي بَيْتٌ مِنَ الشِّعْرِ مُدِحْنَا بِهِ حَيْثُ يَقُوْلُ (¬1): قَومٌ إِذَا حَارَبُوا شَدُّوا مَآزِرَهُم ... عَنِ النِّسَاءِ وَلَو بَاتُوا بِأطهَارِ فَيُقَالُ: إنَّهُ بَقِيَ سَبعَةَ أشْهُرٍ لا يَقْرَبُ امْرَأةً حَتَّى أتَاهُ قَتْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأشْعَثِ. حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ: [من البسيط] 12315 - قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا ضَرُّوا عَدُوَّهُمُ ... أو حَاوَلُوا النَّفع فِي أشْيَاعِهِم نَفَعُوا قَبْلَهُ: إِنَّ الذَّوَائِبَ مِنْ فِهْرٍ وَأخْوَتهم ... قَدْ بَيَّنُوا سُنَّةً للنَّاسِ تُتَّبَعُ قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا ضَرُّوا عَدُوَّهُم. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لا يَرْفَعُ النَّاسَ مَا أوْهَتْ أكُفَّهُم ... عِنْدَ الدِّفَاعِ وَلَا يُوهُونَ مَا رَفعُوا يَمْدَحُ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَهْطَهُ رِضْوَانُ اللَّهِ عليهم. البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 12316 - قَوْمٌ إِذَا حَسُنَ الفِرَارُ فَمَا لَهُمْ ... غَيْرُ الحَفَائِظِ فِي الرَّدَى مِنْ مَهْرَبِ الرَّضِيّ المَوْسَوِيُّ: [من الكامل] ¬
12317 - قَوْمٌ إِذَا حَضَرُوا النِّدِيَّ مَهَانَةً ... عَطَسَتْ مَوَارِنهُمْ بِغَيْرِ مُشَمِّتِ مُسْلِمُ بنُ الوَلِيْدِ: [من الكامل] 12318 - قَوْمٌ إِذَا حَمِيَتْ بِهِم نَارُ الوَغَى ... جَعَلُوا الجمَاجِمَ لِلسُّيُوفِ مَقِيْلا الخُبْزرُزِيِّ: [من الكامل] 12319 - قَوْمٌ إِذَا خَافُوا عَدَاوَةَ كَاشِحٍ ... سَفَكُوا الدَّمَا بِأسِنَّةِ الأقْلامِ بَعْدَهُ: وَلضرْبَةٌ مِنْ كَاتِبٍ بِمَدَادِهِ ... أمْضى وَأنْفَذُ مِنْ رَقِيْقِ حُسَامِ النَّمْرِيُّ: [من البسيط] 12320 - قَومٌ إِذَا خَرَجُوا مِنْ سَوْءةٍ وَلَجُوا ... فِي سَوْءةٍ لَمْ يُجِنُّوهَا بِأسْتَارِ الصَّنَوبَرِيُّ: [من الكامل] 12321 - قَوْمٌ إِذَا دَلَفُوا لِحَرْبٍ مَزَّقُوا ... هَامَ العِدَا بِسِيُوفِهِمْ تَمْزِيْقَا عَبْدَةُ بنُ الطبيب: [من الكامل] 12322 - قَوْمٌ إِذَا دَمَسَ الظَّلامُ عَلَيْهمُ ... حَدَجُوا قَنَافِذَ بِالنَّمَائِمِ تَمْزَعُ الخِرْنَقُ بنتُ هفَّان القَيْسِيَّة: [من الكامل] 12323 - قَوْمٌ إِذَا رَكبُوا سَمِعْتَ لَهُمْ ... لَغْطًا مِنَ التَّأْبِيْهِ وَالزَّجْرِ صَاحِبُ البَصْرَةِ: [من الكامل] ¬
12324 - قَوْمٌ إِذَا سَأَلُوا لِيَومِ كَرِيْهَةٍ ... أسْيَافَهُمْ عَمِيَ النَّهارُ المُبْصِرُ خَارِجَةُ بنُ مُلَيْح المَالِكِيّ: [من البسيط] 12325 - قَوْمٌ إِذَا شُورِسُوا لَجَّ الشِّمَاسُ بِهِمْ ... ذَاتَ اليَمِيْنِ وإنْ يَاسَرْتَهُمْ يَسَرُوا قَبْلَهُ: قَوْمٌ إِذَا شُورِسُوا لَجَّ الشِّمَاسُ بِهِمْ. البيت أَبُو عُبَادَةَ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 12326 - قَوْمٌ إِذَا شَهِدُوا الكَرِيْهَةَ صَيَّرُوا ... قِمَمَ الرِّمَاحِ جَمَاجِمَ الأقْرَانِ بَعْدَهُ: قَوْمٌ تَرَى أرْمَاحَهُم مَشْغُوفَةً ... يَومَ الوَغَى بِمَوَاطِنِ الكِتْمَانِ يَتَسَرْبَلُونَ أسِنَّةً وَصَفَائِحًا ... وَالمَوْتُ بَيْنَ صفِيْحَةٍ وَسِنَانِ [من الكامل] 12327 - قَوْمٌ إِذَا شَهِدُوا الوَغَى لَمْ يَسْأَلُوا ... حَذَرَ المَنِيَّةِ عَنْ طَرِيْقِ الهَارِبِ بَعْدَهُ: وَإِذَا الكُمَاةُ تَطَاعَنُوا ألْفَيْتَهُمْ ... مُتَقَدِّمِيْنَ إِلَى مَكَانِ الضَّارِبِ سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ السَّعْدِيّ: [من البسيط] 12328 - قَوْمٌ إذَا صَرَّحَتْ كَحْلٌ بُيُوتُهُمُ ... عِزُّ الذَّلِيْلِ وَمَأوَى كُلِّ قُرْضُوبِ هُوَ سَلامَةُ بنُ جَنْدَلِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ عُبَيْدِ بنِ الحَارثِ مُقَاعِسِ بنِ عَمْرُو بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدٍ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بن تَمِيْم بنِ مُرِّ بن طَابخة بنِ اليَاسِ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَار بنِ ¬
مَعدّ بن عَدْنَانَ وَمُقَاعِسٌ هُوَ للحَارث بن عَمْرُو وَإنَما سُمِّيَ مُقَاعِسًا لأَنَّهُ تَقَاعَسَ عَنِ حِلْفٍ اخْتَلَفُوا فِيْهِ فِي وَقْعَةٍ مِنَ الوَقْعَاتِ. قَوْلُهُ: صَرَّحت كَحْلٌ. صَرَّحْتُ بَيَّنْتُ لَمْ يَكُنْ فِيْهَا غَيْم وَلَا غَيْثٌ وَالكحلُ السَّنَةُ الشَّدِيْدَةُ، وَيُرْوَى: أصْبَحَتْ كحلًا بُيُوتُهم. أي لَمْ تَكُنْ إِلَّا قَدَرُ مَا تُكَحلُ بِهِ العَيْنُ. وَقَوْلُهُ مَأْوَى كُلِّ قُرْضُوبِ. القَرَاضِبَةُ اللُّصُوصُ، وَيُقَالُ أهْلُ الفَقْرِ وَالحَاجَةِ، وَيُقَالُ هُوَ الصُّعْلُوكُ الفَقِيْرُ، وَأَوَّلُ هَذِهِ القَصيْدَةِ (¬1): أوْدَى الشَّبَابُ حَمِيْدًا ذُو التَّعَاجِيْبِ ... أوْدَى وَذَلِكَ شَأوٌ غَيْر مَطْلُوبِ [من الكامل] 12329 - قَوْمٌ إِذَا عَبَثَ الزَّمَانُ بِأهْلِهِ ... كَانَ المَفَرُّ مِنَ الزَّمَانِ إلَيْهِمُ بَعْدَهُ: وَإِذَا دَعَوْتَهُمُ لِكَشفِ مُلِمَّةٍ ... جَادُوا عَلَيْكَ بِمَا يَكُونُ لَدَيْهِم رَاحُوا نَشَاوَى يعرفُونَ بِهَديِهِمْ ... وَتَرَى دَلالاتِ الرَّشَادِ عَلَيِهِم الحُطَيْئَةُ: [من البسيط] 12330 - قَوْمٌ إِذَا عَقَدُوا عَقْدًا لِجَارِهِم ... شَدُّوا العِنَاجَ وَشَدُّوا فَوْقَهَا الكَرَبَا العِنَاجُ: حَبْلٌ يُجْعَلُ مِنْ تَحْتِ الدَّلْوِ ثُمَّ يُرْفَعُ طَرَفَاهُ فيشدُّ فِي العَرَاقي ثُمَّ يُرْبَطُ طَرَفُهَا فِي الحَبْلِ يُرَادُ بِهِ الإحْكَامَ. يَقُوْلُ إِذَا شَدُّوا أَحْكَمُوا. مُوسَى بنُ جَابِرٍ: [من الكامل] 12331 - قَوْمٌ إِذَا عَقَدُوا لِجَارٍ ذِمَّةً ... وَصَلُوا بِأطْرَافِ الحِبَالِ حِبَالا بَعْدَهُ: شَدُّوا بِهَا مَعَهَا فَلَمْ يَرْضَوا بِهَا ... حَتَّى تَكُونَ مَدِيْدَةً وَطِوَالا ¬
الأكْثَرُونَ حَصى إِذَا عُدَّ الحَصَى ... وَالأكْرَمُونَ إِذَا يُعَدُّ فِعَالا [من البسيط] 12332 - قَوْمٌ إِذَا غَضِبُوا دُقَّتْ أنُوفُهُمُ ... دَقَّ المُضَبّبِ أسْتَاهَ المَسَامِيْرِ 12333 - قَوْمٌ إِذَا غَضِبُوا كَانَتْ سُيُوفَهُمُ ... قَطْعَ الشَّهَادَةِ بَيْنَ القَوْمِ بِالزُّوْرِ هَذَا فِي ذَمِّ العُدُولِ. يَقُوْلُ: إِذَا غَضِبُوا، كَانَ عِقَابَهُم لِمَنْ يَغْضَبُونَ عَلَيْهِ الشَّهَادَةَ عَلَيْهِ بِالزُّورِ. حَكِيْمُ بنُ رَبِيْعَةَ: [من البسيط] 12334 - قَوْمٌ إِذَا فَزِعُوا سَالَتْ بِطَاحُهُمُ ... بِالسَّابِغَاتِ وَبِالجرْدِ اللَّهَامِيْمِ [من البسيط] 12335 - قَوْمٌ إِذَا قَامَ قَوْمٌ للعُلا قَعَدُوا ... وإنْ تَنبَّهَ قَومٌ للنَّدَى نَامُوا الغَزِيُّ: [من البسيط] 12336 - قَوْمٌ إِذَا قُوْبِلُوا كَانُوا مَلائِكَةً ... حُسْنًا وإنْ قُوْتِلُوا كَانُوا عَفَارِيْتَا أبْيَاتُ أَبِي إسْحَاقَ إبْرَاهِيْمُ بن عُثْمَانَ بن أحْمَد الغَزِيُّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا الحَاجِبُ الكَافِي شَرَفَ الدِّيْنِ أبَا الفَتْحِ أوَّلُهَا: أمِطْ عَنِ الدُّرَرِ الزُّهْرِ اليَوَاقِيْتَا ... وَاجْعَلْ لِحَجِّ تَلاقِيْنَا مَوَاقِيْتَا جَمَعْتَ ضدَّيْنِ كَانَ الجمْعُ بَيْنَهُمَا ... لِكُلِّ جمْعٍ مِنَ الألْبَابِ تَشْتِيْتَا جِسْمًا مِنَ المَاءِ مَشْرُوبًا بَأعْيُننَا ... يَضم قَلْبًا مِنَ الأصْلادِ مَنْحُوتَا ¬
عَذَرْتُ طَيْفَكَ فِي هَجْرِي وَقُلْتُ لَهُ ... لَو اسْتَطَعْتَ الفَيَافِي الكَرَى جِيْتَا لَكِنَّ دُونَكَ آحَامُ الوَشِيْجِ إِذَا ... مَرَّ الشُّجَاعُ بِهَا رَدَّتْهُ مَسْلُوتَا يَقُوْلُ مِنْهَا: وَفِتْيَةٍ مِنْ كُمَاةِ التُّرْكِ مَا تَرَكَتْ ... للرَّعْدِ كَبَّاتهُم صَوْتًا وَلَا مَيْتَا قَومٌ إِذَا قُوْلُوا كَانُوا مَلائِكَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مُدَّتْ إِلَى النَّهبِ أيْدِيْهِمْ وَأعْيُنهم ... وَزَارَهُم قَلَقُ الأحْدَاقِ تَثْبِيْتَا يَقُوْلُ مِنْهَا: بِالحِرْصِ فَوَّتَنِي دَهْرِي فَوَائدُهُ ... فَكُلَّمَا زِدْتُ حِرْصًا زَادَ تَفْوِيْتَا حَبْلُ المُنَى مِثْلُ حَبْلِ الشَّمْسِ مُتَّصِلًا ... يُرَى وإنْ كَانَ عِنْدَ الشَّمْسِ مَبْتوْتَا فَلا تَقُولَنَّ لَيْتَ الدَّهْر سَاعَدَنِي ... فَإنَّ فِي لَيْتَ أوْدًا يَفْدَحُ اللَّيْتَا لا تَفْخَرَنَّ بِدَعْوَى غَيْرِ صَادِقَةٍ ... مَا كُلُّ مَنْ جَابَ أرْضًا كَان خَرِّيْتَا قَتَادَةَ بن مَسْلِمَةَ الحَنفِيُّ: [من الكامل] 12337 - قَوْمٌ إِذَا لَبِسُوا الحَدِيْدَ كَأنَّهُمْ ... فِي البِيْضِ وَالحَلَقِ الدَّلاصِ نُجُومُ بَعْدَهُ: فَلِئَنْ بَقِيْتُ لأرْحَلَنَّ بِغَزْوَةٍ ... تَحْوِي الغَنَائِمَ أو يَمُوتَ كَرِيْمُ [من الكامل] 12338 - قَوْمٌ إِذَا لَبِسُوا الدُّرَوعَ لِمَوْقِفٍ ... لَبِسَتْهُمُ الأعْرَاضُ فِيْهِ دُرُوْعَا حَكِيْمُ الشَّمْخِيُّ: [من البسيط] 12339 - قَوْمٌ إِذَا مَا أَتَى الأضْيَافُ دَوْرَهُمُ ... لَمْ يُنْزِلُوهُم وَدَلُّوهُمْ عَلَى الخَانِ ¬
مَا إن رَأيْتُ جَوَامِيْسًا مُقَرَّنَةً ... إِلَّا ذَكَرْتُ بِهَا تُنَّاءَ حُلْوَانِ قَومٌ إِذَا مَا أَتَى الأضْيَافُ دُورَهُمْ. البَيْتُ عُوَيْفٌ: [من البسيط] 12340 - قَوْمٌ إِذَا مَا جَنَى جَانِيْهم أمِنُوا ... مِنْ لُؤمِ أحْسَابِهِمْ أنْ يَقْتُلُوا قَوْدَا أبْيَاتُ عُوَيْفٍ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بن نَصْر بن قُعَيْن الغَسَّانِيُّ يَقُوْلُ منْهَا في الهِجَاءِ: اللُّؤْمُ أكرَمُ مِنْ وَبْرٍ وَوَالِدِهِ ... وَاللُّؤْمُ أكرَمُ مِنْ وَبْرٍ وَمَا وَلَدَا وَاللُّؤْمُ دَاءُ لِوَبْرٍ يُقْتَلُونَ بِهِ ... لا يُقْتَلُونهَ بِدَاءٍ غَيْرِهِ أبَدَا قَومٌ إِذَا جَرَّ جَانِي قَوْمهم أمْنُوا. البَيْتُ قِيْلَ: هَذَا مِنَ الشِّعْرِ الَّذِي عَنَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: مَنْ قَالَ فِي الإسْلامِ شِعْرًا مُقْذِعًا فَلِسَانُهُ هَدَرٌ. رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ: [من الكامل] 12341 - قَوْمٌ إِذَا مَطَرَتْ سَمَاءُ نَوَالِهِمْ ... ذَمَّ الأنَامُ سَحَائِبَ الأمْطَارِ مُسَاوِرٌ الوَرَّاقُ: [من البسيط] 12342 - قَوْمٌ إِذَا نَازَعُوا ضَجُّوا كَأنَّهُمُ ... ثَعَالِبٌ صَوَّتَتْ وَسْطَ النَّوَاوِيْسِ [من الكامل] 12343 - قَومٌ إِذَا نَبَتَ الرَّبِيْعُ لَهُمْ ... نَبَتَتْ عَدَوَاتُهُمْ مِعَ البَقْلِ ¬
هَذَا مَثَلٌ يَقُوْلُ: إِذَا أخْصَبَتِ الأرْضُ، وَطَابَ الوَقْتُ، وَأمْكَنَ الغَزْوُ، فَهُمْ يَنْهَضونَ مَعَ نَبَاتِ البَقْلِ. وَلِذَلِكَ قَالَ الشَّاعِرُ (¬1): [من الطويل] وَفِي البَقْلِ إن لَمْ يَدْفَعِ اللَّهُ شَرَّهُ ... شَيَاطِيْنُ يَنْزُو بَعْضَهُنَّ عَلَى بَعْضِ الأحْوَصُ وَقِيْلَ لأُمَيَّةَ: [من الكامل] 12344 - قَومٌ إِذَا نَزَلَ الغَرِيْبُ دِيَارَهُم ... جَعَلُوهُ رَبَّ صَوَاهِلٍ وَقِيَانِ بَعْدَهُ: وَإِذَا دَعَوْتَهُمُ لِيَومَ كَرِيْهَةٍ ... سَدُّوا شُعَاعَ الشَّمْسِ بِالخِرْصَانِ لا يَنْكُتُونَ الأرْضَ عِنْدَ سُؤَالِهِمْ ... لِتَطْلُّب العِلَّاتِ بِالعِيْدَانِ بَلْ يَبْسِطُونَ وَجوهُهُمْ فَتَرَى لَهُمْ ... عِنْدَ اللًّقَاءِ كَأحْسَنِ الألْوَانِ عَلِيُّ بن الجَّهْمِ: [من البسيط] 12345 - قَومٌ إِذَا نُسِبُوا فَالأُمُّ وَاحِدَةٌ ... وَاللَّهُ أعْلَمُ بِالآبَاءِ إِذْ كَثرُوا أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 12346 - قَومٌ إِذَا وَعَدُوا أو أوْعَدُوا غمَرُوا ... صِدْقًا ذَوَائِبَ مَا قَالُوا بِمَا فَعَلُوا البُسْتِيُّ: [من الكامل] 12347 - قَومٌ أسَفُّهُمُ دَنِيٌّ سَاقِطٌ ... وَأسَدُّهُمْ قَولًا حِمَارٌ نَاهِقُ [من البسيط] 12348 - قَومٌ أكفُّهُمُ صُفْرٌ وَأوْجُهُهُم ... صَخْرٌ وَمَا فِيْهِم نَفْعٌ لِذِي أمَلِ ¬
[من الكامل] 12349 - قَومٌ أهَانُوا الوَفْرَ حَتَّى أصْبَحُوا ... أَولَى الأنَامِ بِكُلِّ عِرْضٍ وَافِرِ الرَّضِيّ المَوْسَوِيُّ: [من البسيط] 12350 - قَومٌ بِأسْمَاعِهِمْ عَنْ مَنْطِقِي صَمَمٌ ... وَفِي لَوَاحِظِهِمْ عَنْ مَنْظَرِي قَبَلُ كَعْبُ بنُ مَعْدَانَ: [من البسيط] 12351 - قَومٌ بِأسْيَافِهِمْ يَبْنُونَ مَجْدَهُمُ ... إِنَّ المَكَارِمَ بِالمَكْرُوهِ تُبْتَدَرُ قَبْلَهُ: لا عُذْرَ يُقْبَلُ مِنَّا دُونَ أنْفُسِنَا ... وَمَا لَهُمْ عِنْدَنَا عُذْرٌ فَيُعْتَذَرُ قَوْمٌ بِأسْيَافِهِمْ يَبْنُونَ مَجْدَهُمُ. البَيْتُ المُتَنَبِّي: [من المنسرح] 12352 - قَومٌ بُلُوغُ الغُلامِ عِنْدَهُمُ ... طَعْنُ نُحُورِ الكُمَاةِ لا الحُلُمِ أبْيَاتُ المُتَنَبِّيّ يَمْدَحُ عَلِيَّ بن إبْرَاهِيْمُ التَّنُوخِيَّ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَإِنَّمَا النَّاسُ بِالمُلُوكِ وَلَا ... تُفْلِح عَرَبٌ مُلُوكُهَا عَجَمُ لا أدَبٌ عِنْدَهُمْ وَلَا حَسَبٌ ... وَلَا عُهُودٌ لَهُمْ وَلَا ذِمَمُ بِكُلِّ أرْضٍ وَطِئتها أمَمٌ ... تُرْعَى بِعَبْدٍ كَأَنَّهَا غَنَمُ يُسْتَخْشَنُ الحُرّ حِيْنَ يَلْبَسُهُ ... وَكَانَ يُبْرَى بِظَفْرَةِ القَلَمُ إنِّي وإنْ لُمْتُ حَاسِدِيَّ ... فَمَا أُنْكِرُ أنِّي عُقُوبَةً لَهُمُ وَكَيْفَ لا يُحْسَدُ امْرُؤٌ عَلَمٌ ... لَهُ عَلَى كُلِّ هَامَةٍ قَدَمُ كَفَانِيَ الذَّمَّ أنَّنِي رَجُلٌ ... أكْرَمُ مَالٍ مَلَكتْهُ الكَرَمُ ¬
يَجْنِي الغِنَى للِّئِامِ لَو عَقَلُوا ... مَا لَيْسَ يَجْنِي عَلَيْهمَ العَدَمُ هُمْ لأمْوَالِهِمْ وَلَسْنَ لَهُم ... وَالعَارُ يَبْقَى وَالجُرْحُ يَلْتَئِمُ يَقُوْلُ فِي المَدْحِ: قَوم بُلُوغُ الغُلامِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَأَنَّمَا يُوْلَدُ النَّدَى مَعَهُمْ ... لا صِفْرٌ عَاذِرٌ وَلَا هَرَمُ إِذَا تَوَلَّوا عَدَاوَةً كَشَفُوا ... وإنْ تَوَلَّوا صَنِيْعَةً كَتَمُوا تَظُنُّ مِنْ فَقْدِكَ اعْتِدَادَهُمُ ... أنَّهُمْ أنْعَمُوا وَمَا عَلِمُوا إن بَرَقُوا فَالحُتُوفُ حَاضِرَةٌ ... أو نَطَقُوا فَالصَّوابُ وَالحِكَمُ أو رَكِبُوا الخَيْلَ غَيْر مُسْرَجَةٍ ... فَإنَّ أفْخَاذهُمْ لَهَا حُزمُ أو شَهِدُوا الحَرْبَ لا قحًا أخَذُوا ... مِنْ مُهَجِ الدّارِعِيْنَ مَا احْتَكَمُوا تُشْرِقُ أعْرَاضُهُمْ وَأوْجُهُهُم ... كَأَنَّهَا فِي نُفُوسِهِم شِيَمُ أُعِيْذُكُم مِنْ صُرُوفِ دَهْرِكُمُ ... فَإِنَّهُ فِي الكِرَامِ مُتَّهَمُ أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 12353 - قَومٌ تَرَاهُمْ غَيَارَى دُونَ مَجْدِهم ... حَتَّى كَأَنَّ المَعَالِي عِنْدَهُم حُرَمُ قَبْلَهُ فِي الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ (¬1): [من البسيط] لآلِ سَهْلٍ أكُفٌّ كُلَّمَا اجْتَدَيْتُ ... فَعَلْنَ فِي المحلِ مَا لا تَفْعَلُ الدِّيَمُ قَومٌ تَراهُمْ غَيَارَى دُونَ مَجْدِهم. البَيْتُ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 12354 - قَومٌ تَرَى أرْمَاحَهُمْ مَشْعُوفَةً ... يَومَ الوَغَا بِمَوَاطِنِ الكِتْمَانِ ¬
أَبُو نوَاسٍ: [من البسيط] 12355 - قَومٌ تَرَى زَهْرَ الآدَابِ بَيْنَهُمُ ... أبْهَى وَأنْظَرَ مِنْ زَهْرِ البَسَاتِيْنِ لَهُ أَيْضًا: [من البسيط] 12356 - قَومٌ تَسَاقَوا عَلَى الأكْوَارِ بَيْنَهُم ... كَأسَ الكَرَى فَانْتَشَى المَسْقِيُّ وَالسَّاقِي بَعْدَهُ: خَاضُوا إلَيْكُم بِحَارَ الحُبِّ آوِنَةً ... حَتَّى أنَاخُوا لَدَيْكُمْ فَلَّ أشْوَاقِ مِن كُلِّ جَائِلَة النِّسعَين ضَامرَةِ ... مُشتَاقَةٍ حَمَلتْ أَعناقَ مشتاقِ كأَنَّ أَرْؤُسَهُمْ والنومُ واضعُها ... عَلَى المَنَاكِبِ لَمْ تُعْمَدْ بِأعْنَاقِ الأخْطَلُ: [من البسيط] 12357 - قَومٌ تَنَاهَتْ إلَيْهِم كُلُّ فَاحِشَةٍ ... وَكُلُّ مُخْرِيَةٍ سُبَّتْ بِهَا مُضَرُ بَعْدَهُ: وَأقْسَمَ المَجْدُ حَقًّا لا يُحَالِفُهُمْ ... حَتَّى يُحَالِفَ بَطْنَ الرَاحَةِ الشَّعْرُ الآكِلُونَ خَبِيْثَ الزَّادِ وَحْدَهُمُ ... وَالسَّائِلُونَ بِظَهْرِ الغَيْبِ مَا الخَبَرُ أَبُو نوَّاسٍ: [من البسيط] 12358 - قَومٌ تَوَاصَوا بِتَرْكِ البِرِّ بَيْنَهُمُ ... تَقُولُ ذَا شَرُّهُمْ بَلْ ذَاكَ بَلْ هَذَا [من الكامل] 12359 - قَومٌ رِجَالُهُمُ شَنَاعَةُ آدَمٍ ... وَنِسَاؤُهُمْ عَارٌ عَلَى حَوَّاءِ ¬
قَبْلَهُ: لِبَنِي المُهَلَّبِ مِنْ فُرُوجِ نِسَائِهِمْ ... نَسَبٌ يَقُودُهمُ إِلَى الفَحْشَاءِ تَحْتَ الحَضيِضِ جِبَاهُهُمْ وَقُرُونهُمْ ... مَقْرُونَةٌ بِكَوَاكِبِ الجوْزَاءِ قَومٌ رِجَالهُم شَنِاعَةَ آدَمٍ. البَيْتُ مُحَمَّدُ بنُ أُمَيَّةَ: [من البسيط] 12360 - قَومٌ رَمُوا غَيْرَ مَن أهْوَى بِظِنِّهم ... وَآخَرُونَ أصَابُوهُ وَمَا شَعرُوا نَصْرُ اللَّهِ بنُ عُنَيْنٍ: [من الكامل] 12361 - قَومٌ زَكَوا أصْلًا وَطَابُوا مَخبرًا ... وَتَدَفَّقُوا جُوْدًا وَرَاعُوا مَنْظَرَا ابْنُ الرُّومِيّ: [من البسيط] 12362 - قَومٌ سَمَاحُهُمُ وَنَجْدَتُهُمْ ... غَوْثٌ وَآرَاؤُهُمْ فِي الخَطْبِ شُهْبَانُ إخْوَانُهُ بِبَابِ: كَمْ مِن أبٍ قَدْ عَلا بِابْنٍ ذُرَى شَرَفٍ. زُهِيْرُ بنُ أَبِي سَلْمَى: [من البسيط] 12363 - قَوْمٌ سِنَانٌ أبُوهُم حِيْنَ تُنْسِبُهُمْ ... طَابُوا وَطَابَ مِنَ الأوْلادِ مَا وَلَدُوا إبْرَاهِيْمُ الغَزِيُّ: [من الكامل] 12364 - قَوْمٌ عَهِدْتُهُمُ جَنَادِلَ حَرَّةٍ ... فِي بَلْقَعٍ فَسَمَوا وَصَارُوا أنْجُمَا [من السريع] 12365 - قَوْمٌ قَضَى اللَّهُ لَهُمْ إذَ دُعُوا ... وَرَدُّ أمْرِ اللَّهِ لا يُسْتَطَاعُ ¬
الشَّهْوَاجِيّ المِصْرِيُّ: [من البسيط] 12366 - قَوْمٌ كِرَامٌ إِذَا سَلُّوا سُيُوفَهُمُ ... فِي الرَّوْعِ لَمْ يُغْمِدُوهَا فِي سِوَى المُهَجِ بَعْدَهُ: فَإنْ دَجَا الخطْبُ أو ضَاقَتْ مَذَاهِبُهُ ... وَجَدْتَ عِنْدَهُمُ مَا شِئْتَ مِنْ فَرَج هُوَ أَبُو عَلِيّ الحَسَنُ بن مُحَمَّد الشَّهْوَاجِيّ المِصْرِيّ. وَمِنْ بَابِ (قَوْمٌ) قَوْلُ حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ يَهْجُو الحَمَاسُ: قَوْمٌ لِئَامٌ فَلَنْ تَلْقَى لَهُمْ شُبَهًا ... إِلَّا التِّيُوسَ عَلَى أكْتَافِهَا الشَّعْرُ إن سَابَقُوا سَتقُوا أو نَافَرُوا نَفِرُوا ... أو كَاثَرُوا أحَدًا مِنْ غَيْرِهِم كُثِرُوا قَوْمٌ لِئَامٌ أقَلَّ اللَّهُ خَيْرَهُمُ ... كَمَا تَسَاقَطَ حَولَ الفَقْحةِ البَعَرُ كَأَنَّ رِيْحَهُمُ فِي النَّاسِ إِذْ بَرَزُوا ... رِيْحُ الكِلابِ إذَأ مَا بَلَّهَا المَطَرُ وَقَوْلُ النَّمِرِ بن تَوْلَبٍ: ألَيْسَ ألأمُ مِنْ خُطَّت حَوَاجِبُهُ ... عَلَى مُحَيَّاهُ هَذَا الحَيُّ مِنْ أسَدِ قَوْمٌ بَنَى اللَّهُ بَيْتَ اللُّؤمِ فَوقَهُمُ ... فَلَيْسَ نَاقِلُهُ مِنْهُم إِلَى أحَدِ [من البسيط] 12367 - قَوْمٌ لِمَاء المَعَالِي فِي وجُوهِهم ... وَلِلْمَكَارِمِ تَصوِيْبٌ وَتَصْعِيْدُ بَعْدَهُ: المُنْعِمُونَ إِذَا مَا لَمْ تَكُنْ نِعَمٌ ... وَالذَّايِدُونَ إِذَا قَلَّ المَذَاوِيْدُ أوفُوا مِنَ الفَخْرِ وَالعَلْيَاءِ فِي قُلَلٍ ... شُمٍّ قَوَاعِدُهُنَّ المَجْدُ وَالجُّودُ سُبْطُ اللِّقَاءِ إِذَا شِيْمَتْ مَخَايِلُهُمْ ... سُبْلُ اللِّقَاءِ إِذَا صدَّ الصَّنَادِيْدُ
مُحَسَّدُونَ وَمَنْ يَعْقِدْ بِحَبْلِهم ... حَبْلَ المُوَدَّةِ يَصْبِح وَهُوَ مَحْسُودُ ابْنُ هَرْمَةَ: [من البسيط] 12368 - قَوْمٌ لَهُمْ شَرَفُ الدُّنْيَا وَسُؤدَدُهَا ... صَفو عَلَى النَّاسِ لَمْ يُخْلَطْ بِهِم رَنَقُ بَعْدَهُ: إن حَارَبُوا وَضَعُوا أوَ سَالَمُوا رَفَعُوا ... أوَ عَاقَدُوا ضَمِنُوا أو حَدَّثُوا صَدَقُوا لَبِيْدُ بنُ رَبِيْعَةَ: [من الكامل] 12369 - قَوْمٌ لَهُمْ عَرَفَتْ مَعَدٌّ فَضْلَهُمُ ... وَالحَقُّ يَعْرِفُهُ أولُوا الألْبَاب أَبُو العَالِيَةَ السَّامِيّ: [من المنسرح] 12370 - قَوْمٌ مَوَاعِيْدُهُم مُزَخْرَفَةٌ ... بِبَاطِلِ القَوْلِ وَالأكَاذِيْبِ قَبْلَهُ فِي ذَمِّ أهْلِ بَغْدَادَ: أذُمُّ بَغْدَادَ وَالمَقَامَ بِهَا ... مِنْ بَعْد مَا جَفْوَةٍ وَتَجْرِيْبِ مَا عِنْدَ سُكَّانِهَا لِمُحْتَبِطٍ ... رفدٌ وَلَا فَرْحَةٌ لِمَكْرُوبِ قَوْمٌ مَوَاعِيْدُهُم مُزَخْرَفَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَحْتَاجُ مَنْ يَرْتَجِي نَوَالَهُمُ ... إِلَى ثَلاثٍ بِغَيْرِ تَكْذِيْبِ كُنُوزُ قَارُونَ أنْ تَكُونَ لَهُ ... وَعُمْرُ نُوحِ وَصْبرُ أيُّوبِ المُعْتَمِدُ صَاحِبُ المَغْرِبِ: [من البسيط] 12371 - قَوْمٌ نَصِيْحَتُهُم غِشٌّ وَحُبَّهُمُ ... بُغْضٌ وَنَفْعُهُمُ إن صُرِّفُوا ضَرَرُ ¬
لَقِيْطٌ الأيَادِيّ: [من البسيط] 12372 - قُومُوا قِيَامًا عَلَى أمْشَاطِ أرْجُلِكُم ... ثُمَّ افْزَعُوا قَدْ يَنَالُ الأَمْنَ مَنْ فَزِعَا أبْيَاتُ لَقِيْطٍ بنُ مَعْبَدٍ الأيَادِيّ كَتَبَ بِهَا إِلَى قَوْمِهِ يُحَذِّرُهُم جَيْشُ كِسْرَى وَيَحضُّهُم عَلَى المُمَانَعَةِ وَالجدِّ وَالتَّشْمِيْرِ فِي المُقَارَعَةِ وَهِيَ طَوِيْلَة يَقُوْلُ مِنْهَا: وَقَلِّدُوا أمْرَكُمْ للَّهِ دركُمُ ... رَحْبَ الذِّرَاعِ بِأمْرِ الحَرْبِ مُضطَّلِعَا لا مُتْرفًا إن رَخَاءُ العَيْشِ سَاعَدَهُ ... وَلَا إِذَا يَحَضُّ مَكْرُوهٌ بِهِ خَشَعَا مَا زَالَ يَحْلِبُ دَرَّ الدَّهْرِ أشْطُرُهُ ... يَكُونُ مُتَّبِعًا طورًا وَمُتَّبِعَا حَتَّى اسْتَمَرَّتْ عَلَى شَزْرٍ مَرِيْرَتَهُ ... مُسْتَحْكَمَ السِّنِّ لاقُحًّا وَلَا ضرْعَا أي: لا شَيْخًا خَرِفًا وَلَا شَابًّا حَدَثًا، وَهَذِهِ القَصيْدَةُ مِنْ أحْسَنِ ما قِيْلَ فِي مَعْنَاهَا. ابْنُ هِنْدُو: [من الكامل] 12373 - قَوْمٌ هُمُ الآسَادُ بَأسًا وَالصُّلب ... حَدًّا وَأرْكَانُ الجبَالِ حُلُومَا يَقُوْلُ مِنْهَا: وَالمَرْءُ غَيْرُ مُخَلَّدٍ وَحَدِيْثهُ ... بَاقٍ حَمِيْدًا كَانَ أو مَذْمُومَا الحُطَيْئَةُ: [من البسيط] 12374 - قَوْمٌ هُمُ الأنْفُ وَالأذْنَابُ غَيْرُهُمُ ... وَمَن يُسَوِّي بِأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبَا القطَاميُّ فِي قُرَيْشٍ: [من البسيط] 12375 - قَوْمٌ هُمُ ثبَّتُوا الإسْلامَ وَامْتَنَعُوا ... رَهْطُ الرَّسُولِ الَّذِي مَا بَعْدَهُ رُسُلُ ¬
ابْنُ هَمَّامٍ: [من البسيط] 12376 - قُومي اصْبَحِيْنَا فَمَا صِبْغَ الفَتَى حَجرًا ... لكن رَهِيْنَةَ أجْدَاثٍ وَأرْمَاسِ بَعْدَهُ: رَوَى عِظامِي فَإنَّ الدَّهْرَ مُنْتَكسٌ ... أفْنَى لُقَيْمًا وَأفْنَى مُلْكَ هِرْمَاسِ اليَومَ خَمْرٌ وَيَأتِي فِي غَدٍ خَبَرٌ ... وَالدَّهْرُ مَا بَيْنَ إنْعَامٍ وَإيْئَاسِ فَاشْرَبْ عَلَى حَدَثَانِ الدَّهْرِ مُرْتَفقًا ... لا يَصْحَبُ الهَمُّ قَرْعَ السِّنِّ بِالكَاسِ 12377 - قَوْمٌ يُبَشَّرُ بِالإحْسَانِ بشرُهُمُ ... وَلَا يُمَنُّونَ يَوْمًا مَا بِإحْسَانِ الرَضَى المَوْسَوِيُّ: [من البسيط] 12378 - قَوْمي هُمُ النَّاسِ وَلَا جِيْلٌ سَوَاسِيَةٌ ... الجودُ عَنِدَهُمُ عَارٌ إِذَا سُئِلوا الحَارِث بنُ وَعْلَةَ الشَّيْبَانِي: [من الكامل] 12379 - قَوْمِي هُمُ قَتَلُوا أُمَيْمَ أخِي ... فَإِذَا رَميْتُ يُصِيْبُنِي سَهْمِي بَعْدَهُ: يُقَالُ فِي المَثَلِ: أنْفُكَ مِنْكَ وإنْ كَانَ أذَنَّ. الذَّنينُ مَا يُسَيلُ مِنَ الأنْفِ مِنَ المُخَاطِ وَقَدْ ذَنَّ الرَّجُلُ يَذَنُّ ذَنِيْنًا فَهْوَ أذَنُّ وَالمَرْأةُ ذَنَاءُ. وَهَذَا مِثْلُ قَوْلهِم: أنْفُكَ مِنْكَ وَإن كَانَ أجْدَعَ (¬1): فَلَئِنْ عَفَوتُ لأعْفُوَنَّ جَلَلًا ... ولَئِنْ سَطَوْتُ لأُوْهِنَنْ عَظْمِي تَمَثَّلَ بِهُمَا المَأمُونُ وَقَدْ مَثلَ عَمّهُ إبْرَاهِيْمُ بنُ المهْدِيِّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَدْ يَئِسَ مِنَ الحَيَاةِ وَكَانَ قَدْ ادَّعَى الخِلافَةَ لِنَفْسِهِ. ¬
أبْيَاتُ الحارثِ بنُ وَعْلَةَ الشَّيْبَانِيِّ يَقُوْلُ مِنْهَا (¬1): لا تَأمَنَنَّ قَوْمًا ظَلَمْتَهُمُ ... وَبَدَأتَهُمْ بِالشَّتْمِ وَالرُّغْمِ إِنْ يَأبُرُوا نَخْلًا لِغَيْرهِم ... وَالقَولُ تَحْقِرُهُ وَقَدْ يَنْمِي وَزَعِمْتُمُ أنْ لا حُلُومَ لنَا ... إِنَّ العَصَا قُرِعَتْ لِذِي الحِلمِ وَوَطِئْتَنَا وَطَأةً عَلَى حَنَقٍ ... وَطَاءُ المُقَيَّدِ نَابِتَ الهَرَمِ وَتَرَكْتَنَا لَحْمًا عَلَى وَضَمٍ ... لَو كُنْتَ تَسْتَبْقِي مِنَ اللَّحَمِ ابْنُ ماكُولا: [من البسيط] 12380 - قَوِّضْ خِيَامَكَ عَنْ أرْضٍ تُهَانُ بِهَا ... وَجَانِبِ الذُّلِ إِنَّ الذُّلَّ يُجْتَنَبُ بَعْدَهُ: وَأرْحلُ إِذَا كَانَتْ الأوْطَانُ مُنْقِصَةً ... فَالمَنْدَلُ الرّطبُ فِي أوْطَانِهِ حَطَبُ هُوَ أَبُو نَصْر عَلِيّ بن هِبَةِ اللَّهِ بن عَلِيّ بن جَعْفَر المَعْرُوفُ بِابْنِ مَاكُولا العِجْلِي البَغْدَادِيّ. وَالدُهُ كَانَ وَزِيْرُ القَائِمُ بِأمْرِ اللَّهِ. قَتَلَهُ غِلْمَانُهُ بِجُرْجَانَ سنة 479 وَيُرْوَيَانِ لأبِي هِنْدُو وَالنِّيْسَابُورِيِّ. وَمِنْ بَابِ (قَوْمٌ) قَوْلُ آخَرَ (¬1): قَوْمٌ يَعِزُّونَ إن كَانَتْ مُغَالَبَةً ... حَتَّى إِذَا ظَفِرَتْ أيْدِيْهِمُ هَانُوا أعْطُوا الكَثِيْرَ وَمَا مَنُّوا عَلَى أحَدٍ ... وَلَو أنَّهُمْ مَنُّوا لِمَا مَانُوا ابْنُ الرُّومِيّ: [من المنسرح] 12381 - قَوَّمْتَنِي غَيْرَ قِيْمَتِي غَلَطًا ... شَاوِر مَعَ الرَّأي تَعْرِفِ القِيَمَا يُضْرَبُ فِيْمَنْ لا يُعْطِي صَاحِبَهُ حَقَّهُ مِنَ الفَضْلِ لِقِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ بِهِ. ¬
وَمِنْ بَابِ (قَولا) قَوْلُ الرِّضيّ المَوْسَوِيُّ (¬1): قُولا لِهَذَا الدَّهْرُ مَعْتِبَةً ... أسْرَفْتُ بِي يَا دَهْرُ فَاقْتَصِدِ كَمْ لَوْعَةٍ تُهْدَى إِلَى كَبِدِي ... وَعَظِيْمَةٍ تُلقَى عَلَى كَتِدِي وَعَجَائِبٍ مَا كُنَّ فِي فِكْرِي ... وَغَرَائِبٍ مَا دُونَ فِي خَلَدِي أيُصَاحُ بِي عَنْ كُلِّ صَافِيَةٍ ... طَرْدًا إِلَى الأقْدَاءِ وَالثمَدِ وَأُسَامُ فِي أكْلاءَ مُوبِيَةٍ ... مُحْتَشُّهَا دُونَ السَّوَامِ رَدِ الكَتِدُ مَا بَيْنَ الكَاهِلِ وَالظَّهْرِ، وَالثَّمَدُ القَلِيْلُ مِنَ المَاءِ. [من الكامل] 12382 - قَلَانِيَ أخْوَانِي وَأهْلُ مُوَدَّتِي ... عَلَى أَنَّهُ مَا لِلْمُقِلِّ صَدِيْقُ بَعْدَهُ: فَضَاقَت عليّ الأرضُ من كُلِّ جَانبٍ ... وَكُلُ فَسِيحٍ بالمَضِيقِ مَضِيقُ [من الخفيف] 12383 - قِيْلَ لِي: تُبْ مِنَ الهَوَى قُلْتُ: إنِّي ... تُبْتُ مِنْ تَوْبَتِي فَكَيْفَ أتُوبُ قَالَ يُوْسُف بن عُمَرَ فِي خُطْبَتِهِ: نَحْنُ نُرِيْدُ أنْ لا نَمُوتَ حَتَّى نَتُوبَ وَنَحْنُ لا نتوبُ حَتَّى نَمُوتَ. وَمِنْ بَابِ (قِيْلَ) لِي قَوْلُ ابْنُ المُعْتَزِّ (¬1): قِيْلَ لِي قَدْ أسَاءَ فُلانٌ ... وَمَقَامُ الفَتَى عَلَى الذُّلِّ عَارُ قُلْتُ جَاءنَا وَأحْدَثَ عُذْرًا ... ديةُ الذَّنْبِ عِنْدَنَا الاعْتِذَارُ أَبُو الفَتْح البُسْتِيّ: [من الخفيف] ¬
12384 - قِيْلَ لِي: قَدْخَفِيْتَ قُلْتُ: كبَدْرٍ ... يَخْفَى مِنْ بَعْدِ أنْ كَانَ بَدْرَا بَعْدَهُ: أَنَا خَافٍ كَلَيْلَةِ القَدْرِ فِي النَّا ... سِ وَعَالٍ كَلَيْلَةِ القَدْرِ قَدْرَا [من الخفيف] 12385 - قِيْمَةُ المَرْءِ عِلْمُهُ عِنْدَ ذِي العِلْـ ... ــــمِ وَمَا فِي يَدَيْهِ عِنْدَ الرَّعَاعِ بَعْدَهُ: فَإِذَا مَا جَمَعْتَ عِلْمًا وَمَالًا ... كُنْتَ عَيْنَ الأنَامِ بِالإجْمَاعِ الخَلِيْلُ بنُ أحْمَد: [من الخفيف] 12386 - قِيْمَةُ المَرْءِ قَدْرُ مَا يَحْسُنُ المَـ ... ـــــرْءُ قَضَاءٌ مِنَ الإمَامِ عَلِيِّ قَالَ أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبِ عَلَيْهِ السَّلامُ: قِيْمَةُ كُلِّ امْرِئ مَا يُحْسنُ. أخَذَهُ الخَلِيْلُ بنُ أحْمَد فَقَالَ: لا يَكُونُ العَلِيُّ مِثْلَ الدَّنِيُّ ... لا وَلَا ذُو الذّكاءِ مِثْلَ الغَبِيُّ قِيْمَةُ المَرْءِ قَدْرُ مَا يُحْسِنُ المَرْءُ. البَيْتُ [من الكامل] 12387 - قَيِّدْ بِبِرِّكَ شُكْرَ ذِي أمَلٍ ... فَالبِرُّ قَيْدُ أوَابِدِ الشُّكْرِ * * * ¬
آخِرِ حَرْفِ القَافِ وَالحَمْدُ للَّهِ الوَليِّ، وَمُسْتَحقِّ الشُّكْرِ، وَمُتَمِّمِ النِّعَمِ، وَمُسَبِّبِ التَّوْفِيْقِ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ العَرَبِيِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلمْ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا. عِدَّةُ أبْيَاتُ هَذَا الحَرْفُ خَمْسُ مِائَةٍ وَأرْبَعَةٌ وَثَمَانُونَ بَيْتًا غَيْرَ الحَوَاشِي وَذَلِكَ فِي كُرَّاسَيْنِ وَتِسْعِ قَوَائِمٍ وَوَجْهَةٍ وَاحِدَةٍ هِيَ هَذِهِ الوجْهَةُ. وَالحَمْدُ للَّهِ كَثِيْرًا وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أوَّلًا وَأخِيْرًا وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا. * * *
حرف الكاف
حرف الكاف
حَرْفُ الكَافِ [من الرمل] 12388 - كَابنِ آوَى وَهْوَ صَعْبٌ صَيْدُهُ ... فَإِذَا صِيْدَ يُسَاوِي خَرْدَلَهْ 12389 - كَأنِّي بَرَاقِشَ كُلّ ... لَونٍ لَونَهُ يَتَخَيَّل أَبُو الجَّوَائز: [من الرمل] 12390 - كَاتِبٌ كُتبُهُ كتَائِبُ تَسْتَـ ... ــــشْرِي وَسَيَّارُ شِعْرِهِ كَالسَّرَايَا بَعْدَهُ: وَافِرُ العِلْمِ ظَاهِرُ التَّسْلِيْمِ وَافِي الحِلْـ ... ـــــمِ عَذْبِ الخِلالِ حُرِّ السَّجَايَا [من الخفيف] 12391 - كَاتِبٌ يَتْرُكُ الخَوَاطِرَ حَسْرَى ... وَهْوَ فِي حُلَّةٍ مِنَ الفَضْلِ يَجْرِي [من البسيط] 12392 - كَادَ العُدَاةُ فَمَا أبْقُوا وَلَا تَرَكُوا ... قَوْلًا وَفِعْلًا وَتَوْبِيْخًا وَتَهْجِيْنَا عَلِيُّ بنُ الجَّهْمِ فِي المُتَوَكِّلِ: [من الخفيف] 12393 - كَادَتِ الأرْضُ أنْ تَمِيْدَ لِشَكْـ ... ــــوَاكَ وَكَادَتْ لَهَا الجبَالُ تَزُولُ كَمَالُ الدِّيْنِ الرَّمَّانِيّ الحلي: [من الخفيف] ¬
12394 - كَارَةُ القَومِ فِي العِيَارِ وَدَسْـ ... ـــتُورُ التَّقَاضِي فِي كَفِّ أيِّ غَرِيْمِ [من الكامل] 12395 - كأسٌ تَذَكِّرُنِي الحَبِيْبَ بِلَـ ... ــــــوْنِهَا وَبِطْعِمُهَا وَحَبَابِهَا [من البسيط] 12396 - كَافُ الكَفَالَةِ أو ضَادُ الضَّمَانِ مَعًا ... مَا بَيْنَ صَادَينِ إمَّا صَحَّ أو وُصِفَا نُقِلَتْ مِنْ خَطِّ أَبِي إسْحَاقَ الصَّابِئ لِنَفْسِهِ مُعَارِضًا لِهَذَا البَيْتِ وَهُوَ فِي مِحْبَسِهِ: [من الطويل] تَمَسَّكْتُ فِي حَبْسٍ طَوِيْلٍ حُبسْتُهُ ... بِصَادَيْنِ مِنْ صمْتٍ طَوِيْلٍ وَمِنْ صَبْرِ وَعَدَّيْتُ عَنْ مِنْهَاجِ قَومٍ تَعَرَّضُوا ... لِصادَيْنِ مِنْ صَلْبٍ وَصَفْعٍ إِلَى الحَشْرِ فَيَا رَبِّ أسْعِدْنِي بِصَادَيَّ إنَّهُمْ ... بِصَادَيَهمْ فِي شِقْوَةٍ آخِرَ الدَّهْرِ ابن طَبَاطَبَا فِي القَلَمِ: [من السريع] 12397 - كَالبَحْرِ إِذْ يَجْرِي وَكَالفَيْلِ إِذْ ... يَهْوِي وَكَالصَّارِمِ إِذْ يَفرِي ابْنُ الرُّومِيُّ يَمْتَدِح: [من البسيط] 12398 - كَالبَحْرِ أرْوَى بَنِي الدُّنْيَا وَأغْرَقَهُمْ ... فَهُم رِوَاء وَغَرقَى فِي سَوَاحِلِهِ لَهُ أَيْضًا: [من الكامل] 12399 - كَالبَحْرِ يَرْسُبُ فيهِ لُؤلُؤُهُ ... سِفْلًا وَتَعْلُو فَوْقَهُ جِيْفَه المُتَنَبِّي: [من الكامل] 12400 - كَالبَحْرِ يَقْذِفُ لِلقَرِيْبِ جَوَاهِرًا ... جُودًا وَيبْعَثُ لِلْبَعِيْدِ سَحَائِبَا ¬
بَعْدَهُ يَمْدَحُ عَلِيَّ بنَ مَنْصورٍ الحَاجِبُ: كَالشَّمْسِ فِي كَبدِ السَّمَاءِ وَضَوْؤُهَا ... يغْشَى البلادَ مَشَارِقَاَ وَمَغَارِبَا كَالبَدْرِ مِن حيْثُ الْتَفَتَّ رَأيْتَهُ ... يِهْدِي إِلَى عَيْنِيْكَ نُورًا ثَاقِبَا هَذَا الَّذِي أفْنَى النُّضَارَ مَوَاهِبًا ... وَعِدَاهُ قَتْلًا وَالزَّمَانَ تَجَارِبَا وَمُخَيِّبُ العُذَّالِ فِيمَا أمَّلُوا ... مِنْهُ وَلَيْسَ يَرُدُّ كَفًّا خَائِبَا حَجَبَ الوَرَى عَمَّا أرَادُوا مِنْ عُلًا ... وَعَلا فَسَمَّوهُ عَلِيَّ الحَاجِبَا [من الكامل] 12401 - كَالبَحْرِ يُمْطِرُهُ السَّحَابُ وَمَا لَهُ ... فَضْلُ عَلَيْهِ لأَنَّهُ مِنْ مَائِهِ [من السريع] 12402 - كَالبَدْرِ إِلَّا أَنَّهَا تُجْتَلَى ... وَالشَّمْسِ إِلَّا أَنَّهَا لا تَغْرُبُ المُتَنَبِّي: 12403 - كَالبَدْرِ مِنْ حَيْثُ التَفَتَّ رَأيْتَهُ ... يُهْدِي إِلَى عَيْنِيْكَ نُورًا ثَاقِبًا الصَّنَوبَرِيُّ: [من الكامل] 12404 - كَالبَدْرِ يَبْعُدُ فِي السَّمَاءِ مَحَلَّهُ ... وَكَأنَّهُ مَعَنَا لِقُرْبِ ضيَائِهِ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: [من الكامل] 12405 - كَالبَدْرِ يَحْسَبُهَا المُحِبُّ قَرِيْبَةً ... وَمَنَالُهَا فِي البُعْدِ مِثْلُ مَنَالِهِ [من الكامل] 12406 - كَالبَيْتِ فِيْهِ لِزَائِرِيْهِ مُجْـ ... ـــــتَمَعُ الأمْنِ وَالمَثَابَة ¬
[من السريع] 12407 - كالثَّوْبِ إن أنْهَجَ فِيْهِ البِلَى ... أعْيَا عَلَى ذِي الحِيْلَةِ الرَّاقِعِ [من البسيط] 12408 - كَالثَّوْبِ يُعْجَبُ مَطْوِيًّا غَضَارَتُهُ ... وَإِنَّمَا هُوَ مَطْوِيٌّ عَلَى خَرَقِ [من الرجز] 12409 - كَالحُوتِ لا يَكْفِيْهِ مَا يَرْوِيْهِ ... يَظْمَا إِلَى المَاءِ وَفوهُ فِيْهِ 12410 - كَالحُوتِ لا يُؤْذِيْهِ شَيْءٌ يلهمُهُ ... يُصْبِحُ ظَمْآنَ وَفِي البَحْرِ فَمِه أنْشَدَ المُبَرَّدُ قَالَ وَهُوَ مِنْ أشَدِّ الهجَاءِ: [من الرجز] كَالبَحْرِ لا يُؤْذِيْهِ شَيْءٌ يلهمه ... يَصبِحُ ظَمْآنَ وفِي البَحْرِ فَمُه لَو حَزَّ حُلْقُومَيْهِ مَنْ يُحَلْقِمَهُ ... بِالسَّيْفِ لَمْ يَقْطُر مِنَ اللُّؤْمِ دَمُه الغَاضِرِيُّ: [من الكامل] 12411 - كالخَمْرِ خَيْرُ دَوَائِهَا مِنْهَا بِهَا ... تَشْفِي السَّقِيْمَ وَتُبْرِئُ المَنْجُودَا 12412 - كَالخَيْزَرَانِ مَنِيْعًا مِنْكَ مَكْسَرُهُ ... وَقَدْ يُرَى لَيِّنًا فِي كَفِّ لاوِيْهِ الحَصْكَفِيُّ: 12413 - كَالدُّرِّ فِي قَعْرِ البُحُو ... رِ وَفِي نُحُورِ الحُوْرِ دُرُّ الرَّضِيّ المَوْسَوِيُّ: [من الكامل] ¬
12414 - كَالدُّرَّةِ الغَرَّاءِ خَانَ ضَيَاعُهَا ... مِنْ بَعْدِ مَا مَلأَتْ يَمِيْنَ الغَايِصِ قَبْلَهُ: يَا وَيْحَ مُقْتَصِّ الغَزَالِ طَمَاعَةً ... ذَهَبَ الغَزَالُ بِلُبِّ ذَاكَ القَانِصِ كالدُّرَّةِ الغَرَّاءَ حَانَ ضيَاعُهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَا كَانَ وَصْلُكِ غَيْر بَرْقٍ خُلَّبٍ ... وَلَّى الغَمَامُ بِهِ وَظِلٍّ قَالِص أغْدُو عَلَى أمَلٍ كَحُبِّكَ زَائِدٍ ... وَأرُوحُ عَنْ حَظٍّ كَوَصْلِكِ نَاقِص مُسْلِمُ بنُ الوَلِيْدُ: [من البسيط] 12415 - كَالدَّهْرِ لا يَنْثَنِي عَمَّا يَهُمُّ بِهِ ... قَدْ أوْسَعَ النَّاسَ إرْغَامًا وَإنْعَامَا البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 12416 - كَالرُّمْحِ فِيْهِ بَضْعُ عَشْرَةَ فِقْرَةً ... مُنْقَادَةً خَلْفَ السِّنَانِ الأصيَدِ أَبُو الغَمْرِ الرَّازِيّ: [من البسيط] 12417 - كَالسِّيدِ عَدْوًا وَلَكِنْ فَوْقَهُ أسَدٌ ... عَادٍ فَيَا حُسْنَ عَدْوِ السِّيْدِ بِالأسَدِ يَصِفُ فَرَسًا وَرَاكِبَهُ وَفِيْهِ نَوعٌ مِنَ الجنَاسِ. أَبُو دُلَفٍ يَصِفُ جَيْشًا: [من الكامل] 12418 - كَالسَّيْلِ جِنْحَ اللَّيْلِ أو كَالبَحْرِ ذِي الأ ... مْوَاجِ أو كَاللَّيْلِ ذِي الإظْلَامِ ابْنُ شَمْسِ الخِلافَةِ: [من الكامل] 12419 - كالشمْسِ عمَّ ضياؤُها ... أَهلَ المشَارقِ والمَغَاربِ ¬
ابن الرومي: 12420 - كَالشَّمْسِ في كَبِدِ السَّمَاءِ مَحَلُّهَا ... وَشُعَاعُهَا في سَائِرِ الآفَاقِ المُتَنَبِّي: [من الكامل] 12421 - كَالشَّمْسِ في كَبِدِ السَّمَاءَ وَنُورُهَا ... يَغْشَى البِلادَ مَشَارِقًا وَمَغَارِبَا البُحْتُرِيُّ: [من المنسرح] 12422 - كالشَمْسِ لا تَبْتَغِي بِمَا صَنَعَتْ ... عِنْدَهُمُ نِعْمَةً وَلَا جَاهَا قَبْلَهُ: لَو كَفَرَ العَالَمُونَ نِعْمَتَهُ ... لَمَا عَدَتْ نَفْسَهُ سَجَايَاهَا كَالشَّمْسِ لا تَبْتَغِي بِمَا صنَعَتْ ... عِنْدَهُمُ نِعْمَةً وَلَا جَاهَا ابْنُ الرُّومِيُّ: [من الكامل] 12423 - كَالشَّمْسِ لا تَبْدُو فَضِيْلَتُهَا ... حَتَّى تُغَشَى الأرْضُ بِالظُّلُمِ قَبْلَهُ: لا تَلحُ مَنْ يَبْكِي شَبيْبَتهُ ... إِلَّا إِذَا لَمْ يَبْكِهَا بِدَمِ لَسْنَا نَرَاهَا حَقَّ رُؤْيَتِهَا ... إِلَّا أوَانَ الشَّيْبِ وَالهَرَمِ وَلَرُبَّ شَيْءٍ لا يُبيَّنُهُ ... وِجْدَانُهُ إِلَّا مَعَ العَدَمِ كَالشَّمْسِ لا تَبْدُو فَضِيْلتهَا. البَيْتُ مُحَمَّد بن شِبْلٍ: [من الكامل] 12424 - كَالشَّيْءِ يُدْهَى بِالأذَى مِنْ جِنْسِهِ ... مِثْل الحَدِيْدِ سَطَا عَلَيْهِ المَبْرَدُ ¬
الرَّضِيّ المَوْسَوِيُّ: [من الكامل] 12425 - كَالصَّخْرِ إن حَلُمُوا وَالنَّارِ إن غَضِبُوا ... وَالأُسْدِ إن ركبُوا وَالوَبْلِ إن بَذَلُوا [من الرمل] 12426 - كَالصَّدى يُسْمَعُ مِنْهُ صَوْتُهُ ... فَإِذَا طَالَبْتَهُ لَمْ يَسْتَبِنْ يُرِيْدُ بِالصَّدَى الصَّوتَ الَّذِي في الدُّورِ وَفي كُهُوفِ الجِبَالِ الَّذِي إِذَا صَوَّتَ شَيْءٌ رَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَهُ وَالعَوَامُّ يُسَمُّونَهُ البَرْطَعِيَا. [من السريع] 12427 - كَالصَّيْدِ في الإحْلالِ مَا إِنْ يُرَى ... وَهُوَ كثِيْرٌ وَقْتَ إحْرَامِ صَالحُ بنُ عَبْدُ القُدُّوسِ: [من البسيط] 12428 - كَالصَّيْدِ يُحرَمُهُ الرَّامِي المَجِيْدُ وَقَدْ ... يَرْمِي فَحُرْمَةُ مَنْ لَيْسَ بِالرَّامِي قَبْلَهُ: يَشْقَى أُنَاسٌ وَيَشْقَى آخَرُونَ بِهِم ... وَيَسْعِدُ اللَّهُ أقْوَامًا بأقْوَامِ كَالصَّيْدِ يُحْرَمُهُ الرَّامِي المَجِيْدُ. البَيْتُ الوَزِيْرُ الطُّغْرَائِيُّ: [من السريع] 12429 - كَالطَّيْرِ لا يُحْبَسُ مِنْ بَيْنِهَا ... إِلَّا الَّتِي تُطْرِبُ أصْوَاتُهَا [من الرجز] 12430 - كَالعِجْلِ إن أكثَرَ مَصَّ أُمِّهِ ... نَفَتْهُ بَعْدَ ضَمِّهِ وَشَمِّهِ ¬
المِيْكَالِيُّ: [من السريع] 12431 - كَالعَيْنِ لا تُبْصِرُ مَا حَوْلَهَا ... وَلَحْظُهَا يُدْرِكُ مَا يُبْعَدُ ومَنْ هَذَا الَبْابِ قَولُ كَشَاجِمَ (¬1): كَالغُصنِ في رَوْضَةٍ تَميسُ ... تَصبُوُ إِلى حُسْنِهَا النُّفُوسُ مَا شهِدَت وَالنِسَاءَ عُرسًا فَشُكَّ ... في أنَّها العَرُوْسُ أخذَهُ مِنْ قَولٍ أَبِي نُواسٍ (¬2): شَهِدَتُ جَلْوةَ النِساءٍ جِنْانٌ ... فَاسُتَمالتْ بحُسُنِها النَّظاره حَسِبُوْهَا العَرُوسَ حِيْنَ جَلوهَا ... فَإِليْهَا دونَ النِّساءٍ الأساره ابْنُ حَيُّوسٍ: [من الخفيف] 13432 - كالغَمَامِ الرُّكامِ يَمْضِي وَيَبْقَى ... مَوْرِدًا فَأيْضًا وَمَرْعَى خَصِيْبَا أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 12433 - كَالغَيْثِ إن جِئْتَهُ وَافَاكَ رِيِّقُهُ ... وإنْ تَرَحَّلْتَ عَنْهُ كَانَ في الطَّلَبِ قَبْلَهُ: سَتُصْبِحُ العِيْسُ بِي وَاللَّيْلُ عِنْدَ فَتًى ... كَثيرِ ذِكرِ الرّضَا في سَاعَةِ الغَضبِ صَدَفتُ عَنْهُ وَلَمْ تَصْدِفْ مَوَاهِبُهُ ... عَنِّي وَعَاوَدَهُ ظَنِّي فَلَمْ يَخِبِ كَالغَيْثِ إن جِئْتَهُ وَافَاكَ رِيِّقُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: بَلَوْتُ مِنْكَ وَأيَّامِي مُذَمّمَةٌ ... مودةً وُجِدَتْ أحْلَى مِنَ الضَّرَبِ مِنْ غَيْرِ مَا سَبَبٍ مَاضٍ كَفَى سَبَبًا ... للحُرِّ أنْ يَقْتَفِي حُرًّا بِلا سَبَبِ ¬
الغَزِيُّ: [من الكامل] 12434 - كالغَيْثِ طُورًا يُتَّقَى مِنْ سَيْلِهِ ... غَرِقٌ وَطَورًا يُرْتَجَى تَهْتَانُهُ السرِي في سَيْفِ الدَّوْلَةِ: [من الكامل] 12435 - كَالغَيْثِ يُحْيي إن هَمَا وَالسَّيْلِ يُرْ ... دِي إن طَمَا وَالدَّهْرِ يُصْمِي إن رَمَى الرَضَى المَوْسَوِيُّ: [من الكامل] 12436 - كَالغَيْثِ يَخْلُفُهُ الرَّبِيعُ وَبَعْضُهُمْ ... كَالنَّارِ يَخلفُهَا الرَّمَادُ المُظِلِمُ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 12437 - كَالغَيثِ يَسْقِي الخَابِطِيْنَ بَأبْيَضٍ ... مِنْ غَيْمِهِ وَبِأحْمَرٍ وَبِأسْوَدِ السَّرِيُّ الرَّفَاءَ: [من الكامل] 12438 - كالغَيثِ يَلْقَى الطَّالبِيْنَ بِوَابِلٍ ... سَحٍّ وَيَلْقَى الحَاسِدِيْنَ بِحَاصِبِ عَدِيُّ بنُ الرّقاعِ: [من الكامل] 12439 - كَالغَيْمِ مِنْهُ وَابِلٌ مُتَتَابِعٌ ... جَودٌ وَآخَرُ مَا يَبِضُّ بِمَاءِ البُحْتُرِيُّ: [من الكامل] 12440 - كالفَرْقَدَيْنِ إِذَا تَأمَّلَ نَاظِرٌ ... لَمْ يَعْدُ مَوْضِعُ فَرقَدٍ عَنْ فَرْقَدِ قَبْلَهُ يَمْدَحُ أخَوَيْنِ مُتَسَاوِيَينِ: [من الكامل] وَإِذَا رَأيْتَ شَمَائِلَ ابْنَي صاعِدٍ ... أدَّتْ إلَيْكَ شَمَائِل ابْنَي مَخْلَدِ ¬
كَالفَرْقَدِيْنِ إِذَا تأمَّلَ نَاظِرٌ. البَيْتُ وَقَالَ ابْنُ مَطْرَان في ضِدِّ ذَلِكَ (¬1): [من الخفيف] بَيْنَ أخْلاقِكَ الَّتِي هِيَ أخْلا ... قٌ وَأخْلاقِهِ العِتَاقِ مَسَافَه وَلَعَمْرِي لَفِي ادِّعَائِكَ إيَّاهُ ... ابنَ أُمٍّ أبْطَال عِلم القِيَافَه [من الرجز] 12441 - كَالفِيْلِ لا بَصْلُحُ إِلَّا مركبًا ... لِمَلِكٍ أو رَاعِيًا مُسَيَّبَا [من الـ. . .] 12442 - كَالقَوْسِ يُحْفَظُ وَهُوَ ذُو عَوَجٍ ... وَيُنْبَذُ السَّهْمُ قَصْدًا لاسْتِقَامَتهِ الحَمْدُونِي في رثَائِهِ طَيْلَسَانِهِ: [من مجزوء الكامل] 12443 - كالكَلْبِ إن تَحْمِلْ عَلَيْهِ ... الدَّهْرَ أو تَتْرُكْهُ يَلْهَثُ قَبْلَهُ: يُؤْذِي إِذَا لَمْ أَرْفُهُ ... وَإِذَا رَفَوْتُ فَلَيْسَ يَلْبَث كَالكَلْبِ إن تَحْمِلْ عَلَيْهِ. البَيْتُ مُسْلِمُ بنُ الوَلِيْدُ: [من البسيط] 12444 - كَالكَلْبِ إن جَاعَ لا يَعْدِمْكَ بَصْبَصَةً ... وإنْ يَنَلْ شَبْعَةً يَنْحُ مِنَ الأشَرِ السَرِي الرفّاءُ: [من الكامل] 12445 - كَاللَّيثِ آثَارُ اللِّقَاءِ مُبينَةٌ ... في لِبدَتَيهِ وَفِي شَبَا أَنيابهِ ¬
قَبْلَهُ: يَغْشَى القِرَاعَ فَيَنْثَنِي وَسِمَاتُهُ ... في غَرْبِ مُنْصُلِهِ وَفِي جِلْبَابِهِ كَاللَّيْثِ آثَارُ اللِّقَاءِ مُبِيْنَةٌ. البَيْتُ ومَنِ بَابُ (كَاللَّيثِ) قولَ عَنَترةَ العبسي (¬1): كَاللّيث لا يَثِنيهِ عَنْ أقْدِامِهِ خَوْفُ ... الردَّى وَقَعَاقِعُ الأَيْعَادِ الببَّغَاءُ يَصِفُ جَيْشًا: [من الكامل] 12446 - كَاللَّيْلِ إِلَّا أَنَّ ثَوبَ ظَلامِهِ ... مِنْ عِثْيَرٍ وَنُجُومُهُ مِنْ لامِ ابْنُ زَبَادَةَ: [من السريع] 12447 - كَالمَاءِ يُطْفِي النَّارَ طَبْعًا وإنْ ... أدَامَ حَرذُ النَّارِ إسْخَانَهُ عَبْدُ اللَّهِ بن هَارُونَ الأنْدَلُسِيُّ: [من الكامل] 12448 - كَالمِلْحِ يُحْسَبُ سُكَّرًا في لَوْنِهِ ... وَمَجَسِّهِ وَيَحُولُ عِنْدَ مَذَاقِهِ [من البسيط] 12449 - كَالنَّارِ مَبْدَؤهَا مِنْ قَدْحَةٍ فَإِذَا ... ضُرِّمَتْ أحْرَقَتْ كُلَّ الَّذِي تَجِدُ الوَزِيْرُ المَهَلَّبِيُ: [من الكامل] 12450 - كَالنَّبْل عَامِدَةً إِلَى أهْدَافِهَا ... وَالطَّيْرِ قَاصِدَة الأبْرَاجِ يَصِفُ حَمَلَةَ العَدُوِّ قَالَ المُتَنَبِّيّ في المَعْنَى: [من الوافر] وَمَا أَنَا غَيْرُ سَهْمٍ في هَوَاءٍ ... يَعُودُ وَلَمْ يَجِدْ فِيْهِ امْتِكَاسَا ¬
أَبُو تَمَّام: [من الكامل] 12451 - كَالنَّجْمِ إن سَافَرْتَ كَانَ مُوَاكبًا ... وَإِذَا حَطَطْتَ الرَّحْلَ كَانَ جَلِيْسَا [من الكامل] 12452 - كَالنَّحْلِ في أفْوَاهِهَا عَسَلٌ ... يَحْلُو وَفِي أذْنَابِهَا السُّمُّ ابْنُ الرُّومِيِّ: [من البسيط] 12453 - كَالنَّحْلِ يَشْرَعُ شَوْكًا لا يَذُودُ بِهِ ... عن حَمْلِهِ كَفَّ جَانٍ فَهْوَ مُنْتَهَبُ أَبُو الفَتحْ البُسْتِيِّ: [من الكامل] 12454 - كَالوَرْدِ فِيْهِ عُفُوصَةٌ وَمَرَارَةٌ ... وَهُوَ الذَّكِيُّ النَّاضِرُ المُتَبَسِّمُ قَبْلَهُ: الحُرُّ طلقٌ ضاحِكٌ وَلَرُبَّمَا ... تَلْقَاهُ وَهُوَ العَابِسُ المُتَجَهِّمُ كَالوَرْدِ فِيْهِ عُفُوصَةٌ وَمَرَارَةٌ. البَيْتُ [من البسيط] 12455 - كَالوَرْدِ يَبْكِي لأنَّ الكَلْبَ قَارَبَهُ ... وَالكَلْبِ يَبْكِي لأنَّ الشَّوكَ آذَاهُ قال أَبُو جَعْفَرَ مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى المُوسَوِيُّ: مثلي مَعَ وَالِي طُوسَ وَمثلهُ مَعِي. كَالوَرْدُ يَبْكِي لأنَّ الكَلْبَ قَارَبَهُ. البَيْتُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِيُّ: [من البسيط] 12456 - كَانَ التَّنَاسُبُ في الأسْمَاءِ دَاعِيَةً ... إِلَى التَّنَاسُبِ في الأفْعَالِ مُذْ كَانَا ¬
أَبياتُ الغِزِّيِّ أوَّلُهُا: لَو زَارَنَا طيفُ ذَاتِ الخَيْالِ أحَيانا ... ونحنُ في جفَر الأجْداثِ أَحيَانَا تَقُولُ أنَتْ امرؤُ جَافٍ مُغَالطةً فقُلتُ ... لا هوَّ مَتُ أجَفَانُ أجَفَانَا عَجَزتُ عَنْ هَجو قَومٍ لا حياءَ لَهُمْ ... وَكَيْفَ تَسلبُ مِنْ يلقَاكَ عُرْيانَا لَا يسمعُونَ كَلامَ المسْتِجيْرِ بهمْ ... كَأَنَّهُمْ خُلِقُوا صُمًا وعُمْيَانَا تَرفَّعُوا وَاتضَعْنَا وَالدنَادُوكَ وَكُلُّ ... مَنْ عزَّ فِيْهَا ضِدُّهُ هَانَا مَا ضيَعَّ السَّهمَ إِلَّا حِفُظُ مُرْسلِهِ جَنِيةً ... مِنْ نَباتِ النَّبعِ مِزْنَانَا تقولُ في المَدْحِ: قَوْمٌ رَأَى مَطْلِعَ الدُنَيْا وَمَخْلَصَهَا ... وقلب الدَّهر بُطنَانًا وَظُهُرَانَا فليسَ يَرغَبُ في الدُّنيا ليَكْسِبَهَا ... إِلّا ليجَعلهَا للحَمْدِ أثْمانا كَانَ التَّناسُبُ في الأسَمَاءِ. البَيْتُ وبَعْدَهُ: لَمَ يَبْقَ غيرُكَ إِنَسانٌ يلَاذُ بهِ ... فَلَا بَرحْتَ لعيْنِ الدَهُر إِنْسانَا [من البسيط] 12457 - كَانَ التَّلاقِي لأوْقَاتٍ نُسَرُّ بِهَا ... فَصَارَ بَعْدُ لِشَكْوَى مَا نُقَاسِيْهِ قَبْلَهُ: سُبْحَانَ مَنْ غَيَّرَ الأحْوَالَ فَانْعَكَسَتْ ... إِلَى الَّذِي أَنَا عُمْرِي غَيْرُ نَاسِيْهِ كَانَ التَّلاقِي لأوْقَاتِ نُسَرُّ بِهَا. البَيْتُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ طَاهِرٍ (¬1): [من البسيط] كَانَتْ مَجَالِسَنَا بِالأُنْسِ نَقْطَعُهَا ... وَبِالسُّرُورِ وَبَذْلِ الجَّاهِ وَالمَالِ فَصَارَت اليَومَ لا تَعْدُو مَجَالِسُنَا ... شَكْوَى الهُمُومِ وَوَصْفِ الغَمِّ وَالحَالِ ¬
ومَنِ بابِ (كَانَ) قول إبراهيم الصُولي في ابن الزَّياتِ (¬1): كَانَ أخًا ثُمُ عَادَ لِي أَملًا ... فَبِتُّ بيْنَ الرَّجاءِ وَالأَمَلِ يُصْبحُ أعداؤُهُ عَلَى ثقةٍ مِنْهُ ... وَإِخُوَانُهُ عَلَى وَجَلِ تَذُلا لِلَعَدِّو عَنْ ضعَةٍ وَصولهُ ... بالصَّدِيْقِ عَنْ دَخَلِ وقَولُ آخَرُ (¬2): كَانَ الكرامُ وَأَبْناءُ الكرامِ إِذَا ... تَسَامعُو بِكريْمِ مَسَّهُ عَدَمُ تَابَعَوا ليُواسِيْهِ أَخُو كَرم مِنْهُم ... وَيَرجِعُ بَاقِيهمَ وَقَد نَدموا فاليَومَ قَد صَارَ يَدعُو النَّدَى سَفهًا ... ويُنكرون عَلى المعْطِي إِذَا عَلِمُوا [من مجزوء الكامل] 12458 - كَانَ الشَّبَابُ كزَائِرٍ ... مَلَّ الزِّيَارَةَ فَانْصَرف ثَابِتُ قُطَنَةَ: [من البسيط] 12459 - كَانَ المُفَضَّلُ عِزًّا في ذَوِي يَمْنٍ ... وَعِصْمَةً وَثِمَالًا للمَسَاكيْنِ مَرْوَانُ بنُ الحَكَمْ: [من البسيط] 12460 - كَانَ الإمَامُ أَبُو لَيْلَى وَقَدْ ذَهَبَا ... فَالمُلْكُ بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا [من الكامل] 12461 - كَانَتْ إلَيْكَ مِنَ الحَوَادِثِ زَلَّةٌ ... فَاصْبِرْ لَهَا فَلَعَلَّهَا تَسْتَغْفِرُ ¬
الفَرَزْدَقُ: [من البسيط] 12462 - كَانَتْ حُصَيْنَةُ في الإشْرَاكِ زَانِيَةً ... فَقَدْ تُنَاكُ وَرِجْلاهَا عَلَى الوَثَنِ يَقُوْلُ في هَجْوِ بَنِي الحَارَثِ بنِ كَعْبٍ: لقَدْ حَلَفْتْ بِرَبِّ البُدْنِ مُشعرةً ... وَمَا بِجَمْع مِنَ الرُّكْبَانِ وَالظُّعُنِ لِتَأتِيَنَّ بَنِي الدَّيَّانِ جَادِعَةٌ ... شَنْعَاءُ تَبْلُغُ أهْلَ السَّيْفِ مِنْ عَدَنِ إِنَّ القَوَافِيَ لَنْ يَرْجِعْنَ فَاسْتَمِعُوا ... إِذَا بَلَغْنَ شِعَابَ الغَوْرِ وَالقُنَنِ كَانَتْ حُصَيْنَةُ. البَيْتُ القُنَن: أعَالِي الجبَالِ، وَاحِدُهَا: قُنَّةٌ وَهَذَا مِنَ الهَجْوِ الفَاحِشِ. نهارُ بنُ تَوسِعَةَ: [من البسيط] 12463 - كَانَتْ خُرَاسَانَ أرْضًا إِذْ يَزِيْدُ بِهَا ... وَكُلُّ بَابٍ مِنَ الخَيْرَاتِ مَفْتُوحُ بَعْدَهُ: فَبُدِّلَتْ بَعْدَهُ قِرْدًا نُطِيْفُ بِهِ ... كَأَنَّمَا وَجْهُهُ بِالخَلِّ مَنْضُوحُ ومَنْ بَابِ (كَانَ) قَولُ العَّبْاسِ بنِ الأَحْنَفِ (¬1): كَانَ خُروجِي مِنْ عِنْدكُمِ قَدرًا ... وحَادِثًا مِنْ حَوَادِثِ الزَّمَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أعْرِضَ الفراقَ عَلَى ... قَلبي وَأَنْ أستَعِدَّ لِلحَزْنِ وقول آخر وكأنَّهُ إبراهيمُ الصُّوليِّ في ابن الزّياتِ (¬2): كَانَ صدِيْقِي وَكَانَ خَالِصَتِي ... أيَّامَ نَجْرِي مجَارِيَ السُّوَقِ حَتَّى إِذَا رَاحَ وَالمُلوكَ مَعا ... عدَّ اطّراحي مِنْ صَالِحَ الخُلُقِ خَلَّيتُ ثوبَ الفِراقِ في يدِهِ ... وَقلتُ هَذَا الفِراقُ فَانْطَلِق ¬
لَبسْتُهُ لَبْسَةَ الجدْيد على القُرِّ ... وفَارقْتُ فُرقَةَ الخَلَقِ وَقَولُ آخَرَ: كَانَ عُذِري إليَكَ عِنْدَكَ ذنبًا ... فَأنَا الدَّهر في أعتذارٍ لعُذرِي مُحْرِزُ بنُ المكَعْبَرِ الضَبِيّ: [من البسيط] 12464 - كَانَتْ عَدَاوَةُ آبَاءٍ لنا سَلَفُوا ... فَلَنْ يَبدُوا وَللآبَاء أبْنَاءُ لَبِيْدُ بنُ رَبِيْعَةَ: [من الكامل] 12465 - كَانَتْ قَنَاتِي لا تَلِيْنُ لِغَامِزٍ ... فَألانَهَا الإصبَاحُ وَالإمْسَاءُ بَعْدَهُ: وَدَعَوْتُ رَبِّي بِالسَّلامَةِ جَاهِدًا ... لِيُصِحَّنِي فَإِذَا السَّلامَةُ دَاءُ وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَانِ بنُ سُوَيْدٍ المرِيِّ، وَيُرْوَى لِغَيْرِه وَهُوَ مُتَنَازَعٌ. [من البسيط] 12466 - كانَتْ لِقَلْبِيَ أهْوَاءٌ مُفَرَّقَةٌ ... فَاسْتَجْمَعتْ إِذْ رَأتْكَ العَيْنُ أهْوَائِي بَعْدَهُ: وَصَارَ يَحْسِدُنِي مَنْ كُنْتُ أحْسُدُهُ ... وَصرْتُ مَوْلَى الوَرَى إِذْ صرْتَ مَوْلائِي تَرَكْتُ لِلنَّاسِ دُنْيَاهُمْ وَدِيْنَهُمُ ... شُغْلًا بِذكْرَاكَ يَا دِيْنِي وَدُنْيَائِي ومَنْ بَابِ (كَانتِ) قولُ آخر (¬1): كَانْتَ لنَا لُعبًا نَلهو بزُخُرفِهَا وقَدْ ... يُنْسى عَنْ جِدِّ الفَتَى اللَّعِبُ * * * ¬
ومَنْ بَابُ (كَانَتُ) قَولُ الحَسَن هَانِيْ المَغْربِيِّ (¬1): كَانتْ مُسايلَهُ الرُكُبَانِ تُحبوني ... عن أحمد بن سَعْيدٍ أطيب الخَبَرِ حَتَّى التَّقينا فَلَا وَاللَّهِ مَا سمعت أذْنُي ... بأَحْسَنْ مَمَّا قَدْ رأَى بَصرِيْ [من البسيط] 12467 - كَانَتْ مَسَرَّةُ قَلْبِي فِيْكُمُ مَثَلًا ... وَاليَومَ يُضْرَبُ بِي في الحُزْنِ أمْثَالُ كَعْبُ بنُ زَهَيْرٍ: [من البسيط] 12468 - كَانَتْ مَوَاعِيْدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا ... وَمَا مَوَاعِيْدُهَا إِلَّا الأبَاطِيْلُ يَقُوْلُ قَبْلَهُ: فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا ... كَمَا تَلَوَّن في أُثْوَابِهَا الغُولُ وَمَا تَمَسَّكْتُ بِالوَعْدِ الَّذِي وَعَدَتْ ... إِلَّا كَمَا تُمْسِكُ المَاءَ الغَرَابِيْلُ فَلا يَغُرَّنْكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ ... إنَّ الأمَانِيَّ وَالأحْلامَ تَضْلِيلُ كَانَتْ مَوَاعِيْدُ عُرقُوبٍ لَهَا مَثَلًا. البَيْتُ أَبُو فِرَاسٍ: [من البسيط] 12469 - كَانَتْ موَدَّةُ سَلْمَانٍ لَهُ رَحِمًا ... وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ نُوحٍ وابنهِ رَحِمُ أَبُو نوَّاسٍ: [من الخفيف] 12470 - كَانَ حُلْمًا مَا كُنْتُ آمَلُ فِيْكُمُ ... وَقَلِيْلًا مَا تَصْدُقُ الأحْلامُ بَعْدَهُ: وَتَبَدَّلْتُمُ سِوَانَا خَلِيْلًا ... وَسِوَاكُمْ عَلَى الفُؤَادِ حَرَامُ ¬
ابْنُ لَنْكَكَ: [من المنسرح] 12471 - كَانَ صَدِيْقًا فَصَارَ مَعْرِفَةً ... وَكَانَ حُرًّا فَصَارَ حُرَّاقَا أَبُو عَلِيٍّ البَصِيْرُ: [من الخفيف] 12472 - كَانَ ظنِّي بِكَ الجَمِيْلُ ... فَألْفَيْتكَ مِن كُلِّ مَا ظَنَنْتُ بَعِيْدَا ابْنُ مُنَاذِرٍ: [من الخفيف] 12473 - كَانَ عَبْدُ المَجِيْدِ سَمُّ الأعَادِي ... مِلْءَ عَيْنِ الصَّدِيْقِ رَغْمَ الحَسُودِ ابْنُ الرُّوميُّ: [من الرجز] 12474 - كَانَ كَمَنْ خَافَ حَرِيْقًا وَاقِعًا ... فَزَادَ فِيْهِ حَطَبًا عَلَى حَطَبِ [من المنسرح] 12475 - كَانَ كمَنْ فَرَّ مِنْ أذَى مَطَرٍ ... فَصَارَ للحَيْنِ تَحْتَ مِيْزَابِ البُحْتُرِيُّ: [من المنسرح] 12476 - كَانَ لَكَ اللَّهُ حَيْثُ كُنْتَ وَلَا ... أخْلاكَ مِنْ عِزِّهِ وَمِنْ نِعَمِه زُهَيْرٌ المِصْرِيُّ: [من الخفيف] 12477 - كَانَ لِلْقَومِ في الزَّجَاجَةِ بَاقٍ ... أَنَا وَحْدِي شَرِبْتُ ذَاكَ البَاقِي آياتُ زُهَيرِ المْصريِّ: رُفِعَتْ رَايتي عَلَى العُشّاقِ ... واقتَدى بي جَمِيعُ تِلكَ الرِّفَاقِ وَتَنَّحَى أهَلُ الهَوى عَنْ طَرِيْقِي ... وَانثني عَزْمُ مَنْ يَرُوْمُ لحْاقِي ¬
ضُرِبت سكَّةُ المُحِبّينَ باسْمِي ... وَدَعَتْ لِي مَنَابِر العُشَّاقِ كَانَ للنَوْمُ في الزُجَاجْةِ بَاقٍ. البَيتَ وبَعدَهُ: شربة لا أَزالُ سَكْرانَ منْها لَيْتَ ... شِعْري مَاذَا تَعانى السَّاقِي أَنَا في الحبِّ ألطُفُ الناس ... مَعْنًى دَمثُ اللفْظِ ذُو حَواشٍ رِقَاقِ أَعشَقُ الحُسنَ وَالملاحةَ وَالظرفَ ... وأهوى مَكْارِمَ الأَخلاقِ وَإِذَا مَا ادَّعَيتُ في الحُبِّ ... دَعْوى شِهدَ العَالمون بِاسِتحِقَاقِي ابنُ الرُّومِىُّ: [من الخفيف] 12478 - كَانَ لِلْكَرْكَدَنِّ قَرْنٌ فَأضْحَى ... قَرْنُهُ الآنَ عِنْدَ قَرْنكَ مِدْرَى بَعْدَهُ: مَنْ يَكُنْ تَاجُهُ كَتَاجِكَ هَذَا ... فَلْيَكُنْ بَابُهُ كَإيْوَانِ كِسْرَى جَمِيْلٌ: [من الطويل] 12479 - كَأنْ لَمْ نُحَارِبْ يَا بُثَيْنُ لَو أَنَّهَا ... تَكَشَّفُ غُمَّاهَا وَأَنْتِ صَدِيْقُ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ المُعَذّلِ: [من مجزوء المتقارب] 12480 - كَأنْ لَم يَزَلْ مَا أَتَى ... وَمَا قَدْ مَضَى لَمْ يَكُنْ الأبيردُ الرِّيَاحِيّ: [من الطويل] 12481 - كَأنْ لَمْ يُصَاحِبْنَا يَزِيْدُ بِغِبْطَةٍ ... وَلَمْ يَأتِنَا يَوْمًا بِأخْبَارِه البِشْرُ 12482 - كَأَنَّ لَمْ يَكُنْ بَيْن إِذَا كَانَ بَعْدَهُ ... تَلاقٍ ولكن لا أخَالُ تَلاقِيَا بَعْدَهُ: ¬
وَمَا أحْدَثَ النَّأيُ المُفَرِّقُ بَيْنَنَا ... سُلوًا وَلَا طُولُ اجْتِمَاعِ تَقَالِيَا عَمْرُو بن الحَارَثِ الجَّرْهُمِيُّ: [من الطويل] 12483 - كَأَنَّ لَمْ يَكُنْ بَيْن الحُجُونِ إِلَى الصَّفَا ... أنِيْسٌ وَلَمْ يَسْمر بِمَكَّةِ سَامِرُ قَولُ عَمْرو بنُ الحَارِث بنُ مُضَاضٍ الأصغَر الجُرهمي: كَأَنَ لم يَكْنُ بَيْنَ الحجُون إلى الصَّفَا أَنيسٌ. البيتُ، وبَعْدَهُ: وَلم يَتَربَّعُ واسِطًا فَجُنُونهُ إِلَى ... المُغَمْى مِنْ ذي الأرَاكَةِ حَاضِرُ بَلَى نُحنُ كنَّا أهْلَهَا فَازَالنَا صُروفُ ... الليَالِي وَالجدُودُ العَواثِرُ يُقالُ في المثل. مَا بَيْنَ أخْشَبهَا أَكرمُ مِنْ فُلَانٍ، وَمَا بيْنِ لَابيتها أَفْضَلُ مِنْ فُلَانٍ فالأخشبُ بمَكةَ واللُوبُ بالمديْنَةِ. قالَ الأَبيورديُّ: لمَا رَفعَ إبراهَيمُ وَإسْماعِيلُ عَليهِما السَلامُ القواعِدَ مِنَ البَيْتِ وَليهُ بَعدَ إبرَاهِيمُ إسمَاعْيلُ وبَعدَ إسماعْيلَ ابْنُ الجرهُميةِ نَبْتُ بنَ إسْمِاعْيلَ ثم مَاتَ نَبْتٌ وَلم يَكثرُ وَلَد إسْمِاعْيلَ بَعْدَهُ: فغَلَبت جُرْهُمَ عَلَى وَلَايتِهِ فَأوّلُ من وَليَهُ منْهُمِ مُضَاضُ بنُ عَمُرو بنُ غَالبِ الجُرهُمِيُّ وَهُو مُضَاضٌ الأكبَرُ ثم وَليَهُ بنَوُهُ كَابرِأً عنْ كَابْرٍ حتّى بغَتْ جُرهُم بمكَّة واستَحلُّوا حرمتَهَا فبَعثَ اللَّهُ عليهم الرُّعِافَ وَالنَّملَ فَأفنَياهُم. ثم اجتمَعَت خُزَاعَةُ وَهُمْ كَعْبٌ وَمُلْيَحُ وسَعْدُ وَعَوفٌ وعَدِيٌ بَنو عَمْرو بْن رَبيْعَةَ ابن حَارثةَ بنُ عمروُ بنْ عَامِرٍ وَأَسْلَمُ وَمَلِكْانُ بنَ قُصي بنِ حَارثَةِ ابْنُ عَمْرو بنَ عَامِرٍ ليُجلوُ منْ بقي منْهم ورَئيسُ خُزاعَةَ عَمْرُو بنُ رَبيْعَةَ بن حَارثةِ بن عَمُرو بنُ عَامرٍ وأُمُّه فهيرةُ بنتُ عَمْرو بن الحارثَ بن مُضَاضٍ الأَصغَرِ الجرهمي وَهو يَومئِذٍ رئيُسُهم فَخَرجَ مِنَ بقي مِنْ جُرهُمِ إلى أضَمَر مِنْ أَرْضِ جُهْيَنَةَ فَجَاءَهُمْ سَيلٌ عَتيٌّ فَذَهَبَ بِهِمْ. وَوَلَى البَيتَ عَمْروُ بنُ ربيَعْةَ بنَ حَارِثةِ بنَ عَمُرو بنَ عَامِرٍ الخزَاعِيُّ. وَقَالَ: بَنُو ¬
قصي بل وَليَهُ عَمْرو بنُ الحارَثِ بنَ عمْرو أَحَدُ بَنِي مُلكَانَ بَنْ أفْصى. وَقَالَ في ذَلكَ عمرُو بنُ الحارثِ ابْنُ مُضَاضٍ الأَصْغَرُ الجُرهُمِيُّ. كَأَنَ لم يَكُنُ بَيْنَ الحجُون إلى الصفَا أنيسٌ. الأبياتُ الثلَاثَة. مُحَمَّد بن عَبْدُ السَّلامِ الأنْدَلُسِىِّ: [من الطويل] 12484 - كَأن لَمْ يكُنْ بَيْنٌ وَلَمْ تَكُ فُرْقَةٌ ... إِذَا كَانَ مِنْ بَعْدِ الفِرَاقِ تَلاقِ بَعْدَهُ: كَأنْ لَمْ تُؤَرَّقْ بِالعِرَاقَيْنِ مُقْلَتِي ... وَلَمْ تَمْرِ كَفُّ الشَّوقِ مَاءَ مَآقِي وَلَمْ أزُرِ الأعْرَابَ في خَبْتِ أرْضِهِمْ ... بِذَاتِ اللّوَى مِنْ رَامَةٍ وَبَرَاقِ ولم أصْطَبِحْ بالبِيْدِ منْ قَهوة النَّدَى ... وَكَأسٍ سَقَانيها الفِراقُ دِهاقِ بَلَى وَكَأنَّ المَوْتَ قَدْ زَارَ مَضْجَعِي ... فَحَوَّلَ مِنَّي النَّفْسَ بَيْنَ تَرَاقِ أخِي إِنَّمَا الدُّنْيَا مَحَلَّةُ فُرْقَةٍ ... وَدارُ غُرُورٍ آذَنتْ بِفِرَاقِ تَزَوَّدْ أخِي مِنْ قَبْل أنْ تَسْكُنَ الثَّرَى ... وَتَلْتَفُّ سَاق لِلْفِرَاقِ بِسَاقِ هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عَبْدِ السَّلامِ بن ثَعْلَبَةَ بن الحَسَنِ بن كُلَيْبٍ أو كَلْبٍ الخُشْنِيُّ الأنْدَلُسِيُّ. وَصَلَ العِرَاق وَغَيْرَهَا في طَلَبِ العِلْمِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى بِلادِهِ وَحَدَّثَ زَمَانًا. اسْتَشْهَدَ بِهِ المَأمُونُ: [من الطويل] 12485 - كَأنَ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فُرْقَةٌ ... سِوَى لَيْلَةٍ حَتَّى أُعِيْدَ اجْتِمَاعُنَا الحُسَين بنُ الضَّحَّاكِ: [من الطويل] 12486 - كَأنْ لَمْ يَكُنْ في النَّاسِ مِثْلِي مُتَيَّمٌ ... وَلَمْ يَكُ في الدُّنْيَا سِوَاكَ حَبِيْبُ قَبْلَهُ: ¬
كَأنِّي إِذَا فَارَقْتُ شَخْصَكَ سَاعَةً ... لِفَقْدِكَ بَيْنَ العَالَمِيْنَ غَرِيْبُ وَقَدْ رُمْتُ أسْبَابَ السّلُوِّ فَخَانَني ... ضَمِيْر عَلَيْهِ مِنْ هَوَاكَ رَقِيْبُ كَأنْ لَمْ يَكُنْ في النَّاسِ مِثْلِي مُتَيَّمٌ. البَيْتُ أعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 12487 - كَأنْ لَمْ يَكُن يَوْمًا بِزَوْرَةِ صَالحٍ ... أو القَصْرِ ظِلّ بَارِدٌ وَصَدِيْقُ بَعْدَهُ وَكَانَ جَاوَرَ قَوْمًا مَجُوسًا يَمْدَحُهم وَيَتَشَوَّقُ إلَيْهِم: [من الطويل] بَنُو السِّمْطِ وَالحَداءِ كُلُّ سُمَيْدَعٍ ... لَهُمْ في عُرُوفِ الأكْرَمِيْنَ عُرُوقُ وَإِني وإنْ كَانُوا مَجُوسًا أُحِبُّهُم ... وَيَنْزُو فُؤَادِي نَحْوَهُم وَيَتُوقُ الأشْجَعُ السُّلْمِيُّ: [من الطويل] 12488 - كَأنْ لَمْ يَمُتْ حَيٌّ سِوَاكَ وَلَمْ تَقُمْ ... عَلَى أحَدٍ إِلَّا عَلَيْكَ النَّوَايِحُ أَبياتُ الأَشجع السُّلَّمِي: مَضى ابْنُ سَعِيدٍ حَيْثُ لَمْ يَبْقَ مَشرقٌ ... وَلَا مَغْرِبٌ إلا لَهُ فِيهِ مَادِحُ وَمَا كُنْتُ أدري مَا فَواضلُ كَفِّهِ عَلَى ... النَّاس حتَى غيبتهُ الصفَائِحُ فأصْبَح في لَحد مِنَ الأَرْضِ ميّتًا ... وَكانَت بهِ حيًّا تَضيْقُ القَبَايِحُ سَأَبكِيْكَ مَا فاضَتُ دُمُوعي فَإِنْ تَغِضُ ... فَحسُبكَ مَنِّي مَا تُجنُّ الجَوانِحُ وَمَا أَنَا مِنْ دُنُئٍ وَإِنْ جَلّ جَازِعٌ ... وَلَا برُورُ بَعَدَ مَوَتِكَ فَادحُ كَانُ لم يَمتُ حيٌ سواكَ. البيتَ وبَعْدَهُ: لَئِنَ حَسنَتُ فِيكَ المَراثِي وَذِكْرَهَا ... لَقَدْ حَسُنَت مِنْ قَبْل فِيكَ المَدايْحُ عُطَارِدُ بنُ قَرَّانَ: [من الطويل] ¬
12489 - كَأنْ لَنْ تَرَ قَبْلِي أسِيْرًا مُكَبّلًا ... وَلَا رَجُلًا يُرْمَى بِهِ الرَّجَوَانِ قَالَهَا وَهُوَ مُقَيَّدٌ أوَّلُهَا: ألا هَزَأتْ مِنِّي بِنَجْرَانَ أَن رَأتْ ... قِيَامِي في الكَبْلَيْنِ أُمُّ أبَانِ كَأنْ لن تَرَى قَبْلِي أسِيْرًا مُكَبَّلًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَأنِّي جَوَادٌ ضَمَّهُ القَيْدُ بَعْدَمَا ... جَرَى سَابِقًا في حَلْبَةٍ وَرِهَانِ أَبُو الغَمْر الرَّازِيّ: [من البسيط] 12490 - كَأَنَّ آجَالَ شُجْعَانِ الوَرَى جُعِلَتْ ... في أنْفُسِ البِيْضِ وَالخَطِيَّةِ الذُّبُلِ عَامِرٌ بنُ الطُّفَيْلِ: [من الطويل] 12491 - كَأَنَّ أبَارِيْقَ الشَّمُولِ عَشِيَّةً ... إوْزٌّ بِأعْلَى الطفِّ عُوجُ الحَنَاجِرِ وَمِنْ بَابُ (كَأَنَّ) قَولُ طُرِيحُ بنُ إِسْمَاعِيلَ (¬1). كَأَنَّ أعداءً وَمَا حُملُوا يَومًا ... ومَا أبرَمُوا وَمَا أنسَجُوُ بَعُوضُ غِيْلٍ نالت يَدِي أَسَدٍ ... وَهَلَ يَضُرُّ الضرغَامَةَ الهمَجُ [من الطويل] 12492 - كَأنَّا خُلِقْنَا للنَّوَى وَكَأنَّمَا ... حَرَامٌ عَلَى الأيَّامِ أنْ تَتَجَمَّعَا أَبُو نوَّاس في الخُطَّافِ: [من البسيط] 12493 - كَأَنَّ أصْوَاتَهَا في الجَوِّ طَائِرَةً ... صَوتُ الجِلامِ إِذَا مَا جَزَّتِ الشَّعْرَا ¬
الحَارِثيُّ: [من الطويل] 12494 - كأنَّا عَلَى وَقع الحَوَادِثِ صَخْرَةٌ ... إِذَا قُرِعَتْ في مَتْنِهَا لَمْ تَحَلْحَلِ مُهَلْهِلُ بنُ رَبِيْعَةَ: [من الوافر] 12495 - كَأنَّا غُدْوَةً وَبَنِي أبِيْنَا ... بِجَنْبِ عُنَيْزَةٍ رَحَيَا مُدِيْرِ في المَثَلِ: إن كُنْتَ رِيْحًا فَقَدْ لاقَيْتَ إعْصَارًا. يُضرَبُ في تَكَافُؤِ الأقْرَانِ. [من الطويل] 12496 - كَأَنَّ أقَاحِيْهَا ثغُورٌ نَقِيَّةٌ ... تَبَسَّمُ عَنْهَا الآنِسَاتُ الكَوَاعِبُ [من الوافر] 12497 - كَأَنَّ البَيْنَ مَحْتُومٌ عَلَيْنَا ... فَلَيْسَ سِوَى التَّلاقِي لِلْوَدَاعِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلامَان بن سَعْد بن هَزِيْم: [من الوافر] 12498 - كَأنَّ الجار في شَمْخِ بنِ جَرمٍ ... لَهُ نَعْمَاءُ أو نَسَبٌ قَرِيْبُ بَعْدَهُ: تَحُوطُ ذِمَارَهُ وَتَذُبُّ عَنْهُ ... وَيَحْمِي لسَرْجَهُ أنْفٌ غَضُوبُ التَّنُوخِيُّ: [من الطويل] 12499 - كَأنَّ الدُّجَى لَمَّا اسْتَنَارَتْ نُجُومُهُ ... رِدَاءٌ مُوَشًّى أو كِتَاب مُنَمَّقُ وَقَالَ التَّنُوخِيّ أَيْضًا في مِثلِهِ (¬1): [من البسيط] ¬
وَأسْفَرَ الجَوُّ قَدْ لاحَتْ كَوَاكِبُهُ ... فِيْهِ كَدُرِّ عَلَى الَيَاقُوتِ مَنْثُورِ العَتَّابِيُّ: [من الوافر] 12500 - كَأَنَّ الدَّهْرَ مِنْ صَبْرِي مَغِيْطٌ ... فَلَيْسَ تُعِيْنُنِي مِنْهُ الخُطُوبُ بَعْدَهُ: يُحَاوِلُ أنْ تَلِيْنَ لَهُ قَنَاتِي ... وَيَأْبَى ذَلِكَ العُودُ الصَّلِيْبُ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 12501 - كَأَنَّ الرَّدَى عَادٍ عَلَى كُلِّ مَاجِدٍ ... إِذَا لَمْ يُعَوِّذ مَجْدَهُ بِعُيُوبِ لَهُ أَيْضًا: [من البسيط] 12502 - كَأَنَّ ألْسُنَهُمْ في النُّطْقِ قَدْ جُعِلَتْ ... عَلَى رِمَاحِهُمُ في الطَّعْنِ حُرْصَانَا رَجُلٌ مِن بَاهِلَةَ: [من الطويل] 12503 - كَأَنَّ الغِنَى عن أهْلِهِ بُورِكَ الغِنَى ... بِغَيْرِ لِسَانٍ نَاطِق يَتَكَلَّمُ الغَزِيُّ: [من الطويل] 12504 - كَأنَّ الغِنَى وَالفَقْرَ لِلْمَرْءِ في الوَرَى ... يُمِرَّانِ أسْبَابَ المَحَبَّةِ وَالبُغْضِ [من الطويل] 12505 - كَأَنَّ الفَتَى لَمْ يَدْرِ مَا بُؤْسَ لَيْلَةٍ ... إِذَا هُوَ مِنْ بُؤْسٍ نَعِيْمًا تَبَدَّلَا قَالَ بَعْضهُمْ: قَرَأتُ عَلَى صَخْرَةٍ في الجبَلِ مَكْتُوبًا: كَأَنَّ الفَتَى لَمْ يَدْرِ مَا بُؤْسُ لَيْلَةٍ. البَيْتُ ¬
جَابرُ بنُ ثَعْلَبٍ الطَّائِيُّ: [من الطويل] 12506 - كأنَّ الفَتَى لَمْ يَعْرَ يَوْمًا إِذَا اكْتَسَى ... وَلَمْ يَكُ صُعْلُوكًا إِذَا مَا تَمَوَّلَا يقُولُ جَابِرٌ مِنْهَا قَبْلَهُ: وَمَنْ يَفَتِقَر في قَوْمِهِ يَحمدِ الغِنَى ... وَإِنْ كَانَ فيهُم وَاسِطَ العَيم مُخِولَا كأَنَّ الفَتى لم يَعْرَ يومًا إِذَا اكتَسَى. البَيْتُ، وبَعْدَهُ: وَلَم يَكُ في بُؤسٍ إِذَا بَاتَ لِيَلةً ... يناغِي الأسَاجِي الطّرفِ أَكمْلًا إِذَا جَانِبٌ أعيْاكَ فاعهدْ لجانِب ... فإِنَّكَ لَاقٍ في البِلَادِ مُعَوَّلًا إبراهيم بنُ إسْمَاعِيْلُ الكَاتِبُ: [من الطويل] 12507 - كَأَنَّ الَّذِي وَلَّى مِنَ العَيْشِ لَمْ يَكُنْ ... وَكُلُّ جَدِيْدٍ سَوفَ يَخْلِفُهُ الدَّهْرِ بَعْدَهُ: مَضى سَالِفٌ مِنْ عَيْشِنَا غَيْرُ عَائِدٍ ... فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا مَا يمثِّلُهُ الفِكْرُ أعْرَابِيٌّ: [من الطويل] 12508 - كَأَنَّ الَّذِي يَغْدُو فَقِيْرًا لِحَاجَةٍ ... عَلَى كلِّ مَنْ يَغْدُو مِنَ النَّاسِ مُذْنِبُ بَعْدَهُ: وكَانَ بَنُو عَمِّي يَقُولُونَ مَرْحَبًا ... فَلَمَّا رَأوْني مُعْدِمًا مَاتَ مَرْحَبُ فَإمَّا يَعُودُ الدَّهْرُ يَوْمًا بِثَرْوَةٍ ... يَعُودُ إلَيْنَا مَرْحَبٌ وَنُقَرَّبُ البُحْتُرِيُّ: [من الطويل] 12509 - كَأَنَّ اللَّيَالِي أُغْرِيَتْ حَادِثَاتُهَا ... بحُبِّ الَّذِي نَأبَى وَكُره الذي نَهْوَى ¬
بَعْدَهُ: وَمَنْ عَرَفَ الأيَّامَ لَمْ يَرَ خَفْضَهَا ... نَعِيْمًا وَلَمْ يَعْدُدْ مَضَرَّتَهَا بَلوَى الحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلامُ: [من الوافر] 12510 - كَأنَّ اللَّيْلَ مَوْصُوْلٌ بِلَيْلٍ ... إِذَا زَارَتْ سُكَيْنَةُ وَالرَّبَابُ عَقِيْلُ بنُ عُلَّقَةَ: [من الطويل] 12511 - كَأَنَّ المَنَايَا تَبْتَغِي في خِيَارِنَا ... لَهَاتِرَةً أو تَهْتَدِي بِدَلِيْلِ قَبْلَهُ: وَقَالُوا أَلَا تَبْكِي لِمَصرَعَ هَالِكٍ ... أصَابَ سَبِيْلَ اللَّهَ خَيْرَ سَبِيْلِ كَأَنَّ المَنَايَا تَبْتَغِي في خِيَارِنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لِتَأتِ المَنَايَا كَيْفَ شَاءتْ فَإنَّهَا ... مُحَلَّلَةٌ بَعْدَ الفَتَى بنِ عَقِيْلِ فَتًى كَانَ مَوْلاهُ يَحُلُّ بِنَجْوَةٍ ... فَحَلَّ المَوَالِي بَعْدَهُ بمَسِيْلِ [من الطويل] 12512 - كَأَنَّ المَنَايَا وُكِّلَتْ بِسَرَاتِنَا ... تخيَّرُ مِنْهُمْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدِ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 12513 - كَأَنَّ المَوْتَ لَمْ يَفْجعْ بِنَفْسٍ ... وَلَمْ يَخْطُر لِمَخْلُوقٍ بِبَالِ [من الوافر] 12514 - كَأَنَّ النَّاسَ حِيْنَ تَغِيْبُ عَنْهُم ... نَبَاتُ الأرْضِ أخْطَأَهُ القِطَارُ ¬
[من الوافر] 12515 - كَأنَّا مِنْ بَشَاشَتِهَا ظَفِرْنَا ... بِيَومٍ لَيْسَ مِنْ هَذَا الزَّمَانِ [من الطويل] 12516 - كَأنَّ أُمُورَ المُلْكِ قَدْ دَارَ قُطْبُهَا ... عَلَيْهِ كَمَا دَارَتْ عَلَى قُطْبِهَا الرَّحَى [من الطويل] 12517 - كأنَّا نُجُومٌ في السَّمَاءِ مُضِيْئَةٌ ... وَلَا بُدَّ مِنْ بَدْرٍ فَهْلَ أنْتَ طَالِعُ [من الوافر] 12518 - كانَّ الأُفْقَ مَحْفُوفٌ بِنَارٍ ... وَتَحْتَ النَّارِ آسادٌ نُزُولُ قَالَ ابْنُ الأعْرَابِيِّ: هَذِا مِنْ أحِسَنِ مَا قِيْلَ في صفَةِ الحَرْبِ. [من البسيط] 12519 - كَانَّ أيْدِي مَطَايَاهُمْ إِذَا وَخَدَتْ ... تَقَعْنَ في حُرِّ وَجْهِي أو عَلَى بَصَرِي بَعْدَهُ: عِنْدِي مِنَ الحُبِّ مَا لَو أَنَّ أهْوَنَهُ ... يُصَبُّ في المَاءِ لَمْ يُشْرَب مِنَ الكَدَرِ وَمِنْ بَاب (كَأَنَّ) قَوْلُ نَاقِدِ بنُ عُطَارِدَ يَصِفُ طَوْقَ قُمُرِيَّةٍ (¬1): كَأَنَّ بِنَحْرِهَا وَالجِّيْدِ مِنْهَا ... إِذَا مَا أمْكَنَتْ لِلنَّاظِرِيْنَا مَخَطًّا مِنْ قَلَمٍ لَطِيْفٍ ... فَخَطَّ بِنَحْرِهَا وَالجِّيْدِ نُونَا ¬
مُسْلِمةُ بنُ عَامِرٍ: [من الطويل] 12520 - كَأَنَّ بَنِي رَالَانَ إِذْ جَاءَ جَمْعُهُمْ ... فَرَارِيْجُ يلْقَى بَيْنَهُنَّ سَوِيْقُ [من الطويل] 12521 - كَأَنَّ بَنِي مَرْوَانَ إِذْ يَقْتُلُونَهُ ... بُغَاثٌ مِنَ الطَّيْرِ اجْتَمَعْنَ عَلَى صَقْرِ هَذَا قِيْلَ في عَمْرِو بنِ سَعِيْدٍ الأشْدَقِ. قَيْسُ بنُ ذَرِيْح: [من الطويل] 12522 - كَأَنَّ بِلادَ اللَّهِ مَا لَمْ تَكُنْ بِهَا ... وإنْ كَانَ فِيْهَا الخَلْقُ قَفْرٌ بَلَاقِعُ عُبَيْدُ بن أيُّوبُ العَنْبَرِيُّ: [من الطويل] 12523 - كَأَنَّ بِلادَ اللَّهِ وَهِيَ عَرِيْضَةٌ ... عَلَى الخَائِفِ المَطْلُوبِ كفَّهُ حَابِلُ بَعْدَهُ: يُؤَدَّى إلَيْهِ أَنَّ كُلَّ ثَنِيَةٍ ... تَيَمَّمَهَا تَرْمِي إلَيْهِ بِقَاتِلِ وَقَالَ الطِرْمَاحُ (¬1): [من الطويل] مَلأتْ عَلَيْهِ الأرْض حَتَّى كَأَنَّهَا ... مِنَ الضِّيْقِ في عَيْنَيْهِ كِفَّةُ حَابِلِ وَقَالَ الشَّرِيْفُ أَبُو الحَسَنِ: [من الطويل] جَعَلَتْ عَلَيْهِم كُلّ شَخْصٍ كَتِيْبَةً ... تُرَوِّعُهُمْ فَالأرْضُ كِفَّةُ حَابِلِ يُقَالُ لِكُلِّ مُسْتَطِيْلٍ كِفَّةٌ. يُقَالُ: كِفَّةُ الثَّوْبِ لِحَاشِيَتِهِ، وَكِفَّةُ الحَابِلِ إِذَا كَانَتْ مُسْتَطِيْلَةً. وَيُقَالُ لِكُلِّ مُسْتَدِيْرٍ كِفَّةٌ. يُقَالُ: ضَعْهُ في كِفَّةِ المِيْزَانِ. ¬
[من الوافر] 12524 - كَأنَّ تَلأْلُؤُ المَعْرُوفِ فِيْهِ ... شعَاعُ الشَّمْسِ في السَّيْفِ الصَّقِيْلِ [من الطويل] 12525 - كَأَنَّ جَمِيع الأرْضِ عِنْدَ صُدُودِكُمْ ... تَصَوَّرَ في عَيْنِي يُودُ العَقَارِبِ الوَلِيْدُ بن يَزِيْدُ الأنْطَاكِيُّ: [من البسيط] 12526 - كَأَنَّ ذَا خِبْرَةٍ بِالشِّعْرِ جَمَّعَهُ ... ثُمَّ انْتَقَى لَكَ مِنْهُ شَرَّ مَا وَجَدَا المُتَنَبِّي: [من الطويل] 12527 - كأنَّ رَقِيْبًا مِنْكِ سَدَّ مَسَامِعِي ... عَنْ العَذْلِ حَتَّى لَيْسَ يَدْخُلُهَا عَذْلُ يَقُوْلُ مِنْهَا قَبْلَهُ: عَزِيْزٌ أسًى مَنْ دَاؤُهُ الحَدَقُ البُخْلُ ... عَيَاءٌ بِهِ مَاتَ المُحِبُّونَ مِنْ قَبْلُ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَنْظُرُ إلَيَّ فَمَنْظِرِي ... دَلِيْل عَلَى مَنْ ظَنَّ أَنَّ الهَوَى سَهْلُ وَمَا هِيَ إِلَّا نَظْرَةً بعد نظرةٍ ... إِذَا نَزَلتْ في قَلْبِهِ رَحَلَ العَقْلُ كَأَنَّ رَقِيْبًا مِنْكِ سَدَّ مَسَامِعِي. البَيْتُ [من الطويل] 12528 - كَأَنَّ رَقِيْبًا مِنْكَ يَرْعَى خَوَاطِرِي ... وَآخَرَ يَرْعَى نَاظِرِي وَلِسَانِي بَعْدَهُ: فَمَا رَمَقَتْ عَيْنَايَ بَعْدَكَ مَنْظَرًا ... يَسُؤُكَ إِلَّا قُلْتُ قَدْ رَمَقَانِي وَإخْوَانِ صدْقٍ قَدْ سَئِمْتُ حَدِيْثهُم ... فَأمْسَكْتُ عَنْهُمْ نَاظِرِي وَلِسَانِي ¬
وَمَا الزُّهْدُ أسْلَى عَنْهُمُ غَيْرَ أنَّنِي ... وَجَدْتُكَ مَشْهُودِي بِكُلِّ مَكِانِ [من الطويل] 12529 - كَأنَّ زَمَانًا في الفُؤادِ مُعَلَّقًا ... تَقُودُ بِهِ حَيْثُ اسْتَمَرَّتْ فَأتْبَعُ سَالِمُ بنُ وَابِصةَ: [من البسيط] 12530 - كأنَّ سَمْعِي إِذَا مَا قَالَ مُحْفِظَةً ... أصَمُّ عَنْهُ وَمَا بِالأُذْنِ مِنْ صَمَمِ بشرٌ يَصِفُ جَيْشًا: [من الوافر] 12531 - كأنَّ سَنَى قَوانِسِهِمْ ضِرَامٌ ... مَرتهُ الرِّيْحُ في أعْلى يَفَاعِ الخَطِيْمُ المُحْرِزِيُّ: [من الطويل] 12532 - كأنَّ سُهَيْلًا نَارُهُ حِيْنَ أوْقِدَتْ ... بِعَلْيَاءَ لا تَخْفَى عَلَى أحَدٍ يَسْرِي وَمِنْ بَابِ (كأنَّ) قَوْلُ المُعْوجِ الشَّامِي (¬1): كأنَّ شُعَاعَ الشَّمْسِ في كُلِّ غَدْوَةٍ ... عَلَى وَرَقِ الأشْجَارِ اوَّلُ طَالِعِ دَنَانِيْرُ في كَفِّ الأشَلِّ يَضُمُّهَا ... لِقَبْضٍ وَتَهْوِي مِنْ فُرُوجِ الأصَابعِ وَقَالَ المُتَنَبِّي (¬2): فَسِرْتُ وَقَدْ حَجَبْنَ الشَّمْس عَنِّي ... وَجِئْنَ مِنَ الضيَاءِ بِمَا كَفَانِي وَألْقَى الشَّرْقُ مِنْهَا في ثِيَابِي ... دَنَانِيْرًا تَفِرُّ مِنَ البَنَانِ وَقَالَ النَّامِيُّ (¬3): ¬
سَمَاءُ غُصُونٍ تَحْجُبُ الشَّمْسَ أنْ تُرَى ... عَلَى الأرْضِ إِلَّا مِثْل نَثْرِ الدَّرَاهِمِ وَحَاضَنَنِي القِضبَانُ حَتَّى كَأنَّنِي ... ألِيْفُ عَناقٍ للقُدُودِ النَّوَاعِمِ مُحَمَّد بن العَبَّاسِ الطبَرِيُّ: [من الوافر] 12533 - كأنَّ ظُبَاهُمُ اخْتَصَرَتْ طَرِيْقًا ... إِلَى الأرْوَاحِ وَهُوَ مَدًى بَعِيْدُ بَعْدَهُ: غَدَا أعْدَاؤُهُمْ وَلَهُمْ بُنُودٌ ... وَرَاحُوا في الرِّمَاحِ وَهُمْ بُنُودُ يَقُوْلُ عُلِّقَتْ رُؤُوسهُم بِأعَـ ... ـــــالِي الرِّمَاحِ كَمَا تعلَقُ بِهَا البُنُودُ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من البسيط] 12534 - كأنَّ عَائِبَهُمْ يُبْدِي مَحَاسِنَهُمْ ... مِنْهُم فَيَمْدَحُهُمْ عِنْدِي فَيُغْرِيْنِي بَعْدَهُ: إنِّي لأعْجَبُ مِنْ حُبٍّ يُقَرِّبُنِي ... مِمَّا يُبَاعِدُنِي عَنْهُ وَيُقصِيْنِي مُضَرِّسُ بنُ رَبعِيّ: [من الطويل] 12535 - كأنَّ عَلَى ذِي الظَّنِّ عَيْنًا بَصِيْرَةً ... بِمَنْطِقِهِ أو مَنْظَرٍ هُوَ نَاظِرُه بَعْدَهُ: يُحَاذِرُ حَتَّى يَحْسَبَ النَّاسَ كُلَّهُمُ ... مِنَ الخَوفِ لا تَخْفَى عَلَيْهِ سَرَائِرُه [من الطويل] 12536 - كَأنَّ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا في قَطِيْعَتِي ... وَقَدْ خِلْتُمُ أَنَّ الوِصَالَ حَرَامُ ¬
ابْنُ شَمْسُ الخِلافَةِ: [من الوافر] 12537 - كأنَّ عَلَيْهِ نَذْرًا في خِلافِي ... فَمَا طَاوَعْتَهُ إِلَّا عَصَانِي البُحْتُرِيُّ: [من المنسرح] 12538 - كأنَّ في فِيْهِ لُقْمَةً عَقَلَتْ ... لِسَانَهُ فَالْتَوَى عَلَى حَنَفِ قَبْلَهُ يَهْجُو مُحْتَبَسًا في كَلَامِهِ: أنْتَ كَمَا قَدْ عَلِمْتَ مُضْـ ... ـــطَربُ الهَيْأَةِ وَالقَدِّ ظَاهِرُ الخَلَفِ وَرَنَّةٌ تَحْتَ غُنَّةٍ قَدِرَتْ ... مِنْ هَالِكِ الرَّأي حنامِرَ الأَلِفِ كَانَ في فِيْهِ لُقْمَةً عَقَلَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مُحَرِّكٌ رَأسَهُ تَوَهَّمَهُ ... قَدْ قَامَ مِنْ عَطَّسَةٍ عَلَى شَرَفِ هَذَا مِنْ بَلِيغ التَّشْبِيْهِ في مَعْنَاهُ. عَبْدُ السَّلامِ الحِمْصِيُّ: [من البسيط] 12539 - كَأنَّ قَافًا أُدِيْرَتْ فَوْقَ وَجْنَتِهِ ... وَاخْتَطَّ كَاتِبُهَا مِنْ فَوْقِهَا ألِفَا [من الطويل] 12540 - كأنَّكَ أبْصَرْتَ الَّذِي بِي وَخِفْتَهُ ... إِذَا عِشْتَ فَاخْتَرْتَ الحِمَامَ عَلَى الثُّكْلِ مَحْمُودٌ الوَرَّاقُ: [من الطويل] 12541 - كأنَّكَ بِي قَدْ قِيْلَ لِي: كَانَ مَرَّةً ... كَقَوْلِي لِمَنْ قَدْ مَاتَ كَانَ فُلَانُ بَعْدَهُ: رِكِبْتُ قِرَى الأَيَّامِ سِتِّيْنَ حِجَّةً ... لَهَا شِدَّةٌ في سَيْرِهَا وَلَيَانِ وَأدْرَكْتُ أقْوَامًا مَضَوا لِسَبِيْلِهِمْ ... وَمَرَّ زَمَان بَعْدَهُ وَزَمَانُ ¬
فَلَمْ أرَ مِثْلَ الصَّبْرِ أحْرَزَ جُنَّةً ... إِذَا أعْضَلَ المَكْرُوه وَالحَدَثَانُ [من الطويل] 12542 - كأنَّكَ سَيْفٌ مِنْ رصَاصٍ مُفَضَّضٍ ... يُرَى حَسَنًا في العَيْنِ وَهُوَ كَهَامُ أَبُو هِلالٍ العَسْكَرِيُّ: [من الطويل] 12543 - كأنَّكَ في خَدِّ الزَّمَانِ تَوَرُّدٌ ... وَفِي فَمِهِ ضِحْكٌ وفِي وَجْهِهِ بِشْرُ بَعْدَهُ: فَمَنْ يَكُ مَمْدُوحًا بِنَظْمٍ يَصُوغَهُ ... فَإِنَّكَ مَمْدُوحٌ بِكَ النَّظْمُ وَالنَّثْرُ الرَّضِيّ المَوْسَوِيُّ: [من الوافر] 12544 - كأنَّكَ قَدْمَةُ الأمَلِ المُرَجَّى ... عَلَيَّ وَطَلْعَةُ الفَرَجِ القَرِيْبُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 12545 - كأنَّ كُلَّ سُؤَالٍ في مَسَامِعِهِ ... قَمِيْصُ يُوسُفَ في أجْفَانِ يَعْقُوبِ أَبُو العَلَاءِ المَعَرِّي: [من البسيط] 12546 - كَأَنَّ كُلَّ كَلَامٍ أنْتَ ذَاكِرُهُ ... شَنْفٌ يُنَاطُ بِأُذْنِ السَّامِع الوَاعي أبْيَاتُ المَعَرِّيُّ: لا وَضْعَ للرَّحْلِ إِلَّا بَعْدَ إيْضاعِ ... فَكَيْفَ شَاهَدْتَ إمْضَائِي وَإزْمَاعِي يَا نَاق صَبْرًا فَقَدْ أفْنَتْ أنَاتِكِ لِي ... صَبْرِي وَعُمْرِي وَأحْلَاسِي وَأنْسَاعِي يَا حَبَّذَا البَدْرُ حَيْثُ الضَّبُّ مُحْتَرِشٌ ... وَمَنْزِلٌ بَيْنَ إجْرَاعٍ وَأجْزَاعِ وَبِالعِرَاقِ رِجَالٌ قُرْبَهُمْ شَرَفٌ ... هَاجَرْتُ في حُبِّهِمْ رَهْطِي وَأشْياعِي ¬
عَلَى سِنِيْنَ تَقَضَّتْ عِنْدَ غَيْرِهِمُ ... أسِفْتُ لا بَلْ عَلَى الأيَّامِ وَالسَّاعِ أرْضَى وَأُنْصَفُ إِلَّا أنَّنِي رَجُلٌ ... أرْبَيْتُ غَيْرَ مُجِيْزٍ خَرْقَ إجْمَاعِ وَمَا أُثَقِّلُ في جَاهٍ وَلَا نَشَبٍ ... وَلَو غَدَوْتُ أخَا عُدْمٍ وَإدْفَاعِ كَأَنَّ كُلَّ جَوَابٍ أنْتَ ذَاكِرُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّ الهَدَايَا كَرَامَاتٌ لآخِذِهَا ... إِنْ كُنَّ لَسْنَ لأشْرَافٍ وَأطْمَاعِ مَطيَّتِي في مَكَانٍ لَسْتُ آمَنُهُ ... عَلَى المَطَايَا وَسِرْحَانٌ لَهَا رَاعِ فَارْفَعْ بِكَفِّي فَإنِّي طَايِشٌ قَدَمِي ... وَامْدُدْ بِضَبْعِي إنِّي ضَيِّق بَاعِي وَمَا يَكُنْ فَلَكَ الحَمْدُ الجزِيْلَ بِهِ ... وإنْ أضَعْتَ فَإنِّي شَاكِرٌ دَاعِ [من البسيط] 12547 - كأنَّ كُلَّ نَعِيْمٍ أنْتَ ذَائِقُهُ ... مِنْ لِذَّةِ العَيْشِ يَحْكِي لَمْعَةَ الآلِ عَمْرُو بنُ أسَدٍ الأسَدِيُّ: [من الطويل] 12548 - كَأنَّكَ لَمْ تُسْبَقْ مِنَ الدَّهْرِ لَيْلَةً ... إِذَا أنْتَ أدْرَكْتَ الَّذِي كُنْتَ تَطْلِبُ قَبْلَهُ: فَلا تأخُذُوا عَقْلًا مِنَ القَومِ إنَّنِي ... أرَى العَارَ يَبْقَى وَالمَعَاقِلَ تَذْهَبِ كَأنَّكَ لَمْ تُسْبَقْ مِنَ الدَّهْرِ لَيْلَةً. البَيْتُ [من الطويل] 12549 - كَأنَّكَ لَمْ تَنصَبْ وَلَمْ تَلْقَ شِدَّةٌ ... إِذَا أنْتَ أدْرَكْتَ الَّذِي أنْتَ طَالِبُه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد اليَعْقُوبِيّ: [من الطويل] 12550 - كَأَنَّكُمْ بِي قَدْ نُعِيْتُ إليْكُمُ ... وَغُيِّبْتُ تَحْتَ التُّرْبِ في ظُلْمَةِ القَبْرِ ¬
ابْنُ الرُّوميُّ: [من البسيط] 12551 - كَأَنَّكُمْ شجَرُ الأُتْرجّ طَابَ مَعًا ... حَمْلًا وَنُورًا وَطَابَ العُودُ وَالوَرَقُ الضبيُّ: [من المتقارب] 12552 - كَأنَّكَ مُطَّلِعٌ في القُلُوبِ ... إِذَا مَا تَنَاجَتْ بِأسْرَارِهَا بَعْدَهُ: فَكَرَّاتُ طرْفِكَ مُرْتَدَّةٌ ... إليكَ بِغَامِضِ أخْبَارِهَا النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: [من الوافر] 12553 - كَأنَّكَ مِنْ جِمَالِ بَنِي أقِيْشٍ ... يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيهِ بِشَنِّ بَعْدَهُ: يَكُونُ نَعَامَةً طُوْرًا وَطُورًا ... هُوِيَّ الرِّيْحِ تَنْسِجُ كُلَّ فَنِّ يَصِفُ الهَارِبَ المُجِدَّ. التَّنُوخِيُّ: [من الطويل] 12554 - كأنَّكَ مِنْ كُلِّ النُّفُوسِ مُرَكَّبٌ ... فَأنْتَ إِلَى كُلِّ القُلُوبِ حَبِيْبُ قَبْلَهُ: رِضَاكَ شَبَابٌ لَيْسَ فِيْهِ مَشِيْبُ ... وَسُخْطكَ دَاءٌ لَيْسَ مِنْهُ طَبِيْبُ كَأنَّكَ مِنْ كُلِّ النُّفُوسِ مُرَكَّبٌ. البَيْتُ وَقَالَ البَسَّامِيُّ حَاذِيًا حَذْوَهُ (¬1): [من البسيط] ¬
مُحَبَّبٌ في قُلُوبِ النَّاسِ كُلَّهُمُ ... فَكُلُّ قَلْبٍ إلَيْهِ مَائِلٌ كَلفُ وَقَالَ آخَرُ (¬1): [من البسيط] مُحَبَّبٌ في جَمِيع النَّاسِ إن ذُكِرَتْ ... أخْلَاقُهُ الغُرُّ حَتَّى في أعَادِيْهِ المُتَنَبِّي: [من الوافر] 12555 - كَأنَّكَ نَاظِرٌ في كُلِّ قَلْبٍ ... فَمَا يَخْفَى عَلَيْكَ مَحَلُّ غَاشِ الحِمَّانِيُّ العَلَوِيُّ: [من الطويل] 12556 - كَأَنَّ كلَامَ النَّاسِ في الأرْضِ كُلِّهَا ... فَمَا يَخْفَى عَلَيْكَ مَحَلُّ غَاشِ أَبُو العَتَاهِيَةِ: [من الطويل] 12557 - كَأنَّكَ يَومَ الكَرِّ في الحَرْبِ إِنَّمَا ... تَفرُّ مِنَ السّلْمِ الَّذِي مِنْ وَرَائِكَا قَدْ ألَمَّ أَبُو العَتَاهِيَةِ في هَذَا البَيْتِ بِقَولِ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيّ حَيْثُ قَالَ: كَأنَّكَ مِنْ جِمَالِ بَنِي أقِيْشٍ. البَيْتُ يَصِفُ هَارِبًا مُجِدًّا في الهَرَبِ. وَقَالَ المُتَنَبِّي (¬1): [من الكامل] نِيْطَتْ حَمَائِلُهُ بِعَاتِقِ مِحْرَبٍ ... مَا كَرَّ قَطُّ وَهَلْ يَكُرُّ وَمَا انَثَنَى فَكَأَنَّهُ وَالطَّعْنُ مِنْ قُدَّامِهِ ... مُتَخَوِّفٍ مِنْ خَلْفِهِ أنْ يُطْعَنَا ابْنُ زُرَيْقٍ الكَاتِبُ: [من البسيط] 12558 - كَأَنَّمَا آلَتِ الأيَّامُ جَاهِدَةً ... لَمَّا تَبَدَّدَ شَمْلِي لا تُجَمِّعُه ¬
الحَكِيْمُ بنُ قنْبَرٍ: [من البسيط] 12559 - كَأَنَّمَا الشَّمْسُ في أثْوَابِهِ بَزَغَتْ ... حُسْنًا أو البَدْرُ مِنْ أزْرَارِهِ طَلَعَا 12560 - كَأَنَّمَا الطَّيْرُ مِنْهُم فَوْقَ هَامِهِمُ ... لا خَوْفَ ظُلْمٍ وَلَكِنْ خَوْفُ إجْلَالِ قَبْلَهُ: إِذَا انْتَدَى وَاحْتَبَا بِالسَّيْفِ دَانَ لَهُ ... شَوْسُ الرِّجَالِ خُضُوعَ الجُرْبِ للطَّاكِي كَأَنَّمَا الطَّيْرُ مِنْهُمْ فَوْقَ هَامَتِهِم. البَيْتُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ يَتبرَّمُ بِالحَرْبِ: [من البسيط] 12561 - كَأَنَّمَا الغَزْوُ مَفْرُوضٌ عَلَيَّ سِوَى ... مَنْ يَمْلِكُ الأرْضَ أوْسَاطًا وَأطْرَافَا [من البسيط] 12562 - كَأَنَّ مَا بَيْنَنَا مَا كَانَ مُلْتَئِمًا ... مِنَ الصَّفَا وَكَأَنَّ الحُبَّ لَمْ يكُنِ جَرِيْرٌ الدَّيْلِيُّ: 12563 - كَأَنَّمَا خُلِقَتْ كَفَّاهُ مِنْ حَجَرٍ ... فَلَيْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالنَّدَى عَمَلُ [من البسيط] 12564 - كَأَنَّمَا رَأيُهُ في كُلِّ مُشْكِلَةٍ ... عَيْن عَلَى كُلِّ مَا يَخْفَى وَيَسْتَتِرُ بَكْرُ بنُ النَّطَّاحِ: [من المنسرح] 12565 - كَأَنَّمَا سَيْفُ قَاسِمٍ أجَلٌ ... في شَفْرَتَيْهِ القَضَاءُ وَالقَدَرُ بَعْدَهُ: ¬
سَيْفٌ عَلَيهِ النُّفُوسِ وَارِدَةٌ ... وَمَا لَهَا بَعْدَ وِرْدِهَا صَدَرُ ابن زُرَيْقٍ الكَاتِبُ: 12566 - كَأنَّمَا صِيْغَ مِن حَلٍّ وَمنْ رَحَلٍ ... مُوَكَّلٌ بِفَضَاءِ الأرْضِ يَزْرَعُهُ الحَاتِمِيّ في قِصَرِ اللَّيْلِ: [من الخفيف] 12567 - كَأنَّمَا طَرَفَاهُ طَرْفٌ اتَّفَقَ الجفْنَـ ... ــــــانِ مِنْهُ عَلَى الاطْرَافِ وَافْتَرَقَا عُرْوَةُ بنُ أُذَيْنَةَ: [من السريع] 12568 - كَأنَّمَا عَائِبُهَا جَاهِدًا ... زَيَّنَهَا عِنْدِي بِتَزْيِيْن [من البسيط] 12569 - كَأَنَّمَا عَسَلٌ رُجْعَانُ مَنْطِقِهَا ... إن كَانَ رَجْعُ كَلَامٍ يُشْبِهُ العَسَلَا [من السريع] 12570 - كَأَنَّ مَا كَانَ إِذَا مَا مَضَى ... حُلمٌ وَمَا حَلَّ كَأنْ لَمْ يَزَلِ يُوسُفُ بنُ القَاسَمِ بن صُبَيْح: [من المنسرح] 12571 - كَأنَّ مَا كَانَ مِنْ مَوَدَّتِنَا ... وَصَفْوِنَا بِالقَدِيْمِ لَمْ يَكُنِ قَبْلَهُ: سَنَلْتَقِي وَالقُلُوبُ مُنْكَرَةٌ ... وَالوُدُّ بِالغَيْبِ غَيْرُ مُؤْتَمَنِ كَأَنَّ مَا كَانَ مِنْ مَوَدَّتِنَا. البَيْتُ هَذَا غَيْرُ البَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ. ¬
12572 - كَأَنَّ مَالِكَ زُبُّ الكَلْبِ مَدْخَلُهُ ... سَهْلٌ وَمَخْرَجُهُ مُسْتَصْعَبٌ عَسِرُ أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 12573 - كَأَنَّمَا نَفْسُهُ مِنْ طُولِ حَيْرَتهَا ... مِنْهَا عَلَى نَفْسِهِ يَومَ الوَغَى رَصَدُ قَبْلَهُ يَصِفُ مُنْهَزِمًا: [من البسيط] وَهَارِبٍ وَدَخِيْلُ الرَّوْعِ يَجْلبُهُ ... إِلَى المَنُونِ كَمَا يُسْتَجَلَبُ النَّقَدُ كَأَنَّمَا نَفْسُهُ مِنْ طُولِ حِيْرَتِهَا. البَيْتُ أَبُو هِلالٍ العَسْكَرِيُّ: [من الرجز] 12574 - كَأَنَّ مَا يَمْضِي مِنَ الدُّنْيَا مَضَى ... وَإن مَا يَأتِي مِنَ المَوْتِ أَتَى المُتَنَبِّي: [من المنسرح] 12575 - كَأَنَّمَا يُولَدُ النَّدَى مَعَهُمْ ... لا صِغَرٌ عَاذِرٌ وَلَا هَرَمُ [من الطويل] 12576 - كَأَنَّ مَجَالَ الطَّرْفِ مِنْ كُلِّ نَاظِرٍ ... عَلَى حَرَكَاتِ العَاشِقِيْنَ رَقِيْبُ الأعْشَى النَّحَوِيُّ: [من السريع] 12577 - كَأنَّنَا في فَلَكٍ دَايِرٍ ... فَأنْتَ تَخْفَى وَأَنَا أظْهَرُ قَبْلَهُ: صَحَّ الهَوَى مِنْكَ وَلَكِنَّنَا ... نَعْجَبُ مِنْ بَيْنٍ لنَا يُقدَرُ كَأنّنَا في فَلَكِ دَائِرٍ. البَيْتُ ¬
هُوَ أَبُو مُحَمَّد الأعْشَى النحوي مِنْ شُعَرَاءِ الأنْدَلُسِ يُخَاطِبُ ابنَ الزَّاهِدِ يَقُوْلُ: نَحْنُ وإنْ كُنَّا عَلَى المَوَدَّةِ وَالصَّفَاءِ لا يُقْدَرُ اجْتِمَاعنَا. [من البسيط] 12578 - كَأنَّنَا لِلمَنَايَا وَالرَّدَى غَرَضٌ ... تَظلُّ فِيْهِ نِبَالُ الدَّهْرِ تَنْتَضِلُ البُحْتُرِيُّ: [من البسيط] 12579 - كَأنَّنِي بِكَ قَدْ قُلِّدْتَ أعْظَمَهَا ... أمْرًا وَلَا مُنْكَرٌ بِدْعٌ وَلَا عَجَبُ [من البسيط] 12580 - كَأنَّنِي شِبْهُ مَن في عَيْنِهِ رَمَدٌ ... سَهْلٌ فَلَمَّا أرَاهُ للطَّبِيْبِ عَمِي [من البسيط] 12581 - كَأنَّنِي غَادَةٌ بِالحَلْي كَاسِدَةٌ ... فَكَيْفَ تَرْجُو نَفَاقًا وَهِيَ مِعْطَالُ أَبُو الفَتْح البُسْتِيُّ: [من البسيط] 12582 - كَأنَّنِي فَرَسُ الشَّطْرَنْجِ لَيْسَ لَهُ ... في ظِلِّ صَاحِبِهِ مَاءٌ وَلَا عَلَفُ [من البسيط] 12583 - كَأنَّنِي كُلَّمَا أصْبَحْتُ أعْتِبُهُ ... أخُطُّ حَرْفًا عَلَى صَفْحٍ مِنَ المَاءِ عَلقَمَةُ بنُ عَبْدَةَ: [من البسيط] 12584 - كَأنَّنِي لَمْ أقُلْ يَوْمًا لِعَادِيَةٍ ... شدُّوا وَلَا فِتْيَةٍ في مَرْكَبٍ سِيْرُوا قَبْلَهُ: ¬
وَشَامِتٍ بِيَ لا تَخْفَى عَدَاوَتُهُ ... إِذَا حِمَامي سَاقتهُ المَقَادِيْرُ إِذَا تَضَمَّنَنِي بَيْتٌ بِرَابِيَةٍ ... آبُوا سِرَاعًا وَأمْسَى وَهُوَ مَهْجُورُ كَأنَّنِي لَمْ أقُلْ يَوْمًا لِعَادِيَةٍ. البَيْتُ وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَانِ بن عَلِيِّ بن عَلْقَمَةَ. المُتَنَبِّي: [من البسيط] 12585 - كَأنَّنِي مُمْسِكٌ قَرْنُ الحَلُوبِ وَفِي ... كَفَّيْ سِوَايَ يَكُونُ الدَّرُّ وَالحَلَبُ عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ: [من البسيط] 12586 - كَأنَّنِي يَوْمَ أمْسِي لا تُكَلِّمُنِي ... ذُو بِغْيَةٍ تَبتَغِي مَا لَيْسَ مَوْجُودَا قِيْلَ هَذَا مِنْ أرَقِّ الشِّعْرِ وَأغْزَلهِ. أَبُو تَمَّام: [من البسيط] 12587 - كَأَنَّهَا جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ مُعْرِضَةً ... وَلَيْسَ لِي عَمَلٌ زَاكٍ فَأَدْخُلَها قَبْلَهُ يُخَاطِبُ مَالِكَ بنَ طَوْقٍ وَقَدْ حُجِبَ عَنْهُ: مَا لِي أرَى القُبَّةَ الفَيْحَاءَ مُقْفَلَةً ... عَنِّي وَقَدْ طَالَمَا اسْتَقْبَحْتُ مُقْفِلَهَا كَأَنَّهَا جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ مُعْرِضَةٌ. البَيْتُ الصَّنَوْبَرِيّ في الشَّمْعَةِ: [من مجزوء الكامل] 12588 - كَأَنَّهَا عُمْرُ الفَتَى ... وَالنَّارُ فِيْهَا كَالأجَلْ أَبُو العَتَاهِيَةِ في البَنَفْسَجِ: [من البسيط] 12589 - كَأَنَّهَا فَوْقَ طَاقَاتِ ضَعُفْنَ بِهَا ... أوَايِلُ النَّارِ في أطْرَافِ كبْرِيْتِ ¬
قَبْلَهُ: وَلَا زِوِرْدِيَّةٍ أوْفَتْ بِزُرْقَتِهَا ... بَيْنَ الرِّيَاضِ عَلَى زُرْقِ اليَوَاقِيْتِ كَأَنَّهَا فَوْقَ طَاقَاتٍ ضَعُفْنَ بِهَا. البَيْتُ أَبُو الفَرَج الأصْفَهَانِيُّ: [من البسيط] 12590 - كَأَنَّهُ التَّيْسُ قَدْ أوْدَى بِهِ هَرَمٌ ... فَلا لِلَحْمٍ وَلَا عَسْبٍ وَلَا ثَمَنِ العَسبُ: ضَرْبُ الفَحْلِ وَنَزْوُهُ. يَقُوْلُ: وَلَا يَصْلُح للنِّتَاجِ أَيْضًا. ابن أَبِي البَغْلِ: [من السريع] 12591 - كَأَنَّهُ الشَيْطَانُ في طَبْعِهِ ... صُوِّرَ مِنْ نَارٍ وَللنَّارِ جَرِيْرٌ: [من البسيط] 12592 - كَأنَّهَا مُزْنَةٌ غَرَّاءُ سَارِيَةٌ ... أو دُرَّةٌ لا يُوَارِى ضَوْءهَا الصَّدفُ المَانِي يَصِفُ الرَّايَاتِ وَالجيْشِ: [من البسيط] 12593 - كَأنَّهَا وَرِيَاحُ الجيْشِ خَافِقَةٌ ... طَيْرٌ عَلَتْ فَوْقَ بَحْرٍ وَهُوَ مُلْتَطِمُ [من البسيط] 12594 - كَأَنَّهُ خَدُّ مَحْبُوبٍ يُقَبِّلُهُ ... فَمُ المُحِبِّ وَقَدْ أبْدَى بِهِ خَجَلَا قِيْلَ دَخَلَ بَعْضُ أهْلِ الأدَبِ عَلَى الرَّشِيْدِ وَبَيْنَ يَديْهِ أطْبَاقُ الوَرْدِ، فَقَالَ لَهُ الرَّشِيْدُ: صِفْ لنَا هَذَا الوَرْدَ فَقَالَ: كَأَنَّهُ خَدُّ مَحْبُوبٍ يُقَبِّلُهُ فَمُ المُحِبِّ. البَيْتُ ¬
وَكَانَتْ جَارِيَةٌ جَمِيْلَةٌ قَائِمَةٌ عَلَى رَأسِ الرَّشِيْدِ تُرَوِّحُهُ فَقَالَتْ ألا قُلْتَ (¬1): كَأَنَّهُ لَوْنُ خَدِّي حِيْنَ تَدْفَعُنِي ... يَدُ الرَّشِيْدِ لأمْرٍ يُوْجِبُ الغُسُلَا فَضَحِكَ الرَّشِيْدُ وَقَامَ فَقَالَ لَهَا تَعَالِي لِنَنْظُرَ. ابن أَبِي الهَيْجَاءِ: [من البسيط] 12595 - كَأَنَّهُ زَهْرُ الدِّفْلَى فَلَيْسَ لَهُ ... نَشْرُ يَضُوعُ وَلَا يُجْنَى لَهُ ثَمَرُ ابْنُ الرُّوميُّ: [من البسيط] 12596 - كَأَنَّهُ سُرْمُ بَغْلٍ حِيْنَ أخْرَجَهُ ... عِنْدَ المَرَاثِ وَبَاقِي الرَّوْثِ في وَسَطِه قَبْلَهُ يذُمُّ الوَرْدَ: وَقَائلٍ لِمْ هَجَرْتَ الوَرْدَ مُقْتَبِلًا ... فَقُلْتُ مِنْ سُخْفِهِ عِنْدِي وَمِنْ غَمَطه كَأَنَّهُ سُرْمُ بَغْلٍ حِيْنَ أخْرَجَهُ. البَيْتُ وَلَمْ يُسْبَقْ إِلَى هَذَا وَهُوَ غَرِيْبٌ في مَعْنَاهُ. الأخْطَلُ الأصْغَرُ في مَصْلُوبٍ: [من البسيط] 12597 - كَأَنَّهُ عَاشِقٌ قَدْ مَدَّ بَسْطَتَهُ ... يَومَ الفِرَاقِ إِلَى تَوْدِيْعِ مُرْتَحَلِ بَعْدَهُ: أو نَاهِضٌ مِنْ رُقَادٍ فِيْهِ لُوْثتُهُ ... مُوَاصلٌ لِتَمَطِّيْهِ مِنَ الكَسَلِ أعْشَى بَاهِلَةَ يَمْدَحُ: [من البسيط] 12598 - كَأَنَّهُ عِنْدَ صِدْقِ القَوْمِ أنْفُسَهُمْ ... بِاليَأسِ تَلْمَعُ مِنْ قُدَّامِهِ البَشَرُ ¬
[من المنسرح] 12599 - كَأَنَّهُ في اعْتِدَالِهِ ألِفٌ ... لَيْسَ لَهَا في الكِتَابِ تَحْرِيْفُ مُسْلِم بن الوَليْد فِي جَعْفَرِ بنِ عَلِيّ: [من المنسرح] 12600 - كَأَنَّهُ قَمَرٌ وَضَيْغَمٌ هَصِرٌ ... وَحَيَّةٌ ذَكَرٌ وَعَارِضٌ هَطِلِ مُحَمَّد الحَسَن المِصْرِي الكَاتِبُ: [من السريع] 12601 - كَأَنَّهُ كَلْبٌ عَلَى جِيفَةٍ ... يَخَاف أنْ يَطْرِدُهُ النَّاسُ قَبْلَهُ يَهْجُو: رَأيْتُ يَحْيَى إِذْ أفَادَ الغِنَى ... هَاجَ بِهِ ذُعْرٌ وَوَسْوَاسُ كَأَنَّهُ كَلْبٌ عَلَى جِيْفَةٍ. البَيْتُ هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن الحَسَنِ الطُّوبِيُّ الكَاتِبُ المِصْرِيُّ. ذُو الرُّمَّةِ: [من البسيط] 12602 - كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ في إثْرِ عِفْرِيَةٍ ... مُسَوَّمٌ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مُنْقَضِبُ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا جَبَلِيًّا نَافِرًا بِسُرْعَةِ العَدْوِ. يُقَالُ عِفْرِيْتٌ وَعِفْرِيْةٌ بِمَعْنَى وَاحِدٍ، وَيُقَالُ عِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ عَلَى التَّوْكِيْدِ. وَمِنْ بَابِ (كَأَنَّهُ) قَوْلُ البَسَّامِيّ في رَجُلٍ لَبِسَ خِلْعَةً تَطُولُ عَلَيْهِ وَيَقْصُرُ عَنْهَا (¬1): كَأَنَّهُ لَمَّا بَدَا طَالِعًا ... في خِلَعٍ يَقْصرُ عَن لِبْسِهَا جَارِيَةٌ رَعْنَاءُ قَدْ قَدَّرَتْ ... ثِيَابُ مَولَاهَا عَلَى نَفْسِهَا ¬
جَرِيْرٌ في أسْوَدٍ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيْضٌ: [من الرجز] 12603 - كَأَنَّهُ لَمَّا بَدَا للنَّاسِ ... أيْرُ حِمَارٍ لُفَّ في قُرْطَاسِ جَارِيةٌ للرَّشِيْدِ: [من البسيط] 12604 - كَأَنَّهُ لَونُ خَدِّي حِيْنَ تَدْفَعُنِي ... يَدُ الرَّشِيْدِ لأمْرٍ يُوجِبُ الغُسُلَا جَارِيَةٌ تَصِفُ الوَرْدَ قَدْ سَبَقَتْ حِكَايَتُهَا. أَبُو نوَّاسٍ: [من السريع] 12605 - كَأنَّهُم أَثْنُوا وَلَمْ يَعْلَمُوا ... عَلَيْكَ عِنْدِي بِالِّذِي عَابُوا [من السريع] 12606 - كَأنَّهُم جِنٌّ إِذَا اسْتَنْفَرُوا ... أو لُجَّةٌ لَيْسَ لَهَا سَاحِلُ أسَامَةُ بن سُفْس في جَيْشٍ: [من البسيط] 12607 - كَأنَّهُمْ مُشْمَخِرُّ الطَّوْدِ أو زَبَدٌ ... تُرَى أَو اذِيةُ تَسْمُو وَتَصْطَفِقُ [من الطويل] 12608 - كَأنَّهُمْ مِنْ خَشْيَةِ المَوْتِ وَالرَّدَى ... حَمِيْرٌ تَلَقَّاهَا هَزَبْرٌ غَضَنْفَرُ ابْنُ لَنْكَكَ: [من السريع] 12609 - كَأنَّهُمْ مِنْ سُوءِ أفْهَامِهِمْ ... لَمْ يَخْرجُوا بَعْدُ إِلَى العَالَمِ قَبْلَهُ يَهْجُو: وَعُصْبَةٍ لَمَّا تَوَسَّطْتُهُم ... ضاقَتْ عَلَيَّ الأرْضُ كَالخَاتمِ ¬
كَأنَّهُم مِنْ سُوءِ أفْهَامِهِمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَضْحَكُ إبْلِيْسُ سُرُوْرًا بِهمُ ... لأنَّهُمْ عَارٌ عَلَى آدَمِ وَتُرْوَى هَذِهِ الأبْيَاتُ لِجَحْظَةَ البَرْمَكِيِّ. مُحَمَّد بن عَبْد المَلِك بن الزَّيَّاتِ: [من السريع] 12610 - كَأَنَّهُ مِنْ تِيْهِهِ طَاهِرٌ ... لَمَّا سَطَا بِالمَلِكِ السَّادِسِ يَعْنِي بِالمَلِكِ السَّادسِ الخَلِيْفَةَ الأمِيْنَ بنَ الرَّشِيْدِ. نَظَرَ الوَزِيرُ ابْنُ الزَّيَّاتِ إِلَى صبِيٍّ حَسَنٍ مَرَّ عَلَيْهِ رَاكِبًا قَدْ رَنَّحَتْهُ سَكْرَةُ الشَّبَابِ وَخُيَلاءِ الجمَالِ اللُّبَابِ فَأنْشَأ يَقُوْلُ: مَرَّ عَلَيْنَا رَاكِبًا طِرْفَهُ ... أغْيَدُ مِثْلُ الرَّشَاء الآنِسِ كَأَنَّهُ في تِيْهِهِ طَاهِرٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَمْ قُلْتُ إِذْ مَرَّ بِنَا فَارِسًا ... يَا لَيْتَنِي فَارِسُ ذَا الفَارِسِ وَمِثْلُهُ سَواءً: مَرَّ عَلَى مُهْرٍ لَهُ أصْفَرٍ ... يَخْتَالُ مِثْلَ الذَّهَبِ الذَّايِبِ سَكْرَانُ إن مَالَ بِهِ سَرْجُهُ ... مِنْ جَانِبٍ مَالَ إِلَى جَانِبِ فَقُلْتُ لَمَّا إن بَدَا رَاكِبًا ... يَا لَيْتَنِي رَاكِبٌ ذَا الرَّاكِبُ ابْنُ طَبَاطَبَا العَلَوِيُّ: [من السريع] 12611 - كَأَنَّهُ مِنْ سُمُوِّ هِمَّتِهِ ... يَأتِي طِرِيْقَ العُلا فَيَخْتَصِرُ مَنْصُور الفَقِيْهُ: [من السريع] 12612 - كَأنَّهُ مِن سُوءِ آدَابِهِ ... أُسْلِمَ في كُتَّابِ سُوءِ الأدَبِ ¬
قَبْلَهُ: لنَا صدِيْقٌ تَارِكٌ لِلأَدَب ... إخْوانُهُ مِنْ نَوْكِهِ في تَعَبْ كَأَنَّهُ مِنْ سُوءِآدَابِهِ. البَيْتُ المُتَنَبِّي: [من البسيط] 12613 - كَأنَّهُم يَرِدُونَ المَوْتَ مِنْ ظَمَأٍ ... أو يَنْشِقُونَ مِنَ الخَطِّيِّ رِيَحَانَا مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: [من البسيط] 12614 - كَأنَّهُنَّ يَوَاقِيْتٌ يُطِيْفُ بِهَا ... زُمُرُّدٌ وَسْطَهُ شَذْرٌ مِنَ الذَّهَبِ قَبْلَهُ: يَصِفُ الوَرْدَ: أمَا تَرَى شَجَرَاتِ الوَرْدِ مُظْهِرَةً ... لَنَا بَدَائِعَ قَدْ رُكِّبْنَ في قُضُبِ أوْرَاقُهَا حُمْرٌ أوْسَاطُهَا جُمَمُ ... صفْرٌ وَمِنْ حَوْلهَا خُضْرٌ مِنَ الشُّطِبِ كَأنَّهُنَّ يَوَاقِيْتٌ يُطِيْفُ بِهَا. البَيْتُ سَلَمُ الخَاسِرُ: [من الـ. . .] 12615 - كأنَّهُ وَالقَنَا دَوانٍ ... يَومٌ عَلَى ليْلِهِ مُغَبِّر بَعْدَهُ: تُريْكَ تَحْتَ العَجَاجِ وَجْهًا ... يَضِلُّ فِي نُوْرِهِ البَصِيْرُ عَلِيّ بن الجَّهْم: [من البسيط] 12616 - كأنَّهُ وَوُلاةِ الأمْرِ تَتْبَعُهُ ... بَدْرُ السَّمَاءِ تَلَتْهُ الأنْجُمُ الزُّهُرُ ¬
قَالَ رَجُلٌ لِمَالِكِ بنِ طَوْقٍ يَمْدَحُهُ: أصْبَحْتَ وَاللَّهِ فَاضِحًا لِكُلِّ وَالٍ قَبْلَكَ بِحُسْنِ سِيْرَتِكَ، وَمُتْعِبًا لِكُلِّ وَالٍ بَعْدَكَ لِقُصوْرِهِ عَنْكَ. أَبُو تَمَّامٍ: [من البسيط] 12617 - كَأنَّهُ لاجْتِمَاعِ الرُّوْحِ فِيْهِ لَهُ ... مِنْ كُلِّ جَارِحَةٍ في جِسْمِهِ رُوْحُ قَبْلَهُ يَمْدَحُ: مُوْرِي الفُؤَادِ فَلَو كَانَتْ بِعَزْمَتِهِ ... تُذْكَى المَصَابِيْحُ لَمْ تَخْبُ المَصَابِيْحُ كَأَنَّهُ لاجْتِمَاعِ الرُّوحِ فِيْهِ. البَيْتُ الحُسَيْنُ بنُ الضَّحَّاكِ: [من الطويل] 12618 - كَأنِّي إِذَا فَارَقْتُ شَخْصَكَ سَاعَةً ... لِفَقْدِكَ بَيْنَ العَالَمِيْنَ غَرِيْبُ الصَّنَوْبَرِي بن بَلِيْدٍ: [من الهزج] 12619 - كأنِّي إِذْ أناجِيْكَ ... أناجِي طَلَلًا قَفْرَا كُثَيِّر عزَّةَ: [من الطويل] 12620 - كَأنِّي أُنَادِي صَخْرَةً حِيْنَ أعْرَضَتْ ... مِنَ الشّمِّ لَو تَمْشِي بِهَا العُصْمُ زَلَّتِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: دَخَلَتْ عزَّةَ كُثَيِّرٍ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ فَأمَرَ لَهَا بِكُرْسِيٍّ فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ: هَلْ تَرْوِيْنَ مِنْ قَوْلٍ كُثَيِّرٍ فِيْكِ (¬1): وَقَدْ زَعَمَتْ أنِّي تَبَدَّلْتُ بَعْدَهَا ... وَمَنْ ذَا الَّذِي يَا عَزُّ لا يَتَغَيَّرُ تَغَيَّرَ جِسْمِي وَالخَلِيْقَةُ كَالَّذِي ... عَهِدْتِ وَلَمْ يُخْبِر بِسِرِّكِ مُخْبِرُ قَالَتْ: مَا أرْوِي هَذَا وَلَكِنَّني أرْوِي قَوْلهُ. ¬
كَأنِّي أُنَادِي صَخْرَةً حِيْنَ أعْرَضتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): صَفُوحًا فَمَا تَلْقَاكِ إِلَّا بَخِيْلَةً ... فَمَنْ مَلَّ مِنْهَا ذَلِكَ الوَصْلِ مَلَّتِ فَقَالَ لَهَا: وَمَا الَّذِي رَأى فِيْكِ حَتَّى هَوَاكِ. قَالَتْ: مَا رَأتْ الرَّعِيَّةُ فِيْكَ حَتَّى قَلَّدَتْكَ أمْرُهَا، فَضَحِكَ عَبْدُ المَلِكِ وَقَالَ: البَادِئُ أظْلَمُ. [من الطويل] 12621 - كَأنِّي بِالبَحْرِ الَّذِي خِيْفَ هَوْلُهُ ... وَقَدْ خَافَ حَتَّى مَاؤُهُ فِيْهِ جَامِدُ [من الوافر] 12622 - كَأنِّي بِالثَّعَالِبِ حِيْنَ يَعْلُو ... زَئِيْرُ الأُسْدِ قَدْ تَرَكُوا الضَّبَاحَا [من الطويل] 12623 - كَأنِّي بِتَعْبِيْرِ البِلَادِ مُوَكَّلٌ ... لأعْرِفَ مِنْهَا مَوْضِعَ الطُّولِ وَالعرْضِ بَعْدَهُ: فَإنْ يَكُ لِي يَوْمًا رُجُوعٌ فَبِالْحَرَى ... وَإلَّا فَبَعْض الشَّرِّ أهْوَنُ مِنْ بَعْضِ [من الطويل] 12624 - كَأنِّي بِهَذَا القَصْرِ قَدْ بَادَ أهْلُهُ ... وَعُرِّيَ مِنْهُ أهْلُهُ وَمَنَازِلُه بَعْدَهُ: وَصَارَ رَئِيْسُ القَومِ مِنْ بَعْدِ بَهْجَةٍ ... إِلَى جَدَثٍ تُثْنَى عَلَيْهِ جَنَادِلُه لِهَذَيْنِ البَيْتَيْنِ حِكَايَةٌ مَكْتُوبَةٌ بِبَابِ: كَمْ شَامِتٍ بِي إن هَلَكْتُ. ¬
عُطَارِدُ بنُ قَرَّانَ: [من الطويل] 12625 - كَأنِّي جَوَادٌ ضَمَّهُ القَيْدُ بَعْدَمَا ... جَرَى سَابِقًا في حَلْبَةٍ وَرِهَانِ المُتَنَبِّي: [من الطويل] 12626 - كَأنِّي دَحَوْتُ الأرْضَ مِنْ خِبْرَتِي بِهَا ... كأنِّي بَنَى الإسْكَنْدَرُ السدَّ مِنْ عَزْمِي 12627 - كَأنِّي قَذَاةُ الأرْضِ والأَرضُ مُقْلَةٌ ... تُلَجْلجُ شَخْصي جَانِبًا بَعْدَ جَانِبِ امْرُؤُ القَيْسِ بن حُجْرٍ الكَنديّ: [من الطويل] 12628 - كَأنِّيَ لَمْ أرْكَبْ جَوَادًا لِلذَّةٍ ... وَلَمْ تبَطَّنْ كَاعِبًا ذَاتِ خِلْخَالِ بَعْدَهُ: وَلَمْ أسْبَأ الرِّزْقَ الرَّوِيَّ وَلَمْ أقُلْ ... لِخَيْلِيَ كُرِّي كَرَّةً بَعْدَ إجْفَالِ قَالَ عُلَمَاءُ الشِّعْرِ وَنُقَّادُهُ لَو قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ: كَأنِّي لَمْ أرْكَبْ جَوَادًا وَلَمْ أقُلْ ... لِخَيْلِي كُرِّي كرَّةً بَعْدَ إجْفَالِ وَلَمْ أسْبَأ الرِّقَّ الرَّوِيَّ لِلذَّةٍ ... وَلَمْ أتَبَطَّنْ كَاعِبًا ذَاتَ خِلْخَالِ لَكَانَ الكَلامُ أنسبُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَهَذَا نَقْدٌ في مَوْضِعِهِ. عَبْدُ يَغُوثُ بن وَقَّاصٍ الحَارِثِيّ: [من الطويل] 12629 - كأنِّيَ لَمْ أرْكَبْ جَوَادًا وَلَمْ أقُلْ ... لِخَيْلِي كُرِّي نَفِّسِي عَنْ رِجَالِيَا أبْيَاتُ عَبْدِ يَغُوثٍ بنِ وَقَّاصٍ الحَارِثِيِّ يَقُوْلُ مِنْهَا: ¬
وَقَدْ عَلِمَتْ عرْسِي مُلَيْكَةُ أنَّنِي ... أَنَا اللَّيْثُ مَعْدُوًّا عَلَيْهِ وَعَادِيَا وَقَذ كُنْتُ نَحَّارَ الجزُورِ وَمُعْمِلَ الـ ... ــمَطِيِّ وَأمْضي حَيْثُ لا حَيُّ مَاضِيَا وَأنْحَرُ لِلثَّرْبِ الكِراَم مَطِيَّتِي ... وَأصْدَعُ بَيْنَ القِيْنَتَيْنِ رِدَائِيَا وَعَادِيَةٍ سَومَ الرِّجَالِ وَزَعْتُهَا ... بِكَفِّي وَقَدْ أنْحُو إِلَى العَوالِيَا كَأنِّي لَمْ أرْكَبْ جَوَادًا وَلَمْ أقُلْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): وَلَمْ أسْبَأ الرِّزْقَ الرَّوِيَّ وَلَمْ أقُلْ ... لأيْسَارِ صِدْقٍ عَظمُوا ضَوْءَ نَارِيَا كُثَيِّرُ عزَّةَ: [من الطويل] 12630 - كَأنِّيْ وَإيَّاهَا سَحَابَةُ مُمْحِلٍ ... رَجَاهَا فَلَمَّا جَاوَزَتْهُ اسْتَهَلَّتِ 12631 - كَأنِّي وَصِيْفِيًّا خَلِيْلِيَ لَمْ نَقُلْ ... لِمُوْقِدِ نَارٍ آخِرَ اللَّيْلِ أوْقِدِ لَبِيْدُ بنُ رَبِيْعَةَ: [من الطويل] 12632 - كَأنِّي وَقَدْ جَاوَزْتُ تِسْعِيْنَ حِجَّةً ... خَلَعْتُ بِهَا عَنْ مِنْكِبِي رِدَائِيَا عَمْرُو بنُ قَمِيْئَةَ: [من الطويل] 12633 - كأنِّي وَقَدْ جَاوَزْتُ تِسْعِيْنَ حِجَّةً ... خَلَعْتُ بِهَا عَنِّي عَذَارَ لِجَامِ أبْيَاتُ عَمْرُو بن قَمِيْئَةَ في الكِبَرِ وَعُلُوِّ السِّنِّ: كَأنِّي وَقَدْ جَاوَزْتُ تِسْعِيْنَ حِجَّةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: رَمَتْنِي بَنَاتُ الدَّهْرِ مِنْ حَيْثُ لَا أرَى ... فَكَيْفَ بِمَنْ يُرْمَى وَلَيْسَ بِرَامِ فَلَو أَنَّهَا نبْلٌ إِذًا لَاتَّقَيْتُهَا ... وَلَكِنَّمَا أُرْمَى بِغَيْرِ سِهَامِ ¬
أَنُوءُ عَلَى الكَفَّيْنِ ثُمَّ عَلَى العَصا ... أَنُوءُ ثَلَاثًا بَعْدَهُنَّ قِيَامِي فَأفْنَى وَمَا أُفْنِي مِنَ الدَّهْرِ لَيْلَةً ... وَلَمْ يُغْنِ مَا أَفْنَيْتُ سلْكَ نِظَامِ وَأهْلَكَنِي تَأمِيْلُ يَوْمٍ وَلَيلَةٍ ... وَتَأمِيْلُ عَامٍ بَعْدَ ذَاكَ وَعَامِ ابْنُ مُنَاذِرٍ: [من المنسرح] 12634 - كَانُوا بَعِيْدًا فَكُنْتُ آمُلهُمْ ... حَتَّى إِذَا مَا تَقَارَبُوا هَجَرُوا بَعْدَهُ: فَالبُعْدُ مِنْهُمْ عَلَى رجَائِهمُ ... أيْسَرُ مِنْ هَجْرِهِمْ إِذَا حَضَرُوا أَبُو يَعْقُوبُ الحُزَيْمِيّ: [من الكامل] 12635 - كَانُوا بَنِي أُمٍّ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمْ ... عَدَمُ العُقُولِ وِخِفَّةُ الأحْلَامِ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن أَبِي عُيَيْنَةَ: [من المنسرح] 12636 - كَانُوا بِهِم تُرْسِلُ السَّمَاءُ عَلَى الأرْ ... ضِ غِيَاثًا وَيُشْرِقُ الأُفُقُ إبْرَاهِيْمُ الغَزِيُّ: [من البسيط] 12637 - كَانُوا وَكُنَّا بِأهْنَى العَيْشِ ثُمَّ نَأْوا ... كَأنَّنَا قَطُّ مَا كُنَّا وَلَا كَانُوا [من الرجز] 12638 - كَانُوا وَمَنْ جَارَاهُمُ مِنَ البَشَرِر ... كَأَنَّمَا أجْرَيْتَ خَيْلًا وَبَقَر قِيْلَ لِبَعْضِ عُقَلاءِ المَجَانِيْن: كَيْفَ رَأيْتَ بَنِي فُلَانٍ مَعَ مَنْ فَاخَرَهُم؟ فَقَالَ: كَانُوا وَمَن جَارَاهُمْ مِنَ البَشَرِ. البَيْتُ ¬
عَلِيّ بن مُحَمَّد الحِمَّانِيّ العَلَوِيّ: [من الخفيف] 12639 - كَانَ يُبْكِيْنِي الغِنَاءُ سُرُورًا ... فَأرَانِي أبْكِي لَهُ اليَومَ حُزْنَا بَعْدَهُ: قَدْ مَضى مَامَضى فَلَيْسَ يُرجَّى ... وَبَقِي مَا بَقِي فَمَا فِيْهِ [من الطويل] 12640 - كَبَا الدَّهْرُ بِي فَاسْتَلَّنِي مِنْ حَرَانِهِ ... وَقَدْ كُنْتُ لَاقَيْتُ المَنِيّةَ أو كِدْتُ بَعْدَهُ: وَحَكَّمَنِي فِي مَالِهِ وَجِيَادِهِ ... وَخَيَّرَنِي بَيْنَ الحُكُومَةِ فَاخْتَرْتُ وَمِنْ بَابِ (كَبَا) قَوْلُ آخَرَ: كِبَارُ الأمْرِ أوَّلُهَا صِغَارٌ ... وَجِدُّ القَوْلِ تتبَعُهُ الفِعَالُ الرَّضَيّ المَوْسَوِيُّ: [من الوافر] 12641 - كَبَا قَدَحِي بِحَيْثُ رَجَوْتُ مِنْهُ ... مُسَاعَدَةَ الضِّيَاءِ وَخَابَ قَدْحِي إبْرَاهِيْمُ بن هَزمَةَ: [من المتقارب] 12642 - كَبِكْرٍ تَشَهَّى لَذِيْذَ النِّكَاحِ ... وَتَفرَقُ مِنْ صَوْلَةِ النَّاكِحِ قَبْلَهُ فِي العِتَابِ: تُحِبُّ المَدِيْحَ أبَا ثَابِتٍ ... وَتَجْزَعُ مِنْ صِلَةِ المَادِحِ كَبِكْرٍ تَشَهَّى لَذِيْذَ النَّكَاحِ. البَيْتُ ¬
وَقَالَ بَشَّارٌ (¬1): [من الخفيف] تَشْتَهِي قُرْبَكَ الرَّبَابُ وَتَخْشَى ... قَوْلَ وَاشٍ وَتتَقِي إسْمَاعَهُ لَكَ مِنْ قَلْبِهَا مَحَلُّ شَرَابٍ ... تَشْتَهِي شُرْبَهُ وَتَخْشَى صُدَاعَهُ وَالأَصْلُ فِي هَذَا قَوْلُ هُدْبَةَ بن خَشْرَم (¬2): [من البسيط] إنَّكَ وَالمَدْحَ كَالعَذْرَاءِ يُعْجِبُهَا ... مَسُّ الرِّجَالِ وَيَثْنِي قَلْبَهَا الفَرَقُ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: [من الوافر] 12643 - كَبِيْرُ الشَّرِّ أوَّلُهُ صَغِيْرٌ ... كذَاكَ الحَرْبُ يَقْدُمُها الكَلَامُ 12644 - كَبِيْرُ الشَّرِّ يَبْدُو مِنْ صَغِيْرٍ ... وِمنْ مُسْتَصغَرِ الشَّرَرِ الوُقُودُ [من السريع] 12645 - كِتَابَتِي يَا صَاحِ فِي الظَّهْرِ ... تُخْبِرُ أنِّي ظَاهِرُ الفَقْرِ بَعْدَهُ: فَاعْذِرْ فَدَتْكَ النفس مِنْ سَيِّدٍ ... فَالعُذْرُ أوْلَى بِالفَتَى الحُرِّ وَمِنَ الاعْتِذَارِ فِي الكِتَابَةِ فِي الظَّهْرِ قَوْلُ آخَرَ (¬1): العُذْرُ فِي الظَّهْرِ عِنْدَ الحُرِّ مُنْبَسِطٌ ... إِذَا رَأَى سَطَوَاتِ الدَّهْرِ بِالنِّعَمِ لَو كَانَ يَصْلُحُ خَدِّي مَا جَرَى قَلَمِي ... إِلَّا عَلَيْهِ وَلَو كَانَ المَدَادُ دِمِي وَالمَشْهُورُ المُسْتَحْسَنُ قَوْلُ الاخَرِ: سَوَاءٌ بَيْنَ قُرْطَاسٍ وَظَهْرٍ ... إِذَا كَانَ الكِتَابُ إِلَى كَرِيْمِ ¬
وَقَالَ آخَرُ مُدَاعِبًا (¬1): كَتَبْتُ إلَيْكَ فِي ظَهْرٍ لِعِلْمِي ... وَمَعْرِفَتِي بِحبِّكَ لِلظُّهُورِ وَقَالَ ابْنُ الرُّومِيُّ (¬2): عِشْقُكَ الغِلْمَانَ ... مَا أمْكَنَكَ النّسْوَانُ أَفْنُ إِنَّمَا يُكْتَبُ فِي الظَّـ ... ـــهْرِ إِذَا أعْوَزَ بَطْنُ * * * ¬
تَمَّ الجُّزْءُ المُبَارَكُ هَذَا آخِرُ الجُّزْءِ الثَّانِي مِنْ كِتَاب الدُّرِّ الفَرِيْدِ وَبَيْتِ القَصيْدِ مِنْ جُمْلَةِ ثَلَاثَةِ أجْزَاءٍ وَفِيْهِ مِنَ الأبْيَاتِ الأفْرَادِ السَّوَائِرِ الآحَادِ فِي التَّمَثُّلِ وَالاسْتِشْهَادِ سَبْعَةُ آلَافٍ وَثَلَاثْمَائَةٍ وَخَمْسُونَ بَيْتًا بِمُوْجبِ تَفْصيْلِ أعْدَادِهَا فِي أبْوَابِ حُرُوفِهَا. وَهُوَ مَعَ البَيَاضِ المُخْلَى فِي آخِرِهِ ثَمَانِيَةٌ وَثَلاثُونَ كُرَّاسًا، وَيَتْلُوهُ فِي أوَّلِ الجزْءِ الثَّالِثِ، وَهُوَ تَتِمَّةُ هَذَا الكِتَابِ المُلُوكِيّ الوَزِيْرِيّ، قَوْلُ ابنِ الحَضيْرِيِّ: [من الوافر] كِتَابٌ رَاقَ ألْفَاظًا وَمَعْنَى ... وَسَاقَ إلَيَّ إحْسَانًا وَحُسْنَا إن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. نَجَزَ فِي عِيْدِ الفَطْرِ غُرَّةِ شَوَّالٍ مِق سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبع مِائَةٍ الهِلالِيَّةِ. وَالحَمْدُ للَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى المُصْطَفَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا. كَتَبَهُ مُؤَلِّفُهُ وَجَامِعُهُ وَمُبَوِّبُهُ وَوَاضِعُهُ العَبْدُ الفَقِيْرُ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَفْوِهِ وَمَغْفِرَتِهِ وَكَرَمِهِ وَرِضْوَانِهِ مُحَمَّدُ بنُ أيْدَمِرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِوَلَدِهِ وَلِكَافَّةِ المُسْلِمِيْنَ آمِيْن. وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَولَانَا البَشِيْرِ النَّذِيْرِ السِّرَاجِ المُنِيْرِ الرَّسُولِ الكِرِيْمِ النَّبِيِّ الأُمِيِّ العَرَبِيِّ الهَاشِمِيِّ التَّقِيِّ النَّقِيِّ المَكِّيِّ المَدَنِيِّ الزَّمْزَمِيِّ الأَبْطَحِيِّ التِّهَامِيِّ المُصْطَفَى المُخْتَارِ أَبِي القَاسَمِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا. * * *
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد [9]
الْكتاب: الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد التصنيف: موسوعة شعرية الْمُؤلف: مُحَمَّد بن أيدمر المستعصمي (الْمُتَوفَّى سنة 710 هـ) الْمُحَقق: الدكتور كَامِل سلمَان الجبوري الناشر: دَار الْكتب العلمية، بيروت عدد الصفحات: 6512 (13 مجلدًا) قِيَاس الصفحات: 17 × 24 سم سنة الطباعة: 1436 هـ - 2015 م بلد الطباعة: لبنان الطبعة: الأولى جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية والفنية مَحْفُوظَة لدار الْكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أَو تَصْوِير أَو تَرْجَمَة أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ أَو تسجيله على أشرطة كاسيت أَو إِدْخَاله على الكمبيوتر أَو برمجته على أسطوانات ضوئية إِلَّا بموافقة الناشر خطيًا.
حرف اللام
حرف اللام
حرف اللام [باب "لو لم" و"لولا"] 12646 - لَو لَم أَهِمْ شوقًا إلى وَجهِكُمُ ... بأَيِّ وَجْهٍ كُنُتُ أَلقَاكُمُ 12647 - لَو لَم تُرِدْ نَيلَ مَا أرجُوْ وآملُهُ ... مِنْ جُوْدِ كفِّكَ مَا علّمتَني الطّلَبا عَبْدُ اللَّه بنُ رَوَاحةَ: 12648 - لَو لَم تَكُنْ فيْهِ آيَاتٌ مبُيّنَةٌ ... كَانَتْ بدَاهَتُهُ تُنْبِيكَ بالخَبَرِ يقول عَبْدُ اللَّهِ ذَلِكَ فِي رَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ ابْنُ الرُّوْميِّ وَمِنْهُ أَخَذَ (¬1): [من البسيط] وَقَلَّ مَنْ ضَمِنَتْ خَيْرًا طَوِيّتهُ ... إِلَّا وَفِي وَجْهِهِ لِلخَيرِ عُنْوَانُ أَبُو تَمَامٍ: 12649 - لَو لَم يَقُدْ جَحْفَلًا يَومَ الوَغَى لغَدا ... مِنْ نَفسِهِ وَحْدَهَا في جَحفَلِ لجِبِ أَبُو نواسٍ: 12650 - لَو لَم يَكُنْ في شُربِهَا فَرَجٌ ... إِلَّا التَّخَلُّصُ مِنْ يَدِ الْهَمِّ وَمِن بَابِ (لَوْ لَمْ) قَوْلُ بَعْضِهِمْ فِي وَصْفِ الشِّعْرِ: لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الشِّعْرِ إِلَّا أَنَّهُ ... فِي مَدْحِ وَصلٍ أَو هِجَاءِ فرَاقِ ¬
وَبِهِ يُعَزَّى كُلَّ يَوْمِ تَفَرُّقٍ ... وَبِهِ يُهَنَّى كُلَّ يَوْم تَلَاقِي أَوَ مَا عَلِمْتَ بِأَنَّ فِيْهِ مَحَاسِنًا ... أُنْسُ الوَحِيْدِ وَرَاحَةُ المُشْتَاقِ وَبَلَاغَةً تَجْلُو العُقُوْلَ وَحِكْمَةً ... مَا إِنْ تَزَالُ تَسِيْرُ فِي الآفَاقِ وَقَوْلُ الخَلِيع فِي مَعْنًى آخَرَ (¬1): لَوْ لَمْ تَحُلْ مَا سُمِّيْتَ حَالًا ... وَكُلُّ مَا حَالَ فَقَدْ زَالَا أَنْظُرْ إِلَى الظِّلِّ إِذَا مَا انْتَهَى ... يَأخُذُ فِي النفس إِذَا طَالَا وَقَوْلُ الرَّضِيّ المَوْسَوِيّ (¬2): لَوْ لَمْ تَكُنْ لِي فِي القُلُوْبِ مَهَابَةٌ ... لَمْ يَطْعَنِ الأَعْدَاءُ فِيَّ وَيَقْدَحُوا وَقَوْلُ آخَرَ فِي مَعْنًى أَرَادَهُ (¬3): لَوْ لَمْ نُتِمَّ فِي الصَّلَاةِ بِذِكْرِهِمْ ... كانت تُرَدُّ صَلَاتُنَا وَتُعَادُ قَالَ بَعْضُ العَلَوِيِّيْنَ لِرَجُلٍ: كَيْفَ تُنْكِرُ فَضلِي عَلَيْكَ وَأَنْت لَا تُقْبَلُ صَلَاتُكَ حَتَّى تَذْكِرُنِي فَتَقُوْلُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: صَدَقْتَ وَلَكِنِّي إِذَا قُلْتُ: الطَّيِّيْبِيْنَ الطَّاهِرِيْنَ خَرَجْتَ مِنْ جُمْلَتِهِمْ لأَنَّكَ لَسْت مِنَ الطَّيِّيْبيْنَ الطَّاهِرِيْنَ فَأَسْكَتَهُ. ومن باب (لَوْلَا) قَوْل إِبْرَاهم الغَزِيِّ (¬4): لَوْلَا أَبُو الطَّيِّبِ الكِنْدِيّ مَا امْتَلأَتْ ... مَسَامِعُ النَّاسِ مِنْ مَدْحِ ابْنِ حَمْدَانِ وَقَوْلُهُ أَيْضًا (¬5): لَوْلَا اسْتِقَامَةُ جِسْمِي نِلْتُ فَضْلَ غِنًى ... أَمَّا تَرَى العَجمَ لَا يَحْظَى بِهِ ألأَلِفُ ¬
12651 - لَو لَم يُوكَلْ بالْفَتَى ... إِلَّا الْسَّلَامَةُ والْنِّعَمْ قبله: اعْمَلْ لِنَفْسِكَ عَنْ أمم ... قَبْلَ التَّأسُّفِ وَالنَّدَمْ إِنِّي حَلَفْتُ بِرَبِّ مَكَّةَ ... وَالمَشَاعِرِ وَالحَرَمْ لَوْ لَمْ يُوَكَّلُ بِالفَتَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَتَدَاوَلَاهُ لأَوْشَكَا ... أَنْ يُسْلِمَا إِلَى الهَرَم توبةُ بنُ الحُميّر: 12652 - لَو مَاتَ شَيءٌ مِنْ مخَافَة فُرقَةٍ ... لأماتَني للبَيْنِ طُولُ تَخوُّفي 12653 - لَو مرَّ بالْفِكرِ يومًا ذِكْرُ وجْنَتها ... لَباَنَ فيْهِ لذكرِ الْفِكرِ تأثِيرُ العَتَّابِيُّ: 12654 - لَوْ مَشَتْ لَيْلَى بقَفْرٍ سَبِخٍ ... صَارَ روْضًا آهْلًا عِنْدَ خُطاهَا 12655 - لَوَمٌ يُعِيْذُكَ مِنْ سُوءٍ تُفَارِقُهُ ... أَبقَىَ لِعْرضِكَ مِنْ قَولٍ يُدَاجِيكَا بَعْدَهُ: وَقَدْ رَمَى بكَ فِي تيهَاءَ مُهْلكَةٍ ... مَنْ بَاتَ يَكْتُمكَ لعيبَ الَّذِي فِيْكَا هُوَ عَمْرُو بن كُلْثُوْمُ بنِ عَمْروٍ العَتَابِيُّ وَهُوَ مِنْ أَوْلَادِ عَمْرُو بن كُلْثُوْمٍ شَاعِرُ السَّبْعُ الطُّوْالِ، وَأَصلهُ مِنَ الشَّامِ مِنْ أَرْضِ قِنَّسَرِيْنَ. زُهيرُ في هَرِمٍ: 12656 - لَو نَالَ حَيٌّ مِنْ الْدُّنْيا بِمَكرُمةٍ ... أُفقَ السَّماءِ لَنالْت كلفُّهُ الأُفُقا ¬
يُوسُفُ بنُ درَّة البَغداديُ: 12657 - لَو نَظَرتْ عَيْنُهُ الْثُريَّا ... أخرَجَها في بَناتِ نَعْشٍ قبله: مُدَوَّرُ الكَعْبِ فَارْقُبُوْهُ ... لِتَلِّ غَرْسٍ وَثَلِّ عَرْشٍ لَوْ لَحَظَتْ عَيْنهُ الثُّرَيَّا. البَيْتُ وَإِنَّ عَيْنَهُ صَائِبَةٌ يَقُوْلُ لَوْ نَظَرَ إِلَى الثُّرَيَّا وَهِيَ مُجْتَمِعَةٌ لَفَرَّقَهَا كَمَا تَفَرَّقَتْ بَنَاتُ نَعْشٍ. الإمام الشافعي رحمه اللَّه: 12658 - لَو نِيْلَ بالحِرْصِ مَطْلُوبٌ لَما مُنعَ ... الكَليمُ مُوسّى وكَانَ الحَظُّ للجَبَلِ جعفر بن شمس الخلافة: 12659 - لَو وَاصَلَ الْمشَاقُ مَحبُوبًا لَهُ ... بَعَد الْتفرُّقِ أَلفَ عَامٍ مَا اشتَفَى يقول مِنْهَا وَهِيَ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا المَلِكَ الأَشرَفَ: أَسْرَفْتَ يَا زَمَنِي وَلَسْتُ بِنَاظِرٍ ... فِي الظُّلْمِ وَالعُدْوَانِ إِلَّا مُسْرِفَا وَمُعَاتِبُ الزَّمَنِ المُسِيْءِ كَمَنْ غَدَا ... بِالجهْلِ فَوْق الماَءِ يَرقمُ أَحْرُفَا وَالصِّدْقُ عِزُّ وَالوَفَاءُ نَبَاهَةٌ ... وَالخَيْرُ شِيْمَةُ مَنْ عَفَا عَمَّنْ هَفَا وَالبِشْرُ مِنْ قَلْبِ العَدُوِّ مُقَرَّب ... وَالكِبْرُ يُفْسِدُ ودَّ إِخْوَانِ الصَّفَا 12660 - لَو وَجَدْنا إِلَى الفِراقِ سَبيْلًا ... لأَذقْنا الْفِراقَ طَعمْ الْفِراقِ قبله: مَا يَرِيْدُ الفرَاقَ لَا كَانَ مِنَّا ... أَشْمَتَ اللَّهُ بِالفرَاق التَّلَاقِي ¬
لَوْ وَجَدْنَا إِلَى الفرَق سَبِيْلًا. البَيْتُ 12661 - لَوْ وزَنتُم رَجُلًا ذَا أدَبٍ ... بألُوْفٍ مِنْ ذَوِي الجَهْل رَجَح ابْنُ سُكّرَّةَ: 12662 - لو هُجَيَ الْمِسْكُ وَهَو أهـ ... ـلٌ لكُلٍ مَدْحٍ لَصار جيْفَهُ قَبْلَهُ: تِهْتَ عَلَيْنَا وَلَسْتَ فِيْنَا ... وَلِيَّ عَهْدٍ وَلَا خَلِيْفه فَلَا تَقُلْ لَيْسَ فِيَّ عَيْبٌ ... قَدْ تُقْذَفُ الحُرَّةُ العَفِيْفَه وَالشِّعْرُ نَارٌ بِلَا دُخَانٍ ... وَلِلْقَوَافِي رقًى لَطِيْفَه كَمْ مِنْ ثَقِيْلِ المَحَلِّ سَامٍ ... أَهْوَتْ بِهِ أَحْرُفٍ خَفِيْفَه لَوْ هُجَى المسْكُ وَهُوَ أَهْلٌ. . البَيْتُ قَوْلُ ابْنِ سُكَّرَةَ: لَوْ هُجِيَ المِسْكُ وَهُوَ أهْلٌ. البَيْتُ مَأخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا. قَالَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ وَفَدَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ الأهْتَمِ وَالزِّبْرُقَانُ بنُ بَدْرٍ وَقَيْسُ بنُ عَاصِمٍ المُتَقَرِّيُّ فَسَأَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرُو بْنُ الأهْتَمِ عَنِ الزِّبْرُقَانِ فَقَالَ عَمْرُو هُوَ مُطَاعٌ فِي أُدْنَيْهِ شَدِيْدُ العَارِضةِ مَانِعٌ لِمَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ. فَقَالَ الزِّبْرُقَانُ: يا رَسُوْلَ اللَّهِ أَنَّهُ لَيَعْلَمُ مِنِّي أَكْثَرُ مِنْ هَذَا وَلَكِنَّهُ حَسَدَنِي. فَقَالَ عَمْرُو: أَمَّا وَاللَّهِ أَنَّهُ لَزَمِرُ المُرُوْءةِ، ضَيِّقُ العَطْنِ، أَحْمَقُ الوَلَدِ، لَئِيْمُ الخَالِ، وَاللَّهِ يا رَسُوْلَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ فِي الأُوْلَى وَلَقَدْ صَدَقْتُ فِي الآخِرَةِ، وَلَكِنَّنِي رَجُلٌ رَضِيْتُ فَقُلْتُ أَحْسَن مَا علمْتُ وَسَخَطْتُ فَقُلْتُ أَقْبَحُ مَا وَجَدْتُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا. قَالُوا البَيَانَ اجْتِمَاعُ الفَصَاحَةِ وَالبَلَاغَةِ وَذَكَاءِ القَلْبِ مَعَ اللَّسَنِ، وَإِنَّمَا شُبِّهَ بِالسِّحْرِ ¬
لِحِدَّةِ عَمِلِهِ فِي سَامِعِهِ وَسُرْعَةِ قَبُوْل القَلْبِ لَهُ وَإِخْرَاجِهِ القُبْحُ فِي صُوْرَةِ الحَسَنِ وَالحَسَنَ فِي صُوْرَةِ القَبِيْحِ. وَهَذَا مِنْ أَسْيَرِ مَثَلٍ فِي مَعْنَاهُ. يُضْرَبُ فِي اسْتِحْسَانِ المَنْطِقِ وَإِيْرَادِ الحُجَّةِ البَالِغَةِ مَعَ البَيَانِ. أَبُو تَمَّامٍ: 12663 - لَولَا اشِتعالُ النَّارِ فيْما جَاوَرَتْ ... مَا كَانَ يُعْرَفُ طيب عَرْف العودِ لَهُ أَيْضًا: 12664 - لولَا التخوّفُ للعَواقبِ لَم تَزلْ ... للحَاسِدِ النُعْمَى عَلَى الَمحسُودِ صرّدُرّ: 12665 - لَولَا الْتَغربُ مَا ارتَقَى ... دُرُّ الْبُحُوْرِ إِلَى النُّحُورِ 12666 - لَولَا التَّفاضُل بالجَواهِرْ لَم يَبِنْ ... مَا بْينَ ياقُوتٍ وَبينَ زُجَاجِ ابْنُ الرُّوميّ: 12667 - لَولَا الثِّمارُ الَّتي تُرْجَى مَنافِعُها ... مَا فضَّل الَناسُ تفَّاحًا عَلى غَرَبِ الرضيّ المُوسَوِيُّ: 12668 - لَولا الحَوادثُ مَا أَفَدتُ تَجارِبًا ... يعْسُو الرَّطيبُ وَتقرَحُ الجذَعُ الفَتْي يقول مِنْهَا: يَا دَهْرُ حَسْبَكَ قَدْ أَصبْتَ مَقَاتِلِي ... مَا زِلْتَ تَطْلِبُ بِالمَقَادِرِ ذلَّتِي مَا لِي أُحِيْلُ عَلَى سِوَاكَ بِمَا جَنَى ... قَدَرٌ عَلَى قَدَرٍ وَأَنْتَ بَلِيَّتِي ¬
عَدِيُّ بنُ الْرّقُاعِ: 12669 - لولَا الحَياءُ وإنَّ رأسي قَد عَثَا ... فيْهِ الْبَياضُ لَزُرتُ أُمَّ القَاسِمِ قَبْلهُ: أَلْمِمْ عَلَى طلَلٍ عَفَا مَتَقَادِمٌ ... بَيْنَ الرُّكَيْثِ وَبَيْنَ عَبْدِ النَّاعِمِ لَوْلَا الحَيَاءُ وَإِنَّ رَأسِي قَدْ عَثَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكَأَنَّهَا بَيْنَ النِّسَاءِ أَعَارَهَا ... عَيْنَيْهِ أَحْوَرُ مِنْ جَآذِرِ جَاسِمِ وَسنَانُ أَقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرَنَّقَتْ ... فِي عَيْنِهِ سِنَةٌ وَلَيْسَ بِنَائِمِ يَصْطَادُ يَقْظَانَ الرِّجَالِ حَدِيْثُهَا ... وَتَطِيْرُ بَهْجَتُهَا بِرُوْحِ الحَالِمِ أَنشد الراغبُ: 12670 - لَولَا الحَياكَهُ وَالَّذينَ يلُونُهَا ... بَدتِ الْفرُوُجُ ولَاحتِ الأدْبارُ 12671 - لولَا الدمُوُع وفيْضُهُنَّ لأحْرقَتْ ... أرْضَ الوَدَاعِ حَرارَةُ الأكْبادِ نصرُ اللَّه بنُ عُنين: 12672 - لَولَا الرَّدى كَانَتِ الْدُنْيا لمنْ سَبقَا ... الَلهُ يَبقَى وَيَفْنى كُلُّ مَا خَلَقا ومن باب (لَوْلَا) قَوْل مُحَمَّدُ بنُ غَالِبٍ وَيُرْوَى لِيَحْيَى بنُ عُمَرِ الكُوْفِيّ (¬1): لَوْلَا شَمَاتَةُ أَعْدَاءٍ ذَوِي حَسَدٍ ... أَوِ اهْتِمَامِ صدِيْقٍ كَأَنْ يَرْجُوْني لَمَا خَطَبْتُ إِلَى الدُّنْيَا مَطَالِبَهَا ... ولا بَذَلْتُ لها عِرْضي وَلَا دِيْنِي وَذَاكَ أَنِّي مِنْ وَجْهَيْنِ مُمْتَحَنٌ ... لَا زُهْدَ عِنْدِي وَلَا دُنْيَا تُوَاتِيْنِي ¬
وقول الأَعْرَابِيِّ (¬1): أَنْزَلَنِي الدَّهْرُ عَلَى حُكْمِهِ ... مِنْ شَاهِقٍ إِلَى خَفْضِ وَغَالَنِي الدَّهْرُ بِوِفْرِ الغِنَى ... فَلَيْس لِي مَالٌ لسِوَى عِرْضي لَوْلَا بُنَيَّاتُ كَزَغْبِ القَطَا ... يَحْنَوْنَ مِنْ بَعْضٍ إِلَى بَعْضِ لَكَانَ لِي مُضطَرَبٌ وَاسِعٌ فِي الأَرْضِ ... ذَاتِ الطُّوْلِ وَالعَرْضِ لَكِنَّمَا أَوْلَادُنَا أَكْبَادُنَا ... تَمْشِي عَلَى الأَرْضِ وقول العَكَوَّكِ (¬2): لَوْلَا يَزِيْدُ وَسَيْفُهُ وَسِنَانُهُ ... رَجَفَتْ قَوَاعِدُ قُبَّةِ الإِسْلَامِ خرْقٌ يَسُوْسُ مِنَ المَكَارِمِ وَالعَلَى ... مَا لَا يَنَالُ مَدَاهُ بِالأَوْهَامِ وَمَدَبِّرٌ حُلْوَ الزَّمَانِ وَمُرَّهُ ... منه بِفَضْلِ الجُوْدِ وَالإِنْعَامِ المُتَنَبّي: 12673 - لَولَا العقُولُ لَكَانَ أَدنَى ضيْغمٍ ... أَدْنَى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإنسْانِ قَبْلهُ: الرَّأْيُ قَبْلَ شَجَاعَةِ الشُّجْعَانِ ... هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثَّانِي فَإِذَا هُمَا اجْتَمَعَا لِنَفْسٍ مَرَّةً ... بَلَغَتْ مِنَ العَلْيَاءِ كُلَّ مَكَانِ وَلَرَبّمَا طَعَنَ الفتى أَقْرَانَهُ ... بِالرَّأي قَبْلَ تَطَاعُنِ الأَقْرَانِ لَوْلَا العُقُولُ لَكَانَ أَدْنَى ضَيْغَمٌ. البَيْتُ 12674 - لَولَا الكِرامُ ومَا سَنّوهُ مِنْ كَرَمٍ ... لَم يَدْرْ قائلُ شِعرٍ كيْفَ يمتَدِحُ ¬
الحَسَنْ بنُ وَهْبٍ: 12675 - لَولَا المِدادُ وَحُسْنُ رَونَق لَونَهِ ... ما صَحَّ شيءٌ مِنْ حسابِ الحاسبِ الحَرِيرِي: 12676 - لولَا الْمرُؤَةُ ضَاقَ العُذرُ عَنْ فَطنٍ ... إذا اشْرأَبّ إلى مَا جاوَزَ القُوتَا أَبْيَاتُ أَبِي القَاسَمِ الحَرِيْرِيِّ مِنَ المَقَامَاتِ: لَا تَحْقِرَنَّ أَبَيْتَ اللَّعْنَ ذَا أَدَبٍ ... لَئِنْ بَدَا خَلَقَ السِّرْبَالِ سَبْرُوْتَا وَلَا تُضِعْ لأَخِي التَّأمِيلِ حُرْمَتَهُ ... إِنْ كَأَنْ ذَا لَسَنٍ أَمْ كَانَ سِكِّيْتَا وَانْفَحْ بِعُرْفِكَ مَنْ وَافَاكَ مُحْتَطِبًا ... وَانْعَشْ بغَوْثِكَ مَنْ أَلْقَيْتَ مَنْكُوْتَا فَخَيْرُ مَالِ الفَتَى مَالٌ أَشَادَ ... بِهِ ذِكْرًا تَنَاقَلَهُ الرُّكْبَانُ أَو صِيْتَا وَمَا عَلَى المُشْتَرِي حَمْدًا بِمَوْهِبَةٍ ... غَبْنٌ وَلَوْ كَانَ مَا أَعْطَاهُ يَاقُوْتَا لَوْلَا المُرُوءةَ ضَاقَ العُذْرُ عَنْ فَطِنٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَكِنَّهُ لَا بِتَاءِ المَجْدِ جَدُّ وَمِنْ ... حُبِّ السَّمَاحِ ثنَى نَحْوَ الغِنَى لبيتَا وَمَا يَنْشَقَّ نَشْرُ المَجْدِ ذُو كَرَمٍ ... إِلَّا وَأَزْرَى بِنَشْرِ المِسْكِ مَفْتوْتَا وَالحَمْدُ وَالبُخْلُ لَمْ يُقْضَ اجْتِمَاعُهُمَا ... حَتَّى لَقَدْ خُيلَ ذَا ضبًّا وَذَا حُوتَا وَالسَّمْحُ فِي النَّاسِ مَحْبُوْب خَلَائقُهُ ... وَالجامِدُ الكَفِّ مَا يَنْفَكُّ مَمْقُوْتَا لِلشَّحِيْحِ عَلَى أَمْوَالِهِ عِلَلٌ ... يُوْسِعْنَهُ أَبَدًا ذَمًّا وَتَنْكِيْتَا فَجُدْ بِمَا جَمَعَتْ كَفَّاكَ مِنْ نشَبٍ ... حَتَّى تَرَى مُجْتَدَى جَدْوَاكَ مَبْهُوْتَا وَخُذْ نَصِيْبكَ منه قَبْلَ أَرْبَعَةٍ ... مِنَ الزَّمَانِ تُرِيْكَ العُوْدُ مَنْحُوْتَا فَالدَّهْرُ أَنْكَدُ مِنْ أَنْ يَسْتَمِرَّ عَلَى ... حَالٍ تَكَرَّهْتَ تِلْكَ الحَالِ أَمْ شِيْتَا قَوْلُهُ: قَبْلَ أَرْبَعَةٍ يُشِيْرُ إِلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذْ مِنْ دُنْيَاكَ لآخِرَتك وَلِشَبَابِكَ مِنْ هَرَمِكَ وَلِصَحَّتِكَ مِنْ سَقَمِكْ وَلِغنَاكَ مِنْ عَدَمِك. ¬
المُتَنَبّي: 12677 - لولَا المشَّقةُ سَادَ النَّاسُ كُلُهُمُ ... الجُودُ يُفقِرُ والإقْدامُ قتَّالُ أَبْيَاتُ المُتَنَبِّيِّ مِنْ قَصِيْدَة يَمْدَحُ فِيْهَا أَبَا شُجَاعٍ فَاتِكَ الأَخشِيْدِيّ وَقَدْ التَقَيَا بِمِصْرَ فِي الصَّحْرَاءِ فَأَرْسَلَ إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الطَّيِّبِ فِي الوَقتِ هَدِيَّةً قِيْمَتُهَا أَلْفِ دِيْنَارٍ وَاتَّبَعَهَا بِهَدَايَا بَعْدَهَا وَأَوَّلُ القَصِيْدَةِ: لَا خَيْلَ عِنْدَكَ تُهْدِيْهَا وَلَا مَالُ ... فَلْيُسْعِدِ النُّطْقُ إِنْ لَمْ تُسْعِدِ المَالُ وَمَا شَكَرْتُ لأنَّ المَالَ فَرَّحَنِي ... سِيَّانَ عِنْدِيَ إكْثَار وَإِقْلَالُ لَكِنْ رَأَيْتُ قَبيْحًا أَنْ يُجَادَ لنَا ... وإِنّنَا بِقَضاءِ الحَقِّ بُخَّالُ لَا يُدْرِكُ المَجدُ إِلَّا سَيِّد فَطِن ... لَمَّا يَشُقُّ عَلَى السَّاداتِ فعَّالُ لَا وَارِث جَهَلَتْ يُمْنَاهُ مَا وَهَبَتْ ... وَلَا كَسُوْبٌ بِغَيْرِ السَّيْفِ سَأَّالُ القَاتِلُ السَّيْفُ فِي جِسْمِ القَتِيْلِ بِهِ ... وَللسُّيُوْفِ كَمَا لِلنَّاس آجَالُ أَبُوْ شُجَاعٍ أَوْ الشُّجْعَان قَاطِبَةً ... نَمَتْهُ مِنَ الهَيْجَاءِ أهْوَالُ تَمَلَّكَ الحَمْدُ حَتَّى مَا لِمُفْتَخِرٍ ... فِي الحَمْدِ حَاءٌ وَلَا مِيْمٌ وَلَا دَالُ لَطَّفْتَ رَأيكَ فِي وَصْلِي وَتَكْرُمَتِي ... إِنَّ الكَرِيْمَ عَلَى العَلْيَاءِ يَخْتَالُ لَوْلَا المَشَقَّةُ سَادَ النَّاسُ كُلَّهُمَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّا لَفِي زَمَنٍ تَرْكُ القَبِيْحِ بِهِ ... مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ إِحْسَانٌ وَإِجْمَالُ ذِكْرُ الفَتَى عُمْرُهُ البَاقِي وَحَاجَتُهُ ... مَا قاتَهُ وَفُضُوْلُ العَيْشِ أَشْغَالُ ابْنُ دُرَيْدٍ: 12678 - لو لابَسَ الصَّخرُ الأَصَمُّ بَعضَ مَا ... يَلقَاهُ قَلْبي فَضَّ اَصْلادَ الصَّفَا الأَشْجَعُ السُلَمِيُّ: 12679 - لَولَا رَجاءُ الإيابِ لانْصَدَعَتْ ... قُلُوبُنا بَعدَهُ مِنَ الحَزَنِ ¬
12680 - لَولَا زَمان خَؤوُنٌ في تَصَرُفِهِ ... وَدَولَةٌ ظَلَمَتْ مَا كُنْتَ إِنسَانا ابْنُ الْرُّومِيّ يَمْدَحُ: 12681 - لولَا عَجائِبُ صُنْعِ اللَّهِ مَا ثبتَتْ ... تِلكَ الفَضائِلُ في لَحمٍ ولَا عَصَبِ لَهُ أَيْضًا: 12682 - لولَا عِلَاجُ الَنْاسِ أخلَاقَهُمُ ... إِذًا لَفَاحَ الْحِمَأُ الَّلازِبُ 12683 - لَولَا فِراقُكَ والْفِراقُ رَزيَّةٌ ... ما كُنتُ قَطُ عَلَى اللَّيالي عَاتِبا العبَّاسُ الأَحْنَفِ: 12684 - لولَا كَرامتُكُمْ لماَ عاتبتُكُمْ ... وَلَكُنتُم عِنْديْ كَبَعْضِ النَّاسِ قَبْلَهُ: تَعَبٌ يَدُوْمُ لِذِي الرَّجَاءِ مَعَ الهَوَى ... خَيْرٌ لَهُ مِن رَاحَةٍ فِي اليَاسِ لَوْلَا كَرَامَتكُمْ لمَا عَاتَبْتكُمْ. البَيْتُ أبَوُ الْجَوَايُزِ: 12685 - لَولَاكِ مَا كَانَ عِلمٌ رَافعًا علمًا ... ولَا كُفَاةُ الوَزنِ في الناسِ أَكفاءُ 12686 - لَولَاكَ مَا كَانَ لَا مَجدٌ ولَا شَرَفٌ ... ولَا وفاءٌ ولَا فَضْلٌ ولَا حسَبُ إبْرَاهيمُ الغَزِّيُ: 12687 - لوَلَا كُمُونُ الْدُرَ في أصدَافِهِ ... وَمَشَقَّةُ استخراجِهِ مَا فُخِّمَا ¬
سَلمُ الْخَاسِرُ: 12688 - لَولَا مُنَى العَاشِقينَ مَاتُوا ... غَمًّا وَبَعَض المُنَى غُرُوْرُ ابْن التَّعاوْيذيّ: 12689 - لَولَا نُصُولُ ذَوَائبيْ لَم تُلْفني ... منْ غَيْرِ جُرْمٍ في الهَوى أَتنصَّلُ أبَوُ نَصْرِ بن نُباتَّةَ: 12690 - لَولَاكَ لَمْ تَسْكُنِ الْحَّياتُ مَنْ حَذَرٍ ... بَطْنَ التُرابِ ولَا الآسادُ في الأَجمِ عَلِيُّ بنُ الْجَهْمِ: 12691 - لَوْ يجمعُ الخصْمَيْنِ عِنْدَكَ مَجلِسٌ ... يومًا لَبانَ لكَ الْشَبِيْلُ الأَرْشَدُ نصرُ اللَّهَ بنُ عنينٍ: 12692 - لَوْ يُخَلَّى القَطا لَنامَ ولَو خُلِّيتُ ... لَمَّا أرُم عزٍ وَجارِيْ وجَارِيْ بَعْدَهُ: وَلَوْ أَنِّي خُيِّرْتُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَمَا ... اخْتَرْتُ غَيْرَ قَوْمِي وَدَارِي ابْنُ الرُّوميّ: 12693 - لوْ يَدُوْمُ الْشبَابُ مُدَّةَ عُمْرِيْ ... لَمْ تَدُمْ لي بشَاشَةُ الأَوْطَارِ الحِمَّانِيُّ: 12694 - لَوْ يَسْتَطعْنَ خَبّأْنَني ... بيْنَ الْمخانِقِ وَالْجيُوْب ¬
أَبْيَاتُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّد لعَلَوِيّ الكُوْفيّ الحِمَّانِيِّ الخَالِدِيِّ: [من مجزوء الكامل] وَاهًا لأَيَامِ الشَّبَابِ ... بَعُدْنَ عَنْ عَهْدٍ قَرِيْبِ أَيَّامَ غُصْن شَبيْبَتِي ... رَيّانُ مُعْتَدِلُ القَضيْبِ أَيَّامَ كُنْتُ مِنَ الطَّرُوْبَةِ ... لِلصِّبَى وَمِنَ الطَّرُوْبِ أَيَّامَ كُنْتُ مِنَا لغَوَانِي ... فِي السَّوَادِ مِنَ القُلُوْبِ لَوْ يَسْتَطِعْنَ خَبَأنَنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَيَّامَ كُنْتُ وَكُنَّ لَا ... يَتَهَيَّبُوْنَ مِنَ الذُّنُوْبِ غِرَّيْنِ يَشْتَكِيَانِ مَا ... يَجِدَانِ بِالدَّمْعِ السَّرُوْبِ قِيْلَ: مَرَّتْ بَعْضُ المُتَفَنِّنَاتِ وقَدْ طَلعتْ مِنَ الحمَّامِ مُتَبَخِّرَةً مُتَعَطِّرَةً تَتَبَخْتَرُ فَرَأَتْ كَنَّافًا قَائِمًا فِي الكَنِيْفِ إِلَى حَلَقِهِ وَهُوَ يُنْشِدُ: لَوْ يَسْتَطِعْنَ خَبَّأنَنِي. البَيْتُ فَقَالَتْ لَهُ: إِنْ كَانَ شَيْءٌ فَالسَّاعَةَ وَأَنْتَ عَلَى هَذِهِ الحَالِ. كُثَيِّر: 12695 - لَو يَسمَعُونَ كَمَا سمِعْتُ حَدْيثَهَا ... خَرّوا لِعَزّةَ خاشِعِيْنَ سُجُوْدَا أَبُو تمَّام: 12696 - لَو يَعلَمُ العَافُونَ مَالَكَ في النَّدى ... مِنْ لَذَّةٍ أو فَرْحَةٍ لَمْ تُحْمَدِ قَالَ المَأمُوْنُ بنُ الرَّشِيْدِ: إِنِّي لأَعْشَقُ العَفْوَ حَتَّى أَظُنَّ أَنِّي لَا أُوْجَرُ عَلَيْهِ. وَهَذَا مِنْ أَشْرَفِ الكَلَامِ وَأَنْبَلِهِ وَأَعْلَاهُ هِمَّةً وَكَرَمًا. فَأَخَذَهُ أَبُو تَمَّامٍ فَنَقَلَهُ إِلَى الجوْدِ. وَقَالَ بَشَّارٌ فِي المَعْنَى مُبْتَدِعًا وَمُخْتَرِعًا: يَلَذُّ عَطَاءَ الرَّاغِبِيْنَ تَكَرُّمًا ... كَمَا لَذَّ أَنْفَاسَ العَرُوْسِ مَشُوْقُ ¬
وَبَيْتُ أَبِي تَمَّامٍ هَذَا وَهُوَ قَوْلُهُ: لَوْ يَعْلَمُ العَافُوْنَ. البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فيها المَأمُوْنَ أَوَّلُهَا (¬1): كُشِفَ الغَطَاءُ فَأُوْقِدِي أَو اخْمَدِي ... لَمْ تُكْمِدِي فَطَنْتِ أَمْ لَمْ تُكْمِدِي عَطَفُوا الخُدُورَ عَلَى البُدُوْرِ وَوَكَّلُوا ... ظلم السُّتُوْرِ بِنُوْرِ جُوْرٍ نُهَّدِ وَثَنُوا عَلَى وَشْي الخُدُوْرِ صِيَانَةً ... وَشْيُ البُرُوْدِ بِمُسْجِفٍ وَمُمَهَّدِ يَقُوْلُ مِنْهَا مَدْحًا: مَالت تَرْغَبُ فِي العلَى حَتَّى بَدَتْ ... لِلرّاغِبِيْنَ زهَادَةٌ فِي العَسْجَدِ لَوْ يَعْلَمُ البَاقُوْنَ مَالَكَ فِي النَّدَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: خَابَ امْرُؤٌ نَحسَ الزَّمَان جُدُوْدَهُ ... فَأَقَامَ عَنْكَ وَأَنْتَ سَعْدُ الأَسْعَدِ ذَاكَ الَّذِي قَرِحَتْ بُطُوْنُ جُفُوْنِهِ ... مَرهًا وَتُرْبَةُ أَرْضِهِ مِنْ إِثْمَدِ أبوُ نَصْرُ بن نباتة: 12697 - لَو يَعلَمُ النَّاسُ قَدْريْ في زَمَانِهِمِ ... صَلَّوا لوجْهي أو باسُوْا ثرَىَ قَدَمِي زيد بنُ عليّ بن الحسن عليهم السّلام: 12698 - لَو يَعلَمُ النَّاسُ ما في الْعُرفِ مِنْ شَرَفٍ ... لشرَّفُوا العُرفَ في الدُّنيا على الشرَفِ 12699 - لَو يَكْتُبُ النَّاسُ أَسْماءَ الملُوكِ إذا ... أعَطَوْكَ مَوْضِعَ بسم اللَّهِ في الحَسَبِ 12700 - لَها أَطلبُ الدُّنيا فإِن أنَا بِعتُهَا ... بشيءٍ مِنْ الْدُّنيا فَذَاكَ هوُ الَغبنُ قبله: هِيَ النَّفْسُ مَا يَعْتَاضُ عَنْهَا بِغَيْرِهَا ... وَكُلُّ ذَوِي عَقْلٍ عَلَى مِثْلِهَا يَحْنُو لَهَا اطْلُبِ الأُخْرَى. البَيْتُ ¬
الأَبْلَهُ: 12701 - لَهُ أحادِيثُ جُودٍ لَا ارتيَابَ بِهَا ... إِحْسَانُه الغَمْرُ في الآفاقَ يَروْيهَا ومن باب (لَهَا) قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ (¬1): [من الطويل] لَهَا بَشَرٌ مِثْلُ الحَرِيْرِ وَمَنْطِقٌ ... رَخِيْمِ الحَوَاشِي لَا هُراءٌ وَلَا نَزْرُ تَبَسَّمَ لَمْحَ البَرْقِ عَنْ مُتَوَضِّحٍ ... كَلَوْنِ الأَقَاحِي شَافَ أَلْوَانهَا القَطْرُ وقول بَعْضِهِمْ فِي الخَمْرَةِ (¬2): لَهَا الثُّلُثَانِ مِنْ عَقْلِي ... وَثُلْثِي ثُلْثِهِ البَاقِي وَثُلْثَي ثُلْثِ مَا يَبْقَى ... وَمَا يَبْقَى فَلِلسَّاقِي الجمْلَةُ سَبْعَةٌ وَعُشْرُوْنَ جُزْءَا الثُّلْثَانِ مِنْهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرٍ يَبْقَى تِسْعَةٌ وَهُوَ البَاقِي وَثُلْثَاهُ سِتَّةٌ يُبْقَى ثَلَاثَةٌ ثلْثَاهَا اثنانِ يَبْقَى وَاحِدٌ هُوَ لِلسَّاقِي. ومن باب (لَهُ) فِي القَلَمِ (¬3): لَهُ تَرْجُمَانُ اللَّفْظِ مُطْرِقٌ ... عَلَى حَذْوِ شِبْرٍ أَو يَزِيْدُ عَلَى شِبْرِ إِذَا خَرَّ يَوْمًا سَاجِدًا عِنْدَ وَجْهَةٍ ... تَضَعْضَعَ أَصْحَابُ المُثُقَّفَةِ السُّمْرِ قَيْسُ بنُ معاذٍ العُقيلي: 12702 - لَها حُبٌّ تَمكَّنَ في فؤادْي ... فَليْس لَهُ وَانٍ زُجِرَ انْتِهَاءُ 12703 - لَه حُكْم لُقْمَانٍ وَصُورَةُ يُوسُفٍ ... وَنَغْمَةُ دَاوُوْدٍ وَعِفَّةُ مَرْيمِ وَقَالَ الآخَرُ مَدْحًا (¬1): لَهُ حُكْمُ لقْمَانٍ وَصوْرَةُ يَوْسُفٍ ... وَمُلْكُ سُلَيْمَانٍ وَصدْقُ أَبِي بَكْرِ ¬
سَابقٌ البربريُّ: [من البسيط] 12704 - لَها حَلَاوَةُ عيشٍ غَيْرُ دَائمةٍ ... وفي العَوَاقِب مِنْهَا المُرُّ وَالْصَّبرُ حَابِسُ: 12705 - لَها شَهِيدانِ مِنْ زَوْرٍ وكَاتبُها ... هَيُّ ابْنُ بَيٍّ وَمَجْنُون بْنُ شَيْطانِ هَذَا البَيْتُ هُوَ المَثَلُ. يُضرَبُ فِيْمَنْ يَدَّعِي الدَّعْوَى البَاطِلَةِ وَإِنْ أَتَى عَلَيْهَا بِشُهُوْدٍ لَا اعتِبَارَ بهُمْ. أَبوُ الأسْدِ التّميُمُي: 12706 - لَهُ الحَمدُ مِنْ أَموْالِهِ وَلَنا الْغِنَى ... ولَيْسَ عَلَينَا مَا ينوُبُ مِنْ الدَّهرِ الأَحُوَصُ: 12707 - لَها مِثلُ ذَنبي إِنْ كُنْتُ مذْنبًا ... وَلَا ذَنْبَ إن كَان ليْسَ لَها ذَنْبُ قَبْلَهُ: أَيَا بَعْلَ لَيْلَى كَيْفَ تَجْمَعُ سِلْمَهَا ... وَحَرْبِي وَفِيْمَا بَيْنَنَا شُبَّتِ الحَرْبُ لَهَا مِثْلُ ذَنْبِي اليَوْمَ إِنْ كُنْتُ مُذْنِبًا. البَيْتُ البُحْتَريّ: 12708 - لَهُ الأَثَرُ المَحمُودُ في كُلِّ مَوْقِفٍ ... وفَصْلُ الْخِطابِ الثّبَتِ في كُلِّ مَجْمَعِ الغَسَّانيّ: 12709 - لَهُ بيْنَ فَكَّيْهِ لسَانٌ كَأَنَّهُ ... حُسام رَقِيقُ الْشَّفْرْتَيْنِ عَتِيقُ ¬
12710 - لَهُ حَاجِبٌ دُونَهُ حَاجِبٌ ... وحَاجِبٌ حَاجِبِهِ مُحْتَجِبُ البُحْتَريّ: 12711 - لَهُ حَرَكَاتُ مُوْجِبَاتٌ بأنَّهُ ... سَيَعْلُو وَخيم المَرءِ أعْدَلَ شَاهِدٌ لَهُ أيضًا يَهْجُو: 12712 - لَهُ حَسَبٌ لو كَانَ للشَمسِ لَم تَبنْ ... وللماءِ لَم يَعْذُبْ وَللنَّجم لَم يَعْلُ قَبْلَهُ: لَهُ هِمَّةٌ لَوْ فَرَّقَ اللَّهُ شَمْلَهَا ... عَلَى النَّاسِ لَمْ يُجْمَعْ لِمَكْرُمَةٍ شَمْلُ لَهُ حَسَبٌ لَوْ كَانَ لِلشَّمْسِ. البَيْتُ عَائِذٌ الكَلْبيُّ: 12713 - لَهُ حَقٌّ وَليْسَ عَلَيهِ حَقٌّ ... وَمَهْما قْالَ فالْحسْنُ الجَمِيْلُ بعده: وَقَدْ كَانَ الرَّسُوْلُ يَرَى حُقُوْقًا ... عَلَيْهِ لِغَيْرِهِ وَهُوَ الرَّسُوْلُ قَالَهُ فِي عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ حَسَنِ بنِ حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهمْ السَّلَامُ وَهَذَا قَالَهُ فِيْهِ عَلَى سَبيْلِ الذَّمِّ لَهُ بِأَنَّهُ قَبِيْلُ الإِنْصَافِ. يَقُوْلُ يَرَى لَهُ حَقًّا عَلَى كُلِّ أَحَدٍ وَلَا يَرَى لأَحَدٍ حَقًّا عَلَيْهِ لأَجْلِ نَسَبِهِ بِرَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيَّنَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ وَقَدْ كَانَ الرَّسُوْلُ يَرَى حُقُوْقًا. البَيْتُ. فَالَّذِي يَفْتَخِرُ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ أَجْدَرُ أَنْ يَرَى عَلَى نَفْسِهِ للنَّاسِ حقُوْقهُمْ. كَمَا قَالَ آخَرُ: لَهُ دَيْنٌ وَلَيْسَ عَلَيْهِ دَيْنٌ ... وَتِلْكَ خَلِيْقَةُ الرَّجُلِ اللَّئِيْمِ ¬
خَلْفٌ الأَحْمَرُ: 12714 - لَهُ حَنجَرٌ رَحبٌ وَقَولٌ مُنفَّخٌ ... وَفَصْلُ خِطابٍ لَيسَ فيْهِ بشَارِقِ يَقُوْلُ خَلَفُ الأَحْمَرُ فِي وَصفِ رَجُلٍ جَهورِيِّ الصَّوْتِ: لَهُ حَنْجَرٌ رَحْبٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِذَا كَانَ صَوْتُ المَرْءِ خَلَفَ لَهَاتِهِ ... وَأنْحَى بِأَشْدَاقٍ لَهَا وَشَقَائِق البُحْتَريّ: 12715 - لَهُ خُلُقٌ في الجوُدِ لَا يَستَطيعُهُ ... رِجالٌ إِذَا رَامُوا الْعُلَى بالتَّحلُّقِ عليُّ بنُ جَرَادةَ: 12716 - لَهُ خُلُق كالْرَّوضِ غِبَّ سَمَائِهِ ... بِهِ تَضَوَّعَ مِسْكًا أَذفرًا وتَنَسَّما مَرْوَنُ بنُ أَبي حَفْصَةَ: 12717 - لَهُ خَلَايِقُ بيضٌ لَا يُغيِّرهَا ... صرْفُ الْزَّمانِ كَمَا لَا يصدَأ الذَّهَبُ يقول ذَلِكَ فِي الرَّشيْدِ المَهْدِيِّ الخَلِيْفَةِ. 12718 - لَهُ رَاحَتَانِ الْجُودُ وَالحَتفُ ... فيْهمَا أَبَى اللَّهُ إلَا أَنْ يَضُرَّ وَيَنفَعا مُحَمَّد بنُ أَبي زُرْعَةَ: 12719 - لَهُ رَاحَةٌ لَو أنَ مِعْشَارَ جُودِهَا ... عَلى البرّ كَانَ البرّ أَندى مِنْ البَحْرِ ¬
لَهُ فِي ذَوِي المَعْرُوْفِ نُعْمَى كَأَنَّها ... مَوَاقِع مَاءِ المَزْنِ فِي البَلَدِ القَفْرِ ومن باب (لَهُ) قَوْلُ عَدِيّ بنُ الرقاع (¬1): لَهُ رَايَةٌ تَهْدِي الجمُوْعَ كَأَنَّهَا ... إِذَا خَطَرَتْ فِي ثَعلَبِ الرِّيْحِ طَائِرُ وَمِمَّا قِيْلَ فِي الرَّايَاتِ قَوْلُ المَازِرنيِّ: قَدْ أَعْرَبَتْ عَجَمُ الرَّايَاتِ حِيْنَ رَأتْ ... تَسِيْرُ مِنْ تَحْتِهِنَّ العُرْبُ وَالعَجَمُ كَأَنَّهَا وَرِيَاحُ الجيْشِ خَافِقَةٌ ... عَلَتْ مَوْجَ بَحْرٍ وَهُوَ مُلْتَطِمُ وقول السَّرِيِّ الرَّفَاء (¬2): [من الطويل] تَتَابَعَ يَهْفُو فَوْقَهُ كُلُّ طَائِرٍ ... إِذَا صَافَحتهُ رَاحَةَ الرِّيْحِ غَرَّدَا وَأَشْرَقَ فِي رَأدِ الضُّحَى وَكَأَنَّمَا ... تُلَاعِبُ منه الشَّمْسُ صَرْحًا مُمَرَّدَا تَزُفُّ نُجُوْمًا لَيْسَ يَمْنَعُ ضَوْءهَا ... تَكَالِيْفُ لَيْلِ النَّقْعِ أَنْ يَتَوَقَّدَا وَقَالَ أَيْضًا: وَخَافِقَةٍ فِي الجوِّ إِنْ نَاجَتِ الصَّبَا ... حَسبْتَهُمَا فِيْهِ مُحِبًّا وَعَاذِلَا إِذَا اسْتَعْجَلَتْ فِي نِطْقِهَا الرِّيْحُ بَشَّرَتْ ... عَلِيَّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالنَّصْرِ عَاجِلَا فَأوضَحَ نهْجًا كَانَ لَوْلَاهُ دَارِسًا ... وَأَطْلَعَ سَعْدًا كَانَ لَوْلَاهُ آفِلَا وَقَالَ أَيْضَا (¬3): سَنَابِكُهَا مِنْ تَحْتِهَا تَقْرَعُ الحَصَا ... وَرَايَاتُهَا مِنْ فَوْقِهَا تَتَرَنَّمُ وَقَالَ البَبَّغَاءُ (¬4): وَالرِّيْحُ مِنْ عَذْبِ الرَّايَاتِ نَاطِقَةٌ ... وَالشَّمْسُ تَلْعَبُ فِي بَحْر مِنَ الزَّرَدِ ¬
12720 - لَهُ سَحائِبُ جُودٍ في أَنامِلِهِ ... قِطَارُها الفضَّةُ الْبيْضاءُ وَالذهَبُ ابْنُ الرُّوميّ: 12721 - لَهُ سَورة مُكْتنَّةٌ في سكِيْنَةٍ ... كما اكتنَّ في الغمدِ الجُزازُ المهنَّدُ بَعْدَهُ: إِذَا شَامَهَا قَرَّتْ قُلُوْبٌ مَقَرَّهَا ... وَإِنْ سلَّ مِنْهَا فَالفَرَائِسُ تُرْعَدُ ابْنُ المُعْتَزّ: 12722 - لَهُ شَافِعٌ في القَلبِ مِنْ كُلِّ زَلَّةٍ ... فليسَ بمحتَاج الذنوب إلىَ عُذْرٍ الهَدَّادَيُ: 12723 - لَهُ طَبْعٌ عَلى الأيَّامِ يَصْفُو كَمَا ... تَصْفُو عَلَى الدَّهرِ العُقَارُ ابْنُ المُنادِيّ القَزوينيّ: 12724 - لَهُ عَرْفٌ وَلَيسَ لديْهِ عُرْفٌ ... كبَارقَةً تَرُوْقُ ولَا تُريقُ 12725 - لَهُ عَزَماتٌ إِنْ عرَّتْهُ مُصِيْبَةٌ ... أبتْ أنْ تَراهُ خَاضِعًا للمصَايبِ محمّد بنُ أَبِي زُرُعَةَ: 12726 - لَهُ في ذَوِي المَعْروُفِ نُعْمى كأنَّها ... مَواقِعُ ماء المُزنِ في البَلدِ القَفْرِ ابْنُ الحجّاج: 12727 - لَهُ في سَراويلهِ ضَيْعَةٌ ... كَفَتْهُ التغَرُّبَ وَالانزِعَاجَا بَعْدَهُ: ¬
وَتُمْسحُ بِالفِيْشِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ... فَيأخذُ مِنْ مَاسِحِيْهَا الخرَاجَا تَرَى المَاءَ يَركَبُهَا سَابِحًا ... فَيَمْلا أَزِقّتَهَا الفِجِاجا 12728 - لَهفْي عَلَى الوَصلِ لَو أنّي ظَفِرتُ بِهِ ... مَا كُلَّما يتمنَّى المرءُ يُدرِكهُ يَزيدُ بنُ مُفَرّغ الحُميرِيُّ: 12729 - لَهفْي عَلَى الأمْرِ الَّذي ... كانَتْ عَوَاقِبُهُ نَدَامَهْ بَعْدَهُ: العَبْدُ يُقْرَعُ بِالعَصَا ... وَالحُرُّ تَكْفِيْهِ المَلَامَه ابْنُ الرُّوميّ: 12730 - لَهفْي عَلَى خَمْسِينَ عَامًا مَضَتْ ... كَانَتْ أَمَامي ثُمَّ خَلَّفْتُها بَعْدَهُ: لَوْ أَنَّ عُمْرِي مِائَةٌ هَدَّنِي ... تَذَكُّرِي أَنِّي تَنَصَّفْتُهَا ومن باب (لَهفِي) قَوْلُ أَصْرَمُ بنُ حُمَيْدٍ يَرْثِي: لَهَفِي عَلَيْكَ وَمَا يَرُدُّ تَلَهُّفي ... عَنْ ذِي مُكَابَدَةٍ وَدَمْعٍ سَافِحِ سَاوَى الرِّجَالَ بِنَا مَقَامُكَ فِي الثَّرَى ... فَأَذَلَّنَا وَأَقَرَّ عَيْنَ الكَاشِحِ كُنَّا عَلَى النّعمَاءِ نَشْعَبُ صَدْعَهُمْ ... وَنُقِيْمُ بِالبَأسَاءِ مَيْلَ الجامِحِ فَاجْتَثَّ يَوْمُكَ سَاعِدًا عَنْ سَاعِدٍ ... مِنَّا وَأَصْلدَ فِيْكَ زندَ القَادِحِ وَقَوْلُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ النَّصرَانِيّ: لَهَفِي عَلَى طِيْبِ أَيَّامٍ لنَا سَلَفَتْ ... كَأَنَّهَا لِدَوَامِ الصَّفْوِ أَعْيَادُ لِكُلِّ طِيْبِ زَمَانٍ رَاقَ مِنْ رَنَقٍ ... إِلَى لَيَالٍ لنا بِالغَوْرِ إِسْنَادُ ¬
12731 - لَهُ قَراحٌ في سَرَاوِيلهِ ... يُزْرَعُ فِيْهِ قَصَبُ السُكَّرِ ابْنُ التَعاوُيذِيِّ: 12732 - لَهُ قرُونٌ لَو استَقَامَتْ ... طُولًا لَحاذَتْ بَنَاتِ نَعْشِ بَعْدَهُ: لِحْيَةُ تَيْسٍ وَوَجْهُ قِرْدٍ ... وَعَيْنُ ثَوْرٍ وَرَأْسُ كَبْش ومن باب (لَهُ) قَوْلُ بَكْرِ بنِ النَّطَّاحِ (¬1): لَهُ قَلْبَانِ فِي بَدَنٍ فَمَنْ ... ذَا لَهُ قَلْبَانِ فِي بَدَنٍ وَحِيْدِ فَقَلْبٌ مِنْ حَرِيْرٍ حِيْنَ يَرْضى ... وَقَلْبٌ حِيْنَ يَغضبُ مِنْ حَدِيْدِ ابْنُ طَبَاطَبَا: 12733 - لَهُ قَلَم لَو نبضَ في الحَربِ كَيْدُهُ ... لمسْلُولةٍ البيضِ الصَّوارِم تُغمَدِ بَعْدَهُ: إِذَا خَرَّ يَوْمًا سَاجِدًا لِكِتَابَةٍ ... فَكَمْ مِنْ أَبِيٍّ عِنْدَ ذَاكَ مُسَجَّدِ مَتَى طَاشَ فِي القِرْطَاسِ وَكَّلَ حُكْمَهُ ... بِتَعْقِيْدِ مَحْلُوْلٍ وَحَلَّ مُعَقَّدِ لَهُ أَيْضًا: 12734 - لَهُ قَلَمٌ تَجريْ الْنُجُوم بجريهِ ... يُطِيعُ لَهُ حَتْمُ القَضَاءِ وَيَسمْعُ بَعْدَهُ: يُدِيْرُ سُعُوْدًا أَوْ نُحُوْسًا وَإِنَّهُ ... مِنَ الفَلَكِ الدَّوَّارِ فِي الجرْيِ أَسْرَعُ ¬
إِذَا مَا امْتَطَى مِنْهُ ثَلَاثَ أَنَامِلٍ ... بَكَى سَاجِدًا مِنْ تَحْتِهَا وَهِيَ رُكَّعُ فَأَضْحَكَ رَاجِيْهِ وَأَبْكَى عُدَاتَهُ ... وَدَانَ لِنَجْوَاهُ الكَمِيُّ المُشَمَّعُ الشِمْشَاطِيُّ: 12735 - لَهُ قَلمٌ قَد قَلَّمَ الدّهر بأسهُ ... وَذَلَّتْ لَة قَسْرًا رِقَابُ النَّوائبِ ابْنُ الرُّوميّ: 12736 - لَهُ قَلَمٌ يسْتَتْبعُ السيفَ طائعًا ... كَطَوْع ذُنَاباهُ الَّذي لَا يُفاَرِقُهُ بَعْدَهُ: وَمَا ذَنْبُ الأَقْلَامِ إِلَّا ممثِّلًا ... بِهِنَّ سُيُوْفُ الهِنْدِ كَيْفَ تُطَابِقُه أبو تَمَّامٍ: 12737 - لَهُ كِبريَاءُ المُشْتَرِيْ وَسُعُودُهُ ... وسَورَةُ بَهَرامٍ وَظَرفُ عُطَارِدِ قَبْلهُ: وَأَرْوَعُ لَا يُلْقِي المَقَالِدَ لامْرِئٍ ... وَكُلُّ امْرِئٍ يُلْقَى لَهُ بِالمَقَالِدِ لَهُ كُبْرِيَاءُ المُشْتَرِي. البَيْتُ لَهُ أيضًا: 12738 - لَهُ كَرَمٌ لَو كَانَ في الماءِ لَمْ يَغِضْ ... وفي مَا شَامَ امرؤٌ بَرق خُلَّبِ بَعْدَهُ: أَخُو أَزَمَاتٍ بَذْلهُ بَذْلُ مُحْسِنٍ ... إِلَيْنَا وَلَكِنْ عُذْرُهُ عُذْرُ مُذنِبِ يَهُوْلُكَ أَنْ تَلْقَاهُ فِي صَدْرِ مِحْفلٍ ... وَفِي نَحْرِ أَعْدَاءٍ وَفِي قَلْبِ مَوْكِبِ إِذَا أَمَّهُ العَافُوْنَ أَلْفُوا حيَاضَهُ ... مَلَاءً وَأَلْفُوا رَوْضَهُ غَيْرَ مُجْدِبِ ¬
إِذَا قَالَ أَهْلًا مَرْحَبًا نَبَعَتْ لَهُ ... مِيَاهُ النَّدَى مِنْ تَحْتِ أَهْلٍ وَمَرْحَبِ 12739 - لَهُ كَلَفٌ بالمكرُماتِ وَصَبْوةٌ ... إلى غَيْرِ مَا تجابُ عنْهُ البَرَاقِعُ ابْنُ الحَجَّاج: 12740 - لَهُم ثيابٌ يَروقُ مَنظَرُهَا ... وَليسَ تَحتَ الثيابِ إنْسَانُ المُقَنَّع الْكِنْدِيُّ: 12741 - لَهُم جُلَّ مَالي إن تتَابَعَ لي ... غنًى وإن قَلَ مَالي لَم أكَلَفْهُمُ رِفْدَا الْمُتَنَبيّ يخاطب سَيف الدَّولةِ: 12742 - لَهُمْ حَقٌّ لِشركِكَ في نِزارٍ ... وَأَدنَى الشِّركِ في نَسَبٍ جِوَارُ البُحْتَريُّ: 12743 - لَهمُ حُللٌ حَسُنَّ فَهُنَّ بيضٌ ... وأفْعَالٌ قَبُحنَ فَهُنَّ سُوْدُ هَذَا يُسَمَّى فِي عِلْمِ البَيَانِ الطِّبَاقُ وَهُوَ ذِكْرُ الشَّيْءِ وَضِدّهِ وَمَنْ ادَّعَى غَيْرَ ذَلِكَ فَإِنَّ الأَسْمَاعَ تَلْفِظُهُ وَالقُلُوْبُ تُنْكِرُهُ. ابْنُ الرُّوميّ: 12744 - لَهُ مُحِبٌ جَميْلٌ يُستَدَلُّ بِهِ ... عَلَى جَمِيْلٍ وللبُطنانِ ظُهرانُ أبو فِراسٍ في النَّصارى: 12745 - لَهُم خِلَقُ الحَميرِ فَلَستَ تَلقى ... فتًى مِنْهُمُ يَسيرُ بلَا حِزَامِ أَبْيَاتُ أَبِي فِرَاس بن حَمْدَانَ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: ¬
يَعِزُّ عَلَى الأَحِبَّةِ بِالشَّآمِ ... حَبيْبٌ بَاتَ مَمْنُوْعُ المَنَامِ وَإِنِّي الصَّبُوْرُ عَلَى الرَّزَايَا ... وَلَكَنَّ الكَلَامَ عَلَى الكَلامِ جُرُوْحٌ لَا يَزِلْنَ يَرِدْنَ مِنِّي ... عَلَى جُرْع قَرِيْبِ العَهْدِ دَامِي يَقُوْل مِنْهَا: لَهُمْ خُلْقُ الحَمِيْرِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأَصْعَبُ خُطَّةٍ وَأَشَدُّ أَمْرٍ ... مُجَالَسَةُ اللِّئَامِ عَلَى الكِرَامِ أَبِيْتُ مَبَرَّأً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ ... وَأُصْبِحُ سَالِمًا مِنْ كُلِّ ذَامِ وَمَنْ أَبْقَى الَّذِي أَبْقَيْتُ هَانَتْ ... عَلَيْهِ مَوَارِدُ المَوْتِ الزُّؤَامِ ثنَاءٌ طَيِّبٌ لَا خُلْفَ فِيْهِ ... وَآثَارٌ كَآثَارِ الغَمَامِ وِعِلْمُ فَوَارِسِ الحَيَّيْنِ أَنِّي ... قَلِيْلٌ مَنْ يَقُوْمُ لَهَا مَقَامِي أُلَامُ عَلَى التَّعَرُّض لِلمَنَايَا ... وَلِي سَمَعٌ أَصمُّ عَنِ المَلَامِ بَنُو الدُّنْيَا إِذْ مَاتُوا سَوَاءٌ ... وَلَوْ عَمرَ المُعَمِّرُ أَلْفَ عَامِ ألا يَا صَاحِبَيَّ تَذَكَّرَانِي ... إِذَا مَا شُمْتمَا البَرْقَ الشَّامِي إِذَا مَا لَاحَ لِي لَمَعَانُ بَرْقٍ ... بَعَثْتُ إِلَى الأَحِبَّةِ بِالسَّلَامِ يقول ذَلِكَ فِي النَّصارَى حِيْنَ أَسَرَهُ البَطْرَقُ وَيَعْنِي بِالحزَامِ الزُّنَّارِ الَّذِي يَشُدُّوْنَهُ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ. أَبُو الهَداهِدِ الأَصْفَهانيُّ: 12746 - لَهمُ كُلُّ مَكرُمةٍ حِجَابٌ ... فَقَد تَركُوا المَكَارِمَ وَاسْتَراحُوا قَبْلهُ: بَنُو عَبْدِ العَزِيْزِ إِذَا أَرَادُوا ... سمَاحًا لَمْ يَلِقْ بِهُم السّمَاحُ لَهُمْ عَنْ كُلِّ مُكْرُمَةٍ حِجَابٌ. البَيْتُ ¬
ومن باب (لَهُ) قَوْل ابْنُ المُعْتَزِّ (¬1): لَهُ مُقْلَةٌ تَرْمِي القُلُوْبَ وَوَجْنَةٌ ... تَفتَحَ فِيْهَا الوَرْدُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ لَهُ مِنْ عُيُوْنِ الوَحْشِ عَيْنٌ مَرِيْضةٌ ... وَمِنْ خُضْرَةِ الرَّيْحَانِ خُضْرَة شَارِبِ كَأَنَّ غلَامًا مَاهِرًا خَطَّهُ لَهُ ... فَجَاءَ كَنِصْفِ الصَّادِ مِنْ خَطِّ كَاتِبِ وقول الصَّابِئ فِي الوَزِيْرِ أَبِي مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيِّ (¬2): لَهُ يَدٌ بَرَعَتْ جُوْدًا بِنَابِلِهَا ... وَمَنْطِقٌ دُرُّهُ فِي الطِّرْسِ يَنْتَثِرُ فَحَاتِمٌ كَامِنٌ فِي بَطْنِ رَاحتِهَا ... وَفِي أَنَامِلِهَا سَحبَانُ مُسْتَتِرِ وقول الحُسَيْنُ بنُ مُطَيْرٍ الأَسَدِيِّ (¬3): لَهُ يَوْمُ بُؤْسٍ فِيْهِ لِلنّاس أَبْؤُسُ ... وَيَوْمُ نَعِيْمٍ فِيْهِ لِلنّاسِ أَنْعمُ فَيُمْطِرُ يَوْمَ الجُوْدِ مِنْ كَفِّهِ النَّدَى ... وَيُمْطِرُ يَوْمَ البُؤْسِ مِنْ كَفِّهِ الدَّمُ فلو أَنَّ يَوْمَ البُؤْسِ خَلَّى عِقَابَهُ ... على الناسِ لَمْ يُصْبِحْ عَلَى الأَرْضِ مُجْرِمُ وَلَوْ أَنَّ يَوْمَ الجوْدِ خَلَّى يَمِيْنهُ ... عَلَى النَّاسِ لَمْ يُصْبِحْ عَلَى الأَرْضِ مُعْدِمُ وقول العَرَنْدَسِ (¬4): لَهُ نَارٌ تَشُبُّ عَلَى يَفَاعٍ ... إِذَا النِّيْرَانُ أُلْبِسَتِ القِنَاعَا أَبُو تَمَّام في الشّيبِ: 12747 - لَهُ مَنْظَرٌ في العَيْنِ أبيضَ نَاصِعٌ ... عَلَى أَنَّهُ في القَلْبِ أسوْدَ أَسْفَعُ أبو تَمَّامٍ أَيْضًا: 12748 - لَهُ نَبْعَةٌ فَرعُهَا في السَّما ... ءِ وَفِي هَامَةِ الحُوْتِ أعْراقُها ¬
بعضُ بَني هَوَازِنَ: 12749 - لَهُ نَسَبُ الأنْسّي يُعْرَفُ نَجرْهُ ... وللجِنِّ منْهُ شَكْلُهُ وَشمَائِلُه قَبْلهُ: وَإِنِّي وَبُغْضِي الإنْسَ مِنْ بَعْدِ حُبّهُمُ ... وَصبْرِي عَمَّنْ كُنْتُ مَا إِنْ أُزَايِلُه لَكَالصَّقْرِ جَلَّى بَعْدَ مَا صَادَفنهُ ... قَدِيْدًا وَمَشْوِيًّا عَبِيْطًا خَرَادِلُه أَهَابُوا بِهِ فَازْدَادَ بَعْدَ وَهَاجَهُ عَلَى ... النأي مِنْهُ صَوْتُ رَعْدٍ وَوَابِلُه أَخُو فَلَوَاتٍ خَالَفَ الجنَّ وَانْتَحَى عَنِ ... الأُنْسِ حَتَّى قَدْ تَقَضَّتْ وَسَائِلُه لَهُ نسبة الإِنْسِيّ يُعْرَفُ نَجْرُهُ. البَيْتُ وَكَانَ لِصًّا مِنُ لُصُوْصِ العَرَبِ. الخُرَيْميُّ يَمدحُ: 12750 - لَهُ نِعَمٌ عِنديْ ضَعُفْتُ لِشُكرِها ... عَلَى أنَّهُ في كُلِّ يَومٍ يَزيدُهَا كَاتبُه عَفا اللَّه عنه: 12751 - لَهُ وَجْهٌ كَأَنَّ الشَّمسَ فيْهِ ... فَمَا تَسْطيعُ تَنْظرُهُ العُيونُ بَعْدَهُ: تَحَجَّبَ بِالمَهَابَةِ وَهُوَ طَلْقٌ ... لِرَاجِيْهِ وَوَقَّرَ السُّكُوْنُ ابن أبي البَغلِ: 12752 - لَهُ هِمَمٌ تُناطُ إلى الثُريَّا ... وتَحْكُم في الطَّريفِ وَفي التِّلادِ بَعْدَهُ: ¬
وَأَقْلَام تُشَبِّهُهَا سُيُوْفًا مُهَنَّدَةً ... هَوَادٍ فِي هَوَادِ يُخَطُّ بِهَا سَوَادًا فِي بِيَاضٍ ... فَتَحْسَبُهَا بَيَاضًا فِي سَوَادِ وَإِنْ فَزِعَ الصَّرِيْخُ أَمَدَّ خَيْلًا ... بِخَيْلٍ تُسْتَثاَرُ مِنَ المِدَادِ البُحْتَريّ يَهْجُو: 12753 - لَهُ هِمَةٌ لَو فَرّقَ اللَّهُ شَملَها ... عَلَى النَّاسِ لَم تُجمَعْ لِمَكْرمَةٍ شَمْلُ ابْنُ طَبْاطَبَا: 12754 - لَهُ هِمَّةٌ لَو قِسْتَ فَرطَ علوهَا ... حَسِبتَ الثُريا في قَرارِ قَليبِ ابْنُ أَبِي زُرُعَةَ: 12755 - لَهُ هِممٌ لَا مُنَتَهى لِكبَارِهَا ... وَهِمّتَهُ الصُغْرَى أَجَلُّ مِنَ الدَّهرِ بَعْدَهُ: لَهُ رَاحَةٌ أَوْ أَنَّ مِعْشَارُ جُوْدِهَا ... عَلَى البرِّ كَانَ البرُّ أَنْدَى مِنَ البَحْرِ لَهُ فِي ذَوِي المَعْرُوْفِ نُعْمَى كَأَنَّهَا ... مَوَاقع مَاءِ المُزْنِ فِي البَلَدِ القَفْرِ حَدَّثَ الأَصْمَعِيُّ قَالَ: دَخَل دَغْفَلُ بنُ حَنْظَلَةَ الشَّيْبَانِيُّ النَّسَّابَةُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ: أَيُّ بَيْتٍ قَالَتِ العَرَبُ أَفْخَرُ وَأَنْدَى؟ قَالَ: قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَهُ هِمَم لَا مُنْتَهَى لِكِبَارِهَا. الأَبْيَاتُ البُحْتُريُّ: 12756 - ليَ الذَّنبُ مَعْرُوفًا إِنْ كُنْتُ جَاهلًا ... بَهِ وَلَكَ العُتبى عَلَيَّ وأنْعُما قَاضِي حَمَاةَ: ¬
12757 - إلى أَنْ أبُثَّ جَميْعَ ما ألقاهُ مَنْ ... أَلَمِ وَعَليكَ أَن لا تَسمْعِي قبله: يَا بَانَةَ الوَادِي الَّتِي سَفَكَتْ ... دَمِي بِلِحَاظِهَا بَلْ يَا قَنَاةَ الأَجْزَعِ لِي أَنْ أَبُثَّ جَمِيع مَا أَلْقَاهُ. البَيْتُ السيّد الْمُرتَضَى أخو الرّضي: 12758 - لي بالدّيارِ الَّتي فارَقتُ عرْصَتها ... دَارٌ وعَنْ سَكَنٍ فَارْقْتُهُ سَكَنُ قبله: فِي المُرُوْنِ عَلَى فرَاقِ الأَحِبَّةِ وَالأَوْطَانِ: مَا أَرَّقَ العَيْنُ تِذْكَارُ الأُلَى ظَعنُوا ... وَلَا الدِّيَارُ الَّتِي أَقْوَتْ وَلَا الدِّمَنُ وَلَا حَبِيْبٌ عَلَى نَأي وَلَا وَطَنٌ ... فَكُلُّ مَا نِلْتُ فِيْهِ منيَتِي وَطَنُ لِي بِالدِّيَارِ الَّتِي فَارَقْتُ عَرْصَتَهَا. البَيْتُ ومن باب (لِي) قَوْلُ بَعْضِ أُمَرَاءِ بني أُمَيَّةَ (¬1): سَقَيْتُ أَبَا كَامِلٍ ... مِنَ الأَصْهَبِ البَابِلِي وَسَقِيْتُهُ مَعْبَدًا ... وَكُلُّ فَتَىُ بَاسِلِ إِلَى المَحْضِ مِنْ وُدِّهِمْ ... وَيَشْمِهُمْ نَائِلِي ومن باب لَيَالِيَ قَوْل الآخِرِ (¬2): لَيَالِيَ أَعْطَيْتُ الخَلَاعَةَ مِقْوَدِي ... تَمُرُّ اللَّيَالِي وَالشُّهُوْرُ وَلَا أَدْرِي وقول حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ الهِلَالِيِّ (¬3): ¬
لَيَالِيَ سَمْعُ الغَانِيَاتِ وَطَرْفُهَا ... إِلَيَّ وَإِذْ رِيْحِي لهُنَّ جَنُوْبُ قَالَ الأَصْمَعِيُّ: هَذَا الشَّاعِرُ يَقُوْلُ كُنْتُ أُلْقحُ حُبِّي فِي قُلُوْب الغَانِيَاتِ كَمَا يَلْقَحُ الجَنُوْبُ الشَّجَرَ فِي آخرِ الشِّتَاءِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرُو: يقالُ الرِّيْحُ الجنُوْبُ بِالعَالِيَةِ مِنَ الحِجَازِ أَطْيَبُ مِنْ غَيْرِهَا. قَالَ أَبُو عَمْرُو: فَسَألتُ جَمَاعَةً مِنْ أهْلِ الحِجَازِ عَنْ ذلك فَقَالُوا إِنَّهَا كَذَلِكَ. فَقُلْتُ أَليَنُهَا وَأَطْيَبُهَا؟ قَالُوا: نَعَم. وَقَالَ غَيْرُ أَبِي عَمْرُو وَغَيْرُ الأَصْمَعِيِّ: إِنَّمَا جَعَلهَا جَنُوْبًا لأَنَّ الجنُوْبَ تَجْمَعُ السَّحَابَ وَتُؤَلِّفُهُ فهو يَقُوْلُ: كُنَّ يَجْتَمِعْنَ إِلَيَّ وَيَأْلَفْنَنِي كَمَا يُؤْلفُ الجنُوْبُ السَّحَابَ وَالشّمَالُ تُفَرِّقُهُ. أبو تمّامٍ يَفْخَرُ بحاتمٍ: 12759 - لينجحْ بجُوْدٍ مَنْ أرادَ فإنَّهُ ... عَوان لهَذا النَّاسِ وَهوَ لَنا بِكرُ إبراهيمُ الغَزِيُ: 12760 - لَيتَ البيَاضَ الَّذي زَالَ السَّوادُ بهِ ... أبقَى لَنا مِنْهُ مَا في القَلبُ والبَصَرِ أَبْيَاتُ الغَزِيِّ: لَيْتَ البَيَاضَ الَّذِي زَالَ السّوَادُ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَليتَ مَا أَعدمَ الأَرْوَاحَ حَادِثُهُ ... لَمْ يَبْقَ مَا كَانَ يَحْوِيْهَا مِنَ الصُّوَرِ كَمْ خَانَنِي حَذَرِي فِيْمَا مَضَى وَأَتَى ... حَتَّى غَدَا حَذَرِي فِي الحَالِ مِنْ حَذَرِي وَضِقْتُ ذَرْعًا بِعَيْشٍ لَا يَسُوْغُ وَلَا ... تَمجُّهُ النفسُ حَتَّى عِيْلَ مُصْطَبِرِي طَالَ انْتِظَارِي حِمَامِي وَالحِمَام إِذَا ... تَأَخَّرَ الأَجَلُ المَحْتُوْمُ مُنْتَظِرِي فَلَسْتُ حَيًّا وَلَا مَيْتًا وَلَا دَنِفًا ... وَلَا صَحِيْحًا جَمِيع الدَّاءِ فِي الكِبَرِ لَا تَسْعَ فِي الأَمْرِ حَتَّى تَسْتَعِدَّ لَهُ ... سَعْيٌ بلا عُدَّةٍ قَوْسٌ بلا وَتَرِ ¬
تَبْقَى المَذَمَّةُ فِيْمَنْ لَا بيضٌ لَهُ ... فِي مَدْحِهِ حَجَر كَالنَّقْشِ فِي الحَجَرِ كُثَيِرُ عَزَّة: 12761 - لَيتَ التحِيَّةَ كانَتْ لي فأَشكرَها ... مكَان يا جَملٌ حُيّيتَ يَا رجلُ كَانَت عزَّةُ قَدْ هَجَرَتْ كُثَيِّرًا فَلَمْ تُكلّمُهُ وَنَفَرَ النَّاسُ وَلَقِيَتْهُ فَحَيَّتِ الجَّمَلِ وَلَمْ تُجِبْهُ فَقَالَ: حَيَّتْكَ عَزَّةُ بَعْدَ النَّفْرِ وَانْصَرَفَتْ ... فَحَيِّ وَيْحَكَ مَنْ حَيَّاكَ يَا جَمَلُ لَوْ كُنْتَ حَيَّيْتهَا مَا زِلْتَ ذَا مِقَةٍ ... عِنْدِي وَلَا مَسَّكَ الإِدْلَاجُ وَالعَمَلُ لَيْتَ التَّحِيَّةَ كَانَتْ لِي فَأَشْكرُهَا. البَيْتُ إبرَهيمُ الغَزّيّ: 12762 - لَيتَ الجَمَاداتِ باعَتنْي سَكْينَتَها ... بالْعَزمِ وَالحَزمِ والإقدِام واللَّسَنِ المُتَنبّي: 12763 - لَيتَ الحَوادِثَ باعتني الَّذي أخَذَتْ ... منّي بحلْمي الّذي أعطَتْ وتَجريبي يَقُوْل مِنْهَا: فَمَا الحَدَاثَةُ مِنْ حِلْمٍ بِمَانِعَةٍ ... قَدْ يُوْجَدُ الحِلْمُ فِي الشُّبَّانِ وَالشِّيَبِ هذه وُجِدَتْ مَكْتوبِة على جِدارٍ: 12764 - لَيتَ الديارَ إِذَا تَقَادَمَ عَهدُهَا ... درَسَتْ فلَم يعْلَم لَها بِمَكَانِ بَعْدَهُ: إِنَّ الدِّيَارَ وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهَا ... مِمَّا تَهِيْجُ عَلَى ذَوِي الأَشْجَانِ ¬
شَوْقًا وَأَشْجَانًا وَذِكْرَ مَعَاهِدٍ ... بَانَتْ مَعَ القُطَّانِ وَالسُّكَّانِ 12765 - لَيتَ الدّارُ الّتي تَبقَى وَتُحزِنُنَا ... كانتْ تَبينُ إذا مَا أهَلُها بانُوا بَعْدَهُ: يَنْأُوْنَ عَنَّا وَلَا تَنْأَى مَوَدّتهُمْ ... فَالقَلْبُ فِيْهِمْ رَهِيْن حيثما كَانُوا إبرَهيمُ الغَزّيّ: 12766 - لَيتَ الرّجاءَ ولَيتَ الخَوفَ مَا خُلِقَا ... فلَو خَلا النَاسُ مِنْ هذينَ مَا خَضَعُوا أَبْيَاتُ الغَزِيِّ أَوَّلُهَا: مِثلِي بِتَجرِبَةِ الأَيَّامِ يَنْخَدِعُ ... كَمْ قَارِحِ السّنِّ فِيْمَا نَالَهُ جَذَعُ لَيْتَ الرَّجَاءَ وَلَيْتَ الخَوْفَ مَا خُلِقَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قُلْ لِلَّذِي شَانَ فَقْرِي عِنْدَهُ فَقْرِي ... مَا خُصَّ بِالحُرْفِ إِلَّا المَاهِرُ الضَّرَعُ إِنْ صِحَّ زَعْمكَ فِي أَنْ لَيْسَ لِي كَلِمٌ ... فَمَا التَّنَازُعُ فِي مَعْنَاهُ يا لكعُ كَمْ غيْرِ عِزٍّ حَدَا أَجْمَالَهَا سَفَهٌ ... وَذِلّة كَان مِنْ أَسْبَابِهَا وَرَعُ المُتَنبّي: 12767 - لَيتَ الغمَام الّذي عنْدي صَوَاعِقُهُ ... يُزيلهن إلى مَنْ عنْدَهُ الديمُ أَخَذَ السّريُّ الرَّفَاء قَوْلُ المُتَنَبِّيِّ هَذَا فَقَالَ (¬1): وَأَنَا الفدَاءُ لِمَنْ مَخِيْلَةُ بَرْقِهِ ... عِنْدِي وَعِنْدَ سِوَايَ مِنْ أَنْوَائِهِ الرّضيَّ المُوسَوي: 12768 - لَيتَ الّذي عَلِقَ الرّجاءُ بِهِ إِذْ ... لَم يَجدْ للصَّبِّ لَم يَجِدِ ¬
بَقِيَّةُ أَبْيَاتِ الرَّضِي مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ: أَخْطَأتُ فِي طَلَبِي. البَيْتُ 12769 - ليتَ المَنازِلَ بالجرْعاءِ دَانيَة ... مِنَّا وذَاكَ الَّذي نَهوْى بِهاَ جَارُ المُبارَكُ بنُ المُستَوفي الإربَلي: [من البسيط] 12770 - لَيتَ الهَوى كَانَ لَا قَطعًا ولَا صلةً ... فلَم يَكنْ فيْهِ لَا يأسٌ ولَا طَمَعُ قَبْلَهُ: أَزُوْركُمْ فَتَكَادُ الأَرْضُ تَقْبِضُ بِي ... ضِيْقًا فَأَرْجِعُ مِنْ فَوْرِي فَتَتَّسِعُ خَدَعْتُمُوْنِي بِمَا أَبْدَيْتُمُوْهُ مِنَ الحُسْنَى ... وَأَكْثَرُ أَسْبَاب الهَوَى خُدَعُ حَتَّى إِذَا عَلِقَتْ كَفِّي بِكُمْ ثِقَةً ... أَسْلَمْتُمُوْنِي فَلَا صَبْرٌ وَلَا جَزَعُ يَغُرُّنِي جَلَدِي الوَاهِي فَأَتْبَعُهُ ... غَيًّا وَيَنْصَحُ لِي شَوْقِي فَأَمْتَنِعُ لَيْتَ الهَوَى كَانَ لَا قَطعًا وَلَا صِلَةً. البَيْتُ هُوَ شَرَفُ الدِّيْنِ أَبُوْ البَرَكَاتِ المُبَارَكُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المُبَارَكِ بنِ مَوْهُوْبِ بنِ غَنِيْمَةَ بنِ غَالِبٍ المُسْتَوْفِيِّ الإِرْبِلِيِّ وَزِيْرُ السُّلْطَانِ مُظفَّرِ الدِّيْنِ كَوْكَبْرِيّ بن عَلِيِّ بنِ سُبكتِكِيْنَ صَاحِبِ إِرْبِلَ رَحَمَهُ اللَّهُ وَكَانَ مُظَفَّرُ الدِّيْنِ صَالِحًا تَقِيًّا. 12771 - لَيتَ الهَوى لَمْ يَكُنْ بيْني وبينكُم ... ولَيتَ مَعْرفَتي إياك لم تَكُنِ أَبُو نواسٍ: 12772 - لَيتَ أَنَّ الشَّمسَ بَعديْ غَرَبَتْ ... ثُمَّ لَمْ تَطلُعْ عَلِى أهلِ بَلَد 12773 - لَيتَ بينَ الّذي أحبُّ وَبيني ... مِثلَ مَا بينَ حَاجِبيِّ وَعَيْني 12774 - لَيتَ تَجنبهم عليَّ دائمًا ... وَاوحْشَتنا لِذَلِكَ التَّجنّي ¬
أبو عبد اللَّه بنُ الحَّجاج: 12775 - لَيتَ جِسمَ الَّذي يُريْدُ لَكَ السُّو ... ءَ كَجسمي وقَلبَهُ مِثلُ قَلْبي قَبْلَهُ: يَا حَبِيْبَ الفُؤَادِ كُنْ لِي مجِيْرًا ... مِنْ عَذَابِ الهَوَى وَشدَّةِ كَربِي إِنْ تَكُنْ عَالِمًا بِمَا فِيْكَ ... أَلْقَاهُ مِنَ الصَّبْرِ وَالسّقَامِ فَحَسْبِي ليْتَ جِسْم الَّذِي يُرِيْدُ لَكَ السُّوْء. البَيْتُ امْرَأة منُ أَوْسٍ: 12776 - لَيتَ حَظّي مِنْ أبي كَرِبٍ ... أَن يَسُدَّ خَيرُهُ خَبَلَهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ هَذَا البَيْتُ: (لَيْتَ حَظِّي مِنْ أَبِي كَرَبٍ) مِنَ الأَمْثَالِ السَّائِرَةِ المَشْهُوْرَةِ. يُضْرَبُ فِيْمَا كُنْتُ تَرْجُو خَيْرَهُ فَيَكُوْنُ بِخِلَافِهِ. قَالَتْهُ امْرَأةٌ مِنْ أَوْسٍ فِي تُبَّعِ بنِ أَبِي كَرِبٍ حِيْنَ قَدِمَ المَدِيْنَةَ فَطَمعَتْ فِي أَنْ يُنِيْلهَا شَيْئًا مِنْ خَيْرِهِ فَلَمَّا رَأتْ مَا يَصْنَعُ بِقَوْمِهَا قَالَتْ هَذِهِ المَقَالَةَ فَأَرْسَلَتهَا مَثَلًا. بَعْضُ عُقلاءُ المَجانينِ: 12777 - لَيتَ شِعري أيُّ أرضٍ أجدَبتْ ... فأُغِيثَتْ بِكَ مِنْ بَعْدِ العَجَفْ قِيْلَ: لَمَّا أَرَادَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المَدَبِّرِ الإِصْعَادَ إِلَى بَغْدَادَ وَقَفَ بِهِ بَعْضُ عُقَلَاءِ المَجَانِينِ فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الرَّئِيْسُ قَدْ حَضَرَنِي شَيْءٌ مِنَ الشِّعْرِ. فَقَالَ: هَاتِ. فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ سِرْ فِي دَعَةٍ ... وَامْضِي مَحْمُوْدًا فَمَا مِنْكَ خَلَفْ لَيْتَ شِعْرِي أَيُّ أَرْضٍ أَجْدَبَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): ¬
نَظَرَ الرَّحْمَنُ بِالوُدِّ لَهَا ... وَحَرَمْنَاكَ بِذَنْبٍ قَدْ سَلَفْ فَقَال إِبْرَاهِيْمُ: يَا غُلَامُ مَا مَعَكَ؟ فَقَالَ: خَمْسُ مِائَةِ دِيْنَارٍ. قَالَ: ادْفَعهَا إِلَيْهِ فَفَعَلَ. قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: كَتَبتُ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبع مِائَةٍ إِلَى مَوْلَانَا الإِمَامِ العَالِمِ الكَامِلِ المُحَقِّقِ نُوْرِ الحَقِّ وَالمِلَّةِ وَالدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الحَكِيْمِ أَدَامَ اللَّهُ سَعَادَتَهُ وَتَوْفيْقهُ لَمَّا تَوَجَّهَ مِنْ بَغْدَادَ إِلَى تَبْرِيْزَ وَغَيَّرْتُ بَعْضَ لَفْظِهَا وَأَجزْتُها بِأَرْبَعَةِ أَبْيَاتٍ فِي آخِرهَا فَقُلْتُ (¬1): يَا فَرِيْدَ العَصْرِ فِي دَعَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ البيْتَانِ وَبَعْدَهُمَا: نَسْأَلُ اللَّهَ وَنَرْجُو عَطْفَهُ ... فَهُوَ بِالخَيْرِ إِذَا شَاءَ عَطَف رَدَّكَ اللَّهُ عَلَيْنَا سَالِمًا ... غَانِمًا بِالنُّجْحِ أَنْوَاعَ اللّطَف تُوْسِعُ الخَلْقَ جَمِيْلًا شَامِلًا ... وَتُوَافِيْهِمْ بِأَصْنَافِ التُّحَف مِثْل عَادَاتِكَ فِيْهِم هَكَذَا ... دَأبُ أَرْبَابُ المَعَالِي وَالشَّرَف عبد العزيز بن عبد اللَّه بن طاهر: 12778 - لَيْتَ شِعري بأَيْ خُطَّةِ أَرضٍ ... خُطَّ لَي مَضجَعِي وَمَوضِعُ قَبرِي لَهُ أيضًا: 12779 - لَيتَ شِعري بأيِّ نَوعٍ مِنْ ... الأسْبابِ تأتي مَنيَّتي لَيتَ شِعري لَهُ أيضًا: 12780 - لَيتَ شِعري بَعدَ المَماتِ إلى أيَّـ ... ــةَ حَالٍ يَصيرَ شأنْي وأمري لَهُ أيضًا: 12781 - لَيتَ شِعريْ في أي يَوم من الأسـ ... ـــبُوع تعتالني وفي أيّ شَهرِ محمُدَ بن شِبْلٍ: 12782 - لَيتَ شِعري وللبلى كُلَّ ذا الخَلـ ... ـــق بِماذا تَميَّزَ الأنبيَاءُ ¬
امْرؤُ القَيْسِ: 12783 - لَيتَ شِعري وَللَيتٍ نبوة ... أَين صَارَ الرُّوحِ إذ بانَ الجَسَدِ؟ قَوْلُ امْرِىِ القَيْسِ: لَيْتَ شِعْرِي وَلِلَيْتٍ نُبُوَّةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: بَيْنَمَا المَرْءُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ... ضَرَبَ الدَّهْرُ سَنَاهُ فَخَمَدْ لَا يَضُرُّ العَجْزُ ذَا الجدِّ وَلَا ... يَنْفَعُ المَحْرُوْمَ ايْضَاعٌ وَكَدْ نَاعِمٌ فِي أَهْلِهِ ذُو غِبْطَةٍ ... وَمنَاصٍ عَيشَ سُوْءٍ فِي كَمَدْ عَاجِزُ الحِيْلَةِ مُسْتَرْخِي القُوَى ... جَاءهُ الدَّهْرُ بِمَالٍ وَوَلَدْ وَلَبيْبٌ أَيدٍ ذُو حِيْلَةٍ ... مُحْكَمُ المِرَّةِ مَأمُوْنُ العُقَدْ خَصَّهُ الدَّهْرُ وَغَطَّى حَزْمَهُ ... وَانْتَضَاهُ مِنْ عَدِيْدٍ وَسَبَدْ رَكِبَ اللُّجَّ إِلَى اللُّجِّ عَلَى ... غَمَرَاتِ البَحرِ ذِي المَوْجِ الأَشَدْ حَينْمَا أَرْسَى كُلُّ مَنْ يَعْرِفُهُ ... وَارْتَمى الآذِيُّ منه بِالزَّبَدْ فِي طِلَابِ المَالِ حَتَّى شَفَّهُ ... وَأَبَى المَالُ لَهُ أَنْ لَيْسَ جَدْ قَوْلُهُ: مُنَاصٍ أي مُقَاتِلٌ وَالكَمَدُ الشِّدَّةُ وَأَيدٌ قَوِيٌّ وَالمِرَّةُ هَاهُنَا العَقْلُ، وَحَصَّهُ ذَهَب بِمَالِهِ. زُهَيْرُ المَصريُّ: 12784 - لَيتَ شِعريْ هَلْ زَمَانيَ ... بَعدَ ذَا البُخلِ يَجُودُ؟ بعده: مَا أَرَى الشِّدَّةَ إِلَّا ... كُلَّمَا مَرَّتْ تَزِيْدُ يَنْقَضِي يَوْمٌ وَيَوْمٌ ... فِي حَدِيْثٍ لَا يُفِيْدُ فمتى اليَوْمُ الَّذِي ... أَبْلُغُ فِيْهِ مَا أُرِيْدُ 12785 - لَيتَ شِعريْ لأيِّ شيءٍ أُرجيْـ ... ـــكَ وأيّ الأوقاتِ والأَزمانِ ¬
وبعده: وَلَعُمْرِي لَقَدْ ظَنَنْتُ ظُنُوْنًا ... كَذَّبَتْهَا مُصَدّقَاتُ العَيَانِ 12786 - لَيتَ لَي إِذ أَرَاه فَضل عُيونٍ ... فَبعَينَين لَستْ أَشبعُ مِنْهُ 12787 - لَيتَني قَد حَلَلتُ عنْدَكَ في الحـ ... ــبِّ مَحَلَّا أجلَّك الحُّب منِّي أمَيّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ: 12788 - لَيتَني كُنْتُ قَبلَ يَومَي هَذَا ... في رؤوُسِ الجِبالِ أرْعَى الوُعُولَا 12789 - لَيتَهُ جَادَ عَلَي ضَعـ ... ــفيْ بَطسوجٍ وَنَامَا ابْنُ الروميّ يَهْجُو: 12790 - لَيتَهم كَانُوا قروُدًا فَحَكَوْا ... شيَمَ النَّاسِ كَمَا تَحْكِي القُرُودُ أَبُو تَمَّامٍ: 12791 - لَيثٌ إِذَا خَفَقَ اللِّوَاءُ رَأيتَهُ ... يَعْلُو قَرَى الهيْجاءِ وَهي زَبُونُ بَعْدَهُ: لِحِيَاضِهَا مُتَوَرِّدٌ وَلِخَطْبِهَا ... مُتَعَمِّد وَبِثَدْيِهَا مَلْبُوْنُ ابْنُ طَباطَبَا: 12792 - لَيثُ غَابٍ أَفنى الأعَادِيَ ... حَتَّى مَالَهُ في الوَرى عَدو مُسَاوِ أَبُو العَتاهِيَةِ: ¬
12793 - ليَجْهَرَ المَرءُ فَمَا يَعْدو القَدَرُ ... ورُبَّما سَاقَ إلى الَحينِ الحَذرْ ومن باب (لِي حَبِيبٌ) قَوْلُ الخُبْزرُزِيُّ (¬1) لِي حَبِيْب خَيَالُهُ نصبَ عَيْنِي ... وَاسْمُهُ فِي سَرَائِرِي مَكْنُوْنُ إِنْ تَذَكَّرْتهُ فَكُلِّي قُلُوْب ... أَو تَأَمَّلْتهُ فَكُلِّي عُيُوْنُ يا عَذُوْلِي إِنْ لَمْ تَعِنِّي فَدَعْنِي ... لَا تَهُوْنُ عَلَيَّ مَا لَا يَهُوْنُ قَالَ كُنْ صَابِرًا تَكُنْ مُسْتَرِيْحًا ... قُلْتُ مَا لَا يَكُوْنُ كَيْفَ يَكُوْنُ وقول مَنْصُوْرٍ الفَقِيْهِ (¬2): لِي جَارٌ لَسْتُ أَرْجُوْهُ ... وَلَا آمن شَرَّه مَالَهُ شُغْلٌ سِوَى ... ثَلْبِي كَفَانِي أَمْرَه 12794 - لي حُجَّةٌ وهَوَاكَ يَقْطَعُ دوُنَها ... إِنَّ المُحِبَّ لسانُهُ مَقْطوعُ 12795 - لي حُرْمَةُ الضَّيِفِ وَالجارِ القَديمِ ومَنْ ... أتاكُم وَكهُولُ الحيِّ أطفَالُ أَوَّلُهَا: مِنْ شِيْمَةِ الدَّهْرِ إِدْبَارٌ وَإِقْبَالُ ... فَمَا يَدُوْمُ عَلَى حَالَاتِهِ حَالُ وَكُلُّ شَيْءٍ وَإِنْ أَعْيَا لَهُ أَجَل ... يُفْضي إِلَيْهِ كَمَا لِلنَّاسِ آجَالُ للشَّامِتِيْنَ بِنَا يومٌ نَصُوْلُ بِهِ ... عليهم بِالأَمَانِي مِثْلَمَا صَالُوا كَمْ أَحْمِلُ الضَّيْمَ وَالأَهْوَالَ ... وَاحَربَا مِنْ عَيْشُهُ كُلُّهُ ضَيْمٌ وَأَهْوَالُ كَانَتْ مَسَرَّةُ قَلْبي فِيْكُمُ مَثَلًا ... وَاليَوْمَ يُضْرَبُ بِي فِي النَّاسِ أَمْثَالُ وَاحَسْرَتَا مَاتَ حَظِّي مِنْ موَدتِكُمْ ... وَلِلْحُظوْظِ كَمَا لِلْخَلْقِ آجَالُ بِحُرْمَةِ الوُدِّ وَالعَهْدُ القَدِيْمُ لَهُ ... فِي سَائِرِ النَّاسِ إِعْظَامٌ وَإجْلَالُ لَا تَقْطَعُوا الحَبْلَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمُ ... إِنَّ الكَرِيْمَ لِحَبْلِ الوُدِّ وَصَّالُ ¬
إِلَى حُرْمَةِ الضَّيْفِ وَالجَّارِ القَدِيْمِ. البَيْتُ قال بعض الرؤساء وقد كتب إليه رجل بهذا البيت: وقعت منه ويتوب إليه من مثلها فيما بعد، فوقّع على ظهر رقصته: قديم الحرمة وحديث التوبة يمحقان بينهما من الإساءة. ابْنُ شمسِ الْخِلافَةِ: 12796 - لي حَقٌّ وخِدْمَةٌ وَوَلاءٌ ... وَمَديحٌ وحُرمَةٌ وَذِمامُ مَنْصُورُ الفَقِيه: 12797 - لي حيْلة فِيْمَنْ يَنُمُّ ... وَلَيسَ في الكَذّابِ حِيلَة بَعْدَهُ: مَنْ كَانَ يخلقُ مَا يَقُولُ ... فَحِيلَتي فِيْهِ قَليلَهُ وَمِثْلُه قَولُ آخَرَ: حَسبنَي تحَرَّرْتُ مِمَّنُ يَنُمُّ بِالكِتمَانِ ... فَكَيْفَ لِيْ بآخرين مِنَ قَائِل البُهْتَانِ وقَولُ آخَرَ (¬1): إِنَّ النّمَومَ أُعْطِي دُونَهُ خَبَريْ ... وَلَيْسَ لِي حيْلَةٌ في مُفتري الكَذِبِ المُتَنبّي: 12798 - لِيَزِدْ بَنُو الَحَسَنِ الشرافُ تَواضُعًا ... هَيْهاتَ تُكْتَمُ في الظَّلَامِ مَشاعِلُ محمُود الورّاقُ: 12799 - لَيْسَ إجْلَالكَ الكبارَ بذُلٍ ... إنَّما الذُلُّ أَن تُجِلَّ الصِّغَارَا ¬
ابْنُ السكّيتِ اللغويّ: 12800 - لَيْسَ احتيالٌ ولَا عَقلٌ ولَا أدبٌ ... يُجدْي عَليْكَ إِذَا لَم يُسْعِدِ القَدَرُ أَبياتُ أَبِي يُوسُفَ يَعقُوبَ بْنِ إسْحِقَ بْنِ السِكِيتِ اللُغَوي النّحوِيّ وَفَاتُه فِي رَجَبَ سَنَة 393. أَوْلُهَا: نَفْسِيْ تَرُومُ أمورًا لَسْتُ أُدْركُهَا ... مَا دُمُتِ أَحذَرُ ما يأتْي بهِ الحذَرُ كَم مَّانِعٍ نفسَهُ لذَّاتِهَا حَذِرٌ ... للفَقُر لَيْسَ لَهُ مْنَ مَالِهِ ذُخُرُ إِنْ كَانَ إمسَاكُهُ للفَقرِ يَحذَرُهُ ... فَقد تعجَّل فقرًا قَبْلَ يفْتَقرُ لِيْسَ احتيالٌ وَلَا عَقلٌ. البَيْتُ وبَعدَهُ: وَلَا تَوانٍ وَلَا عَجزٌ يَضُرُّ إِذَا ... جَاءَ القضَاءُ بِمَا فِيْهَ لكَ الخِيَرُ مَا قدرَ اللَّهُ مِنْ أَمرٍ يُسِهِّلُهُ ... ونَيلُ مَا لم يُقَدِّرُ نيْلَهُ عَيْرُ ليسَ ارتحا لكَ ترتادُ الغِنَى. البيَتُ لَه مِنْهَا أَيْضًا: 12801 - لَيسَ ارتحالكَ تَرتَادُ الغِنى سفرًا ... بَل المَقامُ عَلَى خَسْفٍ هُو السَّفَرُ المُتَنبّي: 12802 - لَيسَ الَتّعَلّلُ بالآمالِ مِنْ إرَبِيْ ... ولَا القَناعَةُ بالإقلالِ مِنْ شيَميْ أَبْيَاتُ المُتَنَبِّيِّ بَعْدَ قَوْلِهِ: لَيْسَ التَّعَلُّلُ بِالآمَالِ مِنْ أَدَبِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا أَظُنُّ بَنَاتَ الدَّهْرِ تَتْرِكُنِي ... حَتَّى تَسُدَّ عَلَيْهَا طُرْقهَا هِمَمِي لِمَ اللَّيَالِي الَّتِي أَخْنَتْ عَلَى جِدَتِي ... بِرِقَّةِ الحَالِ وَاعْذُرْني وَلَا تَلِمْ سيَصْحَبُ النَّصلَ مِنِّي مِثْلُ مَضْرَبِهِ ... وَيَنْجَلِي خَبَرِي عَنْ صَمَّةِ الصَّمَمِ ¬
شَيْخٌ يَرَى الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ نَافِلَةً ... وَيَسْتَحِلُّ دَمَ الحجَّاجِ فِي الحَرَمِ تنْسِي البِلَادَ بُرُوْقَ الجوِّ بَارِقَتِي ... وَتَكْتَفِي بِالدَّمِ الجارِي مِنَ الدِّيَمِ رِدي حِيَاضَ الرَّدَى يا نَفْسُ وَاتْرِكِي ... حِيَاضَ خَوفِ الرَّدَى للشاء وَالنعمِ إِنْ لَمْ أَذَرْكِ عَلَى الأَرْيَاحِ سَائِلَةً ... فلا دُعِيْتُ ابنَ أُمِّ المَجْدِ وَالكَرَمِ مِيْعَادُ كُلِّ رَقِيْقُ الشَّفْرَتَيْنِ غَدًا ... وَمَنْ عَصَا مِنْ مُلُوْكِ العُرْبِ وَالعَجَمِ فان أَجَابُوا فَمَا قَصْدِي بِهَا لَهُمُ ... وَإِنْ تَوَلُّوا فَمَا أَرْضَى لَهُمْ بِهِمُ إبراهيمُ الغَزّي: 12803 - لَيسَ التغرُّبُ أَنْ نَشكُو نَوَى سَفَرٍ ... وإنَّما ذاكَ فَقْدُ الجنس في الوَطَنِ أَبْيَاتُ الغَزِيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا شِهَابَ المُلْكِ أَبَا الحَسَنِ أَوَّلُهَا: مَلَامَةُ لَمْ تَجِدْ إِذْنًا عَلَى الأذْنِ ... وَمَدْمَعٌ فَضَّ خَتْمُ السِّرِّ بِالعَلنِ يَقُوْلُ مِنْهَا: لَيْسَ التَّغَرُّبَ أَنْ تَشْكُو نَوَى سَفَرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَأَمِيْلُ عَوْدٍ عَشِيَّاتِ الحِمَى سَنَةٌ ... كَمْ مِنْيَةٍ قَصُرَتْ عَنْهَا يَدُ الزَّمَنِ حِيْنَ المَحَلُّ مَحَلّي وَالنَّدِيُّ نَدٍ ... وَالحيُّ فِي حَضَنٍ فِي السّفْحِ مِنْ حَضَنِ وَفِي الحِجَالِ صِوَارٌ مِثْلُهُ ... صُوْرُ العُيُوْنِ إِلَى الطِيةِ اللَّدِنِ مِنْ كُلِّ عفٍ يَعَافُ الظُّلْمَ خَاطِرُهُ ... وَلَحْظُهُ يَوْمَ يَرْنُو مَنْجَمُ الفِتَنِ لَيْتَ الجمَادَاتِ بَاعَتْنِي سَكِيْنتهَا ... بِالعَزْمِ وَالحَزْمِ وَالإِقْدَامِ وَاللّسَنِ نَهْجُ العلَى نُجُوْمُ السُّمْرِ تَعْرِفُهُ ... إِنَّ السَّنَانَ لَمُشْتَقٌّ مِنَ السّنَنِ قَدْ أَعْطَتِ الحَرْبُ حَرْبًا مَا سِمْعتُ بِهِ ... وَجَادَكَ السَّيْفُ عَنْ سَيْفِ بنِ ذِي يَزَنِ قَالُوا تَجَسَّدْتَ وَالمَرْزُوْق مُكْتَسَبٌ ... بِقُوَّةِ الحلْبِ جَادَ الضَّرْعُ بِاللَّبَنِ وَمَا دَرُوا أَنَّ مَغْزَى النَّاسِ إِنْ ذَكَرُوا ... عَنْقَاءَ مُغْرِبَ حُرٌّ غَيْرَ مُمْتَحِنِ ¬
إِنِّي وَإِنْ كُنْتَ طُوْلَ الدَّهْرِ مُطَّرِحًا ... بلا نَدِيْمٍ وَلَا كَأسٍ وَلَا سَكَنِ فَلَسْتُ آتِي عَلَى قَوْمٍ لَهُمْ أَسَفٌ ... عَلَى النَّسِيْمِ الَّذِي يُرْجَى بلا ثَمَنِ لَا تَرْكُنَنَّ إِلَى الأَيَّامِ دُمْتَ لَهَا ... فَصحْبَةُ النَّاسِ فِيْهَا صحْبَةُ السُّفُنِ أبو هلال العسْكَريّ: 12804 - لَيسَ التَّكبُّرُ شِيمْة لأَخي الهَوَى ... وَمنَ العَجايبِ عَاشِقٌ متَكّبِرُ قِبلَهُ: قَالوا صَبرتَ وَما صَبرتُ جَلادَةً لَكِنُ ... لقِلَّة حِيْلَتِي أَتَصِبَّرُ لَا تَنْهَني عَنْهُمِ فتُغرينِي بِهِمُ ... فلربمَا ينهَى العَذُولُ فَيأُمْرُ أَنَا عَبْدُ مَن اهْوَى وَمملُوكُ الهَوى ... وَلو أنَّنِي سَابُورُ وَالاسْكنَدُر لَيْسَ التكبرُ شيمة لأخي الهَوى. البَيْتُ الرَضِيِّ المُوسَويُّ: 12805 - لَيسَ الثّراءُ بِغيْرِ الجُوُدِ فائدةً ... ولَا البقَاءُ بِغيرِ العِزِّ مَحْمُودُ بَاقِي أَبياتِهَا مَكْتُوبَة ببَابِ أُعْيذُ بِجدكَ. البَيْتُ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يَكْرَب: 12806 - لَيسَ الجَمَالُ بمِئزَرٍ ... فاعْلَمْ وإِنْ رُدّيتَ بُردَا المُتَنَبّي: 12807 - لَيسَ الجَمالُ بوَجهٍ صَحَّ مَارِنُهُ ... أَنْفُ العزيْز بقَطْعِ العِزِّ يُجتَدَعُ 12808 - لَيْسَ الجَوادُ بمَالِهِ إِلَّا الّذي ... يُعْطى الجزْيلَ ولا يَرَاهُ جَزِيْلا ¬
أبو تمام: 12809 - لَيسَ الحِجَابُ بمُقْصٍ عنْكَ لي أملًا ... إِنَّ السَّماءَ تُرجَّى حِيْنَ تحتَجِبُ قَبْلهُ: يَا أَيُّهَا المَلِكُ النَّائِي بِرُتْبَتِهِ ... وَجُوْدُهُ لِمَرَاعِي جُوْدِهِ كَثَبُ لَيْسَ الحِجَابُ بِمُقْصٍ عَنْكَ لِي أَمَلًا. البَيْتُ وَقَالَ النَّاشِئُ الأَصْغَرُ مِنْ شُعَرَاءِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ (¬1): لَيْسَ الحِجَابُ يَلِيْقُ بِالأَشْرَافِ ... إِنَّ الحِجَابَ مُخَالِفُ الإِنْصافِ وَلَقَلَّ مَنْ يَأْتِي فَيُحْجَبُ مَرَّةً ... فَيَعُوْدُ ثَانِيَةً بِقَلْبٍ صَافِ 12810 - لَيسَ الحَدْيدُ ولَا صُمُ الجِبَالِ إِذَا ... فكَّرتَ أَقوى عَلَى البَلوى من البَشَرِ 12811 - لَيسَ الخَلِيلُ الَّذي مَا كُنْتَ تَعهَدُه ... قَد غَيَّر الدَّهرُ ذاكَ الخِلَّ ألْوانا يُضرَبُ فِيْمَنْ تَغَيَّرَتْ مُوَدّتهُ ... عَمَّا كُنْتَ تَعْهَدُهُ مِنْهُ التِّهامِيُّ: 12812 - لَيسَ الزَّمانُ وإن حَرَصْتَ مُسَالمًا ... خُلُقُ الزَّمانِ عَدَاوةُ الأحرارِ يقول مِنْهَا وَهِيَ طَوِيْلَةٌ غَرَّاءُ: وَمُكَلِّفُ الأَيَّامِ ضِدَّ طِبَاعِهَا ... مُتَطَلِّبٌ فِي المَاءِ جِذْوَةَ نَارِ 12813 - لَيْسَ السَّعْيدُ الَّذي بالمالِ نَعْرِفُه ... إِلَّا السَّعْيدُ الذْي يَنجُوْ مِنَ النَّارِ ¬
ومن باب (لَيْسَ) قَوْلُ ابْنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ: لَيْسَ السُّهَا كَالشَّمْسِ فِي ضيَائِهَا ... كَلَّا وَلَيْسَ الغَثُّ كَالثَّمِيْنِ وَذَلِكَ مِنْ قَصِيْدَةٍ لَهُ نَقَلْتهَا مِنْ خَطِّهِ أَوَّلُهَا: رَنَتْ طِرْفٍ رَائِع الفُتُوْنِ ... وَابْتَسَمَتْ عَنْ لُؤْلُؤٍ مَكنُوْنِ وأَخْجَلَتْ أَتْرَابَهَا وَعُذّلِي ... مُخْجِلَةُ الأَقْمَارِ وَالغصُونِ في لَفْظِهَا وَلَحْظِهَا مُدَامَةٌ ... تُشْرَبُ بِالأَسْمَاعِ وَالعُيُوْنِ إِنْ هِيَ أَحْيَتْنِي فَمَنْ يُمِيْتُنِي ... وَإِنْ أَمَاتَتْنِي فَمَنْ يُحْيِيْنِي يَقُوْلُ مِنْهَا مُفْتَخِرًا: لَا يُنْكِرُ الدَّهْرُ إِبَائِي ظُلْمهُ ... إِنَّ الإِبَاءَ دَيْدَنِي وَدِيْنِي عِزَّةُ نَفْسِي حَلأتْ رَكَائِبي ... عَنْ مَوْرِدِ الذُّلِّ وَمَرْعَى الهَوْنِ لَهَفِي عَلَى مَالٍ أَهدُّ بِالنَّدَى ... مَا شَيَّدَتْ مِنْهُ يَدُ الضَّنِيْنِ وَثَرْوَةٍ أَقْضِي بِهَا مَا لِلْعُلَى ... عَلَيَّ مِنْ حَقٍّ وَمِنْ دُيُوْنِ حَتَّامَ أَلوِيْهَا بِحَقٍّ وَاجِبٍ ... بِمِثْلِهِ الدَّهْرُ غَدَا يَلْوِيْنِي يَقُوْلُ مِنْهَا مَدْحًا: لأَصرِفَنَّ العَزْمَ نَحْوَ مَاجِدٍ ... طَلِقِ المُحَيَّا شَامِخِ العِرْنيْنِ مُتَّصِلِ الجوْدِ بَعِيْدٍ شَأوُهُ ... نَائِي المَدَى مُنْقَطِع القَرِيْنِ فَالمَجْدُ وَالفَضْلُ وَأَمْنُ المُلْتَجَى ... لِلْمَاجِدِ المُفَضَّلِ الأَمِيْنِ ذِي نَسَبٍ بَيْنَ النَّبيِّ المُصْطَفَى ... وَبَيْنَ صِنْوِ الأَنْزَعِ البَطِينِ أَحْلِفُ بِاللَّهِ يَمِيْنًا برَّةً ... وَلَمْ تَزَلْ مَبْرُوْرَةً يَمِيْنِي لَا تَعْدم الرَّاحَةَ يَوْمًا رَاحَةٌ ... تَعَلَّقَتْ بِحَبْلِكَ المَتِيْنِ خُلِقْتَ مِنْ مَجْدٍ فَقَدْ فُقْتَ الوَرَى ... إِذْ خُلِقُوا مِنْ حَمَأٍ مَسْنُوْنِ لَيْسَ السُّهَا كَالشَّمْسِ فِي ضِيَائِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَوْمٌ هُمُ خَيْرُ الوَرَى وَخَيْرهُمْ ... أَنْتَ وَلَيْسَ الشَّكُّ كَاليَقِيْنِ
زِدْتَهُمْ مَجْدًا إِلَى مَجْدٍ لَهُمْ ... سَامٍ وَتَمْكِيْنًا إِلَى تَمْكِيْنِ الرَّضِيُّ المُوسَويُّ: 12814 - لَيسَ السُيُوفُ عَنِ الأقلامِ غَانيةً ... ألفَريُ للسَّيفُ والتَّقديرُ للقَلَمِ 12815 - لَيسَ الشُّجاعُ عَلَى قَتْلِ العدَى بَطَلًا ... بَلْ الشُّجاعُ عَلَى أمْوالِهِ البَطَلُ أبو الفَرَج عَلي بن الحُسين بن هُندُو: [من الكامل] 12816 - لَيسَ الشَجَاعَةُ كُلُّها خَوْضُ الرَّدى ... عَاصِيْ هَوَاهُ أَشجعُ الْشُّجْعَانِ الفَرَزْدَقُ: 12817 - لَيسَ الْشَّفْيعُ الَّذي يأتِيكَ مُؤتزرًا ... مِثْلُ الشَّفِيعِ الَّذيْ يَأتيكَ عُريَانا كَانَ الفَرَزْدَقُ بنُ غَالِبٍ بنُ صَعْصعَةَ بن نَاجِيَةَ بن عقَال بن مُحَمَد بن سُفْيَانَ بن مُجَاشِعَ بن دَارِمٍ وَاسْمُ دَارِمٍ بَحْرُ بن مَالِك بن عَوْفِ بن حَنْظَلِ بن تَمِيْمٍ فَقَدْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ نوَارَ ثم نَدِمَ عَلَى ذَلِكَ نَدَمًا شَدِيْدًا وَعَشِقَهَا وَأَبَتْ عَلَيْهِ أَنْ تَعُوْدَ إِلَيْهِ فَنَزَلَ الفَرَزْدَقُ عَلَى حَمْزَةِ بن عَبْدُ اللَّهِ بن الزُّبَيْر بِمُكَّةَ وَأمُّ حَمْزَة خَوْلَةُ بِنْتُ مَنْظُوْرِبن زَبَانَ بن سَيَّارٍ الفَزاري وَأُمُهَا مُلَيْكَةٌ بِنْتُ خَارِجَةَ بن سِنَانِ بن أَبِي حَارِثةَ المُرِّيِّ فَوَعَدَهُ حَمْزَةُ الشَّفَاعَةَ إِلَى أَبِيْهِ وَنَزَلَتْ نَوَارُ امْرَأَةُ الفَرَزْدَقِ عَلَى خَوْلَة أُمِّ حَمْزَةَ فَرَقَّعتهَا فَشَفِعَتْ لَهَا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ فَقَالَ الفَرَزْدَقُ (¬1): أَصْبَحْتُ قَدْ نَزِلَتْ بِحَمْزَةَ حَاجَتِي ... إِنَّ المُنَوَّهَ بِاسْمِهِ المَوْثُوْقُ بِأَبِي عُمَارَةَ خَيْرُ مَنْ وَطِىَ الحَصَا ... جَرت لَهُ فِي الصَّالِحِيْنَ عُرُوْقُ بَيْنَ الحَوَارِيِّ الأغَرِّ وَهَاشِمٍ ... ثُمَّ الخَلِيْفَةُ بَعْدُ وَالصِّدِّيْقُ الحَوَاريُّ: الزُّبَيْرُ بن العَوَّامٍ، وَأمُّهُ صَفيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ ابن هَاشِمِ بن عَبْدِ مُنَافٍ، وَأمُّ عَبْدُ اللَّهِ بن الزُّبَيْر أسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأُمُّهَا قُتُيْلَةُ ¬
بِنْتُ عَبْدِ العزى وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ أَسْعَدِ بن جَابِرِ بن نَصْرِ بن مَالِكِ بن حَسَّانِ بن عَامِرِ بن لُؤَيّ بن غَالِبٍ وَأَمُّهَا الصَّرْمَاءُ بِنْتُ خَلَفِ بن وَهَبِ بن حُذَافَةَ بن جُمْحِ بن عَمْرُو. قَالَ فَأُنْجِحَتْ شَفَاعَةُ خَوْلَةَ لِلنّوَارِ وَأَمَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْر لِلْفَرَزْدَقِ أَنْ لَا يُقَربَهَا حَتَّى يَصِيْرَا إِلَى البَصْرَةِ فَيُصحِّحَا أَمْرَهُمَا عِنْدَ عَامِلِهِ فَخَرَجَا إِلَى البَصْرَةِ وَرَجَّحَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ جَانِبَ التَّفْرِيْقِ وَآثَرَ جِهَةَ التَّطْلِيْقِ فَلَمَّا آنَسَ الفَرَزْدَقُ النَّارَ وَآيَسَ مِنْ نُوْرِ وَجْهِ النَّوارِ وَأَشْفَى مِنْ نَوَى النَّوَّارِ عَلَى التَّوَى وَالبَوَارِ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: أَمَّا بَنُوْهُ فَلَمْ تنْجح شَفَاعَتهُمْ ... وَشَفعَتْ بِنْتُ مَنْظُوْرِ بن زَبَّانَا لَيْسَ الشَّفِيع الَّذِي يَأتِيْكَ مُؤْتَزِرًا. البَيْتُ وَهَذَا البَيْتُ أَشْرَدُ مَثَلٍ سَائِرٍ. يُضْرَبُ فِي الفَرْقِ بَيْنَ الشَّفِيْعَيْنِ. السّرِي الرّفاء: 12818 - لَيسَ الْصَّدْيقُ الَّذيْ أَعْطاكَ شاهِدُهُ ... شَهْدَ الوِدَادِ وَخانَ الْغيْبَ غَائبهُ بَعْدَهُ: لأَصْبُرَنَّ عَلَى إخْلَالِ عُرْفِكَ بِي ... حَتَّى يَثُوْبَ إِلَى المَعْرُوْفِ ثَائِبُهُ عَسَى العِتَابُ يَرُدُّ العَتْبَ مِنْكَ ... رِضًا وَرُبَّمَا أَدْرَكَ المَطْلُوْبُ طَالِبُهُ أسماءُ بنُ خَارجَةَ: 12819 - لَيسَ الصَّدْيقُ بِمَن تُخْشَى غَوائِلُهُ ... ومَا العَدُوُّ عَلَى حَالٍ بِمَأمُونِ أبو تَمَّامٍ: 12820 - لَيسَ الصَّدِيْقُ بِمَنْ يُعيْرُكَ ظَاهِرًا ... مُتَبَسِمًا عَنْ بَاطنٍ مُتَجَهِّمِ ابْنُ الرّوميّ: ¬
12821 - لَيسَ العِتَابُ بنَاجعٍ في قاطعٍ ... أَعْيَى المَشيْبُ تَتبّعَ المِقْراضِ المُقَنَّعُ الْكِنْديُّ: 12822 - لَيْسَ العَطاءُ مِنَ الفُضُولِ سَمَاحة ... حتَّى تَجُودَ وَمَا لَديْكَ قليلُ يقول مِنْهَا: تَرَكَ المَشِيْبُ فَأَيْنَ يَذْهَبُ بَعْدَهُ ... وَقَدْ ارْعَوَيْتَ وَحَانَ مِنْكَ رَحِيْلُ كَانَ الشبابُ خَفِيْفَةً أَيَّامُهُ ... وَالشَّيْبُ مَحْمَلُهُ عَلَيْكَ ثَقِيْلُ ابْنُ شمْسِ الْخِلَافَةِ: 12823 - لَيْسَ العُلَى نُهزَةٌ لِطَالبِها ... كُلُّ خَطيرٍ مِنْ دُونِهِ خَطَرُ 12824 - ليْسَ العَمَى أنْ لَا تَرى شَيئًا وَلَكِنَّ ... العَمَى أَنْ لَا ثُرَى مُميِّزًا بيْنَ الصَّوابِ والخَطَأ أبو تَمّام: 12825 - لَيْسَ الغَبيُّ بَسَّيدٍ في قَوْمِـ ... ــهِ لَكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ المُتَغَابِي قَبْلهُ: يَمْدَحُ مَالِكَ بنَ طَوْفٍ يَقُوْلُ: لَا جُوْدَ فِي الأَقْوَامِ يُعْلَمُ مَا ... خَلَا جُوْدًا حَلِيْفًا فِي بَنِي عَتَّابِ مُتَدَفِّقًا صَقَلُوا بِهِ أَحْسَابَهُمْ ... إِنَّ السَّمَاحَةَ صَيْقَلُ الأَحْسَابِ يَا مَالِكَ بنِ المَالِكِيْنَ وَلَمْ تَزَلْ ... تُدْعَى لِيَوْمِيَ نَائِل وَعِقَابِ لِلجوْدِ بَابٌ فِي الأَنَامِ وَلَمْ تَزَلْ ... يُمْنَاكَ مِفْتَاحًا لِذَاكَ البَابِ فَأَقِلْ أُسَامَةَ جُرْمَهَا وَاصْفَحْ لَهَا ... عَنْهُ وَهَبْ مَا كَانَ لِلوَهَّابِ لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيِّدٍ فِي قَوْمِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
فَاضْمِمْ قَوَاصِيْهِمْ إِلَيْك فَإِنَّهُ ... لَا يَزْخَرُ الوَادِي نِجَيْرِ شِعَابِ وَالسَّهْمُ بِالرِّيْشِ التَّوَامِ وَلَنْ تَرَى ... بَيْتًا بِلَا عَمَدٍ وَلَا أَطْنَابِ الوَزيرُ الْطُغْرَائيُّ: 12826 - لَيسَ الغَريبُ الَّذي تنأَى الدِّيارُ بِهِ ... إِنَّ الغَرِيبَ مُحب غَيْرُ مَوْدُوْدِ قَبْلهُ: يَا طَائِرَ الأَيْكِ مَا غُرِّبْتَ عَنْ سَكَنٍ ... يَوْمًا وَلَا كُنْتَ عَنْ مَأوًى بِمَطْرُوْدِ أَنَا الَّذِي إِنْ بَكَى وَجْدًا يُحَقُّ لَهُ ... كَمْ بَيْنَ بَاكٍ مِنَ البَلْوَى وَغِرِّيْدِ لَيْسَ الغَرِيْبُ الَّذِي تَنْأَى الدِّيَارُ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَا الفَقْرُ عَارٌ وَإِنْ كَشَفْتَ عَوْرَتَهُ ... وَإِنَّمَا العَارُ مَالٌ غَيْرُ مَحْمُوْدِ حَاجِبُ بنُ زُرَارةَ: 12827 - لَيسَ الفَتَى بالَّذي لَا يُسْتَضَاءُ بِهِ ... ولَا يَكُونُ لَهُ في الأرْضِ آثارُ 12828 - لَيسَ الفَتَى بأَخِي الْشَّبابَ وَمَا ... الْفَتَى إِلَّا الجَوادُ بِنفْسِهِ وَالمَالِ الرَّضِّيُّ المُوسَويُّ: 12829 - لَيْسَ الفناءُ بمَأْمُونٍ عَلَى أَحَدٍ ... ولَا البقاءُ بمقصُورٍ عَلَى رَجُلِ 12830 - لَيْسَ الكَثيرُ مِنَ الكَلَامِ بجيِّدٍ ... إِنَّ الكَثيرَ مِنَ الكَلَامِ فُضُولُ ابْنُ عيّاش الكوفي الخيَّاطُ: 12831 - لَيْسَ الكَريمُ الذي إن زَلَّ صاحبُهُ ... أَفشى وَقَالَ عَليه كُلَّما عَلما 12832 - ليْسَ الكَرِيمُ الَّذي إِنْ نَالَ مَنزِلةً ... أو نَالَ فَضْلًا عَلَى إخوانِهِ تَاهَا ¬
أنشدَ ابْنُ الأَعرابيِّ: 12833 - لِيْسَ الكِريمُ بِمنْ يُدنِّسُ عرضَهُ ... ويَرَى مُروءَتَهُ تَتمّ بِمَنْ مَضَى بَعْدَهُ: حَتَّى يَشيْدَ بنَاءَهُ بِبنَائِهِمْ ... وَزيَّنَ صالِحَ مَا بَنُوْهُ بِمَا بَنَى نَقَلْتهُمَا مِنْ خَطِّ أَبِي إِسْحَاقَ الصَّابِئ. كُلَيْبُ: 12834 - ليْسَ الكَلَامُ مُغْنِيًا دُونَ العَملْ ... وشَرُّ مِا رَامَ امرُؤٌ مَا لَم يَنَلْ بَعْدَهُ: وَكَثْرَةُ الإِيْعَادِ عَجْزٌ وَفَشَلْ أَبو الشَمقْمَقِ: 12835 - لَيْسَ الَّذي تَعرِفُهُ بالخَنَا ... مِثْلَ الَّذِي يُعْرَفُ بالْخْيرِ 12836 - لِيْسَ الَّذي يأتي القَبيْحَ بجَهْلِهِ ... مِثْلَ الَّذي يأتِي القَبيْح تَعَمُّدَا البُحْتِريّ: 12837 - لَيْسَ الَّذي يُعْطيكَ تَالِدَ مَالِهِ ... مِثلَ الَّذي يُعطِيكَ مالَ النَّاسِ 12838 - ليْسَ المُسيءُ إِذَا تَغَيبَ سُوْءهُ ... مِنَّي بمنزْلةِ المُسيءِ المُعلِنِ بَعْدَهُ: ¬
مَنْ كَانَ يُظْهِرُ مَا أُحِبُّ فَإِنَّهُ ... عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ الأَمِيْنِ المُحْسِنِ الرّضيُّ الموسَويُّ: 12839 - لَيْسَ المعَادُ إِلَى الدُّنْيا بمُتَّفِقٍ ... ولَا رُجُوعَ لِمَنْ يَمْضيْ بِهِ الأجلُ 12840 - لِيْسَ المَقَامُ عَليكَ حَتمًا وَاجِبًا ... في مَنْزِلِ يَدَع العَزيزَ ذَليلَا الأحْنَف العُكْبَريَّ: 12841 - لَيْسَ النَّدامَةُ إِمضاءً لمكرْمَةٍ ... بَلْ التَخلفُ عَنْ إِمْضائِهَا النَّدمُ أحمد بنُ صَبيح الكاتبُ: 12842 - لَيْسَ النَّوالُ وإِنْ أسْداهُ مُنْعِمة ... يومًا بأَعظَم مِنْ شُكري لِما صَنَعَا بَعْدَهُ: أَصُوْنُ شكْرِي عَمَّنْ صَانَ نَائِلُهُ ... وَأَمْنَعُ الحَمْدَ عَنْهُ مِثْلَمَا مَنَعَا هُوَ أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ القَاسَمِ بن صبِيْحٍ. 12843 - لَيْسَ الودُود فتًى يَودُّكَ يَومَهُ ... حَتَّى إِذَا اسْتغنى يَملُّكَ في غَدِ بَعْدَهُ: لَكِنَّمَا الخِلُّ الوَدُوْدُ فَتًى ... إِذَا قَعَدَ الزَّمَانُ بِصَاحِبٍ لَمْ يقْعدِ ومن باب (لَيْسَ) (¬1): لَيْسَ الهُمَامُ الَّذِي يَحْمِي مَظِنَّتهُ ... يَوْمَ النِّزَالِ وَنَارُ الحَرْبِ تَشْتَعِلُ لَكِنْ فَتًى رَدَّ طَرْفًا أَو ثنى بَصَرًا ... عَنِ الحَرَامِ فَذَاكَ الفَارِسُ البَطَلُ وَمِنْ ذَلِكَ: ¬
لَيْسَ إِلَى تَرْكِكَ مِنْ حِيْلَةٍ ... وَلَا إِلَى الصَّبْرِ لِقَلْبِي سَبِيْلُ فَكَيْفَ مَا كُنْتَ فَكُنْ سَيِّدِي ... فَإِنَّ وَجْدِي بِكَ وَجْدٌ طَوِيلُ إِنْ كُنْتَ أَزْمَعْتَ عَلَى قَتْلِنَا ... فَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنعْمَ الوَكِيْلُ إبراهيمُ الغَزّيُ: 12844 - لَيْسَ إِلَّا الكِبارُ للفَضلِ أهلًا ... زادَ مِنْ أمَّلَ الصِّغَارَ صِغَارَا أبو الفَتْح البُسُتِيِّ: 12845 - لِيْسَ الأَمَانُ مِنَ الزَّمانِ بمُمكنٍ ... ومنْ المُحَالِ وجُودِ مَا لَا يُمكِنُ قَبْلهُ: يَا مَنْ يُرَجَّى أَنْ يَعِيْشَ مُسَلِّمًا ... خَذْلَانَ لَا يُدْهَى بِخَطْبٍ يُحْزِنُ أَفْرَطْتَ فِي شَطَطِ الأَمَانِي فَاقْتَصِدْ ... وَاعْلَمْ بِأَنَّ مِنَ المُنَى مَا يَفْتِنُ لَيْسَ الأَمَانُ مِنَ الزَّمَانِ بِمُمْكِنٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَعْنَى الزَّمَانِ عَلَى الحَقِيْقَةِ كَاسْمِهِ ... فَعَلَامَ تَرْجُو أَنَّهُ لَا يُزْمِنُ 12846 - لَيْسَ بَيْنَ المَيِّتِ المَدْ ... فُونُ والحَيِّ قَرابَه بَعْدَهُ: تَنْقَضِي أَسْبَابُ ذي القُرْبَى ... إِذَا آوَى تُرَابَه لَيْسَ يَحْمِي عَيْنَهُ مَنْ ... كَانَ لَا يَرْجُو إِيَابَه إِنَّمَا الدُّنْيَا كَفَيْءٍ ... زَالَ أَوْ ظلِّ سحَابَه حُقَّ لِلْعَط قِلِ أَنْ يَسْعَى ... لِمَا يَرْجُو ثَوَابَه وَكَمَا يَأمُلُ عَفْوُ اللَّهِ ... أَنْ يَخْشَى عِقَابَه ¬
عَمْرُو بنُ الأَيْهَمِ: 12847 - لَيْسَ بَيْنِي وَبَينَ قيْسٍ عَتابٌ ... غَيْرَ طَعْنِ الكُلَى وحَزِّ الرِّقابِ سَلَمٌ الخَاسرْ: 12848 - ليْسَتْ إِساءَتُهُ بِنَاقِصَةٍ لَهُ ... عِنْدِي وَلَيْسَ يَزيدُهُ إِحسَانُهُ ابْنُ الرُّوميّ: 12849 - لَيْسَ تَأْسُوْ كُلُومَ غَيرِي كلومي ... هَمُّهُمْ مَا بِهِمْ وهَمِّي مَا بِيْ قَالَ رَجُلٌ لِقَوْمٍ يُعَزِّيْهِمْ: مَا مِنْكُمْ بَدَأَتْ وَلَا إِلَيْكُمْ انتهَتْ. أَخَذَهُ ابن الرُّوْميِّ فَعَكَسَهُ فَقَالَ: لَيْسَ تَأسُو كُلُوْمُ غيري كُلُوْمِي. البَيْتُ 12850 - لَيسَتْ الأَحلَامُ في حَالِ الرِّضى ... إِنَّما الأَحلَامُ في حَالِ الغَضَبِ كَانَ أَبُوْ عَمْروٍ عَامِرُ بنُ شَرحَبِيْلَ الشَّعْبِيُّ كَثِيْرًا يُنْشِدُ هَذَا البَيْتُ مُتَمَثِّلًا بهِ. أبو كدْراءَ العُجْليّ: 12851 - لَيْسَتْ ببَاكِيَةٍ أبلى إِذَا فَقَدتْ ... صَوتي وَلَا وَارثي في الحيِّ يَبليني ابْنُ شَمْس الخِلَافَةِ: 12852 - لَيْسَتْ تَفي بِهَوانِ المرْءِ ثَرْوَتُهُ ... وهَلْ تَفي لذَّةُ المَأكُولِ بالسَّقَمِ؟ أَبْيَاتُ جَعْفَرَ بن شَمْس الخِلَافَةِ مَنْقُوْلٌ مِنْ خَطِّهِ رَحمَهُ اللَّهُ: همُّوا فَنَيْل العلَى فِي حَيِّزِ الهِمَمِ ... وَلَا تَمِيْلُوا إِلَى عَجْزٍ وَلَا سَأَمِ ¬
وَحَاوِلُوا العِزَّ فِي الدُّنْيَا وَلَا تَرِدُوا ... مَوَارِدَ الذُّلِّ خَوْفَ العُدْمِ وَالعَدَمِ لَيْسَتْ تَفِي بِهَوَانِ المَرْءِ ثَرْوَتهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يا طَالِبَ المَجْدِ قُمْ وَاسْهَر لِتُدْرِكَهُ ... فَطَالِبُ المجَدِ لَمْ يَقْعُدْ وَلَمْ يَنَمِ وَانْهَضْ وَشَمِّرْ وَلَا تَقْعدْ عَلَى كَسَلٍ ... وَجَرِّدِ العَزْمَ قَبْلَ الصَّارِمِ الخَذِمِ كَمْ خَامِلٍ لَمْ تَزَلْ تُعْلِيْهِ هِمَّتُهُ ... حَتَّى بَدَا لِعُيُوْنِ النَّاسِ كَالعَلَمِ النَّصْرُ فِي فَتَكَاتِ النَّصْل فَاعْلُ بِهِ ... هَامَ الفَوَارِسِ وَاصْطَدْ أَنْفُسَ البَهمِ وَابْخَلْ بِعِرْضِكَ عَنْ ذَمٍّ يَدَنِّسُهُ ... فَالبُخْلُ بِالعِرْضِ مَعْدُوْدٌ مِنَ الكَرَمِ وَالْبَسْ مِنَ الصَّبْرِ دِرْعًا لَا تَزَالُ بِهَا ... مِنَ النَّوَائِبِ فِي حِصْنٍ وَفِي حَرَمِ وَسَرِّحِ الخَيْلَ فِي الآفَاقِ مُنْتَقِمًا ... يَوْمَ الهِيَاجِ بِهَا مِنْ كُلِّ مُنْتَقِمِ وَذَلِّلِ النَّاسَ بِالبَأسِ الشَّدِيْدِ إِلَى أَنْ ... يُصْبِحُوا فِي امْتِثَالِ الأَمْرِ كَالخَدَمِ وَأَسْمِعِ الصُّمَّ وَقْعَ المُرْهَفَاتِ كَمَا ... تُرِي بَوَارِقُهَا فِي الرَّوْعِ كُلَّ عَمِي ومن باب (لَيْسَ تُغْنِي) قَوْلُ أَبِي نوَّاسٍ (¬1): لَيْسَ تُغْنِي العُقُوْلُ وَالآدَابُ ... وَالأُصُوْلُ الجيَادُ وَالأَحْسَابُ وَالبَلَاغَاتُ وَالرَّسَائِلُ وَالعِلْمُ ... وَعَقْدُ الحِسَابِ وَالحُسَّابُ كُلُّ شَيْءٍ سِوَى الدَّرَاهِمَ زُوْرٌ ... وَهَبَاءٌ يُدْنِيْهِ مِنْكَ السَّرَابُ إِنَّمَا الشَّأنُ فِي الدَّرَاهِمِ ... مَنْ كانت لَدَيْهِ أَجَلَّهُ الأَصْحَابُ وَغَدَا جَاهُهُ عَرِيْضًا طَوِيْلًا ... مُسْتَقِلًّا وَمَا يَقُوْلُ الصَّوَابُ 12853 - لَيسَتْ تَكُونُ عَزيمَةٌ مَا لَم يَكُنْ ... مَعَهَا مِنْ الحَزمِ المُشيدِ رافِدُ ابْنُ طَبَاطَبَا: 12854 - لَيْسَتْ عُلُومُكَ مَا حَوتْه دَفَاتِرٌ ... مَا العِلْم إِلَّا مَا حَوتْهُ صُدُورُ ¬
قَبْلهُ: اجْعَلْ جَلِيْسكَ دَفْتَرًا فِي نَشْرِهِ ... لِلْمَيْتِ مِنْ حِكمِ العُلُوْمِ نشُوْرُ فِكِتَابُ عِلْمٍ لِلأَنِيْسِ مُؤَانِسٌ ... وَمُؤَدِّبٌ وَمُبَشِّرٌ وَنَذِيْرُ وَمُفِيْدُ آدَابٍ وَمُؤْبسُ وَحْشَةٍ ... إِذَا انْفَرَدَتْ فَصَاحِبٌ وَسَمِيْرُ لَيْسَتْ عُلُوْمُكَ مَا حَوَتْهُ دَفَاتِرٌ. البَيْتُ ابْنُ الرُّوميّ: 12855 - لَيْسَ تُغْني شَهادةُ الشَعَرِ الأَسْـ ... ـــوَدِ شَيئًا إذا اسْتَشَنَّ الأَديمُ بَعْدَهُ: أَفَيَرْجُو مُسَوِّدٌ أَنْ يُزَكِّي شَاهِدُ ... الخضْبِ أَيْنَ ظَلَّ الحَكِيْمُ لَا لَعمْرِي مَا لِلْخِضَابِ لَدَى ... الأَبْصارِ إِلَّا التَّكْذِيْبُ وَالتَّأثِيْمُ يَدَّعِي لِلْكَبيْرِ شَرْخَ شَبَابٍ ... قَدْ تَوَلَّى بِهِ الشَّبَابُ الهَدِيْمُ وَالسَّوَادُ الدَّعِيُّ أَوْجَبُ تَكْذِيْبًا ... إِذَا كُذِّبَ السَّوَادُ الصَّمِيْمُ الأحْوَص بن محمد الأَنصاريّ: 12856 - لَيْسَ امرؤُ كَانَ في عَيْشٍ يسَرُّ بهِ ... يومًا بأخلَدَ مِنْ عَادٍ وَمنْ إِرَمِ سُحَيْمُ بنُ وثيلٍ: 12857 - لَيْسَ بالصّافي وإِنْ أصَفَيْتهُ ... عَيشُ مَنْ أَصْبَحَ نهبًا للرِّيَبْ 12858 - لَيْسَ بالعَينِ يُبصِرُ المَرءُ ... كَم مِنْ فَاتِح العَيْنِ قَلْبُهُ مَسْدُودُ الرّضيّ الموسَويّ: 12859 - لَيْسَ بالمَغبُونِ عَقْلًا ... مُشْتَري عِزٍّ جِمَالِ ¬
قَدْ كُتِبَ مع مَا فِيْهِ مِنَ الحِكَايَةِ بِبَابِ: اشْتَرِ العِزَّ بِمَا بِيْعَ. أبو عُيينَةَ المُهَلّبيّ: 12860 - لَيْسَ بالمُنكَرِ مَا أنكرتُهُ ... كُلُّ مَنْ عَاشَ يَرَى مَا لَم يَرَهْ 12861 - لَيْسَ بسَعْدٍ عَنْ عامِرٍ عِوَضٌ ... وَلَا بنَجدٍ عَنْ رَامةٍ بَدَلُ أَبُو عليّ بن مقْلَةَ الوَزيرِ: 12862 - لَيْسَ بَعْدَ اليَمْينِ لذَّةُ عَيْشٍ ... يا حيَاتي بَانَتْ يميْني فَبيْني قَالَ القَاضِي أَبُو عَلِيّ المُحْسِن بن عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ التَّنُوْخِيِّ فِي كِتَابِ (أَخْبَارِ المُذَكَرَةِ وَنِشْوَارِ المُحَاضَرَةِ) أَنْشَدَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْم بنُ الحَسَنِ بن رَجَاءٍ بن أَبِي الضَّحَّاكِ المَعْرُوْفُ بِالدِّيْنَارِيِّ وَكَانَ مُخْتَلِطًا بِآلِ مُقْلَةَ بِالدِّيْنَارِيَّةِ وَكَاتِبًا لأَبِي الحُسَيْنِ بن مُقْلَةَ وَبِحَضْرَتِهِ فِي حَيَاةِ أَبِيْهِ وَبَعْدَ ذَلِكَ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الحُسَيْنِ لأَبِيْهِ أَبِي عَلِيٍّ الوَزِيْرِ وَقَالَ بَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَهَا فِي الحَبْسِ: مَا مَلَلْتُ الحَيَاةَ لَكِنْ ... تَوَثَّقْتُ بِأيْمَانِهِمْ فَبَانَتْ يَمِيْنِي لَقَدْ أَحْسَنْتُ مَا اسْتَطَعْتُ بِجُهْدِي ... حفْظَ أَرْوَاحِهِمْ فَمَا حَفظُوْنِي بِعْتُ دِيْنِي لَهُمْ بِدُنْيَايَ حَتَّى ... حَرَمُوْنِي دُنْيَاهُمُ بَعْدَهُ دِيْنِي لَيْسَ بَعْدَهُ اليَمِيْنِ لذّةُ عَيْشٍ. البَيْتُ وكان الخَلِيْفَةُ الرَّاضِي بِاللَّهِ قَطَعَ يَمْيْنَهُ. قَالَ: وَأنْشدْنِيْهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الوَاثِقِيُّ أَيْضًا قَدْيْمًا عَنْ جَمَاعَةٍ أَنْشَدُوْهُ إِيَّاهَا وَقَالُوا لَهُ أَنْشَدْنَاهَا بَعْضُ مَنْ رَآهَا مَكْتُوْبَةً عَلَى بَعْضِ حِيْطَانِ الحُجْرَةِ الَّتِي كَانَ فِيْهَا مَحْبُوْسًا. محمَّد بنُ بَشِيرٍ: 12863 - لَيْسَ بعلْمٍ مَا حَوى القُمَّطْرُ ... مَا العِلْمُ إِلَّا مَا حَواهُ الصَّدْرُ ¬
مِثْلُهُ قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ بنِ طَبَاطَبَا العَلَوِيِّ (¬1): لَيْسَتْ عُلُوْمُكَ مَا حَوَتْهُ دَفَاتِرٌ ... مَا العِلْمِ إِلَّا مَا وَعَتْهُ صُدُوْرُ الشَمَّاخ: 12864 - لَيْسَ بِمَا لَيْسَ بِهِ بأسٌ ... ولَا يَضُرُّ البرّ مَا قَالَ النَّاسُ بَعْدَهُ: وَإِنَّهُ بَعْدَهُ اطِّلَاع إِيَاسٍ. المَثَلُ: بَعْدَهُ اطِّلَاع إِيَاسٍ. قَالَهُ قَيْسُ بنُ زُهَيْرٍ حِيْنَ قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ بنُ بَدْرٍ يَوْمَ دَاحِسٍ: سَبَقْتُكَ يَا قَيْسُ بنُ زُهَيْرٍ؟ فَقَالَ قَيْسٌ: بَعْدَهُ اطِّلَاع إِيَاس فَسَارَتْ مَثَلًا. مَعْنَاهُ إِنَّمَا يَحْصلُ اليَقيْنُ بَعْدَهُ النّظَرِ. 12865 - لِيْسَ بَمسخُوطٍ فَعالُ امِرِئٍ ... كُلُ الَّذي يأتِيْهِ مَسْخُوطُ بَعْضُ بني عامرٍ: 12866 - لَيْسَتْ مُقَارَعَةُ الكُمَاةِ لَدَى الوَغَى ... شربُ المُدَامةِ في إِناءِ زجاجِ قِيْلَ بَعَثَ الحَجَّاجُ رَجُلًا ثَقَفِيًا إِلَى المُهَلَّبِ بن أَبِي صَفْرَةَ يَحثُّهُ عَلَى قِتَالِ الخَوَارِجِ فَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ وَبَالَغَ فِي الحَثِ عَلَى القِتَالِ فَلَمَّا كانت الجوْلَةُ هَرَبَ الثَّقْفِيُّ فَلَمَّا عَادُوا مِنَ الحَرْبِ عِشَاءً قَالَ رَجُلٌ مِنْ بني عَامِرٍ مِنْ أَصْحَابِ المُهَلَّبِ (¬1): مَا زِلْتَ يَا ثَقْفِيُّ تَخْطِبَ بَيْنَنَا ... وَتَعُمُّنَا بِوَصيَّةِ الحجَّاجِ حَتَّى إِذَا مَا المَوْتُ أَقْبلَ زَاخِرًا ... وَسَمَا لنُا صِرْفًا بِغَيْرِ مِزَاجِ وَلَيْتَ يا ثَقْفِيُّ غَيْرَ مُنَاصِرٍ ... تَنْسَابُ بَيْنَ أَحِرَّةٍ وفِجَاجِ ¬
ليست مُقَارَعَةُ الكُمَاةِ لَدَى الوَغَا. البَيْتُ صُرَّدُرُّ: 12867 - لَيْسَ جَمَالُ المَرءِ في بُرْدِهِ ... جَمَالهُ في الحَسَبِ الأَرْفَعِ قَبْلهُ: غُدْرَانُهُ بِالفَضْلِ مَمْلُوْءَةٌ ... مَتَى يَرِدْهَا هَائِمٌ يَنْقَعِ يَكْشِفُ مِنْهُ الفَرُّ عَنْ قَارِحٍ ... قَدْ أَحْرَزَ السّبْقَ وَلَمْ يُجْذعِ يُشِيْرُ إِيْمَاءً إِلَى الوَرَى ... إِنْ قِيْلَ مَنْ يُعْرَفُ بِالأَرْوَعِ يُرِيْكَ مَا ضَمَّتْ جَلَالِيْبُهُ ... مَحَاسِنَ العَالَمِ فِي مَوْضِعِ لَيْسَ جَمَالُ المَرْءِ فِي بِرْدِهِ. البَيْتُ أبو فراسٍ: 12868 - لَيْسَ جُودًا عَطِيَّةٌ بسُؤالٍ ... قَدْ يَهزُّ السُؤالُ غَيْرَ الجَوادِ بَعْدَهُ: إِنَّمَا الجوْدُ مَا أَتَاكَ ابْتِدَاءً ... لَمْ تَذُقْ فِيْهِ ذِلَّةَ التِّرْدَادِ سَلَمُ الْخَاسرُ: 12869 - لَيْسَ جُودُ الجَوادِ مِنْ فَضْلِ مَالٍ ... إِنَّما الجُودُ للمُقلِّ المُواسِي العَطويُّ: 12870 - لَيْسَ حَليُ الدَّواةِ يَنفَعُ شيئًا ... إِنْ تَعَطَلتْ مِنْ حُلي الآدابِ 12871 - لَيْسَ ذَا وَجْه مِنْ يُجِيْرُ وَيَقْرِي ... لَا وَلَا يَدْفَعُ الأَذَى عَن حَريمِ ¬
عَليُّ بنُ الجَهْمِ: 12872 - لَيْسَ ذَنْبِي مِنِ الذنُوبِ الَّتي ... تُبْعِدُنِي عَنْ تَغَمُّدٍ واغْتِفَارِ 12873 - لَيْسَ شيءٌ عَلَى المَنُونَ ببَاقٍ ... غَيرُ وَجْهِ المُهيْمنِ الخلَّاقِ 12874 - لَيْسَ شيءٌ مِمَّا يُدبّرهُ العَا ... قِلُ إِلَّا وَفِيهِ شيءٌ يُرِيبُهُ قَوْلُهُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا يُدَبِّرُهُ العَاقِلُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَأَخُو العَقْلِ مُمْسِكٌ يَتَوَقَّى ... وَيَخَافُ الدُّخُوْلَ فِيْمَا يَعِيْبه وَأَخُو الجهْلِ لَا يُفَكِّرُ فِي الأَمْرِ ... وَإِنْ أَشْكَلَتْ عَلَيْهِ ضُرُوْبُه رَاكِبٌ رَدعَهُ كَخَابِطِ لَيْلٍ ... يُخْطِئُ الأَمْرَ مَرَّةً وَيُصيْبُه تَتَأَتَّى لَهُ الأُمُورُ عَلَى الجهْلِ ... إِذَا مَا أَرَادَهَا وَتجِيبُه فَيَنَالُ الغِنَى وَيَغْبِطُهُ النَّا ... سُ وَتُغْشَى دِيَارهُ وَدُرُوْبُه وَأَخو العَقْلِ بَعْدُ يَلْتَقِحُ الرَّأيَ ... فَيَرضى وَمَرَّةً يَسْتَرِيْبُه فَهُوَ الدَّهْرُ شَاخِصُ القَلْبِ فِكْرًا ... مَا تَقَضَّى هُمُومُهُ وَكُرُوْبُه أَعْرابيٌّ: 12875 - لَيْسَ عَارًا بِأَنْ يُقالَ مُقِلٌّ ... إنَّما العَارُ أنْ يُقالَ بَخِيْلُ قَبْلهُ: أَعْرَضَتْ حِيْنَ قَلَّ مَالِي سُلَيْمَى ... وَالغَوَانِي حفَاظهُنَّ قَلِيْلُ لَيْسَ عِنْدِي وَالحَمْدُ للَّهِ مَالٌ ... إِنَّمَا مَالِي الثَّنَاءُ الجَّمِيْلُ لَيْسَ عَارًا بِأَنْ يُقالَ مُقِلُّ. البَيْتُ 12876 - ليسَ عُدْمُ الأَموالِ ولَكِنْ ... فَقدُ مَنْ قَدْ رُزيْتُهُ الإِعدامُ ¬
المُتَنَبيُّ: 12877 - ليْسَ عَزْمًا مَا مرَضَ المَرءُ فِيْهِ ... ليْسَ همًّا مَا عَاقَ عَنْهُ الظَلَامُ 12878 - ليْسَ عِشقُ الآماءِ مِنْ شَكْلِ مثْلي ... إِنَّما يَعشَقُ الإِماءَ العَبيِدُ بَعْدَهُ: صِلْ إِذَا مَا وَصَلْتَ حُرَّةَ قَوْمٍ ... قَدْ حَمَاهَا آبَاءُهُا وَالجدُوْدُ يُضْرَبُ فِي إِيْثَارِ عِشْقِ الحَرَائِرِ عَلَى الإِمَاءِ. 12879 - لَيْسَ عَليْكَ نسْجُهُ فَاسْحَبْ وَجُر ... إِلَّا عَلَى مَنْ لَا تُبَالِيْ أَنْ تَضُرّ بَعْدَهُ: إِنَّا صرَرْنَا حُبَّ لَيلَى فَانْتَثَرَ ... وَغَرَّنَا مِنْهُ وَكَاءٌ مِنْ شَعَر مَحْمُود الوَرَّاق: 12880 - لَيْسَ عِنْدي إِلَّا الرِّضَا بقضاءِ اللَّـ ... ــهِ فيْما رَضيْتُهُ أَو كَرِهْتُهْ بَعْدَهُ: لَوْ إِلَيَّ الأُمُوْرُ أَخْتَارُ مِنْهَا ... خَيْرهَا لِي عَوَاقِبًا مَا عَرَفْتُه وَلَوْ أَنِّي حَرَصْتُ جَهْدِيَ أَنْ ... أَدْفَعَ أَمْرًا مُقَدَّرًا مَا دَفَعْتُه فَأَرَى أَنْ أَرُدَّ إِلَى مَنْ عِنْدَهُ ... فِيْهِ عِلْمُ مَا قَدْ جَهلْتُه عليّ عبدِ العَزيزِ: 12881 - لَيْسَ عِنْدي شيءٌ أَجلَّ مِنْ العِلْـ ... ـــمِ فلَا أبتَغِيْ سِواهُ أَنِيسَا ¬
أَعْرابيُّ: 12882 - لَيْسَ عِنْدي وَالحَمدُ للَّهِ مَالٌ ... إِنَّما مَاليَ الثناءُ الجَميْلُ عليُّ الجَهْمِ يخاطُب المتوكّل: 12883 - لَيْسَ عِنديْ وإِنْ تَغَضَّبْتَ إِلَّا ... طَاعَةٌ حُرَّةٌ وقَلبٌ سَلِيْمُ بَعْدَهُ: وَانْتِظَارُ الرِّضَا فَإِنَّ رِضَى السَّادَ ... اتِ عِزٌّ وَعَتْبَهُمْ تَقْوِيْمُ عبد اللَّهَ بنُ طاهِر بنُ الحُسينِ: 12884 - لَيسَ غَيرَ الإلهِ وَالعَمَلُ الصَا ... لِحُ يبقَى وَكُلُّ شيءٍ فانِ قَالَ المُهَذَّبُ بن يَزِيْدَ بن الخِشكَرِيِّ مُضمِّنًا بَيْتَ عَبْدُ اللَّهِ بن طَاهِرِ بن الحُسَيْنِ وَهُوَ قَوْلُهُ: لَيْسَ غَيْرُ الإِلَهِ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ. البَيْتُ فَقَالَ ابْنُ الخشكَرِيّ: أَحْسِنُوا قَبْلَ أَنْ تَضمَّ يَدُ الدَّ ... هْرِ عَلَى السَّيِّئاتِ وَالإحْسَانِ أَيْنَ عَادٌ وَتُبَّعٌ وَثَمُوْدٌ أَيْنَ ... أَمْسَى كِسْرَى أَنُو شُرْوَانِ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِالمُلُوْكِ وِبِالمُـ ... ــلْكِ أَوَانًا يَمُرُّ بَعْدَهُ أَوَانِ لَيْسَ غَيْرُ الإِلَهِ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ. البَيْتُ أَبُو الفتح القائد الصِقليّ: 12885 - لَيْسَ في الدُّنيَا سُرورٌ ... إِنَّما الدُّنيَا غُمُوْمُ بَعْدَهُ: فَإِذَا كَانَ سُرُوْرٌ ... فَقَلِيْلٌ لَا يَدُوْمُ
تَرْكُهَا أَفْضَلُ مِنْهَا ... ذَا بِهَذا لَا يَقُوْمُ مَنْصُور الْفَقيه: 12886 - لَيْسَ في الدُّنيَا لِمَنْ ... آمَنَ بِالبَعْثِ سُرُوْرُ بَعْدَهُ: إِنَّمَا يَفْرَحُ بِالدُّنْيَا ... جَهُوْلٌ أَوْ كَفُوْرُ 12887 - لَيْسَ في العَاشِقِينَ أَقنَعَ مِنّي ... أَنَا أَرْضَى بنَظْرةٍ مِنْ بعَيْدِ البُحْتَري: 12888 - لَيْسَ في العَاشِقِينَ انقَص حَظًا ... في التّصَابي من وَاصلٍ مَهجُورِ العُتْبيّ: 12889 - ليْسَ في النّذلِ وَلَو خُوِّ ... لَ مُلكَ الأَرضِ حِيلَه صاحبُ البَصْرَة: 12890 - لَيسَ في فَوتِ ما يُطالِبُهُ الحرُّ ... وإِنْ فَاتَهُ عَلَيْهِ عُيُوبُ أَبْيَاتُ عَلِي بن مُحَمَّدٍ العَلَوِيِّ صَاحِبِ البَصرَةِ: لَقَبِيْحٌ مَقَامَ ذِي الهِمَّةِ الحُرِّ ... بِأَرضٍ مَرْعَاهُ فِيْهَا جَدِيْبُ لَا عَدوًّا أَنْكَى وَلَا النفسَ أَغْنَى ... وَهُوَ رَاضٍ فِيْهَا أَكُوْلٌ شَرُوْبُ لَيْسَ فِي فَوْتِ مَا يُطَالِبُهُ الحُرُّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّمَا العَيْبُ أَنْ يُرَى سَاقِطَ الهِمَّةِ ... رَاضٍ بِمَا رَضِي المَعْيُوْبُ ¬
12891 - لَيْسَ في كُلِّ سَاعةٍ أَنَا مُحتَاجٌ ... ولَا أنتَ قَادِرٌ أَنْ تُنيلَا بَعْدَهُ: فَاغْتَنِمْ عُسْرَتِي وَيُسْرَكَ وَاعْقِدْ ... مِنَّةً تَسْتَرِقُّ فِيْهَا الخَلِيْلَا فَأُمُوْرُ الدُّنْيَا تنَقَّلُ وَالمُقْبِلُ ... فِيْهَا مَنْ حَازَ شُكْرًا جَمِيْلَا عَبْدُ اللَّه بنُ طاهِرِ بن الحسين: 12892 - لَيْسَ في كُلِّ سَاعَةٍ وأَوانِ ... تَتهيّأ صَنَايِعُ الإِحْسانِ بَعْدَهُ: فَإِذَا أَمْكَنَ الزَّمَانُ فَبَادِرْ ... حَذَرًا مِنْ تَعَذُّرِ الإِمْكَانِ وَيُرْوَى: فَإِذَا أَمْكَنَتْكَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ ... فَبَادِرْ بِهَا صُرُوْفَ الزَّمَانِ وَتَشَاغَلْ بِهَا وَلَا تَلْهُ عَنْهَا ... حَذَرًا مِنْ تَعَذُّرِ الإِمْكَانِ لَيْسَ غَيْرُ الإِلَهِ وَالعَمَلُ الصَّا ... لِحِ يَبْقَى وَكُلُّ شَيْءٍ فَانِ أبو العتاهيَةِ: 12893 - لَيْسَ فيْمَا مَضَى وَلَا في الَّذي ... لَم يأتِ مِنْ لذَّةٍ لمُسْتَحِليْها ابن الجعابي: 12894 - لَيْسَ في وَعدِ ذيْ السَّماحةِ مَطْلٌ ... إِنَّما المَطلُ في وعُودِ البَخِيلِ قبله: وَإِذَا جُدْتَ للصَّدِيْقِ بِوَعْدٍ ... فَصِلِ الوَعْدَ بِالفعَالِ الجمِيْلِ لَيْسَ فِي وَعْدِ ذي السَّمَاحَةِ مَطْلٌ. البَيْتُ ¬
هُوَ أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّد بنِ عُمَر بنِ مُحَمَّد بنِ سَلَم المَعْرُوْفُ بِابْنِ الجغَانِيِّ الحَافِظِ البَغْدَادِيِّ وَفَاتَهُ بِبَغْدَادَ سَنَة 344. الحَكيمُ بنُ قُنْبُرٍ: 12895 - لَيْسَ فيْهَا مَا يُقَالُ لَهُ ... كَملتْ لَو أَنَّ ذَا كَمَلَا قَوْلُ الحَكِيْم بن قُنْبَرٍ: أَلَيْسَ فِيْهَا مَا يقالُ لَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كُلُّ جُزْءٍ مِنْ مَحَاسِنِهَا ... كَائِنٌ مِنْ حُسْنِهِ مَثَلا لَوْ تَمَنَّتْ فِي بَرَاعَتِهَا ... لَمْ تَجِدْ مِنْ حُسْنِهَا بَدَلَا أَخَذَهُ السَّيِّدُ الرَّضِيُّ فَسَلَخَهُ وَاهْتَدَمَهُ فَقَالَ (¬1): لَيْسَ فِيْهَا مَا يقالُ لَهُ ... كَمَلَت لَوْ أَنَّهُ كَمَلَا كُلُّ عَضْوٍ فِي تَصَوّرِهِ ... صَائِرٌ فِي حُسْنِهِ مَثَلَا أبو القَيْسِ بن الأسْلَتِ: 12896 - لَيْسَ قطًا مِثْلَ قُطَيٍّ ... وَلَا المَرْعيّ في الأَقوامِ كَالراعِي قِيْلَ كَانَ مَكْتُوْبٌ عَلَى دِرْعِ قَيْسِ بن الخَطِيْمِ: أَعْدَدْتُ لِلأَعْدَاءِ فَضَاضةً ... مَوْصوْفَةً كَالنّهي فِي القَاعِ لَيْسَ قُطًّا مِثْلُ قِطِّي. البَيْتُ. هَذَا البَيْتُ مَثَلٌ سَائِرٌ يُضْرَبُ فِي خَطأ القِيَاسِ لِمَنْ يَقِيْسُ الكَبِيْرَ بِالصغِيْرِ. يَقُوْلُ مِنْهَا: أَسْعَى عَلَى جُلّ بني مَالِكٍ ... كُلُّ امْرِئٍ فِي شَأْنِهِ سَاعِ وَهَذَا أَيْضًا مَثَلٌ سَائِرٌ. يُضْرَبُ فِي التَّصْمِيْمِ عَلَى الأَمْرِ وَالاهْتِمَامِ بِالشَّيْءِ. ¬
أبو نواسٍ: 12897 - لي سَكرتَانِ وللِنَّدمَانِ وَاحدَةٌ ... شيءٌ خُصِصْتُ بِهِ مِنْ دُونِهم وحْدي 12898 - لَيْسَ كُلُ الدَّهْرُ يومًا واحِدًا ... رُبَّمَا ضَاقَ الفَتَى ثُمَّ اتَّسَعْ بَشّارُ: 12899 - لَيْسَ كُلُ السُّرورِ يبْقَى مُقِيمًا ... ربَّ حُزْنٍ يَدبُّ تَحتَ السُّرورِ قَبْلهُ: بَكِّرَا صَاحِبَيَّ قَبْلَ الهَجِيْرِ ... إِنَّ جُلَّ النَّجَاحِ فِي التَّبْكِيْرِ وَطَلَبْتَ الكَبيْرَ بِالأَصْغَرِ ... إِنَّ الكَبيْرَ تَحْتَ الكَبيْرِ أُوْلِعَ النَّاسُ بِالمَلَامَةِ وَالمَرْءُ ... عَلَىَ خُطَّةٍ مِنَ التَّقدِيْرِ وَشَفَاءُ العَمَى السُّؤَالُ فَقُوْمَا ... سَائِلَا وَالبَيَانُ عِنْدَ الخَبِيْرِ لَيْسَ كُلُّ السُّرُوْرِ يَبْقَى مُقَيْمًا. البَيْتُ أَبو سَعْدٍ الْمَخْزوميُّ: 12900 - لَيْسَ لُبْسُ الطَّيَالِسِ ... مِنْ لِباسِ الفَوَارِسِ بَعْدَهُ: لَا وَلَا حَوْمَةُ الوَغَا ... مِنْ صُدُوْرِ المَجَالِسِ وَظُهُوْرُ الجيَادِ ... غَيْرُ ظُهُوْرِ الطَّنَافِسِ لَيْسَ مَنْ مَارَسَ الأُمُوْر ... كَمَنْ لَمْ يُمَارِسِ ضَرْبُ أَوْتَارِ نَفْنَفٍ ... غَيْرُ ضرْبِ القَوَانِسِ نَفْنَفُ اسمُ مُغَنٍّ. يَقُوْلُ ضَرْبُ هَذَا المُغَنُّي بِالأَوْتَارِ غَيْرُ ضَرْبِ الكَمَاةِ بِالسُّوْفِ. ¬
مَحْمود الوَرَّاقُ: 12901 - لَيْسَ لربِّ البَيتِ في بَيتِهِ ... عَيشٌ إذا مَا فَسَدَ الأَهلُ الخُبُزَأُرُزِيِّ: 12902 - لَيْسَ للثَّعلَبِ حَظٌّ ... في غَزَالٍ عِنْدَ ذِئبِ الأشْجَعُ السُلَمِيُّ: 12903 - لَيْسَ للحَاجَاتِ إِلَّا ... مَنْ لَهُ وَجْهٌ وَقَاحُ بَعْدَهُ: وَلِسَانٌ ذِي بَياَنٍ ... وَغدُوٌّ وَروَاحُ إِنْ تَكُنْ أَبْطَأَتِ الحَاجَا ... تُ عَنِّي وَالسَّرَاحُ فَعَلَى الجهْدِ فِيْهَا ... وَعَلَى اللَّهِ النَّجَاحُ أنشد عَبدُ الصّمَد بن بشرٍ: 12904 - لَيْسَ للدُّنْيَا بَقاءٌ ... لَا وَلَا فِيهَا ثبُوتُ قَالَ أَبُو عَمْرُو أَنْشَدَنِي أَقْضى القُضَاةِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ ابن مُحَمَّد بن حَبِيبٍ المَاوَرْدِيّ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد ابنِ المُعَلّى الأَزْدِيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بن بشْرٍ: لَيْسَ لِلدُّنْيَا بَقَاءٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّمَا الدُّنْيَا كَبَيْتٍ ... نَسَجَتْهُ العَنْكَبُوْتُ وَلَقَدْ يَكْفِيْكَ مِنْهَا ... أَيُّهَا الطَّالِبُ قُوْتُ وَلَعَمْرِي عَنْ قَرِيْب ... كُلُّ مَنْ فِيْهَا يَمُوْتُ ¬
وَتُرْوَى الأَبْيَاتُ كُلُّهَا بِالوَقْفِ وَالتَّسْكِينِ فِي أَوَاخِرِهَا. مَنْصُورُ الفَقيهُ: 12905 - لَيْسَ للنَّجْمِ إِلى ... نَفْع ولَا ضَرٍّ سَبِيلُ بَعْدَهُ: إِنَّمَا النَّجْمُ عَلَى الأَوْ ... قَاتِ وَالسَّمْتِ دَلِيْلُ أَبو العتَاهِيَةِ: 12906 - لَيْسَ لِمَا لَيْسَ لَهُ حِيلةٌ ... مَوجُودَةٌ خَيرٌ مِنَ الصَّبْرِ يَقُوْلُ مِنْهَا أَبُو العَتَاهِيَةِ: مَنْ سَابَقَ الدَّهْرَ كَبَا ... كَبْوَةً لَمْ يَسْتَقِلْهَا آخرَ الدَّهْرِ فَاخْطُ مَعَ الدَّهْرِ عَلَى مَا خَطَا ... وَاجْرِ مَعَ الدَّهْرِ كَمَا يَجْرِي لَيْسَ لِمَا لَيْسَ لَهُ حِيْلَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَالصَّبْرُ مُرٌّ لَيْسَ يَقْوَى ... بِهِ إِلَّا رَحِيْبُ البَاعِ وَالصَّدْرِ مَا أَسْرَعَ الأَيَّامَ فِي شَهْرِهَا ... وَأَسْرَعَ الأَشْهُرِ فِي العُمْرِ وَقَالَ مُطِيع بنُ إِيَاسٍ اللَّيْثِيُّ فِي شَفْعِهَا (¬1): مَنْ سَبَقَ السَّلوَةَ بِالصَّبْرِ ... فَازَ بِحُسْنِ الأَجْرِ وَالذُّخْرِ مُصِيْبَةُ الإِنْسَانِ فِي دِيْنِهِ ... أَعْظَمُ مِن حَاجَةِ الدَّهْرِ 12907 - لَيْسَ لَهُ مَا خَلَا اسْمُهُ نَسَبٌ ... كَأَنَّهُ آدَمٌ أَبُو البَشَرِ ابْنُ المعتَزّ في غُلامٍ رثّ الثياب: ¬
12908 - لَيْسَ لَهُ ناقِدٌ فَيعرِفهُ ... وآفَةُ التِّبرِ ضُعْفُ مُنْتَقِدِهِ قبله: مَا بَيْنَ باب الوَزِيْرِ فَالمَسْجِدِ الجا ... مِع ظَبْي كَالظّبى فِي جَيدِه أَطْمَارُهُ رَثًّةٌ فَقَدْ ضَاعَ لَا ضَاعَ ... وَضاعَ التَّمْيِيْزِ فِي بَلدِه لَيْسَ لَهُ نَاقِدٌ فَيَعْرِفُهُ. البَيْتُ 12909 - لَيْسَ لي حَاجَةٌ سِوى الحَمْدُ وَالشُكـ ... ــر فَدعْنِي أقرِيكَ حُسْنَ الثناءِ بَعْدَهُ: فَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالإِذْنِ إِذَا ... جِئْتُ فَإِنِّي مِخَفّفٌ فِي اللِّقَاءِ عبدُ الصَّمَد بنُ المعذَّلِ: 12910 - لَيْسَ لي عُذرٌ وَعِندي بُلْغَةٌ ... إنَّما العُذرُ لِمنْ لَا يَستَطيعُ قَبْلهُ: زَعَمَتْ عَاذِلَتِي أَنِّي لِمَا ... حَفَظَ البُخْلُ مِنَ المَالِ مُضِيْعُ كَلَّفتنِي عُذْرَةَ البَاخِلِ إِذْ طَرَقَ ... الطَّارِقُ وَالنَّاسُ هُجُوْعُ لَيْسَ لِي عُذْرٌ وَعِنْدِي بُلْغَةٌ. البَيْتُ أحمَدُ بن أبي فَنَن: 12911 - لَيْسَ لي في العُلى شَريكٌ ولَا العُسْرِ ... وَلي في الثراءِ ألفُ شرْيكِ 12912 - لِيْسَ مَا بِي مِنَ السَقَامِ عَجِيبًا ... عجبي مِنْ فراقِكُمُ وَبقائي قَبْلهُ: ¬
وَدَعُوْنِي فَادَّعُوْني سَقَامًا ... ثُمَّ بَانُوا فَبَانَ عنهم عَزَائِي لَيْسَ مَا بِي مِنَ السِّقَامِ عَجِيْبًا. البَيْتُ أبو نصْرُ بنُ نباتَةَ: 12913 - لَيْسَ ما تَستَطيعُ مِنْ كلرَمِ العَفْـ ... ــوِ إِذَا ما ظَفِرتَ بالمُستَطاعِ بَعْدَهُ: وَالعُلَى لَا يَنَالُهَا بِيَدَيْهِ ... غَيْرُ ذِي بسْطَةٍ طَوِيْلُ البَاعِ كَمْ مُغَرَّمٌ بِهَا مُسْتَهَامٌ ... وَأَخُوْهَا مَنْ قَدَّمَتْهُ المَسَاعِي يَمْتَطِي فِي طِلَابِهَا فَقرة الأسدِ ... وَيَمْشِي عَلَى نبُوْبِ الأَفَاعِي 12914 - لَيْسَ مُلكُ الَّذي يَزولُ بِمُلكٍ ... إِنَّما المُلكُ مُلكُ مَنْ لَا يَزُولُ قَالَ أَبُو صَالِحٍ الشَّامِيُّ قَالَ عَمْرُ بن عَبْدِ العَزِيْزِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ (¬1): أَنَا مَيِّتٌ وَعِزَّ مَنْ لَا يَمُوْتُ ... قَدْ تَيَقَّنْتُ أَنَّنِي سَأَمُوْتُ لَيْسَ مُلْكٌ يُزِيْلُهُ المَوْتُ مُلْكًا ... إِنَّمَا المُلْكُ ملْكُ مَنْ لَا يَمُوْتُ تَمَثَّلَ بِهَا المَأمُوْنُ عِنْدَ مَوْتِهِ. قَالَ عُمَرُ بنُ هَانِئٍ الطَّائِيُّ: بَعَثَنِي أَبُو غَانِمٍ المَرْوَزِيُّ عَلَى نَبْشِ قُبُوْرِ بني أُمَيَّةَ فَانتهَيْتُ إِلَى قَبْرِ هِشَامٍ فَاسْتَخْرَجْتهُ صحِيْحًا فَمَا فقَدْتُ مِنْهُ شيْئًا إِلَّا طَرَفَ أَنْفِهِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ كَرِيْشَةٍ ثُمَّ اسْتَخْرَجْنَا سُلَيْمَانَ مِنْ أَرْضِ دَابِقَ فَلَمْ نَجِدْ لَهُ إِلَّا صُلْبَهُ وَجُمْجُمَتَهُ وَأَضْلَاعَهُ وَاسْتَخْرجْنَا مسْلمَةَ فَبَقِيَ جُمْجُمَتَهُ وَكَذَلِكَ كَانَ عَبْدُ المَلِكِ وَوَجَدْنَا مُعَاوِيَةَ كَخُيْطٍ أَسْوَدٍ كَأَنَّهُ رَمَادٌ وَلَمْ يُوْجَد فِي قَبْرِ يَزِيْدٍ بن مُعَاوِيَةَ إِلَّا عَظْمٌ وَاحِدٌ وَكُلُّ الَّذِي وُجِدَ مِنْ عِظَامِهِمْ أُحْرِقَ. ¬
فَذَاكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَيْسَ مُلْكُ الَّذِي يَزُوْلُ بِمُلْكٍ. البَيْتُ الْجُنَيدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: 12915 - لَيْسَ مِنْ بَاتَ نَائِمـ ... ــــًا وَالَّذي لَم يَنَمْ سَوَاء قَبْلهُ: لَا تَلُمْهُ عَلَى الهَوَى ... فالهوى قَلْبُهُ كَوَى لَيْسَ مَنْ بَاتَ نَائِمًا. البَيْتُ 12916 - لَيْسَ مَنْ بَاعَ وَاشتَرى الحَمْـ ... ـــدُ وحُسْنُ الثناءِ بالمَغبونِ 12917 - لَيْسَ مَنْ جرَّبَ الأُمورَ كلمَنْ يُلـ ... ـــدَغُ مِنْ جُحْرِ حَيَّةٍ مرتَيْنِ قَبْلهُ: لَا تَكُنْ كَالحِمَارِ إِذَا طَلَبَ القَرْنَيْنِ ... حِرْصًا فَضَيَّعُ الأذْنَيْنِ لَيْسَ مَنْ جَرَّبَ الأُمُوْرَ. البَيْتُ وَقَالَ آخرُ: طَالَبْتُهَا دَيْنًا فَأَلْوَتْ بِهِ ... وَأَمْسَكَتْ قَلْبِي مَعَ الدَّيْنِ فَكُنْتُ كَالعِيْرِ غَدَا يَبْتَغِي ... قَرْنًا فَلَمْ يَرْجَعْ بِأذْنَيْنِ وَقَالَ آخرُ (¬1): أَتَيْتُ أَبَا عَمْروٍ أُرَجِّي عَطَاءَهُ ... فَزَادَ أَبُوْ عَمْروٍ عَلَى حُزْنِيَ حُزْنَا فَكُنْتُ كَبَاغِي القرْنِ أَسْلَمَ أُذْنَهُ ... فَعَادَ بِلَا أذْنٍ وَلَمْ يَسْتَفِدْ قِرْنَا ¬
الغَزِّيُّ: 12918 - لَيْسَ منْ سَادَ بالتَّجاربِ كَهْلًا ... مِثلَ منْ في حدَاثهِ السِنَّ سَادَا 12919 - لَيْسَ مِنْ لَم يمُنْ لَهُ ... نَخلَةً جرّمُ الرُطَبِ ومن باب (لَيْسَ) قَوْلُ ابنِ حَيُّوْسٍ (¬1): لَيْسَ مَنْ لَمْ يَزَلْ فِي مِثْلِ ... مَنْ لَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ مُطِلَّا هُوَ مُصْطَفَى الدَّوْلَةِ أَبُو الفِتْيَانِ مُحَمَّدُ بن سُلْطَان بن حَيُّوْسٍ، يَقُوْلُ ذَلِكَ فِي مَدْحِ الوَزِيْرِ أَبِي مُحَمَّد الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَازُوْرِيّ مِنْ قَصِيْدَةٍ أولُهَا: لَكَ إِنْ تَفْرَغَ السَّمَاءِ مَحَلًّا ... وَلِمَنْ أَمَّ ذَا المَدَى أَنْ يَصِلَا كلما نِلْتَ رُتْبَةً لَا تُسَامَى ... شَهِدَ العَقْلُ أَنَّ قَدْرَكَ أَعْلَا لَيْسَ مَنْ إِلَى المَجْدِ يَرْقَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا يَحِيْفُ الأَدْنَى إِلَيْك عَلَى الأَقْـ ... ـــصَى وَلَا يظْلِمُ إِلَّا عِزُّ الأَذِلَّا لَا يَكُوْنُ الهمَامُ أَهْلًا لأَنْ ... يَظْفَرَ حَتَّى يَكُوْنُ لِلْعَفْوِ أَهْلَا 12920 - لَيْسَ مَنْ مَاتَ فاستَراحَ بميْتٍ ... إنَّما المَيْتُ ميّتُ الآحياءِ أبو سَعْدٍ الْمَخْزُوميُّ: 12921 - لَيْسَ مَنْ مَارسَ الأُمو ... رَ كَمَنْ لَمْ يُمَارِسِ 12922 - لَيْسَ مَنْ يسَمُو بهِ حَسَبٌ ... مِثلَ مَنْ يَسمُو بِهِ مَالُ العَتَابيُّ: ¬
12923 - لَيْسَ يبقَى الخُلودُ لَكِنْ ... دَوَامَ الخُلُودِ للخلَّاقِ عبد اللَّهُ بن طاهِر بن الحُسينِ: 12924 - لَيْسَ يَبْقى عَلَى صُرُفِ الزَّمانِ ... غَيرُ شُكْرِ الإخوانِ والخُلَّانِ قَدْ كُتِبَ إِخْوَانُهُ بِبَابِ: لَيْسَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ وَأَوَانِ. البَيْتُ البَدِيهِيُّ: 12925 - لَيْسَ يُجديْ عَليكَ سَعىٌ ... بِجدٍ لَمْ تُيَسِّرْلَهُ مُلَاقَاةُ جَدِّ أبو تَمَّامٍ: 12926 - لَئِنْ جَذِلَ الصَّدِيقُ وسُرَّ مِنْهَا ... لقَد ضَعُفَتْ بِهَا نَفسُ الحَسُودِ قَبْلهُ: لِيَهْنكَ ذِكْرُ أَيَّامٍ تَوَالَتْ بِبِيْضٍ ... مِنْ فُتُوْحِكَ غَيْرِ سُوْدِ لَئِنْ جَذلَ الصدِيْقُ وَسُرَّ مِنْهَا. البَيْتُ 12927 - لَئِنْ جَرَحتَ شِكاتُكَ كُلَّ قلْبٍ ... لَقَد قرَّتْ بِصُحْبتِكَ العُيُونُ 12928 - لَئِنْ جَمَعَ الرَّحمنُ بَيني وَبَينَكمْ ... ثَبتكمُ شوقًا أقَامَ وَخَيَّما بَعْدَهُ: وَأُنْشِدُكُمْ مِنْ فَرْحَتِي بِلِقَائِكُمْ ... وَقَدْ يَجْمَعُ اللَّهُ الشَّيْئَيْنِ بَعْدَمَا نَصْرُ اللَّه بنُ عُنَيْنٍ: 12929 - لَئِنْ جَمَعَتْ بَيني وَبَينكمْ النَّوى ... فَأَيُّ يَدٍ مَشكُورةٍ للنَّوى عِنْدِي ¬
بَعْدَهُ: أَكُدُّ وَيَكْدِي الدَّهْرُ فِي كُلِّ مَطْلَبٍ ... فَيَا بُؤْسَ دَهْرِي كَمْ أَكُدُّ وَكَمْ يكْدِي 12930 - لَئِنْ جَمعَتنا الدَارُ مِنْ بَعدِ فُرقَةٍ ... فَإِنَّ لَها عِنْدِي يَدٌ لَا أُضِيعُهَا بَعْدَهُ: وَأَنِّي لَمُشْتَاقٌ إِلَيْكَ وَعاَتِبٌ ... عَلَيْكَ وَلَكِنْ عَتْبَةً لَا أُذِيْعهَا قَيْسُ بنُ معاذٍ: 12931 - لَئِنْ حَالَ يأسٌ دُونَ لَيلَى لربَّما ... أَتَى اليأسُ دونَ الشيءِ وَهوَ قَريْبُ أبو المكارِمُ المَوْصليُّ: 12932 - لَئِنْ حُبِستَ فَمَا في الحَبسِ مَنقَصةٌ ... لَنْ يُذهِبَ الحَبسُ أفضَالي وَلَا شرَفِي بَعْدَهُ: فَالُّلؤلُؤُ الرَّطْبُ دُرّ وَهُوَ مُنْتَظِمٌ ... فَوْقَ النُّحُوْرِ وَدُرّ وَهُوَ فِي الصّدَفِ هُوَ أَبُوْ المَكَارِمِ عَلِيِّ بن الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رَضِيٍّ المُوْصَلِيُّ وَفَاتُهُ سَنَةَ 414. ومِثْلُهُ لأَبِي الفَتْحِ البُسْتِيِّ (¬1): لَئِنْ تَنَقَّلْتُ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارِ .. وَصرْتُ بَعْدَهُ ثَوَاءٍ رَهْنَ أَسْفَارِ فَالحُرُّ حُرٌّ عَزِيْزُ النَّفْسِ حَيْثُ ثَوَى ... وَالشَّمْسُ فِي كُلِّ بُرْجٍ ذَاتُ أَنْوَارِ ومِثْلُهُ لِحَمَدِ بنِ مُحَمَّدِ بن فَرُّوْجَةَ الأَصْفَهَانِيِّ: مَا شَانَنِي حَبْسٌ وَلَا ضَرَّنِي ... مَا جَرَّ مِنْ حَادِثِ إِقْتَارِ جَرَّبَنِي الدَّهْرُ بِأَحْدَاثِهِ ... تَجْرُبَةَ اليَاقُوْتِ بِالنَّارِ ¬
12933 - لَئِنْ حَجبتْكَ الجُدرُ عَنَّا فربَّما ... رَأيتَ جَلَابيْبَ السَّحَابِ عَلَى الشمسِ قَبْلَهُ: يَعُزُّ عَلَيْنَا أَنْ نَزُوْرَكَ فِي الحَبْسِ ... وَلَمْ نَسْتَطِعْ نَفْدِيْكَ بالمَالِ وَالنَّفْسِ فَقَدْنَا بِكَ الأُنْسَ الطَّوِيْلَ وَعُطِّلَتْ ... مَجَلِسُ كَانَتْ مِنْكَ تأوِي إِلَى أُنْسِ لَئِنْ سَتَرَتْكَ الجدُرُ عَنَّا. البَيْتُ الأشجعُ السُلَمِّيُّ: [من الطويل] 12934 - لَئِنْ حَسُنَتْ فِيكَ المَراثِي وذكرُهَا ... لَقَد حَسُنَتْ مِنْ قَبلِ فِيكَ المَدايحُ أَبْيَاتُ الأَشْجَعَ السَّلْمِيّ يَرْثِي: مَضَى ابن سَعِيْدٍ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَشْرِقٌ ... وَلَا مَغْرِبٌ إِلَّا لَهُ فِيْهِ مَادِحُ وَمَا كُنْتَ أَدْرِي مَا فَوَاضِلُ كَفِّهِ ... عَلَى النَّاسِ حَتَّى غَيَّبَتْهُ الصَّفَائِحُ فَأَصْبَحَ فِي لَحْدٍ مِنَ الأَرْضِ مَيتًا ... وَكَانَتْ بِهِ حَيًّا تَضِيْقُ الصَّحَاصِحُ سَأَبْكِيْكَ مَافَاضَتْ دُمُوْعِي فَإِنْ تَغِضْ ... فَحَسْبُكَ مِنِّي مَا تَكِنُّ الجوَانِحُ فَمَا أَنَا مِنْ رُزْءٍ وَإِنْ جَلَّ جَازعٌ ... وَلَا بِسُرُوْرٍ بَعْدَهُ مَؤْبكَ فَارِحُ كَأَنْ لمْ يَمُتْ حَيٌّ سِوَاكَ وَلَمْ تَقُمْ ... عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَيْكَ النَّوَائِحُ لأنْ حَسُنَتْ فِيْكَ المَرَاثِي وَذِكْرُهَا. البَيْتُ ومن باب (لَئِنْ) قَوْلُ القَاضِي الرَّشِيْدِ الأَسْوَانِيّ (¬1): لَئِنْ خَابَ ظَنِّي فِي رِحَابكَ بَعْدَمَا ... ظَنَنْتُ بِأنِّي قَدْ ظَفِرْتُ بِمُنْصِفِ فَإِنَّكَ قَدْ قَلَّدْتَنِي كَلَّ مِنَّةٍ مَلَكَتْ ... بِهَا شُكْرِي لَدَى كُلِّ مَوْقِفِ لأَنَّكَ قَدْ حَذَّرْتَنِي كُلَّ صَاحِبٍ ... وَعَلَّمْتَنِي أَنْ لَيْسَ فِي الأَرْضِ مَنْ يَفِي ¬
وقول العَطَوِيِّ (¬1): لَئِنْ خَصَّ قَوْمًا بِالنَّبَاهَةِ وَالغِنَى ... وَأَلْبَسَنَا ثَوْبَي خمُوْلٍ وَإقْلَالِ لَقَدْ جَادَ بِالعِلْمِ النَّفِيْسِ الَّذِي بِهِ ... رُشْدنَا فلم نَلْبَسْ مَلَابِسَ جُهَّالِ فَلَو قَايَضُوا لَمْ نُعْطِ عِلْمًا بِثَرْوَةٍ ... وَلَمْ نَرَ لِلتَّمْيِيْزِ كُفْؤًا مِنَ المَالِ أنشَد إبراهيمُ بنُ عَرَفَةَ: 12935 - لَئِنْ دَرَستَ أَسبَابُ مَا كَانَ بينَنَا ... مِنَ الوَصلِ مَا شوقِي إِليكَ بدارِسِ بَعْدَهُ: وَمَا أَنَا مِنْ أَنْ يَجْمَعُ اللَّهُ بَيْنَنَا ... بِأَحْسَنِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ بِآيِسِ هُوَ أَبُوْ عَبْدَ اللَّهِ إِبْرَاهِيْمُ بنِ مُحَمَّدِ بن عَرَفَةَ. ابْنُ أبي العِظامِ: 12936 - لَئِنْ ذَهَبتْ أيَّامُ لدَّتنا الأُولى بِذي الأ ... ثلِ ما وَجْدِيْ عَليهَا بِذَاهِبِ أَنْشَدَ ابْنُ وَهَبٍ لأَبِي هُرَيْرَةَ أَحْمَد بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي العِظَامِ: لَئِنْ ذَهَبَتْ أَيَّامُ لذّتِنَا الأُوْلَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَلَا لِي أَيَّامًا مَضَتْ لَمْ تَكُنْ مَضَتْ ... فَفَقْدِي لَهَا يَا صاحِ إِحْدَى المَصَائِبِ رَعَى اللَّهُ أَيَّامَ السُّرُوْرِ فَإِنَّهَا ... تَمُرُّ سَرِيْعَاتٍ كَمَرَّ السَّحَائِبِ البُحْتَريُّ: 12937 - لَئِنْ رَجَعْتَ عَنْكَ أَجسَامُنَا ... لقَد سَافَرتْ مَعَكَ الأَنفُسُ قَبْلَهُ: ¬
أَقُوْلُ لَهُ عِنْدَ تَوْدِيْعِهِ ... وَكُلٌّ بِعِبرَتِهِ مُبْلِسُ لَئِنْ قَعَدَتْ عَنْكَ أَجْسَامُنَا. البَيْتُ عَكَسَهُ الصَّابِئُ فَقَالَ: وَلَمَّا حَضَرْتُ لِتَوْدِيْعِه ... وَطَرْفُ النَّوَى نَحْوَنَا أَشْوَسُ عَكَسْتُ لَهُ بَيْتَ شِعْرٍ مَضَى ... يَلِيْقُ بِهِ الحَالُ إِذْ يُعْكَسُ لَئِنْ سَافَرَتْ عَنْكَ أَجْسَامُنَا ... لَقَدْ قَعَدَتْ مَعكَ الأَنْفُسُ هَذَا يَقُوْلهُ المُسَافِرُ لِلْقَاعِدِ وَذَاكَ يَقُوْلهُ القَاعِدُ لِلمُسَافِرِ. 12938 - لَئِنْ زُوِيتَ عنَّا الحُظوظُ فَمِثلُها ... إِذَا خَسَّ فعْلُ الدَهرِ عَنْ مِثلَنا يَزوي يُروى لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام: [من الطويل] 12939 - لَئِنْ سَاءَنِي دَهرٌ لَقَد سَرَّنِي دَهْرٌ ... وَإِنْ مسَّني عُسر فَقَدْ مسَّني يُسْرُ بَعْدَهُ: لِكُلٍّ مِنَ الأَيَّامِ عِنْدِي عَادَةٌ ... فَإِنْ سَاءَ بِي صَبْرٌ وَإِنْ سَرَّنِي شُكْرُ عبدُ اللَّه بنُ الدميْنَةِ: 12940 - لَئِنْ ساءَنَي ذكرَاكِ لي بمساءَةٍ ... لقَد سرَّني أَنَّي خَطَرتُ بِبَالِكِ 12941 - لَئِنْ شذَّبتكً الحَادِثاتُ فإنَّما ... يُفرِّعُ غُصْنُ الدَّوحِ حِينَ يُشذَّبُ ابْنُ حَيّوسٍ: 12942 - لَئِنْ صَحَّ أَنَّ العَدلَ في العُمرِ زَائدٌ ... فأَيسرُ مَا تَأتِيهِ مُفْضٍ إلى الخُلْدِ بَعْدَهُ: لِيَهْنكَ مَا أَصْفتكَ أَلْسِنَةُ الوَرَى ... مِنَ الشّكْرِ عَفْوًا وَالقُلُوْبُ مِنَ الوُدِّ ¬
قُلُوْبٌ ذَعَرْتَ الخَوْفَ عَنْهَا بِضِدِّهِ ... فَأَنْتَ بِهَا أَحْلَا مِنَ المَالِ وَالوَلَدِ أَبْيَاتُ ابن حَيُّوْسٍ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا الوَزِيْرُ البازُوْرِيَّ أَوَّلُهَا: مَسَاعِيْكَ لَا تُحْصى فَتُدْرَكُ بِالعَدِّ ... وَمَجْدَكَ لَا يَرْضَى الوُقُوْفَ عَلَى حَدِّ أَضَفْتَ إِلَى الجِّدِّ اجْتِهَادًا وَلَمْ تَكُنْ ... كَمَنْ تَرَكَ الجِّدّ اعْتِمَادًا عَلَى الجَّدِّ وَكُلٌّ إِلَى العَلْيَاءِ ظَامٍ وَإِنَّمَا ... تَعِزُّ بِأَسْبَاب حَمَتْ سُبُلَ الوِرْدِ لَهُ سوْرَةٌ أَعْيَى المُلُوْكَ ادِّعَاؤُهَا ... وَسوْرَةُ عِزٍّ دُوْنَهَا سوْرَةُ الأَسَدِ يُبَالِغِ فِي بَسْطِ الرَّدَى غَيْرَ مُعْتَدٍ ... وَيُسْرِفُ فِي بَذْلِ النَّدَى غَيْرَ مُعْتَدِ أَيَا مَنْ نُفُوْسُ الخَلْقِ بَعْضُ هِبَاتِهِ ... تَعَذَّرَ مَنْ يُسْدِي النَّوَالَ الَّذِي تسْدِي لَئِنْ صَحَّ أَنَّ العَدْلَ فِي العُمْرِ زَائِدٌ. البَيْتُ يَقُوْلُ مِنْهَا يَصِفُ شِعْرَهُ: قَوَافٍ إِذَا أُنْشِدْنَ لَمْ يَدْرِ سَامِعٌ ... رَقَتْ مِنْ دِمَشْقَ أَو تَحَدَّرْنَ مِنْ نَجْدِ أَشَفُّ مِنَ البُرْدِ المُجَبَّرِ مَلْبِسًا ... وَأَسْرَعُ فِي قَطْعِ البِلَادِ مِنَ البُرْدِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فَضْلُ المَحَامِدِ بَاهِرًا ... لَمَا فَتَحَ اللَّهُ الذِّكْرَ المُنَزَّلِ بِالحَمْدِ إبراهيمُ الصَوليُّ: 12943 - لَئِنْ صَدَرتْ بِي زَورةٌ عَنْ محَّمدِ ... بمَنعِ لقَد فَارقتُهُ وَمَعي قَدرِي بَعْدَهُ: أَلَيْسَتْ يَدٌ عِنْدِي لِمِثْلِ مُحَمَّدٍ ... صيَانَتَهُ عَنْ مِثْلِ مَعْرُوْفِهِ شُكْرِي يقول ذَلِكَ فِي مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الزَّيَّاتِ الوَزِيْرِ. 12944 - لَئِنْ صِرتَ للبقَّالِ يَا شَرَّ زَوجَةٍ ... فَلَا عجَب قَد يُربَطُ الكلبُ في الشمسِ أبو عبدُ اللَّهِ بنُ طاهرٍ: ¬
12945 - لَئِنْ طِبْتَ نفسًا عَنْ ثنائي فإنَّني ... لأَطيبُ نَفسًا عَنْ نداكَ عَلَى عُسْري بعده: وَلَسْتُ إِلَى جَدْوَاكَ أَكْثَرُ حَاجَةً ... عَلَى شِدَّةِ الإعْسَارِ مِنْك إِلَى شكْرِي ومن باب (لَئِنْ): لَئِنْ عَادَ رَبع العَيْشِ بِالقُرْبِ آهِلًا ... وَكَانَ لأيَّامِي الَّتِي سَلَفَتْ رَدُّ غَفَرْتُ إِسَاءَاتِ الزَّمَانِ وَأَذْهَبتْ ... أَيَادِي التَّدَانِي سوَاءَ مَا صَنَعَ البُعْدُ وقول ابن جكِيْنَا وَقَدْ زَأرَهُ زَائِرٌ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الزَّائِرُ فَقَالَ: قَدْ ثقَلْتُ وَأَبْرَمْتُ فِي طُوْلِ المَقَامِ فقل (¬1): لَئِنْ عَدَّدْتَ إِبْرَامًا وَثَقْلًا ... زِياَرَاتٍ بِهِنَّ رَفَعْتَ قَدْرِي فَمَا أَبْرَمْتَ إِلَّا حَبْلَ وُدِّي ... وَلَا ثَقَلْتَ إِلَّا ظَهرَ شُكْرِي وقول آخَرَ: لَئِنْ قَرَّبَ اللَّهُ المَسِيْرَ إِلَى الحمَى ... وَلَاحَتْ لِعَيْنِي مِنْهُ أَعْلَامُ شِعْبِهِ سَجَدْتَ بِذَاكَ الرَّبع شُكْرًا لأَهْلِهِ ... وَشَرَّفْتُ أَجْفَانِي بِتَقْبِيلِ تُرْبِهِ وقول آخَرَ: لَئِنْ قَرَّبَ اللَّهُ النَّوَى بَعْدَهُ هَذِهِ ... وَحَانَ لِرَوْحَاتِ المَطِيّ بَلَاغُ شَغَلْتُ بِكُنَّ النفسَ عَنْ كُلِّ حَاجَةٍ ... وَهَيْهَاتَ عَنْ شُغْلٍ بِكُنّ فَرَاغُ فَلَيْسَ لِبرْدِ المَاءِ لَمْ تَشْرَبِي بِهِ ... إِلَى القَلْبِ مِنِّي يا أُمَيْمُ مَسَاغُ وقول المِيْكَالِيّ (¬2): [من الوافر] لَئِنْ قَعَدَ الزَّمَانَ كُلَّ حُرٍّ ... وَخَصَّ ذَوِي الجهَالَةِ بِاليَسَارِ ¬
فَآحَادُ الحِسَابِ عَلَى يَمِيْنٍ ... وَآلَافُ الحِسَابِ عَلَى اليَسَارِ وَقَوْلُ العُتْبِيّ (¬1): لَئِنْ قَعَدَتْ بي قِلَّةُ المَالِ عِنْدَكُمُ ... فَمَا أَنَا عَنْ كَسْبِ المَعَالِي بِقَاعِدِ وَلَا أَنَا بِالسَّاعِي إِلَى الجَهْلِ وَالخَنَا ... وَلَا عَنْ مُكَافَاةِ الصَّدِيْقِ بِرَاقِدِ أُكَافِي أَخِي بِالوُدِّ أَضعَافَ وُدِّهِ ... وَأَبْذِلُ لِلْمَوْلَى طَرِيْقِي وَتَالِدِي وَمَا صَاحِبِي عِنْدَ الرَّخَاء بِصَاحِبٍ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الأُمُوْرِ الشّدَائِدِ 12946 - لَئِنْ عَاقَ القَضاءُ نَدَاكَ عَنَّي ... فَلْسْتُ أَراكَ في مَنعي مُليمَا التّنوخيُّ: 12947 - لَئِنْ عَاقَ عَنْ قَصْدِ الزّيارَةَ عَائقُ ... فَإِنَّ وَلَائِي لَمْ تُعِقهُ العَوائقُ بَعْدَهُ: وَإِنْ ظَهَرَتْ مِنِّي دَلَائِلُ جَفْوَةٍ ... فَمَا أَنَا فِي إِخْلَاصِ وُدِّي مَاذِقُ وَكَمْ مِنْ قَرِيْبٍ وَهُوَ فِي الوُدِّ كَاذِبٌ ... وَآخَرُ نَاءٍ وَهُوَ فِي الوُدِّ صَادِقُ ابن الخيّاطِ: 12948 - لَئِنْ عدَاني زَمانِي عَنْ لِقائِكُمُ ... فَمَا عَدانِي عَنْ تَذكَارِ مَا سَلَفا بعده: وَكَيْفَ يَصْرِفُ قَلْبًا عَنْ وِدَادِكُمُ ... مَنْ لَا يَرَى مِنْكُمُ بدًّا إِذَا انْصَرَفَا مَا حَقُّ شَوْقِيَ أَنْ يُثْنَى بِلَائِمَةٍ ... وَلَا لِدَمْعِيَ أَنْ يُنْهَى إِذَا ذَرَفا مَا وَجْدُ مَنْ فَارَقَ القَوْمَ الأُلَى ظَعَنُوا ... كَوَجْدِ مَنْ فَارَقَ العَلْيَاء وَالشَّرَفَا ¬
أبو العَتاهِيَةِ وقد حُجَب: 12949 - لَئِنْ عُدتُ بَعْدَهُ اليَومِ إِنّي لَظالمٌ ... سَأصْرِفُ وَجْهي حَيثُ تُبغَى المَكَارِمُ بَعْدَهُ: مَتَى يَظْفَرُ الغَادِي إِلَيكَ بِحَاجَةٍ ... وَنِصْفُكَ مَحْجُوْبٌ وَنِصْفُكَ نَائِمُ 12950 - لَئِنْ عظَّم النَّاسُ الذُّنُوبَ فإِنَّها ... وإنْ عَظُمتُ في رَحمْةِ اللَّهِ تَصغُرُ أبو نُوّاسٍ: 12951 - لَئِنْ عَمِرَتْ دُورٌ بِمن لَا أُحِبُّهُ ... لَقد عَمِرَتْ مِقَنْ أُحِبُ المَقَابِرُ 12952 - لَئِنْ غَدَرْتَ وَلَمْ يَصْدُق إخاؤُكَ لِي ... فَلستَ أَولَ ذِي غَدرٍ وَذِي كَذِبِ قَبْلهُ: إِنَّا نَوَدُّ عَلَى الأَخْلَاق وَالأَدَبِ ... وَلَا نَوَدُّ عَلَى الأَمْوَالِ وَالنَّشَبِ لَئِنْ غَدَرْتَ وَلَمْ يَصْدُقْ إِخَاؤكَ لِي. البَيْتُ 12953 - لَئِنْ فَخرتَ بآباءٍ لَهُم شَرَفٌ ... لَقَد صَدَقْتَ وَلَكِنْ بِئسَ مَا وَلَدُوْا 12954 - لَئِنْ قَرُبتْ مَنازلَ أَهلِ ... لَيلى فإِنَّي عَنْ زِيَارَيهَا بَعِيدُ الرّضيّ الموسَويُّ: 12955 - لَئِنْ قَطَعَ اللِقاءُ عُرامَ دَهْرٍ ... لَما انقَطَعَ التَودُّدُ وَالإِخاءُ العَلَويُّ صاحب البَصْرَةِ: 12956 - لَئِنْ قَنَعتُ نَفسِي بتِعلِيمٍ صِبْيَةٍ ... مَدَى الدَّهر إِنّي بالمذَلَّةِ قَانِعُ ¬
قِيْلَ كَانَ العَلَوِيُّ صَاحِبُ البَصْرَةَ قَبْلَ خُرُوْجِهِ وَاشْتِهَارِ أَمْرِهِ وَانْتِشَارِ صيْتِهِ يُعَلِّمُ الصّبْيَانِ، وَكَانَ يَذْكرِ أَنَّهُ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ ثُمَّ مِنْ أَنْمَارَ وَكَانَ اسمُهُ أَحْمَدَ فَلَمَّا خَرَجَ تَسَمَّى عَلِيًّا وَهُوَ القَائِلُ: أَيَا حِرْفَةَ الزَّمْنَى أَلَمَّ بِكِ الرَّدَى ... أَمَّا لِي خَلَاصٌ مِنْكِ وَالشَّمْلُ جَامِعُ لَئِنْ قَنَعَتْ نَفْسِي بِتَعْلِيْمِ صِبْيَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَهَلْ يَرْضَينْ حُرٌّ بِتَعْلِيْمِ صبْيَةٍ ... وَقَدْ ظَنَّ أَنَّ الرِّزْقَ فِي الأَرْضِ وَاسِعُ ويقالُ إِنَّهُ نَسَكَ بَعْدَهُ ذَلِكَ وَتَزَهَّدَ وَقَدْ رُوِيَتْ لَهُ فِي ذلك أَشْعَارٌ فَمِنْ ذَلِكَ مَا قَالهُ عِنْدَ مَوْتِهِ: قَتَلْتُ النَّاسَ إِشْفَاقًا ... عَلَى نَفْسِي كي تَبْقَى وَحُزْتُ المَالَ بِالسَّيْفِ ... لِكَي أَنْعَمَ وَلَا أَشْقَى فَمَنْ أَبْصرَ مَثْوَايَ ... فلا يَظْلِم إِذًا خَلقَا فَيَا وَيْلِي إِذَا مَا مُتُّ ... عِنْدَ اللَّهِ مَا أَلْقَى أَخُلْدًا فِي جِوَارِ اللَّهِ ... أَمْ فِي نَارِه أُلْقَى 12957 - لَئِنْ كَانَ أَذنَبَ في أَمسِهِ ... فَقد جَاءَكَ اليَوَمَ يَستَغفِرُ كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى مَنْ يُؤَمِّلُهُ وَقَدْ سَخِطَ عَلَيْهِ يَسْتَعْطِفُهُ: كَرَمَكَ وَسِعَةَ عَفْوِكَ يَسْتَغْرِقَانِ الذَّنْبَ وَالتَّقْصيْرَ وَمَن ضَاقَ عَنْهُ تَغَمّدُكَ وَرَحْمَتُكَ فَلَا مَثْوَق لَهُ إِلَّا الخَيْبَةُ وَالخِذْلَانُ وَقَدْ آلَيْتُكَ تَائِبًا مُسْتَغْفِرًا فَلِسَانُ الحَالِ يَقُوْلُ: لَئِنْ كَانَ أَذْنَبَ فِي أَمْسِهِ. البَيْتُ العَبَّاسُ الأحنَفِ: 12958 - لَئِنْ كَانَ بُعدُ الدَارِ يُحدِثُ سَلوةً ... فإِنَّ ودّادي يستَجِدُّ عَلَى البُعُدِ 12959 - لَئِنْ كانَتِ الدُّنيا أَغَبَّتْ إِساءَةً ... لَما أَحسَنتَ في سَالِفِ الدَّهرِ أَكثَرُ ¬
12960 - لَئِنْ كَانَ شُكرِي دُونَ مَا تستَحِقُّهُ ... فقَد جلَّ مَا أَوليتنيهِ عَنِ الشُّكْرِ قَبْلهُ: وَأَنْتَ الَّذِي بَلَّغْتَنِي مَا أَرَدْتهُ ... وَأَوْطَأتِنِي خَدَّ الزَّمَانِ عَلَى قَسْرِ لَئِنْ كَانَ شكْرِي دُوْنَ مَا تَسْتَحِقُّهُ. البَيْتُ 12961 - لَئِنْ كَانَ طَعْمُ الصَّبْرِ مُرًا مذَاقُهُ ... لَقَد يُجتَنَى مِنْ غِبِّهِ الثَّمَرُ الحُلوُ 12962 - لَئِنْ كَانَ مَنْ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمُ ... يُعدّ صَدِيقًا فالصَّديقُ كَثيرُ بَعْدَهُ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَحْفَظْ بِغَيْبٍ مَوَدَّتِي ... فَمِثْلكَ أخْوَانُ الرّيَاءِ غُرُوْرُ ومن باب (لَئِنْ) قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ (¬1): لَئِنْ كَفرْتُكَ مَا أَوْلَيْتَ مِنْ نِعَمٍ ... إِنِّي لَفِي اللَّوْمِ أَحْظَى مِنْكَ فِي الكَرَمِ أَنْسَى ابْتِسَامَكَ وَالأَلْوَانُ كَاسِفَةٌ ... تَبَسَّمَ الصُّبْحُ فِي دَاجٍ مِنَ الظُّلُمِ رَدَدْتَ رَوْنَقَ وَجْهِي فِي صَحِيْفَتِهِ ... رَدَّ الصّقَالِ بِهِاء المُرْهَفِ الحَذِمِ وَمَا أُبَالِي وَخَيْرُ القَوْلِ أَصْدَقهُ ... حَقَنْتَ لِي مَاءَ وَجْهِي أَمْ حَقَنْتَ دَمِي وقول أَبِي الخَطَّابِ مَحْفُوْظ بن أَحْمَدَ بن الحُسَيْنِ بن أَحْمَدَ الكَلْوذَانِيّ الفَقِيْه الحنبلِيّ (¬2): لَئِنْ جَارَ الزَّمَانُ عَلَيَّ حَتَّى ... رَمَانِي مِنْهُ فِي ضَنْكٍ وَضِيْقِ فَإِنِّي قَدْ حَمَدْتُ لَهُ صُرُوْفًا ... عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيْقِي ¬
وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخَرَ (¬1): لَئِنْ كَانَ الزَّمَانُ عَلَيَّ أَخْنَى ... بِأَنْوَاعٍ غَصصتُ لَهَا بِرِيْقِي لَقَدْ أَسْدَى إِلَيَّ يَدًا لأَنِّي ... عَرَفْتُ عَدُوِّي مِنْ صَدِيْقِي عُبيدُ اللَّهِ بن عبد اللَّه بن طاهرٍ: 12963 - لَئِنْ كُنتَ عَنْ شُكرِي غنيًّا فَإِنَّني ... إلى شُكر مَا أَولَيتَني لفَقِيرُ قَبْلهُ: أَيَادِيْكَ عِنْدِي مُعْظَمَاتٌ جَلَائِلٌ ... طِوَالَ المَدَى شُكْرِي لَهُنَّ قَصِيْرُ لَئِنْ كُنْتَ عَنْ شُكْرِي غَنِيًّا. البَيْتُ. أَخَذَهُ مُحَمَّد بن شِبْلٍ فَقَالَ (¬1): أَيَارَبِّ إِنْ كُنْتُ الجَّدِيْرَ بِجَفْوَةٍ ... فَأَنْتَ بِإِحْسَانٍ إِلَيَّ جَدِيْرُ وَإِنْ كُنْتَ عَنْ شُكْرِي غَنِيًّا وَطَاعَتِي ... فَإِنِّي إِلَى الغفْرَانِ مِنْكَ فَقِيْرُ ومن باب (لَئِنْ كُنْتُ) قَوْلُ أَبِي الفَرَجِ حَمَد بن عَلِيِّ بن خَلَفٍ الهَمَذانِيِّ يَصِفُ نَفْسَهُ وَشِعْرَهُ (¬2): لَئِنْ كُنْتَ فِي نَظْمِ القَرِيْضِ مُبَرِّزًا ... وَلَيْسَتْ جُدُوْدِي يَعْرُبٌ وَإِيَادُ فَقَدْ تَسْجَعُ الوَرْقَاءُ وَهِيَ حَمَامَةٌ ... وَقَدْ تَنْطقُ الأَوْتَارُ وَهِىَ جَمَادُ وقول آخَرَ فِي الثُّبُوْتِ عَلَى الوَفَاءِ: لَئِنْ كُنْتَ تَجْفُوْنِي وَتَنْسَى مَودَّتِي ... وَمَا قَدْ مَضى فِي سَالِفِ الدَّهْرِ مِنْ وُدِّي فَإِنِّي عَلَى العَهْدِ الَّذِي عَرفتهُ ... مُقِيْمًا عَلَيْهِ لَا أَحُوْلُ عَنِ العَهْدِ ¬
ومن باب (لَئِنْ) أَيْضًا قَوْلُ الوَائِلِيِّ (¬1): لَئِنْ كَانَ ثَوْبِي فَوْقَ قِيْمَتِهِ ... فَلِي فِيْهِ نَفْسٌ دُونَ قِيْمتهَا الإِنْسُ فَثَوْبُكَ شَمْسٌ دُونَ أَنْوَارِ الدُّجَى ... وَثَوْبِي لَيْلٌ دُونَ ظَلْمَائِهِ شَمْسُ وقول ابن سُكَّرَةَ فِي عَلَوِيٍّ يَهْجُوْهُ (¬2): لَئِنْ كُنْتَ مِنْ هَاشِمٍ فِي الذُّرَى ... فَقَدْ نَبَتَ الشَّوْكُ وَسْطَ الأَقَاحِي النَّابِغَةُ الذُّبيانيُّ: 12964 - لَئِنْ كُنتَ قَدْ بُلِّغتَ عَنِّي خيَانةً ... لمُبلِغكِ الوَاشِي أَغشُّ وأَكذَبُ صَالحُ وَحَسّانَ اللَّخْميُّ: 12965 - لَئِنْ كُنْتَ مُحتاجًا إِلى الحِلمِ إِنَّني ... إلى الجَهلِ في بَعضِ الأَحايينِ أَحوَجُ بَعْدَهُ: وَلِي فرَسٌ لِلحِلْمِ بِالحِلْمِ مُلْجَمٌ ... وَلِي فَرَسٌ لِلجهْلِ بِالجهْلِ مُسْرَجُ فمن شَاءَ تَقْوِيْمِي فَإِنِّي مُقَوَّمٌ ... وَمَنْ شَاءَ تَعْوِيْجِي فَإِنِّي مُعَوَّجُ وَمَا كُنْتُ أَرْضَى الجهْلَ خدْنًا وَصَاحِبًا ... وَلَكِنَّنِي أَرْضَى بهِ حِيْنَ أُحْرَجُ فَإِنْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ فِيْهِ سَمَاجَةٌ ... فَقَدْ صَدَقُوا وَالذَّلُّ بِالحُرِّ أَسْمَجُ عبد اللَّه بنُ المُعْتَزِّ: 12966 - لَئِنْ كُنتَ مَطبُوعًا عَلَى الهَجْرِ والقِلى ... فَمِنْ أَينَ لي صَبرٌ فأَجعَلهُ طَبعِي؟ بعده: وَإِنْ يَكُ فِي خَدَّيْكَ لِلحُسْنِ رَوْضَةٌ ... فَإِنَّ عَلَى خَدِّي غَدِيْرًا مِنَ الدَّمْعِ ¬
12967 - لَئِنْ كُنتُ لَا أَرمِي الظِباءَ فإِنَّني ... أَدُسُّ لَها تَحتَ التُّرابِ الدَّواهِيا 12968 - لَئِنْ مَطَرتنِي مِنْ سَمائِكَ مُزنَةٌ ... حَكَتْ لَكَ أَرضِى كَيفَ تَزْكو الصَّنائعُ 12969 - لَئِنْ نَطق اللِّسَانُ ببعضِ وُدِّي ... لأَعظَمُ مِنْهُ مَالَكَ في ضَميْري ابْنُ وَهْبٍ: 12970 - لَئِنْ يَكُوْنَا أسَاءَا فِي الَّذيْ سَلَفا ... فلَنْ يُسيئَا بإِذنِ اللَّهِ مُؤتَنَفا قَبْلهُ: أَقُوْلُ وَاللَّيْلُ مَمْدُوْدٌ سُرَادِقُهُ ... وَقَدْ مَضَى ثُلْثَاهُ أَوْ قَد انْتَصَفَا يَا رَبِّ ألْهِمْ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ رِضًى ... عَنْ خَادِمَيْنِ لَهُ قَدْ شَارَفَا التَّلَفَا لَئِنْ يَكُوْنَا أَسَاءَا. البَيْتُ ومن باب (ليو) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬1): لِيُوَاصلَنَّكَ شكْرُ شِعْرٍ سَائِرٍ ... يَرْوِيْهِ فِيْكَ لِحُسْنِهِ الأَعْدَاءُ حَتَّى يَتُمَّ لَكَ الثَّنَاءُ مُخَلّدًا ... أَبَدًا كَمَا تَمَّتْ لَكَ النَّعْمَاءُ ابْنُ المُعْتَزِّ: 12971 - لُيوُثٌ إِذَا مَا غَابَ يَفتَرِسُونَهَ ... وَهُمْ إِنْ رأُوهُ في النَديِّ ثَعالِبُهُ محمّدُ بنُ شِبْلٍ: 12972 - إِليهنّ المجْدَ إِنّي لَسْتُ أَبْغي ... سِوى شُغليْ بِهِ مَا عِشْتُ شُغْلَا بَعْدَهُ: ¬
وَلَا لِسَوَى النّوَالِ أُرِيْدُ مَالًا ... وَلَا غَيْرَ الكِرَامِ أُعِدُّ أَهْلَا وَتَأبَى نَخْوَتِي وَعَفَافُ نَفْسِي ... لِقَدْرِي أَنْ يُضَامَ وَأَنْ يَذِلَّا وَأَلْقَى الدَّهْرَ بِالخُيَلَاءِ تِيْهًا ... وَأَلْوِي جَانِبًا عَنْهُ أَزَلَّا وَآنَفُ مِنْ قُبُوْلِ الرِّفْدِ مِنْهُ ... وَيَرْجعُ كَفَّهُ عَنِّي أَشَلَّا وَلَكِنْ كُلَّمَا بَخِلَتْ رَأَتْنِي ... بِعِرْضِي فِي الأَنَامِ أَشَدُّ بُخْلَا إِذَا نَزَّهْتَ قَدْرَكَ عَنْ لَئِيْمٍ ... يَضِنُّ بِمَالِهِ كُنْتَ الأَجَلَّا وَمَنْ لَبِسَ القَنَاعَةَ أَلْبَستهُ ... عَلَى كُلِّ الوَرَى شَرَفًا وَنُبْلَا 12973 - لِيَهنكَ أَنّي لَمْ أَجِد لَكَ عايبًا ... سِوَىَ حَاسِدٍ والحَاسِدونَ كَثيِرُ قِيْلَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بن يَحْيَى المُنَجِّم جَالِسًا وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الأُدَبَاءِ وَالشُّعَرَاءِ فَقَالَ: قَدْ مَرَّ بي بَيْتٌ مُفْرَد فَاسْتَحْسَنْتُهُ وَأُحِبُّ أَنْ يُضافَ إِلَيْهِ بَيْتٌ آخَرَ وَهُوَ: لِيَهْنُكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ لَكَ عَائِبًا. البَيْتُ قَالَ فَبَدَرَهُمْ عَلِيُّ بنُ مَهْدِيٍّ الكُسرَوِيُّ الأَصْفَهَانِيُّ فَقَالَ (¬1): وَأَنَّكَ مِثْلُ الغَيْثِ أَمَّا وُقُوْعهُ ... فَخَصْبٌ وَأَمَّا مَاؤُهُ فَطهُوْرُ قَالَ فَاسْتَحْسَنَهُ وَضَمَّهُ إِلَى البيتِ الأَوَّلِ. 12974 - لِيهنكَ شَهرُ الصَّومِ لَا زِلتُ مُدرِكًا ... لأمثالِهِ تَأتي عَلِيهِ وَيَذهَبِ بَعْدَهُ: صَلَاتُكَ فِيْهِ رَحْمَةٌ وَمَثُوْبَةٌ ... وَصوْمُكَ رُضْوَانٌ بِهِ وَتَقَرُّبُ إِلَى أَنْ لَقِيْتَ العِيْدَ بِالجدِّ فِي التُّقَى ... وَغَيْرَكَ بِالأَيَّامِ يَلْهُو وَيَلْعَبُ ¬
ابْنُ الرّوميّ: 12975 - لِيَهنِكُمُ المُلكُ الَّذي أَصْبَحتَ ... بِكُم أَسِرَّتِهُ مُختالةً والمَنَابِرُ يقول مِنْهَا: وَهَلْ يَحْمِلُ التَّقْصِيْرُ أَوْ يَحْسنُ ... الوَنَى وَمِثْلِيَ مَأمُوْرٌ وَمِثْلُكَ آمِرُ يَزيدُ بنُ حَوْرَاءَ: 12976 - لَيَهْنِكَ مِنَّي أنَّني لَستُ مُفشيًا ... هَواك إليَ خَلْقٍ وَلَو متُّ مِنْ حُبّي قَالَ يَزِيْد بنُ حَوْرَاءَ لِجَارِيَةٍ يُحِبُّهَا: لَيُهْنِكِ أَنِّي لَسْت مُغْشِيًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا مَانِحًا خَلْقًا سِوَاكِ مَحَبَّةً ... وَلَا قَائِلًا مَا عِشْتُ مِنْ حُبَكُمْ حَسْبِي فَأَجَابَتْهُ الجَّارِيَةُ تَقُوْلُ (¬1): فَوَاللَّهِ رَبِّ النَّاسِ لَا خُنْتكَ الهَوَى ... وَلَا زِلْتَ مُخْصُوْصَ المَحبَّةِ مِنْ قَلْبِي فَثِقْ بِي فَإِنِّي قَدْ وَثقْتُ وَلَا تَكُنْ ... عَلَى غَيْرِ مَا أَظْهَرْتَ لِي يَا أَخَا الحُبِّ 12977 - لِيَهنِكِ مِنّي أَنَّني لَكِ عَاشِقٌ ... وَإنَّكِ مَهمَا تأمُريْ القَلبَ يَفْعَلِ ومن باب (لِيَهْنَ) قَوْلُ القَاضِي علِيُّ بن عَبْدِ العَزِيْزِ يُهَنِّي بَعْضَ الأَكَابِرِ بِدَارٍ جَدِيْدَةٍ (¬1): لَيَهنَ وَيَسْعدَ مَنْ بِهِ سَعِدَ الفَضْلُ ... بِدَارٍ هِيَ الدُّنْيَا وَسائِرُهَا فَضْلُ تَوَلَّى لَهُ تَقْدِيْرهَا رَحْبُ صَدْرِهِ ... عَلَى قَدْرِهِ وَالشَّكْلُ يُعْجِبُهُ الشّكْلُ فَجَاءَتْ عَلَى وَفْقِ الضَّمِيْرِ كَأَنَّمَا ... تَصَوَّرَتِ الآمَالُ فهِيَ لَهَا مِثْلُ ¬
مَنَارٌ لأَبْصَارِ السَّرَاةِ وَرَبُّهَا ... مَنَارٌ لَامَالِ العُفَاةِ إِذَا ضَلُّوا ومن باب (لِيَهْنِكَ) قَوْلُ ابْنُ حَيُّوْسٍ (¬1): لِيَهْنِكَ مَا أَنَالتكَ الجدُوْدُ ... وَإِنَّ الدَّهْرَ يفْعَلُ مَا تُرِيْدُ مَرَامٌ شَطَّ مَرْمَى العَزْمِ فِيْهِ ... فدُوْنَ مَدَاهُ بِيْدٌ لَا تَبِيْدُ وَأَمْرٌ قُمْتَ فِيْهِ بلا ظَهِيْرٍ ... وَأهْلُ الأَرْضِ مِنْ فَشَلٍ قُعُوْدُ وَمَا البَطْنُ الشَّدِيْدُ يُفِيْدُ عِزًّا ... إِذَا لَمْ يُمْضهِ الرَّأيُ السَّدِيْدُ وَكَمْ عُلَلٍ شَفَاهَا حَرُّ ضَرْبٍ ... وَقَدْ أَعْيَى بِهَا المَاءُ البَرُوْدُ وَلَمْ تَزَلِ الأمَانِي وَهِيَ بِيْضٌ ... تُكَذِّبُهَا المَنَايَا وَهِيَ سُوْدُ يَقُوْلُ فِي المَدْحِ مِنْهَا: كَرِيْمٌ مِنْ عَطَايَاهُ المَعَالِي ... عَظِيْمٌ منْ تَحَابَاهُ السُّجُوْدُ ملِثٌ لَا يُبَالِي حِيْنَ يَهْمِي ... أُتِيْحَ لَهُ شَكُوْر أَمْ كَنُوْدُ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَدَائِحَ طَالَمَا أَبْدَعْتُ فِيْهَا ... وَأَيْنَ وُقُوْعهَا مِمَّا أُرِيْدُ إِذَا جُلِيَتْ عَلَى الحُسَّادِ قَالُوا ... كَذَى فَلَيُنْظَمِ الدُّرُّ الفَرِيْدُ وَلَا إحْسَانَ إِلَّا فِي مَجِيْدٍ ... عَلَا هِمَمًا فَمَادَحَهَ مَجِيْدُ وَلَنْ تَخْشَى عَلَى مَجْدٍ شُرُوْدًا ... إِذَا عَقَقتهُ قَافِيةٌ شَرُوْدُ 12978 - لَئِيمٌ إِذَا جَاءَهُ طَارِقٌ ... فَقَد جَاءَهُ كُلُّ مَا سَاءَهُ بَعْدَهُ: فَلَوْ وَلَغَ الكَلْبُ فِي لُؤمِهِ ... لمَا زَالَ يَقْذِفُ أَمْعَاءهُ * * * ¬
تَمَ حَرْفُ اللَّامِ وَالحَمدُ للَّهِ الَّلطِيفِ وصلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا محَّمد النَّبي المُصطَفَى الرَّسُولِ وآلهِ الطيّبينَ الطَّاهِرينَ وصَحْبهِ التَابِعينَ أَجْمَعِينَ وَسَلَّم تَسلِيمًا كَثِيرًا * * * عِدَّةُ أَبْيَاتِ حَرْفِ اللَّامِ أَلْفٌ وَمِائَةٌ وَإِثنانِ وَتِسْعُوْنَ بَيْتًا وَذَلِكَ فِي سِتَّةِ كَرَارِيْسَ مَع ما فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ مِنْ تَفَاوُتِ عدَّةُ السطُوْرِ. وَهَذِهِ العِدَّةُ عَدَا مَا فِي الحَاشِيَةِ مِنَ الأَبْيَاتِ الوَارِدَةِ عَلَى سَبيْلِ التِّبْيَانِ وَالإِيْضَاحِ. وَالحَمْدُ للَّهِ وَصلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسلِيمًا كَثِيْرًا. * * *
حرف الميم
حرف الميم
حَرْفُ المِيمِ أبو تمّامٍ: 12979 - مَا آب مَنْ لَم يَظفَر بِحَاجَتِهِ ... وَلَم يَغِبْ طَالِبٌ للنُجحِ لَم يَخِبِ هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ لأَبِي تَمَّامٍ يَشْكُو فِيْهَا أَوَّلُهَا: عَنَّتْ فَأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيْضهَا ... أَرَبِي يَا هَذِهِ عُذْرِي فِي هَذِهِ النُّكَبِ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَا يَحْسِمُ العَقْلُ وَالدُّنْيَا تُسَاسُ بِهِ ... مَا يَحْسِمُ الصَّبْرُ فِي الأَحْدَاثِ وَالنُّوَبِ الصَّبْرُ كَأس وَبَطْنُ الكَفِّ عَارِيَةٌ ... وَالعَقْلُ عَارٍ إِذَا لَمْ يُكْسَ بِالنّشَبِ مَا أَضْيَعَ العَقْلَ إِنْ لَمْ يَرْعَ ضَيْعَتَهُ ... وَفْرٌ وَأَيُّ رحَىً دَارَتْ بلا قُطُبِ نشَبْتُ فِي لجَجِ الدُّنْيَا فَأثْكَلَنِي ... مَالِي وَأُبْتُ بِعَزْمٍ غَيْرِ مُنْتَشِبِ كَمْ ذُقْتُ فِي الدَّهْرِ مِنْ عُسْرٍ ومن يُسْرٍ ... وَفِي بني الدَّهْرِ مِنْ رَأسي ومن ذَنبِ أُغْضِي إِذَا صَرْفُهُ لَمْ تُغْضِ أَعْيُنُهُ ... عنّي وَأَرْضَى إِذَا مَا لَجَّ فِي الضَبِّ وَإِنْ بُلِيْتُ بِمَجْدٍ فِى حُزُوْنَتِهِ ... سَهَّلْتُهُ فَكَأنِّي مِنْهُ فِي لَعِبِ مُقَصِّرٌ خَطَوَاتِ الهَمِّ فِي بَدَنِي ... عِلْمِي بِأَنِّي مَا قَصرْتُ فِي الطَّلَبِ مَاذَا عَلَيَّ إِذَا لَمْ يَزلْ وتَرِي فِي الرمي ... إِنْ زُلْنَ أَغْرَاضِي فَلَمْ أُصِبِ بِأَيِّ وَخْدِ قِلَاصٍ وَاجْتِنَابِ فلا ... إدْرَاكُ رِزْقٍ إِذَا مَا كَانَ فِي الهَرَبِ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَظَافِيْرِي مُغَلَّلَةٌ ... تَسْتَنْبطُ الصُّفْرَ لِي مِنْ مَعْدَنِ الذَّهَبِ مَا كُنْتَ كَالسَّائِلِ الأَيَّامِ مُجْتَهِدًا ... عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ فِي شَعْبَانَ أَو رَجَبِ بلبل قَابِضٌ بِنَوَاصِي الأَمْرِ مُشْتَمِلٌ ... عَلَى نَوَاصِيْهِ فِي بِدْءٍ وَفِي عُقَبِ ¬
فِي غُرْبَةٍ كَاغْتِرَابِ الطَّرْفِ إِنْ بَرَقَتْ ... بِأَوْبَةٍ وَدَقَتْ بِالخُلْفِ وَالكَذِبِ إِذَا قَصَدْتُ لِشَيْءٍ وَخِلْتُ أَنِّي ... قَدْ أَدْرَكْتهُ أَدْرَكتْنِي حِرْفَةُ الأَدَبِ وَخَيْبَةٍ نَبَعَتْ مِنْ غُرْبَةٍ شَسَعَتْ ... بِأَنْحُسٍ طَلَعَتْ فِي كُلِّ مُضْطَرَبِ مَا آبَ مَنْ آبَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ. البَيْتُ ابْنُ زُرَيْقٍ الْكَاتِبُ: 12980 - مَا آب مِنْ سَفَرٍ إِلَّا وأزعَجَهُ ... رَأي إلى سَفَرٍ بالحَزمِ يُزمِعُهُ القَاضِي الأرَجَانيُّ: 12981 - مَا آفَةُ الإِنسَانِ إِلَّا المُنَى ... طُوبَى لِمَنْ طَلَّقَهَا وَاستَرَاحْ 12982 - مَا أُبَالِي إِذَا بلَغْتُ رِضَاكُمْ ... في هَواكُمْ لأَيِّ حَالٍ أَصِيرُ مِهْيَارُ: 12983 - مَا أُبَالي إِذَا وجَدتُكَ مِنْ تَفقدُ ... عَيني لَا أَبصرَتْ لكَ فقدَا 12984 - مَا أُبَالِي إِذَا وِدَادُكَ لي صَحَّ ... مِنَ الخَلْقِ مَا تعرَّضَ خَطَبُ حَسَّانُ بنُ ثابِتٍ: 12985 - مَا أُبَالِي أنَبَّ بِالحزْنِ تَيْسٌ ... أَمْ لَحانِي بِظهرِ غَيبٍ لَئِيْمُ نَبَّ التَّيْسُ عِنْدَ هِبَابِهِ لِلسِّفَادِ. وَقَدْ وَرَدَتْ أَبْيَاتُ حَسَّانَ بِمَا فِيْهَا مِنَ الحِكَايَةِ بِبَابِ: رُبَّ سلمٍ أَضاَعهُ عَدَمُ المَالِ. ابْنُ نُباتَةَ يَصِفُ سكينًا: [من السريع] 12986 - مَا أَبْصرَ النَاظِرُ مِنْ قَبْلِها ... مَاءً وَنَارًا جُمِعَا في مَكَانْ ¬
أبو الطَّيِّبِ المُتَنَبيِّ: 12987 - مَا أَبْعَدَ العيْبَ والنُقْصَانَ مِنْ شَرَفِي ... أَنَا الثُريَّا وَذَانِ الشَيْبُ والهَرَمُ أبو الغَمِر الرَّازيْ: 12988 - مَا أَبعدَ القَتلَ مِنْ نفْسِ الجبَانِ وَمَا ... أَحلَّهُ بِالفَتَى الحَامي عَنِ الشَرِفِ قَالَهُ أَبُوْ الغَمْرِ فِي مُعَارَضَةِ مُسْلِمِ بنِ الوَليْدِ حَيْثُ قَالَ: إِنِّي أَجُوْدُ بِنَفْسٍ لَا يُجَادُ بِهَا ... وَالجوْدُ بِالنَّفْسِ أَقْصى غَايَةُ الشَّرَفِ قَوْلُ الخُوَارَزمِيُّ (¬1): مَا أَصْعَبَ الدَّهْرَ عَلَى مَنْ رَكِبَه لَا تَشْكُرِ الدَّهْرَ لِخَيْرٍ سَبَّبَه فَإِنَّهُ لَمْ يَتَعَمَّدْ بِالهِبَه إِنَّمَا أَخْطَأَ فِيْكَ مَذْهَبَه كَالسَّيْلِ إِذْ يَسْقِي مَكَانًا خَرَّبُه وَالسّمِّ يَسْتَشْفِي بِهِ مَنْ شَرِبَه عَبْدُ اللَّهَ بنُ طَاهرٍ: 12989 - مَا أَعَدَّ المَكرُماتِ مِنْ رَجُلٍ ... عَلَى نَوالِ الرِّجالِ يَتَّكِلُ قَبْلهُ: أهلكَ وَاللَّيْل أَيُّهَا الرَّجُلُ ... قَدْ طَالَ هَذَا الرَّجَاءُ وَالأَمَلُ عَوِّلْ عَلَى الصَّبْرِ وَاتَّخِذْ سَبَبًا ... إِلَى اللَّيَالِي فَإِنَّهَا دُوَلُ مَا أَبْعَدَ المَكْرُمَاتِ مِنْ رَجُلٍ. البَيْتُ. وَكَأَنَّهُ هَاهُنَا تَضْمِيْنٌ لأَنَّنِي رَأيْتهُ يُرْوَى لِلمُتَنَبِّي، وَقَدْ رُوِيَ لِلْمَخْزُوْمِيِّ. ¬
أبو تمّامٍ: 12990 - مَا ابيَضَّ وَجْهُ المَرءِ في طَلَبِ العُلَى ... حتَّى تَسوَّدَ وَجْهُهُ في البِيدِ بَعْدَهُ: وَصَدَقْتَ أَنَّ الرِّزْقَ يَطْلبُ أَهْلَهُ ... لَكِنْ بِحِيْلَةِ مُتْعَبٍ مَكْدُوْدِ أنشدَ الخَليلُ بنُ أحمَدَ: 12991 - مَا اتَّسَعَتْ أَرضٌ إِذَا كَانَ مَنْ ... تُبغِضُ في شيءٍ مِنَ الأَرضِ يقول الدُّنْيَا وَسِعَتُهَا لَا تَسَعُ مُتَبَاغِضَيْنِ كَمَا أَنَّهُ لَا يَضِيْقُ سُمَّ الخِيَاطِ عَنِ المُتَحابَّيْنِ. الخَوَارزميُّ: 12992 - مَا أَثقَلَ الدَّهَرَ عَلَى مَنْ رَكبهِ ... حدَّثَني عَنْهُ لِسانُ التَّجرِبَه ابْنُ الرّوميِّ: 12993 - مَا احتيَالُ الفَتَى إِذَا لَم تَدُلهُ ... دَولَة الدَّهرِ بَلْ عَلَيهِ تُدِيلُ بَعْدَهُ: كُلَّمَا رَامَ نَهْضَةً أَقْعَدَتْهُ ... نَائِبَاتٌ مِنَ الزَّمَانِ تَقُوْلُ 12994 - مَا أَحرَّ الكَلَامَ يَرحمُكَ اللَّهُ ... وَلَكِنْ أَحرَّ مِنهُ الجوَابُ أبو عمرانَ موسى الإِشْبيلي: 12995 - مَا أَحرزَ البَيتَ لديِن الفَتَى ... مُنفَرِدًا فِيهِ وَمَا أَوسَعَهْ ¬
12996 - مَا أَحسَنَ الدُّنيْا بِأَهلِ الغِنى ... وأَشبَهَ المُفلِسِ بالميِّتِ يروى لعليٍّ عليه السَّلامُ: [من السريع] 12997 - مَا أَحسَنَ الدُّنيْا وإِقبَالَها ... إِذَا أَطَاعَ اللَّهَ مَنْ نَالَها بَعْدَهُ: مَنْ لِمْ يُوَاسِ النَّاسِ فِي مَالِهِ ... عَرَّضَ لِلإِدْبَارِ إِقْبَالَهَا فَاحْذرْ زَوَالَ المَالِ يَا جَابِرًا ... وَاعْطِ مِنَ الدُّنْيَا لِمَنْ سَالَها فَإِنَّ ذَا العَرْشِ جَزِيْلُ العَطَا ... يُخْلِفُ بِالحَبَّةِ أَمْثَالَهَا وَيُرْوَى عَنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَهَا مَعَ وَصِيَّة أَوْصَى بِهَا جَابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 12998 - مَا أَحسَنَ الدُّنيْا ولَكِنَّهَا ... مَعَ حُسنِهَا غدَّارةَ فَانِيَه 12999 - مَا أَحْسَنَ الدِّينَ وَالدُّنيْا إذا اجتَمَعا ... وَأقْبَحَ الفِسقَ وَالإِفلَاسَ بالرَجلِ 13000 - مَا أَحْسَنَ الصَّبرُ فأمَّا بِأَنْ ... أَصبِرَ عَنْ وجهكَ يومًا فَلَا بَعْدَهُ: لَوِ أَشْتَرِي الوَصْلَ وَلَوْ سَاعَةً ... بِكُلِّ عُمْرِي مِنْكُمُ مَا غَلَا أبو تمَّامٍ: 13001 - مَا أَحْسَنَ الصَّبر في الدُّنيْا وأَوجَهَهُ ... عِندَ الإِلهِ وأَنجاهُ مِنَ الكُرَبِ قَدْ سَبَقَ إِيْرَادُ أَبْيَاتِ أَبِي تمَّامٍ هَذِهِ فِي أَوَّلِ حَرْفِ المِيْمِ يَقُوْلُ مِنْهَا: ¬
يَا نَفْسُ كَيْفَ رَأَيْتِ الصَّبْرَ أَعْقَبَنِي ... لَمَّا اعْتَصَمْتُ بِهِ فِي غَمْرَةِ النُّوَبِ مَنْ شَدَّ كَفًّا بِصبْرٍ عِنْدَ نَائِبَةٍ ... أَلْوَتْ يَدَاهُ بِحَبْلٍ غَيْرُ مُنْقَضِبِ مَا أَجْمَلَ الصَّبْرَ فِي الدُّنْيَا وَأَوْجهَهُ ... عِنْدَ الإِلَهِ وَأَنْجَاهُ مِنْ العَطَبِ مَا السَّيْفُ أَمْضى ظُبًى فِي كُلِّ نَائِبَةٍ ... مِنَ العَزَاءِ إِذَا مَا نِيلَ فِي النّكبِ مَا يَحْسِمُ العَقْلُ وَالدُّنْيَا تُسَاسُ بِهِ ... مَا يَحْسِمُ الصَّبْرُ فِي الأَحْدَاثِ وَالكرَبِ 13002 - مَا أَحْسَنَ الصَّبر في مواطِنِهِ ... وَالصَّبرُ في كُلِّ مَوطِنٍ حَسَنُ بَعْدَهُ: حَسْبُكَ مِنْ حُسْنِهِ عَوَاقِبُهُ ... عَاقِبَةُ الدَّهْرِ مَا لَهَا ثَمَنُ 13003 - مَا أَحْسَنَ الأَيَّامَ إِلَّا أَنَّهَا ... يَا صَاحِبيَّ إِذَا مَضَتْ لَا تَرجِعِ 13004 - مَا أَحوَجَ النَاسَ إلى عَاقِلِ ... يُفَرِّقُ بينَ الحَقِّ وَالباطِلِ الأبلَهُ في الخَليفَةِ: 13005 - مَا اختَالَ مُذ نَالَها وَهوَ المُعَدُّ لَها ... تِيهًا ونَالَتهُ فاختَالتْ بِهِ تِيهَا بَعْدَهُ: سَعَى إِلَى الغَايَةِ القُصْوَى فَأَدْرَكَهَا ... لَمَّا تَقَاصرَ عَنْهَا سَعْيُ سَاعِيْهَا لَهُ أَحَادِيْثُ جُوْدٍ لَا ارْتِيَابَ بِهَا ... إِحْسَانُهُ الغَمُّ فِي الآفَاقِ يَرْوِيْهَا تَمُوْتُ آمَالُ رَاجِينَا فَيَنْشِرُهَا ... وَيَنْشِرُ الدَّهْرُ أَحْدَاثًا فَيَطْوِيْهَا يقول مِنْهَا: مَا يَعْرِفُ الشَّوْقَ إِلَّا مَنْ يُكَابِدُهُ ... وَلَا الصَّبَابَةَ إِلَّا مَنْ يُعَانِيْهَا 13006 - مَا أَخطأ المَوتُ حِينَ أَفْنَى ... مَنْ كَانَ مِيلَادُهُ خَطِيئَه ¬
عَليُّ بنُ الْجَهْمِ: 13007 - مَا أَخطأ الوَردُ مِنكَ شَيئًا ... طِيبًا وحُسنًا وَلَا مَلَالَا بَعْدَهُ: أَقَامَ حَتَّى إِذَا أَنِسْنَا ... بِقُرْبِهِ أَسْرَعَ ارْتِحَالَا 13008 - مَا أَخطأتكَ الحَادِثاتُ ... إِذَا أَصَابتْ مَنْ تُحِبُّ الرَضيّ الموسَويُّ: 13009 - مَا أَخطأَتكَ سِهامُ رامِيةٍ ... فَمَا أُبَالي مِنَ الدُّنيْا بِمَنْ تَقَعُ بَعْدَهُ: النَّاسُ حَوْلَكَ غُرْبَانٌ عَلَى جِيَفٍ ... بُلْهٌ عَنِ المَجْدِ إِنْ طَارُوا وَإِنْ وَقَعُوا أنشدَ الرَّاغِبُ: 13010 - مَا أَرسَل الأقوامُ في حَاجةٍ ... أَمضَى وَلَا أَنجَحَ مِنْ دِرهَمِ بَعْدَهُ: إِنَّكَ إِنْ أَرْسَلتهُ فِي الَّذِي ... يَعْنِيْكَ مِنْ أَمْرِكَ لَمْ تَنْدَمِ مَا إِنْ رَأَيْنَا دُوْنَهُ حَاجِبًا عَنْ ... كَافِرِ النَّاسِ وَلَا مُسْلِمِ زُهَيْرٌ الْمَصريّ: 13011 - مَا أَرى الشِّدَةَ إِلّا ... كُلَّمَا مَرَّتْ تَزيْدُ ¬
أَبْيَاتُ زُهَيْرٍ المِصْرِيِّ: لَيْتَ شِعْرِي هَلْ زَمَانِي ... بَعْدَ ذَا البُخْلِ يَجُوْدُ مَا أَرَى الشِّدَّةَ إِلَّا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ينْقَضِي يَوْمٌ فَيَوْمٌ ... فِي حَدِيْثٍ لَا يُفِيْدُ فَمَتَى اليَوْمُ الَّذِي ... أَبلُغُ فِيْهِ مَا أُرِيْدُ مُنْقِذٌ الهِلَاليُّ: 13012 - مَا أَرى الفَضلَ والتكرمُ إِلّا ... كفَّكَ النَّفسَ عَنْ طلَابِ الفُضُولِ قَبْلهُ: أَيُّ عَيْشٍ إِذَا كُنْتُ مِنْهُ بَيْنَ ... حَلٍّ وَبَيْنَ وَشْكِ الرَّحِيْلِ كَمْ فَجٍّ مِنَ البِلَادِ كَأَنِّي ... طَالِبٌ بَعْضَ أَهْلِهَا بِالذُّحُوْلِ أبو نواسٍ: 13013 - مَا أَرى خَالِيين في السِّرِ إِلّا ... قُلتُ مَا يَخلُوانِ إِلَّا لِشانِي قَبْلهُ: تَرَكَتنِي الوُشَاةُ نَصبَ المُشِيْرِيْنَ ... وَأُحْدُوْثَةً بِكُلِّ مَكَانِ مَا أَرَى خَالِيَيْنِ فِي السِّرِّ إِلَّا. البَيْتُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ بَشَّارٍ (¬1): يُرَوِّعُهُ السِّرَارُ بِكُلِّ شَيْءٍ ... مَخَاَفَةَ أَنْ يَكُوْنَ بِهِ السِّرَارُ بَشَّارٌ: 13014 - مَا أَرَى الأَنام وُدًّا صحيحًا ... عَادَ كُلُّ الودَادِ زُورًا وَمينَا ¬
ابْنُ لَنْكَكَ البَصْرِيُّ: 13015 - مَا ازدَدتَ حِينَ وَليتَ إِلَّا خِسَّةً ... كَالكَلبِ أَنجسَ مَا يكونُ إِذَا اغتَسلْ قَبْلهُ: قُلْ لِلْوَضِيْعِ أَبِي رِيَاشٍ لَا تَبَل ... تِهْ كُلَّ تَيْهِكَ بِالوِلَايَةِ وَالعَمَل مَا ازْدَدْتَ حِيْنَ وَلِيْتَ إِلَّا خِسَّةً. البَيْتُ 13016 - مَا ازدَدتَ مُذ جِئتُكمْ شيئًا وَأَكثَرُ ... مَا حَفِظتُهُ ضَاعَ وَالبَاقِي سَأَنسَاهُ قَوْلُهُ: مَا ازْدَدْتُ مُذْ جِئْتكُمْ شَيْئًا. البَيْتُ وَقَبْلَهُ: هَنَّاكُم اللَّهَ بِالدُّنْيَا وَوَفَّقَكُمْ ... لِمَا يُحِبُّ مِنَ النُّعْمَى وَيَرْضَاهُ حَتَّامَ أَمْكُثُ لَا أَمْرٌ يُطَاعُ وَلَا ... مَالٌ يُفَادُ وَلَا عِزٌّ وَلَا جَاهُ لَوْ قَدَّرَ اللَّهُ لِي حَظِّي فَقَابَلَنِي ... بَصَقْتُ مِنْ فَرْطِ غَيْظِي فِي مُحَيَّاهُ ما ازْدَدْتُ مُذْ جِئْتكُمْ شَيْئًا. البَيْتُ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَد: 13017 - مَا ازدَدتُ مِنْ أَدَبِي حَرفًا أُسرُّ بِهِ ... إِلَّا تَزيَّد حَرفًا عِندَهُ شؤمُ بَعْدَهُ: إِنَّ المُقَدَّمَ فِي حِذْقٍ بِصنْعَتِهِ ... أَنَّى تَوَجَّه فِيْهَا فَهُوَ مَحْرُوْمُ 13018 - مَا استَبَّ قطُّ اثنَانِ إِلَّا غلَبَا ... شَرُّهُما نَفسًا وأُمًّا وأَبا ¬
البُحْتُريُّ: 13019 - مَا استَغرَبَ النَّاسُ أفضَالًا وَلَا اشتَهَرَوَا ... مِنْ حَاتِمٍ غَير جُودٍ بالّذي يجدُ أبو الفَتح البُسْتيُّ: 13020 - مَا استَقَامَتْ قَناةُ رَأيِي إِلَّا ... بَعدَ أَنْ عوَّجَ المَشِيبُ قَنَاتِي محمّد عبد الملكِ الفَقْعَسيُّ: 13021 - مَا استَودَعَ المَاءَ في عَبسِيةٍ رَجُلٌ ... إِلَّا أَتَتهُ بِكَابِي الزَّندِ خَوَّارِ جَرِيرٌ: 13022 - مَا استَوصَفَ النَّاسُ مِنْ شيءٍ بَروُقُهمُ ... إِلَّا رَأَوا أُمَّ عَمْرٍو فَوقَ مَا وصَفُوا بَعْدَهُ: كَأَنَّهَا مُزْنَةٌ غَرَّاءُ سَارِيَةٌ ... أَوْ دُرَّةٌ لَا يُوَارِي ضَوءَهَا الصدف أبو العَتاهِيَةِ: 13023 - مَا أَسرَعَ السَّاعَاتِ في شَهرِهَا ... وأَسرَعَ الأَشهُرَ في العُمْرِ الرّضيُّ المُوسَويُّ: 13024 - مَا أَسرَعَ الأَيامَ في طَيِّنَا ... تَمضِي عَلَينَا ثُم تَمضِي بِنَا ومن باب (مَا أَسْرَعَ): مَا أَسْرَعَ النُّقصَانَ فِي الشَّـ ... ـيْءِ إِذَا الشَّيْءُ انْتَهَى ¬
إبراهيمُ الغَزِّيُّ: 13025 - مَا أَسْعَدَ الفَضلَ في الدُنيْا بِحَاسِدِهِ ... مَنْ عَابَ أَنفَ شِمامٍ زَادَهُ شَمَمَا 13026 - مَا أَشتَّ النَّاسَ في أَرزاقِهِم ... ذَاكَ عَطشَانُ وَهَذا قَد غَرِقْ وَمِنْ هَذَا التَّرتِيْبِ قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬1): مَا أَضْعَفَ الإِنْسَانَ لَوْلَا ... هِمَّةٌ فِي نُبْلِهِ أَو قُوَّةٌ فِي قَلْبِهِ مَنْ لَا يُؤَدِّي شكْرَ نِعْمَةِ خِلِّهِ ... فَمَتَى يُؤَدِّي شكرْ نِعْمَةِ رَبِّهِ أبو بكر مسعُودُ بن عليٍّ السّرّاج: 13027 - مَا أَضيعَ الصَّومَ إِذَا مَا الفَتَى ... يَركَبُ يَومَ العِيدِ ظَهرَ الفَسَادْ بَعْدَهُ: كَحَافِظِ الزَّرْعِ عَلَى سَاقِهِ ... وَيَحْرِقُ الكُدْسَ عَقِبَ الحِصَادِ أَبُو تمّامٍ: 13028 - مَا أَضيعَ العَقلَ إِنْ لَمْ يرْعَ ضَيعتَهُ ... وَفَرٌ وَأَيُّ رحًى دَارتْ بِلَا قُطُبِ دِعْبِلٌ: 13029 - مَا أَضيعَ الغِمدَ بغيرِ نَصلِهِ ... وَالعُرفُ مَا لَمْ يَكُ عِندَ أَهلِهِ زُهَيْرٌ المِصري: 13030 - مَا أَطمعَ العُذّالَ إِلَّا أَنَّني ... خوفًا عَلَيكَ إِليْهِمِ أَتَمَلَّقُ ¬
السَّرِيّ الرَّفاء: 13031 - مَا اطْمئِنُّ إلي خَلقٍ فَأخْبرُهُ ... إِلَّا تكَشَّفَ لِي عَنْ سُوءٍ مُختَبَرٍ ابْنُ المُعْتَز: 13032 - مَا أَطيَبَ الدُّنيْا كَذَا ... لَولَا التَّرَحُّلُ عَنْ قَلِيلِ محمَّد بن شِبْلٍ: 13033 - مَا أَطيَبَ العَيشَ في التَّصابِي ... لَو أَنَّ عَهدَ الصِّبَى يَدوْمُ بَعْدَهُ: أَوْ كَانَ صِبْغُ الشَّبَابِ يَبْقَى ... لَمْ يُبْلِهِ الشَّيْبُ وَالهُمُوْمُ الرضيُّ الموسَوي: 13034 - مَا أَطيَبَ الأَمرَ وَلَو أَنَّهُ ... عَلَى رَذَايا نَعَمٍ في مَرَاحٍ يقول مِنْهَا: أَمَّا فَتًى نَالَ العُلَى فَاشْتَفَى ... وَأَبْطَلٌ ذَاقَ الرَّدَى فَاسْتَرَاح ابن هَرْمَةَ في فناءِ الأحبَّةِ: 13035 - مَا أَظُنُّ الزَّمانَ يا أُمَّ عَمروٍ ... تَارِكًا إِنْ هَلَكتُ مَنْ يَبكِيني فَيُقَالُ إِنَّهُ لَمَّا مَاتَ لَمْ يُرَ أَحَدٌ مَعَ جَنَازَتِهِ، وَحَمَلَهَا أَرْبَعَةُ عَبِيْدٍ سُوْدٍ كَانُوا لَهُ. هدبة بنُ خَشرَمٍ: 13036 - مَا أَظُنُّ المَوتَ إِلَّا هَيِّنًا ... إِنَّ بَعدَ المَوتِ دَارُ المُستَقَرْ ¬
قَوْلُ هُدْبَةَ بنُ خَشْرَمٍ: مَا أظِنُّ المَوْتَ إِلَّا هَيِّنٌ. البَيْتُ كَانَ هُدْبَةُ بنُ خَشْرَمٍ العُذرِيُّ قَاسِيًا لَا يَخَافُ المَوْتَ وَكَانَ قَدْ جُدِعَ أَنْفُهُ فِي حَرْبٍ لَهُمْ وَكَانَ قَتَلَ زِيَادَةَ بن زَيْدٍ العُذْرِيُّ فَحُمِلَ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَسَأَلهُ فَأَقَرَّ وَكَانَ قَدْ تَقَدَّمَ مَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَخُو زِيَادَةَ فَقَالَ أَقِدْنِي مِنْهُ يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فَكَرِهَ مُعَاوِيَةُ قَتْلَ هُدْبَةَ أَو ضَنَّ بِهِ عَنِ القَتْلِ وَكَانَ أَخُو زِيَادَةَ صَغِيْرًا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ وَمَا عَنِيْكَ أَنْ تَشْفِي صَدْرَكَ وَتَحْرِمَ غَيْرِكَ ثُمَّ وَجَّهَ بِهِ إِلَى المَدِيْنَةِ فَقَالَ يُحْبَسُ حَتَّى يَبْلُغَ أَخُو زِيَادَةَ فَبَلغَ وَسَأَلَ مُعَاوِيَةٌ الإِقَادَة مِنْهُ فَسَلَّمَهُ إِلَيْهِ فَيُقَالُ أَنَّهُ عُرِضَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخِي زِيَادَةَ عَشْرُ دِيَّاتٍ فَأَبَى إِلَّا القَوْدَ، وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ عَرَضَ عَلَيْهِ الدِّيَّاتِ عَلِيّ بن الحُسَيْنِ بنُ عَلِيّ عَلَيْهِمِ السَّلَامُ وَعَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَرَ بن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَسَعِيْدُ بنُ العَاضِ وَكَانَ يَوْمَئِذٍ وَالِي المَدِيْنَةِ وَمَرْوَان بن الحَكَمِ وَعَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرِ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَسَائِرُ القَوْمِ مِنْ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَار. قَالُوا فَلَمَّا أُخْرِجَ إِلَى الحرّةِ لِيُقْتَلَ جَعَلَ يَنْشِدُ الأَشْعَارَ وَعَرَضَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَن بن حَسَّان بن ثَابتٍ فَقَالَ لَهُ انْشِدْنِي قَالَ أَعَلَى هَذِهِ الحَالِ؟ قَالَ نَعَمْ، فَأَنْشَدَهُ (¬1): وَلَسْتُ بَمَدَّاحٍ إِذَا الدَّهْرُ سَرَّنِي ... وَلَا جَازعٍ مِنْ صَرْفِهِ المُتَقَلِّبِ وَلَا أَبتَغي الشَّرَّ وَالشَّرُّ تَارِكِي وَلَكِنْ ... مَتَى أُحْمَل عَلَى الصَّعْبِ أَرْكَبِ وَجَرَّبَنِي مَوْلَايَ حَتَّى غَشِيْتُهُ مَتَى ... مَا يُجَرِّبُكَ ابْنُ عَمِّكَ تَجْرَبِ يقالُ: حَرَبتُ الأَسَدَ إِذَا هَيَّجْتَهُ. قَالُوا وَكَانَ أَبَوَاهُ قَدْ تَبعَاهُ يُوْدِّعَانهِ وَيَبْكِيَانِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ (¬2): أَبْلِيَانِي اليَوْمَ صبْرًا مِنْكُمَا ... إِنَّ حُزْنًا مِنْكُمَا اليَوْمَ لَشَرُّ مَا أَظنُّ المَوْتُ إِلَّا هَيِّنًا. البَيْتُ بَشَّارٌ: ¬
13037 - مَا اعتَاضَ بَاذلُ وَجَهِهِ بسؤالِهِ ... عِوَضًا وَلَو نَالَ الغِنى بسُؤالِ بَعْدَهُ: وَإِذَا السُّؤَالُ مَعَ النّوَالِ وَزَنْتَهُ ... رَجَحَ السُّؤَالُ وَخَفَّ كُلُّ نَوَالِ وَإِذَا ابْتَلَيْتَ بِبَذْلِ وَجْهِكَ مَرَّةً ... فَابْذُلْهُ لِلمُتَكَرِّمِ المِفْضَالِ وَاصْبِرْ عَلَى حَدَثِ النَّوَائِبِ إِنَّمَا ... فَرَجُ النَّوَائِبِ مِثْلُ حَلِّ عِقَالِ إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا حَبَاكَ بِنَيْلِهِ ... أَعْطاكَهُ سَلِسًا بِغَيْرِ مِطَالِ 13038 - مَا اعتَضْتُ عَنْ سُكَّانَ نَجدٍ بالحمى ... يومًا وَلَا عن بانِهِ بالأَجرَعِ ومن باب (مَا) قَوْلُ أَبِي نَصْرُ بن نُبَاتَة (¬1): مَا اعْتَقَدَ النَّاسُ كَالثّنَاءِ ... وَإِنْ تَنَافَسُوا فِي ذَخَائِرِ العَقْدِ لَوْلَا نَدَى حَاتِمٍ وَسُؤْدَدِهِ ... مَا فَخَرَتْ طَيٌّ عَلَى أَحَدِ مَا تَرَكَتْ كَفُّهُ لِوَارِثِهِ وِفْرًا ... سِوَى الحَمْدِ آخِرَ الأَبَدِ يَقُوْلُ مِنْهَا: هَذَا الكَلَامُ الَّذِي خُصِصْتَ بِهِ ... أَخَصُّ بِالخَالِدَاتِ مِنْ أُحُدِ قَوْلٌ هُوَ المَاءُ لَذَّ مَطْعَمُهُ ... وَكُلُّ قَوْلٍ سِواهُ كَالزَّبَدِ محمّد عبدُ الملكِ الزَيَّاتُ: 13039 - مَا أَعجَبَ الشَّيءَ أَرجُوهُ فَأُحرِمَهُ ... قَد كُنتُ أَحسِبُ أَنّي قد مَلأتُ يَديْ مَنْصُورٌ النَّمِرِيُّ: 13040 - مَا أَعلَمَ النَّاسَ إِنَّ الجُودَ مَكسَبَةٌ ... للحَمدِ لَكِنَّهُ يأتِي عَلَى النَشَبِ ¬
قَبْلهُ: يقول فِي مَدْحِ يَزِيْدَ بنِ مَزِيْدَ الشَّيْبَانِيِّ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لِبَنِي شَيْبَانَ مِنْ حَسَبٍ ... سِوَى يَزِيْدَ لَفَاتُوا النَّاسَ بِالحَسَبِ لَا يَحْسَبُ النَّاسُ قَدْ حَابُوا بَنِي مَطَرٍ ... إِذَا أَسْلَمُوا الجوْدَ فِيْهِم عَاقِدَ الطّنَبِ الجوْدُ أَخْشَنُ مَسًّا يَا بَنِي مَطَرٍ ... مِنْ أَنْ تَبَزَّكمُوْهُ كَفَّ مُستَلبِ فَيُقَالُ أَنَّهُ أَعْطَاهُ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ بِهَذِهِ القَصِيْدَةِ. نَسَبُ النُّمَيْرِيِّ هُوَ مَنْصوْرُ بنِ الزِّبْرِقَانِ بن سَلَمَةَ وَقِيْلَ مَنْصوْرُ بنُ سَلَمَةَ بنِ الزِّبْرِقَانِ بنِ شَرِيْكٍ وَهُوَ مُطْعِمُ الكَبْشِ الرَّخْمِ ابنِ مَالِكِ بنِ سَعْدِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ تَيْمِ اللَّهِ بنِ النُّمْرِ بنِ قَاسِطِ بنِ هِنْبَةِ بنِ أَفْصَى بنِ دَعْمَى بنِ جَدِيْلَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَار. وَإِنَّمَا سُمِّيَ شَرِيْكٌ مُطْعِمَ الكَبْشِ الرَّخْمِ لأَنَّهُ أَطْعَمَ أُنَاسًا نَزَلُوا بِهِ وَنَحَرَ لَهُمْ فَإِذَا هُوَ بِرَخْمٍ يَحُمْنَ حَوْلَ ضِيَافَتِهِ فَأَمَرَ بأَنْ يُذْبَحَ لَهُنَّ، فَذُبِحَ وَرَمَى بَيْنَ أَيْدِيْهِنَّ فَنَزَلْنَ عَلَيْهِ وَمَزَّقْنَهُ وَسُمِّيَ عَامِرٌ الضَّحْيَانَ لأَنَّهُ كَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ وحَاكِمهُمْ فَكَانَ يَجْلِسُ لَهُمْ إِذَا أَضْحَى النَّهَارُ فَسُمِّيَ الضَّحْيَانَ بِذَلِكَ. الإمَامُ الشَافِعيُّ: 13041 - مَا اعتَضتُ مِنْ أَحَدِ إِلَّا ابتُليتُ بِهِ ... وَلَا صَحِبتُ أخًا إِلَّا فُجِعْتُ بِهِ 13042 - مَا أَفَادَ الرئِيسَ معرِفَةَ الطِّبِ ... وَلَا حُكْمُهُ عَلَى النيِّراتِ صُرَّدُرَّ: 13043 - مَا افتِخارُ الفَتَى بِثَوبٍ جَدِيدٍ ... وَهوَ مِنْ تَحتِهِ بعرض لَبيسِ 13044 - مَا أَقبحَ المَطْلَ مِنْ أَخي كَرَمٍ ... وَعَيبُ مَنْ قَلَّ عَيبُهُ شَنِعَ ¬
العَّباسُ بن الأحْنَفُ: 13045 - مَا أَقبحَ النَاسَ في عَيني وأَسمَجهُم ... إِذَا نَظرتَ فَلمْ أُبصِركَ في النَّاسِ قَبْلَهُ: مَا لِلْكُلُوْمِ الَّتِي فِي القَلْبِ مِنْ آسِي ... فَاصْبِرْ عَلَى اليَاسِ يَا مُسْتقْبِلَ اليَاسِ مَا أَقْبَحَ النَّاسَ فِي عَيْنِي وَأَسْمَجَهُمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: حَتَّى مَتَى كَبِدَي حَرَّى مُعَطَّشَةً ... وَلَا يَلِيْنُ لِشَيْءٍ قَلْبُك القَاسِي يَا قَادِحَ الزِّنْدَ قَدْ أَعْيَى قَوَادِحَهُ ... إقْبِسْ إِذَا شِئْتَ مِنْ قَلْبِي بِمِقْبَاسِ العَطَوِيُّ: 13046 - مَا أَقبحَ الوَصلَ يُدْنيهِ ويُبعِدهُ ... بَينَ الخَليلَينِ إكثارٌ وإِقلَالُ حُنُدَجٌ الْمرِيُّ: 13047 - مَا أَقدَرَ اللَّه أَنْ يُدنِي عَلَى شَحَطٍ ... مَنْ دَارُهُ الحُزنُ مِمَّنْ دَارهُ صُولُ أَبْيَاتُ جُنْدَحِ بن جُنْدَحٍ المَرِيِّ أَوَّلُهَا: فِي لَيلِ صَوْلٍ تَنَاهَى العَرْضُ وَالطُّوْلُ ... كَأَنَّمَا لَيْلهُ بِاللَّيْلِ مَوْصُوْلُ لَا فَارَقَ الصُّبْحُ كَفِّي إِنْ ظَفرتُ بِهِ ... وَإِنْ بَدَتْ مِنْهُ وَتَحْجِيْلُ لِساهِرٍ طَالَ فِي صَوْلٍ تَمَلْمُلُهُ ... كَأَنَّهُ حَيَّةٌ بِالسَّوْطِ مَقْتُوْلُ مَتَى أَرَى الصُّبْحَ قَدْ لَاحَتْ مَخَائِلُهُ ... والليلُ قَدْ مُزِقَتْ عَنْهُ السَّرَابِيْلُ لَيلٌ تَحَيَّرَ مَا يَنْحَطُّ فِي جِهَةٍ ... كَأَنَّهُ فَوْقَ مَتْنِ الأَرْضِ مَشْكُوْلُ نُجُوْمُهُ رَعْدٌ لَيْسَتْ بِزَائِلَةٍ ... كَأَنَّمَا هُنَّ فِي الجوِّ القَنَادِيْلُ مَا أَقْدَرَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِي عَلَى شَحَطٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
اللَّهُ يَطْوِي بِسَاطَ الأَرْضِ عَنْ كَثَبٍ ... حَتَّى يَرَى الرَّبْعُ مِنْهُ وَهُوَ مَأهُوْلُ صُوْلُ: مَدِيْنَةٌ فِي بِلَادَ الخَزَرِ بِبَابِ الأَبْوَابِ الَّذِي بَنَاهُ كِسْرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ التُّرْكِ. يُنْسَبُ إِلَيْهَا أَبُوْ بَكْرٍ الصُّوْليِّ. 13048 - مَا أَقربَ الدّارَ وَالجِوارَ وَمَا ... أَبعَدَ مَعْ قُربِنا تَلَاقِيَنا 13049 - مَا أَقربَ القَولَ مِنْ فَهمٍ وَمنْ أَدبٍ ... وَأَبعَدَ الفِعلَ مِنْ مَجدٍ وَمِنْ كَرَمِ قَبْلهُ: يَذُمُّ أُدَبَاءَ لَيْسَ بِمُجَوِّدِي الإِفْعَالِ: يَا مَنْطِقًا وَوغُوْلًا فِي الكَلَامِ وَيَا ... لُؤْمًا تَردَّدَ مِنْ قَرْنٍ إِلَى قَدَمِ مَا أَقْرَبَ القَوْلَ مِنْ فَهْمٍ وَمِنْ أَدَبٍ. البَيْتُ لغْدة الأَصْفَهانيُّ: 13050 - مَا أَقربَ الأَشياءَ حِينَ يَسُوقُها قَدرٌ ... وَأَبْعدَهَا إِذَا لَم تُقدَّرِ قَدْ كُتِبَ إخْوَانُهُ بِبَابِ: الجَّدُّ أَنْهَضُ بِالفَتَى مِنْ عَقْلِهِ. ابْنُ الْمُعْتَزُّ: 13051 - مَا أَقصَر اللَّيلَ عَلَى الرَّاقِد ... وَأَهونَ السَّقْمَ عَلى العَائدِ 13052 - مَا أَكثَرَ النَّاسَ وَلَكِنَّهُمْ ... أَفضَلُهُمْ في فِعلِهِ مَنْ نَفَعْ دعْبِلٌ: 13053 - مَا أَكثَرَ النَّاسَ لَا بَلْ مَا أَقلَّهُمْ ... اللَّهُ يعْلَم إنِّي لَم أَقُلْ فَنَدَا ¬
بَعْدَهُ: إِنِّي لأَفْتَحُ عَيْنِي حِيْنَ أَفْتَحُهَا ... عَلَى كَثِيْرٍ وَلَكِنْ لَا أَرَى أَحَدَا ومِثْلُهُ قَوْلُ جَحْظَةَ (¬1): ضَاقَتْ عَلَيَّ وُجُوْهُ الرَّأْي فِي نَفَرٍ ... يَلْقَوْنَ بِالجحْدِ وَالكفْرَانِ إِحْسَانِي أُقَلِّبُ الطَّرْفَ تَصْعِيْدًا وَمُنْحَدِرًا ... فَمَا أُقَابِلُ إِنْسَانِي بِإنْسَانِي البَدِيْهيُّ: 13054 - مَا البَأسُ إِلَّا في الكَرِيهَةِ ... حِينَ يَقتَحمُ العَجَاجُ 13055 - مَا التَذَّ قَلْبيْ بِالوِصَالِ كَمَا ... اشتَفَى الهْجرانُ مِنِّي المُتَنَبيُّ: 13056 - مَا الخِلُّ إِلَّا مَنْ أَودُّ بِقَلبِهِ ... وَأَرَى بِطرفٍ لَا يرا بِسوائِهِ أَبْيَاتُ أَبِي الطَّيِّبِ المُتَنَبِّيِّ: القَلْبُ أَعْلَمُ يَا عَذُوْلُ بِدَائِهِ ... وَأَحَقُّ مِنْكَ بِجَفْنِهِ وَبمَائِهِ أُحِبُّهُ وَأُحِبُ فِيْهِ مَلَامَةً ... إِنَّ المَلَامَةَ فِيْهِ مِنْ أَعْدَائِهِ مَا الخِلُّ إِلَّا مَنْ أَحَبَّ بِقَلْبِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا تَعْذلِ المُشْتَاقَ فِي أَشْوَاقِهِ ... حَتَّى تَكُوْنَ حَشَاكَ فِي أَحْشَائِهِ إِنْ القَتِيْلَ مُضَرَّجًا بِدُمُوْعِهِ ... مثْلَ القَتِيْلِ مُضَرَّجًا بِدمَائِهِ وَالعِشْقُ بِالمَعْشُوْقِ يَعْذُبُ قُرْبُهُ ... لِلمُبْتَلَى وَيَنَالُ مِنْ حَوْبَائِهِ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي مَدْحِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ: إِنْ كَانَ قَدْ مَلَكَ القُلُوْبَ فَإِنَّهُ ... مَلَكَ الزَّمَانَ بِأَرْضهِ وَسَمَائِهِ الشَّمْسُ مِنْ حُسَّادِهِ وَالنَّصْرُ مِنْ ... قُرَنَائِهِ وَالسَّيْفُ مِنْ أَسْمَائِهِ ¬
أَيْنَ الثَّلَاثَةُ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالِهِ ... مِنْ حُسْنِهِ وَبَهَائِهِ وَمَضَائِهِ مَضَتِ الدُّهُوْرُ وَمَا أَتَيْنَ بِمِثْلِهِ ... وَلَقَدْ أَتَى فَعَجِزْنَ عَنْ نُظَرَائِهِ وَأَوَّلُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ وَهِيَ مِنْ أَوَّلِ مَا قَالَ: عذْلُ العَوَاذِلِ حَوْلَ قَلْبِي التَّائِهِ ... وَهَوَى الأَحِبَّةِ مِنْ سَوْدَائِهِ يَشْكُو المَلَامَ إِلَى اللّوَائِمِ حَسْرَةً ... وَيَصُدُّ حِيْنَ يَلمْنَ مِنْ بُرَحَائِهِ فَلَمَّا طَلَبَ مِنْهُ سَيْفِ الدَّوْلَةِ الزِّيَادَةَ مِنْهُ قَالَ: القَلْبُ أَعْلَمُ يَا عَذُوْلُ بِدَائِهِ. البَيْتُ ومن باب (مَا الخَيْرُ) قَوْلُ المَعَرِّيِّ (¬1): مَا الخَيْرُ صَوْمٌ يَذُوْبُ الصَّائِمُوْنَ لَهُ ... وَلَا صلَاةً وَلَا حَيْفٌ عَلَى الجسَدِ وَإِنَّمَا هُوَ تَرْكُ الشَّرِّ مُطَّرِحًا ... وَنفْضكَ الصَّدْر مِنْ غِلٍّ وَمِنْ حَسَدِ إبراهيمُ الغَزِّيُّ: 13057 - مَا الدَّهْرُ إِلَّا سَاعَتانِ تَعجُّبٌ مِمَّا ... مَضَى وَتَفكُّر فِيمَا بَقى يُروى لأَميرِ المؤمنين عليه السلام: 13058 - مَا الدَّهرُ إِلَّا يقْظَةٌ وَنَومٌ ... وَلَيلَة بيْنَهُما وَيَومُ بَعْدَهُ: يَعِيْشُ قَوْمٌ وَيَمُوْتُ قَوْمُ ... وَالدَّهْرُ قَاضٍ مَا عَلَيْهِ لَوْمُ ذَكَرَهُ المَرزَبَانِيُّ فِي دِيْوَانِ شِعْرِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. الْرَّاعيُ: 13059 - مَا الدَّهرُ والنَّاسُ إِلَّا مِثلُ وَارِدةٍ ... إِذَا مَضَى عَنَقٌ مِنها أَتَى عَنَقُ ¬
البَّبَغاءُ: 13060 - مَا الذُلُّ إِلَّا تَحمُّلُ المِنَنِ ... فَكُن عَزيزًا إِنَّ شَئتَ أَوفَهُنِ بَعْدَهُ: إِذَا اقْتَصَرْنَا عَلَى اليسرِ ... فَمَا العِلَّةُ فِي عَتبِنَا عَلَى الزَّمَنِ المعتمد يخاطب والده صاحب المغرب: 13061 - مَا الذَّنبُ إِلَّا عَلَى قَومٍ ذَويْ دَغَلٍ ... وَفى لَهُمُ عَفْوكُ المَعْهُودُ إِذ غَدرُوا عبدُ السَّلَامُ بنُ رغْبانَ: 13062 - مَا الذَّنبُ إِلَّا لجَدِّي حيْنَ ورَّثَني ... عِلْمًا وورَّثهُ مِنْ قَبلِ ذَاكَ أَبِي بَعْدَهُ: فَالحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا لَا نَفَادَ لَهُ ... مَا المَرْءُ إِلَّا بِمَا يَحْوِي مِنَ النَّشَبِ الرَّضِيُّ الْمُوسَويُّ: 13063 - مَا السُؤدُد المَطلوبُ إِلَّا ... مَا يَرمي إِليهِ السُؤدُد المَولُودُ أَبْيَاتُ الرَّضِيُّ تَهْنِئَةً بِالوِزَارَةِ يَقُوْلُ: وَالَى الزَّمَانُ بِنَا وَعَاوَدَ عَطْفهُ ... فَارْتَاحَ ظَمْآنٌ وَأَوْرَقَ عُوْدُ قَدْ عَاوَدَ الأَيَّامَ مَاءُ شَبَابِهَا ... فَالعَيْشُ غَضٌّ وَاللَّيَالِي عِيْدُ إِقْبَالُ عِزٍّ كَالأَسِنَّةِ مُقْبِلٌ يَمْضي ... وَجَدٌّ فِي العَلَاءِ جَدِيْدُ وَعَلَا لأَبْلَجَ مِنْ ذُؤَابَةِ هَاشِمٍ ... يَثِنْي عليَّ السُّؤْدَدُ المَعْقَوْدُ قَدْ فَازَ مَطْلُوْبًا وَأَدْرَكَ بِالثَّنَا ... وَمُقَارِعُوْهُ عَنِ الأُمُورِ قُعُوْدُ ¬
مَا السُّؤْدَدُ المَطْلُوْبُ إِلَّا دُونَ مَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإِذَا هُمَا اتَّفَقَا تَكَسَّرَتِ القَنَا ... إِنْ غَالبَا وَتَضَعْضعَ الجُلْمُوْدُ أَبُو تمّامٍ: 13064 - مَا السَّيفُ أَمضَى ظُبًى في كُلِّ نَابيَةٍ ... مِنْ العزاءِ إِذَا مَا نِيلَ في النُكَبِ البُحْتُرِيُّ: 13065 - مَا السَّيفُ عَضبًا يُضِئُ رَونَقَهُ ... أَمضَى عَلَى النَّابئَاتِ مِنْ قَلَمِهْ المُجدُ الْنَّشَّابيُّ الأَربُليُّ: 13066 - مَا الشَأنُ في الشكوَى وَهتْكِ سَريرَتي ... بيْنَ الوَرَى الشَأن فيمَنْ يَسمَعُ قَبْلهُ: يَوْمِي كَأَمْسِي بَلْ أَخَسُّ وَفِي ... غَدٍ أَضْعَافُ مَا قَاسَيْتهُ أَتَوَقَّعُ مَا الشَّأنُ فِي الشَّكْوَى وَهتكِ سَرِيْرَتِي. البَيْتُ إبراهيمُ الْغَزِّيُّ: 13067 - مَا الشِّعرُ مُنتَظِمٌ إِلَّا بِبَاعِثِهِ ... إِذَا قَصَصْتَ جَنَاحَ الطَّيرِ لَم يَطِرِ أَبو مُسْمَعٍ سَعِيد بنُ نُجَيْجٍ الفزاريّ: 13068 - مَا العِلم إِلَّا بالتعَلُّمِ كُلُه ... فإِذا عُنِيتَ بأَمرِ شيءٍ فاسأَلِ 13069 - مَا العَيشَ إِلَّا أَنْ تُحِبَّ ... وَأَنْ يُحِبُّكَ مَن تُحِبُّ ضَمَّنَهُ بعضهُمْ فَقَالَ: نَبَّهْتُ نَدْمَانِي فَهَبُّوا ... بَعْدَ المَنَامِ لِمَا اسْتَحَبُّوا ¬
هَذَا أَجَابَ وَذَا ... أَنَابَ وَذَاكَ يَحْبُو أَنْشَدْتُهُمْ بَيْتًا يُعَلِّمُ ذَا ... الصَّبَابَةِ كَيْفَ يَصْبُو مَا العَيْشُ إِلَّا أَنْ تحبَّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَتَطَرَّبُوا فَالأَرْيَحِيَّةُ ... شَأنُهَا طَرَبٌ وَشُرْبُ 13070 - مَا العَيشُ إِلَّا في جُنُونِ الصِّبَى ... فإِنْ تَولَّى فَجُنُونُ المُدام الوَزيرُ الطُغْرَائي: 13071 - مَا الفَقرُ عَارٌ وَإِنْ كَشَّفْتَ عَورَتُهُ ... وإِنَّما العَارُ مَالٌ غَيرُ مَحْمودٍ 13072 - مَا الكِلَابُ الكِلَابُ لَا بَلْ هِي النَا ... سُ إِذَا استَحسَنوا صَنِيعَ الكِلاب المُتَنَبيِّ: 13073 - مَا الَّذي عِندَهُ تُدارُ المَنايَا ... كَالَّذي عِنْدَهُ تُدارُ الشَّمُولُ 13074 - مَا المَاءُ مُنحدِرًا مِنْ فَرعِ رَابيَةٍ ... يومًا بأَسرَعَ مِنْ غَاوٍ إِلى غَاوِ ومن باب (مَاءُ) قَوْلُ عَلِيِّ بن الجهْمِ (¬1): عَجَائِبُ الحُبِّ لَا تَفْنَى أَوَائِلُهَا ... مِمَّنْ يُحِبُّ بِتَكْذِيْبٍ وَإِنْكَارِ مَاءُ المَدَامِعِ نَارُ الشَّوْقِ تَحْدِرُهُ ... فَهَلْ سَمِعْتَ بِمَاءٍ فَاضَ مِنْ نَارِ وَمِثْلهُ قَوْلُ المُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ صاحِب المَغْرِب وَقَدْ مَاتَ لَهُ وَلَدَانِ المَأمُوْنُ وَالرَّاضِي مِنْ أَبْيَاتٍ لَهُ (¬2): نَارٌ وَمَاءٌ صَمِيْمُ القَلْبِ أَصْلهُمَا ... مَتَى حَوَى القَلْبُ نِيْرَانًا وَطُوْفَانَا ¬
ضِدَّانِ أَلَّفَ صَرْفُ الدَّهْرُ بَيْنَهُمَا ... لَقَدْ تَلَوَّنَ صَرْفُ الدَّهْرِ أَلْوَانَا بَكَيْتُ فَتْحًا فَإِذْ دَانَيْتُ سَلوَتَهُ أَوْدَى ... يَزِيْدُ فَزَادَ القَلْبَ أَشْجَانَا فَكُنْتُ كَالمُبْتَغِي مَاءً تَخَيَّلهُ ... حَتَّى دَنَا فَرَأَى الغدْرَانِ نِيرَانَا مُخَفَّفٌ مِنْ فُؤَادِي أَنَّ ثَكْلَكُمَا ... مُثَقِّلٌ لِي يَوْمَ الحَشْرِ مِيْزَانَا يَا فَتْحُ قَدْ فَتَحَتْ تِلْكَ الشَّهَادَةُ ... بَابَ الطَّمَاعَةِ فِي لُقْيَاكَ جَذْلَانَا نَفْسِي تُؤَمِّلُ أَنْ تُؤْتَى صحِيْفتَهَا ... قَدْ صِرْتُ فِيْهَا لَهَا بِالفَوْزِ عُنْوَانَا وَيَا يَزِيْدُ لَقَدْ زَادَ الرَّجَاءُ بِكُمْ ... أَنْ يشفْعَ اللَّهُ بِالإِحسَانِ إِحْسَانَا كَمَا شَفَعْتَ أَخَاكَ الفَتْحُ يَتْبَعُهُ ... لَقَاكُمَا اللَّهُ غُفْرَانًا وَرضْوَانَا مِنِّي السَّلَامُ وَمِنْ أُمٍّ مُفَجَّعَةٍ ... عَلَيْكُمَا أَبَدًا مَثْنَى وَوُجْدَانَا أَبْكِي وَتَبْكِي وَيَبكِي غَيْرنَا كَمَدًا ... لَدَى التَّذَكُّرِ نُسْوَانًا وَولْدَانَا ابْنُ المُعْتَزِّ: 13075 - مَا المَرءُ إِلَّا كَعير السَّوءِ يَضرِبُهُ ... سَوطُ الزَّمانِ وَلَا يَجري عَلَى السَّنَن قَدْ كُتِبَ إِخْوَانهُ بِبَابِ: أَشْكُو إِلَى اللَّهِ أَحْدَاثًا مِنَ الزَّمَنِ 13076 - مَا المَرءُ لَولَا قَلبُهُ وَلِسَانُهُ ... إِلَّا كَمِثلِ بَهيمةِ الأَنعَامِ البُحْتَرِيُّ: 13077 - مَا المَرءُ يُخبِرُ عَنْ حَقِيقةِ سَروِهِ ... كالمرءِ يُخبِرُ سَروُهُ وَثَراهُ أَبْيَاتُ البُحْتُرِيِّ: عَيْشٌ لَنَا بِالأَبْرَقَيْنِ تَأَيَّدَتْ ... أَيَّامُهُ وَتَجَدَّدَتْ ذِكرَاهُ وَالعَيْشُ مَا فَارَقْتَهُ فَذَكَرْتَهُ ... لَهَفًا وَلَيْسَ العَيْشُ مَا تَنْسَاهُ ولَوْ أَنَّنِي أُوفِي التَّجَارِبَ حَقَّهَا ... فَيَما أرَدت لَرَجَوْتُ مَا أَخْشَاهُ وَالشَّيْءُ تَمْنعُهُ يَكُوْنُ بِفَوْتِهِ ... أَجْدَى مِنَ الشَّيْءِ الَّذِي تُعْطَاهُ ¬
خَفِّضْ أَسًى عَمَّا ثَنَاكَ طِلَابُهُ ... مَا كُلُّ شائمِ بَارِقٍ يُسْقَاهُ مَا المَرْءُ يُخْبِرُ عَنْ حَقِيْقَةِ سَرْوِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا عُذْرَ لِلشَّجَرِ الَّذِي طَابَتْ لَهُ ... أَعْرَاقُهُ أنْ لَا يَطِيْبَ جَنَاهُ لَا أَرْتَضي دُنْيَا الشرِيْفِ وَدِيْنَهُ ... حَتَّى تُدَبِّرَ دِيْنَهُ دُنْيَاهُ الغَزِيُّ: 13078 - مَا النَّاسُ إِلَّا جَازِعٍ أَو طَامِعٍ ... خُلِقوا عَبيدَ السَّيفِ وَالإِفادِ أبو العَتاهِيَة: 13079 - مَا النَّاسُ إِلَّا للكَثير المَال ... أَو لمُسلَّطٍ مَا دَامَ في سُلطَانِهِ قَبْلهُ: إِنَّ الزَّمَانَ يَغُرُّني بِأَمَانِهِ ... وَيُذِيْقُنِي المَكْرُوْهَ مِنْ حَدَثَانِهِ فَأَنَا النَّذِيْرُ مِنَ الزَّمَانِ لِكُلِّ مَنْ ... أَضْحَى وَأَمْسَى وَاثقًا بِأَمَانِهِ مَا النَّاسُ إِلَّا لِلْكَثيْرِ المَالِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإِذَا الزَّمَانُ رَمَاهُمَا بِمَلَمَّةٍ ... صارَ الثِّقَاتُ هُنَاكَ مِنْ أَعْوَانِهِ يَعْنِي الكَثيْرُ المَالِ وَالمُسَلَّطُ إِذَا رَمَاهُمَا الدَّهْرُ بمُلِمَّةٍ أنْقَلَبَ الثِّقَاتُ عَلَيْهُمَا فَصَارُوا أَعْوَانِ الدَّهْرِ عَلَيْهمَا. لَهُ أَيْضًا: 13080 - مَا النَّاسُ إِلَّا مَعَ الدُّنيا وَصَاحِبِها ... فَحَيثُما انقَلَبت يومًا بِهِ انقَلَبوا بَعْدَهُ: يُعَظِّمُوْنَ أَخَا الدُّنْيَا فَإِنْ وَثَبَتْ ... يَوْمًا عَلَيْهِ بِمَا لَا يَشْتَهِي وَثَبُوا ¬
تَمَثَّلَ بِهمَا الوَزِيْرُ عَلِيّ بنِ عِيْسَى لَمَّا اسْتَوْزَرَ وَقَدْ رَأَى اجْتِمَاعَ النَّاسِ عَلَيْهِ وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ قَدْ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَلَمْ يَقْرِبْهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ. 13081 - مَا النَّاسُ عِندَكَ غيرَ نَفسِكَ وَحدَها ... فالنَّاسُ عِندكَ مَا خَلَاكَ بَهَائِمُ بَكْرُ بنُ النَّطّاح: 13082 - مَا النَّاسُ لَولَا مَالِكٌ وَحدَهُ ... غَيرَ حُشَاراتٍ وَنَسنَاسِ ابْنُ الْمُعْتَزِّ: 13083 - مَا الودُّ مِنَّي بِمَنقولٍ إلى مَذِقٍ ... وَلَسْتُ أَطرَحُ نَفسي حَيْثُ تلحَاني 13084 - مَا اليَومُ أَوَّلُ تَوديعٍ وَلَا الثانِي ... البَيْنُ أَعظَمَ مِنْ شَوقِي وأَشجانِي 13085 - مَا اليَومُ يَمضِي وَعَينْي غَير نَاظِرةٍ ... إلى مُحيَّاكَ مِنْ عُمرِي بِمَعدُودِ 13086 - مَا أَمدَحَ اليَأسَ وَلكِنَّهُ ... أَروَحُ للقَلبِ مِنْ المَطمَعِ بَعْدَهُ: أَفْلَحَ مَنْ أَبْصَرَ عُشْبَ المُنَى ... تَرْعَى فَلَمْ يَرع وَلَمْ يَرْتَعِ محمّد بنُ شِبُلٍ: 13087 - مَا أَمكَنت دَولَةُ الأَفراح مُقبِلةً ... فانعَم وَلذَّةُ فإِنَّ العَيْشَ تَاراتٌ بَعْدَهُ: قَبْلَ ارْتِجَاعِ اللَّيَالِي كُلَّ عَارِيَةٍ ... فَإِنَّمَا لذَّةُ الدُّنْيَا إِعَارَاتُ خُذْ مَا تَعَجَّلَ وَاتْرُكْ مَا وُعِدْتَ بِهِ ... فِعْلَ الأَرِيْبِ فَلِلتَّأخِيْرِ آفَاتُ ¬
وَلِلسَّعَادَةِ أَوْقَات مُيَسَّرَةٌ ... تُعْطِي السُّرُوْرَ وَلِلأَحْزَانِ أَوْقَاتُ العَبَّاسُ الأَحْنَفِ: 13088 - مَا أَناخوا حَتَّى ارتَحلنا ... فَمَا نَفْرُقُ بينَ النُّزُولِ والتَّرحَالِ أبو علي محمّد بنُ شبُلٍ: 13089 - مَا إِن أُريدُ لِصدقِ قَولِي شَاهِدًا ... حَسْبي بسرّكَ عالمًا بسِرِّ أَمري ابْنُ المعتَزّ: 13090 - في القَسمِ مَا إِنْ أَرى شَبَهًا لَهُ فيْما ... أَرَى أُمّ الكِرامِ قَليلَة الأَولَادِ العُتبُيُّ: 13091 - مَا إِنْ أَصيرُ إِلي شَيءٍ ألذُّ ... بِهِ إِلَّا وفِيهِ إِذَا فَارْقتُهُ ضَرَرُ 13092 - مَا أَنْتَ أَوَّلُ غَدَّارٍ وَثِقتُ بِهِ ... فَخَانَني وَعَلَيهِ كَانَ مُعتَمَدي أمير المؤمنين عليّ عليه السّلامُ: [من البسيط] 13093 - مَا إِنْ تَأَوّهتُ مِنْ شِيءٍ رَزئتَ لَهُ ... كَمَا تأَوَّهت الأَيتام في الصِّغَرِ حَدَّثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الصُّوْفِيّ قَالَ خَرَجْتُ حَاجَّا فَلَمَّا أَتَيْتُ بَطْنَ مَرْوَةَ رَأَيْتُ جَارِيَةً مُبَرْقَعَةً تُخَاطِبُ أُخْرَى وَتَقُوْلُ لَهَا: وَحَقِّ المُنْتَخَبِ لِلوَصيَّةِ المُؤْتَمَنِ عَلَى الرَّعِيَّةِ العَادِلِ فِي القَضيَّةِ القَاسِمِ بِالسَّوِيَّةِ بَعْلَ فَاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ مَا كَانَ مَا ظَنَنْتِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ لَهَا مَنِ المَنْعُوْتِ بِهَذِهِ الصِّفَةِ قَالَتْ هُوَ وَاللَّهِ الَّذِي نَبَذَ البَاطِلَ وَرَاءَ ظَهْرِهِ وَاسْتَعْمَلَ الحَقَّ فِي جَمِيع أَمْرِهِ المَاجدُ القَرْمُ الذَّابُّ عَنْ حُرُمَاتِ اللَّهِ المُؤَاخِي لِرَسُوْلِ اللَّهِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. فَقُلْتُ: بِمَا اسْتَحَقَّ هَذَا الثَّنَاءَ مِنْكِ؟ قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ كَانَ أَبِي أَحَدَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى فَأُصِيْبَ يَوْمَ الجمَلِ بَيْنَ ¬
يَدَيْهِ فَأَتَانَا يَوْمًا إِلَى خِبَائِنَا قَاصِدًا ثُمَّ قَالَ لأُمِّي كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ الأَيْتَامِ؟ قَالت: بِخَيْرٍ يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ وَأَخْرَجَتْنِي وَأُخْتًا لِي صَغِيرَةً إِلَيْهِ وَقَدْ كَانَ خَرَجَ لِي الحُمَاقُ تَعْنِي الجدْرِيَّ كَعَدَدِ الرَّمْلِ قدْ أَظْلَمَ علَيَّ بَصَرِي بَعْد الدَّعْجِ وَالبَهْجِ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأسِي ثُمَّ تَأَوَّهَ وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: مَا إِنْ تَأَوَّهْتُ مِنْ شيءٍ. البَيْتُ قَالَتْ: ثُمَّ أَمَرَّ يَدُهُ عَلَى رَأسِي فَانْصَرَفت وَقَدْ ذَهَبَتْ عني الظُّلْمَةُ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى الجمَلَ الشَّارِدَ فِي اللَّيْلَةِ الظّلْمَاءِ. قَال عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَأَخْرَجْتُ دِيْنَارًا وَقُلْتُ: خُذِيْهُ. فقالت: إِنَّهُ قَدْ خَلَّفَ عَلَيْنَا خَيْرَ خَلَفٍ مِنْ خَيْرِ سَلَفٍ أَبَا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ فَإِنَّهُ يَكْفِيْنَا مؤُوْنَتَنَا. 13094 - مَا أَنْتَ إِلَّا كَعَيرٍ خَافَ ميسَمهُ ... قَد يَضرِطُ العَيرُ والمِكواةُ في النارِ الزُّبيْرُ بنُ بَكَّارٍ: [من الكامل] 13095 - مَا أَنْتَ بالسَّبَبِ الضَّعِيفِ وَإِنَّما ... نُجْحُ الأُمُورِ بِقُوةِ الأَسَبابِ بَعْدَهُ: اليَوْمَ حَاجَتُنَا إِلَيكَ وَإِنَّمَا ... يُدْعَى الطَّبِيْبُ لِسَاعَةِ الأَوْصَابِ (¬1) وَيُرْوَيَانِ لأَبِي الحَسَنِ البَاخِرْزِيِّ. ابْنُ الرُّومِيِّ: 13096 - مَا أَنْتَ بالمَحسُودِ لَكِنْ فَوقَهُ ... إِنَّ المُبِينَ الفَضْلُ غيْر مُحسَّدِ بَعْدَهُ: يُضرَبُ فِيْمَنْ يَجُلُّ قَدَرُهُ ... عَنْ أَنْ يُحْسَدُ أَوْ يُعَادَى. ¬
هَيْهَاتَ فُتَّ الحَاسِدِيْنَ فَأَذْعَنُوا ... لَكَ بِالمَكَرِمِ وَالفِعَالِ الأَمْجَدِ يَتَحَاسَدُ القَوْمُ الَّذِيْنَ تَقَارَبَتْ ... طَبَقَاتُهُمْ وَتَقَارَبُوا فِي السُّؤْدَدِ فَإِذَا أَبَرَّ أَمِيْرُهُمْ وَبَدَا لَهُمْ ... تَبْرِيْزُهُ فِي فَضْلِهِ لَمْ يُحْسَدِ وَقَالَ التَّنُوْخِيُّ فِيْمَنْ يَجلُّ قَدَرَهُ عَنْ أَنْ يحْقدَ (¬1): فَمَا نشُرَتْ أَعْرَاضهُمْ عَنْ مَعَايِبٍ ... وَلَا طُوِيَتْ مِنْهُمْ قُلُوْبٌ عَلَى حِقْدِ وَأَنَّى يَكُوْنُ الحِقْدُ وَالنَّاسُ دُوْنَهُمُ ... وَلَا حِقْدَ إِلَّا أَنْ يَكُوْنَ عَلَى النَّدِّ وَقَالَ البُحْتُرِيُّ (¬2): مُسْتَرِيْحُ الأَحْشَاءِ مِنْ كُلِّ ضَغْنٍ ... بَارِدُ الصَّدْرِ مِنْ غُلُوْلِ الحُقُوْدِ أبو تَمَّامٍ: 13097 - مَا إِنْ تَرَى الأَحسَابَ بِيضًا وُضّحًا ... إِلَّا بِحيثُ تَرَى المَنايَا سُودَا وَمِن بَابِ (مَا إِنْ): مَا إِنْ تَزَالَ غَاضِبًا ... مُتَسَخِّطًا مَا بدًا لِرِزْقِك ارْجَعْ إِلَى مَا تَسْتَحِقَّ ... فَإِن قُوْتَكَ فَوْقَ حَقِّك عَليُّ بن الْحُسينُ الإسْكافِيُّ: 13098 - مَا إِنْ دَعَاني الهَوَى لِفَاحشَةٍ ... إِلَّا نَهَانِي الحيَاءُ وَالكَرَمُ بَعْدَهُ: فَلَا إِلَى فَاحِشٍ مَدْدتُ يَدِي ... وَلَا مَشَتْ بِي لرِيْبَةٍ قَدَمُ 13099 - مَا إِنْ رَأَتُ جَوَامِيسًا مُقرّنةً ... إِلَّا ذَكرتُ بِهَا تُنَّاءَ حَلوَانِ ¬
عَبْدُ اللَّه بنُ الْحُرِّ الْجُعْفيُّ: 13100 - مَا أَنزَلَ الَلهُ بِي أَمرًا فأَكرَهُهُ ... إِلَّا سيجعلُ لِي مِنْ بَعدِهِ فَرَجا ومن باب (مَا): قَوْلُ العَبَّاسِ بن الأَحْنَفِ وَكَانَ كَثيرًا يُنْشِدهَا (¬1): مَا أَنْسَ لَا أَنْسَ مُعَطَّفَةً ... عَلَيَّ فُؤَادِي وَيُسْرَاهَا عَلَى رَأْسِي وَقَوْلُهَا لَيْتَهُ يَوْمًا عَلَى جَسَدِي ... وَلَيْتَنِي كُنْتُ سِرْبَالًا لِعَبَّاسِ أَولَيْتَهُ كَانَ لِي خَمْرًا وَكُنْتُ لَهُ ... مِنْ مَاءِ مَزْنٍ وَكُنَّا الدَّهْرَ فِي كَاسِ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَاتِمِيُّ: كَانَ ابْنُ أَبِي فَنَنٍ يُنْشِدُهَا كَثِيرًا وَيَقُوْلُ: هَذَا أَحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي مَعْنَاهُ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ أَحْسَنُ مِنْهُ قَوْلُ أَبِي عُيَيْنَةَ المُهَلَّبِيّ إِذْ قَالَ (¬2): حِيْنَ قَالَتْ دُنْيَا عَلَامَ نَهَارًا ... جِئْتَ هَلَّا انْتَظَرْتَ وَقْتَ المَسَاءِ ذَاكَ إِذ رُوْحهَا رُوْحِي مِزَاجَانِ ... كَأَصْفَى خَمْرٍ بِأَعْذَبِ مَاءِ وَقَوْلُهُ أَيْضًا يَعْنِي أَبَا عُيَيْنَةَ (¬3): حَتَّى إِذَا اخْتَلطَتْ بِنَفْسِي نَفْسُهَا ... كَالخَمْرِ تُقْرَعُ بِالزُّلَالِ البَارِدِ خَافَتْ فَقُلْتُ لَهَا اسْكُتِي إِذْ مَسَّهَا ... جُهْدُ الفِرَاقِ مَعَ البَلَاءِ الجاهِدِ مَا تَشْتَكِيْنَ أَنَا الفِدَا لَكِ وَالحُمَّى ... لَوْ أَسْتَطِيْعُ لَكُنْتُ أَوَّلُ عَائِدِ قَالَتْ فِرَاقُكَ وَالصَّبَابَةُ وَالَّذِي ... أَخْشَى عَلَيْكَ مِنَ الرَّقِيْبِ الرَّاصِدِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ: هَؤُلَاءِ أَخَذُوا عَنْ عُمَرِ بن رَبِيْعَةَ قَوْلَهُ (¬4): ¬
كُنَّا كَمِثْلِ الخَمْرِ كَانَ مِزاجُهَا ... بِالمَاءِ لَا رَنْقٌ وَلَا تَكْدِيْرُ فَقَالَ أَحْمَدُ بن أَبِي فَنَنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ: فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ سَيِّدِ الشُّعَرَاءِ كُلِّهِمْ؟ ، قُلْتُ مَنْ هو؟ قَالَ المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ فِي قَولِهِ: أبو تَمَّامٍ: 13101 - مَا إِنْ سَمِعْتُ وَلَا أُرانِي سَامِعًا ... أَبدًا بِصَحْراءَ عَلَيْها بَابُ أبو تَمَّامٍ أيضًا: 13102 - مَا أُنشِئَتْ للمَكرُماتِ سَحَابةٌ ... إِلَّا وَمنْ أَيدِيْهِم تَتَدَفَّقُ أبو بَكرُ بنُ العبَّاسِ الخَوارزميُّ: 13103 - مَا أَنصَفَتنِي الحَادِثَاتُ رَمَينَنَي ... بِفَجيعَتيِنِ وَلَيْس لِي قَلْبانِ قبله: بَانَا الشَّبِيْبَةُ وَالحَبِيْبَةُ فَالْتَقَى ... دَمْعَانِ فِي الأَجْفَانِ يَزْدَحِمَانِ مَا أَنْصَفَتْنِي الحَادِثَاتُ رَمَيْنَنِي. البَيْتُ محمد بن أحمد بن أبي الغنائم الجَهرميُّ: 13104 - مَا أَنصَفَتنِي في حُكْمِ الهَوَى أُذُنٌ ... تُصْغِي لواشٍ وَعَنْ عُذرِ بِهَا صَممُ جَحْظَةُ يَتَبرَّمُ بالأَدَب: 13105 - مَا أَنصَفَتني يَدُ الزَّمَانِ وَلَا ... أَدرَكَني غَيرُ حُرفَةِ الأَدَبِ بَعْدَهُ: ¬
لَا حَفِظَ اللَّهُ حَيْثُمَا سَلَكَتْ أَمِّي ... وَأَيْرُ الحِمَارِ فِي إسْتِ أَبِي مَا خَلَّفَا دِرْهَمًا أَصوْنُ بِهِ ... وَجْهِيَ يَوْمًا عَنْ ذِلَّةِ الطَّلَبِ 13106 - مَا أَنصَفوني دَعُوْنِي فَاستَجبتُ ... حَتَّى إِذَا قرَّبُونِي مِنْهُم بَعُدُوا قَبْلهُ: أفْدِي الَّذِيْنَ أَذَاقُوْني مَوَدَّتَهُمْ ... حَتَّى إِذَا أَيْقَظُوْنِي فِي الهَوَى رَقَدُوا وَاسْتَنْهَضُوْنِي فَلَمَّا قُمْتُ مُنْتَصبًا ... بثِقْلِ مَا حَمَّلُوْنِي فِيْهم قَعَدُوا مَا أَنْصَفُوْنِي دَعُوْنِي فَاسْتَجَبْتُ لَهُمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لأَخْرُجَنَّ مِنَ الدُّنْيَا وَحُبُّهُمُ ... بَيْنَ الجوَانِحِ لَمْ يَشْعُرْ بِهِ أَحَدُ إبراهيمُ المهدي يُخاطبُ المأمونَ: 13107 - مَا إِنْ عَصَيتُكَ وَالغُواةُ تَمُدُّنِي ... أَسبَابُها إِلَّا بِنيَّةِ طَائع حِكَايَةُ إِبْرَاهِيْمُ بن المَهْدِيّ مَعَ المَأمُوْنِ مَشْهُوْرَةٌ وَمُنَازَعَتُهُ لِلْمَأمُوْنِ فِي الخِلَافَةِ مَذْكُوْرَةٌ وَعَفْوُهُ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ عِنْدَ الظَّفَرِ بِهِ مِنْ أَعْظَمِ مَا وُصِفَ بِهِ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلَاقِ وَلإبْرَاهِيْمَ فِي ذَلِكَ أَشْعَارٌ مُسْتَحْسَنَةٌ فَمِنْ لك قَوْلُهُ هَذَا يَشْكُرُهُ: مَا إِنْ عَصِيْتُكَ وَالغُوَاةُ تَمُدُّنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَعَفَوْتَ عَمَّنْ لَمْ يَكُنْ عَنْ مِثْلِـ ... ـهِ عَفْوٌ وَلَمْ يَشْفَعْ إِلَيْكَ بِشَافِعِ وَرَحَمْتَ أَطْفَالًا كَأَفْرَاخِ القَطَا ... وحَنِيْنَ وَالِهَةٍ كَقَوْسِ النَّازعِ شَبَّهَ وَالِدَتَهُ وَهِيَ عَجُوْزٌ بِالقَوْسِ فِي انْحِنَائِهَا وَزِيْنَتِهَا. 13108 - مَا أَنعَمَ العَيشَ لَو أَنَّ الفَتَى حجر ... تَنبُو الحَوادِثُ عَنْهُ وَهوْ مَلمُومُ ¬
أبو بَكر بنُ دُرَيْدٍ: 13109 - مَا أَنعَمَ العِيشَةَ لَو أَنَّ الفَتَى ... يَقبلُ مِنْهُ المَوتُ أَسناءَ الرُّشَا 13110 - مَا أَنعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدهِ ... بِنعمَةٍ أَوْفَى مِنَ العَافِيَه بَعْدَهُ: وَكُلُّ مَنْ عُوْفِي فِي جِسْمِهِ ... فَإِنَّهُ فِي عِيْشَةٍ رَاضِيَه وَأَسْعَدُ العَالَمَ بِالمَالِ مَنْ ... أَدّاهُ لِلآخِرَةِ البَاقِيَه مَا أَحْسَنَ الدُّنْيَا وَلَكِنَّهَا ... مَعَ حُسْنِهَا غَدَّارَةٌ فَانِيَه 13111 - مَا انقَطَع البِرُّ في البَرايَا ... إِلَّا وَقَد مَاتَتِ القُلُوبُ ابن الجَوْهَريّ الجُرجانيُّ: 13112 - مَا إِنْ لَثمتُ بِساطَ دَارِكَ سَاجِدًا ... إِلَّا ليُلثَمِ في ذَرَاكَ رِكابِي قَالَهُ أَبُوْ الحَسَنِ بنُ أَحْمَدَ الجُّرْجَانِيُّ الجَّوْهَرِيُّ مُخَاطِبًا لِلصَّاحِبِ ابنِ عَبَّادٍ. 13113 - مَا إِنْ نَدِمتَ عَلَى سُكُوتٍ مَرةً ... وَلَقَد نَدمتُ عَلَى الكَلامِ مِرَارا قَدْ كُتِبَ أَخُوْهُ بِبَابِ: النَّطقُ حُكمٌ وَالسُّكُوْتُ سَلَامَةٌ. هدبةُ بنُ خَشْرَمٍ: 13114 - مَا إِنْ نَفَى عَنكَ قومًا أَنْتَ تَكرهُهُمْ ... كَمِثلِ وَقْوِمكَ جُهَّالًا بجُهَّالِ الغَسَّانيُّ: 13115 - مَا إِنْ يُريدُ إِذَا الرَّماحُ شَجرنَهُ ... دِرعًا سِوَى سِربَالُ طِيبِ العُنصُرِ ¬
عُمارَةُ بنُ عَقيلٍ: 13116 - مَا إِنْ يَزالُ بِبغدَاد يُزَاحِمنَا ... عَلَى البَراذِين أَمثَالُ البَراذِينِ بَعْدَهُ: أَعْطَاهُمُ اللَّهُ أَمْوَالًا وَمَنْزِلَةً ... عِنْد المُلُوْكِ بِلَا عَقْلٍ وَلَا دِيْنِ قَالَهُ عُمَارَةُ بن عَقِيْلِ بنِ بِلَالِ بنِ جَرِيْرٍ وَقَدْ أَتَى بَابَ السُّلْطَانِ لِيَدْخُلَ فَجَعَلَ أَصْحَابُ السُّلْطَانِ يُزَاحِمُوْنَهُ فِي الدُّخُوْلِ. الحَرِيريُّ: 13117 - مَا إِن يَضُرُّ العَضبَ كَونُ قِرابهِ ... خَلقًا ولا البَازي حَقَارةُ عُشِّهِ 13118 - مَا أَوجَبَ العَفو عَلَىَ سَيِّدٍ ... مَا لِا مرِئٍ مِنْهُ سِواهُ مَلَاذُ أبو العَتاهِيَةِ: 13119 - مَا أَوسَعَ الصَّبر وَالقَنَاعةَ بالنَّا ... سِ جَميعًا لَو أَنَّهُم قَنِعوا 13120 - مَا أَولَعَ الحُبَّ بالكِرام وَمَا ... أَولَعَ بالهَجرِ كُلَّ مَحبُوبِ 13121 - مَا أَومَضَتْ نَحو الشام عَقِيقَةٌ ... إِلَّا تَرَى مَعهَا إِليكَ سَلامِي ومن باب (مَا): مَا الأُقْحُوَانُ وَإِنْ تَضَاعَفَ طِيْبُهُ ... وَتَحَدَّثَتْ أَرِيْجُهُ السُّمَّارِ يَوْمًا بِأَطْيَبَ مِنْ سَمَاعِ حَدِيْثِكُمْ ... طِبْتُمْ فَطَابَتْ عَنْكُمُ الأَخْبَارُ ¬
وَقَالَ آخَرُ: طَابَتْ بِذِكْرِكُمُ البِلَادُ بِأَسْرهَا ... وَتَأَرّجَتْ بِشَذَاكُمُ الأَقْطَارُ وَسَرَى النَّسِيْمُ بِذِكْرِكُمُ مُتَعَطِّرًا ... طِبْتُمْ فَطَابَتْ عَنْكُمُ الأَخْبَارُ وَقَالَ ابْنُ حَيُّوْسٍ (¬1): طِبْتُمْ فَطَابَ حَدِيْثٌ تُوْصَفُوْنَ بِهِ ... مُكَرَّرٌ ذِكْرُهُ مَا كَرَّتِ الحُقَبُ وَالمَرْءُ إِنْ لَمْ تُقدِّمُهُ مَآثِرُهُ ... لَمْ يُعْلِهِ نَسَبٌ زَاكٍ وَلَا نَشَبُ إِنَّ الفِعَالَ الَّذِي مَا شَانَهُ كَدَرٌ ... شَادَ المَالَ الَّذِي مَا شَانَهُ كَذِبُ 13122 - ما الانتِظارُ بسَلمَى أَن نُحيِّيهَا ... حَيُّوا سُلَيْمى وَحَيُّوا مَنْ يُحيِّيها بَعْدَهُ: هَلْ شُرْبَةٌ عَذْبَةٌ أُسْقَى عَلَى ظَمَأٍ ... وَلَوْ تَلِفْتُ وَكَانَتْ مُنْيَتِي فِيْهَا الْبَبَّغَاءُ: 13123 - مَا بأَرضٍ لَم تَبدُ فِيهَا صَبَاحُ ... مَا بِدارٍ حَللتَ فِيهَا ظلَام 13124 - مَا بالُ حَظِي أَراهُ الآن مُنتقِضًا ... وَسَائرُ النَّاسِ منْ جَدوَاكَ في نِعَمِ 13125 - مَا بالُ حَيٍّ بالأَرَاكِ نَزَلتَهُ ضيْفًا ... فَضَنَّ وَشيِمةُ العَرَبِ القِرى 13126 - مَا بَالُ دَارِكَ حِينَ تُدخَلُ جَنَّةٌ ... وَبِبَابِ دَارِكَ مُنكرٌ ونَكِيرُ 13127 - مَا بالُ ضَبعٍ ظَلَّ يَطلُبُ دَائِبًا ... بَينَ الأُسُودِ فَرِيسَةً لِضَرَاغِمِ وَرَدُ بنُ حَلِيمٍ: 13128 - مَا بَالُ عَينكَ لَا تَرى أَقدَاءَهَا ... وتَرى الخَفَّي مِنْ القَدى بجُفُونِي ¬
قَبْلهُ: أَهْمَلْتَ نَفْسَكَ فِي هَوَاكَ وَلُمْتَنِي ... لَوْ كُنْتَ تُنْصِفُ لُمْتَ نَفْسَكمَ دُوْنِي مَا بَالُ عَيْنكَ لَا تَرَى أَقْذَاءَهَا. البَيْتُ أَبُو الْذئْبَةِ الثَّقَفِيُّ: 13129 - مَا بالُ مَنْ أَسْعَى لأَجبُرَ عَظمَهُ ... حِفاظًا وَيَنوي مِنْ سَفَاهَتِهِ لِتَرى أبو العَتاهِيَةِ: 13130 - مَا بَالُ مَنْ أَوَّلَهُ نُطفَةٌ ... وَجيفَةٌ آخِرهُ يَفْخَرُ أَبْيَاتُ أَبِي العَتَاهِيَةِ: يَا عَجَبًا لِلنّاسِ لَوْ فَكَّرُوا ... وَحَاسَبُوا أَنْفُسَهُمْ أَبْصَرُوا وَعَبَرُوا الدُّنْيَا إِلَى غَيْرِهَا ... فَإِنَّمَا الدُّنْيَا لَهُمْ مَعْبَرُ الخَيْرُ مِمَّا لَيْسَ يَخْفَى هُوَ ... المَعْرُوْفُ وَالشَّرُّ هُوَ المُنْكَرُ وَالمَوْعِدُ المَوْتُ وَمَا بَعْدَهُ ... الحَشْرُ فَذَاكَ المَوْعِدُ الأَكْبَرُ لَا فَخْرَ إِلَّا فَخرُ أَهْلِ التُّقَى ... غَدًا إِذْ ضَمَّهُمُ المَحْشَرُ لِيَعْلَمَنَّ النَّاسُ إِنَّ التُّقَى ... وَالبِرَّ كَانَا خَيْرُ مَا يُذْخَرُ عَجِبْتُ لِلإنْسَانِ فِي فَخْرِهِ ... وَهُوَ غَدًا فِي قَبْرِهِ يُقْبَرُ مَا بَالُ مَنْ أَوَّلهُ نُطْفَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَصْبَحَ لا يَملِكُ تَقْدِيمُ مَا ... يَرْجُو وَلَا تَأخِيْرُ مَا يَحْذَرُ وَأَصْبَحَ الأَمْرُ إِلَى غَيرِهِ ... فِي كُلِّ مَا يُقْضَى وَمَا يُقْدَرُ 13131 - مَا بَالُ نَفسِكَ لَا تَهوْى سَلَامَتَها ... وَأَنتَ في عَرَضِ الدُّنيا تُرغِّبُهَا ¬
بَعْدَهُ: أَرَاكَ تَطْلُبُ دُنْيَا لَسْتَ تُدْرِكُها ... فَكَيْفَ تُدْرِكُ أُخْرَى لَسْتَ تَطْلِبُهَا ومن باب (مَا بَالُ) قَوْلُ ابن الرُّوْمِيّ (¬1): مَا بَالَهَا حَسُنَتْ وَوَجْهُ رَقِيْبهَا ... أَبَدًا قَبيْحٌ قُبِّحَ الرُّقَبَاءُ مَا ذَاكَ إِلَّا أَنَّهَا شمْسُ الضُّحَى أَبَدًا ... يَكُوْنُ رَقِيْبهَا الحِرْبَاءُ وقول آخَرَ وَهُوَ مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ (¬2): مَا بَالُ مَنْ يَعْمُرُ بنْيَانَهُ ... وَجِسْمُهُ مُنْهَدِمٌ يَخْرَبُ 13132 - مَا بَالُ يَومٍ وَاحدٍ أَخطأتُهُ ... أَودَى بأَيامِ الإِصَابَةِ كُلِّهَا 13133 - مَا بَدَا لي شخصٌ وَلَا سَمِعَتْ ... إِذ نأى حِسًّا إِلَّا ظَننتُكَ ذَاكَا بَعْدَهُ: وَإِذَا مَا مَدَدْتُ عَيْنِي إِلَى ... غَيْرِكَ مُثِّلَتْ دُوْنَهُ فَأَرَاكَا الصَّنَوْبَرِيُّ: 13134 - مَا بدَت شعرَةٌ بخدِكَ إِلَّا ... قلتُ في نَاظِري أَو في فُؤادي 13135 - مَا بِعتُكُم مُهجَتي إِلَّا بوَصلِكُمُ ... وَلَا أُسَلِّمُها إِلَّا يدًا بِيدِ بَعْدَهُ: إِنِّي أَغَارُ عَلَى رُوْحٍ أُسَلِّمُهَا ... تَمُرُّ هَدْرًا بِلَا ثَأرٍ وَلَا قَوَدِ وَقَدْ حُسِدْتُ عَلَى مَا بِي فَوَاعَجَبًا ... حَتَّى عَلَى المَوْتِ لَا أَخْلُو مِنَ الحَسَدِ ¬
أَبُو هِلالٍ الْعَسْكَرِيُّ: 13136 - مَا بَعثَ المَرءُ في حَوائجِهِ ... أَنجَحَ مِنْ دِرهَمٍ وَدينَارِ نصرُ اللَّهَ بنُ عُنَيْنٍ: 13137 - مَا بَعدَ بُعدِكَ والصُدودِ عُقوبَةٌ ... يا هَاجِري قَد آنَ لي أَنْ تَغفِرا الْمُتَنَبِيّ: 13138 - مَا بقَومِي شَرفتُ بَلْ شُرفُوا بي ... وَبنَفسِي فَخرتُ لَا بجدُودِيْ 13139 - مَا بَكَينَا عَلى زَرُودَ وَلَكِـ ... ـنَّا بَكَينَا أِيَّامَنَا بِزَرُودِ ومن باب (مَا) قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيّ وَقَدْ قَالَ لَهُ الأَخْفَشُ النَّحَوِيّ مَا أَفْهَمُ مَا تَقُوْلُ (¬1): مَا بَلَغَتْ بِي الخُطُوْبُ رُتْبَةَ ... مَنْ تَفْهَمُ عَنْهُ الكِلَابُ وَالقِرَدَه وقول الوَزِيْرِ الطُّغْراَئِيِّ وَهِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ فَبَيْنَ رَقْدةُ عَيْنٍ وَيُرْوَى (¬2): مَا بَيْنَ رَقْدَةِ عَيْنٍ وَانْتِبَاهتهَا ... تَقَلّب الدَّهْرُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالِ ضَمَّنَهُ شِعْرَهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدٍ المُحْنَنِيُّ اليَمَنِيُ مَنسُوْبٌ إِلَى أُمِّ حُنَيْنٍ بَلْدَةٌ مِنَ اليَمَنِ بِقُرْبِ زَبِيْدَ فَقَالَ: يَا سَاهِرَ اللَّيْلِ فِي هَمٍّ وَفِي حُزنٍ ... حَلِيْفَ وَجْدٍ وَوَسْوَاسٍ وَبَلبَالِ اصْبرْ لِدَهْرِكَ لَا يَأسٌ وَلَا قَنَطٌ ... الصَّبْرُ مُرٌّ وَعُقْبَة طَعْمه حَالُ لَا تَيْأَسَنَّ فَإِنَّ الهَمَّ مُنْفَرجٌ ... مَا بَيْنَ إِدْبَارٍ وَإِقْبَالِ أَمَّا سَمِعْتَ بِبَيْتٍ قَدْ جَرَى مَثَلًا ... فَمَا يُقَاسُ بِأَشْبَاهٍ وَأَمْثالِ ¬
مَا بَيْنَ غَمْضَةِ عَيْنٍ وَانْتِبَاهَتِهَا. البَيْتُ تضْمِيْنٌ. وَيَقْرَبُ مِنْهُ قَوْلُ أَبِي الفَضْلِ الكَشْكَرِي (¬1): كُلُّ امْرِئٍ وَإِنْ تَضايَقَ جِدًّا ... فَلهُ بَعْدَ مَا تَضَايَقَ فُسْحَه فَارْجُ كَشْفَ البَلَاءِ عَنْكَ وَشِيْكًا ... إِنَّ كَشْفَ البَلَاءِ فِي قَدْرِ لَمْحَه وقول أَسَامَةَ بن مُنْقِذٍ (¬2): لأَصْبرَنَّ لِدَهْرِي صَبْرَ مُحْتَسِبٍ ... حَتَّى يَرَى غَيْرَ مَا قَدْ كَانَ يَحْسَبُهُ وَأَسْتَمِيْتُ لِمَا تَأتِي الخطُوْبُ بِهِ ... لِيَعْلَمَ الخَطْبَ أَنِّي لَسْتُ أَرْهَبُهُ إِنْ غَالَبَتْنِي عَلَى وفْرِي نَوَائِبُهُ ... فَحُسْنُ صَبْرِي فِي اللأوَاءِ يَغْلِبُهُ أَو أَبْعَدَتْنِي عَنْ أَهْلِي وَعَنْ وَطَنِي ... فَأَبْعدُ الفَرَج المَرْجُوِّ أَقْرَبُهُ وَالدَّهْرُ يُخْمِدُ مَا يُوْرِي وَيَهْدِمُ مَا ... يَبْنِي وَيُبْعِدُ مَا يُدْنِي تَقَلُّبُهُ 13140 - مَا بِي عَنِ الأَمْرِ جَهلٌ حِينَ اركبُهُ ... وَإِنَّما الرأَيُ مَغلوبٌ مَعَ القَدَرِ بَعْدَهُ: أُقَدِّمُ الحَزْمَ فِي أَمْرِي فَيَصْدِفُنِي ... عَنْهُ القَضاءُ وَيُلْقِيْنِي إِلَى الغَرَرِ وَمَا انْتفَاعِي بِتَجْرِيْبِي وَمَا بِيَدِي ... وَلَا دَفْعُ مَا أَخْشَى مِنَ الضَّرَرِ وَيَعْجَبُ النَّاسُ مِن حَزْمِي وَكَثْرَةَ تَجْرِيْبِي ... وَمَا الحَزْمُ مَنْجَاةٌ مِنَ الغِيَرِ سُبْحَانَ مَنْ نَفَذتْ فِيْنَا مَشِيْئَتَهُ ... فِي العَاجِزِ الغِرِّ وَالمُسْتَيْقِظِ الحَذِرِ الْحارثُ بنُ حِلِّزَةَ: 13141 - مَا بينَ مَا تُحمَدُ فِيهِ وَمَا ... يَدعُو إِليكَ الذَّمَّ إِلَّا قَلِيل ابْنُ الْرُّومِيُّ: 13142 - مَا بينَ مَيتٍ وَبينَ حَيٍ ... وُدٌّ صَحِيحٌ وَلَا وِصالُ ¬
بَعْدَهُ: وَقَدْ يَعَوْدُ العَدُوُّ خِلًّا ... وَالجرْحُ يَوْمًا لَهُ انْدِمَالُ جُوْدُ الفَتَى بَيْنَ حَاجِبَيْهِ ... إِمَّا انْعِقَادٌ أَوِ أنْحِلَالُ الْخَوَارِزْميُّ في مَيِّتٍ: 13143 - مَاتَ أَبُو السَّهلِ فَواحَسرتَا ... إِذَا لَم يَكُنْ مَاتَ مِنَ الجُمعَه الْصَّنَوْبَرِيُّ: 13144 - مَاتَ أَبوُهُ وَهوَ لَم ... يَحتَلِمُ فَأَخلَفَ الَلهُ عَلَيهِ أَبَا أبو المَكارِمُ الْبَارِعُ: 13145 - مَاتَ الكِرامُ وَمَرُّوَا وانقَضوا ... وَماتَ في إِثرهِم تِلكَ الكَرَاماتُ ابْنُ الرُّومِيُّ: 13146 - مَاتَ الأَكَارِمُ وَانمَحَتْ آثَارُهُم ... فَاقطَع رَجاءَكَ فَالزمانُ لَئِيمُ الْخُبْزَأَرْزِيُّ: 13147 - مَا تُبالِي وَذَا شَفِيعُكَ لَو كُنـ ... ـتَ كَعَادٍّ في غِيِّهَا أَو ثَمُود قَدْ كُتِبَ مَعَ إِخْوَانِهِ بِبَابِ: لَكَ ذَنْبٌ لَا عُذْرَ عَنْهُ وَلَكِنْ. 13148 - مَا تَصافَى قَومٌ عَلَى غَيرِ ذَاتِ اللَّـ ... ـهِ أَلَّا تفرَّقُوا عَنْ تَقَالِ مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ الْبَاهليُّ: [من السريع] 13149 - مَا تَصْحَبُ البازِيَّ قُمريَّهٌ ... وَلَا غُرابَ الزَّرعِ خُطَّافُ ¬
الْبُحْتُرِيُّ: 13150 - مَا تصرَّفْتَ في الولايةِ إِلَّا ... فُزْتَ مِنْ حَمدِهَا بِحظٍّ عَظِيْمِ بَعْدَهُ: لَمْ تَزَلْ مِنْ عُيُوْبِهَا أَسْوَدُ الوَجْهِ ... وَمِنْ دَائِهَا صحِيْحُ الأَدِيْمِ عَلِيّ عَبْد الْعَزِيزِ: 13151 - مَا تَطعَّمَتْ لذّة العَيش حَتَّى ... صِرتُ للبيتِ وَالكِتابِ جَلِيسَا لَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ أَجَلّ مِنَ العِلْـ ... ـمِ فَلَا أَبْتَغِي سِوَاهُ أَنِيْسَا إِنَّمَا الذّلُّ فِي مُخَالَطَةِ النَّاسِ ... فَدَعْهَا وَعِشْ عَزِيْزًا رَئِيْسَا زُهِيرٌ المصْرِيُّ: 13152 - مَا تَظهَرُ القُدرَةَ مِنْ قَادِرٍ ... إِلَّا إِذَا قَابَلَهُ قَادِرُ الأحْوَص: 13153 - مَا تَعتَريني في الخُطوبِ مُلِمَّةٌ ... إِلَّا تُشَرِفُني وَتَرفَعُ شَانِي بَعْدَهُ: فَإِذَا تَزُوْلُ تَزُوْلُ عَنْ مُتَخَمِّطٍ ... تُخْشَى بَوَادِرُهُ لَدَى الأَقْرَانِ إِنِّي إِذَا خَفِيَ الرِّجَالُ رَأَيْتَنِي ... كَالشَّمْسِ لَا تخْفَى بِكُلِّ مَكَانِ إبراهيمُ الغَزِيِّ: 13154 - مَا تَعَدى مَكَانَهُ البَحرُ يومًا ... إِنَّما الانصِبَابُ لِلأوشَالِ عَمْرُ بنُ أَبِي رَبِيعَةَ: ¬
13155 - مَا تقَّربتُ للوِصَالِ لأدنوْ ... مِنكِ إِلَّا نَأيتِ وَازدَدتِ بُعدَا أَبْيَاتُ عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ المخزومي: أَيُّهَا النَّاصِحُ المُبَلِّغُ عني ... قُلْ لِهِنْدٍ بِاللَّهِ إِنْ جِئْتِ هِنْدَا تِلْكَ هِنْدٌ تَصُدُّ لِلهَجْرِ صَدًّا ... أدَلَالٌ أَمْ هَجْرُ هِنْدٍ أَجَدَّا عَلِمَ اللَّهُ أَنْ قَدْ أُوْتيْتِ مِنِّي ... غَيْرَ مَنٍّ لَدَيْكِ حفْظًا وَرَدَّا قَدْ تَنْثَنِي حَفِيْظَتِي عَنْكِ حَتَّى ... لَمْ أَجِدْ مِن سُؤَالِكِ اليَوْمَ بُدَّا تَوَلي مُغْرَمًا بِذِكْرَاكِ لَاقَى ... مِنْ جَوَى الحُبِّ وَالصَّبَابَةِ جُهْدَا قَدْ بَرَاهُ وَشَفَّهُ الحُبُّ حَتَّى ... عَادَ مِمَّا بِهِ عِظَامًا وَجِلْدَا مَا تَقَرَّبْتُ لِلْوِصَالِ لأَدْنُو. البَيْتُ الْبُصْرَوِيُّ: 13156 - مَاتَ مَنْ مَاتَ وَالثُّريّا الثُريَّا ... وَالسِّماكُ السِّماكُ وَالنَسرُ نَسرُ قَبْلهُ: كُلُّ يَوْمٍ مِنَ الشَّبِيْبَةِ عُمرُ ... فَاطْرَح مَا يقَوْلُ زَيْدٌ وَعَمْرُو إِنَّمَا العَيْشُ صحَّةٌ وَشَبَابٌ ... وحَبِيْبٌ يُرْضِي وَوَقْتٌ يَسُرُّ وإذ مَا الزَّمَانُ أَمْكَنَ مِنْهُ ... ثُمَّ ضَيَّعْتَهُ مَالَكَ عُذْرُ لِلَّيَالِي تَقَلُّبٌ فَاغْتَنِمْهَا ... وَلِخَيْلِ الأَيَّامِ كَرٌّ وَفَرُّ مَاتَ مَنْ مَاتَ وَالثُّرَيَّا الثُّرَيَّا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَنُجُوْمُ السَّمَاءِ تَضْحَكُ مِنَّا ... كَيْفَ تَبْقَى مِنْ بَعْدنَا وَنَمُرُّ أَبُو زَيْدٍ الطائِي: 13157 - مَا تَناسَيتُكَ الصَّفاءَ وَلَا الوُ ... دَّ وَلَا حَالَ دُونَكَ الأَشغَالُ ¬
إبْرَهيمُ الغَزِّيُّ: 13158 - مَا تَنسجُ الأَيدِيْ بَيِدُ وَإِنَّما ... يَبقَى لَنا مَا تَنسِجُ الأَخلَاقُ 13159 - مَا تَقضِي بِجفاكَ عَنِّي لَيلةٌ ... إِلَّا وَقَد أَيأَستُ أنَّي أُصبِحُ ومن باب (مَا) تَنْقَضِي قَوْلُ مَنْصوْرُ النُّمَرِيِّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا الرَّشِيْدَ بن المَهْدِيِّ فِي التَّأسُّف عَلَى الشَّبَابِ: [من البسيط] مَا تَنْقَضِي حَسْرَةٌ مِنِّي وَلَا جَزَعُ ... إِذَا ذَكَرْتُ شَبَابًا لَيْسَ يُرْتَجَعُ وَكَيْفَ أَنْسَى زَمَانًا قَدْ نَعِمْتَ بِهِ ... وَالحَبْلُ مُتَّصِلٌ وَالشَّمْلُ مُجْتَمِعُ مَا كُنْتُ أوفي شَبَابِي حَقَّ عِزَّتِهِ ... حَتَّى انْقَضَى فَإِذَا الدُّنْيَا لَهُ تَبَعُ بَانَ الشَّبَابُ وَفَاتَتْنِي بِشَرَّتِهِ ... صُرُوفُ دَهْرٍ وَأَيَّامٌ لَهَا خُدَعُ إِنْ كُنْتِ لَمْ تَطْعمِي ثَكَلَ الشَّبَابِ ... وَلَمْ تَشْجِي بِغُصَّتِهِ فَالعُذْرُ لَا يَقَعُ أَبْكِي شَبَابًا سَلَبْنَاهُ وَكَانَ وَلَا ... تُوْفِي بِقِيْمَتِهِ الدُّنْيَا وَمَا تَسَعُ مَا وَاجَهَ الشَّيْبُ مِنْ عَيْنٍ وَإِنْ وَمَقَتْ ... إِلَّا لَهَا نَبْوَةٌ عَنْهُ وَمُرْتَدَعُ حَدَّثَ مُحَمَّدُ بن يَحْيَى بن عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا أَنْشَدَ مَنْصُوْرُ الرَّشِيْدَ أَبْيَاتِهِ هَذِهِ فِي ذِكْرِ الشَّيْبِ بَكَى الرَّشِيْدُ وَقَالَ: صدَقَ وَاللَّهِ لَا خَيْرَ فِي دُنْيَا لَا يُخْطَرُ برَدَاءِ الشَّبَاب ثُمَّ أَنْشَدَ مُتَمَثِّلًا (¬1): أَتَأَمَّلُ رَجْعَةَ الدُّنْيَا سَفَاهًا ... وَقَدْ صارَ الشَّبَابُ إِلَى ذَهَابِ فَلَيْتَ البَاكِيَاتِ بِكُلِّ أَرْضٍ ... جُمِعْنَ لنَا فَنَحْنَ عَلَى الشَّبَابِ وَبَيْتُ القَصيْدَةِ مِنْهَا قَوْلهُ فِي مَدْحِ الرَّشِيدِ (¬2): إِنَّ المَكَارِمَ وَالمَعْرُوْفَ أَوْدِيَةٌ ... أَحَلَّكَ اللَّهُ مِنْهَا حَيْثُ تَجْتَمِعُ ¬
قَالَ فَأَعْطَاهُ عَلَى هَذَا البَيْتِ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. 13160 - مَاتُوا وَفَاتُوا فَمَا ضررٌ بِمَوتِهِمْ ... خَلقًا كَمَا أَنَّهُم عَاشُوا وَمَا نَفَعوا الغَزِّيُّ: 13161 - مَا جَادَ خيفَهَ الشَكوىَ وَلَا طمعـ ... ـًا في الشُكرِ بَل جَادَ لي طبعه كَرَما إبْرَهيمُ العَبَّاسِ الْصُولِيُّ: 13162 - مَا جُدِّدت لكَ مِنْ نُعمى وَإِنْ عَظُمَتْ ... إِلَّا يُصَغِرِها الفَضْلُ الَّذي فِيكَا بَعْدَهُ: لَا زِلْتَ مُسْتَقْبِلًا بُشْرَى تسَرُّ بِهَا ... عَلَى الزَّمَانِ وَلَا زِلْنَا نُهَنِّيْكَا قَالَهُمَا مُخَاطِبًا لِلْمَأمُوْنِ يُهَنِّيْهِ بِتَزْوِيْجِهِ بُوْرَانَ بِنْتَ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ. 13163 - مَاجِدٌ لَا يَرى الرَّفاهَةَ إِلَّا ... في التَعنِّي لكُلِ خَطبٍ جَليلِ بَعْدَهُ: وَفَتَى المَكْرُمَاتِ مَنْ وَجَدَ التَّخْفِيْـ ... ـف عَنْهُ ضَرْبًا مِنَ التّشقيْلِ ومن باب (ماجِدٌ): مَاجِدٌ فِي الكَوْنِ مُنْتَجَبٌ ... طَاهِرُ الأعْرَاقِ وَالشِّيَم ذو يَدٍ لَوْ صَافَحَتْ هَرمًا ... شَبَّ بَعْدَ البُؤْسِ وَالهَرَمِ رَاحُهُ مِنْ رَاحَةٍ خُلِقَتتْ ... جُبلَتْ مِنْ طِيْنَةِ الكَرَمِ عَجَبًا وَالبَسْطُ عَادَتُهَا ... قَبْضُهَا لِلسَّيْفِ وَالقَلَم كَشَاجِمُ: 13164 - مَا جَوادٌ مَن جَادَ بالمَالِ لِكنَّ ... المُواسي هُو الجَوَادِ الكَرِيمُ ¬
بَعْدَهُ: وَكَثِيْرٌ مَا قَلَّ عِندَكَ عِنْدِي ... إِذْ حَبَانِي بِهِ رَئِيْسٌ عَظِيْم 13165 - مَا حَالَ مَنْ كَانَ لَهُ وَاحِدٌ ... يُؤخذُ مِنهُ ذَلِكَ الوَاحِدُ أَبُو نَواسٍ: 13166 - مَا حَطَّكَ الوَاشُونَ مِنْ رُتبةٍ ... عِندِي وَلَا ضَرَّكَ مُغتَابُ أَبْيَاتُ أَبِي نوَّاسٍ أَوَّلُهَا: إِنِّي لِمَا سُمْتَ لَرَكَّابُ ... وَلِلَّذِي تَجْدَحُ شَرَّابُ لَا عَائِفًا ذَاكَ وَلَوْ شِيْبَ لِي ... مِنْ يَدِكَ العَلْقَمُ وَالصَّابُ مَا حَطَّكَ الوَاشُوْنَ مِنْ رُتْبَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَكِنَّهُمْ أَثْنُوا وَلَمْ يَعْلَمُوا ... عَلَيْكَ عِنْدِي بِالَّذِي عَابُوا إِنْ جئْتُ لَمْ تَأتِ وَإِنْ لَمْ ... أَجِئْ جِئْتَ فَهَذَا لِي دَابُ كَأَنَّمَا أَنْتَ وَإِنْ كُنْتَ لَا ... تَكْذِبُ فِي المِيْعَادِ كَذَّابُ مِثْلُهُ قَوْلُ جَمِيْلُ بُثَيْنَةَ (¬1): فَمَا لَامَ فِيْهَا لَائِمٌ لَوْ عَلِمْتُهُ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا زَادَ فِي حُبّهَا عِنْدِي فَلَا تُكْثِرُوا لَوْمِي فَمَا أَنَا بِالَّذِي ... سَنَنْتُ الهَوَى أَوْ ذُقْتُهُ وَحْدِي ابْنُ الْخَيّاطِ: 13167 - مَا حَقٌّ شَوقِي أَنْ يُثَنى بلَائِمةٍ ... وَلَا لِدمعي أَن يُنهَى إِذَا ذَرَفَا 13168 - مَا حَقٌّ مَنْ لَانَ صَدرُهُ لكَ بالوُ ... دِّ لِقاءٌ بِجَانِبٍ خَشِنِ ¬
ابْنُ الْرُّومِيُّ: 13169 - مَا حَقُّ مَيدَان مَجدٍ أَنْتَ صَاحِبُهُ ... أجرَاءَ نَاهِقُهُ قُدَّامَ صَاهِلِهِ 13170 - مَا حَكَّ جِلدَكَ مِثلُ ظُفرِكُ ... فَتولَّ أَنْتَ مُهِمَّ أَمرِكَ بَعْدَهُ: وَإِذَا قَصَدْتَ لِحَاجَةٍ ... فَاقْصِدْ لِمُعْتَرِفٍ بِقدرك أَبُو نَصْرِ بنُ نُباتَّةَ: 13171 - مَا حنَّ قَلبِي إلى شَيءٍ سِواكَ ... وَلَا نَظرتُ مُذ غِبتَ عن عَيني إِلى حَسَنِ قَبْلهُ: لَا وَالَّذِي خَصَّ قَلْبِي مِنْكَ بِالحَزَنِ ... وَبَدَّلَ الطَّرْفَ حَرْبَ الطَّرْفِ لِلْوَسَنِ مَا حَنَّ قَلْبِي إِلَى شَيْءٍ سِوَاكَ. البَيْتُ 13172 - مَا خُصَّ أَهلُوهُ بالرَّزايَا ... كَلٌ عَلَى فَقدِهِ المُرزَّا بَعْدَهُ: وَلَا المُعَزَّى عَلَيْهِ أَوْلَى ... مِنَ المُعَزِّي بِأَنْ يُعَزَّى 13173 - مَا خَطبُ مِنْ حرِمَ الإِرادَةَ وَادِعًا ... خَطبُ الَّذي حُرِمَ الإِدارَةَ جَاهِدا أَبُو الفوارس سَعيدُ بنُ محمّدٍ: 13174 - مَا خُطَّهُ مِنْ بلَادِ الَّلهِ نازِحَةٌ ... إِلَّا وَذِكرُكَ فِيها غَايَةُ المَثَلِ مِثْلُهُ: إِذَا المَكَارِمُ فِي آفَاقِنَا ذُكِرَتْ فَإِنَّمَـ ... ـا بِكَ فِيْهَا يُضْرَبُ المَثَلُ ¬
ابْنُ التَعَاوُيذيُّ: 13175 - مَا خِلتَ إِنَّ جَديدَ أَيَّامِ الصِبى ... يبلَى وَلَا أَنَّ الشَّبيبَةَ تَنْصُلُ العُتُبِيُّ: 13176 - مَا خِلتُ إِنَّي بَعدَ مَعرِفَتي إِيَّا ... كَ أَشكُو حَادِثَ الزَمَن الصُّنَوْبَريُّ في سيفِ الدَّوْلَةِ: 13177 - مَا خِلتُ قَبلَكَ إِنَّ كُلَّ فَضِيلةٍ ... للِنَّاسِ يَسْتَجمِعنَ في إِنسَانِ بَعْدَهُ: فَمَتَى يُطيْقُ لِسَانُ شِعْرِي مَدْحَ مَنْ ... مَا زَالَ مَمْدُوْحًا بِكُلِّ لِسَانِ صَالح عَبْدُ القُدُّوسِ: 13178 - مَا خَيْرُ مَنْ يَشكُرُ النُعـ ... ـمَى وَيَصبِرَ في النَّوائِبْ المُتَنَبِّيُ: 13179 - مَا دَارَ في الحَنكِ اللِسَانُ وَقَلَّبتُ ... قلمًا بأَحسَنَ مِنْ ثَنَاكَ أَنامِلُ محمَّد بنُ شِبْلٍ: 13180 - مَا دَامَ بِشرُكَ بِي يَزدادُ رَونَقُهُ ... فالحَمدُ مِنِّي عَلى العِلَّاتِ يَزدادُ إبرَهيمُ الغَزِّيُّ: 13181 - مَا دَامتِ الأَعمارُ لَا تتَجاوزُ الآ ... جالَ فَالأَروَاحُ لَا تَتَفَادى ¬
ابْنُ مُناذِرٍ يرثي: 13182 - مَا دَرَى نَعشُهُ وَلَا حَامِلُوهُ ... مَا عَلَى النَعشِ مِنْ عَفَافٍ وَجُودِ بَعْدَهُ: كُسِفَتْ شَمْسُنَا وَأَصْبَحَ تَحْتَ التُّرْ ... بِ بَدْرُ الدُّجَى وَسَعْدُ السُّعُوْدِ أبو سُليْمَان الخطّابيُّ: 13183 - مَا دُمتَ حيًّا فَدَارِ النَّاسَ كُلهُمُ ... فإِنَّما أَنْتَ في دَارِ المُدَاراتِ بَعْدَهُ: مَنْ يَدْرِ دَارِي وَمَنْ لَمْ يَدْرِ سَوْفَ يُرَ ... ى عَمَّا قَلِيْلٍ نَدِيْمًا لِلنَّدَاماتِ دُنْيَاكَ ثَغْرٌ فَكُنْ مِنْهُ عَلَى حَذَرٍ ... فَالثَّغْرُ مَثْوَى مَخَافَاتٍ وَآفَاتِ هُوَ أَبُوْ سُلَيْمَانُ أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْم الخَطَّابِيُّ. يُقَالُ مِنْ إمَارَاتِ العَاقِلِ بِرُّهُ بِإِخْوَانِهِ وَحَنِيْنُهُ إِلَى أَوْطَانِهِ وَمُدَارَاتهُ لأَهْلِ زَمَانِهِ. أَبُو تَمَّامٍ: 13184 - مَا دُونَ بَابِكَ لي بَابُ أَلوذُ بِهِ ... وَلَا ورَاءَكَ لي مَثوًى وَلَا أَربُ أَعرَابيٌّ يخاطبُ حَاتِمًا: 13185 - مَاذَا أَقولُ إِذَا سُئِلتُ وَقيلَ لي ... مَاذا أَصَبتَ مَنْ الجَوادِ المُفضِلِ؟ بَعْدَهُ: إِنْ قُلْتُ أَعْطَانِي كَذَبْتُ وَإِنْ أَقُلْ ... بَخِلَ الجوَادُ بِمَالِهِ لَمْ يَجْمُلِ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا أَقُوْلُ فَإِنَّنِي ... لَا شَكَّ مُخْبِرُهُمْ وَإِنْ لَمْ أُسأَلِ ¬
يُقَالُ: إِنْ أَعْرَابِيًّا قَصَدَ حَاتِمًا الطَّائِيَّ فَلَمْ يَصلَهُ شَيْءٌ مِنْ بِرِّهِ فَرَجَعَ آيِسًا وَعَرَضَ لَهُ حَاتِمٌ مُتَنَكِّرًا فَقَالَ لَهُ مَا وَصلَكَ مِنْ حَاتِمٍ فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: مَاذَا أَقُوْلُ إِذَا سُئِلْتُ. الأَبْيَاتُ الثَّلَاثُ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ حَاتِمٌ وَوَصَلَهُ بِمَالٍ وَوَهَبَ لَهُ مَا أَمْكَنَهُ. أَعْرَابِيَّةٌ: 13186 - مَاذا أَقُولُ لِمَنْ مَحَاسِنُه ... غَطَّت عَلَيَّ مَسَاوِئَ الدَّهْرِ ومن باب (مَاذَا أَقُوْلُ): مَاذَا أَقُوْلُ وَقَدْ مَلَكْتَ عِنَانِي ... فَنَأَيْتَ عَنْ أَهْلِي وَعَنْ أَوْطَانِي لَا شَيْءَ إِلَّا الصَّبْرَ حَتَّى تَنْقَضِي ... أَيَّامُ مُلْكِكَ أَو يعُودُ زَمَانِي البُصْرَوِيُّ: 13187 - مَاذا الهَوى مَا كُنتُ تعهَدُهُ ... أَيَّامَ تَرتَعُ في مَلَاعِبِهِ الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرِ النَهْشَليُّ: 13188 - مَاذا أُؤمِلُ بَعدَ آلِ مُحرِّقٍ ... تَركَوا مَنَازِلِهمْ وَبَعدَ إِيادِ بَعْدَهُ: أَرْضٌ تَخَيَّرَهَا لِطِيْبِ مَقِيْلِهَا ... كَعْبُ بنُ مَامَةَ وَابْنُ أُمِّ دُؤَادِ جَرَتِ الرِّيَاحُ عَلَى مَحَلِّ دِيَارِهِمْ ... فَكَأَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى مِيْعَادِ وَلَقَدْ غَنُوا فِيْهَا بِأَنْعَمِ عِيْشَةٍ ... فِي ظِلِّ مِلْكٍ ثَابِتِ الأَوْتَادِ فَإِذَا النَّعِيْمُ وَكُلُّ مَا يُلْحَى بِهِ ... يَوْمًا يَصيْرُ إِلَى بِلًى وَنَفَادِ 13189 - مَاذا تَقُولُ وَلَيسَ عِندَكَ حُجَّةٌ ... لَو قَد أَتاكَ مُنَغِّصَ الَّذاتِ قَبْلهُ: مَاذَا تَقُوْلُ إِذَا حَلَلْتَ مَحَلَّةً ... لَيْسَ الثِّقَاتُ لأَهْلِهَا بِثِقَاتِ ¬
مَا تَقُوْلُ وَلَيْسَ عِنْدَكَ حِجَّةٌ. البَيْتُ النَابِغَةُ الذُّبيَانِيُّ: 13190 - مَاذا رُزِينا بِهِ مِنْ ذَكَرٍ نَضنَا ... ضَةٍ بالرَّزايا صِلِّ إِصلَالِ تَمَثَّلَ بِهِ مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ لَمَّا أَتَاهُ نَعْيُ عُمَرِو بنِ العَاصِ. الراضي بن المعتمَد صاحبُ المغْرب: 13191 - مَاذا عَلَى أَسَدٍ يُمضِي عَزيمتَهُ ... إِنْ خَانَهُ حَدَّ أَنيابِ وَأَظفَارِ تُروى لفَاطمةَ الزَّهْرَاءِ عَليها السلام: 13192 - مَاذا عَلَى مَنْ شمَّ تُربَةَ أَحمدٍ ... أَنْ لَا يَشَمَّ مدَى الزَّمانِ غَوَالِيا بَعْدَهُ: صَبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبٌ لَوْ أَنَّهَا ... صُبَّتْ عَلَى الأَيَّامِ عُدْنَ لَيَالِيَا أنشَدَ محمَد عبد المَلِك الفارقي: 13193 - مَاذا عَلَيهْم لَو أَجَابُوا الدَّاعِي ... لَكِنَّهُم خُلِقُوا بِلَا أَسمَاعِ بَعْدَهُ: غَنَمٌ تَخَطَّفهَا ذِئَابُ ضَلَالَةٍ ... لَمَّا رَعُوا فِي حَدِّ غَيْرِ الرَّاعِي تَرَكُوا شَرَابَ السَّلْسَبِيْلَ وخلفوا ... نهج السَّبِيْلَ إِلَى تُرَابِ القَاعِ أَبُو الغَمْرَ الرَّازِيّ: 13194 - مَاذا عَلَيَّ إِذَا مَا لَم أَمُتْ سَفهًا ... أَذَمَّني النَّاسُ يَومَ الرَّوعِ أَم حَمَدوا أَبُو تمَّامٍ: 13195 - مَاذَا عَلَيَّ إِذَا مَا لَم يَزُل وَتَرِي في ... الرَّمِي إِنْ زُلنَ أَغراضِي فلَم أُصِبِ ¬
ذُو الإِصْبَع العَدَوانيُّ: 13196 - مَاذا عَلَيَّ وَإِنْ كنتمُ ذَوي رَحمِي ... أَنْ لَا أُحِبُكُمْ إِنْ لَم تُحبُّونِي 13197 - مَا ذَاقَتِ النَفسُ عَلَى حُبِّها ... أَلَذَّ مِنْ وُدِّ صَدِيقٍ أَمِين بَعْدَهُ: مَنْ فَاتَهُ وُدُّ أَخٍ صَالِحٍ ... فَذَلِكَ المَحْرُوْمُ حَقَّ اليَقِيْنِ 13198 - مَا ذَاقَ رَوحَ الغِنى مَن لَا قنُوُعَ لَهُ ... وَلَنْ تَرَى قانِعًا مَا عَاشَ مُفتقِرا بَعْدَهُ: العُرْفُ مَنْ بَأتِهِ يَعْرِفْ عَوَاقِبُهُ ... مَا ضاعَ عُرْفٌ وَلَوْ أَوْلَيْتهُ حَجَرَا المتَنَبِيّ: 13199 - مَاذا لَقيتُ مِنَ الدُّنيا وأَعجَبُها ... أَنِّي بِمَا أَنَا مِنهُ مَحسُودُ أَبْيَاتُ أَبِي الطَّيِّبِ المُتَنَبِّيّ يَهْجُو كَافُوْرُ الِأخْشِيْدِيَ قَبلَ خُرُوْجِهِ مِنْ مِصرَ بِيَوْمٍ وَاحِدٍ سَنَةَ خَمْسِيْنَ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: عِيْدٌ بِأَيِّ حَالٍ عُدْتَ يَا عِيْدُ ... بِمَا مَضَى أَمْ لأَمْرٍ فِيْهِ تَجْدِيْدُ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَمَّا الأَحِبَّةُ فَالبَيْدَاءُ دُوْنَهُمُ ... فَلَيْتَ دُوْنَكَ بِيْدٌ دُوْنَهَا بِيْدُ لَمْ يَتْركِ الدَّهْرُ مِنْ قَلْبِي وَلَا جَسَدِي ... شَيْئًا تُيَمِّمُهُ عَيْنٌ وَلَا جِيْدُ يَا سَاقِي أَخَمْرٌ فِي كُؤُوْسِكُمَا ... أَمْ فِي كُؤُوْسِكُمَا هَمٌّ وَتَسْهِيْدُ ¬
أَصخْرَة أَنَا مَا لِي لَا تُعَيِّرُني ... هَذِي المدَامُ وَلَا هَذِي الزَّغَاريْدُ إِذَا أَرَدْتُ كُميْتَ اللَّوْنِ صَافِيَةً ... وَجَدْتُهَا وَحَبِيبُ القَلْبِ مَفْقُوْدُ مَاذَا لَقِيْتُ مِنَ الدُّنْيَا وَأَعْجَبُهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَصْبَحْتُ أَرْوَحُ مثْرٍ خَازِنًا وَيَدًا ... أَنَا الغَنِيُّ وَأَمْوَالِي المَوَاعِيْدُ إِنِّي نَزَلْتِ بِكَذَّابِيْنَ ضَيْفهُمُ ... عَنِ القِرَى وَعَنِ التُّرْحَالِ مَحْدُوْدُ جُوْدُ الرَجَال بِأَيْدِيْهِمْ وَجُوْدَهُمُ ... مِنَ اللِّسَانِ فلا كَانُوا وَلَا الجوْدُ مَا يقْبضُ المَوْتُ نَفْسًا مِنْ نُفُوْسِهِمِ ... إِلَّا وَفِي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُوْدُ مِنْ كُلِّ رَخْوِ وَكَاءِ البَطْنِ مُنْفَتِقٌ ... لَا فِي الرِّجَالِ وَلَا النُسْوَانِ مَعْدُوْدُ أَكُلَّمَا أَغْنَاكَ عَبْدُ السُّوْءِ سَيِّدَهُ ... أَو خَانَهُ فَلَهُ مِصْرٌ وَتَمْهِيْدُ العبدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بِأَخٍ ... لَوْ أَنَّهُ فِي ثِيَابِ الحُرِّ مَوْلُوْدُ لَا تَشْتَرِ العَبْدَ إِلَّا وَالعَصَا مَعَهُ ... إِنَّ العَبِيْدَ لأَنْجَاسٌ مَنَاكِيْدُ مَا كُنْتُ أَحْسَبَنِي أَحْيَا إِلَى زَمَنٍ ... يُسِيْءُ بِي فِيْهِ كَلْبٌ وَهُوَ مَحْمُوْدُ مَنْ عَلَّمَ الأَسْوَدَ المَخْصِيَّ مَكْرُمَةً ... أَقْوَامُهُ البِيْضُ أَمْ آبَاؤُهُ الصِّيْدُ أَمْ أُذْنُهُ فِي يَدِ النَّخَّاسِ دَامِيَةً ... أَمْ قَدْرُهُ وَهُوَ بالفِلْسَيْنِ مَرْدُوْدُ وَذَاكَ أَنَّ الفُحُوْلَ البِيْضَ عَاجِزَةٌ ... عَنِ الجمِيْلِ فَكَيْفَ الخِصْيَةُ السُّوْدُ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ البَصِيْرُ فِي قُرْبٍ مِنْهُ: [من الخفيف] عَجَزَ الرَّاكِبُ البَصِيْرُ وَأوْلَى ... مِنْهُ بِالعَجْزِ رَاجِلٌ مَكْفُوْفُ (¬1) 13200 - مَاذا يَقُولُ لكَ المُدَّاحُ قَد نَفِدَتْ ... فِيكَ المَعانِي وَبَحرُ اللَّفظِ قَد تُرِفَا بَعْدَهُ: لَمْ تَبْقَ لِي حِيْلَة إِلَّا الدُّعَاءُ فَإِنْ ... يَسْمَعْ ظَللْتُ عَلَيْهِ الدَّهْرَ مُعْتَكِفَا ¬
13201 - مَا رَأَتْ عَينايَ مِنْ بَعدِكمُ ... يَا أُهَيلَ الجزعِ شَيئًا حَسَنا ابْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ: 13202 - مَا رَاحَ يَومٌ عَلَى حَيٍّ وَلَا ابتكَرا ... إِلَّا رَأَى عِبرةً فِيهِ إِنْ اعتبرا بَعْدَهُ: وَلَا أَتَتْ سَاعَةٌ فِي الدَّهْرِ فَانْصَرَفَتْ ... حَتَّى تُؤَثِّرَ فِي قَوْمٍ لَهَا أَثَرَا إِنَّ اللَّيَالِيَ وَالأَيَّامَ لَوْ سُئِلَتْ عَنْ ... عَيْبِ أَنْفُسِهَا لَمْ تَكْتُمِ الخَبَرَا 13203 - مَا رَاعَني رَيبُ الزَّما ... نِ بِمثلِ تَفرِيقِ الحَبِيبِ الرَّضِيُّ المُوسَويُّ: 13204 - مَا راقَ عَينَهُ إِلَّا مَا أقرَّهُمَا ... مِنَ المَكَارِمَ لَا عَينٌ وَلَا جِيدُ عَبْدُ اللَّهَ بِن محمَدٍ البَصْرِيُّ: 13205 - مَا رَأَى النَّاسُ زَمَانًا ... كزَمانٍ نحنُ فِيه بَعْدَهُ: إِنَّمَا أَكْثَرُ مَنْ يَسْعَى ... لشيْءٍ يَبْتَغِيْهِ فَطِبِ النَّفْسَ فَكُلٌ ... يَشْتَكِي مَا يَشْتَكِيْهِ هُوَ أَبُوْ القَاسَمِ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن عُبَيْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ الحَنَفِيُّ البَصْرِيُّ. 13206 - مَا رَأَينَا أَحدًا سَاوَى ... عَلَى الخِبرَةِ فلسَا قَبْلَهُ: ¬
كُنْ لِعُقْرِ البَيْتِ حَلْسَا ... وَارْضَ بِالوَحْدَةِ أُنْسَا وَاغْرِسِ النَّاسَ بِأَرْضِ الزُّهـ ... ـدِ مَا عُمِّرْتَ غَرْسَا مَا رَأَيْنَا أَحَدًا زَادَ ... عَلَى الوَحْدَةِ فِلْسَا 13207 - مَا رَأَينَا الزَّمانَ أَبقَى عَلَى شَخْصٍ ... شَقاءً فَهَلْ يَدُوم النَّعِيمُ؟ قَبْلهُ: أَنْتَ فِي غَمْرَةَ النَّعِيْمِ تَعُوْمُ ... لَسْتَ تَدْرِي أَنْ ذَا لَا يَدُوْمُ كَمْ رَأَيْنَا مِنَ المُلُوْكِ قَدِيْمًا ... هَمَدُوا فَالعِظَامُ مِنْهُمُ رَمِيْمُ مَا رَأَيْنَا الزَّمَانَ أَبْقَى عَلَى شَخْصٍ. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: وَالغِنَى عِنْدَ أَهْلِهِ مُسْتَعَار ... فَحَمِيْدٌ مِنْهُمُ بِهِ وَذَمِيْمُ ومن باب (مَا) قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ بن دُرَيْدٍ (¬1): مَارَسْتُ مَنْ لَوْ هَوَتِ الأَفلَاكُ ... مِنْ جَوَانِبِ الجوِّ عَلَيْهِ مَا شَكَا وقول أَبِي تَمَّامٍ (¬2): مَا رَبْعُ مَيَّةَ مَعْمُوْرٌ يُطِيْفُ بِهِ ... غِيلَانُ أَبْهَى رُبًا مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ وقول آخَرَ (¬3): مَا رَعَى الدَّهْرُ آلِ بَرْمَكَ قُدْمًا ... إِذْ رَمَى مُلكَهُمْ بِأَمْرٍ فَظِيْعِ إِنَّ دَهْرًا لَمْ يَرْعَ حَقًّا لِيَحْيَى ... غَيْرُ رَاعٍ ذِمَامَ آلِ الرَّبِيْعِ وقول الرَّضِيِّ المَوْسَوِيِّ (¬4): مَا رَقَّعَ الوَاشُوْنَ فِيَّ وَمَا لَفَّقُوا ... قُلْ لِي فَإِمَّا حَاسِدٌ أَو مُشْفِقُ ¬
مَنْ لِي بِمَنْ إِنْ بَانَ عَيْبَ خَلِيْلِهِ ... غَطَّاهُ عَنْ شَأنِهِ أَو مَنْ يَصدُقُ جَارَ الزَّمَانُ فلا جَوَادٌ يُرْتَجَى ... لِلنَّائِبَاتِ وَلَا صَدِيْقٌ يَرفقُ وَطَغَى عَلَيَّ فَكُلّ رَحْبٍ ضَيِّقٌ ... إِنْ قُلْتُ فِيْهِ وَكُلُّ حَبْلٍ يَخْنُقُ هُوَ رَضِيُّ الدِّيْنِ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ بنُ مُوْسَى بن مُحَمَّدِ بن مُوْسى بن إِبْرَاهِيْمِ بن مُوْسَى بن جَعْفَرِ بن مُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بن الحُسَيْنِ بن عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبِ عَلَيْهِم السَّلَامُ أَجْمَعِيْنَ. 13208 - مَا رسَول الِّليثِ إِلَّا نَفسَه ... فَلِهَذا عُنقُ الّليثِ غَلُظْ وَقَالَ آخرُ (¬1): وَمَا غَلُظَتْ رِقَابُ الأُسْدِ إِلَّا ... بِأَنْفُسِهَا تَوَلَّتْ مَا عَنَاهَا 13209 - مَا رَغبةُ النَّفسِ في الحَياةِ وَإِنْ عَا ... شتْ طَويِلًا فالمَوتُ لَاحِقُهَا 13210 - مَا زَادَ فِي عَيشِ امرؤٍ حِرص ... وَلَا ضَرَّ امرِءًا فِي عَيشةِ التَّقصِير 13211 - مَا زَالَ أَهلُ الهَوى يُخفُونَ ... وَجدَهُمُ كَأَنَّهُم في خِيامِ الحَيِّ سُرَّاقُ أَبو تَمَّامٍ في المأْمُونِ: 13212 - مَا زَالَ حُكُمُ اللَّهِ يُشرِقُ في وَجهِهِ ... في الأَرضِ مُذ نيطَتْ بِكَ الأَحكامُ يقول مِنْهَا: مُسترْسِلِيْنَ إِلَى الحُتُوْفِ كَأَنَّمَا ... بَيْنَ الحتُوْفِ وبينهم أرْحَامُ أَيْقَظْتَ هَاجِعَهُمْ وَهَلْ يُغْنِيْهُمُ ... سهَرُ النَّوَاظِرِ وَالحُقُوْل نِيَامُ أَبُو الأَسْوَد في الحَسَنْ بن رجَاء: ¬
13213 - مَا زَالَ مِنبَرُكَ الَّذي خَلَّفتَهُ ... بالأَمسِ مِنكَ كحَائِضٍ لَم تَطهُرِ عِصَّابَةُ: 13214 - مَا زَالَ يُجرى عَلَى الدُّنيا حُكُومَتُهُ ... حتَّى لَقَد ظَنَّ كَلّ أَنَّهُ الفَلكُ لقِيطُ بن يَعْمُرْ: 13215 - مَا زَالَ يَجلُبُ دَرَّ الدَّهرِ أَشطُرَهُ ... يَكونُ مُتِّبعًا يومًا ومُتَّبَعا البُحْتُرِيُّ: 13216 - مَا زَالَ يَسبِقُ حَتَّى قَالَ حَاسِدُهُ ... لَهُ طَرِيقٌ إلى العَلياءِ مُختَصَرُ مَحْمُود الوَرَّاقُ: 13217 - مَا زَالَ يَظلِمُني وَأَرحَمُهُ ... حَتَّى رَثيتُ لَهُ مِنَ الظُلْمِ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ ابنِ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَظْلِمُنِي فَأَرْحَمَهُ. قَبْلهُ: إِنِّي شَكَرْتُ لِظَالِمِي ظُلْمِي ... وَغَفَرْتُ ذَاكَ لَهُ عَلَى عِلْمِ وَرَأَيْتُهُ أَسْدَى إِلَيَّ يَدًا ... لَمَّا أَبَانَ بِجَهْلِهِ حِلْمِي رَجعَتْ إِسَاءَتُهُ إِلَيْهِ وَإحْسَانِي ... فَعَادَ مُضَاعَفَ الجرْمِ وَغَدَوْتُ ذَا أَجْرٍ وَمَحْمَدَةٍ ... وَغَدَا بِكَسْبِ الظِّلْمِ وَالإِثْمِ فَكَأَنَّمَا الإِحْسَانُ كَانَ لَهُ ... وَأَنَا المُسِيْءُ إِلَيْهِ فِي الحكْمِ مَا زوَالَ يَظْلِمُنِي وَأَرْحَمُهُ. البَيْتُ وَضَمَّنَهُ العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ فَقَالَ (¬1). ¬
قَالَتْ ظَلُوْمٌ سَمِيَّهُ الظُّلْمِ ... مَا لِي رَأَيْتُكَ نَاحِلَ الجسْمِ يَا مَنْ رَمَى قَلْبِي فَأَقْصدَهُ ... أَنْتَ العَلِيْمُ بِمَوْقِعِ السّهْمِ مَا زَالَ يَظْلِمُنِي وَأَرْحَمُهُ. البَيْتُ الأَبْلهُ: 13218 - مَا زَالَ يَعمُرُ بَيتَ شِعرٍ وَاحِدٍ ... فيهِ طِوَالَ الدَّهرِ بَيتَ الشَّاعِرِ 13219 - مَازَجَ قَلبِي لبهُ مَحبَّةً ... كَأَنَّ رُوحِي رُوحَهُ وَهوَ أَنَا قَبْلهُ: نِلْتُ عَلَى رَغْمِ العِدَا كُلَّ المُنَى ... وَفزْتُ بِالوَصْلِ وَأُعْطِيْتُ الهَنَا أَطَاعَنِي الحُبُّ عَلَى مَا أَرْتَضِي ... دَعْ يَتْعَبُ العَاذِلُ فِيْمَا بَيْنَنَا يَلُوْمُنِي العَاذِلُ فِي عِشْقِي لَهُ ... وَأَعْشَقُ القَدَّ الرَّشِيْقَ اللَّيِّنَا مَازَحَ قَلْبِي قَلْبُهُ مَحَبَّةً. البَيْتُ ومن باب (مَازَح) قَوْلُ الزُّبَيْرِ بن بَكَّارٍ (¬1): مَازِحْ أَخَاكَ إِذَا أَرَادَ مُزَاحَا ... وَتَوَقَّ مِنْهُ فِي المُزَاحِ جِمَاحَا فَلَرُبَّمَا مَزَحَ الصَّدِيْقُ بِمَزْحَةٍ ... كَانَتْ لِبَابِ عَدَاوَةٍ مِفْتَاحَا أحمد بن هِشام في ذي اليَمَينيْن: 13220 - مَا زِلتُ آمل مَا يُرجَّى مِثلُهُ .. حَتَّى استَنبتُ تَعَلُّقي بِغرُورِ قبله: قَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تكونَ ظَهِيْرِي ... وَعَلَى الَّذِي يَبْغِي عَلَيَّ نَصِيْرِي مَا زِلْتُ آملُ مَا يُرَجَّى مِثْلُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَحَفَرْتُ قَبْركَ ثُمَّ قُلْتُ دَفَنْتُهُ ... ونفضت كفِّي مِنْ ثرَى المَقْبُوْرِ وَظَلَلْتُ مُفْتَرِيًا عَلَى الأَمَلِ الَّذِي ... قد كان يحسَبُنِي عَلَيْكَ بزُوْرُ ¬
أبو الحُسَين الأطروش المصْريّ: 13221 - مَا زِلتُ أَدفَعُ شِدَّتي بِتَصبُّري ... حَتَّى استَرَحتُ مِنَ الأيادِي وَالمِنَن بَعْدَهُ: فَاصْبِرْ عَلَى نُوَبِ الزَّمَانِ تَكَرُّمًا ... فَكَأنَّ ما قَدْ كَانَ مِنْهُ لَمْ يَكُنْ ابْنُ الحَجَّاجِ: 13222 - مَا زِلتُ أَسمَعُ كَم مِنْ وَاثِقٍ خَجلٍ ... حَتَّى ابتُلِيتُ فَكُنتُ الوَاثِقَ الخَجِلا ومن باب (مَا زِلْتُ) قَوْلُ الحَمَّانِيِّ (¬1): مَا زِلْتُ أَعْرِفُ أَيَّامِي وَأُنْكِرُهَا ... حَتَّى اسْتَنَارَتْ فلا بِيْضٌ وَلَا سُوْدُ وَجَالَ بِي فِي بِحَارِ الشَّكِّ مُخْتَبِطًا ... لَا القُرْبُ قُرْبٌ وَلَا التَّبْعِيْدُ تَبْعِيْدُ اسْتَشْهَدَ بِهُمَا الشِّبْلِيُّ رَحَمَهُ اللَّهُ وَقَدْ سُئِلَ عَنْ حَقِيْقَةِ مُتَابَعَةِ الإِسْلَامَ فَقَالَ: هُوَ أَنْ تَمُوْتَ عَنْكَ نَفْسُكَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: مَا زِلْتُ أَعْرِفُ أَيَّامِي وَأُنْكِرُهَا. البَيْتَانِ وقول ابنِ النَّقَّارِ الدِّمَشْقِيِّ: مَا زِلْتُ أعْذُلُ كُلَّ صَبٍّ فِي الهَوى ... وَأَلُوْمُهُ فِي الحُبِّ حَتَّى ذُقْتُهُ فَوَجَدْتُ غَيْرِي عَادِلًا مَنْ لَامَنِي ... وَوَجَدْتُ وجْدِي عَاذِرًا مَنْ لُمْتُهُ لَا ذَنْبَ لِي إِلَّا هَوَاكَ ... فَإِنَّهُ لَمَّا دَعَانِي لِلشَّقَاءِ أَجِبْتُه آهًا لِدَمْعٍ فِي الهَوَى أَجْرَيْتُهُ سَفْهًا ... وَقَلْبٍ فِي الهَوَى ضَيَّعْتُهُ وَلِنَاظِرٍ أَسْهَرْتُهُ وَلِخَاطِرٍ ... أَزْعَجْتُهُ وَلِسَاكِنٍ أَقْلَقْتُه وقول أَبِي دَهْبَلٍ الجمْحِيّ: ¬
مَا زِلْتُ فِي العَفْوِ لِلذُّنُوبِ ... وَإطْلَاقٍ لِعَانٍ بِحُرْمَةٍ عَلِقِ حَتَّى تَمَنَّى البُرَاءَ أَنَّهُمْ عِنْدكَ ... أَسْرَى فِي القَدِّ وَالحَلَقِ ابْنُ شمس الْخِلَافَةِ: 13223 - مَا زِلتُ أُكرِمُهُ وَيَحسِدُنِي ... حَتَّى انتَهَى الإِكرَامُ والحَسَدُ قَبْلهُ: وَأَخٍ وَفَائي سِيْرَته فِي الغَدْرِ ... مَا لَهُمَا معًا أَمَدُ مَا زِلْتُ أُكْرِمُهُ وَيَحْسِدُنِي. البَيْتُ أبو نَصْرُ بنُ نُبَاتَةَ: 13224 - مَا زِلتُ بالنّعَمِ الجِسَامِ تَعُمُّنِي ... وتَخُصُّنِي بالبِشرِ والإِكرَامِ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا بَهَاءَ الدَّوْلَةِ بنَ عَضدِ الدَّوْلَةِ أَوَّلُهَا: يَا مَنْزِلًا عَبَثَ النَّسِيْمُ بِتُرْبِهِ ... لَا غَيَّرَتْكَ حَوَادِثُ الأَيَّامِ لَا زِلْتَ تَنْعَمُ بِالنَّعَامَى وَالصَّبَا ... وَحَنِيْنُ كُلِّ مُزَمْزَمٍ بَسَّامِ حَتَّى يَزِيْدَكَ بَهْجَةً وَنَضَارَةً ... مَرُّ الشُّهُوْرِ عَلَيْكَ وَالأَعْوَامِ أَيْنَ الَّذِيْنَ بِعَفْوَتَيْكَ عَهِدتهُمْ ... تُعْدَى أَكُفَّهُمُ عَلَى الإِعْدَامِ مَا شِئْتَ مِن شِيَمٍ تُشَامُ وَأَنْفُسٍ ... تَأبَى فَتَكْرَهُ صُحْبَةَ الأَجْسَامِ وَكَوَاعِبٍ نَظَرَتْ بِأَحْدَاق المَهَا ... وَتَلَّفَّتَتْ بِسَوَالِفِ الأَيَّامِ يَا أَيُّهَا المَلِكُ المُصَرَّفُ رَأيُهُ فِي ... النَّاسِ بِالبَأسَاءِ وَالإِنْعَامِ مَا نَالَ قَبْلَكَ رَايِضٌ بِأنَاتِهِ ... عنُقِي وَلَا مَلَكَ العِنَانُ لِجَامِي فَاحْنَظْ زِمَامَ مَطَامِعٍ لَكَ صَنْتُهَا ... عَنْ هَذه الحَشَرَاتِ وَالأَنْعَامِ مَا زِلْتَ بِالنِّعَمِ الجِّسَامِ تَعُمّنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: حَتَّى جَرَى جِرْيَاكَ فِي دَمِي ... وَمَشَى وَدَادُكَ فِي مِشَاشِ عِظَامِي ¬
جَحْظَةُ البَرْمَكيُّ: 13225 - مَا زِلتَ تُحسِنُ ثمَّ تُحْسِنُ عَائدًا ... وأَعُود شَاكِرَ نِعمَةٍ فَتَعوُدُ بَعْدَهُ: وَتَزِيْدُنِي نُعْمَى وَأَشْكُرُ جَاهِدًا ... فَكَذَاكَ نَحْنُ تَزِيْدُنُي وَأَزِيْدُ 13226 - مَا زِلتَ تَحملُ أَثقَالِي وَتَمنحُني ... صَفوَ الوِدَاد وَتُولِيني يَدَ الكَرمِ أَبُو الأَسْوَد الْدُؤليُّ: 13227 - مَا زِلتَ تَركَبُ كُلَّ شَيءٍ قَائمٍ ... حَتَّى اجتَرأتَ عَلَى رُكُوبِ المِنبَرِ بَعْدَهُ: مَا زَالَ منْبَرُكَ الَّذِي خَلَّفْتَهُ بِالأَمـ ... ـسِ مِنْكَ كَحَائِضٍ لم تَطْهُرِ فَلأَنْظُرَنَّ إلى الجبَالِ وَأَهْلِهَا ... وإلى مَنَابِرِهَا بِطَرْفٍ أَخْزَرِ ومن باب (مَا زِلْتُ): مَا زِلْت تُوْليْنِي رِضَاكَ تَكَرُّمًا ... وَتُجَانِبُ التَّعْبيْسَ وَالتَّقْطِيْبَا وَأَرَاكَ قَدْ أَعرَضْتَ عني مُغْضِبًا ... حَتَّى كَأَنِّي قًدْ أَبِيْتُ ذنُوْبَا فَبحَقِّ مَنْ يُوْلِيْكَ عِزًّا دَائِمًا ... وَيُنِيلَكَ المَأْمُوْلَ وَالمَطْلُوْبَا لا تُمْرِضَنَّ بِالصَّدِّ قَلْبًا لَمْ تَزَلْ ... أَبَدًا إِلَيْهِ مَعَ الزَّمَانِ حَبِيْبَا قِيْلَ كَانَ الرَّشِيْدُ قَدْ غَضِبَ عَلَى العَتَابِيِّ فَتَشَفَّعَ لَهُ الفَضْلُ بن يَحْيَى بن خَالِدٍ فَقَالَ العَتَابِيُّ يَشْكُرُهُ (¬1): مَا زِلْتُ فِي غَمَرَاتِ المَوْتِ مُطَّرِحًا ... يَضِيْقُ عَنِّي وَسِيع الرَّأي مِنْ حِيَلِي فلم تَزَلْ دَائِبًا تَسْعَى لِتُنْقِذُنِي ... حَتَّى اخْتَلَسْتَ حَيَاتِي مِنْ يَدَي أَجَلِي ¬
وَكتَبَ بِهِمَا إِبْرَاهِيْمُ بن المَهْدِيِّ إِلَى الحَسَنِ بن سَهْلٍ يَشْكُرهُ. 13228 - مَا زِينَةُ المُلكِ إِلَّا ... بأَلسُنِ المُدَّاحِ بَعْدَهُ: وَالرَّوْضُ يَكْمَلُ زَهـ ... ـوًا بِالبُلْبُلِ الصَّيَّاحِ ومن باب (مَا سَارَ) قَوْلُ ابن حَيُّوْس فِي أَمِيْرِ الجُّيُوْشِ: يَا باَلِغَ الغَرَضِ البَعِيْدِ وَدُوْنَهُ ... جَيْشٌ يَضيْقُ بِهِ الفَضَاءُ السَّبْسَبُ مَا سَارَ فِي الآفَاقِ ذِكْرٌ طَيِّبٌ ... عَمَّنْ مَضَى إِلَّا وَذِكْرُكَ أَطْيَبُ تَتَجَنَّبُ الأَحْدَاثُ مَا لَا تَشْتَهِي ... وَتُسَارِعُ الأَقْدَارُ فِيْمَا تَطْلُبُ وَلَئِنْ عَلَوْتَ فَكُلُّ مَا أَدْرَكتَهُ ... وَهُوَ التَّبَاهِي بَعْضَ مَا تَسْتَوْجِبُ وَإِذَا السَّحَابُ رَأَيْتَهُ مُتَرَاكِمًا ... فَاحْكِمْ بِأَنَّ الغَيْثَ فِيْهِ صَيِّبُ شَغَفَ الوَرَى حُبًّا فِعَالكَ كُلُّهُ ... إِنَّ الجمِيْلَ إِلَى النُّفُوْسِ مُحَبَّبُ فَلأَشْكُرَنَّ نَدَاكَ مَبْلَغ طَاقَتِي ... أَنَا إِنْ رَجَوْتُ لَهُ جَزَاءٌ أَشْعَبُ 13229 - مَا سُدَّ بَابٌ وَلَا ضَاقَت مَذَاهِبُهُ ... إِلَّا سَيأتِي وَشِيكًا بَعدَهُ الفَرجُ عبدُ العَزِيز بنُ زرارة: 13230 - مَا سُدَّ مَطَّلَعٌ يُخشَى الهَلاكُ بهِ ... إِلَّا وَجدتَ ورَاءَ الهَولِ مُطَّلِعا 13231 - مَا سِرتُ مِيلًا وَلَا جَوزْتُ مَرحَلَةً .. إِلَّا وذِكرُكَ يَلوي دَائِبًا عُنقِي بَعْدَهُ: وَلَا ذَكَرْتُكَ إِلَّا بِتُّ مُكْتَئِبَا ... صَبًّا حَزِيْنًا كَأَنَّ النَّوْمَ مُعْتَنِقِي ¬
مُغَلَّسُ بنُ عُقْبةَ: 13232 - ما سَرَّنِي أَنَّ أُميٌّ مِنْ بَنِي أَسَدٍ ... وَأَنَّ ربّي نَجّانِي مِنَ النَّارِ بَعْدَهُ: وَإِنَّ عِندِيَ عِرْسٌ مِنْ نِسَائِهِمُ ... وَإِنَّ لِي كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ دِيْنَارِ وَيُرْوَى: وَإِنَّهُمْ زَوَّجُونِي مِنْ بَنَاتِهُمُ. البَيْتُ أَنْشَدَ أَحْمَدُ بن يَحْيَى ثَعْلَبٌ لُمَغْلِسِ بن عُقْبَةَ يَهْجُو مُحَمَّدَ بن عَبْدِ المَلِكِ الفَقْعسِيّ وَمُغْلِّسٌ حَالَهُ: مَا سَرَّنِي إِنَّ أُمِّي مِنْ بني أَسَدٍ. البَيْتَانِ. فَقَالَ مُحَمَّد يَرُدُّ عَلَيْهِ: لَوْ أَنَّ أُمكَ كَانَتْ مِنْ بني أَسَدٍ ... لَكَانَ أَنْجَا مِنَ السَّوْءَاتِ وَالعَارِ مَا اسْتَوْدَعَ المَاءُ فِي عَبْسِيَّةٍ رَجُلٌ ... إِلَّا أَتَتْهُ بِكَابِي الزِّنْدِ خَوَّارِ فَقَالَ مُغَلِسٌ: كَذَا أَنْتَ بِكَ. 13233 - مَا سَرَّني أَنَّ نَفسِي غَيرُ قانِعَةٌ ... وإنَّ أَرزَاقَ هَذَا الخَلق تَحتَ يَدِي أَعْرَابِيَّةٌ: 13234 - مَا سَلِمَ الظَّبيُ عَلَى حُسنِهِ ... كَلًّا وَلَا البَدرُ الذي يُوصَفُ بَعْدَهُ: الظَّبْيُ فِيْهِ خَنَسٌ بَيِّنٌ ... وَالبَدْر فِيْهِ كَلَفٌ يُعَرَّفُ 13235 - مَا سَلِمَ اللَهُ مِنْ مُعَانَدة الخَلـ ... ـقِ وَلَا رُسلِهِ فَكَيفَ ألَا قبله: قَدْ قِيْلَ إِنَّ الإِلَهَ ذُو وَلَدٍ ... وَإِنَّ مُوْسَى الكَلِيْمَ قَدْ كَهَنَا مَا سَلِمَ اللَّهُ مِنْ مُعَانَدَةِ الخَلْقِ. البَيْتُ ¬
13236 - مَا سَلِمَت نَفسَكَ فأَنسَى الَّتي ... أتتكَ في دُنيَاكَ فانسلَّتِ الصَنَوبَريُّ في غلَام عرّيس: 13237 - مَا سَمِعنَا واللَّهِ فِيمَا سَمِعْنا ... بَعرَوس تُجلَى عَليِها عَرُوسُ قَبْلهُ: أَيُّهَا المُغْتَدِي إلى العرْشِ ... لَاقَتْكَ سُعُوْدٌ جَانَبَتْهَا نُحُوْسُ مَا سَمِعْنَا وَاللَّهِ فِيْمَا سَمِعْنَا. البَيْتُ 13238 - مَا سُؤتَني إِذ وَضَعتَ الثِقل عَنْ عُنِقِي ... بِمَنعِ رِفدَكَ إِذَا أَخطَأتُ في الطَلبِ ابْنُ مُقُلَةُ الوزير: 13239 - مَا سَئِمتُ الحَياةَ لَكِنْ ... تَوّثقتُ بأَيمَانِهِم فَبَاتَتْ يَمِيني ومن باب (مَا شِئْتَ) قَوْلُ أَبِي سعْدٍ المَخْزُوْمِيِّ (¬1): أَيُّ مُحِبٍّ فِيْكَ لَمْ أحْكِهِ ... وَأَيُّ لَيْلٍ فِيْكَ لَمْ أَبْكهِ إِنْ كَانَ لَا يُرْضِيْكَ إِلَّا دَمِي ... فَقَدْ أَذِنَّا لَكَ فِي سفكِهِ مَا شِئْتَ فَاصْنَعْ غَيْرَ سِتْرِ الهَوَى ... بِاللَّهِ لَا خرَصْ عَلَى هَتْكِهِ إبرَهيم الغَزّيُّ: 13240 - مَا شَارِبَ الخَمرِ سَكرانٌ بنشوَتِهِ ... بَل شَارِبُ الحُبِّ صَاحٍ وَهوَ سَكرَانِ بَعْدَهُ: ¬
وَلَيْسَ أَوْطَانُكَ اللَّاتِي نَشَأتَ بِهَا ... لَكِنْ دِيَارُ الَّذِي تَهْوَاهُ أَوْطَانُ خَيْرُ المَوَاطِنِ مَا لِلنَّفْسِ فِيْهِ هَوًى ... سَمُّ الخَيَاطِ مَعَ المَحْبُوْب مَيْدَانُ كُلُّ الدِّيَارِ إِذَا فَكَّرْتَ وَاحِدَة ... مَعَ الحَبِيْبِ وَكُلُّ النَّاسِ إخْوَانُ أَفْدِي الَّذِيْنَ نَأوا الهَجْرَ بِبُعْدِهُمُ ... وَالنَّازِحِيْنَ وَهُمْ فِي القَلْبِ سُكَّانُ كَانُوُا وَكُنَّا بِأَهْنَا العَيْش ثُمَّ نأوُا ... كَأَنَّنَا قَطّما كُنَّا وَلَا كَانُوا حَمَدُ بنُ محمّد بنِ فرّوجَه الأَصْفَهانِيُّ: 13241 - مَا شَانَني حَبسٌ وَلَا ضَرَّنِي ... مَا جَرَّ مِنْ حَادِثِ إِقتَارِ بَعْدَهُ: جَرَّبَنِي الدَّهْرُ بِأَحْدَاثِهِ ... تَجْرُبَةُ اليَاقُوْتِ بِالنَّارِ وَقَدْ وَرَدَا بِبَابِ: لَئِنْ حبستُ. البَيْتُ بَشَّارٌ: 13242 - مَا شَاهَدَ القَومِ إِلَّا ظَلَّ يَذكُرُها ... وَلَا خَلَا لسَاعةً إِلَّا تَمنَّاها 13243 - مَا شَاهِد يَومًا عَلَى غَائبٍ ... أَعدَلَ مِنْ طَرفٍ عَلَى قَلبِ ابْنُ مُقْبلٍ: 13244 - مَا شِبتُ مِنْ كبِرٍ وَلَكِنَّني ... امرؤٌ عَالجتُ قَرعَ نَوايبَ الدَهرِ قَبْلهُ: وَتَنَكَّرَتْ شَيْبِي فَقلْتُ لَهَا ... لَيْسَ المَشِيْبُ بِنَاقِصٍ عُمْرِي سِيِّانَ شَيْبِي وَالشَّبابُ إِذَا مَا ... كُنْتُ مِنْ أَجْلِي عَلَى قَدَرِ مَا شِبْتُ مِنْ كِبَرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
فَوَجَدْتُهَا عُضلًا مُوَقَّحَةً ... عَزَّتْ فَمَا تُسْتطَاعُ بِالكَسرِ فِلِذَاكَ صِرْتُ مَعَ الشَّبيْبَةِ نَازِلًا ... فِي غَيْرِ مَنْزِلَتِي مِنَ العُمُرِ وَتَنَفَّسَتْ بِي هِمًّة رَفَعَتْ ... قَدَرِي لِكُلِّ عَظِيْمَةِ القَدرِ 13245 - مَا شَفاهُ الشِفاءُ مِنْ عِلَّةِ المَو ... تِ وَلَم يُنجِهِ كتابُ النَّجاةِ عليُّ بنُ جَبَلَةَ: 13246 - مَا شِمتُ بَرقَكَ حَتَّى نِلتُ رِيّقَهُ ... كَأَنَّما كنتُ بالجَدوَى تُبادِرُني أَبُو نصْرُ بنُ نُباتَةَ: 13247 - مَا شِئتُ مِن شيَمٍ تُشامُ وأَنفُسٌ ... تَأبى فَتكرَهُ صُحبَةَ الأَجسَامِ قَدْ كُتِبَ أخْوَانُهُ بِبَابِ: مَا زِلْتَ بِالنِّعَمِ الجِّسَامِ تَعُمُّنِي. الأَبْيَاتُ. المتَنَبّي: 13248 - مَا سَيَّد الَلهُ مِنْ مَجدٍ لِسَالِفِهم ... إِلَّا وَنحنُ نَرَاهُ فِيهم الآنَا أَبُو فراسٍ: 13249 - مَا صَاحِبي إِلَّا الَّذي مِنْ بِشرهِ ... عُنوانُه في وَجهِهِ ولسانهِ بَعْدَهُ: كم مِنْ صَاحبٍ لَمْ أغْنَ عَنْ إنْصَافِهِ ... فِي عُسْرَةٍ وَغَنِيْتُ عَنْ إِحْسَانِهِ 13250 - مَا صَحَّ قَاضٍ وَلَا تَمَّتْ نَقِيصتُهُ ... وَإِنَّما هُو مَنقُوص وَمَقصُورُ ومن باب (مَا صحَّ) قَوْلُ ابنِ شَرَفٍ القَيْرَوَانِيِّ (¬1): ¬
مَا هَذِهِ الأَلِفُ الَّتِي قَدْ زِدْتُمُ ... فَدَعَوْتُمُ الخُّوَانَ بالإخْوَانِ مَا صَحَّ لِي أَحَدٌ أُصَيِّرُهُ أَخًا ... فِي اللَّهِ لَا وَلَا الشَّيْطَانِ إِمَّا مُوَلٍّ عَنْ ودَادِي مَالَهُ ... وَجْهٌ وَإِمَّا مَنْ لَهُ وَجْهَانِ الغَزِّيُّ: 13251 - مَا صَحَّ لِي خَبَرٌ مِنْ مَنظرٍ حَسَنٍ ... في مَخبرٍ حَسَنٍ لَولَاكَ مِنْ أَحَدِ الطّبَريُّ: 13252 - مَا ضَاعَ مَنْ كَانَ لَهُ صَاحِبٌ ... يَقدِر أنْ يُصلِحُ مِن شَانِهِ بَعْدَهُ: فَإِنَّمَا الدُّنْيَا بِسُكَّانِهَا ... وَإِنَّمَا المَرْءُ بِإِخْوَانِهِ هُوَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ مَهْدِيٍّ الطبَرِيُّ. 13253 - مَا ضَاقَ أَمرٌ يَعزَّ مَطلَبهُ ... إِلَّا تَوقّعتُ عِندَهُ الفَرَجَا 13254 - مَا ضَاقَتِ الدُّنيا عَلَيَّ بِأَسرِها ... فَأَكُونُ أَولَ رَاغبٍ في زَاهِدِ 13255 - مَا ضَاقَتِ الأَرضُ عَلَى رَاغِبٍ ... في طَلبِ الرزقِ وَلَا رَاهِبِ بَعْدَهُ: بَلْ ضاقَتِ الأَرْضُ عَلَى صَابِرٍ ... أَصْبَحَ يَشْكُو جَفْوَةَ الحَاجِبِ أَبو الْعَتَاهِيَةِ: 13256 - مَا ضَاقَ عَنكَ فأَرضُ اللَّهِ وَاسِعةٌ ... عَن كُلِّ وَجهٍ مَضِيقٍ وَجهِ مُنفَرَجِ بَعْدَهُ: ¬
خَيْرُ المَذَاهِبِ فِي الحَاجَاتِ أَنْجَحُهَا ... وَأَضيَقُ الأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الفَرَجِ الرّضيُّ المُوسَويُّ: 13257 - مَا ضَاقَ هَمًّا كَالشُجاعِ وَلَا خَلَا ... بِمَسرَةٍ كَالعَاجزِ المُتَوَاني بَشَّارٌ: 13258 - مَا ضرَّ أَهل النَّوكِ ضِعفُ الكَدِّ ... وَافَقَ حَظٌّ مَنْ سَعَى بِجدِّ الفَرَزْدَقُ: 13259 - مَا ضَرَّ تَغلبَ وَائل أهَجوتَها ... أَم بُلتَ حَيثُ تَناطَحَ البَحرانِ مِسْكِين الدَارميُّ: 13260 - مَا ضَرَّ جَارًا إلى أُجاوِرُه ... أَنْ لَا يَكُونَ لِبيتِهِ سِترُ قَبْلهُ: نَارِي وَنَارُ الجارِ وَاحِدَةٌ ... وَإِلَيْهِ قَبْلِي تَنْزِلُ القَدرُ ابْنُ جيَّا: 13261 - مَا ضَرَّ رِيحَ الصِّبَا لَو نَفَّستْ حُرَقي ... وأَيقَدَت مُهجَتي مِنْ حَرِّ أَشواقي منصُورُ الفَقِيهُ: [من الكامل] 13262 - مَا ضرَّ شُربُ السُّمِ ذَا ... عِلمٍ بِأَنَّ السُّمَّ ضَائِر قَبْلهُ: لَوْ كُنْتُ مُنْتَفِعًا بِعِلْمِكَ ... مَعَ مُوَاصلَةِ الكَبَايِرِ ¬
مَا ضرَّ شُرْبُ السَّمِّ. البَيْتُ 13263 - مَا ضَرَّكُم إِذ كَانَ أَحدُ جَارَكُمْ ... أَن لَا يَكُونَ رَبيعُكُم مَمطورَا 13264 - مَا ضَرَّكم لَو تَعطَّفتُم عَلَى رَجُلٍ ... يشتَاقكُم شَوقَ ثَكلَى فارقَت وَلَدا أَبُو العَتَاهِيَةِ: 13265 - مَا ضَرَّ منْ جَعَلَ التُّراب مِهادهُ ... أَن لَا يَنامَ عَلَى الحَرِيرِ إِذَا قَنِعْ 13266 - مَا ضَرَّ منْ حَاز التأَدّبَ وَالنُّهَـ ... ـي أَنْ لَايَكُونَ مِنَ آلِ عَبدِ مَنافِ بَعْدَهُ: وَلَرَبّمَا نَالَ الأَدِيْبُ بِعِلْمِهِ ... مَا لَمْ يَنَلْهُ أَكْثَرُ الأَشْرَافِ العبَّاسُ بنُ الأَحنفِ: 13267 - مَا ضَر مَنْ قَطَع الرَّجاءَ بِنخلِهِ ... لَو شَاءَ عَللَّني بِوعْدٍ كَاذِبِ قَبْلهُ: لَوْ كُنْت عَاتِبَةً لَسَكَّن عبْرَتِي ... أَمَلِي رِضَاكِ وَزُرْتُ غَيْرَ مُرَاقَبِ لَكِنْ صَدَدْتِ فَلَمْ تَكُنْ لِي حِيْلَة ... صَدُّ المُلُوْكِ خِلَافُ صدِّ العَاتِبِ مَا ضَرَّ مَنْ قَطَعَ الرَّجَاءَ بِبُخْلِهِ. البَيْتُ 13268 - مَا ضَرَّ مَنْ يَمنَعَني وعدَهُ ... لَو عَلّقَ القَلبَ بِوعدٍ كَذُوب 13269 - مَا ضَرَّني حَبسٌ لَا شَانَني ... فَقرٌ وَلَا في الشِيبِ لي عَارُ الحَصُكَفيُّ: 13270 - مَا ضَرَّني حَبسِي لأَ ... نَّ الحُرَّ حَيثُ يحِلُّ حُرُّ ¬
عُمَارَة بنُ عَقُيلٍ: 13271 - مَا ضَرَّنِي حَسدُ اللئامِ وَلَم يَزَل ... ذُو الفَضْلِ يَحسُدُهُ ذوو النُقصَانِ يَا بُؤْسَ قَوْمٍ لَيْسَ حُرْمُ عَدُوِّهِمْ ... إِلَّا تَظَاهُرُ نِعْمَةِ الرَّحْمَانِ مَا ضَرَّنِي حَسَدُ اللِّئَامِ. البَيْتُ أَخَذَهُ عُمَارَةُ مِنْ قَوْلِ مَرْوَانَ بنِ أَبِي حَفْصَةَ (¬1). وَلَقَدْ حُبِيْتُ بِأَلْفِ أَلْفٍ لَمْ تُشَبْ ... إِلَّا بِسَيْبِ خَلِيْفَةٍ وَوَزِيْرِ مَا زِلْتُ آنَفُ أَنْ أُوَلِّفَ مِدْحَةً ... فِي غَيْرِ صَاحِبِ مِنْبَرٍ وَسَرِيْرِ مَا ضرَّنِي حَسَدُ اللِّئَامِ وَلَمْ يَزَلْ ... ذُو الفَضْلِ يَحْسُدُهُ ذَوُو التَّقْصيْرِ 13272 - مَا ضِقْتُ ذَرعًا بِأَمرِ ... إِلَّا وَجَدتُكَ عَونِي قَبْلهُ: يَا مَنْ بَدَا بِالأَيَادِي ... تَطَوُّلًا قَبْل كَوْنِي مَا ضِقْتُ ذَرْعًا بِأَمْرِ. البَيْتُ 13273 - مَا ضِقتُ ذَرعًا بأمرٍ عِندَ نازِلةٍ ... إِلَّا فَرَجٌ قَد حَلَّ أَو حَانَا المُتَنَبيّ في عبد اللَّه بن يحيى: 13274 - مَاضِي الجِنَانَ يِريهِ الحَزم قَبلَ غَدٍ ... بِقَلبِهِ مَا تَراهُ العَينُ بَعدَ غَدِ الغَزِيّ: 13275 - مَا ضيعَ السَّهم إِلَّا حفظَ مُرسِله ... حَنيةً مِنْ نَباتِ النَّبعِ مِرنَانَا ¬
البُحْتريّ في المتوكل: 13276 - مَا ضَيعَ اللَهُ مِنْ بَدوٍ وَلَا حَضَرٍ ... رَعيَّةً أَنْتَ بالإِحسانِ رَاعِيها قَبْلهُ: إِنَّ الخِلَافَةَ لَمَّا اهْتَزَّ مِنْبَرُهَا ... بِجَعْفَرٍ أُعْطيَتْ أَقْصَى أَمَانِيْهَا أَبْدَى التَّوَاضعَ لَمَّا نَالَهَا رِعَةً ... تِيْهًا وَنَالتهُ فَاخْتَالَتْ بِهِ تِيْهَا مَا ضَيَّعَ اللَّهُ مِنْ بَدْوٍ وَلَا حَضَر. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأُمَّةٌ كَانَ قُبْحُ الجوْرِ يُسْخِطُهَا ... دَهْرًا فَأَصْبَحَ دَهْرُ العَدْلِ يُرْضِيْهَا أَبو العَتَاهِيَةِ: 13277 - مَا طَارَ طَيرٌ فَارتَفَع ... إِلَّا كَمَا طَارَ وَقَعْ قَالَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَد بن يَحْيَى كَانَ أَبُو زَيْدٍ النَّحَوِيُّ يَقُوْلُ لأَصْحَابِهِ (¬1): اقترِبُوا قرْفَ القِمَعْ ... حَسْبِي بِعِلمِي إِنْ نَفَع مَا الذلُّ إِلَّا فِي الطَّمَعْ ... مَنْ رَاقَبَ اللَّه نَزَعْ عَنْ قُبْحِ مَا كَانَ صنَعْ ... إِنِّي إِذَا المَوْتُ كَنَعْ لَا أَتَوَقَّى بِالجَّزَعْ ... مَا طَارَ شَيْءٌ فَارْتَفَعْ إِلَّا كَمَا طَارَ وَقَعْ قَالَ أَحْمَدُ بن يَحْيَى: قرَف القمَعِ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ وَسخٍ يَقُوْلُ اقتَرِبُوا يَا أَوْسَاخُ. أَبُو تَمَّامٍ: 13278 - مَا طالَ بَغيٌ قطّ إِلَّا غَادَرَت ... غُلَواؤهُ الأَعَمارُ غَيرُ طُوالٍ هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا المُعْتَصِمَ يَقُوْلُ مِنْهَا: ¬
إِنَّ الرِّمَاحَ إِذَا غُرِسْنَ بِمَشْهَدٍ ... فَجَنَى العَوَالِي فِي ذُرَاهُ مَعَالِي وَالسَّيْفُ مَا لَمْ يُلْفَ فِيْهِ صَقِيْلٌ ... مِنْ طَبْعِهِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِصقَالِ يَقُوْل: إِنَّ غَزْوَتَكَ بَابَكَ هَذِهِ لَوْ لَمْ يكن فِيْهَا جَوْدَةُ تَدْبِيْرِكَ لَمْ يَنْتَفَعْ فِيْهَا بِتَدْبِيْرِ الوُزَرَاءِ. 13279 - مَا ظَننتُ الزَّمان يَأتِي بِهَذا ... غَيرَ أَنَّي حَسِبتُهُ في المَنامِ ابْنُ الْمُعْتَزِّ: 13280 - مَا عَابَنِي إِلَّا الحَسُو ... دُ وَتِلكَ مِنْ إِحدَى المَنَاقِبُ يَقُوْل مِنْهَا: وَإِذَا مَلَكْتَ الجُّدَّ لَمْ ... تَمْلِكْ مَوَدَّاتِ الأَقارِبْ المَجْدُ وَالحُسَّادُ مَقْرُوْنَا ... نِ إِنْ ذَهَبُوا فَذَاهِب مَا عَابَنِي إِلَّا الحَسُوْدُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِذَا فَقَدْتَ الحَاسِدِيْنَ ... فَقَدْتَ فِي الدُّنْيَا الأَطَايِبْ ابْنُ مَيّادَةَ: 13281 - مَا عَاتَبَ المَرءُ اللَّبِيبَ كَنَفسِهِ ... وَالمَرءُ يُصلِحُهُ الجَلِيس الصَّالِحُ ومن باب (مَا) قَوْل أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَن العُتْبِيِّ وَقَدْ تَتَابَعَ لَهُ بَنُوْنَ يَرْثِيْهِم (¬1): كَلَّ لِسَانِي عَنْ وَصْفِ مَا أَجِدُ ... وذُقْتُ ثكلًا مَا ذَاقَهُ أَحَدُ مَا عَالَجَ الحُزْنَ وَالحَرَارَةَ فِي ... الأَحْشَاءِ مَنْ لَمْ يَمُتْ لَهُ وَلَدُ فُجِعْتُ بِابْنَينِ لَيْسَ بُيْنَهُمَا ... إِلَّا لَيَالٍ لَيْسَتْ لَهَا عَدَدُ فَكُلُّ حزْنٍ يَبْلَى عَلَى قِدَمِ العَهْدِ ... وَحُزْني يُحِدُّهُ الأَبَدُ ¬
جَعفر بن شمس الخِلافةِ: 13282 - مَا عَجبَنا التَمَادي سُخطِكُم ... بَل عَجِبنا للرِّضَى كلُّ العَجَبْ ومن باب (مَا عَجَبِي) قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ جَعْفَر بن الحَاجِّ مِنْ شُعَرَاءِ الأَنْدَلُسِ (¬1): مَا عَجَبي مِنْ بَائِعٍ دِيْنَهُ ... بِلَذَّةٍ يَبْلُغُ فِيْهَا مُنَاهُ وَإِنَّمَا أعْجَبُ مِنْ خَاسِرٍ ... يَبِيْعُ أُخْرَاهُ بِدُنْيَا سِوَاهُ 13283 - مَا عَجَبي مِنهُ وَلَكِنَّني ... مِنَ الَّذي يُعجِبهُ أَعجَبُ السَريُّ الرَّفاء: 13284 - مَا عُذرُ مَنْ بَسَطَت يَمِينكَ كَفَّهُ ... أَن لَا يَنال بِهَا السُّهَا وَالمَرزَما ومن باب (مَا عُذرُ) قَوْل الرَّضِيِّ المَوْسَوِيِّ (¬1): مَا عُذْرُ مَنْ ضَرَبَتْ بِهِ أَعرَاقُهُ ... حَتَّى بَلَغْنَ إِلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدِ أَنْ لَا يَمُدَّ إِلَى المَكَارِمِ بَاعَهُ ... وَيَنَالُ مُنْقَطَعِ العَلَى وَالسُّؤْدَدِ مُتَحَلِّقًا حَتَّى تَكُوْنَ ذيُوْلُهُ ... أَبَدَ الزَّمَانِ عَمَائِمًا لِلفَرْقَدِ وقول مَحْمُوْدُ الوَرَّاقِ (¬2): يَا عَامِرَ الدُّنْيَا عَلَى شَيْبِهِ ... فِيْكَ أَعَاجِيبُ لِمَنْ يَعْجَبُ مَا عُذْرَ مَنْ يَعْمُرُ بنْيَانَهُ ... وَجِسْمُهُ مُسْتَهْدَمٌ يَخْرَبُ وقول يَزِيْدُ بنِ الحَكَمِ (¬3): مَا عُذْرَ مَنْ هُوَ لِلمَنُوْنِ ... وَرَيْبِهَا غَرَض رَجِيْمُ ¬
وَيَرَى القُرُوْنَ أَمَامَه ... هَمَدُوا كَمَا مَدّ الهَشِيْمُ وَتُخَرَّبُ الدُّنْيَا فلا ... بُؤْس يَدُوْمُ وَلَا نَعِيْمُ 13285 - مَا عِشتُ عَاشَ النَّاسُ في غِبطةٍ ... وإِنْ تَمتْ مَاتَ بِكَ النَّاسُ ومن باب (مَا عَلَى) قَوْلُ القَاضِي هِبَةِ اللَّهِ بن سَنَاء الملكِ المِصْرِيِّ (¬1): مَا عَلَى الدَّهْرِ بَعْدَ رُؤْيَاكَ عَتْبُ ... مَا لَهُ بَعْدَ إِذْ رَأيْتُكَ ذَنْبُ؟ هَذ النَّظْرَةُ الَّتِي كُنْتُ أَشْتَاقُ ... إِلَيْهَا مَدى الزَّمَانِ وَأَصْبُو شَمَلَتْ كُلِّي المَسرَّةُ حَتَّى ... كُلُّ عُضْوٍ مِنْ جُمْلَتِي هُوَ قَلْبُ 13286 - مَا عِلمُ ذِي وَلدٍ ... أَيثكَلُهُ أَمِ الوَلَدُ اليَتِيمُ 13287 - مَا عَلَى اليَومِ الَّذي ... أَقبَلَ في الحُسنِ مَزيِدُ بَعْدَهُ: قَادَهُ الإِقْبَالُ وَالنَّجْـ ... ـحُ وَيَتْلُوْهُ السُّعُوْدُ وَلنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ ... سَنَا وَجْهِكَ عِيْدُ نَحْنُ أَحْرَارٌ وَلَكِـ ... ـنَّا لِنُعْمَاكَ عَبِيْدُ 13288 - مَا عَلَى هَذِهِ القَضيةِ صَبْرٌ لَا ... ولَا كُنتُ صَخرَةً صَمَّاءَ محمَّدُ بنُ يَزيدَ المهَلّبيُّ: 13289 - مَا عِندَ عَبدٍ لِمنْ رَجَّاهُ مُحتَملٌ ... وَلَا عَلَى العَبدِ عِندَ الخَوفِ مُعتَمدُ 13290 - مَا غَابَ عَن بَصَري قوم وإِنْ بَعَدُوا ... شَخصُهم حَاضِرٌ أَسودُ المُقَلِ ¬
يحيَى البَصْريُّ النصرانيُّ: 13291 - مَا غَابَ عَنْ نَظَر المَشُوقَ وَلَا نَأَى ... مِنْ ظلَّ بينَ جَوَانِحٍ وَضَمائِر بَعْدَهُ: فإذا نَطَقْتُ فَأَنْتَ لَقْطُ مَقَالَتِي ... وَإِذَا سَكَتُّ فَأَنْتَ سِرُّ الخَاطِرُ أَبُو مُحَلّمٍ السّعدي: 13292 - مَا غَاضَ دَمعِي عندَ نَازِلةٍ ... إلَّا جَعلتُكَ للبكَا سَبَبَا قَالَ المَرْزَبَانِيُّ هَذِهِ الأَبْيَاتُ اسْتَشْهَدَ بِهَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِندَ قَبْرِ رَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ: مَا فَاضَ دَمْعِي عِنْدَ نَازِلَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإِذَا ذَكَرْتُكَ سَامَحَتْكَ بِهِ ... مِنِّي الجُفُوْنُ فَفَاضَ وَانْسَكَبَا إِنِّي أُجِلُّ ثَرًى حَلَلْتَ بِهِ ... أَنْ لَا أَرَى بِثُرَاهُ مُكْتَئِبَا وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصُّوْليُّ (¬1): وَإِذَا عَصَانِي الدَّمْعُ فِي ... إحْدَى مَلَمَّاتِ الخُطُوْبِ أجْرَيْتهُ بِتَذَكُّرِي مَا ... كَانَ مِنْ هَجْرِ الحَبِيْبِ 13293 - مَا غُبِنَ المَغبُونُ مِثلَ عَقلِهِ ... مَن لكَ يومًا بِأَخيكَ كُلِّهِ بَعْدَهُ: مَا أَضيَعَ الغِمْدَ بِغَيْرِ نَصْلِهِ ... وَالعُرْفُ مَا لَمْ يَكُ عِنْدَ أَهْلِهِ الزُّبيرُ بنُ بَكَّارٍ: ¬
13294 - مَا غيَّرَ البُعدُ وُدًّا كُنتَ تَعهَدُهُ ... وَلَا تبدَّلَتْ بَعدَ الذِّكَر نِسيَانَا بَعْدَهُ: وَلَا حَمَدْتُ وَفَاءً مِنْ أَخِي ثِقَةٍ ... إِلَّا جَعَلْتُكَ فَوْق الحَمْدِ عُنْوَانَا وَهَذَا أَحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي مَعْنَاهُ. 13295 - مَا غَيَّرَ الجُلُّ أَخلاقَ البِغَالِ ... وَلَا نَقشَ البَرَاقع أَخلَاقَ البَراذِين وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخَرُ وَهُوَ مَكْتُوْبٌ بِبَابِهِ مُفْرَدًا: وَمَا يَنْفَعُ البِرْذَوْنَ زِيْنَةُ جُلِّهِ ... إِذَا جُرِّدَ الجرْدُ العَنَاجِيجِ الحُضْرِ 13296 - مَا غيَّرَ اللَهُ نَعمَاءَ أَنعَمَها ... عَلَى مَعَاشِرَ حَتَّى تَبدأَ الغِيرُ ابْنُ المُعَلّمِ: 13297 - مَا غَيَّرَت وُدِّي اللَيَالي ... فِيكَ وَلَا حَالتِ العُهُودُ أَبُو العَتَاهِيَةِ: 13298 - مَا فَاتَني عُرفُ امرئٍ وَضَعـ ... ـتُ عَنِّي يَدَاهُ مَؤونَهَ الشُكرِ قَبْلهُ: وَهُوَ أَحْسَن مَا قِيْلَ فِي حَمْدِ البُخْلِ. جزَى البُخْلِ عَلَيَّ صَالِحَةً ... عَنِّي لِخفَّتِهِ عَلَى ظَهْرِي أَعْلَا وَأَكْرَمَ عَنْ يَدَيْهِ يَدِي ... فَعَلَتْ وَنَزَّهَ قَدْرُهُ قَدَرِي وَرُزِقْتُ مِنْ جَدْوَاهُ عَارِفَةً ... أَنْ لا يَضيْقَ بِشُكْرِهِ صَدْرِي وَغَنِيْتُ خِلْوًا مِنْ تَفَضُّلِهِ ... أَحْنُو عَلَيْهِ بِأَحْسَنِ العُذْرِ ¬
مَا فَاتَنِي عُرْفُ امْرِىٍ. البَيْتُ لَهُ أيضًا: 13299 - مَا فَوقَ حُبِّكَ حُبٌّ حِيثُ أَعَلَمُه ... فَمَا يَضُرُّكَ أَنْ لَا تَستَرِيدِينِي 13300 - مَا فِي البَسِيطَةِ مِنَ إنسٍ وَلَا مَلَكٍ ... إِلَّا حَليفَ رَجَاءً يَخدُم الأَمَلَا عُمَارةَ بن عَقيلٍ: 13301 - مَا فِي السَّويَّةِ أَن تَجُرَّ عَلَيهِم ... وَتكونَ يَومَ الرَّوعِ أَوَّلَ صَادِرِ ابْنُ المُعَلّمِ: 13302 - مَا فِي الصِّحَابِ أَخو وَجدٍ تُطارِحُهُ ... حَديثَ لَيلَى وَلَا صَبٌ تُجارِيهِ قَبْلهُ: هُوَ الحِمَى وَمَغَانِيْهِ مَغَانِيْهِ ... فَاحْبِسْ وَعَانِ بِلَيْلَى مَا تُعَانِيْهِ لا تَسْأَلِ الرَّكْبَ وَالحَادِي فَمَا سَأَلَ الـ ... ـعُشَّاقُ قَبْلكَ عَنْ رَكْبٍ وَحَادِيْهِ مَا فِي الصِّحَابِ أَخُو وَجْدٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مُوْهِي قُوَى جَلَدِي مَنْ لا أَبُوْحُ بِهِ ... وَمُسْتَبِيْحُ دَمِي مَنْ لَا أُسَمِّيْهِ 13303 - مَا فِي جَمِيع الأَنامِ خَيرٌ ... فَانظُر إِلى الخَلقِ مِنْ بَعِيدٍ أبو بكر الخالديُّ: 13304 - مَا فِي زَمانِكَ مَا يَعِزُّ وُجُودُهُ ... إِنْ رُمتَهُ إِلَّا صَدِيقٌ مُخلصٌ 13305 - مَا فِي زَمَانِكَ مَنْ تَرجُو مَودَّتَهُ ... وَلَا صَدِيقُ إِذَا خَانَ الزَّمانُ وَفَى ¬
بَعْدَهُ: فَكُنْ وَحِيْدًا وَلَا تَركَنْ إلى أَحَدٍ ... فَلَيْسَ فِيْهِم صدِيْقٌ صَادِق وَكَفَى القَاضِي النيسَابوريّ: 13306 - مَا فِي شِكايةِ مَنْ بِهِ ... بَعضُ الأَذِيةِ مِنْ حَرَجْ بَعْدَهُ: وَالصَّبْر أَجْمَلُ بِالفَتَى ... فَالصَّبْرُ مِفْتَاحُ الفَرَجْ ابْنُ الرُّوميّ يَهجُو: 13307 - مَا فِيكَ مَوضِعَ لَسعَةٍ لِبَعو ... ضَةٍ إِلَّا وَفِيهِ نُطفَة مِنْ وَاحِدِ قَبْلهُ: يَا بنَ الزَّنيْمِ وَابْنَ أَلْفَيْ وَالِدٍ ... وَابنَ الطَّرِيْقِ لِصَادِرٍ وَالوارِدِ مَا فِيْكَ مَوْضِعُ لَسْعَةٍ. البَيْتُ إبرَهيم الغَزيّ: 13308 - مَا فِي مُراجَعَةِ المَسَّرةِ رُخصَةٌ ... مِن بَعدِ تَطليقِ السُرورِ ثَلاثَا 13309 - مَا فِي هَوَادِجكُم مِنْ مُهَجَتي عِوَضٌ ... إِنْ مُتُّ شوقًا وَلَا فيْها لَها ثَمَنُ محمّد بن شِبْلٍ: 13310 - مَا قَادَنِي الرِّفدُ بَلْ وُدّ سَمَحتُ ... بِهِ إِنَّ الكَريمَ بُحسنِ الوُّدِّ ينقَادُ 13311 - مَا قَامَ عَمرو فِي الولَايةِ ... قَائِمًا حَتَّى قَعَد ¬
13312 - مَا قدَّرَ اللَهُ مِنْ أَمرٍ يُسَهِلُهُ ... وَنَيلُ مَا لَم يُقدِّر نَيلَهُ عَسِرُ أبو الفَتح البُسْتيُّ: 13313 - مَا قِرانُ السَّعدَينِ فِي الحُوتِ ... أَبهَى مَنظَرًا مِنْ قِرانِ بِرٍّ وَشُكرِ قَبْلهُ: أَيُّ عُذْرٍ إِنْ صَامَ عنه ثَنَائِي ... وَأَنَا الدَّهْرَ منه فِي يَوْمِ فِطْرِ وَأَتَمُّ الأَشْيَاءِ حُسْنًا وَنُوْرًا ... بِكْرُ شُكْرٍ زفَّتْ إلى صِهْرِ بِرِّ مَا قِرَانُ السَّعْدَيْنِ فِي الحُوْتِ. البَيْتُ. قَالَهُ أَبُو الفَتْحِ فِي أَبِي نَصْرِ بنِ أَبِي زَيْدٍ وَزِيْرِ الأَمِيْرِ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ أَخِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ بنِ حَمْدَانَ. مُسْلِم بنُ الوَليْدِ: 13314 - مَا قَصَّرت بِكَ غَايةٍ اليَومَ ... مَجدُكَ مِثلُ مجدِكَ فِي غَدِّ التِّهَاميُّ: 13315 - مَا قَطَّ قَطُّ الكِتبَةٍ أَقلَامَهُ ... إِلَّا وَنَابَ بِهَا عَنِ الصَّمْصَامِ بَعْدَهُ: قَلَمٌ يُقَلِّمُ ظِفْرَ كُلِّ مُلِمَّةٍ ... وَيَكُفُّ كَفَّ حَوَادِثِ الأَيَّامِ الحَارّئيُّ: 13316 - مَا قُلتَ إِلَّا الحَقَّ أَعرِفُهُ ... أَجِدُ الدَّلِيلَ عَلَيهِ مِنْ قَلبِي بَعْدَهُ: ¬
إنَّا لنَا قَلْبَانِ مُذْ خُلِقَا ... يَتَحَاوَرَانِ بِصَادِقِ الحُبّ يَتَهَادَيَانِ هَوًى سيَجْعَلُنَا ... أُحْدُوْثَةً فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ ابْنُ الحَلَاويِّ: 13317 - مَا قُلتُ إِلَّا مَا وَجَدَتُ حَقِيقةً ... قَولَ المُتيَّم غَيرُ قَولِ الشَاعِر أَبْيَاتُ شَرَفِ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بن الحَلاوِيِّ المَوْصليُّ الشَّاعِرِ تَوَفَّى سَنَةَ 656 بِتَبْرِيْز: حَاشَاكَ تَصْبِحُ بَعْدَ وَصْلِكَ هَاجِرِي ... فَمَا لِصدِّكَ وَالعَلَى مِنْ آخرِ يَا غَادِرًا فَضَحَ الهِلَال بِوَجْهِهِ ... لَمَّا تَبَدَّى فِي ظَلَامِ غَدَائِرِ وَكَّلْتَ نَفْسِي بِالسُّهَادِ صَبَابَةً ... وَرَقَدْتَ عَنْ لَيْلِ المُحِبِّ السَّاهِرِ لَا نِلْتُ مَا أَرْجُوْهُ مِنْكَ مِنَ المُنَى ... إِنْ كَانَ غَيْرُكَ خَاطِرًا فِي خَاطِرِي أَو كُنْتُ أَسْتَحْلِي القَضِيْبَ وَإِنْ بَدَا ... مِنْ بَعْدِ قَدِّكَ نَاضِرًا فِي نَاظِرِي أتظِنُّ أَنِّي رَابِحٌ وَأَنَا الَّذِي ... أنْسِيْتُ فِيْكَ حَدِيْثَ سْلمِ الخَاسِرِ لَا تَعْجَبُو الِتَجَلُّدِي ... فِي بَاطِنِي بِخِلَافِ مَا فِي الظَّاهرِ كُفُّوا المَلَامَ فَمَا فُؤَادِي حَاضِرٌ ... مِنْ بَعْدِهِ بل غَائِبٌ فِي حَاضِرِ وَلَئِنْ بَقِيْتُ عَلَى هَوَاهُ فَنَادِرٌ ... لَا حُكْمَ فِي شَرْعِ الهَوَى لِلنَّادِرِ مَا قُلْتُ إِلَّا مَا وَجَدْتُ حَقِيْقَةً. البَيْتُ وَيَقْرَبُ مِنْهُ قَوْلُ أَبِي فِرَاسِ بن حَمْدَانَ (¬1): نَطَقْتُ بِفَضلِي وَامْتَدَحْتُ عَشِيْرَتِي ... وَمَا أَنَا مَدَّاحٌ وَمَا أَنَا شَاعِرُ 13318 - مَا قُلتُ سِوى مَا كنتَ تَفعَلهُ ... وَمَا عَلَى ذِي مَقالٍ صَادِقٍ حُوبُ مِثقالٌ: ¬
13319 - مَا قُلتُ فِيكَ هَجاءً خِلتُهُ كَذِبًا ... إِلَّا بدَت لكَ سَوءَاتٍ تحققهُ الحَسنُ بنُ وَهْبٍ: 13320 - ما كَانَ أَحسَنَ يَومَنا وَأَسرَّهُ ... لَو لَم يَكُنْ بِفرَاقكُم مَختُومَا كَشَاجِمُ: 13321 - مَا كَانَ أَحوَجَ ذَا الكَمَالِ ... إِلى عَيبٍ يُوقِيهِ مِنَ العَينِ ابْنُ الْلبَّانَةِ: 13322 - ما كَانَ أَرفَعَ مَوضِعي إِذ كَانَ لِي ... فِي جَانِبِ العَلياءِ عِندَكَ مَوضِعُ أَوَّلُهَا: ضَحِكَ الرَّبِيع بِحَيْثُ تِلْكَ الأَرْبَعُ ... لَمَّا بَكَى لِلْغَيْثِ فِيْهَا مَدْمَعُ يقول مِنْهَا: يَا أَيُّهَا البَدْرُ الَّذِي قَدْ كَانَ لِي ... حَوْلَيْهِ فِي أُفُقِ السَّعَادَةِ مَطْلَعُ وَالرَّوْضَةُ الغَنَّاءُ كُنْتُ أَرُوْدُهَا ... وَاليَوْمُ مِنْ شَمِّي شَذَاهَا أُمْنَعُ ما كَانَ أَرْفَعُ مَوْضِعِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَيَّامُ أَطْلُبُ مَا أَشَاءُ فَيَنْقَضي ... زَمَانَ أَدْعُو مَنْ أَشَاءُ فَيَسمَعُ وَأَمُدُّ كَفِّي نَحْوَ كُلِّ عَلِيَّةٍ ... وَأَنامِلِي فِي طُولهَا بِكَ أَذْرُعُ ابْنُ العَلَّافِ: 13323 - مَا كَانَ أَغَناكَ عَنْ تَسلقكَ البُر ... جُ وَلَو كَانَ جَنَّة الخُلُدِ زبدُ بنُ جُنْدُبٍ: ¬
13324 - مَا كَانَ أَغنَى رجَالًا ضَلَّ سَعيِهُمُ ... عَنِ الجدَالِ وَأَغنَاهم عَن الشَغَبِ البُحتُرِيُّ: 13325 - مَا كَانَ إِلَّا مكَافأةً وَتكرِمةً هَذَا ... الرِّضَى وامتِحَانًا ذَلِكَ الغَضَبُ بَعْدَهُ: وَرُبَّمَا كَانَ مَكْرُوْهُ الأُمُوْرِ إِلَى ... مَحْبُوْبِهَا سَبَبٌ مَا مِثْلُهُ سَبَبُ هَذِي مَخَايِلُ بَرْقٍ خَلْفَهُ مَطَرٌ ... جودٌ وَوَرْيُ زِنَادٍ خَلْفَهُ لَهَبُ وَأَزْرَقُ الفَجْرِ يَأتِي قَبْلَ أَبْيَضِهِ ... وَأوَّلُ الغَيْثِ قَطْرٌ ثُمَّ يَنْسَكِبُ إسْلَمْ سَلِمْتَ عَلَى الأَيَّامِ مَا بَقِيَتْ ... قَرَائِنُ الدَّهْرِ وَالاسَّدامُ والحُقَبُ مُهَلْهَلْ بنُ رَبِيعَة: 13326 - مَا كَانَ جَمعُهُمُ فِي عَرضِ سَورَتنا ... إِلَّا ذُبَابًا هَوَى فاقْتَمّهُ الأَسَدُ قَوْلُ مُهَلْهِلٍ: مَا كَانَ جَمْعَهُمُ فِي عَرْضِ سَوْرَرتنا. البَيْتُ وَقَبْلَهُ (¬1): إِنَّا بَنُو تَغْلِبٍ قَوْمٌ مَعًا قِلُنَا ... بِيْضُ السُّيُوْفِ إِذَا مَا أُفْزِعَ البَلَدُ مَا كَانَ جَمْعَهُمُ فِي عَرْضِ سَوْرتنَا. البَيْتُ وَاسْمُهُ امْرُؤُ القَيْسِ بن رَبِيْعَةَ بن الحَرثِ بن زُهَيْرِ بن جُشَمَ بن بَكْرِ بن حَبِيْبِ بن عَمْرُو بن غنْم بن تَغْلِبَ بن وَائِل بنِ قَاسِطٍ بنِ هَنْبٍ بن أفصَى بن دُعْمَى بن جَدِيْلةَ بن أَسَدِ بنِ رَبِيْعَةَ بن نِزَارِ بنِ مَعْدِ بنِ عَدْنَانَ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ مُهَلْهِلًا بِبَيْتٍ قَالَهُ لِزُهَيرِ بنِ جَنَابٍ وَهوَ (¬2): ¬
لَمَّا تَوَعَّرَ فِي الكُرَاعِ هَجِيْنهُمْ ... هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ جَابِرًا أَو صِنْبلَا وَكَأَنَّهُ بَازٌ عَلهُ كِبْرَةٌ يَهْدِي ... بِشَكَّتِهِ الرَّعِيْلَ الأوَّلَا الكُرَاعُ هُوَ العُنْقُ الغَلِيْظُ يَنْدُرُ مِنَ الحَرَّةِ. فَأَجَابَهُ زُهَيْر يَقُوْلُ (¬1): أَنَا مُهَلْهِلُ مَا تَطِيْشُ رِمَاحُنَا ... أَيَّامَ تَنْقُفُ فِي يَدَيْكَ الحَنْظَلَا فَسُمِّيَ بذلك مُهَلْهِلًا. وَنَقْفُ الحَنْظَلِ مُعَالَجَتُهُ وَتَدْبِيْرُهُ عِنْدَ عَدَمِ الزَّادِ يُعَيِّرُهُ بِذَلِكَ البُحتُرِيُّ: 13327 - مَا كَانَ جَمعَهُمُ لَمَّا لقِيتُهُمُ ... إِلَّا كَجَمعِ نَعاَمٍ رِيعَ منجفِلِ السَريُّ الرَّفاء: 13328 - مَا كَانَ ذَاكَ العَيشُ إلّا سَكرةً ... رَحَلَت لَذَّاتُهَا وَحَلَّ خُمارُها يقول مِنْهَا فِي مَدْحِ أَبِي المُرَجَّا جَابِرِ بنِ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ أَخِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ بنِ حَمْدَانَ: مَنْ ذَا يُنَازِعُكُمْ كَرِيْمَاتِ العُلَى ... وَهِيَ البُرُوْجُ وَأَنْتُمُ أَقْمَارُهَا الحَرْبُ تَعْلَمُ أَنَّكُمْ آسَادُهَا ... وَالأَرْضُ تَشْهَدُ أَنَكمْ أمْطَارُهَا هِيَ وَقْعَة لَكَ عِزُّهَا وَسَنَاؤُهَا ... وَعَلَى عَدُوِّكَ عَارُهَا وَشَنَارُهَا فَلتشْكُرَنَّكَ دَوْلَة جَدَّدْتُهَا ... فَتَجَدَّدَتْ أَعْلَامُهَا وَمَنَارُهَا البُحْتَريُّ: 13329 - مَا كَانَ شَوقِي ببدعٍ يَومَ ذَاكَ وَلَا ... دَمعِي بِأَولِ دَمعٍ في الهَوى سَفحَا ¬
قُتَيلُة بنتُ النَّضر بن الحارث: 13330 - مَا كَانَ ضرَّكَ لَو مَننتَ وَرُبَّما ... مَنَّ الفَتَى وَهوَ المَغِيظُ المُحنِقُ 13331 - مَا كَانَ ظَنِّي أَنَ أَجُودَ بِمُهجَتِي ... حبًّا وَأَقنعَ بِالسَّلامِ فَأمنَعَا 13332 - مَا كَانَ فِي عَزمِي السُلوُّ وَإِنَّما ... أَلزمتِيهِ بِكَثرةِ التَّقبِيحِ البُحْتَريُّ: 13333 - مَا كَانَ فِي عُقلاءِ النَّاسِ لِي أَملٌ ... فَكيفَ آملُ خَيرًا فِي المَجانِين؟ المعَريُّ: 13334 - مَا كَانَ فِي هَذِهِ الدُّنيا بَنُو زَمنٍ ... إِلَّا وَعندِي مِنْ أَخبارِهِم طَرَفُ بَعْدَهُ: يُخَبِّرُ العَقْلُ أَنْ القومَ مَا كَرُمُوا ... وَلَا أَنَارُوا وَلَا طَابُوا وَلَا عَرِفُوا عَاشُوا طَوِيْلًا وَمَاتُوا فِي كلَالَتِهِمْ ... فلا يَفُوْزُوْنَ إِنْ جُوْزُوا بما اقْتَرَفُوا يَا أُمَّ ذَفْرٍ لَحَاكِ اللَّهُ وَالِدَةً ... مِنْكِ الإِضاعَةُ وَالتَّفْرِيْطُ وَالسَّرَفُ لَوْ أَنَّكِ العِرْسُ أَوْقَعْتِ الطَّلَاقَ بِهَا ... لَكِنَّكِ الأُمُّ مَا لِي عَنْكِ مُنْصَرفُ ومن باب (مَا كَانَ) قَوْل ابْنُ حَيُّوْسٍ يَمْدَحُ فَخْر الدَّوْلَةِ نَقِيْبَ النُّقَبَاءِ (¬1): مَا كَانَ قَبْلَكَ فِي الزَّمَانِ الخَالِي ... مَنْ يَسْبقُ الأَقْوَالَ بِالأَفْعَالِ حَتَّى أتيْتَ مِنَ السَّمَاحَةِ مَا كَفَى ... ذُلَّ السُّؤَالِ وَخَيْبَةَ الآمَالِ لَمْ يَكفِكَ الشَّرَفُ الَّذِي أُوْتيْتَهُ ... حَتَّى شَفَعْتَ مَعَالِيًا بِمَعَالِي لَا أَرْتَجِي خَلْقًا سِوَاكَ لأَنَّنِي ... مَنْ لَا يَبِيْعُ حَقِيْقَةً بِمُحَالِ ¬
صَدَقْتَ ظَنِّي فِيْكَ ثَمَّتَ زِدْتَنِي ... مَا لَيْسَ يَخْطِرُ لِلرَّجَالِ بِبالِ وَسَنَنْتَ لِي طُرُقَ الثَّنَاءِ بِأَنْعمٍ ... وَاصَلْنَ بِالغَدْوَاتِ وَالأَصَالِ أَوْضَحْتَ نَهْجَ القَرِيْضِ بِنَائِلٍ ... رَخُصَتْ بِهِ فِقرُ الكَلَامِ الغَالِي وَأَرَى القَوَافِي إِنْ أَتَتْ بِبَدَائِعٍ ... فَالمدّ فِي إِبْدَاعِهَا لَكَ لَا لِي مِنْ كُلِّ ثَاوِيَةٍ لَدَيْكَ مُقِيْمَةٍ ... جَوَّالَةٍ فِي الأَرْضِ كُلَّ مَجَالِ وَكَثِيْرَةُ الأَمْثَالِ إلّا أنها ... فِي ذَا الزَّمَانِ قَلِيْلَةُ الأَمْثَالِ لَمْ تَخْشَ حَوْشِيَّ الكَلَامِ فَقَدْ أَتتْ ... مَعْدُوْمَةَ الإِشْكَالِ وَالأَشْكَالِ وَتَتِيْهُ إدْلَالًا وَلَيْسَ بِمُنْكَرٍ ... أَنْ تُوْصَفَ الحَسْنَاءُ بِالإِدْلَالُ وَإِذَا أتى غَيْرِي بَحَوْليَّاتِهِ ... أَرْبتَ عَلَيْهَا وَهِيَ بِنْتُ لَيَالِ وَمِنَ الأَنَامِ مُبَرِّز وَمُبَرْهِج ... وَمِنَ الكَلَامِ جَنَادِلٌ وَلآلِي 13335 - مَا كَانَ قَطُّ لَهُ عقلٌ فَيفقِدَهُ ... وَإِنَّمَا يُفقَدُ الشيءُ إِذَا كَانَا البُحْتَريُّ: 13336 - مَا كَانَ قلبُكَ فِي سَوادِ جَوانِحِي ... فَأَكوُنَ ثَمَّ وَلَا لسانِي فِي يَدِي مُحمَّد بنُ خَازِمٍ: 13337 - مَا كَانَ قُوتِي يمونُ دونَ غَدِ ... فَليس بِي حَاجَة إِلَى أَحَدِ ابْنُ الرُّوميّ: 13338 - مَا كَانَ مِثلِي مَادِحًا أَمثالَكُم ... لَولَا اتِّهامِي ضَامِنَ الأَرزاقِ بَعْدَهُ: أَسْخَطْتُ خَلَّاقَ البَرِيَةِ فِيْكُمُ ... فَبَلغْتُمُ مِنِّي رِضَى الخَلَّاقِ أَغْرَقْتُ فِي نَزْعِي لَكُمْ وَلَرُبَّمَا ... حُرِمَ الرُّمَاة الصَّيْدَ بِالإغْرَاقِ ¬
عَلِيٌّ بنُ الجَهْمِ: 13339 - مَا كَانَ مِنْ كَرَمٍ فَأَنتُم أَهلُهُ ... كرُمَت مَغَارِمُكُم وَطَابَ الَمحتَدُ بَعْدَهُ: أَسمِعْتُمُ بِالغَيْثِ جَاءَ وَلَمْ ... يُؤْذِنْ بِهِ بَرْقٌ وَلَا رَعْدُ الوَزِيرُ المَغْرِبي: 13340 - مَا كَانَ يُعرَفُ عِندَ غَيرِكُم ... قَبلَ السُّؤالِ يُقدَّمُ الرِّفدُ أَعْرَابيٌّ: 13341 - مَا كَانَ يَنفَعُنِي مَقَالُ نِسَائِهُم ... وَقُتِلتُ خَلفَ رَجَالِهِم لَا تَبعَدِ قَبْلَهُ: وَكَتِيْبَةٍ لَبَّسْتُهَا بِكَتِيْبَة ... حَتَّى إِذَا التَبَسَتْ نَفَضتُ لَهَا يَدِي فَتَرَكْتُهُمْ تَقِص الرِّيَاحُ ظُهُوْرَهُمْ ... مِنْ بَيْنَ مُنْعَفِرٍ وَآخَرَ مُسْنَدِ مَا كَانَ يَنْفَعُنِي مَقَال نِسَائِهِمْ. البَيْتُ أبو فراسٍ: 13342 - مَا كثرَةُ الخَيلِ العِتاقِ بزائدِي ... شَرَفًا وَلَا عَدَدُ السَّوامِ الضّافي 13343 - مَا كَثرةُ الشعراءِ إلَّا عِلَّةٌ ... مُشتَقَة مِنْ قِلَّةِ النُقَّادِ أو نَصْرِ بنُ نُبَاتَة: 13344 - مَا كدتُ أَعرِفُ عَيب مَنْ أَحبَبتُهُ ... حَتَّى سَلَوتُ فَصِرتُ لَا اشتَاقُ ¬
مَحْمُود الورَّاقُ: 13345 - مَا كِدتُ أَفحَصُ عَنْ أَخِي ثقَةٍ ... إِلَّا ذمَمتُ عَوَاقِبَ الفَحصِ قَبْلَهُ: لا يَغْلِبَنَّكَ غَالِبُ الحِرْصِ ... وَاعْلَم بِأَنَّ النَّاسَ فِي نَقْصِ وَالبِسْ أَخَاكَ عَلَى تَصَنُّعِهِ ... فَلَرُبَّ مُفْتَضحٍ عَلَى النَّصِّ مَا كِدْتُ أَفْحَصُ عَنْ أَخِي ثِقَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: العِزُّ فِي طَرْفِ القنُوْعِ إِذَا ... قَنِعَ الفَتَى وَالذّلُّ فِي الحِرْصِ الحزين الْكِنَانيُّ: 13346 - مَا كَذَا يَفعَلُ الكِرامُ وَلَكِن ... هَكذا يَفعَلُ اللِئامُ الوِضَاعُ قَبْلَهُ: إِخْوَةٌ مَا حَضِرْتُ سَرُّوْنَ بَرُّوْنَ ... فَإِنْ غِبْتُ فَاللُّيُوْثِ الجيَاعُ لا لِسُوءِ الثَّنَاءِ مِنِّي وَلَكِنْ ... ظَهَرَتْ نِعْمَةٌ عَلَيَّ فَلَاعُوا فَهُمْ يَغْمِزُوْنَ مِنِّي قَنَاةً ... لَيْسَ يَألُوْنَ وَهْيًا مَا اسْتَطَاعُوا مَا كَذَا يَفْعَلُ الكِرَام. البَيْتُ 13347 - مَا كلُّ أَصفَر دِينَارٍ تُصرِّفُهُ ... صُفرُ العَقَارِبِ أَدهَاهَا وَأَنكَرُها ابْنُ الرُّوميّ: 13348 - مَا كُلَّ امرئٍ أَضَاعَ المَرءُ فُرصَتُهُ ... فِي اليَوم بالمُتلَاقَى فِي غَداةِ غَدِ بَعْدَهُ: ¬
لَنِمْتَ عَنِّي وَبَاتَ الدَّهْرُ ذَا رَصَدٍ ... وَلَيْسَ يُقرَنُ ذُو نَوْمٍ بِذِي صَدِّ أبو العَتَاهِيَةِ: 13349 - مَا كُلُ رَأَى الفَتَى يَدعُو إِلى رَشَدٍ ... إِذَا بَدا لَكَ أَمر مُشكِلٌ فَقِفِ بَعْدَهُ: مَا يُحْرِزُ المَرْءُ مِنْ أَطْرَافِهِ طَرْفًا ... إِلَّا تَخُوْنَهُ النُّقْصانُ مِنْ طَرَفِ الضَّحَّاكُ الفَقْعَسيُّ: 13350 - مَا كَلَّفَ اللَّهُ نفسًا فَوقَ طَاقَتِها ... وَمَا تَجُودُ يَدٌ إِلَّا بِمَا تَجِدُ يقالُ فِي المَثَلِ: إِذَا أَرُدْتَ أَنْ تُطَاعَ سَل مَا يُسْتَطَاعُ. يُضرَبُ لِلسَّائِل لئَلَّا يَشْتَطُّ في سُؤَالِهِ. حَدَّثَ ثَعْلَبٌ عَنْ أَبِي نَصْرٍ عَنِ الأَصْمَعِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرُو بنِ العَلَاءِ قَالَ: ثَلَاثَةُ أَبْيَاتٍ قَالَهَا أَصْحَابُهَا مَا عَرَفُوا قَدَرَ مَا خَرَجَ مِنْ رُؤُوْسِهِمْ وَهِيَ أَحْسَنُ مَا قَالَهُ العَرَبُ مِنْهَا قَوْلُ الفَقْعِسيّ: مَا كَلَّفَ اللَّهُ نَفْسًا فَوْقَ طَاقَتِهَا. البَيْتُ وقول الآخَرِ (¬1): ألَا عَائِذٌ بِاللَّهِ مِنْ عَدَمِ الغِنَى ... وَمِنْ رَغْبَةٍ يَوْمًا إِلَى غَيْرِ مَرْغَبِ وقول المُرَقّشِ (¬2): فَمَنْ يَلْقَ خَيْرًا يَحْمَدِ النَّاسُ أَمْرَهُ ... وَمَنْ يَغْوَ لَا يَعْدَم عَلَى الغَيِّ لَائِمَا يُرِيْدُ بِالخَيرِ الغِنَى ويُرِيْدُ بِالغَيِّ الفَقْرَ. ¬
أبو الفَتْح البُسْتيُّ: 13351 - مَا كُلُّ مَاءَ كَصَداءً لِوَارِده ... نَعَم وَلَا كُلُ نَبتٍ فَهوَ سَعدَانُ المتَنَبيّ: 13352 - مَا كُلُّ مَا يَتمَنى المَرءُ يُدرِكُهُ ... تَجرِي الرِّياح بِمَا لَا تَشتَهي السُفُنُ بَشَّارٌ: 13353 - مَا كُلُّ مَا يَهَوى الفَتَى كَائنٌ ... حَظًّا وَلَا كُلُّ مَخوفٍ حِمَامُ بَعْدَهُ: قَدْ يُخْطِئُ الرَّامِي صِفَاحَ المَهَا ... وَيَقْصِدُ الرَّمْيَةُ مِنْ غَيْرِ رَامِ البَبَّغَاءُ: 13354 - مَا كُلُّ مُتَّسِعِ الأَخلَاقِ مُبتَسِمٌ ... للخَطبِ إِنْ ضَاقَتْ الأَخلَاقُ والحِيلُ بَعْدَهُ: يَسْعَى بِهِ الرّزْقُ إِلَّا أَنَّهُ فَرَسٌ ... فِي صُوْرَةِ المَوْتِ إِلَّا أَنَّهُ رَجُلُ يَلْقَى الرِّمَاحُ بِصَدْرٍ منه لَيْسَ لَهُ ... ظَهْرٌ وَهَادِي جَوَادٍ مَا لَهُ كفَلُ أبو محمَّد الْخَازِنُ: 13355 - مَا كُلُّ مَرعًى كَسَعدانٍ وَكُلُّ ... فتًى كَمَالِكٍ لَا وَلَا مَاءٍ كَصَداءِ أَبْيَاتُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ بن الخَازِنِ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا الصَّاحِبَ بنَ عَبَّادٍ أَوَّلُهَا: هَذِهِ فُؤَادكَ نُهْبَى بَيْنَ أَهْوَاءِ ... وَذَاكَ رَأيُكَ شُوْرَى بَيْنَ آرَاءِ ¬
هَوَاكَ بَيْنَ العُيُوْنِ النُّجْلِ مُقْتَسِمٌ ... دَاء لَعْمرُكَ مَا أَعْيَاه مِنْ دَاءِ لَا تَستَقِرُّ بِأَرْضٍ أَو تَسِيْرُ إِلَى ... أُخْرَى بِشَخْصٍ قَرِيْبٍ غرْمُهُ نَائِي يَوْمًا بِحَزْوى ويوما بالعَذِيْبِ ... ويومًا بِالعَقيْقِ ويومًا بِالخُلَيْصَاءِ كَمَا تَهِيْمُ بِسُعْدَى بُرْهَةً فَإِذَا ... هَوَتَ لُبْنَى تَنَاغَى وَصْلَ عَفْرَاءِ صَبيَّةُ الحَيِّ لَمْ تَقْنَعْ بِهَا سكَنًا ... حَتَّى عَلِقْتَ صبَايَا كُلِّ أَحْيَاءِ قَالُوا بِغَانِيَةٍ وَاصَلْتَ غَانِيَةً ... فَقُلْتُ حَزْم وُرُوْدُ المَاءِ بِالمَاءِ مَا مِثْلُ رَامَةَ دَارٌ فِي الدِّيَارِ وَلَا ... مِثْلُ الرّبَابِ حَبِيْبٌ فِي الأَحِبَّاءِ وَمَا يَطِيْبُ الهَوَى إِلَّا لِمُنْفَرِدٍ ... بِالحُبِّ نَابٍ عَنِ العَذْلِ أَبَّاءِ أَمَّا رَأَتْ عَيْنُهُ أَسْمَاءَ وَاحَدَتِي ... وقَد ثَوَتْ مِنْ فُؤَادِي فِي السُّوَيْدَاءِ أُدْعَا بِأَسمَاءَ نَبْزَأً فِي قَبَائِلهَا ... كَأَنَّ أَسْمَاءَ أَضْحَتْ بَعْضُ أَسْمَائِي وَالغَوْرُ أَرْضُ أَوْدَائِي وَأَجْرَعُهُ ... مَلَاعِبِي حَبَّذَا أَرْضُ الأوداءِ وَلَيْسَ يُعْجَبُ قَوْمًا إِنَّنِي رَجُلٌ أَرَى ... الأَذِلَّاءَ مَوْتِي غَيْرَ أَحْيَاءِ يقول في مدحه: إن الذين تعاطوا شأوهُ قصروا ... عن شأوهِ بين أكداءٍ وإعياء ما كلّ مرعًى كالسعدانِ. . . البيت ولاؤه حلّ في قلبي على صغري ... ودبّ كالروح في كُلّي وأجزائي ياليت أعضاء جسمي صِرْنَ ألسنةً ... فكان يُثني عليه كلُّ أعضائي يقول في آخرها: خذها إليكَ ابنَ عبّاد محبّرةً ... لا البحتري يدانيها ولا الطائي البُصْرَويُّ: 13356 - ما كُلُّ مكتوم يُبَاحُ بِهِ ... فَاحفَظْ لِسَانَكَ مِنْ جَوَالِبِهِ بَعْدَهُ: لَيْسَ الهَوَى مَا كُنْتَ تَعْهَدُهُ ... أَيَّامَ تَرْتَعُ فِي مَلَاعِبِهِ
فَمَرَارَةُ الكِتْمانِ أَيْسَرُ مِنْ ... بَثٍّ تُحَاذِرُ مِنْ عَوَاقِبِهِ ويروى: فصعوبة الكتمان أسهل هَذَا حَدِيْثٌ إِنْ نَطَقْتَ ... بِهِ لَعِبَ المُهَنّدُ فِي مَضَارِبِهِ وَيُرْوَى: هَذَا هَوًى إِنْ أَنْت بُحْتَ بِهِ ... ضَحِكَ الحُسَامُ إِلَى مَضَارَتِهِ وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الأَبْيَاتُ لأَبِي نَوَّاسٍ قَالَهَا فِي الأَمِيْنِ. سَعِيدُ بنُ حَمِيدٍ الكاتبُ: 13357 - مَا كُلُّ مَنْ أَنكَرتَهُ ... وَرَأيتَ جَفوتَهُ بِعَاتِبِ 13358 - مَا كُلُّ مَنْ حَمَلَ اليَراعَ حَوَى بِهَا ... مُلكًا وَلَا ناوَى بِهَا الحَدثَانَا بَعْدَهُ: حَمْلُ العَصَا فِي الكَفِّ لَيْسَ بِمُعْجِزٍ ... الشَّأنُ فِي تَصْيِيْرِهَا ثُعْبَانَا يقالُ فِي المَثَلِ: بَقِيَ لِشَدُّهُ. وَيُرْوَى: بَقِيَ شَدَّهُ. يُضْرَبُ فِي الأَمْرِ يَبْقَى أَصْعَبُهُ وَأَهْوَلُهُ. فَمِنْ حَدِيْثِ هَذَا المَثَلِ أَنَّهُ كَانَ فِي الزَّمَانِ الأَوَّلِ هِرٌّ قَدْ أَفْنَى الجُرْذَانَ وَشَرَّدَهَا فَاجْتَمَعَ مَا بَقِيَ مِنْهَا فقالت هَلْ مِنْ حِيْلَةٍ نَحْتَالُ بِهَا لِهَذَا الهِرِّ لَعَلَّنَا ننجُو مِنْهُ؟ فَاجْتَمَعِ رَأيهَا عَلَى أَنْ تُعَلِّقَ فِي رَقْبَتِهِ جُلْجُلًا حَتَّى إِذَا تَحَرَّكَ لَهَا سَمِعَتْ صَوْتَ الجُّلْجُلِ فَأَخَذتْ حِذْرَهَا فَجِئْنَ بِالجُلْجُلِ فَقَالَ بَعْضُهُنَّ أَيُّنَا يُعَلِّقُهُ عَلَيْهِ الآنَ فَقَالَ الآخَرُ بَقِيَ شَدُّهُ أوَ قَالَ أشدّهُ. وَهَذَا مِنْ خُرَافَاتِ العَرَبِ الَّتِي تَكَلَّمَتْ بِهِ عَلَى أَلْسُنِ البَهَائِمِ. أبو تَمَّامٍ: 13359 - مَا كُلُّ مَنْ شَاءَ استَّمرتْ بالنَّدى ... يَدُهُ وَلَا استَوطا فِرَاشَ الجُودِ ¬
المتَنَبيّ: 13360 - مَا كُلُّ مَنْ طَلَبَ المَعَالِي نَافِذًا ... فِيها وَلَا كُلُّ الرِّجَالِ فُحولَا قَبْلهُ: أَنَفَ الكَرِيْمِ مِنَ الدَّنِيَّةِ تَارِكٌ ... فِي عَيْنهِ العَدَدَ الكثِيْرَ قَلِيْلَا وَالعَارُ مَضَّاضٌ وَلَيْسَ بِخَائِفٍ ... مِنْ حَتْفِهِ مَنْ خَافَ مِمَّا قِيْلَا مَا كُلُّ مَنْ طَلَب المَعَالِي نَافِذًا. البَيْتُ وَقَالَ كَاتِبُهُ مُحَمَّدُ بن أَيْدمَرَ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمَا (¬1): مَا كُلُّ مَنْ طَلَب المَعَالِي نَالَهَا ... كَلَّا وَلَا كُلُّ الرِّجَالِ رِجَالُ أَلْفٌ يَسُرُّكَ فِي مَقَالٍ فَارِغٍ ... لَا فِعلَ فِيْهِ وَوَاحِدٌ فَعَّالُ كشَاجِمُ: 13361 - مَا كُلُّ مَنْ يَحملُ الحُسامَ ... لِكَي يُردِي بهِ سَنَّهُ وَلَا طَبعَهُ قَبْلَهُ: لَمْ تَرَنِي قَطّ بَارِيًا قَلَمًا ... فِي بَرْيِهِ كُلُّ مِهْنَةٍ وَضَعَه مَا كُلُّ مَنْ يَحْمِلُ الحُسَامَ. البَيْتُ. وَقَالَ كَشَاجِمُ أَيْضًا (¬1): أُنَمْنِمُ بِالأَقْلَامِ خَطًّا مُحَبّرًا ... فَيُحْسَبُ فِي المِرْطَاسِ دُرًّا مُفَصَّلَا وَلَسْتُ بِبَرَّاءٍ لَهَا غَيْرَ عَاجِزٍ ... وَمَا كُلُّ مَنْ بِالسّيْفِ يَضْرِبُ صَيْقَلَا بَعضُ الصُوفيَّة: ¬
13362 - مَا كُلُّ مَنْ يَدَّعي حَالًا نُصدِّقُهُ ... حَتَّى يُتَرجِمَ عَنهُ صَاحِبُ الحَالِ ابْنُ شَمْس الخلَافَةِ: 13363 - مَا كُلُّ مَنْ يَسمَعُ نَصْحًا يَعيْ ... فَانْصَح سَمِيعًا وَاعِيًا أَو دَعِ 13364 - مَا كُلُّ نَارٍ بَدَت للِسَّفرِ نَارُ قِرى ... كلَّا وَلَا كُلُّ إِنسانٍ بإِنسانِ ابْنُ الرُّوميّ: 13365 - مَا كُلُّ نَارٍ تَراهَا العينُ نَارُ قِرى ... يَا رُبَّما أَوقَدتِ للكيِّ نِيرانُ قَبْلهُ: أَلَنْتَ قَوْلَكَ لِي حَتَّى اغْتَرَرْتُ بِهِ ... وَقَدْ يَلِيْنُ للَمْسِ الكَّفِّ ثعْبَانُ مَا كُلُّ نَارٍ تَرَاهَا العَيْنُ نَارُ قِرًى. البَيْتُ ابْنُ مسهر الكَاتبُ: 13366 - مَا كُلُّ نَجمٍ للِسَّعُودِ وَلَا ... كُل اللَّيَالِي لَيلَةُ القَدرِ أبو العَتَاهِيَةِ: 13367 - مَا كلُّ نُطقٍ لَهُ جَوَابٌ ... جَوَابُ مَا يُكرهُ السُكُوتُ ومن باب (مَا كُلّ يَوْمٍ) قَوْل بَعْضِ الغَسَّانِيِّيْنَ يُحَرِّضُ الأَسْوَدَ بنَ المُنْذِرِ أَخَا النُّعْمَان عَلَى قتلِ الأَعْدَاءِ: مَا كلِّ يَوْمٍ يَنَالُ المَرْءُ فُرْصَتَهُ ... وَلَا يَسُوْغُهُ المِقْدَارُ مَا وَهَبَا فَأَحْزَمُ النَّاسِ مَنْ إِنْ نَالَ فُرْصَتَهُ ... لَمْ يَجْعَلِ السَّبَبَ المَوْصوْلَ مُنْقَضِبَا لَا تَقْطعَنَّ ذَنبَ الأَفْعَى وَتُرْسِلُهَا ... إِنْ كُنْتَ شَهْمًا فَاتْجِعْ رَأسَهَا الذَّنَبَا 13368 - مَا كنتُ أَحسِبُ أَن يَكونَ ... كَذَا تَفرُّقُنَا سَرِيعَا ¬
بَعْدَهُ: قَدْ كُنْتُ أَنْتَظِرُ الوِصَا ... لَ فَصرْتُ أَنْتَظِرُ الرُّجُوعَا 13369 - مَا كنتُ أَحسِبُ أَنَّ الدَّهَرَ يَجعَلَ ... أَمراضَ الأَعِلَّاءِ أَعرَاسَ الأَطِباءِ بَعْدَهُ: حَتَّى تَبَيَّنَ فِي ذَا الدَّهْرِ أَنَّ تِجَا ... رَاتِ الأطبَّاءِ أَسْقَامُ الأَعِلَّاءِ ابْنُ زُرَيقٌ الكَاتِبُ: 13370 - مَا كنتُ أَحسِبُ أَنَّ الدَّهرَ يَفجَعُنِي ... بِهِ وَلَا ظَنَّ بِي الأَيامُ تَفجُعُهُ أبو الفَتحْ البُسْتيُّ: 13371 - مَا كنتُ أَحسِبُ أَنَّ عَمرًا يُذنبُ ... فَيُخَصُّ زَيدٌ بَالمَلامِ وَيُضرَبُ بَعْدَهُ: لَا سِيَّمَا الحُكْمُ فِي يَدِ عَالِمٍ ... بِالحُكْمِ مَا لِلْعَدْلِ عَنْهُ مَذْهَبُ المتَنَبيّ: 13372 - مَا كنتُ أَحِسِبُني أَحيِا إلى زَمَن ... يُسِيءُ بِي فِيهِ كَلبٌ وَهُوُ مَحمُودُ 13373 - مَا كُنتُ أَحسِبُ وَالزَّمانُ مُفَرِّق ... أَنَّ المَودَّةَ تَستَحيلُ سَريعَا قَبْلهُ: صَدَّتْ فَأَمْطَرَتِ العُيُوْنُ دُمُوْعَا ... وَجَفَتْ فَجَانَبَتِ الجفُوْنَ هُجُوْعَا لَا مُتُّ مِنْ سَكَنِي بِحَسْرِةِ بُعْدِهِ ... حَتَّى أَرَى شَمْلِي بِهِ مَجْمُوْعَا مَا كُنْتُ أَحْسِبُ وَالزَّمَانُ مُفَرِّقٌ. البَيْتُ ¬
دِعْبُلٌ: 13374 - مَا كُنتُ إِذ طَلبتَ يَدايَ بِكَ الغِنَى ... إِلَّا كطَالِبٍ خُطبةٍ مِنْ أَخرسِ الرَّضِيُّ الموسَويُّ: 13375 - مَا كنتُ أَرغَبُ فِي الحَيا ... ةِ وَلَيسَ لِي عِزٌّ وَمَالُ مِهْيَارُ: 13376 - مَا كُنتُ أَعرِفُ مَا مِقدارُ وَصلِكُمُ ... حَتَّى هُجِرتُ وَبَعضُ الهجرِ تَأَدِيبُ قَبْلهُ: أَسْتَنْجِدُ الصَّبْرَ فِيْكُمْ وَهُوَ مَغْلُوْبُ ... وَأَسْأَلُ النَّوْمَ عَنْكُمْ وَهُوَ مَسْلُوْبُ وَأَبْتَغِي عِنْدَكُمْ قَلْبًا سَمَحْتُ بِهِ ... وَكَيْفَ يَرْجَعُ شَيْءٌ وَهْوَ مَوْهُوْبُ أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ فِي أَبْيَاتِكُمْ قَمَرًا ... تَرَاهُ فِي اللَّحْظِ عَيني وَهْوَ مَحْجُوْبُ مَا كُنْتُ أَعْرِفُ مَا مِقْدَارُ وَصْلَكُمُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: رِضَاهُ أَسْخَط أَمْ أَرْضَى تَعَتُّبُهُ ... وكلُّ مَا يَفْعَلُ المَحْبوبُ مَحْبُوْبُ الرّضيُّ المُوسَويُّ: 13377 - مَا كنتُ أَعلَمُ أَنَّ يَومَ فِرَاقِكُم ... تَبقَى عَلَيَّ نَواظِر وقُلُوبُ منصُور النمريُّ: 13378 - مَا كُنتُ أُوفِى شَبابِي حَقُّ عِزَّتِهِ ... حَتى انقَضَى فَإِذا الدُّنيا لَهُ تَبَعُ ¬
قَدْ كُتِبَ هَذَا البَيْتُ بِحِكَايَتِهِ مَعَ إِخْوَانِهِ فِي بَابِ: مَا تَنْقَضِي حَسْرَةٌ مِنِّي وَلَا جَزَعٌ. الأَبيَاتُ. عَبدة بن يَزيد: 13379 - مَا كُنتُ أَوَّلَ ضَبٍّ جَادَ تَلعَتهُ ... غَيثٌ فَأَمرَعَ وَاستَخلَتْ لَهُ الدَارُ قَالَ عَبْدَةُ بنُ يَزِيْدَ بن عَمْروٍ السَّعْدِيّ يَهْجُو حَنِيْفَةَ بنَ جُذَيْمٍ مِنْ أَبْيَاتٍ أَوَّلُهَا: إِنْ كُنْتَ تَجْهَلُ مَسْعَاتِي فَقَدْ عَرَفَتْ ... بَنُو الحُوَيْرِثِ مَسعَاتِي وَسَيَّارُ يقول مِنْهَا: مَا كُنْتَ أَوَّلَ ضبٍّ جَادَ تَلْعَتهُ. البَيْتُ أبو نصرُ بن نباتَةَ: 13380 - مَا كُنتُ أَوَّلَ مَنْ حَنَّتْ رَكَائبُهُ ... شوقًا وفَارقَ إِلفًا غيرَ مُختَارِ قَبْلهُ: أُحِبُّهَا بِلَادُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ... حُبَّ البَخِيْلِ غِنَاهُ بعد إِقْتَارِ مَا كُنْتُ أَوَّلُ مَنْ حَنَّتْ رَكَائِبُهُ. البَيْتُ أبو المُرَجَّا الجُرجانيُّ: 13381 - مَا كنتُ أَوَّلَ مَنْ نَالَ مَا طَلَبا ... وَلَستُ أَولَ بَرقٍ لَاحَ ثُمَّ خَبَا أَبْيَاتُ أَبِي المُرَجا سَالِمِ بن أَحْمَدَ بن أَبِي الحَجَرَ الهِلَالِيِّ العَامِرِيِّ الحَرَّانِيِّ: مَا كُنْتُ أَوَّلُ مَنْ مَا نَالَ مَا طَلَبَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَمْ آمِلٍ أَرْجَعْتُ خَجْلَانَ مُنْحَسِرًا ... أَو طَاءٍ غَادَرْتَ فِي التُّرْبِ مُكْتَئِبَا بَيْنَا بِهَا أَنْتَ مَغْرُوْرٌ بِبهْجَتِهَا ... إِذْ عَدَّ جَوْهَرُهَا المَوْصُوْفُ مُخْتَلِبَا لَا تَحْسِدَن امْرَأً فِيْهَا عَلَى جِدَةٍ ... فَلَيْسَ يَأمَن مِنْ تَيَّارِهَا ركِبَا ¬
إِنْ كَانَ أَصْبَحَ مَسْرُورًا بِهَا جَذِلًا ... فَاليَوْمَ يَسْلِبُهُ مَا أَمْسُهُ وَهَبَا أبو فراسٍ: 13382 - مَا كُنتُ إِلَّا السَّيفَ زَادَ ... عَلَى صُرُوْفِ الدَّهرِ صَقلَا يقول مِنْهَا: وَلَئِنْ قُتِلْتَ فَإِنَّمَا ... مَوْتَ الكِرَامِ الصِّيْدِ قَتْلَا يَغْتَرُّ بِالدُّنْيَا الجهُوْلُ ... وَلَيْسَ بِالدُّنْيَا مُمَلَّى صُرَّدُرَّ: 13383 - مَا كُنتُ إِلَّا السَّيفَ سَلَّتهُ ... يَد ثُمَّ أَعَادتهُ إِلى قَرابِهِ دِعْبِل: 13384 - مَا كُنتُ إِلَّا كغَيثٍ خَابَ آمِلُهُ ... وَجادَ يَومًا عَلَى قَومٍ بِلَا أَمَلِ عبد اللَّه بن محمد بن أبي عبيد المهلّبي: 13385 - مَا كُنتَ إِلَّا كَلَحم مَيتٍ ... دَعَا إِلَى أَكلِهِ اضطِرارُ العباس بن الأحنف: 13386 - مَا كنتُ أَيَّام كُنتِ رَاضِيةٍ ... عَنِّي بِذَاكَ الرِضَّا بمُغتَبِطِ أَبْيَاتُ العَبَّاسِ بنُ الأَحْنَفِ وَتُرْوَى لِلنَّوْفَلِيِّ: مَا كُنْتُ أَيَّامَ كُنْتِ رَاضِيَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: عِلْمًا بِأَنَّ الرِّضَا سَيَتْبَعُهُ ... مِنْكِ التَّجَنِّي وَكَثْرَةُ السَّخَطِ فَكُلُّ مَا سَاءنِي فَعَنْ خُلُقٍ ... مِنْكِ وَمَا سَرَّنِي فَعَنْ غَلَطِ وَقَالَ العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ أَيْضًا (¬1): ¬
قَدْ كُنْتُ أَبْكِي وَأَنْتِ رَاضِيَةٌ ... حِذَارَ هَذَا الصُّدُوْدِ وَالغَضَبِ إِنْ تَمَّ ذَا الهَجْرُ يَا ظَلُوْمُ وَلَا ... تَمَّ فَمَا لِي فِي العَيْشِ مِنْ أَرَبِ وَمِثْلهُ قَوْلُ جَعْفَرَ بن شَمْسِ الخِلَافَةِ: مَا عَجِبْنَا لِتَمَادِي سُخْطِكُمْ ... بل عَجِبْنَا لِلرِّضا كُلَّ العَجَب أبو فراسٍ: 13387 - مَا كُنتَ تَصبِرُ فِي القَديِـ ... ـم فَلِم صَبَرتَ الآنَ عَنَّا بَعْدَهُ: وَلَقَدْ ظَنَنْتُ بِكَ الظُّنُوْنَ ... لأَنَّهُ منْ ظَنَّ ظُنَّا الرّضي الموسَويّ: 13388 - مَا كُنتُ صبًّا فَمَا فِي النَّاسِ لِي بَدَلٌ ... وَإِنْ سَلَوتُ فَكُلُّ النَّاسِ أَبدَالُ أبو الهَوْلِ: 13389 - مَا كنتُ فِي غَايةٍ إِلَّا سَبَقْتَ وَلَا ... طَالَ المَدَى بِكَ إِلَّا ازددتَ إِحسَانَا أبو تَمَّامٍ: 13390 - مَا كنتُ كَالسَائِل الأَيَّام مُجتَهِدًا ... عَنْ لَيلَةِ القَدرِ في شعبَان أَو رجَبِ أبو فراسٍ: 13391 - مَا كُنتُ مُذ كُنتُ إِلَّا طَوعَ خِلَّانِي ... لَيسَت مُواخَذَةُ الإِخوانِ مِنْ شَانِي بَعْدَهُ: ¬
يَجْنِي الخَلِيْلُ فَأسْتَحْلِي جِنَايَتَهُ ... حَتَّى أَدُلَّ عَلَى عَفْوِي وَإِحْسَانِي وَيُتْبِعُ الذَّنْبَ ذَنْبًا حِيْنَ يَعْرِفُنِي ... عَمْدًا وَأَتْبَعُ إِحْسَانِي وَغفْرَانِي يَجْنِي عَلَيَّ وَأَحْنُو دَائِمًا أَبَدًا ... لَا شَيْءَ أَحْسَنَ مِنْ حَانٍ عَلَى جَانِي ابْنُ شمس الخلافةِ: 13392 - مَا كُنتُ مِمَّنْ يَرتَضي مِنْ دَهرِهِ ... بِخُطَّةِ الخَسفِ الَّتي تُرضِي العِدا الرَّضِيّ الموسَويّ: 13393 - مَا لبس الدِّرعَ كَمِثلي بَطَلٌ ... مَرَّ عَلَى عُجبٍ مِنَ العَجائِبِ ومن باب (مَا لَبِسَ) مَا أَنْشَدَ علا عَنْ عَمِّهِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ أَنْشَدَتْنِي عِشْرَقَةُ المُحَارِبِيَّةُ وَهِيَ عَجُوْزٌ حَيْزَقُوْن زَوْلَةٌ (¬1): مَا لَبِسَ العُشَّاقُ مِنْ حُلَلِ الهَوَى ... وَلَا خَلَعُوا إِلَّا الثِّيَابِ الَّتِي أُبْلِي وَلَا شَرِبُوا كَاسًا مِنَ الحُبِّ مُرَّة ... وَلَا حُلْوَةً إِلَّا شرَابَهُمُ فَضْلِي قَالَ أَبُو بَكْرِ بن دُرَيْدٍ: الحَيْزَبُوْنُ الَّتِي فِيْهَا بَقِيّةٌ مِنْ شَبَابٍ، وَالزَّوْلَةُ الظَّرِيْفَةُ وَالزَّوْلُ الظَّرِيْفُ وَالزَّوْلُ أَيْضًا الدَّاهِيَةُ وَالزَّوْلُ أَيْضًا العَجَبُ. البَيْهَقيُّ الكَاتِبُ: 13394 - مَا لِبُوسٍ وَلَا لِنُعمَى دَوَامٌ ... لَمْ يَدُم فِي النَّعِيمِ وَالبُوسِ قَومُ قَبْلهُ: كُلَّمَا مَرَّ عَلَيّ مِنْ سُرُوْركَ يَوْمٌ ... مَرَّ فِي الحَبْسِ مِنْ بَلَائِيَ يَوْمُ مَا لِبُؤْسٍ وَلَا لِنُعْمَى دَوَامٌ. البَيْتُ ¬
13395 - مَا لِحَظيِّ الأَعمَى مَا يَتَلَقى ... قَائِدًا يبتَغي الثَوابَ فَيهدِى أبو العَتَاهِيَةِ: 13396 - مَا لذَّةُ العَيش عندي غَيرُ وَاحِدةٍ ... هَي التَنقُّل مَنْ حَالٍ إلى حَالِ 13397 - مَا لُذَّة تجمَعُ اللَّذاتِ لذَّتُها ... أَلذُّ مِنْ أُنسٍ إِخوَانٍ إِذَا اجتَمعُوا 13398 - مَا لِسُرورِي بِالشَكِّ مُمتَزِجًا ... حَتَّى كأَنِّي أَرَاهُ فِي الحُلُمِ 13399 - مَا لَقِيَتْ رُوحٌ مِنَ الحيـ ... ـن مَا لَقِي القَلبُ مِنَ العَينِ نُصْيبُ الأَصغَرُ: 13400 - مَا لَقِينَا مِنْ جُودِ فَضلِ بِنْ يَحيَى ... تَرَكَ النَّاسَ كُلَّهُمُ شُعَرَاءَا محمَّد بن شبْلٍ: 13401 - مَا لَقِينا مِنْ غَدرِ وَدُنيا فَلَا كَا ... نَتْ وَلَا كَانَ أَخذُهَا وَالعَطاءُ ابْنُ طرازٍ النّهروانيُّ: 13402 - مَالكُ العَالَمِينَ ضَامِنُ رِزقِي ... فَلِمَاذا أملِّكُ الخَلقَ رِقِي بَعْدَهُ: قَدْ قَضَى لِي بِمَا عَلَيَّ وَمَالِي ... خَالِقِي جَلَّ ذكْرُهُ قَبْلَ خَلْقِي صَاحِبِي البَذْلُ وَالنَّدَى فِي يَسَارِي ... وَرَفِيْقِي فِي عُسْرَتِي حُسْنُ رَفْقِي ¬
وكما لَا يَرُدُّ عَجْزِيَ رِزْقِي ... فَكَذَا لَا يَجُرُّ رِزْقِيَ حِذْقِي وَيُرْوَى: وكما لَا يَجُرُّ حِذقِيَ رِزْقِي ... فَكَذَا لَا يَرُدُّ عَجْزِيَ رِزْقِي هُوَ أَبُو الفَرَجُ المُعَافَى بنُ زَكَرِيَّاءَ بنُ يَحْيَى النَّهْرَوَانِيُّ المَعْرُوْفُ بِابْنِ طَرارَ وِلَادَتهُ سَنَةَ 308 وَوَفَاتهُ سَنَةَ 359. ومن باب (مَالَكَ) قَوْلُ أَبِي العَتَاهِيَةِ وَقَدْ دَخَلَ عَلَى أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ كَاتِبِ المَهْدِيِّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ السَّلامَ، ثُمَّ أَعَادَ أَبُو العَتَاهِيَّةِ عَلَيْهِ ثَانِيَةً فَلَمْ يَرُدَّ، ثُمَّ أَعَادَ ثَالِثَةً فَلَمْ يَرُدَّ فَقَالَ (¬1): مَالَكَ لَا تُرْجِعُ السَّلَامَ إِلَى ... الزُّوَّارِ إِلَّا بِلَمْحَةِ البَصَرِ تَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ مِنْ بَشَرٍ ... فَكَيْفَ لَوْ كُنْتَ مِنْ سِوَى البَشَرِ قِيْلَ: وَكَانَ الرَّجُلُ مُفَكِّرًا فِي حَالِ نَفْسِهِ وَكَانَ المَهْدِي قَدْ وَجَدَ عَلَيْهِ فِي أَمْرٍ فَمَا قَامَ أَبُو العَتَاهِيَةِ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى بَعَثَ إِلَيْهِ المهْدِيُّ مَنْ أَخَذَهُ فَضَرَبُ عُنْقَهُ. العّمِيدُ الفيَّاضُ: 13403 - مَالَكَ مِنَ مَالِكَ إِلَّا الَّذي ... قَدَّمتَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ بَعْدَهُ: وَمَا عَدَا ذاَكَ فَلِلْوَارِثِ العَا ... بثِ فِيْهِ عيْشَةِ اللَّاهِي 13404 - مَالِكَ لَا تُقضَى وَلَا تُسَّرَّحُ ... وَاليَأَسُ مِمَّا لَا يُنَالُ أَروَحُ هَذَا مَثَلٌ سَائِر مَشْهُوْرٌ قَدِيْمٌ. 13405 - مَا للتُّجارِ وَللِسَّخاءِ وَإِنَّما ... بُنيَت لُحُومُهُم عَلَى القِيرَاطِ ¬
الأَبْيوَرْدِيُّ: 13406 - مَا للِجبَانِ أَلانَ اللَهُ جَانِبَهُ ... ظَنَّ الشَجَاعَةَ مِرقَاةً إلى الأَجَلِ يقول مِنْهَا: فَلَيْتَ شِعْرِي أَحَقُّ مَا نَطَقْتَ بِهِ ... أَمْ مُنْيَةُ النَّفْسِ وَالإِنْسَان ذُو أَمَلِ وَفِي ابْتِسَامَةِ سُعْدَى عَنْهُ لِي عِوَضٌ ... فَلَمْ أَشِمْ بَارِقًا إِلَّا مِنَ الكلَلِ أَبُو تَمَّامٍ: 13407 - مَا للخَطوِ طَغَت عَلَيَّ كَأَنَّها ... جَهِلَت بِأَنَّ ندَاكَ بِالمِرصَادِ بَعْدَهُ: وَلَقَدْ تَرَاءَتْنِي بِأَمْنَعِ جُنَّةٍ ... لَمَّا بَرَزْتُ لَهَا وَأَنْتَ عِتَادِي مَا زِلْتُ أَعْلَمُ أَنَّ شِلْوِي ضائِع ... حَتَّى جَعَلْتَكَ مَوئلِي وَمَعَادِي مَا لامْرِئٍ أَسَرَ القَضاءُ رَجَاءَهُ ... إِلَّا عَطَاؤُكَ أَوْ رَجَاؤُكَ فَادِي وَمِنَ العَجَائِبِ شَاعِرٌ قَعَدَتْ بِهِ ... هِمَّاتُهُ أو ضَاعَ عِنْدَ جَوَادِ يقول منها: أَبْقَيْنَ فِي أَعْنَاقِ جُوْدِكَ جَوْهَرًا ... أَبْقَى مِنَ الأَطْوَاقِ فِي الأجْيادِ 13408 - مَا للرِّجَالِ مَعَ القَضاءِ مَحَالَةُ ... ذَهَبَ القَضَاءُ بِحيلةِ الأَقوامِ قِيْلَ لَمَّا دُعِيَ أَبُو مُسْلِمٍ الخرَاسَانِيُّ إِلَى الدُّخُوْلِ إلى المَنْصُوْرِ وَأُمِرَ بِنَزْعِ السَّيْفِ عَنْهُ عَلِمَ أَنَّهُ مَقْتُوْلٌ فَانتزَعَهُ مِنْ عُنُقِهِ وَأَنْشَدَ مُتَمَثِّلًا: مَا لِلرِّجَالِ مَعَ القَضَاءِ مَحَالَةٌ. البَيْتُ ¬
المَحَالَةُ بِفَتحِ المِيْمِ: الحِيْلَةُ. أبو دلفٍ: 13409 - مَا للرِّجالِ وَللتَّنعُمِ إِنَّمَا ... خُلِقُوا لِيَومَ كَرِيهَةٍ وَكِفَاحِ الرّضي الموسَوي: 13410 - مَا للزَّمانِ رَمَى قَومِي فَذَعْذَعَهُم ... تَطَايرَ القَعبِ لَمَّا صَكَّهُ الحَجَرُ قَوْل الرَّضيِّ: مَا لِلزَّمَانِ رمى قَوْمِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَا كَانَ ضَرَّ اللَّيَالِي لَوْ نَفَسْنَ بِهِمْ ... مِنَ النَّوَائِبِ وَاسْتَثْنَاهُمُ القَدَرُ أَصْبَحْتُ بَعْدَهُمُ في شَرِّ حَالَفةٍ ... مِثْلَ السَّلَا حَوْلَهُ الذَّؤبَانُ وَالنُّمْرُ في كُلِّ يَوْمٍ لِرِجْلِي عَنْ بَوَاقِرِهِمْ ... إِلَى المَعَاطِبِ مَهْوَاةٌ وَمُحْتَفَرُ السَّلَاءُ: هُوَ الوِعَاءُ الَّذِي يَكُوْنُ فِيْهِ الوَلَدُ قَصرَهُ لِضرُوْرَةِ الشِّعْرِ. وَالنَّوَاقِرُ الآبَارُ الصِّغَارُ ضَيِّقَةُ الرُّؤُوْسِ وَكَذَلِكَ المَنَاقِرُ بِمَعْنَى وَاحِدٍ. ومن باب (مَا لِلزَّمَانِ): مَا لِلزَّمَانِ يَا عَلَيَّ جَمِيْلَةٌ ... إِلَّا بَقَاؤُكُمُ عَلَى الأَيَّامِ نصرُ اللَّه بنُ عُنيْنٍ: 13411 - مَالٌ لُزُومُ الجَمعِ يَمنَعُ صَرفَهُ ... في رَاحَةٍ مِثلَ المُنادَى المُفرَدِ يَقُوْلُ: لا تَزَالُ رَاحَتَهُ مَضمُوْمَةٌ، وَفِيه تَوْرِيَةٌ مِنْ طَرِيْقِ النَّحْوِ, لأنَّ المُنَادَى المُفْرَدَ مَضْمُوْمٌ أَبَدًا. وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ أَيْضًا في وَالٍ مَصْرُوْفٍ تَوْرِيَةً (¬1): ¬
فلا تَغْضِبَنَّ إِذَا مَا صُرِفْتَ فلا ... عَدْلَ فيكَ وَلَا مَعْرِفَة لأَن العَدْلَ وَالتَّعْرِيْفَ يَمْنَعَانِ مِنَ الصَّرْفِ. الرشيدُ الخَليفَةُ: 13412 - مَا للِطَّبِيب يَموتُ بِالدَاءِ الَّذي ... قَدْ كَانَ يَشفِي مِثلَهُ فِيما مَضَى بَعْدَهُ: مَاتَ المُدَاوِي وَالمُدَاوَى وَالَّذِي ... جَلَبَ الدَّوَاءَ وَبَاعَهُ وَمَنِ اشْتَرَى أَبُو فراسِ حَمْدَانَ: 13413 - مَا للعَبيدِ مِنَ الَّذي ... يَقضِي بِهِ اللَّهُ امتِنَاعُ بَعْدَهُ: زُدْتُ الأُسُوْدُ عَنِ الفَرَا ... ئِسِ ثُمَّ تَفْرِسُنِي الضِّبَاعُ ابْنُ هندو: [من الكامل] 13414 - مَا للِمُعيلِ وَللِمَعالِي إِنَّمَا ... يَسعَى إِليهنَّ الفَريدُ الوَاحِدُ بَعْدَهُ: فَالشَّمْسُ تَجْتَابُ السَّمَاءَ فَرِيْدَةً ... وَأَبُو بَنَاتِ النَّعْشِ فِيْهَا رَاكِدُ البَساميُّ: 13415 - مَا للِنِساءِ وَللِكِتَابةِ ... وَالعمَالَةِ وَالخَطَابَه أَبْيَاتُ البَسَّامِيِّ: قُلْ لِلمُقَدَّمِ في الرِّئَا ... سَةِ وَالسِّيَاسَةِ وَالكِتَابَه ¬
مَاذَا رَأَيْتَ إِذَا اصْطَنَعْـ ... ـتَ العُرْفَ عِنْدَ بني ثَوَابَه لَا سِيّمَا هَذِي المُخُـ ... ـنَّثَةُ الَّتِي تُدْعَى لُبَابَه مَا لِلنِّسَاءِ وَلِلْكِتَابَهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هَذَا لنَا وَلَهُنَّ مِنَّا ... أَنْ يَبِتْنَ عَلَى جَنَابَه كُثَيِّرٌ: 13416 - ما للِوُشَاةِ بِعزَّةٍ عِندِي شَـ ... ـيءٌ سِوىَ التَّكذِيبِ وَالرَدِّ بَعْدَهُ: وَلَعَزَّةٌ عِنْدِي وَإِنْ بَعُدَتْ ... أَدْنَى مِنَ الأَهْلِيْنَ وَالوَلَدِ إِنِّي وَعَزَّةَ مَا نَزَالُ عَلَى ... حُكْمِ الهَوَى في القُربِ وَالبُعْدِ نُبْدِي السُّلُوَّ تَسَتُّرًا وَبِنَا ... تَحْت الضُّلُوْعِ خِلَافُ مَا نُبدِي إِيَّاكِ يَا عَزَّ الوُشَاةِ ... فَهُمْ أَعْدَاءُ أَهْلِ الحُبِّ وَالوُدِّ كَمْ عَائِبٍ لَكُمُ لأُبْغِضَكُمْ ... مَا زَادَنِي شَيْئًا سِوى الوَجْدِ إِنِّي لأَحْفَظُ بِالمَغِيْبِ لَكُمْ ... عَهْدَ المَوَدَّةِ فَاحْفِظُوا عَهْدِي الغَزِّيّ: 13417 - مَا لَما قَد مَضَى وَلَا للَّذي ... لَم يَأتِ مِنْ لذَّةٍ لمُستَحلِيهَا 13418 - مَا لَم أَقُل لَم اتَبِعهُ نَدَامةً ... وَمَتَى أَقُل يَكثُر عَلَيهِ تَندُّمِي أبو تَمَّامٍ: 13419 - مَا لِمَنْ أثَرَ الحَياةَ عَلَى المَو ... تِ وَقد بَانَ إِلفُهُ مِن خَلَاقِ ¬
محمّد وُهَيْبٍ: 13420 - مَا لِمَنْ تَمَّت مَحَاسِنُهُ ... أَنْ يُعَادِى طَرفَ مَنْ رَمَقَا بَعْدَهُ: لَكَ أَنْ تُبْدِي لنَا حَسَنًا ... وَلنَا أَنْ نُعْمِلَ الحَدَقَا أبو العَتَاهِيَةِ: 13421 - مَا لَم يَضقْ خُلقُ الفَتَى ... فَالأَرضُ وَاسِعَةٌ عَلَيهِ لَهُ أيضًا: 13422 - مَا لَم يَكُنْ لكَ فِيهِ مَنفَعَةً ... مِمَّا مَلَكتَ فَلستَ تَملُكُهُ المتَنَبيِّ: 13423 - مَا لَنا في النَّدى عَليكَ اختِيارُ ... كُلُ مَا يَمنَحُ الشَّريفُ شَريفُ كَانَ الأَمِيْرُ سَيْفُ الدَّوْلَة أَمَرَ لأَبِي الطَّيِّبِ المُتَنَبِّيِّ بِفَرَسٍ، وَقَالَ هُوَ المُخَيَّرُ في وَصْفِ الفَرَسِ الَّتِي يُرُيْدُهَا لِتَحْمِلَ إِلَيْهِ فَقَالَ المُتَنَبِّيُّ: مَوْقعُ الخَيْلِ مِنْ نَدَاكَ طَفِيْفُ ... وَلَوْ أَنَّ الجِّيَادَ فِيْهَا أُلُوْفُ مَا لنَا في النَّدَى عَلَيْك اخْتِيَارٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمِنَ اللَّفْظِ لَفْظَةٌ تَجْمَعُ الوَصْفَ ... وَذَاكَ المُطَهَّمُ المَعرُوْفُ يَعْنِي: إِذَا قُلْتُ المُطُهَّمَ فَقَدْ قُلْتُ العَرَبِيُّ وَهُوَ اسْمٌ لِكُلِّ فَرَسٍ عَرَبِيٍ جَوَادٍ. ابْنُ شمس الخلافَةِ: 13424 - مَا لَنا مَا بِهِ نُجازِي عَلَى ... فعلِكَ إِلَّا ثَناؤنَا وَالدُّعَاءُ ¬
صُرَّدُرَّ: 13425 - مَا لُؤلُؤ البَحرِ وَلَا مَرجَانُهُ ... إِلَّا وَرَاءَ الهَولِ مِنْ عُبابِهِ بَعْدَهُ: لَوْ رُبَ الدّرُّ إِلَى حَافَاتِهِ ... مَا لَجَّجَ الغَائِضُ في طُلَّابِهِ ولَوْ أَقَامَ لَازِمًا أَصْدَافَهُ ... وَلَمْ تَكُنِ التِّيْجَانُ مِنْ حِسَابِهِ مَنْ يَعْشَقِ العَلْيَاءَ يَلْقَ عِنْدَهَا ... مَا لَقَى المُحِبُّ مِنْ أَحْبَابِهِ الرّضيّ الموسَويُّ: 13426 - مَا لِي أُحَرِّكُ مِنْ وَفَائِكَ سَاكنًا ... وأَهزُّ مِنكَ إلى الصَّفَاءِ كليلَا بَعْدَهُ: طَالَ المطَالُ بِرَدِّ وُدٍّ لَمْ يَزَلْ ... عِنْدِي مَصُوْنًا لَمْ يَزَلْ مَبْذُوْلَا الخُبْزأرزيّ: 13427 - مَالِي أُحَوَّطُ حَولَ دِجلَةَ حَائِطًا ... لَولَا اعتِرَاضَ حَمَاقتِي وَفُضُولِي محمَّد عبد الملك الزيّاتُ: 13428 - مَا لِي إِذَا كِبتُ لَم أُذكَر بِواحِدةٍ ... وَإِنْ مَرضتُ وَطَال السَقمُ لَم أُعَدِ بَعْدَهُ: مَا أَقْبَحَ الشَّيْءَ تَرْجُوْهُ فَتُحْرمُهُ ... قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّنِي قَدْ مَلأْتُ يَدِي 13429 - مَا لِي أَرَاكَ مُسَيّبًا ... أَينَ السَّلاسِلُ والقيُودُ؟ ¬
بَعْدَهُ: عَزَّ الحَدِيْدُ بِأَرْضكُمْ أَمْ ... لَيْس يَضبِطُكَ الحَدِيْدُ لقيطُ بنُ يَعْمُرَ: 13430 - مَالِي أَراكُم نِيَامًا في بُلَهنيَةٍ ... قد تَرونَ شِهابَ الحَربِ قَد سَطَعا الأَبْيَاتُ المُخْتَارَةُ مِنْ قَصيْدَةِ لَقِيْطِ بن يَعْمرَ الإِيَادِيَّ إِلَى قَوْمِهِ يُنْذِرُهُمْ بِوُصوْلِ عَسَاكِرِ الفُرْسِ إِلَيْهِمْ وَيُحَرِّضُهُمْ عَلَى الاسْتِعْدَادِ لِحَرْبِهِمْ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَا لِي أَرَاكُمْ نِيَامًا في بُلَهْنِيَّةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قُوْمُوا قِيَامًا عَلَى أَمْشَاطِ أَرْجُلِكُمْ ... ثُمَّ افْزَعُوَا الأَمْنَ مَنْ فزَعَا صُوْنُوا جِيَادَكُمُ وَاجْلُوا سُيُوفَكُمُ ... وَجَدِّدُوا لِلقِسيِّ النبْلَ وَالشُّرُعَا وَاشْفُوا غَلِيْلِي بِرَأيٍ مِنْكُمُ حَسَنٌ ... يُضحِي فُؤَادِي لَهُ رَيَّانَ قَدْ نَقَعَا وُقلِّدُوا أَمْرَكُمْ للَّهِ درَّكُمُ رَحْبَ ... الذِّرَاعِ بِأَمْرِ الحَرْبِ مُضْطَلِعَا كَمَا لَكَ بن قِنَانٍ أَوْ كَصاحِبهِ ... زَيْدَ القَبَاحِينَ لَا فِي الحَارثين مَعَا إِذَا عَابَهُ عَائِبٌ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ ... دَمِّثْ لِجَنْبِكَ قبل النَّوْمِ مُضْطَجَعَا فَسَارُوا فَأَلْفُوْهُ أَخَا ثِقَةٍ ... في الحَرْبِ لَا نَاكِسًا رِخْصًا وَلَا هَلَعَا لَا مُتْرفًا إِنْ رَخَاءُ العَيْشِ سَاعَدَهُ ... وَلَا إِذَا عَضَّ مَكْرُوْهٌ بِهِ خَشَعَا مُسْتَنْجِدًا يَتَحَدَّى النَّاسَ كُلَّهُمُ ... لَوْ صَارَعُوهُ جَمِيْعًا في الوَغَى صَرَعَا مَا زَالَ يَحْلِبُ دُرَّ الدَّهْرِ أَشْطُرهُ ... يَكُوْنُ مُتَّبِعًا يَوْمًا وَمُتَّبَعَا حَتَّى اسْتَمَرَّتْ عَلَى شَزَرٍ سَرِيْرَتهُ ... مُسْتَحْكِمَ السِّنِّ لَا قَحْمًا وَلَا وَرعَا عَبْل الذِّرَاعِ أَبِيًّا ذَا مُزَابَنَةٍ ... في الحَرْبِ يَحْتَبِلُ الرِّئْبَالَ وَالسَّبعَا يَقُوْلُ في آخِرِهَا: إِنِّي بَذَلْتُ لَكُمْ نُصْحِي بِلَا دَخَلٍ ... فَاسْتَيْقِظُوا إِنَّ خَيْرَ العِلْمِ مَا نَفَعَا ¬
قَالَ عُلَمَاءِ الشِّعْرِ هَذَا مِنْ أَحْسَنِ مَا وُصِفَ بِهِ مُتَقَدِّمُ جَيْشٍ وَمَدَبِّرُ حَرْبٍ. 13431 - مَا لِي أَراكَ وَلَستَ تُثمِرُ طَيبًا ... عِندِي وأَصلُكَ هَاشِميُّ المَغرسِ أنشدَ الرّاغب في مُحاضراته: 13432 - مَا لِي أُرَوَّعُ بالقُرُونِ كَأَنَّني ... في النَّاسِ أَولَ عَاشِقٍ قَرنَانِ قَالَ كَاتِبُهُ وَمُؤَلِّفُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا كَانَ وَضْعُ هَذَا الكِتَابُ يَحْتَوِي عَلَى كُلِّ مَعْنًى يَرِدُ في بَيْتٍ مُفْرَدٍ وَرَدَ فِيْهِ مِثْلَ هَذَا البَيْتِ السَّخِيْفِ وَبِهِ عِدَّةُ مَوَاضِعَ في السُّخْفِ العُذْرُ عَنْهَا أَيْضًا مَا قُلْنَاهُ وَإِذَا كَانَ الرَّاغِبُ مَع عُلُوِّ قَدَرِهِ أَثْبَتَهُ في مُحَاضَرَاتِهِ فَلِي أُسْوَةٌ بِهِ. أبو عُثمَان النيسابوريُّ: 13433 - مَا لِي أَرَى الدَّهرَ لَا يَسخُو بِذي كرَمٍ ... وَلَا يَجُودُ بِمعوانٍ ومِفضَالِ بَعْدَهُ: وَلَا أَرَى أَحَدًا في النَّاسِ مُشْتَهِيًا ... حُسْنَ الثّناءِ بِإِنْعَامٍ وَإِفْضَالِ صَارُوا سَوَاسِيَةً في لَوْمِهِمْ شَرْعًا ... كَأَنَّمَا نُسِجُوا فِيهِ بِمِنْوَالِ هُوَ أَبُو عُثْمَانُ إِسْمَاعِيْلُ بن عَبْدِ الرَّحْمَانِ بن أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَامِرِ بنِ عَائِدٍ الصَّابُوْنِيِّ النَّيْسَابُوْرِيِّ مَوْلدهُ بِبُوْشَنج سَنَةَ 373 وَوَفَاتهُ في المُحَرَّمِ سَنَةَ 449. 13434 - مَا لِي أَرى الفَلَك الدَّوارَ رَفَعُكُم ... أَمَّا يَدورُ لِغيرِ السَاقِطِ الفَلكِ 13435 - مَا لِي أَرَى النَّاسَ يَستَغووَنَني سَفهًا ... دِيني لِنَفسِي وَدِينُ النَّاسِ للنَّاسِ أَبُو تَمَّامٍ: 13436 - مَا لِي أَرَى حَلبًا سُوقًا وَلَستُ أَرَى ... سُوقًا وَمَالِي أَرَى سُوقًا وَلَا حَلَبُ ¬
13437 - مَا لِي أُعاتِبُ مَن لَا يَرعَوى مَلًا ... وَلَمْ أُقرِّبُ مَنْ يَختارَ إِبعَادِي 13438 - مَا لِي الرِضَّا بالَّذي أَصبَحتُ أَملِكَهُ ... وَمَا اليَأَسُ مِمَّا يَملِكُ النَّاسُ 13439 - مَا لِي إِليكَ سِواكَ غَيركَ شَافِعٍ ... فَمَن الَّذي هُو مِنكَ عِندَكَ أَفضَلُ قَبْلهُ: يَا مَنْ إِلَيْهِ بِجوْدِهِ أتوَسَّلُ ... وَعَلَى مَعَالِي مَجْدِهِ أَتَطَفَّلُ مَا لِي إِلَيْكَ سِوَاكَ غَيْرَكَ شَافِعٌ. البَيْتُ بَهْلُولٌ: 13440 - مَالِي إِليكَ شَفيعٌ أَستَعينُ بِهِ ... إِلَّا العَلَاءُ وَطِيبَ الأَصِلِ وَالشيِمُ قِيْلَ وَقَفَ بُهْلُوْلٌ عَلَى جَعْفَرِ بن يَحْيَى البَرْمَكِيّ فَقَالَ: يَا جَعْفَرَ الجوْدِ وَالمَعْرُوْفِ وَالكَرَمِ ... وَكَعْبَةَ الفَضْلِ وَالإِفْضَالِ وَالنِّعَمِ يَا مَنْ إِذَا السُّحْبُ لَمْ تَسْمَحْ بَدِرّتهَا ... كَانَتْ أَنَامِلُهُ أَنْدَى مِنَ الدِّيَمِ للَّهِ درُّكَ مِنْ حُرٍّ أَخِي كَرَمٍ ... يُعْطِي الجزِيْلَ بلا مَنٍّ وَلَا سَأَمِ مَا لِي إِلَيْكَ شَفِيع أَسْتَعِيْنُ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا سَأَلْتكَ إِلَّا أَنَّنِي فَطِنٌ ... بِأَنَّ طَبْعَكَ مَجْبُوْلٌ عَلَى الكَرَمِ فَإِنْ تَجُدْ فَهُوَ شَيْءٌ قَد عُرِفْتَ بِهِ ... وَإِنْ يَكُنْ غَيْرُهُ أَشْكُرْ وَلَمْ أَلُمِ فَاسْتَحْسَنَ جَعْفَرُ مَا أَنْشَدَهُ وَوَصَلَهُ بِجائزَةٍ سَنِيَّةٍ. طَرَفَةُ: 13441 - مَا لِي إليكَ شَفيعٌ أَستَعينُ بِهِ ... إِلَّا رَجَائي وَإفرَاديكَ بالأَمَلِ ¬
أَبُو نواسٍ: 13442 - مَا لِي إِليكَ وَسيلَةٌ إِلَّا الرَّجاءِ ... وَعَظيمَ عَفوِكَ ثُمَّ أنَّي مُسلِمُ قِيْلَ رُؤِيَ أَبُو نوَّاسٍ في المَنَامِ بَعْدَ مَوتهِ فَقِيْلَ لَهُ مَاذَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فَقَالَ غَفَرَ لِي بِأَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ قُلتهَا فَقِيلَ لَهُ وَمَا هِيَ؟ فَأَنْشَدَ: يَا رَبِّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنوْبِي كَثْرَةً ... فَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ إِنْ كَانَ لَا يَرْجُوْكَ إِلَّا مُحْسِنٌ ... فِبمَنْ يَلُوْذُ وَيَسْتَجِيْرُ المُجْرِمُ أَدْعُوْكَ رَبِّ كَمَا أَمَرْتَ تَصَرُّفًا ... فَإِذَا رَدَدْتَ يَدِي فَمَنْ ذَا يَرْحمُ؟ مَا لِي إِلَيْكَ وَسِيْلَة إِلَّا الرَّجَا. البَيْتُ أبو العَتَاهيَةِ: 13443 - مَا لِي بشكرِكَ طَاقَةٌ ... يَا سَيدِي إِنْ لَم تُعنِّي قَبْلهُ: في العَجْزِ عَنِ الشُّكْرِ: يَا رَبِّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي ... وَخَلَقْتَ لِي وَخَلَقْتَ مِنِّي سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ عَالِمَ ... كُلِّ عَيْبٍ مُسْتَكِنِّ مَا لِي بِشُكْرِكَ طَاقَةٌ. البَيْتُ أبو فراسٍ: 13444 - مَا لِي جَزِعتَ مِنَ الخُطُوب وَإِنَّما ... أَخذَ الإِلهُ كَبَعضَ مَا أَعطَانِي هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ كَتَبَ بِهَا إِلَى سَيْفِ الدَّوْلَةِ وَهُوَ أَسِيْرٌ في يَدِ الدَّمسْتقِ يَقُوْلُ مِنْهَا: ¬
وَلَقَدْ سَرَرْتُ كما غَمَمْتُ عَشَائِرِي ... زَمَنًا وَهَنَّأنِي الَّذِي عَزَّانِي وَأَنَا الَّذِي مَلأَ البَسيْطَةَ كُلَّهَا نَارِي ... وَطَنَّبَ في السَّمَاءِ دُخَانِي إِنْ لَمْ أَمُت طَالَتْ سنِيَّ فَإِنَّ لِي ... رَأْيُ الكُهُوْل وَنَجْدَةُ الشُّبَّانِ يَمْضِي الزَّمَانُ وَمَا عَمَدْتُ لِصَاحِبٍ ... إِلَّا ظَفرْتُ بِصَاحِبٍ خَوَّانِ يَا دَهْرُ خُنْتَ مَعَ الأَصَادِقِ خُلَّتِي ... وَغَدَرْتَ بي في جُمْلَةِ الإِخْوَانِ لَكِنَّ سَيْفَ الدَّوْلَةِ المَوْلَى الَّذِي ... لَمْ أَنْسَهُ وَأَرَاهُ لَا يَنْسَانِي أَيُضيْعُنِي مَنْ لَمْ يَزَلْ لِي حَافِظًا ... كَرَمًا وَيَخْفِضُنِي الَّذِي أَعْلَانِي إِنِّي أَغَارُ عَلَى مَكَانِي أَنْ أَرَى ... فِيْهِ رِجَالًا لَا تَسدُّ مَكَانِي ابْنُ الرُّوميّ: 13445 - مَا لِي حُرِمتُ وَحَظَّ النَّاسِ كلِّهم ... مِمَّنْ ذنُوبِي خَيرٌ مِن وَسائِلهِ بَعْدَهُ: مَا حَقُّ مَيْدَان مَجْدٍ أَنْتَ صَاحِبُهُ ... أَجْرَاءُ نَاهِقِهِ قُدَّامَ صَاهِلِهِ ومن باب (مالٌ) قَوْلُ ابن وَكِيعٍ (¬1): مَالٌ يُخَلِّفُهُ الفَتَى ... لِلشَّامِتِيْنَ مِنَ العِدَى خَيْرٌ لَهُ مِنْ قَصْدِهِ ... إِخْوَانَهُ مُسْتَرْفِدَا قَال كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا كَانَ المَعْنَى لَا يَتِمُّ إِلَّا بِالبَيْتَيْنِ كِلَاهُمَا جَمَعْتُ ذَلِكَ في بَيْتٍ وَادٍ فَقُلْتُ (¬2): قال يُخَلِّفُهُ لِلضَّدِّ صَاحِبُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لِلنّاسِ في الرِّزْقِ أَسْبَابٌ مُشَعَّبَةٌ ... وَقَصدُكَ اللَّه مِنْهَا أَوْكَدُ السَّبَبُ ¬
كَاتِبُه عفا اللَّه عنه: 13446 - مَالٌ يُخلِّفُهُ للضِدِّ صَاحِبُهُ ... خَيرٌ لَهُ مِنْ سُؤالِ النَّاسِ وَالطَلَبِ إبرَهيمُ بنُ المَهْدِي: 13447 - مَا لِي رَأَيتُكَ تَجفُوني وتُبعِدُنِي ... وَأَنتَ مِنِّي مَكانَ السَّمع والبَصَرِ بَعْدَهُ: واللَّهِ مَا نَظَرَتْ عَيْنَايَ شِبْهَكَ في ... حُسْنٍ وَظُرْفٍ وَمَا حَابَيْتُ في النَّظَرِ ومن باب (مَالِي) قَوْل الرَّشِيْدِ بن المَهْدِيِّ الخَلِيْفَةِ (¬1): مَالِي جُفِيْتُ وَكُنْتُ لَا أَجْفَا ... وَعَلَامَةُ الهجْرَانِ مَا تَخْفَى وَأَرَاكَ تَشْرَبُنِي وَتَمْزِجُنِي ... وَلَقَدْ عَهِدْتُكَ شَارِبي صَرْفَا وقول أَبِي مَعْشَرٍ في النُّكُوْلِ عَنْ القِتَالِ وَالحَرْبِ (¬2): مَالِي وَمَالَكَ قَدْ كَلَّفْتَنِي شَطَطَا ... حَمْلَ السِّلَاحِ وَقَوْل الدَّارِعِيْنِ قِفِ أَمِنْ رِجَال المَنَايَا خِلْتَنِي رَجُلًا ... أُمْسِي وَأُصْبِحُ مُشْتَاقًا إِلَى التّلَفِ تَمْشِي المَنَايَا إِلَى قَوْمٍ فَأَكْرَهُهَا ... فَكَيْفَ أَمْشِي إِلَيْهَا عَارِيَ الكَتِفِ أَمْ هَلْ حَسِبْتَ سَوَادَ اللَّيْلِ شَجَّعَنِي ... وَإِنَّ قَلْبِي في جَنْبَي أَبِي دُلَفِ فَقَال إِنَّ أَبَا دُلَفٍ لَمَّا سَمعَ بِهَذَا المِصْرَاع الأَخِيْر مِنْ هَذَا البَيْتِ أَنْفَذَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ جَاءَتْهُ عَلَى غفْلَةٍ. 13448 - مَا لِي سِوَى الكَرم المَعهُودُ مِنْ سَببٍ ... هَلْ عِنْدَكُمْ سَبَبٌ أَقوىَ مِنْ الكَرمِ أبو هلالٍ العَسْكَرِيُّ: ¬
13449 - مَالِي صَديق مُشفِقٌ ... آملهُ سِوَى الوَرق بَعْدَهُ: فَثِقْ بِهِ مُصَاحِبًا ... وَلَا تَثِقْ بِمَنْ تَثِقِ أَبُو سَعيدٍ الْرُسْتُميُّ: 13450 - مَالِي ظَمئتُ وبَحرُ جُودِكَ زَاخِرٌ ... سَهلٌ مَشاَرِعُهُ عَلَى الورَّادِ بَعْدَهُ: وَرَيْتُ زِنَادَ السّائِلِيْنَ بِنَسْيِهِ ... وِبِفَيْضِهِ وَخُصِصْتُ بِالإِصْرَادِ كَاتبه عَفا اللَّه عنه: 13451 - مَالِي ظَمئتُ وبَحرُ جُودِكَ مُترَعٌ ... وَعَلَامَ أَطوِي وَالقِرَى مبَذُولُ قَال كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ عَلَى المَرْحُوْمِ عَلَاءِ الدِّيْنِ عَطَا مِلكُ مُحَمَّدِ الجُوَينيّ إِطْلَاقٌ فَاشْتَغَلَ عَنْهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ وَالشِّعْرُ لِي: مَا لِي ظَمَئْتُ وَبَحْرُ جُوْدِكَ مُتْرَعُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأَحُوْمُ حَوْل الوَرْدِ أَطْلُبُ خَلْوَةً ... حَاشَاكَ يَخْلُو رَبْعُكَ المَأهُوْل في كُلِّ عَامٍ لَه بِبَابِكَ مَنْهَلٌ ... عَذبٌ وَأَنْتَ القَصْدُ وَالمَأمُوْلُ وَالعَامُ جَدْبٌ وَالعَطَاءُ مُيَسَّرٌ ... وَالإِذْنُ في إِطْلَاقِهِ مَسْؤُوْلُ فَأَنْعَمَ بِإِطْلاقِ مَا سَأَلْتهُ وَزَادَ فَوْقَ مَا كُنْتُ طَلَبْتهُ تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ. أحمد بن عَبْد رَبَّهُ: 13452 - مَالِي عَلَى الشُكرِ لَا أَزدَادُ مَنزِلةً ... وَاللَهُ قَد زَادَ مِنْ نُعمَاهُ مَنْ شَكَرا ¬
ابْنُ الرُّوميّ: 13453 - مَا لِي لَديكَ كَأَنِّي قَد زَرَعتُ حصًا ... في عَامِ جَدبٍ فَوجهُ الأرضِ صَفوَانُ بَعْدَهُ: أَمَّا لِزَرْعِي إبَّانٌ فَانْظُر ... متى يَرِيْع كمًا لِلزَّرع إِبَّانُ عبدُ اللَّه بنُ مُصْعَب بنُ الزُّبيرِ: 13454 - مَا لِي مَرِضتُ فَلَم يَعُدنِي عَائدٌ ... مِنكُمْ وَيَمرَضُ كَلبكُمْ فأَعوُدُ بَعْدَهُ: وَأَشَدُّ مِنْ مَرَضِي عَلَيّ صُدُوْدكُمُ ... وَصُدُوْدُ عَبْدِكُمُ عَلَيَّ شَديْدُ سُمِّيَ عَائِدُ الكَلْبِ بِالبَيْتِ الأوَّلِ. أبو عَليّ الْبَصيرُ: 13455 - مَا لِي مِنَ المَالِ إِلَّا مَا تَقدَّمَنِي ... فَذَاكَ لِي ولِغيري مَا أُخلِفُهُ أحمد بن عَليّ الوَشقي من الأَندَلُس: 13456 - مَا لِي مَنَ الأيَّامِ إِلَّا مُنًى ... أَنالُ مِنْهَا لَذة الحَالِم بَعْدَهُ: تقلّدتني عند إدبارها ... تقلّد المهزوم للصارمِ ابْنُ التَّعَاوِيذِيّ: 13457 - مَالِي وللسَّراءِ بَعدَ مَعَاشرٍ ... صَدَقوا هَوًى فتقَاربُوا آجَالا ¬
قَوْلُ ابنِ التَّعَاوِيْذِيِّ: مَالِي وَللسِّرَاءِ. البَيْتُ وَقَبْلَهُ يَرْثِي ابنَ البُخَارِيّ وَهُوَ أَوَّلُهَا: أَتَظُنَّنِي مَا عِشْتُ أَنْعَمُ بَالَا ... هَيْهَاتَ ظِلُّ العيْشِ بَعْدَكَ زَالَا مَالِي وَلِلسِّرَاءِ بَعْدَ مَعَاشِرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: زُهْرَاءُ دَعْ كُلَّ يَوْمٍ مِنْهُمُ قَمَرًا ... وَأَوْدع في الصَّعِيْدِ هِلَالَا أُخْوَانُ صدْقٍ شَرَّدُوا بِفِرَاقِهِمْ ... نَوْمي وَكَانُوا للسُّرُوْرِ عِقَالَا كَانُوا الأُسُوْدَ مَهَابَةً وَحَمِيَّةً ... وَالسّحْبُ جُوْدًا وَالبُدُوْرُ كَمَالَا يقالُ إِنَّ الوَزِيْرَ مَؤَيَّدَ الدِّيْنِ مُحَمَّد بن العَلْقَمِيّ وَزِيرُ المُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ رَحَمَهُمُ اللَّهُ اسْتَشْهَدَ بِهَا بَعْدَ وَاقِعَةِ بَغْدَادَ. ومن باب (مَا مَاءُ) قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ يُعَاتِبُ عَيَّاشَ بن لَهِيْعَةَ (¬1): مَا مَاءُ كَفِّكَ إِنْ جَادَتْ وَإِنْ بَخلَتْ ... مِنْ مَاءِ وَجْهِي إِذَا أَفْنَيْتُهُ عَوَضُ إِنِّي بِأَيْسَرَ مَا أَدْنَيْتَ مُنْبَسِطٌ ... كَمَا بِأَيْسَرِ مَا أَقْصَيْتَ مُنْقَبِضُ ومن باب (مَا) قَوْلُ بَعْضِ الصُّوْفِيَّةِ: مَا مَحَلُّ القُلُوْبِ أَنْ تَهْوَاكَا ... وَلَا قَدْرُ نَاظِرِي أَنْ يَرَاكَا رَغْبَتِي في رِضَاكَ لَا فِي نَعِيمٍ ... أَيُّ عَيْشٍ يَطِيْبُ لِي فِي سِوَاكَا يَا مُنَايَ وَسَيِّدِي وَاعْتِمَادِي ... ارْحَمِ اليَوْمَ مُذْنِبًا قَدْ أتاكَا فَاغْفِرِ الذَّنْبَ رَحْمَةً وَاعْفُ عَنِّي ... فَأَنَا عَبْدكَ المُقِرُّ بذَاكَا مِهْيَارُ: 13458 - مَا مَاتَ حَظِّي أَنَّ مِثلِي مُمكِنٌ ... لَكِنْ كثُرتُ عَلَى الزَّمانِ فَملَّني قَبْلهُ: ¬
عَاقَتْ خَوَاطِرِي الهُمُوْمُ وَحَالَفَتْ ... نُوَبٌ عَلَى الفِكْرِ العَزِيْزِ غَصَبنَنِي وَإِذَا قُلُوْب قَارَعَتْ أَحْزَانَهَا ... ظَهَرَ الفُلُوْلُ عَلَى غُرُوْبِ الأَلْسُنِ مَا مَاتَ حَظِّي إِنَّ مِثْلِي مُمْكِنٌ. البَيْتُ الرّضيّ المُوسَويّ: 13459 - مَا مَاتَ مَنْ أكثر الثناءُ وَرَاءَهُ ... إِنَّ المذمَّمَ مَيِّتُ الحَيَوانِ أبو القاسم بن أبي العَلَاءِ: 13460 - مَا مُتَّ وَحدَكَ بَل قَد مَاتَ مَنْ وَلَدتْ ... حَواءُ طُرًّا بَل الدُّنيا بَل الدينُ أبو محمّد الخَازِن: 13461 - مَا مِثلُ رَامةَ دَارٌ في الدِيارِ ... وَلَا مِثلُ الرَّبابِ حبيب في الأَحِباءِ 13462 - مَا مدَّةُ العُمرِ إِلَّا مُنتهَى نَفسٍ ... يا قُربَ مَا بينَ عَيش المَرءِ وَالأَجَلِ قَبْلهُ: حَتَّامَ أَصْرِفُ نَفْسِي عَنْ مَرَاشِدِهَا ... وَأُتْعِبُ القَلْبَ بَيْن اليَأسِ وَالأَمَلِ خَزْيَانَ مِنْ زَلَلٍ عُرْيَانَ مِنْ عَمَلٍ ... سَكْرَانَ مِنْ خَجَلٍ مَلآنَ مِنْ وَجَلِ مَا مُدَّةُ العُمْرِ إِلَّا مُنتهَى نَفْسٍ. البَيْتُ بَنْدارُ بنُ الحُسَيْن: 13463 - مَا مَرَ بؤسٌ وَلَا نَعيمٌ ... إِلَّا وَلَى فيهمَا نَصيبُ 13464 - مَا مَرَّ شيءٌ بِبَني آدمٍ ... أَفظَعَ مِنْ فَقدِ الأَحِباءِ قَبْلهُ: ¬
إِذَا أتى الموْتُ لِمِيْقَاتِهِ ... فَعَدِّ عَنْ ذِكْرِ الأَطبَّاءِ وَإِنْ مَضَى من أَنْتَ صَبٌّ بِهِ ... فَالصَّبْرُ مِنْ فِعْلِ الألِبَّاءِ مَا مَرَّ شَيْءٌ بِبَني آدَمَ. البَيْتُ نصر اللَّه بن عُنينٍ: 13465 - مَا مَرَّ مَنْ عُمرِ الإِنسانِ في حَزَنٍ ... وَفي سُرورٍ كَطيفٍ في الكَرى طَرقَا صُرَّدُرَّ: 13466 - مَا مَرَّ يَومٌ لَا أَراكَ بِهِ ... إلَّا عَلَى خَطبٍ مِنَ الأسَفِ أَبْيَاتُ صُرَّدُرَّ: لَوْ يَهْتَدِي وَصْفِي إِلَى شَغَفِي ... حَطَمت بَنَانِي غَارِبَ الصُّحُفِ وَتَرَكتُ أَقْلَامِي مَفَلَّلَةً ... وَخَوَاطِرِي مَنْزُوْحَةَ النُّطُفِ مَا مرَّ يومٌ لَا أَرَاكَ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: شَوْقًا إِلَيْكُمْ وَمَا رَمَى جَلدِي ... كَسهَامِ هَجْرٍ أَو نَوًى قَذِفِ متلفتًا تلقَاءَ دَارِكُمُ ... أَرْنُو بعيني مُغْرَمٍ دَنِفِ فَإِذَا طَمَحْتُ لَوَى الهَوَى عُنُقِي ... وَإِذَا جَمَحْتُ فَسَابِقِي كَلَفِي وَإِذَا انْصرَفْتُ فَإِنَّمَا جَسَدِي ... وَلَّى وَقَلْبِي غَيْرُ مُنْصَرِفِ الفَرَزْدَقُ: 13467 - مَا مَرَكبٌ وَرُكوبُ الخَيلِ يُعجِبُني ... كَمركبٍ بينَ دُملُوجٍ وَخلخالِ بَعْدَهُ: أَلَذُّ لِلفَارِسِ المُجْرِي إِذَا انْبَهَرَتْ ... أَنْفَاسُ أَمْثَالِهَا تَجْرِي بِأَمْثَالِي ¬
ومن باب (مَا مَسَّ) (¬1): مَا مَسَّنِي مِنْ غِنًى يَوْمًا وَلَا عَدَمٍ ... إِلَّا أَقُوْلُ عَلَيْهِ الحَمْدُ للَّهِ قَدْ يُرْزَقُ المَرْءُ مِنْ حُسْنِ حِيْلَةٍ ... وَيُصْرَفُ الرِّزْقُ مِنْ ذِي الحِيلَةِ الدَّاهِي الفَرَزْدَقُ يَصِفُ قدرًا: 13468 - مَا مَسَّهَا دَسَمٌ مُذ فُضَّ خَاتَمُها ... وَلَا رَأَت غَيرَ نَارَ القَينِ مِنْ نَارِ الغَزِّيُّ: 13469 - مَا مَضَى فَاتَ وَالمؤَمَّلُ غيبٌ ... وَلَك السَّاعَةُ التَّي أَنْتَ فِيهَا 13470 - مَا مِنَ الحَزمِ أَن تُقارِبَ أَمرًا ... تَطلُبُ البُعدَ مِنهُ عَمَّا قَلِيل بَعْدَهُ: وَإِذَا مَا دَخَلْتَ في الأَمْرِ فَاطْلُبْ ... مَسْلَكًا لِلخُرُوْجِ قَبْلَ الدُّخُوْلِ لَا فِرَارًا مِنَ المَقَادِيْرِ لَكِنْ ... لِلْمَعَاذِيْرِ عِنْدَ أَهْلِ العُقُوْلِ ابْنُ كُنَاسَةَ: 13471 - مَا مِنْ رَوَى أَدبًا فَلَم يَعمَل بِهِ ... فَكيفَ عَن وَقعِ الهَوىَ بأَديبِ بَعْدَهُ: حَتَّى تَكُوْنَ بِمَا تَعَلَّم عَامِلًا ... مِنْ صَالِحٍ فَتَكُوْنَ غَيْرَ مَعِيْبِ وَلَقَلَّ مَا تُجْدِي إِصَابَة صَائِبٍ ... أَفْعَالُ أَفْعَال غَيْرِ مُصِيْبِ 13472 - مَا مَنزلُ الآمالِ عِندِي مُخفقٌ ... كلَا وَلَا المُرتَادُ بالمُرتَابِ قَوله: ما مَنزلُ الآمال عندَكَ مُخفِقُ. البيت وبَعْدَهُ: ¬
وَتُمْلَكُ العلياء بالسَّعى ... الَّذِي أَغنَاكَ عَنْ مُتعَاظَمَ الأحْسَابِ بِسَوَادِ نِقع وَاحْمَرارُ صَوارَمِ ... وَبَيَاضِ عِرْضٍ واخْضرار جَنَابِ وَلحِلمِكَ الإِغضَاءُ في الإِغضَاءِ ... وَالنيكَ الآجَدَاءُ في الإِجداثِ إبرَاهيم المَوْصِليُّ: 13473 - مَا مِن صَديقٍ وَإِنْ تَمَّت صدَاقَتُهُ ... يومًا بأَنجَحَ في الحَاجَاتِ مِن طَبَق بَعْدَهُ: إِذَا تَلَفَّعَ بِالمنْدِيْلِ منطلِقًا ... لَمْ يَخْشَ صوْلَةَ بَوَّابٍ وَلَا غَلَق لا تَكْذِبَنَّ فَإِنَّ النَّاسَ مُذْ خُلِقُوا ... لِرَغْبَةٍ يُكْرِمُوْنَ النَّاسَ أَوْ فَرقِ إِنَّ الفِعَالَ فُوَيْقَ النَّجْمِ مَطْلبُهُ ... وَالقَوْلُ يُؤْخَذُ مَطْرُوْحًا عَلَى الطُّرُقِ 13474 - مَا مِن صُعُودٍ وَإنَ طَالَ السُمُوُّ بِهِ ... إِلَّا لَهُ مَهبَطٌ يومًا وَمُنحَدَرُ أَعْرَابيٌّ: 13475 - مَا مِن غَريبٍ وَإِن أَبدَى تبَلّدَهُ ... إِلَّا تَذَكر عِندَ الغُربةِ الوَطَنا 13476 - مَا مِنْ فتًى شَرهَت لَهُ نَفسٌ وَإِن ... نَالَ الغِنَى إِلَّا رَأَى مَا يَكرهُ صُرَدُرَّ: 13477 - مَا مِنْ يُتوَّجُ أَو يُمَنطِقُ عسجدًا ... كمُطَّوقٍ بِالمكُرماتِ مُسَوَّرِ قبله: قَدْ زَانَ مخبَرَهُ بِأَجْمَلِ مَنْظَرٍ ... وَأَعانَ مَنْظَرَهُ بِأَحْسَنِ مَخْبَرِ مَا مَنْ يُتَوَّجُ أَوْ يُمَنْطقُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
لَا تَبْعَدَنَّ هِمَمٌ لَهُ لَوْ أُوْدِعَتْ ... عِنْدَ الكَوَاكِبِ لَادَّعَاَها المُشْتَرِي 13478 - مَا نَابَنِي في زَمَانِي قَطُّ نَائبةٌ ... إِلَّا وَجَدتُكَ فِيها آخِذًا بِيدِي الرّضيُّ المُوسَويّ: 13479 - مَا نَزل الشّيبِ عَنْ رَأَسِي بمُرتحلٍ ... عَنِّي وَأَعلَمُ أَنِّي عَنهُ مُرتَحِلُ أبو العَتاهِيَةِ: 13480 - مَا نَاصَحتكَ خَبايَا الوُدِّ مِنْ ثَقَةٍ ... مَا لَمْ يَنلكَ بِمكروهٍ مِنَ العَذلِ بَعْدَهُ: مَحَبَّتِي لَكَ تَأبَى أَنْ تُسَامِحَنِي ... مِنْ أَنْ أَرَاكَ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الزَّلَلِ وَيُرْوَى: مَوَدَّتِي لَكَ تَأبَى أَنْ تُوَافِقَنِي ... عَلَى تَغمُّدِ مَا يَأتِي مِنَ الزَّلَلِ المتَنَبيّ: 13481 - مَا نَالَ أَهلُ الجَاهِليِّةِ كلُهُم شِعرِي ... وَلَا سَمِعت بِسحرِي بَابِلُ 13482 - مَا نَالَ ذُو كَرَمٍ حَظًّا يَعِيشُ بِهِ ... إِلَّا وإِخوانهُ في حَظِهِ شَرَعُ صَالح بن عَبد القدّوس: 13483 - مَا نَالَ غُنمًا ذُو السَّفاهِ ... وَلَا أَخو حِلمٍ بِخائِب 13484 - مَا نُبالِي إِذَا بَقيِتَ سَليمًا ... مَنْ تَولَتْ بِهِ صُرُوفُ الزَّمَانِ ¬
13485 - مَا نَطقَ النَّاطِقُونَ إِذ نَطَقُوا ... صِدقَ مِن قَولِ لا إلهَ إِلَّا هُو عَبدُ اللَّه بن قيس الرقيَّاتِ: 13486 - مَا نَقَموا مِنْ بَني أُميَّهَ إِلَّا ... أنّهُمُ يحلُمُونَ إِن غَضبوا بَعْدَهُ: وأنتم معدن الملوكِ فما ... تصلح إلّا عليم العَرَبُ رَجُلٌ منْ خَثْعَمٍ: 13487 - مَا نِلتَ مَا قَد نِلتَ إِلَّا بَعَدَمَا ... ذَهَبَ الرِّجالِ وَسَادَ غيرُ مُسَّودِ ابنُ الرُّوميّ: 13488 - مَا وَجَّهَ التأمِيلَ نَحوكَ آمِلٌ ... إلَّا التَقَى التَّأمِيلُ وَالتَّموِيلُ لَا زَالَ تَعْوِيْلٌ عَلَيْكَ مُصَدَّقٌ ... وَعَلَى عَدَوِّكَ رَنَّةٌ وَعَوِيْلُ عَبْد الرَّحْمَن بن عيسى الهَمَذانيُّ: 13489 - مَا وَدَّنِي أَحدٌ إِلَّا بَذلتُ لَهُ ... صَفوَ المَودَّةِ مِنِي آخِرَ الأبدِ بَعْدَهُ: وَلَا قَلَانِي وَإِنْ كُنْتُ المُحِبَّ لَهُ ... إِلَّا دَعَوْتُ لَهُ الرَّحْمَانَ بِالرُّشَدِ وَلَا اؤتُمِنْت عَلَى سِرٍّ فَبُحْتَ بِهِ ... وَلَا مَدَدْتُ إِلَى غَيْرِ الجمِيْلِ يَدِي وَلَا أَقُوْلُ نَعَمْ يَوْمًا فَأتْبِعُهَا ... بِلَا ولَوْ ذَهَبَت بِالمَالِ وَالوَلَدِ يعقوبُ بنُ الرَّبيعِ: ¬
13490 - مَا وَفَى في العِبادِ حَيٌّ لِميتٍ ... بَعدَ يَأسٍ مِنهُ لَهُ في الإِيابِ أَبْيَاتُ يَعْقُوْبَ بن الرَّبِيْعِ في جَارِيَتِهِ مُلْكٍ وَقَدْ كَانَ هَوِيهَا فَاجْتَهَدَ في تَحْصِيْلِهَا وَخَسرِ عَلَيْهَا مَالًا جَزِيلًا فَلَمَّا صارَتْ إِلَيْهِ لَمْ تَلْبَثْ إِلَّا قَلِيْلًا حَتَّى مَاتَتْ فَقَالَ فِيْهَا أَشْعَارًا كَثيْرَةً هَذِهِ الأَبْيَاتُ مِنْ جُمْلَتِهَا يَقُوْلُ مِنْهَا: لَيْتَ شِعْرِي بِأَيِّ ذَنْبٍ لِمُلْكٍ ... كَانَ هَجْرِي لِقَبْرِهَا وَاجْتِنَابِي الذَّنْبُ حقدتُهُ كَانَ مِنْهَا ... أَمْ لِعِلْمِي بِشُغْلِهَا عَنْ عِتَابِي أَمْ لَامَنِي لِسُخْطِهَما وَرِضَاهَا ... منذُ وَارَيْتُ وَجْهَهَا في التُّرَابِ مَا وَفَى في العِبَادِ حَيٌّ لَمَيِّتٍ. البَيْتُ 13491 - مَا وَلَدت حُرَّةٌ عَلَى عَفَرِ الأَر ... ضِ شَبِيهًا لَهُ وَلَا تَلِدُ 13492 - مَا وَلَدت وَالِدةٌ مِنْ وَلَدٍ ... أَكرَمَ مِنْ عَبدِ مَنَافٍ حَسَبَا 13493 - مَا وَهَبَ اللَّهُ لامرئٍ هِبَةً ... أَفَضَلَ مِنْ عَقَلِهِ وَمنْ أَدبِهِ بَعْدَهُ: هُمَا حَيَاةُ الفَتَى فُقِدَا ... فَفَقْدُهُ لِلْحَيَاةِ أَلْيَقُ بِهِ يُرْوى لعَليّ عَليه السلامُ: [من مجزوء الكامل] 13494 - مَا هَذِهِ الدُّنيَا لِطَالِبها ... إِلَّا عَنَاءُ وَهَو لَا يَدرِي بعده: إِنْ أَقْبَلَتْ سَلَبَتْ دِيَانَتَهُ ... أَوْ أَدْبَرَتْ شَغَلتهُ بِالفَقْرِ ¬
13495 - مَا هَو إِلَّا اللَّهُ فَارفَع هَمَّكَما ... يَكفيكَ رَبُّ النَّاسِ مَا أَهمَّكَا أبو تَمَّامٍ: 13496 - مَا لامرئٍ أَسرَ القَضاءُ رَجَاءَهُ ... إِلَّا عطاؤُكَ أَو رَجاؤُكَ فَادِ الحُسينُ بن الضَّحَّاكِ، ويُروَى لجحظة: 13497 - مَا لِأَنِّي أَنساكَ أُكثِرُ ذِكَر ... اكَ وَلكن بِذاكَ يَجرِي لِسَانِي بَعْدَهُ: أَنْتَ في القَلْبِ وَالجوَانِحِ وَالنَّفْسِ ... وَأَنْتَ الهَوَى وَأَنْتَ الأمَانِي كُلُّ جُزْءٍ مِنِّي يَرَاكَ مِنَ الوَجْدِ ... بِعَيْنٍ غَنِيَّةٍ عَنْ عيَانِ فإذا غِبْتَ عَنْ عِيَانِي ... أَبْصَرْتُكَ بِعَيْنِ كُلِّ مَكَانِ ابن أبي عُيَيْنَةَ: 13498 - مَا لَا يَكُونُ فَلَا يَكُونُ بِحِيلةٍ ... أَبدًا وَمَا هُو كَائنٌ سَيَكُونُ أَبْيَاتُ عَبْدِ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن أَبِي عُيَيْنَةَ المُهَلَّبِيِّ يُخَاطِبُ اليَمَنِيِّيْنَ: مَا لا يَكُوْنُ فلا يَكُوْنُ بِحِيْلَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: سَيَكُوْنُ مَا هُوَ كَائِنٌ في وَقْتِهِ ... وَأَخُو الجهَالَةِ مُتْعَبٌ مَحْزُوْنُ يَسْعَى الذَّكِيُّ فلا يَنَالُ بِسَعْيِهِ ... حَظًّا وَيَحْظَى عَاجِزٌ وَمَهِيْنُ اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ فُرْقَةَ بَيْنَنَا ... فِيْمَا أَرَى شيْئًا عَلَيَّ يَهُوْنُ هَوِّنْ عَلَيْكَ وَكُنْ بِرَبِّكَ وَاثِقًا ... فَأَخُو التَّوَكُّلِ شَأنُهُ التَّهْوِيْنُ طَرَحَ الأَذَى عَنْ نَفْسِهِ في رِزْقِهِ ... لَمَّا تيقَّنَ أَنَّهُ مَضْمُوْنُ ¬
يَزيدُ بن حَاتِم: 13499 - مَا يَأَلفُ الدرهَم المَضرُوبُ خِرقَتَنا ... إِلَّا لِمامًا قَلِيلًا ثُمَّ يَنطَلِقُ بَعْدَهُ: يَمُرُّ مَرًّا عَلَيْهَا وَهِيَ تَلْفِظهُ ... إِنِّي امْرُؤٌ لم تُحَالِفْ خِرْقَتِي الوَرَقُ أَنْشَدَهُمَا الأَمِيْرُ عِزُّ الدِّيْنِ عَبْدُ العَزِيْزِ شَدَّادِ بنِ تَمِيْمٍ الحِميَرِيُّ لأَبِي خَالِدٍ يَزَيْدَ بنِ حَاتِمِ بنِ قُبَيْصةَ بن أَبِي صَفْرَةَ المَقْتُوْلِ عَلَى القَيْرَوَانِ. جَابرٌ: 13500 - مَا يَبرَّحُ الدَّهرَ يَجلُو حُجَّةً كَذِبًا ... عَميَاءَ لَيسَ لَها وَجْهٌ وَعَينَانِ بَعْدَهُ: لَهَا شَهِيْدَانِ مِنْ زُوْرٍ وَكَاتِبهَا ... هِيَ بنُ بَيٍّ وَمَجْنُوْنُ بنُ شَيْطَانِ 13501 - مَا يَحجِبُ الإِخوَانَ عَن دَارةِ ... إِلَّا الَّذي زَوجَتَهُ قَحبَه أبو العَتاهِيَةِ: 13502 - مَا يُحرِزُ المَرءُ مِن أَطرافِهِ طرفًا ... إِلَّا تحوَّنَهُ النقصَانُ مِن طَرَفِ مَعْن بنُ زَائِدَةَ: 13503 - مَا يَحسِدُ المَرءُ إِلَّا مِن فضَائلهِ ... بِالعِلمِ وَالظَّرفِ أَو بالبَأَسِ وَالجُودِ أبو تَمَّامٍ: 13504 - مَا يَحسِمُ العَقلُ والدُّنيا تُساسُ بِهِ ... مَا يَحسِمُ الصَّبر في الأَحداثِ وَالنُوبِ 13505 - مَا يَدخُلُ السِّجنَ إِنسان فَتسأَلُهُ ... مَا بَال سَجنِكَ إِلَّا قَالَ مَظلومُ ¬
الرّضيّ المُوسَويّ: 13506 - مَا يُذِّلُّ الزَّمانُ بالفَقرِ حُرًا ... كَيفَ مَا كَانَ فالشَريفُ شَريفُ أَبْيَاتُ الرَّضِيِّ المَوْسَوِيِّ يَقُوْلُ مِنْهَا: كُلُّ شيءٍ مِنَ الزَّمَانِ طَرِيْفُ ... وَاللَّيَالِي مَغَانِمٌ وَحُتُوْفُ يَا أَبَا الفَضْلِ وَالأُمُورُ فُنُوْنٌ ... تَبْعَثُ الهَمَّ وَالخُطُوْبُ صُرُوْفُ وَحِفَاظِي كَمَا عَلِمْتَ وَلَكِنْ ... أَنْكَرَ الغَدْرَ وُدِّيَ المَعْرُوْفُ وَمُرَادِي يَقِلُّ في جَنْبِ نِعْمَا ... كَ فَأَيْنَ التَّكَرُّمُ المَألُوْفُ مَا يَذِلُّ الزَّمَانَ بِالفَقْرِ حُرًّا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَحْمَدُ اللَّه أَنِّي مَا تَقَصَّيْتُ ... وَإِنَّ الَّذِي طَلَبْتُ طَفِيْفُ فَاحْتَمِلْ سَطْوَةَ العِتَابِ ... فَخَيْرُ النَّبْع مَا مَدَّ مَتْنَهُ السَّقِيْفُ وَعِتَابِي هَزٌّ لِعَطْفِكَ ... وَالأَغصَانُ تَهُزُّهُنَّ وُقُوْفُ إبرَاهيم بن العبّاسِ الصُّوليُّ: 13507 - مَا يَرجعُ الطَّرفُ عَنها حِينَ يُبصِرُها ... حَتَّى يَعودَ إِليها الطَّرفُ مشتَاقَا قَبْلهُ: قَالُوا عَلَيْكَ سَبِيْلُ الصَّبْرِ قُلْتُ لَهُمْ ... هَيْهَاتَ أَنَّ سَبِيْلَ الصَّبْر قَدْ ضَاقَا مَا يرْجِعُ الطَّرْفَ عَنْهَا حِيْنَ يُبْصرُهَا. البَيْتُ وَيُرْوَيَانِ لِمَنْصُوْرِ بنِ كَيْغَلغَ. 13508 - مَا يُريدُ الَفِراقُ لَا كَانَ مِنَّا ... أَشمَتَ اللَّهُ بِالفِراقِ التَلَاقِي بَعْدَهُ: ¬
لَوْ وَجَدْنَا إِلَى الفِرَاقِ ... سَبِيْلًا لأَذَقْنَا طَعْمَ الفِرَاقِ 13509 - مَا يَسَّرَ اللَّهُ مَن خَيرٍ قَنِعتَ بِهِ ... وَلَا أَموتُ عَلَى مال فَاتَنِي حَزنَا 13510 - مَا يَصَحَبُ المُؤمِن في قَبرِهِ ... غَيرَ التُّقَى وَالعَمَل الصَّالِح 13511 - مَا يُصلِحُ الدِّينَ والدُّنِيا وأَمرُهَما ... والخَلقَ والمُلكَ إِلَّا السَّيفُ وَالقَلمُ بَعْدَهُ: إِذَا انْكَفَى مُطْرِقًا تَنْدَى مَرَاشِفُهُ ... فَثَمَّ يَنْكُلُ عَنْهُ الصَّارِمُ الخَذِمُ الأخطلُ: 13512 - مَا يَضُرُّ البَحرَ أَمسَّى زَاخِرًا ... إِنْ رَمَى فِيهِ غُلامٌ بِحَجَر النَّابِغَةُ: 13513 - مَا يَطلبُ الدَّهرُ تُدرِكهُ مَخَالِبُهُ ... وَالدَّهرُ بِالوَتَرِ نَاجِ غَيرَ مَطلوبٍ الرّضيّ المُوسَويّ: 13514 - مَا يَطلبُ الدَّهرَ وَالأَيامُ مِن رَجُلٍ ... يَعُوذُ بِالحَمدِ إشفَاقًا عَلَى النِّعَمِ أَبْيَاتُ الرَّضِيِّ المَوْسَوِيِّ من قَصِيْدَةٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: هَذِي الرِّمَاحُ كَخُشْب الضّال وَالسَّلَمِ ... لَوْلَا مُطَاعَنَةُ الآرَاءِ وَالهِمَمِ إِنَّ الذَّوَابِلَ وَالأَقْلَامَ أَرْشِيَةٌ ... إِلَى العَلَى لِمُلُوْكِ العُرْبِ وَالعَجَمِ لَيْسَ السُّيُوْفُ عَنِ الأَقْلَامِ غَانِيَةٌ ... الفَرْيُ لِلسَّيْفِ وَالتَّقْدِيْرُ لِلقَلَمِ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَا يَطْلِبُ الدَّهْرُ وَالأَيَّامُ مِنْ رَجُلٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
إِذَا اقْتَضتْهُ الأَمَانِي بَعْدَ مَوْعِدِهِ ... غَطَّى بِسِتْرِ العَطَايَا عَوْدَةَ العَدَمِ مَنْ مَدَّ مِعْصَمَهُ مسْتَعْصمًا بِيَدِي ... عَصمْتهُ بِإِخَاءٍ غَيْرِ مُنْجَذِمِ وَمَنْ تَشَبَّثَ مِنْ صدْقِي بِحَاشِيَةٍ ... في القَوْل يَبْرَأ إِلَى الدُّنْيَا مِنَ التُّهَمِ إِذَا العَدُوُّ عَصَانِي خَافَ حَدَّ يَدِي ... وَعِرْضهُ آمِنٌ مِنْ هَاجِرَاتِ فَمِي جَعَلْتُ سَمعِي عَلَى قَوْلِ الخَنَا حَرَمًا ... فَأَيُّ فَاحشَةٍ تَدْنُو إِلَى حَرمِي يَكَادُ أنْفِي إِذَا مَا اشْتَاقَ مَرْتَبَةً ... مِنَ التَّوَاضعِ يَنْضو خِلْعَةَ الشَّمَمِ جَدِّي النَّبِيُّ وَأمِّي بِنْتُهُ وَأَبِي ... وَصِيُّهُ وَجُدُوْدِي خِيْرَةُ الأُمَمِ لِقَصْدِنَا تَتَمَطَّى كُلَّ رَاقِصةٍ ... هَوْجَاءُ تَخْبطُ هَامَ الصَّخْرِ وَالرَّجَمِ بِكُلِّ أَشْعَثَ مُنْقَدًّا إِذَا ... جَدَّ النَّجَاءُ بِهِ مِنْ أَطْيَبِ الشِّيَمِ لنَا المَقَامُ رَعَيْتُ اللَّهَ حُجْرَتهُ ... في المَجْدِ ثَابِتَةُ الأَطْنَابِ وَالدّعَمِ يَقُوْلُ في آخِرِهَا: أَنَا زُهَيْرٌ فَمَنْ لِي في زَمَانِكَ ذَا ... بِبَعْضِ مَا افْتَرَقَتْ عَنْهُ يَدَا هَرِمِ أبو عليّ الكَاتبُ: 13515 - مَا يَعرِفُ الخَيرَ مِن شَرٍّ فَيتبَعَهُ ... وَلَا يُفرِّقُ بَينَ الشَّاءِ والإِبِلِ قَبْلهُ: هَذَا بِهِ جِنَّةُ الطُّغْيَانِ مِنْ حَمَقٍ ... إِنْ لَمْ يكن مَسَّهُ مَسٌّ مِنَ الخَبَلِ في دَيْرِ هرقْلَ خَلْقٌ منه أَعقَلَ في ... الأَغْلَالِ مكتَبلًا وَغَيْرُ مكتَبلِ وَمَنْ تَكُنْ مُتْعَةُ الآبَاءِ مَوْلدُهُ ... وَالأُمُّ تِلْكَ يَكُنْ في غَايَةِ المَثَلِ ما يعرف الخير من شرّ. . البيت. الأَبْلَهُ: 13516 - مَا يَعرِفُ الشوقَ إِلَّامَن يكابدهُ ... وَلَا الصَّبَابةَ إِلَّا مَن يُعَانِيهَا ¬
أَبْيَاتُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بنِ بخْتيَارَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ المَعْرَوْفِ بِالأَبْلَهِ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا الإِمَامُ المُقْتَفِي لأَمْرِ اللَّهِ أَوَّلُهَا: رَاحَتْ بِسَرْحَةِ نعْمانٍ وَوَادِيْهَا ... غُزْرُ السَّحَائِبِ تَغْدُوْهَا غَوَادِيْهَا مِنْ كُلِّ وَطْفَاءَ تَرْوِي البَرْقَ مُزْنَتُهَا ... كَأَنَّمَا ثَغْرُ سُعْدَى ضَاحِكٌ فِيْهَا مَا يَعْرِفُ الشَّوْقَ إِلَّا مَنْ يُكَابِدُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا السَّمَاحَةَ إِلَّا المُسْتَهَامُ بِهَا ... خَلِيْفَةُ اللَّهِ مُنْشِيْهَا وَمَبْدِيْهَا مَا اخْتَال مُذْ نَالَهَا وَهُوَ المُعَدُّ لَهَا ... تِيْهًا وَنَالَتْهُ فَاحْتَالَتْ بِهِ تِيْهَا سَعَى إِلَى الغَايَةِ القُصْوَى فَأَدْرَكَهَا ... تَقَاصَرَ عَنْهَا سَعْيُ سَاعِيْهَا لَهُ أَحَادِيْثُ في جُوْدٍ لَا ارْتيَابَ بِهَا ... إِحْسَانُهُ الغَمْرُ في الآفَاقِ يَرْوِيْهَا وَهِمَّةٌ كَشِهَابِ الرَّجْمِ يَرْكَبُهَا ... إِلَى العَدُوِّ فَيَمْضِيْهَا وَينْضِيْهَا تَمُوْتُ آمَالُ مَا فِيْنَا فيَنْشِرُهَا ... وَيَنْشِرُ الدَّهْرُ أَحْدَاثًا فَيَطْوِيْهَا لِيَعْلَمَ النَّاسُ أَنِّي شَاعِرٌ بَطَلٌ ... لَا مِثْلُ مَنْ يَتَعَاطَى ذَاكَ تَمْوِيْهَا أَقُوْلُ مِنْ بَعْدِ مَا أَحْبَبْتُ دَوْلتكُمْ ... هَلْ نَافِعِي عِنْدَ لَيْلَى فرْطَ حُبِّيْهَا إبرَاهيم بن عبدِ الرَّحمَن: 13517 - مَا يَعلَمُ النَّأيُ مَتَى هُوَ لَايبُ ... وَمَتَى المُقيمُ عَنِ المَحَلةِ غَايبُ بَعْدَهُ: يَسْعَى امْرؤٌ لِيَنَالَ مَا يَسْعَى لَهُ ... وَالأَمْرُ يَصْرِفُهُ القَضَاءُ الغَالِبُ يَأْتِي بِلَا طَلَبٍ أُنَاسًا رِزْقُهُمْ ... وَيَخِيْبُ بِالطَّلَبِ المُلِحُّ الطَّالِبُ إِحْذَرْ عَوَاقِبَ وِرْدِ أَمْرِكَ صَادِرًا ... فَلِكُلِّ وِرْدٍ مَصْدَرٌ وَعَوَاقِبُ لَا تَسْأَلَنَّ عَنِ امْرِئٍ وَاسْأَلْ بِهِ ... إِنْ كُنْتَ تَجْهَلَ أَمْرَهُ مَا الصّاحِبُ ¬
13518 - مَا يُغلِقُ بَابَ الرِزقِ مِن أَحَدٍ ... إِلَّا وَيَفتَحُ دُونَ البَابِ أَبوَابا 13519 - مَا يَقضِهِ اللَّهُ لَا يُتبِعكَ مَطلَبُهُ ... والسَّعي في نَيلِ مَا لَم يَقضِهِ عَسِرُ 13520 - مَا يكتُمُ السِرَّ إِلَّا كُلُّ ذِي ثِقَةٍ ... والسِرُّ عِندَ كرامِ النَّاسِ مَكتُومُ سَابِقٌ البَرْبَريُّ: [من البسيط] 13521 - مَا يَلبَثُ الشيءُ أَن يُبلَى إذا اختَلَفت ... يومًا عَلَى نَقصِهِ الرَّوحاتُ والبُكرُ أَبْيَاتُ سَابِقِ البَرْبَرِيِّ: مَا يَلْبَثُ الشَّيْءَ أَنْ يَبْلَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكُلُّ بَيْتٍ خَرَابٌ بَعْدَ جِدَّتِهِ ... وَمِنْ وَرَاءِ الشَّبَابِ المَوْتُ وَالكِبَرُ بَيْنَا تَرَى الغُصْنَ لَدْنًا في أَرُوْمَتِهِ ... رَيَّانَ صَارَ حُطَامًا جَوْفُهُ نَخِرُ أَبَعْدَ آدَمَ تَرْجُوْنَ البَقَاءَ وَهَلْ ... تَبْقَى فُرُوع لأَصْلٍ حِيْنَ يَنْقَعِرُ إِلَى الفَنَاءِ وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُمْ ... مَصيْرُ كُلُّ بَنِي أُنْثَى وَإِنْ كَثُرُوا وَالمَرْءُ مَا عَاشَ في الدُّنْيَا لَهُ أَمَلٌ ... إِذَا انْقَضى سَفَرٌ مِنْهَا إِلَى سَفَرِ لَهَا حَلَاوَةُ عَيْشٍ غَيْرُ دَائِمَةٍ ... وَفِي العَوَاقبِ مِنْهَا المُرُّ وَالصَّبِرُ إِذَا قَضَتْ زُمْرَةٌ آجَالَهَا نَزَلَتْ ... عَلَى مَنَازِلِهَا مِنْ بَعْدِهَا زُمَرُ فَمَا صَفَا لامْرِئٍ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ ... إِلَّا سَيَتْبعُ يَوْمًا صفْوهُ كَدَرُ قَدْ يَرْعَوِي المَرْءُ يَوْمًا بَعْدَ هَفْوَتِهِ ... وَتُحْكِ الجاهِلَ الأيَّامُ وَالغيَرُ لَا يَنْفَعُ الذِّكْرُ قَلْبًا قَاسِيًا أَبَدًا ... وَهَلْ يَلِيْنُ لِقَوْلِ الوَاعِظِ الحَجَرُ وَالعِلْمُ يَجْلُو العَمَى عَنْ قَلْبِ صَاحِبِهِ ... كَمَا يُجْلَى سَوَادَ الظُّلْمَةِ القَمَرُ وَالمَوْتُ خَيْر لِمَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ ... إِلَى الأُمُورِ الَّتِي تَخْشَى وتَنْتَظِرُ فَهُمْ يَمُرُّوْنَ أَفْوَاجًا وَتَجْمَعُهُمْ ... دَارٌ إِلَيْهَا يَصِيْرُ البَدْوُ وَالحَضَرُ ¬
وَلَيْسَ يَزْجُرُكُمْ مَا تُوْعَظُوْنَ بهِ ... وَالبهْمُ يَزْجُرُهَا الرَّاعِي فَتَنزجِرُ مَالِي أَرَى النَّاسَ وَالدُّنْيَا مُوَلِّيَةٌ ... وَكُلُّ حَبْلٍ عَلَيْهَا سَوْفَ يَنْبَتِرُ لَا يَشْعرُوْنَ مَا في دِيْنهِمْ نُقِصُوا ... جَهْلًا وَإِنْ نَقَصَتْ دُنْيَاهُمُ شَعَرُوا 13522 - مَا يَمنَعُ النَّاسُ شيئًا جِئتُ أَطلُبُهُ ... إِلَّا أَرَى اللَّهُ يَكفِي فَقدَ مَا مَنَعوا 13523 - مَا يُنالُ الخَيرُ بالشَرِّ وَلَا ... يَحصُدُ الزَّارعُ إِلَّا مَا زَرَعَ قَوامُ الدّين بن زَبادَةَ: 13524 - مَا يَنفَع الحَائِم الصَّديَانِ إِنْ قَرُبَت ... زُرقُ المَوارِد مِنهُ وَهُوَ مَصدُودُ قَبْلهُ: وكَتَبَ بِهَا مِنْ حَبْسِهِ إِلَى صدِيْقٍ لَهُ مَحْبُوْسٍ أَيْضًا: يَا مَنْ أَطَالَ بعَادِي ثُمَّ حِيْنَ دَنَا ... مِنِّي دَنَا وَطَرِيْقُ الوَصْلِ مَسْدُوْدُ وَنَامَ عَنِّي وَعَيْني فِيْهِ سَاهِرَةٌ ... وَباتَ خُلْوًا وَقَلْبِي فِيْهِ مَجْهُوْدُ أَعْزِزْ عَلَيَّ بِقُرْبٍ لَسْتُ فِيْهِ كَمَا ... تَهْوَى وَلَا أَنَا في الأَحْيَاءِ مَعْدُوْدُ وَنَحْنُ في ضِيْقَةِ المَثْوَى سَوَاسِيَةٌ ... لَوْ زَارَنَا الطَّيْفُ وَلَّى وَهُوَ مَرْدُوْدُ سَيّانَ إِنْ دَنَتِ الأَيَّامُ فِيْهِ بِنَا ... وَإِنْ تَنَاءَتْ وَحَالَتْ بَيْنَنَا بِيْدُ مَا يَنْفَعُ الحَائِمُ الصَّدْيَانَ إِنْ قَرُبَتْ. البَيْتُ قَبْلهُ: وكَتَبَ بِهَا مِنْ حَبْسِهِ إِلَى صَدِيْقٍ لَهُ مَحْبُوْسٍ أَيْضًا: يَا مَنْ أَطَالَ بعَادِي ثُمَّ حِيْنَ دَنَا ... مِنِّي دَنَا وَطَرِيْقُ الوَصْلِ مَسْدُوْدُ وَنَامَ عَنِّي وَعَيْني فِيْهِ سَاهِرَةٌ ... وَباتَ خُلْوًا وَقَلْبي فِيْهِ مَجْهُوْدُ أَعْزِزْ عَلَيَّ بِقُرْبٍ لَسْتُ فِيْهِ كَمَا ... تَهْوَى وَلَا أَنَا فِيَ الأَحْيَاءِ مَعْدُوْدُ وَنَحْنُ في ضِيْقَةِ المَثْوَى سَوَاسِيَةٌ ... لَوْ زَارَنَا الطَّيْفُ وَلَّى وَهُوَ مَرْدُوْدُ ¬
سَيّانَ إِنْ دَنَتِ الأَيَّامُ فِيْهِ بِنَا ... وَإِنْ تَنَاءَتْ وَحَالَتْ بَيْنَنَا بِيْدُ مَا يَنْفَعُ الحَائِمُ الصدْيَانَ إِنْ قَرُبَتْ. البَيْتُ دِعْبلٌ في الرّشيد وعَليّ بن موسى: 13525 - مَا ينفَعَ الرِّجسِ مِنْ قُربِ الزَكِّي ... وما على الزكيّ بِقُربِ الرِّجسِ مِن ضَرَرِ الرّضيّ المُوسَويّ: 13526 - مَا يَنفَعُ المَاضينَ إِنْ بَقيتْ لَهُم ... خِطَطُ مُعَمّرةٌ بِعُمرٍ فَانِ لَهُ أيضًا: 13527 - مَا يَنفَعُ المرءُ حسَابٌ بِلَا جِدةٍ ... أَليسَ ذَا مُنتَهى حَظِّي وَذَاكَ أَبِي بَعْدَهُ: لَوْ أَنْصَفَ الدَّهْرُ دَلَّتْنِي غَيَاهِبُهُ ... عَلَى العُلَى بِضِيَاءِ العَقْلِ وَالحَسَبِ امْرؤُ القَيْسِ: 13528 - مَا يُنْكِرُ النَّاسُ مِنَّا يَومَ نَملِكُهُم ... كَانُوا عَبيدًا وَكُنَّا نحنُ أَربَابا يقال إِنَّ أَفْخَرُ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ قَوْلُ امْرِئٍ القَيْسِ هَذَا: مَا يُنْكِرُ النَّاسَ مِنَّا يَوْمَ نَمْلِكُهُمْ. البَيْتُ وَقِيْلَ بَلْ أَفْخَرُ بَيْتٍ قَوْلُ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ (¬1): وَبِبِئْرٍ بِدَارٍ إِذْ يَرُدُّ وَجَوْهَهُم ... جُبْرِيْلُ تَحْتَ لِوَائِنا وَمُحَمَّدُ وَقِيْلَ بَلْ أَفْخَرُ بَيْتٍ قَوْلُ الحُطَيْئَةِ (¬2): ¬
مَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ رِحْلِهَا ... أَبَرُّ وَأَوْفَى ذِمَّةً مِنْ مُحَمَّدِ ابْنُ الرُّوميّ: 13529 - مُبارك الوَجهِ مَيمُونٌ نقِيبتُهُ ... يوري الزِّنَادَ بِكفيهِ إِذَا قَدَحا بَعْدَهُ: في وَجْهِهِ رَوْضَةٌ لِلْحُسْنِ مُوْبِقَةٌ ... مَا رَادَ في مِثْلِهَا طَرْفِي وَلَا سَرَحَا يَجُوْلُ مَاءُ الحَيَا في صَحْنِ وَجْنَتِهِ ... كَالُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ مَا رَقْرَقتهُ سَبَحَا في كَفِّهِ قَلَمٌ نَاهِيْكَ مِنْ قَلَمٍ نُبْلًا ... وَنَاهِيْكَ مِنْ كَفٍّ بِهِ اتَّشَحَا يَمْحُو وَيُثْبِتُ أَرْزَاقَ العِبَادِ بِهِ ... فَمَا المَقَادِيْرُ إِلَّا مَا مَحَا وَوَحَا كَأَنَّنِي بِكَ قَدْ خَوَّلتنِي أَمَلِي ... وَأَنْتَ جَذْلَانَ مَسْرُوْرًا بِهِ فَرِحَا أحمدُ بنُ يُوسُفَ: 13530 - مُبَرَّأُونَ مِن الشِعرَ التَّليدِ وَمَن ... حَملَ الأُيُورِ وإِحراجٍ مَنَاتِين بَعْدَهُ: وَكَالنِّسَاءِ إِذَا مَا شِئْتَ خَلْوَتَهُمْ ... وَكَاللّيُوْثِ لدى الهَيْجَاءِ تَحْمِيْنِي يَصِفُ الخدّامَ وَيُفَضلَهُمْ عَلَى المردَانِ وَالنِّسَاءِ. 13531 - مُبرَقعةُ بِثوبِ الحُسنِ تَرعَى ... بغَيرِ تَكَلفٍ ثَمَرَ القُلوبِ ابن الرُّوميّ في الْقِسِي: 13532 - مُتاحٌ لِرَامِيها الرَّمايا كَأَنَّما دَعَا ... دَاعِي المنَايَا فأَسمَعَا ¬
لَهَا عَوْلَةُ أَوْلَى بِهَا مَا تُصِيْبُهُ ... وَأَجْدَرُ بِالأَعْوَالِ مَنْ كَانَ مُوْجَعَا وَقَالَ أَيْضًا (¬1): تَشْكِي المُحِبَّ وَتَشْكُو وَهِيَ ظَالِمَةٌ ... كَالقَوْسِ تُصْمِي الرَّمَايَا وَهِيَ مِرْنَانُ الخَلِيل بنُ أحمدَ: 13533 - مُتَاركَةُ اللَّئِيم بِلَا سِبَابٍ ... أَشَدُّ عَلَى اللَّئِيم مِنَ السّبابِ الجَنَزيّ: 13534 - مَتَاعٌ مضمَحِلٌ عَن قَريبٍ ... وَحُبّ المُضمَحِل مِنَ المحَالِ أبو نواسٍ: 13535 - مُتْ بِداءَ الصَّمتِ خَيرٌ ... لَكَ مِن داءَ الكَلامِ أَبْيَات أَبِي نوَّاسٍ: خَلِّ جَنْبَيْكَ لِرَامِ ... وَامْضِ عَنْهُ بِسَلَامِ مُتْ بَدَاءِ الصَّمْتِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: رُبَّمَا اسْتَفْتَحتَ بِالنُّطْقِ ... مَغَالِيْقَ الحِمَامِ رُبَّ لَفْظٍ سَاقَ ... آجَالَ فئَام وَفِئَامِ إِنَّمَا السَّالِمُ مَن ... أَلْجَمَ فَاهُ بِلِجَامِ فَالبَسِ النَّاسَ عَلَى ... الصِّحَةِ وَالسقَامِ وعَلَيْكَ القَصْدَ ... إِنَّ القَصْدَ أبقى لِلحمَامِ ¬
أبو تمَّامٍ: 13536 - مُتَبذِّلٌ في الحَيِّ وَهوَ مُبجَّلٌ ... مُتَواضِعٌ في القَومِ وَهوَ مُعَظَّمُ بَعْدَهُ: لا تَألَفِ الفَحْشَاءَ بُرْدَيْهِ وَلَا ... يَسْرِي إِلَيْهِ مَعَ الظَّلَامِ المَأثَمِ يَعْلُو فَيُعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ حَقَّهُ ... وَيُذِيْلُ فِيْهِمْ نَفْسَهُ فَيُكَرَّمِ دُرَيدُ بنُ الْصِّمَّةِ: 13537 - مُتَبذِّلًا تَبدُو مَحاسِنهُ ... يَضعُ الهِنَاءَ مَوَاضِعَ النُقبِ قَبْلهُ: حَيُّوا تَمَاضُرَ وَارْبَعُوا صَحْبِي ... وَقِفُوا فَإِنَّ وُقُوْفَكُمْ حَسْبِي مَا إِنْ رَأَيْتُ وَلَا سَمِعْتُ بِهِ ... كَاليَوْمِ هَانِيءِ أَيْنُقٍ جُرْبِ مُتَبَذِّلًا تَبْدُو مَحَاسِنُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مُتَحَسِّرًا نَضَحَ الهَنَاءُ بِهِ ... نَضْحَ العَبِيْرِ بِرَيْطِهِ العُطُبِ يقول ذلك في الخنساء، والمثل: يطبع الهناء مواضع النقب: قال الحاتمي: وهذا من أبرع الأمثال وأحسنها وذلك أَنَّ دريدًا رأى الخنساء واسمها تُمَاضر وإنما غلب عليها هذا اللقب وهي تهنأ بعيرًا لها فقال: حيوّا تماضر. . . الأبيات النقب: القطع المتفرقة من الجرب في جلد البعير. ويقال: النقب؛ أيضًا بفتح النون والواحدة نُقبة. أبو نواسٍ: 13538 - مُتَتَايهٌ بِجمالِهِ صَلِفٌ ... لَا يُستَطاعَ كَلَامُهُ تِيها ¬
ابْنُ شُمسِ الخِلَافةِ: 13539 - مُتَّصِلُ الجُودِ بَعيد شأوهُ ... نَائي المَدى مُنقَطِعُ القَرين 13540 - مَتَّعَ اللَّهُ حُسنَ وَجهكَ بالسَّعـ ... ـد وَأَعطاكَ مِن رِضاهُ الجزِيلَا بَعْدَهُ: وَتَوَلَّاكَ ذُو الجلَالِ بِحِفْظٍ ... أَيْنَمَا كُنْتَ بُكْرَةً وَأَصِيْلَا 13541 - مُتَتَايِه بآدَابٍ إِليكَ نَوازغٍ غَنيـ .. ـنا عَنِ القُربَى بِهَا وَالأَواصِرِ ابْنُ زيْدُونَ: 13542 - مُتَجنٍّ يَجلُو تَجنِّيهِ عِندِي ... فَهوَ يجني وَمِنِّي الاعتِذارُ البُحتُريّ: 13543 - مُتَحيِّرٌ يَغدُو بِعَزمٍ قَائِمٍ ... في كُلِّ نَازِلةٍ وَجدِّ قَاعِدِ قَبْلَهُ يَشْكُو: مَنْ كَانَ يَحْمِدُ أَوْ يَذِمُّ زَمَانَهُ ... هَذَا فَمَا أَنَا لِلزَّمَانِ بِحَامِدِ فَقْرٌ كَفَقْرِ الأَنْبِيَاءِ وَغرْبَةٌ ... وَصَبَابَةٌ لَيْسَ البَلَاءُ بِوَاحِدِ مُتَحَيِّرٌ يَغْدُو بِعَزْمٍ قَائِمٍ. البَيْتُ 13544 - مُتَخِّلقٌ مِن كُلُّ حُسنِ خَليقَةٍ ... كعُطاردٍ في طَبعِهِ المُتَمازج السَريُّ الرَّفاء: 13545 - مُتَشَابهُ الطَّرَفينِ أَصبَحَ عَمَّهُ ... في ذِروةٍ لَم تَعدُ ذِروةَ خَالِهِ ¬
البُحتُريّ: 13546 - مُتَعتِّبٌ مِن حَيثُ لَا مُتعَتَّبٌ ... إِن لَم يَجِد جُرمًا عَلَيَّ تَجرَّمَا بَعْدَهُ: ألِفَ الصَّدُوْدَ فَلَوْ يَمُرَّ خَيَالهُ ... بِالصَّبِّ في سِنَةِ الكَرَى مَا سَلَّمَا المتَنَبيّ: 13547 - مُتلفٍ مُخلِفٍ أَبِيٍّ وَفِيٍّ ... عَالمٍ حَازمٍ شُجَاعٍ جَوَادِ ومن باب (المِيْمِ) قَوْلُ بَعْضِهِمْ يَهْجُو: مُتَمَّمٌ مِنْ نَقْصِهِ دَائِمًا ... بِالهَزَلِ وَالإِضْحَاكِ وَالكَيْسِ حَتَّى إِذَا اسْتَنْطَقْتَهُ سَائِلًا ... وَجدْتَهُ أَعْيَا مِنَ التَّيْسِ البُحْتُريّ: [من الكامل] 13548 - مُتَواضِعٌ وأَقلُّ مَا يَعتَادُهُ ... في المَجدِ يُجِبُ نَخوةَ المُتَكَبِّرِ بَعْدَهُ: إِنْ يَدْنُ يَكْفِ الغَائِبِينَ وَإِنْ يَغِبْ ... لَمْ يَكْفِنَا عَنْهُ دُنُوُّ الحُضَّرِ لَهُ أيضًا: 13549 - مُتَوَاضِعٌ وَالنُبلُ يَحرُسُ قَدرَهُ ... وَأَخَو النَّباهَةِ بالتَّواضُعِ يُنبَلُ هَذَا الكَلَامُ شَبِيْهٌ بِكَلَامِ الهِنْدِ وَلُغَتِهَا. امْرُؤ القيسِ: 13550 - مُتَوَسِطًا عَضبًا مَضَارِبهُ ... في مَتنِهِ كَمدَبَّةِ النَّملِ ¬
بَعْدَهُ: يَصِفُ سَيْفًا: يُدْعَا صَقِيْلًا وَهُوَ لَيْسَ لَهُ ... عَهْدٌ بِتَمْوِيْهٍ وَلَا صقْلِ 13551 - مُتَهجِّد يُخفِي الصَّلَاةَ وَقَد أَبَى ... إِخفاءَها أثرُ السُّجُودِ البَادِي البُحتريّ: 13552 - مُتَهَلِّل طَلقٌ إِذَا وَعَدَ الغِنَى ... بالبِشرِ أَتبَعَ وَعدَهُ بالنَّائِلِ دُريدُ بنُ الصُّمَّةِ: 13553 - مُتَهَللًا تَبدُو أَسِرَّةَ وَجهِهِ ... مِثلُ الحُسَامِ جَلَتهُ كَفُّ الصَّيقَلِ هَذَا مِنْ جِمْلَةِ أَبْيَاتٍ قَالَهَا دُرَيْدُ في رَبِيْعَةَ بن مُكَدِّمٍ وَقَدْ عَايَنَ مِنْ شَجَاعَتِهِ وَبَسَالَتِهِ مَا أَعْجَبَهُ. تَميمُ بنُ طَرِيفٍ، خارجيّ: 13554 - مَتَى أُجر خَائِفًا تَأمَن مَسَارِحُهُ ... وإِنْ أُخِف أَمنًا تَقلَق بِهِ الدَارُ البُحْتُريّ: 13555 - مَتَى أَجريَتَ ذَا كرَمٍ تَخطَّا ... إِليكَ بِبَعضِ أَخلاقِ اللِئامِ زُهيرُ بنُ أبي سُلْمى: 13556 - مَتَى أُحلُل بِساحَتِهِ أَجدهُ ... أَنِيسَ الرَّبع مُخضرَّ الجَنَابِ ¬
البُحْتُريّ: 13557 - مَتَى أَرَتِ الدُّنيَا نَباهَةَ خَامِلٍ ... فَلَا تَرتَقِب إِلَّا خُمولَ بَنِيْهِ 13558 - مَتَى أَرجُو مِنَ الأَسقَامِ بُرءًا ... إِذَا مَا كَانَ مُسقِمِي الطَّبيبُ ومن باب (مَتَى) قَوْلُ جُنْدَحٍ المُرِّيِّ في طُوْلِ اللَّيْلِ وَالتَّبَرُّمِ بِهِ وَتَمّنِّي طُلُوْعُ الصَّبَاحِ: مَتَى أَرَى الصُّبْ قَدْ لَاحَتْ مَخَائِلهُ ... وَاللَّيْلُ قَدْ مُزِّقَتْ مِنْهُ السَّرَابِيْلُ أبو الأسْوَد الدُئَلي: 13559 - مَتَى استَبدَلَت نَفسِي سِواكِ حَليلةً ... فتِلكَ الَّتي استَبدلتُها بِريئ مِنِّي يقول ذَلِكَ مُخَاطِبًا لامَرَأتِهِ. عَبْدُ اللَّهِ البَاجيّ: 13560 - مَتَى أَقطَعِ الإِخوانِ في عَثرةٍ ... بقيتُ وَحيدًا لَيسَ لِي مَن أواصِلُ جَرِيرٌ: 13561 - مَتَى أَلحَقُ الحَظَّ الَّذي فَاتَ آنفًا ... إِذَا كَانَ يَومِي فِيكَ أَخسَرُ مِنْ غَدِ زُهيرُ بنُ أبي سُلْمى: 13562 - مَتَى تَأَتِهِ تَعشُو إلى ضَوءِ نَارِهِ ... تَجِد خَيرَ نَارٍ عِندَها خَيرَ مُوقِدِ أَبْيَاتُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى في هَرِمٍ: ¬
نَزَرُوا امْرَأً يعْطِي عَلَى الحَمْدِ مَالَهُ ... وَمَنْ يُعْطِ أَثْمَانَ المحَامِدِ يُحْمَدِ وَأَنْتَ امْرُؤٌ مَنْ تُعْطِهِ اليَوْمَ نَائِلًا ... يَكْفِيْكَ لَا تَمْنَعُهُ مِنْ نَائِلِ الغَدِ تَرَى الجوْدَ لَا يُدْنِي مِنَ المَرْءِ حَتْفَهُ ... كَمَا البُخْلُ وَالإِمْسَاكُ لَيْسَ بِمُخَلِدِ مُفِيْدٌ وَمِتْلَافٌ إِذَا مَا سَأَلتهُ ... تَهَلَّلَ وَاهْتَزَّ اهْتِزَازَ المُهَنَّدِ مَتَى تَأَتِهِ تَعْشُو إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ. البَيْتُ قَالَ عُمَرُ بن الخَطَّابِ رَضِيّ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا سَمِعَ بِهَذَا البَيْتَ ذَاكَ رَسُوْلُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. العَشَا مَقْصُوْرٌ في العَيْنِ يقالُ عَشِيَ يَعْشَا عِشًا شَدِيْدًا إِذَا كَانَ العَشَا خِلْقَةً وَكِتَابَتُهُ بِالأَلِفِ لنه يقالُ رَجُلٌ أَعْشَا وَامْرَأَةٌ عَشْوَاءُ وَظُهُوْر المنثّ بِالوَاو يَدُلُّ عَلَى أَنَّ العَشَا بِالوَاوِ. وَقَدْ عَشِيَ يَعْشُو إِذَا كَانَ يَسْتَضِيْءُ بِبَصَرٍ ضَعِيْفٍ في ظُلْمَةٍ. أَوْسُ بنُ حَجَرٍ: 13563 - مَتَى تَبغِ عِزِّي في تَميمٍ وَمَنصِبِي ... تَجِد لِي خَالًا غَيرُ مُخزٍ وَلَا عَمِي قَبْلهُ: أَرَى حَرْبَ أَقْوَامٍ تَدِقُّ وَحَرْبُنَا ... تَجِلُّ فَيَعْرُوْني بِهَا كُلُّ مُعْظَمِ تَرَى الأَرْضَ مِنَّا بِالفَضَاءِ مَرِيْضَةً ... مُعَضلَةً بِجَمْعٍ عَرَمْرَمِ متى تَبغ عِزِّي في تَمِيْمٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَجِدْنِي مِنْ أَشْرَافِهِمْ وَخِيَارِهِمْ ... حَفِيْظًا عَلَى عَوْرَاتِهِمْ غَيْرَ مُحْرِمِ أَبُو نَخَيْلَةَ: 13564 - مَتَى تُتبعِ المَعروفَ مَنًّا فَإِنَّهُ ... يُؤدِ إلى ذَمٍّ وَإِن جَلَّ مَا تُسدِى قَبْلهُ: متى تَسْدِ مَعْرُوْفًا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ ... رُزِيْتَ وَلَمْ تَظْفَرْ بِأَجْرٍ وَلَا حَمْدِ ¬
متى تتْبعِ المَعْرُوْفَ منًّا. البَيْتُ عَمرُو بنُ بَرَّاقَةَ: 13565 - مَتَى تَجمَعِ القَلبَ الذَكيَّ وَصَارِمًا ... وأنفًا حَميمًا تَجتَنبْكَ المَظالِمُ قَدْ كُتِبَتْ الأَبْيَاتُ بِحِكَايَتِهَا بِبَابِ: كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللَّهِ لَا تأخُذُوْنَهَا. البَيْتُ زُهَيْرٌ الْمصْرِيُّ: 13566 - مَتَى تَجمعُ الأَيَّامُ شَملِي بقُربِكُم ... وَيَصِفو لَنا مِن عَيشِنا مَا تَكدَّرا جَرِيرٌ: 13567 - مَتَى تَجمَعِي هَجرًا طَويلًا وَنَائلًا ... قَليلًا يُقَطِّعُ ذَاكَ بَاقِيَةَ الوَصِلِ 13568 - مَتَى تَحسُبْ صَدِيقَكَ لَا يقِلُّو ... وإن تُخبِر يقِلُّو في الحِسَابِ بعده (¬1): وَتَرْكُ مَطَالِبِ الحَاجَاتِ عِزٌّ ... وَمَطْلَبُهَا يُذِلُّ قُوَى الرِّقَابِ وَقُرْبُ الدَّارِ في الإِقْتَارِ خَيْرٌ ... مِنْ العَيْشِ المُوَسَّعِ في اغْتِرَابِ أبو نوَّاسٍ يخاطب ناقته: 13569 - مَتَى تَحُطِّي إِليهِ الرَّحلُ سَالمةً ... تَستَجمِعي الخَلقَ في تمثالِ إنسانِ ¬
13570 - مَتَى تَحمَدُ صَدِيقَ السَّوءِ فَاعلَم ... بأَنَّكَ بَعدَ مَحمَدِهِ تَذُمَّهُ بَعْدَهُ: كِطِفْلٍ رَاقَهُ تَرقِيْشُ صلٍّ ... فَلَمَّا مَسّمَهُ أَرْدَاهُ سَمُّه أبو فراسِ بنُ حَمْدَانَ: 13571 - مَتَى تَخلِفُ الأَيّامَ مِثلِي لَكُم ... فَتًى طَويلَ نَجادِ السَّيفِ رَحبَ المُقلَّدِ كَانَ أَبُو فرَاسِ بنِ حَمْدانَ قَدْ طَلَعَ يَتَصَيَّدُ وَمَعَهُ سَبْعُوْنَ فَارِسًا فَلَقِيَهُ تُوْذِرِس البَطْرِيْقُ في أَرْبَعَةِ آلَافٍ مِنْ وُجُوْه الرُّوْمِ وَالأَرْمَنِ فَأَرَادَهُ أَصحَابهُ عَلَى الهَزِيْمَةِ فَأَبَى حَتَّى أُثْخِنَ بِالجَّرَاحَةِ وَأُخِذَ أَسِيْرًا في ذَلِكَ اليَوْمِ وَكَانَ سَيْفِ الدَّوْلَة قَدْ أَسَرَ أَخًا لِلَّذِي أَسَرَ أَبُو فِرَاسٍ وَأسرَ أَبَاهُ فَلَمَّا حَصلَ في يَدِهِ سَامَهُ إِخْرَاجُ أَخِيْهِ فِدَاءً بِهِ فَكَتَبَ أَبُو فِرَاسٍ إِلَى سَيْفِ الدَّوْلَة يَسْتَعْطِفُهُ وَيَسْأَلُهُ الفدَاءِ بهذه القَصِيْدَةِ. يَقُوْلُ مِنْهَا: دَعَوْتُكَ لِلجفْنِ القَرِيْحِ المُسَهَّدِ ... لَدَيَّ وَلِلنَّوْمِ القَلِيْلِ المُشَرَّدِ وَمَا ذَاكَ بُخْلًا بِالحَيَاةِ وَإِنَّهَا ... لأَوَّلُ مَبْذُوْلٍ لأَوَّلِ مَجْتَدِي وَمِثْلكَ مَنْ يُفدْى لِكُلّ عَظِيْمَةٍ ... وَمِثْلِي مَنْ يُفْدَى بِكُلِّ مُسَوَّدِ فلا كَانَ كَلْبُ الرُّوْمِ أَرْأَفَ مِنْكُمُ ... وَأَرْغبَ في كَسْبِ الثَّنَاءِ المُخَلَّدِ وَلَا بَلَغَ الأَعْدَاءُ إِنْ يَتَنَاهَضُوا ... وَتَقْعِدُ عَنْ هَذَا العَلَاءِ المُشَيَّدِ أَضْحُوا عَلَى أَسْرَاهُمُ بِي عُوَّدًا ... وَأَنتمُ عَلَى أَسْرَاكُمُ عُوَّدِ فَعَجِّلْ بِهَا أُكْرُوْمَةً قَبْلَ فَوْتهَا ... وَقُمْ في خلَاصِي صَادِقَ العَزْمِ وَاقْعدِ مَتَى تُخْلِفُ الأيامُ مِثْلِي لَكُمْ فَتًى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يُدَافِعُ عَنْ أَحْسَابِكُمْ بِلِسَانِهِ ... وَيَضْرِبُ بِالحُسَامِ المُهَنَّدِ فلا وَأَبِي مَا سَاعِدَانِ كَسَاعِدٍ ... وَلَا وَأَبِي مَا سَيِّدَانِ كَسَيِّدِ وَإِنَّكَ لَلْمَوْلَى الَّذِي بِكَ أَقْتَدِي ... وَإِنَّكَ لَلنَّجْمِ الَّذِي بِكَ أَهْتَدِي ¬
وَأَنْتَ الَّذِي بَلَّغْتَنِي كُلَّ رِيْبَةٍ ... مَشِيْتُ إِلَيْهَا فَوْقَ أَعْنَاقِ حُسَّدِي فَيَا مُلْبِسِي النُّعْمَى الَّتِي جَلَّ قَدْرُهَا ... لَقَدْ أُخْلِقَتْ تِلْكَ الثِّيَابُ فَجَدِّدِ أَلَمْ تَرَ أَنِّي فِيْك لَاقَيْتُ حَدَّهَا ... وَفِيْكَ شَرِبْتُ المَوْتَ غَيْرُ مُصَرِّدِ يَقُوْلُوْنَ جَنَبْ عَادَةً مَا عَرِفْتُهَا ... شَدِيْدُ عَلَى الإِنْسَانِ مَا لَمْ يُعَوَّدِ فَقُلْتُ أَمَّا وَاللَّهِ لَا قَالَ قَائِل ... شَهَدْتُ لَهُ في الخَيلِ أَلأَمَ مَشْهَدِ وَلَكِنْ سَأَلقَاهَا فَإِمَّا مَنِيَّةٌ ... هِيَ الظّنُّ أَو بُنْيَانُ عِزٍّ مُؤَبَّدِ وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الدَّهْرَ في عَدَدِ العِدَى ... وَإِنَّ المَنَايَا السُّوْدَ يَرْمِينَ عَنْ يَدِي ومن باب (مَتَى) (¬1): مَتَى تُدْرِك الخَيْرَاتِ أَو تَسْتَطِيْعَهَا ... وَلَوْ كَانَتِ الخَيْرَاتُ عَنْكَ عَلَى فِتْرِ إِذَا رُحْتُ سكْرَانًا وَأَصْبَحْتُ مُثْقِلًا ... خمَارًا وَعَاوَدْتَ الشّرَابَ مَعَ الظّهْر أَعْرَابيٌّ: 13572 - مَتَى تَدنُ مِن ليلى دِيارُكَ لَا تُنَل ... نَوالا وَإِن تبعُد بِكَ الدَارُ تُكمَدِ مِثْلُهُ قَوْلُ قَيْسِ بنِ ذَرِيْحٍ (¬1): تَصُبُّ إِلَى سُعْدَى عَلَى نَأْي دَارِهَا ... وَلَمْ تَكُ تُجْدِي وَالمَزَارُ قَرِيْبُ وَلَا حَظَّ مِنْ سُعْدَى لنَا غَيْرَ أَنّنَا ... تَقَطَّعُ أَنْفَاسٌ لنَا وَقُلُوْبُ أنشدَ ابْنُ الأَعرابي في نَوادِرَه: 13573 - مَتَى تُرِدِ الشِّفاءَ لِكلِ غَيظٍ ... تَكُن مِمَّا يَغِيظُكَ في ازدِيادِ بَعْدَهُ: إِذَا مَا المَرْءُ لَمْ يُوْلَدْ لَبِيْبًا ... فَلَيْسَ اللُّبُّ عَنْ قِدَمِ الوِلَادِ ¬
متى لا تتَسِعْ أَخْلَاقُ قَوْمٍ ... يَضيْقُ بِهِمْ الفَسِيْحُ مِنَ البِلَادِ 13574 - مَتَى تَرِدَ العِطَاشَ عَلى ارتواءٍ ... إِذَا استَقَت البحَارُ مِنَ الرَّكايَا بَعْدَهُ: وَمَنْ يَثْنِي الأَصَاغِرَ عَنْ مرادٍ ... إِذَا قَعَدَ الأَكَابِرُ في الزَّوَايَا إِذَا قُرِنَ الأَسافِلُ بِالأَعَالِي ... فَقَدْ طَابَتْ مُنَادَمَةُ المَنَايَا وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخَر (¬1): إِذَا حَبَّ ذُو نَقْصٍ مَحَلَّةً فَاضِلٍ ... وَأَصْبَحَ رَبُّ الجاهِ غَيْرُ وَجِيْهِ فَإِنَّ حَيَاةَ المَرْءِ غَيْرُ شَهِيَّةٍ ... إِلَيْهِ وَطَعْم المَوْتِ غَيْرُ كَرِيْهِ وَقَوْلُ المَعَرِّيّ (¬2): إِذَا غَيَّرَ الطَّائِيُّ بِالبخْلِ مَادِرٌ ... وَعَيَّبَ قُسًّا بِالفَهَاهَةِ بَاقِلِ وَقَالَ السُّهَى لِلشَّمْسِ أَنْتِ خَفِيَّةٌ ... وَقَالَ الدُّجَى لِلصُّبْحِ لَوْنكُ حَائِلُ وَطَاوَلَتِ الأَرْضُ السَّمَاءَ سَفَاهَةً ... وَفَاخَرَتِ الشُّهُبَ الحِصادَ الجنَادِلُ فَيَا مَوْتُ زُرْ إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيْمَةٌ ... وَيَا نَفْسُ جِدِّي إِنَّ دَهْرَكِ هَازِلُ أَبُو تَمَّامٍ: 13575 - مَتَى ترع هَذَا الموتَ عَينًا بَصِيرةً ... تَجد عَادلًا مِنهُ شَبِيهًا بِظالِم 13576 - مَتَى تَرغَبُ إلى النَّا ... سُ تَكُن للنَّاسِ مَملُوكَا حَارِثَةُ بنُ بَدْرٍ الغُدانيُّ: 13577 - مَتَى تَسأَلُونِي مَا عَليَّ وَتَمنَعوا الَّـ ... ـذي لِيَ لَا أَستطِع عَلَى ذَلِكم صَبرَا ¬
البُحْتُريُ: 13578 - مَتَى تَستَزِد فَضلًا مِنَ العُمرِ تعتَرِفُ ... سَجلَيكَ مِن شُهدِ الأُمورِ وَصَابِها زُهيرُ الْمصْريُّ: 13579 - مَتَى تَسخُو بِعطفِكُمُ اللَيالِي ... وَيُطوَى بَينَنا قَالٌ وَقِيلَ أبو نُخَيْلَةَ: 13580 - مَتَى تُسد مَعرُوفًا إِلى غير أَهلِهِ ... رُزِيتَ وَلَم تَظفَر بِأَجرٍ وَلَا حَمدِ قَوْلُ أَبِي نُخَيْلَةَ: مَتَى تُسْدِ مَعْرُوْفًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَتَى تَتْبَعِ المَعْرُوْفَ مَنًّا فَإِنَّهُ ... يُوْدِي إِلَى ذَمٍّ وَإِنْ جَلَّ مَا تُسْدِي وَكِتْمَانُكَ المَعْرُوْفَ أَوَّلُ كُفْرِهِ ... إظْهَارُهُ مِنْ شكْرِهِ لأَخِي الرَّفْدِ وَلَا تُطْلِعِ الأُخْوَانَ مُخَبِّرًا لَهُمْ ... فَقَلِيْلٌ مَنْ يَدُوْمُ عَلَى العَهْدِ وَإِنْ جَاءَ مَا لَا تَسْتَطِيْعُ دِفَاعُهُ ... فَمَا لَكَ إِلَّا الصَّبْرُ مِنْ حِيْلَةٍ تُجْدِي قَالَ يَاقُوْتُ في تَارِيْخِ دِمَشْقَ قَوْلهُ: مَتَى تُسْدِ مَعْرُوْفًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ. مَتَى تتْبعِ المَعْرُوْفَ. البَيْتَانِ. هُمَا لِيَزِيْدَ بن زَيْدِ بنِ مَالِكِ بنِ عُدَيِّ بن الرّقَاعِ العَامِلِيِّ وَهُوَ أَخُو عَدِيُّ بن يَحْيَى، وَالبَاقِي لأَبِي نُخَيْلَةَ. أحمد بن أبي فَنَن: 13581 - مَتَى تُشكَرُ النُعمَى الَّتِي قَد صَنَعَتَها ... إِذَا كنُتَ تُولِي نعمةً حِينَ تُشكرُ قَبْلهُ: يَمْدَحُ الفتحُ بنَ خَاقَانَ: ¬
وَكَمْ مِنْ يَدٍ لِلفَتْحِ عِنْدِي ... أَعُدُّهَا مِنْ أَيَاديْهِ أكْثَرُ متى تشكُرُ النُّعْمَى. البَيْتُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الآخَرِ: متى يَشْكُرُ النّعْمَاءَ عَبْدٌ كُلَّمَا ... تَقَدَّمَ إِحْسَان تَلَاهُ جَدِيْدُ أَحْمَدُ بن نُعَيْمٍ: 13582 - مَتَى تَصلُحُ الدُّنِيا وَيَصلُحُ أَهلُها ... وَقَاضِي قُضاةِ المُسلِمينَ يَلوُطُ قَبْلَهُ: وَكُنَّا نُرَجِّي أَنْ نَرَى العَدْلَ ظَاهِرًا ... فَأَعْقَبْنَا بعدَ الرَّجَاءِ قُنُوْطُ متى تَصلُحُ الدُّنْيَا. البَيْتُ. قالهُمَا في يَحْيَى بن أَكْثَمٍ وَيُرْوَيَانِ لأَحْمَدَ بنِ أَبِي سَلمَةَ. وَيُرْوَيَانِ لِرَاشِد بن إسْحَقَ. 13583 - مَتَى تُصِيبُ الصَّاحِبَ المُهَذَّبَا ... هَيهَاتَ مَا أَعسَرَ هَذَا مَطلَبَا بَعْدَهُ: وَشَرُّ مَا طَالَبْتَهُ مَا اسْتَصعَبَا 13584 - مَتَى تَضَعِ الكَرَامةَ في لَئِيمٍ ... فَإِنَّكَ قّد أَسأتَ إِلى الكَرامَه بَعْدَهُ: وَرُبَّ صَنِيْعَةٍ ذَهَبَتْ ضَيَاعًا ... وَكَانَ جَزَاءُ صاحِبِها مَلامَه عَمْرُو بن بَرَّاقَةَ: 13585 - مَتَى تَطلِبُ المَالَ المُمنَّعَ بالقَنَا ... تَعِش مَاجِدًا أَو تَختَرِمكَ المَخارِمُ ¬
ابْنُ أحمر البَاهِليُّ: 13586 - مَتَى تَطلُب المَعروُفَ مِن غَيرِ أَهلِهِ ... تَجِد مَطلبَ المعروف غَيرَ مُيسَّرٍ الْصَّابئُ: 13587 - مَتَى تَعلَقِ الكَفَّانِ مِنكَ بِذَّمَةٍ ... إِذا كُنتَ تَنسَى اليَومَ خِلَّكَ بالأَمسِ 13588 - مَتَى تَقنَع تَعِش مَلِكًا عَزيِزًا ... يَذِلُّ لِعِزّكَ المَلِكُ الفَخُورُ أحمد بن عبد ربّهِ: 13589 - مَتَى تكشِف قِنَاعَكَ للتَّصابِي ... فَقَد نَاديتَ مَن كَشَفَ القِنَاعَا زُهَيْرُ بنُ أبي سُلْمى: 13590 - مَتَى تَكُ في صَدِيقٍ أَو عَدُوٍ ... تُخبِرَّكَ العُيُونُ عَنِ القلُوبِ قَبْلهُ: وَلَا تُكْثِر عَلَى ذِي الضَّغْنِ عتْبًا ... وَلَا ذِكْرَ التَّجَرُّمِ وَالذُّنُوْبِ وَلَا تَسْأَلْهُ عَمَّا سَوْفَ يُبْدِي ... وَلَا عَنْ عَيْبِةٍ لَكَ بِالمَغِيْبِ متى تَكُ في صَدِيْقٍ أَوْ عَدُوٍّ. البَيْتُ إبرَاهيم بنُ المَهْديّ: 13591 - مَتَى تَلتَمِس للنَّاسَ عَيبًا تَجِد لَهُم ... عُيُوبًا وَلَكِّن الَّذي فِيكَ أَكثَرُ ناشئا حُذَيْفَة بنُ غانِم العَدوي: ¬
13592 - مَتَى تَلقَ مِنهم نَاشِئًا في شَبَابِهِ ... تَجَدهُ عَلَى أَعراقِ وَالِدِهِ يَجرِي سَعْدُ بنُ مالكٍ: 13593 - مَتَى تَلقَنِي تَعدُو بَبزِّي نَهدَهٌ ... كُميتٌ بهيم أَو أَغرٌّ مُحَجَّلُ بَعْدَهُ: تُلاقِ امْرأً إِنْ تَلْقَهُ فَبِسَيْفِهِ ... تُعَلِّمُكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ تَجْهَلُ المُعْتَمَد صَاحب المَغْربِ: 13594 - مَتَى تَلقَنِي تَلقَ الَّذي قَد بَلَوتَهُ ... صَفُوحًا عَن الجَانِي رَؤوفًا عَلى الصَّحبِ قَدْ كُتِبَ إخْوَانُهُ بِحِكَايَتِهِ في بَابِ: أَهَابَكَ لِلحَقِّ الَّذِي لَكَ في دَمِي. الأبْيَاتُ وَالجَّوَابُ عَنهَا. 13595 - مَنَى تَنقَضي حَاجَاتُ مَن لَيسَ بالِغًا ... إِلى حَاَجَةٍ حَتَّى تَكُونَ لَهُ أخرَى ابْنُ المُعْتَز باللَّهِ: 13596 - مَتَى رَأَيتَ الرِّزقَ يَأتِي مَيتًا ... وّإِنَّمَا الحَيُّ بِسعيٍ يَكتَسِب ابْنُ العَمِيدِ: 13597 - مَتَى عَلِقَت كَفِّي حَبيبًا تَعلَّقَت ... بهِ نُوَبُ الأَيَّامِ تَسْلِبُنيْهِ ابْنُ العَميدِ: 13598 - مَتَى لَفظَتنِي دَارُ قَومٍ تركتُهَا ... وَسِرتُ وَلي مِنْهَا وَمن أَهلِها بُدُّ ¬
13599 - مَتَى تُفكِّرُ في الزَّمانِ وَفِعلِهِ ... تَقُل لَاعِبٌ هذا وَلَيسَ بِلَاعِبِ قَيْسُ بنُ الخَطيمِ: 13600 - مَتَى تَقُد بالبَاطِلِ الحَقَّ يَأَبَهُ ... وَإِنْ تَقُد الأَطوادَ بِالحَقَّ تَنقَدِ 13601 - مَتَى تَهُن نَفسِي عَلَى مَن أَودُّهُ ... أُهِنهُ وَلَا يَكرمُ عَلَيَّ مهِينُهَا ومن باب (مَتَى) قَوْلُ بِشْرِ بن أَبِي حَازِمٍ (¬1): مَتَى مَا أَدْعُ في أَسَدٍ تُجِيْبُنِي ... عَلَى خَيْلٍ مُسَوَّمَةٍ صِيَامِ تَرَاهَا نَحْوَ دَاعِيْهَا سِرَاعًا ... كَمَا انْسَلَّ الفَرِيْدُ مِنَ النِّظَامِ وقول كَثُيِّرٍ في عُمَرِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ (¬2): مَتَى مَا أَقُلْ في آخِرِ الدَّهْرِ مِدْحَةً ... فَمَا هِيَ إِلَّا لابْنِ ليلى المُكَرَّمِ وقول الطِّرْمَاحِ (¬3): مَتَى مَا يَسُوْءُ ظنُّ امْرِئٍ بِصدِيْقِهِ ... وَللظّنِّ أَسْبَابٌ عِرَاضُ المَسَارِحِ يُصَدِّقْ أُمُوْرًا لَمْ يَجِئْهُ يَقِيْنُهَا ... عَلَيْهِ وَيَعْشَق سَمْعُهُ كلَّ كَاشِحِ وقول المَعْلُوْطِ السَّعْدِيِّ (¬4): مَتَى تَرَى النَّاسُ الغَنِيَّ وَجَارُهُ ... فَقِيْرٌ يَقُوْلُوا عَاجِزٌ وَجَلِيْدُ وَلَيْسَ الغِنَى وَالفَقْرُ من حِيْلَةُ الفَتَى ... وَلَكِنْ أَحَاظٍ قُسِّمَتْ وَجُدُوْدُ وَمَا النَّاسُ إِلَّا سَاعِيَانِ فَمِنْهُمَا ... شَقِيّ وَمَرْزُوْقُ النَّجَاحِ سَعِيْدُ إِذَا المَرْءُ أَعْيتهُ المُرُوْءَةُ نَاشِئًا ... فَمَطْلَبُهَا كَهْلًا عَلَيْهِ شَدِيْدُ ¬
وَكَائِن رَأيِنَا مِنْ غَنِيٍّ مُذَمَّمٍ ... وَصعْلُوْكِ قومٍ مَاتَ وَهُوَ حَمِيْدُ وقول حَاتِمِ الطَّائِيِّ (¬1): مَتَى مَا يَجِيْءُ يَوْمًا إِلَى المَالِ وَارِثِي ... يَجِدْ جَمْعَ كَفٍّ غَيْرِ مَلأَى وَلَا صِفْرِ يَحِدْ فَرَسًا مِلْءَ العَنَانِ وَصَارِمًا ... حُسَامًا إِذَا مَاهُزَّ لَمْ يَرْضَ بِالهَبْرِ وَأَسْمَرُ خِطِّيًّا كَأَنَّ كُعُوْبَهُ ... نَوَى القَسْبِ قَدْ أَرْبَى ذِرَاعًا عَلَى العَشْرِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن خَازِمٍ في مَعْنَاهُ: فَمَا أَنَا مِمَّنْ يَجْمَعُ المَالَ مَا خَلَا ... سِلَاحِي وَإِلَّا مَا يَسُوْسُ بَشِيْرُ سِلَاحًا وَأَفْرَاسًا وَبِيْضًا وَزَغْفَةً ... وَذَلِكَ مِنْ مَالِ الكَرِيْمِ كَثِيْرُ وَقَال السَرِيُّ (¬2): وَرَاحَ وَكنْزُهُ جُرْدُ المَذَاكِي ... وَأَطْرَافُ المُثَقَّفَةِ اللدَّانِ المُتَنَبيّ: 13602 - مَتَى مَا زِدتُ مِن بَعدِ التَّناهِي ... فَقَد وَقَعَ انتِقَاصِي في ازدِيَادِي 13603 - مَتَى مَا يُرِبنِي مفصَلٌ فقَطعتُهُ ... بَقِيتُ وَمَا لِي للنُهُوضِ مَفَاصِلُ بَعْدَهُ: وَلَكِنْ أُدَارِيْهِ فَإِنْ صَحَّ سَرَّنِي ... وَإِنْ هُوَ أَعْيَا كَانَ فِيْهِ تَحَامُلُ أبو العَتَاهِيَةِ: 13604 - مَتَى مَا يَشأ ذُو العَرشِ أَمرًا لِعَبدِهِ ... يُصِبهُ وَمَا للمَرءِ مَا يتخيَّرُ ¬
المُرَقِّشُ الأَصْغَرُ: 13605 - مَتَى مَا يَشأ ذُو الوُدِّ يَصرِم خَليلَهُ ... وَيَغضَبْ عَليِهِ لَا مَحالَةَ ظَالِما يقول مِنْهَا: فَمَنْ يَلْقَ خَيْرًا يَحْمَدِ النَّاسُ أَمْرَهُ ... وَمَنْ يَغْوَ لا يعْدَم عَلَى الغَيِّ لَائِمَا أَلَمْ تَرَ أَنْ المَرْءَ يَحْذِمُ كَفَّهُ ... وَيَجْشِمُ مِنْ لُؤمِ الصَّدِيْقِ المُجَاشِمَا عَبْدُ اللَّه بنُ أبيٍّ: 13606 - مَتَى مَا يَكُن مَولَاكَ خَصمُكَ جَاهِدًا ... تَذِلَّ وَيَصرَعكَ الَّذيِنَ تُصَارِعُ بَعْدَهُ: وَمَا يَنْهَضُ البَازِي بِغَيْرِ جنَاحِهِ ... وَإِنْ جُذَّ يَوْمًا رِيْشهُ فَهُوَ وَاقِعُ قَالَ عُلَمَاءِ الشِّعْرِ قَوْلهُ: متى يَكُنْ مَوْلَاكَ خَصْمُكَ. البَيْتُ. هُوَ أَشْرَدُ مَثَلٍ قِيْلَ. يُضْرَبُ في الاعْتِزَازِ بِالعَشِيْرَةِ وَانْضمَامُهَا وَالذّلِّ بِتَفَرُّقِهَا وَانْحِرَافِهَا. عَبْدَانُ: 13607 - مَتَى مُتُّ لَم آسَف عَلَى فَقدِ نِعمةٍ ... يَودُّ الفَتَى مِن أَجلَها المَدَّ في العُمرِ البُحْتُريّ: 13608 - مَتَى وَعَدتنَا الحَادِ إِقَالةً ... فَأَخلِق بِذَاكَ الوَعدِ منهُنَّ أَن يَلوِي أنشدَ ابْنُ الأَعْرَابيّ: 13609 - مَتَى لَا تَتَّسِع أَخلَاقُ قَومٍ ... يَضِق بِهِم الفَسِيحُ مِنَ البِلَادِ ¬
قَيْسُ بنُ الخَطيم: 13610 - مَتَى يَأَتِ هَذَا المَوتُ لَا تُلفَ حَاجَةٌ ... لِنَفسِي إِلَّا قَد قَضيتُ قَضَاءَها قَبْلهُ: طَعَنْتُ بنَ عَبْدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثَائِرٍ ... لَهَا نَفذٌ لَوْلَا الشُّعَاعُ أَضَاءَهَا يَهُوْنُ عَلَيَّ أَنْ تَرُدَّ جِرَاحَهَا ... عُيُوْنُ الأَوَاسِي إِذْ حَمَدْتُ بَلَاءَهَا وَكُنْتُ أمْرَأً لا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً ... أُسَبُّ بِهَا إِلَّا كَشَفت غَطَاءَهُا متى يَأتِ هَذَا المَوْتُ. البَيْتُ صَالح بن عَبد القُدُّوس: 13611 - مَتَى يَبلغُ البُنيَانُ يَومًا تَمامَهُ ... إِذَا كنتَ تَبنِيهِ وَغَيرُكَ يَهدِمُ أَبْيَاتُ صالح بن عَبْدِ القُدُّوْسِ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَتَى يَبْلُغُ البُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَتَى يَنْتَهِي عَنْ سَيِّئٍ مَنْ أَتَى بِهِ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْهُ عَلَيْهِ تَنَدُّمِ وَمَا هَذِهِ الأَخْلَاقُ إِلَّا طَبَائِعٌ ... فَمِنْهُنَّ مَحْمُوْدٌ وَمِنْهَا مُذَمَّمِ وَإِنْ عَنَاءً أَنْ تُفَهِّمَ جَاهِلًا ... وَيَحْسَبُ جَهْلًا أَنَّهُ مِنْكَ أَفْهَمُ مَتَى يفضِلُ المَثْرِي إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ ... إِذَا جَاءَ بِالشَّيْءِ القَلِيْلِ سَيُعْدَمِ ولن يَسْتَطِيْعَ الدَّهْرَ تَغْيِيْرَ خِلْقَةٍ ... لَئِيْمٌ وَلَا يَسْتَطِعُ مُتَكَرِّمُ كَمَا أَنَّ مَاءَ المُزْنِ أذِيْقَ سَابِغٌ ... زُلَالٌ وَمَا البَحْرُ بِلَفْظِهِ الفَمُ قَدْ رَوَى الحَمْدُوْنيُّ قَوْلهُ: متى تَبْلغُ البنْيَانُ. البَيْتُ. وَإِنَّ غَنَاءً. البَيْتَيْنِ في كِتَاب الأَمْثَالِ وَالشّوَاهِدِ مِنَ الأَبْيَاتِ الشَّوَارِدِ لِعَمْرُو بنِ رُعَيْلٍ التَّمِيْمِيِّ. نَصيبٌ الأصغَر: ¬
13612 - مَتَى يَجتَمع يَومًا حَرِيصٌ وَمَانِعٌ ... فَلَيسَ إلى حُسنِ الثَنَاءِ سَبِيلُ عبدُ اللَّهَ بنُ المُعْتَزّ: 13613 - مَتَى يُدرِك الإِحسَانَ مَن لَم تَكُن لَهُ ... إِلى طَلَبِ الإِحسَانِ نَفسٌ تُنارعُ قَبْلهُ: وَمِنْ شَرِّ أَيَّامِ الفَتَى بَذْلُ وَجْهِهِ ... إِلَى غَيْرِ مَنْ خَفَّتْ عَلَيْهِ الصّنَائِعُ متى يُدْرَكُ الإحْسَانَ. البَيْتُ زُهيرُ المصْريُّ: 13614 - مَتَى يَراكَ وَيَروي مِنكَ غُلَّتُهُ طَرفَ ... إلى وَجهِكَ المَيمُونِ ظَمآنُ ومن باب (مَتَى) قَوْلُ ابْنُ حَيُّوْسٍ (¬1): مَتَى يَرْجُو المَشُوْقُ لَدَيْكَ عَطْفَاءَ ... ووَصْلُكَ وَالثُّرَيَّا فِي مَكَانِ صُدُوْدٌ وادِّعَاءُ هَوًى وَسُخْطٌ ... بلا جرْمٍ وَبُعْدٌ فِي تَدَانِ جَارتة الرشيدُ فيهِ: 13615 - مَتَى يَرقَعُ طَيَّانٌ ... ضَعِيفٌ مأَتَى ثُلمَهُ يقالُ إِنَّ الرَّشِيْدَ بن المَهْدِيّ كَانَ لَهُ مِنْ خَوَاصِّ سَرَارِيْهِ مأتَي سُرِّيَةٍ فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ بِبَابِ إِحْدَاهِنَّ إِذْ سَمِعَهَا تَضْرِبُ بِالعُوْدِ وَتَقُوْلُ: أَلَا يَا دَارُكَمْ تَحْوِيْنَ ... مِنْ كُسٍّ بِهِ غلمَه وَلَوْ شُمِّرَ كُسُّ وَا ... حِدٌ مِنْهُ كَفَى أُمَّه وَأَيْرٌ وَاحدٌ فِيْكَ ... أَيَكْفِي مَائَتَي حُرْمَه مَتَى يَرْقَعُ طَيَّانٌ ... ضَعِيْفٌ مَائَتَي ثُلْمَه ¬
إِذَا لَمْ أُشْفَ بِالنَّيْكِ ... فَمَا أَصنَعُ بِالنِّعْمَه فَنِكْنِي سَيِّدي نِكْنِي ... وَلَا تُطْعِمُنِي اللُّقْمَه قَالَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا وَاسْتَعَادَ الأَبْيَاتَ وَاسْتَظْرَفَهَا وَبَاتَ لَيْلَتُهُ عِنْدَهَا مَسْرُوْرًا بظَرْفِهَا وَخِفَّةِ رُوْحِهَا وَحُسْنِ حَدِيْثِهَا وَطِيْبَةِ أَخْلَاقِهَا. 13616 - مَتَى يَشكُرُ النَّعمَاءَ عَبدٌ وَكُلَّمـ ... ــا تَقَدَّم إِحسانٌ تَلَاهُ جَدِيدُ 13617 - مَتَى يَظفُر الغَادِي إليكَ بِحَاجَةٍ ... وَنِصفُكَ مَحجوبٌ وَنِصفُكَ نايمُ 13618 - مَتَى يَظفُر المَظلُومُ مِنكَ بِحَاجَةٍ ... إِذَا كُنتَ قَاضيهِ وأَنتَ لَهُ خَصمُ صالح بن عَبد القُدوسِ: 13619 - مَتَى يُفضِلُ المُثرِي إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ ... إِذَا جَادَ بالشيءِ القَلِيل سَيُعدَمُ 13620 - مَتَى يَكُون الذَّي أَرجُو وآمُلُهُ ... أَمَّا الَّذي كُنتُ أَخشاهُ فَقَد كَانَا أحمد بن عبد رَبّهِ: 13621 - مَتَى يَمشِ الصَّدِيقُ اليَّ فِترًا ... مَشَيتُ إِليهِ مِن كَرَمٍ ذِرَاعا كَتَبَ مُحَمَّدُ بن عُبَيْدِ اللَّهِ بن أَبِي عَبْدَةَ إِلَى أَبِي عُمَرَ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ رَبّهِ يَدْعُوْهُ إِلَى الاجْتِمَاعِ يَقُوْلُ: أَعِدْهَا فِي تَصَابِيْهَا جِذَاعًا ... فَقَدْ فَضتْ خَوَاتِمُها نِزَاعَا قُلُوْبٌ يَسْتَخِفُّ بِهَا التَّصَابِي ... إِذَا سُكِبَتْ لَهَا طَارَتْ شُعَاعَا فَأَجَابَهُ أَبُو عُمُرَ: ¬
حَقِيْقٌ أَنْ يُصَاخَ لكَ اسْتِمَاعَا ... وَأَنْ يُعْصَى العَذُوْلَ وَأَنْ تُطَاعَا مَتَى تَكْشِفْ قَنَاعَكَ لِلتَّصَابِي ... فَقَدْ نَادَيْتَ مَنْ كَشَفَ القِنَاعَا مَتَى يَمْشِي الصَّدِيْقُ إِلَيَّ فِتْرًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَجَدِّدْ عَهْدَ لَهْوِكَ حِيْنَ يَبْلَى ... وَلَا تُذْهِبْ بَشَاشَتَهُ ضِيَاعَا صالح بن عَبد القُدوسِ: 13622 - مَتَى يَنتَهِي عَن سَيّئٍ مَن أتى ... بِهِ إِذَا لَم يَكُن مِنهُ عَلَيهِ تَندُّمُ يقول مِنْهَا: وَإِنَّ عَنَاءً أَنْ تُفَهِّمَ جَاهِلًا ... وَيَحْسَبُ جَهْلًا أَنَّهُ مِنْكَ أَفْهَمُ وَمَا العِلْمُ إِلَّا بِالتَّعَلُّمِ فَاغْتَنِمْ ... سُؤَالَ امْرِىٍ مُسْتَرْشِدٍ يَتَعَلَّمُ رَأَيْتُ صَغِيْرَ الأَمْرِ تَنْمِي شُؤُوْنُهُ ... فَيَكْبَرُ حَتَّى لَا يُحَدُّ وَيعْظُمُ وَمُشْتَرٍ فِي البَيْتِ مِنْ خِيْفَةِ الرَّدَى ... وَآخَرُ طَعَّانُ السَّرِيَّةِ يَسْلَمُ وَمَا الرِّزْقُ إِلَّا قِسْمَةٌ بَيْن أَهْلِهِ ... وَلَنْ يَعْدَمَ الأَرْزَاقِ مُثْرٍ وَمُعْدَمِ وَبَعْضهَا مَكْتُوْبٌ بِبَابِ: متى يَبْلَغُ البُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامهُ. الأَبْيَاتُ. المُتَنَبيّ: 13623 - مَثَّلتُ عَينَيكَ في حَشايَ جَرَاحَةً ... فَتَشابَها كِلتَاهُما نجلاءُ الغَزّي يَهْجُو: 13624 - مُثرٍ مِنَ المَالِ يشَكُو الجُوعَ مِن سَغَبٍ ... كالنَّارِ مَا أَكلَتهُ زَادَهَا سَغَبا ومن باب (مثل) قَوْلُ ابنِ عَبْدَلٍ مِنْ أَبْيَاتٍ هِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ: إنِّي امْرُؤٌ لَمْ أَزَلْ وَذَاكَ مِنَ اللَّهِ. الأَبْيَاتُ. ¬
يَقُوْلُ مِنْهَا (¬1): وَالعَبْدُ لَا يَطْلِبُ العَلَاءَ وَلَا ... يُعْطِيْكَ شَيْئًا إِلَّا إِذَا رَهِبَا مِثْلُ الحِمَارِ السُّوْءِ المُوقّعُ لَا ... يُحْسِنُ مَضْيًا إِلَّا إِذَا ضرِبَا 13625 - مَثَلُ الرِّزقِ الَّذي تَطلُبُهُ ... مَثَلُ الفَيءِ الَّذي يَمشِي مَعَك بَعْدَهُ: أَنْتَ إِنْ تَطْلبْهُ لَنْ تُدْرِكَهُ ... وَإِذَا وَلَّيْتَ عَنْهُ تَبَعَكْ فَضْلٌ الشَّاعَرةُ: 13626 - مِثلُ السُّلَافَةِ عَادَ خَمرُ عَصيرهَا ... بَعدَ الّلَذاذَةِ خَلَّ خَمرٍ حَامِضِ نُقِلَتْ مِنْ خَطِّ أَبِي إِسْحَاقَ الصَّابِئِ قَالَ: كَانَتْ فَضْلٌ الشَّاعِرَةُ تَهْوَى غُلَامًا أَمرَدَ فَلَمَّا الْتحَى تَصَدَّى لهَا وَقَدْ زَهَدَتْ فِيْهِ فَأَنْشَأتْ تَقُوْلُ: أَلَا وَأَنْتَ بِمَاءِ وَجْهِكَ تَشْتَهِي ... رُودَ الشَّبَابِ نَقِيَّ صَحْنِ العَارِضِ فَالآنَ إِذْ ذَهَبَتْ بِحُسْنِكَ لِحْيَةٌ ... نَبَتَتْ بِخَدِّكَ مِلْءَ كَفِّ القَابِضِ مَثْلَ السُّلَافَةِ عَادَ خَمْرُ عَصِيْرِهَا. البَيْتُ وَقَالَ ابْنُ بَسَّامٍ فِي غُلَامٍ الْتَحَى (¬1): يَا مَنْ نَعَتْهُ إِلَى الإِخْوَانِ لِحْيَتُهُ ... أَدْبرْتَ وَالنَّاسُ إِقْبَالٌ وَإدْبَارُ قَدْ كُنْتَ مِمَّنْ بَهَشَ النَّاظِرُوْنَ لَهُ ... فَغُضَّ دُوْنَكَ أَسْمَاعٌ وَأَبْصارُ حَانَتْ مَنِئتُهُ فَاسْوَدَّ عَارِضُهُ ... كَمَا تَسَوَّدُ بَعْدَهُ المَيِّتِ الدَّارُ وَقَالَ المعوَّجُ الرّقِيُّ (¬2): ¬
قُلْتُ لما تَشَوَّكَتْ وَجْنَتَاهُ ... وَأَزَالَ الظَّلَامُ ضَوْءَ نَهَارِه أَيُّ شيءٍ هَذَا فَقَالَ مُجِيْبًا ... كُلُّ مَنْ مَاتَ سَوَّدُوا بَابَ دَارِه وَقَالَ التَّنُوْخِيُّ (¬1): قُلْتُ لأَصْحَابِي وَقَدْ مَرَّ بِي ... مُنْتَقِبًا بَعَدَ الضِّيَا بِالظُّلمِ بِاللَّهِ يَا أَهْلَ وِدَادِي قِفُوا ... كَي تُبْصِرُوا كَيْفَ زَوَالُ النِّعَم وَقَالَ بَرَاكوَيهُ الزّنْجَانِيُّ (¬2): مَضَى العُمْرُ الَّذِي لَا يُسْتَعَادُ ... وَلَمَّا يَقْضِ مِنْ لَيْلَى المُرَادُ بَلِيْتُ وَذِكْرُهَا عِنْدِي جَدِيْدٌ ... وَشَابَ الرَّأسُ وَاسْوَدَّ الفُؤَاد الحَريريُّ: 13627 - مِثلَ الغَوانِي يُطاوِعْنَ الغَنيَّ ... فَإِن نَبَا بِهِ الدَّهرُ عَافَتهُ حلائلهُ ابْنُ حَيُوسٍ: 13628 - مِثلُ الكَلَامِ تَفرَّقَت أَنواعُهُ فِرقًا ... وَتَجمَعُهُ حُرُوفُ المُعجَمِ يقول فِي المَدْحِ قَبْلهُ: وَلَقَدْ جَمَعْتَ فَضَائِلًا مَا اسْتجْمِعَتْ ... يَفْنَى الزَّمَانُ وَذِكْرُهَا لَمْ يَهْرَمِ كَرَمًا يُبِيْحُ حِمَى الغِنَى وَمَآثِرٌ ... أَوْ ضُمًّا يُتِيْحُ بَلَاغَةً لِلْمُفْحِمِ مِنْ صِدْقِ قَوْلِكَ تَبْتَدِي وإلى ... فِعَالِكَ تَنْتَهِي وَإلَيْكَ أَجْمَعُ تَنتمِي مِثْلُ الكُلَامِ تَفَرَّقَتْ أَنْوَاعُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَنْتَ الَّذِي نَفَقَ الثّناءُ بِسُوْقِهِ ... وَجَرَى النَّدَى بِعُرُوْقِهِ قَبْلَ الدَّمِ وَالمَجْدُ شَنْشَنَهُ لآلِ مُسَيّبٍ ... مَا كُلُّ شَنْشَنَةٍ تُنَاطُ بِأَخْزمِ ¬
السَلاميُّ: 13629 - مِثلُ الَّتِي يَحسِبُها أَهلُها عَذ ... رَاءُ بِكرًا وَهِي في التَّاسِعِ جَحْظَةُ البَرْمَكيُّ: 13630 - مِثلُ الَّذي يَرجُو البُلُوغَ ... إِلى الكَواكبِ وَهوَ مُقعَد 13631 - مِثلُ الَّذي يَرقَعُ في جَيبِهِ ... بِفَضلِ مَا يَأخُذُ مِن ذَيلِهِ 13632 - مِثلُ النَّعامَةِ إِن قِيلَ احمِلي لَحِقَت ... بالطَّيرِ أَو طُيِّرَت صَارَت مَع الإبِلِ مِنْ خُرَافَاتِ العَرَبِ: زَعَمُوا أَنَّ النَّعَامَةِ قِيْلَ لَهَا احْمِلِي فَقَالَتْ أَحْمِلُ وَأَنَا طَائِرٌ قِيْلَ لَهَا فَطِيْرِي قَالَتْ كَيْفَ أَطِيْرُ وَأَنَا بَعِيْرٌ؟ ، فَذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرُ: مِثْلُ النَّعَامَةِ. البَيْتُ البُحْتُريُّ: 13633 - مِثلُ الهِلَالِ بَدَا فَلَم يبرَح بِهِ ... صَوغُ اللَيالِي فيهِ حَتَّى أَقمَرَا أبو الشَّمَقْمَقِ: 13634 - مِثلُ اليَهُودِيِّ الَّذي لَمَّا رَأَى ... لَحمًا رَخِيصًا قَالَ هَذَا مُنتنُ قَبْلهُ: إِنِّي سَأَبْعَثُ فِي الأَنَامِ قَصيْدَةً ... يَرْوِي المُسِيْئُ كَلَامُهَا وَالمُحْسِنُ مَثَلٌ تَعَاوَرَهُ الرُّوَاةُ لِحُسنِهِ ... فِيْمَا أَقُوْلُ تَلَذُّ ذاَكَ الألْسُنُ مَثَلُ اليَهُوْدِيِّ. البَيْتُ 13635 - مِثلَ الأَديِمِ الَّذي تُعالِجُهُ ... لَا خَيرَ في دَبغِهِ عَلَى نَغَلِه ¬
أبو الشَّمَقْمَقِ: 13636 - مَثَلٌ تَعاورَهُ الرُواةُ لحُسنِهِ ... مِمَّا أَقوُلُ تَلدُّ ذَاكَ الأَلُسُن أَبُو نصر بن نُبَاتةَ: 13637 - مَثَلٌ خَلَعتَ عَلَى الزَّمانِ رِداءَهُ ... عَوَزُ الدَّراهِم آفَةُ الأَجَوادِ يقول ذَلِكَ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا الوَزِيْرَ أَبَا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بن مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيَّ. النّاشيءُ يَصِفُ فرسًا: 13638 - مِثلُ دُعاءٍ مُستَجابٍ إِن عَلَا ... أَو كَقَضاءٍ نَازِلٍ إِذا هَبَط عبدُ اللَّه بنُ المُعتَزّ: 13639 - مِثلُ صَاعِ العَزيِزِ في أَرحُلِ القَو ... مِ وَلَا يَعلَمونَ مَا فِي الرَّحالِ قَبْلهُ: أَتُرَى الجيْرَةَ الَّذِيْنَ تَدَاعُوا ... بِرَحِيْلِ الحَبِيْبِ قَبْلَ الزَّوَالِ عَلِمَوا أَنَّنِي مُقِيْمٌ وَقَلْبِي ... مَعَهُمْ رَاحِلٌ أَمَام الجمَالِ مِثْل صَاعِ العَزِيْزِ. البَيْتُ 13640 - مِثلُ طَريقٍ شُرعَت للِوَرَى ... يَجتَازُ ذُو الفَضْلِ بِهَا والدَّنِي محمّد بن شبل: 13641 - مِثلُ مَا فِي التُرابِ يَبلَى الفَتَى ... فَالحُزنُ يَبلَى مِن بَعد وَالبُكاءُ ¬
طُرَيْحٌ: 13642 - مِثلُ نُجومِ السَّماءِ إِن أَفَلَت ... مِنْهَا نُجومٌ بَدَت نَظائِرها ومن باب (مَثَلِي) قَوْلُ ابْنُ طَبَاطِبَا العَلَوِيِّ (¬1): مَثَلِي كَبَائِعِ طَشْتِهِ بِشَرَابِهِ ... سِرًّا لِكَيْلَا يَعْلَم الجيْرَانُ لَمَّا تَمَلَّى ظَلَّ في غِثْيَانِهِ ... يَشْكُو الصُّدَاعَ فَعَادَهُ الإِخْوَانُ وَدَعُوا بَطَشْتٍ كَي يَقِيْءَ فَقَالَ مَهْ ... لَوْ كَانَ طَشْتٌ لَمْ يَكُنْ غِثْيَانُ هَذ الأَبْيَاتُ الثَّلَاثُ بِجُمْلَتِهَا هِيَ المَثَلُ السَّائِرُ. 13643 - مُجَازى بِأَعمَالِهِ عَامِل ... فَإِمَّا شَقيٌّ وَامَّا سَعِيدُ 13644 - مُجالَسَةُ السَّفِيهِ سَفَاهُ رَأيٍ ... وَمن عَقلٍ مُجالسَةُ الحَلِيم بَعْدَهُ: فِإِنَّكَ وَالقَرِيْنَ مَعًا سَوَاء ... كَمَا قَدّ الأَدِيْمُ مِنَ الأَدِيْمِ الأَنْصَاريُّ: 13645 - مَجَالسُهُم خَفضُ الحَديثِ وَقَولُهُم ... إِذَا مَا قَضوا فِي الأَمرِ وَحي المخَاصِرِ شمس الدّين الكوفي الواعظ: 13646 - مَجانِينُ إِلَّا أَنَّ سِرَّ جُنُونِهُم ... عَجِيبٌ عَلَى أَعتَابِهِم يَسجُدُ العَقلُ أَبْيَاتُ الشَّيْخُ أَبِي المَنَاقِبِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدُ بن أَبِي عَلِيِّ عَبْدُ اللَّهِ الحَارِثيّ المَعْرُوْفِ بِالكُوْفِيِّ الوَاعِظِ رَحَمَهُ اللَّه عَلَيْهِ اجْتَمَعْتُ بِهِ وَحَاضرْتُهُ فَكَانَ مِنْ ¬
مَحَاسِنِ الزَّمَانِ وَكَانَ مَجْلِسُهُ عَظِيْمُ البَرَكَةِ وَالفَائِدَةِ نَفِيْس جَوَاهِرِ الكَلَامِ نَظْمًا وَنَثْرًا تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِرِضْوَانِهِ وَرَحْمَتِهِ وَأَبَاحَهُ بَحْوحَةَ جَنّتِهِ إِمْلَاءً مِنْ لَفْظِ وَلَدِهِ الشَّيْخُ العَالِمُ جَلَالُ الدِّيْنِ أَبِي هَاشِم مُحَمَّد بن شَمْسِ الدِّيْنِ مُحَمَّد الكُوْفِيّ المَقَدَّمِ ذِكْرُهُ أَدَامَ اللَّهُ تَوْفيْقَهُ مِنْ أَبْيَاتٍ أَوَّلُهَا: فُؤَادِي مِنْ مَحْبُوْبِ قَلْبِي لا يَخْلُو ... وَفِكْرِي عَلَى سِرِّي مَحَاسِنَهُ تَجْلُو حَبيْبٌ فَرِيْدٌ في كَمَالِ صِفَاتِهِ ... فما بَعْدَهُ بَعْدٌ وَلَا قَبْلَهُ قَبْلُ أُوَرِّي بيَانَ الجزْعِ عَنْهُ وَرَامَةٍ ... وَلَا البَانُ مَطْلُوْبِي وَلَا قَصدِيَ الرَّمْلُ وَأَشْدُو بِلَيْلِي في حَدِيْثِي مُغَالِطًا ... وجُمْلٍ وَلَا لَيْلَى مُرَادِي وَلَا جُمْلُ أَلَا يَا حَبيْبَ القَلْب يَا مَنْ لِحُبِّهِ ... عَلَى بَاطِنِي مِنْ ظَاهِرِي شَاهِدٌ عَدْلُ ضَمِيْرِيَ يُناجيْنِي بِأَشْيَاءَ لَمْ تَكُنْ ... لِتَحْمِلهَا كُتُبٌ إِلَيْك وَلَا رُسُلُ تَخَيَّلْتَ مِنِّي فِيَّ فَتَمَثَّلَتْ ... صِفَاتِي تُنَادِي مَا لِمَطْلُوْبكُمْ مَثَلُ وَلَمْ أَرَ في العُشَّاقِ مِثْلِي لأَنَّنِي ... تَلذذُ لِيَ البَلْوَى وَيُطْرِبُنِي العَذْلُ سِوَى معْشَرٍ حُلْو النِّظَامِ وَخَرَّقُوا ... السِّيَاجَ فَلَا فَرْضٌ عَلَيْهمْ وَلَا نُفُلُ مَجَانِيْنَ إِلَّا أَنَّ سِرَّ جُنُوْيهِمْ عَجِيْبٌ. البَيْتُ الرّضيّ المُوسَويُّ: 13647 - مَجَاهِيل أَغفَالٍ إِذَا مَا تَعرَّفُوا ... بِأَحسَابِهِم أَنكَرَتهُم بِالمَعَارِفِ ومن باب (م ج) قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ يَمْدَحُ (¬1): مُجَرِّدٌ سَيْفَ رَأيٍ مِنْ عَزِيْمَتِهِ ... لِلدَّهْرِ صَيْقَلَهُ الإِطْرَاقُ وَالفِكْرُ عَضبًا إِذَا سَلَّهُ فِي وَجْهِ نَائِبَةٍ ... جَاءَتْ إِلَيْهِ بَنَاتُ الدَّهْرِ تَعْتَذِرُ فَتًى تَرَاهُ فَتَنفي العِسْرَ غُرَّتهُ ... نَفْيًا وَيَنْبُعُ مِنْ أَسْرَارِهَا اليُسُرُ تُتْلَى وَصَايَا المَعَالِي بَيْن أَظْهُرِهِمْ ... حَتَّى لَقَدْ ظَنَّ قَوْمٌ أَنَّهَا سُوَرُ بِالشِّعْرِ طُوْلٌ إِذَا اصْطَكَّتْ قَصَائَدُهُ ... عَنْ معشَرٍ وَبِهِ عَنْ معْشَرٍ قصرُ ¬
أسرار الجبهة: هي الخطوط التي تكون فيها. طاهِرُ بنُ الحُسينِ: 13648 - مُحَارِبُ يَفرَحونَ بِعزِّ قَيسٍ ... كَمَا فَرِحَ الخَصِيُّ بِمَن يَقُودُ قَبْلهُ: وَقَائِعُ أَصْل النَّصْرِ فِيْهَا وَفَرعُهُ ... إِذَا عُدِّدَ الإِحْسانُ أَوْ لَمْ يُعْدَدِ فَمَهْمَا تَكُنْ مِنْ وَقْعَةٍ بعدُ لا تَكُنْ ... سِوى حَسَنٍ مِمَّا فَحَلْتَ مُرَدِّدِ مَحَاسِنُ أَصْنَافِ المُغَنِّيْنَ جَمَّةٌ. البَيْتُ هِيَ البَدْرُ يُخْنِيْهَا تَوَدُّدُ وَجْههَا ... إِلَى كُلِّ مَنْ لَاقَتْ وَإِنْ لَمْ توَدَّدِ أبو تَمَّامٍ: 13649 - مَحَاسِنُ أَصنَافِ المُغَنِّين جَمَّةٌ ... وَمَا قَصَبَاتُ السَّبقِ إِلَّا المَعبَدِ ابْنُ الفَارضِ: 13650 - مَحَاسِنُ تَهدِي المَادِحينَ لِوصفها ... فَيُحسِنُ فِيها مِنهم النَّثر وَالنَظمُ أبو تَمَّامٍ: 13651 - مَحَاسِنُ مِن مَجدٍ مَتَى يَقرِنوا بِهَا ... مَحَاسِنَ أَقوَامٍ تَكُن كالمَعايِبُ بَعْدَهُ: مَعَالِ تَمَادَتْ فِي العُلُوِّ كَأَنَّمَا ... تُحَاوِلُ ثأْرًا عِنْدَ بَعْضِ الكَوَاكِبِ ومن باب (مَحَا) قَوْلُ أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيّ صاحِبِ الدَّعْوَةِ وَقَدْ كَتَبَ عَبْدُ الحَمِيْدِ عَنْ مَرْوَانَ بن مُحَمَّدٍ إِلَيْهِ كِتَابًا وَقَالَ عَبْدُ الحَمِيْدِ لِمَرْوَانَ قَدْ كَتَبَ كِتَابًا أَنْ أَنْجَعَ ¬
فَذَاكَ وَإِلَّا فَالهلَاكَ وَكَانَ الكِتَابُ مِنْ كبرِ حَجْمِهِ يُحْمَلُ عَلَى جَمَلٍ وَضَمَّنَهُ غَرَائِبَ عُجْرِهِ وَبُجْرِهِ وَقَالَ لَمَرْوَانَ إنِّي ضَامِنٌ أَنَّ الرَّسُوْلَ مَتَى قَرَأَ هَذَا الكِتَابَ عَلَى أَبِي مُسْلِمْ بِمَشْهَدٍ مِنْ أَعْوَانِهِ وَأَعْضَادِهِ وَأَنْصارِهِ اخْتَلَفُوا عَلَيْهِ وَمَتَى اخْتَلَفُوا كَلَّ حَدّهمْ فَلَمَّا وَرَدَ الكِتَابُ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ أَوْقَدَ نَارًا وَطَرَحَ الكِتَابَ فيها وَخَلَّى مِنْهُ مِقْدَارَ ذِرَاعٍ وَكَتَبَ عَلَيْهِ: مَحَا السَّيْفُ أسْطَارَ البَلَاغَةِ وَانْتَحَى ... عَلَيْكَ لُيُوْثُ الغَابِ مِنْ كُلِّ خَائِبِ وَرَدَّهُ صُحْبَةَ الرَّسُوْلِ فَحِيْنَئِذٍ وَقَعَ اليَأسُ مِنْ مُعَالَجَتِهِ. البُحتُريُّ: 13652 - مُحبَّبٌ فِي جَميع النَّاسِ إِن ذُكِرَت ... أَخلَاقُهُ الغُرُّ حَتى فِي أَعادِيهِ البَسَّاميُّ: 13653 - مُحبَّب فِي قُلوبُ النَّاسِ كُلَّهُمُ ... فَكُلُّ قَلبٍ إِليهِ مَايلٌ كَلِفُ الحصري الأندلَسيُّ: 13654 - مَحَبَّتي تَقتَضِي مَقامِي ... وَحَالَتِي تَقتَضي الرَّحِيلَا كَتَبَ أَبُو الحَسَنِ عَلِي بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الحُصَرِيُّ مِنْ شُعَرَاءِ الأَنْدَلُسِ إِلَى صَاحِبِ سَبْتَةَ يَسْتَأْذِنهُ في الخُرُوْجِ إِلَى الأَنْدَلُسِ فَأَذِذَ لَهُ فِي الخُرُوْجِ إِلَيْهَا بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ وهِيَ مِنْ شِعْرهِ: مَحَبَّتِي تَقْتَضِي مَقَامِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هَذَانِ خِصْمَانِ لَسْت أَقْضِي ... بَيْنَهُمَا خَوْفَ أَنْ أَمِيْلَا وَلَا يَزَالَانِ فِي خِصَامٍ ... حَتَّى تَرَى رَأيَكَ الجمِيْلَا قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عنه: وَاتَّفَقَ أَنَّ بَعْضَ قُضَاةِ بِلَادِ الرُّوْمِ وَفَدَ عَلَى الصَّاحِبِ ¬
المَرْحُوْمُ عَلَاءُ الدِّيْنِ عَطَا مَلِكِ بن مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِي تَغَمَّدَهُ اللَّه بِرَحْمَتِهِ وَهُوَ حَاكِمُ بَغْدَادَ فَأقَامَ بِهَا فِي إِكْرَامٍ وَإِلْطَافٍ وَلَمَّا أَرَادَ الرَّحيْلَ إِلَى بَلَدِهِ كَتَبَ إِلَى الصَّاحِب عَلَاءِ الدِّيْنِ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ يَسْتأذِنُهُ فِي الخُرُوْجِ فَكَاتَبَ أَحْسَنَ ما اسْتَشْهَدَ بِهِ مُسْتَأَذِنٌ لِلخُرُوْجِ خُصُوْصًا القَاضي حَيْثُ ذَكَرَ الخِصْمَيْنِ. قِيْلَ وَأَمَرَ صَابُ سَبْتَةَ بِالحُصرِي فَحُمِلَ فِي زَوْرَقٍ إِلَى الجَّزِيْرَةٍ الخَضْرَاءَ وَكَانَ النَّاسُ يَظُنُّوْنَبه أَنَّهُ سَيَغْرَقُ فِي البَحْرِ وَغَلِبَ عَلَيْهِ ظَنِّهِ أَيْضًا ذَلِكَ، فَلَمَّا نزِلَ الجَّزِيْرَةَ سَالِمًا كَتَبَ إِلَى صَاحِبِ سَبْتَةَ: زَعَمُوا بِأنْ فَارَقْتُ سَبْتَةَ أَنَّنِي ... حَتْمٌ عَلَيَّ القَتْل وَالإغْرَاقُ صَدَقُوا لَقَدْ غَرَّقْتَنِي فِي أدْمُعِي ... وَقَتَلْتَنِي وَالسيفُ مِنْكَ فِرَاقُ أبو العَتَاهِيَةِ: 13655 - مَحبَّتِي لكَ تَأَبى أَن تُسَامِحني ... بِأَن أَراكَ عَلَى شَيءٍ مِنَ الزَلَلِ المتَنَبيّ: 13656 - مُحِبُّكَ حَيثُ ما اتَّجهتْ رِكابِي ... وَضَيفُكَ حَيثُ كُنتَ مِن البِلَادِ قَبْلهُ: وَإِنِّي عَنْكَ بعدَ غَدٍ لَغَادِي وَقَلْبِي ... عَنْ جَنَابِكَ غَيْرَ غَادِي مُحِبُّكَ حَيْثُمَا اتَّجَهَتْ ركَابِي. البَيْتُ لَهُ أيضًا: 13657 - مُحبٌّ كَنَى بالبِيضِ عَن مُرهَفَاتِهِ ... وَبالحُسنِ فِي أَجسَامِهِنَّ عَنِ الصَّقلِ إبرَاهيم الغَزِيّ: 13658 - مَحَت بَانَت سُعَادُ ذُنُوبَ كَعبٍ ... وَأَعلَت كَعبَهُ في كُلِّ نَادِ ¬
سَالمُ بنُ أبي وابصة: 13659 - مُحتَضِنٌ ضَربًا لَا يُفَارِقُهُ ... يُبدِي لي الغِشَّ وَالعَوراءَ في الكَلمِ أبو تَمَّامَ: 13660 - مُحرَّمةٌ أَكفَال خَيلي عَلَى الوَغَا ... وَمَكلومَةٌ لبَّاتُها وَنُحُورُهَا بَعْدَهُ: حَرَامٌ عَلَى أَرْمَاحِنَا طَعْنُ مُدْبِرٍ ... وَتدقُّ فِي الصُّدُوْرِ صُدُوْرُهَا البُحتَريُّ: 13661 - مُحسَّدٌ بِخلَالٍ فِيهِ فَاضِلَةٍ ... وَلَيسَ تَفتَرِقُ النَّعمَاءُ وَالحَسَدُ بَعْدَهُ: فَدَامَتِ النّعَمُ اللَّاتِي تُرَى بِهِمْ ... وَدَامَ لِلشَّائِنِيْنَ الغلُّ وَالكَمَدُ الحَارثِيُّ: 13662 - مَحَسَّدونَ عَلَى صُنعِ الإلهِ لَهُم ... وَلَيسَ إِلَّا لِفَضلٍ يُوجَدُ الحَسَدُ زهَيْرُ بن أبي سُلْمى: 13663 - مُحَسَّدونَ عَلَى مَا كَانَ مِن كَرَمٍ ... لَا يَنرعُ اللَّهُ مِنهُم مَا بِهِ حُسِدُوا قَبْلهُ: لَوْ كَانَ يَقْعُدُ فَوْقَ الشَّمْسِ مِنْ أحَدٍ ... قَوْمٌ بِأَوَّلِهِمْ أَوْ مَجْدِهِمْ قَعَدُوا مُحَسَّدُوْنَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ كَرَمٍ. البَيْتُ ¬
كَتَبَ بَعْضَهُمْ هَذَا البَيْتَ عَلَى بَابِ دَارِهِ: 13664 - مَحسَّدُونَ وَشَر النَّاسِ مَنزِلةً ... مَن عَاشَ في النَّاسِ يَومًا غَير مَحسُودِ يقول ذَلِكَ فِي وَصْفِ الدُّنْيَا وَذَمِّهَا: 13665 - مَحسُودُهَا مَرحُومُهَا وَرَئِيسُهَا ... مَرؤُوسُهَا وَوُجُودُهَا مَعدُومُ أَبْيَاتُ زِيَادٍ، وَهُوَ زِيَادُ بن مُنْقِذٍ الحَنْظَلِيِّ، وَهُوَ أَخُو المَرَّارِ العَدَوِيِّ، نُسِبَ إِلَى أُمِّهِ العَدَوِيَّةِ وَهِيَ فُكْهِيَّةُ بِنْتُ تَمِيْمِ بنُ الدُّؤَلِيّ بنُ جُلِّ بن عَدِيِّ بن عَبْدِ مَنَاةَ بن أدِّ بن طَابِخَةَ وَلَدَتْ لِمَالِكِ بن حَنْظَلَةَ عَدِيًّا وَيَرْبُوْعًا فَهَؤلَاءِ مِنْ وَلَدِهِ يُقَالُ لَهُمْ بَنو العَدَوِّيةِ وَكَانَ زِيَادٌ نَزَلَ بِصَنْعَاءَ اليَمَنِ فَكَرِهَهَا وَاجْتَوَاهَا وَقَدْ كَانَ مَنْزِلهُ أَوَّلًا نَجدٌ فَقَالَ (¬1): لَا حَبَّذَا أَنْتِ يَا صنْعَاءُ مِنْ بَلَدٍ ... وَلَا شُعُوْبَ لَهَا عِنْدِي وَلَا أُمَمُ وَحَبَّذَا حِيْنَ تُمْسِي الرِّيْحُ بَارَدَةً ... وَادِي أَشَيٍّ وَفِتْيَانٌ بِهِ هُضُمُ يَقُوْلُ مِنْهَا: مُخَدَّمُوْنَ ثِقَالٌ فِي مَجَالِسِهِمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا أُصَاحِبُ قَومٍ فَأُخْبِرُهُمْ ... إِلَّا يَزِيْدُهُمُ حُبًّا إِلَيَّ هُمُ المعَرِّي: 13666 - مَحَلُّ الجِسمِ فِي الغَبراءِ ضَنكٌ ... وَلَكِن عَفوُ خَالِقُنا رَحِيبُ ومن باب (مَحَلُّكَ) قَوْل السِرِيّ الرَّفَاء في سَيْفِ الدَّوْلَةِ (¬1): مَحَلُّكَ مِثْلُ الغَابِ لَيْسَ يُرَامُ ... وَجَاركَ مِثْلُ النَّجْمِ لَيْسَ يُضَامُ وَغَيْمُكَ ذُو بَرْقَيْنِ يَنْهَلُّ مِنْهُمَا ... دَمٌ لَيْسَ يَرْقَا صَوْبهُ وَغُمَامُ ¬
بِكَ انْتَظَمَ المَجْدُ الشَّتِيْتُ وَإِنَّمَا ... مَسَاعِيْكَ لِلْمَجْدِ الشَّتِيْتِ نِظَامُ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَرَى الحَائِنَ المَغْرُوْرَ نَامَ بِأَرْضكُمْ ... كَأَنَّ المَنَايَا الحُمْرَ عنه نِيَامُ تَسَنَّمَ أَعْلَامَ الدِّيَارِ وَأَنْتُمُ ... لِمَنْ حَلَّ فيها غَارِبٌ وَسَنَامُ فَشَقَّ عَلَى المَاضِيْنَ مِنْ عُظَمَائِكُمْ ... وَهُمْ رُمَمٌ فِي تُرْبِهَا وَعِظَامُ فَعَوْدٌ لِيَحْتَلَّ النَّدَى فِي ظِلَالِهَا ... وَيَرْحَلُ لَوْمٌ حَلَّهَا وَلِئَامُ وَتَشْرِقَ فِي شَرْقِيِّ دِجْلَةَ بِالقَنَا ... صَحاصِحُ أَنْتُمْ سَيْلُهَا وَأَكَامُ فَحِيْنَئِذٍ يَصْفُو السَّمَاعُ لِسَاعٍ ... وَيَنْسَاغُ لِلشُّرْبِ العِطَاشِ مُدَامُ فَطوْرًا لَكُمْ فِي العَيْشِ رَحْبُ مَنَازِلٍ ... وَطوْرًا لَكُمْ بَيْنَ السُّيُوْفِ زِحَامُ وَأَنْتُمْ عَلَى أَكْبَادِ قَوْمٍ حَرَارَةٌ ... وَبَرْدٌ عَلَى أَكْبَادِنَا وَسَلَامُ 13667 - مِحَنُ الزَّمَانِ شَدِيدَةٌ ... وَأَشدُّهَا فَقدُ الحَبِيب البِياريُّ المعَبِّرُ: 13668 - مِحَنُ الزَّمَانِ لَها عَوَاقِبُ تَنقَضِي ... لَا بُدَّ فاصبِر لانقَضَاءِ أَوانهَا بَعْدَهُ: إِنَّ المَحَالَةَ فِي إزَالَةِ شَرِّهَا ... قبَل الأَوَانِ تَكُوْنُ مِنْ أَعْوَانِهَا المَحَالَةُ هِيَ الحِيْلَةُ وَقَؤلَهُ لا مَحَالَةَ أي لَا حِيْلَةَ. هُوَ أَبُو الفَضْلِ جَعْفَرُ بن الحَسَنِ بن مَنْصُوْرِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مَنْصوْرٍ البَيَارِيُّ الكَثِيْرِيُّ المُعَبِّرُ. الصَّنَوْبَريُّ: 13669 - مِحَنُ الفَتَى يُخبِرنَ عَن فَضلِ الفَتَى ... كَالنَّارِ مُخبِرةٌ بِفَضلِ العَنبَرِ ¬
مَحْمُودُ الورَّاق: 13670 - مَحَوتُ ذِكرَكَ مِن قَلبِي وَمِن أُذُنِي ... وَمن لِسَانِي فِصلْ إِنْ شِئْتَ أَو فَدَعِ البُحْتُري: 13671 - مُخَالِفُ أَمرِكُم للَّهِ عَاصٍ ... وَمُنكِرُ حَقّكُمُ لَاقٍ أثَامَا بَعْدَهُ: وَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ مَنْ لَمْ يُقَدّمْ ... وِلَا يَتِكُمْ ولَوْ صلَّى وَصامَا أحمدُ بنُ محمّد الضَبيُّ: 13672 - مَخَايِلُ كُلُّهنَّ شُهُودُ عَدلٍ ... عَلَى مَا فِيهِ مِن كَرَمِ الخِلالِ 13673 - مُخبِرَةٌ أَقبَحُ مِن وَجهِهِ ... وَوَجهُهُ بِالقُبحِ مشهُورُ زِيادُ بنُ مُنْقِذُ الحنْظليُّ: 13674 - مُخَدَّمُونَ ثِقالٌ فِي مَجَالِسِهم ... وَفي الرِّحالِ إِذَا صاحَبتَهُم خَدَمُ قَابُوسَ بن وشَمْكِيرٌ: 13675 - مُخَدَّمُونَ وَلَم تُخدَم أوائِلُهُم ... مُخوَّلُونَ وَكَانُوا أَرذَلَ الخَوَلِ قبله: بِاللَّهِ لَا تَنْهَضي يَا دَوْلَةُ السَّفْكِ ... وَقَصِّرِي مَا أَرْخَيْتِ مِنْ طُوْلِ أَسْرَفْتِ فَاقْتَصدِي جَاوَزْتِ فَانْصَرِفِي ... عَنِ التَّهَوُّرِ ثُمَّ امْشِي عَلَى مَهلِ مُخَدَّمُوْنَ وَلَمْ تُخْدَمْ أَوَائلهُمْ. البَيْتُ ¬
13676 - مَخرِق عَلَى النَّاسِ وَنوِّه بِهِم ... فإِنَّمَا الدُّنيا مَخَاريقُ المعتَمد صاحبْ المَغربُ: 13677 - مُخَفَّفٌ عَن فُؤادِي إِنَّ تُكلُكَما ... مُثقِلٌ لِي يَومَ الحَشرِ مِيزَانَا أنشدَ الحاتمي في رسالته الباهرة: 13678 - مُخَنّثٍ لَو رَمَى اللَّهُ الزَّمَان بِهِ ... لَعَادَ رُكنُ اللَّيالِي وَهَو مُنهَاضُ بَعْدَهُ: جَمَاعَةٌ لِمَسَاوِي النَّاسِ كُلِّهم ... كَأَنَّ أَعْرَاضَهُ لِلذَّمِّ أَعْرَاضُ 13679 - مِدادُ المَحابِرِ طِيبُ الرِّجالِ ... وَطِيبُ النِسَاءِ مِنَ الزَّعفَرانِ بَعْدَهُ: فَهَذَا جَمِيْلٌ بِثَوْبِ الأَدِيْبِ ... وَهَذَا جَمِيْلٌ بِثَوْب الحَصَانِ وَمِثْلُهُ قَوْلُ العَبَّاسِ بنِ الحَسَنِ (¬1): إِنَّمَا الزَّعْفَرَانُ عِطْرُ العَذَارَى ... وَمِدَادُ الدُّوِيِّ عِطْرُ الرِّجَالِ ومن باب (مدَاد) قَوْلُ جَعْفَرٍ المِصرِيِّ (¬2): مِدَادٌ مِثْلَ خَافِيَةِ الغُراَبِ ... وَقِرْطَاسٌ كَرقْرَاقِ السَّرَابِ وَأَلْفَاظ كَأَصْوَاتِ المَثَانِي ... بِخَطٍّ مِثْلَ وَشْي يَدِ الكِعَابِ كِتَابٌ لَوْ رَأَتْهُ الكُتبُ قَالَتْ ... سَرَقْتَ الحُسْنَ مِنْ أُمِّ الكِتَابِ كَزَهْرِ الرَّوْضَةِ الحَسْنَاءِ بَاتَتْ ... تَرَشَّفَ لَيْلُهَا رِيْقُ السَّحَابِ ¬
ومن باب (مَدَحْتُ) قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ (¬1): مَدَحْتُ مَعَاشِرًا غُرَرًا ... حَسَبْتُ بِأَنَّهُمُ غُرَرُ فما رَفْدٌ وَلَا وَعْدٌ وَلَا ... اعْتَلُوا وَلَا اعْتَذَرُوا وَقَالَ ابْنُ جَكِيْنَا (¬2): مَدَحْتُهُمُ فَازْدَدْتُ بُعْدًا بِمَدْحِهِمْ ... فَخُيِّلَ لِي أَنَّ المَدِيْحَ هِجَاءُ يَقُوْلُوْنَ مَا لا يَفْعَلُوْنَ كَأَنَّهُمْ ... إِذَا سُئِلُوا رِفْدًا هُمُ الشُّعَرَاءُ وَقَالَ آخَرُ (¬3): مَدَحَتْكَ أَلْسِنَةُ العِبَادِ مَخَافَةً ... وَتَشَاهَدَتْ لَكَ بِالجمِيْلِ الأَحْسَنِ أَترَى الزَّمَانَ مُؤَخَّرًا فِي مُدَّتِي ... حَتَّى أَعِيْشَ إِلَى انْطِلَاقِ الأَلْسُنِ وَقَالَ أَبُو الفَتْحِ (¬4): مَدَحْتُكَ فَالْتَأمَتْ قَلَائِدُ لَمْ يَفُزْ ... بِأَمْثَالِهَا الصِّيْدُ الكِرَامُ الأَعَاظِمُ لأَنَّكَ بَحْرٌ وَالمعَانِي لآلِئٌ ... وَطَبْعِيَ غَوَّاصٌ وَقَوْليَ نَاظِمُ البُحتريُّ: 13680 - مُدَبّرُ حَربٍ لَم يَبِت عِندَ غِرَّةٍ ... وَلَم يَسرِ في أَحشائِهِ وَهَن الرُعبِ ابن هَاشمٍ البَاهِليُّ: 13681 - مَدَحتَ ابنَ سَليمٍ وَالمَدِيحَ مَهزَّةٌ ... فَكَانَ كَصَفوَانٍ عَلَيهِ تُرابُ ¬
قَبْلهُ: لِكُلِّ أَخِي مَدْع ثَوَابٌ يَعُدُّهُ ... وَلَيْسَ لِمَدْحِ البَاهِلِيِّ ثَوَابُ مَدَحْتُ ابنَ سَلْمٍ. البَيْتُ. وَقَدْ سَبَقَ بِحِكَايَتِهِ. 13682 - مَدَحتكَ للرِّجاءِ فَكَانَ حَظِّي ... مِنَ الإِقبالِ ذُلٌ وَانحِطَاطُ بَعْدَهُ: لِذَلِكَ قِيْلَ فِي مَثَلٍ قَدِيْمٍ ... جَزَاءُ مُقَبِّلِ الإِسْتِ الضُّرَاطُ 13683 - مَدَحتُكَ للضَّرُورَة لَا لأنِّي ... رَأَيتكَ مُستَحِقًا للِثَّوابِ إبرهيم بنُ رَجاء: 13684 - مَدَحتُ وَلَم أَكذِب رَبيعَةَ مِدحَةٍ ... يَطيبُ بِأَفواهِ الرِّجالِ سَمَاعُها الرّضيّ المُوسَوي: 13685 - مَدَحتُهُم فَاستُقبِحَ القَولُ فِيهم ... ألا رُبَّ عُنقٍ لَا يَليقُ بِهِ العِقدُ الأشجعُ السُلميُّ: 13686 - مَدَحنَاهُم فلم نُدرِك بِمدحٍ ... مَآثرهُم وَلَم نترُك مَقَالا السَريّ الرّفاء في سَيف الدولة: 13687 - مَدحٌ يَغُضُّ زُهِيز عَنهُ نَاظِرَهُ ... وَنَائِلٌ يَتَوارى عِندَهُ هَرِمُ 13688 - مُدَّ الزَّمانُ وأَشوتني حَوَادِثُهُ ... حَتَّى مَللتُ وَذمَّت نَفسِي العُمُرا ¬
ومن باب (مَدَّ) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬1): مَدَّ لَيْلًا عَلَى الكُمَاةِ فَمَا ... يَمْشُوْنَ فيه إِلَّا بِضَوْءِ السُّيُوْفِ 13689 - مَدَدتُ طَرفِي إِلى الدُّنيا وَبَهجتَها ... فَلَم تَرَ العَينُ شَيئًا غَيركم حَسَنَا ابْنُ شَرَفٍ: 13690 - مَدَدتُ لَهُ سِترَ التَغَافِل بَينَنَا ... وَأَعرَضَت عَن أَشياءَ عِندِي عُلومُهَا أبو ضَمْضَمَةَ الْكِلابيّ: 13691 - مَدَّ لَكَ اللَّهُ البَقَاءَ مَدًّا ... حَتَّى يَكُون ابنُكَ هَذَا جَدَّا قِيْلَ دَخَل أَبُو ضَمْضَمَةَ الكلَابِيُّ عَلَى الفَضْلِ بنِ يَحْيَى وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا لَهُ صغِيْرٌ فَقَالَ: مَدَّ لَكَ اللَّهُ البَقَاءَ مَدَّا ... حَتَّى يَكُوْنَ ابْنكَ هَذَا جَدَّا مُؤَزَّرًا بِمَجْدِهِ مُرَدَّى ... ثم يُفَدَّى مِثْلَمَا تُفَدَّى كَأَنَّهُ أَنْتَ إِذَا تَبَدَّى ... شَمَائِلًا مَحْمُوْدَةً وَقَدَّا قَالَ فَأَمَرَ لَهُ بِعَشْرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ فَقَبَضَهَا فِي الحَالِ وَانْصرَفَ. وَيُرْوَى الشِّعْرُ وَالحِكَايَةُ لإِسْحَاقَ المُوْصَلِيِّ مَعَ الفَضْلِ بن يَحْيَى. 13692 - مَدَّ لِي القَرابة عِندَ النَّيلِ يطلبه ... وَهوَ البَعيدُ إِذَا نَالَ الَّذي طَلَبا أبو عثمَان النَاجمُ: 13693 - مَدِيح لَو مَدَحتُ بِهِ اللَيَالِي ... لمَا جَارَت عَلَيَّ لهَا صُرُوفُ ¬
وَلِي فِي حَامِدٍ أَمَلٌ قَدِيْمٌ ... وَمَدْحٌ قَدْ مَدَحْتُ بِهِ طَرِيْفُ مَدِيْحٌ لَوْ مَدَحْتُ بِهِ اللَّيَالِي. البَيْتُ أَخَذَهُ النّاجِمُ مِنْ قَوْلِ أَرِسْطَالِيْسَ قَدْ تَكَلَّمْتُ بِكَلَامٍ لَوْ مَدَحْتُ بِهِ الدَّهْرَ لَمَا جَارَتْ عَلَيَّ صرَوْفَهُ. 13694 - مُذ بَدانِي الشَّبابُ عَاجَلَنِي الشَيـ ... ــبُ فَهَذا مِن أَوَّلِ الدَنِّ دُردِي الرّضيّ المُوسَويُّ: 13695 - مُذبذَبُ الرِّزقِ لَا فقرٌ وَلَا جَدِةٌ ... حَظٌّ لَعمرُكَ لَم يَحمُق وَلَم يَكسِ أَبْيَاتُ الرَّضِيِّ يَقُوْلُ مِنْهَا: يَا بُؤْسَ لِلدَّهْرِ أَلْقَانِي بِمَسْبَعَةٍ ... وَقَالَ لِي عِنْدَ غِيْلِ الضيْغَمِ احْتَرِسِ مُذَبْذَبَ الرِّزْقِ لَا فَقْرٌ وَلَا جِدَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَسْتَنْزِلُ الرِّزْقَ مِنْ قَوْمٍ خَلَائِقهمْ ... شَمْسُ الأَعِنَّةِ عِنْدَ الزَّجْرِ وَالمَرَسِ يَسْتَبْدِلُوْنَ بِي الأَبْدَالَ معْجزَةً ... مَنْ يَرْضى بِالعِيْرِ يَهْجرُ صَهْوَةَ الفَرَسِ يَا صَاحِبَيَّ اشْدُدَا النَّضْوَيْنِ وانْطَلِقَا ... إِنْ سَلَّمَ اللَّهُ أَفجَرْنَا مِنَ الغَلَسِ لَا تَنْظُرَا غَيْرَ وَعْدِ السَّيْفِ آوِنَةً ... مَنْ لَمْ يَرُسْ بِذِبَابِ السَّيْفِ لَمْ يَرِسِ الأشجَعَ السُلِميُّ: 13696 - مُذ غَابَ عَنِّي فَمَا أَرَى حَسَنًا ... يَأَنس إِلَّا بِذِكرهِ الحَسَنُ بَعْدَهُ: لَوْلَا رَجَاءُ الإِيَابِ لانْصدَعَتْ ... قُلُوْبنَا بَعْدَهُ مِنَ الحَزَنِ 13697 - مُذ غَالَ قَابِيلٌ أَخاهُ لِفضلِهِ ... وَجَبَ الحِذارُ عَلَى ذَوي الحُسَّادِ ¬
قِيْلَ وَقَّعَ بَعْضُ الوُزَرَاءِ فِي رقْعَةِ أَدِيْبٍ وَرَفَعَ المَجْرُوْرَ فَكتَبَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ يَقُوْلُ (¬1): مُذْ كَانَ هَمَّكُمُ فِي جَبْرِ مُنْكَسِرٍ ... أَو رِفْدِ مُفْتَقِرٍ أَو بَسْطِ مُنْقَبِضِ حَذَا يَرَاعكُمُ فِي الفَضْلِ حَذْوَكُمُ ... فَلَيْسَ يُنْكَرُ مِنْهُ رَفْعُ مَنْخَفِضِ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ يَنْبَغِي أَنْ تُسْتَشْهَدَ بِهَذَيْنِ البَيْتِيْنِ عِنْدَ الوُقُوْفِ عَلَى خَطِّ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيِّ بن أَبِي طَالِبٍ لأَنَّنِي وَقَفْتُ لَهُ عَلَى خَط كَتَبَهُ هَكَذَا عَلَيْهِ السَّلَامُ. البُحْتُريُّ: 13698 - مُذنِبٌ يُكثِرُ التَّجَنِي فَمِنهُ ... الذَنبُ ظُلمًا وَمِنِّي الاعتِذارُ قبله: إِنْ جَرَى بَيْنَنَا وَبَيْنَك عَتْبٌ ... أَوْ تَنَاءَتْ مِنَّا وَمِنْكَ الدِّيَارُ فَالغَلِيْلُ الَّذِي عَهِدْتَ مُقِيْمٌ ... وَالدُّمُوْعُ الَّتِي عَلِمْتَ غِزَارُ لا قَرَارٌ حَتَّى تَجُوْد بِوَصْلٍ ... وَمَعَ الهَجْرِ لَا يَكُوْنُ قَرَارُ مُذْنِبٌ يُكْثِرُ التَّجَنِّي. البَيْتُ ومن باب (مَرَّ) قَوْلُ بَعْضهُمُ (¬1): مَرَّ الجوَادُ عَلَى زَرْعِي فَقُلْتُ لَهُ ... إِيَّاك عَنْهُ وَلَا تَوْلَعْ بِإِفْسَادِ فَقَالَ مِنْهَا خَطِيْبٌ فَوْقَ سُنْبُلَةٍ ... إِنَّا عَلَى سَفَرٍ لَابُدَّ مِنْ زَادِ الغَزِيُّ: 13699 - مَرَارةُ خِطبَانِ الخُطُوبِ حَلَاوةٌ ... إِذَا لَم تَكُن مَمزوجةً بالمعَايِبِ ¬
13700 - مَرَازِيبهُم إِن تَندَّت بِخيرٍ ... إلى غَيرِ جِيرانِهِم تَقلِبُ بَعْدَهُ: وَعُذْرهُمُ عِنْدَ تَوْبِيْخِهِمْ ... مُغَنِّيَةُ الحَيِّ لَا تُطْرِبِ ويورى: وَعُذْرُكُمْ عِنْدَ تَوْبِيْخِكُمْ. البَيْتُ 13701 - مُراسَلَةُ الكُتبِ تُحيي النُفُوسَ ... إذا شِئتَ البَين شَملَ الوِصَالِ ومن باب (مَرْحَبًا) قَوْلُ آخَرَ فِي مَدْحِ الرَّقِيْبِ (¬1): مَرْحَبًا بِالرَّقِيْبِ مِنْ غَيْرِ وَعْدٍ ... بَاتَ يَجْلو عَلَيَّ منْ أَهْوَاهُ إِنَّمَا أَمْدَحُ الرَّقِيْبَ لأَنِّي ... لَا أَرَى مَنْ أَحِبُّ حَتَّى أَرَاهُ ابْنُ شمس الْخِلَافةِ: 13702 - مَرحبًا مَرحَبًا وَأَهلًا وَسَهلًا ... بِكَ يَا أَشرفَ المُلوكِ مَحَلَّا بَعْدَهُ تَهْنِئَة بِقُدُوْمٍ: بِكَ يَا مَنْ جَلَّى المَكَارِهَ عَنَّا ... وَجَلَّى الهَمَّ وَجْهُهُ إِذْ تَجَلَّى أَيَظُنُّ المُلُوْكَ أَنَّهُمْ مِثْلكَ ... فِي المَكْرُمَاتِ حَاشَى وَكَلَّا أَنْتَ أَعْلَى قَدَرًا وَأَجْزَلُ مَعْ ... رُوْفًا وَأَنْدَى كَفًّا وَأَغْزَرُ وَبْلَا أَنْتَ ظِلٌّ قَدْ مَدَّهُ اللَّهُ فِي الأَ ... رْضِ عَلَيْنَا فَلَا عَدِمْنَاهُ ظِلَّا قَدْ مَلأْنَا لَكَ السَّمَاءَ دُعَاءً حِيْنَ ... أَصْبَحْتَ تَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلَا لَكَ كَفّ افْتَت سُيُوْفُكَ ضرْبًا ... وَالأَعَادِي قتلًا وَمَالَكَ بَذْلَا لَسْتَ لِلعَذْلِ سَامِعًا وَكَذَا البَـ ... ــحْرُ إِذَا مَدَّ لَيْسَ يَسْمَعُ عَذْلَا قَارَنت شَخْصكَ السُّعُوْدُ وَزِيْـ ... ــدَتْ بِكَ أَيَّامُنَا بَهَاءً وَنُبْلَا وَتَوَالَتْ بِكَ التَّهَانِي وَعَمَّتْ ... مِصْرَنَا بِالسُّرُوْرِ وَعْرًا وَسَهْلَا ¬
يروى لعَلي عَليه السلامُ: [من الوافر] 13703 - مَرَرتُ عَلَى شَبَامٍ فَلَم تُجِبنِي ... وَعَزَّ عَلَيَّ مَا لَقيت شَبَام هَذَا البَيْتُ مَثَلٌ سَائِر. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المَرْزَبَانِيُّ: مَرَّ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ مَرْجِعِهِ مِنْ صِفِّيْنَ فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، وَأَكْثَرُوا الصِّيَاحَ فَقَالَ: مَرَرْتُ عَلَى شَبَامِ فَلَمْ تُجِبْنِي. البَيْتُ ومن باب (مَرَرْتُ): مَرَرْتُ عَلَى قَبْرِ الحَبِيْبِ فَمَا ... جَنَى إِلَيْهِ زَفِيْرٌ غَالِبٌ وَنَحِيْبُ وَجَدَّدْتُ وَجْدًا لَمْ يَكُنْ قَبْلُ دَارِسًا ... وَنَازَعَ قَلْبِي لَوْعةٌ وَوَجِيْبُ فَأَخْفَيْتُ مَا بِي مِنْ رَفِيْقِي وَأَعْلَنْت ... بِهِ زَفَرَات مَا تَزَالُ تَصُوْبُ دَعُوْنِي وَهَذَا القَبْر إِنَّ تُرَابَهُ ... ذَرُوْرٌ لِعَيْنِي فِي الحَيَاةِ وَطِيْبُ سَقَى اللَّه هَذَا القَبْرَ مُنْبَجِسَ الحَيَا ... فَقَدْحَبَّهُ شَخْصٌ إِلَيَّ حَبِيْبُ الصّابئُ: 13704 - مُرُّ ما مرَّ بي لأَجلِكَ حُلوٌ ... وَعَذابي في مِثلِ حُبِّكَ عَذبُ الحَصكَفيُّ: 13705 - مُرٌّ وحُلوٌ سَائغٌ ... وَكِلَاهُمَا حُلم يَمُرُّ 13706 - مَرِضَ الحَبيبُ فَعدتُهُ ... فَمرِضتُ مِن حَذَرِي عَلِيهِ بَعْدَهُ: وَأَتَى الحَبِيْبُ يَعُوْدُنِي ... فَبَرَأْتُ مِنْ نَظَرِي إِلَيْهِ ¬
وَقَالَ أَبُو السِّمْطِ (¬1): أَلَمْ تَرَنِي مَرِضْتُ بِسرِّ مَنْ ... رَأى فَأَعْيَانِي الأَطِبَّةُ وَالدَّوَاءُ فَلَمَّا عَادَنِي ابْنُ أَبِي دُؤَادٍ ... بَرَأْتُ وَفِي عِيَادَتِهِ الشِّفَاءُ وَقَالَ عَلِيُّ بن أَبِي الجهمِ فِي مَرِيْضٍ (¬2): عِلَّةُ البَدْرِ رَاقِبِي اللَّهَ فِيْهِ ... لَا تَضُرِّي بِهِ وَلَا تَنْحلِيْهِ أَنَا أَقْوَى عَلَى احْتِمَالِكَ مِنْهُ ... حَمِّلِيْنِي أَضْعَافَ مَا يَشْتَكِيْهِ وَقَالَ آخَرُ فِي أَنَّ الحَبِيْبَ زَادَهُ المَرَضُ مَلَاحَةً وَحُسْنًا (¬3): ولَوْ أَنْ المَرِيْضَ يَزِيْدُ حُسْنًا ... كَمَا تَزْدَادُ أَنْتَ عَلَى السّقَامِ لَمَا عِيْدَ المَرِيْضُ إِذًا وَعُدَّتْ ... لَهُ الشَّكْوَى مِنَ المِنَحِ العِظَامُ 13707 - مَرِضتُ فَارتَحتُ إِلى عَائدِ ... فَعَادَ بِي العَالَم فِي وَاحِدٍ 13708 - مَرِضتُ فَعادَنِي صَحبِي جَميعًا ... فَمَا لَكَ لَا تُرىَ فِيمَن يَعُودُ عليّ بن الجَهِم: 13709 - مَرِضتُ فَلَم تَسهُلُ عَلَيكُم عيَادَتِي ... وَلَو مَتُّ يَومًا مَا اهتديتُم إِلى قَبرِي بَعْدَهُ: وَلَكِنْ أَرَى فَرْضًا عَلَيَّ زِيَارَتِي ... مَنَازِلِكُمْ بِالذّلِّ مِنِّي وَبِالصُّغرِ جَحْظَهُ البَرْمكيُّ: ¬
13710 - مَرِضتُ فَلَم يَكُن فِي الأَرضِ ... حُرٌّ يُشرِّفُنِي بِبرٍّ أَو كَلَامِ بَعْدَهُ: وَضَنُّوا بِالعِيَادَةِ وَهِيَ أَجْرٌ ... كَأَنَّ عِيَادَتِي بَذْلُ الطَّعَامِ ومن باب (مرّ) قَوْلُ أَبِي نصر بن نُبَاتَةَ السَّعْدِيِّ يَصِفُ سكِّيْنًا وَهُوَ منْ أَحْسَن مَا وُصفَتْ بِهِ (¬1): مُرْهَفَةٌ تُعْجِزُ وَصْفَ اللِّسَانِ ... لِلسَّيْفِ مَعْنَى وَلَهَا مَعْنَيَانِ تخْلُفُهُ فِي حدِّهِ تَارَةً ... وَتَارَةً تَخْلِفَ حَدَّ السِّنَانِ مَا أَبْصرَ النَّاظرِيْنَ مِنْ قَبْلِهَا ... مَاءً وَنَارًا جُمِعَا فِي مَكَانِ أَيُّ سِلَاحٍ هِيَ أَو عُدَّةٍ ... لِرَابِطِ الجأشِ جَرْيِء الجنَانِ شمس الكوفي الواعظ: [من الوافر] 13711 - مَرِيضٌ هَواكَ يَستَعطِي دَواءً ... أَللمَرضَى سِوى بَابِ الطبيبِ أَبْيَاتُ شَمْسِ الدِّيْنِ الكُوْفِيِّ الوَاعِظِ رَحمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: إِذَا دَأرَتْ حُمَيَّا اسْمِ الحَبِيْبِ ... تَرَى العُشَّاق فِي طَرَبٍ وَطِيْبِ تَرَاضَعْنَا بِكَأس هَوَاكَ صرْفًا ... فَدَارَ السُّكْرُ فِينَا يَا حَبِيْبِي وَحَقِّكَ يَا حَبِيْبِي مَا أُبَالِي ... إِذَا مَا كُنْتَ فِي الدُّنْيَا نَصِيْبِي مَرِيْضُ هَوَاكَ يَسْتَعْطِي دَوَاءً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: شَمَرْنَا فِي هَوَاكَ عَلَى البَرَايَا ... وَحَقِّكَ لا الْتِفَاتَ إِلَى الرَّقِيْبِ يَجُوْلُ الوَجْدُ فِي أَرْجَاءِ قَلْبٍ ... تَصَبُّرُهُ مِنَ العَجَبِ العَجِيْبِ تَجَوْهَرَ فِي الهَوَى فَصَفَا وَأَمْسَى ... سَوَاءً فِي الحُضوْرِ وَفِي المَغِيْبِ تَرَفَّقْ أَيُّهَا السَّارِي بِلَيْلَى ... رَميْتَ القَلْبَ بِالسَّهْمِ المُصيْبِ ¬
أُعَرِّضُ عَنْهُمُ جَهْدِي وَأكْنِي ... وَمَا تَخْفَى إِشَارَاتُ المُرِيْبِ وَأَشْدُو بِالكَثيْبِ وَأَرْضِ نَجْدٍ ... وَمَا غَرَضي سِوَى أَهْلِ الكَثِيْبِ سُوَيدُ بن أبي كاهل: 13712 - مُزبدًا يَخطِرُ مَا لَم يَرَنِي ... فَإِذا سمعتهُ صَوتِي انقَمَعْ بَعْدَهُ: وَيُحْيِيْنِي إِذَا لَاقَيْتُهُ وَإِذَا ... يَخْلُو لَهُ الحِمَى رَتَعُ أبو العيناء: 13713 - مَزمُومةٌ بِالهَمِّ مَخطُومَةٌ ... سَمٌّ ذُعَافٌ دَرُّ أَخلَافِهَا بَعْدَهُ: وَلَمْ تَزَلْ تَقْتُل أُلَّافهَا ... أُفِّ لِقَتَّالةِ أُلَّافِهَما أبو تَمَّامٍ: 13714 - مَسَاعٍ عِظامٌ لَيسَ يَبلِي جَدِيدُها ... وَإِن بَليت مِنهُم رَمَايمُ أَعظمِ ابْنُ حَيّوسٍ: 13715 - مَسَاعٍ وَعرَّت سُبلَ المَعَالِي ... فَليسَ إِلى اللَّحاقِ بِهَا سَبِيلُ بَعْدَهُ: وَشَاعَ حَدِيْثُهَا حَتَّى تَسَاوَى ... العَلِيْمُ بِمَا تُؤَثِّلُ وَالجهُوْلُ أبو تَمَّامٍ: 13716 - مَسَاعٍ يَضلُّ الشِعر فِي طُرقِ وَصفِها ... فَمَا يَهتَدِي إِلَّا لأَصغَرِهَا الشِعرُ ¬
لَهُ أيضًا يَهجو ابن الأعمَش: 13717 - مَساوٍ وَلَو قُسِمنَ عَلَى الغَوانِي ... لَما أُمهرن إِلَّا بِالطَّلَاقِ قَبْلهُ: قَبُحْتَ وَزُدْتَ فَوْقَ القُبْحِ حَتَّى ... كَأَنَّك قَدْ خُلِقْتَ مِنَ الفِرَاقِ مَسَاوٍ لَوْ قُسِمْنَ عَلَى العَوَالِي. البَيْتُ 13718 - مُستَحدثُ النِّعمةِ لَا تَرجُهُ ... فَعينُهُ مَالِئُهَا الفَقرُ بَعْدَهُ: جُنَّ بِهِ الدَّهْرُ فَنَالَ الغِنَى ... يَا وَيْلَهُ إِنْ عَقِلَ الدَّهْرُ 13719 - مُستَحِيلُ المَعنَى يُصَلِي إلى الحَـ ... ــشّ وَيَخْرَى فِي جانِب المحرَابِ أبو تَمَّامٍ: 13720 - مُستَرسِلينَ إلى الحتُوفِ كَأَنَّما ... بَينَ الحُتوفِ وَبَينَهُم أَرحَامُ هَذَا يُضْرَبُ فِيْمَنْ يتَوَقَّعُ قَدْرُهُ ... عَنِ الضّغْنِ وَالحِقْدِ وَالحَسَدِ البُحْتُريُّ: 13721 - مُستَريحُ الأَحشاءِ مِن كُلِّ ضِغنٍ ... بَارد الصَدرِ مِن غُلُولِ الحقُودِ المَعَريّ: 13722 - مُستشَارٌ خَائنٌ فِي نُصحِهِ ... وَأَمِين نَاصِحٌ لَم يُستَشَرْ ¬
وَمِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ البَدِيْهِيِّ فِي المَدْحِ (¬1): مُسْتَظْهِر بِشَجَاعَةِ الإقْدَامِ فِي ... رَهْجِ الوَغَا وَشَجَاعَةِ الإفضَالِ تُغْرِيْهِ نَجْدتُهُ بِإِتْلَافِ الذَّخَائِرِ ... فِي العَلَى وَتَهْضُّم الأَمْوَالِ وَإِذَا اختبرْتَ عَلِمْتَ غَيْرَ مَدَافِعٍ ... أَنَّ السَّماحَ سَجِيَّةُ الأَبْطَالِ مُسْلِمُ بنُ الوليدِ: 13723 - مُستَعبِرٌ يَبكِي عَلَى دِمنَةٍ ... وَرَأسُهُ يَضحَكُ فِيهِ المَشيبْ الحَكيمُ بنُ قنبرٍ المَازنيُّ: 13724 - مُستَقبَلٌ بِالَّذي يَهوَى وَإِن كَثُرت ... مِنهُ الذُنُوبُ وَمَعذُورٌ بِمَا صَنَعا بَعْدَهُ: فِي وَجْهِهِ شَافِعٌ يَمْحُو إِسَاءَتَهُ ... إِلَى القُلُوْبِ وَجِيهٌ حَيْثُ مَا شَفِعَا 13725 - مَسَحُوا لِحَاهُم ثُمَّ قَالُوا سَالِمُوا ... يَالَيتَنِي فِي القَومِ إِذ مَسَحُوا اللِّحَى يقول: طَلَبُوا الصُّلْحَ وَأَشَارُوا بِهِ عَجْزًا مِنْهُمْ وَخَوْفًا وَجَزَعًا. قَالَ أَبُو عَمْروٍ: سَأَلْتُ ثَعْلَبًا عَنْ قَوْلِهِ: يَا لَيْتَنِي فِي القَوْمِ إِذْ مَسَحُوا اللّحَى. مَاذَا كَانَ يَفْعَلُ لَوْ كَانَ فِيْهِمْ لَيْتَ شِعْرِي؟ قَالَ: كَانَ يَحْلِقُ لِحَاهِمْ مُجَازَاةً عَنْ جُنُوْحِهِمْ إِلَى الصُّلْحِ. لِحًى: جَمْعُ لِحْيَةٍ مُثْلُ جُزًى وَكِتَابَتهُ بِاليَاءِ لأَنَّ كُلَّ جَمْعٍ مَقْصوْرٍ مَضْمُوْمِ الأوَّلِ أَوْ مَكْسُوْرٍ فَكِتَابَتَهُ بِاليَاءِ سَوَاءً كَانَ مِنَ الوَاوِ أَوْ مِنَ اليَاءِ. المُتَنَبيُّ: 13726 - مِسكيةُ النفَحاتِ إِلَّا أَنَّهَا ... وَحشِيةٌ بِسواهُم لَا تَعبَقُ ¬
ومن باب (مَسِيْرِي) قَوْلُ الرَّضِيِّ المُوْسَوِيِّ (¬1): مَسِيْرِي فِي لَيلِ الشَّبَابِ ضَلَالُ ... وَشَيْبي ضيَاءٌ فِي الوَرَى وَجَمَالُ سَوَاد وَلَكِنَّ البَيَاضَ سادَةٌ ... وَلَيلٌ وَلَكِنَّ النَّهَارَ جَلَالُ وَمَا المَرْءُ قَبْلَ الشَّيْبِ إِلَّا مُهَنَّدٌ ... صَدِئٌ وَشَيْبُ العَارِضيْنَ صِقَالُ ومَا صَحْبُكَ الأَدْنِيْنَ إِلَّا أَبَاعِدٌ ... إِذَا قَلَّ مَالٌ أَو نَبَا بِكَ حَالُ أَنَا المَرْءُ لَا عِرْضي قَرِيْبٌ مِنَ ... العِدَى وَلَا فِيَّ لِلْبَاغِي عَلَيَّ مَقَالُ أبو فراسٍ: 13727 - مُسيءٌ مُحسِنٌ طَورًا وَطورًا ... فَمَا أَدري عَدُوِي مِن حَبيبِي بَعْدَهُ: يُقَلِّبُ مُقْلَةً وَيُدِيْرُ لَحْظًا ... بِهِ عُرِفَ البَرِيءُ مِنَ المُرِيْبِ وَبَعْضُ الظَّالِمِيْنَ وإنْ تَنَاهَى ... شَهِيُّ الظُّلْمِ مُغْتَفَرُ الذُّنُوْبِ البُحتريُّ: 13728 - مُشَاكَلَهُ الآدابِ تَصرِفُ ... نَاظِري إِليهِ وَوُدٌّ بَينَنَا مُتَقَدِّمُ 13729 - مَشَائيمُ لَيسُوا مُصلِحِينَ قَبيلةً ... وَلَا نَاعِبٍ إِلَّا بِبينِ غُرَابُهَا المتَنَبيّ: 13730 - مُشِبُّ الَّذي يَبكِي الشَبابَ مُشيِبُهُ ... فَكيفَ تَوقِّيهِ وَبَانيهِ هَادِمُهُ مُعَلَّى بن طارق الطائي: 13731 - مشَت الهُوينَا في العِدَاةِ رِمَاحُهُ ... حَتَّى عَرَفتَ مَسالِكَ الأَروَاحِ ¬
13732 - مَشعُوفةٌ بِخلَافِي لَو أَقُولُ لهَا ... يَومَ الغَديِرِ لَقَالَت لَيلَةَ الغَارِ بَعْدهُ: ولو أقول قتيل الطفّ يشهد لي ... قالت ويشهدُ لي المقول بالدارِ محمَّد بن شبلٍ: 13733 - مُشمِّرينَ إلى الهيجاءِ قَد جَعَلَوا ... إلى المَعَالي العَوالِي أوكَدَ السَّبَبِ أبو نواسٍ: 13734 - مَشَوا إِلى الرَاحِ مَشيَ الرَّخِ وَانصَرَفُوا ... والرَّاحُ تَمشِي بِهم مَشي الفَرازِين أَبْيَاتُ أَبُو نوّاسٍ: رُهْبَانُ دَيْرٍ سَقُوْنِي الخَمْرَ صَافِيَةً ... مِثْلُ الشَّيَاطِيْنِ فِي زَيِّ السَّلَاطِيْنِ للَّهِ دَرُّهُمُ مِنْ سَادَةٍ حضَرُوا ... شِبْهَ القُضاةِ وَرَاحِوا كَالمَجَانِيْنِ مَشُوا إِلَى الرَّاحِ مَشْيَ الرُّخِّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: غَدُوا إِلَيْهَا سِرَاعًا كَالسِّهَامِ غَدَتْ ... عَنِ القَسِيِّ وَرَاحُوا كَالعَرَاجِيْنِ وَكَانَ شُرْبُهُمُ فِي بِدْءِ مَجْلِسِهِمْ ... شُرْبُ المُلُوْكِ وَنَامُوا كَالمَسَاكِيْنِ أَخَذَهُ السَرِيُّ فَقَالَ (¬1): وَفتيَةٍ زهرُ الآدَابِ بَيْنَهُمُ ... أَبْهَى وَأَنْضَرُ مِنْ زَهْرِ البَسَاتِيْنِ مَشُوا إِلَى الرَّاحِ مَشْيَ الرُّخِّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَكَانَ شُرْبُهُمُ فِي بِدْءِ مَجْلِسِهِمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَفْدِيهِمْ عُصْبَةً لِلشُّرْبِ قَدْ نَهَضُوا ... مِثْلَ القُضَاةِ وَعَادُوا كَالمَجَانِيْنِ ¬
هَذَا إِمَّا تَضْمِيْنٌ أَو سَلْخٌ. وقال أبو النجم الراجز (¬1): خرجتُ من عند زيادٍ كالخرف ... تَخُطُّ رِجْلَايَ بِخَطٍّ مُخْتَلِفٍ كَأَنَّمَا يَكْتَتِبانِ لَام ألف 13735 - مُشوَّقٌ إلى تَقبيلِ كَفٍ أُجِلُّهَا ... عَنِ البَحرِ يَومًا أَن يُقالَ نَظيرُهَا بَعْدَهُ: وَلَيْسَ الَّذِي تَضحَى المَكَارِمَ طبْعُهُ ... وَمُشْتَقَّةٌ مِنْهُ كَمَنْ يَسْتَعِيْرُهَا 13736 - مُشَوقٌ وَلمَّا تَمضِ لليُمنِ سَاعَةٌ ... فَكيفَ إِذَا مَرَت عَلَيهِ لَيَالِ 13737 - مَشى البَريء مَعَ المُقارِفِ تُهمةً ... وَيُرى البَريءُ مَعَ السَّقِيمِ فَيُلْطَخُ قَوْلُهُ: مَشْيُ البَرِيءْ مَعَ المُقَارِفِ تُهْمَةٌ. البَيْتُ قَالَ آخَر فِي مَعْنَاهُ (¬1): اجْعَلْ قَرِيْنَكَ مَنْ رَضِيْتَ فِعَالَهُ ... وَاحْذَرْ مُقُارَنَةَ القَرِيْنِ الشَّائِنِ كَمْ مِنْ قَرِيْنٍ شَائِنٍ لِقَرِيْنِهِ ... وَمُهَجَّنٍ مِنْهُ لِكُلِّ مَحَاسِنِ وَقَالَ آخَرُ (¬2): وَمَا الغَيُّ إِلَّا أَنْ تُصَاحِبَ غَاوِيًا ... وَمَا الرُّشْدُ إِلَّا أنْ تُصَاحِبَ ذَا رَشَدِ وَمَا يَصْحَبُ الإِنْسَانُ إِلَّا نَظِيْرَهُ ... وَإِنْ لَمْ يَكُوْنَا مِنْ قَبِيْلٍ وَلَا بَلَدِ وَقَالَ آخَرُ (¬3): أَخُو الفسْقِ لَا يَغْرُزكَ مِنْهُ تَوَدُّدٌ ... فَكُلُّ حِبَالِ الفَاسِقِيْنَ مَهِيْنُ وَصَاحِبْ إِذَا مَا كُنْتَ يَوْمًا مُصَاحِبًا ... أَخَا ثِقَةٍ في الغيب مِنْكَ أَمِيْنُ ¬
13738 - مَشَى فَوقَهُ رِجلَاهُ وَالرأسُ تَحتَهُ ... وَكُبَّ الأَعالِي بارتفاعِ الأسَافِل أحمد بن فارسٍ: 13739 - مَشينَاهَا خُطًى كُتِبَتْ عَينَا ... وَمِن كُتَبت عَليهِ خُطًى مَشَاهَا ومن باب (مَصَالِيْتُ) قَوْلُ تَمِيْمٍ بن مُقْبِلٍ يَفْخَرُ بِقَوْمِهِ (¬1): مَصَالِيْتٌ فَكَّاكُوْنَ لِلسَّبْي بَعْدَمَا ... تَعَضُّ عَلَى أَيْدِي السَّبِيِّ سَلَاسِلُه وَكَمْ مِنْ مَقَامٍ قَدْ شَهِدْنَا بِخُطَّةٍ ... نَشجُّ وَنَأسُوا أَو كَرِيْمٍ تَفَاضُلُه وَكَمْ مِنْ كَمِيٍّ قَدْ شَكَكْنَا ثِيَابَهُ ... بِأَزْرَقَ عَسَّالٍ إِذَا هُزَّ عَامِلُه وَإِنَّا لنَحْدُو الأَمْرَ حِيْنَ حُدَائِهِ ... إِذَا عَيَّ الأَمْرُ الفَظِيْعُ قَوَابِلُه نُعِيْنُ عَلَى معْرُوْفِهِ وَنُمِرُّهُ ... عَلَى شَزَرٍ حَتَّى تُحَالُ جَوَائِلُه إبراهيم الغَزيّ: 13740 - مُصَاحَبَهُ المُنَى خَطَرٌ وَجَهلٌ ... وَكَم شَرَقِ تَولَّدَ مِن زُلَالِ ابن حيّوسٍ: 13741 - مُصَدَّقٌ كُل مَا يَثنَى عَلَيهِ بِهِ ... كَأَنَ مُدّاحَهُ يتَلونَ قُرآنَا يقول مِنْهَا: يَا ابْنَ الكِرَامِ الأُوْلَى كَانَتْ سُيُوْفُهُمُ ... دَعَائِمًا لِمَعَالِيْهِمْ وَأَرْكَانَا لَكَ الأُصُوْلُ الَّتِي طَابَتْ مَغَارِسُهَا قِدْمًا ... وَجَاوَزَتِ الجوْزَاءَ أَغْصَانَا الطَّيِّبُوْنَ أَحَادِيْثًا وَأَفْنِيَةً ... وَمَكْرُمَاتٍ وَأَذْيَالًا وَأَرْدَانا ¬
مَلأتُمُ الأَرْضَ آلَاءً وَمَحْمِيَةً ... وَطُلتمْ أَهْلهَا شِيْبًا وَشُبَّانَا لَا يَدَّعِي الآنَ مَا أُوْتِيْتَ مِنْ شَرَفٍ ... مَنْ لَا يقِيْمُ عَلَى دَعْوَاهُ بُرْهَانَا وَلَا يَقُلْ أَحَدٌ أَنَّنِي كَمُلْتُ بِهِ ... فَمَا أَعْطَى الكَمَالَ سِوَاكَ اللَّهُ إِنْسَانَا مُطيع بن إياس: 13742 - مُصيبَةٌ الإِنسَانِ فِي دِينِهِ ... أَعظَمُ مِن جَايِحَةِ الدَّهِرِ قَبْلَهُ: مَنْ سَبَقَ السَّلْوَةَ بِالصَّبْرِ فَازَ ... بِفَضْلِ الحَمْدِ وَالأَجْر يَا عَجَبًا مِنْ هَلَعٍ جَازِعٍ ... يُصْبِحُ بِالذَّمِّ وَبِالوِزْرِ مُصَيْبَةُ الإنْسَانِ فِي دَيْيهِ. البَيْتُ أبو بكر الخَوارزميُّ: 13743 - مُصيبَةٌ لَا غَفَر اللَّهُ لِي ... إِنْ أَنَا أَذريتُ لهَا دَمعَه ومن باب (مَضَاءَ) قَوْلُ إِبْرَاهِيْم بن الرَّقِيْقِ الكَاتِبِ المَغْرِبِيِّ يَرْثِي (¬1): مَضَاء سِنانٍ فِي سِنَانٍ مُذَلَّقٍ ... وَفَتْكُ حُسَامٍ فِي حُسَامٍ مَهَنَّدِ جَحِظَةُ في بخيلٍ: 13744 - مُضَبَّبُ الكَفِّ لَا يَستطِيعُ يَبسُطهَا ... كَأَن كفَّيهِ شُدَّت بالمسَامِيرِ بَعْدَهُ: رَأَيْتُهُ قَاعِدًا فِي ظِلِّ دَارِهِمْ ... خَوْفًا عَلَى الحَبِّ مِنْ نَقْرِ العَصَافِيْرِ مَحْمُودٌ الورَّاقُ: ¬
13745 - مَضرَّةُ الصِدِّقِ عَلَى أَهلِهِ ... أردَّ مِن مَنفَعَةِ الكذِبِ أكثَم بن صيفيٍ: 13746 - مَضَى الدَهرُ وَالأَيّامُ والذَنبُ شَامِلٌ ... وأَنتَ بِمَا تَهوى عَن الحَقِّ غَافِلُ الرّضيّ المُوسَويُّ: 13747 - مَضَى الرِّجالُ الألى مُذ افتَرَفُوا ... عَنِّي عَادَ الزَمانَ يَلعبُ بِي قَبْلهُ: لَمْ يَبْقَ عِنْدِي مِنَ الإِبَاءِ سِوى ... النَّظْرَة مُحْمَرَّةً مِنَ الغَضَبِ وَعَضِّ كَفِّي عَلَى الزَّمَانِ مِنَ الغَيْـ ... ــظِ وَشَكْوَى وَقائِعُ النُّوَبِ مَضَى الرَجَالُ الأُوْلَى مُذْ افترَقُوا. البَيْتُ ابْنُ جيَّا الكاتبُ: 13748 - مَضى الزَّمانُ وَآمَالِي مُصرَّمَةٌ ... مِمَّن أُحبُّ عَلَي مَطلٍ وإملاقِ بَعْدَهُ: وَاضَيْعَةَ العُمْرِ لا المَاضِي انْتَفَعْتُ بِهِ ... وَلَا حَصَلْتُ عَلَى عِلْمٍ مِنَ البَاقِي 13749 - مَضَى السَّهمُ حَتَّى لَا يُريدُ سِوىَ الحَشَا ... فَصادَفَ ظَبيًا فِي الحدِيقةِ رَاتِعا قِيْلَ دَخلَ الأَبْرَشُ عَلَى هِشَامِ بن عَبْدِ المَلِكِ لَمَّا غَضِبَ عَلَى خَالِد القَسْرِيِّ فَقَالَ: يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ: أَقِل خَالِدًا عْثَرَتهُ وَتَدَارَكْ بِحِلْمِكَ هَفْوَتَهُ فَقَالَ هِشَامٌ: هَيْهَاتَ. مَضَى السَّهْمُ حَتَّى لَا يرِيْدُ سِوَى الحَشَا. البَيْتُ وَكَتَبَ يَحْيَى بن خَالِدٍ إِلَى الرَّشِيْدِ مِنَ الحَبْسِ كَانَ الذَنْبُ خَاصًّا فَلَا تَعُمَّ بِالعُقُوْبَةِ ¬
فَمَعِي سَلَامَةُ البَرِيْءِ وَمَوَدَّةُ الوَليِّ فَكَتَبَ إِلَيْهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فيه تَسْتَفْتِيَانِ. ومن باب (مَضَى) قَوْل أَبِي الفَضْلِ مُحَمَّد بن عُبَيْدِ اللَّهِ بن مُحَمَّد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَزِيْرِ البَلْعَمِيّ وَفَاتُهُ سَنَةَ 329 (¬1). مَضَى أَمْسُكَ المَاضي شَهِيْدًا مُعَدِّلًا ... عَلَيْكَ بِمَا تَجَنَّى وَأَنْتَ شَهِيْدُ فَإنْ كُنْتَ بِالأَمْسِ اقْتَرَفْتَ إِسَاءَةً ... فَثَنِّ بِإِحْسَانٍ وَأَنْتَ حَمِيْدُ وَلَا تُرْج فِعْلَ الصَّالِحَاتِ إِلَى غَدٍ ... لَعَلَّ غَدًا يَأْتِي وَأَنْتَ فَقِيْدُ وَقَالَ القَيْرَوَانُ المُوَسْوَسُ (¬2): مَضَى أَمْسُكَ والأَيَّامُ ... يَتْلُو بَعْضُا بَعْضَا فَمَا كَانَ قَدْ فَاتَ بِمَا ... أسْخَطَ أو أَرْضَا وَمَا لَمْ يَأتِ لَا تَدْرِي ... أَتَقْضِي قَبْلَ أَنْ يُقْضَى فَبَادر قَبْلَ أَنْ تَجْـ ... ــعَلَكَ الأَرْضُ لَهَا أَرْضَا زُهيرُ الْمِصْريّ: 13750 - مَضى الشَبابُ وَولَى مَا اننَفَعت ... بِهِ وَلَيتَهُ فَارِطٌ يُرجَى تَلَافِيهِ بَعْدَهُ: وَلَيْتَ لِي عَمَلًا أُسَرُّ بِهِ ... وَلَيْتَنِي لأَجْرِي لِي مَا جَرَى فِيْهِ فَاليَوْم أَبْكِي عَلَى مَا فَاتَنِي حَزنًا ... وَهَلْ يُفِيْدُ بُكَائِي حِيْنَ أَبْكِيْهِ وَاحَسْرَتَاهُ لِعُمْرٍ ضَاعَ أَوَّلُهُ ... وَالوَيْلُ إِنْ كَانَ بَاقِيْهِ كَمَاضِيْهِ بَرَاكويُهُ الزّنْجانيُّ: 13751 - مَضَى العُمرُ الَّذي لَا يُستَعادُ ... وَلمَّا يُقضِ مِن لَيلى المُرادُ ¬
قَدْ كُتِبَ إِخْوَانُهُ بِبَابِ: مِثْلُ السُّلَافَةِ. البَيْتُ. فلا حَاجَةَ إِلَى إِعَادَتِهِ هُنَا. ابْنُ لنكك البصريُّ: 13752 - مَضَى الأَحرارُ وَانقَرَضوا جَمِيعًا ... وَخَلَّفِني الزَّمانُ عَلَى عُلوجِ قَبْلهُ: زَمَان عَزَّ فِيْهِ الجُوْدُ حَتَّى ... لَصَارَ الجُّوْدُ فِي أَقْصَى البُرُوْجِ مَضَى الأَحْرَارُ وَانْقَرَضا جَمِيْعًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَقَالُوا قَدْ لَزِمْتَ البَيْتَ جِدًّا ... فَقُلْتُ لِفَقْدِ فَائِدَةِ الخُرُوْجِ ابْنُ حَيَّوسٍ: 13753 - مَضَيتُ كَمَا تَمضِي الصَّوارِمُ في الطُلَى ... وَعُدتَ كَمَا عَادت إلى الأَجمِ الأُسدُ قَوْلُ ابن حَيُّوْسٍ: مَضيْتَ كَمَا تَمْضِي الصَّوَارِمُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَقَدْ أَظْهَرَتْ مُذْ غِبْتَ عَنْهَا كَآبَةً ... دِمَشْقُ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ صَارِمٍ غَمِدُ وَلَسْتُ مُوَفِّى بَعْضَ مَا تَسْتَحِقُّهُ ... إِذَا لَمْ يُنِبْ عَنْ كُلِّ رجْزٍ مَشَتْ خَدُّ حَضَرْتَ فَوَجْهُ الدَّهْرِ أَبْلَجُ نَاضِرٌ ... وَإِنْ غِبْتَ حِيْنًا فَهْوَ أَكْلَفُ مُرْبَدُّ فلا تَتَّخِذُوْهُ بِذَنْبٍ فَإنْ تَكُنْ ... إِسَاءَتُهُ سهوًا فَإحْسَانُهُ عَمْدُ وَإِنْ أَلَذَّ القُرْب مَا قَبْلَهُ نَوًى ... وَأَجْلَى وِصَالٍ مَا تَقَدَّمَهُ صَدُّ ظَعَنْتَ وَلَمْ تَظْعَنْ رعَايتكَ الَّتِي ... حمْتهُمْ فَمَا رِيْعُوا وَجُدْتَ فَلَمْ يَكْدُوا فَلَو لَمْ تَكُنْ رُؤْيَاكَ شَيْئًا مُحَبَّبًا ... إِلَى كُلِّ عَيْنٍ لَاسْتَوَى القُرْبُ وَالبُعْدُ لَئِنْ مَنَعُوا بِالهَمِّ مِنْ بُعْدكَ الكَرَى ... لَقَدْ مَنَعَ الأَيَّامَ قُرْبكَ أَنْ تَعْدُو ابْنُ المُعْتَزِّ: 13754 - مَضَى خَالِدٌ وَالمَالُ تسعُونَ دِرهَمًا ... فآب وَرَأسُ المَالِ ثُلثُ الدَّراهِم ¬
13755 - مَضَى زَمانُ حَيَاتِي وَانقَضى عُمُرِي ... وَمَا حَصَلتُ مِن الدُّنيا عَلَى غَرَضِ كَاتِبُه عَفا عنهُ: 13756 - مَضَى زَمَانِي بالمُنى والرَّجَا ... وَمَا حَظِي بالوَصلِ قَلبِي الشَقِي قَدْ كُتِبَ بِبَابِ: مَضى شَبَابِي وَمَضَى رَوْنَقِي. الفتحُ بن خَاقَان: 13757 - مَضَى زَمَنٌ وَالنَّاسُ يَستَشفِعونَ ... بي فَهَل لي إلى لَيلَى الغَداةَ شَفيعُ؟ قَبْلهُ: سَقَى طَلَلَ الدَّارِ الَّتِي أَنْتُمَا بِهَا ... زَمَانًا وَدَهْرًا صيِّفٌ وَرَبِيْعُ فَهَلْ لِلَيَالِيْنَا الطِّوَالِ تَصَرُّمٌ ... وَهَلْ لِلَيَالِيْنَا القِصَارِ رُجُوْعُ مَضى زَمَنُ وَالنَّاسُ يَسْتَشْفِعُوْنَ بِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِذَا أَمَرَتْنِي العَاذِلَاتُ بِهَجْرِهَا ... أَبَتْ كَبِدٌ عَمَّا يَقُلْنَ صَدُوْعُ وَكَيْفَ أُطِيْعُ العاذِلَاتِ وَحُبُّهَا ... يُؤَرِّقُنِي وَالعَاذِلَاتُ هُجُوْعُ ومن باب (مَضى) قَوْلُ كَاتِبهِ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ كُتِبَ ببَاب: أَسْتَغْفرُ اللَّهَ. البَيْتُ (¬1) مَضى شَبَابِي وَمَضَى رَوْنَقِي ... وَابْيَضَّ نُوْرُ الشَّيْب فِي مَفْرِقِي وَضَاعَ عُمْرِي بِالهَوَى وَالمُنَى ... وَمَا حَظِّي بِالحَظِّ قَلْبِي الشَّقِي وَضَاقَ وَقْتِي عَنْ بُلُوْغِ المُنَى ... فَلَسْتُ أَرْجُو مِنْهُ أَنْ نَلتقِي وَآنَ أَنْ يَخْشَعَ قَلْبِي لِمَا ... فَرَّطْتُ فِي نَفْسِي وَأَنْ أَتَّقِي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِمَا قَدْ مَضى ... وَأَسْألُ العِصْمَةَ فِيْمَا بَقِي ¬
وقول كَاتِبِهِ أَيْضًا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ (¬1): ألَا يَا قَلْبُ مَا هَذَا الصُّدُوْدُ ... وَمَا هَذَا التَّلَدُّدُ وَالشُّرُوْدُ تُصَابُ وَلَا تَلِيْنُ فَلَيْتَ شِعْرِي ... قَسَوْتَ أَأَنْتَ صَخْرٌ أَمْ حَدِيْدُ وَكَيْفَ الصَّبْرُ مِنْكَ عَلَى أُمُوْرٍ ... تَكَادُ الرَّاسِيَاتُ لَهَا تَمِيْدُ مَضَى الأَحْبَابُ وَانْقَرَضوا وَبانُوا ... وَضَمَّهُمُ الصَّفَائِحُ وَالصَّعِيْدُ وَضَاعَ العُمْرُ فَالمَاضي تَوَلَّى ... وَبَاقِيْهِ فَمَأْمُوْلٌ بَعِيْدُ وَلَمْ تَظْفَرْ يَدَاكَ إِذًا بَشَيْءٍ ... سِوَى مَا أَنْتَ فِيْهِ يَا سَعِيْدُ وَجَاءَ الشَّيْبُ يُنْذِرُ بِالمَنَايَا ... وَهَذَا كُلُّهُ صَعْبٌ شَدِيْدُ وَمَا جَزَعٌ بِمُغْنٍ عَنْكَ شَيْئًا ... إِذَا مَا مَاتَ مَيْتٌ هَلْ يَعُوْدُ تَصَبَّرْ إِنَّ هَذَا المَوْتَ حَتْمٌ ... فَمَا يُرْجَى البَقَاءُ وَلَا الخُلُوْدُ أَمَّا قَدْ آنَ لِلْقَلْبِ المُعَنَّى ... خُشُوْعٌ أَو نُزُوْعٌ أَو وُرُوْدُ وَإِصْغَاءٌ إِلَى الدَّاعِي بِوَعْظٍ ... بَلِيْغٍ تَقشَعَرُّ لَهُ الجُّلُوْدُ وَيَقْربُ مِنَ المعنى قَوْلُ كَاتِبِهِ أَيْضًا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ (¬2): إِذَا مَا المَرْءُ شَابَ وَلَمْ تَعِظْهُ ... تَجَارِبُهُ فَلَيْسَ لَهُ انْتِبَاهُ يَسُرُّ المَرْءَ طُوْلُ العمْرِ جَهْلًا ... وَطُوْلُ العُمْرِ يَفْعَلُ مَا تَرَاهُ وَمَنْ عرفَ الزَّمَانَ أَطَاعَ قَسْرًا ... أَوَامِرَ وَتَابَعَ مَا قَضَاهُ فَطِبْ نَفْسًا بِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ ... وَدَافِعْ مَا اسْتَطَعْتَ بِمَا سِوَاهُ يحيى بن زيادٍ الحَارِثيُّ: 13758 - مَضَى صَاحِبي واستقبَلَ الدَهرُ صَرعَتِي ... وَلَا بُدَّ أَن أَلقى حَمامِي فأُصرَعَا ¬
عَبدُ اللَّهَ بن الْمُعتَزِّ: 13759 - مَضَى عَجَبِي مِن كُلُّ شِيءٍ رَأَيتُهُ ... وَبَانَت لِعَينيَّ الأُموُرُ اللَّوابِسُ البُحتُريُّ يرثي: 13760 - مَضَى غَيرَ مَذمُومٍ وَأَصبحَ ذِكرُهُ ... حُليُّ القَوافِي بينَ رَاثٍ وَمَادِح يحيى بن زيادٍ الحارثيُّ: 13761 - مَضى فَمضَت عَنِّي بِهِ كُلُّ لذَّةٍ ... تقَرُّ بِهَا عَينايَ فَانقَطَعا مَعَا 13762 - مَضَى قَبلنَا قَومٌ أرَجَوا أَن يُقوِّموا ... بِلَا تَعَبٍ عَيشًا فَلن يَتقَومَّا مروَانْ بن أبي حَفْصَةَ: 13763 - مَضَى لسبيِلِهِ مَعنٌ وأَبقَى ... مَكَارِمَ لَن تَبيدَ وَلَن تُنَالَا بَعْدَهُ: فَلَيْتَ الشَّامِتِيْنَ بِهِ فَدُوْهُ ... وَلَيْتَ العُمْرَ مُدَّ لَهُ فَطَالَا فَإِنْ يَعْلُ البِلَاد لَهُ خُشُوعٌ ... فَقَدْ كَانَتْ تُطِيْلُ بِهِ اخْتِيَالَا وَكَانَ النَّاسُ كُلّهُمُ لِمَعْنٍ ... إِلَى أَنْ زَارَ حُفْرتِهِ عِيَالَا ثَوَى مَنْ كَانَ يَحْمِلُ كُلَّ ثِقْلٍ ... وَيَسْبِقُ فَضلَ نَائِلِهِ السُّؤَالَا 13764 - مَضى مَن كَانَ يُعطِينا قَليلًا ... وَوَافى مَن يَشِّحُ عَلى القَلِيلِ بَعْدَهُ: وَأَحْسَبُ أَنْ سَتَمْلِكُنَا قُرُوْدٌ ... إِذَا اطَّرَدَ القِياسُ بِلَا دَلِيْلِ ¬
وَقَالَ آخَرُ: يُعْطُوْنَ مَا يُعْطُوْنَهُ وَعُيُوْنهُمْ ... فِيْهِ فَلَا يَزْكُو وَلَا يَنْمُو وَإِذَا أَتَى مَعْرُوْفَهُمْ لَمْ يَأتِ فِي ... وَقْتٍ يُفَرِّجُ عَنْ أَخِي الهَمِّ فَيَضِيْعُ مَآلَهُمُ وَحَمْدَهُمُ ... هَذَا وَلَا يَخْلوْنَ مِنْ ذمِّ البُحتُريُّ: 13765 - مَضَى مِنكَ وَسمِيٌّ فَجدَّ بَولِيِّهِ ... وَعوَّدتَ مِن نُعماكَ فَضلًا فَوالِهِ ومن باب (مَضُوا) قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ يَفْخَرُ بِقَومِهِ (¬1): مَضوا كَأَنَّ المَكْرُمَاتِ لَدَيْهُمُ ... لِكِثْرَةِ مَا أَوْصُوا بِهُنَّ شَرَائِعُ بَهَا لِيْلُ لَوْ عَايَنْتَ فَيْضَ أَكُفّهِمْ ... لأَيقَنْتَ أَنَّ الرِّزْقَ فِي الأَرْضِ وَاسِعُ رِيَاحٌ كَرِيْحِ العَنْبَرِ الغَضِّ فِي النَّدَى ... وَلَكِنَّها يومَ اللِّقَاءِ زَعَازعُ أبو الفتحَ البُسميُّ: 13766 - مَطَالِبُ العَالَمِ أَشتَاتٌ ... وَكلُهُمُ مَعنَاهُمُ هَاتُوا بَعْدَهُ: وَإِنَّمَا العِلْمُ وَمَا دُوْنَهُ ... مِنَ الصِّنَاعَاتِ حَبَالَاتُ الخَليل بن أحمدَ في الأيام: 13767 - مَطَايَا يُقرِبنَ الجَديدَ إلى البَلى ... وَيُدنِينَ أَشلاءَ الكَريمِ إلى القَبرِ 13768 - مَطبَخُهُ قَفرٌ وَطبَّاخُهُ ... أَفرغُ مِن حَجَّامِ سَاباطِ ¬
13769 - مطرَفُ خَزٍّ وَجَورَبٌ خَلَقُ ... هَذَا وَهَذَاكَ لَيسَ يَتَّفِقُ أبو نواسٍ يمدح علويًا: 13770 - مُطهَّرُونَ نَقياتٌ ثيَابُهُم ... تَجرِي الصَّلَاةَ علَيهم أَينَما ذُكِرُوا دِعْبِلُ في النِّساء: 13771 - مَطَّياتُ السُرورِ فُويقَ عَشرٍ ... إلى العِشرينَ ثُم قَفِ المَطايَا بَعْدَهُ: فَإِنْ تَزْدَدْ لَهُنَّ فَسِرْ قَلِيْلًا ... وَبِنْتُ الأَرْبَعِيْنَ مِنَ الرَّزَايَا المعرّي: [من البسيط] 13772 - مَطِيَّةُ فِي مَكانٍ لَستُ آمَنهُ ... عَلَى المَطايَا وسَرحانٌ لَها رَاعِي 13773 - مَطيَّةُ فِي الضَيفِ عِندِي تلوَ صَاحبِها ... لَن تُكرمُ الضَيفَ حَتَّى تُكرمَ الفَرسَا 13774 - معاتبَهُ الإِخوانِ تَحسنُ مرَّةً ... فَإِنَّ أَكثروا إِدمَانَها أَفسدُوا الودَّا أبو تَمَّامٍ: 13775 - مَعَادُ البَعثِ معروفٌ وَلكِنْ ... نَدى كفَّيكَ فِي الدُّنيا مَعَادي الرّضيِّ المُوسَويُّ: 13776 - مُعَاداة الرِّجال مَعَ اللَيالِي ... أُطيقُ وَلَا مُعَاداة النِساءِ ¬
المُتَنَبيُّ: 13777 - مُعَاداة الكَريمِ أَجلُّ فِعلًا ... وأَجملُ مِن مُصادَقَةِ اللَّئِيمِ القَاضي الأرجانيُّ: 13778 - معادِن حكمَةٍ وَغُيُوثُ جَدبٍ ... وَأنجُم حَيرةٍ وَصُدورُ نَادِي يَصِفُ لصُوص العَرَب: 13779 - مَعَاذَ اللَّهُ مِن سَرِقٍ بِلَيلٍ ... وَلَكِنَّا نُجاهِرُ بالنَّهَارِ عمرُو بن كلثوم: 13780 - مَعَاذَ الإلهِ أَن تَنُوحَ نِساؤنا ... عَلَى هَالكٍ أَو أَن نَضجَّ مِن القَتلِ أَوس بنُ حَجَرْ يَهجو: 13781 - مَعَازِيلُ حَلَّا لُونُ بالغَيبِ وَحدَهُم ... بِعمياءَ حَتَّى يَسأَلوا الغَد مَا الأَمرُ بَعْدَهُ: كَزَائِدَةٍ شَانَتْ أَصابِعَ لَمْ يَكُنْ ... لَهُنَّ إِلَيْهَا وَهِيَ لَاحِقَةٌ شقْرُ 13782 - مَعَاشِرُ بيضٌ لَو وَرَدتَ دِيارَهُم ... بُحورًا للنَّدى مَاؤُهَا عَذبُ لَبيدٌ: 13783 - مَعَاقِلُنا الَّتِي نأَوي إِليها ... بنَاتُ الأَعوجيَّة وَالسيوفُ 13784 - مَعَالٍ تَمادَت في العُلوِّ كَأَنَّمَا ... تُحاوِلُ ثَارًا عِندَ بَعضِ الكَواكِبِ ¬
زُهيرُ المصْريّ: 13785 - مَعَ السَعَادَةَ مَا للنَّجم مِن أَثرٍ ... وَلَا يضُرُّكَ مرِّيخٌ وَلَا زُحَلٌ أبو فراسٍ: 13786 - مَعَالٍ لَهُم لَو أَنصَفُونِي جَمَالُها ... وَحَظٌّ لِنَفسِي اليَومَ وَهي لَهُم كَدَا أبو نصرِ بنُ نُباتَةَ: 13787 - مَعَ الوَقتِ يَمضِي بُوسُهُ وَنعِيمُهُ ... كأَن لَم يَكُن وَالوَقتُ عُمرُكَ أَجمَعُ بَعْدَهُ: وَمَا خَيْرُ عَيْشٍ نِصْفُهُ سِنَةُ الكَرَى ... وَنِصْفٌ بِهِ تَعْتَلُّ أَوْ تَتَفَجَّعُ ابْنُ الرّوميّ: 13788 - مَعَانٍ كالعُيونِ مُلئنَ ... سِحرًا وَأَلفَاظُ مُوردةُ الخُدُودِ قَالَ بَعْضُ العَوَامِ لِشَرِيْكِ بن عَبْدِ اللَّهِ: أُحِبُّ أَنْ تُعَرِّفُنِي شَيْئًا مِنْ مَنَاقِبِ مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ: نَعَمْ مِنْ مَنَاقِبهِ أَنَّ أَبَاهُ قَاتَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ قَاتِلُ الوَصِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأُمُّهُ أَكَلَتْ كَبِدَ عَمِّ النَّبِيِّ حمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَابْنُهُ جَزَّ رَأسَ ابنَ النَبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَيَّ مَنْقِبَةٍ تُرِيْدُ لَهُ أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ المَنَاقِبِ. 13789 - مُعَاويَ إِنَّنا بَشرٌ فَأَسجح ... فَلسنَا بِالجِبالِ وَلَا الحَدِيدِ إبرَاهيم العبّاس الصوليّ: 13790 - مُعجَبٌ عِندَ نَفسِهِ ... وَهوَ لِي عيرُ مُعجبِ ¬
قَالَ جَعْفَرُ بنُ مَحْمُوْدٍ كُنْتُ بَيْنَ يَدَي إِبْرَاهِيْمِ بن العَبَّاسِ الصُّوْليِّ وَأَمَرَ الحَسَنَ بن مخلدٍ بِأَمْرٍ فَاسْتَبْطَأهُ فَنَظَرَ إِلَى الحَسَنِ وَقَالَ: مُعْجَبٌ عِنْدَ نَفْسِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنْ أَقُلْ لَا يَقُلْ نَعَمْ ... عَاتِبٌ غَيْرُ مُعْتِبِ مُوَلَّعٌ بِالخِلَافِ لِي ... عَامِدًا وَالتَّجَنُّبِ قُلْتُ فِيْهِ ضدَّ مَا ... قِيْلَ فِي أُمِّ جنْدَبِ يُرِيْدُ بِذَلِكَ قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ: خَلِيْلَيَّ مُرَّا بِي عَلَى أُمِّ جَنْدَبِ. أَي لَا أُرِيْدُ أَنْ أَمُرَ بِهِ. يحيى بن عليّ في ردائةِ خطه: 13791 - مَعَ خَطَّ كأَنَّهُ أَرجُلُ البَـ ... ــطِّ أَو الشَرطِ في طُلى الفِتيانِ ومن باب (مُعَذِّبَتِي) قَوْلُ الوَزِيْرُ أَبِي الحَسَنِ بن الفُرَاتِ (¬1): مُعَذِّبَتِي هَلْ لِي إِلَى الوَصلِ حِيْلَةٌ ... وَهَلْ لِي إِلَى اسْتِعْطَافِ قَلْبِكِ مِنْ وَجْهِ لَا خَيرَ فِي الدُّنْيَا وَأَنْتِ بَخِيلَةٌ ... وَلَا خَيْرَ فِي وَصْلٍ يَكُوْنُ عَلَى كُرْهِ ابْنُ الرُّوميّ: 13792 - مَعشرٌ أَشبَهُوا القُرودُ ولَكِن ... خالَفُوهَا فِي خِفَّةِ الأَرواحِ يقول قَبْلَهُ فِي خَادِمٍ اسْمُهُ نُجْحٌ، وَكَانَ الخَادِمُ يَهْوَى جَارِيَةً اسْمُهَا وَدَّانُ: قُلْ لِنجْحٍ أَخْطَأْتَ بَابَ النَّجَاحِ ... بَلْ بَلْ تَعَاطَيْتَهُ بِلَا مِفْتَاحِ إِنَّ وَدَّانَ لَا تَوَدُّ خَصِيًّا ... فَاصْحُ عَنْهَا فَقَلْبُهَا مِنْكَ صَاحِ لَسْتَ بِالسَّابِحِ المَجِيْدِ فَدَعْ ... عَنْكَ رُكُوْبَ البِحَارِ لِلسِّبَاحِ ¬
أَنْتَ لَا مِنْ ذَوِي الأُيُوْرِ وَلَا ... مِنْ ذَوِي الوُجُوْهِ الصِّبَاحِ مَنْ عَذِيْرِي مِنْ حُوْرِكُمْ مَعْشَرَ الخِصيَانِ ... إِذْ تَطْلِبُوْنَ وَصلَ المِلَاحِ إِنَّمَا أَنْتُمْ فِقَاح فَمَهْلًا ... مَا غَنَاءُ الفِقَاح فِي الأَجْرَاحِ إِن مَنْ يَعْشَقُ المِلَاحَ بِلَا ... أَيْرٍ كَمِثْلِ الغَازِي بِلَا سِلَاحِ مَعْشَرا شَبهُوا القُرَوْدَ وَلَكِنْ. البَيْتُ قَالَ فِيْمَا يَقُوْلُ حِيْنَ أَجَدَّتْ ... جَبْهَتَا عَاتِيْهِمَا فِي النّكَاحِ أَيْنَ هَذَا مِنْ ذاَكَ وَدَّانُ قَالَتْ ... طَرْقُ الجِّدِّ غَيْرُ طَرْقِ المِزَاحِ البحتريّ: 13793 - مَعشَرٌ أَمسَكَت حُلومُهُم الأَر ... ضَ وَكَادت لعزِّهم أَن تميدَا صرّدرّ: 13794 - مَعشَرٌ لَيسَ يَبلغُ الذَّمُّ فِيهم ... حَدَّهُ إِن وَصَفتَهُم بتُيوسِ 13795 - مَعَكَ النَّاسُ إِذَا أَطمعتَهُم ... وَمَعَ النَّجم إِذَا اليأَسُ بَدَا أبو فراسٍ: 13796 - مُعَللَّتِي بالوَعدِ وَالموتُ دُونَهُ ... إِذَا متُّ عَطشَانًا فَلا نَزَل القَطرُ يقول مِنْهَا: تَكَادُ تُضِيْءُ النَّارُ بَيْن جَوَانِحِي ... إِذَا هِيَ أَذْكَتْهَا الصَّبَابَةُ وَالفِكْرُ وَأَنَّنِي لنَزَّالٌ بِكُلِّ مَخُوْفَةٍ ... كَثيْر إِلَى نَزَّالِهَا النَّظَرُ الشَّزْرُ وَمَا رَاحَ يُطْغِيْنِي بِأَثْوَابِهِ الغِنَى ... وَلَا بَاتَ يَثْنِيْنِي عَنِ الكَرَم الفَقْرُ وَمَا حَاجَتِي مِنَ المَالِ أَبْغِي وُفُوْرَهُ ... إِذَا لَمْ يَفِرْ عِرْضي فَلَا وَفَرَ الوَفْرُ ¬
وَلَا خَيْرُ فِي دَفْعِ الأَذَى بِمَذَلَّةٍ ... كَمَا رَدَّهَا يَوْمًا بِسَوْءَتِهِ عَمْرُو سَيَذْكِرُني قَوْمِي إِذَا جدَّ جِدَّهُمْ ... وَفِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ ولَوْ سَدَّ غَيْرِي مَا سَدَدْتُ اكْتَفُوا بِهِ ... وَمَا كَانَ يَغْلُو التِّبرُ لَوْ نَفَقَ الصُّفْرُ وَنَحْنُ أُنَاس لَا تَوَسُّطَ بَيْنَنَا ... لنَا الصَّدْرُ دُوْنَ العَالَمِيْنَ أَوِ القَبْرُ تَهُوْنُ عَلَيْنَا فِي المَعَالِي نُفُوْسُنَا ... وَمَنْ خَطَبَ الحَسْنَاءَ لَمْ يُغْلِهِ مَهْرُ أبو الفتح البُسْتيُّ: 13797 - مَعنَى الزَّمانِ عَلَى الحَقِيقةِ كَاسمِهِ ... فَعَلام تَرجُو أنّهُ لَا يُزمِنُ؟ الغَزِّيُّ: 13798 - مَعنَى العُلى لَكَ والدَّعَاوىَ للورَى ... سُؤرُ الهزبرِ ولِيمَةُ السَّرحَانِ إبراهيم العبَّاس الصوليّ: 13799 - مُعَّودَتِي الغفُرانَ فِي السُخطِ وَالرِّضَا ... أَسأتُ فَقولِي قَد غَفَرتُ لَكَ الذَنبا بَعْدَهُ: وَمَا كَانَ مَا بُلِّغْتِ إِلَّا تَكَذُّبًا ... وَلَكِنَّ إِقْرَارِي بِهِ يَعْطِفُ القَلْبَا فَمَا العَيْنُ مِنِّي مُذْ سَخَطْتِ قَرِيْرَةٌ ... وَلَا الأَرْضُ أَوْ تَرْضِيْنَ تَقْبَلُ لِي جَنْبَا ومن باب (مَعِي) قَوْلُ متمِمٍ بنُ نُوَيْرَةَ (¬1): مَعِي مِبْضَعٌ لِلنَّاظِرِيْنَ أُعِدُّهُ ... وَكيف يُصِيْبُ الأخْدعِيْنَ مُنَقَّبِ وقول ابن مُقْبِلٍ فِي إِيْثَارِ الأَصْعَبِ مِنَ الأَمْرَيْنِ (¬2): ¬
مَعِي مُصْمَئِلٌّ كلّما قَاسَمَ الهَوَى ... رَأَى المَجَانِبَ الوَحْشِيَّ أَرْوَى وَأَشْبَعَا وَأَكْرَهُ مَا لَا هَوْلَ دُونَ لِقَائِهِ ... وَأَهْوَى مِنْ الأَمْرِ الحَرِيْنِ المُمَنَّعَا 13800 - مِفتَاحُ كُلِّ لَذَاذَةٍ ... نظَرَ المُحبِّ إلى الحَبيبِ بَعْدَهُ: طُوْبَى لِعَيْنٍ أَبْصرَتْ ... وَجْهَ الحَبِيْبِ بِلَا رَقِيْبِ 13801 - مَقَاديرٌ تَدُقُّ رِقَابُ قَومٍ ... وَأَقوامٍ تُقيِمُ لَهُم رِقَابَا وَيَجُوْزُ أَنْ يُقَال وَأَقْوَامٌ عَلَى الابْتِدَاءِ وَعَطْفِ الجمْلَةِ عَلَى الجمْلَةِ. ودّاكُ بنُ ثُميل المَازنيُّ: 13802 - مَقَادِيمُ وَصَّالونَ في الرَّوعِ خَطوَهُمُ ... بِكُّلِ رَقيق الشَفرَتين يَمانِ بَعْدَهُ: إِذَا اسْتُنْجِدُوا لَمْ يَسْأَلُوا مَنْ دَعَاهُمُ ... لأَيَّةِ حَالٍ أَمْ بِأَيِّ مَكَانِ ومن باب (مَقَا) قَوْلُ الرَّضِيِّ المَوْسَوِيِّ (¬1): مُقَارَعَةُ الذَّوَابِلِ فِي الهَوَادي ... أَخَفُّ عَلَيْهِ مِنْ نَغَمِ القِيَانِ وَأَحْسَنُ عِنْدَهُ مِنْ كُلِّ ثَغْرٍ ... مُضيْءٍ رَوْنَقُ العَضْبِ اليَمَانِي أَخَذَ مِنَ السِرِيِّ الرَّفَاء إِذْ قَالَ (¬2): مُنَادَمَةُ القَنَا أَحْلَا لَدَيْهِ ... وَأَعْذَبُ مِنْ مُنَادَمَةِ القِيَانِ وقول آخَر يَمْدَحُ (¬3): ¬
مَقَارٍ لَوِ الأَعْشَى رَآهُنَّ لَمْ ... يَقُلْ وَبَاتَ عَلَى النَّارِ النَّدَى وَالمُحَلَّقُ كعب بنُ زُهيرٍ: 13803 - مَقَالةُ السُّوءِ إلى أَهلِها ... أَسرعُ مِن مُنحدَرٍ نَازِلِ قَبْلهُ: إِنْ كُنْتَ لَا تَرْهَبُ ذَمِّي لَمَا ... تَعْرِفُ مِنْ صِفْحِي عَنِ الجاهِلِ فَاخْشَ سُكُوْتِي آذِنًا مُنْصتًا ... فيكَ لِمَسْمُوعِ خَنَا القَائِلِ فَسَامِعُ الذَمِّ شَرِيْكٌ لَهُ ... وَمُطْعِمُ المَأْكُوْلِ كَالآكِلِ مَقَالَةَ السُّوْءِ إِلَى أَهْلِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى ذَمِّهِ ... ذَمُّوْهُ بِالحَقَ وَبِالبَاطِلِ فَلَا تَهِجْ إِنْ كُنْتَ ذَا إِرْبَةٍ ... حَرْبَ أَخِي التَّجْرُبَةِ العَاقِلِ تُبْصِرُ فِي عَاجِلِ شَدَّاتِهِ ... عَلَيْكَ غِبَّ الضَّرَرِ الآجِلِ وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لابنِ هَرمَةَ. وَيُرْوَى أَيْضًا لِلْحَكِيْمِ بنِ قَنْبَرٍ. 13804 - مَقَالٌ لَا يُصدِّقُهُ فَعَالُ ... وَوعدٌ لَيسَ يُنجِيهُ المِطَالُ 13805 - مَقَامُ حُرٍّ بِأرضِ هُونٍ ... عَجزٌ لَعمرِي مِن المُقِيم بَعْدَهُ: فَارْحَلْ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ كَرِيْمًا ... فَمِنْ لَئِيْمٍ إِلَى لَئِيْمِ أبو فراسٍ: 13806 - مَقَامِي حَيثُ لَا أَهوَى قليلٌ ... وَنَومي عِندَ مِن أقلي غِرارُ ¬
مِهْيَارُ: 13807 - مَقَامِي عَلَى الزورَاءِ وَهي حَبيبَةٌ ... مَعَ الظُلمِ غَبنٌ للعُلى وَخسَارُ 13808 - مِقدَامَةٌ في الشَرِّ سَبَّاقَةٌ ... وَفِي تُقى اللَّه عَلَى السَّاقَه ابْنُ اللَّبانة يَمدَح: 13809 - مُقَدَّمُ السَّبقِ يَحكِي فِي بسَالَتِهِ ... عَمرًا وَلَكِنَّهُ في عَدلهِ عُمرُ 13810 - مُقيمٌ إِلى أَن يَبعثُ اللَّهُ خَلقَهُ ... لِقاؤُكَ لَا يُرجَى وَأَنتَ قَريبُ بَعْدَهُ: ترِيْدُ بلًى فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... وَتَنْسَى كَمَا تَبْلَى وَأَنْتَ حَبِيْبُ سَيفُ الدولة: 13811 - مُقيمٌ عَلى هَجري كَأَنِي مُذنِبٌ ... فَمَا تنفَعُ الشَكوَى إِليهِ وَلَا العَتبُ بَعْدَهُ: وَأَعْرَضَ لَمَّا صارَ قَلْبِي بِكَفِّهِ ... فَهَلَّا جَفَانِي حَيْثُ كَانَ لِيَ القَلْبُ 13812 - مُقيمينِ في دَارٍ نَرُوحُ ونغَتدِي ... بِلَا أهبَةِ الثاوِي المُقيمِ وَلَا السَّفرِ الأشجع السلميّ يَمدَح: 13813 - مَكارِمٌ أُلبِسَت أَثوابُها ... كَلُّ جَديِدٍ غَيرَها بَالِ ¬
المُتَنَبيّ: 13814 - مَكَان تمنَّاهُ الشِّفاهُ وَدُونَهُ ... صُدورُ المَذاكِي والرِّماحُ الذوابِلُ ومن باب (مَكَانِي) قَوْلُ الصَّابِئ (¬1): مَكَانِي مِنْ تَخَصُّصِهِ مَكِيْنٌ ... وَحَالِي مِنْ خَصاصَتِهَا تَمُوْتُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الآخَر (¬2): مَكَانَكِ حَتَّى تَنْظُرِي عَمَّ تَنْجَلِي ... عَمَايَةُ هَذَا العَارِضِ المُتَأَلِّقِ هَذَا بَيْتٌ سَائِرٌ. يُضْرَبُ فِيْمَنْ يَسْتَعْجِلُ فِي الأَمْرِ قَبْلَ إِحْكَامِهِ وَتَحَقُّقِهِ. قِيْلَ وَاسْتُشِيْرَ بَعْضُهُمْ فِي أَمْرٍ ذِي لِبْسٍ وَاسْتَعْجَلَ عَلَى الجوابِ فَقَالَ: مَكَانَكِ حَتَّى تَنْظُرِي عَمَّ تَنْجَلِي. البَيْتُ ومن باب (مُكِبٌ) قَوْلُ آخَر (¬3): مُكِبٌ عَلَى النَّحْوِ يَنْحُو ... بِهِ لِيَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ مِنْ خَطَل يَقُوْلُ أُقَوِّمُ زَيْغَ اللِّسَانِ ... فَهَلَّا يُقَوِّمُ زَيْغَ العَمَل البُحتريّ: [من الطويل] 13815 - مَكَانِي مِن نُعمَاكَ غَيرُ مُؤخَّرٍ ... وَحَظِّي مِن جَدواكَ غَيرُ مُضيَّعِ بِشر بن الحِارثِ الحافي رحمه اللَّه: 13816 - مُكرِمُ الدُّنيَا مُهانٌ ... مُستَذَلق فِي القِيامَه بَعْدَهُ: ¬
وَالَّذِي هَانَتْ عَلَيْهِ ... فَلَهُ ثَمَّ كَرَامَه إبراهيم الغَزِّيّ: 13817 - مِل إلى النَّقصِ فَالأذى يَطلُبُ الفَضْـ ... ـــلَ كَمَا يَقْصدُ العُيونَ الغُبارُ صَفْوَانُ: 13818 - مُلقِّنٌ مُلهمٌ فِيما يُحاوِلُهُ ... جَمْ خَوَاطِرِهِ جوَّابُ آفاقِ مسلم بنُ الوَليدِ: 13819 - مَلِكٌ إِذَا استَعصَمتَ مِنهُ بِحبلِهِ ... خَضَعَت لَديكَ حَوادِثٌ ودُهورُ نصر اللَّه بن عُنيْنٌ: 13820 - مَلِكٌ إِذَا أَخفَّتَ حُلومُ ذَوي النُهى ... فِي الرَّوعِ زَادَ رَزانَةً وَتَوقُّرا محمّد بنُ هاني: 13821 - مَلِكٌ إِذَا صَديت عَليِهِ دُروعَهُ ... فَلَها مِن الهَيجاءِ يَومٌ صَاقِلُ بَعْدَهُ: أَعْطَى وَأَجْزَلَ وَاسْتَقَلَّ هِبَاتِهِ ... فَاسْتَحْيَتِ الأَنْوَاءُ وَهِيَ هَوَاطِلُ فَاسْمُ الغمَامِ لَدَيْهِ وَهُوَ كَنَهْوَرٌ ... وَأَسْمَاءُ البِحَارِ جَدَاوِلُ لَمْ تَخْلُ أَرْضٌ مِنْ نَدَاهُ وَلَا خَلَا ... مِنْ شُكْرِ مَا يُوْلي لِسَانٌ قَائِلُ ومن باب (مَلِكٌ) قَوْلُ عُمَارَةَ اليَمَنِيِّ (¬1): مَلِكٌ إِذَا قَبلْتُ بِشْر جَبِيْنِهِ ... فَارَقْتُهُ وَالبِشْرُ فَوْقَ جَبِيْنِي ¬
وَإِذَا لَثَمْتُ يَمِيْنةُ وَخَرَجْتُ مِنْ ... أَبْوَابِهِ لَثَمَ المُلُوْكُ يَمِيْنِي وقول أَبِي القَاسَمِ مُحَمَّد بن هَانِي الأَنْدَلُسِيِّ فِي المُعِزِّ لِدِيْنِ اللَّهِ صَاحِبُ المَغْرِبِ (¬1): مَلِكٌ إِذَا نَطَقَتْ عُلَاهُ بِمَجْدِهِ ... خَرسَ الوُفُوْد وأُفْحِمَ الشُّعَرَاءُ هُوَ عِلَّةُ الدُّنْيَا وَمَنْ خُلِقَتْ لَهُ ... وَلَعِلَّةٍ مَا كَانَتِ الأَشْيَاءُ هَذَا الأَغَرُّ الأَزْهَرُ المُتَألِّقُ ... المُتَدَفِّقُ المُتَبَلِّجُ الوَضَّاءُ فَعَلَيْهِ مِنْ سيْمَا النَّبِيِّ دَلَالَةٌ ... وَعَلَيْهِ مِنْ نُوْرِ الإِلَهِ بَهَاءُ وَرِثَ المُقِيْمُ بِيَثْرِبٍ فَالمِنْبَرُ ... الأَعَلَى لَهُ وَلِفَرْعِهِ العَلْيَاءُ وَالخطْبَةُ الزَّهْرَاءُ فِيْهَا الحِكْمَةُ ... الغَرَّاءُ فِيْهَا الحُجَّةُ البَيْضاءُ وقول ابنِ حَيُّوْسٍ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا نَاصِرَ الدَّوْلَةِ بنَ حَمْدَانَ أَخَا سَيْفِ الدَّوْلَةِ أَوَّلُهَا (¬2): طَاوِلْ بِقَدْرِكَ مَنْ عَلَا مِقْدَارُهُ ... فَأَرَى العلَى فَلَكًا عَلَيْكَ مَدَارُهُ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَلِكٌ مُقِيْمٌ فِي دِمَشْقَ وَذِكْرُهُ ... فِي الخَافِقَيْنِ بَعِيْدَةٌ أَسْفَارُهُ أَخْبَارُ مَجْدِكَ كَادَ يَحْفظُهَا ... الدُّجَى مِمَّا يُكَرِّرُ ذِكْرهَا سُمَّارُهُ وَالمِسْكُ أَوَّلُ مَنْ يَفُوْزُ بِعِرْفِهِ ... فِي وَقْتِ فَضِّ خِتَامِهِ عَطَّارُهُ وَمُؤَيَّدُ العَزَمَاتِ لَا إِيْرَادُهُ ... يُدْنِيْهِ مِنْ ذَامٍ وَلَا أَصْدَاؤُهُ جَعْدٌ عَنِ الأَيَّامِ إِلَّا أَنَّهُ ... مُتَتَابِعٌ مَعْ فَقْدِهَا اسْتِغْفَارُهُ عَلَمٌ يُدِلُّ عَلَيْهِ سَاطِعُ نُوْرِهِ ... مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلِيَ الهِدَايَةَ نَارُهُ مُتَأَلِّقُ البشْرِ المُبَشِّرِ بِالغِنَى ... وَالدَّوْحِ قَبْلَ ثِمَارِهِ كَوَّارُهُ فَسَلِمْتَ لِلَزَّمَنِ الفَقِيْرِ إِلَيْكَ مَا ... كَرَّتْ عَلَى آصَالِهِ أسْحَارُهُ ¬
وَبَقِيتَ مَا شِئْتَ البَقَاءَ لِمُنْكَرٍ ... تَمْتَازُ عَنْهُ وَسُؤْدَدٍ تَمْتَارُهُ السريّ الرَّفاء: 13822 - مَلِكٌ اذا مَا مَدَّ خَمسَ أَنَاملٍ ... فِي الجُودِ فَاضَ بِهنَّ خَمسَةُ أَبحرِ بَعْدَهُ: فِي أَبِي الهَيْجَاءِ حَرْب بن سَعِيْدِ بنِ حَمْدَانَ: تَلْقَاهُ يَوْمَ الرَّوع فَارِسَ مَعْرَكِ ... ضَنْكٍ وَيَوْمَ السِّلْمِ فَارِسَ مِنْبَرِ شَرَفٌ يَقُوْلُ لِمَنْ يُنَاوِيْهِ اكْتَئِبْ ... وَعُلَى يَقُوْلُ لِمَنْ يُجَارِيْهِ احْسِرِ وَيَدٌ تَسَاوَى النَّاسُ فِي مَعْرُوْفِهَا ... فَيَدُ المقِلُّ تَنَالَهُ وَالمُكْثِرِ أبو أحمد جعفر الطيب الكلبي: 13823 - مَلِكٌ إِذَا لَاذَ العُفَاة بِبابِهِ ... أَخذُوا مِنَ الأَيَّامِ عَهدَ أَمَانِ بَعْدَهُ: يُعْطِي الجزِيْلَ وَلَا يَمنُّ كَأَنَّمَا فَرْضٌ ... عَلَيْهِ نَوَافِل الإِحْسَانِ البُحْتُريّ: 13824 - مَلِكٌ أَطاعته العُلى فأَطاعَهَا ... فِي مَالِهِ وَعَصَا عَلَى عُذَّالِهِ بَعْدَهُ: جَزلُ المَوَاهِبِ لَيْسَ تُرْفَعُ غَايَةٌ ... فِي المَجْدِ إِلَّا نَالَهَا بِنَوَالِهِ الصَّقْليُّ: 13825 - مَلِكٌ إِن دَعَاهُ للنَّصرِ يومًا ... مُستَضَامِ كَفَاهُ نصرًا وَمَنعَا هُوَ أَبُو الفَضْلِ بنُ أَحْمَدَ بنِ دَرَّاجٍ الصّقْلِيُّ يَقُوْلُ ذَلِكَ فِي إِقْبَالِ الدَّوْلَةِ ابنِ المُوَفَّقِ. ¬
السريّ الرّفاء فِي المهلبيّ: 13826 - مَلِكٌ تُحاذِرُهُ المُلوكُ فَممسِكٌ ... بِحبالِهِ أَو هَالِكٍ بِصيَالِهِ بَعْدَهُ: إِنْ كُنْتَ تَشْتَاقُ الحِمَامَ فَعَادِهِ ... أَوْ كُنْتَ تَخْتَارُ الحَيَاةَ فَوَالِهِ لِحَمْلِ القَنَا فَاهْتَزَّ فِي مُهْتَرِّه ... طَرَبًا لَهُ وَاخْتَالَ فِي مُخْتَالِهِ فَأَرَى العَدُوَّ نَقِيْضَةً فِي عُمْرِ ... وَأَرَى الصَّدِيْقَ زِيَادَةً فِي حَالِهِ مُتَشَابِهُ الطَّرَفَيْنِ أَصْبَحَ عَمُّهُ ... فِي ذِرْوَةٍ لَمْ تَعْدُ ذرْوَةَ خَالِهِ شَرَفٌ أَطَالَ قَنَا المُهَلَّبِ سَمْكُهُ ... حَتَّى أَظَلَّ وعَزَّ فِي أَظْلالِهِ أما السَّمَاحُ فَقَدْ تَبَسَّمَ نُوْرهُ ... بعد الذُّبُوْلِ وَعَادَ نُوْرُ ذُبَالِهِ أَطْلَقْتَ مِنْ أَغْلَالِهِ وَشَفيْتَ مِنْ ... أَعْلَالِهِ وَفَتَحْتَ مِنْ أَقْفَالِهِ كَمَلَتْ مَنَاقِبُهُ فلَوْ زَادَ امْرُؤٌ ... بعد الكَمَالِ لَزَادَ بَعْدَ كَمَالِهِ ومن باب (مَلِكٌ) قَوْل جَعْفَرَ بن شَمْسِ الخلَافَةِ: مَلِكٌ يَجُوْدُ لِقَاصِدِيْهِ ... مِنَ الرَّغَائِبِ بِالغَرَائِب يُعْطِي القَوَاضِبَ وَالكَوَاعِبَ ... وَالنَّجَائِبَ وَالسَّلَاهِب نَائِي المَدَى دَانِي الجدَى ... جَمُّ النَّدَى هَامِي السَّحَائِب كَالشَّمْسِ عَمَّ ضِيَاؤُهَا ... أَهْلَ المَشَارِقِ وَالمَغَارِب يَا خَيْرَ أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ مَاشٍ ... عَلَى قَدَمٍ وَرَاكِب لَا يُعْرَفُ المَعْرُوْفُ إِلَّا ... فِي الشَّدَائِدِ وَالنَّوَائِب وَمَوَاهِبُ السَّادَاتِ فِي ... اللَّأوَاءِ سَادَاتُ المَوَاهِب ومن باب (مَلَكْت) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ يَتَهَدَّدُ (¬1): مَلَكْت عِنَانَ الهَجْرِ أَنْ يَبْلُغَ المَدَى ... ونَهْنَهْتُ قَوْلَ الشِّعْرِ أَنْ يَتَسرَّعَا ¬
فَإنْ تَدعنِي لِلشَّرِّ أُسْرِعْ وَإِنْ تُهِبْ ... بِصُلْحِي فَقَدْ أَبْقَيْتَ لِلصُّلْحِ مَوْضِعَا وقولُ أَبِي يَعْقُوْبَ الخُزَيْمِيِّ (¬1): مَلَكْتُ دُمُوْعَ العَيْنِ حَتَّى رَدَدْتُهَا ... إِلَى نَاظِرِي وَأَعْيُنِ القَلْبِ تَدْمَعُ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَبْكِي دَمًا لَبَكَيْتهُ ... عَلَيْكَ وَلَكِنْ سَاحَةُ الصَّبْرِ أَوْسَعُ وقول ابن الرُّوْمِيِّ (¬2): مَلَكَتْنَا سَوَالِفٌ وَخُدُوْدُ ... وَلِحَاظٌ قَوَاتِل وَقُدُوْدُ وَوُجُوْهٌ مِثْلُ التَّوَاصُلِ بِيْضٌ ... وَشُعُوْر مِثْلُ التَّهَاجُرِ سُوْدُ السريُ أيضًا: 13827 - مَلَكَت خِطَامَهَا فَعلَوتَ قسًّا ... بِرونَقِهَا وَقَيسَ بنَ الخَطِيمْ 13828 - مَلِكٌ تَصوَّرَ في القُلوبِ مَهَابَةً ... فَكَأَنَّهُ لَم يخلُ منه مَكَانُ أبو نصر بن نُبَاتَةَ: 13829 - مَلِكٌ تَضيقُ بِهِ الخِيامُ فَمَا لَهُ ... إِلَّا ظِلَالُ المرهفَاتِ رِواقُ الماني: 13830 - مَلِكٌ تَظَلُّ لَهُ السُرُوجُ أَسِرةً ... فِي مُلكِهِ وَلَهُ الرِّماحُ ظِلَالُ ابْنُ زُرَيقٍ الكَاتبُ: 13831 - مَلَكتُ مُلكًا فَلَم أُحسِن سيَاسَته ... وكُلُّ مَن لَا يَسوسُ المُلكَ يُنْزَعُهُ ¬
أَبْيَاتُ ابنِ زُرَيْقٍ الكَاتِبِ أَوَّلُهَا: لَا تَعْذُلِيْهِ فَإِنَّ العَذْلَ يُوْلعُهُ ... قَدْ قُلْتِ قَوْلًا وَلَكِنْ لَيْسَ يَسْمَعُهُ جَاوَزْتِ فِي عَذْلِهِ حَدًّا يَضرُّ بِهِ ... مِنْ حَيْثُ قَدَّرْتِ أَنَّ العَذْلَ يَنْفَعُهُ قَدْ كَانَ مُضْطَّلِعًا بِالصَّبْرِ يَجْمُلُهُ ... فَظَلَّعَتْ بِخُطُوْبِ البَيْنِ أَضْلُعُهُ مَا آبَ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا وَأَزْعَجَهُ ... رَأيٌ إِلَى سَفَرٍ بِالحَزْمِ يَزْمِعُهُ كَأَنَّمَا صِيْغَ مِنْ حَلٍّ وَمِنْ رَحَلٍ ... مُوَكَّلٌ بِفَضَاءِ الأَرْضِ يَذْرَعهُ اسْتَوْدِعُ اللَّهَ فِي بَغْدَادَ لِي قَمَرًا ... بِالكَرْخِ مِنْ فلكِ الأزْرَارِ مَطْلَعُهُ كَمْ قَدْ تَشَفَّعَ بِي أَنْ لَا أُفَارِقُهُ ... وَلِلضُّرُوْرَةِ حَالٌ لَا تُشَفِّعُهُ وَكَمْ شَبَّتْ بِي يَوْمَ الفِرَاقِ ضُحًى ... وَأدْمُعِي مُسْتَهِلَّاتٌ وَأَدْمُعُهُ مَلَكْتُ مُلْكًا فلم أَحْسِنْ سِيَاسَتهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَنْ غَدَا لَابِسًا ثَوْبَ النَّعِيْمِ بِلَا ... شُكْرٍ جَمِيْلٍ فَعَنْهُ اللَّهُ يَنْزَعُهُ السريِّ الرَّفاء: 13832 - مَلِكٌ عُقُودُ الحَمدِ مِلْئ يَميِنِهِ ... وَنَدَاهُ مِلءُ حَقائبِ الطُلَّابِ بَعْدَهُ: شَفَعَ النَّدَى لِعُفَاتِهِ بِنَدًى ... كَمَا شَفَعَ الرَّبِيع سَحَابَةً بِسَحَابِ أبو بكر ابْنُ الْلبَّانةِ: 13833 - مَلِكٌ غَدا الرِّزقُ مَبعوثًا عَلَى يَدهِ ... وَظلَّ يَجرِي عَلَى أَحكامِهِ القَدرُ سَلمُ الخاسر فِي الرّشيدِ: 13834 - مَلِكٌ كَأَنَ الشمسَ فَوقَ جَبِينهِ ... مُتَهَلِّلِ الإِمساءِ والإِصباحِ ¬
بَعْدَهُ: فإذا حَلَلْتَ بِبَابِهِ وَرَوَاقِهِ ... انْزِلْ بِسَعْدٍ وَارْتَحِلْ بِنَجَاحِ قِيْلَ لَمَّا سَمِعَ الرَّشِيْدُ قَوْلَهُ هَذَا قَالَ: هَكَذَا فَلْيُمْدَحِ المُلُوْكُ وَأَمَرَ لَهُ بِمَائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. أبو الشيص: 13835 - مَلِكٌ كَأَن المَوتَ يتبَعُ قَولَهُ ... حَتَّى يُقالُ تُطيعُهُ الأَقدَارُ ومن باب (مَلِكٌ) قَوْلُ إِبْرَاهِيْم الغزِيِّ يَمْدَحُ خَوَارِزْمَ شَاه عَلَاءِ الدِّيْنِ أَنَسَ بن مُحَمَّدٍ (¬1): مَلِكٌ لَا يُوَزِّعُ العَزْمَ إِلَّا ... بَيْنَ صوْنِ العَلَى وَبَذلِ النَّوَالِ خَصَّكَ اللَّهُ دُوْنَ جِنْسِكَ ... بِالفَضْلِ فلا تَنْسَ حليَةَ الإِفْضَالِ فُقْتَ إِخْوَانكَ الكِرَامَ بِكفٍّ ... دُوْنَهَا العَارِضُ الغَصِيْمُ الغَوَالِي قَدْ أَبَيْتَ العَلْيَاءَ مِنْ جَانِبَيْهَا ... يَا كَرِيْمَ الأَعْمَامِ وَالأَخْوَالِ فَانْتَهِزْ فُرصَةَ المَحَامِدِ وَالجدِّ ... سَعِيْدٌ وَطَالِعِ الوَقْتِ عَالِي وَابْقَ لِلْفَضْلِ مَا تَعَاقَبَتِ الأَيَّامُ ... فِي السَّيْرِ وَالسُّرَى فِي اللَّيَالِي هَذِهِ غَايَةُ الكَمَالِ المُرَجَّى ... صَرَفَ اللَّهِ عَنْكَ عَيْنَ الكَمَالِ الحَرِيريُّ: 13836 - مَلِكٌ مَا بَصلحُ للمَولَـ ... ـــى عَلَى العَبدِ حَرَامُ أَهْدَى أَبُو القَاسَمِ الحَرِيْرِيِّ المُتَوَكِّلِ فَرَسًا وَكَتَبَ مَعَهُ (¬1): يَا أَمِيْنَ اللَّهِ فِي الأَ ... رْضِ وَلِلْخَلْقِ إِمَامُ ¬
مَلِكٌ مَا يُصْلحُ لِلْمَوْلَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكُميْتُ اللَّوْن يَحْكِي ... لَوْنَ عَطْفَيْه المُدَامُ قَلِقُ العُذْرِ يُغْنِي ... بَيْنَ لَحْيَيْه اللِّجَامُ فإذا رَامَ صَهِيْلًا ... زمَرَ الشَّيخُ زُنَامُ فَتَطَوَّل بِقُبُوْلِ ... الطِّرْفِ مِنِّي وَالسَّلَامُ البُحتُري: 13837 - مَلِكٌ يستَقلُّ فِي رَأيِهِ المُلـ ... ــكُ وَيحيي فَضله الإِفضَالُ قِيْلَ: كَانَ لِعَمْرُو بن مَسْعَدَةَ فَرَسٌ أَدْهَمٌ أَغَرٌّ قَدْ اشْتَهَرَ صِيْتُهُ فَخَافَ إِنْ سَمِعَ المَأْمُوْنُ بِهِ أَنْ يَطْلِبَهُ فَلَا يَكُوْن لَهُ فِي حَمْلِهِ مَحْمَدَةٌ فَوَجَّهَ بِهِ إِلَيْهِ وَكَتَبَ مَعَهُ (¬1): يَا إِمَامًا لَا يَدَا ... نِيْهِ إِذَا عُدَّ إِمَامُ فَضَلَ النَّاسَ كَمَا ... يُفْضَلُ نقْصَانًا تَمَامُ قَد بَعَثْنَا بِجَوَادٍ ... مِثْلُهُ لَيْسَ يُرَامُ فَرَسٌ يَزْهُو بِهِ ... لِلحُسْنِ سَرْجٌ وَلِجَامُ وَجْهُهُ صُبْحٌ وَلَكِنْ ... سَائِرُ الجسْمِ ظَلَامُ وَالَّذِي يَصْلحُ ... لِلْمَوْلَى عَلَى العَبْدِ حَرَامُ وَبَعَثَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَبِي دُلَفٍ سَيْفًا وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِ (¬2): قَد بَعَثْنَا إِلَيْكَ قِدْحَ المَعَالِي ... وَرَسُوْلَ الآمَالِ والآجَالِ وَحَرَامٌ عَلَى العَبِيْدِ إِذَا مَا ... مَلَكُوا مَا تَخَيَّرَتْهُ المَوَالِي البُحُترِيُ: ¬
13838 - مَلِكٌ يَملأُ العُيُوْنَ بَهاءً ... حِيْنَ بَدُو في تَاجهِ المَعُقُود بَعْدَهُ: فَابْقَ يَبْقَ العَفَافُ وَالفَضْلُ وَاسْلَمْ ... يَسْلَمِ العُمْرُ لِلنَّدَى وَالجوْدِ قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ: أَحْزَمُ المُلُوْكِ مَنْ مِلَكَ جدُّهُ هَزلَهُ وَرَأيُهُ هَوَاهُ وَأَعْرَبَ فِعْلُهُ عَنْ ضمِيْرِهِ وَلمْ يَخْدَعْهُ رِضَاهُ عَنْ خَطَئِهِ وَلَا غضَبُهُ عَنْ كَيْدِهِ. العبَّاسُ بنُ الأحَنِف: 13839 - مَلَّني وَاثِقًا بحُسن وَفَائي ... مَا أَضرَّ الوَفاءَ بالإِنسَّانِ الحُطَيئَةُ: 13840 - مَلُّوُا قَراهُ وَهَّرتهُ كِلَابهُمُ ... ومَزَّقُوهُ بأَنيَابٍ وَأَضرَاسِ البُحُتُريُّ: 13841 - مُلّيتهُ وعَمِرتُ فِي بُحبُوحَةٍ ... من دَار مُلكٍ أَلفَ حَولٍ كَامِلِ 13842 - مُلُوكٌ إِذَا هَزَّوا مَنَاصِلَ عَزمةٍ ... كَفَتهُم غَداةَ الرَّوع هزَّ المَناصِلِ بَعْدَهُ: شُمُوْسُ سَمَاع فِي نَهَارِ مَحَامِدٍ ... وَأَقْمَارُ فَضْلٍ فِي سَمَاءِ فَضَائِلِ أَنشد ابْنُ زَبَادَة: 13843 - مُلُوكٌ أضَاءُوا وَالنجوُمُ غَوارِبٌ ... وَشَابَت عُلَاهُم وَالزَّمانُ جَنينُ بَعْدَهُ: ¬
إِذَا نَفَضُوا الرَّاياتِ أَوْ زَعْزَعُوا القَنَا ... غَدَتْ حَرَكَاتُ النَّاسِ وَهِيَ سُكُوْنُ أَبُو نصر بنُ نُباتَةَ: 13844 - مُلُوكٌ جَبَوا خَرجَ البِلَاد وَلم يَزلَ ... عَلَى النَّاسِ وَالٍ منهُم وَأَميرُ بَعْدَهُ: وَلَوْلَاهُمْ لَمْ يَعْرِفِ العَبْدُ رَبَّهُ ... وَلَمْ يَكُ تَاجٌ يُصْطَفَى وَسَرِيْرُ ابْنُ مسهرٍ الكَاتبُ: 13845 - مُلُوكٌ لَهم فيِ كُلِّ مَجدٍ وَسُؤدَد ... وَفَضلٍ وَإِفضَالٍ سَنَامٌ وَغَارِبُ حُذَيَفُة بن غَانمٍ العَدَويُّ: 13846 - مُلُوكٌ وَأبنَاءُ المُلُوكِ وَسَّادةٌ ... تَعلَّوُ عنهُم بَيضَهُ الطائِر الصَّقر قَالَ أَبُو هَاشِمٍ مُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ بنِ ظَفَرٍ المَغْرِبِيُّ فِي كِتَابِ (أَنْبَاءِ نُجَبَاءِ الأَبْنَاءِ): بَلَغَنِي أَنَّ مُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ لابْنِهِ يَزِيْدَ وَلَهُ مِنَ العُمْرِ سَبع سِنِيْنٍ: فِي أَيِّ سُوْرَةٍ أَنْتَ؟ قَالَ: فِي السُّوْرَةِ الَّتِي تَلِي {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتَحًا مُبِيْنًا} وَقَرَأَ {وَيَنْصُرُكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا}. فَقَالَ معاوية: إِنَّ هَذِهِ السُّوْرَةَ مِنْ بَيْنَ سُوْرَتَيْنِ فَأَيَّهُما عَنَيْتَ؟ قَالَ: السُّوْرَةَ الَّتِي مِنْ أَوَّلِهَا {وَالَّذِيْنَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} وَقرأَ {فأصْلَحَ بَالَهُمُ} فَتَمَثَّلَ مُعَاوِيَةَ بِقَوْلِ حُذيْفَةَ بن غَانِمٍ العَدَوِيِّ فَقَالَ: مُلُوْكُ وَأَبْنَاءُ المُلُوْكِ وَسَادَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: متى تَلْقَ مِنْهُمْ نَاشِئًا فِي شَبَابِهِ ... تَجِدْهُ عَلَى أَعْرَاقِ وَالدِهِ يَجرِي وَهُمْ يَغْفِرُوْنَ الذَّنْبَ يُنْقَمُ مِثْلهُ ... وَهُمْ تَرَكُوا رَأيَ السَّفَاهَةِ وَالهَجْرِ القَاضي بنُ سَنَاء المُلكِ: 13847 - مُلُوكٌ يَحُوزُونَ المَمَالكَ عُنوةً ... بسُمرِ العَوَالي أَو ببيض القَوَاضِبِ ¬
بَعْدَهُ: رِمَاحٌ بِأَيْدِيْهِمْ طِوَالٌ كَأَنَّمَا ... أَرَادُوا بِهَا تَثْقِيْبَ دُرِّ الكَوَاكِبِ المتَنَبِي: 13848 - مَلُولَةٌ مَا يَدُومُ لَيسَ لَها ... مِن مَلَلٍ دَامْ بِهَا مَلَلُ 13849 - مَليٌّ ببُهرٍ وَالتفَاتٍ وَسَعلَةٍ ... ومَسحَةِ عُثنُونٍ وفَتلِ الأصَابِعِ أبوُ فَراسٍ: 13850 - مَمَالِكنَا مَكَاسِبُنَا إِذَا مَا ... تَوارَثَهَا رجَالٌ عَن رجَالِ مَنُصُورٌ النَّمّرِيُّ: [من الطويل] 13851 - مُمَرُّ القُوَى مُستَحكَمُ الأَمر ... مُطرِقٌ لَهُ الدَّهرُ لا وانٍ وَلَا مُتخَاذِلُ بَعْدَهُ: إِذَا مَا رَأَى وَالرَّأيُ مُغْلِق بَابِهِ ... عَلَى القَوْمِ لَمْ تُسْدَدْ عَلَيْهِ المَدَاخِلُ عَبُد اللَّه بِن محمد بن أبي عُنِينة: 13852 - مَن آنَسَتهُ البِلَادُ لَم يَرِمِ مِنْهَا ... ومَن أَوحَشَتهُ لَم يُقِمِ بَعْدَهُ: وَمَنْ يَبِتْ وَالهُمُوْمُ قَادِحَةٌ ... فِي صَدْرِهِ بِالزِّنَادِ لَمْ يَنَمِ إبراهيم بن العباسِ الصُولي: 13853 - مَن أتَانِي فِي حَاجَةٍ فَلَهُ الفَضْـ ... ـــلُ بإِتيَانِهِ إِليَّ عَلَيَّا ¬
بَعْدَهُ: وَلَهُ الشُّكْرُ وَالمَزِيْدُ وَأَضْعَا ... فُ الَّذِي جَاءَ يَرْتَجِيْهِ لَدَيَّا أبوُ العَتاهَيةِ: 13854 - مَن أَجابَ الهَوَى إِلَى كُلّمَا ... يَدعُوهُ مِمَّا يُضِلُّ ضَلَّ وَتَاهَا الرَّضيُ المُوسَوِيُّ: 13855 - مِن أَجلِ هَذَا اليَأسِ أَبعَدتُ الهَوى ... وَرَضيتُ أَن أبقَى ومَالي صَاحبُ أَنشد زيد بن عَلّي: 13856 - مَن أَحبَّ الحَياةَ أَصبَح فيِ قَيـ ... ـــدٍ منَ الذُلِّ ضَيِّقِ الحَلقَاتِ قِيْلَ جَرَى بَيْن زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ وَبَيْن هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ كَلَامٌ فَنَهَضَ زيْدٌ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ: مَنْ أَحَبَّ الحَيَاةَ. البَيْتُ 13857 - مَن أَخَذَ الحِذرَ منَ المَحذُورِ ... قَلَّ تجنِّيهِ عَلَى المَقدُور الرَضيّ الموسَوِيُّ: 13858 - مَن أَخطأَتهُ سهَامُ المَوتِ قيَّدَهُ ... طُولُ السِّنينَ فلَا لَهوٌ وَلَا جَذَلُ قَوْلُ الرَّضِيِّ: مَنْ أَخْطَأَتْهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَضَاقَ مِنْ نَفْسِهِ مَا كَانَ مُتَّسِعًا ... حَتَّى الرَّجَاءُ وَحَتَّى العَزْمُ وَالأَمَلُ مَا نَازِلُ الشَّيْبُ عَنْ رَأسِي بِمُرْتَحِلٍ ... عَنِّي وَأَعْلَمُ أَنِّي عَنْهُ مُرْتَحِلُ وَلَّى الشَّبابُ وَهَذَا الشَّيْبُ يَطْرُدُهُ ... وَفِي الطَّرِيْدَةِ دُوْنَ الطَّارِدِ العَزَلُ لَا تَبْعِدَنَّ مَطَايَانَا الَّتِي حَمَلَتْ ... تِلْكَ الظَّعَائِنِ مُرْخَاةً لَهَا الجدُلُ ¬
دُوْنَ القِبَابِ عِفَافٌ فِي جَلَابِبِهَا ... وَالصُّوْنُ يَحْفَظُ مَا لَا تَحْفَظُ الكِلَلُ وَلَا الحُدُوْجُ تَرَى وَجْهَ المُقِيْمِ بِهَا ... وَلَا تُحِسُّ بِصوْتِ الظَّاعِنِ الإبِلُ وَعَادَةُ الشَّوْقِ عِنْدِي غَيْرُ غَافِلَةٍ ... قَلْبٌ مَرُوْعٌ وَدَفعٌ وَاكِفٌ هَطِلُ وَأَفْجَعُ النَّاسِ مَنْ وَلَّى حَبَائِبُهُ ... وَلَا عِنَاقٌ وَلَا شَمٌّ وَلَا قُبَلُ لَا نَاصرٌ غَيْرُ دَمْعِي إِنْ هُمْ ظَلَمُوا ... وَالدَّمْعُ عَوْنٌ لِمَنْ ضَاقَتْ بِهِ الحِيَلُ وَالعَذْلُ أَثْقَلُ مَحْمُوْلٍ عَلَى أُذُنٍ ... وَهُوَ الخَفِيْفُ عَلَى العُذَّالِ إِنْ عَذَلُوا مَنْ لِي بِبَارِقِ وَعْدٍ خَلْفَهُ مَطَرٌ ... وَكَيْفَ لِي بِعِتَابٍ بَعْدَهُ خَجَلُ النَّفْسُ أَدْنَى عَدُوٍّ أَنْتَ حَاذِرُهُ ... وَالقَلْبُ أَعْظَمُ مَا يُبْلَى بِهِ الرَّجُلُ قَدْ عَوَّدَ النَّوْمُ عَيْنِي أَنْ يُفَارِقهُ ... وَهَوَّنَ السَّيْرَ عِنْدِي الأَيْبَقُ الذُّلَلُ ما عِفَّتِي فِي الهَوَى يَوْمًا بِمَانِعَتِي ... أَنْ لَا تَعفَّ بِكَفِّ القَنَا الذُّبُلُ وَلَا اقْتِحَامِي عَلَى الغَارَاتِ يَعْصِمُنِي ... مِنَ المَنُوْنِ وَلَا رَيْثٌ وَلَا عَجَلُ وَصِيَّتِي فِي النَّوَى وَالقُرْبِ وَاحِدَةٌ ... إِذَا تَكَافَأَتِ الغَايَاتُ وَالسُّبُلُ يَسْتَشعِرُ الطَّرْفَ زَهْوًا يومَ أَرْكَبُهُ ... كَأَنَّهُ بِنُجوْمِ اللَّيْلِ مُنْتَعِلُ وَالخَيْلُ عَالِمَةٌ مَا فَوْقَ أَظْهُرِهَا ... مِنَ الرجالِ جَبَانٌ كَانَ أَو بَطَلُ ألا وِصالٌ سِوَى طَيْفٍ يُؤَرِّقُنِي ... وَلَا رَسَائِلَ إِلَّا البيْضُ وَالأَسَلُ فَمَا طلَابُكَ إِنْسَانًا تُصَاحِبُهُ ... كُلُّ الأَنَامِ كَمَا لَا يَشْتَهِي عَمَلُ قَوْمِي هُمُ النَّاسُ لَا جِيْلٌ سَوَاسِيَةٌ ... الجوْدُ عِنْدَهُمُ عَارٌ إِذَا سُئِلُوا وَأَيْنَ قَوْمٌ كَقَوْمِي لَوْ سَأَلْتَهُمُ ... سَوَابِقَ الخَيْلِ فِي يَوْمِ الوَغَى نَزَلُوا كَالصَّخْرِ إِنْ حَلِمُوا وَالنَّارِ إِنْ غَضِبُوا ... وَالأُسْدِ إِنْ رَكِبُوا وَالوَيْلِ إِنْ بَذَلُوا الطَّاعِيْنَ مِنَ الجبَّارِ مَقْتَلَهُ ... وَالضَّارِبِيْنَ وَذَيْلِ النَّفْعِ مُنْسَدِلُ لَيْسَ المَعَادُ إِلَى الدُّنْيَا بِمُتَّفِقٍ ... وَلَا رُجُوْعٌ لِمَنْ يَمْضِي بِهِ الأَجَلُ واللَّهُ أَعْظَمُ مَوْلًى أَنْتَ سَائِلهُ ... يَوْمًا وَأَعْظَمُ مَنْ يُرْجَى وَمَنْ يُسَلُ عَفْوٌ وَحِلْمٌ وَنَعْمَاءٌ وَمَقْدرَةٌ ... وَمُسْتَجِيْبٌ وَمَعْطَاءٌ وَمُحتَمِلُ وَكَيْفَ نَأْمَلُ أَنْ تَبْقَى الحَيَاةُ ... لنَا وَغَيْرُ رَاجِعَةٍ أَيَّامُنُا الأُوَلُ
13859 - مَن أَخملَ النَّفسَ أَحَياهَا وَرَوّحَهَا ... وَلم يَبت ليلةً منهَا عَلَى حَذَرِ 13860 - مَنِ ادَّعَى دَعوَى بلَا شَاهدٍ ... لَا بُدَّ أَن تبطلَ دَعوَاهُ أبو سُلمى الضَّرِيرُ: 13861 - مَن أَرادَ السَّلَامَ ليسَ سوَاهُ ... فَلمَاذَا يُرَدَّ عِندَ الحجَابِ ذو الرُّمّةِ: 13862 - مَنَازِلُ ألَّافٍ أَتَى الدَّهرُ دوُنَهُم ... وَمَا الدَّهرُ والألاف إلّا لذَلك العَتابي: 13863 - مَنَازِلُ لَم تُنظر بها العَينُ نَظرةً ... فَتُقلِعَ إِلَّا عَن دُمُوعٍ سَوَاكِبِ خُسرو فَيروزُ: 13864 - مَنَازِلُهمُ مَعمُورَةٌ بِأثَاثِهِم ... ومَسجِدهُمُ خَالٍ منَ القَوِم بَلقَعُ أَبُو الفتح البسيُّ: 13865 - مَنِ استَشَارَ بصَرفِ الدَهر قَامَ لَهُ ... عَلَى حَقيقَةِ طَبع الدَهر بُرهَانُ هَذِهِ الأَبْيَاتُ الثَّلَاثَةُ مِنَ القَصيْدَةِ التي أَوَّلُهَا: زِيَادَةُ المَرْءِ فِي دُنْيَاهُ نُقْصَانُ. البَيْتُ أَبُو الفُتح أيضًا، مِنُها: ¬
13866 - مَنِ استَعانَ بغَير اللَّهِ فِي طَلَبٍ ... فإنَّ نَاصِرَهُ عَجزٌ وَخِذلَانُ لَهُ أيضًا منها: 13867 - مَنِ استَنَامَ إلى الأَشرارِ نَامَ وَفي ... قَميصِهِ منهُم صِلٌّ وثُعبَانُ أَبُو بِكُر الخَوارزميُّ: 13868 - مَن أَسخَط الدِّرهمَ أرضَى اللَّهَ ... ومَن أَذلَّ المَالَ صَانَ الجاهَا الرضيّ المُوسَوِيُّ: 13869 - مَن أشرِعَ الرُمحُ إِلَى وَجهِهِ ... لَابدَّ أَن يَقلبَ ظَهرَ المجَنُّ إبراهيم الغزيّ: 13870 - مَن أَضَاعَ الهناءَ فيمَا سِوَى النُقـ ... ــب وَلم يدرِ كان يَئس الطَّالي 13871 - مَن أَطاعَ الهَوى عَصَتهُ اللَيَالِي ... وَاتباعُ الهَوى طَغَامٌ وَبِيلُ المُتَنِبي: 13872 - مَن أَطاقَ التماسَ شيءٍ غلابًا ... وَاقتِسَارًا ألَم يلتَمِسهُ سُؤَالَا بَعْدَهُ: كُلُّ غَادٍ فِي حَاجَةٍ يَتَمَنَّى ... أنْ يَكُوْنَ الغَضَنْفَرَ الرِّئْبَالَا 13873 - مَن أَطلعُوهُ عَلَى سرٍ فَنَمَّ بهِ .. لَم يأمَنوُهُ عَلَى الأَسرار مَا عَاشَا بَعْدَهُ: فَعَاقَبُوْهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْ زَلَلٍ ... وَبَدَّلُوْهُ مِنَ الإيْنَاسِ إِيْحَاشَا ¬
13874 - مَن أَغفَلَ الحزمَ أَدمَى كفَّهُ نَدمَا ... وَاستَضحَكَ الدَّهر مَن أَبكى السَّيوفَ دَمَا قَوْلُهُ: مَنْ أَغْفَلَ الحَزْم أَدْمَى كَفّهُ نَدَمَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَالأَيْنُ يُدْرِكُ مَا يَعْنِي الحُسَامُ بِهِ ... إِذَا الزَّمَانُ يزِيل الفتيَةِ الشَّمَا وَابْسُط إِلَى أَمَلٍ تَسْمُو إِلَيْهِ يَدًا ... تَكْفِي المُؤَمَّلَ أَنْ يَسْتَمْطِرَ الدِّيَمَا وَسَلْ بِيَ المَجْدَ تَعْلَمْ أَنَّ ذَا حَسَبٍ ... فِي بُرْدَتَيَّ إِذَا مَا حَادِث هَجَمَا وَالدَّهْرُ يَعْلَمُ أَنِّي لَا أَذِلُّ لَهُ ... فَكَيْفَ أَفْتَحُ بِالشَّكْوَى إِلَيْهِ فَمَا الغَزّيُّ: 13875 - مَن أَغفَلَ الشعرَ لَم تُعرَف مَنَاقِبُهُ ... لَا يُجتَنَى ثمرٌ من غيرِ بُستَانِ بَعْدَهُ: لَوْلَا أَبُو الطيِّبِ الكِنْدِيِّ مَا امْتَلأَتْ ... مَسَامِعُ النَّاسِ مِنْ مَدْحِ ابنِ حَمْدَانِ أَصْبَحْتُ يَظْلِمُنِي مَنْ لَا أُعَاتِبُهُ ... عِتَابُ مَنْ لَا يُبَالِي سَلْبَ عُرْيَانِ ضعْفِي يُجَرِّبُ مَا تَبْنِي قِوَى هِمَمِي ... ضعْفُ المُخَرِّبِ يَعْلُو قُوَّةَ البَانِي أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ القَائِلِ (¬1): أَرَى أَلْفَ بَانٍ لَا يَقُوْمُوَا بِهَادِمٍ ... فَكَيْفَ بِبَانٍ خَلْفَهُ أَلْفَ هَادِمِ 13876 - مُنَافَسَةُ الفَتَى فيمَا يزُولُ ... عَلَى نُقصَانِ همَّتِهِ دَليلُ بَعْدَهُ: وَمخْتَارُ القَلِيْلِ أَقَلّ مِنْهُ ... وَكُلُّ فَوَائِدِ الدُّنْيَا قَلِيْلُ 13877 - مَن افتَدَى بدَليلِ الصَّبر أَورَدَهُ ... عَلَى حيَاضٍ مِن الخَيراتِ يَحَمدُهَا ¬
بَعْدَهُ: كُلُّ الخِصَالِ مِنَ الآدَابِ نَافِعَةٌ ... لَكِنَّهَا تَبعٌ وَالصَّبْرُ سَيِّدُهَا ومن باب (مِنْ ام) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬1): [من الخفيف] مِنْ إمَارَاتِ مُفْلِسٍ أَنْ تَرَاهُ ... مُوْجِفًا فِي اقْتِضِاءِ دَيْنٍ قَدِيْمِ وقول آخر (¬2): مِنْ أُمِّ مَثْوَى كَرِيْمٍ قَدْ نَزَلْتَ بِهِ ... إِنَّ الكَرِيمَ عَلَى عِلَّاتِهِ يَسَعُ يُقَالُ لِرَبِّ البَيْتِ وِلِرَبَّةِ البَيْتِ الَّذِينَ يَنْزِلُ بِهِمَا الضَّيْفُ هُوَ أَبُو مَثْوَاهُ أَي ضِيَافتَهُ. ومن باب (مِنَ اليَوْمِ) قَوْلُ زُهَيْرٍ المِصْرِيِّ (¬3): مِنَ اليَوْمِ تَعَامَلْنَا ... وَنطْوِي مَا جَرَى مِنَّا فَلَا كَانَ وَلَا صَارَ ... وَلَا قُلْتُمْ وَقُلْنَا وَإِنْ كَانَ وَلَا بُدَّ ... فَمِنَّا العَتْبُ لَكِنَّا لَقَدْ قِيْلَ لنَا عَنْكُمْ ... كَمَا قِيْلَ لَكُمْ عَنَّا كَفَى مَا كَانَ مِنْ هَجْرٍ ... وَقَدْ ذُقتُمْ وَقَدْ ذُقْنَا وَمَا أُحْسَنَ أَنْ نَرْ ... جِعَ لِلوَصْلِ كَمَا كُنَّا الحطَيُئَةُ: 13878 - مِنَ النَّفَرِ العَالينَ فِي السِّلم وَالوَغَى ... وأَهلِ المَعالي وَالعَوَالي وآلهَا بَعْدَهُ: إِذَا نَزَلُوا اخْضَرَّ الثَّرَى مِنْ نزُوْلِهِمْ ... وَإِنْ نَازَلُوا احمَرَّ الثَّرى مِنْ نِزَالِهَا ¬
العُجيُر السَلُوليُّ: 13879 - مِنَ النَفَرِ المُدِليَن فِي كلِّ حُجَّةٍ ... بمُستَحصدٍ فِي جَولَة الرّأي مُحلَم أبوُ نَصر بنُ نُبَاتَةَ: 13880 - مِنَ الوفاءِ وَفَاء لَا يُغيِّرهُ ... صَرفُ الزَّمانِ بإدبَار وَإقبَالِ بَعْدَهُ: مَنْ يَسْأَلِ اللَّهَ وُدًّا غَيْرُ مُنْتَقَصٍ ... فَلَيْسَ يَسْأَلُ إِلَّا ودَّ أَمْثَالِي لَا يَعْجَبُ النَّاسُ مِنِّي إِنَّنِي رَجُلٌ ... سَحَبْتُ فَوْقَ حَنِيْنِ الشَّمْسِ أَذْيَالِي إِنِّي أُنَبِّئكَ عَنْ رَأيِي وَعَنْ خُلُقِي ... وَالمَجْدُ يَعْقِدُ أَقْوَالِي بِأَفْعَالِي فَلَا أَمْقُتُ البُخْلَ فِي كَفٍّ بِلَا عَدَمٍ ... وَأَرْحَمُ الجوْدَ فِي كَفٍّ بِلَا مَالِ زُهيرٌ المصُرِيُّ: 13881 - مِنَ اليَوم تَاريخُ المَودَّة بينَنَا ... عَفَا اللَّهُ عَن ذَاكَ العتَاب الذي جَرَى قَبْلهُ: تَعَالُوا بِنَا نَطْوِي الحَدِيْثَ الَّذِي جَرَى ... فَلَا سَمِعَ الوَاشِي بِذَاكَ وَلَا دَرَى تَعَالُوا بِنَا حَتَّى نَعُوْدُ إِلَى الوَفَا ... وَحَتَّى كَأَنَّ الوَصْلَ لَنْ يَتَغَيَّرَا وَلَا نَذْكرُ الذَّنْبَ الَّذِي كَانَ مِنْكُمُ ... فَلَا وَاخَذَ الرَّحْمَان مَنْ كَانَ أعْذرَا أنشَد الجُنَيدُ رَحمه اللَّه: 13882 - مَن أَنَا عِندَ اللَّهِ حَتَّى ... إِذَا أَذنَبتُ لَا يغفرُ لي ذَنبي بَعْدَهُ: ¬
العَفْوُ يُرْجَى مِنْ بني آدَمٍ ... فَكَيْفَ لَا أَرْجُوْهُ مِنْ رَبِّي هما لأَبِي القاسمِ عَلِيِّ بنِ محمدٍ البَهْدَلِيِّ الإيْلِيِّ. الخبزأرزي: 13883 - مِن أوَّلِ الدَنّ اغتَرفنا دُردَهُ ... فَتَركتُ آخرَهُ لكُرهِ الأَوَّلِ أبُو بكُر بنُ دُرَيدٍ: 13884 - مِنَ الأُلَى جَوهَرُهُم إِذَا اعتَزوا ... من جَوهَرٍ منهُ النَبِيُّ المُصطَفَى المتَوكّلُ اللّيثيُّ: 13885 - مِنَ الأُلَى وهَبوَا لِلمجد أَنفسَهُم ... فَمَا يُبالوُن مَا نَالُوا اذا حُمِدُوا إبراهيم بنُ سُيَابَةَ: 13886 - مِن أَينَ أَبغي شفاءَ مآبي ... وَإِنَّمَا دَائِيَ الطَّبِيبُ بَعْدَهُ: نَسَبُ إِبْرَاهِيْم بن سُيَابَةَ: هُوَ إِبْرَاهِيْمُ بن سُيَابَةَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَكَانَ يُقَالُ أَنَّ جَدَّهُ حَجَّامُ أَعْتَقَهُ بَعْضُ الهاشِمِيِّيْنَ وَهُوَ مِنْ مُقَارِبِي شُعَرَاءِ وَقْتِهِ وَلَيْسَتْ لَهُ نَبَاهَةٌ وَلَا شِعْرٌ شَرِيْفٌ إِنَّمَا كَانَ يَتَوَدَّدُ إِلَى إِبْرَاهِيْمِ المُوْصَلِيّ وَابنِهِ إِسْحَقَ وَيَمْدحُهُمْ فَغُنّيا فِي شِعْرِهِ وَنَوَّهَا بِذِكْرِهِ وَرَفَعَا مِنْهُ وَكَانَا يَذْكرَانِهِ لِلخُلَفَاءِ وَالأُمَرَاءِ فَيَنْفَعَانَهُ بِذَلِكَ، وَكَانَ خَلِيْعًا مَاجِنًا كَثيْرَ النَّادِرَةِ وَكَانَ يُرْمَى بالإبنَةِ، وَعُوْتِبَ عَلَى مَجُوْنهِ فَقَالَ: وَيْلَكُمْ لأنْ أَلْقَى اللَّهَ بِذُلِّ المَعَاصِي فَيَرْحَمَنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ أَتَبَخْتَرُ إِذْلَالًا بِحَسَنَاتِي فَيمْقِتُنِي. وَمِنْ نَوَادِرِهِ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى صَدِيْقٍ لَهُ يَقْتَرِضُ مِنْهُ شَيْئًا فَاعْتَذرَ إِلَيْهِ لَهُ أَنَّهُ لَيْسَ ¬
عِنْدَهُ مَا سَأَلَهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيْمُ بن سُيَابَةَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَجعَلَكَ اللَّهُ صَادِقًا وَإِنْ كُنْتَ مَلُوْمًا فَجَعَلَكَ اللَّهُ مَعْذُوْرًا. قَالَ سُلَيْمَانُ بنِ يَحْيَى بن مَعَاذ: قَدَمَ عَلَيَّ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سيَابَةَ بِنِيْسَابُوْرَ فَأَكْرَمْتهُ وَأَنْزَلْتهُ فَجَاءَنِي لَيْلَةً وَقَد نِمْتُ فَجَعَلَ يَصِيْحُ بِي يَا أَبَا أَيُّوْبَ فَخَشِيْتُ أَنْ يكوَن قَد نَزَلَ بِهِ مَكْرُوْهٌ فَقُلْتُ مَا تَشَاءُ؟ فَقَالَ: أَعْيَانِي الشَّادِنُ الرَّبِيْبُ. فَقُلْت: مَاذَا؟ فَقَالَ: أَكْتُبُ أَشْكُو فَلَا يُجِيْبُ. فَقُلْتُ: دَارِهِ. فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَبْغِي شَفَاءَ مَا بِي؟ البَيْتُ فَقُلْتُ: لَا دَوَاءَ إِلَّا أَنْ يُفَرِّجَ اللَّهُ. فَقَالَ: يَا رَبِّ فَرِّجْ إِذًا وَعَجِّلْ فَإِنَّكَ السَّامعُ المُجِيْبُ. يُروى لأميرِ المؤمنين عليّ عليه السلَامُ: 13887 - مِن أَيّ يَومي فَرَّ المَوتُ أَفرَّ ... يَوم لَم يُقدَّر أَم يَوم قُدِّر بَعْدَهُ: فَيَوْمُ لَا يَقْدَّرُ لَا أَخْشى الرَّدَى ... وَيَوْمٌ قَد قُدِّرَ لَا يُغْنِي الحَذَرْ يُقَالُ فِي المَثَلِ السَّائِرِ: نِعْمَ الطَّارِدُ اللَّهُمَّ اليَقِيْنُ. يُضرَبُ فِي تَحَقُّقِ مَا لَا يُمْكِنُ دَفْعُهُ. 13888 - مَن بَاحَ بالسِّرِ إلى غَيرِهِ ... كَانَ هُوَ الجَانِي عَلَى نَفسِهِ بَعْدَهُ: كَحَابِسٍ أَعْدَاءَهُ عُنْوَةً ... فَأُخْرِجَ الأعْدَاءُ مِنْ حَبْسِهِ ¬
ابْنُ الرُّوميّ: 13889 - مِن بَأسِهِم يَقَعُ الرَّدَى وَبحلمِهِم ... تَتَمَاسَكُ الأَرواحُ فِي الأَشباحِ 13890 - مَن تَحَلَّى بغَير مَا هُوَ فِيِهِ ... فَضَحَتَهُ شَواهدُ الامتحَانِ 13891 - مَن تَحَلَّى شِيمةً لَيسَت لَهُ ... فَارقَتهُ وَأقَامَت شِيَمُه 13892 - مَن تَرَكَ الوَاجبَ من حَقِّهِ ... أَنفَقَ فِي البَاطِلِ ثُلثَيهِ المُتَنَبِيُّ: 13893 - مَن تَعَاطَى تَشبُّهًا بكَ أَعيَاهُ ... ومَن ذَلَّ فِي طَريقكَ ذَلَّا البُسُتِيُّ: 13894 - مَن تلقَ منهُم تَقُل هَذَا أجَلُّهُم ... بأسًا وَأسخَاهُم بالنَّفسِ وَالمالِ عَقِيلُ بنُ العَرندَسِ: 13895 - مَن تلقَ منهُم تَقُل لَاقيتُ سَيّدَهُم ... مثل النجُوم الَّتي يَسرى بها السَّاري أَبْيَاتُ عَقِيْلِ ابنِ العَرَنْدَسِ الكلَابِيِّ أَوَّلُهَا: يَا دَارُ بَيْنَ كُلِّيَاتٍ وَإِظْفَارِ ... وَالحُمَّتَيْنِ سقَاكِ اللَّهُ مِنْ دَارِ عَلَى تَقَادُمِ مَا قَدْ مَرَّ مِنْ زَمَنٍ ... مَعَ الَّذِي مرَّ مِنْ رِيْحٍ وَإِمْطَارِ وَقَدْ أَرَى بِكَ وَالأَيَّامُ صَالِحَةٌ ... بِيْضًا عَقَائِلَ مِنْ عَوْنٍ وَإِبْكَارِ فِيْهُنَّ عُثْمَةُ لَا يَمْلُكْنَ عِثْرَتهَا ... وَلَا عَلِمْنَ لَهَا يَوْمًا بِأَسْرَارِ بَلْ أَيُّهَا الرَّجُلُ المَغْنِيُّ شيْبَتُهُ ... يَبْكِي عَلَى ذَاتِ خِلْخَالٍ وَإِسْوَارِ خَبِّر ثنَائِي بَنِي عُمَرٍ فَإِنَّهُمُ ... ذَوُوُ أَيَادٍ وَأَحْلَامٍ وَأَخْطَارِ ¬
هَيِّنُوْنَ لَيِّنُوْنَ أَيْسَارٌ بَنو يُسُرٍ ... سُواسُ مَكْرُمَةٍ أَبْنَاءُ إِيْسَارِ لَا يَنْطِقُوْنَ عَلَى العَمْيَاءِ إِنْ نَطَقُوا ... وَلَا يُمَارُوْنَ إِنْ مَارُوا بِإِكْثَارِ إِنْ يُسْأَلُوا الخَيْرَ يُعْطُوْهُ وَإِنْ جَهِدُوا ... فَالجهْدُ يُخْرِجُ مِنْهُمْ طِيْبَ أَخْبَارِ وَإِنْ تَوَدَّدْتَهُمْ لَانُوا وَإِنْ شَمُسُوا ... كَشَّفتَ أَذْمَارَ حَرْبٍ أَيَّ أَذْمَارِ فِيْهُمْ وَمِنْهُمْ يُعَدُّ الخَيْرُ مُتَّلِدًا ... وَلَا يُعَدُّ نَشْأَ خِزْيٍ وَلَا عَارِ مَنْ تَلْقَ مِنْهُم تَقُلْ لَاقَيْتُ سَيِّدَهُمْ. البَيْتُ قَوْلُهُ: إذْمَارُ حَرْب. الذِّمْرُ: الرَّجُلُ الشُّجَاعُ. وَالنَّشْأ الحَدِيْثُ، وَسَلَخَ البَيْتَ الأَخِيْرَ مِنْ بَعْضِهِمْ فَقَالَ: مَنْ تَلْقَ مِنْهُم تَقُلْ لَاقَيْتُ شَرَّهُمُ. البَيْتُ قَبْل: وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِذَا أُنْشِدَتْ أَبْيَاتُ عَقِيْلٍ هَذِهِ قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ مُحَالٌ كِلَابِيٌّ يَمْدَحُ بَنِي عَمْروٍ الغَنوِيّيْنَ. 13896 - مَن تلقَ منهُم تَقُل لَاقيتُ شرَّهُم ... مثل الظَّلَام الذَّي يبلى بهِ السَارِي أبوُ الفِتحُ البُسُتِيُّ: 13897 - مَن جَادَ بالمَالِ مَالِ النَّاسِ قَاطِبةً ... إليه والمَالُ للإنسَانِ فَتَّانُ هَذَا مِنْ قَصِيْدَتِهِ المَشْهُوْرَةِ. المُتَنَبيِّ: 13898 - مَنِ اقتضَى بسوَى الهندِيِّ حَاجَتهُ ... أجَابَ كُلّ سُؤَالٍ عَن هَلٍ بلَم يَقُوْلُ أَبُو الطيِّبِ مِنْهَا: حَتَّى رَجَعْتُ وَأَقْلَامِي قَوَائِلُ لِي ... المَجْدُ لِلسَّيْفِ لَيْسَ المَجْدُ لِلْقَلَمِ اكْتُبْ بِنَا أَبَدًا بَعْدَ الكِتَابِ بِهِ ... فَإِنَّمَا نَحْنُ لِلأَسْيَافِ كَالخَدَمِ وَلَمْ تَزَلْ قِلَّةُ الإِنْصَافِ قَاطِعَةً ... بَيْنَ الرجالِ وَلَوْ كَانُوا ذَوِي رَحِمِ ¬
هَوِّنْ عَلَى بَصَرٍ مَا شَقَّ مَنْظَرَهُ ... فَإِنَّمَا يَقَظَاتُ العَيْنِ كَالحُلُمِ لَا تَشْكُوَنَّ إِلَىِ خَلْقٍ فَتُشمتهُ ... شَكْوَى الجرِيْحِ إِلَى العُقْبَانِ وَالرّخَمِ وَكُنْ عَلَى حَذرٍ لِلنَّاسِ تَسْتُرُهُ ... وَلَا يَغرَّنْكَ مِنْهُمْ ثَغْرُ مُبْتَسِمِ وَقْتٌ يَضِيْعُ وَعُمْرٌ لَيْتَ مُدَّتَهُ ... فِي غَيْرِ أُمَّتِهِ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ أَتَى الزَّمَانَ بَنُوْهُ فِي شَبِيْبَتِهِ ... فَسَرَّهُمْ وَأَتَيْنَاهُ عَلَى الهَرَمِ حَسَنُ بنُ زَيُدٍ: 13899 - مَنالُ الثُريَّا دُون مَا أَنَا طَالبٌ ... فلَا لَومَ إِن عَاصَت عَلَيَّ المَذاهِبُ بَعْدَهُ: إِذَا مَا كَسَاكَ الدَّهْرُ ثَؤبًا مِنَ الغِنَى ... فَعَجِّلْ بَلَاهُ فَاللَّيَالِي سَوَالِبُ وَلَا تَغْتَرِرْ مِمَّنْ صفَا لَكَ وُدُّهُ ... فَكَمْ غَصَّ بِالمَاءِ المُصَفِّقِ شَارِبُ 13900 - مِنَ البِرِّ أَن تلقَى الجفاءَ بمثِلهِ ... ليَعطِفَ مَن يَحنُو عَلَى وَصل صَاحِبُه أبوُ الفَرَج بنُ حنبلٍ الطَائي: 13901 - مِنَ البيضِ الوجُوه بَني سنَا ... نٍ لَو أنّكَ تَستَضيءُ بهم أضَاءُوا أَبْيَاتُ أَبِي الفَرَجِ بنِ حَنْبَلٍ الطّائِيِّ: أَرَى الخلَّانَ بَعْدَ أَبِي خُبيْبٍ ... وَحجْرٍ فِي جَنَابِهِمُ جَفَاءُ مِنَ البِيْضِ الوُجُوْهِ بَنِي سِنَانٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَهُمْ شَمْسُ النَّهَارِ إِذَا اسْتَقَلَّتْ ... وَنُوْرٌ مَا يُغَيِّبُهُ العَمَاءُ وَهُمْ حُلُّوا مِنَ الشَّرَفِ المُعَلَى ... وَمِنَ حَسَبِ العَشِيْرَةِ حَيْثُ شَاءُوا بُنَاةُ مَكَارِمٍ وَأُسَاةُ عِلْمٍ ... دِمَاؤُهُمُ مِنَ الكَلَب الشِّفَاءُ فَأَمَّا بَيْتكُمْ إِنْ عُدَّ بَيْتٌ ... فَطَالَ السَّمْكُ وَارْتَفَعَ الفَنَاءُ ¬
وَأَمَّا أُسُّهُ فَعَلَى قَدِيْمٍ ... مِنَ العَادِيِّ إِنْ ذُكِرَ البِنَاءُ فلو أَنَّ السَّمَاءُ دَنَتْ لِمَجْدٍ ... وَتَكْرُمَةٍ دَنَتْ لَهُمُ السَّمَاءُ قَيسُ بنُ مُعَاذٍ: 13902 - مِنَ البيضِ لَا تخَزى إِذَا المرُط أَلزَقَت ... بَها مِرطهَا أو زَايَلَ الحَلى جَيدُهَا طَاهرُ بنُ الحُسَيِن: 13903 - مِنَ الحَزم أَن تحتَاطَ فيمَا وَليتَهُ ... وتحلمَ مَا تخَشَاهُ وَالأَمرُ مُمكِنُ قَبْلهُ: بَلَوْتُ وَجَرَّبْتُ الزَّمَانَ وَأَهْلَهُ ... وَأَدَّبَنِي مِنْهُمْ مُسِيْئٌ وَمُحْسِنُ مِنَ الحَزْمِ أَنْ تَحْتَاطَ فِيْمَا أوْلَيْتَهُ. البَيْتُ هَذَا المَعْنَى مَأخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ عِيْسَى بن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا أَدَّبَنِي أَحَدٌ بَلْ نَظَرْتُ إِلَى مَا اسْتُحْسَنْتهُ مِنَ العَاقِلِ فَاتَّبَعْتُهُ وَمَا اسْتَقْبَحْتُهُ مِنَ الجَاهِلِ فَاجْتَنَبْتُهُ. المُتَنَبِي: 13904 - مِنَ الحلِم أَن تَستَعملَ الجَهلَ دوُنَهُ ... إِذَا اتسَّعَت فِي الحِلم طُرقُ المظَالم هَذَا مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا أَبَا مُحَمَّد الحُسَيْن بن عَبْدِ اللَّهِ بن طُغْجِ يَقُوْل بَعْدَهُ: وَإِنْ تَرِدِ المَاءَ الَّذِي شَطْرُهُ دَمٌ ... فَتَسْقِي إِذَا لَمْ تُسْقَ مَنْ لَمْ يُزَاحِمِ وَمَنْ عَرِفَ الأَيَّامَ مَعْرِفَتِي بِهَا ... وَبِالنَّاسِ رَوَّى رُمْحُهُ غَيْرَ رَاحِمِ فَلَيْسَ بِمَرْحُوْمٍ إِذَا ظَفرُوا بِهِ ... وَلَا فِي الرَّدَى الجارِي عَلَيْهِم بِآثِمِ إِذَا صلْتُ لَمْ أَتْرِكْ مَجَالًا لِفَاتِكٍ ... وَإِنْ قُلْتُ لَمْ أَتْرُكْ مَقَالًا لِعَالِمِ يقول مِنْهَا فِي المَدْحِ: تَمُرُّ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَهِيَ ضَعِيْفَةٌ ... تُطَالِعُهُ مِنْ بَيْنِ رِيْشِ القَشَاعِمِ ¬
إِذَا ضَوْءُهَا لَاقَى مِنَ الطَّيْرِ فرْجَةً ... تدوَّرَ فَوْقَ البيْضِ مِثْلَ الدَّرَاهِمِ أَرَى دُوْنَ مَا بَيْنَ الفُرَاتِ وَبُرْقَةٍ ... ضِرَابًا يُمَشِّي الخَيْلَ فَوْقَ الجمَاجِمِ وَطَعْنَ غَطَارِيْفٍ كَأَنَّ أَكُفَّهُمْ ... عَرَفْنَ الرُّدَيْنِيَّاتِ قَبْلَ المَعَاصِمِ هُمُ المُحْسِنِوْنَ الكَرَّ فِي حَوْمَةِ الوَغَى ... وَأَحْسَنُ مِنْهُ كَرُّهُمْ فِي المَكَارِمِ وَهُمْ يُحْسِنُوْنَ العَفْوَ عَنْ كُلِّ مُذْنِبٍ ... وَيَحْتَمِلُوْنَ الغُرْمَ عَنْ كُلِّ غَارِمِ حَييُّوْنَ إِلَّا أَنَّهُمْ فِي نِزَالِهِمْ ... أَقَلُّ حَيَاءً مِنْ شِفَارِ الصَّوَارِمِ وَلَوْلَا احْتِقَارُ الأُسْدِ شَبَّهْتُهَا بِهِمْ ... وَلَكِنَّهَا مَعْدُوْدَةٌ فِي البَهَائِمِ كَرِيْم نَفَضْتُ النَّاسُ لَمَّا بَلَغْتهُ ... كَأَنَّهُمْ مَا حَفَّ مِنْ زَادِ قَادِمِ وَكَادَ سُرُوْرِي لَا يَفِي بِنَدَامَتِي ... عَلَى تَرْكِهِ فِي عُمْريَ المُتَقَادِمِ وَمِثْلُ قَوْلِهِ: مِنَ الحِلْمِ أَنْ تَسْتَعْمِلَ الجهْلَ دوْنَهُ. قَوْلُ نَصْرِ بنِ نُباتَةَ (¬1): مِنَ الحِلْمِ فِي بَعْضِ الأُمُوْرِ مَهَانَةٌ ... إِذَا كَانَ لَا يَنْهَى عَدُوُّكَ عَنْ جَهْلِ 13905 - مِنَ الحَيفِ تَخسِيسُ النَّوالِ وَمَطلُهُ ... فعجل خَسِيسًا أو فَأجِّل مُوَفَّرا كُثَّيِرُ عَزَّةَ: 13906 - مِنَ الخَفَراتِ البيضِ لَم تلقَ شِقوةً ... وَفي الحَسَبِ المَكنُونِ صَافٍ بخارُها يَقُوْلُ كَثَيِّر قَبْلَهُ: وَمَا رَوضَةٌ بِالحُزْنِ طَيِّبَةُ الثَّرَى ... يَمُجُّ النَّدَى جَثْجَاثهَا وَعَرَارُهَا بِأَطْيَبَ مِنْ أَرْدَانِ عزَّةَ مَوْهنًا ... وَقَدْ أُوْقِدَتْ بِالمَنْدَلِ الرَّطْبِ نَارُهَا كَأَنَّ عَلَيَّ أَنيَابهُا بَعْدَ هَجْعَةٍ إِذَا ... مَا نُجُوْمُ اللَّيْلِ خَانَ انْحِدَارُهَا مُجَاجَةُ نَجْلٍ صُفَقَتْ بِمُدَامَةٍ ... مُعَتَّقَةٍ صَهْبَاءَ طَابَ اعْتِصَارُهَا ¬
أُدِيْفَ عَلَيْهَا المِسْكُ حَتَّى كَأَنَّهَا ... لَطِيْمَةُ دَارِيٍّ تفتَقُ فَارُهَا مِنَ الخَفَرَاتِ البِيْضِ لَمْ تَلْقَ شِقْوَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإنْ خَفِيَتْ كانت لِعَيْنِكَ قُرَّةً ... وَإِنْ تَبْدُ يَوْمًا يُعَمِّمْكَ عَارُهَا العَوامُ بن عُقُتةَ بنُ كَعبُ بنُ زُهَير بن أبي سُلمَى: 13907 - مِنَ الخَفِراتِ البيضِ وَدَّ جَليسُهَا ... إِذَا مَا قَضَت أُحدوُثةً لَو تُعيدُهَا السُلَيكُ بنُ السُّلَكَةِ: 13908 - مِنَ الخَفَراتِ لَم تَفضَح أَخَاهَا ... وَلَم تَرفَع لِوَالِدِهَا شَنَارَا حاشية: هَذَا يَقُوْلُهُ السَّلِيْكُ بن السَّلَكَةِ وَهُوَ مِنْ لُصوْصِ العَرَبِ وَالمَشْهُوْرِيْنَ بِسُرْعَةِ العَدْوِ فِي فُكيْهَةَ وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي قَيْسِ بن ثَعْلَبَةَ: يُقَالُ فِي المَثَلِ السَّائِرِ: أَوْفَى مِنْ فُكِيْهَةَ. يُضْرَبُ فِي حُسْنِ الوَفَاء. وَكَانَ مِنْ حَدِيْثِهَا أَنَّ السَّلِيْكَ بنَ سَلَكَةِ غَزَا بَكْرَ بن وَائِلٍ فلم يَجِدْ غَفْلَةً يَلْتَمِسُهَا وَرَأى القَوْمُ إثْرَ قَدَمٍ عَلَى المَاءِ لَوْ يَعْرِفُوْهَا فَقَالُوا اقْعِدُوا لَهُ وَامْهُلُوْهُ حَتَّى إِذَا وَرَدَ وَرَوَى امْتَلأَ فَشُدُّوا عَلَيْهِ فَفَعَلُوا وَوَرَدَ السُّلَيْكُ حِيْنَ قام قَائِمِ الظَّهِيْرَةِ فَشَرِبَ وَأمْتَلأَ وَجعَلَ يَصُبُّ المَاءَ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأسِهِ فَهَاجُوا بِهِ فَأَثْقَلتْهُ بَطْنُهُ فَعَدَا حَتَّى وَلَجَ قُبَّةَ فُكَيْهَةَ فَاسْتَجَارَهَا فَأَدْخَلَتْهُ تَحْتَ دِرْعِهَا وَجَاءُوا يَتْلُوْنَهُ لِيَأخُذُوْهُ فَذَبَّبَتْ عَنْهُ حَتَّى انْتَزَعُوا خمَارَهَا وَنَادَتْ أُخْوَتهَا وَوَلَدَهَا فَجَاءُوا عَشْرَة فَمَنَعَتْهُ مِنْهُمْ وَحُدِّثَ عَنِ السُّلَيْكِ قَالَ كَأَنِّي أَجِدُ خُشُوْنَةَ أسْتهَا عَلَى ظَهْرِي حِيْنَ أَدْخَلَتنِي تَحْتَ دِرْعِهَا فَقَالَ فِيْهَا يَشْكُرُهَا: لَعَمْرُ أَبِيْكَ وَالأَبْنَاءُ تَنْمِي ... لَنعْمَ الجارِ أُخْتُ بَنِي عُوَارَا فَمَا ظَلَمَتْ فُكَيْهَةُ حِيْنَ قَامَتْ ... بِنَصْلِ السَّيْفِ وَانْتَزَعُوا الخِمَارَا مِنَ الخَفَرَاتِ لَمْ تَفْضحْ أَخَاهَا. البَيْتُ ¬
13909 - مِنَ العَذلِ أَخشَى زَمَنًا لَيسَ موجعًا ... مَن العَذل يومًا ليسَ يوُجعه الضَربُ 13910 - مِنَ الَّذِينَ إِذَا مَا اللَّغوُ صَافحَهُم ... فِي مَجلسٍ أَعرَضُوا عَنه فَلَم يَعُدِ أبوُ تمَامٍ: 13911 - مِنَ اللَّواتي إِن وَنَى شَاكِرٌ ... قَامَت لمُسدِيهَا مَقَامَ الخَطيب ابْنُ الدُّمَينَةِ: 13912 - مِنَ النَّاسِ إنسانَانِ دَيني عَلَيهِمَا ... مَليَّانِ لو شاءَ القَد قَضَيَاني بَعْدَهُ: خَلِيْلَيَّ أما أُمُّ عَمْرُوٍ فَمِنْهُمَا ... وَأَمَّا عَنِ الأُخْرَى فَلَا تَسِلَانِي أبوُ بَيْهَس الكِنديُّ: 13913 - مِنَ النَّاسِ مَن أن يَستَشركَ فَتَجتَهِد ... لَهُ الرّأيَ يستَغششكَ ما لم تُتابعُه الرُسُتُمِيُّ: 13914 - مِنَ النَّاسِ مَن يُعطَى المَزيدَ عَلَى الغنَى ... ويُحرمُ مَا دوُنَ الغنَى شاعرٌ مثلي بَعْدَهُ: كَمَا أُلْحِقَتْ وَاوٌ بِعَمْروٍ زِيَادَة ... وَضوْيِقَ بِسْمِ اللَّه فِي أَلِفِ الوَصْلِ هُوَ أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الرُّسْتُمِيُّ الأَصفَهَانِيِّ. اليَحُمُدِيُّ: 13915 - مِنَ النَّاسِ مَن يَغشَى الأَباعِد نَفعُهُ ... وَيَشقَى به حَتَّى المَماتِ أقَاربُه ¬
بَعْدَهُ: فَإِنْ كَانَ خَيْرًا فَالبَعِيْدُ يَنَالَهُ ... وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَابْنُ عَمِّكَ صَاحِبُه وَمَا خَيْرُ مَنْ لَا يَنْفَعُ المَرْءَ عَيْشُـ ... ـــهُ وَإِنْ مَاتَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَيْهِ قَرَائِبُه وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبِي الفَضْلِ المِيْكَالِيِّ (¬1): كَمْ وَالِدٍ يَحْرِمُ أَوْلَادَهُ ... وَخَيْرُهُ يَحْظَى بِهِ الأَبْعَدُ كَالعَيْنِ لَا تنْصِرُ مَا حَوْلَهَا ... وَلَحْظُهَا يدْرِكُ مَا يَبْعُدُ كثير بن يزيد بن عَبد الملكُ: 13916 - مِنَ النَّفرِ البِيضِ الَّذينَ إِذَا أنتَجوَا ... أَقرَّت بنجواهُم لُؤَيُّ بنُ غَالِبِ بَعْدَهُ: يُحُيُّونَ بَسَّامِيْنَ طُوْرًا وَتَارَةً ... يُحَيُّوْنَ عَبَّاسِيْنَ شَوْسَ الحَوَاجِبِ يَرُدُّوْنَ بَعْدَ اللَّهِ فِي الرَّأي أَمْرَهُمْ ... إِلَى مَاجِدِ الجدَّيْنِ مَحْضِ الضَّرَائِبِ كَرِيْمٌ يَنُوْءُ الرَّاغِبُوْنَ لِفَضْلِهِ ... إِلَى وَاسِعِ المَعْرُوْفِ مُعْطِي الرَّغَائِبِ إِمَامٌ تَقِيُّ شَدَّتِ الحَرْبُ أَزْرَهُ ... وَقَد أَحْكَمتهُ مَاضيَاتُ التَّجَارِبِ 13917 - مِنَ النَّفرِ البِيضِ اللَّذينَ طِعَانهُم ... سِمَامٌ أَيديهم ثمالُ ذَوي الفَقرِ قَوْلُهُ: ثِمَالُ ذَوي الفَقْرِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَعَلَّمَنَا آبَاؤُنَا الطَّعْنَ بِالقَنَا ... وجُوْدًا عَلَى العَافِيْنَ فِي العُسْرِ وَاليُسْرِ وَإِنَّا لَنغْلِي بِالعَبِيْطِ لِضَيْفِنَا ... وَيَرْخُصُ فينا فِي الجفَانِ وَفِي القِدْرِ وَنَنْتَابُ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلَابُنَا ... غَرِيْبًا وَلَا نُغْضِي الجُفُوْنَ عَلَى وِتْرِ وَنُطْعِمُ حَتَّى يُنْزِلَ الطَّيْرَ فَضْلنَا ... إِذَا قَلَّ فِي أَطْرَافِهَا سبلُ القَطْرِ ¬
13918 - مَن جَرَّدَ السَّيفَ خَافَ النَّاسُ سَطوتَهُ ... وَمن تضعضَعَ مأكولٌ ومَذمُومُ أحَمدُ بن أبي طَاهرٍ: 13919 - مَن جَزَّ كَلبًا فَمُحتَاجٌ إلى وَبَرٍ ... وَلَاقِطُ البَعر مُحتَاجٌ إِلَى حَطَبِ سَمِعَ أَحْمَدُ بن أَبِي مَاهرٍ أَنَّ البُحْتُرِيَّ قَالَ عَنْهُ أَنَّهُ يَنْتَحِلُ الأَشْعَارَ فَقَالَ مُخَاطِبًا لِلبُحْتُرِيِّ: مَهْلًا أَبَا حَسَنٍ مَهْلًا فَتَى العَرَبِ ... مَهْلًا فَتَى الشِّعْرِ مَهْلًا يَا فَتَى الأَدَبِ لَا تَحْمِلَنِّي عَلَى حَدْبَاءَ مُعضلَةٍ ... فَيَرْكَبُ الشِّعْرُ ظَهْرًا غَيْرَ ذِي حَدَبِ لأنْ وَثَقْتَ بِحِلْمِي سَاعَةَ الغَضَبِ ... خَطَبْتَ بِي فَأَنَا العَالِي عَلَى الخُطَبِ هَلْ يَأخُذُ الزَّاخِرُ الفَيَّاضُ مِنْ وَشَلٍ ... وَتُخْلَطُ الصُّفْرُ بِالصَّافِي مِنَ الذَّهَبِ وَكَيْفَ يَدْخُلُ فِي عِرضِ المَوَاكِبِ مَنْ ... يَنْشَقُّ عَنْهُ غُبَارُ الجحْفَلِ اللَّجَبِ أَمْ كَيْفَ يَسلِبُ حُسْنَ القَوْلِ قَائِلُهُ ... مَنْ لَمْ يَزَلْ وَهُوَ يَكْسُو النَّاسَ مِنْ سَلَبِ مَنْ جَزَّ كَلْبًا فَمُحْتَاجٌ إِلَى وَبرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَالشِّعْرُ ظَهْرٌ وَمَتْنٌ أَنْتَ رَاكِبُـ ... ـــهُ فَمنْهُ مُنْشَعِبٌ وَغَيْرُ مُنْشَعِبِ وَرُبَّمَا ضَمَّ بَيْنَ الرَّكْبِ مَنْهَجُهُ ... وَأَلْصقَ الطُّنْبُ المَعَالِي إِلَى الطُّنُبِ أَظُنُّ دَعْوَتَهُ فِي الشِّعْرِ جَائِزَةٌ ... لَهُ عَلَيَّ كَمَا جَازَتْ عَلَى النَّسَبِ 13920 - مَن جَعَلَ النَّمامَ عَينًا لَهُ ... أَوردَهُ الهُلكُ وَأَردَاهُ بَعْدَهُ: مَنْ حَاوَلَ العِزَّ بِلَا ... مِنْعَةٍ أَذَلَّهُ العِزُّ وَأَقْمَاهُ وَمَنْ طَوَى كَشْحًا عَلَى ذِلَّةٍ ... خَوْفًا مِنَ الذّلِّ تَخَطَّاهُ 13921 - مَن جَعَلَ النَّمامَ عَينًا هَلَكَا ... مُبلغُكَ الشَرَّ كَبَاغِيهِ لَكَا ¬
ابْنُ الرّوميّ: 13922 - مِن جَور إِخوانِ الصّفاءِ سُرُورُهُم ... بتفَاضُلِ الأَحوالِ وَالأَخطَار 13923 - مَن حَاوَلَ العزَّ بلَا مِنعَةٍ ... أذَلَّهُ العِزُّ وأَقمَاهُ 13924 - مَن حَبَسَ الأَموَالَ عَن حَقّهَا ... أَذهَبَهَا اللَّهُ بلَا حَقِّ قَالَ المَنْصوْرُ الخَلِيْفَةُ يَوْمًا لِلجنْدِ: صَدَقَ القَائِلُ أَجِعْ كَلْبَكَ يَتْبَعَكَ. فَقَالَ رَجُل: كَلَّا يَا أَمِيْر المُؤْمِنِينَ رُبَّمَا يُلَوِّحُ لَهُ غَيْرَكَ بِرَغِيْفٍ فَيَتْبَعُهُ وَيَدَعَكَ فَقَدْ قِيْلَ مَنعُ خَيْرِكَ يَدْعُو إِلَى صُحْبَةِ غَيْرِكَ. فَقَالَ: صَدَقْتَ. وَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ. إبراهيم بن حَسّان الحضرميُّ: 13925 - مَنَحتُ رجَالي نُصرَتي وَمَودتي ... فكَانُوا كمَن أَغتشُهُ وَأُحَاربُهُ 13926 - مَنَحتُكِ إِخلَاصِي وأَصفَيتُكِ الهَوَى ... وَإِن كنت لمَّا تُخطريني ببَالِكِ قَبْلهُ: وَلَيْل وَصَلْنَا بَيْنَ قُطْرَيْهِ بِالسَّرَى ... وقَدْ جَدَّ لَيْلٌ مُطْمِعٌ فِي وِصَالِكِ أَربَّتْ عَلَيْنَا مِنْ دُجَاهُ حَنَادِسٌ ... أَعدْنَ الطَّرِيْقَ النَّهْجِ وَعْرُ المَسَالِكِ فَنَادَيْتُ يَا أَسْمَاءُ بِاسْمِكِ فَانْجَلَتْ ... وَأَسْفَرَ مِنْهَا كُلُّ أَسْوَدَ حَالِكِ بِنَا أَنْتَ مِنْ هَادٍ نَجَوْنَا بِذِكْرِهِ ... وَقَد نَشِبَتْ فِيْنَا أَكُفُّ المَهَالِكِ مَنَحْتُكِ إِخْلَاصِي. البَيْتُ هَذَا مِنْ شِعْرِ بَعْضِ الشَّامِيِّيْنَ المُتَأَخِّرِيْنَ. 13927 - مَنَحتَ وَلَم تبخَل وَلَم تُعط طَائلًا ... فَسِيَّانِ لَا ذَمٌّ لَديكَ وَلَا حَمدُ ¬
البُحُتُريُ: 13928 - مَن حسَّنَ اللَّهُ وَجهَهُ وسَجَايَا ... هُ وَأَعطَاهُ كُلِّفَ الكُلَفا 13929 - مَن حُلقَت لحيَةُ جَارٍ لَهُ ... فَليَسكُبِ الماءَ عَلَى لحيَتِهُ 13930 - مَن حَلَّ مِنَّا بفناءٍ لَهُ ... حَلّ بَوادٍ غَبرِ ذي زَرع أنشدَ إبراهيم بن عَبد اللَّه بن الجُنيدِ: 13931 - مَن حَمِدَ النَّاسَ وَلَم يَبلُهُم ... ثُم بَلَاهُم ذَمَّ مَا بَحمَدُ بَعْدَهُ: وَصَارَ بِالوَحْدَةِ مُسْتَأنِسًا ... يُوْحِشُهُ الأَقْرَبُ وَالأَبعَدُ 13932 - مَنَحُوُهُ بالجزع السَلَامَ وأَعرَضُوا ... بالغَور عَنهُ فَمَا عَدا ممَّا بَدَا قَبْلهُ: لِلخَطْبِ يُدَّخَرُ الصَّدِيْقُ وَمَا أَرَى ... فِي الأَصْدِقَاءِ عَلَى الصَّبَابَةِ مُسْعدَا مَنَحُوْهُ بِالجزْعِ السَّلَامَ وَأَعْرَضُوا. البَيْتُ الرَّضّيُّ المُوسَوِيُّ: 13933 - مِن حَيثُ خيفَ اللَّيثُ خُطَّ لَهُ الزُّبَا ... وعَوَت لخَشيتهِ الكلَابُ النُبَّحُ قَبْلهُ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لِي فِي القُلُوْبِ مَهَابَةٌ ... لَمْ يَطعُنِ الأعْدَاءُ فِيَّ وَيَقْدَحُوا نَظَرُوا بِعَيْنِ عَدَاوَةٍ ولَوْ أَنَّهَا ... عَيْنُ الرِّضا لَاسْتَحْسَنُوا مَا اسْتَقْبَحُوا يَرْمُوْنَنِي شَرَرَ العُيُوْن لأَنَّنِي ... غَلَسْتُ فِي طَلَبِ العُلَى وَتَصبَّحُوا ¬
13934 - مَن خَانَهُ الدَّهرُ خَانَتهُ أَحبّتُهُ ... وكَانَ أَوّلَ مَن يُحفَى وَيُحتَقَرُ المُتَنَبّي: 13935 - مَن خَصَّ بالذَمّ الفِراق فَإنَّني ... مَن لَا يَرَى فِي الدَهر شيئًا يُحمَدُ قَبْلهُ: أما الفِرَاقُ فَإِنَّهُ مَا أَعْهَدُ ... هُوَ تَوْأَمِي لَوْ أَنَّ بَيْنَا يُوْلَدُ مَنْ خَصَّ بِالذَّمِّ الفِرَاقَ فَإِنَّنِي. البَيْتُ ومن باب (مَنْ) قَوْلُ نَاصِرَ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ وَقَدْ دَعَاهُ دَاعٍ إِلَى وَلِيْمَةٍ (¬1): مَنْ دَعَانَا فَأَبَيْنَا ... فَلَهُ الفَضْلُ علَيْنَا فَإِذَا نَحْنُ أَجبْنَا ... رَجَعَ الفَضْلُ إِلَيْنَا ومن باب (مُنْخَرِق) (¬2): مُنْخَرِقُ الخُفَّيْنِ يَشْكُو الوجَى ... تَنْكُبُهُ أَطْرَافُ مَرْوٍ حدَادِ شَرَّدَهُ الخَوْفُ فَأَزْرَى بِهِ ... كَذَاكَ مَنْ يَكْرَهُ حَدَّ الجِلَادِ قَدْ كَانَ فِي المَوْتِ لَهُ رَاحَةٌ ... وَالمَوْتُ حَتْمٌ فِي رِقَابِ العِبَادِ كَانَ زَيْدُ بنُ عَلِيِّ بن الحُسَيْنِ بن عَلِيِّ بنُ أَبِي طَالِبِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ كَثِيْرًا. 13936 - مَن دَقَّ فِي بَعضِ أَمرِه نَظَرُه .. جَلَّ عَلَى كُلِّ حَالَةٍ خَطَرُه أبو القاسم الحَرِيريُّ: 13937 - مَن ذَا الَّذي مَا شاءَ قطُّ ... وَمَن لَهُ الحُسنَى فَقَط؟ ¬
أَبْيَاتُ الحَرِيْرِيِّ مِنَ المَقَامَاتِ: سَامِحْ أَخَاكَ إِذَا خَلَطَ ... مِنْهُ الإِصَابَة بِالغَلَطْ وَتَجَافَ عَنْ تَعْنِيْفِه ... إِنْ زَاغَ يَوْمًا أَو قَسَطْ وَاحْفَظْ صَنِيْعَكَ عِنْدَهُ ... شَكَرَ الصَّنِيْعَةَ أَمْ غَبَطْ وَأَطِعْهُ إِنْ عَاصَى وهُنْ ... إِنْ عَزَّ وَادْنُ إِنْ شَحَطْ وَاقْنِ الوَفَا وَلَوْ أَخَلَّ ... بِمَا اشْتَرَطْتَ وَمَا اشْتَرَطْ وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ إِنْ طَلَبْـ ... ـــتَ مُهَذَّبًا رُمْتَ الشَّطَطْ مَنْ ذا الَّذِي مَا سَاءَ قَطُّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَوَ مَا تَرَى المَحْبُوْبَ ... وَالمَكْرُوْهَ لُزَّا فِي نَمَطْ كَالشَّوْكِ يَبْدُو فِي الغُصُوْ ... نِ مَعَ الجنِيِّ المُخْتَلَطْ وَلذَاذَةُ العُمْر الطَّوِيل ... يَشُوْبُهَا نَغْصُ الشَّمَطْ وَلَوْ انْتَقَدْتَ بَنِي الزَّمَا ... ن وَجَدْتَ أَكْثَرُهُمْ سَقَطْ النّاشئ الأَكَبرُ: 13938 - مَن ذَا الَّذي نَالَ حظًّا دوُنَ صَاحِبِهِ ... يومًا وَأنصَفَهُ فِي الود وانتَصفَا؟ 13939 - مَن ذَا الَّذِي هُذّبت خَلَائقُهُ ... في رَيثِهِ إن أَتَى وَفي عَجَلِه 13940 - مَن ذَا الَّذي يَخفَى عَلَيكَ ... إِذَا نَظَرتَ إِلى قَرينه البُحُتُرِيُ: 13941 - مِن ذَاكَ قيلَ لكَعبٍ يَومَ سُودَدِهِ ... ردَّ كَعبُ إنَّكَ ورَّادٌ فَمَا وَرَدَا ¬
أبو تَمامٍ يرثي: 13942 - مَن ذَا يُحدِّثُ بالبقاءِ ضَمِيرَهُ ... هَيهَاتَ أَنْتَ عَلَى الفناءِ دَليلُ العبَّاسُ بنُ الأحنَفِ: 13943 - مَن ذَا يُعيرُكَ عَينَهُ تَبكي بهَا ... أَرأَيتَ عَينًا للبُكاءِ تُعَارُ؟ قَبْلهُ: يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُعَذِبُ نَفْسَهُ ... أَقْصِرْ فَإِنَّ شَفَاءَكَ الإِقْصَارُ مَا كَانَ أَشْهَى مَوْقِفِي بِفِنَائِكُمْ ... تِلْكَ العَشِيَّة وَالعِدَى حُضَّارُ نَزَحَ البُكَاءُ دُمُوْعُ عَيْنِكَ فَاسْتَعِر ... عَيْنًا لِغَيْرِكَ دَمْعُهَا مِدْرَارُ مَنْ ذَا يُعِيْرُكَ عَيْنَهُ تَبْكِي بِهَا. البَيْتُ 13944 - مَن ذَا يُنَازِعُكُم كَريماتِ العُلَى ... وَهن البرُوجِ وأَنتمُ أَقمَارُهَا 13945 - مَن ذَمَّ مَن كَانَ كُلُّ النَّاسِ يَحمدُهُ ... فَإِنَّما يَربَحُ التَّكذيبَ وَالتَعَبا 13946 - مَن رَاقَبَ النَّاسَ فِي مَذَاهِبهِم ... أَصَمَّهُ رَبُّهُ وَأَعمَاهُ بشَارٌ: 13947 - مَن رَاقبَ النَّاسَ لَم يَظفَر بحَاجَتِهِ ... فَازَ بالطَيّباتِ الفَاتكُ اللَّهجُ قبله مِنْهَا: لَوْ كُنْتِ تَلْقِينَ مَا نَلْقَى قَسمْتِ ... لنَا يَوْمًا نَعِيْشُ بِهِ مِنْكُمْ وَنَبْتَهِجُ لَا خَيْرَ فِي العَيْشِ إِنْ كُنَّا كَذَا ... أَبَدًا لَا نَلْتَقِي وَسَبِيْلُ المُلتقَى نَهَجُ ¬
قَالُوا حَرَامٌ تلَاقِيْنَا فَقُلْتُ لَهُمْ ... مَا فِي البَقَاءِ وَلَا فِي قُبْلةٍ حَرَجُ مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَشْكُو إِلَى اللَّهِ هَمًّا مَا يُفَارِقُنِي ... وَشَرْعًا فِي فُؤَادِي الدَّهْرَ تَعْتَلِجُ قَوْلُهُ: مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ. البَيْتُ وَهُوَ المَثَلُ السَّائِرُ المَشْهُوْرُ فَقَال سَلَمٌ الخَاسِرُ (¬1): مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ غَمًّا ... وَفَازَ بِاللّذةِ الجسُوْرُ فَتَنَاشَدَ النَّاسُ بَيْتَ سَلَمٍ لِجَزَالَتِهِ وَخِفَّتِهِ عَلَى اللِّسَانِ وَتَرَكُوا بَيْتَ بَشَّارٍ. سَلم بن عمرو الخاسر: 13948 - مَن رَاقَبَ النَاسَ مَاتَ غَمَّا ... وَفَازَ باللَّذّة الجَسُورُ بَعْدَهُ: لَوْلا مُنَى العَاشِقِيْنَ مَاتُوا ... هَمًّا وَبَعْضُ المُنَى غُرُوْرُ محمَّد بن شِبلٍ: 13949 - مَن رَامَ بالأَدبِ الأَرزاقَ نَفَّرهَا ... وعَاشَ أَشبَهَ مَرحوُمٍ بمَحسودِ 13950 - مَن رَامَ طَمسًا لِلشَمسِ أَخطَأ ... الشَمسُ بالطَّشتِ لا تخَطَّى الأَبِيُوَرديُّ: 13951 - مَن رَام عزًّا بغَير السَّيفِ لم يَنَلِ ... فَأركَبُ شَبَا الهُندُوَانيَّاتِ وَالَاسَلِ أَبْيَاتُ أَبِي المُظَفَّرِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ الأَبْيُوْردِيِّ أَوَّلُهَا: مَنْ رَامَ عزًّا بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ يَنَلْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
إِنَّ العَلَى فِي شِفَارِ البيْضِ كَامِنَةٌ ... أَو فِي الأَسِنَّةِ مِنْ عَسَّالَةٍ ذُبُلِ فَخُضْ غِمَارَ الرَّدَى تَسْلَمْ وَثِبْ عَجَلًا ... لِفُرْصَةٍ عَرَضَتْ فَالحَزْمُ فِي العَجَلِ مَا لِلجبَانِ ألَانَ اللَّهُ جَانِبَهُ ... ظَنَّ الشَّجَاعَةَ مرْقَاةً إِلَى الأَجَلِ وَكَمْ حَيَاةٍ جَنَتْهَا النَّفْسُ مِنْ تَلَفٍ ... وَربَّ أَمْنٍ حَوَا القَلْبُ مِنْ وَجَلِ وَمُرْهَفٍ أَنْحَلَ الهَيْجَاءُ مَضْرَبَهُ ... لَا يَأْلَفُ الدَّهْرَ إِلَّا هَامَةَ البَطَلِ وَذَابِلٍ يَنْثَنِي نَشْوَانَ مِنْ عَلَقٍ ... كَالأَيْمِ رَفَّعَ عَطفَيْهِ مِنَ البَلَلِ بِكَفٍّ أَرْوَعَ يُرَخِّي مِنْ ذَوَائِبِهِ ... جنَّ المِزَاج فيَمشِي مَشْيَة الثَّمِلِ يَهِيْمُ بِالطَّعَنَاتِ النّجْلِ فِي ثَغرٍ ... تُطْوَى عَلَى الغَلِّ لَا بِالأَعْيُنِ النُّجُلِ فَلَيْتَ شِعْرِي أَحَقٌّ مَا نَطَقْتُ بِهِ ... أَمْ مُنْيَةُ النَّفْسِ وَالإِنْسَانُ ذُو أَمَلِ يَبْدُو لِيَ البَرْقُ أَحْيَانًا وَبِي ظَمَأٌ ... فَلَا أُبَالِي بِصوْبِ العَارِضِ الهَطِلِ وَفِي ابتِسَامَةِ سُعْدَى عَنْه لِي عَوَضٌ ... فلم أَشِمْ بَارِقًا إِلَّا مِنَ الكَلَلِ هَيْفَاءُ تَشْكُو إِلَى دَمْعِي إِذَا ابْتَسَمَتْ ... عُقُوْدُهَا الثَّغْرُ شَكْوَى الخَصْرِ لِلكَفَلِ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: أَغَرُّ يَنْشُرُ جَدْوَاهُ أَنَامِلُهُ ... وقَدْ طَوَى النَّاسُ أَيْدِيْهِمْ عَلَى البَخَلِ مَقَبِّل تُرْبُ نَادِيْهِ بِكُلِّ فَمٍ ... لَا يَلْفِظُ القَوْلَ إِلَّا ذِي خَطَلِ كَأَنَّهُ وَالمُلُوْكُ الصِّيْدُ تَلْثُمَهُ ... خَدٌّ تَقَاسَمَهُ الأَفْوَاهُ بِالقُبَلِ سَاسَ الوَرَى وَهَجيْرُ الظُّلْمِ يَلْفَحُهُمْ ... فَأَعْقَبَ العَدْلُ فِيْهِمْ رِقَّةَ الأُصُلِ وَمَهَّدَ الأَرْضَ حَتَّى هَزَّ مِنْ طَرَبٍ ... إِلَيْهِ عَطْفَيْهِ مَا وَلَّى مِنَ الدُّوَلِ نَمَّاكَ مِنْ غَالِبٍ بِيْضٌ غَطَارِفَةٌ ... بَثُّوا النَّدَى فَإِلَيْهِمْ مُنْتَهَى السُّبُلِ مِنْ كُلِّ أَبْلَجَ مَيْمُوْنٍ نَقِيْبَتُهُ ... يَغْشَى حِيَاضَ المَنَايَا غَيْرَ مُحْتَفِلِ فُقْتَ الثَّنَاءَ فَلَمْ أَبْلُغْ مَدَاكَ بِهِ ... حَتَّى تَيَقَّنْتُ أَنَّ العَجْزَ مِنْ قِبَلِي فَالدَّهْرُ مُنتظِر أَمْرًا تُشِيْرُ بِهِ ... فَمُرْ بِمَا يَقْتَضِيْهِ الرَّأْيُ يَمْتَثِلُ ومن باب (رَامَ) قَوْلُ الأَعْرَابِيِّ: لَا تَغْرقِي فِي مَلَامِي إِنَّ فِي أُذُنِي ... وَقْرًا فَلَوْمكِ لِي أَعْظَم الجلَلِ
مَا كُنْتُ مُنْتَقِلًا بِاللَّوْمِ عَنْ خُلُقِي ... حَتَّى يُوَسِّدَنِي بَطْنَ الثَّرَى أَجَلِي وَلَا أَرَى لِي مِنْ عِرْضٍ وَلَا حَسَبٍ ... يَا هَذِهِ عِوَضًا شَاءِي وَلَا إِبلِي مَنْ رَامِ مَجْدًا بِلَا عُنْفٍ وَلَا عُنفٍ ... فِي النَّفْسِ وَالمَالِ لَمْ يَبْلَغْ وَلَمْ يَنَلِ لَمْ يَجْتمِعْ لامْرِئٍ مَالٌ وَمَحْمَدَةٌ ... المَالُ يَفْنَى وَيَبْقَى الحَمْدُ لِلرَّجُلِ حُصُوْنُ أَعْرَاضنَا أَمْوَالنَا وَلنَا ... عَلَى النّساءِ حُصُوْنُ البِيْضِ وَالأَسَلِ أبوُ بكر بن دُرَيُدٍ: 13952 - مَن رَامَ مَا يَعجزُ عَنهُ طَوقُهُ ما ... العبءِ بومًا آضَ مَجزُولَ المَطَا محمد بنُ وهَيبٍ: 13953 - مَن رَأَى شيئًا فأَعجَبَهُ ... كَانَ مَعذورًا إِذَا عَشِقَا قبله (¬1): طَرْفُكَ الفَتَّانُ أَرَّقَنِي ... لَا عَدِمْتُ الطَّرْفَ وَالأَرَقَا مَا لِمَنْ تَمَّتْ مَحَاسِنهُ ... أَنْ يُعَادِي طَرْفَ مَنْ رَمَقَا مَنْ رَأَى شَيْئًا فَأَعْجَبَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَكَ أَنْ تُبْدِي لنَا حَسَنًا ... وَلنَا أَنْ نُعْمِلَ الحَدَقَا أبوُ العَتَاهَيةِ: 13954 - مَن رَأَى عِبرةً فَفكَّرَ فِيهَـ ... ـا آذنَته بالبينِ حينَ يَرَاهَا ومن باب (مَنْ رَأَى) قَوْلُ إِبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ فِي ابنِ الزَّيَّاتِ الوَزِيْرِ لمّا ولي فوجدَ منه جفاءً (¬1): ¬
مَنْ رَأَى فِي الأَنَامِ مِثْلَ أَخٍ ... لِي كَانَ دُوْنَ الأَنَامِ أُنْسِي وَخِلَّي لَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَنْ أَتَوَلَّى وَأنَّ ... أُعْرِض إِلَّا مِقْدَارَ عَقْدٍ وَحَلِّ رَفَعَتْهُ حَالٌ تُحَاوِلُ حَطِّي ... وَأَبَى أَنْ يَعِزَّ إِلَّا بِذُلِّي أبو الحَسنُ بنُ أبي الصّقِرُ: 13955 - مَن رَأَى مَا كَانَ إن عَا ... شَ رَأَى مَا سَيَكُونُ قَبْلَهُ: حَسُنَتْ مِنِّي الظُّنُوْن ... فَلِي اللَّهُ مُعِيْن وَكَمَا تَضْعَفُ مِنِّي ... قُوَّتِي يَقْوَى اليَقِيْن مَنْ رَأَى مَنْ كَانَ. البَيْتُ أبوَ علي كَاتَبُ بَكرٍ: 13956 - مَن رُزقَ الحمق فَذُو نعمَة ... آثَارُهَا وَاضحَةٌ ظَاهَره بَعْدَهُ: يَحُطُّ ثِقْلَ الهَمِّ عَنْ قَلْبِهِ ... وَالفِكْرُ فِي الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَه أبو تمَّامٍ: 13957 - مَن زَاحَفَ الأَيَّامَ ثُمَّ عَبَا لهَا ... غَيرَ القَنَاعَة لَم يَزل مَفلُولَا ومن باب (مَنْزِلنَا) قَوْل آخر (¬1): مَنْزِلُنَا هَذَا لِمَنْ زَارَنَا ... نَحْنُ سَوَاءٌ فِيْهِ وَالطَّارِقُ فَمَنْ أَتَانَا فِيْهِ فَلْيَحْتَكِمْ ... وَرَبُّنَا الوَاسِعُ وَالرَّازِقُ ¬
وَقَالَ ابْنُ الحَجَّاجِ يَصِفُ مَنْزِلَهُ (¬1): مَنْزِلٌ مَا تَقُوْمُ جدْرَانُهُ ... الرَّثَّةُ إِلَّا بِقُدْرَةِ الرَّحْمَنِ تَتَسَنَّى حِيْطَانهُ مِنْ هُبُوْبِ ... الرِّيْحِ فِيْهِ تَثَنِّيَ الأَغْصَانِ وَإِذَا دَبَّ عَنْكَبُوْتٌ عَلَى السَّطْـ ... ـــحِ تَدَاعَتْ جَوَانِبُ الحِيطَانِ ومن باب (مَنْ سَاءَ) قَوْلُ الرَّضيِّ المَوْسَوِيِّ (¬2): مَنْ سَاءَ ظَنًّا بِمَنْ يَهْوَاهُ فَارَقَهُ ... وَحَرَّضهُ عَلَى إِبْعَادِهِ التُّهَمُ أبو العَتَاهِيِةَ: 13958 - مَن سَابَقَ الدّهَر كلبَا كَبَو ... ةً لَم يَستَقلها لآخِرَ الدَّهر قَد كُتِبَ مَعَ إِخْوَانِهِ: لَيْسَ لِمَا ليست لَهُ حِيْلَةٌ. 13959 - مِن سَاعَة اليَأسِ أتَانا المُنَى ... كَذَاكَ تأتي عُقَبُ الدَهرِ أبُو الفتح البُستِيُ: 13960 - مَن سَالمَ النَاسَ يَسلَم من غَوائلهم ... وعَاشَ وهو قَريرُ العين جَذلَانُ اليَزيديُّ: 13961 - مَن سَامَحَ الإِخوانَ لَم ... يُبد العِتَابَ وَلَم يُعدهُ مُطيعُ بنُ أياسٍ اللَّيثيُّ: 13962 - مَن سَبَقَ السَّلوةَ بالصَّبر ... فَازَ بفَضلِ الحَمدِ وَالأَجر ¬
رَوَى أَبُو القَاسَمِ الحُسَيْنُ بن الفَضْلِ الرَّاغِبِ الأَصْفَهَانِيِّ رَحَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِ (المُحَاضَرَاتِ) فِي الجزْءِ الحَادِي عَشَر بِإِسْنَادٍ ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ مَاتَ لَهُ وَلدٌ فَصَبَرَ أَو لَمْ يَصْبُرْ جَزَعَ أَو لَمْ يَجْزَعْ احْتسَبَ لَهُ أَو لَمْ يَحْتَسِبْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ثَوَابٌ إِلَّا الجنَّةُ. وَأَنْشَدَ بَعْضُهُمْ (¬1): أَنْتَ عَلَى عِهْدَةِ اللَّيَالِي ... وَحَدَثَتْ بَعْدَهُ أُمُوْرُ وَاعْتَضْتُ بِاليَأسِ مِنْهُ صَبْرًا ... وَاعْتَدَلَ الحُزْنُ وَالسُّرُوْرُ فَلَسْتُ أَرْجُو وَلَسْتُ أَخْشَى ... مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَهُ الدُّهُوْرُ فَلْيَجْهَدِ الدَّهْرُ فِي مَسَائَتِي ... فَمَا عَسَى جُهْدُهُ يُضِيْرُ وَقَالَتْ أَعْرَابِيَّةٌ تَرْثِي (¬2): لَقَدْ كُنْتُ أَخْشَى لَوْ تَمَلَّيْتُ خَشْيَتِي ... عَلَيْكَ اللَّيَالِي مرِّهَا وَانْغِلالهَا فَأَمَّا وقَدْ أَصْبَحْتُ فِي هَضْبَةِ الرَّدَى ... فَشَأنَ المَنَايَا فَلتُصِبُّ مِنْ بَدَالِهَا البَسَّامَّي: 13963 - مَن سَرَّهُ العيدُ الجَديدُ ... فَقَد عَدمتُ بهِ السُرُورَا بَعْدَهُ: كَانَ السُّرُوْرُ يَتِمُّ لِي ... لَوْ كَانَ أَحْبَابِي حُضُوْرَا لَهُ أَيْضًا: 13964 - مَن سَرَّهُ العيدُ فما سَرَّني ... بل زَادَ فِي هَمِّي وَأَشجاني بَعْدَهُ: ¬
لأَنَّهُ ذَكَّرَنِي مَا مَضى ... مِنْ عَهْدِ أَحْبَابِي وَإِخْوَانِي عَدِيَّ بن زَيدٍ العَبَادِيُ: 13965 - مَن سَرَّهُ العَيشُ وَلذَّاتُهُ ... فَليَجعَلِ الرَّاحَ لَهُ سُلَّمَا قَبْلهُ: نَادَمْتُ فِي الدَّيْرِ بَنِي عَلْقَمَا ... أُسْقِيْهُمُ مَشْمُوْلَةً عِنْدَمَا كَأَنَّ رِيْحَ المِسْكِ فِي كَأسِهَا ... إِذَا مَزَجْنَاهَا بِمَاءِ السَّمَا عَلْقَمُ مَا بَالِكَ لَمْ تَأتِنَا ... أَمَا اشْتَهَيْتَ اليَوْمَ أَنْ تَنْهَمَا مَنْ سَرَّهُ العَيْشُ وَلَذَّاتِهِ. البَيْتُ إبراهيم بنُ العَباسِ الصُّوليُ: 13966 - مَن شاءَ بَعدَكَ فَليَمُت ... فَعَلَيكَ كُنْتُ أحُاذِرُ بَعْدَهُ: كُنْتَ السَّوَادَ لِمُقْلَة ... تَبْكِي عَلَيْكَ وَنَاظِرُ مَنْ شَاءَ بَعْدَكَ فَلْيَمُتْ. قَالَهُمَا فِي وَلَدٍ لَهُ مَاتَ. وَمِثْلُهُ قَوْلُ سَعِيْدِ بن حَمِيْدٍ (¬1): [من البسيط] سَخِيٌّ بِنَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا ... إِنِّي أَرَاهَا بِكُمْ ضنَّتْ وَلَمْ تَعُدِ ضَنَّتْ عَلَيَّ بمن أَهْوَى فَجُدْتُ لَهَا ... بِمَا سَوَاهُ فلم أَجْزَع عَلَى أَحَدِ وَقَوْلُ أَبِي نوَّاسٍ (¬2): ¬
طوى المَوْتُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ ... وَلَيْسَ لما تَطْوِي المَنِيَّةُ نَاشِرُ وَكُنْتُ عَلَيْهِ أَحْذَرُ المَوْتَ وَحْدَهُ ... فلم يَبْقَ لِي شَيْءٌ عَلَيْهِ أُحَاذِرُ ومن باب (مَنْ شَاءَ) قَوْلُ ابن العَمِيْدِ وَيُرْوَيَانِ لأَبِي الفتحِ البُسْتِيِّ (¬1): مَنْ شَاءَ عَيْشًا هَنِيًا يَسْتَفِيْدُ بِهِ ... فَوَاضِلَ العَيْشِ إِدْبَارًا وَإِقْبَالَا فَلْيَنْظُرَنَّ إِلَى مَنْ فَوْقِهِ أَدَبًا ... وَلْيَنْظرَنَّ إِلَى مَنْ دُوْنهِ مَالَا ومن باب (مَنْ) قَوْلُ مَحْمُوْدٍ الوَرَّاقِ فِي تَفْضيْلِ الفَقْرِ عَلَى الغِنَى وَهُوَ مِنْ بَابِ تَحْسِيْنِ القَبِيْحِ وَتَقْبِيْحِ الحَسَنِ (¬2): يَا عَائِبَ الفَقْرِ أَلَا تَزْدَجِرْ ... عَيْبُ الغِنَى أَكْثَرُ لَوْ تَعْتَبرْ مِنْ شَرَفِ الفَقْرِ وَمِنْ فَضْلِهِ ... عَلَى الغِنَى لَوْ صَحَّ مِنْكَ النَّظَرْ إِنَّكَ تَعْصِي لِكَي تَنَالَ ... الغِنَى وَلَسْتَ تعْصِي اللَّهَ كي تَفْتَقِرْ ومن باب (مَنْ) قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ (¬3): مَنْ ضَنَّ عَنِّي بِبَذْلٍ نَائِلِهِ ... ضَنَنْتُ عَنْهُ بِبَذْلِ أَيَّامِي وَاللَّهِ لَا صَحَّ بَاطِنِي لأَخٍ ... يُصِحُّهُ اللَّهُ عِنْدَ إِسْقَامِي ابْنُ الرُّوُميّ: 13967 - مَن شَابَ قَد مَاتَ وَهُو حَيٌّ ... يَمشي عَلَى الأَرض مَشْيَ هَالك الرّضيُّ المُوسَوِيّ: 13968 - مَن شَافعي وَذُنُوبي عندَهَا الكبر ... إِنَّ المَشيبَ لذَنبٌ ليس يُغتَفَرُ ¬
بَعْدَهُ: وَأَيُّ ذَنْبٍ لِلَوْنٍ رَاقَ مَنْظَرَهُ ... إِذَا رَآكَ خِلَافَ الصِّبْغَة الأَثَرُ وَمَا عَلَيْكَ وَنَفْسِي فيكَ وَاحِدَةٌ ... إِذَا تَلَوَّنَ فِي أَلْوَانِهِ الشّعَرُ أَنْسَاكَ طُوْلُ نَهَارِ الشَّيْبِ آخِرَهُ ... وَكُلُّ لَيْلِ شَبَابٍ عَيْبُهُ القِصَرُ وَلَيْسَ كُلُّ ظَلَامٍ دَامَ غَيْهَبُهُ ... يَسُرُّ خَابِطهُ إِن يَطْلَعَ القَمَرُ إبراهيم الغَزّيُ: 13969 - مَن شَكَّ فِي أَدبي فَلَستُ ألُومُهُ ... مَا أَجهَلَ الإِنسَانَ بالإِنسَانِ أَبْيَاتُ الغَزِيِّ يَمْدَحُ نَاصِرُ الدِّيْنِ أَبَا عَبْدِ الكَرِيْمِ مُكَرِّمَ ابَن العَلَاءِ بِكَرِمَانَ أَوَّلُهَا: نُسِخَتْ بِرَفْدِكَ آيَةُ الحِرْمَانِ ... وَعَلَتْ لِوَفْدِكَ رَايَةُ الإِحْسَانِ خُلِقَتْ مسَاعِيْكَ الشَّرِيْفَةُ فِي العَلَى ... بِمَثَابَةِ الأَرْوَاحِ فِي الأَبْدَانِ أَمْسَتْ إِلَيْكَ المَكْرُمَاتِ مُضَافَةً ... شَرْقًا يُقِرُّ بِهِ لَكَ الثَّقَلَانِ كُلٌّ يُضافُ إِلَيْهِ مَا يَعْنِي بِهِ ... وَلِذَاكَ قِيْلَ شَقَائِقُ النُّعْمَانِ مَعْنَى العَلَى لَكَ وَالدَّعَاوَى لِلْوَرَى ... سُؤْرُ الهِزَبْرِ وَلِيْمَةُ السِّرْحَانِ المَجْدُ كَفٌّ وَالسَّمَاحُ بَنَانُهَا ... لا خَيْرَ فِي كَفٍّ بِغَيْرِ بَنَانِ وَالشِّعْرُ سُوْقٌ لَا نِفَاقَ لِعَلْقِهَا ... إِلَّا عَلَى مَلِكٍ عَظِيْمُ الشَانِ أَنَا غَرْسُ هِمَّتِكَ الشَّرِيْفَةِ فَاسْقِنِي ... وَاجْنِ المَنَاقِبَ مِنْ جِنَانِ جِنَانِي مَنْ شَكَّ فِي أَدَبِي فَلَسْتُ أَلُوْمُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا أَشْتَكِي هَذَا الزَّمَانَ وَأهْلَهُ ... الفَضْلُ مَحْسُوْدٌ بِكُلِّ زَمَانِ 13970 - مِن شيمَةِ الدَّهر إِدبَارٌ وَإِقبالُ ... فَمَا تَدوُمُ عَلَى حَالَاته حَالُ 13971 - مَن صَحَّ قَبلكَ فِي الهوَى ميثَاقُهُ ... حَتَّى تَصحَّ وَمن وَفَى حَتَّى تَفي ¬
قَبْلهُ: أَشْكُو إِلَيْكَ وَمِنْ صُدُوْدِكَ أُعْتَفَى ... وَأَقُوْلُ مِنْ شَغَفِي بِأنَّكَ مُنْصِفِي وَأَصُدُّ عَنْكَ تَجَمُّلًا كَيْ لا يَرَى ... فِيْنَا العَدُوُّ فَيَشْتَفِي مَنْ يَشْتَفِي مَنْ صحَّ قَبْلَكَ فِي الهَوَى مِيْثَاقَهُ. البَيْتُ بعض بني قَيّسِ بن ثعلبَةَ: 13972 - مَن صَدَّ عَن نِيرَانهَا ... فأنَا ابْنُ قَيسٍ لَا بَرَاحُ أبُو هلَال العَسكَرِيُّ: 13973 - مَن صَنَعَ البِرَّ ثُم تَبَّرهُ ... عرَّضَهُ للجُحُودِ وَالكُفر أبو الفتح البُستِيُّ: 13974 - مَن صَيَّرَ الصّبرَ فيَ مَقَاصِدِهِ ... وَفي مَرَاقيه سُلّمًا سَلَما بَعْدَهُ: وَالصَّبْرُ عَوْنُ الفَتَى وَنَاصِرُهُ ... وَقَلَّ مَنْ عَنْهُ نَدَّ مَا نَدِمَا كَمْ صَدْمَةٍ لِلزَّمَانِ مُنْكرَةٍ ... لَمَّا رَأَى الصَّبْرَ صَدَّ مَا صَدَمَا فَاصْبِرْ فَإِنَّ الزَّمَانَ عَنْ كَثَبٍ ... يَأسُو عَلَى الرُّغْمِ كُلَّمَا كَلَمَا وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لأَبِي مَحْمُوْدٍ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن أَبِي بَكْرٍ النُّوْبَاغِيِّ الخَوَارِزْمِيِّ. الرَّضِيُّ المُوسَوِيُ: 13975 - مَن ضَاعَ مِثلِي مِن يدَيهِ ... فَلَيتَ شعري مَا استَفَادَا ¬
قَبْلهُ: يَا عَاتِبًا نَقْضَ الوِدَادَ إِذَا ... أَشَمَّتْ بِالقُرْبِ البِعَادَا وَتَرَكْتَنِي وَالشَّوْقُ يَأبَى ... أَنْ يُرَوّحَ لِي فُؤَادَا تَأبَى سَوَابِقُ عبْرَتِي ... أَنْ مْنَعَ المُقَلَ الرُّقَادَا فَأَرْجِعُ إِلَى رَسْمِ الصَّفَاءِ ... فَإِنَّهُ إِنْ عُدْتَ عَادَا وَدعَ العِدَى فَوَاحُرْمَة ... العَلْيَاءِ لَا بَلَغُوا مُرَادَا يَا بَائِعِي بِالنَّزْرِ مُخْـ ... ـــتَارًا لِيَبْلُغَ مَا أَرَادَا إِنْ جُدْتَ بِي فَلْيَنْدَمَنْ مَنْ ... كَانَ بِي يَوْمًا جَوَادَا مَنْ ضَاعَ مِثْلِي مِنْ يَدَيْهِ. البَيْتُ 13976 - مَن ضَنَّ بالبشرِ فَلَا تَرجُهُ ... فَإِنَّهُ أَبخَلُ بِالمَالِ 13977 - مَن ضَن بُخلًا باللَّفظِ من فَمِهِ ... فَكَيفَ يُرجَى مِن كَفّهِ فَلسُ؟ 13978 - مِن ضَوءِ أَوجُههِم فِي كُلِّ مُظلمةٍ ... يُهدَى ضيُوفهُمُ بالنُورِ لَا النَّار أبو بكر بنُ دُرَيدٍ: 13979 - مَن ضَيَّعَ الحَزم جَنَى لنَفسِهِ ... نَدامةً أَلذَعَ مِن سَفع الذَّكَا لَهُ أيضًا: 13980 - مَن طَالَ فَوقَ مُنتَهَى بَسْطَتِهِ ... أَعجَزَهُ نَيلَ الدُنَا بَلهُ القَضَا محمَد بنُ بَشِيرٍ: 13981 - مَن طَالَ فِي الدُّنيا بهِ عُمرُهُ ... وَعَاشَ فَالمَوتُ قُصَارَاهُ ¬
قَبْلهُ: وَكَانَ مِنَ الخَوَارِجِ: وَيْلٌ لِمَنْ لَا يَرْحَمِ اللَّهُ ... وَمَنْ تَكُوْنُ النَّارُ مَثْوَاهُ يَا حَسْرَتِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مَضى ... يَذكُرُنِي المَوْتَ وَأَنْسَاهُ مَنْ طَالَ فِي الدُّنْيَا بِهِ عُمُرُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كأنه قَد قِيْلَ فِي مَجْلِسٍ ... قَد كُنْتُ آتِيْ وَأَغْشَاهُ صَارَ البَشِيْرِيُّ إِلَى قَبْرِهِ ... يَرْحَمُنَا اللَّهُ وَإِيَّاهُ 13982 - مَن طَلَبَ القُوتَ سَاعِدُوهُ ... فَطَالبُ القُوتِ مَا تَعَدَّى ابْنُ المُعَلمِ: 13983 - مَن ظَفَرت بَالمُنَى يَدَا ... هُ فَكُلُّ أَيَّامِهِ سُعُودُ قَبْلهُ: وَحَقِّ دِيْنِ الهَوَى يَمِيْنَـ ... ـــًا بِهَا المُدْنَفُ العَمِيْدُ مَا غَيَّرَتْ عَهْدِي اللَّيَالِي ... فيكَ وَلَا حَالَتِ العُهُوْدُ مَنْ ظَفِرَتْ بِالمُنَى يَدَاهُ. البَيْتُ أبُو بكر بنُ دُرَيدٍ: 13984 - مَن ظَلَم النَاسَ تَحامَوا ظُلمهُ ... وَعَزَّ عَنهُم جَانبَاهُ وَاحتَمَى 13985 - مَن ظُلمُهُ جَارٍ عَلَى نَفسِهِ ... كَيفَ أُرَجِّى حُسنَ إِنصَافِهِ أبُو الفتُح البُستِيُ: 13986 - مَن ظَنَّ أن الغنَي بالمَالِ يَجمَعُهُ ... فَاعلَم بأَنَّ غَناهُ فَقرهُ أَبدا ¬
بَعْدَهُ: فَاسْتَعِنْ بِالعِلْمِ وَالتَّقْوَى وَكُنْ رَجُلًا ... لَا يَرْتَجِي غَيْرُ رَزَّاقِ الوَرَى أَحَدَا 13987 - مَن ظَنَّ أَنَّ لَا بُدَّ منهُ ... فَإِنَّ منهُ أَلفَ بُدُّ قَبْلهُ: كَمْ ذا التَّجَنُّبُ وَالتَّجَنِّي .. كَمْ ذَا التَّحَامُلُ وَالتَّعَدِّي مَنْ ظَنَّ أَنْ لَا بُدَّ مِنْهُ. البَيْتُ وَقَالَ آخَرُ: خَانَنِي فِي الوُدِّ ... مَنْ لَا بُدَّ مِنْهُ فَتَعَوَّضْتُ مِنَ الصَّبْرِ ... عَلَيْهِ الصَّبْرَ عَنْهُ 13988 - مَن ظَنَّ باللَّهِ خَيرًا جَادَ مُبتَدئًا ... والبُخلُ من سُوءِ ظَنّ المَرءِ باللَّهِ 13989 - مَن ظَنَّ مَهرَ أُمِّهِ ... خَيرًا لَهُ فَلا خَبَر بعده (¬1): كَمْ مِنْ حَلَالٍ أَكْلُهُ ... أقبحُ مِنْ لَحْسِ الدُّبُر عَليُّ بن عَبد الرّحمن بن حَمزَةَ: 13990 - مَن عَاتَبَ الدَّهرَ أفنَى عُمرَهُ وَفَنى ... وَلَم يُفِد غيرَ طُول الهمّ وَالحزَنِ رَجُلٌ من بَني قَيسٍ: 13991 - مَن عَادَ بالسَّيفِ لَافىَ فُرصَةً عجبًا ... موتًا عَلى عَجَلٍ أَو عَاشَ مُنتصَفَا ¬
قَبْلَهُ: أَبْلِغْ قُرَادًا لَقَّدْ حَكَّمْتُمُ رَجُلًا ... لَا يَعْرِفُ النَّصْفَ بَلْ قَد جَاوَزَ النَّصَفَا كَانَ امْرأً ثَائِرًا وَالحَقُّ يَغْلبهُ ... فَجَانَبَ السَّهْلَ وَالحَقَّ وَاعْتَسَفَا وَزَادَكُمْ أَنَّ ذُلَّ الجارِ حَالَفَكُمْ ... وَأَنَّ أَنْفَكُم لَا يَعْرِفُ الأَنِفَا إِنَّ المُحَكّمَ مَا لَمْ يَرْتَقِبْ حَسَبًا ... أَوْ يَرْهَبِ السَّيْفَ أَوْ حَدَّ القَنَا جَنَفَا مَنْ عَاذَ بِالسَّيْفِ لَاقَى فُرْصَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَبْلِغْ لَدَيْكَ أَبَا سَعْدٍ مُغَلْغَلَةً ... إِنَّ الَّذِي بَيْنَنَا قَد مَاتَ أَوْ دَنَفَا كَانَتْ أُمُوْرٌ فَجَابَتْ عَنْ حُكُوْمَتِكُمْ ... ثَوْبَ العَزِيْمَةِ حَتَّى مَالَ فَانْكَشَفَا إِنِّي لأَعْلَمُ ظَهْرَ الضَّعْنِ أَعْزِلُهُ ... عَنِّي وَأَعْلَمُ أَنَّنِي آكِلُ الكَتِفَا العَرَبُ تَقُوْلُ فُلَانٌ لَا يَعْلَمُ أَنَّى تُؤْكَلُ الكَتِفُ وَهُوَ مَثَلٌ. يُضْرَبُ فِيْمَنْ لَا يَهْتَدِي لأَمْرِهِ. ابن دُريدٍ من مقصُوَرتهِ: 13992 - مَن عَارَضَ الأَطمَاعَ باليَأسِ ... رَنَت إِليهِ عَينُ العزِّ من حَيث رَنَا ابْنُ الرُّومِيّ: 13993 - مَن عَاشَ أَثكَلَهُ الزَّمَانُ خَليلَهُ ... وَسقَاهُ بَعدَ الصَّفو رَنقًا آجنَا بَعْدَهُ: فَتَأَمَّلِ الدُّنْيَا وَلَا تَعْجَبْ لَهَا ... وَاعْجَبْ لِمَنْ أَضْحَى إِلَيْهَا رَاكِنَا لَا تَسْجِنَنَّ الهَمَّ عِنْدَكَ إِنَّهُ ... مَا زَالَ مَسْجُوْنًا يُعَذِّبُ سَاجِنَا مَاتَ الَّذِي أَحْيَا النُّفُوْسَ بِيُمْنهِ ... وَأَمَاتَ مِنْهَا فِي القُلُوْبِ ضَغَائِنَا لَوْ كُنْتَ عَيْنَ المَجْدِ كُنْتَ سَوَادَها ... أَوْ كُنْتَ أَنْفَ المَجْدِ كُنْتَ المَارِنَا ¬
العُتبيُ: 13994 - مَن عَاشَ أَخلَقَت الأيَّامُ جِدّتَهُ ... وَخَانَهُ الثقَلانِ السَّمعُ وَالبَصَرُ أَبْيَاتُ العتْبِيِّ: قَالَتْ عَهِدْتُكَ مَجْنُوْنًا فَقُلْتُ لَهَا ... إِنَّ الشَّبَابَ جُنُوْنٌ بُرْؤُهُ الكِبَرُ الشَّيْبُ لِي وأعِظٌ لَوْ كُنْتُ مُتَّعِظًا ... وَفِي التَّجَارُبِ لِي نَاهٍ وَمُزْدَجَرُ مَنْ عاشَ أَخْلَقَتِ الأيَّامُ جَدّتَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكُلُّ لذّةَ دُنْيَا لَا دَوَامَ لَهَا ... وَكُلُّ صَفْوٍ سَيَأتِي بَعْدَهَ كَدَرُ مَا إِنْ تَصِيْرُ إِلَى شَيْءٍ تَلَذُّ بِهِ ... إِلَّا وَفِيْهِ إِذَا فَارَقْتَهُ ضَرَرُ مَنْ عَاشَ أَدْرَكَ فِي الأَعْدَاءِ بُغْيَتَهُ. البَيْتُ لَهُ مُنَهَا أيضًا: 13995 - مَن عَاشَ أَدرَكَ فِي الأعداءِ بغيتَهُ ... ومَن يَمُت فَلهُ الأيَّامُ تَنتَصِرُ ومن باب (مَنْ عَاشَ): مَنْ عَاشَ صَارَتْ بِهِ الدُّنْيَا إِلَى هَرَمِ ... وَالمَوْتُ عَافِيَةٌ مِنْ آفَةِ السَّقَمِ المَيِّتُ الحَيِّ مَنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ ... حَتَّى يُصَيِّرُهُ لَحْمَا عَلَى وَضَمِ يَصِيْرُ كَالفَرْخِ فَوْقَ العُشِّ قَدْ مَسَدَتْ ... أَحْنَاؤُهُ جمِيْعِ الذُّلِّ وَالعَدَمِ أَقْصَى العَمَى هُوَ فِيْهِ لَا حِرَاكَ بِهِ ... والروحُ فيهِ وَأقْصى غَايَةِ الصَّمَمِ إِنَّ الحَيَاةَ وَإِنْ كَانَتْ بِهَا نِعَمٌ ... للَّهِ فَالمَوْتُ يأتِيْهِ مِنَ النِّعَمِ وَمِنْ ذَلِكَ (¬1): مَنْ عَاشَ فِي الدُّنْيَا بِغَيرِ حَبِيبِ ... فَحَيَاتهُ فِيْهَا حَيَاةُ غَرِيْبِ ¬
عينُ الرَّقِيْبِ غَرِقَتْ فِي بَحْرِ العَمَى ... لَا أَنْتَ لَا بَلْ عَيْنُ كُلِّ رَقِيْبِ أبُو الفتح البُستيُّ: 13996 - مَن عَاشرَ النَّاسَ لَاقَى مِنهُم عجبًا ... لأَنَّ سَوسَهمُ بَغي وَعدوَانُ بَعْدهُ مِنَ القَصيْدَةِ التي أَوَّلُهَا: زِيَادَةُ المَرْءِ فِي دُنْيَاه نُقْصَانُ. وَمَنْ يُفَتِّشْ عَنِ الإِخْوَانِ يَلْقَهُمُ ... فَجُلُ إخْوَانِ هَذَا الدَّهْرِ خُوَّانُ أبو العَتاهُيَةِ: 13997 - مَن عَاشَ عَايَنَ مَا يَسُو ... ءُ منَ الأُمُور وَمَا يَسُرُّ بَعْدَهُ: وَلَربَّ حَتْفٍ فَوْقَهُ ... ذَهَبٌ وَيَاقُوْتٌ وَدُرُّ فَاقْنَعْ بِعَيْشِكَ تَرضَهُ ... وَاملِكْ هَوَاكَ وَأَنْتَ حُرُّ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ بَشَّارٍ. رُبَّ دُرٍّ مُرَصَّعٍ بِيَوَاقِيْتَ ... وَمِنْ تَحْتِهِ بَنَاتُ الثُبوْر ومن باب (مَنَعَ) مَا حَكَى أَبُو يَعَلَى القُرْشِيِّ قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَ عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ جَمَاعَةٌ فَقَالَ: انْشِدُنِي أَكْرَمَ أَرْبَعَةِ أَبْيَاتٍ قَالَتهَا العَرَبُ فِي الجاهِلِيَّة. فَقَالَ رَوْحُ بن زِنْبَاعٍ: يَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ قَوْلُ الشَّاعِرِ (¬1): مَنَعَ البَقَاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ ... وَطُلُوْعُهَا مِنْ حَيْثُ لَا تُمْسِي تَبْدُو لنَا بَيضَاءَ بَازِغَةً ... وَتَغِيْبُ فِي صَفْرَاءَ كَالوِرْسِ تَجْرِي عَلَى كَبِدِ السَّمَاءِ كَمَا ... يَجْرِي حِمَامُ المَوْتِ لِلنَّفْسِ اليَوْم نَعْلَمُ مَا تَجِيْءُ بِهِ ... ومَضَى بِفَضلِ قَضائِهِ أَمْسِ ¬
فقل عَبْدُ المَلِكِ: أَحْسَنْتَ لَمْ تَعْدُ مَا كَانَ فِي نَفْسِي وَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ. ومن باب (مُنِعْتَ) (¬1): مَنِعْتَ شَيْئًا فَأَكْثَرْتَ الوُلُوْعَ بِهِ ... أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى الإِنْسَانِ مَا مُنِعَا وَيُرْوَى: وَحَبُّ شَيْءٍ. البَيْتُ مَحمُودُ الوَّراقُ: 13998 - مَنعُ العَطاءِ وَبسطُ الوَجهِ أَجمَلُ ... من بَذلِ العَطاءِ بوَجهٍ غيرِ منبَسِطِ قَبْلهُ: التِّيْهُ مَفْسَدَةٌ لِلدِّيْنِ مَنْقصَةٌ ... لِلْعَقْلِ مَجْلَبَةٌ لِلذَّمِّ وَالسَّخَطِ مَنع العَطَاءُ وَبَسْطُ الوَجْهِ. البَيْتُ منَ اليتيمةِ: 13999 - مَنَعَ المَطَامِعَ أَن تُثَلّمَنِي ... إنّي لِمعوَلهَا صَفًا صلدُ 14000 - مَنَعَ النَّاسَ أن يَرُومُوا مَدَاكُم ... فَرط حُبِّ النّفُوسِ وَالأَمَوالِ ابْنُ الدّهانِ يَهجو أعورَ: 14001 - مِن عَجَبِ البَحرِ فحدِّث بهِ ... بفَردِ عيَنٍ وَلسَانَيِنِ أبو الحَسَنُ العَلَويُّ: [من المنسرح] 14002 - مِن عَجَبِ الدَّهر إِنَّ قَاضِينَا ... يَسلبُنَا وَالأَميرُ يَحمينَا ومن باب (مَنْ عَذِيْرِي) قَوْلُ أُمِّ أَحْمَدَ بِنْتَ سُلَيْمَانَ بنَ وَهَبَ تَشْكُو مِنَ الخدّامِ: ¬
مَنْ عَذِيْرُ النِّسَاءِ مِنْ آلِ ... متعلابَ وخِصْيَانَهُمْ بِذَاكَ عَنيْنَا غَلَبُوْنَا عَلَى الرِّجَالِ وَكَادُوا ... يَغْلِبُوْنَ الرِّجَالَ أَيْضًا عَلَيْنَا وقول أَبِي عَلِيٍّ مِسْكَوِيْهِ الخَازِن (¬1): مَنْ عَذِيْرِي مِنْ حَادِثَاتِ الزَّمَا ... نِ وَجَفَاءِ الإخوَانِ وَالخِلَّانِ شَابَ رَأسِي وَقَلَّ مَالِي وَصَدَّ ... تْ عَنِّي البِيْضُ وَالْتْحَى غِلْمَانِي وقول البُحْتُرِيِّ: مَنْ عَذِيْرِي مِنْ وَزيْرٍ ... كُنْتُ مَوْصُوْلًا بِعَطْفِهِ بَلَغَ الشَّمْسَ فَنَحَّى ... ضَوْءَهَما عَنِّي بِكَفِّهِ 14003 - مَن عَرَفَ اللَّهَ رَضِي بالَّذي ... يَقْضِي بهِ اللَّهُ لَهُ وَاكتَفَى بَعْدَهُ: يَا طَالِبَ الرِّزْقِ كَفِيْتَ الَّذِي ... تَطْلُبُهُ فَاقْنَعْ بِمَا قَد صَفَا إبراهيم الغَزّيُ: 14004 - مَن عَزَّ بَزَّ ومَن تَأَمّلَ فِي الوَرَى ... أَقوَى ومَن شَادَ المَناقبَ سَادَا ابْنُ دُرَيدِ بن مقُصوَرتهِ: 14005 - مَن عَطَفَ النَّفسَ عَلَى مَكروههَا ... كَانَ الغنَى قَرينُه حَيثُ انتَوَى أنشدَ ثعلَبُ أبي العتَاهيَة: 14006 - مَن عَفَّ خَفَّ عَلَى الصَّدِيق لقاؤهُ ... وأَخُو الحَوائج وجهُهُ مَملُولُ بَعْدَهُ: ¬
وَأَخُوْكَ مَنْ وَفَّرْتَ مَا فِي كِيْسِهِ ... فَإِذَا عَبثْتَ بِهِ فَأَنْتَ ثَقِيْلُ يَلْقَاكَ بِالتَّرْحيْبِ مَا لَمْ تَرْزَهُ ... فَإِذَا رَزَأتَ أَخًا فَأَنْتَ ذَلِيْلُ قَالَ بَعْضهُمْ: مَنْ عَفَّ عَظُمَ عِنْدَ النَّاسِ قَدْرُهُ. قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ: قَالُوا مِنَ الأَمْثَالِ: بَيْتٌ سَائِرٌ قَد أَحْكَمَتْهُ تَجَارِبٌ وَعُقُوْلُ. مَنْ عَفَّ خَفَّ عَنِ الأَيَّامِ لِقَاؤُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَأَجبْتُهُمْ وَاللَّهِ مَا مِنْ لِذَّةٍ ... مِثلُ العَطَاءِ وَإنّنَي لأَقُوْلُ هَذَا إِذَا كَانَ الكَريمُ مُقَطِّبًا ... فَإِذَا تَهَلَّلَ فَالمَلَالُ يَزُوْلُ وَجْهُ النَّوَالِ وَوَجْهُ طُلَّابِ النّدَى ... مَا مِنْهُمَا إِلَّا أغَرُّ جَمِيْلُ لَكِنْ جَوَادٌ لَيْسَ يَمْلِكُ دِرْهَمًا ... فَرْدًا وَآخَرُ كثِرٌ وَبَخِيْلُ فَلِذَاكَ قَد كَثُرَ السُّؤَالُ وَقَلَّمَا ... يُجْدِي لأَنَّ الوَاجِدِيْنَ قَلِيْلُ 14007 - مَن عَفَّ لَم يُذمَم ومَن تَبعَ الهَوَى ... لَم تُخلِهِ الأيَّامُ مِن إِنكَاسِهَا بَعْدَهُ: وَمَطَامِعُ الدُّنْيَا تُدِلُّ وَلَا أَرَى ... شَيْئًا أَعَزَّ لِمُهْجَتِي مِنْ نَاسِهَا وَإِذَا رَأَيْتَ يَدَ امْرِئٍ مَمْدُوْدَةً ... تَبْغِي مُوَاسَاةَ الكَرِيْمِ فَوَاسِهَا خَيْرُ الأَكُفِّ الفَاخِرَاتِ بِجُوْدِهَا ... كَفٌّ تَجُوْدُ ولَوْ عَلَى إِفْلَاسِهَا أبو عُمَر المَازنيُّ: 14008 - مَن عَلَّم الصِبيَانَ صبُّو عَقلَهُ ... حَتَّى نَبِي الخلفاءِ وَالأُمَراءِ المُتَنَبي بن كافُور: 14009 - مَن عَلَّمَ الأَسودَ المَخِصيَّ مَكرمةً ... أقومُهُ البيضُ أم آباؤُه الصِّيدُ ¬
ابْنُ زريقٍ الكَاتبُ: 14010 - مَن عندَ لي عَهدُ لَا يَضيعُ ... كَمَا لَهُ عَهدُ صِدقٍ لَا أُضَيِّعهُ ومن باب (مَنْ عَهْدُهُ) قَوْلُ أَبِي عَمْرُوٍ الصَّابُوْنِيِّ السجْزِيِّ (¬1): مَنْ عَهْدُهُ قَرِيْبٌ ... بِالتَّكَفُّفِ وَالسَّغْب وَسَعَيْتَ تَطْلُبَ خَيْرَهُ ... لَمْ تَسْتَفِدْ غَيْرَ التَّعَب وَمِثْلُهُ وقَدْ وَرَدَ فِي بَابِهِ (¬2): مُسْتَحْدِثُ النُّعْمَةِ لَا تَرْجُهُ ... فَعَيْنُهُ مَمْلُؤُهَا الفَقْرُ جَنَّ بِهِ الدَّهْرُ فَنَالَ الغِنَى ... تَأوِيْلَهُ إِنْ عَقَلَ الدَّهْرُ 14011 - مَن غَابَ عَنكَ فَلَا تَقُل ... يَا ليتَ شعري مَا فَعَل 14012 - مَن غَابَ عَنكَ مِنَ البرَّيةِ أَصلـ ... ـهُ فَفعَالُه ينبيكَ عَن إبَائِهِ ومن باب (مَنْ غَابَ) قَوْلُ غُرْبِيْبٍ الطُّلَيْطَلِيِّ، وَطُلَيْطَلَةُ عَمَلٌ مِنْ بِلَادِ الأَنْدَلُسِ، شَاعِرٌ قَدِيْمٌ مَشْهُوْرُ الطَّرِيْقَةِ فِي الفَضْل وَالأَدَبِ وَالعَفَافَ وَالخَيْرِ: مَنْ عَابَ مَحْبُوْبُهُ عَنْهُ يَجِدْ بَلَهَا ... مِنَ الأَسى وَيَغِبْ عَنْ رُشْدِهِ وَلَهَا وَيَذْهَبُ العَقْلُ مِنْهُ فِي مَحَبَّتِهِ ... أَنَّهَا كأْسُ بِنْجٍ قَدْ تَنَاوَلَهَا وَمِنْهُمْ مَنْ غَدَا مُعَزًّى بِهِ وَإِذَا ... مَا غَابَ عَنْهُ سَهَا عنْ ذكْرِهِ وَلَهَا وَمَنْ غَدَا سَاهِيًا وَاللَّهْوُ شَاغِلُهُ ... عَنْ حُبِّهِ فَالدَّعَاوَى مَالَهُ وَلَهَا 14013 - مَن غَصَّ دَاوَى بشُربِ الماءِ غصَّتَـ ... ـــهُ فَكَيفَ يَصنَعُ مَن قَد غَصَّ بالماءِ مِثْلُهُ (¬1): ¬
وَكُنَّا نَسْتَطِبُّ إِذَا مَرِضْنَـ ... ـــا فَصَارَ السُّقْمُ مِنْ قِبَلِ الطَّبِيْبِ وَكَيْفَ يُجِيْزُ غَصَّتنَا بِشَيْءٍ ... وَنَحْنُ نَغُصُّ بِالمَاءِ الشَّرُوْبِ أَخَذَهُ مِنْ قَوْل عَدِيِّ بن زَيْدٍ (¬1): لَوْ بِغَيْرِ المَاء حَلْقِي شَرِقٌ ... كُنْتُ كَالغَصَّانِ بِالمَاءِ اعْتِصَارِي أبو تَمَامٍ: 14014 - مَن غَيرِ مَا سَبَبٍ مَاضٍ كَفَى سَببًا ... للحُرِّ أَن يَعتَفي حُرًّا بلَا سَبَبِ صَريْعُ الدّلاءِ: 14015 - مَن فَاتَهُ العِلمُ وَأَخطأهُ الغنَى ... فَذَاكَ وَالكَلبَ عَلَى حَالٍ سَوَا هُوَ مُحَمَّدُ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ البَصْرِيُّ، وَسُمِّيَ صَرِيع الدّلَاءِ لِكَثْرَة هَزلهِ فِي شِعْرِهِ وَذَكَرَ الدِّلَاءَ فِي هَذِهِ القَصِيْدَةِ. 14016 - مَن فَاتَهُ أَن يَرَاكَ يومًا .. فَكُلُّ أَوقَاتِهِ فَوَاتُ بَعْدَهُ: وَحَيْثُمَا كُنْتَ مِنْ مَكَانٍ ... فَلِي إِلَى وَجْهِكَ الْتِفَاتُ 14017 - مَن فَاتَهُ وُدُّ أَخِ صَالحٍ ... فَذَلكَ المغبُونُ حَقَّ اليَقين قَبْلهُ: مَا مَالَتِ النَّفْسُ إِلَى شَهْوَةٍ ... أَلَذُّ مِنْ وُدِّ صَدِيْقٍ أَمِيْنِ مَنْ فَاتَهُ وُدُّ أَخٍ صَالِحٍ. البَيْتُ ¬
ومِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الوَأوَاء الدِّمَشْقِيِّ (¬1): مَنْ قَاسَ جَدْوَاكَ بِالغَمَامِ فَمَا ... أَنْصَفَ فِي الحُكْمِ بَيْنَ شَكْلَيْنِ أَنْتَ إِذَا جُدْتَ ضاحِكٌ أَبَدًا ... وَهُوَ إِذَا جَادَ دَامِعُ العَيْنَيْنِ 14018 - مَن قَاسَ غَيرَكُم بكُم ... قَاسَ الثِّمَادَ إِلى البحُورِ ابْنُ دُريدٍ فِي مقُصُورتهِ: 14019 - مَن قَاسَ مَا لم يَرهُ بِمَا رَأَى ... أَراهُ مَا يَدنوُ إِليهِ مَا نأَى ومن باب (مَنْ قَالَ): مَنْ قَالَ قَبْلِي فِي قُرُوْنٍ قَدْ مَضُوا ... الفَضْلُ لِلمُتَقَدِّمِ المُتَبَحِّرِ فَلْيَعْكِس لِي القَضيَّةِ وَلْيَقُلْ ... الفَضْلُ كُلُّ الفَضْلِ لِلمُتَأَخِّرِ مَنصُورَ الفَقِيُهُ: 14020 - مَن قَالَ لَا في حَاجَةٍ ... مَطلوُبَةٍ فَمَا ظَلَمُ بَعْدَهُ: وَإِنَّمَا الظَّالِمُ مَنْ ... يَقُوْلُ لَا بَعْدَ نَعَمْ وَأَنْشَدَ الأَعْرَابِيُّ (¬1): لَا تُتْبِعَنَّ نَعَمْ لَا طَائِعًا أَبَدًا ... فَإِنْ لَا أَفْسَدَتْ مِنْ بَعْدِ مَا نَعَمِ إِنْ قُلْتَ يَوْمًا نَعَمْ بدْءًا فَتِمَّ بِهَا ... فَإِنَّ إمْضَاءَهَا صنْفٌ مِنَ الكَرَمِ ¬
وَقَالَ المُثَقَّبُ العَبْدِيُّ (¬1): حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ مِنْ بَعْدِ لَا ... وَقَبِيْحٌ قَوْلُ لَا مِنْ بَعْدِ نَعَمْ وَهِيَ ثَلَاثة أَبْيَاتٍ مَكْتُوْبَةٍ بِبَابِ: حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ. البَيْتُ وَيُقَالُ فِي المَثَلِ: بئسَ الرّدفُ لَا بَعْدَ نَعَمْ. وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: بئِسَ العِوَضُ مِنْ جَمَلٍ قَيْدُهُ. وَذَلِكَ أَنَّ رَاعِيًا أَهْلَكَ جَملًا لِمَوْلَاهُ وَأَتَاهُ بِقَيْدِهِ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَسَارَ مَثَلًا. وَبَنُو كَنَانَةَ تَكْسِرِ العَيْنَ مِنْ نَعِمْ وَقَرَأَ عُمَرُ بنِ الخَطَّابِ وابنُ مَسْعُوْدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (قَالُوا نَعِمْ). وَسَأَلَ عُمَرَ يَوْمًا عَنْ شَيْءٍ فَقَالُوا نَعَمْ بِالفَتْحِ فَقَالَ إِنَّمَا النَّعَمُ الإِبْلُ فَقُوْلُوا نَعِمْ. وَعَنِ النَّضْرِ بنِ شَمِيْلٍ أَنَّ نحم بِالحَاءِ المُهْمَلَةِ لُغَةُ أُنَاسٍ مِنَ العَرَبِ. بَشَارٌ: 14021 - مَن قَرَّ عينًا رَمَاهُ الدَّهرُ عَن كَثَبٍ ... وَالدَّهرُ رامٍ بإِصلَاحٍ وَإِفساد سَحبانُ وائلٍ البَاهِليُّ: 14022 - مِنكَ العَطاءُ فَأَعطِني ... وَعَليَّ مَدحُكَ فِي المَشاهِدْ قَوْلُ سَحْبَانَ: مِنْكَ العَطَاءُ. البَيْتُ قَبْلَهُ: يَا طَلْحُ أَكْرَمُ مَنْ مَشَى ... حَسَبًا وَأَبْذَلُهُمْ لِتَالِدِ مِنْكَ العَطَاءُ فَأُعْطِنِي. البَيْتَانِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ: لَمَّا سَمِعَ طَلْحَةُ الطَّلحَاتِ قَوْلُ سَحْبَانَ هَذَا فِيْهِ قَالَ لَهُ: احْتَكِمْ تُعْطَ. قَالَ: بِرْذَوْنُكَ الوَرْدُ وَغِلَامُكَ الخَبَّازُ وَقَصرُكَ بزَرُّنَخَ وَعَشْرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ. فَقَالَ طَلْحَةُ: أُفٍّ لَكَ لَمْ تَسْأَلْ عَلَى قَدرِي وَإِنَّمَا سَأَلْتَ عَلَى قَدرِكَ وَقَدرِ بَاهِلَةَ وَلَوْ سَأَلتنِي كُلَّ قَصْرٍ لِي وَكُلَّ عَبْدٍ وَكُلَّ دَابَّةٍ لأَعْطَيتُكَ ثم أَمَرَ لَهُ بِمَا سَأَلَ وَلَمْ يَزِدْ ¬
عَلَيْهِ شَيْئًا. ثم قَالَ: طَلْحَةُ مَا رَأَيْتُ كَاليَوْمَ قَطُّ مَسأَلَةَ مُحَكِّمٍ أَلأَمَ مِنْهَا. عُمر بنُ عبدِ العَزَيزِ: 14023 - مَن كَانَ أزعجَهُ خَوفٌ وأقلقَهُ ... حَيفٌ فَهَذا أَوانُ العَدلِ فَليَقمُ بَعْدَهُ: مَنْ يَسْتَقِمْ مِنْكُمْ مَا إِنْ يَرَى شَطَطَـ ... ـــًا مِنِّي عَلَيْهِ وَمَنْ يَعْوَجُّ يَسْتَقِمِ أَنْشَدَهُمَا عَلَى المِنْبَرِ لَمَّا وُلِيَ الخِلَافَةَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ. محمّد خطيب سُوسَه مَغُربِيٌّ: 14024 - مَن كَان بالزُّرقِ الأَسِنَّةِ خَاطِبًا ... أَضحت لَهُ بيضُ البلَادِ عَرائسا قَبْلَهُ يَمْدَحُ: أَصْدَرتَ عَذْرَتهَا نِكَاحًا جَائِزًا ... سُمْرُ القَنَا وَبَوَاتِرًا وَفَوَارِسَا مَنْ كَانَ بِالزرقِ الأسِنَّةِ خَاطِبًا. البَيْتُ قَوام الدّين ابْنُ زَبادةَ: 14025 - مَن كانَت البَغضاءُ فِي نَفسِهِ ... لَم يَكفُفِ الإحسَانُ عُدوَانَهُ بعده: فَالمَاءُ يُطْفِي النَّارَ طَبْعًا ... وَإِنْ أَطَالَ حَرُّ النَّارِ إسْخَانَهُ أَخَذَ قَوَامُ الدِّيْنِ يَحْيَى بن سَعِيْد بن زِيَادَةَ المُنْشِئُ مَعْنَى قَوْلِهِ هَذَا مِنْ كِتَابِ كَلِيْلَةَ وَدُمْنَةَ حَيْثُ يَقُوْلُ لَيْسَ العَدُوُّ بِمَوثُوْقٍ بِهِ فَإِنَّ المَاءَ وَلَوْ أُطِيْلَ إِسْخَانُهُ لَمْ يَمْنَعَهُ ذَلِكَ مِنْ إِطْفَاءِ النَّارِ إِذَا صُبَّ عَلَيْهَا. ومن باب (من كَانَ) قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ (¬1): مَنْ كَانَ أَهْلًا لإِمْتَاعٍ بِدَوْلَتِهِ ... فَأَنْتُمُ أَهْلُ إِمْتَاعٍ وَتَخْلِيْدِ ¬
فَالمُلْكُ فِي رَوْضَةٍ مِنْكُمُ وَفِي عُرْسٍ ... وَالدِّيْنُ فِي جُمْعَةٍ مِنْكُمُ وفِي عِيْدِ ومن باب (مَنْ كَانَ) قَوْلُ القَائِلِ وَكَانَ عَمْرو بن عَبْدِ العَزيْز رَحمَهَ اللَّهُ يَتَمَثَّلُ بهَذهِ الأَبْيَاتِ كَثِيْرًا (¬1): تَجَهَّزِي بِجِهَازٍ تَبْلغِيْنَ بِهِ ... يَا نَفْسُ قتلَ الرَّدَى لَمْ تُخْلَقِي عَبَثَا وَسَابِقِي بَغْتَةَ الآجَالِ وَانْكَمِشِي ... قَبْلَ اللِّزَامِ فَلَا مَنْجَا وَلَا غَوثَا وَلَا تَكُدِّي لِمَنْ يُغْنِي وَتَفْتَقِرِي ... إِنَّ الرَّدَى وَارِثُ البَاقِي وَمَا وَرَثَا لَا تَأْمَنِي فَجْعَ دَهْرٍ مُوْرِطٍ خَبِلٍ ... قَدِ اسْتَوَى عِنْدَهُ مَا طَابَ أَو خَبُثَا مَنْ كَانَ حِيْنَ تُصِيْبُ الشَّمْسُ جَبْهَتَهُ ... أَو الغُبَارُ يَخَافُ الشّيْنَ وَالشَّعَثَا وَيَلفُ الظِلّ كي تَبْقَى بَشَاشَتهُ ... فَسَوْفَ يسْكُنُ يَوْمًا رَاغِمًا جَدَثَا فِي قَعْرِ مُوْحِشَةٍ غَبْرَاءَ مُقْفِرَةٍ ... يُطِيْلُ تَحْتَ الثَّرَى فِي رَمْسِهِ اللَّبثَا الشَّعْثُ: الخَالِي مِنَ الدَّهْرِ. وَهَذَا الشِّعْرُ لِعَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الأَعَلَى القُرَشِيِّ. 14026 - مَن كَانَ خلوًا مِنَ التَأْدِيبِ سَربَلَهُ ... كَرُّ اللَيالي عَلَى الأيَّام تَأدِيبَا قَبْلهُ: مَنْ كَانَ لِلدَّهْرِ خِدْنًا فِي تَصَرُّفِهِ ... أَبْدَتْ صُحْبَةُ الدَّهْرِ الأَعَاجِيْبَا مَنْ كَانَ خُلُوًّا مِنَ التَّأدِيْبِ. البَيْتُ 14027 - مَن كَانَ ذَا عَضُدٍ يُدرك ظُلَامتَهُ ... إِنَّ الدَّليلَ الَّذي ليسَت لَهُ عَضُدُ بَعْدَهُ: تَنْبُو يَدَاهُ إِذَا مَا قَلَّ نَاصِرُهُ ... وَيَأنَفُ الضَّيْمَ إِنْ أَثْرَى لَهُ عَدَدُ مَحُمودٌ الوَّراقُ: ¬
14028 - مَن كَانَ ذَا مَالٍ كثِيرٍ وَلَم ... يَقنَعَ فَذَاك المُوسرُ المُعسرُ بَعْدَهُ: وَكُلُّ مَنْ كَانَ قَنُوْعًا وَإِنْ ... كَانَ مُقِلًّا فَهُوَ المُكْثِرُ الفَقْرُ فِي النَّفْسِ وَفِيْهَا الغِنَى ... وَفِي غِنَى النَّفْسِ الغِنَى الأكْبَرُ 14029 - مَن كَانَ شرَّفَهُ فيمَا مَضَى لقَبٌ ... فَنَاصِرُ الدِّين ممَّن شرَّفَ اللَّقَبَا يَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ مِهْيَارَ يَمْدَحُ (¬1): أَلْقَابُ قَوْمٍ نَافِرَاتٌ شُمَّسُ ... تَنْبُو وَأَلْقَابُكُمْ مَيَاسِمُ المُتَنَبي فِي سَيِفُ الدَّولة: 14030 - مَن كَانَ ضَوءُ جَبينِهِ وَنَوالُهُ ... لَم يُحجَبَا لَم يَحتَجب عَن نَاظِرِ بعده: فَإِذَا احْتَجَجْتَ فَأَنْتَ غَيْرُ مُحَجَّبٍ ... وَإِذَا نَطَقْتَ فَأَنْتَ عَيْنُ الظَّاهِرِ المُتَنَبيِ أيضًا فيه: 14031 - مَن كَانَ فَوقَ مَحَلِّ الشَمس مَوضعُهُ ... فَليسَ يَرفَعُهُ شَيءٌ وَلَا يَضَعُ قَبْلهُ: يَمْشِي الكِرَامُ عَلَى آثَارِ غَيْرِهُمْ ... وَأَنْتَ تَخْلقُ مَا تَأْتِي وتَبْتَدِعُ مَنْ كَانَ فَوْقَ مَحَلِّ الشَّمْسِ مَوْضِعُه. البَيْتُ البُستيّ من قَصيدَته: ¬
14032 - مَن كَانَ للخَيرِ منَّاعًا فلَيسَ لَهُ ... عَلَى الحَقِيقَةِ إِخوانٌ وَأَخدَانُ 14033 - مَن كَانَ للدَّهر خدنًا فِي تَصُّرفهِ ... أَبدت لَهُ صُحبَةُ الدَّهر الأَعاجيبا البُستيّ من قَصيدتهِ: 14034 - مَن كَانَ للعَقلِ سُلطَانٌ عَلَيهِ غَدَا ... وما عَلَى نَفسِهِ للحرص سُلْطَانُ بعده: مَنْ كَانَ لِلخَيْرِ مَنَّاعًا فَلَيْسَ لَهُ. البَيْتُ. 14035 - مَن كَانَ لَم يُعطَ علمًا فِي بقاءِ غَد ... فما تَفكّرُه فِي رِزقِ بَعدِ غَدِ قَوْلُهُ: مَنْ كَانَ لَمْ يُعْطَ عِلْمَا. البَيْتُ قَبْلَهُ: صَبْرًا فَمَنْ ذا الَّذِي يَبْقَى عَلَى الأَبَدِ ... هُنَّ اللَّوَاتِي تَرَى أُخْت عَلَى لُبَدِ يَا رَبَّ رَاكِبِ لَجَّ البَحْرِ يَتْبَعُهُ ... وَسَاقِطٍ فِي قَلِيْبٍ زَلَّ بِالمَسَدِ وَمُتْعَبِ السَّفَرِ مِنْ نَاجٍ إِلَى بَلَدٍ ... وَالمَوْتُ يَطْلِبهُ فِي ذَلِكَ البَلَدِ وَضَاحِكٍ وَالمَنَايَا فَوْقَ هَامَتِهِ ... لَوْ كَانَ يَعْلَمُ غَيْبًا مَاتَ مِنْ كَمَدِ مَنْ كَانَ لَمْ يُعْطَ عِلْمًا فِي بَقَاءِ غَدٍّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا يَحْسَبُ المَرْءُ أَنَّ الدَّهْرَ شَدَّ لَهُ ... أَزْرًا عَلَى ضعْفِهِ بَلْ فَتَّ فِي العَضدِ وَكُلُّ يَوْمٍ يُرِيْبُهُ وَيُنْهِضهُ ... فَإِنَّمَا هُوَ مَنْقُوْصٌ مِنَ العَدَدِ وَالمَرْءُ جَلْدٌ إِذَا الأَقْدَارُ تُسْعِدُهُ ... فَإِنْ أُصِيْبَ فَمَنْفِيٌّ عَنِ الجلَدِ 14036 - مَن كَانَ لي ظالمًا من بَعد بُعدِكُمُ ... فَإنَّني مَعْ دُنُوّ الدَارِ أَنتَصِفُ قَبْلهُ: ¬
إِنْ رُمْتَ شَرْحَ اشْتِيَاقِي نَحْوَكُمْ فَلَقَدْ ... كَلَّفْتُ نَفْسِي جُهْدًا بِالَّذِي أَصِفُ وَإِنْ شَكَوْتُ غَرَامِي بَعْدَ بُعْدِكُمُ ... فَكَيْفَ أُعْرِبُ وَالأَحْوَالُ تَخْتَلِفُ مَنْ كَانَ لِي ظَالِمًا مِنْ بَعْدِ بُعْدِكُمُ. البَيْتُ أبُو فراسِ بن حَمُدانَ: 14037 - مَن كَانَ مثلِي لَم يَمت ... إِلَّا أَميرًا أَو أَسِيرَا قَبْلَهُ: ليست كُلُّ سَرَاتِنَا إِلَّا ... الصُّدُوْرَ أَوِ القُبُوْرَا مَنْ كَانَ مِثْلِي لَمْ يَمُتْ. البَيْتُ ومن باب (مَنْ كَانَ) قَوْلُ الحَصْكَفِيِّ (¬1): مَنْ كَانَ مُرْتَدِيًا بِالعَقْلِ مُؤْتَزِرًا ... بِالعِلْمِ مُلْتَفِعًا بِالفَضْلِ وَالأدَبِ فَقَدْ حَوَى شَرَفَ الدُّنْيَا وَإِنْ صَفَرَتْ ... مِنْ فضَّةٍ فِيْهَا وَمِنْ ذَهَبِ وقول مَنْصوْر الفَقِيْهِ (¬2): مَنْ كَانَ يَأمَلُ أَنْ يَرَى ... مِنْ سَاقِطٍ فِعْلًا سَنِيَّا فَلَقَدْ رَجَا أَنْ يَجْتَنِي ... مِنْ عَلْقَمٍ رَطْبًا جَنِيَّا سَأَلَ رَجُل آخَرَ حَاجَةً فَلَمْ يَقْضهَا لَهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِهَذَيْنِ البَيْتَيْنِ. وَقَوْلُ ابنِ رَبْعِيِّ فِي ذَمِّ الشَّبَابِ (¬3): مَنْ كَانَ يَبْكِي الشَّبَابَ مِنْ أَسَفٍ ... فَلَسْتُ أَبْكِي عَلَيْهِ مِنْ أَسَفِ كَيْفَ وَشَرْخُ الشَّبَابِ وَقَّفَنِي ... يَوْمَ حِسَابِي مَوَاقِفَ التَّلَفِ لَا صَحِبْتُ شِرة الشَّبَابِ وَلَا ... عَدِمْتُ مَا فِي المَشِيْبِ مِنْ خَلَفِ ¬
أبو تَمَامٍ: 14038 - مَن كَانَ مرعَى عَزمِهِ وَهمُومهِ ... رَوضَ الأَماني لم تَزَل مَهزولَا قَد كُتِبَتْ أَبْيَاتهُ البَوَاقِي فِي بَابِ: رَدُّ الجُّمُوْحِ الصَّعْبِ أَيْسَرُ مَطْلَبًا. البَيْتُ لَهُ أَيْضًا: 14039 - مَن كَانَ مَسلُوبَ الحَياءِ فَوجهُهُ ... من غَيرِ بوَّابِ لَهُ بوَّابُ 14040 - مَن كَانَ لَا يَطَأُ التُّرابَ بِرجِلهِ ... وَطِىَ التُرابَ بَناعِمِ الخَدِّ 14041 - مَن كَانَ يبغي الذُلَّ فِي دَهرِه ... فَليُطلِع النَّاسَ عَلَى فَقرِهِ 14042 - مَن كَانَ يجهَلُ مَا أُجنُّ مَن الهَوى ... فَاللَّهُ يَعلَمُ مَا أُجِنُّ وَزَينَبُ يقول مِنْهَا: لَوْ شَاءَ بَعْدَ اللَّهِ نَفَّسَ كُرْبَتِي ... بَدْرٌ تُضِيْءُ لَهُ الخُدُوْدُ مُحَجَّبُ إِنْ كَانَ يَطْلَعُ مِنْ وَرَاءِ سُتُوْرِهِ ... لِلنَّاظِرِيْنَ فَفِي فُؤَادِي يَغْرُبُ البُحتُريُّ: 14043 - مَن كَانَ يَحمَدُ أَو يَذُمُّ زَمَانَهُ ... هَذَا فَمَا أَنَا لِلزَّمَانِ بحَامِدِ مَنصُورُ الفَقِيهُ: 14044 - مَن كَانَ يَخلُقُ مَا يقُو ... لُ فَحيلَتي فيهِ قَلِيلَهْ قَبْلهُ: لِي حِيْلَةٌ فِيْمَنْ يَنُمُّ وَلَيْـ ... ـــسَ فِي الكَذَّابِ حِيْلَه مَنْ كَانَ يَخْلَقُ مَا يَقُوْلُ. البَيْتُ ¬
ابْنُ المُعتَزّ: 14045 - مَن كَانَ يَدري أَنَّ النَّعِيم إِلَى بُؤسٍ ... رَأَى الهمَّ فِي مَسرَّتهِ أحَمد بن أَبِي بَكرٍ: 14046 - مَن كَانَ يرجُو أَن يَعيشَ فإنَّني ... أَصبحتُ أَرجُو أَن أَموْتَ فَأَعتَقَا بَعْدَهُ: فِي المَوْتِ أَلْفُ فَضِيْلَةٍ لَوْ أَنَّهُ ... عُرِفَتْ لَكَانَ سَبِيْلُهُ أَنْ يُعْشَقَا هُوَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ شُعَرَاءِ مَا وَرَاءِ النَّهْرِ قَالَهُمَا وَقَتَلَ نَفْسَهُ. وَقَالَ مَنْصوْرُ الفَقِيْهُ (¬1): قَد قُلْتُ إِذْ مَدَحُوا الحَيَاةَ فَأَسْرَفُوا ... فِي المَوْتِ أَلْفُ فَضيْلَةٍ لَا تُعْرَفُ مِنْهَا أَمَانُ لِقَائِهِ بِلِقَائِهِ ... وَفِرَاقُ كُلِّ مُعَاشِرٍ لَا يُنْصِفُ أبُو الفَتح البُستِيُّ: 14047 - مَن كَانَ يَرجوُ عَفوَ مَن هُو فَوقَهُ ... عَن ذَنبه فَليَعفُ عَمَّن دوُنَهُ قَوْلُ البُسْتِيِّ قَبْلَهُ: قُلْ لِلأَمِيْرِ أَدَامَ رَبِّي عِزَّهُ ... وَأَنَالَهُ مِنْ فَضلِهِ مَكْنُوْنَهُ إنِّي جَنِيْتُ وَلَمْ يَزَلْ نُبلُ الوَرَى ... يَهِبُوْنَ لِلخُدَّامِ مَا يَجْنُوْنَهُ وَلَقَدْ جَمَعْتُ مِنَ الذُّنُوْبِ فُنُوْنَهَا ... فَاجْمَعْ مِنَ العَفْوِ الجمِيْلِ فُنُوْنَهُ مَنْ كَانَ يَرْجُو عَفْوَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ. البَيْتُ ¬
14048 - مَن كَانَ يُرجَى لَهُ أَو كَانَ مُرتَجيًا ... مِنَ الغَوَاني عهُودًا فَهو مَغرُورُ بَعْدَهُ: إِنْ زُرْنَ صبًّا أَزَرْنَ السُّقْمَ مُهْجَتَهُ ... وَإِنْ وَعَدْنَ فَوَعْدٌ كُلّهُ زُوْرُ لَوْ مَرَّ بِالفِكْرِ يَوْمًا ذِكْرُ وَجْنَتِهَا ... لَبَانَ فِيْهَا لِذِكْرِ الفِكْرِ تَأثِيْرُ سَمعَ النَّظَامُ هَذَا البَيْتَ الأَخِيْرَ فَقَالَ: هَذِهِ لَا تُنَاكُ إِلَّا بِأَيْرٍ مِنْ وَهْمٍ. 14049 - مَن كَانَ يرغَبُ فِي لذَاذَة عَيِشهِ ... فَليَدفَع الأيَّامَ بالأَيَّام ومن باب (مَنْ كَانَ) قَوْلُ العَبَّاسِ بن الأَحْنَفِ (¬1): مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنْ سَيَكْتُمَ حُبَّهُ ... حَتَّى شَكَّكَ فِيْهِ فَهُوَ كَذُوْبُ الحُبُّ أَغْلَبُ لِلفُؤَادِ بِقَهْرِهِ ... مِنْ أَنْ يَرَى لِلسِّرِّ فِيْهِ نَصِيْبُ وَإِذَا بَدَا سِرُّ اللَّبِيْبِ فَإِنَّهُ ... لَمْ يُبْدِ إِلَّا وَالفَتَى مَغْلُوْبُ وقول ابنِ التِّلْمِيْذِ (¬2): مَنْ كَانَ يُلْبِسُ كَلْبَهُ وشْيًا ... وَيَقْنَعُ لِي بِجِلْدِي فَالكَلْبُ خَيْر عِنْدَهُ مِنِّي ... خَيْرٌ مِنْهُ عِنْدِي وقول الخَلِيْفَةِ المُعْتَزِّ بِاللَّهِ: حَدَّثَ الزُّبَيْرُ بن أَبِي بَكْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى المُعْتَزِّ بِاللَّهِ وَقَدْ عَرَضَ لَهُ حُمَّى فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ وَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَدْ قُلْتُ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ أَبْيَاتًا وَقَدْ أَعْيَا عَلَيَّ إِجَازَتَهَا فَقُلْتُ انْشُدْنِي يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فَأَنْشَدَنِي (¬3): إنِّي عَرِفْتُ عِلَاجَ القَلْبِ مِنْ وَجَعِي ... وَمَا عَرِفْتُ عِلَاجَ الحُبِّ وَالهَلَعِ جَزَعْتُ لِلحُبِّ وَالحُمَّى صَبَرْتُ لَهَا ... إنِّي لأَعْجَبُ مِنْ صَبْرِي وَمِنْ جَزَعِي مَنْ كَانَ يَشْغَلهُ عَنْ حُبِّهِ وَجَعٌ فَلَيْسَ ... يَشْغِلُنِي عَنْ حُبِّكُمْ وَجَعِي ¬
قل يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتُ فِي الحَالِ: وَمَا أَمَلُّ حَبِيْبِي لَيْتَنِي أَبَدًا مَعَ ... الحَبِيْبِ وَيَا لَيْتَ الحَبِيْبَ مَعِي قَالَ فَأَمَرَ لِي عَلَى هَذَا البَيْتِ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ فَقَبَضتُهَا وَانْصَرَفْتُ. 14050 - مَن كَانَ يُظهِرُ مَا أُحِبُّ فَإِنَّهُ ... عِندِي بمنزلةِ الأَمين المحسِن 14051 - مَن كَانَ يعلَمُ أَنَّ اللَّهَ خَالِقهُ ... فَلَا يُسبّ أَبا بَكرٍ وَلَا عُمَرَا 14052 - مَن كَانَ يعلَمُ أَنَّ مَالكَ مَالُهُ ... من بَعد مَوتكَ لَا يُحبُّ بقَاكَا قَبْلهُ: لَا تُؤثِرَنَّ بِمَا جَمَعْتَ سِوَاكَا ... فَالمَوْتُ لَا تَدْرِي متى يَغْشَاكَا إِنَّ البَنِيْنَ مَعَ البَنَاتِ وَجَدْتُهُمْ ... يَتَطَلَّبُوْنَ وَيَشْتَهُوْنَ رَدَاكَا مَنْ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ مَالَكَ مَالَهُ. البَيْتُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الحَكِيْمِ: مَنْ كَانَ نَفْعُهُ فِي مَضرَّتِكَ لَمْ يَخْلُ مِنْ عَدَاوتكَ 14053 - مَن كَتَم السِرَّ كَانَ. حُرًا .. وَكَاتمُ السِرِّ مُستَريحُ الرضيُّ المُوَسوِيُ: 14054 - مَن كشَّفَ النَّاسَ لَم يَسلَم لَهُ أَحَدٌ ... النَّاسُ دَاءٌ فَخَلِّ الداءَ مَستورَا يقول مِنْهَا: فِي كُلِّ يَوْمٍ مُوَدَّاتٌ مُطَلَّقَةٌ ... قَد كَانَ أَنْكَحْنِيْهَا الدَّهْرُ مَغْرُوْرَا يُطَيِّبُ النَّفْسَ عنْ قَطْعِي عَلَائِقُهَا ... إِنِّي أُفَارِقُ مَنْ فَارَقْتُ مَعْذُوْرَا كُنْ فِي الأَنَامِ بِلَا عَيْنٍ وَلَا أُذُنٍ ... أَوْ لَا فَعِشْ أَبَدَ الأَيَّامِ مَصْدُوْرَا وَالنَّاسُ أُسْدٌ تُحَامِي عَنْ فَرائِسِهَا ... إِمَّا عَقَرْتَ وَإِمَّا كُنْتَ مَعْقُوْرَا ¬
كَمْ وَحْدَةٍ هِيَ خَيْرٌ مِنْ مُصَاحَبَةٍ ... تُنْسِي الجمِيع وَيَغْدُو الفَذُّ مَذْكُوْرَا مَنْ كَشَفَ النَّاسَ لَمْ يَسْلَمْ لَهُ أَحَدٌ. البَيْتُ عَاصم بن محمّد التَّميمي: 14055 - مَن كَفَرَ اللَّهَ فَضلَ نِعمتِهِ ... أزَالَ عَنهُ بِكُفرِهِ نِعَمَه ابْنُ لنكَكَ البَصرِيُّ: 14056 - مَن كَفَى النَّاسَ شرَّهُ ... فَهوَ فِي جُود حَاتم قَبْلهُ: عدِّنَا فِي زَمَانِنَا عَنْ ... حَدِيْثِ المَكَارِمِ مَنْ كَفَى النَّاسَ شَرّهُ. البَيْتُ الأبِيوَرديُّ: 14057 - مِن كُلِّ أَبلحَ ميمُون نَقيبَتُهُ ... يَغشَى حيَاضَ المنَايَا غَيرَ مُحتَفِلِ عَقيلُ بنُ بلالِ بن جرير: 14058 - مِن كُلِّ أَبيضَ يُستَضَاءُ بوجهِهِ ... رخوِ الحمَائل سَابغ السِّربالِ بَعْدَهُ: يَمْشِي إِلَى حَدِّ السُّيُوْفِ وَقَد يَرَى ... سَبَبَ المَنِيَّةِ مَشْيَةَ المُحْتَالِ مُحمّد بن شِبُلٍ: 14059 - مِن كُلِّ أَروَعَ لَا يرتَاعُ فِي مَلأٍ ... بَل يَملأُ الرَّوعَ مِن رَوعٍ وَمن رُعُبِ أبَوُ نَواسٍ: 14060 - من كُلِّ شيءٍ قَضَت نَفسي لُبَانَتَها ... إِلَّا مِنَ الغَمزِ بالقثاءِ فِي التّينِ ¬
ابْنُ هندُوُ: [من البسيط] 14061 - مِن كُلِّ شيءٍ لطُلَّابِ العُلَى بَدَلٌ ... أَرضٌ بأَرضٍ وَسُلطَانٌ بسُلطَانِ قَبْلهُ: لَا خَيْرَ فِي ظَبْرَستَانٍ وَجُرْجَانِ ... فَاضْرِط عَلَيْهَا بِإِيْقَاع وَأَلْحَانِ وَارْحَلْ فَإِنَّ بِلَادَ اللَّهِ وَاسِعَةً ... هَذَا العِرَاقُ وَذَا مَنْجَا خُرَاسَانِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ لِطُلَّابِ العُلَى بَدَلٌ. البَيْتُ ابْنُ دُرَيَدٍ: 14062 - مِن كُلِّ مَا نَالَ الفَتَى قَد نلتُهُ ... وَالمَرءُ يَبقَى بَعدَهُ حُسنُ الثَنَا قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ: وَالمَرْءُ يَبْقَى ... بَعْدَهُ حُسْنُ الثَّنَا الشَّاهِدُ الذِّكْرِ إِمَّا بِجَمِيْلٍ أَو قَبِيْحٍ وَيُسْتَعْمَلُ فِي الجمِيْل أَكْثَرَ، يَقُوْلُ مِنْهَا: فَإنْ أَمُتْ فَقَدْ تَنَاهَتْ مُدَّتِي ... وَكُلُّ شَيْءٍ بَلَغَ الحَدَّ انْتَهَى وَإِنْ أَعِشْ صَاحَبْتُ دَهْرِي عَالِمًا ... بِمَا انْطَوَى مِنْ صَرْفِهِ وَمَا انْسَرَى حَاشَى لِمَا أَسَارَهُ فِي الحِجَى ... وَالحِلْمُ أَنْ أَتْبَعَ رُوَّادَ الخَنَا أَو أَنْ أَرَى مُخْتَضِعًا لِنَكْبَةٍ ... أَو لا بْتِهَاجٍ فَرِحًا وَمُزْدَهَى الشَّيخ محمّد الواعُظ رحمه اللَّه: 14063 - مِن كُلِّ مَعنًى لطيفٍ أجتَني قَدَحًا ... وَكُلُّ نَاطقَةٍ فِي الكَون تُطربُني قَبْلَهُ: أَصْبَحْتُ أَلْطَفَ مِنْ رَقِّ النَّسِيْمِ سَرَى ... عَلَى الرِّيَاضِ يَكَادُ الوَهْمُ يُؤْلمُنِي ¬
مِنْ كُلِّ مَعْنًى لَطِيْفٍ أَجْتَنِي قَدَحًا. البَيْتُ 14064 - مِن كُلِّ مَعنًى يكَادُ المَيتُ يَفهَمُهُ ... حُسنًا ويَحسُدُهُ القرطَاسُ وَالقَلمُ 14065 - مَن كُنْتُ عَن مَالِهِ غَنِّيًا ... رَأَيتُهُ مِثلَ مَا يَرَانِي صَالح بن عَبد القدوس: 14066 - مَن كُنتُ عَن مَالِهِ غَنيًّا ... فَلَا أبلى إِذَا جَفَاني بَعْدَهُ: وَمَنْ رَآنِي بعَيْنِ نَقْصٍ ... رَأَيْتُهُ مِثْلَمَا يَرَانِي أبُرُّهُ إِنْ أً رَادَ بِرِّي ... وَأَقْطَعُ البِرَّ إِنْ جَفَانِي الرّضيُّ الموسَوِيُّ: 14067 - مَن لَذَّ طَعمَ المَوتِ لَا ... يَصْفُو لَهُ أَبدًا شَرابُ غانمُ بنُ الوَلِيُدِ: 14068 - مَن لَزمَ الصّبرَ عَلَى حَالَةٍ كَانَ ... عَلَى أيَّامهِ بالخِيَار أبُو الشَّمَقْمق: 14069 - مَن لَسَعَتهُ حَيَّةٌ مَرَّةً ... تَرَاهُ مَذعُورًا مِنَ الحَبلِ قَبْلهُ: يُوَقَّرُ المَرْءُ عَلَى عَقْلِهِ ... وَالأَدَبُ الصَّالِحُ بِالعَقْلِ مَنْ لَسَعَتْهُ حَيَّةٌ مَرَّةً. البَيْتُ وَمِثْلُهُ: ¬
إِنَّ امْرأً لَسَعَتْهُ أَفْعَى مَرَّةً ... تَرَكَتْهُ حِيْنَ يُجَرُّ حَبْلٌ يفرقُ أبُو العَتَاهِيَةِ: 14070 - مَن لكَ بالمَحضِ وَلَيسَ مَحـ ... ـــضُ يَخبُثُ بَعضٌ وَيَطِيبُ بَعضُ ابْنُ دُريدٍ من مَقصُوَرتهِ: 14071 - مَن لكَ بِالمهذَّبِ النَّدُبِ ... الذَّي لَا يَجدُ العَيبُ إليه مُختَطَّا ابن شَمسِ الخِلافَة: 14072 - مَن لَم تَجد فِي النَّاسِ كفؤًا ... لَها فَمَا لَها كُفؤٌ سوى القَبر أَبْيَاتَ جَعْفَرَ بن شَمْسِ الخلَافَةِ يُعَزِّي سِرَاجَ الدِّيْنِ كَامِلًا القَاضِي وَقَدْ مَاتَتْ لَهُ بِنْتٌ: صَاهَرَكَ القَبْرُ وَاكْرِمْ بِهِ ... إِنْ ذُكِرَ الأَصْهَارُ مِنْ صِهْرِ مَنْ لَمْ تَجِدْ فِي النَّاسِ كُفْؤًا لَهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: رُبَّ حزْنٍ مُعْقِبٍ غِبْطَةً ... وَعُسْرَةٍ أَفْضَتْ إِلَى يُسْرِ وَمَا لِذِي اللُّبِّ إِذَا لَمْ يَكُنْ ... مُعْتَصِمًا بالصَّبْرِ مِنْ عُذْرِ لَوْ كَانَ يغْنِي حَذَرٌ مِنْ رَدًى ... لَكنْتُ مِنْهُ آخِذًا حَذَرِي هَيْهَاتَ أَعْيَانَا دِفَاعٌ لِمَا يَغْدُو ... عَلَى الأَنْفُسِ أَو يَسْرِي لَا يَدْفَعُ المَكْرُوْهَ عَنْ نَفْسِهِ ... مُقوٍ مِنَ المَالِ وَلَا مُثْرِي أَنْتَ بِمَا أُوْتيْتَ مِنْ حكْمَةٍ ... تَجِلُّ عَنْ نَهْيٍ وَعَنْ أَمْرِ وَأَنْتَ أَدْرَى بِالَّذِي نَدْعي بِهِ ... مَعْ جَهْلِنَا أَنَّا بِهِ نَدْرِي 14073 - مَن لَم تَزل نعمَتُهُ قَبلَهُ ... زَالَ عَنِ النّعمَةِ بالمَوتِ ¬
الرَّضِيُّ المُوسَوِيُّ: 14074 - مَن لَم تُسِفَّ إِلَى التَناسُلِ نَفسُهُ ... كُفى الأَسَى بتَفَاقُدِ الأَولَاد بَعْدَهُ: بَرْدُ القُلُوْبِ بِمَن تُحِبُّ بَقَاءهُ ... مِمَّا يَجُرُّ حَرَارَةَ الأَكْبَادِ ابْنُ دُريدٍ من مقصُوَرتهِ: 14075 - مَن لَم تُفدهُ عِبرًا أيَّامُهُ ... انَ العَمَى أَولَى بهِ منَ الهدى 14076 - مَن لَم تَكُن فِي اللَّهِ خُلَّتُهُ ... فخَلِيلُهُ مِنهُ عَلَى حَذَر قَالَ الكِنْدِيِّ: الصَّدِيْقُ إِنْسَانٌ هُوَ أَنْتَ إِلَّا أَنَّهُ غَيْرُكَ. قِيْلَ أَقْطَعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْضًا وَكَتَبَ بِهَا كِتَابًا وَأَشْهَدَ فِيْهِ نَاسًا مِنْهُمْ عُمرُ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَى طَلْحَةَ بكِتَابِهِ إِلَى عُمَرَ لِيخْتِمَهُ لَهُ فَأَبَى عَلَيْهِ فَرَجَعِ طَلْحَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ مُغضَبًا فَقَالَ لَهُ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَنْتَ الخَلِيْفَةُ أَمْ عُمَرُ فَقَالَ بَلْ عُمَرُ لكِنَّهُ أَنَا. قَالَ الشَّاعِرُ: مَنْ لَمْ تَكُنْ فِي اللَّهِ خُلّتُهُ. البَيْتُ أبُو نَصر بنُ نُبَاتَةَ: 14077 - مَن لَم تؤَدّبهُ نَفسُهُ ... قَعَدت همَّتُهُ بالكَثيرِ من أَدَبِه 14078 - مَن لَم يَمت بالسَّيفِ مَاتَ بغَيرهِ ... تنَّوعَت الأسبَابُ وَالداءُ واحِدُ ¬
قَال كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ فِي بَغْدَادَ فِي زَمَنِ الخَلِيْفَةِ رَحَمَهَ اللَّهُ قَيْنَةُ أَخَذَتْ هَذَا البَيْتَ فَقَالَتْ: مَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ ... ذَلِيلَ القَفَا مَا ذَاقَ طَعْمَ الكَزَالِك وَكَانَتْ تَنْشُدُ ذَلِكَ كَثيْرًا فَسُمِّيَتْ الكَزَالِكِيَّة. وَلَفْظَةُ الكزْلكِ كَلِمَةٌ مُرَكّبَةٌ مَعْنَاهَا السِّكِّيْنُ الصَّغِيْرَةُ الَّتِي يُنْحَتُ بِهَا فُوَاقُ السَّهْمِ وَاسْتَعْمَلَتُهُ العَوَامُ فِي السِّكِّيْنِ الكَبيْرَةِ الَّتِي يَحْمِلهَا العَرَاقِلَةُ وَالحَرَامِيَّةُ وَاللُّصُوْصُ وَمَنْ شَاكَلَهُمْ مَجَازًا وَاسْتِصْغَارًا لَهَا وَتَهْوِيْنًا عَلَى حَامِلِهَا فَيُقَالُ هِيَ كَزْلكَ. ابْنُ هَرْمَةَ: 14079 - مَن لَم يَمُت عَبطَةً يَمُت هَرمًا ... المَوتُ كَأس وَالمَرءُ ذَائِقُهَا قَبْلهُ: مَا رغْبَةُ النَّفْسِ فِي الحَيَاةِ وَإِنْ ... عَاشَتْ طَوِيْلًا فَالمَوْتُ لَاحِقُهَا يُوْشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِهِ ... فِي بَعْضِ غُرَّاتِهِ أَنْ يُوَافِقَهَا مَنْ لَمْ يَمُتْ عَبْطَة. البَيْتُ يُقَالُ اعْتَبَطَ الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ شَابًّا مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ وَأَصْلُ العَبِيْطِ الطَّرِيُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لأُمَيَّة بن أَبِي الصّلْتِ. ابْنُ العَلَافِ: 14080 - مَن لَم يَمُت يَومَهُ يَمُوتُ غدًا ... أو لَم يَمُت فِي غَد فَبَعَدَ غَد مِثْلُ قَوْلِ ابنِ العَلَّافِ يَرْثِي هرًّا وَذَلِكَ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: يَا هِرُّ فَارَقْتَنَا وَلَمْ تَعُدْ ... وَكُنْتَ مِنَّا بِمَنْزِلِ الوَلَدِ مَنْ لَمْ يَمُتْ يَوْمَهُ يَمُوْتُ غَدًا ... أَو لَمْ يَمُتْ فِي غْدٍ فَبَعْدَ غَدِ ¬
مَا أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لابْنِ أَبِي مُرَّةَ (¬1): إِنْ وَصَفُوْنِي فَنَاحِلُ الجسَدِ ... أَو فَتَّشُوْنِي فَأَبْيَضُ الكَبدِ ضَاعَفَ وَجْدِي وَزَادَ سَقْمِي ... إِنْ لَسْتُ أَشْكُو الهَوَى إِلَى أَحَدِ آهٍ مِنَ الحُبِّ آهٍ مِنْ كَبِدِي ... إِنْ لَمْ أَمُتْ فِي غَدٍ فَبَعْدَ غَدِ جَعَلْتُ كَفِّي عَلَى فُؤَادِي مِنْ ... حَرِّ الهَوَى وَانْطَوَيْتُ فَوْق يَدي كَأَنَّ قَلْبِي إِذَا ذَكَرْتكُمْ ... فَرِيْسَةٌ بَيْنَ سَاعِدَي أَسَدِ 14081 - مَن لَم يُنِلكَ البِّر فِي حَيَاتِهِ ... لَم تَبكِ عَينَاكَ عَلَى وَفَاتِهِ 14082 - مَن لَم يُواسِ النَاسَ من فِضلهِ ... عرَّضَ لِلإدبَارِ إِقبَالَها قَبْلهُ: مَا أَحْسَنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالِهَا ... إِذَا أَطَاعَ اللَّهَ مَنْ نَالَهَا مَنْ لَمْ يُوَاسِ النَّاسَ مِنْ فَضلِهِ. البَيْتُ. وَمَعْنَاهُ مَأْخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ رَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ اتَّصَلَتْ نِعَمُ اللَّهِ عَلَيْهِ كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاس إِلَيْهِ فَمَنْ لَمْ يَحْتَمِلْ تِلْكَ المُؤَنَ عَرَّضَ لِلزَّوَالِ تِلْكَ النِّعَمَ. قَبْلهُ: 14083 - مَن لَم يُؤَدّبهُ الجَمِيلُ ... فَفي عُقُوبَتِهِ صَلاحُه خِيارُ بنُ نَجاحُ: 14084 - مَن لَم يُؤَدبهُ وَالدَاهُ ... أَدّبَهُ اللَّيلُ وَالنَّهَارُ عَبدُ اللَّه بنُ طاهرٍ: ¬
14085 - مَن لَهُ كسرَةٌ يَعيشُ عَن النَّا ... سِ غَنيًّا بها فَذَاكَ الأَمِيرُ كَيْفَ عَيشُ امْرِئٍ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ ... عَلَمٌ دُوْنَ بَابِهِ مَنْشُوْرُ وَإِذَا الرِّيْحُ حَرَّكَتْ صَوْتَ طَبْلٍ ... مِنْ بَعِيْدٍ فَقَلْبُهُ مَذْعُوْرُ يَا غَنِيًّا عَنِ العَسَاكِرِ وَالبَعْثِ ... هَنِيئًا لَكَ المقِيْلُ الوَثِيْرُ مَنْ لَهُ كِثْرَةٌ. البَيْتُ اليَزيديُ البَصرِيُّ: 14086 - مَن لي بِأَن تَعقِلَ حَتَّى تَرَى ... كَم لكَ فِي العَالَم مِن عَايِبِ قَبْلَهُ: قَد ضِقْتُ ذَرْعًا بِكَ مُسْتَصلِحًا ... وَأَنْتَ مُزَوَّرٌ عَنِ الوَاجِبِ مَنْ لِي بِأَنْ يَعْقِلْ حَتَّى تَرَى. البَيْتُ هُوَ أَبُو القَاسَمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن أَبِي مُحَمَّدٍ اليَزِيْدِيُّ البَصْرِيُّ. 14087 - مَن لي بِإنسَانٍ إِذَا حَدَّثتُهُ ... وَجَهلتُ كَانَ الحلمُ رَدَّ جَوابهِ قَوْلُهُ: مَنْ لِي بِإِنْسَانٍ إِذَا حَدَّثْتهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِذَا ظَمِئتُ إِلَى المُدَامِ سَكِرْتُ ... مِنْ أَلْفَاظِهِ وَرُوِيْتُ مِنْ آدَابِهِ جَذْلَانَ يَحْتَمِلُ الأَذَى عَنْ قُدْرَةٍ ... وَاللَّاذِعَاتُ الصُّمُّ تَحْتَ ثِيَابِهِ وَتَرَاهُ يُصْغِي لِلحَدِيْثِ بِسَمْعِهِ ... وَبِقَلْبِهِ وَلَعَلَّهُ أَدْرَى بِهِ الرّضيّ المُوسَوِيُّ: 14088 - مَن لِي ببَارِقِ وَعدٍ خَلفَهُ مَطَرٌ ... وَكَيفَ لي تعَابٍ بَعدَهُ خَجَلُ ¬
الحمانُي العَلويُّ: [من البسيط] 14089 - مَن لِي برؤيَةِ مَن قَد كُنْتُ آلفُهُ ... وَبالشَباب الذَّي وَلَّى وَلَم يَعُد ابْنُ السَّاعَاتي: 14090 - مَن لي بسِلم مِنَ الأيَّام آمُلُهُ ... وقَلَّ مَن حَارَبَ الأيَّامَ فَانتصَفَا بعده: لَمْ يَبْقَ آتٍ تُسَرُّ النَّفْسُ بُغْيَتُهُ ... لَا أَسْأَلُ الدَّهْرَ إِلَّا رَدَّ مَا سَلَفَا ومن باب (مَنْ لِي) قَوْلُ المِتْبَعِيِّ (¬1): مَنْ لِي بِعَيْشِ الأَغْبِيَاءِ فَإِنَّهُ ... لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ مَنْ لَا يَعْلَمُ سَلَخَهُ أَبُو نَصْرُ بنُ نُبَاتَةَ فَقَالَ (¬2): [من الكامل] مَا بَالُ طَعْمِ العَيْشِ عِنْدَ مَعَاشِرٍ ... حُلْوٌ وَعِنْدَ مَعَاشِرٍ كَالعَلْقَمِ مَنْ لِي بِعَيْشِ الأَغْبِيَاءِ فَإِنَّهُ ... لَا عَيْشَ إِلَّا عَيشُ مَنْ لَمْ يَفْهَمِ أَبُو الطّيبِ المُتنبي: 14091 - مَن لِي بفَهم أُهَيلِ عَصرٍ يدَّعي ... أَن يُحسَبَ الهِنديُّ فيهم بَاقِلُ ابْنُ البَيَاضِيّ: 14092 - من لِي بكِتمانِ مَا ألقَاهُ من أَلمٍ ... فَظَاهِرِي مُعربٌ عَن باطِن الحَالِ الرَّضِيّ المُوسَويّ: ¬
14093 - مَن لِي بِمَن أنَ بَانَ عَيبُ خَليلِهِ ... غَطَاهُ عَن شَانئيهِ أَو مَن يَصدقُ ابْنُ المُعَلّمِ: 14094 - مَن لِي بمن قَلبُه قَلِبي فَأسمِعُهُ ... بثّي فَيبسطُ من عُذري وَيُوسعُهُ أَبْيَاتُ أَحْمَد بنِ جَعْفَرَ الدُّبَيثيِّ الوَاسِطِيِّ المَعْرُوْفِ بِابْنِ المُعَلِّمِ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: يَرُوْمُ صَبْرًا وَفَرْطُ الوَجْدِ يَمْنَعُهُ ... وَسَلْوَةً وَدَوَاعِي الشَّوْقِ تَرْدَعُهُ يَقُوْلُ مِنْهَا: رَوَّعْتَ يَا دَهْرُ قَلْبِي بِالبِعَادِ وَكَمْ ... قَدْ بَاتَ قَلْبي وَلَا شَيْءٌ يُرَوِّعُهُ وَكَمْ مَرَامٍ لِقَلْبِي لَيْسَ يَبْلُغُهُ ... تَصدُّهُ عَنهُ أَسْبَاب وَتَمْنَعُهُ كَأَنَّمَا آتَتِ الأَيَّامُ جَاهِدَةً .. لَمَّا تَبَدَّدَ شَمْلِي لَا تجمِّعُهُ وَأَنْتَ يَا بَيْنَ قَلْبِي كَمْ تَذَوَّقَهُ ... مَرُّ الأَسَى وَفُؤَادِي كَمْ تُجَرِّعُهُ مَنْ لِي بِمَنْ قَلْبُهُ قَلْبِي فَأَسْمَعُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَلَّ الوَفَاءُ فَمَا أَشْكُو إِلَى أَحَدٍ ... إِلَّا أَكَبَّ عَلَى قَلْبي يَقْطِّعُهُ يَا خَالِيَ القَلْبِ قَلْبِي حَشْوُهُ حُرَقٌ ... وَهَاجعَ اللَّيْلِ لَيْلِي لَسْتُ أَهْجعُهُ إِنْ خُنْتَ عَهْدِي فَإِنِّي لَمْ أَخُنْهُ ... وَإِنْ ضيَّعْتَ وُدِّي فَإِنِّي لَا أُضَيِّعُهُ هَذَا مَقَامُ ذَلِيْلٍ عزَّ نَاصرهُ ... يَشْكُو إِلَيْكَ فَهَلْ شَكْوَاهُ تَنْفَعُهُ يَلُوْمُهُ فِي الهَوَى قَوْمٌ وَمَا عَلِمُوا ... أَنَّ المَلَامَةَ تُغْرِيْهِ وَتُوْلعُهُ تَمُرُّ أَقْوَالُهُمْ صَفْحًا عَلَى أُذُنِي ... مَرَّ الرِّيَاحِ بِرَضْوِى لَا تُزَعْزِعُهُ أَقُوْلُ أسْلُو فَتَأَتِيْنِي مَحَاسِنُهُ ... عندي بِكُلِّ شَفِيْعٍ لَسْتُ أَدْفَعُهُ مَنْ مُنْقِذِي مِنْ نَدَى مَنْ لَيْسَ يَرْحَمُنِي ... يَقْتَادُنِي لِلهَوَى المُرْدِي فَأَتْبَعُهُ آتِيْهِ بِالصِّدْقِ مِنْ قَوْلي فَيُتْبِعُهُ ... ظَنًّا وَيَكْذِبُهُ الوَاشِي فَيَسْمَعُهُ ¬
ابْنُ شَمسِ الخلَافَةِ: 14095 - من لِي بيَومٍ مِن زمَاني ... وَاحد يَدنُو إليَّ براحَة أَو يُقبِلُ أَعشَى بَاهِلَةَ: 14096 - مَن لَيسَ فِي خَيرِه شَرٌّ يُكَدِّرُهُ ... عَلى الصَّديق وَلَا فِي عُوده خَوَرُ أَبْيَاتُ الأَعْشَى يَرْثِي المُنْتَشِرَ بنَ وَهَبٍ البَاهِلِيِّ، وَكَانَ أَحَدَ رَجِّيْلِيّ العَرَبِ، فَيُقَالُ إنه كَانَ يَلْحَقُ الظَّبي فِي عَدْوِهِ. إِنِّي أَتَتْنِي لِسَانٌ لَا أَسرُّ بِهَا ... مِنْ عَلُ لَا عَحَبٌ فِيْهَا وَلَا سخرُ فَبِتُّ مُرْتفِقًا لِلنَّجْمِ أَرْقُبُهُ ... حَيْرَانُ ذَا حَذَرٍ لَوْ يَنْفَعُ الحَذَرُ يقول مِنْهَا: نعيْتُ مَنْ لَا تَغِبُّ الحَيَّ جفْنَتُهُ ... إِذَا الكَوَاكِبُ أَخْطَا نَوْؤُهَا المَطَرُ مَنْ لَيْسَ فِي خَيْرِهِ شَرٌّ يُكَدِّرُهُ. البَيْتُ وَبعَدَهُ: طَاوَى المَصِيْر عَلَى العَزَّاءِ مُنْصَلِتٌ ... بِالقَوْمِ لَيْلَةَ لَا مَاء وَلَا شَجَرُ لَا تُنْكرُ البَاذِل الكَرْمَاءَ ضرْبَتهُ ... بِالمَشْرِفِيّ إِذَا مَا أَخْلُوا ذا السَّفَرُ وَتَفْزَعُ الشَّوْلُ مِنْهُ حِيْنَ تُبْصِرُهُ ... حَتَّى تَقَطَّعَ فِي أَعْنَاقِهَا الجزَرُ يَكْفِيْهِ حَزَّهُ فَلِدَانٍ أَلَمَّ بِهَا ... مِنَ الشِّوَاءِ وَيَرْوَى شُرْبَهُ الغَمَرُ لا تباري لِمَا فِي القَدْرِ يَرقُبُهُ ... ولا تَرَاهُ أَمَامَ القَوْمِ يَفْتَقِرُ لَا يَغْمِزُ السَّاقَ مِنْ أَيْنٍ وَلَا وَصَبٍ ... وَلَا يَعَضُّ عَلَى شُرْسُوْفِهِ الصَّفَرُ مُهَفْهَفٌ أَهْضَمُ الكَشْحَيْنِ مُنْخَرِقٌ ... عَنْهُ القَمِيْص لِسَيْرِ اللَّيْلِ مُحْتَفِرُ لَا يَأمَنُ النَّاسَ مُمْسَاهُ وَمُصْبِحَهُ ... مِنْ كُلِّ أَوْبٍ وَإِنْ لَمْ يَغْزُ يَنتظِرُ وَرَّادُ حَرْبٍ شَهبٌ يُستَضاءُ بِهِ ... كَمَا يُضيْءُ سَوَادَ الطَّخْيَةِ القَمَر كَأَنَّهُ عِنْدَ صِدْقِ القَوْمِ أَنْفُسهمْ ... بِاليَأسِ تَلْمَعُ مِنْ قُدَّامِهِ البَشَرُ ¬
مَنْ لَيْسَ فِيْهِ إِذَا قَاوَلْتَهُ خَطَلٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يقول مِنْهَا: عِشْنَا بِذَلِكَ دَهْرًا ثُمَّ فَرَّقَنَا ... كذلك الرُّمْحُ ذُو النَّصلَيْنِ يَنْكَسِرُ فَإِنْ جَزِعْنَا فَمِثْلُ الرِّزْءِ أَجْزَعَنَا ... وَإِنْ صَبَرْنَا فَإِنَّا معْشَرٌ صبُرُ وَإِنْ سَلَكْتَ لسَبِيْلًا كُنْتَ سَالِكهَا ... فَاذْهَبْ فَلَا يُبْعِدَنْكَ اللَّهُ مُنْتَشِرُ كَانَ المُنتشِرُ أَسَرَ صَلَاءَةَ بنَ العَنْبَرِ الحَارِثِيِّ وَقَالَ لَهُ أَفْدِ نَفْسكَ فَأَبَى فَقَتَلَهُ ثُمَّ حَجَّ المُنْتَشِرُ ذَا الخَلَصَةِ وَكَانَتْ خَثْعَمُ تَحُجُّ إِلَيْهِ زَعَمَ أَبُو عَبَيْدُ أَنَّهُ بِالعَبْلَاءِ وَأَنَّهُ الآنَ مَسْجِدُ جَامِعِهَا فَدَلَّتْ عَلَى المُنْتَشِرِ بَنُو نُفَيْلِ بن عَمْرُو بن كِلَابٍ الحَارِثيِّيْنَ فَأَخَذُوْهُ فَقَتَلُوْهُ بِصَلَاءَةَ بنِ العَنْبَرِ وَبَلغَ ذَلِكَ أَعْشَى بَاهِلَةَ فَقَالَ فِيْهِ هَذِهِ القَصِيْدَةِ يَرْثِيْهِ بِهَذِهِ الأَبْيَاتُ مُخْتَارُهَا. لَهُ مِنْهَا أيضًا: 14097 - مَن ليسَ فيهِ إِذَا قَاوَلتَهُ خَطَلٌ ... وَلَيسَ فيهِ إِذَا يَاسرتَهُ عَسَرُ الرّضيُّ الموسَوِيُ: 14098 - مَن لَم يُبَالِ بأَعقَابِ الأمُور غدًا ... فَمَا يُبالَي أَمَانَ القَولَ أَم صَدَقَا 14099 - مَن لَم يَبت وَالشُّوقُ حَشو فؤاده ... لَم يَدر كَيفَ تُفَتَّتُ الأَكبَاد قَبْلهُ: أَحَمَامَتِي بَطحَا أَرَاكَةِ وَادِي ... طَيْرًا فَنَحْوَكُمَا يَطِيْرُ فُؤَادِي تَتَألَّفَانِ وَتَبْكِيَانِ صَبَابَةً ... لَمْ تُبْلَيَا بِتَفَرُّقٍ وَبِعَادِ مَنْ لَمْ يَبِتْ وَالبَيْنُ يَصْدَعُ قَلْبَهُ. البَيْتُ خِيَار بنُ نَجاحٍ: ¬
14100 - مَن لَم يَخف سَطوةَ اللَيالي ... أَثَّرَ فِي وَجهِهِ العِثَارُ قَالَ أَبُو عَلِيِّ الحَاتِمِيِّ: اجْتَمَعَ أَبُو لوَّاسٍ وَخَيَارُ بن نَجَاحٍ عِنْدَ مُحَمَّدِ بن زُهَيْرٍ لمُسَيَّبِ وَهُوَ عَلَى الشُّرْطَةِ فَأَنْشَدَهُ خَيَار قَصِيْدَتَهُ الَّتِي أَوَّلُهَا (¬1): جَانَبَكَ النَّوْمُ وَالقَرَارُ ... إِنْ صَنَعَتْ بَذلَهَا نَوَّارُ رَأَتْ مَشِيْبًا وَفِي الغَوَانِي ... عَمَّنْ بَدَا شَيْبُهُ ازْوِرَارُ تَقُوْل لِي عِنْدَ مَسْحِ رَأْسِي ... أَخْنَى عَلَى رَأْسِكَ الغُبَارُ حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَنَتْ بِأَنِّي ... قَدْ شَابَ صدْغَايَ وَالعِذَارُ لَوَتْ بِخَدٍّ إِلَى اللَّاتِي ... زَعِمْنَ أَنَّ المَشِيْبَ عَارُ مَنْ لَمْ يَخَفْ سَطْوَةَ اللَّيَالِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَنْ لَمْ يُؤَدِّبُهُ وَالِدَاهُ ... أَدَّبَهُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مَنْ ذَا يَدُ الدَّهْرِ تُصِبْهُ ... وَاطْمَأَنَّتْ بِهِ الدِّيَارُ كُلّ مِنَ الحَادِثَاتِ مُغْضٍ ... وَعِنْدَهُ لِلزَّمَانِ ثَارُ إِذَا أَرَادَ الزَّمانُ أَمْرًا ... فَلَا قِيَاسٌ وَلَا عِيَارُ يَقُوْلُ مِنْهَا (¬2): قَدِ اسْتَوَى اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ... وَطَابَتِ الخَمْرُ وَالخُمَّارُ وَاكْتَسَتِ الأَرْضُ وَاشْرَأَبَّت ... وَلَمْ يشب لَوْنُ الاصْفِرَارُ فَانْعمْ بِهَا قَبْلَ رَائِعَاتٍ ... لَا خَمْرَ فِيْهَا وَلَا خُمَّارُ وَوَقِّرِ الكَأسَ عَنْ سَفِيْهٍ ... فَإِنَّ آمِنهَا الوَقَارُ بِنْتُ مَدَى الدَّهْرِ وَأَسَفَّت ... كَبيرَةٌ شَانهَا كُبَارُ تَخَيَّرْتُ وَالنُّجُوْمُ وَقْفٌ ... لَمْ يَتَمَكَّنْ بِهَا المَدَارُ ¬
حَتَّى إِذَا مَاتَ كُلُّ ذَامٍ ... وَخَلَصَ السِّرُّ وَالنِّجَارُ عَادَتْ إِلَى جَوْهَرٍ لَطِيْفٍ ... عَيَانُ مَوْجُوْدِهَا ضِمَارُ وَكَانَ أَبُو نوَّاسٍ قَدْ قَالَ (¬1): عَاطَتْكَ رَيْحَانهَا العقارُ ... وَحَانَ منْ لتلك انْسِفَارُ فَنْعِمْ بِهَا قَبْلَ رَائِعَاتٍ ... لَا خَمْرَ فِيْهَا وَلَا خُمَّارُ بِنْتُ مَدَى الدَّهْرِ أَو أَسَفَّتْ ... كَبِيْرَةٌ شَانَهَا كُبَارُ تَخَيَّرْتُ وَالنّجُوْم وَقْفٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَلَمْ تَزَلْ تَأكل اللَّيَالِي ... جِثْمَانُهَا مَا بِهِ انْتِصَارُ حَتَّى إِذَا مَاتَ كُلُّ ذَامٍ. البَيْتُ قَالَ فَصَعُبَ عَلَى أَبِي نوَّاسٍ وَوَثَبَ فَجَذَبَ خِيَارًا وَجَثَى عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَقَالَ (¬2): أَعِدْنِي يَا مُحَمَّدُ بنُ زُهَيْرٍ ... يَا عَذَابَ اللَّمُوْسِ وَالشُّطَّارِ لَمْ لِمَاذا لِقِلَّةِ الأَشْعَارِ ... سَارَ شِعْرِي قَطِيْعَةً لِخِيَارِ سُرِقَ السّارِقُوْنَ لَيْلًا وَهَذَا ... سَرَقَ الشِّعْرَ جَهْرَةً بِالنَّهَارِ فَقَالَ لَهُ خَيَار رفْقًا فَلَمَّا اغْتَصبْنَاكَ مَا لَكَ وَلَا سَعَيْنَا عَلَى دَمِكَ وَإِنَّمَا اسْتَغْفَرْنَا كَلَامَكَ لِوَقْتِ حَاجَةٍ فَضَحكَ أَبُو نوَّاسٍ وَسَكَنَ وَقَالَ وَاللَّهِ لَا ادَّعَيْتُ هَذَا الشِّعْرَ أَبَدًا هُوَ لَكَ وَاصْطَلَحَا. قَوْلُ أَبِي نوّاسٍ تَخَيَّرْتُ وَالنُّجُوْمُ وَقْفٌ. أَي تَخَيَّرْتُ حِيْنَ خَلَقَ اللَّهُ الفَلكَ وَأَصْحَابُ النُّجُوْمِ يَزْعمُوْنَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ النُّجُوْمَ جَعَلَهَا مُجْتَمِعَةً وَاقِفَةً فِي بُرْجٍ وَاحِدٍ ثم سَيَّرَهَا مِنْ هُنَاكَ فَلَا تَزَالُ جَارِيَةً حَتَّى تَجْتَمِعَ فِي البُرْجِ الَّذِي بَدَأتْ مِنْهُ فَحِيْنَئَذٍ تَقُوْمُ القِيَامَةُ وَيَبْطلُ العَالَمُ. وَزعمَ الهِنْدُ إِنّها فِي زَمَنِ نُوْحٍ عَلَيهِ السَّلَامُ اجْتَمَعَتْ فِي الحُوْتِ إِلَّا يَسِيْرًا مِنْهَا فَهَلَكَ الخَلْقُ بِالطَّوَفَانِ وَبَقِيَ مِنْهُمْ بِقَدَرِ مَا بَقِيَ مِنْهَا خَارِجًا عَنْ الحُوْتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬
14101 - مَن لَم يَذُقَ غيرَ الزَّمانِ وَصَرفهُ ... فَليُمسِ مُعتَبرًا بهَذَا البَائِس بَعْدَهُ: هَذَا رَبِيْعَةُ فَاعْرِفُوْهُ بِوَجْهِهِ ... كَانَ الأَمِيْرُ فَصارَ كَلْبَ الحَارِسِ أبو جعفرٍ النَسفي الحَنَفيُّ: 14102 - مَن لَم يَذُق قَطُّ طَعمَ لَحمٍ ... أَعجَبَهُ الشَّحُم فِي الثَّريدَه بشَّارٌ: 14103 - مَن لَم يُردكَ فَلَا تُردهُ ... ليكُن كمَن لَم تستَفدهُ البَيْتُ المَشْهُوْرُ: مَنْ لَمْ يُرِدْكَ وَلَمْ تُرِدْهُ ... لَمْ يَسْتَفِدْكَ وَلَمْ تُفِدْهُ قَوْلُ بَشَّارٍ يُخَاطِبُ اليَزِيْدِيَّ: مَن لَم يُردكَ فَلَا تُردهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: بَاعِدْ أَخَاكَ لِبُعْدِهِ ... فَإِذَا دَنَا شِبْرًا فَزِدْهُ فَأَجَابَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ اليَزِيْدِيُّ: غَلَطَ الفَتَى فِي قَوْلِهِ ... مَنْ لَا يُرِدْكَ فَلَا تُرِدْهُ مَنْ سَامَحَ الإِخْوَانَ ... لَمْ يُبْدِ العِتَابَ وَلَمْ يُعِدْهُ وَإِذَا جَزِيْتَ أَخًا بِذَنْبٍ ... كَانَ مِنْهُ لَمْ تَسُدْهُ 14104 - مَن لَم يُرِدنَا فِي الولَايَةِ ... لَم نُرِدهُ بَعدَ عَزلهِ قَبْلهُ: وَأَخٍ أَفَادَ وِلَايَةً ... هَبَّتْ وِلَايتُهُ بِعَقْلِه ¬
فجعتْ بِهِ إخْوَانَه ... وَجَنَتْ عَلَيْهِمْ بَتَّ حَبْلِهِ قَد قُلْتُ لَمَّا جَاءَنِي مِنْهُ ... الرَّسُوْلُ بِبَذْلِ وَصْلِه مَنْ لَمْ يُرِدْنَا فِي الوِلَايَةِ. البَيْتُ أبو حفص عمرو بن محمد النَّسفيّ الحنفي: 14105 - مَن لَم يزَعهُ عِلمُهُ عَن فِسقِهِ وَظُلمِهِ ... فَإِثم كُلِّ آثمٍ يكُون دُونَ إثمهِ قَبْلَهُ: قَالَ النَّبِيُّ فَاسْمَعُوا وَسَلِّمُوا لِحُكْمهِ ... شَرِّ الأَنَامِ عَالِمٌ لَمْ يَنْفَعْ بِعِلْمِهِ مَنْ لَمْ يَزَعْهُ عِلْمُهُ عَنْ فسْقِهِ وَظُلْمِهِ. البَيْتُ الحَمْدونيُّ: 14106 - مَن لَم يُسَمِّن جَوَادًا كَانَ يَركبُهُ فِي ... الخِصبِ قَامَ بهِ فِي الجَدبِ مَهزُولَا محَّمد بن شِبُلٍ: 14107 - مَن لَم يَصل بظبي الهنديّ حَاجتهُ ... أَضحى عَلى النَّاس مَوجودًا كمفقُود قَبْلهُ: قَالُوا تَكَامَلَ فيكَ الفَضْلُ قُلْتُ لَهُمْ ... الفَضْلُ قَيَّدَ حَظِّي أَيَّ تَقْيِيْدِ مَنْ رَامَ بِالأَدَبِ الأَرْزَاقَ نَفَّرَهَا ... وَعَاشَ أَشْبَهَ مَرْحُوْمٍ بِمَجْسُوْدِ كَمْ تَعلَقُ السَّيْفُ فِي غِمْدِي وَأَكْتمُهُ ... بَثِّي فَيَفْهَمُ أَشْجَاني بِتَسْهِيْدِي حَتَّى غَرِضتُ فَنَادَتْنِي مَضَارِبهُ ... يَا طَالِبَ المَجْدِ مَا آنَ تَجْرِيْدِي مَنْ لَمْ يَصِلْ بِظَبى الهِنْدِيّ حَاجَتهُ. البَيْتُ الصَّاحبُ بن عبَّادٍ: 14108 - مَن لَم يَعُدنَا إِذَا مَرضنَا ... إِن مَاتَ لَم نَشهَد الجَنازَه ¬
ابْنُ دُريدٍ من مَقصُوَرته: 14109 - مَن لَم يَعظهُ الدَّهرُ لَم ينفَعهُ ... مَا رَاحَ بهِ الوَاعظُ يومًا أَو غَدَا لَهُ منها أَيْضًا: 14110 - مَن لَم يَقف عندَ انتهاءِ قَدرهِ ... تقَاصَرت عنه فَسِيحَاتُ الخُطَا مَنُصورُ النَمِريُّ: 14111 - مَن لَم يَكُن ببني العَّباسِ مُعتَصمًا ... فَليسَ بالصَّلوات الخَمسِ يَنتَفِعُ 14112 - مَن لَم يَكُن عَقلُه مُؤدّبُهُ ... لَم يُغنِهِ وَاعظ مِنَ الكَلمِ مِثْلُهُ (¬1): لَنْ يُقْلِعَ الأَنْفُسُ عَنْ غَيِّهَا ... مَا لَمْ يَكُنْ مِنْهَا لَهَا وَاعِظُ أبُو نواسٍ: 14113 - مَن لم يكُن عَلويًا حينَ تَنسُبُهُ ... فَمَا لَهُ فِي قدَيم الدَهر مفتَخَرُ بَعْدَهُ: مُطَهَّرُوْنَ نَقِيَّاتٌ ثِيَابَهُمُ ... تَجْرِي الصَّلَاةُ عَلَيْهِمْ أَيْنَمَا ذُكِرُوا فَأَنْتُمُ المَلأُ الأَعْلَى وَعِنْدَكُمُ ... عِلْمُ الكِتَابِ وَمَا جَاءَتْ بِهِ السُّوَرُ 14114 - مَن لَم يَكُن عُنصُرُهُ طيِبًّا ... لم يَخرُج الطِّيّبُ من فيه بَعْدَهُ: أَصْلُ الفَتَى خَافٍ وَلَكِنَّهُ ... بِفِعْلِهِ يَظْهَرُ خَافِيْهِ ¬
كُلُّ امْرِئٍ عُنْوَانُهُ فِعْلُهُ ... قَد يَنْضَحُ الكُوْزُ بِمَا فِيْهِ محمَّدُ بنُ حَازمِ: 14115 - مَن لَم يَكُن لكَ مُنصِفًا ... فِي الوُدّ فابغ بهِ بَديلَا 14116 - مَن لم يَكُن للوصَالِ أَهلًا ... فَكُلُّ إحسَانه ذُنُوبُ يُرْوَى عَنْ بَعْضِ الصَّالِحِيْنَ أَنَّهُ سَأَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُرِيْهِ إِبْلِيْسَ لَعَنَهُ اللَّهُ مُدَةً طَوِيلَةً فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ جَاءَهُ شَيْخ مُحْدَوْدَبُ الظَّهْرِ بِيَدِهِ عُكَّازٌ وَعَلَيْهِ دِرَاعَةٌ وَعِمَامَةٌ مِنَ الصُّوْفِ فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَقَالَ: أَيُّهَا العَبْدُ الصَّالِحُ إِنَّني قَصَدْتُكَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيْدٍ حَتَّى أَسْألكَ مَسْأَلَةً تَجُوْلُ فِي صَدْرِي مِنْذُ زَمَانٍ طَوِيْلٍ لَا أَجِدُ مَنْ يُجِيْبُنِي عَنْهَا وَأُرِيْدُ أَنْ تُجِيْبنِي عَنْهَا. قَالَ لَهُ: مَا هِيَ. قَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي إِلَهٍ خَلَقَنِي وَخَلَقَ عَمَلِي وَقَدَّرَهُ عَلَى فَلَا أُطِيْقُ دَفْعَهُ عَنِّي ثم يُحَاسِبُنِي وَيُنَاقِشُنِي وَيُؤَاخِذُنِي بِهِ فَيُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ وَيُدْخِلُنِي النَّارَ أَيَكُوْنُ قَدْ عَدَلَ أَمْ يَكُوْنُ قَدْ ظَلَمَنِي؟ فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: إِبْلِيْسُ فَبَهَتَ الرَّجُلُ ثم رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ ألْهَمْنِي الجوَابَ عَنْ مَسْأَلَتِهِ فَنُوْدِيَ فِي سِرِّهِ: قُلْ لَهُ إِنْ كَانَ لَكَ عَلَيْهِ حَقٌّ وَاجِبٌ أَنْ يَهْدِيْكَ وَقَدْ مَنَعَكَ مِنْ حقَّكَ ظلمكَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيْهِ حَقٌّ وَاجِبٌ فَالمَشِيْئَةُ لَهُ وَالحُكْمُ لَهُ إِنْ شَاءَ هَدَاكَ وَإِنْ لَمْ يَشَأ فَلَا. قَالَ إِبْلِيْسُ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَضْلَلْتُ بِهَذِهِ المَسْأَلَةِ كَثِيْرًا مِنْ قَبْلِكَ فَهَلَكُوا وَمَا أَجَابَنِي عَنهَا بِهَذَا الجوَابِ أَحَدٌ إِلَّا أَنْتَ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا أَبَا مُرَّةَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لآدَمَ وَتُكْفَى شَرَّ هَذِهِ الفِتْنَةِ وَاللَّعْنَةِ وَالغَضَبِ وَالإِبْعَادِ وَالمَقْتِ فَبَكَى إِبْلِيْسُ وَقَالَ: أَيُّهَا العَبْدُ الصَّالِحُ لَقَدْ عَبَدْتُ اللَّهَ كذا كذا أَلْفَ سَنَةٍ وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُرِيْنِي اللَّوْحَ المَحْفُوْظَ فَلَمَّا رَأَيتهُ وَجَدْتُ بِهِ عَبْدًا مِنْ عِبَادِهِ مُبْتَلًى بِمُخَالَفَةِ أَمْرِهِ فَبَقِيْتُ مُتَعَجِّبًا مِنْ ذَلِكَ وَقُلْتُ: لَيْتَ شِعْرِي مِنْ هَذَا الشَّقِيِّ الَّذِي قَدِ ابتَلَى بِهَذِهِ البَلْوَى وَمَضَى عَلَى ذَلِكَ حِيْنٌ مِنَ الدَّهْرِ فَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فَأَبْغَضْتُهُ وَجعَلْتُ أَدْخُلُ مِنْ مَنْخُرِهِ وَأَخْرُجُ مِنْ دُبْرِهِ وَهُوَ كَالفَخَّارِ وَأَعْجَبُ مِنْ صُوْرَتهِ وَأَقُوْلُ لَيْتَ شِعْرِي مَا يُرَادُ بِهَذِهِ الصُّوْرَةِ. فَلَمَّا نَفَخُ اللَّهُ فِيْهِ مِنْ ¬
رُوْحِهِ وَأَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ وَسَجَدَ لَهُ كُلّهُمْ وَقَفْتُ أَنْظُرُ مِنْ ذَلِكَ الشَّقِيِّ الَّذِي يُخَالِفُ أَمْرَ رَبِّهِ فَإِذَا هُوَ أَنَا وَحَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ الحَسَدُ لَهُ فَلَمَّا قِيْلَ لِي مَالَكَ ألَا تَسْجدُ إِذْ أَمَرْتُكَ؟ قُلْتُ فِي نَفْسِي قَدْ خَالَفْتُ الأَمْرَ فِي المَرَّةِ الأُوْلَى فَكَيْفَ أُخَالِفُ فِي المَرَّةِ الثَّانِيَةِ وَهَمَمْتُ بِالسُّجُوْدِ فَإِذَا فِي وَسَطِ ظَهْرِي عَمُوْدٌ مِنْ نَارٍ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ فَلَمْ أَسْتَطِعِ السُّجُوْدَ فَقُلْتُ مَا قُلْتُ ثم قَال: أَيُّهَا العَبْدُ الصَّالِحُ أَنَا وَآدَمَ كُنَّا فِي المَعْصِيَةِ مُشْتَرِكِينَ وِإِنَّ مِثْلِي وَمِثْلَهُ كَرَجُلَيْنِ رَكِبَا البَحْرَ فَلَمَّا قَارَبَا السَّاحِلَ غَرِقَ بِهُمَا المَرْكِبُ فَجَاءَ الغَوَّاصُوْنَ فَأَخْرَجُوا مَتَاعَهُمَا فَبُسِطَ مَتَاعُ آدَمَ عَلَى صَحْرَاءِ الرَّحْمَةِ وَجَاءَهُ لُطفُ {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} وَبُسِطَ مَتَاعِي عَلَى صحْرَاءِ الغَضَبِ وَالمَقْتِ فَجَاءَنِي انْتِقَامٌ وِإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ بَلْ مِثْلِي وَمِثْلهُ كَرَجُلَيْنِ جَلَسَا لِلشُّرْب فَلَمَّا أَخَذَ آدَمُ قَدَحَهُ غَنَّاهُ القَضاءُ وَالقَدَرُ بِلِسَانِ حَالِهِ (¬1): وَإِذَا الحَبِيْبُ أَتَى بِذَنْبٍ وَاحِدٍ ... جَاءَتْ مَحَاسِنُهُ بِأَلْفِ شَفِيْعِ ولما وَصَلَ القَدَحُ إِلَى لِسَانِ حَالِي (¬2): مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلوِصَالِ أَهْلًا ... فَكُلُّ إِحْسَانِهِ ذُنُوبُ قَال الرَّاوِي فَقُلْتُ ذَلِكَ ثَمَرُ التَّوْبَةَ وَهَذَا ثَمَرُ الإِصرَارِ فَقَالَ صَدَقْتَ ثُمَّ غَاب عَنِّي. قَالَ رَجُلٌ لِلشَّلَبِيِّ رَحَمَهُ اللَّهُ: أَخْبِرْنِي عَنِ المَرْءِ فِيْمَ يَبْعُدُ مِنْ رَبِّهِ وَيُخْذَل عَنْ قُرْبِهِ فَزَعَقَ الشِّبْلِيُّ زَعْقَةً شَدِيْدَةً ارْتَجَّ لَهَا المَوْضِعُ ثُمَّ أَنْشَدَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْوِصَال. البَيْتُ 14117 - مَن لَم يَكُنَ للَّه مُتَّهِمًا ... لَم يُمسِ مُحتَاجًا إِلَى أَحَدِ قَبْلَهُ (¬1): يَا رَوْحَ مَنْ حَسَمَتْ قَنَاعَتُهُ ... سَبَبَ المَطَامِعِ مِنْ غَدٍ وَغَدِ ¬
مَنْ لَمْ يَكُنْ للَّهِ مُتَّهِمًا. البَيْتُ ديكُ الجنِ: 14118 - مَن لَيسَ يَدرِي مَا يُرِيدُ ... فَكَيفَ يَدري مَا تُرِيدُ ومن باب (مَنْ لِي) قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ (¬1): مَنْ لِي عَلَى رَغْمِ العَذُوْلِ بِقَهْوَةٍ ... بكْرٍ رَبِيْبَةِ حَانَةٍ عَذْرَاءِ مَوْجٌ مِنَ الذَّهَبِ المُذَابِ تَضمُّهُ ... كَأسٌ كَقشرِ الدُّرَّةِ البَيْضَاءِ هَذَا البَيْتُ مَثَلٌ سَائِرٌ. يُضرَبُ فِيْمَنْ يَعْسُرُ فَهْمُهُ وَيَتَعَذَّرُ حِلْمُهُ (¬2). 14119 - مَن مَاتَ فَاتَ وَفي المقَابر يَسـ ... ـــتَوي تَحتَ التُّراب شَريفُه ووضيعُهُ لَمَّا احْتَضرَ بِشْرُ بنُ الوَليْدِ أَوْصى أَنْ يُكْتَبَ هَذَا البَيْتُ عَلَى قَبْرِهِ. يُروى لأمير المؤمنين عليّ عليه السَلامُ: 14120 - مَن مَارسَ الدَّهرَ ذمَّ صُحبتَهُ ... وَنَالَ من صَفوِهِ وَمن كَدَره رَوَى المَرْزُبَانِيُّ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي دِيْوَانِ شِعْرِهِ قَالَ: جَاءَ رَجُل إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالَ لَهُ: أَعْطِنِي فَقَدْ عِيْلَ صَبْرِي. قَالَ لَهُ: فَأُنْشِدُكَ؟ قَالَ: كَلَامُكَ خَيْرٌ لِي فَانْشِدْنِي إِذًا فَأَنْشَدَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنْ عَضَّكَ الدَّهْرُ فَانْتَظِرْ فَرَجًا ... فَإِنَّهُ نَازِلٌ بِمُنْتَظِرِه أَو مَسَّكَ الضُّرُّ أَو بُلِيْتَ بِهِ ... فَاصْبِرْ عَلَى عُسْرِه وَفِي يُسْرِهِ ¬
رُبَّ مُعَافًى عَلَى تَهُوُّرِهِ ... وَعَاقِلٌ لَا يَنَامُ مِنْ حَذَرِه وَبَائِتٍ فِي عَشَاءِ لَيْلَتِهِ ... دَبَّ إِلَيْهِ البَلَاءُ فِي سَحَرِه مَنْ مَارَسَ الدَّهْرَ ذَمَّ صُحْبَتهُ. البَيْتُ المُتنبي فِي سَيفِ الدولة: 14121 - مَن مُبلغُ الأَعرابِ أَنّى بَعدَهَا ... شَاهَدتُ رَسطاليسَ وَالإسكَندَرا بَعْدَهُ: وَلَقِيْتُ بَطْلِيْمُوْسَ دَارِسَ كُتْبهِ ... مُتَمَلِّكًا مُتَبَدِّيًا مُتَحَضِّرَا وَرَأَيْتُ كُلَّ الفَاضِلِيْنَ كَأَنَّمَا ... رَدَّ الإِلَهُ نُفُوْسهُمْ وَالأَعْصَرَا نُسِقُوا لنَا نَسْقَ الحِسَابِ مُقَدَّمًا ... وَأَتَى فَذَلِكَ إِذْ رَأَيْتَ مُؤَخَّرَا يقول: إِنَّ الحاسب يفصّلُ فِي حسابه ثم يأتي بالجملة فِي آخرِ الحِسَابُ وَيَقُوْلُ فَذَلِكَ كَذَى وَكَذَى يَعْنِي أَنْ هَذَا المَمْدُوْحَ أَتَى بِجُمْيَةِ المَعْنَى المَطْلَوْبِ. البُسُّتي من قَصيَدتِهِ: 14122 - مَن مَدَّ طَرفًا بِفَرطِ الجَهلَ نَحوَ هَوًى ... أَغضَى عَلى الحقّ يومًا وهو خَزيَانُ الرَّضِيُّ المُوسَوِيُّ: 14123 - مَن مَدَّ معصَمَهُ مُستعصِمًا بِيَدى ... عَصَمتُهُ بإِخاءِ غَيرِ مُنجَذِم أَبُو نَواسٍ: 14124 - مَن مَضَى عِبرةٌ لَنَا ... وَغدًا نَحْنُ مُعتَبَر قَبْلهُ: يَا بَنِي النَّقْصِ وَالغِيَرِ ... وَبَنِي الضَّعْفِ وَالخَوَرِ ¬
وَبَنِي البُعْدِ فِي الطِّبَاعِ عَلَى ... القُرْبِ وَفِي الصُّوَرِ وَالشّكُوْلِ الَّتِي تَبَايَنَّ ... فِي الطُّوْلِ وَالقِصَرِ أَيْنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ ... ذَوِي البَأسِ وَالخَطَرِ سَبَقُوْنَا إِلَى الرَّحِيْلِ ... وَإِنَّا لَفِي الأَثَرِ الرَّضِيُّ المُوسَوِيُ: 14125 - مَن مُعيدٌ أيَّامَ سَلعِ عَلَى ... مَا كَانَ منهَا وَأين أيّامُ سَلعِ يَقُوْل مِنْهَا: فَاتَنِي أَنْ أَرى الدِّيَارَ بِطَرْفِي ... فَلَعَلِّي أَرَى الدّيَارَ بِسَمْعِي ابن دُريدٍ من مَقصُورَته: 14126 - مَن مَلَّكَ الحرصَ القَيادَ لَم يَزلُ ... يَكرَعُ فِي مَاءَ مَن الذُلّ صَرَى ومن باب (من مُنْصفِي) قَوْلُ الحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بنِ رَئِيْسِ الرُّؤَسَاءِ: يَا مَنْ يَتِيْهُ بِفَاحِمٍ جَعْدِ ... وَبِوَ جْنَةٍ حَمْرَاءَ كَالوَرْدِ وَبِمَبْسَمٍ عَذْبٍ مُقَبّلَهُ حُلْوُ ... الرّضَابِ كَلُؤْلُؤِ العِقْدِ لَا تَمْزُجَنَّ حَلَاوَةَ الوُدِّ ... بِمَرَارَةِ الهجْرَانِ وَالصَّدّ وَارْمْ مُعَنَّى القَلْبِ دَمْعَتُهُ ... مَسْفُوْحَة مِنْ شدَّةِ الوَجْدِ مَنْ مُنْصِفِي يا قَوْمُ مِنْ قَمَرٍ ... مُتَعَتِّبٍ يَجْنِي وَيَسْتَعْدِي هَذَا البَيْتُ الفَرْدُ. وَرَأَيْتُهُ مَكْتُوْبًا عَلَى فَصِّ خَاتَمٍ. 14127 - مَن مَنَعَ الحجَّامَ مَا استحقَّهُ ... أَوشَكَ أَن يُعطى الطبيب حَقَّهُ الفَرزدقُ: 14128 - مِنَّا الكَوَاهِلُ والأَعناقُ نقدمُهَا ... والرأسُ منَّا وفيه السَّمع والبصَرُ ¬
يقول مِنْهَا: وَلَا نَلِيْنُ لِسُلْطَانٍ تَهَضمَنَا ... حَتَّى تَلِيْنَ لِضِرْسِ المَاضِغِ الحَجَرُ وضَّاحُ اليَمَنِ: 14129 - مِنَّا الأَناةُ وبَعضُ القَوم يَحسبنَا ... أنَّا بَطاءٌ وَفي إبطائِنَا سَرَعُ هُوَ وَضَّأْح اليَمَنِ بن إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ كُلَالِ بنِ دَاوُدَ بنِ أَبِي اليَمَانِي. ومن باب (مِنَّا) قَوْلُ حَسَّان بنِ ثَابِتٍ (¬1): مِنَّا الَّذِي يُحْمَدُ مَعْرُوْفُهُ ... وَيُفْرِجُ الكَرْبَةَ يَوْمَ الزِّحَامِ البَاذِلُ المَعْرُوْفَ يَوْمًا ... إِذَا مَا ضَاقَ بِالعُرْفِ اللِّئَامِ لَا نَخْذِلُ الجارَ وَلَا نُسلمُ المَوْ ... لَى وَلَا نَخْتَصمُ يَوْمَ الخِصَامِ لَا تَعْدَمِي فِيْنَا فَتًى مَاجِدًا ... يُضرَبُ بِالسَّيْفِ ثبَيْتَ المَقَامِ أحمد بن أبي أُسَامَة القُرشي الهرويّ: 14130 - مَن نَالَ من دُنياهُ أُمنيةً ... أسقَطَتِ الأيَّامُ مِنْهَا الأَلِف نَصر اللَّه بن عُنَيْن: 14131 - مَن نبَّأ الوَرقاءَ أَن مَحلَّكُم ... حَرمْ وإنَّكَ مَلجأٌ للخَائِفِ قِيْلَ: كَانَ أَبُو المَحَاسِنِ نَصْرُ اللَّهِ بنُ عُنَيْنٍ حَاضرًا فِي مَجْلِسِ الشَّيْخِ الإِمَامِ خَطِيْبِ الرَّيِّ فِي يَوْمٍ شَدِيْدِ البَرْدِ فَإِذَا حَمَامَةٌ فِي الجوِّ هَارِبَةٌ وَوَرَاءهَا صَقْرٌ ضَغَطَهَا فَأَلْقَتْ نَفْسَهَا فِي حِجْرِ الشَّيْخِ فَاسْتَتَرَتْ بثِيَابهِ وَبَقِيَ الصَّقْرُ مُحَوِّمًا عَلَيْهَا فَعَجبَ الحَاضِرُوْنَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ ابْنُ عُنَيْنٍ (¬1): ¬
يَا بنَ الكِرَامِ إِذَا شَتُوا فِي ... كُلِّ مَخْمَصَةٍ وَثَلْجٍ حَاسِفِ وَالعَاصِميْنَ إِذَا النُّفُوْسُ تَطَايَرَتْ ... بَيْنَ الصَّوَارِمِ وَالوَشِيْحِ الرَّاعِفِ مَنْ نَبَّأَ الوَرْقَاءَ أَنَّ مَحَلَّكُمْ ... حَرَمٌ وَأَنَّكَ مَلْجَأٌ لِلخَائِفِ وَفَدَتْ عَلَيْكَ وقَدْ تَدَانَى حَتْفُهَا ... فَحَبَوْتهَا بِبَقَائِهَا المُسْتَأنَفِ وَلَوْ أَنَّهَا تُجْبَى بِمَالٍ لانْثَنَتْ ... مِنْ رَاحَتَيْكَ بِنَائلٍ مُتَضَاعِفِ جَاءَتْ سُلَيْمَانَ الزَّمَانَ بِشَكْوِهَا ... وَالمَوْتُ يَلْمَعُ مِنْ جنَاحَي خَاطِفِ قَرِمٍ لَوَاهُ القُوْتُ حَتَّى ظَلَّهُ ... بِإِزَائِهِ يَجْرِي بِقَلْبٍ رَاجِفِ 14132 - مِن نُور وَجهِكَ تُكسَى الشَّمسُ بَهجتَهَا ... ومن بنَانكَ يجري الماءُ فِي العودِ ومن باب (من نَمَّ) قَوْلُ صَالِحِ بنِ عَبْدِ القُدُّوْسِ (¬1): مَنْ نَمَّ فِي النَّاسِ لَمْ تُؤْمَنْ عَقَارِبُهُ ... عَلَى الصَّدِيْقِ وَلَمْ تُؤْمَنْ أَفَاعِيْهِ كَالسَّيْلِ بِاللَّيْلِ لَا يَدْرِي بِهِ أَحَدٌ ... مِنْ أَيْنَ جَاءَ وَلَا مِنْ أَيْنَ يَأتِيْهِ يُلْقِي العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ بَيْنُهُمُ ... فَلَيْسَ يَسْلَمُ مِنْهُ مَنْ يُصَافِيْهُ وَلَيْسَ يَسْلَمُ مِنْهُ مَنْ يُصَاحِبُهُ ... وَلَيْسَ يَسْلَمُ مِنْهُ مَنْ يُؤَاخِيْهِ فَالوَيْلُ لِلْعَهْدِ مِنْهُ كَيْفَ يَنْقُضهُ ... وَالوَيْلُ لِلْوُدِّ مِنْهُ كَيْفَ يَفْنِيْه ومن باب (مَنْ هَجَانِي) قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ نَصرِ بن مَنْصُوْرِ بن بَسَّامٍ الكَاتِبِ وَقَدْ هَجَاهُ بَعْضُهُمْ (¬2): مَنْ هَجَانِي مِنَ البَرِيَّةِ طُرًّا ... أَو سَعَى فِي مَسَاءَتِي أَو لَحَانِي فَاللَّوَاتِي عَلَيْهِ حَرَّمَهُنَّ اللَّهُ ... فِي سُوْرَةِ النِّسَاءِ زَوَانِي امرُؤ القَيِسُ: 14133 - مَنَّيتنَا بِغَدٍ وَبَعدِ غَدٍ ... حَتَّى بَخلتِ كَأَسوءِ البُخِل ¬
ابْنُ شَمس الخِلَافَةِ: 14134 - مِنِّي وصَالٌ وَمن أَسَماءَ هجرانُ ... وَللوشَاة بِهَا شأنٌ وَلي شَانُ إبراهُيم الغَزّي: 14135 - مَن لَاذَ بالأَحيَاءِ كيرَ مُشَيَّعٍ ... بالنُجحِ عَدَّ قُصُورَهُم أَجدَاثَا بَعْدَهُ: قَد كُتِبَ إِخْوَانُهُ بِبَاب: أَنْكَرْتُ حَادِثَةً خِفْتُهَا. المَعَرّيُ: 14136 - مَن لَا يُسدُّ وَيُسيدُ في حَنَادِسِهِ ... وَيُسد خيرًا إِلَى العَافينَ لَا يَسُدِ البُحتُرِيُّ: 14137 - مَن لَا يُؤَدّي شُكر نعمَةِ ... خلِّهِ فَمتَى يُؤدّى شُكر نعمَةِ رَبِّهِ قَبْلهُ: مَنْ لا يَقُوْمُ بِشُكْرِ نِعْمَةِ خِلِّهِ. البَيْتُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ. رَوَاهُ الجاحِظُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنِ إِسْمَاعِيْلَ بن أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْس بن أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ البَجَلِيّ عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الأَحوصُ: 14138 - مَن يأمن الدَّهرَ أَو يرجُو الخُلودَ بهِ ... بَعدَ الذين مَضَوا فِي سَالفِ الأُممَ قَوْلُ الأَحْوَصِ: ¬
مَنْ يَأْمَن الدَّهْرَ أَو يَرْجُو الخُلُوْدَ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَيْسَ امْرُؤٌ كَانَ فِي أَمْرٍ يَسِيْرٍ ... يَوْمًا بِأَخْلَدِ مِنْ عَادٍ وَمِنْ إرَمِ كَيْفَ الخُلُوْدُ وَقَدْ خُطَّتْ مَنِيَّتُهُ ... وَلَا مَرَدَّ لِشَيْءٍ خُطَّ بِالقَلَمِ لَا بُدَّ أَنَّ المَنَايَا سَوْفَ تُدْرِكُهُ ... وَمَنْ يُعَمَّرْ فَلَا يَنْجُو مِنَ الهَرَمِ بَعضُ الحَارثيينَ: 14139 - مُنًى إن تَكُن حقًّا تَكُن أَحسَنَ المُنَى ... وَإلَّا فَقد عشنَا بها زمنًا رَغدَا قَبْلهُ: أَمَانِيُّ مِنْ سُعْدَى حِسَانٌ كَأَنَّمَا ... سَقَتْنَا بِهَا سُعْدَى عَلَى ظَمَأٍ بَرْدَا مُنًى إِنْ تَكُنْ حَقًّا تَكُنْ أَحْسَنَ المُنَى. البَيْتُ الطُغرائيّ: 14140 - مُنًى أن تَكُن كذبًا فَقد طَابَ كذبُها ... وإن صَدقَت يومًا تَضاعفَ طيبُها قَبْلهُ: تَحَسَّنَتِ الأَيَّامُ ثُمَّ تَنَكَّرَتْ ... فَعَفَّى عَلَى الإحْسَانِ عَنْهَا ذُنُوْبُهَا وَقَد كَانَ طَلْقًا وَجْهُهَا فَتَجَهَّمَتْ ... وَغَيَّرَ ذَاكَ البِشْرُ مِنْهَا قُطُوْبُهَا وَأَكْبَرُ عَيْبٍ فِي اللَّيَالِي حُؤُوْلُهَا ... سَرِيْعًا وَإِنْ كَانَتْ كَثِيْرًا عُيُوْنُهَا أُعَلِّلُ النَّفْسَ بِالأَمَانِيِّ ضِلَّةً ... وَأَحْلَى أَمَانِيّ النُّفُوْسِ كَذُوْبُهَا مَتَى إِنْ تَكُنْ كَذِبًا كِذْبُهَا. البَيْتُ أبو الفتح البُستِي: 14141 - مَن يتَّق اللَّهَ يَحمَدهُ عَوَاقبُهُ ... ويَكفِهِ شرَّ مَن عَزُّوا وَمَن هَانُوا ¬
أبو الحَسين إِسُحاق بن أَحمدَ: 14142 - مُنًى تُحدِّثُني نَفسي بأَكثَرِهَا ... وَرُبَّمَا بَلغَت نفسٌ أمَانيَها كَشَاجِمُ: 14143 - مَن يَتَطَبَّع بغَيرِ طَبعٍ ... يَرجع سَرِيعًا إِلَى الطَّبيعَه أبُو الشَّمقْمَق: 14144 - مَن يَحفرِ البِئرَ لأَصحَابهِ ... يَكُن هُو الوَاقِعُ فِي البئرِ قِيْلَ لأَعْرَابِيٍّ: مَاتَ فُلَانٌ الحَفَّارُ فَقَالَ: لَا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُ مَنْ يَحْفُرِ حُفْرَةَ السّوْءِ يَقَعُ فِيْهَا. ذو الإِصبع العَدَواني: 14145 - مَن يَحمَدِ النَّاسَ يَحمدُوهُ ... وَالناسُ مَن عابَهُم مَعِيبُ قبله (¬1): بِاللَّهِ يُدْرَكُ كُلُّ خَيْرٍ ... وَالقَوْلُ فِي بَعْضِهِ التَتبيْبُ مَا الفَضْلُ فِيْمَا تُرِيْكَ عَيْنٌ ... بَلْ هُوَ مَا تُضمِرُ القُلُوْبُ مَنْ يَحْمَدِ النَّاسَ يَحْمُدُوْهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَالمَوْتُ فِي بَعْضهِ رَوَاحٌ ... وَالعَيْشُ فِي طُوْلهِ تَعْذِيْبُ وَكُلُّ مَنْ غَالَبَ المَنَايَا ... وَالدَّهْر أَوْ رَيْبُهُ مَغْلُوْبُ وَفِي الجدِيْدَيْنِ كُلُّ يَوْمٍ ... لِكُلِّ ذِي أَجَلٍ تَقْرِيْبُ مَنْ يُسْرِرِ اليَوْمَ يَلْقَ كُرْهًا ... غَدًا وَتَعْرِضُ لَهُ الخُطُوْبُ لَا يعوزُ الشَّرَّ مَنْ بَغَاهُ ... وَالنَّاسُ مَنْ سَبَّهُمْ مَسْبُوْبُ ¬
أبُو حَازمٍ: 14146 - مَن يُخَبِّركَ بشِتمٍ عَن أَخٍ ... فَهو الشَّاتمُ لَا من شَتَمَك مَثَلٌ لِلعَوَامِ يَقُوْلُوْنَ: الَّذِي أَبْلَغَكَ فَهُوَ الَّذِي أَسْمَعَكْ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: مَنْ يُخَبِّرُكَ بِشَتْمٍ عَنْ أَخٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هُوَ لَوْلَا كُلْفَةُ الجهْلِ لَمَّا ... بَلَّغَ الغَيْبَةَ عَمَّنْ هَضمَكْ كَيْفَ لَمْ يَنْصُرْكَ إِذَا كَانَ أَخا ... حفظٍ عِنْدَ مَنْ قَدْ ظَلَمَكْ إِنَّمَا رَام بِإِعْلَامِ الَّذِي ... نَمَّ فِيْهِ فَاعْلَمَنْ أَنْ يُرْغِمَكْ ذَاكَ امْرُؤٌ لَمْ يُوَاجِهكَ بِهِ ... إِنَّمَا اللَّوْمُ عَلَى مَنْ أَعْلَمَكْ إِنَّ ذَا اللُّؤْمِ إِذَا أَكْرَمْتَه ... حَسِبَ الإكْرَامَ حَقًّا لَزِمَكْ فَأَهِنْهُ إِنَّهُ مِنْ لُؤْمِهِ ... إِنْ تَسُمْهُ بِهَوَانٍ أَكْرَمَكْ لَكِن الحُرَّ إِذَا أَكْرَمْتَه ... لَمْ يُصَغِّرْكْ وَلَكِنْ عَظَّمَكْ وَقَالَ المُتَنَبِّيِّ: لَيْتَ شِعْرِي أَيُّ شَيْءٍ شَغَلَكْ ... يَا مُنَايَ عَنْ مُحِبٍّ وَصَلَكْ أَتَاكَ الزُّوْرُ عَنِّي حَاسِدٌ ... حَسَدَ الإلْفَةَ حَتَّى أَفّكَكْ فَدَعِ الزُّوْرَ فَمَنْ يَحْمِلُهُ ... شَاتِمٌ عِرْضِكَ لَا مَنْ شَتَمَكْ وبهذا سَارَ فِيْنَا مَثَلٌ ... قِيْلَ فِي كُلِّ عَدُوٍّ قَذَفَكْ مَنْ يُخْبِرَكَ بِشَتْمٍ عَنْ أَخٍ فَهُوَ ... الشَّاتِمُ لَا مَنْ أَسْمَعَكْ وَقَالَ المُتَنَبِّيِّ أَيْضًا: أَيُّهَا الوَاصِلُ مَا زَالَ لَنَا ... مَا الَّذِي مَوْلَايَ عَنْهُ عَدَلَكْ أَعَدُوٌّ حَاسِدٌ دَبَّ لنَا فَوَشَى ... بِالزُّوْرِ حَتَّى صدَفَكْ فَازْجُرِ الحَاسِدَ عَمَّا قَالَهُ ... فَهُوَ الشَّاتِمُ لَا مَنْ شَتَمَكْ قَدْ مَضى فِي النَّاسِ قَوْلٌ سَائِرٌ ... إِنَّمَا الإِسْمَاعُ مِمَّنْ بَلَغَكْ ¬
وَقَالَ آخَرُ: أَيُّهَا المَالِكُ رِقِّي وَالَّذِي ... آمُلُ الخَيْرَاتِ مِنْهُ إِذْ مَلَكْ أَنَا عَبْدٌ وَوَلِيٌّ نَاصِحٌ ... لَكَ مَا لَاحَ الثُّرَيَّا فِي الفَلَكْ لَسْتُ بِالقَائِلِ سُوْءًا أَبَدًا ... لَكَ فَارْفُض قَوْل ساعٍ قَدْ أَفَكْ إِنَّنِي فِيْمَا أَتُوْهُ كَالَّذِي ... قَالَ قِدْمًا فِي عَدُوٍّ قَدْ مَحَكْ مَنْ يُبَلِّغُكَ بِشَتْم عَنْ أَخٍ ... فَهُوَ الشَّاتِمُ لا مَنْ شَتَمَكْ تَضْمِيْنٌ ومن باب (مَنْ يَخُنْكَ) قَوْلُ أَبِي زُبَيْدٍ الطَّائِيّ (¬1): [من الخفيف] مَنْ يَخُنْكَ الصَّفَاءَ أَوْ يَتَبَدَّلُ ... أَوْ يُزَلْ مِثْلَ مَا تَزُوْلُ الظِّلَالُ فَاعْلَمَنْ أَنَّنِي أَخُوْكَ أَخُو ... الوُدِّ حَيَاتِي حَتَّى تَزُوْلَ الجِبَالُ أبُو سليمان الخطَّابيُ: 14147 - مَن يَدر دارىَ وَمن لَم يَدرِ سَو ... فَ يُرَى عمَّا قَليلٍ نَديمًا للنَّدامَاتِ أبو قَيسِ بن الأَسلَتِ: 14148 - مَن يَذُقِ الحَربَ يجد ... طَعمَهَا مُرًّا وتُنزِلهُ بِجعجاعِ 14149 - مَن يُرتجَى أَو يُتَّقى بأسُهُ ... وَفي يَدَيكَ الجودُ وَالبَأسُ بَعْدَهُ: مَا عِشْتَ عَاشَ النَّاسُ فِي غِبْطَةٍ ... وَإِنْ تَمُت مَاتَ بِكَ النَّاسُ 14150 - مَن يَرتَشِف صَفو الزَّمـ ... ـــانِ يَغَصُّ يومًا بالكَدَر ¬
الحُطيئَةُ: 14151 - مَن يَزرَع الخَيرَ يَحصُد مَا يُسرُّ ... بهِ وَزَارِعُ الشَرِّ منكوسٌ عَلَى الرأسِ بَعْدَهُ: إِنَّ الأُوْلَى كَانَ يُرْجَا فَضْلُ نَائِلِهِمْ ... أَضْحَى الأُلَى جَدَثٌ فِي بَطْنِ أَرْمَاسِ مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لَا يَعْدَمْ جَوَازِيَهُ ... لَا يَذْهَبُ العُرْفُ بَيْن اللَّهِ وَالنَّاسِ البُسُّتِي من قَصيدَتِهِ: 14152 - مَن يَزرَع الشرَّ يَحصُد فِي عَوَاقِبهِ ... نَدَامةً وَلحَصدِ الشرِّ إبَّانُ الفَضْلُ بن العَباس بن عُتبة بن أبي لَهَبٍ: 14153 - مَن يُسَاجلنِي يُسَاجِل مَاجِدًا ... يَملأُ الدَّلوَ إِلَى عَقدِ الكَرَب يُقَالُ فِي المَثَلِ: الحَرْبُ سِجَالٌ. المُسَاجَلَةُ أَنْ تَصْنَعَ مِثْلَ صُنْع أَخِيْكَ مِنْ قِتَالٍ أَوْ سَعْيٍ وَأَصْلهُ الدَّلوَ فِيْهِ مَاءٌ قَلَّ أَوْ كَثُرَ وَلَا يُقَالُ لَهَا سَجلٌ وَهِيَ فَارِغُةٌ. أَبو نَصر بن نُباتَةَ: 14154 - مَن يَسألِ اللَّهَ وُدًّا غيرَ مُنقَّصٍ ... فَليسَ يسأَلُ إِلَّا وُدَّ أَمثَالِي عَبِيدُ بنُ الأَبرُصِ: 14155 - مَن يَسأَلِ النَّاسَ يَحرِمُوهُ ... وَسَائِلُ اللَّهِ لَا يَخيب أَبْيَات عَبَيْدِ بنِ الأَبْرَصِ بنِ عَوْفِ بنِ جُشَمِ بنِ عَامِرِ بن هرِّ بنُ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ دَوْدَانَ بنِ أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ إِلْيَاسِ بنِ مُضَرِ بنِ نِزَارٍ، وَعِدَادهُمْ فِي ¬
الإِسْلَامِ فِي بَنِي مَالِكِ بنِ الحرثِ مِنْ قَصِيْدَةِ أَوَّلُهَا: [من مجزوء البسيط] أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلحُوْبُ ... فَالقُطبِيَّاتُ فَالذَّنُوْبُ يَقُوْل مِنْهَا: تَصْبُو وَأَنَّى لَكَ التَّصَابِي ... أَنَّى وَقَدْ رَاعَكَ المَشِيْبُ فَكُلُّ ذِي نِعْمَةٍ مَخْلُوْسُهَا ... وَكُلُّ ذِي أَمَلٍ مَكْذُوْبُ وَكُلُّ ذِي إِبْلٍ مَوْرِثُهَا ... وَكُلُّ ذِي سَلَبٍ مَسْلُوْبُ وَكُلُّ ذِي غَيْبَةٍ يَؤُوْبُ ... وَغَائِبُ المَوْتِ لَا يَؤُوْبُ مَنْ يَسْأَل النَّاسَ يَحْرِمُوْهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَا يَعِظ النَّاسُ مَنْ لَا ... يَعِظه الدَّهْرُ وَلَا يَنْفَعُ التَّلْبِيْبُ سَاعِدْ بِأَرْضٍ إِذَا كُنْتَ بِهَا ... وَلَا تَقُلْ أَنَّنِي غَرِيْبُ قَدْ يُوْصلُ النَّازحُ النَّأيَ ... وَيُقْطَعُ ذُو السُّهْمَةِ القَرِيْبُ وَالمَرْءُ مَا عَاشَ فِي تَكْذِيْبٍ ... طُوْلَ الحَيَاةِ لَهُ تَعْذِيْبُ كَانَ مِنْ حَدِيْثِ عَبيْدٍ وَقَتْلِهِ أَنَّ المُنْذِرَ بن مَاءِ السَّمَاءِ بَنَى الغّرنِين عَلَى قَبْرَي رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ كَانَا نَدِيْمَيْهِ وَقَال لَا يَمُرُّ أَحَدٌ مِنْ وُفُوْدِ العَرَبِ إِلَّا بَيْنَهُمَا وَكَانَ لَهُ يَوْمٌ فِي السَّنَةِ يَذْبَحُ فِيْهِ أَوَّل مَنْ يَلْقَاهُ فَبَيْنَا هُوَ يَسِيْرُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ إِذْ أَشْرَفَ عَلَيْهِ عَبيْدٌ وَافِدًا يَطْلِبُ مِنْهُ الحَبَاءَ وَالجوَائز وَالعَطَاءَ، فَقَال لِرَجُلٍ كَانَ مَعَهُ مَنْ هَذَا الشَّقِيُّ فَقِيْلَ لَهُ عَبيْدُ بنُ الأَبْرَصِ فَأَتَى بِهِ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ وَنَزَلَ المُنْذِرُ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَدَعَا بعَبيْدٍ وَهُوَ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ يَرَى النَّاسَ وَهُمْ لَا يَرَوْنَهُ فَقَال لَهُ ردِيْفُ الملك مَا تَرَى يَا أَخًا بَنِي أَسَدٍ؟ قَال: أَرَى الحَوَايَا بِمَنْزِيَةِ الأَكُفِّ عَلَيْهَا المَنَايَا. قَالَ: فَقُلْتُ شَيْئًا؟ قَال: حَالَ الجرِيْضُ دُوْنَ القَرِيْضِ، قَال أَنْشِدْنَا: أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوْبُ. فَقَال: أَقْرَى مِنْ أَهْلِهِ عَبِيْدُ ... فَاليَوْمَ لَا يُبْدِي وَلَا يُعِيْدُ
فَقَالَ لَهُ الرَّدِيْفُ أَنْشِدْنَا. قَالَ (¬1): هِيَ الخَمْرُ تُكَنَّى الطِّلَا ... كَمَا الذِّئْبُ يُكْنى أَبَا جَعْدَه فَأَبَى أَنْ يُنْشِدَهُمْ شَيْئًا فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ. ضَمَّنَهُ بَعْضُ المُحَدِّثِيْنَ فَقَالَ: سَأَلْتُهَا قُبْلَةً فَضَنَّتْ ... وَصَارَ لِي عِنْدَهَا ذُنُوْبُ مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ يَحْرِمُوْهُ. البَيْتُ وَأَخَذَهُ الأَعْشَى فَقَالَ (¬2): وَمَنْ يُكْثِرِ التَّسْآلِ لَا بُدَّ يُحْرمُ 14156 - مَن يَستَعِن بالرفقِ فِي أَمِرِه ... يَستَخرِج الحيَّةَ مِن جُحرهَا عُمرُ بنَ عَبُدِ العزيز رحمه اللَّه: 14157 - مَن يَستَقم منِكُم مَا إِن يَرى ... شَططًا مِنِّي عَلَيهِ وَمَن يَعوَجَّ يَستَقم قَبْلهُ: مَنْ كَانَ أَزْعَجَهُ خَوْفٌ وَأَقْلَقَهُ ... حَيْفٌ فَهَذَا أَوَانُ العَدْلِ فَلْيَقُمِ مَنْ يستقم منكم. البيت. أَبُو العُريانِ الهَيثَمُ: 14158 - مَن يُسدِ خيرًا يجِدهُ حَيثُ يَطلبُهُ ... أَو يُسدِ شرًّا يجده حَيثُما كَانَا حَدَّثَ المَدَائِنِيُّ قَالَ مَرَّ زِيَادُ بنُ أَبِيْهِ بِأَبي العُرْيَانِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ بَصَرَهُ فَسَمعَ وَقْعُ الخَيْلِ فَقَالَ مَنْ هَذَا قَالُوا زِيَادُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ رُبَّ أَمْرٍ قَدْ ¬
نَقَضَهُ اللَّهُ وَعَبْدٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ فَسَمِعَهَا زِيَادٌ فَكَرِهَ الإِقْدَامَ عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيةَ ابْعَثْ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِيْنَارٍ وَمُرَّ بِهِ فَاسْمَعْ مَا يَقُوْلُ فَفَعَلَ وَمَرَّ بِهِ فَقَالَ يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا سفْيَانَ لَكَأَنَّ تَسْلِيمَتَهُ وَنعْمَتَهُ قَالَ فَكَتَبَ بِهَا زِيَادٌ إِلَى مُعَاوِيةَ فَكَتَبَ مُعَاوِيةَ إِلَى أَبِي العُرْيَانِ يَقُوْلُ (¬1): مَا لِبثكَ الدَّنَانِيْرُ الَّتِي رُشِيَتْ ... إِنْ لَوَّنَكَ أَبَا العُرْيَانِ أَلْوَانَا للَّهِ دَرُّ زِيَادٍ لَوْ تَعَجَّلَهَا ... كَانَتْ لَهُ دُوْنَ مَا يَخْشَاهُ قُرْبَانَا أَمْسَى وَلَيْسَ زِيَادٌ مِنْ أَرُوْمَتِهِ ... فترًا وَأَصْبَحَ لَا يَقْرِيْهِ عِرْفَانَا قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو العُرْيَان بِهَذَا الشِّعْرِ دَعَا ابْنَهُ فَقَالَ اكتُبْ إِلَيْهِ (¬2): أَحْدِثْ لنَا صِلَةً تَحْيَا النُّفُوْسُ بِهَا ... قَدْ كُدْتَ يَا بنَ أَبِي سُفْيَانَ تَنْسَانَا أَمَّا زِيَادٌ فَلَمْ أَظْلِمْهُ نِسْبَتَهُ ... وَلَمْ أُرِدْ بِالَّذِي حَاوَلْتُ بُهْتَانَا مَنْ يُسْدِ خَيْرًا يَجِدْهُ حَيْثُ يَطْلِبُهُ. البَيْتُ ومن باب (مَنْ يَشْتَرِي) قَوْلُ إِبْرَاهِيْم الصّوْليّ فِي ابن الزَّيَّاتِ: مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي إِخَاءَ مُحَمَّدٍ ... أَمْ مَنْ يُرِيْدُ إِخَاءَهُ مَجَّانَا أَمْ مَنْ يُخَلِّصُ مِنْ إِخَاءِ مُحَمَّدٍ ... وَلَهُ مُنَاهُ كَائِنًا مَنْ كَانَا الرّضيُّ المُوسَوِيُّ: 14159 - مَن يَشتَرِي منّي جَميُعَ فَضلِي ... بسَاعَةٍ مِن عيش أَهلِ الجَهلِ أبو الفَضُلِ بنُ العَمُيدِ: 14160 - مَن يُشفَ من داءٍ بآخَرَ مِثلِهِ ... أَثرت جَوَانحُهُ مِنَ الأدواءِ المعتمد عَلَى اللَّه صَاحب المَغْربِ: ¬
14161 - مَن يَصحَبِ الدَّهرَ لَا يعدِم تَقلُبَهُ ... وَالشَوكُ يَنبُت فيه الوَردُ والآسُ بَعْدَهُ: تَمِرُّ حِيْنًا وَتَحْلُو لِي حَوَادِثهُ ... فَقَلَّمَا جَرَحَتْ إِلَّا أَتَتْ تَأسُو قَيسُ بنُ رِفَاعَةَ: 14162 - مَن يَصلَ نارِي بلَا ذَنبٍ وَلَا ترةٍ ... يَصلَ بنَارِ كَريم غَيرِ غدَّارِ قَالَ أبو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلُ بن القَاسَمِ الصَّيْرَفِيِّ لَمَّا قَتَلَ عَبْدُ المَلِكِ بن مَرْوَانَ مُصْعَبَ بنَ الزُّبَيْر دَخَلَ الكُوْفَةَ وَصَعَدَ المنْبَرَ فَحمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الحَرْبَ صَعْبَةٌ وِإِنَّ السِّلْمَ أَمْرٌ مُيَسَّرٌ وَقَدْ زَبَنَتْنَا الحَرْبُ وَزَبَنَّاهَا فَعرِفْناَهَا وَأَلِفْنَاهَا فَنَحْنُ بَنُوْهَا وَهِيَ أُمُّنَا، أَيُّهَا النَّاسُ فَاسْتَقِيْمُوا عَلَى سَبِيْلِ الهُدَى وَدَعُوا الأَهْوَاءَ المُرْدِيَّةَ وَالآرَاءَ المُضِلَّةَ وَتَجَنَّبُوا فِرَاقَ جَمَاعَةِ المُسْلِمِيْنَ وَلَا تُكَلِّفُوْنَا أَعْمَالَ المُهَاجِرِيْنَ الأَوَّلِيْنَ وأنتم لَا تَعْلَمُوْنَ أَعْمَالَهُمْ وَلَا أَظُنَكمْ تَرْدَادُوْنَ بَعْدَ المَوْعِظَةِ إِلَّا شَرًّا وَلَنْ تَزْدَادَ بَعْدَ الإِعْذَارِ إِلَيْكُم وَالحجَّةِ عَلَيْكُمْ إِلَّا عُقُوْبَةً فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَعُوْدَ بَعْدُ لِمِثْلِهَا فَإِنَّمَا مِثْلِي وُمِثْلكُمْ كَمَا قَالَ قَيْسُ بنُ رَفَاعَةَ: مَنْ يَصِلْ نَارِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَنَا النَّذِيْرُ لَكُمْ مِنِّي مُجَاهَرَةً ... كَيْلَا أُلَامَ عَلَى نَهْيِي وَإِنْذَارِي فَإنْ عَصَيْتُمُ مَقَالِي اليَوْمَ فَاعْتَرِفُوا ... أَنْ سَوْفَ تَلْقُوْنَ خِزْيًا ظَاهِرَ العَارِ لتَرْجِعَنَّ أَحَادِيْثًا مُلَعَّبَةً ... لَهْوَ المُقِيْم وَلَهْوَ المُدْلَجِ السَّارِي مَنْ كَانَ فِي نَفْسِهِ حَوْجَاءُ يَطْلِبُهَا ... عِنْدِي فَإِنِّي لَهُ رَهْنٌ بِإِضْمَارِ أُقِيْمُ عَوْجَتَهُ إِنْ كَانَ ذَا عَوَجٍ ... كَمَا يُقَوِّمُ قِدْحَ النَّبْعَةِ البَارِي وَصَاحِبُ الوَتْرِ ليْسَ الدَّهْرُ مُدْرِكهُ ... عِنْدِي وَإنِّي لَدَرَّاكٌ بِأَوْتَارِ ¬
قَوْلُ: زَبَنْتَنا الحَرْبُ وَزَبَنَّاهَا أَي دَفَعَتْنَا الحَرْبُ وَدَفَعْنَاهَا. وَالعَوْجَاءُ ضِدُّ الاسْتِقَامَةِ فِي كُلّ مَا كَانَ مُنْتَصِبًا مِثْلُ الإِنْسَانِ وَالعَصَا وَمَا شَابَهَ ذَلِكَ. وَالعَوْجُ فِي الدِّيْنِ وَالأَمْرُ وَهُوَ الخُرُوْجُ عَنِ الطَّرِيْقِ المُسْتَقِيْمِ. وَالوَتْرُ بِالفَتْحِ لُغَةُ أَهْلِ الحِجَازِ وِبِالكَسْرِ لُغَةُ تَمِيْمٍ. 14163 - مَن يَعشَقِ الحُسنَ فَإنيّ امرُءٌ ... أَعشَقُ آدَابًا وَأَخلَاقَا 14164 - مَن يَعشقِ العِّزّ لَا يَستَامُ غَانيةً ... في رَونَق الصَّفوِ مَا يُغني عن الكَدَرِ صُرَّدُرُّ: 14165 - مَن يَعشَقِ العَلياءَ يَلقَ عندَهَا ... مَا لَقي المُحبُّ مِن أَحبَابهِ محمَّد بن وُهَيبٍ: 14166 - مَن يُعَمَّر يُفجَعُ بِفقدِ الأَحبَّاءِ ... ومَن مَاتَ فَالمصِيبَةُ فِيهِ قَبْلهُ: أَيُّ خَيْرٍ يَرْجُو بَنُو الدَّهْرِ ... فِي الدَّهْرِ وَمَا زَالَ قَاتِلًا لِبَنِيْهِ مَنْ يَعَمِّرْ يُفْجَعْ بِفَقْدِ الأَحِبَّاءِ. البَيْتُ هَذَا مَنْظُوْمُ قَوْلهِمْ: مَنْ أَحَبَّ البَقَاءَ فَلْيُوَطِّنُ نَفْسَهُ عَلَى المَصائِبِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ فَقَدَ الأَحِبَّة وَمَنْ قَصُرَ عُمُرُهُ كَانَتِ المُصِيْبَةُ فِي نَفْسِهِ. 14167 - مَن يَغشَ خِلوًا بلَا عَقلٍ وَلَا أَدَب ... بَابَ المُلُوكِ فَمَا في كفِّهِ سَبَبُ الحُطَيئُة: 14168 - مَن يَفعَلِ الخيرَ لَا يَعدم جَوَازيَهُ ... لَا يذهَبُ العُرفُ بينَ اللَّه والنَّاسِ قَالَ الأَصْمَعِيُّ حَطأَهُ أَي صَرَعَهُ وَيَحْطُؤُهُ حطْئًا وَالفَاعِلُ حَاطِىٌ وَالمَفْعُوْلُ مَحْطُوْءٌ ¬
وَالحُطَيْئَةُ تَصْغِيْرُ حَطْأَةٍ وَهِيَ الفَعْلَةُ الوَاحِدَةُ. وَفِي هَذَا البَيْتِ صَدْره مَثَلٌ سَائِرٌ وَعَجْزهُ مَثَلٌ آخَرُ وَفِي هَذَا مَثَلٌ لِلعَوَامِ يَقُوْلُوْنَ: إِنْ اسْتَوَى فَسِكِّيْنٌ وَإِنْ اعْوَجَّ فَمِنْجَلٌ. وَحَدَّثَ ابْنُ وَهَبٍ قَالَ أَخْبَرنِي عَبْدُ الحَكَمِ أَنَّ الحُطَيْئَةَ أَنْشَدَهُمْ بَيْتَهُ هَذَا وَكَعْبُ الأَحْبَارِ عِنْدَ عُمَرٍ. فَقَالَ كَعْبٌ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّ بَيْتَهُ هَذَا المَكْتُوْبُ فِي التَّوْرَاةِ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوْبٌ مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لَا يَضيع لَهُ عِنْدِي وَلَا يَهْلَكُ الخَيْرُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي. قِيْلَ وَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي بَعْضِ كُتُبهِ المُنْزَلَةِ بِعَيْنِي مَا تَحَمَّلَ المُتَحَمِّلُوْنَ مِنْ أَجْلِي أَفَتَرَانِي أُضِيْع لَهُمْ عَمَلًا وَأَنْسَى لَهُمْ سًعْيًا كَيْفَ وَأَنَا العَوَّادُ بِفَضْلِي عَلَى مَنْ أَدْبَرَ عَنِّي وَالمُبْتَدِئُ بِالعَطَايَا مَنْ لَمْ يَسْأَلَنِي. 14169 - مَن يفعَلِ الخيرَ لَا يَعدِم مَغبّتَهُ ... مَا عَاش وَالكُفر بَعدَ العُرف مَذمُومُ ابْنُ زَيدُونَ: 14170 - مُنًى كَالشَّجَى دوُنَ اللهاةِ تعرَّضَت ... فلَم يكُ للمصدُور من نَفْثِها بُدُّ يقول أَبُو الوَلِيْدِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَيْدُوْنَ وَزِيْرُ المَغْرِبِ قَوْلُهُ هَذَا مُخَاطِبًا لِلْوَزِيْرِ ابْنِ جَهْوَرٍ. مُسلمِ بنُ الوَليُدِ: 14171 - مَن يُكرِمُ النَّاسَ يُكرِمُوُه ... وَمَن يُهنهُم يَجد هَوَانَا بَعْدَهُ: وَمَنْ يُقِلْ عَثْرَةً يُقلهَا ... وَمَنْ يُعِنْ لَا يَزَلْ مُعَانَا وَخَيْرُ حَالِ الفَتَى إِذَا ... لَمْ يَزَلْ مُعِيْنًا وَمُسْتَعَانَا وَصَاحِبٍ كَانَ حِيْنَ كَانَا ... فَصَدَّ عَنْ وَدِّنَا وَخَانَا فَقُلْتُ لِلنَّفْسِ صَارِمِيْهِ ... فَامْتَنَعَتْ قُلْتُ بَدَانَا لَوْ زَالَ سَلْطَانُهُ رَآنَا ... بِغَيْرِ عَيْنٍ بِهَا يَرَانَا ¬
14172 - مَن يَكشِفِ النَّاسَ لَا يَجد أَحدًا ... تَصِحُّ مِنهُ لَهُ سَرَائِرُهُ 14173 - مَن يَكُنِ الفَقرُ لبَاسًا لَهُ ... فهوَ غَريبٌ أَينَمَا كَانَا الحُبزرُزّيُ: 14174 - مَن يَكُن ذَا شفيعه فَليُجدِّد ... أَلفَ ذَنبٍ في كُل يَومٍ جَديدِ أَبوُ نُوَاسٍ: 14175 - مَن يَكُن يَعشَقُ النساءَ فإنّي ... مُولَعُ القَلبِ بالغُلَام الطَّريفِ بَعْدَهُ: حِيْنَ أُوْفِي عَلَى ثَلَاثٍ وَعَشْرٍ ... لَمْ يُطِلْ عَهْدُ أُذْنِهِ بِالشُّنُوْفِ فَبِهِ غُنَّةُ الصِّبَى تَعْتَلِيْهَا ... بَحَّةُ الاحْتِلَامِ لِلتَّزْيِيْفِ حِيْنَ أُوْمِي إِلَى النِّسَاءِ بِعَيْنٍ ... وَثَنَى أُخْتهَا مِنَ التَّخْوِيْفِ أبُو حَفصٍ الشَطرنجيّ: 14176 - مَن يَكُن يَكرَهُ الفِرَاقَ فَإِنّي ... أَشتَهِيهِ لعلَّةِ التَسليم بَعْدَهُ: إِنَّ فِيْهِ اعْتِنَاَقَةً لِوَدَاعٍ ... وَانْتِظَارَ اعْتِنَاقَةٍ لِلْقُدُوْمِ ومن باب (مَنْ يَكُنْ): مَنْ يَكُنْ يَمْلِكُ أُنْثَى فَأَنَا ... لَيْسَ فِي مِلْكِ يَدِي غَيْرَ يَدِي رَاحَتِي مِنْ غُلْمَتِي فِي رَاحَتِي ... جَسَدِي فَرَّجَ عَنْهُ جَسَدِي وَقَالَ آخَرُ: ¬
مَا بَالِي وَلِلْمَهْدِ وَالقِمَاطِ وَمَا ... أَصْنَعُ لَوْلَا الشَّفَاءُ بِالوَلَدِ يُقْنِعُنِي المُرْدُ مَا وجَدْتُ لَهُ جَذْرًا ... وَعرْسِي إِذَا افتقَرَتْ يَدِي وَهَذَا أَيْضًا مِمَّا سَبَقَ العُذْرُ فِي إِيْرَادِ أَمْثَالِهِ وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الكَرِيْمِ. الأشجع السُلَميُّ: 14177 - مَن يَكُ يَهواكَ عَلَى شُبهَةٍ ... فَإِننَّي في ذَاكَ مُستَبصِرُ 14178 - مَن يَمُت يَعدم النَّصِيحةَ وَالإِشـ ... ـفَاقَ من كُلِّ نَاصحٍ وشَفِيقِ الرّاضي بنُ المُعَتمدِ: 14179 - مَن يُوقدِ النَّارَ لَا ينكر حَرَارتَهَا ... قَد تُحرقُ النَّارُ يومًا مُوقدَ النَّارِ قَوْلُ الرَّاضِي بِاللَّهِ بنِ المُعْتمِدِ عَلَى اللَّهِ صَاحِبِ المَغْرِبِ يُخاطِبُ أَبَاهُ المُعْتَمِدِ مُسَلِّيًا لَهُ وَمُقِيْمًا عُذْرَهُ مِنْ هَزِيْمَةِ الشُّنْقَنِيْرَةِ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: لَا يُكرِبَنَّكَ أَمْرُ الحَادِثَاتِ الجارِي ... فَمَا عَلَيْكَ بِذَاكَ الخَطْبِ مِنْ عَارِ ماذا عَلَى أَسَدٍ يُمْضِي عَزِيْمَتَهُ ... إِنْ خَانَهُ حَدُّ أَنْيَابٍ وَأَظْفَارِ مَنْ يُوْقِدِ النَّارَ لَا يُنْكِرْ حَرَارتهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: عَلَيْكَ لِلنَّاسِ أَنْ تَسْعَى لِنَصْرِهُمُ ... وَمَا عَلَيْكَ لَهُمْ إِسْعَادُ أَقْدَارِ أبو الطيّب المُتنبي: 14180 - مَنَ يَهُن يَسهُل الهَوانُ عَلَيهِ ... مَا لجُرحٍ بميِّتٍ إِيلَامُ بُنَدارُ بنُ الحُسَيُنِ: ¬
14181 - مَوَاعِظُ الدَّهرِ أَدّبتني ... وَإِنَّمَا يُوعَظُ الأَديبُ بَعْدَهُ: قَد ذُقْتُ حُلْوًا وَذُقْتُ مُرًّا ... كَذَاكَ عَيْشُ الفَتَى ضرُوْبُ مَا مَرَّ بُؤْسٌ وَلَا نَعِيْمٌ ... إِلَّا وَلِي فِيْهِمَا نَصيْبُ 14182 - مَوَاعِيدكَ لي بَرقٌ ... فَمن ذَا يُدرِكُ البَرقَا 14183 - مَوَاعيدُ للأيَّام فِيهِ وَرَغبَتي ... إِلَى اللَّه في إِنجاز تلكَ المَواعِدِ 14184 - مَوَاعِيدُ لَا تُجدِي عَلَى مُتَلَوّمٍ ... بخَيرٍ وَتُلهى المرءَ عن كُلِّ مَذهَبِ أبُو الأَسَد التَّميميُّ: 14185 - مَوَاقِعُ جُود الفَيضِ في كُلِّ بلدةٍ ... مَاءِ المُزن في البَلَد القَفر 14186 - مَوَالِينَا إِذَا افتقَرُوا إلينَا ... وَإِن أَثرَوا فلَيسَ لنا مَوَالِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ هَذَا مَنْ الأَمْثَالِ السَّائِرَةِ يُضرَبُ فِيْمَنْ يُشَارِكُ فِي الرَّخَاءِ وَيُخْذَلُ عِنْدَ نُزُوْلِهِ البَلَاءُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنِ بَشِيْرٍ (¬1): إِذَا افْتَقَرَ المَوْلَى سَعَى جَاهِدًا ... لِتَرْضَى وَإِنْ مَلَا الغِنَى عَنْ أَدْبَرَا وَقَالَ أَيْضًا (¬2): يَسْعَى لَكَ المَوْلَى ذَلِيْلًا مُدَقِّقًا ... وَيَخْذُلكَ المَوْلَى إِذَا اشْتَدَّ كَاهِلُه فَامْسِكْ عَلَيْكَ العَبْدَ أَوَّلىَ وَهْلَةٍ ... وَلَا تَنْفَلِتْ مِنْ رَاحَتَيْكَ حَبَائِلُه ¬
14187 - مَوَاهِبُ سَمَّاهَا العُفَاةُ صَنَائعًا ... وَهُنَّ نجُومٌ في سَمَاءِ المآثِرِ البُحتُرِيُ: 14188 - مَوَاهبٌ مَا تَجشَّمنَا السؤَالَ لَها ... إِنَّ الغَمَامَ قَليبٌ لَيسَ يُحتَفَرُ 14189 - مَوتُ أَخيهِ وَعَيشُ هَذَا ... كِلَاهُمَا عِندنَا مُصِيبَهْ ومن باب (مَوْتُ) قَوْلُ نَازحِ بنِ أُسَيْدِ بنِ جَذِيْمَةَ وَقَدْ بَارَزَهُ عَنْتَرَةُ العَبْسِيِّ: دع عَنْكَ عَذْلِي فَمَا أَصْغِي إِلَى عَذْلِ ... وَلَا أُجِيْبُكَ فِي قَوْلٍ وَلَا عَمَلِ مَوْتُ الفَتَى وَسُيُوْفُ الهِنْدِ تَنْهبُهُ ... خَيْرٌ مِنَ العَيْشِ فِي ذُلٍّ وَفِي خَبَلِ لَيْسَ التَّقَدُّمُ فِي الهَيْجَاءِ يُتْلِفُنِي ... وَلَا الفِرَارُ ينْجِيْنِي مِنَ الأَجَلِ مَنْ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ تَدْنِي مَنِيَّتُهُ ... فَالمَوْتُ أَحْلَى إِلَى قَلْبِي مِنَ العَسَلِ الخُبُزرُزّيّ: 14190 - مَودَّةُ الحُرِّ تَبقَى بَعدَ صَاحبهَا ... كَالنَّارِ تَبقَى عَليهَا خَالِصُ الذَّهَبِ الغَزّيُ: 14191 - مَوردُ النَّظم للأُسودِ وَلَكِن ... قلَّةُ النّقد أَوردَتهُ النِّقَادَا ومن باب (مُوْفٍ). قَوْل النُمَيْرِيِّ فِي الرَّشِيْدِ: مُوْفٍ عَلَى مُهَجٍ فِي يَوْمِ رَهَجِ ... كَأَنَّهُ أَجَلٌ يَسْعَى إِلَى أَمَلِ يَنَالُ بِالرِّفْقِ مَا تَعِي الرِّجَالُ بِهِ ... كَالمَوْتِ مُسْتَعْجِلًا يَمْشِي عَلَى مَهَلِ المُطَرّزُ: 14192 - مُوفَّقٌ جَمَعَ اللَّهُ القُلوبَ لَهُ ... وَزَادَهُ بَسطةً في القَولِ وَالعَملِ مروان بن أبي حَفْصَةَ: [من البسيط] ¬
14193 - مُوَفَّقٌ لسَبيلِ الرُشدِ مُتَّبعٌ ... يزينهُ كُلُّ مَا يأتِي وَيَجتَنبُ بَعْدَهُ: تَسْمُو العُيُوْنُ إِلَيْهِ كُلَّمَا انْفَرَجَتْ ... لِلنَّاسِ عَنْ وَجْهِهِ الأَسْتَارُ وَالحُجُبُ لَهُ خَلَائِقُ بِيْضٌ لَا يُغَيِّرُهَا ... صَرْفُ الزَّمَانِ كَمَا لَا يَصْدَأُ الذَّهَبُ يقول ذَلِكَ فِي مَدْحِ الرَّشِيْدِ بنِ المَهْدِيِّ. ومن باب (مَوْلَايَ) قَوْلُ زهَيْرٍ المِصْرِيُّ (¬1): مَوْلَايَ وَافَانِي الكِتَابُ الَّذِي ... وَصَفتَ فِيْهِ أَلَمَ البُعْدِ وَكُلُّ مَا عِنْدَكَ مِنْ وَحْشَةٍ ... فَإِنَّهُ بَعْضُ الَّذِي عِنْدِي البَديهُّي: 14194 - مَوَّهَ فيمَا ادَّعَاهُ مِن حكَمٍ ... لَكنَّ تَمويهَهُ عَلَى بَقَرِ ابْنُ شمسِ الخِلَافَةِ: 14195 - مولَايَ جُد لي الَّذِي ارتَجى ... منكَ وَزدني إننَّي شَاكِرُ 14196 - مولَايَ كُلُ مُتيَّمٍ بكَ وَالِهٍ ... بَلَغَ المُنَى مِمَّا رَجَا إِلَّا أَنَا 14197 - مُهَذَّبٌ تُشرقُ الدُّنيا بطَلعَتِهِ ... عَن أَبيضٍ مثلِ نَصلِ السَّيف وَضَّاح 14198 - مُهري جَوَادٌ وسَيفي صَارِمٌ ذَكَرٌ ... وَالزِقٌّ خَلفِي وَرزقُ اللَّه قُدامي أعشَى بَاهِلَةَ: ¬
14199 - مُهَفهَفٌ أَهضَمُ الكَشْحَيْنَ مُنخَرقٌ ... عنهُ القَمِيصُ لِسَير اللَّيلِ مُحتَقرُ ابْنُ الرُّوميّ: 14200 - مَهمَا أَتى النَّاسُ مِن طَولٍ وَمن كَرَمٍ ... فَإنَّما دَخَلُوا البَابَ الذَّي فَتَحا بَعْدَهُ: يَمْدَحُ أَبَا الصَّقْرِ: فِي كَفِّهِ قَلَمٌ نَاهِيْكَ مِنْ قَلَمٍ ... نُبْلًا وَنَاهِيْكَ مِنْ كَفٍّ بِهِ اتَّشَحَا يَمْحُو وَيُثْبِتُ أَرْزَاقَ العِبَادِ بِهِ ... فَمَا المَقَادِيْرُ إِلَّا مَا مَحَا وَوَحَا 14201 - مَهمَا جَهلتُ فَقَد عَلمـ ... ـتُ بِأَنَّنِي رَجُلٌ أَمُوتُ قِيْلَ جَلَسَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى الحَسَنِ البَصْرِيِّ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَلَى النَّاسِ فَلَمَّا انْقَضَى مَجْلِسُهُ قَالَ لَهُ الحَسَنُ يَا أَعْرَابِيُّ مَا أَحْسَبُكَ عَالِمًا بِأَمْرِ دِيْنِكَ فَأَنْشَأَ الأَعْرَابِيُّ يَقُوْلُ: مَهْمَا جَهِلْتُ فَقَدْ عَلِمْتُ ... بِأَنَّنِي رَجُلٌ أَمُوْتُ وَالنَّاسُ فِي طَلَبِ الغِنَى ... وَغِنَاهُمُ مِنْ ذَاكَ قُوْتُ شَادُوا لِغَيْرِهمُ وَبَادُوا ... وَالقُبُوْرُ هِيَ البُيُوْتُ فَقَالَ: أَنْت يَا أَعْرَابِيُّ أَحْسَنُ يَقِيْنًا مِنَ الحَسَنِ. 14202 - مَهمَا جَهِلتُ فَقَد عَلمتُ بأَنَّهُ ... قُضى القضاءُ فَليسَ عنه مَحِيصُ 14203 - مَهمَا ركبتَ منَ الأموُر فلَن تَرَى ... أشهَى وَأَحلَى من رُكوب البَاطِل حَدَّثَ جَحْظَةُ البَرْمَكِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى البَردَانِ مَعَ جَمَاعَةٍ دَعُوْنِي إِلَى الخُرُوْجِ مَعَهُمْ مُتَنَزِّهَا فَرَأَيْتُ عَلَى بَعْضِ الحِيْطَانِ بِهَا مَكْتُوْبًا ضَرَهَا هُنَا فُلَانٌ وَهُوَ يَقُوْلُ هَرَبْتُ مِنْ اضطِرَابِ أَمْرِي وَضِيْقِ صدْرِي فَأَقَمْتُ بِهَذَا المَكَانِ عَشْرًا وَارْتَحَلْتُ عَنْهُ قَسْرًا. ¬
وَشَرِبْتُ فِي حَانَاتِهِ وَرِيَاضِهِ ... مَعَ كُلِّ أَهْيَفَ كَالقَضِيْبِ الذّابِلِ مِنْ قَهْوَةٍ مِسْكِيَّةٍ ذَهَبِيَّةٍ ... مِمَّا تُعَتِّقُهُ التُّجَّارُ بِبَابِلِ وَنَعِمْتُ لَيْلي بِالعِنَاقِ وَغَيْرِهِ ... وَفَعَلْتُ فِعْلَ الفَاتِكِ المُتَجَاهِلِ مَهْمَا رَكِبْتَ مِنَ الأُمُوْرِ. البَيْتُ الغَزّيُ: 14204 - مَهِّد لي العُذرَ في نَظمٍ بَعثتُ بِهِ ... مَن عندَهُ الدرُّ لَا يُهدَى لَهُ الصّدفُ الفَضَلُ بن العَباس بن أبي لَهَبٍ: 14205 - مَهلًا بني عمَّنا عَن نَحتِ أثلَتنَا ... سِيرُوا رُويدًا كَمَا كُنتُم تَسِيرونَا يقول مِنْهَا: اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّا لا نُحبّكُمُ ... وَلَا نَلُوْمُكُمْ إِنْ لَمْ تُحِبُّوْنَا لَهُ أيضًا منها: 14206 - مَهلًا بَني عمَّنا مَهلًا مَوالينَا ... لَا تَنبشُوا بَينَنَا مَا كَانَ مَدفُونَا تَمَثَّلَ بِهِ يَزِيْدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ لَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُ الحُسَيْن بن عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهُمَا السَّلَامُ. ومن باب (مَهْلًا) (¬1): مَهْلًا، فَإِنَّكَ فِي فِعَالِكَ ذَا ... مِثْلُ الَّذِي قَدْ قِيْلَ فِي مَثَلِ تَرَكَ الزِّيَارَة وَهِيَ مُمْكِنَةٌ ... وَأَتَاكَ مِنْ مِصْرٍ عَلَى جَمَلِ وَمِنْ ذَلِكَ مَا تَمَثَّلَتْ بِهِ بَعْضُ النِّسَاءِ (¬2): ¬
مَهْلًا فِدًى لَكَ إِنَّنِي رَيْحَانَةٌ ... فَاشْمِمْ بِأَنْفِكَ وَاسْقِنِي بِذُنَابِ أبُو عليّ محمد عبد اللَّه بن القاسم العلوي: 14207 - مَهلًا فَإِنَّكَ منقُولٌ وَمُرتحَلٌ ... بالكُره عَنها فدَعهَا لَاتمنَّاهَا يَصِفُ الدُّنْيَا وَفَنَاءَهَا وَسُوءُ عَاقِبَتِهَا. أبو الفِتح البُستُي: 14208 - مَهلًا فلَيس لنَا في عُمرِنَا مَهَلٌ ... ولَيسَ يَحسُنُ أَن نرضَى سِوَى الحَسَنِ صُرَّدُرُّ: 14209 - مَهلًا فَمِن دُونِ الأَماني هَضبَةٌ ... ترَدادُ بالحرص ارتفَاعًا وَزَلَق مَالكُ بنُ عُمَرَ: 14210 - مَهلًا وَعيدي مَهلًا لَا أَبًا لَكُما ... إِنَّ الوَعيدَ سلَاحُ العَاجز الحَمِق توبَةُ بنُ الحُمَير: 14211 - مَلأَ الهَوَىَ قَلبي فَضِقتُ بحَملِهِ ... حَتَّى نَطقتُ بهِ بغَير تَكَلُّفِ قَبْلهُ: قَالَتْ مَخَافَةَ بَيْنَنَا وَبَكَتْ لَهُ ... وَالبَيْنُ مَبْعُوْثٌ عَلَى المُتَخَوِّفِ لَوْ مَاتَ شَيْءٌ مِنْ مَخَافَةِ فِرْقَةٍ ... لأَمَاتَنِي البَيْنُ طُوْل تَخَوُّفِي مَلأَ الهَوَى قَلْبِي فَضقْتُ بِحَمْلِهِ. البَيْتُ الطِرمَّاحُ: 14212 - مَلأتُ عَلَيهِ الأَرضَ حَتَّى كأَنَّها ... مِنَ الضّيقِ فِي عَينَيهِ كِفَّةُ حَابِلِ ¬
14213 - مَلأَت هَذِه الصَّبَابَةُ قَلبِي ... لَم تَدَع فيهِ للمَلَامة فَضلَا ومن باب (مَلأَت) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ يَمْدَحُ (¬1): مَلأْتَ يَدِي فَاشْتَقْتُ وَالشَّوْقُ عَادَةٌ ... لِكُلِّ غَرِيْبٍ زَلَّ عَنْ نَدِّهِ الفَقْرُ وَأَذكُرُ أَيَّامِي لَدَيْكَ وَحُسْنُهَا ... وَآخِرُ مَا يَبْقَى مِنَ الذَّاهِبِ الذّكْرُ بَكرُ بن النَطَّاح: 14214 - مَلأتُ يَدِي مِنَ الدُّنيا مرَارًا ... فَمَا طَمِعَ العَواذلُ في اقتِصَادِي قَبْلهُ: أَتَعْجَبُ إِنْ رَأَيْتَ عَلَيَّ دَيْنًا ... وَإِنْ ذَهَبَ الطَّرِيْفُ مَعَ التِّلَادِ مَلأَتُ يَدِي مِنَ الدُّنْيَا مِرَارًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا وَجَبَتْ عَلَيَّ زَكَاةُ مَالٍ وَ ... هَلْ تَجِبُ الزَّكَاةُ عَلَى جَوَادِ؟ الزّمَخْشَريُّ: 14215 - مَلائِكَةُ الأَرضِ أَهلُ العرا ... قِ وَأهَلُ الجبَالِ شياطينُهَا المُتَنَبّي: 14216 - مِيعَادُ كُلِّ رَقيقِ الشَفرتَينِ غَدٌ ... وَمن مَعي من مُلوكِ العُرب والعَجَم بَعْدَهُ: فَإِنْ أَجَابُوا فَمَا قَصْدِي بِهَا لَهُمُ ... وَإِنْ تَوَلوا فَمَا أَرْضى لَهَا بِهِمِ * * * ¬
تَمّ حرفُ المِيم بحمد اللَّهِ وصَلَّى اللَّهُ عَلَى محمّدٍ وَآله وَسَلَّم عِدَّةُ أَبْيَاتِ حَرْفِ المِيْمِ أَلْفُ وَثَمَانِيَةٌ وَثَلَاثُونَ بَيْتًا عَدَا الحَوَاشِي، وَذَلِكَ فِي سِتَّةِ كَرَارِيْسَ وَقَائِمَتَيْنِ هَذِهِ آخِرهُمَا وَالحَمْدُ لِوَليِّ الحَمْدِ وَمُسْتَحِقِّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثيْرًا. * * *
حرف النون
حرف النون
حَرفُ النُّونِ 14217 - نَأَتِ المَسَافَةُ فَالتَّذكُّرُ حَظُّهمُ ... منِّي وَحَظِّي مِنهُمُ النِسيَانُ 14218 - نَأَتُ فَلَم تَكُ نَفسِي بَعدَ فُرقَتِهَا ... تَرجُو البقاءَ وَلَكن أُخِّرَ الأَجلُ 14219 - نَادَت عَلَى الدّينِ في الآفاق طَائِفَةٌ ... يَا قَومُ مَن يَشتَري دينًا بدِينَارِ؟ أنشد أبو حيّان التّوحيدي: 14220 - نَادَمتُهُ يومًا فأَلفَيتُهُ ... مُتَّصِلَ الصَّمتِ قَليلَ النشَاطُ بَعْدَهُ: حَتَّى لَقَّدْ أَوْهَمَنِي أَنَّهُ بَعْضُ ... التَّمَاثِيْلِ الَّتِي فِي البِسَاطِ بَعْدهُ: ندمَانهُ مِنْ سُوْءِ أَخْلَاقِهِ ... كَأَنَّهُ فِي مِثْلِ سَمِّ الخَيَّاطِ وَقَالَ آخَرُ (¬1): يَا صَنَمًا فِي الصَّمْتِ لا فِي الحُسْنِ ... وَيَا صَبيَّ العَقْلِ شَيْخَ السّنِّ أبُو نواسٍ: 14221 - نَادَيتُ يَحيَى ويَحيَى مَا يُكلّمُنِي ... وَالشيحُ يَحيَى طَريحٌ في الرَّياحِينِ ¬
ابْنُ الرُّومِيّ: 14222 - نَارُ البَديهَةِ نَارٌ غَيرُ مُنضِجَةٍ ... وَللرَّويَّةِ نَارٌ ذَاتُ تَلوِيحِ بَعْدَهُ: وَقَد يُفَضِّلُهَا قَوْمٌ لِعَاجِلِهَا ... لَكِنَّهُ عَاجِلٌ يَمْضي مَعَ الرِّيْحِ 14223 - نَارٌ تَلُوحُ مِنَ النَّارَنج فِي شَجَر ... لَا النَّارُ تُطفَى وَلَا الأَشجارُ تَشتَعِلُ قبله (¬1): الكَأْسُ تَضحَكُ وَالأَوْتَارُ صَاخِبَةٌ ... وَالزَّهْرُ مُبْتُسِمٌ وَالشَّمْلُ مَشْتَمِلُ نَارٌ تَلُوْحُ مِنْ النَّارَنج فِي شَجَرٍ. البَيْتُ وَقَالَ آخَرُ فِي النَّارَنْجِ أَيْضًا (¬2): وَأَشْجَارِ نَارَنْجٍ كَأَنَّ ثمَارَهَا ... حِقَاقُ عَقِيْقٍ قَدْ مُلِئْنَ مِنَ الدُّرِّ تُطَالِعُنَا بَيْن الغُصوْنِ كَأَنَّهَا ... خُدُوْدُ غَوَانٍ فِي مَلَاحِفِهَا الخُضْرِ المُعتَمدُ صَاحبُ المَغربِ: 14224 - نَارٌ ومَاءٌ صَمِيمُ القَلبِ أَصلهُمَا ... مَتَى حَوَى القَلبُ نيرَانًا وَطُوفَانَا ومن باب (نَارِي) قَوْلُ بَشَّارٍ يَفْخَرُ (¬1): نَارِي مُحَرَّمَةٌ وَسَيْبُي وَاسِعٌ ... لِلْمُعْتَفِينَ وَمَجْلِسِي مَعْمُوْرُ وَلِيَ المَهَابَة فِي الأَحِبَّةِ وَالعِدَا ... وَكَأَنَّنِي أَسَدٌ بِهِ تَامُوْرُ ¬
مِسُكينُ الدَّارميُّ: 14225 - نَارِي وَنَارُ الجَارِ وَاحِدَةٌ ... وَإلَيهِ قَبلي تَنزِلُ القِدرُ قَوْلُ مِسْكِيْنُ الدَّارِمِيِّ: نَارِي وَنَارُ الجارِ وَاحِدَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَا ضَرَّ جَارًا إِلَيَّ أُجَاوِرُهُ ... أَنْ لَا يَكُوْنَ لِبَيْتِهِ سِتْرُ أَعْمَى إِذَا مَا جَارَتي ظَهَرَتْ ... حَتَّى يُغَيِّبَ جَارَتِي الخِدْرُ حَدَّثَ الرُّوَاةُ قَالُوا: إِنَّ امْرَأَةَ مِسْكِيْنٍ خَاصمَتْهُ وَنَسَبَتْهُ إِلَى البُخْلِ وَعَيَّرَتْهُ بِهِ فَقِيْلَ لَهَا هُوَ القَائِلُ: نَارِي وَنَارُ الجَّارِ وَاحِدَةٌ. الأَبْيَاتُ قَالَتْ: إِنَّهُ لَصَادِقٌ النَّارُ وَالقِدْرُ لجَارِهِ وَإِلَيْهِ يَتْرِكُ القدْرُ قَبْلَهُ لأَنَّهُ صَاحبُهَا، فَهُوَ لَا يشْعلُ نَارًا وَلَا يَنْصِبُ قدْرًا مَخَافَةَ أَنْ يَأَتِيْهِ ضَيْفٌ إِذَا رَآهَا، فَنَارُ جَارِهِ نَاَرُهُ، وَقِدْرُ جَارهُ قِدْرُهُ، لأَنَّهُ يَأْكِلُ مِنْهًا، فَعَجِبُوا مِنْ جَوَابِهَا. المَعّريُّ: 14226 - نَاسٌ إِذَا نَكُسوا كانُوا مَلَائِكَةً ... وإِن طَغَوا فهُم جِنٌّ عَفَارِيتُ أبو هلَالٍ العَسكري: 14227 - نَاسٌ وَإِن عَامَلتَهُم فَذئَابُ ... وَإِذَا طَلبتَ نَوالَهُم فَكِلَابُ بَعْدَهُ: وَإِذَا اعْتَبَرْتَ عُقُوْلُهُمْ أَلْفَيْتَهُمْ ... بَقَرًا وَلَكِن مَا لَهَا أَذْنَابُ 14228 - نَافِسِ المحسِنَ في إِحسَانِهِ ... فَسَيَكفِى بمُسيءٍ عَمَلُه ¬
أُسَامَةُ بنُ مُرشدٍ: 14229 - نَافَقتُ دَهري فَوجهي ضَاحكٌ جَذلٌ ... طَلقٌ وقَلِبي كَئيبٌ مُكمَدٌ بَاكِ العَنَانُ العَارِضُ مِنَ الشَّيْءِ يَعِنُّ فَتَرَاهُ وَمِنْهُ عَنَانُ السَّمَاءِ وَقِيْلَ أَنَّ العَنَانَ السَّحَابُ وَرُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ حَمْلًا عَلَى الأول لأَنَّهُ يُعْرِضُ وَيَعِنُّ فَتَرَاهُ. وَالعِنَانُ بِالكَسْرِ عِنَانُ الفَرَسِ وَتِلْكَ بِالفَتْحِ. فَأَمَّا الأَعْنَانُ فَهِيَ النَّوَاحِي. ومن باب (نَالَتْ) قَوْلُ السِرِيِّ الرَّفَاء يَمْدَحُ (¬1): نَالَتْ يَدَاهُ أَقَاصِي المجْدِ الَّذِي ... بَسَطَ الحَسُوْدُ إِلَيْهِ بَاعًا عَاضِيَا أَعُدُّوْهُ هَلْ لِلسَّمَاكِ جَرِيْرَةٌ ... فِي أَنْ دَنَوْتَ إِلَى الحَضِيْضِ وَحَلَّقَا أَمْ هَلْ لِمَنْ مَلأَ اليَدَيْنِ مِنْ العَلَى ... ذَنْبٌ إِذَا مَا كُنْتَ مِنْهَا مُمْلِقَا مَهْلًا فَلَسْتَ تَنَالُ أَدْنَى سَعْيِهِ ... إِلَّا إِذَا نِلْتَ الصَّبِيْرَ المُبَرْقعَا البَلَاذْريُّ: 14230 - نَالَني مَعروُفُهُ مُبتَدِئًا ... وَكَفَاني جوُدُهُ أَن أَسأَلَه تَمِيمُ بنُ مقُبلٍ: 14231 - نَالُوا السَّماءَ فَأَمسكُوا بعَنَانَها ... حتَّى إِذَا كَانُوا هُنَاكَ استَمسَكُوا ومن باب (نَامَ) قَوْلُ أَبِي حُكَيْمَةَ الكَاتِبِ يَرْثِي أَيْرُهُ وَلَهُ فِي ذَلِكَ أَشْعَارٌ كَثيْرَةٌ مُستَحْسَنَةٌ هَذِهِ الأَبْيَاتُ مِنْهَا (¬1): نَامَ أَيْرِي وَالنَّوْمُ ضُعْفٌ وَهَونُ ... وَاعْتَرَاهُ بَعْدَ الحِرَاكِ سُكُوْنُ كَيْفَ يَلْتَذُّ عَيْشَهُ آدَمِيٌّ ... بَيْنَ فَخْذَيْهِ صَاحِبٌ مَحْزُوْنُ ¬
دَبَّ فِيْهِ البَلَى فَرَثتْ قُوَاهُ ... هُوَ حَيٌّ لَمْ تَحْتَرِمْهُ المَنُوْنُ طَالَمَا قمْتَ كَالمنَارَةِ تَهْتَزُّ ... ارْتفَاعًا تَسْمُو إِلَيْكَ العُيُوْنُ رُبَّ يَوْمٍ رَفَعْتَ فِيْهِ قَمِيْصِي ... فَكَأَنِّي فِي مَشْيَتِي مَخْتُوْنُ كَمْ صَدُوْقِ اللِّقَاءِ دَارَتْ عليَّ ... فِي غِمَارِ الوَغَا رِحَالُ الظُّنُوْنُ وَشَدِيْدُ المرَاسِ أَنْفَذَتْ فِيْهِ ... طَعْنَةً يَسْتَلِذُّهَا المَطْعُوْنُ فَحَنَى قَوسَكَ الزَّمَانُ ووَافتكَ ... خُطُوْبٌ تَفْنَى عَلَيْهَا القُرُوْنُ لَمْ يَدَعْ مِنْكَ حَادِثُ الدَّهْرِ إِلَّا ... جِلْدَةً كَالرَّشَاءِ فِيْهَا غُصُوْنُ فَإِذَا أَبْصَرَتْ خَزَايَاكَ عَيْنِي ... شَرِفَتْ بِالدُّمُوْعِ فِيْكَ الجفُوْنُ أبو الحَسن عليّ بن علي السُلمِيُّ: 14232 - نَامت جُفُونُكَ وَالمَظلوم مُنتَصِبٌ ... يَدعُو عَليكَ وعَينُ اللَّه لَم تَنَمِ بَاقِي الأَبْيَاتِ بِبَابِ: لَا تَظْلِمَنَّ إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِرًا 14233 - نَأَوا فتَدَانَوا لنَا بالوصَالِ ... فَلَّما دَنَو بَعُدُوا بالصُّدُودِ ابْنُ الرُّوميّ: 14234 - نَاهِيكَ من صَمتٍ بلَا عيٍّ ... بهِ وَكفَاكَ من لَسَنٍ بغَيرِ سَفَاهِ بَعْدَهُ: مَلَكَتْ سَكِيْنَتُهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ ... فَتَرَاَهُ كَالسَّاهِي وَلَيْسَ بِسَاهِ قَيسُ بنُ الخَطيمُ: 14235 - نبَّهتُ زيدًا فَلَم أَفزع إِلَى وَكَلٍ ... رَثّ السِّلاحَ وَلَا في الحيِّ مَكثُورِ النَّابِغَةُ الذُبيانيُّ: ¬
14236 - نُبِّئتُ أَنَّ أبَا قَابُوسَ أَوعَدَني ... وَلَا قَرارَ عَلى زَأْرٍ منَ الأَسَد قَالَ حَمَّادُ عَجْرَدَ الروايَةُ: أَوْجَزُ الأَمْثَالِ وَأَخَفُّهَا قَوْلُ النَّابِغَةِ: وَلَا قَرَارَ عَلَى زَأرٍ مِنَ الأَسَدِ. وَقَوْلُهُ: إِذًا فَلَا رَفَعْتُ سَوْطِي إِلَى يَدِي. وَقَوْلُهُ: وَلَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ لِلمَرْءِ مَذْهَبُ. مُهَلْهلُ بنُ رَبِيَعةَ: 14237 - نُبِّئتُ أَنَّ النَّارَ بَعدَكَ أُوْقِدَتْ ... وَاستَبَّ بَعدَك يا كُليبُ المَجلسُ بَعْدَهُ: يَرْثِي أَخَاهُ كُلَيْبَ بنِ وَائِلِ: وَتَكَلَّمُوا فِي أَمَرِ كُلِّ عَظِيْمَةٍ ... لَوْ كُنْتَ شَاهِدَ أَمْرِهِمْ لَمْ يَنْبِسُوا أَوسُ بنُ حَجَرٍ: 14238 - نُبِّئتُ أَنَّ بَني حَنيفَةَ أَدخَلوا ... أَبيَاتَهُم تَامُورَ نَفسِ المُنذِرِ أَبْيَاتُ أَوْسِ بنِ حَجَرِ يُحَرِّضُ عُمَرو بنَ هِنْدٍ عَلَى سُحَيْمٍ وَيَذْكرُ أَنَّهُمْ قَتَلُوا أَبَاهُ يَقُوْلُ: نُبِّئْتُ أَنَّ بَنِي حَنِيْفَةَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: نُبِّئْتُ أَنَّ دَمًا حَرَامًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُمَا: فَلِبئْسَ مَا كَسَبَ ابن عَمْروٍ رَهْطَهُ ... شمرٌ وَكَانَ بِمَسْمَعٍ وَبِمَنْظَرِ إِنْ كَانَ دِيْنِي بِابْنِ هِنْدٍ صَادِفِي ... تَحْقنُوْهَا فِي الشَّقَاءِ الأَوْفَرِ حَتَّى تَلُفَّ بِخَيْلِهِمْ وَبيوْتهِمْ ... لَهَبًا كَنَاصِيَةِ الحِصَانِ الأَشْقَرِ التَّامُوْرُ: دَمُ القَلْبِ وَالعَرَبُ تَقُوْلُ دَمُ فُلَانٍ فِي ثَوْبِ فُلَانٍ إِذَا كَانَ هُوَ قَاتِلهُ. ¬
وَقَوْلَهُ لَا تَحْقنُوْهَا فِي الشَّقَاءِ الأَوْفَرِ العَرَبُ تَقُوْلُ حَقَنَهَا فِي السِّقَاءِ الأَوْفَرِ، وَاحْتَقَنَهَا يَضرُبُوْنَهُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَهْتَبِلُ فُرْصَةً فَيَفُوْزُ بِهَا. وَقَوْلَهُ لَهَبًا يرِيْدُ لَهَبَ الحَرْبِ شَبَّهَهُ بِنَاصِيَةِ الأَشْقَرِ مِنَ الخَيْلِ فَكَأَنَّهُ حَرِيْقٌ. لَهُ مُنَها أيضًا: 14239 - نُبِّئتُ أَنَّ دمًا حَرَامًا نِلتَهُ ... فَهُريقَ في ثَوبٍ عَلَيكَ محُبَّرُ 14240 - نُبِّئتُ أَنَّ رجَالًا أَوعَدوا إِبلِي ... وبَعضُ مَا يُتَمنَّى نَيلُهُ عَسِرُ ومن باب (نُبِّئْتُ) قَوْلُ شمْعَلَةَ (¬1): نبئْتُ أَنَّ عِقَالًا إِنْ خُوَيْلِدٍ ... بنَعَافَ ذِي عَدَمٍ وِإِنَّ الأَعْلَمَا يَنْمِي وَعِيْدهُمَا إِلَيَّ وَبَيْنَنَا ... شمٌّ فَوَارِعُ مِنْ هِضابِ بَرَمْرَمَا غُضَّ الوَعِيْدَ فَمَا أَكُوْنُ لِمَوْعِدِي ... قَنْصًا وَلَا أَكْلَالهُ مُتَخَصِّصَا ضَبُعَا مُجَاهَرَةٍ وَلَيْثَا هُدْنَةٍ ... وَثُعَيْلَبًا خَمْرًا إِذَا مَا أَظْلَمَا لَا تسأَمَا لِي مِنْ رسِيْسِ عَدَاوَةٍ ... أَبَدًا فَلَيْسَ بِمُسْئِمِي أَنْ تُسَامَا أَبُو فِراسٍ: 14241 - نُبِّئتُ أنّكَ إمَّا غِبتُ تَشتمُنِي ... قُل مَا بدَا لكَ فالمَحبُوبُ مَحبُوبُ هَذَا مِنْ قَوْلِ بَعْضهِمْ (¬1): شَتَمْتُ مَنْ تَيَّمَنِي مُغَالِطًا ... لأَصْرِفَ العَاذِلَ عَنْ لَجَاجَتِهِ فَقَالَ لَمَّا وَقَعَ البَزَّازُ فِي الثَّوْ ... بِ عَلِمْنَا أَنَّهُ مِنْ حَاجَتِهِ يَعمر بنُ مَيموُن الخَولَانيُّ: 14242 - نُبِّئتُ أَنَّكَ مُولٍ لَا تُكَلّمُنِي ... فبتُّ خَائِفَ هَجر مِنكَ قَد حَدَثَا ¬
بَعْدَهُ: وَمَا يَفِي النّذْرَ مَنْ آلَى بِمعْصِيَةٍ ... هَذِي مَقَالةُ مَنْ بِالحَقِّ قَد بُعِثَا فَاحْنَث فحِنثُكَ وَصلي وَهُوَ يعتْقُنِي ... وَالعَتْقُ غَايَةُ تَكْفِيْرٍ لِمَنْ حَنَثَا وَإِنْ تَخَرَّجْتَ مِنْ إِثْمٍ وَخِفْتَ لَهُ ... فَأَعْظَمُ الإِثْمِ قَتْلِي فِي الهَوَى عَبَثَا سَهلُ بنُ هَارُوْنَ: 14243 - نُبِّئتُ بَغلُكَ مبطُونٌ فَرُعتُ لَهُ ... فهَل تَماثَلَ أَو نأتِيهِ عُوَّادَا؟ كَانَ سَهْلُ بنُ هَارُوْنَ اسْتَعَارَ بَغْلًا لِيَرْكَبَهُ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ صاحِبُهُ وَقَالَ إنه مَبْطُوْنٌ فَلَمَّا لَقِيَهُ سَهْلٌ قَالَ لَهُ: نُبِّئْتُ بَغْلكَ. البَيْتُ بَشَّارُ بنُ بُردٍ: 14244 - نُبِئتُ رَاكِب أُمِّهِ يغتَابُني ... عِندَ الأَميرِ وَهَل عَلَيَّ أَميرُ 14245 - نُبِئتُ سوَدَاءُ تَنآنِي وَأَتبعُهَا ... لقَد تَبَاعَدَ شَكلَانا وَمَا اقتربَا بَعْدَهُ: وَجَدْتُهَا فِي شَبَابِي غَيْرَ مُطلِبَةٍ ... فَكَيْفَ وَالرَّأسُ جَوْنٌ تُسْعِفُ الطَّلَبَا عنترةُ العَبُسيُّ: 14246 - نُبِئتُ عَمرًا غير شَاكِرِ نعمَتِي ... وَالكُفر مَخبثَة لِنَفسِ المُنعِمِ قَوْلُهُ نُبِّئْتُ عَمْرًا غَيْرَ شَاكِرَ نِعْمَتِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): إِنَّ العَدُوَّ عَلَى العَدُوِّ لَقَائِلٌ ... مَا كَانَ مِنْ عِلْمٍ وَمَا لَمْ يَعْلَمِ ¬
قَدْ قِيْلَ أَنَّ البَيْتَ الأَوَّلَ لِبُشْرٍ بنِ شَلْوَةَ التغْلِبِيِّ وَأَنْ عَنْتَرَةَ انْتَحَلَهُ وَغَلَبَ عَلَيْهِ فَأَدْخلهُ فِي هَذِهِ القَصِيْدَةِ الَّتِي أَوَّلُهَا: هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدِّمِ. وَهِيَ أَوَّلُ شِعْرٍ قَالَهُ عَنْتَرَةُ. وَحَكَى أَبُو عُبَيْدَةَ: أَنَّ عَامَّةَ الشِّعْرِ الَّذِي يَرْوِيْهِ النَّاسُ لِعَنْتَرَةَ هُوَ لِشَدَّادٍ العَبْسِيِّ إِنَّمَا كَانَ عَنترَةُ عَبْدًا لَهُ فَقَالَ لَهُ يَوْمًا شَدَّادُ وَقَدْ كَرَّتِ الخَيْلُ أَحْمِلُ عَنترَةَ فَقَالَ وَكَيْفَ يَحْمِلُ العَبْدُ فَقَالَ لَهُ أَنْتَ ابْنِي وَاسْتَلْحَقَهُ وَكَانَ لَهُ أَخٌ مِنْ أُمِّهِ اسْمُهُ هَرَّاسَةُ واسْمُ أَبِيْهِ زَبِيْبَةُ. حدَّثَ ابْنُ ذَكُوانَ قَالَ: حدثنا ابرَاهيمُ بنُ العبَّاسِ، قالَ: حدثني أَبِي عن أخيْهِ عُمَارة بن محمَّدٍ، قالَ: سَمعتُ نَصر بنَ يسارٍ يَخطبُ بخُراسَانَ فَقالَ: حدثني عَنِ أمه عَنِ ابنْ عبّاسٍ أن رَسُولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قالَ: مَنْ أَنعَمَ عَلَى قَومٍ فَلم يَشْكُروهُ فَدعَا عَلِيهم اسْتُجيبَ لَهُ. اللَّهمَّ وَإِنَّ بَنِي بسَّامٍ قد أَحَسنْتُ إِليْهِمْ فلَم يشكرُو فَأَذِقْهُم حَرَّ الحَدِيْدِ قَالَ فقُتلُوا جميعًا قبل أن يَدُورَ عَليهم الحَولُ. كُثَيِّرُ عزة: 14247 - نُبدِي السُلوَّ تَسَتّرًا وبنا ... تَحتَ الضّلُوع خِلَافَ مَا نُبدِي مُعَاويُة بن أبي سفيان: 14248 - نَبَذتُ سَفَاهَتِي وَأَخذتُ حلمي ... وَفيَّ عَلَى تَحلُّمِيَ اعترَاضُ بَعْدَهُ: عَلَى أَنِّي أُجِيْبُ إِذَا دَعَتْنِي ... إِلَى حَاجَاتِهَا الحَدَقُ المرَاضُ مُحمد بنُ شِبلٍ: 14249 - نَبغي الشِفَاءَ منَ الرَّدَى فَكأَنَّما ... مِن نَابِهِ نُلجَأ إِلَى الأَظفَارِ ¬
14250 - نَبغي منَ الدُّنيَا زَيادَتَها ... وَزيَادَةُ الدُّنيَا هِيَ النَّقصُ المُتَنَبِي في سَيفِ الدَّولةِ: 14251 - نتَاجُ رَأُيِكَ في وَقتٍ عَلَى عَجَلٍ ... كلَفظِ حَرفٍ وَعَاهُ سَامِعٌ فَهِمُ جَاريةُ من حَظَايَا المأمونِ: 14252 - نَتَفنَا للزّيَارَة وانتَظَرنَا ... فلَم يكُ غَير ذَلِكَ وَالسَّلَامُ ومن باب (نَثَرْتَ) قَوْلُ السَّرِيِّ يَمْدَحُ (¬1): نَثَرْتَ عَلَى الخَلِيْجِ الهَامَ حَتَّى ... كَأَنَّ حَصَى الخَلِيْجِ طُلًى وَهَامُ وَقَالَ أَيْضًا: وَالسُّمْرُ يُنْظَمُ فِي عَوَامِلِهَا العِدَى ... وَالبِيْضُ يُنْثَرُ عَنْ ظُبَاهَا الهَامُ كَاتبه عَفا اللَّه عَنه: 14253 - نَثَرتُ عَليكَ الدُرَّ يَا دُرَّة العُلَى ... فَمن ذَا رأَى دُرًّا عَلَى الدُرّ يُنثَرُ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: أَخَذْتُ هَذَا مِنْ قَوْلِ أَبِي نوَّاسٍ وَقَد حَبَسَهُ الأَمِيْنُ (¬1): تَذَكَّرْ أَمِيْنَ اللَّهِ وَالعَهْدُ يُذْكَرُ ... وُقُوْفِي وَإنْشَادِيْكَ وَالنَّاسُ حُضَّرُ وَنَثْرِي عَلَيْكَ الدُّرَّ يَا دُرَّ هَاشِمٍ ... فَيَا مَنْ رَأَى دُرًّا عَلَى الدُّرِّ يُنْثَرُ تَحَسَّنَتِ الدُّنْيَا بِوَجْهِ خَلِيْفَةٍ ... هُوَ البَدْرُ إِلَّا أَنَّهُ الدَّهْرَ مُقْمِرُ مَضَتْ لِي شُهُوْرٌ مُذْ حُبِسْتُ ثَلاثَةٌ ... كَأَنِّيَ قَدْ أَذْنَبْتُ مَا لَيْسَ يُغْفَرُ فَإِنْ كُنْتُ لَمْ أُذْنِبْ فَفِيْمَ حَبَسْتَنِي ... وَإِنْ كُنْتُ ذَا ذَنْبٍ فَعْفُوُكَ أَكْبَرُ ¬
إبراهيم بن العبَّاس الصُوليُّ: 14254 - نَجا بكَ لُومُكَ مَنجَا الذُ ... بَابِ حَمَتهُ مَقَاذرُهُ أَن يُنَالَا أبو الفَتَح البُستي: 14255 - نُجَانبُ المَرءَ يُمسى مَسُّهُ خَشِنًا ... وَلَا نُجانبُهُ إِن لانَ جَانبُهُ محمّد بنُ هَانئٍ: 14256 - نَجاةٌ ولَكِن أَينَ منكَ مرَامُهَا ... وَحَوضٌ وَلَكن أَين منك ورُود 14257 - نجَّى ابنَ لقمَانَ عَوفًا من أَسنَّتنَا ... إِيغَالهُ الرَّكضُ لمَّا سَالتِ الحدمُ مِثْلُهُ قَوْلُ زَيْدِ الخَيْلِ (¬1): وَنَجَّاكَ يَا بْنَ السَّنْبِسِيَّةَ سَابِحٌ ... شَدِيْدُ النَّسَا وَالقُصْرُ بَيْنَ نَهِيْبِ لَعَمْرِي لَقَّدْ نَجَّيْتَ سَعْدَ بنَ مَالِكٍ ... عَلَى سَاعَةٍ فِيْهَا الإِيَابُ حَبِيْبُ ومن باب (نح) قَوْلُ الشَّاعِرِ (¬2): نَحِّ عَنْ نَفْسِكَ القُبْحَ وَصُنْهَا ... وَاتَّقِ الحَادِثَاتِ لَا تَأمَنَنْهَا وَسَتَبْقَى الحَدِيْثَ بَعْدَكَ فَانْظُرْ ... أَيَّ أُحْدُوْثَةٍ تُحِبُّ تَكُنْهَا وقول بَشَّارٍ مِنْ هَذَا البَابِ (¬3): نَحُشُّ نِيرَانَ حَرْبٍ غَيْرَ قَاعِدَةٍ ... تَحْتَ العَجَاجِ بِأَرْوَاحٍ وَأَجْسَادِ وقول آخَر (¬4): ¬
نَحَلتْ لَهُ نَفْسِي النَّصيْحَةَ إِنَّهُ ... عِنْدَ الشَّدَائِدِ تَذْهَبُ الأَحْقَادُ ومن باب (نَجَوْتُ) قولُ أَبِي نوَّاسٍ (¬1): نَجَوْتُ مِنَ اللِّصِّ المُغِيْرِ بِسَيْفِهِ ... إِذَا مَا رَمَاهُ بِالتِّجَارِ سَبيْلُ وَأصلتَ خَمَّارٌ عَلَيَّ بِخَمْرِهِ ... فَرَاحَ بِأَثْوَابِي وَرُحْتُ أَمِيْلُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ المُتَنَبِّيِّ يُخاطِبُ الدّمُستُقَ وقَدْ انْهَزَمَ وَأَسْلَمَ ابْنَهُ فَأُخِذَ أَسِيْرًا (¬2): نَجَوْتَ بِإِحْدَى مُهْجَتَيْكَ جَرِيْحَةً ... وَخَلَّفْتَ إِحْدَى مُهْجَتَيْكَ تَسِيْلُ أَتُسْلِمُ لِلْخَطِيَّةِ إِبْنكَ هَارِبًا ... وَيَسْكُنُ فِي الدُّنْيَا إِلَيْكَ خَلِيْلُ الرّضيُّ المُوسَوِيُّ: 14258 - نجَوتُ ومَن ينجُ مِن مثلَها ... يَعش آمِنًا بَعدَهَا مِن زَلَل أبُو الطَحمانِ القينيّ: 14259 - نجوُمُ سَمَاءٍ كُلَّمَا غَابَ كَوكَبٌ ... بَدَا كَوكَبٌ تَأوى إلَيهِ كَواكبُه وَمِثْلُهُ قَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ (¬1): نُجُوْمُ سَمَاءٍ كُلَّمَا غَابَ كَوْكَبٌ ... بَدَا كَوْكَبٌ تَرْفَضُّ عَنْهُ الكَوَاكِبُ أبو الفَتح البُستِي: 14260 - نجوُمُ لَيلٍ فقَدَت بَدرَهَا ... وَعَقِدُ دُرٍّ فَقَدَ الوَاسِطَه قَبْلَهُ: نَحْنُ إِذَا غَابَ أَبُو قَاسِمٍ ... وَأَمْسَتِ الدَّارُ بِنَا شَاحِطَه ¬
نُجُوْمُ لَيْلٍ فَقَدَتْ بَدْرَهَا. البَيْتُ السَرِيُ الرَّفاء: 14261 - نجُومٌ لا تغُورُ فَمن دَرَارٍ ... يُسَارُ بضَوئهنَّ وَمن رُجُوم ومن باب (نح) قَوْلُ الشَّاعِرِ (¬1): نَحِّ عَنْ نَفْسِكَ القُبْحَ وَصُنْهَا ... وَاتَّقِ الحَادِثَاتِ لَا تَأمَنَنْهَا وَسَتَبْقَى الحَدِيْثَ بَعْدَكَ فَانْظُرْ ... أَيَّ أُحْدُوْثَةٍ تُحِبُّ تَكُنْهَا وقول بَشَّارٍ مِنْ هَذَا البَابِ (¬2): نَحُشُّ نِيرَانَ حَرْبٍ غَيْرَ قَاعِدَةٍ ... تَحْتَ العَجَاجِ بِأَرْوَاحِ وَأَجْسَادِ وقول آخَر (¬3): نَحَلَتْ لَهُ نَفْسِي النَّصِيْحَةَ إِنَّهُ ... عِنْدَ الشَّدَائِدِ تَذْهَبُ الأَحْقَادُ أوَسُ بنُ حَجَرٍ: 14262 - نَحيحٌ مَليحٌ أخُو مَاقِطٍ ... نقَابٌ يُحَدّثُ بالغَائبِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: ذُكِرَ عِنْدَ الحَجَّاجِ بَعْضُ فُتْيَا ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ فَقَالَ إِنْ كَانَ لَنقَّابًا أَيْ مُفَتِّشًا مُنَقِّبًا مُجَرِّبًا وَالنَّقّابُ المُفَاجَأَةُ يُقَالُ فُلَان يُحَدِّثُ فُلَانًا بِكَذَى نَقَّابًا كَأَنَّهُ نَقَّبَ عَنْهُ حَتَّى وَجَدَهُ وَمَلِيْحٌ يُسْتَشْفَى بِهِ يُقَالُ قُرَيْشٌ مِلْحُ هَذِهِ الأَمَّةِ أَيْ لَا يَصْلُحُ أَمْرُ النَّاسِ إِلَّا بِهِم وَنَجِيْحٌ مِنَ النَّجْحِ فِي الأُمُوْرِ وَالمَقَاصِدِ وَيُحَدَّثُ بِالغَائِبِ أَيْ يَرَى رَأيُهُ مَا غَابَ عَنْ غيْرِهِ. الرّضَيُّ المُوسَوِيُّ: ¬
14263 - نُحامى عَلَى دَارِ الفناءِ سَفَاهةً ... ضلَالًا لذَا رأيًا ونَحنُ مَعَ السَّفر 14264 - نُحاولُ إذلَالَ العَزيز لأَنهُ ... بدَأنَا بظُلمٍ وَاستَّمرت مَرَائرُه 14265 - نَحنُ أَحرارٌ وَلَكِـ ... ـنَّا لنُعمَاكَ عَبيدُ 14266 - نَحنُ أَرسَالٌ إِلَى دَارِ البلَى ... نتَوَالَى عنقًا بَعدَ عنق 14267 - نَحنُ أَصْحَابُ سُيُوفٍ وَقنًا ... لسنَا بأَصحابِ مَديحٍ وَهجَا 14268 - نَحنُ أَضَيافُكَ في مَنزِلنَا ... نتمنَّاكَ فَكُن أَنْتَ القرى السَرِيُّ الرفّاء: 14269 - نَحنُ أَغراضُ خُطوبٍ إن رَمت ... حَيَّرت في دِقَّةِ الرَّمْي ثُعَل أَبْيَاتُ السِرِيِّ الرَّفَاء مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ بِهَا بَنِي فَهْدٍ وَيَذْكرُ أَيَّامِهِمْ وَدَوْلَتِهِمْ: نَحْنُ للأَيَّامِ غُنْمٌ وَنَفلٌ ... تَرْحَلُ الأَحْدَاثُ عَنَّا أَو تَحُل نَقْبَلُ الضَّيْمَ مِنَ الدَّهْرِ وَهَلْ ... لِلَّذِي يَأبَاهُ بِالدَّهْرِ قَبَل وَإِذَا مَا زَلَّتِ النَّعْلُ بِنَا ... فَمِنَ الايَّامِ لَا مِنَّا الزَّلَل نَحْنُ أَغرَاضُ خُطُوْبٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِذَا مَا اخْتَلَفَتْ أَسْهُمُهَا ... فَأَصَابَتْ بَطَلَ القومِ بَطَل وَهَلِ النَّاسُ الأَخِيْرُوْنَ إِذَا ... حَدَّتِ الأَقْدَارُ إِلَّا كَالأُوَل يَقُوْلُ مِنْهَا فِي بَنِي فَهْدٍ: ¬
يَا بَنِي فَهْدٍ هُوَ الدَّهْرُ الَّذِي ... نَالَ مِنْ عِزِّكُمُ مَا لَمْ يَنَل أَشْرَقَتْ أَيَّامُكُمْ ثُمَّ دَجَتْ ... وَسَجَا ظِلّكُمُ ثُمَّ انتقَل نَفَضَ الدَّهْرُ بِكُمْ أَوْتَارَهُ ... مِنْ ملُوْكٍ ذَلَّلُوا الدَّهْرَ فَذَل وَلَوْ أَنَّ العِزَّ يَثْوَى دَهْرُهُ ... مِنْ قَبيْلٍ لثَوَى فِيْكُمْ وَجَل وَعَسَى الأيَّامُ تَرْتَاحُ لَكُمْ ... فَيَعُوْدُ الهَمُّ بِالعَوْدِ جَذَل فَلَكُمْ مُشْفٍ عَلَى الخَسْفِ نَجَا ... وَمَرِيْضٍ قَدْ رَأَيْنَاهُ أَبَل الصَنَوبَرِيُّ: 14270 - نَحنُ الَّذينَ بنَت لنَا آبَاؤُنَا ... مَجدًا يَجُوزُ بِناؤُهُ العَيُّوقَا بَعْدَهُ: يَقُوْلُ: قَوْمٌ إِذَا دَلَفُوا لِحَرْبٍ مَزَّقُوا ... هَامَ العِدَى بِسُيُوْفِهِمْ تَمْزِيْقَا سَعدُ القَرقَرَة: 14271 - نَحنُ بغَرس الوَديّ أَعلمُنَا ... منَّا بجَري الجيَادِ في السَّلَفِ كَانَ سَعْدُ القَرْقَرَةَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هَجَرَ، وَكَانَ النُّعْمَانُ بن المَنْذِرِ يَضْحَكُ مِنْهُ وَكَانَ لِلنُّعْمانِ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ اليَهْمُوْمُ وَكَانَ يُرْدِي مَنْ ركِبَهُ فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ لِسَعْدٍ ارْكَبْهُ وَاطْلِبْ عليَّ الوَحْشَ، فَامْتَنَعَ سَعْدٌ فَقَهَرَهُ النُّعْمَانُ عَلَى ذَلِكَ فَلَمَّا رَكِبَهُ نَظَرَ إِلَى بَعْضِ وَلَدِهِ وَقَالَ بِأَبِي وَجُوْهُ اليَتَامَى، فَضَحِكَ النُّعْمَانُ وَأَعْفَاهُ مِنْ رُكُوْبِهِ فَقَالَ سَعْدٌ: نَحْنُ بِغَرْسِ الوَادِي أَعْلَمُنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (1): يَا لَهْفَ نَفْسِي فَكَيْفَ أَطْعَنُهُ ... مُسْتَمْسِكًا وَاليَدَانِ فِي العُرُفِ وَيُرْوَى: بِجَرِّي الجِيَادِ فِي السَّدَفِ. وَيُرْوَى فِي السُّدفِ وَفِي السَّلَفِ وَفِي
السُّلفِ فَالسَّدَفُ الضَّوْءُ وَالظّلْمَةُ أَيْضًا وَهُوَ مِنَ الأَضْدَادِ وَالسُّدَفُ جَمْعُ سُدَفَةٍ وَهُوَ اخْتِلَاطُ الضوْءِ وَالظّلْمَةِ، وَالسَّلَفُ المُتَقَدِّمُوْنَ وَالسُّلَفُ جَمْعُ سُلْفَةٍ وَهِيَ الدّيْرَةُ مِنَ الأَرْضِ. وَأَجْوَدُ الرّوَايَاتِ: السُّلَفُ لأنَّ سَعْدًا كَانَ مِنْ أَهْلِ الحِرَاثَةِ وَالزِّرَاعَةِ فَهُوَ يَقُوْلُ (¬1): نَحْنُ بِغَرْسِ الوَادِي فِي الدِّيَارِ ... وَالمَثَارَاتِ أَعْلَمُ مِنَّا بِجَري الجِيَادِ 14272 - نَحنُ بمَا عِندَنَا وَأنتَ بَما ... عِندَكَ رَاضٍ وَالرَّأي مُختَلفُ المُتَنَبِيّ: 14273 - نَحنُ بَنُوا المَوتَى فَمَا بالُنَا ... نَعافُ مَا لَابدَّ من شُربِهِ يقول مِنْهَا: لَا بُدَّ للإِنْسَانِ مِنْ ضَجْعَةٍ ... لَا يَقْلَبُ المُضْجَعُ عَنْ جَنْبِهِ يَنْسَى بِهَا مَا كَانَ مِنْ عجبِهِ ... وَمَا أَذَاقَ المَوْتُ مِنْ كرْبِهِ نَحْنُ بَنُو الدُّنْيَا فَمَا بَالُنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَبْخَلُ أَيْدِيْنَا عَلَى زَمَانٍ ... هُنَّ مِنْ كَسْبِهِ فَهَذِهِ الأَرْوَاحُ مِنْ جَوِّهِ ... وَهَذِهِ الأَجْسَادُ مِنْ تُرْبِهِ لَوْ فَكَّرَ العَاشِقُ فِي مُنْتَهى ... حُبِّ الَّذِي يُسْبيْهِ لَمْ يُسْبهِ يَمُوْتُ رَاعِي الضَّأنِ فِي جَهْلِهِ ... مِيْتَةَ جَالِيْنُوسَ فِي طِبِّهِ وَرُبَّمَا زَادَ عَلَى عُمرِهِ وَزَادَ ... فِي الأَمْنِ عَلَى سِرْبِهِ وَغَايَةُ المُفْرِطِ فِي سِلْمِهِ ... كَغَايَة المُفْرِطِ فِي حَرْبِهِ فَلَا قَضَى حَاجَتَهُ طَالِبٌ ... فُؤَادُهُ يخْفقُ مِنْ رُعْبِهِ ¬
يُروَى لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام: 14274 - نَحنُ بَنُو الأَرض وَسُكَّانُها ... مِنْهَا خُلقنَا وَإليهَا نَعُود بَعْدَهُ: وَالسَّعْدُ لَا يَبْقَى لأَصْحَابِهِ ... وَالنَّحْسُ تَمْحُوْهُ لَيَالِي السُّعُوْدُ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ نَمَطِ كَلَامِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ بِكَلَامِ بَعْضُ الحُكَمَاءِ مِنَ المُتَأَخِّرِيْنَ أَنْسَبُ 14275 - نَحنُ عَلَى هَدم مَا بنَينَا .. أَقدَرُ منَّا عَلَى البنَاءِ عَليُّ بنُ الجَهْمِ: 14276 - نَحنُ في ظلٍّ أَرْأفِ النَّاسِ بالنَّا ... سِ وَأَولَادهُم ببَأسٍ وَجُودِ أَبْيَاتُ عَلِيِّ بن الجَّهمِ يُهَنِّئُ المُتَوَكِّلَ بِيَوْمِ مَهْرَجَانٍ: اغْتَنِمْ جِدَّةَ الزَّمَانِ الجدِيْدِ ... وَأجْعَلِ المَهْرَجَانَ أَيْمَنَ عِيْدِ لَا تُعَطَلْ يَوْمَ السُّرُوْرِ مِنَ الرَّيْـ ... ـحَانِ وَالرَّاحِ وَالفِعَالِ الحَمِيْدِ وَاصْطَحِبْهَا وَرْدِيَّةً فَإِذَا ... حُشَّتْ تَبَيَّنْتَ وَرْدهَا فِي الخَدُوْدِ بارَكَ اللَّهُ لِلْخَلِيْفَةِ فِي العِيْـ ... ـدِ وَفِي كُلِّ طَارِفٍ وَتَلِيْدِ نَحْنُ فِي ظِلِّ أَرْأَفُ النَّاسِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كُلُّ يَوْمٍ نَرَاهُ فِيْهِ مُعَافًى ... سَالِمًا فَهُوَ عِنْدَنَا يَوْمُ عِيْدِ هَارُونُ الرَّشِيْدُ: 14277 - نَحنُ فِي مَجلِس السُرُورِ وَلَكِن ... لَيسَ إِلَّا بِكمْ يَتمُّ السُّرورُ ¬
كَتَبَ هَارُوْنُ الرَّشِيْدُ إِلَى بَعْضِ حَظَايَاهُ وَهُوَ مِنْ شِعرِهِ: نَحْنُ فِي مَجْلِسِ السُّرُوْرِ وَلَكِنْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): عَيْبُ مَا نَحْنُ فِيْهِ يَا أَهْلَ وُدِّي ... أُنَكمْ غُيَّبٌ وَنَحْنُ حُضُوْرُ فَأَجِدُّوا فِي السَّيْرِ بَلْ إِنْ قَدِرْتُمْ ... أَنْ تَطِيْرُوا مَعَ الرِّيَاحِ فَطِيْرُوا 14278 - نَحنُ قَومٌ مَن أَتَانَا ... فلَهُ الفَضْلُ عَلَينَا بَعْدَهُ: فَإِذَا مَا نَحْنُ زُرْنَا ... رَجَعَ الفَضْلُ إِلَيْنَا 14279 - نَحنُ قَومٌ نُحبُّ أَن نَتلَاقَى ... بِوُجُوهٍ وَأَعُينٍ وَقُلُوبِ 14280 - نَحنُ كَالرَّكبِ إِذ أَصَابوا مَنَاخًا ... فَاستَراحُوا هُنَيْهَةً ثُم يسَارُوا 14281 - نَحنُ كَالنِّسريِن في الصُـ ... ـحَبةِ لَكِنِّي وَاقِع بَعْدَهُ: وَعَلَى الطَّائِرِ أَنْ يَغْشَى ... أَخَاهُ وَيُرَاجِعُ محمّد بنُ شِبلٍ: 14282 - نَحنُ لَولَا الوُجُودُ لَم نألَم الفَقـ ... ـدَ فَإِيجَادُنَا عَلينَا بلاءُ بَديُع الزَّمانِ الهَمَذَاني: 14283 - نَحنُ مِنَ العَيشِ في ظُنونِ ... وَفِي يَقينٍ منَ المَنونِ بَعْدَهُ: ¬
ثَمَّتَ لَا نَذْكرُ المَنَايَا ... أَلَيْسَ ذَا غَايَةُ الجنُوْنِ هُوَ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّد بنِ الحُسَيْنِ الهَمَذَانِيُّ. 14284 - نَحنُ نَدعُو الإلهَ فِي كُلِّ كَربٍ ... ثُم ننسَاهُ عِندَ كشف الكرُوبِ بَعْدَهُ: كَيْفَ نَرْجُو إِجَابَةً لِدُعَاءٍ ... قَد سَدَدْنَا طَرِيْقَهُ بِالذُّنُوْبِ ابْنُ لَنْكَكَ: 14285 - نَحنُ وَاللَّهِ في زَمانٍ غَشُومٍ ... لَو رَأينَاهُ فِي المَنام فَرعنَا بَعْدَهُ: أَصْبَحَ النَّاسُ فِيْهِ مِنْ سُوْءِ حَالٍ ... حَقُّ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ أَنْ يُهَنَّى وَلأَبِي الحَسَنِ بن لَنْكَكَ البَصْرِيِّ فِي شَكْوَى الزَّمَانِ (¬1): يَا زَمَانًا أَلْبَسَ الأَحْـ ... ـرَارُ ذُلَّا وَمَهَانَه لَسْتَ عِنْدِي بِزَمَانٍ ... إِنَّمَا أَنْتَ زَمَانَه كَيْفَ نَرْجُو مِنْكَ خَيْرًا ... وَالعَلَى فِيْكَ خِيَانَه أَجُنُوْنٌ مَا نَرَاهُ مِنْـ ... ـكَ يَبْدُو أَمْ مَجَانَه؟ وَقَالَ أَيْضًا فِيْهِ (¬2): زَمَانٌ قَدْ تَفَرَّغَ لِلْفُضُولِ ... يُسَوِّدُ كُلَّ ذِي حُمَقٍ جَهُوْلِ فَإنْ أَحْبَبْتُمُ فِيْهِ ارْتِفَاعًا ... فَكُوْنُوا جَاهِلِيْنَ بِلَا عُقُوْلِ وَقَالَ أَيْضًا (¬3): ¬
عدِّنَا فِي زَمَانِنَا ... عَنْ حَدِيْثِ المَكَارِمِ مَنْ كَفَى النَّاسَ شَرَّهُ ... فَهُوَ فِي جُوْدِ حَاتِمِ وَقَالَ آخرُ: مَا أَرَى النَّاس زَمَانًا ... كَزَمَانٍ نَحْنُ فِيْهِ لَسْتَ تَلْقَى غَيْرَ ... شَاكٍ مِنْ وضَيْعٍ وَنَبِيْهِ لَسْتَ تَلْقَى أَحَدًا ... يَسْعَى لِخَيْرٍ يَرْتَجِيْهِ إِنَّمَا أَكْثَرُ مَنْ ... يَسْعَى لِشَرٍّ يَتّقِيْهِ فَطِبِ النَّفْسَ فَكُلٌّ ... يَشْتَكِي مَا تَشْتَكِيْهِ مَالِكُ بنُ أَسْماءَ: 14286 - نَخَلَت لَهُ نَفسِي النَّصِيحَةَ إِنَّهُ ... عِندَ الشَدَائدِ تَذهَبُ الأَحقَادُ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَاتِمِيِّ: كَانَ مَالِكُ بنُ أَسْمَاءَ بن خَارِجَةَ وَاجِدًا عَلَى أَخِيْهِ عُيَيْنَةَ بنِ أَسْمَاءَ، وَطَالَ ذَلِكَ حَتَّى تَفَاقَمَ الأَمْرُ بَيْنَهُمَا فَأَخَذَ الحَجَّاجُ عُيَيْنَةَ فَحَبَسَهُ لِجِنَايَاتٍ كَانَتْ لَهُ وَكَتَبَ إِلَى مَالِكٍ يُعْلِمُهُ بِذَلِكَ وَهُوَ يُظِنُّ أَنَّهُ سِرُّهُ فَلَمَّا قَرَأَ الكِتَابَ أَنْشَأَ يَقُوْلُ: ذَهَبَ الرُّقَادُ فَمَا يُحِسُّ رِقَادُ ... مِمَّا شَجَاكَ وَخَفَّتِ العُوَّادُ خَبرٌ أَتَانِي عَنْ عُيَيْنَةَ مُفْظِعٌ ... كَادَتْ تُقَطَعُ عِنْدَهُ الأَكْبَادُ بَلَغَ النُّفُوْس بَلَاؤُهُ فَكَأَنّنَا ... مَوْتَى وَفِيْنَا الرُّوْحُ وَالأَجْسَادُ يَرْجُوْنَ عَثْرَةَ جِدّنَا وَلَوْ أَنَّهُمْ ... لَا يَدْفَعُوْنَ بِنَا المَكَارِهَ بَادُوا لَمَّا أَتَانِي عَنْ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ ... أَمْسَى عَلَيْهِ تَطَاهَرُ الأَقْيَادُ نَحَلَتْ لَهُ نَفْسِي النَّصيْحَةَ إِنَّهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ فَقَدْتُ مَكَانَهُ ... ذَهَبَ البِعَادُ فَصَارَ فِيْهِ بعَادُ وَرَأَيْتُ فِي وَجْهِ العَدُوِّ شَكَاسَةً ... وَتَغَبَّرَتْ لِي أَوْجُهٌ وَبِلَادُ وَذَكَرْتُ أَنَي فَتًى يَسُدُّ مَكَانهُ ... بِالرِّفْدِ حِيْنَ تَقَاصَرَ الإِرْفَادُ ¬
أَمْ مَنْ يُهِيْنَ لنَا كَرَائِمَ مَالِهِ ... وَلنَا إِذَا عُدْنَا إِلَيْهِ مَعَادُ الصَّابئُ: 14287 - نُدافعُ مَا لا يُستَطَاعُ دِفَاعُهُ ... وَللصَّبرُ وَالتَسليمُ أَحْرَى وَأَخلَقُ النَابغَةُ: 14288 - نَدعُو القَطَا وَبهِ تُدعَى إِذِ انتسبتْ ... يَا صِدقَهَا حينَ ندعُوهَا فَتنَتسِبُ يقول مِنْهَا: حَذَّاءَ مُدْبِرَةٍ سَكَّاءَ مُقْبِلَةٍ ... لِلمَاءِ فِي النَّحْرِ مِنْهَا نَوْطَةٌ عَجَبُ تَسْقِي أُزَيْغِبَ تَرْوِيْهِ مَجَاجَتُهَا ... وَذاَكَ مِنْ ظِمْئِهِ فِي ظِمْئِهَا سَرَبُ أنشد أَبُو حيانَ: 14289 - نَدمَانُه مِن سوءِ أَخلَاقِهِ ... كَأنَّهُ في مِثلِ سَمِّ الخِيَاط كَعبُ بنُ جُعَيُلٍ: 14290 - نَدِمتُ عَلَى شَتم العَشِيرَة بَعدَمَا ... مَضَى وَاستتبَّتَ للرُّواة مَذَاهبُه بَعْدَهُ: فَأَصْبَحْتُ لَا أَسْتَطِيْعُ رَدًّا لِمَا مَضَى ... كَمَا لَا يَرُدُّ الدُّرَّ فِي الضّرْعِ حَالِبُه وَهُوَ مِنَ الشُّعَرَاءِ الإسْلَامِيِّيْنَ الفُصحَاءِ المُفلِقِيْنَ. قَيسُ بنُ ذَريحُ: 14291 - نَدِمتُ عَلَى مَا كَانَ منّي وَمِنكُمُ ... كَمَا نَدمَ المغبُونُ حينَ ببَيعُ ¬
14292 - نَدِمتُ نَدَامةَ الكُسَعيّ لمَّا ... رَأَت عَينَاهُ مَا صَنَعَت يَدَاهُ الفَرَزْدَقُ: 14293 - نَدِمتُ نَدَامةَ الكُسَعيّ لمَّا ... غَدَت منّي مُطلَّقَةً نَوارُ بَعْدَهُ: وَكَانَتْ جَنَّتِي فَخَرَجْتُ مِنْهَا ... كَآدَمَ حِيْنَ أَخْرَجَهُ الضّرَارُ قَالَ ذَلِكَ حِيْنَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ نَوَارَ ثُمَّ نَدمَ عَلَى تَطْلِيْقِهَا. ومن باب (نَدِمْتُ) قَوْلُ الفَرَزْدَقُ (¬1): نَدِمْتُ عَلَى بَيْعِ الكُمِيْتِ وَإِنَّمَا ... حَيَّاةُ الفَتَى عَمٌّ لَهُ وَخَسَارُ ولما أَتَانِي بِالدَّنَانِيْرِ سَائِمِي ... أَصَاخَتْ وَهَشَّتْ لِلبَيَاعِ نَوَارُ وَقَالَتْ أَتِمَّ البَيْعَ وَاشْتَرِ غَيْرَهُ ... فَحَوْلَكَ فِي المَشْتَى بَنُوْن صِغَارُ فَأَنْفَقْتُ فِيْهِمْ مَا أَخَذْتُ وَلَمْ يَزَلْ ... لَدَيَّ شَرَابٌ رَاهِنٌ وَقَتَارُ إِلَى أَنْ تَدَاعى الجُنْدُ بِالغَزْوِ وَانْجَلَتْ ... غُيُوْمُ شِتَاءٍ سَحَّهُنَّ غِزَارُ وَأَعْوَزَني مَهْرٌ يَكُوْنُ مَكَانَهُ ... كَأَنْ لَيْسَ بَيْنَ العَالَمِيْنَ مَهَارُ سَارَ عَلَى الخَيْلِ المُعِدَّةِ صُحْبَتِي ... وَسِرْتُ وَتَحْتِي لِلشَّقَاءِ حِمَارُ الكُسَعّيُّ صَاحب المثل: 14294 - نَدِمتُ نَدَامَةً لَو أَنَّ نَفسِي ... تُطاوعُني إذًا لقَتلتُ نَفسِي بَعْدَهُ: تَبَيَّنَ لِي سَفَاهُ الرَّأي مِنِّي ... لَعَمْرِ أَبيْكَ حِيْنَ كَسَرْتُ قَوْسِي وَاسْمُ الكُسْعِيِّ مُحَارِبُ بنُ قَيْسٍ وَكُسَعُ حَيٌّ مِنْ أَحْيَاءِ هَمدَانَ وَمِنْ حَدِيْثِهِ أَنَّهُ عَملَ ¬
قَوْسًا وَتَنوَّقَ فِي عَمَلِهَا وَسِهَامِهَا وَكَانَ جَيِّدَ الرَّمِيِ وَقَعَدَ لِلصَّيْدِ فَمَرَّ بِهِ حِمَارٌ فَرَمَاهُ فَإِذَا هُوَ قَادِحٌ فِي حَجَرٍ وَالنَّارُ تَخْرِجُ مِنْهُ ثُمَّ مَرَّ بِهِ آخَرُ فَرَمَاهُ فَكَانَ كَذَلِكَ وَمَرَّ بِهِ ثَالِثٌ وَرَابِعٌ وَخَامِسٌ يَرْمِيْهم وَيَخْرجُ السَّهْمُ قَادِحًا فَكَسَرَ قَوْسَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ نظر إِلَى مَا رَمَى مِنَ الحُمُرِ صَرْعَى وَإِذَا هُوَ كُلَّمَا رَمَى الحِمَارُ أَنْفَذهُ فَنَدِمَ نَدَامَةً شَدِيْدَةً فَضرَبَتْ بِهِ العَرَبُ مَثَلًا فِي النَّدَامَةِ وَقَالَ: نَدِمْتُ. البَيْتَانِ الرَّضِيُّ الموسَوِيُّ: 14295 - نُذَادُ مِنَ اللُؤم عَن وردِكُم ... فَعَمَّ نُذَادُ وَلَا نَشرَبُ ومن باب (نَذَرت) قَوْلُ أَبُو العَلَاءِ بن سَعِيْدٍ مِنْ آلِ المُهَلَّبِ وَذَلِكَ لَمَّا خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بن الجارُوْدِ بِالقَيْرَوَانِ وَقَتَلَ مَنْ كَانَ بِهَا مِنْ آلِ المُهَلَّبِ فِي سنَةِ 178 كَانَ العَلَاءُ بنُ سَعِيْدٍ عَامِلًا بِكَسَّ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الجارُوْدِ كِتَابًا وَفِيْهِ (¬1): أَفِي كُلِّ يَوْمٍ ثَائِرٌ قَدْ قَتَلتهُ ... بِفَضلٍ وَمَا يَنْفَكُّ بِالفَضْلِ ثَائِرُ قَضِيْتُ لِنَفْسِي النُّذْرَ فِي قَتْلِ مَالِكٍ ... وَأَنِّي إِلَى قَتْلِ العَلَاءِ لناذِرُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ العَلَاءُ بنُ سَعِيْدٍ (¬2): نَذَرْتَ دَمِي فَانْظُرْ إِذَا مَا لَقَيْتَنِي ... عَلَى مَنْ بِكَاسَيْهَا تَدُوْرُ الدَّوَائِرُ سَتَعْلَمُ إِنْ أَنْشَبْتُ فِيْكَ مَخَالِبِي ... إِلَى أَيِّ قَرْنٍ أَسْلَمتكَ المَقَادِرُ 14296 - نَذَرتُ لَئِن نِلتُ رَأَسَ الأُ ... مُورِ أَن لَا تَسَربَلتُ بِالكِبريَاءِ ابنُ الرُّوميّ: 14297 - نُذَكِّرُ بالرَّقاع إِذَا نُسِينَا ... ونُذكِرُ حينَ ينسَانَا الكِرَامُ ¬
بَعْدَهُ: كَذَاكَ الأُمُّ لَمْ تُرْضِعْ فَتَاهَا ... مَعَ الأشفَاقِ إِنْ سَكَتَ الغُلَامُ الخَوَافِيَّ: 14298 - نَذلٌ كَمِثِل سَراب القَاع يَحسِبُهُ الظـ ... ـمآنُ مَاءً ذَليلَ الكلب والجَار بَعْدَهُ: يَكُوْنُ مَنْ يَرْتَجِي مِنْ عِنْدِهِ فَرَجًا ... كَالمُسْتَجِيْرِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بِالنَّارِ وَهُوَ مَنْصوْرُ بنُ عَبْدُ اللَّهِ بنِ سَعِيْدٍ الخَوَافِيِّ صَاحِبُ كِتَابِ شكوى القَلَمِ إِلَى الجلمِ. 14299 - نَذُمُّ زَمَانَنَا وَالعَيبُ فينَا ... وَلَو نَطقَ الزَمانُ بنَا هَجانَا بَعْدَهُ: يُعَابُ الذِّئْبُ يَأكُلُ لَحْمَ ذِيْبٍ ... وَيَأكُلُ بَعْضنَا بَعْضًا عِيَانَا المَعَرّيُّ: 14300 - نُرَاسِلُكَ التَنصُّح فِي القَوافِي ... وَغَيرُكَ من نُعَلّمُهُ السَّدَادَا بَعْدَهُ: وَمَا زِلْتَ الرَّشِيْدَ نُهًى وَحَاشَى ... لِفَضلِكَ أَنْ نُذَكِّرُهُ الرَّشَادَا فَإِنْ تَقْبَلْ فَذَاكَ هَوَى أَنَاسٍ ... وَإِنْ تَرْدُدْ فلن نَأْلُ اجْتِهَادَا صَالح بنُ عبد القدوس: 14301 - تُراعُ إِذَا الجَنَائزُ قَابلَتنَا وَ ... نَغفلُ حِينَ تَخفَى ذَاهِبَاتِ ¬
أَبْيَاتُ صَالِحٍ بن عَبْدِ القَدُّوْسِ: أُرَجَّى أَنْ أَعِيْشَ وَكُلَّ يَوْمٍ ... بِسَمْعِي رَنَّةٌ مِنْ مُعْوِلَاتِ وَأَيْدِي الحَافِرِيْنَ تَكِلُّ مِمَّا ... تُبَوِّئُ مِنْ مَنَازِلَ مُوْحِشَاتِ لِذِي نَسَبٍ وَإِخْوَانٍ وَقَوْمٍ ... سِوَاهُمُ أُوْطِنُوا دَارَ المَمَاتِ نُرَاعُ إِذَا الجَّنَائِزُ قَابَلَتْنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَرَوْعَةِ ثِلَّةٍ لِمَغَارِ ذِئْبٍ ... فَلَمَّا غَابَ غَادَتْ رَاتِعَاتِ محمَّد بنُ وُهَيْبٍ: 14302 - نُرَاعُ لِذكر المَوتِ سَاعةَ ذكرِهِ ... وَتَعتَرضُ الدُّنيا فَنلهُو وَنلعَبُ بَعْدَهُ: يَقِيْنٌ كَأَنَّ الشَّكَّ أَغْلَبَ أَمْرِهِ ... عَلَيْهِ وَعِرْفَانٌ إِلَى الجهْلِ يُنْسَبُ وَقَد ذَمَّتِ الدُّنْيَا نَعِيْمهَا ... وَخَاطَبَنَا إِعْجَامُهَا وَهُوَ مُعْرَبُ وَنَحْنُ بَنُو الدُّنْيَا خُلِقْنَا لِغَيْرِنَا ... وَمَا كُنْتَ مِنْهُ فَهُوَ شَيْءٌ مُحَبَّبُ 14303 - نُرَجّي منَ الأيَّام مَالَا نَنَالهُ ... فَكَم نَصِلُ الآمالَ منهَا وَنَقطَعُ بَعْدَهُ: هُوَ الحَادِث المَخْشِيُّ كُنْتُ أَخَافُهُ ... فَلَمْ يَبْقَ فِيْهَا حَادِثٌ يُتَوَقَّعُ وَمَا الحَزنُ إِلَّا مَعْرِكٌ أَنَا عِنْدَهُ ... جَبَانُ الحَشَا لَكِنَّنِي أَتَشَجَّعُ يُرَاجِعُنِي حِلْم النُّهَى فَيصُدُّنِي ... وَيُدْرِكُنِي طَبْعُ الأَنَامِ فَأَجْزَعُ 14304 - نَرجُو البقاءَ كأَنَّنا لَم نختَبِر ... عَادَاتِ هَذَا العَالمَ المَشهُود في بَعْضُ الكُتُبِ المُنْزَلَةِ عَلَى الأَنْبيَاءِ المُرْسَلَةِ عَلَيْهِمِ السَّلَامُ: الأَجَلُ آفَةُ الأَمَلِ، وَالبِرُّ غَنِيْمَةُ الحَازِمِ، وَالمَعْرُوْفُ ذَخِيْرَةُ الأَبَدِ، وَالتَّفْرِيْطُ مُصِيْبَةُ ذِي القُدْرَةِ. ¬
بَشَّارٌ: 14305 - نرجُو غدًا وغَدٌ كحَاملَةٍ ... في الحَيِّ لَا يَدرُونَ مَا تَلِدُ 14306 - نُرقّعُ بَعضَ دُنيَانَا ببَعضِ ... وَنَترُكُ مَا نُرقّعُهُ ونَمضِي بعده: وَقَد صَدَقَ الَّذِي قَد قَالَ قَبْلِي ... إِذَا مَا مَرَّ يَوْمٌ مَرَّ بَعْضي الخبُزرُزّي: 14307 - نُرقّعُ دُنيانَا بتَمزِيق ديِننَا ... فلَا دِينُنَا يَبقَى وَلَا مَا نُرَقِّعُ قَبْلهُ: وَيُرْوَى لأَبِي العَتَاهيَةِ (¬1): أَيَا عَجَبًا مِنَّا وَمِنْ طُوْلِ سَعْيِنَا ... وَتَصْرِيْفِنَا فِي كُلِّ مَا لَيْسَ يَنْفَعُ نُرَقَعُ دُنْيَانَا بِتَمْزِيْقِ دِيْنِنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬2): فَطُوْبَى لِعَبْدٍ آثَرَ اللَّهُ رَبَّهُ ... وَجَادَ بِدُنْيَاه لِمَا يَتَوَقَّعُ الصلتانُ العبدِيُّ: 14308 - نَروحُ وَنَغدو لحَاجَاتِنا ... وَحَاجَةُ مَن عَاشَ لَا تَنقَضِي أَبْيَاتُ الصَّلَتَانِ العَبْدِيِّ: ¬
أَشَابَ الصَّغِيرَ وَأَفْنَى الكَبِيْرَ ... كَرُّ اللَّيَالِي وَمَرُّ العَتِي إِذَا لَيْلَةٌ هَرَّمَتْ يَوْمهَا ... أَتَى بَعْدَ ذَلِكَ يَوْم فَتِي تَرُوْحُ وَنَغْدُو لِحَاجَاتِنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَمُوْتُ مَعَ المَرْءِ حَاجَاتُهُ ... وَتَبْقَى لَهُ حَاجَةٌ مَا بَقِي إِذَا قُلْتَ يَوْمًا لِمَنْ قَد تَرَى ... أَرُوْني السَّرَى أَرُوْكَ الغَنِي أَلَمْ تَرَ لُقْمَانَ أَوْصَى بَنِيْهِ ... وَأَوْصَيْتُ عُمرًا فِنِعْمَ الوَصِي بُنَيَّ بِذَا خَبُّ نَجْوَى الرِّجَالِ ... فَكُنْ عِنْدَ سِرِّكَ تحبُّ النَّجِي وَسِرُّكَ مَا كَانَ عِنْدَ امْرِئٍ ... وَسِرُّ الثَّلَاثَةِ غَيْرُ الخَفِي ومن باب (نَرُوْحُ) قَوْلُ جَحْظَةُ يَمْدَحُ (¬1): نَرُوْحُ وَنَغْدُو مِنْكَ فِي ظِلِّ نِعْمَةٍ ... وَنُمْسِي وَنَضْحَى فِي لِبَاسٍ مِنَ الشُّكْرِ فَلَا زِلْتَ تَبقَى لِلسَّمَاحَةِ وَالنَّدَى ... فَفِيْكَ أَمَانٌ لِلْعُفَاةِ مِنَ الفَقْرِ الصّابيءُ منُقولٌ من خَطّهِ: 14309 - نَرُومُ الغِنى فِي مَسلكِ الفَقرِ لَا الغنَى ... ألَا إنَّنا في ذَا عَلَى سَنَنِ الحُمقِ بَعْدَهُ: أَلَمْ تَرَ أَنْ المَرْءَ يَزْدَادُ ثَرْوَةً ... فَيَزْدَادُ فَقْرًا فِي حِمَاهَا إِلَى الخَلْقِ وَلَيْسَ غِنَة نَفْسٍ سِوىَ أَنْ تَرَى لَهَا ... فِكَاكًا مِنَ الجِسْمِ الفَقِيْرِ إِلَى الرِّزْقِ نَزَلْنَا مِنَ الدُّنْيَا بِمَنْزِلِ بَاطِلٍ ... وَفِي المَنْزِلِ الثَّانِي نَصِيْرُ إِلَى الحَقِّ فِي التَّوْرَاةِ: ابْنُ آدَمَ إِنْ أَعْطَيْتكَ الدُّنْيَا اشْتَغَلْتَ بِحِفْظِهَا، وَإِنْ مَنَعْتَكَهَا اشْتَغَلْتَ بِطَلِبِهَا، فَمَتَى تَتَفَرَّغُ إِلَيَّ. البصرويُّ: 14310 - نَرَى الدُّنيَا وَزُخرُفَهَا فنَصبو ... وَمَا يَخلُو منَ الشَّهوَاتِ قَلبُ ¬
أَبْيَاتُ البَصْرَوِيِّ وَقَدْ رَوَاهَا الفَارِقِيُّ للإِمَامِ الشَّافِعِيّ رَحِمَهَ اللَّهُ: نرَى الدُّنْيَا وَزَخْرِفُهَا فَنَصْبُو. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَكِنْ فِي خَلَائِقِهَا نِفَارٌ ... وَمَطْلَبُهَا بِغَيْرِ الحَظِّ صَعْبُ كَثيْرًا مَا نَلُوْمُ الدَّهْرَ فِيْمَا ... يَمرُّ بِنَا وَمَا لِلدَّهْرِ ذَنْبُ وَيَعْتَبُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَلَوْلَا ... تَعْذّرُ حَاجَةٍ مَا كَانَ عَتْبُ فَلَا يَغْررْكَ زُخْرُفُ مَا تَرَاهُ ... وَعَيْشٌ لَيِّنُ الأَكْنَافِ رَطْبُ فُضُوْلُ العَيْشِ أَكْثرُهَا هُمُوْمٌ ... وَأَكْثَرُ مَا يضّرّكَ مَا تُحِبُ إِذَا مَا بَلْغةٌ جَاءتْكَ عَفْوًا ... فَخُذْهَا فَالغِنَى مَرْعًى وَشُرْبُ إِذَا جَاءَ القَلِيْلُ وَفِيْهِ سِلْمٌ ... فَلَا تُرِدِ الكَثيْرَ وَفِيْهِ حَرْبُ وَكَمْ مِنْ قَاعِدٍ وَالجّدُّ يَسْعَى ... لَهُ وَمَشَمِّرٍ يَعْدُو فَيَكْبُو وَتَحْتَ ثِيابِ قَوْمٍ أَنْتَ فِيْهِمْ ... صَحِيْحُ الرَّأْي دَاءٌ لَا يُطَبُّ حُصينُ بنُ الحُمَامِ: 14311 - نَرَى المَوتَ لَا ننحاشُ عَنهُ تكرُّمًا ... وصَبرًا وَإِن كَانَ المقَامُ عَلَى الجَمْرِ بَعْدَهُ: حِفَاظًا لِمَا قَد وَرَّثَتْنَا جُدُوْدُنَا ... وَصبْرًا وَمَا فِي النَّفْسِ خَيْرٌ مِنَ الصبرِ بِذَلِكَ أَوْصَانَا ابْنُ عَوْفٍ فَلَمْ نَزَلْ ... عَلَى تِلْكَ نَمْضِي لَا نَضِجُّ مِنَ الدَّهْرِ ومن باب (نَزَعْنَا) قَوْلُ آخَرِ وَهُوَ مَثَلٌ سَائِرٌ (¬1): نَزَعْنَا وَأَمرنَا بَكْرُ بنُ وَائِلٍ ... تَجُرُّ خُصاهَا تَبْتَغِي مَن تُخَالِفُ ابْنُ دُوست: 14312 - نزَّهتُ نَفسي عَن الدُّنيَا وَزُخرفَها ... لَا فضةً أَبتَغي فيَها وَلَا ذهَبَا ¬
14313 - نَزّه لِسَانَكَ عنَ نفَاق مُنافقٍ ... وَانصَح فَإنَ الدِّينَ نُصحُ المؤمِن بَعْدَهُ: وَتَنَاهَ عَنْ غَبْنٍ وَغُبْنٍ وَاغْتَنِمْ ... حُسْنَ الثَّنَاءِ مِنْ الأَنَامِ وَأَحْسِنِ وَاقْنِ القَنَاعَةَ جُنَّةً مَأمُوْنَةً ... تُحْصنْكَ مَانِعَةً نِبَالَ الأَلْسُنِ 14314 - نَزّه مَشِيَتَكَ عَن عَيبٍ يُدَنّسُهُ ... إِنَّ البيَاضَ قَليلُ الحَمْلِ للدَّنَسِ ابْنُ الرُّوميِ: 14315 - نَزَعنَا إِلَى آبَاءِنَا في إِبَائِهم ... وَهل تُشبهُ العيدَانُ إِلَّا عُروقَهَا العبَّاسُ بنُ الأحَنَفِ: 14316 - نَزَفَ البُكاءُ دُمُوعَ عَينِكَ فَاستَعر ... عَينًا لغَيركَ دَمعُهَا مِدرَارُ بَعْدَهُ: مَنْ ذَا يُعِيْرُكَ عَيْنَهُ تَبْكِي ... بِهَا أَرأَيْتَ عَيْنًا لِلبُكَاءِ تُعَارُ 14317 - نَزَفتُ دَمعي وَأَزمَعتُ الفَراقَ غدًا ... فكَيف أَبكى وَدمعُ العَينِ منزوفُ 14318 - نَزَلَ المَسِيلَ وَبَاتَ يشكُو سَيلَهُ ... أَلَّا عَلَوتَ فَبتَّ غَيرَ مُراقِبِ المُقنعُ الكندِيُّ: 14319 - نَزَلَ المَشِيبُ فَأَين تَذهَبُ بَعدَهُ ... وَقَدِ أرعوَيتَ وَحَانَ منكَ رَحيلُ بَشَّارٌ: ¬
14320 - نَزَلَت في السَّوَادِ من حبّهِ القَلـ ... ـبِ ونَالَت زيَادةَ المُستَزيدِ بَعْدَهُ: عِنْدَهَا الصَّبْرُ مِنْ لِقَائِي وَعِنْدِي ... زَفَرَاتٌ يَأكُلْنَ قَلْبَ الحَدِيْدِ ومن باب (نَزَلْتَ) قَوْلُ أَبِي نَصْرِ بنِ نُبَاتَةَ (¬1): نَزَلْتَ مِنَ المَكَارِمِ وَالمَعَالِي ... بِمَنْزِلَةِ الشَّبَابِ مِنَ الغَوَانِي فَلَا زَالَتْ لَيَالِيْكَ البَوَاقِي ... مُوَاصِلَةٌ بِأَيَّامِ التَّهَانِي وقول أَبِي الهِنْدِيِّ (¬2): نَزَلْتُ عَلَى آلِ المُهَلَّبِ شَاتِيًا ... غَرِيْبًا عَنِ الأَوْطَانِ فِي زَمَنِ المَحْلِ فَمَا زَالَ بِي إِكْرَامُهُمْ وَافْتِقَادُهُمْ ... وَأَلْطَافُهُمْ حَتَّى حَسِبْتَهُمْ أَهْلِي يُقَالُ إِنَّهُمَا أَحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي مَعْنَاهُمَا وَأَنْشَدَ أَبُو بَكْرِ بن دُرَيْدٍ لِبَعْضِ العَرَبِ (¬3): إنَّي حَمدْتُ بَنِي شَيْبَانَ إِذْ خَمِدَتْ ... نِيْرَانُ قَوْمِي وَفِيْهِمْ شَبَّتِ النَّارُ وَمِنْ تَكَرُّمِهِمْ فِي المَحْلِ أَنَّهُمْ ... لَا يَعْرِفُ الجارُ فِيْهِمْ أَنَّهُ جَارُ حَتَّى يَكُوْنَ عَزِيْزًا مِنْ نُفُوْسِهِم ... وَإِنْ تَبَيَّنَ جَمْعًا وَهُوَ مُخْتَارُ كَأَنَّهُ صدْعٌ فِي رَأسِ شَاهِقَةٍ ... مِنْ دُوْنهِ لِعِتَاقِ الطَّيْرِ أَوْكَارُ 14321 - نَزَلنَا عَلَى أَنَّ المقَامَ ثلَاثةُ ... فطَابت لنَا حتَّى أَقَمنَا بهَا شهَرا ابْنُ الخُرشُبِ: 14322 - نَزَلنَا عَلَى رُغم العَدِى في مَفَازَةٍ ... مَعَاقلُنَا فيها السُيوف الصَّوارمُ ¬
وَمِثْلُهُ قَوْلُ عَمْرُو بنِ كَلْثُوْمٍ التَّغْلِبِيِّ (¬1): لنَا حُصوْنٌ مِنَ الخَطِّيِّ عَالِيَةٌ ... فِيْهَا جَدَاوِلُ مِنْ أَسْيَافِنَا البُتُرِ فَمنْ بَنَى مَدَرًا مِنْ خَوْفِ حَادِثَةٍ ... فَإِنَّ أَسْيَافَنَا تُغْنِي عَنِ المَدَرِ الصَّابيءُ: 14323 - نَزلنَا منَ الدُّنيا بمنزِلِ بَاطلٍ ... وَفِي المنزِل الثَّاني نَصيرُ إلى الحقِّ 14324 - نَزَلنَا هَاهُنَا ثُم ارتحَلنَا ... كَذَي الدُّنيا نزوْلٌ وَارتحَالُ وَجَدْتُهُ مَكْتُوْبًا عَلَى جدَارِ مَنْزِلٍ. الخَليلُ بنُ أَحمدَ: 14325 - نَزلُوا مَركزَ النَّدى وَذُرَاهُ ... وعَدتنَا من دُوْنِ ذَاكَ العَوادِي بَعْدَهُ: غَيْرَ أَنَّ الرُّبَا إِلَى سَبَلِ الأَنْوَاءِ ... أَدْنَى وَالحَظُّ حَظُّ الوِهَادِ يقول ذَلِكَ فِي القَاضِي أَحْمَد بن أَبِي دُؤَادٍ. ابْنُ هَرْمَةَ: 14326 - نَزُورُ امرءًا لَا يمخُضُ القَومُ سِرَّهُ ... ولا ينجِي الأَدنون فيمَا يُحَاوِلُ بَعْدَهُ: إِذَا مَا أَبَى شَيْئًا مَضَى كَالَّذِي أَبَى ... وَمَا قَالَ إِنِّي فَاعِلٌ فَهُوَ فَاعِلُ الحُطَيئَةُ: 14327 - نَزُورُ امرءًا يُعطِي عَلَى الحَمدِ مَالَهُ ... وَمن يُعطِ أثمانَ المحَامِدِ يُحمَدِ ¬
العبّاس بنُ الأحنفِ: 14328 - نَزُرُكُم لَم نُواخِذكُم بجَفوتكُم ... إِنَّ المُحبَ إِذَا لم يُستزَر زَارَا بَعْدَهُ: يُقَرِّبُ الشوقَ دَارًا وَهِيَ نَازِحَةٌ ... مَنْ عَالَجَ الشوقَ لَمْ يَسْتَبْعِدِ الدَّارَا ومن باب (نِسَاءٌ) قَوْل كُثَيِّرِ عَزَّةَ (¬1): نِسَاءُ الأَخِلَّاءِ المُصَافِيْنَ محْرَمٌ ... عَلَيَّ وَجَارَاتُ البُيُوْتِ كَنَايِنُ وَإِنِّي لِمَا اسْتَوْدَعَتْنِي مِنْ أَمَانَةٍ ... إِذَا ضيِّعَ الأَسْرَارُ يَا عِزَّ دَافِنُ وَإِنِّي إِذَا مَا الجبسُ ضَيَّعَ عِرضَهُ ... لِعِرْضِي وَمَا أَحْوِي مِنَ المَجْدِ صَائِنُ إِذَا مَا انْطَوَى كَشْحِي عَلَى مُسْتَكِنَّةٍ ... مِنَ الأَمْرِ لَمْ يَفْطُنْ لَهُ الدَّهْرُ فَاطِنُ السّريُّ في الوَزير المهلبِيّ: 14329 - نَسَبٌ أضَاءَ عَمُودُه في رِفعةٍ ... كَالصُبح فيهِ تَرفُّعٌ وَضيَاءُ بَعْدَهُ: وَشَمَائِلٌ شَهِدَ العَدُوُّ بِفَضْلِهَا ... وَالفَضلُ مَا شَهِدَتْ بِهِ الأعْدَاءُ كَاتُبه عفا اللَّه عنه: 14330 - نَسَبٌ أَوضَحُ مِن شمسِ الضُحَى ... وَفُروُعٌ زَاكيَاتٌ وَشيَم قَبْلَهُ: نَحْنُ مِنْ قَوْمٍ كِرَامٍ سَادَةً ... مَلَكُوا المُلْكَ وَأَمُّوا بِالأُمَم بَسَطُوا العَدْلَ لِمَنْ سَالَمَهُمْ ... وَأَحَلُّوا بِأَعَادِيْهِمْ نِقَم ¬
إِنْ يَرُوْمُوا الصَّعْبَ يَسْهُلْ لَهُمْ ... أَوْ يُرَامُوا يَصْعَبُوا فِيْمَا أَلَمْ طَوَّقُوا بِالجوْدِ أَعْنَاقَ الوَرَى ... وَاسْتَرَقُّوْهَا بِإِسْدَاءِ النِّعَمْ فَضَلُوا الخَلْقَ بِخُلْقٍ حَسَنٍ ... وَجَمَالٍ وَكَمَالٍ وَكَرَمْ وَجَلَالٍ وَبَهَاءٍ سَاطِعٍ ... وَحُلُوْمٍ وَعُلُوْمٍ وَحِكَمْ نَسَبٌ أَوْضَحُ مِنْ شَمْسِ الضُّحَى. البَيْتُ 14331 - نَسَبٌ بينَنَا يُؤكِّدُ منهُ أَدَبٌ ... وَالأَديبُ صِنوُ الأَدِيب حمادُ عَجردَ في بَشَّارٍ: 14332 - نُسِبتَ إلى بُردٍ وَأَنتَ لغَيرِهِ ... وَهَبكَ لبرُدٍ نَاكَ أُمّكَ مَن بُردُ حَدَّثَ رَوَاهُ بَشَّارٍ أَنَّهُ لَمَّا سَمِعَ قَوْلَ حَمَّادِ عَجْرَدَ: نُسِبْتَ إِلَى بُرْدٍ وَأَنْتَ لِغَيْرِهِ. البَيْتُ قَالَ قَتَلَ اللَّهُ بنَ الفَاعِلَةِ فَقَدْ تَهَيَّأَ لَهُ مِنْ هَذَا المعنى مَا لَمْ يَتَهَيَّأِ لِكُلٍّ مِنْ جَرِيْرٍ وَالفَرَزْدَقِ فِي صَاحِبهِ وَقَدْ تَهَاجَيَا أَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَإِنَّمَا أَخَذَ حَمَّادٌ قَوْلَهُ هَذَا مِنْ قَوْلِ أَبِي الحُوَيْثَرَةِ الحَنَفِيِّ (¬1): أَنْتَ بنُ بِيْضٍ وَبِيْضٌ لَسْتُ أنْكِرُهُ ... حقًّا يَقِيْنًا وَلَكِنْ مَنْ أَبُو البِيْضِ وَقَالَ أَبُو الفَرَجِ الأَصْفَهَانِيِّ صَاحِبُ كِتَابِ (الأَغَانِي) فِي أَبِي مُحَمَّدٍ جَعْفَرِ بنِ وَرْقَاءَ بنِ حَوْطٍ: تُدْعَا وَلَسْتَ لِحَوْطٍ بِاسْمِهِ سَفهًا ... لا حَاطَكَ اللَّهُ مِنْ حَوْطٍ وَمِنْ وَلَدَا وَفِي هَذِهِ الأَبْيَاتِ مِنَ الصّنْعَةِ شَيْءٌ يُسَمَّى تَجَاهُلُ العَارِفِ. أبو تَمَّامٍ: 14333 - نَسَبُ كأَنَّ عَليهِ من شمسِ الضُّحى ... نوُرًا وَمن فَلَقِ الصَّبَاح عَمودَا ¬
قَبْلَهُ: مَطَرٌ أَبُوْكَ أَبُو أَهِلَّةِ وَائِلٍ ... مَلأَوا البَسِيْطَةَ عِدَّةً وَعَدِيْدَا نَسَبٌ كَأَنَّ عَلَيْهِ مِنْ شَمْسِ الضُّحَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَرَثُوا الأُبُوَّةَ وَالحُظُوْظِ فَأَصْبَحُوا ... جَمَعُوا جُدُوْدًا فِي العُلَى وَجُدُوْدَا وَإِذَا سَرَحْتَ الطَّرْفَ حَوْلَ فَنَائهِمْ ... لَمْ تَلْقَ إِلَّا نِعْمَةً وَحَسُوْدَا ابْنُ البَرْفُطيّ الكاتبُ: 14334 - نسجُ دَاووُدَ لَم يُفِد صَاحبَ ... الغَارِ وَكَانَ الفخَارُ للعنكَبُوتِ الرَّضِيُّ المُوسَوِيُّ: 14335 - نَسخَطُ الشّيءَ وَنَرضَاهُ إِذَا ... لم نَرَ العُتبَى عَلَى طُولِ السَّخَط أَبْيَاتُ الرَّضيِّ يَقُوْلُ مِنْهَا: صُوَرُ رَابِعَةٌ لَا يُرْتَجَى ... نَفْعُهَا مِثْلُ تَهَاوِيْلِ النَّمَطْ شمَخُوا إِن حَلَّقَ الدَّهْرُ بِهِمْ ... غَلِطَ الدَّهْرُ وَكَمْ يَبْقَى الغَلَطْ أَهْمَلَ العِرْضَ عَلَى عِلْمٍ بِهِ ... وَرَعَى لَمَّا رَعَى المَالَ فَقَطْ طَمَعٌ وَرَّطَنِي فِي حبلِهِمْ ... وَيُصَادُ الطَّيرُ مِنْ حَيْثُ لَقَطْ كُنْتُ أَرْجُوْهُمُ ثِمَارًا تُجْتَنَى ... فَهُمُ اليَوْمَ قَتَادٌ يُخْترَطْ وَإِذَا كَشَفْتُ مَا يُرْمِضنِي مِنْ ... مَضيْضِ الدَّاءِ قَالَ الحِلْمُ غطْ محمّد بنُ شِبُلٍ: 14336 - نُسَرُّ بتَجديد الشهُور وَإِنَّنَا ... ليُخلِقُنَا تَجديدُ كُلِّ أَوانِ قَبْلهُ: فَوَاعَجَبًا إِنَّ العَجَائِبَ جَمَّةً ... وَأَعْجَبُهَا مَا يَصنَعُ المَلَوَانِ نَهَارٌ وَلَيْلٌ يَرْكُضَانِ عَلَى الفَتَى ... كَأَنَّهُمَا فِي عُمْرِهِ جَلْجَمَانِ ¬
وَيَا عَجَبًا مِنْ حِرْصِنَا وَنفوْسُنَا ... أَعِنَّتُهَا قَبْضَةِ الحَدَثَانِ نُسَرُّ بِتَجْدِيْدِ الشُّهُوْرِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَنَدْفِنُ مَوْتَانَا وَنَسْلُو كَأَنَّنَا ... أَخَذْنَا مِنَ الأَيَّامِ عَقْدَ أَمَانِ فَأَيُّ انْتِفَاعٍ بِالعُقُوْلِ وَمَوْتنَا ... كَمَوْتِ الَّذِي يَرْعَى مِنَ الحَيَوَانِ 14337 - نُسَرُّ بمَا يَفنَى ونَفرحُ بالمُنَى ... كَمَا سُرَّ باللَّذاتِ في النَّوم حَالمُ 14338 - نَسرِقُ هَذَا اليَومَ مِن دَهرنَا ... فَرُبَّمَا يُعفَى عَنِ اللّصِّ 14339 - نَسعَى وَأَيسرُ هَذَا السّعِي يَكفِينَا ... لَولَا تَطلُّبنَا مَا ليسَ يَعنينَا كَعبُ بنُ مالَكٍ: 14340 - نُسَوِّدُ ذَا المَالِ القَلِيلِ إِذَا بَدت ... مرُوءَتُه فينَا وَإن كَانَ مُعدمَا يُقَالُ إِنَّ هَذَا البَيْتَ أَكْرَمُ مَا قَالَتِ العَرَبُ وَيُرْوَى هَذَا لِحَسَّانَ بن ثَابِتٍ وَقَبْلهُ: وإنْ لَنقْرِي الضَّيْفَ إِنْ جَاءَ طَارِقًا ... مِنَ الشَّحْمِ مَا أَمْسَى صَحِيْحًا مُسَلِّمَا نُسَوِّدُ ذَا المَالِ القَلِيْلِ. البَيْتُ المُصْرِمُ: القَلِيْلُ المَالِ، وَكَذَلِكَ المُعْدمُ وَالمَحُوْجُ. قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ لِوَلِدِهِ أَيَّ بَيْتٍ قَالَتِ العَرَبُ أَكْرَمُ؟ فَقَالَ الوَليْدُ: قَوْلُ طُرْفَةَ (¬1): وَأُعْسِرُ أَحْيَانًا فَتَشْتَدُّ عُسْرَتِي ... وَأُدْرِكُ مَيْسُوْرَ الغِنَى وَمَعِي عِرْضِي وَقَالَ سَلُيْمَانُ قَوْلُ كُثَيِّرٍ (¬2): ¬
إِذَا قَلَّ مَالِي زَادَ عِرْضي كَرَامَةً ... عَلَيَّ وَلَمْ أتْبَعْ دَقِيْقَ المَطَامِعِ وَقَالَ مُسْلِمَةُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ (¬1): وَلَقَدْ أبِيْتُ عَلَى الطَّوَى وَأظلّهُ ... حَتَّى أَنَالَ بِهِ كَرِيْمَ المَأْكَلِ فَقَالَ عَبْدَ المَلِكِ قَوْلُ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ: نُسَوِّدُ ذَا المَالِ القَلِيْلِ. البَيْتُ ومن باب (نَسِيْتَ) (¬2): نَسِيْتَ مَوَدَّتِي إِذْ طَال عَهْدِي ... نَعَمْ قَدْ قِيْلَ طُوْلُ العَهْدِ مُنْسِي وقول أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيِّ (¬3): نَسِيْتُ وَعْدَكَ وَالنِّسْيَانُ مُغْتَفَرٌ ... فَاغْفِرْ فَأَوَّلُ نَاسٍ أَوَّلُ النَّاسِ يُشِيْرُ إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي قِصةِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمَا). قَالُوا: مَا وُجِدَ لَهُ عَزْمٌ قَوِيّ عَلَى الامْتِنَاعِ مِنْ أَكْلِ الشَّجَرَةِ وَقَالُوا: بَلْ عَلَى أَكْلِهَا. وَقَالُوا: الشَّجَرَةُ هِيَ عِلْمُ الخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَقَالُوا غَيْرَ ذَلِكَ واللَّهُ أَعْلَمُ. أبَو يَعقُوبَ الحَزيمُّي: 14341 - نَسِيبُكَ مَن أَمسَى يُنَاجيكَ طَرفُهُ ... وَليسَ لمن تَحتَ التُراب نَسيبُ قَبْلهُ: أَيُغْسَلُ رَأسِي أَوْ تطِيْبُ مَشَارِبِي ... وَوَجْهكَ مَغفُوْرٌ وَأَنْتَ سَلِيْبُ نَسِيْبُكَ مِنْ أَمْسِي يُنَاجِيْكَ طَرْفُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬4): وَإنِّي لأَسْتَحِيي أَخِي وَهُوَ مَيِّتٌ ... كَمَا كُنْتُ أَسْتَحْيِيْهِ وَهُوَ قَرِيْبُ ¬
الرضيُّ المُوَسِوي: 14342 - نَسِيبُكَ مَن ناسَبتَ بالوّد قَلبَهُ ... وَجارُكَ مَن صَافيتَهُ لَا المُصاقبُ أبو تَمَّامٍ: 14343 - نَسيبيَ فِي رَأي وَعَزمي ومَذهَبِي ... وَإن باعَدتنا في الولَاد المنَاسِبُ البُحترِيُّ: 14344 - نَسِيتُ الشَامَ مُرتبَعي وَأَهلِي ... وَعَلوةَ خلَّتِي وَهَوَى فؤَادِي بَعْدَهُ: وَمِثْلُ نَدَاكَ أَنْسَانِي دِيَارِي ... وَأَلْبَسَنِي سُلُوًّا عَنْ بِلَادِي 14345 - نَسِيتُ المَوتَ فيمَا قَد نَسِيتُ ... كَأَنّي لَا أَرى أحدًا يَمُوتُ بَعْدَهُ: أَلَيْسَ المَوْتُ غَايَةُ كُلُّ شَيْءٍ ... فَمَا لِي لَا أَبَادِرُ مَا يَفُوْتُ ابْنُ المُعَتّزِ: 14346 - نَسِيرُ إِلَى الآجَالِ في كُلِّ لَحـ ... ـظَةٍ وَأيَّا مُنَا تُطوَى وَهُنَّ مَرَاحِلُ بَعْدَهُ: فَلَمْ أَرَ مِثْلَ المَوْتِ حَقًّا كَأَنَّهُ ... إِذَا مَا تَخَطَّتْهُ الأَمَانِي بَاطِلُ وَمَا أَقبَح التَّفْرِيْطُ فِي زَمَنِ الصِّبَى ... فَكَيْفَ بِهِ وَالشَّيْبُ فِي الرَّأسِ شَامِلُ؟ تَرَجَّلْ عَنِ الدُّنْيَا بِزَادٍ مِنَ التُّقَى ... فَعمْرُكَ أَيَّامٌ تُعَدُّ قَلَائِلُ ¬
14347 - نَسيم الصَّبَا قُل للأَحَّبةِ مُنشِدًا ... سَلَامٌ عَلَيكُم كيفَ حَالكُم بَعدِي الوَضَّاح التّمِيمي: 14348 - نَسِيمَ الصَّبَا كَم مُهجَةٍ قَد تَركتَهَا ... مُوَلَّهةً حَرَّى وَأَنتَ سَلِيمُ بَعْدَهُ: لَعمركَ مَا إِنْ طِبْتَ إِلَّا وَقَد جَرَى ... بِرَيَّاكَ مِنْ رَيَّا الحَبِيْبِ نَسِيْمُ هُوَ أَبُو بُدَيْلٍ الوَضَّاحُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ الكُوْفِيُّ الفَقِيْهُ. 14349 - نَسِيمُ حَشٍّ وَريحُ مَقعدَةٍ ... وَنَفثُ أَفعى وَنَتنُ مَصلوُبِ ابْنُ الرُّوميّ يشكُرُ: 14350 - نَسِيمي منكُمُ أبدًا شَمَالٌ ... وَريحي حينَ استَسقى جَنُوبُ ومن باب (نَشَدْتُ) قَوْلُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عقِيْلٍ (¬1): نَشَدْتُ زِيَادًا وَالمَقَامةُ بَيْننَا وَ ... ذَكَّرْتُهُ أَرْحَامَ سعرٍ وَهَيْثَمِ فَلَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُ غَيْرُ مُنْتَهٍ ... أَمَلْتُ لَهُ كَفِّي بِلَدْنٍ مُقَوَّمِ وَلَمَّا رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ قَتَلْتهُ ... نَدِمْتُ عَلَيْهِ أَيَّ سَاعَةَ مَنْدَمِ وقول الكُمِيْتُ بنِ ثَعْلَبَةَ وَهُوَ الأَقْدَمُ وَهُمْ ثَلَاثة شُعَرَاءُ: هَذَا، ثُمَّ الكُمِيْتُ بن مَعْرُوْفٍ، ثُمَّ الكُمِيْتُ بن زَيْدٍ، وَكُلّهُم مِنْ بَنِي أَسَدٍ (¬2): نَشَدْتُكَ يَا فَزَارُ وَأَنْتَ شَيْخٌ ... إِذَا خُيِّرْتَ تُخْطِيُ فِي الخِيَارِ أَصَبحَانِيَّةٌ أُدمَتْ بِزَيْتٍ ... أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ أَيْرُ الحِمَارِ بَلَى أَيْرُ الحِمَارِ وَخُصْيَتَاهُ ... أَحَبُّ إِلَى فَزَارَةَ مِنْ فَزَارِ ¬
وَيَجُوْزُ أَنَّهُ أَرَادَ مِنْ فَزَارِيٍّ فَخَفَّفَ يَاءَ النِّسْبَةِ. وَحَدِيْثُ ذَلِكَ أَنَّ ثَلَاثةَ نَفَرٍ فَزَارِيٌّ وَتَغلِبِيٌّ وَكِلَابِيٌّ اصْطَحَبُوا فَصادُوا حِمَارًا وَمَضى الفَزَارِيُّ فِي بَعْضِ حَوَائِجِهِ فَطَبَخَا وَأَكَلَا وَخَبَّآ لِلفَزَارِيِّ جُرْدَانَ الحِمَارِ فَلَمَّا رَجعَ قَالَا قَدْ خَبَّأنَا لَكَ فَكُلْ فَأَقْبَلَ يَأكُلُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيْغُهُ فَقَالَ أَكُلُّ شَوَاءُ العِيْرِ جَوْفَانٌ يَعْنِي بِهِ الذّكَرَ وَجَعَلَا يَضْحَكَانِ فَفطنَ وَأَخَذَ السَّيْفَ وَقَالَ لِتَأكُلَانِهِ أَو قَتَلْتكُمَا ثُمَّ قَالَ لأَحَدِهُمَا وَكَانَ اسْمُهُ مَرْقَمَةُ كُلْ مِنْهُ فَأَبَى فَضَرَبَهُ فَأَبَانَ رَأسَهُ فَقَالَ الآخَرُ طَاحَ مَرْقَمَةُ فَقَالَ الفَزَارِيُّ وَأَنْتَ إِنْ لَمْ تَلقَمهُ فَسَارَتِ الكَلِمَتَانِ مَثَلًا وَعُيِّرَت فَزَارَةُ بِذَلِكَ. أبو فراسٍ يُخاطبُ سَيفَ الدَّولةِ: 14351 - نَشَدتُكَ اللَّهَ لَا تَسمحَ بنَفسِ عُلًى ... حَياةُ صَاحبهَا تَحيَى بهَا الأُمَمُ أبو نُواس: 14352 - نَشرَبُهَا عذراءَ مُحمَرّةً ... وَشَرطُنَا مَن نَامَ نِكنَاهُ قَبْلهُ: مَا اسْتَكْمَلَ اللّذَّاتِ إِلَّا فَتًى ... يَشْرَبُ وَالمُرْدُ نَدَامَاهُ هَذَا يُمَنِّيْهِ وَهَذَا إِذَا ... نَاوَلَهُ القَهْوَةَ حَيَّاهُ وَكُلَّمَا اشْتَاقَ إِلَى قُبْلَةٍ ... مِنْ وَاحِدٍ أَلْثَمَهُ فَاهُ سُقْيًا لِدَهْرٍ كُنْتُ فِيْهِ لَهُمْ ... مُنَادِمًا مَا كَانَ أَحْلَاهُ نشرَبُهَا عَذْرَاءُ مُحْمَرَّةً. البَيْتُ وَاتَّفَقَ فِي زَمَانِنَا أَنَّهُ اجْتَمَعَ بَعْضهُمْ فِي مَجْلِس الشَّرَابِ مَعَ مُغَنِّيَةٍ ظَرِيْفَةٍ وَأَنْشَدَ هَذِهِ الأَبْيَاتِ فَلَمَّا قَالَ: "وَشَرْطُنَا مَنْ نَامَ نِكْنَاهُ" وَغَطَّتِ المُغَنِّيَةِ بِكِمِّها عَلَى وَجْهِهَا فَنَامَتْ وَقَالَت: وَاللَّهِ مَا لِي طَاقَةٌ عَلَى السَّهَرِ. ¬
محمد وهيبٍ في المأمونِ: 14353 - نَشَرت بكَ الدُّنيَا مَحاسِنَهَا ... وَتَزيّنَتْ بصِفَاتكَ المِدَحُ بَعْدَهُ: فَإِذَا سَلِمْتَ فَكُلُّ حَادِثَةٍ ... جَلَلٌ فَلَا بُؤْسٌ وَلَا تَرَحُ يقول مِنْهَا فِي المُخْلِصِ: وَبَدَا الصَّبَاحُ كَأَنَّ غُرَّتَهُ ... وَجْهُ الخَلِيْفَةِ حِيْنَ يُمْتَدَح وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ وَهِيْبٍ فِي المَأْمُوْنِ أَيْضًا يَمْدَحُهُ (¬1): فِي كُلِّ أُنْمُلَةٍ لِرَاحَتِهِ ... نَوْءٌ يَسِيْحُ وَعاض خَشِدُ وَكَأَنَّ ضَوْءَ جَبِيْنِهِ قَمَرٌ ... وَكَأَنَّهُ فِي صَوْلهِ أَسَدُ وَكَأَنَّهُ رُوْحٌ تُدَبِّرُنَا ... حَرَكَاتهُ وَكَأَنَّنَا جَسَدُ البُحتُرِيُ: 14354 - نَشُقُّ الجيبَ ثُم يجيءُ خَطبٌ ... يُصَغِّرُ فيهِ تَشقيقُ الجيوبِ 14355 - نَصبًا لعَينكَ لَا ترىَ حَسنًا ... إِلَّا ذَكَرتَ لَها بهِ شَبَهَا الفَرَزدَقُ: 14356 - نَصَبتُم لنَا قدرًا فَلمَّا غلَت لَكُم ... تجنَّبتُمُوهَا حينَ شُبَّ وَقُودُهَا بَعْدَهُ: ضرَبْنَا رُؤوْسَ المُوْقِدِيْهَا وَكَبْشِهَا ... بِهِنْدِيَةٍ يَفْرِي الحَدِيْدَ حَدِيْدُهَا ¬
أبو الفَتِح البُستي: 14357 - نصَحتَ الوَرَى فَانصَح لِنَفسِكَ سَاعةً ... مَضَى أَمس فَاسعَ اليَومَ إِنَّ غدًا غَرَرُ النابَغةُ الذُبياني: 14358 - نَصحتُ بَني عَوفٍ فَلَم يتَقَّبلُوا ... رَسُولي وَلَم تُنجِح لَديَهم وَسَائِلي 14359 - نَصَحتُ فَلَم أُفلح وَخَانُوا فَأَفلَحُوا ... وَأَنزَلَني نُصحي بدَار هَوَانِ بَعْدَهُ: فَإِنْ عِشْتُ لَنْ أَنْصحْ وَإِنْ متُّ فَالْعَنُوا ... ذَوِي النُّصْحِ مِنْ بَعْدِي بِكُلِّ مَكَانِ يُقَالُ فِي المَثَلِ: حَبَّذَا وَطْأَةُ المَيْلِ. يُضْرَبُ فِي الرَّجُلِ يَعَقُّ نَصِيْحَهُ. وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ يَمِيْلُ عَلَى ظَهْرِ دَابّتِهِ فَيُقَالُ لَهُ اعْتَدِل فَيقُوْلُ: حَبَّذَا وَطْأَةُ المَيْلِ. يَعْنِي مَرْكَبُهُ جَيِّدٌ فَيَعْقِرُ دَابَّتَهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ. زهيرُ المَصرِيُ: 14360 - نَصَحتُكَ لَو فَهِمتَ قَبلتَ نُصحي ... وَلَكِن أَنْتَ في سُكر التَجنِّي أبُو الفَتح البُستّي: 14361 - نَصَحتُكَ لَا تَصحَب سوَى كُلِّ فَاضلٍ ... خَليقِ السَّجايَا بالتعفُّف وَاللُّطفِ البُحتريُّ: 14362 - نَصُدُّ حَيَاءً أَن نَراكَ بأَوجُهٍ ... أَتَى الذَّنبَ عَاصِيهَا فَليم مُطِيعُهًا مُسلمُ بنُ الوليد: ¬
14363 - نِصفُ قَلبي قَد مَاتَ شوقًا ... وَنصلى قَد أتَاهُ منَ المنَايَا رَسُول كعُب بنُ مالكٍ: 14364 - نَصِلُ السُيوُفَ إِذَا قَصُرنَ بخَطِونَا ... قُدْمًا ونُلحقُهَا إِذَا لَم تَلحَقِ بَسطامُ بنُ قَيسٍ: 14365 - نَصلٌ يَقُدُّ الكَبشَ وَهو مُدَجّجٌ ... عَضُبُ المَضَارب كَالشّهاب السَاطعِ كَانَ هَذَا البَيْتُ مَكْتُوْبًا عَلَى سَيْفِ بَسْطَامُ بن قَيْسٍ الشَّيْبَانِيِّ وَاسْمُ سَيْفِهِ المُحَوَّلُ. 14366 - نَصُونُ المَعَالِي أَن يُبَاحَ حَرِيمهُا ... ونَبذُلُ مَا دَلَّت عَلَيهِ المكَارِمُ قَبْلهُ: تَمَنَّى بأن تَجْري إِلَى الغَايَةِ الَّتِي ... جَرَيْنَا إِلَيْهَا وَالأُنُوْفُ رَوَاغِمُ نَصُوْنُ المَعَالِي أَنْ يُبَاحَ حَرِيْمُهَا. البَيْتُ البُحتُري: 14367 - نَصِيبَكَ في الأُكرُوَمتَيِنَ فَإنَّما ... يَسُودُ الفَتَى من حَيثُ يَسخُو وَيَشجَعُ أَبْيَاتُ أَبِي عُبَادَةَ البُحْتُرِيِّ مَنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا أَبَا عِيْسَى صَاعِدٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: أُسِفُّ إِذَا أَسفَفْتُ أَدْنُو لِمَطْلَبٍ ... خَفٍ وَأَرَانِي مُثِيْرًا حِيْنَ أَقْنَعُ نَصِيْبُكَ فِي الأُكْرُوْمَتَيْنِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَقِلُّ غَنَاءُ القَوْسِ نَبْعٌ نِجَارُهَا ... وَسَاعِدُ مَنْ يَرْعَى عَنِ القَوْسِ خرْوَعُ فَلَا تُعْلِيْنَ بِالسَّيْفِ كل غلَائِهِ ... لِيَمْضِ فَإِنَّ القَلْبَ لَا السَّيْفُ يَقْطَعُ ¬
إِذَا شِئْتَ حَازَ الحَظُّ دُوْنكَ وَاهِنٌ ... وَنَازَعَكَ الأقْسَام عَبْدٌ مُجَدَّعُ يَقُوْلُ مِنْهَا: خَلِيْلٌ أَتَانِي نَفْعُهُ عِنْدَ حَاجَتِي ... إِلَيْهِ وَمَا كُلُّ الأَخِلَّاءِ يَنْفَعُ يُشَفِّعُنِي فِيْمَا يَعُزُّ وُجُوْدُهُ وَ ... يَمْهَدُ لِي عِنْدَ الرِّجَالِ فَيَشْفَعُ سَرَى الغَيْثُ يُرْوَى غُزْرُهُ حِيْنَ يَنْبَرِي ... وَيَتْبَعُهُ أَكْلَاؤُهُ حِيْنَ يقلعُ أصِحُّ فَلَا أمْنَى بشَكْوٍ مِنَ الهَوَى ... وَأَصْحُو فَلَا أَصْبُو وَلَا أَتَوَلَّعُ وَتَذْهَبُ أَيَّامِي الَّتِي تَسْتَفِزُّنِي ... بطَالَاتُهَا إنِّي إِلَى اللَّهِ رَاجِعُ أَثَايِبُ حُلْمٍ أم أفُوْلُ شَيْبَةٍ ... خَلَتْ وَأَتَى مِنْ دُوْنهَا الشَّيْبُ أَجْمَعُ وَمَا خَيْرُ يَوْمِي الَّذِي أَدعُ الصِّبَى ... لَهُ وَأُحلَّى بِالنُّهَى وأُمَتَّعُ المُتَنَبي: 14368 - نَصيبُكَ في حَيَاتكَ من حَبيبٍ ... نَصِيبُكَ في منَامِكَ من خَيَالِ أبوَ سَعيدٍ الرُستُميّ: 14369 - نَصبي منَ الدُّنيَا هَوَى أُمَ مَعمَرٍ ... وسَائرُ مَا تَحويهِ في الرّيح سَايرُ 14370 - نَصِيحَةُ ذي وُدٍّ فَهَل أَنْتَ قَابِلُ ... وَأَمرٌ بمَعروُفٍ فهَل أَنْتَ فَاعِلُ بَعْدَهُ: إِذَا المَرْءُ لَمْ يُكْرِم بَنِي المُصْطَفَى ... لَهُ وَإِنْ قَصَّرُوا فِي أَمْرِهِ فَهُوَ جَاهِلُ (صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حُميدُ بنُ ثَورٍ: 14371 - نَضَعُ الزِيارةَ حَيثُ لَا يَزرى بهَا ... كَرَمُ المَزُور وَلَا يَخيبُ الزُوَّرُ الرضيُّ الموسَوِيُّ: ¬
14372 - نُطقُ اللِسَانِ عَنِ الضَّمِـ ... ـير وَالبِشرُ عُنوَانُ البَشِيرِ بَعْدَهُ: وَالنَّسْلُ يَخْبُثُ بَعْضُهُ ... مَا كُلُّ مَاءٍ لِلطُّهُوْرِ هَذَا أَوَانُ تَطَاوُلِ الحَا ... جَاتِ وَالأَمَلِ القَصِيْر فَانْفَحْ لنَا مِنْ رَاحَتَيْكَ ... بِلَا القَلِيْلِ وَلَا الكَثِيْرِ 14373 - نَطَقتَ بِحِكمَةٍ جَلَّى سَنَاهَا ... عَنِ المَعنَى اللَّطِيفِ دُجَى الظَّلَام بَعْدَهُ: تَلَذُّ كَأَنَّهَا رَاحٌ وَرُوْحٌ ... تَمَشَّى فِي العُرُوْقِ وَفِي العِظَامِ أبُو فراسٍ: 14374 - نَطَقتُ بفَضِلي وَامتَدَحتُ عَشيرتي ... ومَا أَنَا مَدَّاحٌ وَلَا أَنَا شَاعِرُ ابْنُ المُعتَزِ: 14375 - نَطقتُ بهِ عَن خِبرَةٍ قَد بَلَوتُها ... وَأَصدَقُ مَنْ أدَّى المقَالَ خَبيرُهُ قِيْلَ لَمَّا قَتلَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ ظَبْيَانٍ مُصْعَبَ بن الزُّبَيْر وَجَاءَ بِرَأسِهِ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ فَأَلْقَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ مُتَمَثِّلًا بِقَوْلِ جَابِرِ بنِ يَحْيَى (¬1): نُطيع مُلُوْكَ الأَرْضِ مَا أَقْسَطُوا لَنَا ... وَلَيْسَ عَلَيْنَا قَتْلُهُمْ بِمُحَرَّمِ وَيُرْوَى: نُعَاطِي المُلُوْكَ السِّلْمَ. فَلَمَّا رَأَى عَبْدُ الملك رَأْسَ مُصْعَبٍ بَيْنَ يَدَيْهِ خَرَّ سَاجِدًا فَأَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بن ظبْيَانَ أَنْ يَقتُلُهُ وَكَانَ مِنْ فُتَّاكِ العَرَبِ وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ (¬2): ¬
هَمَمْتُ وَلَمْ أَفْعَلْ فَكُدْتُ وَلَيْتَنِي ... فَعَلْتُ فأَدْمَنَّ البكَاءَ نَوَادِبُه فَأَوْرَدْتُهَا فِي النَّارِ بَكْرُ بن وَائِلٍ ... وَأَلْحَقْتُ مَنْ قَدْ خَرَّ شُكْرًا بِصَاحِبِه 14376 - نَظَرُ العُيُونِ إِلَى العُيُونِ هُو الذَّي ... جَعَل العُيُونَ عَلَى القُلوب وبَالَا يقول مِنْهَا قَبْلهُ: وَنَهَيْتُ نَوْمِي عَنْ جُفُوْنِي فَانْتهَى ... وَأَمَرْتُ لَيْلِي أَنْ يَطُوْلَ فَطَالَا نَظَرُ العُيُوْنِ إِلَى العُيُوْنِ. البَيْتُ 14377 - نَظرتُ إِلَى الدُّنيَا بعَينٍ مَريضَةٍ ... وَغَفلَة مَغرورٍ وَتأمِيلِ جَاهِلِ بَعْدَهُ: وَضَيَّعْتُ أَيامًا أمامي طَويلةً ... بلذّاتِ أَيامٍ قِصَارٍ قَلائلِ ومن باب (نَظَرْتُ) قَوْلُ الرَّضيِّ المَوْسَوِيِّ مِنْ أَبْيَاتٍ أَوَّلُهَا (¬1): فُؤَادِي بِنَجْدٍ وَالفَتَى حَيْثُ قَلْبُهُ ... أَسِيْرٌ وَمَا نَجْدٌ إِلَيَّ حَبِيْبُ وَمَا لِي فِيْهِ رغْبَةٌ غَيْرَ أَنَّنِي ... خَلَعْتُ شَبَابِي فِيْهِ وَهُوَ رَطِيْبُ بَلَى إِنَّ قَلْبًا رُبَّمَا الْتَاح لَوْحَةً ... فَهَلْ مَاؤُهُ لِلْوَارِدِيْنَ قَرِيْبُ أَلَا هَلْ ترُدُّ الرِّيْحُ يَا جَوَّ ضَارِج ... نَسِيْمكَ يَحْلُو لَنَا وَيَطِيْبُ نَظَرْتُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنٍ مَرِيْضَةٍ ... وَمَا لِي مِنْ دَاءِ الرَّجَاءِ طَبِيْبُ وَمَنْ كَانَ فِي شُغْل المُنَى فَفَرَاغُهُ ... مَنَالُ الأَمَانِي أَو رَدًى وَشُعُوْبُ فَمَا لِي طُوْلَ الدَّهْرِ أُمْسِي كَأَنَّنِي ... لِفَضْلِي فِي هَذَا الأَنَامِ غَرِيْبُ إِذَا قُلْتُ عَلَّقْتُ كَفِّي بِصَاحِبٍ ... تَعُوْدُ عَوَادٍ بَيْنَنَا وَخُطُوْبُ ¬
وقول الخَوَارِزْمِيِّ (¬1): نَظَرْتُ إِلَى أَبِي حَسَنٍ أَخِيْنَا ... وَبَعْضُ القَوْمِ يَفْضَحَهُ العِيَانُ إِذَا ثَوْبٌ وَمَا فِي الثَّوْبِ نَفْسٌ ... وَجِسْمٌ وَلَا يُسَاعِدُهُ اللِّسَانُ فَخَاطَبْتُ الثِّيَابَ وَقُلْتُ أَهْلًا ... تَقَدَّمْ أَيُّهَذَا الطَّيْلَسَانِ وقول سَعِيْدِ بن حُمَيْدٍ (¬2): نَظَرْتُ فَقَادَتْنِي إِلَى الحَتْفِ نَظْرَةٌ ... إِلَيْكَ بِمكْنُوْنِ الضَّمِيْرِ تُشِيْرُ فَلَا تَسْرَحَنَّ الطَّرْفَ فِي كُلِّ مَنْظَرٍ ... فَإِنَّ مَعَارِيْضَ البَلَاءِ كَثيْرُ وَلَمْ أَرَ مِثْلَ الحُبِّ أَسْقَمَ ذا هُوًى ... وَلَا مِثْلَ حكْمِ الحُبِّ كَيْفَ يَجُوْرُ لَقَدْ صُنْتُ سِرِّي فِي الضميرِ لَوْ أَنَّهُ ... يُصَانُ لِذِي الطَّرْفِ النَّمُوْمِ ضَمِيْرُ وقول أَبِي حيَّة النّمَيْرِيِّ (¬3): نَظَرْتُ كَأَنِّي مِنْ وَرَاءِ زُجَاجَةٍ ... إِلَى الدَّارِ مِنْ فَرْطِ الصَّبَابَةِ أَنْظُرُ فَعَيْنَايَ طَوْرًا تَغْرَقَانِ مِنَ البُكَا ... فَأَغْشَى وَطوْرًا تَحْسرَانِ فَأُبْصرُ وقول ابْنُ الرُّوْمِيِّ (¬4): نَظَرْتُ فَأَقْصدَتِ الفُؤَادَ بِلَحْظِهَا ... ثُمَّ انْثَنَتْ عَنِّي فَكَدْتُ أَهِيْمُ وَيْلَاهُ إِنْ نَظَرَتْ وَإِنْ هِيَ أَعْرَضتْ ... وَقْعُ السِّهَامِ وَنَزْعُهُنَّ أَلِيْمُ وَقَالَ أَيْضًا مُكَرِّرًا لِلْمَعْنَى (¬5): يَا طَرْفُهَا وَهُوَ مَصْروْفٌ كَمَوْقِعِهِ ... فِي القَلْبِ حِيْنَ يَرُوْعُ القَلْبُ مَوْقعهُ تَصُدُّ عَنِّي لَا كَالسَّهْمِ تَصْرِفُهُ ... عَنِّي وَلَكِنَّهُ كَالسَّهْمِ تَنْزعُهُ ¬
أبُو نؤاسٍ: 14378 - نَظَرتُ إِلَى وجهِهِ مرّةً ... فأَبصرتُ وَجهيَ في وَجهِهِ العَوامُ بنُ عُقبَةَ: 14379 - نَظَرت إليهَا نَظرةً ما يَسُرُّني ... بهَا أَنعامُ البلَاد وَسودهَا هُوَ العَوَّامُ بنُ عُقْبَةَ بنِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى. البُحتُريُّ: 14380 - نَظَرت إِليَّ الأربَعُونَ فَأَصرَحَت ... شَيبي وَهزّت للحُنُوّ قنَاتي بَعْدَهُ: وَأَرَى لِدَاتَ أَبِي تَتَابَعَ كَرُّهُمْ ... فَمَضُوا وَكَرَّ الدَّهْرُ نَحْوَ لِدَاتِي 14381 - نَظَرت نَظرةً إليَّ وصَدَّت ... كَصُدُودِ المَخمُور شمَّ الشَرَابَا 14382 - نَظَرتَ وَهَيهَاتَ من نَاظَريـ ... ـكَ ظبَاءُ تِهَامَةَ يَا مُنجدُ بَعْدَهُ: وَهَلْ نَافِعٌ قَوْلُ ذِي غِلَّةٍ ... إِذَا بَعُدَ الرَّكْبُ لَا تَبْعِدُوا 14383 - نَظَروا إِلَيكَ بِأَعُينٍ مُزورَّةٍ ... نَظَرَ التُيُوسِ إِلَى شِفَارِ الجَازِرِ الرضيّ الموسَوِيُّ: 14384 - نَظَرُوا بعَينِ عَدَاوَةٍ لَو أنَّها ... عينُ الهَوَى لاستَحسَنُوا مَا استَقبحُوا ¬
14385 - نَظَلُّ نَفرحُ بَالأيَّام نَقطَعُهَا ... وَكُلُّ يَومٍ مَضَى يُدني منَ الأَجَل ومن باب (نَظِيْرَكَ) قَوْلُ يَزِيْدَ بنُ المُهَلَّب فِي وَصِيَّةٍ أَوْصَى ابْنُهُ بهَا مُتَمَثِّلًا وَالشِّعْرُ لِغَيْرِهِ (¬1): نَظِيْرُكَ لَا تُظْهِرْ عَلَيْهِ تَطَاوُلًا ... فَتَمْلأ ضِغْنًا صَدْرهُ بِالتَّطَاوُلِ وَلَكِنْ لَهُ لِنْ وَارع إِنْ كُنْتَ وَالِيًا ... لَهُ الحَقّ وَارمِمْ حَالَهُ بِالنَّوَافِلِ 14386 - نُعَاتبُكُم لَا عن مَلَالٍ وَلَا قلًى ... وَلكن إِذَا صحَّ الهَوَى حَسُنَ العَتب ابْنُ المُعُتَزَ: 14387 - نُعَاتبكم يَا أُمَّ عَمروٍ لحُبِّنا ... إلَا إِنمَّا المَقليُّ مَن لا يُعَاتَبُ جابر بنُ حُيَي: 14388 - نُعَاطِى الملُوكَ السّلمَ مَا أَقسَطُوا لنَا ... وَليسَ عَلينَا قَتلُهم بمُحَّرم يَرَى النَّاسُ مِنَّا جِلْدَ أَرْقَمَ سَالِخٍ ... وَفَرْوَةَ ضِرْغَامٍ مِنَ الأُسْدِ ضَيْغَمِ وَقَد وَرَدَ هَامِشًا بِحِكَايَتِهِ فِي بَابِ: نُطِيع مُلُوْكَ الأَرْضِ. المُتَنَبّي: 14389 - نُعِدُّ المَشرَفيَّةَ وَالعَوَالِي ... وتَقتلُنَا المَنُونُ بلَا قِتالِ بَعْدَهُ: وَتَرْتَبِطُ السَّوَابِقَ مُقْرِنَاتٍ ... فَمَا يَنْجِيْنَ مِنْ خَبَبِ اللَّيَالِي ¬
وَمَنْ لَمْ يَعْشَقِ الدُّنْيَا قَدِيْمًا ... وَلَكِنْ لَا سَبِيْلَ إِلَى الوِصَالِ نَصِيْبُكَ مِنْ حَبِيْبِكَ فِي حَياَةٍ ... نَصيْبُكَ فِي مَنَامٍ مِنْ خَيَالِ المُتَنَبي أيضًا: 14390 - نَعُدُّ مَعَايِبًا في النَّاسِ شتَّى ... وَمَا في جُود كَفِّكَ من مَعَابِ 14391 - نُعَرِّضُ للسيُوفِ إِذَا التَقَينَا ... وجُوهًا لَا تُعرَّضُ للّطَام وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ (¬1): نُعَرِّضُ لِلطِّعَانِ إِذَا التَقَيْنَا ... وُجُوْهًا لَا تُعَرَّضُ لِلسّبَابِ 14392 - نُعرى السُيُوفَ فَلَا تَزالُ ... حتَّى تكُونَ جُفُونَهُنَّ الهَامُ أبُو دُلَفٍ: 14393 - نَعزُّ فَنُعطى الحقَّ مِن غَيرِ ذلَّةٍ ... ونَأبَى فَلا نُعطى مَقَادتَنا قسرَا أَبْيَاتُ أَبِي دُلَفٍ العِجْلِيِّ يَقُوْلُ مِنْهَا: فَلَا تَحْسِبَنْ مَا نَالَنَا مِنْ مُصِيْبَةٍ ... دَعَا جَزَعًا مِنَّا إِلَى قَوْلنَا الشِّعْرَا وَلَكِنَّهُ مَلْهَى الكَرِيْمِ وَشُغْلهُ ... إِذًا عَاتقَ الخَيْشَ الكرى وَاكْتَسَى الدّثَرَا بِهِ يَصِفُ المَرْءُ المُرُوْءةَ وَالنُّهَى ... وَأَفْعَالُهُ فِي الحَرْبِ وَالذَّمِّ وَالفَخْرَا وَيَذْكرُ فِيْهِ شَوْقَهُ وَحَنِيْنَهُ ... إِذَا مَا النَّوَى رَامَتْ بِهِ البَلَدَ القَفْرَا وَدَهْر الشَّبَابِ وَالصِّبَى وَمَشِيْبَهُ ... وَوَصفَ الهَوَى وَالفَتْكَ وَالخَمْرَا فَتِلْكَ صبَابَاتُ الهَوَى وَنُزُوْعُهُ ... إِلَى الشِّعْرِ إِنْ لَاقَى غِنًى أَو بِلَا فَقْرَا لَعَمْرُكَ مَا حَلَّتْ بِنَا مِن مُصيْبَةٍ ... وَإِنْ فَدَحَتْ إِلَّا عَبَّانَا لَهَا صبْرَا وَلَا عَاثَ فِيْنَا الدَّهْرُ إِلَّا رَأيْتنَا ... تَلذُّ بِهِ مِنْ عَزْمِ أَنْفُسِنَا دَهْرَا ¬
نَعِزُّ فَنُعْطَى الحَقَّ مِنْ غَيْرِ ذلّةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَنُدْرِكُ بِالوَتْرِ المَنِيْعِ ادِّرَاكَهُ ... فَتَقْضِيْهِمْ وِتْرًا وَنُقْرِضُهُمْ وِتْرَا وَاصْغِرْ بِهَا مِنْ خُلَّةٍ وَبِخَالَةٍ ... إِذَا نَالَهَا مِنْ شَأنِنَا قَدْ حَوَى فَخْرَا وَلَمْ يُدْرِكُوْهَا عِنْوَةً بَلْ محَالَةً ... أَقَامُوا بِهَا سُوْقَ الأَحَادِيْثِ وَالعُذْرَا فَإنْ تُبْقِنَا الأَيَّامُ لِلْقَوْمِ يَحْصدُوا ... بِمَا زَرعُوا فِيْنَا مَسَاعِيَةً كَدَرَا أَلَا لَعَنَ اللَّهُ اللّئِيْمَ وَفِعْلِهِ ... وَأَرْدَى بُغَاةَ الإِفْكِ وَالدَّخْسِ وَالنُّكرَا جَمالُ الدّين المُخرّمِيّ: 14394 - نُعطى الجَزيلَ وَلَا نَبغي الثناءَ بهِ ... فَرَومُنَا الحمدَ عن أَفعَالنَا بَخَلُ ومن باب (نَعلٌ) قَوْلُ سَعِيْدِ بنِ حَمَيْدٍ وَقَدْ أَهْدَى إِلَى بَعْضِ الأَكَابِرِ بَغْلًا. وَيُرْوَيَانِ لأَبِي العَتَاهِيَةِ وَقَدْ أَهْدَى إِلَى الفَضْلِ بنِ الرَّبِيع نَعْلًا وَكَتَبَ مَعَهَا إِلَيْهِ (¬1): نَعِلٌ بَعَثْتُ بِهَا لِتَلْبَسَهَا ... قَدَمٌ بِهَا يُهْدَى إِلَى المَجْدِ لَوْ كُنْتَ أَقْدِرُ أَنْ أُشَرِّكُهَا ... خَدِّي جَعَلْتُ شِرَاكهَا خَدِّي أبو نَصر بنُ نُبَاتَة: 14395 - نُعَلَّلُ بالدّواءِ إِذَا مَرضنَا ... وَهَل يَشفي منَ المَوتِ الدَّواءُ؟ بَعْدَهُ: وَنَخْتَارُ الطبيبَ وَهَلْ طَبِيْبٌ ... يُؤَخِّرُ مَا يُقَدِّمُهُ القَضاءُ وَمَا أَنْفَاسُنَا إِلَّا حِسَابٌ ... وَمَا حرَكَاتُنَا إِلَّا فَنَاءُ محمّد بن شبلٍ: 14396 - نِعَمٌ إِذَا أَولَيتَهَا مَحفُوظَةٌ ... هَل تُحفَظُ النُعمَى بِغَير الشَاكِرِ ¬
الرَّضِيُّ المُوسَوِيُ: 14397 - نَعَم أَعوَزَ الطُّولَ رَاحيكُم ... فَلِمْ أَعوزَ الأَهلُ وَالمَرحَبُ؟ ومن باب (نَعمَ) قَوْلُ مُتَمَّمِ بنِ نُوَيْرَةَ فِي أَخِيْهِ مَالِكٍ (¬1): نِعْمَ القَتِيْلِ إِذَا الرِّيَاحُ تَناوَحَتْ ... خَلْفَ السُّيُوْفِ قُتِلتَ يَا بنَ الأَزْوَرِ قَالَ المُبَرَّدُ فِي إِسْنَادٍ ذَكَرَهُ صَلَّى مُتُمِّمٌ بنُ نُوَيْرَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ الفَجْرُ بَعْدَ قَتْلِ أَخِيْهِ وَكَانَ أَخُوْهُ مَالِكٌ خَرَجَ مَعَ خَالِدٍ فِي وَجْهِهِ إِلَى اليَمَامَةِ يُظْهِرُ الإِسْلَامَ فَظَنَّ بِهِ خَالِدٌ غَيْرَ ذَلِكَ فَأَمَرَ ضِرَارَ بنَ الأَزْوَرِ بِقَتْلِهِ فَقَتَلَهُ وَكَانَ مَالِكٌ مِنْ أَرْدَافِ المُلُوْكِ وَمِنْ مُقَدَّمِيِّ فُرْسَانِ بَنِي يرْبُوْعٍ قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ أَبُو بَكْرٍ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الصَّلَاةِ قَامَ مُتَمِّمٌ بِإِزَائِهِ فَاتَّكَأَ عَلَى سِيّةِ قوسهِ ثُمَّ قَالَ: نِعْمَ القَتِيْلِ إِذَا الرِّيَاحُ تَناوَحَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ثُمَّ أَوْمَأ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَدَعَوْتَهُ بِاللَّهِ ثُمَّ غَدَرْتَهُ ... لَوْ هُوْدٌ دَعَاكَ بِذِمَّةٍ لَمْ يَغْدِرِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ مَا دَعَوْتَهُ وَلَا غَدَرْتُ بِهِ. ثُمَّ مَضَى مُتُمِّمٌ فِي شِعْرِهِ فَقَالَ: لَا يُمْسِكُ الفَحْشَاءَ تَحْتَ ثِيَابِهِ ... حُلْوٌ شَمَائِلُهُ عَفِيْفُ المِئزَرِ وَلِنِعْمَ حَشْوُ الدِّرْعِ كُنْتَ وَحَاسِرًا ... وَلِنِعْمَ مَأوَى الطَّارِقِ المُتَنَوِّرِ قَالَ: ثُمَّ بَكَى وَانْحَطَّ عَلَى سِيَّةِ قَوْسِهِ وَكَانَ أَعْوَر دَمِيْمًا فَمَا زالَ يَبْكِي حَتَّى دَمَعَتْ عَيْنُهُ العَوْرَاءُ، فقام إِلَيْهِ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: لَوْ وَددْتُ أَنَّكَ رثيْتَ أَخِي زَيْدًا بِمِثْلِ مَا ورثيْتَ بِهِ مَالِكًا، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَفْصَ وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَخِي صَارَ حَيْثُ صَارَ أَخُوْكَ مَا رَثِيْتهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ مَا عَزَّانِي أَحَدٌ عَنْ أَخِي بِمِثْلِ مَا عَزَّانِي هَذَا. ¬
وَكَانَ زَيْدُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ قُتِلَ شَهِيْدًا يَوْمَ اليَمَامَةِ وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُوْلُ: أَنِّي لأَهش لِلصَّبَا لأنَّهَا تَأتِيْنَا مِنْ نَاحِيَةِ زَيْدٍ. سَلمٌ الخَاسِرُ: 14398 - نُعمَاكَ في الحسَّادِ مَكفُور ... ةٌ وَكُلُ مَن يُحَسدُ مَكفوُرُ 14399 - نُعمَاكُم مَنعَتنَا مِن زيَارَتكُم ... وَقَنعتنَا حَيآءً آخِر الأَبد بَعْدَهُ: إِنَّ الزِّيَادَةَ فِي الإِحْسَانِ طَارِدَةٌ ... لِلحرِّ عَنْ مَوْضِعِ الإِحْسَانِ فَاقْتَصِدِ أبُو تَمَّامٍ: 14400 - نِعمَ الفَتَى عُمَرٌ فِي كُلّ نَائبةٍ ... نَابت وَقَلَّ لَهُ نعم الفَتى عُمَرُ بَعْدَهُ: يُعْطِي وَيَحْمَدُ مَنْ يَأتِيْهِ يَحْمَدُهُ ... فَشُكْره عِوَضٌ وَمَالُهُ هَدرُ البُحتُرِيُّ: 14401 - نِعمَ الفَتَى فُجعَت بهِ إخوانُهُ ... يَومَ البَقيع حَوَادثُ الأيَّامُ 14402 - نَعِمَ اللَّهُ بالرَّسُولِ الَّذي ... أُرسِلَ وَالمُرسِلِ الرَّسالةَ عَينَا الصَّابيءُ: 14403 - نِعَمُ اللَّهِ كَالوحُوشِ وَمَا ... تَألَفُ إِلَّا الأَخَايِرَ النُسَّاكَا عَبد اللَّه بن محمد الحميريّ: ¬
14404 - نِعمَ المُعينُ عَلَى المروُءَة لِلفَتَى ... مَالٌ يَصُونُ عَنِ التَبذُل نَفسَهُ بَعْدَهُ: لَا شَيْءَ أَنْفَعَ لِلْفَتَى مِنْ مَالِهِ ... يَقْضِي حَوَائِجَهُ وَيَجْلُبُ أُنْسَهُ وَإِذَا رَمتهُ يَدُ الزَّمَانِ بِسَهْمِهِ ... غَدَتِ الدَّرَاهِمُ دُوْنَ ذَلِكَ تُرْسَهُ هُوَ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحِيْريُّ، حِيْرَةُ نِيْسَابُوْرَ. يَزيدُ بنُ حداقٍ الشنّي: 14405 - نُعمَانُ إنَّكَ خَائِنٌ خَدعٌ ... يُخفي ضَميرُكَ غيرَ مَا تُبدِي ومن باب (نعم): نِعَمُ الإلَهُ عَلَيْكَ فَاعْلَمُ جَمّهُ ... فِيْمَا حَمَاكَ بِهِ مِنَ الأَرْزَاقِ فَإِذَا تَخَرَّمَ عَنْكَ مِنْهَا وَاحِد ... يَوْمًا فَلَا تَكْفرهُ فَضلُ البَاقِي 14406 - نَعَم إِنَّها الدُّنيَا سِمَامٌ لِطَاعمٍ ... وَخَوفٌ لمَطلُوبٍ وَغَمُّ لطَالِبِ 14407 - نَعِمتَ صَبَاحًا وَامتلأتَ مسرّةً ... وقَابلكَ الإِقبالُ من كُلِّ جَانبِ 14408 - نَعَم دَعَتِ الدنيا إِلَى الغَدر دَعوةً ... أجَابَ إليها عَالِم وجَهُولُ وَقَالَ أَبُو فِرَاسٍ (¬1): نَعَمْ دَعَتِ الدُّنْيَا إِلَى الغَدْرِ دَعْوَةً ... وَخَلَّى أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَقِيْلُ يَعْنِي بِذَلِكَ مُقَاوَمَةَ عَقِيْلٍ أَخَاهُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَتَرْكَهُ وَمَمَرَّهُ إِلَى ¬
مُعَاوِيَةَ لَمَّا شَكَى إِلَيْهِ ضيْقَةَ حَالِهِ فَلَمْ يُفِدْهُ ذَلِكَ شَيْئًا فَتَرَكَهُ وَمَشَى إِلَى مُعَاوِيَةَ فَأَكْرَمَهُ وَخَوَّلَهُ وَأَعْطَاهُ وَرَفعَ مِنْ قَدرِهِ. زُهيرٌ المصريُ: 14409 - نَعَم ذَاكَ الحَديِثُ كَمَا تَقُولُ ... أَبُوحُ بهِ وإِن غَضِبَ العَذُولُ أَبْيَاتُ زُهَيْرٍ المِصرِيِّ: نَعَمْ ذَاَكَ الحَدِيْثُ كَمَا تَقُوْلُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: نَعَمْ قَدْ كَانَ ذَاَكَ وَلَا أُبَالِي ... وَدع مَنْ قَالَ عَنَّا أَو يَقُوْلُ سِوَايَ يَخَافُ عَارًا فِي حَبِيْبٍ ... وَغيْرِي فِي مَحَبَّتِهِ ذَلِيْلُ لِبَعضِ النَّاسِ فِي قَلْبِي مَكَانٌ ... وَحَالٌ فِي المَحَبَّةِ لَا تَحُوْلُ فَيَا أَحْبَابَ قَلْبي وَهُوَ قَلْبٌ ... وَفِيٌّ لَا يَمَلُّ وَلَا يَمِيْلُ مَتَى تَسْخُو بِعَطْفِكُمُ اللَّيَالِي ... وَيُطْوَى بَيْنَنَا قَالُ وَقِيْلُ قَيسُ بنُ مُعَاذٍ: 14410 - نَعَم صَدَقَ الوَاشُونَ أَنتِ حَبيبةٌ ... إلينَا وإن لَم تَصفُ منك الخلَائقُ زُهيرٌ المصريُّ: 14411 - نَعَم قَد كَانَ ذَاكَ وَلَا أُبَالي ... وَدعَ مَن قَالَ عنَّا أَو يَقُولُ السِريّ الرَّفاء: 14412 - نِعَمٌ كَأَنَّ الدّهَر أَقسمَ جَاهِدًا ... أَن لا تَدُومَ فَبرَّتِ الأَقسامُ الرَّضِيُّ المُوسَوِيُ: 14413 - نَعَم لَستُم الطِّوال فسَاعِدُوا ... عَلَى قَدرِكُم قَد تُستَعَانُ الأَصابِعُ ¬
أبُو تَمَّامٍ: 14414 - نِعمَةُ اللَّهِ لَا أَسألُ اللَّهَ إِليهَا ... نُعمَى سِوَى أَن تَدُومَا 14415 - نِعمَةُ اللَّهِ لَا تُعابُ وَلَكِن ... ارتفَاعُ الأَنذالَ شَقُّ المَرَارَه قَبْلهُ: إِنَّ مَنْ كَانَ سَاقِطَ الأَصْلِ وَالفَرْ ... عِ وَجَاءَتْهُ نِعْمَةٌ مُسْتَعَارَه بَاغِضٌ لِلَّذِي رَآهُ قَدِيْمًا ... خِيْفَةً مِنْهُ أَنْ يَكْشِفَ عَارَه نِعْمَةُ اللَّهِ لَا تُعَابُ وَلَكِنْ. البَيْتُ أبو نواسٍ: 14416 - نِعمَةُ اللَّهِ لا تُعابُ وَلَكِن ... رُبَّمَا استُقبِحَت عَلَى أَقوام قَبْلهُ: لَا تَلِيْقُ النُّعْمَى بِوَجْهِ أَبِي يَعْلَى ... وَلَا نُوْرُ بَهْجَةِ الإِسْلَامِ أَسْوَدُ الوَجْهِ وَالعَمَامَةِ وَالبَغْـ ... ـلَةِ وَالخُفِّ وَالقَفَا وَالغُلَامِ لَا تَمَسُّوا أَقْلَامَهُ فَتَمْسُوا ... مِنْ دَمِ الحُسَيْنِ فِي الأَقْلَامِ نِعْمَةُ اللَّهِ لَا تُعَابُ وَلَكِنْ. البَيْتُ وَقِيْلَ هَذِهِ الأَبْيَاتُ لأَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَصرِيِّ، وَظُنُّ البَيْتَ الأَخِيْرَ لأَبِي نوَّاسٍ وَأَبَا حَفْصٍ ضَمَّنَهُ. 14417 - نِعمَةُ اللَّهِ لَا تُفَا ... رِقُ عَبدًا إِذَا شَكَر سُويد بن أبي كَاهلٍ: 14418 - نِعمَةٌ للَّهِ فِينَا رَبَّهَا ... وَصنِيعُ اللَّهِ وَاللَّهُ صَنَع ¬
أعشَى باهلَة: 14419 - نَعَيتَ مَن لَا تُغبُّ الحيَّ جَفنتُهُ ... إِذَا الكَواكبُ أَخْطَى نَوْؤَها المَطَرُ 14420 - نَعِيشُ وَيَهلِكُ آبَاؤنَا ... فَبينَا نُرَجّي بنينا فَنينَا ابْنُ شَمسِ الخَلَافة: 14421 - نَعيمُ قَومٍ شقَاءُ غَيرهِم ... وَالنَّاسُ منهُم أَصَادِقٌ وَعَدِي مِثْلُ المِصْرَاعِ الأوَّلِ قَوْلُ المُتَنَبِّيِّ: مَصَائِبُ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ فَوَائِدُ. البُحتُريُّ: 14422 - نَغدوُ فَإمَّا استَعرنَا مِن محَاسِنِهِ ... فَضلًا وَإِمَّا استَمحنَا مِن أَيَاديهِ بَعْدَهُ: مُحَبَّبٌ فِي جَمِيع النَّاسِ إِنْ ذُكِرَتْ ... أَخْلَاقُهُ الغُرُّ حَتَّى فِي أَعَادِيْهِ يَقُوْلُ ذَلِكَ فِي ابْنِ ثَوَابَةَ. الرَّضِيُّ المُوسَويُّ: 14423 - نُغَرُّ بإيعادِ الردَّى وَهو صَادِقٌ ... وَنَطمعُ في وَعد المُنَى وَهَو كَاذبُ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ لِمَنْ لَمْ يَمْنَعِ اللَّهُ مَانِعٌ ... وَلَا لِقَضَاءِ اللَّهِ فِي النَّاسِ غَالِبُ البُحتُرِيُّ: 14424 - نَغشَاهُ لَا نحنُ مشتَاقُون منهُ إِلَى ... أُنسٍ وَلَا هُو مَسرورٌ بنَا فَرحُ ¬
عَبدُ الغَافر النيسَابُوريُّ: 14425 - نَفَائسُ الثَوبِ لَا تُغني أخَا حُمُقٍ ... وَإِنَّمَا هيَ أَكفانٌ عَلَى جِيَفِ بَعْدهُ: وَلَا يَشِيْنُ الفَتَى أَطْمَارُ مَلْبَسِهِ ... ثَمِيْنُ الدُّرِّ فِي الصَّدَفِ هُوَ عَبْدُ الغَافِرِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الغَافِرِ الفَارِسِيِّ النَّيْسَابُوْرِيِّ وَقَد كُتِبَ بِبَابِ: تَعَجَّبَتْ دُرُّ مِنْ شَيْبَتِي. وَذَلِكَ قَوْلُ أَبِي هَفَانَ. المُتَنَبِي: 14426 - نَفَذَ القضاءُ بمَا أَردتَ كَأَنَّهُ ... لكَ كُلَّمَا أزمَعتَ شيئًا أَزمعَا بَعْدهُ: وَأَطَاعَكَ الدَّهْرُ العَصِيُّ كَأَنَّهُ ... عَبْدٌ إِذَا نَادَيْتَ لَبَّى مُسْرِعَا يُخَاطِبُ بِهَذا عَبْدَ الوَاحِدِ بنِ العَبَّاسِ الإصْبعِ الكَاتِبِ. ابْنُ اللّبانَة في آل عبادٍ: 14427 - نَفَرٌ إِلَى مَاءِ السّمَاءِ نَماهُم ... نَسَبٌ عَلَى أَوجِ النُجوُم مُخَيِّمُ 14428 - نَفرُّ إِلَى الشَرابِ إِذَا غَصصنَا ... فَكيفَ إِذَا غَصَصنَا بالشَّرابِ مِثْلهُ (¬1): مَنْ غَصَّ دَاوَى بِشُرْبِ المَاءِ غُصَّتَهُ ... فَكَيْفَ يَصْنَعُ مَنْ قَدْ غَصَّ بِالمَاءِ 14429 - نَفَرٌ لَو أَنَهُّم من لطفِهِم ... نَادمَوُا ظَبيَ فَلَاةٍ مَا نَفَر 14430 - نَفسُ الجوَادِ الأَبيِّ بَاقِيَةٌ ... فِيهِ وَلَو كَانَ مسَّهُ العَجَفُ ¬
14431 - نَفسٌ من تَعَوَّدَتِ النَّدَى ... فجَرَت عَلَى عَادَاتِهَا الوزيُر المَهلَّبيُ: 14432 - نَفسِ صَبرًا لَا تَجزَعِي ... إِنَّ هَذَا خُلُقٌ من خلائِق الأيَّام 14433 - نَفسُ عصَامٍ سَوَّدَت عصَامَا ... وعَلَّمتهُ الكَرَّ وَالإقدامَا بعده: وَصَيَّرْهُ مَلِكًا هُمَامَا أبو نَؤاسٍ: 14434 - نَفسِ كُفّي عنَ المعَاصِي وَتُوبي ... مَا المعَاصِي عَلَى العبَادِ بفَرض قَبْلهُ: كُلُّ يَوْمٍ يَمُرُّ مِنِّي بَعْضِي بَـ ... ـأخُذُ الأَطْيَبِيْنَ مِنِّي وَيَمْضِي نَفْسِي كُفِّي عَنِ المَعَاصِي وَتُوْبِي. البَيْتُ ومن باب (نَفْسُكَ) قَوْلُ بَعْضِ العَلَوِيِّيْنَ (¬1): نَفْسُكَ ثَوْبُ الغِنَى فَصُنْهَا ... مَنْ لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ يُهِنْهَا إِذَا الْتَوَتْ جَامِعَةٌ فَدَعْهَا ... فَاليَأسُ مِنْهَا غِنَاكَ عَنْهَا ومن باب (نَفْسٌ) قول المُتَنَبِّيِّ (¬2): نَفْسٌ لَهَا خُلُقُ الزَّمَانِ لأَنَّهُ ... مُفْني النُّفُوْس مُفَرِّقٌ مَا جَمَّعَا ¬
وقول آخَر (¬1): نَفْسُكَ قَدْ أَعْطَيْتَهَا هَوَاهَا ... فَاغِرَةٌ نَحْوَ هَوَاهَا فَاهَا وقول ابنِ طَبَاطبَا (¬2): نَفْسِي الفِدَاءُ لِفَائِتٍ عَنْ نَاظِرِي ... وَمَحَلَّهُ فِي القَلْبِ دُوْنَ حجَابِهِ لَوْلَا تَمَتُّعُ مُهْجَتِي بِلقَائِهِ ... لَوَهَبْتُهَا لِمُبَشِّرِي بإِيَابِهِ وقول آخَر (¬3): نَفْسِي فِدَاءٌ لَكَ مِنْ زَائِرٍ ... مَا حَلَّ حَتَّى قِيْلَ قَدْ سَارَا وقول أَبِي دُلفٍ (¬4): نَفْسِي فِدَاءُ مَعَاشِرٍ نَالُوا الغِنَى ... بِقَوَاضبٍ مَشْحُوْذَةٍ وَرِماحِ لَيْسَ المُرُوْءَةُ أَنْ تَبِيْتَ مُعَانِقًا ... وَتَظَلُّ مُعْتَكِفًا عَلَى الأَقْدَاحِ مَا لِلرِّجَالِ وَلِلتَّنَعُّمِ إِنَّمَا ... خُلِقُوا لِيَوْمِ كَرِيْهَةٍ وَكِفَاحِ 14435 - نَفسَكَ لُم يَا مُلقيًا بذرَهُ ... بينَ سبَاخٍ إِن حَصَدتَ العَنَا طَاهرُ بنُ الحُسين المخزوميُّ: 14436 - نَفسُكَ لَاتُعطِيكَ كُلَّ الرّضَى ... فَكَيفَ تَرجُو ذَاكَ من صَاحِبِ بَعْدَهُ: أَجَلُّ مَصْحُوْبٍ حَيَاةٌ صَفَتْ ... فَهَلْ خَلَتْ مِنْ هَرِمٍ عَائِبِ هُوَ أَبُو مُحَمَّد طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ بن يَحْيَى المَخْزَوْمِيُّ. ومن باب (نَفْسِي): ¬
نَفْسِي أعزُّ بأن تَذُوْبُ صَبَابَةً ... وَتَهِيْمُ شَوْقًا بِالغَزَالِ الأَغْيَدِ وَاللَّهِ لَا أَطْعَمْتُهَا فِي لذّةٍ ... تَفْنَى فَتَفْنِيْهَا فَتَخْرجُ مِنْ يَدِي ابْنُ دُوستٌ: 14437 - نَفسي الَّتِي تَملِكُ الأَشيَاءَ ذَاهبَةٌ ... فَكَيفَ آسى عَلَى شيءٍ إِذَا ذَهَبا أحمد بن يوسفَ: 14438 - نَفسي عَلَى زَفرَاتِهَا مَطوِيَّةٌ ... وَوَددتُ لَو خَرَجَت مَعَ الزَّفراتِ بَعْدَهُ: لَمْ أَبْكِ مِنْ قِصْرِ الحَيَاةِ وَإِنَّمَا ... أَبْكِي مَخَافَةَ أَنْ تَطُوْلَ حَيَاتِي 14439 - نَفسِي كَنَفسِكَ إِن أَبللتَ من ... سَقَمٍ منهُ وَإِن أضنَاكَ أضنَانِي مُوسَى بن الحُسينُ: 14440 - نفسِي وَالصَّاحبُ في رُتبةٍ ... وَصَاحبُ الصَّاحِبِ كالصاحبِ بَعْدَهُ: كِلَاهُمَا أَرْعَى لَهُ حَقّهُ فَـ ... ـحَقُّهُ مِنْ أَوْجَبِ الوَاجِبِ إِنْ يَنأَ عَنِّي أَوْ يَغِبْ شَخْصُهُ ... فَلَيْسَ عَنْ قَلْبِي بِالغَائِبِ 14441 - نَفسِي هِيَ النَفسُ آبَى أَن أُواتيهَا ... عَلَى الهَوَانِ وتَأبَى أَن تُواتينِي الغَزّيُ: 14442 - نَفَضَت في وَجهِ مَا أَمَّلتُهُ ... كُمَّهَا الأَيَّامُ لمَّا قَلَّ مَالِي أَبْيَاتُ الغَزِيِّ: ¬
لَسْتُ أَنْسَى مِنْ لُبَيْنَى قَولَهَا ... مَا لِهَذَا المُنْحَنِي الظَّهْرِ وَمَالِي أَنَا شَمْسٌ بَرْزَةٌ وَهُوَ هِلَالٌ ... وَكُسُوْفُ الشَّمْسِ مِنْ قُرْبِ الهِلَالِ نَفَضَتْ فِي وَجْهِ مَا أَمَّلتهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَيْتَ دَهْرِي جَادَ لِي يَوْمًا ... بِمَا أَسْأَرَ الجُهَّالُ فِي كَأسِ الحَلَالِ وَإِذَا أَجْحَفَ بِاللَّيْثِ الصَّدَى ... وَدَّ أَنْ يَكْرَعَ فِي سُؤْرِ الثَّعَالِي فَالخُمُوْلُ العِزُّ وَاليَأسُ الغِنَى ... وَالقُنُوْعُ المُلْكُ هَذَا مَا بَدَا لِي أَنَا كَالثُّعْبَانِ جِلْدِي مَلْبَسِي ... لَسْتُ مُحْتَاجًا إِلَى ثَوْبِ جَمَالِ يَا كِبَارَ العَصْرِ لَيْسَ المَجْدُ ... مَا يَرِثُ الإِنْسَانُ مِنْ عَمٍّ وَخَالِ إِنَّمَا المَجْدُ الَّذِي يَذْخُرُهُ ... مِنْ شَبَا سَيْفٍ وَسَيْبٍ مُتَوَالِي كُلُّكُمْ يُسْمِعُنِي جَعْجَعَةً ... فِي النَّدَى مِنْ غَيْرِ طَحْنٍ وَثِفَالِ لَسْتُ أَشْكُو فَقْدَ رِزْقٍ ... إِنّما أَشْتَكِي فَقْدَ مُصِيْخٍ لِمَقَالِي الرّضيُّ الموسَويُ: 14443 - نَفَضتُ لبُانَاتِ الهَوَى وتَصرَّمَت ... فَلَا نَهْيٌ لِلَّاحي عَلَيَّ وَلَا أَمرُ بَعْدَهُ: وَمَا أَمتَرِي أَنَّ الشَّبَابَ هُوَ الغِنَى ... وَإِنْ قَلَّ مَالٌ وَالمَشِيْبُ هُوَ الفَقْرُ الحصُينُ بنُ الحُمام: 14444 - نُغَلّقُ هَامًا مِن رجَالٍ أَعزَّةٍ ... عَلَينَا وَهُم كانُوا أَعقَّ وَأَظلمَا عبد المطلب بنُ هاشم جد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: 14445 - نُفُوسُنَا لمَحلّ المَجدِ عَاشِقَةٌ ... فَلَو تَسلَّت أَسَلنَاهَا عَلى الأَسَلِ بَعْدَهُ: ¬
لَا ينزِل المَجْدُ إِلَّا فِي مَنَازِلِنَا ... كَالنَّوْمِ لَيْسَ لَهُ مَأوَى سِوى المُقَلُ القَاضِي: 14446 - نُفُوسٌ لا تَليقُ بهَا المَعالِي ... وَأَخلَاقٌ تَضيقُ عَن المَساعِي أَبُو دُلَفٍ: 14447 - نَقتَنصُ الآسَادَ من غِلهَا ... وَأَعينُ العينِ لنا صَائِدَه بَعْدَهُ: يَنْبُو الحُسَامُ العَضْبُ عَنَّا وَقَد ... تَكْلِمُ فِيْنَا النَّظْرَةُ الوَاحِدَه تَهَابُنَا الأسُدُ وَنَخْشَى المَهَا ... آبِدَةٌ مَا مِثْلهَا آبِدَه 14448 - نَقصُ مِنَ الدُّنيا وَأَسبَابِهَا ... نَقصُ المَنَايا مِن بَني هَاشِم قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي دُؤَادٍ: دَخَلْتُ عَلَى المَأْمُوْنِ فِي أَوَّلِ صُحْبَتِي إِيَّاهُ وَقَدْ تَوَفَّى أَخُوْهُ أَبُو عِيْسَى وَكَانَ المَأْمُوْنُ مُحِبًّا وَالِيْهِ مَائِلًا وَهُوَ يَبْكِي وَيمْسَحُ عَيْنَيْهِ بِمِنْدِيْلٍ فَقَعَدْتُ إِلَى جَنْبِ عَمْروِ بن مَسْعَدَةَ ثُمَّ تَمَثَّلْتُ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: نَقْصٌ مِنَ الدُّنْيَا وَأَسْبَابِهَا. البَيْتُ قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ المَأْمُوْنُ يَبْكِي سَاعَةً ثُمَّ مَسَحَ عَيْنَيْهِ وَتَمَثَّلَ (¬1): سَأَبْكِيْكَ مَا فَاضَتْ دُمُوْعِي فَإنْ تَفضْ ... فَحَسْبُكَ مِنِّي مَا تُحِنُّ الجوَانِحُ كَأَنْ لَمْ يَمُتْ حَيٌّ سِوَاكَ وَلَمْ تَقُمْ ... عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَيْكَ النَّوَائِحُ أبو تَمَّامٍ: 14449 - نَقّل فُؤَادَكَ حَيثُ شئتَ منَ الهَوَى ... مَا الحُبُّ إِلَّا للحبيبِ الأوَّلِ ¬
بَعْدَهُ: كَمْ مَنْزِلٍ لِلْمَرْءِ يَألفُهُ الفَتَى ... وَحَنُيْنُهُ أَبَدًا لأَوَّلِ مَنْزِلِ قِيْلَ لَمَّا أَنْشَدَ أَبُو تَمَّامَ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ سَمِعَتْهُ جَارِيَةٌ ظَرِيْفَةٌ شَاعِرَةٌ فَقَالَتْ فِي الحَالِ (¬1): إِلْهَجْ بِآخرِ مَنْ بُلِيْتَ بِحِبِّهِ ... لَا خَيْرَ فِي حُبِّ الحَبِيْبِ الأَوَّلِ أُنْبِئْكَ فِي أَنَّ النَّبِيِّ مُحَمَّدًا ... خَيْرُ البَرِيَةِ وَهُوَ آخِرُ مُرْسَلِ العباس بن الأحَنفِ: 14450 - نَقلُ الجبَالِ الرَّواسِي مِن أَماكِنِهَا ... أخَفُّ من رَدّ نَفسٍ حينَ تنصَرِفُ أميةُ بنُ أبي الصَّلُتِ: 14451 - نُقَلِّبُهُ لنَخبُرَ حَالتَيْهِ ... فَنخَبرُ منهُمَا كَرَمًا وَلينَا بَعْدَهُ: نَمِيْلُ عَلَى جَوَانِبِهِ كَأَنَّا ... نَمِيْلُ إِذَا نَمِيْلُ عَلَى أَبِيْنَا يقول ذَلِكَ فِي عَبْدِ اللَّهِ بنِ جَدْعَانَ. وَمِنْ هَذَا التَّرْتِيْبِ قَوْلُ الخَبَّازِ البَلَدِيِّ فِي شَيْبِهِ وَسُقُوْطِ أَسْنَانِهِ مِنَ الكِبَرِ (¬1): نُكِبْتُ فِي ثَغْرِي وَشَعْرِي ... وَمَا نَفْسِي فِي صَبْرِي بِمَنْكُوْبَه إِذَا دَنَتْ بَيْضاءُ مَكْرَوْهَةٌ ... مِنِّي نَأَتْ بَيْضاءُ مَحْبُوْبَه 14452 - نُكثرُ من وَصفنا مَلَاحتَهُ ... وَهوَ منَ الحُسنِ فَوقَ مَا نَصِفُ ¬
الحارثُ بنُ حلّزةَ: 14453 - نَكَحتَ عَجُوزةً ومَهَرتَ ألفًا ... كَذَاكَ البيَعُ مُرتخَصٌ وَغَالِ بَعضُ الفُرسِ: 14454 - نُكرِهُهَا في الأَمنِ لَكنَّنَا ... نُهِينُهَا تَحتَ ظِلَالِ السُيُوف قَبْلهُ: نَلْجَأُ فِي الرَّوْعِ إِلَى أَنْفُسٍ ... مَا إِنْ تَخَافُ المَوْتَ بَيْنَ الصُّفُوْفِ نُكْرِمُهَا فِي الأَمْنِ لَكِنَّنَا. البَيْتُ وَقَالَ أَيْضًا (¬1): حَمَلْتُ عَلَى وُرُوْدِ المَوْتِ نَفْسِي ... وَقُلْتُ لِعُصْبَتِي مُوْتُوا كِرَامَا وَعُذْتُ بِصَارِمٍ ذَكَرٍ وَقَلْبٍ ... حَمَانِي أَنْ أُضَامَا وَأَنْ أُلَامَا أبو تَمَّام: 14455 - نَلِ الثُريَّا أَو الشعرَى فَلَيس فتًى ... لَم يُفْنِ خَمسِينَ إنسَانًا بإِنسانِ إسحاقُ الموصلي: 14456 - نِلتَ الَّذي طلَبَ الملُوكُ فَقصَّرُوا ... عَنهُ وَأَنتَ عَلَى سَريركَ جَالِسُ يقول مِنْهَا: أَصْبَحْتَ رَاعِيْنَا وَحَارِسَ مُلْكِنَا ... وَاللَّهُ مِنْ عَرْضِ الرَّدَى لَكَ حَارِسُ 14457 - نِلتُ عَلَى رَغم العِدَى كُلَّ المُنَى ... وَفُزتُ بالوَصِل وَأُعطيتُ الهَنا ¬
14458 - نَل كُلَّمَا شِئتَ وَعِش آمنًا ... آخرُ هَذَا كُلِّهِ المَوتُ قَبْلهُ: اسْمَعْ فَقَدْ آذَنَكَ الصَّوْتُ ... إِنْ لَمْ تُبَادِرْ فَهُوَ المَوْتُ نَلْ كُلَّمَا شِئْتَ وَعِشْ آمِنًا. البَيْتُ وَهُوَ مَأخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ النَّابِغَةِ (¬1). وَنَصْرُ بنُ دُهْمَانَ الهُنَيْدَةَ عَاشَهَا ... وَتِسْعِيْنَ عَامًا ثُمَّ قُوِّمَ فَإِنْصَاتَا فَعَادَ سَوَادُ الرَّأسِ بَعْدَ بَيَاضهِ ... وَرَاجَعَهُ شَرْخُ الشَّبَابِ الَّذِي فَاتَا وَرَاجَعَهُ حِلْمٌ أَصِيْلٌ وَقُوَّةٌ ... وَلَكِنَّهُ مِنْ بَعْدَ ذَا كُلُّهُ مَاتَا نَصْرُ بنُ دُهْمَانَ هَذَا كَانَ مِنَ المُعَمِّرِيْنَ بِخُرَاسَانَ فَيُقَالُ أَنَّهُ سَقَطَتْ أَسْنَانهُ ثُمَّ نَبَتَتْ، وَالانْصِيَاتُ اسْتِوَاءُ القَامَةِ بَعْدَ الانْحِنَاءِ. أبو العَتَاهيةِ: 14459 - نَل مَا بَدا لكَ أَن تَنَالَ ... مِنَ الدُّنيَا فإِنَّ المَوتَ آخرُهُ قَالَ الأَصْمَعِيِّ: دَخَلْتُ عَلَى الرَّشِيْدِ يَوْمًا وَهُوَ يَنْظُرُ فِي كِتَابٍ وَدُمُوْعُهُ تَسِيْلُ عَلَى خَدِّهِ فَلَمَّا أَبْصَرَنِي قَالَ: أَرَأَيْتَ مَا كَانَ مِنِّي؟ قُلْتُ: نَعَمْ لَا أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: أَمَّا أَنَّهُ كَانَ لأَمْرِ الدُّنْيَا مَا رَأَيْتَ هَذَا ثُمَّ رَمَى بِالقِرْطَاسِ إِلَيَّ فَإِذَا فِيْهِ أَبْيَاتُ أَبِي الَعَتَاهِيَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ (¬1): هَلْ أَنْتَ مُعْتَبِرٌ بِمَنْ خربت ... مِنْهُ غَدَاةَ قَضَى دَسَاكِرُه وَبِمَنْ أَذَلَّ الدَّهْرُ مَصْرَعَهُ ... فتَبَرَّأَتْ مِنْهُ عَسَاكِرُه وِبِمَنْ عَفَتْ مِنْهُ أسْرَتُهُ ... وِبِمَنْ خَلَتْ مِنْهُ مَنَابِرُه أَيْنَ المُلُوْكُ وَأَيْنَ جُنْدَهُمُ ... صَارُوا مَصِيْرًا أَنْتَ صَائِرُه ¬
يَا مُؤْثِرَ الدُّنْيَا لِلذَّتِهِ وَ ... المُسْتَعِدُّ لِمَنْ يُفَاخِرُه نَلْ مَا بَدَا لَكَ أَنْ تَنَالَ. البَيْتُ ثُمَّ قَالَ الرَّشِيْدُ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي المُخَاطَبُ بِهَذَا الشِّعْرِ مِنْ دُوْنِ النَّاسِ فَلَمْ يَلْبَثْ بَعْدَهُ إِلَّا يَسِيْرًا حَتَّى مَاتَ. 14460 - نَلهُو بِهنَّ كَذَا مِن غَيرِ فَاحِشَةٍ ... لَهوَ الصِّيَّام بتُفَّاحِ البَساتِين قَبْلهُ: إِنَّ النِّسَاءَ رَيَاحِيْنٌ خُلِقْنَ لنَا ... وَكُلّنَا يَشْتَهِي شَمَّ الرَّيَاحِيْنِ نَلْهُو بِهِنَّ كَذَا مِنْ غَيْرِ فَاحِشَةٍ. البَيْتُ أبُو المُطَاعُ: 14461 - نُمسِي وَنُصبِحُ لَيسَ همَّتُنا ... إِلَّا نمُوَّ المَالِ وَالوَلَدِ بَعْدَهُ: وَنَعُدُّ أَيَّامًا تُعَدُّ لنَا وَلَعَلَّهَا ... ليست مِنَ العَدَدِ الحُطَيئَةُ: 14462 - نَمشِي عَلَى ضَوءِ أَحسَابِ أَضَأْنَ لنا ... كما أضاءَت نُجوُمُ اللَّيلِ للسَّاري 14463 - نَم للخُطوبِ إِذَا أحدَاثُها طَرقَت ... وَأصبر فقَد فَازَ أَقوامٌ لَها صَبَرُوا قَبْلَهُ: يَا مَنْ أَلَحَّ عَلَيْهِ الهَمُّ وَالفِكْرُ ... وَغَيَّرَتْ حَالَهُ الأَيَّامُ وَالغِيَرُ نَمْ لِلْخُطُوْبِ إِذَا أَحْدَاثُهَا طَرَقَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَمَّا سَمِعْتَ بِمَا قَد قِيْلَ فِي مَثَلٍ ... عِنْدَ الأَياسِ فَأَيْنَ اللَّهُ وَالقَدَرُ فَكُلُّ ضيْقٍ سَتَأتِي بَعْدَهُ سِعَةٌ ... وكلُ فَوْتٍ سَيَأتِي بَعْدَهُ ظَفَرُ ¬
14464 - نَمَّ دَمعي فَلَيسَ يَكتُم شيئًا ... ووَجَدتُ الضَّمِيرَ ذَا كِتمَانِ بَعْدَهُ: كَضَمِيْرِ الكِتَابِ أَخْفَاهُ طَيُّ ... فَاستَدَلُّوا عَلَيْهِ بِالعُنْوَانِ 14465 - نَمَّ فِي خَدِّهِ العِذَارُ وَلَاحَ ... المَشِيبُ في مَفرِقِي بغيرِ أَوانِ لَمَّا أَخَذَ المَغُوْلُ بَغْدَادَ وَقَتَلُوا الخَلِيْفَةَ أَبَا أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ المُعْتَصِمِ بِاللَّهِ رَحْمَةُ اللَّه عَلَيْهِ كَانَ وَزِيْرُهُ مُؤَيَّدِ الدِّيْنِ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بن العَلْقَمِيِّ وَتَوَصَّلَ بِحُسْنِ تَدْبِيْرِهِ وَصَائِبِ رَأيِهِ حَتَّى سَلِمَ مِنَ القَتْلِ هُوَ وَأَتْباعُهُ فَلَمَّا رَحَلَ المَغُوْلُ مِنْ بَغْدَادَ سُلِّمَتْ الأَعْمَالُ وَبَغْدَادُ إِلَيْهِ ثُمَّ مَاتَ عَنْ قَرِيْبٍ. وَاتَّفَقَ أَنَّ وَلَدَهُ عِزّ الدِّيْنِ كتَبَ إِلَى وَالِدِهِ الوَزِيْرُ يَقُوْلُ مَا أَحْسَنَ قَوْلَ القَائِلِ (¬1): شِبْتُ أَنَا وَالْتَحَى حَبِيْبِي ... فَبِنْتُ عَنْهُ وَبَانَ عَنِّي وَاسْوَدَّ ذَاَكَ البيَاضُ مِنْهُ ... وَابْيَضَّ ذَاَكَ السّوَادُ مِنِّي فَكَتَبَ إِلَيْهِ وَالِدَهُ الوَزِيْرُ فِي الجَوابِ أَحْسَنُ مِنْهُ قَوْلُ الآخرِ وَأَشْبَهُ بِحَالِي وَحَالِ الخَلِيْفَةَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: نَمَّ فِي خَدِّهِ العِذَارُ وَلَاحَ الشَّيْبُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَسَدَتْ سُوْقُنَا جَمِيْعًا عَلَى ... الحُبِّ وَوَلَّى زَمَانُهُ وَزَمَانِي أُميّة بن أبي الصَّلْتِ: 14466 - نَمِيلُ عَلَى جَوَانبهِ كَأنَّا ... إِذَا مِلنَا نَميلُ عَلَى أبينَا قِيْلَ: دَخَلَ أَبُو الجَّهْم حُذَيْفَةُ العَدَوِيُّ عَلَى مُعَاوِيةَ فَحدَّثَهُ فَشُغِلَ مُعَاوِيةُ عَنْ حَدِيثِهِ بِبَعْضِ أُمُوْرِهِ فَقَالَ لَهُ: يَا مُعَاوِيةُ أُحَدِّثُكَ فَلَا تَسْمَعُ حَدِيْثِي وَاللَّهِ لَقَدْ عُرِضَتْ ¬
عَلَيَّ أُمّكَ بسُوْقِ عُكَاظ فَرَغِبْتُ عَنْهَا. فَقَالَ مُعَاوِيةُ: أَمَّا وَاللَّهِ لَوْ نُكَحْتَهَا لَنَكَحْتَ حُرَّةً حَصَانًا وَلنِعْمَ الكُفْؤُ كُنْتَ لَهَا. قَالَ: فَأَكَبَّ أَبُو الجَّهْمِ عَلَى مُعَاوِيةَ يُقَبِّلُ رَأسَهُ وَيَقُوْلُ مُتَمَثِّلًا بِقَوْلِ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصّلْتِ: نُقَلِّبُهُ لِنخْبُرَ حَالتَيْهِ ... فَنَخْبَرُ منهما كَرَمًا وَلِيْنَا نَمِيلُ عَلَى جَوَانِبِهِ كَأَنَّا. البَيْتُ 14467 - نُنافِسُ فِي الدُّنيا غرُورًا وَإِنَّمَا ... قُصَارَى غنَاهَا أَن يؤُولَ إلى الفَقر بَعْدَهُ: وَإِنَّا لَفِي الدُّنْيَا كَرَكْبِ سَفِيْنَةٍ ... نُظَنُّ وُقُوْفًا وَالزَّمَانُ بِنَا يَجْرِي وَأَلْحَقَهُمَا آخَرُ فَقَالَ: أَلَيْسَ مِنَ الخُسْرَانِ أَنَّ لَيَالِيًا ... تَمُرُّ بِلَا وَصلٍ وَتُحْسَبُ مِنْ عُمْرِي أبُو العَتَاهيةِ: 14468 - نُنافِسُ في الدُّنيا ونَحنُ نَعيبُهَا ... وَقَد حَذَّرتناهَا لَعَمرِي خُطوبُها أَبْيَاتُ أَبِي العَتَاهِيَةِ: تُنَافِسُ فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ نَفِيْسُهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا تَحْسِبُ السَّاعَاتِ تَقْطَعُ مُدَّةً ... عَلَى أَنَّهَا فِيْنَا سَرِيْعًا دَبِيْبُهَا كَأَنِّي بِرَهْطِي يَحْمِلُوْنَ جَنَازَتِي ... إِلَى حُفْرَةٍ يُحْثَا عَلَيَّ كَثِيْبُهَا وَنَائِحَةٍ حَرَّى تُنَادِي وَإِنَّنِي ... لَفِي غِفْلَةٍ مِنْ صَوْتهَا مَا أُجِيْبُهَا فَيَا هَادِمَ اللَّذَّاتِ مَا مِنْكَ مَهْرَبٌ ... تُحَاذِرُ نَفسِي مِنْك مَا سَيُصِيْبهَا رَأَيْتُ المَنَايَا قُسِّمَتْ بَيْنَ أَنْفُسٍ ... وَنَفْسِي سَيَأتِي بَيْنَهُنَّ نَصيْبُهَا وَإنِّي لَمِمَّنْ يَكْرَهُ المَوْتَ وَالبَلَى ... وَيُعْجِبُهُ رُوْحُ الحَيَاةِ وَطِيْبُهَا ¬
فَحَتَّى مَتَى حَتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى ... يَدُوْمُ طُلُوْعُ الشَّمْسِ لِي وَغُرُوْبُهَا 14469 - نُنافِسُ في طيبِ الطَّعام وَكُلُـ ... ـهُ سَواءٌ إِذَا مَا جَاوزَ اللهواتِ البُحتُرِي: 14470 - نَنسَى أَيادِي الزَّمانِ فينَا ... ومَا نَذكُرُ من دَهرنَا سِوَى نوَبه ومن باب (نَوَائِبُ) قولُ بُنْدَارِ بن الحُسَيْنِ (¬1): نَوَائِبُ الدَّهْرِ أَدّبَتْنِي ... وَإِنَّمَا يُوْعَظُ الأَدِيْبُ قَدْ ذُقتُ حُلْوًا وَذُقْتُ مُرًّا ... كَذَاكَ عيشُ الفَتَى ضرُوْبُ مَا مَرَّ بُؤْسٌ وَلَا نَعِيْمٌ ... إِلَّا وَلِي فِيْهِمَا نَصيْبُ 14471 - نُواصِلُ مَن لَا يَستَحقُّ وصَالنَا ... مخَافَةَ أَن نَبقَى بغَير صَدِيقِ يُرْوَى عَنْ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى الرِّضا عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ لَقَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ فَلَّاحًا فَنَزَلَ لَهُ عَنْ دَابَّتِهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَاسْتَعْرَضَ حَوَائِجهُ لِيَقُوْمَ فِيْهَا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهُ: يَا بنَ رَسُوْلِ اللَّهِ أَتَنْزِلَ لِهَذَا الفَلَّاحِ وَتَسْأَلَهُ حَوَائِجَهُ وَهُوَ إِلَيْكَ أَحْوَجُ مِنكَ إِلَيْهِ فَقَالَ وَلِمَ لَا هُوَ عَبْدٌ مِنْ عَبِيْدِ اللَّهِ وَأَخٌ فِي دِيْنِ اللَّهِ وَشَرِيْكٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَأَبُوْهُ آدَمُ وَأُمُّهُ حَوَّاءُ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ وَكَأَنَّهُ مِنْ شِعْرِهِ: نُوَاصِلُ مَنْ لَا يَسْتَحَقُّ وِصَالنَا. البَيْتُ بَشَّارُ: 14472 - نَوالُكَ دُونَهُ خَرطُ القَتَاد ... وَخَيركَ كَالثُّريَّا في البعَادِ بَعْدَهُ: ولَوْ أَبْصَرْتَ ضَيْفًا فِي مَنَامٍ ... لَحَرَّمْتَ المَنَامَ إِلَى المَعَادِ ¬
وَمَا أَهْجُوْكَ أَنَّكَ كُفؤَ شِعْرِي ... ولكني هجَوْتكَ لِلكَسَادِ السَّرِيّ الرَّفاء: 14473 - نُوَبُ الزَّمانِ فلَا يدُ الأعنَاقِ ... تَزدَادُ إِن غُولبنَ ضِيقَ خِنَاقِ بَعْدَهُ يَرْثِي: حَتَّامَ نَحْمِلُ غَيْرَ مَحْمُوْلٍ ... عَلَى أَرْهَاقِنَا وَنَطِيْقُ غَيْرَ مُطَاقِ وَأَرَى الزَّمَانَ يَسُوْسُنَا بِطَرَائِقٍ ... مَطْرُوْقَةٍ وَخَلَائِقٍ أَخْلَاقِ وَمَنَازِلٍ عَبْقُ المَكَارِمِ مُخْبِرٌ ... رُوَّادِهَا عنهم بِقُرْبِ فِرَاقِ اليَوْمَ يبكي الجوْدُ فيكَ شَقِيْقَهُ ... إِذْ بنْتُمَا لَا عَنْ قُلًى وَشِقَاقِ وَتَؤُوْبُ خَافِقَ القُلُوْبِ عِصَابَةٌ ... مَخْتُوْمُ الآمَالِ بِالإخْفَاقِ وَتَجِفُّ أَنْوَارُ الثَّنَاءِ لأنها ... فُجِعَتْ بِصَيْبِ مُزْنِهَا الرَّقْرَاقِ للَّهِ أَنْتَ مُفَارِقًا لَا تَنْطَفِي ... غُلَلُ العُلَى مِنْهُ بِيَوْمِ تَلَاقِ ومن باب (نُوْرُوْزُ) قَوْل أَبِي سَعِيْدٍ بنِ مُوْصِلَايَا يُهَنِّئُ بِيَوْمِ نَيْرُوْزٍ: نُوْرُوْزُ وَمَهْرِجُ أَبَدًا ... مَا غَابَ نَجْمٌ وَبَدَا وَدُمْ عَلَى رَغْمِ العِدَى ... مُظَفَّرًا مُؤَيَّدَا وَاجْرُرْ رِدَاءَ نِعْمَةٍ ... آمِنَةٍ مِنَ الرَّدَى وَامْدُدْ إِلَى الجوْدِ يَدًا ... تَعَوَّدَتْ بَذْلَ النَّدَى وَلَا خَلَا بَابُكَ مِنْ ... بَاغِي نَوَالٍ وَفَدَا وَعِشْ إِلَى أَنْ لَا تَرَى ... مِنَ الأَعَادِي أَحَدَا 14474 - نُؤَمّلُ آمَالًا وَنَرجُو سَلامةً ... وتُدركُنَا آجالُنَا فَنمُوتُ الرَّضى الموسَوِيُ: 14475 - نُؤَمّلُ الخُلدَ وَالأيَّامُ مَاضيَةٌ ... وبَعضُ آمَالنَا ضَربٌ منَ الخَطَلِ ¬
بَشَّارٌ: 14476 - نُؤَمّلُ عَيشًا فِي حَيَاةٍ ذَميمَةٍ ... أَضرَّت بأَبدانٍ لنَا وَقُلُوبِ بَعْدَهُ: وَمَا خَيْرُ عَيْشٍ لَا يَزَالُ مُفَجّعًا ... بِفَوْتِ نَعِيْمٍ أَوْ بِمَوْتِ حَبِيْبِ قَالَ السِرِيُّ الرَّفَاء فِي كِتَابِ (المُحِبِّ وَالمَحْبوْبِ): الفَرْقُ بَيْنَ الحُبِّ وَالهَوَى وَالعِشْقِ وَإِنْ كَانَ الشُّعَرَاءُ مُخْتَلِفُوْنَ فِي هَذَا التَّرْتِيْبِ. وَالصَّوَابُ أَنَّ الهَوَى أَعَمُّ لِوُقُوعِهِ عَلَى كُلِّ مَا تَهْوَاهُ، وَالثَّانِي الحُبُّ وَهْوَ أخَصُّ وَأَقْصَاهُ العِشْقُ وَالاشْتِقِاقُ يَدُلُّ عَلَى بِذّاكَ لأَنَّ الهَوَى مِنْ زَوَالِ الشَّمْسِ عَنْ مَوْضِعِهَا وَالحُبُّ مُلَازَمَةُ المَكَانِ ثُمَّ الانْبُعَاثُ مِنْهُ وَالعِشْقُ مُشْتَقٌّ مِنَ العَشَقَةِ وَهِيَ اللَّبْلَابَةُ وَكأنَّ العِشْقَ سُمِّيَ بِهِ لِذُبُوْلِهِ يُقَالُ عَشِقَ بِالشَّيءِ إِذَا لَزَمَهُ وَلِكُلٍّ مِنَ النَّاسِ فَفِي الحُبِّ قَوْلُ بِحَسْبِ اعْتِقَادِهِ فَالمَجْنُوْنُ يَرَوْنَهُ إلى تأثِيْرَاتِ الكَوَاكِبِ وَالأطبَاءُ مَنْ يجْرِي مَجْرَاهُمْ يَرُدُّوْنهُ إلى الطَّبَائِعِ وَالصُّوْفِيَّةُ وَمَنْ نَاسَبَهُم يَقُوْلُوْنَ سَابَقَهُ التَّقَارُبِ وَالتَّعَارُفُ. قَالَتْ أعْرَابِيَّةُ فِي الحُبُّ بذاكَ الحُبُّ خَفِيَ أَنْ يُرَى وَجَلَّ مَنْ يَخْفِي فَهْوَ كَامِنٌ كَكُمُوْنِ النَّارِ فِي الحَجَرِ إِنْ قَدَحْتُهُ أَوْرَى وَإِنْ تَرَكْتَهُ تَوَارَى وَإِنْ لَمْ يَكُنْ شُعْبَةً مِنَ الجنُوْنِ فَهْوَ عُصَارَةُ السِّحْرِ. عُبُيد اللَّه بن عَبد اللَّه بن طاهرٍ: 14477 - نُونُ الهَوان منَ الهَوى مَسرُوقَةٌ ... فَإِذَا هَويتَ فَقَد لَقيتَ هَوَانَا وَقَالَ آخَرُ (¬1): نُوْنُ الهَوَانِ مِنَ الهَوَى مَسْرُوْقَةٌ ... وَصَرِيْعُ كُلّ هَوًى صَرِيْعُ هَوَانِ وَقَالَ نَجْمُ الدِّيْنِ فَاتِكَ النَّحَوِيّ مِنْ أَهْلِ عَصرِنَا إِمْلَاءً مِنْ لَفْظِهِ: ¬
الحُبُّ ذِلٌّ لَيْسَ فِيْهِ عِزَّةٌ ... كَمْ عَزِيْزٍ ذلَّ وَهُوَ مَشُوْقُ فَاحْذَرْ مُقَارَبَة الهَوَى لَا تَأتِهِ ... فَهُوَ الهَوَانُ نُوْنُهُ مَسْرُوْقُ ابْنُ المعتّز في نَفِسهِ: 14478 - نَؤُومٌ عَلَى غَيظِ الأعَادِي مُحسَّدٌ ... لأَعلَى مَراقي العّز تَسموُ خَواطرُه بَعْدَهُ: إِذَا مَا أَرَادَ الحَاسِدُوْنَ انْهِدَامَهُ ... بَنَاهُ إِلَهٌ غَالِبُ العِزِّ قَاهِرُه وَمَاذَا يَغِيْظُ الحَاسِدِيْنَ مِنِ امْرِىٍ ... تَزِيْنهُمْ أَخْلَاقُهُ وَمَآثِرُه إِذَا مَا هُوَ اسْتَغَنَى اهْتَدَى لافْتِقَارِهِمْ ... وَلَا تَهْتَدِي يَوْمًا إِلَيْهِمْ مَفَاقِرُه الكَادُوشيُّ: 14479 - نَهَارٌ كَشِبرِ الذَرّ أَو هُو دُونَهُ ... وَلَيلٌ كَإِبهَامِ القَطَاة قَصيرُ 14480 - نَهَارُكَ يَا مَغروُرُ سَهوٌ وَغفلةٌ ... وَلَيلُكَ نَومٌ وَالرَّدىَ لكَ لَازمُ قَبْلهُ: أَيَقْظَانُ أَنْتَ اليَوْمَ أَمْ أَنْتَ نَائِمُ ... وَكَيْفَ يُطِيْقُ النَّوْمَ حَرَّانُ هَائِمُ فلَوْ كُنْتَ يَقْظَانَ الغَدَاةِ لَحَرَّقَتْ ... مَحَاجِرَ عَيْنَيْكَ الدموعُ السّوَاجِمُ وَأَصْبَحْتَ فِي النَّوْم الطَّوِيْلِ وَقَد دَنَتْ ... إِلَيْكَ أُمُوْرٌ مُفْظِعَاتٌ عَظَائِمُ نَهَارُكَ مَغْرُوْرٌ سَهْوٌ وَغَفْلَة. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يُغِرّكَ مَا يَفْنِي وَتَفْرَحُ بِالمُنَى ... كَمَا غُرَّ بِاللّذَّاتِ فِي النَّوْمِ حَالِمُ فَلَا أَنْتَ فِي الإِيْقَاظِ حَازِمٌ وَ ... لَا أَنْتَ فِي النّوَّامِ نَاجٍ فَسَالِمُ وَتَشْغَلُ فِيْمَا سَوْفَ تَكْرَهَ غِبَّهُ ... كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تعيشُ البَهَائِمُ قِيْلَ: كَانَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ كَثِيْرًا. ¬
محمّد بن شِبلٍ: 14481 - نَهارٌ وَلَيلٌ يَركُضَانِ عَلَى الفَتَى ... كَأَنَّهُمَا في عُمرِه جَلمَانِ 14482 - نَهَارُهُم لَيلٌ بَهيمٌ وَلَيلُهم ... وَإِن كَانَ بدرًا فَحمَةُ بنُ جَميرِ هَذَا يَصِفُ لُصُوْصَ العَرَبِ يَقُوْلُ: هُمْ يَكْمِنُوْنَ نَهَارًا وَيَقْضوْنَ حَوَائِجَهُمْ مِنَ اللُّصُوْصِيَّةِ لَيْلًا، وَإِنْ كَانَ اللَّيْلُ مُقْمِرًا فَإِنَّهُ عِنْدَهُمْ فَحْمَة بنُ جَمِيْرٍ. يُقَالُ لَيْلَةَ السَّوَادِ المُظْلِمَةِ ابْنُ جَمِيْرٍ كَمَا يُقَالُ لِلَّيْلَة القَمْرَاءِ ابن نَمِيْرٍ. 14483 - نَهارٌ يَزوُلُ وَلَيلٌ يَكُرُّ ... كَذَاكَ الزَّمانُ عَلَى ذَا يَمُرُّ عَبدُ اللَّه بن الدُّمَيَنةِ: 14484 - نهَاري نَهارُ النَّاسِ حَتَّى إِذَا دَجَا ... ليَ اللَّيلُ هزَّتني إِلَيكِ المضَاجِعُ بَعْدَهُ: أَقْضِي نَهَارِي بِالحَدِيْثِ وَبِالمُنَى ... وَيَجْمَعُنِي وَاللَّيْلُ وَالهَمُّ جَامِعُ قَضى اللَّهُ لَا يَلْقَى الرَّشَادَ مُتَيَّمٌ ... إِلَّا كُلُّ أَمْرٍ حُمَّ لَا بُدَّ وَاقِعُ وَتُرْوَى لِعِيْسَى بنِ ذَرِيْحٍ. وَقَالَ الأَحْوَصُ فِي شَفْعَتِهَا (¬1): أَصَاحٍ أَمَّا تُحْزِنْكَ رِيْحٌ مَرِيْضةٌ ... وَبَرْقٌ بِلألَاءِ العَقِيْقَيْنِ لَامِعُ فَإِنَّ غرِيبَ الدَّارِ مِمَّنْ تَشُوْقُهُ ... نَسِيْمُ الرِّيَاحِ وَالبُرُوْقِ اللَّوَامِعُ لَقَّدْ ثَبَتَتْ فِي القَلْبِ مِنْكَ مَحَبَّةٌ ... كَمَا ثَبَتَ فِي الرَّاحَتَيْنِ الأَصَابِعُ وَقَالَ ابْنُ الحَدَّادِيَّةِ فِي شَفْعَتِهَا (¬2): فَلَا تَجْعَلِي بَيْنِي وَبَيْنَكِ ثَالِثًا ... فَكُلُّ حَدِيْثٍ جَاوَزَ اثْنَيْنِ شَائِعُ ¬
ومن باب (نَهَارِي) قَوْلُ رَبِيْعَة الرُّقِّيِّ (¬1): نَهَارِي نَهَارٌ طَالَ حَتَّى مَلَلْتُهُ ... وَلَيْلِي مَا جَنَّنِي اللَّيْلُ أَطْوَلُ فَإِنْ كَانَ هَذَا الهَجْرُ هَجْرَ تَدَلُّلٍ ... فقد طَالَ بَلْ زَادَ هَذَا التَّدَلُّلُ أُعَلِّلُ نَفْسِي فِيْكِ بِالوَعِيْدِ وَالمُنَى ... فَهَلَّا بِيَأْسٍ مِنْكِ أُعَلَّلُ وَمَوْعِدُكِ الشُّهْدُ المُصَفَّى حَلَاوَةً ... وَدُوْنَ نِجَازِ الوَعْدِ صَابٌ وَحَنْظَلُ ابْنُ دُريدٍ من مَقصورته: 14485 - نُهَالِ للشَّيءِ الَّذي يَرُوعُنَا ... وتَرتَعي في غَفلَة إِذَا انقَضَى الرّضيُّ الموسويُّ: 14486 - نِهَايَةُ الجوُد أَن تَبقَى لَهُ أبدًا ... وَغَايةَ الجُود أَن تبقَى لَكَ الجُودُ 14487 - نِهَايَةُ الحُزنِ لَا تَأتي عَلَى أَحدٍ ... إِلَّا إِذَا فَقَد الأموالَ وَالوَلَدا هَاهُنَا يَنْبَغِي أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْهِ جُرِّبَ ذَلِكَ فَصَحَّ. قَالَ كَاتِبُهَ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: قَدْ تَدَاوَلَ الشُّعَرَاءُ مِنَ العَرَبِ مَعْنَى قَتْل الأَقْرِبَاءِ ثُمَّ النَّدَمِ عَلَيْهمْ بَعْدَ ذَلِكَ حِيْنَ لَا يَنْفَعُ النَّدَمُ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ قَيْسِ بن زِيَادٍ (¬1): شَفَيْتُ النَّفْسَ مِنْ حَمْلِ بن بَدْرٍ ... وَسَيْفٍ مِنْ حُذَيفَةَ قَدْ شَفَانِي فَإِنْ أَكُ قَدْ شَفيْتُ بِهِمْ غَلِيْلِي ... فلن أَقْطَعْ بِهِمْ إِلَّا بِنَائِي وقول الحارثِ بن وَعْلَةَ (¬2): قَوْمِي هُمُ قَتَلُوا أُمَيْمَ أَخِي ... فَإِذَا رَميْتُ يُصِيْبُنِي سَهْمِي فَلَئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَن جَلَلًا ... وَلَئِن سَطَوْتُ لأُوْهِنَ عَظْمِي ¬
وقول القَتالِ الكَلْبِيِّ (¬1): نَهَبْتُ زِيَادًا كَي يَكُفَّ وَيَتَّقِي ... وَنَاشَدْتهُ بِاللَّهِ حَوْلًا مُحَرَّمَا وَنَاشَدْتهُ الأَرْحَامَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... وَذكَّرْتهُ أَرْحَامَ سعرٍ وَهَيْثَمَا فَلَمَّا رَأَيْتُ الشَّرَّ لَيْسَ بِمُقْصِرٍ ... وَمَوْلَايَ لَا يَزْدَادُ إِلَّا تَصَرُّمَا عَدَلْتُ لَهُ كَفِّي بِعَضبٍ مُهَنَّدٍ ... حُسَامٍ إِذَا مَا خَالَطَ العَضْمَ صَمَّمَا فَلَمْ أَثْنِهِ حَتَّى بَعَثْتُ نِسَاءَهُ ... حَوَاسِرَ قَدْ هَيَّجْنَ فِي الحَيِّ مَأْتَمَا بِسَيْفِ امْرِىٍ لَمْ تَخْدِمِ الحَيِّ أُمُّهُ ... أَخُو نَجدَاتٍ لَمْ يَكُنْ مُتَهَضّمَا وقول فِرَاسٍ بن زَيْدٍ (¬2): وَذَكَّرْتهُ بِالرَّحْمِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... وَمَا بَيْنَنَا مِنْ مُدَّةٍ لَوْ تَذَكَّرَا فَلَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُ غَيْرَ مُنْتَهٍ وَبَدَّلَ ... مَعْرُوْفِي الَّذِي فَاتُ مُنْكَرَا دَعَوْتُ إِلَيْهِ عُصبَةً عَامِرِيَّةً ... صِبَاحَ الوُجُوْهِ يَلْبِسُوْنَ السّنوَرَا وقول الحُصَيْنِ بنِ حُمَامٍ (¬3): نُعَلِّقُ هَامًا مِنْ رِجَالٍ أَعِزَّةً ... عَلَيْنَا وَهُمْ كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا وقول النَّابِغَةِ (¬4): بِكَفِّ فَتًى أَنْسَاهُ أَرْحَامَ قَوْمِهِ ... مَحَارِمُ تُغْشَى مِنْ عُقُوْقٍ وَمَأثَمِ وقول البُحْتُرِيِّ (¬5): إِذَا احْتَرَبتَ يومًا فَفَاضَتْ دِمَاؤُها ... تَذَكَّرْتُ الرُّحْمَى فَغَاضَتْ دُمُوْعُهَا الغَزّيُ: ¬
14488 - نَهجُ العُلَى بنجُوم السُمِر تَعرفُه ... إِنَّ السِّنَانَ لمشتقُّ مِنَ السَّنَنِ العَباسُ الأَحَنفِ: 14489 - نُهدي إليكَ نُفُوسَنَا وقُلُوبَنَا ... فَعزيزَةٌ وتُهدَي لخَيرِ عَزيزِ بعضُ لصُوصَ العَرَبِ: 14490 - نَهقَ الحمَارُ لنَا بأَيمَن طَائرٍ ... إن الحِمَارَ منَ النَّجاح قَرِيبُ 14491 - نُهنّيكَ بِالأيَّام ظُلمًا وَإِنَّمَا ... تُهَنَّأ بكَ الأيَّامُ مَا دُمَتَ بَاقَيا 14492 - نَهُوضٌ بأَعبَاءِ الزَّمانِ وَحَامِلٌ ... عَلَى القُلِّ مَا أَعيَا عَلَى كُلّ حَامِل حَكمة بن قيسٍ الكنانُّي: 14493 - نَهَيتُ أَبَا عَمروٍ وعَنِ الحَربِ لَو ... يَرَى سَديدٍ أَو يؤُولُ إلى حَزم يَقُوْلُ بَعْدَهُ: دَعَانِي نَشُبُّ الحَرْبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... فَقُلْتُ لَهُ لَا بَلْ هَلُمَّ إِلَى السِّلْمِ فَلَمَّا أَبَى أَرْسَلْتُ فَضْلَةَ ثَوْبِهِ إِلَيْهِ ... فَلَمْ يرْجِعْ بِحَزْمٍ وَلَا عِلْمِ وَأَمْهَلْتُهُ حَتَّى رَمَانِي بِحَرِّهَا ... تَغَلْغَلَ مِنْ غييٍّ غَوِيٍّ مِنْ إثْمِ فَلَمَّا رَمَانِيْهَا رَمَيْتُ سَوَادَهُ ... وَلَا بُدَّ أَنْ يُرْمَى سَوَادُ الَّذِي يَرْمِي فَبتُّ عَلَى لَحْمٍ مِنَ القَوْمِ غُوْدِرَتْ ... أَسِنَّتُنَا فِيْهِ وَبَاتُوا عَلَى لَحْمِ وَأَصبَحَ يبكي مِنْ بَنِيْنٍ وَأُخْوَةٍ ... حِسَانِ الوُجُوْهِ طَيِّبِي الجسْمِ وَالنَّسْمِ وَنَحْنُ نَبْكِي أُخْوةً وَبَنِيْهُمُ ... وَلَيْسَ سوَاءً قَتْلُ حَقٍّ عَلَى ظُلْمِ وَقَالَ البُحْتُرِيُّ (¬1): ¬
وَفُرْسَانِ هَيْجَاءٍ تَجِيْشُ صُدُوْرُهَا ... بِأَحْقَادِهَا حَتَّى تَضِيْقُ دُرُوْعُهَا تُقتِّلُ مِنْ وَتْرٍ أَعَزَّ نُفُوْسِهَا ... عَلَيْهَا بِأَيْدٍ مَا تَكَادُ تُطِيْقُهَا إِذَا اختَرَبَتْ يَوْمًا فَفَاضَتْ دِمَاؤُهَا ... تَذَكَّرَتِ القُرْبَى فَفَاضَتْ دُمُوْعُهَا سُوَيدُ بنُ مَشُنوءٍ: 14494 - نَهَيتُكَ عَنه في الزَّمان الَّذي مَضَى ... وَلَا ينتَهِي الغَاوي لأوَّل قيلِ قَبْلهُ: دَعِي عَنْكِ مَسْعُوْدًا فَلَا تَذَكَّرْتُهُ ... إِلَيَّ بِسُوْءٍ وَاعْرِضِي بِسَبِيْلِ نَهَيْتُكِ عَنْهُ فِي الزَّمَانِ الَّذِي مَضَى. البَيْتُ شريك بن أبي الأعَفُل التجنبي: 14495 - نَهيتُكَ الأَسفَار من خَشيَةِ الردَّى ... وَكَأين رَأَينَا من رَدٍ لَا يُسَافرُ الخنساء: 14496 - نُهِينُ النُفُوسَ وَبَذلُ النُفُو ... س يَومَ الكَرِيهةِ أَبقَى لَها 14497 - نَهَينَاهُ عَن رأيهِ فَاستَبَدَّ برأ ... يٍ يُسَوِّدُ وَجهَ الصَّوَابِ ابْنُ الرُّومي: 14498 - نَيكُكَ الغِلمَانَ مَا ... أَمكَنَكَ النّسوانُ أَفنُ بَعْدَهُ: إِنَّمَا يُمْشَقُ فِي ظَـ ... ـهْرٍ إِذَا أَعْوَزَ بَطْنُ 14499 - نَيلُ العُلَى بسوَى الإحسَانِ مُمتَنعُ ... وَاللُّومُ طَبعٌ لمن في عِرضِهِ طَبَعُ ¬
قَوْلُهُ: نَيْلُ العَلَى بِسِوَى الإِحْسَانِ مُمْتِعٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ (¬1): والحُرُ يَأَلَفُ مَا يَأْتِيْهِ مِنْ كَرَمٍ ... فليس يَرْدَعُهُ شَيْءٌ وَلَا يَزَعُ وَالمَجْدُ يَنْفِرُ مِثْلَ الوَحْشِ عَنْ نفَرٍ ... يُلِيْهِمْ الرِّيُّ دُوْنَ المَجْدِ وَالشَّبَعِ مَاتُوا وَفَاتُوا فَمَا ضرَّ بِمَوْتِهِمْ ... خَلقًا كَمَا أَنَّهُمْ عَاشُوا وَمَا نَفَعُوا تبًّا لَهُمُ جَمعُوا مَالًا وَغَالَهُمُ ... عَنْهُ الحِمَامُ فَمَا فَازُوا بِمَا جَمَعُوا 14500 - نَيلُ المَعَالِي وَحُبُّ الأَهِلَ وَالوَطَنِ ... ضِدَّانِ مَا استجمَعَا للمرءِ في قَرَن بَعْدَهُ: إِنْ كُنْتَ تَطْلُبُ عِزًّا فَادَّرِعْ سَبَبًا ... أَوْ فَارْضَ بِالدُّوْنِ وَاخْتَرْ رَاحَةَ البَدَنِ * * * تَمَّ حَرفَ النُّونِ وَالحَمدُ للَّهِ المُهَيمِنِ المَنَّانِ وصَلّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيّ المُصطَفَى المُؤتَمَنِ مُحمَّدٍ وَآلهِ أَجمعينَ وَسَلَّم تَسليمًا كَثيرًا * * * تكَمَّلَتْ عِدَّةُ أَبْيَاتِ حَرْفِ النُّوْنِ مِائَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَثَمَانُوْنَ بَيْتًا فَرْدًا سَائِرًا عَدَا مَا فِي ال. وَذَلِكَ فِي أَرْبَعِ عَشَرَةَ قَائِمَةٍ وَوَجْهٍ وَاحِدَةٍ هِيَ هَذِهِ الوَجْهَةُ. وَالحَمْدُ للَّهِ عَلَى نِعَمِهِ وَإِحْسَانِهِ وَكَرَمِهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ وَسَلَّمَ تَسلِيْمًا. * * * ¬
حرف الواو
حرف الواو
حَرفُ الوَاوِ مُسلِمُ بنُ الوَليدِ: 14501 - وَآخرُ إحسَانِ اللَيالِي إساءَ ... ةٌ عَلَى إنَّها قَد تُتبعُ العُسرَ اليُسَرا يقول مِنْهَا: وَأَكْثَرُ مَا تَلْقَى الأَمَانِي كَوَاذِبًا ... فَإِنْ صَدَقَتْ جَازَتْ بِصاحِبِهَا القَدَرَا أَبِيْتُ سَمِيْرًا لِلْمُنى مُثْرِيًا بِهَا ... وَأَغْدُو سَلِيْبًا مِنْ مَوَاهِبِهَا صِفْرَا 14502 - وَآخرُ قَولي أَن سَلَامٌ عَلَيكُم ... منَ الكَبِدِ الحَرَّى فقَد حَرجَ الصَّدرُ بَعضُ بني قَيُسٍ: 14503 - وَآخ لحَالِ السِّلم مَن شئتَ وَأعلَمن ... بأَنَّ سوَى مولَاكَ في الجَورِ أَجنَبُ بَعْدَهُ: وَمَوْلَاكَ مَوْلَاكَ الَّذِي إِنْ دَعَوْتَهُ ... أَجَابَكَ طَوْعًا وَالدِّمَاءُ تُصيَّبُ 14504 - وَآراءُ صِدقٍ يُجتَلَى الغَببُ دُونَهَا ... مَواقعُهَا في المُشكلَاتِ مَصَابحُ أبو مُحمدٍ اليَزيدِيُّ: 14504 - وَآفَةُ الرَّأي الهَوَى ... وَالحَزمُ فِي تَجنُّبِه ابْنُ دُرَيدٍ من مقصُوَرتهِ: 14506 - وَآفَةُ العَقلِ الهَوَى فَمَن ... عَلَا عَلَى هَوَاهُ عَقلُهُ فَقَد نضجَا ¬
المعَرّي: 14507 - وَآلهُ الأُسد تَقضِي أَنَّ صَانعَهَا ... لهَا الفَرسَ لَا أَن تأكُلَ العُشُبَا ومن باب (وَآمِرِةٍ) قَوْلُ إِسْحَاقِ بن إِبْرَاهِيْم المَوْصَلِّيِّ (¬1): وَآمِرَةٍ بالبخْلِ قُلْتُ لَهَا اقْصُرِي ... فَذَلِكَ شَيْءٌ مَا إِلَيْهِ سَبيْلُ أَرَى النَّاسَ خلَّانُ الجوَادِ وَلَا أَرَى ... بَخِيْلًا فِي العَالَمِيْنَ خَلِيْلُ وَمِنْ خَيرِ حَالَاتِ الفَتَى لَوْ عَلِمْتِـ ... ـهِ إِذَا نَالَ شَيْئًا أَنْ يَكُوْنَ يُنِيْلُ فَإِنِّي رَأَيْتُ البُخْلَ يَزْرِي بِأَهْلِهِ ... فَأَكْرَمْتُ نَفْسِي أَنْ يُقَالَ بَخِيْلُ عَطَائِي عَطَاءُ المُكْثِرِيْنَ تَكَرُّمًا ... وَمَا لِي كَمَا تَعْلَمِيْنَ قَلِيْلُ وَكَيْفَ أَخَافُ الفَقْرَ أوْ أُحْرَمُ الغِنَى ... وَرَأْيُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ جَمِيْلُ قَالَ الأَصْمَعِيِّ: كُنْتُ عِنْدَ الرَّشِيْدِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ إِسْحَاقَ بن إِبْرَاهِيْمِ فَقَالَ لَهُ الرَّشِيْدُ، أنْشِدْنِي مِنْ شِعْرِكَ، فَأَنْشَدَهُ هَذِهِ الأَبْيَات: فَلَمَّا قَالَ: وَكَيْفَ أَخَافُ الفَقْرَ أوْ أُحْرَمُ الغِنَى. البَيْتُ قَالَ الرَّشِيْدُ: لَا كَيْفَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، يَا فَضلُ أَعْطِهِ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ قَالَ للَّهِ دُرَّ أَبْيَاتٍ تَأْتِيْنَا بها يَا إِسْحَاقَ مَا أَتْقَنَ أُصوْلهَا وَأَبْيَنَ فُصوْلهَا وَأَقَلَّ فَضوْلهَا. فَقَالَ: وَاللَّه يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ كَلَامكَ خَيرٌ مِنْ شِعْرِي وَأَحْسَنُ. قَالَ: يَا فَضلُ ادْفَعْ إِلَيْهِ مِائَةَ أَلْفٍ أُخْرَى. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَعَلِمْتُ أَنَّهُ أَصيَدُ لِدَرَاهِمِ المُلُوْكِ مِنِّي فَكَان ذَلِكَ أَوَّلُ مَالٍ اعْتَقَدَهُ إِسْحَاقُ. ابْنُ الرُّومِي: 14508 - وَآمَنُ مَا يَكُونُ المَرءُ يومًا ... إِذَا لَبِسَ الحِذَارَ مِنَ الخُطُوبِ المُتَنَبِي: 14509 - وَآنَفُ من أَخي لأَبِي وَأُمّي ... إِذَا مَا لَم أَجِدهُ مِنَ الكِرَام ¬
الوَزيرُ الطغرائي: 14510 - وَأيَةُ السَّيفِ أَن يَزهَى بَرونَقِهِ ... وَليسَ يَعمَلُ إِلَّا في يَدَي بَطَلِ مِثْلُهُ قَوْلُ ابنِ هِنْدُو (¬1): [من البسيط] وَالسَّيْفُ أَحْسَنُ مَا تَلْقَى مَضارِبُهُ ... إِذَا اسْتَقَلَّ بِكَفِّ الفَارِسِ البَطَلِ بَشَّارُ: 14511 - وَأَثبتُ عمرًا بَعضَ مَا في جَوانحي ... وَجرَّعتُه من مُرِّ مَا أَتجرَّعُ بَعْدَهُ: وَلَا بُدَّ مِنْ شَكْوَى إِلَى ذِي حَفِيْظَةٍ ... إِذَا جَعَلَتْ أَسْرَارُ نَفْسِي تَطَلَّعُ جَعفر بن شَمسُ الخلَافة: 14512 - وَابخَل بعرضِكَ عَن ذمٍّ يُدَنّسُهُ ... فَالبُخلُ بالعرضِ مَعدودٌ منَ الكَرمِ أَبوُ فِراسٍ: 14513 - وَأَبذُلُ عَدلَي للأَضعَفينَ ... وَللشَّامِخ الأَنفِ لا أَبذلُه 14514 - وَأَبذُلُ مَالي للصَّدِيق وَغَيرِ ... هـ إِذَا نَالَ مَعروُفِي فقَد نَالَني الشُكرُ بَعْدَهُ: وَمَا خَيْرُ حَيٍّ يُحْمَدُ أَمْرُهُ ... وَمَا خَيْرُ مَيْتٍ لَيْسَ يَتْبَعُهُ ذِكْرُ الحكَم بنُ عُبدلٍ: 14515 - وَأَبذُلُ مَعروُفِي وَتَصفوُ خَلائِقي ... إِذَا كَدُرَت أَخلَاقُ كلّ فتًى مَحضِ ¬
إسحاق بن إبراهَيم المَوصليُّ: 14516 - وَأَبرَحُ مَا يَكُونُ الشَوقُ يومًا ... إِذَا دَنَتِ الدِّيَارُ مِنَ الدِّيَارِ قَالَ إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيْم المَوْصَلِّيِّ: انْحَدَرْتُ مَعَ الوَاثِقِ بِاللَّهِ إلى الصَّالِحِيَّةِ فَذَكَرْتُ الصِّبْيَانَ وَبَغْدَادَ فَقُلْتُ (¬1): أَبْكِي عَلَى بَغْدَادَ وَهِيَ قَرِيْبَةٌ ... فَكَيْفَ إِذَا مَا ازْدَدْتُ عنها غَدًا بُعْدَا لَعَمْرِي مَا فَارَقْتُ بَغْدَادَ عَنْ قلًى ... لَوْ أَنَّا وَجَدْنَا مِنْ فرَاقٍ لَهَا بُدَّا كَفَى حُزْنًا إِنْ رُحْتُ لَمْ أَسْتَطِعْ لَهَا ... وِدَاعًا وَلَمْ أحْدِثْ بِسَاحَتِهَا عَهْدَا فَقَالَ لِي: يَا مُوْصِلِيُّ اشْتَقْتَ إلى بَغْدَادَ؟ فقالتُ: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ إِنَّمَا ذَكَرْتُ صِبَيانِي فَاشْتَقْتُهُمْ وقَدْ حَضَرَنِي بَيْتَانِ مِنَ الشِّعْرِ فَقَالَ: أَنْشِدْهُمَا فَقُلْتُ (¬2): حَنَنْتُ إلى الأُصَيْبيَّةِ الصِّغَارِ ... وَشَاقَكَ مِنْهُمُ قُرْبُ المَزَارِ وَأَبْرَحُ مَا يَكُوْنُ الشَّوْقُ يَوْمًا ... إِذَا دَنَتْ الدِّيَارُ مِنَ الدِّيَارِ فَقَالَ لِي: صِرْ إلى بَغْدَادَ فَأَقِمْ مَعَ عِيَالِكَ شَهْرًا ثُمَّ صِرْ إِلَيْنَا وَقَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. الرّضيُّ الموسَوِيُ: 14517 - وَأَبعَدُ شيءٍ منكَ مَا فَاتَ عَصْرهُ ... وَأَقرَبُ شيءٍ منكَ مَا كَانَ آتيَا يقول مِنْهَا: أَرَى المَوْتَ دَاءٌ لَا يُبَلُّ عَلِيْلَهُ ... وَمَا اعْتَلَّ مَنْ لَاقَى مِنَ المَوْتِ شَافِيَا وَائْتِلَافُ مَا لِي فِي حَيَاتِي أَلَذُّ لِي ... وَأَعْجَبُ أَنْ يَبْقَى وَأُصْبِحُ فَانِيَا وَأَنِّي لأَلْقَى رَاحَتِي وَتَقَنُّعِي ... فِي طَلَبِ الإثْرَاءِ طُوْلُ عَنَائِيَا ¬
وَمَا كُلُّ مَنْ أَوْمَى إِلَى العِزِّ نَالَهُ ... وَدُوْنَ العُلَى ضَرْبٌ يُدَمِّي النَّوَاصِيَا رَجَائِي أَنْ أَلْقَى صدِيْقًا مُوَافِقًا ... وَذَلِكَ شَيْء عَازِبٌ عَنْ رَجَائِيَا وَأَكْثَرُ مَنْ تَلْقَاهُ كَالسَّيْفِ مُرْهَفًا ... عَلَيْكَ وَإِنْ جرَّبْتَهُ كَانَ نَابِيَا وَلِلنَّفْسِ أَخْلَاق تَدُلُّ عَلَى الفَتَى ... أَكَانَ سَخَاءً مَا أتى أَمْ تَسَاخِيَا المَتَنبِيّ: 14518 - وَأَبعَدُ مَن نَادَاكَ مَن لَا تُجيبُهُ ... وَأَغيَظُ مَن عَادَاكَ مَن لَا تُشاكِلُ هدبة بنُ خَشَرمُ العُذريُّ: 14519 - وَأَبغض إِذَا أَبغَضتَ بُغضًا مُقَاربًا ... فَإِنَّكَ لَا تَدري متَى أَنْتَ رَاجِعُ قَبْلهُ: وَاحْبِبْ إِذَا أَحْبَبْتَ حُبًّا مُقَارِبًا ... فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى أَنْتَ نَازعُ وَابْغَضْ إِذَا بَغَضْتَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكُنْ مَعْدَنا لِلْحِلْمِ وَاصْفَحْ عَنِ الخَنَا ... فَإِنَّكَ رَاءٍ مَا عَلِمْتَ وَسَامِعُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ النَّمِرِ بنِ تَوْلَبٍ (¬1): وَاحْبِبْ حَبِيْبَكَ حُبًّا رُوَيْدًا ... إِذَا أَنْتَ حَاوَلْتَ أَنْ تُحَكِّمَا وَابْغِضْ بَغِيْضكَ بُغْضًا رُوَيْدًا ... إِذَا أَنْت حَاوَلْتَ أَنْ تَصْرِمَا وَمِثْلُ قَوْلِ هُدْبَةَ قَوْلُ الآخَرِ (¬2): وَلَا تَكُ فِي حُبِّ حَبِيْبكَ مُفْرِّطًا ... وَإِنْ أَنْتَ أَبْغَضْتَ البَغِيْضَ فَأَجْملِ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى أَنْتَ مُبْغِضٌ ... صَدِيْقَكَ أوْ تَهْوَى عَدُوَّكَ فَاعْقَلِ ¬
النَّمِرُ بنُ تَولَبٍ: 14520 - وَأَبغِض بَغيضَكَ بُغضًا رُوَيدًا ... إِذَا أَنْتَ حَاوَلتَ أَن تَحكمَا قَبْلهُ: فَاحْببْ حَبيبَكَ حُبًّا رُوَيْدًا ... فَقَدْ لَا يَعُوْلُكَ أَنْ تَصْرِمَا فَتَظْلِمَ بِالوُدِّ من وَصْلهُ ... دَقِيْق فَتَسْفَهُ أَوْ تَنْدَمَا وَابْغِضْ بَغِيْضكَ بُغْضًا رُوَيْدًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإِنَّ المَنِيَّةَ مَنْ يَخْشَهَا ... فَسَوْفَ تُصَادِفُهُ أَيْنَمَا وَإِنْ تَخَطَّكَ أَسْبَابُهَا ... فَإِنَّ قُصَارَاكَ أَنْ تَهْرَمَا قَوْلُهُ: فَعِدْ لَا يَعُوْلكَ أَنْ تَصْرِمَا. يُقَال سَمِعْتَ أَمْرًا أَعَالَنِي أي شَقَّ عَلَيَّ يَقُوْلُ فَعدلَا يشقُّ عَلَيْكُ الصُّرْمُ إِنْ أَرَدْتَهُ. وَقَوْلُهُ: إِذَا أَنْتَ حَاوَلْتَ أَنْ تُحَكِّمَا. أَنْ تَكُوْنَ حَكِيْمًا وَيُرْوَى إِذَا أَنْتَ طَالَبْتَ أَنْ تَحْكُمَا. يُقَالُ: أَحْكَمْتُهُ رَدَدْتُهُ وَحَكَمْتُهُ وَمِنْهُ حَكَمَهُ اللّجَامِ. وَقَوْلُهُ: أَيْنَمَا يَعْنِي أَيْنَمَا ذَهَبَ. أَبُو عُبَيْدَةَ فإِنَّ قَصَاركَ. وَالأَصمَعِيُّ قُصَارَاكَ. يُقَال: قَصْرُكَ وَقَصَارُكَ وَقصَارَاكَ وَهِيَ غَايَتُكَ الَّتِي تَقْتَصِرُ عَلَيْهَا أَيْ تُحْبَسُ. وَقَوْلُهُ: وَإِنْ تُخُطَّكَ أَسْبَابُهَا. ابنِ الأَعْرَابِيِّ تَتَخَطَّاكَ مِنَ الخَطَاءِ التَّخَاطِي. العَباسُ بن الأحَنف: 14521 - وَأَبكِي إِذَا مَا أَذنَبتَ خَوفَ صَدّهَا ... وَأسأَلُها مرضَاتها وَلهَا الذَنبُ 14522 - وَأَبكي لبُعدِ الأَبعَدين تَشُّوقًا ... وَأَبكي عَلَى الأَذنين خَوفَ التَفرُّقِ 14523 - وَأَبلَغُ مَا يُصَانُ بهِ الغَواني ... عَفَافُ حُمَاتِهَّنِ منَ الرَّجالِ 14524 - وَأَبلَيتَ خَيرًا في الحَياةِ وَإِنَّما ... ثوابُكَ عندي اليَومَ أَن ينطقَ الشعرُ ¬
مُحمَّد بنُ المُكَعبَر: 14525 - وَأبنَا بالنَّهَابِ وَبالسَّبَايَا ... وآبُوا بالخَزَايَةِ وَالصَّغَارِ جَرُيرٌ: 14526 - وَابنُ اللَّبونِ إِذَا مَا لُزَّ في قَرَنٍ ... لَم يَستطع صَولَةَ البُزلِ القناعيس قِيْلَ: دَخَلَ جَرِيْرٌ بن الخَطْفَى عَلَى الوَليْدِ بن عَبْدِ المَلِكِ وَهْوَ خَلِيْفَةٌ وَعِنْدَهُ عَدِيُّ بنُ الرِّقَاعِ العَامِلِيُّ فَقَالَ الوَليْدُ لِجَرِيْرٍ: أتعْرِفُ هذا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: هَذَا عَدِيُّ بنُ الرِّقَاعِ. قَالَ جَرِيْرٌ: شَرُّ الثِّيَابِ الرقاع فَمِمَّنْ هْوَ؟ قَالَ: مِنْ عَامِلَة؟ فَقَالَ جَرِيْرٌ: الَّذِي يَقُوْل اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْهِمْ: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4)} [الغاشية: 3 - 4] ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ (¬1): يُقَصِّرُ بَاعُ العَامِلِيّ عَنِ العُلَى ... وَلَكِنَّ أَيْرَ العَامِلِيُّ طَوِيْلُ فَأَجَابَهُ عَدِيٌّ فَقَالَ (¬2): أَأُمّكَ كَانَتْ خَبَّرَتْكَ بِطُوْلهِ ... أم أَنْتَ امْرُؤ لَمْ تَدْرِ كَيْفَ تَقُوْل؟ فَقَالَ جَرِيْرٌ: لَا بَلْ لَمْ أَدْرِ كَيْفَ أَقُوْلُ. فَوَثَبَ عَدِيٌّ إِلَى قَدَمِ الوَليْدِ فَقَبَّلَهَا وَقَالَ: أَجرْنِي مِنْهُ يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ فَقَالَ الوَلِيْدُ لِجَرِيْرٍ: لَئِن شَتَمْتَهُ لأُسْرِّجَنَّكَ وَلأَلْجِمَنَّكَ حَتَّى يَرْكَبَكَ فَيُعَيِّرُكَ بِذَلِكَ الشُّعَرَاءُ فَإِيَّاكَ وَالتَّعَرُّضَ لَهُ فَكَنى جَرِيْرٌ عَنْ اسْمِهِ فَقَالَ (¬3): ¬
إنِّي إِذَا الشَّاعِرُ المَغْرُوْرُ جَرَّبنِي ... جَارٌ لِقَيْسٍ عَلَى مُرَّانَ مَرْمُوْسِ قَدْ كَانَ أَشْوَسَ آبَاءٍ فَأَوْرَثنَا شغْبًا ... عَلَى النَّاسِ فِي أَبْنَائِهِ الشُّوْسِ أُقصِرْ فَإِنَّ نِزَارًا لَنْ تُفَاخِرُكُمْ ... فَرع لَئِيْمٌ وَأَصْلٌ غَيْر مَغرُوْسِ وَابْنُ اللَّبُوْنِ إِذَا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ. البَيْتُ المعَطَّلُ الهّذليُّ: 14527 - وَأبنَا لنَا ذِكرُ الحيَاةِ وَمجَدُهَا ... وآبوُ عَلَيِهم عَارُهَا وشَنَارُهَا 14528 - وَأَبو الدَّفاتِر لا يزَالُ يَجيئُنَا ... بِقَصِيدَةٍ قَد قَالهَا مِن دَفترَ عَدِيُّ بْنُ زَيدٍ: 14529 - وَابيضَاضُ السَّوَادِ من نُذُر الشَيـ ... ــبِ وَهَل بَعدَهُ لحيّ نَذِيرُ؟ زُهَيرُ بن أبي سُلمى: 14530 - وَأبيَضُ فيَّاضٌ ندَاهُ غَمَامَةٌ ... عَلَى مُعتَفِيهِ مَا تُغِبُّ نَوافلُه بعده: تَرَاهُ إِذَا مَا جِئْتَهُ مُتَهَلِّلًا ... كَأَنَّكَ تُعْطِيْهِ الَّذِي أَنْت سائَلُه ومن باب (وَابْيَضَ): وَابْيَضَ قَدْ نَادَمْتهُ فَدَعَوْتُهُ ... إِلَى نَدَوَاتِ الأمْرِ حلْوٌ شَمَائِلُه أَخِي ثِقَةٍ إِنْ أَبْتَغِ الجِدَّ عِنْدَهُ ... أَجِدْهُ وَيُسْلِيْنِي إِذَا شِئْتُ بَاطِلُه وَإِنِّي لَمِعْرَاض عَنِ المَرْءِ بَعْدَمَا ... تَبِيْنُ وَتَبْدُو لَوْ أَشَاءُ مَقَاتِلُه وَقَالَ الخَلِيع فِي شَفِيعٍ الخَادِمِ وَكَانَ يَهْوَاه (¬1): ¬
وَأبْيَضَ فِي حُمْرِ الثِّيَابِ كَأَنَّهُ ... إِذَا مَا بَدَا نَسْرِينه فِي شَقَائِقِ سَقَانِي بِكَفَّيْهِ رَحِيْقًا وَسَامَنِي ... فُسُوْقًا بِعَيْنَيْهِ وَلَسْتُ بِفَاسِقِ وَلَوْ كُنْتُ سَهْلًا لِلْهَوَى لاتَّبَعْتُهُ ... وَلَكِنَّ شَيْبِي بِالصِّبَى غَيْرُ لَائِقِ وَقَالَ المُهَلَّبِيُّ الوَزِيْرُ فِي غُلَامٍ عَلَيْهِ ثَوْبٌ أَحْمَرُ (¬1): تَبَدَّى فِي قَمِيْصٍ اللَّاذِ يَمْشِي ... عَدُوٌ لِي يُلَقَّبُ بِالحَبِيْبِ فَقُلْتُ لَهُ: بِمَا اسْتَحْسَنْتَ هَذَا ... لَقَدْ أَقْبَلْتَ فِي زِيٍّ عَجِيْبِ فَقَالَ: الشَّمْسُ أَبْدَتْ لِي قَمِيْصًا ... بَدِيْعَ اللَّوْنِ مِنْ شقِّ الغُرُوْبِ فَثَوْبِي وَالمدَامُ وَلَوْنُ خَدِّي ... قَرِيْب مِنْ قَرِيْبٍ مِنْ قَرِيْبِ وَإِنَّمَا أَبْدَعَ فِي هَذَا المَعْنَى دِيْكُ الجِّنِّ فَقَالَ (¬2): أَيَا قَمَرًا تَبَسَّمَ عَنْ أَقَاحِي ... وَيَا غُصْنًا يَمِيسُ مَعَ الرِّيَاحِ حَبِيْبُكَ وَالمُقَلَّدُ وَالثَّنَايَا ... صَبَاحٌ فِي صَبَاحٍ فِي صَبَاحِ وَقَالَ أَيْضًا (¬3): وَمُزْرٍ بِالقَضِيْبِ إِذَا تَثَنَّى ... وَتَيَّاهٌ عَلَى البَدْرِ التَّمَامِ سَقَانِي ثُمَّ قَبَّلَنِي وَأَوْمَى ... بِطَرْفٍ سُقْمُهُ يَشْفِي سِقَامِي فَبِتُّ بِهِ خَلا النَّدمَانِ أُسْقَى ... مُدَامًا فِي مُدَامٍ فِي مُدَامِ وَقَالَ الصُّوْرِيُ (¬4): وَيَوْمٍ نُكَلِّلُهُ بِالشُّمُوْسِ صَفَاءُ ... الهَوَى فِي صَفَاءِ الهَوَاءِ بِشَمْس الدِّنَانِ وَشَمْسِ الجِنَانِ ... وَشَمْسِ الفِيَانِ وَشَمْسِ السماءِ ¬
أبُو طالب عم النبيّ صَلّى اللَّه عليه وسلّم: 14531 - وَأَبيَضُ يُستَسقَى الغَمَامُ بوجهِهِ ... ثمَالُ اليَتامَى عصمَةٌ للأَرامِلِ أبو زبيدٍ الطائي: 14532 - وَأَبى ظَاهِرُ العَدَاوة إِلَّا ... شناَنًا وَقَولَ مَا لَا يُقَالَ 14533 - وَأتَانَا النَّعي منكَ مَعَ البُشـ ... ــرى فَيَا قُربَ أَوبَةٍ من ذَهَابِ 14534 - وَأَتبَعُ ليَلَى حَيثُ سَارَت وَودَّعَت ... وَمَا النَّاسُ إِلَّا ألافٌ وَمُودعُّ بَعْدَهُ: كَانَ زِمَامًا فِي الفُؤَادِ مُعَلَّقًا ... تَقُوْدُ بِهِ حَيْثُ اسْتَمَرَّتْ فَأَتْبَعُ 14535 - وَأَتركُ الشيءَ أَهَواهُ وَتُعجبُني ... أَخشَى عَوَاقبَ مَا فيهِ مِنَ العَارِ عَبدُ قَيس بنُ خفاف البَرجميّ: 14536 - وَاترُك مَحَلَّ السوءِ لَا تَحُلُل بهِ ... وإذَا بنَا بِكَ منزلٌ فتَحوَّلِ المُتَنَبي: 14537 - وَأَتعَبُ النَّاسِ مَن تمَّت مُرُوءَتُهُ ... وَقَصَّرتَ عَن مسَاعيه المَقَاديرُ قَالَ أَرِسْطَالِيْسُ الحَكِيْمُ: أَتْعَبُ النَّاسِ مَنْ قَصُرَتْ مَقْدرَتَهُ وَاتَّسَعَتْ مُرُوْءتَهُ. أَخَذَهُ المُتَنَبِّيُّ فَقَالَ: وَأَتْعَبُ النَّاسِ. البَيْتُ وَقَد كَرَّرَ مَعْنَاهُ فَقَالَ (¬1): ¬
وَإِذَا كَانَتِ النُّفُوْسُ كِبَارًا ... تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الأَجْسَامُ لَهُ أَيْضًا: 14538 - وَأَتعَبُ خَلق اللَّه مَن زَادَ هَمُّهُ ... وقَصَّر عَمَّا تَشتَهي النَفسُ وُجدُهُ يقول بَعْدَهُ: فَلَا يَخْلِلْ فِي المَجْدِ مَالُكَ كُلُّهُ ... فَيخلَّ مَجْدٌ كَانَ بِالمَالِ عَقْدُهُ وَدَبِّرْهُ تَدْبِيْرَ الَّذِي المَجْدُ كَفُّهُ ... إِذَا حَارَبَ الأعْدَاءَ وَالمَالُ زِنْدُهُ فَلَا مَجْدَ فِي الدُّنْيَا لِمَنْ قَلَّ مَالُهُ ... وَلَا مَالَ فِي الدُّنْيَا لِمَنْ قَلَّ مَجْدُهُ إِذَا كُنْتَ فِي شَكٍّ مِنَ السَّيْفِ فَابْلُهُ ... إِمَّا تُنَفِّيْهِ وَإِمَّا تُعِدُّهُ وَمَا الصَّارِمُ الهِنْديُّ إِلَّا كَغَيْره ... إِذَا لَمْ يُفَارِقُهُ النّجَادُ وَغِمْدُهُ وَأَسْرَعُ مَفْعُوْلٍ فَعَلْتَ تَغَيُّرًا ... تُكَلِّفُ شَيْئًا فِي طِبَاعِكَ ضِدُّهُ ومن باب (وَأَتْعَبُ) قَوْل المُتَنَبِّيِّ (¬1): وَأَتْعَبُ مَنْ نَادَاكَ مَنْ لَا تُجِيْبُهُ ... وَأَغْيَظُ مَنْ عَادَاكَ مَنْ لَا تُشَاكِلُ وَهْوَ مِنْ قَصِيْدَةٍ فِى سَيْفِ الدَّوْلَةِ وقَدْ جَاءَهُ رَسُوْلُ قَيْصَرَ مَلِكِ الرُّوْمِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ. أَوَّلُهَا: دُرُوْعٌ لِمَلِكِ الرُّوْمِ هَذِي الرَّسَائِلُ ... يَرُدُّ بِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَيُشَاغِلُ هِيَ الزردُ الضَّافِى عَلَيْهِ وَلَفْظُهَا ... عَلَيْكَ ثَنَاءٌ سَابِغٌ وَفَضَائِلُ وَأَنَّى اهْتَدَى هَذَا الرَّسُوْلُ بِأَرْضِهِ ... وَمَا سَكَنت مُذْ سِرْتَ فِيْهَا القَسَاطِلُ وَمِنْ أَيِّ مَاءٍ كَانَ يَسْقِي جِيَادَهُ ... وَلَمْ تَصْفُ مِنْ مَزْجِ الدِّمَاءِ المَنَاهِلُ آلَاكَ يَكَادُ الرَّأسُ يَجْحَدُ عُنْقُهُ ... وَتتَقِدْ تَحْتَ الذُّعْرِ مِنْهُ المَفَاصِلُ وَأَبْصرَ فِيْكَ الرِّزْقَ وَالرِّزْقُ مَطْمَعٌ ... وَأَبْصرَ مِنْهُ المَوْتَ والموتُ هَائِلُ وَقَبَّلَ كَمَا قَبَّلَ التُّرْبَ قَبْلَهُ ... كَمِيٍّ قَائِمٍ مُتَضَائِلُ ¬
وَأَسْعَدُ مُشْتَاقٍ وَأَظْفَرُ طَالِبٍ ... هُمَامٌ إِلَى تَقْبيْلِ كَفِّكَ وَاصِلُ مَكَانٌ تَمَنَّاهُ الشِّفَاهُ وَدُوْنَهُ صُدُوْرُ ... المَذَاكِي وَالرِّمَاحُ الذَّوَابِلُ فَمَا بَلَّغَتْهُ مَا أَرَادَ كَرَامَةً عَلَيْكَ ... وَلَكِنْ لَمْ يَخِبْ لَكَ سَائِلُ إِذَا عَايَنَتْكَ الرُّسْلُ هَانَتْ نُفُوْسُهَا ... عَلَيْهَا وَمَا جَاءَتْ بِهِ وَالمَرَاسِلُ فَإِنْ كَانَ خَوْفُ القَتْلِ وَالأَسْرِ سَاقَهُمْ ... فقد فَعَلُوا مَا القَتْلُ وَالأَسْرُ فَاعِلُ فَخَافُوْكَ حَتَّى مَا لِقَتْلٍ زِيَادَةٌ ... وَجَاءُوْكَ حَتَّى مَا تُرَادُ السَّلَاسِلُ أَرَى كَلَّ مُلَيْكٍ إِلَيْكَ مَصيْرهُ ... كَأَنَّكَ بَحْرٌ وَالمُلُوكُ جَدَاوِلُ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَفِي كُلِّ يَوْمٍ تَحْتَ ضَبنِي شُوَيْعِرٌ ... ضَعِيْفٌ يُفَاوِتُنِي قَصيْرٌ يُطَاوِلُ لِسَانِي بِنِطْقِي صَامِتٌ عَنْهُ عَاذِلٌ ... وَقَلْبِي بِصَمْتِي ضَاحِكٌ مِنْهُ هَازِلُ وَأَتْعَبُ مَنْ نَادَاكَ مَنْ لَا تُجِيْبُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا التِّيْهُ طِبِّي فِيْهِم غَيْر أَنَّنِي ... بَغِيْض إِلَيَّ الجَّاهِلُ المُتَعَاقِلُ وَأَكْثَرُ تِيْهِي أَنَّنِي بِكَ وَاثِق ... وَأَكْثَرُ مَالِي أَنَّنِي لَكَ آمِلُ فَتًى لا يَرَى إِحْسَانَهُ وَهْوَ كَامِلٌ ... لَهُ كَامِلًا حَتَّى يُرَى وَهوَ شَامِلُ إِذَا العَرَبُ العَرْبَاءُ زَارَتْ نُفُوْسهَا ... فَأَنْتَ فَتَاهَا وَالمَلِيْكُ الحَلَاحِلُ أَطَاعَتْكَ فِي أَرْوَاحِهَا وَتَصرَّفَتْ ... بِأَمْرِكَ وَالْتَفَّتْ عَلَيْكَ القَبَائِلُ وُكُلُّ أَنَابِيْبِ القَنَا مَدَد لَهُ ... وَمَا يَنْكُبُ الْفُرْسَانُ إِلَّا العَوَامِلُ وَمَنْ لَمْ تُعَلِّمُهُ لَكَ الذُّلَّ نَفْسُهُ ... مِنَ النَّاسِ طُرًّا عَلَّمَتْهُ المَنَاهِلُ أَبُو الفَتح البُستِي: 14539 - وَأَتَمُّ الأَشيَاءِ نورًا وَحُسنًا ... بِكر شُكرٍ زُفَّت إِلَى صهرِ برِّ الرّضيُّ المُوسَوِي: 14540 - وَإتلَافُ مَالي في حَيَاتِي أَلذُّ لي ... وَأَطيبُ أَن تبقَى وَأُصبحَ فَانيَا ¬
البُحتُرِي: 14541 - وَأَجبُنُ عَن تَعريضِ عِرضي لجَاهلٍ ... وَإن كنت في الإقدام أطعُن في الصَفِّ سَعيدُ التَّبريزيُ: 14542 - وَأَجتَنبُ المقَاذِعَ حَيثُ كَانت ... وَأَتركُ مَا هَوِيتُ لِمَا خَشِيتُ 14543 - وَاجتَنبَ النَّاسُ طَريقَ الندَّى ... كأَنَّها قَد أَنبتَت عَوسَجَا الرضيُّ الموسَويُ: 14544 - وَأَجدرُ النَّاسِ أَن تَعنُو الرّقَابُ لَهُ ... مَن استَرن رقَابَ النَّاسِ بالنّعمَ رجُلٌ من ثَقيفٍ: 14545 - وَأَجزَأُ مَن رأَيتَ بظَهرِ غَيبٍ ... عَلَى عَيبِ الرّجالِ ذَوُو العُيُوبِ وَمِثْلُهُ (¬1): يَرُوْمُ أَذَى الأَحْرَارِ كُلُّ مُلأمٍ ... وَيَنْطِقُ بِالعَوْرَاءِ مَنْ كَانَ مُعْوِرَا 14546 - وَأَجرَرتَ لي حَبلًا طَويلًا تبعتُهُ ... وَلم أدر أَنَّ اليَأس في طَرَف الحَبلِ أبُو فراسُ بنُ حَمدَانَ: 14547 - وَأَجري وَلَا أُعطى الهَوَى فَضلَ مِقوَدي ... وَأَهفوُ ولَا يخفَى عَلَيَّ صَوَابُ يقول مِنْهَا: ¬
إِذَا صَحَّ مِنْكَ الوُدُّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ ... وَكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابِ تُرَابُ 14548 - وَأَجزَرَت سَيفُ أَشقَاهَا أَبا حَسَنٍ ... وَمَكَّنتَ من حُسَينٍ رَاحتَي شَمِرِ بَعْدَهُ: فَلَيْتَهَا إِذْ فَدَتْ عَمْرًا بِخَارِجَةٍ ... فَدَتْ عَلِيًّا بِمَنْ شَاءَتْ مِنَ البَشَرِ 14549 - وَاجعَل فؤَادَكَ للتَّواضُع مَنزلًا ... إِنَّ التَواضُعَ للشَّرِيفِ جَميلُ محمّد بن علي العلَويُّ: 14550 - وَأجعَل لحَاجَتنَا وَإن كَثرَت ... أَشغَالُكُم حَظًا مِنَ الذّكرِ بَرذَعُ بنُ عديّ الأَوسيّ: 14551 - وَأَجعَلُ مَالي دوُنَ عرضيَ إنَّهُ ... عَلَى الوُجدِ وَالإِعدام عِرضٌ مُمنَّعُ 14552 - وَأجعَلُ مَالي دوُنَ عرضيَ جُنّةً ... لنَفسِي وَأَستَغني بمَا كانَ مِن فَضلِ عَبدُ اللَّه بن مُعاوَية بن عَبد اللَّه بن جَعفر: 14553 - وَأَجمل إِذَا مَا كنتَ لَا بُدَّ مَانعًا ... وقَد يَمنَعُ الشيءَ الفَتَى وَهو مُجملُ هو أبو عبد اللَّه محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبد اللَّه بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام. 14554 - وَأَجمَلُ بعُنصرِهِ يَزهوُ ... عَلَى مَن يَزينُهُ النَّشَبُ 14555 - وَأَجهَلُ خَلق اللَّهِ مَن بَاتَ وَاثقًا ... بحُبّ مَلُولٍ زَاهدٍ لَا يُرِيدُهُ ¬
إبَراهُيم الأشِبُيليُّ: 14556 - وَأَجهَلُ خَلقٍ عَاشِق مُتَكَبِّر ... يُقَاطعُ مَن يَهوَى ويَطمَعُ فِي الوصلِ البُحتُريُّ: 14557 - وَأَحَبُّ آفاق البلَاد إلى الفَتَى ... أَرضٌ يَنالُ بهَا كَريم المَطلبَ يقول مِنْهَا: جُزْتُ البَخِيْلَ وَقَد عَثَرْتُ بِمَنْعِهِ ... صفْحًا وَقُلْتُ رَمِيَّة لَمْ تُكْثَبِ وَعَدَرْتُ سَيْفِي فِي نُبُوِّ غَرَارِهِ ... أَنِّي ضَرَبْتُ فَلَمْ أَقَعْ بِالمُضْرَبِ كَمْ مَشْرِقِيٍّ قَدْ نَقَلْتُ نَوَالهُ ... فَجَعَلْتهُ لِي عُدَّةً لِلْمَغْرِبِ وَإِذَا الزَّمَانُ كَسَاكَ حُلَّةَ مُعْدَمٍ ... فَالبِسْ لَهُ حُلَلَ النوى وَتَغرَّبِ وَأَحَبُّ آفَاقِ البِلَادِ إِلَى الفَتَى. البَيْتُ هُدبةُ بنُ خَشُرمٍ: 14558 - وَأَحبب إِذَا أَحبَبتَ حُبًّا مُقَاربًا ... فإنَّكَ لا تَدري مَتَى أَنْتَ نَازِعُ المنخّل بنُ الحَارث اليَشكُريُّ: 14559 - وَاحبُّهَا وتُحِبُّنِي ... وَيُحِبُّ نَاقَتَهَا بَعِيرِي يقول مِنْهَا: وَلَقَدْ دَخَلْتُ عَلَى الفَتَاةِ الخِدْ ... رَ فِي اليَوْمِ المَطِيْر الكَاعِبِ الحَسْنَاءِ تَرْ ... فُلُ فِي الدِّمَقْسِ وَفِي الحَرِيْرِ فَدَفَعْتُهَا فَتَدَافَعَت ... مَشْيَ القَطَاةِ إِلَى الغَدِيْرِ وَلثَمْتُهَا فَتَنَفَّستْ ... كَتَنَفُّسِ الظَّبْي الغَرِيْرِ ¬
مَا شَفَّ قَلْبِي غَيْرُ حُبّكِ ... فَاهْدَئي عَنِّي وَسِيْرِي وَأُحِبُّهَا وَتُحِبُّنِي. البَيْتُ القُرمُطُي الخَارجيَّ: 14560 - وَاحِدٌ منَّا بِأَلفٍ منكُمُ ... يَجعَلُ الصّحراءَ مِنكُم مَقبرَه باقي الأَبْيَاتِ مَكْتُوْبَةً بِبَابِ: تَتَمَنَّانِي إِذَا لَمْ تَرَنِي. البَيْتُ 14561 - وَاحدةٌ أَعضَلَنِي شَأنُهَا ... فَكَيفَ إن قُمتُ عَلَى أَربَعِ قِيْلَ لِبَعْضِهِمْ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ لنَا أَنْ نَتَزَوَّجَ بِأَرْبَعٍ فَقَالَ: وَاحِدَةٌ أَعْضلَنِي شَأنُهَا. البَيْتُ 14562 - وَاحذَر ذَوي المَلَقِ اللّئَام فَإِنَّهُم ... في النَّائبَاتِ عَليكَ ممَّن يَحطُبُ ابْنُ وَكيعُ التّنّيْسِيُّ: 14563 - وأَحذَر مُمَازَحةً تَعُودُ عَدَاوةً ... إِنَّ المُزَاحَ عَلَى مُقَدّمَة الغَضَب المَعَرّيُّ: 14564 - وَاحذَر منَ الظُلِم فَالمَظلُوم دَعوتُهُ ... تَسمُو صُعُودًا إِلَى أَن تَخرقَ الحجُبَا لَهُ أيضًا: 14565 - وَاحسبتُ أَنَّ قلبي لَو عَصَاني ... فَعَاوَدَ مَا وجَدتُ لَهُ افتقَادَا المُتَنَبي: 14566 - وَاحسَبُ أنّي لَو هَوِيتُ فَراقَكُم ... لفَارقتُه وَالدَّهرُ أَخبَثُ صَاحب ¬
ابْنُ الفَارِضِ: 14567 - وَاحَسرَتَا ضَاعَ الزَّمانُ وَلَم ... أَفُز منكُم أُهَيلَ مَوَدَّتي بلقاءِ 14568 - وَاحَسَرَتَا كَم أقَضِّي بالمُنَى ... زَمَني وَبالهمُوم وَبالتَّكدِير أَوقَاتي 14569 - وَاحَسرَتَا مَاتَ حَظِّي من قُلوبكُمُ ... وَللحظُوظِ كَمَا لِلنَّاسِ آجَالُ ومن باب (وَاحَسْرَتَا) مَا أَنْشَدَ أَحْمَدُ الجوْهَرِيُّ (¬1): وَاحَسْرَتَا مِنْ فرَاقِ قَوْمٍ ... هُمُ المَصَابِيْحُ وَالحُصُوْنُ وَالأُسدُ وَالمُزنُ وَالرَّوَاسِي ... وَالخَفْضُ وَالأَمْنُ وَالسُّكوْنُ لَمْ تَتَنَكَّر اللَّيَالِي ... حَتَّى تَوَفّتهُمُ المَنُوْنُ فَكُلُّ نَارٍ لنَا قُلُوْبٌ ... وُكلُّ ماءٍ لنَا عُيُونُ زُهُير المَصريَّ: 14570 - وَاحَسرَتَاهُ لعُمرٍ ضَاعَ أَكثَرُهُ ... وَالوَيلُ إن كَانَ بَاقيه كمَاضيه باقي الأَبْيَاتِ مَكْتُوْبَةً بِبَابِ: مَضَى الشَّبَابُ وَوَلَّى مَا انتفَعْتُ بِهِ. أبو مُحَمَّدٍ الخَازِنُ: 14571 - وَأَحسن إنَّني أَحسَنتُ ظَنّي ... وَأَرجُو أَنَّ ظَنّي لَا يَخيبُ أَبْيَاتُ أَبِي مُحَمَّدٍ الخَازِنِ يُخَاطِبُ الصَّاحِبَ ابنَ عَبَّادٍ أَوَّلُهَا: لِنَارِ الهَمِّ فِي قَلْبِي لَهِيْبُ ... فَعَفْوًا أَيُّهَا المَلِكُ المَهِيْبُ فقد جَارَ العِقَابُ عِقَابَ ذَنْبِي ... وَضجَّ الشِّعْرُ وَاسْتَعْدَى النَّسِيْبُ وَفَاضَتْ عبْرَةً مُهَجُ القَوافِي ... وغَصَّصَهَا التَّلَدُّدُ وَالنَّحِيْبُ ¬
وقَدْ فُصِمَتْ عُرَاهَا وَاعْتَرَاهَا ... لِسُخْطِكَ بَعْدَ نَضْرَتُهَا شُحُوْبُ وَقَالَتْ مَا لِعَفْوِكَ لَيْس يَنْدَى ... لنَا وَسَمَاءِ مَجْدِكَ لَا تَصُوْبُ وَمَا لِرِضاكَ أَكْدَى وَهْوَ وَارٍ ... وَمَا لَكَ تُسْتَغَاثُ وَلَا تُجِيْبُ وَمَنْ يَكُ شَوْطُ همَّتِهِ بَعِيْدًا ... فَمَثْنَى عَطْفِهِ سَهْلٌ قَرِيْبُ تَجَاوَزَت العُقُوْبَةُ مُنْتَهَاهَا ... فَهَبْ ذَنْبي لِعَفْوِكَ يَا وَهُوْبُ وَلَا تُسْرِفْ فقد عَاقَبْتَ وَاقْصِدْ ... فَتَرْكُ القَصْدِ فِي الأَشْيَاءِ حَوْبُ وَأَحْسِنْ إِنَّنِي أَحْسَنْتُ ظَنِّي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فأيَّة طَرْبَةً لِلْعَفْوِ إِنَّ الـ ... ــكريمَ وَأَنْتَ مَعْنَاهُ طَرُوْبُ فَجُدْ لِي بالرِّضا وَاقْبَلْ مَتَابِي ... وَعُدْ لِي إِنَّنِي صَبٌّ كَئِيْبُ بَلَوْتُ النَّاسَ مِنْ دَانٍ وَنَاءٍ ... وَخَالَطَنِي القَبَائِلُ وَالشُّعُوْبُ فَكُلّ عِنْدَ مَغْمَزِهِ رَكِيْكٌ ... وَكُلٌّ عِنْدَ مَشْرَبِهِ مَشُوْبُ زِيَادٌ الأعَجمُ: 14572 - وَأَحسَنَ ثُمَّ أَحسَنَ ثُمَّ عُدنَا ... فأَحسَنَ ثُمَّ عُدتُ لَهُ فعَادَا قَدِمَ عَلَى مَخْلَدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ المُهَلَّب رَجُلٌ فَأَجَازَهُ وَأعْطَاهُ وَقَضى حَوَائِجَهُ فَعَادَ إِلَيْهِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ فَقَالَ لَهُ مخلَدًا: ألَمْ تَكُنْ أتيْتَنَا فَأَجَزْنَاكَ؟ قَال: بَلَى. قَالَ: فَمَا رَدَّكَ؟ قَالَ: قَوْل الكُمِيْتِ فِيْكَ: مِرَارًا مَا دَنَوْتُ إِلَيْهِ إِلَّا ... تَبَسَّمَ ضَاحِكًا وَثَنَى الوِسَادَا وَأَعْطَى ثُمَّ أَعْطَى ثُمَّ عُدْنَا ... ثُمَّ عُدْتُ لَهُ فَعَادَا قَال: فَأَضعَفَ لَهُ مَا كَانَ أَعْطَاهُ. وَيُرْوَى لِزِيَادٍ الأَعْجَمِ. 14573 - وَأَحسَنُ ثَوَبَيكَ الَّذي أَنْتَ مُلبِسٌ ... صَديقًا وَمُهرَيكَ الَّذي أَنْتَ مُركبه 14574 - وَأَحسَنُ سِيرَةٍ تَبقَى لِوالٍ ... عَلى الأَيام إِنصَافٌ وَعدلُ ¬
14575 - وَأَحسنُ شيءٍ نعمَةٌ أُختُ حكمَةٍ ... وأَحسنُ مِن عقد المليحَة جيدُهَا وَقالَ ابْنُ الرُّوْمِيِّ وَقَدْ وَرَدَ بِبَابِهِ مُفْرَدًا (¬1): وَأَحْسَنُ مِنْ عَقْدِ المَلِيْحَةِ جِيْدُهَا ... وَأَحْسَنُ مِنْ سِرْبَالِهَا المُتَجَرِّدِ 14576 - وَأَحسَنَ فيمَا كَانَ بيني وَبينَهُ ... فَإِن عَادَ بالإِحسَانِ فالعَود أحمَدُ 14577 - وَأَحسَنُ مَا قَالَ امرُوءٌ فيكَ مدحَةٌ ... تَلَاقَت عَليهَا نيَّة وقَبُولُ بَعْدَهُ: وَشُكْر كَأَنَّ الشَّمْسَ تَعْنِي بِنَشْره ... فَفِي كُلِّ أَرْضٍ مُخْبِر وَرَسُوْلُ 14578 - وَأَحسَنُ مَا كَانَ الفَتَى وَأَجَلُّهُ ... تَواضعُهُ لِلنَّاسِ وَهوَ رَفيعُ بعده: وَأَقْبَحُ شَيْءٍ أَنْ يَرَى المَرْءَ نَفْسَهُ ... رَفِيْعًا مِنَ العَالَمِيْنَ وَهُوَ وَضيْعُ أبو فراسٍ: 14579 - وَأَحسَنُ مَا كُنتُ بقيَا ... إِذَا نَالَني اللَّهُ مَا آمُلُه قَبْلهُ: أَفِرُّ مِنَ السُّوْءِ لَا أَفْعَلُهُ ... وَمِنْ مَوْقِفِ الضَّيْمِ لَا أَقْبَلُهُ وَقُرْبُ القَرَابَةِ أَرْعَى لَهُ وَ ... فَضْلُ أَخِي الفَضْلِ لَا أَجْهَلُهُ وَوَأَبْذُلُ عَدْلِي لِلأَضْعَفِيْنَ ... وَلِلشَّامخِ الأنْفِ لَا أَبْذُلُهُ وَأَحْسَنُ مَا كُنْتُ بُقْيَا إِذَا. البَيْتُ ¬
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد [10]
الْكتاب: الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد التصنيف: موسوعة شعرية الْمُؤلف: مُحَمَّد بن أيدمر المستعصمي (الْمُتَوفَّى سنة 710 هـ) الْمُحَقق: الدكتور كَامِل سلمَان الجبوري الناشر: دَار الْكتب العلمية، بيروت عدد الصفحات: 6512 (13 مجلدًا) قِيَاس الصفحات: 17 × 24 سم سنة الطباعة: 1436 هـ - 2015 م بلد الطباعة: لبنان الطبعة: الأولى جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية والفنية مَحْفُوظَة لدار الْكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أَو تَصْوِير أَو تَرْجَمَة أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ أَو تسجيله على أشرطة كاسيت أَو إِدْخَاله على الكمبيوتر أَو برمجته على أسطوانات ضوئية إِلَّا بموافقة الناشر خطيًا.
تتمة حرف الواو
تتمة حرف الواو 14580 - وَأَحسَنُ مَا يُهدَي إِلَى الشِّيء ... جنسُهُ وللرُّوح أَهد الرَّاحَ فهي لهَا جِنسُ محمد بنُ وَرقاءَ: 14581 - وَأَحسَنُ مَا يُهدَى إلى المَرءِ ذِكرُهُ ... بكُلِّ فَعَالٍ صَالحٍ وَجَمِيلِ كَانَ أَبُو فِرَاسٍ الحَارثُ بنُ حَمْدَانَ قَدْ شَفِعَ إِلَى سَيْفِ الدَّوْلَةِ فِي بَنِي كِلَابٍ وَاسْتَوْهَبَهُمْ مِنْهُ فَوَهَبَهُمْ لَهُ فَاجْتَمَعَ بِهِمْ أَبُو مُحَمَّد بنُ وَرْقَاءَ فَحَدَّثوْهُ بِمَا فَعَلَ أَبُو فِرَاسٍ وَشَكَرُوْهُ عِنْدَهُ فَكَتَبَ ابْنُ وَرْقَاءَ إِلَى أَبِي فِرَاسٍ يُعَرِّفُهُ شُكْرُ مَنْ لَقِيَهُ مِنْ بَنِي كِلَابٍ وَيَقُوْلُ: وَأَحْسَنُ مَا يُهْدَى إِلَى المَرْءِ ذِكْرُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأَنْ تُنْشَرَ الأَخْبَارُ عَنْهُ مُضِيْئَةً ... يَسِيْرُ بِهَا الرُّكْبَانُ كُلَّ سبِيْلِ ابْنُ كَيَغلَغَ: 14582 - وَأَحسَنُ من رَجع المَثانِي وَقَرعهَا ... ترَاجيعُ صَوت الثَّغر يُقرَعُ بالثَّغر ابْنُ الرُّوميّ: 14583 - وَأَحسَنُ مِنَ عقدِ المَليحَةِ جِيدُهَا ... وَأَحسَنُ مِن سربَالهَا المُتجرَّدُ 14584 - وَأَحسَنُ مِن مُجَاهدَة الأعَادِي ... مُجَاهَدةُ النفُوس عَلَى الحقُوقِ أبو تَمَّامٍ: 14585 - وَأَحسَنُ من نورٍ تفتّحُهُ الصّبَا ... بَياضُ العَطَايَا في سَوَاد المَطالِب ¬
يُقَالُ إِنَّ أَبَا تَمَّامٍ لَمَّا قَالَ: وَأَحْسَنُ مِنْ نُوْرٍ تُقَبِّحُهُ الصِّبَا. وَقَفَ بِهِ طَبْعُهُ فَلَمْ يَسْمَحْ وَجَنَحَ بِهِ خَاطِرُهُ فَلَمْ يَبْرَحْ وَبَقِيَ مُدَّةً لَا يَتَمَكَّنُ من إِتْمَامِ هَذَا البَيْتَ حَتَّى سَمِعَ يَوْمًا قَائِلًا يَقُوْلُ نُوِّروا بِبيَاض عَطَايَاكُمْ سَوَادَ مَطَالِبنَا. فَحِيْنَئِذٍ أَجَابَ خَاطِرُهُ وَسَحَّ مَاطِرُهُ فَقَالَ: بِيَاضُ العَطَايَا فِي سوَادِ المَطَالِبِ. وَقَالَ أَبُو الفَتْح البُسْتِيِّ (¬1): لَمَّا أتَانِي كِتَابٌ مِنْكَ مُبْتَسِمٌ ... عَنْ كُلِّ حُسْنٍ وَوَصْفٍ غَيْرِ مَحْدُوْدِ حَكَتْ مَعَانِيْهِ فِي أَثْنَاءِ أَسْطُرِهِ ... آثَارَكَ البِيْضِ فِي أَحْوَالِيَ السُّوْدِ وَقَالَ التَّقِيُّ عَلِيّ بن المَغْرِبِيّ مِنْ شُعَرَاءِ زَمَانِنَا رَحَمَهُ اللَّهُ (¬2): وَأَحْسَنُ مِنْ نُوْرٍ تُفَتِّحُهُ الصَّبَا ... سُطُوْرُ كِتَابٍ جَاءَ مِنْ خَيْرِ كَاتِبِ يُرِيْنَا سَوَادًا فِي بَيَاضٍ كَأَنَّهُ ... بَيَاضُ العَطَايَا فِي سَوَادِ المَطَالِبِ المُتَنَبِيّ: 14586 - وَأَحسَنُ وَجهٍ في الوَرَى وَجهُ مُحسنٍ ... وَأَيمنُ كَفّ فيهم كَفُّ مُنعم مُطيعُ بنُ إِيَاسٍ: 14587 - وَأَحَّقُ الرِّجَالِ أَن يَغفرَ الذَّنبَ ... لإِخوانِهِ المُوفَّرُ عَقلُه قِيْلَ: شَرِبَ مُطِيع بن إِيَاسٍ عِنْدَ يَحْيَى بن زِيَادٍ، وَكَانَ كَثِيْرًا يُنَادمُهُ فَسَكِرَ مَطِيْعٌ وَعَرْبَدَ عَلَى يَحْيَى بن زِيَادٍ فَحَلَفَ يَحْيَى بِالطَّلَاق أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُ فَقَالَ فِي سكرِهِ (¬1): لَا تحلِفَنَّ بِطَلاق مَنْ ... أَمْسَتْ حَوَافِرُهَا رَقِيْقَه مَهْلًا فقد عَلِمَ الأَنَامُ ... بِأَنَّهَا كَانَتْ صديْقَه ¬
فهَجَرَهَ يَحْيَى وَحَلَفَ لَا يُكَلِّمُهُ أَبَدًّا فَكَتَبَ مُطِيْعٌ إِلَيْهِ (¬1): إِنْ تَصِلْنِي فَمِثْلُكَ اليَوْمَ يُرْجَى ... عَفْوُهُ الذَّنْبَ عَنْ أَخِيْهِ وَوَصْلُه وَلَئِن كُنْتَ قَدْ هَمَمْتَ بِهَجْرِي ... لِلَّذِي قَدْ فَعَلْتُ إنِّي لأَهْلُه وَأَحَقُّ الرِّجَالِ أَنْ يغْفِرَ الذَّنْبَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: الكَرِيمُ الَّذِي لَهُ الحَسَبُ الثَّاقِبُ ... فِي قَوْمِهِ وَمَنْ طَابَ أَصْلُه وَلَئِن كُنْتَ لَا تُصَاحِبُ إِلَّا صَاحِبًا ... لَا تَزِّلُّ مَا عَاشَ نَعْلُه لَا تَجِدْهُ وَإِنْ جَهَدْتَ وَأَنَّى ... بِالَّذِي لَا يَكَادُ يُوْجَدُ مِثْلُه إِنَّمَا صَاحبي يَغْفِرُ الذَّنْبَ ... وَيَكْفِيْهِ مِنْ أَخِيهِ أَقَلُّه الَّذِي يَحْفَظُ القَدِيْمَ مِنَ العَهْدِ ... وَإِنْ زَلَّ صَاحِبٌّ قَلَّ عَذْلُهُ وَرَعَى مَا مَضَى مِنَ العَهْدِ مِنْهُ ... حِيْنَ يُودِي بِذِي الجهَالَةِ جَهْلُهُ لَيْسَ مَنْ يُظْهِرُ الموَدَّةَ أَفْكَار ... إِذَا قَالَ خَالَفَ القَوْلَ فِعْلُهُ وَصْلُهُ لِلصَّدِيْقِ يَوْم فَإِنْ طَالَ ... فَيَوْمَانِ ثُمَّ ينْبِتُ جَبْلُهُ قَالَ: فَلَمَّا وَقَفَ يَحْيَى عَلَى هَذِهِ الأَبْيَاتِ كَفَّرَ عَنْ يَمِيْنِهِ وَاسْتَحَلَّ زَوْجَتَهُ وَصَالَحَهُ عَادَ إِلَى عِشْرَتِهِ وَمُنَادَمَتِهِ وَمُصَاحَبَتِهِ كَأَحْسَنِ مَا كَانَا عَلَيْهِ. البُحتُريُّ: 14588 - وَأحقُ الإحسَانِ أَن يُصرَفَ الحَمدُ ... إلَيهِ مَا لَم يَكُن مَمنُونَا أبو تَمَّامٍ: 14589 - وَأَحَّقُ الأَقوام أَن يقضيَ الدَّينَ ... امرُؤٌ كَانَ للإله غَريمَا كَانَ مَالِكُ بنُ طَوْقٍ حَجَّ وَقَضَى مَنَاسِكَهُ وَعَادَ مِنَ الحَجِّ فَقَالَ فِيْهِ أَبُو تَمَّامٍ: وَأَحَقُّ الأَقْوَامُ أَنْ يَقْضي الدَّيْنَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
نِعْمَةُ اللَّهِ فِيْكَ لَا أَسأَلُ اللَّهَ إِلَيْهَا ... نُعْمَى سِوى أَنْ تَدُوْمَا 14590 - وَأَحَّقُ الأَنام بالفَضلِ مَن كَانَ ... خَليقًا بالرّأي وَالتَدبير ومن باب (وَأحَقُّ) قَوْلُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الخَوَافِيِّ: وَأَحَقُّ خَلْقِ اللَّهِ بِالذَّمِّ امْرؤٌ مـ ... ــلكَ الغِنَى عَفْوًا وَلَمَّا بُفْضِلِ وقول الصَّابِئ (¬1): قُلْ لِلشَّرِيْفِ المُنْتَمِي ... لِلغِرِّ مِنْ سَرَوَاتِهِ آبَائِهِ وَجَدوْدِهِ و ... الزَّهْرِ مِنْ أَمَّاتِهِ وَالظَّاهِرِ السَّوْءاتِ ... فِي أَخْلَاقِهِ وَصِفَاتِهِ لَا تَجْرِيَنَّ مِنَ الْفَخَارِ ... إِلَى مَدًى لَمْ تَأتِهِ شَادَ الأُوْلَى لَكَ مَنْصِبًا ... قَوَّضْتُ مِنْ شُرُفَاتِهِ وَأَتُوْكَ مُتَّصلًا بِهِ ... فَعَقَقْتَهُمْ بِبَنَاتِهِ وَالمَاءُ يَفْسدُ إِنْ ... خَلَطْتَ أُجَاجَهُ بِفُرَاتِهِ وَأَحَّقُّ مَنْ نَكَّسَتْهُ ... بِالصُّغْرِ مِنْ دَرَجَاتِهِ مَنْ مجْدُهُ فِي غَيْرِهِ ... وَسُقَوْطُهُ فِي ذَاتِهِ الإِمَام الشَّافعي رَحمة اللَّه عليه: 14591 - وَأَحَّقُ خَلقِ اللَّهِ بالهَمِّ امرُؤ ... ذوُ همَّةٍ يُبلَى برزقٍ ضَيِّقِ بعده: وَمِنَ الدَّلِيْلِ عَلَى القَضَاءِ وَصَرْفِهِ ... بُؤْسُ اللَّبِيْبِ وَطِيْبُ عَيْشِ الأَحْمَقِ أبو تَمَام: ¬
14592 - وَأَحَّقُ مَا جَشَم امرُؤٌ وسَعَى لَهُ ... يومًا لذِي النُعمى الثناءُ الصَّادِقُ قَبْلهُ: أَرَى الصَّنِيْعَةَ مِنْكَ ثُمَّ أُسِرُّهَا ... إِنِّي إِذًا لِيَدِ الكَرِيْمِ لَسَارِقُ وَمِنَ الرَّزِيَّةِ أَنَّ شُكْرِي صَامِتٌ ... عَمَّا فَعَلْتَ وَإِنَّ بِرَّكَ نَاطِقُ وَأَحَقُّ مَا جَشِمَ امْرُؤٌ. البَيْتُ المَعَرّيُ: [من الطويل] 14593 - وَأَحلفُ مَا حطَّت مَكَانكَ غُربَةٌ ... وَلَا سَوَّدت عليائكَ أثوابُكَ السُّحمُ بَعْدَهُ: وَإِنَّ الغِنَى وَالفَقْرَ فِي مَذْهَبِ النُّهَى ... لَسِيَّانَ بَلْ أَعْفَا مِنَ الثَّرْوَةِ العُدُمُ وَمَا نِلْتُ مَالًا مِنْهَا إِلَّا ومَالَ بِي ... وَلَا دِرْهمًا إِلَّا وَدَرَّبَهُ الهَمُّ المُقنع الكنديُّ: 14594 - وَأحلُم إِذَا جَهلَت علَيكَ غوُّاتُها ... حَتَّى تَرُدَّ بفَضلِ حِلم جَهلهَا المُتَنَبِيُ: 14595 - وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أثَّني ... مَتَى أَجزِهِ حلمًا عَنِ الجَهلِ يَندَم المتَنبي أَيْضًا: 14596 - وَأَحلَى الهَوى مَا شَكَّ في الوَصِل رَبُّهُ ... وفي الهَجر فَهو الدَّهَر يرجُو وَيتَّقي ومن باب (وَأَحْمَقَ) قولُ إِبْرَاهِيْم بن حَصَّان الحَضْرَمِيِّ (¬1): ¬
وَأَحْمَقَ مَصنُوْعٌ لَهُ فِي أُمُوْرِهِ ... يُسَوِّدُهُ إِخْوَانُهُ وَأَقَارِبُه عَلَى غَيْر حَزْمٍ فِي الأُمُوْرِ وَلَا تُقًى ... وَلَا نَائِلٍ جَزلٍ تُعَدُّ مَوَاهِبُه وَهِيَ قَصِيْدَةٌ طَوِيْلَةٌ قَدْ كُتِبَتْ بِبَابِ: إِذَا أَكْمَلَ الرَّحْمَنُ لِلْمَرْءِ عَقْلَهُ وَهِيَ مِنْ بَابِ (وَأَحْورُ) قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ المُطَّلِبِ أبا النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ مما يَدُلُّ عَلَى عَفَافِهِ (¬1): وَأَحْوَرُ مَخْضُوْبِ البَنَانِ مُحَجّبٍ دَعَانِي ... فَلَمْ أَعْرِفْ إِلَى مَا دَعَا وَجْها بَخَلْتُ بِنفْسِي عَنْ مَقَامٍ يَشيْنهَا ... فَلَسْتُ مُرِيْدًا ذَاكَ طَوْعًا وَلَا كُرهَا 14597 - وَأَحمِي دمَارَ المَرءِ أَعلَمُ إنَّني ... عَليهِ بظَهر الغَيب غيرَ كَريم أبُو فراسٍ: 14598 - وَأَخٍ أَطعتُ فَمَا رعَى لي ... طَاعَتي حَتَّى خَرجتُ بِأَمرِهِ ومن باب (وَاخْتَرْتهُ) قَوْلُ آخَر (¬1): وَاخْتَرْتُهُ عَضْبَ الَمَهَزِّ وَلَمْ أَكُنْ ... أتقَلَّدُ السَّيْفَ الكهَامَ النَّابِي وَلَئِن طَلَبْتَ شَبِيْهَهُ إِني إِذًا ... لِمُكَلِّفٌ طَلَبَ المُحَالِ رِكَابِي أبو بكر الخَالديّ: [من الكامل] 14599 - وَأَخٍ رَخُصتُ عَلَيهِ حَتَّى مَلَّني ... وَالشيءُ مَملُولٌ إِذَا مَا يرخُصُ بعده: يَا لَيْتَهُ إِذْ بَاعَ وُدِّي بَاعـ ... ــهُ فِيْمَنْ يَزِيْدُ عَلَيْهِ لَا مَنْ يُنْقِصُ مَا فِي زَمَانكَ مَا يَعِزُّ وُجوْدُهُ ... إِنْ رُمْتَهُ إِلَّا صَدِيْقٌ مُخْلِصُ ¬
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَالِدِيُّ أَيْضًا (¬1): وَأَخٍ جَفَا ظُلْمًا وَمَلَّ وَطَالَمَا ... فُقْنَا الأَنَامَ مَوَدَّةً وَذِمَامَا فَسَلَوْتُ عَنْهُ وَقُلْتُ لَيْسَ بِمُنْكَرٍ ... لِلدَّهْرِ إِنْ جَعَلَ الكِرَامَ لِئَامَا فَالخُمْرُ رُوْحُ الرُّوْحِ رُبَّمَا غَدَتْ ... خلًّا وَكَانَتْ قَبْلُ ذَاك مدَامَا ومن باب (وأَخٍ) قَوْلُ وَهَب بن عَبْدِ منَافٍ وَهْوَ جَدُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَمَانَةٍ حُمِّلْتُهَا فَحَمَلْتُهَا ... وَأَمَانَةٍ حَمَّلْتُ غَيْرَ أَمِيْنِ وَأَخٍ نَطَفْتُ وَرَاءهُ بِمَغِيْبِهِ ... فَكَفَيْتُهُ وَيَقُوْلُ لَا يَكْفِيْنِي حَتَّى إِذَا مَا كَانَ خَيْرٌ عِنْدَهُ ... خَصَّ الأَبَاعِدَ بِالكَرَامَةِ دُوْني السَريُّ الرَّفاء: 14600 - وَأَخلق بكفٍّ لا يكف بَنَانَهَا عَنِ ... الرُّقش أَن تَرفَضَّ لحمًا وَأعظُمَا قبله: وَمَا لَمَسَ المَضْرُورُ شَوْكَة عَقْرَبٍ ... وَلَكِنَّهُ عَنْ غِرَّةٍ فَرَّ أَرْقَمَا وَأَخْلِقْ بِكَفٍّ لَا تَكُفُّ. البَيْتُ 14601 - وَأَخلَقُ خَلقِ اللَّهِ بِالذُلِّ تَائِهٌ ... بلَا مالٍ حَوَاهُ وَلَا أَدبُ بعده: يقول إِذَا اسْتَنْهَضْتَهُ لِمُلمَّةٍ ... شَرَفَتْ وَأَغْنَانِي عَنِ النَّصبِ النَّسَبْ ابْنُ الموُلى: 14602 - وَأَخنَعُ بالعُتبي إِذَا كنتُ مُذنبًا ... وَإن أَذنبتُ كُنتُ الَّذي اتَّصلُ ¬
ابْنُ فِضالٍ القَيرَوَاني: 14603 - وَأخوَانٍ حَسِبتُهُم دُرُوعًا ... فَكَانُوهَا وَلَكِنَ لِلَاعادِي بَعْدَهُ: وَخِلْتُهُمْ سِهَامًا صَائِبَاتٍ ... فَصَارُوْهَا وَلَكِنْ فِي فُؤَادِي وَقَالُوا قَدْ صَفَتْ مِنَّا قُلُوْبٌ ... لَقَّدْ صدَقُوا وَلَكِنْ مِنْ وِدَادِي هُوَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بن فَضالِ بن عَلِيِّ بنِ غَالِبٍ المُجَاشِعِيُّ المَيْرَوَانِيُّ وَفَاتُهُ فِي رَبِيع الأوَّلِ بِبَغْدَادَ مِنْ سَنَةِ 379. أبُو العَتَاهيَةِ: 14604 - وَأَخُوكَ من وَفَّرتَ مَا في كيسِهِ ... فَإِذَا عَبَثتَ بهِ فَأَنتَ ثقيلُ أَبْيَاتُ أَبِي العَتَاهِيَةِ: مَنْ عَفَّ خَفَّ عَلَى الصَّدِيْقِ لِقَاؤُهُ ... وَأَخُو الحَوَائِجِ وَجْهُهُ مَمْلُولُ وَأَخُوْكَ مَنْ وَفَّرْتَ مَا فِي كِيْسِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَالمَوْتُ أَهْوَنُ مِنْ سُؤَالِكَ بَاخِلًا ... فَتَوَقَّ لَا يَمْنُنْ عَلَيْكَ بَخِيْلُ هِبَةُ البَخِيْلِ شَبِيْهَةٌ بِطِبَاعِهِ ... فَهْوَ القَلِيْلُ وَمَا يُنِيْلُ قَلِيْلُ وَالعِزُّ فِي حَسْمِ المَطَامِعِ كُلِّهَا ... وَإِنْ اسْتَطَعْتَ فَمُتْ وَأَنْتَ تَنيْلُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ شَغَلَهُ الثَّنَاءُ عَلَيَّ عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِيْنَ. وَذَلِكَ مِنْ حَدِيْثِ مَالِكِ بن الحارِثِ. الرّضيّ الموسَوِي: 14605 - وَأَخلَاقُنَا مَاءٌ زُلَالٌ عَلَى الرّضَى ... وَإن سَخطَت عَادَت عَلَى السُّخط كالصَّخر ¬
بَعْدَهُ: وَمَا نَحْنُ إِلَّا عَارِض إِنْ قَصَدْتَهُ ... لِجَوْدٍ حَبَاكَ النَّائِلُ الغُمْرُ بِالقَطْرِ وَإِنْ هَزَّ لِلأَضْغَانِ عَادَتْ بُرُوْقُهُ ... حَرِيْقًا عَلَى الأعْدَاءِ مُضْطَرِمَ الشِّعْرِ الإمام الشافعي رحمة اللَّه عليه: 14606 - وَأَدّ زكَاةَ الجَاهِ وَاعلَم بأنهُ ... كَمِثل زَكَاة المَالِ تَمَّ نصَابُهَا منجوف بنُ مرَّة السُلَميّ: 14607 - وَأَدفَعُ عَن مَالي الحُقوقَ وَإِنَّهُ ... لَجمّ وَإنَّ الدَّهَر جَمٌّ نَوَائبُه هَذَا مَثَل سَائِر وَهُوَ أَحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي الاحْتِفَاظِ بِالمَالِ. المُغيرةُ بنُ حبناء التّميمُّي: 14608 - وَأَدلَيتُ دَلِوي في دِلاءٍ كَثِيرَة ... فَجئنَ مِلآءً غيرَ دَلوي كَمَا هِيَا الأعُوَر الشّنّيُ: 14609 - وَأَدوَمُ أَخلَاق الفَتَى مَا نَشا بِهِ ... وَأَقصَرُ أَفعَالِ الرِّجالِ البَدَائعُ قَبْلهُ: وَقَدْ يُحْمَدُ السَّيْفُ الدَّدَانُ لِغِمْدِهِ ... وَتَلْقَاهُ رَثًّا غِمْدُهُ وَهُوَ قَاطِعُ وَأَدْوَمُ أَخْلَاقُ الفَتَى مَا نَشَا بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَنْ يَعْتَرِفْ خُلْقًا سِوُى خُلْقِ ... نَفْسِهِ يَدَعْهُ وَيَغْلِبُهُ عَلَيْهِ الطَّبَائِعُ المَجنُونُ: 14610 - وَأُديمُ نحوَ مُحدِّثِي نَظَرِي ... أَيْ قَد سَمِعتُ وَعندَكُم عَقلِي ¬
مِثْلُهُ (¬1): تَحْسِبُهُ مُسْتَمِعًا مُنْصِتًا ... وَقَلْبُهُ فِي أُمَّةٍ أُخْرَى ومن باب (وَإِذَا) قَوْلُ بَشَّارٌ (¬2): وَإِذَا ابْتَلَيْتَ بِبَذْلِ وجِهُكَ سَائِلًا ... فَابْذُلْهُ لِلمُتَكَرِّمِ المِفْضَالِ مَا اعْتَاضَ بَاذِلُ وَجْهِهِ بِسُؤَالِهِ ... عوَضًا وَلَوْ نَالَ الغِنَى بسُؤَالِ وَإِذَا السُّؤَالُ مَعَ النَّوَالِ وَزَنْتَهُ ... رَجَحَ السُّؤَالُ وَخَفّ كُلِّ نَوَالِ 14611 - وَإِذَا ابْنُ عَمّكَ لَجَّ بعضَ لَجاجِهِ ... فَانظر بهِ غدهُ وَلَا تستَعجِلِ ابْنُ الرُّوميّ: 14612 - وَإِذَا أَتَاكَ منَ الأُمُورِ مُقدَّرٌ ... فهَربتَ منهُ فنَحوَهُ تَتَوجَّهُ قَبْلَهُ: طَامِنْ حَشَاكَ فَإِنَّ دَهْرَكَ مُوْقِعٌ ... بِكَ مَا تَخَافُ مِنَ الأُمُوْرِ وَتَكْرَهُ وَإِذَا آتَاكَ مِنَ الأُمُوْرِ مُقَدَّرٌ. البَيْتُ يَزُيُد بنُ محمّدٍ المَهلَّبيُّ: 14613 - وَإِذَا أتَاك مُهَلَّبِيٌ في الوَغَى ... وَالسَّيفُ في يدِهِ فَنِعمَ النَّاصِرُ يقول مِنْهَا: وَإِذَا جُدِدْتَ فَكُلُّ شَيءٍ نَافِعٌ ... وَإِذَا حُدِدْتَ فَكُلُّ شيْءٍ ضائِرُ 14614 - وَإِذَا أتَّقَى اللَّهَ الفَتَى ... فِيمَا يُريدُ فقَد كَمَل ¬
زهَيرٌ المصرِيُّ: 14615 - وَإِذَا اتَّكَلتَ عَلَى الخَطـ ... ــيبِ فَمَا اتَّكَلتَ عَلَى أَحَد المُتَنَبِىّ: 14616 - وَإِذَا أتتكَ مَذَمَّتي من جَاهلٍ ... فَهي الشَهادَةُ لي بأَنّي فَاضِلُ أبيات المُتَنَبِّيِّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا أَبَا الفَضْلِ أَحْمَدَ ابن عَبْدِ اللَّهِ القَاضي الأَنْطَاكِيِّ أَوَّلُهَا: لَكِ يَا مَنَازِلُ فِي القُلُوْبِ مَنَازِلُ ... أَقْفَرْتِ أَنْتِ وَهُنَّ مِنْكِ أَوَاهِلُ يَقُوْل مِنْهَا: كَمْ وَقْفَةٍ سَحَرَتْكَ شَوْقًا بَعْدَمَا ... غرَى الرَّقِيْبُ بِهَا وَلَجَّ العَاذِلُ دُوْنَ النَّقَانِقِ نَاحِلِيْنَ كَشَكْلَتِي ... نَصْبٍ أَدَقَّهُمَا وَضَمَّ الشَّاكِلُ أَنْعِمْ ولُذَّ فَلأُموْرِ أَوَاخِرٌ ... أَبَدًا إِذَا كَانَتْ لَهُنَّ أَوَائِلُ جَمَحَ الزَّمَانُ فَمَا لَذِيْذٌ خَالِصٌ ... مِمَّا يَشُوْبُ وَلَا سُرُوْرٌ كَامِلُ لِيَزِدْ بَنُو الحَسَنِ الشِّرَافِ تَوَاضُعًا ... هَيْهَاتَ تُكْتَمُ فِي الظَّلَامِ مَشَاعِلُ لَا تَجْسِرُوا الفَصْحَاءُ تَنْشِدُ هَاهُنا ... بَيْتًا وَلَكِنِّي العَزِيْزُ البَاسِلُ مَا نَالَ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ كُلّهُمْ ... شِعْرِي وَلَا سَمِعَتْ بِسِحْرِي بَابِلُ مَنْ لِي بِفَهْمِ أُهَيْلِ عَصْرٍ تَدَّعِي ... أَنْ يُحْسَبَ الهِنْدِيُّ فِيْهِمْ بَاقِلُ وَإِذَا أتتكَ مَذَمَّتِي مِنْ جَاهِلٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأَمَا وَحَقَّكَ وَهْوَ غَايَةُ مُقْسِمٍ ... لِلْخَلْقِ أَنْتَ وَمَا سِوَاكَ البَاطِلُ الطِّيْبُ أَنْتَ إِذَا أَصَابَكَ طِيْبُهُ ... وَالمَاءُ أَنْتَ إِذَا اغْتَسَلْتَ الغَاسِلُ مَا دَارَ فِي الحَنَكِ اللِّسَانُ وَقُلِّبَتْ ... قَلَمًا بِأَحْسَنَ مِنْ ثَنَاكَ أَنَامِلُ ¬
البَّبغَاءُ: 14617 - وَإِذَا أتتكَ منَ الرّجالِ قَوارِصٌ ... فَسهَامُ ذي القُربَى القريبَة أَجرَحُ وَهُبُ بنُ عَبدِ مَنافٍ: 14618 - وَإِذَا أَتيتَ جَمَاعةً في مَجلسٍ ... فَاختَر مَجَالِسَهُمُ وَلمَّا تَقعُدِ بَعْدَهُ: وَذَرِ الغُوَاةَ الجاهِلِيْنَ وَجَهْلَهُمْ ... وإلى الَّذِيْنَ يُذَكرُوْنكَ فَاعْمَدِ وَلِكُلِّ شَيْءٍ يُسْتَفَادُ ضَرَاوَةً ... وَالصَّالِحَات مِنَ الأُمُوْرِ تُعَوَّدُ هُوَ وَهَبُ بنُ عَبْدِ مَنَافِ بن زُهْرَةَ جَدُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُمِّهِ. 14619 - وَإِذَا أَتيتُكَ زَائرًا مُتَشَوّقًا ... قَصُر الطَّرِيقُ وَطَالَ عندَ رُجُوعي بَعْدَهُ: جَازَيْتُمُوْنَا بِالوِصَالِ قَطِيْعَةً ... شَتَّانَ بَيْنَ صَنِيْعِكُمْ وَصَنِيعِي وَلَقَدْ منحْتكُمُ المَوَدَّةَ صَادِقًا ... وَكَتَمْتُ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ ضُلُوْعِي وَأظَّلُّ مَحْزُوْنًا لِهَجْركَ سَاهِرًا ... وَيَبِيْتُ ذِكْركَ مُؤْنسِي وَضَجِيْعِي 14620 - وَإِذَا أَحبَّ اللَّهُ يومًا عَبدَهُ ... أَلقَى عَلَيهِ مَحبّةً لِلنَّاسِ قَبْلهُ: وَجْهٌ عَلَيْهِ مِنَ الحَيَاءِ سَكِيْنَةٌ ... وَمَحَبَّة تَجْرِي مَعَ الأَنْفَاسِ وَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ يَوْمًا عَبْدَهُ. البَيْتُ ¬
ومن باب (وَإِذَا احْتَبا) قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ يَمْدَحُ (¬1): وَإِذَا أحْتَبَا فِي مَجْلِسٍ ... فَكَأَنَّمَا أَرْسِي تَبِيْرُ وَإِذَا بَدَا فِي مَوْكِبٍ ... فَكَأَنَّهُ القَمَرُ المُنِيْرُ وَإِذَا تَهَلَّلَ لِلنَّدى ... فَكَأَنَّهُ الغَيْثُ المَطِيْرُ وَإِذَا رَمَى بِمَكِيْدةٍ ... فَكَأَنَّهُ القَدَرُ المُبِيْرُ ومن باب (إِذَا أَجْرَيْتَ) قَوْلُ ابن طَبَاطَبَا (¬2): وَإِذَا أَجْرَيْتَ يَوْمًا ... قَلَمًا جَري الجوَادِ مرَّ سِلْمًا لِلَّذِي سَالَمْتَ ... حَرْبًا لِلأَعَادِي فَيوَالِي مَنْ تُوَالِي ... وَيُعَادِي مَنْ تُعَادِي يَمْلِكُ الأَمْرَيْنِ مِنْ ... أَحْدَاثِ ثَلْمِ وَسِدَادِ حكْمُهُ فِي الغَرْبِ مَاضٍ ... وَهْوَ فِي شَرْقِ البِلَادِ قَطَرَاتٌ مِنْهُ تُغْنِي إِنْ ... جَرَتْ عَنْ سَيْلِ وَادِي كَمْ أَرَانِي قَمَرَ الحِـ ... ــكمَةِ فِي لَيْلِ المِدَادِ ابْيِضَاضًا مَا بَدَا لِلْعـ ... ــينِ إِلَّا فِي اسْوِدَادِ قَعَدَتْ أَسْطُرُهُ مِثْلُ ... عَذَارَى فِي حِدَادِ وَغَدَتْ بِيْضُ المَعَانِي ... كَامِنَات فِي سَوَادِ ومن باب (وَإِذَا أَخَذتَ) قَوْلُ آخَر (¬3): وَإِذَا أَخَذْتَ تَوَابَ مَا أَعْطَيْتَهُ ... فَكَفَى بِذَاكَ لِنَائِلٍ تَكْدِيْرَا وَقَالَ آخَرُ فِي مَعْنَاهُ: إِذَا كَانَ العَطَاءُ بِبَذْلِ وَجْهٍ ... قَدْ أَعْطَيْتَنِي وَأَخَذْتَ مِنِّي ¬
البَديهيُّ: 14621 - وَإِذَا اختَبرتَ عَلمتَ غيرَ مُدَافَعٍ ... إِنَّ السَّمَاحَ سَجِيّةُ الأَبطَالِ قَبْلهُ: مُسْتَظْهِرٌ بِشَجَاعَةِ الإِقْدَامِ فِي ... يَوْمِ الوَغَا وَشَجَاعَةِ الإِفْضَالِ تَغْرِيْهِ نَجْدَتُهُ بِإِتْلَافِ الذَّخَائِرِ ... فِي الوَغَا وَتَهَضُّمِ الأَمْوَالِ وَإِذَا اختَبَرْتَ عَلِمْتَ غَيْر مُدَافِعٍ. البَيْتُ. وَمِثْلُهُ لأبِي تَمَّامٍ (¬1): وَإِذَا رَأَيْتَ أَبَا يَزِيْدٍ فِي وَغًا ... وَنَدَى وَمُبْدِى غَارةٍ وَمُعِيْدَا أَيْقَنْتَ مِنْ أَنْ السَّمَاح شَجَاعَةً ... تُدْمِي وَأَنَّ مِنَ الشَّجَاعَةِ جُوْدَا كَشَاجِم: 14622 - وَإِذَا أَخطأ الكِتَابةَ خَطٌّ ... سَقَطَت تاؤهُ فصَارت كآبَه 14623 - وَإِذَا أخُوكَ أساءَ فَأجمِل جُرمَهُ ... وَاصفَح فَكَم من قَادرٍ مُتَكرِّم 14624 - وَإِذَا ادَّخَرتَ صَنيعَةً تُبقى بهَا ... شكرًا فَعندَ ذَوي المكَارم فَأذخُر بَعْدَهُ: وَإِذَا افتقَرْتَ فَكُنْ لِعِرْضِكَ صَائِنًا ... وَعَلَى الخَصَاصَةِ بِالقَنَاعَةِ فَاسْتُرِ أمرؤُ القيس: 14625 - وَإِذَا أُذيتُ ببَلدةٍ وَدَّعتُهَا ... بل لَا أُقيمُ بِغَير دَارِ مَقَام 14626 - وَإِذَا أرَادَ اللَّهُ رِحلةَ نِعمةٍ ... عَن دَار قَومٍ أخْطَأُوَا التَّدبيرَا ¬
أبو تَمَامٍ: 14627 - وَإِذَا أَرادَ اللَّهُ نَشر فَضِيلَةٍ ... طُويَت أتَاحَ لهَا لِسَانَ حَسُود المُتَنَبِي: 14628 - وَإِذَا ارتَحلتَ فَشيَّعتكَ سَلامَةٌ ... حَيثُ اتَّجهَت وَديمَةٌ مِدرَارُ قَبْلهُ: سِرّ حَلَّ حَيْثُ تَحُلَّهُ النُّوَّارُ ... وَأَرَادَ فِيْكَ مَرَادَكَ الأَقْدَارُ وَصَدَرْتَ أَغْنَم صَادِرٍ عَنْ مَوْرِدٍ ... مَرْفُوْعَةً لِقُدُوْمِكَ الأَبْصَارُ وَأَرَاكَ دَهْرُكَ مَا تُحَاوِلُ فِي العِدَى ... حَتَّى كَأَنَّ صُرُوْفَهُ أَنْصَارُ طَرفَةُ بنُ العَبدِ: 14629 - وَإِذَا أَردتَ تحوُّلًا في منزلٍ ... فَانظر مَنِ الجيرَانُ حَولَ المَنزِلِ 14630 - وَإِذَا أَسَأتَ إِلَى المُسيءِ ... فَكيفَ تُعرَفُ بِالتَّفَضُّل أبُو محمد اليزيديُّ: 14631 - وَإِذَا استَشَرتَ فَلَا يُشاوِر ... غيرَ مَن جرَّبتَ حَزمَه الصَّابيء: 14632 - وَإِذَا استُطيلَ قَصيرُ عُمرٍ بالأَذَى ... فَاستَقصِر العُمر الطَّويلَ سرُورا يَدْعُو لَلْمَمْدُوْحِ بِطُوْلِ العُمُرِ، وَقِصَرِ الاصَّدامِ بِالسُّرُوْرِ وَيَقُوْلُ: إِذَا اسْتَطَالَ أَحَدٌ قَصِيْرَ عُمُرِهِ لأَذَى قَدْ نَالَهُ فَاسْتقصر عُمُركَ الطَّوِيْلَ نِعْمَةِ السُّرُوْرِ الَّذِي يَتَوَلَّاكَ. ¬
أبُو العَتاهِيةِ: 14633 - وَإِذَا استَوت للنَّمل أَجنحَةٌ ... حَتَّى يَطيرَ فقَد دَنَا عَطَبُه أَبْيَاتُ أَبِي العَتَاهِيَةِ: يَا صاحِبَ الدُّنْيَا المُحِبَّ لَهَا ... الَّذِي لا يَنْقَضِي تَعَبُه أَحْبَبْتَ دَارًا عَيْشُهَا أَشِبٌ ... مِثْلَ الفُرُوْع كَثِيْرَةٌ شُعَبُه إِنَّ اسْتِهَانَتِهَا بِمَنْ صَرَعَتْ ... لَبِقَدْرِ مَا تَعْلو بِهِ رُتَبُه وَإِذَا اسْتَوَتْ لِلنَّمْلِ أَجْنِحَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَرَمُ الفَتَى التَّقْوَى وَقُوَّتَهُ ... مَحْضُ اليَقِيْنِ وَدِيْنُهُ حَسَبُه وَالأَرْضُ طَينتُهُ وُكلُّ بَنِي ... حَوَّاءَ فِيْهَا وَاحِدٌ نَسَبُه ومن باب (وَإِذَا أشارَ) قَوْلُ المُتَنَبِّيِّ فِي ابنِ كَيْغَلَغَ (¬1): وَإِذَا أشارَ مُحَدِّثًا فَكَأَنَّهُ ... قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجُوْزٌ تَلْطِمُ يَبْكِي مُفَارَقَةَ الأَكُفِّ قَذَالهُ ... حَتَّى يكادُ عَلَى يَدٍ يَتَعَمَّمُ فَتَرَاهُ أَصْغَرَ مَا تَرَاهُ نَاطِقًا ... وَيَكُوْنُ أَكْذَبَ مَا يَكُوْنُ وَيُقْسِمُ ومن باب (وَإِذَا أَصابَ) قَوْل البُحْتُرِيِّ يَسْتَهْدِي سَيْفًا مِمَّنْ كَانَ وَهَبَ لَهُ فَرَسًا وَيَصِفُ السَّيْفَ (¬2): قَدْ جُدْتَ بِالطَّرْفِ الجَوَادِ فَثَنِّهِ ... لأَخِيْكَ مِنْ أُدَدٍ أَبِيْكَ بِمُنْصِلِ يتنَاول الرُّوْحَ البَعِيْدَ مَنَالُهَا ... عَفْوًا وَيَفْتَحُ فِي الفَضَاءِ المُقْفَلِ مَاضٍ وَإِنْ لَمْ تُمْضِهِ يَدُ فَارِسٍ ... بَطَلٍ وَمَصْقولٌ وَإِنْ لَمْ يُصْقَلِ يَغْشَى الوَغَا فَالتِّرْسُ لَيْسَ يُحِنُّهُ ... مِنْ حَدِّهِ وَالدِّرْعُ لَيْسَ بِمَعْقَلِ مُصْغٍ إِلَى حُكْمِ الرَّدَى فَإِذَا مَضَى ... لَمْ يَلْتَفِتْ وَإِذَا قَضَى لَمْ يَعْدِلِ ¬
مُتَوَقِّدٌ يَفْرِي بِأَوَّلِ ضَرْبَةٍ ... مَا أَدْرَكَتْ وَلَوْ أَنَّهَا فِي يَذْبُلِ وَإِذَا أَصَابَ فَكُلُّ شَيْءٍ مَقْتَلٌ ... وَإِذَا أُصيْبَ فَمَا لَهُ مِنْ مَقْتَلِ وَإِذَا سَطَوْتَ بِهِ سَطوْتَ بِنَازِلٍ ... حَيْثُ المَنَايَا نَاظِرٌ لَمْ يَنْزِلِ وَكَأَنَّمَا سُوْدُ النِّمَالِ وَحُمْرُهَا ... دَبَّتْ بِأَيْدٍ فِي قرَاهُ وَأَرْجُلِ حَمَلَتْ حَمَائِلُهُ القَدِيْمَ بَقْلَةً ... مُذْ عَهْدِ عَادٍ غَضَّةً لَمْ تَذْبُلِ الرَضيّ المُوسَوِيُّ: 14634 - وَإِذَا اشتَملتَ عَلَى مَعَايبَ جَمَّةٍ ... فَتنحَّ جُهدَكَ عن طَريقِ العَايب قَبْلهُ: نَزَلَ المَسِيْلُ وَبَاتَ يَشْكُو سَيْلَهُ ... أَلَّا عَلَوْتَ فَبِتَّ غَيْرَ مُرَاقِبِ جَمَعَ المَثَالِبَ ثُمَّ جَاءَ مُعَرِّضًا ... بِالمُخْزِيَاتِ يَدُقُّ بَابَ الثَّالِبِ وَإِذَا اشْتَمَلْتَ عَلَى مَعَائِبَ جَمَّةٍ. البَيْتُ طَرَفَةُ: 14635 - وَإِذَا أَصَبتَ المَالَ فَابذُل حقَّهُ ... وَإِذَا بُليتَ بعُسرةٍ فتَجمَّلِ أبو الفَتُح البُستيُّ: 14636 - وَإِذَا اصطَنَعتَ يَدًا فَراعِ ثلاثةً ... مِقدَارَهَا ومَكَانهَا وَأَوانهَا المَعَرِيّ: 14637 - وَإِذَا أضَاعَتني الخُطوبُ فَلَن أُرَى ... لعُهُود إِخوانِ الصّفاءِ مُضِيعَا قَبْلهُ: كَمْ بَلْدَةٍ فَارَقْتُهَا وَمَعَاشِرٍ ... يَذْرُوْنَ مِنْ أَسَفٍ عَلَيَّ دُمُوْعَا ¬
وَإِذَا أَضَاعَتْنِي الخُطُوْبَ فَلَنْ أَرَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: خَالَلْتُ تَوْدِيْعَ الأَصَادِقَ وَالنَّوَى ... فَمَتَى أُوَدِّعُ خِلِّيَ التَّوْدِيْعَا 14638 - وَإِذَا أَظهرتَ أَمرًا حَسَنًا ... فَليكُن أحسَن منهُ مَا تُسِرُّ بَعْدَهُ: فَمُسِرُّ الخَيْرِ مَوْسُوْمٌ بِهِ ... وَمُسِرُّ الشَّرِّ مَؤسُوْمٌ بِشَرْ أبو هلالٍ العَسكَريُّ: 14639 - وَإِذَا اعتبَرت عُقُولَهُم ... أَلفَيتَهُم بَقَرًا بلَا أَذنَابِ ابْنُ خَلَفٍ: 14640 - وَإِذَا اعتَبرتَ ودَادَهُم وَعهُودَهُم ... حَالَت عُقُودُ وِدَادهم في الحَالِ بعده: فَاسْمَحْ بِهِمْ نَفْسًا وَأَعْرِضْ عَنْهُمُ ... صَفْحًا فَإِنَّ الآلِ مِثْلَ الآلِ أبو نَصرِ بنُ نُباتَةَ: 14641 - وَإِذَا أفَاقَ الوَجدُ وَاندَمَلَ الهَوَى ... رَأَتِ القُلوبُ وَلم تَر الأحدَاقُ أَبْيَاتُ أَبِي نَصْرِ بنُ نُبَاتَةَ السَّعْدِيِّ يَمْدَحُ القَادِرَ بِاللَّهِ: يَا عَاتِبًا وَعِتَابُهُ إِفْرَاقُ ... مَا هَكَذَا يَتَعَاتَبُ العُشَّاقُ مَا كُنْتُ أَعْرِفُ عَيْبَ مَنْ أَحْبَبْتُهُ ... حَتَّى سَلَوْتُ فَصِرْتُ لا أَشْتَاقُ وَإِذَا فَاقَ الوَجْدُ وَانْدَمَلَ الهَوَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: حَاوِلْ جَسِيْمَاتِ الأُمُوْرِ وَلَا تَقُلْ ... إِنَّ المَحَامِدَ وَالعُلَى أَرْزَاقُ لَا تَشْفِقَنَّ فَإِنَّ يَوْمَكَ إِنْ أتى ... مِيْقَاتَهُ لَا يَنْفَعُ الإِشْفَاقُ ¬
وَإِذَا عَجَزْتَ عَنِ العَدُوِّ فَدَارِهِ ... وَامْزُج لَهُ إِنَّ المِزَاج وِفَاقُ فَالنَّارُ بِالمَاءِ الَّذِي هُوَ ضِدُّهَا ... تُعْطِي النّضَاجَ وَطَبْعُهَا الإِحْرَاقُ يَقُوْلُ مِنْهَا: مَلِكٌ تَضِيْقُ بِهِ الخِيَامُ مَنَالَهُ ... إِلَّا ظِلَالُ المُرْهَفَاتِ رَوَاقُ فِي كَفِّهِ السَّيْفُ الَّذِي يُحْيِي بِهِ ... وَيُمِيْتُ فَهْوَ السَّمُّ وَالدِّرْيَاقُ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَأَعِيْشُ بِالبَلَلِ الَّذِي لَوْ أَنَّهُ ... دَمْعٌ لِمَا رَوِيَتْ بِهِ الآمَاقُ وَيَزِيْدُنِي عَدَمُ الدَّرَاهِمِ عِفَّةً ... وَعَلَى الدَّرَاهِمِ تُضْرَبُ الأَعْنَاقُ عَجَبًا عَجِبْتُ لِمَنْ تَضِيْقُ فجَاجُهُ ... وَالشَّامُ شَامٌ وَالعِرَاقُ عِرَاقُ مَا فِيَّ إِلَّا أَنْ يُقَالَ حَمِيَّةٌ ... سَبَقَتْ ذُبَابُ السَّيْفِ لَيْسَ تُطَاقُ لَا أَطْمَئِنُّ وَلَا أَتُوْقُ إِلَى هَوًى ... وَلِكُلِّ حَيٍّ فِي الحَيَاةِ مَتَاقُ ومن باب (وَإِذَا افتخَرْتَ) قَوْلُ كَشَاجِمَ (¬1): وَإِذَا افتخَرْتَ بِأَعْظُمٍ مَقْبُوْرَةٍ ... فَالنَّاسُ بَيْنَ مُكَذِّبٍ وَمُصَدِّقِ فَأَقِمْ لِنَفْسِكَ بِانْتِسَابِكَ شَاهِدًا ... بِحدِيْثِ مَجْدٍ لِلْقَدِيْمِ مُحَقِّقِ الأُخَطَلُ: 14642 - وَإِذَا افتقَرتَ إِلَى الذّخائِر لَم تَجد ... ذُخرًا يَكُونُ كَصَالح الأَعمَال يقول مِنْهَا قَبْلهُ: عِشْنَا بذَلِكَ حِقْبَةً مِنْ عَيْشِنَا ... وَثَرًى مِنَ الشَّهَوَاتِ وَالآمَالِ وَلَقَدْ أَكُوْنُ لَهُنَّ صَاحِبَ لذَّةٍ ... حَتَّى يَغَيَّرَ حَالَهُنَّ وَحَالِي فَتَنَكَّرَتْ لَمَّا عَلَتْنِي كِبْرَةٌ ... عِنْدَ المَشِيْبِ وَآذَنَتْ بِزِيَالِ وَالنَّاس هَمُّهُمُ الحَيَاةُ وَلَا أَرَى ... طُوْلَ الحَيَاةِ تَزِيْدُ غَيْرَ خيَالِ ¬
وَإِذَا افْتَقَرْتَ إِلَى الذَّخَائِرَ لَمْ تَجِدْ. البَيْتُ 14643 - وَإِذَا افتقَرتَ فَكُن لعرضكَ صَائنًا ... وعَلَى الخصَاصَة بالقنَاعة فَاستُرِ أبُو الفَتحَ البُستيّ: 14644 - وَإِذَا افتقَرتَ فَلَا تَكُن ... جَزعًا فوراء كُلّ دُجنَّةٍ فَجرُ حَارثَةُ بن بَدرٍ الغُدانيُّ: 14645 - وَإِذَا افتقَرتَ فَلَا تكُن مُتخَشّعًا ... تَرجو الفَواضِلَ عندَ غير المُفضِل يقول مِنْهَا: وَاسْتَغْنِ مَا أَغْنَاكَ رَبُّكَ بِالغِنَى ... وَإِذَا تُصبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَجَمَّلِ هَذَا غَيْرُ قَوْلِ طَرْفَةَ: وَإِذَا أَصَبْتَ المَالَ فَابْذُلْ حَقَّهُ ... وَإِذَا بُلِيْتَ بِعُسْرَةٍ فَتَجَمَّلِ ومن باب (وَإِذَا الرِّجَالُ) قَوْلُ أَبِي الأَسْوَدِ الحضرِمِيّ (¬1): وَإِذَا الرِّجَالُ تَصَرَّفَتْ أَهْوَاؤُهَا ... فَهَوَاهُ نُهْزَةُ سَائِلٍ أوْ آمِلِ وَتَكَادُ مِنْ فَرْطِ السَّخَاءِ بَنَانَهُ ... حُبُّ العَطَاءِ تَقُوْلُ هَلْ مِنْ سَائِلِ وقول أَبِي تَمَّامٍ فِي أَصَالَة الرَّأْي (¬2): وَإِذَا الرِّجَالُ تَسَاجَلُوا فِي مَشْهَدٍ ... فَمُرِيْحُ رَأْيٍ مِنْهُمُ أوْ مُعْرِبِ أحْرَزْتَ غَايَتهَا إِلَيْهَا فَأَقْبَلَتْ ... آرَاءُ قَوْمٍ خَلْفَ رَأيِكَ تُجْنبِ 14646 - وَإِذَا أقَلَّ لي البَخِيلُ عَذَرتُه ... إِنَّ القَلِيلَ منَ البَخيلِ كَثِيرُ ¬
نَصرُ اللَّه بنُ عُنَين: 14647 - وَإِذَا البَصَائِرُ عَن رَشَادٍ أُعمِيَت ... منهَا فمَاذَا تنفَعُ الأَبصَارُ 14648 - وَإِذَا البَيَاذقُ في الدُسُوت تفَرزَنَت ... فَالرَّأيُ أَن يتَبيذَقَ الفرزَانُ بَعْدَهُ: خُذْ جُمْلَةَ البَلْوَى وَدع تَفْصِيْلَهَا ... مَا فِي البَرِيَّةِ كُلِّهَا إِبْنَا أبُو الفتح البُستيُّ: 64649 - وَإِذَا التَوى أَمرٌ عَلَيكَ فَخلِّهِ ... وَأعمَد لآخَر مُسمحٍ لَا يلتَوي قَبْلَهُ: النَّاسُ أَشْكَالٌ فمن يَكُ رَاشِدًا ... يَصْحَبْ رَشِيْدًا وَالغَوِيُّ مَعَ الغَوِي لَا يَسْتَوِي المَرْءَانِ فِي حَالَيْهِمَا ... هَذَا أَخُو عَوَجٍ وَهَذَا مُسْتَوِي فَابْذِلْ لِنَدِّكَ صَفْوُ وُدِّكَ وَانْحَرِفْ ... عَنْ كُلِّ مَنْ يَنْحَازُ عَنْك فَيَنْزَوِي وَإِذَا التوَى أَمْر عَلَيْكَ فَخَلِّهِ. البَيْتُ أبو تمَامٍ: 14650 - وَإِذَا الجُودُ كَانَ عَوني عَلَى المَرءِ ... تقَاضَيتُهُ بِتَركِ التقَاضِي الحَيْصُ بَيْصُ: 14651 - وَإِذَا الحُبُّ لَم يَدُم فَسَواءٌ ... عَذُبَ الوَصلُ أَو أَمرَّ الصُدُودُ 14652 - وَإِذَا الحَبيبُ أَتى بذَنبٍ وَاحدٍ ... جَاءَت مَحَاسِنُهُ بِأَلف شفِيع ¬
14653 - وَإِذَا الحُرُّ رَأَى إعرَاضَة ... مِن صَدِيقٍ صَدَّ عَنهُ وَارتَحَل ومن باب (وَإِذَا الحرُوْبُ) قَوْلُ إِبْرَاهِيْمُ بن العَبَّاسِ الصُّوْليِّ يَمْدَحُ (¬1): وَإِذَا الحرُوْبُ عَلَتْ بَعَثْتَ لَهَا رَأيًا تَفُلُّ بِهِ كَتَائِبَهَا رَأيًا إِذَا أَنْبَتِ السُّيُوْفَ مَضَى قُدُمًا فَشَفَى مَضَارِبَهَا يُمْضِي الأُمُوْرَ عَلَى بَدِيْهَتِهِ وَتُرِيْهِ فِكْرَتُهُ عَوَاقِبَهَا فَيَظَلُّ يُوْرِدُهَا وَيُصْدِرُهَا وَيَعُمُّ حَاضِرَهَا وَغَاشِبَهَا المُتَنَبِي: 14654 - وَإِذَا الحلمُ لَم يَكُن في طِبَاعٍ ... لَم يحلم بقُربهِ المِيلَادُ مِثْلُهُ: قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ (¬1): وَإِذَا الحِلْمُ لَمْ يَكُنْ فِي طِبَاعٍ ... لَمْ يحْلم تَقَدُّمُ المَيْلَادِ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الأَعْرَابِيِّ (¬2): إِذَا مَا المَرْءُ لَمْ يُوْلَدْ لَبِيْبًا ... فَلَيْسَ اللُّبُّ عَنْ قِدَمِ الوِلَادِ ومن باب (وَإِذَا الخُطُوْبُ): وَإِذَا الخُطُوْبُ عَلَيْكَ يَوْمًا أَشْكَلَتْ ... فاعْمَدْ لِرَأيِ أَخٍ حَكِيْمٍ مُرْشِدِ وَإِذَا اسْتَشَرْتَ فَكُنْ لِنَفِسِكَ رَائِدًا ... مُتَثَبِّتًا تُصبِ الرَّشادَ وَتَهْتَدِ الأَحوصُ بنُ محمَّدٍ: 14655 - وَإِذَا الدُرُّ زانَ حُسنَ وُجُوهٍ ... كَانَ للدّرّ حُسنُ وَجهكِ زَينَا ¬
كَانَ خَالِدُ بن عَبْدِ اللَّهِ القَسْرِيُّ أَخَا هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ مِنَ الرِّضَاعَةِ وَكَانَ خَالِدٌ يَقُوْلُ لَهُ إنِّي أَرَى فِيْكَ مَخاَيلَ الخلَافَةِ وَلَا تَمُوْتُ حَتَّى تَلِيْهَا فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ إِنْ وَلِيْتَهَا فَلَكَ العِرَاقُ فَلَمَّا وَلِيَهَا أَتَاهُ خَالِدٌ فَقَامَ بَيْنَ السَّمَاطَيْنِ وَقَالَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ أَعَزَّكَ اللَّهُ بعُزَّتِهِ وَأَيَّدَكَ بِمَلَائِكَتِهِ وَبَارَكَ لَكَ فِيْمَا وَلَّاكَ وَرَعَاكَ فِيْمَا اسْتَرْعَاكَ وَجَعَلَ لأَبِيْكَ عَلَى أَهْلِ الإِسْلَام نِعْمَةً وَعَلَى أَهْلِ التِّرْكِ نِقْمَةً لَقَدْ كَانَتْ الوِلَايَةُ أَشْوَقَ مِنْكَ إِلَيْهَا وَأَنْتَ لَهَا زَيْن وَمَا مِثْلكَ مِثْلُهَا إِلَّا كَمَا قَالَ الأَحْوَصُ بن مُحَمَّدٍ: وإذَا الدُّرُّ زَانَ حُسْنَ وُجُوْهٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَتَزِيْدِيْنَ أَطْيَبَ الطِّيْبِ طِيْبًا ... إِنْ تَمَسِّيْهِ أَيْنَ مِثْلُكِ أَينا وَلَمَّا وَعَى عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الخِلَافَةَ دَخَلَ عَلَيْهَا شَابٌّ مِنْ أَوْلَادِ الأَنْصَارِ فَقَالَ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ مَا طَيَّبتكَ الخِلَافَةُ وَلَكِنْ أَنْتَ طَيَّبْتَهَا وَمَا زَيَّنتكَ وَلَكِنْ أَنْتَ زَيَّنتهَا فَأَنْتَ كَمَا قَالَ الأَحْوَصُ بنُ مُحَمَّدٍ: وَإِذَا الدُّرُّ زَانَ حُسْنَ وُجُوْهٍ. البَيْتَانِ. وَقَرِيْبٌ مِنَ المَعْنَى قَوْلُ آخَر (¬1): [من الطويل] وَمَا الحَليُ إِلَّا زِيْنَة لِنَقِيْضةٍ ... يَزْدَادُ بِهِ حُسْن إِذَا الحُسْنُ قَصَّرَا فَأَمَّا إِذَا كَانَ الجمَالُ مُوَفَّرًا ... كَحُسْنِكَ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى أَنْ يُزَوَّرَا 14656 - وَإِذَا الدُّموُعُ تَنوَّعَت أقسَامُهَا ... فَبُكَاءُ كُلِّ مُتيَّمٍ لحبيبِهِ 14657 - وَإِذَا الدّيارُ تَنكرت عَن حَالهَا ... فدَع الدّيَارَ وأسرِع التّحويلًا بعدهُ: لَيْسَ المَقَامُ عَلَيْكَ حَتْمًا وَاجِبًا ... فِي مَنْزلٍ يَدَعُ العَزِيْزَ ذَلِيْلًا ¬
14658 - وَإِذَا الذّئَابُ استَنعجَت لكَ مرّةً ... فَحذَار مِنْهَا أَن تَعُودَ ذئَابَا بَعْدَهُ: فَالذِّئْبُ أَخْبَثُ مَا يَكُوْنُ إِذَا غَدَا ... مُتَلَبِّسًا بَيْنَ النّعَاجِ إِهَابَا ومن باب (وَإِذَا الرِّجَالُ) قَوْلُ أَبِي الأَسْوَدِ الحضْرِمِيّ (¬1): وَإِذَا الرِّجَالُ تَصرَّفَتْ أَهْوَاؤُهَا ... فَهَوَاهُ نُهْزَةُ سَائِلٍ أوْ آمِلِ وَتَكَادُ مِنْ فَرْطِ السَّخَاءِ بَنَانَهُ ... حُبُّ العَطَاءِ تَقُوْلُ هَلْ مِنْ سَائِلِ وقول أَبِي تَمَّامٍ فِي أَصَالَة الرَّأْي (¬2): وَإِذَا الرِّجَالُ تَسَاجَلُوا فِي مَشْهَدٍ ... فَمُرِيْحُ رَأْيٍ مِنْهُمُ أوْ مُعْرِبِ أحْرَزْتَ غَايَتهَا إِلَيْهَا فَأَقْبَلَتْ ... آرَاءُ قَوْمٍ خَلْفَ رَأيِكَ تُجْنَبُ السَّريُّ الرَّفاء: 14659 - وَإِذَا الرزِّقُ جَاءَ بالمِنِّ فَالمَر ... زوُقُ مِنهُ مَن لَم يَكُن مَرزُوقَا البُحتُرِيُ: 14660 - وَإِذَا الزَّمانُ كَسَاكَ حُلّةَ ... فالبَس لَهُ حُلَلَ النَّوى وَتغَّربِ القَاضِي البيسَاني: 14661 - وَإِذَا السَّعَادَةُ أَحرَسَتكَ عيُونها ... نَم في المخَاوِف إِنَّهُنَّ أَمانُ بَعْدَهُ: وَاصْطَدْ بِهَا العَنْقَاءَ فَهِيَ حَبَائِل ... وَارْكَبْ بِهَا الجوْزَاءَ فَهِيَ عِنَانُ ¬
يُقَال فِي المَثَلِ السَّائِرِ: أَحْرَزَ أَمْرُ أَجَلِهِ. قَالَهُ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِيْنَ قِيْلَ لَهُ: أَتَلْقَى عَدُوّكَ حَاسِرًا فَيُقَالُ هَذَا أَصْدَقُ مَثَلٍ قَالتَهُ العَرَبُ. قَالَ ذُو النُّوْنِ المِصْرِيُّ رَحَمَهُ اللَّهُ مَنْ وُجدَتْ فِيْهِ خَمْسُ خِصَالٍ رَجَوْتُ لَهُ السَّعَادَةَ ولَوْ قَبْلَ مَوْتهِ بِسَاعَةٍ. اسْتوِاء الخَلْقِ وَخِفَّةُ الرُّوْحِ وَغَزَارَةُ العَقْلِ وَصَفَاءُ التَّوْ ... حِيْدِ وَطِيْبُ المَوْلِدِ بَشَّارٌ: 14662 - وَإِذَا السُؤَالُ مَعَ النَّوالِ وزَنتَهُ ... رجَحَ السُؤالُ وخَفَّ كُلُّ نَوالِ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ أَكْثَم بن صَيْفِيِّ (¬1): كُلُّ لسُؤَالٍ وَإِنْ قَلَّ أَكْثَرُ ... مِنْ كلِ نَوَالٍ وَإِنْ جَلَّ الغزّي: 14663 - وَإِذَا السَّيفُ لَم يَكُن ذَا فرندٍ ... كَانَ إِظهَارُ عَيبهِ بالصِّقَالِ أَبْيَاتُ إِبْرَاهِيْم الغزِيِّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا خَوَارِزْمَشَاه عَلَاءِ الدِّيْنِ أَنس بن مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: يَا خَلِيْلَيَّ خَلِّيا عَاطِلِ البيْدِ ... بِوَخْدِ النَّجِيْبَةِ الشِّمْلَالِ رَجُلٌ أَرْفَعُ الكَوَاكِبَ لَا ... يُحْمَدُ إِلَّا لِقِلَّةِ الانْتِقَالِ إِنْ تَعَاَلَتْ مَرَاتِبُ الجُهَّالِ ... فَالذُّرَى عَنْ مَنَازِلِ الأوْعَال أَيَا مُحْيِي رَمِيْمِ عَظْمِ المَعَانِي ... خَاتمُ الشِّعْرِ غَصَّةُ الجهَّالِ أَيَا مَنْ شعرُهُ يُرِيْكَ المَعَالِي ... سُورًا فِي شَوَارِدِ الأَمْثَالِ كَمْ أُجِيْدُ المَقَالَ فِي مَدْحِ قَوْمٍ ... يَنْقِضُوْنَ المَقَالَ بِالأَفْعَالِ وَإِذَا السَّيْفُ لَمْ يَكُنْ ذَا فِرَنْدٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
يَخْبِطُوْنَ العُلَى وَيَنْأونَ عَنْهَا ... وَالقَوَافِي تَجُرُّهُمْ بِالحِبَالِ قُرِنَ الشّحُّ وَالتَّصرُّفُ بِالإكْثَارِ ... وَالمَكْرُمَاتِ بِالإِقْلَالِ مَا تَعَدَّى مَكَانهُ البَحْرُ يَوْمًا ... إِنَّمَا الانْصِبَابُ لِلأَوْشَالِ لَا لأنَ الغِنَى ذَمِيْمٌ وَلَكِنْ ... صِحَّةُ المَجْدِ فِي سِقَامِ الحَالِ مَنْ أَضَاعَ الهَنَاءَ فِيْمَا سِوَى النُّقْبِ ... وَلَمْ يدْرِكَانِ يَئْسُ الطَّالِي المُتَنَبّي: 14664 - وَإِذَا الشَّيخُ قَالَ أُفّ فمَا ... مَلَّ حَيَاةً وَإنَّما الضّعفَ مَلَّا ابْنُ الحَجَّاجُ: 14665 - وَإِذَا الصَّدِيقُ ذَمَمتُ خُلَّتَهُ ... صَيَّرتُ قَطعَ حِبَالِهِ وَكدِي 14666 - وَإِذَا الصَّنيعَةُ وَافقَت أَهلًا لَها ... دَلَّت عَلَى تَوفيق مُصطَنِع اليَد البُحْتُرِيُ: 14667 - وَإِذَا العَلِيلُ أَبلَّ ممَّا يَشتَكِي ... لَم تُرجَ فيهِ مَثوبَةُ العُوَّادِ قَبْلهُ: أترَى الشَّفِيع وَقَدْ أَمَرْتَ بِحَاجَتِي ... يَرْجُو الوُصوْلَ بِهَا إِلَى إِحْمَادِي وَإِذَا العَلِيْلُ أَبَلَّ مِمَّا يَشْتَكِي. البَيْتُ الوَزيرُ المَغْربِيُّ: 14668 - وَإِذَا العَينُ لَم نُعايِن سوَى السُوءِ ... فَسِيَّانِ ظُلمَةٌ أَو ضيَاءُ أَبْيَاتُ الوَزِيْرِ المَغْرِبِي إِلَى المَعَرِّي وَأَخِيْهِ: ¬
أَتَعَاطَى نَزْحَ البُكَاءِ وَقَدْ ... قَصَّرَ عَنْ أَنْ يَنَالَ مَاءً رَشَاءُ وَلَعَهْدِي بِفِكْرَتِي وَهِيَ تَنْجَابُ ... لَهَا عَنْ صَبَاحِهَا الظَّمَاءُ غَيْرَ أَنّي وَإِنْ تَعَاوَرَني الهَمُّ ... وَشَاءَ الزَّمَانُ مَا لا أَشَاءُ وَرَمَانِي مستَيْقِنًا أَنَّ قَلْبًا ... بَيْنَ جَنْبَيَّ صَخْرةٌ صَمَّاءُ لَا أُبَالِي بِاليَوْم طَالَ أمِ اللَّيْلُ ... كِلَا الرُّتْبَتَينِ عِنْدِي سَوَاءُ المُغَادِي هُوَ المُرَاوِحُ مِنْ هَمٍّ ... فَهَذَا الصَّبَاحُ ذَاكَ المَسَاءُ وَإذَا العَيْنُ لَمْ تُعَايِن سِوَى السُّوْءِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَابْنِيَ الهَمُّ لَا ابْنُهُ أنا إِذَا قِيْلَ ... ابْنُ هَمٍّ بَليَّةٌ عَمْيَاءُ مِسكينُ الدّارميُّ: 14669 - وَإِذَا الفَاحِشُ لَاقَى فاحِشًا ... فَهُنَاكُم وَافَقَ الشَّنُّ الطَّبق بَعْدَهُ: إِنَّمَا الفَاحِشُ مَنْ يَعْتَادُهُ ... كَغُرَابِ البَيْنِ مَا شَاءَ نَعَق أَوْ حِمَارُ السُّوْءِ إِنْ أشْبَعْتهُ ... رَمَحَ النَّاسَ وَإِنْ جاعَ نَهَق أَوْ غُلَامِ السُّوْءِ إِنْ جَوَّعْتُهُ ... سَرَقَ الجارَ وَإِنْ يَشْبَع فَسَق يُقَالُ فِي المَثَلِ السَّائِرِ: وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَه. وَافَقَهُ فَاعْتَنَقَهُ. يُضْرَبُ فِي ائْتِلَافِ الجِنْسِ إِلَى مُشَاكِلِهِ. التِهَاميُّ: 14670 - وَإِذَا الفَتَى أَلِفَ الهَوانَ فبيّني ... مَا الفَرقُ بينَ الكَلبِ والإنسَانِ الرّضيّ المُوسَوِيّ: 14671 - وَإِذَا الفَتَى بَلَغَ المُنَى مِن دَهرِه ... عَافَ المَسِيرَ وَلذَّ بِالأَوطَانِ ¬
أَبْيَاتُ الرَّضِيِّ المَوْسَوِيِّ يَقُوْلُ مِنْهَا: غَيْرَانَ دُوْنَ العِرْضِ لَا أَسْخُو بِهِ ... وَالعِرْضُ عَقِيْلَةِ الإِنْسَانِ أَشْكُو النّوَائِبَ ثُمَّ أشْكُرُ فعْلهَا ... لِعَظِيْمِ مَا أَلْقَى مِنَ الخلَّانِ وَإِذَا أَمِنْتُ مِنَ الزَّمَانِ فَلَا تَبِتْ ... إِلَّا عَلَى حَذَرٍ مِنَ الإِخْوَانِ كَمْ مِنْ أَخٍ تَدْعُوْهُ عِنْدَ مَلَمَّةٍ ... فَيَكُوْن أَعْظَمُ مِنْ يَدِ الحَدَثَانِ وَإِذَا الفَتَى بَلَغَ المُنَى مِنْ دَهْرِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَطَعَ الهُوَيْنَا وَاسْتَمَرَّ وَإِنَّمَا ... بَعْضُ التَّوَكُّلِ فِي الأُمُوْرِ تَوَانِي مَا مَاتَ مَنْ كَثُرَ الثَّنَاءُ وَرَاءَهُ ... إِنَّ المُذَمَّمَ مَيِّتُ الحَيَوَانِ مَا ضَاقَ هَمًّا كَالشُّجَاعِ وَلَا خَلَا ... بِمَسَرَّةٍ كَالعَاجِزِ المُتَوَانِي يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: وَإِذَا سَكَتُّ فَإِنَّ أَنْطق مِنْ فَمِي ... عَنِّي فَمُ المَعْرُوْفِ وَالإِحْسَانِ لَمْ آلُ جَهْدًا ففي الثّناءِ وَإِنَّمَا ... غَطَّى بِعِرْضِ نَدَاهُ طُوْلُ لِسَانِي البُحتُرِيُ: 14672 - وَإِذَا الفَتَى صَحبَ التَباعُدَ وَاكتسَى ... كبرًا عَلَّي فلَستُ من أصحابه يُعَاتِبُ بِذلِكَ إِسْمَاعِيْلَ بنَ شِهَابٍ. 14673 - وَإِذَا الفَتَى عَرَفَ الرّشَادَ لنَفسِهِ ... هَانَت عَلَيهِ مَلَامَةُ العُذَّالِ 14674 - وَإِذَا الفَتَى كَثُرت مَحَاسِنُ فعلِهِ ... كثُر الدُّعاءُ لَهُ بطُولِ بقائِهِ المَعَرِيُ: 14675 - وإذا الفَتَى لَحظَ الزَّمانَ بعَينِهِ ... هَانَ الشقاءُ عَلَيهِ وَالإعسَارُ ¬
الحريري في مَقامَاتِهِ: 14676 - وإذا الفَتَى لَم يَغَشَ عَارًا لَم تَكُن ... أَسمَالُه إِلَّا مَرا في عَرشِهِ زَيدُ الحَارِثي: 14677 - وَإذا الفَتَى لَاقَى الحِمَامَ رَأيتَهُ ... لولَا الثناءُ كأنَّهُ لم يُولَدِ ومن باب (وَإِذَا) قَوْل بعضِهِمْ فِي الغِنَى وَالفَقْرِ: وَإِذَا الفَقِيْهُ أَتَاهُ صَاحِبُ ثَرْوَةٍ ... فِي مُشْكِلٍ وَرَجَا بِهِ أَنْ يَهْتَدِي فَمُحَقِّقُ الحَقُّ الغَنِيُّ وَصَاحِبُ ... الفُتْيَا فِي مَقَامِ المجَّدِي ابْنُ المَوُلَى: 14678 - وَإِذَا الفوَارسُ عَدَّدَت أَبطالَها ... عدُّوكَ في أوُلَاهُم بالخنصِرِ 14679 - وَإِذَا الفَضَاءُ جَرَى فَكُلُّ مُجرّبٍ ... غُمرٌ وَكُلُ بَصيرَةٍ عَميَاءُ ومن باب (وَإِذَا الكَرِيْمُ) قَوْلُ أَبِي شُرَاعَةَ (¬1): وَإِذَا الكَرِيْمُ أَتَيْتَهُ بِخَدِيْعَةٍ ... فَرَأَيْتَهُ فِيْمَا تَرُوْمُ يُسَارِعُ فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ لَا تُخَادِعُ جَاهِلًا ... إِنَّ الكَرِيْمُ لفَضْلِهِ يتَخَادَعُ 14680 - وَإِذَا الكَريمُ تَقطَّعَت أَسبَابُهُ ... لَم يَعتَلق إِلَّا بحبلِ كَريم وَيُرْوَى: وَإِذَا الكَرِيْمُ نَبَتْ بِهِ أَيَّامُهُ ... لَمْ يَسْتَعِنْ إِلَّا بِفَضْلِ كَرِيْمِ فَأَعِنْ عَلَى الزَّمَنِ الجمُوْحِ فَإِنَّمَا ... يُرْجَى العَظِيْمُ لِدَفْعِ كُلِّ عَظِيْمِ ¬
14681 - وَإذا المَكَارِمُ غُلّقَت أَبوابُها .. يومًا فأَنتَ لقُفلَها مِفتَاحُ ومن باب (وَإِذَا المَنِيَّةُ) قَوْلُ ابنِ المُعْتَزِّ (¬1): وَإِذَا المَنِيَّةُ أُخِّرَتْ أَيَّامُهَا ... فَالحَيُّ مِنْ كَيْدِ العَدَاوَةِ نَاجِ يَقُوْلُ مِنْهَا: يَا مَنْ يَدُسُّ لِيَ العَدَاوَةَ ضِغْنُهُ ... أَسرَبْتَ بِي فَاصْبُرْ عَلَى الإدْلَاجِ فَتَحَ العِدَى بَابَ المَكِيْدَةِ وَالأَذَى ... فَاعْجَبْ لِخَرَّاجِ بِهِمْ وَلَّاجِ أَنَا كَالمَنِيَّةِ سُقْمُهَا قُدَّامِهَا طوْرًا ... وَطَوْرًا تَبْتَدِي فَتُفَاجِي 14682 - وَإِذَا المَنيَّةُ أقبلت لَم يُثنهَا ... حِرصُ الحَرِيصِ وَحِيلَةُ المحتَالِ أبُو ذُؤُيبٍ الهُذَليُّ: 14683 - وَإِذَا المنيَّةُ أَنشَبت أَظفَارهَا ... أَلفيتَ كُلَّ تميمة لَا تنفَعُ يقول مِنْهَا قَبْلهُ: وَلَقَدْ حَرَصْتُ بأن أُدَافِعَ عَنْهُمُ ... وَإِذَا المَنِيَّةُ أَقْبَلَتْ لَا تُدْفَعُ وَإِذَا المَنِيَّةُ نْشَبَتْ أَظْفَارَهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَتَجَلُّدِي لِلشَّامِتِيْنَ أُرِيْهُمُ ... أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لَا أَتَصَنَّعُ وَلَئِنْ بِهِمْ فَجَعَ الزَّمَانُ وَرَيْبُهُ ... إِنِّي بِأَهْلِ مَوَدَّتِي لَمُفَجَّعُ حَتَّى كَأَنِّي لِلحَوَادِثِ مَرْوَةٌ ... بِصَفَا المُشَرِّقِ كُلَّ يَوْمٍ تُقْرَعُ وَالنَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتهَا ... وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيْلٍ تَقْنَعُ كَانَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ يَنْشدُهُ بِصَفَا المُشَقَّرِ وَيَقُوْل هَكَذَى أَرْوِيْهِ. ¬
وَحُكِيَ عَنْ أَبِي عَمْرُو الشَّيْبَانِيِ أَنَّهُ أَنْكَرَ ذَلِكَ وَقَالَ المُشَقَّرُ حُصن بِالبَحْرَيْنِ وَالصَّفَا مَوْضِعٌ فَمَا لأَبِي ذُؤَيْبِ وَالبَحْرَيْنِ إِنَّمَا هُوَ المُشَرّق وَهُوَ مَسْجِدُ الحِيْفِ فَكَانَ يُنْشِدُهُ بِصَفَا المُشرّق. وَقَالَ أَبُو عَبْدَةُ سُوْقُ الطَّائِفِ. الرَّضِيُّ المُوسَوِيُّ: 14684 - وإذَا النَّاسُ أَدرَكُوا غَايةَ الفَخر ... شَاءَهُمْ مَن قَالَ جَدّي الرَّسُولُ ومن باب (وَإِذَا النَّوَائِبِ) قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيِّ يَمْدَحُ (¬1): وَإِذَا النَّوَائِبِ أَظْلَمَتْ أَحْدَاثُهَا ... لَبِسَتْ بِوَجْهِكَ أَحْسَنُ الإِشْرَاقِ ابْنُ مَيَادةَ: 14685 - وَإِذَا الوَاشِي وَشَى يومًا بهَا ... نفَعَ الوَاشِي بمَا جَاءَ يَضُر ومن باب (وَإِذَا الوَغَا) قَوْلُ ابن المُعْتَزِّ بِاللَّهِ (¬1): وَإِذَا الوَغَا كَلِبَتْ ضَرَاغِمُهَا ... وَعَلَتْ عَجَاجَةُ مَوْقِفٍ صَعْبِ لبِسُوا حُصُوْنًا مِنْ بَصَائِرِهِمْ ... صَبَّارَةً لِلطَّعْنِ وَالضَّرْبِ والبَةُ بنُ الحبابِ: 14686 - وَإِذَا الهمُومُ تَعاوَرتكَ فَسُلَّها ... بالرَّاح وَالرّيحانِ وَالنَّدمَانِ أَبْيَاتُ وَالِبَةَ بن الحَبَابِ: لَا تَخْشَعَنَّ لِطَارِق الحَدَثَانِ ... وَادْفَعْ هُمُوْمَكَ بِالرَّحِيقِ الفَانِي أَوَ مَا تَرَى أَيْدِي السَّحَائِبِ رَقَّشَتْ ... حُلَلَ الثَّرَى بِبَدَائِعِ الرَّيْحَانِ مِنْ سَوْسَنٍ غَضِّ القِطَافِ وَنَرْجِسٍ ... وَبنفْسَجٍ وَشَقَائِقِ النُّعْمَانِ ¬
وَجَنِيِّ وَرْدٍ يَسْتَبِيْكَ بِحُسْنِهِ ... مِثْلَ النُّجُوْمِ طَلَعْنَ فِي الأَغْصَانِ حُمْرٌ وَبِيْضٌ يَحْتَبيْنَ وَأَصْفَرٌ ... وَمُلَوَّنٌ بِغَرائِبِ الأَلْوَانِ كَعُقُوْدِ يَاقُوْتٍ نُظِمْنَ وَلُؤلُؤٍ ... أَوْسَاطَهُنَّ قَلَائِدُ المُرْجَانِ وَإِذَا الهُمُوْمُ تَعَاوَرَتْكَ فسُلَّهَا. البَيْتُ المَندَغَانيّ: 14687 - وَإِذَا أَمَرتَ وَقَد نَصَحتَ ... وَلَم يُسمَع لِقولِكَ لم يكُن أَمرُ أبو تَمَّامٍ: 14688 - وَإِذَا امرُؤ أَهدَى إلَيكَ صَنيعَةً ... من جَاهِهِ فكَأَنَّها من مَالِه يقول أَبُو تَمَّامٍ مُخَاطِبًا لإِسْحَاقَ بنُ أَبِي رَبْعِيٍّ كَاتِبِ الأَمِيْرِ أَبِي دُلَفٍ لِيَشْفَعَ لَهُ إِلَيهِ: إِنَّ الأَمِيْرَ بَلَاكَ فِي أَحْوَالِهِ ... فَرَآكَ أَهْرعَهُ غَدَاةَ نِضَالِهِ وَمَتَى أَقُوْمُ بِحَقِّ شُكْرِكَ إِذْ جَنَتْ ... بِالغَيْبِ كَفكَ لِي ثِمَارَ نَوَالِهِ فَلَقَيْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ حُلْوَ عَطَائِهِ ... وَكُفِيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ مرَّ سُؤَالِهِ وَإِذَا امْرُؤ أَهْدَى إِلَيْكَ صَنِيْعَةً. البَيْتُ ابْنُ الرُّوميّ: 14689 - وَإِذَا امروءٌ مَدَحَ امرءًا في حَاجةٍ ... فأَطالَ فيهِ فقَد أَراد هجاءَ بَعْدَهُ: لَوْ لَمْ يُقَدِّرُ فِيْهِ بَعْدَ المُسْتَقَى ... عندَ الوُرُوْدِ لَمَا أَطَالَ رِشَاءَا الرَّضِيّ الموسويُ: ¬
14690 - وَإِذَا أَمِنتَ منَ الزَّمانِ فَلَا تَبُتْ ... إِلَّا عَلَى حَذَرٍ منَ الإِخوانِ ومن باب (إِذَا أَنْبَتَ) (¬1): وَإِذَا أَنْبَتَ المُهَيْمِنُ لِلنَّمْلِ ... جَنَاحًا أَطَارَهَا لِلتَّرَدِّي وَلِكُلِّ امْرِئٍ مِنَ النَّاسِ حَدٌّ ... وَهَلَاكُ الفَتَى جَوَازُ الحَدِّ ومن باب (إِذَا انْتَضَتْ) قَوْلُ السّريُّ الرَّفَا يَمْدَحُ (¬2): إِذَا انْتَضَتْ يُمْنَاهُ نِضْو سُيُوْفِهِ ... أَذْكَى ضرَامَ الحَرْبِ غَيْرَ مُحَارِبِ أَكْرِمْ بِسَيْفِكَ مِنْ صَمُوْتٍ رَاجِلٍ ... فِي النَّائِبَاتِ وَمِنْ فَصْحٍ رَاكِبِ تَهْتَزُّ أَحْشَاءُ الشُّجَاعُ مَخَافَةً ... مَا اهْتَزَّ بَيْنَ أَشَاجِعٍ وَروَاجِبِ 14691 - وَإِذَا انتَهيتَ إِلَى السَّلَامة ... فِي مَدَاكَ فَلَا تُجَاوِز كَانَ أَبُو الفَتْحِ عَلِيّ بن محمدٍ البُسْتِيِّ يَكْتبُ لِلأَمِيْرِ بَايْنُوْنَ صَاحِبِ سُبْتٍ فَلَمَّا فَتَحَهَا سُبُكَتْكِيْنَ اسْتَحْضرَهُ وَاسْتَكْتَبَهُ قَالَ أَبُو الفَتحِ اسْتكْتَبَنِي الأَمِيْرُ سُبُكْتِكِيْنُ وأَحَلَّنِي مَحَلّ الثِّقَةِ الأَمِيْنِ وَكَانَ بَايْنُوْنُ بَعْدُ حَيًّا فَكَان حُسَّاَدِي يَلْوُوُنَ أَلْسُنَهُمْ فِي القَدْحِ وَالجرْحِ فَأَشْقْتُ مِنْ ذَلِكَ لِمَوْضِع الثِّقَةِ فَحَضرْتهُ ذَاتَ يَوْمٍ وَقُلْت لَهُ إِنَّ هِمَّةَ مِثْلِي لَا تَرْتَقِي إِلَى أكْثَرِ مِمَّا رَآنِي لَهُ الأَمِيْرُ أَهْلًا مِنْ اخْتِصَاصهِ وَتَقْرِيْبهِ وَاخْتِيَارِهِ لِمهمَّاتِ أَسْرَارِهِ غَيْرَ أَنَّ حَدَاثةَ العَهْدِ بِخِدْمَةِ مَنْ كُنْتُ بِهِ مَوْسُوْمًا وَاهْتِمَامِ الأَمِيْرِ بِبَعْضِ مَا بَقِي مِنْ شغْلِهِ يَقْتَضِيَانِي أَنْ أَسْتَأذِنَهُ فِي الإغْزَالِ إِلَى بعضِ الأطْرَافِ مِنْ مَمْلَكَتِهِ رَيْثُمَا يَستَقِرُّ لَهُ هَذَا الأَمْرُ فَيَكُوْنَ مَا إِلَيْهِ مِنْ هَذِهِ الخِدْمَةِ أَسْلَمُ مِنَ التُّهْمَةِ وَأَقْرَبُ إِلَى السَّدَادِ وَأَبْعَدُ مِنْ كَيْدِ الحُسَّادِ قَالَ فَارْتَاحَ لَمَّا سَمعَهُ وَأَعْجَبَهُ وَاسْتَصْوَبَهُ وَأَشَارَ عَليَّ بِقَصْدِ نَاحيَةِ الرَّجْحِ وَحَكَّمَنِي فِي أَرْضِهَا حَيْثُمَا أَشَاءُ إِلَى أَنْ يَأْتِيْني الاسْتِدْعَاءُ فَتَوَجَّهْتُ نَحْوَهَا فَارِغَ البَالِ نَاعِمَ العَيْشِ سَالِمَ القَلَمَ وَاللِّسَانِ فَحَلَلْتُ بِمَوْضِعٍ حَسَنٍ وَكَانَ زَمَنُ الرَّبِيع ¬
فَاسْتَطَبْتُ المَكَانَ وَفَتَحْتُ كِتَابَ أَدَبٍ لآخُذَ الفَالَ عَلَى المَقَامِ وَالارْتحَالِ فَفَتَحْتُ أَوَّلَ سَطْرٍ مِنَ الصَّفْحَةِ عَنْ بَيْتِ شعرٍ هُوَ قَوْلُهُ: وَإِذَا انتهَيْتَ إِلَى السَّلَا ... مَةِ فِي مَدَاكَ فَلَا تُجَاوِزْ صَرَّدُرّ: 14692 - وَإِذَا انصَرَفتُ فَإِنَّمَا جَسَدِي ... وَلَّى وَقَلِبي غَيرُ مُنصَرِفِ أبو العَتَاهَيِةِ: 14693 - وَإِذَا انقَضَى هَمُّ امرِئٍ فقَدِ انقضَى ... إِنَّ الهُمُومَ أَشدُّهَّن الأَحدثُ ابْنُ شمس الخِلَافةِ: 14694 - وَإِذَا الأُصُولُ وَهَت ... فَلَا تَعجَب إِذَا هَوَتِ الفُروعُ البُحتُرِي: 14695 - وَإِذَا الأَنفسُ اختَلَفن فَمَا ... يُغنِي اتّفَاقُ الأَسماءِ وَالأَلقاب بَعْدَهُ: وَإِذَا مَا عَلَا عَلَى الكَلْبِ جُلٌّ ... لَيْسَ يَمْحِي عَنْهُ أَسَامِي الكِلَابِ العباسُ بنُ الأحَنفِ: 14696 - وَإِذَا بَدا سِرُّ اللَّبِيبِ فَإِنَّهُ ... لم يَبدُ إِلَّا وَالفَتَى مَغلوُبُ ابْنُ سَنانٍ الخَفاجيّ: 14697 - وَإِذَا بعَثتَ إلى السِّبَاخِ بَرائدٍ ... يبغي الرّياضَ فقَد ظلَمتَ الرَّائِدَا ¬
قَبْلهُ: رَأَيْتَ مِنْ دَاءِ الصَّبَابَةِ عَائِدًا ... وَوَجَدْتُ فِي شَكْوَى الغَرَامِ مُسَاعِدَا أَمْ كُنْتُ تَذْكرُ بِالوَفَاءِ عِصَابَةً ... بَلَوْتَهُمُ فَلَمْ تَرَ وَاحِدَا يَا صَاحِبِي وَمَتَى نَشَدْتُ مُحَافِظًا ... فِي الوُدِّ لَمْ أَزَلْ المُغَنِّي النَّاشِدَا أَعْدَدْتُ بُعْدَكَ لِلْمَلَامَةِ وَقْرَةً ... وَذَخِرْتُ عِنْدَكَ لِلصَّبَابَةِ شَاهِدَا وَرَجَوْتُ فِيْكَ عَلَى النَّوَائِبِ شِدَّةً ... فَلَقِيْتُ مِنْكَ نَوَائِيًا وَشَدِيْدَا يقول مِنْهَا: عَجِبْتُ لإخْفَاقِ الرَّجَاءِ وَمَا دَرَتْ ... أَنِّي ضَرَبْتُ بِهِ حَدِيْدًا بَارِدَا مَا كَانَ يُمْطِرُهُ الجَّهَامُ سَحَائِبًا ... ترْوَى وَلَا يَجِدُ السَّرَابَ مَوارِدَا وَإِذَا بَعَثْتَ إِلَى السِّبَاخِ بَرَائِدٍ. البَيْتُ عَبدُ اللَّه بنُ إسُحاقٍ المَداري: 14698 - وَإِذَا بَعثَتُ إلى الأَنام قَصِيدةً ... مَلأَتْ بسَاطَ الخَافقينَ نَشيدَا ابْنُ الرُّوميّ: 14699 - وَإِذَا بَغَى بَاغٍ عَلَيكَ بجَهلِهِ ... فَاقتُلهُ بِالمَعروُفِ لَا بِالمُنكَر بَعْدَهُ: أَحْسِنْ إِلَيْهِ إِذَا أَسَاءَ فَأَنْتُمَا ... مِنْ ذِي الجزَءِ بِمَسْمَعٍ وَبِمَنْظَرِ ومن باب (وَإِذَا بُلِيْتَ) مَا يُرْوَى عَنْ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ (¬1): وَإِذَا بُلِيْتَ بِعبْرَةٍ فَاصْبُرْ لَهَا ... صَبْرَ الكَرِيمِ فَإِنَّ ذَلِكَ أحْزَمُ لَا تَشْكُوَنَّ إِلَى العِبَادِ فَإِنَّمَا تَشْكُو ... الرَّحِيْم إِلَى الَّذِي لَا يَرْحَمُ ¬
وَقَوْلُ أَبِي مُسلِمٍ الجُهْنِيِّ (¬1): وَإِذَا بُلِيْتَ بِجَاهِلٍ مُتَحَلِّمٍ ... يَجِدُ المُحَالَ مِنَ أمورِ صَوَابَا أَوْلَيْتُهُ مِنِّي السُّكُوْتَ وَرُبَّمَا ... كَانَ السُّكُّوتُ عَنِ الجوَابِ جَوَابَا وَمِمَّا يُرْوَى لِعَنْتَرَةَ العَبْسِيّ قَوْلُهُ (¬2): وَإِذَا بُلِيْتَ بِظَالِمٍ كُنْ ظَالِمًا ... وَإِذَا لَقِيْتَ ذَوِي الجهَالَةِ فَاجْهَلِ وَاسْمَع مَقَالَةَ عَارِفٍ قَدْ جرَّبَتْ ... أَفْعَالهُ أَهْل الزَّمَانِ الأوَّلِ إِنْ كُنْتَ فِي عَدَدِ العَبيدِ فَهِمَّتِي ... فَوْقَ الثُّرَيَّا وَالسّمَاكِ الأَعْزَلِ وَبِنَابِلِي وَمُهَنَّدِي نِلتُ العُلَى ... لَا بِالقَرَابَةِ وَالعَدِيْدِ الأَجْزَلِ أبو تَمَّامٍ: 14700 - وَإِذَا تأَمّلتَ البقَاعَ وَجَدتهَا ... ثُثِري كَمَا تُثري الرَّجالُ وتُعدمُ قَبْلهُ: مِنْ أَبْيَاتٍ يَمْدَحُ بِهَا مَالِكَ بنِ طَوْقٍ التَّغْلِبِيَّ عِنْدَ عَزْلهِ عَنِ الجزِيْرَةِ يَقُوْلُ: أَرْضٌ مُصَرَّدَةٌ وَأَرْضٌ شَجَمٌ ... مِنْهَا الَّتِي رُزِقَتْ وَأُخْرَى تُحْرِمُ وَإِذَا تَأَمَّلْتَ البِلَادَ رَأَيْتهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: حَظٌّ تَعَاوَرَهُ البِقَاعُ لِوَقْتِهِ ... وَأَذِيَّة ذَا صفْرٌ وَهَذَا مُفْعَمُ البُحتُري: 14701 - وَإِذَا تأَمّلتُ الزَّمانَ وَجدتُهُ ... دُوَلًا عَلَى أَيديكُم تَتقَلَّبُ ومن باب (وَإِذَا) قَوْلُ أَوْس بن حَجَرٍ يَهْجُو (¬1): ¬
أبني لِبَيْني لَمْ أَجِدْ أَحَدًا ... فِي النَّاسِ أَلأَمَ مِنْكُمُ حَسَبَا وَإِذَا تُسُوِيلَ عَنْ مَحَامِدِكُمْ ... لَمْ تُوْجِدُوا رَأْسًا وَلَا ذَنَبَا يَمْدَحُ بِذَلِكَ المُصْعبِيَّ يَقُوْلُ فِي ذِكْرِ قَوْمٍ (¬1): رَكِبُوا الفُرَاتَ إِلَى الفُرَاتِ وَيمَّمُوا ... جَذْلَانَ يُبْدِعُ فِي السَّمَاحِ وَيُعْربُ كَرَمًا يُرَجَّى مِنْهُ مَا لَا يُرْتَجَى ... عِظمًا وَيُوْهَبُ مِنْهُ مَا لَا يُوْهَبُ ولَوْ أَنَّهُمْ رَكبُوا المَجَرَّةَ لَمْ يَكُنْ ... لِمُجِدِّهِمْ مِنْ حَدِّ بَأسِكَ مَهْرَبُ 14702 - وَإِذَا تبَّعتَ الذنوبَ فَلَم تَدَع ... ذنبًا قَطعتَ قُوَى القَرين المُشفقِ ومن باب (وَإِذَا) قَوْلُ الأَعْشَى يَمْدَحُ (¬1): وَإِذَا تَجِيْءُ كَتِيْبَةٌ مَلْمُوْمَةٌ ... صَهْبَاءُ يَخْشَى الزَّائِدُوْنَ نِهَالَهَا كُنْتُ المُقَدَّمُ غَيْرَ لَابِسِ جُنَّةٍ ... بِالسَّيْفِ تضْرِبُ مُعْلِمًا أَبْطَالَهَا وَقَالَ الغَسَّانِيُّ كَذَلِكَ (¬2): يَغْشَى السُّيُوْفَ بِوَجْهِهِ وَبِنَحْرِهِ ... وَيُقِيْمُ هَامَتَهُ مَقَامَ المَغْفرِ مَا إِنْ يُرِيدُ إِذَا الرِّيَاحُ شَجَرْنَهُ ... درْعًا سِوَى سِرْبَال طِيْبِ العُنْصُرِ قَالَ الرُّوَاةُ لَمَّا أَنْشَدَ كُثَيِّر عَبْدَ المَلِكِ بن مَرْوَانَ قَوْلَهُ (¬3): عَلَى ابنِ العَاصِي دَلَاصٌ حَصِيْنَةٌ ... أَجَادَ المَدَى سَرْدَهَا وَأَزَالَهَا يَؤُوْدُ ضَعِيْفَ القَوْمِ حَمْلَ قَتِيْرهَا ... وَيَسْتَطْلِعُ القَرْمُ الأَشَمُّ احْتِمَالَهَا قَالَ لَهُ عَبْدُ المَلِكِ: هَلَّا قُلْتَ كَمَا قَالَ الأَعْشَى: ¬
وَإِذَا تَجِيْءُ كَتِيْبَةٌ. البَيْتَانِ. فَقَالَ كُثَيِّرٌ: وَصفَكَ بِالحَزْمِ وَوَصَفَ صَاحِبَهُ بِالخُرقِ. 14703 - وَإِذَا تخَاشَنَكَ الزَّمانُ فَلن لَهُ ... فَلرُبَّ مُمتَعضٍ هُو المُتَذَلّلُ ابْنُ المَولى في يزيد بن خَالدٍ: 14704 - وَإِذَا تخيَّلَ من سَحابكَ لَامِعٌ ... سبقتْ مَخيلتُهُ يدَ المستَمطر بَعْدَهُ: وَإِذَا الفَوَارِسُ عُدِّدَتْ أَبْطَالُهَا ... عَدُّوْكَ فِي أوْلَاهُمُ بِالخُنْصُرِ وَإِذَا تُبَاعُ كَرِيْمَة أَوْ تُشْتَرَى ... فَسِوَاكَ بَائِعُهَا وَأَنْتَ المُشْتَرِي وَإِذَا تَوَعَّرَتِ المَسَالِكُ لَمْ يَكُنْ ... مِنْهَا السّبيْلُ إِلَى نَدَاكَ بِأَوْعَرِ وَإِذَا صنَعْتَ صَنِيْعَةً تَمَّمْتَهَا ... بِيَدَيْنِ لَيْسَ نَدَاهُمَا بِمُكَدَّرِ وَإِذَا هَمَمْتَ لِمُعْتَفِيْكَ بِنَائِلٍ ... قَالَ النَّدَى فَأَطَعْتَهُ لَكَ أَكْثَرُ هُوَ مُحَمَّدُ بن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ مُسْلِمٍ. الصَّابِيءُ: 14705 - وَإِذَا تدلّلَت الرقَابُ تَقرُّبًا ... منهَا إلَيكَ فَعزُّهَا فِي ذُلّهَا المَعَرّيُّ: 14706 - وإذَا تَساوَى في القَبِيح فِعَالُنا ... فَمَنِ التَّقيُّ وَأَيُّنا الكُفَّارُ؟ عَبدُ قَيسُ بنُ خُفَافٍ البرجميّ: 14707 - وَإِذَا تَشَاجَرَ في فؤَادِكَ مرّةً ... أَمرانِ فَاعمَد للأَعفّ الأَجملِ ¬
14708 - وَإِذَا تُصبكَ مُصِيبَةٌ فَاصِبر لَها ... عَظُمتْ مُصيبةُ مُبتَلًى لَا يَصبِرُ أَعشَى هَمْدَانَ: 14709 - وَإِذَا تُصِبكَ منَ الحَوادِثِ نَكبةٌ ... فَاصبِر لَها فَلعَلَّها تتَكَشَّفُ يقول مِنْهَا: لِمَنِ الظَّعَائِنُ سَيْرَهُنَّ تَزَحّفُ ... عَومَ السَّفِيْن إِذَا تَقَاعَسَ يَحْذُفُ مَرَّتْ بِذِي خُشُبٍ كَأَنَّ حُمُوْلُهَا ... نَخْلٌ بِيَثْرِبَ طَلْعُهَا مُتَضَعِّفُ فَارَقْتُ أَحْبَابِي وَكُنْتُ أُحِبُّهُمْ ... فَالآنَ أَخْضَعُ لِلزَّمَانِ وَأعْنُفُ وَإِذَا تُصِبْكَ مِنَ الحَوَادِثِ نَكْبَةٌ. البَيْتُ وَقَالَ القُطَامِيُّ (¬1): وَإِذَا تُصِبْكَ مِنَ الحَوَادِثِ نَكْبَةٌ ... فَاجْعَلْ ذَرَاكَ إِلَى أَخِيْكَ الأَوْثَقُ يُقَالُ فِي المَثَلِ السَّائِرِ: إِلَى أُمِّهِ يَلْهَفُ اللَّهْفَانُ. يُضرَبُ عِنْد رُجُوْعِ الرَّجُلِ فِي مَهَمَّاتِهِ إِلَى إِخْوَانِهِ وَأَهْلِ بَيتِهِ وَأَنْصارِهِ وَأَعْوَانِهِ. محمد بنُ شبلٍ: 14710 - وَإِذَا تعَارَفَتِ القلُوبُ تأَلّفَت ... ويَصُدُّ منهَا نَافرٌ عَن نَافِر لُغُدَةُ الأصْفَهانيَّ: 14711 - وَإِذَا تَعسَّرت الأُمُورُ فأَرخِهَا ... وَعَلَيكَ بالأَمر الَّذِي لَم يعسُرِ أبو بكرٍ الخَوَارزميَّ: ¬
14712 - وَإِذَا تَقَاربَت النُفُوسُ وَإِن نأَت ... أَشخَاصُهَا فهُو الجَوادُ الأَقربُ أَبْيَاتُ أَبِي بَكْرٍ الخَوارِزْمِيِّ يَمْدَحُ: وَمُحَجَّبٍ بِحِجَابِ عِزٍّ شَامِخٍ ... وَشُعَاعُ نُوْرٍ جَبِيْنُهُ لَا يُحْجَبُ حَاوَلتهُ فَرَأَيْتُ بَدْرًا طَالِعًا ... وَالبَدْرُ يَبْعُدُ بِالشُّعَاعِ وَيَقْرُبُ قَبَّلْتُ نُوْرَ جَبِيْنِهِ مُتَعَزِّزًا ... بِاللَّحظِ مِنْهُ وَقَدْ زَهَاهُ المَوْكِبُ كَالشَّمْسِ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَنُوْرُهَا ... مِنْ جَانِبَيْهِ مُشَرِّقٌ وَمُغَرِّبُ إِنْ يَنْأَ شخْصي عَنْ مَجَالِسِ عِزِّهِ ... فَالنَّفْسُ فِي أَلْطَافِهِ تَتَقَلَّبُ وَإِذَا تَقَارَبَتِ النُّفُوْسُ وَإِنْ نأتْ. البَيْتُ إبَراهيمُ الغَزِيّ: 14713 - وَإِذَا تَقلَّبَتِ اللّيَالي بالوَرَى ... رَكّبنَ زُجًّا في مَكَانِ سنَانِ وَهبٌ الهَمْدَانِيُّ: 14714 - وَإِذَا تكلَّم فِي النَّدِيِّ بلَاغةً ... حَلَّى النَّدِيَّ بلُؤلُؤٍ مَنثُور ومن باب (وَإِذَا تَكَلَّمَ) قَوْلُ مُوْسَى يَمْدَحُ الإيْجَازَ: وَإِذَا تَكَلَّمَ لَمْ يَكُنْ ... فِي القَوْمِ مَنْطِقُهُ عِيَالَا وَأَصَابَ مِفْصَلَ مَا أَرَادَ ... فَقِيْلَ أَوْجَزَ حِيْنَ قَالَا هَنيّ بنُ أَحَمر الكِنَانيُّ: 14715 - وَإِذَا تكونُ كريهَةٌ أُدعَا لهَا ... وَإِذَا يُحَاسُ الحَيس يُدعَا جُندُبُ قَبْلهُ: يَا ضَمْرُ أَخْبِرْنِي وَلَسْتَ بِكَاذِبٍ ... وَأخُوْكَ صَاحِبُكَ الَّذِي لَا يَكْذِبُ ¬
هَلْ فِي القَضِيَّةِ إِنْ إِذَا اسْتَغْنَيْتُمُ ... وَأَمِنْتُمْ فَأَنَا البَعِيْدُ الأَجْنَبُ وَإِذَا الشّدَائِدُ بِالشَّدَائِدِ مَرَّةً ... أَشْجَتْكُمُ فَأَنَا المُحِبُّ الأَقْرَبُ وَإِذَا تَكُوْنُ كَرِيْهَة أُدْعَا لَهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هَذَا لَعَمْرُكُمُ الصَّغَارُ بِعَيْنهِ ... لَا أُمَ لِي إِنْ كَانَ ذاَكَ وَلَا أَبُ وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لِعَامِرِ بنِ جُوَيْنٍ الطَّائِيّ. وَيُرْوَى أَيْضًا لِمُنْقِذِ بنِ الكِنَانِيّ. أبُو نَصرُ بنُ نباتَةَ: 14716 - وَإِذَا تَمسَّكَ مُفرَدٌ مُتَنَصّفٌ ... بالحلمِ قَامَ لَهُ مَقَامَ النَّاصِرِ أبُو علي البَصِيرُ: 14717 - وَإِذَا تَنَكَّرَ لِي أَخٌ ... تَاركتُهُ في حُسنِ مَسِّ بَعْدَهُ: وَصَرفْتُ عَنْهُ مَوَدَّتِي ... فَأَرحْتُهُ وَأَرَحْتُ نَفْسِي وَيُرْوَى: وَطَوَيْتُ نَفْسِي دُوْنَهُ. البَيْتُ يَحيى بن زُبادَةَ: 14718 - وَإِذَا تَوعَّر بَعضُ مَا تَسعَى لَهُ ... فاركَب منَ الأَمر الَّذي هُو أَسهَلُ وَقَدْ كَرَّرَ هَذَا المَعْنَى أَيْضًا فَقَالَ (¬1): إِذَا كَدُرَتْ عَلَيْكَ أُمُوْرُ وِرْدٍ ... فَجُزْهُ إِلَى مَوَارِدِ صَافِيَاتِ صُرَّدُرُّ: 14719 - وَإِذَا تَولَّى الشَّيءُ تَكرَهُهُ ... فَكَأَنَّهُ مَا دَارَ في فِكرِ ¬
يقول مِنْهَا: تُنْسَى مَرَارَةُ كُلِّ حَادِثَةٍ ... بِحَلَاوَةٍ فِي النَّهْي وَالأَمْرِ 14720 - وَإِذَا تَولَّى عَن صيَانَة نَفسِهِ رَجُلٌ ... تُنُقّصَ وَاستُخفَّ بشَأنِهِ 14721 - وَإِذَا تلَاحَظَتِ العُيُونُ تَفاوَضَت ... وَتحدَّثَت عمَّا تُجِنُّ قلُوبُهَا بَعْدَهُ: يَنْطِقْنَ وَالأَفْوَاهُ صَامِتَةٌ فَمَا ... يَخْفَى عَلَيْكَ صَحِيْحُهَا وَمُرِيْبُهَا يَزيدُ بن محمدٍ المهَلّبي: 14722 - وَإذا جُددتَ فَكُلُّ شَيءٍ نَافِعٌ ... وَإِذَا حُددتَ فَكُلُّ شيءٍ ضَائِرُ أبو بَكرٍ العَرزميُّ: 14723 - وَإِذَا جَرَيتَ مَعَ السَّفِيهِ كَمَا ... جَرَى فَكِلَاكمَا في فعلِهِ مَذموُمُ بَعْدَهُ: وَإِذَا عَتَبْتَ عَلَى الصَّدِيْقِ وَلُمْتَهُ ... فِي مِثْلِ مَا تَأْتِي فَأَنْتَ مَلُوْمُ وَيُرْوَيَانِ لِجَحْظَةَ البَرْمُكِيِّ. أنشدَ عَبد الرَّحمنِ: 14724 - وَإِذَا جَرَى قَلَمٌ بِمَا يُقضَي ... فَمن يَستطِيعُ رَدَّه ابْنُ هُندُو: [من الكامل] ¬
14725 - وَإِذَا جَزِعتَ منَ الَّذِي هوُ فَائتٌ ... شَمِتَ العَدُوُّ ولم يُعِدْ مَا فَاتَا بَعْدَهُ: فَالْبَسْ لِبَاسَ الصَّبْرِ عِنْدَ مُلِمَّةٍ ... وَاقْنَعْ بِمَا أَعْطَى الإِلَهُ وَآتَى اليَزيدي: 14726 - وَإِذَا جَزَيتَ أَخًا بِذَنبٍ ... كَانَ منهُ لَم تَسُدهُ أبُو القَاسمِ الحَرِيِريُّ: 14727 - وَإِذَا جَفَاكَ الدَهرُ وَهو أَبو الوَرَى ... طُرًا فلَا تَعتب عَلَى أَولَادِهِ قَبْلهُ: يَا أَيُّهَا المَوْلَى الَّذِي أَخْلَاقُهُ ... كَالرَّوْضِ بَاكرَهُ الحَيَا بِعِهَادِهِ لَا تَعْتَبَنَّ عَلَى الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ ... اجْعَلْ مُرَادَكَ تَابِعًا لِمُرَادِهِ وَإِذَا جَفَاكَ الدَّهْرُ وَهُوَ أَبُو الوَرَى. البَيْتُ ومن باب (وَإِذَا جَفَا) قَوْلُ جَحْظَةَ (¬1): وَإِذَا جَفَانِي صَاحِبٌ ... لَمْ أَسْتَجِزْ مَا عِشْتُ قَطْعَه وَتَرَكْتُهُ مِثْلَ القُبُوْرِ ... أَزُوْرُهَا فِي كُلِّ جَمْعَه بَشَّاَرٌ: 14728 - وَإِذَا جَفَوتَ قَطعتُ منكَ منَافعي ... والدُّرُّ يَقطَعُهُ جَفَاءُ الحَالِبِ هَذَا أَشْرَدُ مَثَلٍ يُضْرَبُ فِي مُجَانَبَةِ الجافِي وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ يُنْتَفَعُ بِعُشْرَتِهِ يَقُوْلُ مِنْهَا: ¬
تَأْتِي المُقِيْمَ وَمَا سَعَى حَاجَاتهُ ... عَدَدَ الحَصا وَيَخِيْبُ سَعْيَ النَّاصبِ 14729 - وَإِذَا جَنَيتَ جنَايةً فاصبر لَها ... إِنَّ الكَريم إِذَا جَنَى لَا يَجزَعُ أبُو الحجنَاءِ نُصَيبُ: 14730 - وَإِذَا جَهلتَ منَ امْرِئٍ أَعراقَهُ ... وَقَديمَهُ فَانظُر إِلَى مَا يَصنَعُ قَبْلَهُ يَمْدَحُ البَرَامِكَةَ: عِنْدَ المُلُوْكِ مَضَرَّةٌ وَمَنَافِعُ ... وَأَرَى البَرَامِكَ لَا تَضُرُّ وَتَنْفَعُ إِنَّ العِرَاقَ إِذَا اسْتَسَرَّ بِهَا النَّدَى ... أَشَرَ النَّبَاتُ بِهَا وَطَابَ المَزْرَعُ وَإِذَا جَهِلْتَ مِنْ امْرِئٍ أَعْرَافَهُ. أَخَذَهُ نُصَبٌ مِنْ قَوْلِ سَلَمٍ الخَاسِرَه (¬1). لَا تَسْأُلِ المَرْءَ عَنْ خَلَائِقِهِ ... فِي وَجْهِهِ شَاهِد مِنَ الخَبَرِ المَعَرّيُّ: 14731 - وَإِذَا حُسِدتَ فَإِنَّ شُكر فَضِيلَةٍ ... أَن لا تُواخذَ بالإِساءَة حَاسِدَا المُتَنَبِي: 14732 - وَإِذَا حَصَلتَ منَ السّلَاح عَلَى البُكَاءَ ... فحشَاكَ رُعتَ بهِ وَخَدَّكَ تَقرعُ يقول قَبْلَهُ مِنْ مَرْثيَّةٍ: بِأَبِي الوَحِيْدُ وَجَيْشُهُ مُتَكَاثِرٌ ... تُبْكِي وَمِنْ شَرِّ السَّلَاحِ الأَدْمُعُ وَإِذَا حَصلْتَ مِنَ السَّلَاحِ عَلَى البُكَا. البَيْتُ ومن باب (وَإِذَا) (¬1): ¬
وَإِذَا حَكَّتِ الدَّجَا ... جَةُ بِالنَّقْرِ دِيْكَهَا فَاعْلَمَنْ أَنَّ نَقْرَهَا ... شَهْوَةٌ أَنْ يَنيْكَهَا 14733 - وَإِذَا حَملتَ إِلَى القبُور جَنَازةً ... فَاعلَم بأنَّكَ بَعدَهَا مَحمُولُ قَبْلَهُ: لَا تَجْزَ عَنَّ مِنَ الهزَالِ فَرُبَّمَا ... ذُبحَ السَّمِيْنُ وَعُوَفِي المَهْزُوْلُ وَاجْعَلْ فُؤَادَكَ لِلتَّوَاضُعِ مَنْزِلًا ... إِنًّ التَّوَاضُعَ لِلشَّرِيْفِ جَمِيْلُ وَإِذَا وَلَيْتَ أُمُوْرَ قَوْمٍ سَاعَةً ... فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ عَنْهُمُ مَسْؤُوْلُ وَإِذَا حَمَلْتَ إِلَى القُبُوْرِ جَنَازَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُزَخْرِفُ قَبْرَهُ ... وَلَعَلَّهُ مِنْ تَحْتِهِ مَغْفُوْلُ بَلْ أَيُّهَا الرَّجُلُ المُقِيْمُ بِمَنْزِلٍ ... فِيْهِ الحَوَادِثُ مَا أَقَامَ نُزُوْلُ لَا يَغْرُرَنَّكَ مُلْكُهُ وَنَعِيْمُهُ ... فَالمُلْكُ يَنْفَدُ وَالنَّعِيْمُ يَزُوْلُ سَابقُ البَربَري: 14734 - وَإِذَا حَملتَ إلى سَفِيهٍ حكمَةً ... فلقَد حَملتَ تجَارةً لَا تَنفقُ أَبْيَاتُ سَابِقٍ: المَرْءُ يَجْمَعُ وَالزَّمَانُ يُفَرِّقُ ... وَيَظَلُّ يَرْفَعُ وَالخُطُوْبُ تُمَزِّقُ وَلَنْ يُعَادِي عَاقِلًا خَيْر لَهُ ... مِنْ أَنْ يُصَادِقَهُ صَدِيْقٌ أَحْمَقُ إِنَّ التَّعَمُّقَ ظُلْمَةٌ وَلَقَلَّمَا ... لَزِمَ التَّعَمُّقَ كلُّ مَنْ يَتَرَفَّقُ وَالنَّاسُ فِي طَلَبِ المَعَاشِ وَإِنَّمَا ... بِالحَظِّ يُرْزَقُ مِنْهُمُ مَنْ يُرْزَقُ وَإِنِ امْرُؤٌ لَسَعَتْهُ أَفعَى مَرَّةً ... تَرَكَتْهُ حِيْنَ يَجُرُّ حَبْلٌ يَغْرَقُ وَلَقَدْ يُطَاعُ المَرْءُ لَيْسَ بِنَاصِحٍ ... سَفهًا وَيَطَّرِحَ النَّصِيْحُ المُشفِقُ وَإِذَا حَمَلْتَ إِلَى سَفِيْهٍ حِكْمَةً. البَيْتُ ¬
بَعثرُ بنُ لَقيطٍ الأَسدِيُّ: 14735 - وَإِذَا حُملتَ عَلَى الكَرِيهَةِ لم أَقُل ... بَعدَ العزيمة لَيتَني لَم أَفعَلِ المُتَنَبِي: 14736 - وَإِذَا خَامَر الهَوى قَلبَ صَبٍّ ... فعَلَيهِ لكُلِّ عَينٍ دَليلُ أَولُهَا يَمْدَحُ سَيْفَ الدَّوْلَةِ: مَا لنَا كُلِّنَا جَوٍ يَا رَسُوْلُ ... أَنَا أَهْوَى وَقَلْبُكَ المَتْبُوْلُ كُلَّمَا عَادَ مَنْ بَعَثْتُ إِلَيْهَا ... غَارَ مِنِّي وَخَانَ فِيْمَا يَقُوْلُ وَإِذَا خَامَرَ الهَوَى قَلبَ صبٍّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: زَوِّدِيْنَا مِنْ حُسْنِ وَجْهِكِ مَدَامَا ... فَحُسْنُ الوُجُوْهِ حَالٌ تَحُوْلُ وَصِلِيْنَا نَصِلْكِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا ... فَإِنَّ المَقامَ فِيْهَا قَلِيْلُ يقول مِنْهَا مَدْحًا: قَعَدَ النَّاسُ كُلَّهُمُ عَنْ مَسَاعِيْكَ ... وَقَامَتْ بِهَا القَنَا وَالنُّصُوْلُ مَا الذِي عِنْدَهُ تُدَارُ المَنَايَا ... كَالَّذِي عِنْدَهُ تُدَارُ الشُّمُوْلُ بَشَّارٌ: 14737 - وَإِذَا خَشِيتَ تعَذرًا فِي بَلدةٍ ... فَاشدُد يدَيكَ بِعَاجِلِ التَّرحَالِ المُتَنَبِي: 14738 - وَإِذَا خَفيتُ عَنِ الغَبِيَّ ... فعَاذِر أَن لا تَراني مُقلَة عَميَاءُ ثَعلبَةُ بنُ صُعَيرِ [بن خزاعي بن مازن بن عمرو بن تميم]: ¬
14739 - وَإِذَا خَليلُكَ لَم يَدمُ لَكَ وَصلُهُ ... فاقطَع لُبانَتَهُ بحَرفٍ ضَامِرِ 14740 - وَإِذَا خَمِصتُم قُلتُم يَا عَمَّنَا ... وَإِذَا بَطِنتُم قُلتُم ابْنُ الأَزورَ الأخْطَلُ بنُ غالبٍ: 14741 - وَإِذَا دَعَونَكَ عمَّهُنَّ فإِنَّهُ ... نَسَب يَزيدُكَ عِندَهُنَّ خَبَالَا هَذَا مِنْ أَسْيَرَ مَثَلٍ فِي النِّسَاءِ وَاليَأسِ مِنَ التَّصَابي. أَبْيَاتُ الأَخْطَلِ أَوَّلُهَا: كَذَبَتْكَ عَيْنَيْكَ أم رَأَيْتَ بِوَاسِطٍ ... غَلَسَ الظَّلَامِ مِنَ الرَّبَابِ خَيَالَا يَقُوْلُ مِنْهَا فِي النِّسَاءِ: مَا إِن رَأَيْتُ كَمكْرِهِنَّ إِذَا جَرَى ... فِيْنَا وَلَا كَحِبَالِهِنَّ حِبَالَا المُهْدِيَاتِ لِمَنْ هَوَيْنَ مَسَبَّةً ... وَالمُحْسِنَاتِ لِمَنْ قَلَيْنَ مَقَالَا وَإِذَا دَعَوْنَكَ عَمَّهُنَّ فإنه نَسَب. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَرْعَيْنَ عَهْدَكَ مَا رَأَيْنَكَ شَاهِدًا ... وَإِذَا مَذِلْتَ يَصِرْنَ عَنْكَ مِذَالَا وَإِذَا وَعَدْنَكَ نَائِلًا أَخْلَفنَهُ ... وَوَجَدْتَ عِنْدَ عِدَاتِهِنَّ مَطَالَا وَإِذَا وَزَنْتَ حُلُوْمُهُنَّ إِلَى الصِّبَا ... رَجَحَ الصِّبَا بِحُلُوْمِهِنَ فَمَالَا يَقُوْلُ مِنْهَا: فَقَتَّلْنَ مَنْ حَمَلَ السِّلَاح وَغَيْرَهُمْ ... وَتَرَكْنَ فَلَّهمْ عَلَيْكَ عِيَالَا وَلَقَدْ جَشِمْتَ جَرِيْرُ أَمْرًا عَاجِزًا ... وَأَرَيْتَ عَوْرَةَ أُمّكَ الجُهَّالَا فَانْعِقْ بَضَأنكَ يَا جَرِيْرُ فَإِنَّمَا ... مَنَّتْكَ نَفْسُكَ فِي الخَلَاءِ ضَلَالَا ¬
مَنَّتْكَ نَفْسُكَ أَنْ تُسَامِي دَارِمًا ... أوْ أَنْ تُوَازِنَ حَاجِبًا وَعِقَالَا وَإِذَا وَضَعْتَ أَبَاكَ فِي مِيْزَانهِمْ ... قَفَزَتْ حَدِيْدَتَهُ إِلَيْكَ فَشَالَا عمر بن الخطاب يرثي النَّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: 14742 - وَإِذَا ذَكرتَ مُصِيبَةً تَشجَى ... بَهَا فَاذكُر مُصَابكَ بالنبيّ مُحمَّدِ 14743 - وَإِذَا رَامي المقَادِيرِ رَمَى ... فَدُرُوعُ المَرءِ أَعوَانُ النِّصَالِ 14744 - وَإِذَا رَأَى الشَّيَطانُ غُرّةَ وَجهِهِ ... جَبا وقَالَ فدَيتُ من لَا يُفلحُ وَيُرْوَى حَيّا وَقَالَ: البَيْتُ. وَقَوْلُهُ جَبَّا أَيْ كَشَفَ سَوْءَتَهُ فِي وَجْهِهِ. يَقُوْلُ قَبْلهُ: وَإِذَا أتى لِلْمَرْءِ مِنْ أَعْوَامِهِ خَمْسُوْنَ ... وَهُوَ إِلَى التّقَى لَا يَجْنَحُ عَكَفَتْ عَلَيْهِ المُخْزِيَاتُ فَمَا لَهُ ... مُتَنَقَّلٌ عَنْهَا وَلَا مُتَزَحْزَحُ وَإِذَا رَأَى الشَّيْطَانُ غُرَّةَ وَجْهِهِ. البَيْتُ أبُو تَمَّامٍ: 14745 - وَإِذَا رَأَيتَ أَسَى امرِئ أو صَبرَهُ ... يومًا فقَد عَاينْتَ صُورَةَ رَأيِهِ أَبْيَاتُ أَبِي تَمَّامٍ يُعَزِّي مُحَمَّد بن سَعِيْدٍ بِابْنٍ لَهُ: لَوْ كَانَ يُغْنِي حَازِمٌ عَنْ وَاعِظٍ ... كُنْتَ الغَنِّيَّ بِحَزْمِهِ وَذَكَائِهِ لَسْتُ الفَتَى إِنْ لَمْ تَعِزَّ مَدَامِعًا ... مِنْ مَائِهَا وَالوَجْدُ بَعْدُ بِمَائِهِ وَإِذَا رَأَيْتَ أَسَى امْرِئٍ أوْ صَبْرُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: حَقٌّ عَلَى أَهْلِ التَّيَقُّظِ وَالجحَى ... وَقَضَاءُ طِبٍّ عَالِمٍ بِقَضَائِهِ أَنْ لَا يُعَزِّي جَازعٌ بِحَمِيْمِهِ ... حَتَّى يُعَزَّى أَوَّلًا بِعَزَائِهِ ¬
خَثعمُ: 14746 - وَإِذَا رأَيتَ صَدِيقَهُ وَشَقِيقَهُ ... لَم تدَر أَيَّهُمَا أوُلُو الأَرحَام أَخَذَهُ أَبُو تَمَّامٍ فَقَالَ (¬1): ذُو الوُدِّ عِنْدِي وذُو القُرْبَى بِمَنْزِلَةٍ ... وَإخْوَتي إِسْوَةٌ عِنْدِي وَإِخْوَانِي يُقَالُ لِلأخ مِنَ القَرَابَةِ فِي الجمْعِ أُخْوَةٌ وَلِلأَخِ مِنَ الصّدَاقَةِ إخْوَانُ. 14747 - وَإِذَا رَأَيتَ عَجيبةً فَاصِبر لَها ... فالدَّهرُ قَد يأتي بمَا هوُ أعَجبُ بَعْدَهُ: وَلَقَدْ أَرَانِي وَالأُسُودُ تَخَافنِي ... فأخافني مِنْ بَعْدِ ذاَكَ الثَّعْلَبُ 14748 - وَإذا رَأيتَ يَدَ امرئ مَمدُودةً ... تَبغي مُوَاسَاةَ الكرام فوَاسِهَا 14749 - وَإِذَا رَأى رُجحَانَ حبَّةِ خَردَلٍ ... مَالَتْ موَدّتَهُ مَعَ الرُّجحَانِ التِهَاميُّ: 14750 - وَإِذَا رجَوتَ المُستَحيلَ فإِنَّما ... تبنِي الرّجاء عَلَى شَفيرٍ هَار المُقَّنعُ الكِنْدِيُّ: 14751 - وَإِذَا ارُزقتَ منَ النَّوافِلِ ثَروةً ... فامْنَحْ عَشيرتَكَ الأَداني فَضلَهَا بَعْدَهُ: وَاسْتَبْقِهَا لِدِفَاعِ كُلِّ مُلِمَّةٍ ... وَارْفُقْ بِنَاشِئِهَا وَطَاوعْ كَهْلَهَا ¬
وَاحْلُمْ إِذَا جَهَلَتْ عَلَيْكَ غُوَاتُهَا ... حَتَّى تَرُدَّ بِفَضْلِ حِلْمٍ جَهْلُهَا وَاعْلَمْ بِأنَّكَ لَا تَكُوْنُ فَتَاهُمُ ... حَتَّى تُرَى دَمِثَ الخَلَائِقِ سَهْلَهَا 14752 - وَإِذَا رَكبتَ وَكانَ مثلُكَ مَاشيًا ... فَمِن المرُوءَة أَن تَسيرَ كما مَشى لَبيدُ بنُ رَبيعةَ: 14753 - وَإِذَا رمُتَ رَحيلًا فارتَحل ... وَاعصِ مَا يَأمُرُ تَوصيمُ الكَسَل إبَراهيم الغَزِيُ: 14754 - وَإِذَا رَنَا طَرفُ النَّوائبِ فَابتَهج ... فَمِنَ الرُّنُوِ تَولَّدَ الإطرَاقُ أبو العَتَاهية: 14755 - وَإِذَا سأَلتَ فَلَم تَجد أَحدًا ... فَسَلِ الزَّمانَ فَعِندَهُ الخبَرُ قَبْلَهُ: لَا تَرْقُدَنَّ لِعَيْنِكَ السَّهَرُ ... وَانْظُرْ إِلَى مَا تَصْنَعُ الغِيَرُ انْظُرْ إِلَى غِيَرٍ مُصَرَّفَةٍ ... إِنْ كَانَ يَنْفَعُ عِنْدَكَ النَّظَرُ وَإِذَا سَأَلْتَ فَلَمْ تَجِدْ أَحَدًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَنْتَ الَّذِي لَا شَيْءَ تَمْلِكُهُ ... وَأَحَقُّ مِنْكَ بِمَالِكَ القَدَرُ قَالَ ابْنُ طَبَاطَبَا العَلَوِيُّ يَصِفُ القَلَمَ (¬1): وَإِذَا انْتَضَى قَلَمًا لِخَطْبٍ ... خِلْتَ فِي يُمْنَاهُ نَصْلَا يُرْدِي بِهِ مَنْ زَاغَ عَنْ ... سُبُلِ الهُدَى كَيْدًا وَخَتْلَا كَمْ رَدَّ عَادِيَةَ الخُطوْبِ ... وَكَمْ أَعَزَّ وَكَمْ أَذَلَّا ¬
يَجْرِي فَيُؤْمِنُ خَائِفًا ... وَيُصِيْبُ فِي الأعْدَاءِ تَبْلَا المتَنَبِي: 14756 - وَإِذَا سَكَتَّ فَإِنَّ أَبلغَ خَاطبٍ ... قلَمٌ لكَ اتّخذَ الأَصَابِعَ منبَرا الرَّضيُّ الموسَويُّ: 14757 - وَإِذَا سَكَتُّ فَإِنَّ أَنطقَ مِن فَمي ... عندي يَدُ المَعرُوفِ وَالإِحسَانِ أبُو الفَضْلِ المُروَزيُّ: 14758 - وَإِذَا سَلمتَ فَلَا تَكُن لكَ همَّةٌ ... إِلا دوَامُ سَلامَة الأُلَّافِ الإمام الشافعي رحمةُ اللَّه عَلَيهِ: 14759 - وَإِذَا سَمِعتَ بأنَّ مَجدُودًا حَوَى ... عُودًا فأورَقَ في يَديهِ فصَدِّقِ بَعْدَهُ: وَإِذَا سَمِعْتَ بِأَنَّ مَحْرُوْمًا أَتَى ... ماءً لِيَشْرَبَهُ فَغَارَ فَحَقِّقِ وَمِنَ الدَّلِيْلِ عَلَى القَضَاءِ وَكَوْنِهِ ... بُؤْسُ اللَّبِيْبِ وَطِيْبُ عَيْشِ الأَحْمَقِ 14760 - وَإِذَا سَمِعتُم بالمَشُوقِ إلَيكُم ... فَأنَا وَبَالمُتَشَوَّقينَ فَأَنتُمُ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ: 14761 - وَإِذَا سَمِعتَ نَميمَةً فتَعدَّهَا ... وتَحرَّزنَّ منَ الَّذي أَنباكَهَا بَعْدَهُ: ¬
وَذَرِ النَّمِيْمَةَ لَا تَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا ... ثُمَّ اجْتَنِبْ ظلْمَ الَّذِي أَوْحَاكَهَا لَا تَنْزَعَنّ بِرِجْلِ آخرَ شَوْكَةٍ ... فَتَقِي بِرِجْلِكَ رجلَ مَنْ قَدْ شَاكَهَا لَا تُرْسِلَنَّ مَقَالَةً مَنْشُوْءَةً ... لَا تَسْتَطِيعْ إِذَا مَضتْ إِدْرَاكَهَا المَعَرِيُّ: 14762 - وَإِذَا سُيُوفُ الهندِ أَدرَكهَا البلَى ... فمنَ العجَائِب أَن تَدُومَ غمُودُهَا ومن باب (وَإِذَا شَكَوْتُ) (¬1): وَإِذَا شَكَوْتُ مِنَ الزَّمَانِ وَمَسَّنِي ... بُؤْسٌ وَنَكَّسَ رَأْسِيَ الإِعْسَارُ وَعَلِمْتُمُ أَنِّي بِكُمْ مُتَمَسكًا ... فَعَلَى عُلَاكُمْ لَا عَلَيَّ العَارُ وَقَالَ الشَّيْخُ جَلَالُ الدِّيْنِ ابْنُ عَكْبَرَ الوَاعِظُ رَحمَهُ اللَّهُ أَخذًا لِذَلِكَ وَكَانَ كَثِيْرًا ينْشِدُهَا فِي مَجْلِسِهِ عَلَى مَنْبَرِهِ: يَا صَاحِبِي قُلْ إِنْ مَرَرْتَ بِحَاجِرٍ ... وَالعِزُّ بَيْنَ بِيُوْتهِمْ يُمْتَارُ إِلَيّ نَسَبْتَ إِنْ بِعِزِّكُمُ مَوْصوْلَةٌ ... مَا فِي تَعَاقُبِ قُرْبهَا إنكَارُ أَنَا ضَيْفُكُمْ وَنَزِيْلُكُمْ بِجوَارِكُمْ ... وَالضَّيْفُ يُكْرَمُ عِنْدَكُمْ وَالجارُ أَأُضامُ بَيْنَ بُيُوْتِكُمْ وَكَمَاتِكُمْ ... بِإبَائِهَا يَتحَدَّثُ السُّمَّارُ وَمَتَى وَهَبْتُ ولِي بِكُمْ مُتَعَلَّق ... فَعَلَى عُلاكُمْ لَا عَلَيَّ العَارُ وَيُرْوَى: وَإِذَا ظُلِمْتُ وَأَنتمُ لِي عِدَّة. البَيْتُ 14763 - وَإِذَا شَنئتُ فتًى شَنئِتُ كلَامَهُ ... وَإِذَا سَمعتُ غنَاءَهُ لَم أَطرَبِ أنشدَ ابْنُ الإعرابيّ: 14764 - وَإِذَا صَاحَبتَ فاصحَب مَاجدًا ... ذَا عَفَافٍ وحَيَاءً وَكَرَم ¬
بَعْدَهُ: قَوْلُهُ لِلشَّيْءِ لَا إِنْ قُلْتَ لَا ... وَإِذَا قُلْتَ نَعَمْ قَالَ نَعَمْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بنِ المُبَارَكِ رَحَمَهُ اللَّهُ يُنْشِدُهُمَا كَثِيْرًا. البُحتُرِي: 14765 - وَإِذَا صحَّتِ الرَّوايَةُ يَومًا ... فَسَواء ظَنُّ امرِئٍ وَعيَانُه الغَزّيُّ: 14766 - وَإِذَا صَحَّ فِي القِيَاسِ المُورَّى ... فَالصِّبا الشَيبُ وَالرَّضاعُ الفِطَامُ 14767 - وَإِذَا صَفَا لكَ من زمَانكَ وَاحدٌ ... فَهُو المُرادُ وَأينَ ذَاكَ الوَاحِدُ الصَّابيء: 14768 - وَإِذَا صَفَا لكَ مَوردٌ ... مِن كُلِّ شائِبَةٍ فَرِدهُ بَعْدَهُ: وَمَتَى تَكَدَّرَ فَاجْتَنِبْه ... وَلَا تَرِدْهُ وَلَا تُرِدْهُ ابْنُ المَوْلَى: 14769 - وَإِذَا صَنَعتَ صَنيعَةً أَتممتَهَا ... بيَدَينِ لَيس نَداهُمَا بِمُكَدَّر 14770 - وَإِذَا طَبَختَ بنَارهَا أنضَجتَهُ ... وَإِذَا طَبختَ بغَيرهَا لَم تُنضجِ 14771 - وَإِذَا طُرِقتَ فَمَا حَضَر ... وَإِذَا دَعَوتَ فلَا تذَر ¬
جَحْظَةُ البَرمكيُّ: 14772 - وَإِذَا طَلبتَ إِلَى كريم حَاجةً ... فلقاؤهُ يَكفِيكَ وَالتَّسليمُ بَعْدَهُ: فَإِذَا رَآكَ مُسَلِّمًا ذَكَرَ الَّذِي ... حَمَّلْتَهُ فَكَأَنَّهُ مَلْزُوْمُ وَيُرْوَيَانِ لأَبِي بَكْرٍ العَزْرَمِيّ. 14773 - وَإِذَا ظُلمتُ وَأَنتمُ لي عُدَّةٌ ... فعَلَى عُلَاكُم لَا عَليَّ العَارُ 14774 - وَإِذَا عَاتَبتُهُ كَي يَرعَوِي ... زَادَ شرًّا وَتَمَادَي في الحُمُق كَعبٌ الغَنَويُّ: 14775 - وَإِذَا عتَبتَ عَلَى أَخٍ فاستَبقِهِ ... لغَدٍ وَلَا تَهلك بلَا إِخوَانِ أبو بكرٍ العَرْزميُّ: 14776 - وَإِذَا عَتبتَ عَلَى الصَّديِقِ وَلُمتَهُ ... في مثلمَا تأتي فَأنتَ مَلوُمُ أبو نصر بنُ نباتةَ: 14777 - وَإِذَا عَجَزتَ عَن العَدُوّ فَدارِه ... وَأمزُج لَهُ إِنَّ المزاج وِفَاقُ بَعْدَهُ: فَالنَّارُ بِالمَاءِ الَّذِي هُوَ ضِدُّهَا ... تُعْطِي النِّضاجَ وَطَبْعُهَا الإِحْرَاقُ أبو نواسٍ: ¬
14778 - وَإِذَا عدَدَتُ سنيَّ كم هيَ لَم أَجد ... للشّيبِ عُذرًا في الحُلُولِ برَأسِي أَبْيَاتُ أَبِي نوَّاسٍ: كَيْفَ النُّزُوْعُ عَنِ الصِّبَا وَالكَاسِ ... قِسْ ذَا لنَا يَا عَاذِلِي بِقِيَاسِ وَإِذَا عَدَدْتُ سِنِيَّ كَمْ هِيَ لَمْ أَجِدْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَالُوا شَمَطْتَ فَقُلْتُ مَا شَمِطَتْ يَدِي ... عَنْ أَنْ تَخُبَّ إِلَى فَمِي بِالكَاسِ صَفْرَاءُ زَانَ رَوَاءَهَا مَخْبُوْرُهَا ... فَلَهَا المُهَذَّبُ مِنْ بِنَاءِ الحَاسِي وَكَأَنَّ ضَارِبَهَا لِفَرطِ شُعَاعِهَا ... بِاللَّيْلِ يَكْرَعُ فِي سَنَا مِقْبَاسِ وَأَلَذُّ مِنْ إِنْعَامِ خِلَّةِ عَاشِقٍ ... وَأتَتْهُ بَعْدَ تَصَعُّبٍ وَشِمَاسِ وَالرَّاحُ طَيِّبَة وَلَيْسَ تمامها ... إِلَّا بِطِيْبِ خَلَائِقِ الجُلَّاسِ فَإِذَا نَزَعْتَ عَنِ الغُوَايَةِ فَلْيَكُنْ ... للَّهِ ذَاكَ النَّزْعُ لَا لِلنَّاسِ مِهيَارُ: 14779 - وَإِذَا عَدَدتُ سنيَّ لَم أَكُ بَالغًا ... عَدَدَ الأَنابيبِ الَّتي في صَعدتِي قَبْلَهُ: أَأُلَامُ فِيْكَ وَفِيْكَ شِبْتُ عَلَى صِبًى ... يَا جُوْرَ لَائِمَتِي عَلَيْكَ وَلمَّتِي وَإِذَا عَدَدْتُ سِنِيَّ لَمْ أَكُ بَالِغًا. البَيْتُ وَقَالَ آخَرُ (¬1): عُدِّي سِنِيَّ وَلَا تَرُعْكِ شَوَاهِدِي ... اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّنِي لَصَغِيْرُ جَارَ المَشِيْبُ فَمَا أتى فِي وَقْتِهِ ... وَالشَّيْبُ يَعْدِلُ بِالفَتَى وَيَجُوْرُ أبُو الفَتحِ البُستِي: ¬
14780 - وَإِذَا عَدمتَ الماءَ بَعدَ طِلَابِهِ ... جَازَ التَيمُّم بالصَّعيدِ الطَّيِبّ قَبْلهُ: جُدْ بِالقَلِيْلِ إِذَا تَعَذَّرَ غَيْرُهُ ... وَاسْعدْ بِبكْرِ مَدَائِحِي وَالثَّيِّبِ وَاعْلَمْ بِأَنَّ الغَيْمَ يُمْتِعُ ظِلُّهُ ... إِنْ لَمْ يَجُدْ بِعُبَابِ وَبْلٍ صَيِّبِ 14781 - وَإِذَا عَرتكَ منَ الحَوادثِ نَكبَةٌ ... فاعلَم بأَنَّ زَمَانَهَا يتَصَّرمُ بَعْدَهُ: شَكْوَاكَ مِنْهَا لِلْعَدُوِّ مَسَرَّةٌ ... وَالدَّهْرُ لَا يَرْثِي لِمَنْ يَتَظَلَّمُ ومن باب (وَإِذَا عَزَمْتَ) قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ يَدْعُو مُسُافِرٍ (¬1): وَإِذَا عَزَمْتَ عَلَى الرَّحِيْلِ فَلَا تَزَلْ ... لِلمَكْرُمَاتِ وَالعُلَى رَحَّالَا جَعَلَ الإلَهُ لَكَ النَّجَاحَ مَطِيَّةً ... وَلمَا طلَبْتَ مِنَ الأُمُوْرِ عِقَالَا حَتَّى تَنَالَ مِنَ الأُمُوْرِ قَرِيْبُهَا ... وَبَعِيْدُهَا وَتُحَقِّقُ الآمَالَا أبُو الفَتحِ البُستِيُّ: 14782 - وَإِذَا عَسَا زمَنٌ فلَيسَ سِوى عَسَى ... زَمَنٌ يلينُ فيَنجَلي مَا عَسعَسَا أبُو مُحَلّمٍ: 14783 - وَإِذَا عصَيتَ وَقَد أتَتكَ نَصيحَةٌ ... عَادَت عَلَيكَ بحَسرةٍ وَتَندُّم المُؤملُ الكُوفي: 14784 - وَإِذَا غَنيتَ فَلَا تَكُن بَطرَ الغنَى ... وَإِذَا ابتُليتَ فَلَا تَكُن خوَّارَا أبُو الفَتحِ البُستيُّ: ¬
14785 - وَإِذَا غَنيتَ فَلَا تَكُن بَطرًا ... فوَرَاءَ أَيَّام الغِنَى فَقرُ بَعْدَهُ: وَإِذَا افْتَقَرْتَ فَلَا تَكُنْ جَزِعًا ... فَوَرَاءَ كُلِّ دُجُنَّةٍ فَجْرُ المَعَرّيُ: 14786 - وَإِذَا غَلَا البُرُّ النَّقيُّ فشَارِكِ ... الفَرسَ الكَريم وسَاوِ طرفَكَ تَمجُدِ مَحُمودٌ الوَّراقُ: 14787 - وَإِذَا غَلَا شيءٌ عَلَيَّ ترَكَتُهُ ... فيَكُون أَرخَص مَا يَكُون إِذَا غَلَا قَبْلهُ: إِنِّي رأَيْتُ الصَّبْرَ خَيْرُ مُعَوَّلٍ ... فِي النَّائِبَاتِ لِمَنْ أَرَادَ مَعَوَّلَا وَرَأَيْتُ أَسْبَابَ القَنَاعَةِ علِّقتْ ... بِعُرَى الغِنَى فَجَعَلْتُهَا لِي مِعْقلَا وَإِذَا نَبَا بِي مَنْزِلٌ جَاوَزْتُهُ ... وَاعْتَضْتُ مِنْهُ غَيْرهُ لِي مَنْزِلَا وَإِذَا غَلَا شَيْءٌ عَلَيَّ تَرَكْتُهُ. البَيْتُ أَجَازَهُ جَحْظَةُ فَقَالَ (¬1): إِلَّا الدَّقِيْقَ فَإِنَّهُ هُوَ قُوْتُنَا ... فَإِذَا غَلَا يَوْمًا فَقَدْ نَزَلَ البَلَا وَقَالَ زُبَيْنَا النَّصْرَانِيُّ فِي المَعْنَى (¬2): وَكُلُّ شَيْءٍ غَلَا وَعَزَّ مَطْلَبَهُ ... مُسْتَرْخَصٌ وَمُهَانُ القَدْرِ إِنْ رَخُصَا يقالُ فِي المَثَلِ السَّائِرِ: إِنْ غَلَا اللَّحْم فَالصَّبْرُ رَخِيْصٌ. يُضرَبُ فِي الاسْتِغْنَاءِ عَمَّا يَعِزُّ وُجُوْدُه. ¬
عَبدُ اللَّه بنُ المُعْتَزِ: 14788 - وَإِذَا فقَدتَ الحَاسِدِ ... ينَ فَقَدتَ في الدُّنيا الأَطايب 14789 - وَإِذَا كانَت المَنيَّةُ حَتمًا ... ضَاعَ حَزمُ الحَياةِ عندَ المَمَاتِ قَوْلُهُ: وَإِذَا كَانَتِ المَنِيَّةُ حَتْمًا. البَيْتُ قَبْلَهُ يُشيْرُ إِلَى الرَّئِيْسِ أبي عَلِيُّ بن سيْنَا وَموتهِ مَعَ غَزارَة عِلْمِهِ (¬1): مَا أَفَادَ الرَّئِيْسُ مَعرِفَةُ الطِّبِّ ... وَلَا حكْمُهُ عَلَى النَّيِّرَاتِ مَا شَفَاهُ الشَّفَاءُ مِنْ عِلَّةِ المَوْتِ ... وَلَمْ يُنْجِهِ كِتَابُ النَّجَاةِ وَإِذَا كَانَتِ المَنِيَّةُ حَتْمًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَيُّهَا السَّائِلِي عَنِ الحَادِثَاتِ المُلـ ... ــحِقِ أَهْلَ الحَيَاةِ بِالأَمْوَاتِ هْوَ بَرْدٌ يُطْفِي حَرَارَةَ طَبْعٍ ... وَسُكُوْنٌ يَأَتِي عَلَى الحَرَكَاتِ المُتَنَبِيّ: 14790 - وَإِذَا كانَتِ النُفُوسُ كبَارًا ... تَعبَت في مُرادِهَا الأَجسَامُ هَذَا مِنْ أَبْيَاتٍ يُخَاطِبُ بِهَا سَيْفَ الدَّوْلَةِ ابنَ حَمْدَانَ: أَيْنَ أَزْمَعْتُ أَيُّهَذَا الهُمَامُ ... نَحْنُ بَيْتُ الرُّبَا وَأَنْتَ الغُمَامُ كُلَّ يَوْمٍ لَكَ ارْتحَالٌ جَدِيْدٌ ... وَمَسِيْرٌ لِلْمَجْدِ فِيْهِ مَقَامُ وَإِذَا كَانَتِ النفوسُ كِبَارًا. البَيْتُ وَمِنْهَا: وَكَثيْرٌ مِنَ الشُّجَاعُ التَّوَقِّي ... وَكَثِيْرٌ مِنَ البَلِيْغِ الكَلَامُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ أَرِسْطَالِيْسَ: إِذَا كَانَتِ الشَّهْوَةُ فَوْقَ القُدْرَةِ كَانَ هَلَاكُ الجِّسْمِ دُوْنَ بُلُوْغِ الشَّهْوَةِ. ¬
أيمنُ بنُ خُرَيْمٍ: 14791 - وَإِذَا كِانَ عَطاءٌ فأتِهم ... وَإِذَا مَا كَانَ هَرجٌ فَاعتَزل مَحمدُ بنُ شِبلٍ: 14792 - وَإِذَا كَانَ في العَيان خلَافٌ ... كيفَ بالغَيبِ يَستَبينُ الخفاءُ المُتَنَبّي: 14793 - وَإِذَا كَانَ في الأَنابببِ خُلفٌ ... وَقَعَ الطيشُ في صُدُور الصِّعَاد 14794 - وَإِذَا كَتبتُ كَتبتُ مُعتَذرًا ... ثِقةً بمَا فيكُم منَ الكَرَم ابنُ هُندُو: [من الكامل] 14795 - وَإِذَا كمَلتَ تَعلُمًا فاعَمل بهِ ... إِنَّ الفَعَالَ هُو الكَمَالُ الثاني وَقَالَ آخَرُ: لَعمْرُكَ مَا جَمَعَ القلُوْمِ فَضيْلَةٌ ... إِذَا المَرْءُ لَمْ يَعْمَلْ بِمَا هُوَ عَالِمُ أَخُو العِلْمِ مَنْ بَاتَتْ عَلَيْهِ عُلُوْمُهُ ... فَفِي وَجْهِهِ لِلنَّاظِرِيْنَ مَعَالِمُ وَمَا العِلْمُ إِلَّا مَا عَمِلْتَ بِهِ النُّهَى ... وَجَانَبْتَ مَا فِيْهِ الرَّدَى وَالمَآثِمُ وَلِلْعِلْمِ ضَوْء كَالنَّهَارِ إِذَا بَدَا ... لِلجهْلِ لَيلٌ كَالِحِ الوَجْهِ قَاتِمُ 14796 - وَإذَا كُنتمُ منَ اللَّهِ فِي خَيرٍ ... وَفي نعمَةٍ فَذَاكَ مُرَادِي 14797 - وَإِذَا لم تَجِد لسرِّكَ حُرًّا ... ذَا حفَاظٍ فَمُت بَدائِكَ حُرَّا ¬
المُتَنَبِيّ: 14798 - وَإِذَا لَم تَجدِ منَ النَّاس كُفؤًا ... ذَاتُ خدر أَرادَت المَوتَ بَعلَا 14799 - وَإِذَا لَم يُرج لِلدُّنيَا ... فتي فبعيد أن يرجَّي للمعَادِ 14800 - وَإِذَا لم يَكُن منَ الذُلِّ بُدٌّ ... فالْقَ بالذُلِّ أن لَقيتَ الكِبَارَا المُتَنَبِي: 14801 - وَإِذَا لم يَكُن مِنَ المَوتِ بُدٌّ ... فَمِنَ العَجزِ أَن تَموُتَ جَبَانَا زُهيرُ المصرِيُّ: 14802 - وَإِذَا مَا ادَّعيتُ فِي الحُبِّ دَعوَى ... شِهدَ العَالموُنَ باستحقَاقي البُحتُرِي: 14803 - وَإِذَا مَا أردَتَ أَن تمنَعَ النَّا ... سَ وُرُودَ الفُراتِ كنتَ بغيضَا 14804 - وَإِذَا مَا أُرسِلَ الصَّقرُ ... عَلَى الصَّعوِ تَعَامَى 14805 - وَإِذَا مَا أَعَارَكَ الدَّهرُ شيئًا ... فهو لَابدَّ آخذٌ مَا يُعِيرُه أبو بكر بنُ دُرَيدٍ: 14806 - وَإِذَا مَا اعتَرتكَ في الغَضَبِ العزَّة ... فاذكُر تَذلُّلَ الاعتذَارِ ¬
البَبَّغاءُ: 14807 - وإذَا مَا أقَمتَ في بلَدٍ فَهوَ ... جَمِيعُ الدُّنيَا وَأَنتَ الأَنامُ 14808 - وإذَا مَا الرّجاءُ أُسقطَ بينَ النَّاسِ ... فالنَّاسُ كُلُهُم أَكفاءُ قَبْلهُ: هِيَ حَالَانُ شِدَّةٌ وَرَخَاءٌ ... وَسِجَالَانِ نِعْمَةٌ وَبَلَاءُ وَالفَتَى الحَازِمُ اللَّبِيْبُ إِذَا مَا ... خَانَهُ الدَّهْرَ لَمْ يَخُنْهُ العَزَاءُ وَإِذَا مَا الرَّجَاءُ أَسْقَطَ النَّاسُ. البَيْتُ قَوْلُهُ: وَإِذَا مَا الرَّجَاءُ أُسْقِطَ بَيْنَ النَّاسِ. البَيْتُ يُقَالُ فِي الأَمْثَالِ السَّائِرَةِ عَنِ العَرَبِ: حَتَنَى لَا خَيْرَ فِي سَهْمٍ زَلَجَ. يُضرَبُ فِي التَّسَاوِي وَتَرْكِ التَّفَاوُتِ. قَالَ اللَّيْثُ الزَّلَجُ رَفع اليَدِ فِي الرَّمِي إِلَى أقْصى مَا يَقدِرُ عَلَيْهِ يُرِيْدُ بُعْدَ العَلْوَةِ. وَحَتَنَي فَعَلَي مِنَ الاحْتِتَانِ وَهُوَ التَّسَاوِي يُقَالُ وَقَعَ النَّبْلُ بِحَتَنَي إِذَا وَقَعَتْ مُتَسَاوِيَة. الحَتَنَى لَا خَيرَ فِي سَهْمٍ زَلَجَ يُقَالُ سَهْمٌ زَالِجٌ إِذَا كَانَ يَتَزَلَّجُ عَنِ القَوْسِ وَمَعْنَى زَلَجَ خَفَّ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. وَيُقَالُ السَّهْمُ الزَّالِجُ الَّذِي إِذَا رَمَى بِهِ الرَّامِي قَصَّرَ عَنِ الهَدَفِ وَأَصَابَ صخْرَةً إِصَابَةً صُلْبَةً ثُمَّ ارْتَفَعَ إِلَى القرْطَاسِ فَأَصَابَهُ وَهَذَا لَا يُعَدُّ مُقَرْطِسًا فَيُقَالُ لِصَاحِبهِ الحَتَنَى إِذْ أَعِدِ الرَّمِي فإنه لَا خَيرَ فِي سَهْمٍ زَلَجَ فَالحَتَنَى يَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ مَرْفُوْعًا خَبًرًا لِمُبْتَدَأ مُقَدَّرٍ أي هَذَا الحَتَنَى، وَيَجُوْزُ أَنْ يَكُوْن مَنْصُوْبًا أي قَدْ اَحتَتَنَّا إِحْتَانًا أي قَدْ اسْتَوَيْنَا فِي الرَّمِي فَلَا فَضْلَ لَكَ عَلَيَّ فِيْهِ فَأَعِدِ الرَّمِي. الصَّنَوبَرِيُّ: 14809 - وإذَا مَا السَلَامُ ضنَّت بهِ الأَلسُنُ ... كَانَ السَلَامُ بالأَحدَاق ¬
البُحتُرِي: 14810 - وَإِذَا مَا الشَّريفُ لَم يتَواضَع ... لِلأَخلاءِ فَهوَ عَينُ الوَضِيع 14811 - وَإِذَا مَا القُلوبُ لَم تُضمِر العَفو ... فلَن يَعطِفَ العتَابُ القُلوبَا الحَسَنُ بنُ وَهْب: 14812 - وَإِذَا مَا اللَّهُ أَسدَى نعمَةً ... لم يَضِرهَا قولُ حُسَّادِ النِعَم المَأمُونيُّ: 14813 - وَإِذَا مَا النُفُوسُ زُفَّت إِلَى الآجالِ ... كَانت لها الرُؤوسُ نثَارَا ابْنُ الرُّوميّ: 14814 - وَإِذَا مَا تعجَّبَ النَّاسُ قَالوُا ... هَل يَصيدُ الظّباءَ إِلَّا الكِلَابُ البُحتُرِيُّ: 14815 - وَإِذَا مَا تنَكَّرَت لي بلَادٌ ... وخَلِيل فَإنَّنِي بالخِيَارِ لَهُ أَيْضًا: 14816 - وَإِذَا مَا جفُيتُ كُنتُ حَريًّا ... أَن أُرىَ غَيرَ مُصبح حينَ أمسي 14817 - وَإِذَا مَا جَهلتَ وُدَّ خَلِيلٍ ... فاعتَبرهُ بأَوجُهِ الغِلمَانِ بَعْدَهُ: ¬
إِنَّ وَجْهَ الغُلَام يُنْبِئُكَ عَمَّا ... فِي ضَمِيْرِ المَوْلَى مِنَ الكِتْمَانِ المُتَنَبِيّ: 14818 - وَإِذَا مَا خَلَا الجبَانُ بأَرضٍ ... طَلَبَ الطّعنَ وَحدَهُ وَالنّزالَا بَعْدَهُ: كُلُّ غَادٍ فِي حَاجَةٍ يَتَمَنَّى ... أَنْ يَكُوْنَ الغَضَنْفَرَ الرِّئْبَالَا 14819 - وَإِذَا مَا دخَلتَ في الأمرِ فاطلُب ... مسلكًا للخروُج قَبلَ الدُّخُولِ مِثْلُهُ (¬1): وَإِذَا هَمَمْتَ بِوِرْدِ أَمْرٍ فَالْتَمِسْ ... مِنْ قَبلِ مَوْرِدِهِ طَرِيْقَ المَصْدَرِ السَرِيُّ الرَّفاء: 14820 - وَإِذَا مَا زَلَّتِ النَّعلُ بنَا ... فمِنَ الأيَّام لَا مِنَّ الزَلَل 14821 - وَإِذَا مَا شِدَّةٌ عَرَضَت ... فَالقَهَا بالصَّبر تَتَّسِعِ المُرتَضىَ أبُو القَاسم عليّ الموسويّ: 14822 - وَإِذَا مَا عتَبتَ مَن ليسَ يَدري ... بعتَابي قَد ضَاعَ يومًا عِتَابي البُحترِيُّ: 14823 - وإذا مَا عَلَا عَلَى الكَلب جُلٌّ ... ليسَ يَمحُو عَنهُ أسَامي الكلابِ ومن باب (وَإِذَا مَا قُلْتُ) قَوْلُ سُوَيْدِ بن أَبِي كَاهِلٍ فِي طُولِ اللَّيْلِ (¬1): ¬
وَإِذَا مَا قُلْتُ لَيْلٌ قَدْ مَضَى ... عَطَفَ الأوَّلُ مِنْهُ فَرَجَعْ وَقَالَ البَعِيْتُ (¬1): تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ حَتَّى كَأَنَّهُ ... إِذَا ما مَضَى يُثْنِي عَلَيْهِ أَوَائِلُه وَقَالَ خَالِدُ بن يَزِيْدُ (¬2): وَاللَّيْلُ وَقْفٌ عَلَيْنَا لَا يُفَارِقُنَا ... كَأَنَّمَا كلُّ وَقْتٍ مِنْهُ أَوَّلُه ومن باب (وَإِذَا مَرَّت): وَإِذَا مَرَّتِ الصَّبَا بِجبَالٍ ... فَمُحَالٌ تَأثِيْرُهَا فِي الجّبَالِ لَهُ أَيْضًا: 14824 - وإذَا مَا مَواهِبُ العُرفِ لَم تُقضَ ... بحُسنِ الثناءِ كُنَّ دُيُونَا بَعْدَهُ: وَأَحَقُّ بِالإِحْسَانِ أَنْ يُصْرَفَ الحَمـ ... ــدُ إِلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ مَمْنُوْنَا 14825 - وإذَا مَا هِبتَ ذَا أَمَلٍ ... فَاتَ مَا أمَّلتَ من سَبَبِه الخوَارزميُّ: 14826 - وإذَا مُدَّةُ الشَقيِّ تَنَاهَت ... جَاءَهُ مِن شقَائِهِ مُتَقَاضِي 14827 - وإذَا مَطلَب كَسَا حُلَّةَ العَارِ ... فَبُعدًا لمن يَرُومُ نَجازَه أبو محمدٍ اليزيدِيُّ: 14828 - وإذَا نَابكَ خَطبٌ مُفظِعٌ ... فَاستَعن باللَّهِ فيهِ وَاصطَبر ¬
عَبدُ اللَّه بنُ سَعُيدٍ الخَوافِي: 14829 - وإذَا نَبَا القَلَمُ الحُسَامُ ... فَقُم إِلىَ القُضُبِ البَوَاتر بَعْدَهُ: وَمَقَامُ مِثْلِكَ حَيْثُ يُهـ ... ـتَضَمُ الكِرَامُ مِنَ الكَبَائِرْ فَانْهَضْ وَلُذْ فِي العَسْكَرِ الشَّرْ ... قِيِّ بِالأُسُدِ الخَوَادِرْ وَدَعِ التّجَارَةَ بِالعُلُوْمِ فَقَدْ ... كَسَدْنَ وَأَنْتَ خَاسِرْ ومن باب (وَإِذَا نَبَا بِكَ) قَوْلُ الحُسَينِ بن الضَّحَّاكِ الخَلِيع، حَدَّثَ أَحْمَدُ بن يَزِيْدٍ المُهَلَّبِيِّ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: عَتَبَ صَالح بنُ الرَّشِيْدِ عَلَى الخَلِيع بن الضَّحَّاكِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ الخَلِيع: لَا تَعْجِبَنَّ لِملَّةٍ صرَفَتْ ... وَجْهَ الأَمِيْرِ فَإِنَّهُ بَشَرُ أَنْكَرْتُ فِي لَحَظَاتِهِ ثِقْلًا ... وَمِنَ الجفُوْنِ وَمَا بِهَا حَوَرُ وإذ نَبَا بِكَ فِي سَرِيْرتهِ ... عَقْدُ الضَّمِيْرِ نَبَا بِكَ النَّظَرُ أَنِّي لأَنْدُبَ مُعْوِلًا أَمَلًا ... لَمْ يَبْقَ لِي مِنْ رَسْمِهِ أَثَرُ إِنَّ التَّسَلُّمَ شِيْمَتِي أَبَدًّا ... فِي كُلِّ مَا آتِي وَمَا أَذَرُ مَا زِلْتُ فِي نَظَرِي وَمُسْتَمَعِي ... عَفَّ السَّرِيْرَةِ حِيْنَ أُخْتَبَرُ لَا أَجْتَنِي سَقْطَ الجلِيْس ... وَلَا أَقْفُو مَعَايِبَهُ وَأَغْتَفِرُ وَيُرْوَى: وَأَقْتَفِرُ مَحمودٌ الوَّراقُ: 14830 - وَإِذَا نَبَا بي مَنزِلٌ جَاوَزتهُ ... وَاعتَضتُ منهُ مَنزلَا أَبُو نواسٍ: 14831 - وَإِذَا نَزَعتَ عَن الغَوايةِ فَليَكُن ... للَّه ذَاكَ النَزعُ لَا للنَّاس ¬
أبُو كَبيرُ الهُذَليُّ: 14832 - وَإِذَا نَظرتَ إِلى أسرَّة وَجهِهِ ... بَرَقَت كَبَرق العَارض المُتَهَلّلِ يقول ذَلِكَ فِي تَأَبَّطَ شَرًّا (¬1): صَعْبُ الكَرِيْهَةِ لَا يَنَالُ جَنَابُهُ ... مَاضِي العَزِيْمَةِ كَالحُسَامِ المُفْصِلِ يَحْمِي الصِّحَابَ إِذَا تَكُوْنُ كَرِيْهَةٌ ... وَإِذَا هُمُ نَزَلُوا فَمَأْوَى العُيَّلِ عَدِيّ بنُ الرِّقاعُ: 14833 - وَإِذَا نَظَرتُ إِلى أَميري زَادَني ... ضنًّا بهِ نَظَري إِلَى الأُمَراءِ يقول ذَلِكَ فِي مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ مِنْهَا: وَالقَوْمُ أَشْبَاة وَبَيْنَ حُلُوْمِهِمْ ... بَوْن كَذَاكَ تَفَاضُلُ الأَشْيَاءِ بَلْ مَا رأَيْتُ جِبَالَ أَرْضٍ تَسْتَوِي ... فِيْمَا عَسَيْت لَا نُجُوْمَ سَمَاءِ وَالمُزْنُ مِنْهُ وَابِلٌ مُثَعَنْجِرٌ ... جَودٌ وَآخَرُ مَا يَبِضُّ بِمَاءِ وَالمَجْدُ يُوْرِثُهُ امْرُؤ أَبْنَاءُهُ ... وَيَمُوْتُ آخَرُ وَهُوَ فِي الأَحْيَاءِ الرشيدُ بنُ المَهديّ: 14834 - وإذَا نَظَرتَ إِلَى مَحَاسِنِهَا ... فَبِكُلِّ مَوضِعِ نَظرةٍ نَبلُ قَوْلُ الرَّشِيْدِ: وَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى مَحَاسنِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلِقَلْبهَا حِلْم يُبَاعِدُهَا ... عَنْ ذِي الهَوَى وَلِطَرْفِهَا جَهْلُ وَلِوَجْهِهَا مِنْ وَجْهِهَا قَمَرٌ ... وَلِعَيْنَيْهَا مِنْ عَيْنِهَا كُحْلُ ¬
يَقُوْلُ ذَلِكَ فِي أُمِّ المُعْتصِمِ. ابْنُ شَمس الخلَافةِ: 14835 - وَإِذَا نَظَرتَ فَإِن بُؤسًا زَائلًا ... لِلمَرءِ خَيرٌ من نَعِيم زَائلِ قَبْلهُ: هِيَ شدَّة يَأتِي الرَّخَاءُ عَقِبْبَهَا ... وَأَسًى يُبَشِّرُ بِالسُّرُوْرِ العَاجِلِ وَإِذَا نَظَرْتَ فَإِنَّ بُؤْسًا زَائِلًا. البَيْتُ ومن باب (وَإِذَا نَمْنَمْتُ) قَوْلُ كشَاجِمَ (¬1): وَإِذَا غَنِمْتُ بَنَانكَ خَطًّا ... مُعَرَّبًا مِنْ بَلَاغَةٍ وَشِدَادِ عَجِبَ النَّاسُ مِنْ بيَاضِ مَعَانٍ ... تُجْتَنَى مِنْ سوَادِ ذَاكَ المِدَادِ أبُو فراسٍ: 14836 - وَإِذَا وجَدتُ عَلَى الصَّديقِ شكَوتُهُ ... سرًّا إليه وَفي المحَافِل أَشكرُ قَبْلهُ: يُخَاطِبُ أَبَا الحُصَيْنِ القاضِي: إِنِّي عَلَيْكَ أَبَا حُصَيْنٍ عَاتِبٌ ... وَالحرُّ يَحْتَمِلُ الصَّدِيْقَ وَيَغْفِرُ وَإِذَا وَجَدْتُ عَلَى الصَّدِيْقِ شَكَوْتهُ. البَيْتُ أبُو نُواسٍ: 14837 - وَإِذَا وَصَلتَ بعَاقلٍ أَملًا ... كَانَت نَتيجَةُ قَولِهِ فعلَا قَبْلَهُ: إِنِّي نَدَبْتُ لِحَاجَتِي رَجُلًا ... صَافِي السَّمَاحَةَ وَاجْتَوَى البُخْلَا ¬
تَلْقَى النَّدَى فِي غَيْرِهِ عَرضًا ... وَتَرَاهُ فِيْهِ طَبِيْعَةً أَصْلَا إِنِّي وَصَلْتُ بِكَ الرَّجَاءَ عَلَى ... بُعْدِ العَدَاءِ وَكُنْتَ لِي أَهْلَا وَإِذَا وَصَلْتَ بِعَاقِلٍ أَمَلًا. البَيْتُ 14838 - وَإِذَا وَليتَ أُمورَ قَومٍ سَاعةً ... فاعلَم بأنَّكَ عَنهُمُ مَسؤولُ ابْنُ حيّوس يَمُدَحُ: 14839 - وإذَا هُمُ افتَكَرُوا وَضَلَّ رشادُهُم ... أوضَحتَ غَيرَ مُفَكّرٍ مَا أشكلَا بَعْدَهُ: كَأَنَّمَا تَنَازَعَتِ الخُصُوْمُ لَدَيْهُمُ ... كَانَتْ بِحَضْرَتِكَ الإِشَارَةُ فَيْصلَا عَبدُ قيس خَفَافٍ البَرجمُّي: 14840 - وَإِذَا هَممتَ بأَمرِ سُوءٍ فَاتَّئِدْ ... وَإِذَا هَممتَ بأَمرِ خَيرٍ فَاعجَلِ 14841 - وَإِذَا هَممتَ بورد أَمرٍ فَالتَمِس ... من قَبل موَرده طَريقَ المَصدَر أبُو عُبادةَ البُحترِيُّ: 14842 - وَإِذَا هَممتُ بوَصلِ غَيركِ رَدَّني ... وَلَه عَلَيكِ وَشَافِع لكِ أوَّلُ 14843 - وَإِذَا هِمَّةُ الفَتَى أَقعَدَتهُ ... لَم تُقمهُ الأَجدَادُ وَالآباءُ 14844 - وَإِذَا هَويتَ فَقَد أتعبكَ الهَوَى ... اسجد لحبِّكَ كَائِنًا مَن كَانا 14845 - وَإِذَا يَد مُدَّتِ إليكَ فبرَّهَا ... إِنَّ الزَّمانَ مَعَ الأَنام مُعَارُ 14846 - وَإِذَا يَسرُّكَ من تَميمٍ خَصلَةٌ ... فَلَما يَسوؤكَ من تَميمٍ أَكثَرُ ¬
14847 - وَإِذَا ينُوبُكَ وَالحَوادثُ جَمَّه ... حَدَث حَدَاكَ إِلَى أَخيك الأَوثقِ 14848 - وَإِذَا يَئستُ منَ الدُنُوِّ ... طَرِبتُ من فَرط البعَادِ بَعْدَهُ: أَرْجُو الشَّهَادَةَ فِي هَوَا ... كَ لأنَّ قَلْبِي فِي جِهَادِ أبو محمدٍ اليزيديُّ: 14849 - وَاذكرِ المَوتَ وَعَاود ذكرَه ... إِنَّ في المَوتِ لدى اللُّبّ عِبَر الخليعُ ابْنُ الضَّحاكِ: 14850 - وَاذكُرَاني مِثلَ ذكِرى لَكُمَا ... فَمِنَ الإِنصَافِ أَن لَا تَنسَيَاني ومن باب (وَاذْكُرُ): وَاذْكُر أَيَّامنَا تَقَضَّتْ وَمَا ... أَرَى جَدِيْدًا يُبَقِّي خُلَّةً لِخَلِيْلِ البُحترِيُّ: 14851 - وَأَذكُر أيَّامي لَديكَ وَحُسنَهَا ... وآخرُ مَا يَبقَى منَ الذاهبِ الذكرُ محمَّد بنُ شِبلٍ: 14852 - وَأذَل أَبناءِ اللَّيالي صَرعةً ... من طَالَبَ الأَقدارَ بالأَوتَارِ 14853 - وَأرَاكَ تَشكُو الدَّهرَ تَظلمُهُ ... كلُ امرئٍ عَاشرتَهُ دَهرُ الأحوص يَمدُح: ¬
14854 - وَأرَاكَ تَفعَلُ مَا تَقُولُ وَبَعضُهُم ... مَذقُ الفسَانِ يقُولُ مَا لَا يفعَلُ 14855 - وَأرَاك تنجُنِي فتَسرُب جَاهدًا ... كَالكَلبِ يَنبحُ كَامِلَ الأَقمَارِ البُحتريُّ: 14856 - وَأَراكَ خُنتَ عَلَى الهَوَى مَن لَم يَخُن ... عَهدَ الهَوَى وهجَرتَ من لَا يَهجُر ومن باب (وَارَاكَ) قَوْلُ كُثَيِّرٍ من أَبْيَاتٍ أَوَّلُهَا (¬1): مَا بَالُ خَيْلكَ لَا أَرَاهَا تَنْفَعُ ... وَأَرَى بنُوْدكَ بَعْدَ عَقْدٍ تُقْطَعُ وَأَرَاكَ تَولَعُ بِالبَيَادِقِ سَاعِيًا ... وَالمَشْرِفِيَّةُ حَوْلَ شَاهِكَ تَلْمَعُ قَدْ أَحْجَرَتْهُ الخَيْلُ فَهْوَ مَبَلَّدٌ ... قَدْ مَاتَ وهُوَ فِي سِيَاقٍ يَنْزُعُ أَوْرَدْتَ خَيْلكَ ثُمَّ لَمْ تُصْدِرْ بِهَا ... وِرْدًا لَهُمْ فِيْهِ السِّمَامُ المُنْقَعُ أَغْفَلْتهُمْ وَأضَعْتَ حِيْنَ وَلِيْتَهُمْ ... وَلَهًا وَمَنْ المُضَيِّعَ أَضْيَعُ فَهُمُ فُلُوْلٌ مِنْهُمُ مُسْتَأْسِرٌ ... وَمُشَرَّدٌ يَبْغِي الأَمَانَ فَيُمْنَعُ حَانُوا كَحَيْنِ بَنِي المُهَلَّبِ غرَّهُمْ ... أَهْلُ العِرَاقِ وَجَمْعُهُمْ فَتَصَدَّعُوا إِنَّا تُرَاجِفُ بِالبُنُوْدِ وَخَيْلُنَا ... فِي الرَّوْع تَخْتَرِقُ الأَدِيْمَ وَتُمْزَغُ وَنُحَاذِرُ التَّوْليْهَ فِي تَحْوِيلنَا ... وَنَرِيْثُ أَحْيَانًا وَحِيْنًا نُسْرِعُ وَنُصِدُّ نَرْمقُ عَوْرَةً لِعَدُوِّنَا ... وَنُنَاهِزُ الغَفَلَاتِ سَاعَةَ تَطْلَعُ وَنَخَافُ مِنْ أَعْدَائِنَا مِثْلَ الَّذِي ... نَبْغِيْهُمُ فِيْمَا نَكِيْدُ وَنَصْنَغُ وَنُعِدُّ إِنْ خِفْنَا الإِسَاءَةَ مَخْرَجًا ... لِلشَّاةِ فِيْهِ فَسِيْحَةٌ وَتَوَسُّعُ فَإِذَا لَعِبْتَ فَهَكَذَا فَالْعَبْ بِهَا ... لَيْس المُلَاعِبُ بِالَّذِي لَا يُخْدَعُ فِيْنَا الأَنَاةُ إِذَا تُزَادُ أَنَاتُنَا ... وَالخَتْلُ شِيْمَتُنَا إِذَا مَا نَفْزَعُ ¬
ابْنُ مُنَاذرٍ: 14857 - وَأرَانَا كَالزَّرع يَحصُدُهُ ... الدَّهرُ فَمِن بين قَائمٍ وَحَصِيدِ بَعْدَهُ: وَكَأَنَّا لِلمَوْتِ رَكْبٌ ... مُخَبَّئُوْنَ سِرَاع لِمَنْهَلٍ مَوْرُوْدِ ومن باب (وَأَرَانِي) (¬1): وَأَرَانِي طَرِبًا فِي إِثْرِهِمْ ... طَرَبَ الوَالِهِ أوْ كَالمُخْتَبَلْ وقول آخَر: وَأَرَانِي فِي خَلْوَتِي لَا أُسَمِّيْكَ ... كَأَنِّي مِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَا العَّباسُ الأحَنفِ: 14858 - وَأَرجُو غدًا فَإِذَا جَاءَني ... بَكَيتُ عَلَى أَمسيَ الذَّاهِبِ عَليُّ بنُ هَبةِ اللَّه: 14859 - وَارحَل إِذَا كَانَتِ الأَوطانُ مَنقصَةً ... فَالمَندَلُ الرَّطب في أَوطانه حَطَبُ هُوَ أَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللَّهِ بنِ الوَزِيْرِ وَزِيْرِ القَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ. 14860 - وَأَرضُ بغدَادَ تُسلى عَن تَوسُّطِنا ... مِن نَحو أَرزمَ أَو أَكنَافِ جُرجَان 14861 - وَأَرضَى بمَا لا أَرتَضِيهِ لأنَّني ... رأَيتُ التّغَاضِي صَالحٌ وَحميدُ ابْنُ قَيِس الرُقَّياتِ: ¬
14862 - وَأَركَبُ ظَهرَ الشرّ حَتَّى يَملَّنِي ... إِذَا لم أَجد إِلَّا علَى الشَرّ مركَبَا الوَطوَاطُ: 14863 - وَأَروحُ مَا يَكُونُ المَرءُ بالًا ... إِذَا مَا رَاحَ فِي زُهدِ المَسِيح ومَنْ بَابَ (وَأَرى): قَول الرّضي الموسَوِيّ (¬1): وَأَرَى العُدُمَ فَلَا تَحفُل بِهِ ... عُقبَةً تُقنى وَجُرحًا يَنْدَملُ وَمن المَعْروفُ مُرٌّ مَقِرٌ يَلُفِظُ ... الطَّاعم مِنْهُ مَا أَكَلُ وَإِذَا الحُرُّ رَأَى إعْراضَةً ... مِنْ صَدِيق صدَّ عَنْهُ وَرَحَلُ وَمَنِ الحَسْرةَ وَالخسرانِ أَنْ ... يَحبُطَ الأجرُ عَلى طولِ الْعَمَلُ وقولُ الآخر: وَأَرَى الشُكر لا يَنَافَى إِلَّا ... بدَليْلٍ بَادٍ مِنْ الأَشْعَارِ وقولُ القُطَامِيّ (¬2): وَأَرَى المَنيَّةَ للرّجال حبَائلًا ... شركًا يُصادُ بِهِ لمنْ لَمْ يَعلَقِ عَليُّ بنُ جَبَلَةَ: 14864 - وَأرَى اللَيالي مَا طَوت من سرَّتي ... رَدَّته في عظَتي وَفي إِفهَامِي وَعَلِمْتُ أَنَّ المَرْءَ مِنْ سنَنِ الرَّدَى حَيْثُ الرَّمِيَّهُ مِنْ سِهَامِ الرَّامي قَالَ الحَاتِمِيُّ: أَنَا أَسْتَحْسِنُ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ فِي مَعْنَاهُمَا لأَنَّهُمَا قَدِ اشْتَمَلَا عَلَى العَوَضِ مِنَ الشَّبَابِ بِمَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ. وَيُرْوَيَانِ لِلعَكُّوْكِ. القَّاضُيَ عَلي بنُ عَبد العَزِيز: ¬
14865 - وَأَرَى المَديح إِذَا عَدَاكَ ... نَقيصَةً فأعَافُهُ وَلو أَنَّهُ فِي حَاتم بَعْدَهُ: وَإِذَا امْتَدَحْتُ سِوَاكَ قَالَ الشِّعْرُ ... لَمْ تَرْعَ حَقِّي إِذْ أَبَحْتَ مَحَارِمِي البُحتُرِيُّ: 14866 - وَأَرَى النَّجابةَ لَا يَكُونُ تَمامُهَا ... لنَجيب قَومٍ ليسَ بابنِ نَجيبِ قَبْلهُ: شَرَفٌ تَتَابَعَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ ... كَالرُّمْحِ أُنْبُوْبًا عَلَى أُنْبُوْبِ وَأَرَى النّجَابَةَ لَا يَكُوْنُ تَمَامُهَا. البَيْتُ 14867 - وَأَرَى الوُجُوهَ فَلا أَرَى حَسَنًا ... حَتَّى أَرَاكَ مُمثَّلًا قُربي 14868 - وَأَرَى الأيَّامَ لَا تُدنى الَّذي ... أرتَجي مِنْهَا وَتُدني أَجَلى البُحتُريُّ: 14869 - وَأَزرقُ الفَجر يَأتي قَبلَ أَبيَضِهِ ... وَأوَّلُ الغَيث قَطرٌ ثُم ينسَكبُ بَعْدَهُ: وَرُبَّمَا كَان مَكْرُوْهُ الأُمُوْرِ إِلَى ... مَحْبُوْبِهَا سَبَبٌ مَا مِثْلُهُ سَبَبُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ دَاءُ العَاشِقِيْنَ يُرَى ... بِالمَزْحِ يَبْدُو وَبِالكتْمَانِ يَلْتَهِبُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الرَّضِي المَوْسَويِّ (¬1): وَكَانَ الأَذَى رَشْحًا فَقَدْ صَارَ غمْرَةً ... كَذَاكَ المَبَادِىِ أَوَّلُ الأَلْفِ وَاحِدُ ¬
أبو تَمامٍ: 14870 - وَإِساءَاتُ ذي الإسَاءَة يذكِر ... نَكَ يومًا إِحسَانَ ذي الإحسَانِ قَبْلَهُ يَهْجُو: أَنْكَرْتُهُمْ نَفْسِي وَمَا ذَلِكَ الإِ ... نْكَارُ إِلَّا مِنْ شِدَّةِ العِرفَانِ وَإِسَاءَاتُ ذِي الإِسَاءَةِ يُذْكِرَنْكَ. البَيْتُ 14871 - وَأَسأَلُ عَّمن لَا أرِيدُ ... وَإِنَّمَا أُرِيدُكمُ من بينهِم بسُؤَالي ومن باب (وَاسْتَبْقِ) قَوْلُ ابنِ العَمِيْدِ (¬1): وَأَسْتَبْقِ بعضَ حَشَاشَتِي فَلَعَلَّنِي ... يومًا أَقِيْكَ بِهَا مِنَ الأَسْوَاءِ فَلَوْ أَنَّ مَا أَبْقَيْتُ مِنْ جِسْمِي قَذًى ... فِي العَيْنِ لَمْ يمْنَعْ مِنَ الإِغْفَاءِ ومن باب (وَأَسْتَنْقِذُ) قولُ آخَر (¬2): وَأَسْتَنقِذُ المَوْلَى مِنَ الأَمْرِ بَعْدَمَا ... يَزَلْ كَمَا زَالَ البَعِيْرُ عَنِ الدَّحْضِ وَأَمْنَحُهُ مَالِي وَوُدّي وَنُصْرَتِي ... وَإِنْ كَانَ مَحْنِيَّ الضُّلُوْعِ عَلَى بُغْضِي البُحتُرِيُ: 14872 - وَاستَشعَرتْ نَفسِي العَفَافَ عَن الرّ ... بيةِ حَتَّى عَفَفتُ في الحلُم 14873 - وَاستَعِذ من مَوَارِد الجَهلِ ... وَانظُر كيفَ تَردَى بالأَلسُن الجُهَّالُ الشَّنْفَرَي: 14874 - وَأَستَفَّ تُربَ الأَرض كَي لَا يرى لَهُ ... عَلَىَّ منَ الطَّول امرُؤٌ مُتَطّولُ ¬
14875 - وَاستَنهَضني فَلمَّا قُمتُ منتَصبًا ... بثقلِ مَا حمَّلُوني فيهِم قَعدُوا قَبْلهُ: أَفْدي الَّذِيْنَ أَذَاقُوْني مَحَبَّتَهُمْ ... حَتَّى إِذَا أَيْقَظُونِي فِي الهَوَى رَقَدُوا وَاسْتَنْهَضوْني فَلَمَّا قمتُ. البَيْتُ البُحتُرِيُ: 14876 - وَأَسرَع فَائِتٍ خَلفًا رَضيًّا ... رِقَابُ المَالِ يُرزَؤُهَا الكَسُوبُ 14877 - وَأَسرَعُ مَا يمُونُ الشَّيءُ نقصًا ... كأَقربِ مَا يَكُونُ إِلَى كمالِه المُتَنَبِي: 14878 - وَأَسرَعُ مَفعُولٍ فعَلتَ تَغيُّرًا ... تكَلُّفُ شَيء في طباعِكَ ضِدُّهُ قَالَ أَرِسْطَالِيْسُ: تَغَيُّرِ الأَفعَالِ التي تَرُدُّ عن مَطْبُوْعِهَا أَشَدُّ ثِقْلًا مِنَ الريحِ الهُبُوْبِ. قَوْلُ آخَرُ: كُلُّ امْرِئٍ صَايِرٌ يَوْمًا لِشِيْمَتِهِ ... وَإِنْ تَخَلَّقَ أَخْلَاقًا إِلَى حِيْنِ وَمِثْلُهُ: وَأَصْعَبُ مَطْلُوْبٍ يُرَامُ خُرُوْجُهُ ... إِلَى الفِعْلِ مَا لَمْ يَنْطَبِعْ فِي الطَّبَائِعِ 14879 - وَأُسرِعُ نِسيَانَ الَّذي لَا يُهمُّنِي ... وَنسيَاني الشَّيءَ المُهِمَ قَليلُ ومن باب (وَأسْرِي) (¬1): وَأسْرِي فِي ظَلَامِ اللَّيْلِ وَحْدِي ... كَأَنِّي مِنْهُ فِي قَمَرٍ مُنِيْرِ ¬
14880 - وَأَسعَدُ العَالمَ بالمَالِ ... مَن أَدَّاهُ لِلآخرَة البَاقيَه المُتَنَبِي: 14881 - وَأَسعَدُ مُشتَاقٍ وَأَظفَرُ طَالبٍ ... هُمَامٌ إِلَى تَقبيل كفّكَ وَاصِلُ الغَزّيُ: 14882 - وَاسلَم ليَسلَم دِينُ كُلّ مُوَحِّدٍ ... فَسَلَامَةُ الإِسلَام في أَن تَسلَما الحَارثِي: 14883 - وَأَسوَأ أيَّام الفَتَى يَوم لَا يَرَى ... لَهُ أحدًا يَزري عَلَيهِ وَيُنكرُ ومن باب (وَأَسْوَأُتَا) قَوْل الشَّاعِرِ (¬1): وَاسْوَأُنَا مِنْ مَسِيْبٍ صافَ أَرْحلُنا ... لَمْ أفرهِ نَهْيُهُ مِنِّي وَلَا وَرَعَا والشيُ صنْفٌ إِذَا مَا حَلَّ رَبْعَ فَتًى ... أَعْيَا تَرَحُّلُهُ أوْ يَرْحَلَانِ مَعَا وَقَالَ رَجُل مِنَ الأَزْدِ فِي الشَّيْبِ (¬2): وَلَقَدْ أَقُوْل لِشَيْبَةٍ أَبْصرْتُهَا ... فِي مَفْرِقِي فَمَنَحْتُهَا إِعْرَاضِي إِنِّي إِلَيْكِ فَلَسْتُ مَنْتَهِيًا وَلَوْ ... عَمَّمْتِ مِنْكِ مَفَارِقِي بِبَيَاضِ هَلْ لِي سِوى عِشْرِيْنَ عَامًا قَدْ مَضتْ ... مَعَ سِتَّةٍ فِي إِثْرِهِنَّ مَوَاضِي وَلَقَلَّمَا أَرْتَاعُ مِنْكِ وَإِنَّنِي ... فِيْمَا هَوَيْتُ وَإِنْ وُزِّعَتْ لَمَاضِ فَعَلَيْكِ مَا اسْتَطَعْتِ الظُّهُوْرَ بِلمَّتِي ... وَعَلَيَّ أَنْ أَلْقَاكِ بِالمِقْرَاضِ ¬
قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: لَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا الشَّاعِرَ لَهُ نِيَّةٌ أَذْ يَصيْرَ مِنْ مُرِيْدِيْنَ الشَّيْخِ حيْدَرَ القَلَنْدرِيِّ إِذَا كَانَ كُلَّمَا طَلَعَتْ شَعْرَ بَيْضَاءَ يَقْطَعُهَا بِالمِقْرَاضِ مَا بَقِيَ فِي لِحْيَتِهِ طَاقَةٌ وَاحِدَةٌ. الصَنَوبريُ: 14884 - وَاسِودَادُ العذَارِ بَعدَ ابيضَاضٍ ... كابيضَاضِ العذار بَعدَ السَوادِ ومن باب (وَأَسْيَافُنَا) قَوْلُ عَبْدُ المَلِكِ الحَارثيِّ (¬1): وَأَسْيَافُنَا فِي كُلِّ شَرْقٍ وَمَغرِبٍ ... بِهَا مِنْ قِرَاعِ الدَّارِعِيْنَ فُلُوْلُ مُعَوَّة إِنْ تسلّ نصَالِهَا ... فتغْمَدَ حَتَّى يُسْتَبَاحَ قَتِيْلُ وقول آخَر: وَأَسْيَافُنَا فِي كُلِّ يَوْمِ كَرِيْهَةٍ ... تَظَلُّ مِنَ الأَغْمَادِ عَارِيَةً جُرْدَا تؤوُنني مِنْ أَزْمَانِ عَادٍ وَتبعٍ ... أَبًا فَأَبًا وَالجدَّ فَالجدَّ فَالجدَّا أبو مسعود بن أحمد المظفر الأصفهاني: 14885 - وَأَشَدُّ عَاديةِ الزَّمانِ عَلَى الفَتَى ... مَهمَا أَتته مَذمَّةٌ من نَاقِصِ سعيِدُ بنُ حُميدٍ الكاتبُ: 14886 - وَأَشَدُّ مَا لَاقَيتُ بَعدَهُم ... أَنِّي فُجعتُ بِهم وَبِالصَّبرِ قَبْلهُ: لَجَّتْ عَوَاذِلُهُ تُعَاتِبُهُ ... وخلن دُوْنَ مَوَاقِعِ العُذْرِ وَتَصَرَّمَتْ أَيَّامَ لذَّتِه ... فَمَضَيْنَ عَنْهُ بِحِدَّةِ العُمُرِ وَخَلَتْ مَنَازِلُ مِنْ أَحِبَّتِهِ ... قَذَفَتْ بِهِمْ عَنْهَا يَدُ الدَّهْرِ ¬
قَدَرُ الزمانِ أَبَى بقربنا ... نَذْرَأً فَأَتَى بِصالِحِ النُّذْرِ وَأَشَدُّ مَا لَاقَيْتُ بَعْدَهمُ. البَيْتُ شمس الدين الكوفي الواعظ: 14887 - وَأَشدُو بِلَيلَى في حَديثي مُغَالطًا ... وجُملٍ وَلَا لَيلَى مُرادي ولَا جملُ 14888 - وَاشرَب بكأسٍ كُنتَ تَسقى بهَا ... أَمرَّ في الحَلقِ منَ العَلقَمِ هَذَا مَثَلٌ يُضْرَبُ فِي الجزَاءِ وَالأَخْذِ بِالثَّأرِ. إبراهيُم الغَزّيُ: 14889 - وَأَشرَفُ النَّاسِ مَن جَاشَت عَزيمتَهُ ... وأَفضَلُ الذّكِر مَا يبقى عَلَى الأَبَد ومن باب (وَأَشْعَثَ) قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ (¬1): وَأَشْعَثَ مِثْلَ السَّيْفِ قَدْ لَاحَ جِسْمُهُ ... وَجِيْفُ المَهَارِي وَالهُمُوْمُ الأَبَاعِدُ سَقَاهُ السُّرَى كَأْسَ النُّعَاسِ ... فَرَأسُهُ لِدِيْنِ الكَرَى فِي آخِرِ اللَّيْلِ سَاجِدُ أَقَمْتُ لَهُ صَدْرَ المَطِيِّ وَمَا دَرَى ... أَجَائِرَةٌ أَعْنَاقُهَا أم قَوَاصِدُ؟ وقول الغَسَّانِيِّ (¬2): وَأَشْعَثَ مُشْتَاقٍ رَمَى فِي جُفُوْنهِ ... غَرِيْبِ الكَرَى بَيْنَ الفَجَاجِ السَّبَاسِبِ أَمَاتَ اللَّيَالِي شَوْقَهُ غَيْرَ زَفْرَةٍ ... ترَدَّدُ مَا بَيْنَ الحَشَا وَالتَّرَائِبِ حَجَبْتُ لَهُ ذَيْلَ السَّرَى وَهُوَ لَابِسٌ ... دَجَى اللَّيْل حَتَّى مَجَّ ضوْءَ الكَوَاكِبِ وَمِنْ فوق أَكْوَارِ المَهَارِي لُبَانَة ... أُحِلَّ لَهَا أَكْلُ الذّرَى وَالغَوَارِبِ إِذَا ذَرَعَ اللَّيْلَ انْجَلَى فَكَأَنَّهُ ... بَقِيَّةُ هِنْدِيٍّ حُسَامِ المَضَارِبِ ¬
بِرَكْبٍ تَرَى كَسْرَ الكَرَى فِي جُفُونِهِمْ ... وَعَهْدَ الفَيَافِي فِي وُجُوْهٍ شَوَاحِبِ وقول الحُطَيْئَةِ (¬1): وَأَشْعَثَ يَهْوَى النَّوْمَ قُلْتُ لَهُ ارْتَحِلْ ... إِذَا مَا الثُّرَيَّا أَعْرَضَتْ وَاسْبَطَرَّتِ فَقَاَمَ يَجُرُّ الثَّوْبَ لَوْ أَنَّ نَفْسَهُ ... يُقَالُ لَهُ خُذْهَا بِكَفَّيْكَ خَرَّتِ وقول ابْنُ المُعْتَزِّ: وَأَشْعَثَ مُنْقَدِّ القَمِيْصِ كَأَنَّهُ ... صَفِيْحَةُ هِنْدِيٍّ تَعَرَّى مِنَ الغَمْدِ دَعَوْتُ وَلَمْ يَأْخُذْ مِنَ النَّوْمِ حَاجَةً ... وَكَانَ قَرِيْبًا وَهُوَ مِنِّي عَلَى بُعْدِ ابْنُ ميادة المرِيّ: 14890 - وَأشفقُ مِن وَشكِ الفرَاقِ وَإِننَّي ... أَظُنُّ لمَحمُولٌ علَيهِ فَراكِبُه بَعْدَهُ: فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيَغْلِبنُي الهَوَى ... إِذَا جَدَّ جَدُّ البَيْنِ أَمْ أَنَا غَالِبُه فَإِنْ أَسْتَطِعْ أَغْلِبْ وَإِنْ يَغْلِبِ الهَوَى ... فَمِثْلُ الَّذِي لَاقَيْتُ يَغْلِبُ صَاحِبُه بَشَّارٌ: 14891 - وَأَشوَسُ لَم يَزجُرهُ تَأديبُ ... وَاعظ نهَاهُ فَأرسَلنَا المَنُونَ تُؤَدّبُه قيسُ بنُ المُلوَّح: 14892 - وَأَشهَدُ عِندَ اللَّهِ أَنّي أُحبُّهَا ... فهَذَا لَها عِند فَمَا عِندَهَا لِيَا 14893 - وَأَصبَحتُ أَعفُو عَن ذُنُوبٍ كَثِيرةٍ ... وَأَحملُ زَلَّات الكَريم عَلَى الدَّهر أبو نُواسٍ: ¬
14894 - وَأَصبحَتُ أَلحَي السُّكرَ وَالسُّكر مُحسِنٌ ... أَلا رُبَّ إحسَانٍ عَلَيكَ ثَقيلُ 14895 - وَأَصبَحتُ ذَا بُعدٍ وَدَاني قَريبةٌ ... فَيا عجَبَا من قُرب دَاري وَمن بُعدِي 14896 - وأَصبَحتَ فينَا كمِثلِ المِسَنِّ ... يَسُنُّ الحَدِيدَ وَلَا يقطَعُ وَيُرْوَى: وَأَنْتَ المُسِنُّ فَحَتَّى مَتَى ... تَسُنُّ الحَدِيْدَ وَلَا تَقْطَعُ 14897 - وأَصبَحت كَلَهاةِ اللَّيثِ في فَمِهِ ... ومَن يُحَاولُ شيئًا في فَم الأَسدَ قيسُ بنُ مُعاذٍ العُقَيليُّ: 14898 - وَأَصبَحتُ من لَيلَى الغَدَاةَ كنَاظر ... مَعَ الصبح فِي أَعقَاب نَجم مُغرّب المُتَنَبي: 14899 - وَأَصبَحَ شعري منهُمَا في مَكَانِهِ ... وَفي عُنُقِ الحسنَاءِ يُستَحسنُ العِقدُ 14900 - وَأَصبحَ صدعُ بَيننَا ... كَصَدع الزُجَاجَةِ مَا يُشعَبُ 14901 - وَأَصبحَ كالشّقراءِ يَخشَى هَلَاكَهَا ... جَبَانٌ وَيَخشى طَعنةً أَن تقدَّما هَذَا غَيْرُ قَوْلِ بِشْرِ بنِ أَبِي خَازِمٍ (¬1): فَأَصْبَحْتَ كَالشَّقْرَاءِ لَمْ يَعْدُ شَرَّهَا ... سَنَابِكَ رِجْلَيْهَا وَعِرْضُكَ أَوْفَرُ وَهُوَ مَكْتُوْبٌ بِبَابِ الفَاءِ. ¬
الحريري في مقامَاتهِ: 14902 - وَاصبِر عَلَى خُلقِ مَن تُعاشِرُهُ ... وَدَاره فَاللَّبيبُ مَن دَارَى بَشَّارٌ: 14903 - وَاصِبر عَلَى كَلَبِ النَّوائبِ ... إِنَّمَا فرَجُ النَّوائبِ مثلُ حَلِّ عقَالِ المعتَمد عَلى اللَّه صَاحب المغرب: 14904 - وَاصِبر فَإِنَّكَ من قَومٍ أُولي جَلَدٍ ... إِذَا أصَابتهمُ مَكروُهَةٌ صَبَرُوا 14905 - وَاصبر فَمَا استَشفَعتَ في حَاجةٍ ... بشَافعٍ خَبر منَ الصَّبر 14906 - وَأَصُدُّ عَنكَ مَخَافةً من أَن يَرَى ... منكَ الصُّدُودَ فيَشتَفى مَنْ يشتَفي مِسكينُ الدَارميُّ: 14907 - وَأصدقُ النَّاسَ إِذَا حَدَّثتَهُم ... ودعَ الكِذبَ فَمن شاءَ كَذَب ابْنُ هَرْمَةَ: 14908 - وَأَصرِفُ عَن بَعض الميَاه مَطيتَّي ... إِذَا أَعجبت بَعضَ الرّجال المشَارِعُ 14909 - وَاصطبارِي عَلَى أَنَاتكَ تَحتَاجُ ... إِلَى عُدَّةٍ وَعُمرٍ طَويلِ ومن باب (وَأَصْعَبُ): وَأَصْعَبُ مَا يَلْقَى الفَتَى مِنْ زَمَانِهِ ... وَقَدْ حَالَ عَنْ طُرُقِ السُّعُوْدِ لِنَحْسِهِ إِقَامَتُهُ بِدَارِ مَنْ لَا يَوُدُّهُ ... وَصُحْبَتُهُ مَعْ غَيْرِ أَبْنَاءِ جِنْسِهِ قِيْلَ: وَضَرَبَ جَعْفَرُ بنُ يَحْيَى بن خَالِدٍ البَرْمَكِيِّ دَنَانِيْرَ لِلصِّلَةِ وَالعَطَايَا وَزْنُ كُلِّ ¬
دِيْنَارٍ مِنْهَا مِائَةُ دِيْنَارٍ وَدِيْنَارٌ وَاحِدٌ وَكَتَبَ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ وَهْوَ (¬1): وَأَصْفَرُ مِنْ ضَرْبِ دَارِ المُلُوْكِ ... يَلُوْحُ عَلَى وَجْهِهِ جَعْفَرُ يَزِيْدُ عَلَى مِائَةٍ وَاحِدًا ... إِذَا نَالَهُ مُعْسِرٌ يُوْسِرُ 14910 - وَأَصعَبُ مَطلُوبٍ يُرَامُ خُرُوجُهُ ... إِلَى الفعلِ مَا لَم يَنطَبع في الطَّبَائِع ابْنُ لَنْكَكَ: 14911 - وَأصْغَرُ عَيبٍ في زَمَانكَ أنَّهُ ... بهِ العلمُ جَهل والعَفَافُ فُسُوقُ بَعْدَهُ: وَكَيْفَ مُيَسَّرُ الحرِّ فِيْهِ بِمَطْلَبٍ ... وَمَا فِيْهِ شَيْءٌ بِالسُّرُوْرِ حَقِيْقُ أبُو عَبد اللَّه الحدادُ: 14912 - وَاصِل أَخاكَ وإِن أتَاكَ بمُنكَر ... فَخُلُوصُ شَيءٍ قَلَّمَا يُتمَكَّنُ بَعْدَهُ: وَلِكُلِّ حُسْنٍ آفَةٌ مَوْجُوْدَةٌ ... إِنَّ السِّرَاجَ عَلَى سَنَاهُ يُدَخِّنُ هُوَ عبدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بنِ أَحْمَدَ بن عُثْمَانَ المَعْرُوْفُ بِالحَدَّادِ. الأضَبطُ بنُ قُريعٍ: 14913 - وَاصِل حبَالَ البَعيدِ إِنْ وَصَل الحَـ ... ــبلَ وَأَقصِ القَريبَ إِن قَطَعَه المُتَلَمّسُ: 14914 - وَإِصلَاحُ القَليلِ يَزيدُ فيهِ ... وَلَا يَبقَى الكَثير عَلَى الفَساد ¬
كُثَيِرُ عزّةَ: 14915 - وَأَضحَت بأَعلَى شَاهقٍ مِن فؤَادِهِ ... فَلَا القَلبُ يَسلَاها ولَا العَينُ مَلَّتِ زُهُيرَ بنُ مَسعُود الضَّبُّي: 14916 - وَاضحَةُ الغُرَّةِ مَحبُوبَةٌ ... وَالفَرَسُ الصَّالحُ مَحبُوبُ يَصِفُ بِقَوْلِهِ هَذَا فَرَسًا. ومن باب (وَأَضْرِبُهُمْ) قَوْلُ قَيْسِ بنِ الخَطِيْمِ (¬1): وَأَضْرِبُهُمْ يومَ الحَدِيْقَةِ حَاسِرًا ... كَأَنَّ يَدِي بِالسَّيْفِ مِخْرَاقُ لَاعِبِ الأَبِيوَردِيُّ: 14917 - وَأَضرُّبهُم لكَ حينَ يُعضِلُ دَاؤُهُ ... بِالمَرءِ مَن هُو بالصَّدَاقةِ أَقدَمُ ابْنُ الحَجَّاج: 14918 - وَأَضيَعُ مَا يكُونُ الدَّينُ عندي ... إِذَا احتَاجَ الغَريمُ إِلَى يَمِيني قَبْلهُ: وَبَابٍ لِي عَلَيْهِ كُلُّ يَوْمٍ حُرُوْبٌ ... بَيْنَ أَصْحَابِ الدُّيُوْنِ شُيُوْخٌ كَالتُّيُوْسِ بِأَلْفِ قَرْنٍ ... إِذَا نَحْنُ اجْتَمَعْنَا يَنْطَحُونِي يَعَضُّوْبي فَأُشْتِمُهُمْ وَأَجْفُو ... عَلَيْهِمْ في الكلامِ فَيَشْتِمُوْنِي وَأَدْعُوْهُمْ إِلَى القَاضِي عَسَاهُمْ ... إِذَا وَقَعَ الجُحُوْدِ يُحَلِّفُوْنِي وَأَضْيَعُ مَا يكونُ الدَّيْنُ عِنْدِي. البَيْتُ وَكَأَنَّهُ تَضْمينٌ. ¬
ابْنُ جيَّا: 14919 - وَاضَيعَةَ العُمرِ لَا المَاضِي انتفَعتُ بِهِ ... وَلَا حَصَلتُ عَلَى علم مِن البَاقي أَبْيَاتُ شَرَفِ الكُتَّابِ بنُ جِيَّا البَغْدَادِيِّ وَتُرْوَى لِلْقَاضي ثقَةِ المُلْكِ بنِ جرَادَةَ: يَا صَاحِبَيَّ أَطِيْلَا في مُؤَاَنسَتِي ... وَنَاشِدَانِي بِخُلَّانٍ وَعُشَّاقِ وَحَدِّثَانِي حَدِيْثَ الخَيْفِ إِنَّ بِهِ ... رَوْحٌ لِقَلْبِي وَتَسْهِيْل لأَخْلَاقِي مَا ضَرَّ رِيْحُ الصِّبَا لَوْ نَفَسَتْ حُرَقِي ... وَاتَّقَدَتْ مُهْجَتِي مِنْ جَرِّ أَشْوَاقِي هَذَا العَنَاءُ الَّذِي لَوْ قَد شَعِرْتُ بِهِ ... أَشْفَقْتُ مِنْهُ وَمَاذَا قَدْرُ إِشْفَاقِي دَاءٌ تَقَادَمَ عِنْدِي مَنْ يُعَالِجُهُ ... وَنُفْثَةٌ بَلَغَتْ مِنِّي مَنِ الرَّاقِي مَضَى الزَّمَانُ وَمَالِي مُصرَّمَةٌ ... مِمَّنْ أُحِبُّ عَلَى مَطْلٍ وَإمْلَاقِ وَاضَيْعَةَ العُمْرِ لَا المَاضي انتفَعْتُ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنْ كَانَ بَاقِيهِ كَالمَاضي فَواأسَفَا ... وَأخَجْلتَا يَوْمَ لَفِّ السَّاقِ بِالسَّاق وَكَأَنَّ هَذَا البَيْتُ الآخر إلْحَاقٌ. وَعَلَى رَوِيّ هَذِهِ الأَبْيَاتِ لَمْ يُبْقِ فِيَّ هَوَى لَيْلَى. الأَبْيَاتُ وَهِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِهَا. وَكُلّهُمْ تَبعٌ لِتَأَبَّطَ شَرًّا في قَوْلِهِ (¬1): لتَقْرَعَنَّ عَلَيَّ السِّنَّ مِنْ نَدَمٍ ... إِذَا تَذَكَّرْتَ يَوْمًا بعضَ أَخْلَاقِي ومن باب (وَأَطْرَقَ) قَوْلُ عَمْرو بنِ شَاسٍ (¬2): وَأَطْرَقَ إِطْرَاقَ الشُّجَاعِ وَلَوْ يَرَى ... مَسَاغًا لِنَابِيَهِ الشُّجَاعِ لَقَدْ أَزَمْ يَقُوْلُ ذَلِكَ في وَلَدِهِ عِرَارٍ وَبَاقِي الأَبْيَاتِ مَكْتُوْبَةٌ بِمَا فِيْهَا مِنَ الحِكَايَةِ بِبَابِ: أَرَادَتْ عِرَارًا بِالهَوَانِ. المَتَنَبي: ¬
14920 - وَإِطَراقُ طَرفِ العَينِ لَيسَ بنَافعٍ ... إِذَا كَانَ طَرفُ القَلب ليسَ بمُطرقِ منصور الفقيه يَهجو: 14921 - وَأَطرَقَ لِلمسائِل أَي بأَنِّي ... وَمَا يَدري وَحقّك مَا طَحَاهَا قَبْلَهُ: وَقَالَ الطَّانزُونَ فتَى أَديبٌ ... فقَلَّبَ مُقْلَتَيْهِ لَهُمْ وَتَساهَا وَأطَرَقَ للمُسَائِل أَيْ بَأَنّي. البَيْتُ أبو محجَنٍ: 14922 - وَأَطعُنُ الطَّعنَةَ النَّجلاءَ قَد عَلمُوا ... وَأَكتم السِّر فيهِ ضَربَهُ العُنقا ابْنُ المَعتز في طفيلي: 14923 - وَأَطفَلُ حِينَ يُجفَى من ذُبَابٍ ... وَأَلزَمُ حِينَ يُدعَا من قُرَادِ المتنبي يخاطب سَيف الدَولة: 14924 - وَأَطمَعَ عَامرَ البُقيَا علَيهم ... ونَزَّقَهَا احتِمالُكَ وَالوَقَارُ ومن باب (وَأَظْرَفُ) قَوْلُ مُحَمَّدُ بن شِبْلٍ: وَأَظْرَفُ جُلَّاسِ المُدَامِ خَلَائِقًا ... ينعموك إِلَى جُلَّاسِهِ بِوقَارِ المتَنَبِي أَيْضًا: 14925 - وَأَظلَمُ أَهل الظُلم بَاتَ حَاسِدًا ... لِمَنْ بَاتَ في نَعمَائِهِ يتقَلَّبُ ¬
قال (¬1): أَرِسطاطَا لَيس أَقَبْحِ الظُلُمِ ... كُفْر عَبْدِكَ الَّذِي تُنْعِمُ عَلَيْهِ أَخَذَهُ المتَنَبِّيْ فَقال: وَأظَلُمْ أهَلِ الظُلُمِ. البَيْتُ. يُقَالُ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ لَهُ جَارٌ غني وَكَانَ ابن عَمّه فكَانَ الغَنيُّ كثيرَ الإحسَانِ إلى ابن عمّهِ الفقيرُ، وَكَانَ الفقير يَحسد الغَنيَّ، فجاءَهُ إبليْسُ لعَنُه اللَّهُ وَقال للفَقير: كَيْفَ حَالكَ معَ ابن عمك الغنِيِّ؟ قَال: أَحسده عَلى ثروته. فَقَال لَهُ: اتُريدُ أنْ أجعَلَك مُثِريًا مِثلَهُ؟ قَال: لَا، وَلَكِنْ أُريدُ أنْ تسلبَ ثروتَهُ ليَعُودَ فقيرًا مثلِيْ، وَإِنْ كَانَ لِي في مَالهِ نَفعٌ بَيّنٌ وَأفْقر بفقره. فقَال إبليس لأصحابِهِ مَنْ أَرَادَ أنْ يَرى مُن هُو شرٌّ منِّي فَلَيْنُظرُ إلى هَذَا الرُجْلُ وَأنشدَ: وَأَظلَمُ أَهْلَ الظلُمْ. البَيْتُ 14926 - وَاعَجَبًا لِلقُدود أَجورُهَا حُكـ ... ـــمًا عَلَى العَاشقينَ أَعدَلُها جَعفرُ بن شمس الخلافَةِ: 14927 - وَأَعجَبُ الأَمر أَنّي بالَّذِي ... فَعلُوا رَاضٍ وَكُلُّهُم جَانٍ وَغَضبَانُ 14928 - وَأَعجَبُ مَا فيكَ يَا سَيِّدِي ... مَلَاكٌ صَحيحٌ وَوُدٌّ عَلِيلُ قِبْلَهُ: اطَلتَ التَعتُّبَ يَا مُسْتَطِيْلُ ... وأَسْهرتَ لَيْلِي فَصَبْرٌ جَمِيْلُ وَقَدْ كُنْتُ أُخفْيكَ مِنْ عاذِلِي ... فَقَد عَرفَ العُذَرَ فِيكَ العَذُولُ وَأعجَبُ مَا فَيْكَ يَا سَيْدِيِّ. البَيْتُ 14929 - وَأَعجَبُ مَا لَاقَيتُ في الحُبِّ أَنَّهُ ... جَنَى وَصلهَا غَيري وَحُمّلتُ عَارهَا ¬
ومن باب (وَأَعْجَبُ) مَا أَنْشَدَ الرَّاغِبُ (¬1): وَأَعْجَبُ مِنْ جَفَائِكَ لِي وَصَبْرِي ... عَلَى طُوْلِ ارْتفَاعِكَ وَانْخِفَاضِي سُرُوْرِي أَنْ تَدُوْمَ لَكَ اللَّيَالِي ... بِمَا تَهْوَى كَأَنِّي عَنْكَ رَاضِي أبو يَعقُوبَ الحُزيميُّ: 14930 - وَأَعدَدتُه ذُخرًا لِكُلّ مُلمَّةٍ ... وسَهمُ الرَّزايَا بالذَخَائر مُولَعُ مَروانُ بنُ أبي حَفصةَ: 14931 - وَأعذر بفَضلكَ غَائبًا عَن خدمَة ... فَأَنَا المُحِبُّ خَدمتُ أَو لَم أَخدُم أبو تَمَّامٍ: 14932 - وَاعذر حَسودَكَ فِيمَا قَد خُصِصتَ بهِ ... إِنَّ العُلَى حَسنٌ في مثلهَا الحَسدُ قَيسُ بنُ ذَريحٍ: 14933 - وَأَعذُلُ فيهَا النَّفسَ إذ حيلَ دوُنهَا ... وتَأبى إليهَا النَّفسُ إِلَّا تَطلُّعَا حَمَّادُ بنُ رَبيعُ: 14934 - وَأَعرَضتُ عَن لَيلَى وَقُلتُ لصَاحبي ... سَوَاءٌ عَلينَا بُخلُ لَيلَى وجُودُهَا كُثيرِ عزّةَ: 14935 - وأَعرَضتُ عَمَّا تَعلَمِينَ وَزَاجرٌ ... مِنَ النَّفسِ خَيرٌ من عتَاب العَوَاذلِ ¬
أَبْيَاتُ كُثَيِّرٍ وَتُرْوَى لابْنِ الرُّوْمِيِّ: وَحَقُّكَ مَا طَرْفِي الكَلِيْلِ بِنَاظِرٍ ... سِوَاكَ وَلَا سَمعِي بِمُصْغٍ لِعَاذِلِ وَأَنِّي لَمُشْتَاقٌ إِلَيْكَ وَعَاتِبٌ ... عَلَيْكَ وَإِنْ خَابَتْ لَدَيْكَ وَسَائِلِي وَمَا أَرَدْتُ إِلَّا صَبَابَةً وَشَوْقًا ... وَإِنْ لَمْ أَحْظَ مِنْك بِطَائِلِ وَلَكِنِّي لَمَّا رَأَيْتُكِ خُنْتنِي ... وَأَسْعَفْتِ أَعْدَائِي بِطِيْبِ التَّوَاصُلِ صَرَفْتُ هَوَايَ عَنْكِ كَيْ لَا يَرَى ... العِدَى تَرَدُّدَ تِسْآلِي إِلَى غَيْرِ بَاذِلِ وَبِتُّ خَلِيًّا مِنْ هَوَاكِ مُمَتّعًا ... بِبُعْدِكِ وَاستَبْدَلْتُ حَقًّا بِبَاطِلِ وَأَعْرَضتُ عما تَعْلَمِيْنَ. البَيْتُ يَقُوْل مِنْهَا كُثَيِّرٌ: وَأَنْكَرْنَ جَارَاتِي خِضَابَ ذَوَائِبي ... هُنَّ بِهِ سَوَّدْنَ بِيْضَ الأَنَامِلِ فَوَاعَجَبًا مِنْهُنَّ أَنْكَرْنَ بَاطِلًا ... عَلَيَّ وَمَا يَخْلَبْنَ إِلَّا بِبَاطِلِ 14936 - وَأُعرضُ عَن أَشيَاءَ لَو شئتُ ... قُلتُها لم ابقِ للصُّلحِ مَوضِعَا بَعْدَهُ: لَئِنْ كَانَ عَوْدِي مِنْ نضَارٍ فَإِنَّنِي ... لأُكْرِمُهُ عن أَنْ يُخَالِطَ خَرْوَعَا اسْتَشْهَدَ بِهُمَا عُمَرُ بنُ العَاصِ حِيْنَ اجْتَمَعَ بَنُو أُمَيَّةَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ يَلُوْمُوْنَهُ فِيْهِ. ومن باب (وَأَعْرِضُ) إِنْشَادُ الأَصمَعِيِّ لِغُلَامٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ (¬1): وَأَعْرِضُ حَتَّى يَحْسَبَ النَّاسُ إِنَّمَا ... بِي الهَجْرُ لَا وَاللَّهِ مَا بِي لَكِ الهَجْرُ وَلَكِنْ أَرُوْضُ النَّفْسَ أَنْظُرُ هَلْ لَهَا ... إِذَا فَارَقْتُ يَوْمًا أَحِبّتهَا صَبْرُ وقول آخَر (¬2): ¬
وَأعرِضُ عَنْ ذِي المَالِ حَتَّى يُقَالَ لِي ... قَدْ أَحْدَثَ هَذَا جَفْوَةً وَتَعَظُّمَا وَمَا بِي جَفَاءٌ عَنْ صَدِيْقٍ وَلَا أَخٍ ... ولكنه خُلُقِي إِذَا كُنْتُ مُعْدَما وقول آخَر (¬1): وَأُعْرِضُ عَنْ مَطَاعِم قَدْ أَرَاهَا ... فَأَتْرُكُهَا وَفِي بَطْنِي انْطِوَاءُ فَلَا وَأَبِيْكَ مَا في العَيْشِ خَيرٌ ... وَلَا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الحَيَاءُ يَعِيْشُ المَرْءُ مَا اسْتَحَيى بِخَيْرٍ ... وَيَبْقَى العُوْدُ مَا بَقِيَ اللِّحُاءُ إِذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي ... وَلَمْ تَسْتَحِي فَافْعَلْ مَا تَشَاءُ وُكُلُّ شَدِيدَةٍ نَزَلَتْ بِقَوْمٍ ... سيَأتِي بَعْدَ شِدّتِهَا رَخَاءُ وَهُنَّ مِنْ أَبْيَاتِ الحَمَاسَةِ. محمد عَبد اللَّه الأَزدي: 14937 - وَاعرضُ عَن أَشيَاءَ لَو شئتُ ... نلتُها حَياءً إِذَا مَا كَانَ فيها تَقَاذُعُ 14938 - وَاعرضُ عَمَّا سَاءَهُ وَكَأَنَّمَا ... يُقَادُ إِلَى مَا سَاءَني بَدليل سَيفُ الدَّولة بن حَمدانَ: 14939 - وَأَعرَضَ لمَّا صَارَ قَلبي بكَفِّهِ ... فَأَلَّا جَفَاني حينَ كَانَ ليَ القَلبُ ومن باب (وَإِنَّ) قَوْل أَبِي تَمَّامٍ (¬1): وَإِنَّ أَوْلَى البَرَايَا أَنْ تُوَاسِيَهُ ... عِنْدَ السُّرُوْرِ لِمَنْ وَاسَاكَ في الحزْنِ إِنَّ الكِرَامَ إِذَا مَا أسهَلُوا ذَكَرُوا ... مَنْ كَانَ يَألَفهُمْ في المَنْزِل الخَشِنِ ¬
وقول الرَّضِيِّ المَوْسَوِيِّ (¬1): وَإِنَ بِذَاكَ الجزْعِ حَيًّا عَهِدْتُهُ ... بِالرَّغْمِ مِنِّي أَنْ يَطُوْل بِهِ عَهْدِي وَلَوْلَا تَدَاوِي القَلْبَ مِنْ أَلَمِ الجوَى ... بِذِكْرِ تَلَاقِينَا قَضيْتُ مِنَ الوَجْدِ وقول غَيْلَانَ بنِ سَلْمَةَ الثَّقْفِيِّ في الحَضِّ عَلَى السِّلْمِ وَتَرْكِ الحَرْبِ: وَإِنَّ بَعِيْرَ السِّلْمِ أَنَّى أَتَيْتهُ ... ذَلُوْلٌ وَإِنَّ الحَرْبَ صَعْبٌ بَعِيْرُهَا وقول مُحَمَّد بن شِبْلٍ: وَإِنَّ ثَنَاءَ المَرْءِ عُمْرٌ مُخَلَّدٌ ... وَعَيْشُ أمْرِئٍ بِالذّل مِيَتهُ الكُبْرَى وقول عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْد اللَّهِ بن طَاهِرٍ (¬2): وَإِنَّ ذَا السِّنِّ يَلْقَى حَتْفَهُ أَبَدًا ... مُمَثَّلًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِنَ الوَجَلِ وَذَا الشَّبَابُ لَهُ شَاءَ وَيُمَاطِلُهُ ... فَلَا يَزَالُ بَعِيْدَ الهَمِّ وَالأَمَلِ وقول آخَر (¬3): وَإِنَّ سَعِيْدَ الجدِّ مَنْ بَاتَ لَيْلَةً ... وَأَصْبَحَ لَمْ يُؤْبَنْ بِبَعْضِ الكَبَائِرِ وقول آخَر (¬4): وَإِنَّ سِيَادَةَ الأَقْوَامِ فَاعْلَمْ ... لَهَا صُعَدَاءُ مَسْلَكُهَا طَوِيْلُ وَقَوْلُ آخَر (¬5): وَإِنَّ كَبِيْرَ القَوْمِ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ ... صَغِيْرٌ إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ المَحَافِلُ وقول ابْنُ الرُّوْمِيِّ (¬6): ¬
وَإِنَّ كَرِيْهَ المَوْتِ حُلْوٌ مَذَاقُهُ ... إِذَا مَا مَزَجْنَاهُ بِطِيْبٍ مِنَ الذِّكْرِ وَمَا رُزِقَ الإِنْسَانُ مِثْلَ مَنِيَّةٍ ... أَرَاحَتْ مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ تُخْز في القَبْرِ وقول عَبْدِ اللَّهِ بنِ الحُرِّ (¬1): وَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَرْكَبِ الهَوْلَ لَا تَنَلْ ... مِنَ المَالِ مَا يَكْفِي الصَّدِيْقَ وَيَفْضُلُ أَعَشَى رَبيعةَ: 14940 - وَانَّ فؤادي بَينَ جَنبيَّ عَالمٌ ... بِمَا أَبصَرتَ عَيني وبمَا سَمعَت أُذني سُلَيمُ بنُ مُهاجرٍ: 14941 - وَإِنَّ قَليلًا يَسترُ الوَجهَ أَن يُرَى ... إِلَى النَّاسِ مَبذولًا لغَيرُ قَليلِ 14942 - وَإِنَّكَ إِن رَجعتَ إِلَى مَقَالي ... سَتَحمَدُ فيهِ عَاقبَةَ الأُمُور ومن باب (وَإِنَّكَ) قَوْلُ لقِيْطِ بنُ زُرَارَةَ (¬1): أَغَرَّكُمْ أَنِّي بِأَكْرَمِ شِيْمَةٍ ... رَفِيْقٌ وَأَنِّي بِالفَوَاحِشِ أَخْرَقُ وَإِنَّكَ قَدْ بَادَأتَنِي فَغَلَبْتَنِي ... هَنِيًّا مَرِيْئًا أَنْتَ بِالفحْشِ أَحْذَقُ وَقَوْلُ آخَر: وَإِنَّكَ إِذْ تَسْعَى إِلَيَّ مُسَامِيًا ... لَكَالكَلْبِ يا مَغْرُوْرُ إِذْ نَبَحَ لِلبَدْر وَقَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ (¬2): وَإِنَّكَ لَمْ تَقْطَعْ لَبَانَةَ عَاشِقٍ ... بِمِثْلِ غُدُوٍ أَوْ رَوَاحٍ مَأوَجِي وَقَوْلُ يَزِيْد بن الحَكَمِ: وَإِنَّكَ بِحِفْظِ حَدِيْثِكَ حَافِظٌ ... كَنَفْسِكَ فَاكْتُمْهُ إِذَا كُنْتَ كَاتِمَا ¬
وَقَوْلُ الرَّضِي المَوْسَوَيِّ (¬1): وَإِنَّكمْ مِنْ دُوْنِ أَهْلِي وَمَعْشرِي ... مَعَاشِرِي الأَدْنُوْنَ أُصْفِيْكُمْ ودّي خَلَصْتُمْ وَلَا الإِبْرِيْزُ ردَّدَ سَبْكُهُ ... فَشعْبَكُمُ شعْبِي وَوِرْدكُمْ وِرْدِي وَقَوْلُ آخَر (¬2): وَإِنَّكَ وَاسْتِبْضَاعَكَ الشِّعْرَ نَحْوَنَا ... كَمُسْتَبْضعٍ تَمْرًا إِلَى أَهْلِ خَيْبَرَا سَعِيدُ بنُ حُمَيدٍ: 14943 - وَإِنَّكَ كَالدُّنيَا تَذُمُّ صُرُوفَهَا ... وَنُوسعُهَا عتبًا ونَحنُ عَبيدُهَا 14944 - وَإِنَكُمُ لَو تَفضُونَ غيَابَكُم لَعزَّ ... عَلَى التَفتيش أَن تَجدُوا مثلي طَرفَةُ: 14945 - وَإِنَّ لِسَانَ المرءِ مَا لَم تَكُن ... لَهُ حَصَاةٌ عَلَى عَوراتهِ لدَليلُ علي بن الحَسنِ القُهستانيُّ: 14946 - وَإِنَّمَا العلمُ لأَربَابِه ... ولَايَةٌ لَيس لهَا عَزلُ قَبْلهُ: تَعَلَّم العِلْمَ فَمَا إِنْ عَلَا ... صَاحِبُهُ ضَنْكٌ وَلَا أَزلُ وَإِنَّمَا العِلْمُ لأَرْبَابِهِ. البَيْتُ 14947 - وَإِنَّمَا المَرءُ بأَصغَرَيهِ ... فيمَا لَهُ إِن قالَ أَو عَلَيهِ ¬
المُتَنَبِي: 14948 - وَإِنَّمَا النَّاسُ بالمُلُوكِ ولَا ... تُفلحُ عُربٌ مُلوُكهُا عَجمُ حَطَّانُ بنُ المُعَلَّى: 14949 - وَإِنَّمَا أَولَادُنَا بينَنَا ... أَكبَادنَا تَمشي عَلَى الأَرضِ محمد بنُ هَارُون الأكيمي: 14950 - وَإِنَّمَا عُمر الفَتَى كُلُّهُ ... كَأَنَّهُ طَارِقُ أَحلامِ ومن باب (وَإِنَّمَا) قَوْلُ المُتَنَبِّيِّ (¬1): وَإِنَّمَا نَحْنُ في خُلُقٍ سَوَاسِيَةٍ ... شَرّ عَلَى الحُرِّ مِنْ سُقْمٍ عَلَى بَدَنِ حَوْلي بِكُلِّ مَكَانٍ مِنْهُمُ خلقٌ ... تُخْطِي إِذَا جِئْتَ في اسْتِفْهَامِهِمْ بِمَنِ يَقُوْلُ: هَؤُلَاءِ لَا عُقُوْلَ لَهُمْ لأَنَّ مَنْ يُسْتَفْهَمُ بِهَا عَمَّنْ يَعْقِل فَلَوْ قُلْتُ لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ أَخْطَأْتَ وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ لَهُمْ مَا أَنتمْ لأَنَّ مَا اسْتِفْهَامُ بِهَا عما لَا يَعْقِلُ. وَلَمَّا قَالَ جَرِيْرٌ (¬2): يَا حَبَّذَا جَبَلَ الرَّيَّانِ مِنْ جَبَلٍ ... وَحَبَّذَا سَاكِنَ الرَّيَّانِ مَنْ كَانَا قَالَ لَهُ الفَرَزْدَقُ: وَلَوْ كَانَ سَاكِنُهُ القُرُوْدَ؟ فَقَالَ جَرِيْرٌ: لَوْ أَرَدْتُ هَذَا لَقُلْتُ مَا كَانَا وَلَمْ أَقُلْ مَنْ كَانَا. وقول البُسْتِيِّ أَبِي الفَتْحِ (¬3): وَإِنَّمَا العِلْمُ وَمَا دُوْنَهُ ... مِنَ الصِّنَاعَاتِ حَالَاتُ ¬
وقول عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ (¬1): وَإِنَّمَا المَرْءُ عَقْلُهُ فَإِذَا ... أَحْرَزَ عَقْلًا فَبَعْدَهُ أَدَبُه ابْنُ نَجدٍ: 14951 - وَإنَّ مُرُوري بالدِّيار الَّتي بها ... سُلَيمَى وَلَم ألمِم بها لَجَفَاءُ ومن باب (وَإِنَّ مِنْ) (¬1): وَإِنَّ مِنَ الإِخْوَانِ إِخْوَانُ كثْرَةٍ ... وَإِخْوَانُ حَيَّاكَ الإِلَهُ وَمَرْحَبَا وَإِخْوَانُ كَيْفَ الحَالُ وَالبَالُ كُلِّهِ ... وَذَلِكَ لَا يُسْوَى كُرَاعًا مُتَرَّبَا وقول آخَر (¬2): وَإِنَ مِنَ الإِخْوَانِ مَنْ تَشْحَطُ النَّوَى ... بِهِ وَهُوَ رَاعٍ لِلإِخَاءِ أَمِيْنُ وَمِنْهُمْ كَعَبْدِ السُّوْءِ أَمَّا لِقَاؤُهُ ... فَحُلْوٌ وَأَمَّا غَيْبُهُ فَظَنِيْنُ 14952 - وَإِنَّ من غَايةِ حِرص الفَتَى ... طِلَابُهُ المَعروُفَ من باهِلَهِ بَعْدَهُ: كَرِيْمُهُمْ وَغْدٌ وَمَوْلُوْدُهُمْ ... تَلْعَنَهُ مِنْ قُبْحِهِ القَابِلَه الأشجعُ السلَميّ: 14953 - وَإنَّ وُجُودَ الجوُد في كُلِّ بَلدةٍ ... إِذَا لم يَكُن يَحيَى بها الغَريبُ 14954 - وَإِنَّ وَطاءَ العَجز يُورثُ خَلَّةً ... وَيُصلِدُ مَا أَروى الأَكُفُّ القَوادِحُ ¬
حسَّانُ بن ثابتٍ: 14955 - وَإِنّي إِذَا مَا قُلتُ قولًا فَعَلتُهُ ... وَأعرضُ عمَّا ليسَ قَلبي بفَاعِل بَرذعُ بنُ عيسى الأوسيُّ: 14956 - وَإنّي بحَمدِ اللَّهِ لَا ثَوبَ فَاجرٍ ... لبستُ ولَا من غَدرَة أتَقنَّعُ قبله (¬1): وَأَجْعَلُ مَالِي دُوْنَ عِرْضِي إِنَّهُ ... عَلَى الوَجْدِ وَالإعْدَامِ عِرْضي مُمَنَّعُ وَأَصْبِرُ نَفْسِي في الكَرِيْهَةِ إِنَّهُ ... لِذِي كُلِّ جَنْبٍ مُسْتَقَرٌّ وَمَصْرَعُ وَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ لَا ثَوْبَ فَاجِرٍ. البَيْتُ 14957 - وَإِنّي بنَارٍ أُوقدَت عندَ ذي الحِمَى ... عَلَى مَا بعَيني مِن قَذًى لَبَصِيرُ الطِرِمَّاحُ: 14958 - وَإِنّي شَقيٌّ باللِّئَام وَلَا تَرى ... شَقيًّا بِهم إِلَّا كَرِيم الشمائِل أبُو فراسٍ: 14959 - وَإني عَلَى الحَالينِ في السُّخطِ وَالرّضَا ... مقُيم عَلَى مَا كَان يُعرَفُ من وُدِّي قَبْلهُ: وَلَمَّا تَخَيَّرْتُ الأَخِلَّاءِ لَمْ أَجَدْ ... صَبُوْرًا عَلَى حِفْظِ المَوَدَّةِ وَالعَهْدِ سَلِيْمًا عَلَى طَيِّ الزمانِ وَنَشْرِهِ ... أَمِيْنًا عَلَى النَّجْوَى صَحِيْحًا عَلَى البُعْدِ فَلَمَّا أَسَاءَ الظَّنَّ بِي مَنْ جَعَلْتهُ ... وَإِيَّايَ مِثْلَ الكَفِّ نِيْطَتْ إِلَى الزّنْدِ ¬
حَمَلْتُ عَلَى ظَنِّي بِهِ سُوْءَ ظَنِّهِ ... وَأَيْقَنْتُ أَنِّي في الرَّفَا أُمَّةً وَحْدِي وَإِنِّي عَلَى الحَالَيْنِ في السُّخْطِ وَالرِّضَا. البَيْتُ ومن باب (وَإِنِّي) قَوْلُ أَبِي المُرَجَّا عِيْسَى بن مُوْسَى بن بَرَاءَةَ العَنْزِيِّ البَطَائِحِيِّ المَعْرُوْفِ بِالصَّارِمِ: وَإِنِّي غَيْرُ مُعْتَذِرٍ بِعُذْرٍ ... إِذَا مَا عُدَّ فَضْلِي مِنْ ذُنُوْبِي الحَكمُ بنُ عَبْدلٍ: 14960 - وَاعسِرُ أَحَيانًا فتَشتَدُّ عُسرَتي ... وَأُدركُ مَيسورَ الغنَى وَمَعي عرضي يُقَالُ إِنَّ هَذَا أَكْرَمُ بَيْتٍ قَالَتِ العَرَبُ. وَيُرْوَى لِطَرْفَةَ. أبو نصر الزَّوَزني: 14961 - وَأَعشَقُ كَحلاءَ المحَاجر خلقةً ... لئلَّا يُرَى في عَينهَا منَّةُ الكُحلِ 14962 - وَأَعظَمُ آفاتِ الرّجَالِ ثقَاتُها ... وَأَهوَنُ مَن عَادَيتَهُ مَن يُحارِبُ 14963 - وَأَعظِمُ العَيبِ بَعدَ الشّركِ نَعلَمُهُ ... في كُلّ نفسٍ عَمَاهَا عن مسَاويهَا 14964 - وَأَعظمُ مَا أُلاقي مِنكَ أنّي ... أَدُومُ عَلَى الوَفاءِ وَلَيسَ تَدري أبو الفَتح البُسْتيّ: 14965 - وَأَعظَمُ مِن قَطع اليَدينِ عَلَى الفَتَى ... صَنعَةُ برٍّ نَالهَا من يَدَي دَني ومن باب (وَأَعْلَمُ) قَوْلُ عَبْدُ الصَّمَدِ بن المُعَذَّلِ (¬1): [من المتقارب] سَأَقْنِي العَفَافَ وَأَرْضَى الكَفَافَ ... وَلَيْسَ غِنَى النَّفْسِ جَوْزُ الجزِيْلِ ¬
وَلَاَ أَتَصدَّى لِشُكْرِ الجَوَادِ ... وَلَا أَسْتَعِدُّ لِذَمِّ البَخِيْلِ وَأَعْلَمُ أَنَّ بَنَاتَ الرَّجَاءِ ... تُحِلُّ العَزِيْزَ مَحَلَّ الذَّلِيْلِ وَإِنْ لَيْسَ مُسْتَغْنِيًا بَالكَثِيْرِ ... مَنْ لَيْسَ مُسْتَغْنِيًا بِالقَلِيْلِ لَهُ أيضًا: 14966 - وَأَعلَمُ أَنَّ وَصلكِ لَا يُرجَّى ... وَلَكِن لَا أَقلَّ منَ التَّمَنِّي قَبْلهُ: أُعَلِّلُ بالمُنَى نَفْسِي لَعَلِّي ... أُرَوِّحُ بِالأَمَانِي الهَمَّ عَنِّي وَأَعْلَمُ أَنَّ وَصْلَكَ لَا يُرَجَّى. البَيْتُ مَعنُ بنُ أَوسٍ: 14967 - وَأَعلَمُ أَنِّي لَم تُصبنِي مُصيبَةٌ ... منَ الدَّهر إِلَّا قَد أَصَابت فتًى قَبلي عَبدُ قَيس بنُ خفَافٍ: 14968 - وَأعلَم بأَنَّ الضَّيفَ مُخبرُ أَهلِهِ ... بمَيتِ لَيلَتِهِ وَإِن لَم يُسأَلِ البُحتُرِيُ: 14969 - وَأعلَم بأَنَّ الغَيثَ لَيسَ بنَافعٍ ... مَا لَم يَكُن للنَّاسِ في إِبَّانِهِ أبو الفتح البُستي: 14970 - وَاعلَم بأنَّ الغَيمَ يُمتِعُ طَلُّهُ ... ان لَم يَجُد بغيَاثِ وَبلٍ صَيِّبِ ابْنُ الرُّوميّ: ¬
14971 - وَأعلَم بأنَّ النَّاسَ مِن طِينَةٍ ... يَصدُقُ في الثّلبِ لَها الثَّالِبُ الحريري في مَقامَاتهِ: 14972 - وَأعلَم بأَنَّكَ إن طلَبـ ... ــتَ مُهَذّبًا رمتَ الشَّطَط أبُو الفَتح البُستيُّ: 14973 - وَأعلَم بأنَّكَ إن مَنَنتَ بنعمَةٍ ... رَنَّقتهَا وَسَلبتَهَا رَيعَانَهَا 14974 - وَأعلَم بأنَّكَ مَا أَسدَيتَ من حَسَنٍ ... إليَّ أَو سَيِّئ وَفَّيتُكَ الثَمنَا شُرَيحُ: 14975 - وَأعلَم بأنكَ مَا فَعلتَ فنَفسُهُ ... مَع مَا تُجرَّعُهُ أعَزُّ الأَنفُسِ يقول مِنْهَا: فَلْيَأتِيَنَّكَ عَامِدًا بِصَحِيْفَةٍ ... نَكْرَاءَ مِثْلَ صحِيْفَةِ المُتَلَمِّسِ طرفة، ويروى للهيثم بن الأسود: 14976 - وَأعلَمُ عِلمًا ليسَ بالظَنّ إنه ... إِذَا ذَلَّ مَولَى المَرءِ فَهوَ ذَليلُ هَذَا البَيْتُ يُرْوَى لِطَرْفَة وَيُرْوَى لِلِهَيْثَمِ بن الأَسْوَدِ النَّحْعِيّ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: قُلْتُ لِلِهَيْثَمِ أَيُّ الثَّلَاثَةِ أَشْعَرُ مِنْكَ وَمِنَ الأَعْوَرِ الشّنِيِّ وَمِنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بنُ حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ حَيْثُ يَقُوْلُ (¬1): وَأَعْلَمُ عِلْمًا لَيْسَ بِالظَّنِّ أَنَّهُ ... إِذَا ذلَّ مَوْلَى المَرْءِ فَهُوَ ذَلِيْلُ ¬
وَإِنَّ لِسَانَ المَرْءِ. البَيْتُ. أَمِ الأَعْوَرُ الشّنِيُّ حَيْثُ يَقُوْلُ (¬1): لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنصْفٌ لِسَانُهُ ... فلم يَبْقَ إِلَّا صوْرَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ وَكَائِن تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجَبٍ ... زِيَادَتهُ أَوْ نَقْصهُ في التَّكَلُّمِ أَمْ عَبْدُ الرَّحْمَانِ بنُ حَسَّان حَيْثُ يَقُوْل: تَرَى المَرْءَ مَخْلُوْقًا وَلِلْعَيْنِ حَظُّهَا ... وَلَستَ بِأَحْنَاءِ الأُمُوْرِ بِخَابِرِ وَذاَكَ كَمَاءِ البَحْرِ لستَ تُسِيْغُهُ ... وَيُعْجَبُ مِنْهُ سَاحِرًا كُلُّ نَاظِرِ فَقَالَ لِي الهَيْثَمُ: هَيْهَاتَ أَشْعَرُنَا الأَعْوَرُ الشّنِيُّ. أَبْيَاتُ طرَفَةَ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا (¬2): لِهِنْدٍ بِحَزَّانَ الشَّرِيْفِ طُلُوْلُ ... تَلُوْحُ وَبَاقِي رَسْمِهنَّ محِيْلُ حَزَّانُ جَمْعُ حَزُنٍ وَالشَّرِيْفُ جَبَلٌ. يَقُوْلُ مِنْهَا: وَأَعْلَمُ عِلْمًا لَيْسَ بِالظَّنِّ إِنَّهُ ... إِذَا ذَلَّ مَوْلَى المَرْءِ فَهْوَ ذَلِيْلُ وَإِنَّ لِسَانَ المَرْءِ مَا لَمْ تَكُنْ لَهُ ... حَصَاةٌ عَلَى عَوْرَاتِهِ لَدَلِيْلُ حصَاةٌ شِدَّهُ عَقْلٍ. يُقَالُ: رَجُلٍ ذُو حَصَاةٍ وَإِصَاةٍ إِذَا كَانَ متَمَاسِكًا قَلِيْلَ الغَلَطِ وَالسَّقْطَ في كَلَامِهِ. وَإِنَّ أَمْرأً لَمْ يَعْفِ يَوْمًا فُكَاهَةً ... لِمَنْ لَمْ يُرِدْ سُوْءًا بِهِ لَجَهُوْلُ الفُكَاهَةُ: المزَاحُ. يَقُوْلُ: يَنْبَغِي العَفْوَ عَنِ المُزَاحِ. تَعَارَف أَرْوَاحُ الرِّجَال إِذَا الْتَقُوا ... فَمِنْهُمْ عَدُوٌّ يُتَّقَى وَخَلِيْلُ يَقُوْلُ: تَعْرِفُ عَدُوَّكَ وَصَدِيْقَكَ مِنْ نَظَرِهِ وَكَلَامِهِ وَوَجْهِهِ وَحَرَكَاتِهِ. إِذَا قُلْتُ فَاعْلَمْ مَا تَقُوْلُ وَلَا تَقُلْ ... وَأَنْتَ عَمٍ لَمْ تَدْرِ كَيْفَ تَقُوْلُ ¬
زُهيرُ بن سُلُمَى: 14977 - وَأعلَمُ مَا في اليَوم وَالأَمسِ قَبلَهُ ... ولَكنَّني عَن علم مَا في غَدٍ عَمي إبراهيم بنُ العّباس الصوليُّ: 14978 - وَأعلَمُ مَا لي عندَكُم فَيميلُ بي ... هَوَاىَ إِلى جَهلٍ فَأُقصِرُ عَن عِلمي 14979 - وَأَغببتُ الزيَارةَ لَا مَلَالًا ... ولَكِن مِن مُحَاذرَة المَلَالِ توبَةَ بنُ الحُميرِ: 14980 - وَاُغْبَطُ مِنْ لَيْلَى بمَالَا أنَالهُ ... أَلا كُلُّ مَا قَّرتْ بهِ العَينُ صَالحُ يقول مِنْهَا: فَهَل تَبْكِيْنَ لَيْلَى إِذَا مُتُّ قَبْلَهَا ... وَقَامَ عَلَى قَبْرِي النِّسَاءُ النَّوَائِحُ كَمَا لَوْ أَصابَ المَوْتُ لَيْلَى بَكِيْتُهَا ... وَجَادَ لَهَا دَمْعٌ مِنَ العَيْنِ سَامِحُ وَلَوْ أَنَّ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ سَلَّمَتْ ... عَلَيَّ وَدُوْني جَنْدَلٌ وَصَفَائِحُ لَسَلَّمْتُ تَسلِيْمَ البَشَاشَةِ أو زَقَا ... إِلَيْهَا صَدًى مِنْ جَانِبِ القَبْرِ صَائِحُ وَقَدْ تَقَدَّمَتِ الحِكَايَةُ. سَعيدُ بنُ حُميدٍ: 14981 - وَاغْتفرْ قِلَّةَ الَهديّةِ مِنّيْ ... إِنَّ جُهْدَ المُقِلّ غَيرُ قَلِيْلِ حَاتمٌ الطائي: 14982 - وَأَغْفُر عَوراءَ الكَريْم ادّخَارْهُ ... وأعرْضُ عَنْ شَتْم الَّلئيم تَكرّما ¬
أبُو زُبيدٍ الطائي: 14983 - وَأغمِضُ للْصَّدِيق عَن المَسَاوِي ... مَخَافةَ أَنْ أعيشَ بلَا صَدْيقِ قَوْلُ أَبِي زُبيْدٍ الطَّائِيِّ وَيُرْوَى لِعَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ: وَأُغْمِضُ لِلصَّدِيْقِ عَنِ المسَاوِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِنْ أَلْفَيْتَنِي حُرًّا مُطَاعًا ... فَإِنَّكَ وَاجِدِي عَبْدَ الصَّدِيْقِ وَهَذَا اجْتِمَاعُ القَافِيَتَيْنِ في القَصِيْدَةِ الوَاحِدَةِ لِضرُوْرَةِ الشِّعْرِ وَلَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ تكونَ إِحْدَاهُمَا نَكِرَةً وَالأُخْرَى مَعْرِفَةً كَمَا قَالَ: بِلَا صَدِيْقِ. وَعَبْدُ الصَّدِيْقِ. وَمِثْلُهُ قَوْلُ بَشَّارٍ وَذَلِكَ وَأَمْثَالَهُ لِضُرُوْرَةِ الشِّعْرِ (¬1). يُعَنِّفُنِي في حُبِّ عَبْدَةَ مَعْشَرٌ ... قُلُوْبُهُمُ فِيْهَا مُخَالِفَةٌ قَلْبِي وَمَا تُبْصِرُ العَيْنَانِ في مَوْضِعِ الهَوَى ... وَلَا تَسْمَعُ الآذَانُ إِلَّا مِنَ القَلْبِ ابْنُ حَيُوسٍ: 14984 - وَأَفْخَرُ مَا تَسربَلُهُ كَرِيمٌ ... ثَنَاءٌ سارَ عَنْ مَجْدٍ أَقامَا قَبْلهُ: يَمْدَحُ الوَزِيْرَ البَازُوْرِيَّ (¬1): لَقَدْ وَطَّدْتَ بِالآرَاءِ أَمْرًا ... لِغَيْرِكَ مَا اسْتَقَادَ وَلَا اسْتَقَامَا عُقُوْدًا بِالتُّقَى وَالعَدْلِ شُدَّتْ ... أَطَعْتَ اللَّهَ فِيْهَا وَالإِمَامَا فَمَا يَخْشَى الوَليُّ لَهَا انْفِصَالًا ... وَلَا يَرْجُو العَدُوُّ لَهَا انْفِصَامَا وَأَفْخَرُ مَا تَسَرْبَلَهُ كَرِيْمٌ. البَيْتُ ¬
أبو الجَوَائز: 14985 - وَافرُ العِلْم ظَاهِرُ الْسّم وَافي الْـ ... حِلْمِ عَذْبُ الخِلَالِ حُرُّ السَّجايَا 14986 - وَأفْردّتُ سَهْمًا في الكِنَانَةِ وَاحِدًا ... سَيُرمَى بِه أَو يَكْسَّر السَّهم كَاسِرُهُ لَمَّا أَتَى مُعَاوِيَةَ نَعيُّ زِيَادٍ مُتَمَثِّلا: وَأُفْرِدْتُ سَهْمًا في الكَنَانَةِ وَاحِدًا. البَيْتُ ابْنُ المُعتز: 14987 - وَأَفردَنِى مِنَ الإِخْوانِ عَلِمْي بِهْم ... فَبقِيْتُ مَهجُورَ النَّواحِي إبراهيم الغَزّي: 14988 - وَاَفْضَحُ يَوَمَ أَمْدَحُ مُسْتَعِيْرًا ... وَعَيبُ السَّيْفِ يَظهرُ بالصِّقَالِ إبراهيم بن حسانَ الحضرمي: 14989 - وَأفَضْلُ قسْم اللَّهِ للْمرْءِ عَقْلُهُ ... فَليْسَ مِنَ الخَيْراتِ شَئٌ يُقَارِبُه هَذَا البَيْتُ وَإِخْوَانُهُ مِنْ قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ قَدْ كُتِبَتْ في مُخَرَّجَةٍ قَائِمَةٍ مُفْرَدَةٍ بِبَابِ: إِذَا كَملَ الرَّحْمَنُ لِلمَرْءِ عَقْلهُ. عبدُ اللَّه بن العَباس الصولي: 14990 - وأفضْلُ مَاَ يَأْتيِه ذُو الفَضْلِ وَالحجِى ... أصَابَةُ شُكْرٍ لم يَضِعْ مَعُه أَجرُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن يَحْيَى بن عَبْدِ اللَّهِ الصُّوْليِّ حَدَّثَنِي أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّد بن السَّخِيِّ قَالَ حَدَّثنِي الحَسَنُ بن عَبْدِ اللَّهِ الصُّوْليِّ قَالَ سَمِعْتُ عَمِّي إِبْرَاهِيْمَ وَذَكَرَ أَخَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بنِ العَبَّاسِ وَكَانَ أَكْبَرُ مِنْ إِبْرَاهِيْم قَالَ: مَا تَعَلَّمْتُ بَيْتًا إِلَّا مِنْ فِيْهِ وَلَا رَأَيْتُ ¬
مِثْلُهُ قَطُّ ولَقَدْ سَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ جُيْرَانِه كتَابًا إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ فَقَالَ ادْعُ لَهُ فَدَعَوْتُ ثُمَّ قَالَ اكتُبْ فُلَانٌ أَعَزَّكَ اللَّهُ مِمَّنْ يَزْكُو شكْرهُ وَيَحْسُنَ ذِكْرُهُ وَيَعْنِيني أَمْرُهُ وَالصَّنِيْعَةُ عِنْدَهُ وَاحِدَةٌ مَوْضِعَهَا وَسَالِكَةٌ بِهِ طَرِيْقهَا. وَأَفْضَلُ مَا يَأْتِيْهِ ذُو الفَضْلِ وَالحجَى. البَيْتُ سَابقٌ البَربَريُّ: 14991 - وَأَفضْلُ منْ شَاورتَ في كُلّ مُشْكِلٍ ... منَ الأَمْر ذُو اللبّ النّصْيح المُواطِنُ 14992 - وَأَفضْلُ مِنْ نَيْلِ الوزارة للفَتَى ... حَيَاةٌ تُرِيْهِ مَصْرَعَ الوزرَاءِ ابْنُ شرفٍ القَيَرواني: 14993 - وَأَفقَدُ مَا طلَبتُ فَلَم أَجِدْهُ ... صَدِيْقٌ في مَودَّتهِ صَدُوْقُ قَبْلهُ: لَقَدْ أَنْفَذْتَ مِنْ جِلْدِي دُرُوْعًا ... زَرَيْنَ عَلَى الَّتِي نَسَجَتْ سَلُوْقُ وَصَبْرًا لَوْ تَجَسَّمَ لِي مِجَنًّا ... كَفَانِي مَا رَمَتْهُ المَنْجَنِيْقُ يقول مِنْهَا: وَأَفْقُدُ مَنْ طَلَبْتُ وَلَمْ أَجِدْهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَأَصْبَحَ وَهُوَ لِلعَنْقَاءِ ثَانٍ ... وَثَاوٍ وَحَيْثُ فَرَّخَتِ الأُنُوْقُ صَحَبْتُ بِهَذِهِ الدُّنْيَا رِجَالًا ... إِذَا اعْتَبَرُوا فَغَدْرهُمُ وَثِيْقُ ولَمْ أَصْحَبْهُمُ وُدًّا وَلَكِنْ ... كَمَا جَمَعَ العدُوَّيْنِ الطَّرِيْقُ 14994 - وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَهُ ... وَافقَهُ فأَعْتَقَه ¬
14995 - وَأقبحُ شيءٍ أَن يَرَى المرْءُ نَفْسهُ ... رَفيعًا مِنَ العَاليَن وَهْو وَضِيعُ ومن باب (وَأَقْبَحُ) قَوْلُ القَائِلِ: وَأَقْبَحُ مِمَّا بِي وُقُوْفِي مُؤَمِّلًا ... نَوَالَ فَتًى مِثْلِي وَأَيْنَ فَتًى مِثْلِي وقول القَاضِي الجُرْجَانِيِّ (¬1): وَأَقْبِضُ خَطْوِي عَنْ فُصُوْلٍ كَثِيْرَةٍ ... إِذَا لَمْ أَنَلْهَا وَافِرَ العِرْضِ مُكَرَمَا وقول دِيْكِ الجّنِّ (¬2): وَأَقْتَحِمُ الكَتِيْبَةِ لَا أُبَالِي ... إِذَا نزلتْ بِمَا نزلَ القَضَاءُ وقول ابنِ هِنْدُو (¬3): [من الوافر] وَإِقْرَارُ المُقِرِّ بِمَا جَنَاهُ ... أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَزِّ الوِدَاجِ وقول أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن أَحْمَدَ الهَرَوِيِّ الجُرْجَانِيِّ الجَوْهَرِيِّ يُخَاطِبُ الصَّاحِبَ ابنَ عَبَّادٍ (¬4): قَدِرْتَ عَلَى قَتْلِي بِعَدْلِكَ فَاقْتَصِدْ ... وَكُنْتَ عَلَى قَتْلِي بِسَيْفِكَ أَقْدَرَا وَأُقْسِمُ لَوْ رَوَّيْتَ سَيْفِكَ مِنْ دَمِي ... لأَوْرَقَ بِالوِدِّ الصَّحِيْحِ وَأَثْمَرَا وقول الأَخْطَلِ يَهْجُو (¬5): وَأَقْسَمَ المَجْدُ حَقًّا لَا يُحَالِفُهُمْ ... حَتَّى يُحَالِفَ بَطْنَ الرَّاحَةِ الشَّعْرُ وقول الحَكَمِ بن عَبْدَلِ (¬6): ¬
وَأَقْضي عَلَى نَفْسِي إِذَا نَابَنِي ... وَفِي النَّاسِ مِنْ يُقْضَى عَلَيْهِ ولا يَقْضِي وقول القيْنيِّ في طَاهرِ بن الحُسَيْنِ (¬1): وَأَقْضيَةُ اللَّهِ مَحْتُوْمَةٌ ... وَأَنْتَ مُنَفِّذُ أَقْدَارِهَا وقول آخَر يَهْجُو (¬2): وَأقْطُفُ مِنْ فُرَيْخِ الدُّرِّ مَشْيًا ... وَأَقْصَرُ قَامَةً مِنْ زَبِّ نَمْلَه وقول ذِي الرُّمَّة (¬3): وَأَقْفرُ عَهْدَ الدَّارِ مِنْ أُمِّ سَالِمٍ ... وَأَقْصُرُ عَنْ طُوْلِ التَّقَاضي غَريْمُهَا وقول الحَلَّاجُ الذُّهْلِيِ: وَأَقوَامٍ ذَوِي ضَغْنٍ تَمَنُّوا ... مُنًى مِنْ دُوْنهَا خَرْطُ العتَادِ مَدَدْتُ لهُمْ عِنَانَ الشَّرِّ حَتَّى ... جَهَدْتُهُمُ وَمَا بَلَغُوا اجْتِهَادِي 14996 - وَأَقْتَلُ النَّاسِ لأعْدَاءِ مَنْ نَطقَتْ ... آراؤُهُ وَتَراهُ العَيُنُ سكّيتَا 14997 - وَأَقدْمَ ما لَم يَجِدْ عَنْهُ مَذْهبًا ... ومن لم يَجِدُ مَنْجَا مِنَ الخَوفِ أقدَما البُحتُريُّ: 14998 - وَأَقرَبُ مَا يَكُوْنُ النُجْحُ يومًا ... إِذَا شَفِعَ الوجَيْهُ إلى الجوَادِ 14999 - وَأَقوْى الهَوَى هزًا إِذَا مَا تقرَّبَتْ ... مَنازِلُ مَنْ أهْوَى وَعزَّ لقاءُ الرّضيُّ المُوسَوِيُّ: 15000 - وَأَكبَر آمالي مِنَ الدَّهْرِ أَنّني ... أَبيتُ خَليًا لَا سُرورًا وَلَا همَّا ¬
ومن باب (وَأَكْبَرُ) (¬1): وَأَكْبَرُ ذِخْرِي حُسْنِ رَأْيِكَ إِنَّهُ ... طَرِيْفِي الَّذِي آوِي إِلَيْهِ وَتَالِدِي ومن باب (وَأَكْتُمُ) قَوْلُ كُثَيِّرٍ (¬2): وَأَكْتُمُ نَفْسِي بعضَ سِرِّي تَكَرُّمًا ... إِذَا مَا أَضَاعَ السّرُّ في الناسِ حَامِلُهُ ومن باب (وَأكْثَرُ) قولُ البُحْتُرِيِّ (¬3): وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّكَ المَرْءُ لَمْ تَكُنْ ... تُحَلِّلُ بِالظَّنِّ الذِّمَامَ المُحَرَّمَا وقول العَبَّاسِ بنِ الأَحْنَفِ (¬4): وَأُكْثِرُ فِيْهُمْ ضَحِكِي لأُخْفِي ... فَطَرْفِي ضاحِكٌ وَالقَلْبُ بَاكي وقول آخَر (¬5): وَأَكْثَرُ مَا أَلْقَى الصَّدِيْقَ بِمَرْحَبٍ ... وذاك لَا يُغْنِي الصَّدِيْقَ وَلَا يُرْضِي وقول الآخَر: وَأَكْثَرُ مَنْ تَلْقَى إِذَا بَلَوْتَهُ ... مَتَى عَزَّ مَطْلُوْبًا فَقَدْ ذَلَّ طَالِبَا يَقُوْلُ بِقَدْرِ مَا يَكُوْنُ عِنْدَ الرَّجُلِ مِنَ التَّكَبُّرِ وَالتَّعَزُّزِ إِذَا طُلِبَتْ إِلَيْهِ الحَاجَةُ فَكَذَلِكَ يَكُوْنُ تَذَلُّلُهُ عِنْدَ طَلَبِهِ الحَاجَةَ لِنَفْسِهِ وَهُوَ مَعْنًى لَطِيْفٌ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِكِثْرَةِ التَّجَارِبِ لِلنَّاسِ في غِنَاهِمْ وَفَقْرِهِمْ فَبِقَدَرِ تَكَبُّرِهِمْ في الغِنَى يَكُوْنُ تَذَلُّلُهُمْ في الفَقْرِ وَالفَاقَةِ. الوَزيرُ الطُغرائيّ: 15001 - وَأَكبَرُ عَيْبٍ في اللَّيالي حُؤوُلها ... سريعًا وَإن كَانتْ كثيرًا عيْوبُهَا ¬
المُتَنَبِي: 15002 - وَأُكْبِر نَفْسِي عَنْ جَزَاءً بغِيْبَةٍ ... وكُل اغتَيابٍ جُهْدُ مَن مَالَهُ جُهْدُ 15003 - وَأكْثَرُ آمالِ النُّفُوسِ كوَاذِبٌ ... وَأَكثَرُ آفَاتِ الملُوكِ عَبِيْدُهَا 15004 - وَأَكْثَرُ فتْيانِ الزَّمانِ أراذِلٌ ... مَوازينُهم في السَّرْوِ غَيرُ ثِقَالِ مُسلم بنُ الوَليدِ: 15005 - وَأَكْثَرُ مَا تَلقى الأَماني كَوَاذِبًا ... فَإِن صَدقَتْ جَازت بَصاحِبهَا القَدَرا الرَّضِيّ الموسَويُّ: 15006 - وَأَكْثَرُ مَنْ تلقَاهُ كالسَّيْفِ ... مُرْهفا عَليكَ وإن ربتَهُ كَانَ نَابيَا الصّابيءُ: 15007 - وَأَكثَر مَن تَلْقَى مِن النَّاسِ مُولَعٌ ... بذَمّ الذَّيْ في سَعيْهِ لَا يُوفّقُ الرَّضِيُّ المُوسَوي: 15008 - وَأَكْثَرُ مَنْ شَاورتَهُ غَيرُ حَازْمٍ ... وَأَكَثَرُ مَنَ صَاحَبْتَ غَيرُ المُوافِق بَعْدَهُ: إِذَا أَنْتَ فتَشْتَ القُلُوْبَ وَجَدْتهَا ... قُلُوْبَ الأَعَادِي في جُسُوْمِ الأَصَادِقِ أُغَالِطُ نَفْسِي بَعْدَ مَرْأَى وَمَسْمَعٍ ... وَلَا أَنْظُرُ الدُّنْيَا بِعَيْنِ الحَقَائِقِ تُعَيِّرُني شَيْبي كَأَنِّي ابْتَدَعْتهُ ... وَمَنْ لِي أَنْ يَبقى بيَاضُ المَفَارِقِ إِذَا شِئْتَ أَنْ لَا تَعْدِمِ الغَمَّ فَاغْتَرِبْ ... وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَلْقَى الحِمَامَ فَفَارِقِ لبيدُ بنُ رَبيعةَ: ¬
15009 - وَأْكْذِبِ النَّفسَّ إِذَا حدَّثتَها ... إِنَّ صدقَ النَفْسِّ يَزْريْ بالأَمل بَعْدَهُ: وَإِذَا رُمْتَ رَحِيْلًا فَارْتَحِلْ ... وَاعْصِ مَا يَأمُرُ تَوْصيْمَ الكَسَل غَيْرَ أَنْ لَا تُكَذِّبْنَهَا في التُّقَى ... وَأَجْرهَا بِالبِرِّ للَّهِ الأَجَلّ 15010 - وَأَكْذّبُ مَا يَكُونُ أَبو نُميْرٍ ... إِذَا آلى يَميْنًا بِالطَّلَاقِ 15011 - وَأَكْذَبُ مَا يَكُوُنُ إِذَا تأَلَّى ... وَشدَّدَهَا بأَيْمَانٍ غلَاظِ 15012 - وَأَكْذَبُ مِنْ عُرقُوب يثْربَ لَهجةً ... وأَبينُ شْومًا في الكواكِب مِنْ زُحَلُ 15013 - وَأكرِم نفْسي أنَّني إِنْ أهَنتُها ... وَحَقِّكَ لَم تكرم عَلى أحَدٍ بَعْدِي ومن باب (وَأُكْرِمُ نَفْسِي) قَوْلُ الحُطَيْئَة (¬1): وَأُكْرِمُ نَفْسِي اليَوْمَ عَنْ سُوْءِ طُعْمَةٍ ... وَيَقْنِي الحَيَاءُ المَرْءُ وَالرِّمْحُ شَاجِرُه وقول القَاضي الجُّرْجَانِيِّ (¬2): وَأُكْرِمُ نَفْسِي أَنْ أُضَاحِكَ عَابِسًا ... وَأَنْ أتَلَقَّى بِالمَدِيْحِ المُذَمَّمَا وَقَوْلُ آخَر (¬3): وَأُكْرِمُ نَفْسِي أَنْ تُرَى بِي خَصَاصَةٌ ... إِلَى أَحَدٍ دُوْني وَإِنْ كَانَ ذَا وَفْرِ وَإِنْ يَكُ عَارًا مَا لَقِيْتُ فَرُبَّمَا ... أَتَى المَرْءَ يَوْمَ اليُسْرِ مِنْ حيث لَا يَدْرِي ¬
وَلَمْ أَرَ عُسرًا دَامَ قَطُّ وَلَا أَرَى ... زَمَانَ الغِنَى إِلَّا قَرِيْبًا مِنَ الفَقْرِ وقول الآخَر: وَأُكْرِمُ نَفْسِي عَنْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَةٍ ... أَلَا إِنَّ كْرَامَ النفوسِ مِنَ العَقْلِ وقول الرَّضِيِّ المَوْسَوِيِّ (¬1): وَأَكْرَمُ مَأْمُوْلٍ وَأَشْرَفُ مَاجِدٍ ... جَوَادٌ مَتَى يُنْدَبُ إِلَى الجُوْدِ يُقْدِمُ وقول آخَر يَمْدَحُ (¬2): وَأكْرِمْ بِبَحْرٍ لَهُ لُجَّةٌ ... جَوَاهِرُهَا حِكَمٌ تُنِيْرُ 15014 - وَأَكْرَهُ مَا لَا هَولَ دوُنَ لِقائِهِ ... وَأَهوْى مِنَ الأَمرِ الحَزيْنَ الممَنَّعَا ومن باب (وَأَكَلْتَ) قَوْلُ عَتَّابٍ (¬3): وَأَكَلْتَ دَهْرَكَ أَرْبَعِيْنَ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعًا ... فَاصبِر لأَكْلَتِهِ وَعَضَّةِ نَابِ ومن باب (وَأَكْيَسُ) قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُستِيِّ (¬4): وَأَكْيَسُ النَّاسِ مَنْ في كِيْسِهِ كِسَرٌ ... لَا مَنْ يَمُدُّ لَهُ في الفَضْلِ مَيْدَانُ 15015 - وَالبَحْرُ لَولَا أَن تُسَيَّرَ سُفْنُه ... بالرّيحْ مَا برِحَتْ عَلَيهِ رَوَاكِدا أبُو الفَضْلُ الخازنُ: 15016 - وَالبِشْرُ في وَجْهِ الغُلَامِ نَتيجةٌ ... لمقَدّمَاتِ ضيَاءِ وَجْهِ المَالكِ قِيْلَ دَخَلَ أَبُو الفَضْلِ الخَازِنِ حَمَّامَ دَارِ الحَكِيْمِ ابْنِ الأَهْوَارِيِّ فَخَدَمَهُ غُلْمَانَهُ وَأَكْرَمُوْهُ فَقَالَ (¬1): ¬
وَافَيْتُ مَنْزِلَهُ فلم أَرَ صَاحِبًا ... إِلَّا تَلَقَّانِي بِوَجْهٍ ضَاحِكِ وَالبِشْرُ في وَجْهِ الغُلَامِ نَتِيْجَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَدَخَلْتُ جَنّتهُ وَزُرْتُ جَحِيْمَهُ ... وَشَكَرْتُ رِضْوَانًا وَرَأفَةَ مَالِكِ جَعفَر شمس الخلافَةَ: 15017 - وَالْبشْرُ مِنْ قَلْبِ العَدُوّ مُقرّبٌ ... وَالكِبرُ يفْسدُ وُدَّ إخْوانِ الصَّفَا إسحاقُ بن أَبِي رَبعي: 15018 - وَأَلتَذُّ مَا أَهوْاهُ وَالمَوتُ دُونَهُ ... كَشَارِبِ سَمٍّ في إِناءِ مُفضَّضِ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّه عَنْهُ: يُقَالُ سَمٌّ وَسُمٌّ بِفَتْحِ السِّيْنِ وَضمِّهَا وَهُمَا لِغتانِ وَقَالُوا إِنَّمَا قِيْلَ سُمٌّ بِالضَّمِّ لِيَحْصلَ الفَرْقُ سَمِّ الخَيَّاطِ وَالسُّمُّ الَّذِي يَقْتُلُ النَّاسَ وَمَا يَتَعَلَّقُ ذَلِكَ مِنَ اللُّغَةِ المَنْقُوْلَةِ عَنِ العَرَبِ بِشَيْءٍ كَمَا قَالُوا نَعَم وَنعِم لأنَّ مَنْ قَالَ نَعَمَ ربما اشْتَبَهَ بِالنِّعَمِ وَهِيَ الإِبْلُ فَعدلَ عَنْهُ إِلَى نِعَم وَهِيَ لُغَةُ قرَيْشٍ. جَريِرٌ: 15019 - وَالتَّغْلبي إِذَا تَجَنَّحَ للْقرَى ... حَكَّ أسْتَهُ وَتمثَّلَ الأمْثَالَا وَقَالَ جَرِيْرٌ أَيْضًا يَهْجُو تَغْلِبًا: وَالتَّغْلِبِيَّةُ في ثني عَبَاءَتهَا ... بَظَرٌ طَوِيْلٌ وَفِي بَاعِ ابْنِهَا قِصرُ أَحْيَاؤُهُمْ شَرُّ أَحْيَاءٍ وَأَلأَمُهُمْ ... وَالأَرْضُ تَلْفِظُ مَوْتَاهُمْ إِذَا قُبِرُوا رَجُلٌ من أَزْد عمانَ: 15020 - وَالثَّوُب إِنْ أَنهَجَ فِيْهِ البَلى ... أَعْيى عَلَي ذي الحيْلةِ الرَّاقِع ¬
ومن باب (وَالجَّلِيْدُ) قَوْلُ الرَّضِيِّ المَوْسَوِيِّ (¬1): وَالجَّلِيْدُ الَّذِي إِذَا الدَّهْرُ أَبْكَى ... مِنْهُ عَيْنًا جَلَّى عَلَى النَّاسِ ثغْرَا وقول عَلْقَمَةَ بنِ عَبَدَةَ (¬2): وَالجوْدُ نَافِيَةٌ لِلْمَالِ مُهْلِكُهُ ... وَالبُخْلُ مُبْقٍ لأَهْلِيْهِ وَمَذْمُوْمُ والجهلُ ذُو عَرَضٍ لَا يُسْتَرَادُ لَهُ ... وَالحِلْمُ آوِنَةً في النَّاسِ مَعْدُوْمُ وَالحَمْدُ لَا يُشْتَرى إِلَّا لَهُ ثَمَنٌ ... مِمَّا يَضنُّ بِهِ الأَقْوَامُ مَعْدُوْمُ وَمُطْعَمُ الغُنْمِ يوم الغنم مُطْعَمُهُ ... أَنَّى تَوَجَّه وَالمَحْرُوْمُ مَحْرُوْمُ وَمَنْ تَعَرَّضَ لِلْغُرْبَانِ يَزْجُرُهَا ... عَلَى سَلَامَتِهِ لَا بُدَّ مَشْؤُوْمُ وُكلُّ حصْنٍ وَإِنْ طَالَتْ إِقَامَتُهُ ... عَلَى دَعَائِمِهِ لَا بُدَّ مَهْدُوْمُ وُكلُّ قَوْمٍ وَإِنْ عَزُّوا وَإِنْ كَثُرُوا .. عَرِيْفُهُم بِأَثَافِي الشَّرِّ مَرْجُوْمُ قَوْلُهُ عَرِيْفهُمْ يَعْنِي سَيِّدهُمْ وَالعَرِيْفُ المَعْرُوْفُ وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ العُرَفَاءُ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ بِهَذِهِ الكَلِمَةِ وَاسْتَعْمَلَهَا النَّاسُ بَعْدَهُ. وَقَوْلُهُ وَمَطْعَمُ الغُنمِ يَقُوْلُ مَنْ كُتِبَ لَهُ الغُنُمُ أُطْعِمَهُ وَمَنْ كُتِبَ لَهُ الحرْمَانُ حُرِمَ. 15021 - وَالجنَاحُ العَارِي مِنَ الرّيشِ ... كَلٌ فإذَا ارتَاشَ طَارَ كُلَّ مَطارٌ ابْنُ شَمس الخلَافَة: 15022 - وَالجُوُد مَا لَم تُسَاعِدْ ربَّهُ جِدَةُ ... فَضْلٌ يَعوُدُ عَلَيْهِ منْهُ نُقْصَانُ كَعُب بنُ عَدي: 15023 - وَالجَهلُ في بَعْض الأمُورِ ... وإنْ على مُسْتَخرِجٍ للجَاهلينَ عُقُولَا أبو تَمَامٍ: ¬
15024 - وَالحَادثَاتُ وَإِنْ أَصَابكَ بؤسهَا ... فَهو الّذي أنباكَ كيْفَ نَعيْمُهَا ومن باب (وَالحَرْبُ) قَوْلُ يزيد بنِ الحَكَمِ: وَالحَرْبُ صاحِبُهَا الشَّدِ ... يْدُ عَلَى تَلَاتِلهَا العَزُوْمُ مَنْ لَا يَمَلُّ ضرَاسَهَا ... وَلَدَى الحَقِيْقَةِ لَا يَخِيْمُ ومن باب (والحُرُّ) قَوْلُ ابنِ نُبَاتَةَ (¬1): [من مجزوء الكامل] وَالحُرُّ لَيْسَ لَهُ بِدَارٍ ... يُسْتَضَامُ بِهَا إِقَامَه وَكَذَا يَكُوْنُ أَخُو المَظَالِمِ ... حِيْنَ تَغْشَاهُ الظُّلَامَه وقول آخَر (¬2): وَالحُرُّ يَأْلَفُ مَا يَأْتِيْهِ مِنْ كَرَمٍ ... فَلَيْسَ يَرْدَعُهُ شَيْءٌ وَلَا يَزَعُ وقول الرَّضِيِّ (¬3): لَمَّا رَأَيْتَ جُنُوْدَ الغَيِّ غَالِبَةً ... وَالنَّاسُ في مِثْلِ شِدْقِ الضَّيْغَمِ الضَّارِي نَهَضَتْ تكْتُمُ في بُرْدَيْكَ سَابِغَةً ... لِفَيْلَقٍ كَنُجُوْمِ اللَّيْلِ جَرَّارِ وَالحُرُّ يُنْهِضُهُ إِمَّا شَجَاعَتُهُ ... إِلَى المُلِمِّ وَإِمَّا خشْيَةُ العَارِ طَرفةُ بنُ العَبدِ: 15025 - وَالحَرُبُ يَلحَقُ منْها الكَارِهونَ ... كَمَا تدنُو الصّحَاحُ من الجرْبى فَتُعديْهَا عُبيدُ اللَّه بن عَبد اللَّه بن طَاهرٍ: 15026 - وَالحسَبُ العَقْلُ لَا النّصَاب ... فَقُل مُصَرّحًا قيْمَةُ امرئٍ حَسَبُه ¬
15027 - وَالحَقُّ يأْوى إلَيْهِ مَنْ يُضَامُ ... ومَنْ يَضيْمُهُ الحقُّ مِنَ ذَا منْهُ يُنصِفُهُ قَبْلهُ: كُنَّا إِذَا مَا لَقِيْنَا مِنْ سِوَاكِ جَفًا ... نَشْكُو إِلَيْكِ فَتَجْعَلُوْهُ وَتَكْشِفَهُ وَالحَقُّ يَأوِي إِلَيْهِ مَنْ يُضَامُ. البَيْتُ ابْنُ دُريدٍ من مقصورتهِ: 10528 - وَالحَمدُ خَيرٌ مَا اتَّخذْتَ جَنّةً ... وأَنفَسُ الأَذخارِ مِنْ بَعْدِ التُّقَى أبو تَمامُ: 15029 - وَالحَمدُ شُهدٌ لا تَرى مُشْتَارَهُ ... يَجنِيْهِ إِلّا منْ نَقِيْع الحَنْظَلِ بَعْدَهُ: غلٌّ لِحَامِلِهِ وَتَحْسَبَهُ الَّذِي ... لَمْ يُوْهِ عَاتِقَهُ خَفِيْفُ المَحْمَلِ الحَريري في مَقَامَاتِهِ: 15030 - وَالحَمْدُ وَالبُخْلُ لَمْ يقْضَ اجتماعُهُمَا ... حتَّى قَد خيْلَ ذا ضبًا وَذَا حوتَا سَابقٌ البربري: 15031 - وَالحمْقُ داءٌ مَالَهُ حْيَلةٌ ... تُرجَى كبُعْدِ النَّجُمِ مِنْ لَمْسِهِ إبراهيم الغَزّي: 15032 - وَالحيَاةُ الَّتي نُنَافِس فيْهَا ... وتَأَمَّلتَ مَلبَسٌ مُستَعَارُ أبو نُواس: ¬
15033 - وَالخَمرُ قَد يَشْرَبُها مَعْشَرٌ ... لَيْسُوا إِذَا عُدُّوْ بأَكْفَائِها ابْنُ شَمس الخلَافَةِ: 15034 - وَالخَيُرُ باقٍ وَمَالُ المَرءِ مُنتَقِلُ ... والعُمُر مُنْصَرمٌ وَالدَّهر خَّوان المَعَرّي: 15035 - وَالخيْرُ قُلٌّ تَراهُ مُغْتَرِبًا ... والشَّرُّ في النّاسِ أهِلٌ جَمُّ ومن باب (وَالخَيْرُ) قولُ عَبْدِ المَسِيْحِ بنِ ثَعْلَبَةَ (¬1): شَمِّرْ فَإِنَّكَ مَاضي الهَمِّ شمِّيْرُ ... لَا يُفْزِعَنَّكَ تَشْرِيْدٌ وَتَغرِيْرُ فَرُبَّمَا ربما أَضْحُوا بِمَنْزِلَةٍ ... تَهَابُ صوْلَهُمُ الأُسْدُ المَهَامِيْرُ وَالنَّاسُ أَوْلَادُ عِلَّاتٍ لِمَنْ عَلِمُوا ... قَدْ أَقَلَّ فَمَجْفُوٌّ وَمَهْجُوْر وَهُمْ بَنُو الأُمِّ إِمَّا إِنْ رَأُوا نشَبَا ... فَذَاكَ بِالغَيْبِ مَحْفُوْظٌ وَمَنْصُوْرُ وَالخَيْرُ وَالشَّرُّ مَقرُوْنَانِ في قَرَنٍ ... فَالخَيْرُ مَتَّبَعٌ وَالشَّرُّ مَحْذُوْرُ أَخَذَهُ سُوَيْدُ بنُ عَامِرٍ المُصْطَلِقِيُّ فَقَالَ (¬2): وَالخَيْرُ وَالشَّرُّ مَقْرُوْنَانِ في قَرَنٍ ... بِكُلِّ ذَلِكَ يَأْتِيْكَ الجدِيْدَانِ وَيُرْوَى: إِنَّ الرَّشَادَ وَإِنَّ البَغْيَ في قَرَنٍ. البَيْتُ أَخَذَهُ الآخَرُ فَقَالَ (¬3): وَالقَوْلُ وَالفِعْلُ مَقْرُوْنَانِ في قَرَنٍ ... وَالقَتْلُ بِالسَّيْفِ دُوْنَ القَتْلِ بِالقَلَم وقول الأَفوَهُ الأَودِيِّ (¬4): وَالخَيْرُ تَزْدَادُ مِنْهُ مَا لَقِيْتَ بِهِ ... وَالشَّرُّ يَكْفِيْكَ مِنْهُ قَلَّ مَا زَادَا ¬
الرّضيُّ المُوسَويّ: 15036 - وَالَخيلُ عَالمِةٌ مَا فَوقَ أَظهُرهَا ... مِنَ الْرِجّاَلِ جَبَانٌ كَانَ أوْ بَطَلُ حُصنُ بن حُذَيفَة بن بدر الغَماري: 15037 - وَالدَّهرُ أوّلُه شبْهٌ بآخِره ... قَومٌ كَقَومٍ وَأيَّامٌ كَأَيَّامِ حُصن بنُ حُذَيْفَةَ الفَزَارِيُّ يُوْصي قَوْمَهُ بِالسَّمَعِ وَالطَّاعَةِ لابْنِهِ عُيَيْنَةَ بنِ حُصَيْنٍ مِنْ بَعْدَهُ: وَلُّوا عُيَيْنَةَ مِنْ بَعْدِي أُمُوْرَكُمُ ... وَاسْتَيْقِنُوا أَنَّهُ بَعْدِي لَكُمْ حَامِي إِمَّا هَلكْتُ فَإِنِّي قَدْ بَنَيْتُ لَكُمْ ... مَجْدَ الحَيَاةِ بِمَا قَدَّمْتُ قُدَّامِي فَابْنُوا وَلَا تَهْدِمُوا فَالنَّاسُ كُلَّهُمُ ... مِنْ بَيْنَ بَانِيْنَ لِلعَلْيَا وَهُدَّامُ وَلَّى حُذَيْفَةُ إِذْ وَلَّى وَخَلَّفَنِي ... يَوْمَ الهِبَاتِ يَتِيْمًا بَيْنَ أَيْتَامِ لا أَرْفَعَ الطَّرْفَ ذُلًّا لَا بَعْدَ مَصْرَعهِ ... أَلْقَى العَدُوَّ بِوَجْهٍ خَدّهُ دَامِي حَتَّى اعْتَقَلْتُ لِوَا قَوْمِي فَقمْتُ بِهِ ... ثُمَّ ارْتَحَلْتُ إِلَى الخفَّيْنِ بِالشَّامِ لَمَّا قَضَى مَا قَضَى مِنْ حَقِّ زَائِرِةٍ ... عُجْتُ المَطِيَّ إِلَى النُّعْمَانِ مِنْ عَامِي أَسْمُو لِمَا كَانَتِ الآبَاءُ تَطْلُبُهُ ... عِنْدَ المُلُوْكِ فَطَرْفِي نَحْوهُمْ سَامِي وَالدَّهْرُ أَوَّلَهُ شِبْهٌ لآخِرِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَاسْقُوا سِقُوا لِلَّذِي فِيْهِ مَرِيْرَتكُمْ ... طَعْنِ الكُمَاةِ وَضَرْبِ القَوْمِ في الهَامِ وَالقُرْبِ مِنْ قَوْمِكُمْ فَالقُربُ يَنْفَعُكُمْ ... وَالبُعْدِ إِنْ نا عُدُّوا الرَّمْي لِلرّامِي 15038 - وَالدَّهرُ قدْمًا يا أبَا عَامِرٍ ... يُبقى عَلَى الآرِىّ شَرَّ الدَّواب ابن زُريقٍ الكاتب: ¬
15039 - وَالدَّهرُ يُعْطى الفَتَى مِنْ حَيثُ ... يَمنعُهُ أربًا ويمنعُهُ مِنْ حَيثُ يُطمِعُهُ 15040 - وَأَلَذَّ الحَدِيث مِنْ فَمِ شَاكِ ... مُستهَامٍ إِلَى مَشُوقٍ شَاكِ المُتَنَبِي: 15041 - وَالذُلُّ يُظِهرُ في الذَليْلِ مَودّةً ... وَأَودُّ مِنْهُ لمَنْ يَوَدُّ الأرقَمُ يُروى لأميرِ المؤمنين عليّ عليه السلام: 15042 - وَالرِزّقُ أَسْرَعُ مِنْ تقَلُّبِ نَاظِرٍ ... شيئًا إلى الإنْسانِ حينَ يُسببُ مُحَمّدُ بن حَازمٍ: 15043 - وَالرّزقُ لَا يأتْي أمرًا نالهُ ... بِحيْلةِ المَرْءِ وَلَا رِفقِهِ 15044 - وَالرّزقُ يُخْطئ بَابَ عَاقٍ قَومهُ ... وَيبيْتُ بوابًا لِبَابِ الأَحمق 15045 - وَالرَّدى مَنْهَلُ الوَرَى فَبكاءٌ ... مِنْهُم عَنْ وُروُدِه وَعجالُ ومن باب (وَالرَّوْضُ) قَوْلُ البُسْتِيِّ مِنْ قَصيْدَتِهِ (¬1): وَالرَّوْضُ يَزْدَانُ بِالأَنْوَاءِ نَاعِمَةً ... وَالحُرُّ بِالفَضْلِ وَالإِحْسَانِ يَزْدَانُ وقول ابنِ شَمْسِ الخلَافَةِ: وَالرِّيُّ مِنْ كَفِّ ذِي مَطْلٍ بِهِ ظَمَأٌ ... وَالرِّزْقُ مِنْ رَاحَةِ المَنَّانِ حُرْمَانُ 15046 - وَالرّيحُ تَرجْعُ عَاصِفًا ... مِنْ بَعْدِما ابتَدأَتْ نَسِيمَا ¬
رَباحُ بنُ سُبَيحُ الزنجيُّ: 15047 - الزَّنْجُ لَو لَاقيتَهُم في صَفّهِمِ ... لَاقَيتَ ثَمَّ جَحاجِحًا أَبْطالَا لَمَّا قَالَ جَرِيْرٌ: فَالزِّنج أَكْرَمُ مِنْهُمُ أَخْوَالَا. يَهْجُوْهُمُ تَحَرَّكَ رِيَاحُ بنُ مُسْبَحٍ مَوْلَى بَنِي نَاجِيَةَ فَقَالَ يَردُّ عَلَى جَرِيْرٍ وَيَذْكرُ مَنْ وَلَدتْهُ الزّنْجُ مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ في قَصِيْدَةٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَالزّنج لَوْ لَاقَيْتَهُم في صَفِّهِمْ. يَقُوْلُ مِنْهَا: مَا بَالُ كَلْب بَنِي كُلَيْبٍ سَبَّهُمْ ... إِنْ لَمْ يُوَازِنُ حَاجِبًا وَعِقَالَا إِنَّ الفَرَزْدَقَ صَخْرَةٌ عَادِيَّةٌ ... طَالَتْ فَلَيْسَ تَنَالُهَا الأَجْبَالَا يُرِيْدُ طَالَتِ الأَجْبَالَا فَلَيْسَ تَنَالُهَا أَنْتَ. زهَيرُ بن أبي سُلمَى: 15048 - وَالسّتْرُ دُونَ الفَاحِشَاتِ ... وَلَا يَلْقَاكَ دُونَ الخَيرْ مِنَ سِتْرِ 15049 - وَالسَّعْدُ لَا يبقَى لأصحَابْهِ ... والنَّحْسُ تَمحُوهُ لَيَالي السُعُودُ أبو عَبدِ اللَّه بن الحَجّاج: 15050 - وَالسَّعِيْدُ الرَّشِيْدُ مَنْ شَكَر النَّاسُ ... لَهُ سَعْيَهُ بِمَالِ النَّاسِ أَخَذَهُ ابْنُ الخَشَّابِ النَّحَوِيُّ فَعَكَسَهُ فَقَالَ (¬1): وَالشَّقِيُّ الشَّقِيُّ مَنْ ذَمَّهُ النَّا ... سُ عَلَى بُخْلِهِ بِمَالِ النَّاسِ ومن باب (وَالسَّمْحُ) قَوْلُ الحَرِيْرِيِّ في مَقَامَاتِهِ (¬2): ¬
وَالسَّمْحُ لِلنَّاسِ مَحْبُوْبٌ خَلَائِقُهُ ... وَالجَامِدُ الكَفِّ مَا يَنْفَكُّ مَمْقُوْتَا وقول بنِ شَمْسِ الخلَافَةِ: وَالسَّمْحُ سَمْحٌ لَا تُغَيِّرُهُ ... عَنِ الجوْدِ النَّوائِب 15051 - وَالسَّهْمُ بالريّشِ التؤامَ وَلَن تَرَى ... بَيْتًا بلَا عَمَدٍ وَلَا أَطنابِ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ (¬1): وَالبَيْتُ لَا يُبْتَنَى إِلَّا لَهُ عُمَدٌ ... وَلَا عِمَادَ إِذَا لَمْ تَرْسَ أَوْتَادُ 15052 - وَالسَّيفُ في نَصْلِهِ خُشُونَتُهُ ... لَيْسَ الَّذي يَسْتَعِيرُهَا سَفَنُهُ 15053 - وَالسَّيْفُ وَهو بحيثُ تَعرْفُهُ ... فَرْضٌ عَلَيْهِ عَبادَةُ القَلَمِ المُهَلَّبيُّ: 15054 - وَالسَّيْفُ يُبْدى الجور في حَالةٍ ... وَيَبْذُلُ الإِنصَافَ في أخْرَى أبو الغَمرِ الرازيّ: 15055 - وَالْسَّيْفُ يُحلى ليبدُو عِتْقُ جَوْهَرِهِ ... وَالطّرفُ يُستَلطُ رَكضًا وهو مُمتَرِقُ طَاهُر بنُ محمَّدٍ: 15056 - وَالشَّريفُ الظَّرْيفُ يَسْمَحُ بالعُـ ... ـــذْرِ إِذَا قَصَّرَ الصَّديقُ المُقِلُّ قِيْلَ مَدَحَ البُحْتُرِيُّ طَاهِرَ بنَ الحُسَيْنِ فَبَعَثَ إِلَى البُحْتُرِيِّ دَنَانِيْرَ وَكَتَبَ مَعَهَا أَبْيَاتًا يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ يَقُوْلُ مِنْهَا (¬1): وَالشَّرِيْفُ الظَّرِيْفُ يَسْمَحُ بِالعُذْرِ. البَيْتُ ¬
فَكَتَبَ البُحْتُرِيُّ إِلَيْهِ أَبْيَاتًا يَقُوْلُ مِنْهَا: وَإِذَا مَا جَزَيْتَ شِعْرًا بِشعْرٍ ... يَبْلغُ الحَقَّ فَالدَّنَانِيْرُ فَضْلُ ومن باب (وَالشِّعْرُ) قَوْلُ السَّرِيِّ الرَّفَاء يَهْجُو رَجُلًا يُنْشِدَ شِعْرَ أَبِي تَمَّامٍ وَيَذكرُ قُبْحَ رَائِحَةِ فَمِهِ (¬1): شِعْرُ ابنِ أَوْسٍ رِيَاضٌ حَمَّهُ الطُّرَفِ ... فَنَحْنُ مِنْهُ مَدَى الأَيَّامِ في تُحَفِ لَكِنْ كَرِهْنَاهُ لَمَّا سَارَ في طُرُقٍ ... مِنْ فِيْكَ مَكْرُوْهَةِ الأَنْفَاسِ وَالنّطفِ وَالشِّعْرُ كَالرِّيْحِ إِنْ مَرَّتْ عَلَى زهَرٍ ... طَابَتْ وَتَخْبُثْ إِنْ مَرَّتْ عَلَى جِيَفِ ومن باب (وَالشُّكْرُ) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬2): وَالشُّكْرُ مِنْ بَعْدِ العَطَاءِ وَلَمْ يَكُنْ ... لِيَعُمَّ بَيْتُ الأَرْضِ حَتَّى يُمْطَرَا سَعِيدُ بن حُمَيُدٍ: 15057 - وَالشَّمسُ تَستَغْنى إِذَا طَلَعتُ ... أَنْ تَسْتَضيءَ بغُرَّةِ البَدْرِ كَانَ سَعِيْدُ بن حُمَيْدٍ أَبْلَغِ النَّاسِ في ذِكْرِ الهَدَايَا النُّورُوزِيَّةِ وَالمِهْرَجَانِيَّةِ فَأَهْدَى إِلَى الحَسَنِ مخلَدٍ هَدِيَّةً وَكَتَبَ إِليْهِ يَعْتَذِرُ وَيَقُوْلُ (¬1): إِنْ أُهْدِ نَفْسِي فَهْوَ مَالِكُهَا ... وَلَهُ أَصُوْنُ كَرَائِمَ الذُّخرِ أوْ أُهْدِ مَالِي فَهْوَ وَاهِبُهُ ... وَأَنَا الحَقِيْقُ عَلَيْهِ بِالشُّكْرِ أوْ أُهْدِ شُكْرِي فَهْوَ مُرْتَهَنٌ ... بِجَمِيْلِ مَا يَأْتِي عَلَى الدَّهْرِ وَالشَّمْسُ تَسْتَغْنِي إِذَا طَلَعَتْ. البَيْتُ ومن باب (والشَّمْسِ) قَوْلُ صُرَّدرَّ (¬2): ¬
وَالشَّمْسُ لَا يُوْئَسُ مِنْ طُلُوْعِهَا ... وَإِنْ طَوَاهَا اللَّيْلُ في جِلْبَابِهِ عَليٌّ بن الجَهمِ: 15058 - وَالشَّمْسُ لَولَا أنَّها مَحجُوبَةٌ ... عَنْ نَاظِريكَ لما أضَاءَ الفَرقَدُ قبله: لَوْ يَجْمَعُ الخُصَمَاءَ عِنْدَكَ مَجْلِسٌ ... يَوْمًا لَبَانَ لَكَ السَّبِيْلُ الأَرْشَدُ وَالشَّمْسُ لَوْلَا أَنَّهَا مَحْجُوْبَةٌ. البَيْتُ. أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيْم بن المَهْدِيِّ يُخَاطِبُ المَأمُوْنَ: إِنَّ الَّذِيْنَ سَعُوا إِلَيْكَ بِبَاطِلٍ ... أَعْدَاءُ نِعْمَتِكَ الَّتِي لَا تُجْحَدُ شَهِدُوا وَغِبْنَا عَنْهُمُ فَتَحَكَّمُوا ... فِيْنا وَلَيْسَ كَغَائِبٍ مَنْ يَشْهَدُ ابْنُ دريدٍ من مَقصورتهِ: 15059 - وَالشَّيْخُ إِنْ قَوَّمْتهُ مِن زَيْفِهِ ... لَمْ يَقمِ الشَّقيْفُ مِنْهُ مَا التَوى ومن باب (وَالشَّيْبُ) قَوْلُ طُرَيح الثَّقَفِيِّ (¬1): وَالشَّيْبُ أَعْظَمُ جُرْمًا عِنْدَ غَانِيَةٍ ... مِنْ ابنِ مُلْجَمَ عِنْدَ الفَاطِمِيِّيْنَا وقول طُرَيْحٍ أَيْضًا (¬2): وَالشَّيْبُ لِلْحُلَمَاءِ مِنْ سَفَهِ الصِّبَى ... بَدَلٌ تَكُوْن لَهُ الفَضِيْلَةُ مَقْنَعُ وَالشَّيْبُ غَايَةُ مَنْ تَأَخَّرَ حِيْنُهُ ... لَا يَسْتَطِيْعُ دِفَاعَهُ مَنْ يَجْزَعُ إِنَّ الشَّبَابَ لَهُ لذَاذَةُ جِدَّةٍ ... وَالشَّيْبُ مِنْهُ في المَغَبَّةِ أَنْفَعُ لَا يُبعِدُ اللَّهُ الشَّبَابَ وَمَرْحَبًا ... بِالشَّيْبِ حِيْنَ أَرَى إِلَيْهِ المَرْجِعُ ¬
وقول الفَرَزْدَقِ (¬1): وَالشَّيْبُ ينْهَضُ في الشَّبَابِ كَأَنَّهُ ... لَيْلٌ يَصِيْحُ بِجَانِبَيْهِ نَهَارُ ومن باب (وَالشَّيْءُ) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬2): وَالشَّيْءُ تَمْنَعُهُ يَكُوْنُ بِفَوْتهِ ... أَجْدَى مِنَ الشَّيْءِ الَّذِي تُعْطَاهُ ومن باب (وَالشَّيْخُ) قَوْلُ صَالِحِ بنِ عَبْدِ القُدُّوْسِ (¬3): وَالشَّيْخُ لَا يَتْرِكُ أَخْلَاقُهُ ... حَتَّى يُوَارَى في ثَرَى رِمْسِهِ المعَرّي: 15060 - وَالشَّيءُ لَا يَكْثُر مُدَّاحُهُ ... إِلَّا إِذَا قيْس إِلَى ضِدِهِ أبو تمَامٍ: 15061 - وَالصَّبُر بالأَروَاحِ يُعْرَفُ فَضُلُهُ ... صَبْرُ المُلوكِ وَليْس بالأَجْسَامِ وَمِثْلُهُ (¬1): وَإِنِّي لِلْقَوِيِّ عَلَى المَعَالِي ... وَمَا أَنَا بِالقَوِيِّ عَلَى الصِّرَاعِ ومن باب (وَالصَّبْرِ) قَوْلُ ابْنِ شَمْسِ الخِلَافَةِ: قَلْبي يُحِبُّكِ يا سُعَادُ ... فَلْيعْذُرِ العُذّالُ أَوْ فَلْيَعْذُلُوا وَالصَّبْرُ يُحْمَلُ في المَوَاطِنِ كُلِّهَا ... إِلَّا عَلَيْك فَإِنَّهُ لَا يُحْمَلُ يا مُنْيَةَ القَلْبِ الَّتِي بِوِصَالِهَا ... وَالهَجْرِ تُحْيِي مَنْ تَشَاءُ وَتَقْتُلُ غَلَبَ العَزَاءُ وَخَانَ عَنْكِ تَصَبُّرِي ... وَإِلَى مَتَى يَتَجَمَّلُ المُتَجَمِّلُ ¬
مَنْ لِي بِيَوْمٍ وَاحِدٍ يَدْنُو ... إِلَيَّ بِرَاحَةٍ أَوْ يُقْبَلُ وَالدَّهْرُ إِنْ وَهَبَ اسْتَرَّدَ فَجُوْدهُ ... كَالمَنْعِ لَوْ تَأَمَّلَ المُتَأَمِّلُ وَالمُرْتَجَى مِنْهُ السَّلَامَةَ كَالَّذِي ... يَرْجُو النَّجَاةَ وَقَدْ أُصِيْبَ المَقْتَلُ وَقَوْلُ آخَرَ يَرْثِي: وَالصَّبْرُ عن وَلَدٍ نَجِيْءُ بِمِثْلِهِ ... أَوْلَى وَلَكِنْ نَنْدُبُ الآبَاءَا ابْنُ الحَجَّاجُ: 15062 - وَالصِّدْقُ أَفضَلُ مَا لَفَطتَ ... بهِ إِنَّ النّفَاقَ سجيَّةٌ تُرْدِي ومن باب (وَالصِّدْقُ) قَوْلُ آخَرَ (¬1): وَالصِّدْقُ أَوْلَى مَا نَطَقْتَ بِهِ ... وَلَرُبَّمَا نَنَعَ الفَتَى كَذِبُه ومن باب (وَالطَّيْرُ) قَوْلُ الآخَر (¬2): وَالطَّيْرُ لَا تَنْقَضُّ مِنْ أَوْكَارِهَا ... إِلَّا عَلَى مَاءِ وَحَبٍّ سَاقِطِ المُتَنَبي: 15063 - وَالظلمُ في شِيمَ النُفُوسِ فَإنْ تَجِدْ ... ذَا عِفَّةٍ فلعلَّةٍ لَا يَظْلِمُ لَهُ أيضًا: 15064 - وَالعَارُ مَضَّاضٌ وَلَيْسَ بخائفٍ ... مِنْ حَتْفِهِ مِنَ خَافَ ممّا قيلَا ومن باب (وَالعَاصِفَاتِ) قَوْلُ آخَر (¬2): وَالعَاصِفَاتِ إِذَا هَبَّتْ عَلَى شَجَرٍ ... حَطَّمْنَهُ وَتَرَكْنَ البَقْلَ وَالعُشُبَا ¬
وَقَوْلُ الغَزِيِّ (¬1): وَالعَالَمُ اثنانِ مَسْعُوْدٌ تَصَرفَ في ... نَعْمَائِهِ وَشَقِيٌّ يَحْزنُ النُّعمَا وَقَوْلُ أَبِي هِلَالٍ العَسْكَرِيِّ (¬2): وَالعُرْفُ إِنْ لَمْ تَكُنْ تُتِمُهُ ... صَارَ قَرِيْبُ المَعْنَى مِنَ النُّكْرِ 15065 - وَالعَاقِلُ النّحِريْرُ مُحتَاجٌ إِلَى ... أَنْ يَسْتَعِيَنَ بجاهِلٍ مَعْتُوهِ أَبُو سعيدٍ بنُ بُوفَةَ: 15066 - وَالعَبْدُ لو كَانتْ ذُؤَابةُ رأسِهِ ... ذَهبًا لكانَ رَصَاصةً رِجْلَاهُ ابْنُ عَبدُل: 15067 - وَالعَبْدُ لَا يَطُبُ العَلاءَ ولَا ... يُعْطيْكَ شيئًا إِلَّا إِذَا رَهبَا بَعْدَهُ: مِثْلُ الحِمَارِ السُّوْءِ المُوَقَّعِ ... لَا يحْسِنُ مَشْيًا إِلَّا إِذَا ضُرِبَا 15068 - وَالعَفْوُ عِنْدَ لَبْيب القَومْ مَوعِظةٌ ... وبَعضُهُ لسَفِيهِ القَوم تَذريْبُ 15069 - وَالعَقْلُ ليْسَ بجالْبٍ إِلَّا الأذَى ... فكأَنَّما خُلِقَ الأَذى للْعَاقِلِ ومن باب (وَالعِلْمُ) قَوْلُ أَبِي تَمَّام (¬1): وَالعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لَامِعَةً ... بَيْنَ الخَمِيسينِ لَا في السَّبْعَةِ الشُّهُبِ وقول آخَر (¬2): ¬
وَالعِلْمُ لَيْسَ يَحُدُّهُ ... مَنْ كَانَ يَبْغِي أَنْ يَحُدَّه ومن باب (وَالعُمْرُ) قولُ الصَّابِئ (¬1): وَالعُمْرُ مِثْلَ الكَأْسِ يَرْ ... سُبُ في أَوَاخِرِهَا القَذَى ومن باب (وَالعُوْدُ) قَوْلُ الإِمَامَ الشَّافِعِيِّ (¬2): وَالعُوْدُ لَوْ لَمْ تَطِبْ مِنْهُ رَوَائِحُهُ ... لَمْ يُفَرِّقِ النَّاسُ بَيْنَ العُوْدِ وَالحَطَبِ وَقَوْلُ أَبِي الفتْحِ البُسْتِيِّ (¬3): وَالعُوْدُ لَوْلَا عَبَقٌ طَيِّبٌ ... مِنْ عَرْفِهِ مَا أُحْرِقَ العُوْدُ وقول إِبْرَاهِيْم الغزِيِّ (¬4): وَالعُوْدُ يُحْمَلُ مِنْ مَكَانٍ نَازِحٍ ... وَالطِّيْبُ فِيْهِ هَدِيَّةٌ لِلْمُحْرِقِ وقول آخَر (¬5): وَالعُوْدُ يُعْصَرُ مَاؤُهُ ... وَلِكُلِّ عِيْدَانٍ عُصَارَه ومن باب (وَالعَيَانُ) قَوْلُ المُتَنَبِّيِّ (¬6): وَالعَيَانُ الجلِيُّ يُحْدِثُ لِلظّنِّ ... زَوَالًا وَلِلْمُرَادِ انْتِقَالَا 15070 - وَالعيسُ اقْتَلُ مَا تَكُوْنُ مِنَ الظَّمَا ... وَالماءُ فَوقَ ظُهُورهَا محمولُ ¬
ومن باب (وَالعَيْشُ) قَوْلُ البُسْتِيِّ (¬1): وَالعَيْشُ حُلْو لَا بَقَاءَ لَهُ ... جَمِيْعُ مَا النَّاسِ فِيْهِ زَايِلٌ فَانِ وقول عَلْيَاءِ الأَسَدِيِّ قَاتِلِ حجرَ أَبِي امْرِئ القَيْسِ: وَالعَيْشُ مُنْقَطِعٌ وَلَوْ أَحْبَبتَهُ ... وَالمَوْتُ مَوْرِدُهُ الهُبُوْبِ الثَّائِرِ فِيْهِ مَثَلَانِ لسَائِرَانِ صَدْرُهُ وَعَجْزُهُ. وقول البُحْتُرِيِّ (¬2): عَيْشٌ لنَا بِالأَبْرَقَيْنِ تَأَبَّدَتْ ... أَيَّامُهُ وَتَجَدَّدَتْ ذِكْرَاهُ وَالعَيْشُ مَا فَارَقتهُ فَذَكَرْتَهُ ... لَهَفًا وَلَيْسَ العَيْشُ مَا تَنْسَاهُ رَواهُ المرزباني لَعليٍ عليه السلام: [من البسيط] 15071 - وَالعْينُ تَعرِفُ مِنْ عَيْنَيْ مُحدّثهِا ... من كَانَ مِنْ حزْبِهَا أَو مِن أعَادِيْها أبُو العَتَاهيَةِ: 15072 - وَالغنَى أَنْ تُحسنَ الظَنَّ باللَّهِ ... وتَرضَى باللَّهِ فيما يكَونُ المتَنَبِي: 15073 - وَالغنَى في يَدِ اللئيْم قَبيحٌ ... قَدْرَ قُبحِ الكَرِيْم بالإِماقِ صُرَّدُرُّ: 15074 - وَالغِنَى ليْسَ باللجَينِ وَلَا التّبرِ ... وَكنْ بِعزّةٍ في النُفوسِ ¬
مِثْلُهُ قَوْلُ الخَلِيْلِ ابنِ أَحْمَدَ (¬1): وَالفَقْرُ في النَّفْسِ لَا في المَالِ نَعْرِفهُ ... وَمِثْلُ ذاَكَ الغِنَى في النَّفْسِ لا المَالِ محَمَّد أحمَد الدِّيَناريّ: 15075 - وَالفَارغُ المَشْغُولُ إِن تسمع بهِ ... آنَذَاكَ لَا يُخِبرْكَ عنِّي مُخْبرُ أَنْشَدَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَد الدِّيْنَاريِّ وَهُوَ مِنْ رَقَّةِ الشَّامِ عندَ قُدُوْمِهِ مِنْ خُرَاسَانَ في دَارِ الوزيرِ بِبَغْدَادَ سَنَةَ 494 لِنَفْسِهِ: أَنَا مِنْفَخُ الحَدَّادِ بَطْنِي فَارِغٌ ... وَأَضَالِعِي في نَفْعِ غَيْرِي تُعْصَرُ وَالفَارِغُ المَشْغُوْلُ إِنْ تَسْمَعْ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمُؤْنَتِي مِنْ حَاصِلِي وَإِلَى مَتَى ... يا قَوْمُ يَجْتَرُّ البَعِيْرُ وَيَصْبِرُ 15076 - وَالفَالُ وَالزَّجرُ وَالْكُهّانُ كُلُّهمُ ... مُضَلّلُوْنَ وَدُونَ الغَيب أقفَالُ ومن باب (وَأَلِفْتُ) قَوْلُ الصَّابِئ (¬1): وَأَلِفْتُ رَوْعَاتِ الخُطُوْبِ مُوَاصِلًا ... وَصْلَ الأَحِبَّةِ وَهِيَ غيرُ حَبَايِبِ فلو أَنَّ طِيْبَ العَيْشِ يَوْمًا رَدَّ ... لِي أَنْكَرْتهُ وَازْوَرَّ مِنْهُ جَانِبي عَجَبًا لِحَظِّي إِذْ أَرَاهُ مُسَالِمِي ... وقتَ الشبابِ وَفِي المشيبِ مُحَارَبِي أَمِنَ الغَوَانِي كَانَ حَتَّى خَانَنَي ... شَيْخًا وَكَانَ لدَى الشَّبِيْبَةِ صاحِبِي إبراهيم الغَزيُ: 15077 - وَالفَتْحُ مِنْ رَبّ السّماءِ ... منَالهُ بالصَّبرِ لَا بتَكَاثُرِ الأَجْنَادِ 15078 - وَالفَتَى الحَازِمُ اللَّبيْبُ إِذَا مَا ... خَانَهُ الدَّهرُ لَم يَخُنْهُ العَزاءُ ¬
أبو عليّ الساجي: 15079 - والفَتَى إِنْ أرَادَ نَفْعَ أَخِيْهِ فَهْو ... يَدْري في أَمْرِه كَيفَ يَسْعَى قَبْلَهُ: لَسْتُ أَدْرِي مَاذَا أَقُوْلُ وَلَكِنْ ... أَبْتَغِي مِنْ عَرِيْضِ جَاهِكَ نَفْعَا وَالفَتَى إِنْ أَرَادَ نَفْعَ أَخِيْهِ. البَيْتُ ومن باب (وَالفَتَى) قَوْلُ بَعْضهِمْ: وَالفَتَى بِالفِعَالِ وَالمَيِّتُ المَيِّتُ ... ذِكْرًا لَا المَيِّتُ المَدْفُوْنُ وَقَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ (¬1): وَالفَتَى مَنْ تَعَرَّفَتْهُ اللَّيَالِي ... وَالفَيَافِي كَالحَيَّةِ النَّضْنَاضِ كتب الصاحب ابن عباد مستشهدًا به في فصل من كلامه. ومن باب (وَالقَارِحُ) قَوْلُ الحارثِ بن أَبِي شمرٍ (¬2): وَالقَارِحُ النَّهْدُ الطَّوِيْلُ الشَّوَى ... وَالنَّثْرَةُ الحَصْدَاءُ وَالمِنْصَلُ خَيرٌ لِمَنْ لَمْ يَطْلُب كَسْبَ العُلَى ... مِنْ جَنَّةٍ غَرْسٍ لَهَا جَدْوَلُ ومن باب (وَالقَرِيْضُ) قَوْلُ آخَر: وَالقَرِيْضُ البَلِيْغُ كَالدُّرِّ لَا ... يُهْدِيْهِ إِلَّا إِلَى النُّحُوْرِ البُحُوْرُ ومن باب (وَالقَوْلُ) لِلرِّضِي المَوْسَوِيِّ (¬3): وَالقَوْلُ يَعْرِضُ كَالهِلَالِ فَإِنْ ... مَشَى فِيْهِ الفِعَالُ فَذَاكَ بَدْرُ تَمَامِ ¬
وقول أُحُيْحَةَ بن الجّلَّاحِ (¬1): وَالقَوْلُ ذُو خَطَلٍ إِذَا ... لَمْ يَكُنْ لُبٌّ يُعِيْنُه 15080 - والقَولُ لَا تُرجعْهُ إِذَا نَمَا ... كالسَّهِمْ لَا يَملكُهُ رَامٍ رَمَى 15081 - وَالْكَاتِمُ السِّرِّ ليْسَ يَخْفَى ... كَالموُقِدِ النَّار في اليَفَاعِ عَاصِمُ بن محمدٍ التميمي: 15082 - وَالكَلبُ عِنْدَ النُّبَاحِ لَيُسَ لَهُ شيءٌ ... سِوَى صَخْرةٍ تَدُقُّ فَمَهُ بَعْدَهُ: وَالمَرْءُ أَفْعَالُهُ تُكَسِّفُ بِالظَّا ... هِرِ مِنْهُ عن كُلِّ مَا كَتَمَه ومن باب (وَالَّذِي) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬1): حَارَبَتْنِي الأَيَّامُ حَتَّى لَقَدْ ... أَصْبَحَ حَرْبي مَنْ كُنْتُ أَعْتَدُّ سِلْمُي غَيْرَ أَنِّي أُدَافِعُ الدَّهْرَ عَنِّي ... بِاحْتِقَارِي لِصَرفِهِ المُسْتَذَمِّ وَالَّذِي حَطَّنِي إِلَى أَنْ بَلَغْتُ ... المَاءَ مَا كَانَ مِنْ تَرَفُّعِ هَمِّي يَقُوْلُ مِنْهَا: لَا يُجَاوِزُ مِقْدَار سَطْوِكَ إِنْ لَمْ ... تَتَطَوَّل بِالصَّفْحِ مِقْدَارَ جُرْمِي وَاحْتَرِسْ مِنْ ضَيَاعِ لَحْمِكَ في الجـ ... ــفْوَةِ وَالانْقِبَاضِ إِنْ ضَاعَ لَحْمِي وقوُل القَاضِي ابن عَصْرُوْنَ (¬2): وَالَّذِي غَرَّهُ بُلُوْغُ الأَمَانِي ... بِسَرَابٍ وَخلَّبٍ مَغْرُوْرُ ¬
وقول الآخَر (¬1): وَالَّذِي يَصْلُحُ لِلْمَوْ ... لى عَلَى العَبْدِ حَرَامُ ابْنُ الحَجَّاجُ: 15083 - وَاللوزَةُ المرّهُ يا سادَتي ... تَفسُدُ في الطَّعم بِهَا السُكَّرَه ومن باب (وَاللَّهِ) قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ عَبْدُ الرَّحمَنِ بن مَحْمُوْدَ الغَزْنُوْنيِّ الحَنَفِيِّ وَفَاتُهُ بِدِمَشْقَ في شَوَّالِ سَنَة 443 وَيُرْوَى لِلحَصْكَفِيِّ (¬2): وَاللَّهِ لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا ... تَبْقَى عَلَيْنَا ويَأَتِي رِزْقهَا رَغَدَا مَا كَانَ مِنْ حَقِّ حُرَّانَ أَنْ يَذِلَّ لَهَا ... فَكَيْفَ هِيَ مَتَاعٌ يَضْمَخِلَّ غَدَا الوزير ابن مُقُلَةَ: 15084 - وَاللَّهِ لَو كَرهَت كَفّي مُصاحَبتي ... لقْلتُ للكَفِ بيني إِنْ كرهتيْني بَعْدَهُ: ثُمَّ الْتَفَتُّ إِلَى الأُخْرَى فَقُلْتُ لَهَا ... إِنْ تَقْنَعِيْنَ وَإِلَّا مِثْلهَا بِيْنِي يُقَالُ في المَثَلِ السَّائِرِ: الفَالُ مُقَدِّمَةُ الكَوْنِ. يُضْرَبُ في مِثْلِ قَوْلِ هَذَا الوَزِيْرِ وَلذَلِكَ قِيْلَ لَا يَجُوْزُ التَّلَفُّظ في الشِّعْرِ بِمَا يُكْرَهُ فَإِنَّهُ لَا يُؤْمَنُ كَوْنَهُ. 15085 - وَاللَّه مَا أَتَت المذَلة رَاضِيًا ... بمذَلَّةٍ إِلَّا عَلَى اسْتحقاقِ النُميري: 15086 - وَاللَّه مَا أَعرفُ لي عنْدهُ ذَنْبًا ... سِوَى الإِفْراطِ في الحُبِّ كَتَبَ النُّمَيْرِيُّ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بنِ المُعْتَزِّ: ¬
بَرَّحَ بِي الشَّوْقُ إِلَى الشُّرْبِ ... مَعَ سَيِّدٍ يَهْرَبُ مِنْ قُرْبِي وَلَمْ أَكُنْ أَعْهَدَهُ جَافِيًا ... فَصَارَ يَجْفُوْنِي بِلَا ذَنْبِ وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ لِي عِنْدَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَأَنَّنِي مَا سُؤتُهُ سَاعَةً ... فِي حَالَةِ الجدِّ وَلَا اللَّعِبِ 15087 - وَاللَّه مَا خَان الحَبيبُ وَإِنَّما هَذَا ... الزَّمانُ هُو الخَؤوْنُ الغَادِرُ قَبْلهُ: يا غَائِبًا هُوَ فِي فُؤَادِي حَاضِرٌ ... أَتُرَاكَ تَذْكُرُ بَعْضَ مَا أَنَا ذَاكِرُ سَلَبَتْنِي الأَيَّامُ حَظِّي مِنْكُمُ ... فَاليَوْمَ لِي فِي الحُزْنِ حَظٌّ وَافِرُ بَعُدَ السُّرُوْرُ فَلَا رَسُوْلٌ كَاشِفٌ ... كَربَ الفُؤَادِ وَلَا حَبِيْبٌ زَائِرُ وَاللَّهِ مَا خَانَ الحَبِيْبُ وَإِنَّمَا. البَيْتُ المعَرِيُّ: 15088 - وَاللَّه مَا في الأَنامِ شَيءٌ ... تَأْسى عَلَى فَقْدِهِ العُيُونُ زُهَيرٌ المصرِيُّ: 15089 - وَاللَّهِ مَا فِيكَ وَلَا خَصلَةٌ ... محَموُدةٌ يذْكُرهَا الذَّاكِرُ ومن باب (وَاللَّهِ) قَوْلُ رَجَلٍ مِنْ بَنِي ضِنَّةَ مِنْ سَعْدِ ابن هَزِيمٍ، وَفي الْعَرَب ضِنانُ بنُ ضنةُ والأُخْرَى ضنَّةُ بنُ عَبْدُ اللَّهَ بنُ نُمَيرٍ وقَدْ وَفَدَ على عَبْد المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ فقالَ (¬1): وَاللَّه مَا نَدَري إِذَا ما فَاتَنَا طَلَبٌ ... إلَيْكَ مِنْ الَّذي نَتَطَلَّب ولَقَدْ ضَرَبْنا في البِلادِ فَلَمْ نَجِد ... أَحدًا سِواكَ إلى المَكَارِمِ يُنْسَبُ ¬
فاصْبِر لعادَتنا الَّتي عَوَّدْتَنا ... وإلا فأَرْشِدنا إلى مَنْ نَذْهَبُ فقال عبد المَلِكِ بنُ مَرْوان: إليَّ إليَّ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بأَلْفِ دينارٍ، فأَتاهُ الْضِنِّي في العَام الثَّاني فَقالَ (¬1): يَرُبُّ النَّدَى يَأْتِي مِنَ الخَيْرِ ... إذا فَعَلَ الْمَعْروفَ زَاد وتمَّما ولَيْسَ كبانٍ حِينَ تَمَّ بِنَاؤُه ... تَبِعَهُ بالنَّقْص حَتّى تَهَدّما قَالَ الرَّاوِي: فأَعْطاهُ أَلْفَيْ دِينَارٍ. ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْعَامِ الثَّالِث فَقَال (¬2): إِذَا اسْتَمْطَرُوا كَانُوا مَغَازِيرٍ فِي النَّدَى ... يَجُودُونَ بِالْمَعْرُوفِ عَوْدًا عَلى بِدْءِ فَأَعْطَاهُ ثَلاثةَ آلافِ دِينَارٍ. ومن باب (واللَّهِ) قَوْلٌ آخَر (¬3): واللَّهِ لَوْ أَنَّ أَوْقَاتِي تُسِاعِدْنِي ... عَلى الْمَقَامِ لَمَا فَارَقْتُكُمُ أَبَدا وقول لَقِيطٍ في أَنَّ الْمَالَ إِذَا ذَهَبَ صَاحِبُهُ ذَهَبَ مَعَهُ (¬4): واللَّهِ ما انْفَكَّت الأَمْوالُ مُذْ أُبدٍ ... لأَهْلِها وإِنْ أُصِيبُوا مَرَّةً تَبَعا وقول كَشَاجِمٍ (¬5): قُلْتُ وقَالُوا بأَنَّ أَحْبَابهِ ... فَبَدَّلُوهُ البُعْدَ بِالْقُرْبِ واللَّهِ مَا شَطَّت نَوى ظَاعنٍ ... سَارٍ مِنَ الْعَيْن إِلَى الْقَلْبِ وقول الآخَرَ فِي مَصْروفٍ مِنْ عَمَلِهِ (¬6): ¬
واللَّهِ ما فَجَعُوكَ بِالدِّيوانِ إذ ... صَرَفُوكَ بَلْ فَجَعُوكَ الْدِّيوانَا وقول ابْنُ الْرُّوميّ (¬1): واللَّهِ لا يَتَحْ بَاطِنيّ لأَخْ ... يُصحُّه اللهْ عِنْدَ إِسْقَامِي أبو الفتح البُسْتيّ: 15090 - وَالْمَاءُ لَيْسَ عَجيبًا أَنَّ أَعذّبُهُ ... يَفْنَى ويَمتَدُّ عُمُرُ الآجِن الأَسِنِ 15091 - وَالمَاجدُ المَتْبُوعُ يأنَفُ أَنْ يُرَى ... مُتتَبِّعًا مَا فيِ يَدَي أَتْبَاعِهِ 15092 - وَالمَالُ فيِ الأَقْوَام مُسْتَودَعٌ ... عَاريَةٌ والشَّرطُ فيْهِ الأَدَا 15093 - وَالمَجدُ لَا يُبنَى بغيرْ ثلاثَةٍ ... بالجُودِ وَالإِقْدامِ وَالْتَّدْبيرِ 15094 - والمَجدُ يُفْسِدُهُ اللَّئِيمُ بلؤمِهِ ... كَالْمِسْكِ يَفْسُدُ ريْحُهُ بالكُنْدُسِ 15095 - وَالمَرْءُ أَتَعُبَ مَا يَكُونُ إِذَا ابتَغَى ... سَعَةَ المَعِيشَةِ في الزَّمانِ الْضيّقِ والْرزقُ إِنْ طِرْنَا إليْهِ فربّمَا ... سَبَقَ المُسِفَ إِليهِ أَلف مُحلَّقٍ إِنّي لأَعجَبَ للزّمانِ إِذَا بِنَا ... بِخطوبَةِ وجمَالِهِ مِنْ مَنطقِ العُودُ يَحْمِلَ مِنْ مَكان نَازحٍ ... والْطيّب فيهِ هَديةً للمحرقِ وَلِكلِّ شيءٍ مُدة فإِذَا انْقَضَت ... أَلفيته وكأَنَّه لَمْ يُخلقِ مَا الدَّهرُ إلّا سَاعتانِ تَعجَب ... ممّا مَضى وتُفكِّر فيمَا بَقي هَذَا سلخُ قول عبيدةَ بِنْ الطيِّب وهَو بابُ (والمَرْءُ يَسعَى) (¬1): المرءُ يَسْعَى لأمرٍ ليسَ يُدْرِكُه ... والعَيْشُ بحٌ وإشفَاقٌ وتَأميلُ 15096 - وَالمَرءُ تَلْقَاهُ مِضْيَاعًا لفُرصَتِهِ ... حتَّى إِذَا فَاتَ أَمرٌ عَاتَب القَدَرا ¬
15097 - وَالمَرءُ ساعٍ لأَمْرِ لَيْسَ يُدْرِكُهُ ... والْعُمُر يقْطَعُه الآمالُ وَالأَجلُ 15098 - والمَرءُ غيرُ مُخَلّدٍ وحَدِيثُهُ ... باقٍ حَميْدًا كَانَ أَو مَذْمُوما ومن باب (وَالْمَرْءُ) قولُ عَاصِمٍ بن محمَّد التميميّ: والمرءُ أَفْعَاله تَكشِفُ ... بالظّاهرِ عنْ كُلِّ مَا كتَمَه وقولُ الآخرِ: وَالمَرْءُ جلدٌ إِذَا الأَقْدار تُسْعِده ... فَإنْ أُصيبَ فَمَنْفي عَنْ الجَلَدِ وقولُ عُدي بن الرقّاع (¬1): والمَرْءُ لَيْسَ وإنْ طَالَت مَعيشَتُه ... يَرَى الّذي هُو لاقٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَا وقولُ أَبِي فِراسٍ (¬2): والمَرْءُ ليسَ بالغٌ فيِ أَرْضِهِ ... كالصّقرُ ليسَ بصائدٍ فيِ وَكْرِهِ 15099 - وَالمَرءُ مَا دَامَ حَيًّا يُسْتَهانُ بِه ... ويُعْرَفُ الرُّزْءُ فيهْ حِينَ يُفتَقَدُ أبو الحَسَنِ السَّلامي المخزُوميُّ: 15100 - والمَرءُ مَا شَغَلتهُ فُرْصَةُ لذَّةٍ ... نَاسِي العَوَاقِب آمنُ الحَدَثَانِ سَابِقٌ البَرْبَريُّ: [من البسيط] 15101 - وَالْمَرءُ مَا عَاش في الدُّنْيا لَهُ ... أَمَلٌ إِذَا انقَضَى سَفَرٌ منْهَا أَتَى سَفَرُ أَخَذَه منْ قولِ كَعَبَ بن زُهيرِ بنْ أَبِي سُلْمَى (¬1): وَالْمَرْءُ مَا عَاش ممدودٌ لَهُ الأملُ ... لَا يَنْتَهي العَيْنِ حَتّى يَنْتَهي الأثرُ ¬
ابْنُ مسْهَرٍ الْكَاتِبُ: [من الـ. . .] 15102 - وَالمَرءُ مَا لَم تُعْلِهِ أَفعَالُه ... لَم تُعْلِهِ بقَديمِهَا الآبَاءُ أَبْيَاتُ أَبِي الْحَسَنِ عَليّ بنُ سَعْدِ بنَ عَليّ بنَ مسْهَرٍ الْكَاتِبِ: غَيْرِي تَهِيجُ وَجْدَهُ الْرَّجَاءُ ... وتَشُبُّ نَارَ غَرامِهِ أَسْمَاءُ وَتَرُوقهُ الآمالُ وَهِيَ كَوَاذِبٌ ... وَتَشُومهُ الأَطْلالُ وَهِيَ خلاءٌ كَلَّتْ ظَبيَ غُرْمِي وَمَلَّتْ أُنْمُلي ... وَقَلَمِي وذَمَّتْ شيمتي الْعَلْيَاءُ إِنْ كُنْتَ تَرْضَى بِالْدَّنِيَّةِ أَو تَرَى ... بَذْلَ الْفَضيلَةِ هِمَّتِي الْعَذْرَاءُ والْمَرْءُ مَا لَمْ تُعلِه أُفْعَالهُ، البَيْتُ المَعَرِّيُ: 15103 - وَالمَرْءُ مَا لَم تَفِدْ نفعًا إِقامَتُهُ ... غَيمٌ حَمَى الْصحْوَ لَم يُمطِرْ وَلَم يَسرِ 15104 - والمَرءُ لَا يُرْتَجَى النَّجاحُ لَهُ ... يَومًا إِذَا كَانَ خَصْمُهُ القَاضِي جَرَّاكَ عَفْوي عن الذُّنوبِ فَقَد ... أَمِنْتَ عندَ الذّنوبِ أَعْراضِي أشدّ يومًا أَكُونُه غَضِبًا عَليـ ... ــــكَ فَالقلبُ سَاخِطٌ راضي أنتَ أميرٌ على مُحْتَكم حُكـ ... ـــمِكَ فيِ قَتْلِ مُهجتِي مَاضِي والمرءُ لَا يُرْتَجي النّجَاحُ لَهُ. البيتُ وَمثلُه قولُ آخرَ: وأيُّ حقٍّ إِذَا مَا صَارَ حاكِمُه ... خَصْمًا يَنَالُ ويَحْظَى مِنْهُ بالظّفَرِ وقولُ أَبِي فِراسٍ (¬1): وَظَلامَة قَلّدْتها حُكْم مُهْجَتي ومِنْ ... يُنْصِف المَظْلومَ والخَصْم حاكِمُه ¬
ومن باب (وَالْمَرْءُ) قَوْلُ ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْشَّامِيَ: يَا أَيّهَا الّذي قَدْ غَرَّهُ الأَمْلُ ... ودوْنَ ما يأْمَلُ الْتَّنْغِيص والأَجَلُ أَلَا تَرَى إِنَّمَا الْدُّنْيَا وَزِينَتِها ... كَمَنْزِلٍ الْرَّكْبَ دارًا ثَمَّت ارْتَحَلُوا حُتُوفُها رَصَدٌ وَكَدُّهَا نَكَدٌ ... وَعَيْشُها رَنَقٌ وَمُلْكُها دُوَلُ يَظَلُّ مفْزَعُ بالْرَّوْعَاتِ سَاكِنُها ... فَمَا يَسُوغُ لَهُ لِينُ ولا جَذَلُ كَأَنَّهُ للمَنَايَا والرَدَى غَرضٌ ... تَظلُّ فِيهِ نَياتُ الْدَّهْرِ تَتّصِلُ وَالْمَرْءُ يَسْعَى ما يَسْعَى لِوَارِثهِ ... والْقَبْرُ وَارِثٍ مَا يَسْعَى لَهُ الْرَّجُلُ وقول الآخَر (¬1): والْمَرْءُ يَبْلِيهِ في الْدُّنْيَا ويَخْلِقُهُ ... حِرْصٌ طَويلٌ وعُمْرٌ فِيهِ تَقْصِيرُ جَذْلَانَ تَبْسُمُ في إِشْرَاكِ ميتَتِهِ ... إِنْ أَفْلَتَ النَّابَ أَرْدَتُه الأَظافِيرُ وقول أَبِيْ الْعَتَاهِيَةِ (¬2): وَالْمَرْءُ يَعَمَى عَمَّنْ يُحِبَّ فَإِنَّ ... أقْصرَ عَنْ بَعْضِ ما بِهِ أَبْصَرَ وقَولُ عُمَر بن عَبْدِ الْعَزيْزِ رَحَمهُ اللَّه (¬3): وَالْمَرْءُ يَصْنَعُ نَفْسَهُ ومَتى ... مَا تَبْلِه يَنْزَعُ إلى الْعِرْقِ وقول ابن زَيْدُونَ: والْمرءُ يَفْتِيهِ دليل ضَميرِهُ ... إنّ الفُؤادَ عَنِ اللسانِ مُتَرْجِمَ وقول الآخَر (¬4): والْمَرءُ يُوْلَدُ وَحْدَهُ ... ويَعيشُ ثُمَّ يَموتُ وَحْدَهُ ومن باب (والمرءُ) قولُ أَبِي عبدُ اللِه محمَّد بنْ عَليّ بنُ حَمْزةِ بنُ الحُسينِ بنُ ¬
عبدِ اللِه بنُ العبّاس بنُ عليّ بنْ أَبي طالبٍ عَلَيهِ السَّلام وفاتِه سنةَ 287 يقول ذلك مُتغاضيًا (¬1): لَوْ كُنتَ منْ أَمريَ عَلَى ثقةٍ ... لَصَبرتَ حَتّى يُبْتَدى أَمْري لكنَّ نَوايِبِه تُحركِّني ... فاذْكُر نَوايبَ الدّهرِ واجْعَل لِحَاجتنا وإِنْ كَثُرت ... أشغَالكُم حَظًا مِنَ الذّكرِ والمَرْءُ لَا يَخلُو عَلَى حِقَبِ ... الأيّامِ مِن ذمٍ ومِنْ شُكْرِ 15105 - والمَرءُ يَسْعَى ويَنْسَى يَومَ مَصْرَعهِ ... حَتَّى يُوافيهِ يَومًا ما وَمَا شَعَرا عُديّ بنُ الرَّقَاع: 15106 - والمَرءُ يورّثُ مجْدَهُ آبنَاءهُ ... ويَموتُ آخَرُ وَهْوَ في الأَحْيَاءِ لَهُ مِنها أيضًا: 15107 - وَالمُزْنُ منْهُ وَابِلٌ مثعَنْجرٌ ... جَودٌ وَآخَرُ مَا يَبضّ بمَاءِ الوزيرُ ابْنُ زيدون المغربِيُّ: 15108 - وَالمُلكُ يَأْنَفُ أَنْ يَحُلَّ سَريْرَهُ ... إِلَّا الَّذِيْنَ أنُوفُهُم لَا تُرْغَمُ يقول منها في المدح: . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . والملك يأنف أن يحل سريره. البيت، وبَعْدَهُ: ¬
والودّ يُظهِرُ في العُيونِ خَفيَّةً ... إِنَّ الوِداد سريرةٌ لَا تُكْتَمِ 15109 - وَالْمُنْتَمونَ إلىَ الصَّفَاءِ جَماعَةٌ ... إِنْ حُصّلُوْا أَفنَاهُم التَّحصِيْلُ الغَزِيُّ: 15110 - وَالمَنُعُ دَاعِيةُ الطِّلَابِ وَكُلّمَا ... خَفي الهلَالُ طَمعتَ في أَن يَظهَرا ابْنُ سُأرةَ الهَاشِميُّ: 15111 - وَالمَوتُ أَنْصَفَ حيْنَ عَدَّلَ ... قسْمَةً بينَ الْخَلِيفَةِ وَالفَقيرْ البَايِسِ البحْتُريُّ: 15112 - وَالنَّارُ لَوْ تُرِكَتْ عَلىَ مَا أَدْركَتْ ... منْ خَلْفِها وَأَمامها لَم تَخْمُدِ ومن باب (والْنَّاسْ) قَولُ الرَّضِيّ المُوسَويّ (¬1): والنّاسُ أُسْدٌ تُحامِي عَنْ فَرائِسِها ... إِمّا عَقَرْتَ وإمّا كُنت مَعْقُورا وقول الْرَّضيّ أَيْضًا (¬2): والنّاسُ إمّا قَانِعٌ أو طَامِعٌ أو طَالِبٌ ... أو عَاجِز أو رَاهِبٌ أو رَاغِبٌ وقول أَعْرَابِيٌّ: والنّاسُ فِي طَلَبِ الْغِنَى ... وغِنَاهُم لا مِنْ ذَاكَ قُوتُ وقول سَابِقٌ الْبَرْبَريُّ (¬3): [من الكامل] والنّاسُ فِي طَلَبِ الْمَعاشِ وإنّما ... بِالجَدّ يُرْزَقُ مِنْهَمُ مَنْ يُرْزَقُ ¬
وقول آخَر (¬1): والنّاسُ فِي قسَمِ الْمَنِيّةِ بَيْنَهُم ... كالزّرع مِنْهُ قائِمٌ وحَصِيدُ وقول صَالِحِ بنْ عَبْدِ الْقُدُّوس (¬2): والنّاسُ كُلهُم لمنْ ... خفَّتْ مَؤُونَتُه خَلِيْل وقول ابْنُ دُريْدٍ من مَقصُورِته (¬3): والنّاسُ للْمَوْتِ خَلايا سُهُمُ ... وقَلّما يُبْقى عَلَى الْلَّسَنِ الْخَلَا وقول آخَر (¬4): والنّاسُ يَلْحُونَ غُرابَ ... الْبَيْنَ لمَّا جَهلُوا وَمَا غُرابُ الْبَيْنِ ... إلّا نَاقَةٌ أَو جَمَلُ البُسْتِيُّ من قصيدة: 15113 - وَالنَّاسُ أَعْوانُ مَنْ وَالَتْه دَوْلَتُهُ ... وهَمُ عَلَيْهِ إِذَا عَادَتْهُ أَعْوَانُ عبدُ المَسِيح بنُ بُقَيْلَةَ: 15114 - وَالنَّاسُ أولادُ عَلَّاتٍ لمنْ عَلمُوُا ... أَن قَد أقَلَّ فَمهْجُورٌ وَمَحقُورُ 15115 - وَالنَّاسُ مَا لَم يُخبَرُوا ويُفتّشُوُا ... جُثَثٌ تَشَابَهُ في الأسَى وشُخُوصُ حَتّى إذا خَبِروُا بدَت سَوْءَاتهم ... فتَفاوتَ الموْفُور وَالمنْقُوصُ مَهْمَا جَهَلتَ فقدْ عَلِمتَ بأنّه ... قُضِي القضاء فليسَ عَنْه مَحيصُ ¬
15116 - وَالنَّاسُ مَا لَم يَرَوْ حرْصًا بِصَاحبِهُمْ ... وَرَغْبةً فيهِم لَم يرْغَبُوا فيْهِ القُطَاميّ: 15117 - وَالنَّاسُ مَن يَلْقَ خيرًا قائلونَ لَهُ ... مَا يَشْتَهي ولام المُخْطئ الهَبَلُ أخذه من قول المرقش (¬1): ومَنْ يَلقَ خَيرًا يَحمَدُ النّاسَ أمرهُ ... ومَنْ يَغْوَ لَا يُعْدَمِ عَلَى الغَيّ وسَلَخَه بعضُ المُحَدِّثين فقالَ (¬2): والنّاسُ منْ يَلقَ خَيْرًا قائلونَ لَهُ ... مَا يَشْتَهي ولام العاثر الحَجَرُ الأَخطَلُ: 15118 - وَالنَّاسُ هَمَّهُم الحَيَاةُ وَلَا أَرى ... طُولَ الْحَياةِ تَزيدُ غَيْرَ خَبَالِ وإذا افتَقَرتَ إلى الذّخائرِ لَمْ تجدِ ذُخْرًا يكونُ كصَالِحِ الأعمالِ قيلَ: هَذان البيْتانِ أَشْرفَ شِعْرِهِ. ابْنُ الرُّوميّ: 15119 - وَالنَّاسُ يَلْحَونَ الْطَّبيبَ وإِنَّمَا ... غلُط الْطبْيبِ إصَابَةُ المِقْدَارِ المَعَريُّ: 15120 - وَالنَّجْمُ يَصْغُر رَأْيَ العَيْنِ مَنْظَرُهُ ... وَالذَّنبُ للْعَيْنِ لَا للنَّجْم فِي الْصِّغَرِ رأؤُكَ بالعينِ فاستَغْوتْهُم ظُنَنٌ ... ولمْ يَروكَ بفكرٍ صادِقٍ الخَبَرِ ¬
وَالنّجمُ تَسْتَصغرُ الأبْصارُ رؤيَتُهُ. البَيْتُ ابْنُ وكيعٍ التّنيسيُّ: 15121 - وَالنُّسْكُ في عَصْرِ الْصِّبى ... كَأَنَّهُ مِنْ قُبْحِهِ خَلْعُ الْعَذارِ فِي الْكِبَر الرَّضِيُّ المُوسَويُّ: 15122 - وَالنَّسْلُ يَخْبُثُ بَعْضُهُ ... مَا كُل مَاءٍ للْطَّهُوْرِ ومن باب (والنَّفْسُ) قولُ السُّكَّريّ: والنّفسُ أشرَهُ شَيءٍ إِنْ بَسَطت لَهَا ... لا يُشْبعُ الْنّفرُ إلّا الْتُّربُ والمدَدَ وقول الْمَعّريّ: والْنّفسُ تَخْدُمُ فِي الْحَياةِ ... بِجَهْلِها آمالَهَا وقول عَمْرُو بنُ مَالِك الْحَارِثيّ (¬1): والْنّفسُ لَوْ أَنَّ ما فِي الأَرْضِ حيز لَهَا ... ما كَانَ إِنْ هِيَ لَم تَقْنَعُ بكَافيهَا وقولى أَبِي ذُؤَيْبٍ الْهَذليّ (¬2): والْنّفسُ رَاغِبَةٌ إذا رَغّبتَها ... وإِذا تُردَّ إِلَى قَليلٍ تَقْنَعُ هَذَا البَيْت صَدْرُهُ مِثْلَ مُفْرَدُه وعَجْزُهُ مِثْل آخِرِه وقَدْ أَجْمَعَ عُلَماء الشِّعْر أَنّهُ يَجِب أَن يَكونَ أَشْعَر وأَصْدَق بيتٍ قالَتُه الْعَرَبُ وأَبْرَعَ، وكانَ الأَصْمَعيّ يُعْجَبُ بهِ كَثيرًا وقِيلَ أَن هَذَا الْبَيْتُ لأَهْبَانَ بنُ عَاديَةَ الْخَزاعِيّ وإِنّ أَبَا ذُؤَيْبٍ غَلَبَهُ عَلَيْه وانْتَحَلهُ لنَفْسِهِ فَأَدْخَلهُ في شِعْرِه، وأَخَذهُ أَبو نَوّاسٍ فَقالَ (¬3): والْحُبُّ ظَهْرٌ أَنْتَ رَاكِبُهُ ... فَإِذا صَرفتَ عَنانَهُ انْصرَفَا ¬
وقالَ أَبُو دُلْفٍ (¬1): ومَا الْنّفسُ إِلّا حَيْثُ يَجعَلهَا الْفَتَى ... فَإِنْ طَمَعتْ تَاقَتْ وإِلَّا تَلَّتِ وكانَتْ عَلَى الأَيَّامِ نَفْسِي عَزِيزَةً ... فَلَمّا رَأَت صَبْرِي عَلَى الْذّلِ ذَلَّتِ أَخَذهُ مِنْ قولِ كُثّيِّرٍ (¬2): وكانت عَلَى الأَيَّام نَفْسِي عَزيزةً ... فَلَّما رَأَتْ ذُلّيْ عَلَى الْبُعْدِ ذَلَّتِ يروى لعَليّ عَليه السَّلَامُ: 15123 - وَالنَّفسُ تَكْلَفُ بالْدُّنْيَا وَقَدْ عَلمَتْ ... أَنَّ الْسَّلَامةَ منْهَا تَرْكُ مَا فيْهَا قِبلَهُ: رَوَاهَا المزربانيُّ لأمير المؤمنيْنَ عَلْي بن أبي طالب عليه السلام في ديْوانِ شِعْره أوَّلُها: إِنَّ المَكَارِمُ أَخْلَاقُ معدّدَةٌ فَالعَقْلُ ... أَوَّلُها وَالعِلْمُ ثانيْهُا والصَّبُر ثَالِثُها وَالْعُرفُ رَابِعْهَا ... وَالعَفْو خَامِسُهَا والشكر سَادِيْهَا وَالعَيْنُ يخبُر عن عَيْنِي مُحدثِهَا إِنْ ... كَان مِنْ حزْبهَا أَوْ مِنْ أعَادِيْهَا والنَّفْسُ تكلَفُ بالدُّنْيَا وقَد عَلمَت. البيتُ 15124 - وَالْوَرْدُ أَطيَبُ تشمَامًا وَرَايحةً ... منْ مسْكِ تُبُّتَ أَو منْ عَنْبَرِ الْصِّينِ الْمُتَنَبيُّ: 15125 - وَالهَجَرُ أَقتَلُ لي ممّا أُرَاقبُهُ ... أَنَا الغَريقُ فَمَا خَوْفي مِنَ الْبَلَلِ 15126 - وَأَلْهَمْتُ نَفْسِي مِنْكَ يأسًا أَراحَني ... فَلَا أَنْتَ مَطْلُوبٌ لَا أَنَا طَالبُ ¬
الْتّهَامِيُّ: 15127 - وَالهُونُ في ظِلِّ الهُوَيْنَا كَامِنٌ ... وَجَلَالَةُ الأَخْطَارِ في الأَخْطَارِ 15128 - وَالهَوَى يَحْدُثُ منْ بَعْدِ الْقلَى ... وَالْرّضَا يأْتِيكَ منْ بَعْدِ الْغَضَبْ البُحْتُرِيُّ: 15129 - وَالْيَاسُ إِحْدَى الرَّاحَتيْنِ وَلَن تَرَى ... تَعبًا كَظَنِّ الخَائب المَكْدُودِ النَّابِغَةُ الْذُّبْيَانيُّ: 15130 - وَاليَاسُ عَمَّا فَاتَ يُعْقَبُ رَاحةً ... ولَرُبَّ مُطعَمَةٍ تَعُودُ ذبُاحَا بِوَدَاعِ لَا مَلقٍ ولَا مُتَكَارهٍ لَا بل ... تعل تحيَّة وَصِفَاحا واهجرهم هجرَ الصَّديقِ صَدِيقَهُ ... حَتَّى تلاقيهم عَلَيكَ أشجاجَا وَاستَبق ودَّكَ للصَّديقِ ولَا تكنُ ... قسا يَعَضُّ بغارب أمجاجا ضلإغنا يُدَحّسُ تحتَهُ اجلاسَهُ ... شدَّ البِطَانِ فمَا يُريُدُ رَوَاجا اليأسُ عمَّا فاتَ يُعقبُ أحدًا. البيت. أبو الغَمْرِ الرَّازي: 15131 - وَالْيسْرُ يأْتِيكَ بَعدَ الْعُسْرِ مُتَّصِلًا ... وربَّ أَمْنٍ أَتَى إِذْ خَنَّقَ الفَرَقُ أَبُو العَتَاهِيَةِ: 15132 - وَاليَقيْنُ الشِّفَاءُ مِنْ كُلِّ ظَنٍّ ... مَا يُثيرُ الْهُمُومَ إِلَّا الظُنُونُ 15133 - وَأَمرٍ يُدَبِّرُهُ صَالحٌ ... فَأَخْلقْ بسُرْعَةِ إدْبَارِهِ 15134 - وَأَمّلَتْ عتَابًا يُستَطابُ وَلَيتَني ... أطالتْ ذنبيَ كي يَطُولَ عتابُها ¬
15135 - وَأَمّا نَومُكُمْ عَنْ كُلِّ خَيْرٍ ... فَنَوْمُ الفَهْدِ لَا يُقْضَى كَرَاهَا ومن باب (وأَمّا)، قولُ حَسَّانَ بنُ ثَابتٍ (¬1): وأَمَانة الْمَرئ حَيْثُ لَقَيْتَهُ ... مثْلُ الْزُّجَاجَةِ صَدْعُها لم يُجْبَرِ كَانَ الْحَارثُ بنُ عَوْفٍ المُريّ أَجَارَ رَجُلًا مِن أَصْحابِ رَسُولِ اللَّه صَلّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمْ فَقُتِلَ، وكانَتْ دِيةُ الْخَفِيْر سَبْعِينَ عُشْرَاءَ فَجَاءَ الْحِارثُ، فَقالَ النبيّ صلّى اللَّه عَلَيْه وسَلَّمْ: يَا حَسَّانُ هَذَا الحَارِثُ، فَقالَ حَسَّانُ: يا جَارِ مَنْ يَغْدُرَ بِذِمّةِ جَارِهِ ... مِنْكُم فَإِنّ مُحَمّدًا لَمْ يَغْدُرِ وَأَمانَةُ المري حَيْثُ لَقيتَهُ، الْبَيْتُ وبَعْدَهُ: إِنْ تَغْدُرُوا فَالْغَدْرُ مِنْ عَاداتِكَ ... واللومُ نَبَتتْ فِي أُصولِ السَّخْبَرِ فقالَ الحَارِثُ: يا رسُولَ اللَّه أَجِرْني من شِعْرَ حَسَّانَ وأَنَا أُوْدِي إِلَيْكَ دِيةَ الْخَفِيْرِ. وإِنّمَا أَخَذَهُ حَسَّانُ مِنْ قَوْلِ الأَعْشَى (¬2): فَأَتتْ وفِي الْدُرّ صَدْعٌ لَهَا ... كَصَدْعِ الْزُّجاجَةِ لَمْ يَلْتَئِمْ ومن باب (وَامتِنَاعِ) قولُ آخَر (¬3): وَامتِنَاعُ الْنّفسِ مِمَّا تَشْتَهِيَ ... خشْيَةَ الإِنْفاقِ نَقْصٌ في الْنّسَبْ ومن باب (وَأَمّا) قولُ ابْنُ أَرَاكَةِ الوَالِبيّ (¬4): لِمَنْ ضَوءُ نارٍ بالبطاحِ كَأنّها ... مِنَ الْوَحشِ بَيْضاءَ اللَبانِ شَبُوبُ إِذَا صَدَعتها الْرِّيحُ أرّثَ ضَوئَها ... مِنَ الأَصْل فَرعٌ يَابسٌ وَرَطيْبُ تَرَاها فَتَرْجُوها ولَسْتُ بِآيِسٍ ... وفيْها عَنْ الْقَصْدِ المُبين نُكوبُ ¬
وأَمّا عَلَى كَسْلَانَ وإِنْ فَنَازحٌ ... وَأَمّا عَلَى ذِي حَاجةٍ فَقَرِيبُ وقول آخَر (¬1): وَأَمّا الْحَشَا مِنّي فَإِنّي أَمْتَحِنْها ... وأَدْنَيْتُ مِنْهَا الْجَمْرَ فَاحْتَرقَ الجَمْر ومن باب (وأَمَرْتكُم) قولُ عَبْدِ اللَّهِ بنُ قَيْسِ الْرُقيّاتِ (¬2): وأَمَرْتُكُم شِفَاءٌ حَيْثُ كُنْتُم ... وبَعْضُ أَمارة الأُمُراءِ دَاءُ وأَنتمْ تُحْسِنُون إِذَا ملَكْتُم ... وغَيْرُكُم إِذَا مَلَكُوا أَسَاءُوا مِسْكينُ الْدَّارِميُّ: 15136 - وأمْنَعُ نَفْسِي منْ أُمُورٍ كَثيرَةٍ ... إِذَا مَا نُفوُسُ النَّاسِ قَلَّ امْتنَاعُهَا المُتَنَبّيّ: 15137 - وَأَنا الَّذِي اجتَلَبَ المَنيَّةَ طَرفُهُ ... فَمن المُطَالبُ والقَتيلُ القَاتِلُ أبو الحَسَنِ اللحَّامُ: 15138 - وَأَنَا الَّذِي إِنْ جُدْتَ لي أو لَمْ تَجُدْ ... لَكَ في الشَاءِ عَلَى طريْقٍ وَاحِدِ 15139 - وإنْ أبَيْتُم فَأرْضُ اللَّهَ وَاسِعَةٌ ... لَا النَّاسُ أَنتُم وَلَا الْدُّنْيا خُرَاسانُ أنشدَ ابْنُ الأَعرَابيٌّ: 15140 - وَإِنْ أتَاكَ امْرُؤٌ يَسْعَى بكَذبتِهِ ... فَانظُر فَإِنَّ اطّلَاعًا قَبلَ اينَاسِ المَثَلُ قولُهُم: إِنْ اطّلاعًا قَبْلَ إيناسِ ¬
يُضْربُ فِي تركِ الثقةِ بِمَا ينقلُ التمامُ مِنَ الكلامَ دون الوقوف عَلى صحَّته والإِطلاعُ هو النَظَر والتفحص والإِيناسُ هو اليقينُ تقول لا تقطع بكلام لا تحققته يقينًا 15141 - وَإِنْ اعتَذَرْتَ فَإنَّ عُذْرَكَ وَاضِحٌ ... عنْدِي بأَنَّكَ لَسْتَ بالمَعْذُورِ كُثَير عزَّة: 15142 - وَإِنَّ أَكُ قَصْرًا في الرّجَالِ فَإنَّنِي ... إِذَا جَلَّ أَمْرٌ سَاحَتِي لَطَويلُ مثلُه قَولُ نُصَيُبٍ (¬1): فَإِنْ يَكُ حَالِكًا لوني فإن ... لعِلمٍ غير ذي سقط وعاءُ ومن باب (وإِنْ)، قولُ مَسْكين الدّارميّ (¬2): وَإِنْ أُدعَ مسْكِينًا فَلَسْتُ بِمُنْكِرٍ ... وَهَلْ تُنْكِر أَنّ الْشَّمْسَ ذَرَّ شُعاعهَا وقول المُتَنَبيّ (¬3): وَإِنْ أَسْلَم فَمَا أَبْقَى وَلَكنْ ... سَلِمْتُ في الْحِمَام إلى الْحِمَام وقول آخَر: وَإِنْ أَشْبَهُوهُ خِلْقَةً لا سَجِيّةً ... وَلَا عَجَبٌ قَدْ يُشبهُ الْذّهَبَ الْصُّفُرْ وقول تُوبَة بنُ الْحُمْيَر (¬4): فَيَا رَبُّ إِنْ أَهْلَكْ وَلَمْ يَرَوا هَامَتي ... بلَيْلَي أَمُتُ لا قَبْرَ أَعْطَش من قَبْري وإِنْ يَكُ عَنْ لَيْلي غِنًى أو تَجَلّدٌ ... فَرُبّ غِنَى نَفْسٍ أقرَب مِنَ الْفَقْرِ وإِنْ أَكُ عن لَيلي سَلوتُ فَإِنّما ... سَليتُ عَنْ يأْسٍ ولَمْ أَسلُ عَن صَبْر ¬
وقول زَرَارَةِ بن سُبَيعْ الأَسْديّ (¬1): وإِنْ حَدّثتكَ النّفسُ أَنّك قَادرٌ ... عَلَى مَا حَوَتْ أَيْدِي الْرِّجَال فَكَذّبِ وقول آخَر: وإِنْ خِفْتَ دَارًا أَو جَفَا بِكَ مَنْزِلٌ ... فَدَعْهُ لِمَنْ بالخَسْفِ أَصْبَحَ راضِيا وقول آخَر: وأَنْجَحَ مَا يَكونُ السّعْيَ يَوْمًا ... إذا مَا شَفَعَ الْوَزيرُ إِلى الإِمَامِ وقول الْغَزِّيّ (¬2): وَإِنْ مَا جَرَى غَلَطٌ مِنْهُم بمَكْرُمَةٍ ... فَبَيْضَةِ الْعُقْرِ لا برِجَالَها خَلفُ وقول أَبِي نُخَيْلَةَ (¬3): [من الطويل] وَإِنْ جَاءَ مَا لا يُسْتَطاعُ دِفَاعَهُ ... فَمالَكَ إلّا الْصّبْرَ من حيلةٍ تُجدِي وقول آخَر (¬4): وإِنّ جُلّ مَا خَوّلَتْنِي يَداكَ ... فَإِنّ الْكَرامَةَ عِندي أَجلّ وقول أَعشى باهِلَهَ (¬5): وإِنْ جَزعْنا فَمِثْلُ الرّزْءِ أجزعنا ... وإِنْ صبَرنَا فإِنّا مَعْشرٌ صُبُرُ ابْنُ المُعْتَزّ: 15143 - وَأَنتَ أَخو السَّلَام وَكَيْفَ أَنتُم ... وَلَسْتَ أخَا المُلِمَّاتِ الْشِّدَادِ ¬
بَعْدهُ: وَاطفَلُ حين تخفى من ذبابٍ ... وَالزمُ حينَ تُدعَا من قُرَاد 15144 - وَأَنْتَ الَّذي تُرجَا لِكُلِّ مُلمَّةٍ ... إِذَا ضَاقَ بالمُضْطَرِّ مُتّسَعُ البَرِّ 15145 - وَأَنْتَ الْمُسنُّ فحتَّى مَتَى ... تَسُنُّ الْحَدِيْدَ وَلَا تقْطَعُ كَاتبهُ عَفَا اللَّه عنُهُ: وجَدت في أَبياتِ للعاني قَولَ شاعرٍ في رجل من بني نَوفَلٍ: أراكَ تُظهر لِي ودًّا وتُكرمُنِي ... وَتَستَطِير إِذَا أَبصَرتَني فَرَحَا وتستحلُّ دمَي إن قلتُ من طرب ... يا ساقي النوم اسقني قدحا يقول: إذا استدعَيتُ القدح خيل إليك عسل عرض ببيت حسَّانَ هَذَا ذهابا إلى أنك دعى في بني هاشم والمنوط الملتمس وهو الزنيم 15146 - وَأَنْتَ بكِلّ مَا أرْجُو جَديرٌ ... فَكُنْ عَوْنِي عَلَى نُوَبِ الْزَّمَانِ 15147 - وَأَنْتَ خَيْرُ شَفيْعٍ طَابَ عُنْصُرُهُ ... إِنَّ الشَفيعَ جَنَاحُ المَرْءِ في الطَّلَب 15148 - وَأَنْتَ زنيم نِيطَ في آل هَاشِمٍ ... كَمَا نيْطَ خَلْفَ الرّاكب القَدحُ الفَردُ قالَ الشّاعرُ (¬1): زَنيمُ تداعاهُ الرّجالُ زيادةً كَمَا ... زيدٌ فيِ عَرضِ الأَديمِ الأكاوعَ 15149 - وَأَنْتَ عَلَى مَا فِيكَ منْ مَيْعَةِ ... الْصِّبَّا وَقِلَّةِ أَعْدَادِ الْسِّنيْنَ أَديْبُ بَعْدهُ: هَذَا يقولُهُ عَلَيّ الحسنُ القَهْستَانِيّ فيِ بِيْتيّ أَديبُ لبيتٍ نحيبِ كيحيَى الّذي قَد أُوتي كُلَّه ... سببًا كذاكَ ابْنُ النحيبِ ونحيبِ ¬
أبو عَدِيٍّ الشَهْرَزوَرِيُّ: 15150 - وَأَنْتَ كَالمَاءِ يُرْوي النَّاسَ ... كُلّهُم وَربّمَا شَرقَ الإِنْسَانُ بالْمَاءِ ومن باب (وَأَنْتَ)، قولُ حَاتِمُ الْطّائِيّ (¬1): وَأَنْتَ إِذَا أَعطيتَ بطَلَبكَ سُؤلَهُ ... وَفَرَجَكَ نالا مُنْتَهَى الذمّ أَجمَعَا وقول آخَر يَمْدَحُ (¬2): وَأَنْتَ إذا وَطَيتَ تُرابَ أَرضٍ ... يَطيبُ إذا مَشيتَ بِهِ الْتُّرابُ لأَنّ نَداكَ يَنْفِي المَحلَ عنهَا ... وتُحييهَا أيادِيْكَ الرِّغَابُ وقول آخَر (¬3): وَأَنْتَ الذّي بَلّغْتَني مَا أَرْدَته ... وأَوْطَأتَنِي خدَّ الزّمانُ عَلَى قَسْرِ وقول ابْنُ الْدّمَيْنَةِ الْطّائِيّ (¬4): وَأَنْت امْرؤٌ منّا خُلِقت لِغَيْرِنا ... حَيَاتِكَ لا تُجْدِي وَمَوْتُكَ فَاجعُ وأَنْتَ عَلَى ما كَانَ مِنكَ ابْنُ حُرَّةٍ ... أبيٌّ لما يَرْضى بِهِ الْخَصْمُ مانعُ قالَ ابْنُ رَشيقٌ: كَانَ أَبُو الْحَسَنَ مُحمّد بنُ أحمَدَ بنُ خَليفَةِ التُّونِسيّ أحَبّ غُلامًا فَتَبعَهُ وخَرَج هَائمًا عن أَهْلِهِ وَوَطَنِهِ فَوَرَدت عليه مُكاتَباتٌ مِنهُمُ ومَعها كِتابٌ من والِدِه أحَمَدَ فيهِ: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أَنْتَ امرؤٌ منّا خُلِقْتَ لِغَيْرِنا، البيْتانِ، والسّلامُ. فلمّا قَرَأ الكِتابَ اسْتَحْيَى وعادَ إلى بَلْدَتِه تُونسُ وأَهْلِه وإخْوانِهِ. ومِنْ هَذَا البَابِ قولُ آخَر: ¬
وأَنتَ امرؤٌ يُرْجَا الخَيْرُ وإنّما ... لكُلّ امرئٍ مَا وَرّثه أوائله وقول الرّضيّ المُوسَويّ (¬1): وإِنْ كُنْتَ بَحْرَ السّماحِ ... فخَيْرُ مَواهِبِكَ الْعَاجِلُ وقول آخَر (¬2): وإِنْ تَقْهَروني حينَ غابَت عَشيرتِي ... فَمِنْ عَجَب الأيّام أَنْ يُقْهَرُ مِثْلِي وقول المُتَنَبّي (¬3): وإِنْ تَكُنْ تَغْلب الغَلْبَاء عُنْصُرها ... فإِنّ فِي الخَمْرِ مَعْنَى لَيْسَ للعِنَب وقول ابْنُ الرُّوميّ يَمْدَحُ (¬4): وأَنْتُم النَّخْلَة الطّولَى التّي بَسَقَتْ ... قَدَمًا وبُورِكَ مِنْهَا الأَصْلُ والطّرَفُ فَإِنّ زَوَى عنّيَ الْجَمَّارُ طَلعَتُه ... فَلا يُصيبْني بحدَّيْ شَوْكِهِ الْسّعَفُ 15151 - وَأَنتُم أَهلُ بَيْتٍ فَضْلُ نآئِلكُمْ ... ثَوبٌ علينَا مِنَ المَعْروُفِ مَمْدُودِ بَعْدهُ: نَرجو لباقية الأَيام بَاقِيكم ومن ... معنى فهو مَأجورٌ ومَحُمودُ ومن باب (وَأنتُم) قَول قراد بن حَنش يَهجو (¬1): وَأَنتُم سماءٌ يُعجبُ النَاسَ رِزُّها ... بابدةٍ تُنحى شديدٌ وَسدها تُقطِّعُ اطنَاب البيوتِ بحاصب ... وأكذب شيء برقها وَرُعُودها فَويل أمتها خيلًا بهَاءً وَشارةً ... إذا لاقت الأعداءَ لولا صُدودها ¬
وقول عَمرُو بن أسدٍ (¬1): وأنتم كَغيم السَّوءِ مَن يَرَ برقهُ ... يَشِمهُ ومن يَحلُلُ به فهو كاذبُهُ وقولُ إبراهيم بن العباس الصوليِّ (¬2): وأنتَ هَوَى النفس مِن بينهم ... وَانتَ الحبيبُ وَأَنت المُطَاعُ فمَا بكَ ان بَعدوا وَحدَه ... ولا مَعَهُمُ إن بعدت اجتماعُ وقول السريّ الرفاء في الخالدِيين وَقَد سرقَا شعرَهُ، مخاطبًا للصابيء (¬3): قَد اظلتكَ يَا ابا إسحاقِ غارة ... الشعر وَالمعَاني الدقاق فاتخَّذ مَعقلًا لشعركَ تحميهِ ... مَسروقَ الخَوارج المُراقِ وَانتهَاكُ الحَريم تحتَ رِوَاق المُلك ... وَمن عَلي مُلوكِ الرّواق يَا هلالَ الآداب يَابنَ هلالٍ صَرف ... اللَّهُ عنك صرفَ المحاقِ أنت مَن تسهلُ المعَاني عَليه ... وهي معشرٍ صِعَاب المَراقي قَسَم الرّزقَ بالمَواهِب فينا ... فَدَعَونَاهُ قَاسِمَ الأَرزَاقِ أبو حُكَيْمةَ: 15152 - وَإِنْ ضِقْتَ فاصْبِر يُفْرِّج اللَّهُ مَا تَرَى ... إلّا كُلُّ ضيْقٍ في عَواقبه سَعَه كشَاجِمُ: 15153 - وَإِنْ كاتَبُو صَارفُوا في الدّعَاءِ ... كَأَنَّ دُعَاءَ هُمْ مُسْتَجَابُ أَبُو فِراسٍ: 15154 - وَإِنْ كُنْتُ مُشْتَاقًا إليكَ ... فإنَّهُ لَيَشْتَاقُ صَبٌّ إِلْفَهُ وَهوُ ظَالمُهُ ¬
15155 - وَإِنَّا أُناسٌ بالْسُّيُوفِ جَلادُنَا ... وَلَسْنَا نُرامِي في الْعدى بالقَصَائِدِ 15156 - وَإِنَّا بَقَايا عَبْدِ شَمْسِ وَهَاشمٍ ... أَصاغرُنَا الأَكْبَريْنَ عَبِيدُ حسَّانُ بنُ ثابتٍ: 15157 - وَإِن أحسَنَ شِعرٍ أَنْتَ مُنْشِدُهُ ... بَيتُ يُقَالُ إِذَا أنشَدتَهُ صَدَقا أبو الأسود الدُؤليُّ: 15158 - وَإِنَّ أحَقَّ النَّاسِ إِنْ كُنْتَ مَادِحًا ... بمدْحكَ مَنْ أَعْطاكَ والْعَرْضُ وَافرُ قَبْلهُ: كسَاكَ وَلم تستكسِهِ فحمدتَهُ ... أخٌ لكَ يُعطيكَ الجَزيلَ وَناصِرُ وإنّ أحقَّ الناسِّ إن كنتَ حَامدًا. البيتُ. أحمدُ بنُ أبي فَنَن: 15159 - وَإنَّ أحقَّ النَّاسِ بالْلَّوْم شاعِرٌ ... يَلوُمُ عَلَى البُخْلِ الرِّجالَ وَيَبْخَلُ القَاضي الماوَرديّ: 15160 - وَإِنَّ امرءًا لَم يَحي بالعِلْمِ ميّتٌ ... فَلَيْس لَهُ حَتَّى النُشُور نُشُورُ قَبْلهُ: وفي الْجهلِ قَبلَ الموتِ موتٌ لأهِلِه ... فأَجْسَامهُم قبلَ القُبورِ قُبور وإنَّ امرءًا لمْ يَحيَ بالعلمِ. البيتُ. هوَ القاضِي أبو الحسنَ عَلَيّ ابْنُ محمّد بنْ حبيبِ المَاورديّ البَصريّ ¬
مِثْلُ قولِ القاضي الماوَرْديّ قولُ أَبِي مُحمّد عَبْد اللَّه بن محمّد بنُ السيّد البَطْليُوسّي (¬1): أَخُو العِلْمَ حَيّ خالدٍ بَعْدَ مَوْتِهِ ... وأَوْصَالِهِ تَحْتَ التّرابِ رَميمُ وذُو الجَهْلِ مَيّتٌ وَهُو ماشٍ عَلَى الثّرَى ... يَظُنّ مِنْ الأَحْيَاء وهُو عَديمُ 15161 - وَإِنَّ امرءًا لَم يَصْفُ للَّهِ قَلْبُهُ ... لَفي وَحْشَةٍ منْ كلِّ نَظرة نَاظِرِ بَعْدَهُ: وإن امرءًا يَبْتَاعُ دُنيا بدينِهِ ... لمُنْقَلب مِنْهَا بصَفقة خاسِرِ وإن امرءًا لَم يَرتَحل ببضاعةٍ ... إِلَى دارَةَ الآخِرَةِ فَليسَ تَاجِرِ طَرَفَةُ: 15162 - وَإِنَّ امرءًا لَم يَعفُ يومًا فُكاهَةً ... لمنْ لَم يُرِدْ سُوءًا بهَا لجَهُولُ عبدُ الرَّحمنِ حسَّانُ بنُ ثابِتٍ: 15163 - فينَّ امرءًا نَالَ الْغِنَى ثُمَّ لَم يَنَلْ ... صَدِيقًا وَلَا ذَا حَاجَةٍ لَزَهِيْدُ لمّا قَالَ حَسَّانُ بنُ ثابتِ الأَنْصاريّ (¬1): وإِنّ امرءًا أَمْسى وأَصْبَحَ سالمًا ... مِنَ النّاسِ إلّا مَا جَنَى لسَعيدُ أَجَازَه وَلَدُهُ عبدُ الرّحمَن فقالَ (¬2): وإِنّ امرءًا نَالَ الغِنَى ثمّ لمْ يَنَلْ ... صَديقًا ولا ذَا حَاجَةٍ لزَهيدُ ¬
ثُمّ أَجَازَهُما وَلَدَهُ سَعيدٌ بنُ عبدِ الرّحْمَن بنُ حَسّانِ بنُ ثابتٍ فَقَالَ (¬1): وإِنّ امرءًا عّادَى أُنَاسًا عَلَى الغِنَى ... ولَمْ يَسْأل اللَّهُ الغنَى لَحَسُودُ أَبُو الأَسْود الدّؤَليُّ: 15164 - وَإِنَّ امرءًا لَا يُرْتَجى الخَيْرُ عِنْدَهُ ... يَكُنْ هَيِّنًا ثمْلًا علَى مَنْ يُصَاحِبُ الأَخْطَلُ بن غَوثٍ: 15165 - وَإِنَّ امرءًا لَا ينْثَني عَن غَوَايةٍ ... إِذَا مَا اشتَهتْهَا نَفْسُه لجَهُولُ قَبْلهُ: وَكَمُ قتلتْ أروى بلا دَيةٍ لمَا ... واروى لفراغ الرِّجَالُ قَتُولُ فَلَو كَانَ مَبْكَى سَاعَةٍ لبكَيتُهُ ... وَلَكِنَّ شرَّ الغانَياتِ طَويُلُ وَكُنتُ صحيحُ القلبِ حتى ... أصَابني من اللامعاتِ المترقاتِ خبول وَكُنَّ عَلَى أحيانهنَّ يصدنَني ... وهنَّ منايا الرِّجال وعولُ وَإنَّ امرءًا لا ينتهي عَن غَوايةٍ. البيت. 15166 - وَإنَّ امرءًا يَرْجُوهُ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ ... وَيُلْقِي إلَيْهِ أمْرَهُ لَعَظيمُ 15167 - وَإِنَّ امرءًا يَسْعَى بدُنيَاهُ جَاهِدًا ... وَيَذْهَلُ عنْ أُخْراهُ لَا شكَّ خَاسرُ وفي ذكرِ هَوْل الموتِ والقَبْرِ والبَلَى ... عَن اللهوِ واللَّذاتِ للْمرءِ زاجُرُ 15168 - وَإِنَّ امرءًا يَصْلَى الصَّدِيْقُ بشَرِّهِ ... لأَوَّلُ مَنْ يَبْقَى بغَيْرِ صَدِيقِ يَزيدُ بنُ الصَيْقَلِ: ¬
15169 - وَإِنَّ امرءًا يَنجُو مِنَ النَّارِ بَعدَمَا ... تَزَوَّدَ من أَعْمَالِهَا لَسَعيْدُ قَبْلهُ: أَلَا قلْ لأَرْبابِ المَخائضِ اهْمِلُو ... فقدْ تَابَ ممّا تَعلمُونَ يَزيدُ وإن امرءًا يتخوَّفَ النّار. البيت. وبَعْدَهُ: إذا ما المَنَايَا أَخطأتكَ وصَادَفَت ... حَميمكَ فاعْلَم أنَّها سَتَعُودُ كَانَ يَزيدُ بن الصَيْقَل العُقَيليُّ هذا يَسرقُ الإِبل ثم تابَ وَقُتِلَ في سَبيل اللَّهِ. قولُه: المخَايض جَمعُ مَخاضٍ وَالمخَاضُ جَمعُ مَاخِضِ وَهي الَّتي ألقحتَ وذلك جَمعُ الجَمُع كما يقالُ في قَوْمٍ قوامٌ وفي أعراب أعَارِيبُ. وقولهُ: اهمُلُوا ارجُو ابلَكُم وَالعَمَل ... والسدَى الذي لَا رَاعي مَعَهُ ومن باب (وإنّ امرءًا) قولُ صَالِح بنُ عبدُ القُدّوس (¬1): وإِنّ امرءًا لَمْ يَخْش قَبْلَ كَلامِهِ الْـ ... ــــجَوابَ فَيَنْهَى نَفْسه غَيرُ حَازم وقول آخَرَ (¬2): وإِنّ امرءًا لا يَتّقي سُخْطَ ربّه ... ولا يَحْفَظ القُرْبَى لغَيْر مُوَفّقٌ وقول كَاتِبِه عَفَا اللَّهُ عَنْهُ (¬3): وإِنّ امرءًا يَرجُو مِنَ الكَلْبِ لُقَمَةً ... وهَيْهَات ما يَرْجُو أَخَسّ من الكَلْب وقول الفَرَزْدَقِ (¬4): ¬
وأَنّ امرءًا يَسْعَى تَحَرّش زَوْجَتي ... كَساعٍ إلى أُسُدِ الشّرَى يَسْتَبْسِلُها وَمِنْ دُونِ أَبَواك الأُسودِ بَسَالةً ... وبَسْطَةُ أيدٍ يَمْنَعُ الضّيمَ طُولُها عُبيدَ اللَّه بنُ عَبد اللَّهِ بنُ طاهرٍ: 15170 - وَإِنَّ أُنَاسًا يَصْبُرونَ تَعفُّفًا ... عَلَى فَقْدِ عَادَاتِ الْغِنَى لَكِرَامُ زُهَيْر بنُ أبي سُلْمَى: 15171 - وَإِنَّا وإيّاكُم عَلَى مَا نَسُومُكُمْ ... لَمثَلانِ بَل أَنتُم إِلَى الصُّلْحِ أَفقَرُ ومن باب (وإِنّا)، قولُ حَبيبِ بنُ المُزْدَلِفِ (¬1): وإِنّا إذا ما الحق أَعْوَزَ أَهله ... أَوَى كلّ مَطْلوبٍ إليِنَا وطَالِب وقول قَيْسِ بنُ عاصمٍ المُنَقري، وتُروَى لأبي الهَيْذامِ عامرِ بن عمارةِ المازِنيّ يقولُ في أَبْياتٍ (¬2). سَأَبْكيكِ باليَمَنِ الرّقاقِ وبالقنا ... فإِنّ بِهَا قَد يُدْرك الواتِر الوَتَرا ولَسْنَا كَمَنْ يَبْكي أَخاه بِعَبرةٍ ... يَعْصُرُها من ماءِ مُقْلَتِهِ عَصْرا ولكنّني أُشْقي فُؤادِي بِغَمْرةٍ ... أُلْهبُ في قُطْري كتائبها الجَمْرا وإنّا لقومٌ لا تَفيضُ دُموعنَا ... على هالكٍ منّا وإنْ قَصَمَ الظّهْرا وقول النَّابِغَةِ الْجَعْديّ (¬3): وإنّا لقومٌ ما نَعُودُ دَخيلُنا ... إذا ما الْتَقيْنَا أنْ تَحيد وتَنْفُرا ونُنْكِر يَومَ الرّوْعِ أَلوانَ خَيْلِنا ... مِنَ الطّعنِ حتّى تُحْسَبَ المَنونَ أَشْقَرا ولَيْسَ بِمَعْروفٍ لنَا أنْ نَرِدْها ... صِحاحًا ولا مَسْتَنْكرٍ أن تُعْقَرا ¬
وقول ذي الرمة (¬1): وإنّا لَحيٌّ ما تَزال جِيَادُنا ... تُوْطأُ اكْتَاد الكُماةِ وتَأْمُرُ هُو المنْصبِ العَادي مَجْدًا وعِزَةً ... وهُمْ مِن حَصَا المغرى ويَدْنسُ أكثَرُ أبي اللَّهُ إلّا أنّنا آل خِنْدُفٍ بِنا ... يَسْمَعُ الصّوتَ الأنامُ ويُبْصرُ لنَا الهَامَةُ الكُبرَى التّي كُلّ هَامَةٍ ... وإنْ عَظمَت مِنها أَذّل وأَصغَرُ إنّا ابْنُ النَبيّين الكِرامِ فمَنْ دَعا ... أَبًا غَيْرهُمُ لا بُدّ أنْ سَوْفَ يُقْهَرُ لنَا النَّاسُ أعْطانا هُمْ اللَّهُ ... عُنْوَةً ونَحنُ لَهُ واللَّهُ أَعْلَى وأَكبَرُ لنَا مَوْقِفُ الدّاعينَ شَعْثًا عَشيّةً ... وحيْثُ الهَدايا بالمشاعرِ تُنْحَرُ وكُلّ كَريمٍ من أُناسٍ سِوَانا ... إِذَا مَا التَقيْنا خَلْفَنا يَتَأخّر ومنّا بُناةُ المَجْدِ قَد عَلِمَت ... بِهِ مَعدٍ ومنّا الجَوْهَرُ المُتَخَيّرُ يَعنِي بالجَوْهَرِ المُتَخَيَّرِ رسولُ اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقول العلوي صَاحِبُ البَصْرَةِ (¬2): وإنّا لتُصْبُح أَسْيَافنا ... إذا مَا أصطَبَحْنَ بيومٍ سفُوكِ منابرهنّ بُطونُ الأَكُفّ ... وأَغْمَادُهنّ رؤُوسُ المُلوكِ وَمن بابِ (وَإِنَّا). قَولُ الكميتِ (¬3). وَإِنَّا لذَّادُونَ عنَ حرماتنا إِذَا كَانَ ... يَومٌ أَكلفُ الجوِّ أغبَرُ وذمتا مَحَفُوظَةٌ برماحِنَا إِذَا ... مَا أضاعَ الذمَّة المُتخَفِّرُ وَايمانُنَا مَبُسُوطَةٌ بِسُيُوفِنَا مُطبقةٌ ... يَومَ الوغَا حينَ تُشتهرُ وَأَعراضُنَا مَستُورَةٌ بحبَائِنا وَمَا خَير ... اعرض لَا يُصانُ وَيُسترُ وَقولُ السموألِ (¬4): ¬
وَإِنّا لنلقَي الحارثاتِ بأنفس كَثيرُ ... الرزايا عِنَدهُنَّ قِلَيلُ يَهون عَليَنا أَنُ تصابَ جُسُومَنا وَتَسلَمَ ... إعراضٌ لنا وَعُقُولُ وإنّا لقَومٌ مَا نَرى القتلَ سبّة إذا ... ما رأته عامرٌ وَسَلُولُ يُقَصِّرُ حُبُّ الموتِ آاجَالنَا لنا ... وتكرهُهُ آجالهُمُ فتَطُولُ وقَولُ آخَرَ في صَدر كتابٍ (¬1). وَإِنَّا لنرجُو وَالرّجاءُ وَسِيلةٌ لقاءً ... يضُمُّ الشَملَ بعضًا إلى بَعضِ فَقدَ طالمَا اعتَّن البعَادُ يذودنا ... عَنِ المنهل المَورُوْدِ وَالمرتَع الغَضِّ وقولُ الآخِرَ (¬2): وَإِنَّا ليحرى بيننا حين نلتقي حَديثٌ لَهُ ... وَشيٌ كَوشي المَطَارِفِ حَدِيثٌ كَوقع القَطر في المحلِ يشتَفَى بهِ ... من جو في داخل القَلب شَاغِفِ وقولُ الرضي في ذمّ الدنيا (¬3): وَإنا لنَهواها عَلَى الغَدرِ وَالعَلَى ... فَدَجُهَا مَعُ عِلْمِنَا بالمَعَايبِ 15172 - وَإِنَّ بَقاءَ المَرْءِ بَعْدَ عَدُوِّهِ ... وَلَوْ سَاعةً منْ عُمْرِهِ لَكَثيرُ 15173 - وَإِنَّ بقومٍ سَوّدُوكَ لِحَاجةٍ ... إِلى سَيّدٍ لَو يَظْفَرُون بسَيّدِ 15174 - وَإِنَّ زَمانًا أَنْتَ منْ حَسَنَاتِهِ ... حَقِيْق بأَنْ يُخْتَالَ منْ فَرطِ عُجْبهِ أَبُو محمَّد بنُ وَرقاءَ: 15175 - وَإِنَّ زئيرَ الأُسْدِ منْ كُلِّ جَانِبٍ ... ليَشْغَلُ سَمْعِي عَنْ ضُبَاحِ الثَّعالِب ¬
إبرَاهيم بن المهدي: 15176 - وَإنَّ صَبَاحًا نلْتَقي في مَسَائِهِ ... صَبَاحٌ إلى قَلْبي الغَداةَ حَبيْبُ أبو تَمَّامٍ: 15177 - وَإِنَّ صَحيحَ الرأي والحزْمِ لَامْرؤٌ ... إِذَا بلغَتْه الْشّمس أنْ يتحوَّلَا عَمْرُو بنُ شأس الأسديُّ: 15178 - وإِنَّ عَرارًا لَمْ يَكُنْ غيرُ واضِحٍ ... فإنّي أُحبُّ الجَونَ ذا المَنكَب العَممَ قِيلَ: لمَّا عَادَ الحجَّاجُ من مَحارَبةِ الخَوارجِ قَالَ: اطلبوا لِي رجلًا أنفذه إلى عَبد المَلكِ، فَأتي برجلٍ دميم المَنظَر حَسَن المَخبرِ، فلمّا أقدَم عَلَى عبد الملكِ احتَقَر مَنْظره فاستَنطقه فملأ سَمعَهُ صَوابًا، فتعجبَ منه وَأنشدَ مُتمثِّلًا: وَإِنَّ عرارًا إن يكن غَير وَاضحٍ. البيت. فقالَ يا أمير المؤمنين: أتدري لمن هَذَا الشِّعُر؟ قال: نعم لعَمرو بن شاسٍ يَقَوُلُه فِي ولده عرار، قال فانا عرارُ بن عمرُوٍ، فاستحسنَ عبد الملك مطابقة قوله تلك الحَالَ، وَأمر لَهُ بمَالٍ وَأَوصَى به إلى الحجَّاج. صالح عبد القدوس: 15179 - وَإِن عَنَاءً أنْ تُفَهِّمَ جَاهِلًا ... فيَحسِبُ جَهْلًا إنَّهُ منْكَ أَفْهَمُ 15180 - وَإِنَّ أحقَّ النَّاسِ مني بَنَائلٍ ... عَدُوُّ عَدُوّي أَو صَدْيقُ صَديْقي ¬
ومن باب (وإِنّ أَحقّ)، قولُ طفرُ بنُ الحَارْثِ العَبْدَليّ (¬1): وإنّ أحقّ النّاسِ أنْ لا تَلُومَهُ ... على الشَرِّ مَنْ لَمْ يَفْعَلِ الخَيْر والدُهُ وإِذا المَرْءُ أَلْفَى وَالِديْه كليهُما ... عَلَى الشَرّ فاعذُرهُ إذا خَابَ رائِدُه وقول أَبِي سُفْيَانُ بنُ الحَارِث يُخاطبُ حَسَّانُ بنُ ثَابَتٍ (¬2): أَبوكَ أَبٌ سوءٌ وخَالكَ مثْلُـ ... ــــهُ ولَسْتَ بِخَيْرٍ مِنْ أَبيكَ وخَالِكا وإِنّ أَحقَّ النّاسِ أَنْ لا تَلومـ ... ـــهُ عَلَى اللّومِ مَنْ أَلفَى أَباهُ كذَلِكَا ومن باب (وإِنّ المُروءَةَ) (¬3): ولوْ مُدَّ سِرٌّ وأُتِيَ بِمالٍ كَثيرٍ ... لجُدْتُ وَلَمْ تَرَ أَنّي باخِلا وإِنّ المُروءَةَ لا تُسْتَطاعُ ... إذا لَمْ يَكُنْ مَالُها فَاضِلا ومن باب (وإِنّ اللَّه) (¬4): وَإِنّ اللَّهَ ذُو حِلمٍ ولكِنْ ... بِقَدْر الْحلم يَنْتَقِم الحَليمُ ومن باب (وأَنْ)، قولُ أَبِي دُهْمَانَ (¬5): وأَنْزَلَني طُولُ النّوَى وادِ غُربَةٍ ... إِذَا شِئْتُ لاقيتُ الّذي لا أُشِاكِلُه أُحَامِقُهُ حتّى يُقال سَجيّة ... ولَو كَانَ ذَا عَقْلٍ لكُنْتُ أُعاقِلُه وَمِثْله (¬6): تَحامَقَ لدَى النّوكَى إذا ما لَقيتُهُم ... ولا تَلْقَهُمُ بالفَضلِ إِنْ كُنْتَ ذَا عَقْلِ ¬
وكُنْ أَكْيَس الكَيّس إِذَا كُنْتَ بيْنَهُمُ ... فإنْ كُنْتَ فِي الحَمْقَى فَكُنْ كَذَوِي الجَهْلِ وقول الأعْرابِي (¬1): أديمُ الطّرفِ ما غَفَلْتُ إلَيها ... وإنْ نَظَرْتُ نَظَرْتُ إلى سِواها أَغارُ مِنَ النّساءِ يَرينَ مِنْهَا ... مَحاسنُ ما يَريْنَ ومَا أَرَاها وإنْ غَضبَت علي غَضِبْتُ مَعْها ... عَلَى نَفْسِي ويُرْضيني رِضَاها ومَا غَضَبي عَلَى نَفْسِي لجرمٍ ... ولكنّي أَميلُ إلى هَواها وقول البَسّاميّ (¬2): وإنْ كُنْتَ تَعِي البرّ فاقْطَعُ زِيارَتي ... فَفِي النّاس اخْوانٌ جَفاؤُهُم بِرُّ مثلُهُ قَوْلُ الرّضيّ المُوسَويّ (¬3): ويُضمر لي قَوْمٌ بعادًا وجَفْوَةً ... ومَا عَلِمُوا أَنّي بِذَلِكَ أَفْرَح 15181 - وَإِنَّ أخسَّ النَقْصِ أَنْ ينْفَى الفَتَى ... قَذَى النّقْصِ عَنْه بانْتِقاصِ الأَفَاضِلِ 15182 - وَإنَّ أشدَّ النَّاسِ في الحشرِ حَسْرَةً ... لمَوْرثُ مَالٍ غيرَهُ وهوَ كَاسِبُهُ وَحِفْظَكَ مَالًا قدْ عَنيتُ بِجمعِهِ ... أشدُّ منْ الْكسَبِ الّذي أنتَ طَالبُهُ قالَ كَاتِبُه عَفَا اللَّهَ عنهُ: لمْ أَجِدَ هذينَ البيْتينِ فيِ قصيدِةِ إبراهيمُ بنُ حسَّانِ الحضرميّ وهيَ مكتُوبةٌ ببابِ إِذَا أَكمَلَ الرّحمَن للمرءِ عَقلَهُ 15183 - وَإِنَّ اغْتِرَابَ المَرْءِ منْ غَيْر خَلَّةٍ ... وَلَا هِمَّةٍ يَسْمُو لَها لعَجيْبُ وحسبُ الفَتَى ذُلًا وإنْ أَدرَكَ الغِنى ... ونالَ ثَراءً أنْ يُقال غريبُ ¬
عُتْبةُ بنُ عَلْقَمَةَ: 15184 - وَإِنَّ التَّمادِي في الَّذي كَانَ بيْننَا ... بِكَفيكَ فاستَأْخِر لَهُ أَو تقَدَّم وقال النابغة الجعدي (¬1): فأبلغْ عِقالًا إِنَّ غَايَة داحسٍ ... بكفّيْك فاسِتَأخر لَهُ أوْ تَقَدّمِ فإنَّ كُليبًا كَانَ أكثَرَ نَاصرًا ... وأيْسَرُ جرمًا مِنْكَ ضُرّج بالدمِ 15185 - وَإِنَّا لفي الْدُّنْيَا كَرَكْبِ سَفيْنةٍ ... نُظَن وُقُوفًا والزَّمانُ بنَا يَجْرِي حسَّانُ بنُ ثابتٍ: 15186 - وَإِنَّ الَّذي يُعْطي رِيَاءً وسُمْعةً ... كَمِثْلِ الَّذي صَلَّى بغَيْرِ طَهُورِ يقول منها: وإن امرؤ دنياه أكبر همّه ... لمتمسكٌ منها بحبل غرور قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سمعت قائلًا يقول: وإن أمرءًا دنياه أكبر همه. البيت، فجعلتهُ نَقْشَ خاتمي. 15187 - وَإِنَّ المَدْح في الأَقْوَامِ مَا لَم ... يَشِيّعُهُ النَّوالُ هُوَ الْهَجَاءُ أبو سعدٍ المخزُوميُّ: 15188 - وَإِنَّ النَّاسَ جَمْعُهُم كَثيرٌ ... وَلَكِنْ مَنْ يُسرُّ بهِ قَلِيلُ أَبو فراسٍ: ¬
15189 - وَإِنَّا لنَرمي الْجَهْلَ بالجَهْلِ مضرّةً ... إِذَا لم نَجِدْ منْه عَلَى حَالةٍ بُدَّا ابْنُ المُعْتزِّ: 15190 - وَإِنَّا لنُعْطِي الحَقَّ منْ غَيْر حَاكمٍ ... عَلَينا وَلَو شئنَا لنمْنَا عَلَى الظُّلْمِ قَبْلهُ: لنا غُرّة صمّاءَ لَا تَسمعُ الرُّقَى ... أَتُيَت أُنوفِ العَاذلينَ عَلَى رُغَمِ وإنّا لنُعْطي الحقّ منْ غيرِ حاكمِ البيتُ. وقالَ المُخْبَل (¬1): وإنّا لنُعْطِي النّصفَ مَنْ لَو نُضيمُهُ ... أقرَّ ونَأْبَى نَخوة المُتَظلمِ وقالَ الأُبيرد الرِّيَاحيّ (¬2): وإنّا لنُعْطِي النّصفَ مَنْ لَو نُضيمُهُ ... أقرّ ولَكنَّا نُحبّ العَواقِبَا وقالَ الأَقْرَعُ بنُ مُعاذَ القَشيريّ (¬3): وإنا لنُعطي النّصفَ مَن لَو نُضيمُهُ ... بسوءِنَا لَم يدفعِ الضّيمَ مدْفعَا 15191 - وَإِنَّ امرءًا أَشْجَى الحَوادِثَ صَبْرُهُ ... بنَيْلِ المُنَى في صَبْرهِ لَجديْرُ ومن باب (وإنَّ)، قولُ زِيادةَ بنُ زيدٍ العُذْريّ (¬4): وإِنَّ التُّقَى خسرُ المَتاعُ وإنّما ... يُصيبُ الفَتى مِنْ مالِهِ مَا تَمتّعا وقول الآخَرَ (¬5): ¬
وإِنَّ التّوانِيَ أَنْكَح العَجْزَ نَبْتُه ... ساقَ إليهِ حينَ زَوّجَها مُهْرا فِراشًا وَطَيًا ثُمّ قَالَ تَوطّنا ... فَقصُرا كَمَا لا شَكّ أَنَّ يلدا الفَقْرا ومن باب (وإنَّ الحقّ)، قولُ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى، وكانَ عُمَرْ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُعْجَب بقولِ زُهَيْرٍ هَذَا (¬1): وإنَّ الحقّ مَقْطَعُه ... ثَلاثٌ يَمينٌ أو نِفَارٌ أَو جِلاءُ فَذَلِكُم مَقاطِعُ كلّ حَقٍّ ... ثَلاثٌ كُلّهنّ لَكُم شِفاءُ اليَمينُ مَعْلُومَةٌ والنّفارِ أَنْ يَتَنافَرا إلى حاكِمٍ يَحْكُم بيْنَهُم والجِلاءُ أنْ يَنْكِشِفُ الحَقّ ويَنْجَلِي. وقول ابْنُ هَرْمَةَ (¬2): وإنّ الكَريمِ مَنْ تَكرّم مُعْسِرًا ... عَلَى ما اعْتَراهُ لا تَكَرّم ذِي يُسْرٍ وما غَيّرَتْنِي ضَجِرَةٌ عَنْ تَكَرّمِي ... ولا عَابَ أضْيافِي غِنَايَ ولا فَقْرِي وقول ابْنُ حَيّوسٍ (¬3): وإنّ أَلَذّ القُرْب ما قَبْلَهُ نَوَى ... وأَحْلَى وِصالٍ ما تَقَدّمَهُ صدُّ وقول ابْنُ أَبِي البَيْداءِ (¬4): وإنّ الذّي يُعطي مِنَ المالِ ثَرْوَةً ... إذا كَانَ نَذْلَ الوالدين تَعَظّما وقول آخَرَ (¬5): وإنّ الْمَاءَ فِي الْعِيدَانِ يَجْرِي ... ورُبّتَمَا تَعَثّرَ فِي الْحُلوقِ ¬
وقول آخَرَ (¬1): وإنّ امرءًا في الفَضْلِ أشبَهَ جدَّهُ ... ووَالدِهِ الأَدنى لغَيرُ ملُومِ حسَّانُ بنُ ثابتٍ: 15192 - وَإِنَّ امْرءًا أمْسَى وأَصْبَحَ سَالِمًا ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا جَنَى لَسَعيدُ حَسَّانُ بُن ثابتٍ أيضًا: 15193 - وَإنَّ امْرءًا دُنْيَا أَكبرُ همِّهِ ... لَمُسْتَمسِكٌ منْها بحَبْلِ غُرُورِ أبو تمّامٍ: 15194 - وَإِنَّ امْرءًا ضَنَّتْ يَدَاهُ عَلَى امْرِئٍ ... بنَيْلِ يَدٍ منْ غَيْرِهِ لبَخيلُ سَعْيد بن عبد الرّحمن بن حسّان بن ثابتٍ: 15195 - وَإِنَّ امْرءًا عَادى أُناسًا عَلَى الغِنَى ... وَلَم يسأَلِ اللَّهَ الْغِنَى لَحَسُودُ 15196 - وَإِنَّ امْرءًا في بَلْدَةٍ نصْفُ قَلْبِهِ ... وَنصْفٌ بأُخْرَى غَيْرِها لصَبُورُ زِيَادَةُ بنُ زَيْدٍ: 15197 - وَإِنَّ امْرءًا قَد جَرَّبَ الدَّهْرَ لَم يَخفْ ... تقَلُّبَ حَالَيهِ لغَيرُ لَبِيْبِ بَعْدَهُ: فلَا تَيأسَنَّ الدّهرَ مِنْ حبِّ كاشحٍ ... ولا تَأْمَنَنّ الدّهرَ صرمُ حبيبِ أَبُو محمَّدٍ التّمِيميُّ: ¬
15198 - وَإِنَّ امْرءًا قَد سَار خَمسينَ حِجّةً ... إلى منْهَلٍ منْ وردِهِ لَقَريبُ أَخَذَه من قولُ أكثمِ بنْ صيفيّ (¬1): وإنَّ امرءًا قَد عَاشَ تِسعينَ حِجّةٍ ... إِلَى مائةٍ لَم يَسْأَمِ العَيشَ جاهلِ يقالُ أنّه عَاشَ مَئةَ وتِسعينَ سنةٍ ولمّا بَلَغَه مَبْعثُ النّبي صلى اللَّه عليه وسلم أمرَ قومهِ باتّباعَه وحَضّهُم عَلى طاعَتِه وأَبَى هُو أنْ يُسلِم وقيلَ بَلْ مَنَعُهُ قومه عنْ الوَفادَةِ على النّبي صلى اللَّه عليه وسلم، وكانَ مِنْ حُكَماءِ العَربِ ومُعَمريهَا وحُكّامِهَا 15199 - وَإِنَّ امْرءًا قَد ضَنَّ عنْكَ بمَنْطقٍ ... يَسُدُّ بهِ فَقْرَ امْرِئٍ لَضَنيْنُ ابْنُ الحَجَّاجُ: 15200 - وَإِنّي عَلَى الْحلُمِ الَّذيْ مِنْ سَجيَّتيْ ... لجمَّالُ أَضْغَانٍ بِهنَّ طَلوُبُ ومن باب (وَإِنِّي) قَوْلُ مُتَمِّمِ بن نُوَيْرَةَ (¬1): وَإِنِّي إِذَا مَا الطَّامِحُ الرَّأْس رَابَنِي ... طَبِيْبٌ بِدَاءِ الرَّأْسِ أوْ مُتَطَبِّبِ مَعِي مِبضَعٌ لِلنَّاظِرِينَ أُعِدُّهُ ... وَكَيٌّ يُصبُّ الأَخْدَعَيْنِ مُنَقِّبُ وقول إِبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ الصُّوْليِّ فِي ابنِ الزَّيَّاتِ (¬2): دَعَوْتُكَ عَنْ بَلْوَى أَلَمَّتْ ضرُوْرَةً ... فَأَوْقَدْتَ مِنْ ضغْنٍ عَلَيَّ سَعِيْرَهَا وَإِنِّي إِذَا أَدْعُوْكَ عِنْدَ مُلِمَّةٍ ... كَدَاعِيَةٍ عِنْدَ القُبُوْرِ نَصِيْرَهَا وَقَالَ إِبْرَاهِيْم فِيْهِ أَيْضًا: وَإِنِّي فِي دُعَائِكَ مِنْ خُطُوْبٍ ... أَلَمَّتْ أَرْتَجِيْكَ لَهُنَّ آسِي ¬
كَمُرْسِلِ دَعْوَةٍ بِفَلَاةِ أَرْضٍ ... مَتَى تَبْلُغْ مَدًى تَرْجِعْ بِيَاسِي وقول آخَر (¬1): وَإِنِّي رَأَيْتُ الدَّهْرَ مِنذُ صحبتُهُ ... مَحَاسِنُهُ مَقْرُوْنَةٌ بِمَعَايِبِه إِذَا سَرَّنِي فِي أَوَّلِ الأَمْرِ لَمْ أَزَلْ ... عَلَى حَذَرٍ مِنْ غَمِّهِ فِي عَوَاقِبِه وقول دِيْكِ الجنِّ (¬2): وَإِنِّي رَأَيْتُ الدَّهْرَ يَلْعَبُ بِالفَتَى ... تُقَلِّبُهُ حَالَانِ مُخْتَلِفَانِ فَأَمَّا الَّذِي يَمْضي فَأَحْلَامُ نَائِمٍ ... وَأَمَّا الَّذِي يَبْقَى لَهُ فَأَمَانِي وَقَوْلُ ابن المُعْتَزِّ (¬3): قَضَى عَجَبِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ رَأَيْتُهُ ... وَبَانَتْ لِعَيْنِي الأُمُوْرُ اللَّوَابِسُ وَإِنِّي رَأَيْتُ الدَّهْرَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ ... يَسِيْرُ بِنَفْسِ المَرْءِ وَالمَرْءُ جَالِسُ ومن باب (وَإِنِّي عَلَى) قَوْلُ آخَر: وَإِنِّي عَلَى البِشْرِ الجمِيْلِ مِنَ الفَتَى ... لأَشْكرَ مِنْ قَوْمٍ عَلَى النَّائِلِ الغمرِ وقول آخَر (¬4): وَإِنِّي عَلَى عَدمِي لِصَاحِبِ هِمَّةٍ ... لَهَا مَذْهَبٌ بَيْنَ المَجَرَّةِ وَالنَّسْرِ وقول آخَر: وَإِنِّي عَلَى قُرْبِ الدِّيَارِ وَبُعْدِهَا ... مُقِيْمٌ عَلَى عَهْدِي أَمِيْنٌ عَلَى وُدِّي وقول العَتَابِيِّ فِي جَاهِلٍ: وَإِنِّي عَلَى مَنْكُوْسِ رَأْيِكَ صَابِرٌ ... لَعَلَّكَ تُخْطِي مَرَّةً فَتُصِيْبُ ¬
ومن باب (وَإِنِّي) قَوْلُ أَبِي سُلَيْمَانَ مُحَمَّد بنِ طَاهِرٍ الحَكِيْمُ الفَيْلسُوْفُ (¬1): وَإِنِّي عَزُوْفُ النَّفْسِ عَمَّنْ يَخُوْنُنُي ... وَمُعْطٍ قِيَادِي لِلحَبِيْبِ المُوَالِفِ أُشَاطِرهُ مَالِي وَرَوْحِي وَأَتَّقِي ... حِذَارًا عَلَيْهِ مِنْ رِيَاحٍ عَوَاصِفِ فَإِنْ خَانَ عَهْدِي لَمْ أَخُنْهُ وَلَمْ أَكُنْ ... عَلَى مَا رَأَى مِنْ غَدْرِهِ بِموَاقِف وَأَتْركُ عُتْبَاهُ لِعُقْبَى فِعَالهِ ... فَفِي عُقَبِ الأَيَّامِ كُلَّ التَّأَسُّفِ الأقرع بن معاذ العامري: 15201 - وَإِنّي عَلَى جُودِي أُعيْنُ سمَاحَتِي ... بمَنْعٍ إِذَا مَا قِيْلَ هَل أَنْتَ مَانِعُ 15202 - وَإِنّي عَلَى مَا تَزْدَرِي مِنْ نَحَافَتِي ... تَزِيْدُ مُوَازَاتِي عَلَى الرَّجُلِ الضَّخمِ أنشد ابْنُ أبي كَرِيمةَ: 15203 - وَإِنّي عَلَى مَا فيَّ مِنْ عُنْجُهَّيت ... وَلَوثَةِ أَعْرَابيَّتيْ لأَدِيْب قَبْلهُ: أَلَا زَعِمَتْ عَفْرَاءُ بِالشَّامِ أَنَّنِي ... غُلَامُ جَوَارِ لَا غُلَامُ حُرُوْبِ وَإِنِّي لأهْذِي بِالأَوَانِسِ كَالدُّمَى ... وَإِنِّي بِأَطْرَافِ القَنَاةِ لَعُوْبُ وَإِنِّي عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَنْجهِيَّتِي. البَيْتُ جَميلُ بثينَةَ: 15204 - وَإِنّي عَنِ الماءِ الَّذِي يَجْمَعُ القَذَى ... إِذَا كَانَ طَرقًا آجِنًا لصَدُوْرُ الشَّنْفَرى الأَزدي: ¬
15205 - وَإِنّي لَحلْوٌ إن أُرِيْدَت حَلَاوتِي ... وَمُرٌّ إِذَا نَفْسُ العَزُوفِ أَمرَّتِ بَعْدَهُ: أَبِيٌّ لَمَّا أَبَى لسَرِيْعٌ مَفِيْئَتِي ... إِلَى كُلِّ نَفْسٍ تَنتحِي فِي مَسَرَّتِي إِذَا مَا أَتَتْنِي مَنِيَّتِي لَمْ أُبَالِهَا ... وَلَمْ تُذْر خَالَاتِي الدُّمُوْعَ وَعَمَّتِي جَميْلُ بثينَةَ: 15206 - وإِنّي لَراضٍ مِنْ بُثيْنَةَ بالَّذي ... لَو اسْتَيْقَنَ الوَاشِي لَقَّرتُ بَلَابِلُهُ بَعْدَهُ: بِلَا وَبِأَنْ لَا أَسْتَطِيْعُ وَبِالمُنَى ... وبِالوَعْدِ حَتَّى يُسْأَمَ الوَعْدَ مَاطِلُه وَبِالنّظْرَةِ العَجْلَى وَبِالحَوْلِ تَنْقَضي ... أَوَاخِرهُ لَا نَلتقِي وَأَوَائِلُه الرَّماح بن ميادة المري: 15207 - وَإِنّي لزَّوارٌ لمنْ يَزُوْرُنِي ... إِذَا لَم يَكُنُ في وُدِّهِ بمُريّبِ بَعْدَهُ: تُقَرِّبُ لِي دَار الحَبِيْبِ وَإِنْ نَأَتْ ... وَمَا دَارُ مَنْ أَبْغِضُهُ بِقَرِيْبِ فَلَا تَطلُبَنَّ البُعْدَ وَالقُرْبَ بَعْدَهَا ... إِلَى غَيْرِ نِيَّاتٍ وَغَيْرِ قُلُوْبِ 15208 - وَإِنّي لشَهْرِ الصَّوْم إِذ مرَّ شَاكِرٌ ... وَإِنَّكَ يا شوَّالُ لي لَصَدِيقُ أعرَابيُّ: 15209 - وَإِنّي لصبَّارٌ عَلَى الكُرْهِ أَبتَغي ... جِسامَ الَمعَالي أَو كِرامَ المكَاسِبِ ¬
ومن باب (وَإِنِّي): وَإِنِّي لتَصفُو لِلْخَلِيلِ مُوَدَّتِي ... وَقَدْ جُعِلْتُ أَشْياءُ مِنْهُ تُرِيْبُ أَخَافُ لِحَاجَاتِ العِتَابِ بِصاحِبِي ... وَلِلجهْلِ مِنْ قَلْبِ الحَلِيمِ نَصِيْبُ فَإِنْ فَاءَ لَمْ أَعْدُدْ عَلَيْهِ ذُنُوْبَهُ ... وَهَلْ بَعْدَ فَيْآتِ الرِّجَالِ ذُنُوْبُ وقول الوَزِيْرِ المَغْرِبِيِّ فِي رِسَالَةٍ إِلَى المَعَرِّيِّ (¬1): وَإِنِّي لَجَانِي البُعْد والبُعْدُ قَاتِلِي ... وَشاحِذُ حَدِّ البَيْنِ وَالبُيْنُ لِي مُرْدِي فَوَاأَسَفِي عَلَى النَّوَى وَمِنْ قَبْلِي ... إِنْ الفِرَاقُ وَمَنْ عِنْدِي وَكَمْ قَدْ أَقَلْتُ الدَّهْرَ مِنْ خَطَأٍ ثُنَى ... فَهَلَّا قَالَ الدَّهْرُ مِنْ خَطَأٍ فَرْدِي تَنَفَّسَ مِنْ كَربٍ وَبَرَّدَ مِنْ ظَمًى ... وَجَمَّعَ مِنْ شَتَتٍ وَقَرَّبَ مِنْ بُعْدِ وقول ابْنُ الرُّوْمِيِّ وَقَدْ حَلَفَ رَجُلٌ يَمِيْنًا كَاذِبَةً عَلَى حَقٍّ كَانَ قبلهُ فَقِيْلَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ بِاللَّهِ أُدَافِعُ مَا لَا أُطِيْقُ فَأَخَذَهُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ فَقَالَ (¬2): وَإِنِّي لَذُو حَلِفٍ كَاذِبٍ ... إذا مَا اضطَرَرْتُ فِي الأَمْرِ ضيقُ وَأَيُّ جُنَاحٍ عَلَى مُعْسِرٍ ... يُدَافِعُ بِاللَّهِ مَا لَا يَطِيْقُ وقول آخَر وَيُقَالُ أَنْ الحَكِيْمَ أَرسْطَالِيْسَ رَثَى الإسْكَنْدَرَ بِهِمَا أوْ بمَعْنَاهُمَا: وَإِنِّي لَذُوْ صَبْرٍ عَلَى كُلِّ حَادِثٍ ... جَلِيلٍ وَلَكِنِّي مِنَ البَيْنِ أَجْزَعُ وَمَنْ ذَا يُطِيْقُ الصَّبْرَ بَعْدَ خَلِيْلِهِ ... وَمَنْ ذَا لِرَيبِ الدَّهْرِ لَا يَتَضَعْضَعُ وقول آخَر (¬3): وَإِنِّي لَعَفُّ الفَقْرِ مُشتَرِكُ الغِنَى ... وَتَارِكُ شَكْلٍ مَا يُوَافِقُهُ شَكْلِي ولِي نِيْقَةٌ فِي الجدِّ وَالبَذْلِ لَمْ يَكُنْ ... ليَألَفُهَا فِيْمَنْ مَضى أَحَدٌ قَبْلِي وَأَجْعَلُ مَالِي دُوْنَ عِرْضِيَ جَنَّةً ... لِنَفْسِي بِمَا كَانَ مِنْ فَضْلِ ¬
وقول جَرِيْرٍ (¬1): وَإِنِّي لَعَفُّ الفَقْرِ مُشتَرِكُ الغِنَى سَرِيْعٌ ... إِذَا لَمْ أَرْضَ دَارِي انْتِقَالِيَا جَرِيْءُ الجنَانِ لَا أُهَالُ مِنَ الرَّدَى ... إِذَا مَا جَعَلْتُ السَّيْفَ قَبْضَ بَنَانِيَا وَلَيْسَ لِسَيْفِي فِي العِظَامِ بَقِيَّةٌ ... وَلِلسَّيْفِ أشوَى وَقْعَةً مِنْ لِسَانِيَا رجلٌ من بَني كلابٍ: 15210 - وَإِنّي لَصَوَّانٌ لِنَفْسي وأنَّني ... عَلَى الَهْولِ أَحيَانًا بِهَا لرَجُوْمُ بَعْدَهُ: وَإِنِّي لأَزْرِي فِي خِلَالٍ كَثِيْرَةٍ ... عَلَى المَرْءِ أَنْ يَخْتَالَ وَهُوَ لَئِيْمُ تَمَثَّلَ الحَجَّاجُ بن يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ بِهِمَا فِي بَعْضِ شَأنِهِ. 15211 - وَإِنّيَ لِطْرفِ العَيْن بالعَيْنِ زَاجِرٌ ... فَقْد كِدتُ لَا يَخْفَى عَلَيَّ ضَمِيْرُ المقَنّعُ الكِندي: 15212 - وَإِنّي لَعَبْدُ الضَّيفِ مَا دَامَ نَازِلًا ... ومَا شِيمةٌ لي بَعْدهَا تُشبِهُ العبدَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ حَمْزَةَ بن عَبْدِ المُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (¬1): وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ ثَاوِيًا ... وَمَا فِيَّ إِلَّا تِلْكَ مِنْ شِيْمَةِ العَبْدِ وَيُرْوَى ذَلِكَ لِلحَوَّاسِ الحَارثيِّ أَوَّلُهَا: أَيَا ابْنَةَ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنَةَ مَالِكٍ ... وَيَا ابْنَةَ ذِي البُرْدَيْنِ وَالغَرسِ الوَرْدِ إِذَا مَا صَنَعْتِ الزَّادَ فَالْتَمِسِي لَهُ ... أَكِيْلًا فَإِنِّي لَسْتُ آكِلُهُ وَحْدِي قَصِيًّا كَرِيْمًا أَوْ قَرِيْبًا فَإِنَّنِي أَخَافُ ... مذمَّاتِ الأَحَادِيْثِ مِنْ بَعْدِي ¬
وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ ثَاوِيًا. البَيْتُ 15213 - وَإِنّي لَعَفٌّ عنْ مَطَاعِمَ جَمَّةٍ ... إِذَا زيَّنَ الحشَاءَ للنَّاسِ جُوعُهَا أَعرابيٌ: 15214 - وَإِنّي لَعَينٌ للصَّدِيق بَصيْرَةٌ ... وَكَفُّ حفَاظٍ عَنْ حماهُ ذنوبُ بَعْدَهُ: أذرُّ وَأَحْمِي بِالحَصَا مِنْ وَرَائِهِمْ ... وَأَبْدَأُ بِالحُسْنَى لهم وَأَعُوْدُ حسَان بنُ ثابتٍ: 15215 - وَإِنّي لَفعَّالٌ لما اعتَدْتُ نَاشِئًا ... وَأَنّي لَتَراكٌ لِمَا لَم أُعَوَّدِ الهُذَلِيُّ: 15216 - وَإِنّي لَلَبَّاسٌ عَلَى الَمقْتِ وَالقلَى ... بَني العَمِّ مِنْهُم كَاشِحٌ وَحَسُودُ بَعْدَهُ: أذرُّ وَأَحْمِي بِالحَصَا مِنْ وَرَائِهِمْ ... وَأَبْدَأُ بِالحُسْنَى لهم وَأَعُوْدُ ابْنُ الرُّومِيّ: 15217 - وَإِنّي للْقَويُّ عَلَى المَعَالِي ... وَمَا أَنَا بالقَويِّ عَلَى الصِّراعِ قَالَ بُزْرُجُمْهَرَ: مَنْ قَوِيَ فَلْيَقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَمَنْ ضَعُفَ فَلْيَضْعَفُ عن مَحَارِمِ اللَّهِ. وَكَانَ ابْنُ المُقَفَّعَ يَقُوْلُ: لِيَجْهَدِ البُلَغَاءُ أَنْ يَزِيْدُوا هَذَا الكَلَامُ حَرْفًا. ¬
ابْنُ ميادَة: 15218 - وَإنّي لَما استَودَعْتِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... عَلَى قِدَمٍ مِنْ عَهدِهِ لَكَتُوْمُ بَعْدَهُ: وَإِنِّي عَلَى الشَّوْقِ الَّذِي هُوَ كَامِنٌ ... إِذَا بَاحَ أَصحَابُ الهَوَى لَضَمُوْمُ الرَّضِيّ الموسَويُّ: 15219 - وَإِنّي لمأْمُونٌ عَلَى كُلِّ خَلْوةٍ أَميْنُ ... الهَوَى وَالقَلْبِ وَالعَيْنِ وَالفَمِ أبُو العَتَاهِيةِ: 15220 - وَإِنّي لَمُشْتَاقٌ إِلَى ظِلّ صَاحِبٍ ... يَرُوْقُ ويَصْفُو انْ كَدِرْتُ عَلَيْهِ قَبْلهُ: عَذِيْرِي مِنَ الإنْسَانِ إِنْ جَفَوْتُهُ ... صفَا لِي وَلَا إِنْ صِرْتُ طَوْعَ يَدِيهِ وَإِنِّي لَمُشْتَاقٌ إِلَى ظِلِّ صاحِبٍ. البيت. يقالُ أَنَّ المَأمُوْنَ لَمَّا سَمِعَ بِهَذَا البَيْتِ الأَخِيْرِ أَعْجَبَهُ ثُمَّ قَالَ: خُذِ الخِلَافَةَ مِنِّي وَآتِنِي بِهَذَا الصَّاحِبِ. 15221 - وَإِنّي لَمُشتَاقٌ إِلَى مَوْتِ طَلَّتي ... وَلَكِنَّ شيءَ السَّوءِ بَاقٍ مُعمرُ بَعْدَهُ: فَيَالَيْتَ أَنَّ اللَّحْدَ قَدْ صَارَ بَيْتَهَا ... وَعَذَّبَهَا فِيْهِ نَكِيْر وَمُنْكَرُ ومن باب (وَإِنِّي) قَوْلُ آخَر (¬1): ¬
وَإِنِّي لَمَضَّاءٌ عَلَى الهَوْلِ وَاحِدًا ... وَلَوْ ظَلَّ يَنْهَانِي أُخَيْنَسُ سَاحِجُ تَشَبَّهُ للَنَّوْكَى أُمُوْرٌ كَثِيْرَةٌ ... وفيها لأَكْيَاسِ الرَجَالِ مَنَاهِج وقول أَبِي فراسٍ يُخَاطِبُ سَيْفِ الدَّوْلَةِ (¬1): وَإِنِّي لَمِقْدَامٌ وَعِنْدَكَ هَائبٌ ... وَفِي لحَيِّ سَحْبَانٌ وَعِنْدَكَ بَاقِلُ وَلَسْتُ بِجَهْمِ الوَجْهِ فِي وَجْهِ صَاحِبِي ... وَلَا قَائِلٍ لِلضَّيْفِ هَلْ أَنْتَ رَاحِلُ وَلَكِنْ قِرَاه مَا تَشَهَّى وَرِفْدُهُ ... وَلَوْ سَأَلَ الأعمَارَ مَا هُوَ سَائِلُ لَقَدْ قَلَّ مَنْ تَلْقَى مِنَ النَّاسِ مُجْملًا ... وَأَخْشَى قَرِيْبًا أَنْ يَقِلَّ المُجَامِلُ وقول وَهَبٍ الهَمَدَانِيِّ: وَإِنِّي لنَظَّامُ القَلَائِدِ فِي الطُّلَى ... بِشِعْرِي لِلْمُلُوْكِ قَلَائِدُ وَإِنَّهُمُ مِثْلَ الدَّنَانِيْرَ تُنْتَقَى ... وَإِنِّي لَهُمْ بِالحَمْدِ وَالذَّمِّ نَاقِدُ وَمِثْلُهُ (¬2): فَلأَشْهِرَنَّ عَلَيْكَ سَبْعَ أَوَابِدٍ ... يُحْسَبْنَ أَسْيَافًا وَهُنَّ قَصَائِدُ فِيْهَا لأَعْنَاقِ اللِّئَامِ جَوَامِعٌ ... تَبْقَى وَأَعْنَاقِ الكِرَامِ قَلَائِدُ وَقَوْلُ ابنِ الطُّمْحَانِ وَاسْمُهُ شَرْقِي بن حَنْظَلَةَ (¬3): وَإِنِّي مِنَ القَوْمِ الذين هُمُ هُمُ ... إِذَا مَاتَ مِنْهُم سيِّدٌ قَامَ صَاحِبُه نُجُوْمُ سَمَاءٍ كُلَّمَا غَابَ كَوْكَبٌ ... بَدَا كَوْكَبٌ تَأْوِي إِلَيْهِ كَوَاكِبُه أضاءتْ لَهُمْ أَحْسَابهُمْ وَوُجُوْهُهُمْ ... دُجَى اللَّيْلِ حَتَّى نَظَّمَ الجزعَ ثَاقِبُه وَمَا زَالَ مِنْهُمَ حَيْثُ كَانُوا مُسَوَّدٌ ... تَسِيْرُ المَنَايَا حَيْثُ سَارَتْ رَكائِبُه وَمِثْلُهُ قَوْلُ طُفَيلٍ الغَنَوِيِّ (¬4): ¬
وَكَانَ هَرِيْمٌ مِنْ سِنَانٍ خَلِيْفَةً ... وَعَمْرو وَمِنْ أَسْمَاءَ لَمَّا تَغَيَّبُوا نُجُوْمُ سَمَاءٍ كُلَّمَا غَابَ كَوْكَبٌ ... بَدَا كَوْكَبٌ تَرفضُّ عَنْهُ الكَوَاكِبُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الخَزَيْمِيِّ (¬1): بَقِيَّةُ أَقْمَارٍ مِنَ العِزِّ لَوْ خَبَتْ ... لَظَلَّتْ مَعَدٌّ فِي الدُّجَى تَتَسَكَّعُ إِذَا قَمَرٌ مِنْهَا تَغَرَّرَ أوْ خَبَا ... بَدَا قَمَرٌ فِي جَانِبِ الأُفْقِ يَلْمَعُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ عَبْدِ الصَّمَدِ بن المُعَذَّلِ (¬2): بَنُو قُتَيْبَةَ نُوْرُ الأَرْضِ نُوْرهُمُ ... إِذَا خَبَا قَمَرٌ مُنْهُمْ بَدَا قَمَرُ المَجُنُونُ: 15222 - وَإِنّي لمشْغُوفٌ بلَيْلَى ووَصلها ... عَمِيْدٌ وَلَكِنْ أَينْ مِنّي نَوالُها قَبْلهُ: إِذَا مَرَّ سِرْبٌ مِنْ حَمَامٍ فَقُلْ لَهُ ... ألَا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ لَيْلَى وَحَالُهَا فَقَالَ حَمَامُ الأَيْكِ لَا عَهْدَ لِيِ بهَا ... وَلَا عِلْمَ إِلَّا أَنْ يَزُوْرَ خَيَالُهَا وَإِنِّي لَمَشْغُوْفٌ بِلَيْلَى وَوَصْلِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِذَا مَا شَكَوْتُ الحُبَّ قَالَتْ كَذَبْتَنِي ... وَيَمْنَعُنِي تَكْذِيْبَ لَيْلَى جَمَالُهَا 15223 - وَإِنّي لَمعْذُورٌ عَلَى فَرْطِ حُبِهَّا ... لأن لَها وَجهًا يَدُلُّ عَلَى عُذْرِي 15224 - وَإِنّي لَمكرِّمٌ لمُكْرِمِ نَفْسهِ ... وَأَبتَذلُ المَرْءَ الَّذي لَا يَصْوُنُها بَعْدَهُ: مَتَى مَا تَهِنْ نَفْسِي عَلَى مَنْ أَوُدُّهُ ... أُهِنْهُ وَلَا يَكْرَم عَلَيَّ مُهِيْنُهَا ¬
المُتنبِي: 15225 - وَإِنّي لَنجْمٌ يَهَتدِي صُحْبَتِي بهِ ... إِذَا حَالَ مِنْ دُوْنِ النُّجُوم سَحَابُ بَعْدَهُ: غَمِيٌّ عَنِ الأَوْطَانِ لَا يَسْتَخِفُّنِي ... إِلَى بَلَدٍ سَافَرْتُ عَنْهُ إِيَابُ فَأَصْدَى وَلَا أُبْدِي إِلَى المَاءِ حَاجَةً ... وَللشَّمْسِ فَوْقَ اليَعْمُلَاتِ لُعَابُ وَلِلسّرِّ مِنِّي مَوْضِعٌ لَا يَنَالهُ ... نَدِيْمٌ وَلَا يُفْضِي إِلَيْهِ شَرَابُ وَلِلْخُوْدِ مِنِّي سَاعَةٌ ثُمَّ بَيْنَنَا ... فلَاةٌ إِلَى غَيْرِ اللِّقَاءِ تُجَابُ 15226 - وَإِنّي لنفَّاعٌ صَدِيقي وَضَائِرٌ ... عَدُوّي وَمثْلي مَنْ يَضُرُّ وَيَنْفَعُ بَعْدَهُ: وَإِنِّي لَيثْنِيْنِي عَنِ الجهْلِ وَالخَنَا ... وعن شتمِ أَقْوَامٍ خَلَائِقُ أَرْبَعُ حَيَاءٌ وَإِسْلَامٌ وَتَقْوَى وَإِنَّنِي ... كَرِيْمٌ أَبثُّ الجُوْدَ طَوْرًا وَأَمْنَعُ يَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ العَبَّاسِ بنِ الأَحْنَفِ (¬1): وَإِنِّي لَيُرْضِيْنِي الَّذِي غَيْرهُ الرّضَا ... وَتَقْنَعُ نَفْسِي بِالمَوَاعِيْدِ وَالمَطْلِ وَقَوْلُ آخَر (¬2): لَيْسَ فِي العَاشِقِيْنَ أَقْنَعُ مِنِّي ... أَنَا أَرْضَى بِنَظْرَةٍ مِنْ بَعِيْدِ 15227 - وَإنّي لَيُرْضِيْني قَلِيْلُ نَوالكُمْ ... وَإِنْ كُنْتُ لَا أَرْضَى لكم بقَلِيْلِ 15228 - وَإِنّي مِنَ القَوم الَّذْينَ نرِيدُهُمْ ... عُلوًّا وَفخرًا شِدّةَ الحَدثَانِ ¬
15229 - وَإِنّي وَإِنْ أَصبحتُ بالمَوتِ مُوقِنًا ... فَلي أَملٌ دُونَ اليَقِيْنَ طَوْيلُ قيسُ بنُ ذُرَيح: 15230 - وَإِنّي وَإِنْ أَظَهْرتُ عَنْهَا تَجُّلدًا ... عَلَى العَهْدِ فيمَا بيَننا لَمُقِيْمُ قَبْلهُ: إلى اللَّه أشكو فقد ليلى كما شكا إلى اللَّه فقد الوالدين يتيمُ قِيْلَ أَرْسَلَ مِلِكُ الرُّوْمِ إِلَى مُعَاوِيَةَ يَقُوْلُ: إِنَّ المُلُوْكَ قَبْلنَا كَانُوا يَتَرَاسَلُوْنَ وَيَجْهَدُ بَعْضُهُمْ أَنْ يَغْرِبَ عَلَى بَعْضٍ أَفَتَأْذَنَ بِذَلِكَ؟ فَأَذِنَ لَهُ فَوَجَّهَ إِلَيْهِ بِرَجُلَيْنِ أَحَدَهُمَا طَوِيْلٌ جَسِيْمٌ وَالآخَرُ أَيِّدٌ قَوِيٌّ فَقَالَ مُعَاوِيَةَ لِعَمْرُو بن العَاصِ: أَمَّا الطَّوِيلُ فقد أَصَبْنَا كُفْؤُهُ وَهُوَ قَيْسُ بنُ عُبَادَةَ، وَأَمَّا الآخَرُ الأيدّ فقد احْتَجْنَا إِلَى رَأيِكَ فِيْهِ. فَقَالَ عَمْروٌ: هُنَا رَجُلَانِ كِلَاهُمَا إِلَيْكَ بَغِيْضٌ مُحَمَّدُ بن الحَنَفِيَّةِ وَعبدُ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ. فَقَالَ معاويةُ: من هُوَ أَقرَبُ إِلَيْنَا عَلَى حَالٍ، فَلَمَّا حَضَرَ الرَّجُلَانِ وَجَّهَ إِلَى قَيْسِ بن عُبَادَةَ يُعْلِمُهُ فَدَخَلَ قَيْسٌ فلمّا مَثَلَ بَيْنَ يَدَي مُعَاوِيَةَ نَزَعَ سَرَاوِيْلَهُ فَرَمَى بِهَا إِلَى العلْجِ، فَلَبَسَهَا فَنالَتْ شدوَتهُ، فَأَطْرَق مَغْلُوْبًا وَلِيْمَ قَيْسٌ عَلَى ذَلِكَ، وَكَوْنَهُ تَبَذَّلَ هَذَا التَّبَذُّلِ، وَقِيْلَ هَلَّا وَجَّهْتَ إِلَيْهِ غَيْرَهَا فَقَالَ (¬1): أَرَدْتُ لِكَيْلَا يَعْلَمُ النَّاسُ أَنَّهَا ... سَرَاوِيلُ قَيْسٍ وَالوُفُوْدُ شُهُوْدُ وَأَنْ لَا يَقُوْلُوا غَابَ قَيْسٌ وَهَذِهِ ... سَرَاوِيْلُ عَادِيٍّ نَمَتْهُ ثَمُوْدُ وَإِنِّي مِنَ القَوْمِ الِيَمَانِيِّيْنَ سَيِّدٌ ... وَمَا البَأسُ إِلَّا سَيِّدٌ وَمَسُوْدُ وَبَذَّ جَمِيع الخَلْقِ أَصْلِي وَمَنْصِبِي ... وَجِسْمٌ بِهِ أَعْلُو الرِّجَالَ مَدِيْدُ ¬
وَوَجَّهَ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ فَدَخَلَ، فَخُبِّرَ بِمَا دُعِيَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قُوْلُوا لَهُ إِنْ شَاءَ فَلْيَجْلِس وَلْيُعْطِنِي يَدَهُ أُقِيْمَهُ، وَإِنْ شَاءَ فَلْيَكُنْ القَائِمُ وَأَنَا القَاعِدُ، فَاخْتَارَ الرُّوْمِيِّ الجُّلُوْسَ، فَأَقَامَهُ مُحَمَّدٌ وَعَجَزَ الرُّوْمِيُّ عَنْ إِقْعَادِهِ، ثُمَّ اختَارَ أَنْ يَكُوْنَ مُحَمَّدٌ هُوَ القَاعِدُ وَهُوَ القَائِمُ فَجَذَبَهُ فَأَقْعَدَهُ وَعَجزَ الرُّومِيُّ عَنْ إِقَامَتِهِ فَانْصَرَفَا مَغْلُوْبَيْنِ. إبراهيم بن المهدي في وَلَدِهِ: 15231 - وَإنّي وَإِنْ قُدّمْتَ قَبْلي العَالِمٌ ... بأَني وَإِنْ أَبْطأْت عَنْكَ قَريبُ ابْنُ هَرمَة: 15232 - وَإِنّي وَكَانت مراضًا صُدُوْرُكُم ... لَمُلتَمِسُ البُقْيا سَلِيمٌ لكُم صَدْري بَعْدَهُ: وَإِنَّ ابْنَ عَمِّ المَرْءِ مَنْ شَدَّ أَزْرهُ ... وَأَصْبَحَ يَحْمِي غَيْبَهُ وَهُوَ لَا يَدْرِي المَعَرّيُ: 15233 - وَإِنّي وَإِنْ كُنْتُ الأَخير زمَانهُ ... لآتٍ بِمَا لَم تَستَطعْهُ الأوائِلُ أبو الذئبة الثَقفي: 15234 - وَإِنّي وَإِيَّاهُم كَمَنْ نبَّهَ القَطا ... وَلَوْ لَم تُنبَّه بَاتَتِ الطَّيُر لَا تَسْرِي 15235 - وَإنّي وقَيسًا كَالمُسمِّنِ كَلْبَهُ ... لتَخُدشَهُ أَنْيَابُهُ وَأَظَافِرهُ سوار بنُ مضرّب العَبديُّ: 15236 - وَإِنّي لا أَزالُ أَخَا حرُوْبٍ ... إِذَا لَم أَجْنِ كُنْتُ مَجنَّ جَانِ ¬
ومن باب (وَإِنِّي) قولُ المُتَنَبِّيِّ (¬1): وَإِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ كَأَنَّ نُفُوْسَهُمْ ... بِهَا أَنَفٌ أَنْ تَسْكُنَ اللَّحْمَ وَالدَّمَا كَذَا أَنَا يا دُنْيَا إِذَا شِئْتِ فَاذْهَبِي ... وَيَا نَفْسُ زِيْدِي فِي كَرَايِهِهَا قُدمَا الأعُوُر الشَنِيُ: 15237 - وَإِنّي لَا أَضِنُّ عَلَى ابن عَمّي ... بنَصْرٍ في الخُطُوبِ وَلَا نَوَالِ بَعْدَهُ: وَأَكْرَمُ مَا تَكُوْنُ عَلَي نَفْسِي ... إِذَا مَا قَلَّ فِي الأزَمَاتِ مَالِي إِذَا مَا المَرْءُ قَصرَ ثُمَّ مَرَّتْ ... عَلَيْهِ الأَرْبَعُونَ مَعَ الرِّجَالِ ولَمْ يَلْحَقْ بِصَالِحِهِمْ فَدَعْهُ ... فَلَيْسَ بِلَاحِقٍ أُخْرَى اللَّيَالِي القَاضِي الهَرويُّ: 15238 - وَإِنّي لَا أطيقُ لَكُمْ فراقًا ... وَلَكِنْ هَكَذَا حُكْمُ الزَّمَانِ قَبْلهُ: أُوَدِّعُكُمْ فَأُوْدِعُكُمْ حَيَاتِي ... وَأَنْثُر أَدْمُعِي نَثْرَ الجُمَانِ وَإِنِّي لَا أَطِيْقُ لَكُمْ فِرَاقًا. البَيْتُ ومن باب (وَإِنِّي) قَوْلُ العُتْبِيِّ (¬1): رَأَيْنَ الغَوَانِي الشَّيْبَ حَلَّ بِمَفْرِقِي ... فَأَعْرَضْنَ عَنِّي بِالخُدُوْدِ النَّوَاضرِ وَكُنَّ إِذَا أَبْصَرْنَنِي أوْ سَمِعْنَ بِي ... سَعَيْنَ فَرقّعْنَ الكُوَى بِالمَحَاجِرِ وَإِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ كِرَامٍ أَعِزَّةٍ ... لأَقْدَامِهِمْ صِيْغَتْ فُرُوع المَنَابِرِ خَلَائِفَ فِي الإِسْلَامِ فِي الشُّرْكِ قَادَةٌ ... بِهِمْ وَإِلَيْهِمْ فَخْرُ كلُّ مُفَاخِرِ ¬
أبو نُوَاسٍ: 15239 - وَإِنّي لآتي الأَمَرُ مِن حَيثُ يُتَّقَى ... وَتَعْلَمُ قَوسي حْينَ أَنْزعُ مَن أَرمي وَمِنْ بَابِ (وَإِنِّي) قَوْلُ قَيْسُ بنِ الرّقِيَّاتِ (¬1): وَإِنِّي لَا آتِي الشَّرَّ حَتَّى إِذَا أَبَى ... تَجَنُّبِ بَيْتِي قُلْتُ لِلشَّرِّ مَرْحَبَا وَأَرْكَبُ ظَهْرَ الشَّرِّ حَتَّى يَلِيْنَ لِي ... إِذَا لَمْ أَجِدْ إِلَّا عَلَى الشَّرِّ مَرْكَبَا وَقَوْلُ الفَرَزْدَقُ (¬2): وَإِنِّي لأَخْشَى إِنْ خَطَبْتَ إِلَيْهم ... عَلَيْكَ الَّذِي لَاقَى يَسَارُ الكَوَاعِبِ كَانَ يَسَارُ الكَوَاعِبِ عَبْدًا فَتَعَرَّضَ لِبَنَاتِ سَيِّدِهِ فَجبن مذاكيره فَصَارَ مَثَلًا. 15240 - وَإِنّي لأَخْتَارُ الكَريم لحاجتي ... وَلَا أَطَلْبُ الَمعْروْفَ عْندَ لَئيِمْ عبدُ الملك بن عَبد الرحيم [من] الحارثي: 15241 - وَإِنّي لأَربْابِ القُبوُرِ لَغَابِطٌ ... بِسُكْنَى سَعيْدٍ بيْنَ أَهِل المَقَابِرِ إبراهيم بن حسان الحَضْرَميّ: 15242 - وَإنّي لأَرْثي للكَريْم بِأَنْ أَرى ... لَهُ طَمَعًا عِنْدَ اللَّئِيْم يُطالِبُهُ محَمّد وَهيبٍ الحُميَرِيُ: 15243 - وَإنّي لأَرْجُو اللَّهَ حَتَّى كَأَنِنَّي ... أُرى بجَمْيلِ الظَنّ مَا اللَّهُ صَّانِعُ ¬
قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ القرْشِيُّ: لأَنَّا بِوِجْدَانِ ضَالَّةِ الكَلمِ أسرّ مِنِّي بِوِجْدَانِ ضَالَّةِ النعَمِ قِيْلَ لَهُ مِثْلُ مَاذَا؟ قَالَ: مِثْلُ قَوْلِهِ: وإِنِّي لأَرْجُو اللَّهَ حَتَّى كَأَنِّنِي. البَيْتُ 15244 - وَإنّي لأَرْضَى بالأَمَاني تَعَلُّلًا ... وَكُلُّ أمَانِيّ النُفُوس غرُوْرُ ابْنُ النُبيَةِ: 15245 - وَإِنّي لأَسْتَحيْيكِ حتَّى كَأَنَّما ... عَليَّ بظهرِ الغَيْبِ منْكِ رَقيب القاضي أبو الحسن ابن مُقلَةَ: 15246 - وَإنّي لأَسْتَحْيي مِنَ اللَّهِ أَن أُرَى ... بحَالِ اتسّاعٍ وَالصَّديق مُضِيْقُ بَعْدَهُ: وَتَرْكِي مُوَاسَاةَ الأَخِلَّاءِ بِالَّذِي ... تَنَالُ يَدِي ظلْمٌ لَهُمْ وَعقُوْقُ أَبُو بِشْر النحويّ الحَافِظ: 15247 - وإِنّي لأَكْرَه مِنْ شِيمَتي ... زِيادَةُ حَيٍّ بِلَا مَنْفَعَة بَعْدَهُ: وَلَا أَحْمَدُ القَوْلَ مِنْ قَائِلٍ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْهُ فِعْل مَعَه وَمَنْ ضَاقَ زرْعًا بِإكْرَامِنَا ... فَلَسْنَا نَضِيْقُ بِأَنْ نَقْطَعَه 15248 - وَإِنّي لأَنْسى عِنْدَ كُلّ حَفِيظَةٍ ... إِذَا قيْلَ مَولَاكَ احْتِمالَ الضَّغَائنِ بَعْدَهُ: وَإِنْ كَانَ مَوْلًى لَيْسَ فِيْمَا يَنُوْبُنِي ... مِنَ الأَمْرِ بِالكَافِي وَلَا بِالمُعَاوِنِ ¬
15249 - وَإنّي لأَهْوَى ثُمَّ لَا أَتْبَعُ الهَوَى ... وَأكرّمُ خُلَّانِي وَفيَّ صُدُودُ بَعْدَهُ: وَفِي النَّفْسِ عَنْ بَعْضِ التَّضَرُّعِ غِلْظَةٌ ... وَفِي العَيْنِ عَنْ بَعْضِ البُكَاءِ جُمُوْدُ ومن باب (وَإِنِّي) قَوْلُ عَامِرِ بن الطُّفَيْلِ (¬1): وَإِنِّي وَإِنْ أَصْبحْتُ سَيِّدَ عَامِرٍ ... وَفَارِسُهَا المَشْهُوْرُ فِي كُلِّ مَوْكِبِ فَمَا سَوَّدَتْنِي عَامِرٌ عَنْ ورَاثَةٍ ... أَبَى اللَّهُ أَنْ أَسْمُو بِأُمٍّ وَلَا أَبِ وَلكِنَّنِي أَحْمِي حِمَاهَا وَأَتَّقِي ... أَذَاهَا وَأَرْمِي مَنْ رَمَاهَا بِمَنْكِبِ وقول أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بنُ مَصْعَبٍ (¬2): وَإِنِّي وَإِنْ أَقْصَرْتُ مِنْ غَيْرِ بِغْضةٍ ... لَراعٍ لأَسْبَابِ المُوَدَّةِ حَافِظُ وَأَنتظِرُ العُتْبَى وَأغْضِي عَلَى القَذَى ... أُلَايِنُ طورًا مَرَّةً وَأُغَالِطُ وَإِنِّي لَيَدْعُوْنِي إِلَى الهَجْرِ مَا أَرَى ... فَآبَى وَتَثْنِيْنِي عَلَيْكَ الحَفَائظُ وَأَنتظِرُ الإِقْبَال بِالوُدِّ مِنْكُمُ ... وَأَصْبِرُ حَتَّى أَوْجَعَتْنِي المَغَايِظُ وَجَرَّبْتُ مَا يُسْلِي المُحِبَّ عَنِ الهَوَى ... فَأَقْصَرْتُ وَالتَّجْرِيْبُ لِلْمَرْءِ وَاعِظُ وَقَالَ الحَمْدُونِيُّ بَلْ هَذِهِ الأَبْيَاتُ لأبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ القَاسَمِ القَاشَانِيِّ. وقول أَبُو نَصْر بن نبَاتَةَ (¬3): وَإِنِّي لَا أَزَالُ أَلُوْمُ نَفْسِي ... عَلَى طُوْلِ التَّفَرُّقِ وَالبعَادِ وَمَا أَعْتَاضُ بِالأَقوَامِ عَنْكُمْ ... وَهَلْ يَعْتَاضُ صَدْرٌ عَنْ فُؤَادِ وقول أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيِّ (¬4): ¬
وَإِنِّي لأَخْتَصُّ بعضَ الرِّجَالِ ... وَإِنْ كَانَ فدمًا ثَقِيْلًا عَبَامَا فَإِنَّ الجبْنَ عَلَي إِنَّهُ ... وَخِيْم ثَقِيْل يُشَهِّي الطَّعَامَا وقول الوَزِيْرُ ظَهِيْرِ الدِّيْنِ أَبِي شُجَاعٍ (¬1): وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَمُوْتَ وَتَنْقَضِي ... حَيَاتِي وَمَا عِنْدِي يَدٌ لِكَرِيْمِ فَإِنَّ يَدَ الحُرِّ الكَرِيْمِ مَذَلَّةٌ ... فَكَيْفَ إِذَا كَانَتْ يَدُ اللَّئِيْمِ وقول آخَر (¬2): وَإِنِّي لأَرْجُو مِنْكَ يَوْمًا يَسِرُّني ... كَمَا سَاءَنِي يَوْمٌ وَأَنِّي لآمِنُ وَآمَلُ عَطْفَ الدَّهْر بَعْدَهُ انْصِرَافِهِ ... فَيَا أَمَلِي فِي الدَّهْرِ هَلْ أَنْتَ كَائِنُ وقول العَبَّاسُ بن الأَحْنَفُ وَكَانَ الجنَيْدُ رَحمَهُ اللَّهُ يَتَمَثَّلُ بِهُمَا كَثيْرًا (¬3): وَإِنِّي لأَهْوَاهَا عَلَى سُوْءِ فِعْلِهَا ... وَأَقْضِي عَلَى قَلْبِي لَهَا بِالَّذِي تَقْضِي فَحَتَّى مَتَى رَوْحُ الرِّضَا لَا يَنَالُنِي ... وَحَتّى مَتَى أَيَّامُ سُخْطك لَا تَمْضِي ومن باب (وَإِنِّي) قَوْلُ النُّعْماَنِ بنِ حَنْظَلَةَ (¬4): وَإِنِّي لأسْتَبْقِي امْرئَ السُّوْءِ عُدَّةً ... لِعَدُوِّهِ عَرِيْضٍ مِنَ القَوْمِ جَانِبِ أَخَافُ كِلَابَ الأَبْعَدِيْنَ وَهَرْشهَا ... إِذَا لَمْ تُجَاوِبُهَا كِلَابُ الأَقَارِبِ وقول آخَر (¬5): وَإِنِّي لأَسْتَهْدِي الرِّيَاحَ سَلَامَكُمْ ... إِذَا أَتتْ مِنْ نَحْوِكُمْ بِهُبُوْبِ وَأَسْأَلُهَا حَمْلَ السَّلَامِ إِلَيْكُمُ ... فَإِنْ هيَ يَوْمًا بَلَّغَتْ فَأَجِيْبِي ¬
وقول أَبِي سُلَيْمَانَ الخَطَّابِيِّ (¬1): وَإِنِّي لأَعْرِفُ كَيْفَ الحُقُوْقُ ... وَكَيْفَ يبرُّ الصَّدِيْقَ الصَّدِيْقُ وَرحْبُ فُؤَادِ الفَتَى مِحْنَةٌ ... عَلَيْهِ إِذَا كَانَ فِي الأَمْرِ ضِيْقُ وقول الحَكَمِ بن عَبْدَلٍ الأَسَدِيِّ (¬2): وَإِنِّي لأَسْتَغْنِي فَمَا أَبْطَرُ الغِنَى ... وَأَعْرِضُ مَيْسُوْرِي لِمَنْ يَبْتَغِي عَرْضِي وَأعْسِرُ أَحْيَانًا فَتَشْتَدُّ عُسْرَتي ... وَأُدْرِكُ مَيْسُوْرَ الغِنَى وَمَعِي عِرْضِي وَأَبْذلُ مَعْرُوْفِي وَتَصْفُو خَلِيْقَتِي ... إِذَا كَدَّرَتْ أَخْلَاقُ كُلِّ فَتًى مَحضِ وَلَسْتُ بِذِي وَجْهَيْنِ فِيْمَنْ عَرِفْتُهُ ... وَلَا البُخْلُ فَأَعْلَمُ مِنْ سَمَائِي وَلَا أَرْضِي وقول آخَر (¬3): وَإِنِّي لأُعْطِي البِشْرَ مَنْ لَا أُوَدُّهُ ... وَأَلْبُسُ أَقْوَامًا عَلَى الشّنْآنِ وقول آخَر (¬4): وَإِنِّي لأَلْقَى المَرْءَ أَعْلَمُ أَنَّهُ ... عَدُوٌّ وفي أَحْشَائِهِ الضِّغْنُ كَامِنُ فَأَمْنَحُهُ بِشْرِي فَيَرْجع ودُّهُ ... سَلِيْمًا وَقَدْ مَاتَتْ لَدَيْهِ الضَّغَائِنُ وقول أَعْرَابِيٍّ (¬5): وَإِنِّي لأَسْتَحيي كَثِيْرًا وَأَتَّقِي ... عُيُوْنًا وَأَسْتَبْقِي المُوَدَّةَ بِالهَجْرِ وَأَبْدَأُ بِالهجْرَانِ نَفْسِي أَرُوْضهَا ... لأَعْلَمُ عِنْدَ الهَجْرِ هَلْ لِي مِنْ صَبْرِ وَقَالَ آخَرُ فِي المَعْنَى (¬6): ¬
خَشِيْتُ عَلَيْهَا العَيْنَ مِنْ طُوْلِ وَصْلِهَا ... فَهَاجَرْتُهَا يَوْمَيْنِ مِنْ خِيْفَةِ الهَجْرِ وَمَا كَانَ هِجْرَانِي لَهَا عَنْ مَلَامَةٍ ... وَلَكِنَّنِي جَرَّبْتُ نَفْسِي عَلَى الصَّبْرِ إبراهيم بنُ المهدِيّ: 15250 - وَأنْهَى فَلا أَلِوْي عَلَى زَجُرّ زَاجِرٍ ... وَأَعلَمُ أنّي مُخْطئ وَأَعُود أبو نواسٍ: 15251 - وَأَوبَةُ مُشْتَاقٍ بِغَيْر دَرَاهْمٍ ... إلى أَهلِهِ مِنْ أَعظَمِ الحَدَثَانِ ومن باب (وَأَوَّلُ) قَوْلُ الشَّاعِرِ (¬1): وَقَدْ سَمَّاهُ وَالِدُهُ عَلِيْمًا ... وَذَلِكَ مِنْ عُلُوِّ القَدْرِ فَالُ وَأَوَّلُ مَا يَكُوْنُ اللَّيْثُ شِبْلًا ... وَمَبْدَأُ طَلْعَةِ البَدْرِ الهِلَالُ أبو فِراس بن حَمدانَ: 15252 - وَأَولَى الرّجَالِ بِعتْبٍ أَخٌ ... يَكُرُّ العتابَ عَلَى مُعْتِبِ المتَنَبِي: 15253 - وَأَوْهَنُ مَا يَكُونُ الجُرْحُ يومًا ... إِذَا كَانَ البناءُ عَلى فسَادِ ابْنُ الحَجَّاجُ: 15254 - وَأَولَادُ الحرْائِر لَم يُجَابُوا ... لَدَيَّ فَكَيْفَ أَولَادُ القَحابِ عَمُرُو بن قَميَئةَ: 15255 - وَأَهْلَكَنِي تَأْمِيْلُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... وَتأْمِيْلُ عَامٍ بَعَد ذَاكَ وعَامِ ¬
ابْنُ عَائشة القرشيّ: 15256 - وَأَهْوَنُ مَا يعطي الصديق صديقه ... من الهيّن الموجود أن يتكلّما قِيْلَ كَتَبَ ابْنُ عَائِشَةَ كِتَابًا إِلَى رَجُلٍ هُوَ دوْنَهُ فِي المَنْزِلَةِ وَالقَدْرِ فَزَادَهَ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّوَاضُعِ فَلَامَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: وَأَيْسَرُ مَا يُعْطِي الخَلِيْلُ خَلِيْلَهُ. البَيْتُ الفَرزْدَقُ: 15257 - وأَهونُ مفُقُودٍ إذا المَوتُ نَالَهُ ... عَلَى الَمرءِ مِنَ أَصحابهِ من تقنَّعا قَبْلهُ: يَرْثِي امْرَأَتَهُ حَدْرَاءَ الشَّيْبَانِيَّةِ: يَقُوْلُوْنَ زُرْ حَدْرَاءَ وَالتُّرْبُ بَيْنَنَا ... وَكَيْفَ بِشَيْءٍ وصْلُه قَدْ تَقَطَّعَا ولَسْتُ وَإِنْ عَزَّتْ عَلَيَّ بِزَائِرٍ ... تُرَابًا عَلَي مَرْسُوْمَةٍ قَدْ تَضَعْضَعَا وَأَهْوَنَ مَفْقُوْدٍ إِذَا المَوْتُ نَالَهُ. البَيْتُ البُحُتُريُّ: 15258 - وَالأَرْضُ لَولَا العَدَاة وَاحِدَةٌ ... وَالنَّاسُ لَولَا الفَعَالُ أمثَالُ المُتَنَبي: 15259 - وَالأَسى قَبْلَ فرقَةِ الرُّوْحِ عَجْزٌ ... وَالأَسى لَا يَكُونُ بَعدَ الفراقِ يقول مِنْهَا: وَالغِنَى فِي يَدِ اللَّئِيْمِ قَبِيْحٌ ... قَدْرَ قُبْحِ الكَرِيْمِ فِي الإِمْلَاقِ ¬
الخاركيّ، منسوب إلى قرية بفارس: 15260 - وَالأَعْورُ المَمقُوتُ يَا سَيّدي ... خَيْرٌ مِنَ الأَعْمَى عَلَى حَالِ المُتَنَبي: 15261 - وَالأَمْرُ للَّهِ رُبَّ مُجْتَهِدٍ ... مَا خَابَ إِلَّا لأَنَّهُ جَاهِدُ ومن باب (وَالآنَ) (¬1): وَالآنَ إِنْ لَمْ أَنَلْ مَا كُنْتُ آمُلُهُ ... فِي ظِلِّ جَاهِكَ مِنْ نَيْلِ المُنَى فَمَتَى ومن باب (وَأَيْأَسَنِي) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬2): قَنِعْتُ وَجَانَبْتُ المَطَامِعَ لَابِسًا ... لِبَاسَ مُحِبٍّ لِلنَّزَاهَةِ مُؤْثِرِ وَأَيْأَسَنِي عِلْمِي بِأَنْ لَا تَقَدُّمِي ... مُفِيْدِي وَلَا مُزْرٍ عَلَيَّ تَأَخُّرِي وَلَوْ فَاتَنِي المَقْدُوْرُ مِمَّا أَرُوْمُهُ ... يَسْعَى لأَدْرَكْتُ الَّذِي لم يُقَدَّرِ ومن باب (وَإِيَّاكَ) قَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ (¬3): وَإِيَّاكَ وَالأَمْنُ الَّذِي إِنْ تَبَاعَدَتْ ... مَوَارِدُهُ ضَاقَتْ عَلَيْكَ مَصَادِرُه وَلَا تَمْنَعَنَّ الدَّهْرَ مَاء عَمَرْتهُ ... وَإِنْ كَانَ أَوْلَى النَّاسِ بِالمَاءِ عَامِرُه وَإِنْ قِيْلَ قَوْلٌ سَيْئٌ فِي مَقَالةٍ ... فَلَا تَكُ مَوْلَى قَوْل سَوْءٍ تُبَادِرُه وقول عَدَيِّ بنِ زَيْدٍ (¬4): وَإِيَّاكَ مِنْ فَرْطِ المُزَاحِ فَإِنَّهُ ... جَدِيْرٌ بِتَسْفِيْهِ الحَلِيْمِ المُسَدَّدِ ¬
ومن باب (وَأَيَّامٍ) قَوْلُ الصَّابِئِ (¬1): وَأَيَّامٍ تُعَدُّ عَلَيَّ عَدًّا ... وَحَظِّي مِنْ رَغَائِبهَا يَفُوْتُ يَظُنُّ النَّاسَ بِي فِيْهَا ثَرَاءً ... وَحَسْبِي مِنْ ظُنُوْنِ النَّاسِ قُوْتُ مَكَانِي مِنْ تَخَصُّصِهِ مَكِيْنٌ ... وَحَالِي مِنْ خَصَاصَتِهَا تَمُوْتُ وقول أَبِي تَمَّامٍ (¬2): وَأَيَّامٍ لنَا وَلَكُمْ لدَانٍ ... نَعِمْنَا فِي حَوَاشِيْهَا الرِّقَاقِ لَيَالِيَ نَحْنُ فِي غَفَلَاتِ عَيْشٍ ... كَأَنَّ الدَّهْرَ عَنَّا فِي وِثَاقِ وَمِنْ بَابِ (وَأَنَّى) قَوْلُ المَعَرِّيِّ (¬3): وَأَنَّى بِيَ الأَيَّامِ يَحْمَدُ قاَئِلٌ ... وَمَنْ جَرَّبَ الأَقْوَامَ أَوْسَعَهُمْ ثَلْبَا الغَزّيّ: 15262 - وَأَينَ للمَرْءِ عُذْرٌ في تَلفُّتِهِ ... إلى زَمانِ الصِّبا بَعْدَهُ الثَّمَانينِ زُهيرٌ المصري: 15263 - وَإيَّاكَ عَنْ سرِّ الحَبيْبِ فَإِنَّني ... بهِ عَنْ جَميْع العَالَمين بخْيلُ بَشَّارٌ: 15264 - وَإيَّاكَ مِمَّا يُوجِبُ العُذْر فعْلُه ... فَبئسَ تكَالْيفُ النُّفوسِ المعَاذِرُ 15265 - وأيُّ إناءٍ لَم يفِض عندَ مَلئهِ ... وأَيُّ بَخيلٍ لَمْ يُنل سَاعَة الوَفرِ ¬
محَمّدُ بن شبلٍ: 15266 - وَأَيُّ الأَرض ألأَمُ مِنْ بلَادٍ ... يَضيْقُ بَها عَلَى الحُرّ المقَام يقول مِنْهَا: ضَرَعْنَا بَعْدَهُ نَخْوَتِنَا إِلَيْكُمْ ... وَذُلُّ الحُبِّ يَأْلَفُهُ الكِرَامُ فَتًى بِالبِشْرِ يَصْطَلِمُ الأَعَادِي ... وَلَوْلَا المَاءُ مَا قَطَعَ الحُسَامُ إِذَا صَغُرَتْ عُقُوْلٌ مِنْ أُنَاسٍ ... فَلَا تَغْتَرُّكَ الجثَثُ الضِّخَامُ محمد بن كُنَاسة: 15267 - وَأيُّ بَني الأَيّامِ إِلّا وَعِنْدهُ ... مِنَ الدَّهْرِ ذَنْبٌ طَارِفٌ وَتَلِيْدُ حَسَانُ بنُ ثابتٍ: 15268 - وَأَيُّ جَدْيدٍ لَيْسَ يُدْركِهُ البِلَى ... وَأيّ نَعْيمٍ لَيسَ يَومًا بِزَائِلِ 15269 - وَأَيُّ خَيْرٍ وَأَيُّ مَنْفَعَةٍ ... لذاتِ درٍّ تصُبُّ مَا حَلَبَتُ 15270 - وَأَيُّ ذُلٍّ بحرٍ في مُرُوْءَتِهِ ... أَذَلُّ مِنْ غَضِّ عَينَيْهِ عَلَى المِنَنِ 15271 - وَأَيُّ فتًى يومًا إِذَا مَلَّ بَلْدةً ... يُقِيْمُ عَلَى خَسْفٍ ولَا يتَحّولُ بَعْدَهُ: قِصَارَاكَ أَنْ تَلْقَى المَنِيَّةَ ظَاعِنًا ... فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ تُعَلَّلُ وَسِيَّانَ جَدْعُ الأَنْفِ عِنْدِي وَرَغْبَتِي ... إِلَى مَنْ أَرَاهُ مُعْرِضًا حِيْنَ يُسْأَلُ وَآخَرُ لَا تَلْقَاهُ طَالِبَ حَاجَةٍ ... مَدَى الدهرِ إِلَّا وَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ القُرمطي الخَارجُ بالشامِ: ¬
15272 - وَأَيّ مَنِيَّةٍ أَخْشَى رَدَاهَا ... إِذَا مَا كُنْتُ ذَا أَجلٍ بَعيْدِ قَبْلهُ: نُفِيْتُ مِنَ الحُسَينِ وَمِنْ عَلِيٍّ ... وَجَعْفَرَ الغَطَارِفِ مِنْ جُدُوْدِي وَخَيَّبَ سَائِلِي وَجَفَوْتُ ضَيْفِي ... وَبِتُّ خَلِيْعَ مَكْرُمَةٍ وَجُوْدِ وَأَعْطَيْتُ القِيَادَ الدَّهْرَ مِنِّي ... يَمِيْنَ فَتًى وَفِيٍّ بِالعُهُوْدِ لَئِنْ لَمْ أُعْطِ مَا مَلِكَتْ يَمِيْنِي ... وَمَالِي مِنْ طَرِيْفٍ أَوْ تَلِيْدِ لأَفْتَحَنَّهَا حَرْبًا عوَانًا ... تَقَحَّمُ بِالبُنُوْدِ عَلَى البُنُوْدِ فَإِمَّا أَنْ أَبُوْءَ بِرُوْحِ عِزٍّ ... حَمَى تَاجًا بِمَمْلكَةٍ عَقِيْدِ وَإِمَّا أَنْ يُقَالَ فَتًى أَبِيٌّ ... تُخَرِّمَ مِنْ ذُرَى مَجْدٍ مَشِيْدِ عَلَى أَنَّ المَنِيَّةَ بِالمَعَالِي ... أَحَبُّ إِليَّ مِنْ ذُلِّ القُعُوْدِ وَأَيُّ مَنِيَّةٍ أَخْشَى وَدَاهَا. البَيْتُ ومن باب (وَأَيُ): وَأَيُّ يَوْمِ بَلَاءٍ خَانَنَي حَسَبِي ... وَقَدْ أَبَى الدَّهْرُ والأيامُ تَصْغِيرِي حَدَّثَ قُبَيْصَةُ بنُ ذُؤَيْبٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ وَقَدْ عَسْكَرَ فَنَزَلَ ببطْنَانِ حسبٍ لَمَّا شَخَصَ إِلَى مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ وَقَدْ بَلَغَهُ مَسِيْرُ مُصْعَبٍ إِلَى عَسْكَرِ أَخِيْهِ مُحَمَّد بن مَرْوَانَ، وَنَحْنُ فِي الفُسْطَاطِ إِذْ جَاءَ البَرِيْدُ مِنْ دِمَشْقَ بِوُثُوْبِ سَفَلَةِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ إِلَى المَدِيْنَةِ وَمَنْ فِيْهَا وَتَغْلِيقِهِمْ أَبْوَابهَا، ثُمَّ جَاءَ البَرِيْدُ مِنْ حِمْصَ بِخَلْعِهِمْ إِيَّاهُ، ثُمَّ جَاءَ البَرِيْدُ مِنْ انْطَاكِيَةَ بِنُزُوْلِ مَلِكِ الرُّوْمِ إِيَّاهَا، ثُمَّ جَاءَ البَرِيْدُ بِأَخْذِ نَائِلٍ الجُذَامِيِّ فِلَسْطِيْنَ لِعَبْدِ اللَّه بنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ جَاءَ البَرِيْدُ بِقَتْلِ حنَيْش بن دَلْجَةَ بالحِجَازِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ وَكَانَ عَلَى رُؤُوْسِنَا الطَّيْرُ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ تَكَلَّمُوا أَشِيْرُوا عَلَيَّ أيُّ شَيْءٍ عِنْدَكُمْ فِيْمَا جَاءنَا؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو يَعِيْشَ الوَليْدُ بن هِشَامٍ المَعِيْطِيُّ وَبَقِيَ بَنِي يُشَارُ فِيْهِ، وَاللَّهِ لَوْ وَدَدْتُ أَنِّي أُمُّ حَنِيْنٍ عَلَى سَاقٍ عِضَاةٍ بِالحِجَازِ حَتَّى ¬
يَتَصَرَّمَ هَذَا الأَمْرُ فَضَحِكَ عَبْدُ المَلِكِ وَقَالَ، أَنِّي لأُنَازعُ ابنَ الزُّبَيْرَ أَمْرًا إِنْ أَنَا نْلتَهُ فَأَنَا أَهْلُهُ وَإِنْ متُّ دُوْنهُ فَمِثْلِي مَاتَ دوْنهُ ثُمَّ قَالَ مُتَمَثِّلًا: وَأَيُّ يَوْم بَلَاءٍ خَانَنِي حَسَبِي. البَيْتُ الرَّأْيُ أَنْ أَرْجِعَ إِلَى دِمَشْقَ فَهْيَ دَارُ المُلْكِ وَأَرْجُو أَنْ أَفْتَتِحهَا فَإِذَا سَمِعِ بِذَاكَ أهْلُ حِمْصَ طَلَبُوا الأَمَانَ فَأُعْطِيْهِمْ ذَلِكَ وَأَبْعَثُ عُمْروُ بن سَعِيْدٍ إِلَى نَائِلٍ الجذامِيِّ فَأَرْجُو أَنْ يَقْتُلَهُ وَأُهْدِي إِلَى مَلِكِ الرُّوْم هَدَايَا وَأسْأَلَهُ الانْصِرَافَ إِلَى بَلَدِهِ وَأَرْجُو أَنْ يَقْبَلَ وَيَنْصرِفُ وَأَمَّا الحجَازُ فَوَاللَّهِ مَا أبَالِي أَكَانَتْ لِي أم عَلَيَّ. قَالَ فَوَاللَّهِ كَأَنَّهُ قَرَأ ذَلِكَ مِنْ كِتَابٍ فَرَجَعَ إِلَى دِمَشْقَ فَافْتَتحَهَا وَبَعَثَ عمرًا إِلَى نَائِلٍ فَقَتَلَهُ وَبَعَثَ إِلَى مِلِكِ الرُّوْمِ يَقُوْلُ لَهُ يَا بنَ اللَّخْنَاءِ وَاللَّهِ لَئُنْ أَنْتَ لَمْ تَرْجِعْ لأَكُفَنَّ عَنْ كُلِّ حَرْبٍ لِي مَعَ المُسْلِمِيْنَ وَأَقْصُدُ قَصْدُكَ وَأَهْدَى لَهُ هَدَايَا فَظْهَرَ مَلِكُ الرُّوْمِ هَدَايَاهُ لَهُ وَكَتَمَ مَا كُتِبَ إِلَيْهِ وَانْصَرَفَ، وكان من مصعب ما كَانَ. 15273 - وَبَادِرُ بِفِعْل الخَيْر مَا كُلّ سَاعةٍ ... تَكُونُ عَلَى أن تفعَل الخيْر قَادَرُ 15274 - وَبِالضَّئِيْلَةِ ألين في مَجَسَّتِهَا ... وسَمُّهَا نَاقِعٌ يُردي إِذَا لَسعَتْ ابْنُ المَولى: 15275 - وَبِالنَّاسِ عَاشَ النَّاسُ قدمًا ... وَلم يَزلْ مِنَ النَّاسِ مَرْغُوب إليْهِ وَرَاغِبُ بعده: وَمَا يَسْتَوِي الصَّابِي وَمَنْ ... تَرَكَ الصِّبَى لِلْعَيْشِ لَوْلَا العَوَاقِبُ ومن باب (وَبَادِرْ) قَوْلُ ابنِ المُعْتَزِّ فِي التَّعْزِيَةِ (¬1): وَبَادِرِ الأَجْرَ نَحْوَ الصَّبْرِ مُحْتَسِبًا ... إِنَّ الجزُوع صَبُوْرٌ بَعْدَهُ أَيَّامِ ¬
ومن باب (وَبَادِرْ) قَوْلُ ابنِ جكِيْنَا فِي مُتَنَمِّسٍ (¬1): وَبَادِرِ التَّنْمِيْسَ بَيْنَ الوَرَى ... يَفْعَلُ مَا لا يَفْعَلُ اللِّصُّ وَكَيْفَ لا يَصْطَادُ أَمْوَالَهُمْ ... بِطَرْحَةٍ مِنْ تَحْتِهَا شَصُّ وقول آخَر: وَبَاطِنُ مَا أُكَاتِمُ مِنْ أُمُوْرِي ... وَظَاهِرُهُ سَوَاءٌ فِي العَيَانِ وَأَنْتَ بِكُلَّمَا أَرْجُو جَدِيْرٌ ... فَكُنْ عَوْنِي عَلَى نُوَبِ الزَّمَانِ وقول المَعَرِّيِّ (¬2): [من البسيط] وَبِالعِرَاقِ رِجَالٌ قُرْبهُمْ شَرَفٌ ... هَاجَرْتُ فِي حُبِّهِمْ رَهْطِي وَأَشياعِي عَلَى سِنِيْنَ تَقَضتْ عِنْد غَيْرِهمُ ... انْتَفَتْ لا بَلْ عَلَى الأَيَّامِ وَالسّاعِ وقول آخَر وَكَانَ عُمَرُ بن الخَطَّابِ رَضيَ اللَّه عَنْهُ يَتَمَثَّلُ (¬3): وَبَالغَ أَمْرٍ كَانَ يَأمُلُ دُوْنَهُ ... وَمُحْتَلِجٍ مِنْ دُوْنِ مَا كَانَ يَأمُلُ وقول الآخَر (¬4): وَبِالمِصْرَ فِرْعَوْنٌ وَبَقٌّ وَحَصبَةٌ ... وَحُمَّى وَطَاعُوْنٌ وَتلْكَ شُرُوْرُ أَلَا إِنَّمَا الدُّنْيَا كَمَا قَالَ رَبُّنَا ... لأَحْمَدَ حُزْنٍ تَارَةً وَسُرُوْرُ الغَزِّيّ: 15276 - وَبَحُرُ الجُودِ مَا لَم يَحْوِ دُرَّا ... مِنَ الرَّأْي السَّدْيدِ سَرَابُ قَاع المُفَجَّعُ: 15277 - وَبِحَسبِي مِنَ المصَائبِ أنّي ... في بِلَادٍ وَأَنتُمُ في بِلَادِ ¬
قَبْلهُ: زَفَرَاتٌ تَقْتَادُنِي عِنْدَ ذِكْرَاكَ ... وَذِكْرَاكَ مَا يَرِيْمُ فُؤَادِي لَيْسَ لِي مَفْزَعٌ سِوَى عَبَرَاتٍ ... مِنْ جُفوْنٍ مَكْحُوْلَةٍ بِالسُّهَادِ وبِحَسْبِي مِنَ المَصَائِبِ أَنِّي. البَيْتُ ابْنُ الرّوميّ: 15278 - وَبذلَة الوَجْهِ أَحْيَانًا تُجدّدُهُ ... كَمَا تُجّدِدُ سَيْفًا كَفُّ صَاقِله قَبْلهُ: أَدَلِّلُ عَلَى الخَيْرِ تَلْحَق شَأوَ فَاعِلِهِ ... وَإِنْ قَدرْتَ فَكُنْ أَدْنَى وَسَائِلهِ وَاعْلَمْ بِأَنَّ ابْتِذَالَ الوَجْهِ يَخْلقهُ ... إِلَّا ابْتِذَالَكَهُ فِي نَفْعِ آمِلِهِ وَبَذْلَةِ الوَجْهِ أَحْيَانًا تُجَدِّدُهُ. البَيْتُ المُتَنَبّى: 15279 - وَبِذَيْمهِمُ وَبِهْم عَرَّفْنَا فَضْلَهُ ... وَبضِدّهَا تَتَبَّيَنُ الأَشيَاءُ ومن باب (وبعضُ) قَوْلُ الفنْدِ الزمَانِيِّ (¬1): وبعضُ الحِلْمِ عِنْدَ الجـ .. ــــهْلِ لِلذلَّةِ إِذْعَانُ وَفِي الشَّرِّ نَجَاةٌ ... حِيْنَ لَا يُنْجِيْكَ إِحسَانُ ومن باب (وَبِكَفِّكَ) قَوْلُ أَبِي سَعِيْدٍ بن بُوْقَةَ (¬2): وَبِكَفِّكَ القَلَمُ الَّذِي لِلِعَابِهِ ... المُسْوَدِّ سُوْدِ الأُمُوْرِ ضِيَاءُ فَلَمْ يَمُجُّ عَلَى العُدَاةِ سِمَامَهُ ... لَكِنْ لَكِنَّهُ لِلْمُرْتَجِيْنَ سَمَاءُ أَعْمَى أَصَمُّ بِهِ يجِيْرُ أَهْلُ العَمَى ... وَالحَائِرِيْنَ إِذَا دَهَتْ صمَّاءُ ¬
فَكَأَنَّهُ وَلِسَانَهُ النَّضْنَاضَ ... مَا بَيْنَ الأَنَامِلِ حَيَّةٌ رَقْشَاءُ كَمْ قَدْ أَسْلمت بِهِ لِعَبْدِكَ رَيْقةً ... سَوْدَاءَ فِيْهَا نِعْمَةٌ بَيْضَاءُ قَيسُ بنُ الخطِيمِ: 15280 - وَبَعْضُ الدَّاءِ مُلْتمسٌ شِفَاهُ ... وَدَاءُ النَّوكِ لَيْسَّ لَهُ شِفَاءُ يقول مِنْهَا: وَبَعْضُ القَوْلِ لَيْسَ لَهُ عِنَاجٌ ... كَمَخْضِ المَاءِ لَيْسَ لَهُ إِتَاءُ وَبَعْضُ خَلَائِقِ الأَقْوَامِ دَاءٌ ... كَدَاءِ البَطْنِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ مُتَمم بنُ نُويرةَ: 15281 - وَبَعْضُ الرِّجَالِ نَخْلَةٌ لَا جَنَى لَها ... وَلَا ظِلَّ إِلَّا أَنَ تُعدَّ مِنَ النَّخْل البُحتريُّ: 15282 - وَبَعْضُ السَّعْيَ للمُرتَادِ حَيْنٌ ... وَبعْضُ الصُّنْعِ في بَعْضِ القُعُودِ ومن باب (وَبَعْضِ) قَوْلُ المَعَرِّيِّ (¬1): [من الوافر] وَبَعْضُ الظَّاعِنِيْنَ كَقرْنِ شَمْسٍ ... تَغِيْبُ فَإِنْ أَضَاءَ الفَجْرُ عَادَا وَلَكِنَّ الشَّبَابَ إِذَا تَوَلَّى ... فَجَهْل أَنْ تَرُوْمَ لَهُ ارْتِدَادَا وَلَوْ أَنَّ النُّجُوْمَ لَدَيَّ مَالٌ ... نَفَتْ كَفَّايَ أَكْثَرُهَا اتِّقَادَا وَأَحْسَبُ أَنْ قَلْبِي لَوْ عَصَانِي ... فَعَاوَدَ مَا وَجَدْتُ لَهُ افْتِقَادَا أبو فراسٍ: 15283 - وَبَعْضُ الظَّالِميْنَ وإِنْ تَناهَى ... شَهيُّ الظُلِم مُغْتَفُر الذُنُوبِ ¬
أبو بكر الخَوارزميَّ: 15284 - وَبَعضُ النَّاسِ يَعْلُو وَهْو سفْلٌ ... وَبَعُض النَّاسِ يَسْفُلُ وَهْو عَالِ بَعْدَهُ: وَبَعْضُ النَّاسِ يَمْلِكُ وَهُوَ عَبْدٌ ... وَبَعْضُ النَّاسِ يُعْزَلُ وَهُوَ وَالِي إبراهيم بن العَباس الصوليُّ: 15285 - وَبَعْضُ انتِقَام المَرْءِ يزْرِي بِعرْضِهِ ... وَإِنْ لَم يقَعْ إِلَّا بأَهلِ الجرائِم قَبْلهُ: إِذَا المَرْءُ أَثْرَى ثُمَّ ضَنَّ بِرِفْدِهِ ... فَدَعْهُ صَرِيْعَ اللَّوْمِ تَحْتَ القَوَائِمِ وَبَعْضُ انْتِقَامِ المَرْءِ يَزْرِي بِعِرْضِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا كُلُّ أَهْلِ الوِزْرِ يُجْزَى بِوِزْرِهِ ... أَلا إِنَّمَا تُجْزَى قُرُوْضُ المَكَارِمُ وَذِكْرُ ذُنُوْبِ الوَغْدِ يَرْفَعُ قَدْرَهُ ... وَإِنْ عَبثَتْ أَطْرَافُهُ بِالمَظَالِمِ 15286 - وَبَعُض الأَمْرِ أجْملُهِ بِبَعْضٍ ... فَإِنَّ الغَثَّ يَحْمِلُهُ السَّمِينُ 15287 - وَبَغْضاءُ التَّقِيّ أَقَلُّ ضرًا ... وَاَسْلَمُ مِنْ مَودَّةِ ذِي الفُسُوْقِ 15288 - وَبقائِي بَعْدَهُ الفَراقِ دَليْلٌ ... أَنَّ مَوْتَ النُّفُوسِ بالآجَالِ البُحترِي: 15289 - وَبَيَاضُ البَازِيِ اَصْدَقُ حُسْنًا ... إِنْ تأَمّلْتَ مِنْ سَوَادِ الغُرَابِ قَبْلهُ: ¬
غَيَّرَنِي المَشِيْبُ وَهِيَ جَنَتْهُ ... فِي عَذَارِي بِالصَّدِّ وَالاجْتِنَابِ لَا تَرِيْهِ عَارًا فَمَا هُوَ بِالشَّيْـ ... ــــــبِ وَلَكِنَّهُ جلاءُ الشَّبَابِ وَبَيَاضُ البَازِيُّ أَصْدَقُ حُسنًا. البَيْتُ 15290 - وَبيْ ظَمَأٌ لَم أَرضَ نَاقِعَ حَرِّهِ ... سِوَاكَ فَهَلْ في الكَأسِ فَضلٌ لِشَارِبِ ومن باب (وَبِي) قَوْلُ الرَّضيِّ المَوْسَوِيِّ (¬1): وَبِي شَوْقٌ إِلَيْكَ أَعَلَّ قَلْبِي ... وَمَا لِي غَيْر قُرْبِكَ مِنْ طَبِيْبِ وقول المَعَرِّيِّ (¬2): وَبِي مَنْطِقٌ لَمْ يَرْضَ لِي كنْهَ مَنْزِلِي ... عَلَى أَنَّنِي فَوْقَ السَّمَاكَيْنِ نَازِلُ لَدَيَّ مَوْطِنٌ يَشْتَاقُهُ كلُّ سَيِّد ... وَيَقْصُرُ عَنْ إِدْرَاكِهِ المُتَنَاوِلُ ومن باب (وَبَلَاءٌ) قَوْلُ مُنْقِذٍ الهِلَالِيِّ (¬3): وَبَلَاءٌ حَمْلُ الأَيَادِي وَإِنْ ... تَسْمَع منًّا تُؤْتَى بِهِ مِنْ مُنِيْلِ ومن باب (وَبَيْدَاءَ) قَوْلُ الأَخْطَلُ يَصِفُ فَلَاةً (¬4): وَبَيْدَاءَ مِمْحَالٍ كَأَنَّ نَعَامَهَا ... بِأَرْجَائِهَا القُصْوَى أَبَاعِرُ هُمَّلِ تَرَى الثَّعْلَبَ الحَوْلِيَّ فِيْهَا كَأَنَّهُ ... إِذَا مَا عَلَا نَثْرًا حِصَانٌ مُجَلَّلُ ومن باب (وبَيْنَ) قَوْلُ الصَّابِئِ (¬5): ¬
وبَيْنَ وَسِيْمَانِ الوُجُوْهِ تَشَابُهٌ ... فَكُنْ فَاصِلًا بَيْنَ التَّهَيُّجِ وَالسِّمَنْ وَإِنْ حَارَهُ الوَجْهِ الهَزِيْلِ تَغَضَّنَتْ ... فَلَا تَحْسِبَن ذَاكَ الغُصوْنُ عُكَنْ 15291 - وَبي عَنْ غنًى يُجْدِيْ عَليَّ مَذَلَّةً ... غنًى وإلَى فَقْرٍ أَعزُّ بِهِ فَقْرُّ عَتْرَسُ بنُ لبيدٍ العُذري: 15292 - وَبيْنَمَا المَرءُ في الأَحيَاءِ مُغْتَبِطًا ... إِذْ صَارَ في القَبرِ تَعفوُهُ الأَعاصيْرُ المُتَنَبِي: 15293 - وَبْينَنَا لَوَ رَعَيتُمْ ذَاكَ مَعْرِفَةٌ ... إِنَّ المعَارِفَ في أَهلِ النُّهَى ذِمَمُ 15294 - وَبيْنيْ وَبيْنَ الَمالِ بابَانِ حَرَّمَا ... عَلي الغنَى نَفْسي الأَبيَّةُ وَالْدَّهرُ ومن باب (وَتَاهَ) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬1): وَتَاهَ سَعِيْدٌ أَنْ أعِيْرَ وَلَايَةً ... وَقُلِّدَ أَمْرًا لَمْ يَكُنْ مِنْ رِجَالِهِ وَضَاقَ عَلَى حَقِّي بِعَقْبِ اتِّسَاعِهِ ... فَأَوْسَعْتُهُ عُذْرا لِضيْقِ احْتِمَالِهِ فَأَدْبَرَ عَنِّي عِنْدَ إِقْبَالِ خَطِّهِ ... وَغَيَّرَ حَالِي عِنْدَهُ حُسْنُ حَالِهِ فَلَيْتَ أَبَا عُثْمَانَ أَمْسَكَ تِيْهَهُ ... كَإمْسَاكِهِ عِنْدَ الحُقُوْقِ لِمَالِهِ وَتُرْوَى هَذِهِ الأَبْيَاتُ لأَحْمَدِ بنِ طَاهِرٍ. يُقَالُ فِي المَثَلِ الجدْبُ إِمْرَاءٌ لِلْهَزِيْلٍ. يُضرَبُ لِلْفَقِيْرِ يُصيْبُ المَالَ فَيَطْغَى. ابن طباطبا في ردّ الجواب ظهر الجواب: 15295 - وَتَبركْتُ باجْتَماعِ الكَلَامَيْـ ... ـــــنِ رَجَاءَ اجتماعنَا في سُرُوْرِ قَبْلهُ: ¬
قَدْ فَهِمْتُ الكِتَابَ طُرًّا وَمَا ... زَالَ نَحْبِي وَمُؤْنسِي وَسَمِيْرِي وَتَفَاءَلْتُ بِالظُّهُوْرِ عَلَى الوَاشِي ... فَصَارَتْ إِجَابَتِي فِي الظُّهُوْرِ وَتَبَرَّكْتُ بِاجْتِمَاعِ الكَلَامَيْنِ. البَيْتُ وَقَالَ آخَرُ: وَافَى كِتَابُكَ فَالْتَهَبْتُ تَشَوُّقًا ... وَأَجَبْتُ فِي ظَهْرِ الكِتَابِ الوَارِدِ مُتَفَائِلًا مِنَّا اللِّقَاءَ كَمَا الْتَقَى ... خطّي وَخَطُّكَ فِي كِتَابٍ وَاحِدِ الصَنَوبَرِيُّ: 15296 - وَتَجَشُّمُ المَكروُهِ لَيْس بضَائِرٍ ... مَا خِلْتَهُ سَببًا إلى المَحُبوبِ أبُو ذُويبٍ الهَذَليُّ: 15297 - وَتَجلُّدي للْشَامِتْينَ أُريْهم ... إِنّي لريْبِ الدَّهْرِ لَا أتَضعْضَعُ قَبْلهُ: قِيْلَ مَرِضَ هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ فَدَخَلَ عليهِ الوَليْدُ بنُ يَزِيدَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ يَعُوْدُهُ فَقَالَ: اسْنُدُوْني ثُمَّ قَالَ مُتَمَثِّلًا: وَتَجَلُّدِي لِلشَّامِتيْنَ أُرِيْهُمُ. البَيْتُ فَقَالَ الوَليْدُ (¬1): وَإِذَا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا ... أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيْمَةٍ لَا تَنْفَعُ ومن باب (وَتَجَنَّب) قَوْلُ أَبِي العَتَاهِيَةِ (¬2): وَتَجَنَّبِ الشَّهَوَات وَاحْذَرْ ... أَنْ تَكُنْ لَهَا قَتيْلَا ¬
فَلَرُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ ... قَدْ أَوْرَثَتْ حُزْنَا طَوِيْلَا ومن باب (وَتَجَافَانِي): وَتَجَافَانِي الصَّدِيْقُ وَصَارَتْ ... حَسَنَاتِي لَدَيْهِ ذَنْبُ المُلِيْمِ فَإِذَا مَا سَأَلْتهُ الصَّفْحَ عما ... لَيْسَ ذَنْبًا آتَى بِعُذْرٍ سَقِيْمِ ومن باب (وَتَخْتَلِفُ) قَوْل الغَزِيِّ (¬1): وَتَخْتَلِفُ الأَغْرَاضُ بِالنَّاسِ فِي الهَوَى ... وَكُلٌّ إِلَى مَا قَادَهُ الطَّبْعُ قَاصِدُ ومن باب (وَتَرَى) قَوْلُ عُرْوَة بن أُذَيْنَةَ (¬2): وَتَرَق خَسِيْسَ القَوْمِ يَتْرُكُ عِرْضهُ ... دَنِسًا وَيَمْسَحُ نَعْلهُ وَشرَاكهَا وقول آخَر (¬3): وَتَرَى الكَرِيْمَ مُحَسَّدًا لَمْ يَجْتَرِمْ ... شَتْمَ الرِّجَالِ وَعِرْضهُ مَشْتُوْمُ وقول المَسَاوِرِ بن هِنْدِ بن زُهَيْرٍ فِي الخَوَارِجِ (¬4): وَتَشَعَّبُوا شُعَبًا فَكُلُّ مَدِيْنَةٍ ... فِيْهَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ وَمِنْبَرُ مُقبلُ بنُ عُلقمة: 15298 - وَتَجهلُ أَيدينا ويحلم رأيُنا ... وَنَشُتِمُ بالأَفعال لا بالتَّكَلُّمُ قَبْلهُ: فَقُلْ لِزُهَيْرٍ إِنْ شَتَمْتَ سَرَاتنَا ... فَلَسْنَا بِشَتَّامِيْنَ للمُتَشَتِّمِ وَتَجْهَلُ أَيْدِيْنَا وَيَحلمُ رَأينَا. البيت. ¬
وَهُوَ أَحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي التَّرَفُّعِ عَنِ المُشَاتَمَةِ وَالمُبَادَأَةِ بِاللِّسَانِ. ابْنُ الحَجاجُ: 15299 - وَتَحْتَ التُّرابِ النَّاسُ يلَبُّونَ في الثَرى ... وإِلَا فأَين النَّاسُ مِنْ عَهْدِ آدَمِ 15300 - وَتَحْسبُنِي حيًّا وَإنّي لَميّتٌ وَبَعْضِي ... مِنَ الهِجْرَانِ يَبْكي عَلَى بَعْضِ 15301 - وتُخْبِرُنْي عَنْ قَلبِها فَكَأَنهَّا ... إِذَا صَدَقَتْ عَنْهُ تُحدِث عَنْ قَلْبي 15302 - وتَختَصُّ لَيْلَى بالتَّحيّةِ صَاحبيْ ... فَمَا ضَرَّهَا أنْ لَو تُحيّيْنَا مَعَا حاتم الطَّائي: 15303 - وَتُذْكَرُ أَخلَاقُ الفتَى وَعِظَامُهُ ... مُغيَّبة في اللَّحدَّ بَالٍ رَميْمُهَا مُسُلمُ بن الوَليدِ: 15304 - وَترجْعُنِي إلَيكَ وَإِنْ تنَاءَتْ ... دِيَاريِ عنكَ تَجِرْبَةُ الرّجَالِ قَبْلهُ: حَياتُكَ يا ابْنَ سَعْدَانَ بنِ يَحْيَى ... حَيَاةٌ لِلْمَكَارِمِ وَالمَعَالِي جَلَبْت لَكَ الثَّنَاءَ فَجَاءَ عَفْوًا ... وَنَفْسُ الشُّكْرِ مُطْلِقهُ العِقَالُ وَتُرْجِعُنِي إِلَيْكَ وَإِنْ تَنَاءَتْ. البَيْتُ قَبْلهُ: 15305 - وَتَرْكُ مَطَالِبِ الحَاجَاتِ عِزٌّ ... وَمَطلَبُها يُذلُّ قُوَى الرّقَابِ أبُو تَمَامٍ: ¬
15306 - وَتَركْيْ سُرعْةَ الصَّدَرِ اغتَباطًا ... يَدُلُّ عَلَى مَوافقَةِ الوُرُوْدِ أَقُوْلُ لِسَائِلِي بِأَبِي سَعِيْدٍ ... كَأَنْ لَمْ يَشْفِهِ خَبَرُ القَصِيْدِ أَجِلْ عَيْنَيْكَ فِي وَرقِي مَلِيًّا ... فَقَدْ عَايَنْتَ عَامَ المَحْلِ عُوْدِي وَتَرْكِي دسُرْعَةَ الصَّدْرِ اغْتِبَاطًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَبسْتُ سِوَاهُ أَقْوَامًا فَكَانُوا ... كَمْا أَغْنَى التَّيَمُّمُ بِالصَّعِيْدِ فَتًى أَحْيَتْ يَدَاهُ بَعْدَهُ يَأْسٍ ... لنَا المَيِّتِيْنَ مِنْ كَرَمٍ وَجُوْدِ 15307 - وَتَرَى الكَريْم لمْن يُعاشِرُ مُنْصفًا ... وتَرَى اللَّئيْم مُجَانِبَ الإِنْصَافِ جَحْظَة البَرمكي: 15308 - وَتَزْيْدُ نُعْمي فَأَشكُر جَاهِدًا ... فَكَذَاكَ نَحْنُ تَزيدُني وَأَزِيْدُ ابْنُ المُعتَز: 15309 - وتَصْدُقُكَ الأَنْباءُ إِنْ كُنْتَ سائِلًا ... وحسبكَ ممَّا لَا تَرى أسَمَاع 15310 - وَتَصرُّفُ الأخْوانِ إِنْ كَشَّفتَهُمْ ... ينبيْكَ لَومُ تَصرُّفِ الأيَّامِ بَعْدَهُ: لَا حُرْمَةَ الأَدَبِ الأَصِيْلِ يَحُوْطُهَا ... وَأَرَاهُ يَجْهَلُ حُرْمَةَ الإِسْلَامِ الرّضيّ الموسَوي: 15311 - وَتَعجبُ مِن غَضَبيْ جَهْلةً ... ومَنْ ذَا يُضَامُ وَلَا يغضَبُ ¬
بَعْدَهُ: وَحَسْبكَ مِنْ صِفَةٍ أَنَّنِي ... أَجدُّوَ تَحْسبُنِي أَلْعَبُ وهل نَافِعِي ظَاهِرٌ بَاسِمٌ ... وَمنْ خَلْفهِ بَاطِن يَقْطِبُ وَمَا كُنْتُ فِي النَّفَرِ الشَّائِمِيْنَ ... بِأَوَّلِ مَنْ غَرَّهُ الخُلَّبُ أَلَا تَعْجَبُوْنَ لِذِي سَوْءَةٍ ... تَحَكَّكَ بِي عِرْضهُ الأَجْرَبُ وَسَوْفَ أُغَنِّي بِأَعْرَاضِكُمْ ... غِنَاءً مِنَ الشَّرِّ لَا يُطْرِبُ لقد وَسَّعَ اللَّهُ مَا ضَيَّقُوا ... وقَدْ عَوَّضَ اللَّهُ مَا جَنَّبُوا ومن باب (وَتَعَجَّبْت) قَوْلُ ابن لَنْكَكَ (¬1): [من الكامل] نَكِرَت نُحُوْلي وَهُوَ مِنْ فَرْطِ الأَسَى ... لِفِرَاقِ إِخْوانٍ علَيَّ كِرَامُ وَتَعَجَّبْتُ لِلشَّيْبِ لا تَتَعَجَّبِي ... هَذَا غُبَارُ وَقَائِع الأيَّامِ ومن باب (وَتَعْرِف) قَوْل امْرِئِ القَيْسِ بن حَجرٍ (¬2): وَتَعْرِفُ فِيْهِ من أَبيْهِ شَمَائِلًا ... وَمِنْ خَالِهِ وَمِنْ يَزِيْدَ وَمِنْ حُجُر سَمَاحَةَ ذَا وَبَرِّ ذَا وَوَفَاءِ ذَا ... وَنَائِلِ ذَا إِذَا صَحَا وَإِذَا سَكَر قَالَ مُحَمَّدُ بن عُبَيْدٍ: لَمْ أَسْمَع لِلْعَرَبِ مِثْلَ هَذَيْنِ البَيتَيْنِ كَأَنَّهُمَا حَدِيْثٌ وَكَأَنَّهُمَا لَيْسَا بِشِعْرٍ جَزالَةً وَسُهُوْلَةً. ومن باب (وَتَفَاضُل) قَوْل أَبِي بَكْر أَحْمَد بن مُحَمَّد الصّنَوْبَرِيِّ (¬3): وَتَفَاضُلُ الأَقْوَامِ فِي أَخْلَاقِهِمْ ... يُنْبِئْكَ كَيْفَ تَفَاضُلُ الأَجْنَاسِ وَقَالَ عَلِيُّ بن الجهمِ (¬4): وَتَفَاضُلُ الأَخْلَاقِ إِنْ حَصَّلْتَهَا ... فِي النَّفْسِ حَسبُ تَفَاضُلِ الأَجْنَاسِ ¬
ومن باب (وَتَقْرِعُنِي) (¬1): وَتَقْرِعُنِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مُصِيْبَةٌ ... فَقَدْ صُرْتُ ذَا أُنْسٍ بِقَرْعِ المَصَائِبِ ففي كُلِّ يَوْمٍ نَوْبَةٌ بَعْدَهُ نَوْبَةٍ ... كَأَنَّا خُلِقْنَا لِلنَّوَى وَالنَّوَائِبِ وقول الحُطَيْئَةِ (¬2): وَتَقْوَى اللَّهُ خَيْرُ الزَّادِ فَاعْلَمْ ... وَعِنْدَ اللَّهِ لِلأَتْقَى مَزِيْدُ ومن باب (وَتَوَهَّم) قَوْلُ المُتَنَبِّيِّ (¬3): وَتَوَهّمُ اللَّعِبِ الوَغَاءَ الطَّعْنِ فِي الهَـ ... ـــــــيْجَاءِ غَيْرُ الطَّعْنِ فِي المِيْدَانِ وقول أَعْرَابِيٍّ قِيْلَ وَهُوَ أَظْرَفُ بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ (¬4): وَتَهْجُرُهُ إِلَّا اخْتِلَاسًا نَهَارُهَا ... وَكَمْ مِنْ مُحِبٍّ رَهْبَةُ العَيْنِ هَاجِرُ وقول ابْنُ الرُّوْمِيِّ (¬5): وَتَيَقَّنْ بِأَنِّي غَيْرَ رَاءٍ لَكَ ... حَقًّا مَا لَمْ تَرَ لِي حَقَّا 15312 - وَتَعْرفُ جُوْدَ الَمرْءِ في جُودِ خَالِهِ ... وَينْذُلُ أَنْ تَلقى أخَا أُمّهِ نَذلَا ابْنُ طَباطَبا العَلَويُّ: 15313 - وَتفَاءَلتُ بالظّهُور عَلَى الَواشِيْ ... فَصَارَتْ إجَابَتي في الظُهُورِ 15314 - وتَفرُّقُ البُعداءِ بَعدَ تَجمُّعِ ... صَعْبٌ فَكيْفَ تَفرُّقُ القُربَاءِ ¬
أبُو الأسود الحَضرميُ: 15315 - وَتَكَادُ مِنْ فَرط السّخَاءِ بَنَانهُ ... حُبَّ العطاءِ تَقُولُ هَلْ مِن سَائل 15316 - وَتَكليفُكَ المَرء مَا لَا يُطاقُ ... يَجوْزُ عَلَى مَذْهَبِ الأَشْعري اسْتَشْهَدَ بِهَذَا البَيْتِ أَبُو بَكْرٍ الخَوَارِزْمِيُّ فِي رِسَالَةٍ كَتَبَ بِهَا إِلَى بَدِيْعِ الزَّمَانِ الهَمَذَانِيِّ فِي مَعْنًى اقْتَضَتْهُ الحَالُ. الرّضيّ الموسوي: 15317 - وَتَلَفَّتَتْ عَيْني فَمُذْ خَفِيَتْ ... عَنّي الطُلُولُ تَلفَّتَ القَلْبُ قَبْلهُ: ولقد وَقَعْتُ عَلَى مَنَازِلِهِمْ ... وَطُلُوْلهَا بِيَدِ البَلَى نَهبُ فَبَكَيْتُ حَتَّى عَجَّ مِنْ لَغَبٍ ... نضوِي وَضَجَّ بِعَذْلِيَ الرَّكبُ وَتَلَفَّتُ عَيْنِي فَمُذْ خَفِيَتْ. البَيْتُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الصِّمَّةِ القُشَيْرِيِّ (¬1): تَلَفَّتُّ نَحْوَ الحَيِّ حَتَّى وَجَدْتُنِي ... وَجِعْتُ مِنَ الإِصْغَاءِ لِيتًا وَأَخْدَعَا التهَاميُّ: 15318 - وَتَلهُّبُ الأَحشاءِ شَيَّبَ مَفْرقي ... هَذَا الشَّواظُ لَهيُبِ تلكَ النَّارِ محَمّد بن شبلٍ: 15319 - وَتَوافُقُ الأَشرارِ يَعَقِدُ بَينَهُم ... رَحمًا فَكيفَ تَوافُقُ الأَخْيَارِ ¬
ومن باب (وَثَقْتُ) قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيِّ (¬1): وَثَقْتُ بِرَبِّي وَفَوَّضْتُ أَمْرِي ... إِلَيْهِ وَحَسبي بِهِ مِنْ مُعِيْنِ فَلَا تَبْتَئِسْ بِصُرُوْفِ الزَّمَانِ ... وَدَعْنِي فَإِنَّ يَقِيْنِي يَقِيْنِي ومن باب (وَثغرٍ) قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ يَمْدَحُ: وَثَغْرٍ كَأَشْدَاقِ الأُسُوْدِ سَدَدْتَهُ ... بِأَرْوَعِ طَلَّاع النّجَادِ حسامِ وقول بَشَّارٍ يَمْدَحُ (¬2): وَثَغْرٍ كَأَفْوَاهِ الأُسُوْدِ سَدَدْتَهُ ... بِسُمْرِ القَنَا وَالبِيْضِ وَالقُرْحِ الجُردِ وقول رَبِيْعَةَ بن مَقْرُوْمٍ (¬3): وَثَغْرٍ مَخُوْفٍ قمْنَا بِهِ ... وَيَهَابُ غَيْرُنَا أَنْ يُقِيْمَا جَعَلْنَا السُّيُوْفَ بِهِ والرِّمَاحَ مَعًا ... قُلْنَا وَالحَدِيْدَ النَّظِيْمَا 15320 - وَثقْتُ بالنُجْحِ في أَمرٍ عَمَدْتُ لَهُ ... بمن غَد الغرمُ مِنْه صَارمًا ذَكَرا بَعْدهُ: فمَا تقاعدتُ عَمدًا عنهُ قَامُ بهِ وَما ... تناسَيتُ مِنُهُ سَاهِيًا ذَكرا عِيسى بن فُطَيسٍ الأندَلسيُّ: 15321 - وَثِقّتَ مِنّي بِأَنَّ الحُبَّ قيَّدني ... أَجَلْ وحَقّكَ إنّي فَوقَ مَا تثِقُ 15322 - وثنَاءٌ كَأَنَّمَا فِيْقَ المسْكُ ... بِهِ أَتَنَفّس الرّيُحَانُ بعده: ¬
وهو كَالخَمر رقةً وَصفاءً ... وَكما التَذ عَيشُه النشُوان عبدُ الرّحمن بن حَسان بن ثابتٍ: 15323 - وَجَاركَ لَا تَهضِم فَإِنَّ مَسَبّةً ... عَلَى المرءِ في الأَقوامِ ذَمُّ المجَاورِ ومن باب (وَجَارَاتُنَا) قَوْلُ شَبِيْبِ بن البَرْصَاءِ (¬1): وَجَارَاتُنَا مَا دُمْنَ فِيْنَا عَزِيْزَةٌ ... كَآوى شبيرٍ لَا يَحِلُّ اصْطِبَارهَا يَكُوْنُ عَلَيْنَا نَقْصُهَا وَضَمَانُهَا ... لِلجارِ إِنْ كَانَتْ تَزِيْدُ ازْدِيَادُهَا وَمِثْلُهُ قَوْلُ زُهَيْرُ بن أَبِي سُلْمَى (¬2): وَجَارٍ جَاءَ مُعْتَمِلًا إِلَيْنَا ... أَجَاءَ بِهِ المَخَافَةُ وَالرَّجَاءُ فَجَاوَرَ مُكْرمًا حَتَّى إِذَا مَا ... دَعَاهُ الصَّيْفُ وَانْقَطَعَ الشِّتَاءُ ضَمِنَّا مَالَهُ فَغَدَا سَلِيْمًا ... عَلَيْنَا نَقْصُهُ وَلَهُ النَّمَاءُ وَجَارُ البَيْتِ وَالرَّجُلُ المُنَادَى ... أَمَامَ الحيِّ عَقْدهُمَا سَوَاءُ ومن باب (وَجَاءُوا) قَوْلُ أَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيِّ (¬3): وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِالتَّعَاويْذِ وَالرُّقَى ... وَصَبُّوا عَلَيْهِ المَاءَ مِنْ أَلَمِ النَّكْسِ وَقَالُوا بِهِ مِنْ أَعْيُنِ الجنِّ نَظْرَةٌ ... وَلَوْ عَلِمُوا قَالُوا بِهِ الإِنْسِ ومن باب (وَجَدَ) قَوْلُ الغَزِيِّ (¬4): سِلَعَ المَطَامِعِ لا نَفَقْتِ وَمَنْ يَبِعْ ... سِلَعَ المَطَامِعِ كَانَ أَرْبَح مَتْجَرَا وَجَدَ الَّذِي أَلْقَى المَطَامِعَ خَلْفهُ ... عَيْنَ الحَيَاةِ وَفَاتَتِ الإسْكَنْدَرَا ¬
يشِيرُ إِلَى حِكَايَةِ الخضْرِ علي السَّلَامُ وَأَنَّهُ حِيْنَ وَجَدَ عَيْنَ الحَيَاةِ لَمَّا تَرَكَ المَطَامِعَ عَنْهُ وَإِنَّ الإِسْكَنْدَرَ فِي دُخُوْلهِ الظُّلُمَاتِ لَمْ يَجِدْهَا لَمَّا كَانَ طَالِبًا الدنيا. المُتَنَبي: 15324 - وَجَائِزةٌ دَعْوَى المَحبَّةِ وَالهَوى ... وَإِن كَان لا يَخفَى كَلَامُ المُنَافِق 15325 - وَجَدْتُ النَّاس ميتًا مِثلَ حيٍّ ... بحُسن الذّكِر أَو حيًّا كَميْتِ ومن باب (وَجَدْتُ) قَوْلُ ابن خَازِمٍ (¬1): وَجَدْتُ مِنَ الهَوَى نَارًا تَلَظَّى ... على كَبدِي وَتَلْتهِبُ الْتِهَابَا وَدَاءُ الحُبِّ أَهْوَنهُ شَدِيْدٌ ... وَدَاءُ الحُبِّ يَقْتِلُ مَنْ أَصَابَا وقول آخَر (¬2): وَجَدْتُ غَرِيْبَ الدَّارِ خَيْرًا وَإِنْ نَأَى ... مِنَ المُبْعِدِ الوُدِّ القَرِيْبِ المُنَاسِبِ وَكَمْ مِنْ أَخٍ لَمْ يُدْنِهِ لَكَ وَالِدٌ ... تَرَاهُ كَابنِ العَمّ عِنْدَ النَّوَائِبِ فَرُبَّ بَعِيْدٍ حَاضِرٍ لَكَ نَفْعهُ وَرُبَّ ... قرِيْبٍ حَاضِرٍ مِثْلَ غَائِبِ وقول المَعَرِّيِّ (¬3): وَجَدْنَا أَذَى الدُّنْيَا لَذِيْذًا كَأَنَّمَا ... جَنَى النَّحْلُ أَصْنَافُ الشَّقَاءِ الَّذِي نَجْنِي وَخوِّف الرَّدَى إِلَى الكَهْفِ أَهْلهُ ... وَكَلَّفَ نُوْحًا وَابْنُه عَمَلُ السُّفْنِ وقول آخَر: وَجِدَّةُ الشَّعَرَاتِ السُّوْدِ يُرْجِعُهَا ... بِيْضًا تَتَابَعُ مَرِّ البِيْضِ وَالسُّوْدِ يَقُوْلُ مِنْهَا مَدْحًا: ¬
وَلَوْ طَلَبْتُ سوى نُعْمَاكَ لِي لَجَاءً ... لَظَلْتُ أَطْلبُ شَيْئًا غَيْرَ مَوْجُوْدِ البُحترِيُ: 15326 - وَجَدتُ نَفسكَ مِنْ نفسي بمنْزِلةٍ ... هَي المُصَافَاةُ بينَ الماءِ وَالرَّاحِ بَعْدَهُ: أثني عليكَ لأني لم أجدُ أحدًا ... يلحى عَلَيكَ وماذَا يزعمُ اللاحي يقول منها في الغزل: تَهتَزُّ مثلَ اهتزازِ الغصن أتعبهُ ... مرور غَيثِ مِنَ الوسميّ سحَّاحِ وَيَرجعُ اللَّيلُ مبيضًا إِذَا ضحكت ... من ابيضَ خضل السمطين وضّاح حَييتُ خدَّيكِ بل حيَّيتُ من طربٍ ... وردًا بوردٍ وتفاحًا بتفاحِ 15327 - وَجَدْتُهَا في شَبابي غَيرُ مُطلَبَةٍ ... فكَيفَ والرّأسُ جَونٌ تُسعفُ الطَلَبا بِشر بن أَبِي خَازمٍ: 15328 - وَجَدنَا في كتَابِ بَني تَمِيمٍ ... أَحقَّ الخَيْلِ بالرَّكضِ المعَارُ يُقَال في المثَلِ: أَحقُّ الخَيل بالرَّكض المعارُ. وذَلكَ أَنَّ العَارَيةَ لَا شَفقَه لك عليها لأنَّها لَيَستُ لك واحتجوا بقول بشر في هذا البيت. وقال آخرون: المعار المسمّى، واحتجوا بقول الشاعر: اعيرو خَيلكُم ثُمَّ اركضُوها ... أحق الخَيل بالركضِ المعارُ يَروى المغار بالغين المعجمة أي المضمر من قولهم اغَرت الحبل إِذَا قتلتَه. وقَال أبو عبيدٍ: مَن جَعَل المعارَ بنَ العَاريةِ فَقَد أخطأ وإنَّما هو المسمى. وَقالَ أَبُو عُبيدةَ: إِنَّ البيت الأولَ ليسَ لبشر إنَّمَا هو للطرماح. ¬
الرَّضِيّ الموسَوِي: 15329 - وَجَدُوْا وَمَا جَادُوا مُحْتَقِبٌ ... للُّوْمِ مَنْ أَثرى وَلَم يَجُدِ 15330 - وَجَدْير بالشُّكْرِ أَنْتَ وَشكْرِي ... لَكَ وَالحمْدُ دائِمًا وَالثَناءُ 15331 - وَجُرحُ السَّيْفِ تَرْملُهُ فَيْبَرا ... وَجُرْحُ الدّهرْ مَا جَرَحَ اللّسَانُ يَزيدُ بن محَمدٍ المُهلَّبيَ: 15332 - وَجَّربْتُ إِخْوانَ النَّبِيْذِ فقَلَّمَا ... يَدوُمُ لإِخْوانِ النّبيْذِ إخَاءُ قَبْلهُ: لَعمرُكَ مَا يُحْصَى عَلَى الكَأسِ شَرُّهَا ... وَإِنْ كَانَ فِيْهَا لِذَّةٌ وَرَخَاءُ مِرَارًا تُرِيْكَ الغَيَّ رُشْدًا وَتَارَةً ... تُخَيِّلُ أَنْ المُحْسِنِيْنَ أَسَاؤُوا وَإِنَّ الصَّدِيْقَ المَاحِضَ الوُدِّ مُبْغِضٌ ... وَإِنَّ مَدْحَ المَادِحِيْنَ هِجَاءُ وَجَرَّبْتُ إِخْوَانَ النَّبِيْذِ. البَيْتُ 15333 - وَجَّربتُ حَتَّى لَا أَرىَ الدّهر مُغْربًا ... عَلَيَّ بشيءٍ لَم يَكُن في تَجارِبي بَعْدَهُ: وَمَا سَرَّنِي حُسْنُ المَبَادِئِ لأَنَّنِـ ... ـــــي مِنَ الدَّهْرِ مَحْتُوْمٌ بِسُوْءِ العَوَاقِبِ ابْنُ شمس الخلَافة: 15334 - وَجَّربتُ فَارتَّدتْ إليَّ مَطامِعْي ... وَللمرءِ مِرآةٌ بكَفّ التَّجاربِ 15335 - وَجَّربُت قَلْبِي فَهْوَ مَاضٍ مُشَيّعٌ ... قَلِيْلٌ لإخْوانِ الصّفاءِ غَوائِلُهُ ¬
أَبُو الحجناءِ مُولى بني أسدٍ: 15336 - وَجرَّبتُ مَا جرَّبتُ مِنُهُ فَسَّرني ... ولَا يكْشِفُ الفتَيانَ غَيرُ التَّجاربِ بَعْدَهُ: بَعِيْدُ الرّضى لَا يَبْتَغِي وُدَّ مُدْبِرٍ ... وَلَا يَتَصدَّى لِلضَّغِيْنِ المُغَاضِبِ نِظَامُ أُنَاسٍ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنُهُمْ ... وَيَصْدَعُ عَنْهُمْ عَادِيَاتِ النَّوَائِبِ عَبدُ اللَّه بن مُصْعَبٍ: 15337 - وَجرَّبتُ مَا يُسْلى المُحِبَّ عَن الهَوَى ... فَأَقصْرتُ والتَّجريبُ للمرْءِ وَاعظُ 15338 - وَجرَّبَ حَتَّى لَا يَشُكُّ كأَنَّما ... تُخَاطِبُهُ في كُلّ أَمر عَوَاقِبُهُ وَقَالَ آخَر (¬1): وَجَرَّبَ حَتَّى لَوْ يَشَاءُ إِذَا رَأَى ... أَخًا وَخرٍّ أَنْبَا مَا ضَمِنَ الصَّدْرُ عَليٌّ بن الجهمِ: 15339 - وَجرَّبْنَا وَجرَّبَ أولونَا ... فَمَا شيءٌ أَعزُّ مِنَ الوَفاءِ ومن باب (وَجُرِّدَ) قَوْلُ ابن المُعْتَزِّ يَصِفُ السُّيُوْفَ (¬1): وَجُرِّدَ مِنْ أَغْمَادِهِ كُلُّ مُرْهَفٍ ... إِذَا مَا انْتَضَتْهُ الكَفُّ كَادَ يَسِيْلُ تَرَى فَوْقَ مَتْنِهِ الفِرَنْدَ كَأَنَّمَا ... تَتَنَفَّسُ فِيْهِ القَيْنُ وَهُوَ صَقِيْلُ امْرؤُ القيسِ: 15340 - وَجُزمٍ جَرَّهُ سُفَهَاءُ قَومٍ ... فَحَلَّ بَغيْرِ جَانِيْهِ العقَابُ ¬
15341 - وَجَعَلْتُ حُبَّكَ شافِعي ... فَأُتيْتُ مِنَ قبَلِ الشَّفيْعِ كَشَاجِمُ: 15342 - وَجَلَّ قَدْرِي فَاسْتَحلُّوا مُساجَلَتي ... إِنَّ الذُباب عَلى المَاذِي وقَّاعُ ابْنُ شمسِ الخِلَافةِ: 15343 - وَجَمِيْلٌ جوُدُ الكَرِيمْ وَلَكِنْ ... تَركُهُ المنَّ مِن تَمامِ الجَميْلِ يقول مِنْهَا: هل إِلَى عِيْشَةٍ تَقَضتْ وَأَيَّامٍ ... تَوَلَّتْ بِطِيْبِهَا مِنْ سَبيْلِ ذَاكَ دَهْرٌ مَضَى وَلَمْ أَقْضِ مِنْهُ ... سُولَ نَفْسِي وَلَا شَفيْتُ غَلَيْلِي فَإِلَيْهِ تَشَوُّقِي وَحَنِيْنِي ... وَعَلَيْهِ تَأَسُّفِي وَعَوِيْلِي فَتَزَوَّدْ مِنَ الصِّبى وَتَمَتَّع ... بِخِضَابِ الشَّبَابِ قَبْلَ النُّصُوْلِ 15344 - وَجُنُوني يَسْجُدُ العَقْلُ لَهُ ... وَهوَ سْلُطَانُ عُقُولِ العقَلاءِ الناجُمَ: 15345 - وجواب مثلك أنْ يعاملَ ... بالسكوتِ عن الجوابِ 15346 - وَجُوهُ عَلَيْهَا للقبُولِ عَلَامَةٌ ... وَلَيْس عَلَى كُلّ الوجُوهِ قَبُولُ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: كُنْتُ بِجَامِعِ القَصْرِ بِبَغْدَادَ يَوْمَ الجُّمْعَةِ وَإِلَى جَانِبِي وَلَدَيْنِ لِي رَحَمَهُمَا اللَّهُ فَاتَّفَقَ أَنْ صلَّى إِلَى جَنْبنَا شَيْخٌ غَرِيْبٌ فَلَمَّا سَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ نَظَرَ إِلَى وُجُوْهِنَا مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ: وُجُوْهٌ عَلَيْهَا لِلْقُبُولِ عَلَامَةٌ. البَيْتُ. وَكَانَ إِلَى جَانِبِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الأَدَبِ فَأَنْشَدَ وَالشِّعْرُ لِجَعْفَرَ بنِ شَمْسِ الخلَافَةِ. ¬
عَلَى وَجْهِهِ نُوْرُ السَّعَادَةِ ظَاهِرٌ ... وَفِيْهِ قُبُوْلٌ لَيْسَ يَخْفَى وَإِقْبَالُ فَلَوْ ضَلَّ سَارٍ فِي الدُّجَى لَاهْتَدَى بِهِ ... كَمَا يَهْتَدِي بِالأَنْجُمِ الزُّهْرِ ضُلَالُ وَلَا يَسْتَوِي نُوْرُ الصَّفَاءِ وَظُلْمَةُ ... الرِّيَاءِ كَمَا لَا يَسْتَوِي المَاءُ وَالآلُ سلم الخاسر: 15347 - وُجُوهٌ لَا يُجَمّرُهَا عِتَابٌ ... جَدْيرٌ أَن تُصفَّر بالصَّغَارِ لَمَّا هَرَبَ المَلِكُ المُثَمَّرُ مِنْ بَغْدَادَ إِلَى الشَّامِ وَعَادَ وَحَضَرِ بَيْنَ يَدَي الوَزِيْرِ مُؤَيَّدِ الدِّيْنِ مُحَمَّدَ بن العَلْقَمِيِّ وَزِيْرِ الإِمَام المُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهُمَا عَاتَبَهُ الوَزِيْرُ عَلَى مُفَارَقَةِ الدِّيْوَانِ الأَعْلَى وَقَالَ مُتَمَثِّلًا بِقَوْلِ سَلَمٍ الخَاسِرِ وَمُسْتَشْهِدًا بِهِ: وُجُوْهٌ لَا يُجَمِّرُهَا عِتَابٌ ... جَدِيْرٌ أَنْ تُصَغَّرَ بِالصَّغَارِ فَمَا دَنَتِ الأُسُوْدُ لِغَيْرِ بَأْسٍ ... وَلَا لَانَ الحَدِيْدُ لِغَيْرِ نَارِ 15348 - وَجْهٌ قَبِيْحٌ في التَّبَسُّمِ كَيفَ ... يَحْسُنُ في القُطُوبِ ومن باب (وَجْهٌ) قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بن الحارثِ بن المُبَارَكِ الحَزَّازِ البَغْدَادِيِّ فِي إِبْرَاهِيْمِ بن المُدَبِّرِ وَصَاحِبِهِ بشرٍ (¬1): وَجْهٌ جَمِيْلٌ وَحَاجِبٌ صَلِفُ ... كَذَاكَ أَمْرُ المُلُوْكِ يَخْتَلِفُ فَأَنْتَ تَلْقَى بِالبُشْرِ وَاللُّطْفِ ... وَبِشْرٌ يَلْقَاهُمُ جَنفُ يَا حسنَ الوَجهِ وَالفِعَالِ وَيَا ... أَكْرَمَ وَجْهٍ سَمَا بهِ شَرَفُ وَيَا فَسِحُ الفِعَالِ يَا حَاجِبَ ... الغَثِّ الَّذِي كلُّ أَمَرِهِ نَطِفُ فَأَنْتَ تَبْنِي وَبشرٌ يَهْدِمُهُ ... وَالمَدْحُ وَالذَّمُّ لَيْسَ يَأْتَلِفُ وقول الرَّضِيِّ المَوْسَوِيِّ (¬2): زَلَلْتُ فِي وَقْفَتِي عَلَى طَلَلٍ ... بَالٍ فَمَنْ عَاذِرِي مِنَ الزَّلَلِ ¬
لَمَّا تَأَمَّلْتُ قُبْحَ صُوْرَتهِ ... رَجعْتُ أَبْكِي دَمًا عَلَى أَمَلِي وَجْهٌ كَظَهْرِ المَجْنِ مُستَرِقُ ... الحُسْنِ وَأَنْفٌ كَغَارِبِ الجمَلِ وقولُ ابن بَسَّامٍ فِي الهِجَاءِ (¬1): وَجْهُ أَبِي عَمْروٍ اللَّعِيْنِ بِهِ ... يُضرَبُ فِي قُبحِهِ المَثَلُ كَأَنَّهُ فِي اتِّسَاعِ صُوْرَتهِ ... رَوْثَةُ ثَوْرٍ قَدْ دَاسَهَا جَمَلُ وقول ابن التَّعَاوِيْذِيِّ يَهْجُو حَمَّامِيًّا (¬2): وَجْهُ يَحْيَى بن بخِتْيَارَ إِذَا ... فَكَّرْتَ فِيْهِ مِنْ سَائِرِ الأَنْحَاءِ مِثْلُ حَمَامِهِ المَشْؤُوْمِ عَلَيْهِ ... بَاردٌ مُظلِمٌ قَلِيْلُ المَاءِ وقول آخَر (¬3): وَجْهٌ قَبِيْحٌ حَامِضٌ ... لَوْ عَضَّهُ الكَلْبُ ضُرِس وقول عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ سَهْلٍ: وَجْهٌ يَكَادُ اللّحْظُ يُخْرِجُهُ ... وَالقَلْبُ عِنْدَ شَكَايَتِي صَخْرُ وَقَوْل آخَر يَمْدَحُ (¬4): وَجْهٌ عَلَيْهِ مِنَ الحَيَاءِ سَكِيْنَةٌ ... وَمَحَبَّةٌ تَجْرِي مَعَ الأنْفَاسِ وَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ يَوْمًا عَبْدَهُ ... أَلْقَى عَلَيْهِ مَحَبَّةَ النَّاسِ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَبَّبَهُ إِلَى النَّاسِ. وَقَالَ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَكْثَرهُمْ حُبًّا لِلنَّاسِ. 15349 - وَجَيْشٌ تَكُوْنُ أَميرًا لَهُم ... قُصَارى أَولئكَ أَن يُهْزمُوا ¬
الرّضي الموسَويُ: 15350 - وَحَاجَةٍ أَتمنَّاهَا وتَمْطلُني ... كَأَنَّهَا حَاجَةٌ في نَفْسِ يَعْقُوبِ ومن باب (وَحَاجَةٍ) قولُ سَوَّارُ بن المَضْرِبِ العَبْدِيِّ (¬1): يَا أَيُّهَا القَلْبُ هَلْ تَنْهَاكَ مَوْعِظَةٌ ... أوْ يَحْدُثَنَّ لَكَ طُوْلَ الدَّهْرِ نِسْيَانَا وَحَاجَةٍ دُوْنَ أُخْرَى قَدْ سَنَحْتُ ... بِهَا جَعَلْتهَا لِلَّتِي أَخْفَيْتُ عُنْوَانَا إِنِّي كَأَنِّي أَرَى مَنْ لا حَيَاءَ لَهُ ... وَلَا أَمَانَةَ وَسْطَ النَّاسِ عُرْيَانَا بَشَّارُ: 15351 - وَحَارِبْ إذَا لم تُعْطَ إلّا ظُلَامةً ... شَبَا الحَربُ خَيرٌ مِنْ قَبُولِ المَظَالِمِ 15352 - وَحُبُّك الشيءَ يُعْمِى عَنْ قَبائحهِ ... وَيَمنَعُ الأُذْنَ أَن تُصْغي إِلَى العَذَلِ ابن التَعاوُيذِيّ: 15353 - وَحُبّ لَا تُغيّرهُ اللَّيَالي ... مُحَالٌ أَنْ يُغيّرهُ العَذُوْلُ يقول قَبْلهُ: أَرَى الأَيَّامَ صِبْغَتُهَا تَحُوْلُ ... وَمَا لِهَوَاكَ مِنْ قَلْبِي نُصوْلُ وَحُبٌّ لَا تُغَيِّرُهُ اللَّيَالِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: بِنَفْسِي مَنْ وَهَبْتُ لَهَا رُقَادِي ... فَلَيْلِي بَعْدَهُ فُرْقَتِهَا طَوِيلُ وَعَارٌ أَنْ تَزُمَّ لِيَوْمٍ بَيْنٍ ... جِمالَهُمُ وَلِي صَبْرٌ جَمِيْلُ فَلَا رَقَتِ الدُّمُوْعُ وَقَدْ تَوَلَّتْ ... رِكَابهُمُ وَلَا بَرَدَ العَلِيلُ ¬
زَيدُ بن عامرٍ الهذلىُّ: 15354 - وَحَبْوتُكَ النُصْحَ الَّذِي لَا يُشتَرَى ... بالمَالِ فانظر بَعْدُ مَا تَحبونِ أبُو ذؤَيب الهُذَليُّ: 15355 - وَحَتَّى يَؤوُبَ القَارِظَانِ كلَاهُمَا ... ويُنْشَر في القَتْلَى كُلَيْب بُن وائل قبله مِنْ أَبْيَاتٍ: فَتِلْكَ الَّتِي لَا يَبْرَحُ الدَّهْرُ حُبَّهَا ... وَلَا ذِكْرَهَا مَا أَرْزَمَتْ أُمُّ حَائِلِ وَحَتَّى يَؤُوْبُ القَارظَانِ كِلَاهُمَا. البَيْتُ 15356 - وَحدّثْتَني يَا سَعْدُ عَنْها فَزدْتَني ... شجُونًا فَزدْني مِنَ حَدْيثكَ يَا سَعْدُ ضَمَّنَهُ بَعْضهُمْ فِي صَدْرِ كِتَابٍ فَقَالَ: وَلَمَّا أَتَانِي مِنْ جنَابِكَ نَفْحَةٌ ... تَضَوَّعَ مِنْ أَرْجَائِهَا المِسْكُ وَالنَّدُّ وَقَفْتُ وَأَوْقَفْتُ الرَّسُوْلَ مُسَائِلًا ... وَأَنْشَدْتهُ بَيْتًا هُوَ العَلَمُ الفَرْدُ وَحَدَّثْتنِي يا سَعْدُ عَنْهَا فَزِدْتِنِي شَجُوْنًا. البَيْتُ ومن باب (وَحَدَّثتنِي) قَوْلُ قَيسٍ بن ذَرِيْحٍ (¬1): وَحَدَّثتنِي يَا قَلْبُ أَنَّكَ صَابرٌ ... عَلَى البُعْدِ مِنْ لَيْلَى فَسَوْفَ تَذُوْقُ فَمُتْ كَمَدًا أوْ عِشْ سَقِيْمًا فَإِنَّمَا ... تُكَلِّفُنِي مَا لَا أَرَاكَ تُطِيْقُ ومن باب (وَحْدَةُ) قَوْلُ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ (¬2): وَحْدَةُ الإنْسَانُ خَيْرٌ ... مِنْ جَلِوْسِ السُّوْءِ عِنْدَه وَجَلِيِسُ الصّدْقِ خَيْر ... مِنْ جُلُوْسِ المَرْءِ وَحْدَه ¬
ومن باب (وَحَدِيْثُهَا) قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ (¬1): وَحَدِيْثُهَا السِّحْرُ الحَلَالُ لَوْ أَنَّهُ ... لَمْ يَجْنِ قتلَ المُسْلِمِ المُتَحَرِّزِ إِنْ طَالَ لَمْ يُمْلِلْ وَإِنْ هِيَ أَوْجَزَتْ ... وَدَّ المَحَدَّثُ أَنَّهُ لَمْ تُوْجِزِ شَرْكُ القُلُوْبِ وَنِزَهَة مَا مِثْلهَا ... لِلْمُطْمَئِنِّ وَعُقْلةُ المُسْتَوْفِزِ 15357 - وَحْدْي شَربتُ الهَوَى صُرفًا فأَسْكَرني ... وَالكلُّ قَد شَرِبُوا مِن فَضْلَةِ الكَأسِ قَبْلهُ: لَا تَحْسَبُوْنِي لِهذا الحُبِّ بِالنَّاسِي ... فَمَا تَشَاغَلْتُ عَنْ ذِكْرَاهُ بِالنَّاسِ يا هِنْدُ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلَا غَرَبَتْ ... إِلَّا وَأَنْتِ مِنْ قَلْبِي وَوَسْوَاسِي وَلَا تَنَفسْتُ مَحْزُوْنًا وَلَا فَرِحًا ... إِلَّا وَذِكْرُكِ مَقْرُوْنًا بِأَنْفَاسِي وَلَا شَرِبْتُ زُلَالَ المَاءِ مِنْ عَطَشٍ ... إِلَّا وَجَدْتُ خَيَالًا مِنْكِ بِالكَاسِ وَلَا جَلَسْتُ إِلَى قَوْمٍ أُحَدِّثُهُمْ ... إِلَّا وَأَنْتِ حَدِيْثِي بَيْنَ جُلَّاسِي وَحْدِي شَرِبْتُ الهَوَى فَأسْكَرَنِي. البَيْتُ 15358 - وَحَذِرْتُ مِنْ أَمُرٍ فَمَّر بَجانِبِي ... لَمْ يُنْكِنْي وَلَقِيتُ مَا لَم أَحْذَرِ هَذَا البَيْتُ فِيْهِ ثَلَاثَةُ أَمْثَالٍ فَقَوْلُه: وَحذَرْتُ مِنْ أَمْرٍ فَمَرَّ بِجَانِبِي مَثَلٌ مُفْرَدٌ وَسَائِرٌ، ثُمَّ أَكَّدَ فَقَالَ لَمْ يُنْكِنِي ثُمَّ تَمَثَّلَ بِبَقِيَّةِ البَيْتِ وَلَقِيْتُ مَا لَمْ أحْذَرِ. فَهَذِهِ ثَلَاثة أَمْثَالٍ حَسَنَةٍ. وَمِثْلُهُ قَوْلُ بَشَّارٍ (¬1): وَمَا قَارَعَ الأَقْوَامُ مِثْلَ مُشَيَّعٍ ... أَرِيْبٍ وَلَا جَلَّى العَمَى مِثْلَ عَالِمِ وَقَوْلُ بَشَّارٍ أَيْضًا (¬2): ¬
تَأْتِي المُقِيْمَ وَمَا سَعَى حَاجَاتهُ ... عَدَدَ الحَصا وَيَخِيْبُ مَسْرَى النَّاصِبِ فَصَدْرُهُ مَثَلٌ سَائِرٌ مُفْرَدٌ. وَقَوْلهُ عَدَدَ الحَصا أَتَمَّ لِلْمَعْنَى وَبَقِيَّةُ البَيْتِ مَثَلٌ سَائِرٌ. 15359 - وَحَرامٌ عَلَى العَبيْدِ إِذَا مَا ... مَلَكُوْا مَا تَخَيَّرتْهُ المَوَالِي 15360 - وَحَسْبُ أَخي النُعْمَى جَزَاءً إِذَا امْتَطى ... سَوَائر مِنْ شعْرٍ عَلَى الدَّهرِ خَالِدِ 15361 - وَحَسْبُ الفَتَى ذُلاٌّ وإنْ أَدْرَكَ الغِنَى ... وَنَالَ ثَراءً أنَ يُقَال غَريبُ فَضَالَةُ: 15362 - وَحَسْبُ الفَتَى لُؤمًا إِذَا باتَ طَاعِمًا ... بَطينًا وَأَمسى ضَيفُهُ غير طَاعِم ومن باب (وَحَسَب): وَحَسْبُ الدَّارِ مِنْكُم بِعَادُهُ ... وَحسْبُ الَّذِي فِي فِرَاقِكَ مَا لَقِي وقول أَبِي تَمَّامٍ (¬1): وَحَسْبُكَ حَسْرَةً لَكَ مِنْ صدِيْقٍ ... يَكُوْنُ زِمَامُهُ بِيَدَي عَدِوِّ وقول سَعِيْدِ بن حُمَيْدٍ (¬2): وَحَسبُكَ أَنِّي أَصحَبُ الدَّهْرَ كُلَّهُ ... بِنفْسِ غَنِيٍّ وَاعْتِذَارِ فَقِيْرِ وقول آخَر (¬3): وَحَسْبُكَ ذلًّا أَنْ تَبِيْتَ بِبطنَةٍ ... وَحَولُكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى القدّ تَمَثَّلَ بِهِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بن أبي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي بعضِ كَلَامٍ لَهُ. ¬
وقول القَاضِي التَّنُوْخِيِّ (¬1): وَحَسْبُكَ مُخْبِرًا عَمَّا أَجَنَّتْ ... خَبَايَا النَّفْسِ كَرَّاتُ الجفُوْنِ وَهَلْ تُخْفِي الضَّمَائِرُ عَنْكَ شَيْئًا ... وَعُنْوَانُ الضّمَائِرِ فِي العُيُوْنِ وَهَلْ تُرْجَى الأَمَانَةُ من أُنَاسٍ ... غَذَتْهُمْ دِرَّةُ الزَّمَنِ الخَؤُوْنِ أَنشَد الشمشَاطِيّ: 15363 - وَحَسّبُكَ أَنَّ حُسْنَ الحَالِ شَيءٌ ... يَسُوقُ إلَيكَ آمالَ الرِّجالِ قَبْلهُ: أُحِبُّ الوَفْرَ فِي مَالِي لأَنِّي ... بِذَلِكَ جَامِعٌ شَتَّى خِلَالِ فَمِنْهَا بَذْلُ مَعْرُوْفِي وَإِنِّي ... أَصُوْنُ الوَجْهَ عَنْ ذُلِّ السُّؤَالِ وَثالِثَهُ فَإِنَّ الوَفْرَ أَمْنٌ ... لِعِرْضِ المَرْءِ مِنْ سُوْءِ المَقالِ وَحَسْبُكَ أَنَّ حُسْنَ الحَالِ شَيْءٌ. البَيْتُ ابْنُ هَرْمَةَ: 15364 - وَحَسْبُكَ تُهْمةً بِبَرّيءِ قَوْمٍ ... يَضُمُّ عَلَى أَخيْ سقَمٍ جَنَاحَا قَبْلهُ: هَجَوْتُ الأَدْعِيَاءَ فَنَاصَبَتْنِي ... مَعَاشِرٌ خِلْتُهَا عَرَبًا صِحَاحَا فَقُلْتُ لَهُمْ وَقَدْ نَبَحُوا طَوِيْلًا ... عَلَيَّ فلم أَجِبْ لَهُمُ نُبَاحَا أَمِنْهُمْ أَنتمُ فَأَكُفُّ عَنْهُمْ ... وَأَدْفَعُ عَنْكُمُ الشَّرَّ الصُّرَاحَا وَإِلَّا فَاحْمِدُوا رَأيِي فَإِنِّي ... سَأَنْفِي عَنْكُمُ التُّهمَ القِبَاحَا وَحَسْبُكَ تُهْمَة بِبَرِيءِ قَوْمٍ. البَيْتُ ¬
أنشَد الرّاغبُ: 15365 - وَحَسْبُكَ زَورَةً في كُلّ عَامٍ ... مُوَافقَةً عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيْق بَعْدَهُ: سَلَامًا خَالِيًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ... يَعُوْدُ بِهِ الصَّدِيْقُ عَلَى الصَّدِيْقِ 15366 - وَحَسْبُكَ قَولُ النَّاسِ فيمْا مَلَكْتَهُ ... لقَد كَانَ هَذَا مرّةً لِفُلَانِ أنشدَ الرّياشيُّ: 15367 - وَحَسْبُكَ مِنْ تَقَاضِي المَرْءِ يومًا ... لحَاجَتِهِ الزّيارَةُ والسَّلَامُ أَبُو سَعدٍ المخزُوميُّ: 15368 - وَحَسْبُكَ مِنْ حَادْثٍ بَامِرئٍ ... تَرَى حَاسِدِيْه لَهُ رَاحِمْينَا قِيْلَ كَانَ لأَبِي سَعِيْدٍ المَخْزُوْمِيِّ ستَّةُ أَوْلَادٍ كَأَنَّهُمُ الصُّقُوْرُ يَرْكَبُوْنَ الخَيْلَ وَيَصْرِمُوْنَ بِالسَّيْفِ أَنْجَادُ أَمْجَادٍ فَلمَّا تُوُفّوا في شَهْرٍ وَاحِدٍ مَدَحَهُمْ وَجَلَسَ بيْنَ قُبُوْرِهِم يبْكِي وَيُنْشِدُ هَذِهِ الأَبْيَاتِ: أَلَا تَزْجُرُ الدَّهْرُ عَنِّي المنُوْنَا ... يُبْقِي البَنَاتِ وَيَفْنَى البَنِيْنَا وَكُنْتُ أَبَا ستَّةٍ كَالبُدُوْرِ ... أُفَقِّي بِهِنم أَعْيُنَ الحَاسِدِيْنَا فَمَرُّوا عَلَى حَادِثٍ لِلزَّمَانِ ... كَمَرِّ الدَّرَاهِمِ بِالنَّاقِدِيْنَا فَأَسْلَمْنَ هَذَا إِلَى صَارِخٍ ... وَأَسلَمْنَ هَذَا إِلَى مُلْحِدِيْنَا وَمَا زَالَ بِي رَيْبُ هَذَا الزَّمَانِ ... حَتَّى أَبَادَهُمْ أَجْمَعِيْنَا وَحَسْبُكَ مِنْ حَادِثٍ بِأَمْرِي. البَيْتُ ¬
ابْنُ هُندُو: [من الوافر] 15369 - وَحَسْبُكَ مِنْ عُقُوبةِ ذِي اجْتِرَامٍ ... حَيَاءٌ يَعتَريْه إِذَا تُنَاجِي قَبْلهُ: عِتَابَكَ لَسْتُ ركْنًا مِنْ شُرُوْرِي ... وَلَا هَضبًا لِرَضوَى أَوْ سَوَاجِ وَمَنْ هَذَا المُهَذَّبُ فِي البَرَايَا ... وَمَنْ هَذَا المُبَرَّأُ مِنْ خِدَاجِ وَإِقْرَارُ المُقِرُّ بِمَا جَنَاهُ ... أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ جَزِّ الوَدَاجِ وَحَسْبكَ من عُقُوْبَةِ ذِي اجْتِرَامٍ. البَيْتُ 15370 - وَحَسْبُكَ مِنْ لُوْمٍ وَخُبْثِ ... سَجِتةِ بِأَنَّكَ عَنْ عَيْبِ الصَّدْيقِ سَؤُوُلُ ومن باب (وَحَسْبُكَ) قَوْلطُ مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ (¬1): وَحَسْبُكَ مِنْ ذُلٍّ وَسُوْءِ صَنِيْعَةٍ ... مُعَادَاةَ ذِي القُرْبَى وَإِنْ قِيْلَ قَاطِعُ وقول آخَر: وَحَسْبِي مِنَ الدُّنْيَا بَقَاؤُكَ لِي بِهَا ... نَصِيْبًا وَإِنْ لَمْ أُعْطَ مِنْكَ نَصِيْبِي الرَّضي المُوسَوِي: 15371 - وَحَسْبُ مِثْليْ مِنَ الدُّنْيا غَضَارَتُهَا ... وقَد رَضِيْنَا مِنَ الحسْناءِ بالقُبَلِ أُميةُ بن أبي الصلتِ: 15372 - وَحَسْبُنَا مِنْ ثناءِ المَادِحْينَ إِذَا ... أثنوا عَلَيكَ بأَنْ يثنُوا بمَا عَلِمُوا ¬
ومن باب (وَحَسْنَاءَ) قَوْلُ الرّسْتُمِيِّ (¬1): وَحَسْنَاءَ لَمْ تَأَخُذْ مِنَ الشَّمْسِ شِيْمَةً ... سِوَى قُرْبِ مَسْرَاهَا وَبُعْدِ مَنَالِهَا أَلُوْمُ وَلَمْ يَقْرَعْ مَلَامِي سَمْعَهَا ... وَأَرْضى وَلَمْ يَخْطِرْ رِضَائي ببَالِهَا وَقَوْلُ آخَر (¬2): وَحُسْنُ الظَنِّ يَحْسِنُ فِي أُمُوْرٍ ... وَلَكِنْ فِي عَوَاقِبِه غَرَامَه وَسُوْءُ الظَّن يَسْمُجُ فِي وُجُوْهٍ ... وَفِيْهِ مَعْ سَمَاجَتِهِ سَلَامَه وقول البُحْتُرِيِّ (¬3): وَحُسْنُ دَرَارِيَّ الكَوَاكِبِ أَنْ تُرَى ... طَوَالِعَ فِي دَاجٍ مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمِ 15373 - وَحُسْنُ الظَّنّ عَجزٌ في أُمُورِ ... وَسُوء الظَنّ يَأخُذُ بالوَثِيْقِ مِثْلُهُ قَوْلُ الطُّغْرَائِيّ (¬1): وَحُسْنُ ظَنِّكَ بِالأَيَّامِ معْجزَةٌ ... فَظُنَّ شَرًّا وَكُنْ مِنْهَا عَلَى وَجَلِ 15374 - وَحُسْنُ أمورِ الرَّعايَا ... يَدُلُّ عَلَى حُسْنِ نِيّةِ سلطَانِهَا 15375 - وَحَظُّ الفَتَى في الرَّوضْ شمٌ ... وَنَظرةٌ وَما الرَّعي إلا مِنُ حُظُوظِ البَهائِمِ 15376 - وَحفظُكَ مالًا قَد عَنِيتَ بَجَمْعِهِ ... أَشدُ مِنْ الكَسْب الَّذِي أَنت طَالِبُهُ ومن باب (وَحَقِّكَ): وَحَقِّكَ مَا سَلَوْتُ وَلَسْتُ أَسْلُو ... وَلَا أَهْوَى سِوَاكَ وَلَا أُحِبُّ ¬
حَلَوْتَ فَكُلُّ شَيْءٍ مِنْكَ عَذْبٌ ... وَرُقْتَ فَكُلُّ قَلْبٍ فِيْكَ صَبُّ وَأَسْكَنَكَ الهَوَى طَرفِي وَقَلْبِي ... فَكُلُّ جَوَارِحِي طَرْفٌ وَقَلْبُ وقول آخَر (¬1): وَحُقَّ لِمَنْ قَدْ صَحَّ تَمْيِيْزُ عَقْلِهِ ... إِذَا مَلَكَ الدُّنْيَا رَأَى أَنَّهُ يَمْلِكُ الغَلَسَا الإمَام الشافعي رحمةُ اللَّه عليه: 15377 - وَحِكْمَهُ العَقْلِ إِنْ عزِّتْ وَإِنْ شَرُفَتُ ... جَمَالَهُ عِندَ حلم الرّزقِ والأجلِ ومن باب (وَحَكَّمَنِي) قَوْلُ ابْنُ نُبَاتَةَ يَمْدَحُ (¬1): وَحَكَّمَنِي حَتَّى لَوْ أَنِّي سَأَلْتُهُ ... شَبَابِي وَقَدْ وَلَّى بِهِ الشَّيْبُ رَدَّهُ المُعَلَّى الطَائيُ: 15378 - وَحَمَلْتمَا لَوْمًا عَليَّ وَرُبَّمَا ... كَانَ المَلَامُ أحقَّ باللُّوَمِ ابْنُ المُعُتَزِ: 15379 - وَحَلَاوةُ الدُّنيا لجاهِلَهَا ... وَمَرَّارَةُ الدُّنْيَا لمنْ عَقَلا 15380 - وَحَيَاتِكُمْ مَا رُمتُ عَنْكُم سَلْوهً ... هَيهْاتَ ذَاكَ بخاطِري لَا يَخْطرُ بَعْدَهُ: وَإِذَا حَضَرْتُ مَسَرَّةً أَوْ نُزْهَةً ... وَذَكَرْتُكُمْ لَمْ يَهْنَنِي مَا أَنْظُرُ ¬
ومن باب (وَحَيْثُ) (¬1): مَنْ فَاتَهُ أَنْ يَرَاكَ يَوْمًا ... فَكُلُّ أَوْقَاتِهِ فَوَاتُ وَحَيْثُ مَا كُنْتَ مِنْ مَكَانٍ ... فلي إِلَى وَجْهِكَ الثقَاتُ ومن باب (وَحَيّ) قَوْل أَبِي فِرَاسٍ (¬2): وَحَيٍّ رَدَدْتُ الخَيْلَ حَتَّى مَلَكْتَهُ ... هَزِيْمًا وَرَدَّتْنِي البَرَاقِعُ وَالخُمْرُ وَسَاحِبَةِ الأَذْيَالِ نَحْوِي لَقِيْتُهَا ... فَلَمْ يَلْقَهَا جَافِي اللِّقَاءُ وَلَا وَعْرُ وَهَبْتُ لَهَا مَا حَازَهُ الجيْشُ كُلُّهُ ... وَأُبْتُ وَلَمْ يُكْشَفْ لأَبْيَاتِهَا سِتْرُ زُهَيرُ المَصِريُّ: 15381 - وَحَيثُ يَكُونُ في الدُّنْيا وَفاءٌ ... هُنَالِكَ إِنْ تَسَّلْ عِنّي تَجدْنِي المُتَنَبِي: 15382 - وَحيْدًا مِنَ الْولْدانِ في كِلّ بَلْدةٍ ... إِذِا عَظُم المَطْلوبُ قَلَّ المُسَاعِدُ العلاءُ بنُ الحضرمِيّ: 15383 - وَحَيّ ذَوي الأَضغَانِ نَسْبِ قُلُوبَهُم ... تحيَّتُكَ الحُسْنَى فقَد يُرفَعُ النَغِلُ بَعْدَهُ: وَإِنْ دَحَسُوا بِالكُرْهِ فَاعْفُ تَكَرُّمًا ... وَإِنْ خَنَسُوا عَنْكَ الحَدِيْثَ فَلَا تَسَل فَإِنَّ الَّذِي يُؤْذِيْكَ مِنْهُ سَمَاعُهُ ... وَإِنَّ الَّذِي قَالُوا وَرَاءَكَ لَمْ يُقَل قِيْلَ وَفَدَ العَلَاءُ بنُ الحضْرمِيّ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: ¬
يا عَلَاءُ أَتَقْرَأُ مِنَ القُرْآنِ شَيْئًا؟ فَقَرَأَ سُوْرَةَ عَبَسَ ثُمَّ زَادَ فِيْهَا مِنْ عِنْدِهِ: وَهُوَ الَّذِي أَخْرَجَ مِنَ الحُبْلَى نَسْمَةً تَسْعَى بَيْنَ شَرَاسِيْفَ وَحَشَى. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُفَّ فَإِنَّ السُّوْرَةَ كَافِيَةٌ. ثُمَّ قَالَ لَهُ أَتَقُوْلُ شَيْئًا مِنَ الشِّعْرِ فَقَالَ: وَحَيِّي ذَوِي الأَضْغَانِ تَسْبِ عُقُوْلَهُمْ. الأَبْيَاتُ الثَّلَاثُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكَمًا. ومن باب (وَخَادِم) قَوْلُ رَاشِدٍ الكَاتِبِ فِي خَادِمِهِ (¬1): وَخَادِمٍ لَيْسَ يَدْرِي مِنْ رُعُوْنَتِهِ ... مَا فَرْقُ مَا بَيْنَ رَأْسِ العِيْرِ وَالذَّنَبِ يُرِيْدُ بِي كُلَّمَا أَدَّبْتهُ حُمقًا حَتَّى ... لَقَدْ خِفْتُ أَنْ أَبْقَى بِلَا أَدَبِ أَرَى وَأَسْمَعُ مِنْهُ كَلَّ آبِدَةٍ يَكِلُّ ... عنها رُوَاةُ العُجْمِ وَالعَرَبِ إِذَا غَضبتُ عَلَيْهِ مِنْ خَطِيْئَتِهِ ... رَدَّ الخَطِيْئَةَ حَتَّى يَنْجَلِي غَضَبِي فَلَيْسَ يَشْتَدُّ غَيْظِي مِنْ إِسَاءَتِهِ ... إِلَّا ضَحِكْتُ لما فِيْهِ مِنَ العَجَبِ ابْنُ المُعْتَزِ: 15384 - وَخَبَّرتْكَ اللَّيَالي أَنَّ شيمَتَها ... تَفريْقَ مَا جَمَعَتْهُ فَافْهمِ الخَبَرا بَعْدَهُ: وَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنْهَا فَقَدْ نَضَجَتْ ... وَانْظُرْ إِلَيْهَا تَرَى الآيَاتِ وَالعِبَرَا فَهَلْ رأَيْتَ جَدِيْدًا لَمْ يَعُدْ خَلْقًا ... وَهَلْ سَمِعْتَ بِصَفْوٍ لَمْ يَعُدْ كَدَرَا ومن باب (وَخبَّرْتُمَانِي) (¬2): وَخبَّرْتُمَانِي أَنَّ تَيْمَاءَ منْزلٌ ... لِلَيْلَى إِذَا مَا الصَّيْفُ أَلْقَى المَرَاسِيَا فَهَذِي شُهُوْرُ الصَّيْفِ عَنَّا قَدِ انْقَضَتْ ... فَمَا لِلنَّوَى منْ بِلَيْلَى المَرَامِيَا وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَمُوْتَ فَجَاءَةً ... وَفِي النَّفْسِ حَاجَاتٌ إِلَيْهَا كَمَا هِيَا وَقَالُوا بِهِ دَاءٌ عَيَاءٌ أَصَابَهُ ... وَقَدْ عَرِفَتْ نَفْسِي مَكَانَ دَوَائِيَا ¬
أَرَانِي إِذَا صَلَّيْتُ يَمَّمْتُ نَحْوَهَا ... أَمَامِي وَإِنْ كَانَ المُصَلَّى وَرائِيَا وَمَا بِيَ إِشْرَاكٌ وَلَكِنَّ حُبَّهَا ... مَكَانَ الشَّجَى أَعْيَى الطَّبِيْبَ المُدَاوِيَا تَيْمَاءَ: بلد بَيْنَ الشَّامِ وَوَادِي القِرَى فِي أَطْرَافِ الشَّام مِنْ بلَادِ طَيِّءٍ يُمَالُ لَهُ تَيْمَاءَ اليَهُوْد قَالَ الشَّاعِرُ (¬1): إِلَى اللَّهِ أَشْكُو لا إِلَى النَّاسِ ... أَنَّنِي بِتَيْمَاءِ اليَهُوْدِ غَرِيْبُ ومن باب (وَخُبِّرْتُ) قَوْلُ العَوَّامِ بن عُقْبَةَ بنِ كَعْبِ بنِ زَهَيْرِ بن أَبِي سُلْمَى، وَهِيَ مِنْ جَيِّدِ الغَزَلِ وَأَحْسَنِهِ وَمُخْتَارِهِ (¬2): وَخُبِّرْتُ لَيْلَى بِالعِرَاقِ مَرِيْضَةٌ ... فَأَقْبَلْتُ مِنْ مِصْرٍ إِلَيْهَا أَعُوْدُهَا فَوَاللَّهِ مَا أدري إِذَا نَاجَيْتُهَا ... أَأُبْرِيْهَا مِنْ دَائِهَا أمْ أَزِيْدُهَا أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بَعْدَنَا ... مَلَاحَةُ عَيْنِي أم يَحْيَى وَجِيْدُهَا وَهَلْ أَخْلَقَتْ أَثْوَابُهَا بَعْدَهُ جِدَّةٍ ... أَلَا حَبَّذَا خُلْقَانُهَا وَجَدِيْدُهَا خَلِيْلَيَّ قُوْمَا بِالعِمَامَةِ فَاعْصبَا ... عَلَى كَبدٍ لَمْ يَبْقَ إِلَّا عَمِيْدُهَا وَلَنْ يَلْبِثَ الوَاشُوْنَ أَنْ يَصْدَعُوا العَصَا ... إِذَا لَمْ يَكُنْ صُلْبًا عَلَى البَري عُوْدُهَا لَقَدْ كُنْتَ جلْدًا قَبْلَ أَنْ تُوْقِدَ النَّوَى ... عَلَى كَبِدِي نَارًا بَطِيئًا خُموْدُهَا وَلَوْ تُرِكَتْ نَارُ الهَوَى لتَصَرَّمَتْ ... لَكِنَّ شَوْقًا كَلَّ يَوْمٍ يُبْعَثُ وَقَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تَمُوْتَ صَبَابَتِي ... إِذَا قَدُمَتْ آيَاتُهَا وَعُهُوْدُهَا فَقَدْ جَعَلَتْ فِي حَبَّةِ القلبِ وَالحَشَا ... عِهَادُ الهَوَى تَوَلَّى بِشَوْقٍ يُعِيْدُهَا وَكُنْتُ إِذَا مَا جِئْتُ لَيْلَى أَزُوْرُهَا ... أَرَى الأَرْضَ تُطْوَى لِي وَيَدْنُو بَعِيْدُهَا مِنَ الخَفَرَاتِ البيْضِ وَدَّ جَلِيْسُهَا ... إِذَا مَا قَضتْ أحْدُوْثَةً لَوْ تُعِيْدُهَا خَلِيْلَيَّ أَنِّي اليَوْمَ شَاكٍ إِلَيْكُمَا ... وَهَلْ تَنْفَعُ الشَّكْوَى إِلَى مَنْ يُرِيْدُهَا حَرَاراتِ شَوْقٍ فِي الفُؤَادِ وَعِبْرَةً ... أَظَّلُّ بِأَطْرَافِ البنَانِ أَذُوْدُهَا وَتَحْتَ مَجَالِ الصَّدْرِ حَرُّ بَلَابِلٍ ... مِنَ الشوقِ لَا يُدْعَا لَخَطْبٍ وَلِيْدُهَا ¬
نَظَرْتُ إِلَيْهَا نَظْرَةً مَا يَسُرُّني ... بِهَا حُمْرُ أَنْعَامِ البِلَادِ وَسُوْدُهَا إِذَا جِئْتُهَا وَسْطَ النِّسَاءِ مَنَحْتُهَا ... صُدُوْدًا كَأَنَّ النَّفْسَ لَيْسَ ترِيْدُهَا ولِي نَظرَةٌ بَعْدَهُ الصُّدُوْدِ مِنَ الجوَى ... كَنَظْرَةِ ثَكْلَى قَدْ أُصِيْبَ وَحِيْدُهَا رَفَعْتُ عَنِ الدُّنْيَا المُنَى غَيْرَ وَجْهُهَا ... فَلَا أَسْأَلُ الدُّنْيَا وَلَا أَسْتَزِيْدُهَا أبُو فراسِ بن حَمُدانَ: 15385 - وَخَيْرتُ هَذَا الدَّهرَّ خبْرةَ وَاثِقٍ ... حَتَّى أَنسْتُ بَخيْرهِ وَبشرّهِ ابْنُ الرُّوميّ: 15386 - وَخَبيُّ الفؤادِ يَعْلَمُهُ العَاقِلُ ... قَبْلَ السَّمَاعِ بالإِيمَاءِ بَعْدَهُ: وَظُنُوْنُ الذَّكِيِّ أَنْفَذُ فِي الحَـ ... ــــقِّ سِهَامًا مِنْ رُؤْيَةِ الأَغْبِيَاءِ 15387 - وَخُطَّة لَيْسَ فيْهَا مَنْ يُخالِفُنِي ... الرِزّقُ أَروعُ شيءٍ عَنْ ذَوي الأَدَبِ قَبْلهُ: أَقْصِرْ وَكُنْ طَالِبًا لِلرِّزْقِ فِي دَعَةٍ ... فَلَا وَعَيْشِكَ مَا الأَوْرَاقُ بِالطَّلَبِ قَدْ يُرْزَقُ المَرْءُ لَمْ يُتْعِبْ رَوَاحِلَهُ ... وَيُحْرَمُ الرِّزْقَ مَنْ لَمْ يَخْلُ مِنْ تَعَبِ وَخُطَّةٌ لَيْسَ فِيْهَا مَنْ يُخَالِفُنِي. البَيْتُ الحسنُ بنُ فضالٍ القيرواني: 15388 - وَخلْتُهُمُ سِهَامًا صَائباتٍ ... فَصارُوهَا وَلَكِنْ في فؤَادِي 15389 - وَخُلّفْتُ فرْدًا في الكِنَانَةِ أَهْزَعًا ... سَيُرَمى بِه أَو يكسِر السَّهم كَاسِرهُ ¬
البُحتُري: 15390 - وَخَلَّفَنَي الزَّمانُ عَلَى أُناسٍ ... وُجُوهُهُمُ وَأَيديهُمْ حَدِيْدُ لَهُ أَيْضًا: 15391 - وَخَلِيْلي الَّذِي إِذَا نَابَ دَهرٌ ... حَمَلَتُ كَفُّهُ نَوايِبَ دَهْرِي يقول فِي مَدْحِ بْنِ بَدْرٍ مِنْهَا: خَيَّمتْ شِيْمَةٌ بِهِ عِنْدَ أَعْلَى ... شَرَفٍ يُرْتَقَى وَأَكْرَمِ بَحْرِ وَقَدَتْ دُوْنَهُ إِضاءَةُ نُوْرٍ ... رَفَدَتْهَا لَهُ طَلَاقَةُ بِشْرِ رَوْعَةٌ مِنْ وِقَارِهِ ظَنَّهَا الجا ... هِلُ إِذْ فَاَجَأتهُ رَوْعَةَ كِبْرِ ومن باب (وَخِلٍّ) قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَالِكٍ الطَّائِيِّ (¬1): وَخِلٍّ كُنْتُ عَيْنَ النَّصيْحِ مِنْهُ ... إِذَا نَظَرُوا مُستَمِعًا سَمِيْعَا أَطَافَ بِغيَّةٍ فنَهيْتُ عنها ... وَقُلْتُ لَهُ أَرَى أَمْرًا فَظِيْعَا أَرَدْتُ رَشَادَهُ جُهْدِي فَلَمَّا ... أَبَى وَعَصَا أَتَيْنَاهَا جَمِيْعَا المَعرّي: 15392 - وَخَوْفُ الرّدَى آوَى إلى الكَهْفِ ... أَهُلَهُ وكلَّفَ نُوحًا وابنَهُ عَمَلَ السُّفْنِ مُسلمِ بنُ الوَليد: 15393 - وَخَيُرُ حَالِ الفَتَى إِذَا لَم ... يَزل مُعْينًا وَمُسْتَعَانَا الخُزَيمي: 15394 - وَخَيرُ حَالِ الفَتَى في القَولِ أَصْدقُها ... بيْنَ الطَّرْيقيْنِ لَا عيٌّ وَلَا هَذَرُ ¬
أبُو تَمامٍ: 15395 - وَخَيُر عدَاتِ المَرءِ مُخْتَصَراتهُا ... كَمَا أَنّهُ خَيرُ اللَّيَالي قِصَارُهَا 15396 - وَخَيْرُ عُمْرِي الَّذي وَلَّى وَمَا حَصَلَت ... كفّي بشيءٍ فَكَيْفَ الظَنُّ بالبَاقي الغَزّي: 15397 - وَخَيْرُ مَا خَلَّفَ الكِرامُ فتًى ... تَبْقَى سَجَايَا أَبيْهِ في عَقِبهُ ومن باب (وَخَيْرُ) قَوْلُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي بَكْرٍ (¬1): وَخَيْرُ عُمرِ الفَتَى عُمْرٌ يَعِيْشُ بِهِ ... مُقَسَّمِ الحَظِّ بَيْنَ الجدِّ وَاللَّعِبِ فَحَظُّ ذاَكَ مِنْ عِلْمٍ وَمِنْ أَدَبٍ ... وَحَظُّ هَذَا مِنَ اللّذّاتِ وَالطَّرَبِ وَقَوْلُ آخَر (¬2): وَخَيْرُ خَلَائِقِ الأَقْوَامِ خُلقٌ ... تَوَسَّطَ لَا احْتِشَامَ وَلَا اعْتِيَامَا وَقَوْلُ ابنِ الرُّوْمِيِّ (¬3): وَخَيْرُ سَجِيَّاتِ الكِرَامِ سَجِيَّةٌ ... تُوْفِيْكَ مَا تُسْدِي مِنَ القَرْضِ وَالفَرْضِ وَقَوْلُ الغَزِيِّ (¬4): وَخَيْرُ لِبَاسِ المَرْءِ إِمَّا مُلَاءَةً ... مِنَ العِزِّ تَصْفُو أَوْ رِدَاءٌ مِنَ الرَّدَى 15398 - وَدَاءُ الَموْتِ لَيْس لَهُ دَوَاءٌ ... وَلَو أَنَّ المَسِيْحَ لَهُ طَبِيْبُ ¬
ومن باب (وَدَاعٍ) قَوْلُ المَجْنُوْنُ (¬1): وَدَاعٍ دَعَا نَحْنُ بِالخَيْفِ مِنْ مِنًى ... فَهَيَّجَ أَحْزَانُ الفُؤَادِ وَمَا يَدْرِي دَعَا بِاسْمِ لَيْلَى غَيْرَهَا فَكَأَنَّمَا ... أَطَارَ بِقَلْبِي طَائِرًا كَانَ فِي صَدْرِي وقول كَعْبِ بنِ سَعْد الغَنَوِيِّ (¬2): وَدَاعٍ دَعَا هَلْ مِنْ مُحِبٍّ إِليَّ ... النَّدَى فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْد ذَاكَ مُجِيْبُ فَقُلْتُ ادْعُ أُخْرَى وَارْفَعِ الصَّوْتَ ... دَعْوَةً لَعَلَّ أَبَا المِغْوَارِ مِنْك قَرِيْبُ وقول دِعْبَلٍ فِي التَّوْدِيْعِ (¬3): ودَاعُكَ مِثْلُ ودَاعِ الرَّبِيْعِ ... وَفَقْدُكَ مِثْلُ افْتِقَادِ الدِّيَمْ سَلَامٌ عَلَيْكَ فَكَمْ مِنْ وَفَاءٍ ... نُفَارِقُ مِنْكَ وَكَمْ مِنْ كَرَمْ الرِّوَايَةُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ وَأخذَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ لأَنَّها تَحِيَّةُ الأَمْوَاتِ وَقِيْلَ هَلَّا قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ وَهُوَ أَجْوَدُ. ومن باب (وَدُّ) قَوْلُ ابن شُمَيْعَةَ فِي أَهْلِ بَغْدَادَ (¬4): وُدُّ أَهْلِ الزَّوْرَاءِ زُرْوٌ فَلَا ... يَسْكُنُ ذُو فِطْنَةٍ إِلَى سَاكِنِيْهَا هِيَ دَارُ السَّلَامِ حَقًّا ... فَلَا يُطْمَعُ إِلَّا بِمَا قِيْلَ فِيْهَا ومن باب (وَدَدْتُ) قَوْلُ أَبِي الفَوَارِسِ الآمِدِيِّ (¬5): وَدَدتُ بِأَنَّ الدَّهْرَ يَنْظُرُ نَظْرَةً ... جَلَا عَنْهَا الغَيَايَةَ نُوْرُهَا إِلَى هَذِهِ الدُّنْيَا التي قَدْ تَخَبَّطَتْ ... وَجُنَّتْ فَسَاسَ النَّاسَ فِيْهَا حَمِيْرُهَا فَقَدْ أَبْغَضتْ فِيْهَا الجُسُوْمُ نُفُوْسُهَا ... وَضَاقَتْ بِالقُلُوْبِ صُدُوْرُهَا ¬
ومن باب (وَدَّعُوْنَا) قَوْلُ آخَر (¬1): وَدَّعُوْنَا وَاسْتَقوا ... لَيْتَ شِعْرِي أَيْنَ حَلُّوا أَعَلَى عَهْدِي أَقَامُوا ... أمْ نَسُوا وَصْلِي فَمَلُّوا قُلْ لَهُمْ أَنِّي عَلَى ... العَهْدِة وَإِنْ شَطَّ المَحَلُّ وقول البَسَّامِيِّ (¬2): وَدَّعْتُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَعْلَمُوا ... وَرُمْتُ وَالقَلْبُ بِهِمْ مُغْرَمُ وَاسْتَحْسَنُوا ظِلْمِي فَمِنْ أَجْلِهِمْ ... أَحَبَّ قَلْبِي كَلَّ مَنْ يَظْلِمُ طاهر بن الحُسين بن يحيى المخزوميّ: 15399 - وَدع أَخَاكَ إِذَا جَفَاكَ فَقبْلَهُ ... وَدَّعْتَ مألوْفَ الصَّبا بسَلَامِ بَعْدَهُ: وَدعِ العِتَابَ إِذَا اسْتَرَبْتَ بِصاحِبٍ ... لَيْسَتْ تُنَالُ مَوَدَّةٌ بِخِصَامِ البَيْتُ الأَوَّلُ يَنْظُرُ إِلَى قَوْلِ ابْنِ الرُّوْمِيِّ: سَلَوْتُ الرِّضَاعَ وَالشَّبَابَ كِلَيْهمَا ... فَكَيْفَ تُرَانِي سَالِيًا عَنْ سِوَاهُمَا وَالثَّانِي يَنْظُرُ إِلَى قَوْلِ الأَشْجَعِ السُّلَمِيِّ: أَقْلِلْ عِتَابَ مَنِ اسْتَرَبْتَ بِوُدِّهِ ... لَيْسَتْ تُنَالُ مَوَدُّةٌ بِقِتَالِ ومن باب (وَخَيْرُ) قَوْلُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي بَكْرٍ (¬1): وَخَيْرُ عُمرِ الفَتَى عُمْرٌ يَعِيْشُ بِهِ ... مُقَسَّمِ الحَظِّ بَيْنَ الجدِّ وَاللَّعِبِ ¬
فَحَظُّ ذاَكَ مِنْ عِلْمٍ وَمِنْ أَدَبٍ ... وَحَظُّ هَذَا مِنَ اللّذّاتِ وَالطَّرَبِ وَقَوْلُ آخَر (¬1): وَخَيْرُ خَلَائِقِ الأَقْوَامِ خُلقٌ ... تَوَسَّطَ لَا احْتِشَامَ وَلَا اعْتِيَامَا وَقَوْلُ ابنِ الرُّوْمِيِّ (¬2): وَخَيْرُ سَجِيَّاتِ الكِرَامِ سَجِيَّةٌ ... تُوْفِيْكَ مَا تُسْدِي مِنَ القَرْضِ وَالفَرْضِ وَقَوْلُ الغَزِيِّ (¬3): وَخَيْرُ لِبَاسِ المَرْءِ إِمَّا مُلَاءَةً ... مِنَ العِزِّ تَصْفُو أَوْ رِدَاءٌ مِنَ الرَّدَى 15400 - ودُّكَ يَكْفِنيْكَ عَنْ حَاجَتي ... وَحَاجَتِي كَافِيَةٌ عَنْ سُؤَال طَاهر بن الحُسينَ المخزوميُّ: 15401 - وَدَعِ العِتَابَ إِذَا اسْتَربْتَ بصَاحِبٍ ... لَيْسَتْ تُنَالُ موَدَّةٌ بِخِصَامِ لَبيدُ بنُ رَبيعَة: 15402 - وَدَعَوْتُ رَبّي بالسّلَامَةِ جَاهِدًا ... ليُصِحَّني فَإِذَا السَّلَامَةُ دَاءُ إعَرابيٌ طَلَقَ امَرأتَهُ: 15403 - وَدَوَاءُ مَا لَا تَشْتَهْيه ... النَّفْسُ تَعجْيْلُ الفراقِ قَبْلَهُ: ¬
رَحَلَتْ أُمَيْمَةُ بِالطَّلَاقِ ... فَأُرِحْتُ مِنْ غلِّ الوَثَاقِ وَدَوَاءُ مَا لَا تَشْتَهِيْهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَوْ لَمْ أُرَحْ بِطَلَاقِهَا ... لأَرَحْتُ نَفْسِي بِالإِبَاقِ وَخَصَيْتُ نَفْسِي ... لَا أُرِيْدُ حَلِيْلَةً حتّى التَّلَاقِي محَمّد عَبدُ الملكِ البَلَدي: 15404 - وَدُودٌ إِذَا حيَّاكَ أَمَّا لِسَّانُهُ ... فَوافٍ وَأَمَّا قَلبُهُ فَملُولُ وَمِنْ بَابِ (وَدُوْنَ) قَوْلُ الخُزَيْمِيِّ (¬1): وَدُوْنَ النَّدَى مِنْ كُلِّ قَلْبٍ ثَنِيَّةٌ ... لَهَا مَصعَدٌ حَزنٌ وَمُنْحَدَرٌ سَهْلُ وَوُدُّ الفَتَى فِي كُلِّ نَيْلٍ يُنِيْلُهُ ... إِذَا مَا انْقَضَى لَوْ أَنَّ نَائِلَهُ جَزْلُ تَمَثَّلَ بِهُمَا الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ وَقَدْ شَكَرَهُ شَاكِرٌ عَلَى مَعْرُوْفٍ صَنَعَهُ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ: وَالَهْفَتَا أَنْ لَا يَكُوْن ذَلِكَ المَعْرُوْفُ أَضْعفُ مَا كَانَ وَلَا دَرَّ دَرُّ الفَوْتِ وَتعسًا لِلنَّدَمِ وَأَحْوَالِهِ وَللَّهِ دَرُّ الخُزَيْمُيّ إِذْ يَقُوْلُ: وَدُوْنَ النَّدَى. البَيْتَانِ. ومن باب (وَدِهْلِيْزُ) قَوْلُ آخَر (¬2): وَدِهْلِيْزُ دَارٍ فِيْهِ لِلحُسْنِ بَهْجَةٌ ... وَلِلنَّفْسِ فِيْهِ وَاللَّذَاذَةِ أَوْطَارُ إِذَا دَاخِلٌ لَمْ يَخْتَبِرْ مَا وَرَاءَهُ ... تَوَهَّمَهُ مِنْ طيبهِ أَنَّهُ الدَّارُ قَالَ يَحْيَى بنُ خَالِدٍ: يَنْبَغِي لِمَنْ يَبْنِي دَارًا أَنْ يَتَنَوَّقَ فِي الدِّهْلِيْزٍ فَهُوَ وَجْهُ الدَّارِ وَمَنْزِلُ الضَّيْفِ وَمَجْلِسُ الصَّدِيْقِ إِلَى أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ قَالَ الشَّاعِرُ وَأَنْشَدَ هَذيْنِ البَيْتَيْنِ. مُحَمّدُ بنُ غَالِبٍ: 15405 - وَذَاكَ أَنّي مِنْ وَجْهَينِ مُمتَحَنٌ ... لَا زُهدَ عِنْدي وَلَا دُنيْا تواتيْني ¬
15406 - وَذَاكَ علْمِيْ بأَننَّيْ رَجُلٌ ... أَعْرفُ نَفْسيْ وَأَعْرِفُ النَّاسَا إبراهيم بن العَباسِ الصُوليُّ: 15407 - وَذَكّرهُ الحَزمُ غِبَّ الأُمُورِ ... فَبَادر قَبْلَ انتّقَالِ النَّعَيمْ ومن باب (وَذَكِيٌّ) قَوْلُ المُتَنَبِّيِّ يَمْدَحُ (¬1): وَذَكِيٌّ رَائِحَةِ الرِّيَاضِ كَلَامُهَا ... تَبغِي الثَّنَاءَ عَلَى الحَيَا فَيَفُوْحُ جُهْدَ المُقِلِّ فَكَيْفَ يا ابْنَ كَرِيْمَةٍ ... تُوْليْهِ خَيْرًا وَاللِّسَانُ فَصِيْحُ الجهْدُ بِالضَّمِّ الطَّاقَةُ وَبِالفَتْحِ المَشَقَّةُ. 15408 - وَذَلكَ أَنّي لَو أَردْتُ مِنَ الوَرَى ... أَخَا ثِقَةٍ عَزَّتْ عَلَيّ المَطَالِبُ ابْنُ المُعتَزِ: 15409 - وَذَلَك حَظّي مْن رِجَالٍ أَعَّزةٍ ... عَلَيَّ فإِنْ أَهجُرْهُم يَكْثُر الهَجرُ 15410 - وَذَمُّ النَّاسِ مَجْلُوبٌ رَخيْصٌ ... لأَيْسَر عِلَّةٍ وَالحَمدُ غَالِ 15411 - وَذَمُّوا لَنَا الدُّنَيا وَهُم يَرضَعُوْنَهَا ... وَلم أرَ كَالدُّنْيا تُذَمُّ وتُحلَبُ وَقَالَ ابْنُ هَمَّامٍ (¬1): إِذَا نَصَبُوا لِلْقَوْلِ قَالُوا فَأَحْسَنُوا ... وَلَكِنَّ حُسْنَ القَوْلِ حَالَفَهُ الفِعْلُ وَذَمُّوا لنَا الدُّنْيَا وَهُمْ يَرْضِعُوْنَهَا ... أَفَاوِيْقَ حَتَّى مَا يَدُرّ لَهَا ثُعْلُ ¬
قَيْسٌ يَقُوْلُ: رَضِعَ يَرْضَعُ وَأَهْلُ الحِجَازِ يَقُوْلُوْنَ رَضِعَ يَرْضِعُ وَيُنْشَدُ هَذَا البَيْتُ عَلَى الوَجْهَيْنِ وَكِلَاهُمَا جَائِزٌ. 15412 - وَذَنبٌ عَظِيمٌ وَلَكِنَّهُ ... إِذَا قِيْسَ بالعَفْوِ مَا أَصْغَرَهُ البَطلْيوسِيُّ: 15413 - وَذُو الجَهْلِ مَيتٌ وَهْو مَاشٍ عَلَى الثَرى ... يُظَنُّ مِنَ الأَحيْاءِ وَهْو عَدِيْم 15414 - وَذوُ الجَهْلِ يأمَنُ أيَّامَهُ ... وَينْسَى مَصَارِعَ مَنْ قَدْ مَضَى 15415 - وَذوُ الَمالِ مَحسُودٌ بِهِ وَمُذمَّمٌ ... عَلَيْهِ وَمَنْ يُقْدَرْ لَهُ المَالُ يُحْسَدِ 15416 - وَذئْبٍ قَدْ وَعَظَناهُ طَويْلًا ... فَقَالَ الشاءُ قَدْ ذَهَبَتْ دَعُونِي زُهيرُ بنُ بلالٍ: 15417 - وَذِيْ حَنَقٍ أَغْراهُ بيْ غَيُر نَاصِحٍ ... فَقُلْتُ لَهُ وَجْهُ المُحرِّشِ أقبَحُ الطَّبرَخَزُمُّي: 15418 - وَذِيْ عِلَّةٍ يأْتِي عَليْلًا لِيَشْتَفِى ... بهِ وَهْو جَارٌ للِمَسّيْحِ بْنِ مَرْيَمِ قَوْلُ الطَّبْرَخزْمِيّ أَصْلُهُ مِنْ طَبْرسْتَانَ وَمَوْلِدهُ وَمَنْشَؤُهُ بِخَوَارِزْمَ وَكَانَ يَتَّسِم بِالطّبْرِيِّ وَيُعرَفُ بِالخَوَارِزْمِيِّ وَتَلَقَّبَ بِالطَّبْرَخزْمِيِّ وَفَارَقَ وَطَنَهُ شَابًّا وَكَانَ غَزِيْرَ الأَدَبِ وَحَسَنَ الشِّعْرِ كَثِيْرَ الأَسْفَارِ وَلَقيَ سَيْفَ الدَّوْلَةِ فَأَعْطَاهُ وَأَكْرَمَهُ وَلَقيَ أَبَا نَصْر أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ المِيْكَالِيِّ وَنَادَمَهُ ثُمَّ قَصَدَ سَجَسْتَانَ وَوَالِيْهَا أَبُو الحَسَنِ طَاهرِ بنِ مُحَمَّدٍ فَتَمَكَّنَ مِنْهُ وَمَدَحَهُ ثُمَّ أَوْحَشَهُ فَهَجَاهُ فَأطَالَ حَبْسَهُ فَقَالَ: وكتيب بِهَا إِلَى المِيْكَالِيِّ: كِتَابِي أَبَا نَصْرٍ إِلَيْكَ وَحَالَتِي ... كَحَالِ فَرِيْسٍ فِي مَخَالِبِ ضَيْغَمِ أَرقُّ مِنَ الشَّكْوَى وَأَبْكِي مِنَ النَّوَى ... وَأَضْعَفُ مِنْ قَلْبِ المُحِبِّ المُتَيَّمِ ¬
غَدَوْتُ أَخَا جُوْعٍ وَلَسْتُ بِصَائِمٍ ... وَرُحْتُ أَخَا عُرْيٍ وَلَسْتُ بِمُحْرَمِ فَهَا أَنَا تَحْتَ الدَّهْرِ أَخْلَقُ مِنْ قَفَا ... وَمِنْ أُمِّ أرْوَى دِمْنَةً لَمْ تَكَلَّمِ وَمَا كُنْتُ فِي تَرْكِيْكَ إِلَّا كَتَارِكٍ ... طُهُوْرًا وَرَاضٍ بَعْدَهُ بِالتَّيَمُّمِ وَذِي عِلَّةٍ يَأتِي عَلِيْلٍ لِيَشْتَفِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَقَاطِنِ أَرْضِ الشِّرْكِ يَطْلُبُ تَوْبَةً ... وَيَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ الحَطيْمِ وَزَمْزَمِ وَرَاوِي كَلَامٍ يَقْتَفِي إِثْرَ نَاقِلٍ ... وَيَتْرُكُ قِسًّا دَانِيًا وَابْنَ أَهْتَمِ لَبسْتُ ثِيَابَ الصَّبْرِ حَتَّى تَمَزَّقَتْ ... جَوَانِبُهَا بَيْنَ الجوَى وَالتَّنَدُّمُ أَظَلّ إِذَا عَاتَبْتُ نَفْسِي مُنْشِدًا ... فَهَلَّا فلا حَمِيْمَ قبْلَ التَّقَدُّمِ وَلَمْ أَرَ قَبْلِي مَنْ يُحَارِبُ نَحْتَهُ ... وَيَشْكُو إِلَى البُؤْسَى افْتِقَادَ التَّنَعُّمِ وَلَا أَحَدًا يَحْوِي مَفَاتِيْحَ حَبَّةٍ ... وَيَقْرَعُ بِالتَّطْبِيْلِ بَابَ جَهَنَّمِ ومن باب (وَذِي) قَوْلُ مَعْنِ بن أَوْسٍ (¬1): وَذِي رَحمٍ قَلَّمْتُ أَظْفَارَ ضَغْنِهِ ... بِحِلْمِي عَنْهُ وَهُوَ لَيْسَ لَهُ حِلْمُ يُحَاوِلُ رَغْمِي لَا يُحَاوِلُ غَيْرَهُ ... وَكَالمَوْتِ عِنْدِي أَنْ يَحلَّ بِهِ الرَّغْمُ فَإِنْ أَعْفُ عَنْهُ أغضّ عَيْنًا عَلَى قَذًى ... وَلَيْسَ لَهُ بِالصِّفْحِ عَنْ ذنْبهِ عِلْمُ وَإِنْ أَنْتَصِرْ مِنْهُ أَكُنْ مِثْلَ رَائشٍ ... سِهَام عَدُوٍ يِسْتَهَاضُ بِهَا العَظْمُ صَبَرْتُ عَلَى مَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... وَمَا يَسْتَوِي حَرْبُ الأَقَارِب وَالسِّلْمُ وَبَارْتُ مِنِّي النَّأْيَ وَالمَرْءُ قَادِرٌ ... عَلَى سَهْمِهِ مَا دَامَ فِي كَفِّهِ السَّهْمُ وَيَشْتِمُ عِرْضِي بِالمُغَيَّبِ جَاهِلًا ... وَلَيْسَ لَهُ عِنْدِي هَوَانٌ وَلَا شَتْمُ إِذَا سِمْتهُ وَصْلُ القَرَابَةِ سَامَنِي ... قَطِيْعَتَهَا تِلْكَ السَّفَاهَةُ وَالإِثْمُ وَإِنْ أَدْعُهُ لِلنَّصْفِ يَأْبَ إِجَابَتِي ... وَيَدْعُ بِحُكْمٍ جَائِرٍ غَيَّرَهُ الحكْمُ فَلَوْلَا اتِّقَاءُ اللَّهِ وَالرَّحْمِ التي ... رَعَايَتُهَا حَقٌّ وَتَعْطِيْلهَا ظُلْمُ إِذًا لَعَلَاهُ بَارِقٌ وَخَطَمْتُهُ ... بِوَسْمِ سِنَانٍ لَا يُشَابِهُهُ سُهْمُ وَيَسْعَى إِذَا أَبْنِي لِيَهْدِمَ صَالِحِي ... وَلَيْسَ الَّذِي يَبْنِي كَمَنْ شَأنهُ الهَدْمُ ¬
يُوَدُّ لَوْ أَنِّي مُعْدمٌ ذُو خَصَاصَةٍ ... وَأَكْرَهُ جُهْدِي أَنْ يُخَالِطَهُ العُدْمُ وَيَقْتَدُّ غُنْمًا فِي الحَوَادِثِ نَكْبَتِي ... وَلَيْسَ لَهُ فِيْهَا سَنَاءٌ وَلَا غُنْمُ فَمَا زلتُ فِي لِيْنِي لَهُ وَتَعَطُّفِي ... عَلَيْهِ كَمَا تَحْنُو عَلَى الوَلَدِ الأُمُّ وَخَفْضِي لَهُ مِنِّي الجنَاحَ تَألّفًا ... لِتُدْنِيْهِ مِنِّي القَرَابَةُ وَالرَّحمُ وَصَبْرِي عَلَى أَشْيَاءَ مِنْهُ تُرِيْبُنِي ... وَكَظْمِي وَقَدْ يَنْفَعُ الكَظْمُ لأسْتَلَّ مِنْهُ الضَّغْنَ حَتَّى اسْتَلَلْتَهُ ... وَقَدْ كَانَ ذَا ضَغْنٍ يَضِيْقُ بِهِ الحَزْمُ رَأَيْتُ انْثِلَامًا بَيْنَنَا فَرَقعتهُ ... برقعِي وَأَحْيَانًا لَقَدْ يُرْفَعُ الثّلْمُ وَأَبْرَأْتُ غِلَّ صَدْرِي مِنْهُ تَوَسُّعًا ... بِحِلْمِي كَمَا يَشْفَى بِأَدْوَائِهِ الحِلْمُ فَأَطْفَأْتُ نَارَ الحَرْبِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... فَأَصْبَحَ بَعْدَهُ الحَرْبِ وَهُوَ لنَا سِلْمُ قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بن مَرْوَانَ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ: لِيُنْشِدُ كُلٌّ أَحْسَنَ مَا سِمَعَهُ، فَأَنْشَدُوا وَأَكْثَرُوا، فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ أَشْعَرُهُمْ وَاللَّهِ الَّذِي يقَوْلُ: وَذِي رَحْمٍ. القَصِيْدَةُ وَكَانَ مُعَاوِيَةُ بن أَبِي سُفْيَانَ يُنشِدُهَا وَيَسْتَحْسِنُهَا وَهِيَ كَمَا تَرَى. أسَامَةُ بنُ مُرشدٍ: 15419 - وَرَاحَهُ القَلبِ في الشكْوَى وَلذَّتِها ... لَكِنَّهَا لَا تُسَاوْي ذِلَّةَ الشاكِي ومن باب (وَرَاءُ) قَوْلُ زَيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ (¬1): وَرَاء مَضيْقِ الخَوْفِ مُتَّسَعُ الأَمْنِ ... وَأَوَّلُ مَفْرُوْجٍ بِهِ آخرُ الحُزْنِ فَلَا تَيْأَسَنَّ فَاللَّهُ مَلَّكَ يُوْسُفًا ... خَزَائِنَهُ بَعْدَهُ الخَلَاصِ مِنَ السّجْنِ قَالَ السَّلَفُ: زَمَامَ العَافِيَةِ بِيَدِ البَلَاءِ، وَرَأسُ السَّلَامَةِ تَحْتَ جَنَاحِ العَطَبِ، وَبَابُ الأَمْنِ مَسْتُورٌ بِالخَوْفِ، فَلَا تَكُوْنَنَّ فِي حَالٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثِ غَيْرُ مُتَوَقِّعٍ إِلَّا أَضْدَادهَا. ¬
وَقَوْلُ البُسْتِيِّ مِنْ قَصِيْدَتِهِ (¬1): وَرَافِقِ الرِّفْقَ فِي كُلِّ الأُمُوْرِ فَلَمْ ... يَنْدَم رَفِيْقٌ وَلَمْ يَذْممهُ إِنْسَانُ وَلَا يَفُوْتكَ حَظٌّ جَرَّهُ خُرقٌ ... فَالخُرْقُ هَدْمٌ وَرَفْقُ المَرْءِ بُنْيَانُ وقول ابنِ عَبَّادٍ يَصِفُ الشَّمْعَةَ (¬2): وَرَائِقُ القَدِّ مُسْتَحَبُّ ... تَجْمَعُ أَوْصَافَ كلِّ صَبِّ سُهَادَ لَيْلٍ وَدَفعَ العَيْنِ ... وَذَوبَ جِسمٍ وَحَرَّ قَلْبِ 15420 - وَرَاعِي الشاءِ يَحْمي الذّئِبَ عَنْهَا ... فَكَيْفَ إِذَا الرُعَاةُ لَها ذِئَابُ؟ 15421 - وَرُبَّ إِشَارَةٍ تُدعَا خِطابًا ... وَصَوْتٍ لَا تُعَدُّ مِنَ الكَلَامِ مِثْلُهُ قَوْلُ المَعَرِّيِّ وَهُوَ مَثَلَانِ سَائِرَانِ (¬1): وَقَدْ تَنْطِقُ الأَشْيَاءَ وَهِيَ صَوَامِتٌ ... وَمَا كُلُّ نُطْقِ المُخْبِريِنَ كَلَامُ ابْنُ شمسِ الخلَافةِ: 15422 - وَرُبَّ بُرءٍ يُنالُ مِنْ سَقَمٍ ... وَرَاحَةٍ تُسْتَفَادُ مِنْ تَعَبِ 15423 - وَرُبَّ بَعِيْدٍ حاضِر لكَ نَفَعُهُ ... وَرُبَّ قَريْبٍ حَاضرٍ مثْل غَايبِ 15424 - وَربتَمَا رَمَى الرَّامِيْ فأَخْطَا ... وَرُبَّتَ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رامِ جَرَيحُ المُقِلُّ: ¬
15425 - وَرُبَّ جَوَادٍ يُمْسِكُ اللَّهُ جُودَهُ ... كما يُمسِكُ اللَّهُ السَّحَابَ عَنِ المَطَرْ وَيُرْوَى: وَرُبَّ جَوَادٍ مُمْسِكٍ عَنْكَ خَيْرَهُ ... كَمَا يُمْسِكُ اللَّهُ السَّمَاءَ عَنِ المَطَر قَبْلَهُ: وَرُبَّ كَرِيْمٍ تَعْتَرِيْهِ كَزَازَةٌ كَمَا ... قَدْ يَكُوْنُ الشَّوْكُ فِي أَكْرَمِ الشَّجَرِ وَرُبَّ جَوَادٍ. البَيْتُ. وَيُرْوَيَانِ لأَبِي العَلَاءِ الأَسدِيِّ. 15426 - وَرُبَّ شَحيحٍ عَلَى مَالِهِ ... لأَعْدَا عَدُوٍّ لَهُ يَخْزُنُهُ قَبْلهُ: وَقَدْ يَأْمَلُ المَرْءُ طُوْلَ البَقَاءِ ... وَيَبْنِي البنَاءَ وَلَا يَسْكُنُه وَرُبَّ شَحِيْحٍ عَلَى مَالِه. البَيْتُ ابْنُ الخَياطِ الدَمشَقيُّ: 15427 - وَرُبَّ صَنَيعةٍ خُطِبَتُ فَزُفَّتُ ... إلى غَيرِ الكَفيِّ مَنْ البُعولِ قَبْلهُ: وَقَدْ يَهْوَى المُحِبُّ العَذْلَ شَوْقًا ... إِلَى ذِكْرِ الأَحِبَّةِ لَا العَذُوْلِ وَرُبَّ صَنِيْعَةٍ خُطِبَتْ فَزُفَّتْ. البَيْتُ 15428 - وَرُبَّ صَنِيْعَةٍ ذهَبَتْ ضَيَاعًا ... وكَانَ جَزَاءُ فَاعِلَها النَّدامه 15429 - وَرُبَّ ظَمْآن إِلَى مَوردٍ ... وَالمَوتُ لَوْ يَعَلَمُ في ورْدهِ بَعْدَهُ: وَالشَّيْءُ لَا يَكْثُرُ مُدَّاحُهُ ... إِلَّا إِذَا قِيْسَ إِلَى ضِدِّهِ ¬
محمّد بن أبَي حازمٍ البَاهلي: 15430 - وَرُبَّ عيَّابٍ لَهُ مَنْظَرٌ ... مُشْتَمِلُ الثَوبِ عَلَي العَيْبِ 15431 - وَرُبَّ فتًى ضَاقَتْ عَلَيْهِ أُمُورُهُ ... أصَابَ لَهُ دَعْوةُ اللَّهِ مَخْرَجا قَبْلهُ: وَإِنِّي لأُغْضِي مُقْلَتِي عَلَى القَذَى ... وَأَلْبِسُ ثَوْبَ الصَّبْرِ أَبْيَضَ أَبْلَجَا وَإِنِّي لأَدْعُو اللَّهَ وَالأَمْرُ ضَيِّقٌ ... عَلَيَّ فَمَا يَنْفَكُّ أَنْ يَتَفَرَّجَا وَرُبَّ فَتًى ضَاقَتْ عَلَيْهِ أُمُوْرُهُ. البَيْتُ 15432 - وَرُبَّ قَبحْةٍ مَا حَالَ بَيْني ... وَبيْنَ رُكوبها إلّا الحَياءُ بَعْدَهُ: فَكَانَ هُوَ الدَّوَاءُ لَهَا وَلَكِـ ... ـــنْ إِذَا ذَهَبَ الحَيَاءُ فَلَا حَيَاءُ 15433 - وَرُبَّ لِقاءٍ لَمْ يُؤَمَّلْ وَفُرقَةٍ ... لأَسْمَاءَ لَم تُحذرْ وَلَم تُوقَّعِ البُحتُريُّ: 15434 - وَرُبَّمَا حُرِمَ الغَازُونَ غُنْمَهَمُ ... الغَزْو ثُم أَصَابُوا الغُنْم في القَفَلِ قَبْلهُ: لَئِنْ ثَنَى الدَّهْرُ مِنْ سَهْمِي فَلَمْ ... يَصِلْ وَرَدَّ مِنْ يَدِي الطُّوْلَى فَلَمْ تَنَلِ لَقَدْ حَمَدْتُ صُرُوْفًا مِنْهُ عَرَّفَنِي ... مَذْمُوْمَهَا عُصْبًا مِمَّنْ عَلَيَّ وَلِي يقول مِنْهَا: بَنَى المُدَبِّرُ مَا اسْتَبْطَأتُ سَعْيَكُمُ ... وَلَا أَرَدْتُ بِكُمْ فِي النَّاسِ مِنْ بَدَلِ أَيَّامُكُمْ هِيَ أَيَّامُي الَّتِي عَدلَتْ ... دَهْرِي وَدَوْلَتُكُمْ حَظِّي مِنَ الدُّوَلِ أَقَمْتُ مِنْ سَعْيِكُمْ فِي يَانِعٍ زَهِرٍ ... وَصِرْتُ مِنْ جَاهِكُمْ فِي نَافِعٍ خَضِلِ ¬
يقول مِنْهَا: أَأَتْركُ السَّهْلَ مِنْ جَدْوَاكَ أَتْبَعُهُ ... وَأَطْلبُ النَّائِلَ الأَقْصَى مِنَ الجبَلِ وَكَيْفَ أَنْظُرُ مُحْتَارًا إِلَى بَلَدٍ ... يَكُوْنُ يَأسِي أعْلَى فِيْهِ مِنْ أَمَلِي جَاءَ الوَليُّ فَبَلَّ الأَرْضَ رِيْقُهُ ... وَغَلَّتِي مِنْكَ مَا أَفْضَتْ إِلَى بَلَلِ وَقَدْ سَأَلْتُ فَمَا أُعْطِيْتُ مَرْغَبَةً ... وَكَانَ حَقِّي أَنْ أُعْطَى وَلَمْ أَسَلِ أَرْمِي بِظِنِّي فَلَا أَعْدُو الخَطَاءَ بِهِ ... فَأَعْجَبُ لأَخْطَاءِ رَامٍ مِنْ بَنِي ثُعَلِ أَسِيْرُ إِذْ كُنْتُ فِي طُوْلِ المَقَامِ بِهَا ... أُكْدِي لَعَلِّي أُجْدَى عِنْدَ مُرْتَحلِي وَرُبَّمَا حُرِمَ الغازُوْنَ غُنْمَهُمُ. البَيْتُ. يَقُوْلُ مِنْهَا: شَرِّقْ وَغَرِّبْ فَعَهْدُ العَاهِدِيْنَ بِمَا ... طَالَبْتَ فِي ذَمَلَانِ الأَنْيُقِ الذّلُلِ وَلَا تَقُلْ أُمَمٌ شَتَّى وَلَا شِقَق ... فَالأَرْضُ مِنْ تُرْبَةٍ وَالنَّاسُ مِنْ رَجُلِ الغَزِّيّ: 15435 - وَرُبَّمَا عِفْتُ حَمْلَ السَّيْفِ مُعْتَصِمًا ... نَجدتي لإشراكِ النَّاسِ في العُدَدِ 15436 - وَرُبَّمَا قَد رَأَيتَ الكَلْبَ متَّخِمًا ... في اليَومِ يَسْغَبُ فيْهِ الذِئبُ وَالأَسَدُ 15437 - وَرُبَّ مُوْدٍ وَأَيْدِي الأَمْنِ تَكْنُفُهُ ... وَرُبَّ نَاجٍ وَقَد أَشفى عَلَى التَّلَفِ ومن باب (وَرُبَّ) قَوْلُ يَحْيَى بن عَلِيِّ المُنَجِّمِ (¬1): وَرُبَّ بَعِيْدِ الدَّارِ لَيْسَ بِغَائِبٍ ... وَرُبَّ قَرِيبِ الدَّارِ لَيْسَ بِحَاضِرِ وقول آخَر: وَرُبَّ نَاءٍ سُوَيْدُ القَلْبِ مَسْكَنهُ ... وَرُبَّ دَانٍ وَصُوْلٍ وَهُوَ مَمْلُوْلُ وقول الصَّابِئِ (¬2): ¬
وَرُبَّ قَرِيْبٍ بِالعَدَاوَةِ شاحِطٍ ... وَرُبَّ بَعِيْدٍ بِالمَوَدَّةِ دَان وقول أَبِي تَمَّامٍ (¬1): نَائِي المَغَانِي رُوْحهُ أَبَدًّا ... عَدِيْلُ رُوْحِي وَدَانٍ لَيْسَ بِالدَّانِي وقول السَّرِيِّ الرَّفَاء يَذْكرُ مُطَالِبًا لَهُ بِدَيْنٍ (¬2): وَمُرْتَقَبٍ لِي غُدْوَةً وَعَشِيَّةً ... يُسَائِلُ عَنِّي وَهُوَ لِي غَيْرُ وَامِقِ وَرُبَّ فَتًى يَلْقَى السُّيُوْفَ بِوَجْهِهِ ... وَيَعْجَزُ عَنْ لُقْيَا سُيُوْفِ الوَثَائِقِ وَقَوْلُ ابْنِ شَمْسِ الخلَافَةِ (¬3): وَرُبَّ جَهُوْلٍ عَابَنِي بِمحَاسِنِي ... وَيقبح ضوْءُ الشَّمْسِ فِي الأَعْيُنِ الرَّمدِ ومن باب (وَرُبَّ) قَوْلُ ضَابِئٍ البَرجَمِيِّ (¬4): وَرُبَّ أُمُوْرٍ لَا تَضِيْرُكَ ضيْرَةً ... وَللقَلْبِ مِنْ تحْشَائِهِنَّ وَجِيْبُ وقول ابنِ المُعْتَزِّ (¬5): مَا الحُبُّ مِنِّي بِمَنْقُولٍ إِلَى مِذْقٍ ... وَلَسْت أَطْرَحُ نَفْسِي حَيْثُ تَلْحَانِي وَرُبَّ سِرٍّ كَنَارِ الشوقِ كَامِنَةٍ ... أَمَتُّ يَوْمًا إِظْهَارَهُ فَأَحْيَانِي يُقَالُ: انْفَرِدْ بِسِرِّكَ وَلَا تُوْدِعِهُ حَازِمًا فَيَزِلَّ وَلَا جَاهِلًا فَيَخُوْنَ. وَقِيْلَ مَنْ طَلَب لِسِرِّهِ مَوْضعًا فَقَدْ أَفشَاهُ. وَقِيْلَ: الصَّبْرُ عَلَى كِتْمَانِ السَّرِّ أَيْسَرُ مِنَ النَّدَامَةِ عَلَى إِفْشَائِهِ. وقول السَّمَوْءَلُ (¬6): ¬
وَرُبَّ شَتْمٍ سَمِعْتَهُ فَتَصامَمْـ ... ــــــتُ وَغَيٍّ تَرَكْتُهُ فَكُفِيْتُ وقول الحَارثِ بنِ حِلْزَةَ (¬1): وَرُبَّ ابنِ عَمٍّ تَدَّعِيْهِ وَلَوْ ... تَرَى خَبِيْئَتَهُ يَوْمًا لَسَاءَكَ غَائِبُه فَإِنْ يَكُ خَيْرًا فَالبَعِيْدُ يَنَالُهُ ... وَإِنْ يَكُ شَرًّا فَابْنُ عَمِّكَ صَاحِبُه أَلَا رُبَّ مَنْ يَغْشَى الأَبَاعِدَ نَفْعُـ ... ــــــــهُ وَيَشْقَى بِهِ حَتَّى المَمَاتِ أَقَارِبُه فَخَلِّ ابنَ عَمِّ السُّوْءِ وَالدَّهْرِ ... إِنَّهُ سَتَكْفِيهُ أَيَّامُهُ وَنَوَائِبُه ومن باب (وَرُبَّمَا) قَوْلُ السَّرِيِّ الرَّفَاء (¬2): وَرُبَّمَا ابْتَهَجَ الأَعْمَى بِحَالَتِهِ ... لأَنَّهُ قَدْ نَجَا مِنْ طِيْرَةِ العَوَرِ وقول البُحْتُرِيِّ (¬3): وَرُبَّمَا جَلَبَ المَكْرُوْهُ عَافِيَةً ... تُرْجَى وَأَرْدَفَ بَعْدَهُ السُّوءِ إِحْسَانُ وَقَوْلُ آخَر (¬4): وَرُبَّمَا فَارَقَ الإِنْسَانُ مُهْجَتَهُ ... يَوْمَ الوَغَا حَذرًا مِنْ سُبَّةِ العَارِ وقول آخَر (¬5): وَرُبَّمَا غُوْفِصَ ذُو عزَّةٍ ... أَصَحَّ مَا كَانَ وَلَمْ يَسْقَمِ وقول البُحْتُرِيِّ (¬6): وَرُبَّمَا كَانَ مَكْرُوْهُ الأُمُوْرِ إِلَى ... مَحْبُوْبِهَا سَبَبٌ مَا مِثْلُهُ سَبَبُ ¬
البُحتُريُّ: 15438 - وَرِثَ المكَارِم كَابِرًا عن كابرٍ ... كَالرُّمْحِ أُنبُوبًا عَلَى أُنْبْوُبِ ومن باب (وَرَثَ) قَوْلُ مَعْنِ بنِ أَوْسٍ المَزْنِيِّ، وَلَهُ حِكَايَةٌ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ إِذَا الحَسَبُ الرَّفِيْعُ (¬1): وَرَثْنَا المَجْدَ عَنْ آبَاءِ صِدْقٍ ... أَسَأنَا في دِيَارَهِم الصَّنِيْعَا إِذَا الحَسَبُ الرَّفِيْعُ تَنَاوَلَتْهُ ... وُلَاةُ السُّوْءِ أَوْشَكَ أَنْ يَضِيْعَا وَقَوْلُ أَبِي الحَجْنَاءِ يَرْثِي (¬2): أَضْحَتْ جِيَادُ ابنِ قَعْقَاعٍ مُقَسّمَةً ... فِي الأَقْرَبِيْنَ بِلَا مِنٍّ وَلَا ثَمَنِ وَرَّثْتَهُمْ فَتَسَلُّوا عَنْكَ إِذْ وَرِثُوا ... وِرْثتكَ غَيْر الهَمِّ وَالحَزْنِ وقول أَبِي تَمَّامٍ (¬3): وَرِثُوا الأُبُوَّةَ وَالحُظُوطَ فَأَصْبَحُوا ... جَمَعُوا جُدُوْدًا فِي العُلَى وَجُدُوْدَا قِيْلَ قَدِ اجْتَمَعَ العُلَمَاءُ بِالشِّعْرِ وَالأَدَبِ إِنَّ هَذَا البَيْتَ هُوَ أَشْعَرُ أَهْلِ زَمَانِهِ. ومن باب (وَرِجَالُ) قَوْلُ آخَر (¬4): وَرِجَالُ الحُرُوْبِ كلُّ حَدْبٍ ... مُفْحمٍ لَا تَهُوْلهُ الأَهْوَالُ تَضْرِبُ الفَارِسَ المَدَجَّجَ بِالسَّيْفِ ... إِذَا قَلَّ فِي الوَغَا الأَكْفَالُ أبُو سلمَى الخطابيّ: 15439 - وَرُحْبُ فُؤَادِ الفَتَى محْنَةٌ ... عَلَيْهِ إِذَا كَانَ في الأَمْرِ ضيْقُ ¬
قَبْلهُ: وَإِنِّي لأَعْرِفُ كَيْفَ الحُقُوْقُ ... وَكَيْفَ سِرُّ الصَّدِيْقِ الصَّدِيْقُ وَرَحبُ فُؤَادِ الفَتَى مِحْنَةٌ. البَيْتُ 15440 - وَرَدّد وَفَكِّر في الكِتَابِ فَإِنَّما ... بِأَطَرافِ أَقلَامِ الرِجَالِ عُقُولُها قَبْلَهُ: تَخَيَّر إِذَا مَا كُنْتَ فِي الأَمْرِ مُرْسِلًا ... فَمُبْلِغُ آرَاءِ الرِّجَالِ رَسُوْلُهَا وَرَوِّ وَفَكِّر فِي الكِتَابِ. البَيْتُ ومن باب (وَرَدَ) قَوْلُ أَبِي القَاسَمِ أَبِي العَلَاءِ الأَصْفَهَانِيِّ (¬1): وَرَدَ البشْرُ بِمَا أَقَرَّ الأَعْيُنا ... وَشَفَى النُّفوْسُ قلنَ غَابَ المُنَى وَتَقَاسَمَ النَّاسُ المَسَرَّةَ بَيْنَهُمْ ... قِسْمًا فَكَانَ أَجَلَّهُمْ قِسْمًا أَنَا قَوْلُ آخَر (¬2): وَرَدَ الكِتَابُ فَكَانَ أَعْظَمَ وَارِدٍ ... جَلَبَ المَسَرَّةَ بَعْدَ طُوْلِ بِعَادِهِ أَفْدِي الكِتَابَ بِنَاظِرِي ... فَبَيَاضُهُ وَسَوَادُهُ بِسَوَادِهِ وقول آخَر (¬3): وَرَدَ الكِتَابُ فَكَانَ عِنْدَ وُرُوْدِهِ ... كَمَفِيْضِ يُوْسُفَ إِذْ أَتَى يَعْقُوْبَا وقول آخَر فِي جَوَابٍ ثَقِيْلٍ عَنْ كِتَابٍ طَوِيْلٍ (¬4): ¬
وَرَدَتْ مِنْكَ رِقْعَةٌ أَسْأَمَتنِي ... وَثَنَتْ صَدْرِيَ الحَمُوْلَ مَلُوْلًا كَنَهَارِ المَصِيْفِ ثقْلًا وَكَرْبَـ ... ــــًا وَلَيَالِي الشِّتَاءِ بَرْدًا وَطُوْلَا يزيد بنُ معاوية بن أبي سفيان: 15441 - وَزَعَمْتِ أَهلَكِ يَمنعُوَنَكِ رَغْبَةً ... عنّي فَأَهلي بيْ أضَّنُ وَأَرْغَبُ ومن باب (وَزَعَمْتَ) قَوْلُ إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيْم الموصَلِيّ (¬1): وَزَعَمْتِ أَنِّي ظَالِمٌ فَهَجَرْتِنِي ... وَرَميْتَ فِي قَلْبِي بِسَهْمٍ نَافِذِ فَنَعَمْ ظَلَمْتُكِ فَاصْفَحِي ... وَتجَاوَزِي هَذَا مَقَامُ المُسْتَجِيْرِ العَائِذِ هَذَا مَقَامُ فَتًى أَضَرَّ بِهِ الهَوَى ... قَرِحَ الجفُوْنُ بِحُسْنِ وَجْهَكِ لائِذِ وَقَوْلُ آخَر وَقَدْ حُرِمَ الرِّفْدَ: وَزَعَمْتَ أَنَّكَ لَسْتَ تُعْطِي شَاعِرًا ... وَعَلَيْكَ فِيْمَا قَدْ زَعَمْتَ يَمِيْنُ فَلَئِنْ هَجَوْت لَتُعْطِيَنِّي صَاغِرًا ... إِنَّ اللَّئِيْمَ عَلَى الهَوَانِ يَلِيْنُ 15442 - وَزَهْرة الدُّنْيا وَإِنْ أَينعَتْ ... فَإِنَّمَا تُسْقَى بِمَاءِ الزَّوالُ 15443 - وَزهَّدَني في النَّاسِ مَعْرِفَتْي بِهمْ ... وَطُولُ اختَبارِي صَاحِبًا بَعَدَ صَاحِب بَعْدَهُ: فَلَمْ تُرِني الأَيَّامِ خِلًا تَسُرُّنِي ... بَوَادِيْهِ إِلَّا سَاءَنِي فِي العَوَاقِبِ وَلَا قُلْتُ أَرْجُوْهُ لِدَفْعِ مُلِمَّةٍ مِنَ ... الدَّهْرِ إِلَّا كَانَ إِحْدَى النَّوَائِبِ كَتَبَ المُعْتَصِمِ بِاللَّهِ صَاحِبُ المَغْرِبِ وَهُوَ أَبُو يَحْيَى مُحَمَّد بن مَعْنِ بنِ صُمَادِحَ ¬
بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ الثَّلَاثَةِ وَأَظُنُّهَا إِلَى الوَزِيْرِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بن عَمَّار يُعَاتِبُهُ فَأَجَابَهُ ابْنُ عَمَّارٍ يَقُوْلُ (¬1): فَدَيْتُكَ لَا تَزْهَدْ فَثَمَّ بَقِيَّةٌ ... سَتَرْغَبُ فِيْهَا عِنْدَ وَقْعِ التَّجَارُبِ وَابقَ عَلَى الخُلْصَانِ إِنْ لَدَيْهُمُ ... عَلَى البدْءِ كَرَّاتٌ بِحُنِ العَوَاقِبِ تُكَتِّفُنِي بِالنَّظْمِ وَالنَّثْرِ عَاتِبًا ... وَسُقْتَ إِلَيَّ القَوْلَ مِنْ كُلِّ جَانِبِ وَلَا بُدَّ مِنْ شَكْوَى وَلَوْ بِتَنَفُّسٍ ... تُخَفِّفُ مِنْ حَرِّ الحَشَا وَالتَّرَائِبِ ثَلَاثَةُ أَبْيَاتٍ وَهَيْهَاتَ إِنَّمَا بَـ ... ــــعَثْتَ إِلَى حَرْبِي ثَلَاثَ كَتَائِبِ وَلَوْ لَمَعَتْ لِي مِنْ سَمَائِكَ بُرْقَةٌ ... رَكَبْتُ إِلَى مَغْنَاكَ هَوْجَ الجَّنَائِبِ وَقَبَّلْتُ مِنْ يُمْنَاكَ أَعْذَبَ مَوْرِدٍ وَ ... قَضَّيْتُ مِنْ رُؤْيَاكَ أَوْكَدَ وَاجِبِ سِوَاكَ يَعي قَوْلُ الوُشَاةِ مِنَ العِدَى وَ ... غَيْرُكَ يَقْضِي بِالظُّنُوْنِ الكَوَاذِبِ ومن باب وَزَهَّدَنِي قولُ يَحْيَى بنِ طالِب الحَنَفِيِّ (¬2): وَزَهَّدَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ صَنَعْتَهُ ... إِلَى النَّاسِ مَا جَرَّبْتُ مِنْ قِلَّةِ الشُّكْرِ الرّضيّ الموسَوي: 15444 - وَسَّالمتُ لمَّا طَالَتِ الحَربُ بَينَنَا ... إِذَا لم تُظفّركَ الحرُوبُ فَسَالِم عبدُ الرحمنَ بن حَسَان بن ثابت: 15445 - وَسَامٍ بَعْينَهِ لِما ليْسَ نَائلًا ... كمَاشٍ بِرجْلَيْهِ لإِدْراكِ طائِر 15446 - وَسَائِلينَ بَحالِي كيْفَ صُوْرَتُها ... فقُلتُ قَدُ نَطقَتْ حَالِيْ لمنْ عَقلَا 15447 - وَسعَتْ دَارُكُم جَمِيع بَني عَبْسٍ ... وَضَاقَتْ عَن وَاحدٍ عَجْلَاني ¬
15448 - وَسَلْ بي المجدَ تَعلَم أَنَّ ذَا حَسَبٍ ... في بُرْدَتَي إذا مَا حَادِثٌ هَجَا 15449 - وَسَلَوتُ حَتَّى لَو سرى منْ أرضكُمْ ... طَيفٌ لَما حيَّاهُ طيفي الكَرى العَبَّاس بن الأحنَفِ: 15450 - وَسَمْتَ أمْرأً بالعُرْفِ ثُمَّ أطَّرحْتَهُ ... وَمَنْ أَكْمل المَعْروُفِ رَبُّ الصَّنايِع بَعْدَهُ: وَأُقْسِمُ مَا تَركِي عِتَابكَ عَنْ قلًى ... وَلَكِنْ لِعِلْمِي أَنَّهُ غَيْرُ نَافِعُ وَإِنْ كَانَ لَا يُدْنِيْكَ إِلَّا شَفَاعَةً ... فَلَا خَيْرَ فِي وُدٍّ يَكُوْنُ بِشَافِعِ ومن باب (وَسَائِل) قَوْلُ بَشَّارٍ يَهْجُو (¬1): وَسَائِلٍ عَنْ نَدَى مَسْعُوْد قُلْتُ لَهُ ... هُوَ الجوَادُ وَلَكِنْ فَاسِقُ الجوْدِ غَيْثُ الزُّنَاةِ إِذَا حَلُّوا بِسَاحَتِهِ ... وَآفَةُ المَالِ بن الزِّقِّ وَالعُوْدِ ومن باب (وَسَعَى) قَوْلُ العَبَّاسِ بن الأَحْنَفِ (¬2): وَسَعَى بِهَا نَاسٌ فَقَالُوا إنها ... لهي التي تَشْقَى بِهَا وَتُكَابِدُ فَجَحَدْتُهُمْ لِيَكُوْنَ غيركِ ظنهُمْ ... إنِّي لَيعْجِبُنِي المُحِبُّ الجاحِدُ قِيْلَ كَانَتْ خَمَّارَةٌ تَسْكُنُ الشَّامَ يُقَالُ لَهَا هَشِيْمَةُ وَكَانَتْ تَخْدِمُ الوَليْدَ بن يَزِيْدَ فِي شرَابِ وَكَانَتْ أَعْرَفُ النَّاسِ بِالجمْعِ بَيْنَ المُحِبِّ وَالمَحْبُوْبِ وَأَلطَفَهُمْ لَبَاقَةً وَخِدْمَةً وَمَعْرِفَةً بِالنّسْوَانِ وَعُمِّرَتْ إِلَى زَمَنِ الرَّشِيْدِ فَحَدَّثَ عُمَرُ بن شَبَّةَ قَالَ مَاتَ إِسْحَقُ بن إِبْرَاهِيْمِ المُوْصَلِّيِّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَمَائةٍ وَفِي ذَلِكَ اليَوْمِ مَاتَ الكَسَائِيُّ النَّحَوِيُّ والعباسُ بنُ الأحْنَفِ وَهَشِيمَةُ الخَمَّارَةُ فَبَلَغَ الرَّشِيْدُ مَوْتهِمْ فَأَمَرَ المَأمُوْنَ أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِمْ فَخَرَجَ وَصُفُّوا بَيْنَ يَدَيْهِ فَصَلَّى عَلَى الكَسَائِيِّ أَوَّلًا ثمَّ قَدَّمُوا إِسْحَقَ بن إِبْرَاهِيْمِ ¬
فَقَالَ مَنْ هَذَا قِيْلَ إِسْحَقُ فَقَالَ أخِّرُوْهُ وَقَدِّموَا العَبَّاسَ فَقُدِّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ صَلَّى عَلَى البَاقِيْنَ فَلَمَّا انْصَرَفَ دَنَا مِنْهُ هَاشِمُ بن عَبْدَ اللَّهِ بنِ مَالِكٍ الخُزَاعِيُّ فَقَالَ يَا سَيِّدي كَيْفَ آثَرْتَ العَبَّاسُ بِالتَّقْدِيْمِ عَلَى مَنْ حَضَرَ فَقَالَ لِقَوْلهِ: وَسَعَى بِهَا نَاسٌ. البَيْتَانِ ثُمَّ قَالَ أَتَحْفِظهُمَا قُلْتُ نَعَمْ وَأَنْشَدْتَهُ إِيَّاهُمَا فَقَالَ المَأْمُوْنُ أَلَيْسَ مَنْ قَالَ هَذَا الشِّعْرَ حَقِيْقًا بِالتَّقْدِيْمِ قُلْتُ بَلَى وَاللَّهِ يَا سَيِّدِي. ومن باب (وَسَأَلْتُ) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬1): [من الكامل] وَسَأَلْتُ مَنْ لَا يَسْتَجِيْبُ فَكُنْتُ فِي ... اسْتِخْبَارِهِ كَمُجِيْبِ مَنْ لَمْ يُسْأَلِ ومن باب (وَسَمَعَكَ) قَوْلُ مَحْمُوْدٍ الوَرَّاقِ (¬2): وَسَمعَكَ عَنْ سمَاعِ القُبْحِ ... كَصَوْنِ اللِّسَانِ عَنِ النُّطْقِ بِهِ وقول آخَر كَقَوْلِ العَبَّاسِ بن الأَحْنَفِ. وَسَعى بِهَا. البَيْتَانِ. أَغَارُ إِذَا أَظْهَرْتُ سِرَّ مَحَبَّتِي ... فَأخْفِي الهَوَى عَمْدًا وَأَمْنَحُهُ صَدَّا وَسَمَّيتُهَا لَيْلَى وَسَمَّيْتُ دَارَهَا ... بِنَجْدٍ وَلَا لَيْلَى أَرَدْتُ وَلَا نَجْدَا يَحيُى بنُ زيادٍ: 15451 - وَسوءُ ظَنّكَ بالأَدنَيْنِ دَاعِيَةٌ ... لأَنْ يَخُونَكَ مَنْ قَد كَانَ مُؤتَمَنَا ومن باب (وَسَئِمْتُ) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ يَتَقَاضَى: وَسَئِمْتُ المَقَامَ حَتَّى لَقَدْ صَارَ ... شَبيْهًا بِالنُّجْحِ عِنْدِي القفُوْلُ أَنَا غَادٍ وَرَائِحٌ عَنْكَ بِالشُّكْرِ ... فَمَاذَا تَرَى وَمَاذَا تَقُوْلُ ومن باب (وَسِيْلَتِي) قَوْلُ الرَّضِي المُوْسَوِيِّ (¬1): وَسِيْلَتِي أَنَّهُ غَيْثٌ وبِي ظَمَأٌ ... وَإِنْ ظَمِيْنَا تَوَسَّلْنَا إِلَى الدِّيَمِ ¬
ومن باب (وَشَادِنٍ) قَوْلُ ابن عَبَّادٍ (¬1): وَشَادِنٍ جَمَالهُ ... تَقْصُرُ عَنْهُ صِفَتِي أَهْوَى لِتَقْبِيْلَ يَدِي ... فَقُلْتُ لَا بَلْ شَفَتِي وَقَوْلُ آخَر (¬2): وَشَادِنٍ يَسْبَحُ فِي لُجَّةٍ ... كَأَنَّمَا جَادَتْ بِهَا عَيْنِي لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الحُسْنِ شَمْسًا ... لِمَا أَبْصَرْتَهُ يَغْرُبُ فِي عَيْنِي 15452 - وَشَارِبُ الخَمِرُ يَصْحُو بَعدَ سَكرتْهِ ... وَشَارِبُ الحُبّ طُولَ الدَّهرِ سَكْرانَا قَبْلهُ: أَلْقَاكَ وَالقَلْبُ صَاحٍ مِنْ رَسِيْسِ هَوًى ... وَأَنْثَنِي عَنْكَ بِالأَشْوَاقِ نَشْوَانَا وَشَارِبُ الخَمْرِ يَصْحُو بَعْدَهُ سَكْرَتِهِ. البَيْتُ 15453 - وَشَاهدُ صِدْقٍ مِنْ سُلمى بحبّهَا ... إِذَا شَهِدتُ أَغنَاك عَنْ كُلِ شَاهِدْ المُتَنَبي: 15454 - وَشبْهُ الشَّيء مُنجَذبٌ إِليْهِ ... وَأَشبَهُنَا بدْنْيَانا الطَّغَامُ لَهُ أيضًا: 15455 - وَشَرُّ الأَذى مَا جَاءَ مِنْ غَير حسْبَةٍ ... وَكيْدُ المباذي دُونَ كَيْدِ المُدَاهِن بَعْدَهُ: وَإِنَّ بُلُوْغَ الخَوْفِ مِنْ قَلْبِ خَائِفٍ ... لَدُوْنَ بُلُوْغِ الخَوْفِ مِنْ قَلْبِ آمِنِ ¬
هَذَا تَأكِيْدٌ لِمَعْنَى البَيْتِ الأَوَّلِ. يَقُوْلُ خَوْفُكَ مِمَّنْ تَخَافَهُ دُوْنَ خَوْفِكَ مِمَّنْ تَأمَنَهُ لأَنَّكَ مِنْ ذَا حَذِرٌ وَإِلَى هَذَا آمِنٌ. الربيع بن أبي الحقيقُ: 15456 - وَشَّرُ مَا فَاتَ ذَا رَأْيٍ أن يَعيْش به ... وَسطَ العَشيرة نُصْحٌ غَيرُ مَقْبُولِ المُتَنَبي: 15457 - وَشَرُّ مَا قَنَصَتْهُ رَاحتي قنَصٌ ... شهبُ البُزَاةِ سواءٌ فيْهِ وَالرَّخمُ يقول إِذَا تَسَاوَيْتُ أَنَا وَمَنْ لَا قَدَرَ لَهُ فِي أَخْذِ عَطَائِكَ فَأَيُّ فَضْلٍ لِي عَلَيْهِ وَمَا كَانَ مِنَ الفَائِدَةِ هَكَذَا فَإِنِّي لَا أَفْرَحُ بِهِ وَلَا أَعْتَدُّهُ غُنْمًا إِنَّمَا أَفْرَحُ بِأَخْذِ مَا يَخْتَصُّ بِالأَفَاضِلِ. بَشَارُ: 15458 - وَشفاءُ العَمَى السُّؤَالُ فَقومَا ... سَائِلًا والبَيَانُ عِنْدَ الخَبِيْرِ ومن باب (وشَقَّ) قَوْلُ أَبِي طَالِب فِي رَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُرْوَى لِحَسَّانِ بن ثَابِتٍ وَالأَشْهَرُ لأَبِي طَالِبٍ (¬1): وَشَقَّ لَهُ مِنْ اسْمِهِ لِيُجِلُّهُ ... فَذَلِكَ مَحْمُوْدٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ يُرْوَى فِي حَدِيْثِ أَنَس بن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوْقَفُ عَبْدَانِ بَيْنَ يَدَي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَأمُرْ بِهمَا إِلَى الجّنَّةِ فَيَقُولَانِ رَبّنَا بِمَ اسْتَأهَلْنَا مِنْكَ الجَنَّةَ وَلَمْ نَعْمَلْ عَمَلًا تُجَازِيْنَا بِهِ الجنَّةَ فَيَقُوْلُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمَا: ادْخُلَا الجنَّةَ فَإِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا أُدْخِلَ النَّارَ مَن اسْمُهُ أَحْمَدُ أوْ مُحَمَّدٌ. وَرَوَى الحَسَنُ البَصْرِيُّ قَالَ أَنْ اللَّهَ لَيُوْقِفَ عَبْدًا بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ اسْمُهُ أَحْمَدٌ أوْ مُحَمَّدٌ فَيقُوْلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُحَمَّدٌ عَبْدِي أَمَّا اسْتَحْيَيْتَنِي وَأَنْتَ تَعْصِينِي وَاسْمُكَ بِاسْمِ ¬
حَبِيْبِي مُحَمَّدٍ فَينَكِّسُ العَبْدُ رَأسَهُ ثُمَّ يَقُوْلُ اللَّهُمَّ فَعَلْتُ فَيَقُوْلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيْلُ خُذْ بِيَدِي عَبْدِي فَأدْخلْهُ الجنَّةَ، فَإِنِّي أَسْتَحِي أَنْ أُعَذِّبَ بِالنَّارِ مَنِ اسْمُهُ عَلَى اسْمِ حَبِيْبِي مُحَمَّدٍ. وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةُ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَدْخُلُ الفَقْرُ بَيْتًا فِيْهِ اسْمِي. وَرَوَى الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عَلَيْهُمَا السَّلَامُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ مَائِدَةٍ وُضِعَتْ فَحَضَرَ عَلَيْهَا مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ أوْ مُحَمَّدٌ إِلَّا قُدِّسَ ذَلِكَ المَنْزِلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ. وَرَوَى عَلَيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ يَوْمٍ كَانَتْ لَهُمْ مَشُوْرَةٌ فَحَضَرَ مَعَهُمْ مَنْ اسْمُهُ أَحْمَدُ أوْ مُحَمَّدٌ فَأدْخَلُوْهُ فِي مَشُوْرَتِهِمْ إِلَّا خيْرَ لَهُمْ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي مَشُوْرَةٍ مَعَهُمْ رَجُلٌ اسْمُهُ أَحْمَدُ أوْ مُحَمَّدٌ فَلَمْ يُدْخِلُوْهُ فِي مَشُوْرَتِهِمْ إِلَّا لَمْ يُبَارَكْ لَهُمْ. وَرَوَى عَلَيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ فِيْهُمْ اسْمُ نَبِيٍّ إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ مَلَكًا يُقَدِّمُهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ. 15459 - وَشكر كَأَنَّ الشَمسَّ تَعنَى بِنَشْرهُ ... فَفِي كُلّ أَرضٍ مُخبْرٌ ورَسُولُ 14560 - وَشُكْري لإِنعْامِكَ المُسْتَمِرّ ... كَشُكْرِ الرِيّاضِ لصَوبِ السُّحْب المُتَنَبي: 15461 - وَشَكِيَّتِي فَقدُ السَّقَامِ لأَنَّهُ ... قَد كَانَ لمَّا كَانَ لي أَعْضَاءُ يقول مِنْهَا: ¬
أَسَفِي عَلَى أَسَفِي الَّذِي وَلَّهَنِي ... عَنْ عِلْمِهِ فَبِهِ عَليَّ جَفَاءُ مَثَّلْتُ عَيْنكَ فِي حَشَايَ جرَاحَةً ... فَتَشَابَهَا كِلْتَاهُمَا نَجْلَاءُ نَفَذَتْ عَلَيَّ السَّابِرِيَّ وَرُبَّمَا ... تَنْدَقُّ فِيْهِ الصُّعْدَةُ السَّمْرَاءُ أَنَا صَخْرَةُ الوَادِي إِذَا مَا زُوْحِمَتْ ... فَإِذَا نَطَقْتُ فَإِنَّنِي الجوْزَاءُ وَإِذَا خَفِيْتَ عَنِ الغَبيّ فَعَاذِرٌ ... أَنْ لَا تَرَانِي مُقْلَةٌ عَمْيَاءُ يقول مِنْهَا مَدْحًا: وَكَذَا الكَرِيْمَ إِذَا أَقَامَ بِبَلْدَةٍ ... سَالَ النُّضَارُ وَقَامَ المَاءُ فِي خَطِّهِ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ شَهْوَةٌ ... حَتَّى كَأَنَّ مَغِيْبَهُ الأَقْذَاءُ مَنْ يَظْلُمُ اللُّؤَمَاءَ فِي تَكْلِيْفِهِمْ ... أَنْ يُصْبِحُوا وَهُمُ لَهُ أكْفَاءُ وَنَدِيْمِهِمْ وَبِهِمْ عَرفْنَا فَضْلَهُ ... وَبِضدِّهَا تَتَبَيَّنُ الأَشْيَاءُ بَعْدَهُ: وَلَا خَطَرِي وَزْنَ الغِنَى لَوْ بَلَغْتَهُ ... سُؤَالًا وَلَا عِرْضِي نَظِيْرُ الدَّرَاهِمِ السَريُ الرفَّاء: 15462 - وَشمَائِلٌ شَهِدَ العَدُوُّ بفَضْلِها ... وَالفَضْلُ مَا شْهِدَتْ بِهِ الأعداءُ النَابغةُ الذُيبانيُّ: 15463 - وَشَى بيَ الحَاسدُونَ ... بِزْورِ قَولٍ مَسْمَعُهُ أثَامُ 15464 - وشيَّبَنَي أَن لَا أَزَالَ مُجَرّرًا ... سَرَابيْلَ سَأّالٍ كَثيرَ لمَغَارِم 15465 - وَشيَّبَني أَنْ لَا تَزال عَظيمةٌ ... يجيءُ بِهَا غَيْرِي وَيُرْمَى بِهَا رَأْسِي ¬
المُقَنعُ الكندي: 15466 - وَصَاحِبُ السَّوْءِ كَالدّاءِ العَيَاءِ إذا ... مَا أرْفَضَّ في الجلْدِ يَحَيْ هُنَا وهُنَا قَبْلهُ: يَجْرِي وَيَحْفِرُ عُوْرَاتٍ لِصَاحِبِهِ ... وَمَالَهُ عِنْدَهُ مِنْ صَالِحٍ دَفَنَا كَمُهْرِ سَوْءٍ إِذَا رَفَّعْتَ سِيْرَتَهُ ... رَامَ الجمَاحَ وَإِنْ خَفَّضْتَهُ حَرَنَا إِنْ يَحْيَ ذَاكَ فَكُنْ مِنْهُ بِمعْزَلَةٍ ... أَوْ مات ذَاكَ فَلَا تَشْهَدْ لَهُ جَنَنَا ومن باب (وَصَاحِبٍ) أَنْشَدَ أَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيْدِيُّ (¬1): وَصَاحِبٍ أَصْبَحَ فِي برْدِهِ ... كَالمَاءِ فِي كَانُوْنَ وفِي شُبَاط نَدْمَانَهُ مِنْ ضِيْقِ أَخْلَاقِهِ ... كَأَنَّهُ فِي مِثْلِ سَمِّ الخِيَاط نَادَمْنَهُ يَوْمًا فَأَلْفَيْنَهُ مُتَّصِلًا ... الصَّمْت قَلِيْل النَّشَاط حَتَّى لَقَدْ أَوْهَمَنِي أَنَّهُ بَعْضُ ... التَّمَاثِيْلِ الَّتِي فِي البِسَاط وَقَوْلُ آخَر (¬2): وَصَاحِبْا إِذَا صَاحَبْتَ حُرًّا ... فَإِنَّمَا يَزِيْنُ وَيَزْرِي بِالفَتَى قرنَاؤُهُ ومن باب (وَصَاحِبٍ) قَوْلُ ابن أَبِي الهَيْجَاءِ وَفَاتهُ سنةَ 494: وَصَاحِبِ ذِي رُوَاءٍ جَيِّدٍ ... حَسَنٍ لَكِنَّهُ قَدْ يُنَافِي حبرهُ الخَبَرُ كَأَنَّهُ زَهْرُ الدُّفْلَى فَلَيْسَ ... لَهُ نَشْرٌ وَلَا يُرْجَى لَهُ ثَمَرُ وقول آخَر (¬3): وَصَاحِبٍ أَسْرَعْتُ فِي مَدْحِهِ ... وَبُخْلُهُ أَسْرَعَ تَكْذِيْبِي حجَابُهُ أَلْزَمَنِي مَنْزِلِي ... وَمَنْعُهُ أَحْسَنَ تَأْدِيْبِي ¬
وقول آخَر: وَصَاحِبٍ لَا أَعَادَ اللَّهُ صحْبَتُهُ ... وَأُرَاهُ شَرَّ مَنْ صُحِبَا لَا يَسْتَقِيْمُ عَلَى حَالٍ فَأَعْرِفُهَا ... وَلَا يَفُوْهُ بِخَيْرِ جَدّ أوْ لَعِبَا إِنْ زُرْتُهُ قَاضِيًا حَقَّ الإِخَاءِ لَهُ ... غَابَ احْتِجَابًا وَإِنْ أَهْمَلْتِهِ عَتِبَا وَإِنْ تَنَصَّلْتُ مِمَّا قَالَ مُعْتَذِرًا ... أَبَى القُبُوْلَ وَإِنْ عَاتَبتُهُ غَضِبَا وَقَوْلُ العَتْبِيِّ (¬1): وَصَاحِبٍ لِي أَبْنِيْهِ وَيَهْدِمُنِي ... لَا يَسْتَوِي هَادِمٌ يَوْمًا وَبَنَّاءُ إِذَا رَآنِي فَعَبْدٌ خَافَ مَعْتِبَةً ... وَإِنْ نَأَيْتُ فثم الغُمْرُ وَالدَّاءُ لَا يَقْطَعُ العَيْنَ مِنْهُ مُلَاحَظَةٍ ... كَأَنَّهَا لاسْتِراقِ الطَّرْفِ حَوْلَاءُ ابْنُ هندو: [من الوافر] 15467 - وَصَارَ النَّاسُ كُلُهُم خِداعًا ... فَصِرتُ أَشُكُّ في نَفْسِيّ اتّهَامَا محَمّد بن شُبلٍ: 15468 - وصَالُ الفَتَى هَجرٌ لَمنَ لَا يَودُّهُ ... وأُنْسُ الفَتَى ذُعْرٌ لمن لَا يُشَاكِلُهُ ومن باب (وِصَالِكُمْ) قَوْلُ العَبَّاسِ بن الأَحْنَفِ (¬1): ألا لَيْتَ ذاتِ الخَالِ تَلْقَى مِنَ الهَوَى ... عَشِيْر الَّذِي أَلْقَى قَتَلْهُمُ الحُبُّ وَأَبْكِي إِذَا مَا أَذْنُبْتُ خَوْفَ عَتْبهَا ... فَأَسْأَلُهَا مرْضَاتهَا وَلَهَا الذّنْبُ وِصَالُكُمْ هَجْرٌ وَحُبُّكُمُ قَلًى ... وَعَطْفُكُمُ سُخْطٌ وَسِلْمُكُمُ حَرْبُ وَأَنْتُمْ بِحَمْدِ اللَّهِ فيكم فَضَاضةٌ ... وَكُلّ ذلُوْلٍ مِنْ مَرَاكِبكُمْ صَعْبُ فَإِنْ شِئْتُمُ صُدُّوا وَإِنْ شِئْتُمُ صِلُوا ... فَلَا قَاطِعٌ بُعْدٌ ولا وَاصِلٌ قُرْبُ ¬
إِسَاءَتُكُمْ حُسْنَى وَسُخْطَكُمُ رِضًا ... وَجُوْرَكُمُ عَدْلٌ وَتَعْذِيْبُكُمْ عَذْبُ مَتَى حَلَّ فِي قَلْبِي حَبِيْبٌ سِوَاكُمْ ... فَلَا طَابَ لِي عَيْشٌ وَلَا لَذَّ لِي شِرْبُ أَخَذَهَ الحَاجِرِيُّ فَقَالَ: صُدُوْدُكُمُ وَصْلُ رِضًى ... وَجُوْرُكُمُ عَدْلٌ وَبُعْدُكُمُ قُرْبُ ومن باب (وَصَارَ) قَوْلُ بَعْضَهُمْ يَهْجُو (¬1): وَصَارَتْ قَنَاةُ الدِّيْنِ فِي كَفِّ ظَالِمٍ ... إِذَا اعْوَجَّ مِنْهَا جَانِبٌ لَا يُقِيْمهَا وَقَوْلُ آخَر: وَصَارَ قَلْبِي لَا يَشْتَاقُ مُذْ لَعِبَتْ ... أَيْدِي المَلَامَةِ فِيْهِ غَيْرَ مُشْتَاقِ ومن باب (وَصِحَّةُ) قَوْلُ المُقَنَّعُ الكِنْدِيِّ: وَصِحَّةُ جِسْمِ المَرْءِ سُقْمٌ لِقَلْبِهِ ... وَصِحَّةُ قَلْبِ المَرْءِ حِيْنَ اشْتِكَائِهِ وَقَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ (¬2): وَصَدَقْتَ أَنَّ الرِّزْقَ يَطْلبُ أَهْلَهُ ... لَكِنْ بِحِيْلَةِ مُتْعَبٍ مَكْدُوْدِ وَقَوْلُ آخَر (¬3): وَصَفْتَ التُّقَى وَصْفًا كَأَنَّكَ ذُو تُقًى ... وَرِيْحُ المَعَاصِي مِنْ شَأنكَ يَسْطَعُ وَقَوْلُ آخَر (¬4): وَصَمْتُكَ مِنْ غَيْرِ عَيِّ اللِّسَا ... نِ أَزْيَنُ مَنْ هَذْرِ المَنْطِقِ 15469 - وَصَحيْحٍ أَضحى سقيْمًا ... وَهوْ أَدنَى للمَوتِ مِمَّنْ يَعُوْدُ ¬
البُصرَوي: 15470 - وَصُعُوْبَةُ بها الكِتْمَان أَسهَلُ ... مِنْ نَثٍّ تُحَاذِرُ مِنْ عَوَاقِبِهِ 15471 - وَصَفَ المَكَارِمَ وَهَو فيْهَا زَهِدٌ ... وَأَرى الجَميْلَ وفيْهِ عَنْه تَغَاضِ 15472 - وَصَلَ الكِتَابُ فَكَانَ أَكْرَمَ وَاردٍ ... أَهدى السُرورَ لخَادمٍ مُشَتَاقِ المُتَنَبي: 15473 - وَصُوْلُ إلى المُستَصَعَبَاتِ بِحيْلَةٍ ... فلَو كَانَ قَرنُ الشّمسِ مَاءً لأَوردَا الببَغاءُ: 15474 - وَصَلَاحُ الأَجْسَام سَهْلٌ وَلَكِنْ ... في صَلَاحِ العُقُولِ يَعيَ الطَّيْبُ أَنشَدَ عَليّ بن مَاهانَ: 15475 - وَصَيَّرَنَي يَأَسِي مِنْ النَّاسِّ رَاجيًا ... لسُرعَةِ صُنْعِ اللَّهِ مِنْ لَا أَدرِي أبو تَمامُ: 15476 - وَضِدُّ كُلِ أمرِيءٍ مَا كَانَ يَجْهَلُه ... وَالجَاهِلُونَ لأَهل العِلم أعداءُ الخُبزرزِيُ: 15477 - وَضَربُ العَصَا مُوْلِمٌ ساعةً ... وَضَرْبُ اللّسَانْ طَويْلُ الألَمْ ومن باب (وَضَعْتُ) قَوْلُ ابن شِبْلٍ: وَضَعْتُ لأَهْلِ هَذَا الدَّهْر خَدِّي ... لأَسْلَمَ مِنْهُمُ وَأَلَنْتُ جَنْبِي فَكَأَنَّ تَقَرُّبِي أَدْنَى لِبُعْدِي ... وَإحْسَانِي إِلَى ذِي الذَّنْبِ ذَنْبِي ¬
وقول مُحَمَّد بن يَزِيْدَ (¬1): وَضَعْتُمْ قُرَيشًا بِالحَضيْضِ فَأَصْبَحَتْ ... مُبَاحًا حِمَاهَا عُرْضَةً لِلْمَظَالِمِ وَمَنْ يُلْهِمِ الأَعْدَاءَ أَعْرَاضَ قَوْمِهِ ... تَنَلْهُ مَرَامِي مُعْلِنٍ أوْ مكَاتِمِ وَمَا يَسْلَمُ الرَّأْسُ العَلِيُّ مَكَانَهُ ... إِذَا نَقَبَتْ إحْدَى بُطُوْنِ المَنَاسِمِ ومن باب (وَطَبِيْبٍ) قولُ السَّلَامِيِّ يَذِمُّ طَبِيْبًا (¬2): وَطَبِيْبٍ مُجَرَّبٍ مَالَهُ بِالنُّجْحِ ... فِي كُلِّ مَا يُجَرِّبُ عَادَه مَرَّ يَوْمًا إِلَى عَلِيْلٍ فَقُلْنَا ... قرَّ عَيْنًا فَقَدْ رُزِقْتَ الشَّهَادَه ومن باب (وَطُوْلُ) قَولُ أَبِي تَمَّامٍ (¬3): وَطُوْلُ مَقَامِ المَرْءِ فِي الحَيِّ مُخْلِقٌ ... لِدِيْبَاجَتَيْهِ فَاغْتَرِبْ تَتَجَدَّدِ فَإِنِّي رَأَيْتُ الشَّمْسَ زِيْدَتْ مَحَبَّةً ... إِلَى النَّاسِ أنْ لَيْسَتْ عَلَيْهمْ بِسَرْمَدِ المعَرّي: 15478 - وَطَالَ اعْتِرَافي بالزَّمانِ وَأَهْلِهِ ... فَلَسْتُ أُباَلي مَنْ تَغُولُ الغَوائلُ بَعْدَهُ: فَلَوْ بَانَ عَضدِي مَا تَأَسَّفَ مَنْكِبِي ... وَلَوْ مَاتَ زِنْدِي مَا بَكَتْهُ الأَنَامِلُ البُحتُريُّ: 15479 - وَطَلبتُ مِنْكَ مَودّةً لَم أعْطَها ... أنَّ المُعَنّى طَالِبٌ لَا يَظْفَرُ أبو هلاكٍ العَسكرِي: 15480 - وَظَلَمتَني وَزَعَمتَ أَنّي ... ظَالِمٌ وَمنَ العَجائبِ ظَالِمٌ مُتَظَلّمُ ¬
قَبْلهُ: إِنْ كَانَ مِنْ حَقِ المَوَدَّةِ فِي الهَوَى ... أَنْ تَصْرِمُوا حَبْلَ التَّوَاصُلِ فَاصْرِمُوا ضَيَّعْتُ حَقَّ تَحَرُّمِي بِوِدَادِكُمْ ... غُرَّ امْرُؤٌ بِوِدَادِكُمْ يَتَحَرَّمُ وَظَلَمْتَنِي وَزَعَمْتَ أَنِّي ظَالِمٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فلا بَعُدْنَ مِنْكُم وَبَالِي كَاسِفٌ ... وَلأَصْبرَنَّ عَنْكُمْ وَأَنْفِي مُرْغَمُ وَلَوْ اسْتَطَعْتُ جَزَيْتَكُمْ بِفِعَالِكُمْ ... لَكِنَّنِي لَا أَسْتَطِيْعُ فَأكْظُمُ وَلَعَلَّ دَائِرَة الزمانِ تَدُوْرُ لِي ... حَتَّى تَعُوْدُ إِلَى الَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ابن الرّوميّ: 15481 - وَظُنوُنُ الذَكِيّ أَنفَذُ في الحقّ ... سِهَامًا مِنْ رؤيةِ الأَغبيَاءِ 15482 - وَعَاتَبني عَمرْوٌ عَلى السَّيروَ السُرَى ... وَلَم يدْرِ أَنّي للمقَامِ أَطوفُ 15483 - وَعَارٌ عَلَى حَامِي الحِمَى وَهو قَادِرٌ ... إِذَا ضَلَّ في النَّادِي عقَالُ بَعير ضَمَّنَهُ بَعْضهُمْ فَقَالَ: إِذَا مَا دَفَنْتُوْنِي مُجَاوِرَ حَيْدَرٍ ... أَبِي شَبَّرٍ أَكْرِمْ بِهِ وَشَبيْرِ فَلَسْتُ أَخَافُ النَّارَ بَعْدَهُ جِوَارِهِ ... وَلَا أَخْتَشِي مِنْ منكرٍ وَنَكِيْرِ الَعَارٌ عَلَى حَامِي الحِمَى. البَيْت عليّ بن الجهمِ: 15484 - وَعَاقبَةُ الصَّبرْ الجَميْلِ جَميْلَةٌ ... وَأَفْضَلُ أَخلَاق الرِّجالِ التفَضَّلُ قَبْلهُ: هِيَ النَّفْسُ مَا حَمَّلتهَا تَتَحَمَّلُ ... وَللدَّهْرِ أَيَّامٌ تَجُوْرُ وَتَعْدِلُ ¬
وَعَاقِبَةُ الصَّبْرِ الجمِيلِ جَمِيْلَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا عَارَ إِنْ زَالَتْ عَنِ الحُرِّ نِعْمَةٌ ... وَلَكِنَّ عَارًا أَنْ يَزوْلَ التَّجَمُّلُ ابْنُ الدمينةِ: 15485 - وَعَتبْتَ حيْنَ صَحَت وَهَو بدَائِهِ ... شَتَّى العِتَابِ مُصَحَّحٌ وَسَقِم ومن باب (وَعَثَرْتُ) قَوْلُ آخَر (¬1): وَعَثَرْتُ بَيْنَ عَزِيْمَتَيْنِ كِلَاهُمَا ... أَمْضَى وَأَنْفَذُ مِنْ شبَاه سِنَانِ هَمٌّ يُشَوِّقُنِي إِلَى طَلَبِ العُلَى ... وَهَوًى يُشَوِّقُنِي إِلَى الأَوْطَانِ ومن باب (وَعَزَّاكَ) قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ (¬2): وَعَزَّاكَ عَنْ لَيْلِ الشَّبَابِ مَعَاشِرٌ ... فَقَالُوا نَهَارُ الشَّيْبِ أَهْدَى وَأَرْشَدُ فَقُلْتُ نَهَارُ المَرْءِ أَهْدَى لِسَعْيِهِ ... وَلَكِنَّ ظِلَّ اللَّيْلِ أَنْدَى وَأَبْرَدُ وقول آخَرُ مُعَزِّيًا (¬3): وَعَزَّيْتُ نَفْسِي أَنَّهُ لَيْسَ وَاحِدٌ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا قَدْ أُصِيْبَ بِصَاحِبِ وَمَا كَرَّتِ الأَيَّامُ فِي كلِّ أُمَّةٍ ... وَلَا اخْتَلَفَتْ إِلَّا لِصَرْفِ النَّوَائِبِ ومن باب (وَعَرفْتُ) قَوْلُ زُهَيْرُ بن أَبِي سُلْمَى (¬4): وَعَرفْتُ أَنْ لَيْسَتْ بِدَارِ تَائِيةٍ ... فَكَصَفْعَةٍ بِالكَفِّ كَانَ رُقَادِي تَائِيَّةٌ أي مَكْثٌ وَإِقَامَةٌ. يَقُوْلُ كَانَ رُقَادِي كَصَفْعَةٍ بالكَفِّ وَهُوَ مِنْ أَبْلَغِ مَا وُصِفَ بِهِ قِصَرُ النَّوْمِ. ¬
بَشَّارٌ: 15486 - وَعدُ الكَريِم بحيثُ نَائِله ... كَالغَيثِ يَسْبِقِ رَعْدهُ مَطَرهُ ذوُ المفَاخرِ حمد بنُ أبي الفَرَجَ: 15487 - وَعَدَاوَةُ الشعَراءِ داءٌ مُعْضِلٌ ... وَلَقَد يَهوُنُ عَلَى الكَريم عِلَاجُهُ قَصَدَ حَمَدُ بنُ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّد بن عَلِيّ بن خَلَفٍ وَزِيْرًا فَلَمْ يُوَفِّهِ حقَّهُ فَكَتَبَ إِلَيهِ: مَاذَا يُخَبِّرُ ذُو المَفَاخِرِ أَهْلَهُ ... إِنْ قِيْلَ كَيْفَ مَعَادُهُ وَمَعَاجُهُ أَيَقُوْلُ جَاوَرْتُ الغُوَاةَ فَلَمْ أَجِدْ ... رَيًّا لَدَيْهِ وَقَدْ طَفَتْ أَمْوَاجُهُ وَلَئِنْ شَكَرْتُ تَمَلُّقًا وَتَصَنُّعًا ... شُكْرًا يَكُوْنَ مِنَ النِّفَاقِ مزَاجُهُ فَلْتخْبِرَنَّ خَصَاصَتِي بِتَكَذُّبِي ... لَكَمَا يُخَبِّرُ عَنْ قَذَاهُ زُجَاجُهُ وَعَدَاوَةُ الشُّعَرَاءِ دَاءٌ مُعْضِلٌ. البَيْتُ. قِيْلَ فاستعاده وأرضاهُ بجهدهِ وحسب طاقته الوزير. أبو علي الحَرمازي البَصريُ: 15488 - وَعَدْتَ وَمَا وَفَيَتَ لَنا بَوعْدٍ ... ومَوْعُودُ الكَريْم عَلَيْهِ دَيْنُ قَبْلهُ: رأَيْتُ النَّاسَ قَدْ صَدَقُوا ... ومَاتُوا وَوَعْدُكَ كُلُّهُ خُلَفٌ وَمَيْنُ وَعَدْتَ وَمَا وَفَيْتَ لنا بِوَعْدٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَلَا يا لَيْتَنِي اسْتَبْقَيْتُ وَجْهِي ... فَإِنَّ بَقَاءَ مَاءِ الوَجْهِ زَيْنُ هُوَ أَبُو عَلِيٍّ الحسَنُ بنُ عَلِيّ الحَرْمَازِيُّ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ المَنْبَجِيُّ (¬1): ¬
وَعَدْتَنِي وَعْدًا وَقَرَّبْتَنِي ... تَقْرِيْبَ حُرٍّ لَيْسَ بِالمُسْتَزَادِ حَتَّى إِذَا مَا رُمْتَ تَحْصِيْلَهُ ... قُلْتَ نَجَازُ الوَعْدِ يَوْمَ المَعَادِ الأَعشَى: 15489 - وَعَدْتَ فَكَانَ الخُلف مِنكَ سَجِيّةً ... موَاعيْدَ عُرقُوبٍ أخَاهُ بَيثْرِبِ ابْن بَابك التغلبي: 15490 - وَعرّضَا بِهَوَى لَيْلَى فَلي وَلها ... وَللزُّجَاجَة إِنْ عَرَّضْتُمَا شَانُ يقول مِنْهَا: خُوْدٌ تَكَسَّرُ جَفْنَيْهَا عَلَى عِدَةٍ ... وَدُوْنَ تَسْوِيْفهَا مَطْلٌ وَلِيَانُ غَضبَى تُعَاطِيْكَ شَطْرَ النَّظْرَتَيْنِ كَمَا ... يزورُّ فِي أُخْرَيَاتِ اللَّحْظِ غَيْرَانُ اليَأسُ وِرْدِي إِذَا سُحبَ المُنَى هَطَلَتْ ... وَالصَّبْرُ زَادِي إِذَا أَهْلِ الحِمَى بَانُوا 15491 - وَعَزَّ عَلَيّ أَن أَلقَاكَ ... إِلَّا وَفيْمَا بَيْنَنَا حَدُّ الحسام بَعْدَهُ: وَلَكِنَّ الجنَاحَ إِذْ أُصِيْبَتْ ... قَوَادمُهُ أَسَفَّ إِلَى الإِكَامِ ومن باب (وَعَثَرْتُ) قَوْلُ آخَر (¬1): وَعَثَرْتُ بَيْنَ عَزِيْمَتَيْنِ كِلَاهُمَا ... أَمْضَى وَأَنْفَذُ مِنْ شبَاه سِنَانِ هَمٌّ يُشَوِّقُنِي إِلَى طَلَبِ العُلَى ... وَهَوَىً يُشَوِّقُنِي إِلَى الأَوْطَانِ ومن باب (وَعَزَّاكَ) قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ (¬2): وَعَزَّاكَ عَنْ لَيْلِ الشَّبَابِ مَعَاشِرٌ ... فَقَالُوا نَهَارُ الشَّيْبِ أَهْدَى وَأَرْشَدُ فَقُلْتُ نَهَارُ المَرْءِ أَهْدَى لِسَعْيِهِ ... وَلَكِنَّ ظِلَّ اللَّيْلِ أَنْدَى وَأَبْرَدُ ¬
وقول آخَرُ مُعَزِّيًا (¬1): وَعَزَّيْتُ نَفْسِي أَنَّهُ لَيْسَ وَاحِدٌ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا قَدْ أُصِيْبَ بِصَاحِبِ وَمَا كَرَّتِ الأَيَّامُ فِي كلِّ أُمَّةٍ ... وَلَا اخْتَلَفَتْ إِلَّا لِصَرْفِ النَّوَائِبِ ومن باب (وَعَرفْتُ) قَوْلُ زُهَيْرُ بن أَبِي سُلْمَى (¬2): وَعَرفْتُ أَنْ لَيْسَتْ بِدَارِ تَائِيَّةٍ ... فَكَصَفْعَةٍ بِالكَفِّ كَانَ رُقَادِي تَائِيَّةٌ أي مَكْثٌ وَإِقَامَةٌ. يَقُوْلُ كَانَ رُقَادِي كَصَفْعَةٍ بِالكَفِّ وَهُوَ مِنْ أَبْلَغِ مَا وُصِفَ بِهِ قِصَرُ النَّوْمِ. البُحْتُرِي: 15492 - وَعَطَاَءُ غَيْرِكَ انْ بَذَلْـ ... ــــــتَ عَنايةً فِيْهِ عَطَاؤُكْ أبو تَمَامٍ: 15493 - وَعُلّمْتُ منْ حَمْلِ الأَذَى وَاحْتِمَالِهِ ... مُحبّ الحسْان البيْضِ مَا لَم أُعَلَّمِ إبراهيم بن العبّاس الصوليُّ: 15494 - وَعَلَّمْتِنِيْ كَيْفَ الهَوَى وَجهِلْتِهِ ... وَعَلَّمكُم صَبْري عَلى ظُلْمِكُمْ ظُلْمِي بَعْدَهُ: وَأَعْلَمُ مَالِي عِنْدَكُمْ فَيَمِيْلُ بِي هَوَايَ ... إِلَى جَهْلٍ فَاقصِرْ عَنْ عِلْمِي وَيُرْوَى: فَيَرُدَّنِي هَوَايَ إِلَى جَهْلِي وَأعرْضُ عَنْ عِلْمِي قَالَهُمَا فِي جَارِيةٍ اسْمُهَا سَامِرُ وَقَدْ غَضِبَتْ عَلَيْهِ. ¬
عَدِيّ بن الرّقاع العَامليّ: 15495 - وَعَلمْتُ حَتَّى لَا اُسَآئِلُ وَاحِدًا ... عَنْ علْم وَاحدَةٍ لكَيْ اَزْدَادَهَا مِثْلُهُ لِلأَعْوَرِ الشّنِّي (¬1): وَقَدْ أَصْبَحْتُ لَا أَحْتَاجُ فِيْمَا بَلَوْ ... تُ مِنَ الأُمُوْرِ إِلَى سُؤَالِ وَقَالَ كَشَاجِمُ (¬2): وَقَدْ صِرْتُ لَا أَلْقَى الَّذِي اسْتَزِيْدُهُ ... وَلَا يُذْكَرُ الشَّيْءُ الَّذِي لَسْتُ أَعْرِفُهُ 15496 - وَعَلَى القُلُوْب مَن القلُوُبِ شَواهْدٌ ... بالوُدّ قَبلَ تشَاهُدِ الأَشبْاحُ المَعريُّ: 15497 - وَعَلَى حَالِهَا تَدُومُ اللَّيَاليْ ... فَنُحُوسٌ لمعْشرِ وَسُعُودُ 15498 - وَعَلَى مِثْلِ ذَا يُنَاحُ وَيُبْكَيْ ... لا عَلَى دْرْهَمٍ وَلَا دْيَنارِ يحيَى بن أبي مَنْصُور المُنجّمُ: 15499 - وَعَلَيَّ أَنْ أَسْعَى وَلَيْس ... عَلَيَّ إِدْرَاك النَّجاح قَبْلهُ: قَوْمِي بنو سَاسَانَ لَيْسَ ... حِمَاهُمُ بِالمُسْتَبَاحِ العَاقِدُوْنَ التَّاجَ يُشْرِقُ ... فِي وُجُوْهِهِمُ الصِّبَاحِ وَالجاعِلُوْنَ عُدَاهُمُ ... لَهُمُ بِمَنْزِلَةِ الأَضَاحِي ¬
وَوَلَاؤُنَا لِلغُرِّ مِن ... سَادَاتِ مُعْتَلِجِ البِطَاحِ وَإِذَا تَشَاجَرَتِ الرِّمَاحُ ... فَإِنَّ أَقْلَامِي رِمَاحِي وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنَ اللَّيَالِي ... كَيْفَ هَاضَتْ مِنْ جَنَاحِي وَلَقَدْ عَجبْتُ لِمُدَّةٍ ... عُوْدِلْتُ فِيْهَا عَنْ صَلَاحِي وَعَلَيَّ أَنْ أَسْعَى. البَيْتُ ومن باب (وَعَلَى) قَوْلُ الوَزِيْرِ (¬1): وَعَلَى الفَتَى أَنْ لَا يُكَفْكِفَ شَأوَهُ ... يَوْمَ الرّهَانِ وَقَدْ أُطِيْلَ عِنَانُهُ فَإِذَا عَدَاهُ المَجْدُ لِيْمَتْ نَفسُهُ ... وَإِذَا عَدَاهُ الحَظُّ لِيْمَ زَمَانُهُ وقول مُحَمَّد بن عَبْدُ اللَّهِ بن صَالِحٍ الهَاشِمِيِّ (¬2): وَعَلَيَّ سَابِغَةُ الذُّيُوْلِ كَأَنَّهَا ... سِلْخٌ كَسَانِيةُ الشُّجَاعِ الأَرْقَمِ وقول آخَر فِي بَنِي هَاشِمٍ: وَعَلَيْكُمُ نَزَلَ الكِتَابُ وَفِيْكُمُ ... وَإِلَى مَنَازِلِكُمْ يَجِيْءُ المُرْسَلُ ومن باب (عِنْدِي) قَوْلُ ابنِ حَيُّوْسٍ (¬3): وَعِنْدِي لما خَوَّلْتِنِيْهِ مَحَامِدٌ ... تَسِيْرُ مَسِيْرَ الشَّمْسِ بَلْ هِيَ أَسْيَرُ غَرَائِبُ إِنْ لَاحَتْ فَدُرُّ وَجَوْهَرٌ ... ثَمِيْنٌ وَإِنْ فَاحَتْ فَمِسْكٌ وَعَنْبَرُ ومن باب (وَعَيْنُ) قَوْلُ رَوْحٍ (¬4): وَعَيْنُ السُّخْطِ تُبْصِرُ كَلَّ عَيْبٍ ... وعينُ أَخِي الرِّضَا عَنْ ذَاكَ تَعْمَى وقول الآخَر (¬5): ¬
وَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَة ... وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبدِي المَسَاوِيَا وقول آخَر (¬1): وَعَيْنُ الفَتَى تُبْدي الَّذِي فِي ضَمِيْرِهِ ... وَيُعْرَفُ بِالفَحْوَى الحَدِيْثُ المُعَمَّسُ وقول آخَر: كَمْ يُدَاجِي وَالقَلْبُ يُخْبِرُني ... عَنْهُ وعن غَيْرِهِ بِمَا فِي النُّفُوْسِ وَعُيُوْنُ القُلُوْبِ تَنْظُرُ فِي الأَشْيَا ... ءِ مَا لَا تَرَى عُيُوْنُ الرُّؤُوْسِ 15500 - وَعُهُودُهُمْ بالرَّمْلِ قَد نُقضَتْ ... وَكَذَاكَ مَا يُبْنَى عَلَى الرَّمل بَشَّارُ: 15501 - وَعيُّ الفَعَالِ كَعيّ المَقالِ ... وَفي الصَّمْتِ عيٌّ كَعّي الكَلِمْ 15502 - وَغْدٌ لَهُ نِعْمَةٌ مُؤثّلَةٌ ... وَسَيِّدُ لَا يَزالُ يَقْتَرِضُ أبو الفَتحِ البُستِي: 15503 - وَغنَاي عَنْ دُنْيايَ أَشْرَفُ رُتبْةٍ ... منْ أَنْ يكونَ بمثلَها اسْتغْنَآئي 15504 - وَغَيْر تَقيٍّ يَأْمُرُ النَّاسَ بالتُقَى ... طَبيْب يُدَاوي النَّاسَ وَهو عَليلُ قِيْلَ وَقَفَ رَجُلٌ عَلَى ابنِ عُيَيْنَةَ وَهُوَ يَعِظُ النَّاسَ فَقَالَ مُتَمَثِّلًا (¬1): وَغَيْرُ تَقِيٍّ يَأمُرُ النَّاسَ بِالتُّقَى. ¬
فَأَجَابَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: اعْمَلْ بِعِلْمِي وَلَا تَنْظُرْ إِلَى عَمَلِي ... يَنْفَعْكَ عِلْمِي وَلَا يَضْرُرْكَ تَقْصِيْرِي زُهيرٌ المصرِيُّ: 15505 - وَغَيرُ مَأْسُوفٍ عَلَى صُحْبَةٍ ... يتعَبُ فيْهَا القَلْبُ وَالخَاطرُ أَبُو تَمّام: 15506 - وَغَيْرِيْ يأْكُلُ المَعْرُوفَ سُحْتًا ... وَتَشْحَبُ عنْدَهُ بيْضُ الأَيادي 15507 - وَغَيَّرَكَ الزَّمانُ عَلَيَّ حتَّى ... تَعجَّبَ منْ تَغيُّركَ الزَّمَانُ ومن باب (وَغَايَةُ) قَوْلُ أَبِي نَصْر بن نُبَاتَةَ (¬1): وَغَايَةُ هَذِهِ الدُّنْيَا فَسَادٌ ... فَكَيْفَ نَكُوْنُ مِنْهَا فِي صَلَاحِ هِيَ الخَرْقَاءُ تَنْقُضُ بَعْدَ نسْجٍ ... فَمَا فِيْهَا لِحَيٍّ مِنْ فَلَاحِ يَؤُوْلُ بِهِ الشَّبَابُ إِلَى مَشِيْبٍ ... وَيُسْلِمُهُ العَدُوُّ إِلَى الرّوَّاحِ وَقَدْ فُتِنَ الأَنَامُ بِهَا غُرُوْرًا ... وَمَا يَغْتَرُّ بِالحَدَقِ المِلَاحُ أَمَّا فِي أَهْلِهَا رَجُلٌ لَبِيْبٌ ... يُحِسُّ فَيَشْتَكِي أَلَمُ الجرَاحِ أَرَى التَّشْمِيْرَ فِيْهَا كَالتَّوَانِي ... وَحِرْمَانَ العَطِيَّةِ كَالنَّجَاحِ وَمَنْ لَبِسَ التُّرَابَ كَمَنْ عَلَاهُ ... فَلَا تَخْدَعكَ أَنْفاسُ الرِّيَاحِ ومن باب (وَغَيْظ) قَوْل آخَر (¬2): وَغَيْظُ البَخِيْلِ عَلَى مَنْ يَجُوْدُ ... أَعْجَبُ عِنْدِيَ مِنْ بُخْلِهِ وقول المُتَنَبِّيِّ (¬3): ¬
وَغَيْظٌ عَلَى الأَيَّامِ كَالنَّارِ فِي الحَشَا ... وَلَكِنَّهُ غَيْظُ الأَسِيْرِ عَلَى القدِّ ومن باب (وَغَافِلِيْنَ) قَوْلُ الرَّضِي الموْسَويِّ (¬1): وَغَافِلِيْنَ عَنِ العَلْيَاءِ قَائِدُهُمْ ... فِي كُلِّ غَيٍّ فَتى العَقْلِ مُكْتَهِلُ سَنُّوا الخِضَابَ حِذَارًا أَنْ نُطَالِبهُمْ بِـ ... ـــحِكْمَةِ الشَّيْبِ أَوْ يُقْصِيْهُمُ الغَزَلُ عَارِيْنَ إِلَّا مِنَ الفَحْشَاءِ يَسرُّهُمْ ... ثَوْبُ الخُمُوْلِ وَتَنْبُو عَنْهُمُ الحُلَلُ قَوْمٌ بِأَسْمَاعِهِمْ عَنْ مَنْطِقِي صَمَمٌ ... وَفِي لَوَاحِظِهِمْ عَنْ مَنْظرِي مَيَلُ ومن باب (وَفَاءٌ): وَفَاءٌ عَلَى طُوْلِ الزَّمَانِ وقَلَّمَا ... وَفَى بِعُهُوْدِ المَيِتِ حَيٌّ عَلَى الدَّهْرِ وَقَالَ آخَرُ يَمْدَحُ: وَفَاؤُكُمُ وَافٍ وَنَادِيْكُمُ نَدٍ وَ ... مَغْنَاكُمُ مُغْنٍ وَمَجْدَكُمُ مَجْدِي ومن باب (وَفَارَقْتُ) قَوْلُ مُسْلِمُ بن الوَليدِ وَيُرْوَى لِلطِّرْمَاحِ وَيُرْوَى لِمُورِجِ السّدُوْسِيِّ فَإِنَّهَا مِنْ مَحَاسِنِ مَا قِيْلَ فِي المُرُوْنِ عَلَى مُفَارَقَةِ الأَحْبَابِ (¬2): وَفَارَقْتُ حَتَّى لَا أُبَالِي بِمَنْ نَأَى ... وَإِنْ بَانَ أَحْبَابٌ عَلَيَّ كِرَامُ وَقَدْ جَعَلَتْ نَفْسِي عَلَى النَّأْيِ تَنْطَوِي ... وعيني عَلَى فَقْدِ الحَبِيْبِ تَنَامُ وقول القَاضِي أَبِي الحَسَنِ (¬3): وَفَارَقْتُ حَتَّى مَا أُسَرُّ بِمَنْ دَنَا ... مَخَافَةَ نَأْيٍ أوْ حَذَارَ صُدُوْدِ وَقَدْ طَفَقَتْ نَفْسِي تَقُوْلُ لِمُهْجَتِي ... وَقَدْ قَرَبُوا خَوْفَ التَّبَاعُدِ جُوْدِي فَلَيْسَ قَرِيبًا مَنْ يُخَافُ بِعَادُهُ ... وَلَا مَنْ يُرَجَّى قُرْبُهُ بِبَعِيْدِ وَقَالَ آخَرُ فِي المَعْنَى: ¬
أَلِفْنَا التَّجَافِي وَاطْمَأَنَّتْ قُلُوْبُنَا ... عَلَيْهِ فَهَذَا أَوَّلُ اليَأْسِ وَالصَّبْرِ وَكُنَّا إِذَا يَوْمٌ تَعَرَّضَ بَيْنَنَا ... ببَيْنٍ صَبَرْنَا وَالقُلُوْبُ عَلَى الجمْرِ فَقَدْ جَعَلَتْ أَيَّامُنَا وَهِيَ تَنْقَضِي ... بِهَجْرٍ كَأَنَّا قَدْ رَكَنَّا إِلَى الهَجْرِ الخُبزُرزي: 15508 - وَفرْعَونُ يَعْرفُ مَنْ رَبُّهُ ... وَلَكِنَّ طُغْيَانَهُ سَوَّفَه 15509 - وَفي البَقْلِ إِنْ لَمْ يَدْفَع اللَّهُ شرَّهُ ... شيَاطينُ يْنزُوْ بَعضُهنّ عَلى بَعْضِ ومن باب (وَفِي) قَوْلُ آخَر وَقَدْ شَكَا إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ صَدِيْقٍ لَهُ فَقَالَ (¬1): وَفِي البُعْدِ مَسْلَاةٌ وَفِي الصَّرْمِ رَاحَةٌ ... وَفِي النَّاسِ أَبْدَالٌ سِوَاهُ كَثِيْرُ وقول زُهَيْرٍ (¬2): وَفِي الحِلْمِ إدْهَانٌ وَفِي العَفْوِ دُرْبَةٌ ... وَفِي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فَاصْدقِ وقول كُثَيِّرٍ (¬3): وَفِي الحِلْمِ وَالإِسْلَامِ لِلْمَرْءِ وَازِعٌ وَ ... فِي تَرْكِ طَاعَاتِ الفُؤَادِ المُتَيَّمِ بَصَائِرُ رُشْدٍ لِلْفَتَى مُسْتَبِيْنةٌ ... وَأَخْلَاقُ صِدْقٍ عِلْمُهَا بِالتَّعَلُّمِ داوُد بن الرّقراقِ: 15510 - وَفِي الدَّهْرِ وَالتَّجريْبِ لِلْمَرْءِ زَاجِرٌ ... وَفي المَوت شُغْلٌ للفَتَى هُو شَاغِلُهُ شَمسُ المَعالي: 15511 - وَفِي السَّمَاءِ نُجُومٌ غَيرُ ذيْ عَدَدٍ ... وَلَيْسَ يُكَسَفُ إِلَّا الشَّمْسُ والقَمَرُ ¬
الفِندُ الزِّمانُي: 15512 - وَفي الشَرَّ نَجَاةٌ ... حِيْنَ لَا يُنْجيْكَ إِحْسَانُ أبو تَمَّامٍ: 15513 - وَفي الشَرَفِ الحَدْيثِ دَليْلُ صدْقٍ ... لِمُخْتَبرٍ عَلى الشَّرَفِ القَديمِ ضابئ البَرجميُّ: 15514 - وَفي الشَكِ تفريْط وَفي الحَزْم قُوَّةٌ ... ويُخْطئُ في الحَدْسِ الفَتَى ويُصيْبُ الحَارثُ بنُ حِلزةَ: 15515 - وَفي الصَّبْر عنْدَ الضّيْقِ للمَرْءِ مَخْرَجُ ... وَفي طُوْل أحكَام الأُمور تَجارْبُ ومن باب (وَفِي الصَّبْرِ) قَوْلُ آخَر: وَفِي الصَّبْرِ لِلْفَتَى غَيْرَ أَنّنَي ... أَرَى نَفَقَاتِ الصَّبْرِ مِنْ صرَّةِ العُمرِ وَقَوْلُ آخَر (¬1): وَفِي الصَّمْتِ سِتْرٌ وَهُوَ أَوْلَى بِذِي الحِجَـ ... ــــى إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلنُّطْقِ وَجْهٌ وَمَذْهَبُ وَقَوْلُ ابْنُ السَّكْبَةِ: وَفِي الحَزْمِ مَنْجَاةٌ وَفِي الليلِ جُنَّةٌ ... إِذَا الليلُ لَمْ تُحْبس عَلَيْهِ مَذَاهِبُه وقولُ صَاحِبِ زَبِيْدَ (¬2): وَفِي الحِلْمِ ضَعْفٌ وَالعقَوبَةُ قُوَّةٌ ... إِذَا كُنْتَ تَخْشَى كَيْدَ مَنْ عَنْهُ تَصْفَحُ وَقَوْلُ سَعْدِ بنِ نَاشِبٍ (¬3): ¬
وَفِي اللِّيْنِ ضَعْفٌ وَالشَّرَاسَةُ هَيْبَةٌ ... وَمَنْ لَا يُهَبْ يُرْكَب عَلَى مَرْكِبٍ وَعْرِ وَمَا بِي عَلَى مَنْ لَانَ لِي مِنْ فَضَاضَةٍ ... وَلَكِنَّنِي فَضٌّ أَبِيٌّ عَلَى القَسْرِ وَقَوْلُ آخَر (¬1): وَفِي القُرْبِ تَعْذِيْبٌ وَفِي البُعْدِ حَسْرَةٌ ... وَمَا مِنْهُمَا إِلَّا عَلَيَّ شَدِيْدُ وَقَوْلُ آخَر (¬2): وَفِي المَوْتِ لِي مِنْ لَوْعَةِ الحُبِّ رَاحَةٌ ... وَلَكِنَّنِي أَخْشَى نَدَامَتَهَا بَعْدِي سَمِعَ بِهَذَا بَعْضُ الظُّرَفَاءِ فَقَالَ: هَذَا واللَّهِ المَيِّتُ الفُضُوْليُّ. وَقَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬3): [من الطويل] وَفِي النَّاسِ سَادَاتٌ يَرُوْحُ عَدِيْدُهُمْ ... كَثِيْرًا وَلَكِنْ سَيِّدٌ دُوْنَ سَيِّدِ وَقَوْلُ آخَر (¬4): وَفِي النَّاسِ مِمَّا خُصِصْتُمْ بِهِ ... تَفَارِيْقُ لَكِنْ مَتَى تَجْتَمِع هَذَا مُحْتَمِلٌ لِلْمَدْحِ وَمُحْتَمِلٌ لِلْهَجْوِ. وَقَوْلُ زُهَيْر المِصْرِيِّ (¬5): وَفِي النَّفْسِ حَاجَاتٌ إِلَيْكَ كَثِيْرَةٌ ... أَرَى الشَّرْحَ فِيْهَا وَالحَدِيْثُ يَطُوْلُ وَقَوْلُ آخَر (¬6): وَفِي الوَطَنِ المَألُوْفِ لِلنَّفْسِ لذَّةٌ ... وَإِنْ لَمْ يُنِلْنَا العِزَّ إِلَّا التَّقَلُّبِ ¬
15516 - وَفي الصَّمْت ستْرُ للعَييِّ وَإنَّما ... صَحيْفَةُ لُبِّ المَرْءِ أَنْ يَتَكلَّمَا 15517 - وَفي الكُتْبِ نَجْوَى مَنْ يعزُّ لِقآؤُهُ ... وتَقرْيبُ مَنْ لَم يَدْنُ منُهُ مَزارُ 15518 - وَفي النَّاسِ أَجْوادٌ وَمَا كُلُّ طَالعٍ ... هِلَالُ ولا كُلُّ البرُوْد مُسَهَّمُ 15519 - وَفي النَّاسِ إِنْ رَثَّتْ حبَالكَ وَاصِلُ ... وَفي الأَرض عنْ دَار القَلى متَحوّل المتَنَبّي: 15520 - وَفي النّفسِ حَاجَاتٌ وَفيْكَ فَطَانَةُ ... سُكُوتي بَيانٌ عنْدَهَا وخِطَابُ 15521 - وَفي النَّفْسِ عَنْ بَعْضِ التَضرُّع غِلْظَهُ ... وَفي العَيْنِ عَنْ بَعْضِ البكاءِ جُمودُ ومن باب (وَفِي) قَوْلُ آخَر: وَفِي الهَيْجَاءِ مَا جَرَّبْتُ نَفْسِي ... وَلَكِنْ فِي الهَزِيْمَةِ كَالغَزَالِ وقول المُتَنَبِّيِّ مُخَاطِبًا لِبَطْرِيْقِ الرُّوْمِ وَقَدْ حَلَفَ البَطْرِيْقُ أَنَّهُ يَلْقَى سَيْفِ الدَّوْلَةِ بنَ حَمْدَانَ فَلَمَّا لَقِيَهُ كَسَرَهُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ وَانْهَزَمَ فَقَالَ المُتَنَبِّي (¬1): عُقْبَى اليَمِيْنِ عَلَى عُقْبَى الوَغَا نَدَمُ ... ماذا يَزِيْدُكَ فِي إِقْدَامِكَ القَسَمُ وَفِي اليَمِيْنِ عَلَى مَا أَنْتَ وَاعِدُهُ ... مَا دَلَّ أَنَّكَ فِي المِيْعَادِ مُتَّهَمُ فِي المَثَلِ يُقَالُ: عَلَامُةُ الكَاذِبِ جُوْدُهُ بِاليَمِيْنِ لِغَيْرِ مُسْتَحْلِفٍ. ومن باب (وَفِي اليَأْسِ) قولُ آخَر: وَفِي اليَأسِ لَوْ يَبْدُو لَكَ اليَأسُ رَاحَةٌ ... وَفِي الأَرْضِ عَمَّنْ لَا يُوَاتِيْكَ مَذهَبُ وَمِنْ بَابِ وَفِي الأَرْضِ (¬2): ¬
وَفِي الأَرْضِ عَنْ دَارِ القَلَى مُتَحَوَّلٌ ... وُكلُّ بِلَادٍ أُوْطِنَتْ فَبِلَادِي وَقَوْلُ الفَرَزْدَقُ (¬1): وَفِي الأَرْضِ عَنْ ذِي الجوْرِ مَنْأًى ... وَمَذْهَبٌ وُكلُّ بِلَادٍ أُوْطِنَتْ كَبِلَادِي وقول الشَّنْفَرَى (¬2): وَفِي الأَرْضِ مَنْأًى لِلْكَرِيْمِ عَنِ الأَذَى ... وَفِيْهَا لِمَنْ خَافَ القَلَى مُتَحَوِّلٌ وقول إِبْرَاهِيْمِ بن حَسَّانِ الحَضْرَمِيِّ (¬3): وَفِي الأَرْضِ مَنْجَاةٌ وَفِي الصُّرْمِ رَاحَةٌ ... وَفِي النَّاسِ عَمَّنْ لَا يُوَاتِيْكَ مَرْحَلُ وقول الآخَر (¬4): وَفِي الأَيَّامِ مَا يُسْلِي وَلَكِنْ ... أَيْنَ مَنْ يَسْلُو هَذِهِ الأَبْيَاتُ كُلَّهَا مُتَقَارِبَةُ الأَلْفَاظِ وَالمَعَانِي من بُعْضِهَا لِبَعْضٍ. يزيدُ بن الحَكم: 15522 - وَفي الَيأسِ منْ بَعْضِ المَطَامِعِ رَاحَةٌ ... وَيَا رُبَّ حَيْنٍ قَيَّضتهُ المَطَامِعُ إبراهيمُ بنُ المَهْدَي: 15523 - وَفي الأخوْان مَنْ هُوَ ذُو وُجوْهٍ ... يَدُورُ مَعَ الزَّمانِ كَمَا يَدُوْرُ قَبْلهُ: أَرَى رَجُلًا تُغَيِّرُهُ الشُّهُوْرُ ... وَآخَر لَا تُغَيِّرُهُ الدُّهُوْرُ وَفِي الإِخْوَانِ مَنْ هُوَ ذُو وُجُوْهٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
فَيَفْرَحُ إِنْ رَآكَ بِحَالِ سُوْءٍ ... وَيَحْزَنُ إِنْ أَطَافَ بِكَ السُّرُوْرُ وَفِي الإِخْوَانِ مَنْ هُوَ مُسْتَقِيْمٌ ... عَلَى سنَنِ الأُخُوَّةِ لَا يَجُوْرُ يُسَرُّ بِأَنْ تُسَرَّ وَلَيْسَ مِمَّنْ ... يُغَيَّرُ إِنْ تَغَيَّرَتِ الأُمُوْرُ 15524 - وَفي بَعْضِ مَنْ يلْقى إلَيكَ بودِّهِ ... عَدُوٌ إِذَا فتَّشْتَ عَنْهُ مُبِيْنُ 15525 - وَفي ذكر هَوْلِ المَوتِ وَالقَبر وَاليلَى ... عَنِ اللَّهْوِ وَاللَّذاتِ للمرْءِ زَاجرُ الأميرُ العَاصِمِيُّ: 15526 - وَفي طَبْعي السَّمَاحَةُ غَيْر أنّي ... عَلَى قَدْر الكِساءِ آمدُّ رجلي لَبِيدُ بنُ رَبيعةُ: 15527 - وَفي غَابرِ الأيَّام مَا يَعِظُ الفَتَى ... وَلَا خيرَ فيْمَنْ لَمْ تَعظْهُ التَّجاربُ 15528 - وَفي فَمِيْ سُكَّرَةٌ حُلْوَةٌ ... قَد نَغَّصَتهَا لَوزَةٌ مُرَّةُ 15529 - وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَة ... تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وَاحْدُ الأخَطلُ: 15530 - وَفيْنَا وَإِنْ قيْلَ اصْطَلحْنَاَ تَضاغُنٌ ... كما طَرَّ أوَبَارُ الجَراب عَلى النّشُرِ مِثْلُهُ: إِنَّ الضَّغِيْنَةَ تَلْقَاهَا وَإِنْ قَدُمَتْ ... كَالعِزِّ يَكْمُنُ حِيْنًا ثُمَّ يَنْكَسِرُ كُثيِّرٌ عزَّةَ: 15531 - وَفَيْنَا وَلَم نغْدَرْ بكُمُ وَغَدرْتمُ ... وَهَلْ يَستَويْ يا عزُّ وَافٍ وَغَادِرُ ¬
15532 - وَفِي نَظَر الصَّاديْ إلى المآءِ حَسْرَةُ ... إِذَا كَانَ مَمنُوعًا سَبيْلَ المَواردِ قَبْلهُ: وَمُسْتَرِقٍ بِاللَّحْظِ مَا لَا يَنَالَهُ ... قَرِيْبُ مَجَالِ الشَّاسِعِ المُتَبَاعِدِ وَفِي نَظَرِ الصَّادِي إِلَى المَاءِ حَسْرَةً. البَيْتُ وَمِنْهُ أَخَذَهُ القَائِلُ (¬1): يَا سَرْحَةَ المَاءِ قَدْ سُدَّتْ مَوَارِدُهَا ... أمَا إِلَيْكِ طَرِيْقٌ غَيْرَ مَسْدُوْدِ 15533 - وَفي نَيْكِ الحَرام خُزُعْبُلَاتٌ ... قَليْلًا مَا تَراهَا فِي الحَلَالِ ذُو الرِّمَّةِ: 15534 - وَفي هَمَلَانِ الدَّمْع مِنْ غُصَّةِ الهَوَى ... رَوَاحٌ وَفي الصَّبر الجَلَادَةُ والأَجرُ وَقَالَ آخَر: وَفِي هَمَلَانِ العَيْنِ أَعْدَلُ شَاهِدٍ ... عَلَى غَيْبِ مَا يُخْفِي الضَّمِيْرُ مِنَ الوَجْدِ المَعَرِّيُ: 15535 - وَفيَّ لَمنْ رَامَ المَعَاليْ بقيَّةٌ ... وَعِنْدي إِذَا عىَّ البَليْغُ مَقالُ ومن باب (وَفِي تَعَبٍ) قَوْلُ المُتَنَبِّيِّ (¬1): وَفِي تَعَبٍ مَنْ يَحْسُدُ الشَّمْسَ نُوْرُهَا ... وَيَجْهَدُ أَنْ يَأَتِي لَهَا بِضرِيْبِ ومن باب (وَفِي هِمَّتِي) قَوْلُ ابنِ أَسَدٍ: وَفِي هِمَّتِي عِشْقُ السَّمَاحِ وَلَيْسَ لِي ... ثَرَاءٌ عَلَى مَعْنَى السَّمَاحِ يُسَاعِدُ ¬
وَفِي الكَفِّ قَبْضٌ لِلأُمُوْرِ وَبِسْطَةٌ ... وَلَكِنْ إِذَا مَا سَاعَدَ الكَفَّ سَاعِدُ ومن باب (وَفِيْهُمْ) قولُ زُهَيْرُ بن أَبِي سُلْمَى يَمْدَحُ (¬1): وَفِيْهُمْ مَقَامَاتٌ حِسَانٌ وُجُوْهُهَا ... وَأَنْدِيَةٌ يَنْتَابُهَا القَوْلُ وَالفِعْلُ وَمَا كَانَ مِنْ خَيرٍ أَتُوْهُ فَإِنَّمَا ... تَوَارَثَهُمْ آبَاءُ آبَائُهِمْ قَبْلُ وَهَلْ يَنْبُتُ الخَطِيَّ إِلَّا وَشِيْجُهُ ... وَتُغْرَسُ إِلَّا فِي مَنَابِتِهَا النَّخْلُ ومن باب (وَفِي يَدَيْهِ) قَوْلُ سلَمٍ يَمْدَحُ (¬2): وَفِي يَدَيْهِ سَمَاءٌ غَيْرُ مُقْلِعَةٍ ... بِالجوْدِ صَوْبُ عَزَالِيْهَا الدَّنَانِيْرُ الشيخ محمّد الوَاعِظ: 15536 - وَقَاسُوْني بَحالهم فَضَلّوْا ... لأَنّي قَدْ خَرَجْتُ عَن القيَاسِ ومن باب (وَقَالَ) لابْنِ المُعْتَزِّ (¬1): وَقَالَ لِي العُذَّالُ قَدْ لَجَّ بيْنهَا ... نَأَتْ عَنْكَ لَيْلَى وَانْقَضَى سَبَبُ القُرْبِ فَقُلْتُ لَهُمْ وَالجفْنُ يَغْرَقُ بِالبُكَا ... لَئِنْ فَارَقَتْ عَيْنِي لَقَدْ سَكَنَتْ قَلْبِي وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَعْرَابِيٍّ (¬2): وَقَفْتُ عَلَى رَبْعَيْ سُلَيْمَى بِعَالِجٍ ... وَقَدْ كَادَ أَنْ يَشْكُو البَلَى طِلَالَهُمَا فَأَذْرَيْتُ من عَيْنِيّ ما رَوَيا بِهِ ... وَلَمْ يَرْوِ مِنِّي غُلَّةً وَمثلَاهُمَا وَقَالَ أَبُو المِغْوَارِ أَيُّهُمَا الَّذِي ... تَهِيْم بِهِ وَجْدًا فَقُلْتُ كِلَاهُمَا أَبُو تَمَّامٍ: 15537 - وَقَالَتْ أتَنسَى البَدرَ قُلتُ تَجلُدًا ... إِذَا الشَّمسُ لم تَغرْبُ فَلَا طَلع البَدْرُ ¬
أَبْيَاتُ أَبِي تَمَّامٍ أَوَّلُهَا: تَصَدَّتْ وَحَبْلُ البَيْنِ مُسْتَحْصِدٌ شُرُوْرُ ... وَقَدْ سَهَّلَ التَّوْدِيْعُ مَا وَعَّرَ الهَجْرُ وَقَالَتْ أَتَنْسَى البَدْرُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَنْ قَامَرَ الأَيَّامِ عَنْ ثَمَرَاتِهَا ... فَأحجِ بِهَا أَنْ تَنْجَلِي وَلَهَا القَمرُ فَإِنْ كَانَ ذَنْبِي أَنَّ أَحْسَنَ مَطْلَبِي ... أُسَاءُ ففِي سُوْءِ القَضَاءِ ليَ العُذْرُ قَضَاءُ الَّذِي مَا زَالَ فِي يَدِهِ الغِنَى ... ثنَى غَرْبَ آمَالِي وَفِي يَدَيَّ الفَقْرُ يَقُوْلُ مِنْهَا مُفْتَخِرًا: لنَا جَوْهَرٌ لَوْ خَالَطَ الأَرْضَ أَصْبَحَتْ ... وَبُطْنَانُهَا مِنْهُ وَظُهْرَانُهَا تِبْرُ مَقَامَاتُنَا وقْفٌ عَلَى الحِلْمِ وَالحِجَى ... فَأَمْرَدُنا كَهْلٌ وَأَشْيَبُنَا كِبْرُ إِذَا زِيْنَةُ الدُّنْيَا مِنَ المَالِ أُعْرِضَتْ ... فَأَزْيَنُ مِنْهَا عِنْدَنَا الحَمْدُ الشّكْرُ أَبَى قدُوْرُنَا فِي الجوْدِ إِلَّا نَبَاهَةً ... فَلَيْسَ لِمَالٍ عِنْدَنَا أَبَدًا قَدْرُ لِيَنْجحَ بِجُوْدٍ مَنْ أَرَادَ فَإِنَّهُ ... عَوَانٌ لِهَذَا النَّاسِ وَهُوَ لنَا بِكْرُ جَرَى حَاتِمٌ وَفِي طَيَّةٍ مِنْهُ لَوْ جَرَى ... بِهَا القَطْرُ شَأوًا قِيْلَ أَيّهُمَا القَطْرُ فَتًى ذَخَرَ الدُّنْيَا أُنَاسٌ وَلَمْ يَزَلْ لَهَا ... بَاذِلًا فَانْظُرْ لِمَنْ بَقِيَ الذّخْرُ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَفخَرْ بِمَا شَاءَ مِنْ نَدًى ... فَلَيْسَ لِحَيٍّ غَيْرنَا ذَلِكَ الفَخْرُ مَسَاعٍ يَضِلُّ الشِّعْرُ فِي طُرقِ وَصْفِهَا ... فَمَا يَهْتَدِي إِلَّا لأَصْغَرِهَا الشِّعْرُ ومن باب (وَقَالُوا) قَوْلُ مُتَممِ بنِ نُوَيْرَةَ فِي مَالِكٍ أَخِيْهِ (¬1): وَقَالُوا لَا تَبْكِ أَخَاكَ وَقَدْ أَرَى ... مَكَانَ البُكَا لَكِنْ بنيت عَلَى الصَّبْرِ فَقُلْتُ أَعَبْدَ اللَّهِ أَبْكِي أَمِ الَّذِي ... لَهُ الجدَثُ الأَعْلَى قَتِيْلُ بَنِي بَكْرِ أَرَادُوا لِيُخْفُوا قَبْرَهُ عَنْ عَدُوِّهِ ... فَطِيْبُ تُرَابِ القَبْرِ دَلَّ عَلَى القَبْرِ وقول آخَر: ¬
وَقَالُوا يَعِيْشُ المَرْءُ بَعْدَ خَلِيْلِهِ ... يَعِيْشُ وَلَكِنْ سَلْهُ كَيْفَ يَعِيْشُ وقول آخَر: وَقَالُوا رَاحَةُ المَحْزُوْنِ يَأسٌ ... وَيَأسِي مِنْكَ أَعْظَم لِلْبَلَاءِ وقول آخَر: وَقَالُوا هَلْ وَجَدْتَ صَدِيْقَ صِدْقٍ ... مُعِيْنٍ فِي الزَّمَانِ عَلَى الزَّمَانِ فَقُلْتُ إِذًا إِذَا نِلْتُ الثُّرَيَّا ... وَصَافَحَنِي هُنَاكَ الفَرْقَدَانِ وَقَوْلُ آخَر (¬1): وَقَالُوا قَدْ صَفَتْ مِنَّا قُلُوْبٌ ... لَقَدْ صَدَقُوا وَلَكِنْ مِنْ وِدَادِي وقول القَاضِي الجُّرْجَانِيِّ (¬2): وَقَالُوا اضْطَرِبْ فِي الأَرْضِ فَالرّزْقُ وَاسِعٌ ... فَقُلْتُ وَلَكِنْ مَطْلَبُ الرِّزْقِ ضَيِّقُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْض حُرٌّ يُعِيْنُنِي ... وَلَمْ يَكُ لِي كَسْبٌ فَمِنْ أَيْنَ أُرْزَقُ وقول أَحْمَدِ بنِ بُنْدَارٍ: وَقَالُوا يَعُوْدُ الماءُ فِي النَّهْرِ بَعْدَمَا ... عَفَتْ مِنْهُ آثَارٌ وَجَفَّتْ مَشَارِعُ فَقُلْتُ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ المَاءُ عَائِدًا ... تَمُوْتُ بِهِ حِيْتَانُهُ وَالضَّفَادِعُ وقول الحَارثِ بن حِلْزَةَ فِي التَّزَوُّجِ بِعَجُوْزٍ (¬3): وَقَالُوا مَا نَكَحْتَ فقلت خَيْرٌ ... عَجُوْزٌ مِن عُرَيْنَةَ ذَاتِ مَالِ نَكَحْتُ كَبِيْرَةً وَغَرِمْتُ مَالًا ... كَذَاكَ البَيعُ مُرْتَخصٌ وغَالِ ابْنُ شَرشَرٍ: 15538 - وَقَالُوا البُخْلُ خدْنُ الحزْم جَهْلًا ... وَهَلْ في الأَرْض أَحزَمُ مِنْ جَوَادِ ¬
15539 - وَقَالُوْا عَلَى رَامَةٍ ... نَلْتَقيْ فَقُلْتُ لَهُمْ رَامَةُ المَحْشَرُ عبدانُ المحصوب: 15540 - وَقَالُوا فِي الهَجاءِ عَلَيكَ إِثمٌ ... فقُلتُ الإثمُ عنْدِي فِي المَديح قَالَ الصَّاحِبُ بنُ عَبَّادٍ لِعَبدَانَ: كَمْ تَهْجُو النَّاسَ أَمَّا تَخَافُ الإِثْمَ؟ فَقَالَ عَبدَانُ: وَقَالُوا فِي الهِجَاءِ عَلَيْكَ إثْمٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لأَنِّي إِنْ مَدَحْتُ مَدَحْتُ زُوْرًا ... وَأَهْجُو حِيْنَ أَهْجُو بِالصَّحيْحِ ابْنُ لَنكَك: 15541 - وَقالُوا قَدْ لَزمتَ البَيْتَ جدًّا ... فقُلْتُ لِفَقْدِ فَائدَة الخُرُوْج وَقَالَ عَبْدُ الكَرِيْمِ بن إِبْرَاهِيْم بن دَابٍ الجَربَاذَقَانِيُّ: وَقَالُوا قَدْ لَزِمْتَ البَيْتَ جِدًّا ... وَلَيْسَ أَوَانُ بَرْدٍ أَوْ ثُلُوْجِ وَلَسْتُ بِسَيِّئ الأَخْلَاقِ كَلَّا ... وَلَا شَكِسٍ تُذَمُّ وَلَا لَجُوْجِ فَقُلْتُ تَفَرُّدِي لِعَدِيْمِ شَكْلِي ... وِنَفْسِي لَا تَمِيْلُ إِلَى العُلُوْجِ 15542 - وَقَالُوا مَا لمَيْتٍ منْ صَدْيقٍ ... فَقُلتُ وَهَلْ لِلحَيٍّ منْ صَديْقِ أَبُو هِفَّانَ: 15543 - وَقالُوا وَراءَ النَّهْر للرّزقِ مَطْلبٌ ... فَقُلْتُ وَراءَ السَّدِّ خَيرٌ منَ الفقرِ ومن باب (وَقَالُوا) قَوْلُ آخَر: وَقَالُوا تَوَصَّلْ بِالخُضُوْعِ إِلَى الغِنَى ... وَمَا عَلِمُوا أَنَّ الخُضُوْعَ هُوَ الفَقْرُ وَبَيْنِي وَبَيْنَ المَالِ بَابَانِ حَرَّمَا ... عَلَيَّ الغِنَى نَفْسِي الأَبِيَّةُ وَالدَّهْرُ ¬
إِذَا قِيْلَ هَذَا اليُسْرُ أَبْصَرْتُ دونهُ ... مَوَاقِفَ خَيْرٌ مِنْ وُقُوْفِي بِهَا العُسْرُ وَمَاذَا عَلَى مِثْلِي إِذَا خَضَعَتْ لَهُ ... مَطَامِعُهُ فِي كَفِّ مَنْ حَصَلَ التِّبْرُ وَأَيْسَرُ عنَي لِمَنْ قَعدتْ بِهِ ... فَضَائِلهُ الإعْرَاضُ وَالنَّظَرُ الشَّزْرُ وَقَالُوا هِيَ البَلْوَى مِنَ الدَّهْرِ فَاصْطَبِرْ ... وَمَا عَلِمُوا أَنَّ البَلَاءَ هُوَ الصَّبْرُ إِذَا مَاتَ قَلْبُ المَرْءِ مِنْ دُوْنِ جِسْمِهِ ... فَمَا هُوَ إِلَّا المَيتُ وَالجسَدُ القَبْرُ وَقَوْلُ اللَّحَّامِ يَهْجُو (¬1): وَقَائِلٍ لِي دَنَّسْتَ الهِجَاءَ بِمَنْ يُدَ ... نِّسُ الكَلْبَ إِنْ أَقْعَى وَإِنْ شَرَدَا فَقُلْتُ أَنْصَفْتَ لَكِنْ هل سَمِعْتَ بِمَنْ ... إِنْ هَرَّ كَلْبٌ عَلَيْهِ نَازَلَ الأَسَدَا 15544 - وَقاَئِلَةٍ مَا النَّاسُ قُلْتُ ذَوُوا الغنَى ... وَمَا الدّيْنُ وَالدُنيْا فَقُلتُ الدَّراهمُ بَعْدَهُ: تُدَاوِي كُلُوْمَ الفَقْرِ حَتَّى تُزِيْلَهَا وَ ... مَا هِيَ فِي التَّحْقِيْقِ إِلَّا المَرَاهِمِ 15545 - وَقَائِلَةٍ مَتَى يَفْنى هَوَاهُ ... فَقُلْتُ لَهَا إِذَا فَنَى الملَاحُ ومن باب (وَقَائِلَةٍ) قَوْلُ جَحْظَةَ فِي شكْرِ مَنْ لَا تَرَاهُ: وَقَائِلَةٍ لِي شكَرْتَ الأَمِـ ... ـــــيْرَ وَلَمْ تَرَ غُرَّتَهُ المُسْفِرَه فَقُلْتُ شَكَرْتُ الَّذِي لَا أَرَ ... اهُ كَمَا يَشْكرُ اللَّهُ مَنْ لَمْ يَرَه وَقَالَ عَلِيُّ بن جَبَلَةَ (¬1): أَعْطَيْتَنِي يَا وَلِيَّ الحَمْدِ مُبْتَدِيًا ... عَطِيَّةً كَفَأتْ مَدْحِي وَلَمْ تَرَنِي مَا شِمْتُ بَرْقَكَ حَتَّى نِلْتُ رَيّقَهُ ... كَأَنَّمَا كُنْتُ بِالجدْوَى تُبَادِرُني ومن باب (وَقَائَلَةٍ) قَوْلُ الصَّاحِبُ بن عبَّادٍ (¬2): ¬
وَقَائِلَةٍ لِمْ عَرَتْكَ الهُمُوْمُ ... وَأَمْرُكَ مُمْتَلٌّ فِي الأُمَم فَقُلْتُ ذَرِيْنِي عَلَى غُصَّتِي ... فَإِنَّ الهُمُوْمَ بِقَدْرِ الهِمَم وقول حَاتِمٍ الطَّائِيِّ (¬1): وَقَائِلَةٍ أَهْلَكْتَ فِي الجوْدِ مَالَنَا ... وَنَفْسَكَ حَتَّى ضَرَّ نَفسَكَ جُوْدُهَا فَقُلْتُ دَعِيْنِي إِنَّمَا تِيْكَ عَادَةٌ ... لِكُلِّ كَرِيْمٍ عَادَةٌ يَسْتَعِيْدُهَا وقول آخَر: وَقَائِلَةٍ خَلِّ الصِّبَى لِرجَالِهِ ... فَإِنَّ الصِّبَى بَعْدَ المَشِيْبِ جُنُوْنُ فَقُلْتُ لَهَا لَا تَعْذُلِيْنِي فَإِنَّمَا ... أَلَذُّ الكَرَى عِنْدَ الصَّبَاحِ يَكُوْنُ وقول آخَر (¬2): وَقَائِلَةٍ مَا بَالُ دَمْعِكَ أَبْيَضًا ... فَقُلْتُ لَهَا عَلوَ هَذَا الَّذِي بَقِي أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ البُكَا طَالَ عُمْرهُ ... فَشَابَتْ دُمُوْعِي مِثْلَ مَا شَابَ مَفْرِقِي ومن باب (وَقَبْلكَ) قَوْلُ الخَلِيْلِ بنِ أَحْمَدَ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الفَرَاهِيْدِيِّ الأَزْدِيِّ (¬3): وَقَبْلكَ دَاوَى الطَّبِيْبُ المَرِيْضَ ... فَعَاشَ المَرِيْضُ وَمَاتَ الطَّبِيْبُ فَكُنْ مُسْتعِدًّا لِدَاءِ الفَنَاءِ ... فَإِنَّ الَّذِي هُوَ آتٍ قَرِيْبُ أعْرَابيٌّ: 15546 - وَقَبْلى أَبْكَى كُلَّ مَنْ كَانَ ذَا هَوًى ... هُتُوفُ البَوَاكيْ وَالدّيارُ البَلَاقِعُ 15547 - وَقَدْ أَحْسَنْتَ مُبْتَدِئًا فَأَتْمِمْ ... فَمَا الإِحْسَانُ إِلَّا بالتَّمَام ومن باب (وَقَدْ): ¬
وَقَدْ أَحَاطَتْ بِإِخْلَاصِي عُلُوْمُكُمُ ... وَإِنَّ حُبِّي لَكُمْ فِي النَّاسِ مُشْتَهرُ وقول آخَر (¬1): وَقَدْ أُحَيِّي عَدُوِّي حِيْنَ أُبْصرُهُ ... لأَدْفَعَ الشَّرَّ عَنِّي بِالتَّحِيَّاتِ وقول آخَر (¬2): وَقَدْ بَخِلَتْ حَتَّى لَوْ أَنِّي سَأَلتهَا ... قَذَى العَيْنِ مِنْ صَافِي التُّرَابِ لَضنَّتِ وقول توْبَةَ بن الحُمْيّرِ (¬3): وَقَدْ تَذْهَبُ الحَاجَاتُ يَطْلِبُهَا الفَتَى ... شعَاعًا وتَخْشَى النَّفْسُ مَا لَا يُضِيْرُهَا وقول ابنِ الظَّرِيْفِ (¬4): وَقَدْ تُسَامِحَ قَلْبِي فِي مُسَاعَدَتِي ... عَلَى السُّلُوِّ وَلَكِنْ مَنْ يُصَدِّقُهُ وقول المَعَرِّيِّ (¬5): وَقَدْ تَعَوَّضتُ عَنْ كُلٍّ بِمُشْبِهِهِ ... وَمَا وَجَدْتُ لأَيَّامِ الصِّبَا عَوَضَا وقول جَمِيْلٍ (¬6): وَقَدْ تَلْتقِي الأَشْتَاتُ بَعْدَ أَيَاسِهَا ... وَقَدْ تُدْرَكُ الحَاجَاتُ وَهِيَ بَعِيْدُ وقول المَعَرِّيِّ (¬7): وَقَدْ تَنْطقُ الأَشْيَاءُ وَهِيَ صَوَامِتٌ ... وَمَا كُلِّ نُطْقِ المُخْبِرِيْنَ كَلَامُ ¬
وقول آخَر (¬1): وَقَدْ تُدْرِكَ الحَادِثَاتُ الجبَانَ ... وَيَسْلَمُ مِنْهَا الشُّجَاعُ البَطَلْ وقول الخَوَارِزْمِيِّ يَمْدَحُ (¬2): هُوَ ابْنُ الرَّئِيْسِ العَمِيْدِ كِلَيْهِمَا ... وَفَوْهُمَا قَدْرًا وَإِنْ كَانَ مِنْهُمَا وَقَدْ تُوْقِدُ الزِّنْدَانِ نَارًا لِقَابِسٍ ... فَتضْحَى مِنَ الزِّنْدَيْنِ أَعْلَا وَأعْظَمَا وقول المَجْنُوْنُ (¬3): وَقَدْ خَبَّرُوْني أَنَّ لَيْلَى تَزَوَّجَتْ ... وَلَا بُدَّ لِي مِنْ نَظْرَةٍ مِنْ خَلِيْلِهَا فَإِنْ كَانَ مِثْلِي لَمْ أَلُمْهَا عَلَى الهَوَى ... وَإِنْ كَانَ دُوْني بِئْسَ مَا قَدْ قُضِي لَهَا وَإِنْ كَانَ مِنْ أَوْبَاشِ مَنْ حَوَتِ القُرَى ... فَقَدْ أَخْطَأَتْ ليْلَى وَخَابَ دَلِيْلُهَا لَقِيطٌ: 15548 - وَقَدْ بَذَلْتُ لَكُم نُصُحي بلَا دَخَلٍ ... فَاسْتَيقنُوا أَنَّ خَيْر العِلْم مَا نفَعَا أَبُو تمّامٍ: 15549 - وَقَدْ تَأَلَفُ العَينُ الدُّجَى وَهُو ... قَيْدُهَا وَيرْجَا شفاءُ السُّم وَالسُّمُّ قَاتلُ القَاضي أَبُو الحَسَن: 15550 - وَقَدْ تَتَجلَّى الشَّمْس بعْدَ اسْتِتَارهَا ... وَينقُصُ ضَوءُ الَبدْر ثُم يَثُوْبُ الحسَينُ بن مطيرٍ: 15551 - وَقدْ تَخدْعُ الدُّنيا فَيُمْسِي غَنِيُّها ... فَقيرًا وَيَغُنَى بَعْدَ بُؤسٍ فَقِيْرُهَا ¬
قِيْلَ دَخَلَ المُفَضَّلُ بنُ سَلَمَةَ الضّبِّي عَلَى المَهْدِيِّ فَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ فَشَكَا إِلَيْهِ الدَّيْنَ وَالعُسْرَةَ فَأَطْلَقَ لَهُ سِتِّيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَأَنْشَدَ المَهْدِيُّ مُتَمَثِّلًا: وَقَدْ تَخْدَعُ الدُّنْيَا فَيُمْسِ غَنِيُّهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنْ تَكَدّرِ عِيْشَةٍ ... وَأُخْرَى صَفَا بَعْدَ إِكْدَارٍ غَدِيْرُهَا المَعَرِّيُّ: 15552 - وَقَدْ تُرْضِي البَشَاشَةُ وَهي خَبٌّ ... وَيُرْوَى بالتَّعلَّةِ وَهْيَ آل المُخبَّل السَّعدِي: 15553 - وَقَدْ تَزْدَنى العَيْنُ الفَتَى وَهو عَاقِلٌ ... وَيُؤفَنُ بَعضُ القَوِلَ وَهُو حَكيْمُ ابن المُعَتزِ: 15554 - وَقَدْ تُعْقِبُ المَكْرُوهَ يومًا ... مَحبَّة وَكُلّ شَدِيدٍ مرّةً سَيَهُوْنُ الحارِث بن نمرٍ التّنوخِي: 15555 - وَقَدْ تَقْلِبُ الأيَّامُ حَالَاتِ أَهُلَها ... وتَعدُوْ عَلَى أُسْدِ الرّجَالِ الثَعالبُ بَعْدَهُ: وَأَعْظَمُ أَعْدَاءِ الرِّجَالِ ثِقَاتُهَا ... وَأَهْوَنُ مَن عَادَيْتهُ مَنْ يُحَارِبُ مِثْلُ قَوْلِهِ: عدُو عَلَى أُسُدِ الرِّجَالِ الثَّعَالِبِ. قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ (¬1): فَلَا عَجَبٌ لِلأُسْدِ إِنْ ظَفَرَتْ بِهَا ... كِلَابُ الأَعَادِي فَصِيْحٍ وَأَعْجَمِ فَحَرْبَةُ وَحْشِيٍ سَقَتْ حَمْزَةَ الرَّدَى ... وَمَوْتُ عَلِيٍّ مِنْ حُسَامِ ابنِ ملْجَمِ ¬
الفَرَزدقُ: 15556 - وَقَدْ تَلتَقي الأَسماءُ في الناسُ ... وَالكُنَى وفاقًا وَلَكنْ لَا تلَاقي الخلَائقُ قِيْلَ دَخَلَ عَلَى أَبِي القَاسَمِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبَّادِ بن العَبَّاسِ بن عباد الوزير الملقب بالصاحب ابن رجلٌ لا يعرفه، فقال له الصاحِبُ أَبُو مَنْ فَأَنْشَدَ الرَّجُلُ: وَقَدْ تَلتقِي الأَسْمَاءُ. البَيْتُ. فَقَالَ لَهُ: أَهْلًا يَا أَبَا القَاسَمِ اجْلِسْ وَقَضَى حَاجَتَهُ. 15557 - وَقَدْ يَنزْعُ الحَاجَاتِ يَا أُمَّ مالكٍ ... كَرَايمَ مَنْ رَّبٍ بِهنَّ ضنيْنِ بَعْدَهُ: وَلَا الَّذِي يَأتِي عَلَى النَّفْسِ خَالِيًا ... مِنَ الهَمِّ لَمْ يَسْلَسْ لَهُنَّ قَرِيْنِي كَاتبهُ عفا اللَّه عنه: 15558 - وَقدْ تُوقَدُ النيرَانُ للكَىِ لَا القرَى ... وَتبْسمُ لَا لِلبِشْرِ بيْضُ الصَّوَارم 15559 - وَقَدْ جَرّبُونَا مرّةً بَعدَ مرّةٍ ... وَعلْمُ بَيَانِ الأَمْرِ عِنْدَ المُجَرّبِ 15560 - وَقَدْ جُمعَتْ فيْكَ المَكَارِمُ كُلْهَا ... فَمَالكَ في تَأخيرْ مَكْرمةٍ عُذْرُ 15561 - وَقَدْ حُسِدَتُ عَلَى مَا بيْ فَوَاعَجَبًا ... حتَّى عَلَى المَوْتِ لَا أَخلُو مِنَ الحَسَد أَبُو تمَّامٍ: 15562 - وَقَدْرُ كُلِّ أمْرِئٍ مَا كَان يُحْسِنُهُ ... وَللرّجَالِ منَ الأَفعَالِ أَسْمَاءُ ¬
15563 - وَقَدْ زَعمَتْ أَنّي عَدُوٌّ وَكَاشحٌ ... وَكَيْفَ يُعَادِيهَا الَّذِي لَا يَعيبُهَا وَمِنْ بَابِ (وَقَدْ زَعَمُوا) قَوْلُ ابنِ الدُّمَيْنَةِ وَيُرْوَى لابنِ الطّثْرِيَّةِ (¬1): وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ المُحِبَّ إِذَا دَنَا ... يَملُّ وَأَنْ المَنْأَى يَشْقَى مِنَ الوَجْدِ بِكُل تَدَاوَيْنَا فَلَمْ يُشْفَ مَا بِنَا ... عَلَى أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ البُعْدِ وقول آخَر: وَقَدْ قِيْلَ الصُّدُوْدُ مَعَ التَّدَانِي ... أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَصلٍ بَعِيْدِ ومن باب (وَقَدْ كُنْتُ) قَوْلُ آخَر: وَقَدْ كُنْتُ أَسْتَهْزِي مِمَّنْ قَالَ إِنَّنِي ... هوَيْتُ وَإِنِّي اليَوْمَ فِي حُبَكُمْ هُزُءُ وقول آخَر: وَقَدْ كُنْتُ قَبْلَ اليَوْمِ أَطْمَعُ فِي الأَسَى ... فَلَمَّا اسْتَمَرَّ اليّأْسُ آنَسَنِي الصَّبْرُ وَآخِرُ قَوْلي أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ... مِنَ الكَبِدِ الحَرَّى فَقَدْ حَرَجَ الصَّدْرُ وقول آخَر (¬2): وَقَدْ كُنْتُ لَا أَرْضَى مِنَ الوَصْلِ بِالرِّضَا ... وَآخذُ مَا فَوْقَ الرِّضا مُتَلَوِّمَا فَلَمَّا تَعَزَّ عَنَّا وَشَطَّتْ بِنَا النَّوَى ... رَضِيْتُ بِطَيْفٍ مِنْكَ يَأَتِي مُسَلِّمَا وَقَدْ شَفَّنِي سَقْمٌ أَضَرَّ بِمُهْجَتِي ... فَمَا أَعْرِفُ العوادَ إِلَّا تَوَهُّمَا وَقَالَ آخَرُ (¬3): وَقَدْ شَفَّنِي سَقْمٌ أَضَرَّ بِمُهْجَتِي ... وَلَيْسَ لَهُ إِلَّا اللِّقَاءُ طَبِيْبُ وَقَالَ آخَر: وَقَدْ صِرْتُ أَرْضَى بِالأَمَانِي تَعَلُّلًا ... وُكلُّ أَمَانِيّ النُّفُوْسِ غُرُوْرُ ¬
وقول الرَّضيِّ الموْسَوِيِّ (¬1): وَقَدْ كُنْتُ مُذْ لَاحَ المَشِيْبُ بِعَارضي ... أُنَقِّبُ عَنْ هَذَا الوَرَى وَأُكَشِّفُ فَلَمَّا إِنْ عَرِفْتُ النَّاسَ إِلَّا ذَمَمْتَهُمْ ... جَزَى اللَّهُ خيرًا كلَّ مَنْ كُنْتُ أَعرِفُ وقول آخَر: وَقَدْ كُنْتُ جَارًا لِلشَّبَابِ وَصَاحِبًا ... فَكَيْفَ وَلَم أَغْدُرْ بِهِ كَلَّ جَانِبِي وَإِنِّي عَلَى مَا فاتَ مِنْهُ لَقَائِلٌ ... عَلَيْكَ السَّلَامُ مِنْ خَلِيْلٍ وَصَاحِبِ المَعَرِّيُ: 15564 - وَقَدْ سَارَ ذِكْرى فِي البِلَادِ فَمن لَهُم ... بِإخْفَاءِ شمسٍ ضَوءُهَا متكَامِلُ أَبُو محمَّد حمَّادٍ البَصريّ: 15565 - وَقَدْ سَمعْتَ أفَانيْنَ الحَدْيِث ... فَهَلْ سَمْعتَ بحرٍّ غَيْرِ مُمْتَحَنِ أَبُو تمَامٍ: 15566 - وَقَدْ سَمِعْتُ بِقَوْمٍ يُحْمَدُوْنَ ... فَلمْ اَسْمَعْ بِمْثلكَ لَا حلمًا وَلَا جوْدَا 15567 - وَقَدْ شَبِثَتْ كَفّى بذَيْلِكَ عصُمةً ... وَمثْلُكَ منْ يَحمْى إِذَا جَارَ جَايرُ القَاسِمُ بنُ محمّدٍ الكوفِي: 15568 - وَقَدْ عَلم الأَقوامُ كيْفَ حَفيظَتِي ... وَجَريْتَ في نَصْرِ الصَّديْقِ إلى حَتفْي المتَنَبيُّ: 15569 - وَقَدْ فَارقَ النَّاسُ الأَحبَّةَ قبلَنا ... وَأَعْيَى دَوَاءُ المَوتِ كُلَّ طَبِيْبِ ¬
قيل: كَانَ لِسَيْفِ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ مَمْلُوْكٌ اسْمهُ يَملك وَكَانَ خِصيْصًا بِهِ فَتَوَفَّى سحْرَةَ يَوْمِ الأَرْبعَاءِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَثَلَاثِمِائَةِ فَقَالَ المُتَنَبِّيِّ يُعَزِّيْهِ: لَا يُحْزِنُ اللَّهَ الأَمِيْرَ فَإِنَّنِي ... لآخِذُ مِنْ حَالَاتِهِ بِنَصيْبِ وَمَنْ سَرَّ أَهْلَ الأَرْضِ ثُمَّ بَكَى أَسًى ... بَكَى بِعُيُوْنٍ سَرَّهَا وَحُلُوْبِ وَإِنِّي وَإِنْ كَانَ الدَّفِيْنُ حَبِيْبَهُ ... حَبِيْبٌ إِلَى قَلْبِي حَبِيْبُ حَبِيْبِي وَقَدْ فَارَقَ النَّاسُ قَبْلَنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: سُبِقْنَا إِلَى الدُّنْيَا فَلَوْ عَاشَ أَهْلُهَا ... مُنِعْنَا بِهَا مِنْ جَنَّةٍ وَذهُوْبِ تَمَلَّكَها الآتِي تَمَلُّكَ سَالِبٍ ... وَفَارَقَهَا المَاضي فِرَاقَ سَلِيْبِ وَمَا كُلُّ وَجْهٍ أَبْيَضٍ مُبَارَكٍ ... وَلَا كُلُّ جَفْنٍ ضيِّقٍ بِنَجِيْبِ كَأَنَّ الرَّدَى عَادٍ عَلَى كُلِّ مَاجِدٍ ... إِذَا لَمْ يَعُوذُ مَجْدَهُ بِعُيُوْبِ وَلَوْلَا أَبَى الدَّهْرَ فِي الجمْعِ بَيْنَنَا ... غَفَلْنَا فَلَمْ نَشْعُرْ لَهُ بِذُنُوْبِ كفى بِصَفَاءِ الوُدِّ رِقًّا لِمِثْلِهِ ... وَبِالقُرْبِ مِنْهُ مَفْخَرًا لِلَبِيْبِ عَلَيْنَا لَكَ الإِسْعَادُ إِنْ كَانَ يَافِعًا ... بِشَقِّ قُلُوْبٍ لَا تَشِقُّ جُيُوْبِ فَرُبَّ كَئِيْبٍ لَيْسَ تَنْدَى جُفُوْنهُ ... وَرُبَّ كَثيْرِ الدَّمْعِ غَيْرَ كَئِيْبِ تَسَلَّ بِفِكْر فِي أَبِيْكَ فَإِنَّمَا ... بَكَيْتَ وَكَانَ الضّحْكُ بَعْد قَرِيْبِ وَإِذَا اسْتَقْبَلَتْ نَفْسُ الكَرِيْمِ مُصَابَهَا ... بِخُبْثٍ ثنَتْ فَاسْتَدْبَرَتْهُ بِطِيْبِ وِلِلْوَاحِدِ المَكْرُوْبِ مِنْ زَفَرَاتِهِ ... سُكُوْنُ عزَاءٍ أَوْ سُكُوْنُ لَغُوْبِ فَدَتْكَ نُفُوْسُ الحَاسِدِيْنَ فَإِنَّهَا ... مُعَذَّبَةٌ فِي حَضْرَةٍ وَمَغِيْبِ وَفِي تَعَبٍ مَنْ يَحْسِدُ الشَّمْسَ نُوْرَهَا ... وَيَجْهَدُ أَنْ يَأتِي لَهَا بِضَرِيبِ 15570 - وَقَدْ قيْلَ في الأَمثَال آمَنْ مَسْلكٍ ... طَريقٌ بهَا قَد كَانَ بالأَمْسِ مَقْطَعُ
عايدٌ الكَلبيُّ: 15571 - وقدَ كَانَ الرَّسُولُ يَرَى حُقوقًا ... عَلَيْهِ لغَيرْهِ وَهوَ الرَّسُوْلُ يقول إِذَا كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَى عَلَيْهِ حُقُوْقًا لِغَيْرِهِ وَهُوَ الرَّسُوْلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَكَيْفَ لَا يَرَى غَيْرَهُ الحَقَّ عَلَى نَفْسِهِ. أعرَابِيٌّ: 15572 - وَقَدْ كَانَ شَكّي في الفرَاقِ يُروْعُني ... فَكَيْفَ أَكونْ اليَومَ وَهْو يقينُ صُرَّدرُ: 15573 - وَقَدْ كُشِفَ الغِطاءُ فَمَا تُبَالي ... أَصَرَّحْنَا بذكْرِكِ أَمْ كَنيْنَا 15574 - وَقَدْ كُنْتُ أَرْجُو لِلصَّديْقِ شَفَاعَتي ... فقَد صرْتُ أَرْضَى أَنْ أُشفَّع فِي نَفْسِي الشيخُ محمَّد العُليماتِيُ: 15575 - وَقَدْ كُنْتُ أَشكُو الفَقْر حتَّى لقيتُكُم ... فَصِرْت أَدُلُّ المُفلسِين عَلَى الكَنْزِ أَبُو فِراسٍ: 15576 - وَقَدْ كنُتَ أَطلقْتَ الأمَاني بمَوْعدٍ ... وَوَقَّتَّ لي وقتًا وَهَذَا مَحلُهُ قَبْلهُ: مَكَانُكَ مِنْ قَلْبِي حِمًى لَا يَحُلُّهُ ... سِوَاكَ وَعَقْدٌ لَيْسَ خَلْق يجلُّهُ وَقَدْ كُنْتَ أَطْلَقْتَ الأَمَانِي. البَيْتُ كشَاجِمُ: ¬
15577 - وَقَدْ كُنْتُ اطْمَعُ فِي قَمْرِهِ ... فقَدْ صرتُ اقْنَعُ بالقَايِمَه 15578 - وَقَدْ كُنْتُ حَيَّ الخَوْفِ لِلدَّهر قَبلَهُ ... فلَّما تَولَّى مَاتَ خَوفي من الدّهر 15579 - وَقَدْ كُنْتُ لَا أَخْشَى مَعَ الذَّنْبِ جَفْوةً ... فقَد صرْت أَخشاها وَمَاليَ من ذَنبِ 15580 - وَقَدْ وَاعَدَتْ لَيْلَي الهِلَالَ وَمَنْ يَعشْ ... إِلى وَعْد لَيْلَى فالهِلَال قَريبُ 15581 - وَقَدْ يأْتِي المُقِيْمَ الحَظِّ عَفوًا ... وَيَطْلُبُهُ فَيُحْرَمُهُ الحَريْصُ قَبْلهُ: وَمَا لَكَ غَيْرُ مَا قَدْ خُطَّ حَظٌّ ... وَإِنْ كَثُرَ التَّقَلُّبُ وَالشُّخُوْصُ وَقَدْ يَأتِي المُقِيْمَ الحَظُّ عَفْوًا. البَيْتُ أَبُو عُيينَةَ: 15582 - وَقَدْ يُبْتَلَى قَومٌ وَلَا كبليَّتي ... وَلَا مثْل جدّى في الشفاءِ بكُمْ جَدُّ المُتَنَبِيُّ: 15583 - وَقَدْ يَتزيَّا بالهَوَى غَيْر أَهْلِهِ ... وَيَسْتَصْحبُ الإنْسان من لَا يلآئِمُه المَجنُونُ: 15584 - وَقَدْ يَجْمَعُ اللَّه الشَّتيْتَيْنِ بَعْد مَا ... يَظُنَّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لَا تلَاقَيا يقول قَبْلهُ: ¬
وَمَا أُشْرِفُ الايفَاعِ إِلَّا صبابةً ... وَلَا أُضْرِبُ الأَمْثَالِ إِلَّا تَدَاوِيَا وَقَدْ يَجْمَعُ اللَّهُ الشَّتِيْتَيَنِ بَعْدَمَا. البَيْتُ الصلتانُ العَبديُّ: 15585 - وَقَدْ يُحمَدُ السَّيفُ الرَّدانُ بجَفْنِهِ ... وَتلْقَاهُ رثًا غمْدُهُ وَهْو قَاطِعُ المَعَريُّ: 15586 - وَقَدْ يَخْمُلُ الإنسَانُ في عُنْفُوَانِهِ ... وَيْنبُهُ مِنْ بَعْدِ النُّهَى فَيَسُوْدُ بَعْدَهُ: فَلَا تَحْسِدَنْ يَوْمًا عَلَى فَضْلِ نِعْمَةٍ ... فَحَسْبُكَ عَارًا أَنْ يُقَالَ حَسُودُ ابْنُ مَسهرٍ الكاتبُ: 15587 - وَقَدْ يُرْجَا الشِفاءُ لِكلّ دَاءٍ ... وَإِنْ أَعْيَى سِوَى داءِ الحَسُوّدِ الحَمَدوني: 15588 - وَقَدْ يُرْجَا لجُرْح السَّيْفِ بُرْهٌ ... وَلَا بُرْءٌ لما جَرَحَ اللِّسَانُ المَثَلُ السَّائِرُ قَوْلهُمْ: وَجُرْحُ اللِّسَانِ كَجُرْحِ اليَدِ. وَقَالَ أَكْثَمُ بنُ صَيْفِيٍّ مَقْتَلُ الرَّجُلِ بَيْنَ فَكَّيْهِ. وَقَالَ جَعْفَرُ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: النَّوْمُ رَاحَةُ البَدَنِ وَالنُّطْقُ رَاحَةُ الرُّوْحِ وَالصَّمْتُ رَاحَةُ العَقْلِ. عبدُ اللَّهِ بن هُمَّامُ: 15589 - وَقَدْ يَسْتَغشُّ المَرْءُ مَنْ لَا يَغُشُّهُ ... وَيأمَنُ بالغَيْب امرأً غيْرَ نَاصِح ¬
ومن باب (وَقَدْ) قَوْلُ الأَقْرَعِ بنِ مَعَاذٍ القُشَيْرِيِّ (¬1): وَقَدْ هَوَّن الدُّنْيَا وَهَوَّنَ أَهْلهَا ... مَنَازِلُ قَدْ بَادَتْ وَبَادَ قُرُوْنهَا وَإِنِّي أَرَانِي لِلْمَنَايَا رَهِيْنَةً ... وَإِنَّ المَنَايَا لَا يُفَكُّ رَهِيْنُهَا وقول البُحْتُرِيِّ (¬2): وَقَدْ هَذَّبَتْكَ الحَادِثَاتُ وَإِنَّمَا ... صَفَا الذَّهَبُ الإِبْرِيْزُ قَبْلَكَ بِالسَّبْكِ وقول الأَضْبَطِ بنِ قُرَيْعٍ (¬3): وَقَدْ يُبْتَلَى الأَقْوَامُ بِالفَقْرِ وَالغِنَى ... وَقَدْ تَنْقُصُ الأَمْوَالُ ثُمَّ تَثُوْبُ وقول آخَر (¬4): وَقَدْ يَتَغَابَى المَرْءُ فِي بعضِ أَمْرِهِ ... وَمِنْ تَحْتِ ثَوْبَيْهِ المُغِيْرَةُ أوْ عَمْرُو وقول آخر (¬5): وَقَدْ يَتْرُكُ الغَدْرُ الفَتَى وَطَعَامَهُ ... إِذَا هُوَ أَمْسَى حُلُّهُ مِنْ دَمِ الفَصْدِ يَقُوْلُ إِنَّ الكَرِيْمَ لَا يُؤثِرُ فِي كَرَمِهِ وَوَفَائِهِ ضِيْقٌ وَلَا اتِّسَاعٌ. وقول آخَر (¬6): وَقَدْ يُجْبَرُ العَظْمُ الكَسِيْرُ وَرُبَّمَا ... تَزَايَدَ بَعْدَ الكَسْرِ شدَّةُ مُشْتَدِّ العَرَبُ تُزْعُمُ أَنَّ العَظْمَ الكَسِيْرَ إِذَا بَرَأَ تَزْدَادُ قُوَّتهُ. وقول أَعْرَابِيٌّ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا وَحَالِهَا (¬7): ¬
أَنَحْنَ ذَمَمْنَاهَا أَم النَّاسُ كُلّهُمُ ... سُقُوا شُرْبَهُمُ مِنْهَا بِرَنْقٍ مُكَدَّرِ وَقَدْ يَجْزَعُ الإِنْسَان يَنْكبُّ وَحْدَهُ ... وَإِنْ تَكُنِ البَلْوَى مَعَ النَّاسِ يَصْبِرِ وقول مُحَمَّدِ بنِ شِبْلٍ: وَقَدْ يُدْرِكُ الحَتْفُ الجبَانَ مُوَلِّيًا ... وَيُخْطِئُ فِي إِقْدَامِهِ البَطَل الذِّمْرَا وقول آخَر (¬1): وَقَدْ يُدْرِكُ المَرْءُ غَيْرُ الأَرِيْبِ ... وقَدْ يُصْرَعُ الحُوَّلُ القُلَّبُ وقول آخَر: وَقَدْ يَرْجِعُ الغَازِي المُغَاوِرُ سَالِمًا ... وَيَغْتَالُ مَنْ فِي أَهْلِهِ الحَدَثَانِ وقول آخَر: وَقَدْ يَدْنُو البَعِيْدُ عَلَى التَّنَائِي ... وَقَدْ يَنْأَى عَنِ القَلْبِ القَرِيْبُ إبراهيمِ الغَزِّيُّ: 15590 - وَلَوْ تَأَمّلْتَ فيْمَا أنتَ مُدْرِكُهُ ... أَلفَيْتَ كلَّ وُجُودٍ يَقْتَضِي عَدَمَا يقول مِنْهَا فِي المَدْحِ: قَدْ زيَّفَ الدُّرَّ فِي سَوَادِهِ ... وَعَرَّقَ البَحْرَ بَحْرٌ مِنْ نَدَاهُ هَمَا عَلَى رِكَابِ القَوَافِي سَارَ نَائِلهُ ... فَصَافَحَ العُربَ فِي الآفَاقِ وَالعَجَمَا مَا جَادَ لِي خِيْفَةَ الشَّكْوَى وَلَا طَمَعًا ... فِي الشُّكْرِ بَلْ جَادَ مِنْ طَبْعِهِ كَرَمَا لَوْ كَانَ قَدَّمَ جدُّ الشِّعْرِ مُدَّتهُ ... مَا خَصَّصَ بنُ أَبِي سُلمَى بِهِ هَرِمَا يَا مَنْ إِذَا سَعَى سَاعٍ جَرَّ مَنْفَعَةً ... لِنَفْسِهِ نَفَعَتْ مَسْعَاتهُ الأُمَمَا إِنْ كُنْتَ أنزرَ خطابِ العُلَى نَشَبًا ... فَأَنْتَ أثبتهم فِي سُؤْدِدٍ فَدَمَا وَالعَالَمُ اثْنَانِ مَسْعُوْدٌ تَصَرَّفَ فِي ... نعْمَائِهِ وَشَقِيٌّ يَحْزنُ النعَمَا ¬
جَلَى بِكَ اللَّهُ دِيْوَانًا شَكَا عَطَلًا ... بَرْحًا فَأَنْضَيْتُ فِيْهِ الرَّأيَ وَالقَلَمَا لَا زَالَ مَسْعَاكَ بِالتَّوْفِيْقِ مُقْتَرِنًا وَ ... لَا بَرِحْتَ بِحَبْلِ العِزِّ مُعْتَصِمَا ومن باب (وَلَوْ) قَوْلُ آخَر يَشْكُو: وَلَوْ بَسَطَ الزَّمَانَ لِسَانُ عُذْرِي ... لأَخْرَجْتُ الخَيَالَ بِلَا إِزَارِ وقول جَمِيْلُ بُثَيْنَةَ (¬1): وَلَوْ تَرَكْتُ عَقْلِي مَعِي مَا طَلَبْتُهَا ... وَلَكِنْ طلَابِيْهَا لِمَا فَاتَ مِنْ عَقْلِي وقول العَوَّامِ بنِ عُقْبَةَ بنِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى (¬2): وَلَوْ تَرَكْتُ نَارُ الهَوَى لتَصَرَّمَتْ ... وَلَكِنَّ شَوْقًا كَلَّ يَوْمٍ يَزِيْدُهَا وقول آخَر (¬3): وَلَوْ جَاوَرَتْنَا العَامَ خَرْقَاءُ لَمْ نَبْلَ ... عَلَى جَدْبِهَا أَنْ لَا يَصُوْبَ رَبِيْعُهَا وقول أَبِي تَمَّامٍ فِي ابنِ الزَّيَّاتِ الوَزِيْرِ مِنْ أَبْيَاتٍ (¬4): وَلَوْ حَارَدَتْ شَوْكٌ عَذَرْتُ لِقَاحَهَا ... وَلَكِنْ جُرِمْتُ الدرَّ وَالضّرْعِ حَافِلُ أَكَابِرُنَا عَطْفًا عَلَيْنَا فَإِنّنَا ... بِنَا ظَمَأٌ بَرْحٌ وَأَنْتُمْ مَنَاهِلُ المُحَارَدَةُ: قِلَّةُ اللَّبَنِ. وَالشَّوْكُ: النُّوْقُ القَلِيْلَاتُ الأَلْبَانِ. وَالحَافِلُ: المُمْتَلِئُ. يَقُوْلُ: لَوْ مَنَعَنِي مَا طَلَبْتُ مَنْ لَيْسَ لَهُ جِدَةٌ لَعَذَرْتهُ، وَلَكِنْ حَرَمَنِي العَطَاءَ مَنْ هُوَ ذُو جِدَةٍ وَمَالٍ وَقُدْرَةٍ عَلَى العَطَاءِ وَتَمَكُّنٍ مِنْهُ. ومن باب (وَلَوْ) قَوْلُ الوَزِيْرِ المَغْرِبِيِّ مِنْ أَبْيَاتٍ (¬5): ¬
وَلَوْ سَلَوْتُ لِنَفسِي عَنْ طِلَابِ عُلًى ... لَمَا سَلَوْتُ لآمَالِي وَتُبَّاعِي وَكُلِّ سَامٍ بِعَيْنَيْهِ يُؤَمِّلُنِي ... تَأْمِيْلَ ضَرَّارِ أَعْدَاءٍ وَنُفَّاعِ يَهُزّنِي إِنْ وَنَتْ نَفْسِي مَلَامَهُمُ ... حَتَّى تَرَانِي رَحِيْبًا بِالأَذَى بَاعِي فَسَوْفَ أَنْهَضُ إِمَّا نال ذو أربٍ ... مِنِّي مُناهُ وَإِمَّا قَامَ بِي نَاعِي ومن باب (وَلَوْ) قَوْلُ الوَزِيْرِ أَبِي الوَليْدِ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ابنِ زَيْدُوْنَ يُخَاطِبُ صَاحِبَ المَغْرِبِ (¬1): وَلَوْ شِئْتَ رَاجَعْتَ حُسْنَ الفَعَالِ ... وَعَدَوْتَ لِتِلْكَ السَّجَايَا الأُوَلُ وقول جَعْفَرَ بنِ شَمْسِ الخلَافَةِ يَمْدَحُ: وَلَوْ ضَلَّ سَارٍ فِي الدُّجَى لاهْتَدَى بِهِ ... كَمَا يَهْتَدِي بِالأَنْجُمِ الزُّهْرِ ضُلَّالُ البُحْتُريُّ: 15591 - وَلَو جُمِعَ الأَيِمَّةُ فِي مَقَامٍ ... تكُونُ بِهِ لَكُنْتَ لَهُم إِمَامَا له أَيْضًا: 15592 - وَلَوجْهُ البَخِيْل أَحْسَن في ... بَعْضِ الأَحَايِيْن منْ قَفَا المَحْرُوِم 15593 - وَلَوْ دَاوَاكَ كُلُّ طَبيْبِ أَرْضٍ ... بغَيْرِ كَلَام لَيْلَى مَا شَفْاكَا أبَو فِراس الحَمَداني: 15594 - وَلَو سَدَّ غَبْرِى مَا سَدْدتُ اكتَفَوْا بهِ ... وَمَا كَانَ يْغلُو التّبرُ لَو نَفَقَ الصُّفْرُ أعَرابِيُّ: 15595 - وَلَوْ سَقَطَ الرَّقيتُ منَ الثُريَّا ... لَصُبَّ عَلَى مُحبٍّ أَوْ حَبيْبٍ ¬
قَبْلهُ: لَسَهْمِ الحُبِّ كلْمٌ فِي فُؤَادِي ... وَلَا كَالكَلْمِ مِنْ عَيْنِ الرَّقِيْبِ تَمَكَّنَ نَاظِرَاهُ بِهِ فَأَضْحَى ... مَكَانَ الكَائِنِيْنَ مِنَ الذُّنُوْبِ وَلَوْ سَقَطَ الرَّقِيْبُ مِنَ الثُّرَيَّا. البَيْتُ أَبُو فِراسٍ: 15596 - وَلَوْ شئْتُ الجَوابَ أَجبْت لَكْن ... خَفَضْتُ لَكُمْ عَلَى عِلمٍ جَنَاحِي أَبُو نصر بنُ نُباتَةَ: 15597 - وَلَوْ شئتُ عَلَّمتُ المَكَارِمَ شَيْمَتِي ... وَلَكنَّنِي بالمَكْرمَاتِ رَفيْقُ بَعْدَهُ: أَخَافُ عَلَيْهَا أَنْ تَجُوْدَ بِنَفْسِهَا ... إِذَا مَا أَتَاهَا فِي الزَّمَانِ مُضِيْقُ 15598 - وَلَوْ صَدَّتْ نجُومُ اللَّيْلِ عَنِّي ... كَصَدِّكَ مَا نَظَرتُ إلى السَّماءِ 15599 - وَلَوْ صَلحَ المُشَارِكُ لَم يُضَايَقْ ... وَلَكِنْ لَم يَسَعْ أَسَدَيْنِ غَابُ 15600 - وَلَوْ طَلبتُ سوَى نُعْمَاكَ لجأً لَظلْتُ ... أَطلُبُ شَيئًا غيْرَ مَوجُوْدِ 15601 - وَلَوْ عَلم النَّاسُ أَنَّ المَرِيْضَ ... يَمْوتُ لمَا عَادَهُ عَايِدُ قَبْلهُ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ ثِقَات الفَتَى ... إِذَا الدَّهْرُ سَاعَدَهُ سَاعَدُوا ¬
وَإِنْ خَانَهُ دَهْرُهُ أَسْلَمُوْهُ ... وَلَمْ يَبْقَ لَهُ مِنْهُمْ وَاحِدُ وَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّ المَرِيْضَ. البَيْتُ حَدَّثَ المُبَرَّدُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بن القَاسَمِ قَالَ: حَدَّثَنِي أبو قُلَابَةَ الجرْمِيُّ قَالَ حَجَجْنَا مَعَ الأَمِيْرِ أَبِي جَزْءِ بن عَمْرُو بن سَعِيْدٍ قَالَ وَكُلّنا فِي خِدْمَتِهِ وَهُوَ إِذْ ذَاكَ بَهَيّ وَضِيء فَجَلَسْنَا فِي المَسْجِدِ الحَرَام إِلَى قَوْمٍ مِنْ بَنِي الحَارثِ بنِ كَعْبٍ وَكَانُوا فُصَحَاءَ فَرَأوا هَيئَةَ أَبِي جَزْءٍ وَجَمَالَهُ وَإِعْظَامَنَا لَهُ فقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَهُ أَمِنْ أَهْلِ بَيْتِ الخَلِيْفَةِ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنِّي رَجُل مِنَ العَرَبِ. قَالَ: مِمَّنْ الرَّجُلُ؟ قَالَ: مِنْ مُضرَ. قَالَ أعرضُ ثَوْبِ المَلْبسِ مِنْ أَيُّهَا عَافَاكَ اللَّهُ. قَالَ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي قَيْسٍ. قَالَ: أَيْنَ يُرَادُ بِكَ صِرْ إِلَى فَصِيْلَتِكَ الَتِي تُؤْوِيْكَ. قَالَ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بنِ قَيْسٍ. قَالَ: اللَّهُمَّ غفْرًا مِنْ أَيُّهَا أَنْتَ عَافَاكَ اللَّهُ. قَالَ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي يَعْصرَ. قَالَ: وَمِنْ أَيُّهَا؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ بَاهِلَةَ. قَالَ: قُمْ عَنَّا. قَالَ أَبُوْ قَلَابةَ: فَأَقْبَلْتُ عَلَى الحَارِثيِّ فَقُلْتُ أَتَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: ذَكَرَ أَنَّهُ بَاهِلِيٌّ. قَالَ فَقُلْتُ: هَذَا أَمِيْرُ بنُ أَمِيْرٍ حَتَّى عَدَدْتُ خَمْسَةً ثُمَّ قُلْتُ: هَذَا الأَمِيْرُ أَبُوْ جَزْءٍ بن عَمْرُو وَكَانَ أَمِيْرًا ابن سعيدٍ وَكَانَ أَمِيْرًا ابن سَلمٍ وَكَانَ أَمِيْرًا ابن قُتَيْبَةَ وَكَانَ أَمِيْرًا فَقَالَ الحَارِثِيُّ: الأَمِيْرُ أَعْظَمُ أَمِ الخَلِيْفَةُ؟ قُلْتُ: بَلِ الخَلِيْفَةُ. قَالَ: فَالخَلِيْفَةُ أعْظَمُ أَمِ النَّبِيُّ؟ قُلْتُ: بَلِ النَّبِيُّ. قَالَ فَوَاللَّهِ لَوْ عَدَدْتَ لَهُ فِي النُّبُوَّةِ أَضْعَافَ مَا عَدَدْتَ لَهُ فِي الإِمْرَةِ ثُمَّ كَانَ بَاهِلِيًّا مَا عَبَأَ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا. قَالَ: فَكَادَتْ نَفْسُ أَبِي جَزْءٍ تُزْهَقُ. فقلتُ لَهُ انْهَضْ بنا فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَسْوَأُ نَاسٍ أَدَبًا فَقُمْنَا وَتَرَكْنَا هُمْ. قَالَ المُبَرَّدُ: وَلَقِيَ أَعْرَابِيٌّ رَجُلًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ أَنَا بَاهِلِيٌّ قَالَ: أُعِيذكَ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ وَأَنَا مَعَ ذَاكَ مَوْلًى لَهُمْ. فَأَقْبَلَ الأَعْرَابِيُّ يُقَبِّلُ يَدَهُ وَيَتَمَسَّحُ بِهِ. فَقَالَ الرَّجُلُ: لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ قَالَ: لأَنِّي أَثِقُ بِاللَّهِ تَعَالَى أَنَّهُ لَمْ يَبْتَلِيْكَ بِهَذا فِي الدُّنْيَا إِلَّا وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَيُّ بَلَاءٍ يَكُوْنُ أَعْظَم مِنْ هَذَا. 15602 - وَلَوْ عَلِمُوا في العَفو رَأْيَكَ أَذنَبْوا ... إلَيْكَ وَمنُوا باكْتِسَاب الجَرايم
المُتَلمِسُ: 15603 - وَلَوْ غَيْر أَخوْالِي أَرَادُوا نَقِيْصَتي ... جَعَلْتُ لَهُم فَوقَ العَرَانيْن مبْتسَمَا قَبْلهُ: لِذِي الحِلْمِ قَبْلَ اليَوْمِ مَا تُقْرَعُ العَصَا ... وَمَا عُلِّمَ الإنْسَانُ إِلَّا لِيَعْلَمَا وَلَوْ غَيْرَ أَحْوَالِي أَرَادُوا بِقصَّتِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا كُنْتُ إِلَّا مِثْلَ قَاطِعٍ كَفِّهِ ... بِكَفٍّ لَهُ أُخْرَى فَأَصْبَحَ أَجْذَمَا فَلَمَّا اسْتَعَادَ الكَفَّ بِالكَفِّ لمْ يَجِدْ ... لَهُ دَرْكًا فِي أَنْ تَبِيْنَا فَأَحْجَمَا يَدَاهُ أَصَابَتْ هَذِهِ حَتْفَ هَذِهِ ... فَلَمْ تَجِدِ الأُخْرَى عَلَيْهِ مُقَدَّمَا البُحتُريُّ: [من الطويل] 15604 - وَلَوْ فَاتَني المَقْدُورُ ممَّا أَرُومُهُ ... بسَعْيي لأَدْرَكتُ الَّذي لَم يُقدَّر له أَيْضًا: 15605 - وَلَو فَهِمَ النَّاسُ التَلَاقي وَحُسْنَهُ ... لَحُبّبَ منْ أَجلِ التَلَاقي التعرّقُ 15606 - وَلَو قَالَ لِي الغَادُونَ مَا أَنْتَ مُشْتَهٍ ... غَداةَ قَطعْتُ الرَّملَ قلتُ أُعودُ 15607 - وَلَوْ قُلْتِ طَاء فِي النَّارِ أَسْرَعت طَائعًا ... رَجاءَ الرّضَا أَو خيْفةً من دنْالِكِ أَنْشَدَ سَمْنُوْنُ الكَذَّابُ: وَلَوْ قُلْتِ طَأ فِي النَّار علِم أَنَّهُ رِ ... ضًى لَكِ أَوْ مُدْنٍ لنَا مِنْ وِصَالِكِ لَقَدَّمْتُ رِجْلِي نَحْوَهَا فوَطَئتُهَا ... سُرُوْرًا لأَنِّي قَدْ خَطَرْتُ بِبَالِكِ الرشيدُ بنُ المهدي الخليفةُ: 15608 - وَلَو قِنِعْتُ أتَانِي الرّزقُ في دَعَةٍ ... إِنَّ القُنُوعَ الغنَى لَا كثرة المَالِ ¬
رجَل من قَيسٍ: 15609 - وَلَو قِيْلَ لِلْكَلْبِ يَا بَاهليُّ ... لأَعَوْلَ منْ قُبحْ هَذَا النَّسَبْ قَبْلهُ: أَبَاهِلُ يَنْحَنِي كَلْبُكُمْ ... وَأُسْدُكُمْ كَكِلَابِ العَرَب وَلَوْ قِيْلَ لِلكَلْبِ يَا بَاهِلِيٌّ. البَيْتُ 15610 - وَلَوْ قيْلَ في مُتْ قُلْتُ سَمْعًا وَطَاعةً ... وقُلْتُ لدَاير المَوْت أهْلًا وَمرْحَبا قِيْلَ: خَطَّ بِقَلْبِ ذِي النُّوْنِ المِصرِيّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ حَاجَة مِنْ أَعْرَاضِ الدُّنْيَا فَهَتَفَ بِهِ خَاطِرُهُ يَا ذَا النُّوْنِ اسْأل حَبِيْبَكَ شَيْئًا غَيْرَ لِقَائِهِ. ومن باب (لَوْ قِيْلَ) (¬1): لَوْ قِيْلَ لِلْمَجْنُوْنِ لَيْلَى وَوَصْلُهَا ... تُرِيْدُ أَمِ الدُّنْيَا بِمَا فِي طَوَايَاهَا لَقَالَ غُبَارٌ مِنْ تُرَابِ نِعَالِهَا ... أَحَبُّ إِلَى نَفْسِي وَأَشفَى لِبَلْوَاهَا ومن باب (لَوْ كَانَ) قَوْلُ آخَر (¬2): وَلَوْ كَانَ العُقُوْلُ تَسُوْقُ رِزْقًا ... لَكانَ المَالُ عِنْدَ ذَوِي العُقُوْلِ وقول عَبْدِ اللَّه بنِ طَاهِرٍ (¬3): وَلَوْ كَانَتِ الأَرْزَاقُ تَجْرِي عَلَى الحِجَى ... هَلَكْنَ إِذَا جَهلهنَّ البَهَائِمُ ¬
وَلَمْ يَجْتَمِعْ شَرْقٌ وَغَرْبٌ لِقَاصِدٍ ... وَلَا المَجْدُ فِي كَفِّ امْرِىٍ وَالدَّرَاهِمُ وَلَمْ أَرَ كَالمَعْرُوْفِ تُدْعَا حُقُوْقَهُ مَـ ... ــغَارِمَ فِي الأَقْوَامِ وَهِيَ مَغَانِمُ وقول آخَر (¬1): وَلَوْ كَانَ شَيْئًا يُسْتَطَاعُ دَفَعْتُهُ ... وَلَكِنَّ مَا لَا يُسْتَطَاعُ بَعِيْدُ وقول صَالِحُ بن عَبْدِ القُدُّوْسِ (¬2): وَلَوْ كَانَ كُلُّ النَّاسِ يُبْصِرُ عَيْبَهُ ... لأَمْسَكَ عَنْ عَيْبِ الرِّجَالِ وَأَقْصَرَا قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّه عَنْهُ: وَلأَبِي العَتَاهِيَةِ بَيتٌ يتَوَقَّعُ عَلَى هَذَا حَتَّى كَأَنَّهُ أُخُوْهُ وَكَأَنَّ قَائِلَهُمَا وَاحِدٌ وَهُوَ قَوْلُهُ (¬3): وَمَطْرُوْفَةٍ عَيْنَاهُ عَنْ عَيْبِ نَفْسِهِ ... وَلَوْ بَانَ عَيْبٌ مِنْ أَخِيْهِ لأَبْصَرَا وقول آخَر: وَلَوْ كَانَ لِي مَالٌ لَفَاضَ عَلَى الوَرَى ... عَطَاءٌ كَمِثْلِ البَحْرِ إِذْ جَاشَ مَدُّهُ وقول شَرِيْكِ بنِ أَبِي الأَغْفَلِ التَّجَنُّبِيِّ: وَلَوْ إِنْ يَبْدُو شَاهِدُ الأَمْرِ لِلفَتَى ... كَإِعْجَازِهِ أَلْفَيْتَهُ لَا يُؤَامِرُ وقول المَعَرِّي يَمْدَحُ (¬4): وَلَوْ كَتَمُوا أَنْسَابَهُمْ لَعَزَتْهُمُ ... وُجُوْهٌ وَفِعْلٌ شَاهِدٌ كُلَّ مَشْهَدِ وقول أَبِي العَبَّاسِ بنِ سُرَيْحٍ (¬5): أوَلَوْ كُلَّمَا كَلْبٌ عَوَى مِلْتُ نَحْوَهُ ... أُجَاوِبُهُ إِنَّ الكِلَابَ كَثِيْرُ وَلَكِنْ مُبَالَاتِي بِمَنْ صَاحَ أَوْ عَوَى ... قَبِيْل لأَنِّي بِالكِلَابِ بَصِيْرُ ¬
أَبُو نَصِر بنُ نُباتَةَ: 15611 - وَلَوْ كَانَ الحجَابُ لغَيْرِ نَفْعٍ ... لمَا احْتَاجَ الفؤَادُ إِلَى حِجَابِ ابْنُ شمسِ الخِلافةِ: 15612 - وَلَوْ كَانَ لي منْ قَلْبِ أَسْمَاَء مَوْضِعٌ ... لمَا ضرَّني قيْلُ الوُشَاة وَقَالُها قَبْلهُ: أَصَاخَتْ إِلَى قَوْلِ الوُشَاةِ وَمَا رَثَتْ ... لِتَعْذِيْبِ قَلْبِي حِيْنَ رَثَّتْ حِبَالُهَا وَلَوْ كَانَ لِي مِنْ قَلْبِ أَسْمَاءَ مَوْضِعٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: دعَ الهَمَّ يَذْهَبْ عَنْكَ وَاثْنِ يَمِيْنَهُ ... بِحُسْنِ العَزَا يتبَع يَمِيْنًا شِمَالُهَا فَمَا هِيَ إِلَّا شِدَّة وَانْقِضَاؤُهَا ... وَمَا هِيَ إِلَّا عِقْدَةً وَانْحِلَالُهَا البُحتُريُّ: 15613 - وَلَوْ كَانَ مَا خِبُّرتَهُ وَسِمَعْتُهُ ... لمَا كَانَ غَزْوًا أَنْ الُوْمَ وَتَكْرُمَا عَليّ بنُ أفلَحَ: 15614 - وَلَوْ كُنْتُ أَبدَعْت في زَلَّةٍ ... لمَا كَانَ عَفْوكَ عَنْهَا بَدِيعَا الحُسينُ بن الضحاك: 15615 - وَلَوْ كُنْتُ شَكْلًا لِلهوَى لا تبعتُهُ ... وَلَكِنَّ شَيْن بالصَّبي غَيْرُ لَايقِ ومن باب (وَلَوْ كُنْتُ) قَوْلُ آخَر (¬1): وَلَوْ كُنْتُ أشرُ مَا تَسْتَحِقُّ ... نَثَرَتْ عَلَيْكَ سُعُوْدُ الفَلَكْ ¬
وَقَوْلُ عَبْدُ الرَّحْمَانِ بنِ حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ (¬1): وَلَوْ كُنْتُ خَوَّارَ القَنَاعَةِ مُوْكِلًا ... إِذَا تَرَكُوْني لا أَمَرُّ وَلَا أَحْلَى وَلَكِنَّنِي فَرْعٌ سَقَتْهُ أَرُوْمَةٌ كَذَاكَ ... الأرُوْمُ بنيتُ الفَرْعَ فِي الأَصْلِ صَلِيْبُ مَجَسِّ العُوْدِ تَسْمَعُ صَوْتَهُ ... يَصُكُّ إِذَا مَا صُكَّ فِي أَفْدَحِ الخُصْلِ 15616 - وَلَوْ لبِس الحِمَارُ ثيابَ خَزٍّ ... لقَالَ النَّاسُ يَا لكَ منْ حمَارِ المَعري: 15617 - وَلَوْ لَم يُرد جَورَ البُزَاةِ عَلَى القَطَا ... مُكَوِّنُها مَا صَاغَهَا بمَنَاسِرِ 15618 - وَلَوْ لَم يَكُنْ ذكرُ المحَامِدِ بَاهِرًا ... لمَا افْتُتحَ الذِّكرُ المُنَزَّلُ بالحَمْدِ ومن باب (وَلَوْ لَمْ) قولُ بَكْرِ بنِ النِّطَّاحِ (¬1): وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي كَفِّهِ غَيْرَ نَفْسِهِ ... لَجَادَ بِهَا فَلْيَتَّقِ اللَّهَ سَائِلُه وَقَوْلُ ابْنِ الرُّوْمِيِّ يَهْجُو (¬2): وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي صُلْبِ آدَمَ نُطْفَةً ... لَخَرَّ لَهُ إِبْلِيْسُ أَوَّلَ سَاجِدِ وَقَوْلُ المُتَنَبِّيِّ (¬3): وَلَوْ لَمْ يَعْلُ إِلَّا ذُو مَحَلٍّ ... تَعَالَى الجيْشُ وَانْحَطَّ القَتَامُ وَلَوْ لَمْ يَرْعَ إِلَّا مُسْتَحِقٌّ ... لِرُتْبَتِهِ لَسَامَهُمُ المُسَامُ ابْنُ حيّوس: 15619 - وَلَوْ مَضَى الكُلُّ منّي لَمْ يكُنْ عَجبًا ... وَإنَّما عَجَبي للبَعْضِ كَيْفَ بَقي ¬
سَلمٌ الخاسرُ: 15620 - وَلَوْ مَلَكْتُ عنَانَ الرّيْح أَصْرِفُهُ ... في كُلّ نَاحيَةٍ مَا فَاتَكَ الطّلَبُ ومن باب (وَلَوْ قَوْلُ) أَبِي تَمَّامٍ فِي بَلِيْدٍ (¬1): وَلَوْ نُشِرَ الخَلِيْلُ لَهُ لَعَفَّتْ ... بَلَادَتَهُ عَلَى فِطَنِ الخَلِيْلِ وقول آخَر (¬2): وَلَوْ نَظَرَ العَيَّابُ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ ... لَكَانَ لَهُ فِيْهِ عَنِ النَّاسِ شَاغِلُ وَقَالَ ابنِ مُسَهَّرٍ الكَاتبُ: وَلَوْ نَظَرَ الإِنْسَانُ مَصْدَرَ أَمْرِهِ ... رَأَى وَرْدَ مَا يَأْتِيْهِ عِنْدَ العَوَاقِبِ ومن باب (وَلَوْ) قَوْلُ جَرِيْرٍ يَهْجُو (¬3): وَلَوْ وَازَنْتَ لَوْمَ مُجَاشِعِيٍّ ... بِلَوْمِ الخَلْقِ كُلّهمُ لَزَادَا وقول آخَر (¬4): وَلَوْ وَقَفَتْ لَيْلَى بِقَبْرِي وَقَدْ عَفَتْ ... مَعَالِمُهُ وَاسْتَفْتَحَتْ بِسَلَامِ لَحَنَّتْ إِلَيْهَا بِالتَّحِيَّةِ رَمَّتِي ... وَرَنَّتْ بِتَرْجِيْعِ السَّلَامِ عِظَامِي المُتَنَبِيُّ: 15621 - وَلَوْلَا احتقَارُ الأُسْدِ شَبَّهْتُهَا ... بِهْم وَلَكِنَّها مَعْدُودةٌ في البَهايم قَبْلهُ: هُمُ المُحْسِنُوْنَ الكرَّ فِي حَوْمَةِ الوَغَا ... وَأَحْسَنُ مِنْهُ مَرّهُمْ فِي المَكَارِمِ ¬
وَلَوْلَا احْتِقَارُ الأُسْدِ شَبَّهْتُهَا بِهِمْ. البَيْتُ أَبُو الفَرجُ بنُ هنْدُو: [من الطويل] 15622 - وَلَولَا اكتِسَابُ الحَمْدِ مَا رُمتُ ثَروةً ... وأَهْوِنْ بهَا لَوَلا اكتِسَاب المَحامِد بَعْدَهُ: إِذَا زَارَني العَافِي أَرَاهُ تَبَسُّمِي ... بَيَاضَ الثَّنَايَا عَنْ بَيَاضِ الفَوَائِدِ 15623 - وَلَولَا الدَّمعُ حين يَهيْجُ شَوقًا ... لأَودَى العَاشِقُونَ منَ الزَّفِيْرِ بَعْدَهُ: وَلَكِنَّ الدُّمُوعَ لَهَا شِفَاءٌ ... إِذَا مَا الحُبُّ أُلْهِبَ فِي الصُّدُوْرِ البَسَّاميُّ: [من المقتضب] 15624 - وَلَولَا الضَّرُورَةُ لَم آتِهِ ... وَعِنْدَ الضَّرُورَة آتي الكَنِيْفَا قَبْلهُ: بَلَوْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مَرَّةً ... فَأَلْفَيْتُ مِنْهُ بَخِيْلًا سَخِيْفَا وَلَوْلَا الضُّرُوْرَةُ لَمْ آتِهِ. البَيْتُ بشَارُ: 15625 - وَلَولَا الَّذِي خَبَّرُوْ لَم أَكُنْ ... لأَمْدَحَ رَيْحَانةً قَبْلَ شَمّ قَبْلهُ: دَعَانِي إِلَى عُمَرٍ جُوْدُهُ ... وَقَوْلُ العَشِيْرَةِ بَحْرٌ خِضَمّ وَلَوْلَا الَّذِي خَبَّرُوا لَمْ أَكُنْ. البَيْتُ ¬
15626 - وَلَولَا أَنَّ نَفْسكَ عَوَّدَتْنَا ... احتْمَالَ الثّقِل لَم نَحْمِل عَلَيْهَا قَالَ أَكْثَمُ بنُ صَيْفِيٍّ: مَنْ مَنَعْتَهُ مَا عَوَّدْتَهُ عَلَيْهِ فَكَأَنَّمَا أَغْرَمْتَهُ وَأَنْشَدَ مُتَمَثِّلًا: وَلَوْلَا أَنْ نَفْسَكَ عَوَّدَتْنَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَكِنَّا إِذَا مَا جَارَ دَهْرٌ ... فَخَاصَمَنَا تَحَاكَمْنَا إِلَيْهَا حُريثٌ بنُ زيدِ الخَيلُ: 15627 - وَلَولَا الأَسَى ما عِشتُ في النَّاسِ سَاعةً ... وَلكنْ إِذَا مَا شئتُ جَاوَبني مثْلِي كَانَ عُمَرُ بنِ الخَطَابِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قد بَعَثَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُكَنَّى أَبَا سُفْيَانَ يَسْتَقرِي أَهْلَ البَوَادِي فَمَنْ لَمْ يَقْرَأ ضَرَبَهُ فَجَاءَ إِلَى بِلَادِ طَيءٍ فَاسْتَقْرَأَهُمْ حَتَّى جَاءَ إِلَى أَوْسِ بنِ خَالِدِ ابنِ زَيْدِ بن مُنْهِبٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ زَيْدُ الخَيْلِ لَحًّا فَاسْتَقْرَأَهُ فَلَمْ يَقْرَأ فَضَرَبَهُ أَبُوْ سُفْيانَ أَسْوَاطًا فَمَاتَ فِيْهَا فَقَامَتْ ابْنَتهُ تَنْدبهُ وَجَاءَ حُرَيثُ بنُ زَيْدِ الخَيْلِ فَأَخْبَرَتْهُ فَشَدَّ عَلَى أَبِي سُفْيَانَ فَقَتَلَهُ وَقَتَلَ أَصْحَابَهُ ثُمَّ هَرَبَ إِلَى الشَّامِ وَقَالَ مِنْ أَبْيَاتٍ: فَلَا تَجْزَعِي يا أُمَّ أَوْسٍ فَإِنَّهُ ... تصِيْبُ المَنَايَا كُلَّ حَافٍ وَذِي نَعْلِ وَلَوْلَا الأَسَى مَا عِشْتُ فِي النَّاسِ سَاعَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإِنْ تَقْتِلُوا أَوْسًا عَزِيْزًا فَإِنَّنِي ... تَرَكْتُ أَبَا سُفْيَانَ مُلتزِمَ الرَّحْلِ أَصَبْنَا بِهِ مِنْهُمْ مِنْ القَوْمِ سَبْعَةً ... كِرَامًا وَلَمْ نأْكُلْ بِهِمْ حَشَفَ النَّخلِ أي لَمْ نأْخُذْ بِدَمِهِ دِيَّةً مِنْ مَالٍ أَوْ نَخْلٍ نأْكُلُ ثَمَرَتهُ وَنترِكُ الأَخْذَ بِثَأْرِهِ. المَغيرَةُ بنُ حبناءَ: 15628 - وَلَولَا بَعْضُ مَا لَم تَرْعَ مِنّي ... أَبا بشرٍ عَلِمْتَ بمَنْ تُطِيْفُ الرّضيّ الموسَويُّ: 15629 - وَلَولَا تَداوي القَلْبِ منْ أَلَم الجَوَى ... بذْكر تلَاقينَا قَضيتُ مَن الوَجُد ¬
أَبُو تَمَّام: 15630 - وَلَوْلَا خِلَالٌ سَنّهَا الشِعْرُ مَا دَرَى ... بُغَاةُ العُلَى مِنْ أَين تُؤتَى المكَارْمُ 15631 - وَلَوْلَا كِتَابٌ بِماءِ المِدَادِ ... لَكَانَتُ قرَاطِيسُكُمْ تَكْسُدُ ومن باب (وَلَوْلَا) قَوْلُ الشَّنْفَرَى (¬1): وَلَوْلَا اجْتِنَابُ الذّامِ لَمْ يَلْفَ مَشْرَبٌ ... يُعَاشُ بِهِ إِلَّا لَدَيَّ وَمَأْكَلُ وقول السِّرِيِّ الرَّفَاء (¬2): [من الوافر] وَلَوْلَا الفَضْلُ لَمْ يُشْعَرْ بِنَقْصٍ ... وَلَوْلَا النُّسْكُ لَمْ تَبنِ الخَطَايَا وقول المُتَنَبِّيِّ (¬3): وَلَوْلَا أَيَادِي الدَّهْرِ فِي الجمْعِ بَيْنَنَا ... غَفَلْنَا فَلَمْ نَشْعُر لَهُ بِذُنُوْبِ وقول الرَّضيِّ المَوْسَوِيِّ (¬4): وَلَوْلَا بَوَاقِي نَائِبَاتٍ مِنَ الرَّدَى ... عَقرتُ لِهَذَا الدَّهْرِ بَاقِي ذُنُوْبِهِ ومن باب (وَلَوْ يُمْنَى يَدِي) قَوْلُ رَوْحُ بنِ عَبْدِ الأَعَلَى البَصْرِيِّ: وَلَوْ يُمْنَى يَدِي تَكَرَّهَتْنِي ... إِذًا لَحَسَمْتُهَا بِالنَّارِ حَسْمَا ومن باب (وَلِهَذَا) قَوْلُ الغَزِيِّ (¬5): وَلِهَذَا فَضْلِي طَوِيْلٌ عَرِيْضٌ ... وَلِسَانِي فِي شَرْحِ حَالِي قَصِيْرُ ومن باب (وَلَيَالٍ) قَوْلُ آخَر: وَلَيَالٍ مِثْلَ اللآلِى حُسْنًا ... بَاتَ فِيْهَا غَيُّ المُنِيْمِ رُشْدَا ¬
تَاهَ عُجْبًا بِهِ الزَّمَانُ فَلَوْ تُنْظَمُ ... كَانَتْ فِي لبَّةِ الدَّهْرِ عِقْدَا ومن باب (وَلِي) قَوْلُ آخَر (¬1): وَلِي أَلْفُ بَابٍ قد عَرِفْتُ طَرِيْقَهَا ... وَلَكِنْ بِلَا قَلْبٍ أَيْنَ أَذْهَبُ ومن باب (وَلِيْتُمْ) قَوْلُ آخَر يَهْجُو (¬2): وَلَيْتُمْ فَمَا أَوْلَيْتُمُ النَّاسَ طَائِلًا ... وَلَا حُزْتُمُ أَجْرًا وَلَا صُنْتُمُ حُرَّا فَإِنْ تُفْقَدُوا لَا يِؤْلِمُ النَّاسَ فَقْدُكُمْ ... وَإِنْ تُذْكَرُوا وَلَا يُحْسِنُوا لَكُمْ ذِكْرَا وقول البُحْتُرِيِّ (¬3): وَلِيْتَهُمْ وَالأُفْقُ أَغْبَرَ عِنْدَهُمْ ... وَجَوُّهُمُ عَنْ صَيِّبِ المَزْنِ مُقْفَلُ فَمَا كُنْتَ إِلَّا رَحْمَةَ اللَّهِ سَاقَهَا ... إِلَيْهِمْ وَدُنْيَاهُمْ أَتَتْ وَهِيَ تقبِلُ ومن باب وَلِي حَبِيْبٌ قَوْلُ آخَر (¬4): وَلِي حَبِيْبٌ أَبَدًا مُوْلَعٌ ... بِزَوْرَتِي فِي وَقْتِ إِعْدَامِي كَالصَّيْدِ فِي الإِخلَالِ مَا إِنْ يُرَى ... وَهُوَ كَثِيْرٌ وَقْتَ إِحْرَامِ 15632 - وَلَهُ عِدَاتٌ غَيرُ مُخْلَفَةٍ ... يَحْتَاجُ صَاحِبُهَا إليَ عُمْرِ 15633 - وَلَيَالِي الخَرِيْفِ خُضْرٌ وَلَكِنْ ... رَغَّبتنَا عَنْها لَيَالِي الرَّبيْعِ الصانيء: 15634 - وَلى بَيْنَ أَقلَامي وَلُبِّيَ وَمَنْطِقِي غِنًى ... قَلَّمَا يَشكُو الخصَاصَةَ صَاحِبُه ¬
ومن باب (وَلِي) قَوْلُ الرَّضِي الموْسَوَيِّ (¬1): وَلِي إِنْ يَطُلْ عُمْرِي مَعَ الدَّهْرِ وَقْعَةٌ ... تُذَلِّلُ أَحْدَاثَ الزَّمَانِ لِمَنْ بَعْدِي إِذَا بَزَّنِي مَالِي عَطَاءٌ تَرَكْتُهُ ... حَمِيْدًا وَطَالَبْتُ القَوَاضِبَ بِالرَّدِّ وَكُنْتُ إِذَا الأَيَّامُ جُلْنَ بِسَاحَتِي ... رَجَعْنَ وَلَمْ يَبْلغْنَ آخَرَ مَا عِنْدِي وَقَوْلُ القَاضِي أَبِي الحَسَنِ (¬2): وَلِي خُلقٌ مَا أَسْتَطِيْعُ فِرَاقَهُ ... يُفَوِّتُنِي حَظِّي وَيَمْنَعنِي رُشْدِي نُفُوْرٌ عَنِ الإِخْوَانِ مِنْ غيْرِ رِيْبَةٍ ... يُعَدُّ جَفَاءً وَالوَفَاءُ لَهُمْ وَكدِي غُذِّيْتُ بِهِ طِفْلًا وَإِنْ رُمْتُ تَرْكَهُ ... تَأَبَّى وَأَغْرَتْنِي بهِ أُلْفَةُ المهْدِ عَلَى أَنَّنِي أَقْضِي الحُقُوْقَ بِنِيَّتِي ... وَأَبْذُلُ فِي رِعَى الذِّمَامِ لَهُمْ جُهْدِي وَيَخْدِمُهُمْ قَلْبِي وَوُدُّي وَمَنْطقِي ... فَأَبْلُغُ أَقْصَى غَايَةِ القُرْبِ وَالبُعْدِ وَقَوْلُ المُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ صاحِبِ المَغْرِبِ (¬3): وَلِي خُلقٌ فِي السُّخْطِ كَالشَّرَى طَعْمُهُ ... وَعِنْدَ الرِّضَا أَحْلَى حَتَّى مِنْ جَنَى النَّحْلِ وَقَوْلُ ابنِ المُعْتَزِّ بِاللَّهِ (¬4): وَلِي حُسَام يَهَابُ النَّاسُ شَفْرَتَهُ ... وَأمْضَى وَأعْضَبُ مِنْ حَدَّيْهِ عَضْبَ فَمِي إِذْ لَا ظِلَالَ لنَا إِلَّا صَوَارِمُنَا ... وَلَا مَشَارِبَ إِلَّا مِنْ حِيَاضِ دَمِ وَقَالَ أَيْضًا (¬5): وَلِي صارِمٌ فِيْهِ المَنَايَا كَوَامِنٌ ... فَمَا يَنْتَضي إِلَّا لِسَفْكِ دِمَاءِ تَرَى فَوْقَ متْنَيْهِ الفِرَنْدَ كَأَنَّهُ ... بَقِيَّةُ غَيْمٍ رَقَّ فَوْقَ سَمَاءِ ¬
15635 - وَلى بَيْنَ هُجران الحَبيْبِ وَوَصْلِهِ ... مَصِيْرَانِ مَوْتٌ تَارةً وَنُشْورُ أَبُو تمَّام: 15636 - وَلى حَاجَةٌ أَبطَى عَلَيَ نَجاحُهَا ... وَجُودُكَ أَجْدَى وَافِدٍ اقتْضاؤها بَعْدَهُ: وَمَا لِي شَفِيْعٌ غَيْرَ نَفْسِكَ أَنَّنِي ... اتّكَلَتُ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حُسْنِ رَأيِهَا عَطَاؤُكَ لَا يَفْنَى وَيَسْتَغْرِقُ المُنَى ... وَيُبْقِي وُجُوْهَ الرّاغِبِيْنَ بِمَائِهَا شَكَوْتُ وَمَا الشَّكْوَى لِنَفْسِي بِعَادَةٍ ... وَلَكِنْ تَفِيْضُ النَّفْسُ عِنْدَ امْتِلَائِهَا 15637 - وَلَيْسَ أَخُو الحَاجَاتِ مَنْ بَاتَ ناَئِمًا ... ولَكِنْ أَخُوهَا مَن بَيتُ عَلَى وَجَل ومن باب (وَلَيْسَ) قَوْلُ أَوْسُ بن حَجرٍ (¬1): وَلَيْسَ أَخُوْكَ الدَّائِمُ العَهْدِ بِالَّذِي ... يَسُؤْكَ وَيُرْضِيْكَ مُقْبلَا وَلَكِنَّهُ النَّائِي إِذَا كُنْتَ آمِنًا ... وَصاحِبُكَ الأَدْنَى إِذَا الأَمْرُ أَعْضَلَا وقول آخَر: وَلَيْسَ الفَتَى مَنْ يَدَّعِي الرُّشْدَ وَالحِجَى ... وَيَذْهَلُ عَنْ مَثْوَاهُ بَيْنَ المَقَابِرِ وقول البُحْتُرِيِّ (¬2): وَلَيْسَ العلَى دُرَّاعَةٌ وَرِدَاؤُهَا ... وَلَا جُبَّةٌ مَوشِّيَة وَقَمِيْصُهَا ومن باب (وَلَيْسَ) قَوْلُ الأَخْطَلِ بنِ غَوث وَقَدْ طَلَعَ مَعَ مَعْبَدٍ المُغَنِّيِّ وَمَعَهُمَا طَعَامٌ وَشَرَابٌ مُتَنَزِّهِيْنَ فَجَلسَا عَلَى غَدِيْرٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهُمَا وَاحِدٌ كَأَنَّ الأَرْضَ انْشَقَّتْ عَنْهُ ¬
فَثَقَلَ عَلَيْهُمَا فَقَالَ معْبَدٌ للأخْطَلِ أَنْشُدْنِي فَأَنْشَدَهُ فِي الحَالِ ارْتجَالًا يَقُوْلُ (¬1)؛ وَلَيْسَ القَذَى بِالعُوْدِ يَسْقُطُ فِي الإِنَاءِ ... وَلَا بِذُبَابٍ نَزْعُهُ أَيْسَرُ الأَمْرِ وَلَكِنْ قَذَاهَا زَائِرٌ زَارَ ضَحْوَةً ... تَرَامَتْ بِهِ الغِيْظَانُ مِنْ حَيْثُ لَا نَدْرِي أَبُو تمَّامٍ: 15638 - وَلَيْسَ أَخيْ مَنْ وَدَّني رَأيَ عَيْنِهِ ... وَلَكِنْ أَخي مَنْ وَدَّني وَهو غَائبُ بَعْدَهُ: وَلَيْسَ أَخِي إِلَّا الصَّحِيْحُ وِدَادُهُ ... وَمَنْ هُوَ فِي وَصْلِي وَقُرْبِي رَاغِبُ 15639 - وَلَيْسَ اقْترَابُ الدَّارِ يومًا بِنَافعٍ ... إِذَا كَانَ منْ تهْوَاهُ لَيْسَ بِذيْ وُدِّ الصِلتانُ العَبديُّ: 15640 - وَلَيْسَ الذُنَابي كَالقُدَامَى وَريْشِهِ ... وَمَا تَستِوَى في الكَف مِنكَ الأصَابِعُ أبو الأسوَّدُ الدُؤليُّ: 15641 - وَلَيْسَ الرِزقُ عَنْ طَلَبٍ حَثيْثٍ ... وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ في الدِّلاءِ بَعْدَهُ: تَجِيْءُ عَلَيْهَا طوْرًا وَطوْرًا ... تَجِيْءُ بِحَمْأَةٍ وَقَلِيْلِ مَاءِ دِعبلُ: 15642 - وَلَيْسَ العصِيُّ الصُمُّ كالجُوفِ خبْرةً ... وَلَيْسَ البحُورُ في النَّدى كَالمَذانب ¬
المَعلوطُ السَّعدِيُّ: 15643 - وَلَيْسَ الغِنَى وَالفَقْرُ مِنْ حيْلَةِ الفَتَى ... وَلَكِنْ أَحاظٍ قُسّمتْ وَجُدُودُ بَقِيَّةُ الأَبْيَاتِ بِبَابِ: إِذَا المَرْءُ أَعْيَتْهُ المُرُوْءَةُ نَاشِئًا. 15644 - وَليْسَ الفَتَى المرْزُوقُ مَنْ زَادَ مَالهُ ... وَلَكنَّما المَرزوقُ مَنْ رُزق الرُشْدَا قَبْلهُ: وَمَا لُمْتُ فِي الإِنْفَاقِ نَفْسِي لأَنَّنِي ... رأَيْتُ بَخِيْلَ لقَوْمِ أَهْوَنُهُمْ رِفْدَا فَلَا تَعْجَبَنْ يَا سَلْمُ إِنْ قَلَّ دِرْهَمٌ ... فَمَا قَلَّ حَتى قَلَّ مَنْ يَطْلُبُ الحَمْدَا وَلَيْسَ الفَتَى المَرْزُوْقُ مَنْ زَادَ مَالَهُ. البَيْتُ 15645 - وَلَيْسَ الفَتَى المُعْطِي عَلَى الوَفْرِ وَحْدَهُ ... ولَكِنَّهُ المُعْطى عَلَى اليُسْرَ وَالعُسْرِ الرَضِيُّ المُوسَوي: 15646 - وَليْسَ الفَتَى إِلَّا الَّذِي إِنْ رَأَيتَهُ ... رَأَيتَ غَنيَّ النَّفْسِ في ثَوْب مُعْدِمِ أَبْيَاتُ الرَّضِيِّ المُوْسَوِيِّ يَقُوْلُ مِنْهَا: سَأُقْدِمُ لَا مُسْتَعْظِمًا مَا لَقِيْتُهُ ... تَوَسَّعَ لِي فِي الرَّوْعِ أَوْ ضَاقَ مَقْدَمِي أَحِنُّ وَلَا يُرمِي حَنِيْنِي بِرِيْبَةٍ ... وَأَدْنُو وَلَا يُعْزَى دُنُوِّي لِمَأْثَمِ وَأَنِّي لَمَأْمُوْنٌ عَلَى كُلِّ خَلْوَةٍ ... أَمِيْنُ الهَوَى وَالقَلْبِ وَالعَيْنِ وَالفَمِ وَمَنْ عَزَّهُ مَالٌ رَضَى بِبَشَاشَةٍ وَ ... عَادِمُ مَاءٍ قَانِعٌ بِالتَّيَمُّمِ وَأَوْلَى بِلَادٍ بِالمَقَامِ مِنَ الدُّنَا ... بِلَادٌ مَتَى يَنْزِلْ بِهَا الحرُّ يَغْنمِ له أيضًا: 15647 - وَلَيْسَ الفَتَى منْ يُعْجبُ النَّاسَ مَالهُ ... وَلَكِنَّهُ من يُعْجبُ النَّاسَ عِلْمُهُ ¬
قَبْلهُ: عَقِيْبُ شَبَابِ المَرْءِ شَيْبٌ يَخُصُّهُ ... إِذَا طَالَ عُمْرٌ أَوْ فَنَاءُ يَعُمُّهُ أُغَالِطُ نَفْسِي عَنْ حِمَامِي وَإِنَّمَا ... أُدَارِي عَدُوًّا مَارِقٌ فِيَّ سَهْمُهُ وَلَيْسَ الفَتَى مَنْ يُعْجِبُ النَّاسَ مَالَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَشِفُّ خِلَالُ المَرْءِ لِي قَبْلَ نُطْقِهِ ... وَقَبْلَ سُؤَالِي عَنْهُ فِي القَوْمِ مَا اسْمُهُ 15648 - وَلَيْسَ الَّذِي تُضْحى المكَارِمُ طَبْعُهُ ... وَمْشتَقَّهُ مِنْهُ كَمَنْ يَسَعيرُهَا 15649 - وَلَيْسَ الَّذِي قَدْ كنْتُهُ مَا اشتَهيتُهُ ... وَلكنْ كَمَا شاءَ الزَّمانُ أَكونُ بَعْدَهُ: وَكُنْتُ إِذَا لَمْ أَلْقَ شَيْئًا يَسُرُّنِي ... غَضبْتُ فَقَالَ الدَّهْرُ سَوْفَ تَلِيْنُ 15650 - وَلَيْسَ الَّذِي يَبْقَى مَعَ القُرْبِ حُبُّهُ ... مُحبٌّ وَلَكنْ مَنْ يَدُومُ عَلَى البُعْدِ قَبْلهُ: غَرَامِي بِكُمْ فَوْقَ الَّذِي قَدْ عَهِدْتُـ ... ـمُ وَوَجْدِي بِكُمْ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ مِنَ الوَجْدِ وَلَيْسَ الَّذِي يَبْقَى مَعَ القُرْبِ حُبُّهُ. البَيْتُ كَتَبَ بِهُمَا إِلَيَّ الشَّيْخُ المَرْحُوْمُ السَّعِيْدُ جَمَالُ الدِّيْنِ إِبْرَاهِيْم بن أَحْمَدَ البَقْلِيُّ رَحَمَهُ اللَّهُ وَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنهُ مِنَ المَوَدَّةِ وَالصَّفَاءِ مَا لَمْ أَرَهُ مِنْ مُتَصَافَيْنِ تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ وَرِضْوَانِهِ. المُتنَّبيُّ: 15651 - وَلَيْسَ الَّذِي يَتَّبعُ الغَيثَ رَائدًا ... كَمَنْ جَاَءَهُ في دَارِهِ رَائدُ الوَبْلِ ¬
ومن باب (وَلَيْسَ) قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ العَنْبَرِيِّ الصُّوْفِيِّ (¬1): وَلَيْسَ الَّذِي يَجْرِي مِنَ العَيْنِ مَاؤُهَا ... وَلَكِنَّهُ رُوْحٌ تَذُوْبُ فَتَقْطُرُ وقول آخَر إِنْشَادُ مُوْسَى بن صَالِحٍ الفَقْعَسِيِّ وَكَانَ عَالِمًا بِالشِّعْرِ (¬2): وَلَيْسَ امْرُؤٌ وَفَّى ثمَانِيْنَ حِجَّةً ... بِنَافِضِ فرْعٍ أَنْ يُقَالَ كَبِيْرُ هَذَا مِنْ عَجِيْبِ أَلْغَازِ العَرَبِ: نَافِضُ فرْعٍ هُوَ أَنْ يَجْعَلَ أَحَدَ إِبْهَامَيْهِ عَلَى ظُفْرِ سُبَّابَتِهِ وَيَنْفُضهَا إِذَا قِيْلَ لَهُ أَنْتَ كَبيْرٌ فَيَقُوْلُ: لسْتُ بكَبيْرٍ وَيَنْفُضُ فرعَهُ أَيْ أَظْفَارَهُ أَيْ لَيْسَ لِمَنْ وَفَّى ثَمَانِيْنَ سَنَةً أَنْ يُنْكِرَ قَوْلَ مَنْ يَقُوْلُ لَهُ أَنْتَ كَبِيْرٌ. وقول أَبِي تَمَّامٍ (¬3): وَلَيْسَ امْرُؤٌ فِي النَّاسِ كُنْتَ سِلَاحُهُ ... عَشِيَّةَ يَلْقَى الحَادِثَاتِ بِأَعْزَلَا وقول قَيْسِ بنِ مَعَاذٍ: وَلَيْسَ النَّدَى أَنْ يَحْمدَ المَرْءُ نَفْسَهُ ... بِمَا لَيْسَ فِيْهِ فَانْظُرِي مَا الخَلَائِقُ وقول أَعْرَابِيٍّ: وَلَيْسَ بِحَزْمٍ مَنْ يُحْزِمُ نَفْسَهُ ... ويَتْرِكُ أَفْنَاءَ العَشِيْرَةِ سَاهِيَا وقول إِبْرَاهِيْمِ بنِ حَسَّانَ الحَضْرَمِيِّ: وَلَيْسَ بِعَجْزِ المَرْءِ أَخْطَأهُ الغِنَى ... وَلَا بِاحْتِيَالٍ أَدْرَكَ المَالَ طَالِبُه وَيُرْوَى هَذَا البَيْتُ لأَبِي بَكْرٍ العَرزَمِيِّ. وَيُرْوَى أَيْضًا لِصَالِحِ بنِ عَبْدِ القُدُّوْسِ، وَالأَصَحُّ أَنَّهُ لإِبْرَاهِيْمِ بن حَسَّانَ الحَضْرَمِيِّ وَهُوَ مِنْ قَصِيْدَتِهِ الطَّوِيْلَةِ المَكْتُوْبَةِ فِي المُخَرَّجَةِ بِبَابِ: إِذَا أَكْمَلَ الرَّحْمَنُ لِلْمَرْءِ عَقْلَهُ. ¬
ومن باب (وَلَيْسَ) قَوْلُ آخَر فِي الحَرْبِ (¬1): وَلَيْسَ بِمُنعَقِدٍ لَكَ منه ... إِلَّا بَرَاكَاءُ القَبَالِ أَوْ الفِرَارِ يُقَالُ: بَرَاكَاءُ وَبَرَوْكَاءُ القَبَالِ لِلْموَضِعِ الَّذِي تَصْطَدِمُ الأَقْدَامُ فِيْهِ لِلْقِتَالِ. ابْنُ الحجَّاجُ: 15652 - وَليْسَ اللَّيثُ منُ جُوعِ بغَادٍ ... عَلَى جِيَفٍ تَطوْف بِهَا كِلَابُ 15653 - وَلَيْسَ الهَوَى لَيْلَى ولَكن خِيْفَةً ... أَعَارَتْ مَن الأعداءِ لَيلَى القَوافيا بَعْدَهُ: لِسَانِي لِلَيْلَى وَالضَّمِيْرُ لِغَيْرهَا ... وَفِي لَحْظِ طَرْفِي مُكْذِبٌ لِلثَّانِيَا مِثْلُهُ: وَسَمَّيْتُهَا لَيْلَى وَسمَّيْتُ دَارَهَا ... بِنَجْدٍ وَلَا لَيْلَى أَرَدْتُ وَلَا نَجْدَا الغزيُ: 15654 - وَلَيْسَ أَوطانُكَ اللّاتيْ نَشأَتَ بهَا ... لَكِنْ ديَارُ الَّذِي تَهْوَاهُ أَوْطَانُ أبو تمَّامٍ: 15655 - وَليْسَ بَيانٍ للعُلَى خُلُقُ امْرِئٍ ... وَانْ جَلّ إِلَّا وَهْو للمَالِ هَادمُ 15656 - وَلَيْسَ بتَزْويْقِ اللسَانِ وَصَوْغِهِ ... وَلَكنهُ قَدْ خَالطَ اللَّحْم وَالدَّما أَبُو العلاءِ المَعري: 15657 - وَلَيْسَ بجَاز حَقَّ شُكركَ مُنْعمٌ ... وَلَوْ جَعلَ الدُّنيا قضاءَ ذِمَامِهِ ¬
بَعْدَهُ: فَلَا تَلْزَمَنِي مِنْ مَدِيْحِكَ مَنْطِقًا ... يُقَصِّرُ فِكْرِي عَنْ لُجُوْجِ الْتِزَامِهِ يقول مِنْهَا: وَمَنْ سَلَّ مِنْ قَبْلِ اللِّقَاءِ سُيُوْفَـ ... ـهُ يُمَيِّزْ وَيَعْرِفْ عَضْبَهُ مِنْ كَهَامِهِ وَرُبَّ حُرَازٍ يَتَّقَى وَهُوَ مُغْمَدٌ ... وَلُجٍّ تُهَالُ النَّفْسُ دُوْنَ اقْتِحَامِهِ وَهَلْ يَذْخُرُ الضِّرْغَامُ قُوْتًا لِيَوْمِهِ ... إِذَا ذَخَرَ النَّمْلُ الطَّعَامَ لِعَامِهِ 15658 - وَلَيْسَ بجَاهِلٍ مَنْ جَاءَ جَهْلًا ... وَيعلَمُ أن ذَاكَ الجَهلَ جَهْلُ بَعْدَهُ: وَلَكِنْ مَنْ أَتَى جَهْلًا بِجَهْلٍ ... وَيَحْسَبُ أَنَ ذَاكَ الجهْلَ عَقْلُ ذُو الرُّمَّةِ: 15659 - وَلَيْسَ بطوْعٍ كَانَ منّي فَرْاقُكُمُ ... وَلَكِنَّ رَيْتَ الدَّهر أَخرَجَني قَسْرَا أَبُو مبلَّج العنتري: 15660 - وَلَيْسَ بعَارٍ أَنْ يُسَبَّ مُسَوَّدٌ ... ويُحْسَدَ وَالمَحْسُودُ في موْضِع القُطُبِ مَحمودٌ الوَّراقُ: 15661 - وَلَيْسَ بغَائبٍ مَنْ حَلَّ قلْبًا ... وَلَكِنْ مَنْ نَأَى عَنْهُ لغيْبُ ابْنُ أبي جرادة القاضي: 15662 - وَلَيْسَ بَقاءُ المَرْءِ في دَارِ غُربةٍ ... مُضِرُّ إذا مَا كَانَ في طَلَبِ المَجْدِ قَبْلهُ: لئن بعدت أجسامنا عن ديارنا ... فإن بها الأرواح في عيشة رغدِ وليس بقاء المرء في دار غربة بعارٍ. البيت. ¬
هو أبو المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة القاضي العقيلي، وفاته بحلب سنة 566. البُحْتريُّ: 15663 - وَلَيْسَ بمُسْلمٍ مَنْ لَمْ يُقَدِّمُ ... وَلَا يَتَكُمْ وَلَوْ صَلَّى وَصَامَا أعَرابيةُ: 15664 - وَلَيْسَ بمُغْنٍ في المَودَّةِ شَافِعٌ ... إِذَا لم يَكُنْ بْينَ الضُلُوع شَفِيْعُ قَيسُ بنُ الخَطيمِ: 15665 - وَلَيْسَ بنَافعٍ ذَا البُخلِ مَالٌ ... وَلَا مُزْر بصَاحِبِهِ السّخاءُ أَبُو تمامٍ: 15666 - وَلَيْسَتْ رغْوَتي منْ تَحْتِ مذْقٍ ... وَلَا جَمْرِى كمِيْنٌ في الرَّمادِ 15667 - وَلَيْسَ تَقَدُّميْ خُرُقًا وَلَكِنْ ... لغَيْرِ الحَرْبِ يُدّخَرُ الوَقَارُ المتَنَبِيُّ: 15668 - وَلَيْسَ حَيَاءُ الوَجْهِ في الذِّئبِ شيمةً ... وَلَكنَّهُ من شيمةِ الأَسَدِ الوَرْد ومن باب (وَلَيْسَ) قَوْلُ آخَر (¬1): وَلَيْسَ حُصوْلُ فَائِدَةٍ حُصوْلَا ... إِذَا مَا أَخْطَأَ الغَرَضُ الحُصُوْلُ الرَّضي المُوسَويّ يرثِي: ¬
15669 - وَلَيْسَ حَيٌّ منَ الدُّنْيَا عَلَى ثقةٍ ... وَالدَّهرُ أَهوْجَ لَا يبْقَى عَلَى حَالِ قَبْلهُ: مَا بَعْدَ يَوْمِكَ مَا يَسْلُو بِهِ السَّالِي ... وَمِثْلُ يَوْمِكَ لَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِي يَا قَلْبُ صَبْرًا فَإِنَّ الصَّبْرَ مَنْزِلَةٌ ... بَعْدَ الغُلُوِّ إِلَيْهَا يَرْجِعُ الغَالِي وَلَا تَقُلْ سَابِقٌ لَمْ يَعْدُ غَايَتَهُ ... فَلَا المُقَدَّمُ بِالنَّاجِي وَلَا التَّالِي تَرَكْتُهُ لِذِيُوْلِ الرِّيْحِ مَدْرَجَةً ... وَرُحْتُ أَسْحَبُ عَنْهُ فَضْلَ أَذْيَالِي وَلَيْسَ حَيٌّ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى ثِقَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَلَا يَسُرُّكَ إِكْثَارِي وَلَا جِدَتِي ... وَلَا يَغُمُّكَ إِقتارِي وَإِقْلَالِي كُثيَّرُ عزَّةَ: [من الطويل] 15670 - وَلَيْسَ خَلِيْليْ بالمَلُولِ ولَا الَّذِي ... إِذَا غِبْتُ عَنْهُ بَاعَنِي بخَلِيْلِ أَخَذَهُ كُثَيِّرٌ مِنْ قَوْلِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى (¬1): وَلَيْسَ خَلِيْلِي بِالمُلُوْلِ وَلَا الَّذِي ... يَلُوْمُ عَلَى البُخْلِ الرِّجَالَ وَيَبْخَلُ وَيُرْوَى: عَلَى البَخِيْلِ الخَلِيْلِ وَيَبْخَلُ صَالحُ بن عبدُ القُدوسِ: 15671 - وَلَيْسَ رزقُ الفَتَى مِنْ حُسْنِ حيْلَتِهِ ... لكِنْ حُظُوطٌ بأَرزاقٍ وَأَقسَام الفَرَزدَقُ: 15672 - وَلَيْسَ عِتَابُ النَّاسَ لِلمْرءِ نَافعًا ... إِذَا لم يَكُنْ لِلمرْءِ لُبٌّ يُعَاتبُه أَبْيَاتُ الفَرَزْدَقِ أَوَّلُهَا: ¬
أَلَا حَبَّذَا البَيْتُ الَّذِي أَنْتَ هَايِبُهُ ... تَزُوْرُ بُيُوْتًا حَوْلَهُ وَتَجَانِبُه أَرَى الدَّهْرَ أَيَّامَ المَشِيْبِ أَمرّهُ ... عَلَيْنَا وَأَيَّامُ الشَّبَابِ أَطَايِبُه وَفِي الشَّيْبِ لَذَّاتٌ وَقُرَّة أَعْيُنٍ ... وَمِنْ قَبْلِهِ عَيْشٌ تَعَلَّلَ حَازِبُه إِذَا نَازَلَ الشَّيْبُ الشَّبَابَ فَأَصْلَتَا ... بِسَيْفِهِمَا فَالشَّيْبُ لا بُدَّ غَالِبُه وَلَيْسَ شَبَابٌ بَعْدَ شَيْبٍ بِرَاجِعٍ ... يَدَ الدَّهْرِ حَتَّى يَرْجِعَ الدرَّ حَالِبُه وَمَا المَرْءُ مَنْفُوْعًا بِتَجْرِيْبِ وَاعِظٍ ... إِذَا لَمْ تَعِظْهُ نَفْسُهُ وَتَجَارِبُه وَلَا خَيْرٌ مَا لَمْ يَنْبُعِ الغُصنَ ظلُّهُ ... وَإِنْ مَاتَ لَمْ يَحْزَن عَلَيْهِ أَقَارِبُه وَلَا خَيْرَ فِي قُرْبَى لِغَيْرِكَ نَفْعُهَا ... وَلَا فِي صَدِيْقٍ لا تَزَالُ تُعَاتِبُه يَخُوْنُكَ ذُو القُرْبَى مِرَارًا ... وَإِنَّمَا وَفَى لَكَ عِنْدَ الجهْدِ مَنْ لَا تُنَاسِبُه وَلَيْسَ عِتَابُ النَّاسِ لِلْمَرْءِ نَافِعًا. البَيْتُ ابْنُ مسهرٍ الكاتبُ: 15673 - وَلَيْسَ عَجيْبًا أنَّني لَكَ عَاشِقٌ ... وَلَكِنَّ صَبْري عَنْ هَوَاكَ عَجيبُ ومن باب (وَلَيْسَ) قَوْلُ أَبِي دُلَفٍ (¬1): وَلَيْسَ فَراغُ القَلْبِ مَجْدًا وَرِفْعَةً ... وَلَكِنَّ شُغْل القَلْبِ لِلْهَمِّ رَافِعُ وَذُو المَجْدِ مَحْمُوْلٌ عَلَى كُلِّ آلَةٍ ... وكُلُّ قَصِيْرِ الهَمِّ فِي الحَيِّ وَادِعُ وَقَوْلُ آخَر يَهْجُو (¬2): وَلَيْسَ فِيْهِ مِنَ الخَيْرَاتِ وَاحِدَةٌ ... وَأَكْثَرُ الذَّامِ لَا بَلْ كُلّهُ فِيْهِ وَقَوْلُ آخَر: وَلَيْسَ كَرِيْمًا مَنْ يَخُضُّ بِجُوْدِهِ ... وَلَيْسَ جَوَادًا بِالَّذِي يَتَعَلَّلُ فَبَادِرْ بِمَعْرُوْفٍ إِذَا كُنْتَ قَادِرًا ... فَإِنِّي أَرَى الدُّنْيَا تَجُوْدُ وَتَعْدِلُ ¬
عُمارةٍ بن عقيلٍ: 15674 - وَلَيْسَ عَلَى وُدِّ أمْرِىٍ لَيْسَ عِنْدَهُ ... وَفَاءُ وَلَا عَهْدٌ إِذَا غَابَ منْدَمُ ومن باب (وَلَيْسَ عَلَى) قَوْلُ كُثَيِّرٍ (¬1): وَلَيْسَ عَلَى شَحْطِ النَّوَى كَثْرَةُ البُكَـ ... ـا لَقَدْ كُنْتُ أَبْكِي وَالمَزَارُ قَرِيْبُ وَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَرَاهَا فُجَاءةً ... فَأَبْهَتَ حَتَّى لَا أَكَادُ أُجِيْبُ وَأَصْرِفُ عَنْ رَأي الَّذِي كُنْتُ أَرْتَأي ... وَأَنْسَى الَّذِي أَعْدَدْتُ حِيْنَ تَغِيْبُ وَيُظْهِرُ قَلْبِي حُبَّهَا وَيُعِيْنُهَا ... عَلَيَّ فَمَا لِي فِي الفُؤَادِ نَصِيْبُ قَالَ أَبُوْ الحَسَنِ الأَسَدِيِّ: مَاتَ رَجُلٌ كَانَ يَعُوْلُ اثني عَشَرَ أَلْفِ إِنْسَانٍ فَلَمَّا حُمِلَ عَلَى النَّعْشِ صَرَّ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ فَقَالَ رَجُل مِنَ الجنَازَةِ (¬2): وَلَيْسَ صَرِيْرَ النَّعْشِ مَا تَسْمَعُوْنَهُ ... وَلَكِنَّهُ أَصْلَابُ قَوْمٍ تَقَصَّفُ وَلَيْسَ فَتْقُ المِسْكِ مَا تَجِدُوْنَهُ ... وَلَكِنَّهُ ذَاكَ الثَّنَاءُ المُخَلَّفُ ومن باب وَلَيْسَ فَتَى قَوْلُ المُسَاوِرُ (¬3): وَلَيْسَ فَتَى الفِتْيَانِ مَنْ جُلَّ هَمِّهِ ... صَبُوْحٌ وَإِنْ أَمْسَى فَفَضْلُ غَبُوْقِ وَلَكِنْ فَتَى الفِتْيَانِ مَنْ رَاحَ أَوْ غَدَا ... لِضَرِّ عَدُوٍّ أَوْ لِنَفْعِ صَدِيْقِ ابْنُ مُسهرٍ: 15675 - وَلَيْسَ عُوَاءُ الذّئبِ لِلبدْرِ ضَائرًا ... وَلَا يُفْزعُ الأُسْدَ الكلَابُ النَّوابحُ الرَّضِيّ المُوسَوي: 15676 - وَلَيْسَ فتًى مَنْ يدَّعي البَأْسَ وَحْدَهُ ... إِذَا لم يُعَوّذ بأسَهُ بِسخاءِ ¬
الشِبلي رحمهُ اللَّه: 15677 - وَليْسَ فرَاقٌ في المودَّةِ بيْنَنَا ... وَأَيُّ افتْرَاقٍ وَالطّبَاعَان واحِدُ ابْنُ الرُّوميّ: 15678 - وَلَيْسَ كثيرًا لامْرئٍ أَلفُ ... صَاحبٍ وَإنَّ عَدُوًّا وَاحدًا لَكَثيْرُ قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ: لَا تَشْتَرِ مَوَدَّةَ أَلْفِ رَجُلٍ بِعَدَاوَةٍ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَأَخَذَهُ ابْنُ الرُّوْمِي فَقَالَ: عَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصَّفَاءِ فَإِنَّهُمْ ... عِمَادٌ إِذَا اسْتَنْجَدْتَهُمْ وَظُهُوْرُ وَلَيْسَ كَثيْرًا لامْرِئٍ أَلْفُ صَاحِبٍ. البَيْتُ وَقَالَ دَاودُ لابْنِهِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهُمَا السَّلَامُ: لَا تَسْتَبْدِلَنَّ بِأَخٍ لَكَ قَدِيْمٍ أَخًا حَادِثًا مُسْتَفَادًا مَا اسْتَقَامَ لَكَ وَلَا تَسْتَقِلَنَّ أَنْ يَكُوْنَ لكَ عَدَدٌ وَاحِدٌ وَلَا تَسْتَكْثِرَنَّ أَنْ يَكُوْنَ لَكَ أَلْفَ صَدِيْقٍ. الوزيرُ المَغربيُّ: 15679 - وَلَيْسَ كَريمًا مَنْ تُبَاسُ يميْنُهُ ... فيَرْضَى وَلَكِنْ مَنْ تُعَضُّ فَيحْلمُ ابْنُ هنْدو: [من الطويل] 15680 - وَلَيْسَ كمَالُ المَرْءِ أَنْ يُدركَ الغنَى ... وَلَكِنَّهُ تَجرُبهُ وَالتأَدّبُ ومن باب (لَيْسَ) قَوْلُ بنِ شَمْسِ الخلَافَةِ: وَلَيْسَ كَمَالُ المَرْءِ بِالخَيْرِ وَحْدَهُ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي المَرْءِ شَيْءٌ مِنَ الشَّرِّ كَمَا قَالَ البُسْتِيِّ (¬1): ¬
وَمَا اسْتَوْفَى شُرُوْطُ الحَزْمِ إِلَّا ... فَتًى فِي خِلْقِهِ سَهْلٌ وَحَزْنُ ومن باب لَيْسَ قَوْلُ جَرِيْرٍ (¬1): وَلَيْسَ لِسَيْفِي فِي العِظَامِ تَقِيَّةٌ ... وَلَلسَّيْفُ أَشْوَى وَقْعَةً مِنْ لِسَانِيَا وقول المّأْمُوْنِ الخَلِيْفَةِ (¬2): وَلَيْسَ لِلْهَمِّ إِلَّا كُلِّ صَافِيَةٍ ... كَأَنَّهَا دَمْعَةٌ مِنْ عَيْنِ مَهْجُوْرِ وقول آخَر (¬3): وَلَيْسَ لِمَا تَطْوِي المَنِيَّةُ نَاشِرٌ ... وَلَيْسَ لِعَظْمٍ هَاضَهُ اللَّهُ جَابِرُ وقول شَبِيْبِ بنِ البَرْصَاءِ (¬4): وَلَيْسَ لِمَالِي دُوْنَ حَقِّي كَرِيْمَةٌ ... تَعِزُّ وَمَا فِيْهِ عَلَيَّ كَرِيْمُ وقول زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى (¬5): وَلَيْسَ كَمَنْ لَمْ يَرْكَبِ الهَوْلَ بغْيَةٌ ... وَلَيْسَ لِرَحْلٍ حَطَّهُ اللَّهُ حَامِلُ وقول أَبِي هَفَّانَ (¬6): وَلَيْسَ لنَا عَيْبٌ سِوَى أَنَّ جُوْدَنَا ... أَضَرَّ بِنَا وَالبَأسُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ 15681 - وَلَيْسَ لبَرْد الماءِ لَم تَشرَبيْ بهِ ... إلى القَلْب منّي يا أُميْمُ مَسَاغُ الحَسنُ عبدُ اللَّه بنُ سهلٍ: 15682 - وَلَيْسَ لِذى المَالِ منْ مَالِهِ ... سِوَى مَا يُنيْلُ وَما يأْكُلُ ¬
بَعْدَهُ: وَمَا المَالُ مَالُ لِمَنْ يَقْتَنِي ... وَلَكِنَّهُ مَالُ مَنْ يَبْذُلُ وِبَالجَّدِّ يُدْفَعُ مَا يُتَّقَى ... وَبِالجَّدِّ يُدْرَكُ مَا يُؤْمَلُ إِذَا النَّاسُ كَانُوا بَنِي وَاحِدٍ ... فَأَجْمَلهُمْ أَثَرًا أَفْضَلُ وَلَمْ يَزَلِ الفَقْرُ مُسْتَصحبًا ... لِمَنْ يَتَوَانَى وَمَنْ يَكْسَلُ أَبُو نواسٍ: 15683 - وَلَيْسَ للَّهِ بمُسْتَنْكَرٍ ... أَنْ يَجْمَعَ العَالمَ في وَاحِدِ قَبْلهُ: يَمْدَحُ الفَضْلُ بن الرَّبِيع مُخَاطِبًا لِلْخَلِيْفَةِ: أَنْتَ عَلَى مَا بِكَ مِنْ قُدْرَةٍ ... فَلَسْتَ مِثْلُ الفَضْلِ بِالوَاحِدِ أَوْحَدَهُ اللَّهُ فَمَا مِثْلُهُ ... لِطَالِبٍ رِفْدًا وَلَا نَاشِدِ وَلَيْسَ اللَّهُ بِمُسْتَنْكرٍ. البَيْتُ وَإِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ جَرِيْرٍ (¬1): إِذَا غَضبتْ عَلَيْكَ بنو تَمِيْمٍ ... حَسَبْتَ النَّاسَ كُلَّهُمُ غِضَابَا نَقَلَهُ أَبُو نواسٍ مِنَ القَبِيْلَةِ إِلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ. الرِّضى المُوسَوي: 15684 - وَلَيْسَ لمنْ لَم يَمْنَع اللَّهُ مَانِعٌ ... وَلَا لقضاءِ اللَّه في الأَرض غَالبُ 15685 - وَليْسَ لَها غيْرَ عَيْنِ الرّضَا ... لدَيْكَ ذِمَامٌ وَلَا شَافِعُ عبدُ المَلِك بنْ رزين: ¬
15686 - وَلَيْسَ مَعَ الأَقْدارِ لِلمْرءِ مَذْهَبٌ ... وَكُلٌّ إلى مَا شآءهُ اللَّهُ صَايرُ ومن باب (وَلَيْسَ) قَوْلُ الرَّضِيِّ المُوْسَوِيِّ (¬1): وَلَيْسَ مِنَ الفرَاغِ يَسِرْنَ عَنِّي ... نَفَاثَاتٌ يَجِيْشُ بِهَا الجنَانُ وَلَكِنْ مُهْجَةً مُلِئَتْ فَفَاضَتْ ... وَضَاقَ القَلْبُ فَاتَّسَعَ اللِّسَانُ 15687 - وَلَيْسَ مِنَ المرُوءةِ أَن تَجنَّى ... عَلَى عَبْدٍ أَناخَ ببَابِ دَاركْ 15688 - وَلَيْسَ مِنَ الإنْصَافِ أَنّي أُحبُّكُمْ ... وَتَدري فتَجفُونيْ كَأنَّكَ لَا تَدرِي 15689 - وَلَيْسَ مَنْ يَشْتَرِيْ مَا لَا نفَادَ لَهُ ... بكُلِّ مَمْلَكَة الدُّنيا بمغْبونِ 15690 - وَلَيْسَ هَوَى العُيُون هَوًى صَحيحًا ... إِذَا لم يتَّصِلْ بهَوَى القُلُوبِ ومن باب (وَلَيْسَ) قَوْلُ آخَر: وَلَيْسَ هَوًى مَا زَخْرَفَ القولُ لَفظهُ ... وَلَا مَا أَهَاجَتْهُ الحَمَامُ الصَّوَادِحُ وَلَكِنَّهُ سِرٌّ لَطِيْفٌ تَأَنَّسَتْ ... بِهِ النَّفْسُ وَالتفَّتْ عَلَيْهِ الجوَانِحُ ومن باب (وَلَيْسَ) قَوْلُ آخَر (¬2): وَلَيْسَ يَزِيْنُ الرَّجُل نَطْعٌ وَنُمْرُقٌ ... وَلَكِنْ يَزِيْنُ الرَّجُلَ مَا مَيَّ رَاكِبُهُ وقول أَبِي نواسٍ (¬3): وَلَيْسَ يَشِيْنُ السَّيْفَ إِلَّا أَنْ تَرَى ... لَهُ لِذِي الضَّرْبِ جفنًا مُذَهَّبًا وَمُفَضَّضَا وقول العُمَانِيُّ: وَلَيْسَ يَضُرُّ السَّيْفَ إِخْلَاقُ غَمْدِهِ ... إِذَا لَمْ يَفُلَّ الدَّهْرُ مِنْ نَصْلِهِ حَدَّا هُوَ أَبُوْ عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ زَوْزَانَ الصُّحَارِيُّ العُمَانِيُّ الشَّاعِرُ وَكَانَ قَدْ نُكِبَ فَخَرَجَ إِلَى ¬
بَغْدَادَ وَصُحَارُ قَصَبَةُ عُمَانَ مِنْ بِلَادِ البَحْرَيْنِ وَسُمِّيَتْ بِصُحَارَ بن إِرَمٍ بنِ سَامِ بنِ نُوْحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُوْلُ مِنْ أَبْيَاتٍ يَتَشَوَّقُ فِيْهَا إِلَى بَلَدِهِ: لَحَا اللَّهُ دَهْرًا شَرَّدَتْنِي صُرُوْفُهُ ... عَنِ الأَهْلِ حَتَّى صرْتُ مُغْتَرِبًا فَرْدَا أَلَا أَيُّهَا الرَّكْبُ اليَمَانِيُّوْنَ بَلِّغُوا ... تَحِيَّةَ نَائِي الدَّارِ لَقَّيْتُمُ رُشْدَا إِذَا مَا حَلَلْتُمْ فِي صَحَارَ فَأَلْمِمُوا ... بِمَسْجِدِ بَشَّارٍ وَجُوْزُوا بِهِ قَصدَا وَعُوْجُوا عَلَى دَارِي هُنَاكَ فَسَلِّمُوا ... عَلَى وَالِدِي زَوْزَانَ وَاسْتَنْفِدُوا الجهْدَا وَقَوْلُوا لَهُ إِنَّ اللَّيَالِي أَوْهَنَتْ ... تَصَارِيْفُهَا رُكْنِي وَقَدْ كَانَ مُشْتَدَّا وَغَيَّبنَ عَنِّي كُلَّمَا قَدْ عَهِدْتُهُ ... سِوَى الخُلْقِ المَرْضِيِّ وَالمُهَذَّبِ الأَهْدَى وَلَيْسَ يَضُرُّ السَّيْفَ إخْلَاقُ غِمْدِهِ. البَيْتُ ومن باب (وَلَيْسَ) قَوْلُ أَبِي مُحَمَّدٍ الخَازِنُ: وَلَيْسَ يُعْجِبُ قَوْمًا أَنَّنِي رَجُـ ... ـلٌ أَرَى الأَذِلَّاءَ مَوْتَى بَيْنَ أَحْيَاءِ 15691 - وَلَيْسَ يَتِمُّ الحِلْمُ في المَرْءً رَاضيًا ... إذا كَانَ عنْد السُّخْط لَا يتَحلَّمُ بَعْدَهُ: كَمَا لَا يَتُمُّ الجُّوْدُ لِلْمَرْءِ مُوْسِرًا ... إِذَا كَانَ عِنْدَ العسْرِ لَا يَتَكَرَّمُ أَبُو تمَّامٍ: 15692 - وَلَيْسَ يُجَلّي الكَرْبَ رَأْيٌ مُسَدَّدٌ ... إِذَا هُوَ لَم يُؤنَسْ بِرُمْحٍ مُسَدَّدِ 15693 - وَلَيْسَ يَرُدُّ النَفْسَ عَنْ شهوَاتِها ... منَ النَّاسِ إلّا كُلُّ مَاضِي العزائمِ 15694 - وَلَيْسَ يَزيْدُكَ التَّعليْم شيئًا ... إِذَا أَعْيَيْتَ منْ قَبلِ الفُؤَادِ المُتَنَبي: 15695 - وَلَيْسَ يَصحُّ في الإِفهْام شَيءٌ ... إِذَا احْتَاجَ النَّهارُ إلى دَلِيْلِ ¬
قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: هَذَا البَيْتُ مَعْنَاهُ مَأخُوْذٌ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الجِّدَالِ: مَنْ شَكَّ فِي المُشَاهَدَاتِ فَلَيْسَ بِكَامِلِ العَقْلِ. وَيُقَال فِي أَمْثَالِ العَرَبِ: إِنْ يَبغْ عَلَيْكَ قَوْمُكَ لَا يَبغ عَلَيْك القَمَرُ. يُضرَبُ فِي الأَمْرِ المَشْهُوْرِ الَّذِي لَا خِلَافَ فِيْهِ. وَأَصْلُهُ أَنَّ بَنِي ثَعْلَبَةَ بن لسَعْدِ الدِّيْنِ بن ضَبَّةَ فِي الجاهِلِيَّةِ تَرَاهَنُوا عَلَى الشَّمْسِ وَالقَمَرِ لَيْلَة أَرْيَعَ عَشَرَةَ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ تَطْلَعُ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ يُرَى وَقَالَتْ الأُخْرَى بَلْ يَغِيْبُ القَمَر قَبْل أَنْ تَطْلَعَ الشَّمْسُ فَتَرَاضُوا بِرَجُلٍ جَعَلُوْهُ بَيْنَهُمْ حَكَمًا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِنَّ قَوْمِي يَبْغُوْنَ عَلَيَّ فَقَالَ الحَكَمُ: إِنْ يَبغْ عَلَيْكَ قَوْمكَ لَا يَبغ عَلَيْكَ القَمَرُ، فَسَارَتْ مَثَلًا أي مَعَ طُلُوْعِ القَمَرِ يَتَبَيَّنُ لَكَ الحَقُّ. 15696 - وَلَيْسَ يَصْلُحُ لِاسْتِصْلَاح مَمْلَكَةٍ ... غَيْرُ امْرئٍ نافعٍ بالحَقِّ ضرَّارِ يقول قبْلَهُ فِي وَصْفِ أَخْلَاقِ المَمْدُوْحِ: صَحَتْ وَغَامَتْ فَفِيْهَا كُلُّ مَنْفَعَةٍ ... وَرُبَّمَا أُصْعِبَتْ يَوْمًا لأَشْرَارِ وَلَيْسَ يَصلُحُ لاسْتِصْلَاحِ مَمْلَكَةٍ. البَيْتُ مَنصورٌ النَّمرِيُّ: 15697 - وَلَيْسَ يَضُرُّ الحَقَّ مَنْ صَدَّ دُونَهُ ... وَندَّولَا مَنْ شَكَّ فيْهِ وَأَلحدَا أَبُو نَصرُ بنُ نَباتَةَ: 15698 - وَلَشْىَ يَضُرُّكَ فَقْدُ الصّحَابِ ... إِذَا كُنْتَ تَصحُب جدًّا سَعيْدا أَبُو تمَّامٍ: 15699 - وَلَيْسَ يَعرفُ طيْبَ الوَصْلِ صَاحبُهُ ... حَتَّى يُصَابَ بِبَيْنٍ أَو بهجْرَانِ ¬
ومن باب (وَلَيْسَ) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ فِي صَاعِدِ بن مَخْلَدٍ يَمْدَحُهُ (¬1): وَلَيْسَ يُؤَدِّي العَهْدَ إِلَّا أَمِيْنُهُ ... وَلَا فَعَلَاتِ المَجْدِ إِلَّا مَجِيْدُهَا تَلْقَى المَعَالِي عَنْ أَوَائِلِ قَوْمِهِ ... فَتَمَّ ثنَيّهَا لَهُمْ وَبَعِيْدُهَا فَشَيَّدَهَا حَتَّى اسْتْحَقَّ تُرَاثَهَا ... وَلَا يَرِثُ العَلْيَا مَنْ لَا يُشِيْدُهَا يَقُوْلُ مِنْهَا: فَنَاءُ اللَّئِيمِ خِطَّةٌ لَا أَطُوْرُهَا ... وَمَالُ البَخِيْلِ رُدَيْنَةٌ لَا أَرُوْدُهَا أُرِيْدُ لِنَفْسِي غَيْرهَا حِيْنَ لَا أَرَى ... مقَارَبَةً منها وَنَفْسِي تَزِيْدُهَا السَّريِّ الرَّفاء: 15700 - وَلَيْسَ يَكُوْنُ المَرْءُ سِلْمَ صَدِيْقهِ ... إِذَا لم يَكُنْ حَربَ العَدوّ المُخَالِفِ الرّضيّ المُوسَوي: 15701 - وَلَيْسَ ينفَعُنِى بَيْنَ الرّجَالِ إِذَا ... كَانَتْ فرُوْعي خَباتًا طِيب أَعراقي مَحمودٌ الورَّاق: 15702 - وَلَيْسَ يُوَاصِلُ الإِلْمامَ إِلَّا ... ظَنِيْن فِي موَدَّتِهِ مُريْبُ ومن باب (وَلِي) قَوْلُ آخَر فِي أَحْمَقِ: وَلِي صَاحِبٌ أَسْترْزِقُ اللَّهَ مَوْتَهُ ... خَفِيْفٌ عَلَيْهِ قَوْلُ مَا لَيْسَ يَفْعَلُ يَظِنُّ بِأَنَّ الحَمْلَ فِي القُطْفِ ثَابِتٌ ... وَإِنَّ الَّذِي فِي دَاخِلِ التِّيْنِ خَرْدَلُ وقول أَعْرَابِيٍّ فِي الشَّيْبِ (¬1): وَلِي صَاحِبٌ مَا كُنْتُ أَهْوَى اقْتِرَابَهُ ... فَلَمَّا التْقَيْنَا كَانَ أَكْرَمَ صَاحِبِ ¬
عَزِيْزٌ عَلَيَّ أَنْ يُفَارِقَ بَعْدَ مَا ... تَمَنَّيْتُ دَهْرًا أَنْ يَكُوْنَ مُجَانِبِي أَخَذَهُ بَشَّارٌ وَكَشَفَهُ وَأَوْضحَ مَعْنَاهُ (¬1): الشَّيْبُ كُرْهٌ وَكُرْهٌ أَنْ يُفَارِقَنِي ... أَعْجبْ بِشَيْءٍ عَلَى البَغْضَاءِ مَوْروْدِ يَمْضِي الشَّبَابُ وَقَدْ يَأْتِي لَهُ خَلَفٌ ... وَالشَّيْبُ يَذْهَبُ مَفْقُوْدًا بِمَفْقُوْدِ وَمِنْ هَذَا أَخَذَ الحَمَانِيُّ فَقَالَ (¬2): لَعَمْرُكَ لَلْمَشِيْبِ عَلَيَّ مِمَّا ... فَقَدْتُ مِنَ الشَّبَابِ أَشَدُّ فَوْتَا تَمَلَّيْتُ الشَّبَابَ فَصَارَ شَيْئًا ... وَأَبْلَيْتُ المَشِيْبَ فَصَارَ مَوْتَا وَقَالَ مَحْمُوْدُ الوَرَّاقُ (¬3): لِدُوا لِلْمَوْتِ وَابْنُوا لِلْخَرَابِ ... فَكُلّكُمُ يَسِيْرُ إِلَى ذهَابِ أَلَا يا مَوْتُ لَمْ أَرَ مِنْكَ أَقْسَى ... أَبَيْتَ فَمَا تَخِيْفَ وَلَا تُجَافِي كَأَنَّكَ قَدْ هَجَمْتَ عَلَى مَشِيْبِي ... كَمَا هَجَمَ المَشِيْبُ عَلَى شَبَابِي زُهيرُ المَصريُّ: 15703 - وَليْ صَبْوَةُ العُشاقِ في الشّعْر وَحْدَهُ ... وأمَا سِوَاهَا فَهْى منِّي طَالقُ 15704 - وَلى ظَنَّانِ بَيْنَهُمَا رَجَاَءٌ ... يُكَذِّبُ سُوءَ ظَنّي حُسنُ ظَنّي 15705 - وَلى عَنْكَ مْستَغْنًى وفي الأرْضِ مَذْهَبٌ ... فَسيحٌ وَرزقُ اللَّهِ غَادٍ وَرَائحُ ومن باب (وَلِي) قَوْلُ آخَر فِي غُلَامٍ لَهُ: وَلِي غُلَامٍ طَالَ فِي رِقَّةٍ ... كَخَطِّ إِقْلَيْدِسَ لَا عِرْضَ لَهُ وَقَدْ تَنَاهَى عَقْلُهُ خِفَّةً ... فَصَارَ كَالنّقْطَةِ لَا جُزْءَ لَهُ ¬
وَقَوْلُ آخَر يَمْدَحُ (¬1): وَلِي فِي رَاحَتَيْكَ غَدِيْرُ نُعْمَى ... صَفَتْ جَنْبَاهُ وَاضطَّرَدَ الحبَابُ وَظِلٌّ لَا يُمَازِحُهُ هَجيْرٌ ... وَصَحْوٌ لَا يُكَدِّرُهُ ضَبَابُ وَأَيّامٌ حَسُنَّ لَدَيَّ حَتَّى ... تَسَاوَى الشَّيْبُ فِيْهَا وَالشَّبَابُ وَقَوْلُ آخَر: وَلِي فُؤَادٌ إِذَا طَالَ العَذَابُ بِهِ ... هَامَ اشْتِيَتَاقًا إِلَى لُقْيَا مُعَذِّبِهِ يَفْدِيْكَ بِالنَّفْسِ صَبٌّ لَوْ يَكُوْنُ لَهُ ... أَعَزُّ مِنْ نَفْسِهِ شَيْءٌ فَدَاكَ بِهِ وَقَوْلُ أَبِي فراسٍ (¬2): وَلِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْكَ عَتْبُ ... أَقُوْمُ بِهِ مَقَامَ الاعْتِذَارِ صَالحُ بن حسانَ اللَّخميُّ: 15706 - وَلي فَرسٌ لِلحلْمِ بالحِلْم مُلْجَمٌ ... وَليْ فَرسٌ لِلجَهْلِ بالجهلِ مُسْرَجُ يقالُ فِي المَثَلِ: إِمَّا خَبَّتْ وَإِمَّا بَرَكَتْ. يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يُفْرِطُ مَرَّةً فِي الخَيْرِ وَمَرَّةً فِي الشَّرِّ فَيَبْلُغُ فِي الأَمْرَيْنِ الغَايَةُ. وَالخَبَبُ وَالخَبِيْبُ وَالخَبُّ ضرْبٌ مِنَ العَدُوِّ وَذَلِكَ إِذَا رَاوَحَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَبَيْنَ رِجْليْهِ. وَبَاقِي الأَبْيَاتُ قَدْ كُتِبَتْ بِبَابِ: لَئِنْ كُنْتُ مُحْتَاجًا. الأَبْيَاتُ. هِشامَ بنُ إبراهيمُ البصري: 15707 - وَليْ في غِنَى نَفْسي مَرادٌ وَمذْهَبٌ ... إِذَا انصَرَفَتْ عَنّي وُجُوهُ المَذاهِبِ قَبْلهُ: وَكَمْ مَلكٍ جَانَبْتُهُ عَنْ كَرَاهَةٍ ... لإِغْلَاقِ بَابٍ أَوْ لشَدِيْدِ حَاجِبِ ¬
وَلِي فِي غِنَى نَفْسِي مَرَادٌ وَمَذْهَبٌ. البَيْتُ 15708 - وَليْنَا فَكَانَ العَفْو مِنَّا سَجيَّةً ... فلمَّا وَليْتُمْ سَالَ بالدَّم أَبطَحُ يقالُ أَنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَوَى فِي المَنَامِ وَهُوَ يُخَاطِبُ يَزِيْدَ بنَ مُعَاوِيَةِ بِهَذيْنِ البَيْتَيْنِ وَهُمَا: وَلِيْنَا فَكَانَ العَفْوُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَحَسْبُكُمْ هَذَا التَّفَاوُتُ بَيْنَنَا ... وَكُلُّ إِنَاءٍ بِالَّذِي فِيْهِ يَنْضَحُ جَميلٌ بُثَينةَ (¬1): 15709 - وَلَئِنْ أَلفْتكِ أَو وَصَلْتُ حبَالَكُمْ ... فَعَلَى المَوَّدة لا لبذلِ النَّائِل ومن باب (وَلِي) قَوْلُ ابنِ الدُّمَيْنَةِ (¬2): وَلِي كَبِدٌ مَقرَوْحَةٌ مَنْ يَبيْعُنِي بِهَا ... كَبِدًا لَيْسَتْ بِذَاتِ قُرُوْحِ أَبَى النَّاسُ وَيْحَ النَّاسِ لَا يَشْتَرُوْنَهَا ... وَمَنْ يَشْتَرِي ذَا عِلَّةٍ بِصحِيْحِ؟ ومن باب (وَلَيْلٍ) قَوْلُ أَبِي مَنْصُوْرٍ عَبْدُ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الثَّعَالِبِيِّ يَشْكُو البَرَاغِيْثَ (¬3): وَلَيْلٍ بِتُّهُ رَهْنَ اكْتِئَابِ ... أُقَاسِي فِيْهِ أَنْوَاعَ العَذَابِ إِذَا شَرَبَ البَعُوْضُ دَمِي وَغنَّى ... فَلِلْبَرْغُوْثِ رَقْصٌ فِي ثِيَابِي وقول جَحْظَةَ البَرْمَكِيِّ (¬4): وَلَيْلٍ فِي كَوَاكِبهِ حِرَانٌ ... فَلَيْسَ لِطُوْلِ مُدَّتِهِ انْقِضَاءُ عَدِمْتُ مَحَاسِنَ الَإِصْبَاحِ فِيْهِ ... كَأَنَّ الصبْحَ جُوْدٌ أَوْ وَفَاءُ ¬
وقول آخَر (¬1): وَلَيْلكَ شَطْرُ عُمْركَ فَاغْتَنِمْهُ ... وَلَا تَذْهَب بِشَطْرِ العُمْرِ نَوْمَا وقول ذِي الرَّمَّةِ (¬2): وَلَيْلٍ كَجِلْبَابِ العَرُوْسِ إِذَا رَعَتْهُ ... بِأَرْبَعَةٍ وَالشَّخْصُ فِي العَيْنِ وَاحِدُ أَحَمُّ غُدَافِيٌّ وَأَبْيَضُ صَارِمٌ ... وَأَعْيَسُ مَهْرِيٌّ وَأَرْوَعُ مَاجِدُ وقول ابنِ المُعْتَزِّ (¬3): وَلَيْلى يُوَدُّ المُصْطَلُوْنَ بِنَارِ ... هـ لَوْ أَنَّهُمْ حَتَّى الصَّبَاحِ وُقُوْدهَا رَفَعْتُ بِهِ نَارِي لِمَنْ يَبْتَغِي القِرَ ... ىَ عَلَى شَرَفٍ حَتَّى انْتِهَاءِ وُقُوْدهَا نُقِيْمُ بِبِيضِ المَشْرِفيَّاتِ وَالقَنَا ... وَرَاثةَ مَجْدٍ قَدْ جَمَعَتْهَا جُدُوْدهَا وقول خَالدٍ الكَاتِبِ (¬4): وَلَيْلٍ لَمْ يُقَصِّرِهُ رُقَادُ ... وَقَصرَهُ لنَا وَصلُ الحَبِيْبِ نَعِيْمُ الحُبِّ أَوْرَقَ فِيْه ... حَتَّى تَنَاوَلْنَا جُنَاهُ مِنْ قَرِيْبِ بِمَجْلِسِ لَذَّةٍ لَمْ نَقْوَ فِيْهِ ... عَلَى شُكْرٍ وَلَا عَدِّ الذُّنُوْبِ ابن الحَلَاوِيّ: 15710 - وَلَئِن بَقيتُ عَلَى هَوَاهُ فَنَادِرٌ ... لَا حُكم فِي شَرعِ الهَوَى للنَّادِرِ بَعْدَهُ: مَا قُلْتُ إِلَّا مَا وَجَدْتُ حَقِيْقَةً ... قَوْلُ المُتَيَّمِ غَيْرُ قَوْلِ الشَّاعِرِ 15711 - وَلَئِن جَحدتَ مَودَّتي وَجَفوتَني ... إِنّي بمَا في القَلب منكَ لَواثِقُ ¬
المُطَرِّزُ: 15712 - وَلَئِن سَكَتُّ وَبَانَ في وَجهي الرّضَا ... بقيَا علَيكَ فَإِنَّ قَلبي سَاخِطُ 15713 - وَلَئِن شكَرتُكَ مَا حَيِيتُ فَواجبٌ ... فَرضٌ عَلَى الإِنسَانِ شُكر المُنعِم 15714 - وَلَئِن فَرِحتَ بمَا يُنيلُكَ ... أنَّهُ لَبِمَا يُنيلُكَ من ندَاهُ أَفرَحُ العَّباسُ بن مرَداسٍ: 15715 - وَلي نَفسٌ تَتُوقُ إِلَى المَعَالي ... سَتَتلَفُ أَو أُبلّغُهَا مُناهَا أبو سَعِيدٍ الرستمي: 15716 - وَلَئِن كبرُتَ عَن المَلَابسِ وَالعُلَى ... فَيكَ المَلَابِسُ وَالعُلَى تَتشَرَّفُ بَعْدَهُ: فَالبَيْتُ يُكْسَى وَهُوَ أَشْرَفُ بُقْعَةٍ ... فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً والسجفُ قَالَهُمَا لِلصَّاحِبِ ابن عَبَّادٍ وَقَدْ خَلَعَ عَلَيْهِ. العُتُبِيُّ: 15717 - وَلَئِن نَطقتُ بشُكرِ برِّكَ مُفصحًا ... فَلِسَانُ حَالي بالشكاية أَنطَقُ ومن باب (وَلِي) قَوْلُ آخَر (¬1): وَلِي نَفْسٌ سَتَتْلَفُ أَوْ سَتَرْقَى ... لعَمْرُكَ بي إِلَى أَمْرٍ عَظِيْمِ وقول الآخَر (¬2): ¬
وَلِي نَفْسٌ أَقُولُ لَهَا إِذَا مَا ... تُنَازِعُنِي أَوْ لعَلِّي أَوْ تَنْسَانِي قَالَ أَهْل اللُّغَةِ: العَرَبُ تَقُوْلُ لَوْلَايَ وَلَوْلَاكَ وَلَعَلِّي وَلَعَلَّكَ وَعَسَاكَ وَعَسَايَ. 15718 - وَلي همَمٌ بيني وَبينَ بُلوغهَا ... بُحوُرٌ منَ الآمَالِ ليس لَها جسرُ 15719 - وَلي همَّةٌ تَسموُ إلَى المجدِ وَالعُلَى ... وَإِن طَأطَأتني حَادثَاتُ النَوائبِ بَعْدَهُ: فَإِنْ لَمْ أَنَلْ مَجْدًا فَقَدْ نِلْتُ هِمَّةً ... تُنَزِّهُ قَدْرِي عَنْ جَمِيْعِ المَعَايِبِ قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَدرُ الرَّجُلِ عَلَى قَدرِ هِمَّتِهِ وَصِدْقِهِ عَلَى قَدرِ مَوَدَّتِهِ وَشَجَاعَتِهِ عَلَى قَدرِ قُوّته وَعَفَّتِهِ عَلَى قَدرِ غِيْرَتِه. أبو عليٍّ الحُسَنُ بن رزغُيِلَ: 15720 - وَلي همَّةٌ فَوقَ نَجم السَّمَاءِ ... وَلَكِنَّ حَاليَ تَحتَ الثَرَى بَعْدهَ: فَلَوْ سَاعَدَتْ حَالَتِي هِمَّتِي ... لَكُنْتَ تَرَى غَيْرَ مَا قَدْ تَرَى ومن باب (وَمَا) قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ يُخَاطِبُ أَبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بن يُوْسُفَ الثَّغْرِيَّ (¬1): أَبَا سَعِيْدٍ وَمَا وَصْفِي بِمُتَّهَمٍ ... عَلَى الثَّنَاءِ وَلَا شُكْرِي بِمُخْتَرَمِ لَئِنْ جَحَدْتُكَ مَا أَوْلَيْتَ مِنْ نِعَمٍ ... إِنِّي لَفِي اللَّوْمِ أَحْظَى مِنْكَ فِي الكَرَمِ رَدَدْتَ رَوْنَقَ وَجْهِي فِي صَحِيْفَتِهِ ... رَدَّ الصقَالِ بَهَاءَ الصَّارِمِ الخَدمِ وَمَا أُبَالِي وَخَيْرُ القَوْلِ أَصْدَقهُ ... حَقَنْتَ لِي مَاءَ وَجْهِي أمْ حَقَنْتَ دَمِي وقول حَاتِمِ الطَّائِيِّ (¬2): وَمَا اتَّبَعْتَنِي فِي هَوَايَ لَجَاجَةٌ ... إِذَا لَمْ أَجِدْ فِيْمَا أَمَامِي مُقَدَّمَا ¬
وقول الأَحوَصُ يَمدَحُ (¬1): وَمَا أَتَى مِنْ خَيْرٍ عَلَيْكَ فَإِنَّهُ ... هُوَ الحَقُّ معرُوْفًا كَمَا عُرِفَ الفَجْرُ وَقَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بنِ طَاهِرٍ (¬2): وَمَا أحسَنَ الإِيْجَاز فِيْمَا نُرِيْدُهُ ... وَللصَّمْت فِي بَعضِ الأحَايِيْنِ أَوْجَزُ 15721 - وَمَا أُبثُّ اشتيَاقي نحوكُم أبدًا ... إِلَّا وَأكثَرُ ممَّا قُلتُ مَا أَدَعُ 15722 - وَمَا أَتَتني بهِ الأيَّامُ مِن لَطَفٍ ... وَرَاحَةٍ فَإلَى نُعمَاكَ أَنسُبُهُ قَدْ سَبَقَ ذِكْرُ البَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ بِبَابِ: وَكُلُّ خَيْرٍ تَوَخَّانِي الزَّمَانُ بِهِ. 15723 - وَمَا أَتجَرَ الإِنسَانُ في مِثِل عُرفِهِ ... وَلَا جوُزيَت نُعمَى بأَعظَم مِن شُكر بَعْدَهُ: فَلَا تَحْقِرَنْ شُكْرَ امرِئٍ كُنْتَ مُنْعِمًا ... عَلَيْهِ فَإِنَّ الشُّكْرَ أَبْقَى مِنَ البِرِّ إبرَاهيُم الغَزِّيُّ: 15724 - وَمَا اجتَمَعَ الغنَى والبُخلُ ... إِلَّا فَاتَ بَينَهُمَا كَمِينُ أبو عليِّ بنُ رُسُتَةَ: 15725 - وَمَا احتَنَكَ امرُؤ إِلَّا أَحبَّ ... التَفرُّدَ خَاليًا مِن كلِّ خَلقِ 15726 - وَمَا أَحجَمَ الأعداءُ عنكَ بَقيّةً ... عَلَيكَ وَلَكِن لَم يَرَو فيك مطعمَا بعده: لَهُ رَاحَتَانِ الجوْدُ وَالحَتْفُ فِيْهِمَا ... أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَضُرَّ وَيَنْفَعَا ¬
15727 - وَمَا أَحدَثَ النَّأيُ المُفرِّقُ بَينَنَا ... سُلوًا وَلَا طُولُ اجتمَاع تَقَالِيَا الفَرَزدَقُ: 15728 - وَمَا أحدٌ ذوُ فَاقَةٍ كَانَ مثلنَا ... إِلَيهِ وَلَكِن لَا بقيَّةَ للدَّهرِ لَهُ أَيْضًا: 15729 - وَمَا أحدُ كَانَ المَنايَا وَرَاءَهُ ... وَلَو عَاشَ أيَّامًا طوالًا بِسَالم يقول فِي مَرثِيَّةِ وَلَدَيْنِ مَاتَا لَهُ: بِفِيِّ الشَّامِتِيْنَ التُّربُ إِنْ كَانَ مَسَّنِي ... رَزِيَّةُ شِبْلِي مُخدرٍ فِي الضَّرَاغِمِ وَمَا أَحَدٌ كَانَ المَنَايَا وَرَاءَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَرَى كُلَّ حَيٍّ مَاتَزَال طَلِيْعَةً ... عَلَيْهِ المَنَايَا مِنْ ثنَايَا المَخَارِمِ يُذَكِّرُني إِبْنَاي السّمَا كَانَ مَوْهِنًا ... إِذَا ارتَفَعَا فَوْقَ النُّجُوْمِ العَوَاتِمِ وَقَد رَزَى الأَقْوَامُ قَبْلِي بَنيِهُمُ ... وَإِخْوَانَهم فَاقَنِي حَيَاءَ الأَكَارِمِ وَقَد كَانَ مَاتَ الأَفْرَعَانِ وَصَاحِبٌ ... وَعمروُ وَأَبُو عَمروٍ وَقَيْسُ بن عَاصِمِ وَقَد مَاتَ خَيْرَاهُمُ فَلَم يُهْلِكَاهُمُ ... عَشِيَّةَ بَانَا رَهْطِ كَعبٍ وَحَاتِمِ وَمَاتَ أَبِي وَالمُنْذِرَانِ كِلَاهُمَا ... وَعمرُو بن كَلْثُوْمٍ شِهابُ الأَرَاقِمِ وَقَد مَاتَ بَسْطَامُ بنُ قَيْسِ بنِ ... خَالِدٍ وَمَاتَ أَبُو غَسَّانَ شَيْخُ اللَّه آزِمِ فَمَا ابْنُكِ الأَغَرُّ بَين النَّاسِ فَاصْبُرِي ... فَلَنْ يَرجَعَ المَوْتَى حِيْنَ المَآتِمِ قَوْلُهُ: وَقَد مَاتَ خَيْرَاهُمُ تَثْنِيَةٌ فَكَأَنَّهُ قَالَ خَيْرَهُمُ وَخيرهم فَثَنَّى. وَقَوْلُهُ: رَهْطِ كَعْبٍ وَحَاتِمِ إِنَّمَا خَفَضَ رَهْطًا لأَنَّهُ بَدَل مِنْ هُمْ الَّذِي أَضَافَ إِلَيْهِ الخَيْرَيْنِ وَهُوَ قَوْلُهُ خَيْرَاهُمُ وَتَقْدِيْرُ الكَلَامِ وَقَد مَاتَ خَيْر رَهْطِ كَعبٌ وَحَاتِمٌ فَلَم يُهْلِكَاهم عَشِيَّةَ بَانَا وَهذَا مِنْ بَابِ التَّقْدِيْمِ وَالتَّأخِيْرِ لِضرُوْرَةِ الشِّعْرِ. ¬
15730 - وَمَا أُحَرِّضُهُ في فعلِ مَكرمُةٍ ... يَكفي الَّذِي فيهِ من فَضلٍ وَإحسَانِ ومن باب (وَمَا أَحسِبُ) قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ القَاضِي فِي مَحمُوْمٍ (¬1): وَمَا أَحسَبُ الحُمَّى وَإِنْ حَلَّ قَدْرُهَا ... لتَجْسُرَ أَنْ تدنُو إِلَى مَنْبَعِ المَجْدِ وَمَا هِيَ إِلَّا تَلَهُّبِ ذِهْنِهِ تَوَقَّدَ ... حَتَّى فَاضَ مِنْ شِدَّةِ الوَقْدِ ومن باب (وَمَا أَدرِي) قَوْلُ أَبِي الدّرْدَاءِ مَيْسَرَةَ يَزْنبي مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ مِنْ أبياتٍ وَيَمدَحُ يَزِيْدَ: وَمَا أَدرِي إِذَا حَاوَلْتُ أَمرًا ... أَخَلْفِي مَا أُحَاوِلُ أم أَمَامِي يَقُوْلُ مِنْهَا: وَهاتِيْكَ النَّجُوْمُ وَهُنَّ خُرسٌ ... يَنُحنَ عَلَى مُعَاوِيَةَ الشَّامِي نَعَتْهُ الرِّيْحُ للآفَاقِ حَتَّى ... بَكَتْهُ الأَرْضَ رافِعَةَ الخِدَامِ وَنَادَى الفَرْقَدَانِ بَنَاتِ نَعشٍ .. يُبَشِّرنَ الثُّرَيَّا بِالإِمَامِ يَعنِي بِخِلَافَةِ يَزِيْدَ بَعْدَ وَالِدِهِ. وَمِنْ قَلَائِدِ شِعرِ أَبِي الدَّردَاءِ وَأَحْسَنِهِ قَوْلُهُ في الأضْيَافِ (¬2): إِنِّي لأَحمَدُ ضَيْفِي حِيْنَ يَنْزِلُ بي ... أَنْ لَا يُكَلِّفَنِي فَوْقَ الَّذِي أَجِدُ إِمَّا أَهُزُّ لَهُ سَيْفِي فَأُطْعِمُهُ ... أَوْ يسْتَهِلُّ عَلَيْهِ مِحلَبٌ زَيْدُ لَا أُخْمِدُ النَّارَ أَخْشَى أَنْ يُبيِّتهَا ... عَارٍ يَزِيْدُ سَنَاها جَائِعٌ صَرِدِ لَكِنْ أَقُولُ لِمَنْ يَعْرُو مَنَاكِبِهَا ... إِلْقِ الضِّرَامَ عليها عَلَّها تَقِدِ 15731 - وَمَا أَحكَمَ الرّأيَ مثلُ امرئٍ ... يَقيسُ بِمَا قد مَضَى مَا بقي ¬
بَعْدَهُ: وَصَمْتكَ مِنْ غَيْرِ عَيِّ اللِّسانِ ... أُنَف مِنْ هَذْرِ المَنْطِقِ 15732 - وَمَا أُحيلُ عَلَيهِم عِندَ نَازِلةٍ ... لَكِن أُحيلُ عَلَى ذَنب المقَادِير 15733 - وَمَا اخترَتُ نَأيَ الدّار عَنكُم لسَلوةٍ ... وَلَكِن مقَاديرٌ لهُنَّ شؤوُنُ القَاضي الأرَجَانيُّ: 15734 - وَمَا أَخشَى قصُورًا عَن مَرامٍ ... وَمثلُكَ أَوحدَ الدُّنيَا شَفِيعي بَعْدَهُ: وَمِثْلُكَ لَا يُذَكَّرُ غَيْرُ أَنَّا ... أَتَانَا الأَمرُ بِالذّكْرَى النفُوْعِ المُتَنَبيُ: 15735 - وَمَا أَخُصُّكَ في بُرءِ بِتَهنيَةٍ ... إذا سَلِمتَ فَكُلُ النَّاسِ قَد سَلمُوا أبو فراس: 15736 - وَمَا أَخُوكَ الَّذي يَدنُو بهِ نَسَبٌ ... لَكِن أَخُوكَ الَّذي تَصفُو ضَمَايِرُهُ قَوْلُ أَبِي فِرَاسٍ: لَكِنْ أَخُوْكَ الَّذِي تَصْفُو ضَمَائِرُهُ. يُقَالُ فِي المَثَلِ حَمِيْمُ المَرْءِ مِنْ وَصَلَهُ. يُضْرَبُ فِي الرَّجُلِ يَدَّعِي صدَاقَةِ صَاحِبهِ. قَالَهُ الخَنَابِر بنُ المُقَنَّعِ وَكَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ وَذَلِكَ أَنْ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ كَلَابُ بنُ فَارِعٍ كَانَ يَرعَى غَنَمًا لَهُ فَوَقَعَ فِيْهَا أَسَدٌ ضَارٍ فَجَعَلَ يُحَطِّمُها فَانْبَرَى كَلَابٌ يَذُبُّ عَنْهَا فَخَبَطَهُ بِمَخَالِبِهِ وَجَثَمَ عَلَيْهِ فَطَلَعَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ أَحدَهُمَا الخَنَابِرَ بنُ مُرَّةَ وَالآخَرُ حَوْشَبُ وَكَانَ الخَنَابِرُ حَمِيْمَ كِلَابٍ فَاسْتَغَاثَ بِهُمَا فَحَادَ عَنْهُ الخَنَابِرُ وَأَعَانَهُ حَوْشَبُ فَحَمَلَ عَلَى الأَسَدِ وَارتَجَزَ أَبْيَاتًا وَأمكَنَ سَيْفَهُ من حِضْنَيَّ الأَسَدِ فَمَرَّ بَيْنَ الأكْتَافِ وَالأَضْلَاعِ فَخَرَّ ¬
صَرِيْعًا وَقَامَ كِلَابٌ إِلَى حَوْشَبٍ فَقَالَ أَنْتَ حَمِيْمِي دُوْنَ الخَنَابِرِ وَأَنْطَقَ كِلَابٌ بِحَوْشَببٍ فَأَتَى قَوْمَهُ وَهُوَ آخِذ بِيَدِهِ يَقُوْلُ هذَا حَمِيْمِي دُوْنَ الخَنَابِر ثُمَّ هلَكَ كِلَاب فَاخْتَصَمِ الخَنَابِرُ وَحَوْشَب فِي تَرِكَتِهِ وَاحتَكَمَا إِلَى الخَنَابِسِ فَشَهدَ القَوْمُ لِحَوْشَبٍ أَنَّ كِلَابًا أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ هذَا حَمِيْمِي دُوْنَ الخَنَابِرِ فَقَالَ الحَنَابِسُ عِنْدَ ذَلِكَ: حَمِيْمُ المرءِ مَنْ وَصَلَهُ. فَسَارَتْ مَثَلًا لِحَوْشَبٍ بِتَرِكَتِهِ فَأَخَذَها وَانْصَرَفَ. الرّضيُّ المُوسَوِيُّ: 15737 - وَمَا أَدَّعى أني بَرِيءٌ مِنَ الهَوَى ... وَلَكنَّهُ لَا يَعلَمُ القَومُ مَا بيَا أَبُو سَعدٍ الهمَذانيُّ: 15738 - وَمَا أَدَّعي أَنّي جَليدٌ وَإنَّمَا ... هيَ النَّفسُ مَا حمَّلتها تَتحمَّلُ قَبْلهُ: أُصَرِّحُ بِالشَّكْوَى وَلَا أتَأَوَّلُ ... إِذَا أَنْتَ لَمْ تَجْملْ فَلَم أتجَمَّلُ أَفِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ هوَاكَ تَحَامُلٌ ... عَلَيَّ وَمِنِّي كُلَّ يَوْمٍ تَحَمُّلُ وَإِنِّي عَلَى مَا سُمتِينِهِ لَصَابِرٌ ... وَإِنْ كَانَ مِنْ أَدنَاهُ يَذْبُلُ يَذْبُلُ وَمَا أَدَّعِي أَنِّي جَلِيْد. البَيْتُ السّمسَارُ الهرَويُّ: 15739 - وَمَا أَرسَلَ الأقوامُ فِي نيل حَاجة ... كَأَبيضَ وَضَّاحٍ صَحيحٍ مُدَوَّرِ بَعْدَهُ: فأرْسِلهُ مُرتَادًا وَأَيْقِنْ بِأَنَّهُ ... سَيَحْصَلُ مَا تَرْتَادُ وَاسْمَح تُصَدَّرِ وَلَا تَعتَمِدْ شَيْئًا سِوَى الدِّرهمِ الَّذِي ... يَنَالُ بِهِ المَحْرُوْمُ حَظَّ المُوَفِّرِ فَمَا دِرْهَمٌ فِي فِعلِهِ غَيْرَ مَرْهَمٍ ... وَمَدرَاءُ هَمٍّ عَنْ فُؤَادٍ مُحَيَّرِ ¬
ومن باب (وَمَا) قَوْلُ المُتَنَبِّيِّ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمدَحُ فِيْهَا سَيْفَ الدَّوْلَةِ أَبَا الحَسَنِ عَلَيَّ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ حَمْدَانَ (¬1): وَمَا اسْتَغْرَبَتْ عَيْنِي فِرَاقًا رَأَيْتُهُ ... وَلَا عَلَّمَتْنِي غيرَ مَا القَلْبُ عَالِمُه يَقُوْلُ مِنْهَا: وَمَا أَنَا إِلَّا عَاشِقٌ كُلَّ عَاشِقٍ ... أَعَقُّ الخَلِيْلَيْنِ الصَّفَّيْنِ لَائِمُه وَقَد يَتَزَيَّا بِالهَوَى غيرُ أَهْلِهِ ... وَيَسْتَصْحِبُ الإِنْسَانُ مَنْ لَا يُلَائِمُه يَقُوْلُ مِنْهَا فِي مَدحِهِ: تُقَبُّلُ أَفْوَاهُ المُلُوْكِ بِسَاطَهُ ... وَتَكْبُرُ عَنْها كُمُّهُ وَبَرَاجِمُه قِيَامًا لِمَنْ يَشْفَى مِنَ الدَّاءِ كَيُّهُ ... وَمِنْ بَيْنَ أذْنَي كُلِّ قَرمٍ مَوَاسِمُه فَقَد مَلَّ ضَوْءُ الصُّبْحِ مِمَّا يُغِيْرُهُ ... وَمَلَّ سَوَادُ اللَّيْلِ مِمَّا تُرَاحِمُه وَمَلَّ القَنَا مِمَّا تَدُقُّ صُدُوْرهُ ... وَمَلَّ حَدِيْدُ الهِنْدِ مِمَّا يُلَاطِمُه تُجَاذِبُهُ الأَعدَاءُ وَهِيَ عِبَادُهُ ... وَتَدَّخِرُ الأَموَالَ وَهِيَ غَنَائِمُه وَيَسْتَكْبِرُوْنَ الدَّهْرَ وَالدَّهْرُ دُوْنَهُ ... وَيَسْتَعظِمُوْنَ المَوْتَ وَالمَوْتُ خَادِمُه ومن باب (وَمَا) قَوْلُ البُسْتِيِّ أَبِي الفَتْحِ (¬2): نَصِيْبُكَ مِنْ سَفِيْهٍ أَوْ فَقِيْهٍ ... فَفِي هذَا وَذَا حِصْنٌ وَحُسْنُ فَإِنْ سَالَمتَ فَالفُقَهاءُ حُسْنٌ ... وَإِنْ حَارَبْتَ فَالسُّفَهاءُ حِصْنُ وَمَا اسْتَوْفَى شُرُوْطُ الحَزْمِ إِ ... لَّا فَتًى فِي خُلْقِهِ سَهْلٌ وَحَزْنُ وقول مَنْصوْرُ بن التِّلْمِيْذِ: وَمَا أَشْكُو سِوَى عَزْمٍ ضَعِيْفٍ ... وَصَبْرٍ حِيْنَ أَطْلُبُهُ يَخُوْنُ وقول مِهْيَارَ (¬3): ¬
وَمَا أَطْمَعَتْنِي وُجُوْهٌ بِابْتِسَامِهَا ... فَيُؤْنسُنِي مِنْهَا لَدَيها قُلُوْبُهَا وقول آخَر (¬1): وَمَا أُعَابُ بِشَيْءٍ بَعدَ فُرقَتِكمْ ... إِلَّا البَقَاءَ فَإِنِّي مِنْهُ أَعْتَذِرُ وقول ابنِ نُبَاتَةَ (¬2): وَمَا أعتَاضُ بِالأَقْوَامِ مِنْكُم ... وَهَلْ يَعتَاضُ صَدْرٌ مِنْ فُؤَادِ 15740 - وَمَا أَسَفي إِلَّا عَلَى العُمرِ ينقَضِي ... وَلَيسَ لنَا في الاجتمَاع نَصيبُ عُروَةُ بنُ أُذَينَةَ: 15741 - وَمَا اشتَريتُ بمَالِي قَطُّ مَكرمُةً ... إِلَّا تيقّنتُ أَنّي غيرَ مَغبُونِ يَزِيد بن منقذٍ الحنظَليُّ: 15742 - وَمَا صَاحبُ من قَومٍ فَأَخبرُهُم ... إِلَّا يزيدُهُم حُبًّا إِليَّ هُمُ أبو تَمَّامٍ: 15743 - وَمَا أَظُنُّ النَّوى تَرضَى بمَا صَنَعَت ... حَتَّى تُبلِّغَني أَقصَى خُراسَانِ 15744 - وَمَا أَظُنُّ سَحابًا عَمَّ نَائلُهُ ... كُلَّ الأنَام يَضِيقُ اليَومَ عَن رَجُل البُحتُرِيُّ: 15745 - وَمَا أَعتَدُّ في عُمِري بيَوم ... يَمُرُّ وَلَا أَراكَ وَلَا تَرَاني قلبه: ¬
يُخَاطِبُ عَلِيَّ بن عِيْسَى بن مُوْسَى بن طَلْحَةَ بن سَائِبٍ: سلام أيها الملك اليماني ... لقد غلب البعاد على التداني ثمان قد مضين بلا تلاق ... وما في الصبر فضل عن ثمانِ وما اعتد من عمري بيوم. البيت أَبوُ فراسٍ: 15746 - وَمَا أعتَرضتُ عَلَيكُم في أَوامرِكُم ... لَكِن سَألتُ وَمن عَادَاتكُم نعَمُ قَبْلهُ: لَا تحرِمُوْني حَيَاتِي إِنَّ وَصْلَكُمُ ... هِيَ الحَيَاةُ الَّتِي تَجْني بِهَا الأُمَمُ وَمَا اعتَرَضْتُ عَلَيْكُم فِي أَوَامِرِكُم. البَيْتُ القَاضِي الأرجَانِيُّ: 15747 - وَمَا أَعجبتني قَطُّ دَعوَى عَريضَةٌ ... وَلو قَامَ في تَصديقهَا أَلفُ شَاهِدِ 15748 - وَمَا أَعرف الأَطلَالَ من بَطن تُوضح ... لِطولِ تَعفّيها ولَكِن أخَالُها 15749 - وَمَا أَعرف الأيّامَ الَّا ذميمَةً ... ولَا الدَّهر إِلَّا وهو للثَّأر طَالبُ ومن باب (وَمَا) قَوْل آخَر (¬1): ومَا أَفْسَدَ الإِسْلَامَ إِلَّا عِصَابَةٌ ... بِأَمرِ نَوْكَاها وَدَامَ نَعِيْمُهَا وَصَارَتْ قَنَاةُ الدِّيْنِ فِي كَفِّ ظَالِمٍ ... إِذَا أعوَجَّ مِنْهَا جَانِبٌ لَا يُقِيْمهَا وقول آخَر: وَمَا أَقْرَبَ الإِنْسَانَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ ... إِذَا لَانَتِ الدُّنْيَا لَهُ وَاسْتَقَامَتِ ¬
وقول آخَر: وَمَا أَكَادُ إِذَا جَرَّبْتُ ذَا خُلُفٍ ... مِنْهُ بِشَيْءٍ طَوَالَ الدَّهْرِ أَنْتَفِعُ وقول آخَر (¬1): وَمَا أَكْثَرُ الإِخْوَانَ بَلْ مَا أَقَلَّهُمْ ... عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهْرِ حِيْنَ تَتُوْبُ وقول آخَر (¬2): وَمَا أَكْثَرُ الإِخْوَانَ حِيْنَ تَعُدّهُم ... وَلَكِنَّهُم فِي النَّائِبَاتِ قَلِيْلُ هذَا مِنْ أَبْيَاتٍ قَدْ نَسَبها المَرْزَبَانِيّ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي دِيْوَانِهِ أَوَّلها (¬3): صُنِ النَّفْسَ وَاحمِلْهَا عَلَى مَا يَزِيْنُهَا ... تَعِشْ سَالِمًا وَالقَوْلُ فِيْكَ جَمِيْلُ وَلَا تُرِيَنَّ النَّاسَ إِلَّا تَجَمُّلًا نَبَا ... بِكَ دَهْرًا أَوْ جَفَاكَ خَلِيْلُ وَإِنْ ضَاقَ رِزْقُ اليَوْمِ فَاصْبرْ إِلَى غَدٍ ... عَسَى نَكَبَاتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزُولُ يَعِزُّ الغَنِيُّ النَّفْسِ إِنْ قَلَّ مَالُهُ ... وَيَغْنَى الفَقِيْرُ النَّفْسِ وَهُوَ ذَلِيْلُ وَمَا أَكْثَرُ الإِخْوَانَ حِيْنَ تَعُدّهم. البَيْتُ ابن المعتَز: 15750 - وَمَا أَقبحَ التَّفريطَ في زمن الصِّبا ... فَكيفَ بهِ وَالشَّيبُ في الرأس شَامِلُ أَبُو فراسٍ: 15751 - وَمَا أَقصَرتُ في تسآلِ رَبعٍ ... وَلَكِنِّي سَأَلتُ فَمَا أَجابَا ¬
15752 - وَمَا اكتَسَبَ المَحامِد طَالبُوها ... بِمثِل البشرِ وَالوَجهِ الطَّليقِ المَجنُونُ: 15753 - وَمَا أَكثرَ الأَخبارَ أَن قَد تَزَوَّجت ... فهل يأتيَنّي بالطّلَاق بَشيرُ قَبْلهُ: دَعَوْتُ إلَهِي دَعوَةً مَا جَهِلتها وَ ... رَبِّي بِمَا تُخْفِي الصَّدُوْرُ خَبيْرُ لَئِنْ كَانَ يُهْدِي بَردُ أَبْنَائها العُلَى ... لأَفْقَرَ مِنِّي أَنَّنِي لفقِيرُ وَمَا أَكْثَرُ الأَخْيَارَ إِنْ قَدْ تَزَوَّجَتْ. البَيْتُ 15754 - ومَا التُذَّ طَعمُ السَّيرِ إِلَّا بمُنيَةٍ ... وَإنَّ الأماني نعمَ زَادُ المُسَافر جَمِيل بثينةً: 15755 - ومَا النَذَّ لي عَيشٌ مذ النَّأيُ بَعدَها ... ولَا ترني يومًا وصَالُ حَبيِب يقول مِنْهَا قَبْلهُ: بثيْنَةُ إِنْ أَهْجِر هجَرتُ وَلَا قِلًى ... لَكُم أَوْ أَزُوْركُمْ زُرْتُ غَيْرَ مُرِيْبِ وَلَكِنْ عَدَانِي عَنْ زِيَارَتكِ العِدَى ... وَخَوْفُ غَيُوْرٍ كَاسِحٍ وَرَقِيْبِ فَلَا تَسْتَملِكِ العَاذِلَاتُ بثيْنَةٌ ... وَلَا تَسْمَعِي فِيْنَا مَقَالَ كَذُوْبِ وَقَد زَعَمَتْ أَنِّي تَدَاوَيْتُ بِالنَّوَى ... وَهلْ مِنْ دَوَاءٍ غَيْرها وَطَبِيْبِ وَكَيْفَ تَدَاوَى القلب مِنْهَا وَإِنَّهَا ... مِنَ الدَّهْرِ حَظِّي كُلُّهُ وَنَصِيْبي سَأَرعَى عَلَى العَهْدِ بعدِي لَهَا عَهْدَ مَجْلِسٍ ... نَعِمنَاهُ فِي لَهْوٍ هُنَاكَ وَطِيْبِ وَمَا أَلتَذُّ مُذِ النَّأي بَعْدَهَا. البَيْتُ ومن باب (وَمَا) قَوْلُ المُتَنَبِّيِّ (¬1): وَمَا التِّيْهُ طِبِّي فيهم غيرَ أَنَّنِي ... بَغِيْضٌ إِلَى الجاهِلِ المُتَعَاقِلِ ¬
وقول آخَر يَهْجُو ثقِيْفًا: وَمَا الثَّقْفِيُّ إِنْ جَادَتْ كَسَاهُ ... وَرَاعَكَ شَخْصُهُ إِلَّا خَيَالِي وقول آخَر: وَمَا الحُزْنُ إِلَّا مَعرَكٌ أَنَا عِنْدَهُ ... جَبَانُ الحَشَا لَكِنَّنِي أشَجَّعُ وقول آخَر (¬1): وَمَا الحَسَبُ المَوْرُوْثُ إِلَّا دَرَّ دُرُّهُ ... بِمُحتَسِبٍ إِلَّا بِآخِرَ مُكْتَسِبِ إِذَا العُوْدُ لَمْ يُثْمر وإنْ كان شِعْبَةً ... مِنَ المُثْمِرَاتِ عَدَّهُ النَّاسُ فِي الحَطَبِ الحُسينُ بن مُطيرٍ: 15756 - وَمَا الجُودُ عَن فَقر الرِّجَالِ ولَا الغنَى ... وَلَكِنَّهُ خيمُ الرِجال وَخيرُها يقول مِنْهَا: فَنَفْسَكَ أَكْرِم عَنْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَةٍ ... فَمَا لَكَ نَفْس بَعدَها تَسْتَعِيْرُهَا وَقَد تَخْدَعُ الدُّنْيَا فَيَمْسِي غَنِيُّها ... فَقِيْرًا وَيَغْنَى بَعدَ بُؤْسٍ فَقِيْرُهَا وَكَم طَامِعٍ فِي حَاجَةٍ لَا يَنَالها ... وَمِنْ آيِسٍ مِنْهَا أَتَاهُ بَشِيْرُهَا حَاتِمُ الطّائيُّ: 15757 - وَمَا الجُودُ يُفني المَالَ قَبلَ فَنائِه ... ولَا البُخلُ في مَالِ الشَحيح يَزيدُ أبو بكر محمد بن داود الفَقيهُ: 15758 - وَمَا الحُبُّ من حُسنٍ وَلَا من دَمَامةٍ ... وَلكنَّهُ شيءٌ بهِ القَلبُ يكلَفُ ¬
قَبْلهُ: حَمَلْتُ حِبَالَ الشَّوق فِيْكَ وَإِنَّنِي ... لأَعجَزُ عَنْ حَملِ القَمِيْصِ وَأَضْعُفُ وَمَا الحُبُّ مِنْ حُسْنٍ. البَيْتُ مُحمَّدُ بنُ شِبُلٍ: 15759 - وَمَا الحَسَبُ المَورُوثُ إِلَّا تَعلّةً ... إذا لم تُقَارنهُ كرَامُ الخَلَائق المتَنَبِّي: 15760 - وَمَا الحُسنُ في وَجهِ الفَتَى شَرفٌ لَهُ ... إِذَا لم يَكُن في فعلِهِ والخلَايق قِيْلَ: تَجَمَّعَتْ عَامِرُ بن صفْصَفَةَ وَعَقِيْلٌ وَعَسِيْر وَالعَجلَانُ أَوْلَادُ كَعبِ بنِ رَبيْعَةَ وَمَنْ ضامهم بدير دينار من دِيَارِ مُضرَ وَتَشَاكَوَا مَا يَلْحَقُهُم مِنْ سَيْفِ الدَّوْلَةِ وَتَوَافَقُوا عَلَى الخُرُوْجِ عَنِ الطَّاعَةِ وَأَحدَثُوا حَدَثًا بِنَوَاحِي حِمْصَ فِي صفَرِ سَنة 399، فَأَوْقَعَ بِهُمْ سَيْف الدَّوْلَةِ وَجَاءَ قَوْمٌ مِنْ مَشَايِخِ كِلَاب فَطَرَحُوا نُفُوْسهُمُ عَلَيْهِ فَقَبلَهُم وَعَفَا عنهم وَعَادَ إِلَى الرَّقَّةِ فَقَالَ أَبُو الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي قَصيْدَةً أَوَّلُها: تَذَكرتُ مَا بَيْنَ العَذِيْبِ وَبَارِق ... مَجَرَّ عَوَالِينَا وَمَجْرَى السَّوَابِقِ وَصُحْبَةَ قَوْمٍ يَذْبَحُوْنَ قَنِيْصَهُمْ ... بِفَضلَاتِ مَا قَدْ كَسَّرُوا فِي المَفَارِقِ وَلَيْلًا تَوَسَّننَا الثَّوِيَّةَ تَحْتَهُ ... كَأَنَّ ثَرَاها عَنْبَرٌ فِي المَرَافِقِ وَمَا الحُسْنُ فِي وَجْهِ الفَتَى شَرَف لَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا بَلَدُ الإِنْسَانِ غيرُ المُوَافِقِ ... وَلَا أَهْلِهِ إِلَّا دَنوْنَ غيرُ الأَصَادِقِ وَجَائِزَةٌ دعوَى المَحَبَّةِ وَالهَوَى ... وَإِنْ كَانَ لَا يُخْفَى كَلَامُ المُنَافِقِ وَمَا يُوْجِعُ الحِرمَانُ مِنْ كَفِّ حَارِمٍ ... كَمَا يُرجِعُ الحِرْمَانُ مِنْ كَفِّ رَازقِ يَقُوْلُ مِنْهَا: أتاهُم بِهَا حَشْوُ العَجَاجَةِ وَالقَنَا ... سَنَابِكُهَا تَحْشُو بُطُوْنَ الحَمَالِقِ ¬
عَوَابِسُ حَلَّى يَابِسُ المَاءِ حزْمُهَا ... فَهُنَّ عَلَى أَوْسَاطِهَا كَالمَنَاطِق وَمَلْمُوْمَةٍ سيفيةٍ رَبْعِيَّةٍ يَصِيْح ... الحَصَا فِيْهَا صِيَاحَ اللَّقَالِقِ تُخَلّيْهم النُّسْوَانِ غيرُ فَوَارِكٍ ... وَخَلّوهُم النُّسْوَان غيرَ طَوَالِقِ يُفَرِّقُ مَا بَيْنَ الكُمَاةِ وَبَيْنَها ... بِطَعنٍ يُسَلِّي حُرَّةً كُلَّ عَاشِقِ أَبَى الطَّغنُ حَتَّى مَا يَطِيْرُ رَشَاشُهُ ... مِنَ الخَيْلِ إِلَّا فِي نُحُوْرِ العَوَاتِقِ تصِيْبُ المَجَانِيْقُ العِظَام بِكَفِّهِ ... دَقَائِقَ قَدْ أَغيَتْ قَسِيَّ البَنَادِقِ تَعَوَّدَ أَنْ لَا تقضم الحبَّ خَيْلُهُ ... إِذَا الهامُ لَمْ تَرفَع حُبُوْبَ العَلَائِقِ وَلَا تَرِدِ الغُدرَانَ إِلَّا وَمَاؤُها مِنَ الدَّمِ ... كَالرَّيْحَانِ تَحتَ الشَّقَائِقِ ابْنُ الرُّومي: 15761 - وَمَا الحقدُ إِلَّا توأَمُ الشُكرِ في الفَتَى ... وبَعضُ السَّجايَا ينتَسبن إلى بَعضِ بَعْدَهُ: إِذَا الأَرضُ أَدَّتْ رَيْعَ مَا أَنْتَ زَارِعٌ ... مِنَ البَذْرِ فِيْهَا فَهِيَ نَاهِيْكَ مِنْ أَرضِ فَحيْثُ تَرَى حِقْدًا عَلَى ذِي إِسَاءَةٍ ... فَثَمَّ تَرَى شُكْرُ الَّذِي الحَسَنِ القَرضِ وَخَيْرُ سَجِيَّاتِ الأُمُوْرِ سَجِيَّة تُوْفِيْكَ ... مَا تُسْدِي مِحَنَ القَرضِ وَالفَرضِ ومن باب (وَمَا الحَليُ) قَوْلُ آخَر (¬1): وَمَا الحَليُ إِلَّا زِيْنَة لِنَقِيْضِهِ ... يَتُمُّ بِهِ حُسْن إِذَا الحُسْنُ قَصَّرَا فَإِمَّا إِذَا أَنَّ الجمَالُ مُوَقَّرًا ... كَحُسْنِكِ لَمْ يَحتَجْ إِلَى أَنْ يُزَوَّرَا وَيَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ آخَر: حُسْنُ الحضَارَةِ مَجْلُوْبٌ بِتَطْرِيَةٍ ... وَفِي البَدَاوَةِ حُسن غيرُ مَجْلُوْبِ أحمد بن خراشٍ الخريُميُّ: ¬
15762 - وَمَا الخصبُ للأَضيَافِ أَن يَكثُر القرَى ... وَلَكِنَّما وجهُ الكَريم خَصِيبُ أبَو عليٍّ البَصِيُرُ: 15763 - وَمَا الخُلدُ في الدُّنيا بعَيشٍ تُطيلُهُ ... ولَكِنَّما عمُر السُرور هُوَ الخُلدُ قَبْلَهُ فِي الخَمرِ: مُوَرَّدَةٌ طَافَتْ فَأَحْيَتْ جَوَانِحًا قفَارًا ... جَفَاها الخُصْبُ وَالمَعِيْشَةُ الرّغْدُ مَذَاقَتُهَا شَهْدٌ وَنَكْهَتُهَا نَدّ ... وَعيشَتُهَا رَغْدٌ وَصِبْغَتُها وَردُ وَمَا الخُلْدُ فِي الدُّنْيَا بِعَيْشٍ تُطِيْلُهُ. البَيْتُ وَقَالَ ابْنُ المعتَزِّ (¬1): إِذَا سَكَنَتْ قَلْبًا تَرَحَّلَ همُّهُ ... وَطَابَتْ لَهُ دُنْيَاهُ وَاتَّسَعَ الضَّنْكُ وَمَا المُلْكُ فِي الدُّنْيَا بِهمٍّ وَحَسْرَةٍ ... وَلَكِنَّما مُلْكُ السُّرُوْرُ هُوَ المُلْكُ المُتَنَبِّي: 15764 - وَمَا الخيَانَةُ من شَأني وَلَا خُلُقي ... وَلَيسَ عندي لَها عَين وَلَا أُذُنُ لَهُ أيضًا: 15765 - وضمَا الخَيلُ إِلَّا كَالصَّدِيق قَليلَةٌ ... وَإِن كَثُرت في عَين من لَا يُجرّبُ 15766 - ومَا الدُّنيا وَإن طَابت وَدَامَت ... بأَكثرَ من خيَالٍ في مَنَام بعده: تَزَوْلُ عَنِ الفَتَى وَيَزُوْلُ عَنْها ... كَمَا زَالَ الضِّيَاءُ عَنِ الظَّلَامِ ¬
وَقَالَ آخَرُ (¬1): وَمَا الدُّنْيَا لِصَاحِبِها بِحَظٍّ ... سِوَى حَظِّ البَنَانِ مِنَ الخِضَابِ ومن باب (وَمَا الدُّنْيَا) قَوْلُ آخَر (¬2): وَمَا الدُّنْيَا بِبَاقِيَةٍ لِحَيٍّ ... وَلَا حَيٌّ عَلَى الدُّنْيَا بِبَاقِ قِيْلَ: اسْتَعمَلَ إِسْمَاعِيْلُ بن طَلْحَةَ بن عَبْدِ اللَّهِ عَلَى العرافير عتاب بن وَرْقَاءَ الرِّياحِيِّ مِنْ قِبَلِ مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْر وَكَانَ عتَابٌ أَعرَابِيًا فَجًّا فَلَمَّا دَخَلَ يَخْطِبُ بِهَا جُمعَةً فَأَبَى عَلَيْهِ كَاتِبُهُ إِلَّا أَنْ يَخْطُبَ لَهُ خُطْبَةً يَخفَظَها فَلَمَّا صعَدَ المِنْبَرَ نَسِيَها فَقَامَ سَاعَةً يُفكِّرُ ثُمَّ قَالَ: أَيُّها النَّاسُ إِنَّ اللَّه يَقُوْلُ وَقَوْلُهُ الحَقُّ: وَمَا الدُّنْيَا بِبَاقِيَةٍ لِحَيٍّ. البَيْتُ فَقَالَ لَهُ كَاتِبُهُ: أَيُّها الأَمِيْرُ لَيْسَ هذَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ. فَقَال: الكَاذِبُ مِنِّي وَمِنْكَ فِي كَذَا وَكذَا مِنْ أُمِّهِ وَيْحَكَ أتَبْغِي الدُّنْيَا لِحَيٍّ؟ قَالَ: لا. قَالَ: أَفَيَبْقَى عَلَى الدُّنْيَا بَاقٍ. قَالَ: لا. قَالَ: فَمَا بِهِذِهِ الكُلْفَةُ إِذًا ثُمَّ قَالَ وَإِنْ اللَّه يَقُوْلُ (¬3): لَيْس شَيْءٌ عَلَى المَنُوْنِ بِبَاقٍ ... غيرَ وَجْهِ المُهَيْمِنِ الخَلَّاقِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ جُنْدِهِ فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيْرُ لَيْسَ هذَا مِنَ القُرآنِ إِنَّمَا هُوَ شِعْرُ عَدِيِّ بن زَيْدٍ. قَالَ فَنَعِمَ وَاللَّهِ مَا قَالَ ثُمَّ نَزَلَ. المتَنَبِّي: 15767 - ومَا الدَّهرُ أَهلٌ أَن يُؤَمَّلَ عندَهُ ... حَيَاةٌ وأَن يُشتَاقَ فيه إِلَى النَسلِ ابْنُ المُعَتِزّ: 15768 - وَمَا الدَّهرُ إِلَّا اثنانِ يَومٌ وَلَيلَةٌ ... ومَا المَوتُ إِلَّا نازِلٌ وَقَريبُ ¬
مِثْلُه لأبِي فِرَاس بن حَمْدَانَ: وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا اثْنَانِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ... وَمَا النَّاسُ إِلَّا أثنانِ بَرٌّ وَفَاجِرُ 15769 - وَمَا الدَّهرُ إِلَّا فَرحَةٌ بَعدَ فرحَةٍ ... وَلذَّاتُ عَيشٍ نغَّصَتها الفَجائِعُ 15770 - وَمَا الدَّهرُ الَّا سَاعتَانِ فَسَاعةٌ ... أَموُتُ وَأُخرى أَتبغي العَيشَ أَكدَحُ 15771 - وَمَا الدَّهرُ الَّا سَاعَة ثُم تَقَضِي ... فَبَادِر بها يَا صَاح قَبلَ العَوَايق أَبو الفَتْح البُستِيٌّ: 15772 - ومَا الدَّهرُ إِلَّا مَا مَضَى وَهو فَائتٌ ... وَمَا سَوفَ يأتي وَهُو غَيرُ محُصَّلِ بَعْدَهُ: فَحَضَّكَ مِمَّا أَنْت فِيْهِ فَإِنَّهُ ... زَمَانُ الفَتَى مِنْ مُجْمَلٍ وَمُفَصَّلِ 15773 - وَمَا الدَّهرُ الَّا مثلُ أَمسِ الَّذي مَضَى ... وَمثلُ الغَد الجائي وَكل سَيَذهبُ الرَّضِي الموسَوِيُّ: 15774 - وَمَا الدّهرُ إِلَّا نعمَةٌ وَمُصِيبَةٌ ... ومَا الخَلقُ إِلَّا آمنٌ وجَزُوعُ بَعْدَهُ: وَيَوْم رَقِيْقُ الطّرفَيْنِ مُصَفِّقٌ ... وَخَطْبٌ جَرَازُ المضْرِبَيْنِ قَطُوعُ عَجُبْتُ لِمَنْ يَسْرِي بِنَا وَهُوَ وَاقِفٌ ... وَيَأكُلُ مِنْ أَعمَارِنَا وَيَجُوْعُ 15775 - وَمَا الدَّهرُ إِلَّا هكَذا فَاصطَبِر لَهُ ... رزيّةُ مالي أَو فراقُ حَبيبِ ¬
وَقَالَ زِيَادُ بنُ زَيْدٍ (¬1): وَمَا الدَّهْرُ وَالأَيَّامُ إِلَّا كَمَا تَرَى ... رَزِيَّةُ مَالٍ أَوْ فِرَاقُ حَبِيْبِ وَيُرْوَى: هلِ الدَّهْرُ. البَيْتُ ومن باب (وَمَا الدَّهْرُ) قَوْلُ الخَلِيْلُ بنِ أَحْمَدَ (¬2): وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا لَيْلَةٌ بعدَ لَيْلَةٍ ... وَيَوْم إِلَى يَوْمٍ وَشَهْر إِلَى شَهْرِ مَطَايَا يُقَرِّبْنَ الحَدِيْدَ إِلَى بِلَى ... وَيُدنِيْنَ أَشْلَاءَ الكَرِيْمِ إِلَى القَبْرِ وَيَتْرُكْنَ أَزْوَاجَ الغَيُوْرِ لِغَيرهِ ... وَيَقْسِمنَ مَا يَحوِ الشَّحِيْحُ مِنَ الوَفْرِ وَقَوْلُ المُتَنَبِّيِّ يَصِفُ شِعرَهُ (¬3): وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا منْ رَوَاهُ قَصَائِدِي ... إِذَا قُلْتُ شِعرًا أَصْبَحَ الدَّهْرُ مُنْشِدَا وقول المَعَرِّي (¬4): وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا دوْلَةٌ ثُمَّ صَوْلَةٌ ... وَمَا العَيْش إِلَّا صِحَّةٌ وَسَقَامُ أَبُو فراسٍ: 15776 - ومَا الذّنبُ إِلَّا العَجزُ يركبُهُ الفَتَى ... ومَا ذَنبُهُ أن حَاربته المَطالبُ بَعْدَهُ: وَمَنْ كَانَ غَيْرُ السَّيْفِ كَافِلَ رِزْقِهِ ... فَلِلذُّلِّ مِنْهُ لَا مَحَالَةَ جَانِبُ الأَقرُع بن مُعَاذٍ القُشيريّ: 15777 - ومَا السائِلُ المَحرُوم يَرجعُ خَائبًا ... وَلَكن بَخيلُ الأغنياءِ يخيبُ ¬
قبله: أَلا لَا تَخَافِي الفَقْرَ يَا أُمَّ خَالِدٍ ... فَإِنَّ المَغْنِي لِلْمُنْفِقِيْنَ قَرِيْبُ وَمَا زِلْتُ مِثْلَ الغِثِّ يَعدِلُ مَرَّةً ... فَيُعلِي وَيُوْلي مَرَّةً فَيُنْيِبُ وَلِلحَقِّ فِي مَالِ امرِئِ الصَّدِيْقِ نَوْبَةٌ ... وَلِلدَّهْرِ فِي مَالِ اللَّئِيْمِ نَصيْبُ وَلِلْمَالِ أشْوَالٌ وَإِنْ ضَنَّ رَبُّهُ ... يُصَابُ الفَتَى فِي مَالِهِ وَيُصِيْبُ أَبُو دفَافَةَ المصريُّ: 15778 - وَمَا السَّحابُ إِذَا مَا انجابَ عَن بلَدٍ ... وَلَم يُلمَّ بهِ يَومًا بمَذمُوم بَعْدَهُ: إِنْ جُدتَ فَالجودُ شَيْءٌ قَدْ عُرِفْتَ بِهِ ... وَإِنْ تَجَافَيْتَ لَمْ تُنْسَبْ إِلَى اللُّؤمِ مِثْلُهُ لِلْبهْلُوْلِ: وَمَا سَأَلْتُكَ إِلَى أَنَّنِي فَطِنٌ ... بِأَنَّ طَبْعَكَ مَجْبُوْلٌ عَلَى الكَرَمِ فَإِنْ تَجُد فَهُوَ شَيْءٌ قَد عُرِفْتَ بِهِ ... وَإِنْ يَكُنْ غَيْرُهُ أُشكر وَلَم أَلَمِ 15779 - وَمَا السَّيفُ إِلَّا زُبرَةٌ قلَّ نَفعُهَا ... إذا لم يَكُن يَومَ الكَريهة مَاضِيَا ومن باب (وَمَا السَّيْفُ) قَوْلُ البُحتُرِيِّ (¬1): وَمَا السَّيْفُ إِلَّا بَزُّ غَادٍ لِزِيْنَةٍ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ أَمضَى مِنَ السَّيْفِ حَامِلُه وقول مُحَمَّدِ بن شِبْلٍ مِثْلَهُ: وَمَا السَّيْفُ ذُو الإِرهافِ إِلَّا كَغِمْدِهِ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ ذُو السَّيْفِ مِنْ حَدِّهِ أَمْضَى أبو بكرٍ محمّد أحمُدَ اليوسفي: 15780 - وَمَا السَّيفُ صَمصَامٌ وَلَا الرُّمحُ في الوَغَى ... أَصَمُّ إذا لم يُلفِ عزمًا مُصَمَّما ¬
ابنُ هندُو: [من الطويل] 15781 - وَمَا الشِعرُ إِلَّا جَمرَةٌ إِن شَعَرتهَا ... أضاءَت وَإِن أهملتَها لَم توقَّد قَبْلَهُ يَحْمُدَ وَيَشْكُرُ: وحَملتَ شِعرِي كَأَهْلِ الرِّيْحِ بَعْدَمَا ... كَسَتْهُ صُرُوْفُ الدَّهْرِ حُلَّةَ مُقْعَدِ وَمَا الشِّعرُ إِلَّا جَمرَةٌ. البَيْتُ ومن باب (وَمَا الشِّعْرُ) قَوْلُ أَحْمَد بن أَبِي طَاهِرٍ (¬1): وَمَا الشِّعْرُ إِلَّا السَّيْفُ يَنْبُو وَحَدُّهُ ... حُسَام وَيَمضِي وَهُوَ لَيْسَ بِذِي حَدِّ وَلَوْ كَانَ بِالإِحْسَانِ يُرزَقُ شَاعِرٌ ... لأَكْدَى الَّذِي يُجْدِي وَأَجْدَى الذي يُكْدِي وقول إِبْرَاهِيْم الغَزِيِّ (¬2): وَمَا الشِّعْرُ إِلَّا الثَّوْبُ مِنْوَالُهُ ... المُنَى وَلُحْمَتُهُ الإحسَانُ وَالمَنْطِقُ السَّدَّا وقول ابنِ حَاجِبٍ: وَمَا الشِّعْرُ إِلَّا مَركَبٌ جِدُّ جَامِحٍ ... إِذَا لَمْ يَرُضهُ بِالتَّفَكُّرِ رَاكِبُه وقول مُحَمَّدِ بنِ شِبْلٍ: وَمَا المَشِيْبُ إِلَّا كَالشَّبَابِ وَإِنَّمَا ... يَسُوْدُ الفَتَى فِي فَضْلِهِ وَالتَّكَرُّمِ عَليُّ بن الجَهُمِ: 15782 - وَمَا الشِّعرُ ممَّا استَظِلُّ بِظِلِّهِ ... وَلَا زَادَني قَدرًا وَلَا حطَّ من قَدري 15783 - وَما الشَّيءُ لِلمَرءِ يُخبَى ... لَهُ وَلَكِنَّهُ لِلَّذِي يُرزَقُ ¬
ومن باب (وَمَا الصَّارِمُ) قَوْلُ المُتَنَبِّي (¬1): وَمَا الصَّارِمُ الهِنْدِيُّ إِلَّا كَغَيْرِهِ ... إِذَا لَمْ يُفَارِقْهُ النِّجَادُ وَغِمدِهِ ومن باب (وَمَا الطَّيْرُ) قَوْلُ آخَر: وَمَا الطَّيْرُ إِنْ مَرَّتْ سَنِيْحًا وَبَارِحًا ... بِمُخْبِرَتِي مَا فِي غَدٍ فَدَعَانِي 15784 - وَمَا العَجزُ إِلَّا أَن تُشَاورَ عَاجزًا ... وَمَا الحَزمُ إِلَّا أَن تَهُمَّ فتَفعَلَا ومن باب (وَمَا العُرفُ) قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ (¬1): وَمَا العرفُ بِالتَّسْوِيْفِ إِلَّا كَخِلَّةٍ ... تَسَلَّيْتَ عَنْها حِيْنَ شَطَّ مَزَارُها وقول المُتَنَبِّيِّ (¬2): وَمَا العِشْقُ إِلَّا غِرَّةٌ وَطَمَاعَةٌ ... يُعَرِّضُ قَلْبٌ نَفْسَهُ فَيُصَابُ وقول أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُسْهِرٍ الكَاتِبِ: وَمَا العُمرُ إِلَّا تَارتَانِ فَنَصْرَةٌ ... تَرُوْق وَأُخْرَى إلّا عَرَتْكَ شُحُوْبُ وقول ابنِ المُعتَزِّ (¬3): فَلَا تَجْزَعِي إِنْ رَابَ دَهْرٌ بِصَرمِهِ ... وَبَدَّلَ حَالًا فَالخُطُوْبُ كَذَلِكِ وَمَا العَيْشُ إِلَّا مُدَّةٌ سَوْفَ تَنْقَضِي ... وَمَا المَالُ إِلَّا هالِكٌ عِنْدَ هالِكِ الرّضيُّ المُوسَوِيُّ: 15785 - وَمَا العزُّ إِلَّا غَزوُكَ الحَيَّ بالقَنَا ... وَرَبطُ المَذَاكِي في خُدُور العَوَاتق بَعْدَهُ: ¬
وَإعْمَادُكَ الأَسْيَافَ فِي كُلِّ لَمَّةٍ ... وَرَكزُكَ أَطْرَافَ القَنَا فِي الحَمَالِقِ 15786 - ومَا العلمُ إِلَّا مَا عَلمتَ بهِ النُهَى ... وَجَانبتَ مَا فيهِ الرَّدَى وَالمآثمُ قَبْلهُ: لعَمرُكَ مَا جَمعُ العُلُوْمِ فَضِيْلَةٌ ... إِذَا المَرءُ لَمْ يَعمَلْ بِمَا هُوَ عَالِمُ أَخُو العِلْمِ مَنْ بَاتَتْ عَلَيْهِ عُلُوْمُهُ ... فَفِي وَجْهِهِ لِلنَّاظِرِيْنَ مَعَالِمُ وَمَا العِلْمُ إِلَّا مَا عَمِلْتَ بِهِ النّهى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلِلْعِلْمِ ضَوْء كَالنَّهارِ إِذَا بَدَا ... وَلِلجهْلِ لَيْلٌ كَالِحُ الوَجْهِ قَاتِمُ ابْنُ مَيَّادَةَ: 15787 - وَمَا العُوُد إِلَّا نابتٌ في أَرُومِةِ ... أَبى شجَرُ العِيدَانِ أَن يَتَغَيَّرَا 15788 - وَمَا العَيبُ أَن تَجزي القُروضَ بمثلَها ... بل العَيبُ أَن تدَّانَ دينًا فلا تَقضِي أَعرَابِيُّ: 15789 - وَمَا العَيشُ إِلَّا في الخمُولِ مَعَ الغنَى ... وَعَافيِةٍ تَغدُو بها وَتَروحُ قِيْلَ لأَعرَابِيٍّ: مَنْ أَنْعَمُ النَّاسِ عَيْشًا؟ قَالَ: أَنَا. فَسُئِلَ مَا بَالُ الخَلِيْفَةِ؟ فَخَنَسَ بِأَنْفِهِ ثمَّ قَالَ: وَمَا العَيْشُ إِلَّا فِي الخُمُوْلِ مَعَ الغِنَى. البَيْتُ ذو النون المصري رحمه له: 15790 - وَمَا العَيشُ إِلَّا مع رِجَالٍ قُلوُبُهم ... تَحسُّ إلى التَّقوى وَتَرتَاحُ للذّكِر 15791 - وَمَا الغِلُّ في الأَعنَاق طَوقُ حَدِيدَةٍ ... وَلَكنَّما مَنُّ اللَّئِيم هُوَ الغلُّ ومن باب (وَمَا) قَوْلُ آخَر (¬1): ¬
وما العَيِّ إِلَّا مَنْطِقٌ مُتَسَرِّعٌ ... سَوَاءٌ عَلَيْهِ حَقُّ أَمرٍ وَباطِلُه باب (وَمَا الغَيُّ) قَوْلُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ وَكِيع التنّيسي (¬1): وما الغَيُّ إِلَّا أَنْ تُصَاحِبَ غَاوِيًا ... وَمَا الرُّشْدُ إِلَّا أَنْ تُصَاحِبَ ذا رَشَدُ وَلَنْ يَصْحَبَ الإِنْسَانُ إِلَّا نَظِيْرَهُ ... وَإِنْ لَمْ يَكُوْنَا مِنْ قَبِيْلٍ وَلَا بَلَدِ ومن باب (وَمَا الفَتْكُّ) قَوْلُ ضَابئ البَرجَمِيِّ (¬2): وما لفَتْكُّ إِلَّا لامرِئٍ ذِي حَفِيْظَةٍ ... إِذَا همَّ لَمْ تُرعَد إِلَيْهِ خَصَائِلُه وقال ضَابِئ أَيْضًا مِنْهَا (¬3): وما الفَتْكُّ مَا شَاوَرْتَ فِيْهِ ... وَلَا الَّذِي تُخَبِّرُ مَنْ لَاقَيْتَ أَنَّكَ فَاعِلُه هُبيرةَ السَلوليّ: 15792 - وَمَا الفَرقُ بينَ المَالِ لَولَا امتهَانُهُ ... وبينَ الحَصَا المَجموُع أَو كُثُب الرّملِ ومن باب (وَمَا الفَضْلُ) قَوْلُ آخَر يَعتَذِرُ (¬4): وَمَا الفَضْلُ إِلَّا خَاتَم أَنْتَ فَصُّهُ وَ ... عَفْوُكَ نَفْسُ الفَصِّ فَاخْتِم بِهِ عُذْرِي وقول مُسلِمُ بنِ الوَليْدِ (¬5): وَمَا الفَضْلُ بِالمَعَرُوْفِ فِيْمَا هرَيْتَهُ وَ ... لَكِنَّهُ فِيْمَا كَرهتَ هُوَ الفَضْلُ وقول أَعرابِيٍّ (¬6): وَكُلُّ امرِئٍ ذِي لِحيَةٍ عثُوْلِيَّةٍ ... تَقُوْمُ عَلَيْها ظَنَّ أَنَّ لَهُ فَضلَا ¬
وَمَا الفَضْلُ فِي طُوْلِ اللِّحَى لَا وَعَرضِها ... إِذَا اللَّهُ لَمْ يَجْعَلْ لِصَاحِبِها عَقْلَا عثُوْلِيَّةٌ: كَثِيْرَةٌ. يُقَالُ رَجُلٌ عَثُوْلٌ إِذَا كَانَ كَثِيْرُ الشّعرِ وَأَصْلُ ذَلِكَ فِي الرَّأسِ وَاللّحيَةِ وَبَنَاه الأَعْرَابِيُّ بِنَاءَ جَنوَلٍ كَأَنَّهُ عَثُوْلٌ ثُمَّ نسبَ إِلَيْهِ. ابْنُ لَنُكَكَ: 15793 - وَمَا الفَقرُ إِلَّا لِلمَذلَّةِ صَاحبٌ ... وَمَا النَّاسُ إِلَّا لِلغَنيِّ صَدِيقُ بَعْدَهُ: وَأَصْغَرُ عَيْبٍ فِي زَمَانِكَ أَنَّهُ ... بِهِ العِلْمُ جَهْلٌ وَالعَفَافُ فُسُوْقُ أَبُو تَمَّامٍ: 15794 - وَمَا القَفرُ بالبيدِ القَواءِ بَلِ الَّتي ... نَبت بي وفيها سَاكنُوها هي القَفرُ بَعْدَهُ: مَقَامَاتُنَا وَقْفٌ عَلَى الحِلْمِ والحجا ... فَأَمرَدُنَا كَهْلٌ وَأَشْيَبُنَا حَبْرُ الغَزِّيُ: 15795 - وَمَا القلَمُ القَصِيرُ القَدّ إِلَّا أَخُو ... الرمح الطَّويِل منَ الرّضَاع ومن باب (وَمَا المالُ) قَوْلُ قَيْسِ بنِ الخَطِيْمِ (¬1): وَمَا المالُ وَالأَخْلَاقُ إِلَّا مُعَارَةٌ ... فَمَا اسْطَعَت مِنْ معرُوْفِها فَتَزَوَّدِ مَتَى مَا تَقد بِالبَاطِلِ الحَقَّ بَابَهُ ... وَإِنْ قُدتَ بِالحَقِّ الرَّوَاسِي تَنْقَدِ إِذَا أتَيْتَ الأَمرَ مِنْ غيرِ بَابِهِ ضَلَلْتَ ... وَإِنْ تدخُلْ مِنَ البَابِ تَهْتَدِ ¬
ومن باب (وَمَا اللَّيْلُ) قَوْلُ آخَر (¬1): وَمَا اللَّيْلُ وَالأَيَّامُ إِلَّا مَنَازِلٌ ... يَسِيْرُ بِهَا سَارٍ إِلَى المَوْتِ قَاصِدُ عَلَى أَنَّها اعجَبْ وتلْكَ عَجِيْبَةٌ ... مَنَازِلُ تَغْدُو وَالمُسَافِرُ قَاعِدُ يزيدُ بن الحَكَمِ: 15796 - وَمَا المَالُ وَالأَهلُونَ إِلَّا وديعَةٌ ... وَلَابدَّ يومًا تُرَّد الوَدَايِعُ يقول قَبلَهُ يَزِيْدُ بنِ الحَكَمِ: تَرَى المَرءَ يَخْشَى بَعْضَ مَا لَا يَضيْرُهُ ... وَيأمَلُ شَيْئًا دُوْنَهُ المَوْتُ وَاقِعُ وَمَا المَالُ وَالأَهْلُوْنَ إِلَّا وَدِيْعَة. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَفِي البَأسِ مِنْ بَعْضِ المَطَامِعِ رَاحَةٌ ... وَيَا رُبَّ حِيْنَ أَدرَكَتْهُ المَطَامِعُ أَبَى الشَّيْبُ وَالإِسْلَامُ أَنْ أَتَّبِعِ الهَوَى ... وَفِي الشَّيْبِ وَالإِسْلَامِ لِلمرءِ وَازِعُ وَلِلَبِيْدٍ عَلَى وَزْنِهَا وَقَافِيَتها يَقُوْلُ: بَلِيْنَا وَمَا تَبْلَى النُّجُوْمُ الطَّوَالِعُ ... وَتَبقَى الحِبَالُ بَعدَنَا وَالمَصَانِعُ وَمَا النَّاسُ إِلَّا كَالدِّيَارِ وَأَهْلِهَا ... بِهَا يَوْمَ حَلّوْها وَغَنوًا بَلَاقِعُ وَمَا المَرءُ إِلَّا كَالشّهابِ وَضَوْءِهِ ... يَحُوْرُ رَمَادًا بَعدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ وَمَا البرُّ إِلَّا مُضْمَرَاتٌ مِنَ التُّقَى ... وَمَا المَالُ إِلَّا معمرَاتٌ وَدَائِعُ أَعَاذِلُ مَا يُدرِيْكَ إِلَّا تَظَنِّيًا ... إِذَا رَحَلَ السُّفَارُ مَنْ هُوَ رَاجِعُ تَجْزَعُ مِمَّا أَحدَثَ الدَّهْرُ لِلْفَتَى ... وَأَيَّ كَرِيْمٍ لَمْ تُصبْهُ الفَوَارِعُ لَعَمرُكَ مَا تدرِي الطَّوَارِقُ بِالحَصَا ... وَلَا زَاحِرَاتُ الطَّيْرِ مَا اللَّهُ صَانِعُ حَدَّثَ أَبُوْ بَكْرٍ الجوْهرِيُّ قَالَ: اجْتَمَعَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ وَمروَانُ بنُ الحَكَمِ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فَقَالَ مَروَانُ: قَاتَلَ اللَّه لَبِيْدًا حَيْثُ يَقُوْلُ (¬1): ¬
وَمَا المَرءُ إِلَّا كَالشِّهَابِ وَضَوْؤُهُ ... يَجُوْرُ وماذا بَعدُ إِذْ هُوَ سَاطِعُ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: لَقَد أَحسَنَ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ أَحسَنَ مِنهُ لَقُلْتُ. فَقَالَ مَرْوَانُ: قُلْ فَمِثْلِكَ مَنْ قَالَ فَأَحسَنَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ (¬1): وَفَوِّضْ إِلَى اللَّهِ الأُمُوْرَ إِذَا اعْتَرَتْ ... وَبِاللَّهِ لَا بِالأَقْرَبِيْنَ أُدَافِعُ فَقَالَ مَروَانُ: أَحسَنْتَ وَلَوْ قُلْتَ: وَفَوِّضْ إِلَى اللَّهِ الأُمُوْرَ فَإِنَّهَا ... بِكَفَّيْهِ لَمْ يَشْسَع بِهِ الدَّهْرُ شَاسِعُ لَكَانَ أحسَنَ مِنْهُ. فَرَجعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى مَنْزِله يَنْشدُهُ كَالمُتَعَجِّبِ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ مَروَانُ: كَأَنَّكَ تَقُوْلُ أَرَدتَ أَنْ تُجَاوِبُنِي لَمْ تَفْعَلْ وَقَالَ: وَمَنْ يَشَأِ الرَّحمَنُ يَخْفِضْ بِقَدرِهِ ... وَلَيْسَ لِمَن يَرْعِ اللَّهُ رَافِعُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَمَا يَسْتَوِي عَبْدَانِ عَبْدٌ مُظْلِمٌ ... بِمِثْل لأَرحَامِ العَشِيْرَةِ قَاطِعُ فَقَالَ مروَانُ: أمسِكْ ثُمَّ قَالَ: وَعبْدٌ يَجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ ... يَبِيْتُ يُنَاجِي رَبَّهُ وَهُوَ رَاكِعُ وَأَشارَ إِلَى نَفْسِهِ أَيْ أَنَا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَلِلْخَيْرِ أَهْل يُعرَفُوْنَ بِهَدْيِهِمْ ... إِذَا اجْتَمَعَتْ عِنْد الخُطُوْبِ المَجَامِعُ فَقَالَ مَروَانُ: أمسِكْ ثُمَّ قَالَ: وَلِلشَّرِّ أَهْل يُعرَفُوْنَ بِشَكْلِهِمْ ... تَسِيْرُ إِلَيْهِم بِالأَكُفِّ الأَصَابِعُ وَأَشارَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ عَبْدُ وَفَيْنَا: ثُمَّ سَكَتَ فَقَالَ مَروَانُ أَجْزَيْتكَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا مَالَ مروَانَ فَأُخْبِرُهُ لَك قَالَ: ¬
لَا. قَالَ لمى لَعَلَّكَ أَرَدتَ أَنْ تَقُوْلَ (¬1): وَفِيْنَا أُنَاسٌ لَمْ تكن أَقْعَدَتْهُمُ ... عَنِ الخَيْرِ فِيْمَنْ أَقْعَدَتْهُ المَطَامِعُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَقَد أَحْسَنْتَ. قَالَ: فَلَعَلَّكَ أَرَدتَ أَنْ تَقُوْلَ (¬2): وَفِيْنَا أُنَاسٌ يَخْتَلُوْنَ بِدِيْنهِمْ ... لِكَيْ يُدرِكُوا الدُّنْيَا وَتِلْكَ الفَجَائِعُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَقَد أَسَأتَ. قَالَ مَروَانُ: أَنْتَ وَاللَّهِ كُنْتَ أَسْوَأَ قَرِيْضًا وَشَرّ تَعرِيْضًا. فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضيَ اللَّهُ عَنْها: يا بُنَيَّ مَا مِنْكُمَا إِلَّا شَاعِرٌ وَلَكِنَّ لِمَروَانَ أَدَبٌ لَيْسَ لَكَ مِنْ قِبَلِ صَفْوَانَ بن مُحَرِّثٍ الكِنَانِيِّ وَكَانَتْ أُمُّ مَروَانَ آمِنَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بنِ صَفْوَانَ. ابْنُ الرومي: 15797 - وَمَا المَجدُ لَولَا الشعرُ إِلَّا معَاهِدٌ ... وَمَا النَّاسُ إِلَّا أَعظُمٌ نَخراتُ بَعْدَهُ: أَرَى الشِّعرَ يُحْيي المَجْدَ وَالبَأسَ ... وَالنَّدَى تُبْقِيْهِ أَروَاحٌ لَهُ عَطِرَاتُ القَاضِيُ: 15798 - وَمَا المَدح إِلَّا بالقلُوبِ وَإِنَّما ... يُتَمّم حُسنَ القَولِ حُسنُ العَقَايِدِ صُرَّدُرُّ: 15799 - وَمَا المَدحُ مُستَوفٍ عُلَاكَ وَإنَّما ... حَقيق عَلَى المنطيقِ أَن يتَكَلَّمَا قلبه: لَكَ المَثَلُ الأَعْلَى بِكُلِّ فَضِيْلَةٍ ... إِذَا مَلأَ الرَّاوِي بِهَا الغَوْرَ أتْهَمَا لآلِئُ مِنْ بَحرِ الفَضَائِلِ إِنْ بَدَتْ ... لِغَائِصهَا صَلَّى عَلَيْها وَسَلَّمَا ¬
وَمَا المدحُ مُسْتَوْفٍ عُلَاكَ. البَيْتُ هُوَ عَلِيُّ بن الفَضْلِ المَعْرُوْفُ بِصُرَّدُرَّ. 15800 - وَمَا المَرءُ إِلَّا الأَصغرَانِ لسَانُهُ ... وَمن بَعدِهِ قَلب بهِ يتَقَلَّبُ 15801 - وَمَا المَرءُ إِلَّا بِأَعوَانِهِ كَمَا ... تَقبِض الكَفُّ بالمعصَمِ بَعْدَهُ: وَلَا خَيْرَ فِي الكَفِّ مَقْطُوْعَةً ... وَلَا خَيْرَ فِي السَّاعِدِ الأَجْزَمِ أَبو تمَام: 15802 - وَمَا المَرءُ إِلَّا حَيثُ يَجعَلُ نَفسَهُ ... فَفي صَالِح الأخلَاقِ نَفسَكَ فاجعَل مِثْلُهُ لابْنِ الرُّوْمِيِّ (¬1): وَمَا المرءُ إِلَّا حَيْثُ جَعَلَ نَفْسَهُ ... وَأَنِّي لَها فَوْقَ السَّمَاكَيْنِ جَاعِلُ ابن مُسْهر الكَاتبُ: 15803 - وَمَا المَرءُ بالإِثراءِ وَالمَالِ إنَّما ... هُوَ المَرءُ مَن يُثنى عَلَيهِ وَيُحمَدُ بَعْدَهُ: صَنَعْتُ لِنَفْسِي بِالَّذِي أَنَا صَائِرُ ... إِلَيْهِ وَإِنْ عَزَّ العَزَاءُ وَالتَّجَلُّدُ فَقَد يَقْطَعُ السَّيفَ الصَّقِيْلَ غِرَارَهُ ... وَيَقْضِي عَلَى أَعدَائِهِ وَهُوَ مُغْمَدُ الرَّضى الموُسَوِيُ: 15804 - وَمَا المرءُ قَبلَ الشَيبِ إِلَّا مُهنَّدٌ ... صَدئٌ وَشَيبُ العَارضَينِ صقَالُ ¬
ابْنُ المُعتَزِّ: 15805 - ومَا المُلكُ في الدُّنيا بِهَمٍّ وَحَسرَة. ... وَلكِنَّما مُلكُ السُّرورِ هُو المُلكُ أبو العَتَاهِيَةِ: 15806 - وَمَا المَوتُ إِلَّا رِحلَة غيرَ أَنَّها ... مِنَ المَنزِلِ الفَاني إِلَى المنزِلِ البَاقي ابنُ الحَجَّاجُ: 15807 - وَمَا النَّارُ إلَّا نَشأَةٌ مِن شَرارَة ... وَربَّ كَلامٍ يُستَشَارُ بهِ الحَربُ قَبْلهُ: حَذَارِ مِنَ الخَطْبِ اليَسِيْرِ إِذَا بدَا ... فَإِنَّكَ إِنْ أَغْفَلتهُ أَشِرَ الخَطْبُ وَمَا النَّارُ إِلَّا نَشْأَةٌ مِنْ شَرَارَةٍ. البَيْتُ ومن باب (وَمَا النَّاسُ) قَوْلُ آخَر (¬1): وَمَا النَّاسُ إِلَّا الحِلْمُ وَالعَقْلُ وَالتُّقَى ... وَإِلَّا فَسِيَّانِ المَسُوْدِ وَسَائِدُه وقول أَبِي الشَّمَقْمَقِ (¬2): وَمَا النَّاسُ إِلَّا جَامِعٌ وَمُضَيِّعٌ ... وَآخَرُ قَدْ يَشْقَى لآخَرَ نَاعِمِ وقول بَشَّارٍ (¬3): وَمَا النَّاسُ إِلَّا حَافِظٌ وَمُضَيِّعٌ ... وَمَا العَيْشُ إِلَّا مَا تَطِيْبُ عَوَاقِبُه وقول آخَر: وَمَا النَّاسُ إِلَّا خِلْقَةٌ فِي طِبَاعِهِمْ ... كَمَا أَخْلَقَتْ بِيْضُ اللَّيَالِي وَسُوْدُهَا ¬
فَهُمْ بَيْنَ بَحْرٍ تُمْطِرُ الجوْدَ كَفَّهُ ... وَآخَرَ مَقْبُوْضِ اليَمِيْنِ كَنُوْدُها وقول لَبِيْدُ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ (¬1): وما النَّاسُ إِلَّا كَالدِّيَارِ وَأهْلُها ... بِهَا يَوْمَ حَلُّوْها وَغَدوًا بَلَاقِعُ وقول المُتَلَمِّسُ (¬2): وما النَّاسُ إِلَّا مَا رَأُوا وَتَحَدَّثُوا ... وَمَا العَجْزُ إِلَّا أَنْ يُضَامُوا فَيَجْلِسُوا وقول ابنِ المُعتَزِّ (¬3): وما النَّاسُ إِلَّا سَابِق ثُمَّ لَاحِقٌ ... وَآبِقُ مَوْتٍ سَوْفَ يَأخُذُهُ غَدَا وقول مُحَمَّدِ بنِ هانِئ (¬4): وَمَا النَّاسُ إِلَّا طَاعِن وَمُوَدِّعٌ ... وَثَاوٍ قَرِيْحُ الجفْنِ يَبْكِي لِرَاحِلِ فَهلْ هذِهِ الأَيَّامُ إِلَّا كَمَا خَلَا ... وَهلْ نَحْنُ إِلَّا كَالقُرُوْنِ الأوَائِلِ نَشْتَاقُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى غَيْرِ دَائِمٍ ... وَنَبْكِي مِنَ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِ طَائِلِ فَمَا عَاجِلٌ نَرجُوْهُ إِلَّا كَآجِلٍ ... وَمَا آجِلٌ نَخْشَاهُ إِلَّا كَعَاجِلِ 15808 - وَمَا النَّاسُ إِلَّا الرِّقُّ منهُ مَصَاحِفٌ ... وَمنه بِأَعنَاقِ القيانِ طُبُولُ 15809 - وَمَا النَّاسُ إِلَّا العَاشقُونَ ذَوُو الهوى ... وَلَا خيرَ فيمن لَا يُحبُّ ويَعشَقُ 15810 - وَمَا النَّاسُ إِلَّا فعَالهم ... فَدَع مَا تُزَخرِفُهُ الأَلسُنُ ¬
15811 - ومَا النَّاسُ إلَّا خَلقُ رَبكَ كُلُّهُم ... وَلَكِنَّ بَعضَ النَّاسِ أَملَحُ مِن بَعض المُعلوِّط السَّعديُّ: 15812 - ومَا النَّاسُ إِلَّا سَاعِيَانِ فَمنهُمَا ... شَقيٌّ وَمَرزوُقُ النَّجاح سَعيدُ عليُّ بنُ مِسهرِ: 15813 - ومَا النَّاسُ إِلَّا طاعِنٌ ومُخَيِّمٌ ... وَما النَّاسُ إِلَّا جَاهِلٌ وَلَبيبُ بَعْدَهُ: وَمَا العُمرُ إِلَّا تَارَتَانِ قَصِيْرَةٌ ... تَرُوْقُ وَأُخْرَى لَا غَرتكَ شُحُوْبُ وَعَبْدُ المَنَايَا بِالعَنَاءِ مُصَدَّقٌ ... وَوَعدُ الأَمَانِي بِالبَقَاءِ كَذُوْبُ هُوَ الدَّهْرُ إِنْ يَبْخَلْ وَيَغْدُرْ فَشِيْمَتُهُ ... وَإِنْ جَادَ يَوْمًا أَوْفَى فَعَجِيْبُ إِذَا خَامَرَ العُمرَ المُفَارِقَ ذلَّةٌ ... فَأَيُّ حَيَاةٍ لِلكَرِيْمِ تَطِيْبُ صُرّدُرّ: 15814 - ومَا النَّاسُ إلا كَالبحُور فبَعضُهَا ... عَقيم وَبَعضٌ مَعدِنٌ لِلجوَاهِرِ يَحيى بن عليٍّ المنجِّمُ: 15815 - ومضا النَّاسُ إِلَّا من تُراب وَإِنَّما ... يُفرّقُ بينَ النَّاسِ فَضلُ الجَواهِر كَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُعْتَزِّ إِلَى ابْنِ مَهْدِيٍّ يُعَاتِبُهُ عَلَى انْقِطَاعِهِ عَنْهُ (¬1): وَمَا نَازِحٌ أَدْنَا مَحَلِّهِ ... يُقَصّرُ عَنْهُ كُلُّ شيْءٍ وَطَائِرِ مَحَا اليَأسُ مِنْهُ كُلَّ ذِكْرٍ فَلَم تَكَدْ ... تُصَوِّرُهُ فِي الذِّكْرِ أَيْدِي الخَوَاطِرِ بِأبعدَ عَنِّي مِنْ أُنَاسٍ وَإِنْ دَنُوا ... وَمَا البعْدُ إِلَّا مِثْلُ طَوْلِ التَّهاجُرِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ مَهْدِيٍّ فِي الجوَابِ: ¬
أَيَا سَيِّدِي غفْرًا وَحُسْنَ إِقَالَةٍ ... فَلَم يَحوِ إقْطَارَ العُلَى مِثْلُ غَافِرِ لَعمرِي لَوْ أَنَّ الصِّيْنَ أَدْنَا مَحَلَّتِي ... لَمَا كُنْتُ إِلَّا غَائِبًا مِثْلَ حَاضِرِ ثَنَائِي لَكُم عُمْرِي وَمَحْضُ مَوَدَّتِي ... وَمَدْحٌ كَآثَارِ الغُيُوْثِ المَوَاطِرِ وَكَيْفَ تَنَاسِي سَيِّدٌ صَارَ ذِكْرُهُ مَنُوْطٌ ... بِأَنْفَاسِي وَسَمْعِي وَنَاظِرِي فَبَلَغَ ذَلِكَ يَحْيَى بن عَلِيٍّ المُنَجِّمِ فَكَتَبَ إِلَى ابْنِ المُعتَزِّ: قَرَأتُ ابْتِدَاءً يُوْنِقُ السَّمْعَ حُسْنُهُ ... لحُرٍّ كَريِمِ النَّفْسِ جَمِّ المَآثِرِ تَفِيْءُ عُيُوْنُ الشِّعرِ وَهِيَ شَوَارِدٌ إِلَيْهِ ... وَتَسْتَعصي عَلَى كُلِّ شَاعِرِ فَيَنْفِي الَذِي تَلْقَاهُ مُخْتَارَ غَيْره ... وَيَخْتَارُ مِنْ أَروَاحِهِ كُلَّ نَادِرِ وَأَمَّا جَوَابُ الابْتِدَاءِ فَإِنَّهُ ... يَدُلُّ عَلَى إخلاصِ نيَّةِ شَاكِرِ يقول مِنْهَا: وَمَا النَّاسُ إِلَّا من تُرَابٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَرُبَّ بَعِيْدِ الدَّارِ لَيْسَ بِغَائِبٍ وَرُبَّ ... قَرِيْبِ الدَّارِ لَيْسَ بِحَاضِرِ وَجَارُكَ مَنْ دَانَاكَ بِالوُدِّ قَلْبُهُ وَ ... لَسْتَ لِمَنْ قَالَيْتَهُ بِمُجَاوِرُ 15816 - ومَا النَّاسُ إِلَّا مِن سُلَالَةِ آدَمٍ ... وَمَا نَسبٌ وآدمُ جَامِعُه 15817 - ومَا النَّاسُ إلَّا من فؤَادِي فؤَادُهُ ... بِأَرضِ الحمَى أَو مَن حَبيبِي حَبيبُهُ البُحتُرِيُّ: 15818 - ومَا النَّاسُ إِلَّا وَاجدٌ غَيرُ مَالِكٍ ... يَبتَغي أَو مَالِكٌ غَيرُ وَاجدِ أَبُو نواسٍ: 15819 - ومَا النَّاسُ إِلَّا هَالِكٌ وَابنُ هَالِكٍ ... وَذُو نَسَبٍ في الهَالكينَ عَريقِ بَعْدَهُ: إِذَا اخْتَبَرَ الدُّنْيَا لَبِيْبٌ تَكَشَّفَتْ ... لَهُ عَنْ عَدُوٍّ في ثِيَابِ صَدِيْقِ ¬
أَخَذَهُ أَبُو نوَّاسٍ مِنْ قَوْلِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ: إِنَّ أَمرًا لَا يُعَدُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَبًا حَيًّا لَمُفَرَّقٌ لَهُ فِي المَوْتِ. وَقَالَ المَأمُوْنُ لَمَّا سَمعَ بِهذَيْنِ البَيْتَيْنِ: لَوْ وَضَعَتِ الدُّنْيَا نَفْسَها لمَا زَادَتْ عَلَى قَوْلِ أَبُو نوَّاسٍ. وَكَتَبَ عُمَرُ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ رَحَمَهُ اللَّهُ إِلَى عمروِ ابْنِ عَبَيْدٍ يُعَزِّيْهِ عَنْ ابْنٍ مَاتَ لَهُ: أَمَّا بَعدُ: فَإِنَّا أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الآخِرَةِ أُسْكِنَّا فِي الدُّنْيَا أموَاتٌ أَبْنَاءُ أَمْوَاتٍ وَآبَاءُ أمْوَاتٍ فَالعَجَبُ لِمَيِّتٍ يَكْتُبُ إِلَى مَيِّتٍ يُعَزِّيْهِ بِمَيِّتٍ وَالسَّلَامُ. 15820 - وَمَا النَّاسُ في شُكرِ الصَّنيعَةِ عندَهُم ... في كُفرها إِلَّا كبعضِ المزَارع بَعْدَهُ: فَمَزْرَعَةٌ طَابَتْ فَأُضْعفَ نَبْتُهَا ... وَمَزْرَعَةٌ أَكْدَتْ عَلَى كُلِّ زَارِعِ البُحتُرِيُ: 15821 - ومَا النَايِلُ المَطلُوبُ منك بمُعوزٍ لَديك ... بَلِ الإِسعَافُ يُعوزُ وَالبَذلُ وَمِثْلُهُ: وَإِنْ اعْتَذَرْتَ فَإِنَّ عُذْرَكَ وَاضِحٌ ... عِنْدِي بِأنَّك لَسْتَ بِالمَعذُوْرِ محمد بن شِبلٍ: 15822 - ومَا النصحُ إِلَّا لِلعَدَاوة جَالبٌ ... فلَا تُولينَّ النُصحَ مَن لَيسَ يَسمَعُ بَعْدَهُ: وَخَادِعٌ يَزُدْكَ النَّاسُ حُبًّا فَمَا صَفَتْ ... حَيَاةٌ ولِمَنْ لَا يَسْتَفِزُّ وَيَخْدَعُ ¬
ومن باب (وَمَا) قَوْلُ بَعْضِ المَغَارِبَةِ (¬1): وَمَا النَّعْمَاءُ لِلْمَفْضوْلِ إِلَّا ... كَمِثْلِ الحَلْي لِلسَّيْفِ الكَهَامِ وقول أَبِي دُلَفٍ (¬2): وَمَا النَّاسُ إِلَّا حَيْثُ يَجْعَلها ... الفَتَى فَإِنْ طَمِعَتْ تَاقَتْ وَإِلَّا تَسَلَّتِ عُمارَةُ بنَ عقيلٍ (¬3): 15823 - ومَا النَّفسُ إِلَّا نَطفَةٌ بِقَرارة ... إِذَا لم تُكَدَّر كَانَ صَفوًا غَديرُهَا قَبْلهُ: بَحَثْتُمُ سُخْطِي فَغَيَّرَ سخْطَكُمُ ... سَجِيَّةَ نَفْسٍ نُصْحًا ضَمِيْرَهَا وَلَنْ يُلْبِث التَّخْشِيْنُ نَفْسًا كَرَيِمَةً ... عَرِيْكَتُها أَنْ يَسْتَمَرَّ مَرِيْرهَا قَالُوا: هذَا الشِّعرُ هُوَ السَّهْلُ المُمْتَنِعُ ألَّذِي يَدخُلُ الأُذْنَ بِغَيْرِ إذْنٍ لِوُضُوْحِ مَعنَاهُ وَعُذُوْبَةِ لَفْظِهِ وَحَلَاوَةِ مَنْطِقِهِ وَجُوْدَةِ سَبْكِهِ. 15824 - ومَا ألهَاكَ عَن ذكرَى حَبيبٍ كعدِّ ... كَ أَمسِ يومًا بَعدَ أَمسِ ومن باب (وَمَا الوُدُ) قَوْلُ دَاؤُوْدُ بن الرَّقْرَاقِ (¬1): وَمَا الوُدُّ إِلَّا عِنْدَ مَنْ هُوَ أَهْله ... وَلَا الشَّرُّ إِلَّا عِنْدَ مَنْ هُوَ حَامِلُه وَفِي الدَّهْرِ وَالتَّجْرِيْبِ لِلْمَرءِ زَاجِر ... وَفِي المَوْتِ شُغْل لِلْفَتى هُوَ شَاغِلُه وقول أَبي فِرَاسٍ (¬2): ¬
وَمَا الهُمُوْمَ وَإِنْ حَاذَرتَ ثَابِتَةٌ ... وَلَا السُّرُوْرَ وَإِنْ أَمَّلْتَ مُتَّصِلُ 15825 - ومَا أَنَا إلَّا السَّيفُ أَخلقَ جَفنُهُ ... لَهُ حِليَةٌ مِن نَفسِهِ وَهو عَاطِلُ ومن باب (وَمَا أَنَا) قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الحُرِّ الجعفِيِّ (¬1): وَمَا أنا إِنْ حَلأتُمُوْني بِوَارِدٍ ... عَلَى كَدَرٍ قَدْ غَصَّ بِالمَاءِ شَارِبُه فَإِنْ بَقِيَ عَبَّاد عَلَيَّ فَإِنَّنِي ... أَنَا المرءُ لَا تَعْيَ عَلَيْهِ مَذَاهِبُه وقول أَبِي فِرَاسٍ (¬2): وَمَا أنا إِلَّا بَيْنَ أَمْرٍ وَضِدِّهِ ... يُجَدَّدُ لِي كُلَّ يَوْمٍ مُجَدَّدُ فَمِنْ حُسْنِ صَبْرٍ لِلسَّلَامَةِ وَاعِدٍ ... وَمِنْ رَيْبِ دَهْرٍ بِالرَّدَى مُتَوَعِّدُ وقول أَبِي إِسْحَاقِ الصَّابِئ وَكَتَبَ بِهُمَا إِلَى بَعضِ الرُّؤَسَاءِ يَلتمِسُ إِجْرَاءَ الرَزْق لِبَعضِ أَوْلَادِهِ (¬3): وَمَا أَنَا إِلَّا دَوْحَةٌ قَدْ غَرَستُها ... وَسَقَيْتها حَتَّى تَرَاخَى بِهَا المَدَى فَلَمَّا اقْشَعَرَّ العُوْدُ مِنْهَا وَصَوَّحَتْ ... أَتَتْكَ بِأَغْصَانٍ لَها تَطْلِبُ النَّدَى وقول البُحْتُرِيِّ (¬4): وَمَا أَنَا إِلَّا غَرْسُ نِعمَتِكَ الَّتِي ... أَفْضَتْ لَها مَاءَ النَّوَالِ فَأَوْرَقَا وَقَفْتُ بِآمَالِي عَلَيْكَ جَمِيْعُها ... وَرَائَكَ فِي تَحْقِيْقِهِنَّ مُوفَّقَا وقول ابنِ سَنَانٍ الخَفَاجِيِّ (¬5): وَمَا أَنَا بِالمُشْتَاقِ إِنْ قُلْتُ بَيْنَنَا طوَالُ ... الفَيَافِي فِي أَوْ عِرَاضُ السَّبَاسِبِ وَمَا أَدَّعِي إِنِّي أَحِنُّ إِلَيْكُمُ وَيَمنَعُنِي ... الأعدَاءُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ ¬
وَمَا الشَّوْقُ إِلَّا فِي قُلُوْبٍ تَعَوَّدَتْ ... لِقَاءَ الأَعَادِي فِي لِقَاءِ الحَبَايِبِ سَالمُ بن صَالح الشامِّيُ: 15826 - ومَا أَنَا إِلَّا المِسكُ ظَلَّ لدَيكُم ... يَضيعُ وَعِندَ الأَكرَمينَ يَضوُعُ بَعْدَهُ: وَكَالمَاءِ إِمَّا فِي السِّبَاخِ فَضَائِعٌ ... وَفِي المنبتِ الأَزْكَا حُبًّا وَربِيْعُ وَكَالدرِّ فِي التِّيْجَانِ يُعرَفُ قَدْرهُ ... وَيَدْفِنُهُ تَحْتَ التُّرَابِ وَضِيْعُ وَقَالَ أَبُو فِرَاسٍ (¬1): وَمَا أَنَا إِلَّا المِسْك فِي غَيْرِ أَرْضِكُمْ ... أَضوْعُ وَأَمَّا عِنْدَكُم فَأَضِيْعُ المعَرِّيُ: 15827 - وَمَا أَنَا إِلَّا قَطرَةٌ من سَحَابة ... وَلو أنّني صَنَّفتُ أَلفَ كِتَابِ أَهْدَى المَعَرِّيُّ إِلَى القَاضِي عَبْدِ الوَهابِ بنِ نَصْرٍ المَالِكِيِّ كِتَابًا مِنْ تَصَانِيْفِهِ وَكَتَبَ معه: قُبُوْلُ الهَدَايَا سُنَّةٌ مُسْتَحَبَّةٌ ... إِذَا هِيَ لَمْ تَسْلُكْ طَرِيْقَ تَحَابِي فَيَالَيْتَنِي أَهْدَيْتُ خَمسِيْنَ حِجَّةً ... مَضتْ لِي فِيْهَا صِحَّتِي وَشَبَابِي إِذَا سَكَتَ المُحْتَجُّ كُلّ مَنَاطَةٍ ... فَعِنْدَ ابْنِ نَصْرٍ نَجْدَةٌ لِجَوَابِ وَمَا أَنَا إِلَّا قَطْرةٌ مِنْ سَحَابة. البَيْتُ 15828 - ومَا أَنَا بالضَّعِيفِ فتَزدَريني ... وَلَا حَظّي اللغاءُ وَلَا الخَسِيسُ يقالُ فِي المَثَلِ السَّائِرِ: أرضَ مِنَ الوَفَاءِ بِاللِّقَاءِ. يُضرَبُ فِي القَنَاعَةِ مِنَ الصَّدِيْقِ بِالقَلِيْلِ مِنَ الوَفَاءِ وَاللِّقَاءِ دُوْنَ الحَقِّ. ¬
15829 - وَمَا أَنَا في حَالَةٍ تُرتَجَى ... وَلَكِن دمًا بِدَمٍ أَغسِلُ قِيْلَ: دَخَل أَعشَى رَبِيْعَةَ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بنِ مروَانَ وَعِنْدَهُ ابنَاهُ الوَليْدُ وَسُلَيمَانُ فَقَالَ لَهُ أَبَا المُغِيْرَة مَا بَقِيَ مِنْ شِعْرِكَ؟ فقل: وَاللَّهِ يا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ لَقَد ذَهَبَ أَكْثَرُهُ وَبَقِيَ مِنْهُ عَلَى أَنَّنِي أَنَا الَّذِي أَقُولُ (¬1): وَمَا أَنَا فِي أَمْرِي وَلَا فِي خُصُوْمَتِي ... بِمُهْتَضمٍ حَقِّي وَلَا سَالِم قُرْبِي وَلَا مُسْلِم مَوْلَايَ عِنْدَ جَنَاةٍ وَلَا ... مُظْهِر خذْلَانهُ عِنْدَمَا يَجْنِي وَإِنَّ فُؤَادًا بَيْنَ جَنْبَيَّ عَالِمٌ ... بِمَا أَبْصَرَتْ عَيْنِي وَمَا سَمِعَتْ أُذْنِي وَفَضَّلَنِي فِي الشِّعْرِ وَالعِلْمِ أَنَّنِي ... أَقُولُ عَلَى عِلْمٍ وَأَعلَمُ مَا أَعْنِي فَأَصْبَحْتُ إِذَا فَضَّلْتُ مَرْوَانَ وَابْنَهُ ... عَلَى النَّاسِ قَدْ فَضَّلتُ خَيْرَ أَبٍ وَابْنِ فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ: مَنْ يَلُوْمَنِي عَلَى مَحَبَّةِ هذَا وَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ وَقَطِيْعَةٍ بِالعِرَاقِ. فَقَالَ: يا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّ الحَجَّاجَ عَلَيَّ وَاجِد فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِالصَّفْحِ عَنْهُ وَيُحْسِن صِلَتِهِ فَأَمَرَ لَهُ الحَجَّاجُ بِذَلِكَ. ومن باب (وَمَا أَنَا) قَوْلُ مَالِكِ بنِ الرَّيْبِ (¬2): وَمَا أَنَا بالنَّائِي الحَفِيْظَةِ فِي الوَغَا ... وَلَا المُتَّقِي فِي السِّلْمِ حَرَّ الجرَائِمِ وَلَا المُتَأَرِّي فِي العَوَاقِبِ لِلَّذِي ... أَهُمُّ بِهِ مِنْ فَاتِكَاتِ العَزَائِمِ وَلَكِنَّنِي مَاضِي العَزِيْمَةِ مُقْدِمٌ ... عَلَى غَمَرَاتِ الحادِثِ المُتَفَاقِمِ قَلِيْلُ اخْتِلَاجِ الرَّأي فِي الجِدِّ وَالهَوَى ... جَمِيْعُ الفرادِ عِنْدَ وَقْعِ العَظَائِمِ وقول رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ القَيْسِ (¬3): وَمَا أَنَا بِالنَّائِي الخَلِيْل وَلَا الَّذِي ... تَغَيَّرَ إِنْ طَالَ الزَّمَانُ لَائِقُه وَلَسْتُ بِمَنَّانٍ عَلَى من أوَدُّهُ ... بِبِرٍّ وَلَا مُسْتَخْدِمٍ مَنْ أُرَافِقُه ¬
وقول عَلِيِّ بنِ الجَهْمِ (¬1): وَمَا أَنَا مِمَّنْ سَارَ بِالشِّعرِ ذِكْرُهُ ... وَلَكِنَّ أَشْعَارِي يَسِيْرُ بها ذِكْرِي وَمَا الشّعرُ مِمَّا أَسْتَظلُّ بِظِلِّهِ ... وَلَا زَادَنِي قَدرًا وَلَا حَطَّ مِنْ قَدرِي وَللشّعرِ بَيَّاع كَثِيْرٌ وَلَم أَكُنْ ... لَهُ بَائِعًا فِي حَالِ عُسْرٍ وَلَا يُسْرِ وَمَا كُلُّ مَنْ قَادَ الجِيَادَ يَسُوْسُهَا ... وَلَا كُلُّ مَنْ أَجْرَى يُقَالُ لَهُ مُجْرِي وَقَالَ أَبُوْ سَعِيْدٍ الرُّسْتُمِيِّ آخِذًا مِنْ عَلِيٍّ: وَمَا كُنْتُ لَوْلَا طَيْبُ ذِكْرِكَ شَاعِرًا ... وَلَا مُنْشِدًا بَيْنَ السَّمَاطَيْنِ فِي حَفْلِ فَلَا أَنَا مِمَّنْ يَرفَعُ الشِّعرُ قَدرَهُ ... وَلَا الشِّعرُ مِمَّا يَرفَعُ القَدْرَ أَوْ يُعلِي وَلَا أَنَا مَنْ سَارَ فِي ظِلِّ شِعرِهِ ... خَمُوْلًا وَلَكِنْ سَارَ شِعرِيَ فِي ظِلِّي وَقَالَ ابْنُ الرُّوْمِيّ: إِذَا قُلْتُ شِعرًا فَالنُّجُوْمُ رُوَاتُهُ ... وَمَنْ ذَا رَأَى الشِّعْرَى رَوَتْ لامرِئٍ شِعرَا وَمَا أَنَا مِمَّنْ يَرْفَعُ الشِّعْرُ قَدْرَهُ ... وَلَكِنَّ قَدرِي يَرفَعُ الشِّعرَ وَالشعرى مالِكُ بنُ خُزيم: 15830 - وَمَا أَنَا للشَّيءِ لَيسَ نَافِعِي ... وَيَغضَب مِنهُ صَاحِبي بِقَؤولِ قَالَ ابْنُ المزرّعِ قَالَ أَبِي: قَدْ قَرَأتُ خَمسِيْنَ أَلْفَ بَيْتٍ مِنَ الشِّعرِ فَمَا وَقَعَ لِي كَمَا وَقَعَ فِي قَوْلِ مَالِكِ بن خُزَيْمٍ: وَمَا أنا لِلشَّيْءِ الَّذِي لَيْسَ نَافِعِي. البَيْتُ البَدَّيهي: 15831 - وَمَا أَنَا مَن هوٍّ وَلَكنَني امرُؤ ... أبت نَفسِي عِزةً أَن أُذِلها ¬
15832 - وَمَا أَنَا مِمن يَجمَعَ اللَّهُ بَينَنَا ... كأَفضَلِ مَا كُنَّا عَليهِ بآيِس الصَّابيء: 15833 - وَمَا أَنَا مِمَّن يَزدَهِي اليُسرُ حُلمَهُ ... فَيطغَى وَلَا مِمَّن يَذَلِلِّهُ العُسرُ قَبْلهُ: أُحَاذِرُ ذَا الدُّنْيَا عَلَى كُلِّ ثَرْوَةٍ ... سِوَى ثَرْوَةِ النَّفْسِ الَّتِي ضَمَّها الصَّدرُ فَتِلْكَ الَّتِي مَا إِنْ عَلَيْها لِغَاصِبٍ ... سَبيْلٌ وَلَا فِيْها عَلَيَّ لَهُ أَمرُ وَلَيْسَ الغِنَى إِلَّا غِنَاها وَصيْرها ... لِمًا جِسمها النَّائِبَاتُ إِلَيَّ تَغْرُو وَمَا أَنَا من يَزْدَهِي اليُسْرُ حِلْمُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا بِي مِنْ كَبيْرٍ فَإِنْ يَكُ طَارِقًا ... عَلَيَّ فَعِنْدَ الغَدِ تَدخُلُنِي الكِبْرُ وَلَا نَكبَتِي لَمًّا أَلَمَّتْ غَرِيْبَةٌ ... وَلَكِنْ حَرَى فِيْهَا عَلَى هِمَّةِ الدَّهْرُ وَإِنْ يَكُ حَسْبَ الفَضْلِ مَا ينْكُبُ الفَتَى ... فَإِنَّ الَّذِي لَاقَيْتُ مُحْتَقَرٌ نَزْرُ وَإِذَا لم تُجْزَ أَيْدِي الخُطُوْبِ الَّتِي لَها ... أَظَافِرُ مِنْ نَخرِي بِمَا يَقْتَضِي القَدرُ غَضَضْتُ عَلَى الأَقّذَاءِ نَفْسَ بنِ حُرَّةٍ ... إِذَا ضَامَهُ المقْدُوْرُ أَنْجَدَهُ الصَّبْرُ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي فِي رخَائي وَشدَّتِي ... إِلَى مَاجِدٍ فردٍ لَهُ الحَمْدُ وَالشُّكْرُ هذِهِ الأَبْيَاتُ مَنْقُوْلَة مِنْ خَطِّ الصَّابِئ قَائِلِها. ومن باب (وَمَا أَنَا) قَوْلُ أَحْمَدِ بنِ أَبِي طَاهِرٍ (¬1): وَمَا أَنَا فِي شُكْرِي عَلِيًّا بِوَاحِدٍ ... وَلَكِنَّهُ فِي الفَضْلِ وَالجوْدِ وَاحِدُ وقول المُتَنَبِّيِّ (¬2): وَمَا أَنَا مِمَّنْ يَدَّعِي الشَّوْقَ قَلْبُهُ ... وَيحتَجُّ فِي تَركِ الزِّيَارَةِ بِالشُّغْلِ وقول ابنِ شَمسِ الخلَافَةِ: ¬
وَمَا أَنَا مِمَّنْ يُسْتَمَالُ بِخُلَّبٍ ... وَيُطْعِمُهُ فِي الغَيْبِ قَعقَعَةُ الرَّعْدِ وقول آخَر: وَمَا انْتِفَاعِي بِتَجْرِيْبِي وَمَا بِيَدِي ... نَفْعٌ وَلَا دَفْعُ مَا أَخْشَى مِنَ الضَّرَرِ أبو نَصرُ نُباتَهَ: 15834 - وَمَا أَنَا مُولعٌ بِملَامٍ كَعبٍ ... وَلَكَّنِ الحَدِيثَ لَهُ شُجُونُ 15835 - وَمَا أَنْتَ عِندِي بالمَلُوم ولَا الَّذي ... لَهُ الذَّنبُ هذَا سُوءَ حَظَّي مِن الدَّهرِ قَبْلهُ: وَأَشْمَتَّ أَعدَائِي وَأَوْهبْتَ جَانِبِي ... وَهِضْتَ جنَاحًا رَسَتْهُ يَدُ الفَجْرِ وَمَا أَنْتَ عِنْدِي بِالمَلُوْمِ. البَيْتُ المتنبيّ: 15836 - وَمَا انتِفاعُ أَخِي الدُّنيا بِنَاظِرِه ... إِذَا استَوت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلمُ 15837 - وَما إِن فِي الحَريِش وَلَا عُقَيلٍ ... وَلَا أَولادُ جَعدةَ مِن كرِيمِ بَعْدَهُ: أُوْلَئِكَ مَعْشَرٌ كَبَنَاتِ نَعْشٍ ... رَوَاكِدَ لَا تَسِيْرُ مَعَ النُّجُوْمِ ابن الدمَينةِ: 15838 - وَمَا إِن نُبالِي سُخطَ مَن كَانَ سَاخِطًا ... إذا نصَحتَ مِمَّن نَودُّ جيوبُ قَبْلهُ: يَقُوْلُوْنَ أَقْصِرْ فِي هَوَاهَا فَقَد وَعَتْ ... ضَغَائِنَ شُبَّانٍ عَلَيْكَ وَشِيْبُ ¬
وَمَا إِنْ نُبَالِي سخْطَ مَنْ كَانَ سَاخِطًا. البَيْتُ 15839 - وَمَا إِن يُعابُ المَرءُ مِن مَدحِ نَفسِهِ ... إِذَا لَم يَكُن فِي قولِهِ بِكَذُوبِ مِثْلُهُ (¬1): إِذَا رَضيَتْ عَنِّي كِرَامَ عَشِيْرَتِي ... فَلَا زَالَ غَضبَانًا عَلَيَّ لِئَامُهَا 15840 - وَمَا أَهجوكَ كُفوءَ شِعرِي ... وَلَكِنَّني هجوتُكَ للكَسادِ أَبُو نواس: 15841 - وَمَا الأَسَدُ الضِّرغَامُ إِلَّا فَريسةٌ ... إذا لَم تَطُل أَنيابُهُ وَالأَظَافِرُ يقول مِنْهَا: وَلَا يَكْشِف الآرَاءَ إِلَّا ابْنُ حُرَّةٍ ... عَلَى الهوْلِ مِقْدَامٌ وَفِي الخَطْبِ صَابِرُ وَقَلب يَفرُّ الحَربُ وَهُوَ مُحَارِبٌ ... وَعَزْمٌ يُقِيْمُ الجِسْمَ وَهُوَ مُسَافِرُ أحمدُ بنُ عبدُ الملِك المعرّي: 15842 - وَمَا أَلانَ فَناتِي غَمرُ حَادِثَةٍ ... وَلَا استَخَفَّ بحلمِي قطُّ إِنسَانُ بَعْدَهُ: أمْضِي عَلَى الهوْلِ قِدْمًا لَا يُنَهْنِهُنِي ... وَأَنْثَنِي لِشَفِيْعِي وَهُوَ حَرْدَانُ وَلَا أُقَارِنُ جُهَّالًا بجَهْلِهمُ ... وَالأَمْرُ أَمْرَي وَالأَيَّامُ أَعْوَانِي أهِيْبُ بِالصَّبْرِ وَالشَّحْنَاءُ ثَائِرَةٌ ... وَأكْظِمُ الغَيْظَ وَالأَحْقَادُ نِيْرَانُ ¬
هُوَ أَبُو عَامِرٍ أَحمَدُ بن عَبْدِ المَلِكِ بن عُمُرَ بن مُحَمَّدَ بنِ عِيْسَى بنِ شَهِيْدٍ الأَشجَعِيُّ المَعَرِّيُّ. ابْنُ زيدون الوَزيرُ: 15843 - وَمَا باختِياري تَسلَّيتُ عنكَ ... وَلَكِنَّني مُكرهٌ لَا بَطَل 15844 - وَمَا بُحتُ بِالشَّكوى إلى أَن تَقَطعتْ ... عَلَايِقُ آمَالِي وَضَاقَ بِي الأَمرُ مِثْلُهُ: وَمَا بُحْتُ بِالشَّكْوَى إِلَيْكَ تَأَلُّمًا ... إِلَى أَنْ رأَيْتُ السَّيْلَ قَدْ بَلَغَ الزُّبَا وَمِثْلُكَ مَنْ يَحمِي مِنَ الدَّهْرِ ظِلُّهُ ... ويميعُ مِنْ أَحدَاثِهِ مَنْ بِهِ نَبَا 15845 - وَمَا بَخِلت عليَّ بِوصلٍ يَومٍ ... لَكِنَّ الزَّمانَ بِهَا بَخيلُ ومن باب (وَمَا) قَوْلُ قَيْسِ بنِ ذَرِيْحٍ (¬1): وَمَا بَرِحَ الوَاشُوْنَ حَتَّى بَدَتْ لَنَا ... بُطُوْنُ الهوَى مَقْلُوْبَةً لِظُهُوْرِ وقول آخَر: وَمَا بَرِحَتْ صُرُوْفُ الدَّهْر حَتَّى ... أَبَدتْنِي الأُسْد صَرْعَى لِلقُرَوْدِ قيسُ بن الخَطيمُ: 15846 - وَمَا بَعضُ الإِقامَةِ فِي دِيارِ ... يُهانُ بِهَا الفَتَى إِلَّا بَلاءُ أَبْيَات قَيْسِ بنِ الخَطِيْمِ: وَمَا بَعضُ الإِقَامَةِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَبَعْضُ خَلَائِقِ الأَقْوَامِ دَاءٌ ... كَدَاءِ البَطْنِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ يُرِيْدُ المرءُ أَنْ يُعْطِي مُنَاهُ ... وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا مَا يَشَاءُ ¬
وَكُلُّ شَدِيْدَةٍ نَزَلَتْ بِقَوْمٍ ... سَيَأْتِي بَعدَ شِدَّتِها رَخَاءُ وَمَا يُعْطَى الحَرِيْصُ غِنًى لِحِرصٍ ... وقَد يَنْمِي عَلَى الجوْدِ الثَّرَاءُ غَنِيُّ النَّفْسِ مَا عَمِرَتْ غَنِيٌّ ... وَفَقْرُ النَّفْسِ مَا عَمِرَتْ شَقَاءُ وَلَيْسَ بِنَافِعٍ ذَا البُخْلِ مَالٌ ... وَلَا مُزْرٍ بِصَاحِبهِ السَّخَاءُ وَبَعْضُ الدَّاءِ مُلْتَمسٌ شَقَاهُ ... وَدَاءُ النَّوْكِ لَيْسَ لَهُ شِفَاءُ ومن باب (وَمَا بَقَاءُ) قَوْلُ العُتْبِيُّ يَنْدُبُ أَهْلَ المُرُوْءاتِ (¬1): قَد كُنْتُ أَبْكِي عَلَى مَا فَاتَ مِنْ سَلَفِي ... وَأَهْلُ وُدِّي جَمِيْعٌ غَيْرُ أَشْتَاتِ فَاليَوْمَ إِذْ فَرَّقَتْ بيني وَبَينَهُمُ ... نَوًى بَكَيْتُ عَلَى أَهْلِ المُرُوْءاتِ وَمَا بَقاءُ امْرِئٍ أَضْحَتْ مَدَامِعُهُ ... مَقْسُوْمَةً بَيْنَ أَحيَاءٍ وَأَموَاتِ زينُ الدينِ عليٍّ القُرشي العُتبيُّ: 15847 - وَمَا بَقِيت مِنَ اللَّذاتِ إِلَّا ... مُحَادثَةُ الرَّجَالِ ذَوي العُقُولُ بَعْدَهُ: وَقَد كُنَّا نعِدُّهُمُ قَلِيْلًا ... فَقَد صَارُوا أَقَلَّ من القَلِيْلِ 15848 - وَمَا بَكَيتُ لِدهرٍ مِنكَ أسخَطنِي ... إِلَّا بَكيتُ عَليهِ بَعدَمَا ذَهبًا تَميمٌ بن معْدٌ بن تَميمٍ: 15849 - وَمَا بَلدُ الإِنسَانِ إِلَّا الَّذي بِهِ ... لَهُ شَجَنٌ يَعتَادُهُ وَحَبيِبُ قَبْلهُ: إِذَا حَانَ مِنْ شَمْسِ النَّهارِ غُرُوْبُ ... تَذَكَّرَ مُشْتَاقٌ وَحَنَّ غَرِيْبُ وَلِي وَطَنٌ مَا إِنْ عَلَى الأَرْضِ مِثْلهُ ... وَلَكِنَّ أَحْكَامٌ جَرَتْ وَخُطُوْبُ ¬
وَمَا بَلَدُ الإِنْسَانِ إِلَّا الَّذِي بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِلَى اللَّهِ أَشْكُو وَشْكَ بَيِنٍ وَفُرقَةٍ ... لَها بَيْنَ أَخشَاءِ المُحِبِّ نُدُوْبُ تُرَى عِنْدَهُم عِلْم وَإِنْ شَطَّتِ النَّوَى ... بِأَنَّ لَهُم قَلْبِي عَلَيَّ رَقِيْبُ زُهيرُ المُصريّ: 15850 - وَمَا بَلَغَ العُشاقُ حَالًا بَلغتُهَا ... هُناكَ مَقَامٌ مَا إِليهِ سَبيلُ قلبه: لَعَلَّكَ تُصْغِي سَاعَةً وَأَقُوْلُ ... فَقَدْ غَابَ وَاشٍ فِي النَّوَى وَعَذُوْلُ وَفِي النَّفْسِ حَاجَات إِلَيْكَ كَثيْرةٌ ... أَرَى الشَّرحَ فِيْهَا وَالحَدِيْث يَطُوْلُ تَعَالَى فَمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ ثَالِثٌ ... لِيَذْكُرَ كُلّ شَجْوَهُ وَيَقُوْلُ وَإِيَّاكَ عَنْ سرِّ الحَبِيْبِ فَإِنَّنِي ... بِهِ عَنْ جَمِيْعِ العَالَمِيْنَ بَخِيْلُ بِعَيْنَيْكَ حَدّثْنِي بِمَنْ قَتَلَ الهوَى ... فَإِنِّي إِلَى ذَاكَ الحَدِيْثِ أَمِيْلُ وَمَا بَلَغَ العُشَّاقُ حَالًا بَلَغْتها. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا كُلُّ مَخْضُوْبِ البنَانِ بُثَيْنَةٌ ... وَلَا كُلُّ مَسلُوْبِ الفُؤَادِ جَمِيْلُ يقول مِنْ أُخْرَى لَهُ أَيْضًا: لَعَمرِي لَقَد عَلمتُمُوْنِي عَلَيْكُم ... فَإِنِّي إِذَا عُلّمتُ فِيَّ قُبُوْلُ خَبّأتُ لَكُم أَشْيَاءَ سَوْفَ أَقُوْلها ... جُمَلٌ هذَّبْتهَا وَفُصُوْلُ فَوَاللَّهِ مَا يَسقِي الفُؤَادُ رِسَالَة ... وَلَا يَشْتَكِي شَكْوَى المُحِبِّ رَسُوْلُ وَمَا هِيَ إِلَّا غَيْبَة ثُمَّ نَلْتَقِي ... وَيَذهبُ هذَا كُلُّهُ وَيَزُوْلُ وَيَسْتَكْثِرُ العُذَّالُ دَمعًا أَرَقْتَهُ ... وَفِي حُبَكُم ذَاكَ الكَثِيْرُ قَلِيْلُ وَمَا أَنَا مِمَّنْ يَستَعِيْرُ مَدَامِعًا ... لِيَبْكِي بِهَا إِنْ غَابَ عَنْهُ خَلِيْلُ ¬
إِذَا مَا جَرَتْ مِنْ عَيْنِ غَيْرِي أَدْمُعٌ ... جَرَتْ مِنْ دُمُوْعِي أَبْحُرٌ وَسُيُوْلُ وَأُقْسِمُ مَا صَاغَتْ دُمُوْعِي فِيْكُمُ ... وَلَوْ أَنَّ رُوْحِي فِي الدُّمُوْعِ تَسيْلُ سِوَايَ لأَقْوَالِ الوُشَاةِ مُصدِّقٌ ... وعيرِي فِي عَتبِ الحَبِيْبِ عَجُوْلُ سَيَنْدَمُ بَعدِي مَنْ يَرُوْمُ قَطِيْعَتِي ... وَيَذْكُرُ قولي والزّمانُ طَوِيْلُ إِذَا كَانَ مَنْ أَهْوَاهُ فِي الحُبِّ رَاضِيًا ... فَيَارَبِّ لَا يرضَى عَلَيَّ عَذُوْلُ ومن باب (وَمَا بَلَغَ) قَوْلُ الخَنْسَاءِ فِي أَخِيْها صَخْرٍ (¬1): وَمَا بَلَغَ المُهْدُوْنَ لِلنَّاسِ مدْحَةً ... وَإِنْ أَطْنَبُوا إِلَّا الَّذِي فِيْكَ أَفْضَلُ وَمَا بَلَغَتْ كَفُّ أمرِئٍ مُتَنَاوِلًا ... بِهَا المَجْد إِلَّا وَالَّذِي نِلْتَ أَطْوَلُ وقول يَحيَى بنِ زِيَادِ الحَارثيِّ (¬2): حَلَقتُ بِرَبِّ العِيْسِ تَهْوِي بِرَكْبِهَا ... إِلَى حَرَمٍ مَا عَنْهُ لِلرَّكبِ مَعدِلُ لَمَا بَلَغَ الأَنْعَامُ فِي النَّفْعِ غَايَةً ... تُفَضَّلُ إِلَّا غَايَةُ الشُّكْرِ أَفْضَلُ وَمَا بَلَغَتْ أَيْدِي المُنِيْلِيْنَ بسْطَةً ... مِنَ الطُّوْلِ إِلَّا بسْطَةُ الشُّكْرِ أَطْوَلُ وَمَا ثَقُلَتْ فِي الوَزْنِ أَغبَاءُ مِنَّةٍ ... عَلَى المَرءِ إِلَّا مِنَّةُ الشُّكْرِ أَثْقَلُ فَمَنْ شَكَرَ المَعرُوْفَ يَوْمًا فَقَد أَتَى ... أَخَا العُرْفِ فِي حُسْنِ المُكَافَاةِ مِنْ عَلُ وَلَا بَذَلَ الشُّكْرَ امرُؤٌ حَقَّ بَذْلِهِ ... عَلَى العرفِ إِلَّا وَهُوَ لِلْمَالِ أَبْذَلُ ومن باب (وَمَا بِكَ) قَوْلُ أَبِي نواسٍ (¬3): وَمَا بِكَ عِلَّةٌ تُشْكَا لِطُبٍّ ... وَلَكِنَّ المَلِيْحَ لَهُ دَلَالُ وقول آخَر فِي التَّغزِيَةِ: وَمَا بُكَاؤُكَ مَيْتًا قد فُجِعْتَ بِهِ ... وَأَنْتَ بِالمَوْتِ إِنْ فَكَّرْتَ مُرْتَهَنُ ¬
وقول الشَّمَردَلِ اليَربُوْعِيِّ وَغَلَبَهُ عَلَيْهِ الفَرَزْدقُ فَادَّعَا لِنَفْسِهِ (¬1): وَمَا بين مَنْ لَمْ يُعْطِ سَمْعًا وَطَاعَةً ... وَبَيْنَ تَمِيْمٍ غَيْرَ جَزِّ الحَلَاقِمِ 15851 - وَمَا بِمن نَالَ فَضلَ عَافيةٍ ... وَقُوتَ يَومٍ فَقرٌ إلى أَحَدِ 15852 - وَمَا بِي جَفَاء عَن صَدبقٍ وَلَا أخٍ ... وَلَكِنَّهُ خُلقي إِذَا كُنتُ مُعدَما سعدٍ بن ناسب: 15853 - وَمَا بِي عَلَى مَن لَانَ لِي مِن فَضَاضةٍ ... وَلَكِنَّنِي فَضٌّ أَبيٌّ عَلَى القَسرِ 15854 - وَمَا بِي فَاعلَمَنهُ مِن خُشُوعٍ ... إِلى أَحدٍ وَمَا أَزهى بِكِبرِ الخَوَارزميُّ: 15855 - وَمَا بِي فِيكَ مِن زهدٍ ... وَلَكنْ أُخَفِّفُ عَنكَ أَعباءَ المَلَالِ 15856 - وَمَا بِي فقر إِلى أَن تُحبُّني ... وَمَا ضَرَّني إِني إِليكَ بَغِيضُ 15857 - وَمَا تَارِكِي فردًا بغير صاحبٍ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا خِبرَتِي والتَجارِبُ بَعْدَهُ: وَذَلِكَ أَوْ أَنِّي أَرَدتُ مِنَ الوَرَى ... أَخَا ثِقَةٍ عَزَّتْ عَلَيَّ المَطَالِبُ ومن باب (وَمَا تُبْصرُ) قَوْلُ بَشَّارٍ (¬1): يُزَهِّدُنِي فِي وَصْلِ عزَّةَ مَعْشَرٌ ... قُلُوْبُهُمُ فِيْهَا مُخَالِفَةٌ قَلْبِي فَقُلْتُ دَعُوا قَلْبِي وَمَا اخْتَارَ وَارْتَضَى ... فَالقَلْبُ لَا بِالعَيْنِ مَصِيرُ ذُو اللُّبِّ وَمَا تُبْصِرُ العَيْنَانِ فِي مَوْضِعِ الهَوَى ... وَمَا تَسمَعُ الآذَانِ إِلَّا مِنَ القَلْبِ ¬
وَمَا السنُّ إِلَّا مَا دَعَاكَ إِلَى الصِّبَى ... وَأَلَّفَ بَيْنَ الحُبِّ وَالعَاشِقِ الصَّبِّ ومن باب (وَمَا تُجْدِي) قَوْلُ ابْنُ الرُّوْمِيِّ (¬1): وَمَا تُجْدِي عَلَيْكَ لُيُوْثُ غَابٍ ... بِنُصرتها إِذَا أدمَاكَ ذِيْبُ البُحتُري: [من الطويل] 15858 - وَمَا تَحسُنُ الدُّنيا إِذا هِي لَم تُعنَ ... بآخِرِة حَسنَاءَ يَبقَى نَعِيمها بَعْدَهُ: بقاؤك فينا نعمة اللَّه عندنا ... فنحن بأوفى شكرها نستديمها أَبُو فِراسٍ: 15859 - وَمَا تَحلُو مَجانِي العِزِّ يَومًا ... إِذَا لَم تَجنِها سُمرُ العَوَالِي 15860 - وَمَا تُخفِي الضَّغِينةَ حِيثُ كَانَت ... وَلَا النَّظر الصَّحِيحُ مِنَ السَّقِيم أَخَذَهُ البحتُرِيِّ فَقَالَ (¬1): وَمَا تخْفَى المَكَارِمُ حَيْثُ كَانَتْ ... وَلَا أَهْلُ المَكَارِمِ حَيْثُ كَانُوا عَمروُ بنُ هَذيلٍ العُتبيُّ: 15861 - وَمَا تستَوِي أَحسَابُ قَومٍ تُوُورِثَت ... قَدِيمًا وَأَحسَابٌ نَبتنَ مَعَ البَقلِ أبو العَلاءِ المَعرِي: ¬
15862 - وَمَا تَشعُر الغَبراءُ مَاذَا تَجنهِ ... أَعظمُ ضَأَنٍ أَمُ عِظَامُ لُيوثِ ابْنُ الرُّوميّ: 15863 - وَمَا تَكَلمت إِلَّا قُلتَ فَاحِشةً ... إِنَّ فَكَّيكَ للأَعراضِ مِقراضُ بَعْدَهُ: إِذَا نَطَقْتَ قَتِيْلٌ منكَ مُرسَلَةٌ ... وَفُوْكَ قَوْسُكَ وَالأعْرَاضُ أَغْرَاضُ كَعبُ بنُ زُهيرٍ: 15864 - وَمَا تَمسَّكَ بالعَهدِ الَّذي عَهِدَت ... إِلَّا كَمَا تُمسِكُ المَاءَ الغَرابِيلُ المُتَنبِّي: 15865 - وَمَا تَنفعُ الخَيلُ الكِرام وَلَا القَنَا ... إِذَا لَم يَكُن فَوقَ الكِرام كِرامُ بَعْدَهُ: وَمَنْ طَلَبَ الأَعدَاءُ بِالمَالِ وَالظّبَى ... وَبِالسَّعْدِ لَمْ يَسعُد عَلَيْهِ مرَامُ يقول مِنْهَا فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ: إِذَا زَارَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ الرُّوْمَ غَازِيًا ... كَفَاهَا لِمَامٌ أَوْ كَفَاهُ لِمَامُ وَدَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا فَأَصْبَحَ جَالِسًا ... وَأَيَّامُه فِيْمَا يُرِيْدُ قِيَامُ تُغَيِّر حَالَاتُ النُّفُوْسِ قلوْبهَا ... وَتَخْتَارُ بَعضَ العَيْشِ وَهُوَ حِمَامُ وَشَرُّ الحِمَامَيْنِ الزُّؤَامَيْنِ عِيْشَةٌ ... يذلُّ الَّذِي خباؤها وَيُضَامُ وَكُلُّ أُنَاسٍ يَتْبَعُوْنَ إِمَامهُمْ ... وَأَنْتَ لأَهْلِ المَكْرُمَاتِ إِمَامُ جَرَى مَعَكَ الجارُوْنَ حَتَّى إِذَا انْتَهُوا ... إِلَى الغَايَةِ القُصْوَى جَرَيْتَ وَقَامُوا عَلَى وجْهِكَ المَيْمُوْنِ فِي كُلِّ غَارَةٍ ... صَلَاة تَوَالَى مِنْهُمُ وَسَلَامُ ¬
15866 - وَمَا تَنفعُ الآدابُ وَالعِلمُ والحِجى ... وَصَاحِبُها عِندَ الكَمَالِ يَموتُ 15867 - وَمَا تنقَضِي السَّاعَاتُ إِلَّا بِذكرِكُمُ ... يُطالِبُني قَلبِي بِكُم وَأُطالِبُهُ وَقَال آخَر: وَمَا تَنْقضِي السَّاعَاتُ إِلَّا بِذِكْرِكُمُ ... بِرَفْعِ دُعَاءٍ أَوْ بِنَشْرِ ثناءِ المُتَنبِّيُ: 15868 - وَمَا ثَنَاكَ كلامُ النَّاسِ عَن كَرَم ... وَمَن يَسُدُّ طَرِيقَ العَارِضِ الهَطِلِ 15869 - وَمَا جَاءَت صُروفُ الدَّهرِ إِلّا ... وَجدتُكَ مِن حَوادِثَها أَمانَا كاتبهُ عن اللَّه عنهُ: 15870 - وَمَا جَزَعٌ بِمُغنٍ عَنكَ شَيئًا ... إِذَا مَا مَاتَ ميتٌ هَلْ يَعُودُ قلبه: أَلَا يا قَلْبُ مَا هَذَا الصُّدُوْد ... وَمَا هذَا التَّلَذُّذ وَالشُّرُوْدُ تُصَابُ وَلَا تَلِيْنُ فَلَيْتَ شعرِي ... قَسَوْتَ أَأَنْتَ صَخْرٌ أمْ حَدِيْدُ وَكَيْفَ الصَّبْرُ مِنْكَ عَلَى أُمُوْرٍ ... تَكَادُ الرَّاسيَاتُ لَها تَمِيْدُ مَضَى الأَحْبَابُ وَانْقَرَضُوا وَبَانُوا ... وَضَمَّهُمُ الصَّفَائِحُ وَالصَّعِيْدُ وَضَاعَ العُمرُ فَالمَاضِي تَوَلَّى ... وَبَاقِيْهِ فَمَأمُوْل بَعِيْدُ فَلَم تَظْفر يَدَاكَ إِذًا بِشَيْءٍ ... سِوَى مَا أَنْتَ فِيْهِ يا سَعِيْدُ وَجَاءَ الشَّيْبُ يَبْذِرُ بِالمَنَايَا ... وَهذَا كُلُّهُ صَعْبٌ شَدِيْدُ وَمَا جَزَع بِمُغْنٍ عَنْكَ شيْئًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَصَبْرًا إِنَّ هذَا المَوْتَ حَتْمٌ ... فَلَنْ يُرجَى البَقَاءُ وَلَا الخُلُوْدُ ¬
مَا قَدْ آنَ لِلْقَلْبِ المُعَنَّى ... خُشُوْعٌ أَوْ نُزُوْعٌ أَوْ رُدُوْدُ وَإِصْغَاءٌ إِلَى الدَّاعِي بِوَعْظٍ ... بَلِيْغٌ تَقْشَعِرّ لَهُ الجُلُوْدُ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: مَا كُنْتُ سَمِعْتُ بِقَوْلِ مُحَمَّد بن عِيْسَى بن طَلْحَةَ بن عَبْدِ اللَّهِ حَيْثُ يَقُوْلُ (¬1): وَمَا جَرْعٍ بِمُغْنٍ عَنْكَ شَيْئًا ... وَلَا مَا فَاتَ تَرجِعُهُ الهُمُوْمُ فَعَلِمتُ أَنْ الخَوَاطِرَ تَتَقَارَبُ فِي استِعْمَالِ الأَلْفَاظِ وَالمَعَانِي مِنْ غَيْرِ قصدٍ بَلْ يَقَعُ الحَافِرُ عَلَى الحَافِرِ إتْقَانًا. 15871 - وَمَا جَلَبَ المزَاج عَلَيَّ خَيرًا ... وَكَم كَبِدٍ يُفَتِّتُها المزَاجُ 15872 - وَمَا حَاجِرٌ إِلَّا بِليلَى وَأَهلِهَا ... إِذَا لَم تكُن لَيلَى فَلَا كَانَ حَاجِرُ زيدٌ الخيلِ: 15873 - وَمَا حُبُّ الحَياةِ يُطيلُ عُمرِي ... وَلَا تَأمِيلُكُم مَوتِي يمِيتُ قِيْلَ: كَانَ هذَا البَيْتُ مَكْتُوْبًا عَلَى سَوْط زَيْدِ الخَيْلِ. أنسُ بن أُسيدٍ: 15874 - وَمَا حَمَلت من نَاقةٍ فَوقَ رَحلِها ... أَبَرَّ وأَوفَى ذِمَةٍ مِن مُحمَّدِ قَالَ دعبَلُ: أَصْدَقُ بَيْتٍ قَالتهُ العَرَبُ قَوْلُ أنِيْسِ بنُ أَسَدِ بن أَبِي إيَاسٍ وَكَانَ هَجَا رَسُوْل اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَافَه فَأَتَاهُ يَوْمَ فَتْح مَكَّةَ فَأَنْشَدَهُ أبْيَاتًا يَقُوْلُ مِنْهَا: وَمَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ رَحلِها. البَيْتُ فَآمَنَهُ وَعَفَا عَنْهُ. وَقَالَ بعضُ المحَدِّثِيْنَ: هَلْ يَبْلُغْنَ مَدْحَ النَّبِيَّ وَآلِهِ ... إِذَا مَا بِالمَدَائِحِ فَاهُوا ¬
رَجُلٌ يَقُوْلُ إِذَا تَحَدَّثَ قَالَ لِي ... جِبْرِيْلُ أَرسَلَنِي إِلَيْكَ اللَّهُ وَمِمَّا يَجْرِي هذَا المَجْرَى فِي ذِكْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَصْفِهِ قَوْلُ آخَر: مَا الأُقْحُوَانُ وَإِنْ تَضَاعَفَ طِيْبُهُ ... وَتَحَدَّثَت بِأَرِيْجِهِ السُّمَّارُ يَوْمًا بِأَطْيَب مِنْ سَمَاعِ حَدِيْثِكُم ... طِبْتُم فَطَابَت عَنْكُمُ الأَخْبَارُ وَقَالَ آخَر: طَابَتْ بِذكْرِكُمُ البِلَادُ بِأَسْرها ... وَتَأَرَّجَتْ بِشَذَاكُمُ الأَقْطَارُ وَسَرَى النَّسِيْمُ بِنشْرِكُمْ مُتَعَطِّرًا ... طِبْتم فَطَابَتْ عَنْكُمُ الأَخْبَارُ 15875 - وَمَا خَابَ مَن يَرجُو الكَريِمَ وَسَيبهُ ... وَكَيفَ وَقَد عمَّ الخَلايقَ نَائلهُ ومن باب (وَمَا خَاطَبَتْها) قَوْلُ أَعرَابِيٍّ (¬1): وَمَا خَاطَبَتها مُقْلتايَ بِنَظْرَةٍ ... فَتَفهمُ نَجْوَانَا العُيُوْنُ النَّوَاطِرُ وَلَكِنْ جَعَلْتُ الوَهْمَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا ... رَسُوْلًا فَأَدَّى مَا تحِنُّ الضَّمَائِرُ وقول أَبِي نوَّاسٍ يَهْجُو إِسْمَاعِيلَ بنِ نُوَبخت (¬2): عَلَى خُبْزِ إِسْمَاعِيْلَ وَافِيَةُ البُخْلِ ... قَدْ حَلَّ فِي دَارِ الأَمانِ مِنَ الأَكْلِ وَمَا خُبْزُهُ إِلَّا كَآوى يُرَى أيبها ... وَلَم يُرَ آوَى فِي الحُزُوْنِ وَلَا السّهْلِ وَمَا خَبْزُهُ إِلَّا كَعَنْقَاءَ مُغْرِبٍ ... يُصَورُ فِي بُسْطِ المُلُوْكِ وَفِي المثْلِ ومن باب (وَمَا خَصَمَ) قَوْلُ آخَر (¬3): وَمَا خَصَمَ الأَقْوَامَ مِنْ ذِي خُصُوْمَةٍ ... كَمِثْلِ بَصِيْرٍ عَالِمٍ مُتَجَاهِلِ وَقَالَ أَبُو الأَسْوَد الدّؤَلِيُّ (¬4): ¬
فَإِنَّكَ لَمْ تَعْطِفْ إِلَى الحرِّ جَائِرًا ... بِمِثْلِ خَصِيْمٍ غَافِلٍ مُتَجَاهِلٍ 15876 - وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِثلَ العُقُولِ وَلَا ... اكتَسَب النَّاسُ مِثلَ الأَدَبِ أَبُو تمَّامِ: 15877 - وَمَا خَيرُ بَرقٍ لَاحَ فِي غَير وَقتِهِ ... وَوَادٍ غَدا مَلانَ قَبلَ أَوانِهِ 15878 - وَمَا خَيرُ حَيٍّ لَيسَ يُحمَدُ أَمرهُ ... وَمَا خَيرُ مِيتٍ لَيسَ يتبَعه ذِكرُ أَبُو تمَّامٍ: 15879 - وَمَا خَيرُ خيرٍ لم تَشُبهُ مَرَارةٌ ... وَمَا خَير لَحمٍ لَا يَكُونُ عَلَى عَظمِ بَشَّار: 15880 - وَمَا خَيرٌ أَمسَكَ الغلُّ أُختَهَا ... وَمَا خَيرُ سَيفٍ لَم يُؤيَّد بِقَلمِ ومن باب (وَمَا خَيْرُ) قَوْلُ أَبِي نَصْرِ بنُ نُبَاتَةَ: وَمَا خَيْرُ عَيْشٍ نصْفُهُ سِنَةَ الكَرَى ... وَنِصْفٌ بِهِ تَغْتَلُّ أَوْ تَتَفَجَّعُ مَعَ الوَقْتِ يَمْضِي بُؤْسُهُ وَنَعِيْمُهُ ... كَأَنْ لَمْ يَكُنْ وَالوَقْتُ عُمْركَ أَجْمَعُ وقول بَشَّارٍ (¬1): وَمَا خَيْرُ عَيْشٍ لَا يَزَالُ مُفْجِّعًا ... بِمَوْتِ نَعِيْمٍ أَوْ بِمَوْتِ حَبِيْبِ وقول الأَقْرَعِ بنِ مُعَاذٍ (¬2): وَمَا خَيْرُ مَعرُوْفِ الفَتَى فِي شَبَابِهِ ... إِذَا لَمْ يَزُدهُ الشَّيْبُ حِيْنَ يَشِيْبُ وَمَا السّائِلُ المَحْرُوْمُ يَرْجِعُ خَائِبًا ... وَلَكِنْ بَخِيْلُ الأَغْنِيَاءِ نَجِيْبُ ¬
لِلْمَالِ أَشْرَاكٌ وَإِنْ ضَنَّ رَبُّهُ ... يُصَابُ الفَتَى فِي مَالِهِ وَيصِيْبُ وقول آخَر (¬1): وَمَا خَيْرُ مَنْ يَنْفَعُ إِلَّا عَيْشُهُ ... وَإِنْ مَاتَ لَمْ يَحْزَنْ عَلَيْهِ أَقَارِبُه كَهامٌ عَلَى الأَقْصَى كَلِيْلٌ لِسَانُهُ ... وَفِي بشرِ الأَدنَى حِدَادٌ مَخَالِبُه مُوسَى بن جَابرٍ: 15881 - وَمَا خَيرُ مَالٍ لَا تقِي الذَمَّ ربَّهُ ... وَنَفسِ امرئٍ فِي حَقِها لَا يُهينُها يقول مِنْهَا: أَلم تَرَ بِأَنِّي حميْتُ حَقِيْقَتِي ... وَبَاشَرْتُ حَدَّ المَوْتِ وَالمَوْتُ دُوْنَها وَجدْتُ بِنَفْسِي لَا يُجَادُ بِمِثْلِها ... وَقُلْتُ اطْمَئِنِّي حِيْنَ زَادَتْ ظُنُوْنُها أَبُو العتاهيَةِ: 15882 - وَمَا دُنيَاكَ إِلَّا مِثلُ فَيءٍ ... أَظلَّكَ ثُمَّ آذنَ بِانتِقَالِ وَمِنْ بَابِ (وَمَاذَا) قولُ ابْنُ لَنْكَكَ (¬1): وَمَاذَا أُرَجِّي مِنْ حَيَاةٍ تَكَدَّرَتْ ... وَلَوْ قَدْ صَفَتْ كَانَتْ كَأَضْغَاثِ حَالِمِ وقول سَعِيْدِ بن حُمَيْدٍ (¬2): وَمَاذَا أُرَجِّي مِنْ حَيَاةٍ ذَمِيْمَةٍ ... مُقَسَّمَةٍ بَيْنَ النَّوَى وَالنَّوَائِبِ وقول آخَر: وَمَاذَا عَلَى مِثْلِي إِذَا خَضَعَتْ لَهُ ... مَطَامِعُهُ فِي كَفِّ مَنْ حمل التِّبْرُ ¬
وقول ابنِ المُعْتَزِّ (¬1): وَمَاذَا يُرِيْدُ الحَاسِدُوْنَ مِنِ امرِئٍ ... تَزِينُهُمُ أَخْلَاقُهُ وَمَآثِرُه وَقَوْلُهُ أَيْضًا: وَمَاذَا تُرِيْدُ العَاذِلَاتُ مِنْ امرِئٍ ... قَلِيْلُ هُدُوِّ اللَّيْلِ يَجْدِي وَلَا يُجْدِي وقول آخَر (¬2): وَمَا ذَرَّ قرنُ الشَّمْسِ إِلَّا ذَكَرْتُهَا ... وَأَذْكُرُها فِي كُلِّ وَقْتِ مَغِيْبِ وأَذْكُرُهَا مَا بَيْنَ ذَاكَ وَهذِهِ ... وَبِاللَّيْلِ إخْلَاصِي وَعِنْدَ هُبُوْبِي قَيسُ معاذٍ العقيليُّ: 15883 - وَمَاذا عَسَى الوَاشُونَ أَن يَتحدَّثُوا ... سِوَى أَن تقُولوا إِنَّنِي لَكِ عاشِقٌ يقول مِنْهَا: أَمُسْتَقْبلِي نَفحُ الصِّبَا ثُمَّ شَا ... يقِي له دِيْنَا بِأُمِّ حَسَّانَ شَايِقُ كَأَنَّ عَلَى أَنْيَابها الحُمرَ شَجَّةٌ ... بِمَاء سحَابٍ آخرِ اللَّيْلِ غَابِقُ وَمَا ذُقْتُهُ إِلَّا بِعَيني تَفَرُّسًا ... كَمَا سِيْمُ فِي أَعلَى السّحَابَةِ بَارِقُ وَمَاذَا عَسَى الَواشُوْنَ أَنْ يَتَحَدَّثُوا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: نَعَمْ صَدَقَ الوَاشوْنَ أَنْتِ حَبِيْبَةٌ ... إِلَيْنَا وَإِنْ لَمْ تَصْفُ منكِ الخَلَائِقُ وَبِالجزْعِ مِنْ أَعْلَى الجنَيْنَةِ مَنْزِلٌ ... شَجَا حزن صَدْرِي بِهِ مُتَضَايِقُ وَحَقّكُم لَا زُرْتكُم فِي دُجَنَّةٍ ... مِنَ اللَّيْلِ يَغْشَانِي كَأَنِّي سَارِقُ وَلَا زُرْتُ إِلَّا وَالسُّيُوْف شَوَاهِرٌ ... عَلَيَّ وَأَطْرَاف الرِّمَاحِ لَوَامِقُ وَلَيْسَ العُلَى أَنْ يَحْمَدَ المَرْءُ نَفْسَهُ ... مَا لَيْسَ فِيْهِ فَانظرِي مَا الخَلَائِقُ ¬
مِثْلُ قَوْلِهِ: وَمَا ذُقتهُ إِلَّا بِعَيْنِي تَفَرُّسًا. البَيْتُ وَقَوْلُ البُوْلَانِيِّ (¬1): وَمَا نطْفَةٌ مِنْ مَاءِ مُزْنٍ تَقَاذَفَتْ ... بِهِ جُنَنُ الجوْدِيِّ وَاللَّيْلُ دَامِسُ فَلَمَّا أَقَرَّتْهُ اللِّصَابَ تَنَفَسَّتْ ... شَمَالٌ لأَعلَى مَتْنِهِ فَهُوَ قَارِسُ بِأَطْيَب مَنْ فِيْهَا وَمَا ذُقْتُ طَعْمَهُ ... وَلَكِنِّي فِيْمَا تَرَى العَيْنُ فَارِسُ أبو علي محمد بن شبلٍ: 15884 - وَمَاذا يَنفَعُ التِّريَاقُ يَومًا ... إذا وافَى وَقَد مَاتَ اللَّديِغُ 15885 - وَمَا رُفِعَ الهِندِي وَهُوَ حَدِيدَةٌ ... عَلى الرّأسِ إِلَّا بِاحتِمالِ المَطارِقِ 15886 - وَمَا زَادَ قُربُ الدَّارِ إِلَّا صَبَابةً ... إليكِ وَإن كَانَ المَزارُ بَعيِدُ قَبْلهُ: يُؤَرِّقُنِي طَيْف الخَيالِ إِذَا سَرَى ... وَإِنِّي إِلَى طَيْفِ الخَيَالِ عَمِيْدُ وَمَا زَادَ قُربُ الدَارِ إِلَّا صبَابَةً. البَيْتُ 15887 - وَمَا زَادها الوَاشُونَ إِلَّا كَرامةً ... عَلَيَّ وَودًّا فِي الفُؤادِ موفَّرا 15888 - وَمَا زادهُ التَّعظِيمُ إِلَّا تَواضُعًا ... وَأَشرفَ أَخلَاقِ الرِّجالِ التَّواضُعُ أَبُو تمَّامٍ: 15889 - وَمَا زَادهُ عِنْدِي قَبيح فَعَالهِ ... وَلَا الصَدُّ وَالإِعراضُ إِلَّا تَحبُّبَا ومن باب (وَمَا زَالَ) قَوْلُ مُطِيْعُ بنِ إِيَاسٍ اللَّيْثِيِّ (¬1): وَمَا زَالَ بِي حُبِّيْك حتّى كَأَنَّنِي ... يَرجِع جَوَاب السَّائِلِي عَنْكِ أَعجَمُ لأسْلَمَ مِنْ قَوْلِ الوُشَاةِ وَتَسْلَمِي ... سَلِمْتِ وَهَلْ حَيّ عَلَى النَّاسِ يَسْلَم ¬
وقول آخَر: وَمَا زَالَتْ بَنُو سَعدٍ تُسَامَى ... وَتَدخُلُ فِي رَبِيْعَةِ بِالمُزَاحِ إِلَى أَنْ صَارَ ذَاكَ المَزْحُ جِدَّا ... وَعُدَّ القَوْمُ فِي النَّسَبِ الصُّرَاحِ اللجلاج الحَارِثيُّ: 15890 - وَمَا زُرتُكُم عَمدًا وَلكِنَّ ذَا الهوَى ... إلى حَيثُ يَهوَى القَلبُ تَهوي بِهِ الرِّجلُ ومن باب (وَمَا زِلْتُ) قَوْلُ كَشَاجِمَ (¬1): وَمَا زِلْتُ أَبْغِي العِلْمَ مِنْ حَيْثُ يُبْتَغَى ... وَأَفْتَنُّ فِي أَطْرَافِهِ أَتَطَرَّفُه فَقَدْ صِرْتُ لَا أَلْفى الَّذِي أَسْتَزِيْدُهُ ... وَلَا يُذْكَرُ الشَّيءُ الَّذِي كُنْتُ أَعْرِفُه وقول المُتَنَبِّي (¬2): وَمَا زِلْتُ حَتَّى قَادَنِي الشَّوْقُ نَحْوَهُ ... يُسَايِرُنِي فِي كُلِّ رَكْبٍ لَهُ ذِكْرُ وَأَسْتَكْبِرُ الأَخْبَارَ قَبْلَ لِقَائِهِ ... فَلَمَّا الْتَقَيْنَا ضَفَّرَ الخَبَرَ الخُبْرُ وقول ابنِ المُعتَزِّ (¬3): وَمَا زِلْتُ مُذْ شَدَّتْ يَدِي عَقْدَ مِئْزَرِي ... غنَايَ لِغَيْرِي وَافْتِقَاري عَلَى نَفْسِي وَدَلَّ عَلَى المَجْدِ جُوْدِي وَعِفَّتِي ... كَمَا دَلَّ إِشْرَاقُ الصَّبَاحِ عَلَى الشَّمْسِ وقول آخَر (¬4): وَمَا زِلْتُ مُذْ شَطَّتْ بِكَ الدَّارُ بَاكِيًا ... أُؤّمَّلُ مِنْكَ العَطْف حِيْنَ تَؤُوْبُ فَأَضْعَفْتَ مَا بِي حِيْنَ أُبْتَ وَزِدْتَنِي ... عَذَابًا وَإِعرَاضًا وَأَنْتَ قَرِيْبُ ¬
ومن باب (وَمَا سَادَ) قولُ الحُسَينِ بنِ مُطَيْرٍ (¬1): وَمَا سَادَ مَعْنٌ فِي رَبِيْعَةَ وَحدَهَا ... وَلَكِنَّ معنًا سَادَ فِي النَّاسِ أَجْمَعَا فَتًى عِيْشَ فِي مَعرُوْفِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ ... كَمَا كَانَ بَعْدَ السَّيْلِ مَجْرَاهُ مَرْتَعَا وقول أَبِي تَمَّامٍ يُخَاطِبُ ابنَ أَبِي دؤَادٍ (¬2): وَمَا سَافَرْتُ فِي الآفَاقِ إِلَّا ... وَمِنْ جَدوَاكَ رَاحِلَتِي وَزَادِي مُقِيْمُ الظَّنِّ عِنْدَكَ وَالأَمَانِي ... وَإِنْ قَلِقَتْ رِكَابِي فِي البِلَادِ أَخَذَهُ المُتَنَبِّيِّ فَقَالَ (¬3): وَإِنِّي عَنْكَ بَعدَ غَدٍ لَغَادٍ ... وَقَلْبي عَن فَنَائِكَ غَيْرُ عَادِي مُحِبّكَ حَيْثُمَا اتَّجَهَتْ رِكَابِي ... وَضَيْفُكَ حَيْثُ كُنْت مِنَ البِلَادِ المعَرِّيُّ: 15891 - وَمَا زِلتُ الرَّشيدَ نُهًى وَحَاشِى ... لِفضلِكَ أَن نُذكِّرهُ الرَّشَادَا إبراهيمُ بنُ المهدي: 15892 - وَمَا زِلتُ مُذ أَيفعتُ أَرمي مَراميًا ... إلى الغَرضِ الأَقصَى أَروُمُ المَعَالِيا ابْنُ الحَجَّاج: 15893 - وَمَا زلَّ الصِّبي يَومًا بِنعلِي ... فَكَيفَ تَزِلُّ بِي قَدَمُ المَشِيبِ أَبُو قيسٍ الأوسيُّ: 15894 - وَمَا زِلنا جَحَاجحَةً مُلُوكًا ... يَدِينُ لَنا المُلُوكُ وَلَا نَدِينُ ¬
ابْنُ الهبَّاريَّةَ: 15895 - وَمَا سَادَ فِي هذا الزَّمانِ ابْنُ حُر ... ةٍ فَإِن سَادَ فَاعلَم أَنهُ غَيرُ خَالِصٍ قَبْلهُ: وَمِنْ نَكَدِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ أَنَّها ... تَخُصُّ بِإدرَاكِ العُلَى كُلَّ نَاقصِ وَمَا سَادَ فِي هذَا الزَّمَانِ ابْنُ حُرَّةٍ. البَيْتُ 15896 - وَمَا سُرِرتُ بِماضِي العَيشِ مِن زَمَنِي ... فَهل سُرور أُراجِيهِ مِن الآتِي لَوْ كُنْتُ أَعلَمُ ذَنْبِي لَاعْتَرَفْتُ بِهِ ... وَتُبْتُ يَا دَهرُ حَتَّى خِفْتُ زَلَّاتِي الرضيّ الموُسَّويُّ: 15897 - وَمَا سرَّني أَنِّي أُقِيمُ عَلَى الأَذى ... وَأَنِّي بِدارِ الهُونِ بَعضُ الخَلَائِفِ يقول مِنْهَا: عَجِبْتُ لِذِي وَجْهَيْنِ خَالَطَ شَيْمَتِي ... فَكَشَّفَ مِنْهُ مُخْزيَاتِ المَكَاشِفِ ضَمَمْتُ يَدِي مِنْهُ وَكَانَتْ غَبَاوَةً ... عَلَى ضَرْبِ مَردُوْدٍ مِنَ الوِرْقِ زَائِفِ مَجَاهِيلُ أَغْفَال إِذَا مَا تَعَرَّفُوا ... بِأحسَابِهِم أَنْكَرتهُمْ بِالمَعَارِفِ دَعُوا السَّلَفَ القَمْقَامَ تَسْرِي رِفَاقُهُ ... لِنَيْلِ المَعَالِي وَاقْعُن فِي الخَوالِفِ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الحُطَيئَةِ يَهجُو (¬1): [من السبيط] دعَ المَكَارِمَ لَا تَرحَلْ لِبُغْيَتِه ... وَاقْعُد فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الكَاسِي 15898 - وَمَا سَلبَ المُروءة مِثلُ دَينٍ ... وَمَا شَيءٌ بِأَوحشَ مِن غَريمِ 15899 - وَمَا سُمِّيَ الإِنسَانُ إِلَّا لأُنسِهِ ... وَلَا القَلبُ إِلَّا أَنَّهُ يَتَقلَّبُ ¬
ومن باب (وَمَا شَابَ رَأْسِي) قَوْلُ عَمْرُو بنِ مَعدِ يَكْرِب الزُّبَيْدِيِّ وَيُرْوَى لِعُروَةِ بنِ الوَردِ (¬1): وَمَا شَابَ رَأْسِي مِنْ سِنِيْنَ تَتَابَعَتْ ... عَلَيَّ وَلَكِنْ شَيَّبَتْنِي الوَقَائِعُ وَمَا أَنَا مِمَّا جَرَّبَ الحَرْبُ مُشْتَكٍ ... وَلَا أَنَا مِمَّا أحدَثَ الدَّهرُ جَازِعُ وَقَالَ أَبُوْ النَّصْرِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجبَّارِ العُتْبِيِّ فِي المَشِيْبِ (¬2): لَمَّا سُئِلْتُ عَنِ المَشِيْبِ أَجبْتهُم ... قَوْلُ امْرِئٍ مُسْتَبْصرٍ مُتَحَقِّقِ طَحَنَ الزَّمَانِ بِرَيْبِهِ وَصُرُوْفِهِ ... عُمرِي فَثَارَ طَحِيْنهُ فِي مَفْرِقِي وَقَالَ الرَّضِيِّ الموْسَوِيِّ (¬3): وَمَا شِبْتُ مِنْ طُوْلِ السِّنِيْنَ وَإِنَّمَا ... غُبَارُ حُرُوْبِ الدَّهرِ غَطَّى سَوَادِيَا وَقَالَ ابْنُ الرُّوْمِيّ (¬4): وَمَا شِبْتُ إِلَّا شَعْرَةً غَيْرَ أَنَّهُ ... قَلِيْلُ قذَاةِ العَيْنِ غَيْرُ قَلِيْلِ الرضيّ الموسَوي: 15900 - وَمَا شَرِبَ العُشَّاقُ إِلَّا بَقيَّتِي ... وَلَا وروُدَ الحُبِّ إِلَّا عَلَى وَردِي قَبْلهُ: وَأَنِّي لَمَخْلُوْبٌ إِلَى الشَّوْقِ كُلَّمَا ... تَنَفَّسَ شَاكٍ أَوْ تَأَلَّمَ ذُو وَجْدِ وَمَا شَرِبَ العُشَّاقُ إِلَّا بَقِيَّتِي. البَيْتُ عَمرو بنُ كلثومٍ: ¬
15901 - وَمَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ أُمَّ عَمروٍ ... بِصاحِبكَ الَّذي لَا تَصبحينا يُقَالُ: أَنْ بَعضَ عُمَّالِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَدَمَ مِنْ عَمَلِهِ فَأَهْدَى إِلَى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ هدِيَّةً وَلَم يُهْدِ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ علي شَيْئًا فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَمَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ أُمِّ عمروٍ. البَيْتُ الببغاءِ: 15902 - وَمَا شَرفُ الإِنسَانِ إِلَّا بِنَفسِهِ ... وَإن خَصَّهُ جَدُّ شَريفٌ وَوَالِدُ بَعْدَهُ: إِذَا كَانَ كُلُّ النَّاسِ أَبْنَاءُ آدَمٍ ... فَأَفْضَلهُم مَنْ فَضَّلَتْهُ المَحَامِدُ المُتَنبِّي: 15903 - وَمَا شَرَقِي بالماءِ إِلَّا تذَكُرًا ... لِماءٍ بهِ أَهلُ الحَبيبِ نزولُ بعده تُجَرِّمُهُ لَمْعُ الأَسِنَّةِ حَوْلهُ ... فَلَيْسَ لِظَمآنٍ إِلَيْهِ وُصُوْلُ السّري الرَّفاء: 15904 - وَمَا شَكرتُ زَمَانِي وَهُوَ يُصعِدُنِي ... فَكيفَ أَشكُرهُ فِي حَالِ مُنحدَرِي ومن باب (وَمَا شَكِّي) قَوْلُ آخَر (¬1): وَمَا شَكِّي وَإِنْ أَكْتَرِثُ إِلَّا ... مُحَامَاةً عَلَى الشَّيْءِ اليَقِيْنِ ¬
قِيل لِبعضِهِم: قَدْ أَسَأْتَ الظَّنَّ فَقَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا لَمَّا امتَلأَتْ مَكَارِة وَجَبَتْ عَلَى العَاقِلِ أَنْ يَمْلأَهَا حَذرًا. قَالَ بَعْضُ أَهلِ اللَّسَنِ لِرجُلٍ صامِتٍ (¬1): وَمَا شَيْءٌ أَرَدتُ بِهِ اكْتِسَابًا ... بِأَنْجَعَ فِي المَعِيْشَةِ مِنْ لِسَانِي فَأَجَابَهُ الصَّامِتُ بِقَوْلٍ (¬2): وَمَا شَيْء أَرَدتُ بِهِ جَمَالًا ... أَحَقُّ بِطُوْلِ سجْنٍ مِنْ لِسَانِي الخَليلُ بنُ أحمَد: 15905 - وَمَا شيءٌ أَحبُّ إلى لَئيمٍ ... إِذَا سُبَّ الكِرامُ مِن الجَواب قَبْلهُ: مُتَارَكَةُ اللَّئِيْمِ بِلَا جَوَابٍ ... أَشَدُّ عَلَى اللَّئِيْم مِنَ السِّبَابِ وَمَا شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَى لَئِيْمٍ. البَيْتُ هُوَ أَبُو عَبْدُ الرَّحمَانِ الخَلِيْلِ أَحمَد الأَزْدِيُّ وَأَبُوْهُ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ فِي الإِسْلَامِ بِأَحْمَدَ. ابن شبرُمةَ: 15906 - وَما شَيءٌ بأَثقلَ وَهو خِفٌ ... عَلَى الأَعنَاقِ مِن مِنن الرِّجالِ سَأَلَ رَجُلٌ مَنِ القَاضِي ابْنُ شُبْرُمَةَ أَنْ يُكُلِّمَ لَهُ رَجُلًا آخَر فِي صِلَةٍ يَصِلُهُ بِهَا وَلَازَمَهُ فَأَعْطَاهُ ابن شبْرمةَ مِنْ مَالِهِ وَقَالَ: وَمَا شَيْءٌ بِأَثْقَلَ وَهُوَ خِفٌّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: ¬
فَلَا تَفْرَح بِمَالٍ تَشْتَرِيْهِ ... بِوَجْهِكَ إِنَّهُ بِالوَجْهِ غَالِ ومن باب (وَمَا شَيْءٌ) قَوْلُ الحَسَنِ بن وَهبٍ (¬1): إِذَا مَا المِسْكُ طَيَّبَ رِيْح قَوْمٍ ... كَفَتْنِي ذَاكَ رَائحَةُ المِدَادِ وَمَا شَيْءٌ بِأَحْسَنَ مِنْ بَنَانٍ ... عَلَى حَافَاتِها حمَمُ السَّوَادِ ومن باب (وَمَا صَدَّ) قَوْلُ آخَر (¬2): وَمَا صَدَّ عَمْدًا وَلَكِنَّهُ ... طَرِيْدُ مَلَالَةِ احتِسَابِه 15907 - وَمَا صَبرِي أَمَامَهُ عَنكِ إِلَّا ... كَصَبرِ الحُوتِ عَن ماءِ الفُراتِ 15908 - وَمَا ضَاعَ مَالٌ أَورثَ الحَمدَ ربَّهُ ... وَلَكِنَّ أَموالَ البَخِيلِ تَضِيعُ أنشدَ الشمشاطيُّ: 15909 - وَمَا ضرَبَ الأَمثالَ فِي الجورِ قَبلَنا ... لأَجْوَرَ مِن حُكامِنا المُتَمثِّلُ زهيرُ المصريُّ: 15910 - وَمَا ضَرَّنِي صَغيرُ حَدَاثةٍ ... وَأَنِي بِفضلِي فِي الأَنامِ كَبيرُ أَبْيَاتُ زُهيْرِ المِصرِيِّ: وَعَاذِلَةٍ بَاتَتْ تَلُوْمُ عَلَى الصِّبَا ... وَبِالنُّسْكِ فِي شَرْخِ الشَّبَابِ تَسِيْرُ أَتَتْنِي وقالت يا زُهَيْرُ أَصَبْوةٌ ... وَأَنْتَ حَقِيْقٌ بِالعفَافِ جَدِيْرُ فَقُلْتُ دَعِيني أَغْتَنِمْهَا مَسَرَّةً ... فَمَا كُلُّ وَقْتٍ تَسْتَتِبُّ سُرُوْرُ دَعِيني وَلِلّذَّاتِ فِي زَمَنِ الصِّبَى ... فَإِنْ لَامَنِي الأَقْوَامُ قِيْلَ صَغِيْرُ وَعَيْشكِ هذَا وَقْتَ الهَوَى وَصَبْوَتِي ... وَغُصْنِي كَمَا قَد تَعْلَمِيْنَ نَضِيْرُ ¬
تُوَلِّهُ عَقْلِي قَامَةٌ وَرَشَاقَةٌ ... وَتَخْلُبُ قَلْبِي أَعيُنٌ وَثُغُوْرُ فَإِنْ مِتُّ فِي ذَا الحُبِّ لَسْتُ بِأَوَّلٍ ... فَقَبْلِي مَاتَ العَاشِقُوْنَ كَثيْرُ وَإِنِّي عَلَى مَا فِيَّ مِنْ وَلَعِ الصِّبَى ... حَرِيص عَلَى نَيْلِ العَلَى وَقَدِيْرُ وَإِنْ عَرَضَتْ لِي فِي المَحبَّةِ نَشْوَةٌ ... وَحَقّكِ إِنِّي تَائِبٌ وَوَقُورُ لَئِنْ رَقَّ مِنِّي مَنْطِقٌ وَشَمَائِلٌ ... مَا همَّ مِنِّي بِالقَبِيْحِ ضَمِيْرُ وَمَا ضَرَّنِي أَنِّي صَغِيْرٌ حَدَاثة. البَيْتُ أبو البُختُري: 15911 - وَمَا ضَرَّ وَهبًا مِن غَمط العُلَى ... كَمَا لَا يُضرُّ البَدرُ بِنَبحة الكَلبِ قِيْلَ: دَخَلَ أَبُو البُحتُرِيّ الشَّاعِرُ عَلَى وَهَبِ بنِ وَهَبٍ، وَكَانَ إِنَّ أَكْرَمِ النَّاسِ أَجْوَدهم فَأَنْشَدَهُ: لِكُلِّ أَخِي فَضْلٍ نَصيْبٌ مِنَ العُلَى ... وَرَأْسُ العُلَى طُرًّا عَبْدُ النَّدَى وَهَبِ وَمَا ضَرَّ وَهْبًا قَوْلُ مَنْ غَمَطَ العُلَى. البَيْتُ قَالَ: فَثَنَى وَهَبُ الوِسَادَةَ وهشَّ إِلَيْهِ وَرَفَدَهُ وَأَجَارَهُ وَحَلَهُ وَأَضَافَهُ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ رَحِيلِهِ لَمْ يَخْدِمُهُ أَحَدٌ مِنْ غُلْمَانِهِ وَلَا سَاعَدَهُ فِي شَيْءِ من أُمُوْرِهِ فَأَنْكَرَ أَبُو البُحْتُرِيُّ ذَلِكَ مِنهُم ضمن مَا فُعِلَ مَعَهُ حملِ الَّذِي تَجَاوَزَ بِهِ أَمَلهُ فَعَاتَبَ بَعْضَهُمْ فَقَالَ لَهُ الغُلَامُ: إِنَّمَا نُعِيْنُ النَّازِلُ عَلَى الإِقَامَةِ وَلَا نُعِيْنُ عَلَى الرَّحِيْلِ وَالمُفَارَقَةِ. فَبَلَغ هذَا الكَلَامُ قَلِيْلًا مِنْ قُرَيْش فَقَالَ: واللَّهِ لَفِعْلُ هؤُلَاءِ العَبِيْدِ أحسَنُ مِنْ فِعلِ سَيِّدِهِم. 15912 - وَمَا طَمَعِي فِي صَالِحٍ قَد عَملتُهُ ... وَلَكِنَّنِي فِى رَحمة اللَّهِ أَطمَعُ 15913 - وَمَا طِلَابكَ شَيئًا لَستَ تُدرِكُهُ ... فِي طَلعةِ البَدرِ مَا يُغنِيكَ عَن زُحلِ ومن باب (وَمَا طَلَبُ) قَوْلُ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ حِيْنَ قَالَ لابْنِهِ: أَبَى حَرْبٌ إِلَّا ¬
تَسْعَى فِي طَلَبِ المَعِيْشَةِ فَأَبَى وَقَالَ إِنْ كَانَ لِي رِزْقٌ فَسَيَأتِيْنِي فَقَالَ أَبُوْ الأَسْوَدُ (¬1): وَمَا طَلَبُ المَعِيْشَةِ بِالتَّمَنِّي ... وَلَكِنْ إِلْوِ دَلْوَكَ فِي الدِّلَاءِ تَجِيْءُ بِمِلْئها طَوْرًا وَطَوْرًا ... تَجِيْءُ بِحمأَةٍ وَقَلِيْلىُ مَاءِ وَلَا تَقْعُدْ عَلَى كَسَلٍ تَمَنَّى ... تُحِيْلُ عَلَى المَقَادِرِ وَالرَّجَاءِ فَإِنَّ مَقَادِرَ الرَّحْمَنِ تَجْرِي ... بِأَرْزَاقِ العِبَادِ مِنَ السَّمَاءِ بِقَبْضٍ أَوْ بِبَسْطٍ أَوْ بِقَدْرٍ ... وَهجْرُ المَرءِ أسْبَابُ البَلَاءِ وَقَالَ النَّابِغَةُ (¬2): وَمَا طَالِبُ الحَاجَاتِ فِي كُلِّ وُجْهَةٍ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَنْ أَجَدَّ وَشَمَّرَا وَقَالَ آخَر نَثْرًا: مَنْ جَدَّ وَجَدَّ وَجَدَ. ومن باب (وَمَا عَبَّرَ) قَوْلُ آخَر (¬3): وَمَا عَبَّرَ الإِنْسَانُ عَنْ كُنْهِ فَضْلِهِ ... بِمِثْلِ اعتِقَادِ الفَضْلِ فِي كُلِّ فَاضِلِ وإنّ أحسن النقص أَنْ يَنْفِي ... قَذَى النَّقْصِ عَنْهُ بِانْتِقَاصِ الأَفَاضِلِ كَثيْرٌ يَقَعُ تَكْرِيْرُ القَافِيَةِ في الشِّعْرِ لِلضُّرُورَةِ وَلَكِنْ لَا يَجُوْزُ ذَلِكَ إِلَّا إِذَا كَانَتْ الإحْدَى مَعْرِفَةً وَالأُخْرَى نَكِرَةً أَوْ بِالعَكْسِ عَلَى هذا الشَّرْطِ. ومن باب (وَمَا عُسْرَةٌ) قَوْلُ آخَر (¬4): وَمَا عُسْرَةٌ فَاصْبِرْ لَهَا ... إِنْ لَقِيْتها بِكَائِنَةٍ إِلَّا سَيَتْبَعُهَا يُسْرُ فَلَا تَقْتُلَنَّ النَّفْسَ هَمًّا وَحَسْرَةً ... فَحَشْوُ اللَّيَالِي إِنْ تَأَمَّلْتها غَدْرُ وقول المُتَنَبِّيِّ (¬5): ¬
وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدَ الأَحِبَّة ... سَلْوَةً وَلَكِنَّنِي لِلنَّائِبَاتِ حَمُوْلُ وقول آخر فِي صَدْرِ كِتَابٍ (¬1): وَمَا عَسَل بِبَارِدِ مَاءِ مَزْنٍ ... عَلَى ظَمَأٍ لِشَارِبِهِ يُشَابُ بِأَشْهَى مِنْ لِقَائِكُمُ إِلَيْنَا ... فَكَيْفَ لنَا بِهِ وَمَتَى الإِيَابُ وقول آخَر: وَمَا عَنْ عَلي فَارَقْتُ دَارَ مَعَاشِرٍ ... هُمُ المَانِعُوْنَ حَرْزَتِي وَذِمَارِي وَلَكِنَّهُ مَا قَدَّرَ اللَّهُ كَائِنٌ ... نَظَارِ تَرَقَّبْ مَا يُحِمُّ نَظَارِ تَمَثَّلَ بِهمَا الحُسَيْنِ بنِ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ طُلَوْعِهِ مِنَ المَدِيْنَةِ إِلَى الكُوْفَةِ. وقول آخَر: وَمَا قَصَّرْتُ عَنْ طَلَبٍ وَلَكِنْ ... لِرَبِّ الرِّزْقِ أَمْرٌ غَيْرُ أَمْرِي وقول ابنِ هِنْدُو (¬2): [من الطويل] وَمَا قَعَدَتْ بِي سَلْوَةٌ عَنْ زِيَارَتِي ... وَلكِنْ سَدَّ دُوْنِي سَبِيْلُهَا وقِيْلَ: وَقَفَ عُبَيْد اللَّهِ بن العَبَّاسِ بنِ الحَسَنِ بن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِبَابِ المَأْمُوْنِ وَأَبْطَأ الحَاجِبُ بِالإِذْنِ لَهُ فَتَمَثَّل: وَمَا عَنْ رِضًى كَانَ الحِمَارُ مَطِيَّتِي. البَيْتُ. وَيُرْوَى: وَمَا كُنْتُ أَرْضَى بِالحِمَارِ مَطَيَّةً. البَيْتُ. وَيُرْوَى: وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَرَى العِيْرَ مَركَبِي. البَيْتُ ¬
15914 - وَمَا عَن رِضًى كَانَ الحِمارُ مَطِيَّتِي ... وَلَكِنَّ متى يَمشِي سَيرضَى بِمَا رَكِبَ 15915 - وَمَا عَهدتُكَ إِلَّا ذَا مُواصَلةٍ ... فَمَا حَالكَ عَمَّا كُنتُ أَعهدُهُ 15916 - وَمَا غَائبٌ مَن غَابَ يُرجَى إِيابُهُ ... وَلكِنَّهُ مَن ضمِّنَ اللَّحدَ غَايبُ أمية بن أبي الصَّلْت: 15917 - وَمَا غُربَةُ الإِنسانِ فِي بُعدِ دَارِهِ ... وَلَكِنَّهَا فِي قُربِ مِن لَا يُشَاكِلُ قلبه: رَمَتْنِي صُرُوفُ الدَّهْرِ بَيْنَ مُعَاشِرٍ ... أَصَحّهُمُ وُدًّا عَدوٌّ مُقَاتِلُ وَمَا غُربَةُ الإِنْسَانِ فِي بُعْدِ دَارِهِ. البَيْتُ أَخَذَهُ سُلَيْمَانَ الخَطَّابِيُّ فَقَالَ (¬1): وَمَا غِربَةُ الإِنْسَانِ فِي شُقَّةِ النَّوَى ... وَلَكِنَّهَا واللَّهِ فِي عَدَمِ الشَّكْلِ وَإِنِّي غَرِيْبٌ بَيْنَ سَبْتٍ وَأَهْلِهَا ... وَإِنْ كَانَ فِيْهَا أُسْرَتِي وَبِهَا أَهْلِي أَخَذَهُ أَبُو عُمَرَ السِّجْزِيُّ فَقَالَ (¬2): وَلَيْسَ اغْتِرَابِي فِي سَجِسْتَانَ أَنَّنِي ... عَدِمْتُ بِهَا الإِخْوَانَ وَالعَيْش وَالأَمَلَا وَلَكِنَّهُ مَالِي بِهَا مِنْ مُشَاكِلٍ ... وَإِنَّ الغَرِيْبَ الفَردَ مَنْ عَدِمَ الشَّكْلَا البُحتُري: 15918 - وَمَا غَرَّنِي حُسنُ المبَادِي لأَنَّهُ ... مِنَ الدَّهرِ مَختومٌ بِسُوءِ العَواقِبِ أحمدُ بن فارسٍ: ¬
15919 - وَمَا غَلطَت رِقابُ الأسدِ حَتَّى ... بِأَنفُسِهَا تَولَّت مَا عَنَاها ومن باب (وَمَا غَيَّرَتْنِي) قولُ ابن هَرْمَةَ (¬1): وَمَا غَيَّرَتْنِي ضَجْرَةٌ عَنْ تَكَرُّمِي ... وَلَا عَابَ أَضْيَافِي غنَايَ وَلَا فَقْرِي محمَّد داود الأصفهانِي: 15920 - وَمَا فَسَدَت لِي يَعلمُ اللَّهُ نيَّةٌ ... عَليكَ وَلَكِن خُنتَنِي فَاتَّهمتَنِي قَبْلهُ: وَيُزعمُ الوَاشِيْنَ أَنِّي فَاسِدٌ ... عَلَيْكَ وَأَنِّي لَسْتَ فِيْمَا عَهِدتَنِي وَمَا فَسَدَتْ لِي يَعْلَمُ اللَّهُ نِيَّةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: غَدَرتَ بِوُدِّي عَامِدًا وَأَخَفْتَنِي ... فَخِفْتَ وَلَوْ آمَنْتَنِي لأَمِنْتَنِي إِلَى اللَّه أَشْكُو لَا إِلَيْكَ فَطَالَمَا ... شَكَوْتُ الَّذِي أَلْفِي إِلَيْكَ فَزِدْتَنِي ومن باب (وَمَا فِي) قَوْلُ آخَر (¬1): وَمَا فِي الأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ ... وَإِنْ وَجَدَ الهَوَى حُلْوُ المَذَاقِ تَرَاه بَاكِيًا فِي كُلِّ حِيْنٍ ... مَخَافَةَ فرقَةٍ أَوْ لاشْتِيَاقِ فَيَبْكِي إِنْ نَأُوا شَوْقًا إِلَيْهِمْ ... وَيَبْكِي إِنْ دَنُوا خَوْفَ الفِرَاق فَتَسْخُنُ عَيْنهُ عندَ التَّنَائِي ... وَتَسْخنُ عَيْنهُ عِنْدَ التَّلَاقِي 15921 - وَمَا فِي الضَّرطِ للأَستَاهِ ذَنبٌ ... إِذَا كَانت تُوسَّعُ بالأُيُورِ ابْنُ الرُّوميّ: 15922 - وَمَا قَادَنِي ظَنٌ إِليكَ مُشبِّهٌ ... وَلَكِن يَقين ثَابتُ النُورِ سَاطِعُ ¬
زهيرٌ المصريُّ: 15923 - وَمَا قُلتُ أَشعارِي لأَبغى بِهَا النَّدى ... ولَكنَّنِي فِي حَلبةِ الفَضْلِ سَابِقُ السَّمَوأل: 15924 - وَمَا قَلَّ مِن كَانَت بَقَاياهُ مِثلُنَا ... شَبابٌ تَسَامِي للعُلَى وَكُهُولُ السِّريُّ الرَّفاء: 15925 - وَمَا كَانَ إعطاؤهُ سُودَدًا ... ولَكِنَّها غلطَةٌ مِن بَخيلِ ومن باب (وَمَا كَانَ) قَوْلُ الحطَيْئةِ وَقَد قَصَدَ عَلْقَمَةَ ابنَ عُلّانَةَ فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ فَقَالَ (¬1): وَمَا كَانَ بَيْنِي لَوْ لَقِيْتكَ سَالِمًا ... وَبَيْنَ الغِنَى إِلَّا لَيالٍ قَلَائِلِ وقول إِبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ الصُّوْلِيِّ: وَمَا كَانَ مَا بَلَّغْتُ إِلَّا تَكَذُّبًا ... وَلَكِنَّ إِقْرَارِي بِهِ يَعْطِفُ الطِّبَّا جحظة البَرمَكيُّ: 15926 - وَمَا كذَبَ الَّذي قَد قَالَ قَبلِي ... إِذَا مَا مَرَّ يَومٌ مَرَّ بَعضِي ومن باب (وَمَا كَرَّتْ) قَوْلُ آخَر: وَمَا كَرَّتِ الأَيَّامُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ ... وَلَا اخْتَلَفَ إِلَّا لِصَرْفِ النَّوَائِبِ ومن باب (وَمَا كُنَّا) قَوْلُ آدَمَ بن عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ وَقَد قَالَ لَهُ رَجُلٌ من وَلَدِ الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَانَ: ذَهَبَ عَنكُمْ رَوْنَقُ المُلْكِ. فَقَالَ (¬1): ¬
لَئِنْ قَالَتْ رِجَالٌ قَدْ تَوَلَّى ... زَمَانكُمُ وَذَا زَمَنٌ جَدِيْدُ فَمَا ذَهَبَ الزَّمَانُ لنَا بِمَجْدٍ ... وَلَا حَسَبٍ إِذَا ذُكِرَ الجدُوْدُ وَمَا كُنَّا لِنَخْلدَ إِذْ مَلَكْنَا ... وَأَيُّ النَّاسِ دَامَ لَهُ الخُلُوْدُ 15927 - وَمَا كُلُ إخوانِ الفَتَى طَوعُ هَمِّهِ ... وَلَا كَلُ عُودٍ نَابتٍ بِنُضَارِ ومن باب (وَمَا كَرَمُ) قَوْلُ الغَزِيِّ (¬1): وَمَا كَرَمُ الإِنْسَانِ إِلَّا سَجِيَّةٌ ... مُرَكَّبَة فِي المَرءِ أَنْفَضَ أَوْ أَثْرَى يَكُوْنُ بِهَا كَالَوردِ غَضًا وَذَابِلًا ... وَفِي أَيِّ حَالٍ كَانَ لَا يَعْدَمُ النَّشْرَا العبَّاسُ الأحنفِ: 15928 - وَمَا كُل أَسرارِ القُلوبِ مُباحَةٌ ... إلى الكُتبِ لَكِن نَلتَقِي وَنَقُولُ ومن باب (وَمَا كُلُّ) قَوْلُ الوَزِيْرِ المَغْرِبِيِّ (¬1): وَمَا كُلُّ إِفْضَالٍ وَإِنْ جَلَّ قَدْرُهُ ... يَخِفُّ عَلَى ظَهرِ المُرُوْءَةِ حَمْلُهُ وَأكْثَرُ مَنْ تَلْقَى يَسُرُّكَ قَوْلُهُ ... وَلَكِنْ قَلِيْل مَنْ يَسُرّكَ فِعْلُهُ وَقَدْ كَانَ حُسْنُ الظَّنِّ بَعْضَ مَذَاهِبِي ... فَأَدَّبَنِي هذَا الزَّمَانُ وَأَهْلُهُ إبراهيم العَبَّاس الصُّوليُّ: 15929 - وَمَا كُلُ أَهلِ الوِزرِ يُجزَى بِوزرِهِ ... أَلا إِنَّمَا تُجزَى قُرُوضُ المَكَارِم بهاءُ الدينِ زهير المصري: 15930 - وَمَا كُلُ عَينٍ مِثلُ عَينِي قَرِيحةٌ ... وَلَا كُلُ قَلبٍ مِثلُ قَلبِي مُتَيَمُ ¬
بَعْدَهُ: وَمَا كُلُّ أَزْهَارِ الرِّيَاضِ أَرِيْجَةٌ ... وَلَا كُلُّ أَطْيَارِ الفَلَا تَتَرَنَّمُ سَأَعْتُبُ بَعْضَ النَّاسِ إِنْ كَانَ سَامِعًا ... وَأَنْتَ الَّذِي أعْنِي وَمَا مِنك مَكْتَمُ إِذَا كَانَ خَصْمِي فِي الصَّبَابَةِ حَاكِمِي ... لِمَنْ أَشْتَكِي فِي الحُبِّ أَوْ أَتَظَلَّمُ ومن باب (وَمَا كُلُّ) قَوْلُ زُهيْرٍ المِصْرِيِّ (¬1): وَمَا كُلُّ أَرْضٍ مِثْلُ أَرْضٍ هِيَ الحِمَى ... وَلَا كُلُّ بَيْتٍ مِثْلُ بُيْتٍ هُوَ النَّاسُ وقول آخَر: وَمَا كُلُّ دَارٍ أَقْفَرَتْ دَارُهُ الحِمَى ... وَلَا كُلُّ بَيْضَاءَ التَّرَائِبِ زَيْنَبُ وقول الرَّضِيِّ الموْسَوِيِّ (¬2): وَمَا كُلُّ أَيَّامِ المَشِيْبِ مَرِيْرَةً ... وَلَا كُلُّ أَيَّامِ الشَّبَابِ عَذَابُ وقول مِهْيَارَ (¬3): وَمَا كُلُّ حَصْبَاءِ البِحَارِ جَوَاهِرٌ ... وَلَا كُلُّ أَعْضَاءِ الجُسُوْمِ عُيُوْنُ وقول آخَر (¬4): وَمَا كُلُّ دانٍ مِنْ مَرَامٍ بِظَافِرٍ ... وَلَا كُلُّ نَاءٍ عَنْ رَجَاءٍ بِخَائِبِ وَلَوْ خَطَرَتْ لِي فِي ضَمِيْرِكَ خَطْرَةٌ ... لَعَادَتْ بِتَصْدِيْقِ الحُظُوْظِ الكَوَاذِبِ بَقتَ بَقَاءَ النَّيِّرَاتِ وَمِثْلُهَا ... عُلُوًّا وَصَوْنًا عَنْ صُرُوْفِ النَّوَائِبِ وقول أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤلِيِّ (¬5): وَمَا كُلُّ ذِي لُبٍّ بِمُوْليْكَ نُصْحَه ... وَلَا كُلُّ مُوْلٍ نُصْحَهُ بِلبِيْبِ ¬
وَلَكِنْ إِذَا مَا اسْتَجْمَعَا عِنْدَ وَاحِدٍ ... فَحُقَّ لَهُ مِنْ طَاعَةٍ بِنَصِيْبِ وقول مُحَمَّدِ شِبْلٍ: وَمَا كُلُّ غَرْبٌ مِنْ لِسَانِي وَإِنَّمَا ... أَبَى العَقْلُ لِي أَنْ أَسْعَى بِالتَّكَلُّمِ وقول أَبِي فِرَاسٍ بنِ حَمدَانَ (¬1): وَمَا كُلُّ طلَّابٍ مِنَ النَّاسِ بَالِغٌ ... وَلَا كُلُّ سَيَّارٍ إِلَى المَجْدِ وَاصِلُ وقول آخَر (¬2): وَمَا كُلُّ كَلْبٍ نَابِحٍ يُسْتَفِزُّنِي ... وَلَا كُلَّمَا ظَنَّ الذُّبَابُ أَرَاعُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ آخَر (¬3): أَوْ كُلَّمَا ظَنَّ الذُّبَابُ زَجَرتُهُ ... إِنَّ الذَّبَابَ إِذًا عَلَيَّ كَرِيْمُ 15931 - وَمَا كُلُ مَا أَبدى الفَتَى عِندَ غَيظَةٍ ... مِنَ القَولِ مَعقُودٌ عَلَيهِ ضَمِيرُ قَبْلهُ: وَمَا كُلُّ مَمْطُوْرٍ مِنَ الأَرْضِ مُحْدِثٌ ... وَمَا كُلُّ السَّحَابِ مَطِيْرُ وَمَا كُلُّ مَا أَبْدَى الفَتَى عنَ غَيْظِهِ. البَيْتُ ومن باب (وَمَا كُلَّمَا) قَوْلُ ابنِ المُعتَزِّ (¬4): وَمَا كُلُّ مَا تَهوَى النُّفُوْسُ بِنَافِعٍ ... وَلَا كُلُّ مَا تَخْشَى النُّفُوْسُ بِضَرَارِ وَكَمْ نِعمَةٍ للَّهِ فِي طَيِّ نِعْمَةٍ ... يُرَجَّى وَمَكْرُوْهٍ حَلَا بَعدَ إِمرَارِ وَقَوْلُ رَجُلٍ من بَنِي سَعدٍ: وَمَا كُلُّ مَا حَاوَلتهُ المَوْتُ دُوْنَهُ ... وَلَا حَوْلَهُ أَرْصَادُهِ وَحَبَالُه ¬
وَقَوْلُ بَكْرِ بنِ النّطَّاحِ (¬1): وَمَا كُلُّ مَا يَخْشَى الفَتَى وَاقِعٌ ... وَلَا كُلُّ مَا يَرجُو الفَتَى هُوَ نَائِلُه وقولُ قَيْسِ بنِ ذَرِيْحٍ (¬2): وما كُلُّ مَا مَنَّتْكَ نَفْسكَ خَالِيًا ... تُلَاقِي وَلَا كُلُّ الهَوَى أَنْتَ بَائِعُ وَقَوْلُ أَبِي نَصْرِ بن نُبَاتَةَ (¬3): وَمَا كُلُّ مُرتَقِبٍ كَائِنٌ ... فَيَأمَنَهُ المَرءُ أَوْ يَرْهَبُ تَرَبَّصْ بِيَوْمِكَ مَا فِي غَدٍ ... فَإِنَّ العَوَاقِبَ قَدْ تُعْقِبُ لَعَلَّ غَدًا مِنْ أَخِيْهِ حِمًى ... يَلُمُّ لَكَ الصَّدْعَ أَوْ يَرأَبُ رَضِيْتُ بِمَيْسُوْرِ مَا نِلْتَهُ ... فَلَا أَسْتَزِيْدُ وَلَا أَطْلُبُ وَلَا أَقْبَلُ الرِّفْدَ مِنْ مُنْعِمٍ ... وَشَرُّ المَكَاسِبِ مَا يُوْهَبُ ومن باب (وَمَا كُلُّ مَنْ) قَوْلُ عَمْرُو بن معْدِ يَكْرِبَ (¬4): وَمَا كُلُّ مَنْ تَهوَاهُ يَهوَاكَ قَلْبُهُ ... وَمَا كُلُّ مَنْ تُنْصِفْهُ لَكَ مُنْصِفُ زهيرٌ المَصرِّيُ: 15932 - وَمَا كُلُ مَخضُوب البَنَانِ بُثينةٌ ... وَلَا كُلُّ مَسلوبِ الفُؤادِ جَميلُ الرَضيّ المُوسَويّ: 15933 - وَمَا كُلُّ مَن لَم يُعطَ نَهضًا بِعَاجزٍ ... وَلَا كُلُّ لَيثٍ خَادرٍ بِجَبَانِ ¬
المُتَنبِّي: 15934 - وَمَا كُلُّ هَاوٍ للجَميلِ بِفَاعِلٍ ... وَلَا كُلُ فعَّالٍ لَهُ بِمُتَمِمِ 15935 - وَمَا كُنتُ أَخشَى أَن تُرى لِي زَلَّة ... وَلَكِن قَضَاءَ اللَّهِ عَنهُ مهربُ صَالح بن جناح اللخميّ: 15936 - وَمَا كُنتُ أَرضَى الجَهلِ خدنًا وَصَاحِبًا ... وَلَكِنَّنِي أَرضَى بِهِ حِينَ أُحرجُ 15937 - وَمَا كُنتُ أَهوَى الدَارَ إِلَّا بِأَهلِهَا ... عَلى الدَّارِ بَعدَ الظَّاعِنينَ سَلَامُ 15938 - وَمَا كُنتُ إِلَّا الماءَ جَنبًا لِشربِهِ ... فَلَّما وَردنَاهُ إِذَا الماءُ جَامِدُ الأستاذُ الطبري: 15939 - وَمَا كُنتُ فِي تَركِيكَ إِلَّا كَتارِكٍ ... يَقيِنًا وَراضٍ بَعدَهُ بالتَّوهُّمِ ومن باب (وَمَا لَحِقَ) قَوْلُ صَالِحٍ (¬1): وَمَا لَحِقَ الحَاجَاتِ مِثْلُ مُثَابِرٍ ... وَلَا عَاقَ عَنْها النُّجْحَ مِثْلُ تَوَانِي وقول آخَر (¬2): وَمَا لِحَلِيْمٍ وَاعِظٌ مِثْلَ نَفْسِهِ ... وَلَا لِسَفِيْهٍ وَاعِظٌ كَحَلِيْمِ ومن باب وَمَا لَكَ قَوْلُ آخَر: وَمَا لَكَ غَيْرُ مَا قَدْ خَطَّ حَظٌّ ... وَإِنْ كَثُرَ التَّغَلُّبُ وَالشُّخُوْصُ ¬
وقول المُغِيْرَةِ بن حَبْنَاءَ (¬1): وَمَا لَكَ نصْرَةٌ إِلَّا وَعِيدٌ ... وَهَمْهَمَةٌ كَمَا رَعَدَ الخَرِيْفُ وقول آخَر: وَمَا لَكَ يَوْمَ الحَشْرِ زَادٌ سِوَى الَّذِي ... تَزَوَّدْتَهُ قبلَ المَمَاتِ إِلَى الحَشْرِ ومن باب (وَمَا لِي) قَوْلُ المُتَنَبِّيِّ مُخَاطِبًا سَيْف الدَّوْلَةِ وَقَد حَمَلَ إِلَيْهِ مَالًا عَلَى سَبِيْلِ الهَدِيَّةِ مِنْ أَبْيَاتٍ (¬2): وَمَا لِي ثَنَاءٌ لَا أَرَاكَ مَكَانَهُ ... وَهَلْ لَكَ نُعْمَى لَا تَرَانِي مَكَانَهَا؟ وقول آخَر (¬3): وَمَا لَيْسَ يشْبِهُ أَربَابَهُ ... فَلَا شَكَّ فِي أَنَّهُ مِنْ سَرَق وَقَوْلُ الخَوارِزْمِيِّ (¬4): وَمَا لِي فِيْكَ مِنْ زُهدٍ وَلَكِنْ ... أُخَفَفُ عَنْكَ أَعْبَاءَ المَلَالِ وقول أَبِي مُحَمَّدِ الخَازِنِ (¬5): وَمَا لي ذَنْب فَإِنْ كَانَ لِي ... ذَنْبٌ حَقِيْرٌ قَصِيْرُ الذَّنَبْ وقول آخَر: وَمَا لِي ذَنْب إِلَيْكَ تعُدّهُ ... عَلَيَّ سِوَى أَنْ لَيْسَ لِي عَنْكَ مَهْرَبُ إِلَيْكَ مَفَرِّي مِنْكَ لَا عَنْ وَسِيْلَةٍ ... إِلَيْكَ سِوَى أَنِّي بِحِبّكَ مُعْجَبُ وقول الخَثْعَمِيِّ (¬6): ¬
وَمَا لِي وَجْهٌ إِلَى اللِّئَامِ وَلَا يَدٌ ... وَلَكِنَّ وَجْهِي لِلكِرَامِ عَرِيْضُ أَهُشُّ إِذَا لَاقَيْتَهم وَكَأَنَّنِي ... إِذَا أَنَا لَاقَيْتُ اللِّئَامَ مَرِيْضُ 15940 - وَمَا لِشَأفةٍ مِن غَيرِ شَيءٍ ... إِذَا وَلَّى صَدِيقُكَ مِن طَبيبِ 15941 - وَمَا لكَ مِنها غَير أَنَّكَ قَابضٌ ... بِكَفَّيكَ قَرنِيهَا وآخرُ يَحلُبُ وَقَالَ آخَر (¬1): وَمَا لَكَ مِنْهَا غَيْرَ أَنَّكَ نَاظِرٌ ... بِعَيْنكَ عَيْنَيْهَا فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُ 15942 - وَمَا نِعمةٌ سَلَفت إلينَا ... وَكيفَ وَأَنْتَ تَبخَلُ بِالسَّلامِ ابْنُ الرُّوميّ: 15943 - وَمَا للِّحى فِي أَكفانِ مَيتٍ ... لَبُوسٌ بَعدَمَا مُلِئت صَدِيدا 15944 - وَمَا للرِّيح دَائمة هُبُوبٌ ... وَلَكِن تارةً تَجرِي وَتَارة السريُّ الرفاء: 15945 - وَمَا لَمسَ المَضرُورُ شَوكةَ عَقرَبٍ ... وَلَكِنَّه مِن غِرَّةٍ فَرَّ أَرقَمَا بَعْدَهُ: وَاخْلَقْ بِكَفٍّ لَا تَكُفُّ بَنَانُهَا ... عَنِ الرقش أَنْ تَرّفَضَّ لَحْمًا وَأَعْظمَا يَمِيْنُ الفَتَى عُضْوٌ عَلَيهِ مُكَرَّم ... فَلَا يَمْتَهِنْ عُضْوًا عَلَيْهِ مُكَرَّمَا أَبُو الشُّيصِ: ¬
15946 - وَمَا لِي أَرضَى مِنهُ بالجَورِ فِي الهَوَى ... وَلِي مثلُهُ أَلفٌ وَلَيسَ لَهُ مِثلِي يزيدُ محمَّد المُهلَّبي: 15947 - وَمَا لِي حَقٌّ وَاجِبٌ غَيرَ أَنَّنِي ... إِليكُم بِكُم فِي حَاجَتِي أَتوَسَل الحارثُ بنُ حِلزةَ: 15948 - وَمَا لِي مِن ذَنبٍ إِليكَ فَلَا تَكُن ... عُهودٌ عَهِدنَاها كأَنشُوطَةِ الحَبلِ 15949 - وَمَا لِي مِن ذَنبٍ إليهِم عَلِمتُهُ ... سِوى أَنَّني قَد قُلتُ يا سَرحَةُ اسلَمِي بَعْدَهُ: نَعَمْ فَاسْلمِي ثُمَّ اسْلَمِي ثَمَّتَ ... اسْلَمِي ثَلَاثَ تَحِيَّاتٍ وَإِنْ لَمْ تَكَلَّمِي الزُّهري: 15950 - وَمَا لِي لَا أَبكِي لِنَفسِي بِعبرَةٍ ... إِذَا كُنتُ لَا أَبكِي لِنفسِي فَمن أَبكِي ومن باب (ومالي) قَوْلُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ القَاسَمِ الوَاسِطِيِّ (¬1): وَمَا لِي إِلَى العَلْيَاءِ ذَنْبٌ عَرِفْتهُ ... وَلَا أَنَا عَنْ كَسْبِ المَحَامِدِ حَائِدِ وَلَكِنَّنِي لَمَّا نَهَضْتُ إِلَى العَلَى ... بِأَسْبَابِهَا لَمْ يُجْدِ وَالجدُّ وَاعِدُ ومن باب (وَمَا لِي) أَيْضًا: وَمَا لِي إِلَيْكُمْ شَافِعٌ غَيْرَ أَنَّنِي ... إِلَيْكُمْ بِكُمْ فِي حَاجَتِي أَتَشَفَّعُ وَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ (¬2): ¬
وَمَا لِي شَفِيْعٌ غَيْرَ نَفْسِكَ إِنَّنِي ... اتَّكَلْتُ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حُسْنِ رَأْيِهَا وَقَالَ أَحْمَدُ بن أَبِي طَاهِرٍ (¬1): وَمَا لِي ذَنْبٌ سِوَى أَنِّني ... إِذَا أَنَا أُغْضِبْتُ لَا أَغْضَبُ وَقَالَ آخَر: وَمَا لِي ذَنْبٌ غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّكُمْ ... وَمَا دَامَ دِيْنِي حُبّكُمْ كَيْفَ أَخْلَصُ وَقَالَ بنِ شَمْسِ الخلَافَةِ: وَمَا لِي مِنْ ذَنْبٍ إِلَيْهِم سِوَى الهَوَى ... وَمَا أَنَا مِنْهُ مَا حَيِيْتُ بِتَائِبِ وقول آخَرَ وَكَتَبَتْهُ بَعْضُ المُغَنِّيَاتِ عَلَى عُوْدِهَا: وَمَا هَجَرُوْكَ مِنْ ذَنْبٍ إِلَيْهِمْ ... وَلَكِنْ قَلَّ فِي الدُّنْيَا الوَفَاءُ ومن باب (وَمَا لِي لَا): قِيْلَ دَخَلَ المَنْصُوْرُ قَصْرًا فَرَأَى عَلَى حَائِطٍ مِنْهُ مَكْتُوْبًا (¬2): وَمَا لِي لَا أَبْكِي بِعَيْنٍ حَزِيْنَةٍ ... وَقَد قَرُبَتْ لِلظَّاعِنِيْنَ حُمُوْلُ وَتَحْتَه إيْهٍ إيْهٍ إيْهٍ فَقَالَ المَنْصُوْرُ: أَيُّ شَيْءٍ إيْهٍ إيْهٍ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّبيع وَهُوَ إِذْ ذَاكَ صَبِيٌّ تَحْتَ يَدَيِ الحَاجِبِ: يا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ إِنَّهُ لَمَّا كَتَبَ هذا البَيْتَ أَحَبَّ أَنْ يُخْبِرَ أَنَّهُ يَبْكِي. فَقَالَ المَنْصوْرُ: قَاتَلَهُ اللَّهُ مَا أَظْرَفَهُ. فكان هذَا أَوَّلُ مَا ارتَفَعَ بِهِ الرَّبِيْعُ عِنْدَ المَنْصُوْرِ. ومن باب (وَمَا نِعْمَةٌ) قَوْلُ أَبِي فِرَاسٍ (¬3): وَمَا نِعْمَةٌ مَكْفُوْرَةٌ إِنْ صَنَعْتُهَا ... إِلَى غَيْرِ ذِي شُكْرٍ بِمَانِعَتِي أُخْرَى سَأُوْلِي جَمِيْلًا مَا حَيِيْتُ فَإِنَّنِي ... إِذَا لَمْ أُفَد شُكْرًا أَفَدتُ بِهِ أَجْرَا ¬
مَا أحسَنَ مَا قَالَ هذَا الأَمِيْرُ. وَمِثْلُهُ قولُ عَبْد المَلِكِ المذحجي القُرْطبِيِّ وَأَحْسَنَ أَيْضًا (¬1): بُثَّ الصَّنَائِع لَا تَحْفَلْ بِمَوْقِعِهَا ... فِي آمِل شَكَرَ المَعْرُوْف أَوْ كَفَرَا فَأَلْفَيْتُ لَيْسَ بِبَالِي حَيْثُ مَا انْسَكَبَتْ ... مِنْهُ الغَمَائِمُ تُربًا كَانَ أَوْ حجرَا أبو حفصٍ الشطرنجي: 15951 - وَمَا مَرَّ يَومٌ أَرتَجِي فِيهِ رَاحَةً ... فَأخبرُهُ الَّا بَكيتُ عَلَى أَمسي وَقَالَ البُحْتُرِيُّ (¬1): وَمَا مَضَى أَمْسِ عيْشٌ أمرُّ بِهِ ... فِي حُبِّها فَأَرَجِّي أَنْ يَعُوْدَ غَدَا قَالَ أَنَسُ بن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا مَرَّ مِنْ يَوْمٍ وَلَا لَيْلَةٍ وَلَا شَهْرٍ وَلَا سَنَةٍ إِلَّا وَالَّذِي قَبْلَهُ خَيْرٌ مِنْهُ سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ نَبِيِّكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 15952 - وَمَا مِن يَدٍ إِلَّا يَدُ اللَّهِ فَوقَها ... وَمَا ظَالمٌ إِلَّا سَيُبلَى بِظَالِمِ أَبُو نواسٍ: 15953 - وَمَا نَافِعِي أَن عَضَّنِي الدَّهرُ مُفردًا ... إِذَا كَانَ قَوم طِوالُ السَّواعِدِ بَعْدَهُ: وَهَلْ أَنَا مَسْرُوْرٌ بِقُربِ أَقَارِبِي ... إِذَا كَانَ لِي مِنْهُم قُلُوْبُ الأَباَعِدِ 15954 - وَمَا نَظرةُ الإِنسَانِ إِلَّا جِراحةٌ ... بَعيد عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ اندِمَالِها أبو تمَّامٍ: ¬
15955 - وَمَا نَفعُ مَن قَد مَاتَ بِالأَمسِ صَادِيًا ... إِذَا مَا سَماءُ اليَومِ طَالَ انهِمارُها قَبْلهُ: فَلَا تُمَكِّنَنَّ المَطْلَ مِنْ ذمَّةِ النَّدَى ... فَبِئْسَ أَخُو الأَيْدِي الغِزَارِ وَجَارُهَا فَإِنَّ الأَيَادِي الصَّالِحَاتِ كِبَارُهَا ... إِذَا وَقَعَتْ تَحتَ المَطَالِ صِغَارُها وَمَا نَفْعُ مَنْ قَدْ مَاتَ بِالأَمْسِ صَادِيًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا العُرفُ بِالتَّسْوِيْفِ إِلَّا كَخِلَّةٍ ... تَسلَّتْ عَنْها حِيْنَ شَطَّ مَزَارُهَا وَخَيْرُ عِدَاتِ المَرْءِ مُخْتَصرَاتهَا ... كَمَا أَنَّهُ خَيْرُ اللَّيَالِي سرارُها بكرُ بن النَطَّاحُ: 15956 - وَمَا وَجَبت عَلَيَّ زَكاةُ مَالٍ ... وَهَل تَجِبُ الزَّكَاةُ عَلَى الجَوادِ 15957 - وَمَا هَجرتْكِ النَّفسُ إِنَّكِ عِندَهَا ... قَلِيلٌ وَلَكِن قَلَّ مِنكِ نَصِيبُها وَقَالَ الأَحْوَصُ (¬1): وَمَا هجَرَتكِ النَّفْسُ يَا مَيُّ إِنَّهَا ... قَلَتْكِ وَلَكِنْ قَلَّ منكِ نَصِيْبُها 15958 - وَمَا هِي إِلَّا جَوعَةٌ ثُمَّ شَبعةٌ ... وَكُلُ طَعامٍ بِينَ جَنبيكَ وَاحِدُ قِيْلَ لَمَّا نَزَلَ الرَّشِيْدُ بنُ المَهدِيِّ بِمَاسَبْذَانَ أَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ حِيْةً فَقَالَ مُتَمَثِّلًا: وَمَا هِيَ إِلَّا مَيْتَةُ المَرْءِ وَادِعًا ... أَوِ المَوْتُ بَيْنَ المُرْهَفَاتِ الصَّوَارِمِ وَلَا بُدَّ مِنْ هَذَا إِذَا حَانَ يَوْمُهُ ... فَإِنْ شِئْتَ فَارْغَمْ أَوْ فَكُنْ عَفْوَ رَاغِمِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ هِلَالٍ: أعِيْذُكَ بِاللَّهِ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، فَقَالَ: مَا يُقَدِّمُ مَا قُلْتُ أَجَلًا ¬
وَلَا يُؤَخِّرهُ غَيْرَ أَنَّ اللِّسَانَ تَرْجُمَانُ النَّفْسِ وَعُنْوانُ الأَجَلِ، فَمَا لَبِثُ أَنْ مَاتَ رَحَمَهُ اللَّهُ. الحَطيئَةُ: 15959 - وَمَا لَا بُدَّ أَنْ يَأَتِي قَريبٌ ... وَلَكِنَّ الَّذي يَمضِي بَعِيدُ قَبْلهُ: قَوْلُ جَعفَرِ بن حَسَّان الطَّائِيِّ: وَمَا هُوَ آتٍ إِنْ عَقَلْتَ فَإِنَّهُ ... قَرِيْب وَمَا فَاتَ الغَدَاةَ فَقَدْ نَأَى ومن باب (وَمَا) قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بن الزّبَيْرِ الأَسَدِيِّ من أَبْيَاتٍ لَهُ يَقُوْلُ مِنْهَا (¬1): لَا أَحْسَبَ الشَّرَّ جَارًا لَا يُفَارِقُنِي ... وَلَا أَخُرُّ عَلَى مَا فَاتَنِي الوَدَجَا وَمَا نَزَلْتُ مِنَ المَكْرُوْهِ منْزِلَةً ... إِلَّا وَثَقْتُ بأن أَلْقَى لَها فَرَجَا وقول آخَر (¬2): وَمَا نَكْبَةٌ إِلَّا وَللَّهِ مِنَّةٌ ... إِذَا قَابَلتهَا أدبَرَتْ وَتَوَلَّتِ وقول المَعَرِّي يَذُمُّ الغِنَى: [من الطويل] وَمَا نِلْتُ مَالًا قَطُّ إِلَّا وَمَالَ بِي ... وَلَا دِرهمًا إِلَّا وَدَرَّ بِهِ الهَمُّ وَكَأَنَّ أَصلُ الاشْتِقَاقِ فِي هذَيْنِ الاسْمَيْنِ من هذَيْنِ المَعنَيَيْنِ. ومن باب (وَمَتَى) قَوْلُ النَّفرِ بنِ تَوْلَبٍ (¬3): وَمَتَى تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَارجُ الغِنَى ... وَإِلَى الَّذِي تَهبُ الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ وقول أَعْشَى همَدَانَ (¬4): ¬
وَمَتَى تُصِبْكَ مِنَ الحَوَادِثِ نَكْبَةٌ ... فَاصْبِر فَكُلُّ ضَبَابَةٍ تَتَكَشَّفُ وقول آخَر: وَمَتَى كَسَانِي الدَّهْرُ قُلْتُ مُنَافِسًا ... إِنْ كَانَ ذَا عَلَمٍ وَإِلَّا دَحْرِجِ المَثَلُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ مُعَلَّمًا فَدَحْرِج. يُضرَبُ فِي الشَّيْءِ إِنْ لَمْ يَكُنْ كَمَا تُحِبُّ وَإِلَّا فَتَرْكُهُ أَوْلَى. وَأَصْلُهُ أَنَّ بُقْرَاطَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ فِي الدَّنِّ عُرْيَانًا وَلَا يَلْبَسُ ثَوْبًا فَإِذَا أَرَادَ الحَرَكَةَ أَمَرَ بِأَنْ يُدَحْرَجَ دَنُّهُ إِلَى الجِّهَةِ الَّتِي يُرِيْدُها فَجَاءَهُ بعضُ مُلُوْكِ زَمَانِهِ بِثَوْبٍ لِيَلْبسَهُ فَقَالَ بُقْرَاطُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ مُعَلَّمًا وَإِلَّا فَدَحْرِج فَسَارَ ذَلِكَ مَثَلًا. وَالثَّوبُ المُعَلَّمُ الَّذِي لَهُ طِرَازٌ. وَمِنْ بَابِ (مت) قَوْلُ العَبَّاسِ بنِ الأَحْنَفِ (¬1): وَمَتَى لَمْ تَمَلَّ مَطْلِي فَإِنِّي ... مُغْرَمٌ لَا أَمَلُّ طُوْلَ التَّقَاضِي وقول البُحْتُرِيِّ (¬2): وَمَتَى وَجَدْتَ النَّاسَ إِلَّا تَارِكًا ... لِحَمِيْمِهِ فِي التُّرْبِ أَوْ مَتْرُوْكَا وقول التَّقِيِّ بنِ عَيَّاشٍ: وَمُتَيَّمٍ يَشْتَاقُكُمْ فِي قُربِكُمْ ... فَإِذَا نَأَيْتُمْ كَيْفَ لَا يَشتَاقُ 15960 - وَمَا يَبُلُّ الصَّادِي إِذَا اضطَرَمَت ... نيرانُهُ غَمسُهُ فِي الماءٍ إِصبَعَهُ أحمدُ بن أبي طاهرٍ: 15961 - وَمَا يُسَاوِي دِرهمًا وَاحِدًا ... مَن لَيسَ فِي مَنزِلِهِ دِرهَمُ 15962 - وَمَا يُغنِي العِقَابُ عَيانُ صَيدٍ ... إِذَا كَانَ العُقابُ بِلَا جَناح 15963 - وَمَتَى كَانَتِ الثَعالِبُ أُسدًا ... ومَتَى كَانَتِ النِساءُ رِجَالَا ¬
أَبُو فراسٍ: 15964 - وَمَتَى لَم تَكُن صُرُفُ الليالِي ... فَاجِعاتِ الأَحبَابِ بالأَحبَابِ 15965 - وَمثلُكُم كُنَّا بِأَهلٍ وَحِير ... ةٍ وَمثلُكُم كُنَّا بِدارٍ وَمنزِلِ أَبُو فراسٍ: 15966 - وَمِثلكَ لَا يُدَلّ عَلَى صَوَابٍ ... وَأَنْتَ تُعلِّمُ النَّاسَ الصَّوابَا ومن باب (وَمِثْلُكَ) قَوْلُ القَاضي الأَرْجَانِيِّ (¬1): وَمِثْلُكَ إِنْ أَبْدَى الجمِيْلَ أَعَادَهُ ... وَإِنْ صَنَعَ المَعرُوْفَ زَادَ وَتَمَّمَا وَقَوْلُ آخَر (¬2): وَمِثْلُكَ لَيْسَ يَجْهَلُ قَدرَ مِثْلِي ... وَمِثْلِي لَا يُضَيِّعُهُ الكِرَامُ وَقَوْلُ المُتَنَبِّيِّ (¬3): وَمِثْلُكَ مَنْ كَانَ الوَسِيْطُ فُؤَادُهُ ... فَكَلَّمَهُ عَنِّي وَلَم أتَكَلَّمِ وَقَوْلُ آخَر (¬4): وَمِثْلُكَ مَنْ يَحْمِي مِنَ الدَّهْرِ ظِلّهُ ... وَيَمْنَعُ مِن إِحْدَاثِهِ مَنْ بِهِ نَبَا وَقَوْلُ آخَر: وَمِثْلُكَ لَا يَحُثُّ عَلَى صَنِيْعٍ ... يَحُوْزُ بِهِ المَكَارِمَ وَالثَّنَاءَ وَقَوْلُ القَاضي الأَرْجَانِيِّ (¬5): ¬
وَمِثْلُكَ لَا يُنَبَّهُ غَيْرَ أَنَّا ... أَتَانَا الأَمْرُ بِالذِّكْرَى النَّفُوْعِ وَقَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬1): وَمِثْلُ نَدَاكَ أَنْسَانِي ديَارِي ... أَلْبَسَنِي سُلُّوًا عَنْ بِلَادِي وَقَوْلُ السَّيِّدِ الرَّضِي (¬2): وَمِثْلِي إذا كَانَ فِي مَعْشَرٍ ... فَلُلْعِزِّ عِنْدَهُمُ مَنْكِبُ 15967 - وَمَضَى ولَمَّا يَمضِ حُسنُ حَدِيثه ... يَبقَى الثنَاءُ وَيَذهبُ الإِنَسانُ ومن باب (وَمَضَى) قَوْلُ بَعضِهِمْ يَشْكُو: وَمَضَى الزَّمَانُ وَمَا بَلَغْتُ مَآرِبِي ... هَلْ مِنْ زَمَانٍ آخَرٍ أَرجُوْهُ وقول ابنِ التِّلْمِيْذِ مِن أَبْيَاتٍ (¬3): وَمَضَى زَمَانُكَ لَا خَلَاعَةَ ماجِنٍ ... حَصَّلْتَ فِيْهِ وَلَا وِقَارَ مُبَجَّلِ ومن باب (وَمَكَلِّفُ) قَوْلُ التُّهَامِيِّ (¬4): وَمَكَلِّفُ الأَيَّامِ ضِدَّ طِبَاعِهَا ... مُتَطَلّب فِي المَاءِ جذْوَةَ نَارِ ومن باب (وَمَلَّكَنِي) قَوْلُ الغَزِيِّ (¬5): وَمَلَّكَنِي زِمَامَ الصَّبْرِ عِلْمِي ... بِأَنَّ التّرْكَ يُرخِصُ كُلَّ غَالِي 15968 - وَمُطرِبةُ الحَيِّ مِن يَومِهَا ... تُجيدُ الغِناءَ وَلَا تُطرِبُ القُطامِي: 15969 - وَمَعصيةُ الشَفِيقِ عَليكَ مِمَّا ... يَزيدُكَ مَرةً مِنهُ استِمَاعَا ¬
15970 - وَمكرِّمُ لَيلَى مكرِمِي ومُهينُهَا ... مُهِينِي ولَيلَى خُبثُ نَفسِي وَطِيبُها السَّرِّي الرَّفاء: 15971 - وَمَليحةٌ شَهِدَت لَها ضرَّاتُها ... والحُسنُ مَا شَهِدت بِهِ الأَعداءُ ومن باب (وَمَنْ) قولُ المُتَنَبِّيِّ (¬1): وَمَنْ أَعتَاضُ عَنْكَ إِذَا افْتَرَقْنَا ... وَكُلُّ النَّاسِ زُوْر مَا خَلَاكَا ومن باب (وَمِنَ البَلِيَّةِ) قَوْلُ آخَر (¬2): وَمِنَ البَلِيَّةِ أَنْ تُحِبَّ ... وَلَا يُحِبُّكَ مَنْ تُحِبُّه وَيَصُدُّ عَنْكَ بِوَجْهِهِ ... وَتَلِحُّ أَنْتَ فَلَا تُغِبُّه وُجِدَا مَكْتُوْبَانِ عَلَى حَجَرٍ. وقول الببَغَاءِ (¬3): وَمِنَ البَلِيَّةِ أَنْ تُدَاوِي حِقْدَ مَنْ ... نَعِمَ الإِلَهُ عَلَيْكَ مِنْ إخْمَادهِ وقول أَبِي هِلَالٍ: وَمِنَ البَلِيَّةِ أَنْ يَرَانِي دُوْنَهُ ... مَنْ لَيْسَ يَصْلُحُ أَنْ يَكُوْنَ غُلَامِي وقول آخَر: وَمِنَ البَلِيَّةِ عَاجِزٌ مُتَمَكِّنٌ ... مِمَّا يَرُوْمُ وَقَادِرٌ مَكْفُوْفُ ومن باب (وَمِنَ الذُّلِّ) قَوْلُ الأَعْشَى (¬4): ¬
وَمِنَ الذُّلِّ وَالبَلَاءِ إِذَا اضْطُرَّ ... الكَرِيْمُ إِلَى سُؤَالِ لَئِيْمِ وقول آخَر (¬1): وَمِنَ الدَّلِيْلِ عَلَى القَضَاءِ وَصَرْفه ... بُؤْسُ اللَّبِيْبِ وَطِيْبُ عَيْشِ الأَحْمَقِ ومن باب (وَمُتَّخِذٍ) قَوْلُ عَبْدُ الرَّحْمَانِ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ (¬2): وَمُتَّخِذٍ وُدًّا لِمَنْ لَا يَوَدُّهُ ... كَمُعْتَذِرٍ عُذْرًا إِلَى غَيْرِ عَاذِرِ وَمُسْتَرْفِدٍ حُذْيَا عَلَى غَيْرِ ثَروَةٍ ... كَمُقْتَحِمٍ فِي اليَمِّ لَيْسَ بِمَاهِرِ وَعَاشٍ بِعَيْنَيْهِ لِمَا لَا يَنَالهُ ... كَسَاعٍ بِرِجْلَيْهِ لإِدرَاكِ طَائِرِ ومن باب (وَمُسْتَخْبِرٍ) قَوْلُ جَابِر بن ثَعْلَبَةَ الجرْمِيِّ (¬3): وَمُسْتَخْبِرٍ عَنْ سرِّ رَيَّا رَدَدْتَهُ ... لِعَمْيَاءَ مِنْ رَيَّا بِغَيْرِ تَعَيُّنِ فَقَالَ ائْتَمِنِّي وَكَأَنِّنِي ذُو أَمَانَةٍ ... وَمَا أَنَالُ إِنْ خَبَّرتهُ تَأمِيْنِ المُتَنبِّي: 15972 - وَمِن البَليَّةِ عَذلُ مَن لَا يرَعَوِي ... عَن جَهلِهِ وَخِطَابُ مَن لَا يَفهمُ 15973 - وَمِن الحَسرة وَالخسرَان أَن يَحبِطَ ... الأَجرُ على طُول العَمَلِ ومن باب (وَمِنَ العَجَائِبِ) قَوْلُ الصَّابِئ (¬1): وَمِنَ العَجَائِبِ أَنَّنِي هنَّأتهُ ... وَأَنَا المُهَنَّأُ فِيْهِ بِالنّعْمَاءِ وَقَوْلُ أحمَد بنِ المُؤَمَّلِ العَدوَانِيِّ البَغْدَادِيِّ (¬2): وَمِنَ العَجَائِبِ أَنْ كُلَّ بَلَاغَةٍ ... جَمَحَتْ تُطَاوِعُنِي وَحَظِّي عَاصِ ¬
وَقَوْلُ الغَزِّيِّ يَهْجُو حَكِيْمًا (¬1): وَمِنَ العَجَائِبِ أَنْ شؤمَكَ نافقٌ ... كالسُّمّ بيع بأنفس الأثمانِ وقول الوزير أبي شجاع: ومن العجائب أنني أرضى ... ويغضب من قتل أسامةُ بنُ مرشدٍ: 15974 - وَمِن العَنَاءٍ طِلابُ وُدٍّ صَادِقٍ ... مِن مأزِقٍ وَصَلاح قَلبٍ فَاسِدِ 15975 - وَمِن القلُوبِ عَلَى القُلوبِ شَوَاهِدٌ ... قَبلَ اللِقاءِ تُشَاهِدُ الأَرواحَ 15976 - وَمن ذَا الّذي تَرضَى سَجَايَاهُ كُلَّها ... كَفَى المَرءُ نُبلًا أَن تُعدَّ معَايُبه أبو مسلمٍ صاحبُ الدَّعوة: 15977 - وَمَن رَعَى غَنمًا فِي أَرضِ مَسبَعَةٍ ... وَنَامَ عَنها تَولَّى رَعيَها الأَسدُ زهيرُ المصرِي: 15978 - وَمَن سَمعَ الغِناءَ بِغيرِ قَلبٍ ... وَلَم يُطرَبُ فَلَا يَلُمِ المُغنِّي قَبْلهُ: رأيتك لا تدوم على وداد ... وتصرم حبل خدن بعد خدن تحدد صبوة في كل يوم ... وتسكر سكرة من كل دَنِّ أقول الحق مالك من صديق ... فلا تعتب عليَّ ولا تلمني لقد نقل الوشاة إليك زورًا ... ونالوا منك قصدهم ومنّي ¬
نَصَحْتَ لَوْ فَهِمْتَ قَبِلْتَ نُصْحِي ... وَلَكِنْ أَنْتَ فِي سُؤرِ التَّجَنِّي وَمَنْ سَمِعَ الغنَاءَ بِغَيْرِ قَلْبٍ. البَيْتُ أَبُو الفتح البُستيُّ: 15979 - وَمَن عَجَبًا أَنَّي أَتيتُكَ شَافِعًا ... لِغَيرِي وَبِي فَقرٌ إلى أَلفِ شَافِعِ بَعْدَهُ: وَلَكِنَّ أَحْرَارَ الرِّجَالِ وَإِنْ جَفُوا ... فَشِيْمَتُهُم أَنْ يَسْمَحُوا بِالمَنَافِعِ يحيَى بنُ خالدٍ البرمكيُّ: 15980 - وَمن عَجَبِ الأَيامِ أَنَّكَ جَالِسٌ ... عَلَى الأَرضِ فِي الدُّنيا وَأَنْتَ تَسِيرُ قَبْلهُ: إِذَا مَا مَضَى مِنْ وَقْتِ عُمركَ شَطْرهُ ... فَلَبْثَكَ فِي الشَّطْرِ الأَخِيْرِ يَسِيْرُ سَبِيْلُكَ فِي الدُّنْيَا سَبِيْلُ سَفِيْنَةٍ ... تَسِيْرُ بِقَوْمٍ وَالشِّرَاعُ يَطِيْرُ وَمِن عَجَبِ الأَيَّامِ أَنَّكَ جَالِسٌ. البَيْتُ ومن باب (ومن عجب) قَولُ آخَرَ (¬1): ومن عجب الدنيا ركوني وصَبْوَنِي ... إِليْهَا عَلَى سنِّي كَأَنّي وَلِيدُهَا أجاري الليالي لَيلةً بعد ليلةٍ ... مشيحًا كأني تربها وطريدها وتنقضي في كل يومٍ وليلةٍ ... ونفسي على نقصانها تستزيدها قولُ آخرَ (¬2): . . . . مِثْلُ سَاعَةٍ أَرَى حَسَناتي في مَوَازين أَعدائي قولُ آخر (¬3): ¬
هيهاتَ فَأَهونُ سَعيهِ أبدًا تَبَارُ لديهِ الخَازِنُ . . . امتُهُ هاتْ عَلَى التِّيهِ عضَّة القَتَبِ . . . له كُمتُ أكابرُ الصَدرَ وجَلالَ الدّين . . . عليهِ رحمهُ اللَّه إِذْ لَقَيا رجلٌ شاعرٌ . . . فبيتُك مُسْتَرْفِدًا وجَعَلتَكَ اليَوْمَ . . . لـ الدّين متمثلًا يقول المتَنَبيّ . . . منْ تصيِّدهِ الضَرغامُ فيما تصيّدا . . . زياد ثمّ أمرَ لَهُ بجائزة قولُ أبي تَمَّامٍ (¬1): ومما ضرم البَرُحاء أني ... شكوتُ فمَا شَكوَتُ إلى رَحيمِ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أبائسةِ ... رَجَاءُ التلاقي في زَمان التفرق . . . . . . . . . رفع ... إذا كَانَ طَرَفَ القلب ليسَ بمُطرِقِ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... عمَّا عداهُ مِنْ يَقِلُّ عَنْ الهِجَاءِ ومن باب (وَمِنْ عَجَبِ) قَوْلُ الصَّابِئِ (¬2): وَمِنْ عَجَبِ الأَيَّامِ أَنَّ صُرُوْفَهَا ... تَرُوْعُ امْرِأً مِثْلِي يَمِيْلُ إِلَى الوُدِّ فَيَا لَيْتَهَا اخْتَارَتْ نَظِيْرًا وَأَنَّهَا ... رَمَتْنِي بِشَنْعَاءِ الدَّوَاهِي عَلَى عَمْدِ فَكَمْ بَيْنَ مَقْتُوْلِ الكِلَابِ وَإِنْ نَجَا ... سَلِيْمًا وَمَقْتُوْلِ الضَّرَاغِمَةِ الأُسْدِ وقول أَبِي المَحَاسِنِ نَصْرِ اللَّهِ بنِ عُنَيْنٍ وقَد سَأَلَهُ صَبِيٌّ حَسَنُ الوجْهِ أَنْ يَشْفَعَ لَهُ فَقَالَ (¬3): وَمِنْ عَجَبِ الأَيَّامِ أَنَّ شَفَاعَتِي ... تُرَجَّى لِمَنْ فِي وَجْهِهِ أَلْفُ شَافِعِ ¬
لأَبْلَجَ عَسَّالِ التَثَنِّي مُهَذَّبُ ... الخَلَائِقِ مَعسُوْلُ الثَّنَايَا مُطَاوعِ يَرُوْمُ شَفِيْعًا مِنْ سِوَاه جَهالَةً ... وَلَا شَافِعٌ مِثْلَ الحبيبِ المُضَاجعِ وقول آخَر: وَمِنْ عَجَبِ الدُّنْيَا لِئَامٌ أَعِزَّةً ... وَإِنَّ الكَرِيْمَ الحرَّ يُؤْذَى وَيُظْلَمُ وَمِنْ عَجَبِ الدُّنْيَا طِيْبٌ مُصَفَّرَةٌ ... وَأَعْمَشُ كَحَّالٌ وَأَعمَى مُنَجِّمُ وقول آخَر يَمْدَحُ (¬1): وَمِنْ عَجَبٍ أَنَّ الصَّوَارِمَ وَالقَنَا ... تَحِيْضُ بِأَيْدِي القَوْمِ وَهِيَ ذُكُوْرُ وَأَعْجَبُ مِنْ ذَا أَنَّها بِأَكُفِّهِمْ ... تأَجَّجُ نَارًا وَالأَكُفُّ بُحُورُ وقول آخَر: وَمِنْ عَجَبٍ إِنِّي أَحِنُّ إِلَيْهِمُ ... وَأَسْأَلُ عَنْ أَخْبَارِهِم وَهُمُ مَعِي وَتَشْتَاقُهم عَيْنِي وَهُمْ فِي سَوَادِهَا ... وَيَطْلِبُهُم قَلْبِي وَهُم بَيْنَ أَضْلُعِي وقول ابنِ المُعْتَزِّ (¬2): وَمِنْ عَجَبِ الأَيَّامِ بَغْيُ مَعَاشِرٍ ... غِضَابٍ عَلَى سَيْفِي إِذْ أَنَا حَارَبْتُ يَغِيْظهُمُ فَضْلِي عَلَيْهِم وَنَقْصهُمْ ... كَأَنِّي قَسَّمْتُ الحُظُوْظَ فَحَابَيْتُ ومن باب وَمِنْ قَوْلُ الرَّضِيِّ المُوْسَوِيِّ (¬3) وَمِنْ مَطْلِ الدُّيُوْنِ أعَدَّ صَبْرًا ... عَلَى عَتَبِ المُطَالِبِ وَالغَرِيْمِ وقول أَبِي فِرَاسٍ (¬4): وَمَنْ وَرَدَ المَهَالِكَ لَمْ تَرُعْهُ ... رَزَايَا الدَّهرِ فِي أَهْلٍ وَمَالِ ¬
وقول آخَر: وَمَنْ هَذِهِ بَعْضُ أَوْصَافِهِ ... فَكَيْفَ أُلَامُ عَلَى حُبِّه؟ ومن باب (وَمَنْ) قَوْلُ حَبِيْبِ بنِ يَزِيْدٍ المُهلَّبِيِّ (¬1): إِذَا مَا اسْتَدَلَّ الوَامِقُ ... بُعْدَ الدَّارِ بِالقُرْبِ وَلَم يَبْقَ سِوَى الأَخْبَارِ ... وَالإرسَالِ وَالكَتبِ فَقَدْ رَثَتْ قُوَى العَهْدِ ... كَمَا رَثَتْ قُوَى الحُبِّ وَمَنْ غَابَ عَنِ العَيْنِ ... فَقَدْ غَابَ عَنِ القَلْبِ ومن باب (وَمَنْ) قَيَّدَ قَوْلُ الرَّضِيِّ (¬2): وَمَنْ قَيَّدَ الأَلْفَاظُ عِنْدَ نِزَاعِهَا ... بِقَيْدِ النُّهَى أَغْنَاهُ عَنْ طَلَبِ العُذْرِ وقول مِهْيَارَ (¬3): وَمَنْ كَانَ فِي أَيَّامُ مُلْكِكَ خَامِلًا ... فَفِي أَيِّ مُلْكٍ يَسْترِيْشُ وَيَسْتَعْلِي وَقَوْلُ آخَر وَهُوَ ابْنُ الرُّوْمِيِّ (¬4): وَمَنْ كَثُرَتْ فِي مَالِهِ شرَكَاؤهُ ... غَدَا فِي مَعَالِيْهِ قَلِيْلُ المَشَارِفِ وقول السِّرِيِّ الرَّفَاء (¬5): وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَيْقِنًا أَنَّ مَا يَرَى ... مِنَ العُمْرِ فَانٍ فَهُوَ لَيْسَ بِذِي عَقْلِ وقول الغَزِيِّ (¬6): وَمَنْ مَخَضَ الأَمْوَاهَ يَطْلُبَ زبْدَةً ... فَزُبْدَتُها أَنْ لَا يَعُوْدُ إِلَى المَخْضِ ¬
وقول أَبِي العَبَّاسِ أَحمَد بن جَعفَر البَدِيْعِيِّ (¬1): وَمَنْ خَدَمَ السُّلْطَانَ أَكْرَمَ نَفْسَهُ ... وَلَكِنَّهُ عَمَّا قَلِيْلٍ أَهَانَهَا وَمَنْ عَبَدَ النِّيْرَانَ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا ... وَلَم يَلْقَ إِلَّا حَرَّها وَدُخَانهَا وقول آخَر: وَمَنْ رَكَبَ الشِّعْرَى العَبُوْدَ فَإِنَّهُ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي صَهْوَةِ المَجْدِ رَاحلُ وَمَنْ خَلَعَ الذِّكْرَ الجمِيْلَ فَإِنَّهُ ... وَإِنْ لَبِسَ اليَاقُوْتَ وَالدُّرَّ عَاطِلُ وقول الأَعْشَى (¬2): وَمَنْ يَغْتَرِب عَنْ قَوْمِهِ لَمْ يَزَلْ ... يَرَى مَصَارِعَ مَظْلُوْمٍ مُجِرًّا وَمَسْحَبَا وَتُدْفَنُ مِنْهُ الصَّالِحَاتُ وَإِنْ يُسِئْ ... يَكُنْ مَا أَسَاءَ النَّارَ فِي رَأسِ كَبْكَبَا وَإِنَّ القَرِيْبَ مَنْ تُقَرِّبُ نَفْسهُ ... لَعَمرِ أَبِيْكَ الخَيْرَ لَا مَنْ تَنَسَّبَا 15981 - وَمن قَبلِ الإِصَابةِ حِينَ تَرمِي ... تَلَذُّ إصابَةَ السَّهمِ المُصيبِ ابْنُ الحجَّاج: [من الوافر] 15982 - وَمَن كَانَ الحَبيبُ لَهُ طَبيبًا ... كَسَتهُ ثَوبَ صِحَّتِها العَوَافِي قَبْلَهُ: وَقَد عَادَه مَنْ يَحُبُّهُ: لَقَدْ نَزَلَ التَّشَكِّي أَمْسُ مِنِّي ... عَلَى جَسَدٍ وَأَعْضَاءٍ ضِعَافِ فَلَمَّا عُدْتَنِي قَالَ التَّشَكِّي ... وَقَد وَلَّى: أتَأذَنُ فِي انْصِرَافِي وَمَنْ كَانَ الحَبِيْبُ لَهُ طَبِيْبًا. البَيْتُ 15983 - وَمَن لَم يَتَّقِ الضَّحضاحَ زَلَّت ... بِهِ قَدَماهُ فِي البَحرِ العَميقِ ¬
المُتَنبِّيُ: 15984 - وَمَن لَم يَعشَقِ الدُّنيا قَدِيمًا ... وَلَكِن لَا سَبيلَ إِلى الوِصَالِ بَعْدَهُ: نَصِيْبُكَ مِنْ حَبِيْبِكَ فِي حَيَاةٍ ... نَصِيْبُكَ فِي مَنَامٍ مِنْ خَيَالِ أَبُو تمَّامِ: 15985 - وَمِمَّا كَانتِ الحُكمَاءُ قَالَت ... لِسَانُ المَرءِ مِن خَدَمِ الفُؤادِ المُتَنبِّيُ: 15986 - وَمِن نَكَدِ الدُّنيا عَلَى الحُرِّ أَن يَرى ... عَدُوًا لَهُ مَا مِن صَداقَتِهِ بُدُّ يقول مِنْهَا: وَأُكْبِرُ نَفْسِي عَنْ جَزَاءٍ بِغَيْبَةٍ ... وَكُلُّ اغْتِيَابٍ جُهدُ مِنْ مَالِهِ جُهْدُ فَإِنْ يَكُ سَيَّارُ بنِ مُكْرِمٍ انْقَضَى ... فَإِنَّكَ مَاءُ الوَرْدِ إِذْ ذَهَبَ الوَرْدُ ابْنُ اللبَّانةِ: 15987 - وَمِن نَكَدِ الأَيَّامِ أَن يَعدمَ الغِنَى ... كَريِمٌ وَأَنَّ المُكثِرِينَ لِئَامُ 15988 - وَمِنهُنَّ مَن سَاوَت ثَمانِينَ نَاقةً ... وَمِنهُنَّ مَن سَاوَت عِقالَ بَعيِرِ 15989 - وَمَن لَا يُغمِضُ عَينَهُ عَن صَديقِهِ ... وَعَن بَعضِ مَا فِيهِ يَمتُ وَهو عَاتِبُ بَعْدَهُ: وَمَنْ يَتَّبِعْ جَاهِدًا كُلَّ عِثرَةٍ ... يَجِدْهَا وَلَا يَسْلَم لَهُ الدَّهرُ صَاحِبُ ¬
15990 - وَمَن يَأَملُ الدُّنيَا مِثلَ قَابِضٍ ... عَلَى المَاءِ خانَتهُ فُرُوجُ الأَصَابِع قَبْلهُ: إِذَا لَمْ يَعِظْنِي وَاعِظٌ مِنْ جوَارِحِي ... بِنَفْعٍ فَمَا شَيْءٌ سِوَاهُ بِنَافِعِ أُؤَمَّلُ دُنْيَا أَرْتَجِي مِنْ عَطَائِهَا ... غُلَالَةَ سَمٍّ مُوْرِدِ الموتِ نَافِعِ وَمَنْ يَأمُلُ الدُّنْيَا يَكُنْ مِثْلُ قَابِضٍ. البَيْتُ وبَعْدَهُ: وَكَالحَالِمِ المَسْرُوْرِ عِنْد منَامِهِ ... بِلِذَّةِ أَضْغَاثٍ وَأَحلَامِ هاجِعِ فَلَمَا تَوَلَّى اللَّيْلُ وَلَّى سُرُوْرُهُ ... وَعَادَتْ عَلَيْهِ عَاقِبَاتُ الفَجَائِعِ 15991 - وَمَن يَتقِ اللَّهَ يَصنَعُ لَهُ ... وَيَرزُقُهُ مِنت حَيثُ لَم يَحتَسِب نَهشل بن حري: 15992 - وَمَن يَحلُمُ وَلَيسَ لَهُ سَفيهٌ ... يُلَاقِ المُعضِلاتِ مِنَ الرِّجَالِ ابْنُ شبيبٍ: 15993 - وَمَن يَحمِدَ الدُّنيا لِعَيْشٍ يَسرُّهُ ... فَسَوفَ لَعمرِي عَن قَليلٍ يَلُومُها بَعْدَهُ: إِذَا أَدْبَرَتْ كَانَتْ عَلَى المَرءِ حَسْرَةً ... وَإِنْ أَقْبَلَتْ كَانَتْ كَثيْرًا عُمُوْمَهَا أَخَذَهُ يَعْقُوْبُ بنُ الرَّبِيْع فَقَالَ: وَمَنْ يَحْمَدِ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ سَاعَدَتْ ... فَلَنْ تَنْفَذَ الأَيَّامُ حَتَّى يَلُوْمَهَا ابْنُ الحجَّاجَ: 15994 - وَمَن يَذُق لَسعَةَ الأَفعَى وَإِن سَلِمَت ... مِنها حُشَاشَةٌ يَفرغُ مِنَ الرَّسَنِ ¬
أبو سعيدٍ بن خلفٍ: 15995 - وَمَن يَسأَلِ الرُّكبَانِ عَن كُلِّ غَائبٍ ... فَلَا بُدَّ أَن يَلقَى بَشيرًا وَنَاعِيَا أَبُو الفتح ابن جنَّي: 15996 - وَمَن يَصنَعِ المَعروفَ فِي غَيرِ أَهلِهِ ... يُلَاقِ الَّذي لَاقَى مُجيرَ أمِّ عَامِرِ بَعْدَهُ: أَعَدَّ لَها لَمَّا اسْتَجَارَتْ بِبَيْتِهِ ... مَعَ الأَمنِ أَلْبَانَ اللّفَاحِ الدَّوَائِرِ وَأَسْمَنَهَا حَتَّى إِذَا مَا تَمَكَّنَتْ ... فَرَتْهُ بِأَنْيَابٍ لَها وَأَظَافِرِ فَقُلْ لِذَوِي المَعْرُوْفِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ ... يَجُوْدُ بِمَعْرُوْفٍ عَلَى غَيْرِ شَاكِرِ وَقَالَ آخَرُ: وَمَنْ يَصْنَعِ المَعْرُوْفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ... مِنَ النَّاسِ فَالمَعرُوْفُ لَا شَكَّ ضَائِعُ وَقَالَ آخَرُ (¬1): وَمَنْ يَصْنَعِ المَعرُوْفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ... يَجِدهُ وَرَاءَ البَحْرِ أَوْ فِي قَرَارِهِ وَقَالَ صَالِحُ بنِ عَبْدِ القُدُّوْسِ (¬2): وَمَنْ يَصْنَعِ المَعْرُوْفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ... يَكُنْ ضَائِعًا فِي غَيْرِ حَمْدٍ وَلَا أَجْرِ وَقَالَ آخَرُ (¬3): وَمَنْ يَتَّخِذْ عَنْ اللِّئَامِ صَنِيْعَةً ... تَجِدهُ عَلَى آثَارِهَا مُتَنَدِّمَا أبو هلالٍ العَسكري: ¬
15997 - وَمَن يَطلُب مَسَاءَةَ عَائِبِهِ ... فَلا يَسلُكُ مَسَالِكَ مَن يُعابُ 15998 - وَمَن يُعمَّر يَرَ فِي نَفسِهِ ... مَا كَانَ يَرجُوهُ لأَعدَائِهِ أَبُو الفتح البُستيُّ: 15999 - وَمَن يَفرُّ فَمَ الأَفعَى بإِصبَعِهِ ... يَكفِيهِ مَا قَد تُلَاقِي ثمَّ إِصبَعُهُ عنترةُ العَبسيُّ: 16000 - وَمَن يَكُن عَبدَ قَومٍ لَا يُعاتِبهُم ... إِذَا جَفَوهُ وَلَا يَجفُوا إِذَا عَتِبوا بَعْدَهُ: قَدْ كُنْتُ فِيْمَا مَضَى أَرْعَى جِمَالَهُمْ ... فَاليَوْمَ أَحْمِي حِمَاهُم كُلَّمَا نُكِبْوا 16001 - ونُبِئتُ لَيلَى أُرسِلتْ بشِفَاعةٍ ... إِليَّ فَهلَّا نَفسُ لَيلَى شَفِيعُهَا بَعْدَهُ: أَأَكْرَمُ مِنْ لَيْلَى عَلَيَّ بِهَا فَتَبْغِي ... بِهِ الجاهُ أَم كُنْتُ أَمْرأً لَا أطِيْعُهَا 16002 - وَنَحنُ الَّذي لَا تَسمنُ الخَيلُ عِندَنَا ... لَها كُلُّ يَومٍ صَارِخٌ وعَويلُ ومن باب (وَنَحْنُ) قَوْلُ أَبِي فِرَاسٍ (¬1): وَنَحْنُ إِذَا رَضِيْنَا بَعْدَ سُخْطٍ ... أَسَوْنَا مَا جَرَحنَا بِالنِّبَالِ وَقَوْلُ آخَر (¬2): وَنَحْنُ السُّرَاةُ فِي القَبَائِلِ كُلِّهَا ... وَفِي حَيِّ لَيْلَى نَحْنُ بَعْضُ عَبِيْدهَا ¬
وَقَوْلُ أَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّد بن يَزِيْدَ المَبْرّدَ (¬1): وَنَحْنُ أُنَاسٌ يَعرِف النَّاسُ فَضْلَنَا ... بِأَلْسُنًا زَيَّنَتْ صُدُوْرَ المَحَافِلِ وَقَوْلُ أَبِي فِرَاسٍ (¬2): وَنَحْنُ أُنَاسٌ يَعلَمُ اللَّهُ أَنَّنَا ... إِذَا جَمَحَ الدَّهْرُ الغَشُوْمُ شَكَائِمُه وَقَوْلُ آخَر يَفْخَرُ: وَنَحْنُ بنو الدَّهْرِ الطَوِيلِ وَأَنْتُمُ ... بنو الأمْسِ لَمَّا تدْركُوا قَيْسَ إِصْبَعِ وَقَوْلُ عَبْدُ الرَّاعِي: وَنَحْنُ ذَوُو الأَنَاةِ وَإِنْ أُصِبْنَا ... بِمَظْلَمَةٍ حَسِبْتَ بِنَا جُنُوْنَا وَقَوْلُ آخَر (¬3): وَنَحْنُ سَنَنَّا الصَّبْرَ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ... وَخُطَّتْ مَسَاعِيْنَا عَلَى خِططِ الدَّهرِ وَقَوْلُ خَرَاشَةَ بن عَمْروٍ العَبْسِيِّ: وَنَحْنُ عَلَى العِلَّاتِ أَكْرَمُ شيْمَةً ... وَخَيْرُ بَقِيَّاتٍ بَقِيْنَ وَأَوَّلَا وَقَوْلُ الوَليْدِ: وَنَحْنُ قُرَيْشٌ نَملِكُ النَّاسَ كُلَّهُمُ ... وَتُجْنَى إِلَيْنَا الأَرْضُ رَطْبًا وَيَابِسَا أَبُو فراسٍ: 16003 - وَنَحْنُ أُناسٌ لَا تَوسُّطَ عِندَنَا ... لنَا الصَدرُ دُونَ العَالَمِينَ أَو القَبرُ 16004 - وَنَحْنُ كَرُوحٍ بَينَ جسمَين قُسِّمَا ... فَجِسماهُمَا جِسمَانِ والرُّوحُ واحِدُ ¬
أبو تمَّامٍ في الشيبِ: 16005 - وَنَحْنُ نُزجِيهِ عَلَى الكُرهِ والرِّضا ... وأنف الفَتَى مَن وَجههِ وَهو أَجدَعُ أعرابِيٌّ: 16006 - وَنستَعدي الأَميرَ إذا ظُلِمنا ... فَمن يُعدي إِذَا ظَلَمَ الأَمِيرُ ابْنُ شمسِ الخلافةِ: 16007 - وَودُّ ذَوي المُروءَةِ غَيرُ بَاقٍ ... فَكَيفَ بِودِّ ربَّاتِ الحِجَالِ المُتَنبِّيُ: 16008 - وَوَضعُ النَّدى فِي مَوضِعِ السَّيفِ بالعُلَى ... مضرّ كوَضعِ السَّيفِ فِي موضِع النَّدَى ومن باب (وَها أَنَا) قَوْلُ ابنِ شَمسِ الخِلَافَةِ: وَها أَنَا قَدْ شَكَوْتُ إِلَيْكَ حَالِي ... مِنَ الإِفْلَاسِ فَافْعَلْ ما تُرِيْدُ وَقَوْلُ آخَرَ (¬1): وَها أَنَا نُغْضٍ فِي هوَاكَ وَصابِر ... عَلَى حَدِّ مَصقُوْلِ الغرَارَيْنِ قَاضِبُ وَمُنتزَع عَمَّا كَرِهتَ وَجَاعِل ... رِضَاكَ مِثَالًا بَيْنَ عَيني وَحَاجِبِي وَقَوْلُ المُتَنَبِّيِّ (¬2): وهانَ فَمَا أُبَالِي بِالرَّزَايَا ... لأَنِّي مَا انتفَعتُ بِأَنْ أُبَالِي وَقَوْلُهُ أَيْضًا (¬3): ¬
وَهَبْنِي قُلْتُ هَذَا الصُّبْحُ لَيْلٌ ... أَيَعْمَى العَالَمُوْنَ عَنِ الضّيَاءِ؟ وَقَوْلُ مُحَمَّد بن أَبِي الغَنَائِمِ الجهرَمِيِّ (¬1): وَهَبْكَ ضَاقَ عَلَيْكَ العُذْرُ عَنْ جُرْمٍ ... لَمْ أَجْنِهِ أَيَضِيْقُ العَفْوُ وَالكَرَمُ وقول ابن لَنْكَكَ البَصْرِيِّ (¬2): وَهبْكَ كَالشَّمْسِ فِي حُسْنٍ أَلَمْ تَرنَا ... نَفِرُّ مِنْهَا إِذَا مَالَتْ إِلَى الضَّرَر؟ وَقَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيِّ (¬3): وَهَتْ عَزَمَاتُكَ عِنْدَ المَشِيْبِ ... وَمَا كَانَ مِنْ حَقِّهَا أَنْ تَهِي وَأَنْكَرْتَ نَفْسَكَ لَمَّا كَبِرْتَ ... فَلَا هِيَ أَنْتَ وَلَا أَنْتَ هِي وَإِنْ ذُكِرَتْ شَهَوَاتُ النُّفُوْسِ ... فَمَا تَشْتَهِي غَيْر أَنْ تَشْتَهِي أبو فراسٍ: 16009 - وَهَبني كَمَا تدَّعِي مُذنِبًا ... أَمَّا يُقبَلُ العُذرُ مِن مُذنِبِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَهَلْ ذَاكَ إِلَّا مِثْلُ عَنْقَاءَ مُغْرِبٍ. مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَوَهَّمُ أَنَّهَا مَنْسُوْبَةٌ إِلَى المَغْرِبِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ المَشْرِقِ وَلَيْسَ كَذَلكَ وَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الغُربَةِ وهي البُعْدُ وَسُمِّيَتْ الخَمْرُ غَربًا لأَنَّهَا تُبْعِدُ الهَمَّ عَنْ شَارِبِها وَسُمِّيَ الغَرِيْبُ غَرِيْبًا لِبُعْدِهِ عَنْ وَطَنِهِ وَالغَرْبُ سُمِّيَ غَربًا لِبُعْدِهِ عَنِ المَشْرِقِ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ العَنْقَاءُ مغْرِبًا لِبُعْدِ وُجُوْدِهَا وَتَعَذُّرِ مَطْلَبِهَا. عمرُ بن أبي ربيعةَ: 16010 - وَهَبهَا كَشَيءٍ لَم يَكُن أَو كَنَازحٍ ... بِهِ الدَّارُ أَو مَن غَيَّبتهُ المَقَابِرُ ¬
أَبْيَاتُ عُمَر بن عَبْد اللَّهِ بنُ أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيِّ أَوَّلُها: أألحَقُ إِنْ دار الرَّبَاب تَبَاعَدَت ... أَو انْبتَّ حَبْلٌ إِنَّ قَلْبكَ طَائِرُ أَفِقْ قَدْ أَفَاقَ العَاشِقُوْنَ وَفَارَقُوا الهَوَى ... وَاسْتَمَرَّتْ بِالرِّجَالِ المَرَائِرُ دَعِ النَّفْس وَاسْتَعِنِ الحَيَاءَ فَإِنَّمَا ... يُبْعِدُ أَوْ يُدنِي الرَّبَاب المَقَادِرُ أمتْ حُبّهَا وَاجْعَلْ قَدِيْمَ وِصَالِهَا ... وَعِشْرَتِهَا كَبَعْضِ منْ لا تُعَاشِرُ وَهَبْهَا كَشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَكَالنَّاسِ عُلقَتْ الرَّبَابَ فَلَا تَكُنْ ... أَحَادِيْثَ مَنْ يَغْدُو وَمَنْ هُوَ حَاضِرُ فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَفْعَلْ وَلَسْتَ بِفَاعِلٍ ... وَلَا قَابِلٍ نُصْحًا لما هُوَ زَاجِرُ فَمُتْ كَمَدًا أَوْ عِشْ مُعنًّى مُلَذَّذًا ... سَجِيْنَ اللَّيَالِي مَا حَدَّثَ سَامِرُ قال عَبْد اللَّهِ بن أَبِي عُبَيْدَةَ إِنَّ كُثَيِّرًاً قَالَ فِي قَصِيْدَتِهِ الرائِيَّةِ الَّتِي أَوَّلُها (¬1): عَفَا وَاسِط مِنْ أَهْلِهِ فَالظَّوَاهِرُ ... وَأَكْنَافُ هَرشِي قَدْ عَفَتْ وَالأصَافِرُ بَيْتَيْنِ وَهُمَا: أَفِقْ قَدْ أَفَاقَ العَاشِقُوْنَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَهَبْه كَشَيْءٍ لَمْ تَكُنْ. البَيْتُ. أسطر فيهمَا إِلَيْهِ مِنْ شِعرِ عُمَر بن أَبِي رَبِيْعَةَ وَأَدْخَلَهُمَا فِي شِعْرِهِ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانُ الخُزَامِيُّ إِنْ من أَغْزَلِ أبْيَاتٍ لِلْعَرُب قَوْلُ حَسَّانُ بن بَشَّار التَّغْلِبِيِّ حَيْثُ يَقُولُ: أجدّكَ إِن بَابُ الرَّبَابِ تَبَاعَدَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أمت ذكْرَهَا وَاجْعَلْ نَدِيْم وِصَالها. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَهبْهَا كَشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ. البَيْتُ. ¬
فَعُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ اصطَرَفَهُ مِنْ حَسَّان بن بَشَّارٍ، وكُثير اصطَرفهُ من عُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ وَالاصْطِرَاف هُوَ أَنْ يَسْتَضيْفَ الشَّاعِر إِلَى نَفْسِهِ فِي شِعْرِهِ بَيْتًا أَوْ بَيْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً مِن شِعْرِ غَيْرِهِ وَيَدَّعِيها لِنَفْسِهِ وَفرقَ بَيْنَ الاصْطِرَافِ وَالاشْتِفَاف وَالاهْتِدَامِ وَالسّلْخِ لَيْسَ من هَاهُنا مَوْضِعُ ذِكْره. المُتَنبِّيُ: 16011 - وَهَذا دُعاءُ لَو سَكَتُّ كُفِيتهُ ... لأَنِي سَألتُ اللَّه فِيكَ وَقَد فَعَل ابْنُ شمسِ الخلافةِ: 16012 - وَهَذِهِ قِصَّةُ مُسترقدٍ ... مِنكَ فَوَقِّع فَوقَها يُطلَقِ 16013 - وَهذِهِ لَيلةٌ جَادَ الزَّمَانُ بِهَا ... قَد عَادَلت كُلَّمَا أَفنيتُ مِن عُمرِي بَعْدَهُ: بَاتَ الحَبِيْبُ نَدِيْمِي فِي دُجَنَّتِهَا ... إِلَى الصَّبَاحِ بلا وَاشٍ وَلَا كَدَرِ حَدِيْثُهُ الدُّرُّ يُغْنِي عَنْ كَوَاكِبِهَا ... وَوَجْهُهُ البَدرُ يُغْنِيْنَا عَنِ القَمَرِ وَدَدْتُ لَوْ أَنَّها طَالَتْ وَكُنْتُ إِذَا ... أَمدُّهَا بِسَوَادِ القَلْبِ وَالبَصَرِ وَلَم يَكُنْ عَيْبُهَا إِلَّا تَقَاصُرُهَا ... وَأَيُّ عَيْبٍ لَها أَشْنَا مِنَ القِصَرِ اسْتَشْهدَ الوَزِيْرُ نَصِيْرُ الدِّيْنِ أَحْمَد بنِ النّاقِد بهذِهِ الأَبْيَاتِ لَمَّا زَارَهُ الإِمَامُ أَبُو جَعْفَر المَنْصُوْرُ المُسْتَنْصِرِ بِاللَّهِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ رَحمَةُ اللَّه عليهما وَقَالَ جَحْظَةُ البَرْمَكِيُّ (¬1): هذِهِ لَيْلَةٌ عَفَا الدَّهْرُ عَنْهَا ... فَأحْيهَا بِالسُّرُوْرِ أَوْ فَاجْنِ مِنْهَا وَاغْتَنِمْ طِيْبَهَا فَمَا كُلُّ وَقْتٍ ... يُؤْمَرُ البَدْرُ فِي السَّمَاءِ وَينْهَى يزيدُ بنُ خفافٍ: ¬
16014 - وَهَزَزتَ سَيفَكَ كَي تُحارِبُنَا ... فَانظُر بِسَيفكَ مَن بِهِ تُردِى النقيب بن الأَقْساسيّ: 16015 - وَهَل أَنَا يَا مَولَاي إِلَّا بَعوضَةٌ ... قَتلْت فَلَا لَحمًا أَصبتَ وَلَا دَمَا ومن باب (وَهَلْ) قَوْلُ دُرَيْدُ بنُ الصُّمَّةِ (¬1): وَهَلْ أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ ... غَوَيْتُ وَإِنْ تَرْشدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ وقول آخَر (¬2): وَهَلْ ذَاكَ إِلَّا مِثْلُ ببغَاءِ مُغْرِبٍ ... تَصَوَّرُ فِي بَسْطِ المُلوْكِ وَفِي المَثَل وقول أَبِي فِرَاسٍ (¬3): وَهَلْ أَنَا مَسْرُوْرٌ بِقُرْبِ أَقَارِبِي ... إِذَا كَانَ لِي مِنْهُم قُلُوْبُ الأَبَاعِدُ وَقَوْلُ أَبِي سَعِيْدٍ الرُّسْتُمِيِّ (¬4): وَهَلْ بَارِقُ يَسْتَامُ إِلَّا مِنَ الحَيَا ... وَهَلْ عَسَلٌ يشتارُ إِلَّا مِنَ النَّحْلِ وقول أَبِي فِرَاسٍ: وَهَلْ جَحَدَ الشَّمْس المُنِيْرَة ضَوؤهَا ... وَيُسْتُرُ نُوْرَ البَدْرِ وَالبَدْرُ بَاهِرُ وقول المَعَرِّيِّ (¬5): وَهَلْ تَظْفَر الدُّنْيَا عَلَيَّ بِمِنَّةٍ ... وَمَا سَاءَ فِيْهَا النَّفْس أضْعَافُ مَا سَرَّا وقول المُتَنَبِّيِّ: ¬
وَهَلْ يفنى الرَّسَائِلُ فِي عَدُوٍّ ... إِذَا لَمْ يَكُنَّ ظُبًى رِقَاقَا وقول آخَر: وَهَلْ حَازِمٌ إِلَّا آخِرُ عَاجِزٍ ... إِذَا حَبَّ بِالإِنْسَانِ مَا يُتَوَقَّعُ وقول أخْتُ حَاتِمُ الطَّائِيِّ وَقَدْ عَذَلُوْهَا عَلَى الكَرَمِ وَالسَّخَاءِ (¬1): وَهَلْ مَا تَراهُ العَيْنُ إِلَّا طَبِيْعةً ... وَكَيْفَ تَتْرُكِي يا ابْنَ أُمِّ الطَّبَائِع؟ وقول آخَرَ: وَهَلْ هُوَ إِلَّا فِي العَنْز إِذْ خُبِّئت ... لَهَا حَدِيْدَةُ حَتْفٍ ثُمَّ ظَلَّتْ تُثِيرُهَا وقول أَبِي مُحَمَّدٍ لُطْفِ اللَّهِ بنُ المُعَافَى (¬2): وَهَلْ يَذْخُرُ الضِّرْغَامُ قُوْتًا لِيَوْمِهِ ... إِذَا ذَخَرَ النَّمْلُ الطَّعَامَ لِعَامِهِ وقول الشَّمَرْدَلِيُّ: وَهَلْ يَسْتَطِيْعُ الرُّوْضُ مِنْ بَعْدِ مَا ... انْطَوَتْ عَلَى رَيِّهَا إنْكَارَ مَا صَنَعَ القَطْرُ وقول آخَر (¬3): وَهَلْ يَقُوْمُ بِوَصْفِ الشَّمْسِ وَاصِفُهَا ... وَالشَّمْسُ مِنْ جَوْهَرٍ عَالٍ وَمِنْ نُوْرِ البُحتريُّ: 16016 - وَهَلْ أَنْتَ فِي مَرسُومَةٍ ... طَالَ أَخذُهَا إِلَّا حفنةً مِن تُرابِهَا 16017 - وَهَلْ تُخفِي الضَّمَائِرُ عَنكَ شَيئًا ... وَعُنوانُ الضَّمَائِرِ فِي العُيُونِ 16018 - وَهَلْ تُرجَى الأَمَانَةُ مِن أُناسٍ ... غَذَتهُم دَرّةُ الزَّمَنِ الخَؤوُنِ 16019 - وَهَلْ زَادَ وَجهُ الشَّمسِ نُورًا وبَهجَةً ... إِطالة ذي وَصفٍ وَإِكثارُ مَادِحٍ ¬
الكميتُ بن زيدٍ: 16020 - وَهَلْ ظُنونُ امرِئٍ إِلَّا كَأَسهُمِهِ ... وَالنّبلُ إِن هِي تَحظَى مَرَّةً تُصِبِ ابْنُ مناذرٍ: 16021 - وَهَلْ فِي اكتِحالِ العَينِ بِالعَينِ رِيبةٌ ... إِذَا عَفَّ فيمَا بَينهُنَّ السَّرايِرُ ابْنُ الدُّمينةِ: 16022 - وَهَلْ لِي نَصِيبٌ مِن فُؤادِكَ ثَابِتٌ ... كَمَا لَكَ عِندِي فِي الفؤادِ نَصِيبُ أَبُو تمَّامٍ: 16023 - وَهَلْ مَنْ جَاءَ بَعدَ الفَتحِ يَسعى ... كَصَاحِبِ هِجرَتَين مَعَ النَّبِي 16024 - وَهَلْ مِن ظُلمَةٍ تَبقَى لعينٍ ... وقَد شَهِدَت بِهَا البَدرُ التَّمَامَا المُتَنبِّيُ: 16025 - وَهَلْ نافِعِي أَن تُرفَعَ الحُجُبُ بَينَنَا ... ودُونَ الَّذي أَمَّلتُ مِنكَ حِجابُ الرضيّ الموسَوي: 16026 - وَهَلْ نَافِعِي ظَاهِرٌ بَاسِمٌ ... وَمَن خَلفِهِ بَاطِنٌ يَقطُبُ ابْنُ الهبَّاريَة: 16027 - وَهَلْ يَخفَى عَلَى السَّارِينَ نَهجٌ ... إِذَا مَا البَدرُ فِي الأُفقِ استنَارا ¬
ابْنُ المُعتزّ: 16028 - وَهَلْ يَرتَجِي المَظلُومُ كَشفَ ظُلامَةٍ ... إِذَا كَانَ يَهوى الظُلم عمدًا أَميرُهُ بَعْدَهُ: سَمَاعُ الهَوَى هَوْلٌ فَكَيْفَ عِنَانُهُ ... وَحُلْوُ الهَوَى مُرٌّ فَكَيْفَ مَرِيْرُهُ يَكُوْنُ يَسِيْرًا ثُمَّ نَأتِي مَسِيْرَهُ ... وَسَهلًا وَيَتْلُو السَّهلَ مِنْهُ وُعُوْرُهُ قُصَارَى الفَتَى مِنْهُ جَوَى لَا نُزْهَةٌ ... إِذَا لَمْ تُعَاجِلُهُ حِمَامٌ يُسِيْرُهُ نَطَقْتُ بِهِ عَنْ خَمْرَةِ قَدْ بَلَوْتُهَا ... وَأَصْدَقُ مَنْ أَدَّى المَقَالَ خَبِيْرُهُ 16029 - وَهَلْ يُرجَى لِذي سَقمٍ شِفاءٌ ... إِذَا مَا كَانَ مُسقِمُهُ الطَّبِيبُ 16030 - وَهَلْ يَرُومُ مَرامِي غَيرَ ذِي كَرَمٍ ... يَعدُّ مَجدًا كَمَجدِي أَو أَبًا كَأَبِي ومن باب (وَهَلْ) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬1): وَهَلْ يَتَكَافَى النَّاسُ شَتَّى خلَالِهمْ ... وَهَلْ تَتَكَافَى فِي اليَدَيْنِ الأَصَابِعُ وقول ابن الرُّوْميِّ (¬2): لِيُهنِكُمُ المُلْكُ الَّذِي أَصْبَحْت ... بِكُمْ أَسِرَّتُهُ مُخْتَالَةً وَالمَنَابِرُ وَهَلْ يحْسنُ التَّقْصِيْرُ أَوْ يَحْمِلُ الوَفَا ... وَمِثْلِي مَأمُورٌ وَمِثْلُكَ آمِرُ وقول السّريُّ الرَّفَاء (¬3): وَهَلْ يَسْتَوِي عَذْبُ المِيَاهِ وَمِلْحُهَا ... وَهَلْ يَتَكَافَى الخصْبُ فِي الأَرْضِ وَالجدْب وقول أَبِي فِرَاسٍ (¬4): ¬
وَهَلْ يَنْفَعُ الخَطِيُّ غَيْرُ مُثَقَّفٍ ... وَيُظْهِرُ إِلَّا بالصقال الجوَاهِرُ وقول زُهَيْرُ بن أَبِي سُلْمَى (¬1): وَهَلْ يُنْبِتُ الخَطِيُّ إِلَّا وَشِيْجُهُ ... وَتُغْرَسُ إِلَّا فِي مَنَابِتِهَا النّخْلُ وَهُوَ مِنْ قَصِيْدَةٍ طَوِيلَةٍ أَوَّلُهَا صَحَا القَلْبُ عَنْ سَلْمَى وَقَدْ كَادَ لا يَسْلُو ... وَأَقْفَرَ مِنْ سَلْمَى النَّعَانِيْقُ فالبقلُ يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ: هُمُ خَيْرُ حَيٍّ مِنْ مَعدٍّ عَلِمْتُهُمْ ... لَهُمْ نَائِلٌ فِي قَوْمِهِمْ وَلَهُمْ فَضْلُ تِهَامُوْنَ نَجْدِيُّوْنَ كَيْدًا ونُجْعَةً ... لِكُلِّ أُنَاسٍ مِنْ وَقَائعِهِمْ سَحْلُ عَلَى مُكْثِرِيْهِمْ حَقُّ مَنْ يَعْتَرِيْهِم ... وَعِنْدَ المُقِلِّيْنَ السَّمَاحَةُ وَالبَذْلُ وَإِنْ جِئْتهُمْ أَلْفَيْتَ حوْلَ بِيُوْتِهِمْ ... مَجَالِسُ قَدْ يَسْفِي بِأَحلَامِهَا الجهْلُ وَإِنْ قَامَ مِنْهُمْ قَائِمٌ قَالَ قَاعِدٌ ... رَشَدْتَ فَلَا غُرْمٌ عَلَيْكَ وَلَا خَذْلُ وَفِيْهِمْ مَقَامَاتٌ حِسَانٌ وُجُوْهَهَا ... وَأَنْدِيَةٌ يَنْتَابهَا القَوْلُ وَالفِعْلُ سَعَى بَعْدَهُمْ قَوْمٌ لِكَي يُدْرِكُوْهُم ... فلم يَفْعَلُوا وَلَمْ يَنَالُوا وَلَمْ يَألُوا فَمَا يَكُ مِنْ خَيْرٍ أتَوْهُ فَإِنَّمَا ... تَوَارَثَتْهُ آبَاءُ آبَائِهِمْ قَبْلُ وَهَلْ يُنْبِتُ الخَطِيُّ إِلَّا وَشِيْجُهُ. البَيْتُ قَالَ مُعَاوِيَةُ بن أَبِي سُفْيَانَ يَوْمًا: وَدِدْتُ أَنِّي أُصِيْبُ مَنْ يَقُوْلُ فِيَّ أَبْيَاتًا كَأَبْيَاتِ زُهَيْرٍ، وَإِنِّي أُعْطِيْهِ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهمٍ، يَعْنِي هَذِهِ الأَبْيَاتُ. أَبُو الفتح البُّستي: 16031 - وَهَلْ يَرَى عَاقِلٌ بَيْعَ الثَّمِينِ مِنَ الأَ ... علَاقِ وَهو لَهُ ذُخرٌ بِلَا ثَمَنِ أَوَّلُهَا يُعَاتِبُ أَبَا سُلَيْمَانَ الخَطَّابِيِّ: ¬
أَبَا سُلَيْمَانَ كَمْ أُوْتِيْتَ مِنْ حسنٍ ... وكمْ جزِيْتَ وَكَمْ أَسْدَيْتَ مِنْ مِنَنِ وَكَمْ رَعَا بَعْضُنَا بَعْضًا وَكَانَ لَهُ ... مُزَاوِجًا كَازْدِوَاجِ الرُّوْحِ فِي البَدَنِ وَكَمْ حُسِدْنَا عَلَى ودٍّ بِهِ أَنِسَتْ ... نُفُوْسنَا مِثْلَ أُنْسِ الطّفْلِ بِاللَّبَنِ فَمَا لَنَا قَدْ تَنَاكَرْنَا بِلَا سَبَبٍ ... وَمَا لَنَا الآنَ قَدْ زُغْنَا عَنِ السُّنَنِ وَلِمْ نَسِيْنَا حُقُوْقًا جَمَّةً سَلَفَتْ ... لِزَلَّةٍ جَرَتْ هَذَا مِنَ الغبَنِ وَهَلْ يَرَى عَاقِلٌ بَيْعَ الثَّمِيْنِ. البَيْتُ مَا عُذْرنَا إِنْ سُئِلْنَا أَيْنَ وَصْلُكُمَا ... وَأَيْنَ عَهْدُكُمَا فِي سَالِفِ الزَّمَنِ مَهْلًا فَلَيْسَ لَنَا فِي عُمْرِنَا مَهَلٌ ... وَلَيْسَ يَحْسُنُ أَنْ يَرْضَى سِوَى الحَسَنِ وَعُدْ إِلَى الوَصْلِ إِنَّ الوَصْلَ أَحْمَدَ إِنْ ... تَابعتَ رَأَي ذَوِي الأَلْبَابِ وَالفِطَنِ فَإِنْ بَخِلْتَ بِوَدٍّ أَوْ مُسَالَمَةٍ ... فَهُدْنَةٌ كَيْفَ مَا كَانَتْ عَلَى دخنِ إِنْ كَانَ حَقُّكَ فَرْضًا لَيْسَ يَدْفَعُهُ ... عُذْرٌ تُخْرِجَنْ حَقِّي مِنَ السُّنَنِ أَبُو تمَّامٍ: 16032 - وَهَلْ يَستَعيضُ المَرءُ مِن خَمسِ كَفِّهِ ... وَلَو صَاغَ مِن حُرِّ اللُّجِينِ بِنَانِهَا النَّابغة خالد النعمي: 16033 - وَهَلْ يُنجَى فِرَارٌ مِنكَ عَبدًا ... وَأَنْتَ الشَّمسُ نُورًا والظَّلَامُ أَبُو نَصر نُباتَةَ: 16034 - وَهَلْ يَنفَعُ الفِتيَانِ حُسنُ وُجُوهِهم ... إِذَا كَانَتِ الأَخلَاقُ غَير حِسانِ بَعْدَهُ: فَلَا تَجْعَلِ الحُسْنَ الدَّلِيْلَ عَلَى الفَتَى ... فَمَا كُلُّ مَصْقُوْلِ الغِرَارِ يماني مَجَاعَةُ: ¬
16035 - وَهَلْ يَنهَضُ البَازِيُّ إِلَّا بِريشهِ ... وَهَلْ يَحمِلُ الأَعضَاءَ غَيرُ السَواعِدِ قَبْلهُ: يَرْثِي مَنْ أُصِيْبَ مِنْ بَنِي حَنِيْفَة عِنْدَ الرِّدَّةِ: أَقُوْلُ وَلَيْلِي رَاكِدَاتٌ نُجُوْمُهُ ... إِلَّا مِنْ عَذِيْرِي مِنْ مَلَامَةِ خَالِدِ لُؤمٌ عَلَى بُقْيَا حَنِيْفَةَ ضِلَّةً ... وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ لِلْعُلَى غَيْرُ وَاحِدِ وَهَلْ يَنْهَضُ البَازِيُّ إِلَّا بِرِيْشِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَمَا لِي إِلَّا مَنْ بَقَى اليَوْمَ مِنْهُمُ ... وَمَا مَنْ مَضَى مِنْهُمْ إِلَيَّ بِعَائَدِ وَلَوْ قِيْلَ يُفْدَى مَنْ مَضَى لَفَدَيْتُهُ ... بِنَفْسِي وَمَا لِي مِنْ طَرِيْفٍ وَتَالِدِ فَإِنْ كُنْتُ قَدْ خَاطَرْتُ فِيْهِمْ بِمُهْجَتِي ... فَلَمْ آخُذ إِلَّا فِعْلَ جَدِّي وَوَالِدِي الرّضيُّ المُوسَوي: 16036 - وَهُم نَقَلوا عَنِّي الَّذي لَم أفُه بِهِ ... وَمَا آفَةُ الأَخبَارِ إِلَّا رُواتُهَا 16037 - وَهوَّن مَا أَلقَى مِنَ الوَجد أَنَّ مَا ... أَصَابَكَ يَومًا يَا بُنيَّ مُصِيبي يَحْيَى بن منصورٍ الدُهليُّ: 16038 - وَهَوِّن مَا أَلقَى مِنَ الوَجدِ إِنَّنِي ... أُسَاكِنهُ فِي دَارهِ اليَومَ أَو غَدَا مَاتَ لِبَعْضِهِمْ وَلَدٌ فَجَزعَ عَلَيْهِ جَزَعًا عَظِيْمًا وَامْتَنَعَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَدَخَل عَلَيْهِ يَحْيَى بن مَنْصُوْر فَأَنْشَدَهُ: وَهَوَّنَ مَا أَلْقَى. البَيْتُ. فَسُرِيَ عَنْهُ حُزْنُهُ. إبراهيمُ بن الرقيق المغربيِّ: 16039 - وَهَوَّنَ مَا أَلقَى وَلَيسَ بِهَيِّنٍ ... بِأَنَّ المَنَايَا للِنُفُوسِ بِمرصَدِ ¬
بَعْدَهُ: يَرْثِي أَيْضًا: وَإِنَّي إِنْ لَمْ أَلْقَكَ اليَوْمَ رَائِحًا ... بِصَرْفِ رَزَايَاهَا لَقِيْتُكَ فِي غَدِ فَلَا يُبْعِدَنْكَ اللَّهُ مَيْتًا مُعَفَّرَ ... خَدٍّ فِي الثَّرَى لَمْ يُوَسَّدِ مَضَاءَ سِنَانٍ فِي سِنَانٍ مُذَلَّقٍ ... وَفَتْكَ حُسَامٍ فِي حُسَامٍ مُهَنَّدِ دريدُ بن الصمَّة: 16040 - وَهَوَّنَ وَجدِي إِنَّمَا أَنْتَ فَارِطٌ ... أَمَامِي وَأَنِّي هَامةُ اليَومِ أَو غَدِ يحيَى بنُ زيادٍ: 16041 - وَهَوَّنَ وَجدِي أَنَّنِي سَوفَ أَغتَدِي ... عَلَى إِثرِهِ يَومًا وَإِن نُفِّسَ العُمرُ أَبْيَاتُ يحيى زِيَادٍ مِنَ الحَمَاسَةِ يَرْثِي أخَاهُ: أَقُولُ لِنَفسِي فِي الخَلَاءِ أَلُوْمُهَا ... لَكِ الوَيْلُ مَا هَذَا التَّجَلُّدُ وَالصَّبْرُ أَلَا تَعْلَمِي أَنْ لَسْتُ مَا عِشتُ لَاقيَا ... أَخِي إِذْ أَتَى مِنْ دُوْنِ أَوْصَالِهِ القَبْرُ وَعُشْتُ أَرَى كَالمَوْتِ مِنْ بَيْنَ لَيْلَةٍ ... وَكَشْفُ بَيْنٍ كَانَ مِيْعَادُهُ الحَشْرُ وَقَدْ كُنْتُ أسْتَعفِي الإِلَه إِذَا اشتكَى ... مِنَ الأَجْرِ لِي فِيْهِ وَإِنْ سَرَّنِي الأجْرُ وَهَوَّنَ وَجْدِي أَنِّي سَوْفَ أغْتَدِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَتًى كَانَ يُدْنِيْهِ الغِنَى مِنْ صَدِيْقِهِ ... إِذَا ما هُوَ اسْتَغْنَى وَيُبْعِدُهُ الفَقْرُ فَتًى كَانَ يُعْطِي السَّيْفَ فِي الرَّوْعِ كَفّهُ ... إِذَا بوِّب الدَّاعِي ويسقى بِهِ الجزْرُ مَتَى لا يُعَدُّ المَالُ رَبًّا وَلَا تُرَى ... بِهِ جَفْوَةٌ إِنْ نَالَ مَالًا وَلَا كبْرُ ¬
ومن باب (وَهَوَّنَ وَجْدِي) قَوْلُ إِبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ الصُّوْلِيّ يَرْثِي أَخَاهُ مِنْ أَبْيَاتٍ (¬1): وَقَيْتُكَ مَا أَخْشَاهُ جُهدِي وَلَمْ أُطِقْ ... لِرَدِّ قَضَاءُ اللَّهِ إِذْ حَلَّ مَدْفَعَا وَأَنِّي لأَسْتَحْيِي المَعَاشِرَ أَنْ أَرَى ... خلافك حُبًّا بِالبَقًاء مُمَتَّعَا وَمَا مَرَّ يَوْمٌ فِي البَلَاءِ كَيَوْمِهِ ... أَمَرَّ وَأَنْأَى عَنْ عَزَاءٍ وَأَشْنَعَا وَهَوَّنَ وَجْدِي فِيْكَ أَنَّ أَمَامَنَا ... سِوَى دَارِنَا دَارًا سَتَجْمَعَنَا مَعَا وقول آخَر (¬2): وَهَوَّنَ وَجْدِي أَنَّهُ لَيْسَ وَاحِدٌ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا قَدْ أُصِيْبَ بِصَاحِبِ ومن باب (وَلَا أَبْتَغِي) قَوْلُ آخَر: وَلَا أَبْتَغِي دَارَ المَذَلَّةِ مَنْزِلًا ... وَدَارًا وَلَوْ فِيْهَا تُنَالُ الرّغَائِبُ وَكَيْفَ مَا ضَاقَ الفَضَاءُ بِوِسْعِهِ ... وَلَا سُدَّتْ لديَّ المَذَاهِبُ وَلَا قَصُرَتْ بِي هِمَّةٌ دون غَايَةٍ ... تُرَامُ وَلَا قَلَّتْ عَلَيَّ المَكَاسِبُ إِذَا كَدُرَتْ لِي بِالعِرَاقِ مَشَارِبٌ ... صَفَتْ لِي بِأكْنَافِ الشَّآمِ مَشَارِبُ وَإِنْ قَصَدَتَنِي بِالعَدَاوْةِ أُسْرَتِي ... وَقَوْمِي حَبَانِي بِالوِدَادِ الأَجَانِبُ ومن باب (وَلَا أَكُوْنُ) قَوْلُ آخَر (¬3): وَلَا أَكُوْنُ كَمَنْ أَلْفَى رِسَالتهُ ... عَلَى الحِمَارِ وَسَلَّى صَهوَةُ الفَرَسِ إبراهيمُ بن العبّاس الصولي: 16042 - وَهَوَّنَ وَجدِي أَنَّ يَومَكَ مُدرِكِي ... وَإِنِي غَدًا مِن أَهلِ تِلكَ الضَّرايحِ ¬
قَبْلَهُ يَرْثِي: لَئِنْ كُنْتُ مَلْهَى لِلعُيُوْنِ وَقُرَّةً ... لَقَدْ صِرْتُ سُقْمًا لِلقُلُوْبِ الصَّحَايِحِ وَهَوَّنْ وَجْدي أَنَّ يَوْمكَ مُدْرِكِي. البَيْتُ وَقَالَ الأَقْرَعُ بنُ مُعَاذٍ (¬1): وَهَوَّنَتِ الدُّنْيَا عَلَيَّ وَأَهْلُهَا ... مَنَازِلَ قَدْ بَادَتْ وَبَادَ قُرُوْنُهَا وَإِنِّي أَرَى لِلمَنَايَا نَهِيْبَةً ... وَإِنَّ المَنَايَا لَا يُفَكُّ رَهِيْنُهَا نهشلٌ بن حَري: 16043 - وَهَوَّنَ وَجدي عَن خَليلي إِنَّني ... إِذَا شِئتَ لَاقَيتَ امرءًا مَاتَ صَاحِبُهُ بَعْدَهُ: أَغَرُّ كَمِصْبَاحِ الدُّجُنَّةِ يبْقَى ... وَذِي الزّادِ حَتَّى تُسْتَقَادَ أَطَايِبُه أَخٌ مَاجِدٌ لَمْ يجر بِي يَوْمَ مشهدٍ ... كَمَا سَيْفُ عَمْروٍ لَمْ تَخُنْهُ مَضَارِبُه قِيْلَ: كَانَ لِسُلَيْمَانَ بن عَبْدِ المَلِكِ صَدِيْقٌ اسْمُهُ شَرَاحِيْلَ فلما وقف سُلَيْمَان عَلَى قَبْرِهِ وَتَمَثَّلَ فَقَالَ: وَهَوَّنَ وَجْدِي عَنْ شَرَاحِيْل أَنَّنِي ... إِذَا شِئْتُ لاقيت امْرَأً مَاتَ صَاحِبُهُ أبو يسرٍ النَّحوي الحافظُ: 16044 - وَلَا أَحمَدُ القَولَ مِن قَائلٍ ... إِذَا لَم يَكُن مِنهُ فِعلٌ مَعَهُ المُتَنبِّي: 16045 - وَلَا الفِضَّةُ البيضَاءُ وَالتِّبرُ وَاحِدٌ ... نَفُوعَانِ للمُكدِّي وَبَينَهُما صَرفُ ¬
نصرُ اللَّه بن عنين: 16046 - وَلَا بُدَّ أَنْ أَلقَى الرَدَى مِن مُصَمِّمٍ ... فَكَم يَتوقَّى مَن تَخَطَّى الأَفَاعِيَا الصَّابيء: 16047 - وَلَا بُدَّ للسَّاعِي إلى نَيلِ غَايَةٍ ... مِنَ المَجدِ مِن سَاعٍ تَدُّبُ عَقَارِبُهُ بشَّارٌ: 16048 - وَلَا بُدَّ مِن شَكوَى إِلى ذِي حَفِيظَةٍ ... يُواسِيكَ أَو يُسلِيكَ أَو يَتوجَّعُ قَبْلهُ: وَلَا بُدَّ مِنْ شَكْوَى إِلَى ذِي حَفِيْظَةٍ ... إِذَا جُعِلَتْ أَسْرَارُ نَفْسٍ تَطَلَّعُ وَلَا بُدَّ مِنْ شَكْوَى إِلَى ذِي حَفِيْظَةٍ. البَيْتُ وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ وَزِيْرُ المَغْرِبِ (¬1): وَلَا بُدَّ مِنْ شَكْوَى وَلَوْ بِتَنَفُّسٍ ... يُخَفِّفُ عَنْ زجر الحَشَا وَالتَّرَائِبِ ومن باب (وَلَا بُدَّ) قَوْلُ آخَر فِي صَدِيْقٍ (¬2): وَلَا بُدَّ لِي مِنْهُ فَطوْرًا يَغِصُّنِي ... وَيَنْساغُ طوْرًا وَوَجْهِي مُقَطَّبُ كَمَاءِ طَرِيْقِ الحَجِّ فِي كُلِّ مَنْهَلٍ ... يَذُمُّ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ وَيَشْربُ 16049 - وَلَا بُدَّ مِن كَذِبٍ للِفَتَى ... إِذَا كَانَ دَفعُ الأَذى بالكَذِبِ 16050 - وَلَا بُدَّ مِمَّا نَقتَضِيكَ حَوَائجًا ... نُخَفِّفُ فِيها تَارةً وَنُثَقِّلُ ¬
قَبْلهُ: إِذَا نَابَ خَطْبٌ أَوْ أَلمَّتْ مَلَمَّةٌ ... فَلَيْسَ لَنَا إِلَّا عَلَيْكَ المُعَوَّلُ وَلَا بُدَّ مِمَّا تَقْتَضِيْكَ حَوَائِجًا. البَيْتُ ومن باب (وَلَا بُدَّ) قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدِ بن أَبِي عُيَيْنَة المُهَلَّبِيِّ (¬1): ولا بُدَّ لِلْمَاءِ عَلَى مَرْجِلٍ ... عَلَى النَّارِ مُوْقدَةً أَنْ تَفُوْرَا وقول آخَر: ولا بُدَّ مِنْ مَوْتٍ فَإِمَّا شَبِيْبَةً ... وَإِمَّا مَشُيْبًا وَالشَّبِيْبَةُ أَصْلَحُ 16051 - وَلَا بُدَّ مِن هَذَا إِذَا حَانَ يَومُهُ ... فَإِنَّ شِئتَ فَارغَم أَو فَكُن غَيرَ رَاغِم عبدُ اللَّهِ بن معاويَّة: 16052 - وَلَا تأتِيَنَّ الأُمورَ الَّتِي تَعِيبُ ... عَلَى النَّاسُ أَمثالَهَا القِطرانُ العبشمي: 16053 - وَلَا تأمَنَن بِينَ العَشِيرَةِ دِمنةً ... تُعَفَّى أَعَالِيها وَتَبقَى أُصُولها بَعْدَهُ: فَكَمْ مِنْ جَلِيْدِ الرَّأي قَدْ ذَلَّ زَلَّةً ... يُفَرِّطُ فِيْهَا ثُمَّ لَا يَسْتَقِيْلهَا عَدِّي بنُ زيدٍ: 16054 - وَلَا تَأَمَنن مِن مُبغضٍ قُربَ دَارِهِ ... وَلَا مِن مُحبِّ أَن يَميلَ فَيغدَرَا ومن باب (وَلَا) قَوْلُ خَالِد بنِ زُهَيْرِ بنِ الحَارث: فَأَقْصِرْ وَلَا تَأْخُذْكَ مِنِّي سَحَابَةٌ ... تُنَفِّرُ شَاءَ المرْتَعِيْنَ حوَاتهَا ¬
وَلَا تَبْعَثِ الأفعَى تَدَاوِرُ رَأْسهَا ... وَدَعْهَا إِذَا مَا غَيَّبَتْهَا سَفَاتُهَا وَقَالَ خَالِدٌ أَيْضًا (¬1): وَلَا تَكُ كَالثَّوْرِ الَّذِي دُفِنَتْ لَهُ ... حَدِيْدَةُ حَتْفٍ ثُمَّ ظَلَّ يثِيْرهَا وَاقْصِرْ وَلَا تَأخُذْكَ مِنِّي سَحَابَةٌ ... تُنَفِّرُ شَاءَ المرْتَعِيْنَ خريْرُهَا ومن باب (وَلَا) قَوْلُ آخَر (¬2): وَلَا تَأْمَنَنَّ الدَّهرَ حُرًّا ظَلَمْتَهُ ... فَمَا لَيْلُ مَظْلُوْمٍ كَرِيْمٍ بِنَائِمِ ومن باب وَلَا قَوْلُ آخَر (¬3): وَلَا تَبْخَلْ بِهَذَا الوَجْهِ عَنَّا ... فَلَيْسَ بِذَلِكَ الوَجْهِ الجمِيْلِ وقول سَابِقٍ البَرْبَرِيِّ (¬4): [من الوافر] وَلَا تُبْدِي بِسِرِّكَ كُلّ سِرٍّ ... إِذَا مَا جَاوَزَ الاثْنَيْنِ فَاشِ وَدَعْ عَنْكَ القَوَارِصَ حِيْنَ تَنْمِي ... فَإِنَّ البِئْرَ تَفْعَمُ بِالرّشَاشِ ومن باب (وَلَا تَحْتَقِر) قَوْلُ آخَر: وَلَا تَحْتَقِر أَدْنَى عَدُوٍّ وَلَا تَقُل ... أُدَافِعُهُ عَنِّي بِخِلٍّ مُسِاعِدِ فَأَلْفُ خَلِيْلٍ لا يَفِي وُدُّ كُلّهمْ ... بِسَاعَةِ غِشٍّ مِنْ عَدُوٍّ مُرَاصِدِ كَمَا بِسُجُوْدِ الكُلِّ لَمْ يَنْجُ آدَمٌ ... وَقَدْ ضَرَّهُ مِنْهُمْ عَدَاوَةُ وَاحِدِ وَقَالَ ابْنُ نُبَاتَةَ (¬5): وَلَا تَحْقِرَنَّ عَدُوًّا رَمَاكَ ... وَإِنْ كَانَ فِي سَاعِدَيْهِ قِصَرْ فَإِنَّ السُّيُوْفَ تجُذُّ الرِّقَابَ ... وَتَعْجَزُ عَمَّا تَنَال الإِبَرْ ¬
16055 - وَلَا تَبغِ فِي كُلِّ الأُمورِ تَعزُّزًا ... فَقد يُورِثُ الذُّلَ الطَّويلَ التَعزُّزَ قَبْلهُ: بُنَيَّ إِذَا مَا سَامَكَ الضَّيْمُ قَادِرٌ ... عَلَيْكَ فَبَعْضُ الذُّلِّ أَوْلَى وَأَحْرَزُ وَلَا تَبْغِ فِي كُلِّ الأُمُوْرِ تَعَزُّزًا. البَيْتُ عبدُ اللَّهِ بن معاوية بن جعفر: 16056 - وَلَا تَتبَعِ الطَّرفَ مَا لَا ... يُنالُ وَلَكِن سَلِ اللَّهَ مِن فَضلِهِ قَبْلهُ: فَلَا تَرْكَبَنَّ الشَّنِيْعَ الَّذِي ... تَلُوْمُ أَخَاكَ عَلَى مِثْلِهِ وَلَا تُتْبِعِ الطَّرْفَ مَا لَا يُنَالُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا يَعْجَبَنَّكَ قَوْلُ امْرِئٍ ... يُخَالِفُ مَا قَالَ فِي فِعْلِهِ أَبُو فراسٍ: 16057 - وَلَا تتقَلَّد مَا يَرُوقكَ حليُهُ ... تَقلَّد إِذَا حَاربتَ مَا كَانَ أقطعا إسماعيل الشَاشي: 16058 - وَلَا تَجزَعن عَلَى أَيكَةٍ أَبت ... أَن تُضِلَّكَ أَغصَانُها 16059 - وَلَا تَجسُر عَلَى أَمرٍ قَويٍّ ... عَلَيكَ فَرُبَّمَا هَلكَ الجَسُورُ بشَّارٌ: 16060 - وَلَا تَجعَلَ الشُورَى عَلَيكَ غَضَاضةً ... فإِنَّ الخَوافِي قوةٌ للِقَوادِم ¬
بَعْدَهُ: وَمَا خَيْرُ كَفٍّ أَمْسَكَ الغُلُّ أُخْتهَا ... وَمَا خَيْرُ سَيْفٍ لَمْ يُؤَيَّد بِقَائِمِ وَخَلِّ الهُوَيْنَا لِلضَّعِيْفِ وَلَا تكن ... نَؤُوْمًا فَإِنَّ الحَزْمَ لَيْسَ بِنَائِمِ وَحَارِبْ إِذَا لَمْ تُعْطَ إِلَّا ظَلَامَةً ... شَبَا الحَرْبُ خَيْرٌ مِنْ قُبُوْلِ المَظَالِمِ 16061 - وَلَا تَحسَبَنَّ العُمرَ أَمسًا وَلَا غَدًا ... مَا أَتَى العُمرُ مَا أَتَت فِيهِ بَس ومن باب (وَلَا تَحْسَبَن) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ: وَلَا تَحْسِبَنْ أَنَّ النَّدَى لَكَ عِنْدَمَا ... تَقُوْلُ وَلَكِنَّ النَّدَى حِيْنَ تَفْعَلُ لَعمْرِي وَإِنَّ الخَيْرَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ ... وَلَكِنَّ خَيْرَ الخَيْرِ عِنْدِي المُعَجَّلُ وقول المُتَنَبِّيِّ (¬1): وَلَا تَحْسِبَنَّ المَجْدَ رقًا وَقِيْنَةً ... فَمَا المَجْدُ إِلَّا السَّيْفُ وَالفِتْكَةُ البِكْرُ ومن باب (وَلَا تَحْفِرَن) قَوْلُ سَابِق البَرْبَرِيِّ (¬2): وَلَا تَحْفِرَن بِئْرًا ترِيْدُ أَخًا بِهَا ... فَإِنَّكَ فِيْهَا أَنْتَ مَنْ مِنْ دُوْنِهِ تَقَعْ كَذَاَكَ الَّذِي يَبْغِي عَلَى النَّاسِ ظَالِمًا ... تُصِبْهُ عَلَى رَغْمِ عَوَاقِبِ مَا صَنَعْ وَقَالَ أَبُو الشَّمَقْمَقِ (¬3): لَيْسَ الَّذِي تَعْرِفُهُ بِالخَنَا ... مِثْلُ الَّذِي تَعْرِفُهُ بِالخَيْرِ مَنْ يَحْفِرِ البِئْرَ لأَصْحَابِهِ ... يَكُنْ هُوَ الوَاقِعُ فِي البِئْرِ ومن باب (وَلَا تَحْسَبَنَّ) قَوْلُ آخَر (¬4): وَلَا تَحْسَبَنَّ الحزْنَ يَبْقَى فَإِنَّهُ ... شِهَابُ حَرِيْنٍ وَاقِدٌ ثُمَّ خَامِدِ سَتَأْلَفُ فقْدَانَ الَّذِي قَدْ فَقَدْتَهُ ... كَإِلْفِكَ وُجْدَانُ الَّذِي أَنْتَ وَاجِدُ ¬
ومن باب (وَلَا تَحْمِد) قَوْل مسْكِيْنُ الدَّارِمِيِّ (¬1): وَلَا تَحْمِد المَرْءَ قَبْلَ البَلَاءِ ... وَلَا يُسْبِقُ السَّيْلُ مِنْكَ المَطَر وَإِنِّي لأَعْرِفُ شَيْمَا الرِّجَالِ ... كَمَا يَعْرِفُ القائفونَ الأَثَرِ ومن باب (وَلَا تَخْدَعنكَ) قَوْلُ آخَر: وَلَا تَخْدَعنكَ صُرُوْفُ الزَّمَا ... نِ فَإِنَّ الزَّمَانَ كَثِيْرُ الخُدَعْ وقول آخَر (¬2): وَلَا تُرْجِ فِعْلَ الصَّالِحَاتِ إِلَى غَدٍ ... لَعَلَ غَدًا يَأْتِي وَأَنْتَ فَقِيْدُ وقول يَزِيْدُ بن مُعَاوِيَةَ (¬3): [من الطويل] وَلَا تُرْجِ أَيَّامَ السُّرُوْرِ إِلَى غَدٍ ... لَعَلَّ غَدًا يَأْتِي بِمَا لَيْسَ تَعْلَمُ وقول الحَرِيْرِيِّ فِي مَقَامَاتِهِ (¬4): وَلَا تُرَجِّ الودَّ مِمَّنْ يَرَى ... أَنَّكَ مُحْتَاجٌ إِلَى فِلْسِهِ 16062 - وَلَا تَحسَبَنِي يَا مُسَافِرُ لَحمةً ... تَعجَّلَهَا مِن جَانِبِ القِدرِ جَايِعُ 16063 - وَلَا تَدخُلنَّ السُوقَ مَا دُمتَ مُفلِسًا ... فَتزدَادُ هَمًّا يَا قَليلَ الدَّراهِمِ وَمِنْ بَابِ (وَلَا) قَوْلُ آخَر (¬5): وَلَا تَدَع للأضْيَاف إِلَّا الفَتَى الَّذِي ... إِذَا مَا أَبَى أَنْ ينبَحَ الكَلْبُ أَوْقَدَا وَقَوْلُ آخَرَ (¬6): وَلَا تَرْضَ مِنْ عَيْشٍ بِدُوْنِ وَلَا تَنَمْ ... وَكَيْفَ يَنَامُ اللَّيْلُ مَنْ كَانَ مُعْسِرَا؟ ¬
وَقَوْلُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ: وَلَا تَسْأَلَنْ عُرْفَ البَخِيْلِ رُأَى لَهُ ... غِنَى بَعْدَ فَقْرٍ أَوْرَثَهُ أَوَائِلُه وَقَوْلُ هُبَيْرَةَ المُرِّيِّ (¬1): وَلَا تَزْجُرْ كِلَابكَ وَاصْطَنِعْهَا ... لِتُطْعِمُهَا كِلَابَ الأَبْعَدِيْنَا وَقَوْلُ سَابِقٍ البَرْبَرِيِّ (¬2): [من الوافر] وَلَا تَصْحَبْ قَرِيْنَ السُّوْءِ وَانْظُرْ ... لِنَفْسِكَ مَنْ تُجَالِسُ أَوْ تُمَاشِي وَقَالَ أَبُو الفَتْحُ البُسْتِيِّ (¬3): نَصَحْتُكَ لَا تَصْحَبْ سِوَى كُلِّ فَاضِلٍ ... خَلِيْقُ السَّجَايَا بِالتَّعَفُّفِ وَاللّطْفِ وَلَا تَعْتَمِدْ إِلَّا الكِرَامَ فَوَاحِدٌ ... مِنَ النَّاسِ إِنْ حَصَّلْتَ خَيْرٌ مِنَ الألْفِ إبْراهيم الغزِّي: 16064 - وَلَا تَذُمَّنَّ كَونِي حِلس زَاويَةٍ ... سَلَامَةُ اللَّيثِ فِي استِيطانِهِ الأَجَما 16065 - وَلَا تَرَ للرِّجالِ عَلَيكَ حَقًا ... إِذَا هُمْ لَم يَرَو لَكَ مِثلَ ذَاكَا 16066 - وَلَا تُسَاعِد أَبَدًا مُدبِرًا ... وَكُن مَعَ اللَّهِ عَلَى المُدبِرِ ابْنُ المعتَز: 16067 - وَلَا تَسأَلِي غَيرَ الإِلهِ وَجُودِهِ ... فَمَا تَملأُ الآمالَ إِلَّا رَغَائبُه أَبُو الفتحِ البستي: 16068 - وَلَا تَستَثِر حَربًا وَإِن كُنتَ وَاثِقًا ... بِشدَّة رُكنٍ أَو بِقوَّةِ مَنكِبِ ¬
بَعْدَهُ: فَلَمْ يَشْرَبِ السُّمَّ الزُّعَافَ أَخُو حِجًى ... مُدِلًّا بِتِرْيَاقٍ لَدَيْهِ مُجَرَّبُ الحُسين بن مطيرٍ الأسديُّ: 16069 - وَلَا تَستَثير عُورَ الكَلَامِ فَإِنَّهُ ... كَمَن يَنطُقُ العَورَاءَ مِن يستَثيِرُهَا 16070 - وَلَا تَستَهِن بِكُفاةِ الرِّجا ... لِ فَإِنَّ الكُفَاةَ كُنُوزُ الزَّمَانِ ومن باب (وَلَا) قَوْلُ القَائِلُ وَيُرْوَى لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ (¬1): [من البسيط] وَلَا تَصْحَبْ أَخَا الجهلِ وَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُ ... فَكَمْ جَاهِلٍ أرْدَى حَلِيْمًا حِيْنَ وَاخَاهُ ومن باب (وَلَا) قَوْلُ جَرِيْرٍ (¬2): وَلَا تَعْجَبَا مِنْ بُخْلِ دَعْدٍ بِنَيْلِهَا ... فَفِي النّفَرِ الأَعْلَيْنَ أَبْخَلُ مِنْ دَعْدِ ومن باب (وَلَا) قَوْلُ آخَر (¬3): وَلَا تَغْتَرِرْ بِالنَّاسِ فَكُلُّ مَا تَرَى ... أَخُوْكَ إِذَا أَوْضَعْتَ فِي الأَمْرِ أوْضَعَا وقول أَبِي فِرَاسٍ (¬4): وَلَا تَقْبَلَنَّ القَوْلَ عَنْ كُلِّ قائِلٍ ... سأرضِيْكَ مَرْأى لَسْتَ أُرْضِيْكَ مَسْمَعَا وقول عُدَيِّ بن زَيْدٍ (¬5): ¬
وَلَا تُقْصِرَنْ عَنْ سَعْي مَنْ قَد وَرِثْتَهُ ... وَمَا اسْطَعْتَ مِنْ خَيْرٍ لِنَفْسِكَ فَازْدَدِ وقول مَنْصُوْرٍ الفَقِيْهِ: وَلَا تُكْثِرَنَّ فَخَيْرُ الكَلَامِ القَلِيْلُ ... الحُرُوْفِ الكَثِيْرُ المَعَانِي وقول آخَر (¬1): وَلَا تَكُ مِمَّنْ إِنْ نَأَى عَنْهُ صَاحِبٌ ... فَغَابَ عَنِ العَيْنَيْنِ غَابَ عَنِ القَلْبِ وقول عَبْدُ الحَارَثِ بنِ ضرَارٍ: وَلَا تَكُوْنَن كَشَاةِ السُّوْءِ إِذْ بَحَثَتْ ... حَتَّى اسْتَثَارَتْ طَرِيْرَ الحَدِّ مَسْنُوْنَا وَقَالَ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ (¬2): فَلَا تَكُ كَالشَّاةِ الَّتِي حَتْفُهَا ... بِحَفْرِ ذِرَاعَيْهَا تُثِيْرُ وَتَحْفِرُ وَقَالَ أَبُوْ الأَسْوَدِ الكنَانِيُّ (¬3): وَلَا تَكُ مِثْلَ الَّتِي أَخْرَجَتْ ... بِأَظْلَافِهَا مِدْيَةً أَوْ بِفِيْهَا فَقَامَ إِلَيْهَا بِهَا ذَابِحٌ ... مَتَى تُدْعَ يَوْمًا شُعُوْبًا يَجِيْهَا وَقَالَ بَلْعَاءُ بنُ قَيْسٍ الكَنَانِيُّ: وَكُنْتُمْ مِثْلَ شَاءِ السُّوْءِ ظَلَّتْ ... تُثِيْرُ بِظَلْفِهَا ذكرًا حُسَامَا وَقَالَ الأَعْوَرُ الشّنِيِّ (¬4): وَلَا كَائِنًا كَالعَنْزِ تَنْعُو لِحِيْنِهَا وَتَحْفِرُ ... بِالأَظْلَافِ عَنْ حَتْفِهَا حَفْرَا وَقَوْلُ أَبِي ذُوَيْبٍ الهَذْلِيّ (¬5): ¬
فَلَا تَكُ كَالثَّوْرِ الَّذِي دُفِنَتْ لَهُ ... حَدِيْدَةُ حَتْفٍ ثُمَّ ظَلَّ يُثِيْرهَا 16071 - وَلَا تَظُننَّ بِربِّكَ ظَنَّ سَوءٍ ... فَإِنَّ اللَّهَ أَولَى بِالجَمِيلِ وَلَا تَجْزَعْ إِذَا أَعْسَرْتَ يَوْمًا ... وَقَدْ أَيْسَرْتَ فِي الزَّمَنِ الطَّوِيْلِ وَلَا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظنَّ سُوْءٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَا تَيْأَسْ فَإِنَّ اليَأسَ كُفْرٌ ... لَعَلَّ اللَّهَ يُغْنِي عَنْ قَلِيْلِ فَإِنَّ العُسْرَ يَتْبَعُهُ يَسَارٌ ... وَقَوْلُ اللَّهَ أَصْدَقُ كُلِّ قِيْلِ وَلَوْ كَانَ العُقُوْلُ تَسُوْقُ رِزْقًا ... لَكَانَ المُلْكُ عِنْدَ ذَوِي العُقُوْلِ أبو طالب المأمونيٌّ: 16072 - وَلَا تَظُننَّ أَنَّ السَّيفَ مُبتَسِمٌ ... فَليسَ يَبسِمُ إِلَّا كُلَّمَا غَضِبَا أَبُو الفتحِ البُستي: 16073 - وَلَا تَعتَمِد إِلَّا الكِرامَ فَواحِدٌ ... مِنَ النَّاسِ إِن حَصَّلتَ خَيرٌ مِن الأَلفِ حسنُ بن زيدٍ: 16074 - وَلَا تَغتَرِر مِمَّن صَفَالَكَ وُدُّهُ ... فَكَم غَصَّ بِالماءِ المصَفَّقِ شَارِبُ 16075 - وَلَا تَغلُ فِي شَيءٍ مِن الأَمرِ وَاقتَصِد ... كِلَا طَرَفَي قَصدِ الأُمورِ ذَمِيمُ محمّد عيسى بن طلحةَ: 16076 - وَلَا تقطَعَ أَخًا لَكَ عِندَ ذَنبٍ ... فَإِنَّ الذَّنبَ يَغفِرُهُ الكَرِيمُ أَبُو الأسود الدؤلي: ¬
16077 - وَلَا تَقعُدَ عَلَى كَسَلٍ تَمَنَّى ... تُحِيلُ عَلَى المَقَادِرِ وَالرَّجَاءِ أبو بكرٍ الخَالديُّ: 16078 - وَلَا تَكُن عَبدَ المُنى فَالمُنَى ... رُؤوُسُ أَموالِ المَفَالِيسِ سَابقٌ البربريُّ: [من الوافر] 16079 - وَلَا تَكُ وَاقِعًا فِي كلِّ شَيءٍ ... كَكَلبِ السَّوءِ يُولَعُ بِالهِراشِ ابْنُ جكِينا: 16080 - وَلَا تَلُومُوهُ فِي وَعدٍ يُردِّدُهُ ... فِي وَقتِ مَدحِي لَهُ عَلَّمتُهُ الكَذِبَا قَبْلَهُ: يقول مِنْ أَبْيَاتٍ: دَعُوْهُ لَا تَعْذِلُوْهُ في مُمَاطَلَتِي ... أَنَا أَحَقُّ وَحَقِّ اللَّهِ مِنْ عُتِبَا وَلَا تَلُوْمُوْهُ وَفِي عْدٍ يُرَدِّدُهُ. البَيْتُ ومن باب (وَلَا) قَوْلُ الإِمَامَ الشّافِعِيِّ رَحَمَهُ اللَّهُ (¬1): وَلَا تَمْشِيَنْ فِي مَنْكِبِ الأَرْضِ فَاخِرًا ... فَعَمَّا قَلِيْلٍ يَحْتَوِيْكَ تُرَابهَا وقول طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ (¬2): وَلَا تَمْنعَنَّ الدَّهرَ مَاءً عَمَرْتهُ ... وَإِنْ كَانَ أَوْلَى النَّاسِ بِالمَاءِ عَامِرُه وقول الآخر وَيُرْوَى لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ (¬3): ¬
وَلَا تُفْشِ سِرّكَ إِلَّا إِلَيْكَ ... فَإِنَّ لِكُلِّ نَصِيْحٍ نَصِيْحَا فَإِنِّي رَأَيْتُ غُوَاةُ الرِّجَالِ ... لا يَتْرِكُونَ أَدِيْمًا صَحِيْحَا ومن باب (وَلَا) قَوْلُ الحَرِيْرِيِّ فِي مَقَامَاتِهِ (¬1): وَلَا تُوْغِلَنَّ إِذَا مَا سَبَحَتْ ... فَإِنَّ السَلَامَةَ فِي السَّاحِلِ ومن باب (وَلَا) قَوْلُ آخَر: وَلَا تُهِنْ ربَّ طَمْرٍ ... فَالدَّارُ بِالسُّكَّانِ وقول عَبْدُ اللَّهِ بن مُعَاوِيَةَ (¬2): وَلَا تَهُنْ لِلصَّدِيْقِ تُكْرِمُهُ ... نَفْسَكَ حَتَّى تُعَدُّ مِنْ خَوَلِهِ يَحْمِلُ أَثْقَالَهُ عَلَيْكَ كَمَا ... يَحْمِلُ أَثْقَالَهُ عَلَى جَمَلِه وَيُرْوَيَانِ لِجَمِيْلٍ. وقول مُضَرِّسِ بن رَبْعِي (¬3): وَلَا تَيْأَسَن مِنْ صَالِحٍ أَنْ تَنَالَهُ ... وَإِنْ كَانَ شَيْئًا بَيْنَ أَيْدٍ تُبَادِرُه وَمَا عَزَّ فَاتْرُكهُ إِذَا عَزَّ وَاصْطَبِرْ ... عَلَى الدَّهرِ إِنْ دَارَتْ عَلَيْكَ دَوَائِرُه أبو الأسود الدؤلي: 16081 - وَلَا تَمنَعَنَّ ذَا حَاجَةٍ طَالِبـ ... ـــًا فَإِنَّكَ لَا تَدرِي مَتَى أَنْتَ رَاغِبُ 16082 - وَلَا تُمهِلِ الأَعداءَ يومًا بِقُدرَةٍ ... وَبَادِرهُم أَن يَملِكوا مِثلَها غَدا دِيك الجنِّ: 16083 - وَلَا تُنظِرَنَّ الدَّهرَ يَومًا إِلى غَدٍ ... وَمَن لغَدٍ مِن حَادثٍ بِأَمانِ ¬
16084 - وَلَا تَيأس فَإِنَّ اليَأَسَ كفرٌ ... لعلَّ اللَّهَ يُغنِي عَن قَلِيلِ قيسُ بن معاذٍ: 16085 - وَلَا حَظَّ فِي سُعدى لَنا غَير أَنَّنَا ... نُقَطِّعُ أَنفاسٌ لَنا وقُلُوبُ 16086 - وَلَا خَيرَ فِي الدُّنيَا إِذَا لَم تَكُن لَنَا ... دَنَانيرَ فِيها جَمَّةٌ وَدَرَاهِمُ قِيْلَ لِلدِّيْنَارِ لِمَاذَا اصْفَرَّ لَوْنُكَ؟ فَقَالَ: مِنْ خِيْفَةِ الدَّفْنِ. 16087 - وَلَا خَيرَ فِي الشَكوَى إِلى غَيرِ مُسعدٍ ... وَلَا بُدَّ مِن شَكوَى إِذَا لَم يَكُن صَبرُ بَعْدَهُ: وَلَوْ أَنَّ أَمْرِي فِي يَدِي كُنْتُ مُوْسرًا ... وَلَكِنَّ أَمْرِي فِي يَدَي مَنْ لَهُ الأَمْرُ شبيبُ بنُ البرصاءِ: 16088 - وَلَا خَيرَ فِي العِيدَانِ إِلَّا صِلَابُها ... وَلَا نَاهِضَاتِ الطَّيرِ إِلَّا صُقُورَهَا ومن باب (وَلَا خَيْرَ) قَوْلُ سَلَمٍ الخَاسِرِ (¬1): وَلَا خَيْرَ فِي الغَازِي إِذَا آبَ سَالِمًا ... إِلَى الحَيِّ لَمْ يُخرج وَلَمْ يَتَخَدَّدِ النابغةُ الجعدِيّ: 16089 - وَلَا خَير فِي جَهلٍ إِذَا لَم يَكُن لَهُ ... حَلِيمٌ إِذَا مَا أَورَدا القَومَ أَصدَرَا قَبْلهُ: وَلَا خَيْرَ فِي حلْمٍ إِذَا لَمْ تكن لَهُ ... بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ إِنْ تَكَدَّرَا ¬
وَلَا خَيْرَ فِي جَهلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ. البَيْتُ أَنْشَدَهُمَا النَّابِغَةُ بَيْنَ يَدَي رَسُوْل اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَحْسَنَهُمَا وَقَالَ لَهُ: لَا فَضَّ اللَّهُ فَاكَ، فَكَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ نَظَرًا عَلَى كِبَرِ سُنِّهِ وَلَمْ تَنْقَضّ لَهُ سِنٌّ. الصَّابئ: 16090 - وَلَا خَيرَ فِي حَزمٍ إِذَا لَم يَكُن لَهُ ... مِنَ القَدَرِ الجَارِي نَجاحٌ يُصَاحِبُهُ الشمخيّ المغزاري: 16091 - وَلَا خَيرَ فِي حُسنِ الجُسُومِ وَنُبلَها ... إِذَا لَم يَزِن حَسنُ الجُسُومِ عُقُولُ أَبُو فراس: 16092 - وَلَا خَيرَ فِي دَارٍ تُلاقِي بِهَا الرَّدَى ... وَإِن كَانَ فِيهَا رَوضَةٌ وَغَدِيرُ إبراهيم بن حسَّان الحضرميُّ: 16093 - وَلَا خَيرَ فِي دَفعِ الأَذى بِمذَلَّةٍ ... كَمَا رَدَّهَا يَومًا بِسوءَتِهِ عَمرو ومن باب (وَلَا خَيْرَ) قَوْلُ ابنِ نُبَاتَةَ (¬1): [من الطويل] وَلَا خَيْرَ فِي شُرْبٍ يُكدّرُ صَفْوُهُ ... وَلَا فِي نَعِيْمٍ يَنْقَضِي وَيَزَوْلُ وقول المُغِيْرَة بن حَبْنَاءَ (¬2): [من الطويل] وَلَا خَيْرَ فِي عَيْشِ امْرِئٍ لا تَرَى لَهُ ... وَظِيْفَةَ حَقٍّ فِي ثَنَاءٍ وَلَا أَجْرِ له أيضًا: 16094 - وَلَا خَيرَ فِي طُولِ الحَيَاةِ إِذَا امرؤٌ ... مَضَى ثُمَّ لَم تُذكَر بِخيرٍ عَواقِبُهُ ¬
16095 - وَلَا خَيرَ فِي عِرضِ امرِئٍ لَا يَصُونُهُ ... وَلَا خَيرَ فِي حلم امرِئٍ ذَلَّ جَانِبُهُ 16096 - وَلَا خَيرَ فِي عَقلٍ إِذَا لَم يَكُن ... غِنًى وَلَا خَيرَ فِي مَالٍ إِذَا لَم يَكُن عَقلُ 16097 - وَلَا خَيرَ فِي عَيشِ امرِئٍ لَم يَكُن لَهُ ... مِنَ اللَّهِ فِي دَارِ القَرارِ نَصِيبُ 16098 - وَلَا خَيرَ فِي قُربَى لِغَيرِك نَفعُهَا ... وَلَا فِي صَدِيقٍ لَا تَزالُ تُعَاتِبُهُ يقول بَعْدَهُ: يَخُوْنُكَ ذوُ القُرْبَى مِرَارًا وَرُبَّمَا ... وَفَى لَكَ عِنْدَ الجُّهدِ مَنْ لَا تُنَاسِبُه وَلَيْسَ عِتَابُ النَّاسِ لِلْمَرْءِ نَافِعًا ... إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ لُبُّ يُعَاتِبُه 16099 - وَلَا خَيرَ فِي مَن وُدُّهُ بِلسَانِهِ ... وَفِي القَلبِ غِشٌ دَاخِلٌ يَترَدَّدُ الببَّغاء: 16100 - وَلَا خيْرَ فيْمَن لَا يَكُونُ طَريفُهُ ... دَليْلًا عَلى مَا شاد قدُمًا تَليْدُهُ ضابئٌ البَرجمي: 16101 - وَلَا خَيْرَ فيْمَنْ لَا يُوطنُ نَفسَهُ ... عَلى نَابيَات الدَّهر حْينَ تَنُوْبُ قَالَ المُبَرَّدُ قَالَ لِي الجَّاحِظُ: أَتَعْرِفُ مِثْل قَوْلِ ضابِئ البَرْجَمِيِّ: وَلَا خَيْرَ فيمن لَا يُوَطِّنُ نَفْسَهُ. البَيْتُ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَوْلُ كُثَيِّرٍ (¬1): فَقُلْتُ لَهَا يا عَزُّ كُلُّ مُصِيْبَةٍ ... إِذَا ذُلِّلَتْ يَوْمًا لَهَا النَّفْسُ ذَلَّتِ ¬
قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ المَلِكِ يَقُوْلُ: لَوْ كَانَ هَذَا البَيْتُ فِي وَصْفِ الحَرْبِ لَكَانَ أَشْعَرَ بَيْتٍ. 16102 - وَلَا خَيْر في وُدّ إِذَا لَم يَكُنْ لَهُ ... عَلَى طُوْل مَرّ الَحادِثَاتِ بَقَآءُ أَبُو صخر الهُذليَّ: 16103 - وَلَا خَيرَ في وَصْلِ الظنُوُنِ إِذَا دَنا ... وَلَا لذَّةٍ يا لَيلُ ينْزلُها القَسْرُ ومن باب (وَلَا) قَوْلُ عُرْوَةَ بن أُذَيْنَةَ: وَلَا دُعِيْتُ إِلَى مَجْدٍ وَمَحْمَدَةٍ ... إِلَّا أَجَبْتُ إِلَيْهِ مَنْ يُنَادِيْنِي وقول أَبِي العتَاهِيَةِ فِي البَنَفْسَجِ (¬1): وَلَا زِوَرْدِيَّةٍ أَوْفَتْ بِزُرْقَتِهَا ... بَيْنَ الرِّيَاضِ عَلَى قُضُبِ اليَوَاقِيْتِ كَأَنَّهَا فَوْقَ طَاقَاتٍ ضَعُفْنَ بِهَا ... أَوَائِلُ النَّارِ فِي أَطْرَافِ كِبْرِيْتِ ومن باب (وَلَا) قَوْلُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُسَافِعٍ: وَلَا سلمَ حَتَّى تَخْبُطَ الخَيْلُ فِي القَنَا ... وَتُوْقَدُ نَارُ الحَرْبِ بِالحَطَبِ الجزْلِ وَقَالَ آخَر (¬2): وَلَا صُلْحَ حَتَّى تَعْثُرَ الخَيْلُ بِالقَنَا ... وَتُضْرَب بِالبِيْضِ الرِّقَاقِ الجمَاجِمِ وقول آخَر (¬3): وَلَا صِرْتُ أَرْجُوْهُ لِدَفْعِ مَلَمَّةٍ ... مِنَ الدَّهرِ إِلَّا كَانَ إِحْدَى النّوَائِبِ ومن باب (وَلَا) قَوْلُ بَعْضِ الشُّرَاةِ (¬4): ¬
وَلَا ضَيْمَ إِنْ كَانَتْ قُرَيْشٌ عَدَاتُنَا ... يُصِيْبُوْنَ مِنَّا مَرَّةً وَنُصِيْبُ 16104 - ولَا ذَنْبَ لْلعضُبِ اليَمَانْي إِذَا غَدَتُ ... تُلَاعبُ خَدَّيْهِ اَكُفُّ الَولَايد عليُّ بن الجَهمِ: 16105 - ولَا ذَنْب لْلعُوْد القُمَارِيّ إِنَّما ... يُحرقَ أَنْ دَلَّتُ عَلَيه رَوَايحُهُ أوسٌ بن حجرٍ: 16106 - ولَا سابِقٌ إِلَّا بِسْاقٍ سَليْمَةٍ ... ولَا باطشٌ مَا لَم تُعنْهُ الأَنامْلُ 16107 - ولَا شيءَ أَقوى شَاهدٍ عنُدَ ذي هوًى ... فَي اللَّحْظِ يآتيه بمَا في الضَّمائر قَبْلهُ: وَلَمَّا تَوَافَيْنَا غَدَاةَ ودَاعِنَا ... أشَرْنَ إِلَيْنَا بِالجفُوْنِ الفَوَاتِرِ وَلَا شَيْءَ أَقْوَى شَاهِدٍ عِنْد ذِي هَوًى. البَيْتُ أَبُو بكرٍ بنُ محتسب الطّبيبِ: 16108 - وَلَا ضَاقَ ليْ وَالَحمدُ للَّه مَدْخَلٌ ... مِنَ الأَمر إِلَّا يَسَّرَه للَّهُ مَخْرجى عليُّ بنُ الجَهمِ: 16109 - ولَا عارَ إِنْ زَالَتُ عَن الحُرّ نعمَة ... وَلَكِنَّ عَارًا أن يَزُولَ التَّجَمّلُ ومن باب (وَلَا) قَوْلُ آخَر: وَلَا عَجَبٌ إِنْ غَضَّ جَفْنًا أَخُو الصِّبَى ... عَنِ الكَاعِبِ الحَسْنَاءِ وَالشَّيْخُ يَنْظرُ فَمَا عِفَّةُ الصِّبْيَانِ إِلَّا تَذَلُّلٌ ... وَلَا نَظَرُ الأَشْيَاخِ إِلَّا تَحَسُّرُ ¬
وقول آخَر يَفْخَرُ (¬1): وَلَا عِزَّ إِلَّا عِزُّنَا قَاهِرٌ لَهُ ... وَيَسْالُنَا النَّصْفَ الذّلِيْلُ فَيُنْصَفُ وقول العَرْجي (¬2): وَلَا عِنْدَ الرَّخَاءِ أَخُوْنُ يَوْمًا ... وَلَا فِي فَاقَةٍ دَنِسَتْ ثِيَابِي وقول الخَالِدِيِّ (¬3): وَلَا غَرْوَ فَالعَنْقُوْدُ فِي عُوْدِ كَرْمِهِ ... يُرَى عِنَبًا بَعْدَ مَا كَانَ حِصْرُمَا وقول البُسْتِيِّ (¬4): وَلَا غَرْوَ أَنْ يُبْلَى أدِيْبٌ بِجَاهِلٍ ... فَمِنْ ذَنَبِ التِّنِيْنِ مُنْكَسَفُ الشّمْسِ الرَضِيُّ الموسَويُّ: 16110 - وَلَا عِلْمَ لي بالغَيْبِ إِلَّا طَليْعةً ... مِنَ الحَزْمِ لَا يَخْفَى عَلَيَها المُغَيَّبُ 16111 - وَلَا عَيْبَ في مَعْرُوفِكُمُ غَيْرَ أَنَّهُ ... يُبيّنُ عَجزَ الحَامِدِيَن عَن الشُكِر مِثْلُهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ (¬1): وَلَا عَيْبَ فِيْهِمْ غَيْر أَنَّ سُيُوْفَهُمْ ... بِهُنَّ فُلُوْلٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ وَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ يَصِفُ شِعْرَهُ (¬2): مُفَصَّلَةً بِاللُّؤْلُؤِ المُنْتَقَى لَهَا ... من الشِّعْرِ إِلَّا أَنَّهُ لُؤْلُؤٌ رَطْبُ ¬
أنشدَ ابْنُ الأعرابيّ: 16112 - وَلَا عَيْبَ فيْنَا غَيْر أنَّا مَعَاشِر ... كَرام وَأنَّا لَا نَحُطّ عَلَى النَّمُلِ قَوْلُهُ: نَحُطُّ عَلَى النَّملِ يَقُوْلُ لَسْنَا بِذَلِيْلِيْنَ فَنَحُطُّ رِجْلَيْنَا عَلَى مَكَانٍ لَا نُرِيْدُهُ قَسْرًا بَلْ نَنْزِلُ حَيْثُ نَشَاءَ مُكَرَّمِيْنَ. وَيُرْوَى: نَخُطُّ بِالخَاءِ المُعْجَمَةِ. أيْ لَسْنَا كَمَنْ يَرْقُمُ عَلَى المَاءِ بَلْ إِذَا قُلْنَا قَوْلًا أَوْ فَعَلْنَا فِعْلًا كَانَ كَالنَّقْشِ فِي الحَجَرِ لَا يَزُوْلُ. ابْنُ شمسِ الخلافةِ: 16113 - وَلَا فَضْلَ إِلَّا لِلغَنْيِ وَمَنْ لَهُ ... ثَرآء يُعِزُّ النَفْسَ وَالحسَبُ المَالُ 16114 - وَلَا فَضْلَ للإبرِيز إِلَّا لأَنَّهُ ... صَبُور إِذَا مَا مَسَّهُ وَهَجُ الجَمْرِ الحَارثيَ: 16115 - وَلَا كُربَة إِلَّا سَيُعْقِبُ أَهْلَها ... وَلَوْ بَعَدَ يأسٍ حَلُّها وَانفرَاجُهَا قَبْلهُ: تَضِجُّ النُّفُوْسُ مِنْ مَقَادِيْرَ لَمْ تَقَعْ ... وَلَوْ وَقَعَتْ لَمْ يُغْنِ عَنْهَا ضِجَاجُهَا وَمَا اكْتَأَبَتْ نَفْسٌ فَدَامَ اكْتِئَابُهَا ... وَلَا ابْتَهَجَتْ نَفْسٌ فَدَامَ ابْتِهَاجُهَا وَلَا كُرْبَةٌ إِلَّا سَيُعْقِبُ أَهلَهَا. البَيْتُ محمّد بن شبلٍ: 16116 - وَلَا لِسِوَى النَّوالِ أرِيدُ مَالًا ... وَلَا غَيْرَ الكِرَامُ أَعُدُّ أهلَا القِرمطي الخَارجيُّ: 16117 - وَلألْفَينِ وَأَلَفَيْنِ مَعًا بَلْ لأَ ... لفِ الأَلْفِ مِنَّا عَشَرَهُ ¬
الرِّضيُّ المُوسَوي: 16118 - وَلَا مَالَ إِلَّا مَا كَسَبْتَ نُنيْله ... ثَنآءً ولَا مَال لمَن مَالَهُ مَجْدُ البُحتُري: 16119 - وَلَا مَجْدَ إِلَّا حين تُحْسنُ عَايدًا ... وَكُلُّ فتًى في النَّاسِ يُحْسِنُ بَادَيا يقول قَبْلَهُ فِي أَحْمَدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِيِّ (¬1): تَرَى النَّاسَ فِي السَّمَاحِ وَلَنْ تَرَى ... فَتَى النَّاسِ إِلَّا الوَاهِبِ المُتَقَاضِيَا وَلَا مَجْدَ إِلَّا حِيْنَ تحسنُ عَائِدًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا لَكَ عُذْرٌ فِي تَأَخُّرِ حَاجَتِي ... إِلَيْكَ وَقَدْ أَرْسَلْتُ فِيْكَ التَّوَافِيَا فَلَا تُفْسِدَنْ بِالمَطْلِ مِنًّا تَمُنّهُ ... فَخَيْرُ السّحَابِ مَا يَكُوْنُ غَوَادِيَا 16120 - وَلَا مَرْحبًا بالشَّىِء بَعد نَفعِهِ ... ولَا حَاجةً إدرَاكُهَا بالتشَدُّدِ بَعْدَهُ: وَلَكِنْ إِذَا مَا الأَمْرُ وَلَّى فَإِنَّنِي ... جَمِيْلُ التَّعَزِّي عِنْدَهُ وَالتَّجَلُّدِ قَلِيْلٌ لَدَى دَارِ الهوَانِ إِقَامَتِي ... وَجَدِّكَ ترَّاكٌ لِمَا لَمْ أُعَوَّدُ 16121 - وَلَا معْنَى لشَكوى الشَوق يَومًا ... إلى من لَا يَغْيبُ عَنِ الْعِيَانِ ومن باب (وَلَا) قَوْلُ الأعْشَى يَمْدَحُ (¬1): وَلأَنْتَ أَشْجَعُ مِنْ أُسامةَ ... إِذْ رَابَ الصَّرِيْخُ وَلَجَّ فِي الذُّعْرِ ¬
وقول زُهَيْرُ بن أَبِي سُلْمَى (¬1): وَلأَنْتَ تَفْرِي مَا خَلقْتَ وَبَعْضُ ... القَوْمِ يخْلُقُ ثُمَّ لا يُفْرِي الخُلُقُ تَقْدِيْرُ الشَّيْءُ لِلْقَطْعِ يَقُوْلُ إِذَا أَرَدْتَ أَمْرًا قَدَّرْتَ لَهُ ثُمَّ جَزَمْتَ فَقَطَعْتَ فِيْهِ عَلَى عِلْمٍ وَقُدْرَةٍ وَغَيْرُكَ رُبَّمَا أَمْكَنَهُ التَقْدِيْرُ وَلَا يُمْكِنُهُ القَطْعُ وَالحُكْمُ الجزْمُ فِيْهِ. وقول الصَّابِئ: وَلَا نَكْبَتِي لَمَّا أَلَمَّتْ غَرِيْبَةٌ ... وَلَكِنْ جَرَى فِيْهَا عَلَى هِمَّةِ الدَّهرِ الرِّضيّ الموسَويّ: 16122 - وَلأَنفُضنَ يَدَيَّ يَأْسًا مِنْكُمُ ... نَفْضَ الأَنَامِلِ مِنْ تُراب الميّت الفَرَزدقُ: 16123 - وَلَا نَلَينُ لسُلْطَانٍ يُكَايِدُنَا ... حَتَّى يلينَ لضْرسِ المَاضِغِ الْحَجَرُ هذا غير قول عبد اللَّه بن الزَّبير الأسدي (¬1): فلن ألين لغير الحق أسأله ... حتى يلينَ لضرس الماضع الحَجَرُ ابْنُ المُعتَز: 16124 - وَلَا هَمَّ إِلَّا سَوْفَ يَفُتَحُ قُفْلُهُ ... وَلَا حَالَ إِلَّا لْلفَتَى بَعدَهَا حَالُ 16125 - وَلَا يرَفَعُ النَّفْس الدَّنيَّة كَالغنَى ... وَلَا يضَعُ النَفس الكَريمةَ كَالَفقِرْ أَبُو تمَّامٍ: ¬
16126 - وَلَا يَروُعُكَ إِضْمَارُ القَتِيْر بهِ ... فَإنَّ ذَاكَ ابتسَامُ الَرأُي وَالأَدَب 16127 - وَلَا يزَعُ النَّفس اللَّجوُجَ عِنَ الهَوَى ... منَ النَّاس إِلَّا وَافرُ الَعقل كَاملُه ابْنُ شمسِ الخلافةِ: 16128 - وَلَا يَسْتوي نُورُ الصَّفَاء وَظُلمَةُ الـ ... ـــرياءِ كَمَا لَا يسَتَوى الماءُ وَالآلُ عبد الغافر بن إسماعيل: 16129 - وَلَا يَشِيْنُ الفَتَى أَطْمَارُ مَلْبَسِهِ ... فقَدْ يكُوْنُ ثَمينُ الدُّرّ في الصَّدفِ ومن باب (وَلَا) قَوْلُ آخَر (¬1): وَلَا يَصْحَبُ الإِنْسَانُ إِلَّا قَرِيْنَهُ ... وَإِنْ لَمْ يَكُوْنَا مِنْ قَبِيْلٍ وَلَا بَلَدِ وقول عَبْدُ اللَّهِ بن مُعَاوِيَةَ بن عَبْدِ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ (¬2): وَلَا يُعْجِبَنَّكَ قَوْلُ امْرِئٍ ... يُخَالِفُ مَا قَالَ فِي فِعْلِهِ وقول ابنِ شِبْلٍ يَشْكُو: مَا لِي أُسَالِمُ أَيَّامِي وَقَدْ جَدَحَتْ ... لِي المَشَارِبَ مِنْ صَفْوٍ بِتَكْدِيْرِ أَأَحْمِلُ الضَّيْمَ مِنْ دُنْيَا وَأَصْحَبُهَا ... وَأَقْبلُ العُذْرَ مِنْ دَهرِي بِتَقدِيْري وَالحُرُّ يَأْمَلُ رفْدَ العَبْدِ بَيْنَهُمَا ... وَتَشرَبُ الأُسْدُ فَضَلَاتُ الخَنَازِيْرِ صُنْ مَاءَ وَجْهَكَ عَنْ ذُلِّ السُّؤَالِ لَهُمْ ... وَصِلْ بِبَرْدِ الدُّجُى حَرَّ التّهَاجِيْرِ وَلَا يُقْعدْكَ عَنِ الآمَالِ بُعْدَ مَدًى ... مَا كُلُّ مُلْتَمِسٍ عُذْرًا بِمَعْذُوْرِ وقول سَعْدِ بن كَعْبٍ الغَنَوِيِّ (¬3): وَلَا يَلْبَثُ الجهَّالُ أَنْ يَتَهَضَّمُوا ... أَخَا الحَلِيْمِ مَا لَمْ يَسْتَعِنْ بِجَهُوْلِ ¬
وَقَالَ نَهشَلُ بن حَرِيّ (¬1): وَمَنْ يَحْلُمْ وَلَيْسَ لَهُ سَفِيْهٌ ... يُلَاقِ المُعْضِلَاتِ مِنَ الرِّجَالِ البستيُّ من قَصِيدته: 16130 - ولَا يغرّنك حظّ جرَّهُ خرقٌ ... فالخرْقُ هَدْمٌ وَرفْقُ الَمرْءِ بُنْيَانُ 16131 - وَلَا يُقيْمُ عَلَى ذُلٍّ يُراقبُهُ ... إِلَّا امرُؤُ مَالَهُ عَقْل وَلَا أَدَبُ 16132 - وَلَائمٍ في لُزوُم الَبيْتِ قُلْتُ لَهُ ... البَيتُ أَروَحُ ليْ منْ صُحْبَة السِّفَلِ بَعْدَهُ: قومٌ أَكُفُّهُمُ وَأَوْجُهُهُمْ صَخْرٌ ... وَمَا فِيْهِمُ نَفْعٌ لِذِي أَمَلِ لَا تنْكِرَنَّ مَقامِي بَيْنَ أَظْهُرِهِم ... عُطَلًا وَكَمْ عِطْلَةٍ خَيْرٌ مِنَ العَمَلِ ومن باب (وَلَائِمٍ) مَا وَجَدْتهُ مَكْتُوْبًا عَلَى مِنْدِيْلٍ: وَلَائِمٍ لَامَ فِيْهَا ... أَرَادَ بِاللَّوْمِ زَيْنِي فَقُلْتُ عَيْناكَ أَخْطَتْ ... أَلَّا نَظَرْتَ بِعَيْنِي 16133 - وَلَا يَمُلكُ الآسُونَ دَفعًا لمهُجْةٍ ... عَلَيْهَا لأَثْراكِ المَنُون رَقيْبُ 16134 - وَلَا يَمُوتُ شُجَاعٌ مَوُتَ عَافَيةٍ في الَحْر ... بِ تَذهَبُ نَفْسُ الَفارسِ البَطَل بِشر بن أبي خازمِ: 16135 - وَلَا يُنْجي مَن الغَمَراتِ إِلَّا ... بَرَاكَاءُ القتالِ أَو الفَرارُ البُحتُريُّ: 16136 - وَلَا يُؤخّرُ أَمْر اليَوم يَدخْرُهُ ... إِلَى غَدٍ إِنَّ يَوْمَ الأَعْجزيْنَ غَدُ ¬
كَشَاجمَ: 16137 - وَيَأْبَى الَّذي في القَلْبِ إِلَّا تَبيُّنًا ... وَكُلُّ إناءٍ بالَّذي فيْهِ يَنْضَحُ قَبْلهُ: وَمُسْتَهجِنٍ مَدْحِي لَهُ إِنْ تَأَكَّدَتْ ... لَنَا عُقَدُ الإِخْلَاصِ وَالحُرُّ يَمْدَحُ وَيَأبَى الَّذِي فِي القَلْبِ إِلَّا تَبيُّنًا. البَيْتُ ومن باب (ويا) قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ يَمْدَحُ (¬1): ويا أَيُّهَا السَّاعِي لِيُدْرِكَ شَأْوَهُ ... تزحزح قصًّا أَسْوَأُ الظَّنِّ كَاذِبُه بِحَسْبِكَ مِنْ نَيْلِ المَنَاقِبِ أَنْ تَرَى ... عَلِيْمًا بِأَنْ ليست تُنَالُ مَنَاقِبُه قَالَ رَجُلٌ لِلأَحْنَفِ: ادْلُلنِي عَلَى رَجُلٍ كَثِيْرُ العُيُوْبِ. فَقَالَ: اطْلُبْهُ عَيَّابًا فَإِنَّمَا يَعِيْبُ النَّاسُ بِفَضْلِ مَا فِيْهِ مِنَ العُيُوْبِ فَأَخَذَهُ الشَّاعِرُ فَقَالَ يَهجُو (¬2): وَيَأْخُذُ عَيْبَ النَّاسِ مِنْ عَيْبِ نَفْسِهِ ... مُرَادٌ لَعُمْرِي مَا أَرَادَ قَرِيْبُ ومن باب (ويا) قَوْلُ ابْنِ المُعْتَزِّ (¬3): ويا رُبَّ أَلْسِنَةٍ كَالسُّيُوْفِ ... تُقَطِّعُ أَعْنَاقَ أَرْبَابِهَا وَكَمْ دَهَى المَرْء مِنْ نَفْسِهِ ... فَلَا تُوْكَلنَّ بِأَنْيَابِهَا وَإِنْ فُرْصَةٌ أَمْكَنَتْ فِي العَدُوِّ ... فَلَا تُبْدِ فِعْلكَ إِلَّا بِهَا فَإِنْ لَمْ تَلِجْ بَابَهَا مُسْرِعًا ... أَتَاكَ عَدُوُّكَ مِنْ بَابِهَا وَإِيَّاكَ مِنْ نَدَمٍ بعْدَهَا ... وَتَأمِيْلِ أُخْرَى أَنَّى بِهَا وَمَا يَنْتَقِصُ مِنْ شَبَابِ الرِّجَالِ ... يَزِدْ فِي نُهَاهَا وأَلْبَابِهَا ¬
البُستيّ من قصيدَتهِ: 16138 - وَيَا حَريصًا عَلى الأَمُوالِ يَجمَعُهَا ... أنسيتَ أَنَّ سُرُوْرَ المالِ أَحْزَانُ يَزيدٌ بن الطَّثرية: 16139 - وَيَا رُبَّ باغي حَاجْةٍ لَا يَنَالُها ... وآخَرَ قَد تُقْضَى لَهُ وَهُوَ جَالِس بَعْدَهُ: فَلَا الكِيْسُ يُدْنِي مَا تَأَجَّلَ وَقْتُهُ ... وَلَا العَجْزُ عَنْ نَيْلِ المَطَالِبِ حَابِسِ جَعفرٌ بن حسَّانَ الطَّاويُّ: 16140 - وَيا ربَّ ساعٍ في الْبِلَاد لِقاعْدٍ ... وَلَو عَلم السَاعي الجَهُولُ لَما سَعَى 16141 - وَيَا رُبَّ عَيْرٍ جَاءَ يَحدوُهُ حَيْنُهُ ... إِلى مُسُتَقَرِّ اللَيْثِ وَاللَيثُ رَابضُ ومن باب (ويا) قَوْلُ آخَر: وَيَا رُبَّ مُغْتَابٍ يَوَدُّ بِأَنَّنِي ... عَلَى أَمِّهِ أَشْتَوِ بِهَا وَأَقِيْضُ وَيَأكُلُ لحْمِي بِالمَغِيْبِ وَنَفْسُهُ ... حَذَارَ مُجَازَاتِي عَلَيْهِ نَقِيْضُ وقول ابْنِ المُعْتَزِّ: وَيَا عَائِبِي وَالعَيْبُ حَشْو ثِيَابِهِ ... تَأَمَّلْ رُوَيْدًا لَسْتُ مِمَّنْ أُحَاذِرُه فَكُنْتُ كَرَامِي كَوْكَبٍ ببُصَاقِهِ ... فَرُدَّ عَلَيْهِ وِبْلُهُ وَمَوَاطِرُه ومن باب (وَيَبْرِزُ) قَوْلُ اللَّحَّامِ فِي أَسْوَدَ (¬1): وَيَبْرِزُ لِلرَّائِيْنَ وَجْهًا كَأَنَّمَا ... كَسَاهُ أَبَاهَا مِنْ قشُوْرِ الخَنَافِسِ ومن باب وَيَبْقَى قَوْلُ آخَر: وَيَبْقَى الخَطُّ فِي القِرْطَاسِ دَهْرًا ... وَصَاحِبُهُ رَمِيْمٌ فِي التُّرَابِ ¬
ومن باب (وَيَحْسنُ) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬1): وَيَحْسنُ دَلُّهَا وَالمَوْتُ فِيْهِ ... وَقَدْ يُسْتَحْسَنُ السَّيْفُ الصَّقِيْلُ ومن باب (وَيَحْيَى) قَوْلُ آخَر: وَيُحْيِي اللَّيْلَ أَجْمَعَ بِالأَمَانِي ... وَعِنْدَ الصُّبْحِ لَيْسَ لَهُ اعْتِذَارُ سِوَى قَوْلٍ يُهَلْهِلُهُ يَمِيْنٍ ... كَلَامُ اللَّيْلِ يَمْحُوْهُ النَّهَارُ ومن باب (وَيُخْطِئُ) قَوْلُ مُسْلِمِ بنِ الوَلِيْدِ (¬2): وَيُخْطِئُ عُذْرِي وَجْهَ جُرْمِي عِنْدَهَا ... فَأَجْنِي إِلَيْهَا الذَّنْبَ من حَيْثُ لا أَدْرِي إِذَا أَذْنَبَتْ أَعْدَدْتُ عُذْرًا لَذَنْبِهَا ... وَإِنْ سَخِطَتْ كَانَ اعْتِذَارِي مِنَ العُذْرِ بِذِكْرَاكِ مَاتَ اليَأْسُ مِنْ خَطْرَةِ المُنَى ... وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَذْكُرْكِ إِلَّا عَلَى ذُكْرِ ومن باب (وَيَدُلُّ) قَوْلُ ابن هرمَةَ (¬3): وَيَدُلُّ ضَيْفِي فِي الظَّلَام عَلَى القِرَى ... إِشْرَاقُ نَارِي أَوْ نِبَاحُ كِلَابِي حَتَّى إِذَا وَاجَهنَهُ وَعَرِفْنَهُ ... فَدَّيْنَهُ بِبَصَابِصِ الأَذْنَابِ وَقَالَ عَبْدُ الأَعلَى العَبْدِيُّ (¬4): وَللكَلْبِ لَمَّا أَنْ هَدَاهُ إِلَى القرَى ... نَصِيْبٌ وَلِلنُّوْرِ الدَّلِيْلِ نَصِيْبُ تَشَارَكَ فِيْهَا الكَلْبُ وَالضَّيْفُ وَالصَّلَى ... وَكُلٌّ عَلَى قَلْبِ الكَرِيْمِ حَبِيْبُ أَبُو فِراسٍ: 16142 - وَيُبْقي اللَّبيْبُ لَهُ عُدّةً ... لوَقْتِ الرّضَا فَي أوانِ الغَضَبُ ¬
16143 - وَيَبيْعُ الثَّمِيْنَ بالثَمَنِ البَخْـ ... ــسِ عَلى رغْمِ أَنْفِهِ المحتَاجُ زُهيرٌ المِصرِي: 16144 - وَيَتْعَبُ مَنْ يلَوُمُ وَلَيْسَ يَدرِي ... حَدّيِثي فِي مَحبتِهِمْ طَوُيلُ زُهيرٌ أيضًا: 16145 - وَيَحْسُنُ قُبْحُ الفِعْلِ أَنُ جَاءَ مِنْكُمُ ... كَمَا طَابَ ريحُ العُود وَهو دُخَانُ قَبْلهُ: وَهُوَ أَوَّلُ شِعْرٍ فِي دِيْوَانِ بَهَاءِ الدِّيْنِ زُهَيْرِ بنِ مُحَمَّد بنِ عَلِيٍّ المُهَلَّبِيِّ الصَّعِيْدِيِّ: وَحَقكُمْ لَا غَيَّرَ البُعْدُ عَهدكُمْ ... وَإِنْ حَالَ حَالٌ أَوْ تَغَيَّرَ شَانُ لَدَيَّ لَكُمْ ذَاكَ الوَفَاءُ بِحَالِهِ ... وَعِنْدِي لَكُمْ ذَاكَ الوِدَادُ يُصَانُ وَمَا حَلَّ عِنْدِي غَرَامٌ فِي مَحَلكُمُ ... لِكُلِّ حَبيْبٍ فِي الفُؤَادِ مَكَانُ فَلَا تَسْمَعُوا فِيْنَا بِحَقّكُمُ الَّذِي ... يَقُوْلُ فُلَانٌ عِنْدَكُمْ وَفلَانُ وَمِنْ شَغَفِي فِيْكُمْ وَوَجْدِي أَنَّنِي ... أُهَوِّنُ مَا أَلْقَاهُ وَهُوَ هَوَانُ وَيَحْسُنُ قبحُ الفِعْلِ إِنْ جَاءَ مِنْكُمُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: رَعَى اللَّهُ قَوْمًا شَطَّ عَنِّي مَزَارُهُمْ ... وَكُنْتُ لَهُمْ ذَاكَ الوَفِيَّ وَكَانُوا وَكَمْ عَزْمَةٍ لِي عَاقَهَا الدَّهرُ عَنْهُمُ ... وَلِلدَّهرِ فِي بَعْضِ الأُمُوْرِ حِرَانُ عَلَى أَنَّنِي أَنْوِي وَلِلْمَرْءِ مَا نَوَى ... إِلَى أَنْ تُؤَاتي قُدْرَةٌ وَزَمَانُ أميَّةُ بن أَبِي الصَّلتِ: 16146 - وَيحَ نَفْسي هَلَّا جَعَلْتُ لَرِبّي ... دوُنَ هَذَا الأَنامِ هَذَا الرَّجاء زِيادُ بنُ زيدٍ: ¬
16147 - ويُخبرِنُى عَنْ غَائبِ الَمرْءِ فِعلُهُ ... كَفَى الفِعْلُ عمَّا غيَّبَ الَمرءُ مُخْبَرا ومن باب (وَيَدٌ) قَوْلُ آخَر يَمْدَحُ (¬1): وَيَدٌ لَمْ تَزَلْ مِنَ العزِّ وَالسُّلْـ ... ــطَانِ بَيْنَ التَّوْقِيْعِ وَالتَّقْبِيْلِ وقول ابن الرُّوْميِّ (¬2): وَيَدُ البَخِيْلِ لِمَا اسْتَفَادَ قَرَارَةٌ ... وَيَدُ الجوَادِ لِمَا اسْتَفَادَ مَسِيْلُ وقول مُسْلِمِ بنِ الوَلِيْدِ مِنْ بَابِ وَيُرْجِعُنِي (¬3): وَيُرْجِعُنِي إِلَيْكَ وَإِنْ تَنَاءَتْ ... دِيَارِي عَنْكَ تَجْرِبَةُ الرِّجَالِ وَأَنْشَدَ المُبَرَّدُ فِي مَعْنَاهُ: أَخٌ لَكَ عَادَاهُ الزَّمَانُ فَأَصْبَحَتْ ... مُذَمِّمَةً فِيْمَا لَدَيْهِ المَطَالِبُ مَتَى مَا تُذوِّقهُ التَّجَارِبُ صَاحِبًا ... مِنَ اليَأْسِ تُرْجِعُهُ إِلَيْكَ التَّجَارِبُ ومن باب (وَيَسْأَمُكَ) قَوْلُ سَلِيْمِ بنِ حُنْجَرِ الكَلْبِيِّ (¬4): وَيَسْأَمُكَ الأَدْنَى وَإِنْ كَانَ مُكْثِرٌ ... إِذَا لَمْ تَزلْ عِبْئًا عَلَيْهِ ثَقِيْلَا وقول الرّضِيّ الموْسَوِيِّ (¬5): وَيَسْتَخْشِنُوْنَ المَوْتَ وَالمَوْتُ رَاحَةٌ ... وَأَتْعَبُ مَيْتٍ مَنْ يَمُوْتُ بِدَائِهِ وقول المُتَنَبِّيِّ يَمْدَحُ (¬6): وَيَسْتَكْبِرُوْنَ الدَّهْرَ وَالدَّهْرُ دُوْنَهُ ... وَيَسْتَعْظِمُوْنَ المَوْتَ وَالمَوْتُ خَادِمُه ¬
ومن باب وَيُعَادُ قَوْلُ آخَر: وَيُعَادُ المَرِيْضُ حِيْنًا مِنَ الدَّهرِ ... فَيَبْرَأُ وَقَدْ يَمُوْتُ الصَّحِيْحُ وقول أَبِي فِرَاسٍ (¬1): وَيُعَافُ لِي طَبْعُ الحَرِيْصِ ... أَبُوَّتِي وَمُرُوْءَتِي وَعَفَافِي وقول آخَر (¬2): وَيَعْجَبُ النَّاسُ مِنْ حَزْمِي وَكَثْرَةِ ... تَجْرِبَتِي وَمَا الحَزْمُ مَنْجَاةٌ مِنَ الغِيَرِ وقول آخَر: وَيُعْجِبُنِي زَيُّ الفَتَى وَجَمَالُهُ ... وَيَصْغَرُ فِي عَيْنِي سَاعَةَ يَلْحَنُ عَلَى أَنَّ الإِعْرَابِ حَدًّا فَرُبَّمَا ... سَمِعْتَ مِنَ الإِعْرَابِ مَا لَيْسَ يَحْسُنُ وقول أَبِي مُحَجَّنٍ (¬3): وَيُعْسِرُ المَرْءُ يَوْمًا وَهُوَ ذُو كَرَم ... وَقَدْ يَثُوْبُ سَوَامَ العَاجِزِ الحَمِقِ أَبُو نصرِ بنُ نُباتَة: 16148 - وَيَزيْدُني عَدَمُ الدّرَاهِمِ عِفّةً ... وَعَلَى الدّرَاهِمِ تُضْرَبُ الأَعنَاقُ المُتَنبي: 16149 - ويَزيْدُني غضَبُ الأعَادي قَسْوةً ... وَيُلمُّ بِيْ عَتْبُ الصَّديْق فَأجزَعُ ¬
16150 - وَيَسُرُّني أَن لَيسَ يُكرمُ شِيْمَةً ... مَن مَعْشَرٍ مَنْ لَيْس يُكْرمُ وَالَدا 16151 - وَيَشْهَدُ اللَّهُ وَحَسْبِيْ بهِ ... أَنّي إِلَى وَجْهكَ مُشتَاقُ قَبْلهُ: أَصَابَنِي بَعْدَكَ ضُرُّ الهَوَى ... وَمَسَّنِي كَرَبٌ وَإقْلَاقُ وَيَعْلَمُ اللَّهُ وَحَسْبِي بِهِ. البَيْتُ الرِّضيّ الموسَوي: 16152 - وَيُظْهِرُ لَي قَومٌ بَعادًا وجَفوةً ... ومَا عَلمُوا أَنّي بذَلك أَفْرحُ مَعنُ بن أوسٍ المزنيُّ: 16153 - وَيَعتَدُّ غُنْمًا فيِ الَحوادثِ نَكْبَتي ... وَلَيُسَ لَهُ فيْهَا سَنَاءٌ ولَا غنْمُ 16154 - ويَعْرِضُ الكَلامَ وَلَيْسَ يَدْري ... أَسَعْدُ اللَّه أَكْثَرُ أَم جُذَامُ 16155 - وَيُعْجبُني الفتى وَأظُنُّ خيرًا ... فَأَكْشفُ منْهُ عَنْ رَجُلٍ لَئيمِ بَعْدَهُ: تَقَبَّلَ بَعضُهُمْ بَعْضًا فأضْحَوا ... بَنِي أَبَوَيْنِ قُدَّا مِنْ قَدِيْمِ أَيْ كُلُّهُمْ فِي حَالِ الخِبْثِ وَاللُّؤْمِ سَوَاءٌ. أَبُو تمَّامٍ: 16156 - وَيُعْجبُني فَقْري إِلَيكَ ولَم يَكُنْ ... ليُعْجبِنْى لَولَا محَبَّتُكَ الفَقْرُ ¬
قَبْلهُ: أَرَاكَ بِعَيْنِ المكْتَسِي وَرَقَ الغِنَى ... بِآلَائِكَ اللَّاتِي يُعَدِّدُهَا الشُّكْرُ وَيُعْجِبُنِي فَقْرِي إِلَيْكَ. البَيْتُ 16157 - وَيَعجَلُ بالرَّحِيْلِ وَلَيْس يَدْري ... إِلَى مَاذَا يُقَرّبُهُ الرّحِيْلُ قَبْلهُ: وَيُمْسِي المَرْءُ ذَا أَجَلٍ قَصِيْرٍ ... وَفِي الدُّنْيَا لَهُ أَمَلٌ طَوِيْلُ وَيَعْجَلُ بِالرَّحِيْلِ وَلَيْسَ يَدْرِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا يَدْرِي إِذَا مَا أَمَّ أرْضًا ... بِأَيِّ الأَرْضِ يُدْرِكُهُ المَقِيْلُ 16158 - وَيَعجَلُ في حُكُوْمَتِهِ فَيُخْطي ... وَأخْطَأ مَا يَكُونُ إِذَا تأَنَّى 16159 - وَيَعرفُ وَجْهَ الحَزْم حَتَّى كأنَّما ... تخُاطبُهُ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ عَوَاقبُه مِثْلُهُ: وَيَلْحَظُ وَجْهَ الرَّأْي وَالرَّأْيُ مُقْبِلٌ ... كَأَنَّ لَهُ فِي اليَوْمِ عَيْنًا عَلَى غَدِ ومن باب (وَيَغْتَابنِي) قَوْلُ أَبِي فِرَاسٍ (¬1): وَيَغْتَابنِي مَنْ لَوْ كَفَانِي غَيْبُهُ ... لَكُنْتُ لَهُ العَيْنَ البَصِيْرَةَ وَالأُذْنَا وَعِنْدِي مِنَ الأَخْبَارِ مَا لَوْ ذَكَرْتهُ ... إِذًا قَرَعَ المُغْتَابُ مِنْ نَدَمٍ سِنَّا ومن باب (وَيُقْضِى) قَوْلُ جَرِيْرٍ يَهجُو (¬2): وَيُقْضَى الأَمْرُ حِيْنَ تَغِيْبُ تَيْمٌ ... وَلَا يُسْتَأْذَنُوْنَ وَهُمْ شُهُوْدُ ¬
وقول أَبِي قَيْسٍ الأَسْلَتِ من بَابِ وَيُكْرِمُهَا (¬1): وَيُكْرِمُهَا جَارَاتُهَا فَيَزُرْنَهَا ... وَتَقْعُدُ عَنْ أَبْيَاتِهِنَّ تُعْذَرُ وَلَيْسَ لَهَا أَنْ تَسْتَهِيْنَ بِجَارَةٍ ... وَلَكِنَّهَا مِنْ ذَاكَ تَعْيَى وَتَحْصُرُ ومن باب (وَيَلُوْمُنِي) قَوْل أَبِي نوَّاسٍ (¬2): وَيَلُوْمُنِي فِي حُبِّهَا نَفَرٌ ... خَالُوْنَ مِنْ شَجْوِي وَمِنْ ضُرِّي لَمْ يَعْرِفُوا حُرَقَ الهَوَى فَلَحُوا ... لَوْ جَرَّبُوْهُ تَبَيَّنُوا عُذْرِي ومن باب (وَيَوْمُ) قَوْلُ آخَر: وَيَوْمُ الفَتَى مَا عَاشَ يُخْلِقُ أَمْسَهُ ... وَأَحْوَالُهُ تُطْوَى بِأَقْرَبِهَا عَهدَا أَلَمْ تَرَ أَنْ المَرْءَ يَفْقِدُ خِلَّهُ ... فَيُنْسِيْهِ إِلْفُ الخِلِّ أَنْ يَأْلَفَ العَقْدَا المُتَنبي: 16160 - وَيُغنيكَ عَمَّا يَنْسُبُ النَّاسُ أَنَّهُ ... إِلَيكَ تَنَاهَى الَمكرماتُ وتُنسَبُ العُجيرُ السَّلوليُّ: 16161 - وَيَفْتَقرُ الَمرءُ حَتَّى يَشِيْـ ... ــبَ وَيُدركَ بَعدَ الَمشيْب الغِنَى المُتَنبي: 16162 - وَيَقْبُحُ مِنْ سوَاكَ الفِعلُ عنْدي ... وَتَفعَلهُ فيَحسُنُ منْك ذَاكَا البُحتُري: 16163 - وَيَكُفِي الفَتَى مِنْ نُصْحِهِ وَوَفَائه ... تَمنّيه أَن يردى وَيسْلَم صَاحبُهُ ¬
البُحتُري أَيْضًا: 16164 - وَيَلؤُمُ سآئِلُ البُخلآءِ حُرصًا ... وَإِسفَافًا كَمَا لَؤُمَ البَخِيلُ يقول مِنْهَا: أَذُمُّ إِلَيْكَ مَنْ أَحْمَدْتُ إِنْ لَمْ ... يَكُنْ عَدَدٌ بِحَيْثُ هُوَ قَلِيْلُ لَنَا فِي كُلِّ دَهرٍ أَصْدِقَاءٌ ... تَعُوْدُ عِدًى وَحَالَاتٌ تَحُوْلُ وَقَدْ تَعْفُو الظُّنُوْنَ بِمَنْ يُرَجَّى ... فَيُخْلِفُ مِثْلَمَا تَعْفُو الطُّلوْلُ وَمَا فُقِدَ الجمِيْلُ لِقُرْبِ عَهدٍ ... فَنَسْأَلُ عَنْهُ بَلْ نُسِيَ الجمِيْلُ وَيَلْؤُمُ سَائِلُ البُخَلَاءِ حِرْصًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا طَرَفَي زَمَانِ المَرْءِ إِلَّا ... مَقَامٌ يَرْتَضِيْهِ أَوْ رَحِيْلُ 16165 - وَيُوسِّعُنِي أذًى وَأَزيدُ حلْمًا ... كَعُودٍ زَادَهُ الإِحَراقُ طيبَا أَخَذَهُ ذُو الوِزَارَتَيْنِ فَقَالَ (¬1): أَخٌ لِي كُنْتُ آمَنُهُ غُرُوْرَا ... يُسَرُّ بما أَسَاءَ بِهِ سُرُوْرَا هُوَ السُّمُّ الزُّعَافُ لِشَارِبِيْهِ ... وَإِنْ أَبْدَى لَكَ الرأي المَشُوْرَا وَيُوْسِعُنِي أَذًى فَأزِيْدُ حِلْمًا ... كَمَا جُدَّ الذُّبَالُ فَزَادَ نُوْرَا عبدُ الرَّحمن بن الفريريجة الدُّحَيْليّ: 16166 - ويْلَاهُ لَا كَبِدي النّضْيجَةُ نَارُها ... تَخبُو وَلَا بكَ تسْمَحُ الأيَّامُ أَبْيَاتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الفُرَيْرِيْجَةِ الدُّحَيْلِيِّ: حَتَّامَ سُوْءُ الهَجْرِ مِنْكَ أُسَامُ ... وَإِلَامَ أُعْذَلُ فِي الهَوَى وَأُلَامُ مَا كُنْتَ أَوَّلَ عَاشِقٍ جَذَبَ الهَوى ... بِعِنَانِهِ وَحَوَى عَلَيْهِ غَرَامُ ¬
وَيْلَاهُ لا كَبِدِي النَّضِيْحَةُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: سَمَحَتْ بكَ اليَقَظَاتُ أَحْيَانًا ... وقَدْ عَادَتْ تَضِنُّ بِطَيْفِكَ الأَحْلَامُ فَكَأَنَّمَا العَيْشُ الَّذِي قَضَّيْتهُ ... بكَ قَبْلَ نَازِلَةِ الفِرَاقِ مَنَامُ قَسَمًا بِحُبِّيْكَ القَدِيْمُ وَأَنَّهُ ... القَسَمُ العَظِيْمُ وَحَبَّذَا الإِقْسَامُ لا اسْتَملَحَتْ عَيْنِي سِوَاكَ وَلَا حَلَا ... فِي القَلْبِ غَيْرُكَ مَا أَقَامَ شِمَامُ مِهيارُ: 16167 - وَيئسْتُ حَتَّى لو بَصُرتُ بنَارِهم ... لِقرًى شَكَكْتُ وَقُلتُ نَار حَريقِ * * * تَمَّ حرُفُ الواو وَالحمدُ للَّهِ وصَلَّى اللَّهُ عَلى النَّبي المُصْطَفَى مُحمَّدٍ وَآله وسَلّم تَكَمَّلَتْ عِدَّةُ أَبْيَاتِ حَرْفِ الوَاوِ أَلْفَانِ وَسَبْعَةٌ وَسِتُّوْنَ بَيْتًا فِي عَشْرِ كَرَارِيْسِ وَثَلَاثِ قَوَائِمٍ وَجِهَةٍ وَاحِدَةٍ. وَذَلِكَ عَدَا مَا عَلَى الحَاشِيَةِ مِنَ الأفْرَادِ وَغَيْرهَا لأَنَّ الجمْعَ زادَ عَنِ العَدَدِ المَطْلُوْبِ، فلم تَطِبِ النَّفْسُ بِإسْقَاطِهِ فَكُتِبَ عَلَى الحَاشِيَةِ مِنْ غيرِ تَرْتِيْبٍ، وَالحَمْدُ للَّهِ وَحْدَهُ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد وَآلِهِ وَسَلَّمَ. * * * ¬
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد [11]
الْكتاب: الدُّرُّ الفَرِيدُ وَبَيتُ القَصِيد التصنيف: موسوعة شعرية الْمُؤلف: مُحَمَّد بن أيدمر المستعصمي (الْمُتَوفَّى سنة 710 هـ) الْمُحَقق: الدكتور كَامِل سلمَان الجبوري الناشر: دَار الْكتب العلمية، بيروت عدد الصفحات: 6512 (13 مجلدًا) قِيَاس الصفحات: 17 × 24 سم سنة الطباعة: 1436 هـ - 2015 م بلد الطباعة: لبنان الطبعة: الأولى جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية والفنية مَحْفُوظَة لدار الْكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أَو تَصْوِير أَو تَرْجَمَة أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ أَو تسجيله على أشرطة كاسيت أَو إِدْخَاله على الكمبيوتر أَو برمجته على أسطوانات ضوئية إِلَّا بموافقة الناشر خطيًا.
حرف الهاء
حرف الهاء
حَرفُ الهَاءِ كاتبهُ عفَا اللَّهُ عنه: 16168 - هَابَكَ أَبطَالُ الرَّجالِ خُشّعًا ... وَذلَّ منْ صَولَتكَ الجَبَابِرُ أبو الغَمرِ الرَّازِي: 16169 - هَاتِى شُجَاعًا بِغَيرِ القَتل مَصرَعُهُ ... أُوجدك ألفَ جَبَانٍ غَير مقتولِ قَبْلهُ: فِي الجُبْنِ وَالنُّكُوْلِ عَنِ القِتَالِ: ظَلَّتْ تُشَجِّعنِي هِنْدٌ بِتَضلِيْلِ ... وَلِلشَّجَاعَةِ خَطْبٌ غَيْرُ مَجْهُوْلِ هَاتِي شَجَاعًا بِغَيْرِ القَتْلِ مَصْرَعُهُ. البَيْتُ ابْنُ الرُّومِيُّ يصفُ شعره: 16170 - هَاكَهَا وَالهًا إِلَيكَ عَرُوبًا ... تَتَثَنَّى رشَاقةً وَدَلَالَا بَعْدَهُ: لَمْ أَقُلْ هَاكَهَا لِشَيْءٍ سوى ... العَادَةِ وَالشِّعْرِ يَرْكَبُ الأَهوَالا مَنْطِقٌ يَطْرَحُ الكُنَى وَيُسَمِّي ... مَنْ يُكَنَّى وَلَا يُبَالِي مَبَالَا جَاهِلِيٌّ كَمَا عَلِمْتَ وَلَكِنْ ... لَا تَرَاهُ يُعَامِلُ الجُهَّالَا الرَضيّ الموسَوي: ¬
16171 - هَامَتْ بِك العَيْنُ لَمْ تَتْبعْ سِوَاك هَوًى ... مَن اعْلَم العْينَ إِنَّ القَلْبَ يهواكِ ومن باب (هَانَ) قَوْلُ الحِيْصِ بِيْصِ من أَبْيَاتٍ (¬1): هَانَ عِنْدِي الزَّمَانُ بُؤْسي وَنُعْمي ... وَتَسَاوَى نَحْسٌ لَدَيَّ وَسَعْدُ وَإِذَا الحُبُّ لَمْ يَدُمْ فَسَواءٌ ... عَذُبَ الوَصلُ أَوْ أَمَرَّ الصَّدُّ أَبُو الغمرِ الرَّازِي: 16172 - هَانَتْ عَلَيَّ سَبِيْلُ العَار والعَذَلِ ... فَلَسْتُ اانَفُ مْن جُبْني وَمنْ فَشَلي أَبْيَاتُ أَبِي الغُمْرِ الرَّازِيِّ أَوَّلُهَا: هَانَتْ عَلَيَّ سَبِيْلُ العَارِ وَالعَذْلِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنِّي بَخلْتُ بِنَفْسٍ لَا يُجَادُ بِهَا ... ولستُ بِالمَالِ تَبْغِيْهِ أَخا بُخْلِ هَيْهَاتَ يَأْبَى ليَ التَّغريْرُ فَلْسَفَةٌ ... تَرَى حُضُوْرَ الوَغَى ضَرْبًا مِنَ الزَّلَلِ مَتَى رَأَيْتَ شُجَاعًا مَاتَ بِالأَجَل ... أَوْ نَالَ مِنْ لذَّةِ الدُّنْيَا مَدَى الأَمَلِ كَأَنَّ آجَالَ شُجْعَانِ الوَرَى جُعِلَتْ ... فِي أَنْفُسِ البِيْضِ وَالخَطِيَّةِ الذُّبُلُ لَا تَنْكِحٍ الحَرْبَ إِنَّ الحَرْبَ دَاهِيَةٌ ... تَنْصَبُّ بِالصَّابِ صَبَّ الكَاعِبِ العطلِ مَنْ يَفْترِعْهَا فَيَحْبِلُهَا سَيُنْتِجُهَا ... دَهيَاءَ قَبْلَ تَمَامِ الجَّمْلِ وَالحَبَلِ محمَّد بنَ زيدَ: 16173 - هَانَت عَلَيَّ نَوائبُ الدَّهِرّ ... فَلْيَجْر كَيْفَ يحبُّ أنْ يَجْري بَعْدَهُ: هَلْ بَعْدَ مَوْتكَ مَا أُحَاذِرُهُ ... يَا بِكْرُ كُلُّ مُصِيْبَةٍ بِكْر ابن أبي الأسودِ في أبله: ¬
16174 - هَايِمٌ لو قُدَّ مِنْهُ نِصْفُهُ ... وهَوْ فيِ غَمرَة فِكْرٍ مَا عَقَلْ 16175 - هَبِ البَعْث لَم تأْتنَا نُذْرُهُ ... وَجَاحِمَةُ النَّارِّ لَم تُضُرَّم بَعْدَهُ: أَلَيْسَ بِكَافٍ لِذِي فِكْرَةٍ ... حَيَاءُ المُسِيْءِ مِنَ المُنْعِمِ أَبُو العتاهيةِ: 16176 - هب الدُّنيا تُساقُ إلَيكَ عَفْوًا ... أَليْسَ مَصيرُ ذَاكَ إِلَى زَوَالِ بَعْدَهُ: وَهَبْ جَدِّي زَوَى لِي الأَرْضَ طرًّا ... ألَيْسَ المَوْتُ يَزْوِي مَا زَوَى لِي وَمَا دُنْيَاكَ إِلَّا مِثْلُ فَيْءٍ ... أَظَلَّكَ ثُمَّ آذَنَ بِانْتِقَالِ ومن باب (هَبْ) قَوْلُ تَاجُ الدَّوْلَةِ أَحْمَدُ بن عَضدِ الدَّوْلَةِ، وتروى لأَبِي إِسْحَاقِ الصَّابِئ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ مَحْبَسِهِ (¬1): هَبِ الدَّهْرَ أَرْضَانِي وَأَعْتَبَ صَرْفُهُ ... وَأَعْقَبَ بِالحُسْنَى مِنَ الحَبْسِ وَالأَسْرِ فَمَنْ لِي بِأَيَّامِ الشَّبَابِ الَّتِي مَضتْ ... وَمَنْ لِي بِمَا أَنْفَقْتُ بِالحَبْسِ مِنْ عُمْرِي؟ ومن باب (هَبَّتْ) قَوْلُ القَاضِي بن الشَّهرَزُوْرِيِّ، وَهُوَ بَابُ حُسْنِ الاسْتِعَارَةِ وَحَلَاوَتِهَا: هَبَّتْ رِيَاحُ وِصَالِكُمْ سِحْرًا ... بِحَدَائِقِ الشَّوْقِ فِي قَلْبِي وَاهتَزَّ عُوْدُ الوَصْلِ مِنْ طَرَبِ ... وَتَسَاقَطَتْ ثَمَرٌ مِنَ الحُبِّ وَمَضَتْ خُيُوْلُ الهَجْرِ شَارِدَةً ... مَطْرُوْدَةً بِعَسَاكِرِ العُرْبِ وَبَدَتْ شُمُوْسُ الوَصْلِ خَارِقَةً ... بِشُعَاعِهَا لِسَرَادُقِ الحُجْبِ فَبَقِيْتُ لَا شَيْءٌ أُشَاهِدُهُ ... إِلَّا حَسبْتُ بِأَنَّهُ حُبِّي ¬
ابْنُ الروميِّ: 16177 - هَبِ الرّوَض لَا يثنى عَلَى الغَيثِ نَشرُهُ ... امَنْظَرهُ يُخفي مَآثَرهُ الحُسنَى قَبْلهُ: سَأُثْنِي بِنعْمَاكَ الَّتِي لَوْ كَفَرْتُهَا ... لأَثنتْ بِهَا مِنِّي شَوَاهِدُ لَا تَخْفَى هَب الرَّوْضَ لَا يُثْنِي عَلَى الغَيْثِ نشرُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ نُصَيْبٍ: وَلَوْ سَكَتُوا أَثْنَتْ عَلَيْكَ الحَقَائِبُ. وَقَالَ الشَّمَرْدلِيُّ (¬1): أَيَادِيْكَ لَا تَخْفَى مَوَاقِعُ صوْبَهَا ... إِذَا مَا ضيِّعَ الحَمْدُ وَالشُّكْرُ وهل تَسْتَطِيع الأَرْضُ مِنْ بَعْدِ مَا انْطَوَتْ ... عَلَى رَيِّهَا إِنْكَارَ مَا فَعَلَ القَطْرُ أَبُو الفتحِ البُستي: 16178 - هَبِ الشَّبِيْبة تُبدي عُذْرَ صَاحِبهَا ... مَا عُذْرُ أَشيْبَ يَستَهويهِ شَيْطَانُ 16179 - هَبِ المَشِيْب تُداوى الْخطْر شَابعَهُ ... فَكْيفَ ليْ بدواءٍ يُذْهبُ الصَّلعَا إبرَاهيم الغَزيُّ: 16180 - هَبْ أَنَّ أَهْلَ الفَضْلِ عنَّ وجُودُهمُ ... أَخلَا بَسِيْطُ الأرض عَنْ إنسْانِ يقول ذَلِكَ فِي هَجْوِ طَبِيْبٍ: لِفَسَادِ أَمْزِجَةِ المَكَارِمِ رَأيُهُ ... مَعْ جَهلِهِ بِطَبَائِعِ الأَبْدَانِ كَمْ قَالَتِ الدُّنْيَا لَهُ إِذْ نَالَهَا ... رِبْحُ اللَّئِيْمِ نِهَايَةُ الخُسْرَانِ قُدِّمْتَ بِالقَدَمِ المَشُوْمَةِ وَالَّتِي ... هَلكَ الإنَاثُ بِهَا مَعَ الذُّكْرَانِ ¬
وَمِنَ العَجَائِبِ أَنَّ شُؤْمَكَ نَافِقٌ ... كَالسّمِّ بِيْعَ بِأنْفَسِ الإثْمَانِ هَبْ أَنَّ هَذَا الفَضْلَ عِزَّ وُجُوْدهُمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَإِذَا تَقَلَّبَتِ اللَّيَالِي بِالوَرَى ... رَكَّبْنَ زُجًّا فِي مَكَانِ سِنَانِ وَالجهلُ مِغْنَاطِيْسُ إِدْرَاكِ المُنَى ... وَالرِّزْقُ يُغْنِي عَنْ بُدُوِّ لِسَانِ فَخر الدين الدِّمشقي الوَاعِظ: 16181 - هَبْ غَرامي كَتَمتُهُ عَنْكَ جُهدي ... كَيْفَ يَخْفَى علَيك ما لَيس يَخْفَى 16182 - هَبْكَ الإمَامُ كُنْتَ مُنتَفعًا ... بِلذَاذَة الدُّنْيَا مَعَ السَّقَمِ 16183 - هَبْكَ قَدْ نلْتَ كُلَّمَا تَحملُ الأر ... ضُ فهَلْ بَعدَ ذَاكَ إِلَّا المنَّية الطَّالِقانِي: 16184 - هَبَلَتكَ أمُّكَ هَبْكَ منْ بقَرِ الفَلَا ... مَا كُنُتَ تَلْفظُ مرّةً بصَوَابِ أَبُو تمَّامٍ: 16185 - هَبْ مَنْ لَهُ شَيءٌ يُريْدُ حجَابَهُ ... مَا بَالُ لَا شَيءٌ عَلَيْهِ حجَابُ يقول أَبُو تَمَّامٍ هَذَا فِي مُوْسَى بن إِبْرَاهِيْم الرَّافِقِيِّ أَوَّلُهَا: فَاضَ اللِّئَامُ وَغَاضَتِ الأَحْساَبُ ... وَاجْتُثَّتِ الشُّرُفَاتُ وَالآدَابُ فَكَأَنَّ يَوْمَ البَعْثِ فَاجَأَهُمْ ... فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمُ وَلَا أَسْبَابُ مَا زَالَ وُسْوَاسِي لِعَقْلِي خَادِعًا ... حَتَّى رَجَا مَطَرًا وَلَيْسَ سَحَابُ هَبْ مَنْ لَهُ شَيْءٌ يُرِيْدُ حِجَابَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: مَا إِنْ سَمِعْتُ وَلَا أَرَانِي سَامِعًا ... أَبَدًا بصحراء عَلَيْهَا بَابُ مَنْ كَانَ مَسْلُوْبَ الحَيَاةِ فَوَجْهُهُ ... مِنْ غَيْرِ بَوَّابٍ لَهُ بَوَّابُ ¬
قَالَ مُحَمَّدُ بن عَلِيِّ بنِ الحُسَيْن بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهُمُ السَّلَامُ: مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَأَنْعَمَ عَلَى النَّاسِ، فَقَدْ أَخَذَ أَمَانًا مِنَ الذَّمِّ، وَخَلَعَ رِبْقَةَ سُوْءِ العَوَاقِبِ مِنْ عُنْقِهِ. عليُّ بن جبلةَ: 16186 - هَبْنَا بِلَا شَافعٍ جئنَا وَلَا سبَبٍ ... الَسْتَ أَنْتَ إِلَى مَعْروفكَ السَّبَبُ محمَّد بن أحمد الخَفاجيَّ: 16187 - هَبْني أخَاء طَرفي في تَأمُّلِهِ ... فَكَيْفَ اخْدَعُ قَلْبًا لَيْسَ يَنْخَدِعُ محمَّد بن شِبلٍ: 16188 - هَبِنْي إِذَا مَا اشَتَكَيتُ السِنَّ أَنزعُهَا ... فَكيْفَ أَصْنَعُ وَالشكُوَى منَ البَصرَ قَبْلهُ: أَقُوْلُ لِلنَّفْسِ كُفِّي عَنْ نَوَافِرِهِمْ ... مِنِّي وَإِنْ سَاءَنِي وَأَسَرَّنِي ظَفَرِي هَبْنِي إِذَا مَا اشْتَكَيْتُ السِّنَّ أقْلَعُهَا. البَيْتُ 16189 - هَبنِي أسَأتُ كَمَا زَعَمَتَ ... فَأينَ عَاطِفةُ الأُخُوَّة بَعْدَهُ: وَلَئِنْ أَسَأْتَ كَمَا أَسَأتُ ... فَأَيْنَ فَضْلُكَ وَالمُرُوَّه أَبُو بكر بن اللَّبانةِ: 16190 - هَبْني أَسَأْتُ وَمَا فعَلتُ لَا وَلَيْسَ ... لي إِلَّا هوَاكَ أَليْسَ ممَّا يَنْفَعُ ¬
مِثْلُهُ قَوْلُ إِبْرَاهِيْم بن سُيَابةَ (¬1): هَبْنِي أَسَأْتُ وَمَا أَسَأْتُ أُقِرُّ كَيْ ... يَزْدَادَ عَفْوُكَ بَعْدَ طُوْلِكَ طُوْلَا أَبْيَاتُ أَبِي بَكر ابنِ اللَّبَانَةِ شَاعِرُ آلِ عَبَّادٍ مُلُوْكِ المَغْرِبِ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا المُعْتَمِد عَلَى اللَّهِ صَاحِبِ المَغْرِبِ يَقُوْلُ مِنْهَا (¬2): يا أَيُّهَا البَدْرُ الَّذِي قَدْ كَانَ لِي ... حَوْلَيْهِ فِي أُفُقِ السَّعَادَةِ مَطْلَعُ وَالرَّوْضَةُ الغَنَّاءُ كُنْتُ أَرُوْدُهَا ... وَاليَوْمَ عَنْ شَمِّي شَذَاهَا أُمْنَعُ مَا كَانَ أَرْفَعَ مَوْضِعِي إِذْ كَانَ لِي ... فِي جَانِبِ العَلْيَاءِ عِنْدَكَ مَوْضِعُ أَيَّامَ أطْلُب مَا أَشَاءُ فَيَنْقَضِي بكَ ... حَيْثُ أَدْعُو مَنْ أَشَاءُ فَيَسْمَعُ وَأَمُدُّ كَفِّي نَحْوَ كُلِّ عَلِيَّةٍ ... وَأَنَامِلِي فِي طُوْلهَا بك أَذْرُعُ عَهْدٌ مَضَى عَقِبَ الصِّبَى لَكِنَّهُ ... عَهدًا إِذَا مَا شَاءَ فَضْلُكَ يَرْجعُ حَاوَلْتُ أَسْبَابَ الرِّضَا فَوَجَدْتُهَا ... مَا لَمْ تَكُن فِي عَطْفَةٍ تَتَمَتَّعُ وَقَنَعْتُ حَيْثُ أَرَاكَ بِالحَالِ الَّتِي ... لَمْ تَخْدَعَنْكَ لَوْ أَنَّ ذَلِكَ مُقْنِعُ هَبْنِي أَسَأْتُ وَمَا فَعَلْتُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كُنْ كَيْفَ شِئْتَ بِحَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّ لِي ... شُكْرًا تُحِبُّ بِهِ الرِّكَابُ وَتَمْنَعُ أَنْتَ السَّحَابُ عَلَى مَكَانٍ يَنْهَمِي ... بِالمكْرُمَاتِ وَعَنْ مَكَانٍ يُقْلَعُ 16191 - هَبْني أَهَابُكَ لَا أبثُّكَ كُلَّمَا ... ألقَاهُ مِنْكَ الَسْتَ ممَّنْ يَعُلَمُ مِثْلُهُ فِي قَوْلِ آخَرَ: هَبْنِي أَهَابُكَ لَا أَبُثُّكَ كُلَّمَا ... كَلَمَ الزَّمَانُ وَأَحْدَثَتْ أَحْدَاثُهُ أَيَجُوْزُ فِي شَرْعِ المَكَارِمِ تَرْكُ مَنْ ... ظَهَرَتْ خَصَاصَتهُ وَأَنْتَ عِيَانُهُ أَبُو الفَتح البُستيُّ: ¬
16192 - هبْني بِجُهدِي قدْ حَصَّلتُ رِزقَ غَدٍ ... فَمِن ضَمِينِي بِتَحصِيل الحَيَاةِ غَدَا كَاتبهُ عَفا اللَّهُ عنه: 16193 - هَبْني بَلَغتُ الَّذي قَد كنُتُ آمُلُهُ ... ألَيسَ آخرُه يُفْضي إلي التَلَفِ يَقْرُبُ منه قَوْلُ الحَمَّانِيِّ (¬1): هَبْنِي بَقِيْتُ عَلَى الأَيَّامِ وَالأَبَدِ ... وَنلْتُ مَا شِئْتُ مِنْ مَالٍ وَمِنْ وَلَدِ مَنْ لِي بِرُؤْيَةِ مَنْ قَدْ كُنْت آلِفُهُ ... وَبالشَّبَابِ الَّذِي وَلَّى فَلَمْ يَعُدِ لَا فَارَقَ الحُزْنُ قَلْبِي بَعْدَهُمْ أَبَدًا ... حًتَّى يُفَرَّقَ بَيْنَ الرُّوْحِ وَالجَسَدِ 16194 - هَبْني تبدَّلْتُ دارًا غَيرُ دَارِهِم مَاءً ... ومَرعًى فَأَينَ الأَهلُ وَالجَارُ قَبْلهُ: يا سَعْدُ حَدِّثْ بِهِمْ إِنْ شَطَّتِ الدَّارُ ... فَالصَّبُّ يُؤْنسُهُ فِي البَيْنِ إِخْبَار هَبْنِي تَبَدَّلْتُ دَارًا غَيْرَ دَارِهِم. البَيْتُ 16195 - هَبْني تَصبَّرتُ عَلَى مَا تَرَى ... أمَا يَرَى اللَّهُ الَّذي تصَنَعُ ابْنُ شمسِ الخِلافَةِ: 16196 - هَبْني جَنَيْتُ وَمَا جَنَيْتُ ... فَأَينَ عَفْوُكَ عَنْ ذُنُوبي أَبْيَاتُ جَعْفَر بن شَمْسِ الخِلَافَةِ مَنْقُوْلٌ مِنْ خَطِّهِ: يا مَنْ لِقَلْبٍ أَسْلَمتهُ ... يَدُ الغَرَامِ إِلَى الوَجِيْبِ صَدَّ الحبيبُ فَحَلَّ بِي ... مَا لا أُحِبُّ مِنَ الحبيبِ وَلَكَمْ جَفَا مِنْ وَاصِلٍ ... وَلَكُمْ تَبَاعَدَ مِنْ قَرِيْبِ يا طَلْعَةَ البَدْرِ المُنِيْرِ ... وَقَامَةَ الغُصْنِ الرَّطِيْبِ ¬
هَبْنِي جَنَيْتُ وَمَا جَنَيْتُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَلْزَمْتنِي ذَنْبَ الزَّمَانِ وَمَا ... جَنَاهُ مِنَ المَشِيْبِ وَمَنِ الَّذِي يَشْفَى إِذَا ... جَاءَ السّقَامُ مِنَ الطَّبِيْبِ أَبُو زُهيرٍ: 16197 - هَبْني ظَلمتُكَ فَاغتَفر لي زَلَّتي ... هذا مقامُ المُسْتَجِيْرِ العَايِذِ قَبْلهُ: وَزعمْتَ أَنِّي ظَالِمٌ فَهَجَرْتَنِي ... وَرَمَيْتَ فِي قَلْبِي بِسَهمٍ نَافِذِ هَبْنِي ظَلَمْتُكَ فَاغْتَفِرْ لِي زَلَّتِي. البَيْتُ أَبُو دهبلٍ الجُمجمي: 16198 - هَبُوني امرءًا مِنْكُم أَضلَّ بعيرَ ... هُ لَهُ ذِمَّه إِنَّ الذِّمامَ كَبِيْرُ ومن باب (هَبِيْنِي) قَوْلُ أَبِي إِسْحَاقِ إِبْرَاهِيْم السُّوَيْقِيِّ مَوْلَى آلِ المُهَلَّبِ بن أَبِي صَفْرَةَ (¬1): هَبيْنِي يا مَعَذِّبَتِي أَسَأْتُ ... وَبِالهِجْرَانِ قَبْلَكُمُ بَدَأْتُ فَأَيْنَ الفَضْلُ مِنْكِ فَدَتْكِ نَفْسِي ... إِذَا أَسَأْتِ كَمَا أَسَأْتُ؟ قَالَ أَبُوْ إِسْحَاق مَوْلَى المهَالِبَةِ: تَتَابَعَتْ عَلَيَّ سُنُوْن ضَيِّقَة وَطَالَ عَلَيَّ الضُّرُّ وَأَلَحَّ العُسْرُ مع كثْرَةِ العِيَالِ وَقِلَّةِ ذَاتِ اليَدِ، وَكُنْتُ أَقْصُدُ بِالشِّعْرِ أَهلَ الإِفْضَالِ حَتَّى جَفَانِي كُلُّ صَدِيْقٍ وَمَلَّنِي مَنْ كُنْتُ أَقْصُدُهُ فَأضَرَّني ذَلِكَ جِدًّا فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ شَدِيْدُ البَرْدِ جَالِسٌ مَعَ أمْرَأَتِي قَالَتْ: يا هَذَا قَدْ طَالَ عَلَيْنَا الفَقْرُ وَأَبْغَضْنَاكَ فَاخْرُجْ عَنْ نَفْسِكَ وَدَعْنِي وَهَؤُلَاءِ الصِّبْيَانِ يا مَشُؤوْم تَعَلَّمْتَ هَذِهِ الصِّنَاعَةَ الَّتِي لا تُجْدِي عَلَيْكَ شَيْئًا، وَأَلَحَّتْ عَلَيَّ فِي الخُصُوْمَةِ، فَخَرَجْتُ عَلَى وَجْهِي مُسْتَجِيرًا وَعَلَيَّ خِلَق لا أَدْرِي أَيْنَ ¬
أَقْصُدُ وَأَخَذَتْنِي السَّمَاءُ بِغَيْثٍ مُتَدَارِكِ فَدَفَعْت إِلَى بَابٍ وَعَلَيْهِ رَوْشَنٌ لَطِيْفٌ وَسَمِعْتُ نَغْمَةً رَخِيْمَةً وَرَاءَ البَابِ تُعَاتِبُ أُخْرَى وَهِيَ تَقُوْلُ فَعَلْتِ وَفَعَلْتِ فَقَالَتْ لَهَا الأُخْرَى بِنَغْمَةٍ رَخِيْمَةٍ جُعِلْتُ فِدَاكِ إِنْ كُنْتُ أَسَأْتُ فَاغْفِرِي وَاحْفَظِي فِي بَيْتَيْنِ لإبْرَاهِيْمِ السُّوَيْقِيِّ مَوْلَانَا فَقَالَتْ: نَعَمْ يَبْلِغُنِي أَنَّ عِنْدَهُ أَشْعَارًا لَطِيْفَةً فَأَنْشَدَتْهَا قَوْلي: هَبيْنِي يا مَعَذِّبَتِي أَسَأْتُ. البَيْتَانِ. فَقَالَتْ: ظَرُفَ وَاللَّهِ وَأَحْسَنَ، قَالَ أَبُوْ إِسْحَاقَ فَلَمَّا سَمِعْتُ شِعْرِي وَذِكْرِي وَقَوْلهَا مَوْلَانَا عَلِمْتُ أَنَّهَا بَعْضُ نِسَاءِ المَهَالِبَةِ فَفَتَحْتُ البَابَ وَهَجَمْتُ عَلِيْهِمَا فَصَاحَتَا مَا وَرَاءَكَ يا شَيْخُ؟ فَقُلْتُ: لا تَحْتَشِمِي فَإِنِّي عَبْدُكِ وَمَوْلَاكِ أَنَا إِبْرَاهِيْمُ السُّوَيْقِيِّ فَباللَّهِ وَبِحَقِّ حُرْمَتِي مِنْكِ إِلَّا مَا شَفَّعْتِيْنِي فِيْهَا وَوَهَبْتِ لِي ذَنْبُهَا فَأَنَا الَّذِي أَقُولُ (¬1): خُذِي بِيَدِي مِنَ الحُزْنِ الطَّوِيْلِ ... فَقَدْ يَعْفُو الخَلِيْلُ عَنِ الخَلِيْلِ أَسَأْتُ فَأَجْمِلِي تفْدِيْكِ نَفْسِي ... فَمَا يَأْتِي الجمِيْلُ سِوَى الجمِيْلِ فَقَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ. ثُمَّ قَالَتْ: أَبَا إِسْحَاقَ مَا هَذِهِ الهَيْئَةُ الرَّثَّةُ؟ فَقُلْتُ: يَا مَوْلَاتِي تَعَدَّى عَلَيَّ الدَّهرُ وَأَضَرَّ بِي الفَقْرُ وَكَسَدَتْ صِنَاعَتِي وَكَثُرَتْ عَائِلَتِي. فَقَالَتْ: عزَّ عَلَيَّ ذَلِكَ وَأَوْمَأَتْ إِلَى الأُخْرَى فَضَرَبَتْ بِيَدِهَا إِلَى كُمِّهَا فَشَالَتْ مِنْهُ دُمْلُجًا مِنْ سَاعِدَيْهَا ووثبت بِالأُخْرَى فَشَالَتْ دُمْلُجًا آخَرَ ذَهَبًا وَقَالَتْ: يَا إِسْحَاقَ خُذْهُمَا وَاقْعُدْ عَلَى البَابِ فَخَرَجْتُ هُنَيْهَةً فَإِذَا الجارِيَةُ قَد خَرَجَتْ وَمَعَهَا مِنْدِيْلٌ فِيْهِ خَمْسَةُ أَثْوَابٍ وَصِرَّةً فِيْهَا أَلْفُ دِرْهَمٍ وَقَالَتْ: مَوْلَاتِي تَقُوْلُ لَكَ: أَنْفِقْ هَذِهِ فَإِذَا احْتَجْتَ فَصِرْ إِلَيْنَا يُعَوِّضُكَ اللَّهُ. فَأَخَذْتُ ذَلِكَ وَعُدْتُ إِلَى البَيْتِ فَلَمَّا فَتَحْتُ البَابَ صَاحَتِ امْرَأَتِي جِئْتَ بِشُؤْمِكَ يَا خَبيْث فَطَرَحْتُ الثِّيَابَ وَالدَّرَاهِمَ وَالدُّمْلَجَيْنِ بَيْنَ يَدَيْهَا فَبهتَتْ وَقَالَتْ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قُلْتُ: مِنَ الشَّيْءِ الَّذِي تَشَاءَمْتِ بِهِ وَزَعِمْتِ أَنَّهَا صِنَاعَةٌ لا تُجْدِي. فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ عِنْدِي أَنَّ صِنَاعَتَكَ هَذِهِ فِي غَايَةِ الشُّؤْمِ وَهِيَ اليَوْمَ عِنْدِي فِي غَايَةِ البَرَكَةِ. 16199 - هبَةُ السِّكِّيْنِ فيْمَا زعَمُوا تَقْطَعُ الْوَصْـ ... ـلَ منَ الَوجْهِ الحَسَنْ ¬
قَبْلهُ: لَسْتُ بِالوَاهِبِ سِكِّيْنًا لِمَنْ ... كَانَ خِلِّي وَأَلِيْفِي وَسَكَنْ هِبَةُ السِّكِّيْنِ. البَيْتُ. وَقَالَ آخَرُ (¬1): لِي صَاحِبٌ قَدْ مَلِلْتُ صُحْبَتُهُ ... أَثْكَلَنِي اللَّهُ قرْبَهُ عَجِلَا أَخَذْتُ سِكِّيْنهُ وَخَاتِمهُ ... لِيقْطَعَا بَيْنَنَا فَمَا فَعَلَا 16200 - هَبيْني امرءًا إمَّا برَيئًا ظَلَمْتِهِ ... وإما مُسِيْئًا تَابَ بَعْدُ وَأَعْتَبَا 16201 - هَبِيْني امرءًا إن تُحسِنِي فَهُوَ شَاكِرٌ ... لذَاكَ وَإِنْ لَم تُحسِنِي فَهو صَافحُ ومن باب (هَبْنِي) قَوْل مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أَبِي الغَنَائِمِ الجهرمِيِّ (¬1): هَبْنِي كَمَا زَعَمَ الوَاشُوْنَ لا زَعَمُوا ... أَخْطَأْتُ حَاشَايَ أَوْ زَلَّتْ بِيَ القَدَمُ وَهَبْكَ ضَاقَ عَلَيْكَ العُذْرُ عَنْ جُرمٍ ... لَمْ أَجْنِهِ أَيَضيْقُ العَفْوُ وَالكَرَمُ مَا أَنْصَفتنِي فِي حُكْمِ الهَوَى أُذُنٌ ... تُصْغِي لِوَاشٍ وَعَنْ عُذْرِي بِهَا صَمَمُ يُقَال: إِنَّ هَذِهِ الأَبْيَات الثَّلَاثُ لِسَيْفِ الدَّوْلَةِ صَدَقَة بن مَزْيَدٍ وَأَنَّهُ كَتَبَ بِهَا إِلَى السُّلْطَانِ مُحَمَّدٍ. ابْنُ الدُّمَينةِ: 16202 - هَجَرْتُ اجتنَابًا غَير صُرمٍ وَلَا قلًى ... أُمَيْمَةُ مَهجُورٌ إِليَّ حَبيبُ 16203 - هَجَرتُ حَبيبًا كُنتُ أَحسبُ أَننَّي ... سَّأقضي حَيَاتي قَبلَ هجرانه وَجدَا ¬
ومن باب (هَجَرْتُ) قَوْلُ آخَر: هَجَرْتُ أَخِلَّائِي وَلَازَمْتُ مَنْزِلي ... أُحَرِّرُ شَيَّئًا أَوْ أُطَالِعُ دَفْتَرَا وَعُذْرِيَ فِي هجْرَانِهِمْ جِدُّ وَاضِحٌ ... لأنَّ مَتَاعِي عِنْدَهُمْ لَيْسَ يُشْتَرَى وَكَيْفَ أُدَانِيْهِمْ وَأُوثِرُ وَصْلَهُمْ ... وَجَاءَ ذَوِي الأَلْبَابِ فِيْهِمْ كَمَا تَرَى قَالَ إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيْم: قَالَ لِي الرَّشِيْدُ: مَا أَحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي رِيَاضَةِ النَّفْسِ عَلَى هجْرَانِ الحَبِيْبِ؟ فَقُلْتُ قَوْلُ الأَعْرَابِيّ (¬1): وَإِنِّي لأَسْتَحِي كَثيْرًا وَأَتَّقِي ... عُيُوْنًا وَسْتَبْقِي المُوَدَّةَ بِالهَجْرِ وَأَبْدَأُ بِالهُجْرَانِ نَفْسِي أَرُوْضُهَا ... لأَعْلَمَ عِنْدَ الهَجْرِ هَلْ لِيَ مِنْ صَبْرِ فَقَالَ: هَذَا مَلِيْحٌ وَلَكِنِّي وَاللَّهِ أَسْتَحْسِنُ قَوْلُ الأَعْرَابِيّ الغَزِلِ (¬2): خَشِيْتُ عَلَيْهَا العَيْنَ مِنْ طُوْلِ وَصْلِهَا ... فَهَاجَرْتُهَا يَوْمَيْنِ خَوْفًا مِنَ الهَجْرِ وَمَا كَانَ هَجْرَي لَهَا عَنْ مَلَالَةٍ ... وَلَكِنِّي جَرَّبْتُ نَفْسِي عَلَى الصَّبْرِ وَأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لِغُلَامٍ مِنْ فَزَارَةَ (¬3): وَأُعْرِضُ حَتَّى يَحْسَبَ النَّاس إِنَّمَا ... بِي الهَجْرُ لا وَاللَّهِ مَا بِي لَكَ الهَجْرُ وَلَكِنْ أَرُوْضُ النَّفْسَ أَنْظُرُ هَلْ لَهَا ... إِذَا فَارَقَتْ يومًا حبّها صَبْرُ وقول العَبَّاسِ بن الأَحْنَفِ (¬4): أَرُوْضُ عَلَى الهجْرَانِ نَفْسِي لَعَلَّهَا ... تَمَاسَكَ لِي أَسْبَابهَا حِيْنَ أَهجُرُ وَأَعْلَمُ أَنَّ النَّفْسَ تَكْذِبُ وَعْدَهَا ... إِذَا صَدَقَ الهجْرَانُ يَوْمًا وَتَغْدرُ وَمَا عَرَضَتْ لِي نَظْرَةٌ مُذْ عَرِفْتُهَا ... فَانْظُرُ إِلَّا مَثَّلْتُ حِيْنَ أَنْظُرُ ¬
وَقَالَ نُصيبٌ (¬1): وَأَبْدَأُ بِالهِجْرَانِ نَفْسِي أَرُوْضُهَا ... لأَنْظُرَ هَلْ لِي فِي تَبَاعُدِهَا صَبْرُ وَمَا لِي صَبْر إِنْ نَأَتْنِي وَلَا غِنًى ... وَمَا لِيَ فِي قُرْبِي إِلَى أَحَدٍ فَقْرُ وَقَالَ العَبَّاسُ بن الأَحْنَفِ (¬2): عَرَضْتُ عَلَى قَلْبِي الفِرَاقَ فَقَالَ لِي ... مِنَ الآنِ فَايْأَس لا أغرّكَ مِنْ صَبْرِي إِذَا صَدَّ مَنْ أَهوَى رَجَوْتُ وِصَالهُ ... وَفُرْقَةُ مَن أَهوَى أَحَرُّ مِنَ الجمْرِ هَؤُلَاءِ كُلَّهُمْ تَقَارَبُوا لَفْظًا وَمَعْنًى إِمَّا قَصْدًا وَإِمَا وَفَاقًا. ابْنُ الدُّمينَةِ: 16204 - هَجْرتُكِ أيَّامًا بِذِي الغَمْر إنَّني ... عَلَى هَجْر أيَّامٍ بذي الغَمْر نادمُ بَعْدَهُ: وَإِنِّي وَذاَكَ الهَجْر لَوْ تَعْلَمِيْنَهُ ... كَعَازِبَةٍ عَنْ طِفْلِهَا وَهِيَ رَائِمُ 16205 - هجَرتكِ لَا قلًى منَّي وَلَكِنْ وَجَدْ ... تُ بَقاءَ وُدّكِ في صُدودي بَعْدَهُ: كَهَجْرِ الهَائِمَاتِ الوِرْدِ لَمَّا ... رَأَتْ أَنَّ المَنِيَّةَ فِي الوُرُوْدِ تَفِيْضُ نُفُوْسُهَا أَسَفًا وَتَخْشَى ... حِمَامًا فَهِيَ تَنْظُرِ مِنْ بَعِيْدِ كَمَا نَظَرَ الأَسِيْرُ إِلَى طَلِيْقٍ ... يَؤُمُّ بِلَادَهُ لِشُهُوْدِ عِيْدِ 16206 - هَجرنَا الأحبَّة من أَجلِكُمُ ... فَلَيْسَ مِنَ العَدْلِ أَنْ تهجرُونَا بَعْدَهُ: ¬
فَتَبْقى وَلَا وَصْلُكُمْ عِنْدَنَا ... وَصْلُ مَنْ أَنتمُ تَعْلَمُوْنَا فَوَاللَّهِ مِنْذُ عَرَفْنَاكُمُ كَتَمْنَا ... هَوَاكُمُ كَمَا تَكْتُمُوْنَا فَلَا تَسْمَعُوا قَوْلَ وَاشٍ وَلَا ... نَحْنُ نَسْمَعُ مَا حَدَّثُوْنَا 16207 - هَجَوتُ زُهَيرًا ثُمَّ إني مَدَحْتُهُ ... وَمَا زالَتِ الأَشرافُ تُهجَا وَتُمدْحُ 16208 - هَدأَتْ منّي الضُّلُوعُ فَمَا اتْلفُ ... وَجْدًا ولَا أذوُبُ سَقَامًا دِعبلٌ: 16209 - هَدايَا النَّاسِ بَعضُهُم لبعضٍ ... تُوَلّدُ في قلُوبهم الوِصالَا بَعْدَهُ: وَتَزرَعُ فِي الضَّمِيْرِ هَوًى وَوُدًّا ... وَتَكْسُوْهُمْ إِذَا حَضرُوا جَمَالَا 16210 - هَدَرَ الَّطيْرُ وَمن ... عَادَاتِنَا أَكلُ الفَراخ ابْنُ خيَّاطٍ في مَالِكَ بن أنَس: 16211 - هَدي التَقيِّ وعِزُّ سُلَطانِ النُّهَى ... فَهو المَهيبُ ولَيسَ ذَا سُلطانِ سَعيدُ بنُ حميدٍ: 16212 - هَديَّتي تَقْصُرُ عَنْ همَّتِي ... وَهِمَّتي تَحلُوْ عَلَى مَالي بَعْدَهُ: فَخَالِصُ الوُدِّ وَمَحْضُ الوَلَا ... أَحْسَنُ مَا يُهدِيْهِ أَمْثَالِي ¬
أَبُو العتَاهيةِ: 16213 - هَذَا الزَّمانُ الَّح النَّاسُ فيهِ علَى ... زَهوِ المُلُوكِ وَأخَلَاقِ المَساكِينِ بَعْدَهُ: أَمَّا عَلِمْتَ جَزَاكَ اللَّه صَالِحَةً ... وَزَادَكَ الخَيْرَ خَيْرًا يَا ابْنَ يَقْطِيْنِ إِنِّي أُرِيْدُكَ لِلدُّنْيَا وَعَاجِلهَا ... وَلَا أُرِيْدُكَ يَوْمَ الدِّيْنِ لِلّدِيْنِ 16214 - هذا الزَّمانُ الَّذي كُنَّا نُحذرَّهُ ... فِيْما يُحدّثُ كَعبٌ وَابنُ مَسعُودِ بَعْدَهُ: إِنْ دَامَ ذَا الدَّهرُ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى أَحَدٍ ... يَمُوْتُ مِنَّا وَلَمْ نَفْرَحْ بِمَوْلُوْدِ قِيْلَ كَانَ مُصْعَبُ بنُ الزُّبَيْرِ يَتَمَثَّلُ بِهُمَا كَثيْرًا. إبراهِيم الغَزِّي: 16215 - هَذَا الزَّمَانُ عَلَي مَا فيْهِ منْ كَدرٍ ... يَحكي انقلَابَ ليَاليْه بأَهليْه بَعْدَهُ: غَدِيْرُ مَاءٍ تَرَاءَتْ فِي أَسَافِلِهِ ... أَشْخَاصُ قومٍ قيامٍ فِي أَعَالِيْه ومن باب (هَذَا) قَوْلُ الخَوَارِزْمِيِّ في أَبِي زَيْدٍ (¬1): هَذَا أَبُوْ زَيْدٍ صَقَلْتُ حُسَامُهُ ... فَغَدَا بِهِ صَلْتًا عَلَيَّ وَأَقْدَمَا أَنْشَا يُجَهِّلُنِي بِمَا عَلَّمْتُهُ ... وَيَرِيْشُ مِنْ رِيْشِي لِيَرْمِي أَسْهُمَا فَأَجَابَهُ أَبُوْ زَيْدٍ يَقُوْلُ (¬2): ¬
يَا مُنْبضًا قَوْسًا بِكَفِّي أَحْكَمَتْ ... وَمُسَدِّدًا رمْحًا بِكَفِّي قُوِّمَا أَرْقَيْتَ بِي فِي سُلّمٍ حَتَّى إِذَا نِلْتَ ... الَّذِي تَهوَى كَسَرْتَ السُّلّمَا الرّضيّ المُوسَويّ: 16216 - هَذَا العزَاءُ وإِنْ تَحزنْ فَلا عَجبٌ ... إِنَّ البُكَاءَ بقَدْر الحَادِثِ الجَلَل ابْنُ جيَّا: 16217 - هَذَا العنَاءُ الَّذي لو قَدْ شعَرَتُ بِهِ ... أَشفقْتُ منْهُ ومَاذَا قَدرُ أشفاقي المُتنَبيُّ سيفُ الدَّولةِ: 16218 - هَذَا الّذي أَبصْرَتَ منْهُ حَاضِرًا ... مِثْلَ الَّذي أَبْصرتَ منْه غَايَبا لهُ أيضًا فِيهِ: 16219 - هَذَا الَّذي أفنَى النُضَارَ مَوَاهبًا ... وَعدَاهُ قَتْلًا وَالزَّمانَ تجَارِّبَا يقول مِنْهَا: كَالبَحْرِ يَقْذِفُ لِلْقَرِيْبِ جوهرًا ... جُوْدًا وَيَبْعَثُ لِلْبَعِيْدِ سَحَائِبَا كَالشَّمْسِ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَضَوْؤُهَا ... يَغْشَى البِلَادَ مَشَارِقًا وَمَغَارِبَا 16220 - هَذَا الَّذي قيْل لَه خَلَتِ القرُونُ ... وَذكرهُ وَحِدَيْثُهُ في كُتِبُهَا مَشْروْحُ 16221 - هَذَا الَّذِي قيْل لَهُ ... أَطْيَبَ مَا كَانَ فَي 16222 - هَذَا الَّذي لَيْسَّ للضَّعيفِ المُلمّ بهِ ... شَيءٌ سوَى الماء يَحْسُوْه عَلَى الرّيقِ 16223 - هَذَا المُسَمَّى بفِعْلِ الخَيْرِ نَافلةً ... دوُنَ الأَنامِ وَهَذا صَاحبُ الغَارِّ قَوْلُهُ: هَذَا المُسَمَّى بِفِعْلِ الخَيْرِ نافلةً، يُرِيْدُ طَلْحَةَ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَصَاحِبُ الغَارِ هُوَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ. ¬
المُتَنبي سَيف الدولةِ: 16224 - هَذَا المُعَدُّ لرَيْبِ الدّهر مُنْصَلتًا ... اعدَّ هَذَا لرأسِ الفَارِس البَطَل 16225 - هَذَا الْهِلَالُ يَروُقُ أَبصَارَ الوَرَى ... حُسْنًا وليْسَ كَحُسْنِهِ لتمَامِهِ رَشيدُ بن رميضٍ العَزيُّ: 16226 - هَذَا أوانُ الحَربُ فَاشتدّي زِيَمُ ... قَد لَفَّهَا اللَّيْلُ بسَوَّاقٍ حُطَمُ بَعْدَهُ: خَدِلج السَّاقَيْنِ خَفَّاقِ القَدَمْ لَيْسَ بِرَاعِي إِبْلٍ وَلَا غَنَمْ وَلَا بِجَزَّارٍ عَلَى ظَهْرِ وَضَمْ اسْتَشْهَدَ بِهَذِهِ الأُرْجُوْزَةِ الحَجَّاجُ بنُ يُوْسُفَ الثَّقَفِيّ عَلَى المِنْبَرِ فِي أَمْرِ نَفْسِهِ. قَالَ أَبُو تَمَّامٍ هِيَ لِرَشِيْدِ بنِ رُمَيْضٍ العَنْزِيِّ وَقَالَ المُبَرَّدُ بَلْ هِيَ قَوْلُ الخَطِيْمِ القَيْسِيِّ. زِيمُ اسْمُ فرَسٍ. وَالحُطْمُ هُوَ الَّذِي لَا يُبْقِي شَيْئًا مِنَ السَّيْرِ. يُقَالُ رَجُلٌ حُطَمٌ لِلَّذِي يَأْتِي عَلَى الزَّادِ كُلِّهِ لِشَدَّةِ أَكْلِهِ وَيُقَالُ لِلنَّارِ الَّتِي لَا تُبْقِي شَيْئًا لحُطَمَهُ. وَالوَضْمُ مَا قُطِعَ عَلَيْهِ اللَّحْمُ. 16227 - هَذَا الإِمَامُ عَليٌّ لم يَزل أبدًا ... مُفرّجٌ لجميعِ الهَمِّ وَالكُرَبِ محمَّد بن خازمٍ: 16228 - هَذَا بَخِيلٌ وَعندَهُ سَعَةٌ ... وذَا جَوادٌ من غَير ذَاتِ يَدِ ¬
16229 - هَذَا بمَا رقَدُوا عَمَّا شَرُفتُ بهِ ... لمَّا سَهِرتُ لَهُ في سَالِفِ الحقَبِ أَبُو عليٍ الكَاتب: 16230 - هَذَا بِهِ جنَّةُ الطُّغيَانِ من حُمقٍ ... أن لَم يَكُن مسَّهُ مَسٌّ منَ الخَبَلِ محمَّد بن القَاسم الأنبارِي: 16231 - هَذَا بَلَاغٌ لمن تَجَزَّى ... وَذَا كَثِيرٌ لمَن يَمُوتُ الصَنوبريُّ: 16232 - هَذَا جزاءُ الَّذي أَوليتَ من حَسَنٍ ... وَإِنَّما يَحصُدُ الإِنسانُ مَا زَرَعَا الوَزيرُ الطُغرائي: [من البسيط] 16233 - هَذَا جزاءُ امرئٍ أَقرانُه ذهَبُوا ... من قَبلِهِ فتَمَنَّى فُسحةَ الأَجلِ يقول قبلَهُ مِنْ قَصِيْدَتِهِ: تَقَدَّمَتْنِي رِجَالٌ كَانَ خَطْوَهُمُ ... وَرَاءَ خَطْوِي إِذْ أَمْشِي عَلَى مَهلِ هَذَا جَزَاءُ امْرِئٍ أَقْرَانُهُ ذَهَبُوا. البَيْتُ 16234 - هَذَا رَبيعَةُ فَاعرفوُهُ بوَجهِهِ ... كَانَ الأَميرَ فصَارَ كَلبَ الحَارِسِ 16235 - هَذَا زَمانٌ أَعضَلَت خُطُوبُهُ ... فَصَارَ فيهِ جَاهلًا أَديبُهُ بَعْدَهُ: وَعُدَّ فِيْهِ مُخْطِئًا مُصِيْبُهُ ... وَذُو اليَسَارِ لَا تُرَى عُيوْبُهُ مُسْتَقْبُحٌ عِنْدَهُمْ تَكْذِيْبُهُ ... إِنَّ الفَقِيْرَ جَمَّةٌ ذنُوْبُهُ أَبُو عبدُ اللَّه الحجَّاج: 16236 - هَذَا زَمَانُ النُغُولِ وَحدَهُـ ... ـم لَا كَانَ إِن دَامَ ذَا وَلَا كانُوا ¬
قَبْلهُ: قَدْ جُنَّ فِي خِلْقةِ الحَدِيْثِ ... لنَا مَعَاشِرٌ وَالجنُوْنُ أَلْوَانُ أَهَلْ زَمَانٍ مَا صَارَ يُعْجِبُهُمْ ... إِلَّا قَلِيْلُ الحَيَاءِ صَفْعَانُ لَهُمْ ثِيَابٌ يَرِوْقُ مَنْظَرُهَا ... وَلَيْسَ تَحْتَ الثِّيَابِ إِنْسَانُ هَذَا زَمَانُ النُّغُوْلِ وَحْدَهُمُ. البَيْتُ عبدُ اللَّهِ بن محمَّد أبي عُيَيْنَة: 16237 - هَذَا زَمانٌ بالنَّاسِ مُنقَلِبٌ ... ظَهرًا لبَطن جَديدُهُ خَلقُ قَبْلهُ: كُنَّا مُلُوْكًا وَكَانَ أَوَّلُنَا ... لِلجوْدِ وَالبَأسِ وَالعُلَى خُلِقُوا كَانُوا جِبَالًا عزًّا يُلَاذُ بِهِمْ ... وَرَائِحَاتٌ بِالوَبْلِ تَنْبَعِقُ كَانُوا بِهِمْ تُرْسَلُ السَّمَاءُ عَلَى الأَرْضِ ... غَيَاثًا وَتُشْرِفُ الأفقُ لَا يَرْتَقُ الرَّاتِقُوْنَ إِنْ فَتَقُوا ... فَتقًا وَلَا يَفْتِقُوْنَ مَا رَتَقُوا لَيْسُو كَمِعْزَى مَطِيْرَة نفت ... فَمَا بِهَا مِنْ سَحَابَةٍ لثَقُ وَالضُّعْفُ وَالجُبْنُ عِنْدَ نَائِبَةٍ ... تَنُوءُ بهمْ وَالحِذَارُ وَالفرَقُ هَذَا زَمَانٌ بِالنِّاسِ مَنْقَلِبٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: الأَسْدُ فِيْهِ عَلَى بَرَاثِنِهَا ... مُسْتَأخِرَتٌ تَكَادُ تَمَزِّقُ يُروي لعليٍ عليه السلام: 16238 - هَذَا زَمَانٌ لَيسَ إخوانُهُ ... يا أَيُّهَا المَرءُ بإِخوَانِ قَوْلُهُ: هَذَا زَمَانٌ لَيْسَ إخْوَانُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِخْوَانُهُ كُلُّهُمْ ظَالِمٌ ... لَهُ لِسَانَانِ وَوَجْهَانِ ¬
يَلْقَاكَ بِالبشْرِ وَفِي قَلْبِهِ ... دَاءٌ يُوَارِيْهِ بكِتْمَانِ حَتَّى إِذَا مَا غِبْتَ عَنْ عَيْنِهِ ... رَمَاكَ مِنْ زُوْرٍ ببُهتَانِ هَذَا زَمَانٌ هكذا أَهْلهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَا أَيُّهَا المَرْءُ فَكُنْ وَاحِدًا ... فَرْدًا وَلَا تَأْنَسْ بِإِنْسَانِ وَجَانِبِ النَّاسَ وَكُنْ حَافِظًا ... نَفْسَكَ فِي بَيْتٍ وَحِيْطَانِ رَوَاهَا المَرْزَبَانِيُّ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أَبِي طَالِبِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي دِيْوَانِ شِعْرِهِ الَّذِي جَمَعَهُ وَنَسَبَهُ إِلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. 16239 - هَذَا زَمانٌ لَيسَ يَحظَى به ... حَدَّثَنَا الأَعمَشُ عَن نَافعِ عليّ عليهِ السلامُ: 16240 - هَذَا زَمانٌ هَكَذَا أَهلهُ ... بالوُدِّ لَا يَصدُقُ إِثنَانِ 16241 - هَذَا سَوَادٌ بِلَا وَزيرٍ ... وَذَا وَزِيرٌ بِلَا سَوَادِ لَمَّا اسْتَوْزَرَ حَامِدُ بن العَبَّاسِ وَقُلِّدَ عَلَيّ بن عِيْسَى الدَّوَاوِيْنَ كَانَ العَمَلُ لِعَلِيّ بن عِيْسَى وَالاسْمُ لِحَامِدِ بنِ العَبَّاسِ فَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فَجَرَى مَجْرَى المَثَلِ: أَعْجَبُ مِنْ كُلِّمَا تَرَاهُ ... أَنَّ وَزِيْرَيْنِ فِي بلَادِ هَذَا سَوَادٌ بِلَا وَزِيْرٍ. البَيْتُ أَبُو العباس محمَّد النَامي: 16242 - هَذَا عَجاجٌ فأَين الأُفقُ وَهو فتًى ... وَتلكَ خَيلٌ فأَينَ الأَرضُ وَهي دَمُ المُتلَّمِس: 16243 - هَذَا عَلَى الخَسفِ مَربوطٌ برُمَّتِهِ ... وَذَا يُشَجُّ فلَا يَبكي لَهُ أَحَدُ ¬
النَّابِغة: 16244 - هَذَا غُلَامٌ حَسَنٌ وَجهُهُ ... مُستَقبلُ الخَيرِ سَريعُ التِّمَام قَالَ عَبْدُ المَلِكِ بن مَرْوَانَ لِلشَّعْبِيِّ وَقَدْ أَحْضرَهُ لِيُعَلِّمَ وَلَدَهُ الأَدَبَ: مَا تَقُوْلُ يَا شَعْبِيُّ فِي هَذَا الغُلَامِ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ: هَذَا غُلَامٌ حَسَنٌ وَجْهُهُ. البَيْتُ. مُتَمَثِّلًا بِهِ. وَالشِّعْرُ لِلنَّابِغَةِ يَقُوْلُ بَعْدَهُ: لِلحَارثِ الأَكْبَرِ وَالحَارثِ ... الأَصْغَرِ وَالحَارثِ خَيْرِ الأَنَامُ ثُمَّ ابنِ هِنْدٍ وَابْنِ هِنْدٍ فَقَدْ ... أَسْرَعَ فِي الخَيْرَاتِ مِنْهُ تَمَامُ خَمْسَةُ آبَاءٍ هُمُ مَا هُمُ هُمْ ... خَيْرُ مَنْ يَشْرَبُ مَاءَ الغمَامُ هَذِهِ الأَبْيَاتُ قَالَهَا فِي النُّعْمَانِ بنِ الحَارثِ الأَصْغَرِ بن الحَارثِ الأَعْرَجِ بنِ الحَارثِ الأَكْبَرِ مِنْ مُلُوْكِ حِمْيَرَ، وَكَانَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ قَدْ الْتَجَأَ إِلَيْهِ حِيْنَ خَافَ النُّعْمَانَ بنَ المُنْذِرِ وَفَارَقَهُ. العَبَّاس بن الأحنفِ: 16245 - هَذَا كِتَابٌ بدَمع عَيني ... أَملَاهُ قَلبي عَلَى بَنَانِي بَعْدَهُ: إِلَى حَبِيْبٍ كَنَيْتُ عَنْهُ ... أجَلّ ذِكْرَ اسْمِهِ لِسَانِي عَنْوَنَ بِهُمَا العَبَّاسُ عَلَى كِتَابٍ. 16246 - هَذَا كتَابُ فتًى لَهُ هِمَمٌ ... أَدَّت إِلَيكَ رَجَاءَهُ همَمُه بَعْدَهُ: ¬
أَفْضَى إِلَيْكَ بِسِرِّهِ قَلَمٌ ... لَوْ كَانَ يَعْقِلُهُ بَكَى قَلَمُه غَلَّ الزَّمَانُ يَدِي عَزِيْمَتِهِ ... وَهَوَى بِهِ مِنْ خَالِقٍ قَدَمُه يُوسف بن عبدُ الرَّحمن الصقلي، صفي الدولةِ: 16247 - هَذَا كتَابُ مُمَزَّق بيَدِ النَّوى ... قَد نَالَ منهُ تَباعُدُ الأَحبَاب بَعْدَهُ: فَالعَقْلُ منه بِالحِجَازِ وَقَلْبُهُ ... بِفَنَائِكُمْ وَالجِّسْمُ فِي عِيْذَابِ جِسْمٌ يُحَالِفُهُ الأَذَى حَتَّى غَدَا ... شَبَحًا تُقَلِّلُهُ يَدُ الأَوْصَابِ هُوَ الأَمِيْرُ أَبُو الفُتُوْحِ يُوْسُفُ بنُ الأَمِيْرِ مسْتَخْلِص الدولةِ عَبْدُ الرَّحْمَانِ بن الصِّقلِّيِّ. لَقيطٌ من قَصيدتَهِ: 16248 - هَذَا كِتَابي إلَيكُم والنَّذِيرُ لَكُم ... إِنّي أَرى الرّأيَ إِن لَم أُقصَ قَد نَصَعَا أَبُو عليِّ مَسكويِه: 16249 - هَذَا كَتَاجٍ عَلَى رَأسٍ تُعَظِّمُهُ ... وذَاكَ كَالشَّعرَ الجَافي عَلَى الذَنبَ أَبُو بكرٍ الخَوارزمِي: 16250 - هَذَا كَمَا قَد يُقَالُ في مَثَلٍ ... حُصِّصَتِ الدَارُ بَعدَ مَا خَربَت قَبْلهُ: يا جَالِي البِنْتِ بَعْدَمَا ثُقِبَتْ ... تُبَزِّرُ القِدْرَ بَعْدَمَا قُلِبَتْ هَذَا كَمَا قَدْ يُقَالُ فِي مَثَلٍ. البَيْتُ. قَالَهُمَا فِي رَجُلٍ جُلِيَتْ ابْنَتُهُ عَلَى الخِتَنِ وَهِيَ حِبْلَى منه لأَشْهُرٍ. ¬
ومن باب (هَذَا) قَوْلُ السّريِّ الرَّفَاء يَهْجُو: هَذَا لِسَانِكَ لا يَخْفَى لَهُ أَثَرٌ ... وَأَنْتَ كَالصِّلِّ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ سِرِّي لَدَيْكَ كَأَسْرَارِ الزُّجَاجَةِ لَا ... يَخْفَى عَلَى العَيْنِ مِنْهَا الصَّفْوُ وَالكَدَرُ فَاحْذَرْ مِنَ الشِّعْرِ كَسْرًا لَا انْجِبَارَ لَهُ ... فَلِلزُّجَاجَةِ كَسْر لَيْسَ يَنْجَبِرُ 16251 - هَذَا لَعَمرُكُم الصَّغَارُ بَعيِنِهِ ... لَا أُمَّ لِي إِن كَانَ ذَاكَ وَلَا أَبُ ابْنُ شمسِ الخِلافةِ: 16252 - هَذَا مَديحُكَ لَم أَقُلهُ ... تَجَمُّلًا يومًا وَلَا مُتصَنّعًا مُتَكَسِّبَا أَبُو العلاءِ المَعَّري: 16253 - هَذَا مُغيرٌ آخذٌ مَالَ ... ذَا وَذَا لهَذَا ظَالمًا يَقتُلُ بَعْدَهُ: كُلٌّ عَلَى هَيْئَتِهِ ذَاهِبٌ ... لَا يَعْرِفُ الآخَرُ مَا الأَوَّلُ ابْنُ المُعلِّمِ: 16254 - هَذَا مَقَامُ ذَليلٍ عَزَّ ناصِرُهُ ... يَشكُو إليكَ فهَل شَكوَاهُ تنفَعُهُ ابنِ حَيِّوس: 16255 - هَذَا هُوَ الشَرفُ الَّذي لَا يرتَقَى ... أَدنَاهُ وَالعِزُّ الَّذِي مَا نيلَا بَعْدَهُ: وَبِمَنْ تُقَاسُ وَقَدْ حَوَيْتَ مَآثِرًا ... تَأبَى لَكَ التَّشْبِيْهَ وَالتَّمْثيْلَا وَكَمِ ابْتَدَعْتَ غَرَائِبًا مِنْ سُؤْدَدٍ ... مَا كُنْتَ فِي طُرُقَاتِهَا مَدْلُوْلَا ¬
وَلَكَ الإدِلَّةُ أُوْضِحَتْ حَتَّى رَأَى ... إِثْبَاتَ فَضلِكَ مَنْ يَرَى التَّعْلِيْلَا يقول مِنْهَا: لِمْ لَا يَكُوْنُ القَوْلُ جزْلًا فِيْكَ يا ... مَلِكَ المُلوْكِ وَقَدْ أَنلتَ جَزِيْلَا مَا فِي المُرُوْءَةِ كُفْرُ مَنْ أَغْنَيْتَهُ ... وَسُكُوْتُ مَنْ أَنْطَقْتَهُ لِيَقُوْلَا فَلأمْلأَنَّ الخَافِتَيْنِ غَرَائِبًا ... مَوْسُوْمَةً بِكَ مِثْلُهَا مَا قِيْلَا تَطْوِي بِلَادًا إِلَّا الجِّيَادُ تَنَالَهَا ... خَبَبًا وَلَا الكَوْمُ القِلَاصُ زَمِيْلَا فَوْقَ الرَّوَامِسِ لَا العَرَامِسِ مَالَهَا ... حَادٍ يَسُوْقُ وَلَا تُرِيْدُ دَلِيْلَا البُصرويُّ: 16256 - هَذَا هَوًى إِن أَنْتَ بُحتَ ... بِهِ لَعبَ المُهَنَّدُ في مَضَاربهِ إبراهيمِ بنُ عثمان بن أحمد الغزيُّ: 16257 - هَذَا يَقُولُ لَو ارتَحلتُ بَلَغتُ مَا ... أَهوَى وَذَاكَ منَ الرَّحيلِ يَصيحُ الزَّعفراني يهنئ بدار: 16258 - هَذِهِ الدَارُ جَنَّةُ الخُلـ ... ـدِ فَصِلهَا وَأختَهَا بِالخُلوُد ابْنُ نبَاتَهَ يُعزِّي: 16259 - هَذِهِ النَّبوَةُ الَّتِي كُنتَ تَخشَاهَا ... فَخذهَا مِنَ النَّوايب أَمنَا بَعْدَهُ: أَنْتَ أَعْلَى مِنْ أَنْ تُعَزَّى بِمَفْقُوْدٍ ... وَإِنْ عَزَّ فَقْدُهُ أَوْ تهَنَّى يُعَزِّي بَهَاءَ الدولةِ بِأَبي مَنْصُوْرِ بوَيهِ الأَكْبَرِ. 16260 - هَذِهِ النَّظرَةُ الَّتِي كُنتُ أشتَاقُ ... إليهَا مَعَ الزَّمانِ وَأَصبُو ¬
قَبْلهُ: مَا عَلَى الدَّهرِ بَعْدَ رُؤْيَاكَ عَتْبُ ... مَا لَهُ بَعْدَ أَنْ رَأَيْتكَ ذَنْبُ هَذِهِ النّظْرَةُ الَّتِي كُنْتُ أَشْتَاقُ. البَيْتُ ابْنُ مسعرٍ التَنوخي المعَّري: 16261 - هَذِهِ بَلدَةٌ قَضَى اللَّهُ يَا صَاحِ ... عَلَيهَا كَمَا تَرَى بالخَرَابِ بعده (¬1): فَأقِفِ العِيْسَ وَقْفَةً وَابْكِ مَنْ كَانَ ... بِهَا مِنْ شُيُوْخِهَا وَالشَّبَابِ وَاعْتَبِرْ إِنْ دَخَلْتَ يَوْمًا إِلَيْهَا ... فَهِيَ كانت مَنَازِلُ الأَحْبَابِ هُوَ أَبُو المِقْدَامُ وَجِيْهُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن مِسْعَرٍ التَّنُوْخِيِّ المَعَرِّيِّ قَالَهَا وَقَدْ دَخَلَ إِلَى مَعَرَّةَ النُّعْمَانِ بَعْدَ أَخْذِ الفِرَنْجِ لَهَا وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ بِحَالِ بَغْدَادَ بَعْدَ قتلِ الخَلِيْفَةِ المُسْتَعْصِمِ وَقتلِ أَهْلِهَا وَخَرَابِهَا. ابْنُ الحجَّاجُ: 16262 - هَذِهِ جَارَتي وَفي الخَان بَيتي ... فَاعجَبوا من هَريسَتِي وَزبُوني هُوَ مِنْ قَصِيْدَةٍ فِيْهَا سُخْفٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ إِيْرَادِهَا. 16263 - هَذِهِ حَالَةٌ يَعزُّ عَلَينَا ... كَيفَ قَد سَاقَنَا الزَّمانُ إليهَا رواهُ الأصمعي لفتى حجازي: 16264 - هَذِهِ دَارُهُم وَأَنْتَ محبٌّ ... مَا وُقوُفُ الدّمُوع فِي الآماقِ قَالَ أَبُوْ بَكْرٍ الشِّبْلِيُّ رَحَمَهُ اللَّهُ: رَأَيْتُ الأَصْمَعِيَّ فِي جَامِعِ المَدِيْنَةِ وَحَوْلهُ خَلْقٌ ¬
كَثيْرٌ وَهُوَ يَقُوْلُ: الحُبُّ مَا لَمْ يُذْهِلْ وَالوَجْدُ مَا لَمْ يَقتُلْ فَهُمَا مِنَ الشَّوْقِ المَمْذُوْقِ لَا واللَّهِ حَتَّى يَكُوْنَ كَالفَتَى الحِجَازِيِّ. قِيْلَ لَهُ: وَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِهِ؟ قَالَ: رَأَيْتُهُ وَقَدْ طَاَف بِالبَيْتِ سَبْعًا ثُمَّ اسْتَقْبَلَ البَابَ وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: هَذِهِ دَارُهُمْ وَأَنْتَ مُحِبٌّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكَثيْرًا رَأَيْتُ أَفْنِيَةَ الدَّارِ ... وَفِيْهَا مَصَارِعُ العُشَّاقِ ثُمَّ صَعِقَ صَعْقَةً فَارَقَتْ فِيْهَا رُوْحُهُ جَسَدَهُ فلم أَبْرَحْ حَتَّى صلَّيْتُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَارْتَفَعَ لأَهلِ المَجْلِسِ ضَجَّة عَظِيْمَةٌ بِالبُكَاءِ، وَلَمْ يَزَلْ الشِّبْلِيُّ يَبْكِي حَتَّى غشِيَ عَلَيْهِ، وَكَانَ ذَلِكَ آخَرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَحَمَهُ اللَّهُ. 16265 - هَذِهِ دَولَةٌ أَتاكَ بهَا الدَّهـ ... ـرُ فَطِر كَيفَ تَشتَهي أَن تَطيرَا بَعْدَهُ: لَوْ بِقَدْرِ العُقُوْلِ يُكْتَسَبُ المَا ... لُ لأُقْضِمْتَ وَالحِمَارَ شَعِيْرَا المُتَنبيُّ: 16266 - هَذِهِ دَولَةُ المَكَارِمِ وَالرَّحمَةِ ... وَالمَجدِ وَالنَّدَى وَالأَيادي أَبُو هلالٍ العَسكرِيُّ: 16267 - هَذِهِ دَولَةٌ تَدُولُ ... الأَشرار وتَنبو عَن خِيرَةٍ أَبرَارِ بَعْدَهُ: وَزَمَانٌ عَقدتهُ مِنْ زَمَانٍ ... قَدْ طَوَى خَيْرَهُ عَنِ الأَخْيَارِ يا لَئِيْمَ النِّجَار عِشْ فِي نَعِيْمٍ ... وَدعِ البُؤْسَ لِلكَرِيْمِ النِّجَارِ عِشْ كَمَا شِئْتَ فَالزَّمَانُ حِمَارٌ ... لَيْسَ يَصْفُو إِلَّا لِكُلِّ حِمَارِ ¬
إبراهيمُ الغَزيُّ: 16268 - هَذِهِ غَايَةُ الكَمَالِ المُرَجَّا ... صَرَفَ اللَّهُ عَنكَ عينَ الكَمَالِ جحظه البَرمَكيُّ: 16269 - هَذِهِ لَيلَةٌ عَفَا الدَّهرُ عَنهَا ... فأحبهَا بالسرُورِ أَو فَأجنِ منهَا بَعْدَهُ: وَاغْتَنِمْ طِيْبهَا فَمَا كُلُّ وَقْتٍ ... يُؤْمَرُ البَدْرُ فِي السَّمَاءِ وَيَنْهَى وَقَالَ آخَر: هَذِهِ لَيْلَتِي كَلَيْلَةِ مُوْسَى ... إِذْ رَأَى رَبَّهُ بِوَادِي الطُّوْرِ 16270 - هَذِهِ مِنكَ فَإِن ... عُدتُ إِلَى البَابِ فَمنّي قَالَهَا وَقَدْ مَنَعَهُ الحَاجِبُ مِنَ الدُّخُوْلِ. 16271 - هَذِهِ نَفسِي لَكُم مَوهُوبَةٌ ... خَيرُ مَا يُوهَبُ مَا لَا يُستَرَدُّ شاعر مغربي: 16272 - هَذي البَسِيطَةُ كاعبٌ أَبرادُهَا ... حُلَلُ الرَّبيعِ وَحَليُهَا الأَزهَارُ حَدَّثَ أَبُوْ العَبَّاسِ أَحْمَدُ بن مُحَمَّد البَنِيُّ، وَبَنَّةَ حِصْن بِالأَنْدَلُسِ قَالَ: قَدِمْتُ إِشْبيْلِيَّةَ فَاجْتَمَعْتُ بِجَمَاعَةٍ مِنْ شُعَرَائِهَا فِي مَجْلِسٍ فَأَرَادُوا امْتِحَانِي. فَقَالَ مِنْ بَيْنِهِمْ أَبُو مُحَمَّد عَبْدُ اللَّهِ بن صَارَّةَ الشَّنْترَينِيُّ وَكَانَ مُتَقَدِّمُهُم: هَذِي البَسِيْطَةُ كَاعِبٌ إِبْرَادُهَا. البَيْتُ. وَقَالَ أَجِب. فَقُلْتُ مُرْتِجلًا: وَكَأَنَّ هَذَا الجَّوَّ فِيْهَا عَاشِقٌ ... قَدْ شَفَّهُ التَّعْذِيْبُ وَالإضْرَارُ ¬
فَإِذَا شَكَا فَالبَرْقُ قَلْبٌ خَافِقٌ ... وَإِذَا بَكَى فَدُمُوْعُهُ الأَمْطَارُ فَلأَجْلِ ذلَّةِ ذَا وَعِزَّةِ هَذِهِ ... يَبْكِي الغمَامُ وَتَبْسمُ الأَنْوَارُ قَالَ: فَاسْتَحْسَنَهَا هُوَ وَمَنْ حَضَرَ. ومن باب (هَذِي) قَوْلُ ابنِ حَيُّوْسٍ يَمْدَحُ: بِالحَوْلِ نُلْتَ وَنَالَ النَّاسِ بِالحِيَلِ ... فَسُدْ جَمِيع الوَرَى مُسْتَوْجِبًا وَطُلِ هَذِي الفَضَائِلُ لَوْ نَعْرِفْ لَهَا شَبَهًا ... ضَلَّ الوَرَى حِيْنَ قَالُوا الفَضْلُ لِلأُوَلِ وَكَيْفَ تَثَبَّتَ هَذَا فِي قِيَاسِهُمُ ... وَخِيْرَةُ الخَلْق أَضْحَى خَاتِمَ الرُّسُلِ يَقُوْلُ مِنْهَا: فَلَا تَلُمْهُ إِذَا لَمْ يَشْكُ عِلَّتَهُ ... فَالمَيْتُ لَا يَتَشَكَّى حَادِثَ العِلَلِ أَبُو عثمان الخَالِدِي: 16273 - هَذِي المُدَامُ هِيَ الحَيَاةُ ... قَمِيصُهَا خَزَفٌ وَقَارُ ومن باب (هَذِي) مَا وُجِدَ مَكْتُوْبًا عَلَى مَقْبَرَةٍ (¬1): هَذِي مَنَازِلُ أَقْوَامٍ عَهِدْتُهُمُ ... فِي خَفْضِ عَيْشٍ وَعِزٍّ مَا لَهُ خَطَرُ صَاحَتْ بِهِمْ حَادِثَاتُ الدَّهرِ فَانْقَلَبُوا ... إِلَى القُبُوْرِ فَلَا عَيْنٌ وَلَا أَثرُ ومن باب (هَزَزْتُكَ) قَوْلُ أَبِي مُحَمَّد جَعْفَر بن وَرْقَاءَ بن مُحَمَّد بن وَرْقَاءَ وَهُوَ أَحْسَنُ مَا سُمعَ فِي الهَزِّ (¬2): هَزَزْتُكَ لَا إِنِّي رَأَيْتُكَ نَاسِيًا ... لِحَقِّي وَلَا إِنِّي أَرَدْتُ التَّقَاضِيَا وَلَكِنْ رَأَيْتُ السَّيْفَ مِنْ بَعْدِ سَلِّهِ ... إِلَى الهَزِّ مُحْتَاجًا وَإِنْ كَانَ مَاضِيَا ومن باب (هَزِئت) قَوْلُ مَرْوَان بن أَبِي حَفْصةَ (¬3): ¬
هَزِئَتْ عُمَيْرَةُ إِنْ رَأَتْ ظَهْرِي انْحَنَى ... وَمَفَارِقِي عُلَّتْ بِمَاء خُضَابِ لَا تَهزَئِي مِنِّي عُمَيْرُ فَإِنَّنِي ... أَنْفَقْتُ فِيْكُمْ شِرَّتِي وَشَبَابِي وَيَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ جَمِيْلٍ: تَقُوْلُ بُثَيْنَةُ لَمَّا رَأَتْ ... قُنُوًّا مِنَ الشَّعْرِ الأَحْمَرِ جَمِيْل كَبرْتَ وَأَوْدَى الشَّبَابُ ... فَقُلْتُ مُجِيْبًا لَهَا اقْصُرِي تَنَاسَيْتِ أَيَّامنَا بِاللِّوَى ... وَأَزْمَاننَا بِذَوِي الأَجْفرِ وَإِذْ أَنَا غِرٌّ جَدِيْدُ الشَّبَابِ ... أَجُرُّ الرِّدَاءَ مَعِ المَئْزَرِ وَإِذْ لَمَّتِي كَجنَاحِ الغُدَافِ ... تَضمَّخُ بِالمِسْكِ وَالعَنْبَرِ وَأَنْتِ كَلُؤْلُؤَةِ المَرْزَبَانِ ... بِمَاءِ شَبَابِكِ لَمْ تُعْصَرِي وَقَدْ كَانَ مِضْمَارُنَا وَاحِدٌ ... فَكَيْفَ كَبِرْتُ وَلَمْ تَكْبَري 16274 - هَذِي المَنَازِلُ قَد هَيَّجنَ لِي حزَنًا ... وَكُنتُ أَعهَدُ فيها مُشتَكي الحَزَنِ 16275 - هَذِي المَنَازِلُ وَالعَقيقُ ... فَأَينَ سَلمَى وَالخِيَامُ قَبْلهُ: مَا نَاحَ فِي البَانِ الحَمَامُ ... إِلَّا وَرَنَّحنِي الغَرَامُ فَكَأَنَّنِي ثَملٌ مَشَيْتُ ... وَفِي مَفَاصِلِهِ المُدَامُ مَا لِي وَبَانَاتِ الحِمَى ... لولا الصَّبَابَةُ وَالهُيَامُ وَإِلَامَ أسْتَشْفِي الصِّبَا ... وَنَسِيْمُهَا الدَّاءُ العُقَامُ وَعَلَامَ تَطْرِبُنِي الحَمَامُ ... بِنَوْحِهَا وَهِيَ الحِمَامُ وَأحِنُّ إِنْ ذُكِرَ البشَامُ ... وَآفَةُ البَلْوَى البشَامُ يا قَلْبُ إِنْ دَامَ الهَوَى ... فَعَلَيْكَ مِنْ جِسْمِي السَّلَامُ هَذِي المَنَازِلُ وَالعَقِيْقُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَمْ يَبْقَ مُذْ صَاحُوا النَّوَى ... لِمُتَيَّمٍ فِيْهَا مَقَامُ ¬
فُقِدَ الضّيَاءُ لِفَقْدِهِمْ ... فَالصُّبْحُ مُذْ رَحَلُوا ظَلَامُ وَاعْتَلَّ بَعْدَهُمُ الزَّمَانُ ... فَصِحَّةُ الدُّنْيَا سَقَامُ العَطَوِيُّ: 16276 - هَذِي رقَاعُكُمُ بالرِّفد وَافرَةٌ ... وَلَيسَ فِيهَا بحَمد اللَّه تَوفيرُ بَعْدَهُ: أَمْضَيْتَ عزْمَكَ فِي تَضْيِيْعِ حُرْمَتِنَا ... فليس عِنْدَكَ فِي التَّقْصيْرِ تَقْصُيْرُ البُحتُريُّ: 16277 - هَذي مخَايِلُ بَرقٍ خَلفَهُ مَطَرٌ ... جَودٌ وَوَري زنَادٍ خلفَهُ لَهبُ بَعْدَهُ: وَأَزْرَقُ الفَجْرِ يَأْتِي قبلَ أَبْيَضِهِ ... وَأَوَّلُ الغَيْثِ قَطْرٌ ثُمَّ ينْسَكِبُ وَرُبَّمَا كَانَ مَكْرُوْهُ الأُمُوْرِ إِلَى ... مَحْبُوْبِهَا سَبَبٌ مَا مِثْلُهُ سَبَبُ 16278 - هَرَبتُ منَ الأَمطَارِ كيلَا تَبُلَّني ... فصِرتُ بحَمدِ اللَّهِ تَحتَ المَتَاعِب صُرَّدُرُّ: 16279 - هَزَّتهُ حَتَّى أَبصَرتهُ صَارمًا ... رَونَقُهُ يُغنِيهِ عَن ضَرابِهِ السريُّ الرَّفاء يرثي: 16280 - هَضَبَاتُ حلم سِخنَ وَهي شَواهِقٌ ... وَميَاهُ عِلم غضِنَ وَهي جمَامُ دِعبلٌ: 16281 - هَطَلَت سَمَاءُ لسَانِهِ فتَبجَّست ... بمَقَالَةٍ فَصلٍ وَحلمٍ رَأسِ ¬
16282 - هَكَذَى تَصنَعُ المُلُوكُ مَعَ النَّا ... سِ وَإِلَّا فلَا تَكُونُ مُلُوكَا قَبْلهُ: أَيُّهَا السَّائِلُ المُخْبِرُ عَنِّي ... قِفْ بِقَوْمِي وَقُلْ إِذَا سَأَلُوْكَا أَنَا مِمَّنْ أَحْيَاهُ جُوْدُ ثِمَالٍ ... بَعْدَ أَنْ كُنْتُ مَيِّتًا صُعْلُوْكَا نِعْمَةً جَمَّةً وَعَيْشًا رَغِيْدًا ... وَطَرِيْقًا إِلَى العُلَى مَسْلُوْكَا هكذا تَصْنَعُ المُلُوْكُ مَعَ النَّاسِ. البَيْتُ 16283 - هَكَذَا وَصفُ مَا بَدَا لي منهَا ... لَيسَ لي بالَّذِي تَغيَّبَ عِلمُ بكرُ بن النَّطاحِ: 16284 - هَكَذَا هَكَذَا تَكُونُ المعَالي ... طُرُقُ الجدِّ غَير طُرقِ المُزَاح قَبْلَهُ يَمْدَحُ: يَتَلَقَّى النَّدَى بِوَجْهٍ حَيٍّ ... وَصُدُوْرًا لَقَاهُ بِوَجْهٍ وَقَاحِ هَكَذَى هَكَذَى تكونُ المَعَالِي. البَيْتُ الفَرَزدق يرثِي ولدهُ: 16285 - هَل أنبِك إِلَّا مِن بَنِي النَّاسِ فَاصبرِي ... فَلَن يُرجِعَ المَوتَى حَنين المآتم 16286 - هَلِ الجَديدُ عَلَى الأَيَام مِن بَاقِ ... أَم هَل لما لَايقيهِ مِن وَاقِ؟ 16287 - هَل بِالِلّوَى بَعدَ الأَنيسِ مُحدِّثٌ ... عَنهُم فَمِثل حَديثِهِم لَم أَسمعَ محمَّدُ بن يزيدَ: ¬
16288 - هَل بَعدَ مَوتكَ مَا أُحَاذِرُهُ ... يَا بكر كُلُّ مُصِيبَةٍ بِكر المَعَريُّ: 16289 - هَل تَسمَعُ القَولَ دَارٌ غَيرُ سَامعَةٍ ... وفَقدُهَا السَّمع مقرون إلى الخَرَسِ البُحتُريُّ: 16290 - هَل تُصغينَ لأَخٍ يَقُولُ بحَالِهِ ... مُستَغنيًا إن لَم يَقُل بلِسانِهِ بَعْدَهُ: نَزَلَتْ بِعُقُوْبَةِ الخُطُوْبِ طَوَارِقًا ... فنحوته وَأَنْتَ مِنْ إخْوَانِهِ هَذَا وَأَنْتَ الحِجَّةُ العَلْيَاءُ ... فِي إِكْرَامِهِ مِنْ وَافِدٍ وَهَوَانِهِ فَمَتَى رَآكَ النَّاسُ تَحْرِمُهُ اقْتَدُوا ... بِكَ غَيْرَ مُرْتَابِيْنَ فِي حِرْمَانِهِ فَتَكوْنَ أَوَّلَ مَانِعٍ مِنْ نَفْسِهِ ... مَا أُمِّلَ العَافِي وَمِنْ جِيْرَانِهِ وَاعْلَمْ بِأَنَّ الغَيْثَ ليْسَ بِنَافِعٍ ... مَا لَمْ يجِئْكَ الغَيْثُ فِي إِبَّانِهِ أَبُو بكر العَنبَريُّ: 16291 - هَل تَعذرَانِ عَلَى الغَرام أَخَاكُمَا ... يَا صَاحبَّي فَإنَّني مَعذوُرُ بَعْدَهُ: غَرَّرْتُ فِي حُبِّ المُلُوْكِ بِمُهجَتِي ... إِنَّ المُتَيِّمَ شَأنُهُ التَّغْرِيْرُ مَلَكَتْ عَلَيْهِ فُؤَادَهُ مَمْلُوْكَةٌ ... فِي الحَيِّ تَعْدِلُ تَارَةً وَتَجُوْرُ بشّارٌ: 16292 - هَل تَعلَمِينَ وراءَ الحُبِّ مَنزِلةً ... تُدني إلَيكِ فَإِنَّ الحُبَّ أَقصَاني ¬
يقول مِنْهَا قَبْلهُ: إِنِّي لَمُنْتَظِرٌ أقْصَى الزَّمَانِ بِهَا ... إِنْ كَانَ أَدْنَاهُ لَا يَصْفُو لِجيْرَانِ لَعَلَّ يَوْمًا إِلَى يَوْمٍ يُقَلِّبُهَا ... وَالدَّهرُ يَلْبِسُ ألْوَنًا بِألْوَانِ هَلْ تِعْلَمِيْنَ وَرَاءَ الحُبِّ مَنْزِلَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَإِنْ عَلِمْتِ فَدُلِّيْنِي وَلَا تَدْرِي ... إِرْشَادَ صبٍّ عَمِيْدِ القَلْبِ حيرانِ قَالَتْ عَلِمْتُ وَخَيْرُ القَوْلِ أَصْدَقُهُ ... إِنَّ الدَّرَاهمَ تدْنِي كُلَّ إِنْسَانِ مَنْ زَادَ بِالنَّقْدِ زِدْنَا فِي مَحَبَّتِهِ ... مَا يَطْلبُ النَّاسُ إِلَّا كُلَّ رُجْحَانِ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: كَأَنَّ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ الأَخِيْرَيْنِ تَضْمِيْنٌ وَإِلْحَاقٌ بِشِعْرِ بَشَّارٍ. عليُّ بن الجَهمِ: 16293 - هَل تَملكُونَ لدينِهِ ... وَحَيَائِهِ وَبَيَانِهِ تَبديلَا ديكُ الجِنِّ: 16294 - هَل تَنفَعنَّ السَّيفَ حليتُهُ ... يَومَ الجِلَادِ إِذَا نَبَا الحَدُّ قَبْلهُ: إِمَّا تَرَى طِمْرِيَّ بَيْنَهمَا ... رجُلٌ أَلَحَّ بِهَزْلهِ الجِّدُّ فَالسَّيْفُ يَقْطَعُ وَهُوَ ذُو صَدَأٍ ... وَالنَّصْلُ يفْرِي الهَامَ وَالغِمدُ هَلْ تَنْفَعَنَّ السَّيْفَ حِلْيَتُهُ. البَيْتُ أعرابيَّةٌ: 16295 - هَلَ خَبَّرَ القَبرُ سائِليهِ ... أَم قَرَّ عَينًا بزَايريهِ ¬
حكى الأَصْمَعِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ امْرَأَةً جَالِسَةً إِلَى جَانِبِ قَبْرٍ تَبْكِي وَتَقُوْلُ: هَلْ خَبَّرَ القَبْرُ سَائِلهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أمْ هَلْ تُرَاهُ أَحَاطَ عِلْمًا ... بِالجسَدِ المُسْتَكِنِّ فِيْهِ لَوْ يَعْلَمُ القَبْرُ مَا يُوَارِي ... تَاهَ عَلَى كُلِّ مَا يَلِيْهِ تَحلُو نَعَم عِنْدَهُ سَمَاحًا ... وَلَمْ تَدُرْ قَطُّ لَا بِفِيْهِ يَا جَبَلًا كَانَ ذَا امْتِنَاعٍ ... وَطوْدَ عِزٍّ لِمُعْتَفِيْهِ وَنَخْلَةً طَلْعُهَا نَضِيْدٌ ... يَقْرُبُ مِنْ كَفِّ مُجْتَنِيْهِ وَيَا مَرِيْضًا عَلَى فِرَاشٍ ... تُؤْذِيْهِ أَيْدِي مُمَرِّضِيْهِ وَيَا صَبُوْرًا عَلَى بَلَاءٍ ... كَانَ بِهِ اللَّهُ يَبْتَلِيْهِ وَيَا دَهرًا مَاذَا أَرَدْتَ مِنِّي ... أَخفتَ مَا كُنْتُ أَرْتَجِيْهِ دَهْرٌ رَمَانِي بِفَقْدِ إِلْفِي ... أَشْكُو زَمَانِي وَأشْتَكِيْهِ آمَنَكَ اللَّهُ مِنْ كُلِّ رَوْعٍ ... وَكُلَّ مَا كُنْتَ تَتَّقِيْهِ البُحتُريُّ: 16296 - هَل دَينُ عَلوةَ يُستَطَاعُ فَيُقتَضَى ... أَمُ ظُلمُ عَلوةَ يَستَفيق فَيُقصِرُ أَبُو دُلفٍ: 16297 - هَل رَأينَا أَو سَمِعنَا مَن نَهَى رَجُلًا ... عَن سُوءِ فعلٍ فَانتهَى بَلْ إِذَا غُوِيْتَ فِي سَيِّئَةٍ ... لَمْ يَدَعهَا وَتَعَاطَى أُخْتهَا 16298 - هَل شَرَبةٌ عَذبَةٌ أُسقَى عَلَى ظَمأٍ ... وَلَو تلفتُ وكَانت ميتتِي فيهَا 16299 - هَل في الصِّحَابِ فتًى إِذَا طارَحتُهُ ... مَا بي يُسَاعِدُ في الهَوى وَيُعينُ قَبْلهُ: دَاءٌ بِقَلْبِي مِنْ هَوَاكِ دَفِيْنُ ... مَا لِي عَلَيْهِ سوى البُكَاءِ مُعِيْنُ ¬
عُمْرِي انْقَضَى مَا بَيْنَ صَدّكِ وَالقَلَى ... فَإِلَى مَتَى هَذَا الصُّدُوْدُ يَكُوْنُ أَمَّا الجُّفُوْنُ فَإِنَّهُنَّ قَرِيْحَةٌ ... مُذْ غِبْتِ عَنِّي وَالعُيُوْنُ عُيُوْنُ وَارَحْمَتَا لِلعَاشِقِيْنَ جَلِيْدُهُمْ ... وَاهِي القُوَى وَلَبِيْبُهُمْ مَجْنُوْنُ هَلْ فِي الصِّحَابِ فَتًى إِذَا طَارَحْتُهُ. البَيْتُ يُصغِي إِلَيَّ وَإِنْ أَطَلْتُ شِكَايَتِي ... وَحَدِيْثَ وَجْدِي فَالحَدِيْثُ شَجُوْنُ ابْنُ الحجَّاجِ: 16300 - هَل فيكَ إصغاءُ أنصَافٍ فَاشرَحُهُ ... أَم صَدُّ مُنحَرفٍ عَنّي فَأقتَصِرُ قَبْلهُ: لِي فِي الشَّكِيَّةِ خَطْبٌ غَيْرَ مُؤْتَشِبٍ ... وَفِي العِتَابِ إِذَا اسْتَسْرَحْتهُ سِيَرُ عاصِمُ بنُ محمَّدٍ التَمِيمي: 16301 - هَل قَاسَ عَبدًا بسَيّدٍ أحَدٌ ... مَنْ قَاسَ عَبدًا بسيّد ظَلَمَه ومن باب (هَلْ) قَوْلُ ابنِ حَيُّوْسٍ فِي نَاصرِ الدَّوْلَةِ بنِ حَمْدَانَ أَخِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ (¬1): هَلْ فَوْقَ مَجْدكَ غَايَةٌ لِطِلَابِ ... أمْ عَنْ ذُرَاكَ مُعَرَّجٌ لِرِكَابِ مَا المُنْزِلُ الآمَال عِنْدَكَ مُخْفِقٌ ... كلا وَلَا المُرْتَادُ بِالمُرْتَابِ فَطلِ الوَرَى وَتَمَلَّ رُتْبَتكَ الَّتِي ... خَطَبَتْكَ وَهِيَ كَثيْرَةُ الخُطَّابِ وَتَمَلَّكِ العَلْيَاءَ بِالسَّعْي الَّذِي ... أَغْنَاكَ عَنْ مُتَعَالمِ الأَنْسَابِ بِسوَادِ نَفْعٍ وَاحْمِرَارِ صَوَارِمٍ ... وَبيَاضِ عِرْضٍ وَاخْضِرَارِ جَنَابِ حَسَنَاتُ فِعْلِكَ جَمَّةٌ فَبِأَيّهَا ... أَصْبَحْتَ مُنْفَرِدًا عَنِ الأضْرَابِ بِمَضَائِكَ المُجْتَاح أمْ بِقَضَائِكَ ... المُنْتَاشِ أمْ بِعَطَائِكَ المتَابِ أمْ بَذْلِ عَفوِكَ وَالذّنُوْبُ عَظِيْمَةٌ ... أمْ قَطْعِ عَزْمِكَ وَالسُّيُوْفُ نَوَابِي ¬
16302 - هَلَكَ المدَاوِي وَالمُدَاوَى وَالَّذِي ... جَلَبَ الدواءَ وبَاعَهُ ومَنِ اشترى أنشدَ ابن الأعرابي: 16303 - هَلَكتُ هَزيمةً وَهَلَكتُ جُوعًا ... وَخَرَّقَ معدَتي شَوكُ القَتَاد بَعْدَهُ: وَحَبَّةُ حَنْظَلٍ وَلِبَابُ فُطْرٍ ... وَتَنَوُّمٌ وَسوْمٌ تَنَظَّمَ بَطْنَ وَادِي وَأمْسَى الذِّئب يرْصِدُنِي مجسًّا ... بِخِفَّةِ ضرْبَتِي وَبِضعْفِ آدِي وغُولا قَفْرَةٍ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ... كَأَنَّ عَلَيْهمَا قِطَعُ البِجَادُ وَخَوْفٌ مِنْكَ يا ابنَ أَبِي سَعِيْدٍ ... يَرَى لَحْمِي وَأَسْرَعَ فِي فُؤَادِي وَلَوْ كُنْتُ الأَمِيْرَ وَكُنْتَ مِثْلِي ... بَرِيْئًا مَا طَرَدْتُكَ فِي البِلَادِ حمَّادُ الرَّاوية: 16304 - هَل لذي حَاجَةٍ إلَيكَ سَبِيلُ ... لَا يُطيلُ الجُلُوسَ فيمَن يُطيلُ ابْنُ شمسِ الخلافةِ: 16305 - هَل لِسُقمِ الجُفُونِ أَم لِسقَام ... أَورثَتهُ قلُوبَنَا مِن طَيبِ 16306 - هَل لعَيشٍ قَد تَولَّى من مَرَد لَا ... وَلَا يَبقَى عَلَى الدَّهر أَحَد الفضلُ بنُ المُهلَب بنُ أبي الصفرة: 16307 - هَلِ الجُودُ إِلَّا أَن نَجُودَ بأَنفُسٍ ... عَلَى كَلّ مَاضي الشَفرتَينِ قَضيتِ 16308 - هَلِ الدَّهرُ إِلَّا سَاعَةٌ ثُمَّ تَنقَضي بمَا كَا ... نَ فيها من بَلاءٍ وَمن خَفضِ فَهَوِّن وَلَا تَحْفَلْ بِنَكْبَةِ حَادِثٍ ... وَلَا فَرْحَةٍ تَأْتِي فَكِلاهُمَا تَمْضِي ¬
16309 - هَلِ الدَّهرُ إلَّا طَرفَة دُونَهَا قَذًى ... فَأَغضِ قَليلًا سَوفَ يُقبلُ مُدبرُ البُحتُري: 16310 - هَلِ الدَّهرُ إِلَّا غُمَّةٌ وَانجلاؤُهَا ... سَرِيعًا وَإِلَّا ضَيقَةٌ وَانفراجُهَا يقول مِنْهَا مَدْحًا وَشُكْرًا وَاسْتِزَادَةً: يَدٌ لَكَ عِنْدِي قَدْ أَبَرَّ ضِيَاؤُهَا ... عَلَى الشَّمْسِ حَتَّى كَادَ يَخْبُو سِرَاجُهَا فَإِنْ تَلْحَقِ النَّعْمَى بِنُعْمَى فَإِنَّهُ ... يَزِيْنُ الأُلَى فِي النِّظَامِ ازْدِوَاجهَا وَكُنْتُ إِذَا مَا رُمْتُ عِنْدَكَ حَاجَةً ... عَلَى نَكَدِ الأَيَّامِ هَانَ عِلَاجُهَا صاحبُ الأزَديُّ: 16311 - هَلِ الدَّهرُ إِلَّا لَيلَةٌ وَصَبَاحُهَا ... وَإِلَّا طُلوُعُ الشَّمسِ ثُمَّ رَوَاحُهَا بَعْدَهُ: وَإِلَّا صُرُوْفُ الدَّهرِ بِالمَرْءِ مَرَّةً ... ذلُوْلًا وَمرًّا سَعْيُهَا وَمَراحُهَا تُقَرِّبُ مَا يَنْأَى وَتَبْعِدُ مَا دَنَا ... إِلَى أَجَلٍ يُفْضِي إِلَيْهِ انْسِرَاحُهَا وَيَسْعَى الفَتَى فِيْهَا وَلَيْسَ بِمُدْرِكٍ ... هَوَاهُ سوى مَا عَزَّ نَفْسًا طِمَاحُهَا القطيلُ، ويروى لأبي ذُؤيب: 16312 - هَلِ الدَّهرُ الَّا ليلَةٌ وَنهَارُهَا ... وَإِلَّا طُلوُعُ الشَّمسِ ثُمَّ غِيَارُهَا أَخَذَهُ الطُّفَيْلُ مِنْ قَوْلِ صَاحِبٍ الأَزْدِيِّ قَبْلَهُ. ومن باب (هَلْ) قَوْلُ الأَحْوَصِ يَصِفُ نَفْسِهُ: هَلْ أُلْزِمُ الشَّرَّ نَفْسِي حِيْنَ يَلْزَمَنِي ... صَبْرًا وَأَدْفَعُ عَنِّي الشَّرَّ مَا انْدَفَعَا ¬
وَلَا أُشْرِي دَقِيْقَ الأَمْرِ أَرْفَعُهُ ... إِنَّ الدَّقِيْقَ إِذَا شَرَّيْتَهُ ارْتَفَعَا وقول قَسّ بنِ سَاعِدَةَ الإيَادِيِّ (¬1): هَلِ الغَيْثُ مُعْطِي الأمْنِ عِنْدَ نُزُوْلِهِ ... بِحَالِ مُسِيْئٍ فِي الأُمُوْرِ وَمُحْسِنِ وَمَا قَدْ تَوَلَّى ثُمَّ مَا فَاتَ ذَاهِبٌ ... فَهَل يَنْفَعنِي لَيْتَنِي وَلَعَلَّنِي قَالَ ابْنُ الكَلْبِيِّ: عَاشَ قَسّ بن سَاعِدَةَ بن إِيَادِ بنِ نِزَارٍ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةِ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالبَعْثِ مِنَ الجاهِلِيَّةِ وَأَوَّلُ مَنْ تَوَكَّأَ عَلَى العَصَا وَأَوَّلُ مَنْ قَالَ أَمَّا بَعْدُ وَأَوَّلُ مَنْ كَتَبَ مِنْ فُلَانٍ إِلَى فُلَانٍ وَأَوَّلُ مَنْ خَطَبَ وَوَعَظَ وَخَوَّفَ وَحَذَّرَ وَرَغَّبَ وَلَهُ مَوَاقِفٌ وَمَقَامَاتٌ وَكَلَامٌ بَلِيغ وَأَشْعَارٌ وَكَانَ سِبْطًا مِنْ أَسْبَاطِ العَرَبِ وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ: هَلِ الغَيْثُ مُعْطِي الأَمْنِ. البَيْتَانِ 16313 - هَلِ العَيشُ إِلَّا تُسَاعِفنَا النَّوَى ... بوَصل سُعادٍ أَو يُسَاعدنَا الدّهرُ 16314 - هَلِ العَيشُ إِلَّا لَيلَةٌ طَرَحَت بنَا ... أَواخرُهُ في يَوم لَهوٍ مُعَجَّلِ 16315 - هَلِ العَيشُ إِلَّا مَا تلَذُّ وتَشتَهي ... وَإِن لَامَ فيهِ ذُو الشَّنَانِ وَفنَّدَا ابْنُ الرُّوميِّ: 16316 - هَلِ العَينُ بَعدَ السَّمعِ تُغنِي غَنَاؤهُ ... أَم السَّمعُ بَعدَ العَينِ تَهدي كَما تَهدي أبو علي البَصِيرُ: 16317 - هَلِ القَولُ إِن أَطنبتُ في القَولِ لَد ... يك وَهَلْ لي من ضَميرك شافِعُ قَيسُ بنُ معاذٍ: ¬
16318 - هَلِ اللَّهُ عَافٍ عَن ذُنُوبٍ كثيرَةٍ ... أَم اللَّهُ إِن لَم يعَفُ عَنهَا يُعيدُهَا أَبْيَاتُ قَيْسِ بنِ مُعَاذٍ وَتُرْوَى لِبُشْرِ بنِ أَبِي عُوَانَةَ وَتُرْوَى لِعَبْدِ اللَّهِ بن الدُّمَيْنَةِ يَقُوْلُ مِنْهَا (¬1): فَهَلْ يؤميني اللَّهُ إِنْ قُلْتُ لَيْتَنِي ... لعَصْمَاءَ بَاقِي خِلَّةٍ وَجَدِيْدُهَا وَكُنَّا إِذَا دَانَتْ بِعَصْمَاءَ نِيَّةٌ ... رَضِيْنَا بِدُنْيَانَا فَمَا نَسْتَزِيْدُهَا فَمَا مُفرِك أَدْمَاءُ بَكْرٍ غَزِيْرَةٌ ... طَوِيْلٌ بِأَعَلَى ذِي سُدَيْرٍ قُدُوْدُهَا بِأَحْسَنَ مِنْهَا يَوْمَ صَالَ وِشَاحُهَا ... وَأَمْلَحَ مِنْهَا يَوْم جُلَّتْ عُقُوْدُهَا مِنَ البِيْضِ لَا تَجْزى إِذَا هِيَ أَلْزَقَتْ ... بِهَا مِرْطُهَا أَوْ زَايَلَ الحِلْيَ جِيْدُهَا أَبُو تمَّامٍ: 16319 - هَلِ اللَّهُ لَو أَشرَكتُ كَانَ مُعذّبي ... بِأَكثرَ من أَنّي لفَضلك آملُ أَبُو نَفَر الطَّرماحُ: 16320 - هَلِ المَجدُ إِلَّا السُودَدُ العودُ وَاللُّهَى ... وَرَأبُ الثَّأي وَالصبر عند المَواطِن كَتَبَهُ الطِّرْمَاحُ أَبُو نَفَرٍ، وَنَفَرٌ جَدُّهُ يَقُوْلُ مِنْهَا مُفْتَخِرًا: أَنَا ابْنُ حُمَاةِ الضَّيْمِ مِنْ آلِ مَالِكٍ ... وَإِنْ مَالِكٌ كانت كِرَامَ المَعَادِنِ بَنُو مَالِكٍ قَوْمِي اللَّيَانُ عُرُوْضُهُمْ ... لِمَنْ خَالَطُوا لَا لِغَيْرِ المُلَايِنِ وَأَيُّ أُنَاسٍ وَازَنُوا مِنْ عَدُوِّهِمْ ... عَلَى عَهدِ ذِي القرْنَيْنِ مَا لَمْ نُوَازِنِ وَمَا أَنَا بِالرَّاضِي بمَا دوْنَهُ الرِّضَا ... وَلَا المُظْهِرُ الشَّكْوَى بِبَعْضِ الأمَاكِنِ قَوْلُهُ فِي البَيْتِ الأَوَّلِ وَرَأب الثَّايِ. الثَّأيِ الأَمْرُ العَظِيْم يَقَعُ بَيْنَ القَوْمِ وَأَصْلهُ فِي ¬
الخَرزِ يقلُ أَتَأَتيتَ خَرَزُكَ أَيْ أَصْلَحْتهُ، ومنه قَوْلُ الآخَر (¬1): ولقد رأَيْتُ ثَأيَ العَشِيْرَةِ ... كُلِّهَا وَكَفَيْتُ جَانِبِهَا اللّتَيَّا وَاللّتِي المُتَنَبيُّ: 16321 - هَلِ الولَدُ المَحبُوبُ إِلَّا تَعلَةً ... وَهل خَلوَةُ الحَسنَاءِ إِلَّا أَذى البَعلِ بَعْدَهُ: وَمَا الدَّهرُ أَهْلٌ أَنْ تُؤَمَّلَ عِنْدَهُ ... حَيَاةٌ وَأَنْ يُشْتَاقَ فِيْهِ إِلَى النَّسْلِ جَعفرُ شمسُ الخلافةِ: 16322 - هَلْ إِلَى عيشَةٍ تقَضَّتُ وَأيَّـ ... ـام تَولَّت بطيبِهَا مِن سَبِيلِ 16323 - هَلْ أَنْتَ إِلَّا كَميتَةٍ أُكلَت ... دَعَا إِلَى أَكلهَا اضطَرارُ هَذَا غَيْرُ قَوْلِ عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد بن أَبِي عُيَيْنَةَ المُهَلَّبِيِّ (¬1): مَا كُنْتُ إِلَّا كَحِلْم مَيتٍ ... دَعَا إِلَى أكْلِهِ اضْطِرَارُ 16324 - هَل أَنْتَ ذَاكِرُ مَوعد قَدَّمتَه ... أَم أَنْتَ نَاسٍ ذَاكَ أَم مُتنَاسِي بكرُ بن النَطاح: 16325 - هَل أَنت مُنقدُ شلوِى من يَدَي زَمَن ... أَضحَى يَقُدُّ أَديمى قدَّ مُنتَهِسِ بَعْدَهُ: دَعَوْتكَ الدَّعْوَةَ الأولى وبي رَمَقٌ ... وَهَذِهِ دَعوْتِي وَالدَّهرُ مُفْتَرِسِي وَيُرْوَيَانِ لأَحْمَد بن أَبِي فنَنٍ. ¬
الأخطل: 16326 - هَل بالدَّيارِ الَّتي بالقَاع من أَحدٍ ... حيّ فَيَسمعُ صَوتَ المُدلج السَّارِي بَعْدَهُ: تِلْكَ المَنَازِلُ مِنْ صَفْرَاءَ لَيْسَ بِهَا ... نَارٌ تُضيْءُ وَلَا أَصْوَاتُ سُمَّارِ عليّ بن الجهمُ: 16327 - هَل لكِ يَا هِندُ في الَّذِي زَعموُا ... كَيلا تَضِيعَ الظُنُونُ وَالتُهَمُ بَعْدَهُ: كَمْ نُجَافَى عَنِ الوِصَالِ وَنُهْجَرُ ... وَلَا نَسْلَمُ مِنْ حَاسِدِيْكَ لَا سَلِمُوا لَوْ شِئْتِ حَقَّقْتِ طُيُوْفَهمُ ... لَا تُؤثمِيْهِمْ فَطَالَمَا أُثِمُوا سَعُوا إِلَيْهَا يُوَشْوِشُوْنَ لَهَا ... كَيْ تسفر وَحَدِيْثهَا زَعَمُوا يَا رَبِّ خُذْ لِي مِنَ الوُشَاةِ إِذَا ... قَامُوا وَقمْنَا لَدَيْكَ نَحْتَكِمُ ابْنُ حَذَاقٍ: 16328 - هَلِ لِلفَتَى من بَنَاتِ الدَّهرِ من رَاقِ ... وَهَلْ لَهُ من حِمام المَوتِ من وَاقِ قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَوَّلُ شِعْرٍ قَالَتِ العَرَبِ فِي ذَمِّ الدُّنْيَا قَوْلُ ابنِ حَذَّاقٍ: هَلْ لِلْفَتَى مِنْ بَنَاتِ الدَّهرِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَدْ رَحَّلُوْنِي وَمَا رُحِّلْتُ مِنْ شَعَثٍ ... وَأَلْبَسُوْنِي ثِيَابًا غَيْرَ أَخْلَاقِ وَطَيَّبُوْنِي وَقَالُوا أَيُّمَا رَجُلٍ ... وَأَدْرَجُوْنِي كَأَنِّي طَيَّ مِحْرَاقِ هَوِّنْ عَلَيْكَ وَلَا تُوْلعْ بِإِشْفَاقِ ... فَإِنَّمَا مَالنا لِلْوَاحِدِ البَاقِي قَالَ يُوْنسُ النَّحَوِيُّ: لَوْ تَمَنَّيْتُ أَنْ أَقُوْلَ شِعْرًا مَا تَمَنَّيْتُ إِلَّا مِثْلَ هَذَا الشِّعْرِ. ¬
ومن باب (هَلْ) قَوْلُ مُحَمَّدٍ اليَعْقُوْبِيِّ (¬1): هَلْ لَكَ فِي عَذْلِ ابنِ سِيْنٍ دَرَكْ ... شَيْخُ إِذَا مَا عَضهُ الدَّهرُ فَتَكْ قَدْ حنَّكَتْهُ الحَادِثَاتُ فَاحْتنَكْ ... وَسَبَكَتْهُ بِالمَعَاصي فَانْسَبَكْ فَاشْتَمَلَ الكُفْرُ عَلَيْهِ وَاشْتَبَكْ ... وَهَتَكَ الفِسْقُ نُهَاهُ فَانْهَتَكْ فَهُوَ خَلِيْعٌ فِي الضَّلَالِ مُنْهَمِكْ ... يَرْكَبُ مِنْهُ شِرْكًا بَعْدَ شَرَكْ لَوْ عَاشَ المَوْتُ جهَارًا مَا نَسَكْ ... فَدَعهُ وَالشَّرُّ لَهُ وَالخَيْرُ لَكْ ومن باب (هَلْ) قَوْلُ البُحْتُرِيِّ (¬2): هَلْ لَمَّا فَاتَ مِنْ تَلَافٍ تَلَافِي ... أمْ لِسَائِلٍ مِنَ الصَّبَابَةِ شَافِ لَسْتُ عَنْ ثَرْوَةٍ بَلَغَتْ مَدَاهَا ... غَيْرَ أَنِّي امْرُؤٌ كَفَانِي كَفَافِي ومن باب (هَلْ) قَوْلُ السّريِّ يَمْدَحُ طَبِيْبًا (¬3): هَلْ لِلْعَلِيْلِ سِوَى ابن قُرَّةَ شَافِي ... بَعْدَ الإلَهِ وَهَلْ لَهُ مِنْ كَافِ أحْيَى لنَا عِلْمُ الفَلَاسِفَةِ الَّذِي ... أَوْدَى وَأوْضَحَ سم طُبٍّ عَافِ فَكَأَنَّهُ عِيْسَى بن مَرْيَمَ نَاطِقًا ... يَهبُ الحَيَاةَ بِأَيْسَرِ الأَوْصَافِ مَثُلَتْ لَهُ قَارُوْرتي فَرَأَى ... بِهَا مَا بَيْنَ جَوَانِحِي وَشَفَافِي يَبْدُو لَهُ الدَّاءُ الدَّوِيُّ كَمَا بَدَا ... لِلْعَيْنِ رَقْرَاق الغَدِيْرِ الصَّافِي أَبُو فراسٍ: 16329 - هَلْ لِلفَصَاحَةِ وَالسَّمَا ... حَةِ وَالعُلَى عَنِّي مَحِيدُ بَعْدَهُ: فِي كُلِّ يَوْمٍ أَسْتَفِيْدُ ... مِنَ العَلَاءِ وَأَسْتَزِيْدُ ¬
المستوغر بن ربيعةُ بن شعبُ: 16330 - هَلْ مَا بقي إِلَّا كَمَا قَد فَا ... تَني يَومٌ يَمُرّ وَلَيلَةٌ تَحدُونَا الفَرَزدقُ: 16331 - هَلُمَّ إلى ابنِ عَمِّكَ لا تَكُونَن ... كَمُختَارٍ عَلَى الفَرَسِ الحِمَارَ مِقدارُ بن المَطَامِيري: 16332 - هَل من دَليلٍ عَلَى قَلبِي فَيُرشِدُهُ ... لَقَد تَغيَّرَ عَمَّا كُنتُ أَعهَدُهُ بَعْدَهُ: لَعَلَّ الجزْعَ مِنْ أَنْبَائِهِمْ خَبَرًا ... يَرْويْهِ مَنْ عَرِفَ البَلْوَى فَيُوْرِدُهُ أَحْسَنتمُ فَاسْتَرَقَّ القَلْبُ حُبّكُمُ ... وَالحُبّ سَابقَةُ الحُسْنَى تُوَلِّدُهُ وَكُلَّمَا قُلْتُ قَرَّ القَلْبُ زَادَ جَوًى ... وَجَاءَنِي مِنْ هَوَاكُمْ مَا يُؤَكِّدُهُ يقول مِنْهَا: إِنْ حَالَ فِي الحُبِّ عما كُنْتُ أَعْهدُهُ ... وَبَاتَ يَرْقُدُ لَيْلًا لَسْتُ أَرْقُدُهُ فَلَا طَوَيْتُ الحَشَا إِلَّا عَلَى حُرَقٍ ... تُبْلي مِنَ الصَّبْرِ عنه مَا أُجَدِّدُهُ يا عَاذِلِي إِنَّ يَوْمَ البَيْنِ ضَلَّ هَوَى ... قَلْبي المُعَنَّى فَقُلْ أَيْنَ أَنْشُدُهُ زَارَ الخَيَالُ طَلِيْحًا قَلَّمَا أنِسَتْ ... جفوْنُهُ بِالكَرَى أَوْ لَانَ مَرْقَدُهُ أَهْلًا بِهِ زَائِرًا يدْنِيْهِ مِنْ جَسَدِي ... ضَمَائِرِي وَخُفُوْقُ القَلْبِ نُبْعِدُهُ 16333 - هَلْ وَصلُ عَزَّةَ إِلَّا وَصلُ غَانيَةٍ ... في وَصلِ غَانيَةٍ من وَصلهَا خَلَفُ أحمدُ بن طاهر: 16334 - هَلْ يَأخُذُ الزَّاخرُ الفَيَّاضُ مِن وَشَلٍ ... وَيُخلَطُ الصُّفرُ بالصَّافي من الذَهَبِ ¬
16335 - هَل يَأمَنُ الدُّنيا وفَجَعَتَهَا ... من كَانَ لَا يدرِي مَتَى الأَجلُ ابْنُ المُعتَزِ: 16336 - هَل يَجدُ الإِنسَانُ طَعم رَاحةٍ ... إِلَّا إذَا مَا عَضهُ طُولُ التَّعَب أبو منصور، نصرُ بن أحمدَ بن سعد السعدي: 16337 - هَل يَحمِلُ المَالَ ميِّتٌ مَعَهُ ... أَمَّا تَرَاهُ لِغَيرِ مَن جَمَعَه أَبُو الجوائِز: 16338 - هَل يَستَوِي في العَدلِ حَمدٌ وَافرٌ ... يَشجَى العَدُوُّ بهِ وَحَظٌ نَاقصُ الفَرَزدق: 16339 - هَل يَضُرُّ البَحرَ أَمسَى زَاخرًا ... أَن رَمَى فيهِ صَبيٌّ بحَجَر ابْنُ شمس الخلافةِ: 16340 - هَل يُعقبُ الدَّهرُ بالحُسنَى إسَاءَتَهُ ... يومًا وَيُعطي قيَادًا بَعدَمَا جَمَحَا بَعْدَهُ: فَرُبَّ مَرَّ حَيَاةٍ عَادَ حَنْظَلَهُ شُهدًا ... وَكَمْ ضَنْكِ عَيْشٍ عَادَ مُنْنَتِحَا أَبُو هلالٍ العَسكرِيُّ: 16341 - هَل يَنفَعُ العَيشُ بغَيرِ صحَّةٍ ... أَو تَكَمُلُ الصِّحَّةُ إِلَّا بالغنَى أَبْيَاتُ أَبِي هِلَالٍ العَسْكَرِيِّ يَقُوْلُ مِنْهَا: وَأصَاب الحَاجَاتِ مَنْ يَجْفُو الكَرَى ... وَيَرْكَبُ الهَوْلَ إِذَا الحبس التَوَى أَرَى الفَتَى تُغِرُّهُ صحَّتهُ ... وَإِنَّمَا الصِّحَّةُ رَهْنٌ بِالضَّنَا ¬
يَرْجُو ليال العَيْشِ وَهُوَ دَاؤُهُ ... وَربَّ رَاحٍ خافَ مِنْ حَيْثُ رَجَا قَدْ فَضَلَتْ آمَالُهُ عَنْ عُمْرِهِ ... فَهُنَّ لا تَفْنَى وَيُفْنِيْنَ الفَتَى بَنَى الحُصُوْنَ حَذَرًا مِنَ العِدَى ... وَجِسْمُهُ مُشْتَمِلٌ عَلَى العَدَى فِي هَذِهِ الآمَالِ مَا أُعْجَبُها ... عِمَارَةُ الدُّنْيَا وَآفاتُ الوَرَى يدْفَعُ أَسْبَابَ الأَذَى عَنْ نَفْسِهِ ... وَرُبَّمَا جَرَّ الأَذَى دَفْعُ الأَذَى يَفْرَحُ بِالأَيَّامِ يَمْرُرْنَ بِهِ ... وَإِنَّمَا هُنَّ سَلَالِيْمُ الرَّدَى يَغْمِسُ فِي العِصْيانِ كَفًّا مُلِئَتْ ... مِنْ نِعَمٍ تَكْثرُ أَعْدَادَ الحَصَى يُعْجِبُهُ نَمَاءُ مَا يَمْلِكُهُ ... وَهُوَ نِقْصَانُ الحَيَاةِ مَا نَمَى وَيَنْدُبُ المَوْتَى وَيَنْسَى نَفْسَهُ ... كَأَنَّهُ مِمَّا أَتُوْهُ فِي حِمَى لَا يُبْطِرَنْكَ مَا تَرَى مِنْ نِعَمٍ ... فَعَنْ قَلِيْلٍ لَا تَرَى مَا قَدْ تَرَى كَأَنَّ مَا يَمْضي مِنَ الدُّنْيَا مَضَى ... وَإِنْ مَا يَأْتِي مِنَ المَوْتِ أَتَى فَارْحَلْ إِلَى الأُخْرَى بِزَادٍ مِنْ تُقًى ... فَإِنَّمَا الزَّادُ إِلَى الأُخْرَى النُّقَى هَلْ يَنْفَعُ العَيْشُ بِغَيْرِ صِحَّةٍ. البَيْتُ محمَّدُ بن يَزيدَ: 16342 - هُمَا الأَخَوانِ التَّوأَمَانِ تَفوَّقَا ... لبَانَ المَعَالي في حُجُورِ المَكَارم قيسُ بن ذَريحُ: 16343 - هُمَا برَّحَا بي مُعولَينِ كِلاهُمَا ... فؤُادٌ وَعينٌ مَاقُهَا الدَّهر دَامِعُ الرِّضيّ الموسَويّ: 16344 - هُمُ اسَتدلَقُوا رُقشَ الأفَاعي ... ونبَّهُوا عَقَارِبَ لَيلٍ نَامَ عَنهَا حُمَاتُهَا قَبْلهُ: تَعَادَتْ عَلَى عِرْضِي مَصَائِب جَمَّةٌ ... وَلَوْ شِئْتُ مَا الْتَفَّتْ عَلَيَّ عُوَاتُهَا ¬
أَوَلِيِّهِمْ صَمَّاءَ أُذْنٍ سَمِيْعَةٍ ... إِذَا مَا وَعَتْ أَلْوَتْ بِهَا غَفَلَاتهَا يَطُوْلُ عَلَى مِثْلِي إِذَا كُنْتُ كُلَّمَا ... سَمُعْتُ نِبَاحًا مِنْ كلَابٍ خَسَاتُهَا هم أشد لَقُوا رُقْشِ الأَفَاعِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وهم نَقَلُوا عَنِّي الَّذِي لَمْ أَفُه بِهِ ... وَمَا آفَةُ الأَخْبَارِ إِلَّا رُوَاتُهَا أَرِيْدُ لأنْ أَحْنُو عَلَى الضِّغْنِ بَيْنَنَا ... وَتَأبى قُلُوْبٌ أَبْلَغَتْنَا هَنَاتُهَا وَمَا النَّفْسُ وَالأَهْلُوْنَ إِلَّا غَرِيْبَةٌ ... إِذَا فُقِدَتْ أَشْكَالُهَا وَلِدَاتُهَا بَنِي مَطَرٍ خَلُّوا نُفُوْسًا عَزِيْزَةً ... تَنَامُ فَأَوْلَى أَنْ يَطُوْلَ سُبَاتُهَا البُحتُريُّ: 16345 - هُمَا شَرعٌ في المَكرُمَاتِ فهذِهِ ... أَواخِرُ أَخلَاقٍ وَتلكَ أَوَائلُ ومن باب (هُمَا) قَوْلُ البُسْتِيِّ مِنْ قَصِيْدَةٍ (¬1): هما رَضيْعَا لِبَانٍ حِكْمَةً وَتُقًى ... وَسَاكِنَا وَطَنٍ مَالٌ وَطغْيَانُ زيادُ بن منقذٍ: 16346 - هُمُ البُحوُرُ عَطَاءً حينَ تَسأَلهُم ... وَفي اللّقاءِ إِذَا تَلقَاهُم بُهَمُ أَبُو أحمدَ محمَّد حمَّاد البصري: 16347 - هُمُ الذّئَابُ الَّتِي تَحتَ الثيابِ ... فَلَا تَكُن إِلَى أَحَد مِنهُم بمُؤتَمِنِ أَخَذَ قَوْلُ الحُطَيْئَةِ: مِنَ الأَيَّامِ مُظْلِمَةٌ أَضَاؤُوا (¬1) القَاسَمِ بنِ حَنْبَلٍ المُرِّيُّ فَقَالَ (¬2): ¬
مِنَ البيْضِ الوُجُوْهِ بَنِي سِنَانٍ ... لَوْ أَنَّكَ تسْتَضيْءُ بِهِمْ أَضَاؤوا هُمُ حَلُّوا مِنَ الشَّرَفِ المُعَلَى ... وَمِنْ كَرَمِ العَشِيْرَةِ حَيْثُ شَاؤُوا بُنَاةُ مَكَارِمٍ وَأُسَاةُ كَلْمٍ ... دِمَاؤُهُمُ مِنَ الكَلَبِ الشِّفَاءُ فلوا أَنَّ السَّمَاءَ دَنَتْ لِمَجْدٍ ... وَمَكْرُمَةٍ دَنَتْ لَهُمُ السَّمَاءُ المرَّار الفقعسي: 16348 - هُمُ العَرانينُ وَالأَذنَابُ غَيرُهُم ... فَكلُّ قَومٍ لِقَومي تَابِعٌ خَوَلُ مِثْلُهُ قَوْلُ الحُطَيْئَةِ فِي بَنِي أُنَفِ النَّاقَةِ يَمْدَحُهُمْ (¬1): قومٌ هُمُ الأُنَفُ وَالأَذْنَابُ غَيْرُهُمُ ... وَمَنْ يُسَوّي بِأَنْفِ النَّاقَة الذَّنَبَا الحُطيئَة: 16349 - هُمُ القَومُ الَّذِينَ إِذَا ألمَّت ... مِنَ الأيَّام مَظلَمَة أَضاءُوا مَروان بن أبي حَفصة: 16350 - هُمُ القَومُ إِن قَالُوا أَصَابُوا وَإِن دُعُوا ... أَجَابُوا وَإِن أَعطَوا أَطابُوا وَأَجزَلُوا أنشدَ ابْنُ الإعرابيِّ: 16351 - هُمُ القَومُ إِن مَسَّهُم حَادثٌ ... مِنَ الدَّهرِ فِي شِدَّةٍ يَصبِرُوا بَعْدَهُ: وَإِن نِعْمَة مَسَّهُمْ بَرْدهَا ... مَشَوا قَاصدِيْنَ وَلَمْ يَبْطَرُوا وَإِنْ طَالِبُ العُرْفِ حَيَّاهُمْ ... يُرِيْدُ نَوَالَهُمْ اسْتَبْشَرُوا مَيَامِيْنَ عُسْرهُمُ كَالغِنَى ... وهم كَالرَّبِيْعِ إِذَا أَيْسَرُوا ¬
سَعَى لِلمَكَارِمِ آبَاؤُهُمْ ... وَكَانُوا بَنِيْهِمْ فَمَا قَصّرُوا أبو علي بن عبدُوس الشيرَازي: 16352 - هُمُ الكُشُوثُ فَلَا أَصلٌ وَلَا ورَقٌ ... ولَا نَسِيم ولَا ظِلٌّ ولَا ثمَرُ بَيْتُ أَبِي عَلِيٍّ بنِ عَبْدُوْسٍ: هُمُ الكُشُوْثُ، الرِّوَايَةُ الصَّحِيْحَةُ هِيَ هَذِهِ: هُمُ الكُشُوْثُ فَلَا ظِلُّ وَلَا ثَمْرٌ ... وَلَا نَسِيْمٌ وَلَا عُوْدٌ وَلَا وَرَقُ لَوْ صَافَحُوا المُزْنَ مَا ابْتَلَّتْ أَكُفُّهُمُ ... أَوْ أُطْلِقُوا فِي بِحَارِ الصِّينِ مَا غَرِقُوا جَفوا مِنْ اللَّوْمِ حَتَّى لَوْ أَضَاءَ لَهُمْ ... ضوءُ السُّهَى فِي سَوَادِ اللَّيْلِ لاحْتَرَقُوا قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا كَثُرَ تَدَوُلُ البَيتِ الأوَّلِ بَيْنَ النَّاسِ أَخَذَهُ الشُّعَرَاءُ فَغَيَّرُوا أَلْفَاظَهُ وَبَدَّلُوا مَا فِيْهِ وَقَدّمُوا وَأَخَّروا وَرَكَّبُوْهُ فِيْمَا أَرَادُوا فَلِذَلِكَ تَغَيَّرَتْ صنْعَةُ البَيْتِ المذَكُوْرِ وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِنَ الأَبْيَاتِ السائِرَةِ تَدَاوَلَها العَامَّةُ وَالسُّوقَةُ فِي التَّمَثُّل فِيْهَا فَغيَّرَتْ وَبدَّلتْ بَعْضُ ألْفَاظِهَا. 16353 - هُمُ الكِلَابُ وَلَكِن أسقطُوا ذَنبًا ... لبعضِهِم وَجمَالُ الكَلب بالذَنَبِ ابْنُ الرُّوميّ: 16354 - هُمُ المُبدِعُونَ بَديعَ العُلَى ... إِذَا كَانَ غَيرُهُمُ المُتَّبِع بَعْدَهُ: وَمَا الدِّيْنُ إِلَّا مَعَ التَّابِعِيْنَ ... لَكِنَّما المَجْدُ لِلْمُبْدِعِ المُتَنبي: 16355 - هُمُ المُحسِنُونَ الكَرَّ فِي حَومَةِ الوَغَى ... وأَحسَنُ منهُ كَرُّهم في المكَارِم ¬
القُطَاميُّ: 16356 - هُمُ المُلُوكُ وَأبنَاءُ المُلُوكِ هُمُ ... وَالآخذُونَ به وَالسَاسَةُ الأُولُ ذوُ الرُّمَّةِ: 16357 - هُمُ المَنصِبُ العَاديُّ مَجدًا وَعزّةً ... وَهمُ مِن حَصَا المِعزَى وَيدين أَكثَرُ ابْنُ الرُّومي: 16358 - هُمُ النَّاسُ وَالدُّنيا وَلَابدَّ من ... قذًى يُلمُّ بِعينٍ أَو يُكَدِّرُ مَشربَا بَعْدَهُ: وَمِنْ قِلَّةِ الإِنْصَافِ أَنَّك تَطْلبُ الـ ... ـمُهَذَّبَ فِي الدُّنْيَا وَلَسْتَ المُهَذَّبَا وَعَلَى وَزْنِهِ وَمُطَابِق لِمَعْنَاهُ وَلَيْسَ مِنْهُ قَوْلٌ آخَر (¬1): وَنَعْتِبُ أَحْيَانًا عَلَيْهِ وَلَوْ مَضَى ... لَكُنَّا عَلَى الباقي مِنَ النَّاسِ أَعْتَبَا المُتَنبيُّ يمدحُ: 16359 - هُمَامٌ إِذَا مَا فَارَقَ الغمدَ سَيفُهُ ... وَعَاينتَهُ لَم تدر أَيَّهما النَصلُ بَعْدَهُ: إذا قيل رفقًا قال للحلم موضع ... وحلم الفتى في غير موضعه جهلُ يقول ذَلِكَ فِي شُجَاعٍ الطَّائِيِّ المَنْبِجِيِّ. لَهُ أيضًا: ¬
16360 - هُمَامٌ إِذَا مَا همَّ أَمضَى هُمُومَهُ ... بأَرعَنَ وَطءُ المَوتِ فيه ثَقيلُ أَبُو عليٍ الخاتميُّ: 16361 - هُمَا مَا هُمَا لَم يَبقَ شَيءٌ سوَاهُمَا ... حَديثُ صَديق أَو عَتيقُ رَحيقِ قَبْلهُ: وَإِنِّي مِنْ لَذَّاتِ دَهْرِي لَقَانِعٌ ... بِحُلْوِ حَدِيْثٍ أَوْ بِمُرِّ عَتِيْقِ هُمَا مَا هُمَا لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ سِوَاهُمَا. البيت. 16362 - هُمُ إِن يَظفَرُوا بي يَقتُلوني ... وَإِن أَظفَر فلَيسَ لَهمُ خُلُودُ 16363 - هُمُ الأَحبَّةُ إِن صَدُّوا وَإِن وَصَلُوا ... وَمُنيةُ القَلب إِن حَلُّوا وَإِن رَحَلوا بَعْدَهُ: لَا يُنْزِلُ القَلْبُ إِلَّا نَخْبَ حُكْمهمُ جَارُوا ... عَلَى ضَعْفِهِ فِي الحُبِّ أَوْ عَدَلوا شرقي تجعلهُ أَقْوَامٌ تُحِبُّهُمُ ... جَادُوا علينا بِإِحْسَانٍ وَمَا بَخَلُوا أَزْكَى الرِّيَاح نَسِيْمٌ جَاءَ نَحْوَهُمُ ... وَأَطْيَبُ الأَرْضِ دَارًا أَيْنَمَا نَزَلُوا أوسُ بن غلفاءَ: 16364 - هُمُ تَرَكُوكَ أسلَحَ مِن حُبَارَى ... رَأَت صَقرًا وَأَشردَ من نَعَام الحَصكفيُّ: 16365 - هُمُ تَولَّوا بالفُؤادِ وَالحشَا ... فأَينَ صَبري بَعدَهُم وَالجَلَدُ؟ 16366 - هُمُ حَطَّمُوا فِي الأَشعثيِّ رمَاحُهُم ... وَهُم قَتَلُوا قَرَم العِراقَينِ مُصعَبا القَاسم بن حنبلٍ: ¬
16367 - هُمُ حَلُّوا مَن الشَرَفِ المُعَلَّى ... وَمن كَرَمِ العَشِيرَةِ حَيثُ شاءُوا زُهيرٌ بن أبي سلمى: 16368 - هُمُ خَيرُ حَيٍّ من معَدٍّ عَلمتُهُم ... لَهُم نَايلٌ في قَومهم وَلَهم فَضلُ النَّابِغةُ: 16369 - هُمُ دِرعي الَّتي استَلأمتُ فيهَا ... إِلَى يَوم النِّسَارِ وَهُم مجَنِّي نهشلُ بن حريٍ: 16370 - هُمُ ذَكرُوني وَالمهَامِهُ بينَنَا ... كَمَا ارفَضَّ غَيثٌ من تهَامةَ في نَجدِ 16371 - هُمُ سَاعِدُ الدَّهرِ الَذِي يُتَّقَى بهِ ... وَمَا خَيرُ كَفّ لَا تَنُوُء بسَاعِدِ 16372 - هُمُ سَمَّنُوا كَلبًا لِيَأكُلَ لَحمَهُم ... وَلَو أَخذَوُا بالحزم مَا سَمَّنُوا الكَلبَا السَّريُّ الرَّفاء: 16373 - هُمُ شَجَرٌ منَ التَّموِيهِ أَكدَى ... فَلَا ظِلٌّ لَدَيهِ وَلَا ثِمَارُ أَبُو تمَّامٍ: 16374 - هُمُ صَيَّروا تلكَ البرُوقَ صَوَاعِقًا ... فيهمُ وَذَاكَ العَفوَ سَوطَ عَذَاب الكرّوس بن سليم اليَشكُري: 16375 - هُمُ في الذُرَى مِن فَرعِ بَكرِ بنِ وَائِل ... وَهُم عِندَ إِظلَام الأُموُر بُدُورُهَا ¬
بَعْدَهُ: يَطِيْبُ تُرَابُ الأَرْضِ إِنْ نَزِلُوا بِهَا ... وَأَطْيَبُ مِنْهُ في المَمَاتِ قُبُوْرُهَا إِذَا أُخْمِدَ النِّيْرَانُ مِنْ خشْيَةِ القِرَى ... هَدَى الضَّيْفَ لَيْلًا مِنْ حَنِيْفَةَ نُوْرُهَا ابْنُ شمسِ الخلافة: 16376 - هُمْ في الزَّمانِ البَهِيمِ حينَ خَلَا ... منَ الكرام الحُجولُ وَالغُرَرُ 16377 - هُمُ قَتلُوهُ كَي يكُونُوا مَكَانَهُ ... كَمَا غَدرَت يومًا بكسرى مَرَازبُه 16378 - هُمُ قَوَّمُوا دَرءَ الشآم وَأَيقَظُوا ... بنَجدٍ جُفُونَ الحَيِّ وَهي هَوَاجِعُ عليُّ بن عليّ العلويّ يفخرُ: 16379 - هِمَمُ الرِجَّالِ تَبينُ في أَفعَالهِم ... وَالفِعلُ أَعدَلُ شاهد للغَايبِ بَعْدَهُ: وَلنَا تُرَاثُ المَجْدِ جزْنَا فَضْلَهُ ... عَنْ خَيْرِ مَاشٍ في الأَنَامِ وَرَاكِبِ هُوَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يُقَال: أَبْعَدُ الهِمَمِ أَقْرَبُهَا مِنَ الكَرَمِ وَأَوْلَى الأُمَمِ بِالكَرَمِ أَرْبَابُ الهِمَمِ. وَقِيْلَ: ثَلَاثٌ لَا تُسْتَطَاعُ إِلَّا بِارْتِفَاعِ الهِمَّةِ: عَمَلُ السُّلْطَانِ، وَتجَارَةُ البَحرِ، وَمُنَاجَزَةِ العَدُوِّ. أَبُو تمَّامٍ: 16380 - هِمَمُ الفَتَى في الأَرضِ أَغصَانُ الغِنَى ... غُرسَت وَليسَت كُلَّ عَامُ تُورقُ ¬
16381 - هِمَمُ النُّفُوسِ قُصَارُهنَّ هُمُومُ ... وَسُرورُ أبناءِ الزَّمانِ غُمُومُ بَعْدَهُ: يَرْثِي القَاضِي ابْنَ خَلَّادٍ: ومَغبَّةُ الدُّنْيَا عَلَى اسْتِحْلَائِهَا ... مُرٌّ وَعَقْدُ وَفَائِهَا مَذْمُوْمُ وَسَنِيْحُهَا برجٌ وَخِصْبُ رَبِيْعِهَا ... جَدْب وَنَافِعُ عَيْشِهَا مَسْمُوْمُ مَحْسُوْدُهَا مَرْحوْمُهَا وَرئيْسُهَا ... مَرْؤُوْسُهَا وَوُجُوْدُهَا مَعْدُوْمُ وَبَقَاؤُهَا سَبَبُ الفَنَاءِ وَوَعْدُهَا ... إِيْعَادُهَا وَوِصالُهَا مَصْرُوْمُ أبو روحٍ الهَرَويُّ: 16382 - هِمَمُ النُّفُوسِ مَنوطَةٌ بِفنَائِهَا ... وَالمَرءُ يَخدَعُهُ لِسَانُ رَجَائِهِ قَبْلهُ: هِمَمٌ مُؤَرِّقَةٌ جُفُوْنِي كُلَّمَا ... أَرْخَى الظَّلَامُ عَلَيَّ ذَيْلَ خِبَائِهِ هِمَمُ النفوسِ مَنُوْطَةٌ بِفَنَائِهَا. البَيْتُ المثنى في علي بن أحمد الخراساني: 16383 - هِمَمٌ بَلغتكُم رُتُباتٍ ... قَصَّرَت عَن بُلوُغهَا الأَوهَامُ صخرُ بن عمرو، أخو الخَنساءِ: 16384 - هَممتُ بأَمر الحَزم لَو أَستَطِيعُهُ ... وَقَد حيلَ بينَ العَيرِ وَالنّزوَانِ الطِّرماح: 16385 - هَممتُ بأن لَا أَطعَم الدَّهرَ بَعدَهمُ ... حَيَاةً فكَان الصَّبرُ أبقَى وَأَحزمَا ¬
16386 - هِمَمٌ تُشَوّقُني إِلَى طَلَب العُلَى ... وَهَوًى يُشوّقُني إِلَى الأَوطَانِ عبدُ اللَّهِ بن ظبيانَ: 16387 - هَمَمتُ وَلَم أَفعَل وَكِدتُ وَليتَنِي ... فعَلتُ فَأَدمَنَّ البُكاءَ نَوادُبه بَعْدَهُ: فَأَوْرَدتهَا في النَّارِ بَكْرُ بنِ وَائِلٍ ... وَأَلْحَقْتُ مَنْ قَدْ خَرَّ شُكْرًا بِصَاحِبِهِ قَالَهُمَا لَمَّا قَتَلَ مَصْعَبَ بنَ الزُّبَيْرِ وَألقَى رَأسَهُ بَيْنَ يَدَي عَبْد المَلِكِ ابن مَرْوَانَ فَخَرَّ عَبْدُ المَلِكِ سَاجِدًا فَهَمَّ عَبْدُ اللَّهِ بن ظَبْيَانَ أَنْ يلْحقَهُ بِهِ وَكَانَ مِنْ قِتَالِ العَرَبِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: هَمَمْتُ وَلَمْ أَفْعَلْ. البَيْتَانِ. 16388 - هَمُّ رجَالِ العُلَى تنَافسُهُم ... فِيهَا وهَمُّ الحَمير في العَلَفِ أَبُو روح الهَرويُّ: 16389 - هِمَمٌ مؤَرّقَةٌ جُفُونِي كُلَّمَا ... أَرخَى الظَلَامُ عَلَيَّ ذَيلَ خبَائِهِ عبدُ قيس بن خفافٍ: 16390 - هُمُ مَنُّوا عَليَكَ فَلَم تُثبهمُ ... فَتِيلًا غيرَ شَتمٍ أَو خِصَام ابْنُ شمسِ الخلافةِ: 16391 - هُمُّوا فَنيلُ العُلَى في حَيّزِ الهمَمِ ... ولَا تَميلوا إِلَى عَجز ولَا سَأَم 16392 - هِمَّةٌ نَالَتِ الثُريَّا سُمُوًّا وَاستَوَى ... عندَهَا الثَرى والثَراءُ 16393 - هَمِّي وَهَمُّ الكُمَيتِ مُختَلفُ ... السَّير هَمِّي وَهَمُّهُ العَلفُ ¬
الإِمام الشافعيُّ رحمهُ اللَّه: 16394 - هُمُومُ أُناسٍ في أُمُورٍ كَثِيرَةٍ ... وهَمِّي في الدُّنيَا صَديِقٌ مسَاعِدُ بَعْدَهُ: نَكُوْنُ كَرُوْحٍ بَيْنَ جِسْمَيْنِ فَرَّقَا ... فَجِسْمَاهُمَا جِسْمَانِ وَالرُّوْحُ وَاحِدُ أبو العتاهيةِ وقيل غيره: 16395 - هُمُومُكَ بِالعَيشِ مَقرُونَةٌ ... فَمَا تقطَعُ العَيشَ إِلَّا بهَم أبو عبدُ اللَّهِ بن الحجَّاجِ: 16396 - هُمُومٌ وَصَلنَ عُرَى الجدِّ بي ... وَعَلَّمننِي كيفَ أَجفُو المُزَاحَا بَعْدَهُ: حَبَسْنَ عِنَانَ هَوَايَ الجمُوْحِ ... وَكَانَ عِنَانًا يُطِيْلُ الجِمَاحَا إبراهيمُ بنُ المهدِيِّ: 16397 - هُمْ هيَّجُوا الحَربَ قَد عَلمُوا ... لَو ينفَعُ العِلمُ مُشتَقٌّ مِنَ الحَرَبِ وَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ (¬1): وَالحَرْبُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ وَقَالَ المُتَنَبَيِّ (¬2): وَتَسْتَلِبُ الدُّهمَ الَّتِي كَانَ رَبُّهَا ... ضنِيْنًا بها وَالحَرْبُ فِيْهَا الحرَائِبُ المُتَنبيُّ: ¬
16398 - هُمُ يطلُبُونَ فَمَن أَدرَكُوا ... وَهُم يَكذِبُونَ فَمَن يقبَلُ الرِّضيّ الموسَويّ: 16399 - هُمُ يَومَ النَّدى غَيمٌ جَهَامٌ ... وَفِي اللَّأوَاءِ ريحٌ جربَياءُ المُتَّنبيُّ في السُيُوف: 16400 - هنديةٌ إِن تُصَغّر مَعشرًا صغُروُا ... بحَدِّهَا أَو تُعظّم مَعشرًا عَظُمُوا 16401 - هَنَّاكُمُ اللَّهُ بِالدُّنيا وَوَفّقَكُم ... لما يُحبُّ منَ التقوى وَيَرضَاهُ بَعْدَهُ: عَلَامَ أَمْكُثُ لا أَمْرٌ يُطَاعُ وَلَا ... مَالٌ يُفَادُ وَلَا عِزٌّ وَلَا جَاهُ مَا ازْدَدْتُ مُذْ جِئْتُكُمْ شَيْئًا وَأَكْثَرُ مَا ... حِفَظْتهُ ضَاعَ والبَاقِي سَأَنْسَاهُ يقول مِنْهَا: لَوْ مَثَّلَ اللَّهُ لِي حَظِّي يُقَابِلُنِي ... بَصَقْتُ مِن غَيْظِي في مَحَيَّاهُ 16402 - هُنَّ البَجَارِيُّ يَا بُجَيرُ ... أَهدَى لَها الأبؤُسَ العُوَيرُ المُتَنبيُّ: 16403 - هَنيئًا لكَ العيدُ الَّذِي أَنْتَ عيدُهُ ... وعيدٌ لمن سمَّى وَضحَّى وَعيَّدَا بَعْدَهُ: فَذَا اليَوْمُ في الأَيَّام مِثْلُكَ في الوَرَى ... كَمَا كُنْتَ فِيْهِمْ أَوْحَدًا كَانَ أَوْحَدَا أَبُو دلفٍ: ¬
16404 - هَنيئًا لمن إِن غَابَ عَنهُ أَنيسُهُ ... رَأَى مَعهدًا منهُ عَلى النَأي أو رسمَا بَعْدَهُ: يُرَدِّدُ فِيْهِ طَرْفَهُ ثُمَّ يَثْنِي ... إِلَى كَبِدٍ حَرَّى مُحَالِفَةٍ سَقْمَا كَتَبَ أَبُو دُلَفٍ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ عَلَى بَابِ دَارِهِ. كثيرُ عزَّةَ: 16405 - هَنِيئًا مريئًا غَيرَ داءٍ مُخَامرٍ ... لعَزَّةَ من أَعراضِنَا مَا استَحلَّتِ قِيْلَ لِكُثَيُّرٍ: أَنْتَ أَشْعَرُ أمْ جَمِيْلٌ؟ فَقَالَ: بَلْ أَنَا أَشْعَرُ. قِيْلَ لَهُ: كَيْفَ تَقُوْلُ ذَلِكَ وَأَنْتَ رَاوِيَتُهُ؟ فَقَالَ: جَمِيْلٌ يَقُوْلُ (¬1): رَمَى اللَّهُ في عَيْنِي بُثُيْنَةَ بِالقَذَى ... وَفِي الغُرِّ مِنْ أَنْيَابِهَا بِالفَوَادِحِ وَأَنَا أَقُوْلُ: هَنِيْئًا مَرِيْئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ. البَيْتُ البُحتُري: 16406 - هَنِيئًا لأَهل الشام إنّكَ سَائرٌ ... إليهم مَسِيرَ القَطر تتبَعُهُ القَطرُ بَعْدَهُ: تَفِيْضُ كَمَا فَاضَ الغَمَامَ عَلِيْهِمُ ... وَتَطْلَعُ فِيْهِمْ مِثْلَ مَا طَلَعَ البَدْرُ وَلَنْ يَعْدِمُوا خَيْرًا إِذَا كُنْتُ فِيْهِمُ ... وَكَان لَهُمْ جَارَانِ جُوْدُكُ وَالبَحْرُ ¬
مَضى الشَّهرُ مَحْمُوْدًا وَلَوْ قَالَ مُخْبِرًا ... لأَثْبَتَ بما أُوْلِيت أَيَّامُهُ الزُّهرُ 16407 - هُنَيدَةُ قَد حَلَلتِ بِدَار قَومٍ ... هُمُ الأعدَاءُ وَالأَكبَادُ سُودُ بَعْدَهُ: هُمُ إِنْ يَظْفِرُوا بي يَقْتِلُوْنِي ... وَإِنْ أَظْفَرْ فَلَيْس لَهُمْ خُلُوْدُ قَالَ الرُّوَاةُ لَمَّا أُتِيَ بِالوَليْدِ بنِ عُقْبَةَ أَسِيْرًا يَوْمَ الجمَلِ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِىّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ الوَليْدُ مُتَمَثِّلًا: هُنَيْدَةُ قَدْ حَلَلت بِدَارِ قَوْمٍ. البَيْتَانِ. وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ التَّمْثيْلِ بِهَذَيْنِ البَيْتَيْنِ قَالَ: أنْشدكَ اللَّهُ يا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ في دَمِي فَأَمَرَ بِإِطْلَاقِهِ وَخَلَّى سَبِيلَهُ. 16408 - هَوَاءٌ لغَيرِي البُرءُ مِنهُ وَلي الضَّنَا ... ومَاءٌ بهِ يَروَى العِطَاشُ وَلي الظَّمَا 16409 - هَوَاءٌ وَلَكن فيهِ للنَّاشِقِ الجَوَى ... وَماءٌ وَلَكن فيه للذَايق الظَّمَا ابْنُ وكيع التّنّيْسيُ: 16410 - هُوَ اختِيَارِي فَأَبصرُوهُ ... شَاهِدُ عَقلِ الفَتَى اختيَارُه أَبُو الفتح البُستيُّ: 16411 - هُوَ أَغنَى الأَنام عَنِّي ... وَلَكِن أَنَا مِن أَفقَرِ الأَنام إِلَيهِ ابْنُ الحَجَاج: 16412 - هُوَ البَحرُ أن حدَّثتَ عَن مُعجزاتِهِ ... ضَعُفتَ عَن استغراقِ تلكَ العجَايبِ بَعْدَهُ: ¬
وَإِنْ رَامَ شِعْرِي أَنْ يُحِيْطَ بِوَصْفِهِ ... أَحَاطَ بِشِعْرِي العَجْزُ مِن كُلِّ جَانِبِ 16413 - هُوَ البَحرُ إلا أَنَّهُ عَذبُ مَوردٍ ... وَذَا عجَبٍ إِنَّ العُذوُبةَ في البَحر زيادُ الأعجَمُ: 16414 - هُو البَحرُ من أيّ النَّواحي أَتيتَهُ ... فَلُجَّتُهُ المعروُفُ وَالجودُ سَاحلُه بَعْدَهُ: تَعَوَّدَ بَسْطَ الكَفِّ حَتَّى لَوْ أَنَّهُ ... أَرَادَ انْقِبَاضًا لم تُطِعْهُ أَنَامِلُه وَلَوْ لم يَكُنْ في كَفِّهِ غَيْرَ نَفْسِهِ ... لَجَادَ بِهَا فَلْيتَّقِ اللَّه سَائِلُهُ وَهِيَ أَبْيَاتٌ مُتَنَازَعَةٌ لأَبِي تَمَّامٍ يَقُوْلُ في مَدْحِ المُعْتَصِمِ بِاللَّهِ مِن أَبْيَاتٍ (¬1): بِيُمْنِ أَبِي إِسْحَقَ طَالَتْ يَدُ العُلَى ... وَقَامَتْ قَنَاةُ الدِّيْنِ وَاشْتَدَّ كَاهِلُه وَإِذَا آمِلٌ سَامَاهُ قَرْطَسَ في المُنَى ... مَوَاهِبَهُ حَتَّى يُؤَمَّلَ آمِلُه البَحرَانيُّ: 16415 - هُو البَحرُ من بُعدٍ يَرُوقُكَ مَاؤهُ ... صَفَاءً وَلَكِن لَا يسُوغُ لِشَارِبِ قَبْلهُ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ جَمًّا سَوَامُهُ ... فَبِتُّ سَمِيْرًا لِلأَمَانِي الكَوَاذِبِ هُوَ البَحْرُ مِن بُعْدٍ يَرُوْقكَ مَاؤُهُ. البَيْتُ خلفُ بنُ أيوب: 16416 - هُو البَحرُ لَا ملحٌ أُجاجٌ مَذَاقُهُ ... وَلَكِنَّهُ عَذبٌ لَذِيذُ المَشَارِبِ يقول مِنْهَا: ¬
إِذَا خَفَقَتْ أَعْلَامُهُ خَفَقَتْ لَهَا ... قُلُوْبُ ذَوِي الإِلْحَادِ مِنَ التَّرَائِبِ وَإِنْ نَاشَبَ الحَرْبُ العِدَى لَقِيَ الرَّدَى ... مَنَاشِبُهُ عَجْلَان في حَالِ نَاشِبِ إِذَا مَا نَبَا الهِنْدِيُّ أَصْلَتَ مُنْصلًا ... مِنَ الرَّأْي لَا يُثْنِيْهِ فَجأة تَائِبِ هُوَ خَلَفُ بن أَيُّوْب بن فَرَجٍ الأَنْدَلُسِيِّ يَمْدَحُ سَعِيْدَ بنُ مُنْذِرٍ الأُمَوِيَّ. إبراهيم الغَزِّيُ: 16417 - هُوَ البَختُ مَهمَا زانَ شَوهَاءَ مَنظَرٌ ... رأَتها عُيُونُ النَّاسِ ذَاتَ جَمَالِ 16418 - هُوَ البَدرُ وَالنَّاسُ الكَواكبُ حَولَهُ ... وهَل تُشبهُ البَدرَ المُضيءَ الكَوَاكبُ؟ دِعبلٌ: 16419 - هُوَ الجَاعِلُ البيضَ القَواطِعَ وَالقَنَا ... كعَامًا لأَفوَاهِ الثغُور الفَوَاغرِ إبراهيم الغَزِّيُ: 16420 - هُو الجَدُّ يُخفى طَلعَةَ البَدرِ بالسُّهَا ... وَينصُرُ مَن يَهذي فتَدعُوهُ مُفلَقا السَريُّ الرَّفاء: 16421 - هُوَ الجَوادُ الَّذِي لَولَا مَكَارِمُهُ ... لَم يُعرَفِ الجودُ في الدُّنيا وَلَم يُنَلِ يقول مِنْهَا مُخَاطِبًا أَبَا الحَسَنِ فَرَوَّخَ يَنْتَجِزُ وَعْدًا وَعَدَهُ: يا أَوْسَعَ النَّاسِ صَدْرًا يَوْمَ مَلْحَمَةٍ ... وَأَضرَبَ الناسِ فِيْهَا هَامَةَ البَطَلِ مَا بَالُ رَسْمِي مِن جَدْوَى يَدَيْكَ عَفَا ... فَصَارَ أَوْضَحَ مِنْهُ دَارِسُ الطَّلَلِ لَقَدْ تَجَاوَزْتَ في وَعْدِي وَأَيُّ حيًا ... في غَيْرِ إِبَّانِهِ يَشْفِي مِنَ العِلَلِ وَقَدْ تَمَهَّلْتُ شَهرًا بَعْدَهُ كَمَلًا ... وَإِنَّمَا خُلِقَ الإِنْسَانُ مِن عَجَلِ زهيرُ بن أبي سلمَى: ¬
16422 - هُوَ الجَوادُ فَإِن يَلحق بَشأوِهِمَا ... عَلَى تَكَاليفِهِ فَمِثلُهُ لَحقَا قِيْلَ تَكَلَّمَ صَالِحٌ بن المَنْصُوْرِ بِحَضْرَةِ أَبِيْهِ وَأَخِيْهِ المَهدِيِّ فَذَهَبَ في القَوْلِ كُلَّ مَذْهَبٍ جَمِيْلٍ، فَرَفَعَ المَنْصوْرُ رَأْسَهُ إِلَى النَّاسِ يَنْظِرُ مَنْ يَصفُهُ فَكُلٌّ هَابَ المَهدِيَّ فَقَامَ شَبِيْبُ بْنُ شَبَّةَ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ خَطُيْبًا كَاليَوَمِ أَبْلَغُ بَيَاتًا وَلَا أَجْوَدَ لِسَانًا وَلَا أَرْبَطَ جَنَانًا وَلَا أَبَلَّ رِيْقًا وَلَا أَحْسَنَ طَرِيْقًا وَلَا أَغْمَضَ عُرُوْقًا وَحُقَّ لِمَنْ كَانَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ أَبَاهُ وَالمهدِيُّ أَخَاهُ أَنْ يَكُوْنَ كَمَا قَالَ زُهَيْرُ بن أَبِي سُلْمَى: هُوَ الجوَادُ فَإِنْ يَلْحَقْ بِشَأوِهِمَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَوْ يَسْبِقَاهُ عَلَى مَا كَانَ مِن مَهَلٍ ... فَمِثْلَمَا قَدَّمَا مِنْ صَالِحٍ سَبَقَا قَالَ الرَّبِيع فَقَالَ لِي أَبُوْ عُبَيْدِ اللَّهِ: مَا رَأَيْتُ أَبْلَغَ مِنْ شَبيْبٍ مَدَحَ الغُلَامَ وَأَرْضَى أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ وَسَلِمَ مِنْ مَلَامَةِ المَهدِيِّ وَيُرْوَى هَذَا الكَلَامُ لِشَبّةِ بنِ عِقَالٍ. 16423 - هُو الحَادِثُ المَخشيُّ كنتُ أَخَافُهُ ... فَلَم يبقَ فيهَا حَادِثٌ أتوَقَّعُ 16424 - هُوَ الحَبيبُ الَّذِي نَفسي الفدَاءُ لَهُ ... وَنَفسُ كُلّ نَصيحٍ لَامَني فيهِ 16425 - هُوَ الحَظُّ عَيرُ الوَحشِ يَستَأنف أَنفُهُ الـ ... ـخَزامَى وَأَنفُ العَود بالعُود يُخزَمُ قَبْلهُ: تَبَارَكَتْ أَمْواَهُ البِلَادِ بِأَسْرِهَا ... عِذَابٌ وَهُصَّتْ بِالمُلُوْحَةِ زمزمُ هُوَ الحَظُّ غَيْرُ الوَحْشِ يَشْتَاقُ أَنْفُهُ. البَيْتُ قوامُ الدِّين يحيى بن زَبادةَ: 16426 - هُوَ الحلمُ مَا وَلَّيتَهُ من ضَريبَةٍ ... بَرَاهَا وَلم يَسفِك لِصَاحِبهَا دَمَا قَبْلهُ: إِذَا مَا عَدُوِّي رَامَ قَتْلِي بِسَيْفٍ ... أَبَتْ حَدَّاهُ أَنْ تَتَثَّلَّمَا ¬
هُوَ الحِلْمُ مَا أَوْلَيْتَهُ مِن ضَرِيْبَةٍ. البَيْتُ 16427 - هُوَ الدَّهرُ الَّذِي لَابدَّ منْ ... أَنْ يَكُونَ إلَيْكُمُ مِنْهُ ذُنُوبُ ابْنُ مسهرٍ الكاتب: 16428 - هُوَ الدَّهرُ إِنْ يبخَلْ وَيَغدرْ فَشِيمَةٌ ... وإن حَادَ يومًا أَوْ وَفَى فَعجيْبُ 16429 - هُوَ الدَّهرُ تَنْمَى كَلَّ يَوْمٍ عَجَائِبُهُ ... يُجَاذبُنَا آمالنَا وَنُجَاذِبُه ابن المُعتزِّ: 16430 - هُوَ الدَّهرُ قَد جَرّبْتَهُ وَعَرَفتَهُ ... فَصَبْرًا عَلَى مَكْرُوْهِهِ وَتَجَلُّدَا بَعْدَهُ: يَرْثِي عُبَيْدَ اللَّهِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ طَاهِرٍ بِابْنٍ لَهُ تُوفّيَ بَعْدَ كَلَامٍ مَنْثُوْرٍ في آخره هذه الأَبْيَاتُ الثَّلَاثُ: ولم أَرَ مِثْلَ الصَّبْرِ أَعْطَى مَثُوْبَةً ... وَأَرْغَمَ في وَقْتِ الشَمَاتة حُسَّدَا وَمَا الناسُ إِلَّا سَابِق ثُمَّ لَاحِقٌ ... وَآبقُ مَوْتٍ وَسَوْفَ نَأخُذُهُ غَدَا ابْنُ الرُّوميِّ: 16431 - هُوَ الدَّهرُ لَم تُبْدعُ عَلَيَّ صُروْفُهُ ... وَلَم يأتِ شيئًا لَم أَكنْ أتَخيَّلُه بَعْدَهُ: وَمَا رَاعَنِي المَكْرُوْهُ إِذْ هُوَ عَادَتِي ... لَدَيْهِ وَلَكِنْ رَاعَ قَلْبِي تَعَجُّلُه وَقَالَ المُتَنَبِّيُّ (¬1): ¬
وَمَا اسْتَغْرَبَتْ عَيْني فِرَاقًا رَأَيْتُهُ ... وَلَا عَلَّمَتْنِي غَيْرَ مَا القَلْب عَالِمُه له أيضًا: 16432 - هُوَ الدَّهرُ مَا يُقْرضْكَ مدّةَ سَاعةٍ ... فَأَمْضَيْتَهَا إِلَّا وفيهَا اقتضآؤُها ابن زيدونَ: 16433 - هُوَ الدَّهرُ مَهمَا أَحْسَنَ الفعْلَ مرّةً ... فَعَنْ خَطأٍ لَكِنْ اسَآءَتَهُ عَمْدُ بَعْدَهُ: يُخَاطِبُ الوَزِيْرَ ابْنَ جَهوَرٍ: حَذَارَكَ أَنْ تَغْتَرَّ مِنْهُ بِصَاحِبٍ ... فَفِي كُلِّ وَادٍ مِن نَوَائِبِهِ سَعْدُ يقول مِنْهَا: فَدَيْتكَ أَنَّنِي قَائِل فَمُعَرِّضٌ ... بِأَوْطَارِ نَفْسٍ مِنْكَ لم تقْضِهَا بَعْدُ مُنًى كَالشَّجَى دَوْنَ اللهَاةِ تَعَرَّضَتْ ... فلم يَكُ لِلْمَصدُوْرِ مِنْ نَفْيهَا بُدُّ أَمِثْلِيَ غُفلٌ خَامِلُ الذِّكْرِ ضَائِغٌ ... ضِيَاعَ الحُسَامِ العَضْب أَصْدَأَهُ الغِمْدُ لَعُمْركَ مَا لِلْمَالِ أَسْعَى فَإِنَّمَا ... تَرَى المَالَ أسنى حَظَّهُ الرَّجُلُ الوَغْدُ وَلَكِنْ لِحَالٍ إِنْ لبست جَمَالَهَا ... كِسوْتكَ النّصْحُ أَعْلَامُهُ الحَمْدُ 16434 - هُوَ الدَّهرُ لَا يُبقَى عَليْه مُقدَّمٌ جَوَادٌ ... وَلَا وَغْدٌ منَ النَّاسِ وَاضِعُ بَعْدَهُ: بِكُلٍّ أَرَاهُ نَاجِعًا غَيْرَ أَنَّهُ ... إِلَى الحُرِّ وَالعِلْقِ النَّفِيْسِ مُسَارِعُ 16435 - هُوَ الدَّهرُ فِيْهِ بُؤسٌ وَشدَّةٌ ... ويَومٌ سُروْرٌ للفَتَى وَنَعيْمُ البُحتريُّ: ¬
16436 - هُوَ الذُّخْرُ منْ دُنْياكَ قدَّمْتَ فَلْلَهُ ... ولَا خير في الدُّنيا إِذَا لم يَكُن ذُخْرُ بَعْدَهُ: مَضَى غَيْرَ مَفْقُوْدٍ وَمَا فَقْدُ كَوْكَبٍ ... وَلَا سِيَّمَا إِنْ كَانَ يُفْدَى بِهِ البَدْرُ ابن الرومي في صاعدٍ: 16437 - هُوَ الرَّجُلُ المَشْرُوْكُ في جُلِّ مَالِهِ ... وَلكِنَّهُ بالحَمْدِ وَالمَجْد مُفْردُ بَعْدَهُ: يُعَرَّضُ إِلَّا أَنْ مَا قِيْلَ دُوْنَهُ ... يُوْصَفُ إِلَّا أَنَّهُ لَا يُحَدَّدُ أَرقُّ مِنَ المَاءِ الَّذِي في حُسَامِهِ ... طِبَاعًا وَأَمْضَى مِن شَبَاهُ وَأَنْجَدُ كَأَنَّ أَبَاهُ حين سَمَّاهُ صَاعِدًا ... رَأَى كَيْفَ يَرْقَى في المَعَالِي وَيَصْعَدُ جَوَادٌ ثنَى غَرْبَ الجِيَادِ بِعَزْمِهِ ... فَظَلَّ يُجَارِي ظِلَّهُ وَهُوَ أَوْحَدُ حَكِيْمُ أَقَالِيْم البِلَادِ كَرِيْمُهَا ... مُسَائِلُهُ يُهدَى وَعَافِيْهِ يُرْفَدُ الرَّضِيّ الموسَويّ: 16438 - هُوَ الرّزقُ مَقْسُومًا وَلَيْسَ تَنالُه ... ببَرْدِ التَباطي أَو بحَرِّ الحَثَاحث أَبُو تمَّامٍ في الشيبِ: 16439 - هُوَ الزَّورُ يُجْفَى وَالمُعَاشرُ يُجْتَوَى ... وَذُو الإِلْفِ يُقْلَى وَالجَدُيد يُرقَّعُ عبيدُ اللَّه بن عبدُ اللَّهِ بن عتبة بن مسعود الفقيه: 16440 - هُوَ السِرُّ مَا اسْتُوْدعْتَهُ فَكَتمْتَهُ ... وَلَيْسَ بسرٍّ حيْنَ يَفشُو فَيَظهَرُ ابْنُ دريدٍ في الشيبِ: ¬
16441 - هُوَ السُقْمُ إِلَّا أَنَّهُ غَيرُ مُؤلمٍ ... وَلَم أَرَ مِثْلَ الشَيْبِ سُقمًا بِلَا أَلَمْ قَبْلهُ: أَرَى الشَّيْبَ مُذْ جَاوَزْتُ خَمْسِيْنَ حِجَّةً ... يَدُبُّ دَبِيْبَ الصبْحِ في غَسَقِ. . . هُوَ السُّقْمُ إِلَّا أَنَّهُ غَيْرُ مُؤْلمٍ. البَيْتُ أبو الشيصِ يمدحُ: 16442 - هُوَ السَّيْفُ إِنْ لَاينْتَهُ لانَ متْنُهُ ... وَحَدَّاهُ إِنْ خَاشَنته خَشِنَانِ قَبْلهُ: كَرِيْمٌ يَغضُّ الطَّرْفَ فَضْلَ حَيَائِهِ ... وَيَدْنُو وَأَطْرَافُ الرِّمَاحِ دَوَانِ هُوَ السَّيْفُ إِلَّا إِنْ لَا يَنتهُ لَانَ مَتْنُهُ. البَيْتُ أَخَذَهُ أَبُو الشِّيْصِ مِن قَوْلِ مُسْلِمِ بنِ الوَليْدِ (¬1): هُوَ السَّيْفُ إِنْ لَا يَنْتَهُ لَانَ مَتْنُهُ ... وَبَيْنَ غَرَارِيْهِ المَنَايَا اللَّوَائِحُ 16443 - هُوَ السَّيْلُ إِنْ وَاجَهتَهُ انقَدتَ طوعَهُ ... وَتقتَادُهُ من جَانبَيه فَيُتْبَع أبو الغمرِ الرَّازي: 16444 - هُوَ الشَّرِيْف وَلَكِنْ زَادَهُ شرفًا ... نَفسٌ مُوَشّحَةٌ بالبَأس وَالكَرم سعيدُ بن حُميدٍ: 16445 - هُوَ الشَّمْس مَجْرَاهَا بَعيدٌ وَضَوْءُهـ ... ـا قَريْب وَقلْبي بالبَعيْدِ مُوَكَّلُ قَبْلهُ: ¬
أَهَابُ وَأَسْتَحِي وَأَرْقُبُ وَعْدَهُ ... فَلَا هُوَ يَبْدَانِي وَلَا أَنَا أَسْأَلُ هو الشمس مجراها بعيد. . . البيت. عبدُ اللَّهِ محمَّد بن أبي عُيينةَ: 16446 - هُوَ الصَّبْر وَالتَسليمُ للَّه وَالرِّضَا ... إِذَا نَزلَتْ بي خُطَّهُ لَا اشاؤُهَا قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عُيُيْنَةَ: هُوَ الصَّبْرُ وَالتَّسْلِيْمُ للَّهِ. البَيْتُ مِنْ أَبْيَاتٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا نَحْنُ أُبْنَا سَالِمِيْنَ بِأَنْفُسٍ ... كِرَامٍ رَجَتْ أَمْرًا فَخَابَ رَجَاؤُهَا فَأَنْفُسُنَا خَيْرُ الغَنَائِمِ كُلِّهَا ... تَؤُوْبُ وَفِيْهَا مَاؤُهَا وَحَيَاؤُهَا هِيَ الأَنْفُسُ الكُبْرَى الَّتِي إِنْ تَقَدَّمَتْ ... أَوِ اسْتَأْخَرَتْ فَالقَتْلُ بِالسَّيْفِ دَاؤُهَا يَقُوْلُ مِنْهَا: سَيَعْلَمُ إِسْمَاعِيْلَ أَنَّ عَدَاوَتِي لَهُ ... رِيْقُ أَفْعَى لَا يُصَابُ دَوَاؤُهَا كَانَ بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُيَيْنَةَ وَبَيْنَ إِسْمَاعِيْلَ بن جَعْفَر بن سُلَيْمَانَ بن عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ العَبَّاسِ صَدَاقَةٌ مُؤَكَّدَةٌ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بن أَبِي عُيَيْنَةَ مِنْ رُؤَسَاءِ مَنْ أَخَذَ لِلْمَأمُوْنِ البَصْرَةَ في أَيَّامِ المَخْلُوْعِ وَكَانَ مُعَاضِدًا لِطَاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ في حُرُوْبِهِ وَكَانَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرَ المُقَدَّمُ ذِكْرُهُ جَلِيْلَ القَدَرِ مُطَاعًا في أَهلِهِ وَمَوَالِيْهِ وَكَانَتْ المُوَدَّةُ بَيْنَهُمَا عَلَى أَلْطَفِ حَالٍ فَوَاصَلَهُ أَبِي عُيَيْنَةَ بِذِي اليَمَينَيْنِ فَوَلَّاهُ البَصرَةَ وَوَلَّى عَبْدُ اللَّهِ بنِ أَبِي عُيَيْنَةَ اليَمَامَةَ وَالبَحْرَيْنِ وَالمَغَاصَ فَلَمَّا رَجِعَا إِلَى البَصرَةِ تَنَكَّرَ إِسْمَاعِيْلُ لأَبِي عُيَيْنَة فَهَاجَ بينهُمَا مِنَ التَّبَاعُدِ أَمْثَالَ مَا كَانَ بَيْنَهُمَا مِنَ المُقَارَبَةِ ثُمَّ عُزِلَ أَبِي عُيَيْنَةَ عَنْ عَمَلِهِ وَلَمْ يَزَلْ يَهجُو إِسْمَاعِيْلَ وَسَأَلَ ذَا اليَمِيْنَيْنِ عَزْلَهُ فَدَافَعَهُ وضَنَّ بِالرَّجُلِ فَكَانَ أَبُوْ عَبْدِ اللَّهِ بن أَبِي عُيَيْنَةَ يَهجُوهُ وَيَهجُو مِنْ أَهلِهِ مَنْ يُوَاصلُ إِسْمَاعِيْلَ وَيَتَوَدَّدُ إِلَيْهِ. البُحتريُّ: ¬
16447 - هُوَ العَارضُ الثجّاجُ اخْضَلَ جوْدُهُ ... وَطارَتْ حَوَاشي برقِهِ فتَلهَّبَا بَعْدَهُ: إِذَا مَا تَلَظَّى في وَغَا أَصْعَقَ العِدَى ... وَإِنْ فَاضَ في أُكْرُوْمَةٍ غَمَرَ الرُّبَا رَزِيْنٌ إِذَا مَا القومُ خَفَّتْ حُلُوْمُهُمْ ... وَقوْرٌ إِذَا مَا حَادِثُ الدَّهرِ أَجْلَبَا حَيَاتُكَ إِنْ يَلْقَاكَ بِالجوْدِ رَاضِيًا ... وَمَوْتُكَ إِنْ يَلْقَاكَ بِاليَأسِ مُغضبَا حَرُوْنٌ إِذَا عَازَرْتَهُ في مُلِمَّةٍ ... فَإِنْ جِئْتَهُ مِن جَانِبِ الذُّلِّ أَصْحَبَا كعبٌ الغنوي في أخِيه: 16448 - هُوَ العَسَلُ المَاذِيُّ حلمًا وَنآئِلًا ... وَلَيثٌ إِذَا يَلْقَى العَدْوَّ غَضُوبُ الرِّضيّ الموسَوي: 16449 - هُوَ العُودُ سَهْلٌ للسَّماح جَنَاتهُ ... وَلَكن عَلَى الأعداءِ وَعر المكَاسِرِ 16450 - هُوَ الغَرض الأَقْصى وَرُؤيَتُكَ المُنَى ... وَمنزِلُكَ الدُّنيا وَأنت الخلآئِق السَّري الرَّفاء في ابن فهدٍ: 16451 - هُوَ الغَمَامُ الَذي مَا فَاضَ مُحتَفلًا ... إِلَّا أَصَابَ نَدَاهُ العُربَ وَالعَجَمَا أَبُو تمَّامٍ في الحَسَنُ بن سهلٍ: 16452 - هُوَ الغَيثُ لَو أَفرَطتُ في الوَصْفِ عَامدًا ... لأَكْذَب في مَدْحيْهِ لم آلُ كَاذَبا قَبْلهُ: ثَوَى مَالَهُ نُصْبَ المَعَالِي فَأَوْجَبَتْ ... عَلَيْهِ زَكَاةُ الجوْدِ مَا لَيْسَ وَاجِبَا ¬
هُوَ الغَيْثُ لَوْ أَفْرَطْتُ في الوَصْفِ عَامِدًا. البَيْتُ 16453 - هُوَ الغَيثُ وَالشَهرُ الحَرامُ وَضَامِنٌ ... لكَ الدّهرَ إِنْ أَنْحَى بنَابٍ وَكَلْكَلِ إبراهيم الغَزِّيُ: 16454 - هُوَ الفَقرُ منْ كَسْر الفقَارِ اشتقَاقُهُ ... نقابٌ بهِ تَخْفَى وُجُوْه المَناقب 16455 - هُوَ الكَلبُ إِلّا أَن فيْهِ مَلَالةً وَسُوْءَ ... مُرَاعَاةٍ وَمَا ذَاكَ في الكَلب المُعتمَد صاحبُ المغرب في السَيفِ: 16456 - هُوَ الَّذي لَم تَشِمْ يُمناك صفحتهُ ... إِلَّا تَأتَّى مرَادٌ وَانقَضَى وَطرُ الفَرَزدق في لصّ: 16457 - هُوَ اللّصُّ وَابنُ اللّصِّ لَا لِصّ مِثْلَهُ ... لِنَقْب جدَارٍ أَو لَطرِّ الدَّراهم الرّضى الموسَوي: 16458 - هُوَ اللَّيثُ لَا مُسْتنهَضُ عَنْ فَريسَةٍ ... وَلَا راجِعُ عَنْ فُرْصَةٍ لحيَآءِ 16459 - هُوَ المَرءُ أَمَّا مَالهُ فَمُحَلَّـ ... ـلٌ لِعَافٍ وَأَمَّا جَارُهُ فَمُحرَّمُ ومن باب (هُوَ) قَوْلُ كُثَيِّرٍ في عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ (¬1): هُوَ المَرْءُ لَا يُبْدِي أَسًى عَنْ مُصِيْبَةٍ ... وَلَا فَرَح يوما إِذَا النَّفْسُ سُرَّتِ قَلِيْلُ الإلَاءِ حَافِظٌ لِيمِيْنهِ ... فَإِنْ بَدَرَتْ مِنْهُ الأُلَيَّةُ بَرَّتِ كَرِيْمٌ حَلِيْمٌ ذُو أَنَاةٍ وَأُرْبَةٍ ... بَصيْر إِذَا مَا كَبَّةُ الحَبْلُ جَرَّتِ ¬
الأُرْبَةُ إِحْكَامُ الرَّأْي وَهُوَ مَأْخُوْذٌ مِن أُرْبَةِ الحَبْلِ وَهُوَ عَقْدُهُ. ابْنُ شمس الخلافةِ: 16460 - هُوَ المَلِكُ المَشهُورُ بالنَفْعِ في الوَرَى ... وَبالضَرِّ وَالمعْروفُ بالعرف وَالنُّكر أَبُو الفضل الأنطاكيُّ: 16461 - هُوَ المُلْكُ فاسحَبْ ذَيْلَ عَلْيَاكَ خَالِدًا ... وَعشْ تَهب النُعمى وتَقني المَحَامِدَا أبُو عبد اللَّه بن الحجَّاج: 16462 - هُوَ المَوتُ لَا تَثني الرُّشَا عنْكَ عَزْمَهُ ... وَلَا تُشتَرى سَاعَاتهُ بِالدَّراهْم لَمَّا عَمَّرَ المُسْتَنْصِرُ بِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ المُسْتَنْصِرِيَّةِ بِبَغْدَادَ أَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ دِيْوَانُ شِعْرِ ابنِ الحَجَّاجِ مِنْ خَزَاَنتِهَا لِمَا فِيْهِ مِنْ كُثْرَةِ السُّخفِ، فَاتَّفَقَ أَنَّ النَّقِيْبَ الطَّاهِرَ قُطبَ الدِّيْنِ الأَقْسَاسِيِّ مَرضَ المَرْضَةَ الَّتِي مَاتَ فِيْهَا وَكَانَ نَدِيْم المُسْتَنْصرِ، فَجَاءَهُ الخَلِيْفَةُ عَائِدًا وَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ: يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ قَدْ تَيَقَّنْتُ أَنَّنِي لَا أَنْجُو مِنْ هَذِهِ المَرْضَةِ فَهَلْ يُمْكِنْ أَنْ تَشْتَرِيْني مِنَ المَوْتِ بِمهمَا أمْكَنَ؟ فَقَالَ الخَلِيْفَةُ: لَوْ أَمْكَنَ ذَلِكَ مَا ذَخَرْنَا عَنْكَ نَفِيْسًا فَقَالَ النَّقِيْبُ مُتَمَثِّلًا: هُوَ المَوْتُ لَا يَثْنِي الرَّشَا عَنْكَ عَزْمَهُ ... وَلَا تُشْتَرَى سَاعَاته بِالدَّرَاهِمِ فَسَأَلَ مَنْ قَائِلُهُ؟ قَالَ: ابْنُ الحَجَّاجِ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَرْثِي بِهَا أَبَا الفَتْحِ بنِ العَمِيْدِ، فَاسْتَحْسَنَهُ وَأَمَرَ بِإِعَادَةِ شِعْرِهِ إِلَى الخزَانَةِ، وَالقَصِيْدَةُ هَذَا مُنتخِبُهَا وَهِيَ طَوِيْلَةٌ يَقُوْلُ مِنْهَا: فَتًى كَانَ مِنْ فَرْطِ الحَيَاءِ كَأَنَّهُ ... مِنَ البيضِ رَبَّاتِ الخُدُوْدِ النَّوَاعِمِ وَتَلْقَاهُ يَوْمَ الرَّوْعِ قَدْ شَدَّ دِرْعَهُ ... عَلَى بَاسِلٍ شَثْنَ اليَدَيْنِ ضَبَارِمِ قَرِيْبُ مَدَى العُمْرِ القَصِيْرِ كَأَنَّمَا ... أَرتهُ نَعُيْمَ العَيْشِ أَضْغَاثُ حَالِمِ ¬
وَتَحْتَ التُّرَابِ النَّاسُ يَبْلُوْنَ في الثَّرَى ... وَإِلَّا فَأَيْنَ النَّاسُ مِنْ عَهْدِ آدَمِ لِمِثْلِكَ فَلتبْكِ العُيُوْنُ بِأَرْبَعٍ ... دَمًا فَائِضًا بَعْدَ الدُّمُوع السَّوَاجِمُ وَأُقْسِمُ لَوْلَا حِشْمَتِي وَتَنَكُّبِي ... طَرِيْقَةَ مُرتَدٍّ عَنِ الحَقِّ آثِمِ لَكُنْتُ بِشِعْرِي فِيْكَ حَيًّا وَمَيِّتًا ... أَنُوْحُ وَأَبْكِي مع نِسَاءِ المَآتِمِ وَمِمَّا يُسَلِّي الحزْنَ أَنَّكَ وَارِدٌ ... عَلَى فَرَحٍ في جَنَّةِ الخُلْدِ دَائِمِ تَجِيْءُ إِذَا صُحُفِ المَظَالِمِ نُشِّرَتْ ... بِبَيْضَاءَ غُفْلٍ مِنْ سِمَاتِ المَظَالِمِ وَكُنْت إِذَا الفَحْشَاءُ نَادَتْكَ مُعْرِضًا ... أَصَمَّ غَضِيْضَ الطَّرْفِ دُوْنَ المَحَارِمِ بَنِي هَذِهِ الدُّنْيَا أرْتَعُوا في نَعِيْمِهَا ... كَمَا تَرْتَعِي في العشْبِ غُفْل البَهَائِمِ فَإِنَّ المَنَايَا تَقْتَضيْكُمْ نُفُوْسَكُمْ ... تَقَاضِي إِلْحَاح الغَرِيْمِ المُلَازِمِ أَيَا شَامِتًا لَمَّا رَأَى البَدْرَ هَادِيًا ... وَطُرُقُ المَعَالِي دَارِسَاتُ المَعَالِمِ أتغْتَرُّ بِالمَوْتِ الَّذِي أَنْتَ نَائِمٌ ... وَلَيْلُ سُرَاهُ عَنْكَ لَيْسَ بِنَائِمِ وَتَشْمَتُ إِنْ أُخِّرْتَ عَنْ شِرْبِ كَأْسِهَا ... وَأَنْتَ غَدًا عَنْ شرْبِهَا غَيْرُ سَالِمِ هُوَ المَوْتُ لَا تثني الرشا عَنْكَ عَزْمُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَلَوْ كَانَ هَذَا الدَّهرُ تُثْنَى تَكَرُّمًا ... نَوَائِبُهُ دُوْنَ المُلُوْكِ الأَكَارِمِ لَمَا نَقَلَتْ أَحْدَاثُهُ وَخُطُوْبُهُ ... إِلَى عَرَبِ البَطْحَاءِ مُلْكَ الأَعَاجِمِ وَلَا سَلَّمَتْ هَذَا السَّرِيْرَ وَأَفْرَجَتْ ... أَمُيَّةُ عَنْ دارِ السَّلَام لِهَاشِمِ أَبَا الفَتْحِ تَأْبَى سَلْوْتِي عَنْكَ أَنَّنِي ... جَعَلْتُ عَلَيْكَ الحُزْنَ ضَرْبَةَ لَازِمِ مَا قَصَّرت بِي عَنْ حُقُوْقِكَ جَفْوَةٌ ... وَلَا أَخَذَتْنِي فِيْك لَوْمَةُ لَائِمِ 16463 - هُوَ المَوتُ لَا مَنْجَا منَ المَوْتَ وَالَّذِي ... أُحَاذرُ بَعدَ المَوتِ أَدْهَى وَأفْظَعُ قِيْلَ لَمَّا حَضَرَتْ مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ الوَفَاةُ تَمَثَّلَ فَقَالَ: هُوَ المَوت لا مَنْجَا من المَوْتِ. البَيْتُ ثمَّ رَفَعَ يَدَهُ وَقَالَ: اللَّهُمَّ فَأَقِلِ العَثْرَةَ وَاعْفُ عَنِ الزَّلَّةَ وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلَى مَنْ لَا يَرْجُو غيْرَكَ وَلَا يَثِقُ إِلَّا بِكَ يا وَاسِعَ الرَّحْمَةِ تَعْفُو بِقُدْرَةٍ وَمَا وَرَاءَكَ مَذْهَبٌ لِذِي
خَطِيْئَةٍ مُوْبِقَةٍ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ. فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعِيْدَ بنَ المُسَيَّبِ فَقَالَ: لَقَدْ وُفِّقَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ عندَ المَوْتِ لِلطَّلَبِ إِلَى مَنْ مَا مِثْلهُ مَطْلُوْبٌ فَإِنْ يَنْجُ مِنَ النَّار فَهُوَ الرَّجُلُ الكَامِلُ وَمَا أَخْوَفَنِي عَلَيْهِ. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ في مَعْنَى البَيْتِ الأَوَّلِ (¬1): أَخَافُ وَرَاءَ القَبْرِ إِنْ لم يُعَافِنِي ... أَشدَّ مِنَ القَبْرِ الْتِهَابًا وَأَضْيَقَا إِذَا جَاءَنِي يَوْمَ القِيَامَةِ قَائِدٌ ... عَنِيْفٌ وَسَوق يَسُوْقُ الفَرَزْدَقَا لَقَدْ خَابَ مِن أَوْلَادِ آدَمَ مَنْ مَشَى ... إِلَى النَّارِ مَغْلُوْلَ القِلَادَةِ أَنْدَقَا 16464 - هُوَ النَّارُ فَاصْطَلِها وَاسْتَضِئ ... بهَا في الدُّجَى وَتوَقَّ الحَرَق 16465 - هُوَ إمَّا مَوتٌ مُريْحٌ وَإمَّا ... سَعَة عَنْ جَميْعِكُم لا تضِيْقُ 16466 - هَوَاهَا هَوًى لَا يَعرْفُ القَلْبُ غيْرَهُ ... فَلَيْسَ لَهُ قَبلٌ وَليَسْ لَه بَعْدُ السَّموأَل في حِصنهِ: 16467 - هُوَ الأَبْلَقُ الفَردُ الَّذي سَارَ ذِكْرُهُ ... يَعزُّ عَلَى مَنْ رَامَهُ وَيَصْولُ 16468 - هُوَ الأَسَدُ الوَرْدُ في بَيْتِهِ ... وَلَكِنَّهُ ثَعلَبُ المَعْرَكَه ابْنُ الرُّوميّ: 16469 - هُوَ بَازٌ صَائدٌ أَرْسَلْتُهُ ... فَارْجعُوْهُ سَالمًا إِنْ لَم يَصِدْ محمَّد بن محمَّد الحصكفيِّ: 16470 - هُوَ بالفِعْلِ عَدُوٌ ... وَهُوَ بالقَوْلِ صَدِيْقُ ¬
بَعْدَهُ: هُوَ في القُرْبِ رَحِيْقٌ ... وَهُوَ في البُعْدِ حَرِيْقُ البُحتريُّ: 16471 - هُوَ بَحْرُ السَمَاحِ وَالجُودِ فَازدَدْ ... منْهُ قُربًا تَزدَدْ منَ الفَقْرِ بُعْدَا بَعْدَهُ: بِكَ نَسْتَعْتِبُ اللَّيَالِي وَنَسْتَعْدِي ... عَلَى دَهرِنَا المُسِيْء فَنُعْدَى فَابْقَ عُمْرَ الزَّمَانِ حَتَّى نُؤَدِّي ... شُكْرَ إِحْسَانِكَ الَّذِي لَا يُؤَدَّى 16472 - هُوَ بَرْدٌ يُطْفي حَرارَةَ طَبْعٍ ... وَسُكُون يَأتِيْ عَلَى الحَرَكَاتِ ابْنُ الروميِّ: 16473 - هُوَ دَينٌ وَأَحْسَنُ الأَمْرِ فِيْهِ ... أَنْ يَكُوْنَ الأداءُ قَبلَ التَقاضِيْ 16474 - هُوَ في الخَيْرِ قُطْوفٌ ... وَهوَ في الشَرّ وَسَاعُ وَصفَ أَعْرَابِيٌّ رَجُلًا فَقَالَ: هُوَ وَسَاع إِلَى الخَيْرِ قَطُوْفٌ إِلَى الشَّرِّ. فَأَخَذَهُ الشَّاعِرُ فَعَكَسَهُ فَقَالَ: هُوَ في الخَيْرُ قَطُوْفٌ ... وَهُوَ في الشَّرِّ وَسَاعُ الحَصكَفيُّ: 16475 - هُوَ في القُربِ رَحيْقٌ ... وَهُوَ في البُعْدِ حَريْقُ 16476 - هُوَ كَالجُبْنِ إِذَا فتّشْتَهُ ... طَيِّبُ الطَّعمِ رَديُّ العَاقبَه ¬
16477 - هُوَ كَالكَلْبِ إِذَا أَشبَعْتَهُ طَابَ ... نَفْسًا وَإِذَا مَا جَاعَ هرُّ هذا البَيْتُ مَثَل سَائِر يُضرَبُ لِمَنْ يُثْنِي عَلَيْكَ إِذَا أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ فَإِذَا اشْتَغَلْتَ عنه أَسَاءَ القَوْل فِيْكَ. وَلَعُمْرِي إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ كَذَلِكَ إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ وَقَلِيْلٌ مَا هُمْ. ابْنُ الرُّوْمِيُّ: 16478 - هُوَ مَا شِيْتَ منْ جُنُوْنٍ ... وَحُمْقٍ وَمنْ هَوَجْ بَعْدَهُ: هُوَ كَالبَحْرِ حَدِّثِ ... النَّاسَ عنه وَلَا حرَجْ 16479 - هوِّنِ الأَمرَ تَعِشُ في رَاحَةٍ ... قَلَّمَا هوَّنْتَ إِلَّا سَيَهُوْنُ بَعْدَهُ: لا يَكُوْنُ العَيْشُ سَهل كُلُّهُ ... إِنَّمَا العَيْشُ سُهُوْلٌ وَحُزُوْنُ المعريُّ: 16480 - هَوِّنُ عَلَى النَّفْسِ مَا عَراكَ فَمَا ... اليَقْظَانُ إِلَّا كَرَاقِدِ الحلمِ بَعْدَهُ: وَأَفْضَلُ العَالَمِيْنَ مُنْفَرِدٌ ... فَارَقَهُمْ لم يَلُمْ وَلَا يُلَمِ يَخْتَلِفُ النَّاسُ في هُمُوْمِهِمْ ... وَهِمَّةُ النُّسْكِ شْرَفُ الهِمَمِ المُتنبيُّ: 16481 - هَوِّن عَلَى بَصَرٍ مَا شقَّ مَنْظَرُهُ ... فَإِنَّمَا تقَظَاتُ العَيْنِ كَالحُلُمِ ¬
كَانَ أَبُوْ الطَّيِّبِ المُتَنَبِّيِّ يَأْخُذُ أَقْوَالَ الحُكُمَاءِ القُدَمَاءِ المُسْتَحْسَنَةِ وَيَصُوْغهَا في الأَلْفَاظِ الرَّائِعَةِ المُسْتَعْذَبَةِ فَيَجِيْءُ شِعْرُهُ كَمَا تَرَى. قَالَ أَرِسطَاطَالِيْسُ: كُرُوْرُ الأَيَّام أَحْلَامٌ وَغذَاؤُهَا أَسْقَامٌ وَآلَامٌ أَخَذَهُ المُتَنَبِّيُّ فَقَالَ: فَإِنَّمَا يَقَظَاتُ العَيْنِ كَالحُلُمِ وَقَالَ أَرِسْطَاطَالِيْسُ: الحَيَوَانُ كُلُّهُ مُتَقَلِّبٌ وَلَيْسَ مِنَ السِّيَاسَةِ شَكْوَى بَعْضٍ إِلَى بَعْضٍ أَخَذَهُ المُتَنَبِّيُّ فَقَالَ: لَا تَشْكُوَنَّ إِلَى خُلْقٍ فَتَشْتِمُهُ ... شَكْوَى الجرِيْحِ إِلَى العُقْبَانِ وَالرّخَمِ وَقَالَ أَرِسطَاطَالِيسُ: النَّفْسُ الشَّرِيْفَةُ تَرَى المَوْتَ بَقَاءً في طَلَب الذِّكْرِ الجمِيْلِ أَخَذَهُ المُتَنَبِّيُّ فَقَالَ: سُبْحَانَ خَالِقِ نَفْسِي كَيْفَ لذَّتهَا ... بِمَا النُّفُوْسُ تَرَاهُ غَايَة الأَلَمِ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: كُلُّ شَاعِرٍ حَاذِقٍ إِذَا أَخَذَ المَعْنَى اللَّطِيْفَ المُسْتَحْسَنَ وَرَكَّبَهُ في اللَّفْظِ الفَصِيْحِ المُسْتَعْذَبِ سَارَ شِعْرُهُ وَعَلَا قَدرهُ لأَنَّ الشِّعْرَ لَفْظٌ وَمَعْنًى فَإِذَا جَادَا جَاءَ الشِّعْرُ كَذَلِكَ فَهُوَ النّهَايَةُ. أميّة بن أبي الصَّلت: 16482 - هَوِّنُ عَلَيكَ فَإِن الأُمُو ... رَ بِكَفِّ الإِلهِ مَقَادِيرُهَا بَعْدَهُ: فَلَيْسَ يَأتِيْكَ منتهِيًا ... وَلَا قَاصِرًا عَنْكَ مَأمُوْرُهَا وَلَا يُفْرِحَنَّكَ وِرْدُ الأُمُوْرِ ... وَلَا يقنِطَنَّكَ تَأخِيْرُهَا فَإِنَّ الَّذِي بِكَ مِن عُسْرِهَا ... يُفَرِّجُهُ عَنْك مَيْسُوْرُهَا تَمَثَّلَ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى المِنْبَرِ وَقَدْ ذَكَرَ مَا كَانَ عَلَيْهِ في الجاهِلِيَّةِ وَمَا آلَ أَمْرُهُ إِلَيْهِ في الإِسْلَامِ. ¬
أَبُو العتَّاهيةِ: 16483 - هَوِّن عَلَيكِ فَلَيْسَ كُلُ ... النَّاسِ يُعْطَى مَا يَوَدُّ المَعرِّيُ: 16484 - هَوِّن عَلَيكَ فَمَا الدُّنْيَا بدَائِمَةٍ ... وَإِنَّمَا أَنْتَ مِثْلَ النَّاس مَغْرُورُ 16485 - هَوِّن عَلَيكَ وَكُنْ بِربِّكَ وَاثِقًا ... فَأخُو التَوَكُّلِ شَأنُه التَّهُويْنُ بَعْدَهُ: طَرَحَ الأَذَى عَنْ نَفْسِهِ في ... رِزْقِهِ لَمَّا تَيَقَّنَ أَنَّهُ مَضْمُوْنُ دَعْهَا تَمُرُّ تَخَلَّ مِن أَثْوَابِهَا ... إِنْ كَانَ عندَكَ لِلقَضَاءِ يَقِيْنُ يزيدُ بن حذاقٍ الشنّيّ: 16486 - هَوِّنْ عَلَيكَ وَلَا تُوَلعُ بِإشْفَاقِ ... فَإنَّما مَالنَا لِلوَارِثِ الباقي العَتَّابيُّ: 16487 - هَوِّني مَا عَلَيكِ وَاقْنَي حَيَاءً ... لَسْتِ تبقَينَ ليْ وَلَسْتُ ببَاقِ البُحتريُّ: 16488 - هَوًى أُعَفّي عَلَى آثَارِه بِهَوًى ... كمُطْفئ منْ لَهيبِ النَّارِ بالنَّارِ ومن باب (هَوًى) قَوْلُ أَبِي سَعِيْدٍ المَخْزُوْمِيِّ (¬1): هَوًى لَا يَسْتَرِيْحُ وَلَا ... يَرِيْحُ مِنْ تَذَكُّرِهِ قَرِيْحُ ¬
فَإِنْ تَكُ سِرّ قَلْبِي أَعْجَمِيًّا ... فَإِنَّ الدَّمْعَ نَمَّامٌ فَصِيْحُ المقَنع الكِندِيُ الأنصاري: 16489 - هَوَى النَّفْسِ مَا لَا خبْرَ فيْهِ وَشحُّهَا ... وإعجَابُ ذي الرأْي السَّفيْه برَأيِهِ قَبْلهُ: ثَلَاثُ خِلَالٍ كُلُّهَا غَيْرُ طَائِلٍ ... بَطن لِقَلْبِ المَرْءِ دُوْنَ غشَائِهِ هَوَى النَّفْسُ مَا لَا خَيْرَ فِيْهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَقَدْ جَعَلَتْ نَفْسِي تَتُوْقُ وَتَشْتَهِي ... لِقَاءَ الَّذِي لَا بُدَّ لِي مِن لِقَائِهِ وَأَذْكرُ عفوَهُ وَعِقَابَه ... فَتَخْلِطُ نَفْسِي خَوْفَهُ بِرَجَائِهِ وَصِحَّةُ جِسْمِ المرئ سُقْمٌ لِقَلْبِهِ ... وَصحَّةُ قَلْبِ المَرْءِ حين اشْتِكَائِهِ 16490 - هَوَى بَدْرُ التِّمَام وَكُلُّ بَدْرٍ ... سَتْقذِف إلى الأَرْض السَّمَاءُ ذُو الرِّمة: 16491 - هَوًى تَذْرُفُ العينَانِ منْهُ وإنَّما ... هَوَى كُلّ نَفْسٍ حَيثُ كَانَ حَبيبها يقول مِنْهَا: أَلَا لَا أَرَى الهجْرَانَ يَشْفِي مِنَ الهَوَى ... وَلَا وَأشِيًا عِنْدِي بِمَيٍّ يعِيْبُهَا إِذَا هَبتِ الأَرْوَاحُ مِن نَحْوِ جَانِبٍ ... بِهِ أَهلُ أُمِّي هَاجَ شَوْقِي هُبُوْبُهَا 16492 - هَوِيتكُم بالسَّمعُ قَبْلَ لقائكُمْ ... وَأذنُ الفَتَى تَهَوى لعمْرِيْ كَطَرْفِهِ بَعْدَهُ: وَحَدَّثَنِي عَنْكُمْ خَبِيْرٌ مُهَذَبٌ ... فَلَمَّا التقَيْنَاكُمُ فَوْقَ وَصْفِهِ علي بن جبلةَ يرثي: ¬
16493 - هَوَى جَبَلُ الدُّنيا المَنِيعُ وَغَيثُها ... المرِيعُ وَحَاميْهَا الكَميُّ المُشيَّعُ بَعْدَهُ: وَقَدْ كَانَتِ الدُّنْيَا بِهِ مُطْمَئِنّةً ... فَقَدْ جَعَلَتْ أَوْتَادُهَا تَتَقَلَّعُ الصَنوبَريُّ في مأبونٍ: 16494 - هُو يَحْسُدُ المَصْلُوبَ قيْمةَ جذعِهِ ... حَتَّى يَودَّ بِأَنَّهُ مَصلُوْبُ 16495 - هُوَ يُحييْنِيْ وَيقْتُلُنِي ... فَكَمَا أَرْجُوه أَحْذَرُهُ قَبْلهُ: نُزْهَةٌ لِلعَيْنِ مَنْظَرُهُ ... وَسُرُوْرُ القَلْبِ مَخْبَرُهُ هُوَ يُحْيِيْنِي وَيقْتِلُنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: فَسَلُوْهُ عِنْدَ غَيْبَتِه ... في فؤادي مَنْ يُصُوِّرُهُ عروةُ بن حزامٍ العُذريُّ: 16496 - هَوَى نَاقَتي خَلْفِيْ وَقُدَّامي ... الهَوَى وَإنّيْ وَإِيَّاهَا لَمُخْتَلِفَانِ أَبُو نصرُ بن نُباتَةَ: 16497 - هَلَّا خَلَوْتَ بِعَذْلِيْ يَومَ تَنْصَحُنِي ... إِنَّ النَّصِيْحَةَ وَسْطَ القَوم تَقْرِيع بَعْدَهُ: صَنِيْعَةٌ خِفْتَ أَنْ تَخْفَى فَبُحْت بِهَا ... لَقَدْ أَضَعْتَ وَبَعْدَ الحفْظِ تَضْيِيْعُ لَا خَيْر في طَمَعٍ يَزْرِي وَلَا شَبَعٍ ... يَطْغِي وَخَيْرٌ قَرِيْنٍ مِنْهُمَا الجُوْعُ قَطَعْتَ حَبْلَ إِخَاءٍ كَانَ مُتَّصِلًا ... وَكُلُّ مَنْ قَطَعَ الإِخْوَانَ مَقْطُوْعُ ¬
المرَّقش الأكبر: 16498 - هَلَّا سَأَلْتِ بِنَا فَوارِسَ وَائلٍ ... فَلَنحْنُ اَسْرَعُهَا إِلى أَعْدَاَئِهَا بَعْدَهُ: وَلنَحْنُ أَكْثَرُهَا إِذَا عُدَّ الحَصَا ... وَلَنَا سَوَابقُهَا وَمَجْدُ لِوَائِهَا 16499 - هِيَ البَدرُ إِلّا أَنَّ فيْهَا دَقَائقًا ... منَ الحُسْنِ لَيْسَتْ في هِلَالٍ وَلَا بدْرِ بَعْدَهُ: نظرٌ في الوَجْهِ القَبِيْحِ بِحسْنِهَا ... فَتَكْسُوْهُ حُسْنًا بَاقِيًا آخرَ الدَّهرِ الغُزِّيُ: 16500 - هِيَ الحَوادِثُ لَا تُبْقي وَلَا تذَرُ ... مَا لِلبَرِيَّةِ منْ محْتُومُهَا وَزَرُ بَعْدَهُ: وَمَنْ تَمَسَّكَ بِالدُّنْيَا وَزخْرُفِهَا ... غَرَّتْهُ خُضرَةُ عُوْدٍ مَالَهُ ثَمَرُ قل لِلجبَانِ الَّذِي أَمْسَى عَلَى حَذَرٍ ... مِنَ الحِمَامِ مَتَى رَدَّ الرَّدَى الحَذَرُ خَافَتْ وُرُوْد حِيَاضِ المَوْتِ أَنْفُسُنَا ... مَا أَسْهَلَ الوِرْدَ إِنْ لم يَصْعَبِ الصَّدرُ 16501 - هِيَ الخَمْرُ في حُسْنٍ وَكَالخَمْرِ ريقُهَا ... ورقَّةُ ذَاكَ اللَّون في رقَة الخَمْرِ بَعْدَهُ: فَقَدْ جَمَعْتَ فِيْهَا خُمُوْرٌ ثَلَاثَةٌ ... وَفِي وَاحِدٍ سُكْر يَزِيْدُ عَلَى السُّكْرِ وَقَالَ ابْنُ المُعْتَزِّ (¬1): ¬
مَا زِلْتُ أَشْرَبُ خَمْرَةً مِن رِيْقِهِ ... وَتَحِيَّتِي تُفَّاحَتَي خَدَّيْهِ وَسَكِرْتُ لَا أَدْرِي أَمِنْ خَمْرِ الهَوَى ... أَمْ كَأسِهِ أَمْ فِيْهِ أَمْ عَيْنَيْهِ وَقَالَ آخَرُ (¬1): وَفِي أَرْبَعٍ مِنِّي حَلَا مِنْكَ أَرْبَعٌ ... وَلَسْتُ بِدَارٍ أَيُّهَا هَاجَ لِي كَربِي أَوَجْهُكَ في عَيْنِي وَرِيْقُكَ في فَمِي ... وَنِطْقُكَ في سَمَعِي وَحُبُّكَ في قَلْبِي الرَّاضيُّ ابن المُعتمدُ صاحبُ المَغرِب: 16502 - هِيَ الدَّارُ غَادِرَةٌ بِالرِّجَالِ ... وَقَاطِعَةٌ لِحبالِ الوصَالِ أَبْيَاتُ الرَّاضِيِّ بنِ المُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ صَاحِبُ المَغْرِبِ في ذَمِّ الدُّنْيَا يَقُوْلُ مِنْهَا: هِيَ الدَّارُ غَادِرَةٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكُلُّ سُرُوْرٍ بِهَا نَافِدٌ ... وَكُلُّ مُقِيْمٍ بِهَا لارْتحَالِ وَمَوْعِدُهَا أَبَدًا كَاذِبٌ ... فَإِنْ أَنْجَزَتْهُ فَبَعْدَ المِطَالِ وَإِنْ هَجَرَتْنَا فَمَا هَجْرهَا ... دَلَالًا وَلَكِنَّه مِنْ مَلَالِ فَمَنْ رَامَ مِنْهَا وَفَاءً يَدُوْمُ ... فَقَدْ رَامَ بِالجهلِ عَيْنُ المُحَالِ خُلِقْنَا نِيَامًا وَظَلَّتْ خَيَالًا ... وَأَوْشَكُ شَيْءٍ زَوَالُ الخَيَالِ نُفَجَّعُ مِنْهَا بِغَيْرِ اللَّذِيْذِ ... وَنَشْرَبُ مِنْهَا بِغَيْرِ الزُّلَالِ وَنَزْدَادُ مع ذَاكَ عِشْقًا لَهَا ... أَلَا إِنَّمَا سَعْينَا في ضَلَالِ كَمَعْشُوْقَةٍ وُدّهَا لَا يَدُوْمُ ... وَعَاشقُهَا أَبَدًا غَيْرُ سَالِ يَلَذُّ البَقَاءَ بِهَا جَاهِلٌ ... وَيَفْرَقُ مِنْ ذكْرِهِ لِلزَّوَالِ وَلَوْ كَانَ يَعْقلُ أَحْوَالَهَا ... لَكَانَ يُسَرُّ بِحَلِّ العِقَالِ فَمَنْ كَانَ مِنْ بَعْضِهَا خَالِيًا ... فَإِنِّي مِنْ بعضِهَا غَيْرُ خَالِ ابْنُ عبدُ ربِّهِ: ¬
16503 - هِيَ الدَّارُ مَا الآمالُ إِلَّا فجَائعٌ ... عَلَيْهَا وَلَا اللَّذاتُ إِلَّا مَصايِبُ أَبُو الفتح الشاشي: 16504 - هِيَ الدُّنْيَا أُشَبّهُهَا بِسَمٍّ ... أُدِيْفَ وَجيْفَةٍ طُلِيَت بمسكِ أَوَّلُهَا وَهِيَ خَمْسَةُ أَبْيَاتٍ: هِيَ الدُّنْيَا تَقُوْلُ بِمِلْئِ فِيْهَا ... حَذَارِ حَذَارِ مِن بَطشِي وَفَتْكِي فَلَا يَغْرِرْكُمُ حُسْنُ ابْتِسَامِي ... فَقَوْلي مُضحِكٌ وَالفِعْلُ مُبْكِي هِيَ الدُّنْيَا أُشَبِّهُهَا بِسَمٍّ ... أَدِيْفَ وَجِيْفَةٍ طُلِيَتْ بِمِسْكِ هِيَ الدُّنْيَا كَشِبْهِ الطِّفْلِ بَيْنَا ... يُقَهقِهُ إِذْ بَكَى مِن بَعْدِ ضِحْكِ دَعِي يَا نَفْسُ فكركِ في أُنَاسٍ ... مَضوا بَلْ لانْقِرَاضِكِ وَيْكِ فَأبْكِي له أيضًا مِنها: 16505 - هي الدُّنْيَا تَقُولُ بِملءِ فِيْهَا ... حَذَارِ حَذَارِ مِن بَطشِي وفَتْكِي ومن باب (هِيَ الدُّنْيَا) قَوْلُ آخَرَ (¬1): هِيَ الدُّنْيَا فَلَا يَغْرِرْكَ مِنْهَا ... وَلَا مِنْ أَهلِهَا سفَهٌ وَعَابُ أتطْلِبُ جِيْفَةً لِتَنَالَ مِنْهَا ... وَتُنْكِرُ أَنْ تُهَارِشَكَ الكِلَابُ وَقَالَ أَبُوْ مَنْصوْرٍ عَبْدُ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدِ بن إِسْمَاعِيْلَ الثَّعَالبيُّ في ذَمِّ الدُّنْيَا وَوَصْفِ حَالِهَا (¬2): تَسَلَّ عَنِ الدُّنْيَا ولَا تَخْطِبَنَّهَا ... وَلَا تَنْكِحْنَ قَتَّالَةً مَنْ تُنَاكِحُ ¬
فَلَيْسَ يَفِي مَرْجُوُّهَا بِمَخُوْفِهَا ... وَمَكْرُوْههَا إِمَّا تَدَرَّت رَاجِحُ لَقَدْ قَالَ فِيْهَا الوَاصِفُوْنَ فَأَكْثَرُوا ... وَعِنْدِي لَهَا وَصْفٌ لَعمْركَ صَالِحُ سُلَافٌ قُصَارَاهُ زُعَافٌ مُرَكَّبٌ ... شَهِيٌّ إِذَا اسْتَلْذَذْتهُ فَهُوَ جَامِحُ وَشَخْصٌ جَمِيْلٌ يُعْجِبُ النَّاسَ حُسْنُهُ ... وَلَكِنْ لَهُ أَسْرَارُ سُوْءٍ قَبَائِحُ لَهُ أيضًا منها: 16506 - هِي الدُّنْيَا كشِبهِ الطِّفلِ بَينا ... يُقَهْقِهُ إِذْ بَكَى مِنْ بَعدِ ضَحكِ السَّرِيُّ الرَفاء: 16507 - هي الرَّزيَّةُ مَن يَصبِر لفَادِحِهَا ... يُؤجَرُ وَمَن يَتحَامى الصَّبَر لَم يُلَم العبَّاس بن الأحنَفِ: 16508 - هِيَ الشَّمسُ مَسَكَنُها في السماءِ ... فَعَزِّ الفُوادَ عزاءً جَميِلَا قَبْلَهُ مِنْهَا: إِذَا مَا ظَمِئْتُ إِلَى رِيْقِهَا ... جَعَلْتُ المَدَامَةَ مِنْهُ بَدِيْلَا وَمِن أَيْنَ لِي بِبرد أَنْيَابِهَا ... وَلَكِنْ أُعَلِّلُ قَلْبًا عَلِيْلَا لَعُمْرِي لَقَدْ جَلَبْتْ نَظْرَتِي ... إِلَيْكَ عَلَيَّ بَلَاءً طَوِيْلَا فَيَا وَيْحَ مَنْ كَلِفَتْ نَفْسُهُ ... بِمَنْ لَا يَطِيْقُ إِلَيْهِ سَبِيْلَا هِيَ الشَّمْسُ مَسْكَنُهَا في السَّمَا. البَيْتُ وبَعْدَهُ: فَلَا تَسْتَطِيْعُ إِلَيْهَا الصُّعُوْدَ ... وَلَا هِيَ تَسْتَطِيْعُ إِلَيْكَ النُّزُوْلَا أبو تَمَّامُ: 16509 - هِيَ الشَّمسُ يُغنيهَا تَودُّدُ وَجهَها ... إلى كُلِّ من لَاقَت وَإِن لَم تَودَّد ¬
16510 - هِيَ الضّلَعُ العَوجاءُ لَستَ تُقيمُهَا ... ألا إِنَّ تَقويم الضُّلوُعِ انكِسارُهَا قَالَ الأَصْمَعِيُّ: هَذَا أبْلَغُ مَا قِيْلَ في وَصْفِ النِّسَاءِ بِالذّمِّ لَهُنّ وَهُوَ مَأْخُوْذ مِنْ قَوْلِ رَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المَرْأَةُ مَنْ ضِلْعٍ عَوْجَاءَ فَإِنْ دَارَيْتَهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَإِنْ رُمْتَ تَقْوِيْمَهَا كَسَرْتهَا. 16511 - هِيَ العلَّةُ المَوصُولُ بِالموتِ حَبلُها ... فإِن ذَهَبَت عَنهُ فَسَوفَ تَعُودُ 16512 - هِيَ القَنَاعَةُ لَا تبغي بهَا بدلًا ... لَو لَم يَكُن قَطُّ إلَّا رَاحَةُ البَدَنِ 16513 - هِيَ المَالُ إِلَّا أَنَّ فيهَا مَذَلَّةً ... فَمن ذَلَّ قَاسَاهَا ومَن جَلَّ بَاعَهَا قَالَ أَبُو مَنْصُوْرُ الثَّعَالِبِيُّ: ذَكَرْتُ حَاصلَ الضِّيَاعِ وَجَلَالتَهَا وَدخلهَا وَمَا يُنتفَعُ بِهِ مِنْهَا وَمَا يَتْبَعُ ذَلِكَ مِنَ النَّوَائِبِ والأَكْدَارِ بِحَضرَةِ الوَزِيْرِ ابْنِ الفُرَاتِ فَأَنْشَدَ: هِيَ المَالُ إِلَّا أَنَّ فِيْهَا مَذَلَّةً. البَيْتُ 16514 - هِيَ المَطَامِعُ فَاحذَرهَا فَكَم صَرَعَت ... من حَازم الرّأي ذي عقلٍ وذي فِطَن 16515 - هِيَ المَقَادِيرُ تَجري في آعنَّتِهَا ... فاصبر فَلَيسَ لَها صَبرٌ عَلَى حَالِ بَعْدَهُ: يَوْمًا تَريشُ خَسِيسَ البَالِ تَرْفَعُهُ ... إِلَى السَّمَاءِ وَيَوْمًا تَخْفِضُ العَالِي قَالَ إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيْم المُوْصَلِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى إِبْرَاهِيْمٍ بنِ المَهدِيّ وَهُوَ في غِمَارِ سَخَطِ المَأمُوْنِ عَلَيْهِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُطَيِّبَ نَفْسَهُ وَأُزِيْلَ بَعْضَ غَمِّهِ فَأَنْشَدْتَهُ: هِيَ المَقَادِيْرُ تَجْرِي في أَعِنَّتِهَا. البَيْتَانِ قَالَ: فَأَطْرَقَ إِبْرَاهِيْمُ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَأَنْشَدَ (¬1): ¬
عَيْبُ الأَنَاةِ وَإِنْ سَرَّتْ عَوَاقِبُهَا ... أَنْ لَا خُلُوْدَ وَأَنْ لَيْسَ الفتى حَجَرَا 16516 - هِيَ المقَادِيرُ فَلُمني أَو فَذَر ... إِن كُنتُ أَخطأتُ فَمَا أخطَا القَدَرُ وُجدَ عَلَى حَجَرٍ مَكتُوبًا: 16517 - هِيَ النَّفسُ إن ماتَت فَقَد مَاتَ قَبلَها ... كِرَامٌ وَإِن تَخلَدُ فَللحدثَانِ 16518 - هِيَ النَّفسُ تَجزي الوُدَّ بالوُدّ أَهلَهُ ... وَإن سُمتَها الهجرانَ فَالهَجرُ دينُها بَعْدَهُ: إِذَا مَا قَرِيْنٌ بَتَّ مِنْهُ حِبَالَـ ... ـهُ فَأَهوَنُ مَفْقُوْدٍ عَلَيْهَا قَرِيْنُهَا لَيْسَ مُفَادُ الوُدِّ مَنْ لَا يَرُيْبهُ ... وَمُسْتَوْدعُ الأَسْرَارِ مَنْ لَا يَصُوْنهَا 16519 - هِيَ النَّفسُ مَا تَعتَاضُ عَنهَا بغَيرهَا ... وَكُلُّ ذَوي عقلٍ عَلَي مثلِهَا يَحنوُ دِعبِلٌ: 16520 - هِيَ النَّفسُ مَا حَسَّنتَهَا ... فَمُحسِّنٌ لَدَيهَا وَمَا قبَّحتَهُ فَمُقَبَّحُ عَليُّ بن الجَهم: 16521 - هِيَ النَّفسُ مَا حمَّلتَهَا ... تَتَحَمَّلُ وَللدَّهرِ أَيَّامٌ تَجُورُ وَتَعدِلُ بَعْدَهُ: وَعَاقِبَةُ الصَّبْرِ الجمِيْلِ حَمِيْدَةٌ ... وَأَفْضَلُ أَخْلَاقِ الرِّجَالِ التَّفَضُّلُ وَلَا عَارَ إِنْ زَالَتْ عَنِ الحُرِّ نِعْمَةٌ ... وَلَكِنَّ عَارًا أَنْ يَزُوْلَ التَّجَمُّلُ عز الدّين بن أبي الحَديدِ: 16522 - هِيَ الأَيَّامُ بُعدٌ وَاقترَابُ ... وَأَرى بَعدَهُ شَري وَصَابُ ¬
الرَضيّ الموُسَوِيُّ: 16523 - هِيَ الأَيَّامُ تَأكُلُ كُلَّ حَيٍّ ... وَتَعثَرُ بالكِرَام وَباللّئَام قَبْلهُ: عَزَاءً عَنْ مُرَاغَمَةِ الحِمَامِ ... وَدَاءُ المَوْتِ مَغْرًى بِالأَنَامِ هِيَ الأَيَّامُ تآكُلُ كُلَّ حَيٍّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَكَمْ لِيَدِ المَنَايَا مِن صَرِيْعٍ ... بِدَاءِ السَّيْفِ أَوْ دَاءِ السّقَامِ رَأَيْتُ المَوْتَ يَبْلُغُ كُلَّ نَفْسٍ ... عَلَى بُعْدِ المَسَافَةِ وَالمَرَامِ وَعُمْر المَرْءِ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ ... وَمَا عُمْرٌ يَقِرُّ عَلَى التَّمَامِ وَمَا تُنْجِي الدُّمُوع مِنَ المَنَايَا ... فترْسِلُهَا بِأَرْبَعَةٍ سِجَامِ عَلِيُّ بن الجَهمِ: 16524 - هِيَ الأَيَّامُ تَكلَمُنَا وتَأسُو ... وتَأتى بالسَّعَادَة وَالشَّقَاءِ ابْنُ التَعاويذيِّ: 16525 - هِيَ الأيَّامُ صِحَّتُهَا سَقَامُ ... وَغَايَةُ مَن يَعِيشُ بَها الحِمَامُ بَعْدَهُ: إِذَا وَصَلَتْ فَلَيْسَ لَهَا وَفَاءٌ ... وَإِنْ عَهِدَتْ فَلَيْسَ لَهَا ذِمامُ وَلَيْس لَهَا وَإِنْ سَاءَتْ وَسَرَّتْ ... عَلَى حَالٍ تَلَوُّنُهَا دَوَامُ أَبَاطِيْلٌ تُصوِّرُهَا الأَمَانِي ... وَأحْلَامٌ يمثِّلُهَا المَنَامُ بَعْدَهُ: أتيْأَسُ أَنْ تَرَى فَرَجًا ... فَأَيْنَ اللَّهُ وَالقَدَرُ ¬
بشِرُ بنُ المُعتَمِرِ: 16526 - هِيَ الأَيَّامُ وَالغِيَرُ ... وأَمرُ اللَّهِ مُنتَظَر 16527 - هِيَ توبةٌ من أَن أظُنَّ جَميلًا ... بِأَخٍ وَدود أَو أُعِدَّ خَلِيلَا 16528 - هِيَ حَالَانِ شِدَّةٌ وَرَخَاءُ ... وَسجَالَانِ نِعمَةٌ وَبَلاءُ ابْنُ سُميعَةَ: 16529 - هِيَ دَارُ السَّلَام حَقًّا ... فَمَا يُطمَعُ مِنْهَا إِلَّا بمَا قِيلَ فيهَا أبُو العتَاهيَةِ: 16530 - هِيَ دُنيَا كَحيَّةٍ تَنفثُ السّمَّ ... وَإن كَانتِ المَجسَّةُ لَانَت ابْنُ شَمسِ الخلَافةِ: 16531 - هِيَ شدَّةٌ يأتي الرّخاءُ عَقيبهَا ... وَأَسًى يُبَشّرُ بالسُّرور العَاجِلِ بَعْدَهُ: وَإِذَا اعْتَبَرْتَ فَإِنَّ بُؤْسًا زَائِلًا ... لِلْمَرْءِ خَيْرٌ مِن نَعِيْمٍ زَائِلِ عَبد الرَّحمن بن الحَكَمِ أَبِي العاصِّ: 16532 - هَيفَاءُ فيهَا إِذَا استَقبلتَهَا عجَفٌ ... عجزَاءُ غَامضة الكَعْبَين مِعطَارُ بَعْدَهُ: مِنَ الأوَانِسِ مِثْل الشَّمْسِ لم يَرَهَا ... بِسَاحَةِ الدَّارِ لَا بَعْلٌ وَلَا جَارُ ¬
كتب عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ إِلَى الحَجاجِ يُبَاسِطُهُ كَيْفَ أَنْتَ وَالنِّسَاءَ أَحَرِيْصٌ جَاهِدٌ أَمْ مُسْتَبْقٍ قَادِرٌ وَخَيْرُ النِّسَاءِ ذَوَاتُ الدَلِّ وَقَلِيْلٌ مَا هُنَّ وَأَيْنَ لنَا مِثْلَ مَا وَصَفَ عَبْدُ الرَّحْمَانِ بنُ الحَكَمِ بن أَبِي العَاصِ: هَيْفَاءُ فِيْهَا إِذَا استَقْبَلْتهَا عَجَفٌ. البَيْتَانِ بَشَارٌ: 16533 - هَيفَاءُ مُقبِلة عجزاءُ مُدبرة لَم تَجفُ ... طولًا ولَا أزرَى بهَا قِصَرُ يقول مِنْهَا: أَنَّى ولم تَرَهَا تَصْبُو فَقُلْتُ لَهُمْ ... إِنَّ الفُؤَاد يَرَى مَا لم يَرَ البَصَرُ القَاضي الأرجانِيُّ: 16534 - هِيَ مَا قَد عَلمتَ أَحدَاثُ دَهر ... لَم تَدَع عُدَّةً تُصَانُ وَكَنزَا صرّدرّ: 16535 - هيَ نِعمَةٌ ليَدَيكَ أَشكرُها ... طُولَ الزَّمانِ وَآخر الدَّهر البرقعي: 16536 - هِيَ نَفسٌ من تَمُوُتُ إِمَّا بِمُلكٍ ... أَو بِهُلكٍ وليس في المَوتَ عَارُ عَقيلُ بنُ العَرندس: 16537 - هَينُونَ لَيّنونَ أَيسَارٌ بَنُو يُسُرٍ ... سُوَّاسُ مَكرُمةٍ أبنَاءُ أَيسَارِ السَّرِيُّ الرَّفاء: 16538 - هِيَ وَقعَةٌ لكَ عزُّهَا وَسَنَاؤُهَا ... وعَلى عَدُوّكَ عَارُهَا وشَنَارُهَا ¬
الرَّضي المُوسَوِيُ: 16539 - هَيْهَاتَ أَغتَرُّ بالسُّلطَانِ ثَانيةً ... قَد ضَلَّ وَلَّاجُ أبَوابِ السَّلَاطِينِ بَعْدَهُ: أَمْسَيْتُ أَرْحَمُ مَنْ قَدْ كُنْتُ أَغْبطُهُ ... لَقَدْ تَقَرّبَ بَيْنَ العِزِّ وَالهَوْنِ وَمَنْظَرٍ كَانَ بِالسَّمْرَاءِ يُضْحِكُنِي ... يَا قُرْبَ مَا عَادَ بِالضَّرَّاءِ يُبْكِيْنِي هَيْهَاتَ بِفَتْحِ التَّاءِ لُغَةُ أَهلِ الحِجَازِ وَبِكَسْرِهَا لُغَةُ أَسَدٍ وَتَمِيْمٍ وَمِنَ العَرَبِ مَنْ يَضمُّ التَّاءَ وَقُرِئَ بِهُنَّ جَمِيْعًا وَقَدْ تُنَوَّنُ عَلَى اللُّغَاتِ الثَّلَاثِ قَالَ الشَّاعِرُ (¬1): تَذَكَّرْتَ أيَّامًا مَضيْنَ مِنَ الصِّبَى ... فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتٍ إِلَيْكَ رُجُوْعهَا وقول آخَر: هَيْهَاتُ مِنْ صُحْبَتِهَا هَيْهَاتِ. بِضمِّ الأُوْلَى وَكَسْرِ الثَّانِيَةِ وَمِنْهَمْ مَنْ يَحْذِفُ التَّاءَ وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَكِّنُهَا وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا نُوْنًا وَقَدْ تُبَدَّلُ هَؤُلَاءِ الأُوْلَى هَمْزَةً وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُوْلُ أَيَهَاكَ وَأَيْهَاتِ وَأَيُّهَا وَقَالُوا إِنَّ الَّتِي تَاؤُهَا مَفْتُوْحَةٌ مُفْرِدَةٌ هَاؤُهَا لِلتَّأْنِيْثِ كَقَوْلكَ غُرْفَةٌ مُظْلِمَةٌ وَلِذَلِكَ يقْلِبُهَا الوَاقِفُ هَاءً فَيَقُوْلُ هَيْهَاهُ وَأَلِفُهَا عَنْ يَاءٍ لأَنَّ أَصْلَهَا هَيْهَةٌ مِنَ المُضَاعَفِ كَزَلْزَلَةٍ وَأَمَّا المُكْسُوْرَةُ التَّاءِ فَجَمعُ المَفْتُوْحَة وَأَصلُهَا هَيْهَاتٌ فَحُذِفَ لَامَ الفِعْلِ وَالوَقْفِ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ كَمُسْلِمَاتٍ. صرّدرّ: 16540 - هَيهَاتَ أَن تَلقَى مُشابهَهُ ... أُمُّ الصُقُورِ قَليلَةُ النَسل 16541 - هَيهَاتَ بَعدَكَ سَلوةً ... لَا عِشتُ إِن خَطَرت ببَالِي ابْنُ زُريقٍ الكَاتِبُ: ¬
16542 - هَيهَاتَ بَغدَادُ الدُّنيا بأَجمَعِهَا ... عِندِي وَسُكَّانُ بغدَاد هُم النَّاسُ أبو الغَمرِ في الجبنِ: 16543 - هَيهَاتَ تَأبَى ليَ التَغريرَ فَلسَفَةٌ ... تَرى حُضُورَ الوَغَا ضربًا مِنَ الزَّلَلِ أَبُو الشمقمق في سَعِيد بن سَلمٍ: 16544 - هَيهَاتَ تَضرِبُ في حَدِيدٍ باردٍ ... إِن كُنتَ تَطمعُ في نَوالِ سَعيدِ بَعْدَهُ: وَاللَّهِ لَوْ مَلَكَ البِحَارَ بِأَسْرِهَا ... وَأتاهُ سَلْم في زَمَانِ مُدُوْدِ يَبْغِيْهِ مِنْهَا شرْبَةً لِطُهُوْرِهِ ... لأَبَى وَقَالَ تَيَمَّمَنْ بِصَعِيْدِ الرِّضيّ الموسَويّ: 16545 - هَيهَاتَ طَاعَتكَ النَّجاةُ وَحُبُّكَ ... التَّقوى وَشكركَ أَفضَلُ الأَقسَام قَبْلهُ: وَيْل لِمَغْرُوْرٍ عَصَاكَ فإنه ... مُتَعَرِّضٌ لِمَخَالِبِ الضِّرْغَامِ هَيْهَاتَ طَاعَتُكَ النَّجَاةُ. البَيْتُ أَبُو تمَّامُ: 16546 - هَيهَاتَ غَالكَ أَن تَنَالَ مَا ... أثرِي إِستٌ بهَا سَعَة وَبَاعٌ ضَيِّقُ عليّ بن الجَهُمِ: 16547 - هَيهَاتَ فَاتَ مُبَرِّزًا وتخَلَّفَت ... عَنهُ مَقَارِيفُ الرّجَالِ نُكُولَا ¬
أَبْيَاتُ عَلِيّ بنِ الجَّهَمِ يَقُوْلُ مِنْهَا لَمَّا حُبِسَ: إِنْ تَسْلِبُوْهُ المَالَ يُحْزِنُ فَقْدُهُ ... ضَيْفًا أَلَمَّ وَطَارِقًا وَنَزِيْلَا أَوْ تَحْبسُوْهُ فَلَيْسَ يُحْبَسُ طَالِعٌ ... مِنْ شِعْرِهِ يَدَعُ العَزِيْزَ ذَلِيْلَا إِنْ المَصَائِبَ مَا تَخَطَّتْ ذينَهُ ... نِعَمٌ وَإِنْ صَعُبَتْ عَلَيْهِ قَلِيْلَا واللَّهُ لَيْسَ بِغَافِلٍ عَنْ أَمْرِهِ ... وَكَفَى بِرَبِّكَ نَاصِرًا وَكَفِيْلَا لَنْ تَسْلِبُوْهُ وَإِنْ سَلَبْتُمْ كُلَّمَا ... خَوَّلتمُوْهُ وسَامَةً وَقُبُوْلَا هَلْ تَمْلِكُوْنَ لِديْنِهِ وَيَقِيْنِهِ ... وَحَيَائِهِ وَبَيَانِهِ تَبْدِيْلَا لَمْ تُنْقِصُوْهُ وَقَدْ مَلكْتُمْ ظلْمَهُ ... مَا النَّقْصُ إِلَّا أَنْ يَكُوْنَ جَهُوْلَا هَيْهَاتَ فَاتَ مُبَرِّزًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَوْ تُنْصِفُ الأَيَّامُ لَمْ تَعْثَرْ بِهِ ... إِذْ كَانَ مِنْ عَثَرَاتِهِنَّ مُقِيْلا ابْنُ الرُّوميّ: 16548 - هَيهَاتَ فُتَّ الحَاسِدِينَ فَأذعَنُوا ... لكَ بالمَكَارِم وَالفَعَالِ الأَمجَدِ دِعبِلٌ: 16549 - هَيهَاتَ كُلُّ امِرئٍ رَهن بمَا كَسَبَت ... لَهُ يَدَاهُ فَخُذ مَا شئت أَو فَذَرِ ابْنُ العَميدِ: 16550 - هَيهَاتَ لَم تَصدُقكَ فِكرتُكَ الَّتِي ... قَد أَوهَمتكَ غنًى عَنِ الوُزراءِ بَعْدَهُ: إِذَا لم تُغْنِ أَرْضٌ عَنْ سَمَاءٍ لم تَجُدْ ... أَرْضًا وَلَا أَرْضٌ بِغَيْرِ سَمَاءِ 16551 - هَيهَاتَ لَو كنتَ لي خَلِيلًا ... فعَلتَ مَا يَفعَلُ الخَلِيلُ ¬
ابْنُ شمسِ الخلَافِة: 16552 - هَيهَاتَ لَيسَ بمُزعجٍ بهبُوبِهِ ... شُمَّ الجبالِ ضعِيفُ أَنفَاسِ الصِّبَا السّرِيُ الرَّفاء: 16553 - هَيهَاتَ مَا جَهلُ الجَهُولِ بمُسبِلٍ ... حُجُبًا عَلَى نَجمِ العُلوُم الثَاقب لَقِيُط بن مَعمر: 16554 - هَيهَاتَ مَا زَالَتِ الأَموالُ ... مُد أَبدٍ هُلما إِن أُصيبو مرّةً تبَعَا ابْنُ التَّعاويذيّ: 16555 - هَيهَاتَ مَا للبِيضِ في وُدّ أمرئ ... أَرَبٌ إِذَا وَلَّى الشَبابُ المُقبِلُ قَبْلهُ: غَادَاكِ مُرْتَجِزُ الرَّوَاعِدِ مُسْبلُ ... وَسَقَتْكِ أَخْلَافُ الغُيُوْمِ المَغَّلُ مَا خِلْتُ أَنَّ جَدِيْدَ أَيَّامِ الصِّبَى ... تبْلَى وَلَا أَنَّ الشَّبِيْبَةَ تَنْصُلُ أتغَزُّلًا بَعْدَ المَشِيْبِ وَصَبْوَةً ... سَفْهًا لِرَأيِكَ شَائِبًا يَتَغَزَّلُ هَيْهَاتَ مَا لِلْبِيْضِ في وَدِّ امْرِئٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَعْرَضنَ لَما أَنْ رَأَيْنَ بِلِمَّتِي ... أَمْثَالَهُنَّ وَقُلنَ دَاءٌ مُعْضِلُ لَوْلَا نُصُوْلُ ذَوَائِبِي لم تُلْفنِي ... مِن غَيْرِ جُرْمٍ في الهَوَى أَتَنَصَّلُ أَمْسَتْ تَلُوْمُ عَلَى الخَصَاصَةِ جَارَة ... سَمعِي بِوَقْعِ كَلَامِه لَا يَحْفِلُ عَابَتْ عَلَيَّ خَصَاصَتِي فَأَجَبْتُهَا ... مِنَنُ الرِّجَال مِنَ الخَصَاصَةِ أَثْقَلُ أَبُو سَعيد بن خَلَفٍ: 16556 - هَيهَاتَ نَحن عَلى مَحجَّتِهِم ... نَستنُّ فِيهَا مِثلمَا استَنُّو ¬
ابْنُ الهَبَّارِيَّةِ: 16557 - هَيهَاتَ هَيهَاتَ كلُّ النَّاسِ قَد قُلبوا ... في قَالَبِ الغَدرِ وَالإعجابِ وَالمَلقِ بَعْدَهُ: فَإِنْ تَخَلَّقَ مِنْهُمْ بِالنُّهَى رَجُل ... عَادَتْ بِهِ نَفْسُهُ لُؤْمًا إِلَى الخُلُقِ الرَّضى المُوسَوِيُّ: 16558 - هَيهَاتَ لَا تَتَكَلَّفَنَ لي ... فَضَحَ التَطَبُّعَ شِيمَةُ المَطبُوع يقول مِنْهَا: يا صَاحِبَ القَلْبِ الصَّحِيْحِ أَمَّا اشْتَفَى ... أَلَمُ الجوَى مِن قَلْبِيَ المَصْدُوْعِ أَأَسَأْتَ بِالمُشْتَاقِ حين مَلَكْتَهُ ... وَجَزِيْتَ فَرْطَ نِزَاعِهِ بِبُزُوْغِ كَمْ قَدْ نَصبْتُ لَك الحَبَائِلَ طَامِعًا ... فَنَجَوْتَ بَعْدَ تَعَرُّضٍ لِوُقُوْعِ أَبْغِي هَوَاهُ بِشَافِعٍ مِن غَيْرهِ ... شَرُّ الهَوَى مَا رُمْتُهُ بِشَفِيْعِ هَيْهَاتَ لَا تَتَكْلَفَنَّ لِيَ الهَوَى. البَيْتُ الرّضيّ أيضًا: 16559 - هَيهَاتَ لَا رُقعَةً أَثأَى ... عَلَيكَ الخَرقُ يَا راقِعُ أَبُو تمامٍ يرثي محمَّد بن حُميد: 16560 - هَيهَاتَ لَا يأتِي الزَّمَانُ ... بمثلِهِ إِنَّ الزَّمَانَ بمثلِهِ لَبَخَيلُ يقول مِنْهَا: خَذَلَتْهُ أسْرَتُهُ كَأَنَّ سَرَاتُهُمْ ... جَهلُوا بِأَنَّ الخَاذِلَ المَخْذُوْلُ ¬
مَن ذا يُحَدِّثُ بِالبَقَاء ضَمِيْرَهُ ... هَيْهَاتَ أَنْتَ عَلَى الفَنَاءِ دَلِيْلُ يا لَيْتَ شِعْرِي بِالمَكَارِمِ كُلّهَا ... مَاذَا وَقَدْ قَعَدَتْ نَدَاكَ تَقُوْلُ ابْنُ وَكِيعِ: 16561 - هَيهَات لَا يسخُو بلَا ... فَمٌ قَدِ اعتَادَ نَعَم أَبْيَاتُ أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بنِ وَكِيْعِ التَّنِيْسِيِّ: أَمَرْتِ بِالبخْلِ كَمَا ... نَهِيْتِهِ عَنِ الكَرَم وَقُلْتِ لَا بُدَّ لِمَن ... كَانَ جَوَادًا عَدَمْ يَا هَذِهِ لَا تُكْثِرِي ... فَإِنَّمَا الرِّزْقُ قسَمْ لَا البُخْلُ يُبْقِيْهِ وَلَا ... إِذَا بهِ حُدْتِ انْصَرَمْ هَيْهَاتَ لَا يَسْخُو بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَنَقْلُ رَضوَى وَحَرّا ... أَسْهَلُ مِنْ نَقْلِ الشِّيَمْ أبو تمامٍ يخاطب ابنَ الزيَّاتِ: 16562 - هَيهَاتَ يَأبَى أَن يَضِلَّ بيَ السُّرَى ... في بَلدةٍ وَسَأَل فيها كَوكبي الرَّضِيّ الموسَوِيُّ: 16563 - هَيهَاتَ يَا دُنيَا وَبرقُك صَادِقٌ ... أَرجُو فَكيفَ إِذًا وَبَرقُك كَاذِبُ يقول مِنْهَا: أَصَبَابَةً مِن بَعْدِ مَا ذَهَبَ الصِّبَى ... طلقًا وَأَعْوَزُ مَا يُرَامُ الذَّاهِبُ مِن أَجْلِ هذا اليَأسِ أَبْعَدْتُ الهَوَى ... وَرَضِيْتُ أَنْ أَبْغِي وَمَا لِي صَاحِبُ وَالنَّاسُ إِمَّا قَانِعٌ أَوْ طَالِبٌ ... أَوْ عَاجِزٌ أَوْ رَاهِبٌ أَوْ رَاغِبُ وَإِذَا نَعَمْتَ فَكَلُّ شيْءٍ ممْكِنٌ ... وَإِذَا شَقِيْتَ فَكُلُّ شَيْءٍ عَازِبُ ¬
هَمَّامُ بن عَمروٍ: 16564 - هَيِّب إِذَا لَم تَكُن حَربٌ بِمكتَهِلٍ ... مُجرّبٌ قَولُه يَكفي عَنِ العَمَلِ بَعْدَهُ: وَاغْشِ اللِّقَاءَ إِذَا كَانَ اللِّقَاءُ بِهِ ... سَفْكُ الدِّمَاءِ حَدِيْثَ السِّنِّ مُقْتَبَلِ فَإِنَّ ذَا السِّنِّ يَلْقَى حتفَهُ أَبَدًا ... مُمَثّلًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِنَ الوَجَلِ وَذُو الشَّبَابِ لَهُ شَأوٌ يُمَاطِلُهُ ... فَلَا يَزَالُ بَعِيْدَ الهَمِّ وَالأَمَلِ * * * تَمَّ حَرفُ الهاءِ وَالحَمدُ للَّه وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ * * * ¬
حرف اللام ألف
حرف اللام ألف
حَرفُ اللَّام وَالأَلفِ المركَّبة أبو سَعِيد بنُ خَلفٍ: 16565 - لَا آبَ مَا غَابَ الحَبيبُ إِلَى ... قَلبِي السُّروُرُ وَلَا نأَى الحُزنُ يقول مِنْهَا: هَيْهَاتَ نَحْنُ عَلَى مَحَجَّتِهِمْ ... نَسْتَنُّ فِيْهَا مِثْلَمَا اسْتَنُّوا زُهَيرٌ المصرِيُّ: 16566 - لَا أبَالي إِذا حَضَرتَ ... بمَن غَابَ أَو حَضَر الوَزيرُ المَغربيُّ: 16567 - لَا أُبَالي باللَّيل طالَ أَم اليَومُ ... كِلَى الرُّتبتَينِ عندِي سَوَاءُ عُروةُ بنُ أُذَينَةَ: 16568 - لَا أَبتغي وَصلَ مَن يَبغى مُفَارقَتيَ ... ولَا أَلينُ لمن لَا يبتَغي ليني كَانَ عُرْوَةُ بنُ المُغِيْرَةِ يَقُوْلُ: شَرُّ العَدَاوَةِ مَا سُتِرَ بِالمَدَارَاةِ وَأَشْفَاهَا لِلنَّفْسِ مَا فُرِعَ بِمِثْلِهَا بَادِئًا وَكَانَ يَنْشِدُ مُتَمَثِّلًا كَثيْرًا: لَا أَبْتَغِي وَصْلَ مَنْ يَبْغِي مُفَارَقَتِي. البَيْتُ وَقَالَ زِيَادُ بنُ أَبِيْهِ: يُعْجِبُنِي الرَّجُلُ إِذَا سَمعَ خُطَّةَ الضيْمِ أَنْ يَقُوْلَ لَا بِمِلْئِ فَمِهِ وَإِذَا أتى نَادِيَ قومٍ عَلِمَ أَيْنَ يَنْبَغِي لِمِثْلِهِ أَنْ يَجْلِسَ فَجَلَسَ وَإِذَا رَكبَ دَابَّةً حَملهَا إِلَى مَا يُحِبُّ وَلَمْ يَتْبَعهَا إِلَى مَا يَكْرَهُ. ¬
خَالِدُ الكَاتِبُ: 16569 - لَا أتاحَ اللَّهُ لِي فرجًا ... يَومَ ادعُو منكَ بِالفَرَجِ ابْنُ هَرمَةَ: 16570 - لَا اتبِعُ العَودَ بالفِصَالِ ... وَلَا اتبَاع إِلَّا قَرِيبَةَ الأَجَل قَالَ مُرَقِّعٌ: كُنتُ مَعَ ابنِ هَرم في سَقِيفَةِ ابن أذينة فجاءَهُ رَاعٍ لَهُ بقِطعَةٍ من غنَمِهِ يشاوِرُهُ فيما بيع مِنْهَا وَتيك فقلتُ له يا أبَا إسحاق أين عَزَبَ عنك قولك: لَا غنمي في الحَياةِ مُدَّ لها ... إلا دِرَاك القرى ولا إبلي لَا أمتعُ العَوذ بالفِصَالِ ولَا ... ابتاعُ إلّا قريبَةَ الأجَلِ كَم ناقَة قدَ وجأت منحرها ... بمُستَهِلِّ الشؤبُوبِ أَو جَمَلِ تَصفُ نَفسَكَ بالسخاء وَالكرم وَقرى الأضيافِ؟ فقال: مَالك جزَاكَ اللَّهُ خيرًا، ثم قال: مَن أَخَذَ منهَا شيئًا فهُوَ لَهُ فنهِبَتُ كُلهُا في الحالِ. العامرِيّ: 16571 - لَا أتَّقي حَسَكَ الضَّغَائنِ بالرُّقَى ... فِعلَ الذَّليلِ وَلَو بقيتُ وَحيدَا بَعْدَهُ: لَكِنْ أُعِدُّ لَهُ ضَغَائِنَ مِثْلِهَا ... حَتَّى أُدَاوِي بِالحُقُوْدِ حُقُوْدَا كَالخَمْرِ خَيْرُ دَوَائِهَا مِنْهَا بِهَا ... تَشْفِي السَّقِيْمَ وَتُبْرِئُ المَنْجُوْدَا أَكْوِي الضَّغَائِنَ بِالضَّغَائِنِ مِثْلهَا ... حَتَّى يَعُوْدُ وُقُوْدُهُنَّ خَمُوْدَا الحكمُ عَبدل: 16572 - لَا أَجتَوي خُلَّةَ الصَّديق ... وَلَا اتبعُ نَفسي شيئًا إِذَا ذَهَبَا ¬
أبو علي البَصير: 16573 - لَا أَجعلُ المَالَ لي رَبًّا يُصرّفُني ... لَا بَلْ أَكونُ له رَبًّا فَأَصرفُهُ قَوْلُ الحُطَيْئَةِ: لَا أَحْسَبَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تَنْفَعُنِي. البَيْتُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ عَبِيْدِ بنِ الأَبْرَصِ الأَسَدِيِّ (¬1). لَا أَعْرِفَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تنْدِبُنِي ... وَفِي حَيَاتِي مَا زَوَّدْتَنِي زَادِي وَهَذَا البَيْتُ أَشْرَدُ مَثَلٍ في الوَصيَّةِ بِبِرِّ الحَيِّ قَبْلَ وَفَاتِهِ يُضْرَبُ في الرَّجُلِ يُضَيَعُّ حَقَّ أَخِيْهِ في حَيَاتِهِ ثمَّ يَتَأَسَّفَ عَلَيْهِ وَيبْكِيْهِ بَعْدَ مَوْتهِ. يَقُوْلُ عَبِيْدٌ مِنْهَا في أَوَّلُهَا: طَافَ الخَيَالُ عَلَيَنَا لَيْلَةَ الوَادِي ... لَا آلِ أَسْمَاءَ لَمْ يُلْمِمْ بِمِيْعَادِ أَبْلِغْ أَبَا كَربٍ وَأُخْوتَهُ قَوْلًا ... سَيَذْهَبُ غَوْرًا بَعْدَ إِنْجَادِ لَا أَعْرِفَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تنْدِبُنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّ أَمَامَكَ يَوْمًا أَنْتَ مُدْرِكُهُ ... لَا حَاضرٌ مُفْلِتٌ مِنْهُ وَلَا بَادِي فَانْظُرْ إِلَى فَيْءِ مُلْكٍ أَنْتَ تَارِكُهُ ... هَلْ تُرْسَيَنَّ أَوَاخِيْهِ بِأَوْتَادِ اذْهَبْ إِلَيْكَ فَإِنِّي مِنْ بَنِي أَسَدٍ ... أَهلِ القِبَابِ وَأَهلِ الجُرْدِ وَالنَّادِي ابْنُ المُعتزِّ: 16574 - لَا أُحبّ الرَّقيبَ إلَّا لأَنِّي ... لَا أَرى مَن أُحبُّ حَتَّى أَراهُ قَبْلهُ: مَوْقِفٌ لِلرَّقِيْبِ لَا أَنْسَاهُ ... لَسْتُ أَخْتَارَ وَلَا آبَاهُ مَرْحَبًا بِالرَّقِيْبِ مِن غَيْرِ وَعْدٍ ... جَاءَ يَجْلُو عَلَيَّ مَنْ أَهوَاهُ لَا أُحِبّ الرَّقِيْبَ إِلَّا لأَنِّي. البَيْتُ ¬
أحمد بن نُعَيمٍ: 16575 - لَا أَحسبُ الجَورَ يَنقَضِي ... وَعَلى الأُمَّة وَالٍ من الِ عَبَّاسِ عَبدُ اللَّه بن الزّبيرُ الأسديُ: 16576 - لَا أَحسِبُ الشرَّ جَارًا لَا يُفَارقني ... وَلَا أَحُزُّ عَلَى مَا فَاتَني الوَدَجَا بَعْدَهُ: وَلَا نَزلَتْ مَنْ المَكْرُوْهِ مَنْزِلَةٌ ... إِلَّا وَثِقْتُ بِأَنْ أَلْقَى لَهَا فَرَجَا الحُطَيئَةُ: 16577 - لَا أَحسِبنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَنفَعُنِي ... وفي حَيَاتِيَ مَا زوَّدتَني زَادِي قَوْلُ الحُطَيْئَةِ: لَا أَحْسَبَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تَنْفَعُنِي. البَيْتُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ عَبِيْدِ بنِ الأَبْرَصِ الأَسَدِيِّ (¬1). لَا أَعْرِفَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تنْدِبُنِي ... وَفِي حَيَاتِي مَا زَوَّدْتَنِي زَادِي وَهَذَا البَيْتُ أَشْرَدُ مَثَلٍ في الوَصِيَّةِ بِبِرِّ الحَيِّ قَبْلَ وَفَاتِهِ يُضْرَبُ في الرَّجُلِ يُضيِّعُ حَقَّ أَخِيْهِ في حَيَاتِهِ ثُمَّ يَتَأَسَّفَ عَلَيْهِ وَيبْكِيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ. يَقُوْلُ عَبِيْدٌ مِنْهَا في أَوَّلُهَا: طَافَ الخَيَالُ عَلَيَنَا لَيْلَةَ الوَادِي ... لَا آلِ أَسْمَاءَ لَمْ يُلْمِمْ بِمِيْعَادِ أَبْلِغْ أَبَا كَربٍ وَأُخْوتَهُ قَوْلًا ... سَيَذْهَبُ غَوْرًا بَعْدَ إِنْجَادِ لَا أَعْرِفَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تُنْدِبُنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنَّ أَمَامَكَ يَوْمًا أَنْتَ مُدْرِكُهُ ... لَا حَاضِرٌ مُفْلِتٌ مِنْهُ وَلَا بَادِي فَانْظُرْ إِلَى فَيْءِ مُلْكٍ أَنْتَ تَارِكُهُ ... هَلْ تُرْسيَنَّ أَوَاخِيْهِ بِأَوْتَادِ اذْهَبْ إِلَيْكَ فَإِنِّي مِنْ بَنِي أَسَدٍ ... أَهْلِ القِبَابِ وَأَهْلِ الجُرْدِ وَالنَّادِي ¬
رَجلٌ من بَني جَعدةَ: 16578 - لَا أَحملُ اللَّومَ فِيهَا وَالغَرامَ بهَا ... مَا حمَّل اللَّهُ نفسًا فَوقَ مَا تَسَعُ قَبْلهُ: لَا خَيْرَ فِي الحُبِّ وَقْفًا لَا تُحَرِّكُهُ ... عَوَارِضُ اليَأْسِ أَوْ يَرْتَاحُهُ الطَّمَعُ لَوْ كَانَ لِي صَبْرُهَا أَوْ عِنْدَهَا جَزَعِي ... لَكُنْتُ أَمْلِكُ مَا آتِي وَمَا أَدَعُ لَا أَحْمِلُ اللّوْمَ فِيْهِ وَالغَرَامَ بِهَا. البَيْتُ المُتَنبِّي: 16579 - لَا أَدبٌ عِندَهُمُ وَلَا حَسَبٌ ... وَلَا عُهُودٌ لَهُمُ وَلَا ذِمَمُ ومن باب (لَا أَدَّعِي) قَوْلُ آخَرَ: لَا أَدَّعِي أَنَّ أَشْوَاقِي مُضَاعَفَةٌ ... وَقَدْ أَقَلَّتْ يَدِي القِرْطَاس وَالقَلَمَا وَلَا الوَفَاءَ لَكُمْ وَالعَيْنُ سَافِحَةٌ ... دَمْعًا وَقَدْ كَانَ حَقًّا أَنْ تَفِيْضَ دَمَا 16580 - لَا آذُمُّ الإِسرَاءَ في طَلَبِ العّزِ ... وَلَكِن فيَ فُرقَةِ الأَحبَابِ أَبُو نواسٍ: 16581 - لَا أذُوُد الطَّيرَ عَن شَجَرٍ ... قَد بَلَوتُ المُرَّ من ثمرِه البَّذالُ بنُ بَذلٍ: 16582 - لَا أرَاني بِالقَولِ أَبلغُ مِن شُكـ ... ــرِكَ بَعضَ الَّذي يُجنُّ ضَميري ¬
قَبْلهُ: يَمْدَحُ عَلِيَّ بن يَحْيَى المُنَجِّمَ: يا بْنَ يَحْيَى وَمَا المُغَالِطُ ... وَالجاحِدُ مِثْلُ المُقِرِّ بِالتَّقْصِيْرِ لَا أَرَانِي بِالقَوْلِ أَبْلغُ مِن شُكْرِكِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَيُّ يَوْمٍ مَضَى وَلَمْ تَسْقنِي ... فِيْهِ بَنُوْهُ مِن رَاحَتَيْكَ مَطِيْرُ أَنْتَ حِصْنِي وَحُسْنُ رَأيكَ ... مَالِي وَأَيَادِيْكَ عِزَّتِي وَنَصِيْرِي البُحتُرِيُ: 16583 - لَا أَرتَضى دُنيا الشَريفِ وَدينَهُ ... حَتَّى تُدّبِرَ دينَهُ دُنيَاهُ أَبُو فراسٍ: 16584 - لَا أَرتَضى وُدًّا إِذَا هُوَ لَم يَدُم ... عِندَ الجَفَاءِ وَقلَّةِ الإِنصَافِ أَبْيَاتُ أَبِي فِرَاسٍ بنِ حَمْدَان أَوَّلُهَا (¬1): غَيْرِي يُغَيِّرهُ الفِعَالُ المُجَافِي ... وَيَحُوْلُ عَنْ شِيَمِ الكَرِيْمِ الوَافِي لَا أَرْتَضِي وُدًّا إِذَا هُوَ لَمْ يَدُمْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تعس الحَرِيْصُ وَقَلَّمَا ... يَأْتِي بِهِ عِوَضًا عَنِ الإلْحَاحِ وَالإلْحَافِ إِنَّ الغَنِيَّ هُوَ الغَنِيُّ بِنَفْسِهِ ... وَلَوْ أَنَّهُ عَارِي المَنَاكِبِ حَافِي مَا كُلُّ مَا فَوْقَ البَسِيْطَةِ كَافِيًا ... وَإِذَا قَنَعْتَ فَكُلُّ شَيْءٍ كَافِ وَيعَافُ لِي طَبعْ الحَرِيْصِ أُبُوَّتِي ... وَمُرُوَّتِي وَقَنَاعَتِي وَعَفَافِي مَا كَثْرَةُ الخَيْلِ العِتَاقِ بِزَائِدَي ... شَرَفًا وَلَا عَدَدُ السّوَامِ الضَّافِي خَيْلِي وَإِنْ قَلَّتْ كَثِيْرٌ نَفْعهَا ... بَيْنَ الصَّوَارِمِ وَالقَنَا الرُّعَافِ وَمَكَارِمِي عَدَدُ النُّجُوْمِ وَمَنْزِلي ... مَأوَى الكِرَامِ وَمَنْزِلُ الأَضْيَافِ ¬
لَا أَقْتَنِي لِظُرُوْفِ دَهرِي عُدَّةً ... حَتَّى كَأَنَّ خُطُوْبَهُ أَحْلَافِي شِيَمٌ عُرِفْتُ بِهِنَّ مُذْ أَنَا يَافِعٌ ... وَلَقَدْ عَرَفْتُ بِمِثْلِهَا أَسْلَافِي 16585 - لَا أَركَبُ البَحرَ وَلكِنَّنِي ... أَطلُبُ رِزقَ اللَّهِ فيِ السَّاحل 16586 - لَا أَركَبُ الأَمرَ تُخزيُنِي عَوَاقبهُ ... وَلَا يُقالُ وَرائي بئس مَا صَنَعَا عُروَة بن أُذَينَةَ: 16587 - لَا أَركَبُ الأَمر تَزرى بِي عَوَاقِبهُ ... وَلَا يُعَابُ بِهِ عِرضي ولَا ديني 16588 - لَا أَرى الشعرَ لِي شعَارًا إِذَا ... مَا تَخِذَتهُ دَأبًا لَهَا الأُدَبَاءُ 16589 - لَا أَسأَلُ النَّاسَ عمَّا في ضَمَائِرهم ... مَا فِي ضَميري لَهُم مِن ذَاكَ يَكفِيني قَبْلهُ: إِنَّ القُلُوْبَ تُجَازِي فِي مَوَدّتِهَا ... فَاسْأَلْ فُؤَادَكَ عَنِّي فَهُوَ يَجْزِيْنِي لَا أَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي ضَمَائِرِهِمْ. البَيْتُ مُسلِم بنُ الوَليدِ: 16590 - لَا أَستَرِيحُ إِلَي تَمويِهِ مَعذِرَة ... إِلَّا أتَاني عتَابٌ فيهِ لي قَلقُ 16591 - لَا أَستَطِيعُ سِوَى الدُمُوعِ ... وَاستَقِلُّ لَكَ الدُمُوعَا أَبُو محمّدٍ الخَازِنُ: 16592 - لَا أَستَقرُّ بِأَرضٍ أَو أَسِير إِلَى أُخرَى ... بَعزمٍ قَريبٍ شَخصُهُ نَائي بَعْدَهُ: ¬
يَوْمًا بِحَزْوَى ويَوْمًا بِالعَقِيْقِ ... وَيَوْمًا بِالعَذيْبِ وَيَوْمًا بِالخُلَيْصَاءِ قَالُوا بِغَانِيَةٍ وَاصَلْتَ غَانِيَةً ... فَقُلْتُ حَزْمٌ وُرُوْدُ المَاءِ بِالمَاءِ امرُؤ القَيسِ: 16593 - لَا أَستَفيدُ لَمن دَعَا لِصِبًى ... قَسرًا ولَا أصطَادُ بَالخَتلِ أَبُو الشمقمَق: 16594 - لَا أَشتَرِى الغَثَّ لإرخَاصِهِ ... يَومًا ولَا تُعجِبُنِي الطَّفطَفَةُ بَعْدَهُ: وَكُلَّمَا فِي القدْرِ مِن بُضْعَةٍ ... أَوْ مَرَقٍ تُخْرِجُهُ المَغْرفَة هذا مَثَلٌ لِلعَوَامِّ يَقُوْلُوْنَ: كُلُّ مَا تحطُّ فِي القدرِ تُخْرِجُهُ المَغْرَفَةُ. يُضْرَبُ فِي الجزَاءِ وَالمُكَافَأَةِ. محمّد حَمَّادٍ: 16595 - لَا أَشتَكِي زَمَنِي هَذَا فأَظلمهُ ... وإنَّما اتشكَّا أَهلَ ذَا الزَّمَنِ أَبْيَاتُ أَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّد بنِ حَمَّادٍ البَصْرِيِّ أَوَّلُهَا: إِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنْ أَهلٍ وَمِنْ ... وَطَنٍ آمَنُ مَنْ أَهْوَى وَيَأمَنني يَا لَيْتَنِي مُنْكِرٌ إِنْ كُنْتُ أَعْرِفُهُ ... فَلَسْتُ أَخْشَى أَذَى مَنْ لَيْسَ يَعْرِفُنِي لَا أَشتَكِي زَمَنِي هَذَا فَأَظْلِمُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: هُمُ الذِئَابُ الَّتِي تَحْتَ الثِّيَابِ فَلَا ... تَكُنْ إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ بِمُؤْتمِنِ قَدْ كَانَ لِي كنْزُ صَبْرٍ فَافْتَقَرْتُ ... إِلَى إنْفَاقِهِ فِي مُدَارَاتِي لَهُمْ فَفنِي وَقَدْ سَمِعْتَ أَفَانِيْنَ الحَدَيْثِ فَهَلْ ... سَمِعْتَ قَطُّ بحُرٍّ غَيْرِ مُمْتَحَنِ ¬
الغزِّي: 16596 - لَا أَشتكي هَذَا الزَّمانَ وَأهلَهُ ... الفَضْلُ مَحسُود بكُلِّ مَكَانِ المتَنَبِّي: 16597 - لَا أَشرَئِبُّ إِلَى مَا لمَ يَفُت طَمعًا ... ولَا أَبيتُ عَلَى مَا فَاتَ حرَّانَا 16598 - لَا أَصْحَبُ الخائِنَ الكَذُوبَ وَلَا ... أقطَعُ وَصلَ الصَّدِيقِ من مَلَلِه قَبْلهُ: لَيْسَ الوَفيُّ الَّذِي يَحُوْلُ عَنِ العَهـ ... ـــدِ وَيُؤْتَى الصَّدِيْقُ مِن قبلهِ مِثْلُ الأَدِيْمِ الَّذِي تُعَالِجُهُ ... لَا خَيْرَ فِي دَبْغَة عَلَى نَعْلِهِ لَا أَصْحَبُ الخَائِنَ الكَذُوْبَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أجْزِيْهِ بِالوُدِّ مَا حَيِيْتُ وَلَا ... يَعدمُ صَفْحِي لِلسُّوْءِ مِن عَمَلِهِ سَهل بن هَاروُنَ: 16599 - أَطلُبُ المَالَ كَي أَغنَى بفَضلَتِهِ ... مَا كَانَ مَطلَبُهُ فقرًا إِلَى النَّاسِ 16600 - لَا أَظأَرُ النَّفس إكرَاهًا عَلَى أَحدٍ ... وَشرُّ وُدّكَ مَا يأتي وقَد نَهكَا أبو دوَادٍ الإِيادي: 16601 - لَا أَعُدُّ الإِقتَارَ عُدمًا ... وَلَكِن فَقدُ مَن قَد رُزئيهُ الإعدَامُ بَعْدَهُ: ¬
مِن رِجَالٍ مِنَ الأَقَارِبِ بَادُوا ... مِن حِذَاقٍ هُمُ الرُّؤُوْسُ الكِرَامُ فهم لِلمَلَايِيْنِ أَنَاةٌ وَعُرامٌ ... إِذَا يُرَامُ العُرامُ فَعَلَى إِثْرِهِمْ تَسَاقَطُ نَفْسِي ... حَسَرَاتٍ وَذِكْرُهُمْ إِلَي سَقَامُ المتوكّلُ اللّيثيُّ: 16602 - لَا أَعدمُ الذَمَّ حِينَ أُخطِي ... وَلَيسَ لي فِي الصَّوَابِ حَمدُ البحتُريُّ: 16603 - لَا أَقبَلُ الدَّهَر نَيلًا لَا يقُوُم لَهُ ... شُكرِي وَلَو كَانَ مسديهِ إِليَّ أَبِي قَبْلهُ: إِيهَا أَبَا الفَضْلِ شُكْرِي مِنْكَ فِي نَصبِ ... أقصرْ فما لِي جَدْوَاكَ مِن أَربِ لَا أَقْبل الدَّهرِ نَيْلًا لَا يقُوْمُ لَهُ شُكْرِي. البَيْتُ وَقَالَ مُحَمَّدُ بن أَبِي عِمْرَانَ: رُوَيْدَكَ لَا تَعْنَفْ عَلَيَّ وَاعْفِنِي ... عَلَى حَسبِ أَقْصَى مَا أَطِيْقُ مِنَ الشُّكْرِ وَقَالَ آخَرُ فِي الصَّاحِبِ ابنِ عَبَّادٍ (¬1): وَفدنَا لِنَشْكُرُ كَافِي الكُفَاةِ ... وَنَسْأَلهُ الكَفَّ عَنْ بِرِّنَا قَالَ العَلَوِيُّ الورْدِيُّ لَمَّا سَمِعَ هذا البيتُ: مَنِ الشَّاعِر قَدْ كَعِبْتَ؟ فَإِنَّ الصَّاحِبُ قَدْ سَارَ لَا يُعْطِي أَحَدًا شَيْئًا فما بِكَ حَاجَةٌ أَن تَسْأَلَهُ الكَفَّ عَنْ بِرِّك. أَبُو فراسٍ: 16604 - لَا أَقتني لصُروفِ دَهرِي عُدةً ... حَتَّى كأَنَّ خُطُوبَهُ أَحلَافي عَبدُ اللَّه بن المُعتز: ¬
16605 - لَا أَقُولُ اللَّهُ يَظلِمُنِي ... كَيفَ أَشكُو غَيرَ مُتَّهَمِ بَعْدَهُ: وَإِذَا مَا الدَّهرُ ضَعْضعَنِي ... لَمْ يَجِدْنِي كَافِرَ النِّعَمِ قَنَعْتُ نَفْسِي بما رُزِقَتْ ... وَتَمَطَّتْ فِي العُلَى هِمَمِي وَلَبسْتُ الصَّبْرَ سَابِغَةً ... فَهِيَ مِن قَرْنِي إِلَى قَدَمِي لَيسَ لِي مَالٌ سِوَى كَرَمِي ... وِبِهِ أَمْنِي مِنَ العَدَمِ بَعْدَهُ: ابْنُ شَمس الخِلَافَةِ: 16606 - لَا أَكفُرُ النِّعمَةَ ما عِشتُ وَلَـ ... ـــو عَطَّلَ منهَا عُنقي مَن قَلَّدَا محَّمدُ بن حَازمٍ: 16607 - لَا أَلبَسُ النّعمَاءَ مِن رَجُلٍ ... البَستُهُ عَارًا عَلَى الدَهرِ قَالَ أَبُوْ العَبَّاسِ عَبْدَ اللَّهِ بنُ المُعْتَزّ بِاللَّهِ: أَرْبَعَةٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ سَارَتْ أَسْمَاؤُهُمْ وَأَشْعَارهُمْ بِخِلَافِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ. فَأَبُو العتَاهِيَةِ شعره بالزُّهد وكان على الإلحاد، وأبو نُواس سَارَ اسمُهُ بِاللّوَاطِ وَكَانَ أَزْنَى مِنْ قِرْدٍ. وَأَبُوْ حَكيمَةَ الكَاتِبُ سَارَ شِعْرهُ بِالعُنَّةِ وَكَانَ أَهَبَّ مِنْ تَيْسٍ. ومحمد بن حَازِمٍ سَارَ شِعْرهُ بِالقَنَاعَةِ وَكَانَ أُحْرَصُ مِنْ كَلْبٍ. قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ رُوِيَ لابنِ حَازِمٍ حِكَايَةٌ إِنْ صَحَّتْ فهي تُخَالِفُ قَوْلُ ابن المُعْتَزِّ وَتُوَافِقُ شِعْرَهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا سَارَ شِعْرُ مُحَمَّد بن حَازِمٍ بِهَجْوِ سَعِيْدِ بن حُمَيْدٍ وَكَانَ فِي مَحَلَّتِهِ نَازِلًا وَلَهُ مُجَاوِرًا سَاءَتْ حَالُ ابنِ حَازِمٍ فَتَحَرَّكَ عَنْ جوَارِهِ فَبَلَغَ ابن حَمِيْدٍ ذَلِكَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِعَشْرَةِ آلَافِ دِرْهَم وتخوتِ ثِيَابٍ وَفَرَسًا بِآلَاتِهِ وَمَمْلُوْكًا وَجَارِيَةً وَكَتَبَ إِلَيْهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ ذُو الأَدَب يحْمِلُهُ ظرْفهُ عَلَى نعْتِ الشَّيْءِ بِغَيْرِ ¬
هَيْئَتِهِ وَتَبْعَثُهُ قُدْرَتُهُ عَلَى وَصْفِهِ بِخلَافِ حليَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ مَا شَاعَ من هِجَائِكَ جَارًّا إِلَّا هَذَا المَجْرَى وَقَدْ بَلَغَنِي مِنْ سُوْءِ حَالِكَ وَشِدَّةِ خلّتِكَ مَا لَا غَضَاضَةَ عَنْهُ بِهِ عَلَيْكَ مع كُبْرِ هِمَّتِكَ وَعَظِيْمِ نَفْسِكَ وَنَحْنُ شُرَكاءُ فِيْمَا مَلَكنَا ومُتَسَاوُوْنَ فِيْمَا حَوَتْ أَيْدينَا وَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِمَا جَعَلْتُهُ وَإِنْ قَلَّ اسْتِفْتَاحًا لِمَا بَعْدَهُ وَإِنْ جَلَّ. فَرَدّ مُحَمَّدُ ابنِ حَازِمٍ ذَلِكَ جَمِيْعَهُ وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ شَيْئًا وَكَتَبَ إِلَيْهِ فِي الجوَابِ أَبْيَاتًا يَقُوْلُ مِنْهَا: وَلَوْ حَجَبْتَ إِلَى مُسَالمَتِي ... وَكُنْتَ بَعْدَ تَفَاقُمِ الأَمْرِ وَفَعَلتَ بِي فِعْلَ المُهَلَّبِ إِذْ ... غَمَرَ الفَرَزْدَقَ بِالنَّدَى الدّثْرِ فَبَعَثْتَ بِالأَمْوَالِ تُرْغِبُنِي ... كلا وَرَبِّ الشَّفْعِ وَالوِتْرِ لَا أَلْبِسُ النَّعْمَاءَ مِنْ رَجُلٍ. البَيْتُ وَقَدْ رُوِيَت هَذِا الأَبْيَاتُ لِمَحْمُوْدٍ الوَرَّاقِ، والأَغْلَبُ أَنَّهَا لِمُحَمَّدِ بنِ حَازِمٍ. بَعضُ بَني هَمدَانَ: 16608 - لَا الحِرصُ يُغنينِي وَلَا اليَأسُ مَا نِعي ... نَصيبي مَن الشيء الّذي أَنَا آمُلُه وَلَا بُدَّ مِن مَوْلًى تَرَى فيه عَثْرَةً ... وَذُو الحِلْمِ مَعْنِيٌّ بما جَرَّ جَاهِلُهُ أَبُو سَعيدٍ الأنباريُّ: 16609 - لَا الفَقر يَخفِضُ من تَسامى نَاظِري ... فَيغضُّ منهُ ولَا الغنَى يُطغيِني أبو تمّام في ابنِ الزّياتِ: 16610 - لَا المَنطِقُ اللَّغوُ يَزكُو فِي مقَاوِمِهِ ... يومًا ولَا حُجَّةُ المَلهُوفِ تُستَلبُ بَعْدَهُ: كَأَنَّمَا هُوَ فِي نَادِي قَبِيلَتِهِ لَا القَلْبُ ... يَهفُو وَلَا الأَحْشَاءُ تَضْطَرِبُ لَا سَوْرَةٌ تُتَّقَى مِنْهُ وَلَا بَلَةٌ وَلَا ... يَخِفُّ رِضًى مِنْهُ وَلَا غَضبُ لَبِيدٌ: ¬
16611 - لَا المَوتُ مُحتَقرُ الصَّغير فعَادِلٌ ... عَنهُ ولَا كِبَرُ الكَبِيرِ مَهِيبُ عيسَى بن الحُسينِ الكَاتِبُ: 16612 - لَا أَمدَحُ اليَأسَ وَلَكِنَّهُ ... أَروَحُ لِلنَّفسِ منَ المَطمع قَبْلهُ: أَيُّ لَبِيْبٍ بِكَ لَمْ يُخْدَعْ ... وَأَيُّ عَيْنٍ فيكَ لَمْ تَدْمَعْ لَا أَمْدَحُ البَأسَ وَلَكِنَّهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَفْلَح مَنْ أَبْصَرَ رَوْضَ المُنَى ... يُرْعَى فلم يَرْعَ وَلَمْ يَرْتَعْ عَنترةُ العَبسيُّ: 16613 - لَا أُمسِكُ السَّيفَ إِلَّا قَد ضَربتُ ... بِهِ ولَا تَبيتُ جِيادي وَهي أَغمَارُ بَعْدَهُ: وَلَا أُعَوِّدُ مُهرِي أَنْ أُوَقِّفَهُ ... وَسْطَ الكُمَاةِ وَلَا يَشْقَى بِيَ الجارُ 16614 - لَا إن أَقَمتِ وَجَدنَا ثِقلَ ذَاكَ ولَا ... إن غبتِ أَوسَعت خَرقًا في البَلَد يُقَالُ فِي الأَمْثَالِ الَّتِي تُرْوَى عَنْ لِسَانِ الصَّوَامِتِ: زَعَمُوا أَنَّ البَعُوْضَةَ قَالَتْ لِلنّخْلَةِ: اسْتَمْسِكِي فَإِنِّي عَنْكِ أَطِيْرُ. فَقَالَ النَّخْلَةُ لَهَا: مَا أَحْسَسْتُ بِوُقُوْعِكِ فَكَيْفَ أَلتفِتُ إِلَى نُهُوْضِكِ عَنِّي؟ . يُضْرَبُ فِي قِلَّةِ المَبَالَاةِ بِمَنْ يَعْتَقِدُ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ شَيْءٌ. جَرِيرٌ: 16615 - لَا بَارَكَ اللَّهُ في الدُّنيا إِذَا انقَطَعت ... أسبَابُ دُنياكَ عَن أسبَاب دنيَانَا ¬
أَبْيَاتُ جَرِيْرٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: يَا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ جَبَلٍ وَ ... حَبَّذَا سَاكِنُ الرَّيَّانِ مَنْ كَانَا يَا أُمَّ عُثْمَانَ إِنَّ الحُبَّ عَنْ عرضٍ ... يُصْبِي الحَلِيْمَ وَيُبْكِي العَيْنَ أَحْيَانَا هَلَّا تَحَرَّجْتِ مِمَّا تَفْعَلِيْنَ بِنَا ... يَا أَطْيَبَ النَّاسِ يَوْم الدَّجْنِ أَرْدَانَا لَا بَارَكَ اللَّه فِي الدُّنْيَا إِذَا انْقَطَعَتْ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَا أَحْسَن النَّاسِ إِنْ قَامَتْ وَإِنْ قَعَدَتْ ... وَأَحْسَنُ النَّاسِ ذَا ثَوْبٍ وَعُرْيَانا قَدْ خِفْتُ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَجنِي جِنَايَتِكُمْ ... مَا كُنْتُ أَوَّلُ مَوْثُوْقٍ بِهِ خَانَا إِنَّ العُيُوْنَ الَّتِي فِي طَرْفِهَا حَوَرٌ ... قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِيْنَ قَتْلَانَا يَصْرَعْنَ ذَا اللُّبِّ حَتَّى لَا حِرَاكَ بِهِ ... وَهُنَّ أَضعَفُ خلْقِ اللَّهِ أَرْكَانَا يُقَالُ إِنَّ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ الأَخِيْرَيْنِ هما أَغْزَلُ شِعْرٍ قَالَتْهُ العَرَبُ. أبو بكر بن العلَّافِ: 16616 - لَا بَاركَ اللَّهُ فِي الطَّعَام إِذَا ... كَانَ هَلَاكَ النُّفُوسِ في المِعَدِ قَبْلَهُ: كَمْ دَخَلَت أكلةٌ حَشَا شَرِهٍ ... فَأَخْرَجَتْ رُوْحَهُ مِنَ الجسَدِ وَهِيَ قَصيْدَة طَوِيْلَة مَشْهُوْرَةٌ يَرْثِي بِهَا الهِرَّ أَوَّلُهَا: يا هِرُّ فَارَقْتَنَا وَلَمْ تَعُدِ ... وَكُنْتُ مِنَّا بِمَنْزِلِ الوَلَدِ قَالُوا إِنَّ ابنَ العَلَّافِ إِنَّمَا عَنى بذلك عَبْد اللَّهِ ابنِ المُعْتَزِّ وَكَنَى عَنْهُ بِالهِرِّ لَمَّا قُتِلَ. 16617 - لَا بَارَكَ اللَّهُ في دُنيَا إِذَا انصَرَمَت ... لذَّاتهُا كلانَ عُقبَي أَهلها النَّارُ 16618 - لَا بَأسَ بالقَوِم مِن طُولٍ وَمن عِظَم ... جِسمُ البِغَالِ وَأَحلَامُ العَصَافيرِ ¬
الوَزيرُ بُن هُبَيرةَ: 16619 - لَا بَالغٌ غَرضًا ولَا هُو دَافِعٌ ... عَرضًا ولَا ورعًا ولَا مُستَسلمَا مُهلهِلُ بنُ رَبيعَةَ: 16620 - لَا بجَيرٌ أَغنَى فَتيلًا ولَا ... رَهطُ كُليبٍ تَزَاجَرُ عَن ضَلَالِ أبُو الغَمُرِ الرَّازِي: 16621 - لَا بُدَّ أَن يُعتبَ الدَّهرُ الخؤُونُ فقَد ... يخضَرُّ بَعدَ التوى في عُوده الوَرَقُط ابْنُ دُريدٍ في مَقصُورتهِ: 16622 - لَا بُدَّ أَن يَلقَى امرُؤٌ مَا خطَّهُ ... ذوُ العَرشِ ممَّا هُوَ لَاقٍ وَوَجَا البَسَامِيُّ: 16623 - لَا بُدَّ للحُرِّ من سُجُود ... فِي زَمَنِ السوءِ للِقُرُود مسلمُ بن الوليدُ: 16624 - لا بد للسراء من ضرّائها ... الدهر يعقبُ صَالِحًا بفَسَادِ 16625 - لَا بُدَّ لِلْسّوْدَدِ مِنْ أَرْمَاحِ ... وَمنْ سَفِيْهٍ دَآئِم النُبَاحِ 16626 - لا بُدَّ لِلْشّآءِ مِنْ رَاعٍ فَكيْف ... للنَّاسِ إِنْ كَانْوا بلَا راعِ ابْنُ شمسِ الخلافةِ: 16627 - لَا بُدَّ لِلْعَاقِلِ مِنْ زَلَّةٍ ... تَحُطُّ عِنْدَ الْنَّاسِ منْ قَدرِهِ بَعْدَهُ: ¬
وَاحِدَةٌ تُرَبَّى عَلَى كُلِّ مَا ... يُزِلُّهُ الجاهِلِ فِي عُمْرِهِ القاضِي أَبُو زكريا: 16628 - لَا بُدَّ لِلْمَرْءِ مِنْ ضَيْقٍ وَمنْ سَعَةٍ ... وَمنْ سُروْرٍ يُوَافيْهِ وِمنْ حَزَنِ أَبْيَاتُ القَاضي أَبِي زَكَرَيَّا يَحْيَى بنِ القَاسَمِ بنِ المُفَرِّج الشَّافِعِيِّ التَّكْرِيْتِيِّ وَفَاتُهُ بِبَغْدَادَ سَنَةَ 616 اجْتَمَعَ بِهِ يَاقُوْتُ الحَمْوِيُّ. لَا بُدَّ لِلْمَرْءِ مِنْ ضيْقٍ وَمِنْ سعَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَاللَّهُ يَطْلِبُ مِنْهُ شكْرَ نِعْمَتِهِ ... مَا دَامَ فِيْهَا وَيَبْغِي الصَّبْر فِي المِحَنِ فَمَا عَلَى شدَّة يُبْقِي الزّمَانُ فَكُنْ ... جَلِدًا وَلَا نِعْمَةً تَبْقَى عَلَى الزَّمَنِ فَكُن مَعَ اللَّهِ فِي الحَالَيْنِ مَعْتَقِدًا ... فَرضيكَ هَذَيْنِ فِي سِرٍّ وَفِي عَلَنِ بشَارٌ: 16629 - لَا بُدَّ مِنْ صَاحبٍ تَكفيْكَ صُحبَتُهُ ... أُخْرَى الْهُمُوم إِذَا مسَّتكَ أُولَاها بَعْدَهُ: تَغُمُّهُ نَفْسُهُ مِن طُوْل كُرْبَتِهَا ... حَتَّى لَوِ اجْتَمَعَتْ فِي الكَفِّ أَلقَاهَا مَا شَاهَدَ القومُ إِلَّا ظَلَّ يَذْكِرُهَا ... وَلَا خَلَا سَاعَةً إِلَّا تَمَنَّاهَا ابْنُ المُعتزِّ: 16630 - لَا بُدَّ مِنْ صَبْرِ كُلِّ ذيْ جَزَعٍ ... فَعَجِّلِ الْيوَمَ مَا يَكُوْنُ غَدَا قَبْلهُ: يا دَهرُ يا آكِلًا لِمَا وَلَدَا ... لَمْ تُبْقِ لِي مِن أَحِبَّتِي أَحَدَا فِي كُلِّ يَوْمِ تُذِيْقُنِي ثَكْلًا ... وَأَنْتَ تُغْرِي بِقَلْبِيَ الكَمَدَا يا قَلْبُ صَبْرًا فَهَكَذَا خُلِقَ الدَّ ... هرُ عَلَى ذَا بَايَعْتُ مِنْهُ يَدَا لَا بدَّ مِن صَبْرِ كُلِّ ذِي جَزَعٍ. البَيْتُ ¬
16631 - لَا بَطرٌ إِنْ تَتَابَعَتْ نِعَمٌ ... وَصَابِرٌ في البَلآءِ مُحْتَسِبُ ابْنُ الرُّومِيِّ: 16632 - لَا بُنَي سَمْيرٍ صُرُوفٌ غَيرُ غَافِلَةٍ ... يُحسنَّ نَقْضًا كَمَا أَحسنَّ إِمْرَارَا ومن باب (لأَبِي) قَوْلُ أَبُوْ الشِّيْصِ بِيْصِ من أَبْيَاتٍ أَوَّلُهَا (¬1): لَا تُنْكِرِي صَدِّي وَلَا إِعْرَاضِي ... لَيْسَ المُقِلُّ مِنَ الزَّمَانِ بِرَاضِ حُلِّي عِقَالَ مَطِيتِي لَا عَنْ قِلًى ... وَامْضِي فَإِنِّي يَا أُمَيْمَةُ مَاضِ يَقُوْلُ مِنْهَا مَدْحًا: لأَبِي مُحَمَّدٍ المُرَّ جَارَا مُلْكٍ ... إِلَى أَعلَى العلَى نَهَّاضِ فَيَدٌ تَدَفَّقُ بِالغِنَى لِصَدِيْقِهِ ... وَيَدٌ عَلَى الأعْدَاءِ سَمٌّ قَاضِي أَبُو الحسَّن محمد بنُ عبدُ اللَّه البلْخِي: 16633 - لَا تَأْثمنَّ بظَنٍّ في أَخِيْ ثقَةٍ ... وَفي القُلُوْبِ شُهُودٌ إِنْ عَرَتْ ظنَنُ جعفرُ بنُ زهيرٍ: 16634 - لَا تأخُذَنّى بأَقْوالِ الوشاةِ فَلَمْ ... أُذْنب وَإِنْ كَثُرت فيَّ الأقَاوِيُلُ دعبِلٌ: 16635 - لَا تَأخُذُوا بظُلَامَتي أَحدًا ... طَرْفِي وَقَلبِيْ في دَمي اشْتَرَكَا هِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ: لَا تَعْجَبِي يا سَلْمُ مِن رَجُلٍ ... ضَحكَ المَشِيْبُ بِرَأسِهِ فبَكَا ¬
ابْنُ المُعتزِ: 16636 - لَا تأسَفَنَّ عَلَى شَيءٍ فُجعْتَ بِهِ ... فَكُلُّ مَا قدَّر الرحمَّنُ مَصنُوْعُ بَعْدَهُ: وَاسْأَلْ لِتَعْلَمَ مَا قَدْ كُنْت تَجْهَلُهُ ... فَالعَقْلُ فَنَّانُ مَطْبُوْعٌ وَمَسْمُوعُ ومن باب (لَا تَأْسَفَنَّ): لَا تَأْسَفَنَّ عَلَى شَيْءٍ فُجِعْتَ بِهِ ... وَاقْنَعْ بِحَظِّكَ إِنَّ الرِّزْقَ مَقْسُوْمُ 16637 - لَا تأسَفَنَّ لَأَمْرِ فَاتَ مَطْلَبُهُ ... هَيْهَاتَ مَا فَايتُ الدُّنْيَا بِمَرْدُوْد بَعْدَهُ: وَإِذَا اقْتَصَّتْ أَخَذَتْ نَقْدًا وَإِنْ سُئِلَتْ ... فَبَذْلُهَا بِالأَمَانِي وَالمَوَاعِيْدِ وَلِلتَّأَسُّفِ يَبْقَى كُلُّ مُدَّخَرٍ ... وَلِلْمَنِيَّةِ يُغْذَى كُلُّ مَوْلُوْدِ أَبُو علي التَّاجيُّ: 16638 - لَا تَأسَ في الدُّنْيا عَلَى فَائتٍ ... وَعنْدَكَ الإسْلَامُ وَالعَافيَه بَعْدَهُ: إِنْ فَاتَ شَيْءٌ كُنْتُ تَسْعَى ... لَهُ فَفِيْهِمَا مِن خَلَفٍ كَافِيَه 16639 - لَا تأمَنِ الدَّهرَ مُمْسَاهُ وَمُصُبَحَهُ ... فَالدَّهرُ يَقعُدُ للأقْوام بالرَّصَدِ 16640 - لَا تأمننَّ أخَا العَدَاوة إِنَّهُ ... إِنْ أَمْكَنَتْهُ فرْصَةٌ لَم يُمْهِلِ 16641 - لَا تأمننَّ امرأً اسْكَنْتَ مُهجتَهُ غَيظًا ... وإِن قيْلَ إِنَّ الجُرْحَ يَندَملُ ¬
بَعْدَهُ: قَدْ يُظْهِرُ المَرْءُ تَجْمِيْلًا لِصَاحِبِهِ ... وَفِي حَشَاهُ عَلَيْهِ النَّارُ تَأتَكِلُ وَكَيْفَ تَأمَنُ زَنْدًا أَنْتَ قَادِحُهُ ... فِي قَلْبِ حُرٍّ بِنَارِ الحقْدِ يَشْتَعِلُ؟ إِقْبَلْ مَعَاذِيْرَ مَنْ يَأْتِيْكَ مُعْتَذِرًا ... وَلْيَحْرُسَنَّكَ مِن أَفْعَالِهِ الوَجَلُ الغزِّيُّ: 16642 - لَا تأمننَّ امرأً لَانَتْ سَجيَّتُهُ ... فَرِقَّةُ الخَمْرِ رَاقَتْ مَنْ بهَا سَقَطَا ومن باب (لَا تَأْمَنَنَّ) قَوْلُ أَبِي نَصْرِ بنُ نَبَاتَةَ (¬1): لَا تَأْمَنَنَّ حَلِيْمًا رُمْتَ هَضْمتَهُ ... أَنْ يَرْكَبَ الجهلَ عُرْيَانًا بِلَا قَتَبِ أَرَاحَنِي اللَّهُ مِنْ قَلْبٍ بِهِ يَهوَى الـ ... ــقُعُوْدَ وَيَهوَى أَشْرَفَ الرُّتَبِ سَعَى رِجَالٌ فَنَالُوا قَدْرَ سَعْيهمُ ... لَمْ يَأْتِ رِزْقٌ بِلَا سَعْيٍ وَلَا طَلَبِ حُسْنُ التَّأنِّي مَفَاتِيْحُ الغِنَى وَعَلَى ... قَدرِ المَطَالِبِ تُلقَى شدَّةُ التَّعَبِ مَا لِلزَّمَانِ سِوَى أَوْلَادِهِ طَبَعٌ ... إِنْ لَمْ يَكُوْنُوا بَنِيْهِ فَالزَّمَانُ أَبِي 16643 - لَا تأمننَّ فَزَاريًا خَلَوتَ بِهِ ... عَلَى قَلُوْصِكَ وَاكتُبْهَا بِأَسْبَارِ محمَّد بن شبلٍ: 16644 - لَا تأمننَّ مُنَافِسًا لَكَ رُتْبةً ... وَلَوَ أَنَّهُ الوَلَدُ الَّذِي لكَ يُوْلَدُ بَعْدَهُ: فَالنّشْئُ يَدْعَى بِالأَذَى مِن جِنْسِهِ ... مِثْلُ الحَدِيْدِ سَطَا عَلَيْهِ المبْرَدُ سويدٌ بن عامرٍ المُصطلقي: ¬
16645 - لَا تأمنَّن وإِنْ أَمسَيْتَ في حَرَمٍ ... إِنَّ المَنَايَا بجَنْبَي كلِّ إِنْسَانِ قَالَ مُسْلِمٌ الخُزَاعِيُّ ثُمَّ المُصْطَلِقِيُّ: شَهدْت رَسُوْل اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَنْشَدَهُ مُنْشِدٌ قَوْل سُوَيْدِ بنِ عَامِرٍ المُصْطَلِقِيِّ: لَا تَأْمنَنَّ وَإِنْ أَمْسَيْتَ فِي حَرَمٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَاسْلكْ طَرِيْقَكَ تَمْشِي غَيْرَ مُخْتَشِعٍ ... حَتَّى تَبَيَّنَ مَا يَمْنِي لَكَ المَانِي فَكُلُّ ذِي صَاحِبٍ يَوْمًا يُصَارِمُهُ ... وَكُلُّ زَادٍ وَإِنْ أَبْغَيْتهُ فَانِ وَالخَيْرُ وَالشَّرُّ مَقْرُوْنَانِ فِي قَرَنٍ ... بِكُلِّ ذَلِكَ يأتِيْكَ الجدِيْدَانِ فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَدْرَكتُهُ لأَسْلَمَ فَبَكَى مُسْلِمٌ فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: مَا يُبْكِيْكَ مِن مُشْرِكٍ مَاتَ فِي الجاهِلَيَّةِ؟ فَقَالَ: يا بُنَيَّ لَا تَفْعَلْ فما رَأَيْتُ مُشْرِكَةُ تَلَفَّقَتْ مِن مُشْرِكٍ خَيْرًا مِن سُوَيْدِ. قولُهُ: تَمَنَّى لَكَ المَانِي مَعْنَاهُ يقدر لَكَ القَادِرُ. قَالَ الفَرَّاءُ: مَنَى اللَّهُ عَلَيْهِ المَوْتَ أيْ قَدَّرَهُ. وَيُرْوَى هذا الشِّعْرُ لأَبِي قُلَابةَ الهَذْلِيِّ نَسَبَهُ إِلَيْهِ ابن حَمْدُوْنَ فِي كِتَابِ (الأَمْثَالِ وَالشَّوَاهِدِ) مِنَ الأَبْيَاتِ الشَّوَارِدِ. 16646 - لَا تأمنَنُ قومًا ظَلمتَهُمُ ... وَبَدأتَهُمُ بالشَّرِ وَالشَّتمِ قَالَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ يَوْمًا وَقَدْ صَعَدَ المِنْبَرَ: إِيَايَ وَأَحْلَافِ عَدْنَانَ وَطَغَامِ قَحْطَانَ لَا يَزَالُ قَائِمُ مِنْهُمْ يردُّ قَوْلي وَاثِقًا بِصفْحِي وَمُغْتَرًّا بِحِلْمِي قبل أَنْ تَنْتَضي العُظْمَى وَتُنْسَى البُقْيَا فَلَا تُقَالُ عَثْرَةٌ وَلَا تُقْبَلُ عُذْرَةٌ وَلَا يَرْعَى إلٌّ وَلَا ذِمَّةٌ وَلَا تَنْفَعُ مُوَدَّةٌ فَقَامَ خُرَيْمُ بنُ حَنَافَةَ الحِمْيَرِيُّ فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا مُعَاوِيَةَ أَنَّكَ لتسْرِعُ إِلَيْنَا بِمَا تُبْطِئُ بِهِ عَنْ غَيْرِنَا وَيَتَوَعَّرُ مِنْكَ لنَا مَا يَسْهُلُ لِسِوَانَا وَلَا تَزَالُ بَادِرَةٌ مِنْكَ تَغْترٌّ عَنْ مَكْرُوْهِنَا وَتَمْتَدُّ إِلَى بَأسِنَا وَنَحْنُ الصَّخْرَةُ الصَّمَّاءُ وَالهَضَبَةُ الخَلْقَاءُ وَالرُّكْنُ الأَشَدُّ لَا يُؤْنِسُنَا المَلَاطِسُ وَلَا تَتَخَطَّفُنَا الدَّهَارِسُ فَلَا مَنَحْتَنَا حُقُوْقنَا وَاحْفَظْ عَلَيْكَ قُلُوْبنَا وَخُذْ عَفْونَا فَإِنَّا لَا نُرِمُّ ¬
بِوَادِي الضَّيْمِ وَلَا نَكرفُ أَعْطَافَ الخَسْفِ وَلَا نَنْقَادُ بالعُنْفِ وَلَا نَدُرُّ عَلَى الغَضَبِ وَإنَّا وَإِيَّاكُمْ كَمَا قَالَ الأوَّلُ: لَا تَأْمَنَنَّ قَوْمًا مَا ظَلَمْتَهُمُ ... وَبَدأتهُمْ بِالشَّرِّ وَالشِّيَمِ إِنْ يَرَوا نَخْلًا لِغَيْرِهِمُ ... وَالأَمْرُ نَحْقِرُهُ وَقَدْ يَنْمِي فَقَالَ: مُعَاوِيَةَ إِنِّي لأَسْتَعْذِبُ مِنْ جُرعِ الغَيْظِ مَا تَعَافهُ الرِّجَالُ وَأُغْضِي مِنَ الكَلمِ مَا يَضِيْقُ بِهِ رِحَابُ الصُّدُوْرِ ثُمَّ نَزَلَ وَهُوَ يَقُوْلُ (¬1): أنَاةً وَحِلْمًا وَانْتِظَارًا بهم غَدًا ... فَمَا أَنَا بالَوْاني وَلَا الضَّرعَ الغُمْرِ العَبديُّ: 16647 - لَا تأمنَن قومًا قَتلتَ أَباهُمُ ... وتَركْتَهُم شتَّى كَأَفلَاق النَّوَى 16648 - لَا تأمنَوا النُفثَةَ مِنْ شَاعرٍ ... مَا دَامَ حيًّا سَالمًا نَاطِقَا بَعْدَهُ: فَإِنَّ مَنْ يَمْدَحُهُمْ كَاذِبًا يحْسنُ ... أَنْ يَهجُوْهُمُ صَادِقَا عبدةُ بنُ الطبيبِ: 16649 - لَا تأمنَوْا قومًا يَشبُّ صَبيُّهُمُ ... بَيْنَ القَوابلِ بالعَدَاوْة تُنْشَعُ ابْنُ المُعتزِّ: 16650 - لَا تأمَنُوْا مِنْ بَعْدِ خيْرٍ شرًّا ... كَمْ غُصُنٍ أَخْضَرَ صَارَ جَمْرَا السَّريُّ الرَّفاء: 16651 - لَا تأنفنَّ منَ العتَابِ وَقَرْصِهِ ... فَالمِسْكَ يُسْحَقُ كيْ يزيْدَ فَضَائِلَا ¬
بَعْدَهُ: مَا أُحْرِقَ العُوْدُ الذَّكِيُّ لِعِلَّةٍ ... كَلَّا وَلَا غُمَّ البَنَفْسَجُ بَاطِلَا يحيَى بن الفضلِ الأندلسِّي: 16652 - لَا تَبْتَئِسْ بِحمَام ... مَنْ لَمْ تَنْتَفِعْ بحيَاتِهِ بَعْدَهُ: وَلْيَجْرِ عِنْدَكَ مَيِّتًا ... مَجْرَاهُ قَبْلَ مَمَاتِهِ فَوَفَاتُهُ كَحَيَاتِه ... وَحَيَاتُهُ كَمَمَاتِهِ 16653 - لَا تَبتَذِلْ قَطُّ مَآءَ الوَجْهِ في طَمَعٍ ... فَمَا لوَجهكَ مَآءٌ حِيْنَ يُبْتَذَلُ 16654 - لَا تبخلَنْ بِكلَامٍ إِنَّهُ عَرَضٌ ... فَلَسْتَ مِنْ فضَّةٍ تُعْطِي وَلَا ذَهبِ الخَثعمي: 16655 - لَا تبخلنّ بدُنْيَا وَهيَ مُقْبِلَةٌ ... فَليسَ يُنْقصُهَا التبَّذيرُ وَالسَّرَفُ وَقَالَ طَرْفَةُ وَأَحَدَهُمَا أَخَذَ مِنْ صاحِبِهِ (¬1): لَا تُرْسِلَنَّ مَقَالَةً مَشْهُوْرَةً ... لَا تَسْتَطِيْعُ إِذَا مَضتْ إِدْرَاكُهَا يزيدُ بن ضبَّةَ: 16656 - لَا تُبْدِيَنَّ مَقالةً مَشْهُورَةً ... لَا تَسْتَطِيْعُ إِذَا مَضتْ إِدْرَاكَهَا ¬
الرِّضيّ المُوسَويُّ: 16657 - لَا تَبْرِ عُودًا أَنْتَ قَدْ رشْتَهُ ... حَاشَى لبَانِي المَجُدِ أن يَنقُضَا قَبْلهُ: لَا تُعْطِشَ الرَّوْضَ الَّذِي نَبْتهُ ... بِصَوْبِ إِنْعَامِكَ قَدْ رَوَّضَا لَا تَبْرِ عُوْدًا أَنْتَ قَدْ رِشْتَهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنْ كَانَ لِي ذَنْبٌ فَلِي حُرْمَةٌ ... فَاسْتَأنِفِ العَفْوَ وَدع مَا مَضَى الصَّاحب بن عبادٍ: 16658 - لَا تُبْرِمَنَّ مَرِيْضًا فِي مُسَاءلَةٍ ... يَكْفيكَ منْ ذَاكَ تَسأالٌ بحَرْفَيْنِ اليُوسِفيُّ: 16659 - لَا تُبْطرنَّكَ خِلْعَةٌ أُلْبِستَهَا ... مَا خَلْعُ قَلْبِكَ بَعْدَهَا بِبَعِيْدِ بعده: وَالبُدنُ لَيْسَ بِمُنْكرٍ ترتيبها ... لِلنَّحْرِ لَيْلَةَ جُمْعَةٍ أَوْ عِيْدِ 16660 - لَا تَبْطَرُوْا لبَلآءِ اللَّهِ عِنْدَكُم ... فقبلَكُمُ شأنُ أَهلَ النّعْمَة البَطَرُ بَعْدَهُ: مَا غَيَّرَ اللَّهُ من نَعْمَاء أَنْعَمَهَا ... عَلَى مَعَاشِرِ حَتَّى تَبْدَأُ الغِيَرُ محمَّد أبَّانَ الكاتبُ: 16661 - لَا تَبِع عُقْدَةَ مَالٍ ... خيْفَةَ الجَارِ المَشُوْم ¬
بَعْدَهُ: وَاصْطَبِرْ لِلْفلْكِ المُنْـ ... ــصِفِ مِن كُلِّ غَشُوْمِ فَهُوَ الدَّائِرُ بِالأَمْـ ... ــسِ عَلَى آلِ سَدُوْمِ أَبُو نصرُ بن نبَاتَه: 16662 - لَا تُبق منْهُمْ عَلَى شَخصٍ ظَفرْتَ بِهِ ... إِنْ كَانَ رأيكَ سَلَّ السَيفِ فِي الأُمَمِ العَطوي: 16663 - لَا تَبْكِ إثْرَ مُوَلٍّ عَنكَ مُنْصَرِفٍ ... بيْنَ السَّماءِ وَبيْنَ الأَرْض أَبْدَالُ بَعْدَهُ: النَّاسُ أَكْثَرُ مِن أَنْ تَرَى خلفًا ... من ذَوَى وَجْهُهُ مِن وَجْهِكَ المَالُ مَا أَقْبَحَ الوُدَّ يُدْنِيْهِ وَيُبْعِدُهُ ... بَيْنَ الخَلِيْلَيْنِ إِكثَارٌ وَإقْلَالُ وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ لأَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّد بن يَزِيْدَ المُبَرَّدِ. ومن باب (لَا تَبْكِ) قَوْلُ الحَرِيْرِيِّ فِي مَقَامَاتِهِ (¬1): لَا تَبْكِ إِلْفًا نَأَى وَلَا دَارَا ... وَدُرْ مَعَ الدَّهرِ كَيْفَ مَا دَارَا وَاتَّخِذِ النَّاسَ كُلَّهُمُ ... وَمَثِّلِ الأَرْضَ كُلَّهَا دَارَا وَاصْبِرْ عَلَى خلُقِ مَنْ تُعَاشِرُهُ ... وَدَارِهِ فَاللَّبيْبُ مَنْ دَارَا وَلَا تُضعْ فُرْصةَ السُّرُوْرِ فَمَا ... تَدْرِي أَيَوْمًا تَعِيْشُ أمْ دَارَا واعْلَمْ بِأَنَّ المَنُوْنَ جَائِلَةٌ ... وَقَدْ أَدَارَتْ عَنِّي الوَرَى دَارَا وَأَقْسَمَت لَا تَزَال قَانِصَةً ... مَا كَرَّ عَصْرُ المحيى وَمَا دَارَا فَكَيْفَ يُرْجَى الخَلَاصُ مِنْ شرَكٍ ... لَمْ يَنْجُ مِنْهَا كِسْرَى وَلَا دَارَا ¬
16664 - لَا تُبَلْ بالخُطُوْبِ مَا دُمْتَ حيًّا ... كُلُ خَطْبٍ سوَى المَنيَّةِ سَهلُ ابْنُ شمسِ الخلافة: 16665 - لَا يُتْبَع المَعْرُوفُ منًّا بِهِ ... فَتُتْبِعُ المَعْرُوْفَ بِالمُنْكَرِ قَبْلهُ: مَا كُلُّ مَنْ سَمِعَ نُصْحًا يَعِي ... فَانْصَحْ سَمِيْعًا وَاعِيًا أَوْ ذَكِّرِ لَا تَتْبَعِ المَعْرُوْفَ مِنًّا بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَعَاشِرِ النَّاسَ وَقَوِّمْهُمُ بِـ ... ــالخُلْقِ الأَسْهَلِ وَالأَوْعَرِ سَالِمْ وَحَارِبْ وَارْضَ وَاسْخَطْ وَلِنْ ... وَاخْشُنْ وَامْنَعْ وَصِلْ وَاهجُرِ وَارْفِدْ بِمَالٍ كُلَّ مُسْتَرْفِدٍ ... وَانْصُرْ بِجَاهٍ كُلَّ مُسْتَنْصِرِ 16666 - لَا تُتْبِع النَّفْسَ شَيئًا فَاتَ مُطلَبُهُ ... وَاشرَبُ ثَلاثًا تَجدْ منْ همّهِ فرَجَا يقول مِنْهَا: وَسَائِلٍ مِنَ الأَحْبَابِ قُلْتُ لَهُ نَجَا ... فؤادي فَلَا تَسْأَلْهُ كَيْفَ نَجَا المتوكِّل اللَّيثي: 16667 - لَا تَتْبَعَنْ سُبُلَ السَّفَاهَةِ وَاقْتَصِد ... إِنَّ السَّفيْهَ مُضَعَّفٌ مَذْمُوْمُ 16668 - لَا تَتْبَعَنْ كُلَّ دُخَانٍ تَرَى ... فَالنَّارُ قَدْ تُوْقَدُ لِلْكَيِّ قَبْلهُ: تَأَنَّ فِي الشَّيْءِ إِذَا رُمْتَهُ ... لِتُبْصِرَ الرُّشْدَ مِنَ الغَيِّ لَا تتبَعَنْ كُلَّ دُخّانٍ تَرَى. البَيْتُ ¬
ومن باب (لَا تَتْبِعَنَّ) إِنْشَادُ ثَعْلَبٍ عَنْ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ (¬1): لَا تَتْبِعَنَّ نَعَمْ لَا طَائِعًا أَبَدًا ... فَإِنَّ لَا أَفْسَدَتْ مِنْ بَعْدَهُ مَا نَعَمِ إِنْ قُلْتَ يَوْمًا نَعَمْ بُدْءًا فَتُمَّ بِهَا ... فَإِنَّ إمْضَاءَها صِنْفٌ مِنَ الكَرَمِ وَقَالَ المُثْقِبُ العَبْدِيُّ (¬2): لَا تَقُوْلَنَّ إِذَا مَا لَمْ تُرِدْ ... أَنْ يَتُمَّ الوَعْد فِي شَيْءٍ نَعَمْ فَإِذَا قُلْتَ نَعَمْ فَاصْبِرْ لَهَا ... بِنَجَاحِ الوَعْدِ إِنَّ الخُلْفَ ذَمْ حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ مِنْ بَعْدِ ... لَا وَقَبِيْحٌ قَوْلُ لَا بَعْدَ نَعَمْ 16669 - لَا تَتَّخِذ بَابًا وَلَا حَاجِبًا ... عَلَيكَ مِنْ وَجْهِكَ حجَّابُ 16670 - لَا تَترُكِ السَّيْفَ مَشحُوْذًا مَضَارِبُهُ ... وَتَطلُبِ النّصْرَ عنْدَ الجَفِنُ وَالخَلَل ومن باب (لَا تُتْرِك) قَوْلُ آخَر (¬1): لَا تتْركِ الحَزْمَ فِي شَيْءٍ تُحَاذِرُهُ ... فَإِنْ سَلِمْتَ فَمَا فِي الحَزْمِ مِنْ بَاسِ فَالعَجْزُ ذُلٌّ وَمَا بِالحَزْمِ مِنْ ضَرَرٍ ... وَأَحْزَمُ الحَزْمِ سُوْءُ الظّنِّ بِالنَّاسِ أَبُو فراسٍ: 16671 - لَا تَتَنَاهَى النَّفْس عَنْ غَيّهَا ... مَا لَم يَكُنْ مِنْهَا لهَا نَاهِ قبله: لَوْ صَحَّ عَقْلِي قَلَّ أَشْبَاهِي ... أَجَل وَلَمْ أَلْهُ مَعَ اللَّاهِي لَا تَتَنَاهَى النَّفْسَ عَنْ نِيَّتِهَا. البَيْتُ 16672 - لَا تَتْهِمَنّيْ بالسّلُوِ فَمَا ... فُؤاديْ عَنْكَ سَالِ ¬
عليَّ بن أصلح: 16673 - لَا تَثْن عَزمًا في اصْطِنَاعيْ ... وَلَا تُقْصِر فَقَدْ أَمْكَنَكَ الاصْطِنَاعُ بَعْدَهُ: وَحُزْ ثنَاءً طَيِّبًا نَشْرُهُ فَقَدْ ... شَاعَ فيكَ الدَّهرُ عَنِّي وَذَاع حَاشَا مَعَالِيْكَ وَحَاشَايَ أَنْ ... أَقُوْلَ أسلفت رَجَائِي وَضَاع أَبُو بكرٍ بن دريد: 16674 - لَا تَجبَهَنْ بالرَّدِّ وَجْهَ مُؤَمّلٍ ... فَبَقَآءُ عِزّكَ أَنْ تُرَى مَأمولَا قِيْلَ: قَصدَ أَبُوْ بَكْر ابن دُرَيْدٍ بَعْضَ الوُزَرَاءِ فِي حَاجَةٍ فَلَمْ يَقْضهَا وَظَهَرَ مِنْهُ تَضَجُّرٌ فَقَالَ: لَا تُدْخِلَنَّكَ ضَجْرَةٌ مِنْ سَائِلٍ ... فَلَخَيْرُ وَقْتِكَ أَنْ تُرَى مَسْؤُوْلَا لَا تَجَبهنَّ بِالرَّدِّ وَجْهُ مُؤَمَّلٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: تَلْقَى الكَرِيْمَ فَتَسْتَدِلُّ بِبِشْرِهِ ... وَتَرَى العَبُوْسَ عَلَى اللَّئِيْمِ دَلِيْلَا إِقْضِ الحَوَائِجَ مَا اسْتَطَعْتَ وَلَا تَقُلْ ... أَصْبَحْتُ عَنْهَا ذَاهِلًا مَشْغُوْلَا وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ عَنْ قَلِيْلٍ صَائِرٍ ... خَبَرًا فكن خَبَرًا يَرُوْقُ جَمِيْلَا صالح بنُ عبد القدُوسِ: 16675 - لَا تَجُد بالعَطآءِ في غَيْر حَقٍ ... لَيْسَ في مَنع غَيْرِ ذي الحَقّ بُخلُ بَعْدَهُ: إِنَّمَا الجُوْدُ أَنْ تَجُوْدَ عَلَى مَنْ ... هُوَ لِلجُوْدِ وَالنَّدَى مِنْكَ أَهلُ 16676 - لَا تَجزَعَنَّ إِذَا طُرحْتَ فَإنَّما ... لِلبَدْرِ بَعْدَهُ خُسُوْفِهِ اسْتِهلَالُ ¬
بَعْدَهُ: وَكَذَاكَ تَعْتَرِي الجبَالَ زَلَازِلٌ ... فَتَزُوْلُ عَنْهَا وَالجبَالُ جِبَالُ أنشدَ الأصمَعِي: 16677 - لَا تَجزَعَنَّ عَلَي مَا فَاتَ مَطْلَبُهُ ... إِذَا جَزعتَ فَمَاذَا ينفَعُ الجَزَعُ 16678 - لَا تَجزَعَنَّ لمَا نَابتكَ منْ نُوَبٍ ... فَإنَّهَا ذول تَأتي وَتَنْتَقِلُ أحَمْد بنُ مهران: 16679 - لَا تَجزَعَنَّ مِنْ المدَاد وَلَطْخِهِ ... إِنَّ المَدادَ خَلوْقُ ثوَب الكَاتب مِثْلُهُ: لَا تَجْزَعَنَّ مِنَ المِدَادِ فإنه ... عِطْرُ الرِّجَالِ وَحِلْيَةُ الآدَابِ قَالَهُ وَقَدْ نَظَرَ إِلَى فَتًى عَلَى ثِيَابِهِ أَثَرُ المِدَادِ وَهُوَ يَسْتُرُهُ. قَوْلُ حمدِ بنِ مَهرَانَ: لَا تَجْزَعَنَّ مِنَ المِدَادَ وَلَطْخِهِ. وَابْهَجْ بِذَلِكَ إِنَّهُ لَكَ زِيْنَةً ... هِبَة مِنَ اللَّهِ الجلِيْلِ الوَاهِبِ إِنَّ المِدَادَ بِهِ تَعَلَّمَ مَنْ تَرَى ... وَحْيَ الإلَهِ وَنُوْرَ عِلْمٍ ثَاقِبِ لَوْلَا المِدَادُ وَحُسْنُ رَوْنَق لَوْنِهِ ... مَا صحَّ شَيْءٌ مِنْ حِسَابِ الحَاسِبِ وَلَمَا تَبَيَّنَتِ الأُمُوْر لِبَاحِثٍ ... وَلَكَانَ شَاهِدُ أَمْرِهِ كَالغَائِبِ سِيَّانَ عِنْدِي فِي الثِّيَابِ إِذَا بَدَا ... لَطْخٌ بِمِسْكٍ أَوْ مِدَادٍ لَازِبِ وَتُرْوَى هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِلْحَسَنِ بنِ وَهَبٍ. ومن باب (لَا تَجْزَعَنَّ) قَوْلُ أُسَامَةَ بنِ مُنْقِذٍ (¬1): لَا تَجْزَعَنَّ مِنَ النَّوَائِبِ وَاصْطَبِرْ ... لِلْخُطْبِ إِنْ أُصْلِيْتَ حَرَّ لَهِيْبِهِ ¬
فَالحَادِثَاتُ تزِيْدُ قَدْرَ ذَوِي النُّهَى ... كَالعُوْدِ زَادَ حَرِيْقُهُ فِي طِيْبِهِ 16680 - لَا تَجزَعَنَّ مِنَ الْهزالِ فَرُبَّما ... ذُبِحَ السَّميْنُ وَعُوفيَ المَهزوْلُ المُتَنبيُّ: 16681 - لَا تَجسرُ الشُّعَراءُ تُنْشِدُهَا هاهُنَا بـ ... ـــيتًا وَلَكِنِّي الهزْبرُ البَاسِلُ لَهُ أيضًا: 16682 - لَا تَجْعَلنَّ دَليْلَ المَرْءِ صُوْرتهُ ... كَمْ مَخبَرٍ سَمجٍ مِنْ مَنْظَرٍ حَسَنِ 16683 - لَا تَجعَلنَّ علَيكَ أَمْرَكَ غُمّةً ... وَاقْذفُ بِنَفْسِكَ حَيثُ يُرْجَى الدرهَمُ بَعْدَهُ: وَدَع التَّحَيُّرَ وَالتَّخَيُّرَ إِنَّهَا ... نَفْسٌ مُؤَجَّلةٌ وَرِزْقٌ يُقْسَمُ بشَّارٌ: 16684 - لَا تَجعَلَنّي كَكَمُّونٍ بمَزْرَعَةٍ ... إِنْ فَاتَهُ المآءُ أَغْنته المَوَاعِيْدُ التُهامي: [من الكامل] 16685 - لَا تَجعَلي مثلًا كرَاعْي ثلَّةٍ ... يَبْتَاعُ عيْرًا نَاهقًا بحِصَانِ ومن باب (لَا تَجْفَوَنَّ) قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيِّ (¬1): لَا تَجْفُوَنَّ أَخًا وَإِنْ أَبْصَرْتَهُ ... لَكَ جَافِيًا ولما تُحِبُّ مُنَافِيَا فَالغُصْنُ يَذْبَلُ ثُمَّ يُصْبِحُ نَاضِرًا ... وَالمَاءُ يَكْدَرُ ثُمَّ يَرْجِعُ صَافِيَا ¬
المَعرِّيّ: 16686 - لَا تَجلسنْ حرّةٌ مُوَفَّقَةٌ ... مَعَ ابنِ زَوجٍ لَهَا وَلَا خَتَنِ بَعْدَهُ: فَذَاكَ خَيْرٌ لَهَا وَأَسْلَمُ ... للإِنْسَانِ أَنَّ الفَتَى مِنَ الفِتَنِ ومن باب (لَا تَجْمَعَنَّ) قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَاؤُوْدِ بنِ حَامِدٍ القَاضِي الزَّوْزرنيِّ تَوَفَّى بِغُرَّةِ سَنَةِ 393 يَشْكُو حرْفَةَ الأَدَبِ (¬1): إِنِّي أَقُوْلُ وَخَيْرُ القَوْلِ الصِّدْقُ ... يُحْمَلُ أَحْيَانًا عَلَى الكَذِبِ لَا تَجْمَعَنَّ أَبَدًا عِلْمًا وَلَا أَدَبًا وَ ... جُدَّ فِي طَلَبِ الأَمْوَالِ وَاغْتَرِبِ فِي المَالِ زَيْنٌ وَفَخْرٌ إِنْ ظَفِرْتَ بِهِ ... وَالنَّحْسُ وَالبُؤْسُ وَالإِدْبَارُ فِي الأَدَبِ الغزِّي: 16687 - لَا تَجنحَنَّ إِلَى الهَوَى إِنَّ ... الهَوَى طَمَعٌ تَولَّدَ منْ قيَاسٍ فَاسِدِ أَبْيَاتُ الغَزِيِّ: لَا تَجْنَحَنَّ إِلَى الهَوَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: الشَّيْبُ أَقْبَحُ مُخْبِرًا مِنْ لَوْنِهِ ... فِي مُقْلَةٍ وَالظَّنُّ أَكْذَبُ رَائِدِ عُدِمَ الوَفَاءُ فَلَا بَنَانِي تَرْتَضِي كَفِّي ... وَلَا زِنْدِي يُسَاعِدُ سَاعِدِي وَضَلَلْتُ حِيْنَ نَشَدْتُهُ وَضَلَالَهُ ا ... لمَنْشُوْدُ أَيْسَرُ مِنْ ضَلَالِ الفَاسِدِ وَعَلِمْتُ أَنْ الدَّهرَ يَخْدَعُ بِالمُنَى ... فَأَضَرّ بِي عِلْمِي وَصَارَ مَعًا يَدِي كُنْ فِي زَمَانِكَ جَاهِلًا لَا عَالِمًا ... إِنْ كُنْتَ تَطْمَعُ فِي حُصُوْلِ مَوَائِدِ فَالنَّارُ أَحْرَقَتِ النَّضِيْحَ لأَخْذِهِ ... مِنْهَا وَتُنْضِجُ كُلَّ نَيٍّ بَارِدِ ضَمِنَ الزَّمَانُ لِي الأنوفُ وَبَيْضَهُ ... لَمَّا سَأَلْتُ وُجُوْدَ حُرٍّ مَاجِدِ ¬
16688 - لَا تُحرزُ المَرْءَ أَحْجَآءُ البِلَاد وَلَا ... تُبنَى لَهُ في السَّماوَاتِ السَّلَاليمُ 16689 - لَا تُحرمَنْ دَعَةً إِنْ لَم تَنَلْ سَعةً ... لَا يَجلُبُ الرّزقَ تَصْعَاد وتَحدَارُ أَبُو الفتح البُستيُّ: 16690 - لَا تَحرمَنَّ كَرِيمًا مَا اسْتَطعْتَ وَلَا ... تُؤْتِ النَّجاحَ لئِيمًا طَبعُه طَبَعُ بَعْدَهُ: إِنَّ الكرامَ إِذَا مَا مَسَّهُمْ سَغَبٌ ... صَالُوا صِيَالَ لِئَامِ النَّاسِ إِنْ سَبِغُوا ومن باب (لَا تُحْزِننَّكَ) قَوْلُ دِعْبلٍ (¬1): لَا تُحْزِنَنَّكَ حَاجَاتِي أَبَا عُمَرٍ ... فَأَنْتَ مِنْهُنَّ بَيْنَ الشُّكْرِ وَالعُذْرِ مَا رَاجَ مِنْهَا فَإِنَّ اللَّهَ يَسَّرَهُ ... وَمَا تَأَخَّرَ مَحْمُوْلٌ عَلَى القَدَرِ وَقَالَ آخَر: لَا تَحْمِلَن نَفْسَكَ مِنْ حَاجَتِي ... إِلَّا عَلَى أَيْسَر مَا تَقْدِرُ عُذْركَ مَوْصُوْلٌ بِشُكْرِي وَلَا ... يعذُرُ إِلَّا رَجُلٌ يَشْكرُ طرفةُ بنُ العبدِ الأسدي: 16691 - لَا تَحسَبِ المَجْدَ تَمرًا أنت آكِلهُ ... لَن تَبلُغَ المَجْدَ حَتَّى تَلعَقَ الصَّبِرَا قبله: دَبَبتَ لِلمَجْدِ وَالسَّاعُوْنَ قَدْ بَلَغُوا ... جُهدَ النُّفُوْسِ وَأَلْقُوا دُوْنَهُ الأَزَرَا فَكَابَدُوا المَجْدَ حَتَّى مَلَّ أَكْثَرهُمْ ... وَعَانَقَ المَجْدَ مَنْ أَوْفَى وَمَنْ صَبَرَا ¬
لَا تَحْسَبِ المَجْدَ تَمْرًا. البَيْتُ أبو الفتح البُستيّ قصيدَتهُ: 16692 - لَا تَحسَبِ النَّاسَ طَبعًا وَاحدًا فَلَهُم ... غَرَائزُ لَسْتَ تُحصِيْهنَّ أَلوْانُ بَعْدَهُ مِنْهَا: مَا كُلُّ مَاءٍ كَصَدَّاءٍ لِوَارِدِ ... هِ نَعَمْ وَلَا كُلُّ نَبْتٍ فَهُوَ سَعْدَانُ الحيصُ بيصُ: 16693 - لَا تَحْسِبَنْ مَزْحَ الرّجَالِ ظَرافةً ... إِنَّ المزَاحَ هُو السِبَابُ الأَكْبَرُ بَعْدَهُ: قَدْ يُحْقَرُ المَلِكُ المُطَا ... عُ مَمَازِحًا وَهَيْهَاتَ الرجال الأوفرُ البَديهيُّ: 16694 - لَا تَحسِبَنَّ إدّخَارَ المَرْءِ قَنيَتهُ ... لصَونِهِ الوَجْهَ لومًا بَلْ هُوَ الكَرمُ بَعْدَهُ: عِزُّ القَنَاعَةِ بِالمَوْجُوْدِ يَمْنَعُ مِن ... ذُلِّ الفضوْلِ وَحفْظِ العِرْضِ مغْتَنَمُ 16695 - لَا تَحْسِبنَّ المَوْتَ مَوْتَ البِلَى ... وَإنَّما المَوْتُ سُؤَالُ الرجالُ كَانَ خَالِدُ بن عَبْدِ اللَّهِ القَسْرِيُّ وَالِي العِرَاقَيْنِ وَكَانَ يَقُوْلُ ارْفَعُوا إِلَيَّ حَوَائِجَكُمْ فِي رقَاعٍ وَلَا تَتَكَلَّفُوْنَ الخِطَّابَ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى ذُلَّ المَسْأَلَة فِي وُجُوْهِكُمْ وَكَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ كَثيْرًا وَهِيَ: يَا أَيُّهَا الرَّاكِبُ بُزلَ الجمَالِ ... وَطَالِبِ الحَاجَاتِ مِنْ ذِي النَّوَالِ ¬
لَا تَحْسِبَنَّ المَوْتَ مَوْتَ البلَى. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كِلَاهُمَا مَوْت وَلَكِنَّ ذَا ... أَشَدُّ مِنْ ذَاكَ لِذُلِّ السُّؤَالِ وَيُرْوَى: وَلَكِنَّ ذا أَقْبَحُ مِنْ ذَاكَ عَلَى كُلِّ حَالِ العُتبيُّ: 16696 - لَا تَحْسِبنَّ بشَاشَتِيْ لَكَ عَنْ رضًى ... فوَحقِّ فَضْلِكَ أنَّنيْ أَتَمَلَّقُ بَعْدَهُ: وَلَئِنْ نَطَقتَ بِشُكْرِ بِرِّكَ مُفْصحًا فَـ ... ــلِسَانُ حَالِي بِالشِّكَايَةِ أَنْطَقُ 16697 - لَا تَحْسِبَنَّ دَرَاهِمًا جَمَّعْتَها ... تَمحُوْ مَخَازِيْكَ الَّتي بِعُمَانِ أَبُو الفتح البُستيُّ: 16698 - لَا تَحْسِبَنَّ سُرُورًا دَائِمًا أبدًا ... مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سآءَتْه أَزَمانُ 16699 - لَا تَحْسِبَنَّكَ في الدُّنيا وَصُحْبَتَها ... مُسْتَجمعًا لكَ مَا تَهوْاهُ منْ أَحَدِ 16700 - لَا تَحْسِبَنّي مَاذِقًا في الهَوَى ... إِني عَلَى حُبّكَ مَطْبُوعُ الرِّضى الموسَوي: 16701 - لَا تَحْسِبُوْا أني عَلَى جُرْأتي ... أَحْجَمْتُ حَتَّى ضَاقَ بي مقْدَمي المُتَنبي: 16702 - لَا تَحْسِبُوْ مَنْ أَسرْتُم كَانَ ذَا رَمَقٍ ... فَلَيسَ تأكُلُ إِلَّا الميِّتَ الضَبُعُ المؤمّلُ بن أُميلٍ: ¬
16703 - لَا تَحْسِبُوْنِي غَنيًا عَنْ مَحبّتكُمْ ... إِني إلَيْكُم وَإِنْ أَيْسَرْتُ مُفُتَقرُ ومن باب (لَا تَحْسَبنِي) قَوْل آخَر (¬1): لَا تَحْسَبِيْنِي إِذَا أَوْلَيْتِنِي مِنَنًا ... أَكُوْنَ ذَا وَهنٍ فِي الشُّكْرِ أَوْ كَسَلِ فَإِنَّنِي نَحْل شكرٍ إِنْ جَنَى ثَمَرًا ... أَجْنَاكَ مِنْ مَدْحِهِ أَحلَا مِنَ العَسَلِ جميلُ بثينة: 16704 - لَا تَحْسِبني أنّيْ سَلَوتُكِ سَاعةً ... هَيْهَاتَ حُبُّكِ ثَابت وَيَزيْدُ ابْنُ المُعتزُّ: 16705 - لَا تَحسِبني نِعَمًا سَرّتك صُحبَتُهَا ... إِلَّا مَفَاتيحَ أبوْابٍ إِلَى الحَزَنِ الرّضيُّ الموسَوي: 16706 - لَا تَحَسُدَنَّ المَرْءَ ثروتهُ ... إِنَّ البِطْانَ إِلَى غَدٍ خُمْصُ أَبُو المرجّا الحراني: 16707 - لَا تَحسُدنَّ امرءًا مِنْهَا عَلَى جدَة ... فلَيْسَ يأمَنُ مَنْ تيَّارَهَا رَكبِا البُحتري: 16708 - لَا تَحسُدوْهُ فَضْلَ رُتبَتهِ الَّتِي ... أَعْيَتْ عَلَيكُم وَافعَلوْ كَفعَالِهِ ومن باب (لَا تَحْقِرَنَّ) قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِيِّ (¬1): لَا تَحْقِرَنَّ أمْرَا رَأَيْتَ بِهِ ... دَمَامَةً أَوْ رَثَاثَةَ الحُلَلِ ¬
فَالنَّحْلُ لَا شَيْءَ فِي ضُؤُوْلَتِهِ ... يَشْتَارُ مِنْهُ الفَتَى جَنْيَ العَسَلِ وَيُرْوَى: لَا تَحْقِرِ المَرْءَ إِنْ رَأَيْتَ بِهِ. وَقَالَ آخَرُ (¬1): لَا تَحْقِرَنَّ عَدُوًّا إِنْ رَأَيْتَ بِهِ ... لِيْنًا وَكَانَ ضَعِيْفَ البَطشِ وَالجلَدِ فَلِلْذُّبَابَةِ فِي الجُّرْحِ المُمدِّ ... يَدٌ تَنَالُ مَا قَصُرَتْ عَنْهُ يدُ الأَسَدِ الأضبط بن قريعٍ: 16709 - لَا تَحْقرنَّ الفَقِيرَ علّكَ أَنْ ... تَرْكَعَ يومًا وَالدَّهرُ قَدْ رَفَعَهُ وَيُرْوَى: لَا تُهِنِ الكَرِيْمَ. البَيْتُ أَرَادَ تُهِيْنَنَّ بِالنُّوْنِ الخَفِيْفَةِ فَحَذَفَهَا لالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. ابْنُ الرُّوميّ: 16710 - لَا تَحْقرنَّ سُبَيبًا ... كَمْ جَرَّ نَفْعًا سُبَيْبُ أَخَذَهُ ابْنُ الرُّوْمِيُّ مِن قَوْلِ شَبِيْبِ بنِ البَرْصَاءِ (¬1): لَا تَحْقِرَنَّ شَبِيْبًا ... كَمْ سَاقَ خَيْرًا شَبِيْب فَصَحَّفَهُ لَا غَيْرُ. وَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ (¬2): رُبَّ قَلِيْلٍ جَدَا كَثِيْرًا ... كَمْ مَطَرٍ بُدْوُهُ مطيْرُ وَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ أَيْضًا (¬3): لَا تُدِيْلَنَّ صَغِيْرَ هَمِّكَ وَانْظُرْ ... كَمْ بِذِي الإِثْلِ دَوْحَةً مِن قَضِيْبِ البُحتريُّ: ¬
16711 - لَا تَحقرنَّ صَغيرَ الخَيْرِ تَفعَلهُ ... فَقدْ يُرَوّى غَليلَ الحَايمِ الثَمَدُ بَعْدَهُ: وَيَرْخُصُ الحَمْدُ حَتَّى إِنَّ عَارِفَهُ ... بَذْلُ السَّلَامِ فَكَيْفَ الرِّفْدُ وَالصَّفَدُ مَا اسْتَغْرَبَ النَّاسُ إِفْضَالًا وَلَا اشْتَهَرُوا ... مِن حِاتِمٍ غَيْرَ جُوْدٍ بِالَّذِي يَجِدُ يحيَى بنُ زبادةَ: 16712 - لَا تَحقرَنَّ عَدوًّا تَزدَريهِ فَكَمْ قَد ... أَتعْسَ الدَّهر جَدَّ الجدِّ باللَّعِبِ بَعْدَهُ: وَالسَّيِّدُ النَّدْبُ يُؤْتَى فِي سِيَادَتِهِ ... مِن سَيِّدٍ مِثْلِهِ أَوْ خَامِلِ الحَسَبِ فَهَذِهِ الشَّمْسُ يَعْتَنُّ الكُسُوْفُ لَهَا ... عَلَى جَلَالَتِهَا بِالرَّأسِ وَالذَّنَبِ هُوَ أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بن سَعِيْدِ بنِ هِبَةِ اللَّهِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ بنِ زِيَادَةَ الوَاسِطِيِّ ثُمَّ البَغْدَادِيِّ وَفَاتُهُ سَنَةَ 413. صالِح بن عبدُ القدوسِ: 16713 - لَا تَحقرَنَّ مِنَ الأيام مُحتَقرًا كُلُ ... أمرئ سَوفَ يُجْزَيْ بالَّذي اكتَسبَا بَيْتُ صَالِحِ بنِ عَبْدِ القُدُّوْسِ: لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الأَيَّامِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: قَدْ يَحْقِرُ المَرْءُ مَا يَهوَى فَيَرْكَبَهُ ... حَتَّى يَكُوْنُ إِلَى تَوْرِيْطِهِ سَبَبَا شَرُّ الأَخِلَّاءِ مَنْ كَانَتْ مَوَدّتُهُ ... مَعَ الزَّمَانِ إِذَا مَا خَافَ أَوْ رَغِبَا إِذَا وْتِرْتَ امْرأً فَاحْذَرْ عَدَاوَتَهُ ... مَنْ يَزْرَعِ الشَّوْكَ لَا يَحْصُدْ بِهِ عِنَبَا إِنَّ العَدُوَّ إِنْ أَبْدَى مُسَالَمَةً ... إِذَا رَأَى مِنْكَ يَوْمًا فُرْصَةً وَثَبَا المؤمِلُ الكوفيُّ: 16714 - لَا تَحقرَنَّ منَ الأُمُور صغَارَهَا ... إِنَّ الصِّغَارَ غدًا يَصرْنَ كبَارَا ¬
أَبْيَاتُ المُؤَمَّلِ بنِ أُمَيْلٍ الكُوْفِيِّ: لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الأُمُوْرِ صِغَارِهَا. وَاعْلَمْ بِأَنَّ كِبَارَهَا اللَّاتِي تَرَى ... قَدْ كُنَّ عِنْدَكَ قَبْلَ ذَاكَ صِغَارَا وَإِذَا الأَقَارِبُ أَذْنَبُوا عَنْ زَلَّةٍ ... مِنْهُمْ فكن لِذُنُوْبِهِمْ غَفَّارَا وَإِذَا غَنِيْتَ فَلَا تَكُنْ بَطِرَ الغِنَى ... وَإِذَا افتقَرْتَ فَلَا تَكُنْ خَوَّارَا وَإِذَا اسْتَشَارَكَ مُقْتَدٍ بَلْ واثِقٌ ... فَأَشِرْ عَلَيْهِ وَكُبنْ لَهُ نظَّارَا وَتَجَنَّبِ الأَشْرَارَ لَا تَصْحَبْهُمُ ... وَإِذَا صَحِبْتَ فَصَاحِبِ الأَخْيَارَا وَانْطِقْ إِذَا أَبْصَرْتَ مَوْضِعَ مَنْطِقٍ ... وَإِذْ نَطَقْتَ فَلَا تَكُنْ مِهذَارَا وَإِذَا اسْتَجَارَكَ مَعْشرٌ فَأَجِرْهُمُ ... إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا اسْتُجِيْرَ أَجَارَا وَارْعَ الصَّدِيْق وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدهُ ... وَانْكِ العَدُوَّ وَكُنْ لَهُ ضَرَّارَا 16715 - لَا تَحقرَنيْ فَرُبَّما نَفَذتْ في ... رَدم يأْجُوْجَ حِيْلَةُ الجُرَدِ الكِنانيُّ: 16716 - لَا تَحمدَنَّ امرءًا حَتَّى تُجرّبَهُ ... وَلَا تَذُمّنَهُ مِنْ غَيْرِ تَجْرِيْبِ بَعْدَهُ: فَحَمْدُكَ المَرْءَ مَا لَمْ يَنَلْهُ خَطَرٌ ... وَذَمُّكَ المَرْءَ بَعْدَهُ الحَمْدِ تَكْذِيْبُ وَقَالَ النَّجَاشِيُّ (¬1): إِنِّي امْرُؤ قَلَّمَا أُثْنِي عَلَى رَجُلٍ ... حَتَّى أَرَى بَعْضَ مَا يَأتِي وَمَا يَذَرُ لَا تَحْمِدَنَّ أمْرَأً حَتَّى تُجَرِّبهُ ... وَلَا تَذُمَنَّ مَنْ لَمْ يَبْلُهُ الخَبَرُ وَرَوَاهُمَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الكَنَانِيّ أَيْضًا. وَفِي المَثَلِ: ¬
لَا تَحْمَدَنَّ أَمةً عَامَ شرَائِهَا وَلَا حُرَّةً عَامَ ابْتِنَائِهَا. يُضرَبُ لِكُلِّ مَنْ حَمَدَ قَبْل أَنْ يخبرَ. وَقَالَ بقْرَاطُ: أخْبِرْ ثُمَّ صِفْ وَافْهَمْ ثُمَّ أَجِبْ وَتَفَكَّرْ ثُمَّ قُلْ وَتَحَقَّقْ ثُمَّ احْكُمْ وَاسْمَعْ ثُمَّ مَيِّزْ وَاعْمَلْ ثُمَّ تَوَقَّعْ. 16717 - لَا تَحمدَنَّ امرءًا لَهُ نَسَبٌ ... سَامٍ إِذَا لَم يَكُنْ لَهُ أَدَبُ بَعْدَهُ: فَالنَّرْجِسُ الغَضُّ أَصْلُهُ بَصَلٌ ... وَالسُّكَّرُ العَذْبُ أَصْلُهُ قَصَبُ 16718 - لَا تَحمدَنَّ امرءًا يُرضيْكَ ظَاهِرُهُ ... وَاخبر مَودَّتَهُ في الورد وَالصَّدَرِ ومن باب (لَا تَحْمِدَنْ) قَوْلُ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ بن صعْصَعَةَ زَوَّجَهَا أَهلُهَا فِي طَيٍّ فَلَمْ تَحْمِدْ مَوْقِعهَا فيهم فَقَالَتْ (¬1): لَا تَحْمِدَنَّ الدَّهرَ أُخْتٌ أَخًا لَهَا ... وَلَا تَرْثِيَنَّ الدَّهرَ بِنْتٌ لِوَالِدِ هُمْ جَعَلُوْهَا حَيْثُ ليست بِحُرَّةٍ ... وَهُمْ طَرَحُوْهَا فِي الأَقَاصِي الأَبَاعِدِ 16719 - لَا تَحمِلَنَّ نَفسَكَ منْ حَاجَتِيْ ... إِلَّا عَلَى أَيْسَرِ مَا تَقْدِرُ بَعْدَهُ: عُذْرُكَ مَوْصوْلٌ بِشُكْرِي وَ ... لَا يَعْذِرُ إِلَّا رَجُلٌ يَشْكُرُ 16720 - لَا تَحْمِلَنَّ هُمُومَ أيَّام عَلَى يَوْ ... م لَعَلَّكَ أَنْ تُقَصِّر عَنْ غَدِه 16721 - لَا تُحيْلُوهُ عَلَى عَدَم ... إِنَّ خَيْرَ البرِّ عَاجِلُهُ 16722 - لَا تُخاصِم بَواحدٍ أَهْلَ بَيْتٍ ... فَضَعِيفَانِ يَغلبَانِ قَوِيًا ومن باب (لَا تَخَافِي) قَوْل آخَرَ (¬1): ¬
لَا تَخَافِي إِنْ غِبْتِ أَنْ تَنَاسَا ... كِ وَلَا إِنْ وَصَلتَا أَنْ تَمَلَّا إِنْ تَغِيْبِي عَنَّا فَسَقْيًا وَرَعْيًا ... أَوْ تَحُلِّي فِيْنَا فَأَهْلًا وَسَهلَا ومن باب (لَا تُظهِرَن) قَوْلُ أَوْسُ بنِ حَجَرٍ (¬1): لَا تُظْهِرَنْ ذَامَ امْرِئٍ قَبْل خُبْرهِ ... بَعْدَهُ بَلَاءِ المَرْءِ فَاذْمُمْ أَوْ احْمَدِ البُستيُّ من قصيدته: 16723 - لَا تَخدشَنَّ بمطلٍ وَجْهَ عَارفَةٍ ... فَالبرُّ يَخدِشُهُ مَطلٌ وَليَّانُ ابْنُ لنككَ: 16724 - لَا تَخْدَعنكَ اللحَى وَلَا الصُّوَرُ ... تسْعَةُ أَعْشَارِ مَنْ تَرَى بَقَرُ بَعْدَهُ: تَرَاهُم كَالسَّحَابِ مُنْتَشِرًا ... وَلَيْسَ فِيْهِ لِسَائِمٍ مَطَرٌ فِي شَجَرِ السَّرْوِ مِنْهُمْ ... لَهُ رَوَاةٌ ومَالَهُ ثَمَرُ المُتنبي: 16725 - لَا تَخْدَعنَّكَ منْ عَدوٍّ عَبْرَةٌ ... وَارْحَمْ شَبَابَكَ منْ عَدوٍّ تَرْحَمُ 16726 - لَا تَخْشَعي لِلنَّائباتِ وَسَلِّمْي ... إِنَّ الزَّمانَ بِأَهْلِهِ يَتَغَيَّرُ قَبْلهُ: أَهُنَيْدُ إِنَّ الموتَ يُدْرَكُ مِن ... مُنَى مَا إِنْ لَهُ مَنْجَا وَلَا مُتَأَخّرُ ولقد رَأَيْتُ مِنَ الحَوَادِثِ عِبْرَةً ... وَالدَّهرُ ذُو عِبَرٍ لِمَنْ يَتَدَبَّرُ لَا تَخْشَعِي لِلنَّائِبَاتِ وَسَلِّمِي. البَيْتُ ¬
لعلي عليه السلام: 16727 - لَا تَخْشَى غَيْرَ اللَّهِ في حَادِثٍ ... فَإِنَّهُ مَالِكُ أَسْبَابِه بَعْدَهُ: وَلَا نُؤَمِّلُ غَيرَهُ وَاهِبًا ... فَالمَرْءُ يَأتِي الشَّيْءَ مِنْ بَابِهِ وَلَا يَكُنْ زَادُكَ غَيْرُ التُّقَى ... فما سِوَاهُ لَسْتَ تَحْظَى بِهِ عثنون المعرِّي: 16728 - لَا تخْشَى في بَلْدة ضَيَاعًا ... حَيْثُ حَيَاةٌ فَثمَّ رِزقُ بَعْدَهُ: قَدْ ضَمَّنَ اللَّهُ لِلبَرَايَا ... رِزْقَهُمُ فَالعَنَاءُ حُمْقُ ومن باب (لَا تَخْضَعَنَّ) قَوْلُ مَحْمُوْدٍ الوَرَّاقِ (¬1): لَا تَخْضَعَنَّ لِمَخْلُوْقٍ عَلَى طَمَعٍ ... فَإِنَّ ذَاكَ مُضرٌّ مِنْكَ بِالدِّيْنِ وَاسْتَرْزِقِ اللَّهَ مِمَّا فِي خَزَائِنِهِ ... فَإِنَّ ذَلِكَ بَيْنَ الكَافِ وَالنُّوْنِ يُقَالُ: رَأْسُ الدِّيْنِ صِحَّةُ اليَقِيْنِ. وَقَالُوا المَيِّتُ وَمَنْ لَا دِيْنَ لَهُ سَوَاءٌ. وَقَالَ الحُكَمَاءُ شَيْئَانِ إِذَا حَصَّلْتَهُمَا لَمْ تَبْلَ مَا ضَيَّعْتَ بَعْدَهُمَا دِيْنَكَ لِمِعَادكَ وَدَرهمَكَ لِمَعَاشِكَ. وَقَالُوا ابْذُلْ لِصَدِيْقِكَ مَالَكَ وَلِمَعْرِفَتِكَ رَفْدَكَ وَلِلْعَامَّةِ بِشْرَكَ وَلِعَدُوِّكَ عَدْلكَ وَابْخَلْ بِدِيْنِكَ فَلَا تَسْمَحْ بِهِ لأحَدٍ. البُحتري: 16729 - لَا تَخْطُبِى دَمْعيْ إليَّ فلَمْ يَدَعْ ... في مُقْلَتيَّ جَوَى الفَراقِ دُمُوْعَا ¬
الأبيوردي: 16730 - لَا تُخلدَنَّ إلى الصَّديقِ فَإِنَّهُ ... بِكَ مِنْ عَدُوِّكَ في المَضرَّة أَعْلَمُ قَبْلهُ: فَسَدَ الزَّمَانُ فَلَيْسَ يَأمَنُ ظُلْمَهُ ... أَهْلُ النُّهَى وَبَنُوْهُ مِنْهُ أَظْلَمُ أين الْتَفَتَّ رَأَيْتَ مِنْهُمْ أَوْجُهًا ... يَشْقَى بِهنَّ النَّاظِرُ المُتَوَسِّمُ يَلْقَاكَ وَالعَسَلُ المُصَفّى يُجْتَنَى ... مِنْ قَوْلِهِ وَمِنَ الفِعَالِ العَلْقَمُ وَأَضَرُّهُمْ لَكَ حِيْنَ يُعْضِلُ حَادِثٌ ... بِالمَرْءِ مَنْ هُوَ فِي الصَّدَاقَةِ أَقْدَمُ نَبَذُوا الوَفَاءَ مَعَ الحَيَاء وَرَاءَهُمْ ... فَهُمُ بِحَيْثُ يَكُوْن هَذَا الدِّرْهَمُ وَعَذَرْتُ كُلَّ مُكَاشِحٍ أُبْلَى بِهِ ... فَبَلِيَّتِي ممن أُصَاحِبُ أَعْظَمُ لَا تَخْلِدَنَّ إِلَى الصَّدِيْقِ فَإِنَّهُ. البَيْتُ هُوَ أَفْضَلُ الدَّوْلَةِ تَاجُ خُرَاسَانَ جَمَالُ العَرَبِ فَجْرُ عَبْدُ شَمْسٍ أَبُو المُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بنُ أحمدَ الأَيْبُوْرديّ. الغزي: 16731 - لَا تَخلعنَّ مِنْ اللسانِ لجَامَهُ ... وتَوقّ فَرطَ جِمَاحِهِ الْمُعتَادَا أبو عبد اللَّهِ المعريُ: 16732 - لَا تَدْعُني إِلَّا بيَا عَبْدَهَا ... فَإِنَّهَا أَصْدَقُ أسْمَآئيْ 16733 - لَا تَدعُوَن نُوْح بْنَ عَمرو دَعْوةً ... لِلخَطْب إِلَّا أَنْ يَكوْنَ جَليْلَا ومن باب (لَا) قَوْلُ آخَرَ (¬1): ¬
لَا تَدْعَوَنِّي لِشَطْرَنْجٍ تُلَاعِبُنِي ... دَعْنِي فَإِنِّي عَنِ الشَّطْرَنج مَشْغُوْلُ أَنْت امْرُؤٌ تُدْمِنُ الشَّطرَنْجَ مِنْ ... سمنٍ وَإِنِّي يَا أَبَا أَيُّوْب مَهزُوْلُ ومن باب لَا قَوْلُ ابنِ الزبْعرَى: لَا تَدُمْ فِي مَنْزِلٍ تَكْرَههُ ... وَإِذَا زَالَتْ بِكَ الحَالُ فَوَلِّ أَبُو تمَّام: 16734 - لَا تُذيْلَنْ صَغيرَ هَمّكَ وَانْظُرْ ... كَمْ بذي الأَثِل دَوْحةً مِنْ قَضْيبِ محمَّد بن حازمٍ: 16735 - لَا تُرَاني أَبدًا أُكـ ... ـــرِمُ ذَا مَالٍ لِمَالِه بَعْدَهُ: لَا وَلَا يَزْرِي بِمَنْ يُعْقَلُ ... عِنْدِي سُوْءُ حَالِه إِنَّمَا أَقْضِي عَلَى ... ذَاكَ وَهَذَا بِفِعَالِه العتَّابيُّ: 16736 - لَا تَرْجُ أَوبَةَ مُذْنِبٍ ... خَلَطَ احْتجَاجًا بِاعْتِذَارِه أَبُو الفتح البُستيُّ: 16737 - لَا تَرْجُ شيئًا خَالصًا لكَ نَفعُهُ ... فَالغَيثُ لَا يَخلُوْ مِنَ العَيْثِ 16738 - لَا تَرجِعَّن إلى السَّفيْهِ خَطابَهُ ... إِلَّا جَوابَ تحيَّةٍ حيَّاكهَا بَعْدَهُ: فَمَتَى تُحَرِّكُهُ تُحَرِّكُ جِيْفَةً ... تَزْدَادُ نِتْنًا مَا أَرَدْتَ حِرَاكَهَا ¬
القاسمُ بن القَاسم الواسطيُّ: 16739 - لَا تُرِد مِنْ خيَارِ دَهركَ خيرًا ... فَبَعِيْدٌ منَ السَّرابِ الشَرابُ بَعْدَهُ: رَوْنَق كَالحَبَابِ يَعْلُو عَلَى الكَأسِ ... وَلَكِنْ تحبُّ الحَبَابَ الحُبَابُ عَذُبَتْ فِي النِّفَاقِ أَلْسِنَةُ القَوْمِ ... وَفِي الأَلْسُنِ العِذَابِ العَذَابُ البُرقُعيُّ: 16740 - لَا تَرْضَ بالدونِ منْ دُنْيَا بُليْتَ بِهَا ... قَد ذَلَّ من كَانَ مُحتَاجًا إِلى أَحد 16741 - لَا تَرْضَ للإخوانِ إِلَّا الرّضَا ... يرْضُوكَ إِنْ نَابَكَ خَطْبٌ جَليْل بَعْدَهُ: مَا بَيْنَ مَا تُحْمَدُ فِيْهِ وَمَا ... يَدْعُو إِلَيْكَ الذَّمَّ إِلَّا قَلِيْلُ ابْنُ عائشةَ: 16742 - لَا تَرُعني بفَراقٍ بَعدَ ذَا ... أَنَا رَاضٍ بدُنُوٍّ وَبِصَدِّ ومن باب (لَا تُرِقْ) قَوْلُ آخَر: لَا تُرِقْ مَاءَ المُحَيَّا ... لامْرِئٍ مَا دُمْتَ حَيَّا وَاغْنَ عمن شِئْتَ فِي النَّا ... سِ فكن فَوْقَ الثُّرَيَّا مِثْلُهُ (¬1): إِذَا أَظْمَأَتْكَ أَكُفُّ اللِّئَامِ ... كَفَتكَ القَنَاعَةُ شِبْعًا وَرِيَّا فكن رَجُلًا رِجْلُهُ فِي الثَّرَى ... وَهَامَةُ هِمَّتِهِ فِي الثُّرَيَّا ¬
فَإِنَّ إِرَاقَةَ مَاءِ الحَيَاةِ ... دُوْنَ إرَاقَةِ مَاءِ المُحَيَّا زهيرٌ المصريُّ: 16743 - لَا تَرقبُ النَّجم فِي أَمرٍ تُحاوْلُهُ ... فَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا جَدْيٌ وَلَا حَمَلُ بَعْدَهُ: لَا وَلَا يَزْرِي بِمَنْ يُعْقَلُ ... عِنْدِي سُوْءُ حَالِه إِنَّمَا أَقْضِي عَلَى ... ذَاكَ وَهَذَا بِفِعَالِه إبراهيم الغزي: 16744 - لَا تَركنَنَّ إلى الأيّام دُمتَ لَها ... فَصُحَبةُ الَناسِ فيْهَا صُحبَةُ السفنِ الحَسَنُ بن أحمَد بن جكينا: 16745 - لَا تَركنَنَّ إليَ خِلّ وَلَا زَمَنِ ... إِنَّ الزَّمَانَ مَعَ الإِخوْانِ خَوانُ 16746 - لَا تَركنَنَّ إليَ ذِيْ مَنْظَرٍ حَسَنٍ ... قُربَ رَايِقَةٍ قَد سَآءَ مَخَبرُهَا بَعْدَهُ: مَا كُلُّ أَصْفَرَ ديْنَارٌ تُصَرِّفُهُ ... صُفْر العَقَارِبِ أَدْهَاهَا وَأنْكَرُهَا 16747 - لَا تَرمينَّ إلى الحِسَانِ بنَظْرةٍ ... إني أرَاهَا آفَةَ الألْبَابِ بَعْدَهُ: إِنِّي رَأَيْتُ الكَلْبَ أَسْرَعَهُ عَمًى ... مَا كَانَ مَسْكَنُهُ لَدَى القَصَّابِ ابْنُ دريدٌ: 16748 - لَا تَرهَقَنكَ ضَجرَةُ مِنْ سَآئِلٍ ... فلَخيرُ دَهركَ أَنْ تُرَى مَسؤُوْلَا ¬
16749 - لَا تَرَى زَاجرًا لِهَمّ الْقلُوْبِ ... كَالرّضَا بالْمقَّدرِ المَكْتُوبِ بَعْدَهُ: فَاتَّقِ اللَّهَ وَارْضَ بِالقَصْدِ حَظًّا ... لَا تَخُلَّنَّ فِي مَثِيْلِ الذُّنُوْبِ وَمِنْ بَابِ (لَا) قَوْلُ أَعْشَى هَمَدَانَ (¬1): لَا يَزْهَدَنَّ فِي اصْطِنَاعِ العُرْفِ مِنْ أَحَدٍ ... إِنَّ الَّذِي يُحْرمُ المَعْرُوْف مَحْرُوْمُ قَالَ أَعْشَى هَمَدَانَ: خَرَجَ مَالِكُ بنُ خُرَيْمٍ الهَمَدَانِيِّ يُرِيْذ عُكَاظَ مَعَ مقرض قَوْمِهِ فِي الجاهِلِيَّةِ فَأَصَابُهُمْ عَطَشٌ وَاصْطَادُوا ظَبْيًا فذَبَحُوْهُ وَتَفَرَّقُوا فِي طَلَبِ الحَطَبِ وَنَامَ مَالِكُ فِي الخِبَاءِ فَأَثَارَ أَصْحَابُهُ شجاعًا فَانْسَابَ حَتَّى دَخَلَ الخِبَاءَ وَنَبَّهُوا مَالِكًا وَقَالُوا عِنْدَكَ الشُّجَاعُ فَاقْتُلهُ فَقَالَ أَقْسَمْتُ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا كَفَفْتُمْ عَنْهُ فَكَفُّوا وَذَهَبَ الشُّجَاعُ فَارْتَحَلُوا وَقَدْ أَجْهَدَهُم العَطَشُ فَإِذَا هَاتِفٌ يَقُوْلُ (¬2): يَا أَيُّهَا القَوْمُ لَا مَاءٌ أَمَامَكُم ... حَتَّى تَسُوْمُوا المَطَايَا يَوْمَهَا التَّعِبَا ثُمَّ اعْدِلُوا شَامَةً فَالمَاءُ عَنْ كثَب ... عَيْنٌ رَوَاءٌ وَمَأْوًى يُذْهِبُ اللعبَا حَتَّى إِذَا مَا أَصَبْتُمُ مِنْهُ رِيّكُمْ ... فَاسْقُوا المَطَايَا وَمِنْهُ فَامْلأوا القِرَبَا قَالَ: فَعَدَلُوا شأمَةً فَأَصَابُوا عَيْنًا خَرَّارَةً فَشَرِبُوا وَمَلأُوا قِرَبهُمْ وَأَتُوا عُكَاظَ فَقَضوا إرْبَهُمْ وَرجِعُوا إِلَى مَكَانِ العَيْنِ فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئًا وَإِذَا بِهَاتِفٍ يَقُوْلُ: يَا مَالِ عَنِّي جَزَاكِ اللَّهُ صَالِحَةً ... هَذَا وِدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي وَتَسْلِيْمُ أَنَا الشُّجَاعُ الَّذِي أُنْجيْتُ مِنْ رهَقٍ ... شَكُرْتُ ذَلِكَ إِنَّ الشُّكْرَ مَقْسُوْمُ مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لَا يَعْدَمْ مَغبَّتَهُ ... مَا عَاشَ وَالكفْرُ بَعْدهُ العرفِ مَذْمُوْمُ أعرابي يخاطبُ عليًا عليه السلام: ¬
16750 - لَا تَزْهَدِ الدَّهرَ في عُرْفٍ بَدَأْتَ بِهِ ... فَكُلْ عبْدٍ سَيُجزْى بالَّذي فَعلَا يُقَالُ أَنْ أَعْرَابيًّا وَقَفَ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً رَفَعْتُهَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ ارْفَعَهَا إِليْكَ فَإِنْ أَنْتَ قَضَيْتَهَا حَمَدْتُ اللَّهَ وَشَكَرْتُكَ وَإِنْ لَمْ تقْضِهَا حَمَدْتُ اللَّهَ وَعَذَرْتُكَ. فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: خُطَّ حَاجَتَكَ عَلَى الأرْضِ فَإِنِّي أَرَى الضُّرَّ فِي وَجْهِكَ. فَكَتَبَ الأَعْرَابِيُّ: إِنِّي فَقِيْرٌ. فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا قَنْبَرُ ادْفَعْ إِلَيْهِ حُلَّتِي الفُلَانِيَّةَ، فَلَمَّا أَخَذَهَا قَالَ (¬1): كَسَوْتَنِي حُلَّةً تَبْلَى مَحَاسِنُهَا ... فَسَوْفَ أَكْسُوْكَ مِنْ حُسْنِ الثّنَا حُلَلَا إِنَّ الثَّنَاءَ لَيُحْيِي ذِكْرَ صَاحِبِهِ ... كَالغَيْثِ يُحْيِي نَدَاهُ السَّهْلَ وَالجَّبَلَا لَا تَزْهَدِ الدَّهرَ فِي عُرْفٍ بَدَأْتَ بِهِ. البَيْتُ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا قَنْبَرُ اعْطِهِ خَمْسِيْنَ دِيْنَارًا أَمَّا الحُلَّةُ فَلِمَسْأَلَتِكَ وَأَمَّا الدَّنَانِيْرُ فَلأَدَبِكَ، سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ. التهاميُّ: [من البسيط] 16751 - لَا تَسأَلِ الدَّهرَ في ضرّآءَ يَكْشِفُهَا ... فلَو سَأَلتَ دَوَامَ الْبؤْس لم بَدُم قَبْلهُ: العُمْرُ كَالطَّيْفِ بُؤْسَاهُ وَأَنْعُمُهُ ... مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ فَلَا تَذْمُمْ وَلَا تَلُمِ لا تَسْأَلِ الدَّهرَ فِي ضَرَّاءَ يَكْشِفُهَا. البَيْتُ سلمُ الخاسر: 16752 - لَا تَسأَلِ المَرءَ عَنْ خَلَائقِهِ ... فِي وَجْهِهِ شَاهدٌ مِنَ الخَبَرِ ¬
إبراهيم الغَزيُّ: 16753 - لَا تسأَلَنَّ سوَى السَّعَادة لِلعُلَى ... سَبَبًا فَكلُّ الصَّيْد في جَوْفِ الفَرَا بَعْدَهُ: وَجَدَ الَّذِي أَلْقَى المَطَامِعَ خَلْفَهُ ... عَيْنَ الحَيَاةِ وَفَتَّتِ الإِسْكَنْدَرَا يُعَرِّضُ بما يُحْكَى مِنْ دُخُوْلِ الإسْكَنْدَرٍ الظُّلُمَاتِ فِي طَلَبِ عَيْنِ الحَيَاةِ وَإِنَّ الخِضْرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَجَدَهَا لَمَّا وَفَّقَهُ اللَّهُ لِتَرْكِ المَطامِعِ الدُّنْيَاوِيَّةِ. إبراهيم بنُ عبدِ الرحمَّن: 16754 - لَا تَسأَلنَّ عَنِ أمرْئ وَأَسالْ بهِ ... إِنْ كُنتَ تَجهلُ أَمرَهُ مَا الصَّاحبُ ابْنُ سنانٍ الخفَاجيِّ: 16755 - لَا تَسأَلوني إِلَّا عَنْ أوائِلهِ ... أوَاخرُ اللَيْلِ مَا عِنْدِيْ لَهُ خَبَرُ قَبْلهُ: مَنْ كَانَ يَحْمِدُ لَيْلًا فِي تَقَاصُرِهِ ... فَإِنَّ لَيْلِي لَا يُرْجَى لَهُ سَحَرُ لَا تَسْألُوْنِي إِلَّا عَنْ أَوَائِلِهِ. البَيْتُ أبو محجنٍ الثَّقفي: 16756 - لَا تَسأَلِي القوَمَ عَنْ مَالْي وَكَثرتهِ ... قَد يُقتر المَرءُ يومًا وَهوَ مَحمُوْدُ بَعْدَهُ: أَمْضِي عَلَى سُنَّةٍ مِنْ وَالِدِي ... سَلَفَتْ وَفِي أَرُوْمَتِهِ مَا يُنْبتُ العُوْدُ مُطَالِبٌ بِتُرَاثٍ غَيْر مُدْرَكَةٍ ... مُحَسَّدٌ وَالفَتَى ذُو اللُّبِّ حمُوْدُ ¬
ومن باب (لَا تَسْأَلِي) قَوْلُ أَبِي مِحْجنٍ الثَّقَفِيِّ (¬1): لَا تَسْأَلِي القَوْمَ عَنْ مَالِي وَكثْرَتِهِ ... وَسَائِلِي القوَمَ عَنْ جُوْدِي وَعَنْ خلُقِي أُعْطِي الحُسَامَ يَوْمَ الرَّوْعِ حصَّتَهُ ... وَعَامِلُ الرّمْحِ أَرْوِيْهِ مِنَ العَلَقِ وَيَعْلَمُ النَّاسُ أَنِّي مِنْ سَرَاتِهمُ ... إِذَا سَمَا بصرُ الرِّعْدِيْدَةَ الفَرِقِ وَأَطْعَنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلَاءَ عَنْ عرضٍ ... وَأَكْتُمُ السّرَّ فِيْهِ ضَرْبَةُ العُنُقِ عَفُّ الأَسِنَّةِ عَمَّا لَسْتُ نَائِلهُ وَإِنْ ... ظلمت شَدِيْدَ الحِقْدِ وَالحَنَقِ قَدْ يَكْثُرُ المَالُ بوما بَعْدهُ قِلَّتِهِ ... وَيَكْتَسِي العُوْدُ بَعْدَهُ اليَبْسِ بِالوَرَقِ وَيُعْسِرُ المَرْءُ يَوْمًا وَهُوَ ذو كَرَمٍ ... وَقَدْ يَثُوْبُ سَوَامُ العَاجِزِ الحَمِقِ قَالَ مُعَاوِيَةُ لأيُّوْبَ بنِ أَبِي مِحْجنٍ: ألَيْسَ أَبُوْكَ الَّذِي يَقُوْلُ (¬2): إِذَا متُّ فَادْفُنِّي إِلَى أَصْلِ كَرْمَةٍ ... تُرَوِّي عِظَامِي بَعْدَهُ مَوْتِ عُرُوْقِهَا وَلَا تَدْفُنِّي بِالفَلَاةِ فَإِنَّنِي ... أَخَافُ إِذَا مَا مُتُّ أَنْ لَا أَذُوْقهَا فَقَالَ أَيُّوْبُ: كَيْفَ حَفَظَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ سَقَطَاتِ شِعْرِ أَبِي بَلْ أَبِي الَّذِي يَقُوْلُ: لَا تَسْأَلِي النَّاسَ عَنْ مَالِي وَكَثْرَتِهِ. الأَبْيَاتُ. قَالَ: فَأَعْجَبَهُ وَأَجْزَلَ جَائِزَتَهُ فَلَمَّا ولَّى قَالَ مُعَاوِيَةَ: إِذَا وَلَدَ النِّسَاءُ فَلْيَلدِنَ مِثْلَ هَذَا الفَتَى. شمعلةُ: 16757 - لا تَسْأَمَا لِيَ مِنْ دَسِيْسِ عَدَاوَةٍ ... أَبدًا فلَيْسَ بُمْسئِمْى أَنْ تَسْأَمَا 16758 - لَا تَسْتَثرْ أبدًا مَا لَا تَقُوم لَهُ ... وَلَا تُهيجنَّ في العرِّيسَة الأَسَدَا بَعْدَهُ: إِنَّ الزَّنَابِيْرَ إِنْ حَرَّكْتَهَا سَفهًا ... مِنْ كُوْرِهَا أَوْجَعَتْ مِنْ لَسْعِهَا الجَسَدَا ¬
أَبُو الفتح البُستيُّ: 16759 - لَا تَستَشِرْ غَيْر نَدْبٍ حَازْمٍ يَقظٍ ... قَدْ استَوى منه أسْرارٌ وَإعْلَانُ بَعْدَهُ: مِنَ القَصيْدَةِ المَشْهُوْرَة: فَلِلتَّدَابِيْرِ فُرْسَانٌ إِذَا رَكَضُوا ... فِيْهَا أَبَرُّوا كَمَا لِلْحَرْبِ فُرْسَانُ وَلِلأُمُوْرِ مَوَاقِيْتٌ مُقَدَّرَةٌ ... وَكُلُّ شَيْءٍ لَهُ حَدٌّ وَمِيْزَانُ فَلَا تَكُنْ عَجِلًا فِي الأَمْرِ تَطْلُبُهُ ... فَلَيْسَ يُحْمَدُ قَبْلَ النُّضْجُ بَحْرَانُ أبو نواسٍ يخاطب العبَّاس بن الفضل: 16760 - لَا تُسْدِيَنَّ إليَّ عَارِفةً ... حَتَّى أقَوْمَ بشُكْرِ مَا سَلَفَا قَوْلُ أَبِي نوَّاس فِي العَبَّاسِ بنِ الفَضْلِ بنِ الرَّبِيْعِ أَوَلَهُ: قَدْ قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ مُعْتَذِرًا ... عَنْ ضُعْفِ شُكْرِيهِ وَمُعْتَرِفَا أَنْتَ امْرُؤٌ أَوْلَيْتَنِي نِعَمًا ... أَوْهَتْ قُوَى شكْرِي فَقَدْ ضَعُفَا فَإِلَيْكَ بَعْدَهُ اليَوْمَ تَقْدِمَةً ... لَاقَتْكَ بِالتَّصرِيْحِ مُنْكَشِفَا لَا تُسْدِيَنَّ إِلَيَّ عَارِفَةٍ. البَيْتُ وَقَالَ آخَرُ: وَحَمَّلَنِي مِنْ شُكْرِهِ فَوْقَ طَاقَتِي ... فَأَصْبَحْتُ مِنْ إحْسَانِهِ مثْقَلًا حِمْلَا إِذَا رَامَ شُكْرِي أَنْ يُخَفِّفَ بَعْضَ ... مَا عَلَيَّ لَهُ مِنْ ثقْلِهِ زَادَنِي ثِقْلَا إبراهيم الغزِّي: 16761 - لَا تَسْعَ فِي الأَمِرْ حَتَّى تَسْتَعدَّ لَهُ ... سَعْيٌ بلَا عُدَّةٍ قَوسٌ بلَا وتَر ¬
علي معروفٍ البصريُّ: 16762 - لَا تَسْلُكِ الطُّرْقَ إِذَا أَخْطَرت ... فَإنَّها تُفْضِيْ إلى المَهلَكَهُ بَعْدَهُ: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ... وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيْكُمْ إِلَى التَّهلِكَه هُوَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنِ الحَسَنِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بتِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَعْرُوْفٍ العَبْدِيُّ البَصرِيُّ النَّحَوِيُّ وَفَاتُهُ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ 499. الطُغرائيُّ: 16763 - لَا تَسْهَرنَّ إِذَا مَا الأَمرُ ضَاقَ وَنَمْ ... في ظِلِّ عَيْشٍ دَقيْقٍ نَاعمَ البَالِ بَعْدَهُ: فَبَيْنَ رَقْدَةِ عَيْنٍ وَانْتِبَاهَتِهَا ... تَقَلُّبُ الدَّهرِ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالِ وَمَا اهتِمَامُكَ بِالمُجْدَى عَلَيْكَ وَقَدْ ... جَرَى القَضاءُ بِأَرْزَاقٍ وَآجَالِ المُتنبي في كافورٍ: 16764 - لَا تَشْتَرِ العَبْدَ إِلَّا وَالعَصَا مَعَهُ ... إِنَّ العَبيْدَ لأَنْجَاسٌ مَناكِيْدُ بَقِيَّهُ الأَبْيَاتِ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ: مَاذَا لَقَيْتُ مِنَ الدُّنْيَا. 16765 - لَا تَشْرَبِ السُّم عَلى إنَّهُ ... يُنْجيكَ منهُ أَكْلُ تِرياقِ محمود الورَّاقُ: 16766 - لَا تَشْرِبَنْ قَلبَكَ حُبَّ الغِنَى ... إِنَّ منَ العِصْمَة أَن لَا تَجدْ بَعْدَهُ: ¬
كَمْ وَاجِدٍ أَطْلَقَ وِجْدَانُ ... هُ عِنَانَهُ فِي بَعْضِ مَا لَمْ يُرِدْ وَمُدْمِنٍ لِلخَمْرِ غَادٍ عَلَى ... سَمَاعِ عُوْدٍ وَغِنَاءٍ غرِدْ لَوْ لَمْ يَجِدْ خَمْرًا وَلَا مُسْمِعًا ... بَرَّدَ بِالمَاءِ غَلِيْلَ الكَبِدْ وَقِيْلَ هِيَ لابنِ أَبِي عُيَيْنَةَ. ومن باب (لَا) قَوْلُ عَبْدُ الصَّمَدِ بنِ المُعَذَّلِ (¬1): لَا تَشْرَبَنَّ مَعَ اللَّئِيْـ ... ـــمِ فلستَ تَشْرَبُهَا هَنِيَّا لَا تُنْكِحَنَّ كَرَيْمَةً إِ ... لَّا الكَرِيْمَ الأَرْيَحِيَّا وَقَالَ المَخْزُوْمِيُّ (¬2): وَلَا تَسْقِ المدَامَ فَتًى ... لَئِيمًا فَإِنِّي لَا أُحَلِّلُ لِلَّئِيْمِ لأَنَّ الكَرَمَ مِنْ كَرَمٍ وَجُوْدٍ ... وَمَاءُ الكَرمِ لِلرَّجُلِ الكَرِيْمِ أبو نصر نُباتَةَ: 16767 - لَا تُشْفقَنَّ فإنَّ يَوَمكَ إِنْ أَتَى ... مْيقَاتُه لَا يَنْفَعُ الإِشفَاقُ المَعريُّ: 16768 - لَا تَشكرنَّ الَّذِي يُوليكَ عَارِفةً ... حَتَّى يَكُونَ لمَا أولاك مُعتَمِدَا بَعْدَهُ: أَيُحْمَدُ المَرْءُ لَمْ يَهمُمْ بِمَكْرُمَةٍ ... يَوْمًا وَيُتْرَكُ مَوْلَى العُرْفِ مَا حُمِدَا 16769 - لَا تَشْكُوَنْ دهرًا صَحَحْتَ بهِ ... إِنَّ الغِنَى فِي صحَّةِ الجسمِ بَعْدَهُ: ¬
هَبْكَ الإِمَامُ أَكُنْتَ مُنْتَفَعًا ... بِلَذَاذَةِ الدُّنْيَا مَعَ السُّقمِ زينُ العابدين عليه السَّلامُ: 16770 - لَا تَشكْونَّ إلى العَبادِ فَإنَّما ... تَشكْو الرَّحيْمَ إلى الذي لَا يَرْحَمُ قَبْلهُ: وَإِذَا بُلِيْتَ بِعسْرَةٍ فَاصْبِرْ لَهَا ... صَبْرَ الكَرِيْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْزَمُ لَا تَشْكُوَنَّ إِلَى العِبَادِ. البَيْتُ المُتنبي: 16771 - لَا تَشكُوَنَّ إلى خَلْقٍ فَتشْمِتهُ ... شَكْو الجريح إِلَى العِقبانِ وَالرَّخمَ 16772 - لَا تَشكُونَّ إلى كَيْر الهوَى أَحدًا ... فَمَا لِداءِ الهَوَى غَيرُ الهَوَى رَاقِ إبراهيم الغزِّي: 16773 - لَا تَشكُونَّ منَ الخُمُول فَرُبَّمَا ... كَانَ الخُمُولُ إِلَى السَلَامة سُلَّمَا قَوْلُ الغِزيِّ: لَا تَشْكُوَنَّ مِنَ الخُمُوْلِ. البَيْتُ من قَصِيْدَةٍ يَمْدَحُ فِيْهَا الوَزِيْرَ أَبَا نَصْر مُعِيْنَ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بن الفَضل ابن مَحْمُوْدٍ الفَاشِيِّ أَوَّلُهَا (¬1): حَازَتْ عُلَاكَ مَدَى لَعَلَّ وَرُبَّمَا ... وَسَمَا مَحَلُّكَ عَنْ كَأَنَّمَا وَعَنْ كَمَا يَقُوْلُ مِنْهَا: لَا تَشْكُوَنَّ مِنْ الخُمُوْلِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: لَوْلَا كُمُوْنُ الدُّرِّ فِي أَصْدَافِهِ ... وَمَشَقَّةُ اسْتِخْرَاجِهِ مَا فُخِّمَا بَعْضُ البَلَاءِ مِنَ الحَوَادِثِ جُنَّةٌ ... وَالعَيْنُ يُؤْمِنُهَا مِنْ الرَّمَدِ العَمَى ¬
كُلٌّ لِمَا يَعْلُوْهُ حَربٌ لَمْ يَزَلْ ... فَلَوْ اسْتَطَاعَ الزَّجُّ ذَمَّ اللَّهذَمَا أَنَا مَنْ يَحِلُّ عَنِ انْتِحَالِ فَضِيْلَةٍ ... حَسبُ العَبِيْرِ فَضِيْلَةً أَنْ يَنْعَمَا ثوْبُ الدَّعَاوَى مَا ضَفَا إِلَّا عَلَى ... مَنْ كَانَ مِنْ ثَوْبِ المَعَالِي مُحَرَّمَا سُبْحَانَ مَنْ يَقْضِي الجدُوْد بِأَمْرِهِ ... فَالجدُّ لَوْ نَصَرَ الجمَادَ تَكَلَّمَا نَبَغَتْ نَوَابِغُ بِالعِرَاقِ وَصيَّرَتْ ... فِي بَلْقَعٍ فَسَمُوا وَصَارُوا أَنْجُمَا قَوْمٌ عَهِدْتَهُمُ جَنَادِلَ حَرَّةٍ ... لِترَاجِعَ الدَّهرِ البُغَاثَة قَشْعَمَا مُدِحُوا وَكَانُوا تَبِضُّ صفَاتهُمْ ... بخْلًا فَجَادُوا بِالأُلُوْفِ تَكَرُّمَا عِطْرٌ يُخَصُّ بِهِ الذُّيُول وَصَيِّبٌ ... يُسْقِي السِّبَاخَ فَمَا يَفِيْدُ وَإِنْ هَمَا بِاللَّهِ ثِقْ لَا بِالدّلَاصِ فَإِنَّمَا تَحْمِي ... الدّلاص مِنَ المَنِيَّةِ مَنْ حَمَى وَاسْلَمْ لِيَسْلَمَ دِيْنُ كُلِّ مُوَحِّدٍ ... فَسَلَامَةُ الإِسْلَامِ فِي أَنْ تَسْلَمَا 16774 - لَا تَشُوبنَّ حُسْنَ جُوْدٍ بمَطلٍ ... فَالجَوَادُ المَطُولُ مثْلُ البَخيْلِ 16775 - لَا تَصُبِر الإِبلُ الجلَادُ تَفرَّقَت ... بَعدَ الجَمِيْعِ وَيَصْبرُ الإِنْسَانُ أَبُو بكرٍ الخَوارزمي: 16776 - لَا تَصحَبِ الكَسْلَانَ في حَاجَاتِهِ ... كَمْ صَالِحٍ بفَسَاد آخرَ يَفْسُدُ بَعْدَهُ: عَدْوَى البَلِيْدِ إِلَى الجلِيْدِ سَرِيْعَةٌ ... كَالجمْرِ يُوْضَعُ فِي الرَّمَادِ فَيَخْمَدُ إبراهيم الغَزيُّ: 16777 - لَا تَصُدَّنَّ رفعةً عَنْ وَضيْعٍ ... فَعَلَى المُنسَمِ اسْتَقَلَّ السَّنَامُ الوزيرُ الطغرائي: ¬
16778 - لَا تصفحنَّ عَنِ الملمِّ إِذَا جَنَى وَ ... إِذَا المَضَاربُ أَمكنتكَ فَصَمّمِ ابن سناء الملك المصريّ: 16779 - لَا تَصْلُحُ الدُّنيا بغَيرِ مُعَدّلٍ ... يَسْقي بكَاسَي شُهدهَا وَالعَلْقَم بَعْدَهُ: يَقْظَانَ يَبْسِطُ رَاحَةً ... بحُقُوْقِهَا مِنْ مَغْنَمٍ أَوْ مَغْرمٍ إِنْ سِيْلَ بَذْلًا فَهُوَ يُنْبُوع النَّدَى ... أَوْ سِيْمَ خسْفًا فَهُوَ يُنبُوعْ الدَّمِ وَالنَّاسُ إِمَّا رَاغِبٌ أَوْ رَاهِبٌ ... فَامْلِكْهُمُ بِالسَّيْفِ أَوْ بِالدِّرْهَمِ ابْنُ لنكك البصريُّ: [من السريع] 16780 - لَا تَصْلُحُ الأرضُ وَلَا تَستَوِي ... إِلَّا بِكُمْ يَا تقَرَ العَالمِ بَعْدَهُ: مَا أَنْتُمُ عَارٌ عَلَى آدَمٍ ... لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ بَنِي آدَمٍ الأديبُ الخوَرازميُّ: 16781 - لَا تَصْنَعِ العُرْفَ إِلى مَائقٍ ... فَكُلُّ مَا تَصْنَعُهُ ضَائِعُ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوْبٌ: مَنْ صَنَعَ المَعْرُوْفَ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ كُتِبَتْ عَلَيْهِ خَطِيْئَةٌ. هُوَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بن عَلِيّ بنِ إِبْرَاهِيْم الكَاشِيُّ الهَرَاسِيُّ الأَدِيْبُ الخَوَارِزْمِيُّ. وَيُرْوَى: لَا تَصْنَعِ المَعْرُوْفَ فِي سَاقِطٍ ... فَذَاكَ صُنْعٌ سَاقِطٌ ضَائِعُ وَضَعْهُ فِي حُرٍّ كَرِيْمٍ ... يكنْ عُرْفُكَ مِسْكًا ضَايِعُ ¬
ابْنُ الروميِّ: 16782 - لَا تَصْنَعَنَّ صَنيعَةً مَبتُوْرَةً ... وإذَا اصْطَنَعْتَ إلى الرجالِ فَتَمِّم بَعْدَهُ: لَا تُطْعِمَنَّهُمْ وَتَقْطَعَ عَنْهُمُ ... أَشْبِعْ إِذَا أَطْعَمْتَ أَوْ لَا تُطْعِمِ يُقَالُ فِي المَثَلِ: إِذَا ضَرَبْتَ فَأَوْجِعْ وَإِذَا أَطْعَمْتَ فَأَشْبِعْ. وَإِذَا فَعَلْتَ فِعْلًا فَأَتمَّهُ. وَقِيْلَ الابْتِدَاءُ بِالصَّنِيْعَةِ نَافِلَةٌ وَرَبُّهَا بِالتَّعَاهُدِ فَرِيْضَةٌ. ومن باب (لَا تَضْجَرَنَّ) قَوْلُ آخَر: لَا تَضْجَرَنَّ وَكُنْ ثَبُوْتًا صَابِرًا ... حَسَنَ الخَلِيْقَةِ صَافِيًا لَا يَكْدَرُ وقول عَلِيِّ بنِ الجهمِ فِي عيَادَةِ المَرِيْضِ (¬1): لَا يَضُرَّنَّ مَرِيْضًا حَيْثُ عَائدهُ ... أَنْ العِيَادَةَ يَوْمٌ بَعْدَ يَوْمَيْنِ بَلْ سَلْهُ عَنْ حَالِهِ وَادْعُ الإِلَهَ لَهُ ... وَاقْعُدْ بِقَدْرِ فَوَاقٍ بَيْنَ خِلَّيْنِ مَنْ زَارَ غِبًّا أَخًا دَامَتْ مَوَدَّتُهُ ... وَكَانَ ذَاكَ سِلَاحًا لِلْفَرِيْقَيْنِ ومن باب (لَا تَضْجَرَنَّ) قَالَ المَرْزَبَانِيُّ: دَخَلَ الأَشْعَثُ بنُ قَيْسٍ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ نِصْفَ النَّهَارِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصلِّي فَقَالَ يَا أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ أَدَؤُوْبٌ بِاللَّيْلِ وَدَؤُوْبٌ بِالنَّهَارِ فَلَمَّا فَرغَ مِنْ صلَاتِهِ انْفَتَلَ قَائِلًا عَلَيْهِ السَّلَامُ (¬2): اصْبرْ عَلَى مَضَضِ الإدْلَاجِ فِي السَّحَرِ ... وَلِلرَّوَاحِ عَلَى الحَاجَاتِ وَالبُكْرِ لَا تَضْجرَنَّ وَلَا تَدْخُلْكَ مُعْجِزَةٌ فَالنَّجْحُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِنِّي رَأَيْتُ وَفِي الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ ... لِلصَّبْرِ عَافِيَةٌ مَحْمُوْدَةُ الأَثَرِ ¬
وَقَلَّ مَنْ جَدَّ فِي أَمْرٍ يُطَالِبُهُ ... فَاسْتَشْعَرَ الصَّبْرَ إِلَّا فَازَ بِالظَّفَرِ يُروى لعلي عليه السلام: 16783 - لَا تَضْجَرَنَّ وَلَا تَدخُلكَ معجْزةٌ ... فَالنُّجحُ يُتلَفُ بْينَ العَجْز وَالضَّجَرِ أَبُو هِفَّانَ: 16784 - لَا تَضرعَنَّ إلى أَخِيْكَ وَإِنْ ... كَثُرْتَ فيَستَقِلَّك بَعْدَهُ: وَاصبِرْ عَلَى مَضَضِ الزَّمَا ... نِ فَإِنْ فَعَلْتَ فما أَجَلَّكْ القَاضي الأرجانيُّ: 16785 - لَا تَضْطَرِبْ عنْدَ الخُطُوبِ فَإنَّما ... يَصْفُو إِذَا مَا أُمْهِلَ المتَكَدِّرُ قَبْلهُ: يَلْقَى الحَسُوْدُ تَجَلُّدِي فَيَسُوْءُهُ ... أَنِّي عَلَى رَيْبِ الحَوَادِثِ أَصْبِرُ إِنِّي لأُصْبِحُ لِلْفَضِيْلَةِ سَاتِرًا ... مِنِّي كَمَنْ هُوَ لِلنَّقِيْصَةِ يَسْتُرُ وَأَرَى أَمَامِي مَا وَرَائِي دَائِمًا ... مِثْلَ الَّذِي هُوَ فِي مِرْآةٍ يَنْظُرُ لَا تَضطَرِبْ عِنْدَ الخُطُوْبِ. البَيْتُ الحيصُ بيصُ: 16786 - لَا تَضَعْ مِنْ شَريْفِ قَوْمٍ ... وَإِنْ كُنْتَ مُشَارًا إلَيْهِ بِالتَّعْظِيْم بَعْدَهُ: فالشَّرِيْفُ الكَرِيْمُ ينْقُصُ قَدْرًا ... بِالتَّعَدِّي عَلَى الشَّرِيْفِ الكَرِيْمِ ¬
وَلَعُ الخَمْرِ بِالعُقُوْلِ رَمَى ... الخَمْرَ بِتَنْجِيْسِهَا وَبِالتَّحْرِيْمِ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: مَا أَظُنّهُ سُبِقَ إِلَى هَذَا المَعْنَى. ومن باب (لَا تَضِقْ) قَوْلُ آخَر: لَا تَضِقْ ذِرْعًا إِذَا مَا ... لَمْ يَكُنْ مَا تَشْتَهِيْهِ رُبَّما تَكْرَهُ شَيْئًا ... وَيَكُوْنُ الخَيْرُ فِيْهِ عبيدُ بن الأبرصُ: 16787 - لَا تَضِيْقَنَّ بالأُمُورِ فَقَدْ ... تُفْرَجُ غَمَّاؤهَا بِغَيْرِ احْتِيَالِ ابْنُ الروميِّ: 16788 - لَا تُطْفيَّن جَوًى بِلَومٍ إنَّهُ ... كالرّيحِ تُغْرِي النَّارَ بالإِحْرَاقِ قَبْلهُ: فَدَعِ المُحِبَّ مِنَ المَلَامَةِ إِنَّهَا ... بِئْسَ الدَّوَاءُ لِمُوْجعٍ مِعْلَاقِ لَا تَطْغِيَنَّ جَوًى بِلَوْمٍ إِنَّهُ. البَيْتُ 16789 - لَا تَطلُبِ الخَيْرَ إِلَّا منْ مَعَادِنِهِ ... وَالشرُّ حَيثُ طَلَبتَ الشَرَّ مَوَجُودُ أبو هلالٍ العَسكريُّ: 16790 - لَا تَطلُبِ الخيْرَ وَلَا تَرجُهُ ... فَإِنَّ هَذِيْ دَوْلَةُ الشَرّ قَبْلهُ: قَدْ رُفِعَتْ أَلْوِيَةُ الغَدْرِ ... وَسُدَّ بَابُ الفَضْلِ وَالشُّكْرِ وَآيَةُ الإِحْسَانِ مَنْسُوْخَةٌ ... قَدْ أُسْقِطَتْ مِنْ صُحُفِ الدَّهرِ ¬
لَا تَطْلُبِ الخَيْرَ وَلَا تَرْجُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: سَمِعْتُ بِالحُرِّ وَلَمْ أَلْقَهُ ... يا طُوْلَ أَشْوَاقِي إِلَى الحُرِّ أبو سليمَان الخطَّابيُّ: 16791 - لَا تَطْلُبِ السِّمْنَ إِلَّا عِنْدَ ذيْ سِمَنٍ ... نَالَ الولَايْةَ فَالمْعزُولُ مَهزُوْلُ الرِّضيّ الموسَوي: 16792 - لَا تَطُلبِ الغَايةَ القُصْوَى فَتُحرمَهَا ... فإِنَّ بَعْضَ طِلَابِ الرّبحُ خُسْرَانُ بَعْدَهُ: وَالعَزْمُ فِي غَيْرِ وَقْتِ العَزْمِ معْجِزَةٌ ... وَالازْدِيَادُ بِغَيْرِ العَقْلِ نُقْصَانُ فَاجْعَلْ يَدَيْكَ مَجَالَ المَالِ تَحْظَ بِهِ ... إِنَّ الأَشِحَّاءِ لِلوُرَّاثِ خُزَّانُ ومن باب (لَا تَطْلُبَنَّ) قَوْلُ آخَرَ فِي انْقِلَابِ الزَّمَانِ بِالكِرَامِ وَمُسَاعَفَتِهِ لِلِّئَامِ (¬1): لَا تَطْلُبَنَّ الأَمْرَ مِنْ وَجْهِهِ ... فَإِنَّهُ يَعْسُرُ مِنْ كُلِّ بَابِ وَشَاوِرِ النَّوْكَى لَا تَعْصِهِمْ ... يَأْتِيْكَ مَا تَهوَى بِعَيْنِ الصَّوَابِ وَصَاحِبِ السّفْلَةَ تَسْعَدْ بِهِمْ ... فَإِنَّ هَذِا الدَّهرَ دَهرُ انْقِلَابِ وقول أَبِي عَلِيٍّ مَسْكَوِيْهِ (¬2): لَا تَطْلِبُوا المَالَ من حَوْلٍ وَمِنْ حِيَلٍ ... فربما جَاءَ مَطْلُوْبٌ بِلَا طَلَبِ يأتِي الفَتَى رِزْقُهُ المَقْسُوْمُ عَنْ سَبَبٍ ... بَادٍ تَرَاهُ وَقَدْ يَأْتِي بلَا سَبَبِ وَمَنْ تَعَوَّدَ عَضَّ السَّيْفِ هَامَتَهُ ... هَانَتْ عَلَى إِلْيَتَيْهِ عَضَّةُ القَتَبِ فِي العُوْدِ مَا يُقْرَنُ المِسْكُ الذَّكِيُّ بِهِ ... طِيْبًا وَفِيْهِ لقًى مُلْقًى مَعَ الحَطَبِ هَذَا كَتَاجٍ عَلَى رَأسٍ تُعَظِّمُهُ ... وَذَاكَ كَالشَّعْرِ الجافِي عَلَى الذَّنَبِ ¬
وَتَقُوْلُ جَارِيَةٌ (¬1): لَا تَطْلُبِ الحُسْنَ إِنْ الحَسَنَ آفَتهُ ... أَنْ لَا يَزَالُ طَوالَ الدَّهرِ مَطْلُوْبَا وَمَا تُصَادِفُ يَوْمًا لُؤْلُؤًا حَسَنًا ... بَيْنَ اللآلِئ إِلَّا كَانَ مَثْقُوْبَا 16793 - لَا تَطلُبَنْ عِزًّا بِذُلِّ عَشِيْرَةٍ ... فَإِنَّ الذَّلِيْلَ مَنْ تَذلُّ عَشايِرُهُ 16794 - لَا تَطلبنَّ إِلَى البَخِيْلِ شَجاعةً ... إِنَّ البَخِيْل يَخَافُ أسْبَابَ الرَّدى بَعْدَهُ: أَنَّى يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ يَوْمَ الوَغَا ... مَنْ لَا يَجُوْدُ بِمَالِهِ يَوْمَ النَّدَى ومن باب (لَا تَطْلُبَنَّ) قَوْلُ أَبِي نَعَامَةَ فِي الخِصْيَانِ (¬1): لَا تَطْلُبَنَّ إِلَى خَصِيٍّ حَاجَةً ... يَوْمًا فَمَالَكَ عِنْدَهُ مِنْ خَيْرِ وَاكْشُفْ لَهُ عَنْ رَأْسِ أَيْرِكَ إِنَّهُ ... لَا شَيْءَ أَشْهَى عِنْدَهُ مِنْ أَيْرِ وقول آخَر: لَا تَطْلُبَنَّ سِوَى الجوَادَ ... فَإِنَّهُ تَكْفِيْكَ نَظْرَتهُ إِلَيْكَ سُؤَالَا وقول جَرِيْرٍ (¬2): لَا تَطلُبَنَّ خؤُوْلَةً فِي تَغْلِبٍ ... فَالزِّنْجُ أَكْرَمُ مِنْهُمُ أَخْوَالَا 16795 - لَا تَطلبنَّ إلى لَئِيْم حَاجةً ... طَلبُ الكُراعِ مِنَ الكَلَابِ قَبِيْحُ 16796 - لا تَطلبنَّ إلى لَئِيْمٍ حَاجةً ... وَاقعُدْ فَإِنَّكَ قآئِمٌ كَالقَاعِدِ ¬
بَعْدَهُ: يا خَادِعَ البُخَلَاءِ عَنْ أَمْوَالِهِمْ ... هَيْهَاتَ تُضْرِبُ فِي حَدِيْدٍ بَارِدِ أبو مسمعٍ سعيدٍ بن نجيح الفزاري: 16797 - لَا تَطلبنَّ إلى لَئِيْمٍ حَاجةً ... وَعَلَيكَ فيْهَا بالكَرِيْم المُفْضِلِ ابْنُ هندُو: [من الكامل] 16798 - لَا تَطلبنّ بآلةٍ لَكَ رُتْبةً ... قَلَمُ البَلِيْغ بغَيْرِ جَدٍّ مغزَلُ يقول مِنْهَا: الحُرُّ يَرْسُبُ دَائِمًا فِي ذِلَّةٍ ... فَكَأَنَّهُ بِالمَكْرُمَاتِ مُثَقَّلُ وَالوَغْدُ يَجْذِبُهُ الهَوَانُ إِلَى العُلَى ... فَكَأَنَّهُ تُرْبٌ تَطَأهُ الأَرْجُلُ لَا تَطْلُبَنَّ بِآلَةٍ لَكَ رُتْبَةً. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: سَكَنَ السَّمَا كَأَنَّ السَّمَاءَ كِلَاهُمَا ... هَذَا لَهُ رِمْحٌ وَهَذَا أَعْزَلُ 16799 - لَا تَطلبنَّ بَمنع المَالِ مَحْمدَةً ... إِنَّ المَحامِدَ بالأَمْوالِ تُكْتَسَبُ قَبْلهُ: لَا تَنْشرَنَّ مَوَاعِيْدًا فَتَسْنِدَهَا ... إِلَى المَطَالِ فما يرْضَى بِذَا الأَدَبِ لَا تَطْلِبَنَّ بِمَنع المَالِ مَحْمَدَةً. البَيْتُ الغزِّيُ: 16800 - لَا تَطلبنَّ لِرزْقٍ مُبْرَمٍ سَبَبًا ... فَالرِزقُ قسْمَتُهُ كَانَتُ لَهُ سَبَبَا ¬
16801 - لَا تَطلبنَّ مَعيْشةً بِنَذَالةٍ ... فَليَأُتيَّنكَ رزقُكَ المَقْدُوْرُ بَعْدَهُ: وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ نَائِلٌ كُلَّ الَّذِي ... هُوَ فِي الكِتَابِ مُحَبَّر مَسْطُوْرُ مَا زَادَ فِي عَيْشِ امْرِئٍ رِزْقٌ ... وَلَا ضَرَّ امْرَءًا فِي عَيْشِهِ تَقْصِيْرُ مِهيارُ: 16802 - لَا تَطلُبُوا الثَّأْر عنْدَ غَيرِيْ ... فَإِنَّ قَلْبْي قتِيْلَ عَيْنيْ بَعْدَهُ: هَانَ دَمٌ يَعِزُّ فِيْكُم ... يا لَعَزِيْزِ المَرَامِ هَيْنِ مِثْلُهُ قَوْلُ دِعْبَلٍ (¬1): لَا تَأْخُذُوا بِظُلَامَتِي أَحَدًا ... طَرْفِي وَقَلْبِي فِي دَمِي اشْتَرَكَا مِسكويَهُ: 16803 - لَا تَطلُبُوا المَالَ منْ حَوْلٍ وَلَا حيَلٍ ... فَرُبَّمَا جَآءَ مَطْلوبٌ بلَا طَلَبَ ومن باب (لَا تَطْعِمَنَّ) قَوْلُ آخَر (¬1): لَا تَطْعَمَنَّ طمعًا يُدْنِي إِلَى طَمَعٍ ... إِنَّ المَطَامِعَ فَقْرٌ وَالغِنَى اليَاسُ لِلنَّاسِ مَالٌ وَلِي مَالَانِ مَا لهما ... إِذَا تَحَارَسَ أَهلُ المالِ حُرَّاسُ مَالِي الرضا بِالَّذي أَصْبَحْتُ أمْلكهُ ... وَمَالِي النَّاسُ مِمَّا يَمْلِكُ النَّاسُ الفضل العبَّاسي اللهبي: ¬
16804 - لَا تَطْمَعُوْا أَنْ تُهينونَا وَنكرِمَكُمْ ... وَأَنْ نكُفَّ الأَذى عَنْكم وتؤْذُوْنَا المعرِّيُّ: 16805 - لَا تَطِويَا السِرَّ عَنِّي يَوْمَ نَائبَةٍ ... فَإنَّ ذَلِكَ ذَنبًا غَيرُ مُغْتَفَرِ قَبْلهُ: أَقُوْلُ وَالوَحْشُ تَرْمِيْنِي بِأَعْيُنِهَا ... وَالطَّيْرُ تعْجَبُ مِنِّي كَيْفَ لَمْ أَطِرِ المُشْمَعِلَّيْنِ كَالسَّيْفَيْنِ تَحْتَهُمَا ... مِثْلُ القَنَاتَيْنِ مِنْ أَيْنٍ وَمِنْ سُمُرِ لَا تَطْوِيَا السِّرَّ عَنِّي يَوْمَ نَائِبَةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَالخِلُّ كَالمَاء يُبْدِي لِي ضَمَائِرهُ ... مَعَ الصَّفَاءِ وَيَخْفِيْهَا مَعَ الكَدَرِ 16806 - لَا تُطيِّر وَسَنًا عَنْ مُقْلَةٍ ... أَنْتَ أَهدَيْتَ لَها طِيْبَ الوَسَنْ أَبُو الحسَن علي بن علي السلميُّ: 16807 - لَا تَظْلمنَّ إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِرًا ... فَالظُلمُ آخرهُ يَأتيكَ بالنَّدَمَ قَبْلهُ: عِزُّ النَّزَاهَةِ يَعْلُو كُلَّ فَائِدَةٍ ... تُعِيْدُهَا الحرُّ مِنْ مَالٍ وَمِنْ نِعَمِ وَحَمْلُ مِنَّةِ مَنْ يُولِيْكَ عَارِفَةً ... تُغْنِيْكَ أَثْقَل مِنْ صبْرٍ عَلَى عَدَمِ لَا تَظْلِمَن إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِرًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِيَّاكَ وَالظُّلْم لَا تَكْلَفْ بِهِ شَرِها ... إِنَّ الظَّلُوْمَ عَلَى حَدٍّ مِنَ البهمِ نَامَتْ عُيُوْنُكَ وَالمَظْلُوْمُ مُنْيَتُهُ ... يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللَّهِ لَمْ تَنَمِ ¬
16808 - لَا تَظنُّوا ليَ إلَيْكُمْ عَودةً ... كشَفَ التَجريْبُ عَنْ عَيْنِي عَمَاهَا إبراهيم الغزيُ: 16809 - لَا تَعْتبنَّ عَلَى الخُطُوْب فَرُبَّمَا ... خَفي الصَّوَابُ فَأَخْطأَ الحُذَّاقُ قَالَ الحَرِيْرِيُّ: مَنْ عُدِمَتْ بهِ الأَعْمَالُ أعلَقَتْ بِهِ الآمَالُ، وَمَنْ رُفِعَتْ لَهُ الدَّرَجَاتُ رُفِعَتْ إِلَيْهِ الحَاجَاتُ وَإِنَّ السَّعِيْدَ إِذَا قَدَرَ وَوَاتَاهُ القَدَرُ أَدَّى زَكَاةَ النِّعَمِ كَمَا تُؤَدَّى زَكَاةُ النَّعَمِ وَالْتَزَمَ لأهلِ الحِرَمِ كَمَا يَلْتَزِمُ لِلأَهلِ وَالحِرَمِ وَأَنْتَ عَمِيْدُ مِصْرِكَ وَعِمَادُ عَصْرِكَ تُزْجِي الرّكَائِبُ إِلَى حَرَمِكَ وَتُرْجَى الرَّغَائِبُ مِنْ كَرَمِكَ وَاللَّبِيْبُ مَنْ إِذَا وَجَدَ جَادَ وَإِذَا بَدَأَ بِعَائِدَةٍ عَادَ. 16810 - لَا تَعْتبنَّ عَلَى الزَّمانِ وَأَهلِهِ ... وَاجْعَلْ مُرَادَكَ تَابِعًا لمُرَادِهِ بَعْدَهُ: وَإِذَا جَفَاكَ الدَّهرُ وَهُوَ أَبُو الوَرَى ... طُرًّا فَلَا تَغْبِب عَلَى أَوْلَادِهِ أبو الفضل المروزي: 16811 - لَا تَعْتبنَّ عَلَى الزَّمان وَصَرْفِهِ ... مَا دَامَ يُقنَعُ مِنْكَ بِالأطرَافِ بَعْدَهُ: وَإِذَا سَلِمْتَ فَلَا تَكُنْ لَكَ هِمَّةٌ ... إِلَّا رَوَامَ لسَلَامَةٍ أُلَّافِ هُوَ السُّكَّرِيُّ مِنْ شُعَرَاءِ مَا وَرَاءِ النَّهرِ. ومن باب (لَا تَعْتَبَنَّ) قَوْلُ سَعِيْدِ بن حُمَيْدٍ الكَاتِبِ (¬1): لَا تَعْتَبَنَّ عَلَى النَّوَائِبِ ... فَالدَّهرُ يُرْغِمُ كُلَّ صَاحِبْ ¬
وَاصْبِرْ عَلَى حدثَاتِهِ ... إِنَّ الأُمُوْرَ لَهَا عَوَاقِبْ مَا كُلُّ مَنْ أنْكَرْتَهُ ... وَرَأَيْتَ جَفْوَتَهُ بِعَاتِبْ الدَّهرُ أَوْلَى مَنْ صَبَرْتَ لَهُ ... عَلَى زَيْنِ المَشَارِبْ كَمْ نِعْمَةٍ مَطْوِيَّةٍ لَكَ ... مِنْ أَبْنَاءِ المَصَائِبْ وَمَسَرَّةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ ... مِنْ حَيْثُ تَنْتَظِرُ النَّوَائِبْ أَبُو الحسَن النَّامي: 16812 - لَا تَعْتَذِر بِالشّغل عنَّا إِنَّمَا ... تُرْجَى لأنَّكَ دَائِمًا مَشغُولُ بَعْدَهُ: وَإِذَا فَرَغْتَ وَلَا فَرَغْتَ ... فَغَيْرُكَ المَرْجُوُّ وَالمَأمُوْلُ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ اتَّصلَتْ نِعَمُ اللَّهِ عِنْدَهُ كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ إِلَيْهِ فَمَنْ لَمْ يَحْتَمِلْ تِلْكَ المُؤنَ عَرَّضَ نِعْمَتَهُ لِلزَّوَالِ فَإِنَّ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نِعَمًا يُقِرُّهَا عِنْدَ مَنْ يَبْذِلُهَا فَإِذَا مَنَعُوْهَا المُسْتَحِقِّيْنَ نَزَعَهَا عَنْهُمُ وَحَوَّلَها إِلَى غَيْرِهِمْ. 16813 - لَا تَعْتَمِد إلّا رئيسًا فاضِلًا ... إِنَّ الكِبَارَ أَطَبُّ للأوجَاع اليَعقوبيُّ: 16814 - لَا تُعْجِبَنْكَ عِمَا مَتِيْ ... فَالفَقْرُ مِنْ تَحْتِ العِمَامَةُ 16815 - لَا تَعجَبن فَلَيْسَ كُلُّ مُعَظَّمٍ ... رُزِقَ الثّرآءَ وَعزَّ باسْتيْهَالِهِ 16816 - لَا تُعجِبَنَّكَ أثوابٌ عَلَى زَجْلٍ ... دع عنْكَ أثُوابَهُ وَانْظُر إلى الأَدَب ومن باب (لَا تَطْعِمَنَّ) قَوْلُ آخَر (¬1): ¬
لَا تَطْعَمَنْ طمعًا يُدْنِي إِلَى طَمَعٍ ... إِنَّ المَطَامِعَ فَقْرٌ وَالغِنَى اليَاسُ لِلنَّاسِ مَالٌ وَلِي مَالَانِ مَا لهما ... إِذَا تَحَارَسَ أَهْلُ المالِ حُرَّاسُ مَالِي الرّضَا بِالَّذي أَصْبَحْتُ أمْلكهُ ... وَمَالِي النَّاسُ مِمَّا يَمْلِكُ النَّاسُ الخليلُ بنْ أحمدَ: 16817 - لَا تَعجَبنَّ لِخَيْرٍ زَلَّ عَنْ يَدِهِ ... فَالكَوكَبُ النَّحْس يَسْقي الأَرضَ أَحْيَانَا ومن باب (لَا تَعْتَبَنَّ) قَوْلُ سَعِيْدِ بن حُمَيْدٍ الكَاتِبِ (¬1): لَا تَعْتَبَنَّ عَلَى النَّوَائِبِ ... فَالدَّهرُ يُرْغِمُ كُلَّ صَاحِبْ وَاصْبِرْ عَلَى حدثَاتِهِ ... إِنَّ الأُمُوْرَ لَهَا عَوَاقِبْ مَا كُلُّ مَنْ أنْكَرْتَهُ ... وَرَأَيْتَ جَفْوَتَهُ بِعَاتِبْ الدَّهرُ أَوْلَى مَن صَبَرْتَ لَهُ ... عَلَى زَيْنِ المَشَارِبْ كَمْ نِعْمَةٍ مَطْوِيَّةٍ لَكَ ... مِنْ أَبْنَاءِ المَصَائِبْ وَمَسَرَّةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ ... مِنْ حَيْثُ تَنْتَظِرُ النَّوَائِبْ 16818 - لَا تَعجبنَّ لمنْ أَغْنَاهُ عَنْ أَدَبٍ ... جَهْلٌ فَإنَّ العَمَى أَغْنَى عَن السرُجُ مِثْلُهُ قَوْلُ دِعْبَلٍ (¬2): لَا تَأْخُذُوا بِظُلَامَتِي أَحَدًا ... طَرْفي وَقَلْبِي فِي دَمِي اشْتَرَكَا ابْنُ الحلاوَيِّ: 16819 - لَا تعجَبُوا لِتَجَلُّدِيْ وَتَبَسُّمي ... في بَاطِنِي بخلَافِ مَا في ظَاهِرِيْ قَالَ الحَرِيْرِيُّ: مَنْ عُدِمَتْ بهِ الأَعْمَالُ أعلَقَتْ بِهِ الآمَالُ، وَمَنْ رُفِعَتْ لَهُ الدَّرَجَاتُ رُفِعَتْ إِلَيْهِ الحَاجَاتُ وَإِنَّ السَّعِيْدَ إِذَا قَدَرَ وَوَاتَاهُ القَدَرُ أَدَّى زَكَاةَ النَّعَمِ كَمَا تُؤَدَّى زَكَاةُ النَّعَمِ وَالْتَزَمَ لأهْلِ الحِرَمِ كَمَا يَلتزِمُ لِلأَهْلِ وَالحِرَمِ وَأَنْتَ عَمِيْدُ مِصْرِكَ ¬
وَعِمَادُ عَصْرِكَ تُزْجِي الرّكَائِبُ إِلَى حَرَمِكَ وَتُرْجَى الرَّغَائِبُ مِنْ كَرَمِكَ وَاللَّبيْبُ مَنْ إِذَا وَجَدَ جَادَ وَإِذَا بَدَأَ بِعَائِدَةٍ عَادَ. الطَّبرخَزَميُّ: 16820 - لَا تَعجَبُوْا منْ صَيْدِ صَعْو ... بَازيًا إِنَّ الأسُودَ تُصَادُ بِالخرفَانِ 16821 - لَا تَعَجَّلْ هَمًّا بِمَا إِنْ تَرَاخَى ... لَسْتَ تَدْرى يَكوُنُ أَو لَا يَكُونُ 16822 - لَا تَعْجَلَنَّ بقَصْدِ مَنْ لَمْ تَبْلُهُ ... وَتأَنَّ قَدْ كَثُر الرّجآءُ الخَائبُ ياقوتُ الحمويُّ: [من البسيط] 16823 - لَا تعْجَلنَّ بَوعْدٍ ثُم تُخْلِفُهُ ... فَيُثمِر المَطلُ بَعدَ الوُدّ أَحقَادَا أَبُو المغيثُ الرَّافعي: 16824 - لَا تَعجلَنَّ عَلَى لَومي فَقَدْ سَبَقَتْ ... منّي إِلَيكَ بمَا تهوَى الْمَعَاذِيرُ 16825 - لَا تَعْجَلَنَّ فَرُبَّمَا ... عَجِلَ الفَتَى فِيْمَا يَضرُّهُ جحظه البَرمكي: [من الخفيف] 16826 - لَا تُعِدَّنَّ لِلزَّمَانِ صَدِيْقًا ... وَأَعِدَّ الزَمَانَ لِلأَصْدقاءِ قَبْلهُ: سائلي عن صروف. . . الليالي ... عشت في نعمة وطول بقاءِ لا تُعِدَّنَّ للزمان صديقًا. البيت. ¬
أَبُو سعدٍ الأصفهانيُّ: 16827 - لَا تُعِدَّنّيْ لِيَوْمٍ صَالحٍ ... إِنَّ إِخْوَانَكَ في الخَيرِ كَثِيرُ الرِّضيّ الموسويّ: 16828 - لَا تَعْذُلُونيْ فِي الْسُّكُو ... تِ فَرُبَّ قَولٍ لَا يُقَالُ بَعْدَهُ: كَمْ صَامِتٍ مُتَوَقِّعٍ ... أَنَّة يَعِنُّ لَهُ المَقَالُ إِنَّ التَّجَمُّلَ نُطْقَةٌ ... أَبَدًا يُرَتِّقُهَا السُّؤَالُ مَا كُنْتُ أَرْغَبُ فِي الحَيَاةِ ... وَلَيْسَ لِي عِزٌّ وَمَالُ لِي لَوْ عَلِمْتَ إِلَى ذُرَى ... العَلْيَاءِ آمَالٌ طِوَالُ 16829 - لَا تَعْرضَنَّ الشّعِرَ مَا لَم يَكُنْ ... علمُكَ في أَبْحُرِهِ بَحْرَا بَعْدَهُ: فَلَنْ يَرَاكَ المَرْءُ فِي فُسْحَةٍ ... مِنْ عَقْلِهِ مَا لَمْ يَقُلْ شِعْرَا دعبلٌ: 16830 - لَا تَعرَضنَّ بمَزْحٍ لامْرِئٍ طَبِـ ... ــــنٍ مَا رَامَهُ قَلبُهُ أَجْراهُ في الشّفة بَعْدَهُ: فَرُبَّ مُخْزِيَةٍ بِالمَزْحِ خَازِيَةٍ ... مَشُوْمَةٍ لَمْ يُرَدْ إِنْمَاؤُهَا نَمَتِ المُطوعيُّ النَّيسابُوري: ¬
16831 - لَا تَعْرضَنَّ عَلَى الرُّواةِ قَصِيْدةً ... مَا لَم تُبالِغ قَبْلُ في تَهذيْبِهَا بَعْدَهُ: فَإِذَا عَرَضْتَ الشِّعْرَ غَيْرَ مُهَذَّبٍ ... عَدُّوْهُ مِنْكَ وَساوِسًا تَهذِي بِهَا أَبُو العَتاهيةِ: 16832 - لَا تَعْرضَنَّ لِكُلِّ أَمْرٍ ... أَنْتَ غَيْر مُطِيْقِهِ 16833 - لَا تَعَنَّى فَكُلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ ... لَهُ سَائقٌ إلَيكَ مُتيْحُ بَعْدَهُ: قَدْ يَلِجُّ المُلِحُّ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ... فَيَكْدِي وَيُرْزَقُ المُسْتَرِيْحُ وَيَعِيشُ السَّقِيْمُ حِيْنًا مِنَ الدَّهرِ ... سَلِيْمًا وَقَدْ يَمُوْتُ الصَّحِيْحُ 16834 - لَا تَغبطنَّ أخَا بُخْلٍ بثرْوَتهِ ... إِنَّ البَخِيْلَ فَقيرٌ غَيْر مَأْجُورِ ومن باب (لَا تَغْبِطَنَّ) قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ ثَابِتٍ الخَطِيْبِ البَغْدَادِيِّ (¬1): لَا تَغْبطَنَّ أَخَا الدُّنْيَا يُزَخْرِفُهَا ... وَلَا بِلذَّةِ وَقْتٍ عَجَّلَتْ فَرَحَا فَالدَّهرُ أَسْرَعُ شَيْءٍ فِي تَقَلُّبِهِ ... وَفِعْلُهُ بَيِّنٌ لِلْخَلْق قَدْ وَضَحَا كَمْ شَارِبٍ عَسَلًا فِيْهِ مَنِيَّتُهُ ... وَكَمْ تَقَلَّدَ سَيْفًا مَن بِهِ ذُبِحَا 16835 - لَا تَغبَطنَّ أخَا مَالٍ عَلَى سَعَةٍ ... فَعِنْدَهُ مُوَنٌ تَسْتَغْرقُ المَالَا أنشدَ الرَّاغبُ: ¬
16836 - لَا تَغُبِطَنَّ أَدِيبًا مَالَهُ نَشَبٌ ... لَا خَيْرَ في أَدَبٍ إِلَّا مَعَ النَشَبِ الرِّضي الموسوي: 16837 - لَا تَغِبَطنَّ عَلَى البقاءِ مُعَمّرًا ... يَا قُرب يَوم مَنِيَّهٍ منْ مَوْلِدِ 16838 - لَا تَغْتَرِرْ بِبَنى الزَّمانِ وَلَا تَقُلْ ... عنْدَ الشَدائِدِ لي أَخٌ وَندْيمُ بَعْدَهُ: جَرَّبْتَهُمْ فَإِذَا المُعَاقِرُ عَاقِرٌ ... وَالخِلُّ خِلٌّ وَالحَمِيْمُ حَمِيمُ 16839 - لَا تَعْتَزِرْ بحَيَاءٍ فيْهِ منْ شَرَسٍ ... فالماءُ في كُلّ عَضْبِ الغَرْب صَمْصَام أَبُو الفتح البُستيُّ: 16840 - لَا تَغْتَرِرْ بشَبَابٍ رَائقٍ خَضِلٍ ... فَكَم تَقدَّم قَبل الْشِّيْبِ شُبَّانُ 16841 - لَا تَغْتَرِرْ بنَعيْمِ أَرْبابِ الهَوَى ... فَنَعِيْمُهُمْ وَعَذَابُهُم سِيَّانُ 16842 - لَا تَغْتَرِرْ بنَعيْمِهِ وَبمُلْكِهِمْ ... فَالمُلكُ يَفْنَي وَالنَّعِيْمُ يَزُولُ 16843 - لَا تَغْتَرِرْ بهَوَى الملَاح فَرُبَّمَا ... ظَهَرتْ خَلَايِقُ للمِلَاح قِبَاحُ بَعْدَهُ: وَكَذَا السُّيُوْفُ يَرُوْقُ حُسْنُ صِقَالِهَا ... وَبِحَدِّهَا تَتَخَطَّفُ الأَرْوَاحُ ومن باب (لَا تَغْدرَنَّ) قَوْلُ كُثَيِّرٍ (¬1): لَا تَغْدرَنَّ بِوَصْلِ عزَّةَ بَعْدَمَا ... أَخَذَتْ عَلَيْكَ مَوَاثِقًا وَعُهُوْدَا إِنَّ المُحِبَّ إِذَا أَحَبَّ حَبِيْبَةً ... صَدَقَ الصَّفَاءُ وَأَنْجَزَ المَوْعُوْدَا ¬
اللَّه يَعْلَمُ لَوْ أَرَدْتِ زِيَادَ ... ةً فِي الحُبِّ عِنْدِي مَا وَجَدْتِ مَزِيْدَا رُهبَانُ مَدْيَنَ وَالَّذِيْنَ رَأَيْتُهُمْ ... يَبْكُوْنَ مِنْ حَذَرِ العِقَابِ قُعُوْدَا لَوْ يَسْمَعُوْنَ كَمَا سَمِعْتُ حَدِيْثهَا ... خَرُّوا لِعزَّةَ رُكَّعًا وَسُجُوْدَا وَالمَيتُ يُنْشَرُ أَنْ تَمُسَّ عظَامَهُ ... مَسًّا وَيخْلدُ إِنْ يَرَاكِ خُلُوْدَا إِنَّ الكَوَاعِبَ قَدْ سَمِعْنَ عَشِيَّةً ... فِي القَوْمِ مِنْكِ تَهَرُّجًا وَنشِيْدَا فعَرِفْنَ صَوْتَكِ حِيْنَ يُنْشِدُ وَاقِفًا ... رَجْزًا بِهُنَّ مُعَرَّضًا وَقَصِيْدَا فَخَرَجْنَ نَحْوكِ يَبْتَدِرْنَ تَبَادُرًا ... نُجْلَ العُيُوْنِ إِلَى حَدِيْثِكِ صيْدَا وَوَضَعْنَ عَنْكِ الحِجَالَ وَقُرِّبَتْ ... فُرَشَ السِّخَامِ وَمُهِّدَتْ تَمْهِيْدَا وَوَضَعْنَ فَوْقَ مَجَامِرٍ دَخَّنَّهَا ... تَحْتَ المَجَاسِدِ وَالمَطَارِفِ عُوْدَا مِنْ عَنْبَرٍ عَبِقٍ بِهِنَّ مُمَسَّكٍ ... بِأَطْيَبِ رِيْحِ وُقُوْدهنَّ وُقُوْدَا ومن باب (لَا تَغُرَّنْكَ) قَوْلُ كَمَالِ الدِّيْنِ بنِ الرَّمَّانِيِّ الحِلِّيِّ: لَا تَغُرَّنْكَ السَّلَامَةَ ... مَا كُلُّ سَلِيْمٍ فِي عَيِّهِ بسَلِيْمِ كَارَةُ القَوْمِ فِي العِيَارِ وَدُسْتُوْرُ ... القَاضي فِي كَفِّ أَيِّ غرِيْمِ أَبُو بكرٍ الخوارِزميُّ: 16844 - لَا تَغرَّنْكَ هَذِهِ الأَوجُهُ الغُـ ... ــــــرُّ فيَا رُبَّ حَيَّةٍ في رِيَاضِ قَبْلهُ: قُلْتُ لِلعَيْنِ حِيْنَ شَامَتْ جَمَالًا ... فِي وُجُوْهٍ كَوَاذِبِ الإِيْمَاضِ لَا تَغُرَّنْكَ هذه الأَوْجُهُ الغُرُّ. البَيْتُ النَّمِر بن تولبٍ: 16845 - لَا تَغْضَبنَّ عَلَى امْرئٍ فِي مَالِهِ ... وَعَلَى كَرِايم صُلْبِ مَالِكَ فاغْضَبِ كَشَاجِم: ¬
16846 - لَا تَغضَبنَّ عَلَى فتًى يَرْضَى بِمَا ... أَوليتَهُ وَلَو انتَعلْتَ بنَاظِرِه بَعْدَهُ: وَيُكَاتِم الأَسْرَارَ حَتَّى إِنَّهُ ... لَيَصُوْنُهَا مِنْ أَنْ تَمُرَّ بِخَاطِره المؤَملُ الكوفي: [من البسيط] 16847 - لَا تَغْضَبنَّ عَلَى قَوْمٍ تُحِبُّهُمُ ... فَليْسَ منكَ عَلَيْهم يَنْفَعُ الغَضَبُ بَعْدَهُ: يا جَائِرِيْنَ عَلَيْنَا فِي حُكوْمَتِهِمْ ... وَالجُوْرُ أَقْبَحُ مَا يُؤْتَى وَيُرْتَكُبُ لَسْنَا إِلَى غَيْرِكُمْ مِنْكُمُ نَفِرُّ ... إِذَا جُرْتُمُ وَلَكِنْ إِلَيْكُمْ مِنْكُمُ الهَرَبُ 16848 - لَا تَغْلُ في طَلَبِ الأُمُور فَرُبَّما ... حُرِمَ الرُّمَاةُ الصَّيْدَ بالإِغْرَاقِ أَبُو الفتح البُستيُّ: 16849 - لَا تَفتَخِر بعُلًى أُمْطيتَ كَاهِلَها ... فإِنَّ أَصْلكَ يَا فَخَّارُ فَخَّارُ إبراهيم الغزِّيُ: 16850 - لَا تَفْخرَّنَ بِدعْوَى غَيْرِ صَادِقَةٍ ... مَا كُلُ مَنْ جَابَ أرضًا كَاَنَ حِرّيتا ومن باب (لَا تَفْرَحَنَّ) قَوْلُ المَعَرِّيِّ (¬1): لَا تَفْرَحَنَّ بِفَالٍ إِنْ سَمِعْتَ بِهِ ... وَلَا تَطِيْرَنّ إِذَا مَا نَاعِبٌ نَعَبَا فَالخَطْبُ أَفْظَعُ مِنْ سَرَّاءَ تَأمُلهَا ... وَالأَمْرُ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يُظْهِرَ الرُّعبَا إِذَا تَفَكَّرْتَ فِكْرًا لَا يُمَازِجُهُ ... فَسَادُ عَقْلٍ صَحِيْح هَانَ مَا صَعُبَا ¬
فَاللُّبُّ إِنْ صَحَّ أَعْطَى النَّفْسَ فتْرتَهَا ... حَتَّى يَمُوْت وَسَمَّى جَدّهَا لَعِبَا وَمَا الغَوَانِي الغَوَادِي فِي مَلَاعِبِهَا ... إِلَّا خَيَالاتُ وَقْتٍ أُشْبِهَتْ لَعِبَا هَذَا مِنْ لُزُوْمِ مَا لَا يَلْزَمُ وَهُوَ الالْتِزَامُ بِالعَيْنِ قَبْلَ البَاءِ الَّتِي هِيَ القَافِيَةُ. عَديُّ بن زيدٍ: 16851 - لَا تَفْرَحَنَّ بلَيْلٍ طَابَ أَوّلُه ... فَرُبَّ آخرِ لَيْلٍ أَجَّج النَّارَا قَبْلهُ: يا رَاقِدَ اللَّيْلِ مَسْرُوْرًا بِأَوَّلِهِ ... إِنَّ الحَوَادِثَ قَدْ يَطْرقْنَ أَسْحَارَا لَا تَفْرَحَنَّ بِلَيْلٍ طَابَ أَوَّلُهُ. البَيْتُ ابْنُ هندُو: [من البسيط] 16852 - لَا تَفرَحنَّ بمَا أَحْرزتَ منْ أَدَبٍ ... فَإنَّما الشُّومُ مَغْنَاطْيسُهُ الأدَبُ بَعْدَهُ: أَمَّا تَرَى البُؤْسَ قَدْ أَلْقَى مَرَاسِيَهُ ... حَيْثُ المَحَابِرُ وَالأقْلَامُ وَالكُتُبُ الصَّابئ: 16853 - لَا تَفرَحنَّ مِنَ الصَّدِيْق بشَاهدٍ ... حَتَّى يَكُوْنَ مُوَافقًا لِلغَيْبِ أَبُو الفتح البُستيُّ: 16854 - لَا تَفْزَعَنْ منْ كُلّ شيءٍ مُفْزعٍ ... مَا كُلُ تَربْيعِ البُرُوِجْ بِضَآئِر 16855 - لَا تُفْسِدَنْ مَا قَد تَأَكَّدَ بَيْنَنْا ... مِنْ صَالحٍ خَطراتُ ظنٍّ فَاسِدِ 16856 - لَا تُفْسِدَن صَنَايِعًا رَبَّيتُهَا ... يا بنَ الكِرَامْ لأَجْلِ ذَنْبٍ وَاحِدِ ¬
16857 - لَا تُفشِ سرَّكَ مَا اسْتَطعْتَ إِلَى امْرئٍ ... يُفِشي إليكَ سرَائِرًا يُستَودَعُ بَعْدَهُ: فَكَمَا تَرَاهُ بِسِرِّ غَيْرِكَ صَانِعًا ... فَكَذَى بِسِرِّكَ لَا مَحَالَةَ يَصْنَعُ ابْنُ شمسِ الخلافةِ: 16858 - لَا تَقْبَلَنَّ الدُّونَ منْ دُونٍ وَلَا ... تَطلُبْ حَقيرًا مِنْ حَقيرٍ تُحْتَقَرْ أَبْيَاتُ جَعْفَر بن شَمْسِ الخِلَافَةِ يَقُوْلُ مِنْهَا: حَظِّي مِنَ الأَحْبَابِ حَظٌّ نَاقِصٌ ... مِنِّي لَهُمْ صفْوٌ وَمِنْهُمْ لِي كَدَرْ دع ذِكْرَ مَا قَدْ فَاتَ فِي زَمَنِ الصِّبَى ... عِنْدَ المَشِيْبِ فَذَاكَ مِنَ الهَذَرْ فَالدُّهرُ إِنْ رَهَبَ اسْتَرَدَّ وَإِنْ شَفَى ... أَدْوَى فكن مَا عِشْتَ مِنْهُ عَلَى حَذَرْ كَمْ رَامَ قَهْرِي مَعًا فِي وَحْدَتِي ... بِالنَّائِبَاتِ فَمَا جَرَعْتَ وَلَا صَبَرْ جَرَّدْتُ عَزْمِي حِيْنَ جَرَّدَ صَرْفَهُ ... وَتَبَارَزَ البَطَلَانِ فَاسْتَحْذَى وَفَرْ سَافِرْ تَفُزْ بِالسُّؤْلِ وَاتْعَبْ تَسْتَرِحْ ... غَرِّرْ بِنَفْسِكَ فَالسَّلَامَةُ فِي الغَرَرْ لَا تَقْبَلَنَّ الدُّوْنَ مِنْ دُوْنٍ. البَيْتُ ابْنُ الروميِّ: 16859 - لَا تَقبَلَنَّ المَدْحَ ثُمَّ تَعُوقُهُ ... وَتَنَامُ وَالشُّعَرآءُ غَيرُ نِيَام بَعْدَهُ: وَأَعْلَمُ أَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يُنْصِفُوا ... حَكَمُوا لأَنْفِسِهِمْ عَلَى الحُكَّامِ فَجِنَايَةُ الجانِي عَليْهِمْ تَنْقَضِي ... وَعِقَابُهُمْ يَبْقَى عَلَى الأَيَّامِ كَتَبَ الحُزْنِبْلُ بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ إِلَى أَحْمَدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ أَبِي دُلَفٍ وَقَدْ مَدَحَهُ فَتَوَانَى فِي صِلَتِهِ. وَكَتَبَ بِهَا الخَلِيْلُ بن أَحْمَدَ إِلَى سُلَيمَانَ بن حَبِيْبٍ المُهَلَّبِيِّ وَقَدْ قَصَدَهُ
جَمَاعَة مِنَ الشُّعَرَاءِ فَأَبْطَأَ عَلِيْهِمْ رِفْدَهُ لَهُمْ. الوزيرُ ابْنُ زيدونَ: 16860 - لَا تَقْبَلَنَّ سوَى الأحبَّة نَاصحًا ... إِنَّ النَّصَايحَ مِنْ سوَاهُم تُتْهَمُ ومن باب (لَا تَقْتَصرْ) قَوْلُ الإِمَامُ الشَّافِعِيِّ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ (¬1): لَا تَقْتَصِرْ فِي حَاجَةٍ إِنْ بَدَتْ ... عَلَى رَسُوْلٍ أَوْ رَسُوْلَيْنِ وَاقْصُدْ بِهَا نَفْسَكَ تَسْعَدْ بِهَا ... فَالعَيْنُ تَسْتَحِي مِنَ العَيْنِ ومن باب (لَا) قَوْلُ إِبانُ بن عَبْدِ الحَمِيْدِ فِي سوَّارِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ القَاضِي يَمْدَحُهُ (¬2): لَا تَقدَحُ الظِّنَّةُ فِي حُكْمِهِ ... شِيْمَتُهُ عَدْلٌ وَإنْصَافُ يُمْضِي إِذَا لَمْ تَفقَهُ شُبْهَةٌ ... وَفِي اعْتِرَاضِ الشَّكِّ وَقَّافُ ومن باب (لَا) قَوْلُ آخَر: لَا تَقْطَعَنَّ أَخًا لأَوَّلِ زَلَّةٍ ... فَلَقَدْ تَزِلُّ النَّعْلُ بِالمَوْثُوْقِ ومن باب (لَا) قَوْلُ لَيْلَى الأُخْيَلِيَّةِ (¬3): لَا تَقْرِبَنَّ الدَّهرَ آلِ مطرَّفٍ ... لَا ظَالِمًا أَبَدًا وَلَا مَظْلُوْمَا إِنْ سَالَمُوْكَ فَدَعْهُمُ مِنْ بَعْدِهِ ... وَارْقُدْ كَمَا لَكَ بِالرِّقَادِ نَعِيْمَا لَنْ تَسْتَطِيْعَ بِأَنْ تُحَوِّلَ عِزَّهُمْ ... حَتَّى تحوّلَ ذَا الهِضَابِ يَسُوْمَا وَقَالَ أَبُوْ فِرَاسٍ (¬4): لَا تَقْرِبَنَّ مِنَ الذُّنُوْبِ أخَسَّهَا ... وَاعْمدْ إِذَا فَارَقْتهَا لِلأَفضلِ ¬
وَخَطِيَّةٌ تَعْلُو عَلَى مُسَّامِهَا ... يَأتِيْكَ آخِرُهَا بِطَعْمِ الأوَّلِ ليست مِنَ اللَّاتِي يَقُوْلُ لَهُ ... الفَتَى عِنْدَ التَّفَكُّرِ لَيْتَنِي لَمْ أَفْعَلِ وَقَالَ الرّضِيّ المَوْسَوِيِّ مِنْ بَابِ (لَا تَقْرَبَنْ) (¬1): لَا تَقْرَبَنْ صَيْفَ الهُمُوْمِ ... قِرًى إِلَّا قِرَى العَيْرَانَةِ الأجُدِ وَانْهَضْ فَإِنْ لَمْ تَحْظَ فِي بَلَدٍ ... بِالرِّزْقِ فَاقْطَعْهُ إِلَى بَلَدِ وَابْغِ العَلَى أَبَدًا فَكَمْ طَلَب ... قَدْ بَاتَ مِنْ نَيْلٍ عَلَى صَدَدِ إِمَّا يُقَالُ سَعَى فَاحْرِزْهَا ... أَوْ أَنْ يُقَالَ مَضَى فَلَمْ يَعُدِ أَبُو هِلالٍ العَسكريّ: 16861 - لَا تَقْطَعِ البِرَّ إن قَطعتهُ ... يَقْطَعُ مَا تَسْتَحقُّ مِنْ شُكِرِ بَعْدَهُ: مَنْ صَنَعَ البرَّ ثُمَّ بَتَرَه ... عَرَّضهُ لِلجُحُوْدِ وَالكُفْرِ وَالعُرْفُ إِنْ لَمْ تكن تُتِمّه ... صَارَ قَرِيْبَ المَعْنَى مِنَ النُّكْرِ بعض الغسَّانيينَ: 16862 - لَا تَقْطَع ذَنَبَ الأَفْعى وَتُرْسلُها ... إِنْ كُنْتَ شهمًا فَأتْبعْ رَأسَها الذَّنَبَا قَبْلهُ: مَا كُلُّ يَوْمٍ يَنَالُ المَرْءُ مَا طَلَبَا ... وَلَا يَسَوِّغُهُ المِقْدَارُ مَا وَهَبَا وأَحْزَمُ النَّاسِ مَنْ إِنْ نَالَ فُرْصَتَهُ ... لَمْ يَجْعَلِ السَّبَبَ المَوْصُوْلَ مُنْقَضِبَا لَا تَقْطَع ذَنَبَ الأَفْعَى وَتُرْسِلُهَا. البَيْتُ هَذَا الشِّعْرُ لِبَعْضِ الغَسَّانِيِّيْنَ يُحَرِّضُ الأَسْوَدَ المُنْذِرَ أَخَا النُّعْمَانِ عَلَى قتلِ الأَعْدَاءِ وَاسْتِئْصَالِ شَأفَتِهِمْ وَيُحَذِّرُهُ مِنَ الغُفُوْلِ عَنْهُمْ. ¬
16863 - لَا تَقْطَعنْ عَادةَ الإِحسَانِ عَنْ أَحدٍ ... مَا دُمتَ تَقدرُ فالأيامُ تَارَاتُ 16864 - لَا تَقْطَعُوا الحَبْلَ مَا بيْني وَبيْنَكُم ... إِنَّ الكَريم لِقَطعِ الحَبْلِ وَصَّالُ 16865 - لَا تَقْطَعي بالهجْرِ أَسْبَابَ الهَوَى ... وَإِذَا أرَدْتِ قَطِيْعَة فَتجمَّلي 16866 - لَا تَقْطَعي مَدَدَ الزيَادة بَيْنَنَا ... أَرْضَى وَعَيْشكِ بالقَليْل الَّدائِمُ بَعْدَهُ: فَلَئِنْ قَطَعْتَ مَوَدَّتِي وَزِيَارتي ... أَحْسبْكَ مِنْ بغضِ الزَّمَانِ الصَّارِمِ مَنْ مُنْصِفِي مِنْ بَحْرِ حُبِّكَ فِي الهَوَى ... وَمُخَلِّصي مِنْ مَوْجِهِ المُتَلَاطِمِ شَفَتِ الغَلِيْلَ بِبَارِدٍ مِنْ ثَغْرِهَا ... نَفْسِي الفِدَا لَكِ مِنْ طَبِيْبٍ عَالِمِ مَا لِي إِلَيْكِ وَسِيْلَةٌ يا هَذِهِ ... إِلَّا الهَوَى وَغَرَامُكِ المَتَقَادِمِ عزُّ الدِين عبد الحَميد بن أبي الحَديدِ: 16867 - لَا تَقْعُدَنَّ عَنِ الإِحسَانِ تَفعَلُه ... مَا كُلَّ وَقْتٍ يُطيقُ المَرءُ إحْسَانَا بَعْدَهُ: وَفُرْصةُ العمْرِ إِمْكَانٌ ... فَوَاعَجَبَا من يُضَيعُّ مِنْ دُنْيَاهُ إمْكَانَا 16868 - لَا تَقُلْ ذَا مَكْسَبٌ يَزْرَى ... فَقَصْدُ النَّاسِ أَزْرَى 16869 - لَا تَقُلْ شرًا وَقُلْ خَيرًا وَلَا ... تُخْلِفِ الوَعْدَ وَعَجّل مَا تَعِد 16870 - لَا تُقَلِّلْ إِذَا عَمَمْتَ بِجَدْوى ... إِنْ شرَّ الإعْدَادِ عِنْدِي القَلِيُلُ المُثَقِّب العَبديُّ: 16871 - لَا تَقُولَنَّ إِذَا مَا لَم تُرِدُ أَنْ ... تُتِمَّ الوَعْدَ فِي شَيءٍ نَعَمْ ¬
بَعْدَهُ: فَإِذَا قُلْتُ نَعَمْ فَاصْبِرْ لَهَا ... بِنَجَاحِ الوَعْدِ إِنَّ الخَلْفَ ذَمُّ حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ مِنْ بَعْدِ لَا ... وَقَبِيْح قَوْلُ لَا مِنْ بَعْدِ نَعَمْ ومن باب (لَا) قَوْلُ آخَرَ وَهُوَ مَعْنًى لَطِيْفٌ (¬1): لَا تَقُوْلي لَا فَمَكْتُوْبٌ عَلَى ... وَجْهكِ المُشْرِقِ حُسْنًا نَعَمُ بِحُرُوْفٍ كُتِبَتْ عَنْ قُدْرَةٍ ... مَا جَرَى قَطُّ عَلَيْهَا قَلَمُ نُوْنُهَا الحَاجِبُ وَالعَيْنُ بِهَا ... طَرْفُكِ الفَتَّانُ وَالمِيْمُ الفَمُ ومن باب (لَا) قَوْلُ أَبِي الحَسَنِ العُصْفُرِيِّ (¬2): لَا تَكَارَمُ شَبْهًا بِالكِرَامِ لَئِن ... تَخْفَى الوُجُوْهُ عِنْدَ الطَّعَامِ ومن باب (لَا) قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بنِ هَمَّامٍ السَّلُوْليِّ (¬3): لَا تَكُ بَابَ الشَّرِّ تُحْسِنُ فَتْحهُ ... عَلَيْنَا وَبَابُ الخَيْرَاتِ لَهُ قُفْلُ وَقَدْ نِلْتَ سُلْطَانًا عَظِيْمًا فَلَا تَكُنْ ... لِغَيْرِكَ جَمَّاتُ النَّدَى وَلَكَ البُخْلُ علي بن محمَّد الحمَّاني العلويُّ (¬4): [من الكامل] 16872 - لَا تَكْتَسِي النُّورَ الرياضُ إِذَا ... لَم تُردِهنَّ مَخاآئِلُ المَطَرِ بَعْدَهُ: وَالغَيْثُ لَا يُجْدَى إِذَا ذَرَفَتْ ... آمَاقُ مَدْمَعِهِ عَلَى حَجَرِ وَكَذَاكَ لَوْ نِيْلَ الغِنَى بِيَدٍ ... لَمْ يُجْتَذَبْ بِسَوَاعِدِ القَدَرِ عبدُ القُدُّوسِ: ¬
16873 - لَا تَكْتُمْن دآءَكَ الطَّببَا ... وَلَا الصدْيِقَ سرَّكَ المَحْجُوبَا صالح بن عبدُ القدوس: 16874 - لَا تُكْثرَنْ حَشْوَ الكَلَامِ ... إِذَا اهتَدَيْتَ إلى عُيُونِه بَعْدَهُ: فَالصَّمْتُ أَحْسَنُ بِالفَتَى ... مِنْ مَنْطِقٍ فِي غَيْرِ حِيْنِه عبدُ الواحد بن المطرَّز: 16875 - لَا تُكْثرَنَّ عَلَى أَخِيْكَ مُوَاصِلًا ... فَيَملَّ منْ غِشيَانِكَ المتَواتِر بَعْدَهُ: فَالرَّوْضُ يُشْرِقُ بِالنَّدَى فَيَمُجُّهُ ... وَيَرُوْقُهُ طَلُّ الغَمَامِ العَابِرِ وَاطْلُبْ عُيُوْبَكَ عِنْدَ مَنْ لَازَمْتَهُ ... حُكْمُ المُطَاوِلِ غَيْرُ حُكْمِ الزَّائِرِ قَبْلهُ: منْصورُ الفقِيه: 16876 - لَا تُكْثِرنَّ فَخَيرُ الكَلَامِ القَلِـ ... ـــيلُ الحرُوْفِ الكَثيرُ المَعاني أحمد بن أبي طاهِر في أبي العيناء: 16877 - لَا تُكْثِرُوْ فيْهِ فَلَا بُدَّ لِيْ ... أَسَاءَ أَمْ أَحْسَنَ مِنْ صَفْعِهِ سَجْعُ أَبِي العَيْنَاء فِي رَجْعِهِ ... فَلَعَنَهُ اللَّهِ عَلَى سَجْعِه كَأَنَّ مَنْ يَسْمَعُ أَلْفَاظَهُ ... يقْذُفُ صمّ الصَّخْرِ فِي سَمْعِهِ لَا تُكْثِرُوا فِيْهِ فَلَا بُدَّ لِي. البَيْتُ أحمد بن إبراهيم العَبرتائي: ¬
16878 - لا تُكْثِرْي في الجُودِ لائِمَتِي ... وَإِذَا بَخِلْتُ فَأَكْثِري لَومي بَعْدَهُ: كَفَى فَلَسْتُ بِجَامِلٍ أَبَدًا ... مَا عِشْتُ هَمَّ غَدِي عَلَى يَوْمِي محمَّد بن خازمٍ: [من مجزوء الكامل] 16879 - لَا تكْذِبَنْ فَصَلَاحُ مَنْ ... جَهِلَ الكَرَامَةَ في هَوَانِهُ إبراهيم الموصليُّ: 16880 - لَا تكْذبَنَّ فإِنَّ النَّاسَ مُذْ خُلقْوا ... لرَغْبَةٍ يُكرمونَ النَّاسَ أَو فَرقِ محمَّد بن خازمٍ: 16881 - لَا تكْذِبَنَّ فَمَا الدُّنْيَا بأَجْمَعِهَا ... مِنَ الشَّبَابِ بيَوْمٍ وَاحدٍ بَدَلُ قَبْلهُ: لَا تَبْكِيَنَّ بِصَبْرٍ فَخَلِّ العينَ تَنْهَمِرُ ... فُقِدَ الشَّبَابُ بِيَوْمِ المَرْءِ مُتَّصِلُ لَا تَكْذِبَنَّ فما الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: سقْيًا وَرَعْيًا لأَيَّامٍ الشَّبَابِ وَإِنْ ... لَمْ يَبْقَ مِنْكَ لَهُ رَسْمٌ وَلَا طَلَلُ شَرخَ الشَّبَابِ لَقَدْ أبْقَيْتَ لِي حَزَنًا ... مَا جَدَّ ذِكْركَ إِلَّا جَدَّ لِي ثُكَلُ كَفَاكَ بِالشَّيْبِ عَيْبًا عِنْدَ غَانِيَةٍ ... وَبِالشَّبَابِ شَفِيْعًا أَيُّهَا الرَّجُلُ قَالَ العُلَمَاءُ بِالشِّعْرِ هَذَا أَحْسَنُ مَا قِيْلَ فِي التَّفَجُّعِ فِي الشَّبَابِ وَالتَّوَجُّع لِفَقْدِهِ. وَقَوْلُ مَنْصُوْرُ النَّمرِيُّ: مَا تَنْقَضِي حَسْرَةٌ مِنِّي وَلَا جَزَعٌ ... إِذَا ذَكَرْتُ شَبَابًا لَيْسَ يُرْتَجَعُ ¬
وَهِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِ: مَا تَنْقَضِي حَسْرَةٌ. البَيْتُ بما فِيْهَا مِنَ الحِكَايَةِ. صُرَّدر: 16882 - لَا تكْذبَنَّ فَهَذا الشَّخصُ مِنْ نَفَرٍ ... لَمْ يَخلْق اللَّه مِنْهُم غَيرُ آاحاَد 16883 - لَا تَكْرهِ النُّصْحَ مِمَّنْ قَصْدُهُ حَسَنٌ ... وَإِنْ دُعيْتَ إِلَى المعْرُوف فَاسْتجبِ ابن الآمدي: 16884 - لَا تكرِهُوهُ عَلَى السلُوِّ فَطائعًا ... حَمَلَ الغَرامَ فَكيفَ يَسْلُوْ مُكْرَها الحارثُ بن حِلزةَ: 16885 - لَا تَكْسعِ الشَوْلَ بأَغْبَارِهَا ... إنَّكَ لَا تَدْريْ من النَّاتجُ قَبْلهُ: قُلْتُ لِعُمَرِ حِيْنَ أَبْصرْتُهُ ... وَقَدْ حَبَا مِنْ دُوينَا عَالِجِ لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بِأَغْبَارِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَاصْبُبْ لأَضْيَافِكَ أَلْبَانهَا ... فَإِنَّ شَرَّ اللَّبَنِ الوَالِجُ بَيْنَا الفَتَى يَسْعَى وَيَسْعَى لَهُ ... نَاحَ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ خَالِجُ يَتْرِكُ مَا رَنَّحَ مِنْ عَيْشِهِ ... يَعِيْثُ فَبِهِ همَجٌ هَامِجُ قَوْلُ الحَارثِ بنِ حَلزَةَ: لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بِأَغْبَارِهَا. البَيْتُ هَذَا البَيْتُ هُوَ المَثَلُ السّائِرُ. يُضْرَبُ فِي الحُبِّ عَلَى العَطَاءِ وَالكَرَم وَأَنْ لَا تُبْقِي وَرَاءَكَ شَيْئًا يَرِثُكَ بِهِ وَارِثُكَ. الشَّوْلُ: جَمْعُ شَائِلٍ وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي ارْتَفَعَ لَبَنُهَا وَالكَسْعُ أَنْ تَنْضخَ عَلَى ضُرُوْعٍ الإِبْلِ المَاءَ البَارِدَ لِيَكُوْنَ أَسْمَنَ لأَوْلَادِهَا وَالغبْرُ وَاحِدُ الأَغْبَارِ وَهُوَ بَقِيَّةُ اللَّبَنِ. ¬
قَالَ أَبُوْ مُحَمَّدٍ البَصْرِيَّ: الكَسْعُ وَالتَّغْرِيْرُ وَاحِدٌ قَالَ وَكَانَتِ العَرَبُ إِذَا أَرَادُوا التَّغْرِيْرَ وَهُوَ أَنْ يَدَعَهَا مِنَ الحَلْبِ يَوْمًا ثُمَّ يَحْلِبُهَا ثُمَّ يَدَعَهَا يَوْمَيْنِ ثُمَّ يَحْلِبُهَا ثُمَّ يَدَعَهَا ثَلَاثةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَرْتَفِعُ لَبَنُهَا وَإِنَّمَا هَذَا إِذَا كَانَ اللَّبَنُ مُوَلِّيًا. وَقَالَ آخَرُوْنَ إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا لِيَكُوْنَ فِي سِمَنِهَا وَقوَّةً لِوَلدِهَا وَزِيَادَةً فِي لَبَنِهَا فَإِذَا تَرَكُوْهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَمْ يَحْلِبُوْهَا جَاؤُوا بِبَعْرٍ فَدَقُّوْهُ ثُمَّ بَلُّوْهُ بَلًّا ثَخِيْنًا ثُمَّ طَلُوا بِهِ أَخْلَافَ النَاقَةِ وَضرْعهَا وَذَلِكَ الكَسَعُ وَهُوَ التَّغْرِيْرُ أَيْضًا يَقُوْل: الحَرَثُ أعْطِ وَتَكَرَّمْ وَلَا تَفْعَلْ ذَلِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي فَتَكُوْن لِلْوَارِثِ أَوْ يُعَارُ عَلَيْهَا فَتَطْلَع مِنْ يَدِكَ. الشَيْظَيُّ: 16886 - لَا تَكْشِفَنَّ مَسَاوِئ النَّاسِ إِنْ سَتَرُوْا ... فيَكْشِفُ اللَّه سِتْرًا عن مَسَاوِيكَا بَعْدَهُ: وَاذْكُرْ مَحَاسِنَ مَا فِيْهِمْ إِذَا ذُكِرُوا ... وَلَا تَعِبْ أَحَدًا مِنْهُمْ بما فِيْكَا وَيُرْوَيَانِ لابنِ دُرَيْدٍ وَهُوَ الأَنْسَبُ. 16887 - لَا تَكُ كَالجَارِيْ إلى غَايةٍ ... حَتَّى إِذَا قاربَهَا وَلَّى 16888 - لَا تَك للجَاهِلِ خُدنًا فَقَدْ ... يُعْتَبَرُ الصَّاحِبُ بالصَّاحِبِ 16889 - لَا تَكِلْنِي إلى اخْتيَاري لِنَفْسِي ... لَسْتُ أَرْضَى عَقْليْ وَلَا تَدبيْريْ 16890 - لَا تَكِلْنِي إلى سِوَاكَ فَإِنّي ... لكَ أَمَّلتُ منْ جَمِيْع الأَنَامْ بشَارٌ: 16891 - لَا تَكُنْ كَالحمَارِ إِذْ طلَبَ القَريْـ ... ـــــنَ حرْصًا فَضَيَّعَ الأُذُنَيْنِ قَبْلهُ: ¬
وَيُرْوَى لأَبِي العَيْنَاءِ: لَقَبِيْحٌ فِي النَّاسِ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ ... بَعْدَ وَصْلٍ قَطِيْعَةُ الأَخَوَيْنِ لَا تكن كَالحِمَارِ. البَيْتُ. هَذَا مَثَلٌ سَائِرٌ يُضرَبُ فيمن يَطْلِبُ الزِّيَادَةَ فَيُضَيَعُّ مَا بِيَدِهِ فَلَا هَذَا وَلَا هَذَا. وَمِنْ حَدِيْثِ ذَلِكَ زَعَمُوا أَنَّ حِمَارًا وَثَوْرًا كَانَا عَلَى مَعْلَفٍ وَاحِدٍ وَأَنَّ الثَّوْرَ كَانَ يَنْطَحُ الحِمَارَ عَنِ العَلَفِ فَظَهَرَ فِي الحِمَارِ الهُزَالُ وَسُوْءُ الحَالِ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ مِنَ الحَمِيْرِ فَقَالَ لَهُ: لَوْ أَنَّكَ أَكَلْتَ كَثِيْرًا وَسَمِنْتَ نَبَتَ لَكَ قَرْنَانِ فقَدِرْتَ عَلَى مُنَاطَحَةِ الثِّيْرَانِ فَتَرَصَّدَ الحِمَارُ غَفْلَةَ بَعْضِ أَصْحَابِ الزُّرُوْعِ فَأَقْبَلَ يَأكُلُ زَرْعَهُ رَجَاء أَنْ يَسْمَنَ فَأُخذَ فَجُدِعَ أُذْنَاهُ فَسَارَ مَثَلًا. وَذَلِكَ مِنْ خُرَافَاتِ العَرَبِ. ابْنُ الرُّوميِّ: 16892 - لَا تَكُنْ كَالدَّهرِ فِي أَفْعَالِهِ ... كُلَّمَا أَعْطى عَطَايَاهُ ارْتَجَعْ 16893 - لَا تَكُنْ مُحتَقرًا شَأْنَ امْرئٍ رُبَّمَا ... كَانَتْ منَ الشَأْن شؤُونُ 16894 - لَا تَكُونَنَّ لِلأُمُورِ هَيُوبًا ... فإِلى خَيْبَةٍ يَصِيْرُ الهَيُوْبُ 16895 - لَا تَكُونُوا كَالأُلَى منْ قَبلكُمْ ... لَمْ يَخافُوا بَأْسَنَا حَتَّى نَزَلُ بديعُ الزَّمانِ الهَمذانيُّ: 16896 - لَا تَلتَزم حَالةً وَلَكِنْ ... دُرْ بالَّليالِيْ كَمَا تَدُوْرُ قَبْلَهُ: ¬
وَيْحَكَ هَذَا الزَّمَانُ زُوْرُ ... فَلَا يَغُرَّنْكَ الغُرُوْرُ لَا تَلْتَزِمْ حَالَةً وَلَكِنْ. البَيْتُ 16897 - لَا تلحقَّنَ إلى الإساءَةِ أُخْتَها ... شَرُّ الإساءَة أَنْ تُسيء مُعَاوِدَا إبراهيم الغزِّيُ: 16898 - لَا يلْحَ مَنْ وَجَدَ الدُّنيَا وَجَادَ بهَا ... فَمُنتَهى كلُّ مَوجُودٍ إلى عَدَم 16899 - لَا تلحَني إِني شَربتُ الهَوَى صِرفًا ... وَمَمزُوجُ الهَوَى يُسكِرُ أَبُو الفتح البُستيُّ: 16900 - لَا تُلزمني ذُنُوبَ غَيرِي ... حَسبِيَ كَسبي منَ الذُّنُوبِ أَبْيَاتُ البُسْتِيِّ أَوَّلُهَا: أَحْمِدُ رَبِّي عَلَى ضِيَاءٍ ... قَبَستُهُ مِنْ دُجَى الخُطُوْبِ لَزِمْتُ بَابَ المُلُوْكِ دَهرَ ... افَلَنْ يَلِق مَاؤُهُمْ ذَنُوْبِي وَكَمْ دَعُوْنِي إِلَى مَرَاقٍ ... يَصْبُو إِلَيْهَا هَوَى القُلُوْبِ فَصُنْتُ عرْضِي وَقُلْتُ قَوْلًا ... مُصَرِّحًا لَيْسَ بِالمَشُوْبِ لَا تُلْزِمِونِي ذُنُوْبَ غَيْرِي. البَيْتُ الحيصُ بيصُ: 16901 - لَا تَلطُفَنَّ بذي لومٍ فَتُطغيه ... وَأغلظ يأتِ مطواعًا وَمذعَانَا بَعْدَهُ: إِنَّ الحَدِيْدَ تُلِيْنُ النَّارُ شدّتَهُ ... وَلَوْ صَبَبْتَ عَلَيْهِ البَحْرَ مَا لَانَا ¬
16902 - لَا تلعَبنَّ بكَ الدُّنيا وَأَنْتَ تَرى ... مَا شِئتَ من عبَرٍ فيهَا وَأمثَالِ 16903 - لا تَلعَبنَّ فَمن وَرَائِكَ طَالبٌ ... وَمنَ العجَائِب طَالبٌ مَطلوُبُ ابْنُ المُعُتَز: 16904 - لَا تَلقَ إِلَّا بِلَيلٍ مَنُ تُوُاصِلُهُ ... فَالشَّمُسُ نمَّامَةٌ واللَّيُلُ قوَّادُ المُتَّنَبِي: 16905 - لَا تَلقَ دَهَرَكَ إِلَّا غيَر مُكُتَرِثٍ ... ما دام يَصحَبُ فيهِ رُوَحَكَ البَدَنُ منها: أريدُ مِن زَمنِي أنْ يبْلغَنِي ... مَا لَيسَ تَبلُغُهُ فِي نَفسِهِ الزَّمنُ فَمَا يُدِيمُ سُرورًا مَا سُرِرتُ بِهِ ... ولَا يَردُّ عَليكَ الغَائِب الحَزنُ مَا كُلُّ مَا يَتمَنَى المَرءُ يُدرِكُهُ ... تَجرِي الريَّاحُ بِمَا لَا تَشتَهِي السُفنُ أَمَّا قَولُهُ: لا تُلقِ دَهرَكَ، البيتُ، فمأخُوذٌ مِن قَول الحَكيم أرسْطَاطَالِيس أيَّامَ الحَياةِ لَا خَوفَ فِيها كَمَا أَنَّ أيَانَ اليصائِبِ لَا بقَاءَ لَها. وقَولُهُ: فَمَا يُديِمُ سُرورًا، البيتُ، فَهُو مَأخوذٌ مِن قَولِ أرسطاطالِيس أَيْضًا الأيَّام لا تُديمُ الفَرَحَ ولَا التَّرَحَ فالأسَفَ عَلَى المَاضِي تضيعُ العَقل لا غَيرُ. 16906 - لَا تَلُمِ الَمَرءَ عَلَى فِعلِهِ ... وأَنتَ مَنسُوُبٌ إلى مِثلِهِ ومِن بابِ (لا تلمِ)، قولُ ابن المعتزِ (¬1): [من الخفيف] فلا تلم بالمُدامِ مَطلي وحبسي ... ليسَ يومي يَا صَاحِبي مثلُ أمسِي ¬
لا تَسلي في سلِ مَشيتي عَنِّي ... مُذ عرفتُ المَشيبَ أنكرتُ نفسي ومن باب (لا تَلوُموا)، قَولُ بشَّارٍ: لا تَلومُوا وقَد أحاطَ بي الحُبّ ... فأصبحت كُلّ ممشَاي وغَيرُ ويَميني وعَن شَمالِي وقُدّامِي ... وخَلفِي الهَوَى فأينَ أفرُّ بَشَارٌ: 16907 - لَا تَلم فِيهَا وَحَسّن حُبَّهَا ... كُلُّ مَا قَرَّتِ بِهِ العَينُ حَسَنْ قَبلُهُ: وَيحَ قَلبِي مَا بِهِ مِن حُبّهَا ... ضَاقَ عَن كِتمانِهِ حتَّى عَلَن لَا تَلُم فِيها وَحسن حبِّهَا، البيتُ ابْنُ شمسُ الخلَافةِ: 16908 - لَا تَلُمني عَلَى البُكَاءِ عَلَيهِ ... مَن بَكَى شَجوهُ فَلَيَسَ يُلامُ 16909 - لَا تَلُمني عَلىَ تأَخُّرِ كُتبي وُدّنُا ... في الصُّدُورِ لَا في السُطُوُرِ 16910 - لَا تَلُمني عَلَى رَثَاثَةِ حَالي ... كُلُ ذَنبي إلى الزَّمانِ كَمَالي بَعْدَهُ: أقسَمَ الدَّهرُ لَا يَجودُ لِذي الفَضـ ... ــــــلِ ولَا يَصطَفِي سِوى الجُهَّالِ عُمر بنُ أبي ربيعة: 16911 - لَا تَلُمني وَأَنَتَ زَيَّنتَها لي ... أَنَتَ مثلُ الشّيَطانِ للإنسَانِ أبياتُ عُمر بنُ أبي ربيعةَ المخَزومِي: إنَّني اليَومَ عَادنِي أحزانِي ... وتَذَكرتُ منعَتِي وزَمَانِي وتَذَّكرتُ ظبيةً أمَّ خشفٍ ... صدعَ القَلب ذِكرُها وشجَانِي ¬
لا تَلُمني عَتيقُ حَسبيَ الَّذي بي ... إِنَّ بي يا عتيق ما قَد كفاني إِنَّ بي داخلًا من الحُبِّ قَد أبَلى ... عِظامِي مَكنونهُ وبَرَانِي لا تَلُمنِي فأنتَ زَينتُها، البيتُ وبَعْدهُ: إِنَّ دهرًا يلفُّ شملي بِسُعْدَى ... الزمانُ يهمُّ بالإحسانِ هي دائي هي دوائي لداءِ ... لو داوى بِربعها لشَفَاني لمْ تدعُ للنساءِ عِندِي نَصيبًا ... غيرُ ما قلتُ مارِجًا بِلسانِي وقَلى قَلبي سِواهَا بَعد ... مَا كنتُ مغرمًا بالغَوانِي ولِحُبي لحبِّها مَنْ أحبَّ ... ولِبغض لبُغضها من شانِي لَيتَني أشتري لِنَفسِي مِنها ... مثلَ ودِّي بساعِدي وبنانِي خَلجت عَينيَ اليَمينُ بخسرٍ ... تلكَ عينٌ مَيمونة الخُلجَانِ 16912 - لا تَلُمهُمُ عَلَى التَجنّي فلَو ... لم يتَجنَّوُا لَم يحسنوا الاعتِذَار قَبلُهُ: شَاقَنِي الأهلُ لَم تُشِقنِي الدِّيارُ ... والهَوى صَارَ بي إلىَ حَيثُ صَاروا فأناسٌ دَعَوا لَنا ثُمَّ غَابُوا ... وأناسٌ جَفَوا وهُم حُضارُ عرَّضَوا ثُمَّ أعرَضُوا واستَمالُوا ... ثمَّ مَالوا وجَارُوا ثَمَّ جَارُوا لَا تلهم عَلي التَجنيِّ فَلو لَمْ، البيتُ. العبَّاسُ بنُ الأحَنَفِ: 16913 - لَا تَلُومي فَإنَّ همكِ أَن أُثرِي ... وَهَمّي مَكَارمُ الأَخلَاقِ ¬
16914 - لَا تَمحُ بالمَنّ ما أَسدَيتَ مُن نِعَمٍ ... لَيسَ الكَرِيمُ إذا أسدَى بمَّنانِ ابْنُ وَكيعٍ التّيُسيُّ: 16915 - لَا تَمَزَحَنَّ فَإنَ مَزَحتَ فَلَا يَكُن مَزحًا ... تُضَافُ به إلى سُوءِ الأَدَب بَعْدَهُ: واحذرْ مُمَازَحةً تَعودُ عَداوةً ... إِنَّ المُزاحَ عَلَى مُقدِّمَةُ الغَضَبِ ابْنُ هنُدُوُ: [من الكامل] 16916 - لَا تَمزَحَنَّ مَعَ الشَّرِيِف فَيعتَدِي حقًا ... عَلَيكَ ولَا الدّني فَيَجتَرِي ومن باب (لا تَمزحنَّ) قَولُ أبي موسَى أبي الحَسَنِ ابن عبدِ الصَّمدِ بن علي بن المُعتَصِم: لا تَمزحنَّ مَعَ الصَّديق فَرُّبما ... جَلبَ العَداوةَ مِن صديقٍ مازحُ ودعِ المُزاحَ وكُن له متجنِّبًا ... إِنَّ المُزاحَ لكُلِ شرٍّ فاتِحُ أبُو الفَضِلُ المُيكَاَليُّ: 16917 - لَا تَمَنَعِ الفضلَ منْ مَالٍ حُبيتَ بِهِ ... فَالبَذلُ يُنميهِ وبَعَض الأَجر يُدَّخَرُ بَعْدَهُ: فالكَرمُ يُؤخَذ مِن أطرافِهِ طَمعًا ... فِي أن تُضاعِفَ مِنهُ الأكلُ والثَمرُ ومن باب (لا تَنزِلنَّ) قَولُ أبي الحَسنَ المُراديِّ، ويروىَ لِعبد اللَّهِ بن طَاهرٍ (¬1): لا تَنزِلنَّ بِنيسَابورَ مُغترِبًا ... إِلَّا وَحَبلكَ مَوصولٌ بِسُلطانِ أولا فلا أدبٌ يُغني ولا حَسَبٌ ... يُجزِي ولَا حُرمَةٌ تُرعى لإنسانِ ¬
16918 - لَا تَنبُشِ الشَرَّ فَتُبلَى بهِ ... فَقَل مَنُ يَسلم مِنُ نَبشهِ الجَمَّاز: 16919 - لَا تَنتفَنِ بَعَد أَن رِشتَني ... فإنَّني بَعضُ أَيادِيكَا طُرفَةُ بنُ العَبدِ: 16920 - لَا تَنزَعنَ برجلِ آخَرَ شَوكةً فتَقي ... برجلك رِجْلَ مَنْ قد شَاكهَا لَهُ أَيْضًا: 16921 - لَا تنزلَنَّ بَجار سوءٍ يُتَّقَى ... وَإذا ظَفرتَ بجَارِ صدقٍ فانزلِ 16922 - لَا تَنسَ لي نَفَحاتي وانس لي زَلَلي ... ولا يَغُرنكَ خَلقي واتَّبع خُلُقي أبُو تَمَّامٍ: 16923 - لَا تَنسَيَن تلكَ العُهُود فإنَّما ... سُمّيتَ إنسَانًا لأنَّكَ نَاسِي 16924 - لَا تَنصحنَّ لمن يَرَاكَ تَغُشُّهُ ... إِنَّ النَّصيحَةَ للمَلَامةِ أَقربُ بَعْدَهُ: واقصِد بِنُصحِكَ من أطاعَكَ راشِدًا ... ودعَ المُخالِفَ حَظَّهُ يتَجنَّب قَادِحُ السُلَمِيُّ: 16925 - لَا تَنطقَن بأَمرٍ لَا تَيقَّنُهُ يا عَمرُو ... إِنَّ المُعَافَى غَيرُ مَخُدوُعِ في المثل السائر: إن المعافى غير مخدوع، يضرب لمن يصن في صاحبه شيئًا ويبرئ نفسه منه، وحديث ذلك أَنَّ رجلًا من بني سليمٌ يُقالُ لَهُ سليطٌ عَشق امرأةَ ¬
قادِحٍ فأتي سليطُ قادِحًا وقَالَ إنّي قَد عَلِقتُ جَاريةً لأبي مَطعونٍ وَقَد واعَدتني فإذا دَخَلت عَليهِ فأقعد مَعهُ في المَجلِسِ فإذا أرادَ القِيامِ فاسبقهُ فإذا انتهيتَ إلى مَوضِعِ غَدي فاصفر حتَّى أعلمَ بمجيئكما فآخذ حَذري ولكَ كلُّ يومٍ دِينارٌ فَخَدعهُ بِهذا وَكان أَبُو مَطعونٍ آخر النَّاسِ قِيامًا مِن النَّدي ففعَلَ قَادِحٌ ذلكَ وَكانَ سَليطٌ يَختلِفُ إلى أمرأتِهِ فجرى يومًا ذِكرُ النساءِ فَذَكرَ أَبُو مَطعونٍ جَواريهِ وعَفَافهنَّ فقالَ قادحٌ مُعرّضًا بأبي مطعُونٍ ربَّما غُرَّ الواثِق وخُدِعَ الرَامقُ وكَذَبَ النَّاطِقُ وملَّت العَاتِقُ ثم قالَ: لا تنطُقنَّ بأمرٍ لا تيقَّنهُ يا عمروُ. البيتُ فَعَلِم أَبُو مطعونٍ عمرو أنه يعنيهُ فلَّما تفرَّق النَّاسُ مِن عندِهِ وثبَ عَلَى قادِحٍ فَخَنقهُ وقَال اصدُقني فحدثَهُ بالحَديثِ فَعَرفَ عَمروٌ أن سليطًا قد خدعَهُ فأخذَ بيد قادحٍ ثم مرَّ عَلَى جواريِهِ كُلهنَّ فإذا هُنَّ مُقبِلاتٌ عَلَى ما وكِلن به لم تَقعدِ مِنهنَّ واحِدةٌ ثم انطلَقَ آخذًا بيد قادِحٍ إلى مَنزلهِ فَوجدَ سَليطًا قد افَترشَ امرأتهُ فقَالَ أَبُو مطعونٍ إِنَّ المَعافى غيرُ مخدوع تَهكمًا بقادِحٍ فأخذَ قادحٌ السَّيفَ وشدَّ على سليطٍ فَهَربَ فلَم يُدركهُ فمالَ إلى امرأتِهِ فَقتلَها. 16926 - لَا تُنَطقنَّ بَحادثٍ فَلَربَّما نَطَقَ ... اللّسَانُ بَحادثٍ فَيكونُ الرَّضي الموَسِوُّي: 16927 - لَا تَنطُرَا غَيرَ وعدِ السَّيفِ آونة ... مَنْ لَم يُرس بذُبَابِ السَّيفِ لم يَرسِ 16928 - لَا تَنظُرنَّ إلى الثيابِ فإنَّني ... خَلِق الثّيابِ مِنَ المُرُوءَة كَاسِي 16929 - لَا تَنظُرنَّ إلى الجَهَالةِ والحجَى ... وانظُر إلى الإقبالِ والإدبارِ أبو هفَّانَ: ¬
16930 - لَا تَنظُرنَّ إِلَى امرئٍ مَا أصلُهُ ... وَانظُر إِلَى أَفعالِهِ ثمُ احكُمِ بَعْدَهُ: لَا تَسألنَّ بهِ أيَصبرُ فِي الوَغَا ... واسألْ أيصبُرُ تَحتَ ثقلِ المَغَرمِ أنشَد نَفَطَويُه: 16931 - لا تَنَظُرنَّ إِلَى عَقلٍ ولَا أَدَبٍ ... إِنَّ الجدُودَ قَريناتِ الحَماقَاتِ بَعْدَهُ: وأسترزقُ اللَّهَ مِمَّا فِي خَزائِنِهِ ... فَكُلَّما هَو آتٍ مرَّةً آتِ هُو عَبدُ اللَّهِ إبرهيمُ بنُ محمَّد بنِ عَرفَه المَعروفُ بنَفطَويِهِ أحد فُضلِا العَصرِ وَهَجاهُ بَعضُهُم فَقَالَ (¬1): أحرقهُ اللَّهُ بِنصفِ اسمِهِ ... وصيَّرَ البَاقِي صرَاخًا عَلَيهِ وهَذَا مَعنًى غَريبٌ. الخُبزَرزيّ: 16932 - لَا تَنُظرنَّ إِلَى نَظافَة ثوبِهِ ... فَتضلَّهُ وانظُر تَدنّس عرضِهِ 16933 - لَا تَنُظرنَّ امرأً منُ غَيرِ حَاسِدِهِ ... فَلَيس يُدركُ صدقًا نَاظرُ الحَولِ 16934 - لَا تنفَعُ الجَاهلَ الأَيامُ مَا اختَلفَت ... لَكنَّما تنَفعُ الأَيام منَ عَقَلَا 16935 - لَا تَنفَعُ اللّحيَةُ الكَثّاءُ صاحبَهَا ... ولَا يَضُرُّ اللَّبِيبَ العَاقِلَ القَطَطُ ¬
أعرابي: 16936 - لَا تَنكحنَّ عَجُوزًا إِنْ أُتيتَ بَها ... واخلَع ثَيابَكَ منها ممعنًا هَرَبَا بَعْدَهُ: فإنّ أتوكَ فقَالُوا إنَّها نصفٌ ... فإنَّ أطيبَ نِصفَيهَا الَّذي ذَهَبا عَبدُ الصَّمد بنُ المعذّل: 16937 - لَا تنكَحَنَّ كَرِيمَة ... إِلَّا الكَرِيِم الأَريَحِيَّا 16938 - لَا تنكحَنَّ لَئيمَةً لمعيشَةٍ ... تَبقَى اللَّئيمَةُ وَالمَعيشَةُ تَنْفَدُ ابْنُ طَباطَبا العَلَوِيُّ: 16939 - لَا تُنكرن إهدَاءَنَا لَكَ مَنطقًا ... مِنكَ اسَتَفَدنَا حُسنَهُ وَنظامَهُ بَعْدَهُ: فاللَّه عزَّ وجلَّ يَشكرُ فِعلَ مَن يَتلوُ عَليهِ وَحيَهُ وكَلامهُ مِثله. مثلهُ: وإنّي وإنْ أحسنتُ القَولَ مرَّةً ... فَمِنكَ ومِن إحسانِكَ أمتار بها حسّي تعلَّمتُ مِمَّا قُلتهُ وفَعَلتهُ ... فأهديتُ حُلوًا مِن جَنايَ لِفارِسي المُتَنَبي: 16940 - لَا تُنكرنَّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ ... فَإنَّني لرحيلي غَيرُ مُختَارِ بَعْدَهُ: ¬
ورُبَّما فَارَقَ الإنسانُ مُهجَتَهُ ... يَومَ الوَغَا غَيرَ ما قَال خَشيةَ العَارِ قَالهُما المُتنبي وقَد سَألهُ عليَّ بنُ أحمد الخراسانِي المُقام عِنده. بَشَّارٌ: 16941 - لَا تُنكرن عَلَى حُسَّاد ذي نِعَمٍ ... لَا يَبتَني المَجد إلّا كُلُّ محَسُودِ 16942 - لَا تُنكرنَّ كَلَامي إِنَّ مَخرجَهُ ... منْ جُرءَة اليأس لَا من هَيبةِ الأَمَلِ بَعْدَهُ: أصْبَحت عِندِي حَصَاةً لَا انتِفاعَ بِهَا ... وكُنت أعظمَ فِي عَيني مِنَ الجَبَلِ 16943 - لَا تُنكرنَّ لذي النَّعمَاءِ نعمتَهُ ... لَا يَشكرِ اللَّه مَنْ لَم يَشكر النَّاسَا 16944 - لَا تُنكرنَّ مَقامي بَينَ أَظهرِهم عُطلًا ... فَكم عُطلَةٍ خَيرٌ مَن العَمَلِ 16945 - لَا تُنكِرُوا تَركي لأَبوابكُمُ ... عِلمي بكمُ أَقعدَني عَنكُمُ أبو تَمَّامٍ: 16946 - لَا تُنكِرِي عُطل الكَريم مِنَ الغنَى ... فَالسَّيلُ حَربٌ للمكَانِ العَالي يقولُ قبلَهُ مِن قَصيدةٍ يَمدَحُ فِيها الحَسَن بنَ رجَاء: كفي وَغَاك فإنّي لكِ قَالي ... ليستْ هَوادِي عَزمَتِي بِتوالِ وتنظّرِي خَببَ الرِّكابِ بِنصّهَا ... مُحيي القَريضِ إلى مُميتِ المَالِ أحَوامِلَ الأثقَالِ إنَّكِ فِي غَدٍ ... بِغباءِ أحملَ مِنكِ للأثقَالِ فَيُقالُ، إِنَّ أبَا تمَّامٍ لمَا وَصَلَ فِي إنشادِهِ إلى قَولِهِ: ¬
لا تُنكِرِي عُطلَ الكَرِيمِ مِنَ الغِنى، البيتُ قَامَ الحَسَنُ بنُ رجاءٍ قَائِمًا وقَالَ واللَّهِ لا أتممتَهَا إِلَّا وأنَا قَائمٌ لمَا تداخلهُ مِنَ الأريحيَّة فلَّما فَرغَ قَالَ لَهُ مَا أحسَنَ مَا جلوتَ هذهِ العَرُوس فَقَالَ أَبُو تمَّامٍ لَو أنَّهَا كَانت مِنَ الحُورِ العِينِ لَكانَ قِيامُ الأميرِ أوفَى مَهرٍ لَهَا المتُوكّلُ اللّيثي: 16947 - لَا تَنه عَن خُلُقٍ وتَأتي مِثلَهُ عَارٌ ... عَليكَ إِذَا فَعلت عَظِيم قالَ التوّزيُّ: كنتُ مع الأصمعي عندَ سعيدٍ بن سلمٍ فسألَهُ عن هذا البيتِ وهو لا تنه عن خلقٍ البيتُ لِمَن هوَ فابتدأَ الأصمعي ينشدُ القَصيدةَ الَّتي هذا البيت فيها وهي طويلةٌ أولُها: للِغانياتِ يَبني المجاز رسُومُ ... فَببطنِ مَكَّةَ عَهدُهنَ قَديمُ هِجنَ البُكاء لصاحِبي فَنهيتُهُ ... ولِدَمعِه وَجدًا بهنَّ رُسُومُ قالَ انتظِر نستحف دِمنَةً مَنزلٍ ... أنَّى انتَوت إذ فارَقتكَ رَميمُ قُلتُ السُّؤالَ لِمن يُجيبكَ ظَنُّهُ ... ولِمن يصمُّ جَهَالَهُ ووصُومُ فالهمُّ مَا لم تُمضه لسبيلِهِ ... داءٌ تَضمنَّهُ الضُّلوعُ مُقيمُ لا تَتبعن سُبلَ السَفاهة واقتصِد ... إِنَّ السَّفيهَ مُضعَّف مشتومُ وأقم لِمن صَافيتَ وَجهًا واحدًا ... إِنَّ اللِّحاظَ علَى الضميرِ نَمُوْمُ لا تنهَ عَن خلقٍ وتَأتي بمثلِهِ، البيت، حتَّى أتى على آخرُها لمَّ قالَ هي للمتوكِّلُ بنُ عبدِ اللَّهِ اللِّيثي، قالَ: فأمرَ لَهُ سَعيدٌ بِطيَّةِ ثياب. قَال لَهُ أبا سعيدٍ: شاطرنَاكَ هدية جاءَتنا. قالَ التوَّزيُّ: وانصرفتُ معَ الأصمعيِّ يَحمِلُ لَهُ ذلكَ غُلامِي فَمَا أعطانِي مِنها شيئًا ولا تجمَّلَ بِعرضها عليَّ. وقَد قيلَ أَنَّ هذا البيتَ للنَّابغةِ الذُّبيانِي وإنَّ المتوكِل الكِنانيَّ ثمَّ اللَّيثي، ضمَّنهُ ¬
شعرهُ وقَد ضمنهُ جماعةٌ مِن الشُعراءِ شِعرهُم مِنهم أَبُو بكرٍ العَرزميُّ فقالَ (¬1): أبدأ بِنفسِكَ فانهها عن غيِّها ... فإذا انتهت عنه فأنتَ حكِيمُ فهُناك تُعذر إِنْ وَعَظتَ ويُقتدى ... بالنّولِ مِنكَ ويُقبلُ التّعليمُ لا تَنْهُ عن خُلقٍ وتأتي مِثلهُ، البيتُ تضمين وضمنَّهُ سابقٌ البَربَريُّ وغيرهُ لحسنِهِ وهُوَ مَن الأمثالِ السائرة والمشهورة. ويُضرَبُ لمنْ يأمر غيرهُ بشيءٍ ويَفعلُ بِخلافِ ما يأمرُ بهِ غيره أو ينهي عَنهُ ولا ينتهي هُو. عَلي الحَمدونيُّ: 16948 - لَا تُواخِذُ بَما يَقُولُ عَلَى السُّكر ... فتًى مَالَهُ عَلَى الصَّحوُ عَقلُ أحمد أبي العِظَامُ: 16949 - لَا تُؤثرُوا الدُّنيَا عَلَى أُختها ... فَفَرقُ مَا بَينَهُمَا وَاضحٌ 16950 - لَا تُودِعِ السِرَّ إِلَّا عندَ ذي كَرَمٍ ... فَالسرُّ عندَ كرام النَّاس مَكتوُم البُستي من قصَيدتِهِ: 16951 - لَا تودع السِّرَّ وشاءً بِهِ مذلًّا ... فَمَا رَعَى غنمًا في الدَّوّ سرحَانُ ومن باب (لَا تودعنّ) قَولُ أبي نَواسٍ: لَا تودعنَّ مَصونَ سِرِّ ... كَ غَيرَ صَدرِكَ إِنْ ضَاقَ عَنهُ وملَّ مِنهُ ... فَغيرهُ أَفْشَا لِسِّرِكَ فإذا فَعَلتَ فَقد جَعَلتَ بِكـ ... ــــــفِّ غَيرِكَ رأسَ أمرِكَ فاحفَظْ لِنفسِكَ سِرَّها مَا ... حَكَّ جِلدَكَ غَيرُ ظُفرِكَ ¬
ومن باب (لَا توعدنا)، قَولُ سعيدٍ بنُ ناشبٍ (¬1): لَا تُوعِدنَا يَا بِلالُ فَإنَّنا ... وإن نَحنُ لَم نشَقق عَصَا الدِّينِ أحرارُ فإنَّ إمَّا خَشينَاكَ مَذهبٌ ... إلى حَيثِ لَا نَخشَاكَ والدهرُ أطوارُ فلَا تَحمِلنا بَعدَ سَمعٍ وطَاعةٍ ... عَلَى غَايةٍ فِيها الشِقاقُ أو العَارُ 16952 - لَا تُوردَنَّ عَلَى الصَّد ... يق مِنَ الدُّعَابَةِ مَا تَغُمُّهُ بَعْدَهُ: واحذَر بَوادِرَ طَيشِهِ ... يَومًا إذا مَا غَابَ حِلمُهُ فالعِجلُ تَنطحُهُ عَلَى ... إدمانِ مَصِّ الضِّرع أمُّهُ 16953 - لَا تُؤمّل أنّي أقُولُ لكَ اخسَأ ... لستُ أَسُخُو بَها لِكُلّ الكلابِ ابْنُ مناذِرٍ: 16954 - لَا تَهَابُ المَنُونُ شيئًا ... وَلَا تُرعى عَلَي وَالدٍ ولَا مَولُودِ عَبَدانُ الأصَفَهانيُّ: 16955 - لَا تَهجُونَّ آسنَّ منكَ فَرُبَّمَا ... تَهجو أبَاكَ وأَنتَ لَا تَدري 16956 - لَا تَهجُونَّ سُلَيمَانًا فَتَمدحهُ ... إِنَّ الهِجَاءَ لبعضِ القَوم تَشريفُ جَعفرُ بنُ الحَجَاجِ من شعراء المغربِ: 16957 - لَا تُهِن نَفسكَ يَا مسكِـ ... ــــينُ فَالشّيءُ أَقَلُّ أبو الأسَود الدُؤليَّ: 16958 - لَا تُهِني بَعد أَن أَكرمتَنِي ... فَشَدِيد عَادَة مُنتَزَعَه ¬
قَبلهُ: سل أميري مَا الذي غَيَّرهُ ... عَن وِصالِي اليَومَ حتَّى وزَعه لَا تُهِنِّي بَعدَ أن أكرَمتَنِي، البيتُ وبَعْدَهُ: لَا يَكُن وَعدُكَ بَرقًا خُلّبًا إِنَّ ... خيرَ البَرقِ مَا الغيثُ مَعَهُ وتُروى هَذه الأبياتُ لأنسِ بنِ زَنيمٍ. الحَريري في مَقَامَاتِهِ: 16959 - لَا تَيأسَن عندَ النُّوَب ... من فَرجةٍ تَجلُو الكُرَب الرّضيُّ المُوَسويُّ: 16960 - لَا تَيأسَن منْ أَن تَعُودَ ... عَوَائذ وتَهُبَّ ريِحُ ابْنُ شَمسِ الخِلَافَة: 16961 - لَا تَيَأسَنَّ إذا خُطُوبُ الدَّهـ ... ـــر سَاءَت أَن تَسُرّا 16962 - لَا تَيأسَن إذا مَا ضِقتَ منْ فَرَجٍ ... يأتِي به اللَّه في الدَّوحَاتِ والدَّلَج بَعْدَهُ: فَمَا تَجرَّع كأسَ الصبرِ مُعتَصِمٌ ... باللَّهِ إِلَّا أتاهُ اللَّهُ بِالفَرَجِ الطُغَّرائي: 16963 - لَا تَيأسنَّ إِذَا ما كُنت ذَا أَدَبٍ ... عَلَى خُمُولكَ أن تَرقَى إلى الفَلَكِ بَعْدَهُ: بَينما تَرَى الذهَبَ الإبرِيزَ مُطَّرَحًا ... فِي التُّرابِ إذ عَادَ إكليلًا عَلَى المَلِكِ ¬
الرضي الموسوي: 16964 - لَا تَيَأسَنَّ فَرُبَّمَا ... عَظُمَ البَلاءُ وَفُرّجَا بَعْدَهُ: قَد تنسَّخَ الخَوفَ الأمَانُ ... ويَغلبُ اليَأسَ الرَّجَا أبو الفَتح البُستيُّ: 16965 - لَا تَيأسَنَّ فَكَم ظَلامٍ دَامسٍ ... عَطَر الصَّبَاحُ خِلالهُ فَتنَفَّسَا بَعْدَهُ: وإذا عسَّا منٌ فَليسَ سِوَى عَسَّى ... زَمنٌ بِلينٍ فَسجلِي مَا عَسعَسَا محَمد بنُ أحمد المجاشعيُّ: 16966 - لَا تَيأَسَنَّ لبابٍ سُدَّ في طَلَبٍ ... فاللَّه يَفتحُ بَعدَ البَاب أَبَوَابا لَهُ أَيْضًا وهو بَعَدهُ: 16967 - لَا تَيأَسنَّ لَشيءٍ فَاتَ مَطلبُهُ ... فاللَّه يَجعَل للمقدُورِ أسبَابَا 16968 - لَا تَيأسنَّ لعُسرةٍ فَوراءَهَا يُسرانِ ... وَعد لَيسَ فيهِ خِلَافُ بَعْدَهُ: كَم عُسرةٍ قَلِقَ الفَتَى لِيزُولها ... اللَّهُ فِي أعطَافِهَا ألطَافُ عَلي بنُ محمَّد بن عبد اللَّه بن حَسَنٍ: 16969 - لَا تَيَأَسنَّ مِنَ الفَرَج ... إِنْ زَادَ همُّكَ وَاعَتَلَج بَعْدَهُ: ¬
كَم قَيدِ همٍّ فَادِحٍ قَد ... فَكَّ حَلقتَهُ الفَرج 16970 - لَا تَيَأَسنَّ مِنَ الإمَارة بَعدَمَا رُفعَ ... اللّوَاءُ عَلَى ذُؤابةِ مَعمَرِ 16971 - لَا تَيَأسنَّ وَإن أَلَحَّ الدَّهـ ... ـــــرُ مِن فَرَجٍ قَرِيِبِ مُحمد البصريُّ: 16972 - لَا تَيأَسَنَّ وإن طَالَت مُطَالبَة ... إذا استَعَنتَ بَصبرٍ إن مَتَى فرجَا بَعْدَهُ: ألحِق بِذي الصَّبرِ أنْ يَحظَى بِحاجَتِهِ ... وَمُدْمِنَ القَرعِ للأبوابِ أنْ يَلِجَا 16973 - لَا تَيأَسَنَّ وَثق باللَّه إِنَّ لَهُ لُطفًا ... يَرُوحُ بميقاتٍ وَيدَّلج بَعْدَهُ: أمَا عَلِمتَ بِأنَّ العُسرَ يَتبَعُهُ ... يُسر كمَا الصَّبرُ مَقرون بِهِ الفَرَجُ حَمزةُ بن محمدٍ العَلَويّ: 16974 - لَا جَزَى اللَّه دَمع عَيني خَيرًا ... وَجَزَى اللَّه كلَّ خَيرٍ لساني السّري الرَّفاءُ: 16975 - لَا جَعَلَ اللَّه للرَّدَى سَبَبًا ... فِيكَ ولَا بالأَذَى عَلَيكَ يَدَا 16976 - لَا جَعَلَ اللَّه ليَ إلَيكَ ولَا عِندَكَ ... مَا عِشتُ حَاجةً أَبَدَا قَبلُهُ: ¬
يَا موعِدَ الوَعدِ ليسَ يُنجِزُهُ ... أفِّ لِمن لا يَفِي بِمَا وَعَدا أمكُث طُولَ الزَّمانِ ثمَّ إذا ... جِئتُكَ فِي حاجَتِي تَقولُ غَدَا لَا جَعَل اللَّهُ لي إليك، البيتُ الرَّضِيّ المُوسَوِي: 16977 - لَا جَعَلت الهَوانَ دَارَ مَقَامٍ ... وَعَنِ الضَّيِم مَعدلٌ ومَحِيصُ زيادُ بنُ مُنقذِ الحَنُظليُّ: 16978 - لَا حبَّذَا أَنتِ يا صَنعاءُ منَ بلَدٍ ... ولَا شعُوبَ لَها مِنّي ولَا أممُ ومن باب (لَا)، قولُ آخر: لاحَت على الخيفِ واستخفَت فلاحَ لَنا ... مِن تَحتِ بُرقُعها تحَت الدُّجى قَمرُ فأشرقَ الليلُ مِنها واستنارَ لنا ... وقالَ زيدٌ لعمرٍ ويكَ ما الخَبرُ أبرقُ غاديةٍ أم نغرُ غَانيةٍ ... أم مَلك في الرَّكبِ أم بشرُ وقول ابْنُ الرُّوميّ (¬1): لاحَ شيبي فَظلت أمرحُ فيهِ ... مرحَ الطَرفِ في العذارِ المُحَلّى وتَولى الشَّبابُ فازددتُ رَكضًا ... في مَيادينَ باطِلي إذ تَولَّى إن مَن ساءهُ الزَّمان بشيءٍ ... لأحقُّ امرئً بأن يتسَلَّى وقالَ إسحاق بنُ إبراهيمِ: غنَّيتُ المأمونَ يومًا (¬2): لأحسنِ مِن قرعِ المثانِي ورَجعِها ... تواترُ الثغر يقرعُ بالثَّغرِ وسكرُ الهَوَى أروى لِعظمِي ومِفصَلِي ... مِن الشُّربُ بالكاسَاتِ مِن عاتقِ الخمرِ فقالَ المأمونُ: أحسن مِن ذلك وأطيبُ منهُ الفراغُ والجِّدة والشَّبابُ. ¬
صُرَّدُرّ: 16979 - لَا حَطَّتِ الأَيامُ عَنكَ رُتبةً ... وَلَا ذاكَ الدَّهرُ إِلَّا سَابِقَا بَعْدَهُ: تَدومُ مَا دامَ الزَّمان آمِرًا ... ونَاهِيًا وفَاتِقًا ورَائِقا مَروُان بن أبي حَفصَةَ: 16980 - لَا حَقَّ لي فَبَيتُ الحقّ يَشفعُ لي ... لَكَّنَّ جُودَك مَوثوقٌ به فَجُدِ 16981 - لأحيَيَنَّ عَلَى عُسرِي وَمَيسَرَتيِ يومًا ... بَيومٍ كَمَا تَحيَي العَصَّافيرُ قَبلُهُ: إنَّى أرقتُ فَنومُ العَينِ تَغريرُ ... وفِي الهُمومِ لأهل البثِّ تَسهيرُ هَبَّت تُعاتِبُني عُرسي وتَسألُنِي ... أينَ الدَّرَاهِم عَنَا والدَّنَانيِرَ فَقُلتُ أنفقتُهَا واللَّهُ يُخلِفُها ... والدَّهرُ فِي صَرفِهِ عُسرٌ وتيسيرُ قَالتْ عَدِمتكَ مَا تَفكُّ مُهتبلًا ... أنَّى وأصحابكَ القعس المَياسيرُ أشكُو بِكَ هَذَا أن سَعَادَتَهُم ... فَقُلتُ وَيحكَ بَل تِلكَ المَقَادِيرُ إِنْ يَرزقِ اللَّهُ أقوامًا فَقَد رُزِقَت ... مِن قَبلِهِم فِي مراعِيها الخنازِيرُ لأَحييَنَّ عَلَى عُسْرِي ومَيسَرَتِي، البيتُ أحمدُ بنُ أبي طَاهرٍ: 16982 - لَا حَيّهٌّ ذَكَرٌ في مِثِل صَولتهِ إن صَالَ ... يومًا ولَا الصَّمصَامة الذّكَرُ ابْنُ شمس الخلَافةٍ: 16983 - لَا خَاشِعٌ إن عَرتهُ نَائبةٌ ... ولَا إذا مَسَّهُ غنًى بَطِر ¬
رجل من بني جعدة: 16984 - لَا خَيرَ في الحُبِّ وَقفًا لَا تُحرّكُهُ ... عوارضُ اليأس أو يَرتاحُه الطَّمعُ بَعْدَهُ: لَو كَانَ لِي صبرُهَا أو عِندَهَا جَزَعِي ... لكنتُ أملِكُ مَا آتِي وما أدعُ لَا أحملُ اللَّومَ فِيها والغَرامَ بِهَا ... مَا حمَّلَ اللَّهُ نَفسًا فَوقَ مَا تَسعَ ابْنُ المُعُتَزِ: 16985 - لَا خَيرُ في العَالمينَ كلّهم ... فَكُنُ منَ العَالمَينَ مُنُفَرِدَا بَعْدَهُ: لَا يسلَمُ المرءُ حِينَ يَصلحُ مِن ... ذمِّ حسُودٍ فَكيفَ إِن فَسَدا بَشَّارٌ: 16986 - لَا خَيرَ في العَيش أن كنَّا كَذَا أبدًا ... لَا نَلتقي وَسَبيلُ المُلتَقَى نَهَجُ محَمودٌ الورَّاقُ: 16987 - لَا خَير في المَالِ إِذَا لم يَكُن ... فيه لمن لَاذَ بِهِ فَضلُ أنشد أبو الفضل الرياشي: 16988 - لَا خَيرَ في المَرءِ إِذَا مَا غَدَا ... لَا طَالِبًا عِلمًا ولَا عَالِمَا قَبلُهُ: طَلبتُ يَومًا مَثَلًا سائِرًا ... فَكُنتُ فِي الشِّعرِ لَهُ نَاظِمَا لَا خيرَ فِي المَرءِ إذا مَا عَدَا، البيتُ ¬
عَبدُ اللَّه بنُ معَاوَية بنُ عبد اللَّه بن جَعفر: 16989 - لَا خَير في الودِّ ممَّن لَا تَراك بهِ ... مُسَتشعرًا أبدًا من خيفَةٍ وَجلَا مثلُهُ (¬1): لَا خَير في ودِّ مَن يُصاحِبُهُ ... وأنتَ مِن ودِّهِ عَلَى وَجَلِ 16990 - لَا خَير في الهُزءِ فاترُكهُ لِقَابِلهِ ... واهرب بعرضِكَ منهُ أَبعد الهَرَبِ بَعْدَهُ: لَا يَلبثُ الهُزءُ أنْ يَحيي لِصاحِبهِ ... ذَمًّا ويُذهِبُ عَنهُ بَهجة الأدَبِ أبُو فراسٍ: 16991 - لَا خَير في بِرّ الفَتَى مَا لَم يَكُن ... أصفَا مَشَارب بِرّهِ من بِشره سلمى بنُ زيدٍ البجليّ: 16992 - لَا خَيرَ في بَلَدٍ يُضَامُ نَزِيلُه ... وَعَن الهَوَانِ مَذَاهِب وَمَنَادِحُ أبُو الحَسن العَروضيُّ: 16993 - لَا خَيرَ في حَشوِ الكَلَام ... إذا اهَتَدَيتُ إِلى عُيُوِنهُ الناشيء الكبير: 16994 - لَا خَيرَ في رَجلٍ يُعطيكَ مُهجَتَهُ ... حَتَّى إِذَا أَعَجبتهُ حَالهُ انحَرفَا إبراهيم بن العَباسِ الصُوليُّ: ¬
16995 - لَا خَير في صُحُبَةِ خَوَّانِ ... يأتي مِنَ الغَدر بأَلوَانِ بَعْدَهُ: ولَعنةُ اللَّهِ عَلَى صَاحِبٍ لَهُ ... لِسَانَانِ وَوَجهَانِ ثَابتُ قُطْنَةَ: 16996 - لَا خَير في طَمعٍ يُدني إلى طَبعٍ ... وَعفَّة مِن قِوام العَيْشِ تَكفيني ابْنُ الهَبَارِيَة: 16997 - لَا خَيرَ في فَضلٍ يَجُرُّ نَقصًا ... أَرَدتُ قُربًا فَغَدَوتُ مُقصَى أبو تَمَّامٍ: 16998 - لَا خَيرَ في قريِنٍ بَغَيرِ مَوَّدةٍ ... ولَرُبَّ مُنُتَفعٍ بُقُربِ أَبَاعِدِ بَعْدَهُ: فإذا وَجَدتَ مِن البَعيدِ مَودَّةً ... فامدُد لَهُ كَفَّ القُبُولِ بِساعِدِ ويُروى، فإذا القَرابَةُ أقبلَتْ بِمودَّةٍ فاشدُد لَها، البيتُ 16999 - لَا خَير فيِ كَذِبِ الجَوادِ ... وَحَبَّذَا صِدقُ البَخِيلِ الحَريري في مَقَامَاتِهِ: 17000 - لَا خَيرَ في محَيّي امرءٍ نَشرُهُ ... كَنَشرِ ميتٍ بَعدَ عَشر نُبِش أبيات أبي القَاسم الحَريري في المَقَامات: ¬
يا ويحَ مَن أنذرَهُ شَبيهُ ... وهُوَ عَلَى غَيّ الصِّبا مُنكَمِش يَعشُو إلى نَارِ الهَوَى بَعَدما ... أصبحَ مِن ضَعفِ الهَوَى يَرتَعِش وَيَمتَطِي اللَّه وَيَعتَدهُ ... أوطَأ ما يَفتَرِشُ المُفتَرِش لَم يَهَب الشَّيبَ الّذي مَا رَأى ... نُجومَهُ ذوُ اللُّبِّ إِلَّا ارَتعش ولَا انتَهَى عمَّا نَهاهُ النُّهَى عَنهُ ... ولَا بَالى بِعرضٍ خُدش فَداكَ إن ماتَ فسُحقًا لَهُ ... وإن يَعِش فَهوَ كَمنْ لَمْ يَعش لَا خيرَ في مُحيَّى امرئٍ نشَرُهُ، البيتُ وبَعْدَهُ: وحبَّذا من عرضُهُ طيَّبٌ ... يَروقُ حُسنًا مَصلَ بَردٍ مَقش فَقُل لِمَنْ قَد شاكَهُ ذَنبهُ ... هَلَكت يَا مِسكينُ أو تَمتَقِش فأخلِصِ التَّوبَةَ تَطمس بِهَا ... مِنَ الخَطَايا السُّودِ مَا قَد رُقش وعَاشِرِ النَّاسِ بخُلقٍ رِضًى ... ودارِّ مَن طَاشَ ومَن لَم يَطِش ونَثرِ جَناحَ الحُرِّ إِنَّ حَصَّهُ ... زَمانهُ لا كَانَ مَن لَم يَرِش وأنجِد الموتورَ ظُلمًا فإن ... عَجِزت عَن أنجادهِ فاستَجش وانعِش إذا نَادَاكَ ذو كَبوةٍ ... عَساكَ فِي الحَشرِ بِهِ تَنتَعِش وَهَاكَ كَأسَ النُصحِ فاشرَب بِهِ ... وجُد بِفَضلةِ الكَأس على مَن عَطِش 17001 - لَا خَير في وُدّ مَن تُصَاحبهُ ... وَأَنْتَ منْ وُدّهِ عَلَى وَجَلِ إبراهيم العباس الصُوليُّ: 17002 - لَا دَار للمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها ... إِلَّا الَّتي كَانَ قَبَلَ المَوتِ يَبْنيهَا بَعدهُ مَنقولٌ مِن خطِّ مُهلهَلٍ فإن بَنَاهَا بِخيرٍ فَازَ سِاكِنُهَا ... وإنْ بَنَاهَا بِشرٍّ خَابَ بَانِيها ¬
ومن باب (لَا)، قولُ يزيدَ بنُ مُقرِعٍ الحُميرِي (¬1): لَا ذَعَرتُ السَّوَامَ فِي فَلق الصُّـ ... ـــبحِ مُغِيرًا ولَا دعيتُ يَزيدَا يَومَ أُعطِي مَخَافةَ المَوتِ ضَيمًا ... والمَنَايَا يرصِدُنِي أنْ أحِيدَا تَمثَّلَ بِهِمَا الحُسَينُ بنُ علي بنُ أَبِي طَالبٍ عَليهُمَا السَلامُ لمَّا خَرَجَ مِنَ المَسجدِ الحَرامِ مُتوجِهًا نَحوَ العِراقِ فِي عَشرِ الأضحَى وقَد حَضَرَ الحجَّ فَكَانَ مِن أمرِهِ مَا كَانَ. ومن باب (لَا)، قولُ عَبدِ اللَّهِ بنُ المُعتزّ وَقَد عَثَرَ بَغلٌ ببعضِ الأكَابِرِ فَوقَعَ عَلى الأرضِ (¬2): لَا ذَنبَ عِندَي لابنَ العَيْرِ حِينَ ... وَهَتْ رجلاهُ مِن خَوَرٍ فِيهِ ومِن لِينٍ حمَّلتموهُ الَّذي كَانَ يَحمِلُهُ ... فَرهُ البِغالِ ولا غرَّ البراذينِ الشَّمسُ والبَدر والطّرد المُنيف مَعًا ... والجُودُ والبأس والدُّنِيا مَعَ الدِّينِ وقول البُحتُري فِي فَرسٍ كَبا براكِبِهِ (¬3): لَا ذَنبَ للطِّرفَ إِنْ زلَّت قَوائمُهُ ... ومَا يدنّسهُ مِن عَائبٍ دَنِسِ حمِّلتَ مَجدًا وبَأسًا فَوقَهُ ونَدًى ... مِن أينَ يُحملُ هَذَا كُلُّهُ فَرسُ 17003 - لَا رَأَى السُّوءَ مَنُ يَرَاكَ مَدَىَ الدَّهـ ... ــــــــرِ وَحيَّا الإِلَهُ من حيَّاكَا 17004 - لَا رَأَى السِّنَّورُ في أَولَادِهِ ... مَا تَمَنَّى فِيه أَولَادُ الجُرد 17005 - لَا رَسَولَ وَلَا تَفَقُّدَ حَاَل ... كُلُّ هَذي مُقَدّماتُ المَلَال ¬
أبُو فراسٍ: 17006 - لَا رَعَى اللَّه يَا حَبيبيَّ ... دَهرًا فرَّقَتنَا صُرُوفُه تَفرِيقَا بَعْدَهُ: بِتُّ أبكِيكُمَا وإنَّ عَجِيبًا ... أن يَبيتَ الأسيرُ يَبكِي الطَّلِيقَا كَتَب بِهُما وقَد وَقَع أسِيرًا ... إلى غلامِين لَهُ كان يُحبُّهُمَا 17007 - لَا رَقَدَتَ مُقلَةُ الجَبَانِ ... ولَا مَتَّعَهَا بِالكَرى مُسهّدُهَا إبراهَيم الغزّي: 17008 - لَا زَالَ مَسعَاكَ بِالتَّوفيقِ مُقتَرِنًا ... ولَا بَرّحتَ بحَبلِ العزّ مُعتَصِمَا 17009 - لَا زالت أَبوابكَ مَقصُودَةً ... يُوجَد مِنْهَا كُلُّ إحسانِ ابْنُ الرُّومي: 17010 - لَا زلت تَنسجُ أَعيَادًا وتَلبسُهَا ... مَا وَاصَل الدَّهرُ آناءَ بآناءِ 17011 - لَا زِلت مَرُجوّ الجَنَابِ مُؤملًا ... للِبرّ مَحُمُودَ السَّجَايَا مُسعدَا ابْنُ الرّومي: 17012 - لَا زلت مَرغوبًا إليكَ مُيَمّمًا ... مِثلَ الصَّبَاحِ يُرَىَ عَليكَ دَليلُ قَبلُهُ: لَا زالَ تَعويلٌ عَليكَ مُصدِّقًا ... وعَلى عَدوِّكَ رنَّةٌ وعَويلُ لَا زِلتُ مَرغُوبًا إليكَ مُيمِّمًا، البيتُ. إبراهيم بنُ العَباس الصُّوليُّ: 17013 - لَا زِلتَ مُستَحدثًا نُعُمَى تُسرُّبها ... عَلى الزَّمانِ ولَا زلنا نُهنِّيكا ¬
الأبله: 17014 - لَا زِلتَ مَقصُودَ الغناءِ تجودُ ليَ ... وأجيدُ فيكَ مَدايحي وأقُولُ 17015 - لَا زِلت مَنُصورَ اللّواءِ مُظفّرًا و ... السَّعد يَرحلَ إن رَحَلتَ وَينزِلُ بَعْدَهُ: والنَّجحُ مَقرونٌ بِقصدِكَ دَائِمًا ... والدَّهرُ يَتبعُ مَا تَقولُ وتَفعَلُ وإذا قُلتَ فَواجهتكَ مَيَامِنٌ ... تَبدُو بِسائرِهَا وَجدٌ مُقَتّلُ أنتَ الَّذي جَاهدْتَ عَن دين الهُدَى ... فأعزَّ نَصركَ ناصِرٌ لا يُخذَلُ 17016 - لَا سكَّنَ اللَّه قَلبًا عَن ذكركُمُ ... فَلَم يَطِر بِجَنَاح الشوق خَفَّاقَا أبو تمامٍ في ابنِ الزيات: 17017 - لَا سورَةٌ تقي مُنهُ وَلَا بَلَةٌ ... ولَا يحَيفُ رضًى منهُ ولَا غَضَبُ ومن باب (لَا)، المثَلُ المشَهورُ: لَا سَيفَ إِلَّا ذوُ الفِقارِ ... ولَا فَتًى إلَّا عليُّ كَانَ ذُو الفِقَارِ سَيفَ العَاصِ بِن مُنبه بنُ الحجَّاجِ السَّهمِي، فَقَتلهُ عليُّ عليهِ السَّلامُ يَومَ بَدرٍ وجَاءَ بِسِيفهِ إلى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وَسَلَّم فَكَان ذُو الفِقارِ سَيفَ النَّبي صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم، ثُمَّ صَارَ بَعد ذَلِكَ إلى عليٍّ عَليه السَّلامُ فَكَانَ سَيفهُ. 17018 - لأَشكرنَّ زَمَانًا كَانَ حَادِثةً ... وَغَدُهُ بي إِلَى لُقياكُم سَبَبَا بَعْدَهُ: فَكَم كَسَا نِعَمًا أدنَى مَلابِسهَا ... أسنَى مِنَ النِعَمِ الأولى الَّتِي وَهَبَا ¬
الرَّضي الموُسَويُّ: 17019 - لأشكُرنَّكَ مَا نَاحَت مُطَوقةٌ ... وإن عَجَزتُ عنِ الحقِّ الَّذي وَجَبَا بَعْدَهُ: فَمَا التقيت إلى نَعماءَ سَابِغةٍ ... إلّا رأيتُكَ فِيها الأصلَ والسَبَبا أخدمْتَني نُوب الأيَّامِ طَائِعةً ... وكَانَ كُلُّ الرِّضى أن آمن النُّوبا عَمرو بنُ مُبَاركٍ الباهليَّ: 17020 - لأَشكرنَّكَ مَعُروُفًا هَممتَ بهِ ... إن اهتِمَامَكَ بالمعُروفِ مَعرُوفُ بَعْدَهُ: ولَا ألومُكَ إِنْ لَم يُمضهِ قَدرٌ ... والشيءُ بالقَدرِ المَحتُوم مَصرُوفُ 17021 - لَا شَيء أَحَسَنُ في الدُّنيا وَسَاكنهَا ... من وامقٍ قدَ خَلَا فردًا بمَومُوقِ 17022 - لَا شيء أَخلَقَ للوُجُوهِ ... والأَعراضِ منْ عِدَةٍ وَمنْ مُطَلِ 17023 - لَا شَيء أَزرى بالأَديِبِ ... منَ الترُّض للَّئيم إسَحاق بنُ إبَراهيم المَوصليَّ: 17024 - لَا شيءَ أَعَظَمُ مِن ذَنَبي سِوَىَ أَمَلي ... وَحسنُ صَفُحكَ عنَ جُرمي وعن زَلَلَي بَعْدَهُ: فإن يَكن ذا وذَا في القَدرِ قد عَظما ... فأنتَ أعظمُ مِن حُرمي ومِن أملَي قِيلَ وَجدَ أَبُو العبَّاسِ عَبدُ اللَّهِ المأمونُ أمير المؤمنينَ على إسحق بن إبراهيم المُوصلِي فِي أمرٍ فَكَتبَ إلِيه إسحق هَذين البَيتين وعَرَّضهُما مِن نَكدِهِ فلمّا وَقَفَ ¬
عَليهُما قَال إسحَاق: عُذركَ أعلى قَدرًا مِن جُرمِكَ ومَا حَالَ بفكرِي ولَا خَطَرَ بَعدَ انقضَائِهِ على ذِكرِى، وكَانَ المَأمونُ يَقولُ إنَّى لألتذُّ العَفوَ حتَّى أظُنُّ إنّي لَا أُثابَ عَليهِ، وكَانَ يَقُولُ عَلِم النَّاسُ حتَّى للعَفوِ لِتَقرِيرِ إليَّ بالجرَائِم، وقَالَ أحمدُ بنُ أَبِي دَاووُد سَمِعتُ المأمونَ يَقولُ لِرجُلٍ بَلغهُ عَنهُ شَيءٍ وقَد أخذَ الرَّجُلُ يَعتَذرُ إليهِ يَا هَذَا إِنَّمَا هو عُذر أو يَمينُ وقَد وهَبهُمَا لكَ فلَا تَزالُ تُسيءُ وأحسنُ وَتُذنِبُ وأعفُو حتَّى يَكون العَفو هُو الَّذي يُصلِحُكَ. وكَانَ المَأمونُ يَقولُ: إنَّا لَا يُصلِحُ مِن أحدٍ مِن أتبَاعِنا بِالغَضَب والضَربِ أدبًا حتَّى تُفسِدُ مِن آدابنا أكثرَ مِمَّا أصلحْنَا مِنهُ، ومِنَ الغُبنِ والخُسرانِ أَن يفسِدَ الرجُلُ لِيصلُحَ غَيرهُ وأنْ يَجهلَ لِيعقلَ مِن سواهُ. قِيلَ: وشَفِعَ إبراهيم ابْنُ المهدِي إلى المأمونِ فِي مَحبوسٍ فَقَالَ يَا أميرَ المؤمِنين لَيسَ للمَاضِي بَعدَ القُدرةِ عَليهِ ذَنبٌ ولَا للمُعاقَبُ بَعدَ المَلَكَةِ عُذرُ فقالَ المَأمونُ صَدقتَ وأمرَ بإطلاقِهِ وفِي الحكايةِ المشهورةِ عَنهُ وبَينَ إبراهيم بنُ المَهدي مَا يدلُّ عُلى همَّةِ المأمون فِي صفحِهِ وعَظيم عَفوِهِ وتَصديق قَولِهِ مِنه المحبَّةِ للعَفوِ وإيثارِه لَهُ رَحِمهُ اللَّه. المتنبي في كَافُورٍ: 17025 - لَا شيءَ أَقَبَحُ مِن فَحلٍ لَهُ ... ذَكَرٌ تَقُودُهُ أَمَةٌ لَيست لَهُ رحِمُ يقول مِنها هَجوًا: مِن أيَّةِ الطُّرقِ يَأتِي مِثلُكَ الكَرمُ ... أينَ المَحاجِم يَا كافُورُ والجَلَمُ جَازَ الألَى مَلَكتَ كفَّاكَ قَدرُهُم ... فَعَرفُوا بِكَ أَنَّ الكَلبَ فَوقَهُمُ لَا شيءَ أقبحُ مِنْ فَحلٍ لَهُ ذَكرُ، البيت وبَعْدَهُ: سَاداتُ كُلُّ أناسِ مِن نُفوسِهُمُ ... وسَادة المُسلِمينَ الأعبدُ القُومُ 17026 - لَا شيءَ أَقَلّ للمُحّبِ أَخي الجَوَى ... مُن فُرقَةٍ جَاءَت عَقيبَ تَلَاقِ ¬
أبو الفَضْلِ الحُبريِ: 17027 - لَا شَيء أَنَفَعُ للفَتَى مِن مَالِهِ ... يَقضي حَوَائجَهُ وَيَجلُبُ أُنسَهُ عَبيدُ بنُ الأَبرصِ: 17028 - لَا شَيءَ إِلَّا الدَّهر غَالِبُهُ ... وَالدَّهرُ لَا يَعصي الذي أَمَرَه 17029 - لَا شيءَ في الأَرض أَنْتَ تَكسِبُهُ ... أَحمَدُ عندَ الأنَامِ مِن أَدَبِ 17030 - لَا شيءَ مِمَّا تَرَىَ تَبقَى بشَاشَتُهُ ... يَبقَى الإلَهُ وَيَفنَى المَالُ والولَدُ قالَ عُمرُ بنُ الخَطابِ رَضيَ اللَّهُ عَنهُ وَقَد مَرَّ بِشعبٍ بَين مَكّة والمَدينةَ فلَّمَا رآهُ قَالَ: الحَمدُ للَّهِ لَقَد رأيتَني وأنا أرعَى عَلَى الخطَّابِ فِي هذا الشعبِ غَنَمًا وَكانَ واللَّهَ مَا عَلمتُ فَظًّا غَليظًا ثُمَّ أصبحتُ خَليفةً عَلى أمَّةِ مُحمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم يَنفدُ فِيهم أمري ثُمَّ تَمثَلَ فقَالَ: لَا شيءَ فِيما تَرَى تَبقَى بشَاشتُهُ، البيتُ ابْنُ المُعتَزِ: 17031 - لَا شَيء يَيْقَى سوى خَيرٍ تُقَدّمُهُ ... مَاَ دَامَ مُلكٌ لإنسانٍ ولَا خَلَدَا الببَّغاءُ: 17032 - لَا صَاحَبَتني نَفسٌ لَو هَمَمتُ بأن ... أرمي بَها لهَواتِ المَوتِ لَم تُطعِ بَعْدَهُ: تأتِي الدّنَاءةَ لِي نَفسٌ نَفَاسَتها ... تَسعَى لِغيرِ الرِّضا بالرَّي والشَبعِ وبَاقِي الأبياتِ ببابِ: سَلَا الصَّبَابةَ، البيتُ ¬
أسَامةُ بنُ مُنقِذٍ: 17033 - لأَصبرنَّ لدَهري صَبرَ مُحتَسِبٍ ... حَتّى يَرَى غَيَرَ مَا قد كَاَنَ يَحسبُهُ بَعْدَهُ: وأستميتُ لما تأتِي الخُطوبُ بِهِ ... لِيَعلمَ الخَطبُ إنِّي لَستُ أرهبُهُ إِنْ غَالبَتنِي على وَفرِي نَوائبهُ ... فَحُسنُ صَبرِي فِي اللأواء يغلبهُ أو أبعَدتنِي عِزُّ أهلِي وعِزُّ وَطنِي ... فأبعَدُ الفَرَج المَرجوِّ أقربُهُ وَالدَّهرُ يَخمِدُ مَا يُورى وَيَهدمُ ... مَا يَبنِي وَيبعِدُ مَا يدنِي تَقلُّبُهُ أبو نصر بنُ نُباتَةَ: 17034 - لأَصَبَحت الحَيَاةُ إن صَحبَتني ... في المُلمَّاتِ مُهَجَةً تُسَتَضَامُ ابْنُ الرّومي: 17035 - لأَضربنّ رَجائي أَلَفَ مَقرعَةٍ ... غَيظًا وَأَصلبُ آمالي عَلَى خَشَبَه بَعْدَهُ: إذ منيَّاتي مَوَاتًا لَا حَرَاك بهم ... إِنْ سَمِعتَ لَهُم فِي دُورٍ هِم جَلَبه سِترٌ رَقِيقٌ وأبوابٌ مُفتَحةٌ ... وفِي القُصور العَوَالِي نفسٌ خَرِبه 17036 - لَا ضيَر أن تَأت الأَجسَادُ مَا اجتَمَعَت ... منَّا القلُوبُ وَحَبلُ الوُدّ موصولُ بَعْدَهُ: ورُبَّ ناعٍ سُويدُ القَلب مَسكَنُهُ ... ورُبَّ دَانٍ وُصولًا وَهوَ مَملول 17037 - لا طَارَ بي حَظٌّ إلى غَايةٍ إِنْ ... لَم أَكُن منكَ مرِيش الجَنَاح ¬
17038 - لاطمُ الأشفَى مُضرٌّ كَفَّهُ ... ومُرامي الدَّهرِ رامٍ كَبِدَهُ البُستيُّ من قَصيدَتهِ: 17039 - لَا ظلَّ للمَرءِ يَعرى من تُقَى ونُهًى ... وإن ظَلَّتهُ أَوراقٌ وأَفنَانُ يزيدُ بنُ محمد المُهلَّبي: 17040 - لَا عَار إن ضامَـ ... ـــــــكَ دَهُرٌ أَو مَلكُ قَبلُهُ: إِنَّ الرِّجَالَ إِذَا الهَمُّ بَرَكْ ... رَحبُ اللَّبانِ عِندَ ضيقِ المُعترَكْ عُسرِي عَلَى نَفسِي وَيُسري مُشتَركْ ... لَا تَهلَكُ النَّفَسُ عَلَى شَيءٍ هَلَكْ فَليسَ بِالهمِّ لمَا فَاتَ دَرَكَ ... لَا تُنِكرنَّ ضَراعَتِي لا أمَّ لَكَ لَا عَارَ أن ضامِكَ دَهرٌ، البيتُ وبَعْدَهُ: ورُبَّ زَمانٍ ذُلُّهُ أرفقُ بِكَ الرَّضي الموسِويُّ: 17041 - لَا عَارَ فيَما شَرِبتُ اليَوَمَ غُصّتهُ ... مِنَ المَنُون وَهَلْ في الموت من عَارِ أبياتُ الرَّضي الموسَوي يَرثي أحمد بنُ الحَسَن البتِّي الكَاتِب تَقولُ من أبياتٍ: عرِّج على الدَّارِ مُغبرًّا جوانِبُها ... فاسأَلْ بِهَا عَجِلًا عَن سَاكِن الدَّارِ وقُل لَها أينَ مَا كُنَّا نَراهُ عَلَى ... مَرِّ المَدَى فِيكَ مِن نَقصٍ وإمرارِ يَا أحمَدَ بنَ عليٍّ والردى عَرضٌ ... يَزورُ بالرُّغمِ مِنَّا كُلُّ زوَّارِ عَلِقتُ مِنكَ بِحبلى غَير مُنتكِثٍ ... عِندَ الحِفاظِ وُعودًا غَيرِ خوَّارِ فَلَم تُفِدنِي إِلَّا ما أضنُّ بِهِ ... ولَم تَزدنِي إِلَّا طيبَ أخبَارِ ¬
لَا عارَ فِيما شَرِبتَ اليَومَ غُصتَهُ، البيتُ ابْنُ الحجاج: 17042 - لَا عَار لَا عَار في الفَرارِ ... فَقد قَرّبن الهُدَى إلى الغَارِ أبُو عمر الخَالديُ: 17043 - لَا عَار يَلحقني أَنّي بلَا نَشبٍ ... وَأَيّ عَارٍ عَلَى عَينٍ بلَا حَوَرِ ومن باب (لَا)، قَولُ إسماعِيل بنُ عليٍّ الحَظيريّ: لَا عَالِمٌ ولَا جاهِلٌ ... ولَا نَبيهٌ لَا ولَا خامِلٌ عَلَى سَبيلِ مَهيع لَا حبٍ ... يُؤدِي آخرُ اليَقظة والغَافِلُ وقول حَميدٍ بنُ ثَورٍ يَتوعَّدُ بالحَربِ والهِجاءِ (¬1): لأعرِضنَّ بالسَّيفِ ثمَّ لأحدُون ... قَصَائِدَ فِيها للمَعاذِيرِ زاجِرُ قَصَايِدُ تَستَحي الرُّواةُ نَشِيدَهَا ... ويَلهُو بِهَا من لَا غِب الحَيِّ سَايرُ يَعضُّ عَلَيها الشَّيخُ إبهام كَفِّهِ ... وتَخزى بِهَا أحياؤُكُم وَالمقَابِرُ ابْنُ التَّعاوِيذي: 17044 - لَا عَدَا رَبعَكَ التَّهاني ... ولَا زَالَ مُنيخًا بِبَابِكَ الإقبَالُ يَقولُ ابْنُ التَّعاوِيذي مِنها قَبلُهُ: فضلُ النَّاس بالسَّماحِ وليسَ ... الفَضْلُ إِلَّا لِمَن لَهُ الأفضالُ تُثابُ فِي غِرَّة الحَدَاثةِ رأيًا ... وغَيرُ مَا تمَّ وهوَ هِلالُ لَستُ أُحصِي على مَواهِبَ كَفَّيهِ ... ثناء وَكيفَ تُحصى الرِّمالُ ¬
لَا عَدَا ربعُكَ التَّهانِي، البيتُ أبو الشِّيص: 17045 - لَا عُدتُ أَطلُبُ مَا حَييتُ فَايقني ... أثر الأَحبّةِ بَعَدَ عَينٍ في اليدِ يقول مِنْهَا: لَاقيتها فَحَبستهَا فَتمَنَعَّت ... فَتركتُهَا حَذَر العُيُونِ الحُسَّدِ قَالت أعوذ فَهَاكَ رَهنًا خَاتَمِي ... كَمَا يَكونُ رَهينةً للمَوعِدِ حَتَّى إِذَا اشتَّدَ الحِجابُ فَطَالَعَت ... صرنَا نَرَاهَا فِي مَكانِ الفَرقَدِ عذرٌ جاريةُ مُخارق: 17046 - لَا عَدِمتُ الهَوَى ولَا مَن هَوِ ... يتُ وَبَقَى مَن هَوِيتُ لي وَبقيِتُ قَالَ أَبُو هفَّانَ رأيتُ جَاريَةَ مَخاوفٍ عُذرًا وَبيَدهَا تُفَّاحَةُ مَكتُوبٌ عَلَيْها، لَا عَدمتُ الهَوى، البَيْتُ وبَعْدَهُ: وابتَلَى اللَّهُ مَنْ هَويتُ بحبّي ... وبَلَانِي بُحبِّهِ مَا حَييتُ أبو تمام: 17047 - لَا عَدمتُم غَريب مَجدٍ رَبقتمُ ... في عُراهُ نَوافرَ الأَضدادِ البَبَّغَاءُ: 17048 - لَا عَذَّبَ اللَّه رُوحي بالبَقَاءِ ... فَمَا أظُنُها بَعدَكمُ بالعَيش تَنتَفعُ 17049 - لَا عذَّبَ اللَّه مَيتًا كَانَ ينعِشُني ... فَقد لَقيتُ بِضُرِّي منهُ مَا لَاقى ¬
بَعْدَهُ: طَواهُ مَوتٌ طَوَى عَنِّي مَكارِمهُ ... فَذُقت مِن بَعدِهِ بالمَوتِ مَا ذَاقَا البُحتُري: 17050 - لَا عُذرَ للشَّجَرِ الذي طَابَت ... لَهُ أَعراقُهُ ان لَا يَطِيب جَنَاهُ حَمولة النّحوي: 17051 - لَا عُذرُ للمَرءِ إِمَّا كَانَ ذَا هِممٍ ... في أن يَقرَّ عَلَى هُونٍ وَتَقصيرِ الرَّضِيّ الموسَوي: 17052 - لَا عُذرَ لي إِلَّا ذَهابيِ عَنكمُ فَإِذَا ... ذَهبتُ فَيَأسكُمُ من رَجعَتي كعبُ بنُ مَعْدانَ: [من البسيط] 17053 - لَا عُذر يُقبَلُ منَّا دُونَ أَنفُسنَا ... ولَا لَهم عندنَا عُذرٌ فَيُعُتَذرُ بَعْدَهُ: قَومٌ بأسيَافِهِم يَبنُونَ مَجدَهُم ... إِنَّ المَكارهُ بالمَكروهِ تُبتَدَرُ 17054 - لَا عشتُ خلوًا مِنَ الحُسَّادِ إنَّهُمُ ... أَجلُّ عندي مِنَ اللّاءِي أَحبُّوني 17055 - لَا عضْوَليْ إِلَّا وَفيهِ محَبَّةٌ ... فَكَأَنَّ أَعْضَائِي خُلِقنَ قُلوبَا ¬
قَبلَهُ: خَطراتُ ذِكرِكَ تَستَثِيرُ مَودَّتِي ... فأُحِسُّ مِنْهَا فِي الفُؤادِ دَبيبا لَا عِضوَ إِلَّا وَفِيهِ محَبَّةٌ، البيتُ 17056 - لَا عَيْبَ فِي الْعيْشِ إِلَّا خَوْفُ غَيبتكُم ... إِنَّ الْسُّرورَ إِذَا مَا غِبْتم غَابَا نَصْرُ اللَّهِ بنُ عُنينٍ: 17057 - لَا عيشَتِي تَصْفُو وَلَا رسْمُ الهَوَى ... يَعْفُو وَلَا جَفْنِيَ يُصَافِحُهُ الكَرَى أبياتُ أبي المَحاسِن نصرُ اللَّهِ بنُ عنَيْن مِن قصيدةٍ يَمدحُ فِيها الملكُ العَادِلُ سَيفُ الدِّينِ أبَا بكرٍ أيُّوبَ أوّلَها: مَاذَا عَلَى طَيفِ الأحبِّةِ لَو سَرَى ... وعَلَيهِم لَو أسعفونِي بالكَرَى جَنَحُوا إلى قَول الوشَاةِ فأعرَضُوا ... واللَّهُ يَعلمُ أَنَّ ذَلِكَ مُفتَرَى يَا مُعرِضًا عَنِّي بِغيرِ جِنايَةٍ ... إِلَّا لِمَا رَقَشَ العَدوَّ وزوَّرَا هبنِي أسَأتُ كَمَا تَقولُ وأفتَرَي ... وأتيتُ فِي حُبيِّكَ أمرًا مُنكرًا مَا بَعدَ بَعدِكَ والصُّدُود عقوُبةٌ ... يَا هَاجِري قَد آن لِي أنْ تَغفِرَا لَا تَجمَعنَّ عَليَّ عَتبَكَ والنَّوى ... حَسبُ المُحبِّ عُقُوبةً أنْ يُهجَرَا عِبءُ الصُّدودِ أخفُّ مِن عبءِ النَّوَى ... لَو كَانَ فِي الحُبِّ أن أتجيَّرَا لَو عَاقبُونِي فِي الهَوَى بِسِوَى النَّوى ... لَرَجوتهُم وَطَمِعتُ أنْ أتصيَّرَا تقولُ مِنها مدحًا: مَلِكٌ إذا زَحفَتْ حُلومُ ذَوي النُّهَى ... في الرَّوعِ زادَ رَزَانةً وتَوقُّرَا ثَبتُ الجِنانِ يُراعُ مِن وَثبَاتِهِ ... يَومَ الوَغَا أسدُ الشَّرَى بَينَ المُلوكِ الغَابِرينَ وَبَينهُ ... فِي الفَضْلِ مَا بينَ الثُّريا والثَّرى لَا تسمعنَّ حَديثَ مَلِكٍ غيرِهِ ... يُروىَ فَكُلُّ الصَّيدِ فِي جوفِ الفرا ¬
قَومٌ زَكُوا أصلًا وطَابُوا محتِدًا ... وتَدَّفَقوا جُودًا ورَاعُوا مَنظَرًا يقولُ مِنْهَا: يَا أيُّهَا المَلِكُ الَّذي مَا فِي ... فَضَائِلهِ وسؤدَدهِ ومَحتدِهِ مرًّا أنتَ الَّذي افتَخرَ الزَّمان بجُودِهِ ... ووُجودهِ وكَفَاهُ ذَلك مَفخَرا أشكُو إليكَ نَوًى تَمَادَى عُمرُه ... حَتَّى حَسِبتُ اليَومَ مِنها أشهُرَا لَا عِيشَتِي تَصفُو وَلَا رسمُ الهَوى يَعفُو، البيتُ وبَعْدَهُ: وَلَقد سَئِمتُ مِنَ القَريضِ ونَظمِهِما ... ما حِيلتي ببضَاعةٍ لَا تُشتَرى أبو سَعيدُ بنُ خَلَفٍ: 17058 - لَا غَرْوَ أنْ أبْدَيْتُ سرّهُمُ ... فَالعَاشِقُونَ إِذَا ضَنُّو أَنُّوا الأَبْلَهُ: 17059 - لَا غَرْوَ أَنْ طِبْتُم فَأَنتُم مَعْشَرٌ ... طَابتْ فُروعٌ مِنْكُم وأُصولُ بَعدهُ يَمدَحُ بَهاءَ الدِّينِ أبَا الفَضْلِ ابْنُ عَضد الدِّينِ أستَاذِ الدَارِّ: لَكُم الرَّجَاحَة والسَّماحَةُ والحِجَى ... والبذلُ والإنْعَام والتَنويِلُ مِلِكٌ تَوقَّدَ مِنْ عُلاهِ ذَروَةٌ ... يَرتَدُّ عَنهَا الطَّرفُ وَهُوَ كَلِيلُ مَا إن لِسَائِلِهِ وَسِيلَةَ ... إِلَّا الرَّجَاءُ إلِيهِ والتَّعويِلُ فَالوِردُ عَذبٌ والحِجابُ مُسهِّلٌ ... والوَجهُ طَلقٌ والعَطَاءَ جَزِيلُ لَا زِلتَ مَقصُود الجنابِ تَجُودُ لِي ... وأجِيدُ فِيكَ مَدَائِحِي وأقُولُ أبو تَمَّامٍ: 17060 - لَا غرْوَ إِنْ قُتِلوا صبرًا ولَا عَجَبًا ... فَالقَتْل للْصَّبْرِ في حُكْمِ الْقَنَا تَبعُ الرَّضِيُّ المُوسَويُّ: ¬
17061 - لَا غَرْوَ أنْ كنتَ حُرًا لَا تَفيضُ ندي ... فَالبَحرُ غَمْرٌ ولَكن لَيس بالجارِي أبو الفتح البُسْتيُّ: 17062 - لَا إِنْ لَمْ نَجِدْ في الأَرْضِ مُخْتَرِفًا ... فَقدْ آدينَاهُ بَعدَ الْشيبِ والخَرفِ مُحمَّدُ بنُ شِبْلٍ: 17063 - لَا غَويٌّ بِفَقْدِهِ تَبْسَمُ الأَرْ ... ضُ وَلَا للِتَّقي تَبْكِي الْسَّمَاءُ أبو العَتَاهِيَة: 17064 - لَا فَخْرُ إِلَّا فَخرُ أَهلِ الْتُّقَى ... غدًا إِذَا ضَمَّهُمُ المَحْشَر 17065 - لَا فَرارًا مِنَ الْمَقادِير لَكِنْ ... للْمَعاذِيرِ عِنْدَ أَهلِ الْعُقُولِ ابْنُ الرّوميّ: 17066 - لَاقَتْهُمُ حَيْثُمَا سَارُوا تحِيّتُنا ... وجَادَهُم حَيت حَلّوا الوَابِلُ الغَدِقُ 17067 - لَا قَدَّرَ اللَّهُ رِزْقًا أَنْتَ جَالبُهُ ... وَلَا أعانَ عَلَى تَيْسِيرهِ الْقَدَرُ إبرَاهيم الغَزّيُ: 17068 - لَا قَدَّمَ الْسَّهمَ الأحدَّ صَارِمُهُ ... وَإِنْ غَدا فارسُ الْقُرْطاسِ وَالقَلَمِ 17069 - لَا كَانتَ دَهرًا عَلَيكَ أَوقَعَني ... ولَا زَمَانًا إِليْكَ أَلجَاني ابْنُ شمسِ الخِلَافَة: 17070 - لَا كَانَ مَن يَرْتَجي الْبَخيلَ ... ولَا أَفلَحَ مَنْ بالذَّليلِ يَنْتَصِرُ ¬
أبياتُ جَعفرٍ بنُ شمسِ الخِلافةِ مِن قَصيدةٍ بِخطِّهِ أوَّلُهَا: لَولَا دُموعٌ عَلَيكَ تَنهمِرُ ... مَا عَلِمَ النَّاسُ فِيَّ ولَا شَعَرُوا يَقولُ مِنها: عُسرُ أخِي الجُودِ حَادِثٌ جَللٌ ... تَكادُ مِنهُ السَّماءُ تَنْفطِرُ لَا كَانَ مَن يَرتَجِي البَخيلَ، البيتُ بَعْدَهُ: لَيسَ العُلَى نُهزةٌ تُطالِبُها ... كُلُّ خَطيرٍ مِن دونهِ خَطرٌ يَقولُ مِنها مدْحًا: السَّيِّدُ الأيِّدُ الَّذي شَهد البَد ... رُ لَهُ بالفَخَارِ والحَضرُ أحسَن مَا فِيهِ أنهُ كَرَمًا ... ما يُعطِيكَ فَوقَ المُنَى ويَعذَرُ لَا خَاشِعٌ إن عَرتَهُ نَائِبة ... ولَا إذا أمَسّهُ غِنًى بَطرُ مِنْ مَعشرٍ طَابَ ذِكرُهُمُ ... فَغَدا فِي كُلِّ مطرٍ كأنَّهُ قطرُ سُمُّ العَرابِين سَادةٌ نجبٌ ... صِيدٌ كِرامٌ جَهَاجحٌ زُهُرُ جِبالُ حِلمٍ عُيوث مسغَبة ... لُيوثُ حَربٍ عَلَى الرَّدى صُبرُ هُمْ للزَّمانِ البَهيمِ حِينَ خَلَا ... مِنَ الكِرامِ الحجولُ والغُررُ 17071 - لَا كَدَّرَتْ نُوَبُ الأَيَّامِ عِيشتَنَا ... يومًا ولَا فرَّقَتْ مَا بينَنَا أبَدَا ومِن بابِ (لَا)، قَول آخرٍ (¬1): لَا كُنتُ إِنْ كُنتُ أدرِي كَيفَ ولَا ... كُنتُ إن كُنتُ أدرِي كَيفَ لَم أكُن وقَولَهُ: ولَا لَا كُنتُ لا الأولَهُ رائِدة تَقديرَهُ ولَا كُنتُ إن كُنتُ أدري كَيفَ لَم أكُن. ومِن بابِ (لَا)، قَولُ الأخطلِ (¬2): ¬
لَا لَجَأتني قريش خَائِفًا وَجلًا ... وموَّلَتني قُريشٌ بَعدَ إقتارِ المُنعِمونَ بَنو حَربٍ وقَد حدَقَت ... بِي المنيَّة واستبطأت أنصارِي وقول عَبيدُ بنُ الأبرصِ (¬1): لَا ألفينَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُنِي ... وفِي حَيَاتِي مَا زَودتني زادي 17072 - لَا لَومَ في البُخْلِ عَلَى بَاخلٍ ... يُكرِّمُ مَا يُكْرَّمُ مِنْ أَجْلِهِ 17073 - لَا مَاتَ حُسَّادكَ بَلْ خُلِّدُوا ... حَتَّى يَرَوْا فِيكَ الَّذِي يُكْمِدُ بَعْدَهُ: ولَا خَلوتَ الهرَّ مِن حَاسِدٍ ... إِنَّ أجلَّ النَّاسِ مِن مُحسَدِ 17074 - لَامَ الوُشَاةُ عَلَى هَوَاكِ وَقَصْدُهُم ... نُصْحِي بذَاكَ فأفسدُوا مَا أصْلَحُوا يقول مِنْهَا: يا بَاخِلًا علَيَّ بنَظرَةٍ ... يَفدِيكَ مِن بحَياتِهِ لَكَ يَسمَحُ مَا تَنقَضي بِجَفَاكَ عَنِّي لَيلَة ... إِلَّا وَقَد أيَأستُ أنِّي أُصبِحُ مَا لِلهُمومِ ومَا لِقَلبي وَيحَهَا ... مَا آنَ يَومًا أن يَعيشَ وأفرَحُ بَابُ المَسرَّةِ دُونَ قَلَبِي مُغلَقٌ ... فَلعلَّ ربِّي بَابَهُ لِي يَفتَحُ قِيلَ سَألَ يَهوديُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيهِ وسلَّم مَسألَةً فَسَكَت صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسلَّم سَاعَةً ثمُ أجَابَهُ عَنْهَا فَقَالَ اليَهودِيُّ لَم توقَّفتَ فِيها وأنتَ تَعلَمُها فَقَالَ صَلَى اللَّهُ عَليه وسلَّم توقِيرًا للحِكمَةِ ومن باب (لَا)، قولُ آخر: ¬
لَا مُتَّ حتَّى أراكَ تَشكُو ... هَوىَ حَبيبٍ عَلَى جَفَائكَ هَذَا دُعاء عَليكَ فاسْمَع ... وَهَاتِ مَا شِئتَ مِنَ دُعَائِكَ ومن باب (لَا)، قَولُ إبراهيم بنِ العَبَّاسِ الصّوليِّ (¬1): لَامُوا وقَالُوا اصطَبِر عَنها فَقُلتُ لَهُم ... هَيهاتَ إن سبيلَ الصَّبرِ قَد ضَاقا مَا يَرجعُ الطَّرفُ عَنها حِينَ يُبصِرُهَا ... حتَّى يَعود إليها الطَّرفُ مُشتَاقا 17075 - لأَمرٍ أجلُّ الزجُّ في عَقبِ الْقَنَا ... ورَكبَتِ الْخرْصَانُ فَوقَ العَوَامِلِ مِهيَارُ: 17076 - لأمرٍ أخُوكَ غَدَا صامتًا ... عَلَى أنهُ الخَاطِبُ الْمِصْقَعُ 17077 - لَا مرحبًا بغدٍ وَلَا أهلًا بِهِ ... إِنْ كَانَ تفْريقُ الأَحبّةِ في غدِ أبو تمَامٍ: 17078 - لأمرٍ عَلَيْهِمْ أنْ تَتمَّ صُدُورُهُ ... وَلَيسَ عَلَيهِم أنْ تَتمَّ عَواقِبُهُ قَد كُتِبَ إخوانُهُ بِبابِ، إذا المَرءُ لَم تَسَتَخلِصِ الحَزمَ نَفَسهُ، البيتُ محمَّد أبي زرعةَ الدّمشقيُّ: 17079 - لَا مَلُومٌ مُقَصِّرٌ أَنْتَ في البِرِّ ... وَلَكن مُسْتَعطفٌ مُسْتَزادُ إبرَاهيم الغَزيُّ: 17080 - لَا من أقامَ بِدارِهِ راضٍ ... عَنِ الدّنيا وَلَا في البِلَادِ يَسِيحُ ¬
ابن المعتزّ: 17081 - لَا مُنْصَلي هَجَرَ الضِّرابَ وَلَا ... صَدِئَتْ مَضَارِبُهُ مِنَ الخَزَنِ المُتَنبّي: 17082 - لَا نَاقتِي تَقْبَل الرَّدْيِفَ وَلَا ... بالسَّوطِ يَومَ الرِّهَانِ أُجْهِدُهَا أبو هفَّانَ: 17083 - لأَنتَ في العَزْلِ عَلَى غُصَّةٍ ... أَنْبَلُ منْ غَيْركَ في الأَمْرِ 17084 - لأنتَ كَالْشَّمس تَنْأَى رِفْعَةً وَعُلًى ... وَضَوؤهَا في جَميعْ الأَرضِ يَقْتَرِبُ ومن باب (لأنتُمِ)، قَولُ أبي روحٍ (¬1): لأنتُم وإنْ مَنَّ الزَّمانُ بِقُربِكم ... عليَّ أحبُّ إلى قَلبِي مِن البارِد العَذبِ فلا تَحسَبُوا أَنَّ الحَبيبَ إِذَا نأَى ... وَغَابَ عَن العَينَينِ غَابَ عَنِ القَلبِ وقول الرَّضي المُوسَوي (¬2): لأنتَ عِندِي وإنْ ساءَت ظنونكَ بِي ... أشهَى مِن الأمنِ عِندَ الخَائفِ الوَجلِ ومن باب (لأنتَ)، قَولَ الطَائي (¬3): لانتَ مَهزَّتُهُ فَعزَّ وإنَّمَا ... يشتَدُّ بأسُ الرُّمحُ حينَ يَلينُ 17085 - لَا نَسأَلُ النَّاسَ إِنْ هرَّتْ كِلَابُهُم ... بُقْيَا عَلَينَا وَلَا نُبْقي عَلَى أَحَد ¬
المَعَريّ: 17086 - لأَنْسِيَنَّكَ إِنْ طَالَ الْزَّمَانُ بِنَا ... وَكَم حَبيبٍ تَمَادَى عَهدُهُ فَنَسي ابْنُ الحَلَّاوي: 17087 - لَا نلتُ ما أرْجُوهُ مِنْكَ منَ المُنَى ... إِنْ كَانَ غيرُكَ خَاطرًا في خاطِريْ المُتَنَبيّ: 17088 - لأَنَّ حلْمَكَ حلْمٌ لَا تَكَلَّفُهُ ... لَيْسَ التَكحُّلُ في الْعَيْنَيْنِ كالكَحَلِ جَميلُ بُثَيْنَةَ: 17089 - لَا والَّذِي تَسْجُدُ الجِبَاهُ لَهُ ... ما لي بِمَا تَحْتَ ثَوْبِهَا خَبَرُ قِيلَ: دَخَلتَ بثينةُ عَلَى عبدُ المَلِك بنُ مروانَ فَقالَ لَهَا كيفَ يأتِ جَمِيلًا فِي عَفَافِهِ قَالتِ كَمَا كَانَ وَصفَ نَفسه إذ يَقول، لَا والَّذي تَسجدُ الجِباهَ لَهُ، البيتُ وبَعْدَهُ: ولَا بِفيهَا ولَا هَممتُ بِهَا ... مَا كَانَ إِلَّا الحَديثُ والنَّظرُ وحدَّث أبو سَهلٍ بنُ سَعدٍ السَّاعِدي قَالَ: دَخلتُ عَلَى جَميلِ بنُ مُعمَّر وهُو عَليلٌ وإنِّي لأرىَ آثارَ المَوتِ فِي وجهِهِ، فقَالَ: يَا أبَا سَهلٍ أتَقولَ إِنَّ رَجُلًا يَلقَى اللَّهَ لَم يَسفِك دَمًا حَرامًا ولَم يَشربُ خَمرًا ولَم يأتِ فَاحِشةً أترجُو لَهُ؟ قُلتُ: إلى اللَّهِ فَمن هو؟ قَالَ: إنِّي لأرجُو أنْ أكونَ ذَلِكَ، فَقُلتُ: بعدَ زِيارتكَ بُثينَةَ ومَا تحدَّثَ بِهِ النَّاسُ عَنكُما! فقَالَ: واللَّهِ إنِّي لَفِي آخر يومٍ مِن الدُّنِيا وأولَ يَومٍ مِن الآخرةِ لَا نَالتنِي شَفَاعةُ مُحمَّد صَلى اللَّهُ عَليهِ وسَلَّم إِنْ كُنتُ حدَّثتَني نَفسِي بريبةٍ فِيها قطُّ، قالَ أبو سهلٍ: فَمَا انقضى يَومُهُ ذَلِكَ حتَّى مَاتَ رَحِمهُ اللَّه. ¬
ومن باب (لَا)، قَولُ أَبِي نَصرِ بنُ نُباتَة (¬1): لَا والَّذي خَصَّ قَلبِي مِنكَ بِالحُزنِ ... وَبدَّلَ الطَّرفَ وجَرَى الدَّمعُ بالوَسَنِ مَا حَنَّ قَلبِي إلى شَيءٍ سِواكَ ولَا ... نَظَرتُ مُذ غبت عَن عَينِي إلى حَسَنِ وقَولُ الحُسينُ بنُ الضَّحَّاك الخَليعِ (¬2): لَا وحبَّيك لَا أُصَافِحُ ... بالدَّمعِ مَدمَعا مَن بَكَى شَجوهُ استَراحَ ... وإنْ كَانَ مُوجَعَا كَبِدِي فِي هَواكَ ... أعظَمُ مِن أنْ تَقَطَّعَا لَم تَدع سَودَهُ الضَّنَى ... فيَّ للسَّقَمِ مَوضِعَا ومن باب (لَا)، قَولُ أَبِي الجَوائز الوَاسِطيِّ (¬3): لَا هَجَعَت أجفَانُ أجفَانَا ... ولَا رَقَا إنسَانُ إنسَانَا يَا جَافِيًا بِرُغمِ أنِّي لَهُ ... جَافٍ أمَا تَذكُرُ مَا كَانَا واللَّهِ مَا أضمرتُ غَدرًا كَمَا ... قُلتُ ولَا أظهَرت سَلوَانَا لَكِن سَعَى الوَاشُونَ مَا بَينَنا ... فَغَيَّرُوا ألوَانَ ألوَانَا إبرَاهيم الغَزيُّ: 17090 - لَا لأَنَّ الْغِنَى ذَمِيْمٌ وَلَكنْ ... صحَّةُ المَجْدِ في سَقَامِ الحَالِ القاضي ابْنُ مَعْروفٍ: 17091 - لَا يأْسَ منْ فَرَجِ الإلهِ فَرُبَّمَا ... يَصِلُ القَطُوعُ ويُقدِمُ الْغيَّابُ عَبدُ اللَّهَ بنُ الْمُعْتَزّ: ¬
17092 - لَا يأْمَنُ الْخَائِنُ النَّائِي مُعَاقَبَتِي ... ولَا يَخَافُ شَذَاني الْصَّاحِبُ الدّاني أعشى باهِلَةَ: 17093 - لَا يَأْمَنُ النَّاسُ مُمْساهُ ومُصْبَحُهُ ... من كُلّ أَوبٍ وإن لَم يَأْتِ يُنتَظَرُ قَد تَقَدَّمَ ذِكرُ بَقيَّهِ الأبياتِ بِبابُ، مِن لَيسَ فِي خَيرِهِ شَرٌّ تُكدِّرُهُ وِبِمَآقِهِ مِن حِكَايَةَ المُنتَشَرِينَ وَهبُ الكاهليّ الَّذي الأعشَى فِيهِ هَذهِ الأبياتُ. ذُو الرِّمَّة: 17094 - لَا يأْمَنَّنَ عَلَى النساءِ أخٌ أخًا ... مَا في الْرِّجَالِ عَلَى النِّساءِ أمِينُ الفَرَزْدَقُ: 17095 - لَا يأْمَنَّنَ قَويٌّ نَقضَ مِرَّتِهِ ... إنّي أَرَى الدّهرَ ذَا نَقْضٍ وإمْرَارٍ عُبَيدُ اللَّهَ بنُ عبد اللَّه بن طاهرٍ: 17096 - لَا يَبْرَأُ المَصْدُور ممنْ سَقَمٍ ... في صَدْرِهِ إِلَّا إِذَا نَفَثا 17097 - لَا يَبْرَحُ المَرْءُ يَسْتَقري مَضَاجعهُ ... حتّى يَبيتَ بأقْصَاهنَّ مُضْطَجعَا طُريحُ بنُ إسمَاعيلَ: 17098 - لا يُبْعِدِ اللَّه الشَّبَابَ وَمَرْحَبًا ... بِالشَّيْبِ حِيْنَ أَرَى إِليهِ المَرْجِعُ عُروة بن أُذَينة: 17099 - لَا يُبْعِدِ اللَّهُ حُسّاديْ وَزَادَهُم ... حَتَّى يَمُوتوا بداءٍ فيَّ مَكْنُونِ ¬
الخِرْنَقُ بنتُ هِفَّانَ: [من الكامل] 17100 - لَا يُبْعِدن قَوميْ الَّذِين همُ ... سُمُّ الْعُدَاةِ وَآفةُ الْجُزرِ قَيلَ لَمَّا ماتَ أَبُو عمرٍ المازِنيُّ عَبَرتُ جَنازَتهُ عَلَى أَبِي الفضلِ الرِّياشِي فَقال متمثّلًا (¬1): لا أبعد اللَّهُ أقوامًا رزءتُهُم ... أفناهُم حَدثان الدَّهرِ والأبدُ يمُدّهُم كلَّ يَومٍ مِن بَقِيّتِنا ولَا ... يَؤوبُ إِلينا مِنهُمُ أحدُ ويروى، لَا بعّدَ اللَّهُ إخوَانًا لَنا سَلَفُوا، البيتُ ويروى فِي البيتِ الثَّاني، ولَا يريعُ إلينا مِنهُمُ أحدُ يُقالُ راعَ يَريعُ أي رَجعَ ومِن ذَلِكَ سُميَّ رَيعُ الغلَّةِ لأَنَّهُ يَرجعُ بِفضلٍ، ومِن بَابِ لَا، قَولُ الخرنَقَ بِنتُ هفَّانَ القَيسيَّة مِن بَني قَيس بن تَغلَبةَ امرأةِ بِشرٍ بنُ عَمرو تَرثِي زَوجها عمرو بنُ مَرثَدٍ وابنهَا عَلقَمةُ بنُ عمرٍ وأخويهِ حسَّانَ وشَرحَبيلُ، لَا يُبعدنَّ قَومِي الذينَ هُمُ، البيتُ وبَعْدَهُ: النَّازِلينَ بِكلِّ مُعترك ... والطَّيّبين مَعاقِدَ الأزرِ إِنْ يَشرَبُو يَهِبُوا وإنْ نَذَرُوا ... يَتَواعَظُوا عَن مَنطِق الهَجرِ قَومًا إِذَا رَكبُوا سَمِعت لَهُم ... لَغطًا مِنَ التَأييهِ والزَّجرِ مِن غَيرِ مَا فُحْشٍ يُجاء بهِ ... عَن مَنِطِقِ المُهراتِ والمَهرِ الضَّاربينَ لَدى أعنتهم ... والطَّاعِنين وخَيلُهُم تَجرِي وَالخَالِطينَ نحيتَهُم بِنضارِهِم ... وذوي الغِنَى منهم بذي الفَقْرِ هَذَا ثنَائي مَا بَقيتُ لهمُ ... وإذا هَلَكتُ وَجَنَّني قبرِي قَولُهَا النَازِلينَ والطَيبِينَ صفةُ للقَوم لأنهُ في مَوضع نصبٍ هذا قَولُ الكِسائي ابنِ الأعرابِي، قَالَ أَبُو عَمرو ومِنهُم مَن يَرفعُ فَيقولُ النَّازِلونَ ¬
ويَخفضُ الطَّيبينَ على القَسَمِ قَومٌ يَرفعونَ الكُلَّ عَلَى الابتداءٍ، ويُروى أن يَشَربُوا يَهِبُوا وإنْ بَدروا يَعِني بدروا للشربِ لَم يَسمَعُ لَهُم فحشٌ، ورَوىَ الأخفشُ نذَرُوا مِنَ النَّذر، واللَغط الصخبُ والتأييهِ التَّصويتُ يُقالُ أيَّهتُ بهِ إذا أصحَمَت بِهِ، والخَالِطينِ نَحيُتهُم بِنضارِهِم النَّحيتُ الرّذلُ السَّفلةُ والنَضارُ الخَالِصُ مِنهُم، وَجنّني قَبرِي يُقالُ جَنَّ وأجنُّ بِمعنَى واحِدٍ وَجنَّ قَليلَةُ الاستعْمَالِ وَقَد جَاءَت فِي هَذَا الشِعرِ. قَالَ كَاتِبُهُ مُحمَّدُ بنُ أيدمَر عَفَا اللَّهُ عنهُما: ورأيت قولها: والخالطين نحيتهم بنضارهم. . البيت. في شعر حاتم الطائي الذي يقول منه (¬1): إن كنت كارهة معيشتنا ... ها أنا فحلي في بني بدِر الخالطين نحيتهم بنضارهم. . البيت. الحَسَنُ بن محمّد بن حَبيب الواعظ: 17101 - لَا يتمُّ المقَالُ إِلَّا بفِعْلٍ ... كُلُّ قَولٍ بلَا فَعَالٍ هَبَاءُ بَعْدَهُ: إِنَّ قَولًا بِلَا فَعَال قَبيحٌ ... ونكَاحًا بِلَا ولِيٍّ سَواءُ 17102 - لَا يُجْذَبُ الْسَّيْفُ عَلَى عَقْرَبٍ ... وَإِنَّمَا تُضْرَبُ بالْنَّعْلِ ومن باب (لَا) قَوْلُ الْمُتَنَبيّ: لَا يَجبُرُ النَّاسُ عَظمًا أَنْتَ كَاسرُهُ ... يهيضونَكَ عظمًا أنتَ حَائِزُهُ مَثْلُه قَوْلُ الأشجَعِ الْسُّلَّميّ (¬2): [من المتقارب] ولا يَرْفَع النَّاسُ منْ حَطَّةٍ ... ولا يَضعُ النَّاسُ مَنْ يُرفَع ¬
وقول الأَعْشى (¬1): لَا يَرْفَعُ النَّاسُ من أَوْهَى وإن جَهِدُوا ... أنْ يَرْفَعُوهُ ولَا يُوْهِنُونَ رَفْعا وقول حسَّانُ بنُ ثابتٍ (¬2): قَومٌ إِذَا حاربُوا ضرّوا عَدُوّهُم ... أو حَاولُوا النّفعَ في أَشْيَاعِهم نفَعُوا لَا يَرفَعُ النَّاسُ ما أوهت أكفُّهُم ... عندَ الدِّفَاعِ ولَا يُرمُون ما رَفَعُوا وقول عَبْدُ اللَّهِ بن أبي عُيينَةَ (¬3): لَا يَرتق الرَّاتقونَ إِنْ فَتَقوا ... فُتْقًا ولا يَفْتُقُون مَا رَتَقُوا ابْنُ شمسِ الخِلَافَةِ: 17103 - لَا يُجَلّي الْكَرْب إِلَّا مَاجدٌ ... يَمْلأُ الدّلْوَ إلى عَقْدِ الْكَرَبْ هَذَا مِن قَصِيدةٍ يَمدحُ بِهَا المَلِكُ النَّاصِرُ صاحِبَ حَلَبَ يَقُولُ مِنْهَا: مَا عَجِبَ التَّمادِي سُخطُكُم ... بَل عَجِبنَا للرِّضا العَجَبْ كُلُّ يَومٍ يُحدِثُ الدَّهرُ لَنا أمَلًا ... يُحدِثُ للقَيسِ كُلَّ نَصَبْ فَعَلَينَا طَلبٌ لَا يَنقَضي ... وعَلَى النَاصِّر تَحقِيقُ الطَّلَبْ فَضَلَ الأملاكَ بأسًا ونَدَى ... وكَمَالًا وجَمَالًا وَحَسبْ أين يَنقَضي الجَهل مِن فَضل الحِجَى ... وَهوَ أنْ الصُفرِ مِن عِزِّ الذَّهبْ أيُّهَا المَولَى المُوالِي أنعُمًا ... غَمَر العُجمَ جَدَاهَا والعَرَبْ إن خَشَيْنَا فإلِيكَ المُلتَجَى ... ورجَونَا فَإلِيكَ المُنقَلَبْ 17104 - لَا يُحذَرُ السُّوء مِنهُ عَامِدًا أبدًا ... ولَا عَلَى غلَطٍ في الجِدِّ وَاللَّعِبِ ¬
الغَزِّيُ: 17105 - لَا يَحُطّنَّ رُتبَتي سُوءُ حَالي ... آيَةُ الحُسن في الجُفُونِ السَّقَامُ 17106 - لَا يَحفلُ البُردُ مَن يُبلي حَوَاشِيَهُ ... وَلَا تُبالي عَلَى من رَاجَت الإبلُ مثله (¬1): ألا لا يُبالي البُردُ من جَرَّ فَضْلَهُ ... كَمَا لَا تُبَالي مُهرَةٌ منْ يَقُودُهَا 17107 - لَا يَحمِلُ المنبَرُ ردفًا و ... لَا يَصلُحُ مُلكٌ بينَ نَفسَيِن ذو الإصبَع العَدَواني: 17108 - لَا يُخرجُ القَسرُ منّي غيرَ مَعصِيَةٍ ... وَلَا أَلينُ لمن لَا يبتَغي لِيني الأبيوَرديُّ: 17109 - لَا يَخضَعُونَ لخَطبٍ إن أَلمَّ بِهِم ... وَهَلْ تَهُزُّ الرّياحُ الهُوج اطواَدا يقول أَبُو المظفّر محمّد أحمَدَ الأَبْيوَردِيُّ منها: يُلقي الزّمَام إلى كَفٍّ مُعوّدَةِ ... في نَدْوَةِ الحيّ تقبيلًا وإرْفَادَا مُحَسَّد المجد لَمْ تَطْلَع ثنيَّتهُ ... إنّ المَكارِمَ لا يَعْدِمْنَ حُسَّادا يقول فيها: يا خَيْرَ من وجَدَت إبلي المَطِيّ بهِ ... مِنْ فَرْعِ خِنْدِفَ آباءًا وأجدادا رَحَلَت فالْمَجُد لا يرقا مَدَامِعُهُ ... وَلَم ترِقَّ عَلَينا الْمُزْنُ أَكْبَادا وَضَاعَ شِعْرٌ يَضيقُ الحَاسِدونَ بهِ ... ذرعًا وتُوسِعُهُ الأيّامُ إنشادَا ¬
فَلَم أهب بالقوافي بَعَدَ بينكُم ... ولَا حَمَدتُ وقَد جَرَّبْتُ أجْوَادَا السَّرِيُ الرَّفاء: 17110 - لَا بَخطُبنَّ إليَّ حَليَ مَدَايحِي أحَدٌ ... فقَد وَجَدَ السِّوارُ المعصَمَا يقول فيْها يَمدَحُ أبَا الهَيْمَاءِ حَرْبَ بن سَعيدٍ بن حَمْدَانَ: الآن جَنَّبَني الزَّمانُ أذاتَهُ ... وأَعَادَ لي بُؤْسِيَ الحَوادِث نُعْمَا بِأَغَرَّ يَمْنَحَني الْسَّبيكَ المُقْتَني ... كرمًا وأَمْنَحُهُ الحبيكَ المُعلِما وَقريبُ مجنى العُرفِ إِلَّا أنه ... تَرمي بِه الْهُمات أبعدُ مُرْتَمى كَالغيثِ يُحيى أنْ همَا وَالسَّيْل يُردي ... أنْ طَمَا والدَّهر يُصمم أن رَمَا شَتَّى الخِلالِ يُروحُ إمَّا سالبًا ... نِعَمَ العدى قسرًا وإمَّا مُنْعَمًا مِثلَ الشِّهابِ أصَابَ فجًا مُعْشَبًا ... بحريقهِ وأَضَاءَ فجًا مُظْلِمًا أو كالغَمامِ الجَودْ إِنْ بُعِث الحيَا ... أحيى وإن بُعِثَ الْصَّواعِقِ أضرَمَا أَو كالْحُسَامِ إِذَا تبَسَّمَ مُتنُه ... عَبَر الرَّدى في حدِّهِ فَتَجهَّمَا تِلك المَكارِمِ لَا أرَى مُتأخِّرًا ... أولىَ بهَامِيه ولَا مُتَقَدِّما عَفْو أظلَّ ذوي الجرائم ظلُّه ... حَتَّى لقَد حَسَدَ المُطيعَ الْمُجْرمَا وندًى إِذَا استَمْطَرتَ عَارضَ مُزْنَهُ ... خَفَّ الحَيا الرّيعيُّ فيهُ وَأرزما قَدْ كُنتُ ألقى الدَّهرَ أعزلَ حَاسرًا ... فلَقَيتُهُ بكَ صَايلًا مُسلما ما عذرُ مَنْ بَسَطت يَمينكَ كفهُ ... أزلًا نالَ بها السُّهَى والمِرْزمَا ومنْ بابِ (لَا) قولُ آخرَ يَمْدَحُ: لَا يَخْطُرُ العجزُ في أَعْقَابِ نُهرَته ... ولَا يُصاحِبُ عجزًا حينَ يَعْتَزِمُ وقول آخر (¬1): لَا يَخفين عَلَيكَ أَنَّ مُجاشعًا ... لَوْ يُنْفَخُونَ من الخُؤُورَةِ طَارُو ¬
17111 - لَا يَخلُبنكَ بَارِقٌ مُتَلَمِّعٌ ... إِنَّ البُرُوقَ تَخُونُ في تَلمَاعِهَا ابن الحَجَّاج: 17112 - لَا يُدبرُ البقَّالُ إِلَّا إِذَا ... تَصَالَحَ السِّنَّورُ وَالفَارَة المتَنَبِّي: 17113 - لَا يُدرِكُ المَجدَ إِلَّا سَيِّدٌ فَطنٌ ... لمَا يَشُقُّ عَلَى السَّادَات فعَّالُ 17114 - لَا يَدهَمنَّكَ من دَهمَائِهم عَدَدٌ ... فإِنَّ جُلَّهُم بَل كُلهُم بَقَرُ عَبدُ اللَّه بن أبي عُيينَةَ: 17115 - لَا يَرتُقُ الرَّاتِقوُنَ إِن فتَقوافَتقًا ... ولَا يَفتُقُونَ مَا رَتَقُوا ومنْ بابِ (لَا) قولُ آخَرَ (¬1): يا خَاضِبَ الْشَّيْبِ بالْحِنَّاءِ يَسْتُرُهُ ... سَلِ المَلِيكَ لَهُ عَفْوًا مِنَ النَّارِ لا يَرْحلُ الشَّيْب عَنْ دارٍ أَلمَّ بِهَا ... حَتى يَرْحَلَ صاحبُ الدَّارِ وقول أَبِي عَبْدُ اللَّهَ الضَّريرِ (¬2): لَا يَردُّ الْبُكَا عَلَيكَ الَّذِي فَاتَ ... ولَا يَغِظْ دَمْعَكَ المَسْؤُولَا سَلِّم الأَمْرَ إِنَّمَا الأَمْرُ للَّهِ ... وَكُنْ قَابِلًا تَكُنْ مَقْبُولَا وقالَ آخَرُ (¬3): ¬
لَا يُرِعْكِ الْمَشيْبَ يَا ابْنَةَ عَبْد ... اللَّهِ فالْشَّيْبُ حُلْيَةٌ وَوَقَارُ إِنَّمَا تَحْسُنُ الرِّيَاضُ إِذَا مَا ... ضَحِكَتْ في خِلَالِهَا الأَنْوَارُ وقالَ قُطريُّ بنُ الفُجَاءةِ (¬1): لَا يَرْكُنَّنَ أَحَدٌ إلى الأَحْجَامِ ... يَومَ الوَغَا متَخَوِّفًا لحِمَامِ فَلَقَد أَراني للرِّمَاحِ دَرِيئَةً ... مِنْ عَنْ يَمِيني مَرّةً وَأَمَامي حَتَّى خَضبْتُ بمَا تَحَدَّدَ منْ دَمي ... أكْنَافَ تُرْجَى مع عِنَانِ لِجَامي ثمَّ انصرَفْتُ وَقَدْ أصَبتُ وَلَم أصَبْ ... جَذَعَ البَصِيرَةِ قَارِحُ الأَقْدامِ وقول آخَرَ: لَا يَرْفَعُ الضَّيفُ رأْسًا في مَنازِلَنا ... إِلَّا إلى ضاحِكٍ منَّا ومُبْتَسِمٍ فَهَذا البيتُ مصْراعُهُ الأوّلُ يَحْتَمِلُ الذَمَّ حَتَّى يُورَدَ مِصْراعُهُ الأَخيرُ ومن باب (لا) قولُ الحَسَن بن زيادٍ الرُّصافيّ: مُروَّعٌ بالهَجْرِ والصدِّ ... مُعَذَّبٌ بالْشَّوْقِ وَالْوَجْدِ مغفر على الجَفْوَةِ راضٍ ... بما سَيَمُرّ منَ الإِقْصَاءِ وَالْبُعْدِ لَا يَسْأَلُ الْوَصْلَ ولكنَّهُ ... يسألُ أنْ يُعْفَى مِنْ الْصَدِّ يَخافُ أنْ يسألَ فَوقَ الَّذِي ... يُمكِنُ أنْ يُجيبَهَ بالْرَدِّ ومن باب (لا) قولُ الآخَرَ يمدَح (¬2): لَا يَسْتَريحُ إلى الدُّنيا ولذَّتِها ... ولَا نَراهُ إِليها سَاحبَ الذَّيلِ المَوتُ يَكْرَهُ أنْ تَلْقَى مَنِيَّته ... في كَرهٍ عِنْدَ لفّ الخَيلِ بالْخَيْلِ لَو بَارَزَ الشّمسَ ألفَى الشمس كَاسِفَةً ... أو زَاحَمَ الشمس ألحابًا إلى المَيْلِ أمْضَى في الْسَّيْرِ إن نابَتْهُ نائبِةٌ ... وعِنْدَ أعدائهِ أجرَى مِنَ السَيْلِ ¬
17116 - لَا يَرحَل النَّاسُ إِلَّا نحوَ حجرتِهِ ... كَالبيتِ نصحي إليه مُلتَقى السُبُلِ الفَيضُ بنُ صَالحٍ: 17117 - لَا يُرسِلُ القَولَ إِلَّا في مَوَاضِعِهِ ... ولَا يَخفُّ إِذَا حَلَّ الحُبَى الجَزَعُ قبلهُ يَمْدَح أبَا عبدِ اللَّهِ كَاتبَ الْمَهدِيّ: فالْصَّمتُ من غيرُ عيٍّ من سَجِيَّتِهِ ... حَتَّى يَرَى مَوضِعًا للقَول يُسْتَمَعُ لَا يرسَلُ القَولَ إِلّا في مَوَاضِعِهِ. البيت. الأَعشَى: 17118 - لَا يَرفَعُ النَّاسُ مَا أَوهى وإِن جَهِدُوا ... أَن يَرفَعُوُهُ ولَا يوُهون مَا رَفَعَا بَعْدَهُ: غَيث الأَرامِلَ والأَيْتَامِ كلُّهم ... لَمْ تَطلُعِ الشمس إلّا ضرَّ أَو نَفَعًا أبو نواسٍ: 17119 - لَا يُرقئُ اللَّهُ عَينَي مَن بَكَا حجرًا ... ولَا شفَا وجدَ مَن نَصبوا لي الوتدا الرّضيّ المُوسَوِيُّ: 17120 - لَا يَركَبُ النَّاهِقَ ذُو إربَةٍ ... إِلَّا إِذَا صُدَّ عَنِ الصَّاهِلِ أَحمَدُ بن يُوسُفَ: 17121 - لَا يزيدُ الحِرصُ في رزقٍ ولَا ... يُنقِصُ الإجمالُ من رزق أحَدَ ¬
قَبْلهُ: أيُها الطالبُ أَجمِل واقصدِ ... وأرِح نَفسَكَ منْ جُهدٍ وَكَدْ لا يَزيدُ الْحِرصُ في رِزقٍ البيتُ وبَعْدَهُ: وكَذلِكَ الْضّعفُ والقوّة ... لا مُفقِرٌ عجز ولَا مُغنٍ جَلَدْ كُلُّ حَيٍّ سَيُوفي رِزقَهُ ... يَسْتَوى الأَضْعَف فيهِ وَالأَشَدْ إنَّما الحظُّ لِذِي الجَدِّ ... ولَا يَنْفَعُ الْكَدُّ إِذَا لَم يَكُ جَدْ 17122 - لَا يُستبَاحُ حِمَى العَلياءِ في دَعَةٍ ... ولَا يؤوبُ بُنجحٍ رَايِدُ الأَمَل وَمِن بابِ (لَا) فقَولُ أبي الفَتْح الْبُسْتِيّ (¬1): لَا يَسْتَخفنّ الفَتى بِعَدُوِّهِ ... أبدًا وإنْ كَانَ الْعَدُوّ ضئيلًا إِنَّ الْقَذَى يُؤْذيْ الْعُيُونَ قَليلهُ ... ولربَّمَا جَرَحَ البَعُوضُ الفيلَا شمس الدين الكوفي الواعِظ رحمه اللَّه: [من البسيط] 17123 - لَا يَستَطِيعُ فؤادي غَيرَ حُبِّكُم ... وَغَير ذِكِركُم لَا يَستلذُّ فَمي السَرِيُّ الرَّفاء: 17124 - لَا يَستَعِيرُ لَهُ المُدَّاحُ مَنقِبَةً ... ولَا يَقُولُونَ فيهِ غيرَ مَا عَلِمُوا قبله يَمدحُ سَيْفُ الدَوْلَةِ: يَا سائِلي عنْ عَليّ كَيفَ سيرَتُهُ ... أُنظُر إلى الشُّكر مقْرونًا بهِ الْنّعَمُ مَدحٌ يفضُّ زُهيرٌ عنهُ ناظرهُ ... ونائِلٌ يتوَارىَ عندهُ هَرمُ إذا بدا الصُّبْحُ فهوَ الشمس طالعةً ... وإن دَجَا اللَّيلُ فهوَ لنَا العَلَمُ لا يَستَعيرُ لَهُ المُدَّاحُ مَنْقِبةً. البيتُ ¬
رَحبٌ على آمليهِ ظلُّ رَحمَتِهِ ... ولَيسَ بَينَهُم قُربى ولَا رَحِمُ 17125 - لَا يُستَقَلُّ منَ الأَشياءِ أَربَعةٌ ... فَقرٌ وَسُقمٌ وَنيَرانٌ وَهجرانُ أحمد بن عيسى الدمشقيُّ: 17126 - لَا يَستَقِيمُ عَلَى حَالٍ فَأعرِفهَا ... ولَا يَفوُهُ بخَيرٍ جَدَّ أَو لَعبَا أبو الفتحَ البُستِيُّ: 17127 - لَا يَستَوِي المرءَان فِي حَالَيهمَا ... هذَا أخوُ عوَجٍ وهَذَا مُستَوِي 17128 - لَا يُسقِطُ الشَّرفَ القَديم مِنَ امرئ ... امِلَاقُه في دَولَة السُّقَّاط المُتَنَبِّي: 17129 - لَا يَسلَمُ الشَّرَفُ الرَّفيعُ مِنَ الأَذَى ... حَتَّى يُراقَ عَلَى جَوانبه الدَّمُ بعده: وَالظلمُ في شِيَمِ النّفوسِ فَإنْ تَجدْ ... ذا عِفَّةٍ فَلعِلّةٍ لَا يَظْلِمُ إبرَاهيم الغَزِّيُ: 17130 - لَا يَسمعُونَ كَلامَ المُستَجيرِ بهم ... كَأنهَمُ خُلقوا صُمًّا وعُميَانَا أَبُو نواسٍ: 17131 - لَا يَشتَفِي العَاشِقُ مِمَّا بِهِ ... بالشَمِّ وَالتَّقبِيلِ حَتَّى يَنيك قَبْلهُ: حدَّثنا في بعضِ أَخْبَارِهِ أبو بلالٍ شَيْخُنا عنْ شَريكْ ¬
لَا يَشقَى العَاشِقُ مِمَّا بِهِ. البيتُ. قَد سَبَقَ العُذرُ عنْ أمثَالِهِ هَذَا السُّخف المُعَرّجِ المُسْنَد المُعَنعَنْ إلى مَشَايِخِهِ وإنَّما هُوَ عَلَى سَبيل الظَّرفِ. ابْنُ المُعتَزِّ: 17132 - لَا يَشتَكِي الدَّهرَ إن خَطبٌ ألمَّ بِهِ ... إِلَّا إلَى صَعدة أَو حدِّ صَمصَام السَرُّي الرَّفاء: 17133 - لَا يَشرَبُ الماء إِلَّا غَصَّ من حَذَرٍ وَ ... لَا يُهَوّمُ إِلَّا راعَهُ الحُلُمُ يُروى لعَلي عَليهِ السَلام: 17134 - لَا يَشرَحُ الوَاعِظُ صَدرَ امرِئ ... لَم يَهدِهِ اللَّهُ إِلَى رُشدِهِ قبلَهُ: يَا مُؤثِرَ الدُّنْيَا عَلَى دِينِهِ ... وَالتَّائهَ الْحَيْرَان عنْ قَصْدِهِ أصْبَحتَ تَرْجُو الْخُلدَ فِيهَا وقَد ... أبرَزَ نَابُ المَوْتِ عنْ حَدِّهِ هَيْهَاتَ إِنَّ الموتَ ذُو أَسْهُمٍ ... مَنْ يَرْمِهِ يومًا بِهَا يُرْدِهِ لَا يَشْرَحُ الوَاعِظ صدْرَ امْرِئٍ. البيتُ. قيل: نظر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى رجل يحظر في مشيته ويختال في خطوته إعجابًا منه بنفسه، فأنشده عليه السلام بهذه الأبيات مخاطبًا له، مُزرٍ على فعله. سَابِقٌ البَربَريُّ: [من البسيط] 17135 - لَا يَشعرُونَ بمَا فِي دِينِهم نُقِصُوا ... جَهلًا وإِن نقَصت دُنياهُم شَعرُوا ¬
ابْنُ رزَينُ الأندَلُسيُّ: 17136 - لَا يَشمَتَنَّ حسُودي أَن سَقطتُّ ... فَقَد يَكبُو الجَوادُ وَينبوُ الصارِم الذَكُر كَانَ أبو مرْوَان عَبْدُ المَلْكِ بن رَزينْ بن عبّودٍ الأَنْدُلسيُّ قَد رَكِبَ جَواده وَخَرَج يتصيَّد فكبَا بِه وسَقَط فَنَادى وَشَمِتَ بِهِ أعداوُهُ فقالَ (¬1): إِنِّي سَقَطتُ فلَا جُبنٌ ولَا خورٌ ... وليسَ يُدْفَعُ مَا قَدْ شَآءَهُ القَدُر لَا يشْمَتَنَّ حُسُودي إِنْ سَقَطْتُ. البيتُ. 17137 - لَا يَصبِرُ الحُرُّ تَحتَ ضَيمٍ ... وَإِنَّما يَصبِرُ الحِمَارُ 17138 - لَا يُصرَفُ الطَّرفُ إِلَى غَيرِه ... فِي حُسنِهِ عَن غَيرِهِ مَقنَعُ ابْنُ أَسَدٍّ الفَارقيُّ: 17139 - لَا يَصرفُ الهمَّ الأشِّد ... أَو مَنظَرٌ حَسن تَهوَاهُ أَو قَدَحُ بَعْدَهُ: فالراحُ للْهَمِّ أنفاها فخُذْ قدحَا ... مْنهَا وَدَع أمَّهُ في شُرْبِهَا قَدحُوْا رَاحٌ تُحالُ إذا مَا المَزجُ خالَطَها ... سُقاتُها أنّهم زندًا بهَا قَدحُوْا ومن بابِ (لَا) قولُ الآخَرُ (¬1): أبْرَدُ منْ بَرْدِ الْكَوانينِ ... زيَارَةُ الرّاجِلِ في الطّينِ لَا يصْلُحُ التسليم يَوْمَ النَّدَى ... إلّا لأَصْحَابِ البَرَاذينِ يقول: إِذَا وقَعَ الغَيثُ وَكَثُرَ الوَحْلُ فليسَ على الرّاجلِ أنْ يَزورُ أَخاهُ إِلَّا أنْ يَكونَ رَاكِبًا. ¬
الأشجَعُ السُلَمِيُّ: [من الكامل] 17140 - لَا يُصلِحُ السُّلطَانَ إِلَّا شِدَّةٌ ... تَغشَى البَرِيءَ بِفَضُلِ ذَنب المُجرم يقول منها يمدح إبرَاهيم بنُ عُثمَانُ بن نُهيكَ صَاحِبَ شُرْطَة الرّشيدُ وَكَانَ إبرَهيمُ مَهدًا جَبّارًا عنيدًا: في سيف إبرَاهيم خَوفٌ واقعٌ ... بذوي النِّفَاقِ وفيْه أمنُ المسلِمِ وبَيْتُ يَكْلا والعيُون هَواجعٌ ... مَال المُطيعِ ومَنْهَج المُسْتَلِمِ يشُّدّ أحكاَما بأنفِ كلّ مُخَالِفٍ ... حتّى استَقَامَ لَهُ الّذِي لمْ يحطمِ لَا يُصلَحُ السّلْطَانِ إلّا شدَّةٌ. البيتُ وبَعْدَهُ: ومِنَ الولاةِ مُقَحَّمٌ لا يتِّقي ... والسّيفُ تَقْطُرُ شفرَتاهُ مِنَ الدّمِ مَنَعتهُ بُناة النّفُوسِ تكلّما ... بالأمْرِ نَكْرَهُهُ وإنْ لمْ تَعْلَمِ الأفوهُ الأوديّ: 17141 - لَا يَصلُح القَومُ فَوضَى لَا سَراةَ ... لَهمُ ولَا سَراةَ إذا جُهَّالُهمُ سَادُوُا أبياتَ الأفوه الأَودِيّ واسمُهُ صُلاءة بنُ مرثد، من قَصِيدَةٍ لَهُ يقولُ فيها: لَا يَصْلُح النّاسَ فَوْضى. البيت. وبَعْدَهُ: تُهدَى الأُمُورُ بأهلِ الرأي مَا صَلَحَتْ ... فَإِنْ تولَّتْ فَبِالأَبرارِ تنقادُ إِذَا تَولَّى سَراةُ الْقَوْمِ أمْرهُمُ ... نَما عَلى ذاك أَمْر القَوْمِ فَازْدَادوُا وَالْخَيْرُ تَزْدَاد مِنْهُ مَا لُقِيَتْ بهِ ... والشَّرّ يَكْفِيكَ منهُ كُل مَا زَادَوُا وَالبَيْتُ لَا يُبْنَى إلّا لَهُ عمُدٌ ... ولَا عِمَادَ إِذَا لَم تُوت أوْتَادُ فَإِنْ تَجَمّعَ أَوتَادٌ وأعْمِدَةٌ ... وَسَاكِن بلَغوُا الأَثر الَّذي كَادُوا وهَذا أشردُ مثلٍ قيلَ في مَعْنَاهُ. ¬
الرّضيُ الموسَوِيُّ: 17142 - لَا يُصِلحُ النَّاسَ لأَربَابهم ... غَيرُ بَياضِ السَّيفِ وَالدّرهَم أبيَاتُ السيّد الرَّضِيّ يقولُ منْها: يَا مُلبِسي الْنُّعْمَى الّتي أورَقَت ... عُودِي مِرَارًا وَكَسَتْ أَعْظُمِي لَا يُصْلحُ النّاسَ لأربَابهُم البيتَ وبَعْدَهُ: لَا تَجِيئوُا إِنّي عَلَى جُرْاتِي ... أحْجَمتُ حَتَّى ضَاقَ فيَّ مَقْدَمِي يُخْدَعُ بالشهدِ مذَاقُ الَّتي ... وربّما مَالَ إلى الْعَلْقَمِ عَادَات إحْسَانِكَ في مِثْلِهَا ... قَدْ لَؤُمَ الدَهرُ بنَا فأكرُمِ وَطُلْ وصِلْ واعفُ وَهَبَ واسقمِ ... وابقَ ودُمْ واعلُ وزدْ وَاسلِمِ أَبُو العَتاهِيَة: 17143 - لَا يُصلحُ النَّفسَ إذ كَانَت مُدَبَّرَةً ... إِلَّا النّقلُ من حَالٍ إلى حَالِ قَالَ أبو العَتَاهيَة دَخَلتُ عَلَى المأْمُونِ يومًا فرأيتُهُ مُطْرِقًا فأحجمتُ عن الدَّيْمُومَةِ فرَفَعَ رأسِهِ إليّ وقَالَ يَا أبا إسحَاقَ شَانْ العين المللُ والاسْتِرْوَاحُ والأُنسُ بالوِحدَةِ والاسْتِطْرَادُ فَقُلْتُ يَا أمِيرِ المُؤْمِنين لي في هَذَا بيتُ شِعرٍ قَال ما هُوَ فأنشدتُهُ: لَا تصلحُ النَّفس إذ كَانت مُدبّرَةً. . البَيْتُ فقال: أحسنت زدني، فقلت: لا أقدر على أكثر من ذلك، فأمر لي بألف دينار. قيل: فكان المأمون يتنقل في داره من مكان إلى مكان ويتمثل بقول أبي العتاهية هذا كثيرًا. مُسلم بنُ الوَليدِ: 17144 - لَا يَضحَكُ الدَّهر إِلَّا حينَ ... تَسأَلُهُ ولَا يُعبِّسُ إِلَّا حِينَ لَا يُسَلُ ¬
ومن بابِ (لَا) قَولُ آخرَ يَمْدَحُ: لَا يطيعُونَ ولَا فَعَالهُم ... إِذْ لَا تميلُ إلى الهَوَى أَجْلاؤها وقول محمّد بن أبي زرعةَ الدِمَشْقيّ (¬1): لَا يُطَمْئنُكَ أنْ تَراني ضاحِكًا ... كَم ضِحْكَةٍ فيها عُبوسٌ كَامِنُ مِهُيَارُ: 17145 - لَا يُضحكُ الأَيَّامَ كِذبُ مَطَامعي ... إِلَّا إِذَا طَالبتُهَا بصَديقِ قبلُه: وَعَبَستُ حَتّى لوْ بَصرُتَ بنارِهِم ... قرىً شَككتُ وَقُلتُ نَار حَريق لَا يضحكُ الأيّامَ كِذبُ مَطامِعي. البَيْتُ. امرؤُ القَيسِ: 17146 - لَا يَضرُّ العَجزُ ذَا الجَدِّ وَ ... لا يَنفَعُ المحَرُومَ إِيضَاعٌ وَكَدُّ قبلُه: بَيْنَمَا المرءُ شهابٌ ثاقبٌ ... ضَرَبَ الدَهرُ سَنَاهُ فَخمَدْ لَا يَضُرُّ الْعَجْز ذا الجَدِّ. البَيْتُ. 17147 - لَا يَضُرُّ الآمالَ بُعدُكَ عنهَا ... نَالَ جَدوَى يَديكَ كُلُّ مَكَانِ ابْنُ هنُدُو: [من المنسرح] 17148 - لَا يَضَعُ الفَقرُ من عُلَا هِمَمِي ... ولَا يُعَالى شيمتِي المَالُ ¬
عُمَرُ بن أبي رَبيعَةَ: 17149 - لَا يضِيعُ الأَمينُ سرًّا وَلَكِن ... رُبَّما يُحسَبُ المُضِيعُ أَمِينَا ابن دُريدٍ من مقصُورَتهِ: 17150 - لَا يَطَّيبُه طَمَعٌ مُدَنّسٌ ... إِذَا استَمَالَ طَمَعٌ أَوِ اطبَا ومن بابِ (لَا) قَولُ آخرَ يَمْدَحُ: لَا يطيعُونَ ولَا فَعَالهُم ... إِذْ لَا تميلُ إلى الهَوَى أَجْلائها وقول محمّد بن أبي زرعةَ الدمَشْقيّ (¬1): لَا يُطَمْئنُكَ أنْ تَراني ضاحِكًا ... كَم ضِحْكَةٍ فيها عُبوسٌ كَامِنُ الرَّضي الموُسَوِيُّ: 17151 - لَا يُعَابُ المُقِلُّ وَهو قَنوُعٌ ... وَيُعَابُ الغَنيُّ وَهوَ حَرِيصُ قبلُه: نَاصِبٌ لي حَبَائِلَ الْطَّمَعِ الْمزرْي ... وَغَيريِ للْمُطْمِعاتِ قَبيصُ بَذَلَ المالَ لي ساوِمُ عِرضي ... إِنَّ عرضيَ إذًا عَلَيَّ رَخيصُ قسمًا بالأشاعِثِ الغُبرَ أدَّتْ ... لى المأزمينَ قُودٌ وَخوْصُ لَا جَعَلتَ الهَوَانَ دَارَ مقامٍ ... وَعنِ الْضَّيمِ مَعدّلٌ وَمحَيصُ خُذُ عَنْ عَاتِقي الْرَّجَاء وَكَمْ ... بَاتَ بِمَرِّ الرِّجَال وَهُوَ وَقِيصُ لَا يُعَابُ المُقِلّ وَهوَ قَنُوعُ. البيتُ وبَعْدَهُ: يُقْدِمُ الْبَاسِلُ الأبيّ عَلَى ... الحتفِ وَفيِه عَزّ الهَوان نُكُوصُ ¬
17152 - لَا يَعجَبُ النَّاسُ من ذُلّي وَعزّهم ... حُكم الهوى في بَينهِ كُلُّه عَجَبُ ابْنُ أَبِي العَلاءِ الخازِنُ: 17153 - لَا يَعجَبُ النَّاسُ منهمُ إِن همُ انتشَرُوا ... ومَضَى سُلَيمَانُ وَانحلَّ الشَّياطِينُ يقولُ أبو محمَّدٍ الْخَازِنِ ذَلِكَ يُرثى الصَّاحِبِ بنُ عبَّادٍ منْها: يَا كلُّ في المُلكِ ما وفيّت حقِّكَ ... من مدحٍ وإن طَالَ تمجيد وتأبينُ فُتَّ الصّفَات فما يُبكيكَ ... من أحدٍ إِلَّا وتَزينُه إيّاكَ تَهجينُ هَذي نَواعي الْعُلَى مُذ مُتَّ نادبِةُ ... من بعْدِ مَا نَدَبتكَ الحرَّدُ الْعيْنُ تَبْكي عَليكَ العَطَايا والْصِّلَاتُ كَمَا ... تبكي عَليكَ الرّعايَا والسّلَاطينُ قَامَ السُّعَاةُ وَكَانَ الخَوفُ أقْعَدهُم ... واستيقَظُوا بَعدَما قَام المَلَاعينُ لَا يَعْجَبِ النَّاسُ منْهُم إِنْ هُمُ أعشَرُوْا. البَيْتُ. ومَن باب (لَا يُعْجبَنَّكَ) قولُ أبي عَلي أحمَد محمّد بن يَعقوب مسْكَويه وقَد دَخَلَ عَلي الأسْتَاذِ الرّئيسِ أبي الفَضْلِ بن العَميدِ وَقَد انتقَلَ إلى قَصْرٍ جديدٍ فأنشدهُ مُرْتَجِلًا (¬1): لَا يُعجِبَنَّكَ حُسنُ القَصْرِ تَنْزِلُهُ ... فَضيلُة الشمس لستَ في مَنَازِلها لَو زيدتِ الشّمس في أبراجِها مئةً ... ما زادَ ذلك شيئًا في فضائلها قالَ بعضُ أهلِ العِلمِ والأدَبِ افْتِتَاحُهُ بقولهِ لَا يَعْجِبَنَّكَ مُسْتَهجن في الابتِداءِ للْكَلامِ بهِ عَلَى أنّ البَيْتَينَ حَسَنَهُ، وَقَد قُلْتُ أَنَا فسَبَكتُه في صيغَةٍ أخرى وضمَّنتُهُ البيتَ الأَخيرَ فقلتُ (¬2): إِذَا طَلعتَ بدارٍ كُنتَ زينتها ... وزدتَ رَوْنَق حُسنٍ في تَكَامُلها ¬
وَلَم تَزدْكَ بهاء إِنْ نزَلتَ بها ... لَكنْ لنَفسِكَ فَضلٌ في شَمائِلِها أَمَّا تَرى الشّمسَ لَا تزدَادُ بهجتُهما ... وَنُورُها بطولِ في مَنَازِلها لَو زِيدَتِ الْشّمسُ في أبرَاجِها مئة. البيتُ تضمين. 17154 - لَا يُعجبنَّك رَاكبٌ مُتلَبِّسُ ... فَعَسَاهُ من عَقلٍ وَعلمٍ مُفلِسُ أَنشدَ أَبو عليٍ كَاتبُ بكرٍ: 17155 - لَا يُعجبنَّكَ ما تَرَى فكَأَنَّهُ ... قَد زَالَ عَنكَ زوَالَ أَمس الذَّاهِب بَعْدَهُ: أصبَحتَ فيِ أَسْلَابِ قومٍ قَدْ مَضَوْا ... ورثُوا التَّسالُبَ سَالبًا عن سالبِ المُتَنَبِّيُ: 17156 - لَا يُعجبنَّ مضيمًا حُسنُ بزَّيهِ ... وَهَلْ يَرُوقُ دَفينًا جَودَةُ الكَفَنِ قَالَ أرسطاليسُ ليس جَمالُ ظَاهِرُ الإنسَانِ ممَّا يُسْتَدَلُّ بهِ عَلَى حُسْنِ فَعَالِهِ مُحمّدُ بنُ بَشِيرٍ: 17157 - لَا يَعدمُ السائِلُونَ الخَيرَ أَفعَلُهُ ... إِمَّا نَوَالًا وَإِمَّا حُسنَ مَردود قبلُهُ: أَلَا تَرينَ قَد قَطَّعتني عَذَلًا ... مَاذا منْ الفَضْلِ بينَ البُخلِ وَالجُودِ إلّا يَكنْ وَرَقٌ يَومًا أرَاحَ بهِ ... للْخَابِطينَ فإِنّي ليِّنُ الْعُودِ لَا يَعدمُ السّائِلونَ الخيرَ أفعلُهُ. البيتُ 17158 - لَا يَعدمُ العَافُونَ حَيثُ تَوَجَّهُوا ... يَدَكَ الهَتُونَ وَجهَكَ الضَّحاكَا ¬
بَعْدَهُ: . . . . . . . . . . . . . . . ... . . . . المعالي جعلت فداكا أبو الفتح البُسُتِيُّ: 17159 - لَا يَعدِمُ المَرءُ كِنًّا يُستَكِنُّ ... بهِ وَمنعَةً بينَ أَهليهِ وَأصحَابه بَعْدَهُ: ومَنْ نَأَى عَنهُم قلّت مَهابتهُ ... كاللَّيثِ يُحقَرُ إِمَّا غَابَ عَنْ غَابه الأَبلَهُ: 17160 - لَا يَعرِفُ الشَّوقَ إِلَّا مَن يُكَابِدُهُ ... ولا الصَّبَابةَ إلا مَن يُعَانيهَا أبياتُ أبي عبدِ اللَّهَ محمّد بَختيارَ الموَلَّدِ المَعْرُوف بالأبله مِن قَصيدَةِ يَمدَحُ فيْها المُقْتَفَى بأمرِ اللَّهِ أوّلَها: رَاحت بَرحَة نعمانٍ وَوَادِيها ... غُزرُ السَحآئِبِ تَغْدُوها غَوادِيها مِنْ كلِّ وَطْفَاءَ ترْوي الْبَرقَ مُزنتها ... كأنَّما ثغر سعد ضاحك فيْها يقول منْها: لَا يَعرفُ الشوقَ إِلَّا منْ يُكَابِدُهُ. البيتُ، وبَعْدَهُ: ولَا السّمَاحة إلّا الْمُسْتَهامُ بِهَا ... خليفةُ اللَّهَ مُنْشيها وَمُبْديها مَا أخالَ مُذْ نالها وَهوَ الْمعدّ لها ... تيهًا ونَالتهُ فاخْتَالت بِهِ تيها سَعَى إلى الغَايةِ القُصْوَى فَأدرَكَها ... لمَّا تعاصَر عنها سَعي سَاعيها لَهُ أَحاديثُ جودٍ لَا ارْتِيابَ بهَا ... إحْسَانُ الغَمر في الآفاق يَرويها وَهمتهُ كَشِهابِ الرَّجم يَركَبُها ... إلى العَدوّ فيُمضيها ويُنْفِيها لِيَعْلَم النَّاسُ أنّي شَاعرُ بطَلٌ ... لَا مِثلَ مَن يَتَعاطى ذَاكَ تَمْويها ¬
أَقولُ بعدَ ما أحبَبتُ دَولَتُكُم ... بَل نافِعى عندَ لَيْلَى فرط حُبِّيها أَعرَابِيٌّ: 17161 - لَا يَعصِمُ المَرءَ مِمَّا ساءَهُ الجَزَعُ ... وَلَيسَ للنَّفس ممَّا سرَّها شَبِعُ بَعْدَهُ: أَنِّى يُصَادفها خيرٌ تُرَاقِبُهُ ... وَكُلُّ يَومٍ عَليهَا حَادثٌ يَقَعُ 17162 - لَا يَعلَمُ المَرءُ لَيلًا مَا يُصبِّحُهُ ... إِلَّا كوَاذبُ ممَّا يُخبرُ الفَالُ بَعْدَهُ: والفَالُ والزَّجرُ والْكُهَّانُ كُلُهم ... مُضَلَّلُون ودوْنَ الغيب أَقفالُ محمَّدُ بن شِبلٍ: 17163 - لَا يَعُوقَنكَ التَّمَادي رُبَّمَا ... أَنجحَ السَّعيُ عَلى بُعدِ الأَمَل بَعْدَهُ: عَلَّ أَن نَظفَرَ يَومًا بالْمُنَى ... قَبلَ أَنْ تَأتِي المَنَايَا بِالْغِيَلْ ومَن بابِ (لَا) قولُ بَهاءِ الدّينِ عَليُّ بنُ الفَخْرُ عيسى رَحمهُ اللَّهُ (¬1): لَا يَغُرَنَّكَ الْحِسانُ منَ الغِيدِ ... وَإِنْ كُنتَ بالصِّبَا مُغْرَى إنَّي جرَّبتهنَّ حينًا مِنَ الدَّهرِ ... وقلَّبْتهُنَّ بَطْنًا وَظَهْرا إنَّي مارَسْتُهَنَّ قولًا وَفِعْلًا ... إنَّي عَالجتهنَّ وَصْلًا وهَجْرًا فَرَأَيْتُ الْجَفَاءَ فيهُنَّ طَبْعًا ... ورأيتُ الوفاءَ مِنْهُنَّ غَدْرا طَلّقُ الموسوِسَ: 17164 - لَا يَغُرّنَّكَ اللّبَاسُ ... لَيسَ في الأَثوَاب نَاسُ ¬
أَبُو الفَتحِ البُستيُّ: 17165 - لَا يَغُرنكَ أَنّني لَيِّنُ المَسِّ ... فَقربي إِذَا انتُضِيتُ حُسَامُ بَعْدَهُ: أَنَا كَالوَرْدِ فيهِ رَاحةُ قَومٍ ... شرٌّ فيهِ لآخريْنَ زكَامُ 17166 - لَا يَغُرَّنكَ عِشاءٌ سَاكِنٌ ... قَد يُوَافي بالمَنيَّاتِ السَحَر سُديف بنُ مَيمونٍ: 17167 - لَا يَغُرَّنكَ مَا تَرَى من رجَالٍ ... إِنَّ تَحتَ الضُّلُوعِ داءً دَويَّا بَعْدَهُ: هَذَا البيتُ لَهُ حِكَاية مَكتُوبَةٌ بِبَابِ: أحيَى الضغَائِنَ آباء لنَا سَلَفُوا. البيتُ السَّرِيُ الرَّفاء: 17168 - لَا يَغرِسُ الشرَّ غَارِسٌ أبدًا ... إِلَّا اجتَنَى من كُصُونِهِ نَدَمَا مَحمُود الوَّراقُ: 17169 - لَا يَغضِبِ الضَّيعَةَ ذوُ ... قُدرَة يُريدُ أَن تَبقَى لِصِبيَانِهِ أنشَد الأَصمعيُّ: 17170 - لَا يَغضَبُ الحُرُّ عَلى سِفلَةٍ ... والحُرُّ لَا يُغضِبُهُ النَّذلُ ¬
قَالَ الأَصْمَعيُّ حَجَجَتُ بَعْضَ السِّنينَ فَوَقَعَ مِحْمَلي عَلَى مِحْمَلِ أَعْرَابيٍ فَشَتَمتُهُ فَمَا أحارَ جَوابًا وأعْرَضَ عن جَانِبهِ صَيْحًا حَتَّى دَخلنا الحَرَمَ فإذا بِه مُتَعلِّقًا بأَسْتارِ الكَعْبَةِ وَهوَ يَقولُ اللهمّ اغْفِر لي وَلِمَن شَتَمني فقلتُ لَهُ أيُها الشّيخُ شَتَمْنَاكَ وتَدْعُو لَنا في مِثِل هَذَا المَقام فأنشَدَ يقولُ: يَغْضَبُ الحُرّ عَلَى سَفَلةٍ. البيتُ وبَعْدَهُ: إذا لَئيمٌ سَبَّني جُهدَهُ ... أقولُ زِدْني فَليَ النَسْلُ ثابتُ قُطُنَةَ: 17171 - لَا يَغلِبُ الجَهلُ حلمي عندَ مَقدِرَة ... ولَا العَضيهَةُ من ذي الضّغُنِ تُكبيني أَعشَى باهِلَةَ: 17172 - لاَ يَغمِزُ السَّاقَ مِن أَينٍ ولَا وَصَبٍ ... ولَا يعَضُّ عَلَى شُرسُوفِهِ الصَّفَرُ طُريحُ بنُ إسمَاعيلَ: 17173 - يفرحُونَ إِذَا مَا الدَّهرُ طَاوَعَهُم ... يومًا بيُسرٍ وَلَا يشكونَ إِن نكبُوا كعب بن زهير بن أبي سلمَى: 17174 - لَا يفُرَحُونَ إِذَا نَالت رمَاحُهُم ... قومًا وَلَيسو مَجَازيعًا إِذَا نيلُوا دِعبِلٌ يهجُوُ: 17175 - لَا يَقبِسُ الجَارُ منهُم فَضلَ نَارهم ... ولَا تُكَفُّ يَا عَن حُرمَة الجَمار 17176 - لَا يَقبَلُ اللَّهُ إِلَّا كُلَّ صَالحَةٍ ... مَا كُلُّ حَجٍّ لبيتِ اللَّه مَبرُورُ ¬
أَبُو نواسٍ: 17177 - لَا يَقرعُ المَرءُ مِنهُ سِنَّةُ نَدَمًا ... ولَا يَزالُ بِهِ في القَوم يَنتَصِبُ ومَن بابِ (لَا) قولُ آخرَ (¬1): أوْجِع من لذعةِ السِّنانِ ... لذِي الْحِجَى فَرعَةُ اللِّسَانِ لَا يقِفُ الحرُّ في مَكَانٍ ... يُنْسَبُ فيهِ إلى الهَوَانِ الحُرُّ حُرُّ وإِنْ بعدتْ ... عَلَيهِ يَوْمًا يَدُ الزَّمَانِ 17178 - لَا يكثرونَ وَإن طَالَت حَيَاتهُمُ ... وَلَو تَبُولُ عَلَيهم فَارَةٌ غَرقُوا وقَالَ آخرُ آخِذًا منهُ (¬1): لَا يكِثرُونَ وإنْ طالتَ حَياتهُم ... ولَا تَبيدُ مَخازيهم إِذَا بادُوا 17179 - لَا يَكذِبُ المَرءُ إِلَّا من مَهَانتِهِ ... أَو عَادَة السَّوءِ أَو من قفَةِ الأدَبِ قبلَهُ: لَعضُّ جيِفَةِ كَلْبٍ خَيْرُ عَاقِبَةٍ ... من كذبَةٍ المرءِ في جدٍّ وفي لَعبِ لَا يَكْذبُ المرءُ إلّا من مَهانتِهِ. البيتُ. البُحتُرِيُّ: 17180 - لَا يَكفَهِرُّ إِذَا انحازَ الوقَارُ بهِ ... ولَا تَطيشُ نَواحِيهِ إِذَا مَزَحَا أبياتُ البُحْتُريّ يَقولُ في الغَزَلِ مِنْهَا: أَطَاعَ عَاذِلَهُ في الحبِّ إِذْ نُصِحا ... وكَانَ نَشْوانَ منْ سُكر الهَوى فصحا ¬
فَمَا يُهيّجُهُ نَوحُ الْحَمام إذا ناحَ ... الحَمَامُ عَلى الأغْصَانُ أو صَدَحَا ولَا تَفيضُ عَلى الأضعَانِ عَبْرتُه ... إذا تأثّرَ وقَد جَاوزنَ مُطَّلعًا وربَّما أسند عندَ الأَطلالِ عبرتَهُ ... وَشَاقَهُ البَرقُ نَجد إذا لَمَحا مَا كَانَ شوقي بِدعٍ يَومَ ذَاك ولَا ... دَمْعي بأوّلَ دَمْعٍ في الهوى سَقِما يقولُ في مدح القِمح بنُ خاقَان: ردَّ المَكارِم فينَا بَعَدَمَا فُقِدَت ... وَقرَّبَ الجُودُ منّا بَعدَمَا نَزَحَا لَا يَكْفهِرُّ إذا انْحازَ الوقارُ بهِ. البيتُ وبَعْدَهُ: خَفَّت إلى السؤدَدِ المجفوّ نهضته ... ولو يُوازن رَضْوَى حلمه رجحا ولجَّ في كرمٍ لا يبتغي بدلًا ... وإنْ لامَ فيهِ عَاذِلُ وَلَحا أَبُو الأسودَ الدُؤليُّ: 17181 - لَا يَكُن برقُكَ بَرقًا خُلَّبًا ... إِنَّ خَيرَ البَرقِ مَا الغَيثُ مَعَه بَعْدَهُ: لَا يَهُزُّ بَعَدَ أنْ أكْرَمْتَني ... فَشَديدٌ عَادَةٌ مُنتزَعَهُ ابن زَيدونَ الوزير: 17182 - لَا يَكُن عَهدُكَ وَردًا ... إِنَّ عَهدي لكَ آسُ أبياتُ ابْنُ زيْدُونَ أوّلها: ما علا ظَنِّي يأس ... يجرحُ الدَّهر وَيَأْسُو ربَّمَا أشْرَفَ بالمَرءِ ... عَلَى الآمالِ يَأْسُ وَلقد يُنْهِيكَ إغْفَالُ ... وَيُؤْذِيكَ إحْدَاسُ وَلَكَم أجْدَى قُعُودُ ... وَلَكُم أجدَى التماسُ ¬
وكَذا الْحُكمُ إذا ... ما عزَّ ناسٌ ذَلَّ ناسُ وَكَذَى الحكُمُ إِذَا ... مَا عزَّ ناسٌ ذلَّ نَاسُ إن قسا الصّخْر فللماء ... من الصّخر انبجاس ولئن أمسيتُ مَحبُوسًا ... فللغيثِ احتباسُ لَا يَكُنُ عَهُدكَ وَردًا. البيتُ وَبَعْدهُ: فَتأمَّل كَيْفَ يَغْشَ مُقلةَ ... المَجدِ النُّعَاسُ وَاغتَنِم صفو الليالي ... إِنَّمَا العَيشُ اختلَاسُ وَبقيّة المسِكِ في التُّربِ ... فيوطَا ويُداسُ فَعَسى أن يسمحَ الدَّهرُ ... فقَد طالَ الشِمَاس بَعْدَهُ: ومن باب (لَا يَكُنُ) قَولُ الوَزيرُ ابن مُقْلَة (¬1): لَا يَكُنْ للكأسِ في كَفِّـ ... ــــــكَ يَومَ الغيْث لَبْثُ أو ما تعلَمُ أَنَّ الغَيـ ... ــــــثَ سَاقي مسْتَحِثُّ 17183 - لَا يَكُونُ العَيشُ سَهلٌ كُلُّهُ ... إِنَّمَا العَيشُ سُهُولٌ وَحُزُونُ 17184 - لَا يَكُونُ المَقالُ إِلَّا بفِعلٍ ... إِنَّمَا القَولُ زينَةُ في الفَعَالِ بَعْدَهُ: كُلُّ قَولٍ يَكونُ لا فِعلَ فيه ... مثلُ مَاءٍ يُصبُّ في غِرْبَال مَحمود الوَّراقُ: ¬
17185 - لَا يلبَثُ الفَرعُ إِذَا لَم ... يَكُن يُقِلُّهُ مِن تَحتِهِ الأَصلُ 17186 - لَا يلبَثُ الهَزلُ أَن يَجنِي لصَاحِبهِ ... ذمًا ويُذهبَ عَنهُ بَهجَةَ الآدز أَبُو حَفصٍ البَصريُّ: 17187 - لَا يَليقُ الغنى بوَجهِ أَبِي ... يَعلَى وَلَا نُورُ بَهجَةِ الإِسلَام البُحتُرِيّ: 17188 - لَا يَملِكُونَ عَدَاوةً مِن حَاسِدٍ ... وَحذَاءُ كُلِّ مُرُوءَةٍ حُسَّادُهَا عَبدُ العَزِيزُ بن زرَارةَ: 17189 - لَا يَملأُ الهَولُ صَدرِي قَبلَ موقعِهِ ... وَلَا يَضِيقُ بهِ صَدري إِذَا وقعَا أبياتُ عَبْدِ العزيزْ بن زُرَارَةَ: وَليلةٍ من ليالي الدّهرِ كَالحةٍ ... بَاشراتُ منْ هوَ لها مرأًى ومَطلعا وَنَكبةٍ لَو رَمَى الرّامي بها حَجَرًا ... أصمّ من جنْدَلِ الصمَّان لَا نصَدَعَا مَا سدَّ مِنْ مَطْلع يُخشَى الهَلاكُ بهِ ... إِلَّا وَجَدتُ بظهرِ الغَيبِ مُطلعا لَا يملأ الهَول صدريَ قَبلَ مَوقِعِهِ. البيتُ وبَعْدَهُ: كُلًّا لَبستُ فَلَا النَّعمَاءُ تُبطُرني ... ولا تخَشّ امرئ وإنّها جَزَعَا وَأنشدَ رَجل من وَلدِ هِشامُ بنُ عبد المَلِكْ لمعَاويَة بن أبي سُفْيَانَ وكأَنَّهُ أخَذَهُ منْهُ (¬1): قَد عشْتُ في الدَّهرِ ألوانا عَلَى خلَقٍ ... شَتَّى فَعَايشتُ منه اللّينَ والفَظِعَا ¬
كُلًّا لَبسْتُ فَلَا النَّعْمَاءُ تُبْطِرني ... ولَا تعَوَّدتُ منْ لأوآيها خَشِعا لَا ولَا الهَوْلُ صَدْري قبل مَوقِعِهِ ... ولَا يضيق له صدري إذا اتّسعَا وَمِن بابِ (لَا) قَولُ إبرَاهيمُ بنُ الْعبَّاسِ الْصُّوليّ (¬1): لَا يمنعنَّكَ خَفْضُ العيشِ في دَعَةٍ ... نزْوعُ شوقٍ إلى أهلٍ وأَوْطَانِ نَلْقَى بكُلِّ بِلادٍ أنتَ نَازِلها ... أهلًا بأهلٍ وجِيرَانًا بجيرانِ يقال: إن أبادُلف لمّا سمع هذين البيتين قال: إنّ من كرم الرجل وطهارة عنصرهِ الحنين إلى وطنه، فكيف اختار هذا الشاعر لنفسه ضد ذلك؟ . وقول المُرَقّمِ الْمَعْرُوفِ بابنِ الرَافِقِيّةِ (¬2). لَا يَمنَعنَّكَ عَن بغاءِ الخَيْـ ... ــــــرِ تَعْقيدُ التَّمَايمْ ولَا الْتَشَائُم بالعُطاس ... ولَا التَيمّنَ بالمَقاسِمْ إنيّ غَدوْتُ وَكُنْتُ لَا ... أَغْدُو عَلَى راقٍ وَخَاتمْ فإذا الأَشائِمِ كَالأيامِن ... والأَيامِنُ كالأشائمْ وَكَذَلِكَ لا خير ولَا ... شمرٌ عَلَى أَحَدٍ بدائِمْ البُرُقُعيُّ: 17190 - لَا ينَالُ الضَّعِيفُ بالضُّعفِ ... غُنُمًا إِنَّمَا يَغنَمُ الفَتَى السَّيَّارُ بَعْدَهُ: هيَ نَفسٌ تَمُوت إمَّا بمُلكٍ أو ... بهُلكٍ وَلَيس في المَوْتِ عَارُ 17191 - لَا ينتَهي جَاهِلٌ عَن سُوءِ عَادتِهِ ... مَا ظنَّ أَنَّ الَّذي يأتيه يَستَترُ عَقيلُ بنُ العرندس: 17192 - لَا يَنطِقوُنَ عَلَى العَميَاءِ إِن نَطَقُوا ... ولَا يُمَارُونَ إِن مَارو بإِكثَار ¬
عُبيدُ بنُ ذَكوَانَ: 17193 - لَا ينفَعُ البُخلُ مَع دُنيا مُوَلّيَةٍ ... ولَا يَضُرُّ مَعَ الإِقبَالِ إنفَاقُ قبلَهُ: أَنفق ولَا تَخْشَ إقلالًا فقَد قُسمَتْ ... بينَ العبادِ مَعَ الآجالِ أَرْزَاقُ لَا يَنفَعُ البُخلُ مَعْ دُنْيَا مُوليَةٍ. البيتُ ويرويان لجَحْظَةَ الْبَرْمَكيِّ. 17194 - لَا ينفَعُ الجَرباءَ قُربُ صَحيحَةٍ ... إليهَا وَلَكِنَّ الصَّحِيحةَ تَجرَبُ قبلَهُ: احذَرْ مُصاحَبَةَ اللَّئيمُ فَإِنَّهُ ... بفَسادِه لِصلَاحِ عقلُكَ يَغْلِبُ لَا تَنْفَعُ الجَرْبَاءَ قُربُ صَحِيحَةٍ البيت. ومنْ بابِ (لَا) قولُ ابْنُ دُريدٍ (¬1): لَا تَنْفَع الْعَقْلُ بلَا جَدٍّ ولَا ... يَضُرَّكَ الجَهلُ إِذَا الجدُّ عَلَا وقول سَابِقٍ البَرْبَريَ (¬2): [من البسيط] لَا يَنْفَعُ الذِّكَرُ قلبا قاسيًا أبدًا ... وعَلَّ يَلينُ لقولِ الْوَاعِظِ الْحَجَرُ ويُروى: وَالجَبْلُ في الحَجَرِ القَاسي لَهُ أثَرُ يُقَالُ في المَثَلِ تَعرِبُ في حَديدٍ بارِدٍ يُضرَبُ لِمَنْ طَمِعَ في غَيْرِ مُطمَعٍ. ابن شمس الخلافة: ¬
17195 - لا يُنكِرِ الدَّهرُ إِبايَ ظُلمَةُ ... إِنَّ الإِباءَ دَيدَني وَدِيني الخُزَيمِيُّ: 17196 - لَا ينهَضُونَ إلَي مجدٍ ولَا كَرَمٍ ... ولَا يَجُودُونَ إِلَّا بالمعَاذيرِ 17197 - لَا يُوحشَنَّكَ منِّي ... مَا كَانَ منكَ إِليَّا بَعْدَهُ: فأنتَ مَعْ كُلّ هذا أعزُّ خَلْقٍ عَلَيَّا. ويُرْوَى: فَاتَ في كلِّ حَالٍ محمَّدُ بن أبي زرعة الدّمشقِي: 17198 - لَا يُونسنَّكَ أَن تَرانِي ضَاحِكًا ... كَم ضِحكَةٍ فيهَا عَبوُسٌ كَامِنُ 17199 - لَا يُويسنَّكَ من تَفرُّج كُرَبةٍ ... خَطبٌ رَمَاكَ بِهِ الزَّمانُ الأَنكَدُ بَعْدَهُ: كَم مِنْ عَليلٍ قَد تخطَّاهُ الرَّدَى ... فَنَجا ومَاتَ طَبيُهُ وَالعُوَّدُ 17200 - لَا يُؤيسَنَّكَ من كَريم نَبوةٌ ... يَنبُو الفَتَى وَهو الجَوادُ الخِضرِمُ بَعْدَهُ: فإذَا أَبَى فَاسْتَبْقِهِ وتَأنَّهُ ... حتَّى يَفيَ بهِ الطّباعُ الأكرمُ سَألَ أَبو هاشم الْجَعْفَريُّ إسحَاقَ بنَ إبرَاهيم بنُ مُصْعَبٍ حاجةً فردّ عنْها فأنشدَهُ أبو هاشمٍ: لَا يُؤْيسنَّك من كَريمٍ نُبؤَة. البَيْتانِ. فَقَالَ اسحَاقُ بنُ إبرَاهيمُ: قَدرَ اللَّهِ فاءَ الطِّبَاعُ الأكرمُ وقَضَى حَاجَتَهُ. ¬
ومن باب (لَا يُؤتيَّنَكَ) قَولُ آخَرَ: لَا يُؤيسنَّكَ من تيسِّر فرْجَةٍ ... عُظْمُ البَلِيَّةِ فالمُفرِّجُ أعظَمُ قالَ كَاتِبُه عَفا اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا البيتُ من أحسَن مَا قيلَ فِي مَعْنَاهُ ابْنُ هندُو: [من البسيط] 17201 - لَا يُويسَنَّكَ من مجدٍ تَبَاعُدُهُ ... فَإِنَّ للمجدِ تَدريجًا وَتَرتِيبا بَعْدَهُ: إنّ القَنَاةَ الَّتي شاهَدتَ رِفْعتهَا ... تُنْمِي وتَصَعدُ أنبوبًا فأنْبُوبا بَشَّارٌ: 17202 - لَا يُويسَنَّكَ من مُخدَّرَةٍ ... قَولٌّ تُغَلِّظُهُ وَإِن جَرَحَا بَعْدَهُ: عسر النِّسَاءِ إلى ميَاسَرةَ ... والْصَّعْبُ يسْهلُ بَعْدَمَا جَمَحَا بَشَّارٌ أيضًا: 17203 - لَا يَهابُ الوَغَى ولَا يَعبُدُ المَـ .. ـــــــالَ وَلَكِن يُهينُه لِلثنَاءِ 17204 - لَا يَهتَدِي قَلبي إِلَى غَيركُم ... كَأَنَّمَا سُدَّ عَلَيهِ الطَّرِيق الكُمَيتُ: 17205 - لَا يَهدِمُ النَّاسُ مَا تَبني أَكُفَّهُم ... مِنَ الفَعَالِ ولَا يَبنُونَ مَا هَدَمُوا 17206 - لَا يلَامُ المُحبُّ من سُوءِ ظَنٍّ ... ذَاكَ مِنهُ لِشِدَّةِ الإِشفَاقِ ¬
البُحتُرِيُّ: 17207 - لَا ييأَسِ المَرءُ أَن يُنجِّيَهُ ... مَا يَحسِبُ النَّاسُ أَنَّهُ عَطَبهُ بَعْدَهُ: يَسُرّكَ الشيءُ قَد يسوءُ وَكمْ ... نوَّهَ يومًا بخاملٍ لَقَبُهُ 17208 - لَا ييأَسَنَّ فَقيرٌ أَن يُصِيبَ غنًى يومًا ... ولَا يأمنَنَّ الفَقرَ ذوُ مَالِ 17209 - لأَيِّ زَمانٍ نَرتَجيكَ وَحَالَةٍ ... إِذَا أَنْتَ لَم تَنفع وَأَنْتَ وَزيرُ كعبُ بنُ زُهيرٍ: 17210 - لأَيِّ زَمَانٍ يَخبَأُ المَرءُ نَفعَهُ ... حذَارَ غَدٍ والمَوتُ غَادٍ وَرَايِحُ بَعْدَهُ: إِذَا المرءُ لم يَنْفَعْكَ حيًّا فَنَفْعُهُ ... أقلُّ إذا ضمَّتْ عَلَيهِ الصَّفَايِحَ ويُروَيان لابْن هَرْمَةَ. ابْنُ مسهرٍ الكَاتبُ: 17211 - لأَيَّةِ حَالٍ يَبذُلُ المَرءُ نَفسَهُ ... وَمَا قَد قَضَاهُ اللَّهُ فَهو مُقَدَّرُ تمَّ حَرفُ اللَّامِ وَالأَلِفِ المُرَكَّبَةِ وَالحَمدُ لَوليّهِ وَالصلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى محَّمدٍ نبيّهِ وَآلِهِ وصَحبه بَعْدَهُ: عدَّةُ أبياتِ حَرفِ اللَّامَ وَالأَلفِ المُرَكبَّةِ المَكْتُوبَةِ فِي متْن الْكِتَاب عَدَا الْحَاشِيَةِ سَتُّمائِةِ وَسَبْعةُ وأربَعُون بيتًا وذلك فِي ثَلاثِ كَراريسَ وقآيمتين ووَجْهةٍ وَالحَمدُ للِهَ وَحُدَهُ وصلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم. * * * ¬
حرف الياء
حرف الياء
حَرفُ اليَاءِ وَمِنْ بابِ (يَا) قَولُ أَبِي الفتحِ الْبُسْتِيُّ (¬1): يَا آمرِي باقتِنَاءِ المالِ مُجْتَهِدا ... كيما أعيشَ بمَالي فِي غدٍ رَغِدا هَبْنِي بجُهدي قَد حَصَّلتُ رِزْقَ غدٍ ... فمَن ضَميْني بتَحْصيلِ الحَيَاةِ غَدَا وقول البُستيّ أيضًا يَعْتَذِرُ عنْ نِسيَانِ الوَعْدِ (¬2): يا أحسنَ النَّاس إحسانًا إلى النَّاسِ ... وأعظَمُ النَّاسِ إغضاءً عَن النَّاسِ نَسيتُ وَعدكَ والنِّسيَانُ مُغتَفَرًا ... فاغفِرِ فأوَّلُ ناسٍ أوّلًا ناسي ومن باب (يَا) قولُ الصّاحبِ ابْنُ عبّادٍ (¬3): يا أبا الفضلِ لمَ تأَخَّرتَ عنّا ... فأسأنا بحسن عهدكَ ظَنَّا كَم تمنَّت نفسيَ صَديقًا صَدوقًا ... فإذَا أنتَ ذَلِكَ الْمُتَمَنِّي فبعضُ الشَّبابِ لمَّا ثنَّى ... وبعهدِ الْصِّبَى وإنْ بَانَ مِنَّا كُنْ جَوابيَ إذا قرأتَ كِتَابي ... لَا تقُل للرسول كَانَ وكُنَّا قيلَ: وكانَ ابن الحُضيريّ الشّاعرُ جَالسًا بِحَضْرَةِ الصَاحِبِ بنُ عباد فَبَدَرَتْ منه رِيحٌ فاستَحيى وانقَطَع عنْهُ فَكَتَب إليهِ الصاحبُ يُباسِطُهُ (¬4): يا ابنَ الحَضيريُّ لَا تذْهَبُ على ... خَجَلِ لحادثٍ كَانَ شبهُ النّاي وَالعُودِ ¬
ومن باب (يَا) قولُ ابْنُ شِبْلٍ (¬1): يَا إلهي أفرَدتَ مثليَ بالفَضْلِ ... فَفَضلي مُعَرَّضٌ للخُطوبِ كيفَ أنشَأتَني وأنتَ حَكيمٌ ... مُستَقيمًا فِي عَالمٍ مقلوبِ وقول الفرّاءِ ولَا يُروَى لَهُ غَيْرُها فِي الحِجابِ (¬2): يَا أميرًا عَلَى جَريبٍ منَ الأر ... ضِ لَهُ تِسْعَةٌ مِنَ الحُجَّابِ قَاعدًا فِي الحِرابِ يُحجَبُ عَنْهُ ... مَا سَمِعْنَا بِحَاجِبٍ فِي خَرَابِ لَنْ تَرانِي لكَ الْعُيُون بِبَابٍ ... لَيْسَ مثلِي يُطيقُ ذُلَّ الحِجابِ 17212 - يَا آمِنًا لَا تُبقِ مِن حَذَرٍ ... إِنَّ المخَافَةَ جَانبَ الأَمِن قد ضمّنهُ عَبدُ اللَّهَ بنُ المعَتزِّ شِعرهُ فَقَالَ (¬1): ماتَ الصِّبى وَرُميتُ بالوهن ... وأرى المَنيَّةَ قَد دَنَتُ منِّي وَلَقَد رحَلتُ الدّهر اشطرهُ وَعبَرتُ ... حَطّ الجَهلِ من سِنِّي وَوَجدتُ فِي الأيّامُ مَوعظَةً ... نَصَرتُ مَلائِكَتي عَلَى جِنِّي وَشَبعتُ منْ أمرٍ وَمَملَكةٍ ... وَحَكمتُ بالهَلكَاتِ وَالمنِّ فعلامَ تلمعُ لي سُيُوفُكُم حَاشاي ... مِن جَزَع ومن جُبن لأَنصلي هجرَ الضِّرابَ ولَا صَدِيتُ ... مَضَاربُهُ مِنَ الحَزنِ يا آمنا لا تبقِ من حَذَرٍ. البيتُ تَضمِينٌ. 17213 - يَا أَرضُ كَم وَافدٍ أَتَاكِ فَلَم ... يَرجِع إِلَى أَهلِهِ وَلَم يَؤُبِ المُتَنَبِّيُ: ¬
17214 - يَا أَعدَلَ النَّاسِ إِلَّا فِي معَامَلَتي ... فيكَ الخِصَامُ وَأنتَ الخصمُ والحكَمُ 17215 - يا أَهلَ لذاتِ دُنيَا لَا بقاءِ لَها ... إِنَّ اغترارًا بظلٍّ زَايلٍ حُمُقُ قِيُلَ كَان أَبُو عَبد اللَّه الحسينُ بن علي بن أبي طالبٍ عليهما السَّلَام يَتمثَّلُ بِهَذَا البيتِ كَثيرًا 17216 - يَا أَهلَ نَجدٍ سَقَى الوَسمِيُّ أَرضَكُم ... هَل عندَكُم للَديغ الشَوقِ تريَاقُ 17217 - يَا أَيُّها الدَّهرُ حَسبي مَا بليتُ بِهِ ... مِن مُوجعَاتِ التَقلّيَ وَالشِكايَاتِ أبو بكرٍ العَرزميُّ: 17218 - يَا أَيّها الرَّجُلُ المُعَلّمُ غَيرَهُ ... هَلَّا يَكُونُ لنَفسِكَ التَّعليمُ بَعُدَهُ: ابدأ بِنَفُسِّكَ فانههَا عن غَيِّها ... فَانِ انتَهت عنهُ فَأنَت حَكِيمُ تَصِف الدواءَ لذِي السَّقَام مِنَ الضَّنَا ... كَيما يَصحَّ بهِ وَأنتَ سَقِيمُ مَا زِلتَ تلقح بالرشاد عقولنَا وصفه ... وَانتَ مِنَ الرشادِ عَديم لَا تنهَ عَن خلقٍ وتَأتي مثلَه ... عَارٌ عليك إِذَا فَعلتَ عَظِيمُ فهناكَ يسُتمعُ الكلام ويقتدى ... بالقَولِ منكَ ويَتبعُ التَقويم تصف الدواءَ. الأبيات. عَبدُ اللَّه بن المُعتَزِّ: 17219 - يَا أَيُّها الطَّالبُ المُعَنَّى ... أَذَلَّ من فَقرِكَ السُؤَالُ ¬
ومن بابِ (يَا أيُها) قَولُ آخرَ (¬1): يَا أيُّها الظَّاعن فِي حَظِّهِ ... وإنَّما الطائِرُ مثلُ المُقيمْ حَظكَ يأتيكَ وإنْ لَمْ تؤمّ ... ما صرّفَ مِنَ الْرِزْقِ أَنْ لَا يريم كَم من أديب عاملٍ قلبُ ... مُصَحّحَ الجِسْمِ مُقلٍ عَديمْ ومنْ جَهُولٍ مُكثرٍ مَالهُ ... ذلك قدَرُ الْعَزيزُ العَليمْ وقول آخرَ واستشهدَ بهما الرّشيدُ (¬2): يا أيُّها الرّجلُ الْسَّمين وقومُهُ ... هُزْلٌ مجرَّدهُم ضبَاعُ وجارِ أطعم ولسْت بِمَطعَمٍ ويَعْلَمن ... أَنَّ الطَّعامَ يَمُور شرّ بِحَارِ وقول آخرَ (¬3): يَا أيّها الظَّالِمُ في فعْلِهِ ... والظُّلْم مَرْدُودٌ عَلَى منْ ظَلَمْ إلى متَى أَنْتَ وَحَتَّى مَتَى ... تَشكُو الْمُصيبَاتِ وَتَنْسَى الْنِّعَمْ البُستِيُّ من قَصيدَتهِ: 17220 - يَا أَيُّها العَالمُ المَرضيُّ سيرَتُهُ ... أَبشر فَأَنتَ بغَير الماءِ رَيَّانُ بَعْدَهُ: ويَا أخَا البُهل قد أصْبَحت فِي لججٍ ... وأَنْتَ مَا بيْنِها لَا شَكَّ عَطْشانُ لمّا وجّه المأمون عبد اللَّه بن طاهر إلى مصر لمحاربة نصر بن شبيب وظفر عبد اللَّه به وجد فِي بيت مالهِ ثلاثين ألف دينار: فكتب يستأذنه في حملها إلى بيت المال، فكتب إليه المأمون بتسويفها له وأنْ لا يراجعه فِي أمرها بشيء فأحضر الأمراء. ¬
وقَرأ عَلَيهُم الجوابِ وَرَكبَ يَومَ الجُمْعَة إِلَى المَسْجِدِ فلمّا فَرِغَ هِمَّ بالنّزولِ والانصِرَاف حَضَرَ المُعَلّى الطائي الشاعرُ فِي آخرِ مَن حَضَرْ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ مُسْتوْحِشًا مِنْهُ لأَمرٍ كَانَ بَلَغَهُ عَنْهُ وكانَ قد نَهَضَ عَبْدُ اللَّهِ قائمًا للنزولِ فلمّا رآه يتَخطّى النَّاسَ نَحْوَهُ ثَبُتَ جَالِسًا عَلَى المَنْبَر فلمّا دنا منه قَالَ يَا مُعَلّى جئْتَنا فِي آخرِ النَّاسِ وقَد نَفَذَ المالُ وَحَانَ وَقْتُ الانْصِرَافِ فأنشدَ يقولُ (¬1): يا أَعظَمَ النَّاسِ حِلْمًا عِندَ مَقْدِرَةٍ ... وأظلَمَ النَّاسِ عندَ الجودُ للمَالِ لَو أَصبَح البَحْرُ يَجْرِي مَاؤُهُ ذَهَبًا ... لمَا أمرتَ إلى حَرْبٍ بمِثْقَالِ إِنْ كُنتُ منكَ عَلَى مالٍ مُنْتَ ... بِهِ فإنّه لأَمر جَهلي عَلَى بالِ ويُروى: فإن سكرَكَ منْ حَمْدِي عَلَى تالِ فَتَبَسَّمَ عبدُ اللَّهِ والتَفَتَ إلى أبي السَّمْرَاءِ صَاحبُ شُرطَتِهِ فقَالَ يَا أبا السَّمراءِ ادفَع إلى المُعلّى عَشْرَة آلافِ دينارٍ قَرضًا علينَا لِيُعادَ عَليكَ الْعَوَض بقِيَّةَ النَّهارِ قَالَ نَعَم فانصرفَ عَبدُ اللَّهِ ذلك اليومَ وَعَلَيهِ عَشرَة آلاف دينارٍ دينٌ بَعدَ ثلاثين ألف دينار. أَنْشَدَ المُبَّردُ: 17221 - يَا أَيُّها المتَحَلّي غَيرَ شِيمتِهِ ... إِنَّ التَخلُّقَ يأتي دُوَنَهُ الخُلُقُ بَعْدَهُ: ولَا يُوَاتيكَ فيما نابَ منْ حَدَثٍ ... إلا أخُو ثقةٍ فانظُرْ بمن نَثِقُ وقال آخر آخِذًا منهُ (¬1): يا أيها المتَحَلّي غَيَر شِيمتِه ومن ... سَجيَّته الاكثَارُ والمَلَق اعمد إلى القصدِ فِيما أنتَ رَاكِبُهُ ... إِنَّ التَخلُّقَ يأتي دُونَهُ الخُلُقُ ¬
وقال آخر (¬1): وَمِن يتخذ خيمًا سوى خيم نَفسهِ يَدَعُهُ ... ويغلبُهُ إلى النّفس خيمهَا وقال ذو الإصبع العدَوانيُّ (¬2): كُلُّ امرئٍ صائرٌ يومًا لسمتِهِ ... وإن تَخلَّق أخَلاقا إلى حِين عَمرو بن الحَارثُ بن مضَّاض: 17222 - يَا أَيُّها النَّاسُ سيرُوا إِنَّ قصركَمُ ... أَن تُصبحُوا ذَاتَ يَومٍ لَا تَسِيرُونَا بَعْدَهُ: وهو ابن مضاضٍ الأصغر الجرهمِيُّ كُنَّا أنَاسا كَمَا كنتم فَغيَّرنا دَهرًا ... فَأنتم كَمَا كُنَّا تكونونا جثوا المطيَّ وَأرخو من أزمَّتِهَا ... قَبل المماتِ وَقَضّوا ما تقضّونا 17223 - يَا أَيُّها النَّاسُ صَلُّوا فِي بيُوتِكُم ... إِنَّ الإِمَامَ بشرب الخَمرِ مَشغُولُ زهيرٌ المِصْرِيُّ: 17224 - يَا أيُّها النَّاكِثُ فِي عَهدِهِ ... قَد يَعلَمُ اللَّهُ مَن الخَاسِرُ بَعْدَهُ: وَغَير مأسوفٍ على صُحُبَةٍ يتعبُ ... فيها القَلبُ وَالخَاطر واللَّه مَا فِيك ولا خَصلةٌ ... محمودة يَذكُرُهَا الذَّاكرُ يا أيها المُشرِف فِي ظلمِهِ وَحَقِّ ... عَينَيكَ لِذَا آخِرُ ظلمتني إذ لم أجد ناصرًا ... واحَسرَتي من أَينَ لِي نَاصِرُ مَا تُظهِرُ القُدْرَة مِنْ قَادِرٍ ... إِلَّا إذا قَابلهُ قادرُ غَدرْتَ بي بَعدَ عُهُود جَرَتْ ... يَكْفِيكَ قولُ النَّاسِ يَا غَادِرُ ¬
فَعلتَ فعلًا غير مُسْتَحسَنٍ ... مَالكَ فيهِ أحدٌ شَاكِرُ ومَن بابِ (يَا) قَولُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُعْتَزّ وَكَتَبَ بِهما إلى عليّ بن مَهديّ الْكَبيرْ (¬1): يَا بَاخِلًا بكِتَابِه ورَسُوله .. أَردْتَ تجعَل فِي الفراقِ فراقًا إِنَّ العهُودَ تمُوتُ إِنْ لَمْ تُحيِهَا ... وَالنَّأيُ يُحدثُ للفَتَى أخْلَاقًا وقول ابْنُ الرّوميّ (¬2): يَا بَانيَ الحسن أَرْسَاهُ وَشَيَّدَهُ ... حرْز الشلوّ منَ الآفاتِ مَشْحُونِ أُنْظُر إِليهِ الدَّهر هَلْ فَاتتهُ بُغْيَتهُ ... فِي مَطْمَح النَّسْر أو في مسْبَح النونِ وقول ابن الحجّاج يَمدَح: يَا بانيَ المَجْدَ لمَّا انهدَّ مُعْظَمُهُ ... وراعي الجود لمَّا أهمِلَ الْجُودُ إِنْ يَحسُدُوكَ عَلَى فضلٍ خُصِّصتَ بهِ ... فكُلُّ مُنْفَرِدٍ بالجود مَحسُودُ ومن باب (يَا) قول آخر فِي بَخيلٍ (¬3): يَا تارِكَ البَيْت عَلَى الضّيفِ ... وَهَاربًا مِنْ شِدَّة الخَوْفِ ضَيْفُكَ قَد جاء بزادٍ لَهُ ... فارجِع وكُنْ ضَيْفًا عَلى الْضَّيْفَ ومن باب (يَا) قَول أبي الفَتح البُسْتيّ (¬4): يَا جامِعَ المالِ كَيما يَسْتَفيدَ غنًى ... ورفعةً وَعُلًا دعني وأملالي حَسْبي القنَاعَةُ لا أبغي بهَا بدلًا ... غِنَى القَناعة خيرٌ من غِنى المَالِ وقول صَالحُ بن عَبدِ القدوسّ (¬5): يَا جامِعَ الْعِلم نعم الذّخر تَجمَعُهُ ... لَا تَعدِلن بهِ دُرًّا وذَهَبَا ¬
قَدْ يَجمَعُ المَرءُ مَالًا ثم يُسلَبهُ ... عمَّا قليلٍ فيَلقى الذلّ وَالعَطَبا وَجَامِع العِلْم مَغْبُوطٌ بهِ أبدًا ... فَلَنْ يُحاذِرَ مِنْه المَوتَ وَالسَلَبا وقول آخر (¬1): يَا جامعًا أموالَه ... فِي عُمْرِهِ لَا يَشْبَعُ إِنْ كُنتَ دَهرَكَ كُلَّه ... تَحوي إليْكَ وَتَجمَعُ فَمَتى بمَا جَمَّعتَهُ ... وَحَويْتَهُ تَتَمَتَّعُ أبو فراس فِي سَيف الدَّولة: 17225 - يَا بَاذِلَ النَّفسِ وَالأَموالِ مُبتَسِمًا ... أمَا يَهُولكَ لَا مَوتٌ ولَا عَدمُ 17226 - يَا بَارِيَ القَوسِ بريًا لَيسَ يُحكِمُهُ ... أَفسدتَ قَوسَكَ اعط القوس باريها مرَّوانُ بن أبي حَفصَةَ: 17227 - يَا بُؤسَ قَومٍ لَيسَ جُرمُ عَدوّهِم ... إِلَّا تَظَاهر نعمَةِ الرَّحمَنِ الرَّضي الموُسَوِيُّ: 17228 - يَا بُؤسَ للدَّهرِ القَاني بمَسبَعَةٍ ... وَقال لي عندَ غيلِ الضَيغَم احتَرِس 17229 - يَأبَى الفَتَى إِلَّا اتّبَاعَ الهَوَى ... وَمَنهَجُ الحَقِّ وَاضِحُ أَبُو نَصرِ بن نباتَة: 17230 - يَأبَى مقَامي فِي مَكَانٍ وَاحدٍ ... دَهرٌ بتَفرِيق الأَحبَّة مُولَعُ ¬
يزيد بن مُعاوية بن أبي سَفيانَ: 17231 - يَأبَى وَجَدِّكَ أَن أَكُونَ مُقصّرًا ... عقلٌ أَعيشُ به وَقَلبٌ قُلَّبُ مِسكَوَيهِ: 17232 - يَأتي الفَتَى رزقُه المَقسُومِ عَن سَبَبٍ ... بَاد يَراهُ وقد يَأتي بلا سَبَب اخوانُهُ ببابِ: لَا تَطلبُو المَالَ. البيتُ إبرَاهيم بن حسَّانَ الحضرميّ: 17233 - يَأتِي بلَا طَلَبٍ أناسًا رِزقُهمُ ... وَيَخيبُ بالطّلَبِ المُلحِ الطَّالبُ مثلُه لبشَّارٍ (¬1): يأتي المُقيم وَمَا سَعَى حاجاتِهِ ... عدَدَ الحصاءِ ويَخيبُ سَعي النَاصِبِ 17234 - يَا جَاعلي كَأَبي نُوَاسٍ فَاسِقًا ... هبني كَذَاكَ أَأَنتَ زُهدًا البَرَا 17235 - يَا جَامِعَ المَالِ فِي الدُّنيا لوَارِثِهِ ... هَل أَنت بالمَالِ بَعدَ المَوتِ تَنتَفعُ بَعْدَهُ: قدّم لنفسك قبل الموت فِي مهلِ ... فإنّ حظّك بعد الموتِ منقطع نصر بن أَحمد بن سَعد السعدِيُّ: 17236 - يَا جَامِعَ المَالِ كَي يَضنَّ به ... تَطمَعُ باللَّهِ فِي الخُلُود مَعَه بَعْدَهُ: هل يحمل المال ميّتٌ معه ... أما تراه لغمر من جَمَعَه ¬
أبو جَعفرٍ القُمِّيُ: 17237 - يَا جَوادَ اللِّسَانِ من غَيرِ فعل ... لَيتَ جُودَ اللِّسَانِ فِي رَاحتَيكَا جَرِيرٌ: 17238 - يَا حبَّذَا جَبَلَ الرَّيانِ من جَبَلٍ ... وَحبَّذَا سَاكِنَ الرّيانِ من كَانَا ناهِضَ الكِلَابيُّ: 17239 - يَا حبَّذَا عَملَ الشَّيطَانِ من عَمَلٍ ... إن كَانَ من عَمَلِ الشَّيطَانِ حُيَّيها يقول مِنْهَا: إنِّي ليُأخذني من ذكْرِهَا عرض ... عند الصّلاة فأنسى أَن أُصلِّيهَا لنظرةٍ من سلمى اليوم واحدة ... أشهى إليَّ من الدنيا وما فيها 17240 - يَا خَادِعَ البُخلاءِ عَن أَموالهم ... هَيهَاتَ تَضربُ فِي حَديدٍ بَارد قبلُهُ: لَا تَطلُبنَّ إلى لَئيمٍ حَاجَةً ... وأقْعُدْ فَإِنَّكَ قَائمْا كَالْقَاعِدِ يَا خَادِعَ البُخَلَاءَ عنْ أَمْوَالهُم. البَيْتُ 17241 - يَا خَاطِبَ الدُّنيا ألَم تَتعِظ ... بِفعلِهَا قَبلَكَ فِي العَالَم بَعْدَهُ: إِنَّ الَّتي تخطبُ غدّارَةٌ ... هَريسَةُ العُرسِ مِنَ الْمَأْتَمِ ¬
17242 - يَا خَاطِبَ الدُّنيَا إلى نَفسِهِ ... تَنحَّ عَن خطبَتِهَا تَسلمِ بَعْدَهُ: وكأنَّهُ تَضْمَينُ: إِنَّ الَّتي تَخطُب غرَّارَةٌ ... قَريَةُ العُرس مِنَ المَأْتَمِ ومن باب (يَا خَاطبَ) مَا أنشدَ خَيْثَمُ بن جَحْشَةَ العُجليّ (¬1): يَا خاطبَ الدُّنيا إلى نَفْسِهِ ... إِنَّ لها فِي كُل يومٍ خليلْ ما أقتلُ الدّنيَا لخُطّابِها ... يقْتُلُهُم قُدمًا قتيلًا قَتِيلْ تَسْتَنْكِحُ الْبَعلَ وقَد وَطَّنتْ ... فِي مَوْضعٍ آخرَ منهُ بديلْ إنّي لمُغتَرٌّ وَإِنَّ الْبِلَى يَعْمَلُ ... فِي جِسمِي قليلًا قليلْ تَزوَّدُوا للموتِ زادًا فَقدْ ... نَادى مُنَاديهِ الرَّحيلَ الرَّحيلْ ومن باب (يَا حَاجِبَ) قَول جَحْظَةَ فِي سعدٍ الحَاجِبِ (¬2): يَا سَعْدُ إنَّكَ قَد خَدَمْتَ ثَلَاثَةً ... كلٌ علَيه منْكَ وَسمٌ لايحُ وَأرَاكَ تَخدمُ رابعًا لتُميتَهُ ... رقمًا بِهِ فالْشّيخُ شيخٌ صَالحُ يَا حَاجِبَ الْوُزَرَاءِ إنّكَ عِنْدَهُم ... سَعدٌ وَلَكن أنتَ سَعْدُ الذّابِحُ وقول ابْنُ جيَّا: يَا حَاديَ الأَضْغَانِ يَعْتَسِفُ الْدُّجَى ... مَا بَعَدَ رَاقَه منزلٌ يُشَاقُ فَلأَيّ مبْكِي تَستَجِمُّ مُدَامِعٌ ... ولأيّ مَرْمىً تُستَحَثُّ نِيَاقُ لَا اخضرَّ بَعدَهُمُ العَقيقُ ولَا حَلَا ... مِنْ مَآئِهِ للوَاردينَ مذَاقُ إِنْ يُوحِشُوا طَرفيّ فَكَم منْ عبْرةٍ ... مَسْفُوحةٍ أنِسَتْ بِهَا الأَحْدَاقُ مَا حُجِبَت إِلَّا تطلَّعَ نُورُها ... والشّمسُ من عَاداتِها الإشْرَاقُ ¬
ومن باب (يَا دَهرُ) قولُ المَلك العَزيز (¬1): يَا دَهرُ مَا أقسَاكَ يَا دَهرُ ... لمْ يَخطُ فيكَ بطَائلٍ حُرُّ أمّا اللِّيام فأنتَ صَاحِبُهُم ... وَلَهُمْ لَديكَ العَطْفُ وَالنّصْرُ يَا دَهرُ دَعْ ظلم الكِرامِ ... فَهوَ عِقدُ لنَحرِكَ لَوْ دَرى الْنَّحْرُ سَالمهُم واسْتَبقِ ودَّهُمُ ... فهُم نجومُ ظَلَامِكَ الزُّهرُ الحُسينَ بن الضَّحَّاكِ: 17243 - يَا خَليليّ اذكُرا العَهدَ الَّذِي ... كُنتُما قَبلَ النَّوى عَاهَدتُماني بَعْدَهُ: واذْكُرانِي مثل ذكرَى لَكُمَا ... فمِنَ الأنْصَافِ أَنَّ لَا تَنْسَيَانِيْ الغَزِّيُ: 17244 - يَا خَلِيلَيَّ فِي القَلائدِ عندِي ... كَثرَةٌ فَاطلُبُو لَهَا أَجيَادَا ابنُ المُعتَزِّ: 17245 - يَا خَلِيلَيَّ قَد مَضَى كَدر ... وَقَد سَاعَدَ الزَّمانُ العَطُوفُ عمُر بن أَبِي رَبيعةَ: 17246 - يَا خَليلَيَّ قَد مَللتُ ثَوائي ... بالمُصَلَّى وَقَد شَنئتُ البَقيعَا المُرتَضَى النِقَيبُ: 17247 - يَا خَلِيلَيَّ مِن ذُؤَابة قَيسٍ ... فِي التَّصَابي ريَاضَةُ الأَخلَاقِ ¬
بَعْدَهُ: غَنّيَاني بذِكْرِهِمْ تُطْرِبانِيَ ... واسْقِيَاني دَمْعي بكأَسٍ دبَاقِ وخُذَا النَّومَ عَنْ جُفُوْنِي فإنِّي ... قَد خَلَعتُ الكَرَى علَى العُشَّاقِ ومِنْ بابِ (يَاخا) قَولُ بَعضُهِمْ: يَا خائفًا بِفِعَالِهِ نَارُ الجَحِيمِ ... لدَى الْعِقَابِ أدم السّجودَ عَلَى الثَّرى ... وأمُرْ دُمُوعَكَ بانْسِكابِ فالْنَّارُ عنْدَ لَهيِبها ... بِالْمَاءِ تطْفَى وَالتُّرَابِ ومن باب (يا ذا) قول أبي محمّدٍ جَعْفَر بنُ محمّد بن وَرْقَاءَ عندِ حُصُولِهِ بِبَغْدَادَ وَكَتَبَ بها إلَى الصَّابِئ: يَا ذَا الَّذي جَعَلَ القَطِيعَة دأبُهُ ... إِنَّ القَطيعَةَ مَوطِن للرَّيْبِ إِنْ كَانَ وُدُّكَ فِي الْطَوِيَّةِ كَامِنًا ... فاطلُب صَدِيقًا عَالِمًا بالغَيْبِ فكَتَبَ الصّابئ إليْهِ فِي الجَوابِ: قَد يَهْجُرُ الْحَلُّ الْسَّليمُ الْغَيْبَ ... الشّغْل وَهوَ مُبَرَّأٌ مِنْ ريبِ وَيُوَاصِلُ الرَّجُلُ الْمُنَافِقُ مُبْدِيًا ... لكَ ظاهرًا مُسْتَبْطِنًا للْعَيْبِ لَا تَفْرَحنَّ منَ الصَّدِيقِ بِشَاهدٍ ... حَتّى يكونُ مُوَافِقًا للغَيْبِ وتأَمّلِ المُسْودَّ منْ شِعر الفَتى ... أَهو الشَّبيبَةُ أم خِضَارُ الشَّيبِ وإذَا ظَفَرتَ بذي وِدَادٍ خالِصِ فاغْفِر ... لَهُ مَا دونَ عِشّ الْجَيْبِ ومن باب (يَا ذا) قولُ الأبلَه: يَا ذا الَّذي كَفَلَ الْيَتِيمَ ... وَقَصدُهُ كَفلُ اليَتِيمِ إِنْ كَانَ قَصدُكَ للْنّعِيمِ فقَد ... حَصَلت عَلَى النّعيمِ وقول ابنِ الحجّاج فِي رجلٍ دَعَاه للضِيَافَةِ فتَأخَّر علَيه الطَعامُ: يَا ذاهبًا فِي دارِهِ جائيًا ... بغَيْرِ مَعْنًى وبلَا فائِدَه
قَد جُنَّ أضيافُكَ مِنْ جُوعهم ... فاقْرَأْ علَيهم سوُرَةُ المائِدَهُ قالَ فافتَحْ الرجل يقْرَأ السُّوُرَةَ فقامَ ابْنُ الحجّاج ليَخْرُجَ فَضَحِكَ وَعَزَمَ عَلَيه لجُلُوسِ وأحْضَرَ الطَعَامَ ومن باب (يَارا) قولُ البُسْتيّ منْ قَصِيدَتهِ (¬1): يَا رافِلًا في الْشَّبابِ الوَحفِ مُنْتَشِيًا ... من كأْسِهِ هَل أصَابَ الرُّشدُ نشوانُ لا تَعتَمدِ بشبابٍ رائقٍ فَضلٍ ... فكمِ تَقدَّم قبلَ الشِيبِ شُبّانُ ويَا أخَا الْشّيبِ لو نَاصَحتَ نفسَكَ ... لم يَكُن لمثلِكَ فِي الإسْرَافِ مُعانُ عبء الشّبيبَةَ تَبْلَى عُوزَ صَاحِبِهَا ... ما عُذرُ أشيبَ يَسْتَغَوِيه شَيْطَانُ أَبُو الفَرَج الرَقيُّ: 17248 - يَا دَهرُ مَالكَ والكرامُ ذَوي الحجَى ... مَاذا يَضُّركَ لَو تَركتَ كَريمَا قَبْلهُ: يَا دَهرُ مَالكَ طُول عَهدِكَ تَرتَعى ... رَوضَ من المعَالي بَارِدًا وحَمِيما يَا دَهرُ مَالكَ وَالكِرَامَ ذَوِي الْحجى. البَيْتُ هُو أَبُو الفَرَج عَبد الرَّحْمَن بن عبدُ المَلِك الرّقيّ مِنْ وَلَدِ قَابُوسْ المُنْذرُ بنُ ماءِ السَّمَاءِ. الوَزِيرُ ابن المصحفي المَغربيُّ: 17249 - يا ذَا الَّذِي أَودَعَني سِرَّهُ ... لَا تَرجُ أَن تَسمَعَهُ منّي بَعْدَهُ: لَم أُجْرِهِ بَعدَكَ فِي خَاطِري ... كَأَنَّهُ مَا مَرَّ فِي أُذْنِي ¬
أَبُو الفتحِ البُستِيُّ: 17250 - يَا ذَا الَّذِي بقَراع السَّيفِ هَدَّدَني ... لَا قَامَ مَصرَعُ جَنبي حِينَ تصرَعُهُ بَعْدَهُ: وَكَتَبَ بها عَلَاءُ الْدِّين المُلْحِدُ صَاحِبُ الْمَوْتَ إلى نُور الدّين أَتَابكَ شِيرَانَ (¬1): يَا ذا الَّذِي بقِراعِ السَّيْفُ هَدَّدَني. وبَعْدَهُ: جَاءَ الْحَمَامُ إلىَ الْبَازِيْ يُرَوِّعُهُ ... وَكَثُرَتْ لاُسُودِ الغَابِ أضْبَعُهُ ومَنْ يَفِرُّ فَمَ الأَفْعَى بإصْبَعِهِ ... يَكْفِيهِ مَا قَد تُلاقي ثَمَّ إصبَعُهُ بعده، أوّلها: يا للرِّجَالِ لأَمرٍ جَلَّ مُفْظِعُهُ ... لم يَجْرِ قُطّ على بَالي تَوقّعُهُ وبَعْدَهُ: جاءَ الحَمامُ، وبعده يا ذا الّذي، وبعده ومنْ يَفِرُّ وهي أربعة أبيات على هذا الترتيب. ابْنُ المُعتَزِّ: 17251 - يَا رَازقَ الخَلقِ صُنّي بانفرَادِكَ لي ... بالرِّزقِ عن كُلِّ مَرزُوقٍ بمَرزوقِ قبلَهُ: يَا مَن عَزَّ بذُلِّي فِي الخُطوبِ لَهُ ... إِذَا تعزَّزَ مخلُوق بمَخلُوقِ يَا رَازِقَ الخلقِ صُنِّي ... بانْفِرَادِكَ لِي بالرّزقِ البَيْتُ ¬
ابْنُ الحَجَّاح: 17252 - يَا راعيَ السّربِ يَحميه وَيَمنَعُهُ ... إِنَّ الذئَابَ قَد استَولتَ عَلَى الغَنِمَ قبلَهُ: أَمَّا تَرى كَيْفَ حَالي غَيْرَ جَاريَةٍ ... عَلَى المُرَادِ وَأمري غيرُ مُنتَظِم حَتَّامَ أدَعُوكَ وَالأعدَاءُ قَد ولجُوَا ... بأكل لحمي وَلَجوا في وَلُوع دمي وَكَم أُنَادي فلَا تصغِي إلى ... ولَا يَلْوي عَليَّ بلاء ولَا نَعَمِ يَا رَاعيَ السّر يَحْمِيهِ ويَمْنَعُه. البَيْتُ وبَعْدَهُ: وقَد عَلِمتَ وخيرُ العِلمِ مَا بَعدتْ عنْهُ ... الشُّكُوكُ وَلَم يُحمَدْ عَلَيَّ التُّهَمِ إِنِّي فتًى ذُو لِسَانٍ صارمٍ ذَكَرٍ ... يَأْويْ إلى طُنْبَيهِ مَجمَعُ الْكَلمِ كالهُندُوَانيِّ إلّا أَنَّ صيْقَلهُ ... فكرِي وحَامِلُه يَومَ الْلِّقَاءِ فَمي بَلَغْتُ جُهدَ زهَيْرٍ فِي المَديحِ بهِ ... فابْلُغ بمجدِكَ فِي امرئ مَدَى هَرِمِ نَازعهُ فِي الجُودِ حَتَّى تَسْتَبِدّ بهِ ... واملُك علَيهِ رحمان المَجد وَالكرمِ وَعَافِنى تَبلَا فِي العَتَبِ من سَقمٍ ... لم يُبقِ منّي سَوى لَحمٍ عَلى وَضَمِ حَتَّى أقُول لريبِ الدَهْرِ كَيفَ تَرَى ... تَعصُّبَ الْسَّادَةِ الأَخرَارِ للخَدَمِ ومن بابِ (يَا) قَولُ أَبِي الفَتح البُسْتيّ (¬1): يَا رَاغِبًا فِي الحَمْدِ وَالشّكر ... ومُتيمًا بِعَقيلِهِ الذِّكرِ قَيّد بِبرّكَ شُدّ ذي أملٍ ... فَالبرُّ قيدُ أَوابدِ الشُّكرِ ومن بابِ (يَا ربِّ) قَولُ أبو نواسٍ (¬2): يَا ربْ قَد عظِمت ذنُوبي كَثرةً ... ولقَد عَلمتُ بأنَّ عَفوكَ أعظَمُ إن كَانَ لَا يَرْجُوكَ إِلَّا مُحسنٌ ... فبِمَنْ يَلودُ ويَسْتَجيرُ المُجرِمُ ¬
أدعُوكَ ربّ كَمَا أمرت تضرّعا فإذا ... ردَدت يَدي فمنْ ذا يرحَمُ مَالي إليكَ وَسيلة إِلَّا الرَّجاء ... وعَظيم عَفْوك ثم إِنيّ مُسْلِمُ ومن باب (يا ربُّ) قول أَبِي عَلي الحاتِميّ (¬1): يا ربّ يَوم سُرور خِفتهُ قصرًا ... كَعَارِضِ البَرق فِي أفقِ الدُجَا بَرقَا قَد كَانَ يَعثُرُ أولاهُ بآخِرهِ ... وكَادَ تسبق منهُ شمسُهُ الْشّفَقَا كأنَّما طَرْفَاهُ طرْفٌ اتفق ... الجَفنانِ منْهُ عَلى الإِطْراقِ وافتَرَقا ومن باب (يَا رَحْمَتا) قولُ عليّ بن الجَهْمِ (¬2): يَا رَحمَتا للغريبِ فِي البَلَدِ ... الْنَّازحِ مَاذا يَنْفَعُه صَنَعا فَارقَ أحبَابَهُ فَمَا انتفعُوا ... بالعَيْشِ منْ بَعْد وَمَا انْتَفَعَا كَانَ عزِيزًا بقُربِ دَارِهِم ... حَتَّى إذا مَا تَباعدَ أو خَضَعَا ومن باب (يَا ربَّ) قولُ أبي الطمحان القَيْني (¬3): يَا ربَّ مَظْلَمَةٍ يومًا لطئتُ لَها ... تَمضي عليَّ إِذَا ما غابَ نُصَّاري حَتَّى إذا مَا انْجَلَت عنّي غَيابتُها ... وثبتُ فِيها وثوبُ المُخدِرِ الضَّاري عَدِيُّ بن زَيدٍ: 17253 - يَا رَاقِدَ اللَّيلِ مَسرُورًا بأَولِهِ ... إِن الحَوادِثَ قَد يَطرُقن أسحَارَا بَعْدَهُ: لَا تَفْرَحَنَّ بليل طَابَ أوّلهُ ... فَربَّ آخرِ لَيْلٍ أَجَّجَ النَّارَا أَفْنَى القُرونَ التي كانَتْ مُسلّطةً ... مرُّ الجَديدَين إقبالًا وإدْبَارَا يَا مَن يُكَابِدُ دُنْيَا لَا مَقامَ بِهَا ... يُمْسِي وَيُصْبِحُ فِي دُنيَاهُ سَيّارا ¬
كَم قَد أبادَتْ صُروفُ الدهرِ من مَلِكٍ ... قد كان فِي الأرضِ نفاعًا وفرّارا 17254 - يَا رُبَّ أَفئدَةٍ بنَارِ هُمُومهَا ... تُكوَى وَتَشقَى جُسُوم نَاعِمَة 17255 - يَا رُبَّ أَمرٍ حُضَّارُ غيِّبًا ... وَأَنتمُ غِيَّبٌ عَنهُ كَحُضَّارِ أَنشَد الجنيدُ رَحمهُ اللَّهُ: 17256 - يَا رَبِّ إِن كَانَ شيءٌ فيهِ فَرَجٌ ... فامنُن عَليَّ بهِ مَا دَامَ بِي رَمَقُ قَالَ الجُنيدُ: روَّحتُ السَّري رحمةُ اللَّهِ عَليْهما وَهُو مَريضٌ، فقالَ: كيْفَ يجِدُ رَوْحَ المِرْوَحَةِ من جَوْفِهِ تحترِقُ من دَاخِل وَأنشأ يقول: القلبُ مُحتَرق وَالدّمعُ مُستَبَقٌ ... وَالكَربُ مُجتَمِعٌ وَالصَّبْرُ مُفْتَرقُ كَيْفَ القرار علَي ولا قرارَ لَهُ ... مِمَّا جَنَاهُ الهوى وَالشوقُ والعَلقُ يَاربِّ إِنْ كَانَ شيءٌ فيهِ لِي فرَجٌ. البَيْتُ. أَبُو فراس بن حَمدَانَ: 17257 - يَا رَبِّ إِنَّ أَخي لدَيكَ وَدِيعَتِي ... أبدًا وَليسَ يَضيعُ مَا تُستودعُ دِعبِلٌ: 17258 - يَا رَبِّ إِنَّ غِنَى البَخِيلِ يَسُوؤُنِي ... فَاصرِف غنَاهُ إِلَى الجَواد المُفلِس 17259 - يَا رُبَّ بَاكٍ بَعينٍ قَلبُهُ فَرِحٌ وَ ... رُبَّ ضَاحِكِ سنٍّ مَا بِهِ رَمَقُ ابْنُ المُعتَزِّ: 17260 - يَا رُبَّ جُود جرَّ فَقر امرِئٍ ... فَقَامَ لِلنَّاسِ مَقَامَ الذَّلِيل ¬
العبّاس بن الأَحنَفِ: 17261 - يَا رُبَّ ذي حَسَدٍ لي فيك ... يُظهِرُهُ لو كَانَ يَعلَمُ منكَ مَا حَسَدَا 17262 - يَا رَبِّ صَفحًا وَغُفرانًا ومَعذِرةً ... لمذنبٍ كَثُرَت منهُ المعَاذِيرُ بَعْدَهُ: تُبْكِيهِ زَلّاتُهُ طورًا وَيُضْحِكُهُ ... رَجاؤهُ فَهوَ مَحزونُ ومَسْرورٌ ويَقربُ منهُ قَولُ عبيد بنُ أيَوب العَنْبَريّ (¬1): يَا ربّ قَدْ حَلَفَ الأَعداءُ واجتَهَدُوا ... أيمَانَهُم أَنَّني من ساكِنِي النَّارِ أيَحْلِفُونَ عَلَى عَميَاءَ وَيْحَهُم ... مَا عِلمُهمُ بعَظيمِ العَفْوِ غَفَّارِ 17263 - يَا رَبّ كُن ليَ حِصنًا ... عِندَ انهِدَام الحصُونِ بَعْدَهُ: فَقَد حَفِظتَ كَثيرًا ... فَوْقي وَمِثْلي وَدُوني عُمارةُ بن أَبِي الحَسنِ اليَمَنِي: 17264 - يَا رَبِّ هَيِّئ لَنا مِن أَمرِنَا رشَدَا ... وَاجعَل مَعُونَتكَ الحُسنَى لنَا مدَدَا بَعْدَهُ: ولَا تكلنَا إلى تَدبيرِ أنْفُسنا ... فالنَّفْس تَعجِزُ عَنْ إصْلَاح مَا فَسَدا أنتَ الكَريمُ وقَد جَهّزتَ منْ أَملي ... إلى أَيَاديكَ وَجهًا سائِلًا وَيَدَا وَللرَّجَاءِ ثوابٌ أنتَ تَعْلَمُهُ ... فاجعَل ثوابي دَوَامَ السَّترِ لِي أبَدَا ¬
17265 - يَا رَبِّ لَا تَسلبَنِّي حُبَّهَا أبدًا ... وَيرحَمُ اللَّهُ عَبدًا قَالَ آمينَا يقول قبلَهُ فيها: باتَتْ وقودًا وسارَ الرَّكبُ مُدَّلجًا ... وَمَا الأوانِسِ فِي فكرٍ لسارينَا كأنّ ريقَها مِسْكٌ على ضَرَب ... شيبَتَ بأصهبَ منْ نبع الثنا مِينا يا ربِّ لَا تَسلِبني حُبُّهَا أبدًا. البَيْتُ. ومن باب (يا زَمَانُ) قولُ جَعْفَر بنِ شمسُ الخلافَةِ وقد غنّى المغنِّي فِي مجلس تاج المُلُوكِ بُوري بنُ أيوبَ بقول ابنِ المعْتَزِّ: أَحدَثُ منْ شَبابيَ الأيّامُ. الأبيات. فاقتَرَحَ عَليهِ أن يَعمَل على وزنه وقَافيتَه ومَعْنَاهُ فَقَالَ مرتجلًا (¬1): كُنتَ حلمًا والعيشُ فيكَ ... خَيَالًا وَسَريعًا مَا تنقضي الأَحْلَامُ لَهَفُ نَفْسِي عَلَى لَيالي شبابٍ ... سَلَبَتْني رِداءَ بها الأيامُ فَطمتني الأقدار عنهَا وَليدًا ... وشديدٌ على الوَليدِ الْفِطامُ حِينَ رشديَ غيٌّ وَجدّي مُجونٌ ... ووَقَاريْ سخفٌ وحلميْ عُرامُ لَا تَلُمْني عَلَى البكُاءِ عَلَيهِ ... منْ بَكَى شجوه فليسَ يُلامُ فاستَحْسنَها تاجُ المُلوكِ وأجزلَ جائزتَهُ. مَنقولٌ من خطّ ابن شمس الخِلافةِ قائِلِها. بَشَّارٌ: 17266 - يَا رَحمَةَ اللَّهِ حُلّي فِي مَنَازِلَنا ... وجَاوِرينَا فدَتكِ النَّفسُ مِن جَارِ 17267 - يَا زَيدُ زدني حَديثًا استَلِذُ بهِ ... حَدِّث فَإِنَّ آحاد الهوى سمُر 17268 - يَا سَادتي أَنتُم وَإِن غبتُم ... قَلبي المعَنَّى لَكُمُ مَنزِلُ ¬
أَبو الأَسوَدِ الدُؤلِيُّ: 17269 - يَا سَاكِنَ القَبر السَّلَامُ عَلَى ... مَن حَالَ دوُنَ لقائِه القَبرُ أبو الفَتح البُستِيُّ: 17270 - يَا سَائِلي بالَّذِي حَصَّلتُ عندَهُم ... دعَ السُؤَالَ وقُم فَانظُر إِلَى حَالِي ومن باب (يَاسَا) قولُ الببّغَاءِ (¬1): يَا سَادتي هذه روُحي تودّعُكُم ... إذ كَانَ لَا اليَأسُ يسليها ولَا الجَزَعُ قَد كُنتُ أطمعُ في روع البقاءِ ... فلَا مذ غبتُم لم يتَبَقّ لي طَمَعُ لَا عذّبَ اللَّهَ روحي بالبقاءِ فَمَا ... أظُنّها بَعدَكَم بالْعيشِ تَنتَفعُ ومن باب (يَا سيدي) قولُ آخرَ (¬2): يَا سيديّ أنتَ ليْسَ لِي أحدٌ ... سِوَاكَ ممّن إليهِ أسْتَندُ حاشاكَ أن يقبضَ الزَّمان يدِي ... عن نيل سُولِي وأنتَ لِي عَضُدُ أنتَ رَجاءِي وأنتَ مُعْتَمَدِي ... يا خيرَ منْ يُرْتَجَى وَيُعتَمَدُ حاشاكَ يَا قوَّتِي ويَا سيّدي ... يَضْعُفُ رُكني وأنتَ لي سَنَدُ ابْنُ المُعتَزِّ: 17271 - يَا سّيِدي قَد عَثرتُ خُذ بيَدي ... وَلَا تَدَعني ولَا تَقُل تَعِسَا بَعْدَهُ: واعفُ فَإِن عُدتُ ثَانِيَةً ... فَقَدْ يُدَاوي الطّبيبُ مَنْ نُكسا ¬
ابراهيمُ بن إسحَاق الموَصليُّ: 17272 - يَا شِرعَةَ الماءِ قَد سُدَّتُ مَوَارِدهُ ... أَما إِليَكَ طَريقٌ غَيرُ مَسدُود قال إبرَاهيمُ بنُ إسحاقَ المَوْصِليّ: كَانَ المأْمُونُ قد جَفَاني حين قَدمَ من خُراسانَ إلى بَغدادَ لِشَيْءٍ بلغَه عني فبقيتُ حينًا لا أصلُ إليهُ ولاحظَّ لي فِي دولته حتّى أضَّرّ ذلك بحالي ونَقْصتْ عندُ النّاسِ مَنْزِلَتي فَدَخَلَ عليّ مُخارقٌ يومًا ومَعهُ عُليّة فَقالا لي نحنُ اليومَ عندَ أمير المُؤمِنين فهلْ من حاجةٍ قُلتُ نَعمُ قد قُلتُ بيتين من الشعر أحبّ أنْ يلمحا سمعهُ الرحيبُ وحسبُ لا يَعلَم أنَّهما لي حَتّى يَسْمَعهُما ويسأَلُ عنهُما وهما (¬1): يا شرعة الماء قد سدّت موارده ... أما إليك طريق غَيْر مسدودِ الحائم حام حتَّى لا حراك به مُجلًا ... من طريق الماء مطرودِ فأخذهما من رق ولحنهما وغنى بهما فِي شعره فِي حضرة المأمون فقال: لمن هذا الشعر؟ فقام بين يديه وقبَّل الأرض ثم قال: لعبدك ومملوكك إبراهيم بن إسحاق والموصلي: قال: فأذن عند ذلك بإحضاري فِي مجلسهِ ورضي عني ورفع منزلتي على أحسن ما كانت عنده. قالَ إبرَاهيمُ: وَكَانَ المأمونُ سَهلَ الْشّريعَةِ ليّنَ العَريكَةِ صبورًا عَلَى حَمْلِ الأَذى محبًّا للعفوِ مُؤثِرًا لَهُ ومَا دَنَا مِنْهُ أحدَ إِلَّا غَلَبَ عَلَيهِ كَائنًا منْ كَانَ كثير الحيَاءِ عظيمٌ ذا نَباهةِ وَكَرَمٍ فكان لو أَعْطَى رجُلًا كُلما فِي بيت المالِ لم يرَ أنَّه بَلَغ ما يجب لَهُ وما اعتدى على أحد منهُ قطُّ ولَا لَقيَهُ بمكْرُوهٍ أبدًا ولَا كلَّمَ صغيرًا من مكانِهِ إلا بمَا يُكلِّم بهِ أخاهَ أو ابنهُ أو وزيرَهُ. ¬
ومن باب (يَا) قَول أبي الفَتْحِ البُسْتيّ مُعَارِضًا لقولُ ابن الوَليدِ (¬1): الشيبُ كُرهٌ وَكُرهٌ أنْ يُفَارِقنِي ... إعجَبْ بشيءٍ عَلَى الْبغضَاءِ مَودُودِ فقال أبو الفتح: يَا شيبَتي دُومى ولَا تَرحَّلِي ... وتَيَقَّن إنّي بوَصْلِكِ مُولَعٌ قَدْ كُنتُ أجزَعُ من حُلولكِ مرَّةً ... فالآن من خوفِ ارتحالِكَ أجزَعُ ومن باب (يَا) قَولُ أَبِي مَنْصورٍ وَلَدِ ابن التلميذ وَقَدْ وَقَعَ الثّلْجُ بالْعِرَاقِ وَالوَفْرُ (¬2): يَا صدورَ العِرَاقِ ليسَ بِوَفرٍ ... مَا رَأيْنَاهُ فِي نَواحِي العِرَاقِ إِنَّمَا عمَّ ظلمُكُم سائِرُ الأَ ... رضِ فَشَابَتْ ذوَائب الآفاقِ 17273 - يَا صَاحِبَ الهَمِّ إِنَّ الهَمَّ مُنقَطعٌ ... لَا تيأَسَنَّ كَأَن قَد فَرَّجَ اللَّهُ ابْنُ المدَبِّرِ: 17274 - يَا صَديقِي مَا كنتَ لي بصَديقٍ ... إِنَّما كُنتَ للزَّمَانِ صَديقَا ابْنُ الحَجَّاجُ: 17275 - يَا صِيَامًا عَنِ النَّدى لَيتَ شعري ... هَل لَكُم مَوعدٌ إِلَى الإفطارِ 17276 - يَا طَارِقَ البَاب عَلَى عَبدِ الصَّمَد ... لَا تَطرُقِ البَابَ فَمَا ثمَّ أَحَد 17277 - يَا طَالبَ الرّزقِ كُفِيتَ الَّذِي ... تَطلبُهُ فَاقنَع بمَا قَد صَفَا ومن بابِ (يَا طالِبَ) قَولُ أَبِي سَعِيْدٍ الْسّيرافِي (¬1): ¬
يَا طالبَ الرّزقِ إِنَّ الرِزْقَ فِي طَلَبَكَ ... الرِّزْقُ يأتيّ وإن أقللتَ منْ نَعيكَ لَا يُهلِكَنَّكَ لَا حِرْصٌ ولَا تَعبُ ... فيسْلمَاكَ ولَا تَدري إلى عَطَبِكَ وقول بَكرُ بنُ النَطَّاح يَمْدَح عليّ بن عيسَى (¬1): يَا طالبًا للْكيميَاءِ وَنَفْعِهِ مَدْحُ ... ابنِ عيسَى الْكِيمياء الأَعظَمُ لَو لَم يَكنْ فِي الأَرضِ إلّا ... دِرهَم ومَدَحتهُ لأَتَاكَ ذاكَ الدّرهمُ الفَرَزدَقُ: 17278 - يَا طَالبَ الطِبِّ من دَاءٍ تخوَّفَهُ ... إِنَّ الطَّبيبَ الَّذي أَبلَاهُ بالدّءِ بَعْدَهُ: هو الطّبيبُ الَّذي يُرجَا لعافيةٍ ... لَا مَن يُذيبُ لكَ التِّريَاقِ بالماءِ ابْنُ المعتزِّ فِي المعتَضِد: 17279 - يَا طَالبًا لِلمُلكِ كُن مثلهُ ... تَستَوجب المُلكَ وَإِلَّا فَلَا الوزيرُ بن جَهيرٍ التغلبيُّ: 17280 - يَا طَالبَ المَجدِ دوُنَ المَجدِ مَلحَمةٌ ... فِي طَيِّها خُطَّة بالنَّفسِ وَالمَالِ ابن شمس الخلافَةِ: 17281 - يَا طالبَ المَجدِ قُم وَاسهَر ... لتُدرِكَهُ فطَالبُ المَجُدِ لَم يقعُد وَلَم يَنَمِ أبو تَمَام: 17282 - يَا طَالبًا مَسعَاتَهُم ليَنالَها ... هَيهَاتَ مِنكَ غُبارُ ذَاكَ المَوكِبِ ¬
الرَّضي المُوسَوِيُّ: 17283 - يَا طَلحَ رَامةَ لَا سُقيتَ من شجَرٍ .. مُذمَّمِ الأَصلِ لَا ظِلٌ وَلَا ثَمرُ بقيةِ الأَبياتَ ببابِ سيّانٍ عندِي. البَيْتُ ومن باب (يا طلحٍ) قولَ بعضِ الزّبيرِيين فِي رجلٍ منْ ولد أبي بكر وطلحة رضي اللَّه عنهما يمدحه: يا طلح يابن القرنين الذين هما مع النبي أذلا كل جبان هذا بفعل الخير نافلة دون الأنام، وهذا صاحب الغار يعني بالقرنين أبا بكر الصديق وطلحة الخير بن عبيد اللَّه رضي اللَّه عنهما وثبت مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم أحد ووقاه بيده من ضربة قصد بها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فشلت فقال -صلى اللَّه عليه وسلم- أوجب طلحة وكانت تركته مائه بهارٍ فِي كل بهارٍ ثلاثة قناطير والقنطار ما به رطل وكان أخوه عظيم القدر فِي الجاهلية وكان قد أخذ أبا بكر وطلحة فِي الجاهلية فقرنهما بحبل فسميا القرنين بذلك. ومن باب (يَا عاذِلِي) قولُ آخرَ (¬1): يَا عَاذِلي جَهلًا ألَا تقْصرا ... منْ ذَا جرَّ الهوَى يصبرُ لَا تلحني إنّي شربْتُ الهَوَى ... صرفًا ومَمْزوجُ الهَوَى يُسْكِرُ أبُو نواسٍ: 17284 - يَا طِيبَ لَذَّة هَذِهِ دِنيَاكُمُ ... لَو أَنَّها بَقيَت عَلَى الإِنسَانِ قبلَهُ: ومُشَمِّرَ الأَذيَالِ فِي مَمْزُوجهُ ... منسوجًا تاجًا من الْعُقيَانِ بالجَاشريهِ ظلَّ يَشرَبُ قَهوةً ... ويصيحُ مِنْ طَرَبٍ إلى النّدْمَانِ يَا طيبَ لذَة هذه دُنيَاكُم البَيْتُ ¬
البُستِيُّ من قصيدتهِ: 17285 - يَا ظَالمًا فرحًا بالعزِّ سَاعدَهُ ... إن كُنتَ فِي سَنةٍ فَالدَّهرُ يَقظَانُ بَعْدَهُ: ما استمرّ الظلم إن أنصفت آكله ... وهل يلذّ مذاق المرء خطبانُ؟ الرَّضي المُوسَوِيُ: 17286 - يَا ظالمًا لِي بغَيرِ ذَنبٍ ... إِلَيكَ من ظُلمِكَ المَفَرُّ بَعْدَهُ: المُنْعِمُ المُفَضل المَرجَّا ... والأَبلَج الأَزْهَر الأَغَرُّ إنّي وإن لم ابح بوجدي ... أسرّ فيه الَّذي أسرّ أنت نعيمي وانتَ بؤسي ... وقد يسوء الَّذي يسرّ 17287 - يَا عَاتبًا أَسلَمَني عَتبُهُ إِلَيكَ ... حَسبي مِنكَ مَا عِندِي المُتَنَبِّيُ: 17288 - يَا عَاذِلَ العَاشِقينَ دَع فِئةً أضلَّها ... اللَّهُ كَيفَ ترشدُهَا مِقدادُ بن المَطاميرِيّ: 17289 - يَا عَاذلي إِنَّ يَومَ البَينِ ضَلَّ هَوى ... قَلبي المعَنَّى فَقُل لي أَينَ أَنشُدُهُ ابْنُ المُعتَزِّ: 17290 - يَا عَاذِلِي فِي النَّدَى لَا تَعذلنَّ ... فتًى شَابَ الفَتَى فِي طَاعة الكَرم ¬
أَبُو نواسٍ: 17291 - يَا عَاذِلِي قَد أَتتني منكَ بَادِرَةٌ ... فَإن تَغَمَّدَهَا عَفوي فَلَا تَعُدِ أبياتُ أبي نوّاسٍ: عَاجَ الشقيُّ على ربع يسائِلُه ... وعجتُ أسألُ عن خمَّارةِ البلدِ كم منَ يشتريِ خمرًا يلذُّ بها ... ومنْ باكٍ عَلَى نُؤُيي ومُنتضَدِ لَا يُرقئُ اللَّهُ عيني منْ بَكَى حجرًا ... ولَا شَفَى وجْد منْ يَصبُو إلى وَتَدِ قالُو ذَكَرتَ زِيادَ الحيّ من أسدٍ ... لَا درَّ دَرُّكَ قُل لي من بنُو أسدِ ومَنْ تميمٌ ومَنْ قيسٌ وأخوتهم ... ليسَ الأَعاريب عندَ اللَّهَ مِنْ أَحدِ دَعْ ذا فقدِكَ واشْربها مطبقة ... صفراءَ تفْرقُ بينَ الروحِ والجسدِ من كف مختصر الزنار معتدل ... بغصن بأن غنى غير ذي أودِ فاسمح وَجُد بالذي تحوي يداك لها ... لا تدخر اليوم شيئًا خوف فقدِ غدِ ومن باب (يَا) قَولُ ابْنُ عَبْدِ رَبّهِ (¬1): يَا عاقِلًا ما يَرَى إِلَّا مَحاسِنُهُ ... ولو دَرَى مَا رءاى إِلَّا مَسَاوِيِهِ انظُر إلى باطن الدُّنيا فظاهرها ... كُلُّ البَهائِم تُخري طَرْفها فِيهِ وقول البُسْتيّ من قَصيدَتِهِ (¬2): يَا عامرَ الخَرابِ مُجتَهِدًا ... باللَّه هَل لخرابِ العُمْرِ عُمْرَانُ ويَا حَريصًا على الأَمْوَالِ يجمَعها ... أنسيتَ أَنَّ سُرور المالِ أحْزانُ وقول ابن كناسة (¬3): يا عائب الناس قد أصبحت متَّهمًا ... إذ عبت منهم أمورًا أنت آتيها ¬
كمنْ كَسَى الناس من عُرْيٍ وعورته ... للناس بادية ما إِنْ يواريها ومن باب (يا عزّ) قولُ كُثيرٍ (¬1): يَا عزُّ ما جئتكُم زائرًا إِلَّا ... وجدتُ الأرْضُ تُطوى لي ولَا أثنَى قصدِيَ عنها ... بِكُم إِلَّا تَعَثَّرَت بأذْيَالِي ومن باب (يَا غائِبًا) قولُ آخرَ: يَا غائِبًا هو فِي فؤادي حاضر ... أتراكَ تَذْكُر مثلمَا أَنَا ذَاكرُ واللَّهِ لَا حَضَر الْسُّرورُ بمعجزٍ ... حَتّى أَراكَ وأنتَ فيهُ حَاضرُ 17292 - يَا عَاذِلِي مَا أَرَى فِي الجُبنِ مَنفصَةً ... إِذَا رَجَعتُ سَليمًا غَيرَ مَقتُولِ أبو عَبدُ اللَّهِ بنُ الحجَّاج: 17293 - يَا عَبِيدَ العَصَا أَسأتُم صَنيعًا ... مُذ مَلَكتُم أَعِنَّةَ الأَحرَارِ بَعْدَهُ: يَا قِصارَ الأَيْدي ديون المَواعيدِ ... لَديْكَم طويلة الأَعمَارِ يَا صِبَا ما عنَّ النَّدى ليتَ شعري ... هَل لَكُم مَوعا إلى الأفكارِ يَا كِبَار الأحوالِ قَدْ الْصَقَتكُم ... بالثرى دقَّة النُّفوسِ الصِّغَارِ ابْنُ مُنَاذرٍ: 17294 - يَا عجَبًا مِن خَالدٍ كَيف لَا ... يُخطئُ فينَا مرّةً بالصَّوَابُ بَعْدَهُ: كَانَ قضَاهُ النّاسِ فيمَا مَضى ... من رحمة اللَّه وهَذا عَذَابُ الخُبزَرُزِّي: 17295 - يَا عَذُولي إِن لَم تُعِنِّي فَدَعني ... لَا تُهَوِّن عَلَيَّ مَا لَا يَهُونُ ¬
ذوُ الأصبع العَدَوانِيُّ: 17296 - يَا عَمرُو لَو لنتَ لي ألفَيِتَني يَسرًا ... سَمحًا كَريمًا أُجازي مَن يُجازيني مَنصُورُ الفَقِيهُ: 17297 - يَا عَيشَنَا المَفقُودَ خُذ من عُمرنَا ... عَامًا وَردَّ منَ الصّبَى أَيَّاما يقول منها قَبْلهُ: ظَعَنُوا وابْقُوا فِي حَشَايَ لَبينهُم ... وَجْدًا إِذَا رَحَلَ الحَبيبُ أَقَاما للِهِ أَيّام اللِّقَاء كَأَنَّها ... كَانَتْ لِسُرعةِ مُرِّهَا أحلَامَا لَوْ دَامَ عَيشٌ رَحْمَةً لأَخِي .. هَوًى قَامَ لِي ذَاكَ السُّرورُ ورامَا يَا عَيْشَنَا المَفْقُود خُذْ مِنْ عُمْرِنَا. البَيْتُ وبَعْدَهُ: هَيْهَاتَ ليسَ براجعٍ زمنٌ مَضى ... فَليجرِ دَمْعُكَ إثرهنَّ سجاما زُهيرُ المصرِيُّ: 17298 - يَا غَافِلًا عَن نَفسِهِ ... أَخذَتكَ أَلسِنَةُ الوَرَى القَاضي ابْنُ مَعروُفٍ: 17299 - يَا غَايِبًا بمَزَارِهِ وَكِتَابِهِ ... هَل يُرتَجَى من غَيبَتيكَ إِيَابُ بَعْدَهُ: لولَا التعلّل باللِّقَاءِ تَقَطَّعَت ... نفسٌ عَليكَ شِعارُها الأوصافُ ومن بابِ (يَا) قولُ عبدِ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ (¬1): ¬
يَا قاصِد اليَد حَلَّتْ أياديها ... ونالَ منْها الردَّى قسرًا أعاديها يد النَّدى هي فارفق لَا تُرِقْ دَمَها ... فإنَّ أرزاق طلّابُ الندى فيها ومن باب (يَا) قولُ جُعَيْفِرانِ المُسوسِ وقَد قيلَ لَهُ اقصُد فُلانًا، فقالَ: ليس كَمَا نظنّهُ، فأتاهُ فلَم يَر منْهُ طايلًا فقالَ (¬1): يَا فَتًى أخلَفَ فيْهِ الْظَّـ ... ـــنُّ منْ كلّ الفُنُونِ لم يكنْ ظنيّ بِكَ الخَـ ... ـــيْرَ ولكنْ خَدَعونِي ومن باب (يَا) قولَ أبي الفَضِلُ بنَ مَنْصُورٍ الكَاتبِ (¬2): يَا مَاله الشِّعرَ قدْ نَصَحْت لَكُمْ ... وَلَسْتُ أُدهَى إِلَّا منَ النُّصحِ قد يَذهبِ الدَّهرُ بالكِرَامِ وفي ... ذَلِكَ أمور طَويلةُ الشّرْحِ وإنّمَا يُحرَمُونَ كدَّكُم ... لأنَّكُم تَكذِبُون فِي المَدْحِ وأنتمْ تَمْدَحُونَ بالْحُسْنِ ... والظرْفِ وجوهًا فِي غايَة القُبْحِ وتطلبونَ السّماحِ من رجلٍ ... قد طُبعَت نَفسُه على الشُّحِ فإن شَكَكْتُم فيما أقولُ ... لكُم فَكَذِّبُوني بواحدٍ سَمْحِ تَرَى الإلَه الَّذي مَواهِبُهُ ... تَعركُ أُذنَ الزَّمَانِ بالمِلْحِ ومن باب (يَا) قول أبي عليّ المَهرانيّ الروزنيّ الكاتبِ (¬3): يَا قَليلَ الخيرِ مَوْفور الصّلَة ... والَّذي فِي النيّة قد جَازَ الْسَّرَفْ كنْ بَخيلًا وتواضعْ وَاحْتَمل ... أو سَخِيًّا يُحتَملُ منْكَ الصَلَفْ وقالَ النَّابِغِة فِي المعنى (¬4): بالأرضِ أنَّا منهُمُ وآآنفهُم ... عندَ الكواكب ثعبانًا لَهُ عَجَبا ¬
قال كَاتبهُ عَفا اللَّهُ عَنْهُ: رَأيتُ قبرًا وَعَلَيهِ مَكتوبٌ: يَا قَبرُ أَنْتَ سَلَبتَنِي ألفا ... قُدِّمْتَهُ وتَرَكْتَنِي خلفَا يَا قبرُ لَا تطمِسْ محاسِنَهُ ... فلقَد حَوَى الآدابَ والظرفا فَذَكَرتُ ذلك الشيخَ فخرَ الدين ابن البوقي رَحمَهُ اللَّهُ. الحَسنُ محمّدٍ القَاضي: 17300 - يَا قَبرُ لَا تَظلم عَلَيهِ فَطالَما ... جَلَّى بغُرَّتِهِ دُجَى الإِظلَام الرَّضِيّ الموسَوي: 17301 - يَا قَلب صَبرًا فإنَّ الصَّبرَ مَنزِلُهُ ... بَعدَ الغُلُو إلِيها يَرجِعُ الغَالي جَميلُ بُثينةَ: 17302 - يَا قَلبُ وَيحكَ مَا سَلمَى بِذي سَلَمٍ و ... لَا الزَّمان الَّذي قَد فاتَ يُرتَجَعُ جَمال الملكِ علي بن أفلح: 17303 - يَا قَلبهُ القَاسِي وَرِقةَ خَدِّهِ ... هَلَّا نَقَلتَ إلى هُنا مِن هَاهُنا قبلَهُ: متجرِّمٌ يا منه مرُّ صدوده ... ووصالِهِ لسوايَ عذبُ المُجتَنَى بَشّارُ: 17304 - يَا قَومُ أذنِي لِبعضِ الحَيِّ عَاشِقةٌ ... والأُذُنُ تَعشَقُ قَبَل العَينِ أحْيَانا قبله: ¬
يَا نَازِحًا بَان عن عيني فأوحشَهَا ... وَبانَ عنِّي لذيذُ النَّوم مُذْبَانَا انظر تجد صبْغَتِي فِي الحُبِّ وَاحِدةً ... إِذَا تلونَ أهَلُ الحُبِّ أَلُوانَا وَمَا أَرى بعَدَك الجيران تونسُنِي ... وَلَا أَرَى بَعْدك الإِخوان إِخْوانَا يا قَومُ أُذْنِي لِبَعْضِ الحيّ عَاشِقَةٌ. البيتُ. وبَعدَهُ: قَالُوا لمن لَا تَرْى تَهوى فقلُتُ لهمُ ... الأُذنُ كالعَين توفى القلبَ مَا كَانَا 17305 - يَا قَومُ لا تَرغَبُوا فِي غُربةٍ أبَدًا ... إِنَّ الغَريبَ ذَلِيلٌ حَيثُ مَا كَانَا ابْنُ الحجَّاجِ: 17306 - يَا كبارَ الأحْوالِ قَد ألصقتكم ... بالثَّرَى دقةُ النُّفوس الصِّغَار أَبُو نواسٍ: 17307 - يَا كبيرَ الذنبِ عَفوُ ... اللَّهِ مِن ذَنبِك أكبرُ وَمن بَاب (يَا كثيرَ) قَول ابن الحجاج فِي فضوليٍّ (¬1): يَا كثيرَ الفضُوُلِ قصّرِ قَلِيْلًا ... قدَ فرشتَ الفُضُولَ عَرضا وطُولًا قَد أَخَذنا مِنَ القَبيح بحظٍ ... فَاسْكُتِ الآنَ إِن أرَدتَ جَمِيْلَا وقول زهير المصري (¬2): يَا كَثِيَر الصُّدُودِ وَالإِعْراضِ ... أَنَا رَاضٍ بِكُلّمَا أنتَ رَاضِ هَات باللَّهِ يا حَبيبي قُلْ لي ... أَينَ ذَاكَ الرِضا وذَاكَ التَّراضِيْ وَبمَن فِي الأنام يعتاضُ عمَّنْ ... ليسَ وَاللَّهِ عَنكَ بِالمُعتَاضِ إِنًّ لِي حَاجةً إِلَيكَ وَإِنّي ... فِي حياءٍ مِنْ ذِكره وانقِبَاضِ حَاجَةٌ مُذأرَدتُها أَنَا فِي التَّعـ ... ـــريْضِ عَنْها وَأنتَ فِي الإِعْراضِ ¬
أَشتَهِي أَنْ أَفُوزَ مِنكَ بوَعْدٍ ... وَدَعِ العُمرَ ينقَضِي بِالتقَاضِيْ هَذِهِ قِصَّتِي وَهَذا حَديثي ... وَلك الأمرُ فاقْضِ مَا أنتَ قَاضِ 17308 - يَا كعب مَا طَلَعت شَمسٌ ولَا غَرَبَت ... إِلَّا تُقَرِّبُ آجالًا لِميعادِ طَرَفة: 17309 - يَالكَ مِن قُبَّرةٍ بِمَعمِر ... خَلالَكِ الجَوُّ فَبيني واصْفرِي قد كُتبت ما فيهُ من الحكاية بباب خَلالك الجَوُّ مغيِّرُ: 17310 - يَا للرجَال لداءٍ لَا دَوَاءَ لَهُ ... وَقَائدٍ ذي عَمًى يقتادُ عُميانَا إبراهيم بن سَاباطٍ: 17311 - يَا لَهفَ قَلبِي عَلَى مَالٍ أفرِّقُهُ ... عَلَى المُقِلِينَ مِن أهلِ المُروءَاتِ بَعْدَهُ: إنّ اعتِذَاري إلى من جاءَ يَسْأَلني ... ما ليسَ عندي من إحدى المصيبَاتِ اسَتْشَهَد بِهِما الإِمامُ الشّافِعيّ رَحْمةُ اللَّهِ عَلَيه وَقَد قَصَدُه رَجلٌ فأَعْطاهُ مَا أَمْكَنَه وأَنْشَدَ هَذينِ البَيْتَينِ مُتَمَثِّلًا وَمُسْتَشْهِدًا بِهِما. أَبُو محمَّدٍ الخَازنِ: 17312 - يَا لَيتَ أعضَاءَ جِسمِي صِرن ألسنةً ... فَكَانَ يُثني عَلَيهِ كُلُّ أعضَائِي ابْنُ الرُّومِيِّ: 17313 - يَا لَيتَ أهلَ العَقلِ مُذ حُرِموا ... عُصِمُوا مِنَ الشَّهَواتِ والفِتَنِ ¬
بَعْدَهُ: وكأنَ أَهلَ العَقلِ مُذْ خُلقُوا ... وقفتْ قُلُوبهم عَلَى المِجَنِ أَبُو هِلالٍ العَسكَري: 17314 - يَا لَيتَ شِعرِي هَل يَستَطيع شُكرُهُمُ ... دَهرٌ مَسَاعِيكم فيهِ مَنَاقِبُهُ ومن بابِ (يَا ليتَ) قولُ محمَّد بنِ بَشيرِ الخَارِجيِّ (¬1): يا ليت شِعْري مَتَى تغيَّرَ ذُو لَجَبٍ ... جمَّ الصّواعِلِ مثلُ العَارِض الفادِي حَتَّى يسير قبيلًا قَد طَغَو وبَغُوا ... واللَّهُ للظَّالِم الْعَادي بمرُّ مَيَّاذِ بين الثَويةِ والجسْرَينِ يُقدمُها ... حمّالُ ألويَةٍ طَلّاع أنْجَادِ أَبُو العِبرِ: 17315 - يَا لَيتَ لِي مِن جِلد وَجهِكَ رُقعة ... فأقُدُّ مِنْهَا حَافِرًا للأَشْهَبِ أبو دهبلٍ الجمحي: 17316 - يَا لَيتَ مَن يَمنعُ المَعْرُوفَ حَتَّى ... يَذُوق رِجالٌّ غبَّ مَا صَنَعوا بَعْدَهُ: وليتَ رِزْقَ رجالٍ مثل نَائِلِهم ... قوتٌ كقوتِ ووسعٌ كالّذي وسَعُوا وليتَ للنّاسِ خطًّا فِي وجوههِم ... تبيّن أخلَاقهُم فيه إذا اجتمعُوا وَليتَ ذَا الفُحْشِ لَاقَى فاحِشًا أبدًا ... وَوافقَ الْحِلمُ أهلَ الحلمِ فانْدفعُوا محمَّد حمّادٍ البَصريَّ: 17317 - يَا لَيتَني مُنكرًا مَن كنتُ أعرفُه ... فَلستُ أخشَى أذى مَن لَيسَ يَعرِفُنِي ¬
السّريُّ الرَّفاء: 17318 - يَا لَيتَهُ إِذْ بَاعَ ودِّي باعَهُ فَيَمن ... يَزيدُ عَلَيهِ لَا مِن يُنقِصُ ومَن بابِ (يَا ليلةً) قَولُ آخرَ فِي قَصْرِ الليْلِ (¬1): يَا ليلةً جَمَعتْنَا بَعدَ فُرْقَتِنا ... فَبِنتُ منْ صُبْحِهَا لمَّا بَدا فَرِقَا لمَّا خَلَوتُ بآمالي بِهَا قَصرت ... وَكَادَ يُسبقَ منها فجرُ بالشفَعَا لأبي عليّ الحاتميّ منْ أبياتِهِ المَكتُوبَة ببابِ: يَا ربَّ يَوْمِ سُرورٍ خلتُه قِصْرًا. البيتُ ومن باب (يَا لَيْلَتيَّ) قولُ ابْنُ البَيَاضيّ: ويَا مُرَابِع أَطْرَابي بذي سَلَمٍ ... لَهفِي عَلَى مَا مَعنَى منْ عمْرِكِ الْخَالى مَالي أُعلِل قلبي بالوقوفِ عَلى ... مَنازلَ أقفَرت مِنْكُم وأَطْلَالِ وَلَوْ شَرِبْتُ بعُمْريَ ساعةً سَلَفتْ ... من عيشيَ معَكُم مَا كَانَ بالغالي قَد كان قلبي بكُم ماوى السُّرور ... فَمُذْ نأيتُم صَارَ مَثوَى كلّ بَلبَال الرَّضِيّ الموسَوي: 17319 - يَا لَيلةَ السَّفْحِ ألَّا عُدتِ ثَانِيةً ... سَقَّى زَمَانَك هَطَّالٌ مِنَ الدِّيمِ بَعْدَهُ: مَأمنٍ مِنَ العَيشِ لو بَعديْ بَذَلتُ ... لَهُ كرَامَ المالِ من خيلٍ ومن نعم بتنا ضجيعينِ فِي ثوبي هَوًى ... وتقى يلفّنا الشّوقُ من فرق إلى قدمِ وباتَ بارق ذاكَ الثغْرُ يوضح لي ... مواقع اللثم فِي داجٍ من القلمِ وأكتمُ الصّبحَ عنها وهي غافلة ... حتّى تكلّمَ عُصفور على علمِ فقُمتُ أنقض بردا ما تَعَلّقَهُ ... غيرُ العَفافِ وراءَ الغيبِ والكرمِ ¬
ثم إنتشينَا وقَد دابتْ ظَواهِرُنَا ... وفي بواطِننا بُعدُ مِنَ التُّهَمِ أبو هِلالٍ العَسكري: 17320 - يَا لَئِيمَ النَّجارِ فِي نَعِيمٍ ... وَدعَ البُؤس للكَّرِيمِ النِّجَارِ 17321 - يَا ماطِلِي بالدينِ وَهُو مُحَبَّبٌ ... مِن لِيَ بِدائِمٍ وَعدكَ الكَذَّابِ مثلهُ قولُ آخر (¬1): يَا كاذبًا فِي وَعدِهِ بِلِسانهِ ... مَن لي بمَسِّ لسَانكَ الكَذَّابِ ابْنُ زبادة: 17322 - يَا مَالِكًا جَلَّ قَدرًا أن نُهِّنئَهُ ... لنا الهَناءُ بِظلٍّ مِنكَ مَمدودُ بَعدُهُ، وَكَتَبَ بِهمَا إِلَى الإمام المستنجِد باللَّهِ فِي يومِ عيدٍ (¬1): الدَّهرُ أَنْتَ وَيَومُ العِيدِ مِنكَ وَمَا ... فِي العُرفِ أنَّا نُهنِّي العيدَ بالعيدِ قَالَ أَبُو حيانَ التَوحِيديُّ: رَأيتُ أَبا الفَرجَ المعَافى بن زكريا النَّهروَانِيَّ مُستَدبَر الشمس فِي جَامِع الرَّصَافَةِ فِي يَوم شاتٍ وَبهِ من أَثَرِ الضُرِّ وَالبُؤسِ وَالفَقرُ أَمرٌ عظيمٌ مَعَ غَزارةِ عِلمِهِ وَاتسّاع أدَبهِ وَمَعرفَتِه بِصُنُوفِ العُلوُم فقلتُ مَهلا أيُّها الشيخُ وَصبرًا فإنكَ بِعَين اللَّهِ وَمَرأ وَمسمَعٍ وَمَا جمَعَ اللَّه لأحدَ عزَّ المالِ وَشرَفَ العِلم وَلك بالأنبياءِ أسوةٌ وبالصّالحِينَ قدوَةٌ ومَا لابدَّ مِنهُ فِي الدُّنيا فَليسَ منهُ قالَ فأنشَدَني (¬2): يَا محنَةَ الدَّهرِ كُفِّي ... إِن لَم تَكفِّي فَخِفِّي ¬
قَد آنَ أَن تَرحَمينَا ... مِن طُولِ نَهر التَّشَفِّي ثَورٌ تَنالُ الثريّا ... وَعَالِمٌ مُتَخَفِّي ذَهَبتُ أَطلبُ بَختِي ... فقِيلَ لِي قَدُ تَوُفّي وَيُروَى هّذا الشعرُ لِعُبَيدِ اللَّهِ بن عَبُدِ اللَّهِ بن ظَاهرٍ وَقيلَ لابن الرُّومِّي: ومن باب (يَا) قولُ خَالدٍ الكَاتِبِ (¬1): يا مَانِعَ العَينِ طيبَ رَقدتها ... ومَانِحَ النَّفسِ كَثرَةَ العلَل عَلَّمنِي حُبُّكَ الوُقُوفَ عَلَى ... الضَّميرِ وَقَطعَ الأَيام بالأَمَلِ وقول أَعرابيٍّ (¬2): يَا مرحبًا إِذَا صَرفنا أوجُهَ الإبلِ ... نحو الأَحبَّةِ بالإزعاج وَالعَجَلِ نَحثَّهنَّ فما يألوُنَ من دأَبٍ ... لَكِنَّ للشوقِ حَثًّا ليسَ للإبِلِ وقول آخَر: يَا مُغرمًا بالمرُدِ جَهلًا ... لقَد أَسرَفتَ فِي حُبّهِم وَاعتَديتْ عِندَ الحِسَانِ البيِض مَا عندَهُم ... فَمِل إليهنَّ وَخُذ فَضلَ بيت وقول آخَر فِي الحِجَابِ: يَا مُغلِقًا دُونَنا بَابَهُ ... كَأَنَّمَا مَنزِلُه الكَعبَهُ مَا يَحجُبُ الإخوانَ عن دَارِ ... هِ إِلَّا الّذِي زوجَتُهُ قَحبَهُ الأخطلُ: 17323 - يَا مُرسِلَ الرّيح جَنوبًا وَصَبَا ... إِنْ غَضِبت قَيسن فَزِدهَا غَضَبَا 17324 - يَا مَعْشَرَ الغَافِلِينَ طُرًّا ... مَا أنْ تُطرَّحَ الذُّنُوب بَعْدهُ: ¬
مَا انقطعَ البِرُّ فِي البَرايَا ... إِلَّا وَقد مَاتَتِ القلوبُ ابْنُ شمسِ الخِلافةِ: 17325 - يَأملُ المَرءُ أنْ يَعِيشَ وَيَنسَى ... من طَوته السِّنون والأحْقَابُ قَبْلهُ: إنَّما هَذه الحَياةُ سَرابُ ... خُدعَت فِي ورودِهِ الألبَابُ يَأملُ المَرءُ أَن يَعيشَ .. البيتُ. وَبَعْدَهُ: رُبَّ رَاج مِنَ الزَّمانِ رجاءً ... قُطِعَت دوُنهُ بهِ الأَسبَابُ وَمتَاعُ الدُّنيا كَسمٍّ عَلَاهُ ... عَسَلٌ فَهو قَاتِل مُستَطَابُ وَعَجيبٌ أنَّا بجَورِ اللَّيالِي ... قد رَضِينا قسرًا وَهُنَّ غِضابُ أبو حيَّانَ البَصريَّ: 17326 - يَا مَلَكَ المَوتِ تَسَلَّمتهُ ... مِنَّا فَسَلِّمهُ إلى مَالكِ قبلَهُ: قَد قُلتُ لما أن قَضى نحبَهُ ... لَاردَّكَ الرّحمَنُ من هَالِكِ يَا مَلكَ المَوتِ تسلّمتهُ. البَيْتُ. 17327 - يَا مَن أحبُّ ولا أسمِّيَ باسمِهَا ... إيَّاكَ أعنِي واسْمَعِي يَا جارَه ومن بابِ (يَا مَن) قَولُ آخرَ: يَا مَن إِذَا صَدَّ عن سُوءٍ عَصَا وَأَبَى ... وَمن يُخَالِفُ أمًا برّةً وأَبَا لَسُدًى عَلَى العُمر الّذِي ذَهبَا ... وَتَعلَمن أَنَّ ذَا العَيش الّذي ذَهَبَا وتَجَدَنَّ إِذَا لَم يُغِنَ عنكَ غِنًى ... وَلم تجِد فِضةً تُجدِي ولَا ذهَبَا كَم أهلكَ المَوتُ من ذي عزَّةٍ وَسَبَا ... كَقَوِم نُوحٍ وَعَادٍ وَالألَى وَسَبَا ¬
وقول آخرَ (¬1): يَا مَن إِذَا رُمت عَنهُ الصبرَ يمنَعُني ... شوقٌ شَدِيدُ وَعُذرٌ لَيسَ يُستمَعُ مَبنى أخادعُ طَرفِي فِي تأَمُّلِهِ ... فكيف أخدُع قلبًا ليسَ يَنخَدِعُ؟ وقول المُعتَصِم باللَّهِ أَبِي يَحيى محمّد بن مَعِن بن صُمادِحَ صَاحبِ المغرِب (¬2): يَا من بجسِمي لبُعدِهِ سَقَمٌ ... مَا مِنهُ غَيرُ الدُنُوِّ يُبرينِي بينَ جُفُوني وَالنَّوم مُعتَركٌ ... تَنتصرُ عَنهُ حُرُوبُ صِفِّين إِن كَانَ صِرفُ الزَّمان أبعَدَني ... عَنكَ فَطيفُ الخَيالِ يُدنينِي وَإنّ لي فِي دنُوِكّمُ طَمعًا ... يُميتُنِي اليَأسُ وَهو يُحيِينِي عَسَى الّذي بالفِراقِ أَظمَأَنِي ... يومًا بماءِ اللِّقاءِ يُروِينِي ومن باب (يَا) قولُ آخر: يَا مَن بجَانبهِ الكَريمِ تَعلَّقَت ... دوُنَ البَرَّيَةِ كُلّ آمالِي قَد طالَ إلحاحي عَليكَ بحَاجَتِي ... وَعَلَى الكرِيمِ تحمُّلُ الأثقالِ وقول آخر: يَا مَن أَيَاديِهِ عندِي غَيرُ وَاحدةٍ ... ومَن مَوَاهبُهُ جَلَّت عِنَ العَدَد مَا نَابنِي فِي زمَانِي قطُّ نَائبة ... إلّا وجَدتكَ فيها آخِذًا بيَدِي وقول آخر عَلَى فصِّ خَاتم: يَا مَن بَدَا بِالأيَادِي ... تَفضُّلًا قَبلَ كَونِي مَا ضِقتُ ذَرعًا بأسرٍ ... إِلَّا وَجدتُكَ عَونِي وقول مَنصُور الفقِيهِ (¬3): يَا مَن تَولَّى فأَبدى ... لنَا الجَفَا وَتَبدّل ¬
أَليسَ مِنكَ سَمِعنَا ... مَن لَم يَمُت فَسيُعزلُ 17328 - يَا مَن بَدَا بِجميلٍ لَستُ أُنكِرهُ ... العودُ أحْمَدُ يَا حِلفَ النَّدى فَعُدِ أَبُو الفَتحِ البُستي: 17329 - يا مَن تَبَجَّجَ بالدُّنِيا وزُخرُفِها ... كُن مِن صُرُوفِ لَيالِيها عَلى حَذَرٍ بعده: ولا يَغُرنَّكَ عَيشٌ أنَ صَفَا وَصَفَا ... فالمَرءُ مِن غُرَر الأيَّام فِي غَررِ إِنَّ الزَّمانَ كَمَا جرَّبتَ خِلقَتَهُ ... مُقسَّمُ الأَمرِ بين الصّفوِ والكَدرِ كَم قَد أَغارَ قوَىَ جَبلٍ لغَادره ... لَمَّا أَغَارَ عَليِه وَاهِيَ المِرَرِ 17330 - يَا مَن تَخَصَّص وَحدهُ ... مَولَايَ تَلزمُكَ الغَرَامَه 17331 - يَا مَن تَصِحُّ العُلَى بِصُحبَتِهِ ... ألبَسَكَ اللَّهُ صِحة الأبد بَعْدَهُ: لَو صَحَّ نُقلُ السّقَام مِن أَحد ... نَقلتُ مَا تَشتَكِي إلي جَسَدِي ومن باب (يا) قول الخبزرزّي (¬1): وَمِن حَفظتُ لَهُ العُهُودَ وضَيَّعَا ... ماذَا يضرُّكَ لَو رَعيتَ لمن رَعَا أَخيانةً ومَلَالةً وتجنُّبًا ... لَو كَان قلبِي صَخْرةً لتَصَدَعَا وَمن باب (يَا) قَول مَنُصُورٍ الخَزرَجيِّ (¬2): يَا من تَخلَّقَ حَتَّى صَار مُرتفِعًا ... مِنَ السّماءِ إِلَى أَعلى مَراقِيهَا لَا تأمنَنَّ انحطاطًا وارعَ حُرمتَنَا ... وانظر إلى الأرض واذكر كوننا فيها ¬
وقول آخرَ (¬1): يَا من جَفَا فِي القُربِ ثم نَأى ... يشكُو جوًى بالكُتبِ وَالرُّسُلِ مَهُلًا فإنّكَ فِي فعالكَ ذا ... مِثلَ الذِي قَد قيلَ فِي مثَلِ تَركَ الزِّيارةَ وَهي مُمكِنةُ ... وأتَاكَ من مصرٍ على جَمَلِ وقول آخرٍ (¬2): يَا مَن شَكَا عَبثًا إلينَا شوقَهُ ... فعلَ المَشُوقَ وليسَ بالمنساقِ لو كُنتَ مُشتَاقًا إِليَّ تريدُني ... مَا طِبتَ نفسًا لسَاعةً بفِراقِ وحَفظتنِي حفظَ الخَليِلِ خَلِيلهُ ... وَوَفيتَ لِي بالعهدِ وَالميثَاقِ ومن باب (يَا) قول أَبِي الفتحِ البُستِي (¬3): يَا مَن غَدا طالبًا بينَ الأَيام أخًا ... ثبتَ الموَّدةِ لا يبغي بهِ بَدَلُ عَرّج عَليَّ فَمَا فِي رَونَقي رَنَقُ ... لمن أُصافي ولا فِي خُلِّتي خَلَلُ ومن باب (يَا) قولُ منصوُر الفقيهِ (¬4): يَا مَن يخَافُ أَن يَكُونَ ... أمَا يخاف سَرمَدَا وأما سِمعَتِ قولهم ... إن مَعَ سوم عَدَا وقول آخَر فِي المُتعَةِ (¬5): يَا من يَرَى المُتعةَ فِي دِينهِ ... حلًا وإِن كَانت بلَا مَهرِ مِن هَاهُنَا خسَّت مَواليدُكُم ... فاغتَنِموهَا يَا بنِي البُظرِ قالَ محمَّد بنَ مَنصور: كُنَّا مَعَ المأمُونِ فِي طريق الشام فأمر فَنوُدي بِتَحلْيلِ ¬
المُتعَةِ فَدَخَلتُ عَليْهِ بكرةً وهَوُ يَستاك ويَقولُ وَهو مُغتاظٌ: مُتعتَانِ كَانَتا عَلَى عَهد رسول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَعَهدِ أَبِي بكرٍ وَأَنا أَنهَى عَنهُمَا، مَنْ أنتَ يَا أَحْولُ حَتى تنهَى عمَّا فَعلَهُ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَبُو بَكرٍ؟ فقلُت: رَجُلٌ يقُولُ فِي عُمَرَ بن الخطاب مَا يَقُول كيف أُكلّمِهُ، فَأَمسَكْتُ. وَجاءَ يَحيى بنَ أَكثم فَجلسَ فَقال لَهُ المأمُونُ: مَا لَي أَرَاك مُتغيرًا؟ قَالَ: يَا أَميرَ المؤمنينَ هو غَمُّ لمَا حَدثَ فِي الإِسلَام مِنْ تَحليْلِ الزِّنَا! قَالَ: الزِّنَا؟ قَالَ: نعمَ المُتعة زنًا، قَالَ مَنْ أَين قلتَ هَذَا؟ قالَ: من كتاب اللَّهَ وَسُنَّة رسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قَالَ اللَّهُ تَعالَى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} إلى قوله: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 1 - 7] يَا أَميرَ المُؤمنين زوَجَةُ المُتعَةِ مُلكُ يَمينِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهِيَ الزَّوجَةُ الَّتي عَنَى اللَّهُ تَرِثُ وتُورثُ وتُلحقُ الوَلدَ وَلَها شَرايُطِهَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فقد صَارَ مُتَجاوِزُ هَذَينِ فَهَو مِنَ العَادِينَ. وَهَذا الزُّهرِيُّ يَا أَمير المؤمِنْينَ يروْى عَن عَبْدِ اللَّهِ وَالحَسَنِ بن محمد بن الحنفية عن أبيهما محمد عن أبيه علي بن أَبِي طَالب رَضي اللَّه عنه: أمَرَنِي رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِأن أُنَادِي بِالنَّهِي عَنِ المُتعَةِ وَتحرِيمِهَا بَعدَ أَنْ كَانَ أَمرَ بِهَا، قَالَ محمد بن منصور: فالتَفتَ إلينا المأمون فَقالَ: محفوظ هذا من حَدْيثِ الزُّهرِيّ، قلَنا: نعَمْ يَا أَمير المؤمنين، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُم مَالِكٌ، فَقَالَ: أسْتَغفرُ اللَّهَ نَادوا بتَحريْمِ المُتعَةِ فنادَوُا بِهَا. قَالَ الصُّوْليُّ: فَسمعتُ إبراهيم بن إسْحاقَ وَقَد ذُكِرَ يحيى بن أَكثم فعظم أمره وقال: كان له يوم فِي الإسْلام لم يَكُن لأحدٍ مثلهُ وذَكَر ذلك اليوم. إبراهيم الغَزِّي: 17332 - يَا مَن رَأى بالفَضلِ فَخرِي بَاذِخًا ... لَولَا عَمّكَ رَأيتَ فَخرُ الفَضْلِ بِي ¬
17333 - يَا مَن رَمَانِي بِشيءٍ لَستُ أعرِفُهُ ... مَاذا حَدَاكَ عَلَى قَذفِي بِبُهتانِ العبَّاسُ بن الأحنفِ: 17334 - يَا مَن رَمَى قَلبِي فأقصِدُهُ ... أنتَ العَلِيمُ بمَوقِع السَّهمِ 17335 - يَا مَن سَلَا عَن حَبِيبٍ كَانَ يَألَفهُ ... كَم بَعد مَوتكَ أيَضًا عَنكَ مِنْ سَالِ بَعْدهُ: كأنَّ كُلَّ نَعِيم أنتَ ذائقهُ ... مِن لذَّةَ العَيشِ يَحكي لمعة الآلِ لَا تلعبنَّ بكَ الدُّنيا وَأنتَ تَرى ... مَا شئتَ من عبير فيها وَأمثَالِ 17336 - يَا مَن شَكرتُ صَنِيعهُ ... زِد بِي مَزِيدَ الشَّاكِرِ قَبْلهُ: ذِكرُ الحَبيبِ بخَاطِري ... هوُ مُؤنِسي وَمُسَامِري غرسَ الهَوى شجرَ المُنَى ... فجنَاهُ سِرُّ ضَمَائري وَشَممتُ رَيحانَ الرِّضا ... مِن عَالمٍ بِسرائري يَا مَن شَكرتُ صَنِيعهُ ... زِدنِي مَزِيدَ الشاكِر 17337 - يَا مَن عَلَيهِ اتِّكَالِي وَهُو مُعتَمَدِي ... إذا تَوَسَّلَ أقوامٌ بِأقوامِ مَروانُ بن أبي حَفصةَ: 17338 - يَا مَن عَوَايدهُ الإحسانُ مُبتَدِءًا ... لا غَرو أنْ عُدتَ بالإحسانِ لِي فَعُدِ بعدهُ: لَا حَقَّ لي فبيتُ الحَقِّ يشفعُ لي ... لَكن جُودَكَ مَوثوقٌ بهِ فَجِدِ ¬
يحسن أن يكتبا على فصّ الخاتم أو ما ناسبه. ابن اللبانة: 17339 - يَا مَن قَضَى اللَّهُ أَنَّ الأرضَ يَملِكُهَا ... عَجِّلْ فَفِي كُلِّ قُطرٍ أنتَ مُنتَظِرُ ابنُ العلَّافَ يرثي الهرَّ: 17340 - يَا مَن لَذيذُ الفِراخِ أوقَعَهُ ... وَيحَكَ هَلَّا قَنَعتَ بالغُدَدِ مُسلَّم بن الوليدِ: 17341 - يَا مَن يُجيرُ عَلَى الزَّمَانِ وَصَرفِهِ ... مَنْ ذَا سِواكَ عَلَى الزَّمانِ يجيرُ يقول مِنَها يمدُح يَزيدَ بنَ منصور خَالَ المهدي باللَّهِ: مَلِكٌ إِذَا استَعصَمت منه بخلهِ ... خَضعَت لدَيكَ حَوادثٌ ودُهُورُ لَا تبلغُ الدُّنيا قَليلَ عَطائِهِ ... وَقلِيلهُا عِندَ الكِرامُ كَثِيرُ مُتعَصِّبٌ بالتاجِ عدَّتُه إذا ... مَا حَاربَ الأقِدامُ والتشمِيرُ كَاللّيثِ يَبدو حِينَ يَبدُ وخَلفهُ ... وَأمَامهُ التعظِيمُ والتَّوقِيرُ المؤمِلَ بن أميلٍ: 17342 - يَا مَن يُرِيدُ مِنَ القيانِ صيانةً ... ظُنَّ لِعَمرِكَ بالقيانِ كَذُوبُ بِعدهِ، وَكَتَبَ بَها إلى المَلكِ الكَامِلِ: حَلَّفتَ قَينَكَ إذا عُلّقتَها ... أَن لَا يُلمَّ بقلِبهَا مَحبوبُ وَظَننتَ أَنَّ يمينهَا لكَ برَّةٌ ... هَيهَاتَ تلك بنَانها مخضوُبُ ابُن الرُّومِيِّ: ¬
17343 - يَا مَن يُعادِي السَّماءَ أن رُفِعَت ... كُل خَيرَهَا تَحتَها ودعَ نَكَدك 17344 - يَا مَن يُعَلِلَّ نَفسَهُ بِرجَائِهِ ... مَا بالتَّعَلُلِ تُدرَك الآمَالُ أَبُو العتَاهية: 17345 - يَا مَن يَعِيبُ وَعَيبهُ مُتَشَعبٌ ... كَم فِيكَ مِن عَيبٍ وأنتَ تَعيبُ عليِّ بن الجَهمِ: 17346 - يَا مَن يُوقِعُ لَا فِي قِصَّتِي أبَدًا ... مَاذا يَضُّرُكَ لَو وَقعتَ لِي نِعَمَا بَعْدَهُ: وَقّعِ نعَم ثُم لَا تَنو الوَفَاءَ بهَا ... إِن كُنتَ من قَولها بِاللَّفظِ مُحتَشِمَا أَوْ لا فَوقِّع عَسى كَيمَا تُقلّلنِي ... فإِنّ قَولكَ لَا يُبكي العُيونَ دَمَا وَقالَ أَبُو الفَضْلِ أحمَد بن سليم بن وهبِ بن سَعيدٍ الكَاتِبُ (¬1): قُل لي نَعم مرّةً إِنِّي أُسَرُّ بها ... وَإن عَدانِي مَا أَرجوُهُ مِن نعَمِ فَقَد تَعوّدتَ لَا حتّى كَأنَّكَ ... لَا تَعُدُّ قَولكَ لَا إلا مِن الكَرَمِ قال الأصمعي دخل أَعرابيٌ على خَالدِ بن عَبدِ اللَّهِ القَسرِيّ فقَال مدَحتُك بِبَيتَينِ وَلَستُ أُنشِدُهَما إلا بَعشرَة آلافِ درهم وخادم قَال فأنشأ يقول (¬2): ألزَمتَ نعَم حَتَّى كَأنَّكَ لم تَكُن ... سَمعتَ منَ الأشياءِ شيئًا سِوَى نَعَم وَأنكَرت لا حتَّى كأنَّك لم تكُن ... سَمعتَ بِهَا فِي سَالِف الدّهرِ والأُمَم فأمَرَ لَهُ بعَشرة آلاف درهمٍ وَغلامٍ يحملُهما لَهُ فأخَذَهَا وَانصَرفَ. ¬
وَمن بابِ (يَا) قَولُ آخرَ (¬1): يَا مُنزلَ القَطرِ بَعدَمَا قنَطُوا ... ويَا وَليَّ النعماءِ وَالمنَنِ يَكونُ مَا شِئتَ أَن يَكُونَ ... ومَا قدّرتَ أن لا يكُونَ لَم يَكُنِ وقول أبي الفتح البُستِي (¬2): يَا مُنفقَ العُمِر فِي لغوٍ وفي عَبَث ... أشفق عَلى زَمنٍ إن مرَّ لم يَعُدِ وَجُد بَما مَلكَت كفَّاكَ من نَشبٍ ... تَسُد وَتَسعَد وَبالأيّام لَا تَجُدِ وقول أبي الفتح أيضًا (¬3): يَا من يُسامي العُلى عفوًا بلَا تَعَبٍ ... هيهَاتَ نَيلُ العُلَى عفوًا بلَا تَعَبِ عَليكَ بِالجدِّ إِنِّي لَم أَجد أحدًا ... حَوَى نَصيبَ العُلى من غيرِ مَا نَصَبِ وقول بعضهِم وَقَد أَمَرَ لَهُ الخِليفَةُ بِصِلَةٍ فأبطأ بها الوزيرُ: يَا مَن يُشيرُ إليهِ النَّاسُ من كَرَمٍ ... مِثلُ الهلال تجلّى ليلَةَ العِيدِ جُدْ لي بإطلَاقِ مَا جَادَ الإمَامُ بهِ ... فالجودُ جسمٌ مَاتَ الروحُ فِي الجودِ ومن باب (يَا مَن) قولُ محمّد عبدُ اللَّهِ بن القَاسمِ العَلوِيّ: يَا مَن يؤمِّلِ دُنيا غَيرَ بَاقيَةٍ ... والمَوت فِي كلِّ لحظٍ مِنهُ ينعَاها فَمَا تمنّيكَ دُنيا لا بقاءَ لها ... ولَشى كُلُ أَماني النفسِ تُعطَاها مَهلًا فإنّكَ منقُولُ وَمُرتَحلٌ ... بالكُرْهِ عَنها فدعها لا تمنّاهَا أَينَ الَّذي قَد حَوَى مِنْهَا رِعايتَها ... ونالَ فَوقَ مُنَاهُ ثم خَلّاهَا فَاعمل لأخُراكَ يا مَغروُرُ تحُط بِمَا ... قدّمتَ من حَسنَاتٍ سَوف تلقاهَا وقول أَبِي الفَتحِ البُستِيّ (¬4): ¬
يَا مَن يؤمِّلُ من دنياهُ عَافِيةً ... بَعدت مَا أَنت في دارِ المُعافاةِ دُنياكَ ثغرُ فَكُنَ منها عَلَى حَذَر ... فالثغر مأوى مَخَافاتٍ وَآفَاتِ ومن باب (يَا) مَن قَول الميكَالِيّ (¬1): يَا مَن يُضيِّعُ عُمرهُ مُتَمَاديًا ... فِي اللَّهوِ أَمسِك وَاعلَم بأنّكَ لَا محَالةَ ... ذاهبٌ كَذَهابِ أَمسِك وقول أَبِي الفَتحِ البُستِيّ (¬2): يَا مَن يشاورُ في الأمُور تَهمُّهُ ... نُصحَاءَهُ نصَحَ الزَّمانُ فاسمعَا قبر المنازل هناك فإنهُ ... نعم المؤدب والمشير لمن وَعَى 17347 - يَا مَوعِدَ الوَعدِ لَيسَ يُنجِزُهُ ... أفٍّ لِمَن لَا يَفِي بِمَا وَعَدا الرَّضي الموسَوي: 17348 - يَا مُوعِدِي بدُبابِ مِخلَبِهِ ... إِنَّ البَعُوضَ أذاتُهُ القَرصُ العُتبِي: 17349 - يَا مُولِي الإحسَانِ والمِنن ... إن لَم يمُن لِمقَاصِدي فَمَنِ بَعْدَهُ: مَا خِلْتُ أنّي بَعدَ مَعرفتي ... إيّاكَ أشكو حَادثَ الزَّمنِ 17350 - يَا مَيِّتًا فِي كُلِّ يَومٍ بَعضهُ سَدِّ ... د فَيوشِكُ أن نَموتَ جَمِيعا ¬
17351 - يَا نَازِحًا شَطَّ المَزارُ به ... شَوقِي إليكَ يَجلُّ عَن وَصفي بَعْدَهُ: أَغفِى لكَي ألقاك فِي حُلمِي ... وَمَن العَجائِب عَاشِقٌ يُغفِى الخَالدِّي: 17352 - يَا نَازِحًا نَزَحت دَمعِي قَطِيعتُهُ ... لِي مِن الدَّمعِ مَا أبكي عَليكَ بهِ ومن باب (يَا نفسُ) قَولُ عَبدُ اللَّهِ الخازنِ: يَا نَفسُ يَا نَفسُ تقي ... باللَّهِ رَبًّا وَاتقِي لا تَحسبِي أنَّكِ إِن لَم ... تَتعَبِي لَن تُرزقي وَاقتَصدِي وَاقصرِي ... فمَا أقلَّ مَا بَقِي الوزيرُ المُهلَّبي: 17353 - يَا نفسُ صَبرًا وإلَّا فاهلَكِي جَزَعًا ... إِنَّ الزَّمان عَلَى مَا تَكرهِين بُني بَعْدَهُ: لَا يختَبى نعمًا سرتكِ صُحبَتُها ... إِلَّا مَفَاتيحَ أبوابٍ إِلَى الحَزَنِ 17354 - يَا نفسُ كُفِّي عَنِ العصيَانِ واغتَنِمِي ... خَيرًا كأنَكِ والأيَّام لَم تَكنِ 17355 - يَا نفسُ وَيحكِ تُوبِي واعمَلِي حَسَنًا ... يَلقَاك ربُّكَ يَومَ البَعث بالحَسَنِ جَحدرٌ اللِّصُ: 17356 - يَا نفسُ لَا تَجزَعِي إنِّي إلى أجلٍ ... وكُلُّ نَفسٍ إلى يَومٍ ومِقدَارِ ¬
حَمزةَ بنُ أسدٍ: 17357 - يَا نَفسُ لَا تَجزَعِي مِن شِدَّةٍ عَظُمَت ... وأبشِري مِن إله الخَلقِ بالفَرَجِ بَعْدَهُ: كَم شِدَّةٍ عَرضَت ثم انجلت وَمَضتُ ... من بعد تَأثيرها في المَالِ والمُهَج هَو العَميدُ الرئيس أَبُو يَعلى حَمزَةُ بنُ أَسَدِ بن علِي محمّدٍ الدِّمَشقي، وفاته بِدِمشق في رَبيعُ الأول سَنةَ 444. 17358 - يَا واثِقًا بِزَمَانِهِ ... أخَطَرَ تَقَلُّبُهُ بِبَالِكَ ومن باب (يَا) قولُ آخر (¬1): يَا وَاثقًا من عُمرِه بشَبيبةٍ ... عَلِقت يدَاكَ بأَضعَفِ الأسبَابِ ضيَّعتَ مَا يُجدِي عَليكَ بقاؤهُ ... وَحَفظتَ مَا هُو مُوذنٌ بذهَابِ المَالُ تضبُط في يَديك حسابَهُ ... وَالعُمر تنفِقهُ بغَيرِ حسابِ وقول آخر (¬2): يَا وَيح هَذِي الأَرض مَا تَصنَعُ ... لِكُلِّ خَلقٍ فَوقَها مَصرَعُ تَزوَّد عنهم حَتَّى إِذَا ما انتهوا ... عَادَت لَهم خَصُدُ مَا تَزرَعُ ومن باب (يَا) قولُ آخرَ (¬3): يَا نَازِلينَ حِمَى وَإن بَعُدُوا ... وَمنصِفِينَ وَإِنْ صَدُّوا وَإن جَارُوا مَا في فؤادِي سواكم فاعطفُوا ... وَصِلُوا وَمَالكم فيهِ إِلَّا حُبكُم جَارُ ¬
وقول محَمُود الوّراقِ (¬1): يَا ناظرًا يَرنُو بعَينيَ رَاقِدِ ... ومشَاهِدًا للأَمرِ غَيرَ مُشَاهَدِ مَنتك نفسمُكَ ضَلّةً وَأَبحتَهَا ... طُرقَ الرجاءِ وَهُنَّ غَيرُ تَواصِدِ تَصلُ الذُّنُوبَ إلى الذُّنُوبِ وَتَرتجي ... دَرَكَ الجِنانِ بِهَا وَفوزَ العَابِدِ وَنسِيتَ أن اللَّهَ أَخرَجَ آدَمًا مِنـ ... ـــهَا إلى الدُّنيا بذَنبٍ واحِدِ وقالَ بَعضُ المتحيِّزينَ (¬2): يَا نَاظِرًا فِي الدِّين مَا الأمرُ .. لا قدر صَحَّ وَلَا جَبرُ مَا صحَّ عِندِي من جَميع الَّذي ... نَذكُرُ إلا المَوتُ وَالقَبرُ ومن باب (يَا) قولُ ابن الطُوبيِّ المصريِّ (¬3): يَا لائمي فِي انتِزَاحِي ... عَنِ الوَرى وَانقِطَاعي لَا أَستَطِيعُ عَلَى أَنُ ... أَكَوُنَ بينَ الأفَاعي ومن باب (يَا) قَولُ ابْنُ الهبارِيّةِ (¬4): [من السريع] يَا وَاسِطينَ اسمعوا أنّي ... بهجوكم دون الورى مولعٌ ما فيكم كلكم واحدٌ ... يعطي ولا واحدٌ يمنعُ جاريةُ أحمد بن يُوسفَ (¬5): 17359 - يَا وَاعِظَ النَّاسِ غَيرَ مُتَّعظٍ ... ثَوبَكَ طَهِّر أولا فلَا تَلُمِ حدَّثَ أَبُو جَعَفر الأُطروُشُ قَالَ عَتَبَ أَحمدُ يُوسُفَ الكاتبُ عَلَى جَارِيتهِ فأنشأت تقوُلُ: ¬
وَعَاملٍ بالفجوُرِ يَأمُرُ بِالبرِّ ... كَهَادٍ يَخوضُ في الظُلَمِ أو كخطيب شَفّهُ سقمٌ ... وهو يداوي من ذلك السقم يَا وَاعظَ النَّاسِ غَيرَ متّعظٍ. البيت. 17360 - يَا ويحَ أهلِي أبلى بينَ أظهرِهم ... عَلَى الفِراشِ ولَا يَدرونَ مَا دائي محمَّد بن يزيدَ المهلَّبي: 17361 - يَأوي مِنَ المَجدِ إلى غَيضَةٍ ... طَابَ ثَراهَا وَنَمى العُودُ بَعْدَهُ: يَحسُدُهُ الأَدنى وَكُلُّ امرئ ... سَمَا لمَجدٍ فَهو مَحسُودُ ومن باب (يَا) قَول أبي الأسودَ الدُؤلي يَرثي أمير المؤمنينَ عَلي بن أبي طَالبٍ عَليهِ السَّلَامُ (¬1): يَا مَن بمقتَلهِ زَهَى الدّهرُ ... قَد كَانَ مِنكَ وَمنهُم أَمرُ زعَمُوا قُتلتَ وَعندَهمُ عُذرُ ... كَذبوُا وَقَبرِكَ مَا لَهُم عذرُ يَا قَبرَ سَيّدِنَا المُجِنّ سَمَاحَةً ... صَلَّى عَليك اللَّهُ يَا قَبرُ مَا ضرَّ قبرًا أنتَ سَاكِنهُ ... أن لا يَمرَّ بَأرضِهِ القَطرُ فَليَعدِلنَّ سَماحُ كَفِّكَ قَطرَهُ ... وَليورِقنَّ بقربك الصَّخرُ وإذا رقَدتَ فأَنت مُنتَبِهٌ ... وَإِذَا انتبهتَ فوجهُكَ البَدرُ وَإذا غَضِبتَ تَصدَّعَت فَرقًا ... منكَ الجبَالُ وَخَافكَ الذُعرُ يَا سَاكِنَ القبرِ السَلَامُ عَلى ... من حَالَ دوُنَ لقائِهِ القَبرُ يَا هَاجري إِذ جئت زائِر ... مَا كَانَ من عَاداتِكَ الهَجرُ وَاللَّهِ لَو بِكَ لَم أدعَ أحدًا ... إلا قَتلتُ لفَاتنِي الوِترُ ¬
قال كاتبه عفى اللَّه عنه: قوله: يا ساكن القبر السلام على. . . البيت. كان هذين البيتين تضمين لأنهما يرويان لنديم كان لأبي زبيد الطائي، فلما أخبر بموت أبي زبيد وقف على قبره فقال البيتان. ومن باب (يُباشِرُ) قَولُ رَجُلٍ بَني مَازِنٍ (¬1): يُبَاشرُ فِي الحَربِ المَنَايَا ولَا يَرَى ... لمن لم يُباشِرها مِن المَوتِ مَهرَبَا أخُو غَمراتٍ مَا يُروِّع جَاشُهُ ... إِذَا المَوتُ بالموتِ ارتدَى تعصُّبَا 17362 - يَبدُو فَيعربُ أوَّلٌ عَن آخرٍ مِنهُ ... وَيُخبِرُ شاهِرٌ عَن غَايبِ الأبيورديُّ: 17363 - يَبدوُ لِي البَرقُ أحيَانًا وبِي ظَمأٌ ... فَلَا أبَالي بِصوب العَارِضِ الهَطِلِ ابْنُ الرُّوميّ: 17364 - يُبدِي البَشَاشَةَ حِينَ تُبصِرهُ ... ولَهُ إليِكَ عَقَارِبٌ تَسرِي أَبُو العتَاهيَةِ: 17365 - يُبشِّرُنِي الهِلالُ بِهدمِ عُمرِي ... وأفرِجُ كُلَّمَا هَلَّ الهِلَالُ 17366 - بَبقى الكِتابُ وَيَبلى جِسمُ كَاتِبهُ ... كم قَد بَلَى فِي الثَّرى مِن جِسمِ خطَّاطِ كاتِبهُ عفا اللَّه عنهُ: 17367 - يَبقَى الكِتابُ ويَفنَى الكَاتِبونَ لَهُ ... وفَاعِلُ الخَيرِ يَلقَى الخَبرَ مَسرُورا ¬
الخَوارِزمي: 17368 - يَبقىَ ويَفنَى النَّاسُ مِن شؤمِهِ ... قُومُوا انظُرُوا كَيفَ بُخُوتُ اللِّئام بَعْدَهُ: ثم تَراهُ سَالمًا آمنًا ... يَا مَلكَ المَوتِ إِلَى كَم تَنَام عَنترُ بن لبيدٍ العُدويُّ: 17369 - يَبكِي الغَريبُ عَليهِ ليسَ يَعرِفُهُ ... وذوُ قَرابَتِهِ فِي الحيِّ مَسرُورُ 17370 - يَبكِي عَليهِ ولا يَبكي عَلى أحدٍ ... ليخبرنَ عنهُ كبدًا مِن الإبل علي بنُ نصرٍ يَرثي: 17371 - يَبكِيكَ للمجدِ أقلامٌ مُهَذَّبةٌ و ... الأمرُ والنَّهي والدِّيوانُ والعَمَلُ الطَبرَّخَزميُّ: 17372 - يَبكِي مِنَ المَلكِ أَبُو طَيِّبٍ ... دَمعٌ لَعَمرِي غَيرُ مَرحُومِ بَعْدَهُ: وَيَشتَكي مَا يَشتَهي غَيرُهُ ... شِكَايَةَ الخَيرِ من الشُوم وهبٌ الهَمدانِيٌّ: 17373 - يَبلغُ السَّهرُ مِنكَ فِي أسفلِ النَّـ ... ـــزعِ مَدًى لَا ينالُ بالإغراقِ 17374 - يَبني الرجال وغَيرُهُ يَبني القُرَى ... شتَّانَ بينَ مُزارعٍ ورِجَالِ بَعْدَهُ: ¬
قَلقٌ بمَثرة مَالِهِ وَسِلاحِـ ... ـــهِ حَتَّى يُفرقَهُ عَلَى الأَبطَال كَانَ المأمُونُ إِذَا رأى المعتصَم يتمثلُ بهِمَا كَثيرًا. 17375 - يَبنِي وَيَهدمُ ما يُشيدهُ ... فَكَأنهُ مُنتخرٌ يَفسُو 17376 - يَبيتُ قَريرَ العَينِ مَن أنتَ حَربُهُ ... ويَشقَى بِكَ الأدنَى أخٌ وَخَليلٌ 17377 - يَبيتُ يُراعِي النَّجمَ من سوءِ حَالِهِ ... ويصبحُ يُلفى ضَاحِكًا مُتَبسِّمًا 17378 - يَبيعُ قَليلَ مَا يَفَنَى وَشيكًا ... بِمَا يَبقَى إلى يومِ المَعَادِ 17379 - يَبيعُ ويَشتَرِي لَهُم سِواهُم ... ولَكِن فِي الطِّعانِ همُ التُّجارُ إِذَا مَا كُنت جَارَ بَني عَليّ ... فَأنتَ لأكرَم الثقلَينِ جَارُ إِذَا مَالَت عَماءِمهُم بَنوهَا ... عَلَى كَرَمٍ وَإن سفَروا أنارُوا وإِن رَكِبُو تَحطّمتِ العَوَالِي ... وَإِن جَادوُا تبجَّستِ البِحارُ يَبيع وَيشتَري لهمُ سِوَاهُمُ. البيتُ. 17380 - يَتَبادَرونَ المَوتَ يَنهضُ خَلفُهُم ... زحفٌ كَركن العَارِض المُتَهلِّلِ بعدَهُ يَصِفُ أَبطالًا وَكثرةُ الجيشِ: مثعنجر كالطّودِ يدَفعُ بَعضهُ ... بعضًا كَدفاع الآتِي المُرسَلِ يَمشُونَ فِي خَلقِ الحَديدِ إِلى الوَغا ... مَشْيَ الجمال المضعَبَاتِ البزّلِ القائلُونَ إِذَا لقَوا أقرانهُم ... إِنَّ المنَايَا قَصرُ من لم يُقتَلِ البُحتُريُّ: 17381 - يَتَجَنبُ الهَفَواتِ فِي خلواتِهِ ... عفُّ السَّريرةَ غَيبُهُ كَالمَشهَدِ وَمن بَابِ (يَتخَطَّى) قَولُ البُحتُرِيِّ (¬1): [من الخفيف] ¬
يتخطَّى الرّدَى فَيملأ صُدورَ السَّيفِ ... من جَانب الخميسِ الكَثيفِ حَيثُ لَا يَهتَدِي الجَنانُ إِلَى الفَرِّ ... وَحيثُ النُّفوسُ نُصبُ الحُتُوفِ ومن باب (يَتلُو) قولُ أبي تمامٍ مدحًا (¬1): يَتلُو رِضَاهُ الغِنَى بأَجمَعِهِ ... وتجدرُ الحَادِثات من غَضبِه ومن باب (يتيهُ) قَول آخرَ هجوًا: يَتِيهُ عَلينَا بإيوانِهِ ... وَلَيسَ لإيوَانِهِ بَاريَهُ قَالَ أَبُو عَليٍّ: العَوامُّ يقُولونَ بارّيَة وَهُو خَطَأ وَالصَّوابُ بَارِيٌّ وَبُورِيٌّ، قالَ الراجزُ: كَالخُصِّ إِذ جَلَّلهُ البَارِيُّ وَهَو بالفَارسِية: بورِيَاءُ، فأعرِبَ عَلى مَا أنبأتكَ بهِ. المُتنَّبي: 17382 - يَتَدَاوى مِن كَثرةِ المَالِ بالإقلَالِ ... جُودًا كَأَنَّ ماله حَرَامُ 17383 - يَتَعَاطَى كُلَّ شَيءٍ ... وَهُو لَا يَعرِفُ شَيَّا المُتنبي يصفُ السِّيوفَ: 17384 - يَتعثَّرنَ فِي الرُؤوسِ كَمَا ... مرَّ بتاآتِ نُطقِهِ التَّمتامُ أعرابيٌّ: 17385 - يَتَقارَضونَ إذا التَقَوا فِي مَوقفٍ ... نَظَرا يُزيلُ مَواقِعَ الأقدَامِ ¬
يقول همُ يُحدُّونَ النَظَر إِلى أعدائهم حَتَّى يَكَادَ العَدُوُّ يَسقُط من حِدَّةِ نَظَرِهِم إليهِ أخذَهُ من قَولِ اللَّهِ تَعالى {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ}. المُتنبِي: 17386 - يَتكَسَّب القَصب الضَّعيفُ بِخطِّهِ ... شَرفًا عَلَى صُمّ الرِّماحِ ومَفخَرا قبلَهُ: بأبي وَأمِّي نَاطقٌ في لَفظِهِ ثمَنٌ ... تُباعُ بهِ النُّفُوسُ وَتُشتَرى يَتكسَّبُ القصَبُ الضّعِيفُ بكَفِّهِ. البيت. بَكر بنُ النَّطاحِ: 17387 - يتلَقى النَّدَى بِوجهٍ حَييٍّ ... وصُدُورِ القَنَا بِوجهٍ وَقَاحِ 17388 - يُثنَى عَليهِ عُفاتُهُ بِفَضِلةٍ يُثنى ... عَليهِ بضَعفِها سُلطانُهُ 17389 - يَجدُ الصَّديقَ إذا دَنَا ... ربِحَ النَّدالةَ مِن ثيابِهِ وقالَ آخر: يكادُ من لومُهِ يُعدي مَن تَسَمَّى باسمِهِ أو جلس إلى جنبه، وكان جحظة أخذ من هذا المعنى. 17390 - يَجدُّ النأي ذُكركَ فِي فُؤادِي ... إذا ذَهِلت عَلى النأيِ القُلوب 17391 - يَجدُّ تَكرارَ الحَديثِ لَذاذَتِي ... فَذِكركَ عِندِي والحديثُ جَديد ¬
ابْنُ الروميِّ يَهجو: 17392 - يَجدُّونَ ثَوابًا ومَا يرتَضونَهَا ... أعراضًا رِمامًا بَوالِيَا 17393 - يجشِّمُكَ الزَّمانُ هَوًى وشَوقًا ... وَقَد يُؤذي مِن المَقةِ الحَبيبُ المُتنبيّ: 17394 - يَجنِي الغَني للِّئام لَو عَقَلوا ... مَا لَيسَ جني عَلَيهم العَدم يُقَالُ في المَثَلِ السَائِرِ أَحشُّكَ وتَروثنُي ويُروَى أحثُّك وتَروثني أَرادَ تَرُوثُ عَليَّ فحذَفَ الحرفَ وَأَوصَل الفعلَ يُضرَبُ لَمن يُكَافئُ عَلَى الإِحسَانِ بالإساءَة وَيُرُوَى أَنَّ عيسَى بن مَريمَ عَليهِ السَلَامُ عَلَفَ حمَارًا وأنَّهُ رمَحَهُ فقَالَ أعطينَاهُ مَا أشبهَنَا وَأعَطَانا مَا أَشبَهَهُ. أَبُو فِراسٍ بنُ حمَدان: 17395 - يَجنِي عَلَيَّ وأحنو دَائمًا أبدًا ... لَا شيءَ أحسَنَ مِن حَانٍ عَلى جانِ أَبُو مسلمٍ: 17396 - يَجوُبُ ضِبَابَ مَعَانِي الكَلَام ... بِحَذوِ الصَّوابِ لَدَى المَجمعِ 17397 - جذو الفَتَى فِيهِ عُيُوبٌ كَثِيرةٌ ... فَيُعفَى لَهُ عَن ذِكرها ويَسودُ بَعْدَهُ: وَلَو كَانَ فيه كُلُّ خَصلَة سُؤدَدٍ ... وَكَانَ مخيلًا لَم يقل هو سَيّدُ عليُّ نصرٍ السَّالِمي: 17398 - يَجُودُ بالطُّوُلِ كُلَّمَا بَخِلَت ... بالطُّولِ لَيلى وإنْ جادَت بِه بَخلَا ¬
قَبْلهُ: ليلي وَلَيلى لفي نومي اختلافهما ... بالطُولِ يَا طُوبى لَو أعقلا يجود بالطول ليلي كلما بخلت البيتُ. ابْنُ الرُّومِيِّ يَهجو: 17399 - يَجُودُ بِعَرضِهِ للشَتمِ عَفوًا ... وَيبخلُ بالقُلامةِ والخِلالَه بَعْدهُ: وَللأَوغَاد أَموالٌ تَراهَا ... مَصونَاتٍ بأَعراضٍ مذَالَهُ 17400 - يَجورُ فِي الحُكمِ عَلى عَبدِهِ ... كَأَنَّهُ فِي جورِهِ يُوجَرُ 17401 - يُجِيدُ تَمزيِقَ عِرضي ... عَلَى سَبيلِ المُزاحِ وَمن بابِ يُحاذرُ قَولُ مُضرّسِ بن رَبُعيٍّ (¬1): كأنَّ عَلَى ذي الحبَّ عينًا بَصِيرةً ... بمنطِقةِ أو منظر هُوَ نَاظِرُه يُحاذرُ حَتَّى يحسب النَّاسَ كُلَّهُم ... مِنَ الخَوفِ ولَا تَخفى عَليهمِ سَرَائرُه كُثِّيرُ عزَّة: 17402 - يحاذِرنَ مِنِّي غَيرةً قَد عَرفنَهَا ... قَدِيمًا فَمَا يَضحكَنَّ إِلَّا تَبسُّما قَبْلهُ: لِعزَّةَ أطلالُ أَبَت أَن تَكَلَّما ... تَهيجُ مَغانيهَا الفؤادَ المتَيَّمَا يقول منها: ¬
وَكُنتُ إِذَا مَا جئتُ أَجلَلنَ مَجلِسي ... وَأطرقْنَ منّي هَيبةً لَا تَجهُّمَا يُحاذِرنَ منّي غيرةً قَد عَرفنَها. البَيْتُ. المُتنبِي: 17403 - يُحَاذِرُنِي حَتفِي كأنِّي حَتفهُ ... وَتَنظُرنُي الأفعَى فَيقتُلُها سُمِّي يقول قَبلَهُ منها: جَفَتني كَأنّي لَستُ اَنطقَ قَومهَا ... وَأَطعتهُم وَالشهبُ في صُورَة الدُّهم يُحاذِرني حَتفِي كَأنّي حتفُهُ. البَيْتُ، وبَعْدَهُ: طِوالُ الرُدينيّاتِ يَقصفُهَا دَمي ... وَبيضُ السريجيّاتِ يَقطعُهَا لحمِي بَرتنِي السُّرَى بَري المُدَى فرَددنَنِي ... أَخفَّ عَلى المركُوبِ من نَفسي جرمي وَابصَرَ من زَرقاءَ جَوٍّ لأنَّني ... إِذَا نَظرت عيناي شَاؤُوهُما علمِي كَأنِّي دَحَوتُ الأرض من خِبرتي بهَا ... كأني بنى الاسكَندَرُ السدَّ من عَزمي وَمِن بابِ (يُحبُّ) قَولُ ابنِ القَطَّاعِ (¬1): يُحبُّ بَنُو آدمٍ رَبّهم ... وَلَكِنَّهُم بَعدُ يَعصونَهُ وَإبليسُ قَد أشربُوا بغضَه ... وهمُ بَعد ذَاكَ يُطيعُونَهُ قَال وَهبُ بنُ منِبّهٍ، قَالَ إبليِسُ لَعنهُ اللَّهُ: يا رَبِّ إِنَّ عِبادَكَ يحُبُّونَكَ وَيَعصونَكَ ويَبغضُوني وَيطيعُوني فأُجيبَ إِنِّي قَد غَفرَتُ لَهم مَا عَصَونِي بِمَا أَحبُّونِي وَعَفوتُ عَنهم مَا أَطاعُوكَ بِمَا ابغَضُوكَ ودَعَا بَعضهُم فَقال إِلهي ظَلمتُ نَفسي وَظَلَمنِيَ إبليِسُ فأَنا ظَالمٌ وَمظلومُ فَهب ظُلمِى لتظلُّمِي وَهب مَعصِيَتي لَمعذرَتي. وقالَ آخرُ: قَد أَصبَحَ ينافِر نعم اللَّهِ تَعالى مَا لا يحصيهِ مَعَ كَثرة مَا نَعصِيهِ فلَا ندرِي أيُّهما نشكرُ أَجَميلَ مَا نشَرَ أم قبيحَ مَا سَتَرَ. ¬
وَسئِل الحسن بن عَلِيّ بن أبي طالب عَليهما السَّلَامُ عَنِ المَحَّبةِ فقَالَ هيَ بَذلُ المجهُود في الطّاعة وَالحَبيبُ يَفعَلُ مَا يشاءُ. وقَالَ أَبُو عَبدِ اللَّه القرشي: المَحبَّةُ أَن تهَبَ كُلّكَ لمن أحببتَ فَلَا تبقي منكَ لك شيءٌ. 17404 - يُحبُّ الخَمرَ مِن كِيس النَّدَامَى ... ويَكرهُ أن تُفارِقُهُ الفُلُوسُ 17405 - يُحبّ الغُلامَ إذا ما التَحَى ... وَهَذا دَليلٌ عَلَى أَنَّهُ عبدُ اللَّهِ بن الزَّبيرِ الأسديُّ: 17406 - يُحبّ الفَتَى المَال الكَثيرَ وإنَّمَا ... لِنفسِ الفَتَى مِمَّا يَجوُدُ نَصيبُ 17407 - يُحبُّ الفَتَى طُولَ البقَاءِ وإنَّهُ ... عَلَى ثِقةٍ إِنَّ البَقاءُ فَنَاءُ بَعْدَهُ: زِيَارتُه فِي الجِسمِ نَقصُ حَيَاتِـ ... ــهِ وَلَيسَ عَلَى نقصِ الحيَاةِ نَمَاءُ إِذَا مَا طَوى يومًا طَوى اليَوم بَعضهُ ... وَيطويِه إِن جُنَّ المساءُ مَسَاءُ يقالُ: طَوَى اليَومَ أَي أَمضاهُ وَجَنَّ المَساءُ سَتَر كُلَّ شيءٍ بِظُلمَتِهِ 17408 - يُحبُّ الفَتَى طُولَ الحَيَاةِ وطُولهَا ... إذا طَالَت مِن المَوتِ أبغضُ ابْنُ هرمةَ: 17409 - يُحبُّ المَديحَ أَبُو خَالدٍ ... وَيَفرَقُ مِن صلةِ المادِحِ بَعْدَهُ: كَبكرٍ تَشهَّى لذيذَ النِّكَاحِ ... وَتَفرق مِن صولَةِ النَّاكِحِ ¬
ويروى: كَبِكرٍ تَشَهى نكَاحَ الرِّجالِ ... وَتَرهَبُ من سَطوة النَّاكِح وقالَ آخرُ فِي مَعنَاهُ (¬1): فأنتَ وَالمَدحَ كَالعذراءِ يُعجبُهَا ... مسُّ الرّجَالِ وَيثنِي قَلبَها الفَرَقُ تُبدِي لذَاكَ سُرورًا وَهي مُشفقَةٌ ... كَمَا يَهابُ مَسيسَ الحيَّةِ الفَرِقُ 17410 - يُحبُّ ويُدنَا مَتى يَقلّ خِلافَهُ ... ولَيسَ بِمحبُوبٍ حَبيبٌ مُخالِفُ وَمن بابِ (يحتَاجُ) قول آخرِ وَقَد مُطِلَ وَعَدهُ (¬1): يَحتَاج مَن يرتَجى نوالكَمُ ... إلى ثلَاثٍ بغيرِ تَكذِيبِ كنوز قَارُونَ أَن تَكُونَ لَهُ ... وعُمرُ نُوحٍ وَصَبر أيّوبِ قالَ بَعضهم: رأيتُ سَبلخٍ مَكتوبًا بَاب نَو بَهار قالَ بَيُورَ أسفُ: أبوابُ الملوكِ يحتاجُ إلى ثلاثةٍ عَقلٍ وَصَبرٍ ومَالٍ، وتحتَهُ مكَتوبٌ: كَذَبَ عدوُّ اللَّهِ من كان لَه وَاحِدهُ منهَا لَم يَقرَب بَابَ سُلطانٍ. ومن باب (يَحُجوّنَ) قَولُ ابن عُنَين (¬2): يَحجُوّنَ بالمالِ الّذي يجمَعُونَهُ ... حَرامًا إلى البيت العتيق المحُرَّمِ ويزعُم كُلٌّ منهُم أَن وزرَهُ ... يحطّ وَلَكِن معهمُ في جهَنَّم 17411 - يُحدِّثُنا عَمَّا يَكونُ مُنجِّمُ ... ولَم يدرِ إِلَّا اللَّهُ ما هُوَ كَائِنُ الرِّضي الموسَويّ: ¬
17412 - يُحرِّكني مَن ماتَ لِي سكُونه ... وتَجديد زُهدِي أن أرىَ المرءَ بالِيَا المُتنبي: 17413 - يُحرِّمهُ لَمعُ الأسنَّةِ حَولَهُ ... فَليسَ لظمآنٍ إليهِ وُصُولُ أحمّد بن أبي فَنَنٍ: 17414 - يُحرِمُ الحَازمُ المُجدُّ ... وقَد يُرزقُ قَومٌ وإنَّهمُ للِئَامُ 17415 - يُحرَمُ اللَّيث صَيدَهُ وَهوَ مِنهُ ... بينَ حدِّ الأنيابِ والأظفارِ 17416 - يَحسِبُوني إذا تحرَّكتُ حَيَّارًا ... رُبَّما طارَ طائِرٌ مَذبُوحُ البُحتُريُّ: 17417 - يَحسِّنُ مِن مَديِحِي فيكَ إنّي ... مَتَى أعدُد عُلَاكَ أجدَ مَقَالَا 17418 - يَحسنُ النَّحوُ فِي الخَطاتةِ والشِـ ... ــعر وفِي لفظِ آيةٍ مِن كتابِ بَعْدهُ: فإِذَا مَا تَجاوزَ النحوُ هَذَا ... شيءٌ عَنِ المَسَامِع نَابِي 17419 - يَحلُبُ غَيري وأكونُ الَّذي ... يَرضى مِن العَنزِ بِقرنينِ ومَن بابِ (يَحلّ) قَولُ الرَّاضي ابن المعَتمدِ علَى اللَّهِ صَاحِبِ المَغرِبِ (¬1): يَحُلُّ زَمانُ الحرِّ ما هُوَ رَاقِدُ ... وَيَسهَرُ في إهِلَاكِهِ وَهو رَاقِدُ وَيغرَى بِأَهلِ الفَضْلِ حَتَّى كأنهُم ... حُنَاة ذُنُوبٍ هَو للكُلِّ حَاقِدُ ¬
وَمَا قُلتُ هَذَا كَي تَرانَي أني منهُم ... لئن كُنتُ ذَا فإنّي نَاقِدُ سُهَادِيَ أتعابٌ وَنوميَ رَاحَة ... فياليتَ جَنبي ضَاجَعَتهُ المَرَاقِدُ يقول منها: يُسَهَّدُ مَبنيٌّ وَيُقفرُ عَامِرٌ ... وَيصفِرُ مَملوء ويَخمَدُ وَاقِدُ وتَفترقُ الآلافُ مِن بَعدِ صحبَةٍ ... وَكَم شاهدَت ممَّا ذكَرتُ الفَراقِدُ 17420 - يُحمْحِمُ للشَّعيرِ إذا رآهُ ... ويَعبسُ أن رأى فأسَ اللَّجامِ مَعنُ بن زائدة: 17421 - يَحنُّ إلى الأُلَّافِ قَلبِي ... وإنَّهُ إذا شَاءَ ألافُهُ لَصَبُورُ أبيات مَعنِ بن زَائدةَ: يَحنُّ إلى الألّافِ قلبِي. البيتَ. وبَعده: أبِيتُ أناجي الهمّ حَتَّى كأننِّي ... بأيدِي عُدَاةٍ ثائرينَ أسيرُ وَأرعَي نجوُمَ الليلِ حَتَّى كأَنَّما ... يُشِيرُ إليها بالبَنَانِ مُشِيرُ لَعل الّذي لَا يَجمعُ الشَّملَ غَيرُهُ ... يُديِرُ رَحَى شِعبِ الهوَى فَيدُورُ فَتسكُن أشجَانٌ وَنلقَى أحبَّةً ... ويورقُ غصنٌ للسُّرورِ نَضيِرُ 17422 - يَحنُّ إلى جاراتِهِ عِندَ شَبعِهِ ... وَجَارَاتُهُ غَرثى تَحِنُّ إلى الخُبزِ يُقالُ هَذَا أَفْحَشٌ مَا ورَدَ فِي الهِجَاءِ وَمن باب (يَحوِي) قَول مُصطَفَى الدَّولَةِ أَبي الفتيَانِ مُحمَّد بِن سُلطَانُ بن حَيّوسٍ (¬1): يَحوي النّباهَة مَن تَقدَّمَ فَضلُهُ ... لا مَن تقدَّمَ عَصرهُ وأوَانُهُ ¬
هَل ضرَّ أحمَدَ وَالمُعَلَّى سَهمُهُ ... إِذ كَانَ بَعَدَ الأنبياءِ زمَانُهُ عُيينة بن مرداسٍ: 17423 - يَحيَى بِهم لُؤمُ الوَرَى مَا عُمِّرُوا ... وإذا هُمُ مَاتَوا يَموتُ اللُؤَمُ قبلَهُ يَهجُو: حُلماءُ وَالحَربُ العَوانُ سَفِيهَةٌ ... سُفهَاءُ عِندَ الضَّيفِ وَهو حَليمُ يحيَى بهم لؤمُ مَا عُمِّروا. البيتُ. أعرابيٌّ: 17424 - يُحيِّي النَّاسُ كُلَّ غَنيِّ قَومٍ ... وَيَبخلُ بالسَّلامِ عَلى الفَقيرِ بَعْدَهُ: وَيُوسعَ للغنيِّ إذا رأوه ... ويُحيَّا بالتَّحِيَّةِ كَالأَمِيرِ 17425 - يُخادِعُ ريبَ الدَّهرِ عَن نفسِهِ الفَتَى ... سَفاَهًا وَريبُ الدَّهرِ لابدَّ خادِعُه بَعْدهُ: وَيَطمَعُ فِي سَوفٍ وَيَهلِكُ دُونَها ... وَكَم من حَريصٍ أهلكَته مَطامعُه وَكل أخي دُنيا بهَا مُتَمسِّكٌ ... سَتُفَكُّ عما فِي يَديهِ أَصَابعه أَبُو العتَاهيةَ: 17426 - يَخافُ عَلَى نَفسِهِ مَنْ يَتوبُ ... فَكيفَ تُرى حَال مَن لا يَتوبُ قَبْلهُ: أَلسنَا نَرى شهَواتِ النُّفُوسِ ... تَفنَى وتَبقى عَلينَا الذُّنُوبُ ¬
يَخافُ عَلَى نَفسِهِ مَن تَنُوبُ. البيتُ. 17427 - يخافُ عليَّ المَشَرفيَّ ومُدتِي ... إلى أجلٍ لَو يعلَمونَ قَريبُ قِيلَ: كَانَ هَذَا البيتُ مَكتوبًا عَلَى رُمحِ مُلَاعِبِ الأَسِنَّة. النَّابغة الجَعدِي: 17428 - يُخبِّرُكُم أنهُ ناصِحٌ ... وفِي نُصحِهِ ذَنبُ العَقرَبِ التهاميُّ: [من الطويل] 17429 - يُخبِرنَا عَن وُجودِهِ بشِرُ وَجهِهِ ... وَقبلَ طُلوعِ الفَجرِ تأتي بشائِرُه 17430 - يَختالُ ذُو المَالِ الكثيرِ لِعزِّهِ ... ومن العَجائِب مُفلسٌ مُختالُ الفَرَزدق: 17431 - يَختَلِفُ النَّاس مَا لَم يَجتَمع لَهمُ ... ولَا خِلافَ إذا ما استجمَعت مُضرُ قوله منها: أَمَّا الملوُكُ فإنَّا لَا نَلين لَهُم ... حَتَّى يلينَ لضرس المَاضِغ الحَجرُ ومن بابِ (يَخرَس) قَولُ البُحترِيِّ يصفُ جَيشًا (¬1): يَخرَسُ الدارعُونَ فيهَا فَمَا ... يُسمَعُ إِلَّا كَلامُ الحَديدِ هَذَا من البحتُرِيّ عَلَى سَبيل المَجازِ لأنَّ حقيقَة الكلَام وَحدهُ أفَادَهُ المُستَمِع وَالحَدِيدُ إنّما يَكُون له صَوتٌ وَجلبةٌ لَا كلَامُ وَمن باب يَخرجنَ قول الأسعَرِ الجُعفِّي يَصِفُ الفَوارسَ وَالخيلَ (¬2): وَلقد علمتُ على تجنّبني الرّدَى ... أَنَّ الحصونَ الخيلَ لا القُرى ¬
إِنّي وَجدتُ الخَيلَ عزًّا ظاهِرًا ... تجني منَ الغُمَّى ويكشفن الدُجَى وَيتبين بالثغرِ المَخوف طليعةً ... وَيتبين للصُعلوكِ جمَّةَ ذي الغِنَى يَخرُجن من خَلَلِ العَجاج عَوابسًا ... كأصابع المقَرورِ أُقعِي فاصطَلَى يقول هذهِ الخَيلُ علَيها الرّجال تخرجُ من خلالِ العَجاج فِي الحَرب متسَاوِية لا يتقدّمُ بَعضُها عَلى بَعضٍ صفًا ثم شبههَا بأصابعِ الكَفِّ إِذَا بسَطَها في الشتاءِ المَقرُورُ وهوَ الذي مَسَّهُ البردُ ليَصطَليَ عَلَى النَّارِ وَأَقعَى إذا جَلَسَ عَلى رِجلَيهِ وَلم تُصِب إلتَياهُ الأرضَ عندَ النار في البرد لِلاصطِلاءِ وهذا مِن غَريبِ تشبيهاتِ العَرَبِ. وَيقالُ في المَثَلِ هُمْ كأسنَانِ المشطِ وَكَأَصابع الكَفِ في الاستواءِ يُضَربُ للمُتَكَافئينَ فِي الاستواءِ فَهوُ يقولُ الخَيلُ هَي الحصُون ويعني بالخَيلِ الخيلَ وفَوارِسَهَا وَهِي العِزُّ الظاهرُ وهي تنحرف الغُمَّى والغُمَّى الأمورُ الضّيقَةُ وَهي تَكشِف ما أظلم من لَيلِ المشكلَات وحَوادِثِ الزَّمانِ وَهي التي تحفظ الثغورَ وَهيَ تغني الصُعلُوكَ ثم وَصَفَها فشبّهَهَا عند الخرُوج من خَللِ غبار الحرب وَعجاجهِ بمَا شبهّها وهو من أحسن التشبيهات. ابن الطوبي الصِّقلي الكاتب: 17432 - يَخُصُّ البَعيدَ بإحسانِهِ ... وذوُ القُربِ مِن سيبهِ مُخفِقُ بَعْدهُ: كَمِثل العيونِ تَرى مَا نأَى ... وَلَيست تَرَى مَا بهَا يلصَقُ وهَذا أيضًا من غريبِ التشبيهِ. إبراهيم الغزِّي: 17433 - يَخطبُونَ العُلى وَينأونَ عَنها ... والقَوافِي تجرُّهُم بالحِبَالِ المُتنبِي: ¬
17434 - يُخفي العَدَاوةَ وهِي غيرُ خَفيِّةٍ ... نَظَرُ العَدوِّ بِمَا أسرَّ يبَوحِ يقول منها مدحًا: هَذَا الَّذي خَلَتِ القرونُ وَذِكرُ ... هُ وَحَديثُه فِي كُتبها مَشروُحُ لَو فُرّقَ الكَرَمُ المُفرّقُ مَالَهُ ... في الناسِ لَم يَكُ في الزّمانِ شحيحُ يقول منها حمدًا: وَذَكيُّ رائحة الرّياضِ كَلَامُهَا ... تَبغي الثناءَ عَلَى الحَيَا فَتنوُحُ جُهد المُقِلِ فَكيفَ بِابنِ كَريمةٍ ... تُوليهٍ خيرًا وَاللسَانُ فَصيحُ الصَنوبَري: 17435 - يَخلعُ فِيكَ العِذارَ قَومٌ ... فَكيفَ من مَا لَهُ عِذارُ قَبْلهُ: يَا شمسُ يا بَدرُ يَا نَهارُ ... أنتَ لَنا جَنَّةٌ وَنَارُ تَجنّبُ فِيكَ العِذَارَ قومُ البيتَ وَبَعْدَهُ: وَصلٌ وَمن بَعدهِ صدُودٌ ... كالخَمرِ بَعدهَا خُمَّارُ بشَّارٌ: 17436 - يَخونُكَ ذوُ القُربَى مرارًا ورُبَّمَا ... وَفى لَكَ عِندَ العَهدِ مَن لا تُناسِبه الهَزيمي: 17437 - يَخونُكَ في المَودَّةَ مَن تُواخي ... ومَا لَكَ لَا يَخونُكَ فِي الوِدادِ بَعْدَهُ: ¬
أخوكَ عَلَى المعَاشِ مُعينُ صدِقٍ ... وَنالكَ للمعَاشَ وَللمعَادِ عبيدُ اللَّهِ بن الحرِّ: 17438 - يُخوِّفُنِي بالقَتلِ قَومِي وإنَّما ... أموتُ إذا جاءَ الكِتَابُ المؤجَّلُ بَعْدهُ: لعلَّ القنَا تدُني بأَطرافها الغِنى ... فَنحيَى كرامًا أَو نموتَ فَنُقتَلُ وإِنَّكَ إِلَّا تَركَبِ الهَولَ لَا تنل ... منَ المَال مَا يَكفي الصَّديق وَتفُضُلُ إِذَا القرنُ لَاقَاني ومَل حَيَاتَهُ ... فَلستُ أبالي أيُّنا مَاتَ أوّلُ البُحتُري: 17439 - يُخوِفُنِي مِن سوءٍ رأيكَ مَعشرٌ ... ولا خوفَ إِلَّا أن تجوُرَ وتَظلُما أَبُو الشَّيصِ: 17440 - يَخيبُ الفَتَى مِن حيثُ يُرزقُ غَيرهُ ... ويُعطَى الفَتَى مِن حيثُ يُحرَمُ صَاحِبُه مثِلهُ قَولُ المُتَنبي (¬1): وَيختَلفُ الرّزقَانِ وَالسَّعي وَاحدٌ ... إِلَى أن تَرى إِحسَانَ هَذَا لذَا ذَنبَا أَبُو فِراسٍ بن حَمدان: 17441 - يُدافِعُ ضن أحسَابكُم بِلسانِهِ ... وَيَرِبُّ عَنكُم بالحُسامِ المُهنَّدِ اللَّجلاجُ: 17442 - يَداكَ هُمَا أوكَتَا زِقَّهُ ... وفُوكَ هُوَ النَافِخُ المُلهِبُ ¬
قَبلُه من أَبيات: وَقُلنا عَفَا اللَّهُ عمَّا مَضى ... هَلُمَّ نَتُوبُ ولَا نذنبُ فإِن نَحنُ عُدنا إلى مثلهَا ... فلَا أعتَبَ اللَّهُ مَن يُعتبُ يَدَاكَ هُمَا أَوكَتا زقَّهُ. البيتُ. يُريدُ قَولهَمُ في المَثَلِ: يَدَاكَ أَوكَتا وَفوكَ نَفَخَ يُضرَبُ فيمَن يَكُونُ هُو الّذي جَنَى الذنبَ على نَفسِهِ ثم يَشكو مِنهُ. البَاذانيُّ: 17443 - يَدَاكَ يدٌ تَطولُ إلى المخازِي ... وعَن طَلَب العُلَى خُلِقَت قَصِيرَه وَمن باب (يَدٌ) قَولُ أَبِي الفيَّاضِ سَعيد بن أحمدَ الطَّبَرِيِّ فِي الصّاحِبِ بن عبّادٍ (¬1): يَدٌ تراهَا أَبَدًا فَوقَ ... يَدٍ وتَحتَ فَوقَ مَا خُلِقَت إِذ خُلِقَت ... إِلَّا لسَيفٍ وَقَلَم ومن باب (يَدّعِي) قَولُ حمّاد عجرَد يهجو (¬2): يَدَّعِي العِلم بالنّجُوم كَمَا ... قَد يدّعي مثلَ ذاك في كلِّ أَمرِ وَهوَ في ذاك ليسَ يَدرِي ... ولَا يَدرِي منَ النَّوك أنَّهُ ليس يَدري 17444 - يَدُ المَعروفِ غُنمٌ حَيثُ كَانتُ ... تَحمَّلَها كفُورٌ أو شَكورُ قَولُ القائل: يَدُ المَعرُوفِ غُنم حَيثُ كَانت. البيتُ وبَعْدَهُ: فِفي شكرِ الشَكورِ لَها جَزاءُ ... وعَندَ اللَّهِ مَا كَفَر الكَفُورُ ¬
وقَالَ الأميرُ أَبُو فرِاس بن حَمدان (¬1): وَمَا نعمةٌ مَكفُورَةٌ أن صَنعتُها ... إلى غمرذي شكرٍ بمَانِعتِي أُخرى تَأولِي جَميلًا مَا حييتُ فإنّني ... إذا لم أُفَد شَكرًا أفدت بهِ أجرًا ابْنُ ميَّادةَ: 17445 - يَداهُ يدٌ تَنهلُ بالخَيرِ والنَّدى ... وأُخرى شَديدٌ بالأعَادِي ضَريرُهَا بَعْدهُ: وَنارَاهُ نَارٌ تجلبُ الضَّعيفَ للقرى ... وَأُخرى يُصيب المُجرمين سَعيرُهَا الوزيرُ المُهلبيُّ: 17446 - يُدبِّرُهُ مَلِكٌ قَاهِرٌ بِهضـ ... ــمِ القَويِّ وَجبرِ الضَّعيفِ محمَّد بن شبلٍ: 17447 - يُدرِكُ المَوتُ كُلَّ حَيٍّ وَلَو ... أخفتهُ عَنهُ فِي حِضنها الجَوزاءُ سوَّار بنُ المضرِّبِ: 17448 - يَدعون سِوارًا إذا احمرَّ القَنَا ... ولِكلِّ يَوم كَريهةٍ سَوَّارُ قَبْلهُ: أجَنُوبُ إِنَّكِ لو رأيتِ فَوارسي ... بالسيفِ حينَ تُبادِرُ الأشرارُ سَعَةَ الطّرِيق مخافةً أن يَوسرو ... وَالخَيلُ تتَبعَهم وَهم فرَّارُ يَدعُونَ سوّارًا إِذَا احمَّر القَنا. البَيْتُ. وهُو المثَلُ ¬
أَبُو هِلالِ العَسكريُّ: 17449 - يَدفَعُ أسبابَ الأذى عَن نَفسِهِ ... ورُبمَّا جرَّ الأذى دفعُ الأذى البُحتُريُّ: 17450 - يَدُكَ عِندِي قَد أبرَّ ضياؤُهَا ... عَلَى الشَّمس حَتى كاد يَخبُو سِراجُهَا المُتنبِي: 17451 - يَدُكَ بِمعنًى واحِدٍ كُلُّ فَاخِرٍ ... وقَد جَمَعَ الرَّحمن فيكَ المفَاخِرا ومن باب (يدل) قول آخرَ يَهجُو (¬1): يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَاتب ... سَوَادٌ بِأَظفَارِهِ رَاتِبُ فإِن كَانَ هَذَا دَليلًا لَنا ... فإسكَافُنَا كاتبٌ حَاسِبُ ومن باب (يَدِي) قَول آخرَ (¬2): يَدي حَرَجَتنِي أَخطأتُ أَو تعمَّدتُ ... فهَل إلي من صَبر عَلَى ذاك من بُدٌّ وَلَو غيرَ جلدِي رَابني لجذَذَتُهُ ... وَكُنتُ بهِ طَبًا ولكِنَّهُ جلدِي 17452 - يَدُلُّ عَلَى قَبيحَ الفِعلِ مِنكُم ... وأصلكُمُ وُجُوهَكمُ القِباحُ 17453 - يَدلُّ عَلَى مَعروُفهُ حُسنُ وَجههِ وَ ... مَا زَالَ حسنُ الوَجهِ إحدى الشَواهِدِ قَالَ كَاتبهُ عَفَا اللَّهُ عَنهُ: المَشهُورُ في ذَمّ العَبيدِ وَالمَوالِي وَذِكِر أحوالهم قَولُ الزّبرِقَانِ بن بَدرٍ (¬1): ¬
وَمن المَوالِي مَولَيانِ ... فمِنهُمَا مُعطي الجَزِيلِ وبَاذِلُ النَّصرِ ومنَ المَوالِي ضَبّ جذلةٍ ... لحزِ المرُؤَةِ ظَاهِرِ الغمرِ يَجنِي عَلَيك بمَا استَطَاع ... ولا يعُطِيكَ عندَ غنًى ولَا فَقرِ وَإذا حَباكَ اللَّهُ أَرغَمهُ ... دعَا لِتُصبح غيرَ ذِي وَفرِ وقَالَ رَجلٌ من بَني تَمِيمٍ (¬1): وَمَولًى كَمولَى الزّبرُقانِ دَمَلتهُ ... كَمَا دُملت سَاقٌ بها من كَسرُ تَرَى الشرَّ قَد أَفنَى دوابرَ وَجهِهِ ... كَضبِّ الكُدَى فنى بَراثِنَهُ الحَفرُ تَراهُ كأنّ اللَّهَ يَجدَعُ أنفهُ ... وأذنَيهِ أن مولَاهُ ثابَ لَهُ وَفر قَالَ الصُوليُّ: دخَلتُ عَلَى أميرِ المؤمنين المتّقي بَعَدَمَا قَتَلَ بَنُو حَمدانَ محمَّد بنَ راتق فسألني عن نهشِل بنَ حَرس فأنشدتُه (¬2): ومَولًى عَصَانِي وَاستبَدّ برأيهِ ... كَمَا لم يُطَع باليقين قَصِيرُ فلَّما رأى ما غِبُّ أَمرِى وَأمرِه ... وناءَت بأعجازِ الأمُورِ صدُورُ تَمنى نَييشًا أَن يَكُونَ أَطَاعَنِي ... وَقَد حَدَثت بَعدَ الأمُور أمورُ قَولُه: نييشًا أَي بَعدَمَا فَاتَ الأمرُ يقَال فِعلَ ذلك نييشًا قالَ اللَّهُ تَعالى {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} [سورة سبأ: 52]. وقالَ الشاعُرِ (¬3): وَإنَّكَ يا قَطِينُ وَلَستَ منهمُ ... لأَلأَمُ مَالكٍ عَقبًا وَريشا تناءَت منكُم عُدُسُ بنُ زيدٍ ... فَلم تعرفكمُ إِلَّا نئيشَا أي: بعدهُ أنْ فات الأمر. ¬
17454 - يُدنَى الأَراكُ فيُمسِي وَهو مُلتَثِمٌ ... ثغرُ الفَتَاةِ ويُلقَى العُوذُ في اللهبِ قبلَهُ: لَا غَروَ إن كَان من دوني يَفوُزُ بكُم ... وَأَنثني عنكُم بالويلِ وَالحَربِ يُدنَى الأراكُ. البَيْتُ. 17455 - يَدي ألفَتَ بَذلَ النَّوالِ فَلَو ... نَبت عَن الجُود يَومًا قُلتُ مَا هَذهِ يَدي 17456 - يُديرُ لِحاظًا حَشوُهَا عَائرُ القَذَى ... فَيُفصِحُ عَن بُغضٍ بِغيرِ مَقالِ قبلَهُ: ومَولى يُناسِيني الضّغائِن بينَنَا ... وَمَا خَطَر النِّسيَانُ منه بِبَالِ يُدِيرُ لحَاظًا حَشوُهَا عَابِرُ القَذَى. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: وكَررتُ عَليهِ الحلم حَتّى قَتلتُهُ ... بيضِ أَيادٍ لا بزُرقِ نِصَالِ 17457 - يُذَكّرُني حَاميمَ والرُمحُ شَاجرٌ ... فَهلَّا تَلا حَاميمَ قَبلَ التقدُّمِ قَبْلهُ: وَأَشعَثَ قوّامٍ بآياتِ رَبِّه قَليلٍ ... فيما تَرى العَينُ مُسلمِ هَتَكتُ بصَدر الرِّمحِ حضنَي قَميصِهِ ... فخرَّ صريعًا لليَدينِ ولِلفَمِ عَلَى غَيرِ شيءٍ غيرَ أَن ليسَ تابعًا ... عَليًا وَمن لَا يتبع الحقَّ يَندَمِ يُذَكّرُنِي حَامِيمَ وَالرُمحُ شاجرٌ. البيتُ. يقالُ في المِثل: التقدّمُ قبلَ التقدُّم، يُضرَبُ في الحث عَلَى النَّجاةِ بالنّفِس قَبلَ لقاءِ مَا لا قوام لهَا بهِ. ابْنُ المولى: ¬
17458 - يُذكّرُني مَقَامِي في ذُراكُم ... مَقَامِي أمسِ في ظلِّ الشَبابِ يقول منها: تُبارُونَ الرِّياح إِذَا تَبارت ... وَتمتثلونَ أَفعَال السَّحابِ 17459 - يُذكّرنيهم كُلَّ خَيرٍ رأيتهُ ... وشرٍّ فَمَا انفكَّ مِنهم عَلَى ذكر قبلَهُ: سَقى اللَّهُ أجسادًا وَرَائي تَركتُها ... بحَاضرِ قنّسرِينَ مِن سَيلِ القَطْرِ يَذكّرنيهم كُل خيرٍ رأيتُه. البيتُ. المُتنبِي: 17460 - يَذُمُّ لمُهجَتِي ربِّي وسيفِي ... إذا اجتاحَ الوَحيدَ إلى الذِّمامِ 17461 - يَذمُّونَ دُنيا لَا يَغبُّونَ درَّهَا ... ولَم أر كَالدُّنيا تُذمُّ وتُحلبُ 17462 - يُذيعونَ العُيوب وأعجزَتهُم ... وأيُّ الغُنمِ يُوجدُ فِي الحُسَامِ 17463 - يُراجِعُنِي حِلمُ النّهى فَيَصدُّنِي ... ويُدرِكنِي طَبعُ الأنامِ فأجزعُ المُتنبِي: 17464 - يُرادُ مِنَ القَلبِ نِسيانُكُم ... وتأبَى الطِّباعُ عَلَى النَّاقِلِ قَال أَرسطَاطاليسُ رَومُ نقلِ الطِّباع عَن رَدي الأَطمَاعِ، شَدِيد الامتنَاعِ. وَمِنه أَخَذَ المتنبي. ¬
مِهيارٌ: 17465 - يَرَاهَا بعينِ الشَوقِ قَلبِي عَلَى النَّوَى ... فَيحظَى وَلَكِن مَن لِعَينِي بِرؤيَاهَا ابْنُ ميَّادةَ: 17466 - يَرَاهَا قَريبًا مَن رآها وَنيلُها ... مَكانَ الثُّريَا مِنكَ أو هي أبعدُ بَعْدَهُ: كَفِعلِ شَمُوسِ الجبلِ لَا هِي تَرعَوي ... الزجر ولَا تَدنو لمن تَتَوَدَّدُ 17467 - يُربُّ النَّدى يَأتِي مِن الخَيرِ إنَّهُ ... إذا اصطنَعَ المَعرُوفَ زَاد وتَمَّما السريُّ في الدَّهرِ: 17468 - يَرتدُّ عَنهُ جَريحًا مَن يُسالِمهُ ... فَكيفَ يَسلَمُ مِنهُ مَن يحارِبُهُ 17469 - يُرجَّى كُلُّ ذي سَفرٍ إيابًا ... وَسَفرُ المَوتِ لَيسَ لَهمُ إيابُ عبدُ اللَّهِ بن مخارق الشَّيباني: 17470 - يَرجُو الثّرَاءَ وبَرجُو الخُلدَ مُجتَهِدًا و ... دونَ مَا يرتَجى الأقدارُ والأجلُ إبراهيم الغزِّي: 17471 - يَرجو الأبُ الطِفلَ الصَّغيرَ وَطَالمَا ... هَلَكَ الوَليدُ وعَاشَ فِينا الوَالدُ مالِك بن أسماءَ بن خارجة: 17472 - يَرجونَ عَثرةَ جَدِّنَا ولَو أنَّهُم ... لا يَدفَعونَ بِنا المكارِهَ بادُوا ¬
المُتنبِي: 17473 - يُردُّ أبو الشِّبلِ الخميسِ عَنِ ابنِهِ ... ويُسلِمُهُ عِندَ الولادَةِ للنَّملِ علقمةُ بن عَبدةَ: 17474 - يُردنَ ثراءَ المَالِ حَيثُ وَجدَنهُ ... وشَرخُ الشَّبابِ عِندهُنَّ عَجيبُ قَبْلهُ: فإن تسألُوني بالنِّساءِ فإِنَّني ... خَبيرٌ بأدواءِ النساءِ طَبيبُ يُرِدنَ ثراءَ المَالِ حَيثُ وَجَدَنهُ. البيتُ. وَمن باب (يَرسُبُ) قول ابنِ المُعتَزِّ (¬1): يَرسُبُ الدُّر في البحَارِ ويَعلو ... هُ غثاءُ الأزبادِ والأقداءِ وَهو لَابدَّ أَن يرامَ فَيستَخرَجَ ... يومًا مِن لُجَّةٍ خَضراءِ ثم يَعلو من بَعد ذلك في التيجـ ... ــانِ هامَ الأكابِرِ العُظمَاءِ 17475 - يَرفَعُكَ اللَّهُ بالتَّكرّم والتَّقوى ... فَتَعلوا أنَتَ تقتَصِد 17476 - يَرفَعُكَ اللَّهُ مَا شاءَ ... فلَا تَزدادُ إِلَّا تَواضُعًا وكَرَم ديكُ الجِنِّ: 17477 - يَرقُدُ النَّاسُ آمنينَ وَرَيبُ ... الدَّهرِ يَرعاهُم بمقلةِ لِصِّ 17478 - يَرمِي بِهمَّتِهِ أقصى مسافَتها ... ولَا يُريدُ عَلَى مَعروفِهِ ثَمَنا بَعْدَهُ: ¬
فبجُودِهِ مُتعبُ شكري وَمنَّتِهِ ... فَكُلَّما زِدتُ شكرًا زَادَني مِنَنَا سُليمان بن عبدُ الملِك بن مروان: 17479 - يَروحُ إذا راحُوا ويَغدو إذا غَدوا ... وعَمَّا قليلٍ لا يَروحُ ولَا يَغدُو قيلَ اجتَمَعَ الشعرَاءُ بِبَابِ سُليمانَ عبد الملِكِ يَومًا فخَرجَ إلَيهِم وقال قَد قُلتُ نِصفًا فأجيزُوا، قالوُا قُل، فقَالَ: يروُحُ إِذَا رَاحُوا ويَغدُو إِذَا غَدَوا فَلَم يَصنَعُوا شيئًا، فدَخَلَ عَلى جَاريتِهِ فقَال: أَجيزي. قَالت: هَات. فأنشَدَ النِّصفَ الأّولَ فَقالتِ: وَعَمَّا قليل لا يروُحُ ولَا يَغدُو. فَقال لَها: أَحسَنتِ فَقد أَتيتِ بِمَا فِي نفسِي. 17480 - يَروحُ بالنُّوقِ رَاعِيها فأدفَعُها ... إلى العُفاةٍ كَمَا راحَتْ بِراعِيها 17481 - يَروقُكَ الشَّيءُ حِينَ تُبصرُهُ ... حَتَّى إِذَا مَا اختبَرتهُ فَبُحا ابْنُ حيّوسٍ: 17482 - يَروقُكَ مَرأى ثمَّ تَسبرُ صُنعَهُ ... فَتَلقَى مِن الإحسانِ مَا يَفضلُ الحُسنَا بَعْدَهُ: ضَمِيرٌ عَلَى غيرِ السَّلَامةِ مَا انطَوى ... وقَلبٌ إلى غير الفضائلِ مَا حنَّا كاتبهُ عفا اللَّه عنه: 17483 - يَروقُكَ مِن بَنِي الدُّنيا جُسومٌ ... وتَقبحُ حِينَ تَقتُلُهما اختِبَارا ¬
بَعْدَهُ: وَتَحِسبُ أَنَّ وُدَّهُمُ صَحيحٌ ... وَنَارُ البغضِ تَسْتَعرُ استِعَارا 17484 - يَروقُكَ مِن سَعدٍ بِن عَمرٍ وَجُسُومُها ... وتزهَدُ فِيها حِين تَقتُلُها خبرا 17485 - يَرومُ أذى الأحرارِ كُلُّ مُلاءِمٍ ... وَيَنطقُ بالعَوراءِ مَن كَانَ مُعوَرا 17486 - يَرومُ القَوم منقَصتي وهَضمِي ... ويأبَى اللَّهُ هَضمِي والحُسامُ نصرُ اللَّهِ بنُ عُنينٍ: 17487 - يَرومُ شَفِيعًا مِن سِواهُ جَهَالةً ... ولَا شافِعٌ مِثلُ الحَبيبِ المضَاجِعِ الرَّضِيّ الموسَوي: 17488 - يَرومُ نُصحِي أقَوامٌ وَرَوْا كَبِدِي ... والعَجزُ أنْ يُجعلَ الموْتُورُ مُنتَصِحا بَعْدَهُ: إِن عَاينَوُا نعمةً مَاتوُا بهَا كمدًا ... وَإن رأَوا نحُمّةً طَارُوا بهَا فرحا المُتنبِي: 17489 - يَرونَ منَ الذُّعرِ صوتَ الرِّياح ... صَهيلَ الجِيادِ وَخفقُ البُنودِ بشَّارٌ: 17490 - يُروِّعُهُ السَّرارُ بِكُلِّ شيءٍ ... مخافةَ أن يكونَ بِهِ السَّرارُ هَذَا البَيْتُ هُو المثَلُ السَائِرُ، يُضربُ في المُريبِ المُتنبِي: ¬
17491 - يَروي النَّسيمَ أحَادِيثًا مُعَنعَنةً ... والقَلبُ يرويهِ مَحذوفَ الأسَانيدِ الحُطيئةَ: 17492 - يَرَى البُخلَ لَا بُبقي عَلَى المَرءِ مَالَهُ ... ويَعلَمُ أَنَّ المرءَ غَيرُ مُخلَّدِ المُتنبِي: 17493 - يَرَى الجبَناءُ أَنَّ الجُبنَ عَقلٌ ... وتِلكَ خَديعَةُ الطَّبعِ اللَّئيمِ يقول منها: وَكُلُّ شجاعَةٍ فِي المرءِ تُغنِي ... ولَا مثل الشجاعَة في الحَكِيم وَكَم من عائبٍ قولًا صَحيحًا ... وَافتهُ مِنَ الفَهمِ السَّقِيمِ وَلَكِن تأخذُ الأفهامُ مِنهُ ... عَلَى قَدرِ القرائِح وَالعُلوُمِ أَبُو تمَّامٍ: 17494 - يَرَى العَلقَم المأدوُمَ بالعِزِّ أرية ... يَمانيةً والضَّيمُ بالأري عَلقَما ابْنُ معروفٍ: 17495 - يَرى العَواقِبَ في أثناءِ فِكرَتِهِ ... كأنَّ أفكارهُ بالغَيبِ كُهانُ بَعْدَهُ: لَا طرفةٌ مِنهُ إِلا تحتَهَا عَمَل ... كالدَّهر لَا دوَرَةٌ إِلَّا لَها شانُ خارِجةُ بن أسماءِ الفزاريُّ: 17496 - يَرَى المَرءُ أحيَانًا إذا قلَّ مَالهُ ... إلى المَجدِ سَوراتٍ فَلَا يستَطيعُهَا ¬
بَعْدَهُ: وَليسَ بخلٌ وَلَكِنَّ مَالَهُ ... يقصّرُ عنهَا وَالبَخيلُ يُضيُّعُها محمَّد بن شبلٍ: 17497 - يَرَى النَّاسُ إقدامَ الغَبيِّ شَجاعةً ... ومَن قَهر الأهواءَ بالحَزمِ أشجعُ يقولُ محمَّدُ شبلٍ منَها: فألق عَلَى أَطمَاعِك اليأسَ إنَّهُ ... مُصَابٌ فَوق مَا فيه مَطمَعُ وَمَا النُّصحُ إِلَّا لِلعدَاوَة جَالبٌ ... فَلَا تُولينَّ النصح مَن لَيس يَسمَعُ وَخَادع يزدكَ النَّاسُ حبًا فما ... صفَت حيَاةٌ لمن لا يستَفزُّ ويَخدَعُ ولَا تُعطِهِم صَفو الوِدَادِ فكُلّهمُ ... لمَحض التَّصافي وَالودَاد مُضيّعُ خَليلُكَ من أهدَى لك العَيبَ خاليًا ... حفاظًا وفي الإشهاد قدرك يرفعُ وَمَا صدَّ عنّي منَ هَويتُ فَرُمتُه ... وَلو أَنَّ نفسِي حَسرةً تَتقَطَّعُ الرَّبيعُ بن أبي الحَقيق اليهودي: 17498 - يُريدُ المَرءُ أن يُعطِي مُناهُ ... ويأبى اللَّهُ إِلَّا مَا يشَاءُ مثله قَولِ أَبِي الدّردَاءِ: يُريدُ العَبدُ أَن يُعطى مناهُ ... ويأبَى اللَّهُ إِلَّا مَا أَرادَا يقول المَرءُ فائدتِي وَمَالِي ... وتَقوى اللَّهِ أَفضَلُ مَا استَفَادا الرَّضي الموسَوي: 17499 - يُريدُ المَعالِي عَاطلٌ عَن أداتِها ... وَهَيهاتَ مِن مَحصوصةٍ طَيرانُها الأشجعُ السلميُّ: 17500 - يُريدُ المُلوكُ مَدَى جَعفرٍ ... ولَا يَصنعُونَ كَمَا يَصْنَعُ ¬
بَعْدَهُ: وَكيفَ ينالوُنَ غَايَاتِهِ ... وَهم يَجمعُونَ ولَا يَجمعُ وَليسَ بأَوسَعِهم فِي الغِنَى ... وَلَكنَ مَعروُفَهُ أَوسَعُ فَمَا خَلقُه لامرِئ مَطلبٌ ... ولَا لامرئٍ دُونَهُ مَقنَعُ ولَا يَرفَعُ النَّاسُ مَن حطّهُ ... ولَا يَضَعُ النَّاسُ مَن يَرفعُ بَديهتُه مِثلُ تفكِيِرهِ ... مَتَى جئتَهُ فَهو مُستَجمعُ كان يحيى بن خالد البرمكي يقول: ما مُدحت بشعر أحبّ إليَّ من عينية أشجع السلمي، يعني هذه. . 17501 - يُريدُ بكَ الحُسَّادُ ما اللَّهُ دافِعٌ و ... سُمرُ العوالِي والحَديدُ المذرَّبُ مالك بنُ خريمٍ: 17502 - يَرَى دَرَجَاتِ المَجدِ لَا يستَطِيعُهَا ... ويَقعدُ وَسطَ الَقومَ لَا يتكلَمُ 17503 - يُريدونَ أمرًا أنتَ فَوقَ مُرادهم بَاعٍ ... وهَل يُسطَاعُ مسُّ الكَواكِبِ 17504 - يُريدونَ بِي سوءًا ويَنتَصِحُونَني ... وَمن ذا الَّذي يُعطي مودَّتَهُ قَسرا عبدُ اللَّهِ بن رؤبةَ: 17505 - يَرَى رَاحةً فِي كَثرةِ المَالِ ربّه ... وَكثرةُ مَالِ المَرءِ للمرءِ مُتعبُ منصورُ النَّمرِي: 17506 - يُرى ساكِنَ الأوصَالِ باسِطَ ... وَجهِهِ يُريكَ الهُوينَا والأمور تطيرُ ¬
قَبْلهُ: وَليسَ لأعباءِ الأموُر إِذَا عَرت ... بمُكتَرِث لَكن لهنَّ صَبُور يُرى سَاكِنَ الأَوصَالِ. البَيْتُ. يقول ذَلكَ في الرّشِيد بن المهدِيّ يَمدَحُهُ. 17507 - يَرَى طائِراتِ الجَوِّ يَنهضن في الفَلَا ... ويَذكرُ إذ ريشُ الجَناحينِ وافِرُ 17508 - يرَى عاقِبَاتِ الأَمرِ والرأيُ عَازِبٌ ... كَأَنَّ لَهُ في اليَومِ عَيْنًا عَلَى غَدِ 17509 - يَرَى عَن ظَهرِ غَيبِ الأمرِ مَالَا ... تَراهُ عَينُ آخرَ عَن عَيانِ كاتبه عفا اللَّهُ عنه: 17510 - يَرَى فَاتِناتٍ الرَّأي والرَّأيُ مُقبِلُ ... كأنَّ وُجوهَ الرَّأي فِيه تُقابِلُه 17511 - يُريكَ البشَاشَةَ عِندَ اللِّقاءِ ... ويُبرِيكَ فِي الغَيبِ بَريَ القَلَم السريُّ الرِّفاء: 17512 - يُريكَ مِن رِقَّةِ الألفاظِ مَنطِقُهُ ... دُرُّ العُقُودِ غَدَت مَحلولَةَ العُقَدِ عُبيدُ بن ظبيانِ: 17513 - يُرَى صعبٌ أنَّى تناسَيتَ ثَابِتًا ... يئسَ بعَمرو اللَّهِ مَا ظنَّ مُصعَبُ التقيِّ المغربيّ محدث: 17514 - يُريِنا سَوادًا في بَياضٍ كأنَّهُ ... بيَاضُ العَطَايَا في سَوادِ المطَالِبِ ¬
نصرُ اللَّه بن عيننٍ: 17515 - يُريهِ دَقيقَ الفِكرِ فِي كلِّ مُشكلٍ ... مِنَ الأمرِ مَا تُقضَى إليهِ العَواقِبُ زهير المصريُّ: 17516 - يَزدادُ شِعرِي حسنًا عِندَ ذِكركُم ... إِنَّ المَلِيحةَ فِها يَحسنُ الغَزلُ ابن الرُّوميِّ: 17517 - يَزدادُ ضِيقًا عَلَى المَراسِ ... كَمَا تَزدادُ ضِيقًا أنشوطَةُ الوَهقِ أبياتُ ابْنُ الرُّومِيّ في سوداءَ: سَوداءُ لَم تنسب إلى بَرصِ ... الشُّقرِ ولَا كُلفَةٍ ولَا بَهَقِ لَيست منَ اليُبَّسِ الأكُفِّ ولَا ... الفُلُج الشِّفاهِ الخبَائِث العَرَقِ بَل من نَباتِ المُلُوكِ نَاعمة ... تَنشرُ بالدَلِّ مَيِّتَ الشَّبَقِ في لين سَمُّورَةٍ تخيَّرهَا ... الفرَّاءُ أو لينِ جَيّدِ الدَّلِقِ هيفاءُ زينَت بخمصِ مُختصرٍ ... أوفى عليهِ نهُودُ معتنقِ يَهتَّزُّ من نَاهِديهِ فِي ثَمَرٍ ... ومن نَواحي ذَرهُ فِي وَرَقِ أكسَبَهَا الحُسنُ أنَّها صُبِغت ... صبغَةَ حبِّ القلوبِ وَالحَدَقِ فانصَرَفت نحوهَا الضَّمَائِر ... وَالأبصَارُ يَعنقنَ أيّما عَنَقِ يفتر ذَاكَ السَّوادُ عن يقَقٍ ... من ثغرهَا كَاللألئِ النَسقِ كأنَّهَا وَالمزَاحُ يُضحكُها ... لَيلٌ تفرَّى دُجَاهُ عن فَلَقِ لَهاجرٌ تَستَعِيرُ وَقدتَهُ من ... قَلب صَبِّ وَصَدرِ ذي حَنَقِ كأنَّما حَرَّةُ الخابرِة ... مَا أَلهبت في حَشاهُ بالحُرَقِ لَهُ إِذَا مَا القمدُّ خالطَهُ ... أزمٌ كَأزمِ الخِنَاقِ بالعُنقِ ¬
يَزدَاد ضيقًا عَلَى المَراسِ. البيتُ. وبَعْدَهُ: يَقولُ من حَدّثَ الضّميرَ بهِ ... طُوبَى لمفتَاحِ ذَلكَ الفَلَقِ محمَّد بن خازِمٍ: [من المنسرح] 17518 - يَزدادُ لومًا عَلَى المدِيحِ ... كَمَا يَزدادُ نتنُ الكلابِ بالمَطرِ بَعْدَهُ: إِنَّ الذِي يَرتجي نداكَ ... لكَالغَاسِلِ من ثوبهِ خرًا بخَرِ 17519 - يَزدادُ لومًا وبُخلًا كُلَّما كثُرَت ... أموالهُ فَهوَ لا تُرجَى مَواهِبُهُ بَعْدَهُ: كَالبحر كُلُّ ميَاهِ الأرض قَاطبةً ... تَجري إليهِ ويَظَما فيه رَاكبُه بشَّارٌ: 17520 - يَزدَحِمُ النَّاسُ عَلَى بابِهِ ... والموردُ العَذبُ كَثيرُ الزَّحامِ قولُ بَشارٍ فَمَا تُبصرُ العَينانِ في موضع الهَوى فذكر مَعناه فقالَ (¬1): يَا قومُ أذني لغير الحيِّ عَاشِقةٌ ... والأُذنُ تعشق قَبل العين أحيانا قالوا بمن لَا نوَى تَهدي فقلت لهمُ ... الأذن كالعين تُوفي القلب مَا كَانا وقالَ أيضًا مُكررًا للمعنى (¬2): قالت عُقيلٌ لكَعبٍ إذ تعلقَها ... قَلبي وأَمسى بِه مِن حُبّهَا أثَرُ أتى وَلم يَرهَا بَهذي فقلتُ لهُم ... إن الفؤادَ يَرَى مَا لَا يَرَى البَصَرُ ¬
وقال أَبُو الحسنِ مهيارُ بن مَرزَوَيهِ (¬1): سَمراءُ غارَت عَليها فهي من نسبٍ ... في القدر وَاللونِ تحميها القَنا السمرُ تُصبي الأحاديث عَنها وَهي نَازحة ... والسمعُ يَعلقُ مَا لَا يَعلق البَصرُ وقالَ رَمضانُ بن أَبِي العلاءِ صَاعِدُ الآمدِيُ الضَيرُ: وَقائلة هَل يُمكن العشق ذا عَمًى ... فَقلتُ لَها بِالقلب لَا بالطَّرفِ يَعشقُ إِذَا كَان لَحظُ العينِ للقلبِ مركبًا ... إلِى العشِقِ فالناشي مَن القلب أسبقُ جَميلٌ: 17521 - يَزعُمن أنَّكِ يا بُثينُ بَخيلة ... نَفسِي فِداؤكِ من ضَنينٍ باخِلِ إبراهيم بنُ المهدِي: 17522 - يَزلُّ الحَليمُ ويَكبُو الجَوادُ ... ويَنبُو عَنِ الضَّربِة الصَّارِمُ قال أبو غانم: لما ظفر المأمون بعمه إبراهيم بن المهدي بعد منازعته له في الخلافة وأُحضر بين يديه أمر بضرب عُنقهِ فقال: يا أمير المؤمنين بداءتك من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لمّا امهلتني وسمعت مني، فقال: هات فضَّ اللَّهُ فَاكَ فأنشأَ يَقُولُ: أَيا منعِمًا لَم يَزل مُفضِلًا ... يَرى جَسَدِي سُخطُكَ الدَّائِمُ وَنَفَّر عن مُقلتيّ الرُّقادَ ... هَمّ يلِمُّ بِه لَازِمُ أَلَم أَرِدِ الحَوضَ حَوضَ ... الثناءِ يدَافعنِي مَوجهُ لاطِمُ وَثغر لَهُ يَطرَبُ السَّامِعونَ ... وَشكر بهِ يَشهَدُ العَالَمُ ظلمتُ فإِن قلتُ لا بَل ... ظُلمتُ فإِنّي أَنَا الغَادِرُ الظَّالِمُ وَاستَغفَرَ اللَّهَ مِن ذَلَّتي ... فإني مِن قَذفِهَا نادِمُ يَزلّ الحلِيمُ وَيَكبُو الجَوادُ. البيتُ. وبَعْدَهُ: ¬
وهَأنا ذَا العائِدُ المستِجير ... فاحكم بحكمِكَ يا حَاكِمُ عَصَيت وتُبتُ كَمَا قَد عَصَى ... وتَابَ إلى رَبِّهِ آدمُ وَلَستُ إِلَى مثلِهَا عَائدًا ... مدَى الدَّهرِ مَا قَعدَ القائِمُ فَأطرق المَأمون ثم رَفعِ رأسَهُ وَاستشارَ من حَولَهُ، فكُلهمُ أشارَ عَليهِ بقتلِهِ فَغلب على المأمونِ العَفو عنهُ فعفَى عنهُ وأقاله عثرته وأمَر بإطلاقه بَعَدَ كلامَ جَرى بينَهُ وبين عَمِّهِ، قَد تقدَّمَ شرحُهُ فلَا حَاجةَ إلى تكرِيرِه. الخوارِزمي: 17523 - يَزورُوكَ بَدرُ التَمِّ فِي كُلِّ لَيلةٍ ... وتَحسُدُني أن زارنَي كوكبُ الصُّبحِ ابْنُ شمسِ الخلافة: 17524 - يُزهِّدُني في حُسنِها قبحُ فِعلِها ... وكم حَسنٍ قد قُبِحَت مِنهُ أفعالُ يحيَى بن طالبٍ: 17525 - يُزهِّدُني فِي كُلِّ خَيرٍ فَعَلتُهُ ... إلى النَّاسِ مَا جرَّبتُ مِن قلةِ الشُّكرِ بَعْدَهُ: إِذَا أَنْتَ لم تَنظُر لنفسكِ خاليًا ... بك الإساءُ مِن حيثُ لَا يدري بشَّارٌ: 17526 - يُزهِّدُنِي في وصل عَبدةَ مَعشَرٌ ... قُلوبُهم فِيها مَخالِفةٌ وقَلبِي بَعْدَهُ: فقلتُ دَعُوا قلبي وَمَا اختَارَ وَارتضَى ... فَبالقلِب لَا بالعين يُبصُر ذو اللب فَمَا تُبصِر العَينَانِ في مَوضع الهَوى ... ولَا يسمَعُ الأُذنانِ إِلّا مِنَ القلبِ ¬
الغزِّي: 17527 - يَزيدُ الشَذرُ دُرَّ العِقدِ حُسنًا ... وتَفتَقِرُ اليَمينُ إلى الشِّمالِ البُحتريُّ: 17528 - يَزيدُ تفَضُّلًا وأزيدُ شُكرًا ... وَذَلِكَ دأبُهُ أبدًا ودَابِي قال ابن صقلاب للبحتري: كيف حالك مع الفتح بن خاقان؟ فقال بديهًا: يزيد تفضلًا وأزيد شكرًا. . البيت أَبُو نصرُ بن نُباتَةَ: 17529 - يَزيدُ سَفاهَةً وأزيدُ حُلمًا ... كعُودٍ زَادهُ الإحراقُ طِيبًا أَبُو هلالٍ العَسكرِي: 17530 - يَزيدُ سُقوطًا وَاتِّضَاعًا وَخِسَّةً ... إذا زادَهُ الرَّحمنُ كَثرةَ مَالِ 17531 - يَزيدُ طُلوعَ الشَّمسِ شَوقِي إليكُم ... ويَكثرُ ذِكري حِينَ يَدنُو غُروبها وَمن باب (يَزيدُ) قَول الأَعشى في يزيد بن مسهمٍ الشيبَانِّي (¬1): يَزيدُ يُغضُّ الطَّرفَ عنّي كأنَّما ... زوَى بين عَينيهِ عَليَّ المحَاجمُ فَلَا ينبَسِط من بين عَينيكِ مَا انزوى ... لَا تلقَني إِلَّا وأنفُكَ راغِمُ ومن باب (يُسَائلني) قَولُ آخرَ: يُسَائلني صَديقي عن همومي ... فَأسكتُ لَا أَردُّ عَلَيهِ قَولَا ¬
لِأنِّ القَولَ يُشمِتُ بي عَدُوي ... ويحزنُ صَاحبي فالصَّمتُ أَولَى العبَّاس بن الأحنف: 17532 - يَزيدُكَ وَجهُهُ حُسنًا ... إِذَا ما زِدتَهُ طرا قَبْلهُ: كَأَنَّ ثيابهُ أَطلعنَ ... من أَزرارِهِ قَمَرا يَزِيدكَ وجهُهُ حُسنًا. البيت. ابن حيُّوسٍ: 17533 - يَزيدُنِي كُلَّما أُحضِرتُ مَجلِسهُ ... فَضيلةً لَم تَدَعْ فِي غَيرِها إرَبا راشدُ الكَاتِبُ في غُلامِهِ: 17534 - يَزيدُنِي كُلَّما أدَّبتهُ حُمقًا ... حتَّى لَقَد خُفتُ أنْ أبقى بلَا أدَبِ إبراهيم بن حسَّان الحَضرَّمي: 17535 - يَزينُ الفَتى في النَّاسِ صِحَّةَ عَقلِهِ و ... إِنْ كَانَ مَحضُورًا عَليهِ مَكاسِبُه القصيدُة كُلُها وهي طويلةُ مكتوبَةٌ في مُخرّجَةٍ مُفردةٍ بباب: إِذَا أَكملَ الرّحمنُ للمِرءِ عَملهُ. . البَيْتُ. 17536 - يَسارٌ مِن سَجيتِها المَنَايَا ... ويُمْنَى مِن عَطيّتها اليسارُ أَبُو الشيصِ: 17537 - يُساقُ إلى رِزقه وهُوَ وادِعٌ ... ويُحرَمُ هَذَا الرِّزقَ وَهُو يُطالِبه ¬
ابْنُ مسهرٍ الكاتبُ: 17538 - يُسالِمُني بالودِّ مَن لا أودُّهُ ... وَيَطلُبُني بالثَّأر مَن لا أحارِبُه ابْنُ شمسِ الخِلافةِ: 17539 - يَسبِقُ مِنهُ الوَعدَ إنجازُهُ ... وَيبتَدِي السَّائلُ بالنَّائلِ الرضيّ الموسَوي: 17540 - يَستَبدِلونَ بِي الأبدالُ مَعجِزةً ... مَن يَرضَى بالعَيرِ يَهجرُ صَهوةَ الفَرسِ الرَضيّ الموسَوي: 17541 - يَستَبشِرونَ إذا صحَّتْ جُسُومُهُم ... وبِالعُقُولِ إذا فتَّشتَها عِللُ الوزيرُ بنُ هُبيرة: 17542 - يَستدرِجُ الأيَّامَ جُلَّ حَيَاتِهِ ... بِعسَى وَليتَ ورُبَّمَا ولعَلَّمَا الحُمانيِّ العَلويُّ: 17543 - يَستَرسِلُ الضَّيف فِي أبياتنا أُنسًا ... فَليسَ يَعلمُ خلقٌ أيّا الضَيفُ بَعْدَهُ: وَالسَّيفُ إن قِستَهُ يومًا بنَاشئنا ... في الرَّوع لم تَدرِ عَزمًا أيُّنا السَيفُ الرِّضى الموسَوي: 17544 - يَستَشعِرُ الطرفُ زهوًا يومَ أركبُهُ ... كَأَنَّهُ بِنُجومِ اللَّيلِ مُنتَعِلُ 17545 - يستصَعبُ الأمرُ أحيَانًا بِصاحِبهِ ... ورُبَّ مُستصعبٍ قَد سهَّلَ اللَّهُ ¬
البُحتريُّ: 17546 - يَستَصغِرُ الدُّنيا إذا عَرَضَت ... لَهُ فِي هِمَّهِ أو نائِلٍ أو موعِدِ يحيَى بنُ زبادة: 17547 - يَستَضِيئونَ بِي وأهلكُ وَحدِي ... فَكَأنِّي ذُبالةٌ فِي سِراجِ قَبْلهُ: قَد سَلَوتُ الدُّنيا وَلَم يَسلها ... من عُلّقَتني آمالُه وَالأراجي فإذَا مَا صرفتُ وَجهِي عَنها ... قَذَفُو بي فِي بَحرِها العجاج يَستَضيئوُنَ بي وَأهلِكُ وَحدِي. البيت. ابْنُ الروميِّ: 17548 - يَستعْبِدُ الأحرَارُ إِلَّا ... أَنَّهُ يَستعبِدُ الأحرارَ بالأعتاقِ بَعْدَهُ: وَالرِّقُ في الأَعناقِ حُكمٌ للعُلَى ... حَكَمت بهِ وَالأَسر في الإِطلاقِ خالدٌ الكَاتِبُ في حمارهِ: 17549 - يَستعذِبُ الضَّربَ فإن زِدتُهُ ... كادَ مِن اللذَّةِ أن يَرقُدا قَبْلهُ: وقائِل إِنَّ حمَارِي لَهُ مَشْيٌ ... إِذَا صَوَبَ أَو صَعَّدَا فَقُلتُ لَكِنَّ حِمَارِي إِذَا حَثثتُهُ ... لَا يلحقُ المُقعَدَا يَستَعذِبُ الضَّربَ فَإِن زدتَهُ. البيت. ¬
أَبُو تمَّامٍ: 17550 - يَستَعذِبونَ منَايَاهُم كَأنَّهُم ... لا ييأسونَ مِن الدُّنِيا إذا قُتِلوا أَبُو حفصٍ مجاهدٍ الشَّهرزوري: 17551 - يَستوجِبُ العَفو الفَتَى إذا اعتَرفَ ... بِمَا جَناهُ وانتَهَى عمّا اقتَرف بَعْدَهُ: لِقَولهِ {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: 38]. حَدَثَ الحَسن بن سَهلٍ قَالَ: إِنَّ عَامِلًا، من عمَّالِ المأمونِ جَنَى جِنَايةً عظِيمةً فأحضرهُ ليعاقِبهُ فلمَّا قام بين يَديهِ قَالَ: يَا أَمير المؤمِنين سألتكَ بِالَّذي أَنْتَ وَاقِفٌ غدًا بينَ يَديهِ أذلّ مِن وقوفي اليوَم بينَ يديكَ، وذُنُوبكَ عِندَهُ أَعظمُ من ذنُوبي إِليكَ إِلَّا تفعَلَ بي مَا تحبُّ أَن يُفعَلَ بكَ فقدَ أَسأتُ وَأخطأتُ وتبتُ وَأَقلعتُ. قَالَ: فبَكَى المأمونُ ثمَّ قَالَ: تَقدَّمت لكَ طَاعةُ وتأخَّرت لكَ إِنَابةُ وَلَن تغلب سَيئةُ حَسَنَتَين، قَد عفَوتُ عَنكَ وَرَدَدتك إلى عَملِك وزدتكَ فيهِ، فَلَا تعدُ إلى مِثلها. الفَرزدَق يهجو: 17552 - يَستَيقظُونَ إلى نُهاقِ حَمِيرِهِم ... وتَنامُ أعينُهُم عَن الأوتَارِ قبلَهُ: لَعَن الإلَهُ بَني كُلَيبٍ إنَّهُم ... لَا يَغدِرونَ ولَا يَفُونَ لجَارِ يَستَيقِظُونَ إلى نُهاقِ حَمِيرهمِ. البيت. أخذَهُ الفَرزدَقُ مِن قَولِ ثُمامَةَ بِن المُحبّرِ الذُهِلي (¬1): ¬
قَوم تَنامُ عَنِ الأَوتارِ أعينهُم ... ولَا تَنَوَّم نُوكَاهُم عَنِ السَّرَقِ قَال الأَصمعيُّ: وهَذا أحسنُ مَا سَمِعتُهُ مِن الطّبَاقِ الرَّضِيّ الموسَوي: 17553 - يَسر الفَتَى دَهرٌ وَقَد كَانَ سَاءَهُ ... وتَخدُمهُ الأيَّامُ وهُو عَبدُ ومن باب (يَسرُّ) قَولُ النَّمِر بن تَولَبٍ (¬1): يَسرُّ الفتَى طولُ السَّلامةَ والبَقا ... فَكيفَ تَرى طول السَّلامَة يَفعلُ يَردُّ الفَتى بَعدَ اعتدالٍ وَصحَّهٍ ... بنوءٍ إِذَا رامَ القيامَ وَيُحمَلُ وقول آخرَ (¬2): يَسُرُّ المرءَ مَا ذَهَبَ اللَيالِي ... وَكَأنَّ ذَهابهنَّ لَهُ ذهَابَا قَولُه: مَا ذهَبَ اللَيالي أي ذهَابُ اللياليَ وَالحَرفَانِ المَصدريَّانِ هُما مَا وَأن يقولُ أعجبني مَا صنَعتَ أي صنعكَ. قَال اللَّه تَعالى: {ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} [التوبة: 118] أي برحبها وَقَد فُسِّر بهِ قَوله تَعالىَ: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} [الشمس: 5] أي وَبنائِهَا وتقولُ بَلغَني أن جَاء عَمرو أي بَلغني مجَيئهُ. ومن باب (يسركُم) قَول آخر يُحرّض على العدو: يُسرُّكم غدرًا وَيُظهِرُ ... عَليها لواءٌ بالخِيانَةِ مَعقودُ فمَا أحسَنَ الدُّنيا بِكم بَعدَ فقدهِ ... وَمَا أقبحَ الدُّنيا بكم وَهو مَوجُود 17554 - يَسرُّ الفَتَى مَا كَانَ قَدَّم مِن تُقًى ... إذا عَرفَ الدَّاءَ الَّذي هُو قَاتِلُهُ كاتبهُ عفا اللَّه عنه: ¬
17555 - يَسرُّ المَرءَ طُولُ العُمرِ جَهلًا ... وطُولُ العُمرِ يَفعَلُ مَا تَرَاهُ قَبْلهُ: إِذَا مَا المَرءُ شَابَ وَلَم تعظْهُ ... تَجارُبُه فلَيسَ لَهُ انتبَاهُ يَسُرُّ المرءَ طُولُ العُمرِ جَهلًا. البَيْتُ، بَعْدَهُ: وَمن عَرَفَ الزَّمَانَ أَطاعَ قسرًا ... أَوامِر وَتابَعَ مَا قَضَاهُ فَطِب نفسًا بِمَا لَا بُدَّ مِنهُ ... وَدَافِع مَا استَطعتَ بِمَا سوَاهُ 17556 - يَسرُّ بالضَّيفِ إذا زارهُ ... سُرُور صَادٍ بُورودِ مَاءِ ابنُ هندُو: 17757 - يسرُّ بخزنِ المَالِ قَومٌ ولَم أكُنْ ... أر الحُزنَ إِلَّا مثل تَصفيحه حُزنا البُحتُريُّ: 17558 - يُسرُّ بِعُمرانِ الدِّيارِ مُضَلِّلُ ... وعُمرَانُها مُستأنفٌ مِن خَرَابِها أحمدُ بن موسَى: 17559 - يُسرُّ بِيومهِ لَعِبًا ولَهوًا ... ولَا يدري وفِي غَدِهِ الدَّواهِي ابْنُ هندُو: [من الطويل] 17560 - يُسرُّ زَمَاني أنْ أناطَ بِأهلِهِ ... وآنفُ أن أُعزى إليه لِجهلِهِ بَعْدَهُ: وَيُعجبُنِي أَن أَخَّرتني صرُوفُه ... فَتأخِيرُهَا الإِنسانَ بُرهَانُ فَضِلِهِ ¬
وَقِدْما رأينَا قائِمَ السَيفِ كُلَّما ... تقلدَهُ الأبطالُ قدَّامَ نَصلِهِ أبو فراس بن حَمَدانِ: 17561 - يَسُرُّ صَدِيقي أَنَّ أَكثَرَ وَاصفِي ... عَدوّي وَإِن ساءَته تلكَ المَفاخرُ البُحْتُريُّ: 17562 - يَسُرُّكَ الشيءُ قَد يَسُوءُ ... وَكَم نَّوَّه يَومًا بخَاملٍ لَقَبُه قَوْلُ البُحْتُرِيِّ: يَسُرُّكَ الشَّيْءُ قَدْ يَسُوْءُ. البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا: مَنْ قَائِلٌ لِلزَّمَانِ مَآرِبُهُ ... فِي خُلُقٍ مِنْهُ قَدْ خَلا عَجَبُه يَقُوْلُ مِنْهَا: لَا يَيْأَسِ المَرْءُ أَنْ يُنَجِّيَهُ ... مَا يَحسَبُ المَرْءُ أَنَّهُ عَطَبُهُ يَسُرُّكَ الشَّيْءُ قَدْ يَسُوْءُ. البَيْتُ وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ طَاهِرٍ مُعَرِّضًا لَهُ (¬1): وَإِنَّمَا المَرْءُ عَقْلُهُ فَإِذَا ... أَحْرَزَ عَقْلًا فَبَعْدَهُ أَدَبُه وَالحسبُ العَقْلُ لَا النِّصَابُ ... فَقُلْ مُصرِّحًا قِيْمَةُ امْرِئٍ حَسَبُه دِعْبِلُ: 17563 - يَسُرُّكَ ظَاهِرًا وَيَسُوءُ سرًّا ... كَذَلك يَكُونُ أبناءُ الطَّرِيق 17564 - يُسِرُّكم غدرًا وَيُظهِرُ طَاعة ... عَليهَا لواءٌ بالخيَانَةِ مَعقُودُ بَعْدَهُ: فَمَا أَحْسَنَ الدُّنْيَا بِكُمْ بَعْدَهُ فَقْده ... وَمَا أَقْبَحَ الدُّنْيَا بِكُمْ وَهُوَ مَوْجُوْدُ ¬
ابن مَبْذول الْعَنْزِيُّ: 17565 - يُسِرُّ لكَ البَغضاءَ وَهو مُجَامِلٌ ... وَمَا كُلُّ مَن يَحنُو عَلَيك شَاوِرهُ أَبُو نُواسٍ: 17566 - يَسرِقُ السَّارِقُون لَيلًا وَهَذا ... يَسرِق الشِّعرَ جَهرةً بالنَّهارِ الرَّضِيّ المُوسَويُّ: 17567 - يَسطُو بلَا سَبَبٍ وَتلكَ ... طَبيعَةُ الكَلبِ العَقُورِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ محمّد بن أبي عُيَيْنَة: 17568 - يَسعَى الذَّكِيُّ فَلَا يَنالُ ... حَظًّا ويَحظَى عَاجزٌ وَمهينُ أبو نَصْرُ بنُ نُبَاتَةَ: 17569 - يَسعَى الفَتَى في الحَيَاةِ مُجتَهِدًا ... وَإِنَّما لسَعيُهُ إِلَى عَطبه قَدْ كُتِبَ إِخْوَانهُ بِبَابِ: إِنْ كَانَ رِزْقُ الحَرِيْصِ يَطْلِبهُ. 17570 - يَسعَى الفَتَى في صَلَاح العَيشِ مُجتَهِدًا ... والدَّهرُ مَا عَاس في افسَاده سَاعِ سَلَخَهُ آخَرُ فَقَالَ: يَسْعَى الفَتَى فِي طِلَابِ العِزِّ مُجْتَهِدًا ... وَالدَّهرُ مَا عَاشَ فِي إِذْلَالِهِ ساع لَبِيدُ بنُ أبي رَبِيعَةَ: 17571 - يَسعَى الفَتَى لينَالَ أَقصَى سَعيهِ ... هَيهَاتَ ذَاكَ وَدُونَ ذَاكَ خُطوبُ ¬
أَبْيَاتُ لَبِيْدٍ يَقُوْلُ مِنْهَا: إذْهَبْ إِلَيْكَ فَلَيْسَ يَعْلَمُ عَالِمٌ ... مِنْ أَيْنَ يُجْمَعُ خَطُّهُ المَكْتُوْبُ يَسْعَى الفَتَى لِيَنَالَ أَقْصَى سَعْيِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: يَسْعَى وَيَأمَلُ وَالمَنِيَّةُ خَلْفَهُ ... يُوْفِي الأَكَامَ بِهَا عَلَيْهِ رَقِيْبُ لَا المَوْتُ مُحْتَقِرُ الصَّغِيْرِ فَعَادِلٌ ... عَنْهُ وَلَا كِبَرُ الكَبِيْرِ مَهِيْبُ فَلَئِنْ بُلِيْتُ لَقَدْعَمِرْتُ كَأَنَّنِي ... غُصْنٌ تُمَيِّلُهُ الرِّيَاح رَطِيْبُ وَكَذَاكَ حَقًّا مَنْ يُعَمِّرُ يُبْلِهِ ... كَرُّ الزَّمَانِ عَلَيْهِ وَالتَّغْلِيْبُ إبرَاهيمُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ: 17572 - يَسُعَى الفَتَى لينَالَ مَا يَسعَى لَهُ ... والأَمرُ يَصرِفُهُ القَضَاءُ الغَالِبُ بَاقِي الأَبْيَاتِ مَكْتَوْبَةٌ بِبَابِ: مَا يَعْلَمُ النَّائِي مَتَى هُوَ آيِبُ. حَاتِمُ الْطّائِيّ: 17573 - يَسْعَى الفَتَى وَحمَامُ المَوتِ يُدرِكُهُ ... فَالنَّفسُ وَاحدَة وَالهَمُّ مُنتشَرُ قَبْلهُ: لَوْ كُنْتُ أَعْجَبُ مِن شَيْءٍ لأَعَجْبَنِي ... سَعْيُ الفَتَى هُوَ مَخْبُوْءٌ لَهُ القَدَرُ يَسْعَى الفَتَى لِشُؤُوْنٍ لَيْسَ يُدْرِكُهَا. البَيْتُ، وَبَعْدَهُ: وَالمَرْءُ مَا عَاشَ مَمْدُوْدٌ لَهُ أَمَلٌ ... لَا تَنتهِي العَيْنُ حَتَّى يَنتهِي الأَثَرُ كَعْبُ بنُ زُهيْرٍ: 17574 - يَسُعَى الفَتَى لأمُورٍ لَيسَ يُدركُهَا ... فَالنَّفسُ وَاحدَةٌ وَالهَّمُّ مُنتَشِرُ صرّدرّ: ¬
17575 - يَسعَى بنَا قَدَمُ الرّجَاءِ وَمَا الَّذي ... يُعنى إِذَا قَعَدت بنَا الأرزَاقُ محمّد بَشيْرٍ: 17576 - يَسعَى لكَ المَولى ذَليلًا مُدقَّعًا ... وَيَخذلُكُ المَولَى إِذَا شدَّ كَاهِلُهُ ابْنُ الرُّومِيّ: 17577 - يُسَمَّى الحِقدُ عَيبًا وَهو مَدحٌ ... كَمَا يَدعُونَ حُلوَ الحَقِّ مُرَّا قَبْلهُ: أَدِيْمِي مِن أَدِيْمِ الأَرْضِ فَاعْلَمْ ... أُسِيْءُ الرَّيْعَ حِيْنُ تُسِيْءُ بَذْرَا وَلَمْ تَكُ يَا لَكَ الخَيْرَاتُ أَرْضٌ ... لِتَزْرَعَ حُمُّصًا فَتَرِيْعُ بِرَّا يُسَمَّى الحِقْدُ عَيْبًا عِنْدَ قَوْمٍ. البَيْتُ. وَقَدْ كَرَّرَ هَذَا المَعْنَى فَقَالَ: وَمَا الحِقْدُ إِلَّا تَوْأَمُ الشُّكْرِ فِي الفَتَى. البَيْتُ. وَهُوَ بِبَابِهِ. محمّد بنُ شِبْلٍ: 17578 - يَسوُغُ تَطلُّبُ الحَاجَاتِ مَا لَم ... تَفُتكَ وَبَعدَ فَوتٍ لا يسَوغُ بَعْدَهُ: وَمَاذَا يَنْفَعُ التِّرْيَاقُ يَوْمًا ... إِذَا وَافَى وَقَدْ مَاتَ اللَّدِيْغُ الرّضيّ المُوسَوي: 17579 - يَسُوءُ قَطِيعَةً وَيشوُقُ حُبًّا ... فَمَا أَدري عدُوٌّ أَمُ حَبيبُ 17580 - يَسُومُني الخِصَامَ وَلَيسَ طَبعي ... وَمَا من عَادةِ الخَيلِ الرُّغاءُ ¬
17581 - يسَوَّدُ أَقوامٌ ولَيسُو بسَادَةٍ ... بَل السيّدُ المَيمُونُ سَلُمَى بن نَوفَلِ قال أبو الفرج الأصفهاني: سلمى بن نوفل أبو قزعة الكناني وهو جد مطيع بن إياس وكان سلمى ابن نوفل هذا سيدًا جوادًا كريمًا من وجوه القوم. المَعرّيّ: 17582 - يُسِيءُ الفَتَى يومًا فَيُبغَضُ دَائمًا ... وَمَا زَالَت الدنيا تُسيءُ وَتُومَقُ إبرَاهيم الغَزِيُّ: 17583 - يَسِيرٌ فِطَامُ الطِّفُل عَن ثَدي أُمِهِ ... وَصَعبٌ فِطَامُ الكَهِل عَمَّا تَعوَّدا بَعْدَهُ: وَخَيْرُ لِبَاسِ المَرْءِ إِمَّا مُلَاءَةً ... ومن العزّ تضفو رداءً من الردى وَلِلْخَيْرِ آيَاتٌ تبين وللحيا ... بروق بعده يسقط الندى وَكَمْ مُشْتَوٍ لَمْ يُخْرِج اللَّحْمَ ... مُنْصِحًا وَكَمْ مُنْصِحٍ وَمَا تَضِمُّكَ العِقْدَ المُحَصَّل حَبُّهُ ... كَمِثْلكَ عَقْدًا حَبُّهُ قَدْ بُدِّدَا إِذَا جَادَ مَنْ يَهتَزُّ لِلْقَوْلِ طَرْفُهُ ... فَأَنْتَ الَّذِي تَهتَزُّ سُؤْدَدَا وَمَا الشِّعْرُ إِلَّا الثَّوْبُ مِنْوَالهُ المُنَى ... وَطَعْمهُ الإِحْسَانُ وَالمَنْطِقُ السّدَّا وَمَنْ نَصَبَ الفِعْلَ الجمِيْلَ حِبَالَهُ ... تَصَيَّدَ حُسْنَ الذِّكْرِ فَيْمَا تَصَيَّدَا بَقِيْتَ بَقَاءَ الدَّهرِ مَا دَرَّ شَارق ... . . . . . . . . . . . . وَلَا بَرَحَ المَجْدُ الأَثِيْلُ مُطَوَّقًا ... بِمَسْعَاكَ العَمِيْمُ مُخَلَّدَا ومن باب (يَسِيْلُ) قَوْلُ الرُّسْتُمِيِّ يَمْدَحُ (¬1): ¬
يَسِيْلُ عَلَى العَافِيْنَ عَفْوُ نَوَالِهِ ... فَيَكْفِي ابْتِذَالُ الوَجْهِ لِلْبَذْلِ سَائِلُه وَلَمْ تَجْتَمِعْ كُمَاهُ وَالمَالُ سَاعَةً ... كَأَنِّي وَلُبْنَى مَالهُ وَأَنَامِلُه زُبينَا بن إسحاق النَّصْرَاني: 17584 - يُشَافِهُ أَقصَى الأَمر وَالأَمرُ نَازحٌ ... وَيَعلَمُ مِنهُ كُلَّ مَا هَو كَائنُ يَقُوْلُ زَبينا بن إِسْحَاقَ النَّصْرَانِيِّ الكَاتِبُ بَعْدَ قَوْلِهِ: يُشَافِهُ أَقْصَى الأَمْرِ وَالأَمْرُ نَازِحٌ. البَيْتُ. وَبَعْدَهُ: وَيَكْشِفُ بِالرَّأي الخُطُوْبِ كَأَنَّهُ ... لِمَحْجُوْبِهَا قَبْلَ العِيَانِ يُعَايِنُ إِذَا مَا حَلَلْتُمْ طَاشَ طَائِرُ حلْمِهِ ... فَطَائِرُهُ فِي مَجْثَمِ الحِلْمِ سَاكِنُ وَإِنْ نَشَرَ النَّاسُ المَحَاسِنَ لَمْ تَكُنْ ... لَتُنْشَرَ إِلَّا فِيْهِ تِلْكَ المَحَاسِنُ السريّ في سَيْف الدَّوْلَة: 17585 - يُشَبَّهُ في الفَعَالِ بهِ أُنَاسٌ ... وَأَنَّى شبه الشبَه النّضارِ أَبو تمَامٍ: 17586 - يَشتَاقُهُ مِنُ كَمَالِهِ غَدُهُ ... وَيُكثِرُ الوَجدَ نَحوهُ الأَمسُ وَيَقْربُ مِنْهُ قَوْلُ ابنِ الرُّوْمِيِّ فِي عَرِيْسٍ (¬1): زُفَّتْ إِلَى بَدْرِ الدُّجَى شَمْسٌ ... وَلَاحَ سَعْدٌ وَحَبَا نحْسُ ذَلِكَ عُرْسُ الدَّهرِ مِنْ أَجْلِهِ ... جَنَّ غَدٌ وَالْتَفَتَ الأَمْسُ أَبْياتُ أَبِي تَمَّامٍ أَوَّلُهَا (¬2): أَبُوْ عَلِيٍّ أَخْلَاقُهُ زَهرٌ ... غِبَّ سَمَاءٍ وَرُوْحُهُ قُدْسُ لِلْمَجْدِ مُسْتَشْرِفٌ وَالأَدَبِ ... المَحْفُوِّ تِرْبٌ وَلِلنَّدَى حلسُ ¬
وَحَوْمَةٍ لِلْخِطَابِ فَرَّجَهَا وَ ... القَوْمُ عَجمٌ فِي مِثْلِهَا خُرْسُ شَكَّ حَشَاهَا بِخُطْبَةٍ ... غَنَنٍ كأنها مِنْهُ طَعْنَةُ خَلْسُ يَشْتَاقُهُ مِنْ كَمَالِهِ غَدُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَيّامُنَا فِي ظلَالِهِ أَبَدًا ... أَفْضَلُ رَبِيْع وَدَهرُنَا عُرْسُ آبِرُ حَمدٍ يَرَى الرجالَ هُمُ ... سِرُّ الثَّرَى وَالعَلَى هِيَ الغَرْسُ لَا كَأُنَاسٍ قَدْ أَصْبَحُوا صَدَاءَ ... العَيْشِ كَأَنَّ الدُّنْيَا بِهِمْ حَبْسُ البُعْدُ مِنْهُمُ قرْبٌ مِنَ الرُّوْحِ ... وَالوَحْشَةُ مِنْ مِثْلِهِمْ أُنْسُ البُحْتُري: 17587 - يُشفّعني فيمَا يعزُّ وُجُودُهُ ... وَيَمهَدُ لي عندَ الرّجَالِ فَيَشفَعُ جَرِيرٌ: 17588 - يَشُقُّ عَلَى ذي الحلمِ أَن يَتبعَ الهَوَى ... ويَرجو منَ الأَمر الَّذي لَيس لَاقيا بَعْدَهُ: وَإِنِّي لَمَغْرُوْرٌ أُعَلِّلُ بِالمُنَى ... لَيَالِي أَرْجُو أَنَّ مَالَكَ مَالِيَا ابْنُ الرومي: 17589 - يَشقَى أُنَاسٌ وَيَشقَى آخرَوُنَ بهِم ... وَيُسعدُ اللَّه أقوامًا بأَقوامِ بَعْدَهُ: كَالصَّيْدِ يُحَرِّمُهُ الرّامِي المُجِيْدُ وَقَدْ ... يَرْمِي فَيَرْزُقُهُ مَنْ لَيْسَ بِالرَّامِي 17590 - يَشكُو إليَّ جَمَلي طُولَ السّرَى ... صَبرًا جَمِيلًا فَكِلَانا مُبتَلَى ¬
المُتَنَبيّ: 17591 - يُشَمِّرُ لِلُّجّ عَن سَاقِهِ ... وَيَغمُرُه المَوجُ في السَّاحِلِ نُوَيْفع بن لَقيطٍ: 17592 - يَشُوقُ الحِمَى أَهلُ الحِمى وَيَشُوقُني ... حِمَى بينَ أَفخاذٍ وَبينَ بُطُونِ قَبْلهُ: جَنَنْتَ وَلَمْ تَجْنَنْ أَوَانَ جَنِيْنِ وَقَلَّبْتَ ... خَلْفَ الرَّكْبِ طَرْفَ حَزِيْنِ أَرَانِي أَشَد القَوْمِ وَجْدًا وَنَاقَتِي ... أَشَدَّ مَطَايَا القَوْمِ رَجْعَ حَنِيْنِ يَشُوْقُ الحِمَى أَهلُ الحِمَى. البَيْتُ. وَقَدْ نَسَبَ الخَالِدِيَّانِ هَذَا الشِّعْرَ إِلَى أَبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ. أبو الفرج الدمَشْقيُّ: 17593 - يَشهَدُ اللَّه أَنَّ كُلَّ سُرُورٍ ... غبتَ عَنهُ فَلَيسَ لي بسُرُورِ مِثْلُهُ (¬1): حَضَرَ السُّرُوْرُ وَعَيْبُهُ ... أَنْ لَسْتَ مُسْعِدَنَا عَلَيْهِ 17594 - يَشِيبُ لئامُ النَّاسِ في نُقرةِ القَفَا ... وَشَيبُ كرام النّاسِ فوقَ المَفارِقِ 17595 - يُشِيرُ إِلَيهَا كُلُّ رَامٍ بَطرفِهِ ... إشَارُةَ مُشتَاقٍ إلى العَلَم الفَردِ يقول مِنْهَا: وَمَا ضَرَّ مَنْ أَضْحَتْ تَزُوْرُ فَنَاءَهُ ... إِذَا لَمْ يَبِتْ مِنْ وَصْلِ لَيْلَى عَلَى وَعْدِ ¬
فلو شفهت منها المحاسن في النوى ... وهبنا مساويها القباح على يدِ صُرَّدُرُّ: 17596 - يُشِيرُ إِيمَاءً إلَيهِ الوَرَى ... إن قيلَ مَنُ يُعرَفُ بِالأَروع إبرَاهيمَ بنُ حَسَّان الحَضريُّ: 17597 - يَشِينُ الفَتَى في النَّاسِ قلَّةُ عَقلِهِ ... وَإِن كَرُمت أَعراقُه وَمَناسِبُه عِيسى الْقَاشِيُّ: 17598 - يُصَابُ الفَتَى بالأَمِرِ يَأمَنُ نحسُهُ ... وتُسعِدُهُ الأيَّامِ مِن حَيثُ لا يَدري أَبو العَتَاهِيَةِ: 17599 - يُصَابُ فؤَادِي حِينَ يُرْمَى وَرَمْيَتي ... تعُوُد إِلَى نَحْرِيَ ويَسْلَم منْ رَمَى ومن باب (يَصَبُّ) قَوْلُ آخَر (¬1): يصَبُّ إِلَى الحَيَاةِ وَيَشْتَهِيْهَا ... وَفِي طُوْلِ الحَيَاةِ لَهُ عَنَاءُ إبرَاهيمُ الصوليُّ في إبرَاهيم: 17600 - يُصبحُ أَعداؤهُ عَلَى ثقَةٍ ... منهُ وَإِخُوانهُ عَلَى وَجَلِ بَعْدَهُ: نَزَالًا لِلْعَدُوِّ عَنْ ضَعَةٍ ... وَصَوْلَةً بِالصَّدِيْقِ عَنْ نَفَلِ ابْنُ شمْسِ الخِلَافَةِ: ¬
17601 - يَصبِرُ الحُرُّ عَلَى جَمرِ لَظَى ... وَعَلَى الذِلَّةِ لَا يَصطَبِرُ ابْنُ عَبْدُ الْوَارِثُ: 17602 - يُصَدِّقُ ظَنَّ المُرتَجى وَيَزيُدُهُ ... بِأَدنَى لُهُاهُ فَوقَ أَقصى رَجَاءِهِ بَعْدَهُ: فَلَا مَطْلُهُ يَمْتَدُّ قُدَّامَ نَيْلِهِ ... وَلَا منُّهُ يَسُدُّ خَلْفَ عَطَائِهِ الغَزِيُّ: 17603 - يَصُدُّونَ في البَأساءِ مِن غَيرِ علَّةٍ ... وَيَمتَثلوُنَ الأمَر وَالنَّهيَ في الخصبِ كُثَير عَزَّةَ: 17604 - يَصُدُّ وَيُغضِي وَهُو لَيثُ خَفِيَّةٍ ... إِذَا أَمُكَنَتهُ فُرصَةٌ لَا يُقيلُها بعض الْمُضَريين: 17605 - يَصدُرُ النَّاسُ بالثّوابِ احتِسَابًا ... وَذُنُوبي تَزدادُ عندَ الطَّوافِ قَبْلهُ: وَثَلَاثٍ لَقِيَتْ بِالخِيْفِ يَوْمًا ... مِنْ ظِبَاءِ الحِمَى مِلَاحِ ظِرَافِ قُلْتُ مَنْ أَنْتُمُ الغَدَاةَ فَقَالُوا ... نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ آلِ عَبْدِ مُنَافِ يَصْدُرُ النَّاسَ بِالثَّوَابِ احْتِسَابًا. البَيْتُ 17606 - يَصرَعُ الأَقرانَ في يَومِ الوَغَى ... وَإِذَا صَارَعَهُ الجُودُ انصَرَع 17607 - يَصغُرُ الفَضْلُ عندَهُ فَيُظَنُّ البَحـ ... ـــرُ وَالقَطرُ لَمعة من آلِ قَبْلهُ: ¬
وَلَنَا مِنْ أَبِي الرَّبِيْعِ رَبِيْعٌ ... تَرْتَعِيْهِ هُوَ أَمَلُ الآمَالِ رَاحَةٌ تُمْطِرُ النَّوَالَ وَتَكْفِي ... مُعْتَفِيْهِ بِالبَذْلِ وَالسُّؤَالِ يَصْغُرُ الفَضْلُ عِنْدَهُ. البَيْتُ السري الرَّفاء يَهجُو: 17608 - يَصفَرُّ إِن صَبَّ سَاقيهِ لَنا قَدَحًا ... كَأَنَّما دَمُهُ يَنصبُّ في القَدَحِ قَبْلَهُ يَهجُو: الكَأْسُ تُهدِي إِلَى شرَّابِهَا فَرَحًا ... فَمَا لِهَذَا الفَتَى صِفْرًا مِنَ الفَرَحِ 17609 - يُصَلّي مَن لَهُ جَمَلٌ وَبَغلٌ ... وَجَارِيَةٌ وَمَمُلُوكٌ وَدَارُ بَعْدَهُ: فَأَمَّا المُفْلِسِيْنَ فَمَا عَلَيْهِمْ ... إِذَا تَرَكُوا الصَّلَاةَ الخَمْسِ عَارُ أَخَذَهُ بَعْضُ أَهلِ بَغْدَادِ فَقَالَ: وَقَائِلَةٍ صَلِّي فَكَانَ جَوَابُهَا ... وَفِي النَّفْسِ عِنْدِي مِمَّا قَالَتْهُ إِنْبَالُ يُصَلِّي الدُّوَيْدَارُ الصَّغِيْرُ وَبَعْدَهُ ... يُصَلِّي الدُّوَيْدَارُ الكَبِيْرُ وَإِقْبَالُ الدُّوَيْدَارُ الصَّغِيْرُ هُوَ المَلِكُ مُجَاهِدِ الدِّيْنِ وَكَانَ لَقْبُهُ حُسَامُ الدِّيْنِ أيبك وَالدُّوَيْدَارُ الكَبِيْرُ هُوَ المَلِكُ عَلَاءِ الدِّيْنِ الطِّبْرِسُ وَإِقْبَالُهُ وَمَلِكُ المُلُوْكِ الخَوَاصِّ أَبُو الفَضَائِلِ شَرَفِ الدِّيْنِ إِقْبَالُ الشَّرَابِيِّ البَنَوِيِّ المُسْتَنْصِرِيُّ وَالدُّوَيْدَارانِ أَيْضًا كِلَاهُمَا مُسْتَنْصِرِيَّانِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِيْنَ. قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: وَشَرفُ الدِّيْنِ إِقْبَالُ الشَّرَابِيّ هُوَ الَّذِي رَبَّانِي صَغِيْرًا وَجَعَلَنِي فِي جُمْلَةِ الخَوَاصِّ مِمَّنْ يَدْخُلُ عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ ضَحْوَةً وَبَعْدَ العَصْرِ وَكَانَ ذَاكَ مَمْنُوْعًا عَلَى غَيرِنَا وَلَهُ عَلَيَّ إِحْسَانٌ كَبِيْرٌ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ. سهمُ بنُ حَنْظَلَة الغنَويُّ: ¬
17610 - يَصلَونَ نَاري وَأَحميهَا لِغَيرهم ... وَلَو أشاءُ لقَد كَانُوا لَها حَطَبا العَتَّابيُّ: 17611 - يَصُومُ الوَزيرُ الدَّهرَ عَنُ كُلِّ مُنَكَرٍ ... وَليسَ لهَذا الصَّومِ عيِدٌ وَلَا فُطرُ بَعْدَهُ: وَيُفْطِرُ بِالمَعْرُوْفِ وَالجوْدِ وَالنَّدَى ... وَلَيْسَ لِهَذَا الفِطْرِ صَوْمٌ وَلَا حَظْرُ فَأَكْرِمْ بِهِ مِنْ صَائم مُفْطِرٍ مَعًا ... تُوَافَى لَدَيْهِ الحَمْدُ وَالأَجْرُ وَالشُّكْرُ الإمَامُ الْشَّافِعيُّ: 17612 - يَصُونُ الفَتَى أَثوابَهُ حَذَرَ البِلَى ... وَنفسُكَ أَحرَى يَا فتَى أَنُ تَصُونَهَا بَعْدَهُ: فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْعَاكَ بِالغَيْبِ أَوْ يَرَى ... لِنَفْسِكَ إِكْرَامًا وَأَنْتَ تُهِينُهَا مُسْلِمُ بنُ الْوَلِيدُ: 17613 - يُصِيبُ أَخَا العَجزِ الغِنَى وَهُوَ وَادِعٌ ... ويُخطئُ جُهدُ القُلَّبِ المُتَحَيّلِ ومن باب (يُصِيْبُ) قَوْلُ ابنِ حَيُّوْسٍ (¬1): يُصِيْبُ الفَتَى مَا لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِ ... وَيَحْذَرُ مِنْ شَيْءٍ وَلَيْسَ بِوَاقِعِ يَقُوْلُ مِنْهَا: سَأَشْكُرُ مَا دَامَ الكَلَامُ يُطِيْعُنِي ... صُنُوْفًا أَنْتَ مِنْ جُوْدِكَ المُتَتَابِعِ نَوَالًا عَلَى مَنْ لَا يُدِلُّ بِخِدْمَةٍ ... عَلَيْكُمْ وَلَا يُدْلِي إِلَيْكُمْ بِشَافِعِ فأجبتك من مَحْضِ القَرِيْضِ وَحرّهِ ... بضايعَ لَيْسَ العُرْف فِيْهَا بِضَائِعِ ¬
سَنَطْرِقُ مِنْهَا كُلَّ أَرْضٍ غَرَائِبًا ... حِسَانُ المَبَادِي رَاتِعَاتُ المَطَالِعِ إِذَا أُنْشِدَتْ كَادَتْ لِفَرْطِ بَيَانِهَا ... تَعِيْهَا القُلُوْبُ قَبْلَ وَعْي المَسَامِعِ أَبُو الأَسْوَدُ الْدُّؤَليُّ: 17614 - يُصيبُ وَمَا يدري وَيُخطي وَمَا دَرَى ... وَكَيفَ يَكُونُ الجَهلُ إِلَّا كَذَلكَا كَانَ زِيَادُ بنُ أَبِيْهِ قَدْ وَلَّى نَعِيْمَ بنَ مَسْعُوْدٍ النَّهشَلِيَّ وَالحصيْنَ بنَ الحُرِّ العَنْبَرِيَّ عَمَلَيْنِ مِنْ أَعْمَالِ فَارِسَ فَكَتَبَ أَبُو الأَسْوَدِ إِلَيْهِمَا كِتَابَيْنِ يَلْتَمِسُ مِنْهُمَا الرِّفْدَ فَأَمَّا نَعِيْمُ بن مَسْعُوْدٍ فَقَرَأَ كِتَابَهُ وَوَصَلَهُ وَأَجَابَهُ وَأَمَّا الحُصَيْنُ بنُ الحُرِّ فَأَلْقَى كِتَابَهُ وَلَمْ يَقْرَأَهُ كَتَبَ أَبُو الأَسْوَدِ إِلَيْهِ: حَبَسْتَ كِتَابِي إِذْ أَتَاكَ تَعَرُّضًا ... لِسَيْبكَ لَمْ يَذْهَبْ رَجَائِي هُنَالِكَا وَخَبَّرَنِي مَنْ كُنْتُ أَرْسَلْتُ إِنَّمَا ... أَخَذْتَ كِتَابِي مُعْرِضًا بِشِمَالِكَا نَظَرْتَ إِلَى عُنْوَانِهِ وَنَبَذْتَهُ ... كَنَبْذِكَ نَعْلًا أخْلقَتْ مِنْ نِعَالِكَا نَعِيْمُ بن مَسْعُوْدٍ أَحَقُّ بِمَا أَتَى ... وَأَنْتَ بِمَا تَأتِي حَقِيْقٌ بِذَلِكَا يُصِيْبُ وَمَا يَدْرِي وَيُخْطي وَمَا دَرَى. البَيْتُ جَحْظَةُ وقيل ابن لُنْككَ: 17615 - يَضحَكُ إبليسُ سُرُورًا بِهِمُ ... لأَنَّهُم عَارٌ عَلَى آدَم 17616 - يَضَعُ المَعُروفَ في مَوضِعِهِ ... وَيُربُّ العُرفَ مُن حَيثُ صَنَع أبو بَراءٍ، عَامر بنَ مَالِكٍ: 17617 - يُضَعِّفُنُي حلمِي وَكَثُرَةُ جَهلهِم ... عَلَيَّ وَأَنِّي لَا أَصُولُ بِجَاهِلِ امرُؤَ القَيْسِ: 17618 - يُضِيءُ الفِراشَ وَجهُهَا لِضَجِيعِهَا ... كَمِصبَاحِ زَيتٍ في قَنادِيلِ ذُبَّالِ ¬
إبرَاهيمُ الغَزِيُّ: 17619 - يَضِيقُ الفَضاءُ الرَّحُب في عَينِ خَائِفٍ ... وَيَعظُم قَدرُ الفَلسِ في قَلبِ خَائِب 17620 - يَضِيقُ صَدري بِغَمٍّ عِنُدَ حَادثَةٍ ... وَرُبَّمَا خَيرات في الغَمِّ أَحَيَانا بَعْدَهُ: وَرُبَّ يَوْمٍ يَكُوْنُ الهَمُّ أَوَّلُهُ ... وَعِنْدَ آخِرِهِ رُوْحًا وَرَيْحَانَا ما ضِقْتُ ذرْعًا بِغَمِّ عِنْدَ حَادِثَةٍ ... إِلَّا فَرَجٌ قَدْ حَلَّ أَوْ حَانَا أَبو فِرَاسٍ بن حَمدانَ: 17621 - يَضِيقُ مَكَانِي عَن سِوَايَ لأَنَّني ... عَلَى قمَّةِ المَجدِ المُؤثلِ جَالِسُ قَبْلهُ: أَيُدْرِكُ مَا أَدْرَكْتُ إِلَّا ابنَ حُرَّةٍ ... تُمَارِسُ فِي كسب العلى ما أُمارسُ رَفعْتُ عَنِ الحُسَّادِ قَدْرِي وَهَلْ هُمُ ... وَمَنْ حَسَدُوا لو شِئْتَ إِلَّا فرائسُ وَرُبَّمَا زَانَ الأمَاجِدُ مَاجِدٌ ... وَرُبَّمَا زَانَ الفَوَارِسَ فَارِسُ حَاتِمٌ الْطائِيُّ: 17622 - يُضِئُ لَها البَيْتُ الظَّلِيلُ خَصَاصُهُ ... إِذَا هَي لَيلًا حَاوَلَت أَن تَبسَّمَا 17623 - يُطَالِبُني قَلبي بِكُمُ كُلَّ سَاعةٍ ... إِذَا أَفلسَ المَديونُ لَجَّ المُطَالُب سَابِقٌ الْبَرْبَريّ: [من السريع] 17624 - يطلب أصلُ المَرءِ من فعلِهِ ... وَفِعلُهُ عَن أَصلِهِ يُخبِرُ ¬
أَبْيَاتُ سَابِقٍ البَرْبَرِيِّ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِلَى شَفَا النَّارِ أُمَاشِي أَخِي ... لَكِنَّنِي إِنْ خَاضَهَا أَصْدُرُ أَنْتَهِزُ الفُرْصَةَ فِي وَقْتِهَا ... أَلْتَقِطُ الجوْزَ إِذَا يُنْثرُ يُطْلَبُ أَصْلُ المَرْءِ مِنْ فِعْلِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: كَمْ مَاكِرٍ حاقَ بِهِ مِكْرُهُ ... وَوَاقِعٍ فِي قَعْرِ مَا يَحْفِرُ البَابُ فَانْصِبْ حَيْثُ مَا يَشْتَهِي ... صَاحِبُهَا فَهُوَ بِهَا أَبْصَرُ مَا أَقْبَح الشَّيْطَانَ لَكِنَّهُ ... لَيْسَ كَمَا يُنْقَشُ أَوْ يُذْكَرُ يَلْقَى قَلِيْلَ المَاءِ رَطْبَ الثَّرَى ... وَالطِّيْنُ رَطْبٌ بَلَّهُ أَيْسَرُ إِنْ تَأْتِ عُوْرًا فَتَعَاوَرْ لَهُمْ ... وَقُلْ أَتَاكُمْ رَجُلٌ أَعْوَرُ الكَلْبُ لَا يُذْكَرُ فِي مَجْلِسٍ ... إِلَّا تَرَاءى عِنْدَمَا يُذْكَرُ خُذْهُ بِمَوْتٍ يَغْتَنِمْ عِنْدَهَا ... الحِمَى فَلَا يَشْكُو وَلَا يَجْأَرُ فَرَرتُ مِنْ قطْرٍ إِلَى مشعبٍ ... عَلَيَّ بِالوَابِلِ مُثْعَنْجَرُ الْرَّضيّ المُوسَويُّ: 17625 - يَطُولُ إِذًا هَمِّي إِذَا كُنُتُ كُلَّمَا ... سَمِعتُ نُبَاحًا مِن كلَابٍ خَسَاتُها 17626 - يَطُولُ استشِارَات التَّجارِب رَأُيُهُ ... إِذَا مَا ذَوُو الرّأي اسَتشارُوا التَجارِبَا جَمِيلُ بُثَيْنَة: 17627 - يَطُولُ اليَومُ لَا أَلقَاكِ فِيهِ ... وَحَولٌ نَلتَقي فيهِ قَصِيرُ بَعْدَهُ: وَقَالُوا لَا يَضِيْرُكَ نَأيُ شَهرٍ ... فَقُلْتُ لِصَاحِبَيَّ فيَما يَصِيْرُ 17628 - يَطُولُ بِكَفّي السَّيفُ إِمَّا شَهرتُهُ ... وإِن كَانَ نَصلُ السَّيفِ غَيرُ طَوِيل ¬
المُعْتَمِدِ صَاحبُ الْمَغْرِبُ: 17629 - يَطُولُ عَلَيَّ اليَومُ مَا لَم أُلَاقِها ... وَيقُصُرُ إن لَاقَيتُها طولُ الدَّهرِ يقول مِنْهَا: لَهَا غُرَّةٌ كَالبَدْرِ عِنْدَ تَمَامِهِ ... وَصَدْغًا غيَّر صَفْحَة البَدْرِ وَقَدٌّ كَمِثْلِ الغصْنِ مَالَتْ بِهِ الصّبَا ... يَكَادُ لَهُ لِفرْطِ اللِّيْنِ يَنْعَدُّ في الخَصْرِ وَجَاءَتْ كَمَا جَاءَتْ تَهَادَى عَمَامَةٌ ... وَلَفْظٌ كَمَا انْحَلَّ النِّظَامُ مِنَ الدُّرِّ عليّ بن يحيى الأَرْمَنيُّ: 17630 - يَطُولُ لسَاني في العَشِيرة مُصلِحًا ... عَلَى أَنَّهُ يَومَ الكَريهة صَامِتُ الأَوْسُ بنُ سَلِيم اليَسْكَرِيُّ: 17631 - يَطِيبُ تُرَابُ الأَرض إن نَزَلُوا بهَا ... وأَطيبُ منهُ في المَماتِ قُبُورُهَا وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ (¬1): يَطِيْبُ تُرَابُ الأَرْضِ إِنْ نَزلُوا بِهَا ... وَتَخْتَال إِنْ يَعْلُوا عَلَيْهَا المَنَابِرُ محمَّد بن عُمر الْمَنْقَريُّ: 17632 - يطِيرُ إِلَى الطَّعَام أَبُو رَياشٍ ... مُبَادَرةً وَلَو وارَاهُ قَبرُ بَعْدَهُ: أَصَابِعُهُ مِنَ الحَلْوَاءِ صُفْرٌ ... وَلَكِنَّ الأَخَادِعَ مِنْهُ حُمْرُ هَذَا يَقُوْلُهُ فِي أَبِي رِيَاَشٍ الثُّمَامِيِّ، أَخَادِعُهُ حُمْرٌ، أيْ مِنْ كثْرَةِ مَا يَصْفَعُوْنَهُ ¬
الرَّضِيُّ الموسَويُّ: 17633 - يُطَيّبُ النَّفسَ عَنُ قَطعي عَلَائقهِا ... أنّي أُفَارِقُ مَن فَارَقتُ مَعذُورَا أبو عَبْدُ اللَّهِ اليَعْقُوبيُّ: 17634 - يَظَلُّ إِذَا مَا فَاتهُ النَّيكُ باكيًا ... كَمَا بَكتِ الخَنساءُ يَومًا عَلَى صَخْرِ أَبْيَاتُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ اليَعْقُوْبِيِّ، وَكَانَ مِنْ بَيْتِ الوَزَارَةِ وَابْتلي بِشِدَّةِ الفَقْرِ وَخَلْعِ العذَارِ وَالتَّهَتُّكِ فِي اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أولًا وَأَخِيْرًا، وقَدْ سَبَقَ العُذْرُ عَنْ إِثْبَاتِ أَمْثَالِ هَذِهِ السُّخْفِيَّاتِ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا مِتُّ فَانْعُوْنِي إِلَى اللَّحْمِ وَالخَمْرِ ... وَظبْيٍ مَرِيْضِ الطَّرْفِ أَبْلَجَ كَالبَدْرِ وَلَا تَنْدبُوْنِي لِلْمَكَارِمِ وَالعَلَى ... وَلَا تَذْكُرُوْنِي فِي الجلِيْلِ مِنَ الأَمْرِ وَلَا تَصِفُوْنِي بِالمُرُوْءَةِ وَالحِجَى ... فَمَا أَنَا مِنْ أَهلِ المُرُوْءَة وَالسِّتْرِ أَنَا الرَّجُلُ المَهتُوْكُ مُذْ كُنْتُ يَافِعًا ... فَلَا تُشْبِعُوا بَطْنِي وَلَا تَجْبِرُوا قَعْرِي وَلَا تَنْفَعُوْنِي إِنَّنِي غَيْرُ شَاكِرٍ ... وَمَا فِيَّ مِنْ حَمْدٍ وَمَا فِيَّ مِنْ أَجْرِ أَمِنْ بَعْدِ أَنْ أَفْنَيْتُ سَبْعِيْنَ حجَّةً ... وَلَمْ تُؤْنِسُوا رشْدِي أُنَهْنَهُ بِالزَّجْرِ وَمَنْ لَمْ تَعِظْهُ الحَادِثَاتُ بِصَرْفِهَا ... فَلَا تَرْجُ مِنْهُ رشْدُهُ آخَرَ الدَّهرِ كَأَنَّكُمْ قَدْ نُعِيْتُ إِلَيْكُمُ وَغِبْت ... تَحْتَ التُّرْبِ فِي ظَلْمَةِ القَبْرِ فَلَا تَتْركُوا ذِكْرِي إِذَا مَا تَركتُكُمْ ... وَلَا تَغْفُلُوْهُ يَا بَنِي اللُّؤْم وَالغَدْرِ وَقوْلُوا رَمَيْنَا بَعْدَ فَقْدٍ مُحَمَّدٍ ... أَخِي الظُّرْفِ إِذْ وَلَّى بِقَاصِمَةِ الظَّهرِ كَأَنِّي لَمْ أَشْرَبْ مُدَامًا وَلَمْ أَنِكْ ... غُلَامًا بِأَيْرٍ فِيْهِ مِثْل لَظَى الجمْرِ يَلُوْكُ إِذَا مَا مَرَّ فِيْهِ لِسَانُهُ ... وَيَحْمِدُ مِنْهُ شِدَّةَ الطَّعْنِ وَالدَّسْرِ يَظَلُّ إِذَا مَا فَاتَهُ النَّيْكُ بَاكِيًا. البَيْتُ أبو العَتَاهِيَةِ: 17635 - يَظُنُّ النَّاسُ بُي خيرًا وَأنّي ... لَشرُّ النَّاسِ إِن لَمُ تَعُفُ عَنّي ¬
يقول مِنْهَا قَبْلهُ: أُجَنُّ بِزَهرَةِ الدُّنْيَا جُنُوْنًا ... وَأَفْني العُمْرَ فِيْهَا بِالتَّمَنِّي وَبَيْنَ يَدَيَّ مُحْتَبَسٌ طَوِيْلٌ ... كَأَنِّي قَدْ دُعِيْتُ لَهُ كَأَنِّي وَلَوْ أَنِّي صَدَقْتُ الزُّهدَ فِيْهَا ... قَلَبْتُ لأَهلِهَا ظَهرَ المِجَنِّ فَمَا لِي حِيْلَةٌ إِلَّا رَجَائِي ... لِعَفْوِكَ إِنْ عَفَوْتَ وَحُسْنِ ظَنِّي وَكَمْ مِنْ زَلَّةٍ لِي فِي الخَطَايَا ... وَأَنْتَ عَلَيَّ ذُو فَضْلٍ وَمَنِّ إِذَا فَكَّرتُ فِي نَدَمِي عَلَيْهَا ... عَضَضْتُ أَنَامِلِي وَقَرَعْتُ سِنِّي يَظُنُّ النَّاسُ بِي خَيْرًا وَإِنِّي. البَيْتُ. الْصَّابيءُ: 17636 - يَظُنُّ النَّاسُ بي فيهَا ثراءً ... وَحَسبِي منُ ظُنُونِ النَّاسِ قُوتُ ابْنُ زبَادَةَ: 17637 - يَظُنُّ أَن لَيسَ لي منه بدُّ ... فَكَانَ لي مِنهُ أَلفُ بُدِّ أَعْرَابيٌّ في أَحْمَق: 17638 - يَظُنُّ بأَن الخَملَ في القُطفِ نَابتٌ ... وَأَنَّ الذِي في دَاخِلِ التّيِنِ خَرَدلُ قَبْلهُ: وَقَدْ جِئْتُ مُمْتَازًا مِنَ العِلْمِ بُلْغَـ ... ـــةً لِمَنْ لَيْسَ يَدْرِي أَيَّ رِجْلَيْهِ أَطْوَلُ يَظُنُّ بِأَنَّ الحَمْلَ فِي القُطْف ثَابِتٌ. البَيْتُ. 17639 - يَظُنُّ بَأَنَّ الأمَر جَارٍ بأَمِرِه ... وَليسَ لَهُ عِلمٌ يُصبِحُ أَمْ يُمسي ¬
قَبْلهُ: وَمَنْ لَمْ تَوَدُّ بِهِ اللَّيَالِي وَصَرْفُهَا ... فَمَا هُوَ إِلَّا غَائِبُ العَقْلِ وَالحِسِّ يَظُنُّ بِأَنَّ الأَمْرَ جَارٍ بِأَمْرِهِ. البَيْتُ. الخُبزُرِزّيُّ: 17640 - يُعَابُ الفَتَى فيمَا أَتى باختِيارِ ... هِ وَلَا عَيبَ فيما كَانَ خُلقًا مُرَكَّبَا كَاتبُه عَفا اللَّهَ عنهُ: 17641 - يُعَاتَبُ المَرءُ فيمَا جَاءَ مُعتَمِدًا ... وَلَا يُعَاتَبُ إِن أخطَا وَإِن زهَقا أَبُو الشَمَقْمَقِ: 17642 - يُعَاتبُني بِلا عقلٍ خَليلِي ... وَلَا يَدري خَليلِي مَا طَحَاهَا بَعْدَهُ: إِذَا زَاحَمْتَ بَوَّابًا لإِذْنٍ ... فَلَا بَلَغَتْ إِذًا نَفْسِي مُنَاهَا المُقَنَّع الْكِنْدِيُّ: 17643 - يُعَاتبُني في الدَّينِ قَومي وَإِنَّما ... دُيُوني في أَشَياءَ تُكْسِبُهُم حَمدَا أَبْيَاتُ المُقَنَّعِ الكِنْدِيِّ، وَاسْمُهُ ظَفَرُ بن مُحَمَّدِ عُميرَة بن أَبِي أَسْمَرِ ابنِ فَرْحَانَ بنِ قَيْسِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الحَارثِ: يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَا. البَيْتُ. وَبَعْدَهُ: أَسُدُّ بِهِ مَا قَدْ أَخَلُّوا وَضَيَّعُوا ... ثُغُوْر حُقُوْقٍ مَا أَطَاقَوْا لَهَا سَدَّا وَفِي جفْنَةٍ مَا يُغْلَقُ البَاب دُوْنَهَا ... مُكَلَّلَةً لَحْمًا مُدَقَّقَةً ثُرْدَا وَفِي فَرسٍ نَهدٍ عَتِيْقٍ جَعَلْتهُ ... حِجَابًا لِبَيْتِي ثُمَّ أَخْدَمْتُهُ عَبْدَا ¬
وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي ... وَبَيْنَ بَنِي أُمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا إِذَا أَكَلُوا لَحْمِي وَفرْتُ لُحُوْمَهُمْ ... وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدَا وَإِنْ ضَيَّعُوا غَيْبِي حَفَظْتُ غُيُوبَهُمْ ... وَإِنْ هُمْ هَوُوا غَيِّي هَوَيْتُ لَهُمْ رُشْدَا وَإِنْ زَجَرُوا طَيْرًا بِنَحْسٍ ... زَجَرْتُ لَهُمْ طَيْرًا تَمُرُّ بِهِمْ سَعْدَا وَلَا أَحْمِلُ الحِقْدَ القَدِيْمَ عليهم ... وَلَيْسَ رَئِيْسُ القَوْم مَنْ يَحْمِلُ الحِقْدَا وَإِنْ أَجْمَعُوا صرْمِي مَعًا وَقَطِيْعَتِي ... جَمَعْتُ لَهُمْ مِنِّي مَعَ الصِّلَةِ الوُدَّا وَإِنْ قَدَحُوا زِنْدًا لِحَرْبِي وَرِيَّةً ... قَدَحْتُ لَهُمْ فِي دَارِ مَكْرُمَةٍ زَنْدَا وَلَيْسُوا إِلَى نَصْرِي سِرَاعًا ... وَإِنْ هُمُ دَعُوْنِي إِلَى نَصْرٍ أَتَيْتَهُمْ شَدَّا وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ نَازلًا ... وَمَا شِيْمَةٌ لِي غَيْرَهَا تُشْبِهُ العَبدَا أَجُوْدُ بِمَالِي خِشْيَةَ أَنْ يُغْمَرُوا ... إِذَا مَا هُمْ شَدُّوا عَلَى الضّرَرِ العَقْدَا فَمَا زَادَنِي الإقْلَالُ مِنْهُمْ تَقَرُّبًا ... وَلَا زَادَنِي فَضْلُ الغِنَى مِنْهُمُ بُعْدَا لَهُمْ جُلُّ مَالِي إِنْ تَتَابَعَ لِي ... غِنًى وَإِنْ مَالِي إِنْ لَمْ أُكَلِّفهُمْ رِفْدَا كَشَاجِمُ: 17644 - يُعَادُ حَدِيثُهما فَيزِيدُ حُسنًا ... وَقَد يُستَقبَحُ الشَّيءُ المُعَادُ قَبْلهُ: قِفِي ثُمَّ أخْبِرِيْنَا يَا سُعَادُ ... بِذَنْبِ الطَّرْفِ لم أُخِذَ الفؤادُ وَأَيُّ شَرِيْعَةٍ حَكَمَتْ إِذَا مَا ... جَنَى زَيْدٌ بِهِ عَمْرُو يُقَادُ مُنَعَّمَةٌ يُقِرُّ بِهَا هَوَاهَا ... وَإِنْ نَزَحَتْ بِمَنْزِلِهَا البِلَادُ يُعَادُ حَدِيْثُهَا فَيَزِيْدُ حُسْنًا. البَيْتُ 17645 - يَعَافُ وِصَالَ ذَاتِ البَذلِ ... قَلبي وَيتَّبِعُ المُمنَّعَةَ النَّوارَا 17646 - يُعَاقِبُ تَأديبًا وَيعفُو تَطولًا ... وَيُغضِي عَنِ الجَانِي وَيُعِطي فَيُجزلُ ¬
17647 - يُعَاقَبُ مِنُ أسَاءَ القَولَ فيِهِم ... وَإِن يُحسِن فَليسَ لَهُ ثَوابُ كَاتبُه عَفا اللَّهَ عنهُ: 17648 - يُعَانِدُ الدَّهرُ الكَرِيمَ ... وَيَرفَعُ النَذلَ اللَّئِيمَا 17649 - يُعَانِدُ الدَّهر كُلَّ حُرٍّ ... وَيَتَّقِى جَانِبَ اللِئَامِ وَقَالَ آخَرُ: يُعَانِدُ الدَّهرُ الكِرَامَ ... وَللِّئَامِ أَخٌ وَصَاحِبْ ابْنُ دُرْيد في مَقْصُورَة: 17650 - يَعتَصِمُ الحِلمُ بجَنبَي حُبوَتِي ... إِذَا رِيَاحُ الطَّيشِ طَارَت بِالحَبا الرّضيّ المُوسَويُّ: 17651 - يُعجبُنِيُ مَطلُ غَريم الهَوَى ... لِطُولِ تَردَادِي إِلَى المَاطِل 17652 - يَعِدُ الوَعدَ وَلكِن ... دُونَهُ لَمعُ السَّرابِ 17653 - يُعَدُّ رَفيعُ القَوم مَن كَانَ عَاقِلًا ... وإن لم يَكُن في قَومِه بحَسِيبِ بَعْدَهُ: إِذَا حَلَّ أَرْضًا عَاشَ فِيْهَا بِعَقْلِهِ ... وَمَا عَاقِلٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيْبِ أَعْرَابِيٌّ: 17654 - يَعُدُّونَ يومًا وَاحِدًا إِن أَتَيتُها ... وَينسَونُ مَا كانَت مَن الدَّهر تَهجُر ¬
قَبْلهُ: لَعَمْرُ أَبِي المُحْصِيْنَ أَيَّامَ نَلْتَقِي ... لِمَا لَا نُلَاقِيْهَا مِنَ الدَّهرِ أَكْثَرُ يَعُدُّوْنَ يَوْمًا وَاحِدًا إِنْ أَتَيْتهَا. البَيْتُ الْسَفَّاحُ بنُ بكر: 17655 - يَعدُو فَلا تَكذِبُ شدَّاتهُ ... كَمَا عَدَا الذئبُ بوادِي السّبَاعِ إبرَاهيمُ بنُ العَبَّاسِ الصُوليُّ: 17656 - يَعرِفُ الأَبعد إِن أُثري ... وَلَا يَعرِفُ الأَدنَى إِذَا ما افتَقَرا ومن باب (يَعْرِفُهُ) قَوْلُ آخَر (¬1): يَعْرِفُهُ البَاحِثُ مِنْ جنْسِهِ ... وَسَائِرِ النَّاسِ لَهُ مُنْكِرُ وَقَالَ ابْنُ أَبِي البَغْلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: أَبُو الفَتح بنُ أبي حُصَيْنَةَ: 17657 - يَعرَى الكَريُم مِنَ الثِّيَابِ وَيَكتَسِى ... حُلَلَ المَكارِم فَهُوَ عَارٍ كَاسي قَبْلهُ: يَا هَذِهِ لَوْ كَانَ قَلْبُكِ رَاحِمًا ... لَرَثيْتِ لِي مِمَّا أَبيْتُ أُقَاسِي لَكِنْ فُؤَادكِ مِثْلَ فُوْدكِ فَاحِمٌ ... أَبَدًا وَقَلْبُكِ مِثْلُ قَلْبكِ قَاسِي قَيَّدْتُمُوْنِي بِالجمِيْلِ فَقُيِّدَتْ ... بِالشُّكْرِ بَيْنَ بُيُوْتِكُمْ أَفْرَاسِي قَالُوا عَرِيْتَ فَقُلْتُ إِلَّا مِنْ ثَنًا ... أَلْبَسْتُ نَفْسِي مِنْهُ خَيْرَ لِبَاسِ يَعْرَى الكَرِيْمُ مِنَ الثِّيَابِ وَيَكْتَسِي. البَيْتُ. ¬
17658 - يَعزُّ عَلَى الطَّيرِ الَّذي قُصَّ لا يُرَى ... مع الطَّير في جَوّ السّماءِ يَطيرُ يَعزُّ عَلَى الطَّيْرِ الَّذِي قُصَّ. البَيْتُ وَالبَيْتُ الآخرِ بَعْدَهُ: أَصْبَحْتُ كَالفَرْخِ فِي وِكْرٍ عَلَى فَنَنٍ ... لَا يَسْتَطِيْعُ نُهُوْضًا وَهُوَ مُعْتَكِفُ يَرَى الطُّيُوْر سِرَاعًا فِي تَصَرُّفِهَا ... دُوْنَ السَّمَاءِ وَفَوْقَ الأَرْضِ تَخْتَلِفُ فَكُلَّمَا هَمَّ بِالتِّطْيَارِ قُلْنَ لَهُ ... أَقِمْ مَكَانَكَ إِنَّ الرِّيْشَ مُنْتَتِفُ 17659 - يَعِزُّ عَلَى بَازيٍ يُقَصُّ جَنَاحُهُ ... يَرَى حَسَراتٍ كُلَّما طَارَ طَائِرُ بَعْدَهُ: يَرَى طَائِرَاتِ الجوِّ يَنْهَضْنَ فِي الفَلَا ... وَيَذْكُرُ إِذْ رِيْشُ الجَّنَاحَيْنِ وَافِرُ 17660 - يَعِزُّ غَنيُّ النَّفسِ أَن قَلَّ مَالُهُ ... وَيغنَى فَقيرُ النَّفسِ وَهوَ ذَليلُ 17661 - يُعَزُّونَ عَنكَ وَأين العَزاءُ ... وَلَكِنَّها سُنَّةٌ تُستَحَبُّ 17662 - يُعَزّى المُعَزِّي ثُمَّ يَمضي لشَأنِهِ ... وَيَبقَى المُعَزَّى في أَحر من الجَمرِ الرَّضِيُّ المُوسَويُّ: 17663 - يَعَضُّ أَنامِل الأُسدِ الضَّوَارِي ... عَلَيكَ بغَيظِ أَنيابِ الأَفَاعي بَعْدَهُ: فَلا تُغرُركَ قَعْقَعَةُ الأَعَادِيْ ... فَذَاكَ الصَّخْرُ خَرَّ مِنَ البُقَاعِ 17664 - يُعطُونَ مَا يُعطُونَهُ وَعُيونُهُمُ ... فِيهِ فَلَا يَزكُو وَلَا يَنمى ¬
جَعْفَرُ بن الطيِّبُ الكَلْبِيُّ: 17665 - يُعطي الجَزِيل وَلَا يَمُنُّ ... كَأَنَّما فَرضٌ عَلَيهِ نَوافِلُ الإِحسَانِ 17666 - يُعطي الخَلِيفَةُ دِينَارًا وَيَبخَسُهُ ... فِيهِ وَيأخُذُ منهُ أَلفَ دِينَارِ ابْنُ الرُّوميُّ: 17667 - يُعطِى الرَّغائِبَ جُودًا من طبيعَتِهِ ... لَا كَالمُتَاجِر بالمعرُوفِ أَحيَانَا بَعْدَهُ: إِذَا اشْتَرَى الحَمْدَ قَوْمٌ بِالنَّوَالِ ... رَأَى بَيْنَ التِجَارَةِ والمَعْرُوْفِ فُرْقَانَا فَمَا تَجَهَّمَ حَاجَاتِيْ لِكَثْرَتِهَا ... وَلَا تَلَوَّنَ مِنْهَا الوَجْهُ أَلْوَانَا سَأَلْتهُ الحَاجَ حَتَّى كدْتُ أسْألهُ ... رَدَّ الشَبَابِ جَدِيْدًا كَالذِي كَانَا البُحْتُريُّ: 17668 - يُعطَى امرؤٌ حَظَّهُ بلَا سَبَبٍ ... وَيُحرَمُ الحظَّ مُحصَدٌ سَبَبُه أَبُو تَمَّامٍ: 17669 - يُعطَى عَطاَء المُحسِنِ الخَضِلِ النَّدي ... عَفوًا وَيعتَذِرُ اعَتِذَارَ المُذنِبِ قَبْلهُ: يَا طَالِبًا مَسْعَاتَهُمْ لِيَنَالَهَا ... هَيْهَات نَيْلُ غُبَارِ ذَاكَ المَوْكِبِ يُعْطِيْ عَطَاءَ المُحْسِنِ الخَضِلِ النَّدي. البَيْتُ ابْنُ شَمْسِ الْخِلَافِةَ: 17670 - يُعطيكَ فَوقَ السّؤلِ قَبلَ سُؤَالِهِ ... كرمًا وَيَعتَذِرُ اعتذَارَ الجَانِي ¬
أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ أَبِيْ تَمَامٍ هَذَا. عَلِيُّ عَلَيْهِ الْسَّلام: 17671 - يُعُطِيكَ مَا فَوقَ المُنَى بلسَانِهِ ... وَيرُوغُ عَنكَ كَمَا يَرُوغ الثَّعَلبُ أَبْيَاتُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُوْصِي بِهَا وَلَدَهُ الحُسَيْنَ الولايات عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَحُسَيْنُ إِنَّ الرِّزْقَ مَكْفُوْلٌ بِهِ ... فَعَلَيْكَ بِالإجْمَالِ فِيما تطلبُ كَفَلَ الإِلَهُ بِرِزْقِ كُلِّ بَرِيَّةٍ ... وَالمَالُ مَكْسُوْبٌ يَجِيْئُ وَيَذْهَبُ وَالرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَقَلُّبِ نَاظِرٍ ... سَبَبًا إِلَى الإِنْسَانِ حِيْنَ يُسَبَّبُ وَاجْعَلْ صَدِيْقَكَ مَنْ إِذَا آخَيْتَهُ ... حَفِظَ الإِخَاءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يضْربُ اطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْضِ شفَاؤُهُ ... وَدَعِ اللَّئِيْمَ فَلَيْسَ مِمَّنْ يُصْحَبُ يُعْطِيْكَ مَا فَوْقَ المُنَى بِلِسَانِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَاحْذَرْ ذَوِي المَلقِ اللِّئَامِ فَإِنَّهُمْ ... فِي النَّائِبَاتِ عَلَيْكَ مِمَّنْ يَحْطُبُ 17672 - يُعطِيكَ مِنَ طَرَفِ اللسَانِ حَلَاوةً ... وَالمُرُّ مَا تلَقاهُ مِنُ أَفعَالِهِ أَبُو تَمَّامٍ: 17673 - يُعطِي وَيَحمدَ مَن يأتيهِ يَحَمدُهُ ... فَشُكرُهُ عِوَضُ وَمَالُه هَدَرُ 17674 - يُعطِي وَيمنَعُ لا بُخلًا وَلَا كَرمًا ... لكنَّها خَطَراتٌ مِن وَسَاوِسِهِ هَذَا البَيْتُ قَدْ وَرَدَ مَعْكُوْسًا فِي بَابِ: لكِنَّهَا خَطَرَاتٌ مِن وَسَاسِهِ ... يُعْطِيْ ويَمْنَعُ لا بُخْلًا وَلَا كَرَما ¬
هُوَ البَيْتُ بِعَيْنِهِ لَكِنَّهُ قَدَّمَ المِصْرَاعَ الأَخِيْرَ فَجَعَلَهُ أوَّلًا وَأَخَّرَ المِصْرَاعَ الأَوَّلَ فَجَعَلَهُ أَخِيْرًا وَهُوَ مِنْ بَابِ السَّلْخِ وَالاهتِدَامِ وَلَيْسَ بِمُكَرَّرٍ. 17675 - يُعطِي وَينمِي اللَّه أَمُوالَهُ ... وَالبَحرُ لا يُنضِبُهُ النَّزحُ الْخَنْسَاءُ في صَخْرِ: 17676 - يَعُفُّ وَيَعرفُ حَقَّ الجَوارِ ... وَيتَّخِذُ الحَمدَ وَالمَجدَ كَنزَا ابن شِبْلٍ في أَخِيِهِ أَحمدَ: 17677 - يُعَلَّلُ بِالدّواءِ وَليسَ يَدري ... بأنَّ الداءَ في شُرب الدّواءِ يقول مِنْهَا: وَمَنَّانِي الطَّبِيْبُ مُنًى فَلَمَّا ... بَدَا يَأَسٌ أَحَالَ عَلَى القَضَاءِ سَأَدَّرِعُ الهُمُوْمَ عَلَيْكَ دَهرِيْ ... وَأَقْضِيْ بِالأَسَى حَقَّ الإِخَاءِ أُسَوِّد بِالكَآبَةِ وَجْهَ صُبْحِيْ ... وَأغْسِلُ لَوْنَ لَيْلِيْ بِالبُكَاءِ وَيَسْلِبُنِيْ حَيَائِيْ فِيْكَ وِدٌّ ... يَرَى تَرْكَ الحَيَاءِ مِنَ الحَيَاءِ وَتعْجَبُ مِنْ بَلَى جِسْمِيْ عُيُوْنٌ ... وَأَمْرُ اللَّهِ يَعْجَبُ مِنْ بَقَائِي وَقَالُوْا رَاحَةُ المَحْزُوْنِ يَأسٌ ... وَيَأسِيْ مِنْكَ أَعْظَمُ لِلبَلاءِ 17678 - يَعلُو فَيعلَمُ أَنَّ ذَلكَ حَقُّهُ ... وَيُذيلُ فيهِمُ نَفسَهُ فَيُكرَّمُ 17679 - يَعُمُّ سَفِيهُ القَوم بالجَهلِ قَومَهُ ... ويُفضِي حَليمُ القَوم عمَّن يُنَاصِبُه 17680 - يُعَنّفُني العُذّالُ فيكُم جَهَالةً ... وَحاشَى لِمثلي أَن يُغيّرهُ العَذلُ 17681 - يُعَنفُنِي في أُمّ عَمرو عَوَاذلِي ... وَمَا أَنَا فِيهَا مَن يَلُوُم بِطَائع بَعْدَهُ: ¬
وَمَا فِيَّ عُضْوٌ لَيْسَ فِيْهِ هَوًى ... وَمَا مِنْ دَوَاءٍ غَيْرُهَا مِنْهُ نَافِعِي البُحْتُريُّ: 17682 - يَعيبُ الغَانياتُ عَلى شَيبتي ... وَمُن لي أَن أُمتَّعَ بالمَعِيبِ بَعْدَهُ: وَوَجْدِيْ بِالشَّبَابِ وَإِنْ تَقَضَّى ... حَمِيْدًا مِثْلُ وَجْدِيْ بِالمَشِيْبِ ومن باب (يَعِيْشُ) قَوْلُ بَشَّارٍ (¬1): يَعِيْشُ بِجَدٍّ عَاجِزٌ وَجَلِيْدُ ... وَكُلُّ قَرِيْبٍ لَا يَنَالُ بَعِيْدُ وَتصْبِحُ لَا تَدْرِي أَيَأْتِيْكَ خَافِضًا ... نَصِيْبُكَ أمْ تَغْدُو لَهُ فَتَزُوْدُ يَفُوْتُ الغِنَى قَوْمًا يخفُّونَ لِلْغِنَى ... وَيَلْقَى ربَاحًا آخَرُوْنَ قُعُوْدُ وقول آخَر (¬2): يَعِيْشُ الفَتَى حَاسِرًا ... وَيَتْلَفُ تَحْت الجنَن وَيُخْطِئُهُ خَوفُهُ ... وَيَصْرَعُهُ مَا أَمَنْ ومن باب (يُعَيِّرُنِي) قَوْلُ أَبِي هِفَّانَ (¬3): يُعَيِّرُنِي عُرْيي رِجَالٌ سَفَاهَةً ... فَعَرَّيْتُ نَفْسِي مُصْدِرًا بِي وَمُوْرِدَا وَإِنِّي كَمِثْلِ السَّيْفِ أَحْسَنُ مَا يُرَى ... وَاهب مَا يُلْفَى إِذَا السَّيْفُ جُرِّدَا ابْنُ حسّان الحَضْرَميُّ: 17683 - يَعِيشُ الفَتَى بِالعَقلِ في النَّاسِ إِنَّهُ ... عَلَى العَقلِ يَحرى علمُهُ وَتجاربُه حَوْطُ بنُ رِئابٍ: ¬
17684 - يَعِيشُ الفَتَى بالفَقرِ يومًا وَبِالغنَى ... وكلُّ كَأَن لَم يلقَ حينَ يُزَائِلُهُ مثله (¬1): يَعِيْشُ الفَتَى مَا بَيْنَ سُقْمٍ وَصِحَّةٍ ... وَكُلٌ كَأَنْ لَمْ يَلْقَهُ حِيْنَ يذْهَبُ 17685 - يَعِيشُ المَرءُ مَا استَحينَي بِخيرٍ ... وَيبقَى العُودُ مَا بقي اللحَاءُ قَالَ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّه عَنْهُ غَنَّى مُغَنٍ فَقَالَ (¬1): وَلَمَّا قَضَيْنَا مِنْ مُنًى كُلَّ حَاجَةٍ ... وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ تَسِيْر الرَّكَائِبُ وَقَفْنَا فَسَلَّمْنَا سَلَامَ مُخَالِسٍ ... فَرَدَّتْ عَلَيْنَا أَعْيُنٌ وَحَوَاجِبُ فَاقْتَرَحَ بَعْضُ الأَصْحَابِ إجَازَتهَا فَقُلْتُ: أَلَا هَلْ لأَيَّامٍ تَقَضَّتْ حَمِيْدَةً ... رُجُوْعٌ فَلِي دَمْعٌ عَلَيْهُنَّ سَاكِبُ وَمَنْ لِي بِأَيَّامِ الحِمَى سُقِيَ الحِمَى ... وَمِنْ أَيْنَ لِي سُكَّانهُ وَالحَبَائِبُ وَيُطْعِمُهُ نَزْفُ المُنَى وَهُوَ خُلَّبٌ ... وَيَخْدَعُهُ إِيْمَاصُهُ وَهُوَ كَاذِبُ لَعمرِي لَقَدْ جَرَّبْتُ دَهْرِي وَأَهْلهُ ... فَمَا زَادَنِي إِلى البَقَاءِ التَّجَارِبُ إِذَا امْرُؤٌ أَثْرَى لَمْ يَزَلْ ذَا مَحَاسِنٍ ... وَإِنْ هُوَ أكدى شَوَّهَتْهُ المَعَايِبُ كَذَى النَّاسُ إِمَّا وَاسِعُ الرِّزْقِ ... مُنْجِحٌ وَإِمَّا ضَيِّقُ الرِّزْقِ خَائِبُ وَمَا الرِّزْقُ مِنْ عَجزٍ وَلَا بِجَلَادَةٍ ... وَلَكِنْ أَحَاظٍ قُسِّمَتْ وَمَوَاهِبُ فخذ لِجُوْدٍ لَا يؤَاتِيْهِ بسْطَةٌ ... ويحل امْرِئٍ فَاضَتْ عَلَيْهِ المَكَاسِبُ وَمَا زَالَ هَذَا الدَّهرُ يُبْدِي عَجَائِبًا ... لأَهلِ النُّهَى وَالدَّهرُ فِيْهِ العَجَائِبُ 17686 - يَعِيشُ قَومٌ وَيَموتُ قَومُ وَ ... الدَّهُر قَاضٍ مَا عَليهِ لَومُ ¬
أنشد أَبو مُحَلّمٍ: 17687 - يُعين عَلَيَّ الدَّهَر وَالدَّهرُ مُكُتَفٍ ... وَإِن اَستَعنتُه لَم يُعني عَلَى الدَّهرِ الصابئ: 17688 - يعيِّرني بالحبس مَنْ لَو يَحُله حلولي ... طالت واشمخرَّتْ مراتبه أَبُو فراسٍ بن حَمَدانَ: 17689 - يَغتَرُّ بِالدُّنيا الجَهُولُ ... وَليسَ في الدُّنيُا مُمَلَّى الرّضيُّ المُوسَويُّ: 17690 - يَغُرُّ الفَتَى مَا طَالَ مَن حَبلِ عُمِرِه ... وَتُرخَى المَنايَا بُرهةً ثُمَّ تَجدبُ قَوْلُ الرّضِيّ الموْسَوِيِّ: يَغُمُّ الفَتَى ذِكْرُ المَشِيْبِ. البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا (¬1): هُوَ الشَّوْقُ مَدْلُوْلٌ عَلَى مَقتَلِ الفَتَى ... إِذَا لَمْ يَعُدْ قَلْبًا بِلُقْيَا حَبِيْبِهِ يَقُوْلُ مِنْهَا: تُعَيِّرُنِي تَلْوِيْحَ وَجْهِي وَإِنَّمَا ... نضَارَتهُ مَدْفُوْنَةٌ فِي شُحُوْبِهِ فَرُبَّ شَقَاءٍ قَدْ نَعِمْنَا بِمُرِّهِ ... وَرُبَّ نَعِيْمٍ قَدْ شَقِيْنَا بِطِيْبِهِ وَلَوْلَا بَوَاقِي نَائِبَاتٍ مِنَ الرَّدَى ... غَفَرْتُ لِهَذَا الدَّهرِ مَاضِي ذُنُوْبِهِ يَغُمُّ الفَتَى ذِكْرُ المَشِيْبِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: وَمَا أَسَفِي إِلَّا عَلَى مَا حَلَوْتُهُ ... عَلَى سَمَعِ مَنْزُوْرِ النَّوَايَا نضُوْبِهِ إِذَا مَا رَآنِي قَطَّعَ اللَّحْظُ طَرْفهُ ... وَعَنْوَنَ لِي إِعْرَاضُهُ من قُطُوْبِهِ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ حَمْدِي نَصِيْبًا لِجُوْدِهِ ... وَجَعَلْتُ ضُرُوْبَ الذَّمِّ أَدْنَى نَصِيْبِهِ ¬
وَإِنَّ عَنَاءَ النَّاظِرِيْنِ كِلَاهُمَا ... إِذَا طَمعَا مِنْ بَارِقٍ فِي خُلُوْبِهِ وَكُلُّ فَتَى يَرْنُو إِلَى عَيْبِ غَيْره ... سَرِيْعًا وَأعْمَى عَيْنهُ عَنْ عُيُوْبِهِ وَإِنِّي إِذَا مَا بَلَّغَ اللَّهُ مُنْيَتِي ... ضَمَنْتُ لَهُ هَجْرَ القَرِيْضِ وَحَوْبِهِ وَأَجْعَلُ عضْبِي دُوْنَ وَجْهِي وقَايَةً ... لِيَأْمَنَ وَجْهِي مَاؤُهُ مِنْ نُضُوْبِهِ مُسْلِمُ بنُ الوَلِيدِ: 17691 - يَغُرُّ الفَتَى مرُّ اللَّيَالِيُ سَليمةً ... وَهُنّ بهِ عَمَّا قَلِيلٍ عَوَاثِرُ يَقُوْلُ مِنْهَا: أَرَادَتْ رجُوْعَ القَلْبَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ ... وَمَا عَلِمَتْ مَا أَحْدَثَتْهُ المَقَادِرُ يَزِيدُ بنُ مَفرّغ: 17692 - يَغسِلُ المَاءُ مَا صنَعتَ وَشِعرِي ... رَاسخٌ منكَ فِي العِظَامِ البَوَالي الفَرَزْدَقُ: 17693 - يُغضِى حَيَاءً وَيُغضَى مِن مَهَابتِهِ ... وَلَا يُكَلَّمُ إِلَّا حينَ يَبتَسمُ هَذَا البَيْتُ لِعُرُوَةَ بِنْ أُذَيْنَةَ اسْتطرَفَهُ الفَرَزْدَقُ مِنْهُ وَادَّعَى أَنَّهُ لَهُ مُصَالَتَةً فَصَارَ لَهُ قَهرًا وَكَذَا كَانَ الفَرَزْدقْ يَعْمَلُ إِذَا أَعْجَبَهُ بَيْتٌ استَنْزَلَ صَاحِبَهُ عَنْهُ طَوْعًا أَوْ كُرْهًا وَقَالَ هَذَا أَلْيَقُ بِكَلاميْ فَيَأخُذهُ وَيُدْخُلهُ شِعْرَهُ. 17694 - يُغَطّي عُيوبَ المَرءِ كَثرةُ مَالِهِ ... يُصدِّقُ فَيما قَالَ وهُو كَذوُبُ بَعْدَهُ: وَيَزْرِيْ بِعَقْلِ المَرِءِ قِلَّةَ مَالِهِ ... يَجَمِّعُهُ الأَقْوَامُ وَهُوَ لَبِيْبُ ¬
الرّضيُّ المُوسَويُّ: 17695 - يَغُمُّ الفَتَى ذكرُ المَشيِبِ ... وَرُبَّما تلقَّى انقضَاءَ العُمر قَبل مَشيبهِ البُحْتُريُّ: 17696 - يَغُمُّ المُوجز الهجُومُ عَلَى الأَ ... مرِ وَيُكدِى المُطَاوِلُ الهيَّابَه بَعْدَهُ: وَإِذَا مَا اخْضَلَّ بِالحَقِّ قَوْمٌ ... فَمِنَ الحَقِّ أَنْ تَنُوْبَ القَرَابَه ابن حَازِمٍ: 17697 - يُغنيكَ عَن بَدرِ الدُّجَى وَجهُهُ ... وَالبَدرُ لا يُغنيكَ عَن وجهِهِ 17698 - يَغِيظُهُم استِحقَاقُكُم وَحقُوقكُم ... فَلا عَدموا تلكَ الأُمور الغَوائظِا ابْنُ الْمُعْتَزُّ: 17699 - يَغِيظُهُم فَضلي عَلَيهم وَنَقصُهُم ... كَأَنّي قَسّمتُ الحُظُوظَ فَحابيتُ قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بنِ المُعْتَزِّ: يغِيْظَهُمُ فَضْلِي عَلَيْهُمُ. قَبْلَهُ: وَعَرَّفَنِي رَبِّي طَريْقَ سَلَامَتِي ... وَبَصَّرَنِي لَكِنَّنِي قَدْ تَعَامَيْتُ وَأَهلَكَنِي مَا أَهلَكَ النَّاس كُلَّهُم ... صُرُوْفُ المُنَى وَالحِرْصُ وَاللَّوُّ وَاللَّيْتُ ألَا رُبَّ سَاسٍ إِلَى الكَيْدِ حَامِلٍ ... ضِبَابَ الحَقُوْدِ قَدْ عَرفْتُ وَدَارَيْتُ فَعَادَ صَدِيْقًا بعدما كَانَ شَانِيًا ... بعيدَ الرِّضَا عَنِّي فَصَافَى وَصَضافَيْتُ يغِيْظَهُمُ فَضْلِي عَلَيْهُمُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: عَرَفْتُ الزَّمَانَ بُؤْسَهُ وَرَخَاءَهُ ... وَصَاَدَفْتُ مَكْرُوْهَ الخُطُوْبِ وَلَاقَيْتُ ¬
وَأُمْنِيَةٍ لَمْ أَمْنَعِ النَّفْسَ رَوْمهَا ... بلغتُ وَأُخْرَى بَعْدَهَا قَدْ تَمَنَّيْتُ رَأَيْتُ طَرِيْقِي فِي ذُرَى المَجْدِ ... وَاضِحَاً فسِرْتُ وَرَقَّتْنِي المُنَى فَتَرَقَّيْتُ وَكُنْتُ امْرَءًا قَدْ كَانَ مِنِّي الَّذِي تَرَى ... فَقَدْ بَلَغَتْ مِنِّي النُّهَى فَتَنَاهَيْتُ وقلت ألا يا نفس هل بعد شيبةٍ ... نذير فما عذري إذا ما تماديتُ فَخَلَّيْتُ شَيْطَانَ التَّصَابِي لأَهلِهِ ... وَأَدْبَرْتُ عَنْ شَأْنِ الغَوَانِي وَوَلَّيْتُ 17700 - يُغَيَّرُ بالخِضَابِ الشَّيبُ يَبدُو ... وَلَيسَ يُغَيّرُ الهَرَمَ الخضَابُ البُحْتُريُ: 17701 - يُغِيّرُ مُرُّ الدَّهرِ أَجسَام أَهلِهِ ... وَتَبقَى عَلَى حَالَاتِهنَّ الطَّبائِعُ قَدْ كُتِبَ إِخْوَانَهُ فِي تَرْجَمَةِ الكِتَابِ بَابْ: فَصَاحَةُ اللَفْظِ وَلَا حَاجَةَ إِلَى تَكْرِيْرِ ذَلِكَ. لَهُ أَيْضًا: [من الطويل] 17702 - يُفَاوِتُ من تَأليفِ شَعبي وَشعبهَا ... تَنَاهي مَشيبي وَابتداءُ شَبابها 17703 - يَفتَرُّ عندَ افترِارِ الحَربِ مُبتَسِمًا ... إِذَا تَغيَّرَ وَجهُ الفَارس البَطَلِ بَعْدَهُ: وكلما جال الطرف من طرف ... منها رأى من حسنه أخرا وكلما زرعت أقلامه سبجا في الطر ... س أنبت منها لفظه الدررا الْمُتَنبيّ: 17704 - يَفدِى بَنيكَ عُبيدَ اللَّه حَاسِدهُم ... بِجَبهةِ العَيرِ يُفدَى حَافرُ الفَرَسِ يقول مِنْهَا: ¬
إِنْ تَرُمْنِيْ نَكَبَاتُ الدَّهرِ عَنْ كَثبٍ ... ترم امرءًا غير عديدٍ ولا نكسِي الخَالِديُّ: 17705 - يَفدِيكَ بالنَّفسِ صَبٌّ لَو يَكُونُ لَهُ ... أَعزُّ من نَفسِهِ شيءٌ فَداكَ بهِ قَبْلهُ: أَنْبَاكَ شَاهِدُ أَمْرِيْ عَنْ مَغَبَّتِهِ ... وَجَدَّ جدَّ الهَوَى بي في تلعُّبهِ يَا نَازِحًا نَزَحت دَمْعِيْ قَطِيْفَتُهُ ... هَبْ لِي مِنَ الدَّمْعِ ما أبكي عليك بهِ وَلِيْ فُؤَادٌ إِذَا لَجَّ الغَرَامُ بِهِ ... هَامَ اشْتِيَاقًا إلى لقيا معذّبهِ يَفْدِيْكَ بِالنَفْسِ صَبٌّ لَوْ يَكُوْنُ لَهُ. البَيْتُ. 17706 - يَفرحُ الوَارِثُ بالمَالِ إِذَا وَرِثَ ... المَالَ وَيبكِي إِن غُضِب أَبُو بَكر الْعَرْزَميُّ: 17707 - يَفِرُّ جَبَانُ القَومِ عَن أُمّ نَفَسِهِ ... ويَحمي شُجَاعُ القَومِ مَن لا يُنَاسِبُهُ بَعْدَهُ: وَيُرْزَقُ مَعْرُوْفَ الجَوَادِ عَدوُّهُ ... وَيَحْرِمُ مَعْرُوْفَ البخيل أقاربُهُ أَحمَدْ بن أَبِي طَاهِرٍ: 17708 - يَفِرُّ مِنَ المَناظِرِ إِن أتَاهُ ... وَيَرمي مَن يُرَامِي من بَعيدِ قَبْلَهُ: يَهجُوْ المُبرِّدَ: لَعَمْرُكَ مَا المُبَرِّدُ بِالسَدِيْدِ ... وَلَا بِالمُسْتَقِيْمِ وَلَا المُفِيْدِ يَفِرُّ مِنَ المُنَاظِرِ إِنْ أتَاهُ. البَيْتُ. ¬
البُحْتُريُّ: 17709 - يَفسُدُ الأَمر ثُمَّ يَصلُح عَن ... قُربٍ وَللمَاءِ كَدرةٌ ثم يَصفُو قَبْلهُ: ثَقُلَتْ وَطْأَةُ الزَّمَانِ على ... جَانِب وَفري وأقسمت لا تخفُّ وَإِذَا أَرَاقَتِ المَطَامِعُ حسنًا ... فَسوَاي الرائي إليها المسفُّ وَإِزَائِيْ مَطَالِبُ لَوْ تُوَاتِيْني ... نَفْسٌ عنْ مثلهن تعفُّ وَمَتَى ارْتَدَتْ أَيْنَ تَجْعَل رقًّا ... فلينل رقك الأشف الأشفُّ يَفْسُدُ الأَمْرُ ثُمَّ يَصْلُحُ عَنْ قُرْبٍ. البَيْتُ. عَبْدُ اللَّه بن اسحَاقَ بن سَلَّامٍ: 17710 - يُفَسِّرُ الأَمرَ مَعقولًا بِمُشَتبَهٍ ... مَعنًى بِمعنًى وَللتَّفسِيرِ تَفسيرُ هَذَا البَيْتُ هُوَ المَثَلُ يُضْرَبُ لِمَنْ يُرِيْدُ أَنْ يُوَضِّحَ الشَّيْءَ وَيُبَيُّنَهُ فَيُبَيِّنَهُ وَيُزِيْدهُ إِشْكَالًا وَصُعُوْبَةً. البُحْتُريُّ: 17711 - يَفسُقُ طَرفي بمَن هَويتُ ... فَإِن سَاعَدهُ القَلبُ رَدَّهُ كَرمي بَعْدَهُ: وَاسْتَشْعَرَتْ نَفْسِيْ العَفَافَ عَنِ الرِّ ... يْبَةِ حَتَّى عَففْتُ فِي الحُلْمِ 17712 - يُفنِي البَخيِلُ بجَمعِ المَالِ جدتَهُ ... وَللحَوادِثِ وَالورَّاثِ مَا يَدَعُ بَعْدَهُ: كَدُوْدَةِ الخَزِّ مَا تُنْبِتْهُ يُهلِكُهَا ... وَغَيْرَهَا بِالَّذِي تُنْبِتْهُ يَنْتَفِعُ ¬
إبرَاهيمُ الغَزِيُّ: 17713 - يُفنِي السَّرى زَادَ المسَافِر وَالمنَى ... زَادٌ يزيدُ بطُولِ إِدمَانِ السُرَى المُتَنَبيّ: 17714 - يَفنَى الكَلَامُ ولَا يُحِيطُ بِوَصفِكُم ... أيُحيطُ مَا يَفنَى بمَا لَا ينفَدُ؟ بَشَّارُ: 17715 - يَفُوتُ الغنَى قومًا يَخفّونَ للغنَى ... وَيلقَى ربَاحًا آخروُنَ قعُودُ النَّاشيء الأحْصِيُّ: 17716 - يَفُوتُ الغنَى من لَا ينَامُ عَنِ السُّرَى ... وَآخَرُ يأتِي رزقُه وَهو نَائِمُ قَبْلَهُ: فِيْهِ مِنَ الحِكَايَةِ: مَنْ ظَنَّ أَنَّ الرِّزْقَ يَأتيْ بِحِيْلَةٍ ... فَقَدْ كذبَتهُ نَفْسهُ وَهُوَ آثِمُ يَفُوْتُ الغِنَى مِنْ لا يَنَامُ عَلَى السُّرَى. البَيْتُ. قِيْلَ: وَفَدَ النَّاشِئُ الأَحْصِيُّ مَنْسُوْبٌ إِلَى أَحَصِّ حَلَبَ عَلَى عَضدِ الدَّوْلَةِ بنِ بُوِيه وَامْتَدَحَهُ بِقَصِيْدَةٍ فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ سَنِيَّةٍ وأَحَالَهُ عَلَى الخَازِنِ فَحَضَرَ الخَازِنُ وَقَالَ مَا فِي الخزَانةِ شَيْءٌ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ عَضد الدَّوْلَةِ وَقَالَ لَهُ: مَا يَتَأَخَّرُ حَمْلُ المَالِ إِلَيْنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ فَإِذَا بَلَغَكَ ذَلِكَ فَإِنَّنَا نُضَاعِفُ لَكَ الجائزَةَ وَنَزِيْدُ فِي الإِحْسَانِ إِلَيْكَ. فَخَرَجَ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَوَجَدَ عَلَى البَابِ كِلَابًا لِعَضدِ الدَّوْلَةِ عَلَيْهَا قَلَائِدُ الذَّهَبِ وَجَلَالُ الخَزِّ وَقَدْ ذُبِحَ لَهَا السِّخَالُ وَأُلْقِيَ بَيْنَ يَدَيْهَا فَعَادَ إِلَى عَضدِ الدَّوْلَةِ فَوُقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ (¬1): ¬
رَأَيْتُ بِبَابِ دَارِكُمْ كِلَابًا ... تُغَذِّيْهَا وَتُطْعِمُهَا السِّخَالَا فَهَلْ فِي الأَرْضِ أَدْبَرُ مِنْ أَدِيْبٍ ... يَكُوْنُ الكَلْبُ أَحْسَنُ مِنْهُ حَالَا ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ قَرِيْبَةٍ حُمِلَ إِلَى عَضدِ الدَّوْلَةِ مَالٌ عَلَى البِغَالِ وَوَصَلَتْ لَيْلًا فَضَاعَ مِنْهَا بَغْلٌ بِمَا عَلَيْهِ وَهُوَ عَشْرَةُ آلافِ دِيْنَارٍ ذَهَبًا فَلَمْ يُوْجَدْ وَجَاءَ ذَلِكَ البَغْلُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ النَّاشِئِ وَقَدْ تَعَدَّى نِصْفُ اللَّيْلِ فَسِمَعَ حِسَّهُ فَظَنَّهُ لِصًّا فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَبِيَدِهِ السَّيْفُ مَجْذُوبًا فَوَجَدَهُ بَغْلًا وَالمَالُ عَلَيْهِ فَأَنْزَلَ عَنْهُ المَالَ وَضَرَبَ وَجْهَ البَغْلِ بِالسَّيْفِ مُغْمدًا فَمَضَى لِسَبِيْلِهِ ثُمَّ أَصْبَحَ فَأَصْلَحَ مِنْ شَأْنِهِ وَدَخَلَ عَلَى عَضدِ الدَّوْلَةِ فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْشَدَهُ القَصِيْدَةَ الَّتِي يَقُوْلُ مِنْهَا (¬1): وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الرِّزْقَ يَأْتِي بِمَطْلَبٍ ... فَقَدْ كَذَبَتْهُ نفسهُ وَهُوَ لَائِمُ يَفُوْتُ الغنى من لا ينام عَنِ السُّرَى. البَيْتُ قِيْلَ: فَلَمَّا سَمِعَ عَضدُ الدَّوْلَةِ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ قَطَعَ إِنْشَادهُ وَاسْتَوَى جَالِسًا وَقَالَ لَهُ: بِحَيَاتِي عَلَيْكَ أَوَصَلَ المَالُ إِلَيْكَ الَّذِي كَانَ عَلَى البَغْلِ وَالَّتِي صَدَقْتَنِي فَهُوَ لَكَ بِجَائِزَتِكَ. قَالَ: نَعَم. قَالَ: فَخُذْهُ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيْهِ فَعَجبَ الحَاضِرُوْنَ وَسَأَلُوا عَضدَ الدَّوْلَةِ عَنْ ذَلِكَ كَيْفَ عَرَفْتهُ؟ قَالَ: بِالأَمْسِ قَوْلُهُ: يَكُوْنُ الكَلْبُ أُحْسَنُ مِنْهُ حَالًا. وَاليَوْمُ يَقُوْلُ: وَآخَرُ يأتي رِزْقُهُ وَهُوَ نَائِمُ. سَلْمُ الْخَاسر: 17717 - يَفوُز الجَوادُ بحُسنِ الثناءِ ... وَيبقَى البَخِيلُ عَلَى بُخلِهِ الرَّضِيُّ الموسوي: 17718 - يَفوُز الفَتَى بالحمدِ وَالمَالُ نَاقِصٌ ... وَتَتبَعُ مَوفُورَ الرّجال المعَائرُ ¬
لَهُ أَيْضًا: 17719 - يَفوُزُ بالرَّاحَة الفَقيدُ ... وَللِفَاقِدِ طُولُ العَنَاءِ والتَعَبِ قَبْلَهُ: يَرْثِيْ أَبَا المَنْصُوْرِ ابْنِ المُرْزَبَانِ الكاَتِبُ: أَيَّ دُمُوْعٍ عَلَيكَ لَمْ تصبِ ... وَأَيُّ قَلْبٍ عَلَيْكَ لِمْ يَجِبِ مَالِيَ وَمَا لِلِخُطوْبِ تَسْلِبُنِيْ ... فِي كُلِّ يَوْمٍ رَغَائب السَلْبِ وَإِنَّنِيْ لِلشَّقَاءِ أَحْسَبُنِيْ ... أَلْعَبُ بِالدَّهرِ وَهُوَ يَلْعَبُ بِيْ فِي كُلِّ دَارٍ تَغْدُوْ المُنُوْنُ وَفِيْ ... كُلِّ الثَّنَايَا مَطَالِعُ النَّوَبِ يَفُوْزُ بِالرَّاحَةِ الفَقِيْدُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ. غَاضَ غَدِيْرُ الكَلامِ مَا بَقِيَ الدَّ ... هرُ وَقَرَّتْ شَقَاشِقُ الخُطَبِ 17720 - يَفهمُ كُلُّ نَاشقٍ لَا سَامعٍ ... مَا حدَّثَت عَنِ الرّياض الشَّمائِلُ 17721 - يُقَاسُ المَرءُ بِالمَرءِ ... إِذَا مَا هُوَ مَاشَاهُ المُعْتَمَدُ صَاحِبُ المَغْربُ: 17722 - يُقَاسِي فؤَادِي الوَجدَ وَالحِبُّ وَاصِلٌ ... فكَيفَ تُراهُ إِن جَفَاهُ حَبِيبُ أَبْيَاتُ المُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ صَاحِبُ المَغْربِ: يُنَادُوْنَ قَلْبِي وَالغَرَامُ يُجِيْبُ ... وَللقَلْبِ وَقْتَ النَّدَاءِ وَجِيْبُ يُقَاسِي الفُؤَادُ الوَجْدَ وَالحِبُّ وَاصِلٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: إِذَا أَخْطَأَ الأَحبَابُ زَيَّنْتُ حَالَهُمْ ... وَإِنَّ فُؤَادِي إِنَّمَا لَيُصِيْبُ عَليْمٌ بِأَسْرَارِ الغَرَامِ لأَنَّهُ ... بَصِيْرٌ بِأَدْوَاءِ الحِسَانِ طَبِيْبُ ¬
يُوَاصِلنَنِي سِرًّا وَيَصْرِمْنَ ظَاهِرًا ... وَذَلِكَ مِنْ أَفْعَالِهِنَّ عَجِيْبُ 17723 - يُقَالُ إِذَا وُفّقتَ إِنَّكَ عَاقِلٌ ... وَإِن لَم تُوفَّق قيلَ إِنَّكَ أَحمَقُ الوَزِيرُ بنُ جُهيرْ التَّغْلبيُّ: 17724 - يُقَالُ صَدِيقٌ باللِّسَانِ محَايزٌ ... كَمَا قِيلَ في الأَمثَالِ عَنقاءُ مُغرِبُ بَعْدَهُ: فَأَمَّا إِذَا مَا رُمْتُ شَخْصًا مُعَيَّنًا ... مِنَ النَّاسِ مَوْجُوْدًا فَذَلكَ مُتْعِبُ هَوَ الوَزِيْرُ عَمِيْدُ الدَّوْلَةِ أَبُوْ المَنْصُوْرِ مُحَمَّدُ بِنْ مُحَمَّدٍ جَهِيْرُ التَّغْلَبِيُّ. الخَوَارِزْميُّ: 17725 - يُقَبِّلُ رجلَيهِ رجَالٌ أَقلُّهمُ ... تُقبَّلُ في الدَّستِ الرَّفيعِ أنَامِلُه مُثْلُهُ قَوْلُ أَبِي القَاسَمِ عَلِيّ أَبِيْ العَلاءِ (¬1): يُقَبِّلُ صِيْدُ النَّاسِ أَعْتَابَ بَابِهِ ... وَتَعظَمُ عَنْهُ أَخْمُصٌ وَرِكَابُ لَدَى مَلِكٍ قَدْ خَطَّ فِي كُلِّ ... جَبْهَةٍ كِتَابَةَ رِقٍّ وَالمِدَادُ تُرَابُ وَقَوْلُ المُتَنَبِّيِّ فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ (¬2): تُقَبِّلُ أفْوَاه المُلُوْكِ بسَاطَةُ ... وَتَكبرُ عَنْهَا كمّهُ وَبَرَاجِمُهُ ابْنُ الرُّوميُّ: 17726 - يُقَدِّمُونَ قَديمَ الشِّعرِ من سَفَهٍ ... وَالفَضلُ في الفَضْلِ لَا في العَصرِ وَالقِدَمِ الرَّضِيُّ المُوسَويُّ: ¬
17727 - يُقدِمُ البَاسِلُ الأَبِيُّ عَلَى الحَـ ... ــتفِ وَفِيهِ عَنِ الهَوَانِ نُكُوصُ العَبَّاس بن الأَحنَفِ: 17728 - يُقَرِّبُ الشَّوقُ دَارًا وَهي نَازِحَةٌ ... مَن عَالجَ الشَّوقَ لَم يَستَبعِدِ الدَّارَا أبو الفَتحِ البُسْتيُّ: 17729 - يُقرُّ بعَين المُلكِ أنّكَ عَينُهُ وَ ... يَشرَحُ صَدرَ المُلك أنَّك في الصَّدر ومن باب (يُقَتِّرُ) قَوْلُ ابن الرُّوْميِّ يَهجُو (¬1): يُقَتِّرُ عِيْسَى عَلَى نَفْسِهِ ... وَلِيسَ بِساقٍ وَلَا خَالِدِ فَلَوْ يَسْتَطِيْعُ لِتَقْتِيْرِهِ ... تَنَفَّسَ مِنْ مِنْخَرٍ وَاحِدِ وَيُرْوَى: فَلَوْ كَانَ يَسْتَطِيْعُ مِنْ بُخْلِهِ. البَيْتُ وَقَالَ ابْنُ المُعْتَزِّ فِي بَخِيْلٍ (¬2): يَا بَخِيْلًا لَيْسَ يَدْرِي مَا الكَرَمْ ... حَرَّمَ اللَّوْمَ عَلَى فِيْهِ نَعَمْ خَبَّرُوْنِي عَنْهُ إِنْ قِيْلَ لَهُ يَوْمَ ... أَضْحَى قَرَّبَ اليَوْمَ بِدَمْ فَاسْتَخَارَ اللَّهُ فِي عِزْمتِهِ ... ثُمَّ ضَحَّى فِي قَفَاهُ فَاحْتَجَمْ وَقَالَ ابْنُ سَكْرَةَ فِي مُثلِهِ (¬3): أَغْشَى أُنَاسًا فَيَغْشَى فِي مَنَازِلِهِمْ ... عَلَيَّ جُوْعًا وَلَا أَغْشَى لَهُمْ نَارَا قَدْ أَلْغَمُوا القَمْلَ إِنْ تَرْزَأ دِمَاؤُهُمُ ... وَأَلْجَمُوا فِي الكوَى الجرذان وَالفَارَا ¬
17730 - يُقرُّ بعَيني أَن أَرَى رَملَةَ الغَضَا ... إِذَا مَا بَدَت يومًا لعَيني قِلَالُها بَعْدَهُ: وَلَسْتُ وَإِنْ أَحْبَبْتُ مَنْ يَسْكُن الغَضَا ... بِأَوَّلِ رَاجٍ حَاجَةً لا يَنَالُهَا ومن باب (يَقُرُّ بِعَيْنِي) قَوْلُ آخَر (¬1): يَقرُّ بعَيْنِي أَنْ أَرَى مِنْ بِلَادِهَا ... ذُرَى عَقَباتِ الأَجْرَعِ المُتَقَاوِدِ وَإِنْ أَرِد المَاء الدُّنى وَرَدُوا بِهِ ... وَلَوْ كَانَ مَخْلُوْطًا بِسمِّ الأَسَاوِدِ 17731 - يُقرُّ بِعَيني إِن أَلمَّ رسُولُها ... ببَابِي وَيَهوَى بالعَشيِّ سَلَامهَا بَعْدَهُ: وَيَذْكُرُ لِيْ دُوْنَ الرِّجَالِ حَدِيْثُهَا ... وَيَنْشِرُ عِنْدِيْ نُطْقُهَا وَكَلامُهَا 17732 - يُقِرُّ بِعَينِي قُربُهَا وَيزيدُنِي بهَا ... عَجبًا من كَانَ عندِي يَعيبُهَا قَالَ أَبُوْ بَكْرٍ الوَالِبِيِّ: أَنَّ أَبَا المَجْنُوْن صَارَ بِهِ إِلَى البَيْتِ الحَرَامِ وَكَانَ أَخْرَجَهُ يَسْتَشْفى لَهُ فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ تَعَلَّقْ بِأَسْتَارِ الكَعْبَةِ وَقُلْ اللَّهُمَّ أَرِحْنِي مِنْ لَيْلَى وَحُبِّهَا وَتَبَرَّأ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِمَّا أَنْتَ عَلَيْهِ وَتُبْ إِلَيْهِ. قَالَ: فَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الكَعْبَةِ وَقَالَ: اللَّهُمُّ مُنَّ عَلَيَّ بِلَيْلَى وَقَرِّبهَا فَزَجَرَهُ أَبُوْهُ وَجَعَلَ يُعَنِّفُهُ فَأَنْشَأَ يَقُوْلُ: دَعَا المُحْرِمُوْنَ اللَّهَ يَسْتَغْفِرُوْنَهُ ... بِمَكَّةَ يَوْمًا أَنْ تُمْحَا ذُنُوْبُهَا وَنَادَيْتُ يَا رَبَّاهُ أَوَّلُ سَوْلَتِي ... لِنَفْسِ لَيْلَى ثُمَّ أَنْتَ حَسِيْبُهَا وَكَمْ قَائِلٍ قَدْ قَالَ تُبْ فَعَصِيْتُهُ ... وَتِلْكَ لَعمْرِي تَوْبَةٌ لَا أَتُوْبُهَا فَيَا نَفْسِ صَبْرًا لَسْتِ وَاللَّهِ فَاعْلَمِي ... بِأَوَّلِ نَفْسٍ غَابَ عَنْهَا حَبِيْبُهَا ¬
يعِزُّ بِعَيْنِي قُرْبُهَا وَيَزِيْدُنِي بِهَا ... شَغَفًا مَنْ جَاءَ عِنْدِي يَعِيْبُهَا يُقَالُ: يقِرُّ بِعَيْنِي وَيَقَرُّ مَعًا. وَقَوْلُهُ: ثُمَّ أَنْتَ حَسِيْبُهَا تَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ أَحَدَهُمَا تكونُ الهَاءُ مِنْ حَسِيْبُهَا عَائدَةً إِلَى لَيْلَى إِمَّا يَدْعُو لَهَا أَوْ يَقُوْلُ حَاسِبهَا عَنْ ظلْمهَا لِي. وَالوَجْهُ الآخَرُ أَنْ تكونَ الهَاءُ عَائِدَةً إِلَى نَفْسِ المَجْنُوْنِ يَدْعُو لَهَا بِأَنْ تكونَ بَعْدَ ذَلِكَ اللَّهُ حَسبُهَا وَكِلا الوَجْهَيْنِ حَسَنٌ. وَهِيَ أَبْيَاتٌ بَعْضُها لِلْمَجْنُوْنِ وَبَعْضُهَا يُرْوَى لِيَزِيْدَ بن الحَكَمِ الثَّقْفِي فَقَوْلُهُ: يُعِزُّ بِعَيْنِي قُرْبُهَا وَيَزِيْدُنِي بِهَا عَجَبًا. البَيْتُ يُرْوَى لِيَزِيْدَ بن الحَكَمِ. 17733 - يُقِرُّ بعَينِي مَا يقرُّ بعَينهَا ... وَأحسَنُ شَيءٍ مَا بهِ العَينُ قَرَّتِ الرّضيُّ المُوسَويُّ: 17734 - يُقِرُّ بِفَضلِي كُلُّ باد وَحَاضرٍ ... وَيَحسُدُني هَذَا العَظِيمُ المُحجَّب ابْنُ الطُّوبيّ الْمصْرِيُّ: 17735 - يُقَرّبُ قَولُهُ لكَ كُلَّ شيءٍ ... وَتَطلُبُهُ فَتُبصِرُهُ بَعيدَا فَمَا يَرْجُوْ الصَّدِيْقُ الوَعْدَ مِنْهُ ... وَلَا يَخْشَى العَدُوُّ لَهُ وَعِيْدَا يَهجُوْ بِذَلِكَ كَذُوْبًا وَلَا يُوْثَقُ مِنْ كَلامِهِ بِشَيْءٍ. الرَّضِيُّ المُوسَويُّ: 17736 - يُقَّرّبُ مثلِي إِذَا مَا نأَى ... وَيُكرَمُ مِثلِي إِذَا يَقرُبُ المتَنبيّ في سيف الدولةِ: 17737 - يُقرُّ لَه بِالفَضلِ مَن لَا يَوَدُّه ... وَيَقضِي لَهُ بالسَّعدِ من لَا يُنَجّمُ ¬
قَدْ سَبَقَتْ حِكَايَةَ هَذَا البَيْتَ بِبَابِ. أَبْيَاتِ المُتَنَبِّيِّ يَقُوْلُ مِنْهَا: إِذَا كَانَ مَدْحٌ فَالنَسِيْبُ المُقَدَّمُ ... أَكُلُّ فَصِيْحٍ قَالَ شِعْرًا متَيَّمُ تَعَرَّضَ سَيْفُ الدَّوْلَة الدَّهرَ كُلَّهُ ... يُطَبِّقُ فِي أَوْصَالِهِ وَيُصَمِّمُ فَلَمْ يَخْلُ مِنْ نَصْرٍ لَهُ مَنْ لَهُ يَدٌ ... وَلَمْ يَخْلُ مِنْ شُكْرٍ لَهُ مَنْ لَهُ فَمُ وَلَمْ يَخْلُ مِنْ أَسْمَائِهِ عُوْدُ مِنْبَرٍ ... وَلَمْ يَخْلُ دِيْنَارٌ وَلَمْ يَخْلُ دِرْهَمُ ضُرُوْبٌ وَمَا بَيْنَ الحُسَامَيْنِ ضِيْقٌ ... بَصِيْرٌ وَمَا بَيْنَ الشُّجَاعَيْنِ مُظْلِمُ يَقرُّ لَهُ بِالفَضْلِ مَنْ لا يَودُّهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أَخَذَتْ عَلَى الأَرْوَاحِ كُلَّ ثَنِيَّةٍ ... مِنَ العَيْشِ تُعْطيْ مَنْ تَشَاءُ وَتَحْرِمُ فَلا مَوْتَ إِلَّا مِنْ سنَانِكَ يُتَّقَى ... وَلَا رِزْقَ إِلَّا مِنْ يَمِيْنِكَ يُقْسَمُ جَرِيرٌ: 17738 - يُقَصِّرُ بَاعُ العَامِلِيّ عَنِ العُلَى ... وَلَكِنَّ أَين العَامِليِّ طَويلُ السَمَوأَلُ: 17739 - يُقَصِّرُ حُبُّ المَوتِ آجَالنَا لنَا ... وتَكرهُهُ أجَالُهم فَتَطُولُ ومن باب (يَقْطَعُ) قَوْلُ بَعْضَهُمْ فِي حَاكِمٍ جَائِرٍ لَا يُحْكِمُ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَلَا يَعْمَلُ بِحُدُوْدِهِ (¬1): يَقْطَعُ كَفَّ القَاذِفِ المُفْتَرِي ... وَيَجلِدُ اللِّصَّ ثَمَانِيْنَا أنشدَ العَتَّابيُّ: 17740 - يَقعُدُ الجَدُّ بِالبَليغ فَيُكدِي ... لشَقي جَدّهِ وَيُجدي الصَّمُوتُ ¬
أَبُو فراسٍ: 17741 - يُقَلِّبُ مُقلةً ويُدِيرُ لَحظًا ... بِهِ عُرِفَ البَريءُ منَ المرِيبِ البُحْتُريُّ: 17742 - يَقِلُّ غنَاءُ القَوسِ نَبعٌ نَجارُهَا ... وَسَاعِدُ مَن يَرمى عَن القَوس خِروَعُ بَعْدَهُ: فَلا تُغْلِيْنَ بِالسَيْفِ كُلَّ غَلائِهِ ... ليَمْضِي فَإِنَّ القَلبَ لا السَيْفَ يَقْطَعُ 17743 - يَقُودُ مِنَ الفَرامَةِ ألفَ بَغلٍ ... بهَا حَرَنٌ بخَيطِ العَنكَبُوتِ أَبُو الدَّرْدَاءِ: 17744 - يَقُولُ العَبدُ فائِدَتي وَمَالِي ... وتَقوَى اللَّهِ أَفضَل مَا استَفَادَا 17745 - يَقُولُ القائِلُونَ سَلَوتَ عَنهَا ... وَدُونَ سُلُوِّهَا حَزُّ الرّقَابِ ومن باب (يَقُوْلُ) قَوْلُ مَالِكِ بنِ الرَّيْبِ (¬1): يَقُوْلُ المُشْفِقُوْنَ عَلَيَّ حَتَّى ... مَتَى تَغْشَى الحُرُوْبَ بِغَيْرِ جُنْدِ وَمَا مَنْ كَانَ ذَا سَيْفٍ وَرمْحٍ ... وَطَابَ بِنَفْسِهِ مَوْتًا بِفَرْدِ وَيَقُوْلُ آخَر (¬2): يَقُوْلُ العِدَى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي العِدَى ... قَدْ أَقْصَرَ عَنْ لَيْلَى وَرَثَّتْ حَبَائِلُه وَلَوْ أَصْبَحتْ لَيْلَى تَدُبُّ عَلَى العَصَا ... لَكَانَ هَوَى لَيْلَى جَدِيْدًا أَوَائِلُه ¬
وقول أَبِي العتَاهِيةِ (¬1): يَقُوْلُ أُنَاسٌ لَوْ نَعتَّ لَنَا الهَوَى ... وَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي لَهُمْ كَيْفَ أَنْعَتُ سقَامٌ عَلَى جِسْمِي كَبِيْرٌ مُوَسَّعٌ ... وَنَوْمٌ عَلَى عَيْنِي قَلِيْلٌ مُعَنَّتُ إِذَا اشْتَدَّ مَا بِي كَانَ أَفْضَلُ حِيْلَتِي ... لَهُ وَمَنْعُ كَفٍّ فَوْقَ حَدٍّ وَأَسْكَتُ وقول آخَر (¬2): يَقُوْلُ أُنَاسٌ لَا يَضِرُّكَ نَأيُهَا ... بَلَى كُلُّ مَا شفَّ النُّفُوْسُ يَضِيْرُهَا أَلَيْسَ يَضُرُّ العَيْنَ أَنْ تُكْثرَ البُكَا ... وَيَمْنَعَ البُكَا مِنْهَا نَوْمهَا وَسُرُروهَا وقول ذي الكفَايَتَيْنِ أَبِي الفَتْحِ عَلِيِّ بن مُحَمَّد بنِ العَمِيْدِ (¬3): يَقُوْلُ لِي الوَاشُوْنَ كَيْفَ تُحِبُّهَا ... فَقُلْتُ لَهُمْ بَيْنَ المُقَصِّرِ وَالعَالِي وَلَوْلَا حَذَارِي مِنْهُمُ لَصَدَقْتهُمْ ... وَقُلْتُ هَوًى لَمْ يَهوَهُ قَطُّ أَمْثَالِي وَكَمْ مِنْ شَفِيْقٍ قَالَ مَالَكَ وَاجِمًا ... فَقُلْت أَبِي مَا بِي وَتَسْألَنِي مَالِي وقول آخَر يَمْدَحُ عَبْدَ اللَّهِ بنِ طَاهِرٍ (¬4): يَقُوْلُ رِجَالٌ إِنَّ مِصْرَ بَعِيْدَةٌ ... وَمَا بَعُدَتْ مِصْر وَفِيْهَا ابْنُ طَاهِرِ وَأَبْعَدُ مِنْ مِصْرٍ رِجَالٌ تَرَاهُمُ ... بِحَضْرَتِنَا مَعْرُوْفُهُمْ غَيْرُ حَاضِرُ ثِقَالٌ عَنِ الجُلَّى بطَاءٌ عَنِ النَّدَى ... نِيَامٌ عَنِ الحُسْنَى لِئَامُ العَنَاصِرِ عَنِ الخَيْرِ مَوْتَى لَا تُبَالِي ... أَزُرْتهُمْ أم زُرْتَ أَهلَ المَقَابِرِ 17746 - يَقُولُ النَّاسُ لِي فِي الكَسب عَارٌ ... وَلَيسَ العَارُ إِلَّا فِي السُؤالِ ¬
أَبُو الشَمَقْمَقِ: 17747 - يَقُولُ أُناسٌ لَو جَمعتَ دَرَاهِمًا ... فَكَيفَ وَلَم أُخلَق لجمعِ الدَّراهم بَعْدَهُ: أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ تَكُوْنَ دَرَاهِمِي ... يَدَ الدَّهرِ نُهًى بَيْنَ عَانٍ وَغَارِمِ وَمَا النَّاسُ إِلا جَامِعٌ لِمُضِيْعٍ ... وَآخَرُ قَدْ يَشْقَى لآخرَ نَائِمُ 17748 - يَقُولُ أُناسٌ لَيسَ في الحُبِّ حيلَةٌ ... بَلَى حيلَةٌ في الحُبِّ بذلُ الدَّراهم 17749 - يَقُولُ فَلَا تَرى إِلَّا سَدَادًا ... وَلَكِن لَا يُصَدِّقُ مَا يَقُولُ 17750 - يَقُولُ فَيُحسنُ القَولَ ابْنُ لَيلَى ... وَيفعَلُ فَوقَ أَحسَنِ مَا يقُولُ ومن باب (يَقُوْلُ): قَوْلُ آخَرَ يَصِفُ: كَرِيْمًا سَخِيًّا، لا يَرْجِعُ عَنْ سَخَائِهِ، وَكَثْرَة عَطَائِهِ، وَبَذلِ أَمْوَالِه فِي جَمِيْعِ أَحْوَالِهِ (¬1): يقول فِي العُسْرِ إِن أَيْسَرَتُ ثَانِيَةً ... أَقْصَرْتُ عَنْ بَعْضِ مَا أُهْدِيْ وَمَا أَهَبُ حَتَّى إِذَا عَادَ اليَسَارُ لَهُ ... رَأَيْتَ أَمْوَالَهُ فِي النَّاسِ تُنْتَهبُ وَقَوْلِ أَبِي العَلاءِ: يقول بَنِيْ حَمْدَانَ حَمْدَانُ مُمْلِقٌ ... وَمَا ضَرَّهُ إِنْ كَانَ لَيْسَ لَهُ مَالُ لَهُ سَابِقٌ لا تَلْحَقُ الرِّيْحُ عَفْوَه ... وَمَنْ تُصِبِ الخَطي أَسْمَرَ عَسَّالُ وَأَبْيَضُ مِنْ مَاءِ الحَدِيْدِ وَمُغْفَرٌّ وَجْهُهُ ... وَمِنْ فَسِيْحِ دَاوُوْدَ المُضَاعَفُ سِرْبَالُ عِتَادُ امْرِئٍ لا يَمْلأُ الهَوْلَ قَلْبهُ ... لَهُ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ حِلٌّ وَتَرْحَالُ أَخُوْ ثِقَةٍ لا يَمْلأُ المَال هَمَّهُ ... فَيَنْفَعُ إِكْثَارٌ لَدَيْهِ وَإِقْلالُ ¬
ومن باب (يَقُوْلُ) قَوْلُ ابْنِ المَغْرِبيِّ مُحَدِّثٌ (¬1): يَقُوْلُ لِي العَذُولُ وَقَدْ رَآنِي ... سَبُوْقًا لِلْمُضمَّرَةِ العِتَاقِ رَكِبْتَ عَلَى البُرَاقِ فَقُلْت كَلَّا ... وَلَكِنِّي رَكِبْتُ عَلَى اشْتِيَاقِي وَمِنْ ذَلِكَ لَمَّا كَانَ المُهَلَّبُ فِي حَرْبِ الخَوَارِجِ قَالَ لأَبِي عَلْقَمَةَ اليَحْمُدِيِّ كَانَ شُجَاعًا عَاتِيًا: أَمْدِدْنَا يَا أَبا عَلْقَمَةَ بِخَيْلٍ لِلْيَحْمُدِيِّ وَقُلْ لَهُمْ فَلْيُعِيْرُونَا جَمَاجِمَهُمْ سَاعَةً. فَقَالَ لَهُ إِنَّ جَمَاجِمَهُمْ لَيْسَتْ بِفَخَّارٍ فَتُعَارُ وَلَيْسَتْ أَعْنَاقهُمْ بِكُراتٍ فَتُبَتُّ ثُمَّ قَالَ لِحَبِيْبِ بنِ أَوْسٍ كُرَّ عَلَى القَوْمِ فَلَمْ يَفْعَلْ وَقَالَ (¬2): يَقُوْلُ لِي الأَمِيْرُ بِغَيْرِ نُصْحٍ ... تَقَدَّمَ حِيْنَ جَدَّ بِنَا المرَاسُ فَمَا لِي إِنْ أَطَعْتُكَ مِنْ حَياةٍ ... وَمَا لِي بَعْدَ هَذَا الرَّاسُ رَاسُ ومن باب (يَقُوْلُوْنَ) قَوْلُ آخَر (¬3): يَقُوْلُوْنَ أَسْبَاب الفَرَاغِ ثَلَاثَةٌ ... وَرَابِعُهَا خَلُّوْهُ وَهُوَ خِيَارُهَا وَقَدْ ذَكَرُوا أَمْنًا وَمَالًا وَصحَّةً ... وَلَم يَعْلَمُوا أَنْ الشَّبَابَ مَدَارُهَا وقول عُبَيْد اللَّهِ بن عَبْد اللَّهِ بن طَاهِرٍ (¬4): يَقُوْلُوْنَ آفَاتٌ وَشَتَّى مَصَائِبٌ ... فَقُلْتُ اسْمَعُوا قَوْلًا عَلَيْهِ عِيَارُ إِذَا سَلِمَتْ لِلْمَرْءِ مِنْهُنَّ نَفْسهُ ... وَإِخْوَانُهُ فَالحَادِثَاتُ جُبَارُ وقول الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بنِ يَحْيَى بن أَبِي الدُّلَفِ الوَاعِظِ (¬5): يَقُوْلُوْنَ الكَرِيْمُ أَخُو العَطَايَا ... وَبَذَّالُ الرَّغَائِبِ وَالنَّوَالِ وَأَكْرَمُ مِنْهُ ذُو أنفٍ أَبِيٍّ ... يَصُوْنُ الوَجْهَ عَنْ بَذْلِ السُّؤَالِ ¬
وَهَلْ يَكْفِي كَرِيْمٌ غَيْرُ حُرٍّ ... يَذُوْدُ النَّفْسَ عَنْ مِنَنِ الرِّجَالِ وقول كَشَاجِمَ (¬1): يَقُوْلُوْنَ تُبْ وَالكَأسُ فِي كَفِّ شَادِنٍ ... وَصَوْتُ المَثَانِي وَالمَثَالِثِ عَالِ فَقُلْتُ لَهُمْ لَوْ كُنْتُ أَضْمَرْتُ تَوْبَةً ... وَأَبصَرْتُ هَذَا فِي المَنَامِ بَدَا لِي أَبُو الأَسْوَدِ الدُؤليُّ: 17751 - يَقُولونَ أَقوالًا وَلَا يَعرفُونهَا ... إِذَا قِيلَ هَاتُوا حَقّقُوا لَم يُحَقِّقُوا الأَعشَى: 17752 - يَقُولُونَ الزَّمَانُ بهِ فسَادٌ ... وهَمُ فَسَدُوا وَمَا فسَدَ الزَّمانُ أَجَازَهُ عَبْدَ اللَّهِ بِنِ السِّمَطِ فَقَالَ (¬1): أَرَى حُلَلًا تُصَانُ عَلَى رِجَالٍ ... وَأَعْرَاضًا تُهَانُ فَلا تُصَانُ يَقُوْلُوْنَ الزَّمَانُ بِهِ فَسَادُ. البَيْتُ تَضْمِيْنٌ. محمَّد بن يزيد الأُمويُّ: 17753 - يَقُولُونَ أَمسِك وَالحُقُوقُ تَنُوبني ... وَكُلُ امرئ يَعيَ بمَا لَم يعُوَّدِ بَعْدَهُ: وَكَمْ لَيْمُ آبَائِيْ فَمَا رَدَّ جُوْدَهُمْ ... مَلامٌ وَمِنْ أَيْدِيْهِمْ خُلِقَتْ يَدِيْ 17754 - يَقُولُونَ أَنكرَ وَأجحَد النَّاس حُبَّها ... وَكيفَ جحُودُ القلب وَالعين تشهَدُ 17755 - يَقُولُونَ إِنَّ الشَأمَ يقتَلُ أَهلُه ... فَمن لِي إن لَم آتِهِ بخُلُودِ ¬
17756 - يَقُولُونَ إِنَّ الصَّبرَ أَكرَمُ صَاحب ... صَدَقتُم ولَكنَ قَد تقضى عُمري بَعْدَهُ: سَأَصْبِرُ حَتَّى يَنْفَذَ العُمُرُ كلُّهُ ... فَإِنْ مُتُّ مَن ذَا يَجْتَنِيْ ثَمَرَ الصَبْرِ ابْنُ الْمَوْصِلَايَا: 17757 - يَقُولُونَ تُب من حُبِّ لَيلَى سَفَاهَةً ... وهَل أحَدٌ ممَّا يُحبُّ يَتُوبُ؟ المَجْنُونُ: 17758 - يَقُولُونَ تُب من حُبّ لَيلَى وَذكرهَا ... وَتلكَ لَعَمري توبةٌ لَا أتوبُها ابْنُ الدُمَيْنَةِ: 17759 - يَقُولُونَ تُب من حُبّ لَيلَى وَوُدّهَا ... ومَا خلتُنِي من حُبّ ليلَى تَائِبُ 17760 - يَقُولُونَ تَدبيرُ الفَتَى نصفُ عَيشِهِ ... ومَا العَيشُ إِلَّا أن يُساعدَه الدَّهرُ بَعْدَهُ: وَقَالُوْا اقِتَنِعْ يُجْمَعْ لَكَ العِزُّ وَالغِنَى ... وَمَا هُوَ إِلا العَجْزُ وَالذُّلُّ وَالفَقْرُ أَرُوْنِيْ كَرِيْمًا رَاضِيًا بِدَنِيَّةٍ ... وَحَاشَاهُ أَوْ حُرًّا عَلَيْهَا لَهُ صَبْرُ وَهَلْ يَعْهِدُوْنَ الصَّبْرَ إِلا إِذَا بَدَا ... لِذِيْ الرَّأي وَجْهَ العَجْزِ أَوْ عُدِمَ النَّصْرُ أَعْرَابيٌّ: 17761 - يَقُولُونَ تَزويج وَاعلَمُ أَنَّهُ ... هُوَ الرّقُّ إِلَّا أَنَّ من شاءَ يكذبُ 17762 - يَقُولُونَ ثَكلَى ومَن لَم يَذُق ... فَراقَ الأَحِبَّةِ لَم يثكَلِ أنشدَ أَبُو حاتمٍ: ¬
17763 - يَقُولونَ ثَمِّر مَا استَطعتَ وَإِنَّمَا ... لَوارثهِ ما ثمَّر المَالَ كَاسبُه بَعْدَهُ: فَكُلْهُ وَأَطْعِمْهُ وَجَالِسْهُ وَارِثًا ... شَحِيْحًا وَدَهرًا تَعْتَرِيْكَ نَوَائِبُه أنشدَ أيضًا: 17764 - يَقُولونَ جَنّب عَادةً مَا عَرَفتُها ... شَدِيدٌ عَلَى الإنسَان مَا لَم يعُوَّدِ بَعْدَهُ: وَلَكِنْ سَأَلْقَاهَا فَإِمَّا مَنِيَّةٌ ... هِيَ الظَّنُّ أَوْ بِنْيَانَ عِزٍّ مُؤَبَّدِ ومن باب (يَقُوْلُوْنَ) قَوْلُ بَعْضِ العَوَاهِرِ: يَقُوْلُوْنَ حَظُّ القُحْبِ حَظٌّ مُوَفَّرٌ ... وَتُضْرَبُ أَمْثَالًا حُظُوْظُ العَوَاهرِ وَهَا أَنَا أُدْعَى فِي الزَّمَانِ بِقَحْبَةٍ ... وَمَا خَطَرَتْ حُرِّيَّةٌ لِي بِخَاطِرِي فَمَا بالُ دَهرِي لَا يَزَالُ مُعَثِّرِي ... بِذيْلِي كَأَنِّي فِيْهِ بَعْضُ الحَرَائِرِ ومِثْلُهُ قَوْلُ آخَر (¬1): إِنِّي رَأَيْتُ الدَّهرَ فِي حكْمِهِ ... يَمْنَحُ حَظَّ العَاقِلِ الجاهِلَا وَمَا أَرَانِي نَائِلًا طَائِلًا ... كَأَنَّهُ يَحْسَبُنِي عَاقِلَا ومن باب (يَقُوْلُوْنَ) قَوْلُ ابنِ شَرَفٍ مَنْسُوْبٌ إِلَى أَمِّهِ (¬2): يَقُوْلُوْنَ سَادَ الأَرْذلُوْنَ بِعَصْرِنَا ... وَصَارَ لَهُمْ مَالٌ وَخَيْلٌ سَوَابِقُ فَقُلْتُ لَهُمْ شَاخَ الزَّمَانُ وَلَمْ نَزَلْ ... تُفَرْزِنُ فِي أُخْرَى الدُّسُوْتِ البَيَادِقُ ومِثْلُ قَوْلِ الأوَّلِ: كَأَنَّهُ يَحْسَبُنِي عَاقِلا قَوْلُ آخَر إِنْشَادُ الرّاغبِ (¬3): ¬
وَأَعْجَبُ مِنْ جَفَائِكَ لِي وَصَبْرِي ... عَلَى طُولِ ارْتِفَاعِكَ وَانْخِفَاضِي سُرُوْرِي أَنْ تَدُوْمَ لَكَ اللَّيَالِي ... بِمَا تَهوَى كَأَنِّي عَنْكَ رَاضِي مِهيَارُ: 17765 - يَقُولُونَ دَارِ النَّاسَ تَرطَب أَكُفُّهُم ... وَمن ذَا يُداري صَخرةً فَيُذيبها بَعْدَهُ: وَمَا أَطْعَمَتْنِي أَوْجُهٌ بِابْتِسَامِهَا ... فَيُؤْنِسُنِي مِمَّا لَدَيْهَا قُطُوْبُهَا 17766 - يَقُولُونَ ذُو كِبرٍ وَلَو خُصَّ بَعضُهُم ... ببَعضِ خِصَالي مَا استَفَاق من الكبرِ الرَّضِيُّ المُوسَويُّ: 17767 - يَقُولُونَ دُم تَلقَ الَّذي أنتَ طَالبٌ ... فَأَينَ العَوَاقِي دوُنَهُ وَالمهَالِكُ؟ بَعْدَهُ: وَكَمْ سَعَى سَاعٍ جَرَّ حَتْفًا لِنَفْسِهِ ... وَلَوْلَا الخَطَايَا مَا شَاَك ذَا الرَّجل شَائِكُ أَلَا رُبَّمَا حَيَّاكَ رِزْقكَ طَالِعًا ... وَرحْلكَ مَحْطُوْطٌ وَنَضْوكَ بَارِكُ الفَرَزْدَقُ في امْرَأَتِه: 17768 - يَقُولُونَ زُد حدراءَ وَالتُّربُ دُونَها ... وَكَيفَ بشَيءٍ عَهدُهُ قَد تقَطَّعَا جَحْظة البَرْمَكيُّ: 17769 - يَقُولُونَ زُرنَا وَاقضِ وَاجبَ حَقّنَا ... وقَد أَسقَطت حَالي حُقُوقَهُم عَنِّي بَعْدَهُ: ¬
إِذَا هُمُ رَأوا حَالِي وَلَمْ ... يَأنَفُوا لَهَا مِنْهَا أنفْتُ لُهُمْ مِنِّي مِبْسَن أبو ريحَ: 17770 - يَقُولُونَ صَبٌّ بِالنِّساءِ مُوَكَّلٌ ... وَهَلْ ذَاكَ من فعل الرّجَالِ بَديعُ الفَرَزْدَقْ: 17771 - يَقُولُونَ طَالَ اللَّيلُ وَاللَّيلُ لَم يَطُل ... ولَكِنَّ من يَهوى مِنَ الشوق يسهَرُ هَذَا أَخَذَهُ الفَرَزْدَقُ مِنْ قَوْلِ بِنْتِ الحَارِثِ بنُ خَالِدٍ حَيْثُ قَالَتْ (¬1): تَعَالُوْا أَعِيْنُوْنِيْ عَلَى اللَّيْلِ إِنهُ ... عَلَى كُلِّ عَيْنٍ لا تَنَامُ طَوِيْلُ أَعْرَابيَّةٌ: 17772 - يَقُولُونَ طَعمُ الحُبِّ مُرٌّ وَإنَّنِي ... لأَعلَمُ أَنَّ الهجرَ أَسوَأ مِنَ الحُبِّ قَالَ زِنْبَاعُ بنُ لَخْمٍ: رَأَيْتُ بِالبَلْقَاءِ ثَلَاثَ جَوَارِي يَتَحَدَّثْنَ عَلَى ربْوَةٍ فَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: يَقُوْلُوْنَ طعْم الحُبِّ مرٌّ وَإِنَّنِي. البَيْتُ. فَقُلْت لَهَا: المَرِيْضُ أَعْلَمُ بِدَائِهِ. فَقَالَتْ: سُبْحَانَ مَنْ ستَرَ خَلْقهُ بِثَوْبِ حِلْمِهِ وَعَلِمَ ضَمَائِرَهمْ بِسَابِقِ عِلْمِهِ. وَقَالَتْ الأُخْرَى (¬1): أَظُنُّ بِأَنَّ الحُبَّ يَقْتُلُ أَهلَهُ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الحُبِّ قُرْبٌ وَلَا وَصْلُ فَقُلْت لَهَا: مَنْ جَرَّبَ أمْرَأً عَرفَ حَالَهُ. فَقَالَتْ: للَّهِ مَا بَدَا وَمَا خَفِيَ. وَقَالَتْ الأُخْرَى (¬2): أَظُنُّ الهَوَى دَاءً تَعِزُّ دَوَاؤُهُ ... إِذَا غَابَ مَنْ تَهوَى وَبَاعَدَهُ الهَجْرُ ¬
فَقُلْت لَهَا: مَنْ خَاَف شَيْئًا حذِرَ مِنْهُ وَإِلَّا وَقَعَ فِيْهِ. فَتَنَفَّسَتِ الصُّعَدَاءَ ثُمَّ قَالَتْ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَقُمْنَ فَذَهَبْنَ فَمَا رَأَيْتُ أَقْمَارًا أَقَلَّتْهَا أغْصَانٌ أَحْسَنَ وَلَا أَفْصَحَ مِنْهُنَّ. 17773 - يقوُلُونَ عنِّ النَّفسَ عمَّن تُحبُّهُ ... وَكَيفَ عزَاءُ النَّفسِ وَالشَّوقُ غَالبُ أنشدَ الْرَّاغبُ: 17774 - يَقُولُونَ عزٌّ في الأقَارِبِ إِن دَنَت ... وَما العِزُّ إِلَّا في فِراقِ الأقَارِبِ بَعْدَهُ: نَرَاهُ جَمِيْعًا بَيْنَ حَاسِدِ نِعْمَةٍ ... وَبَيْنَ أَخِي ضَغْنٍ وَآخَرَ عَائِبِ الرَّضِيُّ المُوسَويُّ: 17775 - يَقُولُونَ عَنقَا مُغربٌ مُستَحِيلَةٌ ... ألا كلُّ حَقٍّ مَاتَ عنقاءُ مُغرِبُ 17776 - يَقُولُونَ في الشَّيبِ الوقَارُ لأَهلِهِ ... وَشَيبي بحَمدِ اللَّهِ غَيرُ وَقَارِ أَعْرَابيٌّ: 17777 - يَقُولُونَ في بَعضِ التَذلُّل عزَّةٌ ... وَنَحْنُ أُناسٌ نَطلُبُ العزَّ بِالعزِّ بَعْدَهُ: أَبَى اللَّهُ لِيْ وَالأَكْرَمُونَ عَشِيْرَتِيْ ... مَقَامِي عَلَى رُخْصٍ وَنَوْمِي عَلَى وَخْزٍ ومن باب (يَقُوْلُوْنَ) قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عِيْسَى: يَقُوْلُوْنَ فِي كُلِّ الرَّزَايَا مَثَابَةٌ ... وَيُجْزِلَ رَبِّي أَجْرَ كُلِّ مُصَابِ
فَيَالَيْتَ شِعْرِي مَا جَزَاءُ رَزِيَّتِي ... وَأَجْرُ مُصَابِي إِذْ فَقَدْتُ شَبَابِي وقول أَبِي الحَسَنِ بنِ المُنَجِّمِ الأَصْغَرِ (¬1): يَقُوْلُوْنَ لِمَ لَا تَسْتَجِدُّ غَزَالَةً ... تُفِيْدُ بِهَا بَعْدَ الصُّدُوْرِ وِصَالَا فَقُلْتُ لَهُمْ أَخْشَى الغَزَالَةَ إِنْ رَأَتْ ... ضَنَى شيْخهَا أَنْ تَسْتَجِدَّ غَزَالَا وقول آخَر (¬2): يَقُوْلُوْنَ لَوْ لَاقَيْتَهَا سَكَنَ الَّذِي ... بِقَلْبِكَ يَا مُشْتَاقُ وَانْقَطَعَ الحَزْن فَهَا أَنَا قَدْ لَاقَيْتهَا مِثْلَ قَوْلِهِمْ ... وَسَكَّنْتُ قَلْبِي بِاللِّقَاءِ فَمَا سَكَنْ أبو حَفْصٍ الشّطرنجيّ الضَّرِير: 17778 - يَقُولُونَ لَو دَّبرتَ بِالعَقلِ حُبَّهَا ... ولَا خيرَ في حُبٍّ يُدَّبرُ بِالعَقلِ قَبْلهُ: إِذَا كَانَ مَنْ تَهوَاهُ يَزْهُوْ وَلَمْ تَكُنْ ... ذَلِيْلًا فَاقْرَ السَّلَامَ عَلَى الوَصْلِ أُذَلُّ لِمَنْ أَهوَاهُ لأَكْسَبَ عِزَّةً ... وَكَمْ عِزْةٍ قَدْ نَالَهَا المَرْءُ بِالذّلِّ لَقَدْ شَغَلَتْنِي عَنْ سِوَاهَا بِحُبِّهَا ... وكُلٌ بِحُبٍّ عَنْ سِوَى الحُبِ فِي شُغْلِ وَيُعْجِبُنِي عَذْلُ العِدَى نَظَرًا لَهَا ... لأَنِّي رأَيْتُ الجمَالَ يَنْمُو عَلَى العَذْلِ يَقُوْلُوْن: لَو دَبَّرْتَ بالعَقْلِ حُبَّهَا. البَيْتُ بَعْدَهُ: أَبُو الفَتِح البُسْتيُّ: 17779 - يَقُولُونَ لَو عَاشرتَنَا وَوَصَلتَنَا ... وهَيهَاتَ أَينَ القَومُ منِّي وَمن جنسِي وَكَيْفَ وِصَالِيْ عُصْبَةً بَعْدَ بَيْنِهُمْ ... وَبَيْنِي كَبُعْدِ الجِنِّ مِنْ فرقِ الأُنْسِ ¬
فَيُوحِشُنِي العَذْلُ الَّذي فِيْهِ أُنْسهُمُ ... وَيُوحِشُنِي بُعْدِي وَفِيْهِ مَدَى أُنْسي بَشَّارٌ: 17780 - يَقُولُونَ لَو عَزَّيتَ قلبَكَ لارعوَى ... فَقُلتُ وَهَلْ للعَاشِقينَ قُلوبُ؟ 17781 - يَقُولُونَ لي إِنِّي بخَيلٌ بنَائلي ... وَلَلبُخلُ خَيرٌ من سُؤالِ بخَيلِ جَمِيلُ بُثَيْنَةَ: 17782 - يَقُولُونَ لي أَهلًا وَسَهلًا وَمرحبًا ... وَلَو ظَفروُا بي سَاعةً قتَلوُني ومن باب يَقُوْلُوْنَ قَالَ مُحَمَّدُ بنِ أَبِي مُحَمَّدٍ اليَزِيْدِيّ: جَلَسْتُ إِلَى جَانِبِ رَجُلٍ يَعْلَمُ الخَلِيْلُ بن أَحْمَدَ أَنِّي أَبْغضُهُ فَقَالَ الخَلِيْلُ مُتَمَثِّلًا (¬1): يَقُوْلُوْنَ لِي دَارُ الأَحِبَّةِ قَدْ دَنَتْ ... وَأَنْتَ كَئِيْبٌ إِنَّ ذَا لَعَجِيْبُ فَقُلْتُ وَمَا تُغْنِي دِيَارٌ قَرِيْبَةٌ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ القُلُوْبِ قَرِيْبُ قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنْ البَيْتَيْنِ لَهُ. وَفِي شَفْعَتِهَا: أُدَانِي إِذَا فَارَقْتُ شَخْصَكَ سَاعَةً ... كَأَنِّي بَيْنَ العَالَمِيْنَ غَرِيْبُ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ فِي النَّاسِ قَبْلِي مُتَيَّمٌ ... وَلَمْ يَكُ فِي الدُّنْيَا سِوَاكَ حَبِيْبُ ومن باب (يَقُوْلُوْنَ) (¬2): يَقُوْلُوْنَ لَيْلَى بِالمَغِيْبِ أَمِيْنَةٌ ... لَهُ وَهُوَ رَاعٍ سِرّهَا وَأَمِيْنهَا فَإِنْ تَكُ لَيْلَى اسْتَوْدَعَتْني أَمَانَةً ... فَلَا وَأَبِي أَعْدَائِهَا لَا أَخُوْنُهَا أَأُرْضِي بِلَيْلَى الكَاشِحِيْنَ وَأَبْتَغِي ... كَرَامَةَ أَعْدَائِي لَهَا وَأُهِيْنُهَا ¬
مَعَاذَةَ وَجْهِ اللَّهِ أَنْ أُشْمِتَ العِدَى ... بِلَيْلَى وَإِنْ لَمْ تَجزنِي مَا أدِيْنهَا سَأَجْعَلُ ذَنْبِي جُنَّةً دُوْنَ دِيْنِهَا ... وَعِرْضِي فَيَبْقَى عِرْضُ ليلى وَدِيْنهَا ومن ذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ المُعْتَزِّ (¬1): يَقُوْلُوْنَ لِي وَالبُعْدُ بَينِي وَبَيْنَهَا ... نَابَ عَنْكَ سِرّ وَانْطَوَى سَبَبُ القُرْبِ فَقُلْت لَهُمْ وَالعَيْنُ تَجْرِي بِمَائِهَا ... لَئِنْ فَارَقَتْ عَيْنِي لَقَدْ سَكَنَتْ قَلْبِي وقول ابنِ الفَارِضِ فِي التَّصَوُّفِ (¬2): يَقُوْلُوْنَ لِي صِفْهَا فَأَنْتَ بِوَصْفِهَا ... عَلِيْمٌ أَجَلْ عِنْدِي بِأَوْصَافِهَا عِلْمُ صفَاءٌ وَلَا مَاءٌ وَلُطْفٌ وَلَا هَوًى ... وَنُوْر وَلَا نَار وَرُوْحٌ وَلَا جِسْمُ ومن باب يَقُوْلُوْنَ قَوْلُ آخَر يَهجُو (¬3): يَقُوْلُوْنَ لِي أَلْفَاظُ هَجْوِكَ عِنْدَنَا ... إِلَى القَلْبِ مِنْ أَلْفَاظِ مَدْحِكَ أَسْبَقُ فَقُلْت نَعَمْ كَذِبٌ مَدِيْحِي فِيْكُمُ ... وَهَجْوِي لَكُمْ صِدْقٌ وَلِلصِّدْقِ رَوْنَقُ ابْنُ أَبِي فَنَنٍ: 17783 - يَقُولُونَ لي فِي الجُمعَةِ السَّبتُ مَوعدٌ ... وَهَلْ جُمعَة إِلَّا وَمن بَعدهَا سَبتُ عَليّ بن الجَهمِ: 17784 - يَقُولُونَ لي في الصَّبرِ رَوحٌ وَسَلوَةٌ وَ ... لَا عهدَ لي بالصَّبر مُذ خُلقَ الحُبُّ بَعْدَهُ: وَلَا شَكَّ أَنَّ الصَّبْرَ كَالصَّبْرِ طَعْمُهُ ... وَلَكِنَّ الصَّبْرَ مُمْتَنِعٌ صَعْبُ القَاضي الْجُرْجَانِيُّ: ¬
17785 - تقُولُونَ لي فيِكَ انقبَاضٌ وَإِنَّما ... رَأَوا رَجُلًا عن مَوقفِ الذُلّ أَحجَمَا 17786 - يَقُولُونَ لَيلَى بالعراقِ مَرِيضَةٌ ... فَيَا ليتَني كنتُ الطَّبِيبَ المُداويَا 17787 - يَقُولُونَ لَيلَى عَذبتكَ بحُبِّها ... ألا حبَّذَا ذَاكَ الحبيبُ المُعَذِّبُ أَبُو تَمَّامٍ: 17788 - يَقُولُونَ لي هَل من أَخ أَو قَرابةٍ ... فَقُلتُ لَهُمُ إِنَّ الشكُوكَ أَقارِبُ بَعْدَهُ: نَسِيْبِي فِي رَأيي وَعَزْمِي وَمَذْهَبِي ... وَإِنْ بَاعَدَتْنَا فِي الوِلادِ المَنَاسِبُ وَلَيْسَ أَخِيْ إِلا الصَّحِيْحُ وِدَادُهُ ... وَمَنْ هَوَ فِي وَصْلِي وَقُرْبِي رَاغِبُ 17789 - يَقُولُونَ مَا أَبقيتَ للعَينِ دَمعةً ... فَقلتُ فَراقُ الأَقربينَ أَليمُ الرَّضِيُّ المُوسَوي: 17790 - يَقُولُونَ مَاشِ الدَّهرَ من حَيثُ مَا مَشَى ... فكَيفَ بماشٍ يَستَقيمُ وَأَضلعُ بَعْدَهُ: وَمَا وَاثِقٍ بِالدَّهرِ إِلَّا كَرَاقِدٍ ... عَلَى فَضْلِ ثَوْبِ الظِّلِّ وَالظِّلُّ يُسْرِعُ وَقَالوْا تَعَلَّلْ إِنَّمَا العَيْشُ نَوْمة ... تُقْضَى وَيَمْنَعُنِي طَارِقُ الهَمِّ أجْمَعُ وَلَوْ كَانَ نَوْمًا نَاكِسًا لَحَمَدْتُهُ ... وَلَكِنَّهُ نَوْم مُرَوِّعُ مُفْزِعُ ومن باب (يَقُوْلُوْنَ) قَوْلُ ابن الرُّوْميِّ فِي الشُّعَرَاءِ (¬1): ¬
يَقُوْلُوْنَ مَا لَا يَفْعَلُوْنَ مَسبَّةً ... مِنَ اللَّهِ مَسبُوْبٌ بِهَا الشُّعَرَاءُ وَمَا ذَاكَ فيهم وَحْدَهُ بَلْ زِيَادَةٌ ... يَقُوْلُوْنَ مَا لَا يَفْعَلُ الأُمَرَاءُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّدُ بنِ الحَسَنِ بنِ الطُّوْبِيِّ الصَّقْلِيِّ: يَقُوْلُوْنَ مَا فِي الأَرْضِ مِثْلُكَ عَالِمٌ ... بِأَصنَافِ عِلْمٍ لَا يُحَدُّ لَهَا حَدُّ فَقُلْتُ خُذُوا عِلْمِي وَفَهمِي بِدِرْهَمٍ ... فَمَا خَيْرُ عِلْمٍ مَا لِصَاحِبهِ جَدُّ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ النّظَارِ الفَقْعَسِيِّ (¬1): يَقُوْلُوْنَ هَذِي أُمُّ عَمْرُو قَرِيْبَة ... دَنَتْ بِكَ أَرْضٌ نَحْوَهَا وَسَمَاءُ أَلَا إِنَّمَا قُرْبُ الحَبِيْبِ وَبُعْدُهُ ... إِذَا هُوَ لَمْ يُوْصَلْ إِلَيْهِ سَوَاءُ وقول أَبِي تَمَّامٍ فِي جَارِيَتِهِ (¬2): يَقُوْلُوْنَ هَلْ يَبْكِي الفَتَى لِخَرِيْدَةٍ ... إِذَا مَا أَرَادَ اعْتَاضَ عسرًا مَكَانَهَا وَهَلْ يَسْتَعِيْضُ المَرْءُ مِنْ خمْسِ كَفِّهِ ... وَلَوْ ضَاعَ مِنْ حُرِّ اللُّجَيْنِ بَنَانهَا وقول كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ (¬3): يَقُوْلُوْنَ لَا تَحْزَنْ وَقَدْ أَحْرَقَ النَّوَى ... فُؤَادِي وَلَكِنْ هَلْ يُفِيْدُ التَّحرُّقُ إِذَا كَانَ حُزْنُ المَرْءِ لَيْسَ بِنَافِعٍ ... عَلَى حَالَةٍ فَالصَّبْرُ أَوْلَى وَأَوْفَقُ 17791 - تقُولُونَ مَالَا يَفعَلُونَ وَإنَّنِي ... أَقُولُ مَعَ الأَقوَام مَا لَستُ أفعَلُ 17792 - يَقُولُونَ مَجنُونٌ بسَمراءَ مُولعٌ ... ألا حبَّذا جِنٌّ بهَا وَوُلُوعُ مَعْنُ بنُ زَائِدةَ: 17793 - يَقُولُونَ مَعنٌ لَا زَكاةَ لمالِهِ ... وَكيفَ يُزَكي المَالَ مَن هُوَ بَاذِلُه ¬
بَعْدَهُ: إِذَا حَالَ حَوْلٌ لَمْ يَكُنْ فِي بِيُوتنَا ... مِنَ المَالِ إِلَّا ذِكْرُهُ وَفَضَائِلُهُ 17794 - يَقُولُونَ مولَاةٌ فلَا تَقربنَّهَا ... لعَمرُ أَبِي إنِّي أُحِبُّ المَوَالِيَا بَعْدَهُ: إِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى بَنَانًا مُخَضَّبًا ... وَعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيَن فَالْقَ الغَوَانِيَا الغَوانِي هُمُ الجَّوَارِي. جَمِيلُ بُثَيْنَةَ: 17795 - يَقُولُونَ مَهلًا يَا جَمِيلُ وَإنَّني ... لأُقسمُ مَا بي عَن بُثينَةَ مِن مَهلِ بَعْدَهُ: أَحِلمًا فَقَبْل اليَوْم كَانَ أَوَانهُ ... أَأَخْشَى فَقَبْلَ اليَوْمِ أُوْعِدْتُ بِالقَتْلِ الْشَّرِيفُ الْمُرْتَضى: 17796 - يَقُولُونَ نَجدٌ لَستَ من شعبِ أَهلِهِ ... وَقَد صَدَقُوا لَكنَّني مِنهُم حُبَّا قَبْلهُ: أُحِبُّ ثَرَى نَجْدٍ وَنَجْدُ بَعِيْدَةٌ ... أَلَّا حَبَّذا نَجْدُ وَإِنْ لَمْ تَعُدْ قُرْبَا يَقُوْلُوْنَ نَجْدٌ لَسْتْ مِنْ شعْبِ أَهلهِ. البَيْتُ. 17797 - يَقُولُونَ هَذَا عِندَنَا غَيرُ جَائِزٍ ... وَمَن أَنتمُ حتَّى يَكُونَ لَكُم عِندُ 17798 - يَقُولُونَ هَذَا قَصرُ عيسَى إشَارةً ... إِليهِ فَلَا عيسَى هُنَاكَ ولَا قَصرُ القاضِي الجُرْجَاني: ¬
17799 - يَقُولُونَ هَذَا مَنهَلٌ قُلتُ قَد أَرى ... وَلَكِنَّ نَفسَ الحُرّ تَحتَملُ الظَّما إبرَاهيم بنُ الْمَهدِيُّ: 17800 - يَقُولُونَ هَل بَعدَ الثَمانينَ مَلعبٌ ... فَقلتُ وَهَلْ قَبلَ الثَمانينَ مَلعَبُ بَعْدَهُ: لَقَدْ جَلَّ قَدْرُ الشَّيْبِ إِنْ كَانَ كُلَّمَا ... بَدَتْ شَيْبُة يُعْزَى مِن الَلَّهوِ مَرْكَبُ الْمَعَريِّ: 17801 - يَقُولُونَ هندٌ لَا تدَوُمُ وَزَينَبٌ عَلَى ... العَهدِ كُلُّ النَّاس هندٌ وَزَينَبُ يقول مِنْهَا: تَكَلَّفَ لِيْ ذَاكَ الوِدادُ فَلَمْ يَدُمْ ... وَكُلُّ وِدَادٍ بالتَكَلُّفِ يَصعُبُ فَإِنْ أَرَ خَيْرًا فِي المَنَامِ فَنَازحٌ ... وَإِنْ أَرَ شَرًّا فَهُوَ شَيْءٌ مُرْعِبُ مَالِكُ بنُ الرَّيْبِ: 17802 - يَقُولُونَ لَا تبتَعد وَهُم يَدفنُونَني ... وَأَين مَكَانُ البُعدِ إِلَّا مَكَانيَا أَبْيَاتُ مَالِكِ بنِ الرَّيْبِ المَازِنِيِّ: لَعمْرِي لَئِنْ غَالَتْ خُرَاسَانُ هَامَتِي ... لَقَدْ كُنْتُ عَنْ نَائِي خُرَاسَانَ نَائِيَا فَللهِ دَرِّي يَوْمَ أَتْرُكَ طَائِعًا ... بنيّ بِأَعلَى الرّقْمَتَيْنِ وَمَا لِيَا تَذَكرْتُ مَنْ يَبْكِي عَلَيَّ فَلَمْ أَجِدْ ... سِوَى السَّيْفِ وَالرّمْحِ الرُّدَيْنيّ بَاكِيَا صَرِيْعٌ عَلَى أَيْدِي الرِّجَالِ بِقفْرَةٍ ... يُسَوُّوْنَ لَحْدِي حَيْثُ حُمَّ قَضائِيَا فَيَا صاحِبَي رَحْلِي دَنَا المَوْتُ فَانْزِلَا ... بِرَابِيَةٍ إِنِّي مُقِيْمٌ لَيَالِيَا ¬
يَقُوْلُوْنَ لَا تَبْعد وَهُمْ يَدْفِنُوْنَنِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: أُقَلِّبُ طَرْفِي حَوْلَ رَحْلِي فَلَا أَرَى ... بِهِ مِنْ عُيُوْنِ المُؤنِسَاتِ مُرَاعِيَا أَبُو فِرَاسٍ: 17803 - يَقُولُونَ لَا تَخرِق بحلمِكَ هيبةً ... وَأَحسَنُ شَيءٍ زيّنَ الهَيبَةَ الحِلمُ بَعْدَهُ: فَلا تترُكَنَّ العَفْوَ عَنْ كُلِ زَلَةٍ ... فَمَا العَفْو مَذْمُومٌ وَإِنْ عَظُمَ الجُرْمُ ابْنُ مُنَاذِرٍ: 17804 - يَقُولُونَ لَا تَنظُر وَتلكَ بَليَّةٌ ... ألا كُلُّ ذي عَينَينِ لَا بُدَّ نَاظِرُ بَعْدَهُ: وَهَلْ فِي اكْتِحَالِ العَيْنِ بِالعَيْنِ رِيْبَةٌ ... إِذَا عَفَّ فِيْمَا بَيْنَهُنَّ السَّرَائِرُ أُلَامُ بِأَنْ حَنَّتْ قُلُوْصِي مِنَ الهَوَى ... وَلَا ذَنْبَ لِي في أَنْ تَحُنَّ الأَبَاعِرُ 17805 - يَقُولُونَ يَوم السَّبتِ في الشُّربِ لذَّةٌ ... ألَاكُلُّ أيّام السُّرور سُبُوتُ قَبْلهُ: تَمَتَّعْ إِذَا مَا أَمْكَنَ الدَّهرُ وَاغْتَنِمْ ... زَمَانَكَ وَاعْلَمْ أَنَّهُ سَيَفُوْتُ يَقُوْلُوْنَ يَوْمَ السَّبْتِ. البَيْتُ. أَبُو خَالدٍ الْمُهَلَّبيُّ: 17806 - يُقَوَّمُ بِالثِّقَافِ العُودُ لَدنًا ... وَلَا يتَقوَّمُ العُوُد الصَّلِيب قَبْلهُ: ¬
صبَغْتُ الرَّأْسَ خَتْلًا لِلْغَوَانِي ... كَمَا غَطَّى عَلَى الرَّيْبِ المُرِيْبُ أُعَلِّلُ مَرَّةً وَأُسَاءُ أُخْرَى ... وَلَا تُحْصَى مِنَ الكِبَرِ العُيُوْبُ أُسَوِّفُ تَوْبَتِي خَمْسِيْنَ عَامًا ... وَظَنِّي أَنَّ مِثْلِي لَا يَتُوْبُ يُقَوَّمُ بِالْثقافِ العُوْدُ لَدْنًا. البَيْتُ أَياسُ بنُ الْقَائفِ: 17807 - يُقِيمُ الرِّجالُ الأَغنيَاءُ بأَرضِهِم ... وَتَرمي النَّوى بالمقتِرينَ المَرامَيا قِيْلَ: وُجِدَ هذا البَيْتُ مَكْتُوْبًا عَلَى بَاب مَدِيْنَةٍ بأَقْصى المَغْرب يَقُوْلُ إِيَاسٌ مِنْهَا (¬1): فَأكْرِمْ أَخَاكَ الدَّهرَ مَا عِشْتُمَا مَعًا ... كَفَى بِالمَمَاتِ فُرْقَةً وَتَنَائِيَا إِذَا زِرْتُ أَرْضًا بَعْدَ طُوْلِ اجْتِنَابِهَا ... فَقَدْتُ صَدِيْقِي وَالبِلَادُ كَمَا هَيَا محمد بن وَهِيبٍ: 17808 - يَقينٌ كَأَنَّ الشَّكَّ أَغلَبُ أَمرِه عَلَيهِ ... وَعرفَانٌ إِلَى الجَهلِ يُنسبُ ومن باب (يَقِيْن) قَوْلُ ابن الخَيَّاطِ الدِّمَشْقِيِّ (¬1): يَقِيْنِي يَقِيْنِي حَادِثَاتُ النَّوَائِبِ ... وَحَزْمِي حَزْمِي فِي ظُهُوْرِ النَّجَائِبِ سَيَنْجِدُنِي جَيْشٌ مِنَ العَزْمِ طَالَمَا ... غَلَبْتُ بهِ الخَطْبَ الَّذِي هُوَ غَالِبِي عَلَى أَنَّ لِي فِي مَذْهَبِ الصَّبْرِ مَذْهَبًا ... يَزِيْدُ اتًّسَاعًا عِنْد ضِيْقِ المَذَاهِبِ وَمَا وَضعَتْ مِنِّي الخُطُوْب بِقَدْرِ مَا ... رَفَعْنَّ وَقَدْ هذَّبنَنِي بالتَّجَارِبِ أَخَذْنَ ثَرَاءً غَيْرَ بَاقٍ عَلَى النَّدَى ... وَأَعْطَيْنَ فَضْلًا فِي النُّهَى غَيْرَ ذَاهِبِ وَإِنِّي لأُغْنِيَ بِالحَدِيْثِ عَنِ القرَى ... وَبِالبَرْقِ عَنْ صَوْبِ الغُيُوْثِ السَّوَاكِبِ ¬
قَنَاعَةَ عِزٍّ لَا قَنَاعَةَ ذلَّةٍ ... تُزَهِّدُ فِي نَيْلِ العَلَى غَيْرَ رَاغِبِ فَمَا لِي لَا رَوْضُ المَسَاعِي بِمُمْرِعٍ ... لَدَيَّ وَلَا مَاءُ الأَمَانِي بِسَاكِبِ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ وَعْدِي لَدَيْهَا بِجَائِزٍ ... زَمَانًا وَلَا دَيْنِي عَلَيْهَا بِوَاجِبِ وَمَا وَعَظَ الإِنْسَانَ شَيْءٌ كَنَفْسِهِ ... وَلَا عَاقَهُ عَنْ سَيِّئٍ كَالتَّجَارِبِ 17809 - يُقَيَّضُ لِي من حَيثُ لَا أَعلَمُ الهَوَى ... ويَسرِي إِلَى الشَّوق من حَيثُ أَعلَمُ ابْنُ عَرَفَةَ يَصِفُ كلْبَهُ: 17810 - يكَادُ إِذَا مَا أَبصرَ الضَّعيفَ مُقبِلًا ... يُكَلِّمُهُ مِن حُبّهِ وَهو أَعجمُ الرَّضيّ الموسَويّ: 17811 - يَكَادُ أنفي مَا اسْتَافَ مَرْتَبةً ... مِنَ التّوَاضُعَ يَنْضُو خِلْعَةَ الشَمَمِ أَبُو تمَّامٍ: 17812 - يكَادُ حِينَ يُلاقِي القَرْنَ مِنْ حَنَقٍ ... قَبلَ السِّنَانِ عَلَى حَوْبَائِه يَرِدُ معاوية بنُ مِرداس يصف فرسًا: 17813 - يَكَادُ فِي شأوِهِ لَولا أُسَكِّنُهُ لَوْ ... طَارَ ذُو حَافِزٍ مِنْ سُرْعَةٍ طَارَا مِهيارُ: 17814 - يكَادُ نِزَاعِي نَحْوَكُم أن يَطِيرَ بِي ... وهَلْ لِقصيص في السَّماءِ مَطَارُ بديعُ الزَّمانِ الهَّمذانِي: 17815 - يكَادُ يَحْكِيكَ صَوابُ الغَيْثِ مُنْسَكِبًا ... لَوْ كَانَ طَلقُ المُحَيَّا يُمْطِرُ الذَّهَبَا ¬
البُحتُرِي: 17816 - يكَاذِبُنِي وأُصدِقُهُ وِدَادًا ... ومنْ كَلَفٍ مُصَادقَةُ الكَذُوبِ يقول فيها: تَعيب الغانيات عليَّ شيئًا ... ومن لي أنْ أمتع بالمعيب ووجدي بالشباب وإنْ تقضّى ... حميدًا مثل وجدي بالمشيب ولم أر للتراث بَعُدْنَ عهدًا ... كَسَلّ المشرفية من قريب إذا ما الجرح رُمَّ على فسادٍ ... تبيّن فيه تفريط الطبيب إذا قُسِمَ التقدم لم يرجح ... نصيب في الرجال على نصيب خلا أَنَّ الكبيرَ يزاد فضلًا ... كفضل الرمح زيد من الكعوبِ تناس ذنوب قومك إِنَّ حفظ الـ ... ــــذنوب إذا قَدِمن من الذنوب وللسهم السديد أحب غبًّا ... إلى الرامي من السهم المعيب وفي حرب العشيرة مؤيدات ... تضعضع تالد العز المهيب عَمرُو بنُ كاسِر الحَنَفِيُ: 17817 - يُكَاشِرُنِي وأعْلَمُ أَنَّ كُلًّا ... عَليَّ ما سَاءَ صَاحِبَهُ حَرِيصُ 17818 - يَكْثرُ الإخْوانُ مَا لَمْ يخْتِبر ... فإذَا مَا اختبرُوا قَلَّ العَدَد هدبة بنُ خَشرَمٍ: 17819 - يُكَذّبُ قَولَ العَائبيِنَ سَمَاحَتي وصَبْرِي ... إذا مَا الأَمْرُ عَضَّ فأضْجَعَا 17820 - يَكْشِفُ اللَّيلُ مِن لألاءِ غُزّتِهِ ... عِنَ بَدرِ دَاجيةٍ أو شَمس إصْباحِ مُهَذَّبُ تشرق الدنيا بطلعته ... عن أبيض مثل نصل السَّيف وَضَّاحِ ¬
يسمو بكفٍّ على الغافين زانية ... تهمي وطرف إلى العلياء طماحِ 17821 - يَكْفِي عَدُوِّي أنْ يَكوْنَ مُعَانِدي ... بِالغَيْبِ وهُوَ إذا رَآنِي مَادِحِي سابقُ البَربَري: 17822 - يَكْفِي قَليِلُ الماءِ رطْبَ الثَّرَى ... والطِّينُ رَطبٌ بَلَّهُ أيْسرُ عَاصِمٌ: 17823 - يَكْفيكَ أنَّ الحَبْسَ بَيْتٌ لا تَرَى ... أحدًا عَلَيْهِ مِنَ الخَلائِقَ يَسجُدُ ابْنُ زُريق الكَاتِب: 17824 - يَكفِيهِ مِنْ وَلْعَةَ التَشْتِيتِ أَنَّ لَهُ ... مِن النَّوى كُلَّ يَومٍ مَا يَروّعَهُ 17825 - يُكَلِفنِي أَنَّ أطْلُبَ العِزَّ بالمُنَى ... وهَيهات أيْنَ العِزُّ إِنْ لَمْ يَكُن جَدُّ هذا سلخ بيت الرضيّ المُوسوي بباب التاء وهو قوله (¬1): تكلفني أن أطلب العز بالمنى ... وأين العلى إن لم يساعدني الجد الخَنساءَ في صَخرٍ: 17826 - يُكَلِّفهُ القَوْمُ عَالَهُمْ ... وإنْ كَانَ أصْغَرُهُم مَوْلِدا بشِرٍ بن أبي خازِمٍ: 17827 - ويَكُنْ لكَ في قَومِي يَدٌ يَشْكُرونَهَا ... وأيْدِي النَّدى في الصَّالِحينَ قُروضُ من هذا أخذ الناس فقالوا الأيادي قروضٌ. ¬
العبّاس بن الأحنف: 17828 - يَكونُ أُجَاجًا دُونَكُمُ فِإذا انْتَهَى ... إليْكُم تَلقَّى طِيبكُم فَيَطيبُ جرى السيل فاستبكاني إذ جرى ... وفاضت له من مقلتي غروب وما ذاك إلا أنه في مسيرةٍ ... يمر بوادٍ أنت فيه قريب يكون أجاجًا دونكم فإذا انتهى ... إليكم تلقَّى طيبكم فيطيب فيا ساكني أكناف دجلةَ كلكم ... إلى القلب من أجل الحبيب حبيب أحبك أطراف النهار بشاشةً ... وفي الليل يدعوني الهوى فأجيب هذا شعرٌ قد تنازعه جماعة من الشعراء كل يدعيه لنفسه، يروى للتبريزي، ويروى للحسن بن داود الجعفري، ويروى لابن الدمينة، ويروى للمجنون، ويروى للعباس بن الأحنف وهو بكلامه أشبه لأنه كرر هذا المعنى فقال (¬1): أنكر الناس ساطع المسك من ... دجلة قد أوسع المشارع طِيبْا فهم يعجبون منه وما يدرون ... أن قد حللت منه قريبا ومِنْ بابِ (يَكوُنُ)، قولُ بشَارٍ في مَدْحِ السودَانِ (¬2): يَكونُ الخَالُ في وجَهٍ مَلِيحٍ ... فَيْكسُوهُ المَلاحَةَ والجَمَالَا ويَونقُهُ لأعينِ مُبْصريِهِ ... فَكَيفَ إِذَا رَأيْتَ اللَّونَ خَالا وقَالَ آخَرُ في مَعْناهُ (¬3): مُشَبِهَاتُ الشِّبَابِ والمِسْكِ ... تَعديِهنَّ نَفْسِي مِنَ الأذَى والخُطوبِ كَيْفَ يَهوَى الفَتَى الأدْيِبُ وِصالَ ... البيضِ والبِيضُ مشبهَات المَشْيِبِ ¬
17829 - يَكونُ كالشَّهرِ عِنْدِي فِي تَطاوُلهِ ... اليَوم لَم أرهُ فِيهِ وَلَم يَرنِي الخَوافِي: 17830 - يَكونُ مَزيدًا يُرتَجَى عِنْدَهُ فرجُ ... كالمُستَغيثِ منَ الرَّمضاءِ بالنَّارِ ومن باب (يَلْقَى)، قَولُ الحِمَانِي يَمْدَحُ (¬1): يَلْقَى السُّيُوف بِوَجْهِهِ وبنحرهِ ... ويُقِيمُ هَامتَهُ مقَام المغْفَرِ ويَقولُ للطَّرفِ اصْطَبِر لِشبا القَنَا ... فهدَمتُ رُكْنَ المَجْدِ إِنْ لَمْ تَعْقِرِ نِيطَتْ أنَامِلهُ بِقَائمٍ مُرْهَفٍ ... وبِنشرِ فائدةٍ وذَروةِ منْبرِ ما إِنْ يُريدُ إذا الرِّماحُ شجرنَهُ ... ذُرعًا سِوَى سربالُ طيب العُنْصرِ وقول المَأمونِ الخَليفةِ (¬2): يَلْقَى الفَتَى بِلسانِهِ أخْوَانهِ ... في بَعضِ مَنْطِقهِ بِمَا لا يَغْفر ويَقْولُ كُنْت مُمَازِحًا ومُدَاعِبًا ... هَيْهاتَ نَارُكَ في الحَشَا تَسْتَعِر أو مَا عَلِمتَ ومَا أظُنكَ جَاهِلًا ... أَنَّ المُزاحَ هُو السِّبابُ الأصْغَرُ أَبُو وجزة يَصِفُ بَليغًا: 17831 - يَلْقَى قَليلُ كَلامِهِ وكثِيرهُ ثَبْتًا ... إذا طَالَ النِّضَالُ مُصِيبَا 17832 - يَلقَى السَّعَادةَ مِنَ طَالَتْ شَقاوتُهُ ... وقَد يَذْوقُ شقاءَ العَيشِ مَنْ سَعدا الرَّضي الموسَوي: 17833 - يَلقَى الظِّبَا حَاسِرًا تَبْدو مقَاتِلُهُ ... ويَرْهبُ الذَّمَ يَومًا وهُو مُدَّرعُ ¬
المُتَنَّبي: 17834 - يَلقَى الوغَا والقَنَا والنَّازِلاتِ بِهِ والسَّـ ... ـــــيفَ والضَّيفَ رَحب الباعِ جذلانَا 17835 - يَلمَحُ الأمْرَ مِنْ بَعيدٍ فَيَقضِي ... فِيهِ بالحَقِّ قَبلَ حينِ الورُودِ ابْنُ الرُّوميّ: 17836 - يَلُمنَ عَلَى وَجْدِي بِعزَّة نسوَةٌ ... ولَو بَرَزَت مِنْ خِدْرِها ظَلْنَ سُجَّدا بَعْدَهُ: وكم لائمٍ قد لامني ولاحٍ ... لحاني في هواها وفنَّدا أبو فِراسٍ بن حَمدانِ: 17837 - يَلوحُ بِسيمَاهُ الفَتَى مِنْ بَني أَبِي ... وتَعْرِفُهُ مِن غَيره بالشَّمائِل بَعْدَهُ: مفدّى مرجّا يكثر الناس حوله ... طويل نجاد السيف سبط الأنامل قالهما أبو فراس وقد وافى عسكر ناصر الدولة وفيه أخوه وبنو أخيه وكان خَلَّفَهُمْ صبيةً فعرفهم بالشَّبَهِ. مَجَاعَةُ: 17838 - يَلومُ عَلى بُقْيَا حَنيفَةَ ظلَّةً ... ولم يَبْقَ مِنْهُم للعُلَى غَيرُ واحِدِ 17839 - يَلومُ عَلى وَجْدِي بِصَفوة صَاحِبِي ... وإنِّي فِي وَجْدِي بِصَفوة أُعذرُ 17840 - يَلومُ عَلى وَجْدِي خِلي مِنَ الجَوى ... أخُو سَلوةٍ مَا عندهُ بَعضُ ما عِنْدِي ابْنُ أبي جُمعةُ: 17841 - يَلومُكَ فِي لَيْلى وعَقْلُكَ عِنْدَهَا ... رِجَالٌ ولمْ تَذْهَبْ لَهمْ بِعقولِ ¬
الشَّيخُ محمَّد الوَاعِظَ رحمهُ اللَّه: 17842 - يَلُومُنِي الصُّحَاةُ عَلى خُمَارٍ ... مَا خُمِروا ولا شَرِبُوا بِكَاسِي بَعْدَهُ: وقاسوني بحالهم فَضَلّوا ... لأني قد خرجتُ عن القياس وكم قد عربد الندمان بعدي ... بأيسر قطرة من رشح كاسي أسماءُ بن خَارجةَ: 17843 - يَلُومُنِي النَّاسُ فِيمَا لَوْ أخْبَرهَمْ ... بالعُذْرِ فِيهِ مَا كَانُوا يَلُومُونِي الرضيّ الموسَوي: 17844 - يَلومُ وقَدْ ألامَ وشَرّ شَيءِ ... إذا لاقَاكَ لَومٌ مِن مُلِيم عبدُ اللَّهِ بن عمرُ بنُ الخطابِ رحِمَه اللَّه: 17845 - يَلُومُونني فِي سَالِمٍ وألُومُهم ... وَجلدةُ بَينِ العَيْنِ والأنْفِ سَالمُ ويُروى قَولُ عَبْدُ اللَّه بنُ عُمَر بن الخَطابِ رضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: يُدِيرونَنِي عَنْ سَالمٍ وأديْرُهُم، وسَالمُ هَذَا وَلدُ عَبْد اللَّه بن عُمَر وكان عبدَ اللَّه يُحبّ سَالمًا حُبًّا شَدِيدًا وكُنْيَةُ سَالمٍ أَبُو عَمْرو وقَالَ الوَاقِدي بَلِ كُنْيَتهُ أَبُو المُنْذِر وكَانَ مِنْ وَالدهِ عَبدُ اللَّه بِمَنْزلةٍ عَظِيمةٍ فَكَانَ يُقَبِّلهُ وقد صَارَ شَيخًا فيَقولُ النَّاسُ ما رأيَنا شَيْخًا يَقْبِّل شَيْخًا إلا هَذَا وكَانَ مِنْ خَيارِ النَّاسِ وفُقَهائِهمْ دِيِّنًا صَالحًا خَيِّرًا ومَاتَ بالمَدْينَةِ سَنَةَ ستٍّ ومَائةٍ وصلَّى عليّه هشَامُ بنُ عبد الملِكْ، قِيْلَ كَتبَ عَبدُ المَلِك بن مَرْوَان إلى الحَجَّاج بن يُوسِفَ: أنْتَ عِنْدِي كَسَالِمٍ ولَمْ يَدرِ مَا هوَ فَكتبَ الحَجَّاج إلى قُتَيبةَ يَسألَهُ مَا مَعْنَى ذَلك فكَتَبَ إليهِ في الجَوابِ أَنَّ الشَّاعِرَّ يَقولَ: يَلومُونَني في سَالمٍ، البَيْتُ. فأعُجِبَ بِفْطْنَتهِ وأدَبِهِ ووصَلهُ. ¬
أَبُو دهبلٍ: 17846 - يَلومُونَني فِي غَيرِ ذَنْبٍ جنيَتُهُ ... وغَيْرِي في الذَّنبِ الَّذِي كَانَ ألْوَم عبدُ اللَّهِ بنُ المُعتزِ: 17847 - يَلْومُونهُم ظُلمًا ... فَهَلا مِثْلَهُم كَانُوا ابْنُ الرُّومِيِّ: 17848 - يُليحُ لِي صَفحَةُ السَّلامةِ والسَّلمِ ... ويُخفى فِي قَلبِهِ مَرَضا أبو نَصر بن نُبَاتَةَ: 17849 - يَمتَطي فِي طِلابِها فَقر الأسدِ ... ويَمْشِي علَى نيُوبِ الأفَاعِي أَبُو تمَّامٍ: 17850 - يُمثِّلهُ لي الوهمُ حتَّى كأنَّني ... أعانيهُ في بَعضِ أحوالِهِ عِنْدِي 17851 - يَمُرّ عَلى الوَادِي فَتثني رماله ... عَليهِ وبالنَّادِي فَثَنى أرَامِلُهُ بشَّارٌ: 17852 - يُمَزِّقُ مَا أرْفُو مِنَ المَجْدِ دَائِبًا ... وذُو الجَهلِ يَعْنِي مُفْرَدًا ألْفَ خَيَّاطِ الرضيّ الموسَوي: 17853 - يَمْشونَ فِي حَلقِ الدُّرُوعِ كأنَّهَم ... صُمَّ الجلامِد فِي غَديِرِ الماءِ بَعْدَهُ: ¬
ببروق أدراع ورعد صوارمٍ ... وغمام قسطلة ووبل دماء عَنترةَ العَبسِيُّ: 17854 - يَمْشُونَ والماذِيُّ فَوْقَهُم ... يَتَوقَّدُونَ تَوقُّدَ الجمْرِ كاتبهُ عفا اللَّه عنهُ: 17855 - يَمْشِي الكريْم عَلَى أرْضٍ مُعَطلَّةٍ ... فَتُصْبحُ الأرضُ فِيْهَا الماءُ والحضرُ بَعْدَهُ: مثل الربيع إذا ما حل في بلد ... كساه أخضر قد حلّى به الزهرُ إن البخيل وهذا عندهم مثل ... لوبال في شوكة خضراء تستعرُ كأنه شجر يأتيه قاصدُه ... ليستظل فلا ظل ولا ثمرُ 17856 - يَمْشِي عَلَى الأرضِ مُجْتَازًا فَأحْسَبهُ ... لِبُغضِ طَلْعَتِهِ يَمْشِي عَلى بَصَرِي الفَرَزدَق: 17857 - يَمْضِي أخُوكَ ولا تَلْقَى لَهُ خَلفًا ... والمَالُ بعَدَ ذَهابِ المَالِ يُكْتَسبُ إبان بن عبدَ الحميد في سوار القاضي: 17858 - يَمْضِي إِذَا لم تَلْقَهُ شبهَةٌ ... وفِي اعْتِراضِ الشَّكّ وقافُ الصُوليُّ: 17859 - يَمْضِي الرّبِيِعُ ويَفْنى حُسْن بَهجَتهِ ... عَلَى الزَّمانِ وتَبْقَى خُضْرَةُ الآسِ أَبُو فراسٍ: ¬
17860 - يَمضِي الزَّمانَ ومَا عَمدتُ لصاحِبٍ ... إلا ظَفرتُ بِصَاحبٍ خَوَّانِ مُسلم بنُ الوَليد: 17861 - يَمْضِي الشَّبابُ وقَد بُرجى لَهُ خَلفٌ ... والشيبُ يَذهبُ مَفقُودًا بِمَفقُودِ ابْنُ الرُّوميّ: 17862 - يَمْضِي الشَّبابُ وَيَبقَى مِن لُبَانَتِه ... شَجوًا عَلى النَّفسِ لا يَنفكُّ يُشْجِيها قَبْلهُ: كأن الشباب وقلبي منه منغمس ... في لذة لست أدري ما دواعيها رَوح على النفس منه كان يبردها ... برد النسيم لا ينفك يحييها كأن نفسي كانت منه سارحة ... في جنة بات ساقي المزن ساقيها يمضي الشباب ويبقى من لبابته، البيت. وبَعْدَهُ: ما كان أعظم عندي قدر نعمته ... لنفسه لا الحكم كان يصبيها ما كان يوزن إعجاب النساء به ... والنفس واجب إعجابًا بما فيها 17863 - يَمضِي الصَّغيرُ إذا انقَضَت أيَّامُهُ ... إثرَ الكَبيرِ ويُولَدُ المَولُودُ إبراهيم بن العبَّاس الصُّولي: 17864 - يُمضِي الأمور عَلى بدِيهتهِ ... وتُريهِ فِكْرَتُهُ عَوَاقِبهَا محمَّد بن سَعيدٍ: 17865 - يَمْضِي بِثابِتِ عَزمِهِ قلمٌ له ... كالدَّهرِ فِيهِ البُؤسُ والإنعامُ ¬
عبدُ اللَّهِ بن العبَّاسِ الرَّبعي: 17866 - بَمضِي بِهَا مَا مَضَى مِن عقلِ شَارِبها ... وفِي الزُّجاجةِ باقٍ يَطلب البَاقِي ابْنُ رشيقٍ القَيروانِي: 17867 - يَمِّم عَليًّا ولا تَحفِل بِحادَثَة ... إذا ادَّرَعَت فلا تَسأَل عنِ الأسلِ بَعْدَهُ: سل عنه وانطق به وانظر إليه تجد ... ملء المسامع والأفواه والمقل فالفاضل الكامل الثبت الجواد له ... كالنعت والعصف والتوكيد والبدل ومن باب (يَمْنَعنِي) (¬1): يَمْنعُنِي أنْ أبُوحَ نفس ... تَأنفُ مِن ذُلّةِ التَّشكّي الجمَّازُ: 17868 - يَمنَعُنِي مِن عَيب غيري ... الَّذي أعرفُهُ فِيَّ مِنَ العَيبِ بَعْدَهُ: عيبي لهم بالظن مني لهم ... ولست من عيبي في ريب إن يك عيبي غاب عنهم فقد ... أحصى عيوبي عالم الغيب كيف اشتغالي بسوى مهجتي ... أم كيف لا أنظر في جيبي لو أنني أقبل من واعظ ... إذا كفتني عظة الشيب المُتَنبِي في المبَالغة: 17869 - يَمنَعُها أن يُصِيبَها مَطَرٌ ... شدَّةُ مَا قَد تضَايَقَ الأسلُ ¬
17870 - يَموتُ الصَّالحونَ وأنتَ حيّ ... تَخطَّاكَ المَنيَّةُ لا تَموتُ قال معاوية لرجل: يموت الصالحون وأنت حي، البيت فأجاب ذلك الرجل يقول (¬1): فلست بميت ما دمت حيًّا ... ولست بميت حتى تموت يروى للمُعتز باللَّهِ المتوكل: 17871 - يَموتُ الفَتَى مِن عَثرةٍ بِلِسانِهِ ... ولَيسَ يَموتُ المَرءُ مِن عَثرةِ الرِّجلِ بعده: وكم عثرة لي باللسان عثرتها ... تفرق من بعد اجتماع بها شملي فعثرته بالقولِ تذهبُ رأسه ... وعثرته بالرجل تبرأ على مَهلِ قَالَ ابنُّ السُكيْتِ: أحضرني المُتَوكِلُ لأكُونَ مؤدِّبًا للمُعْتَزِ باللَّه وهُوَ صبيٌّ، فَقلتُ له: بأيِّ شَيءٍ نَبدَأ اليَومَ؟ فقَالَ لِي: بالانْصِرافِ. فقُلتُ: نَعَمْ، فَعَدا مِنْ بَينِ يَديَّ فَعَثَر عَلى المَرْمَر فَقَال: يموتُ الفَتَى مِن عَثرةٍ بلِسَانِهِ، البيت. وقَالَ أَبُو العيَناءُ: هَذهِ الأبْياتُ الثلاثَ للمُعْتزِ باللَّهِ. قالَ ابْنُ السِّكيتِ فقُلتُ للمتَّوكِل: جِئْتم بِي لتَأديبه وهُوَ آدبُ مِني، فاسْتَحسن ما قُلتهُ وأعْطَاني عشرة آلافِ درهمٍ. أبو يَعقُوب الخُرَيمِي: 17872 - يَموتُ المَرءُ وهُوَ يُعدُّ حَيًّا ... ويَخلِفُ ظَنَّكَ الأملُ الكَذُوبُ جَميلُ بُثَينةَ: ¬
17873 - يَموتُ الهَوَى مِنِّي إذا مَا لَقيْتُها ... ويَحيى إذا فَارَقتُها فَيَعودُ يقال: هذا أغزل بيت قيل في الغزل. المُتَنبي: 17874 - يَموتُ رَاعِي الضَّأن في جَهَلـ ... ـــــــهِ مِيتةَ جَالِينوس فِي طِبِّهِ باقي الأبيات مكتوبة بباب، (نحن بنو الدنيا فما بالنا) البيت. دُعبلٌ: 17875 - يَموتُ رديُّ الشِّعرِ مِن قَبلِ ريِّهِ ... وجَيِّدهُ يَبقى وإنْ ماتَ قَائِلهُ قَبْلهُ: نعوني ولما ينعني غير شامتٍ ... وغير عدوٍ قد أصيبت مقاتله يقولون إن ذاق الردى مات شعره ... وهيهات عمر الشعر طالت طوائله سأقضي ببيت يجبر الناس أمره ... ويكثر من أهل الرواية حامله يموت رديءُ الشعرِ، البيت. وقد كرر دعبل هذا فقال (¬1): إني إذا قلتُ بيتًا مات قائله ... ومن يقال له والشعر لم يَمُتِ 17876 - يَموتُ عَلى الشَّهادةِ وهَو حيٌّ ... إلهي لا تُمِتهُ عَلى الشَّهاده ذوُ الرُّمةِ يصفُ فلاةً: 17877 - يَموتُ قَطا الفَلاةِ بِهَا أوامًا ... ويَهلكُ في جَوانبِها النَّسِيمُ ¬
الرَّضِيّ المُوسوي: 17878 - يَموتُ قَومٌ ولا يَأسى لهُم أحدٌ ... وواحدٌ مَوتُهُ حُزنٌ لأقْوامِ لَهُ أيضًا: 17879 - يَموتُ قَومٌ ويُحيي العِلم ذِكرُهُم ... والجَهل يُلحقُ أحياءً بأمواتِ 17880 - يُميتُنِي الذَّنبُ أحيانًا ويَنشرُني ... عِلمي بأنَّكَ مَجبولٌ عَلى الكَرمِ 17881 - يَميسُ مِن خطِّهِ الفِرطاس فِي حَلكٍ ... كأنَما الحِبرُ فِيها يَنشرُ الحبرا بعده: وكلما جال الطرف من طرف ... منها رأى من حسنه أخرى وكلما زرعت أقلامه سبجا في الطر ... س أنبت منها لفظه الدررا 17882 - يَمِيلُ بِعَطفِهِ كَرَمُ السَّجايَا ... كَمَا مَالَت بشِاربها الشَمولُ 17883 - يَميلُ بهِ إلى أطلالِ لَيلى ... فُؤادٌ مِن تَذكُّرِها قَريحُ الرّضيّ الموسَوي: 17884 - يَميلُ بِي الثُّكولُ إلِيكَ حتَّى ... أميلَ عَنِ المُقارِبُ والنَّسيبِ بَعْدَهُ: وتقرب في قبيل الفضل مني ... على بعد القبائل والشعوبِ المَجنونُ: 17885 - يَمينًا إذا كانت يَمينًا وإن تكُن ... شِمَالًا يُنازِعُني الهَوى مِن شَمالِيا ¬
ومن باب (يَمِينًا)، قولُ بَعْضهم: يَميِنًا بأيَّامِ التَّدانِي ولذَّة الـ ... ـــوصالِ وإنَّي في الأليّة صادِقُ لمَّا مَرَّ قَلْبِي مُذْ نَأيتُ ولا حَلا ... لي العَيشُ واللَّذاتُ مِنّي طَوالقُ السَّري الرَّفاء: 17886 - يَمينُ الفَتَى عِضوٌ عَليهِ مُكرَّمٌ ... فلا يَمتهن عُضوًا عَلَيهِ مُكرمَا الأبيردُ الرِّياحِي: 17887 - يَمينُ امرئٍ إلي ولَيسَ بِكاذِبٍ ... وَمَا فِي يَمينٍ بثَّها صادِقٌ وزرُ أَبُو العَلاءِ المَعرِّي: 17888 - يُنافِسُ أمسي في يَومي تَشرُّفًا ... وتَحسُدُ أسْحاري عليَّ الأصائلُ أبو عُبادة البُحتُري: 17889 - يَنالُ الفَتَى مَا لَم يُؤمِّل ورُبَّمَا ... أتاحَت لَهُ الأيَّامُ مَا لَم يُحاذِرِ أبو تمَّام الطَائِي: 17890 - يَنالَ الفَتَى مِن عَيشِهِ وَهُو جَاهِلٌ ... ويكدي الفَتَى في دَهرِهِ وهُو عَالِمُ أبْياتُ أبْي تَمَّام يَقولُ مِنْهَا بَعْد قَوْلِهِ، يَنَالُ الفَتى مِنْ عَيْشِه، البَيْت: ولَوْ كَانتِ الأرْزَاق تَجرِي عَلى الحجَى ... هَلَكنَّ إذًا مِنْ جَهلِهنَّ البَهائِمُ ولَمْ يَجْتَمِع شَرق وغَربٌ لِقاصده ... ولا المَجْدُ في كَفِّ امْرئ والدَّرَاهِمُ ولَمْ أرَ كالمَعْروف تدعَا حُقوقَه ... مَغَارِم فِي الأقْوامِ وهِيَ مَغَانِمُ ولا كَالعُلى مَا لَم يُرَ الشِّعرُ بَيْنها ... وكَالأرض عَقلًا ليسَ فِيها معالمُ
ومَا هُو إلا القَولُ يَرى فيَغْتدِي ... لَهُ غُرر فِي أوْجُهٍ ومَواسِمُ يَرَى حِكمة مَا فيهِ وهوَ فُكَاهةٌ ... ويَقْضِي بِمَا يَقْضي بِهِ وهُو ظالمُ وليَس بيَانُ للعُلى خُلقُ امْرئٍ ... وإنْ جَلَّ إلا وهُو المَالُ هادمُ ولَولا خِلال سنَّها الشِّعرُ ما دَرى ... بغاةُ النَّدى مِن أينَ تُؤتى المَكَارِمُ منصورُ النمري في الرشيد: 17891 - يَنالُ بالرِّفقِ مَا يَعي الرِّجالُ بِهِ ... كَالموتِ مُستَعجِلًا يَمشي عَلَى مَهَلِ 17892 - يَنالُ نَوالُكُم من شطَّ عَنكُم ... فَكَيفَ تَضِيعُ عِندكُم الضّيوُفُ قالَ المُفضل الضَّبي: زَاملتُ الرَّشيدَ عندَ مُنْصرفهِ مِنْ مَكَّة، فقَالَ لي يَومًا: أنْشِدني أبياتَ زِيادٍ بن الأصَمِّ فِي الذِئبِ وكانَ قَد قَتلَ الأتْراكَ ذِيْبًا وطَرحُوه بَينَ يَديه فَأنشدتُهُ (¬1): هُو الخَبِيثُ عَينُه فِرارهُ فِي فَمهِ شَفرٌ بهِ نَارهُ أطْلس يُخْفي شَخْصَه غبارهُ فَقَال: قاتلهُ اللَّه مَا أحْسنَ ما وصَفهُ وأجْمَعَ مَا قَالَ فِيهِ جَعَلهُ لا يَحْتاجُ عِنْدَ افْتِراسِهِ أن يَقبسَ نَارًا يَقْرى بِهَا ولا مِديةٍ يَنْحر بِهَا. ثُمَّ قَالَ لِي: أتَعْرِف فِي هَذَا مَا هو أوْجَز مِمَّا ذَكَر؟ قُلْتُ: لا أعْرِف ولَكِن أحْفَظ لَهُمْ مَا هُوَ أشدُّ لأخْلاقِهِ وصْفًا إذا عَدَا مُستَشيِرًا قَنْصًا قَالَ لا أحْسبُ أحَدًا يَفِي بِذلكَ فَإن جِئْتَ بهِ فَلكَ هَذَا وكَان يُقلبِ بَينَ أصابِعهِ خَاتمًا فَصُّهُ يَاقوتٌ أحْمر اشْتَراهُ لَهُ الفَضل ابن الرَّبيع بِألفٍ وسِتمائة دِينار فَقُلتُ يَا أميرَ المُؤْمِنين حَميدُ بنُ ثَور الهِلاليَ فَبدَرَني وقَالَ لعَلكَ تُريدُ قَولَه، يَنام بِإحدَى مُقْلَتيهِ، البَيْت، قُلتُ نَعم قالَ واللَّه مَا كَشفَ لكَ هَذَا إِلَّا عَنْ غِطاء خَفِي ولا أحْسَبُ ذاكَ إلا لمَّا سَبَب لكَ مِنْ سَلْبِي ¬
خَاتِمي ثُمَّ قذَفَ بهِ إليّ فَقَبَّلتُهُ. قال المُفَّضل ثُمَّ وَجْهتُ بهِ إلى زُبيدةَ فاشْتَرتهُ مِني بَألفٍ وسِتْمائة دِيْنار وحَمَلته إلى الرَّشيد فَردَّه إليّ وقَالَ ما كَانَ لِيَدخل مُلكُنا شَيء قَد كُنَّا وهَبْنَاهُ مَرةً. ومن باب (ينام)، البيت المشهور (¬1): ينام الفقعسي ولا يصلّي ... ويخرى فوت قارعةِ الطريقِ حُميد بن ثورٍ الهلاليُّ: 17893 - يَنَامُ بإحدى مُقَلَتَيهِ ويَتَّقِي ... بأُخرى المَنايَا فهو يَقظانُ هَاجِعُ الحمَّاني العَلويَّ: 17894 - يَنَامُ ومَا ليلُ المَضيمِ بِنائِم ... وقَد تَرقُدُ العَينانِ والقَلبُ ساهِرُ أبو تمَّام: 17895 - يَنامُونَ عن أكفائِهم ولَديْهِم ... منْ اللَّهِ نُعمَى ما يَنامُ حَسُودُها المَعَرِّي: 17896 - يَنأى الحَريصُ فَيُكْدِي فِي مَطالِبهِ ... ويَظفَرُ الوادعُ الثاوي بِمَا طَلَبا بَعْدَهُ: وآلة الأسد تقضي أن خالقها ... قضى لها الفرس لا أن تأكل العشبا فأبه لدنياك هذي كيف شيمتها ... فإن جدك فيها يشبه اللعبا واحذر من الظلم فالمظلوم دعوته ... تسمو صعودًا إلى أن تحرق الحجبا والشمس في الأرض تبلو الوعظ شارقـ ... ـــــةً وفي السماء إذا ما قرنها غربا فلا تخالط أنيسًا ما استطعت ولا ... تركن إليهم وأمعِنْ منهُمُ هربا ¬
عَمرُو بنُ لجأ: 17897 - يَنبُّ جَريرٌ في الخَلاءِ وإنْ يرى ... عَرانِينَ سَعدٍ والرَّبَابُ تثَعلبَا أبو دلفٍ: 17898 - يَنبُو الحسامُ العَضبُ عَنَّا وقَد ... تَكَلَّمَ فِينا النَّظرةُ القَاصِده الرَّبيع بن أبي الحَقيق: 17899 - يُنْبئكَ مَن كَانَ بِنا عَالِمًا ... عَنَّا ومَا العَالِمُ كَالجَاهِلِ ابْنُ المُعتز باللَّه: 17900 - يَنسَى التَّجلدَ قَلبِي حينَ أذكرهُ ... ويهجرُ النَّومَ عَيني حينَ أهجُرُهُ بَعْدَهُ: وإن كتمت الهوى أبدي الهوى نظري ... فالقلب يطوي الهوى والعين تنشره وما تذكرته إلّا وجدتُ له ... في داخل القلب صورًا تصوره وما تصبرت عن تذكار رؤيته ... إلا استطال على قلبي تذكره ولا غضبت عليه ثم ألحظه ... إلا رضيت وقام الحب يعذره 17901 - يَنسَى الَّذي كَانَ مِن مَعرُوفِهِ أبدًا ... إلى الرِّجالِ ولا يَنسى الَّذي يَعدِ 17902 - يَنسَى صَنيْعَتهُ ويَذكرونَ وَعدهُ ... أكرمِ بِذلِكَ مِن ذَكورٍ ناسِي 17903 - يُنسَى كتابُكَ مِن تَقَادم عَهدِهِ ... وتَمرُّ دونُ رَسُولِكَ الأزمانُ وإذا كتبت مُعذرًا لم يعطني ... الكتاب رضى ولا العنوان ¬
عُمارة: 17904 - يَنْسَى مَضرَّتهُ لِنفعِ صَديقِهِ ... لَا خيرَ فِي شَرَفٍ إذا لَم يَنفَعِ 17905 - يَنشُو الغُلامُ عَلَى مَا كَانَ والدُهُ ... إِنَّ العُروقَ عَليهَا تَنبُتُ الشَّجرُ أبو شبلٍ البرجمي في إبراهيم بن العبَّاس: 17906 - يُنظِّمُ اللُّؤلؤَ المَنثورَ مَنطِقه ... ويَنثرُ الدُرَّ بالأقلامِ في الكُتبِ 17907 - يَنقصُ الوجدُ كُلَّما قدم العَهدُ ... ووجدِي في كُلِّ يومٍ يَزيدُ زُهيرٌ المَصريُّ: 17908 - يَنقضِي يَومٌ ويَومٌ فـ ... ــي حَديثٍ لا يُفِيد ابْنُ الأعرَابي: 17909 - يَنقُلُونَ المَوتَ فِي أسيَافِهم ... لمُميتِ الحقِّ أو مُحيي البِدع الأقرعُ: 17910 - يُنيرُ وَجهي إذا جدَّ الخِصامُ بِنا ... ووجهُ خَصمي تراهُ الدَّهرَ مُنتَقعا وصف أعرابي رجلًا فقال: يفصح بيانه منطق الحجة، ويسد على خصمه واضح المحجة، ويغسل من العار وجوهًا مسودةً، ويفتح من الرأي أبوابًا منسدة. 17911 - يُواجِهكَ الثَناءُ بِكلِّ أرْضٍ ... مُعاونَةً لِشُكرِي وامتِداحِي ¬
17912 - يُواخذُ هَذَا وهَذا جَنَى ... ويَرزقُ هَذَا وهَذَا سَعَى ومن باب (يَودُّ)، قَولُ النِّمرِ بن تَولَب (¬1): يَودّ الفَتى طُولُ السَّلامةِ جَاهِدًا ... فَكيفَ تَرى طُولَ السَّلامةِ يَفعَل يَرد الفَتى بَعْدَ اعتِدالٍ وقُوَةٍ ... يَنُوءُ إذا رَامَ القِيامَ ويَحْملُ يَقُولُ: طُولُ السَّلامَة يُوديكَ إلى الهَرمِ والضَّعفِ وقَوْله يَنُوءُ أي يَنْهض بِمَشقةٍ ونَاءَ بهِ تَقاعُس بهِ وقَوْله ويَحْمِل أي إذا أرادَ المَشْي والحَركة يَحْمِل حِمْلًا يُعْجزهُ عن الحَركةِ. وقالَ آخر، وحَسْبُك داء أنْ تَصحيحَ وتسلما وقالَ آخَر (¬2): إن سَرَّهُ طُولُ عُمْرهِ فلقَد ... أضْحَى عَلَى الوَجْهِ طُولُ سَلِما أي تَغضَّنَ وَجْهه واسْتبانَ عَلِيه الكبرُ والضعْفُ لطُولِ سَلامَتِهِ وَمثلُ ذَلكَ فِي الأشعَارِ كثيِرُ. 17913 - يُواسِي الغُرابُ الذِّئب فِي كُلّ صَيدِهِ ... ومَا صَادتِ الغِربانُ فِي سعفِ النَّخلِ المُعتمد صاحب المَغرِب: 17914 - يُواصلُني سِرًا وَيَصْرُمْنَ ظاهِرًا ... وذَلِكَ مِن أفعالِهنَّ عَجيبُ المَعَرِيُّ: 17915 - يُؤجِّجُ فِي شُعاعِ الشَّمسِ نَارًا ... ويَقدحُ فِي تَلهُّبِها زِنادَا 17916 - يُوحِشُنِي كُلُّ مِنْ أنستُ بِهِ ... أنا الغَريبُ الدِّيارِ في وَطَنِي ¬
محمّد بن وَهيبٍ: 17917 - يَودُّ الّذي لاقوهُ أَنَّ سِلاحَهُ ... هُنالِكَ خِلخَالٌ عَلَيهِ ودُملجُ 17918 - يودُّ أَنَّ ظلامَ اللَّيلِ دَامَ لَهُ ... وَزيدِ فِيهِ سَوادُ القَلب والبَصَرِ الأحوص: 17919 - يَوَدُّ بأن يُمسِي سَقِيمًا لعلَّها ... إذا سَمِعَت مِنه بشَكوٍ تُراسِله ويهتز للمعروف في طلب العلى ... لتحمد يومًا عند سلمى شمائله الرضيّ الموسَويّ: 17920 - يودُّ رِجالٌ أنَّني كُنتُ مُفحمًا ... ولَولا مَقَالي لَم يَودَّ الَّذي ودُّوا ابن أبي حمام: 17921 - يَودُّ لَو أنِّي فَقدُ أوَّل فَاقِدٍ ... وأيضًا أودُّ الودَّ أنِّي فَاقِده أعاذلتي كم من أخٍ لي أوده ... كريم عليّ لم يلدني والده إذا ما التقينا تريني أكده ... ولكنني مثنٍ عليه وزائده وآخر أصلي في التناسب أصله ... يباعدني في رأيه وأباعده يود لو أني فقد أو فاقد، البيت. معنُ بنُ أوسٍ المُزنيُّ: 17922 - يَودُّ لَو أنَّي مُعدَم ذُو خَصَاصةٍ ... وأكرهُ جُهدي أن يُخالِطهُ العَدمُ أَبُو تمَّام: ¬
17923 - يَودُّ وِدادًا أَنَّ أعضاءَ جِسمهِ ... إذا أشدَت شوقًا إليها مسامِعُ ابْنُ هَرمةَ: 17924 - يوشكُ مَن فرَّ مِن مَنيَّتهِ ... فِي بعض غرَّاتِهِ يُوافِقها قال المبرد يقال أمرٌ وشيك أي سريع ويقال يوشك أي يفعل فلان كذا أي يقارب ذلك ويوشك يفعل ذاك بغير أن كل ذلك جيد. المَعرِّيُ: 17925 - يُوصِي الفَتَى عِندَ الممَاتِ كَأَنَّهُ ... يُسافِرُ عَن أوْطانِهِ ويَعُود وينسى بأن الدهر ينسخ ذكره ... وتُنْسَى موَاثيقٌ له وعهودُ أحمد بن أبي طاهرٍ يصف سيفًا: 17926 - يُؤلَّفُ بَينَ أشتاتِ المَنَايَا ... بِسلَّتهِ فَيَفتَرِق الجَميعُ أبياتُ أحْمَد ابْنُ أَبِي طَاهِرٍ في وصْفِ السَّيفِ يقولُ مِنْهَا: يُؤلِّفُ بين أشْتَاتِ المَنايَا، البَيْتُ، وبَعْدهُ: فأمَّا فِي الحَشَا فَلهُ سُجُود ... وأمَّا فِي الطِّلَى فَلهُ رُكُوعُ تُرْوَى مِنْ دَمِ الأجْوافِ حَتَّى ... تَرَقْرَقَ فِي جَوَانِبهِ النَّجيعُ كَأَنَّ فَرندهُ ألْقَى عَليهِ ... ثِيَاب نُباتِهِ الخُضْر الرَّبيعُ تُطيعُ لَهُ المَنيةَ حِيْن يُعصى ... بِهِ ويُقرِّبُ الأجَلَ الشُّموعُ فَلا الأجَلُ الحَريز بِهِ حَريز ... ولا الحُصنُ المَنِيع بِهِ مَنِيعُ ولَيْسَ صَنِيعُهُ فِي الرَّوعِ إلا ... كَرأيكَ أَنَّهُ المُغَضبُ الصَّنيعُ كَشعْلةٍ ذَاتُ شَبَا هَذَا ... وهَذَا لِذاكَ عَلى عَزَائِمه تَبُوعُ ¬
وقَالَ ابْنُ الرُّومِيّ فِي وَصْفِ السَّيفِ مِنُ أبْياتٍ (¬1): فَلمَا فَضَّ أو هَوَى فِي مقرٍّ ... مُضْربٌ مِنْه فِي العِظامِ رَسُوبُ أدْهَمَ العَينِ إنَّهُ أخْطأَ المَضْر ... بِ وهْنًا وقَد قَضَى المَضْروبُ وقَالَ مَانِي الموسوسُ في وَصفهِ: يُبْدِي ابْتِسامًا ثُمَّ يَرْجعُ بَاكِيًا ... فَتَراهُ فَوقَ الهام أخْرسُ يَنْطقُ 17927 - يؤلِمهُ مَضغِي مِن خُبزِهِ ... كَأنَّني مِن جسمِهِ أمضُغُ بين يديه التخت والميل ... كي يحسب ما يبلغ كمْ يبلغُ 17928 - يُوليكَ قَاصيةَ الجَميلِ عَيانُهُ ... ويَكونَ عِندَ مَغيبِهِ ليث الشَرى ابْنُ الرُّوميّ: 17929 - يُوليكَ كُلَّ جميلٍ وهو مُعتَذرٌ ... وقد يُسيءُ مُسيءُ وهُو مَنَّانُ إذا بدا وجه ذنب فهو ذو سنةٍ وإن ... بدا وجه خطب فهو يقظان 17930 - يَومُ الحجَامة يَومٌ لا دواءَ لَهُ ... إِلّا الطَّلاءُ وإلا الطّيبُ والطَّربُ أبو محمَّد الخازِن: 17931 - يَومًا بحزوى ويَومًا بالعَذِيبِ ... ويَومًا بالعَقِيقِ ويَومًا بالخُلَيصاءِ 17932 - يَومًا يَريشُ خَسيسَ القَومِ يَرفَعهُ ... إلى السَّماءِ ويَومًا يَخفضُ العَالي عِمران بن حطَّانَ: ¬
17933 - يَومًا يمان إذا لَاقيتَ ذا يَمنٍ ... وإنْ لَقيتَ مَعديًا فَعدناني كَانَ عُمْرَان بِنْ حَطّانَ يَرَى رَأي الخَوَارِج وكَانَ مَعَهمْ فَطَلبهُ عبدُ المَلِك بن مَروان مِنَ الحجَّاجِ فَهَربَ مِنْهمَا واشْتَدّ الطَّلبُ لَهُ فَنزلَ عُمْرَان ابْنُ حُطانَ بِروحِ بن زُنْباع فِي جُمْلةِ الأضْيَافَ الذين كَانُوا يَنْزِلونَ بِهِ وهُوَ لا يَعْلمْ أَنَّهُ المَطْلوبُ ولا يَعْرفَهُ فأنْشَدَ عَبدُ المَلِك يَومًا قَولَ عُمران بِن حَطان في ابْن مُلجمَ قَاتل عَلي بِن أَبِي طَالب كَرَّم اللَّه وَجْهه (¬1): يَا ضربةً مِنْ كَريمٍ مَا أرَادَ بِهَا ... إلا يَبْلغ مِنْ ذِي العَرشِ رُضْوانَا إنِّي لأذْكرهُ يَومًا فأحْسَبهُ ... أو فَى البريةِ عِندَ اللَّه مِيزَانا ثمَّ قَالَ عَبْدُ المَلِك بَعدَ إنْشادِهِ لِهذيِنِ البَيْتَينْ مَنْ يَعْلم قائِلها فَسَكتَ النَّاسُ ثُمَّ راحَ روحُ إلى أضْيَافهِ فقَالَ لَهُم قَدْ سَألَنا أمِيرُ المُؤمِنِينَ عبدُ المَلِك عَنْ قَولُ الشَّاعر: يا ضربَةً مِنْ كَريِمٍ، البَيْتان، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أحَدٍ عِلْمٍ فَقَالَ عُمْرانُ بْن حَطانَ هَذَا قَولُ عُمْرانُ بنُ حَطان فِي ابنِ مَلجَم قَاتِل عَلي بنِ أبي طَالبٍ وغَدَا رُوح فأعْلَمَ عَبدُ المَلك بِقائِلهِمَا فَقالَ لَهُ مَنْ أخْبَركَ؟ قَال ضَيْفي قَالَ عَبدُ المَلك أظُنهُ واللَّه عُمرانُ بن حَطانَ فأتِنِي بهِ فَعَاد روحُ إليهِ وقَالَ لَهُ إنّي قَدْ ذَكرتُكَ لأمِير المُؤمِنين فَأمَرني أن آتِيهِ بِكَ فَقالَ قَدْ كُنتُ أحبَّ ذاكَ ومَا مَنَعَني عَنْ ذِكرهِ إلا الحياء وأنَا مُتبعك فَدَخل روحُ على عَبْدُ المَلِك وقَالَ لَهُ قَدْ أتَيْتكَ بالرَّجلِ فقَالَ عَبْدُ المَلِك أظُنكَ واللَّه سَترجَعُ فلا تَجِدهُ، فَخَرجَ إليه فلَم يَجْده، فَلمَّا رَجعَ روح إلى مَنْزِله إذا عُمران بن حَطان لمَّا مضَى قَد خَلَّف رُقعة عندَ فِراشِهِ فأخَذَها وقَرَأ فإذا فِيها مَكْتوبٌ (¬2): يا روحُ كَمْ مِنْ أخِي مَثْوًى حَللتُ بِهِ ... قَدْ ظَنَّ ظَنُّكَ مِنْ لَخْمٍ وغَسانٍ حَتَّى إذا خِفْتهُ زايلتُ مَنْزلِه ... مِنْ بَعدُ مَا قِيلَ عُمرانُ بنُ حَطانِ قَدْ كُنتُ ضَيفك حَولًا لا تَروعَني ... فِيهِ الطَّوارِق مِنْ إنْسٍ ولا جَانِ ¬
حَتَّى أرْدتَ بِي العُظْمَى فأوحْشَني ... ما يُوحِشُ النَّاسَ مِنْ خَوف ابنِ مَرْوانِ فاعْذر أخْاكَ ابْنُ حَطانِ فإنَّ ... لَهُ فِي الحَادِثاتِ هُناهٌ ذاتُ ألوانِ يَومًا يَمانٍ إذا لاقَيتَ ذا يَمَنٍ، البَيتَ وبَعْدهُ: لَو كُنتَ مُسْتَغفِرًا يَومًا لِطَاغِيةٍ ... كُنتُ المُقدَّمَ فِي سِري وإعِلانِي لَكِن أبتْ لِي آيَات مُطَهرةٌ ... عِندَ التِلاوةَ مِنْ طَهَ وعُمْرَانِ صرَّدُرّ: 17934 - يومٌ بأرواحٍ يُباعُ ويُشترى ... وأخوهُ لَيسَ يُسامُ فِيهِ درهمُ القَاضِي: 17935 - يَومٌ تَبسَّم عَنهُ الدَّهرُ واجتَمَعت ... لَهُ السُّعُود وأغضت دُونهُ الغِيرُ ومن باب (يوم)، قول ابن الحجاج وقد ولى ولاية وصُرف سريعًا (¬1): يوم الخميس بعثت بي ... وصرفتني يوم الأحدْ والناس قد غنَّو عليَّ ... لما خرجت من البلدْ ما قام عمرو في الولا ... ية قائمًا حتى قعدْ ومن ذلك قول أبي تمام (¬2): يوم الثلاثاء كان يوم رحيلهم ... فغدوت أندب كلَّ يوم ثلاثا يقول منها: أرض الفلاحة لو أنا هاجروك ... أعني الحطيئة لاغتدى حراثا تصدى بها الأذهان بعد صقالها ... ونعيد ذكران العقول إناثا أرضٌ خلعتُ اللهو خلعي خاتمي ... فيها وطلّقتُ السرور ثلاثا ¬
الوَزيرُ أَبُو شجاعٍ: 17936 - يَومٌ عَليكَ مُباركٌ ... لا زِلتَ فِي فَرحٍ وَطيبٍ بَعْدَهُ: اشرب شرابًا نقله ... تقبيل سالفة الحبيب لا بد من فرج قريب ... يأتيك بالعجب العجيب المَجد النشّابي الإربَلي: 17937 - يَومي كأمسِي بل أخسُّ وفِي ... غدٍ أضْعافَ ما قَاسيتُهُ أتوَقَّعُ إبراهيم بن المَهدي في ولدهِ أحمد: 17938 - يؤُوبُ إلى أوطانِهِ كُلُّ آيبٍ ... وأحمدُ فِي الغُيَّابِ لَيسَ يَؤُوبُ 17939 - يُهدِّدُ بالنَّوى من كَانَ حَيًّا ... فإنِّي قَبلُ بَينهم قَتيلُ الرَضيّ الموسَوي: 17940 - يُهدِدني بقُبحٍ بَعد حسنٍ ... وَلم أر غيرَ قُبحٍ بَعدَ قُبحِ ومن باب (يهددني)، قول آخر: يهددني بالقتل جهلًا عداكم ... فيا حبذا في حبكم سادتي قتلي 17941 - يَهدِمُ الانتهِاءَ باليَأسِ مِنكُم ... مَا بَنَاهُ الرَّجاء بالابتِدَاءِ ¬
17942 - يَهرُّونَ في وَجهِ الصَّديقِ وإنَّما ... يهرُّ عَلَى مَن لَيس يَعرِفُهُ الكَلبُ 17943 - يَهزُّهُ الشَّوقَ إن هَبَّت يمَانِيةٌ ... كما تهزُّ الحُميا الشارِبَ الطَّربا الرضيّ الموسَويّ: 17944 - يهشُّ لَكُم عَلَى العِرفانِ قَلبِـ ... ـــــي هَشَاشتهُ إلى الزَّورِ الغَريبِ بَعْدَهُ: واللفظ غيركم ويسوغ عندي ... وأذكركم مع الماء الشروب ويسلس في أكفكم زمامي ... ويعسو غيركم رطيبي المَعرِّي: 17945 - يَهمُّ اللَّيالِي بَعضُ مَا أنا مُضمرٌ ... ويَقفِل رَضوَى دونَ ما أَنَا حامِلُ لَهُ أيضًا: 17946 - يُهنَّأُ بالخَيرِ مَن نالَهُ ... ولَيسَ الهَناءُ عَلَى مَا هُنَا 17947 - يَهنِيك أنِّي مَحسودٌ عَلَى عَمَلٍ ... أظلُّ أحسدُ فِيهِ كُلّ بَطَّالِ مثله قولُ آخر (¬1): عمل فاضحٌ وأجمل من ... بعض الولايات عطله المصروف المُتَنبِي: 17948 - يَهونَ على مِثلي إذا رَامَ حَاجَةً ... وقُوعُ العَوالي دونها والقَواضِبُ السموأَل: ¬
17949 - يَهونُ عَلَينا أنْ تُصابَ جُسُومُنَا ... وتَسلمَ أعراضٌ لَنا وعُقُولُ 17950 - يَهوِّنُ ما ألقى وإن كنتُ مَيِّتًا ... يقِيني بأن لا شَيء يَنجو مِنَ الهُلكِ 17951 - يَهوِّنُني الأمرُ العَظيمُ ولَيتَني ... نَجوتُ كفَافًا لا عليَّ ولا ليَا أَبُو نصرُ بنُ نُباتَةَ: 17952 - يَهوَى الثَّناءَ مُبرِّزٌ ومُقّصِرُ ... حُبُّ الثَّناءِ طَبيعَةُ الإنْسَانِ ابْنُ عُنين: 17953 - يَهوى الحَياةَ بَنُو الدُّنيا وقَد عَلِموا ... أَنَّ الحَيَاةَ عَناءٌ دائِمٌ وشَقَا قَبْلهُ: لولا الردى كانت الدنيا لمن سبقا ... اللَّه يبقى ويغني كل ما خلقا يهوى الحياة بنو الدنيا، البيت وبعده: ما مرَّ مِنْ عمر الإنسان في حزنٍ ... وفي سرور كطيف الكرى طرقا محمَّد صَالح في كلامٍ غَير مفهومٍ: 17954 - يَهوَى إليَّ بأقوالٍ يُلَفِّقُها ... فَلا أعي مِنهُ شَيئًا وهُو يُسْمِعُني بَعْدهُ: يلقى صداي صفير الطير من فمه ... مخاطبًا وهو إنسان يكلمني يقال في المثل، أحاديث الصم إذا سكروا، يضرب لمنْ يعتذر بالباطل ويخلط ¬
ويكثر، ويقال أيضًا أحاديث طلسم وأحلامها، يضرب لمن يخبرك بما لا أصل له من الحديث. 17955 - يَهوى خِلافِي فَلو أنِّي أُكلِّفُهُ ... عَلَى الظَّما شُربَ الماءِ مَا شَرِبَا 17956 - يَهوَى هَواي ضَميرُهُ ففُؤادُهُ ... فردُ الهَوَى ولِسانُهُ ألوانُ أبو يَعقوب الخُريميِّ: 17957 - يُلامُ أَبُو الفَضْلِ فِي جودهِ ... وهَلَ يَملِكُ البَحرُ أنْ لا يَفِيضا زيادة العُذريُّ: 17958 - يُلامُ رِجالٌ قَبلَ تَجريب أمرِهِم ... وكَيفَ يُلامُ المَرءُ حَتَّى يُجرَّبَا إبراهيم الغَزِّيُ: 17959 - يَئستُ فَمَا عِندِي لملِكٍ مَهَابةٌ على ... قَدرٍ ما تَرجَّى البَوارِقُ تُتَّقى * * * تمَّ حرف الياءِ والحمدُ للَّه وصلَّى اللَّه على سيدِنا مُحمَّد وآله وسلَّم. تكملت عدة الأبيات التي أولها الياء والمكتوبة، في نفس الكتاب المحسوبة، من العدة المطلوبة، عدا ما على الحاشية سبع مائة وثمان وأربعون بيتًا، وذلك في ثلاثة كراريس وسبع قوائم ووجهة، هي هذه، والحمد للَّه وصلى اللَّه على محمد وآله وسلم. * * * ¬
الأبيات التي أولها أستغفر الله
الأبياتُ الَّتي أولها أستغْفِرُ اللَّه كاتبهُ عفا اللَّه عنهُ: 17960 - أستغفِرُ اللَّه آخر الكَلمِ ... مِن عَثَراتِ اللِّسانِ والقَلمِ بَعْدَهُ: وفاحشات كتبتها بيدي ... وخطوات زللن بالقدم ومن زمان أضعته سفهًا ... في ترهات القريض والحكم وموبقات ركبت أخطرها ... إما بقلبي وهاجرات فمي أتوب مما جنيتُ معتذرًا ... بفيض الدموع والندم يا رب عفوًا فات مع القدرة ... ذو رحمةٍ وذو كرم هب لي ذنوبي وعافني أبدًا ... من البلايا وسائر النقم أسألك اللطف والسلامة ... والرضوان عني وخير مختتم ابْنُ بهدلٍ: 17961 - أستغفِرُ اللَّه استِغْفارَ مُعتَرِفٍ ... بِمَا تَقَذَمَ إبلاغًا وإنذارا وجدَتْ بِخطٍ كَمالَ الدِينِ ابْنُ الشَّعارُ المُوصلِي في كتابَ (تُحْفةَ الكَبْراءِ فِي معجم الشُّعراءِ) لأبِي القَاسَم عَلي بنُ مُحَمَّد بنُ بُهدل الأصْفَهانِي: [من البسيط] أسْتَغْفِرُ اللَّه رَبًا قَادِرًا أبدًا ... عَلى بَرِيَّتِهِ للخَلقِ قَهَارَا أسْتَغْفِرُ اللَّه مَمَّا قَدْ جَهرتُ بِهِ ... مِنْ الخَطَايَا ومَا أسْرَرتُ إسْرَارَا ¬
أسْتَغْفِرُ اللَّه مِنْ جَهلٍ ومِنْ زللٍ ... ومِنْ خَطأٍ وعَمدٍ يَعقبُ النَّارا أسْتَغْفِرُ اللَّه كَمْ مِنْ لَيلةٍ سَلَفَت ... حَمَلتُ فِيها مِنَ الآثَامِ أوْزَارا أسْتَغْفِرُ اللَّه كَمْ مِنْ نِعْمةٍ ويَدِ ... للَّهِ عِنْدي كَمِثْلَ الغَيثِ مِدَرَارا أسْتَغْفِرُ اللَّه لَمْ أشْكَرهُ إِذْ نَزَلَت ... عَليّ جَهلًا وتَقْصِيرًا وإصْرَارَا أسْتَغْفِرُ اللَّه مِنْ لَحظِ العُيونِ ومِنْ ... وسْواسِ صَدْرِي ومَا أضْمَرتُ إضْمَارا أسْتَغْفِرُ اللَّه مِنْ غلٍّ ومِن حسَدٍ ... فِي الصَّدرِ يَخْفِي مَا أبْدِيهِ أطْوَارَا أسْتَغْفِرُ اللَّه مِنْ وَحشِ القُبُورِ ومِنْ ... يَومِ النُّشورِ إذا لاقَيت جَبَّارا أسْتَغْفِرُ اللَّه كَمْ ضيَّعتُ طَاعتَهُ ... عَمْدًا وآثَرتُ مَا أهْواهُ إيْثَارا أسْتَغْفِرُ اللَّه إيْقَانًا ومَعْرِفةً ... بِأنَّه لَم يَزَل للذنبِ غَفَّارا أسْتَغْفِرُ اللَّه مَا لَم يحسنهُ بَشَرٌ ... كَيْلًا ولا عَددًا لَو عَاشَ أعْمَارَا أسْتَغْفِرُ اللَّه وَزْن الخَلقِ كُلِّهمُ ... وَعدَّ أنْفَاسِهِم حِقبًا وأدْوَارَا أسْتَغْفِرُ اللَّه كَيلَ البَحرِ مَا طَلعَتْ ... شَمسٌ ومَا غَربَتْ دَهرًا وأعْصَارا أسْتَغْفِرُ اللَّه اسْتِغْفَارَ مُعْتَرفٍ ... بِمَا تَقَدَّمَ إبْلاغًا وإنْذَارَا المَعَريُّ: 17962 - أستغفِرُ اللَّه القديمَ الَّذي ... حِكمتُهُ باقيَةٌ بَاهِره لَهُ أيضًا: 17963 - أستغفِرُ اللَّه أودى الشَيخُ والحَدَثُ ... كِلاهُما ضمَّ في دارِ البَلى الحَدَثُ بعدهُ: كون يرى وفساد جاء يتبعه ... تبارك اللَّه ما في خلقه عبث يضن بالمال مجبول على بخلٍ ... وإنما هو مخزون لمن يرث أعطي ثلاثة ثلاثٍ أقاربه ... وللمفارق مما خلف الثلث ¬
أرواحنا ما علمنا أين مسكنها ... وفي التراب توارت الجثث أراك تحرص كي تحظى بفائدة ... وما أخالك تدري عم تبتحث تعجل الناس بالترحال فانصرفوا ... وقد لبثت إلى أن ساءني اللبث والنار إن تلق فيها حلي غانية ... يبقى النضار وينفر الغش والخبث أهل العبادة رهط يبصرون لها ... صبر المطي على أخفافها النفث 17964 - أستغفِرُ اللَّه إِلَّا مِن محبَّتِكُم ... فإنَّها حَسَناتِي يَومَ ألقَاهُ بَعْدَهُ: فإن زعمتم بأن الحب معصية ... فالحب أحسن ما يعصى به اللَّه ابن بهدلٍ: 17965 - أستغفِرُ اللَّه إيقَانًا ومَعرِفةً ... بأنَّهُ لَم يَزل للذَّنبِ سَتارَا لهٌ أيضًا: 17966 - أستغفِرُ اللَّه ربًّا قَادِرًا أبدًا ... عَلَى بَريَّتِهِ للخَلقِ قَهَّارَا ابن أبي البَغلِ: 17967 - أستغفِرُ اللَّه ربُّ العَرشِ مِن عُمرٍ ... أَضَعتُهُ في خَسَاراتٍ وتَضلِيلِ قَبْلهُ: أستغفر اللَّه من عمر أضعت به ... حظي من الذكر في قال وفي قيلِ أستغفر اللَّه من كتب الخنا بيدي ... أستغفر اللَّه من قول الأباطيلِ ابْنُ هِندُو: [من السريع] 17968 - أستغفِرُ اللَّه فَكَم مُذنِبٍ ... يُرجَى لَهُ مِن ربِهِ الغَفَرُ ¬
قَبْلهُ: مالي في عذريتي عذر ... قد انقضى العمر فلا عُمْرُ إن الثلاثين التي قد مضت ... فيها لذي معتبرٍ [خُبْرُ] هبني قد عمرت أمثالها ... أليس عقباها [هو القبرُ] أستغفر اللَّه فكم مذنبٍ. البيت ومِنْ هَذَا البَابُ قَولُ أَبِي العَلاءِ المَعَّرِي: أسْتَغْفِرُ اللَّه كَمْ تَسْتَحدِثُ المُهجُ ... وللمَنُونِ بِلاف الوَرَى لَهجُ بُقراطُ سِيرة للتُربِ حَامِلهُ ... ورَهطهُ فتَساوَى القَرْمُ والهَمْجُ أَمَّا الحَياة فغَمَاهَا مُوَاصلَةً ... عَلى الأيَّامِ فَهَل فِي مِيَتةٍ فَرجُ ومَا يَلبَثُ شَخْصٌ أنْ نُعِيّرهُ ... قَرٌّ يَضرُّ وحَرٌّ بَعْدهُ يَهِجُ وقتٌ يَمُرُّ وأنْفَاسٌ مُرَدَّدَةٌ ... بِهَا تَقضتْ شُهورَ المَرءِ والحُجَجُ والدَّهرُ كالبَحرِ مَنْ يَركبْ سَفِينتَهُ ... يَغْرق ولَمْ تُغنِ مِنْ تَيارِه اللجَجُ فاحْذَر مِنَ الأنْسِ إِنَّ الأنسَ معْطَبَةٌ ... ولا تَغُرُّكَ قُرْبَى مِنْهُم تَشَجُ قَدْ حَدثوكَ بِأنْبَاءٍ فَمَا صَدَقوا ... وجَاَدلوكَ فَلمَ تَثْبِتْ لَهُمْ حُجَجُ أَبُو العلاءَ المعَرِّيّ مِنَ استغفَاريَّاتهِ: أسْتَغْفِرُ اللَّه في سِرِّي وفِي عَلَني ... كأنَّ جدّي وإن طال العِنادِ ددُ جِسمِي ورُوحِي لمَّا استُجمِعا ... صَنَعا شَرًّا إليّ فغرَّ الواحِدُ الصَّمدُ فالشَّخصُ يَعذِلُ النَّفسَ مُجتَهِدًا ... وتِلكَ تزعمُ أَنَّ الظَالِمَ الجَسدُ إذاهُما بعَدُ طول الصُّحبَةِ افترَقا ... فإنَّ ذاكَ لأحداثِ الزَّمانِ يدُ وأصبح الجوهرُ الحمَّاسُ في محنٍ ... موصولةٍ واستراحَ الآخرُ الجمدُ يقولُ مِنها: النَّاسُ مُذ خُلِقوا في أرضهم جُبلوا ... عَلى الفسَادِ فَقمين قَولنا فَسَدوا اللهُمَّ تَحمِلها منَّا خنًى ... فَمَا يخافُ هجومَ الغَابةِ النَّقدُ
وإنْ تعد وافته سَعادَتهُ ... تخيَّل النَّاسُ فيهِ أنهُ أسدُ وكلُّ سحابةٍ كِرامٍ سَوفَ يُدرِكِهُم ... تَصريدَهُم ويُنادِي فيهم الصَردُ وإنَ تقاوِم شيئًا لَم تصحَّ ... حَقِيقته يَتَوخَى كشْفَهَا أحدُ لا عَالمُ الإنسِ لا لاصَفِي وقاحهُ ... عَلى الرَّشيدِ وأنى يطلبُ الرَّشدُ بَشرًا فإن كَشَّفت باطِنهُ ... فالغلُّ والغِشُّ والنَكراءُ والحَسَدُ يودُّ أنْ يصفُو فَخانُوا ... وأيَّةَ ضلع مَا بِهَا أودُ فذلِك فِيهِ واعتمدهُ فَمَا أحرَى ... الوَرَى أنْ يُجَاوِز بالدعى اعتَمَدوا أداءَ حيٍّ يستهانُ به ... ويُعرفُ الرزءُ فيهِ حِينَ يُفْتَقَدُ عَلى الدُّنيا بما ... مَثِلَ التَّوَحُّدُ دويًّا بِهِ الزَّهدُ الأب الوَالدَ المنيَةَ بِسُنتهِ ... لمَّا ابتَلاهُ وذم الوَّالدَ الولدُ مثلُ البَهائِم أجيالٌ سِوى ... شكلُ ابن آدم فيها الملُّ والنَكدُ يحاولُ ولَمْ يَبْقُوا بِمَن جَدَبُوا ... وحَارُوا ولَم يَحْظُوا بِمن حَمَدوا ولَا يسرُّكَ مدح إن هُمْ مَدحُوا ... ولا يضركَ وابنٍ أرعم عَبَدوا وقَالَ أَبُو العَلاء المَعَّري أَيْضًا: . . . . . . القضَاءِ يدٌ ... يَجري وتَزعُمُ فِيهِ أنفٌ شَمخُ . . . . . . . . . . . ... رَعَى الصَّحْرَاءَ أدرىَ أنَّها سبخُ . . . . . . . . . . . ... مسرَّ أهل النَّارِ نَصطَرِخ فَغَدت عندَ ذَوي جَهلٍ ملائَمةً ... واللُّؤم فِي دُمنهِ نَسَخُ نُجرُّ عنِ الفَضْلِ فَاحتَجوا بمنقصَةٍ ... إذا جَاءَتهُم بالمُخزِيات نَخّوا عَدنانُ زالَتْ ولَم تَعدن بِساحَتها ... ولا تَنوخ لهُم تَنْخوا . . . . . . . . . . . ... في طهارَتهِ ميطَ عنهُ أذاهُ حينَ يَنسنخُ مالي أسيرُ إلى الدُّنيا وأخدُمها ... وإنَّما أمثال الظلِّ ينتسِخوا ومن استغفاريات أبي العلاء المعري أيضًا: أستغفر اللَّه كم تغشاني النوب ... فما أفيق ومني تكثر العجب
ظنوا يساري وديني والتأدب بي ... ولا يساوم لا دين ولا أدب لو كنت أستطيع من أيديهم هربًا ... أجن شخصي عن أصحابي الهرب لا تمدحوني وسبُّوني فسبُّكم ... أشهى إليَّ وتقوى ربي السبب يقول منها: لم تمض حقبة أعوامٍ على ملاءٍ ... إلّا وكلهم للوزر محتقب فاهجر فعالًا يذم الوالدان به ... فقد يصان كصون الريط النسب وطالما أحترم الإنسان سيئة ... يجري بها الدهر أم في الثرى وأب واصبر إذا شئت يومًا أن تنال عليّ ... فالصبر يأوي إليه السادة النجب والمال رزقٌ لا تأتي به قدم ... تسعى إليه ولا سرج ولا قتبُ فهب إذا نلت في الأيام ميسرة ... فإنما لك من دنياك ما تهبُ تشابه الناس في الأخلاق واتفقوا ... على النفاق فشاع الخلف والكذبُ إنا لندأب في الدنيا لأعطية ... بالحد وافت وضاع الحرصُ والدأبُ أَبُو القاسم بن بهدلٍ: 17969 - أستغفِرُ اللَّه كَمْ ضيَّعْتُ طَاعتَهُ ... عَمْدًا وآثرتُ أهْوائي إيثارا لَهُ أيضًا: 17970 - أستغفِرُ اللَّه كَم مِن لَيلةٍ سَلَفَت ... حَمَلتُ فِيها الآثام أوزَارَا ابْنُ بهدلٍ أيضًا: 17971 - أستغفِرُ اللَّه كَمْ مِن نِعمَةٍ وَيدٍ ... للَّهِ عِندِي كمثلِ الغَيثِ مِدرَارَا لَهُ أيضًا: 17972 - أستغفِرُ اللَّه كَيلَ البَحرِ مَا طَلَعَت ... شَمسٌ ومَا غَرَبتْ دَهرًا وأعْصَارَا المَعَرِّي: 17973 - أستغفِرُ اللَّه لِجسمٍ شَبَارُ ... والزَّهُر لا يُؤمَلُ قَبلَ الإبارُ
لَهُ أيضًا: 17974 - أستغفِرُ اللَّه لِقلبٍ طَغَى ... ما سُمتُهُ الأجمْلَ إِلَّا أبَى كاتبهُ عفا اللَّه عنه: 17975 - أستغفر اللَّه لمَّا قَد مَضَى ... وأسألُ العِصمةَ فِيما بَقي قبله: مضى شبابي ومَضَى رونقي ... وابيض نور الشيب في مفرقي وضاع عمري بالمنى والهوى ... وما حظي بالحظ قلبي الشقي وضاق وقتي عن بلوغ المنى ... فلست أرجو منه أن نلتقي وآن أن يخشع قلبي لما ... فرطت في نفسي وأن أتقي أستغفر اللَّه لما قد مضى، البيت. المَعَرِّيُ: 17976 - أستغفِرُ اللَّه لِنفسٍ ضرَّتِ ... في كلُّ شيءٍ فَعَلت ما برَّتِ الراضي بن المُعتمِد صاحب المَغرِب: 17977 - أستغفِرُ اللَّه لَو قَد صَحَّ لِي نَظَرِي ... لمَا أطبتنِي دُنِيا مُرَّةُ الثَمَرِ قد كُتبَ بقية الأبيات بباب (لكن حرصت فلم أعرف طريق هدًى). . البيت. ابْنُ بهدلٍ: 17978 - أستغفِرُ اللَّه مَا لَم يُحصِهِ بَشَرٌ ... كَيلًا وَلَا عَدَدًا لَو عَاشَ أعْمَارَا * * * ¬
مصادر ومراجع التحقيق
مصادر ومراجع التحقيق • الإبانة عن سرقات المتنبي: أبو سعيد محمد بن أحمد العميدي، تحقيق: إِبراهيم الدسوقي البساطي - مصر: دار المعارف. • أبو بكر الصولي (336 هـ) حياته وأدبه، ديوانه: د. أحمد جمال العمري، دار المعارف بمصر. • ابن مقلة خطاطًا وأديبًا وإنسانًا: تحقيق: هلال ناجي، وزارة الثقافة والإعلام - بغداد 1991 م. • أبو الشمقمق شاعر الفقر والسخرية: د. محمد سعد الشويعر، نادي الطائف الأدبي - السعودية 1401 هـ. • أبو هفان حياته وشعره وبقايا كتابه: تحقيق: هلال ناجي، مج المورد البغدادية، مج 8 ع 3/ 1399 هـ / 1979 م. • أبيات مختارة، عبد اللَّه بن محمد البصيري، مطابع الحميضي، الطبعة الأولى 1422 هـ - 2001 م. • أحسن ما سمعت، للثعالبي (المتوفى 429 هـ) وضع حواشيه خليل عمران المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان الطبعة الأولى 1421 هـ - 2000 م. • أخبار الأخيار بما وجد على القبور من الأشعار، جمع أحمد بن خليل اللبودي، عني بنشرها الأب لويس شيخو اليسوعي، مجلة الشرق، السنة 20، العدد 12/ 1932. • أخبار الحمقى والمغفلين: جمال الدين ابن الجوزي (المتوفى: 597 هـ) شرحه: عبد الأمير مهنا، دار الفكر اللبناني، الطبعة الأولى 1410 هـ - 1990 م. • أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري الحنفي (ت 436 هـ) عالم الكتب - بيروت الطبعة الثانية 1405 هـ - 1985 م. • أخبار أبي تمام - أبو بكر أحمد بن يحيى الصولي، تحقيق: محمد عبده عزام، بيروت: دار الآفاق الجديدة - الطبعة الثالثة 1400 هـ - 1980 م.
• أخبار الراضي باللَّه والمقتفي: للصولي (ت: 335 هـ) تحقيق: ج هيورث دن مطبعة الصاوي - مصر 1925. • أخبار الظراف والمتماجنين: جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي. • أخبار العلماء بأخيار الحكماء: جمال الدين القفطي (ت: 646 هـ) تحقيق إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان الطبعة الأولى: 1426 هـ - 2005 م. • أخبار القضاة، لوكيع (ت 306 هـ) تحقيق عبد العزيز مصطفى المراغي، المكتبة التجارية الكبرى، الطبعة الأولى: 1366 - 1947 م. • أخبار النحويين البصريين، أبو سعيد السيرافي (ت: 368 هـ) تحقيق: طه محمد الزيني، ومحمد عبد المنعم خفاجي، مصطفى البابي الحلبي 1373 هـ - 1966 م. • أخبار النساء: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597 هـ) منسوب خطأ في المطبوع لابن قيم الجوزية، شرح وتحقيق الدكتور نزار رضا، دار مكتبة الحياة - بيروت - لبنان 1982. • أخبار وتراجم أندلسية مسنخرجه من معجم السفر للسلفي أبو طاهر السلفي (المتوفى 576 هـ) تحقيق: إحسان عباس، دار الثقافة بيروت - لبنان الطبعة الأولى 1963. • الاختيار ين المفضليات والأصمعيات، الأخفش الصغير (المتوفى: 315 هـ) تحقيق فخر الدين قباوة، دار الفكر، بيروت - لبنان، دار الفكر دمشق - سورية، الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م. • أخلاق الوزيرين (مثالب الوزيرين): أبو حيان التوحيدي (المتوفى 400 هـ) حققه وعلق عليه: محمد بن تاويت الطنجي، دار صادر - بيروت، بأذن المجمع العلمي العربي، بدمشق 1412 هـ - 1992 م. • أدب الكتّاب: للصولي، تحقيق: إبراهيم صالح، دار البشائر - دمشق 1426 هـ/ 2005 م. • الآداب النافعة بالألفاظ المختارة الجامعة: ابن شمس الخلافة (ت 622 هـ). • أدب الخواص، للوزير المغربي (ت: 418 هـ) أعدّه للنشر حمد الجاسر، دار اليمامة - الرياض 1400 هـ - 1980 م. • أدب الدنيا والدين: للماوردي (ت: 450 هـ) دار مكتبة الحياة 1986.
• أدب الكاتب: ابن قتيبة الدينوري (المتوفى 276 هـ) تحقيق محمد الدالي، مؤسسة الرسالة. • أدب الكتاب: أبو بكر محمد بن يحيى الصولي (المتوفى: 325 هـ) تصحيح محمد بهجة الأثري، المطبعة السلفية - بمصر، المكتبة العربية - بغداد، 1341 هـ ثم طبعته دار الكتب العلمية - بيروت، ثم بتحقيق سميح إبراهيم صالح، ط دمشق 1426 هـ/ 2005 م. • أشجع السلمي، حياته وشعره: د. خليل بنيان الحسون، دار المسيرة - بيروت. • الأذكياء، جمال الدين ابن الجوزي (ت: 597 هـ) مكتبة الغزالي. • الأزمنة والأمكنة، المرزوقي الأصفهاني (المتوفى 421 هـ) دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى 1417 هـ. • الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة، محمد كامل الفقي المطبعة المنيرية بالأزهر الشريف. • أساس البلاغة، محمود بن عمر الزمخشري، القاهرة: 1953 م. • أبو إسحاق الصابي الكاتب الشاعر: رسالة ماجستير، اعداد ندى أبو رسلان، الجامعة الأمريكية في بيروت، لبنان، أيار 1987 م. • أسد الغابة: في معرفة الصحابة: لابن الأثير، ط مصر 1280 هـ. • أسرار البلاغة: عبد القاهر الجرجاني، تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي - القاهرة: 1396 هـ - 1976 م. • أسماء خيل العرب وفرسانها: أبو عبد اللَّه محمد بن زياد الأعرابي (ت: 231 هـ) تحقيق الدكتور حاتم صالح الضامن، دار البشائر دمشق - سورية، الطبعة الثانية 1430 هـ - 2009 م. • الأشباه والنظائر: الخالديان أبو بكر وأبو عثمان ابنا هاشم الخالدي، تحقيق: السيد محمد يوسف - مصر: لجنة التأليف والترجمة والنشر. • أشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم من كتاب الأوراق: أبو بكر محمد بن يحيى الصولي المتوفى: سنة 335 عنى بنشره ج هيورث دن دار المسيرة - بيروت. • أشعار الحسين بن الضحاك الخليع: جمع وتحقيق: عبد الستار أحمد فراج، بيروت: دار الثقافة.
• أشعار أبي الشيص: تحقيق عبد اللَّه الجبوري - النجف: مطبعة الآداب، 1386 هـ - 1967 م. • أشعار النساء: للمرزباني (ت: 384 هـ) تحقيق الدكتور سامي مكي العاني، هلال ناجي، دار عالم الكتب، الطبعة الأولى 1415 هـ - 1995 م. • الأشهب بن رميلة: دراسة وتحقيق نوري حمودي القيسي - الكويت: مجلة معهد المخطوطات - المجلد 26 - الجزء الأول 1982 م. • إصلاح المنطق: يعقوب بن إسحاق بن السكيت، تحقيق: أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون، مصر: دار المعارف 1949 م. • الأصمعيات: أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي - تحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون، مصر: دار المعارف 1979 م. ثم ط 7/ 1993 م. • أعتاب الكتاب، ابن الابار (المتوفى 658 هـ) حققه وعلق إليه وقدم له: الدكتور صالح الأشتر، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، الطبعة الأولى 1380 هـ - 1961 م. • أعيان العصر وأعوان النصر: صلاح الصفدي (المتوفى: 674 هـ) تحقيق الدكتور علي أبو زيد، الدكتور نبيل أبو عمشه، الدكتور محمد موعد، الدكتور محمود سالم محمد، دار الفكر المعاصرة بيروت - لبنان دار الفكر، دمشق - سوريا الطبعة الأولى 1418 هـ - 1998 م. • الأغاني، أبو الفرج الأصفهاني - إعداد لجنة نشر كتاب الأغاني - بيروت، وبتحقيق سمير جابر، دار الفكر - بيروت، الطبعة الثانية، بتصحيح أحمد الشنقيطي، مط التقدم بشارع محمد علي بمصر. • الاقتضاب في شرح أدب الكتاب: ابن السيد البطليوسي - بيروت: دار الجيل 1973 م. • ألف باء: يوسف بن محمد بن عبد اللَّه البلوي - بيروت: عالم الكتب - نسخة مصورة عن طبعة القاهرة، 1287 هـ - 1970 م. • الاماء الشواعر: أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ) تحقيق د جليل العطية، دار النضال - بيروت، الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م.
• أمالي الزجاجي: أبو القاسم الزجاجي (المتوفى 337 هـ) تحقيق عبد السلام هارون، دار الجيل - بيروت، الطبعة الثانية 1407 هـ - 1987 م. • الأمالي الشجرية: ابن الشجري، أبو السعادات هبة اللَّه - حيدر آباد 1349 هـ. • الأمالي: أبو علي القالي (المتوفى: 356 هـ) عني بوضعها وترتيبها: محمد عبد الجواد الأصمعي، دار الكتب المصرية، الطبعة الثانية 1344 هـ - 1926 م ثم ط دار الآفاق الجديدة - بيروت. • أمالي المرتضى (غرر الفوائد ودرر القلائد): الشريف المرتضى علي بن الحسين، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم - بيروت: دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية 1386 هـ - 1967 م. • أمالي اليزيدي: أبو عبد اللَّه محمد بن العباس اليزيدي - حيدر آباد الهند: الطبعة الأولى 1367 هـ - 1948 م. • الامتاع والمؤانسة: لأبي حيان التوحيدي (ت نحو 400 هـ) المكتبة العصرية - بيروت الطبعة الأولى 1424 هـ. • الأمثال: أبو عبيدة القاسم بن سلّام (المتوفى: 224 هـ) تحقيق الدكتور عبد المجيد قطامش، دار المأمون للتراث، الطبعة الأولى 1400 هـ - 1980 م. • أمثال العرب، المفضل الضبي (المتوفى نحو 168 هـ) المحقق إحسان عباس: دار الرائد العربي بيروت - لبنان، الطبعة الثانية 1403 هـ - 1983 م. • الأمثال في الحديث: أبو الشيخ الأصبهاني - تحقيق د. عبد العلي عبد الحميد - بومباي: الدار السلفية - الطبعة الأولى 1402 هـ - 1982 م. • الأمثال المولدة: للخوازمي (ت 383 هـ) المجمع الثقافي، أبو ظبي 1424 هـ. • أمية بن أبي الصلت حياته وشعره: دراسة وتحقيق بهجة عبد الغفور الحديثي، مطبعة العاني - بغداد 1975. • انباه الرواة على انباه النحاة: جمال الدين القفطي (المتوفى: 646 هـ) المكتبة العصرية - بيروت، الطبعة الأولى 1424 هـ. • أنساب الخيل في الجاهلية والإسلام وأخبارها: أبو المنذر هشام الكلبي (ت: 204 هـ) تحقيق الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن، دار البشائر، دمشق - سورية الطبعة الأولى، 1423 هـ - 2003 م.
• الإنصاف في مسائل الخلاف: أبو البركات الأنباري، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد - القاهرة: مطبعة السعادة 1961 م. • أنوار الربيع في أنواع البديع: السيد علي صدر الدين بن معصوم المدني - تحقيق: شاكر هادي شكر - النجف الأشرف: مطبعة النعمان - الطبعة الأولى 1388 هـ - 1968 م. • أنوار العقول من أشعار وصي الرسول: لقطب الدين محمد بن الحسين البيهقي الكيدري المتوفى: 576 هـ دراسة وتحقيق الدكتور كامل سلمان الجبوري، دار المحجة البيضاء، دار الرسول الأكرم، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م. • اهدى سبيل إلى علمي الخليل: الدكتور محمود مصطفى (ت 1360 هـ)، مكتبة المعارف، الطبعة الأولى 1420 هـ - 2003 م. • الأوائل: أبو هلال العسكري (نحو 395 هـ) دار البشير: طنطا الطبعة الأولى 1408 هـ. • أوراق من ديوان أبي بكر محمد بن داود الأصفهاني، دراسة وتحقيق الدكتور نوري حمودي القيسي - الجمهورية العراقية، وزارة الإعلام، 1973 م. • الآوراق، قسم أخبار الشعراء: للصولي (ت 335 هـ) شركة أمل، القاهرة 1425 هـ. • الإيضاح في علوم البلاغة: جلال الدين القزويني الشافعي خطيب دمشق (ت: 739 هـ) تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي، دار الجيل - بيروت الطبعة الثالثة. • الببغاء، عبد الواحد بن نصر المخزومي (ت 298 هـ): جمع وتحقيق: هلال ناجي، عالم الكتب - بيروت 1418 هـ / 1998 م. • البديع: لعلي بن أفلح العبسي (ت 536 هـ): تحقيق إبراهيم صالح، المجمع الثقافي - أبو ظبي 1430 هـ/ 2009 م. • البحر المحيط: أبو حيان الأندلسي - بيروت: دار الفكر - الطبعة الثانية 1403 هـ - 1983 م. • البخلاء: للجاحظ (المتوفى: 255 هـ)، دار مكتبة الهلال - بيروت الطبعة الثانية 1419 هـ. • البداية والنهاية: الحافظ ابن كثير الدمشقي - بيروت: مكتبة المعارف، الطبعة الثانية 1974 م.
• البداية والنهاية لأبي الفداء (ت 774 هـ) تحقيق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م. • البديع: عبد اللَّه بن المعتز (ت 296 هـ) - تحقيق: أغناطيوس كرتشقوفسكي، بغداد: مكتبة المثنى 1979 م، ثم ط دار الجيل - بيروت 1410 هـ/ 1990 م. • البديع: لجمال الدين، أبي القاسم، علي بن أفلح العبسي (ت 536 هـ) تحقيق: إبراهيم صالح، ط المجمع الثقافي، أبي ظبي 2009 م. • البديع في نقد الشعر، أسامة بن منقذ (المتوفى: 584 هـ) تحقيق أحمد أحمد بدوي الدكتور حامد عبد المجيد، مراجعة الاستاذ إبراهيم مصطفى، الجمهورية العربية المتحدة وزارة الثقافة والإرشاد القومي - الإقليم الجنوبي - الإدارة العامة للثقافة. • بديع القرآن: ابن أبي الإصبع المصري - تحقيق حفني محمد شرف - القاهرة - دار نهضة مصر، الطبعة الثانية. • البرصان والعرجان والعميان والحولان: للجاحظ (المتوفى: 255 هـ) دار الجيل - بيروت، الطبعة الأولى 1410 هـ. • بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية في سيرة أحمدية: أبو سعيد الخادمي الحنفي (ت: 1156 هـ) مطبعة الحلبي 1348 هـ. • البصائر والذخائر: أبو حيان التوحيدي (المتوفى نحو 400 هـ) تحقيق: د. وداد القاضي دار صادر - بيروت، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م. • البغال: للجاحظ (ت: 255 هـ) دار مكتبة الهلال: بيروت الطبعة الثانية: 1418 هـ. • بغية الطلب في تاريخ حلب: ابن العديم (المتوفى 660 هـ) تحقيق الدكتور سهيل زكار دار الفكر. • بكر بن النطاح: صنعة الاستاذ حاتم الضامن، مستل من الاعداد 5 - 5 مجلة البلاغ في سنتها الخامسة مطبعة المعارف - بغداد 1395 هـ - 1975 م). • بلاغات النساء: أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر ابن طيفور (المتوفى 280 هـ) صححه وشرحه أحمد الألفي، مطبعة مدرسة والدة عباس الأول - القاهرة 1326 هـ - 1908 م. • بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذاهن والهاجس: أبو عمر يوسف بن عبد اللَّه ابن عبد البر القرطبي - تحقيق محمد المرسي الخولي، بيروت: دار الكتب العلمية.
• البيان والتبيين: الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر (ت 255 هـ) - تحقيق عبد السلام هارون، القاهرة/ ثم ط دار الهلال - بيروت 1442 هـ. • البيزره بازيار العزير باللَّه وأبو عبد اللَّه الحسن بن الحسين (ق 4 هـ) تعليق محمد كردعلي، مطبوعات المجمع العلمي العربي - دمشق. • تاج العروس من جواهر القاموس: محمد مرتضى الزبيدتي (ت 1205 هـ) - مصر: المطبعة الخيرية 1306 هـ، ثم بتحقيق مجموعة من المحققين، دار الهداية. • تاريخ آداب العرب: مصطفى صادق الرافعي المتوفى: 1356 هـ دار الكتاب العربي. • تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة): د. إحسان عباس (ت: 1424 هـ)، دار الثقافة - بيروت الطبعة الأولى 1960 م. • تاريخ اربل: ابن المستوفي (ت 637 هـ) تحقيق سامي بن سيد خماس الصقار، وزارة الثقافة والإعلام، دار الرشيد للنشر - العراق 1980 م. • تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والإعلام: للذهبي (ت: 748 هـ) تحقيق عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة الثانية 1413 هـ - 1993 م. • تخميس مقصورة ابن دريد: تقديم وشرح وتحقيق: عبد الصاحب عمران الدجيلي، دار الكتاب اللبناني - دار الكتاب المصري 1977. • تاريخ بغداد وذيوله: للخطيب البغدادي (المتوفى: 463 هـ) تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا. دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1417 هـ. • تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي (المتوفى: 463 هـ) تحقيق: الدكتور بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة الاولى 1422 هـ - 2002 م. • تاريخ بيهق: لعلي بن زيد البيهقي (ت: 565 هـ)، ترجمة وتحقيق: يوسف الهادي، دار اقرأ، دمشق 1425. • تاريخ التراث العربي: فؤاد سزكين - مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. • تاريخ دمشق ابن عساكر (المتوفى: 571 هـ) تحقيق عمرو بن غرامة العمروي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع 1415 هـ - 1995 م.
• تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ الطبري): لابن جرير الطبري (ت: 310 هـ) وصلة تاريخ الطبري: لعريب القرطبي (ت: 369 هـ) دار الفرات - بيروت الطبعة الثانية 1387 هـ. • تأويل مشكل القرآن: ابن قتيبة - شرحه ونشره السيد أحمد صقر - بيروت: المكتبة العلمية - الطبعة الثالثة 1401 هـ - 1981 م. • التبصرة لابن الجوزي (ت: 597 هـ) دار الكتب العلمية بيروت - لبنان الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م. • التبيان في شرح الديوان (ديوان المتنبي): بشرح أبي البقاء العكبري، تحقيق مصطفى السقا وآخرين - بيروت: دار المعرفة. • التبيان في علم البيان: ابن الزملكاني - تحقيق أحمد مطلوب وخديجة الحديثي بغداد: 1984 م. • تبيين المعاني في شرح ديوان ابن هاني الأندلسي المغربي، صنعة الدكتور زاهد علي، مطبعة المعارف ومكتبتها بمصر 1352 هـ. • تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن: عبد العظيم ابن أبي الأصبع العدواني (ت: 654 هـ) تحقيق: الدكتور حفني محمد شرف، الجمهورية العربية المتحدة - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي 1383 هـ. • تحصيل عين الذهب في معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب: أبو الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى المعروف بالأعلم الشنتمري - تحقيق: د. زهير عبد المحسن سلطان - بغداد: سلسلة خزانة التراث - الطبعة الأولى 1992 م. • التدوين في أخبار قزوين: عبد الكريم الرافعي القزويني (ت: 623 هـ) تحقيق عزير اللَّه العطاردي، دار الكتب العلمية 1408 هـ - 1987 م. • التذكرة الحمدونية: محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون أبو المعالي بهاء الدين البغدادي (المتوفى 562 هـ) دار صادر - بيروت، الطبعة الأولى 1417 هـ. • التذكرة السعدية في الأشعار العربية: محمد بن عبد الرحمن بن عبد المجيد العبيدي تحقيق الدكتور عبد اللَّه الجبوري، الدار العربية للكتاب، ليبيا - تونس 1981.
• التذكرة الفخرية: الصاحب بهاء الدين المنشيء الأربلي - تحقيق: د. نوري حمودي القيسي وزميله - بغداد: مطبوعات المجمع العلمي العراقي 1404 هـ - 1984 م. • ترتيب المدارك وتقريب المسالك: لليحصبي (ت: 544 هـ) تحقيق مجموعة مطبعة فضالة - المحمدية، المغرب الطبعة الأولى. • التشبيهات لابن أبي عون (قتل سنة 322 هـ) تحقيق محمد عبد المعيد خان، كمبرج 1950. • كتاب التشبيهات من أشعار أهل الأندلس: الكتاني الطيب (المتوفى نحو 420 هـ) تحقيق: إحسان عباس، الطبعة الثانية 1981، دار الشروق. • تصحيفات المحدثين: إسماعيل العسكري (ت 382 هـ) أبو أحمد الحسن بن عبد اللَّه بن سعيد بن إسماعيل، تحقيق محمود أحمد ميرة، المطبعة العربية الحديثة - القاهرة، الطبعة الأولى: 1402 هـ. • التعازي والمراثي والمواعظ والوصايا: للمبرد (المتوفى 285 هـ) تحقيق إبراهيم محمد حسن الجمل، مراجعة محمود سالم، نهضة مصر للطباعة والنشر. • تعاليق من أمالي ابن دريد، أبو بكر بن دريد الأزدي (المتوفى: 321 هـ) تحقيق السيد مصطفى السنوسي، المجلس الوطني للثقافة والفنون بالكويت - قسم التراث العربي الطبعة الأولى 1201 هـ - 1984 م. • التعليقات والنوادر: أبو علي هارون بن زكريا الهجري، ترتيب حمد الجاسر، الطبعة الأولى 1413 هـ - 1992 م. • جامع البيان من تأويل آي القرآن: أبو جعفر بن جرير الطبري - تحقيق: محمود شاكر - القاهرة: دار المعارف. • تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة: - الجواليقي - تحقيق التنوخي - دمشق. • التكملة لكتاب الصلة، ابن الأبار (ت: 658 هـ) تحقيق عبد السلام الهراس، دار الفكر للطباعة - لبنان 1415 هـ - 1995 م. • التمثيل والمحاضرة: أبو منصور الثعالبي (المتوفى 429 هـ)، تحقيق عبد المفتاح محمد الحلو، الدار العربية للكتاب، الطبعة الثانية 1401 هـ - 1981 م.
• التنبيهات على أغاليط الرواة: علي بن حمزة البصري - تحقيق عبد العزيز الميمني - القاهرة: دار المعارف. • التنبيه على أوهام أبي علي القالي: أبو عبيد اللَّه عبد اللَّه بن محمد البكري. • تهذيب الكمال في أسماء الرجال: للقناعي (ت: 742 هـ) تحقيق الدكتور بشار عواد معروف مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1400 هـ - 1980 م. • تهذيب اللغة: للأزهري، ط الدار المصرية للتأليف والترجمة والنشر - القاهرة: 1964 م. • التوضيح والبيان (عن شعر نابغة ذبيان) مطبعة الجمالية - بمصر، الطبعة الأولى 1328 هـ - 1910 م. • ثلاثة كتب في الحروف: حققه د. رمضان عبد التواب - القاهرة: مكتبة الخانجي - الطبعة الأولى 1402 هـ - 1982 م. • ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: أبو منصور الثعالبي (ت: 429 هـ) دار المعارف - القاهرة. • ثمرات الأوراق، (مطبوع بهامش المستطرف) ابن حجة الحموي (المتوفى 837 هـ) مكتبة الجمهورية العربية، مصر. • الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير: جلال الدين السيوطي - بيروت: دار الفكر الطبعة الأولى 1401 هـ - 1981 م. • الجامع لأحكام القرآن: محمد بن أحمد القرطبي - بيروت، دار الفكر 1407 هـ - 1987 م. • جحظة البرمكي، الأديب الشاعر: د. مزهر السوداني، مط النعمان - النجف 1977 م. • جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس: للحميدي (المتوفى: 488 هـ) الدار المصرية للتأليف والنشر - القاهرة 1966 م. • الجليس الصالح الكافي، والأنيس الناصح الشافي: أبو الفرج المعافى بن زكريا (المتوفى 390 هـ) تحقيق عبد الكريم سامي الجندي، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1426 هـ - 2005 م.
• جمهرة أشعار العرب: للقرشي (ت: 170 هـ) تحقيق علي محمد البجاوي، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع. • جمهرة أشعار العرب: أبو زيد القرشي، محمد بن أبي الخطاب، تحقيق: محمد علي الهاشمي - مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1401 هـ - 1981 م. • جمهرة الأمثال: أبو هلال العسكري (المتوفي نحو 395 هـ)، دار الفكر - بيروت. • جمهرة اللغة: ابن دريد، أبو بكر محمد بن الحسن الأزدي - حيدر آباد - مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - الطبعة الأولى 1345 هـ. • جمهرة نسب قريش: يزيد بن بكار - تحقيق محمود شاكر - القاهرة: دار العروبة. • جواهر الأدب: الهاشمي تحقيق لجنة من الجامعيين، مؤسسة المعارف - بيروت. • جوهر الكنز: تلخيص كنز البراعة في أدوات ذوي اليراعة - عماد الدين إسماعيل بن أحمد بن سعيد - تحقيق د. محمود زغلول سلام - الإِسكندرية: منشأة المعارف. • حارثة بن بدر الغداني: حياثه وشعره: صنعة الدكتور نوري حمودي القيسي. • الحارثي حياته وشعره: جمع وتحقيق ودراسة زكي ذاكر المعاني - بغداد: دار الرشيد 1980 م. • حدائق الآداب: أبو محمد عبيد اللَّه بن محمد الأبهري - تحقيق د. محمد السديس الرياض: الطبعة الثانية 1416 هـ - 1995 م. • حدائق الأنوار وبدائع الأشعار: جنيد بن محمود بن محمد - تحقيق: هلال ناجي - بيروت: دار الغرب الإسلامي - الطبعة الأولى 1995 م. • حسن التوسل إلى صناعة الترسل: شهاب الدين محمود الحلبي - تحقيق: أكرم عثمان يوسف - بغداد: دار الرشيد. • الحسن بن وهب: قصي الشيخ عسكر، مؤسسة البلاغ - بيروت 1409 هـ / 1988 م. • الحطيئة: اعتنى به وشرحه حمدو طماس دار المعرفة بيروت - لبنان الطبعة الثانية 1426 هـ - 2005 م. • حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر: للميداني (المتوفى 1335 هـ) تحقيق محمد بهجة البيطار، دار صادر، بيروت، الطبعة الثانية 1413 هـ - 1993 م.
• الحلة السيراء: ابن الابار (ت: 658 هـ) تحقيق حسين مؤنس، دار المعارف - القاهرة، الطبعة الثانية 1985. • حلية المحاضرة: الجزء الأول - محمد بن الحسن الحاتمي، تحقيق هلال ناجي - بغداد سنة 1978 م، الجزء الثاني: تحقيق د. جعفر الكتاني - بغداد. • حماسة البحتري: الوليد بن عبادة البحتري - تحقيق لويس شيخو - بيروت: 1910 م. • الحماسة البصرية: صدر الدين أبو الفرج بن الحسين البصري، تحقيق د. مختار الدين أحمد، حيدر آباد، الطبعة الأولى 1383 هـ - 1964 م، ثم ط عالم الكتب - بيروت. • حماسة أبي تمام: أبو تمام حبيب بن أوس الطائي - تحقيق د. عبد اللَّه عسيلان الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإِسلامية رقم 14 سنة 1401 هـ - 1981 م. • حماسة الخالديين، الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهليين والمخضرمين: الخالديان أبو بكر محمد بن هاشم الخالدي (المتوفى نحو 380 هـ) وأبو عثمان سعيد بن هاشم الخالدي (المتوفى 371 هـ) تحقيق الدكتور محمد علي دقه - وزارة الثقافة الجمهورية العربية السورية. • حماسة ابن الشجري: علي بن حمزة العلوي المعروف بابن الشجري - تحقيق عبد المعين الملوحي وأسماء الحمصي - دمشق: مطبوعات وزارة الثقافة 1970 م. • حماسة الظرفاء: للزوزني (ت: 431 هـ) تحقيق محمد جبار المعيبد، الجمهورية العراقية - وزارة الثقافة والفنون دار الحرية 1978. • حماسة القرشي: عباس بن محمد بن مسعود القرشي النجقي (المتوفى: 1299 هـ) تحقيق خير الدين محمود قبلاوي، وزارة الثقافة - الجمهورية العربية السورية، دمشق 1995. • الحماسة المغربية، مختصر كتاب صفوة الأدب ونخبة ديوان العرب: أبو العباس أحمد بن عبد السلام الجراوي التادلي - تحقيق محمد رضوان الداية - بيروت: دار الفكر المعاصر. • حياة الحيوان الكبرى: للدميري (المتوفى: 808 هـ)، دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الثانية 1424 هـ.
• الحيوان للجاحظ (ت 255 هـ) - تحقيق عبد السلام هارون - القاهرة: مطبعة مصطفى البابي الحلبي 1938 م، ثم ط 2 دار الكتب العلمية، بيروت 1424 هـ. • خاص الخاص: أبو منصور عبد الملك الثعالبي (ت 429 هـ) -قدم له حسن الأمين- بيروت: منشورات مكتبة الحياة. • خريدة القصر وجريدة العصر (قسم شعراء العراق): عماد الدين الأصبهاني (المتوفي 597 هـ) حققه وشرحه محمد بهجة الأثري، الجمهورية العراقية -وزارة الإعلام-. • خريدة القصر وجريدة العصر (قسم شعراء المغرب والأندلس): جـ 2 عماد الدين الكاتب الأصبهاني (المتوفي: 597 هـ) تحقيق أذرتاش، أذرنوش نقحه وزاد عليه: محمد المرزوقي، الدار التونسية للنشر: 1971. • خزانة الأدب وغاية الأرب: تقى الدين أبو بكر علي المعروف بابن حجة الحموي - شرح: عصام شعيتو - بيروت: دار مكتبة الهلال - الطبعة الأولى 1987 م. • خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، عبد القادر بن عمر البغدادي (المتوفى 1092 هـ) تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجى، القاهرة الطبعة الثالثة 1409 هـ/ 1989 م، ثم الطبعة الرابعة 1418 هـ - 1997 م. • الخصائص: أبو الفتح عثمان بن جني: تحقيق محمد على النجار - بيروت: دار الكتاب العربي. • خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر: محمد أمين فضل اللَّه المحبي (المتوفى: 1111 هـ) دار صادر - بيروت. • دراسات في الأدب العربي: غرستاف فون غرنباوم - ترجمة إحسان عباس وآخرين - بيروت: مكتبة الحياة 1959 م. • درة التاج من شعر ابن الحجاج: تحقيق: د. علي جواد الطاهر، منشورات الجمل - ألمانيا 2009. • دمية القصر وعصرة أهل العصر: علي بن الحسن الباخرزي (المتوفى: 467 هـ) دار الجيل، بيروت الطبعة الأولى 1414 هـ، ثم بتحقيق محمد التونجي. • الديارات للشابشتي (388 هـ - 998 م) تحقيق كوركيس عواد، دار الرائد العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة 1406 هـ - 1986 م.
• الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب: إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون، برهان الدين البصري (ت 799 هـ) دار الكتب العلمية - بيروت. • ديوانا عروة بن الورد والسموأل: بيروت: دار صادر - دار بيروت 1384 هـ/ 1964 م. • ديوان إبراهيم بن العباس الصولي ضمن كتاب الطرائف الأدبية: عبد العزيز الميمني - بيروت دار الكتب العلمية. • ديوان إبراهيم بن هرمة: تحقيق محمد جبار المعيبد - مط الآداب - النجف: 1386 هـ / 1969 م. • ديوان الأبيوردي (ت 557 هـ): المطبعة العثمانية في لبنان سنة 1317 هـ. • ديوان الأخطل: شرحه وصنف قوافيه وقدم له: مهدي محمد ناصر الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 1414 هـ - 1994 م. • ديوان الأخطل: تقديم وشرح كارين صادر، د ار صادر - بيروت 1999 م. • ديوان الأخيطلى: جمعه وقدم له وحققه هلال ناجي، دار البشائر - دمشق، الطبعة الأولى 1432 هـ - 2011 م. • ديوان الأرجاني، ناصح الدين أبي بكر أحمد بن محمد بن الحسين (460 - 544 هـ) (1068 م - 1149 م): تحقيق الدكتور محمد قاسم مصطفى، وزارة الثقافة والإعلام - بغداد 1981. • ديوان أسامة بن منقذ: تحقيق: د. أحمد أحمد بدوي وحامد عبد المجيد، ط مصر. • ديوان إسحاق الموصلي: تحقيق: ماجد أحمد العزي، مط الايمان - بغداد 1970. • ديوان أبي الأسود الدؤلي -حققه وشرحه وقدم له- عبد الكريم الدجيلي، الطبعة الأولى 1373 هـ - 1954 م، شركة النشر والطباعة العراقية المحدودة - بغداد. • ديوان أبي الأسود الدؤلي جمعه أبو سعيد الحسن السكري (المتوفى 290 هـ): تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين، دار مكتبة الهلال، الطبعة الثانية 1998 م - 1418 هـ. • ديوان الأسود بن يعفر: صنعة الدكتور نوري حمودي القيسي، مطبعة الجمهورية 1390 هـ - 1970 م. • ديوان أشعار الأمير أبي العباس عبد اللَّه بن محمد المعتز باللَّه: دراسة وتحقيق: د. محمد بديع شريف - القاهرة: دار المعارف - سلسلة ذخائر العرب رقم 54 - 1977 م.
• ديوان أشعار الأمير أبي العباس عبد اللَّه بن محمد المعتز باللَّه: ط دار صادر - بيروت. • ديوان أشعار الموالي في العصر الأموي: جمع وتحقيق ملحق لرسالة ماجستير، صنعه محمود المقداد، جامعة أم القرى، مكة المكرمة 1982. • ديوان الأعشى، ميمون بن قيس: شرح وتعليق د. محمد محمد حسين - بيروت دار النهضة العربية 1974 م، ط دار صادر - بيروت. • ديوان أعشى همدان وأخباره: تحقيق د. حسن عيسى أبو ياسين - الرياض: دار العلوم - الطبعة الأولى 1403 هـ - 1983 م. • ديوان الأعور الشني، بشر بن منقذ، القرن الأول الهجري صنعة وتحقيق السيد ضياء الدين الحيدري - مؤسسة المواهب للطباعة والنشر - بيروت - لبنان الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م. • ديوان الأفوه الأودي -ضمن كتاب الطرائف الأدبية- عبد العزيز الميمني - بيروت، دار الكتب العلمية. • ديوان الأفوه الأودي، شرح وتحقيق الدكتور محمد التونجي، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى 1998 م. • ديوان الأقيشر الأسدي صنعة الدكتور محمد علي دقة، دار صادر - بيروت، الطبعة الأولى 1997 م. • ديوان امرئ القيس: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم - القاهرة، دار المعارف 1958 م. • ديوان امرئ القيس: دار صادر - دار بيروت 1377 هـ / 1958 م. • ديوان امرئ القيس اعتنى به وشرحه عبد الرحمن المصطاوي، دار المعرفة، بيروت - لبنان الطبعة الثانية 1425 هـ - 2004 م. • ديوان أمير المؤمنين الإمام علي: مكتبة النهضة - بغداد - الحديثة - بيروت - لبنان. • ديوان أمية بن أبي الصلت: جمعه وحققه وشرحه الدكتور سجيع جميل الجبيلي، دار صادر - بيروت، الطبعة الأولى 1998. • ديوان أمية بن أبي الصلت، جمع وتحقيق ودراسة، صنعة الدكتور عبد الحفيظ السلطي - جامعة دمشق 1974 م.
• ديوان أوس بن حجر: تحقيق وشرح الدكتور محمد يوسف نجم، الجامعة الامريكية - بيروت دار صادر، بيروت، طبعة ثالثة 1399 هـ - 1979 م. • ديوان أوس بن حجر (وما عليه من مستدركات دراسة تحقيقية نقدية) أ. د عبد الرازق حويزي - جمهورية مصر العربية. • ديوان أهل البيت عليهم السلام: للخطيب الشيخ علي حيدر المؤيد، دار العلوم - بيروت 1422 هـ / 2002 م. • ديوان أيمن بن خريم (القرن الأول الهجري): صنعة وتحقيق الطيب العشاش، المواهب، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م. • ديوان الباخرزي: تحقيق محمد التونجي، منشورات الجامعة الليبية 1973 هـ. • ديوان البارع الزوزني الغساني أبي القاسم أسعد بن علي بن أحمد (المتوفى 492 هـ) تحقيق هلال ناجي، دار البشائر، الطبعة الأولى 1432 هـ - 2011 م. • ديوان البحتري: وقف على طبعه وضبطه وتصحيحه: عبد الرحمن أفندي البرقوقي الطبعة الأولى - مطبعة هندية بالمويسكي بمصر سنة 1329 هـ - 1911 م. • ديوان البحتري: تحقيق حسن كامل الصيرفي- القاهرة: دار المعارف، سلسلة ذخائر العرب رقم 34/ 1964 م. • ديوان بديع الزمان الهمذاني: يسرى عبد الغني عبد اللَّه، دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان. • ديوان ابن بسام البغدادي علي بن محمد بن نصر (كان حيًا 260 هـ): صنعة وتحقيق د. مزهر السوداني - المواهب، الطبعة 1419 هـ - 1999 م. • ديوان بشار بن برد: شرح وتحقيق محمد الطاهر ابن عاشور - القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1386 هـ - 1966 م (أربعة اجزاء)، ثم ط الشركة التونسية للتوزيع 1976 م. • ديوان بشر بن أبي خازم الأسدي عني بتحقيقه الدكتور عزة حسن، دمشق 1379 هـ - 1960 م، ثم بتقديم وشرح: مجيد طراد، دار الكتاب العربي- ط 1/ 1415 هـ /1994 م.
• ديوان أبي بكر الخوارزمي، محمد بن العباس (ت 383 هـ): تحقيق: د. حامد صدقي، ط التراث المخطوط - طهران 1418 هـ / 1997 م. • ديوان أبي بكر الشبلي جعفر بن يونس المشهور بدُلف بن جحدر (نحو 247 - 324 هـ): جمعه وحققه وعلق حواشيه وقدم له الدكتور كامل مصطفى الشيبي، ساعد المجمع العلمي العراقي على طبعه 1386 هـ - 1967 م. • ديوان أبي بكر الصديق: حققه وشرحه محمد شفيق البيطار، شراع للدراسات والنشر والتوزيع - دمشق، الطبعة الأولى 1993 م. • ديوان بكر في الجاهلية: د. عبد العزيز نبوي - القاهرة: دار الزهراء الطبعة الأولى، 1410 هـ - 1989 م. • ديوان البهاء زهير: محمد أبو الفضل إبراهيم محمد ظاهر الجبلاوي دار المعارف ط/ 2. • ديوان البهاء زهير: دار صادر ودار بيروت - بيروت 1383 هـ - 1964 م. • ديوان تأبّط شرًا وأخباره: جمع وتحقيق: علي ذو الفقار شاكر، دار الغرب الإسلامي - بيروت 1404 هـ/ 1984 م. • ديوان تأبط شرا: اعتنى به عبد الرحمن المصطاوي، دار المعرفة بيروت - لبنان الطبعة الأولى 1424 هـ - 2003 م. • ديوان أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي: تحقيق محمد عبده عزام - القاهرة: دار المعارف - الطبعة الثالثة. • ديوان أبي تمام، شرح وتعليق د. شاهين عطية، مكتبة الطلاب وشركة الكتاب اللبناني - بيروت 1387 هـ / 1968 م. • ديوان تميم بن المعز لدين اللَّه الفاطمي: تحقيق: محمد حسن الأعظمى، دار الثقافة - بيروت 1971. • ديوان الأمير تميم بن المعز لدين اللَّه الفاطمي: تحقيق أحمد يوسف نجاتى وزميله - القاهرة: مطبعة دار الكتب المصرية 1377 هـ - 1957 م. • ديوان توبة بن الحمير الخفاجي: - تحقيق الدكتور خليل العطية - بغداد: مطبعة الإرشاد 1968 م. ثم ط دار صادر، بيروت 1998 م.
• ديوان الثعالبي، أبي منصور عبد الملك محمد بن إسماعيل (350 - 429 هـ): دراسة وتحقيق د. محمود عبد اللَّه الجادر، دار الشؤون الثقافية العامة، آفاق عربية، الطبعة الأولى لسنة 1990 م. • ديوان جران العود النميري: صنعة أبو جعفر محمد بن حبيب، تحقيق وتذييل الدكتور نوري حمودي القيسي، دار الحرية للطباعة - بغداد 1982 م. • ديوان القاضي الجرجاني علي بن عبد العزيز (المتوفى سنة 392 هـ): أشرف عليه مراجعة: إبراهيم صالح، جمع وتحقيق ودراسة: سميح إبراهيم صالح، دار البشائر، دمشق، سورية، الطبعة الأولى 1424 هـ - 2003 م. • ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب: - تحقيق: د. نعمان محمد أمين طه - مصر: دار المعارف - سلسلة ذخائر العرب رقم 43. • ديوان جرير: دار صادر - دار بيروت 1384 هـ/ 1964 م. • ديوان جميل بثينة: دار بيروت - بيروت 1402 هـ / 1982 م. • ديوان جميل شاعر الحب العذري: جمع وتحقيق د. حسين نصار، القاهرة: مكتبة مصر - الطبعة الثانية 1967 هـ، وطبعة بيروت: تحقيق إميل بديع يعقوب. • ديوان حاتم الطائي: الشركة اللبنانية للكتاب - بيروت - لبنان 1969. • ديوان الحاجري، المتوفى 632 هـ (مخطوط) المكتبة العمرية الرياض. • ديوان الحارث بن حلزة: جمعه وحققه د. إميل بديع يعقوب، بيروت: دار الكتاب العربي - الطبعة الأولى 1411 هـ - 1991 م. • ديوان الحارث بن حلزة اليشكري (نحو 43 ق هـ/ نحو 580 م): صنعة مروان العطية دار الامام النووي - دار الهجرة، دمشق، الطبعة الأولى 1415 هـ/ 1994 م. • ديوان حسان بن ثابت: دار بيروت للطباعة والنشر 1398 هـ - 1978 م، وطبعة د. سيد حنفي حسنين - القاهرة 1974 م. • ديوان حسان بن ثابت الأنصاري: شرحه وكتب هوامشه وقدم له: عبد الأمير مهنا، دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، الطبعة الثانية 1414 هـ/ 1994 م. • ديوان حسان بن ثابت: حققه وعلق عليه الدكتور وليد عرفات، دار صادر، بيروت 2006 م.
• ديوان الحسن بن أسيد الفارقي المتوفى سنة 487 هـ: حياته والصبابة من شعره، جمع شعره وحققه وقدم له هلال ناجي، دار البشائر، الطبعة الثانية 1432 هـ - 2011 م. • ديوان الحسن بن علي الضبي، (ابن وكيع التنيسي) ت (393 هـ): تحقيق: هلال ناجي، دار الجيل - بيروت 1411 هـ / 1991 م. • ديوان أبي الحسن التهامي، علي بن محمد (ت 416 هـ): تحقيق: عثمان صالح الفريح، دار العلوم - الرياض 1405 هـ/ 1985 م. • ديوان التهامي: علي بن محمد (ت 416 هـ) المكتب الإسلامي - دمشق 1384 هـ/ 1964). • ديوان الامام الحسين بن علي ووصاياه وحكمه وكرمه: إعداد عبد الرحيم مارديني، دار آية بيروت، دار المحبة (الطبعة الأولى 2004 - 2005). • ديوان الحطيئة بشرح ابن السكيت والسكري والسجستاني: تحقيق: نعمان أمين طه - القاهرة: شركة ومكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي - سلسلة تراث العرب رقم 5 - الطبعة الأولى 1378 هـ - 1958 م. • ديوان أبي حكيمة، راشد بن إسحاق الكاتب (ت 240 هـ): تحقيق: د. محمد حسين الأعرجي، دار الجمل - المانيا 1997. • ديوان الحلاج: صنفه واصلحه الدكتور كامل مصطفى الشيبي، مطبعة المعارف، الطبعة الأولى 1394 هـ/ 1974 م. • ديوان الحماني، علي بن محمد العلوي: تحقيق: د. محمد حسين الأعرجى، دار صادر - بيروت 1998. • ديوان حميد بن ثور الهلالي: صنعة عبد العزيز الميمني - نسخة مصورة عن دار الكتب المصرية - القاهرة: الدار القومية للطباعة والنشر 1371 هـ - 1951 م. • ديوان حميد بن ثور الهلالي، جمع وتحقيق د. محمد شفيق البيطار، السلسلة التراثية 23 الطبعة الأولى- الكويت 1432 هـ - 2002 م. • ديوان الأمير شهاب الدين أبي الفوارس: حيص بيص (492 - 574 هـ) تحقيق: مكي السيد جاسم وشاكر، هادي شاكر وزارة الإعلام في الجمهورية العراقية 1975 م.
• ديوان ابن حيوس: عني بنشره وتحقيقه خليل مردم بك - بيروت: دار صادر 1454 هـ/ 1984 م. • ديوان خالد بن يزيد الكاتب تحقيق: يونس حامد السامرائي - بغداد: مطبعة الرسالة - الطبعة الأولى 1401 هـ - 1981 م. • ديوان خالد الكاتب: دراسة وتحقيق كارين صادر، منشورات وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية، دمشق 2006. • ديوان الخالديين: جمعه وحققه د. سامي الدهان، ط مجمع اللغة العربية، دمشق 1388 هـ / 1969 م ثم ط بيروت: دار صادر 1412 هـ / 1992 م. • ديوان الخبزازري: تحقيق الشيخ محمد حسن أل ياسين، مجلة المجمع العلمي العراقي- الجزء الأول - المجلد الأربعون بغداد 1409 هـ - 1989 م والجزء الثاني 1410 - 1989 م والجزءان الثالث والرابع 1410 - 1989 م والجزء الأول - المجلد الحادي والأربعون - بغداد 1410 هـ - 1990 م والجزء الثاني - المجلد الحادي والأربعون - بغداد 1411 هـ - 1990 م والجزء الثالث - المجلد الثاني والأربعون - بغداد 1413 هـ - 1992 م. • ديوان الخرنق بنت بدر بن هفان؛ شرحه وحققه وعلق عليه يُسرى عبد الغني عبد اللَّه: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1410 هـ - 1990 م. • ديوان الخرنق بنت بدر بن هفان: د حسين نصار، مط دار الكتب - مصر 1969. • ديوان الخريمي، إسحاق بن حسان (ت 214 هـ) تحقيق: علي جواد الطاهر ومحمد جبار المعيبد، دار الكتاب الجديد، بيروت 1971. • ديوان الخنساء: بيروت: المكتبة الثقافية. • ديوان ابن الخياط، أبي عبد اللَّه أحمد بن محمد بن علي التغلبي المعروف بابن الخياط الدمشقي (450 - 517): رواية تلميذه أبي عبد اللَّه محمد بن نصر بن صغير الخالدي القيسراني، عني بتحقيقه خليل مردم بك، المطبعة الهاشمية، بدمشق 1377 هـ - 1958 م. • ديوان ابن دريد: تحقيق عمر بن سالم - تونس: الدار التونسية للنشر 1993 م.
• ديوان دريد بن الصمة: تحقيق الدكتور عمر عبد الرسول - دار المعارف. • ديوان دريد بن الصمّة الجشمي: جمع وتحقيق: محمد خير البقاعي، دار قتيبة - دمشق 1401 هـ/ 1981 م. • ديوان دعبل بن علي الخزاعي: جمع وتحقيق عبد الصاحب عمران الدجيلي، ط 2/ دار الكتاب اللبناني - بيروت 1972. • ديوان أبي دلامة الأسدي: اعداد الدكتور رشدي على حسن، مؤسسة الرسالة، دار عمار الطبعة الأولى 1406 هـ - 1985 م. • ديوان أبي السرى ابن الدمينة الخثعمي: قام بشرحه محمد الهاشمي البغدادي، مطبعة المنار بمصر، الطبعة الأولى 1337 هـ - 1918 م. • ديوان ابن الدمينة: تحقيق أحمد راتب النفاخ - مطبعة المدني. • ديوان أبي دهبل الجمحي: تحقيق عبد العظيم عبد المحسن - النجف: مطبعة القضاء 1972 م. • ديوان ديك الجن الحمصي: تحقيق أحمد مطلوب وعبد اللَّه الجبوري - بيروت: دار الثقافة 1981 م. • ديوان ديك الجن الحمصي (عبد السلام بن رغبان (ت: 161 - 236 هـ): جمع وتحقيق ودراسة مظهر الحجي، من منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 2004. • ديوان ديك الجن الحمصي (ت 236 هـ): جمع وشرح: عبد المعين الملوحي ومحيي الدين الدرويش، مط الفجر - حمص - سوريا 1960 م. • ديوان ذي الأصبع العدواني: جمع وتحقيق عبد الوهاب العدواني، ومحمد نايف الدليمي، مط الجمهور - الموصل 1393 هـ / 1973 م. • ديوان ذي الرمة: غيلان بن عُقبة العدوي المتوفى سنة 117 هـ تحقيق: الدكتور عبد القدوس أبو صالح، مؤسسة الإيمان - بيروت، ثم مجمع اللغة العربية - دمشق 1392 هـ. • ديوان ذي الرمة: شرح الخطيب التبريزي، كتب مقدمته وهوامشه وفهارسه مجيد طراد دار الكتاب العربي الطبعة الثانية 1416 هـ - 1996 م.
• ديوان ابن الرومي علي بن العباس بن جريح: تحقيق: د. حسين نصّار، دار الكتب القومية بالقاهرة 1424 هـ/ 2003 م. • ديوان ابن الرومي: تحقيق د. إحسان عباس - القاهرة: دار الكتب المصرية. • ديوان ابن الرومي: شرح الإستاذ أحمد حسن بسج - دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان الطبعة الثالثة 1423 هـ - 2002 م. • ديوان ابن الرومي: مع شرح الشيخ محمد الشريف سليم، دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان. • ديوان زهير بن أبي سلمى (نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب): الدار القومية العامة للنشر القاهرة: 1964. • ديوان زهير بن أبي سلمى: دار صادر - بيروت. • ديوان زيد الخيل الطائي: صنعة الدكتور نوري حمودي القيسي، مطبعة النعمان، النجف الأشرف. • ديوان ابن زيدون: شرح وتحقيق: كرم البستاني، دار صادر - دار بيروت 1384 هـ/ 1964 م. • ديوان ابن زيدون: دراسة وتهذيب عبد اللَّه سنده، دار المعرفة - بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1426 هـ - 2005. • ديوان ابن الساعاتي: تحقيق د. أنيس المقدسي - بيروت: المطبعة الأمريكية 1938 م. • ديوان سبط ابن التعاويذي، اعتنى بنسخه وتصحيحه د. س. مرجليوث، مطبعة المقتطف - بمصر 1903. • ديوان سحيم عبد بني الحسحاس: عبد العزيز الميمني - مطبعة دار الكتب المصرية القاهرة 1369 هـ - 1950 م. • ديوان السري الرفاء: تحقيق ودراسة د. حبيب حسين الحسني بغداد: دار الرشيد - منشورات وزارة الثقافة 1981 م. • ديوان السري الرفاء: تقديم وشرح كرم البستاني، دار صادر - بيروت، الطبعة الأولى 1996.
• ديوان سلامة بن جندل: صنعة محمد بن الحسن الأول- تحقيق فخر الدين قباوة - بيروت: دار الكتب العلمية - الطبعة الثانية 1407 هـ - 1987 م. • ديوان ابن سناء الملك (ت 608 هـ): اعتنى تصحيحه والتعليق عليه وتقديمه الدكتور محمد عبد الحق، مطبعة مجلس دائرة المعارف - حيدرآباد، الدكن، الهند، الطبعة الأولى 1377 هـ - 1958 م. • ديوان ابن سنان الخفاجي تحقيق: مختار الأحمدي نويرات، ونسيب نشاوي مجمع اللغة العربية - دمشق 2007. • ديوان سويد بن أبي كاهل اليشكري (ت نحو سنة 60 هـ): جمعه وحققه شاكر العاشور، تموز للطباعة - دمشق، الطبعة الثالثة 2012 م. • ديوان السيد الحميري: تحقيق: شاكر هادي شكر - بيروت: دار مكتبة الحياة. • ديوان السيد الرضي الموسوي العلوي، طبع بمطبعة الأخبار 1306 هـ. • ديوان الشاب الظريف: شمس الدين محمد بن عفيف الديني - تحقيق: شاكر هادي شكر - النجف الأشرف: مطبعة النجف الأرف 1387 هـ / 1967 م. • ديوان الشافعي، الإمام الفقيه أبو عبد اللَّه محمد بن إدريس الشافعي (ت 204 هـ): جمع وتحقيق الدكتور مجاهد مصطفى بهجت، دار العلم - دمشق، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م. • ديوان ابن شرف القيرواني - تحقيق: د. حسن ذكري حسن - نشر مكتبة الكليات الأزهرية، دار مصر للطباعة. • ديوان الشريف الرضي: شرحه وعلق عليه وضبطه وقدم له: الدكتور محمود مصطفى حلاوي، دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت - لبنان، الطبعة الأولى: 1419 هـ - 1999 م. • ديوان الشريف الرضي- بيروت - دار صادر. 2004 م. • ديوان الشريف المرتضى: (ت 436 هـ) تحقيق: رشيد الصفار المحامي، ط عيسى البابي الحلبي - مصر 1378 هـ / 1958 م. • ديوان شعر الإمام أبي بكر بن دريد الأزدي: اعتنى بجمعه السيد محمد بدر الدين العلول، القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1360 هـ/ 1986 م.
• ديوان شعر حاتم بن عبد اللَّه الطائي وأخباره، صنعه يحيى بن مدرك الطائي، رواية هشام بن محمد الكلبي، دراسة وتحقيق الدكتور عادل سليمان جمال - مطبعة المدني المؤسسة السعودية - بمصر. • ديوان شعر الحادرة: حققه وعلق عليه الدكتور ناصر الدين الأسد، دار صادر - بيروت 1393 هـ/ 1973 م. • ديوان شعر الخرنق - دار الكتب المصرية، تحقيق الدكتور حسين نصار، مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة: 1996. • ديوان شعر ذي الرمة: مراجعة وتقديم: زهير فتح اللَّه دار صادر - بيروت 2004 م • ديوان شعر عدي بن الرقاع العاملي - جمع وتحقيق د. الشريف عبد اللَّه الحسيني البركاتي - مكة المكرمة: المكتبة الفيصلية 1406 هـ/ 1985 م. • ديوان شعر عدي بن الرقاع العاملي: تحقيق الدكتور نوري حمودي القيسي والدكتور حاتم صالح الضامن، مطبعة المجمع العلمي العراقي 1407 هـ / 1987 م. • ديوان شعر أبي الفرج الوأواء الدمشقي: جمعه اغناطيوش كراتشقوفسكي، مطبعة بريل. • ديوان شعر كلثوم بن عمرو بن الحارث التغلبي العتابي المتوفي سنة 220 هـ وديوان نثره: جمع وتحقيق وتقديم هلال ناجي - دار البشائر، الطبعة الأولى 1439 هـ - 2011 م. • ديوان شعر المثقب العبدي: عني بتحقيقه وشرحه والتعليق عليه حسن كامل الصيرفي 1391 هـ - 1971 م معهد المخطوطات العربية. • ديوان شعر مسكين الدارمي: تحقيق كارين صادر، دار صادر - بيروت، الطبعة الأولى 2000 م. • ديوان الشماخ بن ضرار الذبياني: حققه وشرحه صلاح الدين الهادي، دار المعارف بمصر سنة 1977 م. • ديوان الشنفرى، عمرو بن مالك نحو (70 ق هـ): جمعه وحققه الدكتور أميل بديع يعقوب، دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الثانية 1417 هـ - 1996 م.
• ديوان أبي الشيص الخزاعي وأخباره: صنعة عبد اللَّه الجبوري - المكتب الإسلامي - الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م. • ديوان الصاحب بن عباد: تحقيق الشيخ محمد حسن أل ياسين، دار القلم - بيروت - لبنان - مكتبة النهضة - بيروت - بغداد - الطبعة الثانية بيروت 1394 هـ/ 1974 م. • ديوان أبي صخر الهذلي: ضمن كتاب شعراء أمويون، د. نوري حمودي القيسي- بيروت - مكتبة النهضة العربية، الطبعة الثانية 1405 هـ/ 1984 م. • ديوان صردر: علي بن الحسن بن علي بن الفضل - القاهرة: دار الكتب المصرية - الطبعة الأولى 1353 هـ / 1934 م. • ديوان صردر: وتحقيق ودراسة دكتور محمد سيد علي عبد العال - مكتبة الخانجي بالقاهرة الطبعة الأولى 1429/ 2008 م. • ديوان الصمة بن عبد اللَّه القشيري: جمعه وحققه د. عبد العزيز محمد الفيصل، الرياض: النادي الأدبي بالرياض سلسلة كتاب الشهر رقم 32 سنة 1401 هـ/ 1981 م. • ديوان الصنوبري أحمد محمد بن الحسن الضبي: تحقيق الدكتور إحسان عباس ط دار الثقافة - بيروت 1970، ثم دار صادر - بيروت 1998 م. • ديوان الصوري عبد المحسن محمد الصوري (339 - 419 هـ): تحقيق مكى السيد جاسم وشاكر هادي شكر، طبعة وزارة الثقافة والإعلام - بغداد 1980. • ديوان أبي قيس، صيفي بن الأسلت الأوسي الجاهلي: دراسة جمع وتحقيق الدكتور حسن محمد باجودة، دار التراث - القاهرة. • ديوان أبي طالب بن عبد المطلب: صنعة أبي هفان الهزمي البصري المتوفى: سنة 257 هـ، صنعة علي بن حمزة البصري، التميمي المتوفى: 375 هـ تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين، دار مكتبة الهلال، الطبعة الأولى 1421 هـ/ 2000 م. • ديوان طرفة بن العبد البكري: مع شرح الأديب يوسف الأعلم الشنتمري، نقله إلى اللغة الفرنساوية مكس سلفون، مطبعة برطرند هـ 1900 مسيحية. • ديوان طرفة بن العبد: تحقيق مهدي محمد ناصر الدين، دار الكتب العلمية، الطبعة الثالثة 1422 هـ - 2002 م. • ديوان طرفة بن العبد: تحقيق د. علي الجندي، مكتبة الأنجلو المصرية.
• ديوان الطرماح بن حكيم: تحقيق د. عزة حسن - دمشق: مطبوعات مديرية إحياء التراث القديم 1388 هـ - 1968 م. • ديوان الطغرائي: تحقيق الدكتور علي جواد الطاهر والدكتور يحيى الجبوري، دار الحرية - بغداد 1976 م - 1396 هـ، ثم ط 2/ دار القلم- الكويت 1983 م/ 1403 هـ. • ديوان أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني (القرن الأول الهجري): صنعة وتحقيق الطيب العشاش، المواهب - بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م. • ديوان طفيل الغنوي: شرح الأصمعي، تحقيق حسان فلاح أوغلي، دار صادر - بيروت الطبعة الأولى 1997. • ديوان الطفيل الغنوي: تحقيق: محمد عبد القادر أحمد، دار الكتاب الجديد - بيروت 1968. • ديوان طلائع بن رزيك، الملك الصالح: جمع وتقديم محمد هادي الأميني، ط النجف 1383 هـ/ 1964 م. • ديوان عامر بن الطفيل: دار صادر. بيروت 1399 هـ - 1979 م. • ديوان عامر بن الطفيل العامري: تحقيق: د. محمود عبد اللَّه الجادر وعبد الرزاق خليفة الدليمي، ط دار الشؤون الثقافية، بغداد 2001. • ديوان العباس بن الأحنف: شرح وتحقيق عاتكة الخزرجي - القاهرة، مطبعة دار الكتب المصرية 1373 هـ / 1954. • ديوان العباس بن الأحنف: ط. دار صادر بيروت 1398/ 1978 م. • ديوان العباس بن الأحنف: شرح وتحقيق: عبد المجيد الملا- ط- مصر. • ديوان العباس بن مرداس السلمي: جمعه وحققه الدكتور يحيى الجبوري، دار الجمهورية - بغداد 1388 هـ / 1968 م، ثم مؤسسة الرسالة 1412 هـ / 1991 م. • ديوان ابن عبد ربه: جمعه وحققه وشرحه الدكتور محمد رضوان الدايه، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1399 هـ/ 1979 م. • ديوان عبد الصمد بن المعذّل: تحقيق: د. زهير غازي زاهد - دار صادر - بيروت 1998.
• ديوان الإمام عبد اللَّه بن المبارك (المتوفى سنة 181 هـ): تحقيق سعد كريم الفقي، دار اليقين - مصر المنصورة. • ديوان عبد اللَّه بن محمد بن أبي عيينة: صنعة: محمد عامر غديرة، نشرة الدراسات الشرقية - المعهد الفرنسي - دمشق ج 19/ 1967. • ديوان عبد اللَّه بن المعتز: محي الدين الخياط - مطبعة الإقبال - بيروت. • ديوان عبيد بن الأبرص: دار صادر، دار بيروت- بيروت 1384 هـ - 1964 م. • ديوان عبيد بن الأبرص: شرح أشرف أحمد عدره - بيروت: دار الكتاب العربي - الطبعة الأولى 1414 هـ - 1994 م. • ديوان عبيد اللَّه بن قيس الرقيات: تحقيق الدكتورة عزيزة فوال بايتي، دار الجيل، بيروت الطبعة الأولى 1416 هـ - 1995 م. • ديوان عبيد اللَّه بن قيس الرقبات: تحقيق وشرح الدكتور محمد يوسف نجم، دار صادر - بيروت. • ديوان أبي العتاهية: بيروت: دار صادر، 1400 هـ - 1980 م. • ديوان العجاج: تحقيق د. عزة حسن - بيروت: مكتبة دار الشرق. • ديوان عدي بن زيد العبادي: حققه وجمعه مجمد جبار المعيبد، شركة دار الجمهورية للنشر والطبع - بغداد 1965. • ديوان العرجي: رواية أبي الفتح الشيخ عثمان بن جني (المتوفى سنة 392 هـ)، شرحه وحققه خضر الطائي، رشيد العبيدي، الشركة الإسلامية - بغداد الطبعة الأولى 1375 هـ/ 1956 م. • ديوان العرجي: جمعه وحققه وشرحه الدكتور سجيع جميل الجبيلي، دار صادر - بيروت الطبعة الأولى 1998. • ديوان عرقلة الكلبي، حسان بن نمبر (486 هـ - 567 هـ): تحقيق أحمد الجندي، مجمع اللغة العربية بدمشق، ثم دار صادر - بيروت 1412 - 1992 م. • ديوان عروة بن أذينة: دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى 1969 م. • ديوان عروة بن أذينة: تحقيق د. يحيى الجبوري، بيروت: مكتبة الأندلس 1390 هـ - 1970 م.
• ديوان عروة بن الورد أمير الصعاليك: دراسة وشرح وتحقيق أسماء أبو بكر محمد، دار الكتب العلمية - بيروت، لبنان 1418 هـ - 1998 م. • ديوان علي بن الجهم: تحقيق خليل مردم بك - بيروت: منشورات دار الآفاق الجديدة - الطبعة الثانية - 1400 هـ - 1980 م. • ديوان العسكري، أبو هلال (ت بعد 400 هـ): جمع وتحقيق: د. جورج قنازع. مجمع اللغة العربية - دمشق 1400 هـ/ 1979 م. • ديوان أبي علي البصير، الفضل بن جعفر الكاتب (القرن الثالث الهجري): صنعة وتحقيق: د. يونس أحمد السامرائي، مؤسسة المواهب - بيروت 1419 هـ/ 1999 م. • ديوان علي بن جبلة العكوك: جمع وتحقيق: زكي ذاكر المعاني، دار الساعة. • ديوان علي بن عيسى الإربلي (ت 692 هـ): صنعة وتحقيق: كامل سلمان الجبوري دار الينابغ - دمشق 2006 م. • ديوان عمارة بن عقيل (ت 239 هـ): جمعه وحققه شاكر العاشور، الطبعة الأولى 1973. • ديوان عمارة اليمني: شرح وتحقيق: عبد الرحمن الأرياني وأحمد المعلمي، ط دمشق 2000 م • ديوان عمر بن أبي ربيعة المخزومي: تحقيق: علي ملكي، دار الفكر للجميع، دار الرأي العام - بيروت. • ديوان عمر بن أبي ربيعة: دار صادر - دار بيروت 1385 هـ/ 1966 م. • ديوان عمر بن أبي ربيعة: تحقيق فايز محمد، دار صادر، وطبعة دار الكتاب العربي - بيروت - الطبعة الأولى 412 هـ - 1992 م. • ديوان عمرو بن قميئة: عني بتحقيقه وشرحه خليل إبراهيم العطية، مطبعة الجمهورية - بغداد 1392 هـ - 1972 م. • ديوان عمرو بن كلثوم: تحقيق أميل بديع يعقوب - بيروت: دار الكتاب العربي - الطبعة الأولى 1411 هـ - 1991 م. • ديوان عنترة بن شداد: تحقيق ودراسة محمد سعيد مولوي - دمشق، المكتب الإسلامي.
• ديوان عنترة: دار صادر - بيروت. • ديوان ابن عنين: تحقيق خليل مردم بك - بيروت: دار صادر 1404 هـ - 1984 م. • ديوان أبي عيينة بن محمد بن أبي عيينة: صنعة: محمد عامر غديرة، نشرة الدراسات الشرقية - المعهد الفرنسي - دمشق 19/ 1967. • ديوان الغزي: أبي إسحاق إبراهيم بن عثمان بن محمد الكلبي الأشهبي (441 - 523 هـ) تحقيق ودراسة الدكتور عبد الرزاق حسين، مركز جمعة المساجد للثقافة والتراث، الطبعة الأولى 1429 هـ/ 2008 م. • ديوان ابن الفارض، حققه وشرحه فوزي عطوي، الشركة اللبنانية للكتاب بيروت - لبنان 1969 م. • ديوان ابن الفارض: بيروت، دار صادر 1382 هـ - 1962 م. • ديوان فاطمة الزهراء (ع): صنعة وتحقيق كامل سلمان الجبوري، مؤسسة المواهب، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م. • ديوان أبي الفتح البستي: تحقيق الأستاذين درية الخطيب ولطفي الصقال، دمشق 1410 هـ - 1989 م. • ديوان أبي الفتح البستي (400 هـ): النسخة الكاملة تحقيق شاكر العاشور، رند، دمشق الطبعة الثالثة: 2011 م. • ديوان أبي فراس: دار بيروت للطباعة والنشر 1403 هـ - 1983 م. • ديوان الأمير أبي فراس الحمداني: على رواية ابن خالويه وروايات أخر حققه وشرحه الدكتور محمد التونجي، منشورات المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق. • ديوان أبي فراس: رواية أبي عبد اللَّه الحسين بن خالويه - دار صادر دار بيروت - بيروت 1380 هـ - 1960 م. • ديوان أبي فراس الحمداني - شرح نخلة قلقاط - مكتبة الشرف - المطبعة الأدبية بيروت - 1910 م. • ديوان الفرزدق: دار صادر بيروت 1386 هـ/ 1966 م.
• ديوان الفرزدق: شرحه وضبطه وقدم له: الأستاذ علي فاعور، دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987 م. • ديوان الفضل بن العباس اللهبي (القرن الأول الهجري): صنعة وتحقيق مهدي عبد الحسين النجم، المواهب، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م. • ديوان القاضي التنوخي الكبير، علي بن محمد الأنطاكي (ت 34 هـ): جمع وتحقيق: هلال ناجي، دار البشائر - دمشق 1432 هـ/ 2011 م. • ديوان القتال الكلابي: حققه وقدم له إحسان عباس، دار الثقافة - لبنان 1409 هـ - 1989 م. • ديوان القطامي: تحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي، أحمد مطلوب، دار الثقافة - بيروت الطبعة الأولى 1960 م. • ديوان قيس بن الخطيم: عن ابن السكيت وغيره، حققه وعلق عليه، الدكتور ناصر الدين الأسد، مطبعة المدني، الطبعة الأولى 1381 هـ - 1962 م. ثم بيروت دار صادر الطبعة الثانية 1378 هـ. • ديوان قيس بن ذريح (قيس لبنى): اعتنى به وشرحه عبد الرحمن المصطاوي، دار المعرفة - بيروت - لبنان. • ديوان قيس بن الملوح (مجنون ليلى): رواية أبي بكر الوالبي، دراسة وتعليق يسرى عبد الغني، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م. • ديوان كثير عزة: جمعه وشرحه: الدكتور إحسان عباس- دار الثقافة، بيروت - لبنان 1391 هـ - 1971 م. • ديوان كثير عزة: قدم له وشرحه: مجيد طراد - بيروت: دار الكتاب العربي - الطبعة الأولى 1413 هـ - 1993 م. • ديوان كشاجم، محمود بن الحسين (ت: 360 هـ): الدكتور: النبوي عبد الواحد شعلان - الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة. • ديوان كشاجم: تحقيق خيرية محمد محفوظ - بغداد: مطبعة دار الجمهورية 1390 هـ/ 1970 م.
• ديوان كعب بن زهير: صنعه الإمام أبي سعيد السكري، شرح ودراسة الدكتور مفيد قميحة، دار الشواف للطباعة والنشر - الرياض - السعودية الطبعة الأولى 1410 هـ - 1989 م. • ديوان كعب بن زهير: صنعة الإمام أبي سعيد الحسن بن الحسين العسكري - تحقيق د. حنا نصر الحتى - بيروت: دار الكتاب العربي - الطبعة الأولى 1414 هـ - 1994 م. • ديوان كعب بن سعد الغنوي: جمع وتحقيق: د. عبد الرحمن محمد الوصيفي، مكتبة الآداب - القاهرة. • ديوان كعب بن مالك الأنصاري: دراسة وتحقيق سامي مكي المعاني، مكتبة النهضة - بغداد، مطبعة المعارف - بغداد، 1966 م. • ديوان الكميت بن زيد الأسدي: جمع وشرح وتحقيق الدكتور محمد نبيل طريفي، دار صادر - بيروت، الطبعة الأولى: 2000 م. • ديوان لبيد بن ربيعة: تحقيق حنا نصر الحتي - بيروت: دار الكتاب العربي - الطبعة الأولى 1414 هـ - 1993 م. • ديوان لقيط بن يعمر: حققه وقدم له الدكتور عبد العيد خان، دار الأمانة، مؤسسة الرسالة 1391 هـ - 1971 م. • ديوان لقيط بن يعمر الإيادي: تحقيق: خليل إبراهيم العطية، ط وزارة الإعلام - بغداد. • ديوان ليلى الأخيلية: جمع وتحقيق خليل إبراهيم العطية وجليل العطية - بغداد: دار الجمهورية 1386 هـ - 1967 م. • ديوان مالك بن نويرة: صنعة: الشيخ محمد حسن آل ياسين، ط بغداد 1422 هـ/ 2001 م. • ديوان المتلمس الضبعي: رواية الأثرم وأبي عبيدة عن الأصمعي، شرح وتحقيق الدكتور محمد التونجي، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى 1998. • ديوان متمم بن نويرة: صنعة الشيخ محمد حسن آل ياسين، ط بغداد 1424 هـ - 2002 م. • ديوان أبي الطيب المتنبي: بشرح أبي البقاء العكبري -المسمى بالتبيان في شرح الديوان- ضبطه وصححه ووضع فهارسه، مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري عبد الحفيظ شلبي مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر 1355 هـ - 1936 م.
• ديوان المتنبي- دار المعرفة - بيروت - لبنان. • ديوان المتنبي- دار صادر - بيروت. • ديوان المتنبي: شرح عبد الرحمن البرقوقي، مط السعادة - مصر. • ديوان المثقب العبدي: تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين، ط بغداد. • ديوان مجنون ليلى: جمع وتحقيق عبد الستار أحمد فراج - القاهرة مكتبة مصر. • ديوان أبي محجن الثقفي - صنعة أبي هلال العسكري، نشره وقدم له صلاح الدين المنجد، الطبعة الأولى 1970 م. • ديوان محمد بن حازم الباهلي (ت 215 هـ): جمع وتحقيق: مناور محمد الطويل، دار الجيل - بيروت 2002 م. • ديوان محمد بن حازم الباهلي (ت 215 هـ) صنعة وتحقيق: شاكر العاشور، ط تموز - دمشق 2011 م. • ديوان الشاعر محمد بن هانئ الأزدي الأندلسي: المطبعة اللبنانية - بيروت 1886 م. • ديوان محمد بن يسير الرياشي: جمع وتحقيق: مظهر الحجي، دار الذاكرة - حمص - سورية 1996 م. • ديوان محمود الوراق: جمع وتحقيق: عدنان راغب العبيدي - بغداد 1969 م. • ديوان محمود الوراق شاعر الحكمة والموعظة: جمع ودراسة وتحقيق أ. د وليد قصاب، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1991 م مؤسسة الفنون - عجمان. • ديوان مسكين الدارمي: جمعه وحققه: خليل إبراهيم العطية، عبد اللَّه الجبوري مطبعة دار البصري، بغداد 1389 هـ - 1970 م. • ديوان المعاني: أبو هلال العسكري - القاهرة: مكتبة القدسي 1352 هـ. • ديوان معاوية بن أبي سفيان: جمع وتحقيق د. فاروق سليم بن أحمد دار صادر - بيروت 1996 م. • ديوان معن بن أوس المزني: صنعه الدكتور نوري حمودي القيسي وحاتم صالح الضامن - مطبعة دار الجاحظ - بغداد الطبعة الأولى 1977 م.
• ديوان ابن مقبل: عني بتحقيقه الدكتور عزة حسن، دار الشرق العربي، بيروت - لبنان، حلب - سورية 1416 هـ - 1995 م. • ديوان مهلهل بن ربيعة: إعداد طلال حرب، بيروت: دار صادر الطبعة الأولى 1996 م. • ديوان مهيار الديلمي: دار الكتب المصرية - القاهرة: مطبعة دار الكتب المصرية 1344 هـ - 1925 م. • ديوان الميكالي، عبيد اللَّه بن أحمد بن علي (ت 436 هـ): جمع وتحقيق: جليل العطية، عالم الكتب - بيروت 1405 هـ/ 1985 م. • ديوان الناشئ الأكبر، أبي العباس عبد اللَّه بن محمد الأنباري المتوفى سنة 293 هـ: تحقيق وتقديم هلال ناجي، دار البشائر - دمشق، الطبعة الثانية 1432 هـ - 2011 م. • ديوان الناشئ الصغير، علي بن عبد اللَّه بن وصيف شاعر آل البيت -ع- المتوفى سنة 366 هـ: جمعه الشيخ محمد السماوي (رحمه اللَّه) قدم له وحققه وذيل له هلال بن ناجي 1292 هـ - 1370 هـ مؤسسة البلاغ - بيروت - لبنان، الطبعة الأولى: 1430 هـ - 2009 هـ. • ديوان النابغة الجعدي: جمعه وحققه وشرحه الدكتور واضح الصمد، دار صادر - بيروت الطبعة الأولى 1998. • ديوان النابغة الذبياني: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم - القاهرة: د ار المعارف. • ديوان النابغة الذبياني، مطبعة الهلال بالفجالة، بمصر 1911. • ديوان النابغة الذبياني: جمع وتحقيق محمد الطاهر بن عاشور، ط الشركة التونسية للتوزيع، والشركة الوطنية - الجزائر 1976. • ديوان النابغة الذبياني: تحقيق كرم البستاني، ط دار بيروت 1400 هـ/ 1980 م. • ديوان نابغة بني شيبان: دار الكتب المصرية بالقاهرة، الطبعة الأولى 1351 هـ - 1932 م. • ديوان ابن نباتة السعدي: تحقيق عبد الأمير مهدي حبيب الطائي - بغداد: منشورات وزارة الأعلام 1977 م. • ديوان ابن النبيه مطبعة الفنون - بيروت 1366 هـ.
• ديوان النجاشي الحارثي (قيس بن عمرو) القرن الأول الهجري: صنعة وتحقيق صالح البكاري، الطيب العشاش، سعد غراب، المواهب بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م. • ديوان أبي النجم الراجز: صنعه وشرحه: علاء الدين أغا -الرياض: النادي الأدبي بالرياض- كتاب الشهر رقم 33 سنة 1401 هـ - 1981 م. • ديوان أبي النجم العجلي، الفضل بن قدامة المتوفي سنة 130 هـ: جمعه وشرحه وحققه الدكتور محمد أديب عبد الواحد جمران، 1427 هـ - 2006 م. • ديوان نصر بن أحمد الخبزأرزي: تحقيق د. مصطفى عناية. • ديوان النمر بن تولب العكلي: تحقيق: د. محمد نبيل الطريفي، دار صادر - بيروت 2000 م. • ديوان أبي نواس: شرح محمود أفندي واصف، الطبعة العمومية بمصر، الطبعة الأولى 1898 م. • ديوان أبي نواس - تحقيق أحمد عبد المجيد الغزالي - بيروت: دار الكتاب 1404 هـ - 1984 م. • ديوان أبي نواس: برواية ابن منظور- بيروت. • ديوان ابن هانئ الأندلسي: دار بيروت - بيروت 1400 هـ - 1980 م. • ديوان الهذليين: نسخة مصورة عن دار الكتب المصرية - القاهرة: 1965 م. • ديوان ابن هندو (ت 423 هـ): صنعة وتحقيق: د عبد الرازق حويزي، مكتبة الأداب - القاهرة 2007 م. • ديوان أبي الهندي: صنعة عبد اللَّه الجبوري - النجف: مطبعة النعمان 1389 هـ - 1969 م. • ديوان وضاح اليمن وبذيله كتاب مأساة الشاعر وضاح: تأليف محمد بهجت الأثري وأحمد حسن الزيات، جمعه وقدم له وشرحه الدكتور محمد خير البقاعي دار صادر - بيروت الطبعة الأولى 1996 م. • ديوان الوليد بن يزيد جمع وترتيب المستشرق الإيطالي ف. جبريالي، مصدر بمقدمة بقلم خليل مردم بك، المجمع العلمي العربي - دمشق 1355 هـ - 1937 م.
• ديوان يزيد بن معاوية: جمع وتحقيق وشرح د. واضح الصمد، دار صادر - بيروت 1998 م. • الذخائر والعبقريات: معجم ثقافي جامع، عبد الرحمن البرقوقى (ت: 1363 هـ) مكتبة الثقافة الدينية، مصر. • الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة: علي بن بسام الشنتريني - تحقيق د. إحسان عباس - بيروت: دار الثقافة 1978 م. • ذيل الأمالي: أبو إسماعيل بن القاسم القالي - القاهرة: دار الكتب المصرية 1344 هـ - 1926 م. • ذيل طبقات الحنابلة: زين الدين الحنبلي (ت: 795 هـ) تحقيق د. عبد الرحمن بن سليمان العثيمين - مكتبة العبيكان - الرياض، الطبعة الأولى 1425 هـ - 2005 م. • ذيل مرآة الزمان لليونيني (ت: 726 هـ) دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، الطبعة الثانية 1413 هـ - 1992 م. • أبو ذؤيب الهذلي حيانه وشعره: نور الشملان، عمادة شؤون المكتبات، جامعة الرياض، الرياض 1400 هـ - 1980 م. • ربيع الأبرار ونصوص الأخيار: جار اللَّه الزمخشري (ت 83)، مؤسسة الأعلمي بيروت - الطبعة الأولى 1412 هـ. • الردة: للواقدي (ت: 207 هـ) تحقيق يحيى الجبوري، دار الغرب الإسلامي - بيروت الطبعة الأولى 1410 هـ - 1990 م. • الرسائل: عمرو بن بحر أبو عثمان الجاحظ (المتوفى 255 هـ): تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون - مكتبة الخانجي، القاهرة 1384 هـ - 1964 م. • الرسائل الأدبية: للجاحظ المتوفى (255 هـ)، دار مكتبة الهلال - بيروت، الطبعة الثانية 1422 هـ. • رسالة الغفران: المعري (ت: 449 هـ) تصحيح إبراهيم اليازجي، مطبعة أمين هندية بالموسكي - مصر الطبعة الأولى 1325 هـ - 1907 م. • راسلة التوابع والزوابع: ابن شهيد الأندلسي (ت: 426 هـ) تحقيق: بطرس البستاني، دار صادر، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية 1416 هـ - 1996 م.
• الرسالة القشيرية: عبد الكريم القشيري (ت: 465 هـ) تحقيق الإمام الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور محمود بن شريف، دار المعارف، القاهرة. • الرسالة الموضحة في ذكر سرقات أبي الطيب المثنبي وساقط شعره: أبو علي محمد بن الحسن الحاتمي - تحقيق د. محمد يوسف نجم - بيروت: دار صادر 1385 هـ - 1965 م. • دفع الأصر عن قضاة مصر: ابن حجر العسقلاني (المتوفى: 852 هـ) تحقيق الدكتور علي محمد عمر، مكتبة الخانجي، القاهرة الطبعة الأولى: 1418 - 1998. • روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار: محمد بن قاسم يعقوب الأماسي الحنفي (المتوفي: 940 هـ) دار القلم العربي - حلب، الطبعة الأولى: 1423 هـ. • الروض الأنف في شرح السيرة النبوية: عبد الرحمن بن عبد اللَّه السهيلي - تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد - القاهرة: مكتبة الكليات الأزهرية 1391 هـ - 1971 م. • ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا: شهاب الدين الخفاجي (ت: 1069 هـ) تحقيق عبد المفتاح محمد الحلو، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه الطبعة الأولى 1386 هـ - 1967 م. • ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب: لسان الدين الخطيب (ت: 776 هـ) تحقيق محمد عبد اللَّه عدنان، مكتبة الخانجي - القاهرة الطبعة الأولى 1980 م. • الزاهر في معاني كلمات الناس: أبو بكر الأنباري (ت: 328 هـ) الدكتور حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1992 م. • الزهد: لابن أبي الدنيا (ت: 381 هـ) دار ابن كثير - دمشق، الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م. • الزهد الكبير: للبيهقي (ت: 458 هـ) تحقيق عامر أحمد حيدر، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، الطبعة الثالثة 1996 م. • زهر الآداب وثمر الألباب: أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري، تحقيق علي محمد البجاوي - القاهرة: دار إحياء الكتب العربية - الطبعة الثانية سنة 1970. • زهر الآداب وثمر الألباب: إبراهيم بن علي بن تميم الأنصاري أبو إسحاق الخضري القيرواني (المتوفى 453 هـ)، دار الجيل بيروت.
• زهر الآداب وثمر الألباب: ضبط الدكتور زكي مبارك - دار الجيل، بيروت الطبعة الرابعة 1972 م. • زهر الأكم في الأمثال والحكم نور الدين اليوسي (المتوفى: 1102 هـ) تحقيق د. محمد حجي، د. محمد الأخضر، الشركة الجديدة - دار الثقافة البيضاء - المغرب، الطبعة الأولى 1401 هـ - 1981 م. • الزهرة: أبو بكر محمد بن داود الأصبهاني - تحقيق د. إبراهيم السامرائي وزميله - الزرقاء: مكتبة المنار - الطبعة الثانية 1406 هـ - 1985 م. • زهير بن جناب الكلبي حياته وشعره: قيس كاظم الجنابي: مجلة الذخائر ع 2 صيف 1431 هـ/ 2000 م. • زهير بن أبي سلمى: شرحه وقدم له الأستاذ علي حسن فاعور، دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م. • سابق البربري والاتجاه الإسلامي في شعره (رسالة ماجستير) الطالبة شادية حسن بن عبد الرحمن زيني، جامعة أم القرى مكة المكرمة: 1405 هـ - 1985 م. • السحر الحلال في الحكم والأمثال: أحمد إبراهيم مصطفى الهاشمي المتوفى (1362 هـ) دار الكتب العلمية - بيروت. • سر صناعة الإعراب: ابن جني - تحقيق مصطفى السقا وآخرين - القاهرة مطبعة البابي الحلبي 1954 م. • سر الفصاحة: الأمير أبو محمد عبد اللَّه بن سنان الخفاجي - بيروت: دار الكتب العلمية - الطبعة الأولى 1402 هـ - 1982 م. • سرور النفس بمدارك الحواس الخمس، أبو العباس أحمد بن يوسف التيفاشي (المتوفى: 651 هـ) هذبه ابن منظور (المتوفى: 711 هـ) تحقيق: إحسان عباس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت - لبنان الطبعة الأولى 1980. • سقط الزند أبو العلاء المعري دار بيروت دار صادر بيروت 1376 هـ - 1957 م. • سقط الزند لأبي العلاء المعري (ت 449 هـ): شرح وتعليق د. ن. رضا دار مكتبة الحياة بيروت.
• سلم الخاسر شاعر الخلفاء والأمراء: د. نايف محمود معروف، دار الفكر اللبناني - بيروت. • سمط اللآلي: أبو عبيد البكري الأويني تحقيق عبد العزيز الميمني - القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1354 هـ - 1936 م. • سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي العصامي المكي (ت: 1111 هـ) تحقيق عادل أحمد عبد الموجود - علي محمد معوض، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى: 1419 هـ - 1998 م. • سير أعلام النبلاء للذهبي (ت: 748 هـ) دار الحديث - القاهرة 1427 هـ - 2006 م. • سير السلف الصالحين، لإسماعيل بن محمد الأصبهاني ت 535 هـ الدكتور حلمي بن فرحات بن أحمد، دار الراية للنشر والتوزيع - الرياض. • السيرة النبوية: ابن هشام، تحقيق مصطفى السقا وآخرون القاهرة - مطبعة مصطفى البابي الحلبي - الطبعة الثانية 1375 هـ - 1955 م. • شاعرات العرب: عبد البديع صقر - دمشق: المكتب الإسلامي 1387 هـ - 1967 م. • شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن الفلاح الحنبلي (ت: 1089 هـ) تحقيق: محمود الأرناؤوط، دار ابن كثير، دمشق - بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م. • شذرات من كتب مفقودة في التاريخ استخرجها وحققها الدكتور إحسان عباس (ت: 1424 هـ) دار الغرب الإسلامي - بيروت - لبنان ج 1 الطبعة الأولى: 1988 وج 2 الطبعة 2، 1988. • شرح أبيات سيبويه: أحمد بن محمد النحاس - تحقيق زهير غازي زاهد، النجف: مطبعة الغري 1974 م. • شرح أشعار الهذليين: تحقيق عبد الستار أحمد فراج - القاهرة: مكتبة دار العروبة - سلسلة كنوز الشعر رقم 3. • شرح جمل الزجاجي: ابن عصفور - تحقيق صاحب أبو جناح - الموصل: مطبعة جامعة الموصل 1982 م.
• شرح ديوان امرئ القيس: الأعلم الشنتمري - تصحيح ابن أبي شنب - الجزائر: 1974 م. • شرح ديوان أمية بن أبي الصلت قدم له وعلق حواشيه سيف الدين الكاتب، أحمد عصام الكاتب، ملتقى أهل الأثر، دار مكتبة الحياة - بيروت - لبنان. • شرح ديوان جرير: محمد إسماعيل عبد اللَّه الصاوي - بيروت: دار الأندلس للطباعة والنشر. • شرح ديوان جرير - تأليف محمد إسماعيل عبد اللَّه الصاوي، مكتبة محمد حسين النوري، الشركة اللبنانية للكتاب، مكتبة النهضة - بغداد. • شرح ديوان حسان بن ثابت الأنصاري عبد الرحمن البرقوقي، المطبعة الرحمانية بمصر 1347 هـ - 1929 م. • شرح ديوان الحماسة، للتبريزي (المتوفى: 502 هـ) دار القلم - بيروت. • شرح ديوان الحماسة، المرزوقي (المتوفى: 421 هـ) تحقيق فريد الشيخ، وضع فهارسه العامة إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1424 هـ - 2003 م. • شرح ديوان الخنساء دار التراث - بيروت 1388 هـ - 1968 م. • شرح ديوان زهير بن أبي سلمى - صنعة ثعلب، مصورة عن دار الكتب المصرية، القاهرة 1964 م. • شرح ديوان صريع الغواني مسلم بن الوليد - تحقيق د. سامي الدهان، القاهرة: دار المعارف - سلسلة ذخائر العرب رقم 26 سنة 1970 م. • شرح ديوان طرفة بن العبد: قدم له وشرحه د. سعدي الضناوي - بيروت: دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1414 هـ - 1994 م. • شرح ديوان العباس بن الأحنف: تحقيق: مجيد طراد - بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1414 هـ - 1993 م. • شرح ديوان علقمة، طرفه، عنتر، دار الفكر للجميع 1968. • شرح ديوان علقمة بن عبدة الأعلم الشنتمري - تحقيق د. حنا نصر الحثي - بيروت: دار الكتاب العربي - الطبعة الأولى 1414 هـ - 1993 م.
• شرح ديوان علقمة بن عبدة التميمي المشهور بعلقمة الفعل: للشنتمري تصحيح: الشيخ ابن أبي شنب الجزائر. • شرح ديوان عنترة بن شداد: عني بتصحيحه أمين سعيد، المطبعة العربية، بمصر. • شرح ديوان عنترة، الخطيب التبريزي، قدم له ووضع هوامشه وفهارسه مجيد طراد دار الكتاب العربي، بيروت الطبعة الأولى 1413 هـ - 1993 م. • شرح ديوان أبي فراس الحمداني، دار المعرفة. • شرح ديوان كعب بن زهير: للسكري، الطبعة الثالثة دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة 1423 هـ - 2002 م. • شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري: حققه وقدم له الدكتور إحسان عباس - التراث العربي - الكويت 1962. • شرح شواهد الكشاف: مصطفى البابي الحلبي - القاهرة: 1370 هـ - 1950 م. • شرح شواهد المغني: السيوطي - تعليق أحمد ظافر كوجان، لجنة التراث العربي. • شرح الصولي لديوان أبي تمام: دراسة وتحقيق الدكتور خلف رشيد نعمان، الجمهورية العراقية - وزارة الثقافة والإعلام - دار الرشيد: 1982. • شرح الفصيح في اللغة: أبو منصور بن الجبان - تحقيق عبد الجبار جعفر القزاز، بغداد - دار الكتب الثقافية 1991 م. • شرح القصائد السبع الطوال: ابن الأنباري - تحقيق عبد السلام هارون - مصر: دار المعارف 1963 م. • شرح الكافية: رضي الدين الاستراباذي - بيروت: دار الكتب العلمية. • شرح لامية المعجم (وهو مختصر شرح الصفدي المسمى الغيث المسجم) الدميري كمال الدين أبو البقاء الشافعي (ت: 808 هـ) تحقيق الدكتور جميل عبد اللَّه عويضة 1429 هـ - 2008 م. • شرح المعلقات السبع: الزوزني - بيروت. • شرح المفصل: يعيش بن علي بن يعيش - القاهرة: المطبعة المنبرية. • شرح المفضليات: أبو زكريا التبريزي - تحقيق علي محمد البجاوي - القاهرة: دار نهضة مصر - سلسلة فرائد التراث العربي رقم 3.
• شرح مقامات الحريري: أبو العباس الشريشي - تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم القاهرة: المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر والتوزيع، وطبعة محمد عبد المنعم خفاجي - المكتبة الشعبية - الطبعة الثانية 1379 هـ - 1979 م. • شرح مقصورة ابن دريد: للخطيب التبريزي - دمشق: منشورات المكتب الإسلامي - الطبعة الأولى 1380 - 1961 م. • شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم - القاهرة: مطبعة عيسى البابي الحلبي - الطبعة الثانية 1375 هـ - 1965 م. • شروح سقط الزند: نسخة مصورة عن دار الكتب المصرية، القاهرة: الدار القومية للطباعة والنشر 1367 هـ - 1948 م. • شعراء إسلاميون: د. نوري حمودي القيسي - بيروت: مكتبة النهضة العربية، الطبعة الثانية 1405 هـ - 1985 م. • شعراء أمويون: القسم الأول، دراسة وتحقيق الدكتور نوري حمودي القيسي - جامعة بغداد: 1396 - 1976. • شعراء طائيون جمع ودراسة وتحقيق عبد الأمير مهدي الطائي، الطبعة الأولى - بغداد 1411 هـ - 1990 م. • شعراء عباسيون: غوستاف فون غرونباوم -ترجمة- د. محمد يوسف نجم، بيروت منشورات دار مكتبة الحياة - 1959 م. • شعراء عباسيون: د. يونس أحمد السامرائي - بيروت: مكتبة النهضة العربية 1406 هـ - 1986 م. • شعر أرطاة بن سهية المري: جمع وتحقيق ودراسة صالح بن محمد خلف، مجلة المورد، المجلد السابع، العدد الأول 1338 هـ - 1978 م. • شعر الببغاء عبد الواحد بن نصر المخزومي - تحقيق د. سعود محمد عبد الجابر عمان: مؤسسة الشرق - الطبعة الأولى 1983 هـ. • شعر البعيث المجاشعي: تحقيق: د. عدنان محمد أحمد، اتحاد الكتاب العرب - دمشق 2010 م.
• شعر إسماعيل بن يسار: د. يوسف حسين بكار، دار الأندلس - بيروت 1404 هـ/ 1984 م. ثم طبعة بيروت: عالم الكتب الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987 م ضمن كتاب شعراء مقلون. • شعراء عبد القيس وشعرهم، في العصرين الإسلامي والأموي جمع وتحقيق: الدكتور عبد الحميد المعيني - مراجعة إيهاب النجدي مؤسسة البابطين 2003. • شعراء بني قشير في الجاهلية والإسلام حتى آخر العصر الأموي د. عبد العزيز محمد الفيصل - القاهرة، مطبعة مصطفى البابي الحلبي. • شعراء النصرانية يعقوب شيخو (المتوفي: 1346 هـ) مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين - بيروت 1890. • شعراء هذيل أخبارهم وأشعارهم في القرن الأول الهجري: رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير إعداد المكي العلمي، بإشراف الأستاذ الدكتور عمر موسى باشا. • الشعر في خراسان من الفتح إلى نهاية العصر الأموي، حسين عطوان، دار الجيل، الطبعة الثانية 1409 هـ - 1989 م. • الشعر والشعراء لابن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276 هـ) دار الحديث، القاهرة 1423 هـ. • الشعر والشعراء تأليف: أبي محمد عبد اللَّه بن مسلم ابن قتيبة، دار الثقافة، بيروت - لبنان 1969 م. • كتاب الشعر وشرح الأبيات المشكلة الإعراب: أبو علي الفارسي (ت 377 هـ) تحقيق وشرح الدكتور محمود محمد الطناحي مكتبة الخانجي القاهرة - مصر الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م. • شعر إبراهيم بن هرمة القرشي: تحقيق محمد نفاع وحسين عطوان، مطبوعات مجمع اللغة العربية - دمشق. • شعر الأحوص الأنصاري: جمعه وحققه: عادل سليمان جمال، قدم له: الدكتور شوقي ضيف مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الثانية: 1411 هـ - 1990 م.
• شعر الأحوص بن محمد الأنصاري: جمع وتحقيق: د. إبراهيم السامرائي، مط النعمان - النجف 1388 هـ/ 1969 م. • شعر الأخضر اللهبي - جمع د. محمود عبد اللَّه أبو الخير - عمان. دار الفرقان - الطبعة الأولى 1413 هـ - 1993 م. • شعر الأخطل: تحقيق فخر الدين قباوة - بيروت: دار الآفاق الجديدة - الطبعة الثانية 1979 م - 1399 هـ. • شعر بكر بن النطاح، صنعه الأستاذ حاتم صالح الضامن، مستل من الأعداد 2 - 5 من مجلة البلاغ في سنتها الخامسة. • شعر تأبط شرًا: تحقيق سلمان داود القرغولي وجبار تعبان جاسم، طبعة الآداب، والنجف الأشرف 1973 م - 1393 م. • شعر بني تميم في العصر الجاهلي: جمع وتحقيق الدكتور عبد الحميد محمود المعيني، منشورات دار القصيم - بريدة 1402 هـ - 1982 م. • شعر ثابت قطنة العتكي: جمع وتحقيق ماجد أحمد السامرائي، وزارة الثقافة والإعلام: 1388 هـ - 1968 م. • شعر الثعالبي، أبي منصور عبد الملك بن محمد النيسابوري (ت 429 هـ)، جمع وتحقيق: د. عبد المفتاح محمد الحلو، مج المورد البغدادية مج 6 ع 1/ 1397 هـ/ 1977 م. • شعر جحظة البرمكي، ضمن كتاب: جحظة البرمكي الأديب الشاعر - مزهر السوداني - النجف الأشرف: الطبعة الأولى 1397 هـ - 1977 م. • شعر الحسين بن مطير الأسدي جمعه وقدم له الدكتور حسين عطوان، مستل من مجلة معهد المخطوطات العربية مج 15 ج 1. • شعر الحسين بن مطير الأسدي، حققه وجمعه الدكتور محسن غياض، دار الحرية 1391 هـ - 1975 م. • شعر أبي حية النميري رحيم صخي تويلي، المورد ع 3 مج 4، 1395 هـ - 1975 م. • شعر أبي حية النميري: جمع وتحقيق د. يحيى الجبوري - دمشق 1975 م.
• شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي (100 - 170 هـ) جمع الأستاذين حاتم الضامن وضياء الدين الحيدري (مستل من الأعداد 4 - 6 للسنة الرابعة من مجلة البلاغ مطبعة المعارف - بغداد 3. • شعر الخنساء: تحقيق وشرح كرم البتساني، مطبعة المناهل، مكتبة صادر - بيروت 1951. • شعر الخوارج: جمع وتقديم الدكتور إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية. • شعر دعبل على الخزاعي: 148 - 246: صنعه الدكتور عبد الكريم الأشتر، الطبعة الثانية - دمشق 1403 هـ - 1983 م. • شعر الراعي النميري: دراسة وتحقيق: د. نوري حمودي القيسي وهلال ناجي، ط المجمع العلمي العراقي 1400 هـ/ 1980 م. • شعر ربيعة الرقي (المتوفى سنة 198 هـ - 813 م): صنعه زكي ذاكر المعاني، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق 1980. • شعر ربيعة الرقي: جمع وتحقيق: د. يوسف حسين بكار، وزارة الثقافة والإعلام - بغداد 1980. • شعر زياد الأعجم - جمع وتحقيق د. يوسف حسين بكار 1403 هـ - 1983 م، دمشق: دار المسيرة - الطبعة الأولى 1983 م. • شعر زيد الخيل الطائي، جمع ودراسة وتحقيق، صنعة الدكتور أحمد مختار البرزة، دار المأمون للتراث، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م. • شعر سابق بن عبد اللَّه البربري: دراسة وجمع وتحقيق: د. بدر أحمد ضيف، دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية - مصر 1987. • شعر أبي سعد المخزومي: جمعه وحققه الدكتور رزوق فرج رزوق، مطبعة الإيمان - بغداد 1971. • شعر سعيد بن الحسن الناجم (المتوفي سنة 314 هـ) جمع وتحقيق أحمد زكي الأنباري دار الفرات الحلة 1430 هـ - 2009 م.
• شعر السلامي أبي الحسن محمد بن عبد اللَّه بن محمد المخزومي السلامي (البغدادي) (336 هـ - 393 هـ): جمع وتحقيق صبيح رديف، مطبعة الإيمان، بغداد، شارع المتنبي 1971. • شعر الشافعي محمد بن إدريس (ت 204 هـ)، تحقيق: د. مجاهد مصطفى بهجت ط الموصل - 1406 هـ/ 1986 م. • شعر ابن طباطبا العلوي: جمع وتحقيق: جابر الخاقاني، دار الحرية - بغداد 1975. • شعر طريح بن إسماعيل الثقفي: دراسة وجمع وتحقيق دكتور بدر أحمد ضيف، دار المعرفة الجامعية 1987. • شعر طيء وأخبارها في الجاهلية والإسلام: جمع وتحقيق د. وفاء فهمي العذوبي، دار العلوم - الرياض 1403 هـ - 1983 م. • شعر بني عامر (من الجاهلية حتى آخر العصر الأموي ت 132 هـ): جمع وتحقيق ودراسة، الجزء الأول الدراسة الموضوعية والفنية، الدكتور عبد الرحمن محمد الوصيفي. • شعر عبد الرحمن بن حسان الأنصاري: جمع وتحقيق سامي مكي المعاني، مطبعة المعارف - بغداد 1971 م. • شعر عبد الصمد بن المعذل: حققه وقدم له زهير غازي زاهد، مطبعة النعمان - النجف الأشرف 1390 هـ - 1970 م. • شعر عبد اللَّه بن الزبعرى: - د. يحيى الجبوري، بيروت: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1401 هـ - 1981 م. • شعر عبد اللَّه بن الزبير الأسدي: جمع وتحقيق الدكتور يحيى الجبوري، دار الحرية للطباعة 1394 هـ - 1974 م • شعر عبد اللَّه بن همام السلولي: جمع وتحقيق ودراسة وليد محمد السراقبي، مركز جمعة المساجد للثقافة والتراث، الطبعة الأولى 1417 هـ - 1996 م. • شعر عبدة بن الطبيب: الدكتور يحيى الجبوري، دار التربية 1391 هـ/ 1971 م. • شعر العتبي: جمع وتحقيق الدكتور يونس أحمد السامرائي، مجلة كلية الآداب - جامعة بغداد، العدد 36.
• شعر العجير السلولي: صنعة محمد نايف الدليمى - بغداد - مجلة المورد: العدد الأول، المجلد الثامن 1979 م. • شعر عروة بن أذينة: تحقيق: د. يحيى الجبوري، مكتبة الأندلس - بغداد 1395 هـ/1970 م. • شعر عروة بن حزام: تحقيق ت د. إبراهم السامرائي، وأحمد مطلوب. • شعر العطوي: ضمن كتاب شعراء بصريون من القرن الثالث الهجري - تحقيق محمد جبار المعيبد - بغداد: منشورات مركز دراسات الخليج العربي 1977 م. • شعر علي بن جبلة الملقب بالعكوك: جمع وتحقيق د. حسين عطوان - مصر: دار المعارف - سلسلة ذخائر العرب رقم 48 سنة 1982 م. • شعر علي بن جبلة العكوك: تحقيق: أحمد نصيف الجنابي، مط الآداب - النجف 1391 هـ/ 1971 م. • شعر عمر بن لجأ: تحقيق د. يحيى الجبوري - الكويت: دار القلم 1401 هـ - 1981 م. • شعر عمرو بن أحمر الباهلي: جمع وتحقيق د. حسين عطوان، دمشق: مطبوعات مجمع اللغة العربية. • شعر عمرو بن شأس الأسدي - تحقيق يحيى الجبوري - النجف الأشرف: مطبعة الآداب 1396 هـ - 1976 م. • شعر عمرو بن شأس الأسدي: الدكتور يحيى الجبوري - دار القلم الكويت، الطبعة الثانية 1403 هـ - 1983 م. • شعر عمرو بن معدي كرب الزبيدي: جمعه وحققه مطاع الطرابيشي - دمشق: مطبوعات مجمع اللغة العربية - الطبعة الثانية 1405 هـ - 1985 م. • أبو العيناء الأديب البصري الظريف: أ. د ابتسام مرهون الصفار، جامعة بغداد - بيت الحكمة 1988 م. • شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام: الدكتور النعمان عبد المتعال القاضي، مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة الأولى 1426 هـ - 2005 م.
• شعر أبي الفرج الأصبهاني: عبد العزيز إبراهيم، مجلة المورد ع 4 مج 32 لسنة 2005 - 1426 م. • شعر أبي الفرج محمد بن أحمد الغساني الوأواء الدمشقي: جمعه واعتنى بتصحيحه: اغنطيوس كراتشقوفسكي، ليدن 1915 م. • شعر أبي الفرج بن هندو (ت 423 هـ): جمع وتحقيق: د. عبد الرازق حويزي، ط مصر. • شعر القاضي الجرجاني: دراسة وجمع وتحقيق الدكتور سامي علي جبار، مجلة المورد: مج 28 ع 3 - 2000 م - 1421 هـ. • شعر ابن القيسراني: جمع وتحقيق: د. عادل جابر، الوكالة العربية للتوزيع - الزرقاء الأردن 1411 هـ/ 1991 م. • شعر الكميت بن زيد: جمع وتقديم د. داود سلوم - بغداد: مكتبة الأندلس سنة 1969 م. • شعر الكميت بن معروف: تحقيق حاتم الضامن - بغداد: مجلة المورد، العدد الأول المجلد الرابع 1975 م. • شعر ابن اللبانة الداني: جمع وتحقيق: الدكتور محمد مجيد السعيد، البصرة: جامعة البصرة، 1397 هـ/ 1977 م. • شعر ابن اللبانة الداني: عواطف محمد صالح بن محمد بكر الصواف، رسالة ماجستير - جامعة أم القرى - كلية اللغة العربية -على الآلة الكاتبة-. • شعر ماني الموسوس وأخباره: محمد بن القاسم المصري (ت 245 هـ) جمع وتحقيق عادل العامل، وزارة الثقافة - دمشق 1988 م. • شعر المتوكل الليثي: تحقيق: الدكتور يحيى الجبوري، مكتبة الأندلس - بغداد التعاونية اللبنانية، درعون - حريصا. • شعر محمد بن بشير الخارجي: جمع وتحقيق: محمد خير البقاعي، دار قتيبة - دمشق 1405 هـ/ 1985 م. • شعر المرار بن سعيد الفقعسي: صنعة نوري حمودي القيسي - بغداد: مجلة المورد - العدد الأول، المجلد الثاني، السنة الثانية 1973 م.
• شعر مروان بن أبي حفصة: جمعه وحققه د. حسين عطوان - القاهرة، دار المعارف 1973 م. • شعر مزاحم العقيلي: ثحقيق الدكتور نوري حمودي القيسي وحاتم الضامن - التعريف بالمخطوطات، مكتبة عبد اللَّه الجبوري. • شعر مرة بن محكان: جمع وتحقيق وشرح ودراسة الدكتور عدنان محمود عبيدات، مجلة التراث العربي العدد 96 شوال - 1425 هـ (كانون الأول) 2004 - السنة الرابعة والعشرين. • شعر ابن المعتز: دراسة وتحقيق: د. يونس إبراهيم السامرائي، وزارة الإعلام - بغداد 1977. • شعر منصور النمري: جمع وتحقيق: د. عبد الحفيظ مصطفى، مكتبة الآداب - القاهرة 1424 هـ/ 2003 م. • شعر منصور النمري: جمعه وحققه الطيب العشاش - دمشق، مطبوعات مجمع اللغة العربية 1401 هـ - 1981 م. • شعر ابن ميادة الرماح بن أبرد المري: جمع وتحقيق محمد نايف الدليمي، الموصل: مطبعة الجمهورية. • شعر ابن ميادة: جمعه وحققه الدكتور حنا جميل حداد، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق 1402 هـ/ 1987 م. • شعر النابغة الجعدي: جمع وتحقيق: عبد العزيز رباح - دمشق: منشورات المكتب الإسلامي - الطبعة الأولى 1384 هـ - 1964 م. • شعر النامي أبو العباس أحمد بن محمد النامي: جمع وتحقيق: صبيح رديف - بغداد: مطبعة دار البصري - الطبعة الأولى 1970 م - 1390 هـ. • شعر أبي نخيلة الحماني (ت 147 هـ): جمع وتحقيق: عدنان عمر الخطيب، معهد المخطوطات العربية - القاهرة 2001 م. • شعر نصيب بن رباح: جمع الدكتور داود سلوم - بغداد: مجلة المورد - العدد الرابع 1975 م.
• شعر نصيب بن رباح: جمع وتقديم الدكتور داود سلوم، مطبعة الإرشاد - بغداد 1967. • شعر النمر بن تولب: صنعة الدكتور نوري حمودي القيسي، مطبعة المعارف - بغداد. • شعر نهار بن توسعة: جمع وتحقيق د. خليل إبراهيم العطية - بغداد: مجلة المورد - العدد الرابع 1975 م. • شعر نهشل بن حرى: تحقيق د. حاتم الضامن - ضمن كتاب شعراء مقلون. • شعر ابن الهبارية: جمع وتحقيق: د. محمد فائز سنكري طرابيشي، ط وزارة الثقافة - دمشق 1977 م. • شعر أبي هلال العسكري: جمع وتحقيق: د. محسن غياض، منشورات عويدات - بيروت 1975. • شعر هدبة بن الخشرم العذري: الدكتور يحيى الجبوري، دار القلم - الطبعة الثانية الكويت (1406 هـ - 1986 م). • الشعر والشعراء: أبو محمد عبد اللَّه بن قتيبة - بيروت: دار إحياء العلوم - الطبعة الأولى 1404 هـ - 1980 م. • شعر يحيى بن زياد الحارثي: يونس أحمد السامرائي: مجلة المورد مج 22 ع 1 - 1414 هـ - 1994 ص 49 - 56. • شعر يزيد بن الطثرية: صنعه حاتم صالح الضامن، دار التربية - مطبعة أسعد، بغداد. • شعر يزيد بن الطثرية: تحقيق د. ناصر الدين بن سعد الرشيد - مكة: دار مكة للطباعة - الطبعة الأولى، 1400 هـ - 1980 م. • شعر اليزيديين: جمع وتحقيق د. محسن غياض، مط النعمان، النجف 1973 م. • الشعور بالعور: صلاح الدين الصفدي (ت: 764 هـ) تحقيق الدكتور عبد الرزاق حسين دار عمار - عمان - الأردن الطبعة الأولى: 1409 هـ - 1988 م. • أبو الشغب العبسي حياته وما تبقى من شعره/ جمع عباس الجراخ، مجلة العرب ج 9، 10 س 36 الربيعان 1422 هـ - حزيران تموز 2001 م. • الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية: طاشكبري زاده (ت: 968 هـ) دار الكتاب العربي - بيروت د. ت.
• الشكوى والعتاب وما وقع للخلان والأصحاب: أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429 هـ) تحقيق د. إلهام عبد الوهاب المفتي، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الطبعة الأولى 1421 هـ - 2000 م. • صاحب الزنج علي بن محمد محاولة في جمع شعره: جورج عيسى - التراث العربي العدد 91 رجب - 1424 هـ - إيلول (سبتمر) 2003 م السنة الثالثة والعشرين. • الصاحبي: أحمد بن فارس، تحقيق أحمد صقر - القاهرة: مطبعة عيسى البابي الحلبي 1977 م. • صالح بن عبد القدوس البصري، عبد اللَّه الخطيب. دار البصري - بغداد 1967. • صبح الأعشى: أحمد بن علي القلقشندي - مصورة عن الطبعة الأميرية. • الصبح المنبي عن حيثية المتنبي: (مطبوع بهامش شرح العكبري) يوسف البديعي الدمشقي (المتوفى: 1073 هـ) المطبعة العامرة الشرقية، الطبعة الأولى 1308 هـ. • الصبح المنبي عن حيثية المتنبي: - الشيخ يوسف البديعي - تحقيق مصطفى السقا وآخرون - القاهرة: دار المعارف - سلسلة ذخائر العرب رقم 36 الطبعة الثانية 1977 م. • الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية: إسماعيل بن حماد الجوهري - تحقيق أحمد عبد الغفور عطار - بيروت: دار العلم للملايين - الطبعة الثانية 1399 هـ - 1979 م. • الصداقة والصديق: أبو حيان التوحيدي (المتوفى نحو 400 هـ) تحقيق إبراهيم الكيلاني، دار الفكر المعاصر - بيروت - لبنان، دار الفكر - دمشق - سورية الطبعة الأولى 1419 هـ - 1998 م. • الصناعتين: أبو هلال العسكري: تحقيق علي محمد البجاوي وزميله - القاهرة: مطبعة عيسى البابي الحلبي. • الصناعتين: لأبي هلال العسكري (المتوفى نحو: 395 هـ) تحقيق: علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية - بيروت 1419 هـ. • ضرائر الشعر: ابن عصفور الإشبيلي - تحقيق السيد إبراهيم محمد - بيروت دار الأندلس - الطبعة الأولى 1980 م. • ضرائر الشعر أو ما يجوز للشاعر في الضرورة: أبو عبد اللَّه محمد بن جعفر القيرواني تحقيق د. محمد مصطفى هدارة ود. محمد زغلول سلام - الإسكندرية: منشأة المعارف.
• ضرورة الشعر: أبو سعيد السيرافي - تحقيق د. رمضان عبد التواب، بيروت: دار النهضة العربية 1405 هـ - 1985 م. • أبو طالب المأموني (ت 383 هـ) حياته وشعره: د. رشيد عبد الرحمن العبيدي، مط الرشاد - بغداد 1410 هـ/ 1989 م. • طبقات الأولياء: ابن الملقن المصري (ت 804 هـ) تحقيق نور الدين شريبة من علماء الأزهر، مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الثانية 1415 هـ - 1994 م. • طبقات الحنابلة: أبو الحسين ابن أبي يعلى (المتوفى: 526 هـ) تحقيق محمد حامد الفقي دار المعرفة - بيروت. • طبقات الشافعية: لابن الصلاح (ت: 643 هـ) تحقيق: محي الدين علي نجيب، دار البشائر الإسلامية - بيروت، الطبعة الأولى 1992 م. • طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (ت: 771 هـ)، تحقيق الدكتور محمود محمد الطناحي والدكتور عبد المفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1413 هـ. • طبقات الشعراء: عبد اللَّه بن المعتز - تحقيق عبد الستار أحمد فراج - القاهرة: دار المعارف - سلسلة ذخائر العرب رقم 20. • طبقات صلحاء اليمن: تاريخ البريهي السكسكي اليمني (ت: 904 هـ) تحقيق عبد اللَّه محمد الحبشي، مكتبة الإرشاد - صنعاء. • طبقات الصوفية: للسلمي (ت: 412 هـ) المحقق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1998 م. • طبقات (فحول) الشعراء: محمد بن سلام الجمحي - تحقيق محمود شاكر، القاهرة: مطبعة المدني. • طبقات الفقهاء: أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي (ت: 476 هـ) تهذيب محمد بن مكرم ابن منظور (ت: 711 هـ) تحقيق: إحسان عباس، دار الرائد العربي، بيروت - لبنان الطبعة الأولى: 1970 م. • الطبقات الكبرى (لوافح الأنوار في طبقات الأخبار) عبد الوهاب بن أحمد الشعراني (ت 973 هـ) مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر.
• الطرائف الأدبية: عبد العزيز الميمني، بيروت: دار الكتب العلمية. • الطراز المتضمن لأسرار البلاغة: يحيى بن حمزة - بيروت: دار الكتب العلمية. • الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز: يحيى بن حمزة العلولي الملقب بالمؤيد باللَّه (ت 745 هـ) المكتبة العصرية - بيروت الطبعة الأولى: 1423 هـ. • العباس بن الأحنف: دار صادر بيروت 1398 هـ - 1978 م. • عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي حياته وشعره: د. عباس هاني الجراخ، دار الينابيع - دمشق 2007 م. • عشرة شعراء مقلّون: أ. د. حاتم صالح الضامن، كلية الآداب - جامعة بغداد 1411 هـ/ 1990 م. • أبو عطاء السندي حياته وشعره: قاسم راضي مهدي، مجلة المورد (بغداد) العدد 2 والمجلد 9 (1400 - 1980) ص 275 - 292. • العقد الفريد: أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي - تحقيق أحمد أمين وآخرون - بيروت: دار الكتاب اللبناني 1403 هـ - 1983 م. • العقد الفريد: ابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى 328 هـ)، دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى 1404. • عقلاء المجانين: أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري (المتوفى: 406 هـ)، تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول - دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1405 هـ - 1985 م. • العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية: شمس الدين الحنبلي (ت: 744 هـ) تحقيق محمد حامد الفقي، دار الكتاب العربي - بيروت. • علم العروض والقافية: عبد العزيز توفيق (ت: 1396 هـ) دار النهضة العربية - بيروت. • علوم البلاغة (البيان، المعاني، البديع): أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ). • علي بن الحسن الباخرزي حياته وشعره: تحقيق: محمد التونجي، الجامعة الليبية 1973.
• العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده: ابن رشيق القيرواني، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد - بيروت: دار الجيل الطبعة الخامسة 1401 هـ - 1981 م. • عيار الشعر: أبو الحسن محمد بن أحمد بن طباطبا العلوي - تحقيق د. عبد العزيز بن ناصر المانع - الرياض: دار العلوم للطباعة والنشر 1405 هـ - 1985 م. • عيون الأخيار: أبي محمد عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري (213 - 276 هـ) نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر. • عيون الأنباء في طبقات الأطباء: ابن أبي أصيبعة (ت: 668 هـ) تحقيق: الدكتور نزار رضا، دار مكتبة الحياة - بيروت. • غرر الخصائص الواضحة: وغرر النقائض الفاضحة للوطواط (المتوفى 718 هـ): إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1426 هـ - 2008 م. • غريب الحديث: للخطابي (ت: 388 هـ) تحقيق: عبد الكريم إبراهيم الغرباوي، دار الفكر، 1402 هـ - 1982 م. • الغيث المسجم في شرح لامية العجم: صلاح الدين خليل بن أيبك - بيروت: دار الكتب العلمية 1395 هـ - 1975 م. • الفائق في غريب الحديث: محمود بن عمر الزمخشري - تحقيق علي محمد البجاوي - القاهرة: مطبعة البابي الحلبي. • الفاخر: المفضل بن سلمة بن عاصم الضبي، أبو طالب (المتوفى: نحو 290 هـ) تحقيق: عبد العليم الطحاوي، مراجعة محمد علي النجار، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي، الطبعة الأولى، 1380 هـ. • الفاضل: للمبرد (المتوفى: 285 هـ) دار الكتب المصرية - القاهرة الطبعة الثالثة 1421 هـ. • أبو الفتح البستي، حياته وشعره: د. محمد مرسي الخولي - بيروت: دار الأندلس - الطبعة الأولى 1980 م.
• الفتوح: ابن أعثم الكوفي (ت نحو 314 هـ) تحقيق علي شيري، دار الأضواء، بيروت الطبعة الأولى 1411 هـ - 1991 م. • فتوح الشام: محمد بن عمر بن واقد (الواقدي) (ت 202 هـ) دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1997 م. • فحولة الشعراء: الأصمعي - تجقيق د. محمد عبد المنعم خفاجي - القاهرة. • الفرج بعد الشدة: التنوخي: المحسن التنوخي (المتوفى: 384 هـ) تحقيق عبود الشالجي، دار صادر - بيروت 1398 هـ - 1978 م. • الفصيح -ثعلب- القاهرة، المطبعة النموذجية 1949 م. • فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب، أبو بكر المحولي (ت: 309 هـ) تحقيق: ركن سميث، محمد عبد الحليم، الجمل، الطبعة الأولى 2003 م. • فقه اللغة وسر العربية: أبو منصور الثعالبي (ت: 429 هـ) تحقيق عبد الرزاق المهدي إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى 1422 هـ - 2002 م. • الفلاكة والمفلكون: شهاب الدين الدلجي المصري (ت 838 هـ) مطبعة الشعب، مصر 1322 هـ. • الفلك الدائر على المثل السائر: (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر) عبد الحميد بن أبي الحديد المتوفى (656 هـ) تحقيق: أحمد الحوفي، بدوي طبانة، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، فجالة - القاهرة. • الفن ومذاهبه في الشعر العربي: شوقي ضيف (المتوفي 1426 هـ) دار المعارف بمصر، الطبعة الثانية عشرة. • فوات الوفيات: محمد بن شاكر (المتوفى: 764 هـ) تحقيق إحسان عباس، دار صادر - بيروت، الطبعة الأولى 1973 م - 1974 م. • قانون البلاغة في نقد الشعر والنثر: أبو طاهر محمد بن حيدر البغدادي - تحقيق د. محسن غياض عجيل - بيروت: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1409 هـ - 1989 م. • قراضة الذهب في نقد أشعار العرب: أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني - تحقيق د. منيف موسى، بيروت: دار الفكر - الطبعة الأولى 1991 م.
• قرى الضيف: ابن أبي الدنيا عبد اللَّه بن محمد بن عبيد ابن سفيان بن قيس، تحقيق عبد اللَّه بن حمد المنصور، أضواء السلف - الرياض، الطبعة الأولى 1997. • قشر الفسر: للزوزني (ت نحو 445 هـ) تحقيق الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية: الرياض، الطبعة الأولى 1427 هـ - 2006 م • قلائد العقيان: الض بن خاقان (ت: 247) طبعة مصر 1284 هـ - 1866 م. • القناعة والتعفف: ابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ) تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1413 هـ - 1993 م. • قواعد الشعر: أبو العباس أحمد ثعلب - تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي، القاهرة، مطبعة مصطفى البابي الحلبي - الطبعة الأولى 1367 هـ - 1948 م. • قواعد الشعر: لثعلب (ت: 291 هـ) تحقيق رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي - القاهرة الطبعة الثانية 1995 م. • القوافي: أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش - تحقيق د. عزة حسن، دمشق: مطبوعات مديرية إحياء التراث القديم 1390 هـ - 1970 م. • القوافي: للقاضي التنوخي، تحقيق الدكتور عوني عبد الرؤوف، مكتبة الخانجي بمصر، الطبعة الثانية 1978. • قيس ولبنى، شعر ودراسة: جمع ودراسة د. حسين نصار - القاهرة: دار مصر للطباعة. • الكامل في اللغة والأدب: محمد بن يزيد المبرد أبو العباس (المتوفى 285 هـ) تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، الطبعة الثالثة 1417 هـ - 1997 م. • كتاب بكر وتغلب ابني وائل بن قاسط: بغداد، مطبعة نخبة الأخيار سنة 1305 هـ. • كتاب الخيل: أبو عبيدة معمر بن المثنى - حيدرآباد: مطبعة دار المعارف العثمانية - الطبعة الأولى 1358 هـ. • كتاب الخيل مطلع اليمن والإقبال في انتقاء كتاب الاحتفال: عبد اللَّه بن محمد بن جزي الغرناطي - تحقيق محمد العربي الخطابي - بيروت: دار الغرب الإسلامي 1406 هـ - 1986 م.
• كتاب سيبويه: أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر - تحقيق وشرح عبد السلام هارون - القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب - الطبعة الثانية 1977 م. • كشاجم محمود بن الحسين (ت: 360 هـ): دراسة وشرح الدكتور النبوي عبد الواحد شعلان، مكتبة الخانجي، الطبعة الأولى 1417 هـ - 1997 م. • الكشف عن مساوئ المتنبي وهي رسالة للصاحب بن عباد ضمن كتاب الإبانة عن سرقات المتنبي للعميدي، تحقيق إبراهيم الدسوقي البساطي. • الكشكول: بهاء الدين العاملي (المتوفى 1021 هـ) تحقيق محمد عبد الكريم النمري - دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1418 هـ - 1998 م. • كفاية الطالب في نقد كلام الشاعر والكاتب: ضياء الدين بن الأثير - تحقيق د. نوري القيسي وآخرين - الموصل: منشورات جامعة الموصل 1982 م. • كناشة النوادر: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، الطبعة الأولى 1405 هـ - 1985 م. • كنوز الذهب في تاريخ حلب: سبط ابن العجمي (المتوفى: 884 هـ) دار القلم، حلب الطبعة الأولى 1417 هـ. • لباب الآداب أسامة بن منقذ (المتوفى: 584 هـ) تحقيق أحمد محمد شاكر، مكتبة السنة، القاهرة، الطبعة الثانية 1407 هـ - 1987 م. • لباب الآداب: الثعالبي دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، تحقيق أحمد حسن ليج، الطبعة الأولى 1417 هـ - 1997 م. • لسان العرب ابن منظور (ت: 711 هـ) دار صادر - بيروت، الطبعة الثالثة 1414 هـ. • لزوم ما لا يلزم (اللزوميات): لأبي العلاء المعري، دار صادر- دار بيروت 1381 هـ/ 1961 م. • اللزوميات: للمعري، تقديم عمر أبو النصر: 1969 م مطبعة النجوى - لبنان. • اللطائف والظرائف: أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429 هـ) دار المناهل، بيروت. • لوعة النشكي. • ليس في كلام العرب: الحسين بن أحمد بن خالويه - تحقيق أحمد عبد الغفور عطار - مكة المكرمة - الطبعة الثانية 1399 هـ - 1979 م.
• المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي، أبو العباس، عز الدين الأزدي المهلبي (ت 644 هـ) تحقيق الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرياض، الطبعة الثانية 1424 هـ/ 2003 م. • مالك بن الحارث الأشتر سيرته وأدبه: تأليف مهدي عبد النجم، دار المفيد، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1418 هـ - 1998 م. • ما يحتمل الشعر من الضرورة: أبو سعيد الحسن بن عبد اللَّه السيرافي - تحقيق وتعليق د. عوض بن حمد الفوزي - الطبعة الأولى 1409 هـ - 1989 م. • المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر: ضياء الدين بن الأثير (ت: 637 هـ) تحقيق أحمد الحوفي - بدوي طيانة، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة، القاهرة. • المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر: ضياء الدين بن الأثير، تحقيق د. أحمد الحوفي وزميله - الرياض: دار الرفاعي 1404 هـ/ 1984 م. • مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن: ابن الجوزي (ت: 597 هـ) تحقيق مرزوق علي إبراهيم، دار الراية، الطبعة الأولى 1415 هـ/ 1995 م. • مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، تحقيق فؤاد سزكين - مصر: مطبعة السعادة 1954 - 1962 م. • مجالس ثعلب: أحمد بن يحيى، تحقيق عبد السلام هارون - مصر: دار المعارف، الطبعة الثانية 1960 م. • مجالس العلماء: أبو القاسم الزجاجي - تحقيق عبد السلام هارون - الكويت، وزارة الإرشاد والأنباء 1962 م. • مجاني الأدب في حدائق العرب، يعقوب شيخو (المتوفى: 1346 هـ) مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت: 1913 م. • مجمع البحرين اليازجي (المتوفى 1287 هـ) المطبعة الأدبية - بيروت، الطبعة الرابعة 1302 هـ - 1885 م. • مجمع البيان في تفسير القرآن: أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي: بيروت: دار إحياء التراث العربي.
• مجمع الذاكرة، أو شعراء عباسيون منسيون: إبراهيم النجار - كلية الأداب - الجامعة التونسية 1987 م. • مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي بتحرير الحافظين الجليلين العراقي وابن حجر - بيروت: دار الكتاب. • مجموع أشعار العرب: وهو مشتمل على ديوان رؤبة بن العجاج - تصحيح وترتيب: وليم بن الورد بيروت: دار الآفاق الجديدة، الطبعة الأولى 1979 م. • المجموع اللفيف: أمين الدولة محمد بن محمد بن هبة اللَّه العلوي الحسني (المتوفى 515 هـ) دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1425 هـ. • مجموع القصائد الزهديات: أبو محمد عبد العزيز (ت 1422 هـ) مطابع الخالد الأوفسيت - الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ. • مجموعة المعاني: لمجهول: تحقيق: عبد المعين الملوحي، ط دار طلاس، دمشق 1988 م. • المحاسن والأضداد: للجاحظ (ت: 255 هـ) دار مكتبة الهلال، بيروت 1423 هـ. • محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء: الراغب الأصفهاني (المتوفى 502 هـ) شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت، الطبعة الأولى 1420 هـ. • المحاضرات والمحاورات: للسيوطي (المتوفى 911) دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى 1424 هـ. • المحب والمحوب والمشموم والمشروب: للسري الرفاء (ت 362 هـ) تحقيق مصباح غلاونجي وماجد الذهبي، مجمع اللغة العربية - دمشق 1986 م. • المحكم: علي بن إسماعيل بن سيدة، تحقيق مصطفى السقا وزميله - مصر: مطبعة مصطفى البابي الحلبي - 1958 م. • محمد بن بشير المدني، حياته ودراسة شعره: رسالة ماجستير - إعداد الطالب: منصور بن ناجي بن محمد القش، العام الجامعي 1420 هـ - 2000 م - جامعة أم القرى - السعودية. • المحمدون من الشعراء وأشعارهم: علي بن يوسف القفطي - تحقيق حسن معمري الرياض: دار اليمامة 1390 هـ - 1970 م.
• مختارات شعراء العرب: لابن الشجري (ت: 542 هـ) ضبطها وشرحها: محمود حسن زناتي، مطبعة الاعتماد، مصر، الطبعة الأولى 1344 هـ - 1925 م. • مختارات من شعر أبي الشمقمق: دراسة وتحقيق كارين صادر، وزارة الثقافة - دمشق 2003 م. • المختار من شعر بشار: اختيار الخالديين - شرحه إسماعيل بن أحمد - تحقيق السيد محمد بدر الدين العلوي - القاهرة: لجنة التأليف والترجمة والنشر 1934. • المختار من شعر شعراء الأندلس علي بن منجب (المتوفى: 542 هـ) تحقيق الدكتور عبد الرزاق حسين، دار البشير - عمان، الطبعة الأولى 1406 هـ - 1985 م. • مختصر تاريخ دمشق (لابن عساكر) ابن منظور (المتوفى: 711 هـ) تحقيق: روحية النساس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع، دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، دمشق - سوريا، الطبعة الأولى 1402 هـ - 1984 م. • المختصر في أخبار البشر - الملك المؤيد عماد الدين ابن إسماعيل أبو الفدا صاحب حماة - القاهرة: المطبعة الحسنية المصرية - الطبعة الأولى. • المخصص لابن سيده (ت: 458 هـ) طبعة بولاق، ثم بتحقيق خليل إبراهيم جفال، دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الأولى 1417 هـ - 1996 م. • المدهش: جمال الدين ابن الجوزي (ت: 597 هـ) الدكتور مروان قباني، دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، الطبعة الثانية 1405 هـ - 1985 م. • مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان: لليافعي (ت: 768 هـ)، وضع حواشيه خليل المنصور، دار الكتب الحلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1417 هـ - 1997 م. • مرزبان نامه بن شهريار (المتوفى: ق 4 هـ) ترجمة ابن عرب شماه (المتوفى: 854 هـ) مؤسسة الانتشار العربي بيروت - لبنان الطبعة الأولى 1997 م. • مروان بن أبي حفصة وشعره: قحطان رشيد التميمي، مط النعمان - النجف 1386 هـ/ 1966 م. • المزهر في علوم اللغة وآدابها: للسيوطي (ت: 911 هـ) تحقيق فؤاد علي منوصر دار الكتب العلمية - بيروت 1418 هـ - 1998 م.
• مسالك الأبصار في مالك الأمصار: أحمد بن يحيى بن فضل اللَّه القرشي العدوي العمري شهاب الدين (المتوفى 749 هـ)، المجمع الثقافي أبو ظبي، الطبعة الأولى 1423 هـ. • المستدرك على دواوين الشعراء: الدكتور حاتم صالح الضامن - عالم الكتب، بيروت - لبنان الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م. • المستدرك على ديوان أبي الفتح البستي: الدكتور حاتم الضامن، فصلة من مجلة المجمع اللغة العربية بدمشق، مجلد 66 ج 4 - مطبعة الصباح 1412 هـ - 1991 م. • المستدرك على شعر أبي هلال العسكري: الدكتور حاتم صالح الضامن، فصلة من مجلة مجمع اللغة العربية، بدمشق مجلد 67 ج 1، مطبعة الصباح 1412 هـ - 1992 م. • المستدرك على صناع الدواوين: د. نوري حمودي القيسي وهلال ناجي، عالم الكتب - بيروت 1419 هـ/ 1998 م. • المستظرف في كل فن مستطرف، للأبشيهي المتوفى (852 هـ) عالم الكتب - بيروت الطبعة الأولى 1419 م. • المستقصى في أمثال العرب: جار اللَّه الزمخشري المتوفى (538 هـ)، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية 1987 م. • مسند الإمام أحمد بن حنبل: تحقيق شعيب الأرناؤوطي - بيروت: مؤسسة الرسالة 1413 هـ - 1993 م. • مصارع العشاق: جعفر بن أحمد بن الحسين السراج القاري البغدادي أبو محمد المتوفى (500 هـ) دار صادر - بيروت. • المصون في الأدب: لابن إسماعيل العسكري - تحقيق عبد السلام هارون - القاهرة مكتبة الخانجي - الطبعة الثانية 1402 هـ - 1982 م. • المصون في الأدب: لابن إسماعيل العسكري (ت 382 هـ) تحقيق عبد السلام محمد هارون، مطبعة حكومة الكويت: الطبعة الثانية: 1984 م. • مضرس بن ربعي: الدكتور نوري حمودي القيسي، مجلة المجمع العراقي، العدد 1 لسنة 1986 م.
• المطرب من أشعار أهل المغرب: ابن دحية ذي النسبين - تحقيق إبراهيم الأبياري وزميله - القاهرة 1993 م. • مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس: الفتح بن محمد بن عبد اللَّه بن خاقان ابن عبد اللَّه القيسي أبو نصر (المتوفى 528 هـ) تحقيق محمد على شوايكة، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1983 م. • المعارف: لابن قتيبة الدينوري (ت: 276 هـ) تحقيق ثروت عكاشة، الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة، الطبعة الثانية 1992 م. • معاني القرآن: الأخفش، تحقيق د. فائز فارس - الكويت: المطبعة العصرية 1979 م. • المعاني الكبير في أبيات المعاني: لابن قتيبة الدينوري (المتوفى سنة 276 هـ) ط حيدرآباد - الدكن 1949، ثم دار الكتب العلمية - بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1405 - 1984 م. • معاهد التنصيص على شواهد التلخيص: عبد الرحيم بن أحمد العباسي - تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد - بيروت: عالم الكتب 1367 هـ - 1947 م. • معجز أحمد: للمعري (ت 449 هـ) تحقيق عبد المجيد ذياب، دار المعارف، مصر 1980 م. • معجم الأدباء: ياقوت بن عبد اللَّه الحموي (ت 626 هـ) - مصر: مطبعة دار المأمون 1936 م. تم بتحقيق إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى 1414 هـ - 1993 م. • معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي: ابن الأبار (ت: 658 هـ) مكتبة الثقافة الدينية - مصر (الطبعة الأولى 1420 هـ - 2000 م. • معجم البلدان: ياقوت الحموي - تحقيق د. إحسان عباس. • معجم السفر: أبو طاهر السلفي (ت: 576 هـ) تحقيق عبد اللَّه عمر البارودي، المكتبة التجارية - مكة المكرمة. • معجم الشعراء: أبو عبيد اللَّه محمد بن عمران المرزباني (ت 384 هـ) تحقيق: ف. كرنكو - بيروت: دار الكتب العلمية - الطبعة الثانية 1402 هـ - 1982 م.
• معجم الشيوخ: للسبكي (ت: 771 هـ) تحقيق بشار عواد وجماعته، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى: 2004 م. • معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة - دمشق: مطبعة التركي 1961 م. • معيار النظار في علوم الأشعار: عبد الوهاب بن إبراهيم الزنجباني - تحقيق د. محمد علي رزق الخفاجي - القاهرة: دار المعارف 1991 م. • المغربي، الوزير الكامل الحسين بن علي (ت 418 هـ): لخالد معدل، دار الروضة - بيروت 1418 هـ/ 1997 م. • مغني اللبيب عن كتب الأعاريب: جمال الدين بن هشام، تحقيق د. مازن المبارك وزميله - بيروت: دار الفكر 1969 م. • المفضليات، المفضل بن محمد بن يعلى بن سالم الضبي (المتوفى نحو 618 هـ) تحقيق وشرح: أحمد محمد شاكر وعبد السلام محمد هارون، دار المعارف - القاهرة الطبعة السادسة. • مفيد العلوم ومبيد الهموم: منسوب لأبي بكر الخوارزمي (المتوفي 383 هـ) المكتبة العصرية - بيروت 1418 هـ. • المقاصد النحوية: محمود بن أحمد العيني، بهامش خزانة الأدب. • مقامات الحريري: أبو محمد القاسم بن علي (المتوفى: 516 هـ) مطبعة المعارف - بيروت 1873، ثم دار صادر - بيروت. • مقاييس اللغة: ابن فارس - تحقيق عبد السلام هارون - مصر: مطبعة عيسى البابي الحلبي 1366 هـ - 1371 هـ. • المقتطف من أزاهر الطرف: لابن سعيد المغربي (ت: 685 هـ) شركة أمل - القاهرة 1425 هـ. • المقتضب: المبرد، تحقيق محمد عبد الخالق عظيمة - بيروت: عالم الكتب. • مقدمة في صناعة النظم والنثر: شمس الدين محمد بن حسن النواجي، تحقيق د. محمد بن عبد الكريم - بيروت: مكتبة الحياة. • المقرب ابن عصفور: تحقيق أحمد عبد الستار الجواري وزميله، بغداد: 1971 م.
• ملامح يونانية في الأدب العربي. الدكتور إحسان عباس (ت: 1424 هـ) الطبعة الأولى 1977 المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت. • الممتع في صناعة الشعر: عبد الكريم النهشلي - تحقيق منجي الكعبي، طرابلس: الدار العربية للكتاب 1978 م. • المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية: لابن نما العلي، تحقيق: محمد عبد القادر خريسات، صالح موسى درادكة، مكتبة الرسالة الحديثة، عمان، الطبعة الأولى 1984 م. • المنتحل أبو منصور الثعالبي (المتوفى 429 هـ) تحقيق الشيخ أحمد أبو علي (المتوفى 1936 م) - المطبعة التجارية - الإسكندرية 1319 هـ - 1901 م. • المنتخب من كتاب الشعراء: أبو نعيم أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد الأصفهاني، تحقيق د. عبد العزيز ناصر المانع - الرياض: دار العلوم للطباعة والنشر 1402 هـ - 1982 م. • المنتخب من معجم شيوخ السمعاني: لأبي سعد المروزي (ت: 562 هـ) دراسة وتحقيق: موفق بن عبد اللَّه بن عبد القادر، دار عالم الكتب - الرياض، الطبعة الأولى 1417 هـ - 1996 م. • المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: أبو الفرج ابن الجوزي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1992 م. • المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع: أبو القاسم محمد السجلماسي - تحقيق: علال الغازي، الرباط: مكتبة المعارف - الطبعة الأولى 1401 هـ - 1981 م. • المنصف للسارق والمسروق منه: الحسن بن علي الضبي التنيسي أبو محمد المعروف لابن وكيع (المتوفى: 393 هـ) تحقيق وتقديم: عمر خليفة بن إدريس، جامعة قات يونس - بنغازي، الطبعة الأولى 1994 م. • منصور بن إسماعيل المصري الفقيه: د. عبد المجيد الأسداوي، ط المنيا - مصر 1416 هـ/ 1995 م. • منصور بن إسماعيل الفقيه حياته وشعره: د. عبد المحسن فراج القحطاني، القاهرة 1400 هـ - 1980 م.
• من الضائع من معجم الشعراء للمرزباني: د. إبراهيم السامرائي، بيروت: مؤسسة الرسالة - الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م. • من غاب عنه المطرب: أبو منصور الثعالبي - تحقيق د. النبوي عبد الواحد شعلان - القاهرة، مكتبة الخانجي، الطبعة الأولى 1405 هـ - 1984 م. • المنقوص والممدود: الفراء تحقيق عبد العزيز الميمني: مصر، دار المعارف 1967 م. • منهاج البلغاء وسراج الأدباء: حازم القرطاجني - تحقيق محمد الحبيب بن خوجه - بيروت: دار الغرب الإسلامي - الطبعة الثانية 1981 م. • موارد الظمآن لدروس الزمان. عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن السلمان (ت: 1422 هـ) الطبعة الثلاثون 1424 هـ. • الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري: أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي - تحقيق السيد أحمد صقر - القاهرة: دار المعارف، الطبعة الرابعة. • المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء للآمدي (المتوفى: 370 هـ) تحقيق الاستاذ ف. كرنكو، دار الجيل - بيروت، الطبعة الأولى 1411 هـ - 1991 م. • الموشح، مآخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعر: أبو عبد اللَّه محمد بن عمران المرزباني (ت 384 هـ) - تحقيق علي محمد البجاوي - مصر: دار نهضة مصر 1965 م. • الموشى: الظرف والظرفاء للوشاء (المتوفى: 325 هـ) تحقيق كمال مصطفى، مكتبة الخانجي شارع عبد العزيز، مصر: مطبعة الاعتماد الطبعة الثانية 1271 هـ - 1952 م. • موفق الدين، القاسم بن أبي الحديد (ت 656 هـ) حياته وشعره: د. عباس هاني الجراخ، دار الينابيع - دمشق 2006. • نثار الأزهار في الليل والنهار وأطايب الأصايل والأسحار: جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور المصري - شرح وتعليق: أحمد عبد المفتاح تمام - بيروت - مؤسسة الكتاب - الطبعة الأولى 1409 هـ - 1988 م. • نثر النظم وحل العقد: أبو منصور الثعالبي: بيروت: دار الرائد 1403 هـ - 1983 م.
• نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد: إبراهيم اليازجي (ت: 1324 هـ) مطبعة المعارف - مصر 1905 م. • النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: لابن تغري بردي (ت: 874 هـ) دار الكتب - مصر د. ت. • نزهة الجلساء في أشعار النساء: للسيوطي (المتوفى: 911 هـ) أعتنى به عبد اللطيف عاشور، مكتبة القرآن. • نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة: المحسن التنوخي البصري (المتوفى: 384 هـ) 1391 هـ. • نشوة السكران من صهباء تذكار الغزلان: أبو الطيب القنوجي (المتوفى: 307 هـ ـ) عني بنشره محمد عطية الكتبي، المطبعة الرحمانية بمصر، الطبعة الأولى 1338 هـ - 1920 م. • نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب: ابن سعيد الأندلسي، الدكتور نصرت عبد الرحمن مكتبة الأقصى، عمان - الأردن. • نضرة الإغريض في نصرة القريض: المظفر العلوي - تحقيق نهى عارف الحسن دمشق: مجمع اللغة العربية 1396 هـ - 1976 م. • نظم العقيان في أعيان الزمان: للسيوطي (ت: 911 هـ) تحقيق: فيليب حتي، المكتبة العلمية - بيروت. • نظم اللآل في الحكم والأمثال: عبد اللَّه فكري (ت 1306 هـ) شرحه عبد المعين الملوحي - دمشق. • نفح الأزهار في منتخبات الأشعار، شاكر بن مغامس البتلوني (المتوفى: 1314 هـ) تحقيق: إبراهيم اليازجي، المطبعة الأدبية - بيروت، الطبعة الثالثة 1886 هـ. • نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: شهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني (المتوفى: 1041 هـ) تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1968 م. • النفحة المسكية في الرحلة المكية: عبد اللَّه السويدي (ت: 1174 هـ) المجمع الثقافي، أبو ظبي 1424 هـ.
• نفحة اليمن فيما يزول بذكرة الشجن: الشرواني (ت: 1253 هـ) مطبعة التقدم العلمية، مصر، الطبعة الأولى: 1324 هـ. • النقائض: نقائض جرير والفرزدق، -أبو عبيدة معمر بن المثنى - تحقيق بيفان، ليدن 1905 م. • نقد الشعر قدامة بن جعفر (المتوفى: 337 هـ) مطبعة الجوائب - قسطنطينية، الطبعة الأولى: 1302 هـ. • نقد الشعر: قدامة بن جعفر - تحقيق د. محمد عبد المنعم خفاجي - القاهرة. • نهاية الأرب في فنون الأدب: أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم الغنيمي البكري شهاب الدين الغويري (المتوفى 733 هـ) دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، الطبعة الأولى 1423 هـ. • النهاية في غريب الحديث: ابن الأثير مجد الدين المبارك - تحقيق محمود الطناحي، مصر: مطبعة البابي الحلبي 1963 - 1965 م. • النوادر: أبو مسحل الأعرابي عبد الوهاب بن حريش - تحقيق عزة حسن - دمشق: مطبوعات مجمع اللغة العربية 1380 هـ - 1961 م. • نوادر المخطوطات تحقيق عبد السلام هارون - مكتبة الخانجي بمصر الطبعة الثانية 1392 هـ - 1972 م. • هدية العارفين: إسماعيل باشا - استانبول 1964 م. • أبو هفان، شاعر عبد القيس في العصر العباسي حياته وديوانه: تأليف وتحقيق هلال ناجي، دار الزمان، الطبعة الأولى 2008 م. • الهفوات النادرة من المغفلين الملحوظين والسقطات الباردة من المغفلين المحظوظين: محمد بن هلال الصابي (ت: 400 هـ) المحقق صالح الأشتر، منشورات مجمع اللغة العربية - بدمشق. • همزيات أبي تمام: شرح وتحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الجيل - بيروت، الطبعة الأولى 1411 هـ - 1991 م. • همع الهوامع: السيوطي - تصحيح محمد بدر الدين النعساني - بيروت، دار المعرفة.
• ابن هندو (سيرته، آراؤه الفلسفية، مؤلفاته): الجزء الأول دراسة ونصوص د. سحبان خليفات، عمان، الأردن. • الوافي بالوفيات: صلاح الدين الصفدي (المتوفى: 764 هـ) تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، إحياء التراث - بيروت 1420 هـ - 2000 م. • الوحشيات - الحماسة الصغرى - لأبي تمام الشاعر (ت 221) علق عليه وحققه عبد العزيز الميمني الراجكوتي، وزاد في حواشيه محمود محمد شاكر، دار المعارف - بالقاهرة 1970 م، ثم الطبعة الثالثة. • وفيات الأعيان وأنباء ابناء الزمان: لابن خلكان (المتوفى: 681 هـ) تحقيق إحسان عباس، دار صادر - بيروت. • الوليد بن يزيد: جمع وترتيب: المستشرق الإيطالي جبريالي، مطبعة ابن زيدون - دمشق 1355 هـ - 1937 م. • الوساطة بين المتنبي وخصومه: القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت 392 هـ) تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي، مط البابي الحلبي - القاهرة، ثم ط بيروت - دار القلم. • وقعة صفين: نصر بن مزاحم - تحقيق عبد السلام هارون - القاهرة: دار إحياء الكتب العربية - الطبعة الأولى 1365 هـ. • ابن وكيع التنيسي شاعر الزهر والخمر: جمع وتحقيق: د. حسين نصار، مكتبة مصر. • يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر: لأبي منصور عبد الملك الثعالبي (ت 429 هـ) تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، ط 2/ دار الفكر - بيروت 1392 هـ/ 1973 م. • يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر: أبو منصور عبد الملك الثعالبي (ت 429 هـ) شرح وتحقيق: د. مفيد محمد قميحة - بيروت: دار الكتب العلمية، 1403 هـ - 1983 م. • يزيد بن الحكم الثقفي حياته وشعره: فرزة من مجلة المجمع العلمي العراقي، الجزء الأول من المجلد الحادي والثلاثين، صفر 1400 هـ كانون الثاني 1980.
المجلات
• يزيد المهلبي حياته وما تبقى من شعره: الدكتور يونس أحمد السامرائي، كلية الآداب - جامعة بغداد. - المجلات: • مجلة الذخائر اللبنانية - بيروت. • مجلة المجمع العلمي العراقي - بغداد. • مجلة مجمع اللغة العربية الأردني - عمان. • مجلة معهد المخطوطات العربية - الكويت. • مجلة المورد العراقية - بغداد. * * *