الرباعي في الحديث لعبدالغني بن سعيد

عبد الغني الأزدي

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم قرأت على القاضي الفقيه أبي محمد عبد الله بن القاضي أبي الفضل عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل العثماني الديباجي، قرأت على الشيخ الفقيه أبي الحسن علي بن المشرف بن المسلم الأنماطي في السادس والعشرين من ذي القعدة سنة تسع وخمس مئة، قال: أخبرنا الشيخ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري بمصر -رحمه الله- إجازةً، قال: سمعت أبا محمد عبد الغني بن سعيدٍ الأزدي قال: (سمعت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ) -رحمه الله-

يقول: سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي يقول: قدم علينا حلب الوزير أبو الفتح الفضل بن جعفر بن محمد ابن الفرات، فتلقاه أهل البلدة، وكنت فيهم، فقيل له أني من أصحاب الحديث، فقال (لي) : تعرف إسناداً اجتمع فيه أربعةٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل واحدٍ منهم يروي عن صاحبه؟ فقلت: نعم، وذكرت له حديث السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العمالة، فقال لي: صدقت، وعرف لي ذلك، وصارت لي به منزلةٌ عنده.

قال الشيخ أبو محمد عبد الغني بن سعيدٍ رحمه الله: ثم تتبعت مثل ذلك مما لم يذكره السبيعي، فوجدت حديثاً يرويه نعيمٌ بن همار، عن المقدام بن معدي كرب، عن (أبي) أيوب، عن عوف بن مالكٍ، في الأمر بالطاعة والوصاة بكتاب الله عز وجل.

ووجدت أيضاً حديثاً آخر (اجتمع) فيه أربع نسوةٍ كلهن قد رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل واحدةٍ منهن عن صاحبتها. روى ذلك الزهري، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت (أبي سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة، عن أمها أم حبيبة، عن زينب بنت) جحش، في فتح ردم يأجوج ومأجوج.

الحديث الأول

فأما الحديث الأول: 1- فحدثناه حمزة بن محمد الكناني، قال: أخبرنا أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورحمه في خلافة عمر، فقال له

عمر: أخبرت أنك تلي من أعمال الناس أعمالاً، فإذا أعطيت العمالة رددتها؟! فقلت: بلى فقال عمر: فما تريد إلى ذلك؟ فقال: إن لي أفراساً وأعبداً، فأنا بخير، وأريد أن يكون عملي صدقةً على المسلمين، قال عمر: فلا تفعل، فإني كنت أردت مثل الذي أردت، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خذه، تموله، أو تصدق به، وما جاءك الله عز وجل من هذا المال من غير تشوفٍ ولا سائلٍ، فخذه، وإلا فلا تتبعه نفسك)) .

الحديث الثاني

وأما الحديث الثاني: 2- فحدثناه أبو أحمد الحسين بن جعفر بن محمد السعدي، قال: حدثنا علي بن سعيد بن بشير، قال: حدثني معاوية بن صالح الأشعري وأيوب بن إسحاق، قالا: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس السامري، قال: حدثنا محمد بن حمير، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همار، عن المقدام بن معدي كرب، عن أبي أيوب، عن عوف بن مالك، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مرعوبٌ متغير

اللون، فقال: ((أطيعوني ما دمت فيكم، وعليكم بكتاب الله عز وجل، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه)) . قال الشيخ أبو محمد عبد الغني: حدث به سليمان بن عبد

الرحمن أبو أيوب عن معاوية بن صالحٍ، وهذا يدخل في رواية الكبار عن الصغار. 3- حدثناه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن زياد بن مزيد بن عبد الله البهي مولى مصعب بن الزبير الأسدي، قال: حدثنا أبو أيوب سليمان بن حذلم، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال: حدثنا معاوية بن صالحٍ، قال: (حدثني إبراهيم بن أبي العباس) قال حدثني محمد بن حمير، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همار، عن المقدام بن معدي كرب، عن أبي أيوب الأنصاري، عن عوف بن مالكٍ، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجير وهو موعوكٌ، فقال: ((أطيعوني ما كنت بن أظهركم، وعليكم بكتاب الله عز وجل، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه)) .

الحديث الثالث

وأما الحديث الثالث: 4- فحدثنا به حمزة بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد -يعني أبا قدامة- قال: أخبرنا سفيان -وهو ابن عيينة- عن الزهري، سمعته يقول: عن عروة، عن زينب، عن حبيبة، عن أمها أم حبيبة، عن زينب بنت جحشٍ، قالت: انتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً محمراً وجهه، وهو يقول: ((لا إله إلا الله)) ، ثلاث مرات: ((ويلٌ للعرب، من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا)) ، وعقد سفيان عشراً سواءً. قلت: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم؛ إذا كثر الخبث)) .

قال الشيخ أبو محمد: اجتمع في هذا الحديث زوجتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم -وهما أم حبيبة وزينب بنت جحشٍ- وربيبتان من ربائب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إحداهما زينب بنت أم سلمة، وهي بنت أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، والأخرى حبيبة بنت أم حبيبة، وهي بنت عبيد الله بن جحشٍ الذي تنصر

بأرض الحبشة. قال الشيخ أبو محمد عبد الغني بن سعيدٍ: ومما اجتمع فيه أربعةٌ رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل واحدٍ منهم ولد صاحبه، وهم: أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بن أبي قحافة. آخر كتاب ((الرباعي))

الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه، وآله الطاهرين، وسلم تسليماً، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

§1/1