الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام

جاسم الفهيد الدوسري

الرَّوضُ البَّسَام بتَرتيْبِ وَتخْريج فَوَائِدِ تَمَّام تصنيف أبي سُلَيْمَانَ جَاسِمْ بن سُلَيْمَانَ الفُهَيْد الدَّوسَريّ عَفَا الله عَنْه الجُزءُ الأَوُّل دَارُ البَشَائِر الإسْلَاميَّة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيَمِ

الرَّوْضُ البَّسَام بتَرتيْبِ وَتخْريج فَوَائِدِ تَمَّام

حُقُوق الطّبْع مَحفُوظة الطّبعَة الأولىَ 1408هـ- 1987م دَار البشائر الإسْلاميّة للطبَاعَة والنشرَ والتَوزيع بيروت - لبنان - ص. ب: 5955 - 14.

تصدير

تصدير عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - قال: سَمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّما الأعمالُ بالنيّاتِ، وإنَّما لكُلِّ امرئٍ ما نَوى، فَمَنْ كانتْ هجرتُه إلى اللهِ ورسولهِ فهجرته إلى اللهِ ورسولهِ، ومَنْ كانت هجرتُه إلى دُنيا يُصيبها أو إلى امرأةٍ ينكِحُها فهجرتُه إلى ما هاجرَ إليه". رواه الجماعةُ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيَمِ ربِّ يَسِّر ولا تُعسِّر الحمدُ لله الذي تفرّد بالبقاء، وأذلّ أعناق من تكبّر بالموت والفناء، وخضع لعظيم سُلطانه من في الأرض ومن في السماء. أحمده والحمدُ له أفضلُ الدعاء، وأشكره والشكرُ له عنوان الثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له شهادةً أرجو بها النجاة يوم اللقاء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم الرسل والأنبياء، وسيد الأصفياء، صلى الله عليه وعلى آله الكرام الأوفياء، وصحبه البررة الأتقياء. وبعد، فقد رأيت كتاب "فوائد الحديث" للحافظ أبي القاسم تمّام بن محمَّد الرازي من أجلِّ كتب الفوائد قَدْراً، وأعظمها خَطَراً، لما حواه من رواياتٍ عزيزةٍ وفوائد غزيرةٍ، لكنّه لعدمِ ترتيبه وتبويبه قد صار بين الطلاب مهجوراً، وفي ظلماتِ الأسفار مغموراً، لا تَطالَه الأيدي، ولا تُمعن فيه الأنظار، فقلّ العزوُ إليه، ونَدَرَ التعريجُ عليه، وعُزيت أحاديث لمن دونه منزلةً وهي فيه. فرأيتُ التقرّبَ إلى الله -عز وجل- بتقريبه وترتيبه، وخدمة سُنّةِ نبيّه - صلى الله عليه وسلم - بتخريجه وتهذيبه، ليسهُلَ على طالبه، ويقربَ إلى راغبه، وسمّيته "الروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام"، واللهَ أسأل الِإعانةَ على الِإتمام، والتوفيقَ لحُسن الاختتام، وأن يجعلَه عُدّةً ليوم لقاه، وسبباً للفوز برضاه، هو حسبي ونعم الوكيل.

مقدمة

وهذه مُقدمةٌ -لا بدّ منها- تشتمل على أربعة فصول: الأول: في ترجمة أبي القاسم ليُعرف قَدْرُه وفضلُه. الثاني: في التعريف بكتب الفوائد الحديثية. الثالث: في وصف النسخ المعتمدة في الترتيب. الرابع: في منهج الكتاب.

الفصل الأول: في ترجمة تمام الرازي.

الفصل الأول: في ترجمة تمام الرازي. 1 - اسمه ونسبه: هو تمّام بن محمَّد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجُنيد، أبو القاسم ابن أبي الحسين البَجَلي الرازي الدمشقي. فأما (البَجَليُّ) فنسبة إلى (بَجيلة) قبيلة عربية قحطانية، ولعلّه من مواليهم. وأما نسبته (الرازي) فإلى موطن أبيه وهي (الرّي) مدينةٌ مشهورةٌ من بلاد الدَّيْلم يُنسب إليها كثير من العلماء والأئمة. وقد ارتحل والده منها إلى دمشق حيث وُلِد له هناك المترجَم. وقد ذكر الأستاذ خير الدين الزركلي في أعلامه، أنه مغربي الأصل، ولا أدري ما مستنده في ذلك!. 2 - ولادته ونشأته العلمية: نقل تلميذه عبد العزيز الكتاني عنه أنّه ذَكَر له أنّ مولده كان سنة (330)، وذكر أبو علي الأهوازي أن مولده كان يوم الخميس، لكنه لم يحدّد تاريخ ذلك الخميس! وُلد تمام بدمشق التي ظلت محتفظة بمكانةٍ جليلةٍ وصِيتٍ علميٍّ ذائعٍ، بالرغم من تحوّل دار الخلافة إلى بغداد التي خطفت من دمشق الكثير من الأضواء والشهرة، ولعلّ موقِعَ مدينة دمشق المتوسطَ بين المشرق الِإسلامي -ممثلاً بالعراق وخراسان وبلاد ما وراء النهر، وبين مغربه- ممثلاً بمصر وبلاد

المغرب، قد جعلها محطّاً لرحال العلماء ومنزلًا لكثيرٍ من الفضلاء، فلا يخرج مشرقي إلى المغرب أو مغربي إلى المشرق إلا ومرّ بها في الكثير الغالب. ولذلك فقد نشأ تمام في بيئةٍ تكثرُ فيها حِلَقُ العلم ومجالس إملاء الحديث، وكان من الطبيعي أن يُشارك فيها، لا سيَّما أن والده كان من علماء دمشق ومؤرخيها، قال عنه الذهبي: جمع وصنّف وأرّخ، وأفاد الرّفاق وأفنى عُمُره في الطلب (¬1). وكثيراً ما يَنقل عنه ابن عساكر في وفيات العلماء والمحدثين (¬2). وقد كان لوالد تمام دورٌ كبير في توجيهه إلى طلب العلم وسماع الحديث، فقد اعتنى بتسميعه الحديث من مشايخ دمشق منذ صغره، وأقدمُ سماعٍ له للحديث كان في شهر رجب من سنة (338)، حيث سمع من الحسن بن حبيب الحصائري وذلك قُبيل وفاته بثلاثة أشهر (¬3)! ومن أحمد بن محمَّد بن فَضالة وذلك قبل وفاته بعام (¬4)، وكان تمام آنذاك في الثامنة من عمره. ولذا فقد شارك تمامُ والدَه في الرواية عن جماعة من الشيوخ (¬5)، وكان لذلك أثرٌ واضحٌ في علو أسانيد تمام بالنسبة لأبناء طبقته، فقد تُوفي جماعة من شيوخه وهو لم يجاوز العاشرة بعدُ! وما كان لتمام أن يصلَ إلى ذلك لو أنه نشأ في أسرةٍ لا تعرفُ الرواية ولا تشتغلُ بالحديث. ¬

_ (¬1) سير النبلاء (16/ 18). (¬2) انظر على سبيل المثال تاريخ دمشق (2/ ق88/ب، 370/ ب). (¬3) انظر مشايخه (رقم: 41). (¬4) انظر مشايخه (رقم: 31). (¬5) انظر مشايخه: (الأرقام: 18، 20، 55، 99، 126، 133، 137، 141، 151، 154).

ولا نجدُ في المصادر التي ترجمت لتمام ذكراً لشيء عن طفولته وصباه، والمعلومات السابقة قد استخلصتها من دراستي لكتابه الفوائد، ويحسنُ بي أن أُشيرَ -ولو على سبيل الاختصار- إلى طبيعة الظروف السيئة التي مرَّ بها العالم الِإسلامي في تلك الفترة التي عاصرها تمام، فأقول- وبالله التوفيق: لقد أضحى سلطانُ الخلافةَ العباسية مقتصراً على بغداد، وكان الخليفة أُلعوبةً بيد بني بُويه الذين تولوا زِمام الأمور في العراق منذ سنة (334)، وقد عاصر تمام خمسةً من الخلفاء العباسيين، وظهرت في المائة الرابعة: القرامطة -لعنهم الله- الذين عاثوا في الأرض فساداً، وظهر العُبيديون في المغرب ثم بسطوا نفوذهم على مصر سنة (358)، وكانت حلب والموصل تحت حكم الحمدانيين الذين كانوا في صراعٍ مريرٍ مع الروم. ونتيجة لذلك فقد تأثرت دمشق -بلدُ تمام- بهذه الصراعات المختلفة، فقد استولى الحسن بن أحمد القرمطي على الشام سنة (357) واستناب على دمشق وشاحاً السُّلمي، لكن العُبيديين بقيادة جعفر بن فلاح استطاعوا احتلال دمشق سنة (358) (¬1) ولم يدم ذلك طويلاً حيث استخلصها القُرمطي منهم سنة (360)، وتضررت دمشق وأهلها من ذلك أيَّما ضرر، واحتدم الصراعُ بين القرامطة والعُبيديين، وتمكّن ظالم العُقيلي نائب العُبيديين من استرجاع دمشق سنة (363)، ثم دخلت الصراع قوة ثالثة وهم الترك بقيادة الفتكين التركي -أحدُ قادة العباسيين- الذي استطاع دخول دمشق في سنة (364) ونشر فيها الأمنَ والعدلَ بعد سبع سنين عجاف، ودُعي فيها للخليفة العباسي (الطائع)، لكن تمكن العُبيديون من استرجاع دمشق مرةً أخرى سنة (367). وفي سنة (368) استطاع (قسّام) وجماعة من الأحداث أن يستقلوا ¬

_ (¬1) انظر: تاريخ ابن الأثير (7/ 31 - 32)، حيث ذكر بعض الفظائع التي وقعت على يد العبيديين في دمشق.

3 - مشايخه

بأمر دمشق وعبثوا بها مما دفع الكثيرين من أهلها إلى الرحيل عنها إلى حمص، وفي سنة (370) استطاع بلتكين نائب العُبيديين أن يعزلَ قسّام عن دمشق، واستتبّ الأمرُ للعبيديين، وظلت بلاد الشام مسرحاً للفتن والاضطرابات، ولم تكن الطرق آنذاك آمنةً، بل كثير ما تعرضت طرق الحاج لهجمات القرامطة والأعراب. ولذا كان من الطبيعي أن يظل تمام في هذه الظروف حبيس دمشق، فلم يذكروا أنه ارتحل إلى بغداد أو مصر أو غيرها من مدن العلم الشهيرة سوى الرملة، حيث سمع فيها من بعض المشايخ (¬1). 3 - مشايخه: قرأ تمام القرآن الكريم بحرف أبي عَمرو بن العَلاء على شيخه أبي بكر أحمد بن عثمان بن الفضل الرَّبَعي البغدادي المعروف بـ (غلام السبّاك) (¬2) بقراءته على شيخيه: أبي علي الحسن بن الحُباب الدقاق، وأبي علي الحسن بن الحسين الصواف بقراءتهما جميعاً على أبي عمر الدُّوري إمام القُرّاء وشيخ الناس في زمانه. أما مشايخه في الحديث فقد بلغوا مائة وستين شيخاً وجُلُّهم دماشقةٌ أو مِمّن وردوا على دمشق من غير أهلها، وهذا مسردُ أسمائهم مرتبينَ على حروف المعجم مع ذكر شيء من أحوالهم ومصادر تراجمهم إن وُجِدت. 1 - إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حَسنون الأزدي أبو الحسين الشاهد: ¬

_ (¬1) انظر: مشايخه (الأرقام: 81، 92، 102، 136). (¬2) له ترجمة في (معرفة القراء) للذهبي (1/ 251) وغاية النهاية لابن الجَزَري (1/ 81).

سمع منه سنة (347)، روى عن أحمد بن بشر بن حبيب وأبي الحسن ابن جوصا. وأحمد بن علي بن سعيد القاضي وجماعة غيرهم، وروى عنه أبو عبد الله ابن مَندة، وعبد الله بن بكر الطبراني وعلي بن محمَّد بن إدريس الخثعمي وغيرهم. [تاريخ دمشق: 2/ ق 182/ ب- وتهذيبه: 2/ 164 - 165]. 2 - إبراهيم بن أحمد بن يدغباش الحُجري أبو إسحاق: كان أبوه أحمد أمير دمشق من قِبَل أحمد بن طولون. روى عن الحسين بن موسى العكّي. [تاريخ دمشق: 2/ ق 186/ب- تهذيبه: 2/ 170]. 3 - إبراهيم بن محمَّد بن صالح بن سنان بن الأركون الأسيدي القرشي مولاهم، أبو إسحاق: روى عن محمَّد بن سليمان بن بنت مطر وأبي زرعة الدمشقي وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وخلقٌ غيرهم، وعنه عبد الوهّاب الكلابي وابن مندة وغيرهم. قال الكتاني: كان ثقةً، نيّف على الثمانين. وقال الذهبي: الشيخ الإِمام الصدوق. أهـ. توفي في ربيع الآخر سنة (349) بقنطرة سنان. [تاريخ دمشق: 2/ ق 255/ أ -ب- تهذيبه: 2/ 260 - النبلاء: 15/ 534 - 535]. 4 - أحمد بن إسحاق بن محمَّد بن يزيد الحلبي أبو جعفر القاضي. 5 - أحمد بن جعفر بن محمَّد بن علي الصيدلاني البغدادي أبو الحسن: سمع منه سنة (344)، لكن نقل الخطيب عن أبي القاسم الثلاّج أنه توفي في ربيع الأول سنة (342)! والثلاج ليس بعمدة.

روى عن البَاغندي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة والحسن المعمري وغيرهم، وعنه ابن أبي نصر الدمشقي وغيره. [تاريخ بغداد: 4/ 70 - 71]. 6 - أحمد بن الحسين بن علي الرازي أبو زُرعة الصغير: سمع منه سنة (347)، روى عن المَحاملي وابن أبي حاتم وأبو العباس الأصم وغيرهم، وعنه عبد الغني الأزدي وحمزة السهمي وغيرهما. قال الخطيب: كان حافظاً متقناً ثقةً، رحلَ في الحديث وسافر الكثير، وجالس الحُفاظ، وجمع التراجم والأبواب، وحدّث ببغداد. أهـ. توفي سنة (375) عن نحو خمس وستين سنة. [تاريخ بغداد: 4/ 109 - التذكرة 3/ 999 - 1000 - العبر: 2/ 368 - طبقات الحفاظ ص 396 - 397 - الشذرات 3/ 84]. 7 - أحمد بن زكريا بن يحيى يعقوب المقدسي أبو الحسن. 8 - أحمد بن سليمان بن أيوب بن سليمان بن داود بن عبد الله بن حَذْلم الأسَدي القاضي أبو الحسن: سمع منه سنة (344). روى عن يزيد بن محمَّد وبكّار بن قتيبة وأبو زرعة الدمشقي، وعنه أبو عبد الله بن مندة والحسين بن معاذ وآخرون. قال الكتاني: كان قاضي دمشق، وكان ثقة مأموناً نبيلاً. وقال الذهبي: الِإمام العلامة، مفتي دمشق، وبقية الفقهاء الأوزاعية. توفي في ربيع الأول -وقيل: شوّال- سنة (347) وله تسع وثمانون سنة. [النبلاء: 15/ 514 - 515 - العبر 2/ 275]. 9 - أحمد بن عبد الله بن أبي دُجانة عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النَّصْري أبو بكر.

10 - أحمد بن عبد الله بن عمر بن حفص البغدادي أبو علي: روى عن أبي شعيب الحَرّاني وجعفر الفريابي. قال الخطيب: سكن حَلب، وحدّث بدمشق. [تاريخ بغداد: 4/ 232 - 233]. 11 - أحمد بن عبد الله بن الفرج ابن البَرَامي أبو بكر: سمع منه سنة (340). 12 - أحمد بن عبد الوهاب بن محمَّد أبو بكر. 13 - أحمد بن علي بن عبد الله بن محمَّد بن مهران الكوفي أبو جعفر: روى عن أبي عبيد الله أحمد بن الحسن السكوتي. [تاريخ دمشق: 2/ 15/أ - تهذيبه: 1/ 406]. 14 - أحمد بن علي بن الفَرَج أبو بكر الحلبي الحبّال الصوفي: روى عن البغوي وأبي القاسم الزجاجي وغيرهما، وعنه عبد الوهاب الميداني وأبو سعد الماليني وآخرون. [تاريخ دمشق: 2/ق 16/ ب- 17/ أ- تهذيبه: 1/ 409]. 15 - أحمد بن القاسم بن عبيد الله بن الفَرَج بن مهدي أبو الفَرَج البغدادي ابن الخشّاب: روى عن ابن جرير الطبري والبغوي والباغندي وآخرون، وعنه الدارقطني وعبد الوهاب الميداني وغيرهما. كان قد ترك طرسوس ثم قدم دمشق وتوفي في صفر سنة (364). قال ابن ناصر الدين: كان أحد الحُفّاظ المتقدمين. [تاريخ بغداد: 4/ 353 - 354 - تاريخ دمشق: 2/ ق 42 - تهذيبه: 1/ 439 - شذرات: 3/ 48].

16 - أحمد بن القاسم بن معروف أبي نصر بن حبيب بن أبان بن إسماعيل أبي نصر أبو بكر التميمي. سمع منه سنة (345). حدّث عن أبي زرعة الدمشقي وأبي العباس الكتاني، وعنه أبو عبد الله ابن مندة وغيره. قال الكتاني: كان شيخًا مُسِنًّا، ولم يكن عنده حديث كثير، وكان ثقة مأمونًا. توفي في شعبان سنة (348). [تاريخ دمشق 2/ق43/أ - تهذيبه: 1/ 440]. 17 - أحمد بن محمَّد بن أحمد بن الربيع بن يزيد بن معيوف أبو الحسن الهمذاني: من أهل عين ثَرما، حدّث عن محمَّد بن أحمد بن فياض وغيره. [تاريخ دمشق: 2/ق 45/أ- تهذيبه: 1/ 443]. 18 - أحمد بن محمَّد بن أحمد بن سلامة بن بشر بن بُديل أبو بكر العُذْري: سمع منه سنة (338). حدّث عن أبيه، وعنه والد تمام. [تاريخ دمشق 2/ق44/ب- تهذيبه: 1/ 442]. 19 - أحمد بن محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل أبو سعد الهروي الماليني الحافظ: روى عن محمَّد بن سليمان الربعي ويوسف المَيَانجي، وعنه عبد الغني بن سعيد والبيهقي والخطيب والقضاعي وغيرهم. قال الخطيب: كان ثقةً صدوقًا متقنًا خيّرًا صالحًا. أهـ. وكان جوّالًا رحّالًا، وهو أصغر من تمام سنًّا، توفي في شوال سنة (412). [تاريخ بغداد: 4/ 371 - 372، تاريخ دمشق: 2/ق 47 - تهذيبه: 1/ 446 - 447، النبلاء: 17/ 301 وغيرها].

20 - أحمد بن محمَّد بن سعيد بن عُبيد الله بن أحمد بن أبي مريم أبو بكر القرشي الوراق، ورّاق ابن جوصا، المعروف بـ (ابن فطيس): روى عن إبراهيم بن دحيم وابن رشيد الكوفي، وعنه والد تمام وغيره. قال والد تمام: كان كهلًا يكتب معنا الحديث، مات سنة (350). وقال الكتاني: كان ثقة مأمونًا له خطٌّ حسن. أهـ. ومولده في رمضان سنة (271) أو (272). [تاريخ دمشق: 2/ق 87/د- 88/أ، تهذيبه: 2/ 56 - 57]. 21 - أحمد بن محمَّد بن سهل أبو بكر البغدادي المعروف بـ (بُكير): حدّث بدمشق عن أبي مسلم الكجي، وعنه الدارقطني. [تاريخ بغداد: 5/ 30، تاريخ دمشق: 2/ق 89/ب، تهذيبه: 2/ 57]. 22 - أحمد بن محمَّد بن عبد الطبرستاني أبو عبد الله: قَدِمَ دمشق وحدّث عن مُطيِّن والحسن التميمي، وعنه عبد الوهاب بن عبد الله المزني. [تاريخ دمشق: 2/ ق 94/أ، تهذيبه: 2/ 61]. 23 - أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن عبد السلام أبو علي ابن مكحول البيروتي: حدّث عن أبيه مكحول ويوسف القراطيسي، وعنه ابن مندة وعبد الوهاب الكلابي. [تاريخ دمشق: 2/ق 94/ أ - ب، تهذيبه: 2/ 61 - 62]. 24 - أحمد بن محمَّد بن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله أبو الطيب النَّصْري: سمع منه سنة (345).

حدّث عن عبد الله بن ثابت البغدادي وعمّيه عمرو ومحمود، وعنه أبو العباس السمسار. [تاريخ دمشق: 2/ ق 97/أ- تهذيبه: 2/ 66]. 25 - أحمد بن محمَّد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني أبو محمد: روى عن الفربري (معجم ابن جميع ص 179). 26 - أحمد بن محمد بن عجل بن أبي دُلَف القاسم بن عيسى أبو نصر العجلي: وصفه تمام في كتابه "مسند المقلين" (ص 70) بأنه من أهل الأدب والمعرفة. حدّث عن علان الكرخي، وعنه نصر بن أحمد، توفي في شوال على رأس الأربعمائة. [تاريخ دمشق 2/ ق99 - تهذيبه: 2/ 67 - 68]. 27 - أحمد بن محمَّد بن أبي عثمان النيسابوري أبو سعيد. 28 - أحمد بن محمَّد بن علي أبو حذيفة الدينوري، ورّاق ابن الأعرابي: حدث عن أبي عروبة الحرّاني. [تاريخ دمشق: 2/ق100/ أ، تهذيبه: 2/ 69]. 29 - أحمد بن محمَّد بن علي بن هارون أبو العباس البَرْدَعي الحافظ: حدّث عن أبي بكر بن أبي داود ونفطويه وابن عقدة، وعنه أبو الحسن ابن الميداني. قال عبد الوهاب بن جعفر: كان البردعي من معادن الصدق. [تاريخ دمشق: 2/ق 101/أ، تهذيبه: 2/ 69].

30 - أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد بن يحيى أبي الخطاب بن عمرو بن عُمارة أبو الحارث الليثي: حدّث عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وعنه ابن جُميع وعبد الوهاب الميداني. قال الذهبي: الشيخ المسند، كان واسع الرواية، وما علمت فيه قَدْحًا. أهـ. توفي في ربيع الآخر سنة (362) وقد قارب التسعين. [تاريخ دمشق: 2/ق 102/ب تهذيبه: 2/ 72، النبلاء: 16/ 70 - 71، العبر 2/ 327]. 31 - أحمد بن محمد بن فضالة بن غيلان بن الحسين الصفّار أبو علي الهمداني الحمصي يُعرف بـ (السوسي): سمع منه في رجب سنة (338). حدّث عن أبي زرعة الدمشقي وبحر بن نصر، وعنه أبو الفتح العسكري وأبو محمَّد بن النحّاس. قال ابن يونس: كان ثقةً وكانت كتبه جِيادًا. وقال الذهبي: المُحدِّث الحجة. توفي في رمضان سنة (339). [تاريخ دمشق: 2/ 108/أ - تهذيبه: 2/ 77 - النبلاء: 15/ 404]. 32 - أحمد بن منصور بن محمَّد أبو العباس الشيرازي الحافظ: روى عن الطبراني وأبو محمَّد الرامهرمزي، وعنه الحاكم وأبو نصر الِإسماعيلي. قال الحاكم: كان أحد الرحّالة في طلب الحديث المُكثرين من السماع، وصار له القَبول بشيراز بحيث يُضرب به المثلُ. وقال الذهبي: الِإمام الحافظ الجوّال. توفي في شعبان سنة (382) وهو ابن ثمان وستين. أخذ عليه الدارقطني إدخاله بعض الأحاديث

على شيوخ مصر، لكن قال يحيى بن مندة. إن الذي صنع ذلك آخر اسمُه باسم هذا. [تاريخ دمشق: 2/ ق 126، تهذيبه: 2/ 99 - 100، النبلاء: 16/ 472، التذكرة: 3/ 1009 - 1010، لسان الميزان: 1/ 313 وغيرها]. 33 - أحمد بن هارون بن جعفر أبو العباس الدلّاء البغدادي: حدَّث عن ابن الخشاب، وعنه عبد الكريم بن نصر. [تاريخ دمشق: 2/ ق 133/ب- تهذيبه: 2/ 110]. 34 - إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بن يعقوب بن إبراهيم بن زامل أبو يعقوب النَّهْدي الأَذْرَعي: سمع منه سنة (340). حدث عن النسائي والبزار وأبي زرعة، وعنه ابن مندة وعبد الوهاب الكلابي. قال والد تمام. كان من أجلّة أهل دمشق وعُبّادها. وقال ابن عساكر: أحد الثقات من عباد الله الصالحين، رحل وحدّث. وقال الذهبي: الإِمام المحدث الرباني القدوة. توفي في الأضحى سنة (344) وهو ابن نيّفٍ وتسعين. [تاريخ دمشق: 2/ ق369 ب- 370/ ب، تهذيبه: 2/ 430 - 431، النبلاء: 15/ 478، البداية والنهاية: 11/ 230 وغيرها]. 35 - إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل المُضَري. 36 - بشر بن أحمد بن فضالة بن الصقر بن فضالة بن سالم بن جميل أبو حَنْتَل اللخمي: سمع منه سنة (340).

حدّث عن أبيه وعمّه، وعنه أبو هاشم المُؤدِّب. [تاريخ دمشق: 3/ 154/ ب- 155/أ، تهذيبه: 3/ 230]. 37 - بكر بن شعيب بن محمَّد بن أيوب بن عبد الرحمن أبو الوليد القرشي: حدّث عن القاسم العطار ومحمد بن عون، وعنه ابن مندة وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. توفي في جمادى سنة (354). [تاريخ دمشق: 3/ق 210/ب، تهذيبه: 3/ 289]. 38 - جعفر بن محمَّد بن جعفر بن هشام ابن بنت عَدبّس أبو عبد الله الكندي الدمشقي: حدّث عن أبي زرعة ويزيد بن عبد الصمد، وعنه ابن مندة وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. قال الكتّاني: ثقة مأمون. توفي في ربيع الآخر سنة (347). [الإكمال: 6/ 151 - 152، النبلاء: 15/ 570]. 39 - جُمَح بن القاسم بن عبد الوهاب أبو العباس الجمحي المؤذن ابن أبي الحواجب: حدّث عن إبراهيم بن دُحيم وعبد الرحمن بن الروّاس، وعنه ابن مندة وعبد الوهاب الميداني. قال الكتّاني: كان ثقة نبيلًا، انتقى عليه ابن مندة. ولد سنة (278) وتوفي في شعبان سنة (363). [تاريخ دمشق: 4/ ق 4/ ب، تهذيبه: 3/ 397، النبلاء: 16/ 77، العبر:2/ 330]. 40 - الحسن بن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا أبو محمد: سمع منه سنة (345). روى عن أبيه وهارون الأخفش، وعنه ابن مندة.

[تاريخ دمشق: 4/ 206/ ب، تهذيبه: 4/ 154 - 155]. 41 - الحسن بن حبيب بن عبد الملك بن حبيب أبو علي الفقيه الشافعي المعروف بـ (الحَصَائريُّ): سمع منه في رجب سنة (338) أي قبيل وفاته بثلاثة أشهر!. حدّث عن الربيع بن سليمان وابن عبد الحكم وبكار بن قتيبة وخلق كثير، وعنه ابن شاهين وابن جميع وغيرهم. قال الكتاني: ثقة نبيل حافظ لمذهب الشافعي، حدّث بكتاب "الأم" كله. وقال ابن عساكر: أحد الثقات الأثبات. توفي في ذي القعدة سنة (338) وكان مولده سنة (242). [تاريخ دمشق: 4/ ق214، تهذيبه: 4/ 162، النبلاء: 15/ 383 - 384، العبر 2/ 247 وغيرها]. 42 - الحسن بن سعيد؟: 43 - الحسن بن علي بن علي بن محمد بن جعفر أبو القاسم البجلي الجريري، يعرف بـ (ابن أبي السلاسل): حدّث عن أحمد بن علي القاضي، وعنه أبو نصر المزني. كان حيًّا سنة (364). [تاريخ دمشق 4/ 281/ب، تهذيبه: 4/ 232]. 44 - الحسن بن علي بن عمر بن عيسى أبو محمد الحلبي المعروف بـ (ابن كوجك): حدّث عن علي بن عبد الحميد الغضايري وسعيد بن نفيس المصري، وعنه الميداني. [تاريخ دمشق: 4/ق 281/ب، تهذيبه: 4/ 232].

45 - الحسن بن علي بن الوثاق بن الصلت بن أبان بن زريق أبو القاسم النصيبي الحافظ: سمع منه سنة (344). حدّث عن أبي يعلى الموصلي وابن خزيمة، وعنه ابن مندة وابن السكن. [تاريخ دمشق: 4/ 285/ب، تهذيبه: 4/ 236]. 46 - الحسن بن محمَّد بن داود بن محمَّد بن داود أبو محمَّد الثقفي الحراني المؤدب: حدّث عن عبد الله الأطروس وأبي حامد الماهاني، وعنه عبد الغني بن سعيد والميداني. توفي في رمضان سنة (373). [تاريخ دمشق: 4/ق 295/ب- 296/أ، تهذيبه: 4/ 247]. 47 - الحسن بن منصور بن هاشم أبو القاسم الحمصي الإِمام: حدّث عن عمرو بن الحارث الزنجاري والوليد بن مروان. [تاريخ دمشق: 4/ ق 303/ أ، تهذيبه: 4/ 254]. 48 - الحسن بن مُنير بن محمَّد بن منير أبو علي التنوخي: حدّث عن ابن جوصَا وعمر بن الجنيد القاضي، وعنه الميداني وابن الجَنَدي. قال الكتاني: كان ثقة نبيلًا. توفي في ربيع سنة (365). [تاريخ دمشق: 4/ ق 303، تهذيبه: 4/ 254]. 49 - الحسين بن أحمد بن محمَّد بن أحمد بن أبي ثابت الطرائفي العَدْل: حدّث عن زكريا بن يحيى وأحمد بن علي القاضي، وعنه الميداني وأبو محمَّد ابن شماش.

قال الكتاني: كان ثقة مأمونًا. وتوفي سنة (357). [تاريخ دمشق: 4/ق328/أ، تهذيبه: 4/ 287]. 50 - الحسين بن محمَّد بن أسد أبو القاسم الدَّيْبُلي: سمع منه سنة (340). حدّث عن أبي يعلى ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعنه أبو العباس ابن السمسار وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. [تاريخ دمشق: 5/ق59/أ - ب، تهذيبه: 4/ 358 - 359]. 51 - خالد بن محمَّد أبي علي بن خالد بن محمد بن يحيى بن حمزة أبو القاسم الحضرمي: سمع منه ببيت لهيا في رجب سنة (345). حدّث عن جده لأمه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وعنه ابن مندة وعبد الوهاب الكلابي. [تاريخ دمشق: 5/ ق 256/ ب، تهذيبه: 5/ 89]. 52 - خيثمة بن سليمان بن الحسن بن حيدرة أبو الحسن القرشي الْأَطْرَابُلسي: سمع منه سنة (340) وأكثر عنه. حدّث عن العباس بن الوليد وعبد الله بن أحمد بن حنبل وإسحاق الدَّبري وخلق كثير، وعنه ابن شاهين وابن مندة وخلق غيرهم. قال ابن عساكر: أحد الثقات المكثرين الرحّالين في طلب الحديث. قال الخطيب: ثقة ثقة. وقال الذهبي: الِإمام الثقة المُعمَّر مُحدّث الشام. ولد سنة (250) وتوفي في ذي القعدة سنة (343). [تاريخ الشام: 5/ ق 348/ أ- 349/ ب، تهذيبه: 5/ 187 - 188، النبلاء: 15/ 412 - 416، تذكرة 3/ 858 - 860، العبر 2/ 262 وغيرها].

53 - رشيق بن عبد الله أبو الحسن المصيصي: حدّث عن أبي يعلى الموصلي والبغوي. [تاريخ دمشق: 6/ ق 129/ب، تهذيبه: 5/ 325]. 54 - زهير بن محمَّد بن يعقوب أبو الخير الموصلي المَلَطي: سمع منه سنة (346). حدّث عن النسائي. [تاريخ دمشق 6/ ق230/ ب، تهذيبه: 5/ 396 - 397]. 55 - سليمان بن أحمد بن يحيى بن سليمان أبو أيوب الملطي الحافظ: حدّث عن الحسن المعمري ومحمد بن إسحاق الحافظ، وعنه والد تمام. [تاريخ دمشق: 7/ ق 268/ ب، تهذيبه: 6/ 245]. 56 - شعيب بن إسحاق بن شعيب بن إسحاق أبو محمد القرشي: حدّث عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك. [تاريخ دمشق: 8/ق 37/ ب، تهذيبه: 6/ 322]. 57 - الضحاك بن يزيد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن السكسكي من ولد يزيد بن أبي كبشة: حدّث عن وَريزة وأبي زرعة الدمشقي، وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر. توفي في محرّم سنة (347). [تاريخ دمشق: 8/ق 231/أ، تهذيبه: 7/ 32]. 58 - عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي أبو محمَّد البغدادي البزاز: حدّث عن أبي مسلم الكجّي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعنه ابن رزقويه وابن أبي الفوارس.

قال البرقاني والخطيب: ثقة ثبت. ووثقه ابن أبي الفوارس. [تاريخ بغداد: 9/ 408 - 409، تاريخ دمشق: 8/ ق519/أ، النبلاء: 16/ 252 - 253، العبر: 2/ 351]. 59 - عبد الله بن أحمد بن محمَّد بن قبّان أبو القاسم البغدادي: حدّث ابن أبي الشوارب وابن عليل العنزي، وعنه ابن مندة وأبو العباس ابن السمسار. [تاريخ بغداد: 9/ 389، الِإكمال: 7/ 98، تاريخ دمشق: 8/ ق 512/ ب- 513/أ]. 60 - عبد الله بن أيوب الحافظ أبو محمَّد: 61 - عبد الله بن جعفر بن محمَّد الفرغاني أبو محمَّد القائد: سمع منه في رجب (345). 62 - عبد الله بن محمَّد بن حمزة بن عبد الله بن سليمان بن أبي كريمة. 63 - عبد الباري بن عبد الملك أبو عبدٍ العبسي. 64 - عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل بن علي أبو هاشم السلّمي المؤدب: حدّث عن علي بن أحمد (علان) وداود بن إبراهيم، وعنه ابن جهضم والميداني. ولد سنة (286) وتوفي في صفر (364)، وقال الكتاني: جمع من المصنفات شيئًا كثيرًا، وكان ثقة مأمونًا. [النبلاء: 16/ 152 - 153، العبر: 2/ 333 - 334، الشذرات: 3/ 48].

65 - عبد الرحمن بن أحمد بن عمران أبو القاسم الدينوري الواعظ: حدّث عن ابن حمدان الدينوري وداود بن وردان، وعنه ابن فطيس والميداني. توفي في ذي الحجة سنة (361)، قال الكتاني: حدّث عن شيوخ بالدينور. [تاريخ دمشق: 9/ ق 421/ أ- ب]. 66 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد أبو الميمون البَجَلي: حدّث عن أبي زرعة وبكار بن قتيبة، وعنه الميداني وابن مندة. قال والد تمام: كان شيخًا جليلًا من معدّلي دمشق. وقال الكتاني: ثقة مأمون. توفي في ربيع الأول سنة (347) وقد قارب المائة. [تاريخ دمشق: 10/ ق 15/أ- ب، النبلاء: 15/ 533، العبر: 2/ 276، الشذرات: 2/ 375]. 67 - عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن (دُحيم) بن إبراهيم أبو سعيد: سمع منه سنة (339). حدّث عن أبيه وعمه إبراهيم، وعنه ابن مندة. [تاريخ دمشق: 10/ق 33/ ب]. 68 - عبد الرحمن بن محمَّد بن جيش بن شيخ أبو محمَّد الفرغاني: وصفه تمام بـ"الشيخ الصالح". 69 - عبد السلام بن أحمد بن محمَّد بن الحارث أبو علي -ويقال: أبو القاسم- القرشي القزّاز: حدّث عن النسائي ومحمد بن العباس الدرفسي، وعنه أبو محمد بن أبي نصر والحسين الرازي.

كان حيًّا سنة (340). [تاريخ دمشق: 10/ ق 157/ ب]. 70 - عبد الصمد بن محمَّد بن عبد الله بن حيويه أبو محمد -ويقال: أبو القاسم- البخاري الحافظ: سمع منه سنة (345). حدّث عن محمد بن حاتم السجستاني ومكحول البيروتي، وعنه الحاكم وعبد الغني بن سعيد وغنجار. قال الحاكم: كان من أعيان الرحّالة في طلب الحديث، وجمع الحديث الكثير، توفي في رمضان سنة (359). وخالفه غنجار في سنة الوفاة فجعلها (368). [تاريخ دمشق: 10/ق172/ ب- 173/أ، تاريخ بغداد: 11/ 42، النبلاء: 16/ 290]. 71 - عبد العزيز بن عبد الرحيم بن محمَّد بن علي أبو القاسم الأنصاري الضرير المؤذن: حدّث عن عبد الصمد بن عبد الله. [تاريخ دمشق: 10/ ق185/ ب]. 72 - عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم أبو محرز العبسي: سمع منه سنة (345). حدّث عن أبيه وأحمد بن محمَّد بن السكن. [تاريخ دمشق: 10/ ق274/أ - ب]. 73 - عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى أبو الحسين الكِلابي الدمشقي أخو تبوك:

حدّث عن محمد بن خُريم وابن جوصا، وعنه الميداني وأبو علي الأهوازي. قال الكتاني: كان ثقة نبيلًا مأمونًا. وُلدَ سنة (306) وتوفي في ربيع الأول سنة (396). [تاريخ دمشق: 10/ق 299/ ب- 300/أ، النبلاء: 16/ 557، العبر: 3/ 61، الشذرات: 3/ 147]. 74 - عبيد الله بن جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس أبو الفتح: حدّث عن النسائي ويوسف بن يعقوب النيسابوري، وعنه أبو العباس ابن السمسار. [تاريخ دمشق: 10/ ق 321/أ]. 75 - عثمان بن أحمد بن شَنْبك أبو سعيد الدينوري ورّاق خيثمة: حدّث عن خيثمة ويحيى بن صاعد، وعنه ابن جميع وعلي بن عبد الله جهضم. كان حيًّا سنة (355). [تاريخ دمشق: 11/ ق 35/ أ- 36/ أ، الإكمال: 4/ 262]. 76 - عثمان بن الحسين بن عبد الله بن أحمد أبو الحسين -ويقال: أبو الحسن- البغدادي الخِرَقي: حدّث عن جعفر الفريابي والبغوي، وعنه الميداني وأبو نصر محمَّد بن أحمد بن هارون. قال أبو الفتح بن مسرور: كان ثقة مأمونًا. وقال الخطيب: رووا عنه أحاديث تدل على ثقته. وُلِد سنة (288) وكان حيًّا سنة (357). [تاريخ بغداد: 11/ 304 - 305، تاريخ دمشق: 11/ق 39/أ - ب].

77 - عثمان بن محمَّد بن عثمان بن محمَّد بن عبد الملك أبو بكر العثماني: حدّث عن خيثمة ومحمد بن عبد السلام، وعنه أبو نعيم وأبو بكر بن المقري. قال تمام: مولده بالبصرة، وسكن دمشق. اهـ. ونسبه ينتهي إلى عثمان بن عفان. [تاريخ دمشق: 11/ ق225/أ - ب]. 78 - عدي بن يعقوب بن إسحاق تمام أبو حاتم الطائي: حدّث عن محمد بن عبد الصمد وأحمد بن علي البصري، وعنه ابن مندة وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. [تاريخ دمشق: 11/ ق261/أ]. 79 - علي بن أحمد بن محمَّد بن إبراهيم أبو الحسن البغدادي (ابن المقابري): سمع منه سنة (341). حدّث عن عبد الله بن أحمد بن حنبل وابن شاذان، وعنه أبو محمد ابن النحاس وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. قال أبو الفتح بن مسرور: كان يذكر عنه بعض اللين. وقال الخطيب: رووا عنه أحاديث مستقيمة. [تاريخ بغداد: 11/ 322، تاريخ دمشق: 11/ ق 426/أ - ب، لسان الميزان: 4/ 197]. 80 - علي بن أحمد بن محمَّد بن الوليد أبو الحسين المُرّي المقرئ: سمع منه سنة (338). حدّث عن أخطل بن الحكم. توفي سنة (338). [تاريخ دمشق: 11/ ق 426/أ].

81 - علي بن جعفر بن عبد الله بن محمَّد أبو الحسن الرازي الرملي: سمع منه بالرملة، حدث عن البغوي والخرائطي، وعنه عيسى بن عبيد الله المضاجعي وأبو بكر أحمد بن عبدوس. [تاريخ دمشق: 11/ ق 444/ ب]. 82 - علي بن الحسن بن إبراهيم بن سعد بن عطاء بن دينار بن سعد أبو طالب التميمي الحلبي: حدّث عن ابن جوصا وعلي بن سليمان بن علان، وعنه الميداني وأبو نصر بن الحيان. [تاريخ دمشق: 12/ق 4/ب]. 83 - علي بن الحسن بن علان بن عبد الرحمن أبو الحسن الحرّاني الحافظ: قدِم دمشق سنة (352). حدّث عن أبي يعلى والباغندي وابن جرير، وعنه ابن مندة وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. قال الكتاني: كان ثقةً حافظًا نبيلًا. توفي يوم الأضحى سنة (355). [تاريخ دمشق: 12/ ق9/ ب- 10/أ، النبلاء: 16/ 20 - 21، التذكرة: 3/ 924 - 925]. 84 - علي بن الحسين بن محمَّد بن السفر بن ربيعة بن الغاز الجُرشي البزاز: سمع منه سنة (338). 85 - علي بن الحسين بن محمَّد بن هاشم أبو الحسن البغدادي الوراق: حدّث عن القاسم بن زكريا وعثمان بن السماك، وعنه عبد الوهاب الكلابي وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. [تاريخ بغداد: 11/ 400، تاريخ دمشق: 12/ ق31/أ].

86 - علي بن أبي طالب بن صبيح أبو الحسن: روى عن أبي يعقوب المنجنيقي. [تاريخ دمشق: 12/ق218/ ب]. 87 - علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود أبو الحسن الدارقطني صاحب التصانيف: حدّث عن البغوي وابن أبي داود وخلق كثير، وعنه أبو نعيم والبرقاني والحاكم. أشهر من أن يُوثّق، فهو (شيخ الإِسلام عَلَمُ الجهابذة) كما قال الذهبي. وُلد سنة (306) وتوفي في ذي القعدة سنة (385). [تاريخ بغداد: 12/ 34 - 40، تاريخ دمشق: 12/ ق 240/ أ- 242/أ، التذكرة: 3/ 991 - 995، النبلاء: 16/ 449 - 460، العبر: 2/ 28 - 29، البداية 11/ 317 - 318 وغيرها كثير]. 88 - علي بن محمَّد بن عبد الله بن الحسن القزويني الحافظ: قدم دمشق سنة (365). حدّث عن ابن مهرويه ومحمد بن أحمد البلخي، وعنه الميداني وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. [تاريخ دمشق: 12/ ق 259/ أ- ب]. 89 - علي بن محمَّد أبو الحسن -ويقال: أبو القاسم- الكوفي الحافظ: حدّث عن محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل، وعلي بن محمَّد بن أبي فروة. [تاريخ دمشق: 12/ ق 270/ أ].

90 - علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل أبو القاسم الهَمْداني ابن أبي العَقَب: حدّث عن أبي زرعة الدمشقي وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعنه ابن مندة وأبو الحسن ابن السمسار. قال الكتاني: كان ثقة مأمونًا حافظًا مشهورًا. وقال أبو الوليد الباجي: محدّث مشهور ثقة. توفي ذي الحجة سنة (353) عن اثنتين وتسعين سنة. [تاريخ دمشق: 12/ق 286/ ب- 287/أ، النبلاء: 16/ 38 - 39، العبر: 2/ 298، الشذرات: 3/ 13]. 91 - عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى أبو الحسن الطائي الحجراوي: سمع منه في محرم سنة (350). حدّث عن عم أبيه السلم بن يحيى. [تاريخ دمشق: 13/ ق290/أ]. 92 - عمرو بن عثمان بن جعفر بن محمد بن إسماعيل أبو أحمد السبيعي البغدادي: سمع منه بالرملة. حدّث عن الباغندي وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي. [تاريخ بغداد: 12/ 227]. 93 - عمرو بن محمَّد بن يحيى بن سعيد أبو سعد الدينوري ورّاق ابن جرير: سمع منه سنة (340). حدّث عن مُطيّن وابن جرير بتفسيره وجعفر الفريابي، وعنه محمَّد بن أبي نصر. قال الكتاني: ثقة مأمون. توفي في ربيع الأول سنة (341). [تاريخ دمشق: 13/ ق301/ ب].

94 - عوف بن إسماعيل بن عوف بن أبي عوف أبو سليمان: حدّث عن محمَّد بن أحمد الواسطي الكاتب. [تاريخ دمشق: 13/ ق 352/ ب]. 95 - لُبَابة بنت يحيى بن أحمد بن علي بن يوسف الخرّاز أم العباس: المرأة الوحيدة التي روى عنها تمام. روت عن جدّها. [الِإكمال: 2/ 186، تاريخ دمشق (جزء النساء المطبوع: ص 320)]. 96 - محمَّد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران أبو عبد الله النيسابوري السرّاج: ابن أخي الإِمام أبي العباس محمَّد بن إسحاق السراج صاحب المسند. 97 - محمَّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حيّة أبو بكر البزاز: حدّث عن أبي زرعة الدمشقي وإسماعيل بن محمَّد العذري، وعنه عبد الرحمن بن عمرو بن نصر وعبد الله بن بكر الطبراني. [الإِكمال: 2/ 327، تاريخ دمشق: 14/ ق380/ ب-381/ أ]. 98 - محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان أبو عبد الله القرشي: حدّث عن مكحول البيروتي وزكريا خياط السنة، وعنه ابن مندة والميداني. قال الكتاني: كان ثقة مأمونًا جوادًا انتقى عليه ابن مندة فوائده ثلاثين جزءًا. توفي في شوال سنة (358). [تاريخ دمشق: 14/ ق 382/ ب- 383/أ، النبلاء: 16/ 59، العبر: 2/ 311 - 312].

99 - محمَّد بن أحمد بن بشر أبو سعيد الهمذاني: سمع منه سنة (340). حدّث عن البغوي وأبي يعلى، وعنه والد تمام. [تاريخ دمشق: 14/ ق 337/أ - ب]. 100 - محمَّد بن أحمد بن أبي جحوش أبو جحوش الخُرَيمي المري خطيب جامع دمشق: حدّث عن أبي بكر بن خزيمة وأبو العباس السرّاج، وعنه الميداني. ذكر الميداني أنه من أهل العلم والستر وأهل البيوتات والأقدار. [الِإكمال: 3/ 243، تاريخ دمشق: 14/ ق 338/ أ، الأنساب: 5/ 108]. 101 - محمَّد بن أحمد بن خالد بن يزيد أبو عبد الله المصري الإِعدالي: حدّث عن النسائي بسننه وعن بكر بن سهل الدمياطي، وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر وعبد الله بن بكر الطبراني. قال الكتاني: لم أسمع فيه شيئًا. توفي في جمادى الآخرة سنة (349) وقد نيّف على السبعين. [تاريخ دمشق: 14/ ق 340/ ب- 341/ أ]. 102 - محمد بن أحمد بن سهل بن نصر أبو بكر الرملي الشهيد (ابن النابلسي): سمع منه بالرملة، حدث عن محمد بن الحسن بن قتيبة وابن الأعرابي، وعنه الدارقطني والميداني. صلبه العُبيديون على السنّة. قال الذهبي: الِإمام القدوة الشهيد، كان عابدًا صالحًا قوّالًا بالحق. توفي سنة (363). [تاريخ دمشق: 14/ ق 344/ أ- ب، النبلاء: 16/ 148 - 150، العبر: 2/ 330، الشذرات: 3/ 46].

103 - محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بحر أبو طاهر الذهلي البغدادي القاضي: سمع منه سنة (343). حدّث عن أبي مسلم الكجي وثعلب، وعنه الدارقطني وعبد الغني بن سعيد. قال محمَّد بن علي الصوري: كان فاضلًا ذكيًّا متقنًا لما حدّث به. ووثقه الخطيب. ولد سنة (279) وتوفي سنة (367). [تاريخ بغداد: 1/ 313 - 314، تاريخ دمشق: 14/ق 347/ب- 348/أ، النبلاء: 16/ 204 - 205، العبر: 2/ 344 - 345، الشذرات: 3/ 60 وغيرها]. 104 - محمَّد بن أحمد بن عرفجة بن عثمان بن سعيد أبو بكر القرشي: حدّث عن أبي زرعة ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وعنه ابن مندة وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. [تاريخ دمشق: 14/ ق352/أ]. 105 - محمَّد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن بُرَيد أبو بكر الطائي الكوفي الخزاز: سمع منه سنة (345). حدّث عن مطيِّن وعبيد بن غنام، وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر وأبو الحسن بن رزقويه. وثّقه الخطيب. توفي في رمضان سنة (345). [تاريخ بغداد: 1/ 376 - 377، الإِكمال: 1/ 230، تاريخ دمشق: 14/ ق 372/أ - ب].

106 - محمَّد بن إسحاق بن محمَّد بن يحيى بن مندة أبو عبد الله الأصبهاني الحافظ: من أقرانه. حدّث عن خيثمة وأبي العباس الأصم، وعنه أبو الشيخ والحاكم وأبو نعيم. يُقال إن عدة شيوخه (1700). قال الباطرقاني: إمام الأئمة في الحديث. وقال أبو نعيم: كان جبلًا من الجبال. ولد سنة (310) وتوفي في ذي القعدة سنة (395) وقيل في صفر سنة (396). [تاريخ دمشق: 15/ ق 24/ ب- 26/ أ، أخبار أصبهان: 2/ 306، النبلاء: 17/ 28 - 43، العبر: 3/ 59، التذكرة: 3/ 1031، البداية: 11/ 336 وغيرها]. 107 - محمَّد بن الحارث بن عبد الرحمن بن الحارث أبو الفضل الرملي. 108 - محمَّد بن الحارث بن هانئ بن مدلج أبو الحارث العُذري: حدّث عن آبائه. قال الذهبي: لا يُدرى من هو ولا آباؤه، فلا يُعتمد على ما رووا. وأقرّه الحافظ. [تاريخ دمشق: 15/ق 99/ ب، الميزان: 3/ 504، لسانه: 5/ 111]. 109 - محمَّد بن الحسين بن عمر بن حفص أبو بكر القرشي (ابن مزاريب): حدّث عن أبي زرعة وأحمد بن أنس بن مالك، وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر وأبو بكر بن عبدوس. توفي في شوال سنة (353). [تاريخ دمشق: 15/ ق131/أ - ب].

110 - محمَّد بن الحسين بن القاسم بن درستويه أبو الحسن. 111 - محمَّد بن حُميد بن محمَّد بن سليمان أبو الطيّب ابن الحَوْراني الكِلابي: سمع منه سنة (339). حدّث عن أبي حاتم الرازي وابن أبي الدنيا، وعنه يوسف المَيَانجي وابن زَبْر. قال الذهبي: شيخٌ مُعمَّر مشهور. توفي سنة (341) وكان من أبناء التسعين. [تاريخ دمشق: 15/ق 38/أ، الأنساب: 4/ 268، النبلاء: 15/ 432 - 433، العبر: 2/ 257]. 112 - محمَّد بن حُويت بن أحمد بن أبي حكيم أبو عبد الرحمن القرشي: حدّث عن أبيه. [تاريخ دمشق: 15/ ق139/أ]. 113 - محمَّد بن زُريق بن إسماعيل بن زريق أبو منصور البلدي المقرئ: حدث عن أبي يعلى وأبي بكر بن المنذر، وعنه الميداني ومحمد بن عبد الله الدوري. [الإِكمال: 4/ 57، تاريخ دمشق: 15/ ق 171/ أ- ب]. 114 - محمَّد بن سعيد بن أحمد أبو زرعة القرشي (ابن التمّار): حدّث عن علي بن عمرو المخزومي وإسماعيل بن محمَّد العذري. [تاريخ دمشق: 15/ ق180/أ]. 115 - محمَّد بن سعيد بن عبد الله بن اليمان أبو زرعة القرشي: (لعلّه الذي قبله).

116 - محمَّد بن سعيد بن عبدان بن سهلان بن مهدان أبو الفرج البغدادي: حدّث عن الفضل بن إبراهيم الجندي وأبي سعيد العدوي، وعنه ابن زبر وعبد الغني بن سعيد. قال أبو الفتح بن مسرور: ثقة، وذكر أنه ولد سنة (287) وكان حيًّا سنة (355). [تاريخ بغداد: 5/ 312، تاريخ دمشق: 15/ 185/ب]. 117 - محمَّد بن سليمان بن داود اللبّاد أبو عمر الشاهد: حدّث عن طاهر بن علي الطبراني وأحمد بن يحيى الزاهد، وعنه ابن أبي نصر. [تاريخ دمشق: 15/ ق 194/ ب]. 118 - محمَّد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب أبو بكر الرَّبعي البندار: حدّث عن مكحول البيروتي وابن جوصا، وعنه الميداني وعبد الغني بن سعيد. وثّقه الكتاني. توفي في ذي الحجة سنة (374). [تاريخ دمشق: 15/ ق 202/ ب- 203/أ، النبلاء: 16/ 339، العبر: 2/ 368، الشذرات: 3/ 84]. 119 - محمد بن سهل بن عثمان أبي سعيد بن سعيد أبو بكر القنسريني التنوخي القطان: حدّث عن ابن فيل وعبد الرحمن بن معدان، وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر وابن مندة. [تاريخ دمشق: 15/ ق 206/ب- 207/أ]. 120 - محمَّد بن العباس بن الوليد بن صالح بن عمر العباسي.

121 - محمَّد بن العباس بن الحسن أبو النمر الغسّاني الخشاب: حدّث عن حاجب بن أركين، وعنه مكي بن محمَّد وابن الحيان. [تاريخ دمشق: 15/ق 248/أ- ب]. 122 - محمَّد بن عبد الله بن أحمد بن خالد أبو بكر السامري الفقيه الحافظ: حدّث عن البغوي وابن أبي داود. قال الخطيب: روى عنه تمام وذكر أنه كان حافظًا. [تاريخ بغداد: 5/ 460، تاريخ دمشق: 15/ 251/ب]. 123 - محمَّد بن عبد الله بن أحمد بن سليمان بن زَبْر أبو سليمان الربعي: حدّث عن أبيه والبغوي وابن أبي داود، وعنه الميداني وعبد الغني بن سعيد. قال الكتاني: جمع الجموع الكثيرة، وكان ثقةً نبيلًا مأمونًا. وقال ابن ماكولا: حافظ ثقة نبيل. وُلِد في ذي الحجة سنة (298) وتوفي في جمادى الأولى سنة (379). [الإِكمال: 4/ 163، تاريخ دمشق: 15/ق252/أ- ب، النبلاء: 16/ 440 - 441، التذكرة: 3/ 996 - 997، العبر: 3/ 12]. 124 - محمَّد بن عبد الله بن جُبلة بن عبد الله بن عبد الرحمن أبو بكر المقري المُضَري البغدادي الطرسوسي: حدّث عن يوسف بن سعيد وأحمد بن سنان- قال الحافظ: والظاهر أنه لم يلقهما. وعنه ابن أبي نصر وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. قال الكتاني: فيه نظرٌ. كان حيًّا سنة (340). [تاريخ بغداد: 5/ 452، تاريخ دمشق: 15/ ق 257/أ- ب، الميزان: 3/ 605، لسانه: 5/ 227].

125 - محمَّد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جنيد أبو الحسين الرازي والد تمام: حدّث عن ابن الضريس والحسن بن سفيان، وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر وعقيل بن عبدان. قال الكتاني: كان ثقة نبيلًا مصنفًا. وقال ابن عساكر: أحد المكثرين المصنفين الثقات. توفي سنة (347). [تاريخ دمشق: 15/ ق 257/ ب -258/ ب، النبلاء: 16/ 17 - 18، التذكرة: 3/ 897 - 598، العبر: 2/ 277]. 126 - محمد بن عبد الله بن الحسين بن محمد بن جمعة: حدّث عن جده. [تاريخ دمشق: 15/ ق 259/أ]. 127 - محمَّد بن عبد الله بن حماد أبي مالك بن مالك بن بسطام بن درهم أبو مالك الأشجعي: سمع منه سنة (338). حدث عن أبيه، وعنه والد تمام وذكر أن وفاته سنة (339). [تاريخ دمشق: 15/ ق 260/ أ]. 128 - محمَّد بن عبد الله بن أبي دُجانة عمرو النصري، أبو زرعة الصغير: حدّث عن الحسين بن محمد بن جمعة وإبراهيم بن دُحيم، وعنه أبو علي بن مهنّا. وصفه الذهبي بـ"الإِمام المحدّث" وقال: توفي قبل (360)، علّقناه استطرادًا. أهـ. [النبلاء: 17/ 50، التذكرة: 3/ 1001].

129 - محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن عبيد الله بن همام أبو الفضل الشيباني الحافظ: حدّث عن البغوي وابن جرير، وعنه أبو نصر بن الجبان وأبو الحسن العتيقي. كذّبه الدارقطني والأزهري، واتهمه حمزة بن محمَّد وغيره بالوضع. توفي في ربيع الآخر سنة (387) وله تسعون سنة. [تاريخ بغداد: 5/ 466 - 468، تاريخ دمشق: 15/ق 276/ب- 278/أ، الميزان: 3/ 607 - 608، لسانه: 5/ 231 - 232]. 130 - محمَّد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث أبو الفضل الرملي. 131 - محمَّد بن عبد العزيز بن حسنون أبو طاهر الاسكندراني الفقيه الشافعي: حدث عن جعفر الفريابي وصالح بن شعيب، وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر والميداني. قال الكتاني: لم أسمع فيه شيئًا. توفي في رجب (359). [تاريخ دمشق: 15/ ق311/ أ]. 132 - محمَّد بن عبد الوهاب بن أبي ذر أبو عمر البغدادي القاضي الضرير: حدّث عن جعفر الفريابي وإبراهيم بن شريك الكوفي. [تاريخ بغداد: 2/ 382، تاريخ دمشق: 15/ ق321/ ب]. 133 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن الحكم أبو الحسين -ويقال: أبو سعد- القرشي: حدّث عن أبيه وعن العباس بن الفضل السامري، وعنه والد تمام وموحد بن إسحاق.

قال الذهبي: أتى بحديثين موضوعين فافتضح. وذكرهما الحافظ. [تاريخ دمشق: 15/ ق 324/ ب- 325/ أ، الميزان: 3/ 638، لسانه: 5/ 275 - 276]. 134 - محمَّد بن علي بن الحسن بن سليمان أبو بكر الشرابي ابن الرماني البغدادي: حدّث عن الفريابي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر وأبو محمَّد ابن النحاس. قال الخطيب: أحاديثه مستقيمة. وقال أبو الفتح بن مسرور: فيه بعض اللين. وقال الكتاني: لم أسمع فيه شيئًا. وقال الذهبي: ليس بثقةٍ. واتّهمه. توفي سنة (352). [تاريخ بغداد: 3/ 84، تاريخ دمشق: 15/ ق350/أ، الميزان: 3/ 653، لسانه: 5/ 296]. 135 - محمَّد بن علي بن الحسن بن وهيب أبو بكر العَطُوفي: سمع منه سنة (343). حدّث عن الفريابي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر وابن مندة. قال الخطيب: كان صدوقًا. [تاريخ بغداد: 3/ 79، تاريخ دمشق: 15/ ق 349/ب -350/أ، الأنساب: 9/ 328 - 329، اللباب: 2/ 346]. 136 - محمَّد بن عمر بن أيوب العدل أبو بكر الرملي: سمع منه بالرملة. 137 - محمَّد بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء أبو بكر الزبيدي الحمصي (ابن زبريق):

سمع منه (339). حدّث عن أبيه، وعنه والد تمام. [تاريخ دمشق: 15/ ق 407/ب- 408/أ]. 138 - محمد بن عيسى بن أحمد بن عبيد الله بن عمر أبو عمر القزويني الحافظ: سمع منه في ذي الحجة (339). حدث عن النسائي وابن الضريس، وعنه أبو محمد بن النحاس ومنير بن أحمد. وثقه تمّام. وقال الذهبي: الشيخ الإِمام الحافظ الثقة. [تاريخ دمشق: 15/ ق 424/ أ، النبلاء: 16/ 580، التذكرة: 3/ 890 - 891]. 139 - محمد بن عيسى بن عبد الكريم بن حبيش بن مطر أبو بكر التميمي الطرسوسي: حدّث عن البغوي وابن رزقويه، وعنه الميداني وابن جميع. كان حيًّا سنة (359). [تاريخ بغداد: 2/ 405، تاريخ دمشق: 15/ ق 424/ ب- 425/أ]. 140 - محمَّد بن محمَّد بن عبد الحميد بن خالد أبو علي الفَزَاري القاضي: حدّث عن محمَّد بن يزيد بن عبد الصمد وأحمد بن أنس بن مالك، وعنه الميداني وعبد الوهاب الكلابي. قال الكتاني: كان ثقة مأمونًا. توفي في جمادى الآخرة سنة (357). [تاريخ دمشق: 15/ ق 457/ ب-458/أ]. 141 - محمد بن محمد بن عمير بن أحمد بن سعيد أبو بكر الجُهني:

حدث عن عبد الرحمن بن القاسم بن الروّاس وأبي قصي العذري، وعنه والد تمام. [تاريخ دمشق: 15/ ق460/ ب]. 142 - محمَّد بن موسى بن إبراهيم القرشي. 143 - محمَّد بن موسى بن الحسين أبو العباس السمسار: حدّث عن محمَّد بن خريم وابن جوصا، وعنه محمَّد بن عوف المزني ومكي بن الغمر. قال الكتاني: كان ثقة نبيلًا حافظًا. توفي في رمضان (363). [تاريخ دمشق: 16/ ق 19/ أ- ب، النبلاء: 16/ 325، التذكرة: 3/ 984، العبر: 2/ 331]. 144 - محمد بن النعمان بن نصير بن النعمان بن يحيى بن مالك أبو بكر العبسي إمام جامع صُور: سمع منه سنة (347). حدّث عن محمَّد بن عبدوس الصوري وجعفر بن محمَّد الهمداني، وعنه ابن مندة وشهاب بن محمَّد الصوري. [تاريخ دمشق: 16/ ق 31/ب- 32/أ]. 145 - محمَّد بن هارون بن شعيب بن عبد الله بن ثمامة أبو علي الأنصاري: حدّث عن زكريا خياط السنة وبكر بن سهل الدمياطي، وعنه ابن مندة وابن أبي نصر. قال الكتاني: كان يُتهم، مات سنة (353). وكانت ولادته سنة (266). [الميزان: 4/ 57، لسانه: 5/ 411].

146 - محمد بن هارون بن عبد الرحمن القيني. 147 - محمَّد بن هاشم أبو الحسين الورّاق. 148 - محمَّد بن هِمْيان بن محمَّد بن عبد الحميد بن زيد أبو الحسين القيسي البغدادي (ابن زنبيلويه): سمع منه سنة (340). حدّث عن الحسن بن عرفة وعلي بن مسلم الطوسي، وعنه عبد الله بن الحسن ابن المطبوع. قال الكتاني: تكلّموا فيه. توفي في ربيع الأول سنة (341). [تاريخ بغداد: 3/ 371، الميزان: 4/ 58، لسانه: 5/ 416]. 149 - محمَّد بن يحيى بن أيوب بن أبي عقال أبو الحسين. 150 - محمَّد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي: حدّث عن محمَّد بن عبد الحميد الفرغاني. [تاريخ دمشق: 16/ ق75/أ]. 151 - مُزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبّاد أبو الحسن البصري العطّار: سمع منه سنة (339). حدّث عن الغلّابي والحسين بن حميد بن الربيع، وعنه والد تمام وأبو عبد الله ابن أبي الخطّاب. [تاريخ دمشق: 16/ق 203/ب].

152 - المسافر بن أحمد بن جعفر أبو المعافى البغدادي خطيب تِنْيِّس: حدّث عن أبي عمر القتات والفريابي، وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر. [تاريخ بغداد: 13/ 231، تاريخ دمشق: 16/ق 204/ ب]. 153 - المظفر بن حاجب بن أركين بن مالك أبو القاسم الفرغاني: حدّث عن أبي يعلى والنسائي، وعنه علي بن موسى السمسار وعبد الوهاب بن عبد الله المزي. توفي سنة (363) أو (364). [تاريخ دمشق: 16/ ق 302/ ب - 303/ أ، العبر: 2/ 331]. 154 - نشبة بن حُندج بن الحسين بن عبد الله بن يزيد أبو الحارث المري: حدّث عن جده، وعنه والد تمام. [الإِكمال: 3/ 126، تاريخ دمشق: 17/ ق267/أ - ب]. 155 - نعمان بن جميل بن أحمد بن فضالة أبو قابوس اللَّخَمَي: حدث عن عم أبيه محمَّد بن فضالة، وعنه الميداني. كان حيًّا سنة (357). [تاريخ دمشق: 17/ق 298/ ب]. 156 - نوح بن إبراهيم النّصيبي. 157 - هارون بن محمَّد بن هارون بن أحمد أبو موسى الموصلي. 158 - هشام بن محمَّد بن جعفر بن هشام أبو عبد الملك الكندي (ابن بنت عَدبّس): سمع منه سنة (340).

4 - تلاميذه والآخذون عنه

159 - يحيى بن أحمد بن بسطام أبو مُضَر العبسي المقري: سمع منه سنة (338). حدث عن عمر بن مضر، وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر. [تاريخ دمشق: 18/ ق 9/ أ]. 160 - يحيى بن عبد الله بن الحارث أبو بكر القرشي العبدري (ابن الزجاج): حدّث عن أنس بن السلم ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وعنه ابن مندة وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. وثّقه تمام. [تاريخ دمشق: 18/ ق75/أ]. 161 - يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوّار أبو بكر المَيَانَجي الشافعي: حدّث عن زكريا الساجي وابن جرير الطبري، وعنه عبد الغني بن سعيد والميداني. قال الكتاني: حدّث عن جماعة فوق الأربعين، وكان ثقة نبيلًا. وقال أبو الوليد الباجي: مُحدِّثٌ مشهور، لا بأس به، توفي في شعبان سنة (375) وقد ناهز التسعين أو جاوزها. [النبلاء: 16/ 361 - 363، العبر: 2/ 371، طبقات السبكي: 3/ 488 - 489، الشذرات: 3/ 86]. 4 - تلاميذه والآخذون عنه: أَخَذَ الحديثَ عن هذا الإِمام جماعةٌ من كبار الحفاظ والمشايخ، وإليك أسماءهم مرتبة على حروف المعجم- والله الموفق:

1 - أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن أبو الحسين الطرائفي. 2 - أحمد بن محمَّد بن أحمد أبو الحسن العتيقي. 3 - ثابت بن يوسف بن الحسن المورتاني. 4 - الحسن بن علي أبو محمد اللبّاد. 5 - الحسن بن علي بن إبراهيم أبو علي الأهوازي. 6 - الحسين بن محمَّد بن إبراهيم أبو القاسم الحنّائي. 7 - عبد العزيز بن أحمد الكتاني- راويته. 8 - عبد الوهاب بن جعفر الميداني- من أقرانه. 9 - عبد الوهاب بن الحسن الكلابي- من مشايخه. 10 - عبد الوهاب بن عبد العزيز المطرّز الورّاق. 11 - علي بن الحسين بن صدقة السوائي. 12 - علي بن محمَّد بن شجاع بن أبي الهول. 13 - غازي بن الحسن بن أحمد الحارثي. 14 - قريش بن الحسن أبو صالح الجوني. 15 - لاحق بن محمَّد بن أحمد أبو الحسن المالكي. 16 - محمَّد بن إبراهيم بن محمَّد بن عبد الله بن حذيم. 17 - محمَّد بن علي بن محمَّد المطرّز. 18 - محمَّد بن علي السروجي. 19 - وهيب بن حامد بن إبراهيم أبو الرضا.

5 - تصانيفه

5 - تصانيفه: ترك تمام بعض المؤلفات المفيدة، وهي: 1 - فوائد الحديث (¬1) -وهو أشهر كتبه، أثنى عليه الذهبي بقوله: خَرّج "الفوائدَ" في مجلَّدةٍ انتقاءَ مَنْ يدري الحديثَ. 2 - جزء فيه إسلام زيد بن حارثة وغيره: مخطوط في الظاهرية (مجموع 27، ق2 - 10). 3 - حديث أبي العُشَراء الدارمي. طبعته دار البصائر (سنة 1404) بتحقيق بسّام الجابي. 4 - مُسنَد المُقلِّين من الأمراء والسلاطين. طبعته الدار السلفية بالكويت بتحقيق صبحي السامرائي، وهي طبعة سقيمة. 5 - أخبار الرهبان: نقل عنه ابن رجب في أهوال القبور (ص 120) والسيوطي في "شرح الصدور" (ص 235)، وذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون" (1/ 27). 6 - "كتاب من روى عن الشافعي: ذكره ابن حجر في "الإِصابة" (¬2). 7 - جزء فيه أخبار وحكايات عن أبي بكر محمد بن سليمان الربعي: الظاهرية (مجموع: 71، ق: 125 - 144). وله كلامٌ مفيد في تعديل الرواة (¬3). 6 - ثناء أهل العلم عليه: قال عبد العزيز الكتاني: كان ثقة مأمونًا حافظًا لم أَرَ أحفظ منه في حديث الشاميين. وقال أبو علي الأهوازي: ما رأيت مثل تمام في معناه، كان ¬

_ (¬1) وسيأتي وصف نسخه بالتفصيل في الفصل الثالث. (¬2) نقلًا عن تاريخ التراث لسزكين (1/ 468). (¬3) انظر تراجم مشايخه (الأرقام: 26، 68، 77، 122، 138، 160).

7 - وفاته

عالمًا بالحديث ومعرفة الرجال. وقال أبو بكر الحدّاد: ما لقينا مثله في الحفظ والخبرة (أو: الخير). وقال عنه الذهبي: الإِمام الحافظ، المفيد الصادق، مُحدِّث الشام. 7 - وفاته: قال تلميذه الكتاني: توفي شيخنا وأستاذنا أبو القاسم تمام بن محمَّد -رحمه الله- لثلاثٍ خلون من مُحرم سنة (414). أهـ. وقد جاوز الثمانين، رحمه الله رحمةً واسعة. 8 - مصادر ترجمته: 1 - تاريخ دمشق لابن عساكر (3/ ق 262/ أ- 263/ أ). 2 - تهذيبه لابن بدران (3/ 345 - 346). 3 - تذكرة الحفاظ (3/ 1056 - 1057). 4 - العبر (3/ 115). 5 - سير أعلام النبلاء (17/ 289 - 291) والثلاثة للذهبي. 6 - طبقات الحفاظ للسيوطي (ص 413). 7 - شذرات الذهب لابن العماد (3/ 200). 8 - هدية العارفين لإِسماعيل باشا (1/ 245). 9 - الرسالة المستطرفة للكتاني (ص 94 - 95). 15 - الأعلام للزركلي (2/ 87). 11 - معجم المؤلفين لكحالة (3/ 93). 12 - تاريخ التراث العربي لسزكين (1/ 467 - 468).

الفصل الثاني: في التعريف بكتب الفوائد الحديثية

الفصل الثاني: في التعريف بكتب "الفوائد" الحديثية الفوائد جمع فائدة، وهي في اللغة: "ما استفدتَ من علم أو مال" كذا قال الجوهري (¬1). أما عند المُحدِّثين فهي: الكتب التي تجمع غرائب أحاديث الشيوخ ومفاريد مروياتهم، وتشتمل على الصحيح والضعيف وهو الغالب على الغرائب، وهي نوعان: الأول: ما جَمعَ غرائبَ الأحاديث عامةً كفوائد تمام وفوائد أبي بكر الشافعي. والثاني. ما اقتصر على غرائب أحاديث شيخٍ معيّن، كفوائد ابن قانع لابن شاذان، وفوائد الإِخميمي لعبد الغني بن سعيد، والله أعلم. وإليك طائفةً من مشهور كتب الفوائد: 1 - فوائد أبي بكر الشافعي (المتوفى: 354) المسماة بـ"الغيلانيات". 2 - فوائد سَمْوَيه أبي بشر إسماعيل بن عبد الله العبدي (المتوفي: 267). 3 - فوائد أبي عمرو عبد الوهاب بن مَنْدة (المتوفى: 475). ¬

_ (¬1) الصحاح (2/ 521).

4 - فوائد ابن بشكوال (المتوفى: 578). 5 - فوائد أبي بكر النجاد (المتوفى: 348). 6 - فوائد ابن البطر (المتوفى: 494). 7 - فوائد خيثمة (المتوفى: 343). 8 - فوائد الذهلي (المتوفى: 367). 9 - فوائد ابن شاهين (المتوفى: 385). 10 - فوائد حسان لأبي طاهر السِّلَفي (المتوفى: 576). وغيرها كثير.

الفصل الثالث: في وصف النسخ الخطية لـ فوائد تمام

الفصل الثالث: في وصف النسخ الخطية لـ"فوائد تمام" اعتمدت في ترتيب الكَتاب على خمس نُسخٍ خطيّة من "الفوائد"، وإليك وصفًا موجزًا لكلٍّ منها: 1 - نسخة لايدن (الأصل): وهي محفوظة فيها برقم (1733) وتتكون من (15) جزءًا، وعدد أوراقها (204) ورقة، في كل صحيفة (22) سطرًا، وناسخها هو الحافظ أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنصاري المعروف بابن الأنماطي، وتاريخ نسخها في ذي القعدة سنة (595) بدمشق. وخطها نسخي متقن. إسنادها: سمع هذه النسخة ابن الأنماطي -ناسخها- من شيخه أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر القرشي الخشوعي، وهو: من أبي محمَّد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس السلمي، وهو من عبد العزيز بن أحمد بن محمَّد الكتاني تلميذ تمام. وهذا تعريف موجز برواة النسخة: 1 - عبد العزيز بن أحمد الكتاني: حدّث عن تمام وصدقة بن الدلم، وعنه الخطيب وعبد الكريم بن حمزة. قال ابن ماكولا: مكثر متقن. وقال الخطيب: ثقة أمين. وقال الأكفاني:

كان كثير التلاوة، صدوقًا، سليم المذهب. توفي في جمادى الآخرة لسنة (466) وكان مولده سنة (389). له ترجمة في: الإِكمال (7/ 187)، تاريخ ابن عساكر (10/ ق 173/ ب- 174/ ب) سير النبلاء (18/ 248 - 249) وغيرها. 2 - عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي الدمشقي: حدّث عن الخطيب والكتاني، وعنه الخشوعي وابن عساكر. قال ابن عساكر: كان شيخًا ثقة، مستورًا سهلًا. توفي في ذي القعدة سنة (526). له ترجمة في: تاريخ دمشق (10/ ق 213/ ب- 214/ أ) النبلاء (19/ 600)، العبر (4/ 69). 3 - أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخُشُوعي الأنماطي: حدّث عن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة، وعنه عبد القادر الرهاوي والأنماطي. قال القوصي: كان أعلاهم إسنادًا مع تواضع وافر، ودين ظاهر. وقال ابن نقطة: سماعاته وإجازاته صحيحة. توفي في صفر سنة (598) وكان مولده سنة (510). له ترجمة في: النبلاء (21/ 355 - 358) العبر (4/ 302) البداية (13/ 32). 4 - أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنصاري (ابن الأنماطي): حدّث عن أبي عبد الله الأرتاحي والخشوعي، وعنه البرزالي والمنذري: قال ابن الحاجب: كان ثقة حافظًا مُبرّزًا، فصيحًا، واسعَ الرواية. وقال ابن النجار: كان عديمَ النظير في وقته. ونسخَ كثيرًا من كتب الحديث،

ومنها هذه النسخة. توفي في رجب سنة (619) وكان مولده سنة (570). له ترجمة في: النبلاء (22/ 173 - 174) العبر (5/ 76) البداية (13/ 96). وقد اتّخذت هذه النسخة أصلًا لنفاستها التي تكمن في أمور: الأول: أنّها منقولة من أصل تمام نفسه، ففي آخر كل جزءٍ منها كتب ابن الأنماطي ما صورته: (نقلته عن أصل تمام الرازي بخطّه، وهو الآن في ملك صاحبنا أبي القاسم الخضر بن عبدان جزاه الله خيرًا) أهـ. وكتب أيضًا: (نقلته من أصل تمام الرازي، وعارضته به فصحّ والحمد لله). الثاني: أنها نسخة قد تداولتها أيدي الحفاظ الكبار، وذلك مما يزيدها ثقة وأصالة، فعلى غلاف الكتاب سماعات لكثير من الحفاظ والمحدثين، فقد قرأها الحافظ الزيلعي صاحب "نصب الراية"، وسمعها أيضًا الحافظ السخاوي تلميذ ابن حجر، وقد كتب الأوّل على غلاف الجزء الأول: (أنهاه مطالعة عبد الله بن يوسف بن محمَّد الزيلعي الحنفي غفر الله ذنوبه)، وكتب الثاني: (فرغه سماعًا والأجزاء (14) بعده أبو الخير محمَّد بن عبد الرحمن السخاوي سنة 891). وقُرئت على الحافظ الشهير الفخر ابن البخاري، وعلى الحافظ الإِمام أبي القاسم عبد الصمد بن محمَّد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني. الثالث: أن أحد الفُضلاء قامَ بنقل تعليقات الحافظ المنذري الحديثية على نسخته من "الفوائد" إلى هذه النسخة، فعلى الغلاف ما صورته. (كلُّ حاشيةٍ بخطِّي في هذه الفوائد عليها ماصورته "م" نقلتُها من خط الحافظ أبي محمَّد عبد العظيم بن عبد القوي المُنذري من نسخةٍ بخطّه -رضي الله عنه-) أهـ، وقد ذكرتُ هذه التعليقات النافعة عقب الأحاديث مباشرة.

2 - نسخة الظاهرية (ظ)

2 - نسخة الظاهرية (ظ): وهي محفوظة منها برقم (مجموع: 100) وتتكون من ثلاثين جزءًا -كل جزئين منها يعادلان جزءًا واحدًا من النسخة السابقة- وتقع في (283) ورقة في كل ورقة (17) سطرًا. وناسخها هو الحافظ الكبير عبد الغني المقدسي، وتاريخ النسخ يعود إلى سنة (572)، وخطّه -رحمه الله- معروف بحُسنه وجودته. إسنادها: سمع هذه النسخة عبد الغني المقدسي -ناسخُها- من شيخه عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر الدمشقي، وهو من الشريف النسيب أبي القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني، وهو من الكتّاني. وهذا تعريفٌ مُوجز برواة النسخة- سوى من تقدّم: 1 - الشريف علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني: حدّث عن الخطيب وأبي القاسم الحِنّائي والكتاني، وعنه الأكفاني وأبو المعالي بن صابر. قال ابن عساكر: كان ثقةً مُكثرًا، له أصول بخطوط الورّاقين. وُلد سنة (424) وتوفي في ربيع الآخر سنة (508). له ترجمة في: تاريخ دمشق (11/ ق 430/ ب- 431/ ب)، النبلاء: (19/ 358 - 360)، العبر (4/ 17). 2 - عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر (ابن سيّده): حدّث عن الشريف النسيب وأبي طاهر الحنائي، وعنه عبد الغني والموفّق. وقال ابن صصرى: باع كتب أبيه وعمه بثمنٍ بخسٍ، وأعرض في وسط عمره عن الخير، ثم أقلع. وُلِد سنة (499) وتوفي في رجب (576).

3 - نسخة الظاهرية (ر)

له ترجمة في: النبلاء (21/ 93)، العبر (4/ 229)، الشذرات (4/ 256). 3 - الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي: حدّث عن ابن صابر والسِّلَفي، وعنه الضياء والمُوفّق. سيرته ملأى بالثناء العاطر والذكر الحسن الذي لا يتسع المقام لذكره، وقد جمع ذلك الضياء في سيرته. توفي في ربيع الأول سنة (600) وكان مولده سنة (541). له ترجمة في: النبلاء (21/ 443 - 471)، العبر (4/ 313)، ذيل الطبقات لابن رجب (2/ 5 - 34) وغيرها. وهذه النسخة تأتي بعد نسخة (لايدن) في النفاسة والدقة، وفي كثير من الأحيان تتفوق عليها في تصويب الخطأ، ولا عجيب فناسخها من علمت. 3 - نسخة الظاهرية (ر) (¬1): محفوظة فيها تحت (حديث: 339) وتتكون من (15) جزءًا، وتقع في (270) ورقة، وفي كل ورقة (20) سطرًا، وهي أقدم النسخ، فتاريخ نسخها يعود إلى سنة (525). وناسخها هو محمد بن حمزة بن محمَّد بن أبي الصقر، وخطها نسخي مقروء قليل الإِعجام. إسنادها: هي من رواية ابن أبي الصقر -ناسخها- عن شيخه عبد الكريم بن ¬

_ (¬1) وقد كان الفضل في الحصول على هذه النسخ الثلاث -بعد الله عَزَّ وَجَلَّ- للأخ الأديب الدكتور/ عبد الرحمن العثيمين -حفظه الله- المدير السابق لمركز البحث العلمي إحياء التراث الإِسلامي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، فجزاه الله خيرًا على جميل صنيعه.

4 - نسخة تشستربتي (ش)

حمزة بن الخضر السلمي عن الكتاني، وقد تقدم التعريف بالأخيرين، وإليك ترجمة موجزة لابن أبي الصقر: حدّث عن هبة الله بن الأكفاني وهبة الله ابن الطبري، وعنه الضياء والرهاوي. قال الذهبي. محدث ثقة مفيد، كتب الكثير وأفاد. توفي سنة (580) وكان مولده سنة (499) له ترجمة في: النبلاء (21/ 109)، العبر (4/ 239)، الشذرات (4/ 268). 4 - نسخة تشستربتي (ش): محفوظة فيها برقم (3445) وتتكون من (15) جزءًا، وتقع في (120) ورقة، في كل ورقة (29) سطرًا، وهي أحدث النسخ فقد نسخت في ذي القعدة سنة (887) وناسخها هو الحسن بن الحسن بن علي بن الحسن الأزهري الشافعي، وهي منقولة عن نسخة منقولة عن نسخة الحافظ المنذري، وهي مطابقة تقريبًا لنسخة الأصل، إلا أنها كثيرة التحريف والسقط، لذا لم أعبأ كثيرًا بمخالفاتها للنسخ الأخرى، وهي من رواية أبي طاهر الخُشوعي بالسند المتقدم في نسخة الأصل. 5 - النسخة المفرّقة (ف): حصلت على بعض الأجزاء المتفرقة من الكتاب وهي (3، 5، 6، 8، 26) في المجموع (95) المحفوظ في المكتبة الظاهرية.

الفصل الرابع: في منهج الكتاب

الفصل الرابع: في منهج الكتاب أولًا- الترتيب: بعد انتهائي من نسخ الأصل (نسخة لايدن) ومقابلته بالأصول الأخرى مقابلة دقيقةً، وذكر الفوارق المهمة بين كلٍّ منها، قمتُ بترتيب الأحاديث على أبواب الفقه، وحاولت أن أوافق في التبويب والترتيب تبويبات الجوامع الحديثية المشهورة (الكُتب الستة وغيرها)، فإن اختلف أصحاب هذه الجوامع في التبويب اخترت الأسهل الأيسر المتبادِر للذهن حتى يقع الطالب على طلبته في أسرع وقت. وقد تقدّم أن نسخة الأصل قد احتوت على تعليقات نفيسة للحافظ المنذري، وقد ذكرتُها عقب الأحاديث بين هلالين هكذا: قال المنذري: (...). كما وضعت للكتاب بعض الفهارس الفنيّة المساعدة: 1 - فهرس بأطراف الأحاديث. 2 - فهرس بأطراف الآثار. 3 - فهرس بالنسخ الحديثية التي أوردها تمام في فوائده. 4 - فهرس بمسانيد الصحابة، مع ذكر مرويات كل صحابي على حِدة.

ثانيا- التخريج

وبذا يكون الكتاب مرتبًا بثلاثة طرق: الترتيب الموضوعي (أبواب الفقه)، الترتيب الهجائي للأحاديث، وترتيب المسانيد. ثانيًا- التخريج: وقد أتبعتُ كلّ حديثٍ بتخريجه، وبدأت بالمتابعات التامّة فالقاصرة، وثنّيت بذكر شواهد الحديث إذا كان المقام يقتضي ذكرها. وتكلّمت على هذه الطرق صحة وضعفًا، وذكرتُ أقوال أهل العلم فيها، وأطلت النفس في تخريج الأحاديث التي كانت محل خلاف بين نُقّاد الحديث وحفاظه ليكون الناظر في ذلك على بينة من أمر هذه الأحاديث دون حاجة إلى إحالته إلى كتب أخرى قد تزيده حيرةً واضطرابًا. كما اهتممت بذكر عزو الحفاظ للحديث إلى تمَّام في كتبهم، وذلك مما يزيد الثقة في النسخ التي اعتمدت عليها. هذا جهد المُقِل في خدمة هذا السفر الحديثي المنيف، واللهُ المسؤول أن ينفع به ويجعله خالصًا لوجهه وابتغاء مرضاته، إنّه على كل شيء قدير، وبالإِجابة جدير. وكتب حامدًا مصليًّا مسلّمًا أبو سليمان جاسم بن سليمان بن حمد الفهيد الدوسري -غفر الله له ولوالديه ولسائر المسلمين- ليلة الخميس لإِحدى عشرة ليلة بقين من شعبان سنة سبع وأربعمائة وألف لهجرة من له العز والشرف -عليه أفضل الصلاة والتسليم.

صور المخطوطات

صور المخطوطات غلاف الأصل وعليه خطوط العلماء

الورقة الأولى من الأصل

الورقة الأخيرة من الأصل

غلاف النسخة (ظ) الصفحة الأخيرة من النسخة (ظ)

غلاف النسخة (ر) الصحة الأخيرة من النسخة (ر)

غلاف النسخة (ش) الصفحة الأخيرة من النسخة (ش)

غلاف أحد أجزاء النسخة (ف)

(1) كتاب الإيمان

(1) "كتاب الإِيمان"

1 - باب: فضل التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله.

1 - باب: فضلِ التوحيد وشهادةِ أن لا إله إلا الله. 1 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأَذْرَعي قراءةً عليه: نا أبو عمرو عثمان بن خُرَّزاذ: نا عفان -وهو: ابن مسلم-: نا عبد الواحد -يعني: ابن زياد-: نا الحسن بن عُبيد الله: نا زيدُ بن وَهب قال: سمعتُ أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ ماتَ لا يُشركُ بالله شيئًا دخل الجنة". قلتُ: يا رسول الله! وإنْ سرق؟ وإن زنى؟!. قال: "وإن سرق وإن زنى". أعادها مرتين أو ثلاثًا. قال: "وإن سرق وإن زنى، وإنْ رَغِمَ أَنْفُ أبي الدرداء". أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1124) من طريق قتيبة بن سعيد عن عبد الواحد به. وأخرجه البزار (كشف الأستار: 5) من طريق موسى بن إسماعيل والمغيرة بن سلمة عن عبد الواحد به. وقال البزار: "وهذا قد رُوي عن أبي ذر وأبي الدرداء، وهذا أحسنُ أسانيد أبي الدرداء؛ لأن الحسن كوفيٌّ مشهورٌ، وزيد ثقةً". أهـ. قلت: إسناده صحيح، ولم ينفرد به الحسن، فقد تابعه عيسى بن عبد الله بن مالك عند النسائي (1125) والطبراني في الكبير والأوسط (مجمع البحرين: 1/ ق4/ ب- نسخة أحمد الثالث)، لكنه مجهول كما قال ابن المديني.

وأخرجه أحمد (6/ 442) بزيادة من طريق ابن لَهيعة عن واهب بن عبد الله عن أبي الدرداء بلفظ: "من قال: لا إله إلاَّ الله ... " الحديث، وابن لهيعة مختلط مدلس وقد عنعن. وأخرجه النسائي (1126) من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي الدرداء، وسنده جيد. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 398) من طريق الهيثم بن حكيم عن أبي الدرداء مقتصرًا على الفصل الأول من الحديث، والهيثم لم أقف على ترجمته. وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 5/ ب) من طريق عبد الله بن عرادة السدوسي عن محمَّد بن الزبير الحنظلي عن رجاء بن حيوة عن أم الدرداء عنه. قال الطبراني: لم يروه عن رجاء إلا محمَّد بن الزبير، ولا عنه إلا عبد الله. أهـ. قلت: ابن الزبير متروك، وابن عرادة ضعيف كما في التقريب. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 16): "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط، وإسناد أحمد أصح، وفيه ابن لهيعة، وقد احتجّ به غير واحد" أهـ. قلت: قد علمت أنّ إسنادَ البزّار أصحُّ من غيره. والحديث أخرجه مسدَّد في مسنده، وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (1/ ق5/ ب): "رجاله ثقات". وللحديث شاهد من حديث أبي ذر عند البخاري (10/ 283) ومسلم (1/ 95)، وآخر من حديث سلمة بن نعيم الأشجعي أخرجه أحمد (4/ 260 و 5/ 285) وعبد بن حميد في "المنتخب" (389)، وقال الهيثمي (1/ 18): "ورجاله ثقات" أهـ. وصححه البوصيري في "مختصر الاتحاف" (1/ ق 11/ ب)، وهو كما قالا.

2 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعي: نا يوسف بن يزيد بن كامل القَراطيسي. نا العباس بن طالب: نا حماد بن زيد: نا أيوب عن حُمَيد بن هلال العَدَوي عن هِصَّان -يعني: ابن كاهل- عن عبد الرحمن بن سَمُرة عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معاذ! بَشِّرْ الناسَ أنَّ مَنْ قال: (لا إله إلَّا الله) مُخلِصًا بها دخل الجنة". قال: فقلت: أنتَ سمعته من معاذ؟. قال: أنا سمعته من معاذ يُحدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (5/ 229) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1136 - 1139) وابن ماجه (3796) وابن حبان (موارد- 5) والحاكم (1/ 6) من طرق عن حُميد بن هلال به بلفظ: "ما على الأرض نفسٌ تموت لا تشرك بالله شيئًا تشهدُ أنّي رسول الله، يرجع ذاكم إلى قلبٍ موقنٍ إلا غفر الله لها". وهِصَّان لم يوثقه غير ابن حبان، وأطلق الذهبي توثيقه في "الكاشف" (3/ 225)، وقال الحافظ في التقريب: "مقبول"، وباقي رجاله ثقات. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح، وقد تداوله الثقاتُ". وأقره الذهبي بقوله: "قلت: هِصَّان وثقه ابن حبان". قلت: ولفظُ المصنف بهذا الإِسناد مخالفٌ لرواية الثقات المتقدّمة، ففي إسناده العباس بن طالب، قال أبو زرعة: بَصريٌّ وقع إلى مصر، ليس بذاك. وقال أبو حاتم: روى حديثًا عن يزيد بن زريع فأنكره يحيى بن معين، ووهّى أمره قليلًا. (الجرح والتعديل: 6/ 216)، فهو إذًا صاحب مناكير. وقد وثّقه ابن حبان -لتساهله-، وذكر الحافظ ابن حجر في ترجمته من "اللسان" (3/ 30) جملةً من مناكيره، واتهمه بسرقة الحديث. والحديث أخرجه الخطيب في التاريخ (3/ 140) في ترجمة:

"محمَّد بن عنبس القزّاز" من حديث أنس عن معاذ بلفظ المصنف دون ذكر الإِخلاص، ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. 3 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج: نا محمَّد بن إبراهيم بن ميمون أبو عبد الله الرازي: نا محمَّد بن العلاء أبو كُريب: نا حسين بن علي الجُعْفي: نا زائدة بن قدامة عن عبد الله بن محمد بن عَقيل عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يُنادي في الناس: "من شَهِدَ أنّ لا إله إلا الله دخلَ الجنة". أخرجه أبو يعلى (المقصد العلي: 3) عن محمَّد بن المثنّى، والبزّار (كشف: 9) عن عمرو بن علي -وهو الفلاّس- كلاهما عن بَدَل بن المُحبِّر عن زائدة، إلا أنه قال: (عن ابن عمر عن عمر). وقال البزار عَقِبه: ولا نعلم روى [ابن] عَقيل عن ابن عمر إلا هذا، ولا رواه عنه إلا زائدة، وقد رواه حسين بن علي عن زائدة عن ابن عقيل عن جابر، فخالف بدلًا. أهـ. قلت: أخطأ فيه بدل، ففي سؤالات الحاكم للدارقطني (رقم: 291): "قلت: فبدل بن المحبر؟ قال: ضعيف، حدّث عن زائدة بحديث لم يُتابع عليه، حديث لعبد الله بن محمَّد بن عقيل عن ابن عمر عن عمر". أهـ. يعني: هذا الحديث، ولذا قال عنه الحافظ في التقريب: "ثقة ثبت إلا في حديثه عن زائدة". وقال الهيثمي في المجمع (1/ 16 - 17) بعد ما عزاه لأبي يعلى والبزار: "وفي إسناده عبد الله بن محمَّد بن عقيل، وهو ضعيف لسوء حفظه". أهـ. قلت: فيه خلاف معروف، ومنهم من يُحسّن حديثه. وفي إسناد المصنف محمَّد بن إبراهيم بن ميمون لم أر من ترجمه،

ولعله الذي ذكره الخطيب في تاريخه (1/ 399) باسم: "محمَّد بن إبراهيم بن ميمون أبي عبد الله" ولم يحك فيه شيئًا. 4 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمَّد [بن جعفر] (¬1) بن هشام بن عدبَّس الكِنْدي الكوفي قراءةً عليه [(ح)] (¬2) وحدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان ومحمد بن هارون بن عبد الرحمن القَيْني قالوا: نا أبو بكر محمد بن عمرو بن نصر بن الحجّاج في ربيع الآخر سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ ومائتين: نا أبي: عمرو بن نصر عن أبيه نصر بن الحجّاج: نا الأوزاعي عن الزهري: نا أنسُ بن مالك الأنصاري قال: بينا (¬3) نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هبطنا ثَنِيِّةً وراءَه (¬4)، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم - يسيرُ وحْدَه، فلما أسهلت به الطريق ضحِك وكَبَّر فكبَّرنا، ثم سار رَتْوةً (¬5) ثم ضحِك وكبّر فكبّرنا (¬6) لتكبيره، ثم سار رَتْوةً ثم ضحك فكبّرنا (¬7) لتكبيره، ثم أدركْتُه فقال القوم: كبّرنا لتكبيرك يا رسول الله ولا ندري مما ضحكتَ؟. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قادَ الناقةَ جبريلُ [صلى الله عليه وسلم] (¬8) فلمّا أسهلتْ التفتَ إليَّ فقال: ابشِرْ، ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ) و (ر). (¬2) من (ر). (¬3) في (ظ): (بينما). (¬4) في الأصول: (وراء) ولعلّ ما أثبته هو الصواب. (¬5) أي: خطوة. ووقع في تاريخ ابن عساكر والكنز: (ربوة) بالباء الموحدة. (¬6) في (ظ): (فكبّر فكبرنا)، وفي (ر): (فكبر وكبرنا). (¬7) كذا في الأصول وليس فيها (وكبّر). (¬8) من (ظ).

وبَشِّر أُمتكَ أنه من قال: (لا إله إلا الله) دخلَ الجنّةَ، وقد حرَّم الله عليه النارَ. فضَحِكتُ وكبَّرتُ". [قال أبو القاسم تَمَّام] (¬1): هذا حديثٌ غريبٌ من حديث الأوزاعي عن الزُّهري، وقد رواه معمر عن الزهري. ولم يُحدِّث به عن الأوزاعي إلا: محمَّد بن عمرو عن أبيه عن جده، ويُعرف بـ (ابن عمرون)، وله نسخة عن الأوزاعي، وقد حدَّث بها ابن جَوصا عنه. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/ 329/أ) في ترجمة (محمد بن عمرو بن نصر) من طريق محمد بن هارون بن شعيب عنه، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأبوه وجده ليس لهما ذكر. ولم ينفرد به نصر، فقد تابعه عند الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 6/ أ) عُقيل -بضم العين- بن خالد وهو ثقة ثبت، لكن الراوي عنه ابن أخيه سلَامة بن روح وقد أنكروا سماعه منه، وضعفه أبو زرعة وابن قانع، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال الطبراني: لم يروه عن الزهري، إلا عقيل، ولا عنه إلا سلامة، تفرّد به أبو الطاهر. أهـ. كذا قال وفاته متابعة نصر. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 23) بعد ما عزاه للطبراني: "وفيه سلامة بن روح، وقد ضعفه جماعة ووثقوه". أهـ. قلت: لم يوثقه غير ابن حبان. والحديث حسَّنه السيوطي في "الجامع الكبير" (كنز العمال: 1/ 46). ¬

_ (¬1) من (ظ).

2 - باب: ما هو الإيمان؟

2 - باب: ما هو الإِيمان؟ 5 - حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمَّد الطَبَرسْتاني: نا أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بطبرستان: نا عبّاد بن صهيب عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه. عن علي -رضي الله عنه - (¬1) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإِيمانُ معرفةٌ بالقلب، وإقرارٌ باللسان، وعملٌ بالأركان". عبّاد متروك تركه البخاري والنسائي وأبو حاتم، وقال ابن المديني: ذهب حديثه. (اللسان: 3/ 230 - 231)، وشيخ المصنف ذكره ابن عساكر في تاريخه (2/ق 94/ أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأشار السيوطي في "اللآليء المصنوعة" (1/ 35) إلى رواية تمام هذه. 6 - أخبرنا خيثمة بن سليمان ومزاحم بن عبد الوارث البصري قالا: نا الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز: نا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: نا علي بن موسى بن جعفر عن أبيه: موسى بن جعفر عن أبيه: جعفر بن محمَّد عن أبيه: محمَّد بن علي عن أبيه: علي بن الحسين عن أبيه: الحسين بن علي. عن أبيه (¬2) عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكر مثله. ¬

_ (¬1) في (ظ) (رضوان الله عليه). (¬2) ليس في (ظ) و (ر) و (ف): (عن أبيه).

7 - حدثنا أحمد بن محمَّد الطبرستاني: نا الحسن بن علي وأحمد بن عبد الله -وغيرهما من الطبريين- ومحمد بن أيوب الرازي وعلي بن الحسين الرازي ومحمد بن عبد الله الحضرمي (مُطَيِّن) قالوا: نا عبد السلام بن صالح الهروي: نا علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي: موسى بن جعفر ... فذكر مثله. أخرجه ابن ماجه (65) الآجري في "الشريعة" (ص 130 - 131) والبيهقي في "الشعب" (1/ 12) والخطيب في "التاريخ" (10/ 343 - 344 و11/ 47)، ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 128) والمزي في التهذيب (المصورة: 2/ 832) كلهم من طرقٍ عن عبد السلام به. وعبد السلام اتهمه ابن عدي وكذّبه العُقيلي وابن طاهر، وضعفه الجمهور ووثقه ابن معين، وقال الدارقطني -كما في ترجمته عند الخطيب (11/ 51) -: "روى عن جعفر بن محمَّد الحديث عن آبائه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (الإِيمان إقرارٌ بالقول وعملٌ بالجوارح) الحديث، وهو المتهم بوضعه، ولم يُحَدّث به إلا من سرقَه منه، فهو الابتداءُ في هذا الحديث" أهـ. واتهمه بوضع الحديث أيضًا ابن الجوزي وقال: "هذا حديث موضوع لم يقله رسول الله -صلى الله عليه وسلم -" أهـ. وقال البوصيري في الزوائد (1/ 12): "أبو الصلت هذا متفقٌ على ضعفه، واتهمه بعضهم" أهـ. وحكم الصغاني في "الدر الملتقط" (رقم: 65) بوضع الحديث، وقال الإِمام ابن القيم في "تهذيب السنن" (8/ 59): "هذا حديث موضوع ليس من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. 8 - حدثنا أحمد بن محمَّد الطبرستاني، نا الحسن بن علي التميمي: نا محمد بن صدقة العَنْبري: نا موسى بن جعفر عن أبيه: جعفر بن محمَّد ... فذكر بإسناده مثله.

أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 754) عن الحسن بن علي العدوي عن محمَّد بن صدقة العنبري ومحمد بن تميم النهشلي عن موسى به. والعدوي هذا هو شيخ الطبرستاني في إسناد المصنف، لكنه دلّس نسبته فجعلها "التميمي"، والعدوي قال عنه ابن عدي: "يضع الحديث ويسرق الحديث، ويلزقه على قومٍ آخرين، وُيحدِّث عن قومٍ لا يُعرفون، وهو متهم فيهم أن الله لم يخلقهم". أهـ. واتهمه ابن حبان، وتركه الدارقطني، وكذّبه الحسن بن علي البصري. (اللسان: 2/ 228 - 231). وقال ابن عدي عقب هذا الحديث: "وأما روايته عن محمَّد بن صدقة ومحمد بن تميم فإنهما مجهولان، فروى عنهما عن موسى بن جعفر والرضا، فإني لم أكتب هذا إلا عنه، ولم أسمع بأحدٍ روى هذا الحديث إلا من طريق علي بن موسى الرضا عن أبيه، فأما عن أبيه نفسه من غير حديث الرضا عنه فلم أسمع به، ولم يُحدث به غير العدوي" أهـ. قلت: وفي هذا دلالة على أن شيخ الطبرستاني هو العدوي المتهم. وقد أشار السيوطي في "اللآلىء" (1/ 35) إلى رواية تمام هذه. وبقيت لأبي الصلت متابعات، لكنها مسروقة منه: الأولى: أخرجها ابن عدي (2/ 754) عن العدوي عن الهيثم بن عبد الله عن علي بن موسى به، قال ابن عدي عقبة: "الهيثم مجهول". أهـ. والعدوي مرّ الكلام عليه. الثانية: أخرجها ابن عدي (1/ 201) عن محمَّد الجهني عن أحمد بن العباس بن مليح الصنعاني عن علي بن موسى به، وأحمد قال ابن عدي: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: كتبنا عنه بصنعاء، وكان يسكن عرقة، وكان يُحدِّث عن عبد الله بن نافع الصائغ. وكان يُضعِّفه جدًا. أهـ. الثالثة: أخرجها البيهقي في الشعب (1/ 12) من طريق عبد الله بن محمَّد بن المسيب البيهقي عن أبي الصلت ومحمد بن أسلم به. ومحمد هذا

ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح" (7/ 201) ونقل توثيقه عن أبيه وأبي زرعة، لكن البلاء من الراوي عنه، فإنني لم أر من ذكره. الرابعة: أخرجها الخطيب في التاريخ (1/ 255 - 256) - ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 128) - من طريق محمد بن سهل بن عامر البجلي عن علي بن موسى به. قال ابن الجوزي: محمد بن سهل مجهول. وقال السيوطي في "اللآلىء" (1/ 35): "ما رأيتُ له ترجمةً". الخامسة: أخرجها الخطيب (9/ 386) - ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 128) - من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن علي بن موسى به. وعبد الله قال الخطيب: روى عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه نسخةً. وقال أبو محمَّد البصري: لم يكن بالمرضي. وقال ابن الجوزي: روى عن أهل البيت نسخة باطلة. وقال الذهبي في الميزان (2/ 390): "عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة، ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه". السادسة: أخرجها ابن الجوزي (1/ 128) من طريق عبد الله بن عروة عن علي بن غُراب: ثنا علي به. وقال عَقِبه: "وأما علي بن غُراب، فقال السعدي: هو ساقط. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به" أهـ. قلت: لا داعي لتعصيب الجناية بعلي فقد وثقه ابن معين والدارقطني، وقال أحمد وأبو زرعة: صدوق. وإنما عابوا عليه تدليسه وتشيعه، والمتهم بهذا الحديث الراوي عنه فإنني لم أر من ترجمه. السابعة: أخرجها ابن الجوزي (1/ 128) من طريق علي بن محمَّد بن مهرويه عن داود بن سليمان بن وهب الضوي عن علي به.

وقال عَقِبه: "داود مجهول" أهـ. قلت: بل هو معروف لكن بالكذب، قال الذهبي في الميزان (2/ 8): "كذّبه يحيى بن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكُلِّ حالٍ فهو شيخٌ كذّاب له نسخة موضوعة عن الرضا، رواها على محمَّد بن مهرويه القزويني الصدوق عنه". الثامنة: أخرجها الشيرازي في "الألقاب" -كما في اللآلئ (1/ 35) - من طريق الحسن بن محمَّد بن علي بن موسى الرضا عن جده. وفي إسناده من لم أقف على ترجمته. التاسعة: أخرجها الصابوني في "المائتين" -كما في اللآلئ- من طريق محمَّد بن زياد السهمي عن علي به. والسهمي لم أقف على ترجمته. وقال الصابوني: هذا حديث غريب لم أكتبه إلا من حديث أهل البيت. العاشرة: أخرجها ابن السُّني في "كتاب الإِخوة والأخوات" -كما في اللآلئ (1/ 36) - من طريق عبد العزيز بن محمَّد بن الحسن بن زبالة عن عبد الله بن موسى عن أخيه علي به. وعبد العزيز قال ابن حبان في المجروحين (2/ 138): "يروي عن المدنيّين الثقات الأشياء الموضوعات المعضلات، كان ممن يُتصوّر له الشىء فيُعرض عليه وُيخيّل له فيُحدِّث به حتى بطل الاحتجاج بأخباره". الحادية عشرة: أخرجها ابن الأعرابي في معجمه -كما في "النُّكت الظراف" (7/ 366) - من طريق عبد الغني بن محمَّد بن الحسن عن عبد الله بن يحيى بن موسى عن علي به. ولم أرَ من ذكرهما. وقد تبيّن من هذه المتابعات أن الحديثَ مدارُه على الكذّابين والمجهولين، وكثرتُها مما يزيد الحديث وهنًا، وقد تُكلِّم في علي بن موسى بسبب هذه الأحاديث التي أُلصقت به، فقد قال ابن حبان في المجروحين

(2/ 106): "يروي عن أبيه العجائب ... كأنّه كان يهم ويخطىء"، ثم ذكر من جملة عجائبه هذا الحديث. وقال ابن طاهر: يأتي عن أبيه بعجائب. قال الذهبي في الميزان (3/ 158) مُعقِّبًا على كلام ابن طاهر: "قلت: إنما الشأن في ثبوت السند إليه، وإلا فالرجل قد كُذِبَ عليه ووُضِعَ عليه نسخةٌ سائرةٌ كما كُذِبَ على جده جعفر الصادق فروى عنه أبو الصلت الهروي -أحدُ المتهمين-، ولعلي بن مهدي القاضي عنه نسخة، ولأبي أحمد عامر بن سليمان الطائي عنه نسخةٌ كبيرةٌ، ولداود بن سليمان القزويني عنه نسخة" أهـ. وقال في "النبلاء" (9/ 388) عن مروياته: "ولا تكاد تَصِحُّ الطرقُ إليه" أهـ. وقال الحافظ في التقريب: "صدوقٌ والخللُ ممّن روى عنه". وللحديث شاهدان واهيان: أحدهما: عن أنس، أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 129)، وقال: "وهذا إسنادٌ ضعيف، وفيه مجاهيل". والآخر: عن عائشة، أخرجه الشيرازي في "الألقاب" -كما في اللآليء (1/ 36) - والديلمي في "مسند الفردوس" (زهر الفردوس: 1/ ق 359)، وفيه الحكم بن عبد الله الأيلي متروك كذّبه الجوزجاني وأبو حاتم، واتهمه أحمد، (الميزان: 1/ 572)، وفيه الحسن بن بشر بن القاسم لم أر من ترجمه. 9 - أخبرنا أبو جُحوش محمَّد بن أحمد بن أبي جُحوش الخُرَيْمي: نا محمَّد بن إسحاق السرّاج: نا أبو يحيى محمَّد بن عبد الرحيم: نا أبو المنذر إسماعيل بن عُمر: نا قُرَّة عن أبي جمرة نَصْر بن عمران الضُبَعي قال:

قلت لابن عباس: لي جَرَّةٌ ينبذُ لي فيها، فأشربه حُلْوًا؟. فقال (¬1) ابن عباس: قَدِمَ وفدُ عبد القيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مرحبًا بوفدِ غير الخزايا ولا النَّدامى". فقالوا: يا رسول الله! إنّ بيننا وبينك المشركين من مُضَر، وإنّا لا نصلُ إليك إلَّا في الأشهر الحُرُم، فحدِّثنا بأمرٍ إن عَمِلنا به دخلنا الجنّةَ، وندعو به مَنْ وراءَنا. فقال: "آمركم بثلاثٍ، وأنهاكم عن أربعٍ: آمركم بالإِيمان بالله، وهل تدرون ما الإِيمانُ بالله؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "شهادةُ أن لا إله إلَّا الله، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاة، وأن تُعطوا من المغانم الخُمُسَ. وأنهاكم عن أربع: لا تنتبذوا في الدّبَّاء (¬2) والنَّقير (¬3) والحَنْتَمِ (¬4) والمُزَفَّتْ" (¬5). إسناده جيّدٌ. وأبو يحيى هو الحافظ المعروف بـ (صاعقة). وأخرجه البخاري (8/ 84 - 85) ومسلم (1/ 48) من طرق عن قُرَّة -وهو ابن خالد- به. وأخرجاه من طرقٍ مختلفة عن أبي جمرة به، انظرها في "تحفة الأشراف" (5/ 260 - 261). ¬

_ (¬1) في (ظ): (قال). (¬2) القرع اليابس. (¬3) جذع ينقر وسطه. (¬4) فيه أقوال، أظهرها أنها جرار خُضْر (راجع شرح مسلم للنووي: 1/ 185). (¬5) المطليُّ بالقار.

3 - باب: قتال الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله

3 - باب: قتال الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلَّا الله 10 - أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن محمَّد بن الوليد المُرّي المقري: نا أبو القاسم أَخْطل بن الحَكم بن جابر القرشي: نا أبو عبد الله محمَّد بن يوسف الفِريابي: نا عبد الحميد بن بَهْرام: نا شَهْرُ بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْمِ. عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرتُ أن أقاتِلَ الناسَ حتى يُقيموا الصلاة، ويُؤتوا الزكاةُ، ويشهدوا أن لا إله إلا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعَصَموا دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّها، وحسابُهم على اللهِ -عَزَّ وجَلَّ-" (¬1). أخرجه ابن ماجه (72) عن شيخه محمَّد بن الأزهر عن الفريابي به، دون قوله: "فإذا فعلوا ذلك ... " إلى آخره. وشَهْر ليِّن الحديث، ومنهم من يُحسِّن حديثه. وقال البوصيري في الزوائد (1/ 13): "وهذا إسنادٌ حسنٌ". وأخرجه الإِمام أحمد (5/ 246) -ولفظه كلفظ المصنف- والطبراني في الكبير (20/ 63) والبزار (الكشف: 1653) والدارقطني في سننه (1/ 232 - 233) من طُرقٍ عن عبد الحميد به، وتابعه عبد الله بن أبي حسين عن شهر عند البزار (1654). وقال الهيثمي في المجمع (5/ 273): "وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد يُحسَّن حديثُه". ¬

_ (¬1) ليس في (ف): (عَزَّ وَجَلَّ).

11 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعي: نا عبد الله بن جَعْفر: نا عفّان: نا عبد الرحمن بن إبراهيم: نا العلاء عن أبيه. عن أبي هريرة قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرتُ أن أُقاتلَ الناسَ حتى يقولوا: (لا إله إلا الله) ويؤمنوا بي وبما جئتُ به، فإذا فعلوا (¬1) ذلك عصموا مِنِّي دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّها وحسابُهم على الله". أخرجه مسلم (1/ 52) من طريق رَوْحٍ عن العلاء به. 12 - أخبرنا خَيْثَمَة بن سُليمان: نا الحسنُ بن مُكْرَم بن حسّان: نا أبو النَّضر: نا أبو جعفر الرازي عن يُونس عن الحسن. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُمِرتُ أن أقاتلَ الناسَ حتى يقولوا: (لا إله إلا الله)، ويُقيموا الصلاةَ، ويُؤتوا الزكاةَ، فإذا فعلوا ذلك عصموا منِّي دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّها، وحسابُهم على الله -عَزَّ وجَلَّ-" (¬2). أخرجه ابن ماجه (71) وأبو نُعيم في الحلية (2/ 159 و 3/ 25) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم به، وقال أبو نعيم: "غريب من حديث يونس عن الحسن، تفرّد به عنه أبو جعفر الرازي، وعنه أبو النضر، وحدّث به الأعلام المتقدمون عن أبي النضر". قلت: أبو جعفر اسمه عيسى بن عبد الله بن ماهان، قال الحافظ: "صدوقٌ سيىء الحفظ، خصوصًا عن مغيرة". أهـ. والحسن لم يسمع من أبي هريرة، بل قال يونس بن عبيد -وهو الراوي عنه في هذا الحديث-: ما رآه قط!. (انظر: جامع التحصيل: ص 196 - 197). ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (قالوا)، والمثبت من (ظ) و (ر)، وهو الموافق لرواية مسلم. (¬2) ليس في (ف): (عَزَّ وَجَلَّ).

وحديث أبي هريرة مخرَّج في صحيح البخاري (3/ 262 و 6/ 111 - 112و 12/ 275 و 13/ 250) ومسلم (1/ 51، 52) من طرق عدّة عنه. 13 - أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن محمَّد بن الوليد المُقري المُرِّي: نا أبو القاسم أخطل بن الحكم: نا الفريابي: نا سفيان الثوري عن أبي الزُّبير. عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرتُ أنْ أقاتلَ الناس حتى يقولوا: (لا إله إلَّا الله)، فإذا قالوا: (لا إله إلَّا الله) فقد عصموا مني دماءَهم وأموالَهم (¬1)، وحسابُهم على الله". ثم قرأ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ} [الغاشية: 22 - 24]. أخرجه مسلم (1/ 52 - 53) من طريقين عن الثوري به. 14 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا محمَّد بن أحمد الواسطي بمكة سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ ومائتين: نا أبو نُعيم الحلبي: نا الوليد بن محمَّد المُوَقَّريُّ عن الزُّهري. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرتُ أنْ أقاتلَ الناسَ حتى يقولوا: (لا إله إلَّا الله)، فإذا قالوها عَصموا منِّي دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّها، وحسابُهم على الله -عَزَّ وَجَلَّ-" (¬2). الوليد متروك كما في التقريب. وقد نص على تواتر أحاديث الأمر بقتال الناس حتى يقولوا (لا إله إلَّا الله): الجلال السيوطي في "قطف الأزهار المتناثرة" (رقم: 4) وخرّجه عن أربعة عشر صحابيًا، وأورده أيضًا: الزبيدي في "لقط اللآلئ المتناثرة" (ص 133) والكتاني في "نظم المتناثر" (رقم: 9). ¬

_ (¬1) عند مسلم: (إلا بحقها)، وليست في شيء من نُسخ الفوائد. (¬2) ليس في (ف): (عَزَّ وَجَلَّ).

4 - باب: اليقين

4 - باب: اليقين 15 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمَّد بن عيسى من أبي قماش بوَاسِط: نا يعقوب بن حُميد بن كاسب عن محمَّد بن خالد المخزومي عن سفيان الثوري عن زُبيد الإِيَامِي عن أبي وائل. عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصبرُ نصفُ الإِيمان، واليقينُ الإِيمانُ كُلُه". أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (ق 57/ أ) وأبو نُعيم في الحلية (5/ 34) والقضاعي في "مسند الشهاب" (158) والخطيب في التاريخ (13/ 226) وابن الجوزي في "الواهيات" (1364) من طريق يعقوب به. وقال أبو نعيم والخطيب: "تفرد به محمَّد بن خالد"، وقال ابن الجوزي: "تفرّد به محمَّد بن خالد عن الثوري، ومحمد بن خالد مجروح، قال يحيى والنسائي: يعقوب بن حميد: ليس بشيء". والحديث حكم الصاغاني بوضعه في "الدر الملتقط" (رقم: 7) ولا يخفى بُعده، فليس في إسناده من اتُّهم بكذب، وقال أبو علي النيسابوري -كما في لسان الميزان (5/ 152) -: "هذا حديث منكرٌ لا أصلَ له من حديث زبيد ولا الثوري". وقال الحافظ في "الفتح" (1/ 48): "لا يثبتُ رفعه". أهـ. وقال المناوي في "التيسير" (2/ 102): "إسناده ضعيف، والمحفوظ موقوف". أهـ. وذهب الحافظ العراقي في تخريج الإِحياء (1/ 231) إلى تحسينه، ولا يخفى ما فيه. ونقل المناوي في "الفيض" (4/ 233) عن البيهقي أنه قال في الشعب: "تفرّد به يعقوب عن محمد بن خالد، والمحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع". أهـ. وقد خرّجت قول ابن مسعود في كتابي "النهج السديد" (رقم: 380)، وبيّنتُ صحته.

5 - باب: في إيمان جبريل وميكائيل -عليهما السلام-

5 - باب: في إيمان جبريل وميكائيل -عليهما السلام- 16 - أخبرنا يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا محمَّد بن هارون: نا أبو عبد الله عبد الحميد بن بكَّار: نا محمَّد بن شعيب قال: حدثني سعيد بن عبد الجبار عن عمر بن المغيرة أنه حدَّثهم عن أيوب، عن عبد الله بن أبي مُلَيْكة. عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَبوحُ بهذا الصوت: إيماني كإيمان جبريل وميكائيل (¬1). أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده -كما في الميزان (3/ 224) - عن بقية عن عُمر به، وعمر هذا قال البخاري: منكر الحديث مجهول. وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق14/أ) وابن عدي في الكامل (2/ 720) من طريق بقية عن عمر بن المغيرة عن الحسن بن أبي جعفر عن أيوب به. قال الطبراني عقبه: "لم يروه عن أيوب إلا الحسن، ولاعنه إلا عمر، تفرّد به بقية". قال الهيثمي في المجمع (1/ 64): "وفيه الحسن بن أبي جعفر الجُفْري، وهومتروك لا يُحتجُّ به". وضعَّف هذا الأثر الحافظ في الفتح (1/ 111) عند كلامه على أثر ابن أبي مُليكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يُخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحدٌ يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل". قال: "وقد رُوي في معنى أثر ابن أبي مُليكة حديثٌ عن عائشة مرفوع، رواه الطبراني في الأوسط لكن إسناده ضعيف". أهـ. ¬

_ (¬1) زاد في (ظ): (صلى الله عليهما).

6 - باب: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن

6 - باب: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن 17 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا عبد الرحمن بن عبد الحميد [(ح)] (¬1)، وأخبرنا محمَّد بن إبراهيم: نا عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن كثير عن سعيد بن عبد العزيز. عن الزهري أنه سُئِلَ عن النُّهبة، فقال: كان أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام يُحدِّث أن أبا هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حينَ يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرقُ السارقُ حين يسرقُ وهو مؤمنٌ، ولا يشربُ شاربٌ الخمرَ حين يشرب وهو مؤمن، ولا يَنْتَهِبُ مُنْتَهِبٌ يرفعُ إليه الناسُ فيها أبصارَهم حين ينتهبها وهو مؤمنٌ". واللفظُ لمحمد بن إبراهيم. إسناده حسن. والحديث أخرجه البخاري (5/ 119 و 10/ 30 و 12/ 58) ومسلم (2/ 76) من طريق الزهري عن أبي بكر وأبي سلمة بن عبد الرحمن وابن المسيب به بنحوه. 18 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن مَعْروف بن أَبَان بن أبي نَصْر: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا الحسن بن بشر: نا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار (¬2). ¬

_ (¬1) زيادة من (ر). (¬2) ليس في (ظ): (ابن يسار).

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يسرق السارقُ وهو مؤمنٌ، ولا يزني وهو مؤمنٌ، ولا يشرب الخمرَ وهو مؤمنٌ، فإنْ فعل شيئًا من ذلك بَرِيء الإِيمان من قلبه، فإن تابَ تابَ اللهُ عليه". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 360) من طريق الفضل بن سهل عن الحسن بن بشر به، والحكم ضعيف كلاهما التقريب. 19 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالةَ الصفّار: نا أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن عصمة الأطروش بالرملة: نا سوار بن عمارة: نا هقل بن زياد عن الأوزاعي قال: حدثني الزهري قال: حدثني سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعروة بن الزبير. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشربُ الخمرَ وهو حينَ يشربُها مؤمن، ولا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذات شرف يرفعُ المؤمنون إليه فيها أبصارَهم وهو حين ينتهبها مؤمن". قال: فقلت للزهري: فإن لم يكن مؤمن، فَمَهْ؟. قال: فَنَفَرَ عن ذلك وقال: أمِرُّوا الأحاديثَ كما أمرَّها مَنْ كان قبلكم، فإنّ أصحابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَّوُهَا. فيه محمَّد بن أحمد بن عصمة لم أقف على ترجمته، وأخرجه مسلم (1/ 76) من طريق عيسى بن يونس عن الأوزاعي به وذكر أبا سلمة بدلًا من عروة. وأخرج أبو نعيم في الحلية (4/ 369) من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي أنه سأل الزهري عن هذا الحديث فقال: "من الله العلم، وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التسليم. أمروا أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما جاءت" وفيه عنعنة الوليد. 20 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْرَعي: نا أبو جعفر محمَّد بن الخضر البزاز بالرَّقَّة: نا إسحاق بن عبد الله البُوقي إملاءً علينا من كتابه: ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن قُرّة بن عبد الرحمن عن الزهري

7 - باب: أعداء المؤمن

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وأبي بكر بن عمرو بن حزم. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا ينتهب نُهْبَةً تراه -أو قال: تشير إليه- فيها أعينُ الناس وهو مؤمن، فإذا فعل من ذلك شيئًا نُزِعَ الإِيمانُ من قلبه، فإن تاب رُدَّ عليه". قرة قال أحمد: منكر الحديث جدًا. وضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بقوي. 7 - باب: أعداء المؤمن 21 - أخبرنا أبو عبد الملك هشام بن محمَّد بن جعفر بن هشام بن عَدَبَّس الكِنْدي الكوفي وعلي بن يعقوب بن إبراهيم قالا: نا القاسم بن موسى الأشيب قال: نا السَّريُّ بن عاصم: نا إبراهيم بن هراسة -وكان يحيى بن معين يقول: ثقة-: نا أبو مَعْشر المدني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. عن أبي هريرة قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمنُ مُوَكَّلٌ به أربعةٌ: منافقٌ يؤذيه، وفاسقٌ يُبغضه، وكافرٌ يُقاتله، وشيطانٌ يَكِيدُه". هذا حديث موضوع، السّريّ بن عاصم كذَّبه ابن خراش، وقال ابن عدي: يسرق الحديث. واتهمه النقاش. (لسان الميزان: 3/ 12)، وإبراهيم تركه البخاري وأبو حاتم والنسائي، وكذّبه أبو داود والعجلي. (اللسان: 1/ 121 - 122) ولم أرَ من ذكر توثيق ابن معين له، وأظنه من أكاذيب السري، والحديث لا ينفك عن وضع أحدهما. وأبو معشر اسمه: نجيح بن عبد الرحمن ضعيف كلاهما التقريب، والقاسم ذكره الخطيب في تاريخه (12/ 435) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا.

8 - باب: دخول الإيمان القلب قبل القرآن

8 - باب: دخول الإِيمان القلبَ قبلَ القرآن 22 - حدثنا أبو بكر محمَّد بن سهل بن عثمان التَّنُوخيُّ: نا أبو علي أحمد بن عبد الله بن زياد الإِيادي بِجَبلة: نا يزيد بن قيس: نا الوليد بن مسلم قال: حدثني عبد الله بن لَهيعة عن حُيَي (¬1) بن عبد الله. عن عبد الله بن عمرو قال: قال رجلٌ: يا رسول الله! إني أقرأ القرآنَ ولا أجد قلبي يعقل عليه؟. قال (¬2): "إنَّ قلبَك حُشيَ إيمانًا، وإن العبدَ يُعطَى الإِيمانَ قبلَ القرآن". أخرجه الإِمام أحمد (2/ 172) عن شيخه حسن بن موسى الأشيب عن ابن لهيعة به، وقد صرّح عنده بالتحديث، وابن لهيعة صدوق إلا أنه اختلط بعد احتراق كتبه، وبه أعل الهيثمي الحديث في المجمع (1/ 63). وحُيَى مُتكلمٌ فيه. 9 - باب: العزُّ إزارُه -جلّ وعلا- والكبرياءُ رداؤه 23 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم القاضي: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النَّصْري: نا عمر بن حفص بن غِيَاث: نا أبي: نا الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي مسلم الأغَرِّ. ¬

_ (¬1) في (ر): (يحيى) وهو تصحيف. (¬2) في (ظ) و (ر): (فقال).

10 - باب: لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله

عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قالَ اللهُ -تبارك وتعالى-: العِزُّ إزاري، والكبرياءُ ردائي، فمَنْ نازعني شيئًا منهما عذَّبتُهُ". أخرجه مسلم (4/ 2023) عن شيخه أحمد بن يوسف الأزدي عن عمر بن حفص به، ولفظه: "العزُّ إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن يُنازعني عذَّبته". 10 - باب: لا أحدَ أصبرُ على أذىً يسمعه من الله 24 - أخبرنا أبو الحسين محمَّد بن هِمْيان بن محمَّد البغدادي: نا الحسن بن عَرَفة: نا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن سعيد بن جُبير عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيِّ. عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أحدَ أَصبرُ على أذىً يسمعُهُ من اللهِ -تبارك وتعالى (¬1) -، إنَّه (¬2) يُشْرَكُ به ويُجعَلُ له ولدٌ، ثُمّ هو يُعافيهم ويدفعُ عنهم ويرزقُهم". أخرجه البخاري (13/ 360) عن أبي حمزة عن الأعمش به. وأخرجه مسلم (4/ 2026) عن شيخه ابن أبي شيبة عن أبي أسامة وأبي معاوية به. ¬

_ (¬1) في (ظ): (عَزَّ وَجَلَّ) وكذا عند مسلم. (¬2) في (ظ) و (ر): (أن) والمثبت موافق لما في مسلم.

أبواب القدر

" أبوابُ القَدَر" 11 - باب: ما جاء في الإِيمان بالقدر 25 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي قراءةً عليه: نا أبو زُرْعة عبد الرحمن بن عمرو النّصري: نا عمر بن حفص بن غِيَاث: نا أبي: نا الأعمش: نا زيد بن وهب. نا عبد الله بن مسعود قال: حدثنا (¬1) رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق-: إنَّ أحدَكُم يمكُثُ في بطنِ أمِّه أربعين يومًا، ثم يكون عَلَقةً مثلَ ذلك، ثم يكونُ مُضْغَةً مثل ذلك، ثم يبعثُ اللهُ مَلَكًا بأربع كلمات: فيُكتبُ عملُه وأجلُه ورزقُه وشقيًا أم سعيد (¬2)، ثم يُنْفَخُ فيه الرُّوحُ. فإنّ الرجل ليعملُ بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ فيسبقُ عليه الكتابُ فيعملُ بعملِ أهلِ الجنةِ، فيدخل الجنة. وإنّ الرجلَ ليعملُ بعملِ أهلِ الجنةِ حتى ما يكونَ بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار. يعني: فيدخل النار. أخرجه البخاري (6/ 363) عن شيخه عمر بن حفص به. وأخرجه أيضًا (6/ 303 و 11/ 477 و 13/ 440) وكذا مسلم (4/ 2036) من طرقٍ متعددة عن الأعمش. ¬

_ (¬1) المثبت من (ف) و (ر)، وفي الأصل (ظ): (نا) بالاختصار. (¬2) كذا في الأصول، وفي (ر) (وشقيًا أم سعيدًا)، ورواية الصحيحين بالرفع (شقيٌّ أم سعيدٌ) خبر لمبتدأ محذوف.

وأسهب الحافظ في الفتح (11/ 478 - 479) في بيان طرق هذا الحديث واختلاف أسانيدها، وذِكرِ مَنْ رواه مِن الصحابة غير ابن مسعود -رضي الله عنهم أجمعين-، وقال بعد ذلك: "وكنتُ خرّجته في جزءٍ من طرق نحو الأربعين نفسًا عن الأعمش فغاب عني الآن، ولو أمعنت التتبع لزادوا على ذلك". 26 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب قراءةً عليه، وخيثمة بن سليمان قالا: أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي: أنا محمَّد بن شعيب: نا غسان بن ناقد أنه سمع شَريك بن عبد الله النَّخعيَّ يُحدِّث عن سليمان بن مهران الأعمش عن زيد بن وهب. عن عبد الله بن مسعود قال: حدّثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق-: "إنَّ أحدَكم يُجمعُ في بطن أمِّه أربعين، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مُضَغَةً مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه المَلَكَ، فيأمره أنْ يكتبَ أربعًا: أجلَه ورزقه، وشقيٌّ أو سعيد (¬1). فوالذي لا إلهَ غيره، إن أحدَكم ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبقُ عليه الشقاءُ فيعملُ بعملِ أهل النار فيموت فيدخلها، وإنّ الرجل ليعملُ بعملِ أهلِ النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فتسبقُ عليه السعادة فيعملُ بعملِ أهل الجنّةِ فيموت فيدخلها". شَريك صدوق سيءُ الحفظ، والراوي عنه (غسان) مجهول كما قال أبو حاتم (الجرح والتعديل: 7/ 52)، لكنه لم ينفرد به، فقد أخرجه النَّسائي في الكبرى -كما في تحفة الأشراف (7/ 29) - عن علي بن حُجْر عن شَريك به. ¬

_ (¬1) نقص من الرواية ذكر العمل وبه تتم الأربع.

27 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سُليمان: نا السّرِيُّ بن يحيى بن السريِّ الكوفي ابن أخي هنّاد بن السريّ: نا قَبِيصة بن عُقبة: نا عَمّار بن رُزَيْق عن الأعمش عن زيد بن وهب. عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق-: "إنَّ خلقَ أحدكم ... " وذكر الحديث. إسناده جيِّد، السَّرِيُّ ترجمَ له ابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 285) وقال: "كان صدوقًا". 28 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا محمَّد بن عيسى بن حَيَّان المدائني بالمدائن: نا سلاّم بن سُليمان: نا ورقاء بن عمر: نا الأعمش عن زيد بن وهب. عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق ... وذكر الحديث. إسناده ضعيف، محمَّد بن عيسى بن حَيَّان تركه الدارقطني والحاكم. (اللسان: 5/ 333)، وشيخه سلَّام بن سليمان هو الثقفي المدائني، وثّقه النسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: منكر الحديث. وأشار الحافظ في الفتح (11/ 479) إلى رواية تمام. 29 - حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمَّد بن جعفر بن هشام الكِنْدي الكوفي ابن بنت عَدبَّس من لفظه: نا أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحكم الأسدي الدمشقي: نا زهير بن عبّاد الرواسي: نا يزيد بن عطاء اليَشْكُريُّ عن الأعمش عن زيد بن وهب. عن عبد الله بن مسعود [قال:] (¬1) حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) زيادة من الأصول الأخرى.

وهو الصادق المصدوق: "إنَّ خَلْقَ أحدِكم يُجْمعُ في بطن أمِّه أربعين يومًا ... " وذكر الحديث. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/ق 136/ب) في ترجمة أحمد بن يحيى بن الحكم الأسدي، من طريق تمام، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. ويزيد اليَشْكُري ليِّن الحديث كما في التقريب. 30 - أخبرنا أبو القاسم خالد بن أبي علي محمَّد بن خالد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرميُّ من لفظه ببيت لِهْيَا (¬1) في رجب من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة: نا جدِّي لأمي وابنُ عمِّ جَدِّي: أحمد بن محمَّد بن يحيى بن حمزة قال: حدثني أبي: محمَّد بن يحيى: نا سُويد بن عبد العزيز قال: حدثني سفيان الثوري وداود بن عيسى عن سليمان الأعمش عن زيد بن وهب. عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق-: "إنَّ أحدَكم يُجْمعُ خَلْقُه (¬2) في بطنِ أمِّه أربعين يومًا، ثم يكون عَلَقةً مثل ذلك، ثم يكون مُضْغَةً مثلَ ذلك". قال: "ثم يأتيه مَلَكٌ بأربع كلماتٍ: فيكتبُ أجلَهُ، ورزقَه، وعملَه، وشقيٌّ أو سعيدٌ. فإن الرجلَ ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، ثم يصير إلى كتابه فيُختمُ له بعمل أهل النار، وإن الرجلَ ليعملُ بعملِ أهل النارِ حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، ثم يصير إلى كتابه فيُختمُ له بعملِ أهلِ الجنّة". إسناده ضعيف، سُوَيد ضعيف له مناكير، وأحمد بن محمَّد بن يحيى، قال الذهبي: "له مناكير، قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر". أهـ. واختلط عند كبره، (اللسان: 1/ 295)، وأبوه محمَّد بن يحيى قال ابن حبان في ثقاته (9/ 74): "يُتّقى من حديثه ما رواه عنه أحمد بن محمَّد بن يحيى بن حمزة وأخوه ¬

_ (¬1) من أعمال دمشق. (¬2) في (ظ): (إنّ خلق أحدكم يُجمع ...).

عبيد، فإنهما كانا يُدخلان عليه كل شيء". أهـ وشيخ المصنف ذكره ابن عساكر في التاريخ (5/ ق 256/ ب) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأشار الحافظ (11/ 479) إلى رواية تمام. 31 - أخبرنا أحمد بن محمَّد بن فضالة: نا محمد بن عوف: نا سَلْم بن ميمون الخوّاص: نا يحيى بن عيسى: نا الأعمش سَمِعَهُ من أبي وائل. وسَمِعَهُ أبو وائل من ابن مسعود قال: حدثني الصادق المصدوق: "إنَّ النُّطْفَةَ تكون في الرَّحم أربعين يومًا ... " وذكر الحديث. إسناده ضعيف، سَلْم قال ابن عدي: ينفرد بمتون بأسانيد مقلوبة. وقال أبو حاتم: لا يُكتب حديثه. وقال ابن حبان: لا يحتج به. (الميزان: 2/ 186 - 187). وشيخه يحيى بن عيسى ضعّفه ابن معين والنسائي، ووثقه العجلي وابن حبان. وأشار الحافظ (11/ 478) إلى رواية تمام. 32 - أخبرني أبو عبد الله جعفر بن محمَّد بن جعفر الكِنْدي وإبراهيم بن محمَّد بن صالح بن سنان قالا: نا أبوعبدٍ عبدُ الباري بن عبد الملك العَبْسي بجِسْرِين (¬1) قال: نا مروان بن محمَّد الْأسَدي: نا ابنُ عيّاش: نا عبد الله بن عثمان بن خثيم قال: سمعت أبا الطُّفيل يقول: سمعت ابن مسعود يقول: "الشَّقيُّ مَنْ شَقِيَ في بطن أمِّه". [قال:] (¬2) فأنكرت ذلك، فدخلتُ على حُذَيفةَ -يعني: ابن أَسِيد- فقلت: أَلا تعجبُ من قولِ عبد الله: إن الشقيَّ من شقيَ في بطن ¬

_ (¬1) من قرى غوطة دمشق. (¬2) زيادة من (ف).

أمِّه؟!. فقالَ حُذيفةُ: وما تُنكرُ [من] (¬1) ذلك يا ابن واثلة؟! سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا استقرّت النطْفَةُ في الرَّحم جاءها المَلَكُ بعد أن يَمُرَّ لها أربعون يومًا، فقال: يا ربِّ! أذكرٌ أو أُنثى؟ فأملى الربُّ -تبارك (¬2) وتعالى- وكتبَ الملَكُ. فيقول: [ياربِّ!] (¬3) ما رزقُه؟. فأملى الربُّ -تبارك وتعالى (¬4) - وكتبَ الملَكُ. فيقول: ياربِّ! ما مُصيبتُه؟. فأملى الربُّ -تعالى- وكتب الملَكُ. فيقول: يا ربِّ! أشقيٌّ أم سعيد؟. فأملى الربُّ -تعالى- وكتبَ الملَكُ". إسناده ضعيف. ابن عيّاش هو إسماعيل بن عياش الحمصي قال الحافظ: صدوق في روايته عن أهل بلده، مُخلِّطٌ في غيرهم. أهـ. وشيخه مكيٌّ. وعبد الباري لم أقف على ترجمته. والحديث أخرجه مسلم (4/ 2037 - 2038) من طرقٍ مختلفة عن أبي الطُّفيل. 33 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن مَعروف بن أبي نَصْر في آخرين قالوا: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا الوليد بن مُسلم: نا مروان بن جَناح: نا يونس بن مَيسرة بن حَلْبَس عن أم الدرداء. عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فرغَ اللهُ إلى كُلِّ عبدٍ من خمس: من عملِه وأَثَرِه وأَجَلِه ورزقِه ومضجعِه". ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ) و (ف). (¬2) ليس في (ظ) و (ف): (تبارك). (¬3) زيادة من (ف). (¬4) ليست في (ف).

إسناده حسن. والحديث أخرجه أحمد (5/ 197) وابن أبي عاصم في السنة (303 - 308) والدُّولابي في "الكنى" (2/ 154) وابن حبان (1811) والطبراني في الأوسط -كما في المجمع- والبزار (كشف: 2152) من طرق عن يونس به، وإسناده صحيح، وصححه المناوي في "التيسير" (2/ 169). وقال الهيثمي (7/ 195): "وأحدُ إسنادي أحمد رجاله ثقات". أهـ، ولم يَسْتَقصِ البوصيري طرقَ الحديث، فقال في مختصر الإتحاف (1/ ق 18/ ب): "رواه أبو داود الطيالسي وأبو يعلى وأحمد بن حنبل بسند ضعيف"! ففاته أن أحد إسنادي أحمد صحيح، فقد أخرجه (5/ 197) وابنه عبد الله في "السنة" (859) واللالكائي في "أصول السنة" (1059) من طريق إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء به، أما الإِسناد الآخر فهو من رواية الفرج بن فضالة -وهو ضعيف- عن خالد عن يونس به. 34 - حدثنا أحمد بن سليمان بن حَذْلم: نا بكّار بن قُتيبة: نا أبو داود الطيالسي: نا محمَّد بن طلحة: نا محمَّد بن جُحادة عن قتادة بن دعامة. عن أبي السوار (¬1) قال: خَطَبَ الحسنُ بن علي -رضوان الله عليه- فقال: رُفِعَ الكتابُ، وجفَّ القلمُ، وأمورٌ تُقضى و (¬2) كتابٌ قد خلا. إسناده حسن، محمَّد بن طلحة هو ابن مصرف فيه ضعف، لكنه قد تُوبعَ: فقد أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (875) من طريق سعيد، ¬

_ (¬1) في الأصول (السورا)، وقال المنذري: "لعلّه (أبو (السوار) فقد روى عنه قتادة" أهـ. وفي هامش (ظ): (صوابه: السوداء). قلت: وما رجّحه المنذري موافق لما عند عبد الله بن أحمد والطبراني (انظر: التصويبات: 8/ 460). (¬2) عند من أخرجوا الأثر: (في).

والطبراني في الكبير (3/ 65 - برقم: 2684) من طريق سفيان كلاهما عن ابن جحادة به، وأخرجه اللالكائي في "أصول السنة" (رقم: 1234) من طريق محمَّد بن الحسن عن ابن طلحة به. والأثر صحيح بمتابعة سفيان، وقد أعله الهيثمي في المجمع (7/ 191) بما ليس فيه، فقال: "وفيه ليث بن أبي سليم وهو ليّن الحديث، وبقية رجاله ثقات". أهـ، وليس فيه ليث. وله طريق آخر: أخرجه عبد الله بن أحمد (881) والآجري في "الشريعة" (ص 248) من طريق المعتمر عن حُميد عن ثابت عن الحسن بن علي، وإسناده صحيح إن كان ثابت سمعه. 35 - أخبرنا الحسن بن حَبيب: نا أحمد بن داود، وحدثنا يُوسفُ بن القاسم. نا أحمد بن علي بن المُثَنَّى قالا: نا إبراهيم بن الحجّاج السَّامي: نا المُرَاجِم بن العوّام عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب. عن أبي هريرة قال: قلنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -يومَ حُنين- والخيلُ تَمْرغُ بنا: أَكانَ مَسيرُنا هذا في الكتابِ السابق؟. قال: "نعم". رجال إسناده ثقات إلا المُرَاجِم فقد ذكره ابن ماكولا في "الإِكمال" (7/ 241) والذهبي في "المشتبه" (2/ 583) والحافظ في "تبصير المنتبه" (4/ 1289) ولم يحكوا فيه جرحًا ولا تعديلًا. 36 - حدثنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة الليثي: أنا أبو عبد الملك محمد بن أحمد بصُور: نا عمر بن الوليد الصُّوري الفارسي قال: حدثني علي بن ربيعة البيروتي قال: حدثني ابن عمرو قال: حدثني يحيى بن أبي كثير والزهري أنهما سمعا أبا سَلَمة يُحدِّث قال: حدثني أبو هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "التقى موسى وآدم، فقال موسى: يا آدم! أنت أبو الناس ... فحجَّ آدمُ موسى".

12 - باب: المشيئة لله وحده

(هكذا وقع الحديث في الأصول مختصرًا). في إسناده من لا يُعرف. والحديث أخرجه البخاري (6/ 441 و 8/ 434 - 435 و 11/ 505 و13/ 477) ومسلم (4/ 2042 - 2044) من طرق عن أبي هريرة. 12 - باب: المشيئة للهِ وحْدَه 37 - حدثني أبي -رحمه الله- وأبو المُعافى المسافر بن أحمد بن جعفر البغدادي خطيب تِنِّيْس (¬1)، قَدِمَ دمشق قالا: نا أبو عمرو محمد بن جعفر القَتَّات بالكوفة: نا أبو نُعَيْم: نا سُفيان عن الْأَجْلح عن يزيد بن الأصمِّ. عن ابن عباس قال: قال رجلٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ماشاءَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ (¬2) - وشئت. فقال [له] (¬3): "جعلتَ لله -عَزَّ وجَلَّ - نِدًّا! بل ما شاءَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- وَحْدَه". أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 346 - 347) وأحمد (1/ 214، 224، 283، 347) والبخاري في "الأدب المفرد" (783) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (988) وابن ماجه (2117) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (رقم: 342) وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (667) والطبراني في الكبير (12/ 244 - رقم: 13005، 13006) والطحاوي في "المُشكل" (1/ 90) وابن عدي في "الكامل" (1/ 419) وأبو نُعيم في الحلية ¬

_ (¬1) جزيرة في دلتا النيل. (¬2) ليس في (ف). (¬3) زيادة من (ظ).

13 - باب: ما جاء في التكذيب بالقدر

(4/ 99) والبيهقي في سننه (3/ 217) والخطيب في التاريخ (8/ 104 - 105) من طرق عن الأجلح به. وإسنادُه صالحٌ لا بأسَ به، قال البوصيري في "الزوائد" (2/ 136): "هذا إسنادٌ فيه الأجلح بن عبد الله مختلف فيه: ضعفه أحمد وأبو حاتم والنسائي وأبو داود وابن سعد، ووثقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان، وباقي رجال الإِسناد ثقات". أهـ. قلت: قال الذهبي في الديوان (287) والحافظ في التقريب: "صدوق". أهـ. وقال الذهبي في "المغني" (229): "شيعيٌّ لا بأس به، وليّنه بعضهم". أهـ. وقال ابن عدي: "ولم أجد له شيئًا منكرًا مجاوزًا للحدِّ، لا إسنادًا ولامتنًا، وهو أرجو ألّا بأسَ به إلا إنه يُعدُّ في شيعة الكوفة، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق". أهـ. وأخرجه النسائي (987) من طريق القاسم بن مالك عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر، هكذا رواه القاسم مخالفًا لما رواه جماعة الثقات عن الأجلح: سفيان وهشيم وعلي بن مسهر وعيسى بن يونس ويحيى القطان وشيبان بن عبد الرحمن، والقاسم وإن كان ثقة فلا يُحتمل منه هذا التفرد. 13 - باب: ما جاء في التكذيب بالقدر 38 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءةً عليه: أنا العباس بن الوليد بن مَزْيَد البيروتي قراءة عليه: أنا محمَّد بن شُعيب قال: أخبرني عمر بن يزيد النَّصْري عن عمرو بن مهاجر صاحب حَرَس عمر بن عبد العزيز عن عمر بن عبد العزيز عن يحيى بن القاسم عن أبيه.

عن جدِّه عبد الله بن عمرو بن العاص السَّهْمي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما هلكت أُمَّةٌ قَطْ إلا بالشركِ بالله -عَزَّ وجَلَّ-، وما أشركت أُمَّةٌ حتى يكونَ بدؤُ شركها التكذيبَ بالقدر". 39 - أخبرناه خيثمة بن سليمان: أنا العباس بن الوليد بن مَزْيَد ... فذكر بإسناده مثلَه. أخرجه ابن عساكر في ترجمة (عمر بن يزيد النَّصْري) من التاريخ (13/ ق 193/ ب- 194/ أ) من طريق تمّام وغيره. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (322) وأبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (76) والطبراني في الكبير والصغير (2/ 104 - 105) والآجري في الشريعة (ص 191) واللالكائي في "أصول السنة" (1113، 1114) من طريق محمد بن شعيب -وهو: ابن شابور- به. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 204): "وفيه عمر بن يزيد النصري من بني نصر ضعّفه ابن حبان، وقال: يعتبر به". أهـ. قلت: قال ابن حبان في المجروحين (3/ 89): "كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به على الإِطلاق، وإن اعْتُبر بما يوافق الثقات فلا ضيرَ". أهـ. لكنه ناقض نفسه وذكره في الثقات، وعمر وثقه دُحيم وأبو زرعة الدمشقي، وقال العقيلي: "يخالف في حديثه". (اللسان: 4/ 340 - 341). وفي الإِسناد: يحيى بن القاسم وأبوه ذكرهما ابن أبي حاتم في "الجرح" (9/ 182و 7/ 111) ولم يحك فيهما جرحًا ولا تعديلًا، وأوردهما ابن حبان في "ثقاته" (7/ 607 و 5/ 303) وتوثيق ابن حبان شبه لا شيء، فالحديث ضعيفٌ لأجلهما، وقال ابن القيم في تهذيب السنن (8/ 61): "هذا الإِسناد لا يُحتجُّ به". وللحديث شاهدان:

14 - باب: لا يؤمن العبد حتى يؤمن بأربع

أحدهما: من حديث أبي أمامة، أخرجه الطبراني في الأوسط، وقال الهيثمي (7/ 204): "وفيه سلم بن سالم ضعفه جمهورُ الأئمة: أحمد وابن المبارك ومَنْ بعدَهم، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به". أهـ. قلت: الظاهر أن الهيثمي نقل كلام ابن عدي من الميزان، وقد تعقب الحافظ في "اللسان" (3/ 63) هذا النقل، فقال: "وهذا لم يقل فيه ابن عدي: (لا بأس به)، وإنما قال بعد أن أورد له أحاديث: (هذه الأحاديث أنكر ما رأيت له، وله أفراد وأرجو أن تحتمل حديثه) وبين هاتين العبارتين فرق كبير". أهـ. وقال الخليلي: "أجمعوا على ضعفه". وذكروا عنه ما يدل على كذبه، راجع "اللسان" و"الميزان". والآخر: من حديث ابن عمر، أخرجه ابن أبي عاصم (327) وفيه من لا يُعرف. 14 - باب: لا يؤمن العبدُ حتى يؤمن بأربع 40 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد القاضي الحلبي بدمشق: نا محمد بن معاذ البصري: نا محمد بن كثير العبدي: نا سفيان عن منصور عن رِبْعِيِّ بن حِراش. عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يؤمنُ العبدُ حتى يؤمنَ بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله، وأنّي رسول الله بعثني بالحق، ويؤمنُ العبد بالبعث بعد الموت، ويؤمنُ بالقدر". أخرجه الطيالسي في مسنده (106) وأحمد (1/ 97، 113) وابنه عبد الله في "السنة" (845، 846) والترمذي (2145) وابن ماجه (81) وابن أبي عاصم في "السنة" (130) وابن حبان (23) والحاكم (1/ 32 -

33) واللالكائي في "أصول السنة" (1104، 1105) والخطيب في تاريخه (3/ 365 - 366) من طرقٍ عن منصور به، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم على شرط الشيخين وأقره الذهبي وهو كما قالا. وقد أدخل بعضهم -كما روى الترمذي والحاكم- رجلًا بين ربعي وعلي، وليس ذلك بقادح في صحة سماع ربعي من علي؛ لأنه تابعي كبير سمع عمر -رضي الله عنه- وغيره. (انظر جامع التحصيل: ص 210). 41 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم: نا أبو القاسم يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد وأبو عمران موسى بن محمَّد بن أبي عوف المزني الصفَّار قالا: نا أبو مالك حمّاد بن مالك بن بسطام الأشجعي الحَرَسْتاني: نا إسماعيل بن عبد الرحمن العَبْسي (¬1) عن أبيه: عبد الرحمن بن عُبيد بن نفيع أنه كان في مسجد الكوفة ينتظر ركوع الضُّحى وتَمتُّعَ النّهار. قال: فبينا هو جالسٌ إذ أَجْفَلَ الناس في ناحية المسجد. قال: فأجفلت فيمن أجفل، فإذا برجلٍ جاثٍ على رُكبتيه، عليه إزارٌ له وملاءة، وهو يقول: أنا المصعب بن سعد بن أبي وقاص، سمعت أبي يأثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: "أربعٌ من كُنَّ فيه فهو مؤمن، فمن جاء بثلاثٍ وكتمَ واحدةً فقد كفرَ: شهادةُ أن لا إله إلا الله، وأنّي رسول الله، وأنّه مبعوثٌ من بعد الموت، وإيمانٌ بالقدرِ: خيرِه وشرِّه. من جاء بثلاثٍ وكتم واحدةً فقد كفر". 42 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلم: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني حمّاد بن مالك قال: حدثني إسماعيل بن عبد الرحمن العَبْسي ... فذكر بإسناده مثله. ¬

_ (¬1) ويُقال أيضًا: العنسي- بالنون.

43 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد: نا أبو عمرو بن يزيد بن أحمد السُّلمي: نا أبو مالك حماد بن مالك الأشجعي الحَرَسْتاني: نا إسماعيل بن عبد الرحمن العبسي فذكر مثله. 44 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي في آخرين قالوا: نا أبو عبد الملك أحمد بن ابراهيم بن بسر (¬1) القرشي: نا أبو مالك حماد بن مالك بن بِسطام الأشجعي الحَرَسْتاني: نا إسماعيل بن عبد الرحمن ... فذكر بإسناده مثله. قال أبو مالك حماد بن مالك: سَمِعَ مِنِّي هذا الحديثَ: الوليد بن مُسلم ومروان بن محمد، فنسباني إلى جَدِّي، فقالا: نا حماد بن بسطام. 45 - أخبرنا أبو مالك محمَّد بن عبد الله بن أبي مالك حماد بن مالك بن بسطام بن درهم الأشجعي بقرية حرَسْتَا (¬2) في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة قال: حدثني أبي عن أبيه حماد بن مالك بن بسطام أبي (¬3) مالك الأشجعي: نا إسماعيل بن عبد الرحمن العَبْسي ... فذكر بإسناده مثله. 46 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا محمَّد بن إسحاق بن الحريص: نا هشام بن عمّار: نا أبو مالك حماد بن مالك بن بسطام الأشجعي الحرستاني قال: حدثني إسماعيل بن عبد الرحمن العَبْسي فذكر مثله. حديثٌ غريبٌ لم يُحدِّث به إلا حمّادُ بن مالك الْأَشْجعي، [والله أعلم] (¬4). ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش) و (ر): (بشر) بالمعجمة، والتصويب من هامش الأصل و (ظ) و (ف). (¬2) من قرى دمشق. (¬3) في (ظ) و (ش) و (ف): (أبو) وهو وجه في العربية. (¬4) زيادة من (ف).

15 - باب: كل ميسر لما خلق له

أخرجه اللالكائي في "أصول السنة" (1109) من طريق أبي عمرو يزيد بن أحمد السلمي، وابن عساكر في التاريخ (2/ ق 432/ أ) من طريق إسماعيل العبدي كلاهما عن حماد به. وحماد قال الأزدي -كما في الميزان (1/ 589): لا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم- كما في الجرح (3/ 149). شيخ. وشيخه إسماعيل ذكره ابن أبي حاتم (1/ 185) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 89 - 90). وأبوه عبد الرحمن ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 87) ولم يعبأ الذهبي بذلك فقال في الميزان (2/ 578): "لا يُعرف"، فالإِسناد ضعيف. 15 - باب: كُلٌّ مُيسّرٌ لما خُلِقَ له 47 - أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي بن وثاق النَّصيبي قراءةً عليه، وحدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ قالا: نا أبو يحيى عبّاد بن علي بن مرزوق السِّيريني البصري ببغداد: نا بكار بن عبد الله بن محمد بن سيرين سنة ستَّ عشرةَ ومائتين. نا ابن عون عن ابن سيرين. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله -عَزَّ وجَلَّ - خَلَقَ الجنَّةَ وخلقَ لها أهلًا بعشائرهم وقبائلهم لا يُزاد فيهم ولا يُنقص منهم، وخلقَ النارَ وخَلَقَ لها أهلًا بعشائرهم وقبائلهم لا يُزاد فيهم ولا يُنقص منهم". زاد ابن وثاق في حديثه: قيل: يا رسول الله! ففيمَ العمل؟. قال: "اعملوا فكُلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ له".

قال أبو يحيى: سمعتُ من ابن بكّار وأنا ابنُ أربعَ عشرةَ (¬1) سنة، وبكَّار يومئذٍ من أبناء خمسٍ وتسعين سنة. أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في المجمع- والصغير (1/ 255) وابن عدي في ترجمة بكّار من الكامل (2/ 477) عن شيخهما عبّاد السيريني به، وأخرجه الخطيب في ترجمة عباد من التاريخ (11/ 110) من طريق عمر بن محمد الناقد عن عبّاد به. وإسناده ضعيف، بكار قال البخاري: يتكلمون فيه. وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث، روى مناكير. وقال أبو حاتم. لا يسكن القلب عليه، مضطرب. وقال ابن حبان وابن عدي: لا يُتابع على حديثه. وقال ابن معين: لا بأس به. (اللسان: 2/ 44). وعبّاد نقل الخطيب عن الأزدي أنه قال: ضعيف، روى عن بكار بن محمَّد عن ابن [في الأصل: أبي، تحريف] عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة حديثًا خطأً ووهم، وإنما رواه بكار بن محمَّد عن الثوري عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة مرفوعًا: "إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلًا" فجعله عباد بن علي عن بكار عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة، كتبناه عنه إملاءً من حفظه". أهـ. ثم ساق الخطيب بسنده عن بكار حديث عائشة. وأصل حديث عائشة في صحيح مسلم (4/ 2050). وقال الهيثمي في المجمع (7/ 188): "وفيه بكار بن محمد السِّيريني وثّقه ابن معين، وضعفه الجمهور، وعبّاد بن علي السيريني ضعّفه الأزدي". 48 - أخبرنا أحمد بن سليمان. نا يزيد بن محمد: نا أبو الجماهر: نا سعيد بن بَشير عن أبي الزُّبير ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (أربعة عشر) وفي (ظ) و (ر): (أربع عشر) وكلاهما لحن.

16 - باب: الأعمال بالخواتيم

عن جابر بن عبد الله أن سُراقةَ بن مالك بن جُعْشُمٍ أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: أخبرنا كأنَّا خُلِقْنا الآن، ففيمَ العملُ فيما جَرَتْ به المقاديرُ، وجَفَّتَ به الأقلامُ؟!. قال: "كلُّ عاملٍ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له". قال: الآنَ حينُ نجتهد. قال المُنذري: (سعيد هذا هو أبو عبد الرحمن، بَصريٌّ ضعيف). أخرجه مسلم (4/ 2040 - 2041) بنحوه من طرق عن أبي الزبير به دون ذكر قول سراقة، وأخرجه مع ذكر قول سراقة: الطبراني في الكبير (7/ 153 - رقم: 6593) من طريق طاوس عن سراقة، قال الهيثمي (7/ 195): "ورجاله رجال الصحيح". أهـ. قلت: سماع طاوس منه غير ثابت. وأخرجه الطبراني في الأوسط وقال الهيثمي: "وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف". وأخرجه مُسدّد- كما في مصباح الزجاجة (1/ 15) ومختصر الاتحاف (1/ ق 18 - 19) بسند صحيح عن أبي الزبير مرسلًا. ورواه اللالكائي في "أصول السنة" (1071) بسند حسن عن أبي الزبير عن جابر. 16 - باب: الأعمال بالخواتيم 49 - أخبرني أبو مُحرز عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم العبسي من كتاب أبيه: نا أبي: إبراهيم بن عبد الواحد: نا جَدِّي لأمي: الهيثم بن مروان: نا محمَّد بن عيسى بن سُمَيْع: نا معاوية من سَلَمة النَّصْري الكوفي عن سَلَمة بن كهيل عن أبي الأحوص. عن عبد الله بن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "وأُعطيت فواتِحَ الكلم

وخواتِمَه، وإنّ أملكَ العملِ (¬1) به خواتِمُه، وإنَّكم في خواتمِ الأعمال". إبراهيم بن عبد الواحد وابنه ذكرهما ابن عساكر في التاريخ (2/ق 234/ب و10/ ق 274/ أ) ولم يحك فيهما جرحًا ولا تعديلًا. 50 - أخبرنا أبو يعقوب (¬2): نا عبد الله بن جعفر: نا عفّان: نا عبد الرحمن عن العلاء عن أبيه. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الرجلَ ليعملُ الزمانَ الطويل بأعمال أهل الجنَّة ثم يَختِمُ الله -تباركَ وتعالى- عملَهُ بأعمالِ أهل النار، فيجعلُه من أهل النار. وإن الرجلَ ليعملُ الزمانَ الطويل بأعمالِ أهل النار ثم يَختِمُ اللهُ -تبارك وتعالى- له بأعمالِ أهل الجنّة، فيجعله من أهل الجنّة". عبد الرحمن هو: ابن إبراهيم القاص متكلَّمٌ فيه، له ترجمة في "اللسان" (3/ 401). وأخرجه أحمد (2/ 484 - 485) عن شيخه عبد الرحمن بن مهدي عن زهير بن محمَّد عن العلاء بحروفه، وإسناده صحيح. وقد أخرجه مسلم (4/ 2042) بأخصرَ منه عن قُتيبة عن عبد العزيز بن محمد عن العلاء به. 51 - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عرفجة بن عثمان بن سعيد القرشي قراءةً عليه: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح الوُحَاظِي: نا عبد الحميد بن سليمان الْأَسْلَمِي: نا أبو حازم بن دينار. عن سهل بن سعد السَّاعِديِّ أنه سمِع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ ¬

_ (¬1) في الأصول: (العلم) مُضَبَّبًا، وبهامش الأصل: (صوابه: العمل). (¬2) هو: إسحاق بن إبراهيم الأذرعي.

17 - باب: في أولاد المشركين

العبدَ ليعملُ عملَ أهل الجنَّة فيما يرى الناسُ وإنه لمن أهلِ النَّار. وإنه ليعملُ عملَ أهلِ النار فيما يرى الناسُ وإنه لمن أهل الجنَّة". عبد الحميد بن سليمان ضعيف كما في التقريب. والحديث أخرجه مسلم (4/ 2042) عن قتيبة عن يعقوب القاري، وأخرجه البخاري (11/ 499) -دون قوله: (فيما يرى الناس) - عن سعيد بن أبي مريم عن أبي غسان كلاهما عن أبي حازم به. 17 - باب: في أولاد المشركين 52 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان في آخرين قالوا: نا بكّار بن قتيبة: نا عثمان بن عمر بن فارس: نا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عطاء بن يزيد. عن أبي هريرة قال: سُئِلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد المشركين. فقال: "اللهُ أعلمُ بما كانوا عاملين". إسناده صحيح. أخرجه البخاري (3/ 245 و 11/ 493) ومسلم (4/ 2049) من طرق عن الزهري به، وانفرد مسلم (4/ 2049) بإخراجه من طريق ابن وهب عن ابن أبي ذئب عن الزهري. 18 - باب: الردّ على الجَهْمِيَّةِ 53 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان إملاءً: نا أحمد بن إبراهيم بن فيل البَالِسي: نا إسماعيل بن معمر: نا محمَّد بن عبد الله الدَّغْشِي -وكان من أهل الكوفة-: نا مُجالِد بن سعيد الهَمْداني عن عامر عن مسروق.

عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "القرآنُ كلامُ الله -عزَّ وجلَّ-". قال: وَسَمِعتُ الدَّغشي يقول: قال مُجالِد [: قال عامر] (¬1): قال مسروق: قال عبد الله: فمن قال غيرَ ذا فقد كفرَ باللهِ. أخرجه الخطيب في التاريخ (1/ 360) - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 108) من طريق أبي يعقوب الأعمى عن إسماعيل به بزيادة. وقال الخطيب عقبه: "هذا الحديث منكرٌ جدًا، وفي إسناده غير واحد من المجهولين". أهـ. قلت: إسماعيل قال الذهبي في الميزان (1/ 251): "عن رجلٍ عن مجالد: ليس بثقة، والخبر ليس بصحيح" أهـ. ونقل السيوطي في "اللآلئ" (1/ 4) عنه أنه قال: "هو موضوع على مجالد". والدغشي قال الخطيب: في حديثه نكرة. (الميزان: 3/ 604). والحديث حكم ابن الجوزي بوضعه -وأقره السيوطي في "اللآلئ" وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 134)، وممن حكم بوضعه أيضًا: الصغاني فأورده في "موضوعاته" (134)، وقال السخاوي في "المقاصد" (ص 304) عن الحديث: "من جميع طُرُقه باطل". 54 - أخبرنا علي بن الحسين بن السفر وأحمد بن سليمان قالا: نا بكّار بن قتيبة: نا مُؤَمَّل بن إسماعيل: نا سُفيان عن أبي الزناد عن الأعرج. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ضَحِكَ رَبُّنا من رَجُلَيْن قَتَلَ أحدُهما صاحِبَه وكلاهما في الجنَّةِ". أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (ص 234) عن شيخيه بُندار ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ) و (ر) و (ف)، وعامر هو الشَّعبي.

وأبي موسى عن مؤمل به، ومُؤمَّل صدوق سيء الحفظ كما في التقريب. والحديث أخرجه مالك في الموطأ (2/ 460) عن أبي الزناد به بنحوه وزيادة، ومن طريقه أخرجه البخاري (6/ 39)، وأخرجه مسلم (3/ 1504، 1505) من طريق سفيان به، وأخرجه أيضًا من رواية همّام عن أبي هريرة. 55 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا سليمان بن حرب: نا حمّاد: نا عليٌّ بن زيد عن عمارة القرشي. عن أبي بُرْدة بن أبي موسى عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يتجلّى لنا ربُّنا -عَزَّ وجَلَّ (¬1) - يومَ القيامة ضاحكًا". قال المنذري: (عليٌّ بن زيد هو: ابن جُدْعان لا يُحتجُّ به، وعمارة القرشيُّ ضعيف). إسناده ضعيف كما بيَّنَه المنذري. والحديث أخرجه أحمد (4/ 407) وابنه عبد الله في "السنة" (464)، وابن خزيمة في "التوحيد" (ص 236)، والطبراني في "الكبير" -كما في الجامع الصغير (9995) - والآجري في "الشريعة" (ص 280)، والدارقطني في "الصفات" (34) من طرق عن حماد -وهو ابن سلمة- به. وقال الشيخ الألباني في "صحيحته" (2/ 395) في نقد هذا الإِسناد: "وعمارة لم أعرفه" أهـ. قلت: قد عرفه المنذري، وعمارة هذا ترجم له الذهبي في الميزان (3/ 178) فقال: "عمارة القرشي. عن أبي بُرْدة صاحب حديث: (يتجلى الله لنا ضاحكًا) قال الأزدي: ضعيف جدًا. روى عنه علي بن زيد بن جُدْعان وحْدَه". أهـ. وكذا في "اللسان" (4/ 279)، وترجم ¬

_ (¬1) في (ف): (تبارك وتعالى).

له أيضًا في: المغني (2/ 462) وديوان الضعفاء (ص 224)، فلو رجع الشيخ إلى شيءٍ من هذه المصادر لعَرَفه جيدًا!. ويغني عن هذا الحديث ما أخرجه مسلم (1/ 177 - 178) من حديث جابر في الورود، وفيه: .. ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول: من تنظرون؟ فيقولون: ننظر ربنا. فيقول: أنا ربكم. فيقولون: حتى ننظر إليك. فيتجلى لهم يضحك .. الحديث، هكذا رواه جابر موقوفًا ولم يرفعه، قال القاضي عياض -رحمه الله-: "ثم إن هذا الحديث جاء كله من كلام جابر موقوفًا عليه، وليس هذا من شرط مسلم، إذ ليس فيه ذكرُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما ذكره مسلم وأدخله في المسند لأنه رُوي مسندًا من غير هذا الطريق، فذكر ابن أبي خيثمة عن ابن جُريج يرفعه بعد قوله: (يضحك) قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "فينطلق بهم". وقد نبّه على هذا مسلم بعد هذا في حديث ابن أبي شيبة وغيره في الشفاعة، وإخراج من يخرج من النار وذكر إسناده وسماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعنى بعض ما في هذا الحديث، والله أعلم". أهـ. من شرح صحيح مسلم للإِمام النووي (3/ 48). قلت: وقد رواه الدارقطني في "الصفات" (33) من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر، فذكره مرفوعًا: "يتجلى لهم ضاحكًا" وابن لهيعة ليس بعمدة وقد عنعنه وهو مدلس. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (ص 282) من طريق عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الصنعاني عن إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر، وعبد الله بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (5/ 160). 56 - حدثنا أبو زُرعةَ وأبو بكر: محمد وأحمد ابنا عبد الله بن أبي دُجانة قالا: نا أبو سعيد محمد بن أحمد بن عُبيد: نا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السَّرْح: نا خالي: أبو رجاء عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم المَهْري: نا يحيى بن أيوب عن داود بن أبي هند.

عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- بنى الفِرْدَوْسَ بيدِه، وَحَظَرها عن (¬1) كُلِّ مشركٍ، وكُلِّ مُدْمِنٍ للخمر سِكِّيرٍ". 57 - وحدثناه محمد بن إبراهيم: أنا أبو عبد الملك: نا أبو الطاهر مثله. أخرجه ابن مندة في "الرد على الجهمية" (51) وأبو نُعيم في "الحلية" (3/ 94 - 95) وشيخ الإِسلام الهروي في "الأربعين" (23) من طريق أبي الطاهر به، وقال أبو نعيم: "غريب من حديث داود عن أنس، لم يروه عنه إلا يحيى بن أيوب المَعافري المصري، تفرّد به عنه أبو رجاء". قلت: إسناده منقطع، قال ابن حبان عن داود: "روى عن أنس خمسةَ أحاديث لم يسمعها منه". وقال الحاكم: لم يصحَّ سماعُه من أنس. ويحيى بن أيوب هو الغافقي في توثيقه خلافٌ. وأخرجه ابن مندة (52) من طريق يحيى عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أنس، وهو منقطع أيضًا. 58 - أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي قال: نا جدي لأمي: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: نا عمرو بن هاشم: نا ابن لَهيعة: نا أبو عُشّانة. عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ لَيعجبُ مِنَ الشابِّ الذي ليست له صَبْوةٌ (¬2) ". أخرجه أحمد (4/ 151) وابن أبي عاصم في "السُّنة" (571) وأبو يعلى في مسنده (رقم: 1749) والطبراني في الكبير (17/ 309 - رقم: 853) ¬

_ (¬1) في "الحلية": (على). (¬2) الصَّبْوةُ: الميلُ إلى الهوى. (نهاية).

19 - باب: الاعتصام بالكتاب والسنة

والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 600) من طرقٍ عن ابن لَهيعة، وإسناده ضعيف لاختلاط ابن لهيعة وضعف حفظه. وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 270): "إسناده حسن". وتبعه المناوي في التيسير (1/ 262). 19 - باب: الاعتصام بالكتاب والسُّنّة 59 - حدثنا أحمد بن سليمان بن حذلم وعلي بن يعقوب قالا: نا سليمان بن أيوب بن حذلم: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا معاوية بن صالح: نا إبراهيم بن أبي العباس قال: حدثني ابن حِمْيَر عن بَحير بن سعد عن خالد بن مَعْدان عن كثير بن مُرَّة عن نعيم بن هَمّار عن المقدام بن معدي كرب عن أبي أيوب الأنصاري. عن عوف بن مالك الْأَشجعي قال: خَطَبَنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالهجير (¬1) وهو مرعوب، فقال (¬2): "أطيعوني ما كنتُ بين أَظْهُرِكم، وعليكم بكتابِ الله -عَزَّ وجَلَّ-: أحِلّوا حلالَه، وحَرِّموا حرامَه". 60 - أخبرنا أبو يعقوب الْأَذْرَعي: نا أحمد بن الغمر بن أبي حماد بحمص: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا معاوية بن صالح عن محمد بن حِمْيَر عن بحير بن سعد ... فذكر بإسناده مثله، ولم يذكر: (عن إبراهيم بن أبي العباس) هذا. معاوية بن صالح أبو عبد الله الأشعري معروف، حَدَّث عنه ابن جَوصا. ¬

_ (¬1) في رواية الطبراني "بالهاجرة"، وهي اشتداد الحرِّ عند انتصاف النهار. (¬2) قال معد الكتاب للشاملة: هذه الحاشية ساقطة من المطبوع.

إسناده لا بأس به، إبراهيم بن أبي العباس قال أبو حاتم: هوشيخ. (الجرح والتعديل: 2/ 121). وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 38 - رقم: 65) من طريق سليمان بن عبد الرحمن عن معاوية بن صالح عن محمد بن حرب عن بحير. وهذا إسناد حسن، محمد بن حرب هو الخولاني الحمصي ثقة كما في التقريب. والحديث أورده المنذري في الترغيب (1/ 80) من رواية أبي أيوب، وقال: "رواته ثقات". وكذا الهيثمي في "المجمع" (1/ 170) وقال: "رجاله موثقون". ومن لطائف إسناده رواية أربعة من الصحابة بعضهم عن بعض، وهم: نُعيم بن هَمّار والمقدام وأبو أيوب وعوف. 61 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا أبو زرعة: نا عمر بن حفص: نا أبي قال: نا الأعمش قال: حدثناه مسلم عن مسروق. عن عائشة قالت: صنعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فترخَّص فيه، فتنزّه عنه أقوام (¬1)، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطب فحَمِدَ الله ثم قال: "ما بالُ أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعُهُ؟! فواللهِ إنّي لمن أعلمِهم باللهِ وأشدِّهم له خشيةً". أخرجه البخاري (10/ 513 و 13/ 276) عن شيخه عمر بن حفص به، وأخرجه مسلم (4/ 1829) من طرق عن الأعمش به. 62 - أخبرنا أبو يعقوب الْأَذْرَعي: نا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن بحر العسكري بالرافقة: نا عفّان: نا حماد: نا هشام بن عُروة عن أبيه عن عائشة، وحماد عن ثابت عن أنس: ¬

_ (¬1) في الأصول: (قوم) والتصويب من هوامش الأصل و (ف) و (ر).

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ أصواتًا، فقال. "ما هذه الأصواتُ؟ ". قالوا: النخلُ يُأَبِّرونه يا رسول الله. قال: "لو لم يفعلوا لصَلَحَ"، قال: فلم يُأَبِّروا عامئذٍ، فصار شِيصًا (¬1)، فشكوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إذا كان شيءٌ من أمرِ دُنياكم فشأنكُم به، وإنْ كانَ من أمرِ دينكم فإليَّ". أخرجه أحمد (6/ 123) عن عفان به بالإِسنادين، وكلاهما صحيح. وأخرجه ابن ماجه (2471) عن شيخه محمد بن يحيى عن عفان به. وأخرجه مسلم (4/ 1836) عن شيخيه ابن أبي شيبة وعمرو الناقد عن الأسود بن عامر عن حماد به، ولفظه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ بقوم يُلَقِّحون، فقال: "لو لم تفعلوا لصَلَحَ". قال: فخرج شيصًا، فمرّ بهم فقال: "ما لنخلكم؟ ". قالوا: قُلتَ كذا وكذا. قال: "أنتم أعلم بأمر دنياكم". وأخرجه أيضًا (4/ 1835 - 1836) بمعناه من حديث طلحة بن عُبيد الله ورافع بن خَديج. 63 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أحمد بن علي الخزاز: نا مروان بن محمد الطاطري: نا ابن زَبْر قال: حدثني يحيى بن أبي المُطاع قال: سمعت عرباض بن سارية السُّلَمي يقول: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ غداة فوعظنا موعظةً بليغةً، ذَرفت منها الأعين، ووَجِلَتْ منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله! قد وَعَظْتَنَا موعظةَ مُودِّعٍ، فاعهد إلينا. قال: "عليكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبدًا حَبَشيًّا، وسيرى من بَقِيَ بعدي منكم اختلافًا شديدًا -أوقال: كثيرًا-، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ المهدِّيين الراشدِين، عَضُّوا عليها بالنواجذ. وإياكم والمُحدَثاتِ، فإن كُلَّ بِدْعَةٍ ضلالَةٌ". ¬

_ (¬1) هو البُسْر الرديء.

إسناده صحيح، إلا أن فيه علّةً. وأخرجه ابن ماجه (41) وابن أبي عاصم في "السنة" (26) وابن نصر في "السنة" (ص 21، 22) من طريق الوليد بن مسلم، والطبراني في "الكبير" (18/ 248 - رقم: 622) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، والحاكم (1/ 97) من طريق عمرو بن أبي سلمة التنيسي كلهم عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر به. وأشار السخاوي في تخريج الأَرْبعين"- كما في الفتوحات الربانية (7/ 377) إلى رواية تمام هذه. قال ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم" (ص 253 - 254): "وهذا في الظاهر: إسناد جيد متصل، ورواته ثقات مشهورون، وقد صرّح فيه بالسماع (يعني: ابن أبي المطاع). وقد ذكر البخاري في تاريخه (¬1) أن يحيى بن أبي المطاع سمع من العرباض اعتمادًا على هذه الرواية، إلا أن حُفّاظ أهل الشام أنكروا ذلك، وقالوا: يحيى بن أبي المطاع لم يسمع من العرباض ولم يلقه وهذه الرواية غلط. وممن ذكر ذلك [أبو] زرعة الدمشقي وحكاه عن دُحيم، وهؤلاء أعرف بشيوخهم من غيرهم، والبخاري -رحمه الله- يقع له في تاريخه أوهام في أخبار أهل الشام" أهـ. قال أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1/ 605): قلت: لعبد الرحمن بن إبراهيم تعجبًا لقرب يحيى بن أبي المطاع، وما يُحدّث عنه عبد الله بن العلاء بن زَبْر أنه سمع من العرباض، فقال: "أنا من أنكر الناس لهذا". 64 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد: نا أبو الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي: نا علي بن المديني: نا الوليد بن مسلم: قال ثور بن يزيد: نا خالد بن معدان قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي. ¬

_ (¬1) التاريخ الكبير (8/ 306).

عن (¬1) حُجْر بن حُجْر الكَلاعي قال: أتينا العرباض بن سارية- وهو من الذين أنزل فيهم. {الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92]-، قال: فقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومُقتبسين. قال العرباض: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبحَ ذاتَ يوم، فوعظنا موعظةً ذرفت منها العيون، ووَجِلَتْ منها القلوب. قال: فقلنا: يا رسول الله! كأنّ هذا موعظة مُودِّع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: "أُوصيكم بتقوى الله والسمعِ والطاعة وإن عبدًا حبشيًا. وعليكم بسُنَّتي وسنة الخلفاء المهدِّيين، فتمسَّكوا بها، وعضّوا عليها بالنواجِذ. وإياكم وكُلَّ مُحْدَثَةٍ، فإن كُلَّ مُحْدَثةٍ بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالةٌ". قال الوليد: فذكرت هذا الحديث لعبد الله بن العلاء، فقال: نعم، حدثني به يحيى بن أبي المُطاع القُرشي أنه سمعه من العرباض بن سارية. فذكر نحوًا من حديث ثور. قال تمام الرازي: هكذا كان في كتاب أبي بكر، وقد رواه جماعة عن الوليد بن مسلم بإسناده عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا: أتينا العرباض بن سارية ... أخرجه ابن حبان (102) قال: أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي: حدثنا علي بن المديني .. وذكره. وأخرجه أحمد (4/ 126 - 127) - وعنه أبو داود (4607) - وابن أبي عاصم في "السنة" (32) وابن نصر في "السنة" (21) والآجري في "الشريعة" (ص 46، 47) -من طريق أحمد- وأبو نعيم في الحلية (10/ 114) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2/ 183) -من طريق أبي داود- كلهم عن الوليد بن مسلم به، وقد صرّح بالتحديث عند أحمد وغيره فانتفت شبهة تدليسه. ¬

_ (¬1) كذا في الأصول والصواب (و)، وانظر كلام تمام عليه.

ولم ينفرد به، فقد تابعه أبوعاصم النبيل الضحاك بن مخلد عند أحمد (4/ 126)، والترمذي (5/ 45) والدارمي (1/ 44 - 45) والطحاوي في "المشكل" (2/ 69) والطبراني في الكبير (18/ 245 - رقم: 617) - ومن طريقه المزي في "التهذيب" (2/ 807) - والآجري (ص 47) والحاكم (1/ 95) واللالكائي في "أصول السنة" (80، 81) وأبو نُعيم في "الحلية" (5/ 220 - 221) والبيهقي في "مناقب الشافعي" (1/ 10 - 11) وابن عبد البر (1/ 181) والبغوي في "شرح السنة" (1/ 205). وتابعه أيضًا: عبد الملك بن الصبّاح المِسْمَعِيُّ عند ابن ماجه (44) واللالكائي (81)، وعيسى بن يونس عند ابن أبي عاصم (31) وابن نصر (ص 21). وتابع ثورًا: محمد بن إبراهيم عند الطحاوي (2/ 69) والطبراني (18/ 247 - 248 - رقم: 621) والحاكم (1/ 96)، وبحيرُ بن سعد عند الترمذي (2676) وابن أبي عاصم (27) وابن نصر (ص 22) والطبراني (18/ 246 - رقمِ: 618). وتابع خالدًا: ضمرةُ بن حبيب عند أحمد (4/ 126) وابن ماجه (43) وابن أبي عاصم (33) والطبراني (18/ 247 - رقم: 619) والآجري (ص 47) والحاكم (1/ 96) واللالكائي (79) والخطيب في "الفقيه" (1/ 136) وابن عبد البر (2/ 181)، ويحيى بن جابر عند ابن أبي عاصم (30) والطبراني (18/ 247 - رقم: 620)، وعوف الأعرابي عند الطحاوي (2/ 69). وعبد الرحمن بن عمرو لم يوثقه غير ابن حبان، وقال ابن القطان: مجهول الحال. وحُجْر وثّقه ابن حبان والحاكم، وقال ابن القطان: لا يُعرف. وقال الحافظ في كليهما: مقبول. ولم يرد ذكر حُجْر في شيءٍ من هذه الروايات إلا في رواية الوليد بن مسلم.

وقد توبعا: فقد أخرجه أحمد (4/ 127) والطبراني (18/ 249 - رقم: 625) من طريق عبد الله بن أبي بلال -وعند الطبراني: عبد الرحمن- عن العرباض، وابن أبي بلال لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ: مقبول. وأخرجه ابن أبي عاصم (28، 29) والطبراني (18/ 248 - 249 - رقم: 623) من طريق المُهاصِر بن حبيب عن العرباض، والمهاصر قال أبو حاتم -كما في الجرح (8/ 439 - 440) -: لا بأس به. وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 525 - 526) فالإِسناد حسن. وأخرجه ابن أبي عاصم (34) -مختصرًا- والطبراني (18/ 257 - رقم: 642) من طريق شعوذ الأزدي عن ابن معدان عن جُبير بن نُفير عن العرباض، وشعوذ بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 390)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 451 - 452). والحديث صححه ابن حبان، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة. وفي ما قاله نظر، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح". ونقل ابن عبد البر في "الجامع" (2/ 182) عن البزار أنه قال: "حديث عرباض بن سارية في الخلفاء الراشدين حديث ثابت صحيح". وأقره ابن عبد البر فقال: "هو كما قال البزار حديث عرباض حديث ثابت". ونقل ابن رجب في "جامع العلوم" (ص 253) عن أبي نُعيم قوله: "هو حديث جيد من صحيح حديث الشاميين". وقال ابن الملقن في "المعتبر" (ص 78)، "وصححه أيضًا: الحافظان أبو نعيم الأصبهاني وأبو عباس الدّغولي وغيرهما". تنبيه: أشار السخاوي في "تخريج الأربعين" -كما في الفتوحات (7/ 377) - إلى رواية تمام هذه.

(2) كتاب العلم

(2) " كتاب العلم"

1 - باب: فضل العلم والعلماء

1 - باب: فضل العلم والعلماء 65 - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عرفجة القرشي: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح: نا يزيد بن ربيعة عن ربيعة بن يزيد. عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من طَلَبَ علمًا فأدركه كان له كِفلان من الأجرِ، ومَنْ لم يدركه كان له كِفْلٌ من الأجرِ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (18/ ق 137/ ب) من طريق تمام. وأخرجه الدارمي (1/ 96 - 97) وأبو يعلى في مسنده -كما في المطالب العالية (المسندة: ق106 - 107) - ومن طريقه ابن عساكر (18/ ق 137/ ب) - والطبراني في الكبير (22/ 68 - رقم: 165) والقُضاعي في "مسند الشهاب" (481) كلهم من طريق يزيد بن ربيعة به، ولم يرد ذكر (ربيعة بن يزيد) في سند أبي يعلى، كما سقط (يزيد بن ربيعة) من سند الطبراني في المطبوعة. وإسناده واه، يزيد تركه النسائي والعقيلي والدارقطني، وقال الجوزجاني: أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة. وضعَّفه أبو حاتم. "اللسان": 6/ 286). وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 96): "رواته ثقات وفيهم كلام". أهـ. وقال الهيثمي (1/ 123): "رجاله مُوثَّقون".

والحديث عزاه السيوطي في "الكبير" (الكنز: 10/ 92) إلى تمام وغيره. 66 - حدثنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن أبي الخطاب الليثي: نا إسحاق بن إبراهيم -يُعرف بـ"جَيْش الفرغاني"-: نا عبد الرحمن بن محمد بن سلاّم: نا إسماعيل بن يحيى بن عُبيد الله أبو علي التيمي (¬1): نا فِطْر بن خليفة عن أبي الطُّفيل. عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما انتعلَ أحدٌ قَطُّ ولاتَخَفَّفَ (¬2)، ولا لَبِسَ ثوبًا ليغدوَ في طلبِ علمٍ يتعلَّمُه إلا غفَر اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- له حيثُ يخطو عَتَبَة بابِ بيتِهِ". رواه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 22/ ب) وابن عدي في "الكامل" (1/ 302) من طريق عبد الرحمن بن محمد به. وقال الطبراني: "لا يُروى عن علي إلا بهذا الإِسناد، تفرّد به إسماعيل". وقال ابن عدي: "وهذا الحديث، وحديث: (من الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما من الذنوب) عن فطر بإسناديهما باطلان، ليس يرويهما عن فِطْر غيرُ إسماعيل". قلت: إسماعيل متفق على تكذيبه، كذّبه الأزدي وأبو علي النيسابوري والدارقطني والحاكم، واتهمه بالوضع صالح جزرة وابن حبان. (اللسان: 1/ 442) فالحديث موضوع. وصدّره المنذري في "الترغيب" (1/ 105) بـ"رُوي" إعلامًا بضعفه، وقال الهيثمي (1/ 133): "وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذّاب". ¬

_ (¬1) في الأصل: (التميمي) والتصويب من هامش الأصل و (ظ) و (ر). (¬2) قال المنذري في "الترغيب" (1/ 105): "قوله: (تخفّف) أي: لَبِس خُفَّه".

وكذا قال السيوطي في "الكبير" (الكنز: 10/ 93) بعدما نسبه للطبراني وتمام وابن عساكر. 67 - أخبرنا محمد بن أحمد بن عرفجة: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح: نا جَميع (¬1) بن ثُوب: نا خالد. عن أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من توضّأ في أهله ثم غدا إلى مسجده أو راحَ لا يريدُ إلا أنْ يتعلّم أو يُعلِّم كُتِبَ له بكلِّ خطوةٍ حسنةٌ ... -انقطع من كتاب ابن عرفجة- ... حتى إذا توسَّط قال: (اللهم أنزلني مُنْزَلًا مُبارَكًا وأنت خيرُ المنزلين) كُتِبَ له أجرُ عتق رقبة". قال المنذري: (جَميع منكرُ الحديث). أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 587) من طريق عبد الله بن عبد الجبار الخبائري عن جميع به، ولفظه: "ألا من صام يومًا وعاد مريضًا وشهد جنازة وشهد نكاحًا إلَّا وجبت له الجنة في يوم واحد، ألا ومن توضأ في أهله وغدا إلى المسجد أو راح لا يريد إلا أن يتعلم أو يعلم إلا كُتب له بكل خطوة يخطوها حسنة ومحا بأخرى سيئة، حتى إذا توسَّط ... " وذكر باقي الحديث. وإسناده واهٍ، جَميع قال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. وتركه النسائي، وقال ابن عدي: ضعيف. (الميزان: 1/ 422). 68 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءةً عليه -وأنا أسمع-: أنا العباس بن الوليد بن مَزْيد البيروتي: نا محمد بن شُعيب بن شابور قال: أخبرني عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن. عن أبي أُمامةَ الباهلي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال. "عليكم بهذا العلم ¬

_ (¬1) ويقال: بضم الجيم.

قبل أن يُقبضَ وقبل أن يُرفعَ العلمُ". ثم جَمَعَ بين إصبعيه الوسطى والتي تليها الإِبهامُ، ثم قال: "فإنَّ العالم والمُتعلِّم كهاتِه من هاتهِ شريكان في الخير، ولا خيرَ في سائرِ الناس" (¬1). أخرجه ابن ماجه (228) والطبراني في "الكبير" (8/ 262 - رقم: 7875) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1813). وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/ 28) من طريق عثمان به. وإسناده واه، علي متروك، وعثمان الأكثر على تضعيفه خصوصًا في روايته عن علي. وقال البوصيري في الزوائد (1/ 31): "هذا إسناد فيه علي بن زيد بن جدعان، والجمهور على تضعيفه". أهـ. وكذا نقل عنه السندي في "حاشيته على ابن ماجه" (1/ 101)، وهذا من أوهام البوصيري -رحمه الله- فليس في الإِسناد ذكرٌ لابن جدعان، فلعله تصحّف في نسخته، والله أعلم. 69 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد البغدادي الصيدلاني: نا إبراهيم بن هاشم البغوي: نا أبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني: نا سلمة بن رجاء: نا الوليد بن جَميل بن قيس الدمشقي عن القاسم. عن أبي أمامة قال: ذُكِرَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلين (¬2)، أحدُهما: عالمٌ، والآخر: عابدٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم". ¬

_ (¬1) هذا الحديث كرّره تمام في موضعين متفرقين من "الفوائد" بنفس الإِسناد والمتن حرفًا بحرف. (¬2) كذا في الأصول، وعند الترمذي: (رجلان) وهو الصواب.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- وملائكتهُ وأهلُ أرضيه يصلون على مُعلِّم الناسِ الخيرَ". أخرجه الترمذي (2685) والطبراني في الكبير (8/ 278) من طريق سلمة بن رجاء به. وروى ابن عبد البر في "الجامع" (1/ 38) الشطر الثاني منه بنفس السند. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب (من تحفة الأشراف: 4/ 177). قلت: سنده لين، الوليد قال أبو حاتم. شيخ روى عن القاسم أحاديث منكرة. وقال أبو زرعة: شيخ لين الحديث. وقال أبو داود: ما به بأس. وسلمة قال ابن معين: ليس بشيء. وضعفه النسائي وقال ابن عدي: أحاديثه أفراد وغرائب. وقال الدارقطني: ينفرد عن الثقات بأحاديث. ومشاه أبو حاتم وأبو زرعة. وللشطر الثاني شاهد من حديث أبي الدرداء، يتقوى به. 70 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا أبو علي إسماعيل بن محمد بن قيراط: نا بكر بن خلف: نا سلمة بن رجاء عن الوليد بن جميل الدمشقي عن مكحول. عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فضلُ العالم على الجاهلِ كفضلي على أدناكم، وإنَّ أهلَ السماء وأهل الأرض -حتى الحوت في البحرِ- ليستغفروا (¬1) لطالبِ العلم". أخرج الدارمي (1/ 88) نحوه من طريق يزيد بن هارون عن الوليد عن مكحول مرسلًا. ¬

_ (¬1) كذا في الأصول.

2 - باب: طلب العلم فريضة على كل مسلم

71 - أخبرنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن يحيى الدينوري قراءة عليه سنة أربعين وثلاثمائة: نا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي بالكوفة: نا محمد بن أبي رجاء: نا سلمة بن رجاء عن الوليد بن جميل عن القاسم. عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فضلُ العالمِ على العابد كفضلي على أدناكم". أخرجه الطبراني (8/ 278) عن شيخه محمد بن عبد الله الحضرمي به. 2 - باب: طلب العلم فريضة على كل مسلم 72 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حسنون الأزدي: نا أبو المنذر محمد عن سفيان بن المنذر بالرملة: نا سليمان بن سلمة الخبائري: نا بقية عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طلبُ العلم فريضة على كل مسلم". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1140 - 1141) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الواهيات" (73) - من طريق الخبائري به. والخبائري متروك كذّبه ابن الجنيد. (الميزان: 2/ 209) وبه أعل ابن الجوزي الحديث. 73 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر: نا أبو العباس محمد بن عبد الله بن إبراهيم اليافوني بيافا سنة ست وثمانين

ومائتين: نا إسماعيل بن عبّاد الأرسوفي: نا روّاد: نا عبد القدوس بن حبيب الدمشقي عن حماد. عن إبراهيم قال: ما سمعت من أنس إلا حديثًا واحدًا: سمعته يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طلبُ العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ". أخرجه البيهقي في شعب الإِيمان (1/ ق 298/ أ- نسخة نور عثمانية) وابن عبد البر في "العلم" (1/ 8) وابن الجوزي في الواهيات (61) من طريق روّاد به. وعبد القدوس كذبه ابن المبارك وإسماعيل بن عيّاش. وقال الفلاّس: أجمعوا على ترك حديثه. (الميزان: 2/ 643، واللسان: 4/ 45 - 48). وأشار السخاوي في "المقاصد" (ص 276) إلى رواية تمام هذه. وللحديث عن أنس طرق كثيرة، أذكر منها ما يصلحُ للاستشهاد: 1 - أخرجه البزار -كما في الميزان (1/ 36) - من طريق أبي عاصم عن إبراهيم بن سلاّم عن حماد به. وإبراهيم قال الذهبي: "ضعّفه الأزدي، وهو مقلٌّ، بل لا يُعرف إلا بما رواه البزار فذكره". وقال البزار: لا نعرف عنه راويًا سوى أبي عاصم. ونقل عنه السخاوي (ص 275 - 276) أنه قال: إنه رُوي عن أنس بأسانيد واهية. قال: وأحسنها ما رواه إبراهيم بن سلّام ... فذكره. وإبراهيم لم يسمع أنس قاله الحافظ في ترجمة يعقوب بن إسحاق من اللسان (6/ 304). 2 - وأخرجه ابن شاهين في الأفراد وابن شمعون -كما في المقاصد (ص275) - ومن طريقهما ابن الجوزي في الواهيات (63) من طريق موسى بن داود عن حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس.

قال ابن الجوزي: "موسى بن داود مجهول". أما السخاوي فقال: "رجاله ثقات". 3 - وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1107) وابن عبد البر (1/ 7) وابن الجوزي (65) من طريق سليمان بن قرم عن ثابت عن أنس. وسليمان وثقه الإِمام أحمد وضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم. وقال ابن عدي: له أحاديث حسان أفراد. 4 - وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 250) وابن الجوزي (60) من طريق حجاج بن نصير عن المثنى بن دينار الجهضمي عن أنس. والمثنى قال العقيلي: في حديثه نظر. 5 - وأخرجه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ -ومن طريقه ابن الجوزي (64) - من طريق إسماعيل بن عياش عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس. وإسماعيل صدوق لكنه مخلط في روايته عن غير الشاميين، وشيخه مصري. 6 - وأخرجه ابن عدي (2/ 779) -ومن طريقه ابن الجوزي (66) - والبيهقي في "الشعب" (1/ ق 298/ أ) وابن عبد البر (1/ 7) من طريق حسان بن سياه عن ثابت عن أنس. وحسّان ضعفه ابن عدي وابن حبان والدارقطني. (الميزان: 1/ 478). 7 - وأخرجه ابن الجوزي (70) من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود عن معان بن رفاعة عن عبد الوهاب بن بخت عن أنس. وأعله بمحمد ومعان، ومحمد قال أبو حاتم: منكر الحديث. لكن وثقه أبو عوانة وابن حبان ومسلمة، وقال النسائي: لا بأس به. وفي التقريب: "صدوق".

ومعان قال أحمد وأبو داود. لا بأس به. ووثقه ابن المديني ودحيم، وضعفه ابن معين وابن حبان والجوزجاني. 8 - وأخرجه البيهقي في الشعب (1/ق298/ أ) وابن الجوزي (71) من طريق أبي النضر عن مسلم بن سعيد الثقفي عن نافع عن أبي عمار عن أنس. وقال ابن الجوزي: أبو النضر مجهول. أهـ. قلت: بل هو هاشم بن القاسم كما صرحت بذلك رواية البيهقي وهو ثقة ثبت. ومسلم الثقفي لم أقف على ترجمته، ووقع عند البيهقي: (المستلم). 9 - وأخرجه أسلم بن سهل المعروف بـ"بحشل" في "تاريخ واسط" (ص 65) قال: ثنا عبد الله بن محمد بن خلاد عن عمر بن عون عن أبي الصبّاح المؤذن عن أنس. وأبو الصبّاح والراوي عنه لم أقف على ترجمتيهما. 10 - وأخرجه ابن عبد البر في "العلم" (1/ 9) من طريق جرير بن حازم عن الزبير بن الخرّيت عن أنس. وفيه راويان لم أهتد إلى ترجمتيهما. 11 - وأخرجه بحشل (ص 70) من طريق أبي الصبّاح عن أم كثير بنت مرفد عن أنس، ولفظه: "طلب العلم فريضة". وأم كثير لا تعرف. فالحديث بهذه الطرق مجتمعة حسن، والحمد لله على توفيقه. وللحديث عن أنس طرق أخرى أضربت عن ذكرها لأنها لا تخلو من كذاب متهم أو متروك مطّرَح. 74 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكندي ابن بنت عَدَبَّس: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح الوُحَاظي: نا محمد بن عبد الملك عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طلبُ العلم فريضةٌ على كلِّ مسلم".

أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (53) من طريق عباس الخلال عن يحيى بن صالح به، ومحمد بن عبد الملك هو الأنصاري اتهمه أحمد بالوضع. وقال البخاري ومسلم: منكر الحديث. وتركه النسائي (الميزان: 3/ 631 واللسان: 5/ 265). وبه أعله ابن الجوزي. 75 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان: نا أبو بكر بن أبي شيبة محمد بن أحمد ببغداد: نا مُهنّأ بن يحيى: نا أحمد بن إبراهيم الموصلي: نا مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 141) وابن عدي في الكامل (1/ 183) كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة -وهو أحمد بن محمد بن شبيب- به. وأخرجه الدارقطني في "الرواة عن مالك" -كما في اللسان (1/ 132) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (54) - عن ابن حبان به. قال ابن حبان: "أحمد بن إبراهيم بن موسى يروي عن مالك ما لم يُحدِّث به قط، لا تحل الرواية عنه على سبيل الاحتجاج به ... " ثم قال: "وهذا حديث لا أصل له من حديث ابن عمر، ولا من حديث نافع، ولا من حديث مالك، إنما من حديث أنس بن مالك وليس بصحيح عنه". أهـ. وقال ابن عدي: "منكر الحديث وليس بمعروف روى عن مالك وغيره مناكير". ثم قال: "وهذا الحديث منكر عن مالك بهذا الإِسناد، ولا يرويه إلا أحمد بن إبراهيم بن موسى، وهو غير معروف". وأحسن طرق حديث ابن عمر ما أخرجه العقيلي (2/ 58) - ومن طريق ابن الجوزي (56) - من طريق روح بن عبد الواحد القرشي عن موسى بن أعين عن ليث ابن أبي سُليم عن مجاهد به.

قال العقيلي عن روح: لا يُتابع على حديثه. وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، روى أحاديث فيها صنعةٌ. ووثقه ابن حبان. (اللسان: 2/ 466 والجرح: 3/ 499). وليث بن أبي سليم صدوق مختلط. 76 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا الحسن بن مكرم البغدادي: نا يحيى بن هاشم: نا مِسْعَر عن عطية. عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 21/ ب) عن شيخه معاذ عن ابن هاشم به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1/ق/298/ أ) من طريق أبي سهل بن زياد القطان عن ابن مكرم به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 427) من طريق أبي جعفر محمد بن عبد العزيز بن المبارك القيسي عن ابن هاشم به. وأخرجه ابن الجوزي (74) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي عن مسعر به. وفي أسَانيدهم -ما عدا ابن الجوزي- يحيى بن هاشم السمسار كذّبه ابن معين وأبو حاتم وصالح جزرة، واتهمه بالوضع غير واحد. (الميزان 4/ 412 واللسان: 6/ 279). وعطية العَوفي ضعيف مدلس. وفي إسناد ابن الجوزي: إسماعيل البجلي ضعيف. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 120): "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يحيى بن هاشم السمسار كذاب". 77 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني وأبو منصور محمد بن زريق بن إسماعيل بن زريق البلدي قالا: نا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي: نا هُذيل بن إبراهيم الجُمّاني: نا عثمان بن

عبد الرحمن الزهري عن حماد بن أبي سليمان عن شقيق بن سلمة. عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". أخرجه أبو يعلى في مسنده -كما في المطالب العالية (المسندة ق 104/ ب). وأخرجه ابن عدي (5/ 1810) -ومن طريقه ابن الجوزي (57) - عن أبي يعلى به، وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 21/ ب) عن محمد بن يحيى القزاز عن هذيل به. وأخرجه الخطيب في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (2/ 270) من طريق أبي يعلى به. وعثمان بن عبد الرحمن اتهمه ابن معين وابن حبان. وقال النسائي وأبو حاتم وغيرهما: متروك. وهذيل ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 245): "حدثنا عنه أبو يعلى، يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات". أهـ. وقال ابن الجوزي: غير معروف، وما يرويه غيره. وقال الهيثمي (1/ 119 - 120): "رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عثمان بن عبد الرحمن القرشي عن حماد بن أبي سليمان. وعثمان هذا قال البخاري: مجهول. ولا يُقبل من حديث حماد إلا ما رواه عنه القدماء: شعبة وسفيان الثوري والدستوائي، ومن عدا هؤلاء رووا عنه بعد الاختلاط". أهـ. قلت: إنما قال البخاري: (مجهول) في حقِّ عثمان بن عبد الرحمن الجمحي- كما في التهذيب (7/ 135 - 136)، أما الوقاصي فقال فيه في التاريخ الكبير (6/ 238) والضعفاء الصغير (250): "تركوه". 78 - حدثنا أبو علي محمد بن هارون الدمشقي: نا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي المصري: نا سعيد بن منصور الخراساني سنة

ثلاث وعشرين ومائتين: نا عائذ بن أيوب عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشَّعْبي. عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". إسناده واه، شيخ المصنف قال عبد العزيز الكتاني: كان يُتَّهم. (الميزان: 4/ 57). 79 - حدثنا أبي -رحمه الله- قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن حفص بن عمر المهرقاني الرازي: نا أبي أبو عمر حفص بن عمر بن عبد الرحمن المهرقاني: نا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي روّاد عن عائذ بن أيوب به (¬1). أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 410) -ومن طريقه ابن الجوزي (58) - والطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 21/ ب) عن طريق عبد الله بن عبد العزيز به. وهو عند الطبراني من رواية حفص بن عمر عنه. قال ابن الجوزي: "عائذ بن أيوب مجهول، وعبد الله بن عبد العزيز، قال ابن الجنيد: لا يساوي فلسًا". أهـ. قلت: وبقية كلام ابن الجنيد: يحدث بأحاديث كذب. وقال أبو حاتم وغيره: أحاديثه منكرة. (الميزان: 2/ 455 واللسان: 3/ 310). وقال العقيلي عقبة: "عبد الله بن عبد العزيز أخطأ في الإِسناد والمتن، وقلب اسم أيوب". يعني الصواب: أيوب بن عائذ. قال الحافظ في اللسان (3/ 226): "قلت: فظهر أن لا ذنب لعائذ بن أيوب، بل لا وجود له! وأيوب بن عائذ من رجال التهذيب". أهـ. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 120): "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن عبد العزيز بن أبي روّاد ضعيف جدًا". أهـ. ¬

_ (¬1) سقط هذا الإِسناد من الأصل، واستدركه أحدهم في الهامش من نسخة المنذري.

فصل: في أقوال أهل العلم في هذا الحديث

فصل: في أقوال أهل العلم في هذا الحديث المنقول عن الأئمة المتقدمين تضعيفه، فقد نقل ابن الجوزي في العلل (1/ 66) عن الإِمام أحمد أنه قال: لا يثبت عندنا في هذا الباب شيء. ونقل ابن عبد البر في "العلم" (1/ 9) عن إسحاق بن راهويه أنه قال: طلب العلم واجب، ولم يصح فيه الخبر. أهـ. وتقدم قول البزار: أسانيده واهية. وقال العقيلي في الضعفاء (2/ 58): "والرواية في هذا الباب فيها لينٌ". أهـ. وقال أبو علي النيسابوري إنه لم يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه إسناد. وقال البيهقي في "الشعب" (1/ ق 298/ أ): "هذا حديث متنه مشهور، وإسناده ضعيف، روي من أوجهٍ كلها ضعيف". وقال ابن عبد البر في العلم (1/ 9): "الحديث في وجوب طلب العلم في أسانيده مقال لأهل العلم بالنقل، لكن معناه صحيح عندهم". أهـ. وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 54 - 56) من عدة طرق ثم قال: "هذه الأحاديث كلها لا تثبت" ثم شرع في تضعيفها طريقًا طريقًا. وقال ابن القطان رواية ابن ماجه عن أحد طرق الحديث: غريبٌ حسن الإِسناد. ونقل المناوي في الفيض (4/ 267) عن ابن القطان صاحب "الوهم والإِيهام" أنه قال: لا يصحُّ فيه شيءٌ وأحسن ما فيه ضعيف. أهـ. ونقل عن المنذري (4/ 268) تضعيفه. وجعل ابن الصلاح في "مقدمته" (ص 389) مثالًا للمشهور غير الصحيح. وفي فتاوى الإِمام النووي -جمع تلميذه ابن العطار (ص 179 - 180) - أنه سُئل عن هذا الحديث فقال: "هوحديث ضعيف وإن كان معناه صحيحًا".

وقال المزي: روي من طرقٍ تبلغ رتبة الحسن. نقله عنه الزركشي في اللآلئ المنثورة (ص 43)، وذهب الزركشي (ص 42) إلى تحسين الحديث. وذكر العراقي أن بعض الأئمة صحح بعض طرقه. وقوّاه السخاوي في "المقاصد" (ص 275 - 276) والنقول المتقدمة التي أهملت ذكر مصدرها: منه. وقال السيوطي في "الدرر المنتثرة" (ص 130): "الحديث حسن"، ونقل المناوي (4/ 267) عنه أنه قال: "جمعت له خمسين طريقًا، وحكمت بصحته لغيره، ولم أصحح حديثًا لم أُسبق إلى تصحيحه سواه". أهـ. قلت: في هذه الدعوى نظر لما نقله العراقي من تصحيح بعض الأئمة له. ونقل الزبيدي في شرح الإِحياء (1/ 98) عنه أنه قال في "الرتبة المنيفة". "وعندي أنه بلغ رتبة الصحيح؛ لأني رأيت له نحو خمسين طريقًا، وقد جمعتها في جزء". أهـ. وفي "تنزيه الشريعة" لابن عراق (1/ 258). "قلت: وأخرجه الحافظ العراقي الشافعي في أماليه من حديث أنس من غير من طريق ابن ماجه، ثم قال: حديث حسن غريب من هذا الوجه .... وفي تلخيص الواهيات للذهبي: رُوي عن علي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وجابر وأنس وأبي سعيد، وبعض طرقه أوهى من بعض، وبعضها صالح، والله أعلم".أهـ. وقال المناوي في "التيسير" (2/ 115): "وأسانيده ضعيفة، لكن تقوّى بكثرة طرقه". أهـ. وقال الزرقاني في "مختصر المقاصد" (614): "حسن، وقيل: صحيح". فائدتان: الأولى: قال الحافظ السخاوي (ص 277): "تنبيه: وقد ألحق بعض

3 - باب: عدالة حملة العلم

المصنفين بآخر هذا الحديث: (ومسلمة) وليس لها ذكر في شيء من طرقه، وإن كان معناها صحيحًا". أهـ. الثانية: جمع طرق هذا الحديث في جزء مفرد غير واحد من أهل العلم، منهم: الجلال السيوطي -كما تقدم-، والسيد مرتضى الزبيدي حيث قال في "شرح الإِحياء" (1/ 99): "وقد ألّفت في تخريجه جزءًا لطيفًا أوردت فيه ما تيسّر لي من الأسانيد". ومن العصريين: الشيخ أبو الفيض أحمد بن الصدِّيق الغُماريُّ، وسمَّاه: "المُسهم في طرق حديث (طلب العلم فريضة على كل مسلم) ". وحكم بصحته. 3 - باب: عدالة حَملَة العلم 80 - أخبرنا أحمد بن عبد الوهاب: نا السلم بن معاذ: نا حاجب بن سليمان أبو سعيد: نا خالد بن عمرو القرشي: نا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سالم بن عبد الله بن عمر. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يحملُ هذا العلمُ من كلِّ خَلَفٍ عدولُه، ينفون عنه تحريفَ الغالين، وانتحالَ المُبطلين، وتأويل الجاهلين". أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 152 و 3/ 902) من طريق حاجب به، وقال: "هذا الحديث بهذا الإِسناد لا أعلم يرويه عن الليث غير خالد بن عمرو". وأخرجه البزار (الكشف: 143) والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 9 - 10) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 59) - من طريق خالد بن عمرو

عن الليث عن يزيد عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة مرفوعًا. وقال البزار: "خالد بن عمرو منكر الحديث، قد حدّث بأحاديث لم يُتابع عليها، هذا منها". وفي أسانيدهم جميعًا: خالد بن عمرو القرشي مجمعٌ على تركه، كذبه ابن معين، وقال ابن عدي: وهذه الأحاديث التي رواها خالد عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب كلها باطلةً، وعندي أن خالد بن عمرو وضعها على الليث. وقال الهيثمي (1/ 140): "وفيه عمرو بن خالد (كذا مقلوبًا) كذّبه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ونسبه إلى الوضع". وفي الباب أيضًا: عن علي وأبي هريرة وأبي أمامة، وعبد الله بن مسعود وأسامة بن زيد، وإبراهيم بن عبد الرحمن العذري معضلًا. أما حديث علي فقد أخرجه ابن عدي (1/ 152) عن شيخه محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل العلوي عن آبائه. وابن الأشعث قال ابن عدي في ترجمته (3/ 2303، 2304): "حمله شدة تشيعه إلى أن أخرج لنا نسخة قريبًا من ألف حديث عن موسى بن إسماعيل عن آبائه". وقال. "وكان متهمًا في هذه النسخة، ولم أجد له فيها أصلًا". وأما حديث أبي هريرة فله طريقان: الأول: أخرجه ابن عدي (1/ 153) -ومن طريقه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (52) - من طريق مسلمة بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد السلمي عن علي بن مسلم البكري عن أبي صالح الأشعري عنه. ومسلمة متروك، وشيخه ضعيف تركه جماعةٌ.

الثاني: أخرجه ابن عدي (1/ 152) من طريق مروان بن معاوية الفزاري عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عنه. وأبو حازم لم يسمع أحدًا من الصحابة غير سهل بن سعد (جامع التحصيل. ص 227) فالإِسناد منقطع. وأما حديث أبي أمامة فقد أخرجه العقيلي (1/ 9) وابن عدي (1/ 153) من طريق محمد بن عبد العزيز الرملي عن بقية عن رزيق أبي عبد الله الألهاني عن القاسم أبي عبد الرحمن عنه. محمد قال أبو زرعة: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم. عنده غرائب ولم يكن عندهم بالمحمود، وهو إلى الضعف ما هو. وبقية أمير المدلسين وقد عنعن. وأما حديث عبد الله بن مسعود فقد أخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (54) من طريق أحمد بن يحيى بن زكير عن محمد بن ميمون بن كامل الحمراوي عن أبي صالح عن الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عنه. أحمد بن يحيى قال الدارقطني: ليس بشيء في الحديث. (اللسان: 1/ 323) وشيخه لم أر من ترجمه، وأبو صالح هو عبد الله بن صالح كاتب الليث ضعيف من جهة حفظه. وأما حديث أسامة بن زيد فقد أخرجه الخطيب (53) والحافظ العلائي في "بغية الملتمس" (ص 34) من طريق محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن معان بن رفاعة السلمي عن أبي عثمان النهدي عنه. قال العلائي: "هذا حديث حسن غريب صحيح، تفرّد به من هذا الوجه معان بن رفاعة، وقد وثقه علي بن المديني ودحيم، وقال فيه أحمد بن حنبل: لا بأس به. وتكلّم فيه يحيى بن معين وغيره".

قلت: فيه ابن أبي كريمة ضعّفه أبو حاتم، وقال العقيلي: روى عن هشام بواطيل. (الميزان: 570) فالإِسناد ضعيف لأجله، وقد وهم العلائي فيه فقال. "محمد بن سليمان هذا هو الحرّاني يُعرف بـ"بومة" وثقه سليمان بن سيف وطائفة". أهـ. وقد وقع التصريح في رواية الخطيب بأنه ابن أبي كريمة. وأما معضل إبراهيم العذري فقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تقدمة الجرح" (2/ 17) وابن عدي في "الكامل" (1/ 153) -ومن طريقه البيهقي (10/ 209) - وابن حبان في "الثقات" (4/ 10) وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 58 - 59، 59) والخطيب (55) من طريق معان بن رفاعة عنه. ومعان فيه ضعف. وتابعه الوليد بن مسلم فقال: ثنا إبراهيم العذري: ثنا الثقة من أشياخنا مرسلًا. أخرجه ابن عدي والبيهقي. وإبراهيم ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 10) وقال: يروي المراسيل. أهـ. وقال الذهبي في الميزان (1/ 45): "تابعي مُقِلٌّ، ما علمته واهيًا، أرسل حديث: "يحمل هذا العلم من كل خَلَفٍ عدوله" رواه غير واحد عن معان بن رفاعة عنه، ومعان ليس بعمدة، ولا سيما أتى بواحدٍ لا يُدرى من هو؟ ". وروى الخلال ومن طريقه الخطيب (56) والعلائي (ص 35) عن مهنا بن يحيى أنه سأل الإِمام أحمد عن هذا الحديث: كأنه موضوع. فقال الإِمام: لا، هو صحيح. فقلت: ممن سمعته أنت؟ قال: من غير واحد. قلت: من هم؟ قال: حدثني به مسكين إلا أنه يقول: (معان عن القاسم بن عبد الرحمن). قال أحمد: معان بن رفاعة لا بأس به. أهـ.

4 - باب: الغبطة في العلم

وقال الحافظ العراقي في "التقييد والإِيضاح" (ص 138 - 139): "الحديث غير صحيح" ثم تكلّم على معضل العذري، ثم نقل عن ابن القطان أنه قال في "بيان الوهم والإِيهام": "وقد رُوي هذا الحديث متصلًا من رواية جماعة من الصحابة: علي بن أبي طالب وابن عمر وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو وجابر بن سمرة وأبي أمامة وكلها ضعيفة لا يثبت منها شيء، وليس فيها شيء يقوي مرسل المذكور، والله أعلم". وقال البلقيني في "محاسن الاصطلاح" (ص 219): "الحديث لم يصح، فإنه رُوي مرفوعًا من حديث أسامة بن زيد وأبي هريرة وابن مسعود وغيرهم، وفي كلها ضعف. وقال الدراقطني: لا يصح مرفوعًا -يعني: مسندًا- إنما هو عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن عبد البر: رُوي عن أسامة بن زيد وأبي هريرة بأسانيد كلها مضطربة غير مستقيمة". أهـ. 4 - باب: الغبطة في العلم 81 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو عامر العَقَدي: نا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لاتحاسُدَ إلا في اثنتين: رجل أعطاه الله حِكمةً فهو يقضي بها، ورجل آتاه الله مالًا فسلَّطه على هلاكه في الحقِّ". أخرجه البخاري (1/ 165) ومسلم (1/ 559) من طرقٍ عن إسماعيل به.

5 - باب: الوصية بطلبة العلم

5 - باب: الوَصيّة بطلبة العلم 82 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حسنون الأزدي: نا أبو المنذر محمد بن سفيان بن المنذر الرملي بالرملة: نا محمد بن عبد الرحمن بن سهم: نا مخلد بن الحسين عن أبي هارون العَبْدي أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول للشباب: مرحبًا بوَصيّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال مخلد: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُوصي بالشباب. 83 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل بن أبي سعيد القنسريني القطان قال: نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي: نا هشام بن عمار: نا الربيع بن بدر: نا أبو هارون العَبْدي قال: كنّا نأتي أبا سعيد الخدري فيقول: مرحبًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّه سيأتيكم ناسٌ يتفقهون ويتعلمون فعلِّموهم". ثم يقول: مرحبًا مرحبًا، ادنوا. 84 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل: نا أحمد بن إبراهيم بن فيل: نا عبد الله بن ربيعة المِصيصي: نا عمر بن المغيرة أبو حفص البصري عن أبي هارون العبدي. عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سيأتيكم أقوام يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرًا". قال أبو هارون: فكان أبو سعيد الخدري إذا أتاه من يتفقه قال: مرحبًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

85 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن أبي العقب في آخرين قالوا: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الملك بن محمد الصنعاني عن الربيع بن خطيّان قال: حدثني أبو هارون العبدي قال: حدثني أبو سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الناسُ تَبَعٌ لكم -يا أهل المدينة- في العلم". قال: فكنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال: مرحبًا بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم -. 86 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو الحسين خلف بن محمد بن عيسى (كردوس) بواسط: نا يزيد بن هارون: أنا نوح بن قيس الطاحي: نا أبو هارون العبدي. عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّه سيأتيكم قومٌ من أقطار الأرض يسألونكم العلمَ، فإذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيرًا". قال أبو هارون: فكان أبو سعيد الخدري إذا رآنا قال: مرحبًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 87 - أخبرنا أبو علي أحمد بن فضالة الحمصي: نا أبو شُرَحْبيل عيسى بن خالد بن نافع ابن أخي أبي اليمان الحكم بن نافع: نا آدم بن أبي إياس: نا حماد بن سلمة. عن أبي هارون العبدي قال: كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال لنا: مرحبًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنا: "إنّ ناسًا يأتونكم من أقطار الأرض يسألونكم عن العلم، فاستوصوا بهم معروفًا". 88 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا عيسى بن خالد بن نافع الحمصي: نا آدم بن أبي إياس: نا عقبة الأصمُّ: نا أبو هارون.

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سيأتيكم بعدي ناسٌ يتفقهون في الدين، يتعلّمون العلمَ فعلّموهم مما علّمكم اللهُ". قال أبو هارون: فكنّا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال: مرحبًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ها هنا إلى جَنْبي! سلوا عمّا شئتم. 89 - أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا أبو غسان مالك بن يحيى: نا علي بن عاصم بن صهيب الواسطي (ح). وأخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو بكر يحيى بن أبي طالب الواسطي ببغداد: نا علي بن عاصم بن صهيب الواسطي: نا أبو هارون العَبْدي قال: كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال لنا: مرحبًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قلنا: وما وصيَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟. قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه سيأتي بعدي قوم يسألونكم عني، فإذا جاؤكم فالطفوهم وحَدِّثوهم". واللفظ لخيثمة. 90 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيّان القطّان بالمدائن قال: نا محمد بن الفضل بن عطية، عن أبي هارون العبدي قال: كان أبو سعيد الخدري يقول لنا إذا رآنا: مرحبًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الناسَ لكم تَبَعٌ، وإنه سيأتيكم قومٌ يتفقهون، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرًا". 91 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا إبراهيم بن أبي سفيان: نا الفريابي: نا سفيان الثوري. عن أبي هارون قال: كنا إذا أتينا أبا سعيد قال: مرحبًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنا: "إن الناسَ لكم تَبَعٌ، وسيأتيكمِ أقوامٌ من أقطار الأرض يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرًا".

92 - أخبرنا أبي -رضي الله عنه (¬1) -: أنا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضُّريس الرازي: نا محمد بن سعيد بن سابق. نا أبو جعفر الرازي. عن أبي هارون العبدي قال: كنا إذا دخلنا على أبي سعيد الخدري قال: مرحبًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الناسَ لكم تَبَعٌ، وإنه سيكون من بعدي أقوام يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم، فعلِّموهم". في جميع هذه الأسانيد: أبو هارون العبدي، واسمه: عمارة بن جوين. قال الحافظ في التقريب: "متروك، ومنهم من كذّبه". وأخرجه من طريقه: عبد الرزاق (11/ 252) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (134) - والترمذي (2650، 2651) وابن ماجه (247، 249) وابن أبي حاتم في التقدمة (2/ 12) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (22) -ومن طريقه العلائي في "بغية الملتمس" (ص 26) - والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (33 - 35). 93 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا عبد الله بن الحسين المِصّيصي: نا سعيد بن سليمان: نا عبّاد بن العوّام: نا الجَريري عن أبي نَضْرة. عن أبي سعيد الخدري أنه قال: مرحبًا بوصيّةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُوصينا بكم. أخرجه ابن أبي حاتم (2/ 12) والرامهرمزي (21) -ومن طريقه العلائي (ص 28) - والحاكم (1/ 88) وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي من طريق سعيد بن سليمان وهو المعروف بـ"سعدويه". ¬

_ (¬1) في (ر) و (ش): (رحمه الله).

وإسناده ضعيف لأجل الجريري فإنه قد اختلط قبل موته بثلاث سنين، ولا يبعد أن يكون قد أخطأ في روايته عن أبي نضرة، فقد قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي هارون عن أبي سعيد. أهـ. وقال العلائي: "إسناده لا بأس به، لأن سعيد بن سليمان هذا هوالنشيطي فيه لين يحتمل". قلت: هو الواسطي كما صرّحت بذلك رواية الحاكم. وبقيت للحديث طرق: فقد أخرجه الرامهرمزي (23) من طريق يحيى الحِمّاني عن ابن الفسيل عن أبي خالد مولى ابن الصباح عن أبي سعيد. والحماني قال الحافظ في التقريب: حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. وابن الفسيل وشيخه لم أر من ذكرهما. وأخرجه أيضًا (24) من طريق روّاد بن الجراح عن المنهال بن عَمرو عن رجل عن جابر بمعناه وسنده ضعيف لأجل الرجل الذي لم يُسمّ، وروّاد صدوق اختلط بآخرة فتُرك. كذا في التقريب. وأخرجه الخطيب في "الجامع" (357) من طريق عُبيد الله بن زحر عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد. شهر ومن دونه ضعفاء. وأخرجه ابن ماجه (248) من حديث أبي هريرة، قال البوصيري في "الزوائد" (1/ 36)، "هذا إسناد ضعيف، فيه المعلي بن هلال كذّبه أحمد وابن معين وغيرهما ونسبه إلى وضع الحديث غير واحد، وإسماعيل هو ابن مسلم اتفقوا على ضعفه". أهـ.

6 - باب: في فضل الفقه

6 - باب: في فضل الفقه 94 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم: نا أبو القاسم بركة بن نشيط الفرغاني (عُثكل): نا داود بن رُشيد: نا إسماعيل بن جعفر: حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه. عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يُردِ اللهُ به خيرًا يفقهه في الدين". أخرجه أحمد (1/ 306) والدارمي (1/ 74) والترمذي (2645) -وقال: حسن صحيح- والخطيب في "الفقيه" (1/ 3) من طريق إسماعيل به. وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1/ 164)، ومسلم (2/ 718، 719) من حديث معاوية بن أبي سفيان. 95 - أخبرنا أبو الطيب محمد بن حميد بن محمد بن سليمان الكلابي: نا أبو إسماعيل الترمذي محمد بن إسماعيل: نا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث عن إسحاق أبي عبد الرحمن عن رجاء بن حيوة عن أبيه. عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "قليلُ الفقه خيرٌ من كثيرِ العبادة، وكفى بالمرء فقهًا إذا عَبَد الله، وكفى بالمرء جهلًا إذا أُعجب برأيه. إنّما الناسُ رجلان: مؤمنٌ وجاهلٌ، فلا تؤذي (¬1) المؤمنَ، ولا تُحاورْ الجاهلَ". ¬

_ (¬1) كذا في الأصول ومجمع البحرين وعليه تضبيب في (ظ)، والصواب حذف الياء.

أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 23/ أ- ب) والكبير -كما في المجمع (1/ 120) - وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 173 - 174) وابن عبد البر في "جامع العلم" (1/ 21) والبيهقي في "المدخل" (453) والخطيب في "الفقيه" (1/ 15) من طريقين عن الليث به. قال الطبراني. لم يروه عن رجاء إلا إسحاق، تفرّد به الليث. وقال أبو نعيم: غريب من حديث رجاء، تفرّد به إسحاق بن أَسيد، ولم يروه عن رجاء إلا ابنه. أهـ. قلت: وإسحاق بن أَسيد قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور لا يشتغل به. وقال أبو أحمد الحاكم وابن عدي: مجهول. وقال الأزدي: منكر الحديث تركوه. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ. فالسند ضعيف. وقال المنذري في الترغيب (1/ 93) بعد ما عزاه للأوسط: "في إسناده إسحاق بن أَسيد، وفيه توثيقٌ ليِّن، ورفعُ هذا الحديث غريب. قال البيهقي: ورُوِّيناه صحيحًا من قول مُطرّف بن عبد الله بن الشخير ثم ذكره". أهـ. وقال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني: "وفيه إسحاق بن أَسيد، قال أبو حاتم: لا يشتغل به". أهـ. 96 - أخبرنا أبو الحسين (¬1) بن حسنون: نا محمد بن يزيد بن عبد الصمد. نا حامد بن يحيى. نا حسين بن علي الجعفي العابد عن ليث بن أبي سُليم. عن مجاهد قال: الفقيه الذي يخشى الله -عَزَّ وَجَلَّ-. أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (13/ 567) والدارمي (1/ 89) وأبو نعيم في الحلية (3/ 280) من طريق الجعفي به. وليث ضعيف لاختلاطه. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (الحسن) والمثبت من (ظ) و (ر) و (ف).

7 - باب: في فضل الحديث

7 - باب: في فضل الحديث 97 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا أبو الحسن أحمد بن نصر بن شاكر: نا الوليد بن عمر، قال: سمعت المُؤمّل بن إسماعيل يقول: قال سفيان الثوري [-رحمه الله-] (¬1): ما أعرفُ شيئًا أفضلَ من طلب الحديث إذا أُريد به الله -عَزَّ وَجَلَّ-. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 366) وابن عبد البر في "العلم" (1/ 25) والبيهقي في "المدخل" (470) والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (298، 299) من طريق وكيع عنه، إلا أبا نعيم فقد أخرجه من طريق الفريابي عنه. وسنده صحيح. 98 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا القاسم بن علي بن أبان بن يزيد بن الصبّاح بن عبد الرحمن العلّاف: نا عبد السلام بن عبد الحميد إمام مسجد حرّان قال: قال وكيع بن الجرّاح: لولا الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ما حدَّثتُ. أخرجه من طريق المصنف: السمعاني في "أدب الإِملاء" (ص 64). 99 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان من حفظه: نا ابن أبي الخناجر قال: كلنت في مجلس يزيد بن هارون [بواسط] (¬2) فجاء أمير المؤمنين، ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ). (¬2) زيادة من (ظ) و (ر).

8 - باب: فضل من حفظ أربعين حديثا

فوقف علينا في المجلس، وفي المجلس ألوفٌ، فالتفت إلى أصحابه فقال: هذا المُلْك. أخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (220) من طريق خيثمة به، ووقع في روايته: (المتوكل)، ثم قال: "هذا وهمٌ فاحشٌ وخطأ ظاهر، وذلك أن يزيد بن هارون مات في سنة ست ومائتين، ووُلد المتوكل سنة سبع ومائتين، ولعلَّ المار بيزيد في جيشه كان المأمون، والله أعلم". أهـ وأخرجه السمعاني في "أدب الإِملاء" (ص 22) وذكر نحو كلام الخطيب. 8 - باب: فضل من حفظ أربعين حديثًا 100 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا يوسف بن موسى المروروذي: نا علي بن حجر: نا إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح. عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حَفِظَ على أمتي أربعين حديثًا من السُنَّة كنتُ له شفيعًا يوم القيامة". أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 134) وابن عدي في "الكامل" (1/ 324) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (175) - وابن عبد البر في "العلم" (1/ 44) والخطيب في "الشرف" (31) والبكري في "الأربعين" (ص 30 - 31) كلهم من طريق علي بن حجر به. وإسحاق بن نجيح هو الملطي كذاب خبيث. 101 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن حسنون: نا أبو المنذر محمد بن سفيان الرملي: نا سليمان بن سلمة الخبائري (ح).

9 - باب: تبليغ العلم والحث عليه

وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن مزاريب وهارون بن محمد بن هارون الموصلي قالا. نا إسماعيل بن محمد بن قيراط: نا سليمان بن سلمة الخبائري: نا تفسير (¬1) بن الليث عن عمر بن شاكر. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ حَمَلَ من أُمَّتي أربعينَ حديثًا بعثَهُ اللهُ يومَ القيامةِ فقيهًا عالمًا". أخرجه ابن عدي (5/ 1712) -ومن طريقه ابن الجوزي (181) - من طريق الخبائري به. والخبائري متروك كذّبه غير واحد، وعمر بن شاكر ضعيف كما في التقريب. ولهذا الحديث طرق كثيرة لكنها لا تخلو من الكذابين والمتروكين، فكثرتها لا تزيد الحديث إلا وهنًا، وقد ضعف الحديث جماهير العلماء، واستوعب الكلام على طرقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 111 - 122)، وقال الإِمام النووي في مقدمة أربعينه: "اتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه". أهـ. 9 - باب: تبليغ العلم والحثِّ عليه 102 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن الحسن بن حيدرة الأطرابلسي قراءة عليه بدمشق سنة أربعين وثلاثمائة: أنا العباس بن الوليد بن مَزْيَد البيروتي: أنا محمد بن شعيب بن شابور: أخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن أبيه. ¬

_ (¬1) كذا بالأصول، وعد ابن عدي: (نصر).

عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نَضَرالله عبدًا سَمِعَ مقالتي هذه ثم وعاها وحَمِلها، فرُبَّ حامل فقهٍ غير فقيه، ورُبَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه. ثلاثٌ لا يَغِلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمنٍ: إخلاصُ العمل لله، ومناصحة أولاة (¬1) الأمر، والاعتصامُ بجماعة المسلمين، فإنَّ دعوتهم تحيط من ورائهم". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1584) من طريق ابن شابور به. وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق: 27/ أ) من طريق عطّاف بن خالد عن ابن زيد. قال الهيثمي (1/ 139): "وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف". أهـ قلت: وتركه جماعة. وذكر المنذري في الترغيب (1/ 109) رواية الطبراني وصدّرها بـ"رُوي" إعلامًا بضعفها. وأخرجه أحمد (3/ 225) وابن ماجه (236) وابن أبي حاتم في "تقدمة الجرح" (2/ 11) وابن عبد البر في "العلم" (1/ 42) من طريق معان بن رفاعة عن عبد الوهاب بن بخت عن أنس مرفوعًا. ومعان لين. 103 - حدثنا خيثمة بن سليمان: نا أبو عتبة أحمد بن الفَرَج: نا بقيّة: نا شعبة عن عمر بن سليمان بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان عن أبيه. عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نَضَّر اللهُ امرأً سَمِعَ منا حديثًا فحفظه حتى يُبلِّغه عنّا كما سَمِعه، فرُبَّ حامل فقهٍ غير فقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يَغِلُّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ أبدًا: ¬

_ (¬1) كذا في الأصل و (ظ) وفي (ر): (ولاة) بلا همزٍ، وتصحّفت في (ش) إلى: (الأمة).

إخلاصُ العمل لله، والمناصحةُ لولاة الأمر، ولزومُ جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط مَنْ ورائهم. من كانت الدنيا نيّته فرّق اللهُ عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ماكُتِبَ له. ومن كانت نيتهُ الآخرةَ جمعَ اللهُ شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمةٌ". أخرجه أحمد (5/ 183) والدارمي (1/ 75) وأبو داود (3660) والترمذي (2656) وحسنه، والنسائي في الكبرى -كما في تحفة الأشراف (3/ 206) - وابن ماجه (4105)، وابن أبي حاتم (2/ 11) وابن حبان (72) والطحاوي في المشكل (2/ 232) والرامهرمزي في "المُحدِّث الفاصل" (3) والحاكم في "المدخل" (ص 84 - 85)، وابن عبد البر (1/ 38 - 39) والبيهقي في "الشعب" (1/ ق 307/ أ) والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (24) من طرق عن شعبة به. وهو عندهم بعضهم باختصار. قال الحافظ في تخريج أحاديث المختصر -كما في الفيض (6/ 285) -: "حديث زيد بن ثابت هذا حديث صحيح". أهـ. وقال البوصيري في الزوائد (4/ 212): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات". أهـ. 104 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم: نا أبو القاسم بركة بن نَشيط (غُثْكل) الفرغاني: نا أبو بكر بن أبي شيبة: نا عبد الله بن نُمير: نا محمد بن إسحاق عن عبد السلام -يعني: ابن أبي الجَنُوب- عن الزُّهري عن محمد بن جُبير بن مطعم. عن أبيه قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخيف من مِنى فقال: "نَضَر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها ثم بلّغها مَنْ لم يسمعها، فرُبَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فقهٍ لا فقهَ له. ثلاثٌ لا يَغِلُّ عليهن قلب

المؤمن: إخلاصُ العمل، والنصيحةُ لأُولي الأمر، ولزومُ الجماعة، فإنّ دعوتهم تحيط مَنْ ورائهم". أخرجه ابن ماجه (231) والطحاوي في المشكل (2/ 232) والطبراني في الكبير (2/ 131) من طريق ابن إسحاق به. وأخرجه أحمد (4/ 80 - 82) والدارمي (1/ 74 - 75) وابن أبي حاتم في "التقدمة" (2/ 10 - 11) والطحاوي في المشكل (2/ 232) والطبراني في الكبير (2/ 130 - 131) وابن حبان في مقدمة المجروحين (1/ 4 - 5) والحاكم (1/ 87) وابن عبد البر في "العلم" (1/ 41) والخطيب في "الشرف" (25) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1421) من طريق ابن إسحاق عن الزهري بإسقاط عبد السلام. وعبد السلام هذا تركه أبو حاتم وضعفه أبو زرعة، وقال ابن المديني والدارقطني. منكر الحديث. وقد دلّسه ابن إسحاق وسوّى الإِسناد. وأخرجه الطبراني (2/ 131) والحاكم (1/ 87) من طريق ابن إسحاق عن عمرو بن أبي عمرو عن محمد بن جبير به. وفيه تدليس ابن إسحاق، وعمرو ليس بالقوي. وأخرجاه أيضًا من طريق نعيم بن حماد عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري به. ونعيم ضعيف. وأخرجه ابن عبد البر (1/ 42) من طريق عبد الله بن محمد القدامي [تحرّف اسمه في الأصل] عن مالك عن الزهري به. وقال: "والقدامي ضعيف، وله عن مالك أشياء انفرد بها لم يُتابع عليها". أهـ. ولفضيلة الشيخ عبد المحسن العبّاد -حفظه الله- دراسة مفيدة مطبوعة لهذا الحديث، استوعب فيها الكلام عليه رواية ودراية.

105 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن (¬1) القرشي قراءةً عليه: نا أبو يزيد خلاّد بن محمد بن هانئ بن واقد الأسدي قال: حدثني أبي: محمد بن هانئ: نا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي البَالِسيُّ: نا خُصيف عن عكرمة. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أفضلَ الهدية -أو: أفضلَ العطيّة-: الكلمةُ من كلام الحكمة يسمعها العبدُ ثم يتعلّمهما ثم يُعلِّمها أخاه خير (¬2) له من عبادة سنةٍ على نيَّتها". أخرجه ابن عساكر في تاريخه (5/ ق 347/ أ) من طريق تمّام. وإسناده واه، عبد العزيز بن عبد الرحمن اتهمه الإِمام أحمد، وقال النسائي وغيره: ليس بثقة. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به. (الميزان: 2/ 631). وخُصيف صدوق سيء الحفظ خلّط بأخرة. كذا في التقريب، قال ابن عدي في الكامل (3/ 942): "وإذا حدّث عن خُصيف ثقة فلا بأس بحديثه وبرواياته إلا أن يروي عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي، يكنى أبا الأصبغ فإن رواياته عنه بواطيل، والبلاء من عبد العزيز لا من خصيف، ويروى عنه نسخة عن أنس بن مالك وجماعة من التابعين". أهـ. والحديث ذكره السيوطي في الجامع الكبير (الكنز: 10/ 68) من رواية تمام وابن عساكر ثم قال: "وفيه عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي مُتَّهمٌ". أهـ. ¬

_ (¬1) في (ر): (محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان) وفي (ظ) كذلك بإسقاط (عبد الرحمن) وكل ذلك صحيح، انظر تاريخ ابن عساكر (14/ ق 382/ ب- 383/ أ) والمثبت موافق لما في رواية ابن عساكر. (¬2) في (ظ): (خيرًا)، والمثبت موافق لرواية ابن عساكر.

10 - باب: التناصح في العلم والترهيب من كتمه

10 - باب: التناصح في العلم والترهيب من كتمه 106 - حدثني أبو الفرج محمد بن سعيد بن عبدان البغدادي -ومسكنه طبرية، قَدِم دمشق-: نا أبو حفص عمر بن الحسن بن نَصْر الحلبي القاضي: نا عامر بن سيّار: نا عبد القدوس عن عكرمة. عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر إخواني! تناصحوا في العلم، ولا يكتم بعضكم بعضًا، فإن خيانةَ الرجل في علمه أشدُّ من خيانته في ماله". عبد القدوس: هو ابن حبيب الشامي، والله أعلم. قال المنذري. (متروك الحديث). أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (2/ ق 399/ د) من طريق أبي حفص به. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" (6/ 356 - 357، 389) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 321) - وابن عساكر من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل به. قلت: في هامش نسخة الحافظ عبد الغني المقدسي: "رواه الدارقطني في الأفراد عن عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حيه عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن عبد القدوس، وقال: تفرَّد به عبد القدوس بن حبيب عن عكرمة. وعبد القدوس قال الفلاس: أجمعوا على ترك حديثه". انتهى ما في الهامش. وقال ابن الجوزي: "قال الدارقطني. تفرَّد به عبد القدوس. قال ابن المبارك: لأن أقطع الطريق أحبُّ إليّ من أن أروي عن عبد القدوس. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات". أهـ. وكذبه ابن عياش وابن المبارك.

وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 270) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي -يعني "مطين"- ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة عن مصعب بن سلام عن أبي سعد عن عكرمة به. وروى الخطيب (3/ 43) عن محمد بن عثمان أنه قال: غلط فيه مطين، وإنما هو مصعب بن سلام عن أبي سعيد وليس هو أبا سعد. وإنما رواه مطين فقال: (عن أبي سعد) يريد البقال، ورويت أنا وقلت: (عن أبي سعيد عبد القدوس بن حبيب) ثم ساق سنده بذلك. وممن قال بذلك أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، فقد ذكر أن مطين روى الحديث بعد ذلك بعشرين سنة، فقال: (عن أبي سعد يعني عبد القدوس بن حبيب) ينبه بذلك. وانظر بسط ذلك في ترجمة ابن أبي شيبة من تاريخ الخطيب (3/ 43 - 44). قلت: فظهر من ذلك تفرّد عبد القدوس به، وخطأ مطين في تسميته، وقد أخذ المنذري بظاهر رواية مطين المغلوطة فقال في الترغيب (1/ 123): "رواته ثقات، إلا أن أبا سعد (في الأصل: سعيد) البقال، واسمه سعيد بن المرزبان فيه خلاف". أهـ. وتابعه الهيثمي فقال في المجمع (1/ 141): "وفيه أبوسعد البقال -وذكر أقوال الأئمة فيه- ثم قال: وبقية رجاله مُوثَّقون." أهـ وبمثل هذا تعقب السيوطي في اللآلي (1/ 207) ابن الجوزي، وهو تعقبٌ في غير محله. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 20) من طريق الحسن بن زياد عن يحيى بن سعيد الحمصي، عن إبراهيم بن محمد عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعًا. وابن زياد هو اللؤلؤي كذّاب.

107 - حدثني أبو الحسن علي بن الحسين (¬1) بن محمد بن هاشم البغدادي الورّاق: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الجوزي ببغداد: نا محمد بن عمرو الباهلي والهروي قالا: نا أبو إسماعيل الأُبُلي: نا سعيد بن راشد ومعاوية بن عبد الكريم والعلاء بن خالد الدارمي قالوا: نا عطاء قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من سُئِلَ عن علمٍ فكتمه أُلجِم بلجامٍ من نارٍ". شيخ المصنف ترجمه الخطيب (11/ 400) وابن عساكر (12/ ق 31/ أ) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأبو إسماعيل لم أتبيّنه. وأشار إلى رواية تمام هذه الحافظ العراقي حيث قال في "إصلاح المستدرك" -كما في شرح الإِحياء (1/ 109) -: " ... رُوِّيناه في الجزء السادس والعشرين من فوائد تمام ... " وذكره. وقد روى هذا الحديث جماعة عن عطاء بن أبي رباح، منهم: 1 - علي بن الحكم البناني: أخرجه أحمد (5/ 263، 305، 344، 353، 495) والطيالسي (2534) وأبو داود (3658) والترمذي (2649) وحسنه، وابن ماجه (261) وابن حبان (95) والحاكم في المدخل (ص88 - 89) والقضاعي في مسند الشهاب (432) وابن عبد البر في "جامع العلم" (1/ 4، 5) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (134، 135) من طريقين عنه. وعلى ثقة، والراوي عنه حماد بن سلمة وعمارة بن زاذان، فظاهر الإِسناد الصحة، قال الحافظ المنذري في "مختصر السنن" (5/ 251): "وقد رُوي عن أبي هريرة من طرقٍ فيها مقال، والطريق التي أخرجه بها أبو داود طريقٌ حسنٌ. فإنه رواه عن التبوذكي -وقد احتجّ به البخاري ومسلم- عن ¬

_ (¬1) في (ظ): (الحسن) وهو خطأ.

حماد بن سلمة -وقد احتجّ به مسلم واستشهد به البخاري- عن علي بن الحكم -وهو أبو الحكم البُناني، قال الإِمام أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم الرازي: لا بأسَ به، صالحُ الحديث- عن عطاء بن أبي رباح -وقد اتفق الإِمامان على الاحتجاج به". أهـ. وقال العقيلي في "الضعفاء" (1/ 74): "إسناده صالح". قلت: لكن له علة، قال الحافظ في "النُّكت الظراف" (10/ 265 - 266): "قلت: خالف عبدُ الوارث بن سعيد حمادَ بن سلمة، فأدخل بين عطاء وعلي رجلًا لم يُسَمَّ، أخرجه مسدَّد في "مسنده" عنه. وأخرجه أبو عمر [أي ابن عبد البر (4/ 1)] في "العلم" من طريق مسدّد وهذه علة خفية. وأخرجه من طريق يزيد بن هارون عن الحجاج بن أرطأة عن عطاء، ومن طريق عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون عن ليث بن أبي سُليم عن عطاء. قلت: فيحتمل أن يكون المبهم أحد هذين، والعلم عند الله تعالى" أهـ. قلت: سبقه إلى الإِشارة إلى هذه العلة الحاكم حيث قال في "المستدرك" (1/ 101): "ذاكرت شيخنا أبا علي الحافظ بهذا الباب ثم سألته: هل يصحُّ شيءٌ من هذه الأسانيد عن عطاء؟. فقال: لا. قلت: لِمَ؟. قال: لأن عطاء لم يسمعه من أبي هريرة: أخبرناه محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي: ثنا أزهر بن مروان: ثنا عبد الوارث بن سعيد: ثنا علي بن الحكم عن عطاء عن رجل عن أبي هريرة ... فذكره. قال الحاكم: فقلت له: قد أخطأ فيه أزهر بن مروان أو شيخكم ابنُ أحمد الواسطي وغيرُ مستبدعٍ منهما الوهمُ، فقد حدّثنا بالحديث أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حمشاذ، قالا: ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي: ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد الوارث بن سعيد عن علي بن الحكم عن رجلٍ عن عطاء فذكره ... قال الحاكم: فاستحسنه أبو علي واعترف لي به". أهـ. كلام الحاكم. وقد استبعد ابن عبد البر في "جامع العلم" (1/ 4) أن يكون

الحجاج بن أرطأة هو المبهم فقال: "الرجل الذي يرويه عن عطاء يقولون: إنه الحجاج بن أرطأة، وليس عندي كذلك". أهـ. وممن أعلّ الحديث بهذا، الحافظ أبو الحسن القطان، قال الزين العراقي في "إصلاح المستدرك" -كما في شرح الإِحياء (1/ 109) -: "قد أعلّه أبو الحسن القطان في كتاب "بيان الوهم والإِيهام" برواية عبد الوارث وإدخاله رجلًا بين علي بن الحكم وعطاء، قال: وقد قيل: إنه حجاج بن أرطأة. قلت (أي العراقي): قد صحَّ عن علي بن الحكم أنه قال في هذا الحديث: (حدثنا عطاء) وهي رواية ابن ماجه فاتّصل إسنادُه. ثم وجدته عن جماعةٍ صرّحوا بالاتِّصال في الموضعين: روّيناه في الجزء السادس والعشرين من فوائد تمام من رواية معاوية بن عبد الكريم ... " وذكر سند تمّام المتقدم. قلت. في ثبوت تصريح علي بن الحكم بالتحديث نظر، لأن الراوي عنه عند ابن ماجه: عُمارة بن زاذان وهو صدوق كثير الخطأ في التقريب، وأما رواية تمام فقد تقدم ما فيها. وقال الحافظ في "القول المسدَّد" (ص 45) بعد ما أورد رواية أبي داود للحديث: "والحديث وإن لم يكن في نهاية الصحة لكنّه صالحٌ للحجّة". وقال الحافظ الذهبي في الكبائر (ص 110): "إسناده صحيح، رواه عطاء عن أبي هريرة". أهـ. 2 - الحجاج بن أرطأة: أخرج روايته أحمد (5/ 296، 499، 508) وابن عبد البر (1/ 4) والخطيب (2/ 268) وابن الجوزي (134، 135)، وقد تقدم الكلام عليه. 3 - الأعمش: أخرج الحاكم (1/ 101) روايته من طريق القاسم بن محمد بن حماد عن أحمد بن عبد الله عن محمد بن ثور عن ابن جريج عنه. وصححه على

شرط الشيخين، وسكت عليه الذهبي، وتعقبه العراقي في "الإِصلاح" -كما في شرح الإِحياء (1/ 108) - قائلًا: "لا يصحُّ من هذا الطريق لضعف القاسم بن محمد بن حماد الدلّال الكوفي، قال الدارقطني: حدثنا عنه وهو ضعيف". أهـ. 4 - سماك بن حرب: أخرج روايته البيهقي في "المدخل" (574) والبغوي في "شرح السنة" (1/ 301) من طريقين عن إبراهيم بن طهمان عنه. قال البغوي: "هذا حديث حسن". أهـ. وهو كما قال. 5 - مالك بن دينار: أخرج روايته الطبراني في "الصغير" (1/ 162) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1395) -ومن طريقه ابن الجوزي (136) - من طريق صدقة بن موسى الدقيقي عنه. قال الطبراني وابن عدي: لم يروه عن مالك غير صدقة. أهـ. وصدقة ضعيف الحديث، ضعّفه ابن معين وأبو داود والنسائي وغيرهم. 6 - ابن جريج: أخرج روايته ابن عدي (4/ 1410) -ومن طريقه ابن الجوزي (137) - من طريق صُغدي بن سنان عنه. وصُغدي قال ابن معين: ليس بشيء. وضعّفه أبو حاتم. (ميزان: 2/ 316). 7 - ليث بن أبي سليم: أخرج روايته ابن عبد البر (1/ 5) وابن الجوزي (140) من طريقين عنه. وليث ضعيفٌ لاختلاطه.

8 - كثير بن شِنْظير: أخرج روايته الطبراني في الصغير (1/ 60) من طريق محمد خُليد الحنفي عن حماد بن يحيى الأبح عنه. وابن خُليد ضعفه ابن حبان والدارقطني وابن مندة (اللسان: 5/ 158 - 159)، وحماد مختلف فيه، وكثير ليس بالقوي. 9 - سليمان التيمي: أخرج روايته الطبراني (1/ 114) من طريق محمد بن أبي السري عن معتمر بن سليمان عن أبيه. وقال: لم يروه عن سليمان إلا ابنه، تفرد به ابن أبي السري. أهـ. وابن أبي السري وثقه ابن معين ولينه أبو حاتم، وقال ابن عدي وابن وضاح: كثير الغلط. قال الحافظ ترجمته من التهذيب (9/ 425): "أوردَ ابنُ عدي من مناكيره: حديثَه عن معتمر عن أبيه .. (وذكر الحديث) .. ، وهذا بهذا الإِسناد غريب جدًا". أهـ. قال العراقي -كما في شرح الأحياء (1/ 109) -: "قال ابن القطّان: واعلم أن له إسنادًا صحيحًا. ثم ذكره من طريق قاسم بن أصبغ من رواية معتمر بن سليمان عن أبيه عن عطاء عن أبي هريرة. قال ابن القطان: هؤلاء كلهم ثقات". أهـ. وتابع عطاء على روايته: ابن سيرين: أخرجه ابن ماجه (266) والعقيلي في الضعفاء (1/ 74) من طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي عن ابن عون عنه. وصحح هذا الطريق العراقي -كما في شرح الإِحياء (1/ 109) -، وقال ابن القيم في "تهذيب السنن" (5/ 251): "هؤلاء كلهم ثقات". أهـ.

قلت: الكرابيسي لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ: لينُ الحديث. وقال العقيلي: ليس لحديثه أصلٌ مسندٌ، إنما هو موقوف من حديث ابن عون. أهـ. ومالَ العلّامة ابن كثيرٍ في تفسيره (1/ 200) إلى تقوية حديث أبي هريرة. قال المنذي في "مختصر السنن" (5/ 252 - 253): "وقد رُوي هذا الحديثُ أيضًا من رواية عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعمرو بن عَبَسَة، وطلق بن علي، وفي كل منها مقال". أهـ. وقد تتبع هذه الأحاديث ونقد طرقها ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 88 - 100) ونقل عن الإِمام أحمد أَنه قال: لا يصح في هذا شيء. قلت: ومن أجودها حديث عبد الله بن عمرو الذي أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 27/ ب) وابن حبان (96) والحاكم (1/ 102) وابن عبد البر (1/ 5) والبيهقي في "المدخل" (575) والخطيب (5/ 38 - 39) - ومن طريقه ابن الجوزي (123) - من طريق عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عياش عن أبيه عن أبي عبد الرحمن الحبلى عنه. قال الحاكم: صحيح من حديث المصريين على شرط الشيخين، وليس له علة. وسكت عليه الذهبي. وخبَّط ابن الجوزي في إعلاله فقال: "فيه عبد الله بن وهب النَّسْوي قال ابن حبان: دجّال يضع الحديث". أهـ. وقد تعقبّه ابن القيم في "التهذيب" (5/ 251 - 252) فقال: "هذا إسناد صحيح، وقد ظن أبو الفرج بن الجوزي أن هذا هو ابن وهب النسوي

الذي قال فيه ابن حبان: يضع الحديث. فضعّف الحديث به، وهذا من غَلَطاته، بل هو ابن وهب الإِمام العَلَمُ، والدليل عليه: أن الحديث من رواية أصبغ بن الفرج ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وغيرهما من أصحاب ابن وهب عنه، والنسوي متأخر من طبقة يحيى بن صاعد، والعَجب من أبي الفرج كيف خَفي عليه هذا وقد ساقها من طريق أصبغ وابن عبد الحكم عن ابن وهب؟! ". أهـ. وقال العراقي في إصلاح المستدرك- كما في شرح الإِحياء (1/ 109) متعقبًا إياه: "وقد أعلّه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" بأن فيه عبد الله بن وهب النَّسوي قال ابن حبان: دجال يضع الحديث. وهذا تخليط من ابن الجوزي، وإنما هو عبد الله بن وهب الإِمام صاحب الإِمام مالك، والإِسناد مصريون فلا التفات إلى كلام ابن الجوزي، ولو أعله بعبد الله بن عياش لكان له وجه، فقد ضعفه أبو داود والنسائي، وهو قريب من ابن لهيعة، وأخرج له مسلم حديثًا واحدًا، ووثقه ابن حبان". أهـ. ولم يقر العراقي الحاكم على تصحيحه للحديث على شرط الشيخين فقال: "أما على شرط الشيخين فلا". أهـ. وعزاه الهيثمي في المجمع (1/ 163) للطبراني في الكبير والأوسط، وقال: "ورجاله موثقون". وقد أخرجه أبو يعلى -المقصد العلي (رقم: 81) والمطالب العالية (المسندة: ق 105/أ) - وابن الجوزي (119، 120) من طريق عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعًا. قال الهيثمي (1/ 163): "ورجال أبي يعلى رجال الصحيح". أهـ. وصححه الحافظ والسيوطي في "الدر المنثور" (1/ 162)، وقال البوصيري في "مختصر الإتحاف" (1/ق 31/ ر): "رواه أبو يعلى بسند الصحيح" أهـ. قلت: هذا وهم عجيب منهم! عبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي معروف

11 - باب: التثبت في أخذ العلم

بالرواية عن سعيد بن جبير (انظر: تحفة الأشراف: 4/ 422 - 425)، وقد ضعفه أحمد وأبو زرعة وابن سعد، وقال ابن معين والنسائي وأبو حاتم: ليس بالقوي. وتركه ابن مهدي والقطان. ولم أر فيه توثيقًا معتبرًا، ولم يخرج له صاحبا الصحيح شيئًا. والعجب من الحافظ كيف نعى على الحاكم تصحيح حديثه حيث قال في التهذيب (6/ 95): "وصحح له الحاكم وهو من تساهله". وهو يصحّح حديثه هنا؟!. وقد أخرج الطبراني في الكبير (11/ 145) حديث ابن عباس من طريق- آخر لكنه تالف. والحاصل أن لحديث أبي هريرة طرق متعاضدة، وأجودها طريق سماك بن حرب عن عطاء فهي حسنة الإِسناد، وباجتماع الطرق والشواهد الأخرى معها يصير الحديث صحيحًا، وقد مرّ بك تقوية الأئمة له. 11 - باب: التثبت في أخذ العلم 108 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام ابن بنت عدبَّس الكندي الكوفي قراءة عليه: نا يوسف بن موسى بن عبد الله المروروذي: نا مُخَيمر بن سعيد المَنْبجي: نا روح بن عبد الواحد: نا خليد بن دعلج عن قتادة. عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ هذا العلمَ دينٌ، فلينظر أحدُكم مِمّن يأخذُ دينَه". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 155) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (188) - من طريق خليد به. وخليد ضعيف كما في التقريب.

12 - باب: ما يخاف من زلة العالم

12 - باب: ما يُخافُ من زَلَّةِ العالِم 109 - أخبرنا أبو علي محمد بن هارون: نا الحسن بن عَلُويه القطان ببغداد بالكرخ (دار القطن): نا عاصم بن علي: نا عبد الحكيم بن منصور: نا عبد الملك بن عُمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنِّي أخافُ على أمتي ثلاثًا -وهي كائنةٌ-: زَلَّةَ عالمٍ، وجدالَ منافقٍ بالقرآن، ودنيًا تُفتح عليكم". أخرجه الطبراني في معاجيمه الثلاثة: الكبير (20/ 138) والأوسط (مجمع البحرين: ق 30/ ب) والصغير (2/ 85) من طريق عاصم به. وقال: "لم يروه عن عبد الملك إلا عبد الحكيم بن منصور، ولا يُروى عن معاذ إلا بهذا الإِسناد". وقال الهيثمي في المجمع (1/ 186): "وفيه عبد الحكيم بن منصور، وهو متروك الحديث" أهـ. قلت: كذّبه ابن معين كما في الكامل لابن عدي (5/ 1972). وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 30/ب - 31/أ) من طريق آخر عن معاذ. قال الهيثمي (1/ 187): "وعمرو بن مرة لم يسمع من معاذ، وعبد الله بن صالح كاتب الليث وثقه عبد الملك بن شعيب ويحيى في رواية عنه، وضعفه أحمد وجماعة" أهـ.

13 - باب: الترهيب من التباهي بالعلم

13 - باب: الترهيب من التباهي بالعلم 110 - أخبرني أبو علي الحسن بن حبيب وإبراهيم بن حسنون وعلي بن يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي ويحيى بن عبد الله بن الحارث ومحمد بن محمد بن عبد الحميد بن خالد الفزاري ومحمد بن هارون بن شعيب في آخرين قالوا: نا أبو الجهم، عمرو بن حازم القرشي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه عن محمد بن عبد الملك بن مروان عن أبيه. عن أم سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تعلَّم علمًا ليُباهيَ به العلماء فهو في النار". لم يُحدِّث بهذا (¬1) عن سليمان إلا عبّاس الخلّال وأبو الجهم، والله أعلم. أشار إلى رواية تمام هذه السيوطي في الجامع الكبير (الكنز: 10/ 116) والزبيدي في "شرح الإِحياء" (1/ 350). أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 284) عن شيخه أبي الجهم عمرو بن حازم به. قال العراقي: (وعبد الخالق بن زيد بن واقد منكر الحديث، قاله البخاري. وعبد الملك بن مروان أورده الذهبي في "الميزان" وقال: "أنّى له العدالة وقد سفك الدماء وفعل الأفاعيل؟!). أهـ. من شرح الإِحياء (1/ 350). وقال الهيثمي (1/ 184): "وفيه عبد الخالق بن زيد، وهو ضعيف". أهـ. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (بهما) أي هذا الحديث والذي قبله في الأصل.

111 - أخبرني أبو يعقوب الأذرعي: نا يحيى بن أيوب: نا سعيد بن أبي مريم: أنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن أبي الزبير. عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا تماروا به السفهاء، ولا لتخيّروا (¬1) به المجالس، فمن فعل ذلك فالنارُ فالنارُ". أخرجه ابن ماجه (254) وابن حبان (90) وابن عدي في الكامل (7/ 2672) والآجري في "أخلاق العلماء" (126) والحاكم (1/ 86) والبيهقي في "المدخل" (480) والشعب (1/ ق 311/ أ- ب) وابن عبد البر في العلم (1/ 187) والخطيب في "الجامع" (23) و"الفقيه" (2/ 88) من طريق سعيد بن أبي مريم به. قال المنذري في الترغيب (1/ 116): "رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم من رواية يحيى بن أيوب الغافقي عن ابن جريج عن أبي الزبير عنه، ويحيى هذا ثقة احتجّ به الشيخان وغيرهما، ولا يُلتفت إلى من شذَّ فيه". أهـ. وقال الحافظ العراقي في تخريج الإِحياء (1/ 59): "إسناده صحيح". أهـ. ونقل عنه الزبيدي في شرحه (1/ 349) أنه قال: "إسناده على شرط مسلم". أهـ. وقال البوصيري في الزوائد (1/ 37): "هذا إسناد رجاله ثقات على شرط مسلم". أهـ. قلت: فيه تدليس ابن جريج وأبي الزبير، لكن للحديث شواهد يعتضد بها، منها: ¬

_ (¬1) اختلفت المصادر في ضبطها، وما أثبته من حاشية السندي على ابن ماجه (1/ 111) حيث قال: "أي لا تختاروا به خيار المجالس".

1 - حديث كعب بن مالك: أخرجه الترمذي (2654) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (86) - وابن حبان في المجروحين (1/ 133 - 134) وابن عدي (1/ 326) والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 104) والآجري في "الأخلاق" (127) والحاكم (1/ 86) والبيهقي في الشعب (1/ ق 311/ ب) والخطيب في الجامع (24) من طريق إسحاق بن يحيى عن ابن كعب بن مالك عن أبيه. قال الترمذي: "غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بذاك القوي عندهم، تُكلِّم فيه من قِبل حفظه". أهـ. وفي التقريب: "ضعيف". 2 - حديث ابن عمر: أخرجه ابن ماجه (253) من طريق حماد بن عبد الرحمن عن أبي كرب الأزدي عن نافع عنه. قال البوصيري (1/ 37): "هذا إسناد ضعيف لضعف حماد بن عبد الرحمن وأبي كرب". أهـ. قلت: الأولى أن يقال: (وجهالة أبي كرب) فقد جهلّه أبو حاتم، ولم يضعفه أحد، اللهم إلا أن يقال: إن الجهالة من أسباب الضعف. 3 - حديث أنس: أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 33/ أ) والبزار (الكشف: 178) من طريق سليمان بن زياد بن عبيد الله: نا شيبان أبو معاوية عن قتادة عنه. وقالا: تفرّد به سليمان، ولم يُتابع عليه. وأعله الهيثمي (1/ 183) بسليمان، ونقل عن الذهبي أنه قال فيه: "لا ندري من ذا". أهـ. وأخرجه العقيلي في ترجمة سليمان (2/ 130)، ونقل عن الغلابي

14 - باب: ذم كثرة المسائل والأغلوطات

أنه قال: وذكرت ليحيى بن معين حديثين آخرين من حديث هذا الشيخ سليمان، فقال: هذه الأحاديث بواطيل. قال العقيلي: "في هذا الباب أحاديث عن جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لينة الأسانيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. قلت: الحديث بهذه الشواهد حسن والحمد لله، وقد ورد من حديث أبي هريرة ومعاذ وحذيفة أضربت عن ذكرها لشدة وهائها. 14 - باب: ذمّ كثرة المسائل والأغلوطات 112 - أخبرنا أبو مُضَر يحيى بن أحمد بن بسطام العبسي: نا عمر بن مُضَر العبسي: نا أبو صالح عبد الله بن صالح: حدثني الليث بن سعد قال: حدثني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب عن عامر بن سعد. عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أعظم المسلمين في المسلمين جُرْمًا: مَن سأل عن شيءٍ لم يُحرَّم فحُرِّم على المسلمين من أجل مسألته". أخرجه البخاري (13/ 264) ومسلم (4/ 1831) من طرق عن ابن شهاب به. وأخرجه مسلم (4/ 1831) من طريق يونس به. 113 - حدثنا أبو زرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله النصري قالا: نا أبو الحسن محمد بن نوح الجُنْديسابوري: نا أبو الربيع عبيد الله بن محمد الحارثي: نا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك: أنا نافع بن أبي نُعيم القاري من أبي الزِّناد عن الأعرج.

عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ذروني ما تركتكم، فإنّما أهلك الذين من قبلكم: سؤالُهم واختلافهم على أنبيائهم. فإذا نهيتكم عن شيءٍ فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعتم". أخرجه البخاري (13/ 251) ومسلم (4/ 1831) من طريق أبي الزِّناد به. 114 - حدثنا أبو بكر محمد بن سهل بن عثمان القنسريني: نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسيُّ بأنطاكية: نا محمد بن سلام: نا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عبد الله بن سعد عن الصُّنابحي. عن معاوية بن أبي سفيان قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الغَلوطات. 115 - أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا جُنادة بن محمد المَرّي: نا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عبد الله بن سعد عن الصُّنابحي. عن معاوية قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الغَلوطات. 116 - حدثنا أبو بكر محمد بن سهل بن عثمان: نا أحمد بن إبراهيم بن فيل: نا محمد بن مُصفَّى: نا نُعيم بن حمّاد: نا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عبد الله بن سعد عن الصُّنابحي. عن معاويةَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن الغَلوطات. وهو كراهية الخوض في المُحدثات كثيرًا (¬1)، لأنّ الخوضَ مورثٌ (¬2) الجدالَ، والجدال يُغفل عن المسئلة. أخرجه أحمد (5/ 435) وأبو داود (3656) والفسوي في "المعرفة" ¬

_ (¬1) في الأصول (كثير) والتصويب من (ظ). (¬2) في (ظ) و (ر): (يورث).

15 - باب: ذم الرأي والقياس

(1/ 305) والطبراني في الكبير (19/ 380) والآجري في "الأخلاق" (183) وابن عبد البر في العلم (2/ 139، 140) والبيهقي في "المدخل" (303، 305) والخطيب في "الفقيه" (2/ 10 - 11) وابن عساكر في "التاريخ" (9/ ق 177/ب- 178/ أ) والمزي في "التهذيب" (2/ 687) عن الأوزاعي به. وإسناده ضعيف من أجل عبد الله بن سعد -وهو ابن فروة- فإنه مجهول كما قال أبو حاتم، وبذا أعله الحافظ المنذري في "مختصر السنن" (5/ 250). وعند بعضهم "قال الأوزاعي: الغلوطات شرار المسائل وصعابها". 15 - باب: ذمِّ الرأي والقياس 117 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل بن عثمان التنوخي: نا أحمد بن علي القاضي: نا سُويد بن سعيد. نا ابن أبي الرِّجَال عن عبد العزيز بن أبي روّاد عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قالَ في ديننا برأيه فاقتلوه". هذا حديث موضوع، أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1595) والخطيب في التاريخ (6/ 322 و 9/ 229) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 95) - من طريق سويد به. وسويد ضعيف تركه بعضهم، وقد أخطأ في رواية الحديث عن (ابن أبي الرجال) -واسمه: عبد الرحمن- والصواب عن إسحاق بن نجيح الملطي معدن الكذب.

ففي العلل لابن أبي حاتم (1/ 457) أن أبا زرعة سئل عن هذا الحديث فقال: سمعت يحيى بن معين يقول- وقيل له: روى سويد هذا الحديث، فقال: ينبغي أن يبدأ بسويد فيستتاب. وعند الخطيب (9/ 229). "ينبغي أن يبدأ به فيقتل". قال سعيد البرذعي: قلت لأبي زرعة: سويد يحدث بهذا عن إسحاق بن نجيح. قال: هذا حديث إسحاق بن نجيح، إلا أن سويدًا أتى به عن ابن أبي الرِّجال. أهـ. وقال ابن عدي: "هذا الحديث قد يتلون فيه سويد بن سعيد فمرةً يرويه هكذا عن ابن أبي الرجال، ومرةً يرويه عن إسحاق بن نجيح عن ابن أبي روّاد. وهذا الحديث الذي قال يحيى بن معين: لو وجدت دَرَقةً وسيفًا لغزوت سويدًا إلى الأنبار في روايته عن ابن أبي الرجال هذا الحديث". أهـ. وأخرجه على الصواب: ابن عدي (1/ 325) والخطيب (6/ 322) وابن الجوزي (3/ 94، 95) عن سويد عن إسحاق بن نجيح الملطي به. قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، تفرّد به إسحاق وهو المتهم به وكان يضع الحديث شهد عليه بذلك يحيى والفلَّاس وابن حبان. وهو غيّر إسناده: فتارةً يرويه عن الأوزاعي، وتارةً عن عبد العزيز عن نافع، وتارةً عنهما عن نافع، وهذا من فعله فإنه معروف بهذا. وأما رواية سويد عن ابن أبي الرجال فقد اعتذر قومٌ لسويّد فقالوا: وَهِمَ وأراد أن يقول: (إسحاق) فقال: (ابن أبي الرجال) على أن هذا الاعتذار لم يقبله كثير من العلماء". أهـ. ثم ذكر كلام ابن معين المتقدم في سويد. 118 - حدثنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حسنون الأزدي: نا أبو المنذر محمد بن سفيان بن المنذر الرملي بالرملة:

نا الوليد بن يزيد بن أبي طلحة: نا بقية: نا عبد الغفور بن عبد العزيز: نا أبو هاشم يحيى بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "توشكون أن تروا شياطين الإِنس، يسمع أحدهم الحديث فيقيسه (¬1) على أخيه، فيقيسه على غيره فيُصدَّ الناس عن استماعه من صاحبه الذي حدَّث به". ثم قال ابن عباس. رُبَّ حديثٍ لا أُبالي أن أسمعَه. قال الوليد: أظنُّ بقيةَ قال. كلُّ حديثٍ مشهورٍ معروفٌ. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 360) من طريق حيوة بن شريح عن بقية به. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 180): "وفيه عبد الغفور أبو الصباح وقد أجمعوا على ضعفه". أهـ. قلت: اتهمه ابن حبان بالوضع. 119 - حدثنا أبو القاسم بن أبي العقب إملاءً: نا يوسف بن موسى المَرْوَرُّوذي: نا محمد بن المهلب: نا مغيث (¬2) بن بديل ناقلة خارجة [قال:] (¬3) نا خارجة، قال: دخلت أنا ومحمد بن أبي ليلى وأبو حنيفة على جعفر بن محمد، فرحَّب بنا، ثم قال: من هذا؟. فقال ابن أبي ليلى: هذا رجلٌ من أهل الكوفةِ له رأيٌ وبَصَرٌ ونفاذٌ. قال: فلعلَّه الذي يقيس الأشياء برأيه؟!. قال: نعم. قال: أفَتقيسُ رأسك؟. قال: لا. قال: فما أراك تقيس شيئًا ولا تفهمه إلا من عند غيرك (¬4). هل علمت كلمةً أولها كفرٌ وآخرها إيمان؟. قال: لا. ¬

_ (¬1) في الأصول مهملة من النقط، وعليها تضبيب في (ظ)، والمثبت من المجمع (1/ 180) والكنز (10/ 122)، وفي المعجم الكبير: "فيفشيه". (¬2) في الأصول: (معتب) والتصويب من (ظ) وكتب الرجال. (¬3) زيادة من (ر). (¬4) في (ظ) وهامش (ر): (غيري).

قال ابن أبي ليلى. وكيف يقيس رأسه؟. قال: هل عرفت: ما الملوحةُ في العينين، والمرارة في الأُذنين، والحرارة في المنخرين، والعذوبة في الشفتين؛ قال ابن أبي ليلى: حدثني عن ذلك. قال: نعم، حدثني أبي عن آبائه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ اللهَ خَلَق عَيْني ابن آدم شحمتين فجعل فيهما الملوحةَ ولولا ذلك لذابتا، ولا يقعُ فيهما شيءٌ إلا أذابتاه، فالملوحة لفظٌ يلفُظُ ما يقع في العينين من قَذىً (¬1). وجعلَ الله المرارةَ في الأذنين حجابًا من الدّبوب (¬2): قلّ دابةٌ تقع في الأذنين إلا التمست المخرج ولولا ذلك لوصلت للدّماغ. وجعل الله الحرارةَ في المنخرين رائحةً للدّماغ: يشم ابنُ آدم رائحةَ الدنيا، ولولا ذلك لأنتن (¬3). وجعل الله العذوبة في الشفتين مَنًّا من الله على ابن آدم: يجد حلاوةَ القبلةِ، ولذاذةَ طعامِه وشرابه ويجد الناس من حلاوةِ منطقهما". قال. فأخبرني عن كلمةٍ أوَّلُها كفرٌ، وآخرها إيمان؟. قال: قول الرجل: (لا إله) ثم سكت فقد كفر، فإذا قال: (إلا الله) فقد آمن. قال: إياك والقياسَ، فإنّ أبي حدثني عن آبائه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن قاس شيئًا برأيه قُرِن مع إبليس يوم القيامة، فإنّ أوّل من قاس إبليسُ: قال: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12] ". في إسناده محمد بن المهلب اتُّهم بالوضع كما في الكامل لابن عدي (6/ 2297)، وخارجة بن مصعب متروك. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 196 - 197) من طريق عمرو بن جميع قال: دخلت على جعفر بن محمد أنا وابن أبي ليلى وأبو حنيفة ... ¬

_ (¬1) في (ظ): (مرًا)!. (¬2) كذا بالأصول، وفي (ظ): (الدواب) ولعلّه الصواب. (¬3) في (ظ): (أنتن).

16 - باب: الترهيب من الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -

فذكره، ومن طريق محمد بن عبد الله القرشي عن عبد الله بن شبرمة قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد ... فذكر. وفي الإِسناد الأول. عمرو بن جميع متروك كذّبه ابن معين، وفي الثاني محمد بن عبد الله القرشي لم أر من ذكره وأظنه المتهم به. 16 - باب: الترهيب من الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - 120 - حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد الطبرستاني: نا أبو جعفر أحمد بن عبد الله الغزّاء بطبرستان سنة ثلاث وسبعين ومائتين: نا هوذة بن خليفة: نا سليمان التيمي. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعدَه من النار". 121 - أخبرنا خيثمة: نا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم البصري: نا محمد بن عبد الله الأنصاري: نا سليمان التيمي نحوه. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 763) والإِمام أحمد (3/ 116، 166 - 167، 176، 278) والدارمي في سننه (1/ 77) والطبراني في جزء "من روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن كذب عليّ" (ق40/ ب) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (581) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 33) والخطيب في التاريخ (9/ 149 و 10/ 300) وابن الجوزي في تقدمة الموضوعات (1/ 78 - 80) من طرقٍ عن سليمان به. وسنده صحيح، والحديث أخرجه البخاري (1/ 201) ومسلم (1/ 10) من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس.

122 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن نافع الأطروش بمصر: نا أحمد بن صالح: نا ابن أبي فُديك عن موسى بن يعقوب عن عبد الرحمن بن إسحاق عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب عليّ مُتعمّدًا بوّأه الله مقعدَه من النار". في إسناده موسى بن يعقوب الزَّمْعي وهو صدوق سيىء الحفظ كما في التقريب. 123 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ببغداد: نا عمرو بن خليفة: نا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال عليَّ ما لم أَقُلْ فليتبوأ مقعده من النار". عمرو بن خليفة: أخو هوذة بن خليفة. أخرجه ابن ماجه (34) والطبراني في جزئه (ق 37/ ب) وابن الجوزي (1/ 74) من طريق محمد بن عمرو به. وسنده حسن للكلام المعروف في ابن عمرو، قال الذهبي في المغني (5876): "حسن الحديث، أخرج له البخاري ومسلم متابعةً". أهـ. وأخرجه مسلم (1/ 10) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة. 124 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي [-قَدِمَ دمشق-] (¬1): نا إبراهيم بن مرزوق البصري: نا عثمان بن عمر: نا شعبة عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد عن أبي نَضْرة ¬

_ (¬1) زيادة من (ف).

عن أبي سعيد الخُدَري أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعدَه من النار". أخرجه أحمد (3/ 44) والطبراني في جزئه (ق 38/ ب) وابن الجوزي (1/ 81) من طريق شعبة به. وإسناده صحيح. وهو في صحيح مسلم (4/ 2298 - 2299) من رواية عطاء بن يسار عن أبي سعيد. 125 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قراءةً عليه: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا أبو العباس سلام بن سليمان: نا الفُضَيل (¬1) بن مرزوق عن عطية العَوفي. عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعدَه من النار". أخرجه الطبراني في "جزئه" (ق 38/ ب) من طريق الفضيل به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 762) وابن ماجه (37) والطبراني (ق 38/ ب) والقضاعي في مسند الشهاب (565) والخطيب في التاريخ (2/ 192) من طريق آخر عن عطية به. قال البوصيري في "الزوائد" (1/ 9): "هذا إسناد ضعيف لضعف عطية". أهـ. قلت: وعنعنته فهو مدلس. 126 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عُبيد الله الوراق (¬2) -ويُعرف بـ (ابن فُطَيس): نا محمد بن الحسن النابُلسي: ¬

_ (¬1) تحرّف في (ظ) و (ر) إلى: (الفضل) مكبّرًا. (¬2) في الأصل و (ش): (البزاز) والمثبت من (ظ) و (ر) ومن ترجمته عند ابن عساكر (3/ ق 87/ ب).

نا أحمد بن الوليد الأمي: نا عبد الله بن عمرو الواقفي: نا هشام بن سعد عن جعفر بن عبد الله بن أسلم: نا ميسرة بن مسروق العبسي: نا أبو عبيدة بن الجرّاح -ونحن باليرموك- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار". أخرجه الطبراني (ق 34/ ب) والخطيب في تاريخه (10/ 282) وابن الجوزي (1/ 64) من طريق هشام به. وعندهم جميعًا زيادة: (عن أسلم مولى عمر) بعد (جعفر بن عبد الله ...). وهشام فيه خُلْف، وشيخه لم يوثقه غير ابن حبان. 127 - حدثنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حسنون: نا عُبيد (¬1) الله بن أحمد بن سليمان الرملي: نا عبيد الله بن جرير بن جبلة- من ولد جرير بن عبد الله البَجَلي: نا سعيد بن الربيع أبو زيد الهروي: نا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سَلِمة قال: قال معاذ بن جبل: يا معشر العرب! إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار". أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 32/ أ) و"جزئه" (ق 47/ أ) والخطيب (5/ 378 - 379) ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 67 - 68) من طريق عبيد الله بن جرير به. وعبيد الله هذا لم أقف على ترجمته، وابن سَلِمة -بكسر اللام- صدوق تغيّر حفظه كما في التقريب. 128 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد المصري الإِعدالي (¬2): ¬

_ (¬1) في (د): (عبد) مكبّرًا. (¬2) في اللباب (1/ 74): (الْأُعْدُولي).

نا محمد بن جعفر بن الإِمام بدمياط: نا يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني: نا علي بن مُسهِر عن صالح بن حيّان عن ابن بُريدة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعدَه من النار". أخرجه الطبراني (ق 44/ أ) وابن الجوزي (1/ 84) من طريق يحيى به. ويحيى ضعفوه واتهموه بسرقة الحديث، لكنه لم ينفرد به: فقد تابعه زكريا بن عدي -وهو ثقة- عند ابن عدي (4/ 1371 - 1372)، وسويد بن سعيد عند ابن عدي (4/ 1372) وابن الجوزي (1/ 84) (سقط ذكر سويد من سند ابن الجوزي في المطبوعة فليستدرك من الكامل). فبرىء من عهدته الحمّانيُّ، إلا إن السند لا يزال ضعيفًا من أجل صالح بن حيّان القرشي فإنه ضعيف كما في التقريب. 129 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم: نا بركة بن نشيط (غُثكل) الفرغاني: نا محمد بن حُميد: نا الصبّاح بن محارب عن عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرة عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار". أخرجه الدارمي (1/ 76) والطبراني في الكبير (22/ 262) والأوسط (مجمع البحرين: ق 31/ ب) وجزئه (ق 45/ أ) والعقيلي في الضعفاء (3/ 177) وابن عدي (1/ 20) والقضاعي في "مسند الشهاب" (557) وابن الجوزي (1/ 90) كلهم من طريق الصبّاح به. قال الهيثمي في المجمع (1/ 147): "وفيه عمر بن عبد الله بن يعلى، وهو متروك الحديث". أهـ. قلت: اكتفى الحافظ في التقريب بتضعيفه، وإن تركه غير واحد.

130 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي: نا إسحاق بن إبراهيم بن نُبيط بن شَريط بالجيزة في ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين -وذكر أنّ مولدَه سنة سبعين ومائة- قال: حدثني أبي إسحاق (¬1) بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم عن أبيه نُبيط بن شَريط قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعدَه من النار". هكذا وقع في الإِسناد (نا إسحاق بن إبراهيم بن نبيط) وقد أخطأ فيه شيخ تمام، والصواب (أحمد بن إسحاق) كما رواه الآخرون، ودليل خطأه قوله بعد ذلك (حدثني أبي إسحاق)، فعلم أن المحدّث أحمد بن إسحاق. وقد أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 30) وجزئه (ق 46/ ب- 47/ أ) ومن طريقه القضاعي (566) -وابن الجوزي (1/ 89 - 90) من طريق أحمد بن إسحاق بن إبراهيم به. وقال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن نُبيط إلا بهذا الإِسناد، تفرّد به ولده عنه". أهـ. قال الهيثمي (1/ 146): "رواه الطبراني في الصغير، وشيخه أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط كذّبه صاحب الميزان، وبقية إسناده لم أر من ذكر أحدًا منهم إلا الصحابي". أهـ. نص عبارة الذهبي في الميزان (1/ 83): "لا يحلُّ الاحتجاج به، فإنه كذّاب". ¬

_ (¬1) عليه تضبيب في الأصل و (ظ).

17 - باب: رفع العلم

17 - باب: رفع العلم 131 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عمرو أحمد بن أبي غرزة بالكوفة: نا محمد بن كناسة وجعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العلماء، حتى إذا لم يبقِ عالمًا (¬1) اتَّخذ الناس رؤوسًا جُهّالًا فسُئلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلُّوا وأضلّوا". 132 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سهل البغدادي: نا محمد بن يونس المباركي: نا يحيى بن هاشم السمسار عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر نحوه. 133 - أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن البغدادي الشرابي: نا يوسف بن يعقوب القاضي: نا عمرو بن مرزوق: أنا شعبة وزائدة بن قدامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الله لا يقبض العلم ... " فذكر نحوه. 134 - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن بُريد الكوفي وأبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي قالا: ¬

_ (¬1) في الأصل (عالم) والتصويب من الهامش و (ظ) و (ب).

نا أبو علي محمد بن معاذ البصري (دُرّان) بحلب: نا عبد الله بن مسلمة القَعْنبي قال: حدثني أبي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ ... " فذكر نحوه. أخرجه البخاري (1/ 194) ومسلم (4/ 2058) من طرق عن هشام به. 135 - أخبرنا أبو مضر يحيى بن أحمد بن بسطام العَبْسي قراءةً عليه: نا عمر بن مضر: نا أبو صالح عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث بن سعد قال: حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ لا ينزعُ العلمَ من الناسِ انتزاعًا بعد أن يؤتيَهم إيّاه، ولكنه يَذهبُ بالعلماء، كلما ذهب بالعالم ذهبَ بما معه من العلم، حتى يبقى من لا يعلم فيَضِلُّوا ويُضِلُّوا". أخرجه البزار (كشف الأستار: 233) عن شيخه أحمد بن منصور عن عبد الله بن صالح به. وقال: تفرّد به يونس، ورواه معمر عن الزهري عن عروة عن عبد الله بن عمرو. أهـ. قال الهيثمي (1/ 201): "وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف، ووثقه عبد الملك بن شعيب بن الليث ... ". أهـ. قال العلامة الزبيدي في شرح الإِحياء (1/ 108) عن حديث قبض العلم: "وقد جمع في طرق هذا الحديث الحافظ أبو بكر الخطيب جزءًا حافلًا". أهـ.

(3) كتاب الطهارة

(3) " كتاب الطهارة"

أبواب النجاسات وتطهيرها

" أبواب النجاسات وتطهيرها" 1 - باب: طُهور الإِناء إذا وَلَغ فيه كلبٌ أو هِرٌّ 136 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا بَحْر بن نصر: نا بشر بن بكر: نا الأوزاعي عن ابن سيرين. عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طُهُورُ إناءِ أحدِكم إذا وَلَغَ فيه الكلبُ أن يغسلَه سبعَ مراتٍ أُولاهُنَّ بالتراب". أخرجه الدارقطني (1/ 64) عن شيخه ابن صاعد عن بحر به، وقال: الأوزاعي دخَل على ابن سيرين في مرضه ولم يسمع منه. 137 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السفر: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو عاصم الضحّاك بن مَخْلد عن قُرّة بن خالد عن مَحمد بن سيرين. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "طُهُور الإِناء إذا وَلَغَ فيه الكلب: يُغسل سبع مراتٍ أُولَاهُنَّ بالتراب". أخرجه مسلم (1/ 234) من طريق هشام بن حسّان عن ابن سيرين به، بلفظ الرواية الأولى. 138 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السفر: نا بكّار بن قُتيبة: نا أبو عاصم الضحّاك بن مَخْلد عن قُرّةَ بن خالد عن محمد بن سيرين.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طُهُورُ الإِناء إذا وَلَغَ فيه الهِرَّة مرّةً أو مرتين". أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (3/ 267) وشرح المعاني (1/ 19) عن شيخه بكّار به. وأخرجه الدارقطني (1/ 64، 67 - 68) -ومن طريقه الحاكم (1/ 160) وصححه على شرطهما والبيهقي (1/ 247) - من طريق بكار بن قتيبة وحماد بن الحسن به. وصححه الطحاوي والدارقطني، ونقل الثاني عن شيخه أبي بكر النيسابوري قوله: كذا رواه أبو عاصم مرفوعًا، ورواه غيره عن قرة: ولوغ الكلب مرفوعًا، وولوغ الهر موقوفًا. أهـ. وقال البيهقي: وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ثقة إلا أنه أخطأ في إدراج قول أبي هريرة في الهرة في الحديث المرفوع في الكلب، وقد رواه علي بن نصر الجهضمي عن قرّة فبينه بيانًا شافيًا. أهـ. ثم ساق سنده -من طريق شيخه الحاكم (1/ 161) - إلى نصر بن علي: ثنا أبي ثنا قرة بن خالد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات أولاهن بالتراب". ثم ذكر أبو هريرة الهر لا أدري قاله: مرة أو مرتين؟. قال نصر بن علي: وجدته في كتاب أبي في موضع آخر عن قرة عن ابن سيرين عن أبي هريرة في الكلب مسندًا وفي الهر موقوفًا. أهـ. وممن رواه عن قرة موقوفًا: مسلم بن إبراهيم -وهو ثقة مأمون- عند الدراقطني (1/ 68) والحاكم (1/ 161) والبيهقي (1/ 247 - 248). وأيوب السختياني عند عبد الرزاق (1/ 99) وأبي داود (72) والدارقطني (1/ 67) والبيهقي (1/ 248). هكذا رواه عن أيوب موقوفًا: حماد بن زيد ومعمر، ورواه مُسدّد عن

2 - باب: الرخصة في بول ما يؤكل لحمه

معتمر عنه موقوفًا، وخالفه شيخ الترمذي: سوار بن عبد الله العنبري عند الترمذي (91) فرواه عن معتمر عنه مرفوعًا. والصواب رواية مسدد فهو أوثق من سوار، وروايته معتضدة برواية الثقات الآخرين، فثبت من هذا أن ذكر الهرة مدرج في الحديث من كلام أبي هريرة. قال الإِمام النووي في "المجموع" (1/ 175) عن ذكر ولوغ الهرة: "ليس من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - بل هو مدرجٌ في الحديث من كلام أبي هريرة موقوفًا عليه، كذا قال الحفاظ، وقد بيّن البيهقي وغيره ذلك، ونقلوا دلائله وكلام الحفاظ فيه". أهـ. قلت: وقد نقل الزكي المنذري في مختصر السنن (1/ 77) كلام البيهقي وأقرّه عليه. واعلم أن الشك في قوله: "مرة أو مرتين" من قرة كما هو مبين عند مُخرّجي الخبر. 2 - باب: الرُّخصة في بولِ ما يُؤكل لَحْمُهُ 138 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن صالح الوزّان: نا عمرو بن الحُصين: نا يحيى بن العلاء الرازي عن مُطَرِّف عن مُحارب. عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أُكل لَحمُهُ فلا بأسَ ببولهِ". قال المنذري. (عمرو بن الحُصين ويحيى بن العلاء لا يُحتَجُّ بهما). أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 2657) من طريق الوزان به. وأخرجه الدارقطني (1/ 128) من طريق عمرو بن الحصين به، وقال: "لا يثبتُ، عمرو بن الحُصين ويحيى بن العلاء ضعيفان".

3 - باب: ما جاء في جلد الميتة وصوفها وشعرها

قلت: قال الحافظ في الأول: (متروك)، وفي الثاني: (رُمي بالوضع) فالإِسناد تالف. وأخرجه الدارقطني (1/ 128) من حديث البراء، وقال: سوّار بن مصعب متروك. وقال الحافظ في التلخيص الحبير (1/ 43) عن هذين الحديثين. "وإسنادُ كلٍّ منهما ضعيف جدًا". أهـ. 139 - أخبرنا أبو يعقوب الأذرعي: نا يوسف (¬1) بن يزيد: نا عبد الله بن عبد الحكم: نا مسلمة بن علي عن يحيى بن سعيد. عن أنس بن مالك قال: رخّص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أبوال الإِبل أن تُشربَ. في إسناده مسلمة بن علي الخشني وهو متروك. ويغني عنه حديث أنس في قصة العرنيين في الصحيحين. 3 - باب: ما جاء في جِلْد المَيْتةِ وصوفها وشعرها 140 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن أبي نصر: نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم: نا إبراهيم بن خلف: نا عُبيد الله بن موسى العَبْسي: نا سفيان وخارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن وَعْلة. عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّما إهابٍ دُبغَ فقد طَهُر". أخرجه عبد الرزاق (1/ 63) وأحمد (1/ 219، 270، 343) والترمذي ¬

_ (¬1) في الأصول: (يونس) والتصويب من (ظ).

(1728) -وقال: حسن صحيح- والنسائي (رقم: 4241) وابن ماجه (3609) وابن الجارود في "المنتقى" (874) والطحاوي في المشكل (4/ 262) وأبو نعيم في الحلية (10/ 218) والبيهقي (1/ 16) والخطيب في التاريخ (10/ 338) من طريق زيد بن أسلم به. وسنده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه (1/ 277) بلفظ: "إذا دُبغَ الإِهاب فقد طَهُر". قال الزيلعي في "نصب الراية" (1/ 116) بعد تخريجه لرواية أصحاب السنن: "واعلم أن كثيرًا من أهل العلم المتقدمين والمتأخرين عزوا هذا الحديث في كتبهم إلى مسلم، وهو وهمٌ، وممّن فعل ذلك البيهقي في سننه، وإنما رواه مسلم بلفظ: (إذا دُبغَ الإِهاب فقد طهر) ". أهـ. قلت: وقد وقع في نفس الوهم الحافظ أبو الحجّاج المِزِّي في كتابه "تحفة الأشراف" (5/ 53)، ونبّه الحافظ في النكت الظراف على ذلك. 141 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي (¬1) في آخرين قالوا: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي: نا محمد بن آدم المصيصي: نا الوليد بن مسلم عن أخيه عبد الجبار بن مسلم عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله. عن ابن عباس قال: إنّما حرّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الميتةِ لحمَها، فأمّا الجلدُ والشعرُ والصوفُ فلا بأس به. (لم يُسندْ عبدُ الجبار غيرَ هذا، والله أعلم). 142 - وأخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم: نا أبو عبد الملك القرشي مثله (¬2). ¬

_ (¬1) في (ظ): (وأبو عبد الله بن مروان). (¬2) هذا المسند غير موجود في (ظ).

قال المنذري. (عبد الجبار بن مسلم عن الزهري، قال الدارقطني: ضعيف). أخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/ ق 389/ ب- 390/ أ) من طريق تمام. وأخرجه الدارقطني (1/ 47 - 48) ومن طريقه البيهقي (1/ 23 - 24) من طريق أحمد بن إبراهيم به. وقال الدارقطني عقبه: عبد الجبار ضعيف. أهـ. وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 136) وقال: يروى عن الزهري .. فذكر هذا الخبر. وتابعه أبو بكر الهُذَلي. أخرجه الدارقطني (1/ 46 - 47) والبيهقي (1/ 23)، وقال الدارقطني: أبو بكر الهُذَلي ضعيف. أهـ. وقال الحافظ في التقريب: متروك الحديث. 143 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو سعيد عثمان بن عبد الله بن أبي جَميل: نا حجّاج بن محمد: نا شعبة بن الحجّاج عن الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى. عن عبد الله (¬1) بن عُكيم أنّه قال: قُريءَ علينا كتابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في أرض جُهينة -وأنا غلامٌ شابٌ-: "ألّا (¬2) تستمتعوا من الميتةِ بإهابٍ ولا عَصَبٍ". أخرجه عبد لرزاق (1/ 65 - 66) والطيالسي (1293) وأحمد (4/ 310، 311) وأبو داود (4127) والترمذي (1729) والنسائي (4249، ¬

_ (¬1) وقع في الأصل: (عبيد الله) بالتصغير، وبهامشه. (صوابه: عبد الله). (¬2) في (ظ) و (ر). (أن لا) بفك الإِدغام.

4250) وابن ماجه (3613) والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 259، 260) والبيهقي (1/ 14، 15) وابن حزم في المحلي (1/ 121) والحازمي في "الاعتبار" (ص 56) وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 47 - 48) والمزي في التهذيب (2/ 712) من طريق الحكم به. وإسناده صحيح، وحسنه الترمذي والحازمي، وصحّحه ابن حزم. وقد أُعِلّ بأمورٍ لا تقدح: الأول: الإِرسال، فعبد الله بن عُكيم في صحبته خلاف. وهذا لا يضرُّ لأنّ عبد الله سمع كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - المُرسل إلى جهينة، والكتاب حجة، فقد كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قيصر وكسرى فكان حجةً عليهم. الثاني. الاضطرابُ في سنده، فقد روى الطحاوي (4/ 260 - 261) والبيهقي. من طريق يزيد بن أبي مريم عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عُكيم عن أشياخ جهينة قالوا: أتانا كتاب النبي ... الخ. قال ابن حبان -كما في نصب الراية (1/ 120): "وهذا ربما أوهم عالَمًا أن الخبر ليس بمتصل، وليس كذلك، فإن الصحابي قد يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ثم يسمعه من صحابي آخر، فمرة يخبر به عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومرةً يرويه عن الصحابي: ألا يُرى أن ابن عمر شهد سؤال جبريل عن الإِيمان رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وسمعه من عمر بن الخطاب، فمرةً أخبر بما شاهد، ومرةً روى عن أبيه ما سمع، وعلى ذلك يحمل حديث ابن عكيم من غير أن يكون في الخبر انقطاع". أهـ. وهو ردٌّ متين. الثالث. الاضطراب في متنه، فقد رواه جماعة من غير تقييد لوقت السماع، ورواه بعضهم بلفظ: (كتب إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته بشهر) وقال بعضهم: (بشهرين)، قلت: مثل هذا لا يوجب ضعف الحديث، فقد رواه الثقات بلا تقييد فنأخذ بذلك، وندع ما اختلف فيه، لا سيما إذا لم يؤثر

في متن الحديث المرفوع، وقد رواه أحمد على الشك هكذا (بشهر أو شهرين). الرابع: الانقطاع، فلم يسمع عبد الرحمن بن أبي ليلى الحديث عن ابن عكيم بل عن جماعة عنه، قال ابن دقيق العيد في "الإِمام": "وروى أبو داود من جهة خالد الحذّاء عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن أنه انطلق هو وناس إلى عبد الله بن عُكيم، قال: فدخلوا وقعدتُ على الباب، فخرجوا إليَّ فأخبروني أن عبد الله بن عكيم أخبرهم ... فذكره. قال ابن دقيق: ففي هذه الرواية أنه سمعه من الناس الداخلين عليه، وهم مجهولون. أهـ. من نصب الراية (1/ 121). قلت: لم أر ذكر (عن عبد الرحمن) في سنن أبي داود المطبوع (رقم: 4128) بل الرواية عن الحكم أنّه انطلق وناس ... الخ. وهكذا في مختصر السنن للمنذري (6/ 68 - 69) وتحفة الأشراف للمزي (5/ 316 - 317)، ورواه البيهقي (1/ 15) من طريق أبي داود فلم يذكر (عن عبد الرحمن). لكنه رواه الحازمي (ص 56) من طريق أبي داود بإثباتها، وممن ذكر أن هذه الزيادة في سنن أبي داود غير ابن دقيق: الحافظ ابن حجر في التلخيص (1/ 47 - 48) والفتح (90/ 659) فهذا يدل على ثبوتها في بعض النسخ، وهي مقبولة لأن الراوي عن ابن عُكيم في الروايات الأخرى (عبد الرحمن بن أبي ليلى). إذا علمت هذا فالعجب من الألباني الذي تعجّل فهاجم الحافظ ابن حجر حيث قال في الإِرواء (1/ 77): "ووقع للحافظ هنا وهمٌ عجيبٌ! فإنه أدخل في هذه الرواية بين (الحكم) و (ابن عكيم): (عبد الرحمن) سالكًا في ذلك على الجادة! وبني على ذلك انقطاع الحديث". أهـ. قلت: انظر كيف نسب إلى الحافظ مثل هذا التزوير وهو منه براءٌ، وقد مرّ بك كلام ابن دقيق العيد وإقرار الزيلعي إياه على ذلك، وورود رواية الحازمي

بما يؤكد ثبوت هذه الزيادة في سنن أبي داود، فكان الأولى به أن يقول: لعل الحافظ اطلع على نسخة من سنن في أبي داود فيها هذه الزيادة بدلًا من اتهامه الحافظ بهذه التهمة السمجة!. قال الحافظ في الفتح (9/ 659) مبيّنًا بطلان دعوة الانقطاع هذه: "ولكن صحّ تصريحُ عبد الرحمن بن أبي ليلى بسماعه من ابن عُكيم فلا أثر لهذه العلة". أهـ. وبهذا تتبين صحة الحديث، ووهاء العلل التي رُمي بها، والحمد لله.

أبواب أحكام التخلي

" أبواب أحكام التخلّي" 4 - باب: ترك استصحاب ما فيه ذكر الله تعالى 144 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو أسامة: نا إسحاق بن الْأَخْيل: نا يحيى بن المتوكّل: نا ابن جُريج عن الزُّهري. عن أنس قال: كان نقشُ خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (محمدٌ رسول الله)، فكان إذا دخلَ الخلاءَ وضعه. أخرجه البغوي في "شرح السنة" (1/ 379 - 380) من طريق أبي أسامة به. وقال: "حديث غريب". وأخرجه البيهقي (1/ 95) من طريق يعقوب بن كعب الأنطاكي عن يحيى به. وقال: "وهذا شاهدٌ ضعيف". قال ابن التُركماني في "الجوهر النقي" متعقبًّا البيهقي: "فيه نظر، إذ ليس في سنده من تُكلِّم فيه فيما علمت، ويحيى بن المتوكل بصريٌ أخرج له الحاكم في المستدرك، وقال ابن حبان: يُخطىء. وليس هذا: (يحيى بن المتوكل) الذي يقال له: أبو عقيل، ذاك ضعيف". أهـ. قلت: ومما يؤكد أنه ليس أبا عقيل المذكور: روايتُه عن ابن جريج، فقد ذكروه في شيوخه، ورواية ابن الأخيل عنه فإنه مذكور في الآخذين عنه (انظر: التهذيب: 11/ 271). وظنَّه ابن القيم في تهذيب السنن (1/ 27) أبا عقيل فقال بعد إيراده كلام البيهقي: "وإنما ضعفه لأن يحيى هذا قال فيه الإِمام أحمد: واهي الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيءٍ، وضعّفه الجماعةُ كلُّهم". أهـ.

ويحيى بن المتوكل هذا قال ابن معين: لا أعرفه. ولم يوثقه غير ابن حبان، فالظاهر أنه غير معروف. 145 - أخبرنا أحمد بن محمَّد بن فضالة: نا صالح بن حكيم البصري. نا حجّاج بن مِنْهال: نا همّام عن ابن جُريج عن الزُّهْري. عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اصطنع خاتمًا، فكان إذا ذهب الخلاءَ وضعه. أخرجه أبو داود (19) والترمذي (1746) وحسنه والنسائي (5213) وابن ماجه (303) وابن حبان (125) والبيهقي (1/ 94 - 95) من طرقٍ عن همام به. قال أبو داود: هذا حديث منكرٌ وإنما يُعرف عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخذ خاتمًا من وَرِقٍ ثم ألقاه. والوهم ففيه من همام، ولم يروه إلا همّام. أهـ. وفي الإِسناد عنعنة ابن جريج، وهو مدلس. وقال النسائي: هذا حديث غير محفوظ. (مختصر السنن للمنذري: 1/ 26). وتوسّع ابن القيم في الكلام على الحديث في تهذيب السنن (1/ 26 - 31) فقال- بعد إيراد الروايات المتعددة عن الزهري في اتخاذ الخاتم ولبسه: "هذه الروايات كلها تدل على غلط همام، فإنها مجمعةٌ على أن الحديث إنما هو في اتخاذ الخاتم ولبسه، وليس في شيءٍ منها نزعُه إذا دخلَ الخلاءَ. فهذا هو الذي حكم لأجله الحفّاظ بنكارة الحديث وشذوذه، والمصحّحُ له لمّا لم يمكنه دفُع هذه العلة حكم بغرابته لأجلها، فلو لم يكن مخالفًا لرواية من ذُكِر فما وجه غرابتِه؟ ولعلّ الترمذي موافقٌ للجماعة، فإنه صحّحه من جهة السند لثقة الرواة، واستغربه لهذه العلة، وهي التي منعت أبا داود من تصحيح متنه، فلا يكون بينهما اختلافٌ، بل هو صحيحُ السند لكنه معلولٌ، والله أعلم". أهـ.

5 - باب: ما يقال عند دخول الخلاء

146 - حدثنا أبو موسى هارون بن محمَّد بن هارون بن أحمد الموصلي: نا أبو عمران موسى بن هاشم (¬1) الدينوري الوراق قال: سمعت أبا علي الحسن المَوْصلي مذاكرةً: نا سهل بن صالح الأنطاكي: نا عامر بن سيْار عن همّام عن قتادة عن ابن جُريج عن الزهري. عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الخلاء نزع خاتمه. عامر بن سيّار مجهول كما قال أبو حاتم، (الجرح: 6/ 322)، وقد خبّط في إسناده: فأدخل (قتادة) بين همام وابن جريج. والحسن الموصلي لم أتبيّنه. 5 - باب: ما يُقال عند دخول الخلاء 147 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن عبد الله بن جَبَلة البغدادي: نا هشام بن علي السِّيرافي بالبصرة: نا عمرو بن مرزوق: نا شعبة عن عبد العزيز بن صُهيب. عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الخلاءَ قال: "أعوذُ بالله من الخُبُث والخبيثات". أخرجه البخاري (1/ 242) من طريق شعبة به، وأخرجه مسلم (1/ 283، 284) من طرقٍ أخرى عن عبد العزيز به. ولفظهما: (الخبائث) بدل (الخبيثات). ¬

_ (¬1) في (ر): (هشام).

6 - باب: أحكام الاستنجاء

6 - باب: أحكامُ الاستنجاء 148 - أخبرنا أبو الطيب محمد بن حميد: نا أحمد بن منصور الرمادي. نا عبد الرزاق: أنا ابن جُرَيج قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي المُخَارِق عن نافع. عن ابن عمر قال: قال عمر: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبول قائمًا، فقال: لا يا عمر! لاتَبُلْ (¬1) قائمًا". فما بلت قائمًا بَعْدُ. أخرجه ابن ماجه (308) والحاكم (1/ 185) والبيهقي (1/ 102) من طريق عبد الرزاق به. وأخرجه ابن حبان (135) من طريق هشام بن يوسف عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر رفعه. "لا تبل قائمًا". بإسقاط (ابن أبي المخارق). قال البيهقي: "عبد الكريم بن أبي المُخارق ضعيف". وقال النووي في "المجموع" (2/ 84): "إسناده ضعيف". وقال البوصيري في "الزوائد" (1/ 45): "هذه إسناد ضعيف، عبد الكريم متفق على تضعيفه ... ولا يُغتر بتصحيح ابن حبان هذا الخبر من طريق هشام بن يوسف عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر، فإنه قال بعده: (أخاف أن يكون ابن جريج لم يسمعه من نافع). وقد صحّ ظنُّه فإن ابنَ جُرَيج إنما سمعه من ابن أبي المخارق كما ثبت في رواية ابن ماجه هذه والحاكم". أهـ. 149 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمَّد بن إبراهيم بن المقابري البغدادي: نا عمر بن حفص السدوسي: نا عاصم بن علي: نا ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش). (تبول) والمثبت من (ظ) و (ر).

7 - باب: السواك

أخي: الحسن بن علي: نا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة. عن أبيه قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا بال أحدُكم فلا يمس ذكره ولا يستنجي بيمينه، ولا يتنفس في الإِناء". أخرجه البخاري (1/ 254) من طريق الأوزاعي به، وأخرجه مسلم (1/ 225) من طرقٍ عن يحيى به. 150 - حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ: أنا محمَّد بن القاسم بن سنان الدقاق: نا هارون بن زياد (¬1): نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن ابن لَهيعة عن أبي الزبير. عن جابر: أن رجلًا سأل جابرًا عن العظم والبَعْرة والتَّمسُّحِ بهما من الخلاء، فقال. زَجَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك. ابن لهيعة سيء الحفظ، والوليد وأبو الزبير مدلسان وقد عنعنا. لكن أخرجه مسلم (1/ 224) من طريق زكريا بن إسحاق عن أبي الزبير عن جابر: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُتَمسّح بعظمٍ أو ببعرٍ. 7 - باب: السواك 151 - أخبرنا أبو عمر (¬2) محمَّد بن عيسى بن عبيد الله القزويني الحافظ ببيت لهيا: نا إدريس بن جعفر القطان ببغداد: نا أبو بدر شجاع بن الوليد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة. ¬

_ (¬1) في (ف): (بشير) وفي هامشها: (بشار). (¬2) في الأصل: (عمرو) والتصويب من (ظ) و (ر) و (ف) والسير والتذكرة.

عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة". أخرجه الذهبي في "سير النبلاء" (15/ 581) و"تذكرة الحفاظ" (3/ 891) من طريق المصنف به. وأخرجه أحمد (2/ 287، 399، 429) والترمذي (22) وصححه من طريق محمَّد بن عمرو به. وسنده حسن. 152 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالة. نا بحر بن نصر قال: قُريء على عبد الله بن وهب: أنا مالك وعبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن أبي الزّناد عن عبد الرحمن بن الأعرج. عن أبي هريرة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بنحو حديثٍ قبله. "لولا أن أشقَّ على الناس -أو: على المؤمنين- لأمرتهم بالسواك". هو في "موطّأ مالك" (1/ 66) بلفظ. "أمتي" بدل: "الناس". وأخرجه البخاري (2/ 374) من طريقه، وأخرجه مسلم (1/ 220) من طريق سفيان عن أبي الزناد به. 153 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً وأبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم وأبو عبد الله جعفر بن محمَّد بن جعفر الكندي ابن بنت عُدَبَّس وغيرهم قالوا: نا أبو علي الحسن بن جرير الصُّوري: أنا محمد بن عُبيد الغسّاني. نا حمّاد بن سلمة عن ابن عون عن أبيه. عن أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "السِّواك مَطْهرةٌ للفم، مَرضاةٌ للربِّ -عزّ وجل-". هكذا في جميع النسخ (ابن عون عن أبيه) وهو خطأ، فقد رواه أحمد (1/ 3، 10) والمروزي في مسند أبي بكر (رقم؛ 108، 110) وأبو يعلى

(109، 110) عن حماد بن سلمة عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن أبي بكر الصديق. وابن أبي عتيق هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق، نسب إلى جده، وأبوه: عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وروايته عن الصديق منقطعة. وهذه الرواية معلولة كما نصّ عليها الحفاظ: ففي العلل لابن أبي حاتم (1/ 12): "سألتُ أبي وأبا زرعة عن حديثٍ رواه حماد بن سلمة عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "السَّواك مطهرةٌ للفم، مرضاة للرب". قالا: خطأ، إنما هو: (ابن أبي عتيق عن أبيه، عن عائشة) قال أبو زرعة: أخطأ فيه حماد. وقال أبي: الخطأ فيه من حماد أو ابن أبي عتيق". أهـ. وفي علل الدارقطني (1/ 277) أنه سئل عن هذا الحديث فقال: "يرويه حماد بن سلمة عن ابن أبي عتيق عن أبي بكر. وخالفهم جماعة من أهل الحجاز وغيرهم: فرووه عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصواب". وذكر أبو يعلى (109) أنه سأل شيخه عبد الأعلي بن حماد النرسي عن هذا الحديث فقال: "هذا خطأ". وقال الهيثمي في المجمع (1/ 220): "رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات إلا أن عبد الله بن محمَّد لم يسمع من أبي بكر". أهـ. وقد أخرجه على الصواب: الشافعي في مسنده (ترتيب السندي: 1/ 30) -ومن طريقه البيهقي (1/ 34) والبغوي في شرح السنة (1/ 394) - وأحمد (6/ 47، 62، 238) وأبو نعيم في الحلية (7/ 159) من طريق ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة مرفوعًا.

وسنده حسن، وقد صرَّح ابن إسحاق بالتحديث في رواية أحمد. وأخرجه أحمد (6/ 124) والنسائي (5) وابن حبان (143) والبيهقي (1/ 34) من طريق يزيد بن زريع عن عبد الرحمن به. وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 169) وأحمد (6/ 146) والدارمي (1/ 174) وأبو نعيم (7/ 94) والبيهقي (1/ 34) من طريقين عن القاسم بن محمَّد عن عائشة. وسنده صحيح. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (135) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 105) والبيهقي (1/ 34) من طريق ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن عبيد بن عمير عن عائشة. ورجاله ثقات إلا أن فيه تدليس ابن جريج. والحديث علّقه البخاري في صحيحه (4/ 158) بصيغة الجزم عن عائشة، وقال المنذري في الترغيب (1/ 165): "ورواه البخاري معلّقًا مجزومًا، وتعليقاته المجزومة صحيحة".أهـ. وقال النووي في المجموع (1/ 268): "وهذا التعليق صحيح لأنه بصيغة جزم". والحديث صححه النووي في المجموع (1/ 267) واقتصر البغوي في "شرح السنة" (1/ 394) على تحسينه!. وللحديث شواهد متعددة عن أبي هريرة وابن عمر وابن عباس وأبي أمامة، انظرها في التلخيص الحبير (1/ 60 - 61) والمجمع (1/ 220). 154 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الصفّار: نا بحر بن نصر قال: قُرىء على عبد الله بن وهب قال: وأخبرني مسلمة بن عُلَيْ عن معاوية بن يحيى الصدفي عن ابن شهاب عن عروة. عن عائشة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال. "صلاةٌ على أَثَر سواكٍ أفضلُ من سبعين صلاةٍ بغير سواك".

في إسناده مسلمة بن عُلي -بالتصغير- متروك، وشيخه ضعيف. وقد أخرجه ابن حبان في "المجووحين" (3/ 33) من طريق مسلمة عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة. وأخرجه أبو يعلى (المقصد العلي: 252) والبزّار (كشف- 502) والدارقطني -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (550) - والبيهقي في شعب الإِيمان (1/ ق 451/ أ) من طرقٍ عن معاوية بن يحيى عن الزهري به. قال البزار: لا نعلم رواه إلَّا معاوية. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، ومعاوية بن يحيى ضعيف قاله الدارقطني. أهـ. وتسامح الهيثمي في المجمع (2/ 98) فقال. رجاله موثقون. وقال البيهقي: تفرّد به معاوية، ويقال: إن ابن إسحاق أخذه منه. قلت: رواية ابن إسحاق التي أشار إليها البيهقي: أخرجها أحمد (6/ 272) وابن خزيمة (137) والبزار (501) والحاكم (1/ 145 - 146) والبيهقي في سننه (1/ 38) والشعب (1/ ق 451 /أ) والخطيب في "الفقيه" (1/ 67) من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق قال: وذكر محمَّد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عروة ... فذكر الحديث. قال ابن خزيمة: "إن صحّ الخبر" ثم قال: "أنا استثنيت صحة هذا الخبر؛ لأني خائفٌ أن يكون محمَّد بن إسحاق لم يسمع من محمَّد بن مسلم، وإنما دلّسه".أهـ. وقال البيهقي: هذا الحديث أحدُ ما يخاف أن يكون من تدليسات محمَّد بن إسحاق، وأنه لم يسمعه من الزهري. وصححه الحاكم على شروط مسلم، فتعقّبه المنذري في الترغيب (1/ 168) قائلًا: "كذا قال! وإنما أخرج له مسلم في المتابعات". أهـ. وقال الإِمام النووي في المجموع (1/ 268) عن الحديث: "ضعيف رواه البيهقي من طرقٍ وضعّفها كلّها، وكذا ضعّفه غيره. وذكره الحاكم في

المستدرك، وقال: هو صحيح على شرط مسلم. وأنكروا ذلك على الحاكم وهومعروف عندهم بالتساهل في التصحيح. وسبب ضعفه أن مداره على محمَّد بن إسحاق وهو مدلس ولم يذكر سماعه، والمدلس إذا لم يذكر سماعه لا يحتج به بلا خلاف كما هو مقرَّر لأهل هذا الفن. وقوله أنه على شرط مسلم ليس كذلك، فإن ابن إسحاق لم يرو له مسلم شيئًا محتجًا به، وإنما روى له متابعةً، وقد عُلِمَ من عادة مسلم وغيره من أهل الحديث أنهم يذكرون في المتابعات من لا يحتج به للتقوية لا للاحتجاج، ويكون اعتمادهم على الإِسناد الأول، وذلك مشهورٌ عندهم". أهـ. وتعقّب العلامة ابن القيم في "المنار المنيف" (ص 21) تصحيح الحاكم قائلًا: "ولم يصنع الحاكم شيئًا، فإن مسلمًا لم يرو في كتابه بهذا الإِسناد حديثًا واحدًا، ولا احتجّ بابن إسحاق، وإنما أخرج له في المتابعات والشواهد، وأما أن يكون ذِكْرُ ابن إسحاق عن الزهري من شرط مسلم فلا". أهـ. قلت: وقال قبل ذلك: "وقد قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: إذا قال ابن إسحاق. وذكر فلان. فلم يسمعه". أهـ. وقال الحافظ في التلخيص (1/ 67). "رواه أبونعيم من طريق ابن عيينه عن منصور عن الزهري، لكن إسناده إلى ابن عينية فيه نظر". وأخرجه البيهقي (1/ 38) من طريق فَرَج بن فضالة عن عُروة بن رُويم عن عائشة، وقال: "هذا إسناد غير قوي". أهـ. وبيّنه الحافظ في التلخيص (1/ 67): "ورواها أبو نعيم من طريق فرج بن فضالة ... وفرج ضعيف". أهـ. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده -كما في التلخيص (1/ 67) - والبيهقي في السنن (1/ 38) والشعب (1/ ق 451/ أ) من طريق الواقدي عن عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي عن أبي الأسود عن عروة به.

قال البيهقي: الواقدي لا يحتج به. قلت: قد اتُّهم بالكذب. وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2317) من حديث أبي هريرة وفيه مسلمة بن عُلي أيضًا. وأخرج أبو نعيم في "كتَاب السواك" حديث جابر: "ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك". قال المنذري في الترغيب (1/ 168): "إسناده حسن". وأخرج أيضًا من حديث ابن عباس: "لأن أصلي ركعتين بسواكٍ أحبُّ إلى من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك". قال المنذري (1/ 168) والسخاوي في المقاصد (ص 264): "سنده جيد". وقال الحافظ في التلخيص (1/ 67): "وقال يحيى بن معين: هذا الحديث لا يصحُّ له إسناد وهو باطل. قلت: رواه أبو نعيم من حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس، ومن حديث جابر، وأسانيده معلولة". أهـ. قلت: وقد نص الزين العراقي في تخريج الإِحياء (1/ 132) على ضعف حديث ابن عمر، والله أعلم. 155 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمَّد بن عيسى بن حيّان بالمدائن: نا محمَّد بن الفضل بن عطية عن مسلم -يعني: الأعور، عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستاكُ بفَضْل وَضُوءهِ. قال المنذري: (مسلم وابن كيسان المُلائي الأعور متروك الحديث). قلت: ومحمد بن الفضل بن عطية كذّاب. وأخرجه أبو يعلى -كما في المطالب العالية (المسندة: ق 4/ ب) - من طريق يوسف بن خالد عن الأعمش عن أنس. قال الحافظ في المطالب: "يوسف هو السمتي ضعيف جدًا". وأخرجه البزار (274) بنفس الطريق بلفظ. كان يتوضأ بفضل سواكه.

وقصّر الهيثمي في إعلاله فقال (1/ 216): "والأعمش لم يسمع من أنس". 156 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمَّد بن جعفر الكندي: نا أبو جعفر أحمد بن عمرو بن إسماعيل الفارسي الورّاق المقعد: نا أحمد بن النعمان: نا يحيى بن اليمان: نا سفيان عن محمَّد بن إسحاق عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله قال: كان السواك من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة القلم من الكاتب. أخرجه الطبراني -كما في التلخيص (1/ 71) - وابن عدي في الكامل (7/ 2692) من طريق يحيى بن اليمان بلفظ: كان السواك من أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - موضع القلم من أذن الكاتب. قال الطبراني: تفرّد به يحيى بن اليمان. قلت: هو صدوق تغيّر حفظه بعد ما فُلج، ولذا ضعَّفه الإِمام أحمد والنسائي وغيرهما. وذكر ابن أبي حاتم في العلل (1/ 55) أن أبا زرعة سُئل عن هذه الرواية فقال: "هذا وهمٌ! وهم فيه يحيى بن يمان". ونقل الحافظ في التلخيص (1/ 71) كلام أبي زرعة وزاد: "إنما هو عند ابن إسحاق عن أبي سلمة عن زيد بن خالد من فعله". قلت: أخرجه أحمد (4/ 116) وأبو داود (47) والترمذي (23) وقال: "حسن صحيح"- من طريق ... وأخرج ابن أبي شيبة (1/ 169، 171) بسند ليّن عن صالح بن كيسان: أن عبادة بن الصامت وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يروحون والسواك على آذانهم. وفي رواية: كان الرجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يروح والسواك على أذنه.

8 - باب: خصال الفطرة

وصالح أدرك صغار الصحابة كابن عمر وابن الزبير. وأخرج الخطيب في كتاب الرواة عن مالك -كما في التلخيص (1/ 71) - في ترجمة يحيى بن ثابت عنه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوكتهم خلف آذانهم يستنون بها لكل صلاةٍ. وأخرجه الدارقطني في غرائب مالك -كما في اللسان (6/ 244) - عن أبي طالب عن يحيى به، وقال: "لا يثبت، تفرّد به يحيى". وذكره ابن حبان في ثقاته. 157 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل: نا عثمان بن أبي شيبة: نا شَريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "إذا قام أحدُكم من الليل فليَسْتَكْ". شريك هو ابن عبد الله القاضي صدوق سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات. وعزاه السيوطي في الجامع الصغير -بزيادة- إلى تمام والبيهقي في الشعب والضياء، ونقل شارحه المناوي (1/ 412) عن ابن دقيق العيد أنه قال: "رواته ثقات". 8 - باب: خصال الفطرة 158 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالة الحمصي قراءةً عليه: نا بحر بن نصر: نا ابن وهب: أنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب

عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الفِطْرةُ خمسٌ: الاختتانُ (¬1)، والاستحدادُ، وقصُّ الشارب، وتقليمُ الأظافر، ونتفُ الإِبط". أخرجه مسلم (1/ 222) من طريق ابن وهب به، وأخرجه البخاري (10/ 334) ومسلم (1/ 221) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري به. ¬

_ (¬1) في (ظ): (الختان)، والمثبت موافق لرواية مسلم.

أبواب أحكام الوضوء وصفته

" أبواب أحكام الوضوء وصفته" 9 - باب: فضل الوضوء 159 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا سعيد بن سهيل بن عبد الرحمن العَكّاوي: نا أبي: نا شَيْبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سَلَمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الطُّهور شطرُ الإِيمان". إسناده ضعيف، سهيل ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (4/ 250) وقال: سألت أبي عنه فلم يعرفه. أهـ. وابنه سعيد لم أر من ذكره، ويحيى مدلس ولم يُصرَّح بالسماع. والحديث أخرجه مسلم (1/ 203) من حديث أبي مالك الأشعري. 160 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم البغدادي ابن المقابري: نا الحسن بن علي بن المتوكل بن ميمون مولى عبد الصمد بن علي الهاشمي: نا يحيى بن هاشم السمسار: نا ابن أبي ليلى عن عَطيّة عن أبي سعيد قال: قيل: يا رسول الله! بِمَ تعرف أُمّتك يومَ القيامة؟. قال: "غُرٌّ محجلون من آثار الوَضوء". في إسناده يحيى بن هاشم السمسار، كذَّبه ابن معين وأبو حاتم، واتهمه بالوضع العقيلي وابن عدي والنقّاش، وتركه غيرهم. (اللسان: 6/ 279 - 280).

والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 41/ أ) من طريق حسن بن حسين العرني عن أبي إسرائيل عن عطية به، وقال: "لم يروه عن أبي إسرائيل إلا حسين". وقال الهيثمي (1/ 225): "وفيه حسن بن حسين العرني، وهو ضعيف جدًا". وُيغني عن هذا حديث أبي هريرة وحذيفة في صحيح مسلم (1/ 217 - 218). 161 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي: نا محمد بن أحمد بن رِزْقان المِصّيصي بدمشق سنةَ تسعٍ وستين ومائتين: نا حجّاج بن محمَّد الأعور: نا حَرِيز بن عثمان الرَّحبي عن سلمان بن سُمير الأَلهاني عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنْ تستقيموا تُفلحوا، وخيرُ أعمالكم الصلاةُ، ولا يُحافظ على الوُضوء إلا مؤمنٌ". محمَّد بن أحمد بن رِزْقان ذكره ابن ماكولا في "الإِكمال" (4/ 184) وابن عساكر في التاريخ (14/ ق 342/ أ) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وسلمان بن سُمير لم يوثقه غير ابن حبان، لكن قال أبو داود: شيوخ حريز بن عثمان كلهم ثقات. والحديث أخرجه الطيالسي (996) وأحمد (5/ 276 - 277، 282) وابن أبي شيبة (1/ 5 - 6) والدارمي (1/ 168) وابن ماجه (277) والطبراني في الصغير (1/ 11، 2/ 88) والحاكم (1/ 130) -وصححه على شرطهما وأقره الذهبي- والبيهقي (1/ 82، 457) والخطيب في تاريخه (1/ 293) والبغوي في "شرح السنة" (1/ 327) من طرق عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان.

قال المنذري في الترغيب (1/ 162): "إسناده صحيح". أهـ كذا قال، والصواب أنه منقطع. قال البوصيري في الزوائد (1/ 41) بعد ما نقل قول الحاكم. (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة): "قلت: عِلّتُه أن سالم لم يسمع من ثوبان قاله أحمد وأبو حاتم والبخاري وغيرهم". وقال أيضًا: "هذا الحديث رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين سالم وثَوبان فإنه لم يسمع منه بلا خلاف". وقال الذهبي في المهذب (1/ 100): "أخرجه ابن ماجه من حديث منصور عن سالم وهو لم يدرك ثوبان". أهـ. وله طريقان آخران عن ثوبان: فقد أخرجه الطيالسي (996) وأحمد (5/ 282) والدارمي (1/ 168) وابن حبان (164) والطبراني في الكبير (2/ 98) من طريق الوليد بن مسلم عن ابن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبي كبشة السَّلُولي عنه. وإسناده لا بأس به، ابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت فيه لِينٌ. وأخرجه أحمد (5/ 280) من طريق حَريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عنه. وابن ميسرة جهله ابن المديني، ووثقه العجلي، وتقدّم توثيق أبي داود لشيوخ حريز. وورد الحديث من حديث جابر وعبد الله بن عمرو وأبي أمامة وربيعة الجرشي: أما حديث جابر فقد أخرجه الحاكم (1/ 130) من طريق أبي بلال الأشعري عن محمَّد بن خازم عن الأعمش عن أبي سفيان عنه. وذكر الحاكم أن أبا بلال وهم في رواية الحديث، وقد ضعفه الدارقطني والحاكم، ووثقه ابن حبان. "اللسان": 6/ 14 و 7/ 22).

وأما حديث ابن عمرو فقد أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 6) وابن ماجه (278) من طريق ليث -وهو ابن أبي سليم- عن مجاهد عنه. قال البوصيري (1/ 41): "إسناده ضعيف من أجل ليث بن أبي سليم". أهـ. ونقل المناوي في الفيض (1/ 497) عن مغلطاي أنه قال: "إسناده لا بأس به". وأما حديث أبي أمامة فقد أخرجه ابن ماجه (279) والطبراني في الكبير (8/ 352) -ومن طريقه المزي في التهذيب (3/ 1599) - من طريق أبي حفص الدمشقي عنه. قال البوصيري (1/ 42): "هذا إسناد ضعيف لضعف تابعيه". أهـ. وأعله المنذري (1/ 162) بجهالة أبي حفص. وقال البيهقي: "أبو حفص هذا مجهول لم يسمع من أبي أمامة شيئًا. قاله الدارقطني". أهـ. فهو منقطع أيضًا. وأما حديث ربيعة الجرشي فهو عند الطبراني (5/ 61) وقال الهيثمي (1/ 241): "وفيه ابن لَهيعة وهو ضعيف". والحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد صحيح- إن شاء الله، وقد صححه غير من تقدم: ابن عبد البر كما في تنوير الحوالك للسيوطي (1/ 56). ونقل المناوي في الفيض (1/ 497) عن الدُّميري أنه قال: ذكره الرافعي في مجلس العشرين في أماليه وقال ما ملخصه: إنه حديث ثابت. أهـ. ونقل عن العراقي أنه قال في أماليه: "حديث حسنٌ رواته ثقات إلا أن في إسناده انقطاعًا بين سالم وثوبان كما قال ابن حبان". وصححه المناوي في التيسير (1/ 149).

10 - باب: النية في الوضوء وغيره من العبادات

10 - باب: النيّة في الوضوء وغيره من العبادات 162 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا إبراهيم بن أبي العَنْبس القاضي بالكوفة: نا جعفر بن عون عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمَّد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْمي عن علقمة بن وقاص الليثي. عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه (¬1) - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر يقول: "إنّما الأعمالُ بالنيّات، ولكلِّ امرئٍ ما نَوَى. فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ (¬2) - ورسوله، ومن كانت هجرتُه لدنيا يُصيبها أو امرأةٍ يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه". 163 - أخبرني أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران النيسابوري السرّاج -ومسكنه بيت المقدس (¬3) -: نا الحارث بن محمَّد بن أبي أسامة التميمي الطُّوسي: نا يزيد بن هارون: نا يحيى بن سعيد عن محمَّد بن إبراهيم أنه أخبره أنه سمِع علقمة بن وقاص أنّه سمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّما الأعمالُ بالنيّةِ (¬4)، ولكلِّ امرئٍ ما نوى. فمن كانت هجرتُه إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ (¬5) - وإلى رسوله فهجرته إلى الله ¬

_ (¬1) ليست في (ظ). (¬2) ليست في (ف). (¬3) في الأصل: (القدس) والمثبت من الأصول الأخرى. (¬4) في (ف): (بالنيات). (¬5) ليس في (ظ) و (ف).

-عَزَّ وَجَلَّ (¬1) - ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها أو امرأةٍ يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه". 164 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن علي بن زيد الصائغ: نا سعيد بن منصور: نا سفيان بن عيينة وخالد بن عبد الله الواسطي قالا: نا يحيى بن سعيد عن محمَّد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه (1) - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه. 165 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو هُبَيرة محمَّد بن الوليد الدمشقي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا أبو خُليد عتبة بن حمَّاد: نا الأوزاعي عن يحيى بن سعيد عن محمَّد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّما الأعمال بالنيّات" فذكر نحوه. 166 - أخبرنا خيثمة بن سليمان وأحمد بن سليمان بن حذلم وغيرهما، قالوا: نا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة قال: حدثني أبي عن أبيه عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد عن محمَّد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّما الأعمال بالنيَات، ولكلّ امرئٍ ما نوى. فمن كانت هجرته إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ- ورسوله فهجرتُه إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ- ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأةٍ يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه". 167 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك: ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) و (ف).

11 - باب: الوضوء مرة مرة، ومرتين مرتين

نا الربيع بن سليمان: نا ابن وهب- يعني: عبد الله: أنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن محمَّد بن إبراهيم أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي قال: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأعمال بالنيّات" فذكر مثله. 168 - أخبرنا أبي [- رحمه الله -] (¬1): نا أبو محمَّد عبد الوهاب بن مسلم بن وارة الرازي: نا إسحاق بن الحجّاج: نا هارون بن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّما الأعمال بالنيّة ... " الحديث. أخرجه البخاري (1/ 9) ومسلم (3/ 1515 - 1516) من طرقٍ عن يحيى بن سعيد به. 11 - باب: الوضوء مرةً مرةً، ومرتين مرتين 169 - حدثنا أبي: نا علي بن الحسين بن الجُنيد: نا أبو نُعيم عبيد بن هشام الحلبي: نا عبد العزيز الدّراوَرْدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرةً مرةً. لم يُحدِّث به غير ابن الجنيد، والله أعلم. في إسناده: عبيد بن هشام الحلبي وهو صدوق إلا أنه تغيّر في آخره فكان يتلقن كما قال أبو داود. ¬

_ (¬1) زيادة من (ف).

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 29) من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عمر، وابن أبي نجيح -واسمه عبد الله- في سماعه من مجاهد نظر. 170 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي: نا محمَّد بن جعفر بن سفيان بربض الرافقة: نا سعيد بن عبد الملك: نا يونس بن بكير الشيباني عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرةً مرةً. في إسناده سعيد بن عبد الملك الحرّاني قال أبو حاتم: يتكلمون فيه، روى أحاديث كذب. وقال الدارقطني: ضعيف لا يحتج به. (اللسان: 3/ 37). وفيه عنعنة ابن إسحاق. 171 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو علي الحسن بن سلاّم السواق: نا علي بن قادم: نا سفيان الثوري عن علقمة بن مَرثد عن سليمان بن بُريدة عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرةً مرةً. 172 - وحدثنا أبو الحسن رشيق بن عبد الله المِصِّيصي: نا محمود بن محمَّد الواسطي بواسط: نا عثمان بن أبي شيبة: نا علي بن قادم: نا سفيان ... فذكر بإسناده مثله. إسناده جيِّدٌ قوي. وحديث الوضوء مرة مرة أخرجه البخاري (1/ 258) من حديث ابن عباس. 173 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان بن أبي نصر قراءةً عليه في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة: نا أبو العباس

12 - باب: الاستنثار

محمَّد بن عبد الله بن إبراهيم الكِناني اليافوني بيافا في ربيع الأول سنة ستًّ وثمانين ومائتين: نا أحمد بن أبي عبد الرحمن العسقلاني: نا محمَّد بن كثير المصيصي: نا الأوزاعي عن قتادة. عن أنس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرتين مرتين. محمَّد بن كثير اختلف في توثيقه، والراوي عنه لم أرَ مَن ذكره، وأبو العباس اليافوني ترجمه ابن عساكر في تاريخه (15/ ق 254) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وحديث الوضوء مرتين مرتين أخرجه البخاري (1/ 258) من حديث عبد الله بن زيد. 12 - باب: الاستنثار 174 - أخبرنا أبو حنتل بشر بن أحمد بن فضالة بن الصقر بن فضالة بن سالم بن جميل اللخمي قراءةً عليه سنة أربعين وثلاثمائة: نا عمي أبو الحسن محمَّد بن فضالة: ثنا أبي: فضالة قال: حدثني أبى: الصقر بن فضالة قال: حدثني عمي العباس بن سالم بن جميل اللخمي قال: حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخَوْلاني. عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من توضّأ فليستنثرْ، ومن استجمرَ فليُوتر". 175 - وحدثناه أبو قابوس النعمان بن جميل بن أحمد بن فضالة: نا عم أبي: محمد بن فضالة نحوه. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (3/ ق 154/ ب) من طريق تمام، وفي إسناده مجاهيل. وأخرجه البخاري (1/ 262) ومسلم (1/ 212) من طريق الزهري عن أبي إدريس به.

13 - باب: تخليل اللحية

13 - باب: تخليل اللحية 176 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل: نا ابن فيل: نا أبو جعفر بن نُفيل وسعيد بن حفص بن عمرو بن نُفيل قالا: نا أبوالمَليح الرَّقيّ عن الوليد بن زَوْران. عن أنس بن مالك قال: وضّأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغسلَ وجهَه فأخذَ كفًّا من ماءٍ فخلَّل لحيتَهُ، وقال: "هكذا أمرني الله -عَزَّ وجَلَّ-". أخرجه أبو داود (145) -ومن طريقه البيهقي (1/ 54) - والبغوي في شرح السنة (1/ 421 - 422) - والمزي في تهذيب الكمال (3/ 1467) من طريق أبي المليح به. وقال ابن حزم في "المحلّى" (2/ 35): "لا يصح لأنه من طريق الوليد بن زوران وهو مجهول". وأعلّه ابن القطان -كما في تهذيب السنن (1/ 107) - والحافظ في التلخيص (1/ 86) أيضًا بجهالة الوليد. وقال أبو داود -كما في التهذيب (11/ 134) -: لا ندري سمع من أنس أم لا. ففي هذا ما يدل على الانقطاع. والوليد لم يوثقه غير ابن حبان، وانتقد ابن القيم في تهذيب السنن (1/ 107) إعلال الحديث بجهالته فقال: "وفي هذا التعليل نظر، فإن الوليد هذا روى عنه جعفر بن برقان وحجاج بن منهال وأبو المليح الحسن بن عمر الرقي وغيرهم، ولم يعلم فيه جرح". أهـ. قلت: رواية هؤلاء ترفع جهالة عينه، ولكن جهالة حاله باقية لا تزول إلا بتعديل صريح، أما توثيق ابن حبان له فلا شيء؛ لأنه يوثق المجاهيل ومن لا يعرفه هو نفسه! وقوَّاه النووي في المجموع (1/ 376) فقال: "إسناده حسن أو صحيح".

وأخرجه الذهلي في "الزهريات" -كما في تهذيب السنن (1/ 107 - 108) - قال: ثنا محمَّد بن عبد الله بن خالد الصفّار -وكان صدوقًا-. وأخرجه الحاكم (1/ 149) من طريق محمَّد بن وهب بن أبي كريمة عن محمَّد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن أنس. وصححه الحاكم وابن القطان، وتعقبه ابن القيم (1/ 109) بقوله: "قلت: وتصحيح ابن القطان لحديث أنس من طريق الذُّهلي فيه نظر، فإن الذُّهلي أعلّه، فقال في الزُّهْريّات: وحدثنا يزيد بن عبد ربه: حدثنا محمَّد بن حرب عن الزبيدي أنه بلغه عن أنس بن مالك فذكره. قال الذهلي: هذا هو المحفوظ. قال ابن القطان: وهذا لا يضره، فإنه ليس من لم يحفظ حجّة علي من حفظ، والصفَّار قد عين شيخ الزبيدي فيه، وبيّن أنه الزهري، حتى لو قلنا: إن محمَّد بن حرب حدّث به تارةً، فقال فيه (عن الزبيدي بلغني عن أنس) لم يضره ذلك، فقد يُراجع كتابه فيعرف منه أن الذي حدّث به الزهري فيحدّث به عنه، فأخذه عن الصفّار هكذا. وهذه التجويزات لا يلتفت إليها أئمة الحديث وأطباءُ علله، ويعلمون أنّ الحديث معلولٌ بإرسال الزبيدي له، ولهم ذوق لا يحول بينه وبينهم فيه التجويزات والاحتمالات". أهـ. كلام ابن القيم. قلت: تعقب ابن القيم -رحمه الله- في محله لوكان الصفّار قد تفرّد بذكر الزهري، لكن قد تابعه محمَّد بن وهب بن أبي كريمة على ذلك، وهذا مما يؤكد ثبوت ذكر الزهري في السند، فعلى هذا يكون الأمر كما قال الحاكم وابن القطان، والله أعلم. قال الحافظ في التلخيص (1/ 86): "رجاله ثقات إلا أنه معلولٌ -ثم ذكر رواية يزيد- قال: "وصححه الحاكم قبل ابن القطّان، ولم تقدح هذه العلة عندهما فيه".

وله طريق ثالثة أخرجها ابن سعد في طبقاته (1/ 386) من طريق يزيد الرقاشي عن أنس، والرقاشي متروك. ورابعة أخرجها الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 43/ ب) من طريق مطر الورّاق عن أنس. ومطر ضعيف كما في التقريب، وفي السند من لم يوثقه غير ابن حبّان. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 235): "ورجاله وُثقوا". 177 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو الحسن محمَّد بن إسحاق بن الحريص: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا سَعْدان بن يحيى: نا نافع مولى يوسف السلمي عن محمَّد بن سيرين. عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتطهّر ثم يُخلَّل لحيتَه، ويقول: "هكذا أمرني ربَي -عَزَّ وجَلَّ-". أخرجه العقيلي في ترجمة نافع من الضعفاء (4/ 285) من طريق سليمان بن عبد الرحمن به. وقال: "لا يتابع عليه بهذا الإِسناد، والرواية في تخليل اللحية فيها مقال". أهـ. ونافع هذا ليس في الحديث بنافع فقد قال البخاري أنه منكر الحديث. وضعّفه أحمد وتركه أبو حاتم. وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 42/ ب-43/أ) من طريق نافع أبي هرمز عن عطاء عن ابن عباس. وأبو هرمز متروك، كذّبه ابن معين. وقد وردت أحاديث عديدة في تخليل اللحية لكنّها كما قال الإِمام أحمد وأبو حاتم الرازي: لا يثبت منها شيء، وقد أطال النفس في تخريجها شمس الدين ابن القيم في تهذيب السنن (1/ 107 - 110) والزيلعي في نصب الراية (1/ 23 - 26) والحافظ في التلخيص (1/ 85 - 87).

14 - باب: الأذنان من الرأس

178 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: أنا العباس بن الوليد قال: أخبرني ابن شعيب قال: أخبرني عيسى بن عبد الله عن عثمان بن عبد الرحمن أنه أخبره عن محمَّد بن المنكدر. عن جابر بن عبد الله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "خلِّلوا لحاكم وأظفاركم، إن الشيطان يجري ما بين اللحم والظفر". أخرجه الخطيب في "الجامع لآداب الراوي والسامع" (860) وابن عساكر في تاريخه (15/ 232/ ب) من طريق أبي العباس الأصم عن العباس به. ولفظه: "خللوالحاكم وقصوا أظافيركم .. ". وسنده تالف، عثمان بن عبد الرحمن وابن عمر بن سعد بن أبي وقاص، كذّبه ابن معين واتهمه ابن حبان، وتركه البخاري والنسائي وأبو حاتم وغيرهم. والراوي عنه: عيسى بن عبد الله هو ابن الحكم الأنصاري، قال ابن حبان: لا ينبغي أن يحتج بما انفرد به. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. (الميزان: 3/ 316). 14 - باب: الْأُذنان من الرأس 179 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح بن سنان: نا أبو علي الحسن بن جرير الصُّوري: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عثمان بن فائد: نا أبو معاذ الألهاني عن القاسم. عن أبي أمامة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال: "الأُذنانِ من الرأس". في إسناده عثمان بن فائد وهو ضعيف، وشيخه أبو معاذ لم أقف على ترجمته، وأخشى أن يكون علي بن يزيد الألهاني، والله أعلم.

وللحديث عن أبي أمامة طرق أخرى: فقد أخرجه أحمد (5/ 285 - 286) وأبو داود (134) والترمذي (37) وابن ماجه (444) والطبراني في الكبير (8/ 142 - 143) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 33) والدارقطني (1/ 103) والبيهقي (1/ 66، 67) من طريق سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عنه. قال الترمذي: "هذا حديث ليس إسناده بذاك القائم" (¬1).أهـ. قلت: شهر وسنان ضُعِّفا، وذهب ابن دقيق العيد- كما في نصب الراية (1/ 18) إلى تحسين هذا الطريق. وأخرجه الدارقطني (1/ 104) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد عنه. وقال الدارقطني: أبو بكر ضعيف. أهـ. وأخرجه أيضًا (1/ 104) من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عنه، وقال: "جعفر متروك". أهـ. 180 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن عمر بن أيوب العَدْل قراءة عليه بالرملة: نا عبد الله بن وُهيب الغزّي: نا محمَّد بن أبي السَّرِيّ: نا عبد الرزاق عن سفيان عن عُبيد الله عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "الأذنان من الرأس". 181 - حدثنا محمَّد بن هارون: نا عبد الله بن وهيب بنحوه (¬2). أخرجه الدارقطني (1/ 97) بنفس الإِسناد، وقال: "رفعُهُ وهم". قلت: محمَّد بن أبي السري صدوق كثير الغلط، ووهم الألباني في ¬

_ (¬1) المثبت من تحفة الأشراف (4/ 171). (¬2) ليس في (ظ) و (ر): (بنحوه)، ولم يذكر في (ف) هذا السند بل أُدخل مع السند الأول.

صحيحته (1/ 50) في إعلال هذه الطريق فقال: "وعلته ابن أبي السري وهومتهم". أهـ. والذي اتهم هو الحسين أخو محمَّد كما في ترجمته من التهذيب (2/ 365 - 366) أما محمد فقد وثقه ابن معين، وأخذ عليه كثرة الغلط ولم يتهمه أحد. وأخرجه الدارقطني (1/ 97) والخطيب في التاريخ (14/ 161) من طريق يحيى بن العريان الهروي عن حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن نافع عنه. قال الدارقطني. كذا قال وهو وهم، والصواب (عن أسامة بن زيد عن هلال بن أسامة الفهري عن ابن عمر) موقوفًا. أهـ. قلت: والهروي ذكر الخطيب هذا الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه أيضًا (1/ 97) من طريق القاسم بن يحيى عن إسماعيل بن عياش عن نافع عنه. قال الدارقطني: القاسم ضعيف. قلت: تابعه عند ابن عدي في الكامل (1/ 295 - 296) ضمرة بن ربيعة -وهو ثقة-، لكن ابن عيّاش ضعيف في روايته عن أهل الحجاز وشيخه منهم. وأخرجه أيضًا (1/ 98) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن زيد عن مجاهد عن ابن عمر. وقال: "ابن عطية متروك الحديث". وحديث "الأذنان من الرأس" وَرَدَ عن جماعة من الصحابة كأبي هريرة وابن عباس وعائشة وأبو موسى وأنس وسمرة وعبد الله بن زيد وغيرهم، وهي لا تخلو من ضعف والكلام عليها يطول فانظره في سنن الدارقطني (1/ 97 - 104) ونصب الراية (1/ 18 - 20) والتلخيص الحبير (1/ 91 - 92).

15 - باب: التنشيف بعد الوضوء

وأجود طرق الحديث طريق ابن عباس التي أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/ 391) من طريق قارظ بن شيبة عن أبي غطفان عنه. وإسناده حسن، قارظ ليس به بأس كما قال النسائي. وكان أوّل من نبّه على هذه الطريق -فيما أعلم- محدث الشام ناصر الدين الألباني في كتابه "الأحاديث الصحيحة" (1/ 52)، وقد استوعب الكلام على طرق هذا الحديث فأجاد في ذلك. 15 - باب: التنشيف بعدَ الوضوء 182 - حدثنا أبو بكر أحمد بن محمَّد بن سعيد بن عبيد الله بن فطيس الوراق: نا أبو الفضل جعفر بن محمَّد بن جعفر بن رشيد الكوفي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا أبو عمرو ناشب بن عمرو: نا مقاتل بن حيّان عن سعيد بن المسيب. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من توضأ فمسح بثوبٍ نظيف فلا بأس، ومن لم يفعل فهو أفضل: لأن الوَضوء نور يوم القيامة مع سائر الأعمال". قال المنذري: (ناشب ضعيف. قاله الدارقطني). أخرجه ابن عساكر في تاريخه (17/ ق 246/ ب) من طريق تمام، وقال: "الصواب: (يُوزن يوم القيامة) ". وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الكبير (الكنز: 9/ 185 - 186) وعزاه إليهما. وإسناده واه، ناشب قال البخاري: منكر الحديث. (الميزان: 4/ 239).

16 - باب: المسح على الخفين والخمار

16 - باب: المسح على الخُفَّيْن والخمار 183 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله أحمد بن محمَّد بن غالب البغدادي: نا أيوب بن سليمان بن بلال: نا أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن يونس عن الأوزاعي عن الزُهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. عن عمرو بن أُميّة أنه رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يمسحُ على الخفَّين. أخرجه عبد الرزاق (1/ 191) وعنه أحمد (4/ 179) والبيهقي (1/ 271) عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة به. وأخرجه البخاري (1/ 308) من طريق الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن جعفر بن عمرو عن أبيه. قال الحافظ في الفتح (1/ 308): "سماعُ أبي سلمة من عمرو ممكن، فإنه مات بالمدينة سنة ستين، وأبو سلمة مدني لم يُوصف بتدليس". أهـ. وفي علل ابن أبي حاتم (1/ 68) أنه سأل أباه عن رواية الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن عمرو فقال: "إنما هو: أبو سلمة عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. 184 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم وأبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب قالا: نا أبو علي الحسن بن جرير الصوري بدمشق قال: نا يعقوب بن حُميد بن كاسب قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد (¬1) [بن أسلم] (¬2) يحدّث عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أسامة بن زيد. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (يزيد) وكذا في (ر) وكُتب فوقها (زيد)، والمثبت من (ظ) و (ف). (¬2) الزيادة من (ف).

17 - باب: التوقيت في المسح

عن بلال وعبد الله بن رَواحة أن النبي- صلى الله عليه وسلم - توضأ في دار حمل (¬1) فمسح على المُوقَين (¬2) والخِمار. أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 335) من طريق أبي مصعب عن عبد الرحمن بن زيد به بنحوه. وعبد الرحمن بن زيد متروك. 185 - أخبرنا أبو جُحوش محمد بن أحمد بن أبي جحوش الخُريمي: نا أبو حامد أحمد بن محمَّد بن الشرقي ببغداد: نا أبو الأزهر: نا عبد المجيد بن أبي روّاد عن ياسين الزيّات عن الزهري. عن أنس بن مالك قال: رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - توضأ ومسح على خُفّيه. إسناده واه، ياسين بن معاذ الزيّات متروك، اتهمه ابن حبان. وانظر نصب الراية (1/ 167) ففيه تخريج روايات أخرى عن أنس في المسح على الخفين. 17 - باب: التوقيت في المسح 186 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل بن عثمان القنسريني القطان في آخرين قالوا: نا أبو علي أحمد بن محمَّد بن زياد بن زكريا [بن يزيد] (¬3) بن إسماعيل الإِيادي الأعرج بجَبلة: نا عبد الوهاب بن نَجْدة ¬

_ (¬1) كذا في الأصول وعليه تضبيب في (ظ)، وفي (ف): (رجل)، وفي الصحابة: (حمل بن مالك)، انظر: الإِصابة (1/ 355). (¬2) مثنى (مُوق) وهو ضرب من الخفاف. (¬3) زيادة من (ف).

الحَوْطي: نا شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي عن سفيان الثوري عن عاصم بن أبي النَّجود عن زرٍّ بن حبيش. عن صفوان بن عسّال المُرادي قال: كنّا إذا سافرنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أمرنا أن لا ننزعَ خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، لا ننزعها لغائطٍ ولا بَولٍ ولا نومٍ. أخرجه الطيالسي (1166) والشافعي (1/ 41 - 42) وعبد الرزاق (1/ 204، 205 - 206) وابن أبي شيبة (1/ 177 - 178) وأحمد (4/ 239 - 240) والترمذي (96) والنسائي (127) وابن ماجه (478) وابن خزيمة (193) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 82) وابن حبان (179، 180، 186) والطبراني في الكبير (8/ 66 - 80) والدارقطني (1/ 196 - 197) والخطابي في معالم السنن (1/ 60 - 62) والبيهقي (1/ 114، 118، 276، 282، 289) وابن حزم في المحلى (1/ 83) من طرقٍ كثيرة عن عاصم به. وهذا إسناده حسن، عاصم بن أبي النجود فيه ضعف لا يُنزل حديثه عن رتبة الحسن. وقال الترمذي: حسن صحيح. ثم نقل عن البخاري أنه قال: أحسن شيء في هذا الباب حديث صفوان بن عسال. والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان والخطّابي والنووي في المجموع (1/ 479) والحافظ في الفتح (9/ 301). 187 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو جعفر أحمد بن محمَّد بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان السُّلمي ابن أخي هشام بن عمار: نا سليمان: نا سَعْدان بن يحيى: نا أبو سعد مولى حذيفة. عن زرٍّ بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسّال فقلت: حدثني عن المسح على الخفين. فقال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاثةِ أيّامٍ ولياليهنَّ للمسافرِ، ويومٍ وليلةٍ للمُقيم إلا من جَنابة.

ابن أخي هشام ذكره ابن عساكر في تاريخه (2/ ق 103/ أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأبو سعد لم أر من ذكره. 188 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي قراءة عليه: نا أبو القاسم يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا يَسَرَة بن صفوان [اللخمي] (¬1). نا أبو عمر البزّاز حفص بن سليمان عن أبي حصين عن أبي ظَبيان. عن علي -رضوان الله عليه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المسحُ على الخُفَّين للمسافر ثلاثةُ أيامٍ ولياليهنَّ، وللمقيم يومٌ وليلة". إسناده واه، حفص بن سليمان متروك كما في التقريب. والحديث أخرجه مسلم (1/ 232) من حديث شريح بن هانئ عن علي قال: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام ... الحديث بنحوه. 189 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو محمَّد جعفر بن محمَّد الصائغ البغدادي. نا خُنيس بن بكر بن خُنيس: نا مِسْعَر عن حمّاد عن إبراهيم عن أبي عبد الله الجَدَلي، عن خُزيمة بن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسح على الخفين قال: "للمسافر ثلاثةُ أيامٍ ولياليهنَّ، وللمقيمِ يومٌ وليلة". خُنيس ضعفه صالح جَزَرة، ووثقه ابن حبان (اللسان: 2/ 411) لكنه لم ينفرد به: فقد أخرجه الطيالسي (1219) وعبد الرزاق (1/ 203 - 204) وابن أبي شيبة (1/ 177) وأحمد (5/ 213 - 215) وأبو داود (157) والطبراني في الكبير (4/ 110 - 117) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 81 - 82) والبيهقي (1/ 278) والخطيب في تاريخه (6/ 381 - 382 ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ) و (د).

و11/ 292) من طرقٍ عن الحكم بن عُتيبة وحمّاد بن أبي سليمان كلاهما عن إبراهيم النخعي به. وقال الترمذي في جامعه (1/ 160) "لا يَصِحُّ". ثم نقل عن شعبة: لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجَدَلي حديث المسح. وقال زائدة عن منصور: كنّا في حجرة إبراهيم التيمي ومعنا إبراهيم النخعي فحدثنا إبراهيم التيمي عن عمرو بن ميمون عن أبي عبد الله الجدلي عن خزيمة بن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسح على الخفين". أهـ. وقال أبو داود- كما في التهذيب (12/ 148) أن النخعي لم يسمع من الجدلي، فهو منقطع. وأخرجه الطيالسي (1218) وعبد الرزاق (1/ 203) وابن أبي شيبة (1/ 177) وأحمد (5/ 213، 214) والترمذي (95) وابن ماجه (553) والطبراني في الكبير (4/ 107 - 110) والطحاوي (1/ 81) وابن حبان (181 - 183) والبيهقي (1/ 277 - 278) والخطيب (14/ 287) من طرق عن إبراهيم التيمي عن عمرو بن ميمون الأودي عن الجدلي عن خزيمة. قال الترمذي: حسن صحيح. ونقل عن ابن معين أنه صححه، وصححه ابن حبان والنووي في المجموع (1/ 484). لكن نقل البيهقي عن الترمذي أنه سأل البخاري عن هذا الحديث فقال: لا يصح عندي حديث خزيمة بن ثابت في المسح على الخفين لأنه لا يُعرف لأبي عبد الله الجَدَلي سماعٌ من خزيمة. أهـ. وأعله ابن حزم في المحلى (2/ 89) بالجدلي فقال: "رواه أبو عبد الله الجَدَلي صاحب راية الكافر المختار -يعني: ابن أبي عبيد-، ولا يُعتمد على روايته".أهـ. وأجاب الإِمام ابن دقيق العيد في الإِمام عن ذلك قائلًا: "وأما قول البخاري: إنه لا يُعرف لأبي عبد الله الجدلي سماع من خزيمة (في الأصل:

عمر) فلعلّ هذا بناءًا على ما حُكي عن بعضهم أنه يَشترِط في الاتصال أن يثبت سماع الراوي من المروي عنه ولو مرةً، هذا أو معناه، وقيل: إنه مذهب البخاري. وقد أطنب مسلم في الرد لهذه المقالة واكتفى بإمكان اللقاء وذكر له شواهدَ، وأما ما ذكره ابن حزم أنه لا يعتمد على روايته، فلم يقدح فيه أحد من المتقدمين، ولا قال فيه ما قال ابن حزم، ووثقه أحمد وابن معين -وهما هما- وصحّح الترمذي حديثه. أهـ. من نصب الراية (1/ 177). وقد أطال النفس في الدفاع عن هذا الحديث، ونقل الزيلعي كلامه في نصب الراية (1/ 175 - 177). قلت: وتصحيح ابن معين للحديث يقتضي سماع الجَدَلي من خزيمة، والله أعلم. 190 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا جعفر بن محمَّد الصايغ. نا أبونُعيم عبد الرحمن بن هانئ النَّخَعي: نا سليمان بن يُسَيْر عن إبراهيم عن علقمة. عن عبد الله بن مسعود قال: كنا نمسحُ على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحَضَرِ يومًا (¬1) وليلة، وفي السفر ثلاثةَ أيام ولياليهن. قال المنذري: (هو سليمان بن يُسَير، ويُقال: ابن يُسر، أبو الصبّاح الكوفي النخعي، روى عن إبراهيم النخعي، وهو ضعيف الحديث). أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1121) والبزار (الكشف: 308) من طريق عبد الرحمن بن هانئ به. وإسناده ضعيف، ابن يُسير اتفقوا على تضعيفه. قال الهيثمي (1/ 258 - 259): "وفيه سليمان بن يسير ضعيف". وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 47/ أ- ب) من ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (يوم) والمثبت من (ظ) و (ر).

18 - باب: كيف المسح؟

طريق أيوب بن سويد عن الثوري عن منصور عن خيثمة عن أبي عبيدة عنه. قال الهيثمي (1/ 259): "وفيه أيوب بن سويد وهو ضعيف، ولكن ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: رديء الحفظ يخطيء". أهـ. قلت: وأبو عبيدة لم يسمع أباه عبد الله. وأخرجه البزّار (307) من طريق آخر عن إبراهيم عن علقمة عنه، وقال الهيثمي (1/ 258): "وفيه يوسف بن عطية الكوفي، ونُسب إلى الكذب". 18 - باب: كيف المسح؟ 191 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا أبو زياد ربيعة بن الحارث الجبلاني: نا عتبة بن السكن: نا ثور بن يزيد عن رجاء بن حَيوة عن كاتب المغيرة. عن المغيرة بن شعبة قال: وضّأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمسح على أعلى الخُفِّ وأسفله. أخرجه أحمد (4/ 251) وأبو داود (165) والترمذي (97) وابن ماجه (550) وابن الجارود في المنتقى (84) والطبراني في الكبير (20/ 396) والدارقطني (1/ 195) والبيهقي (1/ 290) من طريق الوليد بن مسلم عن ثور به. وقد أُعِلّ هذا الإِسناد بأربع علل: الأولى: الانقطاع بين ثور ورجاء، قال أبو داود: وبلغني أنه لم يسمع ثور هذا الحديث من رجاء. وقال الدارقطني: رواه ابن المبارك عن ثور قال: حُدِّثت عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا ليس فيه المغيرة. ونقل الأثرم- كما في نصب الراية (1/ 181 - 182) عن الإِمام

أحمد أنه كان يضعّف هذا الحديث، ويذكر أنه ذكره لعبد الرحمن بن مهدي فذكر عن ابن المبارك عن ثور قال: حُدِّثت عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأفسده من وجهين حين قال: (حدثت عن رجاء) وحين أرسل فلم يُسنده. أهـ. وقال ابن حزم في المحلى (2/ 114) بعد ما روى الحديث من طريق أحمد هذه: "فصحّ أن ثورًا لم يسمعه من رجاء بن حيوة وأنه مرسل لم يُذكر فيه. (المغيرة) ". أهـ. وقال الترمذي: "وسألت أبا زرعة ومحمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقالا. ليس بصحيح، لأن ابن المبارك روى هذا عن ثور عن رجاء قال: حُدِّثت عن كاتب المغيرة مرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يُذكر فيه (المغيرة) ". أهـ. وقد أجاب ابن التركماني في الجوهر النقي (حاشية البيهقي: 1/ 291) وابن القيم في تهذيب السنن (1/ 125) عن ذلك بأن الدارقطني (1/ 195) رواه من طريق داود بن رُشيد عن الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد: ثنا رجاء .. فذكر. فهذا صريح في الاتصال. قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (1/ 160) متعقبًا: "لكن رواه أحمد بن عبيد الصفار في مسنده عن أحمد بن يحيى الحلواني عن داود بن رشيد فقال: (عن رجاء) ولم يقل. (حدثنا رجاء)، فهذا اختلاف على داود يمنع من القول بصحة وصله مع ما تقدّم من كلام الأئمة". أهـ. الثانية: الإِرسال وقد تقدم كلام الأئمة على ذلك في العلة الأولى، وأجاب ابن التركماني عن ذلك بأن الوليد بن مسلم زاد في الحديث ذكر (المغيرة) وزيادة الثقة مقبولة. وتابعه على ذلك ابن أبي يحيى. كذا أخرجه البيهقي في المعرفة. أهـ. قلت: ابن أبي يحيى -واسمه: إبراهيم- متهم وروايته هذه عند الشافعي (مختصر المزني: ص 10)، وتابعه أيضًا عتبة بن

السكن عند تمام وهو متروك كما قال الدارقطني، واتهمه البيهقي بالوضع كما في لسان الميزان (4/ 128)، فعُلِم أن لا فائدة من متابعتهما. قال ابن القيم (1/ 126): "وقد تفرّد الوليد بن مسلم بإسناده ووصله، وخالفه من هو أحفظ منه وأجل وهو الإِمام الثبت عبد الله بن المبارك، فرواه عن ثور عن رجاء قال: حُدِّثت عن كاتب المغيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإذا اختلف عبد الله بن المبارك والوليد بن مسلم فالقول ما قال عبد الله". الثالثة: تدليس الوليد بن مسلم، قال ابن حزم عن هذا الخبر (2/ 114): "مُدَلَّس أخطأ فيه الوليد بن مسلم في موضعين". أهـ. وقد أجاب ابن القيم وابن التركماني عن ذلك بأن الوليد صرّح بالتحديث في رواية أبي داود، وكذا رواية أحمد والترمذي وابن ماجه، فأُمن بذلك تدليسه. الرابعة: جهالة كاتب المغيرة قال ابن حزم: "وعلة ثالثة وهي أنه لم يُسمِّ فيه كاتب المغيرة". أهـ. كذا قال بحسب ما وقع في روايته وقد سُمَّي في رواية ابن ماجه: (وَرّادًا) وهو ثقة احتج به الستة. ونقل ابن أبي حاتم في العلل (1/ 54) عن أبيه أنه قال عن الحديث: "ليس بمحفوظ وسائر الأحاديث عن المغيرة أصح". والحاصل أن الحديث معلول بعلتين قادحتين، وقد ضعفه جماعة من الحفاظ كالشافعي -كما في المجموع (1/ 517) - وأحمد والبخاري وأبو داود والترمذي وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وابن حزم والبغوي في شرح السنة (1/ 463) وابن القيّم والزيلعي في نصب الراية (1/ 181) والحافظ ابن حجر في التلخيص.

أبواب نواقض الوضوء

" أبواب نواقض الوضوء" 19 - باب: ما جاء في النوم 192 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمَّد بن قَبّان البغدادي: نا علي بن محمَّد بن أبي الشوارب القاضي: نا أبو الوليد الطيالسي: نا شَريك عن الأشعث بن سوّار عن أبي هُبيرة عن مَعْبد. عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام وهو جالس، ثم قام فصلى ولم يتوضأ. في إسناده الأشعث بن سوّار ضعيف كما في التقريب، وشريك هو القاضي، سيء الحفظ. وأخرجه ابن ماجه (476) من طريق حريث بن أبي مطر عن أبي هبيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وحريث ضعيف كما في التقريب. 193 - أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح القرشي الدمشقي: نا أبو جعفر محمَّد بن سليمان بن هشام البصري ابن بنت مطر: نا وكيع: نا سفيان عن سلمة بن كُهَيْل عن كُريب. عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نامَ حتى نفخ، ثم قام فصلّى. أخرجه البخاري (11/ 116) ومسلم (1/ 525 - 526) من طريق سفيان به مطوّلًا.

20 - باب: ما جاء في مس الفرج

20 - باب: ما جاء في مسِّ الفرج 194 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فَضَالة الحمصي قراءة عليه: نا أبو محمد سليمان بن شعيب الكَيْساني: نا الخَصيب بن ناصح: نا همّام بن يحيى عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبو بكر عمرو بن حَزْم. عن أبي: عروة بن الزبير أنه كان جالسًا عند مروان فتذاكروا الوضوء من مس الذكر، فأنكر ذلك مروان، فأرسل مروان شُرَطيًّا من شُرطهِ إلى بُسْرة بنت صفوان، قال: فقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من مسَّ فرجَه فلا يصلي حتى يتوضأ". أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 73) عن شيخه سليمان بن شعيب به. وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 198) من طريق حجّاج بن المنهال عن همّام به. وأخرجه مالك في الموطأ (1/ 58) عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عروة به. وأخرجه من طريق مالك: الشافعي (ترتيب السندي- 1/ 34) وأبو داود (181) والنسائي (163) والطبراني في الكبير (24/ 196) وابن حبان (الإِحسان:1098) والبيهقي (1/ 128) والبغوي في شرح السنة (1/ 340) وحسنه. وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 163) وأحمد (6/ 406، 407) والدارمي (1/ 184، 185) والترمذي (84) والنسائي (164) وابن الجارود في المنتقى (16) والطحاوي (1/ 72) والطبراني (24/ 193 - 198) والبيهقي (1/ 129) من طرقٍ أخرى عن عبد الله بن أبي بكر عنه.

وهذه أسانيد جيدة، عبد الله بن أبي بكر متفق على ثقته وجلاله، قال أحمد: حديثه شفاء. وقال النسائي: ثقة ثبت. ووثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما، واحتج به الستة. وحاول الطحاوي أن يقلل من شأنه فقال (1/ 72): "ولا عبد الله بن أبي بكر -عندهم- حديثه بالمتقن" ثم ساق بسنده عن ابن عينية أنه قال: كنا إذا رأينا الرجل يكتب الحديث عند واحدٍ من -نفرٍ سمّاهم، منهم: عبد الله بن أبي بكر- سخرنا منهم؛ لأنهم لم يكونوا يعرفون الحديث. قلت: هذا جرح غير مفسّر لا ينتهض أمام توثيق الأئمة المتقدِّم ذكرهم. وقد أُعِلّ هذا الحديث بعلتين غير قادحتين: الأولى: أنه من رواية مروان بن الحكم وهو ممن لا يحتج بحديثه، وأفعاله في كتب التاريخ معلومة. الثانية: أن الواسطة بين مروان بن الحكم وبُسْرة هو شرطيه، وهو غير معروف. وقد أجيب عن ذلك بأجوبة، قال ابن حزم في المُحلَّى (1/ 236): "مروان ما نعلم له جِرْحَةً قبل خروجه على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما، ولم يلقه عروة إلا قبل خروجه على أخيه لا بعد خروجه، هذا مما لا شك فيه". أهـ. قال الحافظ في الهدى الساري (ص 443) دفاعًا عن مروان: "يُقال: له رؤية، فإن ثبتت فلا يُعرّج على من تكلم فيه. وقال عروة بن الزبير: كان مروان لا يتهم في الحديث. وقد روى عنه سهل بن سعد الساعدي الصحابي اعتمادًا على صدقه- .. ثم ذكر بعض ما طعن عليه به، وقال بعد أن ذكر بعض الرواة عنه: وهؤلاء أخرج البخاري أحاديثهم عنه في صحيحه لما كان أميرًا عندهم بالمدينة قبل أن يبدو منه في الخلاف على ابن الزبير ما بدا". أهـ.

وأقوى هذه الأجوبة أن عروة سمع الحديث من بُسرة بلا واسطة، قال ابن حبان في صحيحه (الإِحسان: 2/ 315 - طبعة الكتبي) بعد رواية الحديث: "عائذٌ بالله أن نحتج بخبرٍ رواه مروان بن الحكم وذووه في شيء من كتبنا"، ثم قال: "وأما خبر بسرة فإن عروة بن الزبير سمعه من مروان عن بُسرة فلم يقنعه ذلك حتى بعث مروان شرطيًا له إلى بسرة فسألها ثم أتاهم فأخبرهم بمثل ما قالت بُسرة فسمعه عروة ثانيًا عن الشُرَطي عن بُسرة، ثم لم يقنعه ذلك حتى ذهب إلى بسرة فسمع منها، فالخبر عن عروة عن بسرة متصل ليس بمنقطع، وصار مروان والشرطي كأنهما عاريّتان يسقطان من الإِسناد". أهـ. ثم ساق من طريقين عن هشام بن عروة عنه أنه سأل بسرة عن الحديث فصدقته. وكذا ساق الحاكم (1/ 136 - 137) من طرق عن هشام بمثل ذلك، وقال "فدلّنا ذلك على صحة الحديث وثبوته على شرط الشيخين وزال عنه الخلاف والشبهة، وثبت سماع عروة من بسرة". أهـ. وأخرجه أحمد (6/ 406 - 407) -ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (رقم: 193) - والترمذي (82) -وقال: حسن صحيح- وابن ماجه (479) وابن الجارود في المنتقى (17، 18) وابن خزيمة (33) وابن حبان (الإحسان: 1099 - 1101) والطحاوي (1/ 72، 73) والطبراني (24/ 199 - 202) والدارقطني (1/ 146) -وصححه- والحاكم (1/ 136 - 137) والبيهقي (1/ 129 - 130) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة، وعند بعضهم (عن مروان عن بسرة)، قال ابن الجوزي: هذا الإِسناد لا مطعن فيه. وحاول الطحاوي إعلال الحديث بادعاء عدم سماع هشام من أبيه، وقال: "لم يسمع هذا من أبيه، وإنما أخذه من أبي بكر، فدلّس به عن أبيه".

قلت: رواية أحمد تبطل هذه الدعوى، فالسند عنده هكذا: (عن هشام قال: حدثني أبي أن بسرة بنت صفوان أخبرته) وهذا صريح أيضًا في سماع عروة من بُسرة. ونقل الترمذي عن البخاري أنه قال: أصحّ شيء في هذا الباب حديث بسرة. والحديث صححه أحمد وابن معين -كما في التلخيص (1/ 122) - وابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والحاكم، وحسنه البغوي والنووي في المجموع (2/ 35). واجتهد الطحاوي في إعلاله فلم يُفلح في ذلك. 195 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا عمر بن مُضَر: نا عبد الله بن يوسف التُنيسي: نا الهيثم بن حُميد قال: حدثني العلاء بن الحارث عن مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان. عن أم حَبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مسَّ فرجَهُ فليتوضأ". أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 163) وابن ماجه (481) والطحاوي (1/ 75) والطبراني في الكبير (23/ 234، 235) والبيهقي (1/ 130) من طرق عن الهيثم به، وهو عند الطحاوي والطبراني من رواية عبد الله بن يوسف عنه. قال الترمذي في جامعه (1/ 130): "قال أبو زرعة: حديث أم حبيبة في هذا الباب صحيح". ثم نقل عن البخاري أنه قال: لم يسمع مكحول من عنبسة بن أبي سفيان، وروى مكحول عن رجل عن عنبسة غير هذا الحديث. وكأنه لم يرَ هذا الحديث صحيحًا. أهـ. وقال الطحاوي: هذا حديث منقطع لأن مكحولًا لم يسمع من عنبسة شيئًا ثم ساق بسنده عن أبي مسهر أنه قال ذلك. قال البوصيري في الزوائد (1/ 69): "هذا إسناد فيه مقال مكحول

الدمشقي مدلس وقد رواه بالعنعنة فوجب ترك حديثه، لا سيما وقد قال البخاري: إنه لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان فالإِسناد منقطع". أهـ. قال الحافط في التلخيص (1/ 124) بعدما حكى مقالة البخاري: "وكذا قال يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي أنه لم يسمع منه. وخالفهم دُحيم -وهو أعرف بحديث الشاميين- فأثبث سماع مكحول من عنبسة". أهـ. قلت: خالفه أبو مسهر وهو شامي مثله، فتوجب المصير إلى قول الجمهور، ثم لو ثبت سماع مكحول من عنبسة لم يصح الحديث لأن مكحول مشهور بالتدليس وقد عنعن هنا. وأعلّ الذهبي في المهذب (1/ 146) الحديث بالانقطاع. ونقل الخلال في علله- كما في التلخيص (1/ 124) عن الإِمام أحمد أنه صحّح هذا الحديث، ولعل ذلك لشواهده. وقال ابن السكن: لا أعلم به علة! وقد علمها غيره، والله أعلم. 196 - أخبرني أبو الطيب أحمد بن محمَّد بن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري: نا الحسن بن الفَرَج الغزيّ: نا يوسف بن عَدي: نا أيوب بن جابر عن أخيه محمَّد بن جابر عن قيس بن طلق بن علي. عن أبيه قال. قلت: يا رسول الله! إنّ الرجلَ يَمسُّ ذكرَه في الصلاة؟. فقال: "لا بأس، إنما هو بِضْعةٌ منك". أخرجه عبد الرزاق (1/ 117) وأحمد (4/ 22 - 23، 23) وأبو داود (183) وابن ماجه (483) وابن الجارود (20) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 75) والطبراني في الكبير (8/ 396) وابن عدي (6/ 2159) والدارقطني (1/ 149) والبيهقي (1/ 135) والحازمي في "الاعتبار" (ص 40) وابن الجوزي في التحقيق (205، 257) من طريق محمَّد بن جابر به.

محمَّد ضعفه ابن معين ويعقوب بن سفيان والنسائي. وقال أبو داود: ليس بشيءٍ. وتركه الفلّاس. وضعفه غيرهم، وبه أعل البيهقي الحديث. 197 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السفر الجُرَشي وأبو الميمون بن راشد قالا: نا عثمان بن عبد الله بن أبي جميل: نا حجّاج بن محمَّد الأعور: نا أيوب بن عُتبة عن قيس بن طلق. عن أبيه قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يمسُّ ذكرَه؟. فقال: "هل هو إلا بِضْعة منك؟! ". 198 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فَضالة الحمصي: نا أبو شُرَحبيل عيسى بن خالد بن نافع ابن أخي أبي اليمان الحكم بن نافع: نا آدم بن أبي إياس: نا أيوب بن عتبة عن قيس بن طلق. عن أبيه قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يمسُّ ذكرَه؟. فقال: "هل هو إلا جزءٌ منك؟ ". أخرجه الطيالسي (1096)، وأحمد (4/ 22)، والطحاوي (1/ 75، 76)، والطبراني في الكبير (8/ 401، 401 - 402) وصححه، وابن عدي (1/ 344)، والحازمي (39 - 40، 40)، وابن الجوزي (204)، من طريق أيوب بن عتبة به. وأيوب ضعيف كما في التقريب، وبه أعلَّ البيهقيُّ (1/ 134 - 135) الحديث. وتابعهما- أعني: محمَّد بن جابر وأيوب، عبد الله بن بدر، أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 165)، وأبو داود (182)، والترمذي (85)، والنسائي (165)، وابن الجارود (21)، والطحاوي (1/ 76)، والطبراني (8/ 399)، وابن حبان (207، 209)، والدراقطني (1/ 146)، والبيهقي (1/ 134)، وابن الجوزي (208)، من طريق ملازم بن عمرو عنه به.

قال الترمذي: هذا الحديث أحسن شيء رُوي في هذا الباب. وقال الطحاوي: "حديث ملازم صحيح مستقيم الإِسناد، غير مضطرب في سنده ولا في متنه". ثم روى عن ابن المديني أنه قال: حديث ملازم هذا أحسن من حديث بُسرة. أهـ. وصححه ابن حبان، وقال ابن حزم في المحلّى (1/ 239): "هذا خبر صحيح". ونقل الحازمي في الاعتبار (ص 43) عن الفلّاس أنه قال: حديث قيس بن طلق عندنا أثبت من حديث بسرة. أهـ. وتقدم تصحيح الطبراني للحديث، وصححه ابن التركماني في الجوهر النقي (1/ 137). وقد ضعّف الحديث الإِمام الشافعي فقال- فيما نقله عنه البيهقي (1/ 135): سألنا عن قيس فلم نجد من يُعرّفه بما يكون لنا قبول خبره. وذكر ابن أبي حاتم في العلل (1/ 48) أنه سأل أباه وأبا زرعة عن الحديث فلم يثبتاه، وقالا: قيس بن طلق ليس ممن تقوم به الحجة. ووهَّناه. [في الأصل، (ووهماه) وهو تحريف]. وروى البيهقي بسنده عن ابن معين أنه قال: قد أكثر الناس في قيس بن طلق، ولا يحتج بحديثه. وأجُيب عن ذلك بأنَّ قيسًا وثقه العجلي وابنُ حبان، ونقل عثمان الدارمي عن ابن معين أنه وثّقه. ونقل ابن الجوزي في التحقيق (ص 127) عن الإِمام أحمد أنه ضعّفه، والذي نقله عنه الخلال -كما في التهذيب (8/ 399) - أنه قال: غيره أثبت منه. وهذا ليس بتضعيف كما ترى، وإنما يقتضي نفي المرتبة العليا من التثبت ولا ينزل ذلك حديثه عن الحسن. أما نقله البيهقي من تضعيف ابن معين له فلا يثبت، قال الحافظ الذهبي في "المهذب" (1/ 150) في الكلام على سند البيهقي: "قلت: هذا في سنده محمَّد بن الحسن النقاش، وهو هالك".

وقال ابن التركماني في الجوهر النقي (1/ 134 - 135): "قلت: ذكر البيهقي ذلك بسندٍ فيه محمَّد بن الحسن النقاش المفسّر، وهو من المتهمين بالكذب ... ، وروى النقاش كلام ابن معين هذا عن عبد الله بن يحيى القاضي السرخسي وقال فيه ابن عدي: كان متهمًا في روايته عن قوم أنه لم يلحقهم". أهـ. فثبت عدم جرح ابن معين له بل توثيقه. وقال ردًّا على قول الشافعي (لم نجد من يعرّفه): "قلت: هو معروف روى عنه تسعة أنفس ذكرهم صاحب الكمال، وروى هو وابن أبي حاتم توثيق ابن معين له". أهـ. وقال ابن القطّان: يقتضي أن يكون خبره حسنًا لا صحيحًا. أهـ. من الميزان (3/ 397) وقال الحافظ في التقريب: صدوق. فالحديث حسن إن شاء الله تعالى. والعَجَبُ من النووي -رحمه الله- كيف قال في المجموع (2/ 42) عن الحديث: "أنه ضعيف باتفاق الحفاظ". أهـ. وقد تقدم تصحيح الحفّاظ له، وكأنّما عناه ابنُ الهادي عندما قال في "المحرّر في الحديث" (ص 19): "وأخطأ من حكى الاتفاق على ضعفه". أهـ. 199 - أخبرنا أبو علي ابن فضالة: نا أبو شُرَحبيل: نا آدم: نا حماد بن سلمة عن جعفر بن الزبير عن القاسم. عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. أخرجه عبد الرزاق (1/ 116 - 117) -ومن طريقه الطبراني في الكبير (8/ 289) - وابن أبي شيبة (1/ 165)، وابن ماجه (484)، وابن عدي في الكامل (2/ 559)، وابن الجوزي في التحقيق (209) من طرق عن جعفر به. قال البوصيري في الزوائد (1/ 70): "هذا إسناد فيه جعفر بن الزبير وقد اتفقوا على ترك حديثه واتهموه".

21 - باب: الوضوء من ألبان الإبل

وبه أعلَّ ابن الجوزي الحديث وزاد إعلان بالقاسم والحق أنه حسن الحديث، وقال الزيلعي في نصب الراية (1/ 69): "وهو حديث ضعيف، قال البخاري والنسائي والدارقطني في (جعفر بن الزبير): متروك. والقاسم أيضًا ضعيف".أهـ. 21 - باب: الوضوء من ألبان الإِبل 200 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عمار بن نُصير بن ميسرة السلمي ابن أخي هشام بن عمّار: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الرحمن بن سوّار الهلالي: نا حُصين بن الأسود الهلالي: نا أبو أمامة صُدَي بن عجلان الباهلي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول لأصحابه: "إذا كان أحدُكم على وُضوءٍ فأكل طعامًا فلا يتوضأ إلا أن يكونَ لبنَ الإِبل: إذا شربتموه فتمضمضوا بالماء". أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 173) من طريق سليمان بن عبد الرحمن به. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 252): "ورجاله لم أرَ من ترجم أحدًا منهم". أهـ. قلت: يعني عبد الرحمن بن سوّار وشيخه. 22 - باب: ترك الوضوء مما مسَّت النار 201 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأَذْرعي: نا أبو العباس محمَّد بن جوشن بن علي بالرّقة: نا موسى بن داود الضبي: نا الحُسام بن المِصَكّ عن محمَّد بن سيرين عن ابن عباس.

عن أبي بكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نَهَس (¬1) كَتِفَ شاةٍ فصلّى ولم يتوضأ. أخرجه أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر (34) وأبو يعلى في مسنده (24) والبزار (الكشف: 292) من طريق موسى بن داود به. وأخرجه المروزي (33) من طريق زيد بن الحباب عن حسام به. قال البزار: قد رواه هشام وأشعث عن ابن سيرين عن ابن عباس ولم يذكر أبا بكر، وإنما قاله حُسام وهو ليس بالقوي، ولم يسمع ابن سيرين من ابن عباس. أهـ. وقال الترمذي في جامعه (1/ 119): "ولا يصح حديث أبي بكر في هذا الباب من قِبَل إسناده، إنما رواه حسام بن مِصَكّ عن ابن سيرين عن ابن عباس عن أبي بكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والصحيح إنما هو عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، هكذا روى الحفّاظ". قلت: حسام قال عنه الحافظ: ضعيف يكاد أن يُترك. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 251) بعدما عزاه لأبي يعلى والبزار: "وفيه حسام بن مِصَكٍّ، وقد أَجمعوا على ضعفه". وحديث ابن عباس الذي أشار إليه الترمذي والبزار: أخرجه البخاري (1/ 310) ومسلم (1/ 273) عن عطاء بن يسار عنه. 202 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن هشام الكِندي: نا أبو بكر محمَّد بن عمرو بن نصر بن الحجّاج القرشي قال: حدثني أبي عن أبيه: نصر بن الحجّاج قال: حدثني الأوزاعي قال: حدثني عطاء بن أبي رَباح. ¬

_ (¬1) في (ف): (نهش) والمثبت موافق لما عند مخرجي الحديث، ونهسُ اللحم أخذه بمُقَدَّم الأسنان. (لسان العرب: 6/ 244).

23 - باب: لا وضوء إلا من صوت أو ريح

عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكل ذراعًا -أو: كَتِفًا- فمسح يده، فصلّى بنا ولم يتوضأ. محمَّد بن عمرو ذكره ابن عساكر في تاريخه (15/ ق 416/ ب) ونقل عن ابن مندة أنه قال: "حدَّث عن أبيه بغرائب". وأبوه وجده ترجم لهما ابن عساكر (13/ ق 329/ ب و 17/ ق273/ أ) ولم يذكر فيهما جرحًا ولا تعديلًا. ويُغني عنه ما أخرجه أحمد (3/ 322) وأبو داود (191) واللفظ له من طريق محمَّد بن المنكدر عن جابر قال: قرّبت للنبي - صلى الله عليه وسلم - خبزًا ولحمًا فأكل، ثم دعا بوضوء فتوضأ به، ثم صلى الظهر ثم دعا بفضل طعامه فأكل ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ. وإسناده صحيح. 23 - باب: لا وضوءَ إلا من صوتٍ أو ريحٍ 203 - أخبرنا أبو علي ابن فَضالة: نا إبراهيم بن مرزوق: نا وهب بن جرير: نا شُعبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا وضوءَ إلا من صوتٍ أو ريحٍ". أخرجه أحمد (2/ 410، 435، 471) والترمذي (74) - وقال: حسن صحيح. -وابن ماجه (515) والبيهقي (1/ 117) من طريق شعبة به. وإسناده جيّد قويٌّ.

أبواب أحكام الغسل

" أبواب أحكام الغُسْل" 24 - باب: ما يُوجب الغُسْل 204 - أخبرنا أبو علي محمَّد بن هارون بن شعيب الأنصاري: نا يحيى بن أيوب العلاّف بمصر: نا يوسف بن عدي: نا عبد الرحيم بن سليمان: نا أشعث بن سوّار عن أبي الزبير عن جابر عن أم كلثوم. عن عائشة -رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالطها من غير أن يُنزِلَ فاغتسلا جميعًا. أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 364) من طريق يوسف بن عدي به. وأشعث بن سوّار ضعيف كما في التقريب. والحديث أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 272) من طريق عياض بن عبد الله عن أبي الزبير به، ولفظه: إن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يُجامع أهله ثم يُكسل، هل عليهما الغسل؟ -وعائشة جالسة- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَي لأفعل ذلك -أنا وهذه- ثم نغتسل". فالظاهر أن الأشعث رواه بمعناه. 205 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلمِ: نا يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا أبو مُسهر: نا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة: أنا الأوزاعي قال: حدثني عبد الرحمن بن القَاسم عن أبيه. عن عائشة -رضي الله عنها - قالت: فعلتُه أنا ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فاغتسلنا.

أخرجه الشافعي (1/ 38) وأحمد (6/ 161) والترمذي (108) -وقال: حسن صحيح- والنسائي في الكبرى (رقم 240) وابن ماجه (608) وابن حبان (الإِحسان: 1173) والدارقطني (1/ 111، 111 - 112) والبيهقي (1/ 164) من طرقٍ عن الأوزاعي به، وهو عندهم بلفظ: إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغُسْل، فعلته .. الخ. وإسناده صحيح إلا أن فيه علة، قال الترمذي في العلل الكبير (ترتيب القاضي: 1/ 184): "سألت محمدًا (يعني: البخاري) عنه، فقال: هذا خطأ، إنما يرويه الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم مرسلًا، قال أبو الزناد: سألت القاسم بن محمَّد: سمعتَ في هذا الباب شيئأَ؟. فقال: لا. أهـ. قال الحافظ في التلخيص (1/ 134): "وأجاب من صححه بأنه يحتمل أن يكون القاسم كان نسيه ثم تذكر فحدّث به ابنَه، أو كان حدّث به ابنه ثم نسي. ولا يخلو الجواب عن نظر". أهـ. وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 85) من طريق عُبيد (في الأصل: عبد) الله بن أبي زياد عن عطاء عن عائشة بلفظ: ... فقد كان ذلك يكون مني ومن النبي - صلى الله عليه وسلم - فنغتسل. وعبيد الله ليس بالقوي كما في التقريب. 206 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأذْرعي: نا أبو عمر أحمد بن الغَمِر بن أبي حمّاد الحمصي: نا محمَّد بن إسماعيل الأنصاري الوَسَاوسِي بالبصرة: نا ضمرة بن ربيعة الرملي عن علي بن أبي حملة عن ابن مُحَيريز عن ابن السمط قال: سمعتُ بلالًا يقول: قلت: يا رسول الله! إذا خالطتُ أهليَ فأقلعتُ ولم أُمْنِ، أغتسل؟. قال: "نعم، قد فعلت ذلك بأهلي فلم أُمْنِ فاغتسلنا". أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 48/ ب) عن محمَّد بن إسماعيل الوساوسي به.

25 - باب: كيفية الغسل

والوساوسي قال البزار: كان يضع الحديث. وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. كذا في الميزان (3/ 481). وقال الهيثمي في المجمع (1/ 267): "وفيه محمد بن إسماعيل بن علي الوساوسي وهو ضعيف". 25 - باب: كيفية الغُسْل 207 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله: نا محمَّد بن هارون: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا بشر بن عون: نا بكّار بن تميم عن مكحول. عن أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغُسْل من الجَنابة: يَغْسِلُ كفيّه وفرجَه، ثم يتوضأ وُضوءه للصلاة، ثم يغتسل ولا وضوءَ عليه. هذا حديث موضوع. قال ابن حبان في المجروحين (1/ 190) عن بشر بن عون: "روى عن بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة نسخة فيها ستمائة حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحال". وقال أبو حاتم -كما في الجرح والتعديل (2/ 408): بكار بن تميم وبشر مجهولان. وقال ابن حبان عن بكّار: لا يجوز الاحتجاج به، يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم. (كذا في تاريخ ابن عساكر: 3/ ق 206/ أ). 208 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن الحسين الحُنيني بالكوفة: نا أبو عمر الحَوْضي: نا الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار عن محمَّد بن سيرين.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تحتَ كل شعرة جَنابةٌ، أَلاَ فاغسِلوا الشعرَ وأنْقُو البَشَرةَ". 209 - حدثنا يوسف بن القاسم: أنا أبو خليفة: نا أبو عمر [الحَوْضي] (¬1) نحوه. 210 - وحدثنا يوسف القاسم: نا عِبْدان الجواليقي: نا نصر بن علي والصلتُ بن مسعود وحُميد بن مَسْعدة (¬2) قالوا: نا الحارث بن وجيه بإسناده مثله. أخرجه أبو داود، (248)، والترمذي (106)، وابن ماجه (597)، والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 216)، وابن عدي في الكامل (2/ 612) وأبو نُعيم في الحلية (2/ 387)، والبيهقي (1/ 175، 179) من طريق الحارث بن وجيه به. قال أبو داود: الحارث بن وجيه حديثه منكر، وهو ضعيف. وقال الترمذي: حديث الحارث حديث غريب لا نعرفه إلا من حديثه، وهو شيخ ليس بذاك، وقد تفرّد به عن مالك بن دينار. وقال أبو نعيم: تفرّد به الحارث عن مالك. وقال البيهقي: تفرّد به موصولًا الحارث بن وجيه، والحارث بن وجيه تكلموا فيه. ونقل عن الشافعي أنه قال: ليس بثابت. ثم قال: وأنكره البخاري وأبو داود وغيرهما. وقال الخطَّابي في المعالم (1/ 80): "والحديث ضعيف، والحارث مجهول". أهـ. كذا قال والصواب أنه معروف بالضعف فقد اتفقوا على تضعيفه. وقال البغوي في "شرح السنة" (2/ 18): "غريب الإسناد". وفي التلخيص (1/ 142): "وقال الدارقطني في العلل: إنما يروى هذا عن مالك بن دينار عن الحسن مرسلًا، ورواه سعيد بن منصور عن هشيم عن يونس عن الحسن قال: نُبِّئتُ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره، ورواه أبان ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ). (¬2) في الأصل (مسعود) والتصويب من (ظ) و (ر) وكتب الرجال.

26 - باب: من طاف على نسائه في غسل واحد

العطار عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة من قوله ". أهـ. قلت: أخرجه عبد الرزاق (1/ 262) وابن أبي شيبة (1/ 100) من طريق يونس عن الحسن مرسلًا، وسنده صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة من طريق قرة عن الحسن قال: قال أبو هريرة .. ، والحسن مدلس. 210 م- أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي قراءةً عليه: نا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن رزقان المصيصي بدمشق سنة تسع وستين ومائتين: نا علي بن عاصم، عن أبي ريحانة ابن مطر. عن سَفينة مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُوضَّؤُه المدُّ، ويغسلهُ الصاعُ من الجَنابة. أخرجه مسلم (1/ 258) من طريق أبي ريحانة به. 26 - باب: من طاف على نسائه في غُسْلٍ واحد 211 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا عبيد الله بن محمَّد الكَشْوَري بصنعاء: نا عبد الله بن أبي غسّان: نا مُصعب بن المِقدام الخثعمي عن سفيان الثوري عن مَعْمر عن الزهري. عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يطوفُ على نسائه في غُسلٍ واحدٍ. أخطأ مصعب بن المقدام في روايته إذ جعله (عن الزهري) والصواب (عن قتادة)، هكذا رواه عن سفيان: عبد الرحمن بن مهدي عند أحمد (3/ 185) وابن ماجه (588)، وأبو أحمد محمَّد بن عبد الله الزبيري عند الترمذي (140) وابن ماجه (588)، وعبد الله بن المبارك عند النسائي (264)، وعبد الرزاق في مصنفه (1/ 275) وعند أحمد (3/ 161)، فهؤلاء أربعة من أجلّة الحفاظ، ومصعب قال أحمد: كثير الخطأ. وضعفه ابن المديني، ووثقه ابن معين وغيره.

27 - باب: غسل الرجل مع امرأته

وأخرجه ابن ماجه (589) من طريق صالح بن أبي الأخضَر عن الزهري، وصالح ضعيف كما في التقريب. والحديث أخرجه البخاري (1/ 377) من طريق هشام الدستوائي عن قتادة، ومسلم (1/ 249) من طريق هشام بن زيد عن أنس. 27 - باب: غسل الرجل مع امرأته 212 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح بن سنان: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو نعيم الفضل بن دُكين: نا جعفر بن بُرقان قال: سمعت الزهري يذكر عن عروة. عن عائشة قالت: كُنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد، وهو الفَرَق. أخرجه البخاري (1/ 363) ومسلم (1/ 255) من طرق عن الزهري به. 213 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد الكوفي الحافظ: نا أبو جعفر محمَّد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي: أحمد بن صالح قال: حدثني جدي: أحمد بن حنبل: نا روح -يعني: ابن عُبادة-: نا مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء. عن عائشة قالت: كنتُ أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناءٍ واحدٍ. أخرجه عبد الرزاق (1/ 268) -ومن طريقه أحمد (6/ 168) والبيهقي (1/ 188) - عن ابن جريج به، وسنده صحيح.

28 - باب: ترك الوضوء بعد الغسل

28 - باب: ترك الوضوء بعد الغُسْل 214 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي: نا سعد بن محمَّد البيروتي: نا إبراهيم بن محمَّد الشافعي: نا شَريك عن أبي إسحاق عن الأسود. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يتوضأ بعد الغُسْل. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 68) وأحمد (6/ 68، 258) والترمذي (107) -وقال: حسن صحيح- والنسائي (252، 430) وابن ماجه (579) والحاكم (1/ 153) -وصححه على شرط مسلم- والبيهقي (1/ 179) والبغوي في شرح السنة (1/ 13 - 14) عن شريك به. وأخرجه أحمد (6/ 119) وأبو داود (250) والحاكم (1/ 153) -وصححه على شرطهما وأقره الذهبي- والبيهقي (1/ 179) من طريق زهير بن معاوية عن أبي إسحاق. وأخرجه أحمد (6/ 253) والنسائي (252، 430) من طريق الحسن بن صالح عن أبي إسحاق. وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي مدلس وقد عنعنه، وقد اختلط بآخَرة.

29 - باب: الجنب يؤخر الغسل

29 - باب: الجُنُب يُؤخِّر الغُسْل 215 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل بمكة قال: حدثني محمَّد بن مُحرز التميمي: نا عيسى بن يزيد عن ابن أبي ذئب عن يزيد بن رُومان عن عروة. عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُجْنِبُ من الليل فلا يَمَسُّ ماءً حتى يبدوَ له. أخرجه العُقيلي في الضعفاء (3/ 391) عن شيخه عبد الله بن أحمد به. وقال: ولا يُحفظ من حديث ابن أبي ذئب، ولا من حديث يزيد بن رومان إلا عن ابن داب، وما لا يُتابع عليه من حديثه أكثر مما يُتابع عليه. ونقل عن البخاري قال: عيسى بن يزيد هو ابن داب، منكر الحديث. أهـ. وعيسى اتهمه خلف الأحمر بالوضع، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. (الميزان: (3/ 327 - 328). وللحديث طريق أخرى مشهورة عند أهل العلم: فقد أخرجه الطيالسي (1397) وابن أبي شيبة (1/ 62) وعبد الرزاق (1/ 280) وأحمد (6/ 171) وأبو داود (228) -ومن طريقه البيهقي (1/ 201) والبغوي في شرح السنة (2/ 35) - والترمذي (118، 119) وابن ماجه (581، 583) من طرقٍ عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينام وهو جنب من غير أن يمسّ ماءً. نقل أبو داود عن يزيد بن هارون قال: هذا الحديث وهم. وقال الترمذي: (وقد روى غير واحد عن الأسود عن عائشة عن النبي-صلى الله عليه وسلم - أنه كان يتوضأ قبل أن ينام. وهذا أصح من حديث أبي إسحاق عن الأسود. وقد روى عن أبي إسحاق هذا الحديث: شعبة والثوري وغير واحد، ويرون أنّ هذا غلطٌ من أبي إسحاق). أهـ.

30 - باب: في الثوب الذي يجامع فيه

قال ابن عبد الهادي في "المحرّر" (ص 26): "وقال أحمد: ليس صحيحًا. وصححه البيهقي وغيره. وقال بعض الحذّاق من المتأخرين: أجمع من تقدّم من المحدثين ومن تأخر منهم أن هذا الحديث غلط منذ زمان أبي إسحاق إلى اليوم، وعلى ذلك تلقوه منه وحملوه عنه، وهو أول حديث أو ثانٍ مما ذكره مسلم في كتاب التمييز له مما حمل على من الحديث على الخطأ". أهـ. وقال ابن القيم في تهذيب السنن (1/ 155): "والصواب ما قاله أئمة الحديث الكبار مثل يزيد بن هارون ومسلم والترمذي وغيرهم من أن هذه اللفظة وَهْمٌ وغَلَطٌ". أهـ. وأخرج مسلم (1/ 248) من حديث أبي سلمة، ومن طريق إبراهيم عن الأسود كلاهما عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة. وهذه الرواية هي المحفوظة كما قال الحفّاظ. 30 - باب: في الثوب الذي يُجامَع فيه 216 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله: نا عثمان بن عبد الله بن أبي جميل: نا مروان بن محمَّد الطاطري: نا الحسن بن يحيى قال: حدثني زيد بن واقد عن بُسْر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني. عن أبي الدرداء قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُتوشِّحًا في ثوبٍ واحدٍ، في رأسه أثرُ الغُسْل. قال: فصلى. قال: فقلت: يا رسول الله! أفيه وفيه؟!. قال: "نعم". يعني الجنابة والصلاة.

31 - باب: غسل الجمعة

أخرجه ابن ماجه (541) وابن عدي في الكامل (2/ 673) من طريق الحسن بن يحيى الخُشَني به. قال البوصيري في الزوائد (1/ 78): "هذا إسناد فيه الحسن بن يحيى اتفق الجمهور على ضعفه". أهـ. 31 - باب: غُسْل الجُمُعة 217 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله أحمد بن محمَّد بن غالب البغدادي: ناقرة بن حبيب: نا شعبة عن ابن عون عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أتى الجمعة فليغتسل". 218 - أخبرنا أبو الفتح عُبيد الله بن جعفر: نا محمد بن أحمد المديني: نا يعقوب بن حُميد وأبو مصعب قالا: نا صالح بن قُدامة عن عبد الله بن دينار عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أتى منكم الجمعةَ فليغتسل". 219 - حدثنا أبو بكر محمَّد بن علي بن الحسن البغدادي الشرابي يعرف بالرماني من حفظه: نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: نا أحمد بن يونس: نا أبو شهاب عن يونس بن عُبيد عن نافع. عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من جاء منكم الجمعة فليغتسل".

220 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي: نا أبو غسان مالك بن يحيى: نا يزيد بن هارون: أنا محمَّد بن إسحاق عن نافع. عن ابن عمر قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا جئتمُ الجمعةَ فاغتسلوا". 221 - أخبرني أبو بكر محمَّد بن إبراهيم النيسابوري: نا الحارث بن أبي أُسامة: نا يزيد بن هارون: أنا محمَّد بن إسحاق، فذكر بإسناده مثله. 222 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان نا أبو عُتبة أحمد بن الفَرَج: نا ابن أبي فُديك قال: حدثني الضحّاك بن عثمان الأسدي عن نافع. عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من جاء منكم الجمعة فليغتسل". 223 - حدثنا خيثمة بن سليمان: نا أبو بكر يحيى بن أبي طالب الواسطي ببغداد: نا محمَّد بن عبيد الطنافسي: نا عبيد الله بن عمرو عثمان ابن حكيم عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أتى الجمعة فليغتسل". 224 - حدثنا خيثمة بن سليمان: نا علي بن عبد العزيز بمكة: نا أحمد بن يونس: نا زهير: نا أبو الزبير قال: حدثني نافع. عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أتى الجمعة فليغتسل". أخرجه البخاري (2/ 356) ومسلم (2/ 579) من طريق نافع به. وتأتي أحاديث أخرى في غسل الجمعة في كتاب الصلاة إن شاء الله.

225 - حدثنا أبو بكر محمد بن سهل بن أبي سعيد التنوخي القطّان: نا أبو علي أحمد بن عبد الله بن زياد الإِيادي بجَبْلة: نا يزيد بن قُبَيس: نا عبد الرحيم بن هارون عن هشام بن حسان عن محمَّد بن سيرين. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا راح أحدُكم إلى الجمعة فليغتسل اغتسالَه من الجنابة". في إسناده عبد الرحيم بن هارون الغسّاني ضعيفٌ كذّبه الدارقطني. كذا في التقريب. ويُغني عنه ما أخرجه البخاري (2/ 66) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرّب بدنة ... " الحديث. 226 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأذْرَعي: نا أبو عمرو عثمان بن خُرّزاد بأنطاكية: نا بكّار بن عبد الله بن محمد بن سيرين: نا ابن عون عن ابن سيرين. عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاثٍ: الغسلِ يوم الجمعة، وركعتي الضحى، وأن لا أنام إلا على وتر. أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 477) من طريق بكار به، وعنده (وصوم ثلاثة أيام من كل شهر) بدل (ركعتي الضحى). قال ابن عدي: وهذا الحديث لا يرويه عن ابن عون بهذا الإِسناد غير بكّار. أهـ. قلت: وبكار قال البخاري: يتكلمون فيه. وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث، حدّث عن ابن عون ما ليس من حديثه. وقال ابن حبان وابن عدي: لا يتابع على حديثه. وقال ابن معين: ليس به بأس. (اللسان: 2/ 44). وأخرجه عبد الرزاق (3/ 15) من طريق قتادة عن الحسن عن

أبي هريرة، قال قتادة: ثم أُوهِم الحسن بعد ذلك فجعل مكان (ركعتي الضحى): (غسل يوم الجمعة). وفي صحيح البخاري (3/ 56) عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي بثلاثٍ لا أدعهن حتى أموت: صومِ ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونومٍ على وترٍ".

أبواب الحيض

" أبواب الحيض" 32 - باب: كتابة الحيض علي بنات آدم 227 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو بكر أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي الخرّاز: نا مروان بن محمَّد الأسدي الطاطري. نا ابن لَهيعة: نا أبو الأسود عن عروة بن الزبير. عن عائشة: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَخَل عليها وهي حائضٌ، فقال: "إن هذا أمرٌ كتبه الله - عَزَّ وَجَلَّ - علي بناتِ آدم". فيه ابن لهيعة وقد اختلط. وأخرجه البخاري (1/ 400) ومسلم (2/ 873، 873 - 874) من طريق القاسم عنها. 33 - باب: الاستحاضة 228 - أخبرتنا أم العباس لُبابة ابنة يحيى بن أحمد بن علي بن يوسف الخرّاز قراءةً عليها من كتاب جدِّها، قالت: نا جدّي أحمد بن علي الخرّاز: نا مروان بن محمَّد: نا بكر بن مُضَر قال: حدثني جعفر بن ربيعة عن عِراك بن مالك قال: أخبرني عروة بن الزبير. عن عائشة أنها أخبرت أن زينب (¬1) بنت جحش التي كانت تحت ¬

_ (¬1) عليه تضبيب في (ظ) و (ر).

عبد الرحمن بن عوف استُحيضت، فشكت ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "امكثي قَدْر حَيْضك لا تُصلِّي، ثم اغتسلي وصلّي". أخرجه مسلم (1/ 264) من طريق بكر بن مُضَر به، وعنده (أم حبيبة) بدل (زينب)، وفي رواية لمالك في الموطأ (1/ 62) عن زينب بنت أبي سلمة أنها رأت زينب بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف ... ". قال الإِمام النووي في شرح مسلم (4/ 23 - 24): "وحكى القاضي عياض في الرواية الأخيرة أنه وقع في نسخة أبي العباس الرازي: (أن زينب بنت جحش). قال القاضي: اختلف أصحاب الموطأ في هذا عن مالك، وأكثرهم يقولون: (زينب بنت جحش)، وكثير من الرواة يقولون (عن ابنة جحش)، وهذا هو الصواب، وبيّن الوهم فيه قوله: (وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف)، وزينب هي أم المؤمنين لم يتزوجها عبد الرحمن بن عوف قط، إنما تزوجها أولًا زيد بن حارثة ثم تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والتي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف هي أم حبيبة أختها، وقد جاء مُفسّرًا على الصواب في قوله: خَتَنةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتحت عبد الرحمن بن عوف، وفي قوله: (كانت تغتسل في بيت أختها زينب)، قال ابن عبد البر: قيل: إن بنات جحش الثلاث زينب وأم حبيبة وحمنة كن يستحضن كلهن، وقيل: إنه لم يستحض منهن إلا أم حبيبة. وذكر القاضي يونس بن مغيث في كتابه الموعب في شرح الموطأ مثل هذا، وذكر أن كل واحدة منهن اسمها: زينب، ولُقِّبت إحداهن: (حمنه)، وكُنِّيت الأخرى: (أم حبيبة). وإذا كان هكذا فقد سَلِمَ مالك من الخطأ في تسمية أم حبيبة: زينب". أهـ. وقال الحافظ في الفتح (1/ 427) عن تسمية أم حبيبة بزينب: "فقيل هو وهم، وقيل: بل صواب، وأن اسمها. زينب، وكنيتها. أم حبيبة.

34 - باب: النفاس

وأما كون اسم أختها أم المؤمنين زينب فإنه لم يكن اسمها الأصلي، وإنما كان اسمها: (برّة) فغيّره النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي أسباب النزول للواحدي أن تغيير اسمها كان بعد أن تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلعلّه - صلى الله عليه وسلم - سمّاها باسم أُختها لكون أختها غلبت عليها الكنية فأمِن اللبس ... وتعسّف بعض المالكية فزعم أن اسمَ كلٍّ من بنات جحش: زينب ... ". أهـ. 229 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا يزيد بن عبد الصمد قال: نا عُبيد بن جنّاد: نا بقيّة عن سلمة بن كلثوم عن الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المُستحاضة تغتسل من قُرْءٍ إلى قُرْءٍ". أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين ق 61/ أ) والصغير (2/ 69) من طريق عُبيد به. وقال: لم يروه عن الأوزاعي إلا سلمة بن كلثوم، تفرّد به بقيّة. أهـ. قال الهيثمي في المجمع (1/ 281): "وفيه بقية بن الوليد وهو مدلّس". قلت: وقد عنعن فالإِسناد ضعيف، ومع هذا قال المناوي في التيسير (2/ 456): "إسناده حسن"! وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2431) من طريق بقية عن مقاتل بن سليمان عن عمرو بن شعيب به. ومقاتل هالك. 34 - باب: النِّفاس 230 - أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا عمران بن بكّار الحمصي قال: حدثني عبد السلام بن محمَّد الحضرمي قال: حدثني بقيَّة عن

علي بن علي عن الأسود عن عبادة بن نُسي عن عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري. عن معاذ بن جبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا مضى للمرأة سُبْعان ثم رأتِ الطُّهر فلتغتسلْ ولتُصلِّ (¬1) ". 231 - [أخبرنا أحمد بن محمَّد بن فضالة: نا عمران قال:] (¬2) قال عبد السلام: فلَقِيتُ علي بن علي فحدّثني عن الأسود عن عُبادة بن نُسي عن عبد الرحمن بن غَنْم عن معاذ بن جبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. أخرجه الدراقطني (1/ 221) والحاكم (1/ 176) والبيهقي (1/ 342) من طريق عبد السلام به بلفظ: "إذا مضى للنفساء سبع ... ". قال الدارقطني: الأسود هو ابن ثعلبة، شاميٌّ. وقال الحاكم: أما الأسود بن ثعلبة فإنه شاميٌّ معروف، والحديث غريب في الباب. وقال البيهقي: إسناده ليس بالقوي. قلت: الأسود مجهول كما في التقريب، وقال ابن المديني: لا يُعرف. وتعقب ابن التركماني في الجوهر (1/ 343) قول البيهقي: (إسناده ليس بالقوي) بما لا يُجدي فقال: "قلت: إن كان ذلك لأجل بقية فهو مدلس وقد صرّح بالتحديث، والمدلس إذا صرّح بذلك فهو مقبول". أهـ. قلت: إنما قال البيهقي ذلك من أجل جهالة الأسود. ¬

_ (¬1) في الأصول: (لتصلي) والمثبت من (ر) و (ف). (¬2) ساقط من (ظ) و (ف).

(4) كتاب الصلاة

(4) " كتاب الصلاة"

1 - باب: فضائل الصلاة

1 - باب: فضائل الصلاة 232 - أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عفان: نا عبد الرحمن عن العلاء عن أبيه. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصلواتُ الخمسُ، والجُمُعةُ إلى الجمعة كفّاراتٌ لما بينهن ما لم تُصَبْ الكبائر". أخرجه مسلم (1/ 209) من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن به. 233 - أخبرنا أبو عمر (¬1) محمَّد بن عبد الوهاب بن أبي ذر البغدادي القاضي الضرير: نا إبراهيم بن شريك الكوفي: نا أحمد بن عبد الله بن يونس اليَرْبُوعي: نا علي بن مُسْهِر عن محمد بن عمرو عن أبي سَلَمة. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ الصلواتِ (¬2) الخمس كمَثَلِ نهرٍ على بابِ أحدكم يغتسلُ منه في كلَّ يومٍ خمسَ مراتٍ، فماذا يبقى من دَرَنِه؟! ". ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (عمرو)، والمثبت من (ظ) و (ر) و (ف) وتاريخ بغداد (2/ 382). (¬2) في (ظ) و (ر) و (ف): (الصلاة).

أخرجه البخاري (2/ 11) ومسلم (1/ 462 - 463) من طريق محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة به بمعناه. 234 - أخبرنا أحمد بن محمَّد بن فَضالة: نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البَرْقي: نا عمرو بن أبي سَلَمة: نا أبو مُعَيْد حفص بن غَيلان الرُّعَيني عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن أبي رُهْمٍ السَّمَعي. عن أبي أيوب الأنصاري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: "إنّ كلَّ صلاةٍ تحطُّ ما بين يديها من خَطِيّةٍ". هكذا في كتاب ابن فضالة: (أبو مُعيد عن ابن ثوبان)، والصواب: (عن أبي مُعيد عن مكحول)، والله أعلم. 235 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأذْرَعي: نا بكر بن سهل الدمياطي: نا عبد الله بن يوسف: أنا الهيثم بن حُميد قال: أخبرني أبو مُعَيد حفص بن غيلان قال: سمعت مكحولًا يُحدّث عن أبي رُهْم السَّمَعي قال: نا أبو أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ صلاةٍ تحطُّ ما بين يديها من خطيئةٍ". أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 150) عن شيخه بكر بن سهل به. وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (5/ 190) من طريق عبد الله بن يوسف به. وأخرجه الطبراني أيضًا (4/ 150) من طريق الوليد بن مسلم عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول به. ومكحول معروف بالتدليس فقد روى عن خَلْقٍ لم يدركهم. وللحديث طريق آخر: أخرجه أحمد (5/ 413) والطبراني (4/ 150) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن ضَمْضم بن زُرعة عن شريح بن عبيد عن أبي رهم به.

وهذا إسناد حسن، ضمضم وثقه ابن معين وابن نمير وابن حبان، وضعّفه أبو حاتم، وإسماعيل يتقى من حديثه ما رواه عن غير أهل بلده، لكن شيخه هنا حمصي مثله. والحديث عزاه الهيثمي في المجمع (1/ 298) لأحمد فقط، وقال: "إسناده حسن". وتابعه على تحسينه المناوي في "التيسير" (1/ 328). 236 - أخبرنا أبو علي عبد السلام بن محمَّد بن أحمد بن الحارث القزّاز قراءةً عليه: نا أحمد بن أصرم المُغَفَّلي (¬1): نا أبو سعيد الأشج: نا أبو خالد الأحمر عن عيسى بن ميسرة عن أبي الزّناد. عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصلاةُ نورُ الؤمنِ". أخرجه ابن ماجه (4210) وأبو يعلى في مسنده (3655، 3656) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1887) والقضاعي في مسند الشهاب (144) من طريق عيسى به، وهو عند ابن ماجه وأبي يعلى مُطوّلٌ. قال البوصيري في زوائده (4/ 238): "هذا إسناد فيه عيسى بن أبي عيسى وهو ضعيف". أهـ. قلت: هو الحنّاط الغفاري متروك الحديث كما قال الفلاّس وأبو داود والنسائي والدارقطني وغيرهم. ونقل المناوي في الفيض (4/ 247) عن العامري أنه قال في شرح الشهاب: صحيح. أهـ. والعامري ليس من أهل هذا الشأن. وأخرجه ابن عدي (5/ 1858 - 1859) عن علي بن إبراهيم البصري عن الأشج عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس، وقال: هذا باطل بهذا الإِسناد وبهذا اللفظ، وأظنه -يعني علي بن إبراهيم- الذي عند الأشج عن أبي خالد الأحمر -فذكره- فتوهّمه حفظًا فأخطأ أو تعمّد في الإِسناد والمتن. وقال عن علي هذا: روى عن الثقات البواطيل. ¬

_ (¬1) في الأصول (المعقلي) وهو خطأ، والتصويب من (ظ) وهامش (ر) واللباب (3/ 241).

237 - أخبرنا إبراهيم بن محمَّد بن صالح بن سنان: نا أبو علي الحسن بن خلف الصيدلاني: نا إسماعيل بن إبراهيم التَّرْجُماني: نا كثير بن عبد الله قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ استطعتَ أنْ تكونَ أبدًا تُصلّي، فإن الملائكةَ يُصلّون عليك ما دُمت تصلّي". أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 224) من طريق كثير به مطوّلًا. وكثير هو ابن عبد الله الأُبُلّي البصري أبو هاشم، قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. وضعّفه الدارقطني. (الميزان: 3/ 406). واتهمه ابن حبان بالوضع. وقال أبو حاتم- كما في الجرح (7/ 154): "منكر الحديث ضعيف الحديث جدًا شبه المتروك" أهـ فالإِسناد واه. 238 - أخبرنا أبي -رحمه الله-: نا أبو محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي بالري: نا الحجاج بن حمزة: نا عمران بن أبان الطحّان: نا حمزة الزيّات عن أبي سفيان عن أبي نضرة. عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصلاةُ عَلَمُ الإِيمان (¬1)، من فرّغ لها قلبَهُ وقام عليها بحدودها، ووفّاها سُنَنَها فهو مُؤمنٌ". أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (ق 34/ أ) -ومن طريقه القضاعي في مسند الشهاب (165) - وابن عدي في الكامل (4/ 1437) والخطيب في تاريخه (11/ 109) من طريق حمزة الزيّات به. وإسناده واه، أبو سفيان هو طريف بن شهاب السعدي مُجْمَعٌ على ضعفه كما قال ابن عبد البر. وقال الخطيب عن الحديث: غريبٌ جدًا. وقال المناوي في "التيسير" (2/ 135): "إسناده ضعيف". ¬

_ (¬1) في الأصول: (الإِنسان) والتصويب من هامش (ظ) ومعجم ابن الأعرابي، وعند ابن عدي والخطيب: (عَلَم الإِسلام الصلاة).

2 - باب: كفر تارك الصلاة

2 - باب: كفر تارك الصلاة 239 - أخبرنا أبو الطيب محمَّد بن حُميد بن سليمان الكلابي: نا أبو حاتم محمَّد بن إدريس الرازي: نا ثابت بن محمَّد. نا سفيان عن أبي الزبير. عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بين العبدِ والكفرِ والشرك: تركُ الصلاة". أخرجه مسلم (1/ 88) من طريق ابن جريج عن أبي الزبير به.

أبواب المواقيت

" أبواب المواقيت" 3 - باب: جامع المواقيت 240 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن خالد بن يزيد المصري الإِعدالي قراءةً عليه في آخرين قالوا: أنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قراءةً عليه: نا يوسف بن واضح: نا قُدامة بن شهاب المازني عن بُرْد بن سِنان عن عطاء بن أبي رباح. عن جابر بن عبد الله: أن جبريل [- صلى الله عليه وسلم -] (¬1) أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلَّمه مواقيت الصلاة .. وذكر الحديث. حدَّث به ابن جوصا عن أبي عبد الرحمن النسائي. 241 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر: نا أبو عبد الله محمَّد بن حصن بن خالد الأُلُوسي (¬2) البغدادي بدمشق: نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصوّاف البصري: نا عمرو بن بشر الحارثي: نا بُرْد بن سِنان عن عطاء بن أبي رباح. عن جابر بن عبد الله قال: أتى جبريلُ [- صلى الله عليه وسلم -] (1) رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فعلّمه الصلاة حين زالت الشمسُ، فتقدَّم جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفَه، والناسُ خلف رسول الله، فصلَّى الظُهرَ. ثم أتاه جبريل (¬3) ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ). (¬2) قال المنذري: أُلُوس موضع بالشام في الساحل عند طرسوس. من هامش الأصل. (¬3) ليس في (ظ)، (ر)، (ف).

حين كان الظلُّ قامةً مثلَ شخص الرجل، فتقدَّم جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفَه، والناسُ خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى العصر. ثم أتاه حينَ وَجَبت الشمسُ، فتقدَّم جبريل ورسول الله خلفه، والناس خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلّى المغرب. ثم أتاه حين غاب الشفقُ، فتقدَّم جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه، والناس خلف رسول الله فصلَّى العشاءَ الآخرة. ثم أتاه حين سطع الفجرُ فتقدَّم جبريلُ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه، والناس خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى الغداة. ثم أتاه اليومَ الثاني الآخِرَ (¬1) حين صار الظلُّ قامةً مثلَ شخص الرجل، فتقدَّم جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفَه، والناسُ خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى الظهرَ. ثم أتاه حين كان الظلُّ مِثلَيْ شخصِ الرجل، فتقدَّم جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفَه، والناسُ خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلّى العصر. ثم أتاه حين وجبت الشمس لوقتٍ واحدٍ، فتقدَّم جبريلُ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه، والناسُ خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى المغربَ. ثم قال: "لو نِمنا ثم قُمنا"، فأتاه نحو ثُلُثِ الليل، فتقدَّم جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفَه، والناسُ خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى العشاء الآخرة. ثم أتاه جبريل حينَ أضاء الفجرُ وأضاء الصبحُ، فتقدَّم جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه، والناسُ خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلَّى الغداةَ، ثم قال: ما بين الصلاتين وقت. قال: فسأل رجل عن الصلاة، فصلَّى بهم كما صلَّى به جبريل، ثم قال: "أينَ السائلُ عن الصلاة؟. ما بين الصلاتين وقت". هذا حديثٌ كبيرٌ غريبٌ من حديث بُرْد بن سِنان، لم يُحدّث به -والله أعلم- عنه إلا قُدامة بن شهاب وعمرو بن بشر الحارثي هذا، وهو -أعني: ¬

_ (¬1) ليست في (ظ).

عمرو- بصريٌّ يُكنّى: أبا الردّاد. ولم يُحدّث به عنه إلا إسحاق الصوّاف البصري، والله أعلم. أما الطريق الأول فهو في "سنن النسائي" (513) وهو حسن الإِسناد. وأما الثاني فقد أخرجه الدارقطني (1/ 257) -ومن طريقه البيهقي (1/ 368 - 369) - والحاكم (1/ 196) من طريق الصوّاف به. وعمرو لم أَرَ من ذكره. 242 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث قراءةً عليه: نا أبو الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي ببيت لهيا سنة تسعين ومائتين: نا علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المَديني: نا أبي: نا عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة عن حكيم بن حكيم بن عبّاد بن حُنيف عن نافع بن جُبير. عن عبد الله بن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أمَّني جبريل -عليه السَّلام (¬1) - عند باب البيت مرتين: فصلَّى الظهرَ حين كان الفَيءُ مثل الشَّراكَ، ثم صلّى العصر وكلُّ شيءٍ بقَدْر ظِلِّه، ثم صلَّى المغرب حين أفطر الصائم، ثم صلّى العشاء حين غاب الشفقُ، ثم صلّي الصبح حينَ حَرُمَ الطعامُ والشراب على الصائم. ثم صلّى من الغد الظهرَ حين صار كلُّ شيءٍ بقَدْرِ ظلِّه، ثم صلَّى العصرَ حين كان ظلُّ كلِّ شيءٍ مِثليه، ثم صلّى المغرب في وقتها بالأمس، ثم صلى العشاء الآخِرة حين ذهب ثُلث الليل، ثم صلّى الصبحَ حين أسفر بها، ثم التفت فقال: يا محمد! هذا وقتُ الأنبياء قبلَك، والصلاة فيما بين هذين الوقتين". أخرجه الشافعي (1/ 50) وعبد الوراق (1/ 531) وابن أبي شيبة (1/ 317) وأحمد (1/ 333، 354) وأبو داود (393) والترمذي (149) وابن خزيمة (325) وابن الجارود (149، 150) والطحاوي في شرح المعاني ¬

_ (¬1) في (ظ): (صلى الله عليه وسلم) والظاهر أن ذلك من زيادة النساخ.

4 - باب: فضل صلاة الظهر جماعة

(1/ 146، 147) والطبراني في الكبير (10/ 375 - 376) والدارقطني (1/ 258) والحاكم (1/ 193، 196 - 197) والبيهقي (1/ 364) والبغوي في شرح السنة (2/ 181 - 182) من طرقٍ عن عبد الرحمن بن الحارث به. والحديث صححه ابن خزيمة والحاكم وأقرّه الذهبي، وقال الترمذي: حسن صحيح. وحسنه البغوي. وعبد الرحمن هذا متكلَّمٌ فيه، فقد وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان وقال ابن معين: ليس به بأس. وتركه أحمد وضعفه ابن المديني والنسائي. لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه محمد بن عمرو بن علقمة -وهو حسن الحديث- عند الحاكم (1/ 196 - 197) والدارقطني (1/ 258). وأخرجه عبد الرزاق (1/ 531 - 532) -ومن طريقه الطبراني (10/ 377) - عن عبد الله بن عمر العمري عن عمر بن نافع بن جبير عن أبيه به. قال ابن دقيق العيد -كما في نصب الراية (1/ 222) -: "وهي متابعةٌ حسنة". فالحديث حسن إن شاء الله، وممن صححه أيضًا: ابن عبد البر -كما في التلخيص الحبير (1/ 173) - وأبو بكر بن العربي في "عارضة الأحوذي" (1/ 250 - 251) والنووي في المجموع (3/ 23). 4 - باب: فضل صلاة الظهر جماعةً 243 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله: نا محمَّد بن هارون: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا مروان بن معاوية الفزاري: نا يحيى بن عُبيد الله عن أبيه. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلّى الظهرَ في جماعةٍ كانت له كفّارةً إلى الغدِ من صلاة الظهرِ".

5 - باب: الإبراد بالظهر

قال المنذري: "يحيى بن عبيد الله: تَيميٌّ مَدنيٌّ، ضعيف الحديث". قلت: يحيى قال عنه الحافظ: متروك، وأفحش الحاكم فرماه بالوضع. أهـ. 5 - باب: الإِبراد بالظهر 244 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم: نا سليمان بن سلمة: نا محمَّد بن شعيب بن شابور: نا يزيد بن أبي مريم عن الوليد بن هشام المُعَيطي عن عُبادة بن أوفى النّميري. عن عمرو بن عَبَسة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَبردوا بصلاة الظهر، فإن شدة الحر من فيح جهنم". أخرجه ابن عساكر في تاريخه (8/ ق 427/ أ- ب) من طريق تمام. وأخرجه الطبراني في الكبير -ومن طريقه ابن عساكر- من طريق سليمان بن سلمة -وهو الخبائري- به. قال الهيثمي في المجمع (1/ 307): "وفيه سليمان بن سلمة الخبائري، وهو مُجمعٌ على ضعفه". أهـ. قلت: وكذّبه ابن الجُنيد. 245 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي قراءةً عليه وأبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر قالا: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا عمر بن حفص بن غياث: نا أبي: نا الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم النخعي عن يزيد بن أوس عن ثابت بن قيس عن أبي موسى، وعن أبي زرعة عن ثابت بن قيس. عن أبي موسى يرفعه قال: "أبردوا بالظهر، فإنّ الذي تجدون من الحرّ من فيح جهنم".

6 - باب: الترهيب من فوات المغرب

أخرجه النسائي (501) من طريق عمر بن حفص به من طريق يزيد بن أوس. وثابت بن قيس هو ابن منقع النخعي لم يوثقه غير ابن حبان، ويزيد بن أوس قال ابن المديني: لا نعلم روى عنه غير إبراهيم النخعي. ووثقه ابن حبان. وأبو زرعة هو: ابن عمرو بن جرير البجلي ثقة. وعزاه في كنز العمال (7/ 269) إلى السرّاج والطبراني. 6 - باب: الترهيب من فوات المغرب 246 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم: نا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة في مجلس يزيد بن عبد الصمد: نا ابن أبي السري: نا رِشْدين بن سعد عن معاوية بن صالح عن العلاء عن مكحول. عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من فاتته صلاة المغرب فكأنّما وُتِر أهلُهُ (¬1) ومالُه". قال المنذري: (العلاء عن مكحول، هو: العلاء بن كثير، دمشقيٌّ سكن الكوفة مولى بني أمية، منكر الحديث). قلت: العلاء متروك رماه ابن حبان بالوضع كذا في التقريب، ورشدين ضعيف، وابن أبي السري: محمَّد. والحديث ثابت في صلاة العصر أخرجه الجماعة من حديث ابن عمر بلفظ: "الذي تفوته صلاة العصر ... ". ¬

_ (¬1) تكررت في (ظ) مرتين.

7 - باب: كراهية تأخير المغرب

7 - باب: كراهية تأخير المغرب 247 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد الله بن فُطيس الوراق، وأبو زرعة محمَّد بن عبد الله بن أبي دُجانة النصري قالا: نا أبو الليث السَّلْم بن معاذ بن السَّلْم التميمي: نا أبوعبيد الله إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة: نا إسحاق بن أبي إسرائيل: نا الوليد عن الأوزاعي عن قُرّة عن الزهري عن أبي سَلَمة. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لنْ تزالَ أُمتي على الفِطرة ما لم ئؤخِّروا صلاةَ المغرب حتى تشتبكَ النجومُ". قال أبو عبيد الله: لا نعلمُ أحدًا تابعه عليه. أخرجه ابن عساكر (7/ ق 264/ أ) من طريق تمام. وإسناده ضعيف، قُرَّة وابن عبد الرحمن المعافري قال أحمد: منكر الحديث جدًا. وضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بقوي. والوليد: هو ابن مسلم يدلس تدليس التسوية وقد عنعن، وابن عرعرة بيّض له ابن أبي حاتم في الجرح (2/ 211). 248 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالة الصفّار الحمصي: نا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمَّد بن المغيرة (علّان) بمصر: نا العوّام بن عباد بن العوّام قال: حدثني أبي: نا عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس. عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال أمتي على الفِطرة ما لم يُؤخروا المغربَ إلى اشتباك النجوم". أخرجه الدارمي في مسنده (1/ 275) وابن ماجه (689) والحاكم (1/ 191) وعنه البيهقي (1/ 448) من طريق عبّاد بن العوام به. وفي سند الحاكم زيادة (معمر) بين عمر وقتادة.

قال الحاكم: صحيح. وأقره الذهبي. وقال النووي في المجموع (3/ 35): "إسناده جيد" أهـ. وقال البوصيري في الزوائد (1/ 87): "هذا إسناد حسن، رواه البزار في مسنده من رواية العبّاد بن العوام بنحوه، وقال: هذا الحديث لا نعلمه رُوي عن العباس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روايةً إلا عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن. قال: ورواه غير واحد عن عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن العباس مرسلًا. انتهى وقال أحمد بن حنبل: روى عباد بن العوّام عن عمر بن إبراهيم حديثًا منكرًا. يعني هذا الحديث". أهـ. كلام البوصيري. قلت: الحسن مدلس ولم يصرح بسماعه من الأحنف. وفي الباب حديث أبي أيوب والسائب بن يزيد: أما حديث أبي أيوب فقد أخرجه أحمد (4/ 147 و5/ 422) وأبو داود (418) والطبراني في الكبير (4/ 218) والحاكم (1/ 190 - 191) وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي من طريق ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله عن أبي أيوب. وهذا إسناد حسن للكلام المعروف في ابن إسحاق، وقد أخذ عليه كثرة التدليس لكنه قد صرّح بالتحديث، والحديث حسّنه النووي في المجموع (3/ 35). وأما حديث السائب بن يزيد فقد أخرجه أحمد (3/ 449) -ومن طريقه البيهقي (1/ 448) والخطيب (14/ 14) - والطبراني في الكبير (7/ 182) - 183) من طريق ابن وهب عن عبد الله بن الأسود عن يزيد بن خُصيفة عن السائب. وابن الأسود قال أبو حاتم: لم يرو عنه غير ابن وهب. ووثقه ابن حبان. كذا في "تعجيل المنفعة" (ص 211)، وباقي رجاله ثقات. وقال الهيثمي (1/ 310): "ورجاله موثقون". أهـ. فالحديث صحيح -إن شاء الله- بهذه الطرق.

8 - باب: تقديم العشاء -إذا حضر- على الصلاة

8 - باب: تقديم العَشَاء -إذا حضر- على الصلاة 249 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب حذلم: نا يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا عمرو بن هاشم البيروتي: نا هقل بن زياد: نا الأوزاعي عن الزهري. عن أنس بن مالك قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا حضر العشاء وأُقيمت الصلاة فابدؤا بالعشاء ثم صلّوا". عمرو بن هاشم قال ابن عدي: ليس به بأس. وقال ابن أبي حاتم: ليس بذاك. والحديث أخرجه البخاري (2/ 159) ومسلم (1/ 392) من طرق عن الزهري به بدون زيادة: (ثم صلّوا). 250 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمَّد بن عيسى بن حيّان: نا سلّام بن سليمان المدائني: نا ورقاء بن عُمر عن ليث بن أبي سُليم عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا حضر العَشَاءُ والصلاةُ فابدؤا بالصلاة". هكذا وقع في كتابي وهو خطأ. أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1157) من طريق سلام به. وسلام ضعيف كما في التقريب، وابن أبي سليم مختلط، والخطأ من أحدهما. وأخرجه البخاري (2/ 159) ومسلم (1/ 392) من طرق عن نافع به على الصواب.

9 - باب: فضل صلاة الفجر في ميمنة الصف

9 - باب: فضل صلاة الفجر في ميمنة الصف 251 - حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحرّاني: نا أحمد بن موسى بن معدان [بحرّان] (¬1). نا أبو أحمد زكريا بن دُويد الكندي بحرّان: نا حُميد الطويل. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من شَهِدَ صلاة الفجر [، ثم صلّى] (1) في الصفِّ الأول عن يمين الإِمام -أو: عن يمين المِحْرَاب- غفر الله -عَزَّ وَجَلَّ- له سيئاتِه، ولو أنها بعدد زَبَدِ البحر". هذا حديث موضوع، والمتهم به زكري ابن دُويد، قال ابن حبان في المجروحين (1/ 314، 315). "شيخ يضع الحديث على حُميد الطويل، كان يدور بالشام ويحدّثهم بها، ويزعم أنّ له مائة وخمسة وثلاثين سنة، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه". تم قال: "حدثنا أحمد بن موسى بن الفضل بن معدان عن زكريا بن دويد بنسخة كتبناها عنه بهذا الإِسناد كلها موضوعة لا يحلُّ ذكرها". وقال الذهبي في الميزان (2/ 72): "كذّاب ادّعى السماع من مالك والثوري والكبار، وزعم أنه ابن مائة وثلاثين سنة، وذلك بعد الستين ومائتين". ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ)، (ر)، (ف).

10 - باب: من أدرك ركعة من الصبح قبل طلوع الشمس

10 - باب: من أدرك ركعة من الصبح قبل طلوع الشمس 252 - أخبرنا أبو الطيب محمَّد بن حُميد: نا أبو حاتم محمَّد بن إدريس التميمي: نا محمَّد بن بكار بن بلال: نا سعيد بن بشير عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن أبي رافع. عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلّى الصبح قبل أن تطلع الشمس فليمضِ في صلاته". سعيد بن بشير ضعيف كما في التقريب، لكنه لم ينفرد به. فقد أخرجه النسائي في الكبرى -كما في تحفة الأشراف (10/ 390) - والدراقطني (1/ 382)، والحاكم (1/ 274)، والبيهقي (1/ 379) عن همّام قال: سُئل قتادة عن رجل صلى ركعةً من صلاة الصبح ثم طلعت الشمس، فقال: حدثني خلاس عن أبي رافع أن أبا هريرة حدّثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يتم صلاته". وسنده صحيح. وأخرجه البيهقي (1/ 379) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به بلفظ "من صلّى من صلاة الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فطلعت فليصلّ إليها أخرى". وأخرجه النسائي في الكبرى -كما في التحفة (10/ 258) - والدارقطني (1/ 381 - 382)، والبيهقي (1/ 379) من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عزرة بن تميم عن أبي هريرة مرفوعًا: لا إذا صلّى أحدكم ركعة من صلاة الصبح ثم طلعت الشمس فليصلِّ إليها أخرى". وعزرة قال النسائي: ليس بذاك القوي. وأخرجه الدارقطني (1/ 382، 382 - 383) والحاكم (1/ 274) من طريق همّام عن قتادة عن النضر بن أنس عن بَشير بن نهيك عن أبي هريرة

11 - باب: من أدرك ركعة من الصلاة

مرفوعًا: "من صلّى ركعة من الصبح ثم طلعت الشمس فليصل الصبح". وسنده صحيح. قال أبو حاتم عن هذه الطرق الثلاثة- كما في العلل (1/ 86): "أحسب الثلاثة كلّها صحاح، وقتادة كان واسع الحديث، وأحفظهم سعيد بن أبي عروبة -قبل أن يختلط- ثم هشام ثم همّام". أهـ. وأخرج البخاري (2/ 37 - 38) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا: "وإذا أدرك سجدةً من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فليُتمّ صلاته". 11 - باب: من أدرك ركعة من الصلاة 253 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: أنا العباس بن الوليد بن مَزْيَد البيروتي: نا محمد بن شعيب: أخبرني معاوية بن يحيى الصَّدَفي عن الزهري عن أبي سَلَمة. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة". معاوية الصَّدَفي ضعيف كما في التقريب. والحديث أخرجه البخاري (2/ 57) ومسلم (1/ 423) من طريق مالك عن الزهري به. 254 - أخبرنا أبو يعقوب [الأذرعي] (¬1). نا أبو يزيد يوسف بن يزيد بن كامل القراطيسي بمصر: نا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار: نا ¬

_ (¬1) زيادة من (ف).

12 - باب: فيمن نام عن صلاة أو نسيها

نافع بن يزيد عن ابن الهادِ عن عبد الوهاب -يعني: ابن بُخْت- عن ابن شهاب عن أبي سلمة. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاةَ وفضلَها". إسناده صحيح، رواته ثقات. 12 - باب: فيمن نام عن صلاة أو نسيها 255 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي: نا أبو بكر بن عبيد الله بن محمَّد البزّاز في سوق أم حكيم، يُعرف بـ"ابن الصبّاغ": نا أبو الوليد الطيالسي سنة ستًّ وعشرين ومائتين بالبصرة: نا شعبة عن قتادة. عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من نام عن صلاةٍ أو نَسيها فليُصلَّها إذا ذكرها". أخرجه مسلم (1/ 477) من طريق سعيد عن قتادة به. وأخرجه البخاري (1/ 70) من طريق همام عن قتادة دون ذكر النوم.

أبواب الأذان والإقامة

" أبواب الأذان والإِقامة" 13 - باب: فضل الأذان 256 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان إملاءً وقراءةً: نا محمَّد بن مَسلمة الواسطي. نا موسى الطويل. نا مولاي أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أذّن سنةً من نيّةٍ صادقةٍ لا يطلب عليها أجرًا حُشِرَ يومَ القيامة فأُوقف على باب الجنّةِ، فقيل له: اشفعْ لمن شئت". أخرجه ابن عساكر -كما في الجامع الصغير-. هذا حديث موضوع، موسى-هو: ابن عبد الله- الطويل حدّث -بقلة حياء- بعد المائتين عن أنس! وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 243) عنه: "شيخٌ كان يزعم أنه سمع أَنس بن مالك، روى عنه محمَّد بن مسلمة الواسطي، روى عن أنس أشياء موضوعة كان يضعها أو وُضِعت له محدّث بها، لا يحلُّ كتابة حديثه إلا على جهة التعجب". أهـ. وقال ابن عدي في الكامل (6/ 2350): "يُحدِّث عن أنس بمناكير، وهو مجهول". ومحمد بن مسلمة ضعفّه اللالكائي وهبة الله الطبري، وقال الخلاّل: ضعيف جدًا (الميزان: 4/ 41). والحديث أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (665)، وقال: "هذا حديث لا يصح، موسى الطويل: كذّاب. قال ابن حبان: زعم أنه رأى أنسًا، وروى عنه أشياء موضوعة. ومحمد بن مسلمة غايةٌ في الضعف". أهـ

14 - باب: صفة الأذان والإقامة

وقال المناوي في "التيسير" (2/ 393): "في إسناده كذّاب". 257 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فَضالة الحمصي قراءةً عليه: نا محمَّد بن أحمد بن عصمة الأطروش بالرملة: نا سوار بن عمارة: نا خُليد بن دعلج عن قتادة. عن أنس بن مالك قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا رجلٌ بقول: (الله أكبر، الله أكبر)، قال: "على الفِطرة،، قال: (أشهدُ أن لا إله إلا الله)، قال: "خرج من النار"، فإذا هو صاحبُ ماشيةٍ حضرته الصلاة فنادى بها. خُليد ضعيف كما في التقريب، لكن الحديث أخرجه مسلم (1/ 288) بنحوه من طريق ثابت عن أنس. 14 - باب: صفة الأذان والإِقامة 258 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم وإبراهيم بن محمَّد بن صالح قالا: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو عثمان عفّان بن مسلم الصفّار: نا همّام عن عامر الأحول عن مكحول أنّ ابن مُحيريز أخبره أنّ أبا محذورة أخبره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علّمه الأذان. 259 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي: نا عبد الله بن الحسين المصيصي: نا موسى بن داود: نا همام ... فذكر مثله، أو قال: ألقى عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شكَّ عبد الله- الأذان: تسعَ عشرةَ كلمة، والإِقامةَ: سبعَ عشرةَ.

265 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قال: حدثني أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي: نا محمَّد بن عيسى الطبّاع: نا سهل بن عبد العزيز عن عامر الأحول عن مكحول عن ابن محيريز عن أبي محذورة قال: علّمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأذان: (الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمدًا رسول الله. أشهد أنّ محمدًا رسول الله. حيّ على الصلاة. حي على الصلاة. حي على الفلاح. حيَّ على الفلاح. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله). أخرجه مسلم (1/ 287) من طريقين عن عامر الأحول به. والرواية الثانية (علّمه الأذان .. تسع عشرة كلمة ... إلخ) عند الطيالسي (1354) وابن أبي شيبة (1/ 203) وأحمد (3/ 409 و 6/ 401) والدارمي (1/ 271) وأبو داود (502) والترمذي (192) -وقال: حسن صحيح- والنسائي (630) وابن ماجه (709) وابن الجارود (162) والدارقطني (1/ 237) والبيهقي (1/ 416) من طرقٍ عن همّام به، وسندها صحيح على شرط مسلم. 261 - حدثني أبي -رحمه الله: نا محمَّد بن أيوب الرازي: نا محمَّد بن كثير العَبْدي البصري: أنا شعبة بن الحجّاج عن أيوب -يعني: السختياني- عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال: أُمِر بلالٌ أن يشفعَ الأذان ويُوتر الإِقامة. أخرجه البخاري (2/ 82) ومسلم (1/ 286) من طريق أيوب به. 262 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي: نا سعيد بن المغيرة الصيّاد: نا عيسى بن يونس عن عُبيد الله بن عمر عن نافع

15 - باب: النهي عن أذان من يدغم الهاء

عن ابن عمر قال: كان الأذان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين مرتين: مثنى مثنى، والإِقامةُ مرّةً مرّةً. أخرجه الدارقطني (1/ 239) من طريق عبد الكريم بن الهيثم به. وقال ابن الجوزي- كما في نصب الراية (1/ 262): "هذا إسنادٌ صحيح، سعيد بن المغيرة وثقه ابن حبان وغيره". أهـ. قلت: وهوكما قال، وممن وثق سعيدًا: أبو حاتم الرازي. 15 - باب: النهي عن أذان من يُدغم الهاء 263 - حدثنا أبي -رحمه الله- قال: حدثني أبو العباس محمَّد بن أحمد بن السَّلْم الرقِّي: نا علي بن جميل الرقي: نا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤذِّن لكم من يُدغِمُ الهاءَ". أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 116) وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 87) من طريق علي بن جميل به. قال ابن حبان: "هذا خبر باطل موضوع لا شكّ فيه". وقال ابن الجوزي: "قال أبو بكر بن أبي داود: هذا حديث منكر، وإنما مرّ الأعمش برجل يؤذن وُيدغم الهاء. قلت: والمتهم بهذا الحديث علي بن جميل، قال ابن عدي: حدّث بالبواطيل عن ثقات الناس. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث لا تحل الرواية عنه بحال". أهـ. قلت: واتهمه بالوضع أيضًا الحاكم والنقاش. (اللسان: 4/ 210)، وأقرّ السيوطي في اللآلئ (2/ 11 - 12) ابن الجوزي على الحكم بوضعه.

16 - باب: الأذان في المنارة والإقامة في المسجد

16 - باب: الأذان في المنارة والإِقامة في المسجد 264 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أحمد بن محمد بن أبي الخناجر: نا خالد بن عمرو (¬1): نا سفيان الثوري عن الجُرَيري عن عبد الله بن شَقيق العُقيلي عن أبي برزة الأسلمي قال: من السنّة الأذان في المنارة والإِقامة في المسجد. أخرجه البيهقي (1/ 425) من طريق خالد بن عمرو به، وقال: "هذا حديثٌ منكرٌ، لم يروه غير خالد بن عمرو، وهو ضعيف منكر الحديث". أهـ. قلت: كذّبه ابن معين، وقال أحمد: أحاديثه موضوعة. واتهمه بالوضع صالح جزرة، وتركه الباقون. والخبر عزاه في الكنز (8/ 222) إلى أبي الشيخ في كتاب "الأذان". وهوعند البيهقي من طريقه. 17 - باب: جلوس المؤذن بين الأذان والإِقامة في المغرب 265 - أخبرنا أبو يعقوب الْأذْرَعي: نا أبو جعفر محمَّد بن الخَضر بن علي البزّاز بالرّقة: نا إسحاق بن عبد الله أبو يعقوب البُوقي من كتابه: نا هُشيم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "جُلوسُ المؤذِّنِ بينَ الأذانِ والإِقامةِ في المغرب سُنّة". ¬

_ (¬1) في الأصل (عمر) والتصويب من (ظ)، (ر)، (ف) وكتب الرجال.

18 - باب: المؤذن مؤتمن والإمام ضامن

أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (زهر الفردوس: 2/ ق 38/ ب- 39/ أ) من طريق شيخ تمام به. بلفظ: (الإِمام) بدل (المؤذن). وإسحاق بن عبد الله البوقي ترجمه ياقوت في "معجم البلدان" (1/ 510) فقال: "روى عن مالك بن أنس وهُشيم بن بشير وسفيان بن عيينة، روى عنه هلال بن العلاء ومحمد بن الخَضِر مناكير. قاله أبو عبد الله بن مندة".أهـ. وكذا نقله الذهبي في المغني (رقم: 569)، وهُشيم مدلس وقد عنعنه، فالإِسناد ضعيف. وأعله المناوي في "الفيض" (3/ 350) بهُشيم، وقال في "التيسير" (1/ 487): "إسناده ليِّن". 18 - باب: المؤذن مؤتمن والإِمام ضامن 266 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأذْرَعي: نا أبو العباس محمَّد بن جوشن بن علي بالرقة: نا موسى بن داود الضبي: نا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "المُؤذِّنُ مُؤتَمنٌ، والإِمامُ ضامنٌ، اللَّهم أرشد الأئمةَ واغفرْ للمؤذنين". أخرجه أحمد (2/ 377 - 378، 514) وابن حُزيمة (1530) من طريق موسى بن داود به. ورجاله ثقات إلا أن أبا إسحاق -وهو السَّبيعي- مدلِّس وقد عنعن، كما أنه اختلط في آخره، قال أبو زرعة: زهير بن معاوية ثقة إلا أنه سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط. (الكواكب النيّرات: ص 350). وأخرجه الشافعي (1/ 59) والطيالسي (2404) وعبد الرزاق (1/ 477) وأحمد (2/ 284، 424، 461، 472) والترمذي (207) وابن خزيمة

(1528) والطبراني في الصغير (1/ 214) وأبو نعيم في الحلية (7/ 87 و 8/ 118) والخطيب في التاريخ (3/ 242 و 9/ 413 و 11/ 306) والبيهقي (1/ 430) وابن الجوزي في العلل (736، 737) من طرق عن الأعمش عن أبي صالح به. وأخرجه أبو داود (517) من طريق ابن فضيل عن الأعمش عن رجل عن أبي صالح به، ورواه (518) عن الأعمش قال: نُبّئت عن أبي صالح، قال: ولا أراني إلا قد سمعته منه عن أبي هريرة. قلت: فهذا يدل على أنه لم يسمع الحديث من أبي صالح بل عن رجلٍ عنه، قال البيهقي: وهذا الحديث لم يسمعه الأعمش باليقين من أبي صالح، وإنّما سمعه من رجل عن أبي صالح. أهـ. وقال ابن الجوزي. لا يصح، قال أحمد بن حنبل: ليس لهذا الحديث أصلٌ، ليس يقول فيه أحدٌ عن الأعمش أنه قال: نا أبو صالح، والأعمش يُحدّث عن ضعاف".أهـ. قلت: لعلّ الواسطة بينهما أبو إسحاق فإن الأعمش معروف بالرواية عنه، وما وقع عند بعضهم من التصريح بسماع الأعمش فخطأ كما يظهر من كلام الإِمام أحمد. وأخرجه الشافعي (1/ 58) -ومن طريقه البيهقي (1/ 430) - وعبد الرزاق (1/ 477) وابن أبي شيبة (1/ 224) وأحمد (2/ 419) وابن خزيمة (1531) وابن حبان (363) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. قال ابن الجوزي: هذا سند الصحيح. وقال ابن عبد الهادي في التنقيح: روى مسلم في صحيحه بهذا الإِسناد نحو من أربعة عشر حديثًا. كذا في نصب الراية (2/ 59). لكن نقل البيهقي عقبه عن الإِمام أحمد أنه قال: هذا الحديث لم يسمعه سهيل من أبيه إنما سمعه من الأعمش. أهـ.

وفي التلخيص الحبير (1/ 207): "قال ابن المديني: لم يسمع سهيل هذا الحديث من أبيه، وإنما سمعه من الأعمش". أهـ. قلت: أخرجه ابن خزيمة (1528) والطبراني في الصغير (1/ 214) والبيهقي (1/ 430) وغيرهم من طريق سهيل عن الأعمش عن أبي صالح. فرجع الحديث إلى الأعمش، وقد تقدّم الكلام على ذلك. وأخرجه ابن خزيمة (1532) وابن حبان (362) والبيهقي (1/ 431) من طريق حيوة بن شريح عن نافع بن سليمان عن محمد بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة. فخالف محمد بن أبي صالح الأعمش وجعله من مسند عائشة. قال ابن خزيمة: الأعمش أحفظ من مائتين مثل محمد بن أبي صالح. أهـ. قلت: محمَّد هذا لم يوثقه غير ابن حبان، وقال: يخطئ. أهـ. وقد أخطأ فيه. قال الترمذي في جامعه (1/ 404) بعد ذكر هذه الرواية: "سمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي صالح عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح عن عائشة. وسمعت محمدًا -يعني البخاري- يقول: حديث أبي صالح عن عائشة أصح. وذكر عن علي بن المديني أنّه لم يثبت حديث أبي صالح عن أبي هريرة، ولا حديث أبي صالح عن عائشة في هذا". أهـ. قلت: وكلام ابن المديني هو الصواب لما في الطريقين من الخلل الذي علمته. لكنَّ الحديثَ صحيحٌ، فقد أخرجه أحمد (5/ 260) والطبراني في الكبير (8/ 343) من طريق الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعًا دون قوله: "اللهم أرشد ... " إلخ. وإسناده حسن، أبو غالب -واسمه على الصحيح: حَزوَّر- فيه كلامٌ يسير، وقال الهيثمي (2/ 2): "ورجاله موثقون".

وأخرجه الدارقطني (1/ 322) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (743) - والخطيب (8/ 332) من حديث جابر بلفظ: "الإِمام ضامن، فما صنع فاصنعوا"، وفيه موسى بن شيبة ليّن الحديث كما في التقريب. وأخرجه البيهقي (1/ 431) من طريق الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعًا، وسنده صحيح، وصححه الضياء في "المختارة" كما في التلخيص (1/ 207). وأخرجه البيهقي (1/ 431 - 432) عن الحسن مرسلًا بسندٍ صحيح. 267 - أخبرنا محمَّد بن عبد الله بن خالد السامُرّي الحافظ: نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث: نا محمَّد بن عبد الملك: نا يزيد بن هارون: أنا عنبسة بن سعيد: نا حمّاد مولى بني أميّة: حدثنا جناح مولى الوليد بن عبد الملك، عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الإِمامُ ضامنٌ، والمؤذنُ مؤتمنٌ. اللهم اغفر للمؤذنين، واهدِ الأئمة". 268 - أخبرنا أبو علي محمَّد بن هارون: نا محمَّد بن يحيى بن مندة: نا محمد بن عثمان بن كرامة: نا عبيد الله بن موسى عن عنبسة عن حمّاد مولى بني أمية عن جناح مولى الوليد عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإِمام ضامنٌ، والمؤذنُ مؤتمنٌ". جناح هذا هو: أبو مروان وروح، ابني جناح. أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 84) من طريق يزيد بن هارون وعبيد الله بن موسى عن عنبسة به. وإسناده واه، حمّاد تركه الأزدي، وعنبسة ضعيف تركه بعضهم. وقصّر الهيثمي في إعلاله فقال (2/ 2): "وفيه جناح مولى الوليد ضعّفه الأزدي، وذكره ابن حبان في الثقات".

19 - باب: الكلام عند الإقامة

19 - باب: الكلام عند الإِقامة 269 - أخبرنا أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد العَبْسي قراءة عليه من كتاب أبيه في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة: نا أبي: إبراهيم بن عبد الواحد العبسي: نا جدِّي لأمي: الهيثم بن مروان: نا زيد بن يحيى بن عُبيد: نا سعيد بن عبد العزيز عن عبد العزيز بن صُهيب عن أنس أن الصلاةَ كانت تُقام لعشاء الآخرة، فيقوم النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الرجل يكلّمه حتى ترقدَ طوائف من أصحابه، ثم ينتبهون إلى الصلاة. أخرجه ابن عساكر (10/ ق 274/ أ- ب) في ترجمة عبد الواحد من طريق تمام، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأبوه ذكره ابن عساكر (2/ ق 234/ ب) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرج مسلم (1/ 284) معناه من طريق شعبة وغيره عن عبد العزيز به. وأصله في البخاري (2/ 124).

أبواب المساجد والجماعات

" أبواب المساجد والجماعات" 20 - باب: فضل عُمّار بيوت الله 270 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن يوسف بن بُرَيْد (¬1) الكوفي: نا أحمد بن حمّاد القاضي الكوفي: نا عبد الله بن معاوية الجُمَحي: نا صالح المُرّي عن جعفر بن زيد وميمون بن سِياه وثابت عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ عُمَّارَ بيوتِ الله -عَزَّ وَجَلَّ- هم أهلُ الله- عَزَّ وَجَلَّ". قال المنذري: (ميمون بن سياه ضعيف). أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (رقم: 1289) من طريق صالح المري به. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 199) وأبو يعلى (المقصد العلي: 237) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 65/ ب) والبزّار (كشف: 433) والبيهقي (3/ 66) من طريق صالح عن ثابت فقط. قال البزّار: لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا صالح. وكذا قال الطبراني. وقال البيهقي: صالح المُرّي غير قوي. وصالح المُرِّي هو ابن بشير ضعيف كما في التقريب، والحديت أشار المنذري في الترغيب (1/ 219) إلى ضعفه حيث صدّره بقوله: (رُوي). وقال الهيثمي (2/ 23): "وفيه صالح المُرِّي وهو ضعيف". ¬

_ (¬1) في (ش) و (ف): (يزيد).

21 - باب: في المساجد الثلاثة

ونقل المناوي في الفيض (2/ 460) عن الزين العراقي أنه قال في شرح الترمذي: "فيه صالح بن بشير المري ضعيف في الحديث وهو رجلٌ صالح ".أهـ. 21 - باب: في المساجد الثلاثة 271 - أخبرنا أبو الطيب أحمد بن محمَّد بن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو النَّصْري، وعلي بن الحسن الحلبي، والحسن بن سعيد قالوا: نا محمد بن جعفر الحمصي: نا إبراهيم بن العلاء: نا إسماعيل بن عيّاش: نا بُرْد بن سِنان عن أبي هارون العَبْدي عن أبي سعيد الخُدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّما تُشَدُّ الرِّحال إلى ثلاثةِ مساجد: مسجدي الذي أُسِّس على التقوى، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى". أبو هارون هو عمارة بن جُوين متروك كذّبه بعضهم. والحديث أخرجه البخاري (3/ 70) ومسلم (2/ 975 - 976) من طريق آخر عن أبي سعيد بمعناه. 272 - أخبرني أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد العَبْسي: نا أبي: نا جدي لأمي: الهيثم بن مروان بن الهيثم: نا محمَّد بن عيسى بن القاسم: حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صلاةٌ في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاةٍ في غيره إلَّا أن يكون المسجدَ الحرام". أخرجه مسلم (2/ 1013) من طرق عن عبيد الله به.

22 - باب: الصلاة في الكعبة -شرفها الله-

22 - باب: الصلاة في الكعبة -شرّفها الله- 272 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأَذْرَعي: نا أبو العباس محمد بن جَوشن بالرقة: نا موسى بن داود الضبي. نا مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّى بالكعبة بين الساريتين، بينه وبين الجدار قَدْر ثلاثةِ أذرعٍ. ابن جوشن لم أر من ذكره. وفي صحيح البخاري (1/ 578، 579) ومسلم (2/ 966، 967) من حديث ابن عمر عن بلال نحوه. 23 - باب: انتظار الصلاة 274 - حدثنا أبي -رحمه الله-، وعلي بن الحسن الحرّاني، والحسن بن محمد المؤدّب قالوا. نا أبو بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مُسرِّح (¬1) الحرّاني: نا عمي: الوليد بن عبد الملك بن مُسرِّح قال: حدثني عمرو بن الوليد بن ساج عن أبيه عن داود بن أبي هند عن أبي الزِّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزالُ أحدكم في صلاةٍ ما كان في انتظار الصلاة، لا يمنعه أن ينقلبَ إلى أهله إلاّ انتظار الصلاة". ¬

_ (¬1) في الأصل: (مشرح) بالشين والتصويب من (ظ) و (ر) والمشتبه (2/ 591).

هكذا في الأصول جميعًا: (عمرو بن الوليد بن ساج) وهو قلبٌ، فالصواب (الوليد بن عمرو)، هكذا سمّاه ابن أبي حاتم في "الجرح" (9/ 11) والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 320) وابن حبان في الثقات (7/ 553) والمجروحين (3/ 79) وابن عدي في الكامل (7/ 2536) والذهبي في الميزان (4/ 342) والحافظ في اللسان (6/ 224)، فعلم ما في الإسناد من الخطأ. والوليد هذا ضعيف وهّاه بعضهم، وانظر تخريج الحديث بعده. 274 - حدثنا أبو زرعة وأبو بكر محمَّد وأحمد ابنا عبد الله النَّصْري قالا: نا أبو الحسن محمَّد بن نوح الجُنْدَيْسابوري: أبو الربيع عُبيد الله بن محمَّد الحارثي: نا محمَّد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك: أنا نافع بن أبي نُعيم القاري عن أبي الزِّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحدُكم في الصلاة ما دام في مُصلاه، لا يحبِسُه -أو: لا يمنعه- ينقلب إلى أهله إلَّا انتظارُ الصلاة". أخرجه البخاري (1/ 538) ومسلم (1/ 460) من طريق مالك عن أبي الزِّناد به. 276 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا عبد العزيز بن معاوية البغدادي: نا أزهر بن سعد: نا ابن عون عن محمَّد بن سيرين. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزالُ العبدُ في الصلاة ما دام ينتظرها، تقولُ الملائكةُ: اللهم اغفرْ له، اللهم ارحمه". أخرجه مسلم (1/ 459) من طريق أيوب السختياني عن ابن سيرين به بنحوه.

24 - باب: فضل المشي إلى المساجد في الظلم

24 - باب: فضل المشي إلى المساجد في الظُّلَم 277 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو قلابة عبد الملك بن محمَّد الرقاشي ببغداد: نا داود بن سليمان: نا أبي عن ثابت. عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بَشِّرْ المَشّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التامِّ يومَ القيامة". 278 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب قال: نا مجزأة بن سفيان البُناني البصري بحضرة عبدة بن عبد الله الصفّار- وكان يُحدِّث عنده (¬1) بهذا الحديث: نا سليمان بن داود: نا ثابت البُناني. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بَشِّرْ المشّائين إلى ظُلَم الليل إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة". سليمان بن داود هذا مُؤذِّن مسجد ثابت البُناني. أخرجه ابن ماجه (781) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (685) - والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 140) والحاكم (1/ 212) والبيهقي في سننه (3/ 63) و"شعب الإِيمان" (1/ ق 470/ أ) من طريق سليمان بن داود به. وسليمان قال العقيلي: لا يُتابع على حديثه. وقال الحاكم: رواية مجهولة. وقال ابن الجوزي والحافظ: مجهول. وقال البوصيري في الزوائد (1/ 100). "حديثٌ ضعيفٌ". أهـ. قلت: الحديث ثابت -إن شاء الله-، وقد جاء عن جماعة من الصحابة: ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (عنه).

الأول: بريدة بن الحصيب: أخرج حديثه أبو داود (561) -ومن طريقه البغوي في شرح السنة (2/ 358) - والترمذي (223) واستغربه -ومن طريقه ابن الجوزي (684) - والبيهقي في سننه (3/ 63 - 64) والشعب (1/ ق 470/ ب) من طريق عبد الله بن أوس الخزاعي عنه. وعبد الله مجهول الحال كما قال ابن القطّان ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ: لّين الحديث. الثاني: سهل بن سعد: أخرج حديثه ابن ماجه (780) -ومن طريقه ابن الجوزي (686) - وابن خزيمة (1498، 1499) -واستغربه- والطبراني في الكبير (6/ 181 - 182) والحاكم (1/ 212) والبيهقي في السنن (3/ 63) والشعب (1/ ق 470/أ). وفيه إبراهيم بن محمَّد الحلبي لم يوثقه غير ابن حبان، وشيخه يحيى بن الحارث الشيرازي مقبول كما في التقريب. وقال البوصيري في الزوائد (1/ 99): "إسناده فيه مقال". ثم نقل عن العراقي أنه قال: "حسن غريب". الثالث: أبو الدرداء: أخرج حديثه ابن حبان (422) والطبراني -كما في المجمع (2/ 30) - ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (2/ 12) - والبيهقي في الشعب (1/ ق 470/ ب) وابن الجوزى (688). قال الهيثمي: "فيه جنادة بن أبي خالد ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" أهـ. قلت: قال الذهبي في الميزان (1/ 424): "لا يُعرف"، وفيه عنعنة مكحول.

وله طريق آخر عند الطبراني، قال المنذري في الترغيب (1/ 212): "إسناده حسن". أهـ. وقال الهيثمي (2/ 30): "رجاله ثقات". الرابع: أبو سعيد الخدري. أخرج حديثه الطيالسي (2212) وأبو يعلى (المقصد: 238) والعقيلي في الضعفاء (3/ 105) وابن عدي في الكامل (5/ 1972) وابن الجوزي (689) من طريق الحكم بن عبد الله القسملي عن أبي الصديق عنه. قال ابن الجوزي: لا يصح. وقال الهيثمي (2/ 30): "فيه الحكم بن عبد الله وهو ضعيف". أهـ. وأخرجه ابن عدي (6/ 2269) من طريق محمَّد بن مصعب القرقساني عن أبي الأشهب عن أبي الصديق به. والقرقساني ضعّفوه. الخامس: أبو هريرة: أخرج حديثه ابن ماجه (779) -ومن طريقه ابن الجوزي (688) -. قال البوصيري (1/ 99): "هذا إسناد ضعيف، أبو رافع أجمعوا على ضعفه، والوليد بن مسلم مُدلِّس وقد عنعنه". أهـ. قلت: أبو رافع هو إسماعيل بن رافع متروك كما قال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (398). وله طريق آخر عند الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 58) فيه إبراهيم بن قدامة قال البزار: ليس بحجة. وقال ابن القطان والذهبي: لا يُعرف. (اللسان1/ 92)، وقال المنذري (1/ 212) والهيثمي (2/ 30): "إسناده حسن". أهـ. السادس: عائشة: أخرج حديثها العقيلي في "الضعفاء" (1/ 234 - 235) والطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق58). قال الهيثمي (2/ 30): "وفيه الحسن بن علي الشروي، قال الذهبي:

لا يُعرف، في حديثه نُكرة. وقال الأزدي: لا يتابع عليه".أهـ. قلت: كذا في الأصل: (الأزدي) وصوابه: (العقيلي)، وزاد: مجهول بالنقل. وفيه قتادة بن الفضيل مقبول كما في التقريب. السابع: أبو أمامة: أخرج حديثه الطبراني في الكبير (8/ 167 - 168، 168، 352 - 353)، وقال الهيثمي (2/ 31): "وفيه سلمة العبسي (الصواب: القيسي) عن رجلٍ من أهل بيته. ولم أرَ من ذكرهما".أهـ. وقال المنذري (1/ 213): "في إسناده نظر". الثامن: أبو موسى الأشعري: أخرج حديثه البزار (الكشف: 432) والطبراني في الكبير -كما في المجمع (2/ 31) - وقال الهيثمي: "فيه محمَّد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، وهو منكر الحديث" أهـ. قلت: كذا قال البخاري، وتركه النسائي والدارقطني. (اللسان: 5/ 216 - 217). وفيه علي بن زيد ضعيف، والحسن مدلس وقد عنعنه. التاسع: عمر: أخرج حديثه ابن الجوزي (683) وقال: "لا يثبت". وفيه الوازع بن نافع ضعيف الحديث جدًا، واتهمه الحاكم. العاشر: ابن عمر: أخرج حديثه الطبراني في الكبير (12/ 358)، وفيه داود بن الزبرقان متروك كذّبه الجوزجاني، وبه أعل الهيثمي (2/ 30) الحديث. الحادي عشر: ابن عباس: أخرج حديثه الطبراني (11/ 351) وفيه العباس بن بكّار الضبي كذّبه الدارقطني، وقال الهيثمي (2/ 30): "وفيه العباس بن عامر الضبي ولم أجد

25 - باب: أدب المشي إلى الصلاة

من ترجمه، وبقية رجاله موثقون". أهـ. قلت: ليس في الإسناد (ابن عامر) بل (ابن بكار). الثاني عشر. زيد بن حارثة: أخرج حديثه الطبراني في الكبير (5/ 86) والأوسط -كما في المجمع (2/ 30) - وابن عدي في الكامل (3/ 1140). وقصّر الهيثمي في إعلاله، فأعله بابن لهيعة وقال. "مختلف في الاحتجاج به". أهـ. مع أن في الإِسناد سليمان بن أحمد الواسطي كذّبه ابن معين وصالح جزرة. فالحديث بمجموع هذه الطرق باستثناء الواهي منها (وهي الخمسة الأخيرة) حسن على أقلِّ أحواله إن لم يكن صحيحًا. 25 - باب: أدب المشي إلى الصلاة 279 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله أحمد بن محمَّد بن غالب البغدادي: نا عُبيدة بن عَبيدة: نا حماد بن زيد: نا أبو عمرو بن العلاء عن يونس بن عُبيد عن الحسن. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أُقيمت الصلاة فائتوها وعليكم السكينةُ والوقار، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا". الحسن مدلس، في سماعه من أبي هريرة خلاف. والحديث أخرجه البخاري (2/ 390) ومسلم (1/ 420 - 421) من طرقٍ أخرى عن أبي هريرة.

26 - باب: النهي عن تتبع المساجد

26 - باب: النهي عن تتبُّع المساجد 280 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل بن أبي سعيد التنوخي القطّان: نا أبو علي أحمد بن عبد الله بن زياد بجَبَلة: نا عبد الوهاب بن نَجْدة: نا بقية بن الوليد: نا مجاشع بن عمرو قال: حدثني منصور بن أبي الأسود عن عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليصلي (¬1) الرجلُ في المسجدِ الذي يليه ولا يَتَّبَّع المساجد". أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2450) من طريق بقية بن الوليد به. وإسناده واه، مجاشع قال ابن معين: أحدُ الكذابين. وقال البخاري: منكر مجهول. (الميزان: 3/ 436) واتهمه ابن حبان في المجروحين (3/ 18) بالوضع. وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 270) والأوسط (مجمع البحرين: ق63/ ب) عن شيخه محمَّد بن أحمد بن نضر الترمذي: نا عبادة بن زياد الأسدي نا زهير بن معاوية عن عبيد الله بن عمر به. قال الهيثمي في المجمع (2/ 24): "ورجاله موثقون إلا شيخ الطبراني محمَّد بن أحمد بن النضر الترمذي ولم أجد من ترجمه، قلت: ذكر ابن حبان في الثقات في الطبقة الرابعة: (محمَّد بن أحمد بن النضر ابن ابنة معاوية بن عمرو) فلا أدري هو هذا أم لا؟! ". أهـ. قلت: بل هو معروف ترجمه الخطيب في تاريخه (1/ 365 - 366) والذهبي في "النبلاء" (13/ 545 - 547) والحافظ في اللسان (5/ 46) ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، والصواب: "ليُصلِّ" بحذف الياء.

27 - باب: خروج النساء إلى المساجد

وغيرهم، وكان شيخ الشافعية بالعراق في وقته، وثقه الدارقطني والخطيب. وقال أحمد بن كامل القاضي: كان قد اختلط في آخر عمره اختلاطًا عظيمًا. تنبيه: وقع في "مجمع البحرين": (أحمد بن محمَّد بن نصر) وهو خطأ. 27 - باب: خروج النساء إلى المساجد 281 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا مُضَر بن محمَّد: نا سعيد بن أبي الربيع السمّان: نا الحارث بن عبيد عن أسماء بن عُبيد عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تمنعوا إماءَ الله أن يصلِّين في المساجد". فقال ابنُ ابن عمر: لَنَمْنَعُهُنَّ! فغضب غضبًا شديدًا، وضربه بيده، وقال: تسمعُني أقول لك: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تمنعوهن")، وتقول: نمنعُهنَّ!!. الحارث بن عبيد هو أبو قدامة الإِيادي ضعّفوه. والحديث أخرجه مسلم (1/ 327، 328) من طرقٍ أخرى عن ابن عمر. 282 - أخبرنا أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم العَبْسي في كتاب أبيه قال: حدثني أبي: إبراهيم بن عبد الواحد قال: حدثني جدي لأمي. الهيثم بن مروان بن الهيثم. نا محمَّد بن عيسى بن القاسم بن سُمَيع: نا ثور بن يزيد الرَّحبَي عن ييحيى بن سعيد الأنصاري: أنّ عَمْرةَ حدّثته عن عائشة قالت: لو أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلِمَ ما يُحدِثُ النساء من بعده لَمنعَهُنَّ إتيانَ المساجد كما مُنِعت نساءُ بني إسرائيلَ

28 - باب: الصلاة في الحيطان

المساجدَ. فقلتُ لها: يا أمَّ المؤمنين! وَمُنِعت نساءُ بني إسرائيل المساجدَ؟ قالت: نعم. شيخ تَمَّام وأبوه تقدّم الكلام عليهما في تخريج الحديث (رقم: 249). والحديث أخرجه البخاري (2/ 349) ومسلم (1/ 329) من طرقٍ عن يحيى به. لكن في روايتهما أن يحيى هوالذي سأل عمرة عن منع نساء بني إسرائيل، فقالت: نعم. 28 - باب: الصلاة في الحيطان (¬1) 283 - حدثنا خيثمة بن سليمان: نا محمَّد بن علي الطبري بصُورٍ: نا مسلم بن إبراهيم: نا الحسن بن أبي جعفر الأزدي عن أبي الزبير عن أبي الطفيل. عن معاذ بن جبل قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تُعجبه الصلاةُ في الحيطان. قال المنذري: (الحسن هذا هو الجُفْري، منكر الحديث). أخرجه الترمذي (334) وابن عدي في الكامل (2/ 718) من طريق أبي داود الطيالسي عن الحسن به. قال الترمذي: "غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن أبي جعفر، والحسن بن أبي جعفر قد ضعّفه يحيى بن سعيد وغيره". أهـ. وقال ابن عدي: "لا يُعرف رواه عن أبي الزبير غير الحسن بن أبي جعفر" أهـ. قلت: الحسن قال عنه الحافظ: "ضعيف الحديث مع عبادته وفضله". ¬

_ (¬1) أي: البساتين.

29 - باب: الصلاة على البساط والحصير

29 - باب: الصلاة على البساط والحصير 284 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا ابن أبي غَرْزة: نا عُبيد الله بن موسى عن زَافِر بن سليمان عن شُعبة عن أبي التيّاح. عن أنس بن مالك قال: أَمَّنَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على بِساطٍ. أخرجه البخاري (10/ 582) ومسلم (1/ 457) من طريق عبد الوارث عن أبي التيّاح به. 285 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا موسى بن محمَّد بن أبي عوف: نا محمَّد بن إسماعيل بن عيّاش قال: حدثني أبي عن يحيى بن سعيد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. عن أنس بن مالك قال: سألتْ أمِّي أمُّ سُلَيم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتيها في منزلها فيصلي في مكانٍ تتخذه مُصلّى، ففعل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أتاها فعَمِدت إلى حصيرٍ لها فنضحته بماءٍ، فصلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -عليها وصلَّوا معه. محمَّد بن إسماعيل قال أبو داود: لم يكن بذاك. وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئًا. وأبوه ضعيف في روايته عن الحجازيين وشيخه مدني. لكن أخرجه النسائي (737) عن شيخه سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه عن يحيى بن سعيد به. وإسناده قوي. وأصل الحديث في البخاري (1/ 488) ومسلم (1/ 457) من رواية مالك عن إسحاق به.

30 - باب: وجوب صلاة الجماعة

30 - باب: وجوب صلاة الجماعة 286 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو جعفر أحمد بن عمرو بن إسماعيل بن عمر الفارسي المُقعد: نا شيبان بن فَرّوخ: نا حمّاد بن سلمة عن حُميد عن (¬1) الحسن. عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سَمِعَ النداءَ فلم يُجبْ فلا صلاةَ له". رجاله ثقات، أبوجعفر الفارسي قال خيثمة: ثقة ثقة. كذا في تاريخ ابن عساكر (2/ ق25/ أ) والحسن مدلس وقد عنعنه. والحديث أخرجه ابن ماجه (793) والطبراني في الكبير (12/ 446) وابن حبان (426) والدراقطني (1/ 420) والحاكم (1/ 245) -وصححه على شرطهما وأقره الذهبي- والبيهقي (3/ 57، 174) من حديث ابن عباس بسند صحيح، وأُعل بالوقف، وليس بقادح. 287 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد: نا عُبيد الله بن أحمد الرملي: نا عبد الله بن هانئ العُقيلي: نا ضمرة عن مَسَرَّة بن معبد عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من أهل ثلاثة أبياتٍ في حضرٍ ولا سَفَرٍ. لا تُقام فيهم الصلاةُ إلا استحوذَ عليهم الشيطانُ". أخرجه ابن عساكر في تاريخه (8/ 239/ أ) من طريق مكحول البيروتي عن عبد الله بن هانئ به نحوه. وابن هانئ هذا قال أبو حاتم: قدمت الرملة فذُكر لي أن في بعض القرى هذا الشيخ، وسألت عنه فقيل: هو شيخ يكذب فلم أخرج إليه. وقال ¬

_ (¬1) عليها تضبيب في الأصل، وحُميد من أصحاب الحسن، فما أدرى ما وجهه؟.

31 - باب: فضل صلاة الجماعة

ابن أبي حاتم: روى عن إبراهيم بن أبي عبلة أحاديث بواطيل. الجرح والتعديل (5/ 194). وذكره ابن حبان في الثقات -كما في اللسان (3/ 371) وهذا من تساهله. والحديث أخرجه أحمد (5/ 196، 6/ 445 - 446، 446) وأبو داود (547) والنسائي (847) وابن خزيمة (1486) وابن حبان (425) والحاكم (1/ 246) - وصححه وأقره الذهبي -والبيهقي (3/ 54) والبغوي في شرح السنة (3/ 347) من طريق زائدة بن قدامة عن السائب بن حُبيش الكَلاعي عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء مرفوعًا: "ما من ثلاثة في قريةٍ ولا بدوٍ ولا تُقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان". وإسناده حسن، السائب وثقه العجلي وابن حبان، وقال الدارقطني: صالح الحديث. وقال النووي في "الخلاصة" كما في نصب الراية (2/ 24) -: "إسناده صحيح". أهـ. وصححه أيضًا المناوي في "التيسير" (2/ 360). 31 - باب: فضل صلاة الجماعة 288 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السفر الجُرْشي قراءةً عليه في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة في منزله [في سوق الأحد] (¬1)، وأبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي، وأبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي، قالوا: نا ¬

_ (¬1) زيادة من (ش) و (ظ) و (ر).

أبو بكرة بكّار بن قُتيبة البكراوي بدمشق سنة تسع وستين ومائتين: نا صفوان بن عيسى: نا محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح. عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فضلُ صلاةِ الجميع على صلاة الفَذِّ خمس وعشرون درجةً". حَدَّث به بُندار عن صفوان. إسناده حسن. وأخرجه البخاري (2/ 131) ومسلم (1/ 459) من طريق الأعمش عن أبي صالح به. 289 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حَنْبل بمكةَ: نا هُدبة بن خالد الأزدي: نا همام: نا قتادة عن مُورِّق العجلي عن أبي الأحوص. عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تَفْضُلُ صلاةُ الجميعِ على صلاةِ الرجلِ وحدَه بخمسٍ وعشرين صلاةٍ كلُّها بمثل صلاته". أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 128) عن عبد الله بن أحمد به. وأخرجه أبو يعلى (المقصد: 249) عن هدبة به. وأخرجه أحمد (1/ 437) والبزار (الكشف: 457) من طريق همّام به. وإسناده صحيح. 290 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أحمد بن الأسود الحنفي: نا فهد بن حيّان: نا شعبة عن قتادة عن عقبة بن وسّاج عن أبي الأحوص. عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو حديث: "صلاةُ الجميع تًفْضُلُ صلاةَ الرجل وحده بضع (¬1) وعشرين صلاة -أو: خمس (1) وعشرين صلاة". ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، والصواب (بضعًا، خمسًا).

أخرجه أحمد (1/ 437) من طريق شعبة عن عقبة به. وأخرج ابن خزيمة (1470) والبزار (كشف: 455) والطبرراني (10/ 128) من طريق شعبة عن قتادة. وإسناده صحيح. قال المنذري في الترغيب (1/ 261): "رواه أحمد بإسنادٍ حسن". أهـ. وقال الهيثمي (2/ 38) والحافظ في الفتح (2/ 134) والبوصري في مختصر الإتحاف (1/ق 72/أ) "رجاله ثقات". أهـ. وأخرجه أحمد (1/ 376) والطبراني (10/ 128) والبزار (456) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي الأحوص به. وأخرجه أحمد (1/ 376) وابن أبي شيبة (2/ 479) وأبو يعلى (المقصد: 247، 248) والطبراني (10/ 128) والبزار (458) من طريق عطاء بن السائب عن أبي الأحوص. وأخرجه الطبراني (10/ 128، 129) من طريق آخرين عن أبي الأحوص.

أبواب الإمامة

" أبواب الإِمامة " 32 - باب: من أحقُّ بالإِمامة؟ 291 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالة الحمصي قراءةً عليه: نا بحر بن نصر بن سابق. نا خالد بن عبد الرحمن الخراساني: نا فِطْر بن خليفة عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضَمْعَجٍ. عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليَؤُمَّكُم أقرؤُكم لكتاب الله -عَزَّ وجَلَّ-، فإنْ كانت القراءةُ واحدةً فأقدمكم هِجرةً، فإنْ كانت الهجرةُ واحدةً فأعلمكم بالسُّنّة، فإن كانت السُّنّةُ واحدةً فأكبرُكم سِنًّا. ولا يُؤمُّ الرجلُ في بيته، ولا يُجلسُ على تَكْرِمَتِه إلا بإذنه". يقول: إلا بإذن صاحب البيت يتقدّم. أخرجه مسلم (1/ 465) من طريق الأعمش وشعبة كلاهما عن إسماعيل بن رجاء به. 292 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن الحسين بن عمر بن حفص القرشي يُعرف بـ (ابن مزاريب): نا أبو علي إسماعيل بن محمَّد العُذْري نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ابن عيّاش: نا بُرْد بن سِنان عن أبي هارون العَبْدي. عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سافرَ قومٌ ليس معهم أميرٌ فليَؤمَّهم أقرؤهم لكتاب الله -عَزَّ وجَلَّ-".

33 - باب: إمامة الفاسق

أخرجه الديلمي في مسند الفردوس-كما في كنز العمال (7/ 414) -، وقد جعل السيوطي في مقدمة جامعه الكبير العزو إلى الديلمي معلمًا بضعف الحديث. وأبو هارون هو عمارة بن جُوين متروك كذّبه بعضهم. 33 - باب: إمامة الفاسق 293 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله محمَّد بن عيسى بن حيّان المدائني: نا محمَّد بن الفضل بن عطية: نا سالم الأفطس عن مجاهد. عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال. "صَلّوا على مَنْ قال: لا إله إلا الله، وصَلّوا وراءَ من قال: لا إله إلا الله". أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 447) والدارقطني (2/ 56) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (713) - عن محمَّد بن الفضل به. قال الهيثمي في المجمع (2/ 67): "وفيه محمَّد بن الفضل بن عطية وهو كذّاب". أهـ. وبذا أعله ابن الجوزي والحافظ في التلخيص (2/ 35). 294 - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمَّد بن هاشم البغدادي الورّاق قراءةً عليه: نا أبو العباس أحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه: نا عثمان بن عبد الله بن عمرو العثماني: نا مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صَلّوا خلفَ مَنْ قال: لا إله إلا الله، وصلّوا على مَنْ قال: لا إله إلا الله". أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 1823) والخطيب في تاريخه (11/ 283) ومن طريقه ابن الجوزي (715) من طريق العثماني به.

34 - باب: ما على الإمام من إتمام الصلاة

والعثماني هذا وضاع اتهمه بالوضع ابن حبان وابن عدي والدارقطني والحاكم "اللسان": 4/ 143 - 147). قال ابن حبان في المجروحين (2/ 102) بعد ذكر هذا الحديث في ترجمته: "ليس هذا من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا من حديث ابن عمر، ولا من حديث نافع، ولا من حديث مالك". وقال ابن عدي: "باطلٌ عن مالك". أهـ. قلت: وتابعه وهب بن وهب القاضي الكذاب عند الخطيب (6/ 403) وابن الجوزي (714). وتابعه أيضًا أبو الوليد خالد بن إسماعيل المخزومي عند الدارقطني (2/ 56) والخطيب (11/ 293) وابن الجوزي (716)، والمخزومي اتهمه ابن عدي بالوضع، وتركه الدارقطني (الميزان: 1/ 627). وأخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 320) من طريق نصر بن الحريش الصامت عن المشمعل بن ملحان عن سويد بن عمر عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عمر. ونصر ضعفه الدارقطني (الميزان: 4/ 250). وأخرجه الدارقطني (2/ 56) -ومن طريقه ابن الجوزي (712) - وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 317) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن عطاء عن ابن عمر. والوقّاصي تركوه، وكذّبه ابن معين. 34 - باب: ما على الإِمام من إتمام الصلاة 295 - أخبرنا أبو يعقوب الْأَذرعي: نا أبو الزِّنْباع رَوح بن الفَرَج القطّان بمصرَ: نا يوسف بن عدي: نا عبد الرحيم بن سليمان عن أبي أيوب الإِفريقي عن صفوان بن سُليم عن سعيد بن المسيب.

35 - باب: متابعة الإمام

عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يأتي أقوامٌ -أو: يكون أقوامٌ- يُصلونَ بكم الصلواتِ، فإن أتمّوا فلهم ولكم، وإن انتقصوا فعليهم ولكم". قال المنذري: (أبو أيوب هذا هو: عبد الله بن علي الأزدي الإِفريقي، يُعدُّ في الكوفيين، وهو ليّن). قال الإِمام الشافعي في كتابه "الأم" (1/ 159). "روى صفوان بن سليم .. "فذكره. وأخرجه ابن حبان (375) من طريق عبد الرحيم به. وعبد الله بن علي أبو أيوب قال ابن معين: لا بأس به. ووثقه ابن حبان، وقال أبو زرعة: ليّن في حديثه إنكار، ليس بالمتين. فالسند حسنُ إن شاء الله. والحديث أخرجه البخاري (2/ 187) من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة بنحوه. 35 - باب: متابعة الإِمام 296 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق. نا (¬1) أحمد بن علي بن سهل المروزي: نا سُريج بن يونس: نا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيّان عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما جُعِلَ الإِمامُ ليؤتمَّ به: فإذا كبّر فكبّروا، وإذا قرأ فأنصتوا، وإذا قال: (ولا الضآلّين) فقولوا ¬

_ (¬1) في الأصول (بن) والتصويب من (ظ) و (ف).

(آمين)، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: (سمع الله لمن حمده) فقولوا: (اللهم ربنا لك الحمد)، وإذا صلّى جالسًا فصلُّوا جلوسًا". يُقال: إنه لم يروه غير أبي خالد الأحمر، [والله أعلم] (¬1). أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 377) وأحمد (2/ 420) وأبو داود (604) والنسائي (921) وابن ماجه (846) والدرا قطني (1/ 327) والبيهقي (2/ 156) من طريق أبي خالد الأحمر به. قال أبو داود: وهذه الزيادة: "إذا قرأ فأنصتوا" ليست بمحفوظة، الوهم عندنا من أبي خالد. أهـ. قلت: لكن تعقبه الزكي المنذري في مختصر السنن (1/ 313) فقال: "وفيما قاله نظر، فإن أبا خالد هذا هو سليمان بن حبّان الأحمر، وهو من الثقات الذين احتجّ البخاري ومسلم بحديثهم في صحيحيهما. ومع هذا فلم ينفرد بهذه الزيادة بل قد تابعه عليها: أبو سعد محمَّد بن سعد الأنصاري الأشهلي المدني، نزيل بغداد، وقد سمع من ابن عجلان وهو ثقة، وثّقه ييحى بن معين، ومحمد بن عبد الله المُخرِّمي، وأبو عبد الرحمن النسائي. وقد خرّج هذه الزيادة النسائي في سننه من حديث أبي خالد الأحمر، ومن حديث محمَّد بن سعد هذا". أهـ. قلت: متابعه ابن سعد عند النسائي (برقم: 922) والدراقطني (1/ 328)، وممن تابعه أيضًا: الليث بن سعد الإِمام عند أبي العباس السرّاج في مسنده- كما في النكت الظراف (9/ 343 - 344)، واسماعيل بن أبان الغنوي، ومحمد بن ميسّر الصاغاني عند الدارقطني (1/ 329، 330) وضعَّفهما. وقال البخاري في "جزء القراءة" ص 64: "ولا يُعرف هذا من صحيح حديث أبي خالد الأحمر، قال أحمد: أراه يدلس ". أهـ. ¬

_ (¬1) زيادة من (ف).

وروى البيهقي (2/ 156 - 157) بسنده عن يحيى بن معين أنه قال في هذا الحديث: "ليس بشيء". أهـ. وفي العلل لابن أبي حاتم (1/ 164) عن أبيه قال: "ليست هذه الكلمة بالمحفوظة، وهو من تخاليط ابن عجلان. وقد رواه خارجة بن مصعب أيضًا، وتابع ابن عجلان، وخارجة أيضًا ليس بالقوي".أهـ. قلت: وتخطئة ابن عجلان هي الصواب، فإنه متوسط الحفظ كما قال الذهبي في الميزان (3/ 645)، قال البيهقي: وهو وهم من ابن عجلان. وأيّده النووي في المجموع (3/ 368). قال أبو إسحاق -راويةُ مسلم-: قال أبو بكر ابن أخت أبي النضر في هذا الحديث -أي: طعن فيه-، فقال مسلم: "تريد أحفظ من سليمان؟. فقال له أبو بكر. فحديث أبي هريرة هو صحيح؟ يعني: "إذ قرأ فأنصتوا". فقال: هو عندي صحيح. فقال: لِمَ لَمْ تضعه ها هنا؟ قال: ليس كل شيءٍ عندي صحيح وضعته ها هنا، إنما وضعت ها هنا ما أجمعوا على صحته. (صحيح مسلم: 1/ 304). ونقل ابن عبد البر -كما في الجوهر النقي (2/ 157) - تصحيح الحديث عن الإِمام أحمد، وصححه ابن حزم في المحلى (3/ 240). وقد روى مسلم (1/ 304) من حديث أبي موسى هذه الزيادة، لكن أعلّها الدراقطني في سننه (1/ 331) بالشذوذ والفردية، وقال أبو داود (1/ 596): "ليس بمحفوظ، لم يجيء به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث". أهـ. ونقل البيهقي (2/ 156) عن أبي علي النيسابوري أنه قال: خالف جرير عن التيمي أصحاب قتادة كلهم في هذا الحديث، والمحفوظ عن فتادة: رواية هشام الدستوائي وهمام وسعيد بن أبي عروبة ومعمر بن راشد وأبي عوانة والحجاج بن الحجّاج ومن تابعهم على روايتهم -يعني: دون

36 - باب: الترهيب من رفع المأموم رأسه قبل الإمام

هذا اللفظة-، ورواه سالم بن نوح عن ابن أبي عروبة وعمر بن عامر عن قتادة فأخطأ". أهـ. قلت: رواية سالم هذه أخرجها الدارقطني (1/ 330) -ومن طريقه البيهقي (2/ 156) -، وقال الدراقطني: سالم بن نوح ليس بالقوي. والحديث أصله في البخاري (2/ 216) ومسلم (1/ 309 - 310) من حديث أبي هريرة دون هذه اللفظة. 297 - أخبرنا أبو طاهر محمَّد بن أحمد بن نصر القاضي قراءةً عليه: نا الحسين بن الكُمَيت. نا غسان بن الربيع: نا حمّاد بن سلمة عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد. عن البَرَاء بن عازب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفعَ رأسَهُ من الركوع لم نَحْنِ ظهورَنا حتى نرى قد سجد. أخرجه البخاري (2/ 232) من طريق شعبة بنحوه. وأخرجه هو (2/ 181، 295) ومسلم (1/ 345) من طرق أخرى عن أبي إسحاق الشيباني به. 36 - باب: الترهيب من رفع المأموم رأسه قبل الإِمام 298 - حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دُجانة النصري: نا الحسن بن الفرج الغَزِّي بغزّةَ: نا يوسف بن عدي: نا مُعَمَّر بن سليمان: نا زيد بن حِبّان الرقي: نا مِسْعَر بن كدام عن محمَّد بن زياد. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا يخشى الذي يرفعُ رأسُه قبلَ الإِمامِ أن يُحوِّل الله رأسَه رأسَ حمارٍ". أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 73) وابن عدي في "الكامل"

(3/ 1061) وأبو نُعيم في الحلية (7/ 225 - 226) من طريق يوسف بن عدي به. قال العقيلي: "لا يُتابع عليه، وليس له أصل من حديث مسعر، وهو معروف من حديث غير مسعر عن محمَّد بن زياد: رواه شعبة وحماد بن سلمة وجماعة". أهـ. وقال ابن عدي: "لا يُعرف إلا برواية زيد بن حبان عن مسعر، وعن زيد: معمر".أهـ. وقال أبو نُعيم: "هذا من غرائب حديث مسعر ذاكر به القدماء قديمًا من حديث يوسف بن عدي، وإنّه من مفاريده، رواه غير واحد من المتأخرين عن جماعةٍ عن مسعر، فروي من حديث وكيع ومحمد بن عبد الوهاب القتات وعبد الرحمن بن مصعب الكوفي بأسانيد لا قِوام لها مما وهمت فيه الضعاف عن قريب". أهـ. قلت: زيد بن حبان ترك أحمد حديثه، وضعفه ابن معين والدارقطني، وقد عُدَّ هذا الحديث من منكراته. 299 - حدثنا أبو الحسين عثمان بن الحسين البغدادي: نا القاسم بن زكريا المُطَرِّز: نا يوسف بن حمّاد. نا عثمان بن عبد الرحمن عن محمَّد بن زياد. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فذكر مثلَه. عثمان بن عبد الرحمن هو الجُمَحي ليس بالقوي كما في التقريب. والحديث أخرجه البخاري (2/ 182 - 183) ومسلم (1/ 320، 321) من طرقٍ عن محمَّد بن زياد به، لم يُخرِّج تمام منها شيئًا. 300 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أحمد بن أبي غَرَزَة: نا عُبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن عبد الله بن مختار عن محمَّد بن زياد.

عن أبي هريرة قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمَا يخشى الرجلُ يرفع رأسه قبلَ الإِمام أن يحوِّل اللهُ رأسَه رأسَ حمارٍ". إسناده قوي. وابن أبي غَرَزَة اسمه: أحمد بن حازم بن محمَّد بن يونس بن قيس بن أبي غرزة حافظ معروف (سير النبلاء 13/ 239). 301 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحرّاني: أنا أبو عبد الرحمن القاسم بن يحيى بن نصر ابن أخي سعدان بن نصر: نا الربيع بن ثعلب: نا أبو إسماعيل المُؤدّب عن محمَّد بن ميسرة عن محمَّد بن زياد. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يُؤمِنُ أحدُكم أن يرفعَ رأسَه قبلَ الإِمام أن يُحوِّل الله رأسَه رأسَ كبشٍ". 302 - حدثنا أبي -رحمه الله-: نا الهيثم بن خلف الدُّوري: نا الربيع بن ثعلب: نا أبو إسماعيل المُؤدِّب فذكر بإسناده مثله، وقال: "أَمَا يخشى". قال المنذري: (أبو إسماعيل المُؤدِّب اسمه: إبراهيم بن سليمان، ضعّفه ابن معين). أخرجه ابن حبان (504) عن شيخه الهيثم بن خلف به، وعنده (كلب) بدل (كبش)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 69/ ب) عن الربيع به، وقال: تفرّد به الربيع. وإسناده حسن، أبو إسماعيل المؤدّب وثقه أبو داود والعجلي وابن حبان والدارقطني، واضطرب فيه ابن معين فوثّقه مرة وضعّفه أخرى، والصواب أنه حسن الحديث كما قال ابن عدي. وشيخه هو محمَّد بن أبي حفصة وثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان،

وقال ابن المديني: ليس به بأس. وضعّفه النسائي. والربيع ثقة مترجم في الجرح والتعديل (3/ 456) وتاريخ الخطيب (8/ 418). وقال المنذري في الترغيب (1/ 333). "إسناده جيد". وقال الهيثمي (2/ 78): "ورجال الأول ثقات خلا شيخ الطبراني العباس بن الربيع بن تغلب، فإني لم أجد من ترجمه". أهـ. وأخرجه عبد الرزاق (2/ 373) والطبراني في الكبير (9/ 274) من طرقٍ عن ابن مسعود موقوفًا، قال المنذري (1/ 333): "أحدها جيد". أهـ. وقال الهيثمي (2/ 79): "منها إسنادٌ رجاله ثقات". أهـ. قلت: هو من رواية تميم بن سلمة عن ابن مسعود، ولم يدركه. 303 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن الحرّاني: نا محمَّد بن محمَّد بن سليمان الباغَنْدي: نا عبّاد بن الوليد: نا حَبّان: نا سَليم بن حيّان عن محمَّد بن زياد. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا يخشى الذي يرفعُ رأسَه قبلَ الإِمامِ أن يُحوِّل اللهُ رأسَه رأسَ حمارٍ". إسناده صحيح. حَبّان -بفتح الحاء- هو ابن هلال البصري ثقة ثبت. 304 - حدثنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حسنون الأزدي من كتابه: نا أبو الجهم عمرو بن حازم بن عمرو القرشي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا صندل بن زياد: نا عبّاد بن منصور عن محمَّد بن سيرين. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا يخشى الذي يرفعُ رأسَه قبلَ الإِمام أن يُحوِّلَ الله رأسَه رأسَ حمارٍ". عمرو بن حازم ترجمه ابن عساكر في تاريخه (13/ ق 212/ أ) ولم يحك

فيه جرحًا ولا تعديلًا، وصندل بيّض له ابن أبي حاتم في الجرح (4/ 456). وعبّاد ضعفوه وهو مدلس. وأخرجه البيهقي (2/ 93) من طريق إبراهيم بن طهمان عن أيوب عن محمَّد بن سيرين به. وإسناده جيد. 305 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن يذغباش الحُجري قراءة عليه: نا أبو علي الحسين بن موسى بن بشر العكِّي: نا زهير بن عبّاد: نا أبو عمر حفص بن ميسرة عن محمَّد بن عجلان عن أييه. عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الذي يسجدُ قبلَ الإِمامِ ويرفعُ رأسه قبلَه إنما ناصيتُه بيدِ الشيطان". أخرجه ابن عساكر في تاريخه (2/ ق 186/ د) في ترجمة ابن يذغباش من طريق تمام، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا وشيخه لم أر من ذكره. وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين ق 69/ ب) من طريق أبوسعد محمد بن سعد الأشهلي -وهو ثقة كما في تاريخ بغداد (5/ 320) - والبزار (كشف: 475) من طريق الدراوردي كلاهما عن محمَّد بن عمرو بن علقمة عن مليح بن عبد الله عن أبي هريرة مرفوعًا، هكذا روياه مرفوعًا، وخالفهما الإِمام مالك في موطأه (1/ 92)، فرواه عن محمَّد بن عمرو موقوفًا، وخالفهما أيضًا ابن عيينة عند عبد الرزاق (2/ 373) وكفى بهما حجة، فالصواب وقفه. وقال المنذري في الترغيب (1/ 334) والهيثمي في المجمع (2/ 78): "إسناده حسن". أهـ. قلت: مَليح بيّض له ابن أبي حاتم (8/ 367)، ولم يذكره الجلال السيوطي في "إسعاف المُبطّأ" مع أنه على شرطه.

37 - باب: موقف المأموم من الإمام

37 - باب: موقف المأموم من الإِمام 306 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرعي: نا محمد بن الحضر بن علي أبو جعفر البزّاز بالرقة: نا إسحاق بن عبد الله البُوقي. نا داود بن الزِّبْرِقان عن أيوب عن نافع. عن ابن عمر. رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي فجئتُ، فقمت عن يساره، فأخذ بيدي فأقامني عن يمينه. داود متروك وكذّبه الأزدي. كذا في التقريب. 307 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أبو علي أحمد بن محمد بن أبي الخناجر: نا خالد بن عمرو: نا شعبة عن السُّدِّي. عن أنس قال: أقامني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على يمينه. يعني: في الصلاة. خالد بن عمرو هو الأموي الكوفي متروك كذّبه ابن معين، واتهمه ابن حبان وصالح جزرة بالوضع. لكن أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 86) من طريق موسى بن أنس عن أنس، وسنده جيد. وأخرجه البزار (كشف: 510) من طريق هشيم عن يونس بن عبيدة، عن أنس، قال الهيثمي (2/ 95): "رجاله موثقون". أهـ. قلت: يعضده ما قبله.

38 - باب: ما يؤمر به الإمام من التخفيف

38 - باب: ما يُؤمر به الإِمام من التخفيف 308 - حدثنا أبو زرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله النَّصْري قالا. نا أبو الحسن محمد بن نوح الجُنْدَيْسابوري: نا أبو الربيع عبيد الله بن محمَّد الحارثي: نا محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك: أنا نافع بن أبي نُعيم القاري عن أبي الزِّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلّى أحدكم بالناس فليُخفِّفْ، فإنّ فيهم الضعيفَ، وإنّ فيهم الكبيرَ، وإن فيهم السقيمَ، فإذا صلّى وحدَه فليُطلْ ما شاء". أخرجه البخاري (2/ 199) من طريق مالك، ومسلم (1/ 341) عن طريق المغيرة بن عبد الرحمن كلاهما عن أبي الزناد به. 309 - أخبرنا أبو الميمون ابن راشد: نا مُضَر بن محمد البغدادي: نا أبو سليمان داود بن بلال السعدي: نا أبو هلال عن قتادة. عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أخفِّ الناس صلاةً في تَمامٍ. 310 - أخبرنا أبو الميمون ابن راشد: نا أبو عمران موسى بن الحسن السقلي (¬1): نا شاذ بن فيّاض: نا شعبة عن قتادة. عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أخفِّ الناس صلاةً في تَمامٍ. أخرجه مسلم (1/ 342) من طريق أبي عَوانة عن قتادة به. ¬

_ (¬1) في (ف): (الصقلي).

39 - باب: الفتح على الإمام

39 - باب: الفتح على الإِمام 311 - حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قالا: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا هشام بن إسماعيل العطّار: نا محمد بن شعيب: نا عبد الله بن العلاء بن زَبْر عن سالم بن عبد الله. عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى صلاةً فلُبِّس عليه، فلما انصرف قال لأُبَي: "أَصليتَ معنا؟ " قال: نعم. قال: "فما مَنَعَك؟! ". أخرجه أبو داود (1/ 558) عن شيخه يزيد بن محمَّد به. وأخرجه ابن حبان (380) والطبراني في الكبير (12/ 313) والبيهقي (3/ 212) من طريق هشام بن عمار عن ابن شعيب به بزيادة: "ما منعك أن تفتح علي". وإسناده صحيح، وقال الخطابي في "المعالم" (1/ 216): "إسناده جيد". أهـ. وقال النووي في "المجموع" (4/ 241): "رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح كامل الصحة، وهو حديث صحيح". وقال الهيثمي (2/ 70) بعدما عزاه للطبراني: "رجاله موثّقون ". 40 - باب: تسوية الصف 312 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، وأبو يعقوب الأذرعي قالا: نا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي بحمص: نا محمد بن عبيدة المددي: نا الجرّاح بن مليح عن إبراهيم بن ذي حماية عن الحجّاج بن أرطأة النخعي عن حسين بن الحارث.

41 - باب: فضل الصف الأول

عن النعمان بن بَشير قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يومٍ، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: "سَوّوا بينَ صُفوفِكم، ولا تختلفوا فيُخالِفُ اللهُ بينكم يومَ القيامة". فلقد رأيتُنا وإنَّ الرجلَ مِنّا ليلتمسُ بمَنْكبه مَنْكِبَ أخيه، وبُركبتهِ رُكبةَ أخيه. الحجّاج صدوق كثير الخطأ والتدليس كما في التقريب، وقد عنعن. وإبراهيم بن ذي حماية ومحمد بن عبيدة لم أر من ذكرهما. والحديث أخرجه أحمد (4/ 276) وأبو داود (662) -ومن طريقه البيهقي (3/ 100 - 101) - وابن حبان (396) والدارقطني (1/ 282 - 283) من طريق زكريا بن أبي زائدة عن أبي القاسم الحسين بن الحارث الجدلي به بنحوه. وإسناده جيد، وقد صرّح زكريا بالتحديث عند الدارقطني. والحديث أصله في البخاري (2/ 206 - 207) ومسلم (1/ 324)، وأخرج البخاري (2/ 211) نحوه من حديث أنس. 41 - باب: فضل الصف الأول 313 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السفر، وأحمد بن سليمان بن حذلم قالا: نا بكّار بن قتيبة: نا يعقوب بن إسحاق المقري: نا مالك بن مِغْول عن طلحه بن مُصَرِّف عن عبد الرحمن بن عَوْسجة. عن البَراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- وملائكته يُصلُّون على الصفِّ الأوّل". 314 - أخبرنا أبو الطيب محمَّد بن حُميد بن سليمان الكلابي: نا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي: نا يسرة بن صفوان: نا حُديج عن أبي إسحاق: حدثني طلحة بن مُصرّف عن ابن عوسجة.

عن البراء بن عازب قال: قال النبي (¬1) - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ وملائكته يصلُّون على الصفوف الْأُوَل". أخرجه الطيالسي (741) وعبد الرزاق (2/ 51) وأحمد (4/ 285، 296، 299، 304) وأبو داود (664) والنسائي (811) وابن ماجه (997) والدارمي (1/ 289) وابن الجارود (316) وابن خزيمة (1551، 1552) وابن حبان (386) والحاكم (1/ 571، 572، 575) وأبو نعيم في الحلية (5/ 27) والبيهقي (3/ 103) والبغوي في شرح السنة (3/ 372، 373) من طرق عدة عن طلحة بن مصرّف به، وإسناده صحيح. قال النووي في "المجموع" (4/ 301): "صحيح رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح". أهـ. لكنه اقتصر في "رياض الصالحين" (رقم: 1090) على تحسينه. وذكره البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 121) -مع إخراج أبي داود والنسائي له! -، وقال: "رجاله ثقات". وقد ورد من حديث عبد الرحمن بن عوف، وجابر، وأبي أمامة، والنعمان بن بشير. أما حديث عبد الرحمن فقد أخرجه ابن ماجه (999) بإسناد حسن، وقال البوصيري (1/ 121): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". وأما حديث جابر فقد أخرجه البزار (كشف: 507)، قال الهيثمي (2/ 92): "وفيه عبد الله بن محمَّد بن عقيل وفيه كلام، وقد وثّقه جماعةٌ". أهـ. قلت: وسائر رواته ثقات. وأما حديث أبي أمامة فقد أخرجه أحمد (5/ 262) والطبراني في الكبير (8/ 205)، قال الهيثمي (2/ 91): "رجال أحمد موثقون". أهـ. قلت: فيه الفرج بن فضالة الشامي ضعيف كما في التقريب. وأما حديث النعمان فقد أخرجه أحمد (4/ 268 - 269) والبزّار (507)، قال الهيثمي (2/ 91): "رجاله ثقات". أهـ. قلت: وسنده حسن. ¬

_ (¬1) في (ف). (رسول الله).

42 - باب: من صلى خلف الصف وحده

42 - باب: من صلّى خلف الصف وحده 315 - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد: نا محمَّد بن سليمان: نا أبو معاوية عن الأعمش عن شِمْر بن عطية عن هلال بن يِساف. عن وابصة بن معبد الجُهني قال: سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يُصلِّي خلفَ الصفوفِ وحدَه. قال (¬1): "يُعيد". أخرجه أحمد (4/ 228) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (17/ ق 350/ ب) - والطبراني في الكبير (22/ 143) عن أبي معاوية به. وإسناده صحيح. لكن أخرجه الطيالسي (1201) وأحمد (4/ 228) وأبو داود (682) والترمذي (231) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 393) وابن حبان (403، 404) والطبراني في الكبير (22/ 140، 141) والبيهقي (3/ 104) وابن حزم في المحلى (4/ 52)، والبغوي في شرح السنة (3/ 378 - 379) وابن عساكر في تاريخه (17/ ق / 350 /أ- ب) والمزي في التهذيب (2/ 1032) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة. فزاد (عمرو بن راشد). وعمرو هذا، قال الحافظ: مقبول. أهـ. ووثقه ابن حبان، وقال البزار -كما في نصب الراية (2/ 38) -: "عمرو بن راشد رجل لا يُعلم حدّث إلا بهذا الحديث، وليس معروفًا بالعدالة، فلا يُحتج بحديثه". أهـ. لكن قال ابن حزم في المحلى (4/ 54): "عمرو بن راشد ثقة، وثّقه أحمد بن حنبل وغيره". أهـ. فعلى هذا يكون هذا السند صحيحًا أيضًا، والعهدة على ابن ¬

_ (¬1) في (ظ)، (ر)، (ف). (فقال).

حزم، فإن المزي في التهذيب (12/ 1032) وابن حجر في تهذيبه (8/ 31) لم يذكرا توثيق أحمد له. وأخرجه أحمد (4/ 228) والترمذي (230) وحسّنه، وابن ماجه (1004) والحميدي في مسنده (884) وابن أبي شيبة (2/ 192) والدارمي (1/ 294) والطحاوي (1/ 393) وابن حبان (405) والطبراني (22/ 141، 142) والبيهقي (3/ 104، 104 - 105) وابن عساكر (17/ ق350/ أ) من طريق حصين عن هلال بن يساف قال: أخذ زياد بن أبي الجعد بيدي ونحن بالرقّة، فقام بي على شيخ يُقال له: (وابصة بن معبد) من بني أسد، فقال زياد: حدثني هذا الشيخ: أن رجلًا صلّى خلف الصف -والشيخ يسمع- .. ثم ذكر الحديث. وزياد هذا لم يوثقه غير ابن حبان، قال ابن عساكر (17/ ق 351 / أ): "ويحتمل أن يكون هلال سمعه من وابصة أيضًا لأنه قد رآه، أو عدّ سكوته إقرارًا به فحدَّث به تارةً عنه". أهـ. قال العلامة أحمد شاكر في شرحه على الترمذي (1/ 445): "قوله: (والشيخ يسمع) يريد بها هلال أن زيادًا حدَّثه بالحديث عن وابصة بن معبد بحضرته وسماعه، فلم ينكره عليه، فيكون من باب القراءة على العالم، وكأن هلالًا سمعه من وابصة، ولذلك كان هلال يرويه في بعض أحيانه عن وابصة بدون ذكر زياد، وهي رواية متصلةٌ ليس فيها تدليس، وإلى هذا يشير قول الترمذي: (وفي حديث حُصين ما يدلس على أن هلالًا قد أدرك وابصة) ". أهـ. وأخرجه عبد الرزاق (2/ 59) ومن طريقه ابن الجارود (319) والطبراني (22/ 141) من طريق منصور عن هلال به. قال الدارمي (1/ 295): "كان أحمد بن حنبل يثبّت حديث عمرو بن مرة". أهـ. ونقل الحافظ في الفتح (2/ 268) تصحيحه عن الإِمام أحمد، ونقل النووي في المجموع (4/ 298) عن ابن المنذر أنه قال: ثبّت هذا

الحديث أحمد وإسحاق. أهـ. وقوّاه ابن القيم في تهذيب السنن (1/ 336 - 337). ويشهد له ما أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 193) -ومن طريقه ابن ماجه (1003) وابن حزم (4/ 53) - وأحمد (4/ 23) وابن خزيمة (1569) والطحاوي (1/ 394) وابن حبان (401، 402) والبيهقي (3/ 105) من طريق ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه -وكان من الوفد-، قال: خرجنا حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه وصلينا خلفه، فرأى رجلًا يصلي خلف الصف وحده، فوقف عليه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انصرف، فقال: "استقبل صلاتك، فلا صلاة للذي خلف الصف". قال ابن حزم: "ملازم ثقة وثقه ابن أبي شيبة وابن نُمير وغيرهما، وعبد الله بن بدر ثقة مشهورٌ، وما نعلم أحدًا عاب عبد الرحمن بأكثر من أنه لم يرو عنه إلا عبد الله بن بدر، وهذا ليس جرحةً! ". أهـ. قلت: وعبد الرحمن وثقه العجلي وابن حبان وأبو العرب التميمي، وأطلق الحافظ في التقريب توثيقه، فالسند جيّد، وحسّنه النووي في المجموع (4/ 298)، وقال البوصيري في الزوائد (1/ 122): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". أهـ.

أبواب صفة الصلاة وأحكامها

" أبواب صفة الصلاة وأحكامها" 43 - باب: رفع اليدين في الصلاة 316 - أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن سهل بن حيّة بن يحيى بن صالح البزاز بعقبة الصوف: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن الوليد المري المقري: نا هشام بن عمّار: نا إسماعيل بن عيّاش: نا صالح بن كيسان عن الأعرج. عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه حَذوَ منكبيه حين يفتتح الصلاة، وحين يركع (¬1)، وحين يسجد، وحين يقوم من السجدتين. أخرجه أحمد (2/ 132) والبخاري في "جزء رفع اليدين" (رقم: 57) وابن ماجه (860) والدراقطني (1/ 295) والخطيب في التاريخ (7/ 394) من طريق إسماعيل به. قال البوصيري في الزوائد (1/ 107): "هذا إسناد ضعيف، فيه رواية إسماعيل بن عيّاش عن الحجازيين -وهي ضعيفة". قلت: وقد اضطرب فيه، فرواه أيضًا عن صالح بن كيسان عن نافع عن ابن عمر، أخرجه أحمد (2/ 132) والدارقطني (1/ 295 - 296). 317 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عيسى: نا سفيان بن عُيينة عن الزهري عن سالم. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش) و (ر): (يرفع) والتصويب من (ظ) وهامش الأصل.

عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاةَ يرفعُ يديه حتى تُجاوزَ منكبيه، وإذا أراد أن يركع، وبعدما يرفع رأسه من الركوع، ولا يرفعُ بين (¬1) السجدتين. أخرجه مسلم (1/ 292) من طريق سفيان به. وأخرجه البخاري (2/ 218) من طريق مالك عن الزهري به. 318 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي: نا أبو هاشم وريزة بن محمد (¬2) الغسّاني: نا إبراهيم بن عبد الله الهروي: نا شَريكُ عن عاصم بن كُليب عن أبيه. عن خاله الفلتان بن عاصم، قال: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فوجدتهُم يصلون في البرانِس والأكسية، ويرفعون فيها أيديهم. أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 336) من طريق شريك به. قال الهيثمي في المجمع (2/ 51): "رجاله موثقون". أهـ. قلت: شَريك قد ساء حفظه، وقد أخطأ بعض الرواة فجعله من مسند الفلتان، والصواب أنه من مسند وائل: فالحديث أخرجه أبو داود (728) عن عثمان بن أبي شيبة عن شريك عن عاصم عن أبيه عن وائل بن حجر وفيه: ثم أتيتهم فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدور في افتتاح الصلاة وعليهم برانس وأكسية. وأخرجه أحمد (4/ 316) والنسائي (1159) من طريق سفيان عن عاصم به نحوه، وسنده صحيح. ¬

_ (¬1) في (ر): (بعد) وهو تحريف. (¬2) سقط من (ظ) و (ر): (بن محمَّد).

44 - باب: كيفية الرفع

44 - باب: كيفية الرفع 319 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي قراءةً عليه بدمشق: نا بحر بن نصر بن سابق: نا خالد بن عبد الرحمن: نا ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان. عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدًّا. أخرجه أحمد (2/ 375) والدارمي (1/ 281) والبيهقي (2/ 27) من طريق ابن أبي ذئب به. وسنده صحيح. وأخرجه أحمد (2/ 434) وأبو داود (753) والترمذي (240) وحسنه والنسائي (883) وابن خزيمة (459، 460) وابن حبان (449) والحاكم (1/ 215) -وصححه وأقره الذهبي- والبيهقي (2/ 27) من طريق ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة مثله. وسنده صحيح أيضًا. والحديث صححه المناوي في التيسير (2/ 255). 45 - باب: في كُلِّ صلاةٍ قراءةٌ 320 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب قراءةً عليه: أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي: نا محمَّد بن شعيب: نا مروان بن جناح أنّ عطاء بن أبي رباح كان يُحدِّث.

46 - باب: الجهر بالبسملة

عن أبي هريرة أنه كان يقول: كل صلاة بقراءة، فما أسمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسمعناكم، وما أخفاه علينا أخفيناه (¬1) عليكم. أشار إلى رواية مروان الخطيب في "الجهر بالبسملة" (مختصره- بتحقيقي: رقم 9). والحديث أخرجه البخاري (2/ 251) ومسلم (1/ 297) من طريق ابن جريج عن عطاء به. 321 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن جبلة البغدادي: نا الحارث بن أبي أسامة: نا عُبيد الله بن موسى: أنا ابن أبي ليلى عن عطاء. عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي بنا فيجهرُ ويُخافتُ، فجهرنا فيما جَهَر، وخافتنا فيما خافتَ. قال: وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا صلاةَ إلا بقراءةٍ". ابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن سيء الحفظ جدًا، لكن تابعه حبيب بن الشهيد عند مسلم (1/ 297). 46 - باب: الجهر بالبسملة 322 - حدثنا أبو القاسم خالد بن أبي علي محمد بن خالد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي من حفظه ببيت لهيا: نا جدّي لأميّ: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة قال: حدثني أبي عن أبيه يحيى بن حمزة قال: صليت خلف المهدي المغرب فجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، فقلت: ما هذا يا أمير المؤمنين؟. فقال: حدثني أبي عن جدي عن أبيه. ¬

_ (¬1) في (ر): (وما أخفى علينا أخفينا).

47 - باب: ترك الجهر بالبسملة

عن عبد الله بن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم). فقلت: يا أمير المؤمنين! فآثره عنك؟ قال: نعم. 323 - أخبرني أبو إسحاق ابن سنان (¬1)، ومحمد بن هارون بن شعيب في آخرين قالوا: نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة بإسناده مثله. أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 337 - 338) والدارقطني (1/ 303 - 304) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة به. وأحمد قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر. وذكر أبو الجهم أنه لما كبر صار يُلقَّن فيتلقّنُ. وقال الذهبي: له مناكير. (الميزان: 1/ 151، اللسان: 1/ 295). وأبوه محمد قال ابن حبان: هو ثقة في نفسه، يُتقى من حديثه ما رواه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأخوه عبيد، فإنهما كان يدخلان عليه كل شيء. (اللسان: 5/ 423). والمهدي والمنصور -وإن كانوا خلفاء- فليس الحديث صنعتهم. 47 - باب: ترك الجهر بالبسملة 324 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو جعفر محمَّد بن هشام بن ملّاس النُّميري: نا مروان بن معاوية الفَزاريُّ: نا حُميد الطويل. عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- كانوا يفتتحون القراءة بـ (الحمد لله رب العالمين). ¬

_ (¬1) في (ف) بدل (ابن سنان): (إبراهيم بن محمَّد بن بشار).

هذا إسناد خماسي، وهو من عوالي تمام. أخرجه مالك (1/ 81) وعبد الرزاق (2/ 88) وابن أبي شيبة (1/ 410) وأحمد (3/ 168، 286) والبخاري في "جزء القراءة" (89) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 202) وابن حبان (1791) والبيهقي (2/ 51، 52) من طريق حميد به. والحديث أخرجه البخاري (2/ 227) ومسلم (1/ 299) من طريق قتادة عن أنس. وقد خرجت طرق هذا الحديث ومتابعاته وشواهده فيما علقته على "مختصر الجهر" للذهبي، والحمدلله. 325 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن سعد العَوفي ببغداد: نا أبو الجوّاب -وهو الأحوص بن الجوّاب-: نا عمّار بن رُزيق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت. عن أنس بن مالك قال: صليّت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومع أبي بكر، ومع عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما (¬1) -، فكانوا لا يجهرون بـ (بسم الله الرحمن الرحيم). أخرجه أحمد (3/ 264) وابن خزيمة (497) والطحاوي (1/ 203) من طريق أبي الجوّاب به. وإسناده حسن. 326 - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد بن هاشم البغدادي: نا أبو أحمد إسماعيل بن موسى (¬2) الحاسب ببغداد: نا جُبارة بن المُغلِّس: نا أبو إسحاق الخُميسي خازم بن حسين: حدثني مالك بن دينار. عن أنس بن مالك قال: صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) و (ر) الترضي عنهما. (¬2) في الأصول (موسى بن إسماعيل) مقلوبًا، والتصويب من هامشي الأصل و (ظ).

48 - باب: القراءة خلف الإمام

وعمر وعثمان وعلي فكانوا يستفتحون القراءة بـ (الحمد لله رب العالمين)، ويقرأون: (مالك يوم الدين). أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 943) من طريق جبارة به. وجُبارة وشيخه ضعيفان، وذكر عليّ - رضي الله عنه - غلط من جُبارة، فقد أخرجه البخاري في "جزء القراءة" (91) عن الحسن بن الربيع -وهو ثقة- عن خازم به، فلم يذكر عليًّا. 48 - باب: القراءة خلف الإِمام 327 - حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عُبيد الله بن فُطيس الورّاق: نا أبو الفضل جعفر بن محمد بن جعفر بن رُشيد الكوفي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا أبو عمر ناشب بن عمرو: نا مقاتل بن حيّان عن نافع. عن ابن عمر قال. كنّا جلوسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يومٍ إذْ جاءه رجلٌ، فقال: يا رسول الله! أقرأُ خلفَ الإِمام وأنا أسمعُ قراءتَهُ؟. قال (¬1): "لا، إنَّ قراءة الإِمام لك قراءةٌ". إسناده واه، ناشب قال البخاري: منكر الحديث. وضعفّه الدارقطني (الميزان: 4/ 239). وله طرق: فقد أخرجه الدارقطني (1/ 325 - 326) ومن طريقه البيهقي في "القراءة خلف الإِمام" (403) من طريق محمد بن الفضل عن أبيه عن سالم بن عبد الله عن أبيه. قال الدارقطني: "محمَّد بن الفضل متروك". ¬

_ (¬1) في (ظ) (ر) (ف): (فقال).

49 - باب: التأمين

وأخرجه الدارقطني (1/ 402) والبيهقي (390، 391) من طريق خارجة بن مصعب عن أيوب عن نافع عن ابن عمر. وخارجة متروك متهم. وأخرجه البيهقي (393، 399، 401، 402، 404، 405) من طرق عن ابن عمر، وضعفّها كلّها. والصحيح أن الحديث موقوف فقد أخرجه مالك (1/ 86) عن نافع أن ابن عمر كان إذا سُئل: هل يقرأ أحد خلف الإِمام؟ قال: "إذا صلّى أحدكم خلف الإِمام فحسبه قراءة الإِمام، وإذا صلّى وحده فليقرأ". وأحاديث النهي عن القراءة خلف الإِمام أطال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه (ص 147 - 219) النَّفَس في تخريجها ونقدها بما لم يُسبق إليه. 49 - باب: التأمين 328 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيّان بالمدائن: نا محمد بن الفضل بن عطية عن الحسن بن عُبيد الله النخعي عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه. عن جدِّه (¬1) قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى، فكبّر حين افتتح الصلاةَ، ثم قرأ بفاتحة الكتاب، فلمّا بلغ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: (آمين). رفع بها صوته. محمَّد بن الفضل متروك، وقد غلط في زيادة (عن جده) في السند، لأن الحديث معروف عن وائل بن حُجْر، وأبوه هلك في الجاهلية. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 425) وأحمد (4/ 318) والنسائي (932) ¬

_ (¬1) عليه تضبيب في (الأصل) و (ر).

وابن ماجه (855) والطبراني في الكبير (22/ 20 - 23) والدارقطني (1/ 334 - 335) والبيهقي (2/ 58) من طريق أبي إسحاق عن عبد الجبار به. وقال الدارقطني: هذا إسنادٌ صحيح. أهـ. قلت: بل منقطع عبد الجبار لم يسمع من أبيه كما نص عليه الأئمة كابن معين وابن سعد والبخاري وغيرهم. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 425) وأحمد (4/ 316) والدارمي (1/ 284) وأبو داود (932) والترمذي (248) وحسّنه -ومن طريقه البغوي في شرح السنة (3/ 58) - والطبراني (22/ 44) والدارقطني (1/ 334) وصححه والبيهقي (2/ 57) من طريق سفيان عن سلمة بن كُهيل عن حُجْر بن عَنْبس عن وائل. قال الحافظ في التلخيص (2/ 236 - 237): "وسنده صحيح، وصحّحه الدارقطني وأعلّه ابن القطّان بحُجر بن عنبس، وأنه لا يُعرف. وأخطأ في ذلك، بل هو ثقة معروف، قيل: له صحبة، ووثقه يحيى بن معين وغيره".أهـ. وقد خالف شعبةُ الثوريَّ في متن الحديث وسنده فقال: (وخفض بها صوته) بدل (رفع) وزاد (علقمة) بين وائل وحُجر هكذا أخرجه الطيالسي (1024) وأحمد (4/ 316) والطبراني (22/ 9، 43 - 45) والدارقطني (1/ 334) والبيهقي (2/ 57). ونقل الترمذي عن البخاري أنه قال: حديثُ سفيان أصحُّ من حديث شعبة، وأخطأ شعبة في مواضعَ من هذا الحديث فقال: (عن حُجْر بن أبي العَنْبس)، وإنما هو (حجر بن عنبس) ويُكنى (أبا السَّكن)، وزاد فيه: (عن علقمة بن وائل) وليس فيه: (عن علقمة)، وإنما هو حُجر عن وائل، وقال: (خفض بها صوته) وإنما هو: (ومدّ بها صوته). أهـ. ثم قال الترمذي: وسألتُ أبا زرعة عن هذا الحديث. فقال. حديثُ سفيان أصحُّ من حديث

50 - باب: التطبيق في الركوع

شعبة. قال: وروى العَلاء بن صالح الأسدي عن سلمة بن كُهيل نحو رواية سفيان. أهـ. قلت: أخرج رواية العلاء أبو داود (933) والترمذي (249). وقال الدارقطني معقبًا على رواية شعبة: "وُيقال أنّه وهمٌ؛ لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة فقالوا: ورفع صوته بآمين. وهو الصواب".أهـ. 329 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم البغدادي: نا محمد بن يونس بن موسى: نا عمرو بن عاصم الكلابي: نا المعتمر، قال: سمعت أبي يُحدِّث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قال الإِمامُ: (غيرِ المغضوب عليهم ولا الضآلين) فأنصتوا". أخرجه الدارقطني (1/ 331) من طريق محمد بن يونس به، وهو الكُديمي متروك متهم، فالسند واهٍ. 50 - باب: التطبيق في الركوع 330 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيّان: نا محمد بن الفضل بن عطية عن محمد بن سوقة عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُدخل يديه بين فَخِذيه في الصلاة. أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2173) من طريق محمَّد بن عيسى به. ومحمد بن الفضل تقدّم أنه متروك متهم.

51 - باب: فضل تسبيحات الركوع والسجود

51 - باب: فضل تسبيحات الركوع والسجود 331 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج العَبْدري قراءةً: نا أبو بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكّار بن بلال: نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن: نا محمَّد بن عبد الله بن نمران: نا أبو عمرو العَنْسي عن عُبادة بن نُسَي عن عبد الرحمن بن غَنْم عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ حافظَ على تسعِ (¬1) تسبيحات في كلِّ ركعةٍ وسجدةٍ من الصلاة المكتوبة أدخله الله الجنة". قال المنذري: (أبو عمرو هذا هو شراحيل بن عمرو العنسي، شاميٌّ). أخرجه ابن عساكر في تاريخه (8/ ق 10/ ب) عن طريق تَمَّام به. وسنده واه، ابن نمران وشيخه ضعّفهما محمد بن عوف الحمصي جدًا، وممن ضعّف ابن نمران أيضًا الدارقطني، وقال أبو حاتم: ضعيف جدًا. وقال أبو زرعة: منكر الحديث لا يُكتب حديثه. (اللسان: 5/ 219 - 220). والحديث أورده السيوطي في الجامع الكبير- كما في كنز العمال (7/ 321)، وقال: "وفيه شراحيل بن عمرو أبو عمرو العنسي ضعيف". أهـ. 52 - باب: اعتدال الركوع والسجود 332 - أخبرنا الحسن بن علي بن وثّاق: نا عبد الله بن أحمد بن موسى بن عَبْدان بعسكر مكرّم: نا شعيب بن إبراهيم الصَّريفيني (¬2): ¬

_ (¬1) عند ابن عساكر: (سبع)، وكذا في "الكنز". (¬2) في الأصل (الصيرفيني)، وفي (ر): (الصيريفيني)، والمثبت من (ظ) و (ش) وهو موافق لما في "اللباب" (2/ 240).

53 - باب: القنوت

نا عمر بن إبراهيم الهاشمي عن موسى بن عبد الملك بن عمير عن أبيه قال: قلت لابن أبي ليلى: هل رأيت أحدًا أطولَ ركوعًا ولا سجودًا من أبي عبيدة بن عبد الله؟. قال: فقال: البراءُ بن عازب قال: كان ركوعُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسجودُه بين الركوعِ والسجودِ سواء. عمر بن إبراهيم كذاب كما قال الدارقطني، وقال الخطيب: غير ثقة. (الميزان 3/ 179 - 180)، وشيخه ضعفه البخاري وأبو حاتم (الميزان: 4/ 213) لكن الحديث أخرجه البخاري (2/ 276) ومسلم (1/ 344 - 345) من طريق الحكم عن ابن أبي ليلى به. 53 - باب: القنوت 333 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن المقابري البغدادي: نا معاذ بن المثنى: نا محمَّد بن كثير: نا همّام عن قتادة. عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قنت شهرًا ثم تركه. أخرجه البخاري (7/ 385) ومسلم (1/ 469) من طريق هشام عن قتادة به، وليس عند البخاري: "ثم تركه". 334 - حدثني أبو العباس أحمد بن منصور: نا الحسن بن أحمد بن المبارك: نا عبد الرحمن بن الحسين بن الإِمام [التستري] (¬1) قال: وجدتُ في كتاب أبي عن حفص بن عمر التمّار: نا عبّاد بن راشد عن داود بن أبي هند عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قنتَ شهرًا يدعو قبل الركوع. ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ) و (ر).

54 - باب: وضع اليدين قبل الركبتين عند السجود

الحسن بن أحمد قال الدارقطني: ضعيفٌ جدًا كان يُتَّهم بوضع الحديث. وقال الخطيب: صاحب مناكير. "اللسان": 2/ 193)، وداود لم يسمع من أنس، وفي السند من لم أقف على ترجمته. 54 - باب: وضع اليدين قبل الركبتين عند السجود 335 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل القنسريني القطّان: نا عبد الرحمن بن معدان باللاذقية: نا سعيد بن منصور: نا عبد العزيز بن محمَّد قال: حدثني محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سجدَ أحدُكم فلا يَبرُكْ كما يبركُ البعيرُ، وليَضعْ يديه ثمّ رُكبتيه". أخرجه أحمد (2/ 381) وأبو داود (840) عن شيخهما سعيد بن منصور به. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 139) والدارمي (1/ 303) والنسائي (1090، 1091) والطحاوي في المشكل (1/ 65 - 66) والمعاني (1/ 254) والدراقطني (1/ 344 - 345) والبيهقي (2/ 99 - 100، 100) من طريق عبد العزيز الدراوردي به. وإسناده جيد كما قال النووي في المجموع (3/ 421). لكن قال البخاري بعده: "لا يُتابع عليه، ولا أدري سمع من أبي الزناد أم لا؟ ". قلت: مذهب البخاري في السماع بعدم الاكتفاء بالمعاصرة معلوم، ومحمد بن عبد الله بن الحسن (النفس الزكية) قد جاوز سنُّه الأربعين عندما توفي شيخه عام (130) فالسند متصل إن شاء الله، والبخاري لم يجزم بعدم السماع بل تردَّد والله أعلم.

55 - باب: فضل السجود

55 - باب: فضل السجود 336 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي: نا مُضَر بن محمد البغدادي: نا زيد بن الحريش. نا أبو همّام عن مروان بن سالم عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقربُ ما يكونُ العبدُ من اللهِ إذا سجدَ". أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 96) عن شيخه عبدان عن زيد به. وأخرجه البزار (الكشف: 540) عن شيخه يحيى بن يزيد عن أبي همام -واسمه: محمد بن الزِّبرقان- به. وقال البزّار: تفرّد به مروان ولم يُتابع عليه، وهو ليّن الحديث. أهـ. قلت: هو متروك رماه الساجي وغيره بالوضع. كذا في التقريب، وقال الهيثمي (2/ 127): "وفيه مروان بن سالم، وهو ضعيف منكر الحديث". أهـ. لكن الحديث أخرجه مسلم (1/ 350) من حديث أبي هريرة. 337 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج: نا أبو الحسن أحمد بن نصر بن شاكر: نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني: نا أبي: نا الأوزاعي عن الوليد بن هشام المُعَيْطِيِّ عن مَعْدان بن طلحه اليَعْمَري قال: لَقِيت ثوبانَ، فقلت: حدّثني حديثًا ينفعني اللهُ به. فسكت، ثم عدت لمثلها فسكت، فقلتُ له مثلها، فقال: عليك بالسجود، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما مِن عبدٍ يسجدُ للهِ سجدةً إلا رفعه الله بها درجة، وحطّ عنه بها خطيئةً".

56 - باب: السجود على سبعة أعظم

ثم لقيت أبا الدرداء فسألته، فقال لي مثلَ ذلك. أخرجه مسلم (1/ 353) من طريق الأوزاعي به. 56 - باب: السجود على سبعة أعظُم 338 - أخبرني أبو بكر محمَّد بن علي بن الحسن البغدادي الرُّمّاني: نا أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي: نا خلف بن هشام البزّار: نا أبو عَوانة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرتُ أن أسجدَ على سبعةِ أعظُم، ولا اكُفَّ شَعرًا ولا ثوبًا". أخرجه البخاري (1/ 299) من طريق أبي عَوانة به. وأخرجه مسلم (1/ 354) من طرقٍ أخرى عن عمرو بن دينار. 57 - باب: النهي عن افتراش الذراعين في السجود 339 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن جَبْلة المُضَري الطّرسوسي- قَدَمَ علينا دمشق: نا أبو إسماعيل محمَّد بن إسماعيل الترمذي: نا قَبيصة بن عُقبة: نا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سجدَ أحدُكم فليعتدلْ، ولا يفترشْ ذراعيه افتراشَ الكلب". أخرجه عبد الرزاق (2/ 171) -وعنه أحمد (3/ 389) - عن الثوري به. وأخرجه أحمد (3/ 315) والترمذي (275) -وقال: حسن صحيح-

58 - باب: السجود على أعلى الجبهة

وابن ماجه (891) وابن خزيمة (644) والبغوي في "شرح السنة" (3/ 143) من طرق عن الأعمش به. وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2/ 301) ومسلم (1/ 355، 356) من حديث أنس. 58 - باب: السجود على أعلى الجبهة 340 - حدثنا أحمد بن إسحاق بن يزيد (ح)، وأخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف قالا: نا أحمد بن خليد: نا أبو اليمان الحكم بن نافع: نا أبو بكر بن أبي مريم عن حكيم بن عمير عن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسجد مع قُصاص الشعر على أعلى الجبهة. قال المنذري: (أبو بكر بن أبي مريم شاميٌّ ضعيف، اختُلِف في اسمه: فقيل: بُكير، وقيل: بكر، وقيل: عبد السلام. وكان من خيار أهل الشام، ولكنّه كان ركيكَ الحفظ). أخرجه أبو يعلى (المقصد العلي: 290) -وعنه ابن حبان في المجروحين (3/ 147) - والطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 77/ أ) من طريق ابن أبي مريم به. وقال الهيثمي (2/ 125): "وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، وهو ضعيف لاختلاطه". وأخرجه الطيالسي وابن أبي شيبة في مسنديهما -كما في "مختصر الاتحاف" (1/ ق 80/ أ) - من طريق عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة عن وهب بن كيسان عن جابر. قال البوصيري: "وعبد العزيز ضعيف". أهـ.

59 - باب: السجود على الثياب

59 - باب: السجود على الثياب 341 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا يوسف بن موسى المَرْوَرُّوذي (¬1): نا حمدان الأُبُلِّي: نا بشر بن إبراهيم الأنصاري عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس أنّ رجلًا قال: أُصلّي في الرمضاء، أسجدُ على ثوبي؟ يعني: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم". بشر الأنصاري كذّاب، اتهمه بالوضع العقيلي وابن حبان وابن عدي كما في الميزان (1/ 311). 60 - باب: السجود على كور العمامة 342 - أخبرنا محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن: نا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أبي الحصين الانطرسوسي- قَدِمَ علينا دمشق: نا كثير بن عُبيد الإِمام بحمص: نا سُويد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسجد على كَوْر العمامة. هذا الحديث نقله الحافظ الزيلعي في نصب الراية (1/ 385) بسنده ومتنه من فوائد تمام. قال الحافظ ابن حجر في "الدراية" (1/ 145): "سويد بن عبد العزيز واه". أهـ. وقد ورد السجود على كور العمامة من حديث أبى هريرة وابن عباس وجابر وعبد الله بن أبي أوفى، وقد خرّجها الزيلعي في نصب الراية (1/ 384 - 385) وضعّفها كلّها. ¬

_ (¬1) في الأصول: (المروري) والتصويب من هامش الأصل.

61 - باب: في من نام ساجدا

61 - باب: في من نام ساجدًا 343 - أخبرنا أبو الحسن علي بن جعفر بن عبد الله بالرملة: نا محمد بن الحسن بن قتيبة: نا يزيد بن مَوْهَب: نا إسحاق بن عبد الواحد عن داود بن الزِّبْرِقان عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نامَ العبدُ في سجودِه باهى الله -عَزَّ وجَلَّ- به ملائكته: قال: انظروا إلى عبدي! روحُه عندي، وجسدُه في طاعتي". داود متروك وكذّبه الأزدي كما في التقريب، فالحديث ضعيف جدًا. وذكره ابن حزم في المحلى (1/ 228) من مرسل الحسن، وقال: "وهذا لا شيء، لأنه مرسلٌ لم يخبر الحسن ممن سمعه". وقال الحافظ في التلخيص (1/ 120 - 121): "أنكر جماعةٌ منهم القاضي ابن العربي وجوده، وقد رواه البيهقي في الخلافيات من حديث أنس، وفيه داود بن الزّبرقان، وهو ضعيف. ورُوي من وجه آخر عن أبان عن أنس، وأبان متروك. ورواه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" من حديث المبارك بن فضالة، وذكره الدارقطني في العلل من حديث عباد بن راشد كلاهما عن الحسن عن أبي هريرة، قال (يعني: الدارقطني): وقيل عن الحسن بلغنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: والحسن لم يسمع من أبي هريرة. وروى ابن شاهين عن أبي سعيد معناه وإسناده ضعيف". أهـ. باختصار. قلت: وأخرجه أحمد في الزهد (ص 280) عن الحسن من كلامه غير مرفوع، وسنده صحيح.

62 - باب: التشهد في الصلاة

62 - باب: التشهُّد في الصلاة 344 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر وغيره قراءةً عليه، قالا: نا أبو علي إسماعيل بن محمد بن قيراط العُذْري. نا المُسيّب بن واضح. نا يوسف بن أسباط عن سفيان عن أبيه والأعمش ومنصور وحمّاد ومغيرة والحكم عن شقيق. عن عبد الله بن مسعود قال: علّمنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - التشهدَ: التحياتُ لله والصلواتُ والطّيبات، السلام عليك أيُّها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله. لم يسمع سفيان الثوري من الحكم بن عُتيبة شيئًا، [لكن هكذا رُويَ] (¬1). أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 53) من طريق المسيب عن ابن المبارك عن سفيان به. والمسيب ويوسف فيهما ضعف. والحديث أخرجه البخاري (2/ 311) ومسلم (1/ 302) من طريق الأعمش به. 345 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد البغدادي القاضي بدمشق: نا أبو عثمان محمد بن أبي سُويد الذرّاع بالبصرة: نا عثمان بن الهيثم المؤذن: نا عبد الله بن عون عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس. ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ) و (ر).

63 - باب: الدعاء بعد التشهد

عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهد: "التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله". أخرجه الطبراني (10/ 61) عن شيخه محمد بن أبي سُويد به. ومحمد هذا أورده ابن عدي في الكامل (6/ 2305) وقال: "حدّث عن الثقات ما لم يُتابع عليه، وكان يُقرأ عليه من نسخةٍ له ما ليس من حديثه عن قوم رآهم أو لم يرهم فيقلِّب الأسانيد فيقرُّ به". وضعّفه الدارقطني -كما في الميزان (3/ 642). وأخرجه النسائي (1168) من طريق حمّاد بن أبي سليمان عن إبراهيم به. وإسناده جيد. 63 - باب: الدعاء بعد التشهد 346 - حدثنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن عمر بن حفص البغدادي -ومسكنه حلب، قَدِم دمشق-: نا أبو شعيب. عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني: نا يحيى بن عبد الله البابلتي: نا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد عن (¬1) أبي سَلَمة. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا فرغَ أحدُكم من التشهد فليتعوّذْ بالله من أربعٍ: من عذابِ القبر، وعذابِ جهنّم. ومن فتنةِ المحيا والممات، وشرِّ المسيح الدجّال". ¬

_ (¬1) في (ف): (بن).

64 - باب: منع المار بين يدي المصلي

هكذا في كتابه، والصواب: حسان بن عطية عن محمد بن محمد بن أبي عائشة عن أبي هريرة، والله أعلم. قال المنذري. (قلت: ومن حديث حسّان عن محمد بن أبي عائشة عن أبي هريرة، أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه). أخرجه مسلم (1/ 412) من طرقٍ عن الأوزاعي عن حسان عن ابن أبي عائشة عن أبي هريرة. 347 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا أبو زرعة: نا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير. أنّ عائشة زوجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يستعيذُ في صلاته من فتنةِ المسيح الدجّال. أخرجه البخاري (2/ 317) عن شيخه أبي اليمان به. وأخرجه مسلم (1/ 411) من طريق آخر عن الزهري. 64 - باب: منع المارِّ بين يدي المُصلِّي 348 - أخبرنا أبو يعقوب الأذرعي: نا يوسف بن يزيد أبو يزيد القراطيسي: نا سعيد بن منصور: نا عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال: سمعتُ صفوان بن سُليم وزيد بن أسلم يحدّثان عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخُدَري. عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدُكم يُصلي فلا يدعَنَّ (¬1) أحدًا يمرُّ بين يديه، فإن أبى فليُقاتله فإنّه شيطان". ¬

_ (¬1) في (ظ): (يدع) وكذا رواية مسلم.

أخرجه مسلم (1/ 362) من طريق مالك عن زيد بن أسلم به. وأخرجه البخاري (1/ 581 - 582) من طريق أبي صالح السمّان عن أبي سعيد. 349 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عيسى بن حيّان: نا محمد بن الفضل بن عطيّة: نا إسماعيل بن أميّة عن نافع. عن ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أرادَ أن يَمُرَّ أحدٌ (¬1) أمامَه وهو يُصلي دَفَعَ في صَدْرِه حتى يكاد أَنْ يطرحَهُ. محمد بن الفضل تقدّم أنه متهم بالكذب. وقد أخرج مسلم (1/ 363) من حديث ابن عمر الأمر بمنع المار بين يدي المصلي. 350 - أخبرنا أبو الميمون ابن راشد: نا أبو عمران موسى بن الحسن السقلي: نا عبد السلام بن مُطَهر بن الحُسام: نا شعبة عن عمرو بن مُرّة عن يحيى بن الجزّار. عن ابن عباس أن جَدْيًا أرادَ أن يمرَّ بين يَدي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُصلي فجعلَ يُباعده. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 283) وأحمد (1/ 291، 341) وأبو داود (709) والبيهقي (2/ 268) من طريق شعبة به. ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، فإن يحيى لم يسمعه من ابن عباس كما في التهذيب (11/ 192). ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر) و (ف): (أحدٌ أن يمر).

65 - باب: الصلاة في الثوب الواحد وصفة لبسه

65 - باب: الصلاة في الثوب الواحد وصفة لبسه 351 - حدثنا أبو زرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله النَّصْري قالا: نا أبو الحسن محمد بن نوح الجُنْدَيسابوري: نا أبو الربيع عُبيد الله بن محمد الحارثي: نا محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك: أنا نافع بن أبي نُعيم القاري عن أبي الزِّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُصلِّي أحدُكم في الثوب الواحدِ ليس على عاتِقِه (¬1) منه شيءٌ". هذه نسخةٌ غريبةٌ حَسَنةٌ، لم أجدها إلاّ عندهما. أخرجه البخاري (1/ 471) من طريق مالك، ومسلم (1/ 368) من طريق سفيان كلاهما عن أبي الزناد به. 352 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم قراءةً عليه: نا سعد بن محمد البيروتي: نا إبراهيم بن محمد الشافعي: نا شَريك بن عبد الله عن حسين عن عكرمة. عن ابن عباس قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصلّي في ثوبٍ واحدٍ مُتوشِّحًا به يتوقّى بفضوله حرَّ الأرض وبردَها. حسين هذا هو ابن عبد الله. أخرجه الإمام أحمد (1/ 256، 303، 320) وأبو يعلى (المقصد العلي: 326، 327) والطبراني في الكبير (11/ 210) والأوسط (مجمع البحرين: ق 66/ أ) من طريق شريك به. وإسناده ضعيف، حسين بن عبد الله الهاشمي ضعيف تركه أحمد وابن المديني والنسائي، وشريك سيء الحفظ. ¬

_ (¬1) كذا في الأصول بالإفراد، والذي في الصحيحين بالتثنية.

66 - باب: الصلاة في النعال والحذاء

وقال الهيثمي (1/ 48): "ورجال أحمد رجال الصحيح". أهـ. كذا قال، والحسين لم يخرّج له صاحبا الصحيح شيئًا!. وقال البوصيري في مختصر الإِتحاف (1/ ق70/ د): "رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى وأحمد بن حنبل بسندٍ ضعيف لضعف حسين بن عبد الله". أهـ. في الأصل: (ابن قيس)، وهو خطأ. 353 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عمير بن أحمد بن سعيد الجُهني: نا إسماعيل بن محمد بن إسحاق العذري: نا هشام بن عمّار: نا أبو عيّاش: نا بُرْد -يعني: ابن سنان- عن أبي هارون العَبْدي. عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يضرُّ أحدُكم أن يُصليَ في ثوبٍ واحدٍ مُشتمِلًا به، وليعقدْ طرفه يتفرّغ لصلاته". أخرجه مسدّد في مسنده -المطالب العالية (مسنده: ق 13/ ب) عن حمّاد عن أبي هارون به، وأبو هارون عمارة بن جُوين متروك. وقال البوصيري في مختصر الإِتحاف (1/ ق 70/ أ): "وفي سنده أبي هارون العبدي وهو ضعيف، ورواه مسلم في صحيحه باختصار". أهـ. (انظر: صحيح مسلم: 1/ 369). 66 - باب: الصلاة في النعال والحذاء 354 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم الهَمْداني: نا أبو علي الحسن بن جَرير الصوري: نا محمد بن معاوية: نا زهير: نا أبو إسحاق عن علقمةَ بن قيس. عن عبد الله قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلّي في النعلين والخُفّين.

أخرجه الطيالسي (رقم: 395) عن زهير عن أبي إسحاق عمّن حدثه عن عبد الله. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 417) وأحمد (1/ 460 - 461) وابن ماجه (1039) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 511) والطبراني في الكبير (9/ 293) من طريق زهير عن أبي إسحاق عن علقمة -ولم يسمعه منه- عن ابن مسعود. قال البوصيري في الزوائد (1/ 125): "هذا إسناد فيه أبو إسحاق السبيعي اختلط بآخره، وزهير هو ابن معاوية بن حُديج روى عنه في اختلاطه قاله أبو زرعة". أهـ. قلت. وفاته الانقطاع المذكور في رواية الآخرين، وممن نص على عدم سماع أبي إسحاق من علقمة: شعبة وابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم. 355 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم: نا أبو عمران موسى بن محمد بن أبي عوف المُزَني الصفّار: نا يحيى بن أيوب: نا محمد بن الحجّاج عن عبد الملك بن عُمير عن النزّال بن سبرة. عن علي -رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "زينُ الصلاة: الحذاء". أخرجه أبو يعلى (المقصد: 335) عن يحيى بن أيوب به. وعنه ابن عدي في الكامل (6/ 2156). قال ابن عدي. وهذا ليس له أصل عن عبد الملك بن عمير، وممّا وضعه محمد بن الحجّاج على عبد الملك. أهـ. ومحمد هذا كذّبه ابن معين والدارقطني وابن طاهر، وهو الذي وضع حديث "الهريسة". (اللسان: 5/ 116 - 117).

67 - باب: البكاء في الصلاة

وقال الهيثمي في المجمع (2/ 54): "وفيه محمد بن الحجّاج اللخمي وهو كذّاب". أهـ. وانتقد المناوي في الفيض (4/ 68) إيراد السيوطي لهذا الحديث في الجامع الصغير فقال: "كان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب". أهـ. 67 - باب: البكاء في الصلاة 356 - أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن البغدادي: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجعد الوشّاء ببغداد: نا عبيد الله بن عمر القواريري: نا حَرَميُّ بن عُمارة عن شعبة عن قتادة عن مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير. عن أبيه قال. انتهيتُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولصدره أزيزٌ كأزيزِ المِرْجَلِ. ابن الجعد لم أرَ من ذكره والله أعلم، وانظر تخريجه في الذي بعده. 357 - أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن: نا إبراهيم بن هاشم البغوي: نا حوثرة بن أشرس العدوي: نا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير. عن أبيه قال: انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يُصلّي ولصدره أزيزٌ كأزيز المِرْجَل. أخرجه أحمد (4/ 25، 26) وأبو داود (904) والترمذي في "الشمائل" (رقم: 305) والنسائي (1214) وابن خزيمة (900) وابن حبان (522) والحاكم (1/ 264) -وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي- والبيهقي (2/ 251) والبغوي في "شرح السنة" (3/ 244 - 245) من طريق حمّاد به. وهو عند ابن حبان من طريق حوثرة. وإسناده صحيح، وقال الحافظ في الفتح (2/ 206): "إسناده قوي".

68 - باب: التبسم في الصلاة

68 - باب: التبسُّمِ في الصلاة 358 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا أبو صخر عبد الوارث بن صخر الحمصي: نا خُصيف عن مجاهد. عن ابن عمر قال: لا بأسَ بالتبَسُّم في الصلاة، ولربَّما تَبسَّمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. إسناده ضعيف، عبد الوارث قال عنه أبو حاتم -كما في الجَرح (6/ 76) -: "مجهول". أهـ. وخصيف -هو ابن عبد الرحمن- صدوق سيء الحفظ خلط بآخره. كذا في التقريب. 69 - باب: الالتفات 359 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك: نا أحمد بن إبراهيم بن بُسر القرشي: نا هديّة بن عبد الوهاب: نا الفضل بن موسى: نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن ثور بن زيد الدِّئلي عن عكرمة. عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلّى يلتفتُ يمينًا وشمالًا، ولا يلوي عُنقه خلفَ ظهره. أخرجه أحمد (1/ 275، 306) وأبو داود (رواية ابن الأشناني) -كما في تحفة الأشراف (5/ 118) - والترمذي (587) واستغربه والنسائي (1201) وابن خزيمة (871) وابن حبان (531) والدارقطني (2/ 83)

والحاكم (1/ 236 - 237) -وصححه على شرط البخاري وأقره الذهبي- من طريق الفضل به. وإسناده جيّدٌ قويٌّ، وصحّحه النووي في المجموع (4/ 96). لكنه أُعِلّ بما ليس بقادح: فقد أخرجه أبو داود -كما في التحفة- والترمذي (588) والدارقطني (2/ 83) من طريق وكيع بن الجرّاح عن عبد الله بن سعيد عن رجلٍ من أصحاب عكرمة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر نحوه. وقال أبو داود: وهذا أصحُّ. قال العلامة أبو الأشبال أحمد شاكر في شرحه للترمذي: "وليست هذه علةٌ، بل إسناد الحديث صحيح، والرواية المتصلة زيادةٌ من ثقةٍ فهي مقبولة، والفضل بن موسى ثقةٌ ثبتٌ". أهـ. وقال ابن القطّان في "الوهم والإيهام" -كما في نصب الراية (2/ 90): "هذا حديث صحيح، وإن كان غريبًا لا يُعرف إلا من هذا الطريق، فإن عبد الله بن سعيد وثور بن زيد ثقتان، وعكرمة احتجّ به البخاري، فالحديث صحيح، والله أعلم". أهـ. وقال ابن القيم في الزاد (1/ 249). "لا يثبت" ثم تكلّم على متنه وبيّن أن هذا الالتفات محمولٌ على ما كان في مصلحة الصلاة. 360 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد الله الورّاق: نا أبو الفضل جعفر بن محمد بن جعفر بن رُشيد الكوفي: نا سليمان بن عبد الرحمن. نا أبو عمرو ناشب بن عمرو الشيباني: نا مقاتل بن حيّان عن زيد العَمِّي. عن أنس بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا أقبل المؤمنُ على صلاته واجهته الرحمةُ، وأقبلَ الرحمنُ -تبارك وتعالى- عليه بوجهه.

70 - باب: مسح الجبهة

فإذا التفتَ قال الربُّ -عَزَّ وجَلَّ-: إليَّ (¬1) عبدي! أنا خير لك مِنَ الذي التفتَ إليه. فإذا التفت الثانيةَ قالَ مِثلَ ذلك، فإذا فعلَ الثالثةَ أقصرَ الرحمنُ -عَزَّ وجَلَّ- عنه، وأَمر بصلاته فضُرِبَ بها وجهُه". إسناده ضعيف، زيد العَمِّي ضعيف كما في التقريب، وناشب قال البخاري: منكر الحديث. وضعّفه الدارقطني. (الميزان: 4/ 239). وله شاهدٌ من حديث جابر أخرجه البزار (كشف: 552)، قال الهيثمي في المجمع (2/ 80): "وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي، وقد أجمعوا على ضعفه". أهـ. وأشار المنذري في الترغيب (1/ 370) إلى ضعفه فصدّره بـ (رُوي). 70 - باب: مسح الجبهة 361 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: أنا العباس بن الوليد بن مَزْيد البيروتي قراءةً عليه. نا محمد بن شعيب بن شابور قال: حدثني عيسى بن عبد الله عن عثمان بن عبد الرحمن بن سعد بن أبي وقاص أنه حدّثه عن مكحول. عن واثلة بن الأسقع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يَمسحُ الرجلُ وجهَهُ -أو قال: جبهتَه- من التراب حتى يفرغَ من الصلاةِ، فإنّ الملائكةَ تصلِّي عليه ما دامَ أثرُ السجودِ في وجهه، ولا بأسَ أن يمسحَ العرقَ عن صدغيه". (قال المنذري: "قال أبو حاتم: مكحول لم يسمع من واثلة، دخل عليه"). ¬

_ (¬1) بهامش الأصل: (أي).

أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 99) والطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 83/ ب - 84/ أ) من طريق ابن شابور به. وقال الهيثمي (2/ 84): "وفيه عيسى بن عبدالله بن الحكم بن النعمان بن بشير وهو متروك". أهـ. قلت: قال عنه ابن حبان: لا ينبغي أن يُحتجَّ بما انفرد به. وقال ابن عدي: وعامّةُ ما يرويه لا يُتابع عليه. أهـ. من الميزان (3/ 316)، وعثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي متروك كذّبه ابن معين واتهمه الساجي وابن حبان؛ فالحديث موضوع. 362 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله نجيح بن إبراهيم النخعي الكوفي: نا معمر بن بكار: حدثني عثمان بن عبد الرحمن عن عطاء بن أبي رباح. عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ من الجفاء أن يمسحَ الرجلُ (¬1) جبينَه قبلَ أن يفرغَ من صلاته، وأنْ يصلِّيَ ولا يبالي من مرّ أمامَه، وأن يأكلَ مع رجلٍ ليس من أهل دينه ولا من أهل الكتاب في إناءٍ واحدٍ". إسناده تالف، عثمان بن عبد الرحمن هو الوقّاصي متهم كما تقدّم. وأخرج الفصل الأول منه ابن ماجه (964) والبيهقي (2/ 286) من طريق هارون بن عبد الله عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا. قال البوصيري في زوائده (1/ 118): "هذا إسناد ضعيف، فيه هارون بن هارون (كذا في المطبوع!) وقد اتفقوا على تضعيفه". أهـ. ¬

_ (¬1) في (ظ): (رجلٌ).

71 - باب: تحريك الحصى

71 - باب: تحريك الحصى 363 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا إبراهيم بن مرزوق: نا عثمان بن عمر بن فارس. نا يونس بن يزيد عن الزُّهري عن أبي الأحوص. عن أبي ذرٍّ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قامَ أحدُكم إلى الصلاة فإنّه تجاه الرحمة فلا يُحرِّكْ الحصى". أخرجه أحمد (5/ 150) وابن حبان (482) من طريق يونس به. وأخرجه الحميدي في مسنده (128) وابن أبي شيبة (2/ 410 - 411) وأحمد (5/ 150، 163، 179) -ومن طريقه المزي في التهذيب (3/ 1574) - والدارمي (1/ 322) وأبو داود (945) والترمذي (379) -وحسنه- والنسائي (1191) وابن ماجه (1027) وابن الجارود (219) وابن خزيمة (913، 914) والطحاوي في المشكل (2/ 182 - 183) وابن حبان (481) والبيهقي (2/ 284) من طرقٍ عن الزهري به. وأبو الأحوص هذا هو الليثي، قال النسائي: لم نقف على اسمه ولا نعرفه، ولا نعلم أن أحدًا روى عنه غيرُ ابن شهاب. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. ووثقه ابن حبان. (تهذيب: 12/ 5 - 6). وقال ابن القطان -كما في الميزان (4/ 487) -: "لا يُعرف له حالٌ". أهـ. فالظاهر أنه مجهول. لكن قال النووي في المجموع (4/ 99): "إسناده جيّدٌ، لكن فيه رجلٌ لم يبيّنوا حاله، لكن لم يضعفه أبو داود فهو حسنٌ عنده". أهـ. وصححه الحافظ في البلوغ (ص 28).

72 - باب: الاعتماد على اليد في الصلاة

72 - باب: الاعتماد على اليد في الصلاة 364 - حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن أخي إبراهيم بن أبي ثابت: نا زكريا بن يحيى السِّجْزي: نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: نا عبد الرزاق: نا مَعْمَر عن إسماعيل بن أُميّة عن نافع. عن ابن عمر قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجلس في الصلاة وهو مُعتمدٌ على يديه. أخرجه عبد الرزاق (2/ 197) وعنه أحمد (2/ 147) وأبو داود (992) والحاكم (1/ 230) والبيهقي (2/ 135). وصححه الحاكم على شرط الشيخين وأقره الذهبي، وهو كما قالا. 73 - باب: من ارتحله صبيٌّ وهو يُصلى 365 - حدثنا محمد بن إبراهيم: نا أبو العباس أحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي: نا محمد بن سليمان بن حبيب بن جُبير الأسدي بأَذَنَة: نا حكيم بن خِذَام (¬1) عن ثابت. عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد فارتحله ابنه -يريد أحد ابني فاطمة-، فلمّا فرغ من الصلاة قال: "تدرونَ لمَ طوّلتُ بكم السجودَ؟ ارتحلني ابني فكرهتُ أنْ أُعْجِلَهُ". ¬

_ (¬1) في الأصول (خزام) بالزاي والتصويب من (ظ) وكتب الرجال.

74 - باب: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء

حكيم بن خذام قال البخاري. منكر الحديث. وتركه أبو حاتم وضعّفه غيرهما (اللسان: 2/ 342 - 343). والحديث أخرجه الإِمام أحمد (3/ 493 - 494) والنسائي (1141) والطبراني في الكبير (7/ 326) والبيهقي (2/ 263) من حديث شدّاد بن الهاد بسندٍ صحيح. 74 - باب: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء 366 - حدثني أبي -رحمه الله-: نا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضُرَيس الرازي: أنا يحيى بن المغيرة الرازي: أنا زافر بن سليمان، عن سفيان الثوري عن أبي الزُّبير. عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التسبيحُ للرجالِ، والتصفيقُ للنساءِ". زافر مختلف في توثيقه. وأخرجه أحمد (3/ 348) من طريق ابن لَهيعة عن أبي الزبير، وفيه التصريح بسماع أبي الزبير من جابر، وابن لَهيعة صدوق مختلط. وقد اتفق البخاري (3/ 77) ومسلم (1/ 318) على إخراجه من حديث أبي هريرة.

أبواب سجود السهو

" أبواب سجود السهو" 75 - باب: من شكّ في صلاته 367 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا محمد بن أحمد بن عصمة الأطروش بالرملة: نا سوّار بن عمارة: نا مَسرَّة بن مَعبد قال: صلى بنا يزيد بن أبي كبشة العصرَ، ثم انصرف إلينا بعد سلامه، فقال: إنّي صلّيت وراءَ مروان بن الحكم فسجد بنا مثلَ هاتين السجدتين، ثم انصرف إلينا فأعلمنا أنّه صلّى وراء عثمان بن عفان، فسجد بنا مثل هاتين السجدتين، ثم قال لنا: إنّي كنتُ عندَ نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم -، أتى رجلٌ فسلّم عليه، ثم قال: يا رسولَ (¬1) الله! إنّي صلّيتُ فلم أدر: أشفعتُ أم وَترتُ؟! ثم صلّيتُ فلم أدرِ: أشفعتُ أم وترتُ؟ -ثلاثًا يقولها-، فأجابه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنّه يتَلعّبُ بكمُ الشيطانَ في صلاتكم! من صلّى فلم يدرِ: أشفعَ أم وتر فليسجدْ سجدتين فإنّهما تمامُ صلاته". 368 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم، وأبو يعقوب الأذرعي، وعلي بن يعقوب بن أبي العقب، وأبو إسحاق بن سنان، وأبو بكر أحمد بن القاسم، وضحّاك بن يزيد ببيت لهيا، ومحمد بن الحسين بن مزاريب في آخرين قالوا: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري: نا سوّار بن عمارة ¬

_ (¬1) في (ظ): (نبيَّ).

أبو عمارة الربعي بالرملة سنة أربعَ عشرة ومائتين- ورأيته يُملي على يحيى بن معين: نا مسرَّة بن معبد اللخمي قال: صلّى بنا يزيد بن أبي كبشة العصرَ، ثم انصرف إلينا بعد سلامه، فقال: إنّي صلّيتُ وراءَ مروان بن الحكم فسجد بنا مثلَ هاتين السجدتين، ثم انصرف إلينا فأعلمنا أنّه صلّى وراءَ عثمان بن عفان فسجد بنا مثل هاتين السجدتين، ثم قال لنا: إنّي كنت عند نبيّكم - صلى الله عليه وسلم -، أتى رجلٌ فسلّم عليه ثم قال: يا نبيَّ الله! إنّي صلّيت فلم أدرِ: أشفعت أم وترت؟ -ثلاثًا يقولها-، فأجابه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: "يتلاعبُ بكمُ الشيطانُ في صلاتكم! مَنْ صلّى فلم يدرِ أشفع أم وترَ فليسجدْ سجدتين فإنهما تمامُ صلاته". زاد علي بن يعقوب في حديثه، قال: سمعتُ أبا زُرعة يقول: هذا الحديثُ رأسُ المال. 369 - أخبرنا أبو يعقوب الأذرعي: نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي بمصر: نا يحيى بن معين: نا أبو عمارة سوّار بن عمارة -شيخٌ كان بالرملة-: نا مسرَّة بن معبد اللخمي قال: صلَّى بنا يزيد بن أبي كبشة ... فذكر مثله. 370 - أخبرنا أبو يعقوب الْأَذْرعي: نا محمد بن إبراهيم بن زياد: نا زياد بن أيوب: حدثني سوّار بن عمارة: نا مسرّة بن معبد ... فذكر مثله. أخرجه الإِمام أحمد (1/ 63) عن يحيى بن معين وزياد بن أيوب عن سوّار به. وإسناده لا بأس به، مَسرّة قال أبو حاتم: ما به بأس. واضطرب فيه ابن حبان فأورده في الثقات كما أورده في الضعفاء!. ومروان بن الحكم تقدّم الدفاع عنه في حديث بسرة (برقم: 194). وأخرجه أحمد (1/ 63) عن محمد بن عبد الله بن الزبير عن مسرّة عن يزيد بن أبي كبشة عن عثمان.

قال الحافظ الهيثمي في المجمع (2/ 150): "رواه أحمد من طريق يزيد بن أبي كبشة عن عثمان، ويزيد لم يسمع من عثمان. ورواه ابنه عبد الله عن يزيد بن أبي كبشة عن مروان، عن عثمان قال مثله أو نحوه. ورجال الطريقين ثقات". أهـ. قال العلامة أحمد شاكر في شرح المسند (1/ 355): "والحديث في نُسخ المسند من حديث أحمد عن يحيى بن معين وزياد بن أيوب، وهما من أقران أحمد، وقد روى عنهما، وذُكرا في شيوخه. ولكن ذكر الحديث في مجمع الزوائد من الطريق السابقة، وقال: .. -فذكر كلام الهيثمي المتقدم- .. فكأنَّ الحديث وقع للحافظ الهيثمي في نسخته من المسند من زوائد عبد الله، لا من رواية أبيه الإِمام، وعلى كلٍّ فالإِسناد الموصول صحيح". أهـ. 371 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فَضالة: نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي: نا عمر بن أبي سلمة قال: سمعت الأوزاعي يُحدِّث عن الزهري عن أبي سلمة، ويحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. عن أبي هريرة قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سها أحدُكم في صلاته فَلا يدري أزادَ أم نَقَصَ فليسجُدْ سجدتين وهو جالسٌ". عمرو بن أبي سلمة التنِّيسي في توثيقه خلاف، وقد تابعه محمد بن مصعب القرقساني -وهو كثير الغلط- عند ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 27). والحديث أخرجه الدارقطني (1/ 374) والبيهقي (2/ 340) من طريق عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير به. وقال الحافظ في الفتح (3/ 104): "إسناده قوي". وقد أخرجه البخاري (3/ 104) ومسلم (1/ 398) من طريق مالك عن

76 - باب: السجود بعد السلام

الزهري به بلفظ: "إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان فلَبَس عليه حتى لا يدري كم صلّى، فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس". وأخرج البخاري (3/ 103) ومسلم (1/ 398) من طريق يحيى بن أبي كثير بنحوه مُطوّلًا. 76 - باب: السجود بعد السلام 372 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان. نا الخضر بن أحمد بن أمية: نا إبراهيم بن سلام المكي: نا الفُضيل بن عِياض عن هِشام بن عروة عن نافع. عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجدَ سجدتي السهو بعد السلام. إبراهيم بن سلام ضعّفه الدارقطني، وقال أبو أحمد الحاكم: ربّما روى ما لا أصل له. (اللسان: 1/ 64) والراوي عنه لم أرَ من ذكره. والحديث أخرجه أبو داود (1017) وابن ماجه (1213) من طريق أبي أسامة حمّاد عن عبيد الله بن عمر عن نافع به مطولًا في قصة ذي اليدين. وسنده صحيح. 373 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل: نا عبد الرحمن بن مَعْدان اللاذقي: نا عبد العزيز بن عبد الله الْأُوَيْسيُّ: نا عبد الله بن عمر عن أيوب السختياني عن ابن سيرين. عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد سجدتي السهو بعد التسليم. عبد الله بن عمر العمري (المُكبَّر) ضعيف الحفظ. والحديث مختصرٌ من حديث ذي اليدين الذي أخرجه البخاري (3/ 98) ومسلم (1/ 403) من طريق حمّاد وغيره عن أيوب به.

77 - باب: التشهد في سجدتي السهو

77 - باب: التشهُّد في سجدتي السهو 374 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم قراءةً عليه: نا محمد بن حصن الْأُلُوسي: نا أبو عثمان سعيد بن عثمان بن ثواب الحُصْري: نا محمد بن عبد الله الأنصاري: نا الأشعث بن عبد الملك عن محمد بن سيرين عن خالد الحذّاء عن أبي قِلابة عن أبي المُهلَّب. عن عمران بن حُصين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى بهم فسها في صلاته فسجد سجدتي السهو، ثم تشهّد وسلّم. أخرجه أبو داود (1039) والترمذي (395) -وقال: حسن غريب- والنسائي (1236) -وليس عنده: (ثم تشهّد) - وابن الجارود في المنتقى (247) وابن خزيمة (1062) والحاكم (1/ 323) والبيهقي (2/ 255) والبغوي في شرح السنة (3/ 297) من طريق محمد بن يحيى الذهلي عن الأنصاري به. وأخرجه ابن خزيمة (1062) والطبراني في الكبير (18/ 195) وابن حبان (536) من طريق ابن ثواب به. وأخرجه ابن خزيمة والحاكم (1/ 323) وعنه البيهقي (2/ 254) من طريق أبي حاتم الرازي عن الأنصاري به. وأخرجه ابن خزيمة أيضًا من طريق العباس بن يزيد البحراني عن الأنصاري به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وأقرّه الذهبي. لكن قال البيهقي: "تفرّد به أشعث الحُمْراني، وقد رواه شعبة ووهيب وابن علية والثقفي وهُشيم وحماد بن زيد ويزيد بن زريع وغيرهم عن خالد الحذّاء، لم يذكر أحد منهم ما ذكر أشعث عن محمد عنه. ورواه أيوب عن

محمد قال: أُخبرت عن عمران: فذكر السلام دون التشهد. وفي رواية هشيم ذكرُ التشهد قبل السجدتين، وذلك يدل على خطأ أشعث فيما رواه". ثم ساق بسنده الحديث من طريق هشيم وفيه: فقام فصلى ثم سجد ثم تشهّد وسلم وسجد سجدتي السهو ثم سلم. قال: "هذا هو الصحيح بهذا اللفظ". أهـ. قلت: والحديث في صحيح مسلم (1/ 404 - 405) من رواية إسماعيل بن إبراهيم وعبد الوهاب الثقفي كلاهما عن الحذاء بلا ذكرٍ للتشهد فيه. وقال الحافظ في الفتح (3/ 98 - 99). "وضعّفه البيهقي وابن عبد البر وغيرهما ووهّموا رواية أشعث لمخالفته غيره من الحفاظ عن ابن سيرين، فإن المحفوظ عن ابن سيرين في حديث. عمران ليس فيه ذكر التشهد، وروى السرّاج من طريق سلمة بن علقمة أيضًا في القصة: قلت لابن سيرين: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد شيئًا". ثم قال: "وكذا المحفوظ عن خالد الحذاء بهذا الإِسناد في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد كما أخرجه مسلم، فصارت زيادة أشعث، ولهذا قال ابن المنذر: لا أحسب التشهد في سجود السهو يثبت". أهـ. ومال الذهبي في المُهذّب (2/ 321) إلى تخطئة الأنصاري فقال: "ولا رواه عن أشعث سوى الأنصاري فلعلّ الخطأ منه". أهـ. وتعقب ابن التركماني في الجوهر النقي (حاشية البيهقي: 2/ 355) كلام البيهقي فقال. "قلت: أشعث الحُمْراني ثقة أخرج له البخاري في المتابعات، ووثقه ابن معين وغيره، وقال يحيى بن سعيد: ثقة مأمون، وعنه أيضًا: لم أدرك أحدًا من أصحابنا هو أثبت عندي منه، ولا أدركت من أصحاب ابن سيرين بعد ابن عون أثبت منه. وإذا كان كذلك فلا يضره تفرّده بذلك، ولا يصير سكوت من سكت عن ذكره حجّة على من ذكره وحفظه؛ لأنه زيادة ثقة، كيف وقد جاء له الشاهدان اللذان ذكرهما البيهقي؟! وكذلك هشيم في

روايته ذكر التشهد في الصلاة وسكت عن التشهد في سجود السهو، كما سكت أولئك فكيف يدلُّ سكوته على خطأ أشعث فيما حفظه وزاده على غيره؟ ". أهـ. قلت: وفيه نظر لوجوه: الأول: لا خلاف في توثيق أشعث، ولم ينازع البيهقي في ذلك، ولو علم فيه جرحًا لذكره، ولَمَا احتاج إلى إعلال روايته بالتفرد فقط. الثاني: أن زيادة الثقة ليس مجمعًا على قبولها مطلقًا، بل في حكمها خلافٌ بين أهل العلم، وقد حقّق القول في ذلك الحافظ ابن عبد اللهادي -رحمه الله- في رده على الخطيب في تصنيفه "الجهر بالبسملة" أحسن تحقيق، قال -رحمه الله-: "بل فيه (أي: قبولها) خلافٌ مشهور، فمن الناس من يقبل زيادة الثقة مطلقًا، ومنهم من لا يقبلها، والصحيح: التفصيل وهو أنها تُقبل في موضع دون موضعٍ، فتُقبل إذا كان الراوي الذي رواها ثقة حافظًا ثبتًا والذي لم يذكرها مثله أو دونه في الثقة، كما قَبِلَ الناس زيادة مالك بن أنس: قوله: (من المسلمين) في صدقة الفطر، واحتجّ بها أكثر العلماء. وتُقبل في موضعٍ آخر لقرائن تخصُّها، ومن حكم في ذلك حكمًا فقد غلط، بل كل زيادة لها حكمٌ يخصها، ففي موضع يُجزم بصحتها كزيادة مالك، وفي موضع يغلب على الظن صحتها كزيادة سعد بن طارق في حديث: "جعلت لي الأرض مسجدًا، وجعلت تربتها لنا طهورًا"، وفي موضع يُجزم بخطأ الزيادة كزيادة معمر ومن وافقه: قوله: (وإن كان مائعًا فلا تقربوه)، وفي موضعٍ يغلب على الظن خطأها كزيادة معمر في حديث ماعز: الصلاةَ عليه. وفي موضع يتوقف في الزيادة كما في أحاديث كثيرة". أهـ. بتصرف من نصب الراية (1/ 336 - 337). قلت: وزيادة الأشعث هذه مما يغلب على الظن خطأها لأمرين:

أحدهما: تفرّده بها دون جماعة من كبار الحفاظ أشهر منه قدرًا وأثبت حفظًا كشعبة وحماد -وغيرهم ممن تقدّم-. والآخر: أن ابن سيرين نفسه ذكر -كما في رواية السرّاج التي ذكرها الحافظ قبلًا- أنه لم يسمع في التشهد شيئًا، فكيف يروي عنه أشعثُ إثباتَ التشهد؟!. الثالث: أنّ البيهقي احتجّ برواية هشيم لبيان موضع التشهد، وهو قبل سجدتي السهو، وأراد من ذلك تخطئة أشعث في روايته، حيث ظنه بعد السجدتين لا قبلهما، ومن هذا تفهم أن احتجاج البيهقي بذلك كان في محلّه فتأمل. الرابع. أما الشاهدان اللذان ذكرهما البيهقي فضعيفان: فقد أخرج الطبراني (20/ 412) والبيهقي (2/ 355) من طريق عمران بن محمد بن أبي ليلى عن أبيه عن الشعبي عن المغيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تشهد بعد أن رفع رأسه من سجدتي السهو. قال البيهقي: هذا يتفرّد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي ولا يُفرح بما يتفرد به. أهـ. قلت: لأنه مع صدقه سيء الحفظ جدًا، وابنه عمران لم يوثقه غير ابن حبان. وأخرج أحمد (1/ 428 - 429) وأبو داود (1028) والنسائي في الكبرى -كما في تحفة الأشراف (7/ 158) - والدارقطني (1/ 378) والبيهقي (2/ 355 - 356) من طريق خُصيف عن أبي عبيدة عن ابن مسعود مرفوعًا: إذا كنت في الصلاة فشككت في ثلاث أو أربع وأكثر ظنك على أربع تشهّدت ثم سجدت سجدتين وأنت جالسٌ قبل أن تُسلِّم ثم تشهدت أيضًا ثم سلّمت. وقال أبو داود: رواه عبد الواحد عن خُصيف ولم يرفعه، ووافق عبد الواحد أيضًا سفيان وشَريك وإسرائيل، واختلفوا في الكلام في متن

الحديث ولم يُسندوه. أهـ. وقال البيهقي: هذا غير قوي ومختلف في رفعه ووقفه. أهـ. وقال المنذري في مختصر السنن (1/ 467): "وقد تقدَّم أن أبا عُبيدة لم يسمع من أبيه". أهـ. قلت: وخصيف ضعيف الحفظ، ولذا قال الحافظ في الفتح (3/ 99): "وفي إسنادهما ضعف". ثم قال: "فقد يُقال إن الأحاديث الثلاثة في التشهد باجتماعها ترقى إلى درجة الحسن، قال العلائي: وليس ذلك ببعيد". أهـ. وأخرج الطحاوي في شرح المعاني (1/ 434) عن شيخه ربيع المؤذن عن يحيى بن حسان عن وهيب عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعًا: "إذا صلَّى أحدكم فلم يدرِ أثلاثًا صلى أم أربعًا؟ فلينظر أحرى ذلك إلى الصواب فليتمه ثم ليسلم ثم ليسجد سجدتي السهو ويتشهد ويسلم". وإسناده جيد. لكن شيخ الطحاوي وهم في ذكر التشهد فقد رواه مسلم (1/ 401) عن شيخه عبد الله الدارمي عن يحيى بن حسان به فلم يذكر التشهد. ورواه مسعر وشعبة والثوري وجرير والفُضيل بن عياض وعبد العزيز بن عبد الصمد وغيرهم كثير عن منصور، ولم يذكروا لفظ التشهد فعلمنا أنه وهمٌ يقينًا، والله أعلم.

أبواب صلاة التطوع

" أبواب صلاة التطوع" 78 - باب: السُّنن الرواتب 375 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا ابن أبي غَرَزَة: نا أبو غسّان: نا عمر بن زياد عن عاصم بن أبي النّجود عن زرٍّ بن حُبيش عن أم حبيبة بنت أبي سُفيان قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صلّى ثنتي عشرةً ركعةً في يومٍ بُنيَ له بيتٌ (¬1) في الجنةِ". أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 1708 - 1709) من طريق أبي غسان -واسمه: مالك بن إسماعيل النَّهْدِي- به. وعمر بن زياد هو أبو حفص الهلالي قال البخاري: يعرف وُينكر. وقال ابن عدي: كوفيٌّ لا بأسَ به وبرواياته. والحديث أخرجه مسلم (1/ 502 - 503) من طريق عمرو بن أوس عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة. 376 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا الحسن بن أحمد بن محمد بن بكّار بن بلال: نا جَدّي: محمد بن بكّار: نا الليث بن سعد عن كثير عن نافع عن ابن عمر أنّه قال: صلّيتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلَ الظهرِ سجدتين، وبعدها سجدتين، وبعدَ المغرب سجدتين، وبعدَ العشاء سجدتين، وبعد الجُمعةِ سجدتين. فأمّا الظهر والمغرب والعشاء ففي بيتِه. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (بيتًا) والمثبت من (ظ) و (ر) و (ف) والكامل.

79 - باب: تخفيف ركعتي الفجر وقضائهما

أخرجه البخاري (3/ 50) ومسلم (1/ 504) من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع به. وأشار البخاري في صحيحه إلى رواية كثير فقال: "تابعه كثير بن فرقد وأيوب عن نافع". أهـ. قال الحافظ في الفتح (3/ 51): "أما رواية كثير فلم تقع لي موصولةً". أهـ. وقال في "هدي الساري" (ص 32): "لم أجدها". أهـ. وبيّض لها في "التغليق" (2/ 437)، وقد أخرجها تمّام، وهي من عزيز مروياته، فالحمد لله على توفيقه. 79 - باب: تخفيف ركعتي الفجر وقضائهما 377 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا المُسلَّم بن بشر بن عروة بصنعاء (ح) وحدثني أبي -رحمه الله-: نا زكريا [بن أحمد] (¬1) بن يحيى بن موسى: نا مُسلّم بن بشر الصنعاني: نا سعيد بن إبراهيم بن مَعْقِل: نا رَبَاح بن زيد عن مَعْمَر عن جعفر بن محمد عن يحيى بن سعيد عن عَمْرةَ عن عائشة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُصلّي بعدَ طلوعِ الفجر ركعتين يُخَفِّفْهما حتى أقولَ: أَقرأَ بأمِّ القرآنِ أمْ لا؟!. سعيد بن إبراهيم مجهول كما قال أبو حاتم (الجرح والتعديل: 4/ 4)، والمُسلّم لم أقف على ترجمته. والحديث أخرجه البخاري (3/ 46) ومسلم (1/ 501) من طريق يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة به. ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ) و (ف).

378 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة بن غيلان الحمصي: نا الربيع بن سليمان المُرادي: نا أسد بن موسى: نا ليث بن سعد قال: حدثني يحيى بن سعيد عن أبيه عن جدِّه قيس بن قهد أنه صلّى مع رسول الله (¬1) - صلى الله عليه وسلم - ولم يكنْ رَكَعَ ركعتي الفجرِ، فلمّا سلّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سلّم معه، ثم قام فركع ركعتي الفجرِ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ينظرُ إليه فلم يُنكرْ ذلك عليه. قال المنذري: (قيل: هذا وهمٌ، وجَدُّ يحيى بن سعيد إنما هو: قيس بن عمرو). أخرجه ابن حبان (624) عن جماعةٍ من شيوخه عن الربيع بن سليمان به. وأخرجه الحاكم (1/ 275) -وعنه البيهقي (2/ 483) - عن أبي العباس الأصمِّ عن الربيع به. قال الحاكم: "قيس بن قهد الأنصاري صحابي، والطريقُ إليه صحيحٌ على شرطهما". أهـ. ووافقه الذهبي في التلخيص على تصحيحه. وفي "الإِصابة" للحافظ (3/ 254): "وأخرجه ابن مندة من طريق أسد بن موسى عن الليث عن يحيى عن أبيه عن جده. وقال: غريبٌ، تفرّد به أسدٌ موصولًا، وقال غيره: (عن الليث عن يحيى) أنّ حديثه مرسلٌ". أهـ. قلت: وأسد هذا هو الحافظ الملقب بـ (أسد السنّة) قال البخاري: مشهور الحديث. ووثقه النسائي والعجلي وغيرهما. وقال الذهبي في الميزان (1/ 207): "ما علمتُ به بأسًا إلا أن ابن حزم ذكره في كتاب الصيد فقال: منكر الحديث"! قلت: تعنت ابن حزم في الكلام على الرواة مشهور فلا عبرة به، وقد ¬

_ (¬1) في (ظ): (النبي).

قال ابن يونس: حدّث بأحاديث منكرة، وأحسب الآفةَ من غيره. أهـ. ولعل ابن حزم أخذ ذلك من كلام ابن يونس. لكن سعيد بن قيس لم يوثقه غير ابن حبان (الثقات: 4/ 281) وبيض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 55 - 56) فهو مستور. وقد أطال الكلام على هذا الإِسناد العلامة المحدث أبو الطيب شمس الحق آبادي في كتابه: "إعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر" (ص 221 - 229). وأخرجه ابن خزيمة (1116) -وعنه الدارقطني (1/ 383 - 384) - عن شيخه الربيع به. وقال: "خبرٌ غريبٌ غريبٌ"، ووقع عنده: (عن جدِّه قيس بن عمرو)، قال الحافظ في التلخيص (1/ 188): " (فائدة): ذكر العسكريُّ أن قهدًا لقبُ (عمرو) والد قيس، وبهذا يجمع الخلاف في اسم أبيه، فقد بيّنا أنّ بعضهم قال: (قيس بن قهد)، وبعضهم: (قيس بن عمرو) ". أهـ. وللحديث طريقٌ آخر: أخرجه الشافعي في مسنده (ترتيب السندي: 1/ 57) والحميدي (868) وابن أبي شيبة (2/ 254) وأحمد (5/ 447) وأبو داود (1267) والترمذي (422) وابن ماجه (1154) وابن خزيمة (2/ 164) والطبراني في الكبير (18/ 367) والدراقطني (1/ 384 - 385) والحاكم (1/ 275) والبيهقي (2/ 483) من طريق سعد بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن قيس بن عمرو. قال الترمذي: "وإسناد هذا الحديث ليس بمتّصل، محمد بن إبراهيم لم يسمع من قيس". أهـ. وقال أبو داود: "وروى عبد ربه ويحيى ابنا سعيد هذا الحديث مرسلًا أن جدّهم زيدًا صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم -". أهـ.

80 - باب: الأربع قبل الظهر وبعدها

قلت: وقد تقدمت رواية يحيى، أما رواية عبد ربه فأخرجها عبد الرزاق (2/ 442) عن ابن جريج عن جدّه مرسلًا. قال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (1/ 2/ 64): "واتفقوا على ضعف حديثه -يعني: قيس بن عمرو- المذكور في الركعتين بعد الصبح. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وضعّفوه". أهـ. وقال في المجموع (4/ 169): "وإسناده ضعيف فيه انقطاع". أهـ. قلت: لعله يعتضد بالطريق المتقدمة فيصير حسنًا، والله أعلم. وقد قوّاه المحدث شمس الحق آبادي في كتابه الآنف الذكر وانتصر له بوجوه متعددة انظرها فيه. 80 - باب: الأربع قبل الظهر وبعدها 379 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي: أنا محمد بن شعيب: أنا النُّعمان بن المُنذر الغسّاني عن مَكحول عن عنبسة بن أبي سُفيان عن أمِّ حَبيبة زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حافظَ على أربعِ ركعاتٍ قبلَ الظهرِ وبعدَها حُرِّمَ على جهنّم". قال المنذري: (قال النسائي وغيره: مكحولٌ لم يسمع من عنبسة). أخرجه أبو داود (1269) من طريق محمد بن شعيب -وهو ابن شابور- به. وتابعه الهيثم بن حميد عند ابن خزيمة (1192) والطبراني في الكبير (23/ 232) والحاكم (1/ 312) والبيهقي (2/ 472)، وصدقة بن عبد الله السمين عند ابن خزيمة (1191)، ويحيى بن حمزة الحضرمي عند الطبراني (23/ 233، 236) كلهم عن النعمان به.

وأخرجه النسائي (1814، 1815) والطبراني (23/ 235) من طريق سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن مكحول به. وأخرجه الطبراني (23/ 233) من طريق خالد بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبيه عن مكحول به. قلت: ومكحول لم يسمع من عنبسة كما تقدّم في تخريج الحديث رقم (195)، وقد أخرج أحمد (6/ 326) والطبراني (23/ 236)، من طريق ابن لهيعة عن سليمان بن موسى عن مكحول أن مولى لعنبسة بن أبي سفيان حدّثه عن عنبسة فذكر الحديث. فعُلِم من هذا أن الواسطة بينهما راوٍ مجهول إن كان ابن لهيعة حفظ الحديث فإنّه مُخلِّطٌ. وللحديث طرقٌ أخرى: فقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 204) والترمذي (427) -وقال: حسن غريب-والنسائي (1817) وابن ماجه (1160) والطبراني (23/ 233) والبغوي في "الشرح" (3/ 463) من طريق محمد بن عبد الله الشعيثي عن أبيه عبد الله بن المهاجر عن عنبسة به. وابن المهاجر لم يوثقه غير ابن حبان، وقال: يُعتبر بحديثه من غير رواية ابنه عنه. وأخرجه عبد الرزاق (3/ 68 - 69) -ومن طريقه: الطبراني (23/ 233) - عن محمد بن عبد الله بن المهاجر عن عنبسة. فلم يذكر أباه. وأخرجه الترمذي (428) -وقال: حسن صحيح غريب- والنسائي (1813) والبغوي (3/ 463 - 464) من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن عنبسة به. وسنده حسن إن كان القاسم سمعه منه، فإن في القلب من ثبوت ذلك شيئًا. وأخرجه الإِمام أحمد (6/ 325) والنسائي (1812) والبيهقي (2/ 473)

من طريق الأوزاعي عن حسان بن عطية عن عنبسة به. وإسناده صحيح، وهو أقوى طرق الحديث. وأخرجه النسائي (1816) وابن خزيمة (1190) من طريق سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن محمد بن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة. وقد تقدمت رواية سعيد بزيادة ذكر (مكحول)، وعن (عنبسة) لا محمد فالظاهر أن هذه الرواية خطأ كما ذُكر في التهذيب (9/ 172) والله أعلم. 380 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد القُرشيُّ ببغداد،: نا فَهد بن حيّان: نا شُعبة عن عُبيدة عن إبراهيم عن سَهْم بن مِنْجَاب عن قَزَعَة عن قَرْثَع عن أبي أيوب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أربعٌ قبلَ الظهرِ ليسَ بينهنُّ نسليمٌ تُفتحُ لهنَّ أبوابُ السماءِ". هو عبيدة بن مُعَتِّبِ. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (1/ 335) عن فهد بن حيّان به. وأخرجه أحمد (5/ 416 - 417) وأبو داود (1270) والترمذي في "الشمائل" (رقم: 277) وابن ماجه (1157) وابن خزيمة (1214)، والطبراني في الكبير (4/ 201) والبيهقي (2/ 488) من طريق عُبيدة به. قال أبو داود: "بلغني عن يحيى بن سعيد القطّان قال: لو حدّثت عن عُبيدة بشيءٍ لحدّثت عنه بهذا الحديث. قال أبو داود: عبيدة ضعيف". أهـ. وقال ابن خزيمة: "روي بإسنادٍ لا يَحتجُّ بمثله مَنْ له معرفة برواية الأخبار". وقال: "وعُبيدة بن مُعَتِّب ليس ممن يجوز الاحتجاج بخبره عند من له معرفة برواة الأخبار". وقال البيهقي: "وعبيدة بن معتب ضعيف لا يحتج بخبره".

وقال النووي في "المجموع" (4/ 56): "حديث ضعيف متفقٌ على ضعفه، وممن ضعفه يحيى بن سعيد القطان وأبو داود والبيهقي، ومداره على عبيدة بن معتب وهو ضعيف". أهـ. وقال الحافظ في "الدراية" (1/ 199): "وفي إسنادهم عبيدة بن معتب وهو ضعيف". وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 199) وأحمد (5/ 418) والطبراني (4/ 202 - 203) وابن خزيمة (1215) والبيهقي (2/ 489) من طريق شريك عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن علي بن الصلت عن أبي أيوب الأنصاري أنه كان يصلي أربع ركعات قبل الظهر، فقيل له: إنّك تديم هذه الصلاة؟ فقال: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله فسألته فقال: "إنّها ساعة تُفتح فيها أبواب السماء، فأحببت أن يرتفع لي فيها عملٌ صالح". قال ابن خزيمة: "ولست أعرف علي بن الصلت هذا، ولا أدري من أي بلاد الله هو، ولا أفهم ألقيَ أبا أيوب أم لا؟ ولا يحتج بمثل هذه الأسانيد -علمي- إلا معاندٌ أوجاهل". أهـ. وقال البيهقي عن هذا الطريق: "غيرُ قويّ". قلت: وابن الصلت لم يذكره الحافظ في "التعجيل" مع أنه على شرطه فليلحق به، ولم يذكره أيضًا في "اللسان" مع تجهيل ابن خزيمة له، وقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح (6/ 190) وبيّض له. هكذا رواه شريك، وخالفه سفيان فقال: (عن رجلٍ عن أبي أيوب) فأبهمه، أخرجه أحمد (5/ 419 - 420) وابن خزيمة (1215). وله طريق ثالث: أخرجه محمد بن الحسن في "الموطأ" -كما في نصب الراية

(2/ 142) عن بكير بن عامر البجلي عن إبراهيم والشعبي عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي قبل صلاة الظهر أربعًا إذا زالت الشمس، فسأله أبو أيوب عن ذلك فقال: "إنّ أبواب السماء تُفتح في هذه الساعة، فأحب أن يصعد لي في تلك الساعة خيرٌ". قلت: أفي كلهن قراءة؟ قال: "نعم". قال: أتفصلُ بينهن بسلامٍ؟ فقال: "لا". وإسناده ضعيف، بكير ضعيف كما في التقريب، والشعبي وإبراهيم لم يثبت سماعهما من أبي أيوب. وقد ورد من حديث عبد الله بن السائب: أخرجه أحمد (3/ 411) والترمذي (478) - ومن طريقه البغوي (3/ 465) -أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي أربعًا بعد أن تزولَ الشمس قبل الظهر، وقال: "إنّها ساعةٌ تُفتح فيها أبوابُ السماء، وأُحِبُّ أن يصعدَ لي فيها عملٌ صالح". قال الترمذي: حسن غريب أهـ. وقال العلامة أحمد شاكر: "حديثٌ صحيح متصل الإِسناد رواته ثقات" أهـ. وهو كما قال. قلت: وقد تبيّن لك أن فقرة: "ليس فيهن تسليم" لا تثبت لعدم الشاهد المعتبر بخلاف سائر الحديث، والله أعلم. 381 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو نُعيم الفَضْلُ بن دُكين: نا مِسْعَرُ عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضَمْرة. عن علي - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلّى أربعًا قبلَ الظُّهرِ. أخرجه أحمد (1/ 146) عن أبي نُعيم به. وأخرجه هو أيضًا (1/ 85، 160) وابنه عبد الله في "زوائد المسند"

(1/ 142) والطيالسي في "مسنده" (رقم: 128) وابن أبي شيبة (2/ 201 - 202) وعبد الرزاق (3/ 63 - 64، 64) والترمذي (424، 598، 599) والنسائي (874، 875) وابن ماجه (1161) والبيهقي (2/ 473) من طرق عن أبي إسحاق به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن. وقال إسحاق بن إبراهيم (هو ابن راهويه): أَحسن شيءٍ رُوي في تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم - في النهار هذا. ورُوي عن عبد الله بن المبارك أنه كان يُضعّف هذا الحديث. وإنما ضعّفه عندنا -والله أعلم- لأنه لا يُروى مثل هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلاّ من هذا الوجه عن عاصم بن ضمرة عن علي. وعاصم بن ضمرة هو ثقةٌ عند بعض أهل العلم". أهـ. قلت: عاصم وثقه ابن معين وابن المديني والعجلي وابن سعد وقال أحمد: حجّةٌ. وقال النسائي. ليس به بأس. وقال البزار: صالح الحديث. وضعَّفه الجوزجاني فقال: وروى عنه أبو إسحاق حديثًا في تطوّع النبي - صلى الله عليه وسلم - ست عشرةَ ركعةً! فيا لعباد الله! أما كان ينبغي لأحدٍ من الصحابة وأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يحكي هذه الركعات؟!. وردّ عليه الحافظ في "التهذيب" (5/ 46) فقال: "قلتُ: تعصّب الجوزجاني على أصحاب عليٍّ معروف، ولا إنكار، على عاصم فيما روى. هذه عائشة -أخصُّ أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم - تقول لسائلها عن شيءٍ من أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم -: سلْ عليًّا. فليس بعَجبٍ أن يرويَ الصحابي شيئًا يرويه غيره بخلافه، ولا سيّما في التطوع". أهـ. وضعفه ابن عدي، وأفحش ابن حبان فيه القول وليس ذلك بمستنكرٍ من مثله! انظر ترجمته في: التهذيب (5/ 45 - 46)، الميزان: (2/ 352 - 353). فالسند جيّدٌ إن شاء الله، وقد صرّح أبو إسحاق السبيعي بالسماع عند الطيالسي وأحمد فانتفت شبهة تدليسه.

81 - باب: من فاتته الأربع قبل الظهر

81 - باب: من فاتته الأربع قبلَ الظهر 382 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر القاضي في سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة: نا أبو غالب علي بن أحمد بن النّضر ومحمد بن يحيى بن سليمان قالا: نا عاصم بن علي: نا قيس بن الربيع عن شُعبةَ بن الحجّاج عن خالدٍ الحذّاء عن عبد الله بن شَقيق. عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فاتَه الأربعُ رَكعاتٍ قبل الظهر صلاّها بعد الظهر بعد الركعتين بعد الظهر. 383 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم البغدادي ابن المقابري: نا أبو العباس أحمد بن علي البَرَبَهَاري: نا عاصم بن علي: نا قيسُ بن الربيع عن شعبةَ بن الحجّاج عن خالد الحذّاء عن عبد الله بن شقيق. عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فَاتَهُ أربعُ ركعاتٍ قبلَ الظُّهرِ صلاّها بعدَ الظُّهرِ بعدَ الركعتين. أخرجه ابن ماجه (1158) من طريق قيس به، وقال: لم يُحدِّث به إلا قيس عن شعبة. قلت: وقيس فيه ضعف من جهة حفظه. وأخرجه الترمذي (426) -ومن طريقه البغوي في "الشرح" (3/ 466) - من طريق ابن المبارك عن خالد الحذاء به بلفظ: كان إذا لم يُصلِّ أربعًا قبلَ الظهر صلاهُنَّ بعده. قال الترمذي: "هذا حديث حسنٌ غريبٌ، إنما نعرفه من حديث ابن المبارك من هذا الوجه، وقد رواه قيس بن الربيع عن شعبة عن

82 - باب: الحث على الوتر

خالد الحذّاء، نحو هذا. ولا نعلمُ أحدًا رواه عن شعبة غير قيس بن الربيع" أهـ. كلام الترمذي. قلت: وإسناده لا بأس به، وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 203) عن عبد الرحمن بن أبي ليلي مرسلًا، وفيه شريكِ القاضي وقد ساء حفظه. 82 - باب: الحثِّ على الوتر 384 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل بمكّة: نا يحيى بن مَعين: نا مهران الرازي عن أبي سنان عن عمرو بن مُرَّة عن أبي عبيدة. عن عبد الله (¬1) بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوتروا يا أهلَ القرآن". قال أعرابيٌّ: ما يقول النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؟. قال: "لستَ من أهلِه". أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 179) عن شيخه عبد الله بن أحمد به. وأخرجه البيهقي (2/ 468) أيضًا من طريق عبد الله. 385 - حدثنا محمد بن سليمان بن عبد الله الدمشقي: نا أبو الحسن محمد بن نوح الجُنْدَيْسَابوري: نا موسى بن سفيان: نا عبد الله بن رُشيد: نا عبد الله بن عبد الملك عن الأوزاعي عن عمرو بن مُرَّة عن أبي عبيدة. عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوتِروا يا أهلَ القرآن، إنَّ ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) و (ر) و (ف): (عبد الله).

الله وترٌ يحب الوترَ". فقال أعرابيٌّ: ما تقولُ يا رسولَ الله؟. قال: "ليستْ لكَ ولا لأصحابِك". أخرجه عبد الرزاق (3/ 4) وأبو داود (1404) وابن ماجه (1170) وابن نصر في كتاب الوتر (مختصره - ص 115) من طريق الأعمش. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 313) من طريق ابن عيينة كلاهما عن عمرو بن مرة به. وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه باتفاقهم، ورجاله ثقات. وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 297 - 298) من طريق سعيد بن سنان عن عمرو عن أبي عبيدة مرسلًا. وأخرجه أبو نعيم (7/ 313) من طريق أبي وائل عن ابن مسعود، وقال: "غريبٌ من حديث أبي وائل عن ابن مسعود، تفرّد به ابن أبي عمر" أهـ. يعني: العدني. قلت: والعدني -وإن كان صدوقًا- فيه غفلة كما قال أبو حاتم. والراوي عنه: محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي أظنه المذكور في "لسان الميزان" (5/ 39 - 40) ونقل تضعيفه عن الدارقطني. وله شاهدٌ من حديث علي يتقوّى به: أخرجه أحمد (1/ 110) وابنه عبد الله في زوائد المسند (1/ 143، 144، 147) وأبو داود (1416) والترمذي (453) وحسّنه والنسائي (1675) وابن ماجه (1169) وابن نصر في "الوتر" (مختصره - ص 115) وابن خزيمة (1067) والحاكم (1/ 300) والبيهقي (2/ 468) والبغوي في "الشرح" (4/ 102) من طرق عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عنه مرفوعًا: "أوتروا يا أهل القرآن، فإن الله وترٌ يحب الوترَ".

83 - باب: الوتر على الراحلة

وأبو إسحاق -وهو السبيعي- مختلطٌ مدلس ولم يصرّح بالسماع، فالحديث حسنٌ إن شاء الله. 83 - باب: الوتر على الراحلة 386 - حدثنا أبي -رحمه الله-: نا إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني: نا الخزر أبو يعقوب المُقرىء الرازي. نا نصر بن باب: نا مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر قال: رُبَّما أوترَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته. قال المنذري: (نَصْرُ بن باب، قال ابنُ معين: ليسَ حديثُه بشيءٍ). قلت: نصر متروك قال البخاري: يرمونه بالكذب. وكذّبه أبو خيثمة. (اللسان: 6/ 150 - 151). وقد أخرج البخاري (2/ 489) من حديث جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر الوتر على الراحلة. وأخرجه البخاري (2/ 488) ومسلم (1/ 487) من طريق سعيد بن يسار عن ابن عمر. 387 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأَذْرَعي: نا محمد بن الخضر البزاز بالرقَّة: نا إسحاق بن عبد الله البُوقي: نا الزَّنْجي قال: حدثني عُبيد الله بن عمر عن نافع.

84 - باب: وقت الوتر

عن ابن عمر [قال:] (¬1) رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُوترُ وهو راكبٌ. الزنجي هو مسلم بن خالد، ضعيف الحفظ. 84 - باب: وقت الوتر 388 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حَذْلم: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا عمر بن حفص بن غيّاث: نا أبي: نا الأعمش: نا مسلم عن مسروق، عن عائشة قالت: كُلَّ الليلِ قد أوتر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وانتهى وترُهُ إلى السَّحْرِ. أخرجه البخاري (2/ 486) عن شيخه عمر بن حفص به. وأخرجه مسلم (1/ 512) من طريقٍ آخر عن الأعمش. 389 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن زامِل الْأذْرَعي: نا أبو عمرو حفصُ بن عمر بن الصبّاح الرَّقي: نا قَبيصةُ: نا سفيان عن أبي حَصين عن يحيى بن وثّاب عن مسروق. عن عائشة قالت: من كلِّ الليل قَدْ أوترَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانتهى وتره إلى السَّحرِ. أخرجه مسلم (1/ 512) من طريق سفيان به. ¬

_ (¬1) زيادة من (ف).

390 - أخبرنا أبو الحسن مُزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبّاد البصري: نا إبراهيم بن فهد: نا موسى بن إسماعيل (ح). وأخبرنا مزاحم قال: ونا عبد الرحمن بن خَلَف: نا حجّاج، قالا: نا حمّاد عن الحجّاج عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضَمْرة. عن عليّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُوتِرُ من أوّلِ الليل وآخرِه وأوسطِه، ثمَّ ثبتَ له من آخرِه. أخرجه الطيالسي (رقم: 115) وابن أبي شيبة في مسنده، كما في زوائد البوصيري (1/ 142) - وأحمد (1/ 86، 104 - 105، 137) وابن ماجه (1186) وابن خزيمة (1080) وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 143، 146) من طريق شعبة عن أبي إسحاق به. وأخرجه أحمد (1/ 78) وابنه عبد الله (1/ 143 - 144) من طريق مطرّف عن أبي إسحاق به. قال البوصيري: "هذا إسنادٌ صحيح، رجاله ثقات ... ، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله وإن اختلط بآخره فإنّ شعبة روى عنه قبل الاختلاط، ومن طريقه أخرج له الشيخان". أهـ. قلت: وقد صرّح أبي إسحاق -عند الطيالسي وأحمد- بالسماع فانتفت شبهةُ تدليسه، وفات هذا الشيخ الألباني فقال في تعليقه على صحيح ابن خزيمة (2/ 143): "إسناده ضعيف لعنعنة أبي إسحاق وهو السبيعي"!.

85 - باب: جعل آخر الصلاة بالليل وترا

85 - باب: جعل آخر الصلاة بالليل وترًا 391 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو بكر يحيى بن أبي طالب الواسطي ببغداد: نا محمد بن عبيد الطنافسي: نا عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اجعلوا آخر صَلاتِكم وِترًا". أخرجه البخاري (2/ 488) ومسلم (1/ 517 - 518) من طريق يحيى بن سعيد عن عبيد الله به. 86 - باب: مبادرة الصبح بالوتر 392 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا مُضَر (¬1) بن محمد بن خالد أبو محمد البغدادي الأسدي بدمشق سنة اثنتين وسبعين ومائتين: نا يحيى بن مَعين: نا يحيى بن أبي زائدة عن عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بادروا الصَبْحَ بالوترِ". أخرجه أبو داود (1436) والترمذي (467) والحاكم (1/ 301) من طريق ابن أبي زائدة به. وقال الترمذي: "حسن صحيح"، وصححه الحاكم. وأخرجه مسلم (1/ 517) من طريق ابن أبي زائدة عن عاصم الأحول عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) في الأصول: (النضر)، وفي هامش (ظ) و (ف): "صوابه: مضر"، وهو موافق لما في تاريخ بغداد (13/ 268) وتاريخ دمشق (16/ ق 282/ أ).

87 - باب: من أدركه الفجر فلا وتر له

87 - باب: من أدركه الفجر فلا وترَ له 393 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا أبو غسّان مالك بن يحيى: نا علي بن عاصم الواسطي عن أبي هارون العَبْدي. عن أبي سعيد الخُدري قال: نادى فينا منادي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ: "من أدركهُ الفجرُ فلا وترَ له". أخرجه الطيالسي في مسنده (رقم: 2192) وابن نصر في الوتر (مختصره: ص 142) عن هُشيم عن أبي هارون به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 314) من طريق عبد الوارث عن أبي هارون به. وأبو هارون -واسمه: عمارة بن جُوين- متروك متهم. قال ابن نصر: "هذا حديث لو ثبت لكان حجّةً لا يجوز مخالفته غيرَ أن أصحاب الحديث لا يحتجون برواية أبي هارون العبدي". أهـ. وللحديث طريقٌ آخر: فقد أخرجه ابن خزيمة (1092) وعنه ابن حبان (674) والحاكم (1/ 301 - 302) وصححه على شرطه مسلم وأقرّه الذهبي من طريق هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعًا: "من أدركه الصبح ولم يُوتر فلا وترَ له". وإسناده صحيح على شرط مسلم، فقد أخرج مسلم في صحيحه ثلاثة أحاديث بهذا الإِسناد (انظر: تحفة الأشراف: 3/ 469، الأرقام: 4372، 4373، 4376).

88 - باب: بكم يوتر؟

88 - باب: بكم يُوتر؟ 394 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني الحافظ: نا محمد بن علي بن الحسن بن حرب: نا سليمان بن عمر بن خالد، قال: سمعت مسلمةَ بن سعيد بن عبد الملك يُحدِّث أبي في دُكانِه عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشةَ أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يُوتر بخمس ركعات، لا يفصِلُ في شيءٍ منهُنَّ إلا الخامسة. أخرجه بنحوه مسلم (1/ 508) من طريق هشام بن عروة به. 395 - أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمد بن خالد بن يحيى بن حمزة الحضرمي ببيت لهيا: نا جدّي لأمي: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: نا أبي عن أبيه قال: حدّثني سليمان بن أبي كَريمة أن الزُّهريَّ حدّثه عن عروةَ. عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أوتر بأكثرَ من ثلاثَ عشرةَ (¬1) ركعةً، ولا قصر عن سبعٍ. قال المنذري: (سليمان بن أبي كَريمة عامّةُ أحاديثه مناكير. قاله ابنُ عدي). إسناده ضعيف، ابن أبي كريمة ضعفه أبو حاتم، وقال العقيلي: يُحدِّث بالمناكير. (اللسان: 3/ 102). ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ف): (عشر) وهو خطأ.

وأخرج أبو داود (1362) -ومن طريقه البيهقي (3/ 28) - من طريق معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس عن عائشة قالت: لم يكن يوتر بأنقصَ من سبعٍ ولا بأكثرَ من ثلاثَ عشرةَ. وإسناده حسن. ... آخر الجزء الأول ولله الحمد ويليه -إن شاء الله- الجزء الثاني وأوله: 89 - باب: فضل قيام الليل

الرَّوضُ البسَّام بتَرتيبِ وتخْريج فَوائِدِ تَمَّام تصنيف أبي سُلَيْمَان جَاسِم بْن سُلَيْمَانَ الفُهَيْد الدَّوسَريّ عَفَا الله عَنْه الجزُءُ الثَّاني دَارُ البَشَائِر الإِسْلَاميَّةَ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الرَّوضُ البَسَّام بتَرتيبِ وَتخريج فَوائِدِ تَمَّام (2)

حُقُوق الطّبع محَفوُظة الطّبعَة الأولىَ 1410هـ - 1989م دَار البشائر الإسْلاميّة للطبَاعَة والنشر والتَوزيع: بَيروت -لبنان- ص. ب: 5955 - 14

(بقية): أبواب صلاة التطوع

(بقية): أبواب صلاة التطوع 89 - باب: فضل قيام الليل 396 - أخبرنا أبو محمَّد شُعيب بن إسحاق بن شُعيب بن شُعيب بن إسحاق القرشي: نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك: نا يحيى بن عثمان بن صالح قال: حدثني أبو المِنْهال حُبَيش بن عمر الدمشقي -وذَكَرَ لي أنّه كان يطبخُ للمهدي- قال: حدثني أبو عمرو الأوزاعي عن أبي معاذ. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شَرَفُ المؤمنِ: صلاتُه بالليلِ، وعزُّه: استغناؤُه عمّا في أيدي الناسِ". أخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"- كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 29) عن شيخه إبراهيم بن عبد الرحمن به. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ ق 99/ ب) من طريق عبد الوهاب الكلابي عن إبراهيم به. وحبيش ذكر ابن عساكر هذا الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا, ولم يذكر عنه راويًا غير ابن ابنته إبراهيم بن عبد الرحمن فهو مجهول. وقد تابعه داود بن عثمان الثغري عند محمَّد بن نصر المروزي في "كتاب الصلاة" -كما في اللآلئ (2/ 29) -، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 37 - 38) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 107) -. قال العقيلي: "داود كان يُحدِّث عن الأوزاعي وغيره بالبواطيل، وهذا

يُروى عن الحسن وغيره من قولهم، وليس له أصلٌ مسند". أهـ. وقال ابن الجوزي. "لا يصحُّ، والمُتَّهمُ به: داود". أهـ. وقال العلامة الزَّبِيدي في "شرح الإِحياء" (8/ 169): "سنده ضعيف، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فأخطأ". أهـ. ورُوي من حديث سهل بن سعد: فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 98/ أ- ب) والسَّهْمي في "تاريخ جُرجان" (ص 102) وأبو نعيم في الحلية (4/ 253) والقُضاعي في "مسند الشهاب" (رقم: 151، 746) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 107 - 108) من طريق محمَّد بن حُميد الرازي عن زافر بن سليمان عن محمَّد بن عُيينة عن أبي حازم عنه. قال أبو نعيم: "غريب من حديث محمَّد بن عيينة، تفرّد به زافر بن سليمان، وعنه محمَّد بن حُميد". أهـ. وقال ابن الجوزي: "وأمّا طريقُ سهل: فإن محمَّد بن حُميد قد كذّبه أبو زُرعة وابن وارة (في الأصل: داود تحريف)، وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات. وقال ابن عدي: وزافر بن سليمان لا يُتابع على عامّة ما يرويه" أهـ. وتابعه على الحكم بوضعه الصاغاني في "الدر الملتقط" (رقم: 6) و"الموضوعات" (رقم: 79). قلت: زافر وثّقه أحمد وابن معين وأبو داود، وقال البخاري: عنده وهمٌ. وقال العجلي والنسائي: ليس بالقوي. وقال الساجي: كثير الوهم. ومحمد بن عيينة -أخو سفيان-: وثقه العجلي وابن حِبّان، وقال أبو حاتم: لا يُحتجُ به، يأتي بالمناكير. وأما محمَّد بن حميد فإنه لم ينفرد به فقد تابعه جماعة، وهُم: 1 - إسماعيل بن توبة -وهو ثقة- عند الشيرازي في "الألقاب" كما في ردِّ العراقي على الصاغاني المُلحق بمسند الشهاب (2/ 358).

2 - عيسى بن صبيح عند الحاكم (4/ 324 - 325) وقال: "صحيح الإِسناد". وسكت عليه الذهبي في تلخيصه. وعيسى قال أبو زرعة وأبو حاتم: صدوق. (الجرح والتعديل:3/ 279). 3 - عبد الصمد بن موسى القطّان عند القضاعي في مسند الشهاب (151، 746). فلا يصحُّ إطلاقُ الوضعِ عليه بل سنده ليِّنٌ، وقد حسّنه جماعة من الحفاظ كالمنذري في الترغيب (1/ 431) والدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 127) والعراقي في رده على الصاغاني (2/ 357). وقال الهيثمي في "المجمع" (2/ 253): "وفيه زافر بن سليمان، وثّقه أحمد وابن معين وأبو داود، وتكلّم فيه ابن عدي وابن حبان بما لا يضرُّ".أهـ. وقال الحافظ ابن حجر في "أماليه": "تفرّد بهذا زافر، وما له طريق غيره، وهو شيخٌ بصري صدوقٌ سيّءُ الحفظ كثيرُ الوهم، والراوي عنه محمَّد بن حُميد فيه مَقالُ، لكنّه تُوبع". قال: "وقد اختلف فيه نظرُ حافظَيْن فسلكا فيه طريقين متقابلين: فصحّحه الحاكم، ووهّاه ابن الجوزي فأخرجه في "الموضوعات"، واتَّهم به محمدًا وزافرًا. ومحمد توبع, وزافر لم يُتَّهم بالكذب. والصواب أنه لا يُحكم عليه بالوضع، ولا له بالصحةِ، ولو تُوبع لكان حسنًا". أهـ. من "اللآلئ المصنوعة" (2/ 30) ولم أقف على ما يشهد للحديث وإنْ كان قد ورد أصله من حديث الحسن بن علي وجابر (¬1) لكن ليس فيهما ذكر هذه الفقرة "شرف المؤمن ... " والله أعلم. قال الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص 34). "فالصواب أن الحديث ضعيف لا كما جزم به الحاكم من كونه صحيحًا، ولا كما جزم به ¬

_ (¬1) انظر: "اللآلىء" (2/ 30 - 31).

ابن الجوزي من كونه موضوعًا، وله شواهد، ولكن بدون قوله: واعلم أن شرف المؤمن ... الخ". أهـ. قال العلامة اليماني معلِّقًا على ذلك: "إنّما هما شاهدان عن جابر وسنده ضعيف، والثاني عن الحسن بن علي وفي سنده من لم أعرفه". أهـ. 397 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو عمرو أحمد بن أبي غَرزة بالكوفة: نا ثابت بن موسى: نا شَريك عن الأعمش عن أبي سفيان. عن جابر قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَثُرتْ صلاتُه بالليل حَسُنَ وجْهُهُ بالنهار". أخرجه ابن ماجه (1333) وابن نصر في "قيام الليل" (مختصره- ص 23) والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 176) وابن عدي في "الكامل" (2/ 526) والقضاعي في "مسند الشهاب" (رقم: 408 - 412) والبيهقي في "الشُّعب" (1/ ق 495/ ب- 496/ أ) والخطيب في "التاريخ" (1/ 341 و 13/ 126) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 109 - 110، 110) من طرقٍ عن ثابت به. قال العقيلي: "باطلٌ ليس له أصل". وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 207): "هذا قول شَريك قاله عَقِبَ حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عُقَدِ. فأدرج ثابت بن موسى في الخبر، وجعل قول شريكٍ كلامَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم سَرقَ هذا من ثابت بن موسى جماعةٌ ضعفاء، وحدّثوا به عن شريك". أهـ. ونقل البيهقي عن محمَّد بن عبد الرحمن بن كامل قال: قلت لمحمد بن عبد الله بن نُمير: ما تقول في ثابت بن موسى؟. قال: شيخٌ له فضلٌ وإسلامٌ ودينٌ وصلاح وعبادة. قلت: ما تقول في حديث جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من كثرت صلاته)؟. قال: غلطٌ من الشيخ، وأمّا غير ذلك فلا يتوهّم عليه.

وقال ابن عدي. وبلغني عن محمَّد بن عبد الله بن نمير أنَّه ذُكِرَ له هذا الحديث عن ثابت، فقال. باطلٌ، شُبِّه على ثابت، وذلك أن شريك كان مزّاحًا، وكان ثابتُ رجلًا صالحًا، فيشتبه أن يكون ثابت دخل على شريك، وكان شريك يقول: عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فالتفت فرأى ثابت فقال يُمازحه. من كثّر صلاته بالليل حَسُن وجهه بالنهار. فظنّ ثابت -لغفلته- أنّ هذا الكلام الذي قاله شريك هو من الإِسناد الذي قرأه فحمله مع ذلك، وإنّما ذلك قول شريك بالإِسناد الذي قرأه".أهـ. قلت: وقد مثّلوا به في كتب المصطلح للموضوع بغير قصدٍ، قال العراقي في "ألفيته": . . . . . . . . . . . . . . . . ... ومنه نوعٌ وضعُه لم يُقصد نحوُ حدِيثِ ثابتٍ "من كَثُرتْ ... صلاتُه" الحديثَ وَهْلةً سَرَتْ قال السخاويُّ في "فتح المغيث" (1/ 247): " (وَهْلةً) أي غلطة من ثابت لغفلته التي أتى إليها صلاحُه. (سَرَتْ) تلك الغلطة بحيث انتشرت، فرواه عنه غيرُ واحدٍ وقرن بعضهم بشريك. سفيان الثوري، ولم تصنع جماعة من الضعفاء بروايته عن ثابت مع تصريح ابن عدي بأنه لا يُعرف إلا به بل سرقوه منه. ولذا قال عبد الغني بن سعيد الحافظ إنّ كلَّ من حَدَّث به عن شريك فهو غير ثقة. ونحوُه قول العقيلي إنه حديث باطلٌ ليس له أصل. ولا يتابعه عليه ثقة". ثم قال بعد أن ذكر أن له طرقًا أخرى: "ولكنه من جميعها على اختلافها باطل، كشف النقاد سترها وبيّنوا أمرها بما لا نُطيل بشرحه، ولا اعتدادَ بما يُخالف هذا كما تقدّم". أهـ. وقال في "المقاصد" (ص 426): "قال ابن طاهر: ظنّ القضاعي أن الحديث صحيحٌ لكثرة طرقه وهو معذورٌ لأنّه لم يكن حافظًا. انتهى. واتفق

90 - باب: فيمن نام الليل حتى أصبح ولم يصل

أئمة الحديث: ابن عدي والدارقطني والعقيلي وابن حبان والحاكم على أنه من قول شريك". أهـ. قلت: وممن حكم بوضعه ابن الجوزي والصغاني في "الموضوعات" (رقم: 89)، ولذا قال السيوطي في "أعذب المناهل" (الحاوي للفتاوي: 2/ 9): "كما حكم الحفاظ على الحديث الذي أخرجه ابن ماجه في سننه، وهو: (من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار) فإنهم أطبقوا على أنه موضوع". أهـ. ومع هذا فقد أورده في الجامع الصغير!. وقد خرّج ابن عدي في الكامل (2/ 753 و 6/ 2305، 2347) والقضاعي في "مسند الشهاب" (رقم: 413 - 417) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 109 - 110) روايات الكذابين الذين سرقوا الحديث من ثابت أو ألزقوه بغيره. فالعجب -بعد ذلك- من قول بعضهم: "فالحديث ضعيف كما قال شيخنا -يعني الألباني- لا موضوع كما حكم عليه ابن الجوزي". أهـ. وكأنّ ابن الجوزي تفرّد بذلك الحكم مع أن الحفّاظ الكبار متفقدن على وضعه كما مرّ بك!. 90 - باب: فيمن نام الليل حتى أصبح ولم يُصلِّ 398 - أخبرنا أبو الحسين محمَّد بن هميان البغدادي: نا أبو علي الحسن بن عَرَفَة العَبْدي: نا شُجاع بن الوليد أبو بدر: نا زائدة بن قُدامة، قال: سمعت منصور يُحدّث عن شقيق بن سَلَمة. عن عبد الله بن مسعود قال: ذُكِرَ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ، فقيل: يا رسول الله! إنّ فُلانًا نامَ الليلة حتى أصبحَ ما صلّى. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ذاكَ رجلٌ بالَ الشيطانُ في أُذُنِه".

91 - باب: صلاة الليل مثنى مثنى

أخرجه البخاري (3/ 28) ومسلم (1/ 537) من طريقين آخرين عن منصورٍ به. 91 - باب: صلاة الليل مثنى مثنى 399 - أخبرنا أبو يعقوب الْأذْرَعي: نا أبو يزيد يوسف بن يزيد: نا حجّاج بن إبراهيم: نا عيسى بن يونس عن الأعمش عن عطيّة عن سعيد بن جُبير. عن ابن عمر قال. سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صلاةُ الليل مثنى مثنى، فإذا خَشِيتَ الصُّبْحَ فأوترْ بركعةٍ، فإنّ الله -عَزَّ وجَلَّ- وِترٌ يُحبُّ الوترَ". عطية هو العَوفي ضعيف مُدلِّسٌ. 400 - حدثني أبي -رحمه الله-: نا أبو سعيد عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدَّشْتَكي الرازي قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبي عن أبي سفيان عبد الرحمن بن عبد ربّه بن تَيِّمِ اليَشْكُري عن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد (¬1) قال: سمعت نافعًا يُحدِّث. عن ابن عمر أنَّ رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال. أَيْ رسول الله! كيف صلاةُ الليل؟. فقال: "مثنى مثنى، فإذا غشيك الصُّبحُ -أو: خشيتَ الصُّبحَ- فأوتر بواحدةٍ". ذكرُ يحيى بن سعيد في الإِسناد خطأٌ من عبد الرحمن بن عبد ربه فإنه مقبول كما في التقريب أي عند المتابعة وإلا فليّنٌ ولم يتابعه أحد على ذلك. وقد أخرجه مالك في موطأه (1/ 123) عن نافع به. ¬

_ (¬1) عليه تضبيب في الأصل و (ر).

ومن طريقه أخرجه البخاري (2/ 477) ومسلم (1/ 516)، وأخرجاه أيضًا من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر. 401 - أخبرنا أبو الحسن (¬1) خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عوف، قال: قرأتُ على الحُنَيْنِي عن مالك بن أنس والعُمَريِّ عن نافع. عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاةُ الليل والنّهارِ مثنى مثنى". أخرجه ابنُ عدي في "الكامل" (6/ 2285) من طريق الحُنيني به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 334) والطبراني في "الصغير" (1/ 24 - 25) من طريق الحنيني عن عبد الله بن عمر (العمري) به. وأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" -كما في "نصب الراية" (2/ 144) - من طريق الحُنيني عن مالك به. والحُنيني -واسمه: إسحاق بن إبراهيم- ضعيفٌ كما في التقريب. وللحديث طرق أخرى: فقد أخرجه الطيالسي (رقم: 1932) وأحمد (2/ 26، 51) وأبو داود (1295) والترمذي (597) والنسائي (1666) وابن ماجه (1322) وابن الجارود في "المنتقى" (278) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 334) وابن خزيمة (1210) وابن حبان (636) والدارقطني (1/ 417) وابن عدي في الكامل (5/ 1826) والبيهقي (2/ 487) من طريق شعبة عن يعلى بن عطاء عن علي بن عبد الله الأزدي عن ابن عمر. وهذا أشهر طرق الحديث. قال الترمذي: "اختلف أصحاب شعبة في حديث ابن عمر: فرفعه بعضهم وأوقفه بعضهم، والصحيح ما رُويَ عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة الليل مثنى مثنى". وروى الثقات عن عبد الله بن عمر عن النبي ¬

_ (¬1) ليس في (ظ).

- صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكروا فيه صلاة النهار. وقد رُوي عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان يصلي بالليل مثنى مثنى، وبالنهار أربعًا". أهـ. وقال النسائي: هذا الحديث عندي خطأ. يعني ذكر النهار فيه. وقال في سننه الكبرى - كما في "نصب الراية " (2/ 143 - 144): "إسنادة جيد، إلاّ أنّ جماعةً من أصحاب ابن عمر خالفوا الأزديَّ فيه، فلم يذكروا فيه النهار، منهم: سالم ونافع وطاوس". أهـ. وقال يحيى بن معين: صلاة النهار أربع لا يفصل بينهن. فقيل له: فإنّ أحمد بن حنبل يقول: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى. فقال: بأي حديثٍ؟. فقيل له: بحديث الأزدي. فقال: ومَنْ الأزدي حتى أقبل منه؟! وأدعُ يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع عن ابن عمر أنه كان يتطوع بالنهار أربعًا لا يفصل بينهن. لوكان حديثُ الأزديِّ صَحيحًا لم يخالفه ابن عمر (¬1)!. أهـ. من الجوهر النقي (حاشية البيهقي: 2/ 488) والتلخيص (2/ 22). وبمثل هذا أعلّ الطحاوي الحديث بعد أن روى عن ابن عمر بسند صحيح أَنه كان يصلي بالليل ركعتين وبالنهار أربعًا. ثم قال (1/ 335): "فاستحال أن يكون ابن عمر يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما روى عنه البارقي ثم يفعل خلاف ذلك! ". أهـ. وقال الدارقطني في "العلل" -كما في "التلخيص" (2/ 22) -: "ذِكْرُ النهار فيه وهمٌ". أهـ. وذهب بعض الحفاظ إلى تصحيحه, فقد نقل البيهقي في سننه عن البخاري تصحيحَه، وقال البيهقي في "معرفة السنن" -كما في "التلخيص" (2/ 22) -: "هذا حديثٌ صحيحٌ، وعلي البارقيُّ احتجَّ به مسلم، والزيادة من الثقة مقبولة". أهـ. ¬

_ (¬1) قال الحافظ في الفتح (2/ 479): "يعني: مع شدّة اتّباعه".

وقال الخطابي في "معالم السنن" (1/ 278): "روى هذا الحديث عن ابن عمر: نافع وطاوس وعبد الله بن دينار، ولم يذكر فيه أحدٌ صلاة النهار، إنما هو: "صلاة الليل مثنى مثنى" إلَّا أنّ سبيل الزيادات أن تُقبل". أهـ. وصححه النووي في "المجموع" (4/ 49). وقد ردّ شيخ الإِسلام ابن تيمية قولَ من قال أنها زيادة ثقة فينبغي أن تقبل من ثلاثة وجوه، فقال - كما في مجموع فتاويه (21/ 289 - 290): "أحدُها: أن هذا متكلّم فيه. الثاني: أنّ ذلك إذا لم يخالف الجمهور، فإذا انفرد عن الجمهور ففيه قولان في مذهب أحمد وغيره. الثالث: أنّ هذا إذا لم يُخالف المزيدَ عليه، وهذا الحديث قد ذكر ابن عمر أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة الليل. فقال: "صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة"، ومعلوم أنه لو قال: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة، لم يجز ذلك؛ وإنمّا يجوز إذا ذكر صلاة الليل منفردةً كما ثبت في الصحيحين، والسائل إنما سأله عن صلاة الليل، والنبي - صلى الله عليه وسلم - وإن كان قد يجيب عن أعم مما سُئل عنه -كما في حديث البحر: (هو الطهور ماؤه، الحل ميتته) - لكنْ يكون الجواب منتظمًا كما في هذا الحديث، وهناك إذا ذُكِر النهار لم يكَن الجواب منتظمًا، لأنه ذُكِرَ فيه قوله: "فإذا خفت الصبحَ فأوتر بواحدةٍ" وهذا ثابت في الحديث لا ريبَ فيه". أهـ. قلت: وقد ذكرت في تخريج الحديث (374) (1/ 374) كلامًا نفيسًا للحافظ ابن عبد الهادي في حكم زيادة الثقة، وأن الحكمَ بقبولها ليس على إطلاقه بل فيه تفصيلٌ، فارجع إليه. والأزديُّ وثقه العجلي وقال ابن عدي: لا بأس به. كما في التهذيب (7/ 358 - 359) وذكر ابن التركماني في "الجوهر" (حاشية البيهقي:

2/ 487) أن ابن عبد البر نقل عن ابن معين أنه يُضعِّفُ حديثه ولا يحتجُّ به. وأعلّ الحافظ في الفتح (2/ 479) هذه الزيادة بأمرٍ آخر فقال: "لكن روى ابن وهب بإسنادٍ قوي عن ابن عمر قال: "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى" موقوف أخرجه ابن عبد البر من طريقه، فلعلَّ الأزديَّ اختلط عليه الموقوف بالمرفوع، فلا تكون هذه الزيادة صحيحةً على طريقة من يشترط في الصحيح أن لا يكون شاذًّا". طريق أخرى: أخرج الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 58) من طريق نصر بن علي عن أبيه عن ابن عون عن ابن سيرين عن ابن عمر، وقال: "هذا حديث ليس في إسناده إلا ثقة ثبت، وذِكْرُ النهار فيه وهم، والكلام عليه يطولُ".أهـ. طريق أخرى: أخرج الدارقطني (1/ 417) عن الليث بن سعد عن عمرو بن الحارث عن بُكير بن الأشج عن عبد الله بن أبي سلمة عن محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن ابن عمر مرفوعًا. وأخرجه البيهقي (2/ 487) من طريق ابن وهب عن عمرو به لكن ذكره موقوفًا. وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 22): "في إسناده نظر". وقد ورد الحديث عن عائشة وأبي هريرة: أما حديث عائشة فقد أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 317 - 318) من طريق محبوب بن مسعود البجلي عن عماد بن عطية عن الزهري عن عروة عنها. وعمّار كذّبه ابن معين كما في الميزان (3/ 165). وأمّا حديث أبي هريرة فقد أخرجه الحربي في "غريب الحديث" -كما في نصب الراية (2/ 144 - 145) - من طريق نصر بن علي عن أبيه عن

92 - باب: استفتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين

ابن أبي ذئب عن المقبري عنه، ولعل اختلاف رواية نصر هو العلَّة التي أشار إليها الحاكم فيما تقدّم والله أعلم. 92 - باب: استفتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين 402 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن بن عبد الرحمن الحرّاني الحافظ: نا أحمد بن علي بن المُثنّى: نا الحارث بن سُريج: نا ابن عُيينة قال: قال هشام بن حسّان عن أيوب عن ابن سيرين. عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قامَ أحدُكم يُصلِّي من الليل فليستفتحْ القراءةَ بركعتين خفيفتين". الحارثُ قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقةٍ. وقال ابن عدي: ضعيفُ يسرق الحديث. (اللسان: 2/ 149). وقد تفرّد بذكر أيّوب في الإِسناد وهو غلط منه، فقد أخرجه مسلم (1/ 532) من طريق أبي أسامة عن هشام بن حسان عن ابن سيرين به. هكذا رواه أبو أسامة -واسمه حماد بن أسامة- عن هشام به مرفوعًا، وتابعه سليمان بن حيّان عند أبي داود (1323) والبيهقي (3/ 6)، وعبدُ الرزاق عند أحمد (2/ 278 - 279)، وزائدة بن قدامة عند أحمد (2/ 399) وأبي عوانة (2/ 331). وأخرجه أبو داود (1324) من طريق أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة موقوفًا، وقال: "رَوى هذا الحديثَ حمادُ بن سلمة وزهير بن معاوية وجماعة عن هشام عن محمَّد أوقفوه عن أبي هريرة، وكذلك رواه أيوب وابن عون أوقفوه على أبي هريرة". أهـ. قلت: وهذه ليست بعلِّةٍ لا سيّما أن هشام بن حسان من أثبت الناس في

93 - باب: ما تستفتح به صلاة الليل

ابن سيرين، ويحتملُ أنّ أبا هريرة كان يذكره مرة على سبيل الرواية فيرفعه، ويذكره مرةً أخرى على سبيل الفتوى فيوقفه، والله أعلم. 93 - باب: ما تُستفتحُ به صلاةُ الليل 403 - أخبرنا أبو الحسين محمَّد بن هميان بن محمَّد بن عبد الحميد البغدادي قراءة عليه: نا علي بن مسلم الطُّوسي: نا سيّار بن حاتم [قال:] (¬1) نا جعفر بن سليمان، قال: قال علي بن علي الرفاعي: نا أبو المتوكِّل الناجي. عن أبي سعيد الخُدْري قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل رفع يديه وكبّر، ثم قال: (سُبحانَك اللهم وبحمدك، تباركَ اسمُك، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُك. الله أكبر (¬2) -ثلاثًا-، لا إله إلا الله -ثلاثًا-. أعوذُ بالله السميع العليمِ من الشيطان الرجيم، من هَمْزِهِ ونَفْخِه ونفثِه". أخرجه أحمد (3/ 50) وابن أبي شيبة (1/ 232) والدارمي (1/ 282) وأبو داود (775) والترمذي (242) والنسائي (899، 900) وابن ماجه (804) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 197 - 198) وابن خزيمة (467) والدارقطني (1/ 298 - 299) والبيهقي (2/ 34 - 35) من طرقٍ عن جعفر به. وهو عند ابن أبي شيبة والنسائي وابن ماجه باختصار. قال الترمذي: "هذا أشهرُ حديث في هذا الباب، وقد تُكلِّم في إسناده، كان يحيى بن سعيد يتكلّم في علي بن علي الرفاعي، وقال أحمد: لا يصحُّ هذا الحديث". أهـ. ¬

_ (¬1) من (ش). (¬2) عند بعض مخرجي الحديث زيادة: (كبيرًا).

94 - باب: قيام النبي (صلى الله عليه وسلم)

وقال ابن خزيمة: "أحسن إسناد رُوي في هذا" أهـ. وقد بيّن أبو داود علّته فقال: "وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلًا، الوهم من جعفر". أهـ. وقد رواه أبو داود في المراسيل (كما في تحفة الأشراف: 13/ 168) من طريق خالد بن الحارث عن عمران بن مسلم القصير عن الحسن مرسلًا. وعمران ضعّفوه. أما علي بن علي فقد وثقه وكيع وابن معين وأبو زرعة. وأثنى عليه أبو داود. وقال أحمد والبزار: ليس به بأس. وجعفر حسن الحديث، فالإِسناد حسن إن شاء الله. 94 - باب: قيامُ النبي (صلى الله عليه وسلم) 404 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم القاضي: نا سعد بن محمَّد البيروتي: نا سُهيل بن عبد الرحمن: نا شَيبان بن عبد الرحمن عن زياد بن عِلاَقة. عن المُغيرة بن شعبة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلَّي حتى انتفخت قدماه، فقيل: يا رسولَ الله! أليس قد غفر اللهُ لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟. قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟! ". سهيل قال ابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 250): سألت أبي عنه فلم يعرفه. أهـ. وأخرجه البخاري (3/ 14 و 11/ 303) من طريق مِسْعَر عن زياد به. وأخرجه هو (8/ 584) ومسلم (4/ 2171) من طريق ابن عيينة عن زيادة به.

وأخرجه مسلم (4/ 2171) من طريق أبي عوانة عن زياد به. 405 - أخبرنا يعقوب الأذْرعي: نا أبو علي الحسين بن حميد العكّي بمصر: نا زُهير -يعني: ابن عبّاد-: نا رِشْدِين بن سعد عن حُميد بن زياد عن عبد الله بن يزيد بن هُرمز عن عروة. عن عائشة أنّها قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي حتى تفطّرت قدماه [دمًا] (¬1) فأقول: بأبي وأمي! تفعلُ هذا وقد غفَر اللهُ لك ما تقدّم من ذنبِكَ وما تأخّر؟!. فيقول: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟! " قالت: فلما ثَقَل وكَبُرَ كان يُصلِّي قاعدًا، فلمّا أراد أن يختمَ السورةَ قام قائمًا ثُمَّ ركعَ. زهير وشيخه ضعيفان، والحسين بن حميد مجهول قاله مسلمة كما في اللسان (2/ 281)، وحميد مختلفٌ فيه، وابن هرمز قال أبو حاتم -كما في "الجرح" (5/ 199) -: "ليس بقوي، يُكتب حديثه". أهـ. والحديث أخرجه البخاري (8/ 584) من طريق أبي الأسود عن عروة عنها. وأخرجه مسلم (4/ 2172) من طريق حُميد بن زياد عن ابن قسيط عن عروة. وليس عنده قولُها في آخر الحديث. 406 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمَّد ببغداد: نا أبو زيد الهروي: نا شعبة: نا الأعمش (ح). وأخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة: نا أبو حُذيفة: نا سفيان عن الأعمش عن أبي صالح. عن أبي هريرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلّي حتى تَرِمُ قدماه. قالوا: ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

يا رسول الله! أتفعلُ هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟!. قال: "أفلا أكونُ عبدًا شكورًا؟! ". أبوقلابة كثيرُ الخطأ والوهم، وفي التهذيب (6/ 421): أنَّ ابن الأعرابي قال: أنكر عليه بعض أصحابِ الحديث حديثَه عن أبي زيد الهروي .. " فذكر هذا الحديث. وأبو حذيفة هو موسى بن مسعود النَّهْدي: صدوق سيء الحفظ وكان يُصحِّف. كذا في التقريب. وأخرجه ابن خزيمة (1184) من طريق محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وسنده حسن. وذكر الهيثمي في المجمع (2/ 271) أن البزّار أخرج حديثَ أبي هريرة، قال الهيثمي: "رواه البزار بأسانيد، ورجالُ أحدها رجالُ الصحيح".أهـ. 407 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان: نا أبو عبد الرحمن خالد بن رَوْح بن أبي حُجَير الثقفي: نا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم: نا محمَّد بن شعيب عن الأوزاعي عن قرًةَ بن عبد الرحمن بن حَيْويل المَعَافري قال: حدثني الزُّهري عن عُروة بن الزبير. عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُصلِّي بعد العَتمة إحدى عشرة ركعةً، يُسلِّم من كلِّ ثنتين ويُوتر بواحدةٍ. فإذا سكت المؤذن من الأولى ركع ركعتي الفجر ثم اضطجع على شقّه الأيمن حتى يأتيه المؤذّنُ للصلاة. [قال تمّام:] (¬1) حدّث به ابن جوصا عن خالد بن رَوْح. وذِكْرُ الأوزاعي ¬

_ (¬1) زيادة من (ش).

غريبٌ (¬1)، وإنّما هو: (محمد بن شُعيب عن قرّة بن عبد الرحمن)، ولم يحدّث به غير خالد بن روح، والله أعلم. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (5/ 212/ ب) من طريق تمام به. وقرّة صاحب مناكير. والحديث أخرجه البخاري (2/ 478) ومسلم (2/ 508) واللفظ له من طريق الزهري به. 408 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم: أنا أبو عبد الملك [أحمد بن إبراهيم] (¬2) القرشي: نا نصر بن محمَّد بن سليمان بن أبي ضَمْرة الحِمصي: نا أبي: نا داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه. عن جدِّه عبد الله بن عباس قال: أردتُ أن أعرفَ صلاةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل، فسألتُ عن ليلته، فقيل: لميمونةَ الهلالية. فأتيتُها فقلتُ: إنّي تنحَّيْتُ عن الشيخ. ففرشَتْ لي في جانبِ الحُجْرةِ، فلمّا صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه صلاةَ العشاء الآخِرة دخل إلى منزله، فحسَّ حِسِّي، فقال: "يا ميمونةَ! مَنْ ضَيفُكِ؟ ". قالت: ابنُ عمِّك يا رسول الله: عبدُ الله بن عبّاس. قال: فأوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فراشه. فلما كان في جوف الليل خَرَجَ إلى الحُجْرةِ، فقلَّب في أُفُق السماء وجهَهُ، ثم قال: "نامتِ العيونُ، وغارتِ النجومُ، والله حيٌّ قيّومٌ". ثم رجع إلى فراشه، فلما كان في ثُلُثِ (¬3) الليل الآخِر خرَج إلى الحُجْرةِ، فقلَّب في أُفُق السماء وجهَهُ، ثمَّ (¬4) قال: "نامتِ العُيون، وغارتِ النجومُ، والله ¬

_ (¬1) في (ظ): (وهو غريبٌ من حديث الأوزاعي، وإنما هو والله أعلم ...)، وكذا عند ابن عساكر. (¬2) زيادة من (ظ). (¬3) في الأصل و (ظ): (الثلث) وعليه تضبيب والمثبت من (ر) و (ش). (¬4) في (ظ): (و) بدلًا منها.

-عَزَّ وجَلَّ- حيٌّ قَيُّومٌ". ثمَّ عَمَدَ إلى قِرْبةٍ في ناحيةِ الحُجْرةِ فحلَّ شِناقَها، ثم توضأ فأسبغ وُضوءَه. ثم قام إلى مُصلاه فكبّر فقام حتى قُلتُ: لن يركعَ. ثم ركع، فقلت: لن يرفعَ صُلْبَهُ. ثم رفعَ صُلْبَهُ. ثم سجدَ، فقلت: لن يرفعَ رأسَهُ. ثم جلسَ، فقلتُ: لن يعودَ. ثم سجد، فقلت: لن يقوم. ثم قام فصلّى ثمان (¬1) ركعاتٍ، كلُّ ركعةٍ دونَ التي قبلها، يفصلُ في كلِّ ثنتين بالتسليم، وصلّى ثلاثًا أوترَ بهنَّ بعد الاثنتين، وقام في الواحدة الأولى، فلما ركع الركعة الآخِرة فاعتدل قائمًا من ركوعه قنتَ فقال: "اللهمَّ إنّي أسألُك رحمةً من عندك، تهدي بها قلبي، وتجمعُ بها أمري، وتَلُمُّ بها شَعَثي، وتَردُّ بها أُلفتي، وتحفظ بها غَيْبتي، وتزكِّي بها عملي، وتُلهمني بها رُشْدي، وتعصمني بها من كل سوءٍ. وأسألك إيمانًا لا يرتَدُّ، ويقينًا ليس بعدَه كُفْرٌ، ورحمةً من عندك أنالُ بها شرفَ كرامتِك في الدنيا والآخرة. أسألُكَ الفوزَ عند القضاء، ومنازلَ الشهداء، وعيش السُّعداءِ ومرافقةَ الأنبياء، إنَّك سميعُ الدعاء. اللهمَّ إني أسألك يا قاضيَ الأمورِ، وشافيَ الصدور كما تُجيرُ بين البُحور أنْ تُجيرَني من عذاب السَّعير، ومن فتنةِ القبور، ودعوةِ الثُّبور. اللهم ما قَصَرَ عنه عملي (¬2)، ولم تبلغْهُ مسألَتي من خيرٍ وعدتَهُ أحدًا من خَلْقك، أو أنت مُعطيه أحدَ عبادك الصالحين فأسألُكاهُ، وأرغبُ إليك فيه، ربَّ العالمين. اللهمَّ اجعلنا هُداةً مهتدين غيرَ ضالَّين ولا مُضلِّين، سِلْمًا لأوليائك، حَرْبًا لأعدائك، نحبُّك (¬3) ونُعادي بعداوتك من خالفَك. ¬

_ (¬1) كذا في الأصول وعليه تضبيب في (ظ)، والصواب: (ثماني). (¬2) في (ظ): (علمي) وعليه تضبيب. (¬3) عليه (صح) في الأصل، وعند ابن عساكر: (نحبُّ بحُبِّك).

اللهمَّ إني أسألُك بوجهك الكريم ذو الجلالَ (¬1) الشديد الأمنَ يومَ الوعيد، والجنةَ يومَ الخلود مع المُقرّبين الشُّهود الموفين (¬2) بالعهود، إنك رحيمٌ ودودٌ، إنّك تفعل ما تريدُ. اللهمَّ هذا الدعاء وعليك الإِجابةُ، وهذا الجُهد وعليك التُّكلان، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بك. اللهمَّ اجعل لي نُورًا في سمعي وبَصَري ومخِّي وعظمي وشعْري وبَشَري، ومن بين يديّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، اللهمَّ أعطني نورًا، وأزِّرني نورًا، وردّني نورًا، وزِدني نورًا". ثمّ قال: "سُبحان مَنْ لَبِسَ العزَّ ولاقَ به، سُبحان الذي تَعطَّف بالمجد وتكرّم به، سُبحان من لا ينبغي التسبيحُ إلّا له, سبحان من أحصى كلَّ شيءٍ بعلمه، سبحان ذي (¬3) الفَضْل والطَّوْل، سبحان ذي (3) المَنِّ والنِّعَمِ، سبحان ذي (3) القدرة والكَرَمِ". ثم سَجدَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فكان فراغُه من وِترهِ وقتَ ركعتي الفجرِ، فركع في منزله، ثم خرجَ فصلى بأصحابه صلاةَ الصُّبحِ. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (6/ ق 15/ أ- ب) من طريق تمام به. ونصر بن محمَّد ضعيف كما في التقريب. وأخرجه الترمذي (3419) وابن عدي في "الكامل" (3/ 957) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 209) من طريق محمَّد بن عمران (¬4) بن أبي ليلى عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن داود به. ¬

_ (¬1) في (ظ) وهامش (ر): (الحبل)، ورُفِعت (ذو) على القطع، والتقدير: (أنت ذو ...). (¬2) في الأصل: (الموفون)، والتصويب من (ظ) و (ر). (¬3) في الأصول (ذو)، والتصويب من (ر) وابن عساكر. (¬4) وقع عند أبي نعيم: (عبد الرحمن) وهو خطأ.

95 - باب: فيمن فاتته صلاة الليل

وابن أبي ليلى -واسمه محمَّد بن عبد الرحمن- سيء الحفظ جدًا، وابنه عمران لم يوثقه غير ابن حبان كما في التهذيب (8/ 137). وقال الترمذي: "هذا حديث غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي ليلى من هذا الوجه". أهـ. وقال أبو نعيم: "لم يَسق هذا الحديثَ بهذا السياق والدعاء عن علي بن عبد الله إلا داودُ ابنه، تفرّد به عنه محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى". أهـ. وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 343) وابن عدي (3/ 957) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 209) وابن عساكر (6/ ق 13/ ب- 14/ أ) من طريق قيس بن الربيع عن ابن أبي ليلى به. وقيس فيه ضعف. وأخرجه ابن عدي (3/ 957) من طريق الحسن بن عُمارة عن ابن أبي ليلى، والحسن متروك. وفي أسانيدهم جميعًا: داود بن علي العباسي، قال ابنُ معين: أرجو أنه ليس يكذب. وقال ابن حبّان: يخطئ. وقال ابن عدي: لا بأس بروايته عن أبيه عن جدّه. وقال الذهبي في الميزان (2/ 13): "ليس بحجّةٍ". أهـ. وقال في "سير النبلاء" (5/ 444): "له حديثٌ طويل في الدعاء (يعني: هذا الحديث) تفرّد به عنه ابن أبي ليلى وقيس، وما هو بحجّةٍ، والخبر يُعَدَّ منكرًا. ولم يُقدمْ أولو النقد على تليين هذا الضَرْب لدولتهم". أهـ. 95 - باب: فيمن فاتته صلاة الليل 409 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر الهَمداني: نا أبو علي الحسن بن جرير الصُّوري: نا سعيد بن منصور:

96 - باب: صلاة الضحى

نا أبو عَوانة عن قتادة عن زُرارة بن أوفى عن سعد بن هشام. عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا فاتَهُ صلاةُ الليلِ صلّى من النهارِ (¬1) ثنتي عشرةَ ركعةً. أخرجه مسلم (1/ 515) عن سعيد بن منصور به. 96 - باب: صلاة الضُّحى 410 - أخبرنا يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا محمد بن هارون بن محمَّد بن بكّار: نا أبو عبد الله محمَّد بن هاشم -يُعرف بـ"الأزفر"-: نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن كثير بن مرَّة الحضرمي. عن نُعَيم بن هَمَّار الغَطَفاني قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "إنَّ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- يقول: ابنَ آدمَ! لا تُعجزني من أربعِ رَكعاتٍ أوّلَ النّهارِ أكَّفِكَ آخِرَه". أخرجه أحمد (5/ 286 - 287) وأبو داود (1289) عن سعيد بن عبد العزيز به. وقال النووي في المجموع (4/ 39): "إسناده صحيح". أهـ. وسقط من سند أحمد: (كثير بن مرة). وتابعه محمَّد بن راشد عند أحمد (5/ 287)، وأبو العلاء بن الحارث عند النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (9/ 35). وأخرجه أحمد (5/ 287) والدارمي (1/ 338) والنسائي في "الكبرى" -كما في التحفة- وابن حبان (634) والبيهقي (3/ 47 - 48) من طريق ¬

_ (¬1) وقع في (ظ): (الليل) وهو خطأ ظاهر.

بُرْد بن سنان عن سليمان بن موسى عن مكحول عن كثير عن قيس الجُذامي عن نعيم به. وقيس صحابي، ومكحول كثير التَدليس. وتابع مكحولًا: أبو الزاهرية، واسمه: حُدير بن كُريب الحضرمي. أخرجه أحمد (5/ 286، 287) والنسائي في الكبرى من طريق معاوية بن صالح عنه. وإسناده حسن، معاوية وَسَطٌ ليس بالثبت. وأخرجه النسائي في "الكبرى" من طريق بقية عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير به. وبقية شيخ المدلسين. وقد روى الحديث جماعةٌ من الصحابة، وهم: أبو مُرَّة الطائفي، وعقبة بن عامر، وأبو ذرٍّ، وأبو الدرداء، والنواس بن سمعان، وابن عمر، وأبو أمامة. أما حديث أبي مرة فقد أخرجه أحمد (5/ 287) والنسائي في الكبرى -كما في التحفة (9/ 288) - من طريق يحيى بن إسحاق عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عنه. قال الحافظ المزي: "المحفوظ من حديث سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن كثير بن مرة عن نعيم". أهـ. قال المنذري في الترغيب (1/ 464): "ورواته محتجٌّ بهم في الصحيح". أهـ. وكذا قال الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 144) والهيثمي في المجمع (2/ 236) والسيوطي في "جزء صلاة الضحى" (الحاوي: 1/ 46)، ورجّح الحافظ في التقريب أن أبا مرة هو كثير بن مرة. وأما حديث عقبة فقد أخرجه أحمد (4/ 153) وأبو يعلى (المقصد العلي: رقم 387) من طريق أبان بن يزيد العطار عن قتادة عن نعيم بن همّار عنه. وقد تبيّن من هذا أن نعيم إنّما سمعه بواسطة عقبة، قال ابن عبد البر في

"الاستيعاب" (بهامش الإِصابة: 3/ 558 - 559): "واختلف في هذا الخبر اختلافًا كثيرًا فمنهم من يجعله عن نعيم عن عقبة بن عامر، وحديث مكحول عن نعيم هذا, ولم يسمع منه". أهـ. وقال المنذري (1/ 464): "ورجال أحدهما رجال الصحيح". أهـ. وكذا السيوطي (1/ 44)، وقال الهيثمي (2/ 235): "رجاله ثقات". أهـ. وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (1/ ق 109/ أ): "إسناده صحيح". وأما حديث أبي ذر وأبي الدرداء فقد أخرجه الترمذي (475) وحسَّنه -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (4/ 143 - 144) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عنهما. وإسناده حسن، ابن عيّاش صدوق في روايته عن أهل الشام، وشيخه منهم، ولذا قال المنذري في الترغيب (1/ 464): "في إسناده إسماعيل بن عيّاش، ولكنه إسنادٌ شامي". أهـ. وأخرجه أحمد (6/ 440، 451) من طريق صفوان بن عمرو عن شريح بن عُبيد الحضرمي عن أبي الدرداء وحده. قال المنذري (1/ 464) -وتابعه الهيثمي (2/ 236) -: "ورواته كلهم ثقات". أهـ. قلت: إسناده منقطع، شريح لم يسمع من أبي الدرداء قاله محمَّد بن عوف، وعلّق الحافظ في التهذيب (4/ 329) على قول أبي حاتم عنه: (لم يدرك أبا أمامة) بقوله: "وإذا لم يُدرك أبا أمامة الذي تأخرت وفاته فبالأولى أن لا يكون أدرك أبا الدرداء". أهـ. ولم يتنبّه السيوطيُّ لهذا فقال (1/ 45): "سنده جيّدٌ".! وأما حديث النّواس فقد أخرجه الطبراني في الكبير -كما في المجمع- وقال الهيثمي (2/ 236) -وتابعه السيوطي (1/ 44) -: "رجاله ثقات".

وأما حديث ابن عمر فقد أخرجه الطبراني في الكبير -كما في المجمع- وقال الهيثمي (2/ 236): "وفيه ليث بن أبي سُليم وهو مدلس". أهـ. قلت: هذا من أوهامه -رحمه الله- فإن ليثًا لم يُوصم بتدليس، بل هو ضعيف لاختلاطه الشديد. وأما حديث أبي أمامة فقد أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 210 - 211) وقال الهيثمي (2/ 236): "وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك". أهـ. وكذّبه ابن الجنيد. 411 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا أبو بكر محمَّد بن هارون بن محمَّد بن بكّار بن بلال: نا عبد الله بن يزيد بن راشد القرشي المقرئ: نا الوليد بن سليمان بن أبي السائب عن بُسْر بن عُبيد الله عن أبي إدريس الخَوْلاني. عن نُعيم بن همّار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الله -عَزَّ وجَلَّ- قال: "ابنَ آدم! لا تُعجزني من أربعِ ركعاتٍ من أولِ نهارِكَ أكفِكَ آخِرَه". محمَّد بن هارون بن بكار لم أقف على ترجمته. 412 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذْرَعي: نا أبو العباس محمَّد بن جَوْشن بن علي بالرقّة: نا داود بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران: نامحمد بن مُيَسَّر (¬1): نا يعقوب بن عطاء عن عطاء. أن أبا هريرة - رضي الله عنه - (¬2) قال: أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاثٍ لا أتركُهُنَّ أبدًا: بركعتي الضُّحى، وصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وأن لا أنامَ إلَّا على وترٍ. ابن عطاء وابن مُيسَّر ضعيفان. ¬

_ (¬1) في (ر): (مبشر) وهو خطأ. (¬2) ليس في (ظ) و (ر).

97 - باب: صلاة التوبة

والحديث أخرجه البخاري (3/ 56) ومسلم (1/ 499) من طريق أبي عثمان النَّهْدي عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم من طريق أبي رافع الصائغ عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (1/ 499) من حديث أبي الدرداء أيضًا. وانظر أيضًا الحديث رقم (585). 413 - حدثنا أبي -رحمه الله-: نا حَمِّي بن خلّاد بن محمد. الرازي: نا عبد الله بن الجراح القُوهُسْتاني: نا عبد الخالق بن إبراهيم بن طَهْمان عن أبيه عن أبي الزُّبير المكِّي عن عِكْرمةَ بن خالد. عن أمِّ هانئ بنت أبي طالب قالت: لما قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عامَ الفتح -فتح مكةَ- صلّى ثماني ركعاتٍ. فقلتُ: يا رسول الله! ما هذه الصلاة؟. قال: "صلاة الضُّحى". أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" -كما في الفتح (3/ 54) - من طريق عكرمة. عبد الخالق بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/ 37)، وأبو الزبير مدلّس وقد عنعن. وقد أخرج البخاري (3/ 51) ومسلم (1/ 497) حديث أم هانئ في صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثماني ركعات في بيتها. وليس عندهما ذكر سؤالها وجوابه - صلى الله عليه وسلم -. وسيأتي حديث جابر في صلاة الضحى برقم (695). 97 - باب: صلاة التوبة 414 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد: نا محمَّد بن سليمان

البصري: نا وكيع عن مِسْعَر وسفيان عن عثمان بن أبي (¬1) المُغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة الوَالِبي عن أسماء بن الحكم الفَزَاري. عن عليٍّ - رضي الله عنه - قال: كنتُ إذا سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا نفعني الله بما شاءَ منه، وإذا حدّثني عنه غيره استحلفتُهُ، فإذا حَلَفَ لي صدّقتُه، وإن أبا بكرٍ - رضي الله عنه - حدثني - وصدق أبو بكر- أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من رجلٍ يُذنبُ ذنبًا فيتوضأ فيُحسنُ الوضوءَ -قال سفيان: ثم يُصلي ركعتين. وقال مِسْعَر: ثم يُصلّي- فيستغفرُ إلَّا غُفِرَ له". أخرجه الحُميدي في مسنده (رقم: 4) وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 387 - 388) وأحمد (1/ 2) وابن ماجه (1395) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (رقم: 9) وأبو يعلى في مسنده (رقم: 12) وابن جرير في تفسيره (4/ 63) عن وكيع به. وأخرجه من طريق مِسعر: الحميديُّ (1) -ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 106) - والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (414) وابن عدي (1/ 420). وأخرجه أبو يعلى (15) من طريق سفيان. وتابعهما: أبو عَوانة -واسمه: الوضّاح بن يزيد اليشكري- عند الطيالسي (1) وأحمد (1/ 10) وأبو داود (1521) والترمذي (406، 3009) وحسّنه والنسائي (417) والمروزي (11) وأبو يعلى (11) وابن حبّان (2454) والبغويّ في شرح السنة (4/ 151). ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، والصواب حذف (أبي).

وشعبةُ عند الطيالسي (1) وأحمد (1/ 8 - 9) والمروزي (10) وأبو يعلى (13، 14) وابن جرير (4/ 63) وابن السُنِّي في "عمل اليوم والليلة" (359). وذكر الترمذي أن سفيان ومِسْعرًا قد أوقفاه، وقد أخرج روايتهما الموقوفة النسائي (415، 416). قال البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 54): "لم يُروَ عن أسماء بن الحكم إلَّا هذا الواحد، وحديثٌ آخر ولم يُتابع عليه. وقد روى أصحابُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، بعضُهم عن بعضٍ فلم يُحلِّف بعضُهم بعضًا". أهـ. لكن أجاب المزيّ في التهذيب (1/ 93) عن هذا بقوله: "قلت: ما ذكره البخاري -رحمه الله- لا يقدح في صحة هذا الحديث ولا يُوجبُ ضعفَه. أمّا كونه لم يُتابعْ عليه فليس شرطًا في صحة كل حديثٍ صحيحٍ أن يكون لراويه مُتابِعٌ عليه، وفي الصحيح عدةُ أحاديثَ لا تُعرف إلا من وجهٍ واحدٍ نحوُ حديث: (إنما الأعمال بالنيّات) ... " ثم قال: "وأمّا ما أنكره من الاستحلاف فليس فيه أن كلَّ واحدٍ من الصحابة كان يستحلف من حدّثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل إنّ فيه أن عليًّا - رضي الله عنه - كان يفعل ذلك، وليس ذلك بمنكر أن يحتاط في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - كما فعل عمر -رضي الله عنه - في سؤاله البيّنة بعضَ من كان يروي له شيئًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما هو مشهورٌ عنه، والاستحلافُ أيسرُ من البيّنة". أهـ. قلت: وهو ردٌّ محكمٌ متين. وأسماء وثّقه العجلي وابن حبَّان، وقال الحافظ: صدوق. والحديث قال ابن عدي: "وهذا الحديث طريقه حسنٌ، وأرجو أن يكون صحيحًا". أهـ. وقال الحافظ في التهذيب (1/ 268): "جيّد الإِسناد".

98 - باب: صلاة النافلة في البيت

98 - باب: صلاة النافلة في البيت 415 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن علي بن الحسن بن وهيب العطوفي قراءةً عليه في سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة: أنا محمَّد بن نصر الصايغ: نا إسماعيل بن أبي أُويس، قال: حدثني سليمان بن بلال عن إبراهيم بن أبي النَّضْر مولى عمر بن عبيد الله عن أبيه عن بُسْر بن سعيد. عن زيد بن ثابت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاةُ المرءِ في بيته أفضلُ من صلاتِه في مسجدي هذا إلَّا المكتوبة". إبراهيم بن أبي النَّضْر هو بَرْدَان. أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 159) عن شيخه محمَّد بن نصر الصائغ وغيره به. وأخرجه أبو داود (1044) -ومن طريقه البغوي في شرح السنة (4/ 130) - والطحاوي في شرح المعاني (1/ 350 - 351) وابن عدي في الكامل (1/ 317) من طريق سليمان بن بلال به. وإسناده صحيح. وأصل الحديث في الصحيحين (البخاري: 2/ 214، ومسلم: 1/ 539 - 540) مطوّلًا بغير هذا اللفظ. 416 - أنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءةً عليه: نا عِلاّن بن المغيرة: نا ابن أبي مريم: نا عبد الله بن فرّوخ عن ابن جُريج عن عطاء. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلوا لبُيوتِكم حظًّا من صلاتكم". ابن أبي مريم هو سعيد بن الحكم، وابن فَرّوخ له مناكير، وابن جريج

99 - باب: النهي عن التطوع بعد الإقامة

مدلّس وقد عنعنه، وعطاء هو ابن أبي مسلم الخُراساني صدوق يهم كثيرًا كما قال الحافظ. وأخرج البخاري (1/ 528 - 529) ومسلم (1/ 538) من حديث ابن عمر مرفوعًا: "اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم". 99 - باب: النهي عن التطوع بعد الإِقامة 417 - حدثني أبو بكر محمَّد بن علي بن الحسن الشرابي البغدادي، وأبي -رحمه الله-، وأبو المعافى المسافر بن جعفر البغدادي الخطيب، وأبو القاسم العبّاس بن محمَّد البغدادي الصائغ، وعثمان بن الحسين البغدادي في آخرين، قالوا. نا أبو بكر جعفر بن محمَّد بن المستفاض الفريابي: نا إبراهيم بن الحجّاج الشامي: نا الحمّادان: حمّاد بن سلمة وحمّاد بن زيد عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أُقيمتِ الصلاةُ فلا صلاةَ إلَّا المكتوبةُ". 418 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلم: نا عبد الله بن الحسين المِصِّيصي: نا عبد الله بن جعفر الرَّقِّي: نا عيسى بن يونس عن الحسين المُعلِّم عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أُقيمتِ الصلاةُ فلا صلاةَ إلَّا المكتوبةُ". 419 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل بن عثمان التَّنوخيُّ: نا عبد الرحمن بن مَعْدان: نا إسماعيل بن أبي أُويس قال: حدثني عبد الله بن وهب المصري عن عمر بن قيس عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار.

عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أُقيمتِ الصلاةُ فلا صلاةَ إلَّا المكتوبةُ". 420 - أخبرنا أبو عُمر (¬1) محمَّد بن عيسى القزويني الحافظ قراءةً عليه، وأبو الطّيب أحمد بن محمَّد بن أبي زُرعة بن عمرو النَّصْري، قالا: نا أبو عمرو أحمد بن عَنْبَسةَ الحمصي -يُعرف بـ (ابن أبي زينب) -: نا أبو التَّقيِّ هشام بن عبد الملك اليَزَني: نا بقيّةُ بن الوليد عن وَرْقاء بن عمر وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أُقيمتِ الصلاةُ فلا صلاةَ إلَّا المكتوبةُ". قال أبو عُمر (1) القزويتي: قال ابن أبي زينب: "كان هذا الحديثُ عند أبي تقي (¬2) في مَوضعَيْن: موضعٍ: " (عن بقية عن ورقاء)، وموضعٍ: (عن بقية عن ابن ثوبان)، فجمعتهما وهما صحيحان". أخرجه مسلم (1/ 493) من طرقٍ عن عمرو بن دينار. 421 - أخبرنا خيثمة: نا محمَّد بن عبد الله السُّوسي بحَلَب: نا حجّاج بن نُصير: نا عبّاد بن كثير عن ليث عن عطاء. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أُقيمتِ الصلاةُ فلا صلاةَ إلَّا المكتوبةُ". عطاء هو عطاء بن أبي رباح. إسناده مسلسل بالضعفاء: حجّاج وعباد وليث - وهو ابن أبي سُليم. 422 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو عمرو يزيد بن أحمد السُّلَمي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن مروان ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (عمرو) والتصويب من (ظ) و (ر) و (ف) وكتب الرجال. (¬2) في (ظ) و (ر): (التقي).

الخُراساني. نا ابن أبي ذئب عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أُقيمتِ الصلاةُ فلا صلاةَ إلَّا المكتوبةُ". أخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 36) وابن عدي في الكامل (4/ 1563) كلاهما في ترجمة (عبد الله بن مروان) من طريق سليمان بن عبد الرحمن به. قال ابن حبان: "يُلزق المتون الصحاح التي لا يُعرف لها إلا طريقٌ واحدٌ بطريقٍ آخر يشتبه على مَنْ الحديث صناعتُه، لا يحلُّ الاحتجاجُ به. وهذا الحديث ليس من حديث ابن عمر ولا من حديث نافع ولا من حديث ابن أبي ذئب، إنما هو من حديث عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة، هذا هو المشهور". أهـ. وقال ابن عدي: "حدّث عنه سليمان بن عبد الرحمن بأحاديث مناكير، ولا أعلم حدَّث عنه غير سليمان". ثم قال: "وأحاديثه فيها نظرٌ". وله طريقان آخران: فقد أخرجه ابن عدي (1/ 46) عن شيخه محمَّد بن حاتم عن موسى بن سليمان عن بقية عن الزُّبيدي عن سالم عن أبيه. قال ابن عدي: قال لنا محمَّد بن حاتم: لقّنوه -يعني: موسى- أصحابُ الحديث فتلقّن، ثم رجع عنه. وأخرجه أيضًا (1/ 310) في ترجمة إسماعيل بن يعلى أبي أمية الثقفي عنه عن نافع عن ابن عمر. وإسماعيل متروك قاله ابن معين والنسائي والدراقطني (انظر: اللسان: 1/ 445).

100 - باب: سجود التلاوة

100 - باب: سجود التلاوة 423 - حدثنا علي بن الحسن بن عِلاّن: نا محمَّد بن أحمد بن السَّلم الضرّاب: نا علي بن جميل: نا إدريس بن إسماعيل عن الأعمش عن أبي صالح. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قرأ ابنُ آدم السجدةَ اعتزلَ الشيطانُ وهو يبكي، ويقول. يا ويلَهُ! أُمِرَ ابنُ آدمَ بالسجود فسجدَ فله الجنّةُ، وأُمِرتُ بالسجود فعصيتُ فليَ النَّارُ". علي بن جميل كذّبه ابن حبَّان وضعفه الدارقطني، واتهمه بالوضع الحاكم وأبو سعيد النقاش، وقال ابن عدي: حدّث بالبواطيل عن ثقات الناس، ويسرق الحديث. (اللسان: 4/ 209 - 210). والحديث أخرجه مسلم (1/ 87) من طريق أبي معاوية عن الأعمش به. فالظاهر أن ابن جميل سرق الحديث منه وألزقه بإدريس بن إسماعيل. 424 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا السريُّ بن يحيى بالكوفة: نا قبيصة بن عقبة: نا سفيان عن ابن أبي ليلى عن حُميد عن أبي سَلَمة. عن أبي هريرة قال: سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بـ (¬1) (إذا السماء انشقّت) عشرَ مَرّاتٍ. 425 - أخبرنا محمَّد بن إبراهيم القرشي في آخرين قالوا: نا محمَّد بن عبد الله بن عبد السلام: نا أحمد بن سليمان بالرُّهَا: نا معاوية بن هشام: نا سفيان الثوري عن ابن أبي ليلى عن محمَّد بن عمرو عن أبي سَلَمة. عن أبي هريرة قال: سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر مثله. ¬

_ (¬1) في (ر): (في).

ابن أبي ليلى هو محمَّد بن عبد الرحمن صدوق سيء الحفظ جدًّا كما في التقريب، وقد اضطرب فيه: فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب العالية: المسندة: ق 21/ أ) وعنه أبو يعلى (المقصد العلي: رقم 416) -وليس عنده "عشر مَرّات"- والبزار (الكشف: 752) عنه عن حُميد بن عبد الله عن أبي سلمة عن أبيه عبد الرحمن بن عوف. قال الهيثمي في المجمع (2/ 286): "وفيه محمَّد بن أبي ليلى وفيه كلامٌ، وأبو سلمة لم يسمع عن أبيه". أهـ. ووهم البوصيري في إعلاله فقال في "مختصر الإِتحاف" (1/ ق 109/ ب): "سنده ضعيف لجهالة بعض رواته". أهـ. وقال البزار. "هكذا رواه ابن أبي ليلى، ورواه الثوري عن حميد عن أبي سلمة عن أبي هريرة". أهـ. والحديث عند البخاري (2/ 250) ومسلم (1/ 406، 407) من حديث أبي هريرة دون قوله (عشر مرات). 426 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن أبي العَقَب قراءة عليه: بفائدة ابن مَنْده (¬2) الحافظ: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا السماء انشقّت) فسجد. قال أبو سلَمة: فقرأها أبو هريرة فسجد. قال يحيى: فقرأها لنا أبو سلمة فسجد. قال الأوزاعي: فقرأها لنا يحيى فسجد. قال الوليد: ¬

_ (¬2) ابن منده ممن يروي عن ابن أبي العقب، وقد انتخب هذا الحديث من مروياته.

فقرأها لنا الأوزاعي فسجد. قال سليمان: فقرأها لنا الوليد فسجد. قال أبو عبد الملك: فقرأها لنا سليمان فسجد. قال علي بن يعقوب: فقرأها لنا أبو عبد الملك فسجد (¬1). قال تمّام الرازي: فقرأها لنا علي بن يعقوب فسجد. قال عبد العزيز الكتاني: فقرأها لنا تمّام فسجد. قال عبد الكريم السلمي: فقرأها لنا عبد العزيز الكتاني فسجد. قال أبو طاهر الخشوعي: فقرأها لنا عبد الكريم فسجد. أخرجه أبو طاهر السِّلَفيُّ في مسلسلاته - كما في "الجواهر المكلّلة" (نسخة تشستربتي - ق 65/ أ - ب) و"المناهل السلسلة" ص 165 من طريق تمّام به. وإسناده قويٌّ، وهو من جِياد المُسلسلات. ¬

_ (¬1) إلى هنا ينتهي التسلسل في (ظ).

أبواب صلاة السفر والخوف

أبواب "صلاة السفر والخوف" 101 - باب: قصر الصلاة 427 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح الدمشقي: نا أبو جعفر محمَّد بن سليمان بن هشام البصري ابن بنت مطر الورّاق: نا وكيع بن الجرّاح: نا سفيان عن أبي إسحاق. أنّه سمع حارثةَ بن وهب الخُزاعيَّ قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى أكثرَ ما كان الناسُ وآمَنَهُ الظهرَ ركعتين. أخرجه البخاري (2/ 563) ومسلم (1/ 483، 484) من طرقٍ أخرى عن أبي إسحاق الهَمْداني به. 428 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمَّد بن عيسى بن حيّان: نا محمَّد بن الفضل بن عطيّة عن أبي إسحاق. عن حارثة قال: صلّيتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى أوفى ما كان الناسُ وأكثَرَه ركعتين. محمَّد بن الفضل كذّاب. 429 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد: نا أبو جعفر محمَّد بن سليمان: نا وكيع بن الجرّاح: نا سفيان عن (¬1) ابن أبي ليلى عن عون بن أبي جُحَيْفةَ. عن أبيه قال: صلّيتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهرَ بمِنى ركعتين، ثمَّ ¬

_ (¬1) الصواب (و) كما يظهر من تخريج الحديث.

لم يزلْ يُصلِّي ركعتين حتى رجعَ إلى المدينة. أخرجه مسلم (1/ 360) من طريق وكيع عن سفيان عن عون به. وأصله في البخاري (1/ 294). وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 119) عن شيخه محمَّد بن عبد الله الحضرمي -المعروف بـ"مُطيِّن"- عن هارون بن إسحاق عن وكيع عن سفيان عن ابن أبي ليلى به. قال مُطيّن: وهذا وهمٌ، إنما هو عن وكيع عن سفيان وابن أبي ليلى. أهـ. وهكذا أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 448 - 449) عن وكيع، وأخرجه الطبراني (22/ 102) عن يحيى بن حسان عن وكيع به. 430 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد: نا إبراهيم بن مرزوق: نا مسلم: نا قُرَّة. نا محمَّد بن سيرين. عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سافر من مكةَ إلى المدِينةِ فصلّى ركعتين ركعتين لا يخافُ إلا الله -عَزَّ وجَلَّ-. إسناده جَيّد، قرّة هو ابن خالد، ومسلم هو ابن إبراهيم الفراهيدي. وأخرجه الشافعي (ترتيب السندي: 1/ 180) - ومن طريقه البغويِ في "شرح السنة" (4/ 169 - 170) والبيهقي (3/ 135) من طريق عبد الوهاب الثقفي عن أيوب السختياني عن ابن سيرين به. وإسناده صحيح، وصحّحه البغوي. وأخرجه أحمد (1/ 215) والترمذي (547) والنسائي (1435) من طريق هشيم عن منصور بن زاذان عن ابن سيرين. ورواه عن ابن سيرين أيضًا: ابن عَوْن عند النسائي (1436)، وخالد الحذّاء ويزيد بن إبراهيم التستري عند البيهقي (3/ 135)

102 - باب: في مدة القصر

102 - باب: في مدّة القصر 431 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب. نا أبو أُميّة محمَّد بن إبراهيم الطَّرطوسي: نا عمرو بن عثمان: نا عيسى -وهو: ابن يونس- عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير. عن أنس بن مالك قال: أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك عشرين ليلةً يَقصرُ الصلاة. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين 1/ ق 84/ ب) من طريق عمرو بن عثمان به. وقال الهيثمي (2/ 158): "وفيه عمرو بن عثمان الكِلابي، وهو متروك".أهـ. وقال الحافظ في التلخيص (2/ 45) عن الحديث: "وهو ضعيف ... وقد اختلف فيه على الأوزاعي أيضًا، ذكره الدارقطني في العلل، وقال: الصحيح عن الأوزاعي عن يحيى أنّ أنسًا كان يفعله. قلت: ويحيى لم يسمع من أنس". أهـ. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 532) وأحمد (3/ 295) وأبو داود (1235) وابن حبان (546، 547) والبيهقي (3/ 152) عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله. قال أبو داود: غيرُ معمر يُرسله ولا يسنده. وأعلّه الدارقطني في العلل -كما في التلخيص (2/ 45) - بالإِرسال والانقطاع، وأن عليَّ بن المبارك وغيره من الحُفّاظ رووه عن يحيى بن أبي كثير عن ابن ثوبان مرسلًا. ودفع النووي في المجموع (4/ 361) ذلك فقال. "قال بعضهم: ورواية المرسلِ أصحُّ. قلت: ورواية المسند تفرّد بها معمر بن راشد

103 - باب: الجمع بين الصلاتين

وهو إمام مجمعٌ على جلالته، وباقي الإِسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم. فالحديث صحيح, لأن الصحيحَ أنه إذا تعارض في الحديث إرسالٌ وإسنادٌ حُكِمَ بالمسند". أهـ. كلام النووي. وقال أيضًا في "الخلاصة" -كما في نصب الراية (2/ 186) -: "هو حديث صحيح الإِسناد على شرط البخاري ومسلم، لا يقدح فيه تفرّد معمر فإنه ثقة حافظ، فزيادته مقبولةٌ".أهـ. وقال ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير" (1/ 202): "ولا يضرُّ تفرّد معمر بن راشد لأنه إمامٌ مجمعٌ على جلالته". وممّن قوّى الحديثَ ابنُ حزم فقال في "المحلى" (5/ 26): "محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان ثقة، وباقي رواة الخبر أشهر من أن يُسألَ عنهم".أهـ. وقلت -وما لمثلي أن يقول بعد أولئك الفحول-: ولا خلاف في عدالة رواته، لكن يحيى بن أبي كثير معروف بالتدليس، وصفه بذلك العقيلي والنسائي وابن حبان، ولم يصرّح بالسماع. 103 - باب: الجمع بين الصلاتين 432 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو بكر يحيى بن أبي طالب الواسطي ببغداد: أنا محمَّد بن عبيد الطنافسي: نا عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جدّ به السَّيرُ جَمَع بين المغرب والعشاء. أخرجه مسلم (1/ 488) من طريق عبيد الله به. وأخرجه البخاري (2/ 572) -وكذا مسلم (1/ 488) - من طريق الزهري عن سالم عن أبيه عبد الله بن عمر.

104 - باب: صلاة الخوف

433 - حدثنا أبي - رضي الله عنه - (¬1) -: نا محمَّد بن أيوب بن يحيى بن الضُّريس الرازي: أنا الربيع بن يحيى المَرَئي (¬2) البصري: نا سفيان الثوري عن محمَّد بن المنكدر. عن جابر بن عبد الله أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - جَمَعَ بين الظهرِ والعصرِ، وبين المغرب والعشاء بالمدينة من غير خوفٍ. إسنادُه صحيحٌ. الربيع ثقةٌ ثبتٌ كما قال أبو حاتم (الجرح والتعديل: 3/ 471) وأخرج مسلم (1/ 489، 490) من حديث ابن عباس نحوه. 104 - باب: صلاة الخوف 434 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بن زامل الَأذْرعي وغيره قراءةً عليه، قالا: نا بكر بن سهل الدّمياطي: نا عبد الله بن يوسف: نا يحيى بن حمزة عن داود بن عيسى الكوفي: نا منصور بن المعتمر قال. حدثني مجاهد بن جبر المكي، قال: حدّثني أبو عياش الزُّرَقي قال. غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقيه المشركون بعُسْفان، وعلى خيلهم يومئذٍ خالدُ بن الوليد، فحضرتنا صلاةُ الظهر، فأذّن المؤذّن فأقام الصلاةَ، فهمَّ المشركون أن يحملوا علينا، فقال بعضُهم: إنَّهَا ستحضرهم صلاةٌ هي أحبُّ إليهم من أولادِهم. يعنون. صلاةَ العصر. وأتاه جبريل - صلى الله عليه [وسلّم] (¬3) - بالآيات التي في (¬4) صلاة الخوف، فلما حضرتِ الصلاةُ وأذّن المؤذّن فأقام، فتقدّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) في (ر). (رحمه الله). (¬2) نسبةً إلى امرئ القيس بن مضر كما في "اللباب" (3/ 191). (¬3) من (ظ). (¬4) في (ف) -وكذا الطبراني-: "فيها".

وصففنا خلفَه صفّين، والمشركين (¬1) يومئذٍ مما يلي القبلةَ، فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركعنا ثم سجد وسجد الصفُ الذي يليه، وقام المُؤخَّرُ فلما فرغوا من سجودِهم سجد الصفُّ المؤخَّرُ، فتلاومَ المشركون بينهم. قال أبو عيّاش: وصلى بنا في أرضِ بني سُليم أيضًا مثلَها. أخرجه الطبراني في "الكبير" (5/ 245) عن شيخه بكر بن سهل به. وبكر ضعّفه النسائي، وقال مسلمة. تكلّم فيه الناس وضعّفوه. (اللسان: 2/ 52). والحديث أخرجه الطيالسي (رقم: 1347) وعبد الرزاق (2/ 505) وسعيد بن منصور في "سننه" (رقم: 2503) وابن أبي شيبة (2/ 463) وأحمد (4/ 59 - 60، 60) وأبو داود (1236) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (4/ 289 - 290) - والنسائي (1549، 1550) وابن الجارود في "المنتقى" (232) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 318 - 319) والطبراني (5/ 243 - 247) وابن حبان (587، 588) وابن جرير في التفسير (5/ 156) والدارقطني (2/ 59 - 60) والحاكم (1/ 337 - 338) والبيهقي (3/ 254، 256 - 257) من طرقٍ عن منصورٍ به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وسكت عليه الذهبي في تلخيصه. وقال البيهقي. "هذا إسنادٌ صحيح، وقد رواه قتيبة بن سعيد عن جرير فذكر فيه سماع مجاهد من أبي عيّاش زيد بن صامت الزُّرَقي". أهـ. وصحّحه البغوي. وفي نصب الراية (2/ 248): "ورواه البيهقي في (المعرفة) بلفظ: حدثنا أبو عياش. قال: وفي هذا تصريح بسماع مجاهد من أبي عياش". أهـ. وممن صحّح الحديث: النووي في "المجموع" (4/ 421). ¬

_ (¬1) في (ر) -وكذا الطبراني- (المشركون) بالرفع على الابتداء، وأما الجر فعلى تقدير حذف مضاف (موقف) أو نحوه.

أبواب صلاة الجمعة

" أبوابُ صلاة الجُمُعَةِ" 105 - باب: فضل يوم الجمعة 435 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمَّد بن أحمد بن أبي كُلْثُم سَلامة بن بشر بن بُدَيل العُذْري قراءةً عليه في سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة قال: حدثني أبي عن جدِّه أبي كلثم سلامة بن بشر: نا صدقة بن عبد الله عن إبراهيم بن أبي بكرة ويونس عن أبان. عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما طلعتِ الشمس في يومٍ قطّ أفضلَ من يومِ الجمعة، ولا أحبَّ إلى اللهِ -عَزَّ وجَلَّ- منه". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/ ق 44/ ب- 45/ أ) في ترجمة شيخ تمام من طريق تمّام به. وقال: "هذا حديثٌ غريبٌ". قلت. ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وفي السند: أبان -وهو ابن أبي عياش- متروك على صلاحه وعبادته، وصدقة بن عبد الله هو السمين ضعيف الحديث. ويُغني عنه ما أخرجه مسلم (2/ 585) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "خير يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ... " الحديث. 436 - أخبرنا خيثمة بن سليمان. نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن أبي الخَيْبري العَبْسي القصّار. نا وكيع بن الجرّاح عن الأعمش عن يزيد الرَّقَاشي. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جاءني جبريلُ بمرآةٍ بيضاءَ فيها نُكْتَةٌ سوداءُ". قال: "قلتُ: ما هذه؟. قال: هذه الجُمعة. قلتُ: وما هذه النكتةُ السوداءُ فيها؟. قال: فيها تقومُ الساعة".

أخرجه أبو يعلى في مسنده (رقم: 4089) من طريق وكيع به، وأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 151) من طريق الأعمش به. والرقاشي متروك الحديث. وللحديث طرق كثيرة: 1 - فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ا/ ق 86/ أ) من طريق أبي سفيان سعيد بن يحيى الحِمْيري عن الضحاك ابن حُمرة عن يزيد بن حميد عن أنس. قال الطبراني: "لم يروه عن يزيد إلا الضحّاك، تفرّد به أبو سفيان". أهـ. قلت: الضحاك ضعيف كما في التقريب، وقد وهّاه بعض الأئمة، وإليك ما قالوه: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي والدولابي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: متروك الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث مجهول. وقال الجوزجاني: غير محمود في الحديث. وقال الدارقطني: ليس بالقوي، يُعتبر به. وأما موثِّقوه فهم بقية بن الوليد وإسحاق بن راهويه وابن حبَّان. (التهذيب: 4/ 444، والميزان: 2/ 322). ومع هذا فقد قال الهيثمي في "المجمع" (2/ 164): "ورجاله رجال الصحيح، خلا شيخ الطبراني وهو ثقة". أهـ والضحاك لم يخرّج له صاحبا الصحيح شيئًا لضعفه!! وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 72 - 73) من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس. وقال أبو نعيم: غريبٌ من حديث الأوزاعي عن يحيى متصلًا مرفوعًا لم نكتبه إلا من هذا الوجه. أهـ. قلت: الوليد ويحيى مُدلّسان ولم يُصرّحا بالتحديث. 3 - وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 278) و"صفة الجنة" (رقم: 395) وعنه الخطيب في "التاريخ" (3/ 424 - 425) من طريق

الحسين بن عبد الله بن حمران عن عصمة بن محمَّد عن موسى بن عقبة عن أبي صالح عن أنس، وفيه زيادةٌ. وعصمة كذّبه ابن معين، وتركه غيره. 4 - وأخرجه الشافعي في مسنده (ترتيبه: 1/ 126 - 127) عن شيخه إبراهيم بن محمَّد بسنده عن أنس. وإبراهيم متروك متهم. 5 - وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 150 - 151) وعبد الله بن أحمد في "السنّة" (رقم: 460) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (رقم: 145) والبزار (كشف: 3519) وابن جرير في "تفسيره" (26/ 109) والآجري في "الشريعة" (ص 265 - 266) والدارقطني في "الرؤية" -كما في "زاد المعاد" (1/ 409) - والخطيب في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (2/ 264 - 268) من طريق عثمان بن عمير أبي اليقظان عن أنس. وعُثمان ضعيفٌ واختلط وكان يدلّس ويغلو في التشيع كذا في التقريب. 6 - وأخرجه أبو يعلى في مسنده (رقم: 4228) من طريق الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن أنس. وظاهر سنده الصحة إلَّا أنه معلولٌ: فقد أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 293) من طريق الصعق عن علي بن الحكم عن عثمان عن أنس. فرجع الحديث مرةً أخرى إلى عثمان، وظهر من ذلك أن عليًا لم يسمع الحديث من أنس. ولم يتنبّه لذلك البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (1/ ق 86/ ب) فصحّح سنده. 7 - وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 292) والدارقطني في "الرؤية" -كما في "الميزان" (1/ 608) - من طريق حمزة بن واصل المنقري عن قتادة عن أنس. قال العقيلي: "حمزة مجهول في الرواية, وحديثه غير محفوظ". ثم قال: "ليس له من حديث قتادةَ أصلٌ". أهـ. وقال عنه الذهبي: "لا يُعرف، ولا هو بعُمدة". أهـ.

8 - وأخرجه ابن جرير (26/ 109) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1373) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (رقم: 784) - من طريق صالح بن حيّان عن ابن بُريدة عن أنس. قال ابن الجوزي: "هذا لا يصحُّ، قال النسائي: صالح بن حيّان ليس بثقة". أهـ. قلت: جزم الحافظ في التقريب بضعف صالح. 9 - وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (رقم: 144) والحسن بن سفيان في "مسنده" -كما في "زاد المعاد" (1/ 369) - من طريق عمر بن عبد الله مولى غُفرة عن أنس. وعمر ضعيف كما في التقريب. 10 - وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 86/ أ) من طريق الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن سالم بن عبد الله عن أنس. وقال: لم يروه عن ابن ثوبان إلا الوليد. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 422): "وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد وثّقه غير واحدٍ وضعّفه غيرهم". أهـ. قلت: هو ليّن الحديث، والوليد مدلس وقد عنعن. 11 - وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: 1/ ق 86/ أ) من طريق خالد بن مخلد القطواني عن عبد السلام بن حفص عن أبي عمران الجوني عن أنس. وقال: لم يروه عن [أبي] عمران إلا عبد السلام، تفرّد به. قلت: وهذا أقوى أسانيد الحديث: عبد السلام وثّقه ابن معين وابن حبان، ولا يضره قول أبي حاتم عنه أنه ليس بمعروف، فقد عرفه ابن معين وكفى به حجة.

وخالد القطواني صدوق أنكروا عليه غلوه في التشيع، فالإِسناد حسن إن شاء الله، وقد اشتمل الحديث على زيادة ذكر يوم المزيد. وقال الهيثمي (2/ 164): "ورجاله ثقات". وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 555): "رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط بإسنادين أحدهما جيّدٌ قويٌّ، وأبو يعلى مختصرًا، ورواته رواة الصحيح". أهـ. وقال ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص 305). "هذا حديث كبيرٌ عظيم الشأن، رواه أئمة السنّة وتلقّوه بالقَبول". أهـ. وقد ورد الحديث من رواية حذيفة وابن عمر. أمّا حديث حذيفة: فقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" -كما في "زاد المعاد" (1/ 370) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (886) - والبزّار (الكشف: 3518) وابن بطة في "الإِبانة" -كما في "حادي الأفراح" (ص 317) - من طريقين عن القاسم بن مطيّب عن الأعمش عن أبي وائل عنه. قال الهيثمي في المجمع (10/ 422): "وفيه القاسم بن مطيّب وهو متروك". أهـ. قلت: قال عنه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 213): "يُخطىء عمّن يرويَ على قلّة روايته فاستحقّ التركَ لما كَثُر ذلك منه". أهـ. وقال الحافظ: فيه لينٌ. أهـ. وقال ابن الجوزي: "لا يصح". أهـ. وأما حديث ابن عمر. فقد أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/ 208) -ومن طريقه ابن الجوزي (783) - من طريق حماد بن محمَّد الفزاري عن سوّار بن مصعب عن كليب بن وائل عن نافع عنه. قال ابن الجوزي. "هذا حديثٌ لا يصحُّ". قال أحمد ويحيى والنسائي: سوّار بن مصعب متروك. والفزاري ضعيفٌ أيضًا". أهـ.

437 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا عمر بن مُضَر، وبكرُ بن سهل إمامُ جامعِ دمياط، قالا: نا عبد الله بن يوسف. نا الهيثم بن حُميد (ح). وأخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق الحلبي: نا أحمد بن خُليد الكِنْدي: نا أبو توبة: نا الهيثم بن حميد (ح). وحدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو يعقوب إسحاق بن سيّار النَّصِيبي: نا عبد الله بن يوسف عن الهيثم بن حُميد عن أبي مُعَيْد حفص بن غَيْلان عن طاوس. عن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تُبْعَثُ الأيّامُ يومَ القيامةِ على هيئتِها، وتُبعثُ الجُمعةُ زهراءَ منيرةً، ويُبعثُ أهلُها يَحفُّونَ بها كالعروسِ تُهدى إلى كريمتِها، تُضيءُ لهم يمشون في ضوئها، ألوانُهم كالثلجِ بياضًا، وريحُهم تسطعُ كالمسكِ، يخوضون في جبالِ الكافورِ، ينظرُ إليهم الثَقَلانِ، لا يَطْرِفُون تعجّبًا حتى يدخلون الجنّةَ، لا يخالطهم (¬1) إلَّا المؤَذِّنونَ المحتسِبونَ". أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (رقم: 1730) من طريق أبي توبة به. وقال: "إن صحَّ الخبرُ فإنّ في النَّفس من هذا الإِسناد". وأخرجه الطبراني في الكبير -كما في "المجمع" (2/ 164) - من طريق الهيثم به. وأخرجه الحاكم (1/ 277) والبيهقي في "شعب الإِيمان" (نور عثمانية - 1/ ق 488/ أ) من طريق أبي توبة به. وقال الحاكِم: "هذا حديث شاذٌّ صحيح الإِسناد، فإنّ أبا مُعَيد من ثقات الشاميين الذين يُجمع حديثهم، والهيثم بن حُميد من أعيان أهل الشام". أهـ. وسكت عليه الذهبي في تلخيص المستدرك. ¬

_ (¬1) في الأصول (يخالطون) والتصويب من هامش (ظ) ومُخَرِّجِي الحديث.

وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في الكبير عن الهيثم بن حميد عن حفص بن غيلان، وقد وثّقهما قوم، وضعّفهما آخرون، وهما محتجٌّ بهما".أهـ. قلت: أما الهيثم فقد وثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان، وقال أحمد: لا أعلم إلا خيرًا. وقال النسائي. ليس به بأس. ولم يضعّفه غير أبي مسهر. وأمّا حفص فقد وثقه ابن معين ودحيم والصوري وابن حبان والحاكم، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو زرعة. صدوق. وضعّفه أبو داود، وقال أبو حاتم. يُكتب حديثه ولا يحتج به. فظاهر هذا الإِسناد الحُسْن إن شاء الله. وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 492): "إسناده حسن، وفي متنه غرابةٌ".أهـ. وقال الحافظ الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 151): "حديثٌ غريبٌ، رواه ابن خزيمة بإسنادٍ حسن". أهـ. 438 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم. نا سعد بن محمَّد البيروتي. نا محمَّد بن المتوكِّل بن أبي السري. نا يحيى بن سُليم: حدثني الأزورُ بن غالب عن سليمان التيمي عن ثابت. عن أنس بن مالك قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "إنَّ لله -عَزَّ وجَلَّ- في كلِّ ليلةِ جُمعةٍ ويومِ جمعةٍ ستمائةَ ألفِ عتيقٍ كلُّهم قد استوجبوا النارَ". 439 - وحدثنا عثمان بن الحسين البغدادي: نا محمَّد بن محمود بن ثور (¬1) بن عمّار أبو بكر البَلَخي: نا علي بن خشرم: نا يحيى بن سُليم مثلَه، وقال: "في كلِّ يومِ جُمُعةٍ". ¬

_ (¬1) في (ظ): (بور).

440 - أخبرنا أبو الحسن علي بن جعفر الرازي بالرملة: نا ابن قتيبة: نا محمَّد بن أبي السريِّ مثلَه. أخرجه أبو يعلى (المطالب العالية المسندة - ق 24/ ب) وابن حبّان في "المجروحين" (1/ 178) وابن عدي في "الكامل" (1/ 408) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (رقم: 790) - والبيهقي في "الشعب" (1/ ق 488/ أ- ب) من طريق يحيى بن سُليم به. قال ابن حبان في ترجمة أزور: "كان قليل الحديث إلَّا أنّه روى على قلّته عن الثقات ما لم يُتابعْ عليه من المناكير، فكأنّه كان يخطئ وهو لا يعلم حتى صار ممن لا يُحتجُّ به إذا انفرد". ثم ساق هذا الخبر، وقال: "هذا متنٌ باطلٌ لا أصلَ له". أهـ. قلت: أزور بن غالب قال البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 57): "منكر الحديث". وقال النسائي في "الضعفاء والمتروكين" (ص 21): ضعيف (¬1). وقال أبو زرعة: ليس بقوي. وقال الساجي: منكر الحديث. وقال الذهبي: أتى بما لا يُحتمل فكُذِّب. (الميزان: 1/ 173 - 174) ولسانه: (1/ 340). وقال ابن الجوزي: "قال النسائي: أزور ضعيف. وقال الدارقطني: تفرّد به أزور عن التيمي , وأزور منكر الحديث، والحديث غير ثابت". أهـ. وقال البيهقي في "الشعب": "في إسناده ضعف". أهـ. وله طريق آخر: أخرجه أبو يعلى (المقصد العلي رقم: 355) من طريق عبد الصمد بن ¬

_ (¬1) لم يُذكرْ تجريحُ البخاريِّ والنسائي لأزور في "الميزان" ولا "لسانه".

106 - باب: الساعة التي في يوم الجمعة

علي أبي خداش عن عوَّام البصري عن عبد الواحد بن زيد عن ثابث عن أنس. وعبد الواحد متروك الحديث مع عبادته، وقصّر الهيثمي إعلاله فقال في "المجمع" (2/ 165): "رواه أبو يعلى من رواية عبد الصمد بن أبي خداش عن أمِّ (كذا) عوام البصري، ولم أجد من ترجمهما". أهـ. وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (1/ ق 87/ أ): "وفي سنده عبد الواحد بن زيد، قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه". وأشار إلى ضعف الحديث: المنذري في "الترغيب" (1/ 493) فصدّره بـ "رُوي"، والدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 151)، حيث قال: "خرّج أبو يعلى بإسناده" (¬1). 106 - باب: الساعة التي في يوم الجمعة 441 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءة عليه: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل البغدادي قال. حدثني أبي [-رحمه الله-] (¬2): نا حجّاج عن شعبة، قال: وحدثنى ابن عون عن ابن سيرين. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلَ حديث. "إنّ في الجُمُعةِ لساعةً لا يوافِقُها عبدٌ مسلمٌ يُصلِّي فيها يسألُ الله خيرًا إلّا أعطاه". هو في مسند أحمد (2/ 498). وأخرجه مسلم (2/ 584) من طريق ابن أبي عدي عن ابن عون به. ¬

_ (¬1) قال الحافظ الدمياطي في مقدمة كتابه: "فحيث قلت خرّج فلان بإسناده، فهو سندٌ سقيمٌ". أهـ (¬2) زيادة من (ظ).

107 - باب: الغسل والتبكير إلى الجمعة

442 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فُضالة: نا بحر بن نصر: نا بشر بن بكر: نا الأوزاعيُ عن ابن سيرين. عن أبي هريرة أنَّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ في الجُمُعةِ لساعةً لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ يُصلّي يسأل الله فيها خيرًا إلَّا أعطاه إيّاه". أخرجه البخاري (9/ 436) ومسلم (2/ 584) من طريق سلمة بن علقمة عن ابن سيرين به. وأخرجه البخاري (11/ 199) ومسلم (2/ 584) من طريق أيوب عن ابن سيرين. 107 - باب: الغُسْل والتبكير إلى الجمعة 443 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو علي الحسن بن جرير الصُّوري بدمشق: نا محمَّد بن حاتم الحِبِّي: أنا ابن المبارك -يعني: عبد الله- عن الأوزاعي: حدثني حسّان بن عطيّة قال: حدثني أبو الأشعث الصنعاني قال: حدّثني أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ غسَّل يومَ الجمعةِ واغتسلَ، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركبْ، ودنا من الإِمامِ فاستمعَ ولم يلغُ، فإنّ له بكلِّ خطوةٍ عملَ سنةٍ: أجرَ صيامِها وقيامِها". 444 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي: نا أحمد بن المُعلَّى وسليمان بن أيوب بن حَذْلم، قالا: نا يزيد بن عبد الله بن رُزيق قال: نا الوليد بن مسلم، قال: وحدثني أبو عمرو الأوزاعي قال: حدثني حسّان بن عطيّة قال: حدثني أبو الأشعث الصنعاني:

حدثني أوس بن أوس الثقفي قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من غسّل واغتسل، وهجّر وابتكر، ودنا واستمعَ ولم يلغُ، كان له بكلِّ خُطوةٍ عملُ سنةٍ: أجرُ صيامِها وقيامِها". أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 93) وأحمد (4/ 8، 104) وأبو داود (345) وابن ماجه (1087) وأبو بكر المروزي في "كتاب الجمعة" (رقم: 52) وابن حبان (559) والطبراني في الكبير (1/ 185) والحاكم (1/ 282) والبيهقي (3/ 227، 229) والبغوي (4/ 236) عن الأوزاعي به. 445 - أخبرنا الحسن بن حبيب وخيثمة [بن سليمان] (¬1) قالا: أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي قراءةً عليه: أنا محمَّد بن شُعيب قال: حدثني أبو عمرو يحيي بن الحارث الذِّماري عن أبي الأشعث الصنعاني. عن أوس بن أوس الثقفي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال في الجُمعة: "من غسّل واغتسل، ثم ابتكر وغَدا، ثمّ دنا من الإِمامِ وأنصتَ ولم يلغُ حتى يفرغَ الإِمامُ، كانتْ له كلُّ خطوةٍ خطاها كأجرِ سنةٍ: صيامِها وقيامِها". لم أقف على رواية محمَّد بن شعيب بن شابور عند غير تمام. 446 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن أَبَان بن إسماعيل بن حبيب بن أبي نصر قراءةً عليه: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو مُسْهِر: نا سعيد بن عبد العزيز عن يحيي بن الحارث الذِّماري عن أبي الأشعث الصنعاني. عن أوس بن أوس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من غسّلَ واغتسل، وغدا وابتكرَ، ودنا من الإِمامِ ولم يلغُ، فإنّ له بكلِّ خطوةٍ عملَ سنةٍ: صيامَها وقيامَها". ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ).

أخرجه النسائي (1381) والبغوي (4/ 235 - 236) عن أبي مُسهر به. 447 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو بكر أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي الخزاز: نا مروان بن محمَّد الطاطري الأسدي: نا صدقة بن خالد: حدثني يحيي بن الحارث عن أبي الأشعث الصنعاني. عن أوس بن أوس الثقفي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من غسّل واغتسل يومَ الجمعة، وغدا وابتكر، ودنا ونصت (¬1) واستمع كان له بكلِّ خُطوةٍ عمل سنةٍ: صيامُها وقيامُها". أخرجه الدارمي (1/ 363) عن صدقة به. وأخرجه الترمذي (496) وابن خزيمة (1767) والطبراني (1/ 184) والحاكم (1/ 282) عن عبد الله بن عيسى عن يحيي بن الحارث به. وهذه أسانيد صحاحٌ. وأخرجه أحمد (4/ 8، 9، 10، 104) والنسائي (1384) وابن خزيمة (1758) والحاكم (1/ 281) من رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث به. وأخرجه أحمد (4/ 10) عن راشد بن داود الصنعاني، والطبراني (1/ 183) عن أبي قلابة كلاهما عن أبي الأشعث به. وأبو الأشعث هو شراحيل بن آدَة، أو: أُدَّة. والحديث حسنه الترمذي والبغوي والنووي في "المجموع" (4/ 542)، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما. وقال العلامة الزبيدي في "شرح الإِحياء" (3/ 241): "سنده جيِّدٌ". ولم ينفرد به أبو الأشعث: ¬

فقد أخرجه الطيالسي في مسنده (1114) وأحمد (4/ 8) والطبراني (1/ 185) عن محمَّد بن سعيد الأزدي عن أوس. وابن سعيد هو المصلوب الكذّاب. وأخرجه أبو داود (364) والطبراني (1/ 185) من طريق سعيد بن أبي هلال عن عبادة بن نُسي عن أويس. وهذا سندٌ صحيح. وأخرجه أحمد (2/ 209) والحاكم (1/ 282) والبيهقي (3/ 227) من طريق ثور بن يزيد عن عثمان الشامي عن أبي الأشعث عن أويس بن أويس عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. قال الحاكم: "هذا حديثٌ واهٍ" وقال: "هذا لا يُعلِّل الأحاديثَ الثابتةَ الصحيحةَ من أوجهٍ: أولها أن حسّان بن عطية قد ذكر سماع أوس بن أوس من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وثانيها: أن ثور بن يزيد دون أولئك في الاحتجاج به، وثالثها: أن عثمان الشامي مجهولٌ". أهـ. وقال البيهقي: "والوهم في إسناده ومتنِه من عثمان الشامي هذا". أهـ. قلت: ومع هذا قال المنذري في "الترغيب" (1/ 489) -وتبعه الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص155) والهيثمي في "المجمع" (2/ 171) -: "رجاله رجال الصحيح" أهـ. وفاتهم أن عثمان لم يخرّج له صاحبا الصحيح، بل هو مجهول كما قال الحاكم. وقد ورد الحديث عن أبي بكر الصديق بلفظ: "من اغتسل يوم الجمعة غُفِرتْ له ذنوبه وخطاياه، وإذا أخذ في المشي إلى الجمعة كان له بكلِّ خطوةٍ عمل عشرين سنةً، فإذا فرغ من صلاة الجمعة أجيز بعمل مائتي سنة". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 87/ ب) من طريق يحيي بن سليمان الجعفي. عن عباد بن عبد الصمد عن أنس عنه، وقال: "لا يروى عن أبي بكر إلا بهذا الإِسناد، تفرّد به يحيي".

وقال الهيثمي (2/ 174). وفيه عبّاد بن عبد الصمد أبو معمر ضعّفه البخاري وابن حبان. أهـ. قلت: قال أبو حاتم: ضعيف جدًا. واتهمه ابن حبان (اللسان: 3/ 232). وأخرجه أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر الصديق (رقم: 131) والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" من طريق بقيّة عن الضحاك بن حُمْرة عن أبي نُصيرة الواسطي عن أبي رجاء العُطاردي عن أبي بكر الصديق وعمران بن حصين بهذا اللفظ. قال الهيثمي (2/ 174): "وفيه الضحّاك بن حُمرة ضعّفه ابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات". أهـ. قلت: وفيه تدليسُ بقية. وقد ورد الحديث أيضًا عن شداد بن أوس وأبي طلحة أخرجهما الطبراني، وبيّن ضعفهما الهيثمي في "المجمع (2/ 178). 448 - أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عفّان: نا عبد الرحمن بن إبراهيم: نا العلاء عن أبيه. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تطلعُ الشمسُ ولا تغربُ على يومٍ أفضلَ من يوم الجمعة، على كلِّ بابٍ من أبوابِ المسجدِ ملكان يكتُبان الأوّلَ فالأوّلَ، فكرجلٍ قدَّمَ بَدَنَةً، وكرجل قدَّمَ بَقَرةً، وكرجلٍ قدَّمَ شاةً، وكرجلٍ قدَّمَ طائرًا، وكرجلٍ قدّم بَيْضةً، فإذا قعدَ الإِمام طويت الصُّحُفُ". عبد الرحمن بن إبراهيم هو البصري القاص ضعّفه الدارقطني، وقال النسائي وأبو حاتم: ليس بالقوي. وقال أبو داود: منكر الحديث. وقال أحمد وأبو زرعة: لا بأس به. واختلف فيه قول ابن معين. (اللسان: 3/ 401 - 402). وأخرجه أحمد (2/ 272) من طريق ابن جريج عن العلاء بن

108 - باب: ما جاء في أهل المنابر

عبد الرحمن عن أبي عبد الله إسحاق مولى زائدة عن أبي هريرة، وسنده صحيح. والحديث عند البخاري (2/ 407) ومسلم (2/ 587) بنحوه دون ذكر الفصل الأول منه. 108 - باب: ما جاء في أهل المنابر 449 - حدثنا أبو بكر محمَّد بن إبراهيم بن حيّة: نا إسماعيل بن قيراط: نا سليمان بن سَلَمة: نا سعيد بن موسى: نا مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا أهلُ (¬1) المنابِرِ لاحترقَ أهل القُرى". قال المنذري: "سليمانَ بن سَلَمة وسعيدُ بن موسى لا يُحتجُّ بهما". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الحديث ذكره السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 27) بسنده ومتنه وعزاه إلى تمام. وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 326) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 105) من طريق سليمان بن سلمة -وهو الخبائري- به. قال ابن حبان: "فلست أدري، وضعه سعيد بن موسى أو سليمان بن سلمة؛ لأن الخبرَ في نفسه موضوع ليس من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا من حديث ابن عمر، ولا من حديث نافع، ولا من حديث مالك. وسليمان بن سَلَمة ليس بشيءٍ فليس يخلو أن يكون عَمِلَه أحدُهما". أهـ. قال ¬

_ (¬1) كلمة (أهل) ليست عند من خرّجوا الحديث، ولا في لفظ تمام الذي ذكره السيوطي.

109 - باب: تسليم الإمام إذا صعد المنبر

ابن عرّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 81). "جزم الذهبي في تلخيص الموضوعات بأنه من وضع سعيد". أهـ. قلت: سليمان متروك باتّفاقٍ، وكذّبه ابن الجنيد. "اللسان" 3/ 93). وقال السيوطي (2/ 27). "قلت: أخرجه الدارقطني في "الغرائب" من طريق أبي عبد الله محمَّد بن أحمد السّلمي عن أبي مسهر عن مالك بلفظ: "لولا المنابر"، وأخرجه من طريق السلمي أيضًا عن يحيي بن بكير عن مالك بلفظ "لولا الأمصار"، وقال: باطلٌ من الوجهين". أهـ. قلت: السلمي -ويقال الزُّهري- اتهمه الذهبي بوضع هذا الحديث كما في "الميزان" (1/ 155)، وانظر: اللسان (1/ 302). وذكر ابن الجوزي أن بعضهم رواه بلفظ "المحابر" بدلًا من "المنابر". 109 - باب: تسليم الإِمام إذا صعد المنبر 450 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي قراءةً عليه: نا أبو عمران موسى بن محمَّد بن أبي عوف المُزَنيُّ الصفّار: نا عمرو بن خالد: نا ابن لَهِيعة عن محمَّد بن زيد بن المُهاجر عن محمَّد بن المُنكدِر. عن جابر بن عبد الله أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صعدَ المِنْبرَ سَلَّمَ. أخرجه ابن ماجه (1109) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1465) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (4/ 242) والبيهقي (3/ 204 - 205) من طريق عمرو بن خالد به. قال ابن عدي. "وهذا بهذا الإِسناد لا أعلم يرويه غير ابن لَهيعة، وعن ابن لَهيعة عمرو بن خالد". قال ابن جماعة في "تخريج الرافعي" (الأزهرية: 1/ ق 134). "في سنده ابن لهيعة". أهـ.

وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (1/ 210 - ط كمال الحوت) (¬1). "هذا إسنادٌ ضعيف لضعف ابن لهيعة". أهـ. قلت: هو صدوق لكنه اختلط بعد احتراق كتبه، وعمرو بن خالد هو ابن فروخ التميمي الحنظلي ثقة. وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 63) و"الدراية" (2/ 217). "إسناده ضعيف". وورد الحديث من رواية ابن عمر: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 90/ أ) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 121) وابن عدي (5/ 1892 - 1893) والبيهقي (3/ 205) وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ ق 10/ أ) من طريق عيسى بن عبد الله الأنصاري عن نافع عنه. وعيسى قال ابن حبان. "يروي عن نافع ما لا يُتابع عليه، لا ينبغي أن يُحتجَّ بما انفرد لمخالفته الأثبات في الروايات". أهـ. وقال ابن عدي: "عامّةُ ما يرويه لا يُتابع عليه". أهـ. قال ابن القطّان -كما في "نصب الراية" (2/ 206) -. "وإذا كان كذلك، فهو إذًا منكر الحديث" أهـ. وقال الهيثمي في "المجمع" (2/ 184): "وفيه عيسى بن عبد الله الأنصاري وهو ضعيف، ذكره ابن حبان في "الثقات" (¬2). أهـ. وقال الحافظ في "الدراية" (2/ 217). "وهو واهٍ". وبالغ أبو حاتم الرازي فحكم بوضعه كما في العلل لابنه (1/ 205). وقال النووي في "المجموع" (4/ 526) عن حديثي جابر وابن عمر: "إسنادهما ليس بقوي". أهـ. ¬

_ (¬1) كان الاعتماد فيما سبق على طبعة الكشناوي الرديئة، وطبعة الحوت خير منها فاعتمدنا عليها فيما يأتي. (¬2) الثقات (7/ 232).

110 - باب: الاعتماد على العصا في الخطبة

وورد الحديث من مرسل عطاء والشعبي. أما مرسل عطاء: فقد أخرجه عبد الرزاق (3/ 192) عن ابن جريج عنه، وأما مرسل الشعبي فقد أخرجه عبد الرزاق (3/ 193) وابن أبي شيبة (2/ 114) عن مجالد عنه. ومجالد ليس بالقوي. فلعل حديث جابر يعتضد بهذين المُرسلَين فيصير حسنًا والله أعلم. 110 - باب: الاعتماد على العصا في الخطبة 456 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو عمران موسى بن محمَّد بن أبي عَوْف: نا عمرو بن خالد: نا ابن لَهيعة عن أبي الأسود عن عامر بن عبد الله بن الزبير. عن أبيه أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يخطبُ وبيده مِخْصَرَةٌ. أخرجه البزّار (الكشف - 639) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص146 - 147) والطبراني في الكبير -كما في "المجمع (2/ 187) - والبغوي في "شرح السنة" (4/ 243) من طريق ابن لَهيعة به. قال الهيثمي: "وفيه ابن لَهيعة وفيه كلامٌ" أهـ. وتقدم قبلُ أنه صدوق مختلط. وفي الباب: حديثُ الحكم بن الحَزْن الكُلَفي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب الجمعة متوكئًا على قوسٍ أو عصا. أخرجه أحمد (4/ 212) وأبو داود (1096) والطبرانى في "الكبير" (3/ 239) والبيهقي (3/ 206) من طريق شهاب بن خِراش عن شعيب بن رُزيق (¬1) الطائفي عنه. ¬

_ (¬1) بتقديم الراء، ووقع في سنن أبي داود ومختصره للمنذري ومعجم الطبراني و"الإِرواء" =

قال المنذري في "مختصر السنن" (2/ 18). "في إسناده. شهاب بن خراش أبو الصلت الحوشبي قال ابن المبارك: ثقة. وقال الإِمام أحمد وأبو حاتم الرازي: لا بأس به. وقال يحيى بن معين: ليس به بأس. وقال ابن حبان: كان رجلًا صالحًا، وكان ممن يخطئ كثيرًا حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به إلا عند الاعتبار". أهـ. وقال ابن جماعة في "تخريج الرافعي" (1/ ق 136/ ب): "في إسناده: شهاب بن خِراش أبو الصلت وثقه غيرُ واحدٍ، وقال ابن حبان: ... " فذكر كلامه المتقدم. قلت: وممن وثّقه العجلي وأبو زرعة وابن عمار والمدائني، وقال النَّسائي: ليس به بأس. فهو حسن الحديث، وابنُ حبّان متعنت في الجرح، وقد رَمَزَ له الذهبي في الميزان (2/ 281) بـ (صح) دلالة على صحة الاحتجاج به. ولذا حسَّنه النوويُّ في "المجموع" (4/ 526)، وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 65). "وإسناده حسن، فيه شهاب بن خِرَاش وقد اختلف فيه، والأكثر وثّقوة". وقال الألباني في "الإِرواء" (3/ 78): "وهذا سندٌ حسنٌ، وفي شهاب وشعيب كلام يسير .. ".أهـ. قلت: أما شعيب فلم أر من تكلّم فيه ففي التهذيب (4/ 352): "قال ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صالح. وذكره ابن حبان في الثقات). أهـ. وأظن أنّ الشيخ اشتبه عليه شعيب هذا بشعيب بن رُزيق الشامي الذي ¬

_ = وحاشية (عوّامة) على التقريب (ص 267): (زُرَيق) -بتقديم الزاي- وهو خطأ وتصويبه من مشتبه الذهبىِ (1/ 313) و"تبصير المنتبه" للحافظ (2/ 600).

111 - باب: استقبال الناس الخطيب

ليّنه الأزدي، وضعفه ابن حزم (التهذيب: 4/ 353). وقال الحافظ فيه "صدوق يخطىء". وهذا مستبعدٌ؛ لأن الشاميَّ لم يروِ له أبو داود في (السُّنن) أصلًا! 111 - باب: استقبال الناس الخطيب 452 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عيسى بن حيّان أبو عبد الله القطّان بالمدائن: نا محمَّد بن الفضل بن عطية: نا منصور عن النَّخَعي -يعني: إبراهيم- عن علقمة. عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صعدَ المنبرَ استقبلناه بوُجوهِنا. أخرجه الترمذي (509) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (4/ 260) - وابن عدي في "الكامل" (6/ 2174) من طريق محمد بن الفضل به. قال الترمذي: "وحديث منصور لا نعرفه إلا من حديث محمد بن الفضل بن عطية، ومحمد ضعيف ذاهب الحديث عند أصحابنا". وقال: "لا يصح في هذا الباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيءٌ". أهـ. ومحمد أجْمَلَ الحافظُ في التقريب القولَ فيه بقوله: "كذَّبُوه". وقال في "البلوغ" (ص 54): "إسناده ضعيف" وبين ذلك في "التلخيص" (2/ 64). وأخرجه ابن ماجه (1136) عن عدي بن ثابت عن أبيه، وإسناده إلى عدي حسن، وصححه ابن جماعة في "تخريج الرافعي" (1/ ق 136/أ)، وقال البوصيري في "الزوائد" (1/ 214): "هذا إسنادٌ رجاله ثقات إلا أنّه مرسلٌ".أهـ

112 - باب: في أحكام الخطبة

وفي "التهذيب" (2/ 21): "قال ابن ماجه أرجو أن يكون متصلًا. قلتُ -القائل هو الحافظ-: لا أشك ولا أرتاب في كونه مرسلًا أو يكون سقط منه جدُّه". وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 117) وأبو داود في "المراسيل"- كما في "تحفة الأشراف" (13/ 287) بسندٍ حسن عن عديٍ مرسلًا. وأخرجه ابن خزيمةً -كما في "النكت الظراف" (2/ 124 - 125) - من طريق علي بن غُراب عن أَبَان بن عبد الله البَجَليَّ عن عدي بن ثابت عن البَرَاء. وقال ابن خزيمة: "إنه خبرٌ معلولٌ". قلت: علي بن غُراب فيه ضعفٌ، وقد خالفه ابن المبارك ووكيع بن الجراح -وهما مَنْ هما- فروياه عن أبان عن عديٍّ مرسلًا. 112 - باب: في أحكام الخُطبة 453 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا جعفر بن محمَّد الصائغ: نا محمَّد بن عمر (¬1) القَصَبي: نا عبد الوارث عن يونس عن الحسن. عن الأسود بن سريع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ فقال: "أمّا بعدُ". رجاله ثقات، إلَّا أن الحسن مدلس ولم يُصرْحِ بالسماع. 454 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءةً عليه: نا أبو بكر عبد الحميد بن محمود بن خالد: نا إبراهيم بن المنذر الحزامي: نا مَعْن بن عيسى: نا موسى بن يعقوب الزَّمْعي عن المهاجر بن مسمار عن عائشة بنت سعد عن عامر بن سعد. ¬

_ (¬1) في الأصل: (عمرو)، والتصويب من (ظ) و (ر) و"تاريخ بغداد" (3/ 21).

عن سعد أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خَطبَ فقال: "أمّا بعدُ". موسى الزَّمْعيُّ ضعيفُ الحفظ. 455 - حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن عِلَّان الحرّاني الحافظ: نا الفضل بن محمَّد الباهلي العطّار بأنطاكيّة: نا محمَّد بن قُدامة: نا إسماعيل بن عُليّة عن بَهْز بن حكيم عن أبيه. عن جّدِه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ فقال: "أمّا بعدُ". الفضل كذّبه الدارقطني وابن عدي (اللسان: 4/ 448). وقد ذكر البخاري في صحيحه باب: (من قال في الخطبة بعد الثناء: أمّا بعد)، (2/ 402) وذكر فيه جملةً من الأحاديث. وقال الحافظ في "الفتح" (2/ 406): "وقد تتبّع طرق الأحاديث التي وقع فيها (أمّا بعد) الحافظُ عبد القادر والرّهاوي في خطبة الأربعين المتباينة له، فأخرجه عن اثنين وثلاثين صحابيًّا". أهـ. 456 - حدثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيي بن الضُّريس بن يسار (¬1) البَجَلي الرازي بالري: أنا محمَّد بن سعيد بن سابق الرازي -وكان يسكن (قزوين) - نا عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب. عن جابر بن سَمُرة السوائي قال: مَنْ حدَّثك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب على المنبر جالسًا فكذِّبه، فانا شهدتُه [كان] (¬2) يخطب قائمًا ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب خطبةً أخرى. قال: قلت: كيف كانت خطبتُهُ؟. قال: كلامٌ يعظُ به الناسَ، ويقرأ ¬

_ (¬1) كذا في الأصل و (ظ)، وفي (ر) و (ش): "سيّار" والكتب التي ترجمت له لم تتجاوز في أجداده اسم (الضريس) والله أعلم. (¬2) زيادة من (ظ) و (ر).

آياتٍ من كتاب الله ثم ينزل. وكانت خطبتُه قَصْدًا، وصلاتُه قَصْدًا بنحو (والشمس وضُحاها)، (والسماءِ والطارق) إلا صلاةَ الغداة. قال: وصلاةُ الظهر كان بلالُ يؤذّن حينَ تدحَضُ الشمسُ، فإنْ جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقامَ وإلّا مَكَثَ قلَيلًا حتى يخرجَ. والعصر نحو ما تصلُّون، والمغرب نحو ما تصلون، والعشاء الآخرة يُؤخِّرُها عن صلاتكم قليلًا. إسناده حسن، عمرو صدوق له أوهام كما قال الذهبي في الميزان (3/ 285) والحافظ في التقريب. وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 279 - 280) بتمامه من طريق عمرو بن ثابت عن سِماك به. وعمرو ضعيف رُمِيَ بالرفض. كذا في التقريب. وأخرج مسلم (1/ 423، 432، 445، و 2/ 589، 591) جُلَّهُ مُفرَّقًا من طرقٍ عن سِماك به. 457 - أخبرنا أبو بكر يحيي بن عبد الله بن الحارث قراءةً عليه: نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد -قاضي حِمْص-: نا يحيى بن مَعين: نا عُبيد الله بن عبد المجيد الحنفي: نا عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمرَ أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطُبُ خُطْبَتَين يجلسُ بينَهما. أخرجه البُخاري (6/ 402) ومسلم (2/ 589) من طريق عبيد الله بن عمر به. 458 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمَّد بن بكّار بن بلال: نا جدِّي محمَّد بن بكّار: نا سعيدُ بن بَشير عن عبد الملك بن أَبْجَرَ عن واصِلٍ عن أبي وائل. عن عمَّار بن ياسر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "طولُ الصلاةِ وقِصَرُ الخُطْبةِ من فقه الرَّجلِ".

113 - باب: الإنصات للخطبة

سعيدٌ ضعيف، لكن أخرجه مسلم (2/ 594) من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك بن أَبْجَرَ عن أبيه به. 459 - أخبرنا محمَّد بن أحمد: نا يزيد بن محمَّد: نا يحيي بن صالح: نا جُميع عن يزيد بن خُمير. عن أبي أمامةَ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا بعثَ أميرًا قال: "اقَصُرِ الخُطبةَ، وأَقِلَّ الكلامَ، وإنّ من الكلام سِحْرًا". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (جُميع منكِر الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 180) من طريق يحيى بن صالح به، وأخرجه أيضًا (8/ 170) من نفس الطريق لكن ذكر (أبا سفيان الرُّعيني) بدل (يزيد بن خمير). قال الهيثمي في المجمع (2/ 190): "رواه الطبراني في الكبير من رواية جميع بن ثوب وهو متروك". أهـ. وجَميع قال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وضعّفه ابن عدي. (الميزان: 1/ 422). 113 - باب: الإِنصات للخطبة 460 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي وابن سِنان قالا: نا زكريا بن يحيي السِّجْزِي: نا عثمان بن أبي شيبة: نا داود بن عبد الله -يعني: ابن أبى الكِرام من ولد جعفر الطيّار- عن مالك بن أنس عن الزُّهْري عن سعيد بن المسيّب. عن أبي هريرة أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قُلتَ للإِنسانِ يومَ الجُمُعةِ: (أنصِتْ) والإِمامُ يخطبُ فقد لغوتَ".

114 - باب: الكلام بعد نزول الإمام عن المنبر

أخرجه أبو داود (1112) عن القعنبيّ عن مالك به. ورواه مالك أيضًا في "الموطأ" (1/ 103) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (4/ 412) ومسلم (2/ 583) من طريق عقيل بن خالد عن الزُّهري به. 114 - باب: الكلام بعد نزول الإِمام عن المنبر 461 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمَّد بن جعفر الكِنْدي: نا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم الحَوْطي: نا خالد بن يزيد البصري أبو الهيثم: نا جرير بن حازِم: نا ثابت البُناني. عن أنس بن مالك قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عن المِنْبرِ عَرَضَ له رجلٌ يُكلِّمه فيقوم معه حتى يفرغَ من حاجته، ثم يتقدم إلى الصلاة (¬1). أخرجه الطيالسي (رقم: 2043) -ومن طريقه أبو داود (1120) والترمذي (517) وابن ماجه (1117) - وعَبْدُ بن حُميد في "المنتخب" (1258) وابن أبي شيبة (2/ 127) والنسائي (1419) وابن خزيمة (1838) وابن عدي في "الكامل" (2/ 551) والحاكم (1/ 290) -وصححه على شرطهما وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (3/ 224) من طرقٍ عن جريرٍ به. وظاهر إسناده الصحة إلَّا أنه معلولٌ: قال الترمذي: "هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جرير بن حازم، وسمعت محمدًا -يعني البخاري- يقول: وَهِمَ جرير بن حازم في هذا الحديث، والصحيح ما روي عن ثابتٍ عن أنس قال: أقيمت الصلاة فأخذ ¬

_ (¬1) هذا الحديث ذكر في "الفوائد" مرتين بنفس السند والمتن.

115 - باب: الصلاة بعد الجمعة

رجلٌ بيد النبى - صلى الله عليه وسلم - فمازال يُكلّمُهُ حتى نعس الناس. قال محمَّد: والحديث هو هذا. وجرير بن حازم ربَّما يَهِمُ في الشيء، وهو صدوق". أهـ. والحديث الذي أشار إليه البخاري: في صحيحه (2/ 124) وعند مسلم (2/ 284). وقال أبو داود: "هذا الحديث ليس بمعروفٍ عن ثابت، وهو مما تفرّد به جرير بن حازم". أهـ. وجزم النووي في "المجموع" (4/ 553) بضعف الحديث. قلت: وجرير له أوهام وأخطاء لا سيّما حين يحدّث من حفظه. ودافع الزين العراقي عن هذا الحديث فقال، -كما في "تحفة الأحوذي" (1/ 369) - فيما أعلّ به البخاري وأبو داود الحديث من أن الصحيحَ كلامُ الرجلِ له بعدما أقيمت الصلاة: "لا يقدحُ ذلك في صحة حديث جرير بن حازم، بل الجمعُ بينهما ممكنٌ بأن يكون المراد بعد إقامة صلاة الجمعة وبعد نزوله من المنبر؛ فليس الجمعث بينهما متعذرًا، كيف وجرير بن حازم أحد الثقات المُخرَّج لهم في الصحيح فلا تضر زيادته في كلام الرجل له أنه كان بعد نزوله عن المنبر". أهـ. كذا قال، والدليل على بُطلان الجمع الذي اختاره أن رواية مسلم نصّت على أن ذلك كان في صلاة العشاء!. 115 - باب: الصلاة بعد الجمعة 462 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا علي بن عبد الله القَراطيسي (علاّن) بواسِط: نا يزيد بن هارون. أنا شُعبة عن أيوب عن نافعٍ.

116 - باب: الخطبة في العيد قبل الصلاة

عن ابن عمر أنّه كان يُصلي بعدَ الجُمُعةِ ركعتين يُطوِّل فيهما، ويقول: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُطوِّل فيهما. أخرجه النسائي (1429) من طريق يزيد بن هارون به. وإسناده صحيح. وأخرج البخاري (2/ 425) ومسلم (2/ 600، 601) من حديث ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلّي بعد الجمعة ركعتين. هذا لفظُ مسلم. 116 - باب: الخطبة في العيد قبل الصلاة 463 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح الأُسَيِّدي قراءةً عليه: نا أبو جعفر محمَّد بن سليمان بن هشام ابن بنت مَطَر الورّاق -أيامَ ابن طولون (¬1) -: نا وكيع عن سفيان عن ابن جُريج عن الحسن بن مُسلم عن طَاوُسٍ. عن ابن عباس قال: شهدتُ العيدَ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعُمرَ فبدؤا بالخُطْبةِ قبلَ الصلاةِ. أخرجه البخاري (2/ 453) ومسلم (2/ 602) عن ابن جريج به، وزادا: (وعثمان) بعد (عمر). وأخرجه البخاري (2/ 453) ومسلم (2/ 605) من حديث ابن عمر. ¬

_ (¬1) هو أحمد بن طولون (220 - 270هـ) أحد ولاة العباسيين على الشام ومصر، وكانت ولايته سنة (254).

أبواب صلاة الكسوف والاستسقاء

أبواب صلاة الكسوف والاستسقاء 117 - باب: الخطبة في الكسوف 464 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أبو جعفر محمَّد بن إسماعيل الصائغ بمكة سنة ستٍّ وستين ومائتين: نا أبو داود الحَفَريُّ. نا سفيان الثوري عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عبّاد. عن سَمُرَةَ بن جُنْدُب أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ حينَ انكسفتِ الشمسُ فقال: "أمّا بَعْدُ". أخرجه أحمد (5/ 16 - 17) عن شيخه أبي داود الحَفَري -واسمه عمر بن سعد- به. وأخرجه النسائي (1501) عن أحمد بن سليمان عن الحَفَري به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 226) من طريق عبد الله بن المبارك عن سفيان به. وثعلبة -وإن وثقه ابن حبّان- فمجهول كما قال ابن المديني وابن حزم وابن القطّان. 118 - باب: سبب القحط 465 - أخبرنا محمَّد بن أحمد: نا يزيد بن محمَّد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع عن أبي راشد التَنُّوخي.

119 - باب: صلاة الاستسقاء

عن أبي أمامة قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما مُطِر قومٌ قطُّ إلا برحمةٍ، ولا قُحِطوا إلَّا بسخط". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (جُميع منكر الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده واه: جَميع بن ثوب قال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. وتركه النسائي. (اللسان: 2/ 134). والحديث عزاه في "كنز العمال" (7/ 594) إلى أبي الشيخ في "العظمة". 119 - باب: صلاة الاستسقاء 466 - أخبرنا أبو بكر يحيي بن عبد الله بن الحارث: نا زكريا بن يحيي السَّجْزي قال: حدثني أحمد بن السَّكَن الأبلي المُكْتِب: نا يعقوب بن محمَّد: نا محمد بن فُليحِ عن عبد الله بن حسين بن عطاء بن يسار عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر. عن أنس بن مالك أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كبّر في الاستسقاءِ واحدةً. إسناده ضعيف، يعقوب بن محمَّد وعبد الله بن حسين ضعيفان، وابن فُليح سيء الحفظ. 467 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الله الملك قراءةً عليه: نا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة بن علان بمصر: نا يعقوب بن كعب الحلبي: نا أبي عن الثوري عن يحيي بن سعيد عن الزُّهري عن عبّاد بن تميم. عن عمّه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاستسقاء أنه صلى ركعتين فأعلن بالقراءةِ، وقَلَبَ رداءَه، واستقبلَ القِبْلةَ.

120 - باب: الدعاء في الاستسقاء

أخرجه البخاري (2/ 515) عن يحيى بن سعيد به. وأخرجه البخاري (2/ 514) ومسلم (2/ 611) من طرقٍ أخرى عن الزُّهري. وعمّ عبّاد هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني. 120 - باب: الدُّعاء في الاستسقاء 468 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان: نا يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا أبو الجُماهِر محمَّد بن عثمان التَّنُوخي، نا سعيد بن بَشير عن مَطَر (¬1) عن الحسن. عن سَمُرةَ بن جُنْدب أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو: "اللهمَّ ضَعْ في أرضنا بركتَها وزينتَها وسكنَها (¬2) ". 469 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن عبد الرزّاق الشيخُ الصالحُ الثقة: نا أبو الجُماهِر بمثله. 470 - حدثنا أبو عبد الرحمن محمَّد بن حُوَيْت بن أحمد بن أبي حكيم القرشي قال: حدثني أبي: أبو سليمان حُويت بن أحمد: نا أبو الجُماهِر بإسناده مثلَه. 471 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا إسحاق بن سيّار النَّصيبي: نا أبو الجُماهِر: نا سعيد بن بشير، فذكر مثلَ حديث يزيد بن عبد الصمد. ¬

_ (¬1) في الأصل: (مطرف) وهو خطأ، والتصويب من (ظ) و (ر) ومُخرِّجي الحديث. (¬2) أي: غياثُ أهلها الذي تسكن إليه نفوسهم. "فيض القدير" (5/ 99).

472 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا محمَّد بن بكّار بن بلال: نا سعيد بن بشير عن مَطَر عن الحسن. عن سَمُرةَ بن جُندب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو: "اللهم أنزلْ في أرضنا زينتَها وسَكَنَها". أخرجه البزّار (الكشف: 661) والطبراني في "الكبير" (7/ 270) -ومن طريقه: أبو نُعيم في "الحلية" (3/ 77) - من طريق أبي الجُماهِر به. قال البزّار: "حديث مطر لا نعلمُ حدّث به إلا سعيد بن بشير". أهـ. وقال أبو نُعيم: "وهو غريب من حديث مطر، تفرّد به سعيد بن بشير". أهـ. قلت: وسعيد ومطر ضعيفان، والحسن لم يسمع من سمرة غير حديث "العقيقة" وما عداه فهو مُدَلَّس. وأخرجه البزار (661) من طريق إسحاق بن إدريس عن سويد بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن به. وقال البزّار: "حديث قتادة لا نعلم حدّث به إلا سويد". وإسحاق متروك كذّبه ان معين (اللسان: 1/ 352) وشيخه ضعّفوه. وأخرجه الطبراني (7/ 263) من طريق سهل بن عثمان عن يحيي بن أبي زائدة عن الحجّاج عن قتادة عن الحسن به. وبذا تعلم ما في كلام البزار. وحجّاج هو ابن أرطاة ضعيف الحفظ، كثير التدليس وقد عنعن. وأخرجه الطبراني (7/ 276) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن به. وإسماعيل ضعيف تركه بعضهم. وأخرجه البزار (662) والطبراني (7/ 322) من طريق جعفر بن سعد بن سمرة عن خبيب بن سليمان بن سَمُرة عن أبيه عن سَمُرة.

121 - باب: ما جاء في الريح

جعفر ليس بالقوي كذا في التقريب، وخُبيب وأبوه مجهولان، قال ابن القطّان -كما في التهذيب (2/ 94) -: "ما من هؤلاء من يُعرف حاله -يعني جعفر ومن فوقه- وقد جَهِدَ المحدثون فيهم جُهدهم، وهو إسنادٌ يُروى به جملةُ أحاديث قد ذَكَرَ البزّار منها نحوَ المائة". أهـ. وذكر الحافظ في التلخيص (2/ 100) حديث سمرة وقال: "إسناده ضعيف". وتساهل الهيثمي (2/ 215) فقال: "إسناده حسن أو صحيح".!. وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: 1/ ق 92/ أ- ب) من حديث أنس بن مالك مطوّلًا. قال الهيثمي (2/ 213): "وفيه مجاشع بن عمرو، قال ابن معين: قد رأيته أحدَ الكذّابين". أهـ. 121 - باب: ما جاء في الرِّيح 473 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالة الحمصي قراءةً عليه: نا أبو شُرَحْبيل عِيسى بن خالد بن نافع الحمصي ابن أخي أبي اليمان: نا آدم بن أبي إياس: نا شُعبة عن الحَكَم عن مجاهِد. عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نُصِرْتُ بالصَّبَا، وأُهلِكت عادٌ بالدَّبور". أخرجه البخاري (2/ 520) ومسلم (2/ 617) من طريق شعبة به.

(5) كتاب الجنائز

(5) " كتاب الجنائز"

1 - باب: فضل المرض

1 - باب: فضل المرض 474 - أخبرنا أحمد بن القاسم: نا أبو زُرعة: نا أبو مُسهِر ومحمد بن المبارك قالا: نا خالد بن يزيد المُرِّي قال: حدّثني سالم بن عبد الله المُحاربي عن سليمان بن حَبيب. عن أبي أُمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مسلمٍ يُصرَعُ صَرْعةً من مرضٍ إلَّا بُعِثَ منها طاهرًا". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ ق 19/ ب- 20/ أ) من طريق تمّام وغيره. وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 115 - 116) عن شيخه أبي زرعة به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفّارات" (ق/3/ ب) والبيهقي في "الشعب" (3/ ق 334/ أ) من طريق أبي مسهر به. قال المنذري في "الترغيب" (4/ 298) -وتبعه الهيثمي (2/ 302) -. "رُواته ثقات". أهـ. وكذا قال المناوي في "التيسير" (2/ 364). قلت: إسناده صحيح، سالم المحاربي قال أبو حاتم -كما في الجرح والتعديل (4/ 185) -: صالح الحديث. ونقل ابن عساكر (7/ ق 20/ ب) توثيقَه عن الأوزاعيِّ. 475 - أخبرنا أبو طاهر محمَّد بن عبد العزيز بن حَسنون الفقيه الإسكندراني: نا صالح بن شعيب البصري: نا سليمان بن داود المنقري عن الدّراوردي: نا عمرو بن أبي عمرو عن المقبري. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن اللهَ- عَزَّ وجَلَّ- لَيبتلي عبدَه المؤمنَ بالسَّقَمِ حتى يُخفِّفَ عنه كلَّ ذنبٍ". سليمان هو الشَّاذكوني متروكٌ متهم.

وأخرجه الحاكم (1/ 347 - 348) من طريق أحمد بن عيسى التستري عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن سلمان الحَجْري عن عمرو به. وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت الذهبي عليه في تلخيصه. وإسناده صالح، أحمد بن عيسى صدوق تُكلِّم فيه بلا حُجةٍ، وعبد الرحمن بن سلمان مختلَفٌ فيه. 476 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف: نا أبو العباس محمَّد بن عبد الله اليافوني: نا الحسن بن علي الحلواني: نا الهيثم بن الأشعث السلمي قال: حدثني فضالة بن جبير عن يُسَير بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (ح). وأخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم: نا أبي: نا الحسن بن علي الحلواني: نا الهيثم بن الأشعث الصَّنعاني عن فضّال بن جُبير الغُداني عن يُسير بن عبد الله بن أبي أيوب الأنصاري عن أبيه. عن جدِّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ساعاتُ الأمراضِ يُذْهبْنَ ساعاتِ الخطايا". أخرجه ابن أبي الدُّنيا في "المرض والكفّارات" (ق 4/ أ - ب) عن الحسن بن علي الحلواني به، وفيه قصة. وفضّال بن جبير قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ، يروي أحاديث لا أصل لها. وضعّفه أبو حاتم. (اللسان: 4/ 434). والهيثم قال الذهبي في "المغني" (6791): "مجهول". أهـ. فالإِسناد ضعيف، وقد أشار المنذري في الترغيب (4/ 286) إلى ضعفه حيث صدّره بـ (رُوي). وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (ص 20) عن الحسن مرسلًا، وفيه أبو بشر الحلبي مجهول كما في التقريب.

477 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين (¬1) بن القاسم بن درستويه قراءةً عليه: نا محمَّد بن أيوب بن مُشْكان النيسابوري: نا محمَّد بن عمر بن أبي السَّمْح: نا الجارود بن يزيد: نا سُفيان -يعني الثوري- عن أشعث عن ابن سيرين. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثةٌ من كُنوز البرِّ: إخفاءُ الصدقةِ، وكُتمان الشكوى، وكُتمانُ المصيبةِ. يقولُ الله -عَزَّ وجَلَّ-: ابتليتُ عبدي ببلاءٍ فصبر [و] (¬2) لم يشكني (¬3) إلى عُوّاده، أبدلتُه لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه. وإن أرسلتُه أرسلته ولا ذنبَ له، وإن توفيتُه فإلى رحمتي". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: "الجارود بن يزيد أبو علي النَّيْسابُوري، وقيل: أبو الضحّاك، كان أبو أسامةَ يرميه بالكذب، وضعّفه جماعةٌ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عساكر (15/ ق 121/ أ) من طريق تمام. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 220) عن شيخه ابن مُشْكان به. وأخرجه الطبراني -كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 395) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 117) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 199) من طريق قطن بن إبراهيم النيسابوري عن الجارود به. قال أبو نعيم: تفرّد به الجارود عن سفيان. وقال ابن حبان: هذا لا أصل له. وقال ابن الجوزي: "لا يصح، تفرّد به الجارود عن سفيان. قال البخاري: منكر الحديث، وكان أبو أسامة يرميه بالكذب. وقال يحيي: ليس ¬

_ (¬1) عند ابن عساكر (الحسن). (¬2) من (ظ). (¬3) في (ف) و (ر): (يشتكني)، والمثبت موافق لما عند ابن عساكر.

بشيءٍ. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا أصل له". أهـ. قلت: وكذّبه أبو حاتم والعقيلي، وقال الحاكم: روى عن الثوري أحاديث موضوعة. (اللسان: 2/ 90 - 91). ولم يقنع السيوطي في "اللآلئ" (2/ 395) بهذا فقال: "قلت: لم يُتّهم الجارود"! ولذا تعقبه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 354) بقوله: "قلت: هذا ممنوع كما يُعرف بمراجعة المقدمة". أهـ. يعني بمراجعة مقدمة كتابه حيث سرد أسماء الوضاعين والكذّابين، وانظر ترجمة الجارود فيه (1/ 44). وأخرج الروياني في "مسنده" (ق 243/ أ- ب) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1088) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 197) والقضاعي في "مسند الشهاب" (رقم: 298) والبيهقي في "الشعب" (3/ ق / 354 ب) من طريق زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "من كنوز البر: كتمان المصائب والأمراض والصدقة". قال أبو نعيم: "غريب من حديث نافع وعبد العزيز، تفرّد به عنه زافر". قلت: زافر وإن كان صدوقًا فإنه كثير الغلط والوهم. وقد نسب الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 210) إلى عبد العزيز بن أبي روّاد قوله: "كان يُقال: ثلاثة من كنوز الجنة: كِتمان المرض، وكتمان المصيبة، وكتمان الصدقة". وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 332): "قال أبو زرعة: هذا حديث باطل. وامتنع أن يُحدِّث به". أما الشطر الثاني من الحديث: "يقول الله تعالى: إذا ابتليت عبدي ... إلخ" فقد أخرجه الحاكم (1/ 348 - 349) وعنه البيهقي في سننه (3/ 375) وفي "شعب الإِيمان" (3/ ق 338/ ب) من طريق أبى بكر

الحنفي عن عاصم بن محمد بن زيد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وسكت عليه الذهبي في التلخيص. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 208): "إسناده جيّدٌ". وقال البيهقي في "الشعب": "إسناده صحيح". ثم قال: "زعم بعض الحفاظ أن مسلم بن الحجّاج أخرج هذا الحديث في كتابه عن القواريري عن أبي بكر الحنفي، ثم اعترض عليه بأن هذا حديث إنّما يروى عن عاصم عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. كذلك رواه قرّة بن عيسى عن عاصم، ورواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن جدّه عن أبي هريرة. وعبد الله بن سعيد شديد الضعف. وقد نظرتُ في كتاب مسلم -رحمه الله- فلم أجد هذا الحديث، ولم يذكره أبو مسعود الدمشقي في تعليق الصحيح". أهـ. قلت: الحافظ الذي ذكر كلامه البيهقي هو أبو الفضل محمَّد بن أحمد بن عمار الشهيد المتوفى سنة (317) وله جزء في الأحاديث المعلّلة في صحيح مسلم (¬1)، وقد ذكر كلامه الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/ 768 - 769) وأقرّه عليه. وأمّا ما ذكره من عزو الحديث لمسلم فلعلّه من اختلاف النُّسخ، قال السيوطي في "اللآلئ" (2/ 397): "فكان في صحيح مسلم في غير الرواية المشهورة، فإنّه رواياتٌ متعدّدة (¬2) ". أهـ. وأخرجه أبو الشيخ -كما في اللآلئ (2/ 396) - ومن طريقه ¬

_ (¬1) انظر: سير النبلاء (14/ 540). (¬2) وهذا خير من توهيم الحافظ ابن رجب في العزو كما فعل الألباني في "صحيحته" (1/ 3/144)، وانظر لزامًا "التعالم" للشيخ/ عبد الله بن بكر أبو زيد (ص 53 - 56) ففيه تنبيه مفيد على مثل هذه "التوهيمات".

ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 199) من طريق عبد الرحمن بن سليماد بن أبي الجَوْن عن عبد الله بن سعيد به. وأعلّه ابن الجوزي بضعف عبد الله بن سعيد. وعبد الرحمن بن أبي الجون حديثه حسن، وروايته تؤيد رواية معاذ بن معاذ". وقد اختلفت أنظار الحفاظ في الحكم على هذا الحديث: فجماعة ضعّفوه وعلّلوه بكونه من رواية عبد الله بن سعيد المقبري -وهو واهٍ-، ووهّموا أبا بكر الحنفي في روايته ورجحوا رواية معاذ بن معاذ العنبري عليه. وقد استدلّ الحافظ ابن عمّار الشهيد على كون هذا الحديث من حديث عبد الله بن سعيد بأنه يشبه أحاديثه (¬1) ولا يشبه حديث سعيد بن أبي سعيد. وجماعة صححوا هذا الحديث، وأجابوا عما أُعِلّ به بأنه لا مانع أن يكون عاصم بن محمَّد قد سمعه من عبد الله بن سعيد وسعيد بن أبي سعيد فرواه على الوجهين. وأخرجه البيهقي بعد ذلك من طريق أبي صخر حُميد بن زياد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة موقوفًا. وحُميد مختلفٌ فيه. وأخرجه مالك (2/ 940 - 941) وابن أبي الدنيا في "المرض ¬

_ (¬1) أما الشيخ الألباني في صحيحته (1/ 3/ 145) فقد ظنّ أن ابن عمار يعني أن حديث أبي بكر الحنفي يُشبه حديث عبد الله بن سعيد وأطال في نقض ذلك مع أن كلام ابن عمار واضح لا لبسَ فيه، ويزيده وضوحًا قولُ الحافظ ابن رجب في "شرح العلل" (2/ 756): "حُذّاق النقاد لكثرة ممارستهم للحدبث ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحدٍ منهم لهم فهمٌ خاصٌ يفهمون به أن هذا الحديثَ يُشبه حديثَ فلان ولا يُشبه حديثَ فلان، فيُعلّلون الأحاديثَ بذلك". ثم ضرب بعض الأمثلة لهذه القاعدة، ومنها هذا الحديث.

والكفّارات" (ق 2/ ب) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلًا، وسنده صحيح. ووصله ابن عبد البر في "التمهيد" -كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 398) - من طريق عباد بن كثير عن زيد عن عطاء عن أبي سعيد الخدري. وقال: "عباد بن كثير الثقفي كان فاضلًا عابدًا وليس بالقوي". أهـ. قلت: عبّاد متفق على تضعيفه، وقد تركه البخاري والنسائي والعجلي. وأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" -كما في "اللسان" (4/ 254) - والقاضي أبو الحسن بن صخر في "عوالي مالك" -كما في اللآلئ (2/ 397) - من طريق علي بن محمَّد الزياد آبادي عن [معن بن عيسى عن مالك، (¬1) عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. وذكر الحافظ في اللسان أن الدارقطني أشار إلى لين الزياد آبادي وتفرُّدِه بروايته عن مالك. 478 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد: نا جعفر بن محمَّد: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ناشب بن عمرو: نا مقاتل بن حيّان عن قيس بن سكن. عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثَلاثٌ من كنوزِ البرِّ: كتمانُ الأوجاعِ والبلوى والمصيباتِ، ومن بثَّ لم يصبرْ". ذكر السيوطي في "اللآلئ" (2/ 396) هذا الحديث بسنده ومتنه معزّوًا إلى تمام. وناشب قال البخاري: منكر الحديث. وضعّفه الدارقطني. (اللسان: 6/ 143). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين سقط من "اللآلئ".

2 - باب: ما جاء في الحمى

2 - باب: ما جاء في الحُمَّى 479 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف: نا أبو العباس محمَّد بنَ عبد الله بن إبراهيم الكِناني اليافوني بيافا: نا إسماعيل بن عبّاد الأُرْسوفي: نا سليمان بن داود عن الحسين بن علوان الكلبي: نا عمرو بن خالد مولى بني هاشم عن أبي هاشم عن سعيد بن جُبير. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "حُمَّى يومٍ كفّارةُ سنةٍ للذنوب، وحُمَّى يومين كفارة سنتين، وحُمَّى ثلاثةِ أيامٍ كفارةُ ثلاثِ سنينَ". عَزَاه الزَّبيدي في "شرح الإِحياء" (9/ 526) إلى تمّام. وإسناده تالف، الحسين بن علوان وعمرو بن خالد من كبار الكذابين والوضاعين، والأُرْسوفي ضعّفه الدارقطني. وأخرج القضاعي في "مسند الشهاب" (62) من حديث ابن مسعود مرفوعًا: "حُمَّى ليلةٍ تكفّر خطايا سنةٍ مُجرَّمةٍ (¬1) ". قال العراقي في تخريج الإِحياء (4/ 288): "سنده ضعيف". أهـ. وبيّن ذلك الزبيدي في شرح الإِحياء (9/ 526) فقال: "وأعلّه ابن طاهر بالحسن بن صالح، وقال تركه يحيي القطّان وابن مهدي". أهـ. وهذا إعلال قاصر فالحسن وثقه أحمدُ وابن معين والعجلي والدارقطني وغيرهم. وفي السند: (أحمد بن راشد الهلالي) اتهمه الذهبي في الميزان (1/ 97) بالوضع، و (صالح بن أحمد الهروي) قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر. كما في الميزان (2/ 288). ¬

_ (¬1) في "شرح الإِحياء". "و (سنة مجرَّمة) كمعظَّمة أي تامة. كذا فسّره الديلمي".

3 - باب: ما جاء في ذهاب البصر

3 - باب: ما جاء في ذهاب البصر 480 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْرعي: نا أبو عبد الله أحمد بن علي بن سهل المروزي: نا سُرَيج بن يونس: نا إسماعيل بن جعفر عن سُهيل عن الأعمش عن أبي صالح. عن أبي هريرة أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أذهبَ الله [- عَزَّ وجَلَّ-] (¬1) عينَ عبدِه فصبرَ واحتسبَ إلَّا أدخلَهُ اللهُ [- عَزَّ وجَلَّ-] (1) الجنّةَ". أحمد بن علي بن سهل المروزي مجهول. قاله ابن حزم -كما في "اللسان" (1/ 222) - وقد وهم فيه بإدخال (الأعمش) بين سهيل بن أبي صالح وأبيه. وقد رواه على الصواب. يحيي بن محمد بن السكن عن محمد بن جهضم عن إسماعيل بن جعفر عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا يَذهبُ اللهُ بحبيبتي عبدٍ فيصبر ويحتسب إلَّا ... ". أخرجه ابن حبان (707) وإسناده جيِّدٌ قويٌ. وأخرج الترمذي (2401) من طريق سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا: "يقول الله -عَزَّ وجَلَّ-: من أذهبتُ حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابًا دون الجنة". قال الترمذي: حسن صحيح. أهـ. قلت: وهو صحيحُ الإِسناد. وقد أخرجه البخاري (10/ 116) من حديث أنس بنحوه، وفي الباب عن جماعة من الصحابة انظرهم في "المجمع" (2/ 208). ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ) و (ر).

4 - باب: دعاء المريض

4 - باب: دعاء المريض 481 - حدثنا خيثمة بن سليمان: نا محمَّد بن عَوْف: نا أحمد بن يونس: نا الحسين بن علوان عن ثور عن خالد بن مَعْدَان. عن أبي أمامةَ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عُودوا مرضاكم، وسَلوهم أنْ يدعوا لكم، فإن دُعاءَهم يَعْدِلُ دعاءَ الملائكةِ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (ابن علوان كوفيٌّ متروكُ الحديثِ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 771) عن شيخه ابن جوصاء عن محمد بن عوف به. وابن علوان كذّبه النسائي واتهمه ابن حبان، وتركه الباقون (اللسان: 2/ 299 - 300). وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: 1/ ق 104/ ب) وفي "كتاب الدعاء" (رقم: 1136) والبيهقي في "الشعب" (3/ ق 352/ أ) من حديث أنس مرفوعًا وفيه: "فإن دعوة المريض مستجابة، وذنبه مغفور". وقال الطبراني: "لا يروى عن أنس إلا بهذا الإِسناد، تفرّد به عبد الرحمن بن قيس".أهـ. وقال الهيثمي (2/ 295): "وفيه عبد الرحمن بن قيس الضبيُّ، وهو متروك الحديث". أهـ. قلت: كذّبه ابن مهدي، واتهمه صالح جزرة بالوضع. (التهذيب: 6/ 258). وأشار إلى ضعفه المنذري في "الترغيب" (4/ 322) حيث صدّره بـ (رُوي).

وأخرجه ابن ماجه (1441) وابن السنِّي في "عمل اليوم والليلة" (رقم: 557) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1455) من طريق ميمون بن مهران عن عمر مرفوعًا. قال المنذري (4/ 322): "رواته ثقات مشهورون إلَّا أن ميمون بن مهران لم يسمع من عمر". أهـ. وقال النووي في "الأذكار" (ص 119): "إسناده صحيح أو حسن عن ميمون، لكن ميمون لم يُدرك عمر". أهـ. وأعلّه بالانقطاع أيضًا البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 259). وتنبّه الحافظ في "تخريج الأذكار" إلى علةٍ لم يتنبَّه لها المتقدمون فقال معقّبًا على قول النووي -كما في "شرح الأذكار" لابن علّان (4/ 91 - 92) - ما لفظه: "فلا يكون صحيحًا ولو اعتضد لكان حسنًا، لكن لم نجد له شاهدًا يصلحُ للاعتبار، فقد جاء من حديث أنس وأبي أمامة وجابر وفي سند كلٍّ منها من نُسِبَ إلى الكذب. ثمَّ في سند ميمون علّة خفيّةٌ تمنع من الحكم بصحته وحُسنه، وذلك أنّ ابن ماجه أخرجه عن جعفر بن مسافر- وهو شيخ وَسَطٌ، قال فيه أبو حاتم: شيخ، والنسائي: صالح، وابن حبان في "الثقات": إنّهُ يخطئ-، وشيخه فيه: كثير بن هشام ثقة من رجالِ مسلمٍ، وهو يرويه عن جعفر بن بُرقان -وهو من رجال مسلم أيضًا لكنه مختلف فيه، والراجح أنه ضعيفٌ في الزُّهري خاصةً، وهذا من حديثه عن غير الزُّهري وهو ميمون، وأخرجه ابن السُّنِّي من طريق الحسن بن عَرفة -وهو أقوى من جعفر بن مسافر- عن كثير بن هشام، فأدخَل [بين] كثير وجعفر بن بُرْقان: عيسى بن إبراهيم الهاشمي، وهو ضعيف جدًا نسبوه إلى الوضع. فهذه علّةٌ قادحةٌ تمنع من الحكم بصحته لوكان متصلًا، وكذا بحُسْنِه". أهـ. وكذا قال في ترجمة جعفر بن مسافر من "التهذيب" (2/ 107)، وفيها: "فكأنّ جعفر كان يُدلِّس تدليسَ التسوية، إلَّا أني وجدت في نسختي من "ابن ماجه" تصريحَ كثير بتحديث جعفر له، فلعلّ كثيرًا عَنْعَنَه فرواه جعفر عنه

5 - باب: فضل عيادة المريض

بالتصريح لاعتقاده أنّ الصيغتين سواءٌ من غير المدلِّس. لكن ما وقفتُ على كلامِ أحدٍ وصفه بالتدليس، فإن كان الأمرُ كما ظننتُ أولًا وإلا فيسلم جعفر من التسوية، ويثبت التدليس في كثير، والله أعلم". أهـ. وقال ابن الجوزي: "لا يصحُّ، قال الحاكم: عيسى بن إبراهيم واهي الحديث، وقال ابن حبان: يروي المناكير عن جعفر بن بُرْقان، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". أهـ. 5 - باب: فضل عيادة المريض 482 - أخبرنا محمَّد بن أحمد: نا يزيد بن محمَّد: نا يحيي بن صالح: جُميع: نا خالد. عن أبي أُمامة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من رجلٍ يعودُ مريضًا فيجلسُ عندَه إلا تحفّفنه الرحمةُ من كلِّ جانبٍ [ما جَلَسَ عنده] (¬1) فإذا خرج من عنده كَتَبَ اللهُ له أجرَ صيامِ يومٍ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (جُميع منكر الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 202) من طريق يحيي بن صالح الوحاظي به، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 587) من طريق آخر عن جميع به. وجميع قال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. فالإِسنادُ واهٍ. ¬

_ (¬1) زيادة من (ظ) و (ر).

6 - باب: أعمار هذه الأمة

6 - باب: أعمار هذه الأمّة 483 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيان المدائنى: نا محمد بن الفضل بن عطية عن زيد العمِّي عن يزيد الرَّقاشي. عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أعمارُ أمتي كعُمري إلَّا الأقلُّ". فقيل لأنس: فكم كان عُمرُه؟. قال: اثنتين وستين. إسناده تالف: ابن عطية كذّاب، وزيد ضعيف، والرقاشي متروك. 7 - باب: ذكر الموت 484 - حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علّان بن عبد الرحمن الحرّاني الحافظ قال: نا الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن عبد الجبّار المَوصلي: نا جدّي: عبد الغفار بن جابر (¬1): نا عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر قال: خَرَجَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجدِ فإذا قومٌ يتحدّثون ويضحكون، فقال. "اذكروا الموتَ، أَمَا والذي بعثني بالحقّ لو تعلمون ما أعلمُ لضحِكتُم قليلًا ولبكيتُم كثيرًا". الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار وجَدُّه لم أقف على ترجمتيهما. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (4/ 451). "أخرجه ابن أبي الدنيا في "الموت" من حديث ابن عمر بإسنادٍ ضعيفٍ". أهـ. ¬

_ (¬1) كذا بالأصول.

وقال الحافظ في "الفتح" (11/ 319 - 320): "أخرجه سُنيد في "تفسيره" بسنده واهٍ عن ابن عمر". أهـ. وأخرجه أبو يعلى في مسنده الكبير -كما في "المطالب العالية" (المسندة- ق 109/ أ) - من طريق كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر. قال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (3/ ق 101/ أ): "فيه كوثر بن حكيم، وهو ضعيف". أهـ. قلت: هو متروك تركه أبو نعيم والنسائي والدراقطني، ووهّاه غيرهم (اللسان: 4/ 490 - 491). وأخرج الطبراني في "الأوسط" -كما في "المجمع"- والقضاعي في "مسند الشهاب" (671) عن ابن عمر مرفوعًا: "أكثروا ذكر هاذم اللذّات". يعني الموت. وفيه القاسم بن محمَّد الأسدي بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (7/ 119). وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 236) والهيثمي في "المجمع" (10/ 309): "إسناده حسن". أهـ (¬1). وأخرجه أحمد (2/ 292 - 293) والترمذي (2307) -وحسّنه- والنسائي (1824) وابن ماجه (4258) وابن حبان (2559 - 2562) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1864) والحاكم (4/ 321) -وصححه على شرط مسلم وسكت عليه الذهبي- والقضاعي (668 - 670) والخطيب في "التاريخ" (1/ 384، و9/ 469 - 470) وابن الجوزي في "العلل" (1479) من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا: ¬

_ (¬1) رمز في "الجامع الصغير" (الفيض: 2/ 84) لحديث ابن عمر بـ (ت، ن، هـ) وهو خطأ فحديث ابن عمر لم يُخرج عند أصحاب السنن، بل عندهم حديث أبي هريرة، وكذا وقع في "صحيح الجامع" (1/ 387 رقم: 1221) للألباني! وجاء العزو على الصواب في شرح المناوي لأبي هريرة لا لابن عمر.

8 - باب: حسن الظن بالله تعالى

"اذكروا هاذم اللذات: الموت". ومحمد بن عمرو حَسَنُ الحديث كما قال الذهبي في "المغني" (رقم: 5876). والحديثُ حسنه المنذري في "الترغيب" (4/ 236) والحافظ في "تخريج الأذكار" -كما في "الفتوحات الربّانية" (4/ 50) -وصححه ابن السكن وابن طاهر- كما في التلخيص الحبير (2/ 101) - والنووي في "الأذكار" (ص 112) (¬1). وللحديث شواهد يصح بها ذكرها الحافظ في تخريج الأذكار -كما في الفتوحات- والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص 74 - 75). وأمّا ابن الجوزي فقال: "لا يثبت" وأعله بمحمد بن عمرو. هذا عن الشطر الأول من الحديث، أما الشطر الثاني: "لو تعلمون ... " فقد أخرجه البخاري (2/ 529 و 11/ 319) ومسلم (2/ 618 و 1/ 320) من حديث عائشة وأنس، وانفرد بإخراجه البخاري (11/ 319) من حديث أبي هريرة. 8 - باب: حُسْن الظنّ بالله تعالى 485 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن السَّفَر، وأبو الميمون عبد الرحمن بن راشد، وأحمد بن سليمان بن حَذْلم في آخرين، قالوا: نا بكّار بن قتيبة: نا حسين بن حفص الأصبهاني: نا سُفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان. ¬

_ (¬1) وصححه في "المجموع" (5/ 105) على شرط البخاري ومسلم.

عن جابر قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قبلَ موته بثلاثٍ يقول: "لا يَموتَنَّ أحدُكم إلَّا وهو يُحسنُ الظَنَّ باللهِ -عَزَّ وَجَلَّ -". 486 - أخبرنا أبو عمر (¬1) محمَّد بن عيسى بن أحمد القزويني الحافظ ببيت لهيا، وأبي -رحمه الله-، وأبو عبد الله أحمد بن محمَّد الطبرستاني قالوا: نا أبو عبد الله محمَّد بن أيوب بن يحيي الضُّريس الرّازي: نا يحيى بن هاشم الغسّاني قال: نا الأعمش عن أبي سفيان. عن جابر قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يَموتَنَّ أحدُكم إلَّا وهو يُحسِنُ الظنَّ باللهِ -عَزَّ وجَلَّ-". أخرجه مسلم (4/ 2205) من طرقٍ عن الأعمش به (¬2). 487 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك: نا أبو بكر محمَّد بن عبد الرحمن بن الأشعث الدمشقي (ح). وحدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمَّد بن يزيد قاضي حلب: نا أحمد بن خُليد أبو عبد الله الكِنْدي الحلبي قالا: نا أبو توبةَ الربيع بن نافع: نا محمَّد بن مهاجر: نا يزيد بن عَبيدة. عن أبي النّضر حيّان قال: خرجتُ عائدًا ليزيد بن الأسود فلَقِيتُ واثلةَ بن الأسقع وهو يريدُ عِيادتَه؛ قال: فدخلنا عليه وهو في فراشه، فلما رأى واثلةَ بَسَطَ يده، فطَفِقَ يُشيرُ إليه، فأقبلَ واثلةُ حتى جلس على الفِراشِ، وأخذ يزيدُ بن الأسود بكفَّي واثلةَ فجعلها على وجهه. فقال له واثلة: أسألك عن شيءٍ، تُخبرنيه؟. فقال: لا تسألني عن شيءٍ أعلمُهُ إلَّا أخبرتُكَ به. قال (¬3) له واثلة: كيفَ ظنُّك بالله؟. قال: ظنِّي -واللهِ- بالله حَسَنٌ. قال: ¬

_ (¬1) في الأصل: (عمرو) والتصويب من (ظ) و (ر) و (ف) وكتب الدجال. (¬2) وقال ابن جماعة في "تخريج الرافعي" (1/ ق 155/ ب): "رواه مسلم" ولم يقل: (قبل موته بثلاثٍ) ". أهـ. كذا قال وهي عند مسلم ثابتة!. (¬3) في (ظ) و (ر): (فقال).

فأبشرْ! فإنّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله -عَزَّ وَجَلَّ -: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، إن ظنَّ خيرًا وإنْ ظنَّ شرًّا". لفظُ ابن حبيب. أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 108/ أ) عن شيخه أحمد بن خليد به. وأخرجه ابن حبّان (716) من طريق آخر عن ابن المهاجر به. وإسناده جَيّدٌ، حيَّان وثَّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح. (الجرح والتعديل: 3/ 244 - 245، تاريخ دمشق: 5/ ق 197/ أ- 198/ أ). وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (909) وأحمد (3/ 491 و 4/ 106) وابن حبّان (717، 718) والحاكم (4/ 240) -وصححه وأقرّه الذهبي- وابن عساكر (5/ 197/ أ- ب) من طريق هشام بن الغاز عن حيّان به وفيه: "فليظن بي ما شاء" وسنده جيّدٌ أيضًا. وقال الهيثمي في "المجمع" (2/ 318): "رواه أحمد والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد ثقات". أهـ. وأخرج البخاري (13/ 466) ومسلم (2061) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "قال الله: أنا عند ظنّ عبدي بي". 488 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم البغدادي قراءةً عليه قال: نا الحسن بن علي بن المتوكّل مولى عبد الصمد بن علي. نا يحيي بن هاشم السِّمسار: نا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم. عن عبد الله بن مسعود قال: قال النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: "قال اللهُ -تبارك وتعالى-: أنا عندَ حسْنِ ظنِّ عبدي بي، وأنا أذكره كلّما ذكرني". إسناده تالف، يحيي بن هاشم كذّبه ابن معين وصالح جزرة وأبو حاتم، واتهمه بالوضع العقيلي وابن عدي والنقَّاش. (اللسان: 6/ 279 - 280). ويغني عنه حديث أبي هريرة.

9 - باب: تلقين الميت: (لا إله إلا الله)

9 - باب: تلقين الميت: (لا إله إلا الله) 489 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمَّد بن عيسى بن حيّان المدائني: نا محمد بن الفضل بن عطيّة: ناسليمان التَيْمي عن محمد بن سيرين. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَقِّنوا موتاكم: لا إله إلا الله، ولا تُمِلُّوهم". أخرجه أبو القاسم القشيري في "أماليه" -كما في التلخيص (2/ 102) - من طريق محمد بن الفضل به بلفظ: "إذا ثقلت مرضاكم فلا تُمِلُّوهم قولَ (لا إله إلا الله) ... " الحديث. وقال: "غريبٌ". قال الحافظ: "فيه محمَّد بن الفضل بن عطيّة وهو متروك". أهـ. قلت: وكذّبه غيرُ واحدٍ. والحديث أخرجه مسلم (2/ 631) من حديث أبي هريرة وأبي سعيد دونَ قوله: "ولا تملوهم". 10 - باب: شدَّة الموت وحرارته 490 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي: نا أبو بكر الحسين بن محمَّد بن أبي معشر ببغداد: أنا وكيع بن الجرّاح عن الربيع بن سعد الجُعْفي عن ابن سابط. عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حَدِّثوا عن بني إسرائيلَ فإنَّه كانت فيهم الأعاجيبُ". وأنشأ - صلى الله عليه وسلم - يُحدِّثُ، قال: "خرجتْ

طائفةٌ من بني إسرائيلَ حتى أتوا مقبرةً من مقابرهم، فقالوا: لو صلّينا ودعونا اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ - يخرجْ لنا رجلًا ممّن قد مات فنسَائله عن الموت. ففعلوا، فبينا هم كذلك إذ طَلَعَ رجلٌ رأسُه (¬1) من قبرٍ من تلك المقابر خِلاسيٌّ (¬2) بين عينيه أثرُ السجود، فقال: يا هؤلاء! ما أردتُم إلىَّ؟! لقد مِتُّ من مائةِ عام فما سكنت عنِّي حرارةُ الموتِ إلَّا الآن، فادعوا الله أنْ يردَّني كما كُنتُ". الحديث عزاه السخاوي في "المقاصد" (ص 186) لفوائد تمام. وأخرجه وكيع في "الزهد" (رقم: 56). وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في المطالب العالية (المسندة: ق 27/ ب) - وأحمد في "الزهد" (ص 16 - 17) عن وكيع به. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (رقم: 1154) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في جزء "من عاش بعد الموت" (رقم: 58) وأبو يعلى في مسنده الكبير -كما في مختصر الإِتحاف (1/ ق 113/ أ) - من طريق الربيع بن سعد به. قال البوصيري: "رجاله ثقات". أهـ. وقال الحافظ ابن رجب في "أهوال القبور" (ص 68): "هذا إسنادٌ جيّدٌ، والربيع هذا كوفيٌّ ثقةٌ قاله ابن معين، لكن قوله: (ثم أنشأ يُحدِّث ...) إلى آخر القصة إنّما هي حكايةُ عبد الرحمن بن سابط، كذا روى ابن عيينة عن الربيع عن عبد الرحمن بن سابط من قوله، وخرَّج البزّار في "مسنده" أوَّلَ الحديث ولم يذكر فيه قصةَ الرفقةِ وهي مدرجةٌ في الحديث". أهـ. ¬

_ (¬1) بدل بعضٍ من كلٍّ. (¬2) خِلاسي: الولد بين أبوين أبيضَ وأسودَ. أهـ. "قاموس".

11 - باب: في السقط وموت الأولاد

قلت: توثيق ابن معين للربيع في تاريخه برواية الدُّوري (رقم: 2216)، وأمّا أبو حاتم فقد قال عنه -كما في "الجرح والتعديل" (3/ 462) -: "لا بأس به". وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 297)، وروى عنه خمسةٌ من الثقات. فقول الذهبي في "الميزان" (2/ 40): "لا يكاد يُعرف". لا يُعوَّل عليه وإن تَبِعه الحافظ في "اللسان" (2/ 445). وقد أخرج ابن مَنيع في "مسنده" -كما في "المطالب" (ق 27/ ب) - هذه القصة موقوفة على جابر: قال ابن منيع: حدثنا مروان بن معاوية عن الربيع عن ابن سابط قال: وحدثنا جابر في ذلك المجلس أن قومًا من بني إسرائيل ... فذكر القصة. وسنده صحيح. 11 - باب: في السِّقْط وموت الأولاد 491 - أخبرنا أبو بكر. محمَّد بن سهل بن عثمان القطَّان: نا عبد الرحمن بن مَعْدان اللاذقي: نا عبد العزيز بن عبد الله بن يحيي بن عبد الله الأويسيُّ المدنيُّ: نا يزيد بن عبد الملك النَّوفلي عن يزيد بن خُصيفة عن السَّائب بن يزيد. عن عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَسِقْطٌ أُقَدِّمُه بين يَديَّ أحبُ إليَّ من فارسٍ أُخلِّفُه ورائي". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2716) من طريق عبد العزيز الأويسي به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنّفه" (3/ 354) وعنه ابن ماجه (1607) من طريق يزيد بن عبد الملك عن يزيد بن رومان عن أبي هريرة. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 385) -ومن طريقه ابن الجوزي

في "العلل" (1514) وابن حبّان في "المجروحين" (3/ 103) وابن عدي (7/ 2715 - 2716) من طريق النوفلي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. قال ابن عدي. "ويزيد هذا مضطرب الحديث لا ينضبط ما يرويه، فقال مرةً: (عن سهيل) وقال مرةً: (عن يزيد بن خصيفة) ". أهـ. وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والحَمْلُ فيه على يزيد النوفلي، قال أحمد: عنده مناكير. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال أحمد بن صالح: ليس حديثه بشيءٍ. وقال العقيلي: لا يُتابع على هذا الحديث إلَّا من جهةٍ لا تصح". أهـ. وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (1/ 287): "قلت: قال المزي في التهذيب والأطراف: يزيد بن رومان لم يدرك أبا هريرة. قلت: ويزيد بن عبد الملك وإن وثقه ابن سعد فقد ضعّفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والبخاري والنسائي وغيرهم". أهـ. وقال المناوي في "التيسير" (2/ 291): "إسناده ضعيف". أهـ. وسيأتي حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده في السِّقْط برقم (745). 492 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا عمر بن حفص بن غِياث: نا أبي عن جدّه (¬1) طَلْق بن معاوية عن أبي زُرعة بن عَمرو بن جرير. عن أبي هريرة قال: أتتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - امرأة فقالت: يا رسولَ الله! قد دفنتُ ثلاثةً من وَلدَي. فقال: "لقد احتظرتِ بحِظارٍ شديدٍ من النَّار" (¬2). ¬

_ (¬1) عليه تضبيب في الأصول. قال مسلم عَقِبَه: "قال عمر، من بينهم: (عن جدِّه). وقال الباقون: (عن طلق) ولم يذكروا الجدَّ". أهـ. (¬2) الاحتظار فعل الحِظار، أراد لقد احتميت بحمًى عظيم من النار يقيك حرّها ويؤمّنِك=

12 - باب: النهي عن النوح والحلق وشق الجيوب

أخرجه مسلم (4/ 2030) من طريق عمر بن حفص به. 12 - باب: النهي عن النوح والحلق وشق الجيوب 493 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرعي: نا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزّار بمصر: نا محمد بن المُثَّنى: نا عبد الصمد بن عبد الوارث: نا أبي: نا داود بن أبي هِنْد عن عاصم الأحول عن صفوان بن مُحرِز. عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "ليس منّا من حَلَقَ ولا خَرَقَ ولا سَلَقَ" (¬1). قال أبو بكر: ولا نعلم داود بن أبي هند روى عن عاصم الأحول حديثًا مُسندًا إلَّا هذا، ولا رواه عن داود إلا عبد الوارث. أخرجه مسلم (1/ 100) من طريق عبد الصمد به. وهو عند البخاري (3/ 165) ومسلم (1/ 100) بلفظٍ مقاربٍ. 13 - باب: المرأة تموت مع الرجال ولا مَحْرَمَ لها فيهم 494 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو عبد الملك: نا سليمان بن سَلَمة: نا أحمد بن يونس: نا أيوب بن مدرك عن مكحول. ¬

_ = دخولها. (النهاية: 1/ 404). (¬1) أي: شق جيبه ورفع صوته بالصياح.

14 - باب: ما جاء في الكفن

عن واثلة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ماتت المرأةُ مع الرجالِ ليس بينَها وبينهم مَحْرَمٌ تُيَمَّمُ كما يتيمّم صاحبُ الصَّعيد". عزاه الإِمام المُوفَّق ابن قُدامة في "الكافي" (1/ 248 - 249) إلى فوائد تَمَّام. وفي إسناده سليمان بن سلمة الخبائري متروك كذّبه ابن الجُنيد، وأيوب بن مدرك متروك كذّبه ابن معين واتهمه ابن حبان (اللسان: 1/ 488). والحديث أخرجه عبد الرزاق (3/ 413) وأبو داود في "المراسيل" -كما في "تحفة الأشراف" (13/ 400) - ومن طريقه البيهقي (3/ 398) من طريق أبي بكر بن عياش عن محمَّد بن أبي سهل القرشي عن مكحول مرسلًا. والقرشي قال البخاري: لا يُتابع على حديثه. وقال أبو حاتم: هو محمَّد بن سعيد المصلوب -معدن الكَذِب- ورجّح ذلك ابن القطان. (التهذيب: 9/ 207 - 208). وأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 119 - 120) من حديث سنان بن غَرَفَة مرفوعًا، قال الهيثمي في "المجمع" (3/ 23): "وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد، وهو ضعيف". أهـ. قلت: قال البخاري: منكر الحديث. وكذا أبو حاتم، وقال النسائي: ليس بثقة. (اللسان: 3/ 400)، والراوي عنه نعيم بن حماد ضعيف الحفظ. 14 - باب: ما جاء في الكفن 495 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمَّد بن السَّفر البزّاز قراءة عليه، وأبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَليُّ قالا: نا بكّار بن قتيبة: نا روح بن عُبادة القيسي: نا زكريا بن إسحاق عن أبي الزُّبير.

عن جابر أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا وَليَ أحدُكم أخاه فليُحسِّنْ كَفَنَه". أخرجه مسلم (2/ 651) من طريق ابن جريج عن أبي الزُّبير به. 496 - أخبرنا أبو عمر محمَّد بن سليمان بن داود اللبّاد: نا أبو الطيِّب طاهر بن علي الطبراني: نا إبراهيم بن سلمة: نا ابن وهب عن هشام بن سعد عن حاتم بن أبي نصر عن عُبادة بن نُسَيُّ عن أبيه. عن عبادة بن الصامت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ الكَفَنِ: الحُلَّةُ، وخيرُ الضحيّةِ: الكبشُ الأقرنُ". أخرجه أبو داود (3156) وابن ماجه (1473) والحاكم (4/ 228) والبيهقي (3/ 403) من طريق ابن وهب به. وصحّحه الحاكم وسكت عليه الذهبي في التلخيص، لكن قال في "المُهذَّب" (3/ 382): "قلت: حاتم مجهول". أهـ. وقال ابن القطّان -كما في التهذيب (2/ 131) -: "لم يروِ عنه غير هشام بن سعد، فهو مجهولٌ". أهـ. قلت: وهشام الأكثر على تضعيفه، ونُسَيُّ أبو عبادة مجهول كما في التقريب. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 58) من طريق ابن مهدي عن هشام عن حاتم عن عبادة بن نسي مرسلًا (¬1). وأخرجه الترمذي (1517) وابن ماجه (3130) والطبراني في الكبير (8/ 191) وابن عدي في "الكامل" (5/ 2017) والبيهقي (9/ 273) والخطيب في "التاريخ" (3/ 237) من حديث أبي أمامة. قال الترمذي: "غريبٌ، وعُفَير بن معدان يُضعَّف في الحديث". أهـ. ¬

_ (¬1) إن لم يكن في السند سقطٌ.

15 - باب: المشي أمام الجنازة

وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 155): "رووه كلهم من رواية عفير بن معدان عن سُليم بن عامر عن أبي أمامة، وعُفير واهٍ". أهـ. وقال الحافظ في "التلخيص" (4/ 141): "في إسناده عُفير بن معدان، وهو ضعيف". أهـ. وحديث أبي أمامة عزاه المنذري لأبي داود ولم أره فيه، ولم يعزه المزي في "الأطراف" (4/ 166) إليه. 15 - باب: المشي أمام الجنازة 497 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمَّد بن يزيد الحَلَبيُّ: نا أبو خَوْلة ميمون بن مُسلم (¬1) البَهْراني، وأبو عثمان سعيد بن عثمان الورّاق، قالا: نا أبو محمَّد عبد الرحمن أخو الإِمام الحلبي: نا إبراهيم بن سعد عن ابن أخي الزُّهْري عن الزُّهري عن سالمٍ. عن أبيه قال: رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمرَ وعثمانَ يمشون أمامَ الجنازةِ. أخرجه أحمد (2/ 122) من طريق إبراهيم بن سعد به. وابن أخي الزهري اسمه: محمد بن عبد الله بن مسلم، في حفظه ضعفٌ. والحديث أخرجه الطيالسيُّ (1817) وابن أبي شيبة (3/ 277) وأحمد (2/ 8) وأبو داود (3179) والترمذي (1007، 1008) والنسائي (1944، 1945) وابن ماجه (1482) والروياني في "مسنده" (ق 236/ أ) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 479) وابن حبان (766 - 768) والدارقطني (2/ 70) والبيهقي (4/ 23) والبغوي في "شرح السنة" (5/ 332) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري به. ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وفي (ظ) و (ف): (مسلمة) ولم أقف على ترجمته.

وإسناده صحيح -كما قال النووي في "المجموع" (5/ 279) - إلَّا أنه أُعِلَّ بالإِرسال: قال الترمذي: "حديث ابن عمر هكذا، رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحدٍ عن الزُّهري عن سالم عن أبيه نحوَ حديث ابن عيينة. وروى معمر ويونس بن يزيد ومالكٌ وغيرُ واحدٍ من الحفّاظ عن الزّهري أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمشي أمامَ الجنازة. قال الزُّهري: وأخبرني سالمٌ أنّ أباه كان يمشي أمام الجنازة. وأهل الحديث كلهم يرون أنّ الحديث المرسل في ذلك أصحُّ". ثم روي عن ابن المبارك أنه قال: حديث الزهري في هذا مرسلٌ أصحُّ من حديث ابن عيينة". أهـ. وقال النسائي -كما في "تحفة الأشراف" (5/ 371) و"نصب الراية" (2/ 294) -: "هذا حديثٌ خطأٌ وَهِمَ فيه ابن عُيينة، وخالفه مالك فرواه عن الزهري مرسلًا، وهو الصواب. قال: وإنما أُتي -عندي- فيه من جهة أن الزُّهري رواه عن سالم عن أبيه أنّه كان يمشي أمام الجنازة. قال: وكان النبي -عليه السلام- وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. فقوله: وكان النبي ... إلى آخره، من كلام الزهري لا من كلام ابن عمر. قال ابن المبارك: الحفّاظ عن الزهري ثلاثة: مالك ومعمر وابن عيينة، فإذا اجتمع اثنان منهم على قولٍ أخذنا به وتركنا قول الآخر. أهـ. كلام النسائي. قلت: رواية مالك في "الموطأ" (1/ 225)، ورواية معمر عند عبد الرزاق (3/ 444 - 445). ونقل الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 286) عن الإِمام أحمد أنه قال: "إنّما هو عن الزُّهري مرسل، وحديث سالم: فعلُ ابن عمر، وحديث ابن عيينة كأنَّه وهمٌ". أهـ. وروى البيهقي أن ابن المديني قال لسفيان: يا أبا محمَّد! إن معمرًا وابن جريج يخالفانك في هذا -يعني أنهما يرسلان الحديث- فقال:

استيقن الزُّهري حدثنيه، سمعته من فيه يُعيده ويُبديه عن سالمٍ عن أبيه. قال الحافظ في التلخيص (2/ 111 - 112): "قلت: وهذا لا ينفي عنه الوهمَ، فإنّه ضابطٌ، لأنه سمعه منه عن سالم عن أبيه، والأمر كذلك إلّا أن فيه إدراجًا، لعل الزهري أدمجه إذْ حدّث به ابن عيينة، وفصّله لغيره، وقد أوضحته في (المدرج) بأتمّ من هذا". أهـ. قلت: لم ينفرد سفيان بالوصل بل قد تُوبع: أخرجه النسائي (1945) -ومن طريقه ابن حزم في المحلّى (5/ 164 - 165) - والبيهقي (4/ 24) من طريق همّام عن منصور بن المعتمر وزياد بن سعد وبكر بن وائل وابن عيينة عن الزهري به متصلًا. قال الترمذي: "إنما هو عن سفيان بن عيينة، روى عنه همّام". أهـ. وقال النسائي: "هذا خطأ، والصواب مرسلٌ". أهـ. كذا قال، وهمّام ثقة ضابط لا يُنكر عليه مثل هذا إلا ببيِّنة، قال ابن حزم: "ولم يخف علينا قول جمهور أصحاب الحديث أن خبرَ همامٍ هذا خطأ، ولكنّا لا نلتفت إلى دعوى الخطأ إلّا ببيانٍ لا يُشكُّ فيه". أهـ. وقال ابن القيم في "تهذيب السنن" (4/ 315 - 316): "وقال آخرون: قد تابع ابن عيينة: يحيى بن سعيد وموسى بن عقبة وزياد بن سعد وبكر ومنصور وابن جريج وغيرهم، ورواه عن الزهري مرسلًا: مالك ويونس ومعمر، وليس هؤلاء الذين وصلوه بدون الذين أرسلوه. فهذا كلام على طريقة أئمة الحديث، وفيه استدراك وفائدة تستفاد. قال المصحّحون لإِرساله: الحديث هو لسفيان، وابنُ جريج أخذه عن سفيان. قال الترمذي: قال ابن المبارك: وأرى ابن جريج أخذه عن سفيان. قالوا: وأما رواية منصور وزياد بن سعد وبكر: فإنها من رواية همام، وقد قال الترمذي: إنما هو عن سفيان بن عيينة، روى عنه همام. يعني أن الحديث لسفيان وحده، وروى عنه همام كذلك، وفي هذا نظر لا يخفى، فإنّ همّامًا قد

رواه عن هؤلاء عن الزهري، ويبعد أن يكون كلهم دلّسوه عن سفيان ولم يسمعوه من الزهري. وهذا يحيى بن سعيد مع تثبُّته وإتقانه يرويه كذلك عن الزهري، وكذلك موسى بن عقبة، فلأي شيءٍ يحكم للمرسلين على الواصلين؟! وقد كان ابن عيينة مصرًّا على وصله، ونُوظِرَ فيه فقال: الزهري حدثنيه مرارًا، ... ". أهـ كلام ابن القيم. وممّن رجّح الوصل: البيهقي فقال في سننه: "وقد اختُلِفَ على ابن جريج ومعمر في وصل الحديث، فرُوي عن كلِّ منهما الحديث موصولًا، ورُوي مرسلًا. واختُلِفَ فيه على عقيل ويونس بن يزيد، فقيل: عن كلِّ واحدٍ منهما: عن الزهري موصولًا وقيل مرسلًا. ومن استقرّ على وصله ولم يُختلف عليه فيه هو: سفيان بن عيينة، حُجّةٌ ثقةٌ". أهـ. ورجّحه النووي في المجموع (5/ 279) فقال: "والذي وصله سفيان بن عيينة وهو إمامٌ". أهـ. وابن جماعة في "تخريج الرافعي" (ق 159/ ب) فقال: "وتابع سفيان بن عيينة على وصل الحديث: منصور وبكر وغير واحدٍ، فتَرجَّح بذلك الوصلُ". أهـ. ومنهم من رجّح الوصل على أنه زيادةٌ من ثقة كالمنذري في "مختصر السنن" (4/ 315) (¬1) حيث قال: "وقد قيل: سفيان بن عيينة من الحفّاظ الأثبات، وقد أتى بزيادةٍ على مَنْ أَرسل فوجب تقديمُ قوله". أهـ. وقد تعقّبه ابن القيم في "التهذيب" بقوله: "ومثلُ هذا -يعني مقالة المنذري- لا يعبأُ به أئمة الحديث شيئًا، ولم يخفَ عليهم أن سفيان حجَّةٌ ثقة، وأنّه قد وصله، فلَمْ يستدرك عليهم المتأخرون شيئًا لم يعرفوه! ". أهـ (¬2). ¬

_ (¬1) وكذا العلّامة أحمد شاكر في "شرح المسند" (6/ 247). (¬2) قلت: وهذه قاعدة نفيسة من كلام ابن القيم -رحمه الله- يجدرُ الاهتمامُ بها، خصوصًا وأن كثيرًا من المعاصرين لا يُمعنون النظرَ في الأحاديث المُختلف في وصلها وإرسالها، وُيرجّحون دومًا الوصلَ بحجّة أنّه زيادةُ ثقةٍ!.

16 - باب: الصلاة على من قتلته الحدود

498 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر: نا أبو عبد الله محمَّد بن أحمد الواسطي بمكة: نا عبد الرحمن بن عُبيد الله الحلبي: نا إبراهيم بن سعد عن ابن أخي الزهري عن عمِّه الزُّهري. عن أنس قال: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر وعثمان [-رضي الله عنهم-] (¬1) يمشون أمامَ الجنازةِ. أخرجه الترمذي (1010) وابن ماجه (1483) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 482) من طريق محمَّد بن بكر البُرْساني عن يونس بن يزيد عن الزهري به. قال الترمذي: "حديث أنس غير محفوظ"، ثم قال: "سألتُ محمَّد -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: هذا حديث خطأ، أخطأ فيه محمَّد بن بكر، وإنما يُروى هذا الحديث عن يونس عن الزهري مرسلًا". أهـ. ولم ينفردْ البُرساني بذلك بل تابعه ابن أخي الزهري، وتابعه أيضًا أبو زرعة الرازي عند الطحاوي (1/ 481) لكنّه زاد، "وخلفها". 16 - باب: الصلاة على من قتلته الحُدود 499 - أخبرنا أبو الطيّب محمَّد بن حُميد بن الحوراني: نا أبو بدر عبّاد بن الوليد الغُبَري: نا الحسن بن بشر: نا العبَاس بن الفضل الأنصاري عن يونس بن عُبيد عن محمد بن سيرين. عن عِمران بن حُصين أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجَمَ امرأةً ثم صلّى عليها. العبّاس متروك كما في التقريب. والحديث أخرجه مسلم (3/ 1324) من حديث عمران مطوّلًا. ¬

_ (¬1) من (ف).

17 - باب: ترك الصلاة على قاتل نفسه

17 - باب: ترك الصلاة على قاتل نفسه 500 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا موسى بن محمَّد بن أبي عوف الصفّار: نا عون بن سلّام الكوفي: نا زُهير عن سِماك بن حرب. عن جابر بن سَمُرة قال: أُتيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - برجلٍ قَتَلَ نفسَه بمشاقِصَ (¬1) فلم يُصلِّ عليه. أخرجه مسلم (2/ 672) عن شيخه عون بن سلّام به. 18 - باب: الصلاة على المصلوب 501 - حدثني أبي -رحمه الله-: نا أبو العباس الحسن بن سفيان النَّسوي [بِنَسَا] (¬2): نا جُبارة بن المُغلِّس: نا المُعلّى بن هلال: نا عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتمُ القتيلَ أو المصلوبَ فصلُّوا عليه" . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (المعلّى بن هلال متروك الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ (¬1) جمعُ مِشْقَص وهو نصْلُ أو سهم عريض. "قاموس". (¬2) من (ف).

19 - باب: التكبير على الجنازة أربعا

هذا حديث موضوع، والمتَّهم به المعلّى فهو ممّن أطبق النقاد على تكذيبهم وعدِّهم في الوضّاعين. 19 - باب: التكبير على الجنازة أربعًا 502 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذْرَعي: نا أبو الأصبغ محمَّد بن عبد الرحمن القرقساني: نا إبراهيم بن المنذر الحِزامي: نا عبد الله بن موسى التيمي عن إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع عن يحيي بن سعيد عن نافع. عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى على النَّجاشيِّ بالمُصلَّى، وكبَّر عليه أربعًا. أخرجه البزّار (الكشف- 833) من طريق إبراهيم بن المنذر به، وسقط من إسناده: (إبراهيم بن إسماعيل بن مجَمِّع). وإسناده ضعيف، التيمي صدوق كثير الخطأ كما قال ابن معين وضعّفه غيره، وإبراهيم بن إسماعيل ضعيف وهّاه بعضهم. 503 - أخبرنا أبو عمر محمَّد بن عيسى بن أحمد القزويني الحافظ: نا موسى بن هارون بالكوفة: نا الحُبَاب بن جَبْلة الدقّاق: نا مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى على النّجاشي فكبّر عليه أربعًا. أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" -كما في هامش الأصل-. وأخرجه دَعْلج بن أحمد في "غرائب مالك" -كما في "لسان الميزان" (2/ 164) - عن شيخه موسى بن هارون به.

والحُباب كذّبه الأزدي، ووثّقه موسى بن هارون. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (13/ 117) عن مكِّي بن إبراهيم عن مالك به. قال ابن معين لمّا سئل عنه: هذا باطلٌ كَذِبٌ. فقيل له: وهذا الحديث؟. قال: إنّ مكي بن إبراهيم رواه هكذا بالرَّي، هو جاءني من خراسان يريد الحجَّ فلمّا رجع من حجِّه سُئل عنه فأبى أن يُحدِّث به. وقال عبد الصمد بن الفضل: سألنا مكيَّ بن إبراهيم عن هذا الحديث، فحدّثنا من كتابه عن مالك عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، وقال: هكذا في كتابي. أهـ. من تاريخ الخطيب. وفي "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 368) أنه سأل أبا زرعة عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ، إنّما هو مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهم فيه مكيٌّ. أهـ. قال الذهبي في "السَّير" في ترجمة مكي (9/ 551): "حدّث عن مالك عن نافع ... فتفرّد بهذا، ثم رجع لما بان له أنه وهم، وأبى أن يُحدّث به، ثم وجده في كتابه عن مالك عن الزهري ... الخ".أهـ. والحديث أخرجه البخاري (3/ 202) ومسلم (2/ 656 - 657) من حديث مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وأخرجاه أيضًا من حديث جابر. 504 - حدثني أبي -رحمه الله-: نا أبو العباس الحسن بن سفيان النَّسَوي: نا عبد الله بن عَوْن الخرّاز: نا عَبْدة بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى على النجاشيِّ فكبّر عليه أربعًا. قال الحسنُ بن سفيان: بلغني عن يحيي بن معين أنه قال: الشيخُ ثقةٌ، والحديثُ خطأٌ. يعني: عبد الله بن عون.

20 - باب: النهي عن كسر عظم الميت

505 - حدثنا أبو موسى هارون بن محمَّد بن هارون في آخرين قالوا: نا أبو علي إسماعيل بن محمَّد بن قيراط العذري: نا عبد الله بن عون الخرّاز: نا عَبْدة بن سليمان عن عُبيد الله بن عمر فذكر نحوه. 506 - حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني: نا أبو يعلى أحمد بن علي: نا عبد الله بن عون الخرّاز: نا عَبْدة بن سليمان فذكر نحوه. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 118/ أ) من طريق ابن عون، وقال. "لم يروه عن عبيد الله إلا عَبْدة، تفرّد به ابن عون". أهـ. قال الهيثمي في "المجمع" (3/ 38): "رواه البزّار والطبراني في "الأوسط"، ورجال الطبراني رجال الصحيح". أهـ. وفي "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 355) أنه سأل أبا زُرعة عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ، إنّما هو: عُبيد الله عن الزُّهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونرى أنَّه وَهِمَ فيه عَبْدة". أهـ. 20 - باب: النَّهي عن كسر عظم الميِّت 507 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا بكّار بن قتيبة: نا صفوان بن عيسى: نا محمَّد بن عُمارة عن عَمْرة. عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كسرُ (¬1) الميِّتِ ككسرِ عظمِ الحي". ¬

_ (¬1) عليه تضبيبٌ في الأصول، وبهامش الأصل: (صوابه: عظم). وكذا عند مخرِّجي الحديث.

أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 108) عن شيخه بكّار به. وإسناده حسن، محمَّد بن عمارة الأنصاري وثّقه ابن معين وابن حبّان، وقال أبو حاتم: صالحٌ ليس بذاك القوي. فهو حسن الحديث. وتابعه: سعد بن سعيد -أخو يحيي بن سعيد- عند أحمد (6/ 58، 168 - 169، 200، 264) وأبو داود (3207) وابن ماجه (1616) وابن الجارود في "المنتقى" (551) والطحاوي (2/ 108) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1189) والدارقطني (3/ 188) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 186) والبيهقي (4/ 58). قال النووي في "المجموع" (5/ 300): "رواه أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ إلّا رجلًا واحدًا، وهو سعد بن سعيد الأنصاري فضعّفه أحمد بن حنبل ووثّقه الأكثرون، وروى له مسلم في صحيحه وهو كافٍ في الاحتجاج به، ولم يضعِّفه أبو داود. أهـ. ونقل الحافظ في التلخيص (3/ 54) أن ابن القطّان حسّنه، وذكر القشيري أنّه على شرط مسلمٍ. وقال الحافظ في "بلوغ المرام" (ص 67): "إسناده على شرط مسلم ".أهـ وتابعه أيضًا: محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي الرجال عند أحمد (6/ 100، 105) والخطيب (12/ 106) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 95). وسنده صحيح لكن في رواية أحمد ما يدل على أنه موقوف. وتابعه أيضًا أخوه يحيي بن سعيد عند ابن حبان (776) والبيهقي (4/ 58) إن كان محفوظًا. وقد ورد الحديث من رواية أم سلمة، أخرجه ابن ماجه (1617). قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (1/ 290): "هذا إسنادٌ فيه: عبد الله بن زياد

21 - باب: الميت يسمع خفق النعال

مجهول، ولعلّه عبد الله بن زياد بن سمعان المدني أحد المتروكين فإنّه في طبقته". أهـ. 21 - باب: الميت يسمع خَفْقَ النِّعال 508 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا يوسف بن موسى المروروذي بدمشق سنة اثنتين ومائتين. نا علي بن حُجر: نا علي بن مُسهِر عن مسلم الأعور عن مجاهد. عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الميِّتَ ليسمعُ (¬1) خَفْقَ نِعالِهم حينَ يُولُّون عنه". أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 46) من طريق آخر عن علي بن مُسهِر به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 87) من طريق محمَّد بن فضيل عن مسلم الأعور به. قال الهيثمي في "المجمع" (3/ 54): "رجاله ثقات". أهـ. قلت: كذا قال ومسلم هو ابن كيسان الأعور ضعيف مجمعٌ على ضعفه! وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 378) وأحمد (2/ 445) وابن حبّان (777) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 113) من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي عن أبيه عن أبي هريرة. وإسماعيل ضعّفوه، وأبوه مجهول الحال. وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (13/ 143) من طريق يزيد بن زُرَيع ¬

_ (¬1) في (ظ): (يسمع).

22 - باب: صنع الطعام لآل الميت

عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفًا. هكذا رواه يزيد، وخالفه معتمر بن سليمان فرواه عن محمَّد بن عمرو به مرفوعًا، أخرجه ابن حبان (781)، وتابعه على رفعه: حمّادُ بن سلمة عند الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين:1/ ق 119/ ب) والحاكم (1/ 379 - 380، 380) وعبدُ الوهاب بن عطاء عند البيهقي في "عذاب القبر" (رقم: 67) و"الاعتقاد" (ص 220 - 222) وسعيدُ بن عامر عند الحاكم (1/ 379 - 380). وإسناده حسن، وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي. وأخرجه البخاري (3/ 205) ومسلم (4/ 2200 - 2201) من حديث أنسٍ بنحوه. 22 - باب: صنع الطعام لآل الميِّت 509 - أخبرنا أبو الحسن مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبّاد البصري العطّار بدمشق قراءةً عليه سنةَ تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة: نا محمَّد بن زكريا الغَلاَبي البصري: نا العباس بن بكّار الضبي: نا أبو بكر الهُذَلي وعبّاد بن كثير عن أبي الزُّبير. عن جابر بن عبد الله قال: لما جاء مُصَابُ جعفر قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "احملوا إلى آل جعفرَ طعامًا، فقد جاءهم ما يُشغِلُهم عن الطعامِ". إسناده مسلسلٌ بالمتَّهمين: الغَلَابي اتهمه الدارقطني بالوضع كما في الميزان (3/ 550)، والعباس كذّبه الدارقطني كما في الميزان (2/ 382)، والهُذَلي وعبّاد متروكان. لكنّ الحديث ثابتٌ من غير هذا الوجه:

23 - باب: التعزية

فقد أخرجه الشافعي في "مسنده" (ترتيب السِّندي: 1/ 216) وعبد الرزاق (3/ 550) وأحمد (1/ 205) وأبو داود (3132) والترمذي (998) وابن ماجه (1610) والدارقطني (2/ 87) والحاكم (1/ 372) والبيهقي (4/ 61) والبغوي في "شرح السنة" (5/ 460) من طريق سفيان بن عيينة عن جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر مرفوعًا: "اصنعوا لآل جعفر طعامًا فإنه قد جاءهم ما يُشغِلهم". وقال الترمذي: حسنٌ صحيح. وصحّحه الحاكم وسكت عليه الذهبي، وحسّنه البغويُّ، وصحّحه ابن السَّكَن كما في "التلخيص الحبير" (2/ 138). وفيه خالد بن سارة وثقه ابن حبّان، وذكره الذهبي في الميزان (1/ 630)، وقال: "ما وُثِّق، لكن يكفيه أنه روى عنه عطاء أيضًا". أهـ. وأخرجه أحمد (6/ 370) وابن ماجه (1611) والطبراني في "الكبير" (24/ 142 - 143) من طريق أم عيسى عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر عن جدتها أسماء بنت عميس بنحوه. وأم عيسى قال الحافظ: لا يُعرف حالها. وأم جعفر مقبولة كما في التقريب. وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (1/ 288): "هذا إسناد ضعيف: أم عيسى مجهولة، وكذلك أم عون". أهـ. فالحديث بهذين الطريقين حسنٌ إن شاء الله. 23 - باب: التعزية 510 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو بكر يحيي بن أبي طالب الواسطي ببغداد: نا علي بن عاصم عن محمد بن سُوقَةَ عن إبراهيم عن الأسود.

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ عزّى مُصابًا فله مثلُ أجرِه". الحديث عزاه السخاوي في "ارتياح الأكباد" (ق 159/ ب) إلى تمّام. أخرجه الترمذي (1073) وابن ماجه (1602) والطبراني في "كتاب الدعاء" (رقم: 1223) والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 247) والقضاعي في "مسند الشهاب" (378، 379) والبيهقي (4/ 59) والخطيب في "التاريخ" (4/ 25 و11/ 450 - 451) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 223) من طرق علي بن عاصم به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث علي بن عاصم. وروى بعضهم عن محمَّد بن سُوقَة بهذا الإِسناد مثله موقوفًا ولم يرفعه. ويُقال: أكترُ ما ابتُليَ به عليُّ بن عاصم بهذا الحديث، نَقِموا عليه ".أهـ. وقال البيهقي: "تفرّد به علي بن عاصم وهو أحدُ ما أُنكر عليه". أهـ. وقال ابن عدي: "وقد رواه مع علي بن عاصم عن ابن سُوقة: محمَّد بن الفضل بن عطيّة وعبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل، ورُويَ عن الثوري وإسرائيل وقيس وغيرهم عن ابن سُوقة، ومنهم من يزيد في الإِسناد: (علقمة)، فأنكر الناس على علي بن عاصم حديث ابن سوقة هذا". أهـ. قال الخطيب في تاريخه (11/ 450): "وممّا أنكره الناس على علي بن عاصم وكان أكثر كلامهم فيه بسببه حديث محمَّد بن سوقة هذا". وقال أيضًا (11/ 453 - 454): "وقد رَوى حديثَ ابن سُوقة: عبدُ الحكيم بن منصور مثل ما رواه علي بن عاصم. ورُوي كذلك عن الثوري، وشعبة، وإسرائيل، ومحمد بن الفضل بن عطية، وعبد الرحمن بن مالك بن مغول، والحارث بن عمران الجعفري كلهم عن ابن سوقة، وليس شيء منها ثابتًا". أهـ. وقال العقيلي في "الضعفاء": "لم يُتابعه عليه ثقةٌ". أهـ.

ونقل الخطيب (11/ 453) عن الحافظ يعقوب بن شيبة أنه قال: "هذا حديثٌ كوفيٌّ منكرٌ، يرون أنّه لا أصلَ له مسندًا ولا موقوفًا". وقال ابن الجوزي: "فيه علي بن عاصم وقد تفرد به عن محمد بن سُوقة، وقد كذّبه شعبة ويزيد بن هارون ويحيى بن معين". أهـ. قلت: عليٌّ قال الإِمام أحمد: كان يغلط ويُخطىء، وكان فيه لجاجٌ، ولم يكن متّهمًا بالكذب. وقال صالح جزرة: ليس هو عندي ممن يكذب، ولكن يهم وهو سيّء الحفظ. وقال يعقوب بن شيبة: كان من أهل الدين والصلاح. وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 138): "وهو مع ضعفه في نفسه صدوق، له صولةٌ كبيرةٌ في نفسه". أهـ. وقد تابعه غيرُ واحدٍ، قال الحافظ في "التلخيص" (2/ 138): "وكلُّ المتابعين لعلي بن عاصم أضعفُ منه بكثيرٍ". أهـ. وقد ذكر تمام جلَّ هذه المتابعات فيما يأتي. 511 - أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن هارون البغدادي الدلّاء، ومحمد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي قالا: نا أبو جعفر محمد بن عبد الحميد الفَرْغاني: نا أحمد بن سعيد الصيرفي (ح) وأخبرنا أبو الحسن علي بن عمر البغدادي: نا محمَّد بن عبد الله بن غَيْلان: نا الحسن بن الجُنيد: قالا: نا حمّاد بن الوليد الكوفي: نا سُفيان الثوري عن محمَّد بن سُوقة عن إبراهيم عن الأسود. عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله. عزا الحافظ في "النكت الظراف" (7/ 8) إلى فوائد تمام هذه الرواية. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (رقم: 1224) وابن حبان في "المجروحين" (1/ 254) وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (586) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 9 و 7/ 99) ومن طريقه ابن الجوزي في

"الموضوعات" (3/ 223) من طرقٍ عن حمادٍ به. وعند ابن حبان (عن علقمة) بدلًا (عن الأسود). قال أبو نعيم: "غريبٌ عن الثوري تفرّد به حمّاد". أهـ. وقال ابن حبَّان: "حمّاد يسرق الحديث، ويُلزق بالثقات ما ليس من أحاديثهم لا يجوزُ الاحتجاجُ به بحالٍ". ثم قال: "فأمَا الثوري فإنّه ما حدّث بهذا قط، وحمّاد هذا سرقه من علي بن عاصم فألزقه بالثوري، وحدّث به". أهـ. ورواه عن الثوري أيضًا: عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل عند العقيلي (2/ 345) وأبي نُعيم (7/ 99)، وعبد الرحمن متروك كذبه أبو داود واتهمه غير واحد. "اللسان" (3/ 427 - 428). 512 - حدثنا أبو الحسن علي بن عمر: نا سعيد بن أحمد الغراد: نا يحيي بن أبي طالب: نا نصر بن حمّاد: نا شعبة عن محمَّد بن سوقة ... وذكر مثله. عزا السيوطي في "اللآلئ" (2/ 425) إلى فوائد تَمَّام هذه الرواية. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 6 و7/ 164) والقضاعي في "مسند الشهاب" (381) وابن الجوزي (3/ 223) من طريق أبي الحارث نصر بن حماد به. قال أبو نعيم: "تفرّد به عنه نصر". أهـ. ونصر متروك كذّبه ابن معين. "التهذيب" (10/ 425). 513 - حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد: نا أبو عبيد الله أحمد بن عمرو العدل بواسط: نا عمّار بن خالد: نا عبد الحكيم بن منصور عن محمَّد بن سُوقة عن إبراهيم عن الأسود. عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من عزّى مُصابًا فله مثلُ أجره". عزا السيوطي في "اللآلئ" (2/ 425) إلى فوائد تمام هذه الرواية.

وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (5/ 458) من طريق عمّار به. وعبد الحكيم قال الحافظ في "التقريب": "متروك، كذّبه ابن معين". أهـ. وقد سرق هذا الحديث من عليِّ بن عاصم كما قال ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 254). 514 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو عَقيل أنس بن السَّلْم الخولاني: نا عيسى بن سليمان الشَّيْزري: نا محمَّد الفضل عن محمَّد بن سوقة فذكر بإسناده مثله. عزا السيوطي (2/ 425) إلى فوائد تمام هذه الرواية. ومحمد بن الفضل هو ابن عطيّة كذاب متَّهم. قال الحافظ في "تخريج الأذكار" -كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 137) عن هذه المتابعات: "وهؤلاء كلهم متهمون بسرقة الحديث". أهـ. لكن أخرج الخطيب في "تاريخه" (11/ 451) من طريق أبي بكر الشافعي عن محمَّد بن عبد الله بن مهران الدينوري عن إبراهيم بن مسلم الخوارزمي، قال: حضرت وكيعًا وعنده أحمد بن حنبل وخلف المخرمي فذكروا علي بن عاصم، فقال خلف: إنّه غلط في أحاديث. فقال وكيع: وما هي؟ فقال: حديث محمَّد بن سوقة -فذكر الحديث بسنده- فقال وكيع: حدثنا قيس بن الربيع عن محمَّد بن سوقة عن إبراهيم عن عبد الله، وحدثنا إسرائيل بن يونس عن محمَّد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث. وإسرائيل ثقة تُكلِّم فيه بلا حجّة. كذا في التقريب، وقيس في حفظه ضعف. قال الصلاح العلائي في "النقد الصحيح" (ص 34): "وإبراهيم بن مسلم هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يتكلم فيه أحدٌ. وقيس بن الربيع صدوق تكلّموا فيه، وحديثه يصلح متابعًا لرواية علي بن عاصم". أهـ.

قلت: إبراهيم لم يوثقه غير ابن حبان وقال: "يُغرِب" كما في اللسان (1/ 111)، لكن حديثه يصلح للاستشهاد، وقد عزا الحافظ في "النكت الظراف" (7/ 9) هذه الرواية إلى الجزء الحادي عشر من "فوائد أبي جعفر بن البختري". وقد ورد من حديث جابر: أخرجه ابن عدي (6/ 2113) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 223)، قال ابن عدي: "هذا المتن بهذا الإِسناد غريب". وقال ابن الجوزي. "فيه محمَّد بن عبيد الله وهو العرزمي، قال يحيى: لا يُكتب حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث". أهـ. قلت: وجزم الحافظ في التقريب بأنّه متروك. وقال السَّخاوي في "ارتياح الأكباد" (ق/159/ ب): "رواه ابن أبي الدنيا بسندٍ ضعيفٍ". * * * وقد اتّفق الحفاظ على تضعيف هذا الحديث، فمن هؤلاء -غير من تقدّم ذكره-: ابن الجوزي وقد بالغ فحكم بوضعه، وتابعه على ذلك الصغاني فذكره في "موضوعاته" (رقم: 66)، وأورده ابن طاهر المقدسي في "تذكرة الموضوعات" (رقم: 844). وضعّفه الحافظ المنذري في "الترغيب" (4/ 344) حيث صدّره بـ"رُوي"، والنوويُّ حيث قال في "الأذكار" (ص 126) و"المجموع" (5/ 305): "إسناده ضعيف". وضعّفه الشرف الدّمياطي في "المتجر الرابح" (ص 168) حيث قال: "خرّج الترمذي بإسناده" (¬1). أهـ. ¬

_ (¬1) قال الدمياطي في "مقدمة المتجر" (ص 2): "فحيث قلت: (خرّج فلان بإسناده) فهو سندٌ سقيمٌ".أهـ.

وقال الحافظ العلائي في "النَّقد الصحيح" (ص 34): "والذي يظهر أنّ هذا الحديثَ يُقاربُ درجةَ الحُسْن، ولا ينتهي إليه، بل فيه ضعفٌ محتمل. فأمّا أن يكون موضوعًا فلا". أهـ. وضعّفه الحافظ في "أجوبته عن أحاديث المصابيح" (3/ 1790). وفي الباب حديث عمرو بن حزم مرفوعًا: "ما من مؤمنٍ يُعزِّي أخاه بمصيبةٍ إلَّا كساه الله سبحانه من حُلَلِ الكرامةِ يوم القيامة". أخرجه ابن ماجه (1601) والطبراني في "الدعاء" (1225) والبيهقي (4/ 59). قال البوصيري في "الزوائد" (1/ 286): "هذا إسناد فيه مقال: قيس أبو عمارة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، قال البخاري: فيه نظر. قلت: وباقي رجال الإِسناد على شرط مسلم". أهـ. وحسّن النووي في "الأذكار" (ص 126) إسناده، وضعّفه الدمياطي في "المتجر" (ص 168). وأخرجه بهذا اللفظ ابن عدي (4/ 1572) والطبراني في "الدعاء" (1226) والقضاعي في "مسند الشهاب" (380) والخطيب (7/ 397) وابن عساكر في تاريخ دمشق (15/ ق 91/ ب) من حديث أنس. قال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإِسناد ليس له أصل". أهـ. قلت: فيه عبد الله بن هارون بن موسى الفروي، قال الدارقطني: متروك الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث (التهذيب: 12/ 172 - 173). وأخرجه الترمذي (1076) من حديث أبي بَرْزة مرفوعًا: "من عزّى ثَكْلى كُسيَ بُرْدًا في الجنة". وقال: "غريب، وليس إسناده بالقوي".أهـ. قلت: فيه مُنية بنت عبيد مجهولة الحال.

24 - باب: السلام على أهل القبور

24 - باب: السّلام على أهل القبور 515 - أخبرنا الحسن بن حبيب، وأبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالة الحمصي قالا: نا الربيع بن سليمان المُرادي: نا بشر بن بكر: نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار. عن أبي هريرة عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما مِنْ رجلٍ يمرُّ بقبرِ رجلٍ كان يعرفُه في الدُّنيا فيُسلِّمُ عليه إلا عَرفَهُ وردَّ عليه". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (قلت: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيفٌ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 137) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1523) - وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (3/ ق 210/ أ) من طريق الربيع به. وأخرجه ابن عساكر أيضًا من طريق آخر عن عبد الرحمن به. قال ابن الجوزي: "لا يصحُّ. وقد أجمعوا على تضعيف عبد الرحمن بن زيد، قال ابن حبّان: كان يُقلِّب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثُر ذلك في روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف فاستحقَّ التركَ". وقال ابن رجب في "أهوال القبور" (ص 83): "عبد الرحمن بن زيد فيه ضعفٌ، وقد خُولِفَ في إسناده". أهـ. يُشير بذلك إلى رواية هشام بن سعد، التي أخرجها ابن أبي الدنيا في "كتاب القبور" -كما في "الروح" لابن القيم ص5 و"الأهوال" ص 83 - عن شيخه محمَّد بن قدامة الجوهري عن معن بن عيسى القزّاز عن هشام عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة موقوفًا.

وهشام ضعّفه أحمد وابن معين والنسائي، وقال العجلي: حسن الحديث. وقال أبو زرعة والساجي: صدوق. وشيخ ابن أبي الدنيا: قال ابن معين: ليس بشيءٍ. وضعّفه أبو داود. وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" (1/ 234) و"التمهيد" -كما في تخريج الإحياء للعراقي (4/ 491) - من طريق فاطمة بنت الرّيان عن الربيع بن سليمان عن بشر بن بكر -في "الاستذكار": بكير. وهو تحريف- عن الأوزاعي عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس مرفوعًا. قال عبد الحق الِإشبيلي في "الأحكام الكبرى" (نسخة تركيا- ق 91/ أ): "إسنادُه صحيحٌ" (¬1). أهـ. قال الحافظ ابن رجب في "الأهوال" (ص 82): "يشير إلى أنّ رواته كلهم ثقات، وهو كذلك إلَّا أنَّه غريبٌ، بل منكر". أهـ. قلت: فاطمة لم أقف على ترجمتها. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "كتاب القبور" -كما في "الروح" (ص5) - من حديث عائشة مرفوعًا. وأعلّه ابن رجب في "الأهوال" ص83 بعبد الله بن سمعان قال: "وهو متروك". أهـ. وذكر الزبيدي في "شرح الِإحياء" (10/ 365) أنه يحتمل أن يكون عبد الله بن محمَّد بن سمعان الثقة أو عبد الله بن زياد بن سليمان المتروك، قال: "وهذا هو الذي استقرَّ عليه رأي السيوطي في (أمالي الدرّة) ولم يذكر الذي قبله". أهـ. ¬

_ (¬1) قال الأستاذ إرشاد الحق الأثري في تعليقه على "العلل المتناهية" (2/ 430): "وسكت عنه ابن عبد البر وعبد الحق، ومن قال أنهما صحّحا إسناده فليس بصحيح". أهـ. قلت: تصحيح عبد الحق ثابت في النسخة التركية من "أحكامه" وهي نسخة نفيسة.

25 - باب: عذاب القبر

25 - باب: عذاب القبر 516 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان من لفظه: نا ابن عوف: عبد الرحمن بن مرزوق البُزُوري ببغداد: نا عثمان بن عمر: نا شُعبة عن عون بن أبي جُحيفة عن أبيه عن البراء بن عازب. عن أبي أيوب أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ حينَ وجبتِ الشمسُ فقال: "إنَّ هذه أصواتُ يهود تُعذَّبُ في قُبورِها". أخرجه البخاري (3/ 241) ومسلم (4/ 2200) من طريق شعبة به. 517 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو يحيي بن أبي مسَرَّة بمكةَ: نا أبو جابر: نا شعبة عن يحيي بن سعيد عن عَمْرة. عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوَّذْ من عذابِ القبر. هو مختصر حديث الكسوف الذي أخرجه البخاري (2/ 538) ومسلم (2/ 621 - 622) من طرق عن يحيي به. 518 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن: نا أبو العباس أحمد بن العباس بن الوليد بن مَزْيَد البيروتي: نا محمد بن سليمان الأسديُّ (لُوَيْن): نا محمد بن جابر عن عمرو بن مُرَّة عن أبي البَخْتري. عن حذيفة قال: كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازةٍ، فلما بلغ القبرَ قعدَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على حافّة القبر -أو: على شفته- فجعل ينظرُ فيه، فقال: "يُضغطُ المؤمنُ في هذا ضغطةً تزولُ منها حمائلُه، ويُملأ على الكافرِ نارًا".

قال أبو جعفر (¬1): الحَمائل: ما تقع عليه حمائلُ السيف (¬2). أخرجه أحمد (5/ 407) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 231) - والبيهقي في "عذاب القبر" (رقم: 115) من طريق محمَّد بن جابر به. قال ابن الجوزي: "هذا حديثٌ لا يصحُّ. قال يحيي: محمَّد بن جابر ليس بشيءٍ. وقال أحمد: لا يُحدِّث عنه إلا من هو شرٌّ منه". أهـ. وقال الحافظ في "القول المسدّد" (ص 74): "قلت: وأبو البَخْتَري: اسمه سعيد بن فيروز لم يُدرك حذيفة. ولكن مجرّد هذا لا يدلُّ على أن المتن مَوضوعٌ، فإنّ له شواهد كثيرة لا يتَّسع الحالُ لاستيعابها". أهـ. وقال الحافظ ابن رجب في "أهوال القبور" (ص 55): "ومحمد بن جابر هو اليمامي (في الأصل: التالي تحريف) ضعيفٌ، وأبو البَخْتَري لم يُدرك حذيفة".أهـ. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (4/ 503): "سنده ضعيف". أهـ. وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 46): "وفيه محمَّد بن جابر وهو ضعيف". أهـ. * * * وستأتي أحاديث التعوذ من عذاب القبر في كتاب الدعوات إن شاء الله. ¬

_ (¬1) هو (لُوَيْن). (¬2) قال الأزهري: الحمائل هنا عروق الأُنثيين. قال: ويحتمل أن يُرادَ موضع حمائل السيف، أي: عواتقه وصدره وأضلاعه. أهـ. من "شرح الإحياء" (10/ 422).

(6) كتاب الزكاة

(6) " كتاب الزكاة"

1 - باب: الترهيب من منع الزكاة

1 - باب: الترهيب من منع الزّكاة 519 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عوف [الحمصي] (¬1): نا مروان بن محمَّد الطاطري: نا سليمان بن موسى: نا فُضيل بن غَزْوان عن عبد الله بن بُريدة. عن أبيه قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منع قومٌ الزكاةَ إلا ابتلاهُمُ اللهُ -عَزَّ وجّلَّ- بالسِّنين". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 122/ أ) من طريق مروان بن محمَّد به. ووقع عند الطبراني (فضيل بن مرزوق). وقال الطبراني. "لم يروه إلا سليمان،، تفرّد به مروان". أهـ. وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 543) -وتبعه الهيثمي (3/ 66) -: "رواتُه ثقات". أهـ. قلت: سندُه حسنٌ إن كان الفضيلُ: ابنَ غزوان، وإلّا ففيه ضعفٌ. وأخرجه الحاكم (2/ 126) والبيهقي (3/ 346) من طريق بشير بن المهاجر عن عبد الله بن بريدة به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، وأقرّه الذهبي. وبشير وثّقه ابن معين والعجلي، وقال النسائي. ليس به بأس. وقال أحمد والساجي. منكر الحديث. وقال أبو حاتم: يُكتبُ حديثه ولا يُحتجُ به. فالحديث حسنٌ إن شاء الله بهذين الطريقين إن لم يكن صحيحًا. وقد ورد ما يشهدُ له من حديث ابن عمر وابن عباس انظر: "الترغيب" (1/ 543 - 544). ¬

_ (¬1) من (ف).

2 - باب: زكاة السائمة

520 - أخبرنا أبو الفضل محمَّد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث الرَّمْلي: نا عبد الله بن محمَّد بن نصر الرَّمْلي الحافظ: نا مُغيرة بن مُغيرة الرَّبَعيُّ قال: سمعت أبي: مغيرة يُحدِّث عن الأوزاعي عن محمَّد بن شهاب الزُّهري عن سعيد بن المسيّب. عن ابن عباس قال: قال رسول الل - صلى الله عليه وسلم -: "إذا فشا في هذه الأمةِ خمسٌ حَلَّ بها خمسٌ: إذا أكَلت (¬1) الرِّبا كان الزَّلزلةُ والخسفُ، وإذا جارَ السلطانُ قَحطَ المطرُ، وإذا تُعدِّي على أهل الذِّمَّةِ كانت الدولةُ (¬2)، وإذا مُنِعت الزكاةُ ماتت البهائمُ، وإذا كَثُرَ الزِّنا كان الموتُ". قال الذهبي في "الميزان" (4/ 165): "مغيرة بن مغيرة الرَّبَعي لا أعرفه، روى عبد الله بن محمَّد بن نصر الرملي الحافظ عنه قال: سمعت أبي ... "- فذكر الخبر، ثم قال: "هذا منكرٌ جدًّا، لا يحتمله الأوزاعي". أهـ. وأقرّه الحافظ في "اللسان" (6/ 79). وأبوه مثله، وشيخ تمّام لم أقف على ترجمته. 2 - باب: زكاة السائمة 521 - أخبرنا أبو الحسن إبراهيم بن أحمد [بن الحسن] (¬3) بن علي بن حسنون الأزدي: نا عبيد الله بن أحمد بن الصنّام الرملي (¬4): ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (أُكِلَ) وكذا في "الميزان" و"لسانه". (¬2) عليه تضبيب في الأصل و (ر)، وفي "الميزان" و"لسانه" زيادة: "لهم". (¬3) من (ر). (¬4) في الأصول (البرمكي) والتصويب من هامش الأصل و (ظ).

نا إبراهيم بن هانئ النَّيسابوري: نا حاتم بن عُبيد الله البصري: نا سلّام أبو المنذر عن داود بن أبي هند. عن أنس بن مالك أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتبَ إلى عُمَّاله في سُنَّةِ الصَّدقات أن: في أربعين شاةٍ شاةٌ إلى عشرين ومائة ... وذكر حديث الصَّدقات. يُقال: إنَّ داود بن أبي هند لا يصحُّ له شيء عن أنس غيرُ هذا، والله أعلم. داود لا يصح له سماع من أنس كما قال ابن حبّان والحاكم. وحاتم لم يوثقه غير ابن حبّان، وشيخه متكلَّمٌ فيه. والحديث أخرجه البخاري (3/ 317) من طريق ثمامة بن عبد الله عن أنس عن أبي بكر الصدِّيق في كتابه في الصدقات. 522 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا موسى بن محمَّد السقلي (¬1): نا مُطرِّف بن عبد الله المدني: نا مالك عن عمرو بن يحيي المَازِنُّي عن أبيه. عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس فيما دونَ خمس ذَوْدٍ صدقةٌ، ولا فيما دونَ خمسِ أواقٍ صدقةٌ". أخرجه البخاري (3/ 310) من طريق مالك به. وأخرجه مسلم (2/ 673 - 674) من طرقٍ أخرى عن عمرو به. ¬

_ (¬1) في (ف) و (ر): (السَّقَطي).

3 - باب: لا زكاة على المسلم في فرسه وعبده

3 - باب: لا زكاة على المسلم في فرسه وعبده 523 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمَّد بن إبراهيم بن المقابري البغدادي قراءةً عليه في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة: نا محمَّد بن شاذان أبو بكر الجوهري: نا عمرو بن حكام: نا شُعبة عن عبد الله بن دينار عن سليمان بن يَسار عن عِراك بن مالك. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس على فرسِ المؤمنِ ولا غُلامِه صدقةٌ". أخرجه البخاري (3/ 326 - 327) من طريق شعبة به. وأخرجه مسلم (2/ 675 - 676) من طريق مالك عن ابن دينار به. 4 - باب: لا زكاة في الخضروات 524 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا أبو محمد مُضَر بن محمَّد البغدادي: نا أبو كامل الجَحْدَريُّ: نا الحارث بن نَبهان عن عطاء بن السائب عن موسى بن طلبة. عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس في الخضرواتِ صدقةٌ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (الحارثُ بن نَبْهان منكرُ الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه البزّار (كشف- 885) والطبراني في "الأوسط" (مجمع

البحرين: (1/ ق 123/ أ) وابن عدي في "الكامل" (2/ 610) من طريق أبي كامل به. وأخرجه الدارقطني (2/ 96) من طريق آخر عن الحارث به. قال البزّار: "لا أعلم أحدًا أسنده فوصله إلَّا الحارث، ولا روى عطاء عن موسى إلَّا هذا، ورواه جماعةٌ عن موسى مرسلًا". أهـ. وقال ابن عدي: "وهذا أيضًا لا أعلم يرويه عن عطاء غير الحارث، وقد رُوي عن غيره". أهـ. وقال الطبراني: "لم يروه عن موسى عن أبيه إلا عطاء، ولا رواه عن عطاء موصولًا إلَّا الحارث". أهـ. والحارثُ متروك كما في التقريب. وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 69): "وفيه الحارثُ بن هانئ وهو متروك، وقد وثّقه ابن عدي". أهـ. وأخرجه الدارقطني (2/ 96) من طريق محمَّد بن جابر عن الأعمش عن موسى بن طلبة به، قال الزّيلعي في "نصب الراية" (2/ 387): "ومحمد بن جابر قال فيه ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال الِإمام أحمد -رضي الله عنه -: لا يُحدِّث عنه إلَّا من هو شرٌّ منه". أهـ. وقد رُويَ أيضًا من حديث معاذ، ومن حديث علي، ومن حديث محمَّد بن عبد الله بن جحش، ومن حديث أنس، ومن حديث عائشة. أمّا حديث معاذ: فأخرجه الترمذي (638) من طريق الحسن بن عُمارة عن محمَّد بن عبد الرحمن بن عُبيد عن عيسى بن طلحة عن معاذ أنَّه كتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله عن الخضروات -وهي البقول-. فقال: "ليس فيها شىِءٌ". قال الترمذي: "إسنادُ هذا الحديث ليس بصحيح، وليس يصحُّ في هذا الباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيءٌ، وإنما يُروى هذا عن موسى بن طلحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا". ثم قال: "والحسن هو ابن عُمارة، وهو ضعيفٌ عند أهل الحديث، ضعّفه شعبة وغيره، وتركه ابن المبارك". أهـ.

وأخرجه الدارقطني (2/ 97) من طريق الحسن بن عُمارة عن الحكم وعمرو بن عثمان وعبد الملك بن عمير عن موسى به. والحسن متروك كما في التقريب. ومرسل موسى بن طلحة الذي أشار إليه الترمذي: أخرجه الدارقطني (2/ 97) من طريق هشام الدستوائي عن عطاء بن السائب عنه. وأخرجه البيهقي (4/ 109) عن عبد السلام بن حرب عن عطاء. وعطاء اختلط في آخره لكن هشامًا ممن روى عنه قبل الاختلاط كما قال أبو داود. (الكواكب النيّرات ص 326) وحسّنه الزيلعي (2/ 387). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 151) والدارقطني (2/ 97) من طريق نصر بن حماد عن شعبة عن الحكم عن موسى بن طلحة عن معاذ. ونصر كذّبه ابن معين وتركه غيره. وأخرجه الدارقطني (2/ 97) والحاكم (1/ 401) وعنه البيهقي (4/ 129) من طريق إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة عن معاذ. وإسحاق ضعيف تركه جماعة من الحفّاظ، وأعلَّه صاحب "التنقيح" وابن دقيق العيد في "الِإمام" -كما في "نصب الراية" (2/ 386 - 387) - بالانقطاع بين موسى ومعاذ. وأمّا حديث علي: فقد أخرجه الدارقطني (2/ 94 - 95) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (رقم: 822) من طريق أحمد بن الحارث البصري عن الصقر بن حبيب السلولي عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس عنه. وذكره ابن حبّان في ترجمة الصقر من "المجروحين" (1/ 375) وقال: "ليس هذا من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنّما يُعرف هذا بإسنادٍ منقطع، فقلب هذا الشيخُ على أبي رجاء عن ابن عباس عن علي". وقال أيضًا: "شيخ من

5 - باب: في الركاز الخمس

أهل البصرة يخالف الثقات في الروايات، ويأتي بالمقلوبات عن الأثبات". أهـ. وقال الحافظ في "التلخيص" (2/ 165): "ضعيفٌ جدًا". والراوي عنه قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال البخاري والدولابي: فيه نظرٌ. "اللسان" (1/ 148). وأمّا حديث محمَّد بن عبد الله بن جحش. فقد أخرجه الدارقطني (2/ 95 - 96)، وفيه عبد الله بن شبيب الربعي قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وقال فضلك الرازي: يحلُّ ضرب عنقه!. وقال ابن حبان: يُقلِّب الأخبار ويسرقها. وقال الذهبي: واهٍ. "اللسان" (3/ 299 - 300). وأمّا حديث أنس. فقد أخرجه الدارقطني (2/ 96) أيضًا وقال: "مروان السنجاري ضعيف". أهـ. ونُقل عنه أنه قال: ذاهب الحديث. (اللسان: 6/ 18) وقال ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 18): "شيخ يروي المناكير، لا يحلُّ الاحتجاج به". أهـ. وأمّا حديث عائشة: فأخرجه الدارقطني (2/ 95)، وفيه صالح بن موسى التيمي متروك كما في التقريب. وقد تبيّن مما تقدّم أن طرق الحديث واهية، وخيرها الطريق المرسلة. 5 - باب: في الرِّكاز الخُمُس 525 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا عبد الله بن أحمد: نا هُدبة بن خالد: نا حمّاد بن الجَعْد: نا قادة أن محمّد بن سيرين حدّثه.

6 - باب: ما يوجد من الركاز مدفونا في قبور أهل الجاهلية

أنّ أبا هريرة حدّثه أنَّ نبيَ الله - صلى الله عليه وسلم - قضى أنّ العَجْماءَ جُبَار، والمَعْدِنَ جُبَار، والبئرَ جُبَار، وفي الرِّكازِ الخُمُسَ. حمّاد بن الجَعْد ضعيف كما في "التقريب". والحديث أخرجه البخاري (3/ 364) ومسلم (3/ 1334) من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة. وانظر الحديث رقم (711). 6 - باب: ما يوجد من الركاز مدفونًا في قبور أهل الجاهلية 526 - أخبرنا علي بن يعقوب بن أبي العقب: نا محمَّد بن خُريم: نا حُميد بن زنجويه: نا محمَّد بن يوسف: نا إسرائيل: نا سِماك بن حرب. عن جرير بن رياح أنَهم أصابوا قبرًا فيه مالٌ ورجالٌ عليهم الدِّيباجُ منسوجٌ بالذهبِ، فأتوا به عمّارَ بن ياسر فكتب فيه عمّار إلى عمر بن الخطاب، فكتب أن ادفعه إليهم. أخرجه حميد بن زنجويه في "كتاب الأموال" (رقم: 1277). وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (ص 314 - ط هراس) والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 329) والبيهقي (4/ 156) والخطيب في "التاريخ" (8/ 419) من طريق أبي عوانة عن سماك عن جرير، وزادوا (عن أبيه) وجرير بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (2/ 503). قال البيهقي: "وهذا إن وجدوها في مواتٍ ملكوها ففيها الخُمس، وكأنّها لم تبلغْ نِصابًا أو فوّضَ ذلك إليهم ليُخرجوه". أهـ.

7 - باب: زكاة الفطر

7 - باب: زكاة الفطر 527 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن حَسْنون: نا محمَّد بن حامد بن السَّري: نا عبد الرحمن بن واقد أبو مسلم الواقديُّ: نا سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِيُّ: نا عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَرضَ زكاةَ الفِطْر من شهر رمضانَ صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير على كلّ حُرٍّ أو عبدٍ، ذكرٍ أو أنثى من المسلمين. قال أحمد بن حنبل [-رحمه الله-] (¬1): ولَم نسمعه عن أحدٍ عن عُبيد الله يقول: "من المسلمين" غيرَ سعيد بن عبد الرحمن. قيل لأبي عبد الله [-رحمه الله-] (1): من الجُمَحيُّ؟. قال: الهاشميُّ (¬2). أخرجه أحمد (2/ 66، 137) والطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 348 - 349) والحاكم (1/ 410 - 411) وصححه وسكت عليه الذهبي من طريق سعيد به. وسعيد وثّقه ابن معين وابن نُمَير وموسى بن هارون والعجلي والحاكم، وقال أحمد والنسائي: لا بأس به. وليّنه يعقوب بن سفيان وأفرط ابن حبان فاتهمه بالوضع!. فالسند جيّدٌ قويٌّ. قال أبو داود في سننه (2/ 266): "ورواه سعيد الجُمَحي عن عبيد الله ¬

_ (¬1) من (ظ). (¬2) كذا بالأصول وهو مُشكِل، ف (جُمح) بطن مستقل من قريش وليسوا من بني هاشم، ولعل الصواب: (من [عن] الجمحي؟) أي من رواه عن الجمحي؟. وقد رواه عنه سليمان بن داود الهاشمي، والله أعلم.

8 - باب: دفع الزكاة إلى الولاة

عن نافع، قال فيه: (من المسلمين). والمشهور عن عبيد الله ليس فيه: (من المسلمين) ".أهـ. قلت: ولم يتفرد سعيد بذلك فقد تابعه الثوري: أخرجه الدارقطني (2/ 139) من طريق عبد الرزاق عنه. وإسناده صحيح. وأخرجه من طريق آخر عن عبد الرزاق عن الثوري عن ابن أبي ليلى وعبيد الله بن عمر عن نافع. قال الحافظ في "الفتح" (3/ 370): "وهذه الطريق تردُّ على أبي داود في إشارته إلى أنّ سعيد بن عبد الرحمن تفرد بها عن عبيد الله بن عمر، لكن يحتمل أن يكون بعض رواته حمل لفظ ابن أبي ليلى على لفظ عبيد الله". أهـ. كذا قال، وهذا الاحتمال لا يرد على الرواية الأولى للدارقطني لكونها عن عبيد الله وحده، بخلاف الثانية. والحديث أخرجه البخاري (3/ 369) ومسلم (2/ 677) عن مالك عن نافع به، وأخرجه البخاري (3/ 367) عن عمر بن نافع عن أبيه، وأخرجه مسلم (2/ 678) عن الضحّاك بن عثمان عن نافع بإثبات زيادة: "من المسلمين". وأطال الحافظ في "الفتح" (3/ 370) الكلام في ذكر رواة هذه الزيادة ومُخرِّجيها فارجع إليه إن رغبت في الاستزادة. 8 - باب: دفع الزكاة إلى الولاة 528 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب قراءةً عليه: نا أبو القاسم عبد اللطيف بن نُباتة بن نافع اليحصبي: نا عبد الأعلي بن عبد الواحد -يُكنّى أبا يزيد يُعرف بمُرّةَ، مصريٌّ-: نا زين بن شعيب الإِسكندراني.

عن أسامة قال: وقد قلت لنافعٍ. إنْ كان ابن عمر ليقول: ادفعوا الزكاة إلى الولاةِ وإن شَربوا بها الخمورَ. فقال نافع: على مَنْ قال هذا غضبُ الله -عَزَّ وجَلَّ-. كذبوا والله، لم يقل هذا ابنُ عمر، ولكنَّ ابن عمر أدرك مروانَ وسعيدَ بن العاص، كان يراهما يجمعان الصدقة فيجعلانها في دار الرقيق ثمّ يعطيانها أهلَ اليمن إذا مرّوا عليهم إلى الشام وإلى مِصرَ. ولم يُكرِهوا النَّاسَ على الصدقةِ، من لم يأت بشيءٍ لم يسألوه، وكانت الصدقةُ قليلةً، وكان الأمراءُ يجعلونها (¬1) في مواضعها، فلذلك قال ابن عمر: ادفعوا إليهم. سنده ضعيف. زَيْن له ذكرٌ في "الإِكمال" لابن ماكولا (4/ 21) و"الأنساب" للسمعاني (5/ 26) و"المشتبه" للذهبي (1/ 307) و"التبصير" للحافظ (2/ 590) ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وعبد الأعلي بن عبد الواحد وعبد اللطيف بن نُباتة لم أعثر على ترجمة لهما، وأسامة هو ابن زيد الليثي صدوق فيه لين. وأخرج أبو عُبيد في "الأموال" (ص 505) وابن أبي شيبة (3/ 156) وابن زنجويه في "الأموال" (3/ 1149) والبيهقي (4/ 115) بسند صحيح عن ابن عمر قال: ادفعوا زكاة أموالكم لمن ولّاه اللهُ أمرَكم، فمن برّ فلنفسه، ومن أَثِمَ فعليها. وقول ابن عمر: ادفعوا الزكاة إلى الولاة وإن شربوا بها الخمور. أخرجه ابن زنجويه (3/ 1150) من طريق عطية العوفي -وهو ضعيف- عنه. وأخرجه البيهقي (4/ 115) من طريق يحيى بن أبي طالب عن عبد الوهاب ¬

_ (¬1) في (الأصل) و (ش) و (ر) و (ف): (يجعلانها) بالتثنية، وعليه تضبيب في (ف)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ).

9 - باب: في المسكين

الخفّاف عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن قزعة مولى زياد عن ابن عمر. وابن أبي طالب كذّبه يزيد بن هارون، ووثقه الدارقطني -كما في "اللسان" (6/ 262) -، وقتادة تردد أبو حاتم -كما في التهذيب (8/ 377) - في سماعه من قزعة. وأخرج ابن أبي شيبة (3/ 156) وابن زنجويه (3/ 1150 - 1151) عن الحكم بن الأعرج سألت ابن عمر عن الزكاة، فقلت: إن منّا أناسًا يحبون أن يضعوا زكاتهم مواضعها، فأين تأمرنا بها؟ قال: ادفعوها إلى ولاة الأمر. قلت: إنّهم لا يضعونها حيث نريد. قال: إنهم ولاتها فادفعوها إليهم وإنْ أكلوا بها لحومَ الكلاب. لفظ ابن زنجويه. وإسناده صحيح. 9 - باب: في المسكين 529 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد القاضي الحلبي: نا أبو عبد الله أحمد بن خُلَيْد الكِنْدي بحلب: نا أبو نُعيم الفَضْل بن دُكَين قال: حدثني الأعمش عن أبي صالح. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليسَ المسكينُ الذي تَردُّهُ الأُكلةُ والأُكلتان، والتمرةُ والتمرتان، ولكنَّ المسكينَ الذي لا يسألُ الناسَ شيئًا، ولا يُفطنُ بمكانِه فيُعطى". 530 - قال الأعمش: وأَخبرني إبراهيم الهَجَري عن أبي الأحوص عن عبد الله مثلَ ذلك. أما حديث أبي هريرة: فقد أخرجه أحمد (2/ 393) عن أبي نعيم به، وسنده صحيح. وأخرجه البخاري (3/ 341) ومسلم (2/ 719) من طريق الأعرج،

10 - باب: الصدقة لا تحل لآل محمد (صلى الله عليه وسلم)

وأخرجه البخاري (3/ 340) من طريق محمَّد بن زياد، وأخرجه البخاري (8/ 202) وص (2/ 719 - 720) من طريق عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة كلهم عن أبي هريرة. وأمّا حديثُ ابن مسعود. فقد أخرجه أحمد (1/ 384) من طريق أبي معاوية عن إبراهيم الهَجَري به. والهَجَريُّ ليِّنُ الحديث كما في التقريب. وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 92). "رجاله رجال الصحيح". أهـ. كذا قال والهَجَري لم يخرّج له صاحبا الصحيح شيئًا! تنبيه: قال الحافظ العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 226) في تخريج هذا الحديث: "متفق عليه من حديث عائشة". وقد نبَّه الزبيدي في "شرح الِإحياء" (4/ 172) على هذا الوهم. 10 - باب: الصدقة لا تحلُّ لآل محمَّد (صلى الله عليه وسلم) 531 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن السَّفْر: نا بكّار بن قُتيبة: نا أبو عاصم. نا ثابت بن عُمارة قال: حدثني ربيعة بن شيبان قال: قلتُ للحسن بن علي -رضي الله عنهما- (¬1): ما تحفظُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟. قال: أحفظ عنه أنه أدخلني ¬

_ (¬1) في (ظ): (عنه).

11 - باب: ما جاء في السؤال

إلى غرفةِ الصدقة، فأخذتُ تمرةً فألقيتها في فيَّ، فقال: "ألقِها! فإنَّها لا تَحِلُّ لآل محمَّد - صلى الله عليه وسلم -". ربيعة بن شيبان هذا هو أبو الحَوْراء. أخرجه الدُّولابي في "الذُريّة الطاهرة" (رقم: 128) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 7) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد به. وأخرجه أحمد (1/ 201) والطبراني في "الكبير" (3/ 84) من طريق وكيع، وأخرجه الدولابي من طريق علي بن غُراب ومحمد بن بكر البُرْساني، وأخرجه الطبراني من طريق حمّاد بن أسامة كلهم عن ثابت بن عمارة به. وإسناده جيّدٌ. وتابع ثابتًا: يزيدُ بن أبي مريم عند أحمد (1/ 200) والطحاوي (2/ 6)، وإسناده جَيّدٌ أيضًا. والحديث عزاه الهيثمي في "المجمع" (3/ 90) لأحمد فقط وقال: "رجاله ثقات"، وقال الحافظ في "الفتح" (3/ 355): "إسناده قوي". والحديث أخرجه البخاري (3/ 354) ومسلم (2/ 751) من حديث أبي هريرة بنحوه. 11 - باب: ما جاء في السؤال 532 - حدثنا أبو بكر محمَّد بن إبراهيم بن سهل بن حيّة البزّاز: نا إسماعيل بن محمَّد بن قيراط: نا سليمان بن سَلَمة الخَبائري: نا سعيد بن موسى: نا مالك بن أنس عن نافع.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هَديَّةُ اللهِ إلى المُسلمِ (¬1): السائلُ على بابِ دارهِ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (سليمان بن سَلَمة وسعيد بن موسى لا يُحتجُ بهما). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 326) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (830) - والخطيب في "رواة مالك" -كما في "الميزان" (2/ 210) - من طريق الخَبائري به. قال الخطيب: "سعيد مجهول، والخَبائري مشهورٌ بالضعف". أهـ. وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصحُّ، وسعيد بن موسى ليس بشيءٍ، واتَّهمه ابن حبّان بوضع الحديث". أهـ. وقال ابن طاهر في "تذكرة الموضوعات" (رقم: 938): "فيه سعيد بن موسى الأزدي، وفيه سليمان الخبائري وكلاهما يحتمل أن يكون صَنَعَهُ". أهـ. قلت: الخبائري مجمعٌ على تركه، وكذَّبه ابن الجُنيد. وقال الذهبي: "هذا موضوعٌ على مالك". أهـ. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان " (2/ 135) والقضاعي في "مسند الشهاب" (149) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 298 - 299) من طريق موسى بن محمَّد القرشي عن سعيد بن موسى عن مالك به. قال ابن عبد البر: "موسى بن محمّد، وسعيد بن موسى متروكان، والحديثُ موضوع". أهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 221): "موسى بن محمَّد القرشي الظاهر أنّه البلقاوي الكذّاب". أهـ. قلت: مما يُؤكِّد ذلك أن نسبتَهُ عند ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (المؤمن)، والمثبت من هامش الأصل و (ظ) و (ر).

أبي نُعيم: "المقدسي"، ووقع عند ابن عبد البر: "ابن عطاء"، والبلقاوي هو: "موسى بن محمد بن عطاء المقدسي". والبلقاوي كذّبه أبو زرعة وأبو حاتم، وأورد الذهبي هذا الحديث في ترجمته (4/ 220) وقال: "هذا كَذِبٌ! ". 533 - أخبرني (¬1) أبو الحسن علي بن الحسين بن محمَّد بن هاشم البغدادي: نا أبو الحسن علي بن محمَّد: نا عبد السلام بن محمَّد الأموي: نا سعيد بن أبي مريم عن مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هديّةُ المؤمنِ: السائلُ على بابِه". عبد السلام الأموي، قال الدارقطني: منكر الحديث، ضعيفٌ جدًا. وقال الخطيب: صاحب مناكير. (اللسان: 4/ 17). 534 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو عقيل أنس بن السَّلْم بن الحسن بن السَّلْم بن منصور الخَولاني الأنطرسوسي: نا أيوب بن سليمان الرُّصافي المعروف بـ"أبي مطاعن" إمامُ سَلَمْيَة: نا يحيى بن السَّكَن: نا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشَّعْبي عن مسروق. عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "منْ سألَ الناسَ لِيُثْروا مالَهُ فإنَّما هو رَضْفٌ (¬2) من النَّارِ يلتقمُهُ، فمنْ شاء فليُقِلَّ، ومنْ شاء فليُكثِرْ". الحديث عزاه في "كنز العمّال" (6/ 283) إلى تمام. أخرجه ابن حبّان (850) من طريق ابن السَّكَن به. ¬

_ (¬1) في (ظ): (حدثنا). (¬2) قال المنذري في "الترغيب" (1/ 577): "الرَّضْف -بفتح الراء وسكون الضاد المعجمة بعدها فاء-: الحجارةُ المُحماة.

12 - باب: حق السائل

وإسناده واهٍ، ابن السكَن قال صالح جزرة. يكذب، لا يسوى فلسًا. ووثّقه ابن حبّان. (تاريخ بغداد: 14/ 146 واللسان: 6/ 259). وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 209) عن أبي معاوية عن داود عن الشعبي عن عمر موقوفًا، ورجاله ثقات إلَّا أن الشعبيَّ روايته عن عمر مرسلةٌ. والحديث أخرجه مسلم (2/ 720) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من سأل الناسَ أموالَهم تكثُّرًا فإنّما يسأل جَمْرًا. فليستقلَّ أو ليستكثر". 12 - باب: حقِّ السائل 535 - أخبرنا أبو الحسن مُزاحِم بن عبد الوارث بن إسماعيل: نا محمَّد بن زكريا الغَلابي البصري: نا يعقوب بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن أمِّه: أم الحسن بنت جعفر بن الحسن بن الحسن (¬1) بن علي بن أبي طالب عن عبد الله بن الحسن عن أمِّه: فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي. عن أبيه علي -رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "للسائل حقٌّ ولو جاء على فَرَسٍ، ولا تردُّوا السائلَ". الغَلَابي اتهمه الدارقطني بالوضع. (الميزان: 3/ 550)، وفي السند مجاهيل. وأخرجه أبو داود (1666) -ومن طريقه البيهقي (7/ 23) - والقضاعي ¬

_ (¬1) في (ر): (الحسين).

في "مسند الشهاب" (285) من طريق زهير عن شيخٍ عن فاطمة بنت الحسين به. وفيه مبهمٌ، وقد سُمِّي فيما يأتي: وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 113) وأحمد (1/ 201) والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/ 416) وأبو داود (1665) -ومن طريقه البيهقي (7/ 23) - والدُّلابي في "الذرية الطاهرة" (رقم: 165، 166) وابن خزيمة (2468) والطبراني في "الكبير" (3/ 141) وحُميد بن زنجويه في "الأموال" (رقم: 2088، 2089) وأبو نعيم في الحلية (8/ 379) وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 296) من طرقٍ عن مصعب بن محمَّد عن يعلي بن أبي يحيى عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها مرفوعًا. قال ابن عبد البر -كما في "التذكرة" للزركشي (ص 33) -: "وليس إسناده بالقوي". أهـ. وبيّن ذلك المنذري فقال في "مختصر السنن" (2/ 250): "في إسناده: يعلي بن أبي يحيى، سُئل عنه أبو حاتم الرازي فقال: مجهول". أهـ. وقال السِّراج البلقيني في "محاسن الاصطلاح" (ص 391): "فيه يعلي بن أبي يحيى، وهو ضعيف". أهـ. قلت: ويعلى وثّقه ابن حبان كعادته في توثيقه المجاهيل، ولذا لم يعبأ الذهبي في "الكاشف" (3/ 296) والحافظ في "التقريب" بتوثيقه، فقالا: "مجهول". وقد أُبهِم يعلى في الرواية الأولى، قال الصلاح العلائي في "النقد الصحيح" (ص 41): "والظاهر أنَّه هو المُبْهَم في الرواية الثانية". أهـ. لكن قد قوّى هذا الإِسناد بعض العلماء: قال البدر الزركشي في "التذكرة" (ص 32 - 33): "ومصعب وثّقه يحيى وغيره، ويعلى جهّله أبو حاتم الرازي، لكن ذكره أبو حاتم بن حبّان

في ثقات أتباع التابعين فالحديث جيِّدٌ على رأيه، لكن لا يُعرف في الرواة عنه غير مصعب. وقد أخرجه أبو داود في سننه من جهة الثوري، وسكت عنه، فهو عنده صالح". أهـ. وقال العلائي في "النقد الصحيح" (ص 41): "ويعلى قال فيه أبو حاتم: مجهول. وعرفه ابن حبان فذكره في "الثقات". ثم قال (ص 42): "والحديث حسنُ الإِسناد". أهـ. وقال العراقي في "التقييد والإِيضاح" (ص 264): "وهذا إسنادٌ جيدٌ، وقد سكت عليه أبو داود فهو عنده صالح، ويعلى هذا ذكره ابن حبّان في الثقات، وجهّله أبو حاتم، وباقي رجاله ثقات".أهـ. قلت: توثيق ابن حبان لا يُعوّل عليه كما قدّمنا، وأمّا سكوت أبي داود على الحديث فإنه لا يُفيد صحة الحديث دائمًا، ففي السنن أحاديث ضعيفة كثيرة -كما هو معلوم عند أهل هذا الفن- قد سكت عليها أبو داود. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 258) من طريق إبراهيم بن عبد السلام المكي عن إبراهيم بن يزيد عن سليمان الأحول عن طاوس عن ابن عباس مرفوعًا. ذكره في ترجمة إبراهيم المكي وقال: "ليس بمعروف، حدّث بالمناكير، وعندي أنه يسرق الحديث". وقال: "وهذا الحديث أيضًا معروف بغير إبراهيم هذا عن إبراهيم بن يزيد، سرقه ممن هو معروفٌ به". أهـ. وضعّفه الدارقطني كما في "التهذيب" (1/ 141). وشيخه إبراهيم بن يزيد هو الخوزي متروك الحديث كما في التقريب. وأخرجه ابن عدي (4/ 1503 - 1504) عن علي بن سعيد بن بشير عن محمَّد بن عبد الله المخرِّمي عن معلى بن منصور عن عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة. وأعله السخاوي في "المقاصد" (ص 338) بضعف عبد الله بن زيد،

وشيخ ابن عدي مختلف فيه: فقد وثقه مسلمة بن قاسم، وضعفه الدارقطني. "اللسان" (4/ 231). والصواب أنه مرسل: أخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 996) عن زيد بن أسلم مرسلًا. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 294). "لا أعلم في إرسال هذا الحديث خلافًا بين رواة مالك، وليس في هذا اللفظ مسندٌ يحتجُّ به". أهـ. وأخرجه ابن زنجويه (2091) من طريق عثمان بن عثمان الغطفاني عن زيد بن أسلم عن عطاء مرسلًا. وأخرجه أيضًا (2090) من طريق الهيثم بن جماز عن الحسن مرسلًا. والهيثم متروك. وله طريق آخر عن أبي هريرة: أخرجه ابن عدي (5/ 1687) من طريق عمر بن يزيد عن عطاء عنه، وأعله السخاوي بضعف عمر، وقال عنه ابن عدي: منكر الحديث. وأخرجه العقيلي (1/ 234) وابن عدي (2/ 733) والدارقطني في "الأفراد" والدَّيلمي في "مسند الفردوس" -كما في "المقاصد" (ص 338) - من طريق الحسن بن علي الهاشمي عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا يمنعن أحدُكم السائلَ أن يُعطيَه، وإن كان في يده قلبٌ من ذهب". قال الدارقطني: تفرّد به حسن عن الأعرج. أهـ. قلت: والحسن ضعيف. وأخرجه ابن النجّار (¬1) في "تاريخه" -كما في "الدرر المنتثرة" (ص 151) - عن أبي هُدبة عن أنس مرفوعًا. وأبو هُدبة -واسمه إبراهيم بن هُدبة- كذّاب حدَّث عن أنس بعد المائتين!!. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 203 - 204) و"الأوسط" ¬

_ (¬1) في "الأسرار المرفوعة" للقاري (ت. الصبّاغ) ص 286: "البخاري" وهو تحريف.

(مجمع البحرين: 1/ ق 126/ ب) من حديث الهرماس بن زياد، وقال الهيثمي (3/ 101) والسخاوي (ص 338): "وفيه عثمان بن فائد، وهو ضعيف". وقال العراقي في "التقييد" (ص 264): "وعثمان بن فائد، ضعّفه ابن معين والبخاري وابن حبّان وغيرهم". أهـ. قال ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 236). "نقلتُ من خط القاضي أبي يعلى الفراء قال: نقلت من خطِّ أبي حفص البرمكي قال: سمعت أبا بكر أحمد بن محمَّد الصيدلاني يقول: سمعت أبا بكر المروزي يقول: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: أربعة أحاديث تدور عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأسواق ليس لها أصلٌ .. فذكر منها هذا الحديث. وكذا نقل ابن الصلاح في "مقدمته" (ص 389 - 390) وابن القيم في "المنار المنيف" (ص 125) عن الإِمام أحمد. لكن طعن بعض العلماء في ثبوت ذلك عن أحمد: قال الزركشي في "التذكرة" (ص 32): "وفي صحة هذا عن أحمد نظر، فقد أخرج أحمد في مسنده هذا الحديث". أهـ. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (4/ 210): "وما ذكره ابن الصلاح في "علوم الحديث" ... فإنّه لا يصحُّ عن أحمد، فقد أخرج حديث الحسين بن علي في مسنده". أهـ. وقال في "التقييد والإِيضاح" (ص 263): "قلت: لا يصح هذا الكلام عن الِإمام أحمد فإنّه أخرج حديثًا منها في المسند، وهو حديث (للسائل حق ...) ".أهـ. وقال البلقيني في "محاسن الاصطلاح" (ص 391): "وهذه الأحاديث وإن لم تبلغ رتبةَ الصحيح ولا الحسن، فمثل ذلك لا يُقال فيه: ليس له أصل".أهـ. وفي "شرح الإِحياء" للزبيدي (10/ 302 - 303): "قلت: وجدتُ

13 - باب: الحث على الصدقة

بخط الحافظ نقلًا عن خطِّ ابن رجب الحنبلي ما نصُّه: وردُّ ذلك عن أحمد بمجرد روايته له في مسنده فيه نظر، فكم من حديثٍ قال فيه أحمد: (لا يصح) وقد أخرجه في مسنده، ومِنْ كتب العلل لعبد الله بن أحمد والأثرم والخلَّال عُلِمَ صحة هذا. انتهى. وبخطِّ الحافظ أيضًا: الصحيح عن أحمد أنّه أنكرَ حديثَ (لو صدق السائل ما أفلح من ردَّه) كذا نقل عنه مهنّا". أهـ. قلت: مما ينبغي التنبه له أن المتقدمين يقولون في الحديث (لا أصل له) إذا لم يكن له سندٌ صحيح (¬1)، بخلاف المتأخرين فقد استقرّ عندهم أن هذه العبارة لا تقال إلَّا في الحديث الذي لم يُوقَف على سنده، فإذا تبيّن لك ذلك علمت أنه لا تعارض بين قول الإِمام أحمد في الحديث: (لا أصل له) وروايته في مسنده، وبالتالي فلا وجه للتشكيك في ثبوت هذه المقالة عن أحمد. وقال ابن القيم في "المنار" (ص 123): "ومن الأحاديث الباطلة ... ": فذكر هذا الحديث. 13 - باب: الحثّ على الصدقة 536 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أحمد بن علي الخرّاز: نا مروان بن محمَّد: نا عبد الله بن العلاء بن زَبْر قال: سمعتُ القاسمَ أبا عبد الرحمن يُحدِّثُ. عن أبي هريرة أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ابنَ آدم! أنْ تُعطيَ الفضلَ فهو خيرٌ لك، وأن تُمسِكَهُ فهو شرٌّ لك، وابدأ بمن تعول، ولا يلومُ اللهُ على الكفافِ، واليدُ العُليا خيرٌ من اليد السُّفلى". قال أبو هريرة: ما أُبالي قرأتُ بهِنَّ أو حدّثتُ بِهِنَّ. ¬

_ (¬1) انظر على سبيل المثال (العلل لابن أبي حاتم: الأرقام: 102، 108، 337، 425، 584).

14 - باب: فضل المنيحة

أخرجه أحمد (2/ 362) من طريق ابن زَبْر به. وإسناده حسن، للخلاف المعروف في القاسم بن عبد الرحمن الشامي. وأخرجه مسلم (2/ 718) من حديث أبي أمامة. 537 - حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم: نا أبي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا سَعدان بن يحيى: نا سَعدان بن بشر الجهني: نا سعد الطائي عن المُحِلّ بن خليفة. عن عَدي بن حاتم الطائي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليتَّقِ أحدُكم النارَ ولو بشقِّ تمرةٍ، وإن لم يجدْ فبكلمةٍ طيبةٍ". أخرجه البخاري (3/ 281) من طريق سعدان بن بشر به. وأخرجه البخاري (3/ 283) ومسلم (3/ 702 - 704) من طرقٍ أخرى عن عدي بن حاتم. 14 - باب: فضل المنيحة 538 - أخبرنا أبو الحسين محمَّد بن هميان البغدادي: نا أبو علي الحسن بن عَرَفة العبدي: نا شجاع بن الوليد: نا زائدة بن قدامة قال: سمعت منصور يحدِّث عن طلحة بن مُصرِّف عن عبد الرحمن بن عَوسجة. عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَنَحَ منيحةَ لَبَنٍ أو منيحةَ وَرِقٍ، أو هدّا (¬1) زُقاقًا كان بعدل نسمة كلُّ واحدٍ منهما إن شاء الله عمل سنةٍ". كذا وردت الرواية في الأصول، وشيخ تمام قال الكتّاني: تكلّموا فيه. (الميزان. 4/ 58). ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وبهامش الأصل: (كذا في أصل تمام الرازيّ بخطِّه)، والمعروف عند مخرّجي الحديث. (هدّى، أهدى).

والحديث أخرجه عبد الرزاق (2/ 45) -وعنه أحمد (4/ 296) - من طريق منصور -وهو ابن المعتمر- عن طلبة به بلفظ: "من مَنَحَ منيحة لبنٍ أومنيحة وَرِقٍ أو هدّى زُقاقًا فهو كعتق رقبةٍ". وإسناده صحيح. 539 - أخبرنا أبو الطيّب محمد بن حميد بن سليمان الكِلابي: نا أبو حاتم محمَّد بن إدريس الرازي: نا يَسَرَة بن صفوان: نا حُديج عن أبي إسحاق: حدثني طلحة بن مُصرِّف عن ابن عوسجة. عن البراء بن عازب قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من منح منحةَ لبنٍ، أو منحةَ وَرِقٍ، أو هدّا زُقاقًا كان كعتق نَسمةٍ أو رقبةٍ". 540 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمَّد بن السفر، وأحمد بن سليمان بن حذلم قالا: نا بكّار بن قتيبة: نا يعقوب بن إسحاق المقرئ: نا مالك بن مِغْول عن طلبة بن مُصرِّف عن عبد الرحمن بن عوسجة. عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ منح مِنحةَ وَرِقٍ، ومن مَنَح منحة لبنٍ، أو هدّا زُقاقًا فهو كعتق رقبةٍ". 541 - أخبرنا علي بن الحسين، وأحمد بن سليمان، وعبد الرحمن بن عبد الله قالوا: نا بكّار بن قتيبة به بلفظ: "من منح منيحةَ لبنٍ أو هدّا زُقاقًا فهو كعتق رقبةٍ". أخرجه الطيالسي (740) وأحمد (4/ 285، 300، 304) والترمذي (1957) -وقال: حسن صحيحٌ- والروياني (ق 78/ ب) وابن حبَّان (861) والبغوي في "شرح السنة" (6/ 162 - 163) من طرقٍ عن طلحة به. وإسناده صحيح. وأخرجه أحمد (4/ 272) من حديث النعمان بن بَشير، وسنده لا بأس به.

(7) كتاب الصوم

(7) " كتاب الصوم"

1 - باب: فضل الصوم

1 - باب: فضل الصوم 542 - أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عفّان: نا عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء عن أبيه. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ حسنةٍ عملها ابنُ آدمَ أجزيه بها عشرَ حسناتٍ إلى سبعمائة ضِعْفٍ إلَّا الصيام لي، وأنا أجزي به: يَذَرُ الطعامَ من أجلي، ويَذَرُ الشهوةَ من أجلي، فهو لي، وأنا أجزي (¬1) به. الصيامُ جُنَّةٌ، فمن كان صائمًا فلا يرفثْ ولا يجهلْ، فإن امرؤٌ شتَمَه أوآذاه فليقلْ: إنّي صائمٌ". عبد الرحمن بن إبراهيم هو القاص، قال ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال أبو داود: منكر الحديث. وقال أبو حاتم والنَّسائي: ليس بالقوي. (اللسان: 3/ 401 - 402). والحديث أخرجه البخاري (4/ 103، 118) ومسلم (2/ 806 - 807) من طرقٍ عن أبي هريرة بنحوه. 543 - أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي بن وَثَّاق النَّصيبي: أنا إسحاق الصوّاف. نا يحيى بن غَيْلان: نا عبد الله بن بَزيع. نا رَوْح بن القاسم: حدثني مالك بن أنس عن الزُّهري عن الأعرج. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خُلُوفُ فمِ الصائم أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِ المِسْكِ". ابن بَزيع قال ابن عدي: ليس بحجّةٍ. وكذا قال الساجي وزاد: روى ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (أجزيه).

عنه يحيى بن غيلان مناكير. وقال الدارقطني: ليس بمتروك. "اللسان" (3/ 263). والحديث أخرجه مالك في "الموطأ" (1/ 310) عن أبي الزِّناد عن الأعرج به. وأخرجه البخاري (4/ 103) عن مالك به، وأخرجه مسلم (2/ 806 - 807) من طرقٍ أخرى عن أبي هريرة. 544 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْرَعيُّ: نا إبراهيم بن إسماعيل بن زُرَارة: نا القَعْنبيُّ: نا داود بن قيس الفرّاء عن موسى بن يَسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خُلُوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند اللهِ يومَ القيامةِ من ريحِ المِسْكِ". 545 - وحدثناه جعفر بن محمد الكِنْدي: نا يزيد بن عبد الصمد: نا القَعْنَبِيُّ مِثلَه. إسنادُه صحيحٌ على شرطِ مسلمٍ. وأخرجه أحمد (2/ 533) عن عبد الله بن الحارث عن داود بن قيس الفرّاء به. وتقدّم تخريجه من غير هذا الوجه في الذي قبله. 546 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج: نا أبو بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكّار بن بلال: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا هاشم بن أبي هريرة الحِمصيُّ عن هشام بن حسّان عن ابن سيرين. عن سَلمان بن عامر الضَّبِّي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصائمُ في عبادةٍ وإنْ كان راقدًا على فِراشِه". هاشم بن أبي هريرة -واسم أبي هريرة كما ذكر ابن أبي حاتم في

2 - باب: فضل رمضان

"الجرح والتعديل" (9/ 105): عيسى بن بشير- قال الذهبي: لا يُعرف. وقال العقيلي: منكر الحديث، (الميزان: 4/ 289) فالسندُ ضعيفٌ. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1922) والديلمي (زهر الفردوس: 2/ ق 136/ ب) من طريق عبد الرحيم بن هارون الغسّاني عن هشام بن حسّان عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعًا: "الصائم في عبادة ما لم يغتب". زاد الديلمي: "مسلمًا أو يُؤذه". والغسّاني ضعيفٌ كذَّبه الدارقطني كذا في التقريب. فإسناده واهٍ. ونقل ابن الجوزي في "العلل" (2/ 50) عن الدارقطني قال: "وَهِمَ فيه -يعنى: الغسّاني-، والصحيحُ: عن هشام عن حفصةَ عن أبي العالية من قولِه غير مرفوعٍ". أهـ. قلت: هكذا أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 303) والبيهقي في "الشُّعب" (2/ ق 16/ ب)، وإسناده صحيح. وأخرجه الديلمي (2/ ق 136/ ب) من حديث أنس بلفظ تمّام، قال المناوي في "الفيض" (4/ 231): "وفيه محمد بن أحمد بن سهل (في الأصل: سهيل) قال الذهبي في "الضعفاء": قال ابن عدي. ممّن يضع الحديث". أهـ. وأخرجه (2/ ق 136/ ب- 137/ أ) من حديث ابن عبّاس مطوّلًا، وفيه عمر بن مدرك كذّبه ابن معين. (الميزان: 3/ 223). 2 - باب: فضل رمضان 547 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا عبد اللطيف: نا عبد الأعلي بن عبد الواحد: نا زين بن شُعيب عن أسامة عن محمد عن أبي سَلَمة.

عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ صامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه". أخرجه البخاري (1/ 92) من طريق يحيى بن سعيد، ومسلم (1/ 523 - 524) من طريق يحيى بن أبي كثير كلاهما عن أبي سلمة به. 548 - أخبرنا الحسن بن حبيب: أنا عبد اللطيف. أنا عبد الأعلى: نا زين عن القاسم بن عبد الله عن ابن عجلان عن أبيه عن القعقاع عن أبي صالح. عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه". القاسم بن عبد الله هو العُمريُّ كذّابٌ وضّاع. 549 - حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن عِلّان الحرّاني الحافظ: نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى قراءةً عليه: نا محمد بن إبراهيم الشامي -من قرية من قُرى دمشق، كتبتُ عنه بعبّادان-: نا أحمد بن محمد ابن أخي سوّار القاضي عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح. عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الجنّةَ لتزيّنُ من الحَوْلِ إلى الحول في شهر رمضان، وإنَّ الحورَ العِينَ لتزيّنُ من الحولِ إلى الحولِ في شهر (¬1) رمضان، فإذا دَخَلَ شهر رمضان قالت الحورُ: اللهمَّ اجعل لنا في هذا الشهرِ من عبادِك أزواجًا". قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فمن صان نفسَه في شهر رمضان: لم يشربْ فيه مُسكِرًا، ولم يقفُ (¬2) فيه مؤمنًا ببهتانٍ، ولم يعملْ فيه خطيّةً، زوّجَهُ الله ¬

_ (¬1) في (ظ): (لشهر). (¬2) كذا في الأصول إلَّا (ر) ففيها: (يقذف) وكُتِبَ فوقها (يقف)، وبهامش الأصل: (لعلّه: يقذف) وكذا في رواية البيهقي.

-تبارك وتعالى- في كلِّ ليلةٍ مائةَ حَوراء، وبنى له قصرًا في الجنّةِ من لؤلؤٍ وياقوتٍ وزَبَرْجدٍ، لو أنّ الدُّنيا كلَّها جُعِلت في ذلك القصرِ لكان فيها (¬1) كمَربطِ عنزٍ في الدنيا. ومن شَرِبَ فيه مُسكِرًا، أو قفا فيه مؤمنًا ببُهتانٍ، أو عَمِلَ فيها خطيئةً أحبطَ اللهُ عملَه. فاتقوا شهرَ رمضان، فإنّه شهر جَعَلَ الله لكم أحدَ عشرَ شهرًا تأكلون فيه وتشربون، وجعلَ لنفسه شهرَ رمضان، فاتقوا شهرَ رمضانَ فإنّه شهرُ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (14/ ق 384) من طريق تمّام به، وأخرجه من طريقٍ آخر عن أبي يعلى به. وأخرجه البيهقي في "شعب الإِيمان" (2/ ق 13/ ب- 14/ أ) من طريق آخر عن محمد بن إبراهيم به، ونقل عن شيخه الحاكم أنه قال: "لم نكتبه من حديث الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح إلا بهذا الإِسناد". أهـ. ومحمد بن إبراهيم -هو ابن العلاء- الشامي، كذّبه الدارقطني، واتهمه بالوضع ابن حبّان والحاكم وأبو نعيم والنقاش. (التهذيب: 9/ 14). وقال البيهقي عن الحديث: "في إسناده ضعف". أهـ. 550 - أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دُحَيم قراءةً عليه سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة: نا أبو هشام إسماعيل بن عبد الرحمن الكِناني الدمشقي: نا الوليد بن الوليد القلانسي: نا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمرو بن دينار. عن ابن عمر أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال. "إنّ الجنّةَ لَتُزَخْرَفُ لشهر رمضانَ من رأسِ الحولِ إلى الحولِ، فإذا كان أوّلُ يومٍ من شهرِ رمضانَ هبّت ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وعليهما تضبيبٌ في الأصل و (ظ)، وعند ابن عساكر: (لكان منها).

ريحٌ من تحتِ العرش فتفتَّقت من ورق الجنّةِ عن الحورِ العِين فقلنَ (¬1): اللهم اجعلْ لنا من أوليائك أزواجًا تقرُّ أعينُنا بهم، وتقرُّ أعيُنهم بنَا". أخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 135/ أ) والبيهقي في "الشعب" (2/ ق 14/ أ) وابن الجوزي في "العلل" (881) من طريق الوليد بن الوليد به. قال الطبراني: "لم يروه عن ابن ثوبان إلا الوليد". أهـ. ونقل ابن الجوزي عن الدارقطني قوله: "تفرّد به عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمرو، ولم يروه عنه غير الوليد بن الوليد وهو منكر الحديث". أهـ. والوليد قال أبو حاتم: صدوق. وتركه الدارقطني، وقال ابن حبّان: روى عن ابن ثوبان نسخةً أكثرها مقلوبٌ. وقال أبو نعيم: "روى عن ابن ثوبان موضوعات". أهـ. (اللسان: 6/ 228). وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 142): وفيه الوليد بن الوليد القلانسي وثّقه أبو حاتم، وضعّفه جماعة". أهـ. وقال البيهقي: "في إسناده ضعف". وفي الباب: عن أبي مسعود الغفاري، وابن عباس. أما حديث أبي مسعود الغفاري: فقد أخرجه ابن خزيمة (1886) -ومن طريقه البيهقي في "الشُّعَب" (2/ ق 14/ أ- ب) وأبو الشيخ في "الثواب" -كما في "الترغيب" (2/ 103) - من طريق جرير بن أيوب البَجَلي عن الشعبي عن نافع بن بردة عن أبي مسعود الغفاري. وأخرجه أبو يعلى - (المقصد العلي: 502) والمطالب العالية ¬

_ (¬1) في الأصول: (فقلنا)، والمثبت من كتب الحديث و (ظ)، وكُتِبَ فوقها: (الأصل: فقلنا).

(المسندة: ق/ 36/ أ) - وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 189) من نفس الطريق لكن عندهما (ابن مسعود). قال ابن خزيمة: "إن صحَّ الخبر، فإنّ في القلب من جرير بن أيوب البَجَلي". أهـ. قال البيهقي: "قلت: وجرير بن أيوب ضعيفٌ عند أهل النقل". أهـ. قال المنذري: "جرير بن أيوب البجلي واهٍ". أهـ. وقال الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 260): "قلت: جرير ضعيف جدًا. وقال الحافظ في "المطالب": "قلت: تفرّد به جرير بن أيوب وهو ضعيف جدًّا، وابن مسعود ليس هو الهُذَلي المشهور، وإنّما هو آخر غِفاري". أهـ. وقال ابن الجوزي: "حديث موضوع، والمتهمُ به جرير بن أيوب، قال يحيى: ليس بشيءٍ. وقال الفضل بن دُكين: كان يضع الحديث. وقال الدارقطني والنسائي: متروك". أهـ. وله طريق آخر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 388 - 389) وابن النّجار في "التاريخ" -كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 100) و"تنزيه الشريعة" (2/ 154) - من طريق الهيّاج بن بِسطام عن عبّاد عن نافع عن أبي مسعود. والهيّاج قال ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال أحمد: متروك. وقال صالح جزرة: منكر الحديث. واتهمه ابن حبان. (التهذيب: 11/ 88 - 89). وبه أعل الهيثمي في "المجمع" (3/ 142) الحديث. وأمّا حديثُ ابن عباس: فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 136/ ب) من طريق زهير بن عبّاد عن أحمد بن أبيض عن الأوزاعي عن عطاء عنه. قال الطبراني: "لم يروه عن الأوزاعي إلا أحمد، تفرّد به زهير". أهـ.

3 - باب: لا تقولوا: (رمضان)

قال الهيثمي (3/ 144): "أحمد بن أبيض لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله موثَّقون". أهـ. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل" (880) من طريق آخر عن ابن عباس، وقال: "لا يصح". أهـ. وهو من رواية الضحّاك بن مُزاحم عن ابن عبّاس، ولم يسمع منه فالسند منقطعٌ. وحديث ابن عباس أشار المنذري في "الترغيب" (2/ 99) إلى ضعفه حيث صدّره بـ"رُوي" ثم قال (2/ 101): "رواه أبو الشيخ في "الثواب" والبيهقي، وليس في إسناده من أُجمِعَ على ضعفه". أهـ. وأشار الدمياطي في "المتجر" (ص 260) إلى ضعف حديث ابن عباس. 3 - باب: لا تقولوا: (رمضان) 551 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد الله الورّاق -يُعرف بـ (ابن فُطيس): نا أبو الفضل جعفر بن محمد بن جعفر بن رشيد الكوفي بدمشق: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ناشب بن عمرو أبو عمرو الشيباني: نا مقاتل بن حيّان عن الضحّاك بن مُزَاحم. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقولنَّ أحدُكم: (صمتُ رمضان) [و (قمتُ رمضان) (¬1)]، ولا: (صنعتُ في رمضان كذا وكذا)، فإن رمضانَ اسمٌ من أسماء الله العِظام، ولكن قولوا: (شهر رمضان) كما قال ربُّكم -عَزَّ وجَلَّ- في كتابه". ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و"اللآلئ".

الحديث ذكره السيوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 97 - 98) بسنده ومتنه منسوبًا إلى فوائد تمّام. وفي الإِسناد: ناشب بن عمرو وقد أعلّ ابن عرّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 153) الحديث به، وناشب قال البخاري: منكر الحديث. وضعّفه الدارقطني. وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" -كما في تفسير ابن كثير (1/ 216) - وابن عدي في "الكامل" (7/ 2517) والبيهقي (4/ 201) من طريق أبي معشر السِّنْدي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا مختصرًا، وهو عند ابن أبي حاتم موقوفٌ. قال البيهقي: "أبو معشر هو نجيح السِّنْدي ضعّفه يحيى بن معين، وكان يحيى القطّان لا يُحدِّث عنه، وكان عبد الرحمن بن مهدي يُحدِّث عنه، وقد قيل عن أبي معشر عن محمد بن كعب من قوله، وهو أشبه". ثم ساق بسنده ذلك عن محمد بن كعب. وسُئل أبو حاتم -كما في "العلل" (1/ 249 - 250) لابنه- عن هذا الحديث فقال: "هذا خطأٌ إنّما هو قول أبي هريرة". أهـ. وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 187): "هذا حديثٌ موضوعٌ لا أصل له، وأبو معشر اسمه: نجيح، كان يحيى بن سعيد يُضعِّفه، ولا يحدِّث عنه، ويضحك إذا ذكره. وقال يحيى بن معين: إسناده ليس بشيءٍ. قلت: ولم يذكر أحدٌ في أسماء الله تعالى: رمضان، ولا يجوز أن يُسمّى به إجماعًا. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة". أهـ. وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 216): "قلت: أبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن المدني إمامُ المغازي، وقد أنكره عليه الحافظُ ابنُ عدي، وهو جديرٌ بالإِنكار فإنّه متروك، وقد وَهِمَ في رفع هذا الحديث،

4 - باب: وجوب الصوم لرؤية الهلال

وقد انتصر البخاري -رحمه الله- في كتابه لهذا فقال: (باب: يُقال: رمضان)، وساق أحاديث في ذلك منها "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ... ". أهـ. قال الحافظ في "الفتح" (4/ 113): "حديثٌ ضعيفٌ". أهـ. وأخرجه ابن النجار في "التاريخ" -كما في "اللآلئ" (2/ 98) - من حديث عائشة، قال ابن عرّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 153): "في سنده من لم أعرفهم". أهـ. 4 - باب: وجوب الصوم لرؤية الهلال 552 - أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن جيش بن شيخ الفرغاني قراءةً عليه: نا إبراهيم بن زهير المقرئ بحُلوان: نا مكيُّ بن إبراهيم: نا عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُقدِّموا بين يدي رمضان بصومٍ، صُوموا لرؤيتِه، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمِّيَ (¬1) عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين يومًا". قال: وكان ابنُ عمرَ إذا كان ذلك اليوم أرسلَ من ينظرُ إلى الهلالِ، فإن رآه أصبح صائمًا، وإنْ لم يره أصبحَ مُفطِرًا، وإن كان بينَه وبينَه سحابٌ أصبح صائمًا. قال تمام (¬2): المتأخرون يُحدِّثون عن مكيِّ عن عبيد الله بن عمر. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (غُمَّ). (¬2) ليس في (ف) و (ظ).

5 - باب: علامة كون الهلال لليلته

شيخ تمام وشيخه لم أر من ذكرهما. والحديث أخرج المرفوع منه البخاري (4/ 119) ومسلم (2/ 759 - 761) بنحوه. وأخرجه بتمامه أحمد (2/ 5، 13) وأبو داود (2320) والدارقطني (2/ 161) والبيهقي (4/ 204) بمعناه، وإسناده صحيح. 5 - باب: علامة كون الهلال لليلته 553 - حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علّان الحرّاني: أنا الحسين بن تقي بن أبي تقي: نا جدّي أبو تقي هشام بن عبد الملك: نا بقيّة بن الوليد، قال: حدثني عثمان بن عبد الرحمن عن عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا غابَ قبلَ الشَّفَقِ فهو لليلةٍ، وإذا غابَ بعد الشفقِ فهو لليلتين". أخرجه أبو يعلى (المطالب المسندة: ق 35/ ب) والخطيب في "تاريخه" (7/ 123) من طريق عبد الله بن صالح عن بقيّة به. وأعلّه البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (1/ ق 140/ ب) بتدليس بقيّة، وهو وإن صرّح بالتحديث في رواية تمام لكن في ثبوت ذلك نظر؛ لأنّ في السندِ الحسين بن تقي ولم أرَ مَنْ ترجمه. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2449) من طريق بقية عن مُجاشع بن عمرو عن عُبيد الله بن عمر به. وسُئل أبو حاتم -كما في "العلل" (1/ 247) لابنه- عن هذا

6 - باب: شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان

الحديث، فقال: "هذا حديث منكر، ومجاشع ليس بشيءٍ". أهـ. وكذّبه ابن معين. وأخرجه ابن عدي (7/ 2540) من طريق الوليد بن سلمة الطبراني عن عبيد الله به. والوليد كذّبه أبو مُسهر ودُحيم، واتهمه ابن حبّان، وتركه الدارقطني. (اللسان: 6/ 222). وأخرجه ابن عدي (3/ 1014) من طريق رِشْدِين بن سعد عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن عبيد الله بن عمر به، وأخرجه أيضًا عن رِشْدين عن يونس عن نافع به. ورِشدِين ضعيف مع صلاحِه. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 254) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 186) - عن حمّاد بن الوليد عن عبيد الله بن عمر به. وقال ابن حبان: "لا أصل له". واتهم به حمادًا. 6 - باب: شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان 554 - حدثنا علي بن الحسن بن إبراهيم بن سعد بن عطاء بن دينار بن سعد الحلبي من حفظه: نا أبو علي الحسين (¬1) بن محمد بن وجه الفاقعة السَّكُوني: نا محمد بن مُصفّى: نا بقيّة بن الوليد: نا شُعبة: نا سِماك بن حَرْب عن عكرمة. ¬

_ (¬1) في (ظ): (الحسن) ولم أقف على ترجمته.

عن ابن عباس أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أجازَ شهادةَ أعرابيٍّ في رؤيةِ الهلالِ لصومِ شهر رمضانَ. شيخُ تمام ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/ ق 4/ ب) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا، وشيخه لم أر من ذكره. والحديث اختُلِفَ فيه على سِماك فروي عنه موصولًا ومرسلًا: فرواه عنه موصولًا: زائدةُ بن قدامة عند ابن أبي شيبة (3/ 68) والدارمي (2/ 5) وأبو داود (2340) والترمذي (691) والنسائي (2113) وابن ماجه (1652) وأبو يعلى في مسنده (2529) وابن الجارود في "المنتقى" (380) وابن خزيمة (1923، 1924) والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 201، 202) وابن حبان (870) والدراقطني (2/ 158) والحاكم (1/ 424) والبيهقي (4/ 211). وحازمُ بن إبراهيم عند الطبراني في "الكبير" (11/ 295) والدارقطني (2/ 157 - 158). والوليدُ بن أبي ثور -وهو ضعيف- عند أبي داود (2430) -ومن طريقه البيهقي (4/ 212) -والترمذي (691) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (6/ 243) - والدارقطني (2/ 158). ورواه مرسلًا: إسرائيل بن يونس عند ابن أبي شيبة (3/ 67 - 68). واختلف فيه على الثوري: فرواه جماعة عنه عن سماك عن عكرمة مرسلًا، وهم: شعبةُ عند الطحاوي في "المشكل" (1/ 202) والدارقطني (2/ 159)، وأبو داود الحُفْري وابنُ المبارك عند النسائيِّ (2114، 2115)، وعبدُ الرزاق في مصنّفه (4/ 166). وخالفهم: الفضل بن موسى السِّيناني عند النسائي (2112)

وابن الجارود (379) والطحاوي (1/ 202) والدراقطني (2/ 158) والحاكم (1/ 424) والبيهقي (4/ 212)، وأبو عاصم النبيل عند الدارقطني (2/ 158 - 159) والحاكم (1/ 424) فروياه عنه موصولًا، ورواة المرسل أكثر وأوثق. واختلف فيه أيضًا على حماد بن سلمة. فرواه أبو داود (2341) -ومن طريقه الدارقطني (2/ 159) والبيهقي (4/ 212) - عن شيخه موسى بن إسماعيل عن حماد عن سماك عن عكرمة مرسلًا. وخالف أبا داود: عُثمانُ بن سعيد الدارمي عند الحاكم (1/ 424) -وعنه البيهقي (4/ 212) - فرواه عن حمّاد عن سماك عن عكرمة مرسلًا. وأبو داود أثبت. وسِماك روايته عن عكرمة مضطربة كما قال ابن المديني ويعقوب بن سفيان، وقد تغيّر قبل موته، قال النسائي: إذا انفرد بأصل لم يكن حجّةً؛ لأنّه كان يُلقَّن فيتلقن. فالاختلاف في إرسال الحديث ووصله منه، ومن روى عنه إنّما حدّث بما سمع منه. قال الترمذي: "حديث ابن عباس فيه اختلاف، وروى سفيان الثوري وغيره عن سماك عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. وأكثرُ أصحاب سماك رووا عن سماك عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا". أهـ. وقال أبو داود: "رواه جماعة عن سماك عن عكرمة مرسلًا". أهـ. وقال النسائي -كما في "تُحفة الأشراف" (5/ 137 - 138) -بعدما رواه عن سفيان به مرسلًا-: "هذا أولى بالصواب من حديث الفضل بن موسى، لأن سماك بن حرب كان ربّما لُقِّن فقيل له (عن ابن عباس)، وابن المبارك أثبتُ في سفيان من الفضل بن موسى، وسماك إذا تفرّد بأصلٍ لم يكن حجةً لأنّه كان يُلَقَّن فيتلقّن". أهـ.

7 - باب: الإمساك عند طلوع الفجر

وأعلّه ابن حزم في "المحلّى" (6/ 237) بسِماك، فقال: "رواية سِماك لا نحتجُّ بها ولا نقبلها منهم". أهـ. ويُغني عن هذا الحديث: حديث ابن عمر أنه قال: تراءى الناسُ الهلالَ، فأخبرت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أنّي رأيته، فصام وأمر الناسَ بصيامه. أخرجه الدارمي (2/ 4) وأبو داود (2342) -ومن طريقه ابن حزم (6/ 236) والبيهقي (4/ 212) - وابن حبّان (871) والدراقطني (2/ 156) والحاكم (1/ 423). قال ابن حزم: هذا خبرٌ صحيحٌ. أهـ. وصححه الحاكم على شرط مسلم. وقال النووي في "المجموع" (6/ 276): "حديث صحيح، رواه أبو داود والدارقطني والبيهقي بإسنادٍ صحيح على شرط مسلم". أهـ. وهو كما قالوا. 7 - باب: الإِمساك عند طلوع الفجر 55 - حدثني أبو زُرعة أحمد بن الحسين (¬1) بن علي الرازي في سنة سبعٍ وأربعين وثلاثمائة: نا جعفر بن محمد البَلْخي: نا عبد الصمد بن الفضل: نا خلف بن أيوب: نا المبارك بن مجاهد البَلْخي عن عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ بِلالًا يُنادي بليلٍ فكلوا واشربوا حتى يؤذِّنَ ابنُ أم مكتوم". ¬

_ (¬1) في الأصل (الحسن) وكذا بهامش (ظ)، والتصويب من (ظ) و (ر) و (ف) وكتب التراجم.

8 - باب: السحور بركة

وإنما كان بينهما قَدْرُ ما ينزلُ هذا ويرقى هذا. 556 - حدثنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد البخاري الحافظ في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة: نا أبو نصر محمد بن محمد بن حاتم السِّجِسْتاني ببَلْح: نا عبد الصمد بن الفضل: نا خلف بن أيوب الفقيه عن المبارك بن مجاهد عن عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ بلالًا يُؤذِّن (¬1) بليلٍ فكلوا واشربوا حتى يُؤذِّنَ ابن أم مكتوم". وإنما كان بينهما قَدْرُ ما ينزلُ هذا ويرتقي هذا. المبارك بن مجاهد ضعَّفه قتيبة جدًا، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاجُ به. وقال: ما أرى بحديثه بأسًا. (اللسان: 5/ 12). وخلف بن أيوب ضعّفه ابن معين. والحديث أخرجه البخاري (4/ 136) ومسلم (2/ 768) من طرقٍ عن عبيد الله به. 8 - باب: السَّحور بركة 557 - أخبرنا أبي -رحمه الله-: أنا الحسن بن سفيان النَّسوي بنَسَا: نا عمّار بن هارون المُستملي: نا حمّاد بن سلمة، وحمّاد بن زيد، وسعيد بن زيد، ومبارك بن سُحيم، وإسماعيل بن عُليَّة، وعبد الوارث بن سعيد، وأبو عَوانة عن عبد العزيز بن صُهيب. ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: (يُنادي).

9 - باب: صوم التطوع بغير تبييت

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تسحّروا، فإن في السَّحورِ بركةً". 558 - أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا بكّار بن قتيبة: نا رَوْح بن عُبادة: نا شعبة وهشام بن حسّان وحمّاد، قالوا: نا عبد العزيز بن صُهيب. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تسحَّروا، فإنّ في السَّحور بركةً". أخرجه البخاري (4/ 139) من طريق شعبة عن عبد العزيز به. وأخرجه مسلم (2/ 770) من طريق هشيم وابن عُليَّة وأبو عَوانة عن عبد العزيز به. 9 - باب: صوم التطوع بغير تبييتٍ 559 - أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا بكّار بن قتيبة: نا رَوح بن عُبادة: نا شعبة عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة. عن عائشة أمِّ المؤمنين -رضي الله عنها (¬1) - قالت: كان نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - يحبُّ طعامًا، فجاء يومًا فقال: "هل عندكم من ذلك الطعام؟ " فقلت: لا. فقال: "إني صائمٌ". 560 - وحدثنا ابنُ حَذْلم: نا بكّار بن قُتيبة: نا رَوْح بن عبادة مِثلَه. أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/ 56) من طريق روح به، وسنده صحيح. وأخرجه مسلم (2/ 808 - 809، 809) من طريق عبد الواحد بن زياد ووكيع عن طلحة به بنحوه. ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) و (ر).

10 - باب: الصائم يصبح جنبا

10 - باب: الصائم يُصبح جُنُبًا 561 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا مُضَر بن محمد الأسدي أبو محمد: نا جعفر بن مهران: نا مُعتمر بن سليمان عن بُرْد بن سِنان عن الزُّهري. عن أبي بكر عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: كان أبو هريرة يقول: من أصبح جُنُبًا فقد أفطر. فأتيتُ عائشة فسألتها، فقالت: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُصبحُ جُنُبًا من غير احتلامٍ ثمّ يصومُ ذلك اليوم. فأتيتُ أمَّ سَلَمة فسألتُها فقالت مثلَ ذلك. فأتيتُ امرأةً أخرى من أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسألتُها فقالت مثلَ ذلك. قال: فأتيتُ مروان فأخبرتُه بذلك، فقال: القَ أبا هريرة فأَخْبِرْه. فَلَقيتُ أبا هريرة بذي الحُلَيفة، فقلتُ: يا أبا هريرة! إنِّي أُريدُ أَنْ أذكرَ لك حديثًا، ولولا عَزْمةُ الأميرِ لم أذكره. قال: فذكرتُ له الحدِيثَ، وأخبرتُه الخبرَ، فتغيَّرَ وجهُ أبي هريرة، وقال: هُنَّ أعلمُ، هنَّ أعلمُ. جعفر بن مهران بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 491). وأخرجه بنحوه البخاري (4/ 143) من طريق الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبي هريرة، وأخرجه مسلم (2/ 779 - 780) من طريق ابن جريج عن أبي بكر به.

11 - باب: القبلة للصائم

11 - باب: القُبلة للصائم 562 - أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد وغيره، قالوا: نا أحمد بن المُعلَّى بن يزيد (ح). وأخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: أنا سليمان بن أيوب بن حذلم قالا: نا يزيد بن عبد الله بن رُزَيْق: نا الوليد بن مسلم: نا أبو عمرو، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: حدثني عمر بن عبد العزيز قال: حدثني عروة بن الزبير. عن عائشة أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُقبِّلُها وهوصائمٌ. أخرجه أبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (رقم: 52) عن يزيد بن عبد الله به، وأبو عمرو هو الأوزاعي. وأخرجه مسلم (2/ 778) من طريق شيبان عن ابن أبي كثير به. وأخرجه البخاري (4/ 152) من طريق هشام بن عروة عن أبيه به. 563 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عَوْف: نا أبو اليَمان: نا إسماعيل بن عيّاش عن بُرْد بن سِنان عن أبي هارون. عن أبي سعيد أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يضرُّ أحدُكم إذا كان صائمًا أن يُقبِّلَ امرأتَه". حديثٌ موضوعٌ، أبو هارون هو العَبْدي، واسمه: عُمارة بن جوين متروك، كذّبه ابن عُليّة وابن معين وغيرهما.

12 - باب: الصائم يقيء

12 - باب: الصائم يقيء 564 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرَّقاشي: نا عبد الصمد بن عبد الوارث: نا أبي عن حسين المُعلِّم عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني الأوزاعي عن يعيش بن الوليد. عن معدان -يعني: ابن طلحة- عن أبي الدرداء أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قاء فأفطر. فذكرتُ ذلك لثوبانَ، فقال: صَدَقَ، أنا صَبَبْتُ له وضوءَه. أخرجه الحاكم (1/ 426) من طريق أبي قِلابة الرَّقاشي به. وأبو قلابة قال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، كان يحدّث من حفظه، فكثرت الأوهام في روايته. ووثقه غيره. وأخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (8/ 234) - وابن خزيمة (956) -وعنه ابن حبَّان (908) - والحاكم (1/ 426) من طريق محمد بن المُثنّى العَنَزَي عن عبد الصمد به. ورواه جماعة عن عبد الصمد فزادوا (عن يعيش [عن أبيه]): أشهرهم: الإِمام أحمد في مسنده (6/ 443)، وأخرجه الترمذي (87) عن شيخيه أبي عبيدة أحمد بن عبد الله الهَمْداني وإسحاق بن منصور، وابن خزيمة (1957) وابن الجارود في "المنتقى" (8) عن شيخهما محمد بن يحيى القُطَعي، وأخرجه ابن خزيمة (1957) عن الحسين بن عيسى البسطامي، والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 96) عن إبراهيم بن مرزوق، كلُّهم عن عبد الصمد به. وكلهم ثقات إلا أبا عبيدة الهَمْداني فقد قال فيه النسائي: ليس بالقوي. وسيأتي الكلام على هذا الاختلاف.

565 - حدثنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا أحمد بن أبي رجاء (¬1) نصر بن شاكر: نا يوسف بن موسى: نا عبد الله بن عمرو أبو معمر الهُجَيْمي: نا عبد الوارث بن سعيد: نا حسين المُعلِّم عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو عمرو الأوزاعي أن يعيش بن الوليد بن هشام حدّثه عن أبيه أنّه حدّثه قال: حدثني معدان أنّ أبا الدرداء حدثه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاء فأفطر. فلَقِيتُ ثوبانَ مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد دمشق، فقلتُ له: إنّ أبا الدرداء حدّثني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاء فأفطر. فقال: صَدَقَ، أنا صببتُ له وَضوءه. أخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (8/ 234) - عن محمد بن علي بن ميمون عن أبي معمر الهُجيمي به. وأخرجه الدارقطني (2/ 181) والبيهقي (4/ 220) من طريق محمد بن إبراهيم بن جنَّاد عن أبي معمر به. وابن ميمون وابن جنّاد ثقتان. ورواه أبو داود (2381) عن أبي معمر لكن بدون زيادة (عن أبيه)، كذا في المطبوع من "السنن"، وفي "تحفة الأشراف" (8/ 233 - 234) إثباتُها، والله أعلم بالصواب. وأخرجه الطحاوي (2/ 96) عن أبي بكر بن أبي داود عن أبي معمر بدون زيادة (عن أبيه). وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 39) وأحمد (5/ 277) والنسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة"- وابن خزيمة (1959) والحاكم (1/ 426) من طريق هشام الدستوائي، وأخرجه ابن خزيمة (1958) والحاكم (1/ 426) ¬

_ (¬1) في الأصل و (ر). (أحمد بن أبي رجاء: نا نصر)، والتصويب من (ظ) و (ف) و"تاريخ ابن عساكر" (2/ ق 130/ ب).

من طريق حرب بن شدّاد كلاهما عن يحيى بن أبي كثير عن الأوزاعي عن يعيش عن معدان به. وهذه أسانيد صحاحٌ، وما وقع من الخلاف في إثبات زيادة (عن أبيه) أو حذفها لا يقدحُ في صحة الإِسناد؛ لأن أبا يعيش الوليد بن هشام ثقة، وقد سمع يعيش وأبوه كلاهما من معدان بن طلحة، فذكر الوليد في الإِسناد من قبيل المزيد في متصل الأسانيد، والظاهر أن يعيش قد سمعه أولًا من أبيه ثمَّ لقي معدان فحدَّثه به، فنُقل عنه على الوجهين. ثم وقفت على كلام ابن جماعة في "تخريج أحاديث الرافعي" (1/ ق 192/ أ) فوجدته موافقًا لما قلت والحمد لله، قال -رحمه الله-: "والذي يظهر صحةُ الحديث لثقة رواته، ولا يضرُّ ما وقع فيه من الاختلاف لاحتمال أن يكون يعيش سمعه من معدان بواسطة ثم سمعه بغير واسطة". أهـ وهذا خيرٌ من توهيم الرواة كما فعل ابن خزيمة في صحيحه (2/ 225) حيث قال: "فبرواية هشام وحرب بن شدّاد عُلِم أنّ الصواب ما رواه أبو موسى [محمد بن المثنى]، وأن يعيش سمع من معدان، وليس بينهما أبوه". أهـ. قلت: كذا قال، مع أن الإِمام أحمد -إمامُ الحفاظ- وخمسةً من الحفاظ -كما تقدّم- أثبتوا هذه الزيادة خلافًا لابن المثنى، فتوهيمه أولى! وقلّده الحاكم في "المستدرك" (1/ 426) فقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه لخلافٍ بين أصحاب عبد الصمد فيه، فقال بعضهم: (عن يعيش بن الوليد عن أبيه عن معدان)، وهذا وهمٌ ممّن قاله، فقد رواه حرب بن شدّاد وهشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير على الاستقامة". أهـ. وأما البيهقي فقال في سننه (4/ 220): "هذا حديث مختلف في إسناده. أهـ. وقد بيّنا أن هذا الخلاف لا يضر؛ لأن السند صحيح على الوجهين، والله أعلم.

13 - باب: الصائم يحتجم

وقال ابن منده -كما في "التلخيص الحبير" (2/ 190) -: "إسناده صحيحٌ متصلٌ، وتركه الشيخان لاختلافٍ في إسناده". أهـ وللحديث طريق آخر: أخرجه الطيالسي (993) وابن أبي شيبة (3/ 39) وأحمد (5/ 276، 283) والطحاوي (2/ 96) والطبراني (2/ 97) والبيهقي (4/ 220) من طريق شعبة عن أبي الجُودي عن بَلْج المهري عن أبي شيبة المهري عن ثوبان. قال الذهبي في "الميزان" (1/ 352): "بَلْج المهري عن أبي شيبة المهري عن ثوبان: قاء فأفطر. لا يُدرى من ذا ولا شيخه ... قال البخاري: إسناده ليس بمعروف". أهـ. قلت: وقد وثّقهما ابن حبان -كما في "تعجيل المنفعة" (ص 56، 495) - على عادته في توثيق المجاهيل. وأخرجه عبد الرزاق (4/ 215) -وعنه أحمد (6/ 449) - والنسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة" (8/ 235) - عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء. قال الترمذي في "جامعه" (1/ 146): "وروى معمر هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير فأخطأ فيه، فقال (عن يعيش عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء) ولم يذكر فيه (الأوزاعي)، وقال: (عن خالد بن معدان)، وإنّما هو: (معدان بن أبي طلحة) ". أهـ. 13 - باب: الصائم يحتجم 566 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن سعد العَوْفي

14 - باب: الصوم في السفر

البغدادي: نا أبي: نا يحيى بن العلاء الرّازي عن ياسين بن معاذ عن أيوب بن محمد العِجْلي عن ابنٍ لأنس بن مالك. عن أبيه قال: احتجمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسبعَ عشرةَ ليلةٍ خَلَتَ من رمضانَ بعدَها قال: "أفطرَ الحاجمُ والمحجومُ". أخرجه الدارقطني (2/ 182) عن شيخه أحمد بن كامل القاضي عن محمد بن سعد به، وقال: "هذا إسنادٌ ضعيف، واختلف عن ياسين الزيات، وهو ضعيف". أهـ. قلت: يحيى بن العلاء متروك باتفاق، كذّبه الإِمام أحمد ووكيع. وياسين متروك، اتهمه ابن حبان. (اللسان: 6/ 238). وأخرجه الدارقطني (2/ 182 - 183) من طريق آخر عن ياسين عن يزيد الرقاشي عن أنس، والرقاشي متروك، وأخرجه عن ياسين عن الربيع بن أنس وعن رجل عن أنس. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين 1/ ق 139/ أ) من طريق أبي سفيان عن أبي قلابة عن أنس. قال الهيثمي (3/ 170): "وفيه طريف أبو سُفيان ضعيفٌ، وقد وثَّقه ابن عدي". أهـ. وانظر تخريج أحاديث: "أفطر الحاجم والمحجوم" بتوسع في "نصب الراية" (2/ 472 - 479) و"التلخيص" (2/ 193 - 194). 14 - باب: الصوم في السفر 567 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب وخيثمة بن سليمان قالا:

نا العبّاس بن الوليد بن مَزْيَد البيروتي قال: أخبرني أبي: نا سعيد بن عبد العزيز قال: حدثني إسماعيل بن عُبيد الله عن أمِّ الدرداء. عن أبي الدرداء قال: كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سَفَر في شهر رمضان، وإنّ أحدَنا ليضعُ يدَه على رأسه من شدّة الحرّ، وما فينا صائمٌ إلَّا ما كان من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وعبد الله بن رَواحةَ. 568 - أخبرنا [أبو الحسن] (¬1) أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم: نا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا محمد بن بكّار [بن بلال] (1): نا سعيد بن عبد العزيز (ح). وأخبرني أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حسنون: نا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن حُلقوم المقرئ: نا إبراهيم بن هشام الغسَّاني: نا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عُبيد الله عن أمِّ الدرداء. عن أبي الدرداء قال: كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سَفَرٍ، وإنْ كان أحدُنا ليضعُ يدَه على رأسِه من شدّة الحرِّ، وما منّا (¬2) صائمٌ إلّا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعبد الله بن رَواحة. أخرجه مسلم (2/ 790) من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز به. وأخرجه البخاري (4/ 182) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبيد الله به. 569 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكِنديُّ. نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا أبو عبد الرحمن عبد الله بن ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و (ف). (¬2) في (ظ): (فينا).

مسلمة بن قَعْنَب: نا هشام بن سعد عن عثمان بن حيّان الدمشقي عن أمِّ الدرداء قالت: قال أبو الدرداء: لقد رأيتُنا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفارِه في يومٍ شديدِ الحرِّ، حتى إنّ الرجلَ ليضعُ يَدَه على رأسِه من شدّةِ الحرِّ، وما فيناَ صائمٌ إلَّا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وعبدُ الله بن رَواحة. أخرجه مسلم (2/ 790) عن شيخه عبد الله بن مسلمة القعنبيِّ به. 570 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة السُّوسيُّ: نا الربيعُ بن سليمان: نا ابن وهب عن ابن لَهيعة وعمرو بن الحارث وليث بن سعد عن بُكير بن عبد الله عن سليمان بن يَسار. عن حمزة بن عمرو أنّه قال: يا رسول الله! إنّي أجدُ بيَ قوةً على الصيامِ في السَّفَرِ. فقال: "إنْ شئتَ فصُمْ، وإنْ شئتَ فأفطِرْ". أخرجه النسائي (2298) عن شيخه الربيع به، إلا أنه أبهم ابن لهيعة فقال: (وآخر). وأخرجه أيضًا (2295) والطبراني في "الكبير" (3/ 173) من طريق آخر عن الليث به، وقال النسائي: "مرسلٌ". أهـ. يعني أن ابن يسار لم يسمعه من حمزة. وانظر ما بعده. 571 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فَضالة بن غَيلان بن الحسين السُّوسيُّ الحمصيُّ الصفّار: نا أبو عبد الله بحر بن نصر: نا ابن وهب: نا ابن لَهِيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن عِمران بن أبي أنس حدّثه عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن. عن حمؤة بن عمرو أنّه سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصيامِ في السَّفَرِ، فقال: "أيُّ ذلك أيسرُ عليك فافعلْ". أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 173 - 174) من طريق يحيى بن بكير عن ابن لَهيعة به.

15 - باب: من أصابه جهد فلم يفطر فمات

وابن لهيعة اختلط بعد احتراق كتبه، لكن رواية ابن وهب عنه قبل اختلاطه، وابن لهيعة موسومٌ بالتدليس، ولم يصرّح هنا بالتحديث. وأخرجه النسائي (2299) من طريق عبد الحميد بن جعفر عن عمران به، بلفظ: "إن شئت أن تصومَ فصم، وإن شئت أن تُفطِرَ فأفطر". وسنده جيّدٌ. والحديث أخرجه البخاري (4/ 179) ومسلم (2/ 789، 790) من مسند عائشة -رضي الله عنها- أن حمزة بن عمرو ... فذكرته بلفظ: "إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر". وأخرجه مسلم (2/ 790) من طريق عروة بن الزبير عن أبي مرواح عن حمزة بلفظٍ آخر. 15 - باب: من أصابه جَهْدٌ فلم يفطرْ فمات 572 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكندي: نا يزيد بن أحمد السَّلمي. نا حمّاد بن مالك الأشجعي: نا سعيد بن بَشير عن قَتادة. عن أنس أنّ رجلًا أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنَّ أمّي أصابها جَهْدٌ فلم تُفطِرْ حتى ماتت، أفأصلي عليها؟. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اذهبْ فَصلِّ عليها، فإنّ أمَّك قتلتْ نفسَها" (¬1). أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ ق 138/ ب، 138/ ب- 139/ أ) من طريق تمام به. ¬

_ (¬1) هذا الحديث تكرّر عند تمّام في موضعين بنفس السند والمتن.

16 - باب: رب صائم حظه من صيامه العطش

وإسناده ضعيف، سعيد بن بَشير ضعيفٌ كما في التقريب، وحمّاد الأشجعي قال الأزدي -كما في "الميزان" (1/ 589) -: "لا يُكتب حديثه". أهـ. وقال أبو حاتم: شيخ. وذكر أن أبا مسهر أنكر عليه تحديثه عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وقال: لم يدركه. (الجرح والتعديل: 3/ 149)، ويزيد بن أحمد ذكره ابن عساكر في تاريخه (18/ ق112/ أ - ب) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرج الخطيب في "تاريخه" (10/ 270) عن الأزهري عن الدارقطني عن ابن صاعد وأبو حامد الحضرمي كلاهما عن عبد الرحمن بن يونس الرقي عن بقيّة بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "من أصابه جهدٌ في رمضان فلم يُفطر فمات - قال ابن صاعد: فذكر له عقوبة. وقال أبو حامد: فمات دخل النار". قال الدارقطني: "غريبٌ من حديث عُبيد الله بن عمر، تفرّد به بقيّة عنه، وتفرّد به عبد الرحمن بن يونس عن بقيّة". أهـ. وسنده ضعيف لتدليس بقية، فإنّه لم يُصرِّح بالتحديث، وهو كثيرُ التدليس عن الضعفاء والمتروكين. 16 - باب: ربَّ صائمٍ حظّه من صيامه العطش 573 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا عبد اللطيف: نا عبد الأعلى: نا زَيْنٌ عن أسامة عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. عن أبي هريرة أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رُبَّ قائمٍ حظُّه من قيامِه: السَّهرُ، ورُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامِه: العطشُ". أخرجه القُضاعي في "مسند الشهاب" (رقم: 1425) من طريق عبد الأعلي بن عبد الواحد الكلاعي به.

وأخرجه أحمد (2/ 441) عن أبي خالد الأحمر، والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (9/ 469) - وابن ماجه (1690) عن عبد الله بن المبارك كلاهما عن أسامة بن زيد به. قال البوصيري في "الزوائد" (1/ 301): "هذا إسنادٌ صحيح، رجاله ثقات". أهـ. قلت: في أسامة بن زيد الليثي كلامٌ كثير، وقال الذهبي في "سير النبلاء" (6/ 343): "قد يرتقي حديثه إلى رُتبةِ الحسن". أهـ. ولذا قال الحافظ العراقي في "تخريج الإِحياء" (1/ 159): "إسناده حسن". أهـ. وأخرجه أحمد (2/ 373) وابن خزيمة (1997) والحاكم (1/ 431) والقضاعي (1426) والبغوي في "شرح السنة" (6/ 273 - 274) من طريق إسماعيل بن جعفر القارئ عن عمرو بن أبي عمرو عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة. وصححه الحاكم على شرط البخاري، وسكت عليه الذهبي. وأخرجه الدارمي (2/ 301) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، والبيهقي (4/ 270) عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة. قلت: هذا الاختلاف لا يضرُّ إن شاء الله لاحتمال أن يكون الحديث قد نُقِلَ على هذين الوجهين، وإن كان لا بد من ترجيحٍ، فرواية إسماعيل أرجح لأنه أثبت من الآخرين. وعمرو بن أبي عمرو صدوق تكلّموا فيه من أجل حديث: "من أتى بهيمةً .. "، وقد أحتجّ به الستة، وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 281 - 282): "صدوق، حديثه صالح حسنٌ، ينحطُّ عن الدرجة العليا من الصحيح". أهـ. وقال الحافظ: ثقة ربّما وهم. أهـ. فالإِسناد جيّدٌ إن شاء الله.

17 - باب: تعجيل الفطر

ورُوي من حديث ابن عمر: أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 382) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2398) والقضاعي (1424) من طريق بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى الطرابلسي عن موسى بن عقبة عن نافع عنه. بقية مدلس ولم يُصرِّح بالسماع، وشيخه مختلفٌ فيه، والأكثر على توثيقه. وقال الهيثمي (3/ 202): "رجاله موثقون". أهـ. فالحديث بهذه الطرق صحيحٌ ثابتٌ، وصحّحه المناوي في "التيسير" (2/ 29). 17 - باب: تعجيل الفطر 574 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن عُمير بن يوسف بن جَوْصا: نا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك: نا هشام بن عمّار: نا مسلمة بن علي الخُشني: نا الزُّبيدي عن الزُّهري عن أبي سَلَمة. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال اللهُ- عَزَّ وجَلَّ-: إنَّ أحبَّ عبادي إليَّ أعجلُهم فِطْرًا". 575 - وحدثنا علي بن يعقوب: نا أحمد بن أنس مثله. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2315) من طريق هشام به. ومسلمة متروك كما في التقريب. وأخرجه أحمد (2/ 237 - 238، 329) والترمذي (700، 701) وحسّنه وابن خزيمة (2062) وابن حبّان (886) والبيهقي (4/ 237) والبغوي

18 - باب: فضل الفطر على التمر

في "شرح السنة" (6/ 255 - 256، 256) من طريق قرة بن عبد الرحمن المعافري عن الزهري عن أبي سلمة به. وقرة ضعَّفوه. 18 - باب: فضل الفِطر على التمر 576 - حدثنا خيثمة: نا محمد بن مسلمة: نا موسى الطَّويل. حدثني مولاي أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أفطرَ على تمرٍ زِيدَ في صلاته أربعَمائةَ صلاةٍ". لم يُذكر (¬1) في الأصل: (أربعمائة صلاة). أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2350) من طريق محمد بن مسلمة به. وموسى قال ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 243): "شيخٌ كان يزعم أنه سَمِعَ أنس بن مالك، روى عنه محمد بن مسلمة الواسطي، روى عن أنس أشياء موضوعة كان يضعها أو وُضِعت له فحدّث بها، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب" ثم ذكر هذا الحديث، وقال: "روى عن أنس نسخةً موضوعةً مثل هذا الحديث، أكره ذكرها لشهرتها عند مَنْ هذا الشأنُ صناعتُه". أهـ. وقال ابن عدي: "يحدّث عن أنس بمناكير، وهو مجهولٌ". أهـ. والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 194)، وأقرّه السيوطي في "اللآلئ" (2/ 105). ¬

_ (¬1) في (ظ): (يكن).

19 - باب: النهي عن الوصال

19 - باب: النهي عن الوِصال 577 - أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا بكّار بن قتيبة نا مُؤمَّل بن إسماعيل: نا سفيان: نا سلمة بن قَزْعة. عن أبي سعيد الخدري قال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوِصال. قال سفيان: يعني به: الوِصالَ في الصيام. مُؤمَّل سيء الحفظ، وسلمة بن قزعة لم أر من ترجمه. وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 82) من طريق بشر بن حرب عن أبي سعيد، وبشر ليس بالقوي. والحديث عند البخاري (4/ 202) بلفظ: "لا تواصلوا ... ". وفي الباب: عن أنس وابن عمر وعائشة وأبي هريرة أخرجها البخاري (4/ 202، 205) ومسلم (2/ 774 - 776). 20 - باب: الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان 578 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءة عليه: نا أبو جعفر أحمد بن الهيثم البزّاز بسامرّاء: نا عفّان: نا عبد الواحد بن زياد: نا الحسن بن عُبيد الله: نا إبراهيم عن الأسود. عن عائشة قالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهدُ في العَشْرِ ما لا يجتهدُ في غيره. أخرجه مسلم (2/ 832) عن شيخيه قتيبة وأبو كامل الجحدري عن عبد الواحد به.

21 - باب: ما جاء في ليلة القدر

21 - باب: ما جاء في ليلة القدر 579 - حدثني أبي -رحمه الله-. نا محمد بن أيُّوب الرازي: أنا القاسم بن أبي شيبة: نا عبيد بن حصن التميمي عن عُبيد الله بن عمر عن الزُّهري عن أبي سَلَمة. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قامَ ليلةَ القدْرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه". أخرجه البخاري (4/ 255) من طريق ابن عيينة عن الزهري به. وأخرجه مسلم (1/ 523 - 524) من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة به. 580 - حدثني أبو الوليد بكر بن شُعيب بن بكر القرشي: نا أبو بكر القاسم بن عيسى القصّار: نا أبو عامر موسى بن عامر: نا الوليد بن مسلم قال: أخبرني إبراهيم بن محمد الفَزَاري عن سُفيان الثوري عن عُبيد الله بن عمر بن حفص عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوا ليلة القَدْرِ في السَّبعِ الأواخِر". أخرجه البخاري (12/ 379) من طريق الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعًا: "التمسوها ... ". وأخرجه البخاري (4/ 256) ومسلم (2/ 822 - 823) من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر بلفظ، " ... فمن كان متحريها فليتحرّها في السبع الأواخر".

أبواب صوم التطوع

" أبواب صوم التطوع" 22 - باب: صوم عاشوراء 581 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الحميد: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن كثير القارئ عن سعيد بن عبد العزيز عن نافع. عن ابن عمر قال: كنتُ عندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ عاشوراء، فقال: "هذا يومٌ كان يصومُه أهلُ الجاهليّة، فمن أحَبَّ منكم أن يصومَه فليصُمْهُ، ومن كَرِه فليدعْهُ". وكان ابنُ عمر لا يصومُه إلَّا أن يتلقّاه صيامٌ قبلَ ذلك. أخرجه مسلم (2/ 793) من طرقٍ عن نافع به. وأخرج البخاري (4/ 102 و 8/ 177) بعضه. 582 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا عبد الرحمن بن عبد الحميد [بن فضالة] (¬1): نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن كثير القارئ عن سعيد بن عبد العزيز عن الزُّهري عن عروة. عن عائشة [-رضي الله عنها -] (¬2) قالت: كان يومُ عاشوراء يوم (¬3) أَمَرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصيامه قبلَ أن يُفرض رمضانُ، فلما فُرِضَ رمضانُ كان مَنْ شاء صامَه، ومن شاء أفطرَه. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر). (¬2) من (ر) و (ش). (¬3) كذا بالأصول.

أخرجه البخاري (4/ 244) ومسلم (2/ 792) من طريق الزهري به. 583 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم القاضي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قراءةً عليه، قالا: نا جعفر بن محمد القلانسي: نا أحمد بن يونس: نا أبو شهاب عن ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه. عن جدِّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صُوموا عاشوراءَ، وخالفوا فيه اليهودَ: صوموا قبلَه يومًا وبعدَه يومًا". أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 78) عن أحمد بن يونس به. وأخرجه أحمد (1/ 241) والبزّار (الكشف: 1052) وابن خز يمة (2095) والطحاوي وابن عدي في "الكامل" (3/ 956) والبيهقي (4/ 287) من طريق أخرى عن ابن أبي ليلى به، وهو عندهم -إلَّا البزّار- بالتخيير. "صوموا قبله يومًا أو بعده ... ". قال البزار: "قد رُوي عن ابن عباس من غير وجهٍ، ولا نعلم روى: (صوموا قبله يومًا أو بعده) إلَّا داود بن علي عن أبيه عن ابن عباس، تفرّد بها عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. وإسناده ضعيف: قال الهيثمي في "المجمع" (3/ 188 - 189): "وفيه محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام". أهـ. قلت: هو صدوق سيّء الحفظ جدًا كما في التقريب. وأخرجه ابن عدي من طريق ابن عيينة عن ابن حي عن داود بن علي بإسقاط (ابن أبي ليلى)، لكن قال العبّاس بن يزيد البحراني: "وغير سفيان يقول: (ابن حي عن ابن أبي ليلى) ". أهـ. وداود بن علي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال "يخطئ". وقال

23 - باب: صوم يوم عرفة

ابن معين: "أرجو أنه لا يكذب". وقال ابن عدي: "لا بأس بروايته عن أبيه عن جده". والحقُّ ما قاله الذهبي في "سير النبلاء" (5/ 444) فيه، قال: "ما هو بحجة، ولم يُقدِمْ أولو النَّقد على تليين هذا الضَرْب لدولتهم". أهـ. والصواب أنّ الحديث موقوف على ابن عباس، وأخطأ ابن أبي ليلى أو داود فرفعه: فقد أخرجه عبد الرزاق (4/ 287) -ومن طريقه البيهقي (4/ 287) - والطحاوي (2/ 78) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول: "خالفوا اليهود، وصوموا التاسع والعاشر". وإسناده صحيح. 23 - باب: صوم يوم عرفة 584 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو إسحاق إبراهيم بن سليمان النَّهْمي الكوفي: نا قُطْبة بن العلاء: نا عمر بن ذر عن مجاهد. عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صومُ يومِ عَرَفةَ يعدِلُ سنتين: سنةً متقبلةً (¬1)، وسنةً متأخرةً" أخرجه الدارقطني في "فوائد ابن مَرْدَك" -كما في "الجامع الصغير" (بشرحه "الفيض": 4/ 309) و"الكنز" (5/ 33) - بلفظ: "عُدِل صوم يوم عرفة بسنتين .. " الحديث. وإسناده ضعيف: إبراهيم النَّهْمي ضعّفه الدارقطني (اللسان: 1/ 65)، ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، والصواب: (مقبلة).

24 - باب: صوم ثلاثة أيام من كل شهر

وشيخه قال البخاري: ليس بالقوي. وضعّفه العقيلي وابن حبان. (اللسان: 4/ 473 - 474). وأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 71) من طريق آخر عن مجاهد بلفظ: "من صام يوم عرفة كان له كفّارة سنتين". وفيه سلّام الطويل كذابٌ وضّاعٌ. ويغني عنه حديث أبي قتادة في صحيح مسلم (2/ 818 - 819) بلفظ: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده". وفي الباب عن جماعةٍ من الصحابة، انظر "الكنز" (5/ 33). 24 - باب: صوم ثلاثة أيام من كل شهر 585 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرعي: نا أبو عمرو عثمان بن خُرَّزاد: نا عفّان بن مسلم: نا أَبَان بن يزيد: نا قتادة قال: حدثني أبوسعيد -رجلٌ من أزدِ شنُوءَة-. عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - بثلاثٍ: صيامٍ من كل شهر، والوترِ قبلَ النّوم، وصلاةِ الضحى. أخرجه أبو داود (1432) من طريق أبي داود الطيالسي عن أبان به بلفظ: " ... وصوم ثلاثة أيام من الشهر". وأبو سعيد الأزدي، قال الذهبي في "الميزان" (4/ 529): "لا يُعرف إلا برواية قتادة عنه". أهـ. والحديث أخرجه البخاري ومسلم من وجهٍ آخر تقدّم تخريجه في الحديث (412).

586 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم: نا سعد بن محمد البيروتي: نا سهيل بن عبد الرحمن: ناشيبان بن عبد الرحمن عن عاصم عن زرٍّ. عن عبد الله قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومُ ثلاثةَ أيّامٍ من كلِّ هلالٍ، وقلَّما يُفطِرُ يومَ الجُمعةِ. أخرجه أحمد (1/ 406) وأبو داود (2450) -وليس عنده: "وقلّما ... إلخ"- والترمذي (742) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (6/ 358) - وابن ماجه (1725) -مقتصرًا على الشطر الثاني منه: "قلَّما ... إلخ"- وابن خزيمة (2129) والبيهقي (4/ 294) من طرقٍ عن شيبان به. وأخرجه النسائي (2368) والبيهقي من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون السُّكريُّ عن عاصم به. وقال الترمذي: "حسنٌ غريبٌ". أهـ. وهو كما قال فإنّ في عاصم خلافًا لا يُنزلُ حديثه عن رتبة الحسن. والحديث ذكره ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (902)، وقال: "لا يصحُّ طريقه". أهـ. ولم يبين علّتَه. وقال ابن حزم في "المحلّى" (7/ 21): "أمّا خبرُ ابن مسعود فصحيحٌ".أهـ. وصحّحه أيضًا ابن عبد البر -كما في "التلخيص" (2/ 216) -. 587 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فَضالة: نا إبراهيم بن مرزوق: نا سعيد بن عامر: نا شعبة عن سليمان عن يحيى بن سَامٍ عن موسى بن طلحة. عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صُمتَ من الشهرِ ثلاثًا فصُمْ ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرةَ".

أخرجه الطيالسي (475) وأحمد (5/ 162) والترمذي (761) -وحسّنه- والنسائي (2423، 2424) وابن خزيمة (2128) والبيهقي (4/ 294) من طريق شعبة به، وسليمان هو الأعمش. وأخرجه أحمد (5/ 152) والبغوي في "شرح السنة" (6/ 355) عن محمد بن عبيد عن الأعمش به. وأخرجه أحمد (5/ 177) والنسائي (2422) وابن حبان (943، 944) والبيهقي (4/ 294) من طريق فطر بن خليفة عن ابن سامٍ به. وابن سامٍ وثقه ابن حبان، وقال الآجري عن أبي داود بلغني أنّه لا بأس به. وكأنّه لم يرضه. فالإِسنادُ حسنٌ إن شاء الله. وله شواهد يصحُّ بها، منها: ما أخرج أحمد (5/ 27، 28) وأبو داود (2449) والنسائي (2430 - 2432) وابن ماجه (1707) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 81) والطبراني في "الكبير" (19/ 15 - 16، 17) وابن حبّان (946) والبيهقي (4/ 294) من طريق أنس بن سيرين عن عبد الملك بن قتادة بن ملحان عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا أن نصومَ البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة قال: وقال: "هنَّ كهيئة الدهر". وعبد الملك لم يوثّقه غير ابن حبّان، وقال ابن المديني: لم يرو عنه غير أنس. وما أخرجه النسائي (2420) من حديث جرير بن عبد الله مرفوعًا: "صيامُ ثلاثة أيّامٍ من كل شهرٍ صيام الدهر، وأيام البيض: صبيحة ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة". وفيه أبو إسحاق السبيعي مختلط مدلس ولم يصرّح بالسماع، ومع هذا فقد صحح الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 277) إسنادَه!. وما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 144/ ب)

عن ابن عمر أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصيام، فقال: "عليك بالبيض: ثلاثةِ أيّام من كل شهرٍ". قال المنذري في "الترغيب" (2/ 124) -وتبعه الهيثمي (3/ 196) -: "رواته ثقات". أهـ. قلت: كلّا، ففيهم سليمان بن داود الشاذكوني، وهو متروك متهم وإنْ عُدَّ من الحفّاظ. 588 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا الحسن بن جرير: نا عيسى بن مِيناء: محمد بن جعفر عن موسى بن عقبة عن أبي إسحاق الهَمْداني عن الحارث. عن علي -رضي الله عنه- أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَلَا أخبرُكم بشيءٍ يُذهِبُ وحَرَةَ الصدر (¬1)؟ ". قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "صيام الثلاث البِيض: ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرةَ". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق144/ أ) من طريق عيسى بن مِيناء عن محمد بن جعفر عن يحيى بن أبي كثير عن موسى به، بلفظ: "ألا أدلكم على ما يُذهب وغر الصدر؟ ثلاثة أيام من كلّ شهر". وأخرجه البزّار (كشف: 1055، 1056) من طريقين عن أبي إسحاق به بلفظ: "صوم شهر الصبر وثلاثة أيامٍ من كل شهر يذهبن بوَحَر الصدر". والحارث هو الأعور متهمٌ. وأخرجه البزّار (1054) من طريق الحجّاج بن أرطاة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي مرفوعًا، والحجاج صدوق كثير الخطأ والتدليس كما في التقريب، وقد عنعن. وأبو إسحاق هو السبيعي مختلط مدلّس. وأخرجه أحمد (5/ 78، 363) وابن حبان (949) من طريق قُرّة بن خالد عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن أعرابيٍّ سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلَه. ¬

_ (¬1) غشه وحقده ووساوسه. قاله المنذري في "الترغيب" (2/ 121).

25 - باب: صوم ثلاثة أيام من الشهر الحرام

وإسناده صحيح. وقال الهيثمي (3/ 196) بعدما عزاه لأحمد والطبراني في "الكبير": "ورجالُ أحمد رجالُ الصحيح". وأخرجه النسائي (2385، 2386) من طريق الأعمش عن أبي عمّار عن عمرو بن شرحبيل عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا: ألا أخبركم بما يُذهب وَحَرَ الصدر؟ قالوا: بلى. قال: "صيام ثلاثة أيّامٍ من كل شهرٍ". وإسناده صحيح أيضًا. وأخرجه البزار (1057) من طريق زائدة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا، وقال: "تفرّد به زائدة عن سماك". أهـ. وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 121) -وتبعه الدمياطي في "المتجر" (ص 278) والهيثمي (3/ 196) -: "رجاله رجال الصحيح". أهـ. قلت: رواية سماك عن عكرمة مضطربةٌ عند النُّقّاد. 25 - باب: صوم ثلاثة أيام من الشهر الحرام 589 - حدثنا أبو الخير زهير بن محمد بن يعقوب المَلَطيُّ في سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة: نا أبو يعلى محمد بن أحمد بن عُبيد الله الأقطع السّلمي بمَلَطيّة: نا محمد بن يحيى بن ضُريس الفَيْدي بفَيْد: نا يعقوب بن موسى: نا مسلمة بن راشد عن راشد أبي محمد. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صام في كلِّ شهرٍ حرام: الخميسَ والجمعةَ والسبتَ كُتِبتْ له عبادة تسعِمائة سنةٍ".

قال زهير بن محمد: صُمَّت أُذناي إن لم أكن سمعتُ أبا يعلى الملطيَّ يقول هذا. قال أبو يعلى: صُمّت أذناي إن لم أكن سمعتُ محمد بن يحيى يقول: صُمّت أُذناي إن لم أكن سمعت يعقوب يقول: صُمّت أُذناي إن لم أكن سمعت مسلمة يقول (¬1). سمعت راشد يقول: صُمّت أذناي إن لم أكن سمعت أنس بن مالك يقول: صُمّت أذناي إن لم أكن سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا. قال تمام (¬2): صُمّت أُذناي إن لم أكن سمعتُ زهيرًا يقول هذا. وقال عبد العزيز الكتّاني: صُمّت أُذناي إن لم أكن سمعت تمامَ يقول هذا. وقال عبد الكريم: صمّت أذناي إن لم أكن سمعت عبد العزيز يقول هذا. وقال كلُّ واحدٍ (¬3) من الخُشُوعي والحَرَسْتاني: صُمّت أذناي إن لم أكن سمعتُ عبد الكريم يقول هذا. 590 - حدثني أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث العَبْدري: نا أبو سعيد محمد بن يحيى حاملُ كَفَنه (¬4) البغدادي: نا محمد بن يحيى بن ضُريس ... فذكر بإسناده مثله. أخرجه ابن الجوزي في "مسلسلاته" (نسخة الظاهرية -ق 22/ ب- الحديث الثالث والخمسون) وفي "العلل المتناهية" (911) من طريق ابن الضُّريس به. وقال: "لا يصحُّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أبو حاتم: مسلمة بن راشد مضطرب الحديث. وراشد أبو محمد مجهول". أهـ. وأورده السخاوي في "الجواهر المكلّلة" (نسخة تشستربتي- ق 75/ أ) وقال: "رواه تمّام الرازي في فوائده، وعنه الكتاني في "مسلسلاته" عن أبي الخير زهير بن محمد بن يعقوب الملطي عن أبي يعلى على البدليّة. ¬

_ (¬1) عليه تضبيبٌ في الأصل و (ظ) و (ر). (¬2) من (قال تمام: ... الخ) ليس في (ف). (¬3) من هنا الخ ليس في (ر)، وفي (ظ): (قال الشيخ أبو طاهر الخشوعي). (¬4) انظر سبب تلقيبه بذلك في "تاريخ بغداد" (3/ 423 - 424).

وتسلسل متصلًا لأبي القاسم عبد الكريم الحرسْتاني الذي اتصلت لنا "الفوائد" من جهته. وممّن رواه عن ابن ضريس: أحمد بن محمد بن يزيد، وإبراهيم بن علي، وإبراهيم بن محمد بن الحسين، وعلي بن الحسين بن حيّان، ومحمد بن إبراهيم بن شعيب الطبري، ومحمد بن يحيى البغدادي حاملُ كَفَنه، ويوسف بن يعقوب وحديثه في "فضل رجب" لخلّال، والذي قبله في "فوائد تمّام"، وحديث الذي قبلهما فيما أملاه القاضي أبو المحاسن الروياني، وحديث اللّذَين قبله في "الثواب" لأبي الشيخ، والذي قبلهما عند الحافظ أبي بكر الهَروي، والأول عند البيهقي في "الفضائل" وغيرها. ولفظ جميعهم: "سبعمائة" بتقديم السين كروايتنا. وأبو علي الحسن بن أيوب القزويني، ومحمد بن إسحاق الصنعاني كما سلسله ابن المُفضّل أيضًا من جهتهما، والحسين بن محمد بن عُفير الأنصاري كما سلسله أبو القاسم بن عساكر من جهته وكذا ابن الجوزي في "العلل المتناهية"، بل والبيهقي في "الفضائل" وغيرها، وكلُّهم بلفظ: "تسعمائة" بتقديم المثنّاة على السِّين، وعلي بن أحمد بن علي العطّار كما عند الطبراني في "معجمه الأوسط" وأبي حفض عمر بن علي العتكي بلفظ "ستين سنة" وبكونه عن راشد أبي محمد من قوله، وأحمد بن محمد بن عبد الله بن الرّباب كما سلسله الكتاني من طريقه وقال: "غفر له" بدلَ جملة "كُتبت له ... " بتمامها. وقال الطبراني: إن ابن الضريس انفرد له. وتعقّبه بعض المتأخرين بأن أبا القاسم حمزة السهمي سلسله من جهة محمد بن الحسن بن فيل عن يعقوب بن موسى. وهذا غَلَطٌ كبير فابن فيل إنّما رواه عن ابن أبي الرباب المذكور. وبالجملة: فهذا الحديث باطلٌ متنًا وتسلسلًا، فيه غيرُ واحدٍ من المجاهيل، ومسلمة قال أبو حاتم: إنّه مضطربُ الحديث. وقال الأزدَيُّ: لا يُحتجُّ به. وهو من قول راشد أشبه. ولابن فنجويه بسندٍ ضعيفٍ عن أنسٍ أيضًا رفعه: "من صام من كل

26 - باب: النهي عن إفراد يوم السبت بالصيام

شهر حرامٍ ثلاثةَ أيامٍ يُوالي بينهن غُفِر له ما تقدّم من ذنبه". أهـ. وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 191): "رواه الطبراني في "الأوسط" عن يعقوب بن موسى المدني عن مسلمة؛ ويعقوب مجهول، ومسلمة هو ابن راشد الحِمّاني، قال فيه أبو حاتم: مضطرب الحديث. وقال الأزدي في "الضعفاء": لا يحتجُّ به. وأورد له هذا الحديث. وأبوه: راشد بن نجيح أبو محمد الحِمّاني أخرج له ابن ماجه، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربّما أخطأ، وقال ابن الجوزي إنه مجهول. وليس كما قال! فقد روى عنه حماد بن زيد وابن المبارك وأبو نُعيم الفضل بن دكين وآخرون". أهـ. ورواية الطبراني في (مجمع البحرين: 1/ ق 143/ أ). قلت: نصّ الذهبي في "الميزان" (4/ 455) على جهالة يعقوب بن موسى. وعزاه الحافظ في "تبيين العجب" (ص 14) إلى تمّام، وقال: "في سنده ضعفاء ومجاهيل". أهـ. وقال المناوي في "التيسير" (2/ 426): "إسناده ضعيف". أهـ. 26 - باب: النهي عن إفراد يوم السبت بالصيام 591 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا أبو بكر عبد الله بن يزيد المقرئ قال: سمعت ثور بن يزيد قال: حدثني خالد بن معدان عن عبد الله بن بُسْر. عن أمّه قالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول. "لاتصوموا يومَ السبت إلا فيما افترِضَ عليكم، ولو لم يجدْ أحدُكم إلا لحاءَ شجرةٍ أو عودَ عِنَبٍ فليمضُغْ منه". إسناده صحيح، وأم عبد الله صحابية، انظر "الإِصابة" (4/ 473).

وعبد الله بن يزيد كنيته المشهورة: (أبو عبد الرحمن)، فلعل له كنيةً أخرى، أو ربّما وهم الراوي عنه في ذلك. وقد شذّ المقرئ في قوله (عن أمّه) مخالفًا لجمعٍ من الثقات يأتي ذكرهم في الذي بعده. 592 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم: نا زكريا بن يحيى السَّجْزيُّ: نا عبّاد بن الوليد المؤدّب: نا بهلول بن المؤرَّق الشاميُّ: [نا الأوزاعيُّ: حدثني ثور بن يزيد: نا خالد بن مَعدان] (¬1) عن عبد الله بن بُسْر. عن أخته قالت (¬2): سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .... أخرجه أبو داود (2424) من طريق الأوزاعي به. وتابع الأوزاعي جماعة، هم: أبو عاصم النَّبيل عند أحمد (6/ 368) وابن خزيمة (2164) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 80) والطبراني في "الكبير" (24/ 325) والبيهقي (4/ 302)، وسفيان بن حبيب عند أبي داود (2421) والترمذي (744) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف: 11/ 344) وابن ماجه (1726) والطبراني (24/ 330)، والوليد بن مسلم عند أبي داود (2421) والطبراني (24/ 326) والحاكم (1/ 435)، وأصبغ بن زيد عند النسائي (التحفة: 11/ 344) والطبراني (24/ 330)، وقُرّة بن عبد الرحمن والفضل بن موسى عند الطبراني (24/ 330)، وعبد الملك بن الصباح وبقية بن الوليد -لكنه قال: (عن عمته) بدل (عن أخته) - عند النسائي (التحفة: 11/ 344 - 345). وكل هؤلاء ثقات خلا قرّة فمتكَلَّم فيه. وتابع ثورًا: ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين سقط من الأصل، واستدركته من (ظ) و (ر) و (ف). (¬2) في الأصل: (عن أخيه قال) والتصويب من النسخ الأخرى وكتب الحديث.

لقمان بن عامر عند أحمد (6/ 368 - 369) وإسناده قويٌّ. والفضيل بن فضالة الهوزني عند النسائي (التحفة: 11/ 345) والطبراني (24/ 330)، لكنه قال: (عن خالته)، وهو وهمٌ، ولم يوثقه غير ابن حبان. وتابع خالدًا: ابنٌ لعبد الله بن بُسْر عند النسائي (التحفة: 11/ 344) وابن خزيمة (2164) -وسقط عنده (ابن) - والطبراني (24/ 324 - 325) والبيهقي (4/ 302) لكنه قال. (عن عمته الصماء أخت بُسْر) وهذا وهمٌ أيضًا، فالصمّاء بنت بسر أخت عبد الله كما هو ظاهرٌ معلومٌ (انظر: "الإِصابة": 4/ 351). وابن عبد الله لم أتبينه. 593 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو زياد ربيعةُ بن الحارث الجُبْلاني: نا عُتبة بن السَّكَن: نا ثور بن يزيد عن خالد. عن عبد الله بن بُسْر قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صيام يومِ السّبتِ إلَّا في فريضةٍ، وقال: "إنْ لم يجدْ أحدُكم إلا لحاءَ شجرةٍ فليُفْطرْ عليها". عُتبة قال الدارقطني: متروك الحديث. وقال البيهقي: واهٍ منسوبٌ إلى الوضع. (اللسان: 4/ 128). وأخرجه النسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف: 4/ 293) وابن ماجه (1726) وأبو نُعيم في "الحلية" (5/ 218) عن عيسى بن يونس عن ثورٍ به. وسنده صحيح. وأخرجه أحمد (4/ 189) -ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (6/ 24) - من طريق الوليد بن مسلم عن يحيى بن حسان عن عبد الله بن بُسْر، ورجاله ثقات لكن الوليد مدلس وقد عنعن. وأخرجه أحمد (4/ 189) والدولابي في "الكُنى" (2/ 118) وابن حبّان

(940) وابن عساكر في "التاريخ" (9/ق 4/ ب) من طريق حسان بن نوح عن عبد الله بن بُسر. وحسان لم يوثّقه غير العجلي وابن حبان. وروي من وجهٍ آخر عن عبد الله بن بُسر عن أبيه: أخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (2/ 96) - من طريق أبي تقي عبد الحميد بن إبراهيم عن عبد الله بن سالم عن الزُّبيدي عن الفُضيل بن فضالة عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر عن أبيه. قال النسائي: "أبو تقيٍّ هذا ضعيفٌ ليس بشيءٍ". أهـ ورُوي من وجه آخر: أخرجه النسائي في "الكبرى" - (تحفة الأشراف: 12/ 401) - من طريق داود بن عبيد الله عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء عن عائشة (¬1). وداود مجهول كما في التقريب. وقد تحصّل من ذكر وجوه الاختلاف في الحديث أنّ أقوى هذه الوجوه هو (رواية عبد الله بن بسر عن أخته الصماء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -)، لكثرة رواته وإتقانهم. ويليها في القوة: (رواية عبد الله بن بسر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -)، وبقية الوجوه الأخرى لا تخلو من ضعف أو وهمٍ. والجمعُ بين هذين الوجهين: أن يكون ابن بُسْر قد سَمِعَ الحديثَ أولًا بواسطة أخته ثم سمعه بلا واسطة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحدّث به على الوجهين فنُقِل عنه. والحديث أعلّه النسائي -كما في "التلخيص الحبير" (2/ 216) - بالاضطراب، ولا يُصار إلى القول بذلك إلا إذا تكافأت الوجوه في القوة، ¬

_ (¬1) هذا الوجه قال الألباني في "الإِرواء" (4/ 120): "لم أقف على إسناده". أهـ. وتبعه على ذلك حمدي عبد المجيد في تعليقه على معجم الطبراني الكبير (24/ 327).

27 - باب: النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان، وعن تقطيع قضاء رمضان

وتعذَّرَ الجمعُ بينها، وهو غير متوفر هنا لما بيّناه سابقًا. ونقل أبو داود عن الإِمام مالك أنه قال: "هذا الحديثُ كَذِبٌ". أهـ. قال النووي في "المجموع" (6/ 439) مُعقِّبًا: "وهذا القول لا يُقبلُ، فقد صحّحه الأئمةُ". أهـ. وقال ابن عبد الهادي في "المحرَّر" (ص 114) مُعقِّبًا على قول مالك: "وفي ذلك نظرٌ". أهـ. 27 - باب: النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان، وعن تقطيع قضاء رمضان 594 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دُجانة: نا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن جعفر الإِمام بتنيس: نا علي بن مُسلم الطُّوسيّ: نا حَبّان بن هلال: نا عبد الرحمن بن إبراهيم القاصّ (¬1) -وهو ثقةٌ-: نا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه. عن أبي هريرة أن النبيّ (¬2) - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا صومَ من نصف شعبان حتى رمضانَ، فمن طالَ عليه صومُ رمضانَ فليسردْ ولا يقطعْه". أخرجه الدارقطني (2/ 191، 192) -ومن طريقه البيهقي (4/ 259) - من طريق حَبّان به. وأخرج الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 82) الشطر الأول فقط من نفس الطريق. قال الدارقطني: "عبد الرحمن بن إبراهيم ضعيف الحديث". أهـ. وقال البيهقي: "عبد الرحمن بن إبراهيم مدني قد ضعّفه يحيى بن معين والنسائي والدراقطني". أهـ. وقال أبو داود: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، روى ¬

_ (¬1) في الأصول (القاضي)، والتصويب من (ظ) وكتب الرجال. (¬2) في (ظ): (رسول الله).

حديثًا منكرًا عن العلاء. ونُقِل عن ابن معين توثيقُه، وقال أحمد: ليس به بأس. (اللسان: 3/ 401 - 402). وعدّ الذهبي في "الميزان" (2/ 545) هذا الحديث من منكراته. وقال البيهقي: "وقد روي عن أبي هريرة النهيُ عن القطع مرفوعًا، وكيف يكون ذلك صحيحًا ومذهب أبي هريرة جواز التفريق؟! ". أهـ. ومع ذلك فقد حسَّنه ابن القطّان - كما في "التلخيص" (2/ 206). وأخرج الشطر الأول من الحديث: عبد الرزاق في "المصنف" (4/ 161) وأحمد (2/ 442) والدارمي (2/ 17) وأبو داود (2337) والترمذي (738) -وقال: "حسن صحيح"- والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (10/ 239) - وابن ماجه (1651) وابن حبّان (876، 877) وابن عدي في "الكامل" (2/ 476 و5/ 1918) والبيهقي (4/ 209) من طرقٍ عن العلاء بن عبد الرحمن به. والعلاء صدوق تكلموا فيه من أجل هذا الحديث، قال الإِمام أحمد -كما في "نصب الراية" (2/ 441) -: "هذا الحديث ليس بمحفوظ". قال: "وسألتُ عنه ابن مهدي فلم يصحّحه ولم يُحدِّثني به، وكان يتوقّاه". قال أحمد: "والعلاء ثقةٌ لا يُنكر من حديثه إلا هذا". وفي "تهذيب التهذيب" (8/ 187): قال أبو داود: أنكروا على العلاء صيام شعبان، يعني حديث: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا". وقال الخليلي: مدنيٌّ مختلفٌ فيه لأنه ينفرد بأحاديث لا يتابع عليها كحديثه: (إذا كان النصف من شعبان فلا تصوموا). ونقل الحافظ في "الفتح" (4/ 129) عن ابن معين أنه قال: منكر. وقال الذهبي في "السِّير" (6/ 187) في ترجمة العلاء: "ومن أغرب ما أتى به عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ..) الحديث". أهـ.

28 - باب: صوم أيام التشريق

28 - باب: صوم أيام التشريق 595 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءةً عليه في رجبٍ سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة -: وأنا أسمع-: أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري: نا يحيى بن سلام أنّ شعبة حدّثه عن ابن أبي ليلى عن الزُّهري عن سالم بن عبد الله. عن أبيه قال: رخّص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للّمُتمتِّع إذا لم يجدِ الهَدْيَ، ولم يصُمْ حتى فاته أيّامُ العشرِ أنّه يصومُ أيّامَ التشريقِ مكانها. أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 243) عن شيخه ابن عبد الحكم به. وأخرجه الدارقطني (2/ 186) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 303) والبيهقي (5/ 25) من طرقٍ عن ابن عبد الحكم به. قال الدارقطني: "يحيى بن سلام ليس بالقوي". وكذا قال البيهقي وزاد: "وابن أبي ليلى هذا هو عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى". أهـ. وقد وقع التصريح باسمه عند الدارقطني. وابن سلام قال أبو حاتم: صدوق. ووثقه ابن حبّان، وقال ابن عدي: يُكتب حديثه مع ضعفه. (اللسان: 6/ 259 - 260). وضعّف الحافظ في "الفتح" (4/ 243) هذه الرواية، وأعلّها بيحيى وجزم بضعفه. والحديث أخرجه البخاري (4/ 242) من طريق غندر عن شعبة به بلفظ: "لم يُرخَّص في أيّام التشريق أن يُصمن إلا لمن يجد الهدي". وأخرجه أيضًا عن عائشة.

(8) كتاب الحج

(8) " كتاب الحج"

1 - باب: فضل الحج والعمرة والمتابعة بينهما

1 - باب: فضل الحجّ والعُمْرة والمتابعة بينهما 596 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فَضالة السُّوسيُّ قراءةً عليه: نا إبراهيم بن مرزوق: نا وهب بن جرير: نا شعبة عن سُهيل بن أبي صالح عن سُمَيٍّ عن أبي صالح. عن أبي هريرة -رضي الله عنه (¬1) - قال: "الحَجَّةُ البَرَّةُ ليس لها جزاءٌ إلَّا الجنَةُ، والعُمْرةُ إلى العمرةِ تُكفِّر ما بينهما". أخرجه النسائي (2623) من طريق شعبة به. وأخرجه مسلم (2/ 983) من طريق سُهيل وغيره عن سُمَيٍّ به. وأخرجه البخاري (3/ 597) من طريق مالك عن سُمي به. قال ابن عبد البر -كما في الفتح (3/ 598) -: "تفرّدَ سُمي بهذا الحديث، واحتاج الناس إليه فيه، فرواه عنه مالك والسفيانان، وغيرهما، حتى إن سهيل بن أبي صالح حدّث به عن سمي عن أبي صالح، فكأنّ سهيلًا لم يسمعه من أبيه، وتحقَّق بذلك تفرّدُ سُميٍّ به، فهو من غرائب الصحيح" أهـ. 597 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءةً عليه: نا إبراهيم بن مُنقِذ العُصْفُري: نا عبد الله بن وهب قال: حدثني محمد بن أبي حُميد عن عمرو بن شُعيب عن أبيه. عن جدِّه [عبد الله بن عمرو] (¬2) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحُجَّاجُ والعُمّارُ وفدُ الله -عَزَّ وجَلَّ-: إنْ سألوا أُعطوا، وإنْ دعوا أُجيبوا، وإن أنفقوا أُخلِفَ عليهم. والذي نفسُ أبي القاسم بيده ما أهلَّ مُهلٌّ ولا كبَّر ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) الترضي. (¬2) من (ظ) و (ر).

مُكبِّرٌ على شَرَفٍ من الأشرافِ إلا هلّلَ مَا بَينَ يديه وكبَّر بتكبيرهِ حتى ينقطعَ مبلغُ التُّرابِ". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2204) والبيهقي في "شعب الِإيمان" (2/ ق 76/ ب-77/ أ) من طريق ابن أبي حُميد به. وإسناده ضعيف، ابن أبي حميد ضعيفٌ منكر الحديث. وفي "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 298): سألت أبي عن حديثٍ رواه ابن وهب عن محمَّد بن أبي حميد ... وذكر الحديث -قال: فسمعتُ أبي يقول: "هذا حديثٌ منكرٌ". أهـ. وأشار الحافظ المنذري في "الترغيب" (2/ 180) إلى ضعف الحديث حيث صدّره بـ "رُوي". وقال المناوي في "التيسير" (1/ 504): "إسناده ضعيف". أهـ. وأخرج البزّار (الكشف: 1153) من طريق محمَّد بن أبي حُميد عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعًا: "الحجاج والعمار وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم". وقال: "لا نعلمه عن جابر إلا عن ابن المنكدر، ورواه عنه ابن أبي حميد، وطلحة بن عمرو" (¬1).أهـ. وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 167) -وتبعه الهيثمي (3/ 211) -: "رواته ثقات". أهـ. وجوّد إسناده الدمياطي في "المتجر" (ص 288)! وفاتهم ضعف ابن أبي حميد. لكن للشطر الأول من الحديث شاهدٌ يتقوّى به: فقد أخرجه ابن ماجه (2893) وابن حبّان (964) والطبراني في ¬

_ (¬1) ورواية طلحة عند البيهقي في "الشعب" (2/ ق 77/ أ) وهي موقوفة، وطلحة متروك الحديث.

"الكبير" (13/ 422) من طريق عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعًا: "الغازي في سبيل الله والحاجُّ والمعتمر وفد الله. دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم". قال البوصيري في "الزوائد" (2/ 127): "هذا إسنادٌ حسن، عمران مختلف فيه". أهـ. قلت: عمران -أخو سفيان بن عيينة- صالحُ الحديث كما قال ابن معين وأبو داود وغيرهما، لكن شيخه عطاء مختلطٌ. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ ق 77/ أ) من طريق أبي الربيع السمّان -واسمه أشعث بن سعيد- عن عطاء به موقوفًا. وأبو الربيع متروك كما في "التقريب". وأخرج النسائي (2625، 3121) وابن خزيمة (2511) وابن حبّان (965) والحاكم (1/ 441) وصححه على شرط مسلم وسكت عليه الذهبي -وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 327) والبيهقي في "سننه" (5/ 262) و"الشعب" (2/ ق 76/ ب) من طريق ابن وهب عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: "وفدُ الله ثلاثة: الغازي والحاجُ والمعتمر". ورواته ثقات، ورواية مخرمة عن أبيه كتاب، ولم يسمع منه كما قال النُقَّاد. أما الشطر الثاني من الحديث: "والذي نفس أبي القاسم ... " فقد أخرجه أبو الشيخ -كما في "الكنز" (5/ 10) - من حديث ابن عمر، ولم أقف على سنده، وما أخاله يصحّ، والله أعلم. 598 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن يعقوب بن إبراهيم، قالا: نا أبو علي الحسن بن جرير الصُّوري: نا عثمان بن سعيد

الصَّيداوي: نا سُليم بن صالح، قال: حدثني ابن ثوبان عن منصور بن المعتمر عن الشَّعْبيِّ. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تابعوا بينَ الحجِّ والعمرة، فإنّ متابعةَ ما بينهمَا تزيدُ في العُمرِ والرِّزقِ، وتنفي الذُّنوبَ من بني آدمَ كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ". ابن ثوبان -عبد الرحمن بن ثابت- ليِّن، والراوي عنه لم أقف على ترجمته، وعثمان الصيداوي ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (11/ ق 51/ أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 229) من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي عن أيوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر. والخوزي متروك الحديث كما في "التقريب". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 456) من طريق حجّاج بن نُصير عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن ابن عمر. قال الهيثمي في "المجمع (3/ 287): "وفيه حجّاج بن نُصير وثّقه ابن حبّان وغيره، وضعّفه النسائي وغيره". أهـ. قلت: جَزَمَ الحافظ في "التقريب" بضعفه. وأخرجه النسائي (2630) وعنه الطبراني في "الكبير" (11/ 107) من طريق أبي عتّاب عن عَزْرة بن ثابت عن عمرو بن دينار عن ابن عبّاس مرفوعًا وإسناده جيّد. وأخرجه أحمد (1/ 387) والترمذي (810) -وقال: حسن صحيح- والنسائي (2631) وأبو يعلى في "مسنده" (8/ 389 و 9/ 153) وابن خزيمة (2512) وابن حبّان (967) والطبراني في الكبير (10/ 230) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 110) والبغوي في "شرح السنة" (7/ 7) من طريق عاصم بن بهدلة عن شقيق عن ابن مسعود مرفوعًا. وإسناده حسن.

2 - باب: العمرة في رمضان

وقد وَرَد من حديث عُمر وجابر وعامر بن ربيعة لكنّها ضعافٌ، فلا نُطيل بتخريجها. 2 - باب: العمرة في رمضان 599 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا عمرو بن هاشم البيروتي: نا الهِقْل بن زياد عن الأوزاعي عن عطاء. عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عُمرةٌ في رمضانَ تَعدِلُ حَجَّةً". أخرجه البخاري (3/ 603 و4/ 72 - 73) ومسلم (2/ 917، 917 - 918) من طريق ابن جريج وحبيب المعلِّم عن عطاء به مطوّلًا. 3 - باب: ثواب من مات في طريق مكة 600 - أخبرنا أبو الطيّب محمَّد بن حُميد بن سليمان: نا بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عَميرة: نا محمد بن سعيد الأصبهاني: نا يحيى بن يَمان عن عائذ بن نُسير عن عطاء. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ماتَ في طريقِ مكة لم يَعرضْه الله -عَزَّ وجَلَّ- يومَ القيامةِ ولم يُحاسبْه". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (يحيى بن يمان وعائذ بن نُسير ضعيفان). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 410) من طريق محمَّد بن سعيد به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1992) والبيهقي في "الشعب" (2/ ق 76/ أ- ب) من طريق يحيى بن يمان به. وأخرجه أبو يعلى (4608) والآجريُّ في "صفة الغرباء" (رقم: 53، 54) وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 194) وابن عدي (5/ 1992) والدارقطني (2/ 297 - 298) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 215، 215 - 216) والبيهقي في "الشعب" (2/ ق 76/ أ) والخطيب في "التاريخ" (2/ 170 و 5/ 369) من طرقٍ عن عائذ به. وإسناده ضعيف: عائذ بن نُسير ضعّفه ابن معين، ونُقل عنه أنه قال: لا بأس به، لكن روى أحاديث مناكير. وقال العقيلي: منكر الحديث. وقال ابن حبان: كثير الخطأ على قلّته، بطل الاحتجاج بما انفرد لما غلبَ على صحيح حديثه الخطأُ. أهـ. وبضعفِ عائذٍ أعلّ الحديث: ابنُ الجوزي في "الموضوعات" (2/ 217 - 218) والحافظ في "المطالب" (ق 41/ ب). والحديث ضعّفه المنذري في "الترغيب" (2/ 178) -حيث صدّره بـ (رُوي) - والعراقي في "تخريج الإِحياء" (1/ 240). وقد رُوي من حديث جابر: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (المطالب: ق 41/ ب) عن إسحاق بن بشر الكاهلي عن أبي معشر عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعًا. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 336) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 217) - من هذا الوجه. قال ابن الجوزي: "لا يصحُّ، والمتهم به إسحاق بن بشر (في الأصل:

4 - باب: الحج ماشيا

ظهير. تحريف)، وقد كذّبه ابن أبي شيبة وغيره، وقال الدارقطني: هو في عِداد مَنْ يضع الحديث".أهـ. وعزاه المنذري في "الترغيب" (2/ 179) إلى الأصبهاني وأشار إلى ضعفه. ورُوي من حديث ابن عمر: أخرجه ابن منده في "أخبار أصبهان" -كما في "اللآلئ" (2/ 128) - من طريق علي بن قرين عن خالد بن عبد الله الواسطي عن ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا. وابن قرين قال ابن معين كذّابٌ خبيثٌ. وكذّبه موسى بن هارون والبغوي، واتهمه العقيلي بالوضع. (اللسان: 4/ 251). والحديث بالغ ابن الجوزي فأورده في "الموضوعات" والصواب أنه ضعيف لا موضوع؛ لأن عائذ بن نسير لم يُتَّهمْ. 4 - باب: الحجّ ماشيًا 601 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان: نا أبو القاسم بركة بن نشيط بن السّريّ (غَثْكَلُ) الفرغاني. نا إسماعيل بن حفص: نا يحيى بن يمان عن حمزة الزّيّات عن حُمْران بن أَعْين عن أبي الطُّفَيْل. عن أبي سعيد قال: حَجَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه مُشاةً من المدينة إلى مكة، وقد رَبَطوا أوساطَهم بأُزُرِهم، ومشى خِلْطَ (¬1) الهرولة. 602 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر الكِنْديُّ: ¬

_ (¬1) قال الكندي في "حاشيته على ابن ماجه" (2/ 270): "أي شيئًا مخلوطًا بالهرولة، بأن يمشيَ حينًا ويهرول حينًا، أو معتدلًا". أهـ.

5 - باب: النهي عن سفر المرأة بلا محرم

نا محمَّد بن إدريس بن حمادة الأنطاكي: نا أحمد بن حاتم الطويل الشعيري البغدادي: نا يحيى بن يمان عن حمزة الزيّات عن حُمران بن أَعْين عن أبي الطُّفَيْل. عن أبي سعيد قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مشاةً من المدينة إلى مكة، فقال: "اربطوا أوساطَكم بأُزُرِكم". ومشى -أو قال: مشينا- خِلْطَ الهرولةِ حتى أتينا مكةَ. أخرجه ابن ماجه (3119) وابن خزيمة (2535) والحاكم (1/ 442) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- عن إسماعيل بن حفص به. وأخرجه أبو يعلى -كما سيأتي- عن أحمد بن حاتم به. قال البوصيري في "الزوائد" (2/ 153): "هذا إسناد ضعيفٌ: حُمَران بن أعين الكوفي قال فيه ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال أبو داود: رافضيٌّ. وقال النسائي: ليس بثقةٍ. ويحيى بن يمان العجلي -وإنْ روى له مسلم- فقد اختلط بآخره، ولم يتميّز حالُ من روى عنه: هل له قبل الاختلاط أو بعده؟!. ورواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده": ثنا أحمد بن حاتم: ثنا يحيى بن يمان .. فذكره بإسناده ومتنه". أهـ. وفي "حاشية السَّندي على ابن ماجه" (2/ 270): "قال الدُّمَيْري: انفرد به المصنِّفُ، وهو ضعيفٌ منكرٌ، مردودٌ بالأحاديت الصحيحة التي تقدّمت أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لم يكونوا مشاة من المدينةِ إلى مكّةَ". أهـ. 5 - باب: النهي عن سفر المرأة بلا مَحْرمٍ 603 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءةً عليه:

6 - باب: تقليد الهدي

أنا العبّاس بن الوليد بن مَزيد البيروتي: نا محمَّد بن شعيب قال: أخبرني يزيد بن أبي مريم عن قَزَعَة أنّه أخبره. عن أبي سعيد وعبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجدِ الحرامِ، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا. ولا تُسافر المرأةُ مسيرةَ يومٍ إلَّا مع زوجِها أو ذي مَحْرَمٍ من أهلها". أخرجه ابن ماجه (1410) من طريق محمَّد بن شعيب به دون قوله: "ولا تسافر ... " إلخ. وسنده جيّدٌ. وأخرجه البخاري (3/ 70) ومسلم (2/ 975 - 976) من طريق عبد الملك بن عمير عن قزعة عن أبي سعيد بتمامه. وعندهما تقييد النهي عن السفر بيومين. وأخرج ابن خزيمة (2522) من طريق صدقة بن خالد عن يزيد بن أبي مريم عن قزعة عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "لا تسافر المرأة يومين ... ". وإسناده جيّد. وأخرجه أحمد (2/ 182) من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرمٍ مسيرةَ ثلاثٍ". قال الهيثمي (3/ 213 - 214): "رجاله ثقات". أهـ. قلت: فيه عنعنة ابن جُريج وهو مدلّس. 6 - باب: تقليد الهَدْي 604 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر:

7 - باب: إبدال الهدي الواجب إذا عطب

نا أبو زُرْعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو نُعَيم: نا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود. عن عائشة -رضي الله عنها - قالت: أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرةً غنمًا. 605 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحَلَبي القاضي: نا أبو عبد الله أحمد بن خُلَيد الكِنْدي بحلب: نا أبو نُعيم الفَضْل بن دُكين سنةَ ستَّ عشرةَ ومائتين: نا الأعمَشُ عن إبراهيم عن الأسود. عن عائشة قالت: أهدى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مرّةً غنمًا. أخرجه البخاري (3/ 545) عن أبي نعيم به. وأخرجه مسلم (2/ 958) عن أبي معاوية عن الأعمش به، وزاد: "فقلّدها". 7 - باب: إبدال الهَدْي الواجب إذا عَطِب 606 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي: نا أبو أيّوب سليمان بن المُعافى -قاضي رأس العين بحلب-: نا أبي: نا موسى بن أَعْين عن الأوزاعي عن عبد الله بن عامر عن نافع. عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أهدى بَدَنةً تطوّعًا فعَطِبت فليس عليه بَدَلٌ، وإن كانت نذرًا فعليه البَدَلُ". الحديث عزاه الزّيلعي في "نصب الراية" (3/ 166) إلى فوائد تمام، وقال: "وذكره الشيخ [يعني: ابن دقيق] في "الإِمام" من جهة تمّام، وسكت عنه "أهـ.

وقد أخرجه ابن خزيمة (2579) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1472) والدارقطني (2/ 242) والحاكم (1/ 447) -وصححه وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (5/ 244) من طرق عن الأوزاعي به. وقال ابن خزيمة: "إنْ صحّ الخبرُ -ولا أخال- فإنّ في القلب من عبد الله بن عامر الأسلمي". أهـ. قلت: قد أجمعوا على ضعفه، وقد أخطأ في رفع الحديث والصواب أنه موقوف كما قال البيهقي، أخرجه مالك في "الموطأ" (1/ 381) بأصح الأسانيد: نافع عن ابن عمر موقوفًا. وأخرجه البيهقي (5/ 243 - 244) من طريق الحسن بن بشر البَجَلي عن المعافى بن عمران عن الأوزاعي عن أيّوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا. قال البيهقي: "كذا رُوي بهذا الإِسناد عن الأوزاعي وأظنُّه وهمًا، فإنّما رواه غير الأوزاعي عن عبد الله بن عامر الأسلمي، وعبد الله بن عامر يليق به رفع الموقوفات". قلت: والوهم فيه من الحسن بن بشر البجلي فإنه مُتكلَّمٌ فيه ضعّفه النسائي وابن خراش. وأخرجه الدارقطني (2/ 242) -ومن طريقه البيهقي (5/ 244) - من طريق عبد الله بن شبيب عن عبد الجبار بن سعيد عن ابن أبي الزّناد عن موسى بن عقبة عن أبي الزُّبير عن ابن عمر مرفوعًا. قال البيهقي: "إسناده ضعيف". أهـ. قلت: ابن شبيب قال الذهبي في "الميزان" (2/ 438): "إخباريٌّ علاّمة، لكنّه واهٍ. قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث ... وبالغ فضلك الرازي فقال: يحلُّ ضرب عنقه". أهـ. وشيخه قال العقيلي: له مناكير. (الميزان: 2/ 533).

8 - باب: الرجل يحج عن غيره

8 - باب: الرّجل يحجُّ عن غيره 607 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي: نا أبو أيوب سليمان بن المُعافى بن سليمان: نا أبي: نا موسى بن أَعْين عن أبي شهاب عن الحسن عن عمرو بن دينار عن عطاء. عن ابن عبّاس أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ رجلًا يقول: لَبّيكَ بحجّةٍ عن شُبْرُمَة. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل حججت قَطُّ؟ ". فقال: لا. فقال: "هذه عَنك، واحجج عن شُبْرُمَة". أخرجه الدارقطني (2/ 267، 268) والبيهقي (4/ 337) من طرقٍ عن الحسن -وهو ابن عمارة- عن عمرو به. قال الدارقطني: "تفرّد به الحسن بن عمارة، وهو متروك الحديث". أهـ. وأشهر طرق هذا الحديث: مما أخرجه أبو داود (1811) وابن ماجه (2903) وأبو يعلى في "مسنده" (2440) وابن الجارود (499) وابن خزيمة (3039) والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 223) وابن حبان (962) والطبراني في "الكبير" (12/ 42 - 43) والدارقطني (2/ 270) والبيهقي (4/ 336) من طريق عبدة بن سليمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلًا يقول: لبّيك عن شُبْرُمَة. قال: "من شُبرمة؟ ". قال: أخٌ لي - أو: قريب لي. قال: "حججت عن نفسك؟ ". قال: لا. قال: "حُجَّ عن نفسك ثم حُجَّ عن شبرمة". قال البيهقي: "هذا إسنادٌ صحيحٌ ليس في هذا الباب أصحُّ منه. وقال يحيى بن معين: أثبتُ الناس سماعًا من سعيد: عبدة بن سليمان". أهـ. إلَّا أنه أُعِلَّ بعللٍ:

الأولى: الوقف: وقد رواه غُنْدر -محمَّد بن جعفر- عن سعيد به موقوفًا، وتابعه على ذلك الحسن بن صالح، وروايتهما عند الدارقطني (2/ 271). ولم ينفرد عبدة بن سليمان برفعه، بل تابعه أبو يوسف القاضي ومحمد بن بشر ومحمد بن عبد الله الأنصاري عند الدارقطني (2/ 269) والبيهقي (4/ 336). "قال الِإمام أحمد: رفعُه خطأ. وقال ابن المنذر: لا يثبت رفعه". كذا في "التلخيص" (2/ 223) ورجّح الطحاوي في "المُشكل" (2/ 225) وقف الحديث، لكن قال البيهقي: "ومَن رواه مرفوعًا حافظٌ ثقةٌ فلا يضرُّ خلافُ من خالفه". أهـ. وقال ابن القطان في "الوهم والإيهام" -كما في "نصب الراية" (3/ 155) -: "وحديثُ شبرمة علّله بعضهم بأنه قد رُوي موقوفًا، والذي أسنده ثقةٌ فلا يضرّه ... وأصحاب ابن أبي عروبة يختلفون عليه، فقومٌ يرفعونه، منهم: عبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر الأنصاري، وقوم يقفونه، منهم: غندر وحسن بن صالح. والرافعون ثقات فلا يضرهم وقف الواقفين، إمّا لأنهم حفظوا ما لم يحفظ أولئك، وإمّا لأن الواقفين رووا عن ابن عباس رأيه، والرافعين رووا عنه روايته، والراوي قد يُفتي بما يرويه". أهـ. لكن استبعد ابنُ دقيق العيد -كما في "نصب الراية"- تعدّدَ القضيةِ بأن تكونَ وقعت في زمان النَّبي -عليه السلام- وفي زمن ابن عباس على سياقٍ واحدٍ واتفاق لفظٍ. الثانية: الإِرسال: فقد رواه سعيد بن منصور -كما في "نصب الراية" (3/ 155) - عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء مرسلًا، وتابعه مسلم بن خالد الزنجي

9 - باب: الإفراد والقران والتمتع في الحج

-وهو ضعيف- عند الشافعي (ترتيب السندي: 1/ 388) والبيهقي (4/ 336). ولا تُعلُّ الروايةُ الموصولةُ بذلك لكونها زيادة من أربعة ثقات فوجب قبولها. الثالثة: تدليس قتادة: لأنه لم يقل فيه (حدثنا) ولا (سمعت) وهو مُدلّس، كذا قال ابن المُغلِّس -كما في "نصب الراية" (3/ 155). لكن قد أخرجه الطحاوي (3/ 22) من طريق عمرو بن الحارث عن قتادة عن سعيد بن جبير به، فأسقط عزرة من الإِسناد وذاك تدليس من قتادة، فلما صرّح بذكره في رواية سعيد بن أبي عروبة علمنا انتفاء شبهة التدليس عنه. * * * والحديث أخرجه الدارقطني (2/ 267 - 271) من طرقٍ متعددةٍ عن ابن عباس لكنّها لا تخلو من ضعف. وأقوى طرقه: التي أخرجها الطبراني في "الصغير" (1/ 226) عن شيخه عبد الله بن سنده الأصبهاني: ثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي: ثنا يزيد بن هارون: ثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس مرفوعًا. وإسناده حسن. وقد نبّه على هذه الطريق الشيخ الألباني في "الإِرواء" (4/ 172). وأخرجه أبو يعلى (4611) والدارقطني (2/ 270) من طريق هُشيم عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن عائشة. وهشيم مدلس ولم يُصرِّح بالتحديث، وشيخه سيء الحفظ جدًا. 9 - باب: الإِفراد والقران والتمتع في الحج 608 - حدثنا أحمد بن سليمان بن حَذلم: نا سعد بن محمَّد

البيروتي: نا العبّاس بن محمَّد المُرادي: نا مالك بن أنس عن محمَّد بن عبد الرحمن عن عروة. عن عائشة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم - أفردَ الحجَّ. العبّاس بن محمَّد قال أبو حاتم: لا أعرفه، وهذه الأحاديث التي رواها كَذِبٌ. (الجرح والتعديل: 6/ 216). والحديث رواه مالك في "الموطأ" (1/ 335) من هذا الطريق، وأخرجه من طريقه البخاري (3/ 420) ومسلم (2/ 873) ولفظهما: "أهلّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحج". وعند مسلم (2/ 875) من طريق أخرى عن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفرد الحجّ. 609 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل القنسريني القطّان: نا عبد الرحمن بن مَعْدان اللاذقي باللاذقيّة: نا مُطَرف بن عبد الله المدني: نا عبد العزيز بن أبي حازم عن جعفر بن محمَّد عن أبيه. عن جابر بن عبد الله أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفردَ الحجَّ. أخرجه ابن ماجه (2966) من طريق الدّراوردي وحاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد به. قال البوصيري في "الزوائد" (2/ 136): "هذا إسنادٌ صحيح، رجاله ثقات". أهـ. وأخرجه مسلم (2/ 887) من طريق حاتم به بلفظ: قال جابر: "لسنا ننوي إلّا الحج، لسنا نعرف العمرة". وأخرجه أيضًا (2/ 881) من طريق أبي الزبير عن جابر قال: أقبلنا مُهلِّين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحجٍّ مفردٍ. وعنده (2/ 883) من طريق عطاء عن جابر قال: أهللنا -أصحابَ محمَّد - صلى الله عليه وسلم - بالحجِّ خالصًا وحدَه. وأخرجه البخاري (3/ 422) من هذا

الطريق: عن جابر أنّه حجَّ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يومَ ساقَ البُدْنَ معه، وقد أهلّوا بالحجِّ مفردًا. 610 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح: نا أبو جعفر محمَّد بن سليمان بن هشام ابن بنت مطَر الورّاق: نا أبو معاوية: نا الأعمش عن أبي سفيان. عن جابر قال: أهلّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بحجٍّ ليس معَهُ عمرةٌ. محمَّد بن سليمان ضعيف كما في التقريب. وقد تابعه أحمد بن عبد الجبار العطاردي عند البيهقي (4/ 5)، والعطاردي ضعيف متهم، ولذا ضعّف النووي في "المجموع" (7/ 151) رواية البيهقي. وأخرجه أحمد (3/ 315) عن أبي معاوية به. دون قوله: "ليس ... " إلخ. وسنده جيّد. 611 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حسنون، وأبو بكر محمَّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حيّة البزّاز، ومحمد بن موسى بن إبراهيم القرشي، قالوا: نا أبو عبد الله أحمد بن بشر بن حبيب الصُّوريّ بدمشق: نا سليمان بن عبد الرحمن بن شُرَحبيل أبو أيوب الدمشقي: نا بقيّة بن الوليد عن مُسلم بن خالد عن عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفردَ الحجَّ. أخرجه مسلم (2/ 904 - 905) من طريق عبّاد بن عبّاد المهلَّبي عن عُبيد الله به. 612 - حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمَّد بن جعفر بن هشام بن عَدبَّس الكِندي الكوفي: نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فِيل البالِسيُّ: نا أبو موسى عيسى بن سليمان الحجازي: نا أبو إسحاق قال: حدثني أبي، قال: دخلت على سفيان الثوري، فقلت: أعظمَ اللهُ أجرَك في شُعبة. فقال:

رحمَ اللهُ أبا بِسْطام. ثم قال: نا شُعبة عن الحكَم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. عن عبد الله بن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حجَّ مُفرِدًا (¬1). هكذا قال أبو إسحاق، قال: (حدثني أبي). 613 - حدثنا يوسف بن القاسم: نا حاجب بن أركين: نا أحمد بن إبراهيم البالِسيُّ: نا عيسى بن سليمان عن أبي إسحاق قال: قلت لسفيان الثوري ... فذكر نحوه. أبو إسحاق هو إبراهيم بن محمَّد بن الحارث الفزاري، والراوي عنه: (عيسى بن سليمان الحجازي) لم أقف على ترجمته. 614 - حدثني أبو العباس أحمد بن منصور بن محمَّد الشِّيرازي الحافظ: نا الحسن بن أحمد بن المبارك الطُّوسيّ: نا سيّار بن الحسن: نا عبد الرحمن بن جَبْلة: نا جعفر بن سليمان. عن داود بن أبي هند عن أنس، وحُميد عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبّى بحجّةٍ وعُمرةٍ معًا. رواية ابن أبي هند عن أنس منقطعة. ورواية حميد أخرجها مسلم (2/ 915). وقد رواه عن أنس ستة عشر نفسًا ذكرهم ابن القيم في "زاد المعاد" (2/ 114 - 116). 615 - حدثنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الدمشقي: نا أبو حصين محمَّد بن إسماعيل بن محمَّد التميمي: نا أبي: نا هُشيم، قال: حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد العزيز بن صهيب، وحُميد الطويل كلّهم يذكره. ¬

_ (¬1) في (ظ) وهامش (ر): (مقرِنًا).

عن أنس بن مالك أنّهم سمِعوه يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُلَبِّي بهما جميعًا: "لبّيك عمرةً وحَجًّا، لبّيك عمرةً وحَجًّا". أخرجه مسلم (2/ 915) من طريق هُشيم به، لكن عنده (يحيى بن أبي إسحاق) بدل (يحيى بن سعيد الأنصاري). 616 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا أبو عمرو عثمان بن خُرَّزاذ بن عبد الله بأنطاكية: نا عبد الرحيم بن مُطَرِّف السَّروجي: نا عتّاب بن بشير عن الأوزاعي عن قتادة. عن أنس أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لبَّى بهما جميعًا. إسناده لا بأس به، عتّاب تكلّموا فيه، والظاهر أنه لا بأسَ به. وأخرج البخاري (3/ 600) من طريق همام عن قتادة قال: سألت أنسًا، فقال: "اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث ردوه، ... ، وعمرة مع حَجَّته". 617 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي: نا هُشيم بن أبي ساسان الكوفي قال: حدثني سعيد بن سليمان المُساحِقيُّ عن أبيه. عن أنس قال: إنّي لقائمٌ عند ناقةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - حينَ ركِبها فلبَّى بالحجّ والعُمرةِ معًا. سعيد بن سليمان المُساحِقي وأبوه لم أقف على ترجمةٍ لهما، وهُشيم هذا قال ابن أبي حاتم في "الجرح" (9/ 116): "سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث. قلت: لا بأس به؟. قال: لا أقول هذا, ولكن هو صالح الحديث". أهـ. 618 - أخبرنا أبو يعقوب [إسحاق بن إبراهيم] (¬1) الأذْرَعيُّ: ¬

_ (¬1) من (ظ).

10 - باب: رفع الصوت بالتلبية

نا موسى بن عيسى: نا محمَّد بن عُبيدة: نا الجرّاح عن إبراهيم بن ذي حماية عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الزُّبير. عن جابر بن عبد الله أنّ سُراقةَ بن مالك بن جُعْشُم قال: يا رسول الله! أرأيتَك عمرتَنا هذه، لعامنا هذا أم لأبدٍ؟. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل لأبدٍ". قال: يا رسول الله! أخبرنا عن ديننا، كأنَّنا خُلِقنا الساعةَ: أشيءٌ جفّت به الأقلامُ وثبتت به المقاديرُ أم مستأنفٌ؟. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل شيءٌ جفّت به الأقلامُ وثبتت به المقاديرُ". فقال سُراقة: يا رسول الله! ففيم العملُ؟. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اعملوا، فكلُّ عاملٍ مُيَسَّرٌ". أخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 142) من طريق علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى به. وابن أبي ليلى صدوق سيء الحفظ جدًا. كما في التقريب: والشطر الأول من الحديث (إلى قوله. "بل لأبد") أخرجه البخاري (3/ 606) ومسلم (2/ 883 - 884) من طريق عطاء عن جابر. والشطر الثاني أخرجه مسلم (4/ 2040 - 2041) من طريق أبي الزبير عن جابر. 10 - باب: رفع الصوت بالتلبية 619 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عيسى: نا سفيان بن عيينة: نا عبد الله بن أبي بكر عن خلّاد بن السائب بن خلّاد. عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتاني جبريلُ فأمرني أنْ آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتَهم بالِإهلالِ". محمَّد بن عيسى هو ابن حيّان المدائني تركه الدارقطني والحاكم، وضعّفه اللالكائي. (اللسان: 5/ 333) وقد وهم في الإِسناد فأسقط

(عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام) بين (عبد الله بن أبي بكر) و (خلّاد). وعلى الصواب أخرجه الحميدي في "مسنده" (853) وأحمد (4/ 56) والدارمي (1/ 34) والترمذي (829) والنسائي (2753) وابن ماجه (2922) وابن الجارود في "المنتقى" (434) وابن خزيمة (2625، 2627) والطبراني في "الكبير" (7/ 168) والدارقطني (2/ 238) والحاكم (1/ 450) والبيهقي (5/ 42) من طرق عن سفيان به. وأخرجه مالك في "الموطأ" (1/ 334) -ومن طريقه الشافعي (ترتيب السندي- 1/ 306) وأحمد (4/ 56) والدارمي (1/ 34) وأبو داود (1814) والطبراني (7/ 168 - 169) والبيهقي (5/ 41 - 42) والبغوي في "شرح السنة" (7/ 53) - عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الملك بن أبي بكر به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وصحّحه الحاكم وسكت عليه الذهبي. وإسناده صحيح. قال الحافظ في "الفتح" (3/ 408): "رجاله ثقات، إلَّا أنه اختُلِف على التابعي في صحابيّه". أهـ. فقد أخرجه أحمد (5/ 192) وابن ماجه (2923) وابن خزيمة (2628) وابن حبان (974) والطبراني (5/ 260 - 261) والحاكم (1/ 450) والبيهقي (5/ 42) من طريق سفيان الثوري عن عبد الله بن أبي لَبيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد الجهني مرفوعًا. وهكذا رواه شُعبة عن ابن أبي لبيد به، أخرجه البيهقي (5/ 42). وإسناده جيّد. وتابع ابن أبي لبيد موسى بن عقبة عند ابن خزيمة (2629). وأخرجه أحمد (2/ 325) وابن خزيمة (2630) والحاكم (1/ 450) وعنه البيهقي (5/ 42) من طريق أسامة بن زيد الليثي عن محمد بن

11 - باب: متى يقطع المعتمر التلبية؟

عبد الله بن عمرو بن عثمان (¬1) وعبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن أبي هريرة. هكذا رواه الليثي وليس بالضابط، وخالفه جبلا الحفظ: شعبة والثوري كما تقدّم. قال الحاكم: "هذه الأسانيد كلها صحيحة، وليس يُعلِّل واحدٌ منها الآخر، فإن السّلف -رضي الله عنهم، كان يجتمع عندهم الأسانيد لمتنٍ واحدٍ كما يجتمع عندنا الآن". أهـ. وأما الترمذي فقال: "وروى بعضهم هذا الحديث عن خلّاد بن السائب عن زيد بن خالد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يصحُّ، والصحيح هو: عن خلّاد بن السائب عن أبيه". أهـ. وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه أحمد (1/ 321) من طريق أبي حازم عن جعفر عن ابن عباس مرفوعًا: "إن جبريل أتاني فأمرني أن أعلن بالتلبية". قال الهيثمي (3/ 224): "وفيه جعفر بن عيّاش وهو من تابعي أهل المدينة، روى عنه أبو حازم سلمة بن دينار، ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح". أهـ. قلت: وقال الحسيني -كما في "التعجيل" (ص 70) -: "لا يُعرف". 11 - باب: متى يقطع المعتمر التلبية؟ 620 - أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد: نا أبو جعفر ¬

_ (¬1) عند أحمد رواية أسامة عن ابن أبي لبيد فقط.

محمَّد بن سليمان: نا يحيى بن آدم: نا زهير والحسن بن صالح عن ابن أبي ليلى عن عطاء. عن ابن عباس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لبّى في العُمرة حتى استلم الحَجَر. أخرجه أبو داود (1817) والترمذي (919) -وقال: حسن صحيح- وابن الجارود في "المنتقى" (451) وابن خزيمة (2697) والطبراني في "الكبير" (11/ 149) والبيهقي (5/ 105) من طرقٍ عن ابن أبي ليلى به. قال ابن خزيمة: "ابن أبي ليلى ليس بالحافظ، وإن كان فقيهًا عالمًا". أهـ. ونقل البيهقي عن الشافعي أنه قال: "روى ابن أبي ليلى ... " فذكره، ثم قال: "ولكنّا هبنا روايته لأنّا وجدنا حفّاظ المكّيين يقفونه على ابن عباس". قال البيهقي: "رفعه خطأٌ، وكان ابن أبي ليلى هذا كثير الوهم، وخاصّةً إذا روى عن عطاء فيخطىء كثيرًا، ضعّفه أهل النّقل مع كِبر محلِّه في الفقه". أهـ. وقال المنذري في "مختصر السنن" (2/ 342): "في إسناده: محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقد تكلّم فيه جماعة من الأئمة". أهـ. وأخرجه الطبراني (11/ 37 - 38) من طريق ليث بن أبي سُليم عن طاوس عن ابن عباس مرفوعًا. وليث ضعيف لاختلاطه. والصحيح أنه موقوف كما قال البيهقي وغيره، وقال أبو داود: رواه عبد الملك بن أبي سليمان وهمّام عن عطاء عن ابن عباس موقوفًا. أهـ. وأخرجه البيهقي (5/ 104) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن ابن عباس موقوفًا، وأخرجه من طريق مجاهد عن ابن عباس موقوفًا، وإسنادهما صحيح. وروي مرفوعًا من حديث عبد الله بن عمرو، وأبي بكرة: فأخرجه أحمد (2/ 180) والبيهقي (5/ 105) من طريق الحجّاج عن

12 - باب: إحرام المرأة

عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. قال البيهقي. "والحجّاج بن أرطاة لا يحتجُّ به". أهـ. قلت. هو أيضًا كثير التدليس ولم يصرح بالسماع. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 487) -ومن طريقه البيهقي (5/ 105) - عن عمرو بن مالك الراسبي: ثنا عبد الرحمن بن عثمان البكراوي: ثنا بحر بن مَرّار بن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن جده عن أبيه مرفوعًا. قال البيهقي: "إسناده ضعيف" وقال أيضًا: "هذا إسنادٌ غير قوي". أهـ. قلت: الراسبي وشيخه ضعيفان، وبحر اختلط بآخره. 12 - باب: إحرام المرأة 621 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو الفضل أحمد بن مُلاعِب ببغدادَ. نا عبد الله بن رجاء الغُدَاني: نا أيوب بن محمَّد أبو الجمل عن عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليسَ على المرأةِ حَرَمٌ إلَّا في وجهها". أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 116) والطبراني في "الكبير" (12/ 370) و"الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 152/ أ- ب) وابن عدي في "الكامل" (1/ 349) والدراقطني (2/ 294) والبيهقي (5/ 47) من طريق عبد الله بن رجاء به. قال الطبراني: لم يرفعه عن عبيد الله إلَّا أيّوب، تفرّد به عبد الله بن رجاء". وقال العقيلي. "لا يُتابع [يعني: أيوب بن محمد] على رفعه، إنّما هو موقوف". أهـ. وقال ابن عدي: "تفرّد برفعه". أهـ. وقال البيهقي.

13 - باب: ثواب المحرم يضحى للشمس

"أيوب بن محمَّد أبو الجَمَل ضعيفٌ عند أهل العلم بالحديث فقد ضعّفه يحيى بن معين وغيره، وقد رُوي هذا الحديث من وجهٍ آخر مجهولٍ عن عبيد الله بن عمر مرفوعًا، والمحفوظ موقوف". أهـ. وفي "نصب الراية" (3/ 93): "قال الدارقطني في "علله": أيوب هذا ضعيف، وقد خالفه جماعةٌ كابن عيينة، وهشام بن حسان، وعلي بن مُسهر، وعبد الرحمن بن سليمان، وابن نُمير، وإسحاق الأزرق وغيرهم، فرووه عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر موقوفًا (في الأصل: مرفوعًا. تحريف) وهو الصواب". وقال ابن القطّان في "كتابه": أيوب بن محمَّد أبو الجمل مختلف فيه، فقال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: لا بأس به. فخرج من هذا أنّ حديثَه غير صحيح". أهـ. وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 219). "وفيه أيوب بن محمَّد اليمامي، وهو ضعيفٌ". أهـ. وأعلّه الحافظ في "التلخيص" (2/ 272) بضعف أيوب. وأخرجه الدارقطني (2/ 294) والبيهقي (5/ 47) من طريق هشام بن حسّان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: إحرام المرأة في وجهها. وإسناده صحيح، وتابعه سفيان بن عيينة عند العقيلي (1/ 116). 13 - باب: ثواب المُحرِم يضحى للشمس 622 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل التنوخي: نا عبد الرحمن بن

مَعْدان: نا مُطَرِّف بن عبد الله المدني: نا عبد الله بن عمر عن عاصم بن عمر عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة. عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما مِنْ مُحرمٍ يَضْحى للشمسِ (¬1) حتى تغربَ إلَّا غربتْ بذنوبِه حتى يعودَ كما ولدته أمُّه". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1461) والبيهقي (5/ 70) من طريق مُطرِّف به. وأخرجه ابن ماجه (2925) من طريق عاصم بن عمر به، ولفظه: "ما من مُحرمٍ يضحى لله يومَه يلبّي حتى تغيب الشمس إلا غابت بذنوبه، فعاد كما ... ". وأخرجه أحمد (3/ 373) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 229) - من طريق عاصم بن عمر به، ولفظه: "من أضحى يومًا محرمًا مُلبِّيًا حتى غربت الشمس غربت بذنوبه كما ولدته أمه". قال البيهقي: "هذا إسنادٌ ضعيف". أهـ. وبيّنه البوصيري في "الزوائد" (2/ 132) فقال: "لضعف عاصم بن عمر، وعاصم بن عبيد الله". أهـ. والحديث ضعّفه المنذري في "الترغيب" (2/ 189) والدمياطي في "المتجر" (ص 297). وأخرجه الطبراني في "الكبير" -كما في "المجمع" (3/ 223 - 224) - من حديث عامر بن ربيعة، وقال الهيثمي: "فيه عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف". أهـ. ¬

_ (¬1) أي: يبرز للشمس.

14 - باب: نكاح المحرم

14 - باب: نكاح المُحرِم 623 - حدثني أبو علي أحمد بن عبد الله بن عمر بن حفص البغدادي: نا أبو شُعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شُعيب الحرّاني [: حدثني أحمد بن منصور التلِّي الحرّاني:] (¬1): نا مالك بن أنس عن نافع عن نُبَيه بن وهب عن أَبَان بن عثمان. عن عثمان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يَنكِحُ المُحرِمُ ولا يُنكِحُ". 624 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا عبد الرحمن بن عبد الحميد (ح) وأخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم: نا عبد الرحمن بن إسحاق قالا: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن كثير عن سعيد بن عبد العزيز عن نافع أن نُبيه بن وهب أخبره أن أَبَان بن عثمان قال: سمِعتُ عثمان بن عفّان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المُحرِمُ لا يَنكِحُ ولا يُنكِحُ ولا يخطُبُ". أخرجه مالك في "الموطأ" (1/ 348 - 349). وأخرجه مسلم (2/ 1030، 1031) من طريق مالك وغيره عن نافع به. 625 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عوف. نا أبو المُغيرة: نا الأوزاعيُّ عن عطاء. عن ابن عبّاس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوّجَ ميمونةَ وهو مُحرمٌ. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر)، وفي هامش الأصل: (في نسخةٍ: حدثني أحمد بن منصور التلي الحراني).

قال سعيد بن المُسيّب: وَهِمَ ابن عباس وإنْ كانت خالتَه، إنّما تزوّجها حَلالًا. وأدخله البخاري (¬1) في "الصحيح" عن أبي المُغيرة. أخرجه البخاري (4/ 51) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج به. وأخرجه مسلم (2/ 1031، 1032) عن أبي الشعثاء جابر بن زيد عن ابن عبّاس. وليس عندهما مقالة ابن المسيب، وقد أخرجها البيهقي (7/ 212) من طريق محمَّد بن عوف به، وسنده صحيح. 626 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن عُمير بن يوسف بن جَوصا قراءةً عليه سنةَ خمس وأربعين وثلاثمائة: نا أحمد بن أنس نا هشام بن خالد: نا شعيب -يعني: ابن إسحاق- قال: أخبرني الحسن بن دينار عن أيوب عن عكرمة. عن ابن عباس أنّه قال: تزوّجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرامًا، وبنى بها حلالًا، وماتتْ بِسَرِفِ، فذلك قبرُها تحتَ السقيفة. يعني: ميمونة. الحسن بن دينار متروك كذّبه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم (اللسان: 2/ 203 - 204). والحديث أخرجه البخاري (7/ 509) من وهيب عن أيوب به، دون قوله: "فذلك ... ". 627 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الْأزرَعيُّ قراءةً عليه: نا أبو عمرو حفص بن عمر بن الصباح الرَقي (سِنْجَة): نا المُعلّى بن أسد: نا أبو عَوانة عن المغيرة عن أبي الضُّحى عن مسروق. ¬

_ (¬1) في (ظ): (وأدخل البخاري هذا الحديث).

عن عائشة قالت: تزوّج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعضَ نِسائه وهو مُحرِمٌ، واحتجم وهو مُحرِمٌ. أخرجه البزّار (كشف: 1443) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 269) والبيهقي (7/ 212) من طريق معلّى بن أسد به. وأخرجه ابن حبّان (1271) من طريقٍ آخر عن أبي عوانة به. وإسناده صحيح، لكن أُعِلّ بالإِرسَال. فقد نقل البيهقي عن الحافظ أبي علي النيسابوري أنه خطّأ هذه الرواية, وقال: "والمحفوظ عن مغيرة عن أبي الضحى عن مسروق مرسلًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كذا رواه جرير عن مغيرة". أهـ. لكن تعقّبه ابن التركماني في "الجوهر النّقي" (حاشية البيهقي: 7/ 213) فقال: "قلت: رواية أبي عوانة عن مغيرة مسندًا أولى من رواية جرير بن عبد الحميد عنه مرسلًا لوجهين، أحدهما: أن أبا عوانة أجلُّ من جرير، قال أبو حاتم: أبو عوانة أحبُّ إليّ من جرير بن عبد الحميد. والثاني: أنّ أبا عوانة زاد في الإِسناد، وزيادة الثقة مقبولةٌ". أهـ. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 206/ ب- 207) من طريق عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة عن عائشة أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة وهو محرمٌ. وسنده صحيح. وقال الهيثمي (4/ 267) بعد ما عزاه للطبراني في الأوسط والبزار: "رجال البزار رجال الصحيح". أهـ. وأخرجه الطحاوي (2/ 270) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 301) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2101) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 208/ ب) والدارقطني (3/ 263) من حديث أبي هريرة، وفيه كامل بن العلاء مختلف في توثيقه.

15 - باب: ما يقتل المحرم من الدواب

وحديث احتجامه - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم أخرجه البخاري (4/ 50) ومسلم (2/ 862، 863) من حديث ابن عباس وعبد الله بن بُحَينة. 15 - باب: ما يقتل المحرِمُ من الدوابِّ 628 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذْرَعيُّ قراءةً عليه: نا أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي: نا حجّاج بن إبراهيم: نا هُشيم: نا يحيى بن سعيد وعُبيد الله بن عمر وابن عون عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل: ما يقتلُ المُحرِمُ؟. فقال: "يقتلُ العقربَ والفُويسقةَ والحِدَأةَ والغُرابَ والكلبَ العَقُورَ". قلت لنافع. فالأفعى؟. فقال: من يشكُّ في الأفعى!. أخرجه الِإمام أحمد (2/ 3) عن شيخه هُشَيم به. وأخرجه النسائي (2832) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 165) من رواية عُبيد الله بن عمر، وأخرجه النسائي (2834) من رواية يحيى بن سعيد كلاهما عن نافع به. وليس عندهم سؤالُ نافع وجوابه، وقد أخرجه البيهقي (5/ 209) من طريق أيوب عنه ولفظه: "الحية لا يختلف فيها" وسنده صحيح. والحديث أخرجه البخاري (4/ 34، 35) ومسلم (2/ 856 - 859) من طرقٍ عن ابن عمر، وأخرجاه أيضًا من حديث عائشة وحفصة.

16 - باب: كل الصيد للمحرم

16 - باب: كل الصيد للمُحرِم 629 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا عبد اللطيف: نا عبد الأعلى: نا زين عن أسامة عن عَمرو عن المُطَّلب. عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصيدُ لكم حلالٌ تأكلونه وأنتم حُرُمٌ ما لمْ تصيدوه أو يُصاد لكم". أخرجه الشافعي (ترتيب السندي -1/ 322 - 323) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (7/ 263 - 264) - وأبو داود (1851) والترمذي (846) والنسائي (2827) وابن الجارود في "المنتقى" (437) وابن خزيمة (2461) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 171) وابن حبّان (980) والدارقطني (2/ 290) والحاكم (1/ 452) -وصحّحه على شرطهما وأقره الذهبي- من طريق عمرو بن أبي عمرو به. قال الترمذي: "المطّلب -يعني: ابن عبد الله- لا نعرف له سماعًا من جابر". أهـ. وكذا قال أبو حاتم، والمطّلب كثير الِإرسال. فالسند منقطع. وفيه علّة أخرى: قال النسائي: "عمرو بن أبي عمرو ليس بالقوي في الحديث، وإن كان قد روى عنه مالك". أهـ. وعمرو قد اختلف فيه: فضعّفه ابن معين وأبو داود، ووثقه أبو زرعة، وقال أحمد وأبو حاتم: لا بأس به. وقد اختلف عليه فيه: فرواه الدراوردي عنه عن رجلٍ من بني سلمة عن جابر، هكذا أخرجه الشافعي (1/ 323) -وعنه الدارقطني (2/ 290 - 291) - والطحاوي (2/ 171)، وتابعه على ذلك: ابنُ أبي الزناد عند أحمد (3/ 389)، وسليمان بن بلال عند الدارقطني (2/ 290).

17 - باب: دخول مكة بلا إحرام

ورواه إبراهيم بن سويد عنه عن المطلب عن أبي موسى الأشعري، أخرجه الطحاوي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" -كما في "نصب الراية" (3/ 138) - وابن عدي (7/ 2617) من طريق يوسف بن خالد السمتي عن عمرو مثل رواية ابن سويد، والسمتي متروك. وهذا دليلٌ على أن عمرًا لم يحفظ الحديث. قال ابن حزم في "المحلّى" (7/ 253): "خبر جابرٍ ساقطٌ؛ لأنّه عن عمرو بن أبي عمرو، وهو ضعيفٌ". أهـ. وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي" (حاشية البيهقي: 5/ 191): "فظهر بهذا أن الحديث فيه أربعُ عللٍ: إحداها: الكلام في المطّلب. ثانيتها: أنه ولو كان ثقةً فلا سماع له من جابر، فالحديثُ مرسلٌ. ثالثتها: الكلام في عمرو. رابعتها: أنه ولوكان ثقةً فقد اختُلِفَ عليه فيه". أهـ. ورُوي من حديث ابن عمر: أخرجه ابن عدي (5/ 1823) والخطيب في "الرواة عن مالك، كما في "التلخيص الحبير" (2/ 276) - من طريق عثمان بن خالد العثماني عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا. قال الحافظ في "التلخيص": "وعثمان ضعيفٌ جدًا". أهـ. 17 - باب: دخول مكة بلا إحرام 630 - حدثنا أبو بكر محمَّد بن سهل بن عثمان التّنوخي القطّان: نا عبد الرحمن بن مَعدان. اللاذقي باللاذقيّة: نا مُطرِّف بن عبد الله بن مُطرِّف المدني: نا مالك عن ابن شهاب.

عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخلَ مكةَ عامَ الفتحِ وعلى رأسِهِ المِغْفَرُ، فلمّا جلس ونزعَه جاءه رجلٌ، فقال: يا رسول الله! ابنُ خَطَلٍ مُتَعلِّقٌ بأستار الكعبة. فقال: "اقتلوه". 631 - حدثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو عبد الله محمَّد بن أيوب بن يحيى بن الضُّريس الرازي: نا عبد الله بن مسلمة القَعْنبي قال: قرأت على مالك بن أنس [(ح)] (¬1). وحدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم: نا يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا محمَّد بن المبارك عن مالك [(ح)]. وأخبرنا أبو القاسم خالد بن محمَّد بن خالد ببيت لَهْيا: نا جدّي لأمّي أحمد بن محمَّد بن يحيى بن حمزة: نا يحيى بن صالح الوحاظي وعُبيد بن حبّان قالا: نا مالك بن أنس [(ح)]. وحدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح، ومحمد بن إبراهيم القرشي قالا: نا زكريا بن يحيى السِّجْزي: نا أبو بكر عبد السلام بن عمر الجنِّي: نا مالك بن أنس [(ح)]. وحدثنا عثمان بن محمَّد العثماني: نا الحسين (¬2) بن أحمد بن بسطام الزعفراني: نا عبد السلام بن عمر الجنّي البصري: نا مالك بن أنس [(ح)]. وحدثنا أبي -رحمه الله-: نا محمَّد بن أيوب الرازي: نا مُسدَّدُ بن مُسرهَد: نا أميّه بن خالد: نا مالك بن أنس [(ح)]. وحدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن سهل بن حيّة البزّاز، وابن أبي الحواجب أبو العباس، وابن عمير، قالوا: نا عبد الرحمن بن ¬

_ (¬1) التحويلات من (ظ) و (ر). (¬2) في (ظ) و (ر): (الحسن).

القاسم بن الرُّواس. نا زهير بن عبّاد الرُّواسي: نا مالك بن أنس [(ح)]. وحدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمَّد بن يزيد الحلبي: نا عمر بن سنان المَنْبِجي: نا عبد الرحمن بن عمرو الحراني: نا مالك بن أنس-دخل حديث بعضهم في بعض- أنّ ابن شهاب حدّثه. عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخلَ مكةَ وعلى رأسه المِغفرُ ... فذكر نحوه. 632 - حدثني أبو الحسين إبراهيم بن الحسن بن علي بن حسنون: نا أبو المنذر محمَّد بن سفيان بن المنذر الرَّملي بالرملة: نا أيوب بن صالح المدني. نا مالك بن أنس عن ابن شهاب. عن أنس بن مالك أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخلَ مكةَ عامَ الفتح وعلى رأسِه المِغفرُ، فلما نزعه جاءه رجلٌ، فقال: ابن خَطَلٍ مُتعلِّقٌ بأستار الكعبة فقال: "اقتلوه". قال مالك: قال ابن شهاب: ولم يكنْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُحرِمًا يومَئذٍ (¬1). 633 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث العَبْدري، وأبو حذيفة أحمد بن محمَّد بن علي الدَّيْنَوري -ورّاقُ ابن الأعرابي-، قالا: نا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن زياد بن ميمون الرازي: نا أحمد بن خُليد الكرماني: نا مالك بن أنس عن ابن شهاب. عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل يومَ فتحِ مكة وعلى رأسه المِغْفرُ، فلما نزعَه قيل: هذا ابن خَطَلٍ متعلِّقٌ بأستار الكعبةَ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتلوه". هو في موطأ مالك (1/ 423). ¬

_ (¬1) في (ظ): (يومئذٍ محرمًا).

ومن طريقه أخرجه البخاري (4/ 59) ومسلم (2/ 989 - 990). 634 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم من أصل كتابه: نا أبو عمرو محمَّد [بن علي] (¬1) بن خلف الأطروش الصرّار: نا هشام بن خالد: نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزَّهْري. عن أنس أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخلَ مكةَ وعلى رأسِه المِغْفَرُ. عزا روايةَ الأوزاعي هذه إلى "فوائد تمام": الحافظُ في "الفتح" (4/ 59). وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (15/ ق 361/ ب) في ترجمة محمد بن علي الأطروش من طريق تمام، وقال: "كذا قال، وهو وهم، وصوابه (الوليد عن مالك عن الزهريّ) ". أهـ. ولم يحكِ في الأطروش جرحًا ولا تعديلًا. والوليد مدلس وقد عنعن. 635 - أخبرنا أبو الخير زهير بن محمد بن يعقوب المَلَطيُّ: نا أبو عبد الرحمن أحمد بن شُعيب النَّسَائي: نا قُتيبة بن سعيد: نا معاوية بن عمّار الدُّهْني عن أبي الزُّبير. عن جابر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخلَ مكةَ يومَ الفتحِ وعليه عِمامةٌ سوداءُ بغْير: إحرامٍ. هو في "سنن النَّسائي" (2869). وأخرجه مسلم (2/ 990) عن شيخه قتيبة به. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

18 - باب: الرمل في الطواف

18 - باب: الرَّمَل في الطواف 636 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمَّد الطرائفي، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي، قالا: نا زكري ابن يحيى بن إياس: نا محمَّد بن موسى الجُرْشيُّ: نا أَيّوب بن واقد الكوفي عن عبيد الله عن نافع. عن ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا طافَ بالبيتِ طواف (¬1) الأول خَبَّ (¬2) ثلاثًا، ومشى أربعةً. أيوب بن واقد متروك كما في "التقريب". والحديث أخرجه البخاري (3/ 477) ومسلم (2/ 920) من طرقٍ عن عبيد الله به. 19 - باب: ثواب الطواف في المطر 637 - أخبرنا أبو بكر محمد بن النعمان بن بصير بن النعمان بن يحيى بن مالك العَبْسيُّ إمامُ جامع صُور في سنةِ سبعٍ وأربعين وثلاثمائة: نا محمَّد بن علي بن حرب الرِّقّي: نا أيوب بن محمَّد الوزّان: نا يحيى بن سُليم. عن داود بن عجلان قال: طُفْتُ مع أبي عِقال في مَطَرٍ، فلمّا فرغنا من طوافنا قال لنا: ائتنفوا العملَ، فإني طُفْتُ مع أنس بن مالك في مطرٍ، فلمّا ¬

_ (¬1) كذ ابالأصول، والصواب "الطواف". (¬2) في (ظ) و (ر): (خبب).

فرغنا من طوافنا قال لنا: ائتنفوا العملَ، فإنّي طُفْتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مَطَرٍ، فلما فرغنا من طوافنا قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ائتنفوا العملَ فقد غُفِر لكم". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (أبو عِقال هلال بن زيد: منكرُ الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن ماجه (3118) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 38) وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 289 - 290) وابن عدي في "الكامل" (3/ 960) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (2/ ق 67/ أ) من طرق عن داود به. قال العقيلي: لا يُتابع داود بن عجلان ولا أبو عِقال، ولا يُعرف إلا به. وقال البيهقي: تفرّد به داود عن أبي عِقال. وقال البوصيري في "الزوائد" (2/ 153): "هذا إسنادٌ ضعيف: داود بن عجلان ضعّفه ابن معين وأبو داود والحاكم والنقّاش، وقال: روى عن أبي عقال أحاديث موضوعة. انتهى. وشيخه أبو عِقال اسمه: هلال بن زيد، ضعّفه أبو حاتم والبخاري والنسائي وابن عدي وابن حبَّان وقال: يروى عن أنس أشياء موضوعةً ما حدّث بها أنس قطّ، لا يجوز الاحتجاجُ به بحالٍ. رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر في "مسنده" عن داود بن عجلان به، كما رواه ابن ماجه وزيادة، ورواه أبو يعلى الموصليُّ من هذا الوجه. قلت: وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في "الموضوعات" من طريق داود، وقال: لا يصحُّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. كلام البوصيري. قلت: وكذا ذكر ابن عراق إخراج ابن الجوزي لهذا الحديث فقال في "تنزيه الشريعة" (2/ 174): "هذا الحديث لم يقع في (اللآلئ المصنوعة) ولا (النكت البديعات)، وهو في النسخة التي عندي من (الموضوعات) ". أهـ. ولم أره في النسخة المطبوعة من "الموضوعات"، فلعلّه ممّا انفردت به بعض النسخ.

20 - باب: الطواف على الراحلة

وأبو عقال قال الحافظ في "التقريب": متروك. فالسندُ واهٍ. 638 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أبو العطّاف طارق بن مُطرِّف (¬1) بن طارق الطائي الحمصيُّ بدمشق، قال. حدثني أبي: نا صمصامةُ وضُبَيْبَة (¬2) ابنا الطِّرِمّاح بالكوفة، قالا: نا أبونا الطِّرمّاح قال: سمعتُ الحسن بن علي -رضي الله عنه- يقول: كنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الطوافِ، فأصابتنا السماءُ، فالتفت إلينا فقال. "ائتنفوا العملَ فقد غُفِر لكم ما مضى". قال أبو علي بن حبيب: رأيتُ زكريا بن يحيى السِّجْزيَّ وأكابرَ شيوخ دمشق يسألونه عن هذا الحديث. عزاه في "كنز العمال" (5/ 26 - 27) إلى "فوائد تمّام". وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ ق 246/ أ) من طريق تمام، وقال: "هذا الحديث غريب جدًا لم أكتبه إلَّا من هذا الوجه". أهـ. من دون الطّرماح خلا شيخ تمام: مجاهيل، والطِّرمَّاح خارجيٌّ معروف بالشعر لا الرواية. وعزاه في "الكنز" أيضًا للشيرازي في "الألقاب". 20 - باب: الطواف على الراحلة 639 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم: نا بكار بن قتيبة: نا عثمان بن الهيثم المؤذِّن: نا ابن جُريج قال: أخبرني أبو الزُبير أنّه: ¬

_ (¬1) في الأصل: (مصرف) والتصويب من النسخ الأخرى و"تاريخ ابن عساكر". (¬2) في (ظ) و"ابن عساكر": (ضبينة).

21 - باب: ركعتي الطواف

سمع جابر بن عبد الله يقول: طافَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في حَجّةِ الوداعِ على راحلته بالبيت، وبين الصفا والمروة ليراه الناسُ، وليسروا وليسألونَه (¬1) إنّ الناسَ غَشَوه (¬2). أخرجه مسلم (2/ 926، 927) من طرقٍ عن ابن جريج ولفظه: " ... ليراه الناس، وليُشرِفَ وليسألوه، فإنّ الناسَ غَشَوه". 21 - باب: ركعتي الطواف 640 - أخبرنا أحمد بن القاسم بن الفَرَج بن مهدي البغدادي: نا أبو عُبيد الله محمَّد بن عبدةَ القاضي: نا إبراهيم بن الحجّاج السَّاميُّ: نا عَدي بن الفضل عن إسماعيل بن أميّة عن نافع. عن ابن عمر قال: سَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكلِّ أسبوعٍ ركعتين. عزاه الزيلعي في "نصب الراية" (2/ 47 - 48) إلى "فوائد تمام". وعدي بن الفضل متروك كما في "التقريب": وأخرج البخاري (3/ 484 - 485) من طريق عمرو بن دينار عن ابن عمر قال: قَدِمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطاف بالبيت سبعًا ثم صلّى خلف المقام ركعتين. وأخرجه هو (3/ 477) ومسلم (2/ 920) من طريق نافع عن ابن عمر نحوه. ¬

_ (¬1) كذا بالأصول، وانظر لفظ مسلم. (¬2) في (ظ) و (ر): (غشيوه).

22 - باب: ثواب دخول البيت الحرام

22 - باب: ثواب دخول البيت الحرام 641 - أخبرنا أبو يعقوب الأذْرَعيُّ: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا سعيد بن سليمان: نا عبد الله بن المُؤَمَّل عن ابن مُحيصن عن عطاء. عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من دخلَ البيتَ دَخَلَ في حسنةٍ، وخرج من سيئةٍ مغفورًا (¬1) له". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (ابن المُؤَمَّل مخزوميٌّ مكيٌّ ضعيفٌ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه البزّار (كشف- 1161) وابن خزيمة (3013) والطبراني في "الكبير" (11/ 177،200 - 201) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1456) والبيهقي (5/ 158) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي -المعروف بـ"سعدويه"- به. قال البزار: "لا نعلمه عن ابن عباس إلا من هذا الوجه". وقال البيهقي: "تفرّد به عبد الله بن المُؤمّل، وليس بقوي". قلت: وابن المُؤمّل، قال الحافظ في "التقريب": "ضعيف الحديث". أهـ. وشيخه ابن مُحيصن هو عمر بن عبد الرحمن، قال البخاري: ومنهم من قال. محمَّد بن عبد الرحمن. روى له مسلم، وهو قارىء أهل مكة، ذكره ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (مغفور)، والتصويب من (ظ) و (ر) وكتب الحديث.

23 - باب: السعي بين الصفا والمروة

ابن حبان في "الثقات" (التهذيب: 7/ 474). وقال في "التقريب": "مقبول". أهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 212): "ما علمت به بأسًا في الحديث، وقد احتجَّ به مسلم، ولكن ليس بعمدة في القراءات". أهـ. ولم يعرفه الشيخ الألباني، فقال في "ضعيفته" (4/ 390): "قلت: ولم أعرفه سواءً كان عمر بن عبد الرحمن، أو محمد بن عبد الرحمن، أو عبد الرحمن بن مُحيصن".! وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 293): "وفيه عبد الله بن المؤمّل، وثّقه ابن سعد وغيره، وفيه ضعف". أهـ. 23 - باب: السعي بين الصفا والمروة 642 - أخبرنا محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، والحسين بن أحمد بن محمَّد قالا: نا زكريا بن يحيى: نا محمَّد بن موسى: نا أيّوب بن واقد عن عُبيد الله عن نافع. عن ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسعى ببطنِ المسيلِ بين الصفا والمروة. ابن واقد متروك كما في "التقريب"، وأخرجه من طريقه ابن خزيمة (2762). وأخرجه البخاري (3/ 477، 502) ومسلم (2/ 920) من طرقٍ عن عبيد الله به. 643 - حدثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو علي عبد الله بن محمَّد بن علي الحافظ البَلْخِيُّ بالرَّي على باب (ابن أيّوب) في سنة ثلاثٍ وتسعين

24 - باب: سعي القارن

ومائتين: نا يحيى بن موسى البَلْخي -يُعرف بـ (الخَتَ) -: نا عبد الرزاق: أنا مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصعدُ على الصّفا والمروة حتى يبدوَ له البيتُ. إسناده صحيح. عبد الله بن محمَّد البلخي حافظ ثقة، قال الذهبي في "تذكرة الحفّاظ" (2/ 690): "روى تمّام عن أبيه عنه في الجزء الثالث من فوائده". أهـ. يعني هذا الحديث. وأخرجه البيهقي (5/ 94) من طريق ابن بُكير عن مالك به. وأخرج مسلم (2/ 888) نحوه من حديث جابر الطويل في الحج. 24 - باب: سعي القارن 644 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا يوسف بن موسى المَرْوَرُّوذيُّ: نا عبد الله بن أبي زياد القطواني: نا يحيى بن يعلى: نا أبي عن غَيْلان عن ليث عن طاوس وعطاء ومجاهد. عن ابن عباس وجابر وابن عمر أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يَطُفْ هو وأصحابه بين الصفا والمروة لعُمرتِهم وحَجَّتِهم إلا طوافًا واحدًا لعمرتهم. أخرجه ابن ماجه (2972) وأبو يعلى (المقصد العلي: 571، 572) والدارقطني (2/ 258) من طريق يحيى بن يعلى به. وليث هو ابن أبي سُليم، ضعيف لاختلاطه، وفي "التهذيب" (8/ 467 - 468): "قال البرقاني: سألت الدارقطني عنه، فقال: صاحب سنّةٍ يُخرّج حديثه. ثم قال: إنّما أنكروا الجمع عليه بين عطاء وطاوس

ومجاهد حسب .... وقال ابن سعد: كان رجلًا صالحًا عابدًا وكان ضعيفًا في الحديث، يُقال: كان يسأل عطاءً وطاوس ومجاهدًا عن الشيء فيختلفون فيه، فيروي أنهم اتفقوا من غير تعمّدٍ". أهـ. وقال البوصيري في "الزوائد" (2/ 137): "هذا إسنادٌ ضعيف، ليث هو ابن أبي سُليم ضعّفه الجمهور". وأعلَّه الحافظ في "المطالب" (ق 41/ ب) بضعف الليث. وقد أورده الهيثمي والحافظ في "زوائد أبي يعلى" مع إخراج ابن ماجه له!. وحديث ابن عباس أخرجه الدارقطني (2/ 262) من طريق داود بن عمرو المسيبي. نا منصور بن أبي الأسود عن عبد الملك عن عطاء عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف طوافًا واحدًا لحجته وعمرته. وفي "نصب الراية" (3/ 109): "قال في (التنقيح): إسناده صحيح، فإن عبد الملك صدوق روى له مسلم، ومنصور وثّقه ابن معين وغيره، وهو شيعىٌّ، وداود من شيوخ مسلم". أهـ. وحديث جابر أخرجه مسلم (2/ 930) من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرًا يقول: لم يطف النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافًا واحدًا. وحديث ابن عمر أخرجه أحمد (2/ 67) والترمذي (948) وابن ماجه (2975) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 197) والدارقطني (2/ 257) والبيهقي (5/ 107) من طريق الدراوردي عن عبيد الله عن ابن عمر مرفوعًا: "من أحرم بالحجّ والعمرة أجزأه طوافٌ واحدٌ وسعيٌ واحدٌ عنهما، حتى يحلّ منهما جميعًا". قال الترمذي: "حسنٌ صحيحٌ غريبٌ. وقد رواه غير واحدٍ عن عبيد الله بن عمر ولم يرفعوه، وهو أصحُّ". أهـ. وكذا رجّح الطحاوي وقفه.

25 - باب: ثواب الوقوف بعرفة

والدراوردي في حفظه شيءٌ، وقد خالفه ابن نمير عند مسلم (2/ 904)، وهشيم عند الطحاوي (2/ 197) فوقفاه وهما أحفظ منه وأثبت. لكن أخرجه مسلم (2/ 903، 904) من طرقٍ عن نافع عن ابن عمر أنّه طاف بالبيتِ وبالصفا والمروةِ ولم يزد على ذلك، ولم ينحرْ ولم يحلق ولم يقصّر ولم يحلل من شيءٍ حَرُمَ منه حتى كان يوم النّحر فنحر وحلَق، ورأى أنّه قد قضى طواف الحجِّ والعمرة بطوافه الأوّل. وقال ابن عمر: كذلك فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 25 - باب: ثواب الوقوف بعرفة 645 - أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن عمر بن حفص البغدادي قراءةً عليه: نا أبو شُعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شُعيب الحرّاني: نا خالد بن يزيد العُمَري: نا عبد العزيز بن أبي روّاد عن نافع. عن ابن عمر أنّ النَبي - صلى الله عليه وسلم - قال لبِلالٍ عشيّةَ عرفةَ: "نادِ في النَّاس أن أنصِتوا". فنادى في الناسِ أنْ أنصِتوا واسمعوا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن اللهَ -تبارك وتعالى- قد نظرَ إليكم في جَمْعِكم هذا فوهب مُسيئَكم لمحسِنكم، وأعطى محسِنَكم ما سأل، فادفعوا على بركةِ الله". وقال: "إن اللهَ (¬1) باهى ملائكتَه بأهلِ عرفة عامّةً، وباهاهم بعمر بن الخطّاب خاصّةً". خالد بن يزيد العمري كذّاب كذّبه ابن معين وأبو حاتم وغيرهم. (اللسان: 2/ 389 - 390). ¬

_ (¬1) في (ظ): (عَزَّ وَجَلَّ).

وأخرجه دون الشطر الأخير ابن جرير في "تفسيره" (2/ 172) وأبو نُعيم في "الحلية" (9/ 199) - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 213) من طريق بشّار بن بكير الحنفي عن عبد العزيز بن أبي رواد به. وبشّار مجهول كما قال ابن الجوزي. وتابعه عند أبي نُعيم وابن الجوزي: عبد الرحيم بن هارون، قال أبو حاتم: مجهول. وقال الدارقطني: متروك الحديث يكذب. (التهذيب: 6/ 308). وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3/ 124 - 125) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 214 - 215) - من طريق يحيى بن عنبسة عن مالك عن نافع به. وابن عنبسة اتهمه بالوضع ابن حبّان والدارقطني وغيرهما. (اللسان: 6/ 272). وقد ورد الشطر الأول من الحديث في عموم المغفرة للحاج مرويًا عن جماعةٍ من الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمنها: 1 - حديث العباس بن مرداس: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 2 - 3) وأبو داود (5234) وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 14 - 15) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 214) والمزي في "التهذيب" (مصورة- 2/ 661) - وابن ماجه (3013) وابن جرير في "تفسيره" (2/ 171) والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 10) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2094) والطبراني في "الكبير" والضياء في "المختارة" -كما في "قوة الحِجاج" (ص 13 - 16) - والبيهقي (5/ 118) من طريق عبد القاهر بن السري عن عبد الله بن كنانة بن العبّاس عن أبيه عن جده.

وسنده ضعيف، كنانة قال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 229): "منكر الحديث جدًا، فلا أدري التخليط في حديثه منه أو من ابنه، ومن أيِّهما كان فهو ساقط الاحتجاج بما روى لعظيم ما أتى به من المناكير عن المشاهير". أهـ. ومع هذا فقد ذكره في "ثقاته" (5/ 339)!. وكنانة وابنه قال الحافظ مجهولان. وعبد القاهر لم يحدّث بهذا الحديث غيره قاله ابن عدي، وقد وثّقه ابن شاهين، وقال ابن معين: صالح. لكن قال يعقوب بن سفيان: منكر الحديث. (التهذيب: 6/ 368، المعرفة والتاريخ: 3/ 59). وضعّف البخاري -كما في "الميزان" (2/ 474 و 3/ 415) - هذا الحديث فقال: "لم يصح".أهـ. وقال البوصيري في "الزوائد" (2/ 140): "هذا إسنادٌ ضعيفٌ، عبد الله بن كنانة، قال البخاري: لا يصحُّ حديثه. ولم أرَ من تكلم فيه بجرحٍ ولا توثيق". أهـ. 2 - وحديث عبادة بن الصامت: أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5/ 17) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" -كما في "القوة" (ص 16) - وابن الجوزي (2/ 215 - 216)، قال المنذري في "الترغيب" (2/ 202) -وتبعه الهيثمي (3/ 257) -: "رواته محتجٌّ بهم في الصحيح إلا أنّ فيهم راوٍ لم يُسمَّ". 3 - وحديث أنس: أخرجه ابن منيع -كما في "المطالب العالية" (ق 43/ ب) - وأبو يعلى (المقصد العلي: 546) من طريق صالح المرّي عن يزيد الرقاشي عنه، وصالح ضعيف، وشيخه متروك، وبالأوّل أعلّ الهيثمي (2/ 257) الحديث، وبالثاني أعلّه البوصيري في "مختصر الِإتحاف" (1/ ق 165/ أ). وأعله بهما جميعًا الحافظ في "قوة الحِجاج" (ص 18).

4 - وحديث أبي هريرة: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 240) -ومن طريقه الدارقطني في "غرائب مالك" (كما في "اللسان": 2/ 227) وابن الجوزي (2/ 215) - من طريق أبي عبد الغني الحسن بن علي الأزدي عن مالك [عند الدارقطني: عبد الرزاق عن مالك] عن أبي الزناد عن الأعرج عنه. وأبو عبد الغني قال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات، لا تحلُّ الرواية عنه بحالٍ. وقال الحاكم وأبو نعيم: روى عن مالك أحاديث موضوعة. وقال الدارقطني: باطلٌ وضعه أبو عبد الغني على عبد الرزاق. 5 - وحديث زيد جدُّ عبد الرحمن بن عبد الله: أخرجه ابن منده في "الصحابة" -كما في "القوة" (ص 22) - والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 171) من طريق ابن أبي فُديك عن صالح بن عبد الله بن صالح عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جدّه. قال الخطيب: صالح وعبد الرحمن مجهولان. أهـ. وقال الصلاح العلائي -كما في "اللسان" (3/ 421) -: "لا أعرف عبد الله بن زيد هذا ولا ولده". أهـ. قلت: صالح لعلّه العامري المدني الذي قال فيه البخاري: منكر الحديث. (التهذيب: 4/ 396). * * * والحديث بالغ ابن الجوزي فأورده في "الموضوعات"، وتعقبه الحافظ في "القول المسدّد" (ص 85 - 89)، ومال إلى تقويته لتعدد طرقه، بل أفرد فيه جزءًا سمّاه "قوة الحِجاج في عموم المغفرة للحجّاج" وقد طُبع بمصر قديمًا. وتابعه على تقويته السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 120 - 124).

لكن الذي ظهر من استعراض طرق الحديث كونُها ضعيفةً واهية، وأحسنها حديث عبادة والعباس مع كونهما معلولَيْن بجهالةِ بعض رواتهما، لكنهما لا يصلان باجتماعهما إلى رتبة الاحتجاج خصوصًا في قضية حقوق العباد التي أجمع العلماء على عدم صحة التوبة منها إلا بردِّ الحقوق إلى أهلها. وقد قال محقق القطر اليماني/ عبد الرحمن المعلّمي في "تعليقه" على "الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص 106): "ومن تدبّر أحاديث حجّة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشدة عناية الصحابة بنقل جزئياتها قطع أو كاد يقطع بأنّ هذه القصة لو وقعت كما تحكيه هذه الأخبار لنُقِلت متواترةً".أهـ. * * * هذا عن الشطر الأول من الحديث، أما الشطر الثاني: "إن الله باهى ... الحديث". فقد روي من حديث ابن عباس، وعقبة بن عامر، وأبي سعيد وأبي هريرة. 1 - أما حديث ابن عبّاس: فأخرجه السَّهمي في "تاريخ جُرجان" (ص 171) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (307) من طريق بكر بن سهل الدمياطي: نا عبد الغني بن سعيد: نا موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عنه. قال ابن الجوزي: لا يصحُّ، قال ابن حبّان: موسى بن عبد الرحمن دجّالٌ يضعُ الحديث". أهـ. قلت: وبكر ضعّفه النسائي -كما في "اللسان" (2/ 51) -، وعبد الغني ضعّفه ابن يونس كما في "اللسان" (4/ 45). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 182) من طريق رِشْدين بن سعد عن أبي حفص المكي عن ابن جريج عن عطاء عنه. رِشْدين ضعيف مع صلاحه، وأبو حفص المكي أظنه عمر بن قيس المعروف بـ (سندل) وهو متروك الحديث. وأعلّه الهيثمي (9/ 70) برِشْدين.

2 - وأما حديث عقبة: فأخرجه ابن عدي (2/ 464) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (306) - من طريق بكر بن يونس الشيباني: نا ابن لهيعة عن مِشْرَح بن هاعان عنه. قال ابن الجوزي: "لا يصحُّ؛ أمّا مِشْرح فقد مذا فيه (كذا)، وأمّا ابن لهيعة فذاهب الحديث، قال أبو زرعة: ليس هو ممن يحتجُّ به. وأمّا بكر بن يونس فقال البخاري وأبو حاتم الرازي: منكر الحديث. وقال ابن عدي: عامّة ما يرويه لا يُتابع عليه". أهـ. قلت: أمّا مِشْرَح فالظاهر أنه حسنُ الحديث، وقد أورد الذهبي في ترجمة بكر من الميزان (1/ 348) هذا الحديث، وقال: "هذا منكرٌ جدًّا".أهـ. 3 - وأما حديث أبي سعيد: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 164/ ب- نسخة الحرم المكي) من طريق أبي سعيد خادم الحسن البصري عن الحسن عنه. قال الهيثمي (9/ 69): "وفيه أبو سعد خادم الحسن البصري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". أهـ. قلت: وفيه عنعنة الحسن. 4 - وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 164/ ب- نسخة الحرم) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه، قال الهيثمي (9/ 70): "وفيه عبد الرحمن بن إبراهيم القاص، وثّقه أحمد وضعّفه الجمهور". أهـ. ومباهاة الله تعالى ملائكته بأهل عرفة في صحيح مسلم (2/ 983) من حديث عائشة مرفوعًا، وفيه: " ... وإنّه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة ... الحديث".

26 - باب: الصلاة بعرفة ومزدلفة

26 - باب: الصلاة بعرفة ومزدلفة 646 - أخبرنا عبد الجبّار بن عبد الصمد بن إسماعيل السلميُّ، ويوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوّار قالا: نا أبو العباس محمد بن الحسن بن قُتيبة العسقلاني بالرملة: نا محمد بن عمرو الغزِّي: نا مالك بن أنس عن الزهريّ عن سالم بن عبد الله. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جَمَعَ بين الظُّهرِ والعصرِ بعرفةَ، وبين المغرب والعشاء بالمزدلفةِ. لم يُنادَ في واحدةٍ منهما إلّا بالإِقامةِ، ولم يصلِّ بينهما تطوّعًا، ولا على أَثَرِ واحدةٍ منهما. يُقال إنّ ما حدّث به عن مالك إلا محمَّد بن عمرو الغزي. ورواه الحسن بن عبد المؤمن الرملي وحده عن محمَّد بن عمرو الغزي، فقال: عن الزُّهري عن سعيد بن المسيّب. 647 - أخبرناه أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا الحسن بن عبد المؤمن بن عمر القرشي بالرملة: نا محمَّد بن عمرو الغزي: نا مالك بن أنس قال: حدثني الزُّهري عن سعيد بن المسيّب. عن ابن عمر قال: جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينَ الظّهرِ والعصرِ، وبينَ المغرب والعشاء بالمزدلفةِ. لم يُنادَ في واحدةٍ منهما إلَّا بالإِقامةِ، ولم يُصلِّ بينهما تطوّعًا، ولا على أَثَرِ واحدةٍ منهما. الإِسناد الأول، جيّدٌ، فابن قتيبة وثّقه الدارقطني (سير النبلاء: 14/ 292 - 293)، ومحمد بن عمرو الغزي قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال أبو زرعة: لم أرَ بالشامِ أفضلَ منه. ووثّقه الجياني (الجرح والتعديل: 8/ 33، التهذيب: 9/ 371).

27 - باب: يوم الحج الأكبر

وأما الإِسناد الثاني فإني لم أقف على ترجمةٍ للحسن بن عبد المؤمن القرشي. وأخرج البخاري (3/ 523) الجمع بمزدلفة من طريق الزُّهري عن سالم عن أبيه، وأخرجه مسلم (2/ 937 - 938) من طرقٍ أخرى عن ابن عمر. وأخرجه البخاري (3/ 523) ومسلم (2/ 934 - 937) من حديث أبي أيوب وأسامة بن زيد. وأخرجه مسلم (2/ 891) من حديث جابر الطويل. وأخرج البخاري (3/ 513) من طريق الزهريّ عن سالم عن أبيه الجمع بعرفة. وأخرجه مسلم (2/ 890) من حديث جابر. 27 - باب: يوم الحجّ الأكبر 648 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن قراءةً عليه: نا أبو محمد عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن كثير عن سعيد بن عبد العزيز عن نافع. عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمى الجمرةَ يومَ النَّحرِ، وقال: "هذا يومُ الحجِّ الأكبر". عبد الرحمن بن إسحاق ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (9/ ق 432/ أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. والحديث أخرجه أبو داود (1945) وابن ماجه (3058) والبيهقي (5/ 139) من طرقٍ عن هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله

28 - باب: الحلق والتقصير

- صلى الله عليه وسلم - وقف يومَ النحر بين الجمرات في الحجة التي حجّ فقال: "أيُّ يومٍ هذا؟ ". قالوا: يوم النحر. قال: "هذا يومُ الحجّ الأكبر". وإسناده صحيح، وعلّقه البخاري في صحيحه (3/ 574). 28 - باب: الحلق والتقصير 649 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا بكّار بن قتيبة: نا وهب بن جرير: نا هشام بن حسّان عن محمد بن سيرين. عن أنس بن مالك أنّ النّبي - صلى الله عليه وسلم - لما حَلَق بدأ بشقِّ رأسه الأيمن، فقال بيديه هكذا، وقبض عليه وأعطاه أبا طلحة، ثمّ حَلَق شقَّ رأسه الأيسرَ، فقال بيديه وقبض عليه فقسمه بين النَّاسِ. أخرجه مسلم (2/ 947، 948) من طرقٍ عن هشام به. وأخرجه البخاري (1/ 273) مختصرًا من طريق ابن عون عن ابن سيرين عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمّا حلق رأسه كان أبو طَلحة أولَ من أخذ من شعره. 650 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمَّد بن السَّفَر قراءةً عليه: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزُّبير: نا سفيان عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن ابن عباس. عن معاوية قال: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَصِّر بِمِشْقَصٍ. أخرجه أحمد (4/ 97، 102) من طريق أبي أحمد الزُّبَيري به. وإسناده صحيح. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 309) من طريق ابن جريج عن

29 - باب: الخطبة يوم النحر

جعفر بن محمَّد به، لكنه زاد (علي بن الحسين) بين محمد بن علي وابن عباس. والحديث أخرجه البخاري (3/ 561) ومسلم (2/ 913) من طريق طاوس عن ابن عبّاس به. 651 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قراءةً عليه. نا بكّار بن قتيبة: نا مُؤمَّل بن إسماعيل: نا سفيان: نا جعفر بن محمَّد عن أبيه. عن جابر عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "اللهم اغفرْ للمُحلِّقين". قيل: يا رسول الله! والمُقصِّرين؟. قال: "اللهمّ اغفر للمُحلِّقين". قيل: يا رسول الله! والمُقصِّرين؟. قال: "والمُقصِّرين". فؤمّل صدوق سيّء الحفظ كما في "التقريب"، وقد أخطأ في روايته عن سفيان كما سيأتي في الذي بعده. 652 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا بكّار بن قتيبة: نا مُؤمَّل: نا سفيان: نا عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله. أخرجه مسلم (2/ 946) من طريق ابن نُمير عن عبيد الله به. وأخرجه البخاري (3/ 561) ومسلم (2/ 945) من طريق مالك عن نافع به. واتفقا على إخراجه من حديث أبي هريرة، وانفرد مسلم بإخراجه عن أمّ الحصين. 29 - باب: الخطبة يوم النحر 653 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم:

نا أبو محمد عبد الله بن الحسين بن جابر المِصيصي بدمشق سنة تسعٍ وستين ومائتين: نا أبو الأشهب هَوْذةُ بن خليفة البكراوي (ح). وحدثنا أحمد بن سليمان بن حذلم، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح بن سنان، وأبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر وغيرهم قالوا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو الأشهب هَوْذة بن خليفة البكراوي: نا ابن عون عن محمَّد بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بَكْرة. عن أبيه قال: لما كان ذلك اليومُ رَكِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقتَه ثمَّ وقف فقال: "أتدرون أيَّ يومٍ هذا؟. قال: فسَكتنا حتى رأينا أنّه سيُسمِّيه سوى اسمه. فقال: "أليس يومَ النحر؟ ". فقلنا: بلى. فقال: "أتدرون أيُّ شهرٍ هذا؟ ". قال: فسكتنا حتى ظنّنا أنه سيُسمِّيه سوى اسمه. قال: "أليس ذا الحجّة؟ ". قلنا: بلى. فقال: "أتدرون أيَّ بلدٍ هذا؟ ". قال: فسكتنا حتى رأينا أنّه سيُسمِّيه سوى اسمه. فقال: "أليست البلدةَ؟ ". فقلنا: بلى. فقال: "فإن أموالَكم وأعراضَكم ودماءَكم حرامٌ في مِثل يومكم هذا، في مِثل شهركم هذا، في مثل بلدكم هذا. ألَا ليُبلِّغ الشاهدُ الغائبَ، فرُبَّ سامعٍ أوعى من مُبلِّغٍ (¬1) ". ثمّ عاد إلى شياهٍ فجعل يُقسِّمهُنَّ: بين الرجلين شاة، وبين الثلاثة شاة، ثمّ قال: "اللهمَّ هل بلغت". ثلاثًا. أخرجه البخاري (1/ 157 - 158) ومسلم (3/ 1306) من طريق ابن عون به، وليس عند البخاري تقسيم الشياه. 654 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم: نا عبد الله بن الحسين المصيصي: نا عفّان بن مسلم: نا ابن كُلثوم بن جبر. ¬

_ (¬1) كذا في الأصول كلِّها، والصواب كما في كتب الحديث: "فربّ مُبلَّغٍ أوعى من سامعٍ".

عن أبيه قال: كنتُ بواسط القصب، فرأيتُ الناسَ مجتمعين على رجلٍ فسمعتُه يقول: بايعتُ بيدي هذه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعتُه يقول: "ألَا إنّ دماءكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ كحُرمةِ يومكم هذا في عامكم هذا في شهركم هذا". ويقول: "هل بلّغتُ؟ ". قلت: من هذا الشيخُ؟. قالوا: [هذا] (¬1) أبو غاديةَ المُزَنيُّ. أخرجه أحمد (4/ 76 و5/ 68) من طريق عفّان به. وتابعه عبد الصمد بن عبد الوارث وأبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم عند أحمد، ومسلم بن إبراهيم عند الطبراني في "الكبير" (22/ 363). ووقع عندهم أبو الغادية الجُهني لا المزني، وأن هذه الخطبة كانت يوم العقبة. وإسناده جيّد. قال الهيثمي (3/ 273) عن رجال الطبراني: "رجال الصحيح". 655 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا عبد الله بن الحسين: نا زكريا بن عدي: نا أبو الأحوص عن شبيب بن غرْقَدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص. عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجّة الوداع يقول: "أيُّ يومٍ أعظمُ حُرمةٍ؟ ". قالوا: يومُنا هذا -أي: يومُ الحجّ الأكبر-. قال: "فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضَكم حرامٌ كحُرمةِ يومكم وبلدكم. يا أمتاه هل بلّغتُ؟ ". قالوا: نعم. ثلاثًا. قال: "اللهمّ اشهدْ". ثلاثًا. أخرجه أحمد (3/ 426) وأبو داود (3334) مختصرًا -ومن طريقه البيهقي (5/ 275) -والنسائي في "الكبرى"- كما في "تحفة الأشراف" ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و (ف).

(8/ 132) - وابن ماجه (3055) والطبراني في "الكبير" (17/ 31 - 32) من طرقٍ عن أبي الأحوص -واسمه: سلّام بن سُليم- به. وتابعه حسين الجعفي عند الترمذي (1163، 3087) والنسائي -كما في "التحفة" (8/ 133) -. وقال الترمذي. "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ". وسليمان بن عمرو لم يُوثّقه غير ابن حبان، وقال ابن القطّان: مجهول. (التهذيب: 4/ 212). 656 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا عبد الله بن الحسين: نا عمرو بن عثمان الكِلابي: نا أصبغ بن محمَّد: نا جعفر بن بُرْقان عن شدّاد بن عياض (¬1) العامريّ -وكان رقَّيًّا-. عن وابصة بن معبد أنّه كان يقوم في الناس يومَ الفطرِ والأضحى، ويقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حَجّة الوداعِ وهو يقول: "يا أيُها الناسُ! أيُّ يومٍ أحرمُ؟ ". فقال الناسُ: هذا اليوم. وهو اليومُ الأعظمُ. ثمّ قال: "أيُّها الناسُ أيُّ شهرٍ أحرمُ؟ ". قال الناسُ: هذا. قال: "أيُها الناس أيُّ بلدٍ أعظمُ عندَ الله حُرمةً؟ ". قال الناس: هذا. قال: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضَكم محرّمةٌ عليكم كحُرمةِ يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا. ألَا هل بلّغتُ؟ ". قالوا: نعم. فرفع يديه، فقال: "اللهمَّ اشهدْ". يقولها ثلاثًا. قال: "ليُبلِّغِ الشاهدُ منكم الغائبَ". فقال وابصة: وإنّا شَهدْنا وغبتُم، ونحن نُبلِّغكم. أخرجه أبو يعلى (المطالب المسندة - ق 63/ ب) والحافظ أبو علي محمَّد بن سعيد الحرّاني في "تاريخ الرقّة" (ص 19) -ومن طريقهما: ابن عساكر في "تاريخه" (7/ق 21/ ب) - من طريق عمرو بن عثمان ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، والصواب (مولى عياض) كما في كتب الرجال وأبي يعلى.

الكِلابي عن أصبغ بن محمَّد (عند أبي يعلى: زيد تحريف) عن جعفر بن بُرْقان عن شداد مولى عياض به. وإسناده ضعيف: عمرو الكِلابي ضعيف كما في التقريب، وشدّاد قال الذهبي في "الميزان" (2/ 266): "لا يُعرف". وأخرجه أبو يعلى -ومن طريقه ابن عساكر- من طريق أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي عن جعفر بن بُرْقان عن سالم بن وابصة عن أبيه. وسالم بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 188)، وذكره ابن حبّان في "ثقاته" (4/ 306) وباقي رجاله ثقات. وقال الهيثمي (3/ 270): "رجاله ثقات". أهـ. وله طريق ثالثة: فأخرجه الحافظ أبو علي محمَّد بن سعيد الحرّاني في "تاريخ الرقّة" (ص 42، 43) من طريقين عن فراس بن خولي الأسدي عن وابصة. ذكره في ترجمة فراس ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وإنما نقل عن شيخه أبي عمرو هلال بن العلاء أنّه كان يُنكر سماعَ فراس من وابصة بالرغم من تصريحه بالسماع. ورابعة: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 159/ أ) من طريق عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر (في الأصل: محمَّد. وهو تحريف) الوابصي الرّقّي عن أبيه عبد الرحمن بن صخر عن جعفر بن برقان عن سيّار مولى وابصة عن وابصة. وعبد الرحمن مجهول كما في "التقريب"، وسيّار لم أعثر على ترجمته.

30 - باب: النزول بالمحصب

30 - باب: النُّزول بالمُحصَّب 657 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الْأذْرَعي قراءةً عليه: نا أبو عمرو حفص بن عمر بن الصبّاح الرّقّي بالرقّة: نا قَبيصة -يعني: ابن عقبة-. نا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة قالت. إنّما نزلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - منزلًا (¬1) بالأبطح ليكونَ أسمحَ لخروجِه. أخرجه البخاري (3/ 591) من طريق سفيان به. وأخرجه مسلم (2/ 951) من طرقٍ أخرى عن هشام به. 31 - باب: تحريم مكة والمدينة 658 - أخبرنا علي بن الحسين بن محمَّد: نا أبو بكر محمد بن هارون بن حُميد بن المُجدِّر: نا سفيان بن وكيع: نا موسى بن عيسى الليثي عن زائدة عن سفيان عن محمد بن المنكدر. عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "لا يسكنُ مكةَ سافِكُ دمٍ". إسناده ضعيف، سفيان بن وكيع صدوق إلا أنه ابتلي بورّاقه فأدخل في حديثه ما ليس فيه فتُرِك من أجل ذلك. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1562) وأبو نعيم -ومن طريقه الديلمي (زهر الفردوس: 4/ ق 190) - من طريق عبد الله بن الوليد عن سفيان الثوري به. ¬

_ (¬1) سقط (منزلًا) من (ظ).

32 - باب: الروضة الشريفة

وابن الوليد هو المعروف بالعدني مختلف في توثيقه: قال ابن معين: لا أعرفه. وقال أحمد: لم يكن صاحب حديث. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتجُ به. وقال أبو زرعة: صدوق. ووثقه الدارقطني والعقيلي وابن حبان. (التهذيب: 6/ 70). 659 - أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحَضْرمي ببيت لهيا: نا جدي لأمي: أبو عبد الله أحمد بن محمَّد بن يحيى بن حمزة: نا عمرو بن هاشم: نا ابن لَهِيعة عن أبي الزُّبير. عن جابر قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يحِلُّ لأحدٍ أن يحمِلَ بالمدينةِ سلاحًا لقتال (¬1) ". أخرجه أحمد (3/ 393) مطولًا من طريق ابن لهيعة به. وابن لَهيعة صدوق اختلط بعد احتراق كتبه، وقد وهم فيه: فقد أخرجه مسلم (2/ 989) من طريق مَعْقِل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا: "لا يحلُّ لأحدكم أن يحملَ بمكة السلاح". وأخرجه مسلم (2/ 1001) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "إنّي حرمت المدينة ... " الحديث، وفيه: " ... ولا يُحمل فيها سلاحٌ لقتال". 32 - باب: الرّوضة الشريفة 660 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام ابن بنت عدبَّس الكِندي: نا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي (مُطَيِّن): نا أحمد بن يحيى الأحول: نا مالك بن أنس عن نافع. ¬

_ (¬1) في الأصل. (سلاح القتال) والمثبت من الأصول الأخرى وكتب الحديث.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بينَ قبري ومِنْبَري روضةٌ من رياضِ الجنّةِ". أخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 160) من طريق أحمد بن يحيى به. وأحمد هذا ضعّفه الدارقطني، وقال الذهبي: ليس بشيءٍ. (اللسان: 1/ 321) فالسند ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 294) من طريق محمَّد بن بشر العبدي عن عبيد الله بن عمر عن أبي بكر بن سالم عن أبيه عن ابن عمر. قال الهيثمي (4/ 9): "رجاله ثقات". أهـ. قلت: إسناده حسنٌ. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 324) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ عن مالك عن نافع عن ابن عمر. وابن نافع صدوق فيه لين، وفي "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 296) أن أبا زرعة قال: هكذا كان يقول عبد الله بن نافع، وإنّما هو: مالك عن خُبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة". أهـ. قلت: هكذا أخرجه مالك في "الموطأ" (1/ 197) بلفظ: "ما بين بيتي ... ". وكذا رواه عبيد الله بن عمر عن خُبيب بن عبد الرحمن، أخرجه البخاري (3/ 70) ومسلم (2/ 1011) عن يحيى بن سعيد القطّان وابن نمير عنه. وأخرجه البيهقي (5/ 246) من طريق محمد بن بشر العبدي عن عبيد الله بن عمر به بلفظ: "قبري" بدل "بيتي"، وقد تفرّد العبدي بهذه اللفظة في حديث ابن عمر المتقدم وحديث أبي هريرة، وابنا القطّان ونمير أحفظ وأوثق. وأخرجه الخطيب (11/ 228) من حديث جابر، وفيه عمر بن

إبراهيم بن القاسم ذكر الخطيب هذا الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، ومحمد بن حفص بن عُمر ولم أقف على ترجمته. وأخرجه البزّار (كشف - 1195) والطبراني في "الكبير" (1/ 110) والخطيب (11/ 290) من طريق إسحاق بن محمَّد الفروي عن عبيدة بنت نابل عن عائشة بنت سعد عن سعد بن أبي وقاص مرفوعًا: "ما بين قبري ومنبري ... " لفظ الخطيب، ولفظ البزّار على الشك: "ما بين بيتي ومنبري- أو: قبري ومنبري .. "، ولفظ الطبراني: "ما بين بيتي ومصلاي ... ". قال الهيثمي (4/ 9) والحافظ في "الفتح" (4/ 100): "رجاله ثقات". أهـ. قلت: الفروي تركه النسائي، وضعّفه الدارقطني والساجي، ووهّاه أبو داود جدًّا، وقال أبو حاتم: صدوق لكن ذهب بصره فربّما لُقِّن. وعابوا على البخاري إخراج حديثه. (التهذيب: 1/ 248). وعبيدة بنت نابل لم يوثقها غير ابن حبّان. وأخرجه أحمد (3/ 64) والخطيب (4/ 403) من طريق إسحاق بن شرفي -ويقال شرقي بالقاف- مولى ابن عمر عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن ابن عمر عن أبي سعيد الخدري. ورجاله ثقات إلا أنه منقطع: أبو بكر بن عبد الرحمن هو: أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب لم يسمع من جدّ أبيه كما في "التهذيب" (12/ 33). وأخرجه ابن عدي (3/ 1182) من طريق سلمة بن وردان عن أبي سعيد بن أبي المعلّى عن علي. وسلمة ضعيف كما في التقريب، وأخرجه الترمذي (3915) من هذا الطريق لكن بلفظ: "ما بين بيتي .. ". قلت: وتبين مما تقدم أنّ الروايات في ذكر "القبر" لا تسلم من النقد، ورواية العبدي مخالفةٌ لمن هو أوثق منه. وقد أخرجه البخاري (3/ 70)

33 - باب: زيارة قباء

ومسلم (2/ 1010) من حديث عبد الله بن زيد الأنصاري ومن حديث أبي هريرة -كما تقدم- بلفظ: "ما بين بيتي ومنبري ... ". وهذه الرواية هي المحفوظة الثابتة، وذكر القبر بدل البيت من قبيل الرواية بالمعنى ومن تصرُّف الرواة بالألفاظ، قال القرطبي -كما في "الفتح" (3/ 70) -: "الرواية الصحيحة (بيتي) ويُروى (قبري)، وكأنّه بالمعنى؛ لأنه دُفِن في بيت سكناه". أهـ. وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "التوسل والوسيلة" (مجموع الفتاوى: 1/ 236): "والثابت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما بين بيتي ومنبرىِ روضة من رياض الجنّة" هذا هو الثابتُ في الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال: (قبري) وهو - صلى الله عليه وسلم - حين قال هذا القول لم يكن قد قُبِر بعدُ -صلوات الله وسلامه عليه- ولهذا لم يحتج بهذا أحدٌ من الصحابة لما تنازعوا في موضع دفنه، ولوكان هذا عندهم لكان نصًا في محلّ النزاع، ولكن دُفِن في حجرة عائشة في الموضع الذي مات فيه، بأبي هو وأمي -صلوات الله وسلامه عليه-." أهـ. تنبيه: الحديث بلفظ: "ما بين قبري ومنبري ... " عزاه النووي في "المجموع" (8/ 272) والعراقي في "تخريج الإِحياء" (1/ 260) إلى الصحيحين، وهو وهم، وقد علمت أن روايتهما بلفظ:"بيتي". 33 - باب: زيارة قباء 661 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا علي بن عبد العزيز البغوي بمكة: نا القعنبي عن مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى قباءَ راكبًا وماشيًا.

34 - باب: جواز الأكل من لحوم الأضاحي بعد ثلاث

هذا الحديث في الموطأ: عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. وقد تابعه إسحاق بن عيسى الطبَّاع، فرواه عن مالك عن نافع عن ابن عمر. الذي في "الموطأ" (1/ 171) (رواية يحيى الليثي) من رواية نافع عن ابن عمر، لكن أخرجه مسلم (2/ 1016) من رواية يحيى عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، فلعلّ منشأ هذا اختلافُ روايات الموطأ. والحديث أخرجه البخاري (3/ 68، 69) ومسلم (2/ 1016، 1017) من طرقٍ عن نافع وابن دينار به. 34 - باب: جواز الأكل من لحوم الأضاحي بعد ثلاث 662 - أخبرنا أبو الحسن مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل: نا إبراهيم بن عبد الله البصري أبو مسلم: نا حجّاج -يعني: ابن المِنْهال-: نا حمّاد بن سلمة: نا علي بن زيد عن ربيعة بن النّابغة عن أبيه. عن عليٍّ -رضي الله عنه- قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن إمساكِ لحومِ الأضاحي فوقَ ثلاثة أيامٍ، ثم قال: "قد كنتُ نهيتُكم عن إمساكِ لحومِ الأضاحي فوقَ ثلاثةِ أيّامٍ فأمسِكوا ما بدا لكم". أخرجه أحمد (1/ 145) وأبو يعلى في مسنده (رقم: 278) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 185) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 54) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1019) من طريق حمّاد به مطوّلًا. وإسناده ضعيف، علي بن زيد هو ابن جُدْعان ضعيف، وربيعة بن النابغة قال البخاري في تاريخه (3/ 289) بعد ذكر هذا الحديث في ترجمته: "لا يصحُّ". وذكره ابنُ حبّان في ثقاته (6/ 300).

35 - باب: العقيقة

وأبوه النابغة هو ابن مخارق بن سليم مجهول كما قال الحسيني كما في "التعجيل" (ص 418). قال الهيثمي (3/ 58): "وفيه ربيعة بن النابغة، قال البخاري: لم يصحّ حديثه عن علي في الأضاحي". وقال في موضع آخر (4/ 26): "وفيه النابغة ذكره ابن أبي حاتم ولم يُوثِّقه ولم يجرحه". أهـ. والحديث أخرج البخاري (10/ 24) ومسلم (3/ 1560) منه النهي عن الأكل بعد ثلاث فقط. وأخرجه مسلم (3/ 1564) من حديث بُريدة مرفوعًا بلفظ: "نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم". * تقدّم حديث: "خير الضحية: الكبش الأقرن" برقم (496). 35 - باب: العقيقة 663 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا أبي: نا سليمان: نا ابن عيّاش قال: حدثني الوليد بن عبّاد عن الفضل بن صالح عن حفصة بنت سيرين. عن عميرة (¬1) بن يثربي الضبيّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "المولودُ مُرتَهَنٌ بعقيقتهِ، فعقُّوا عنه، وأميطوا عنه الأذى. وصدقةُ المرءِ المسلمِ لأخيه خيرٌ له فيها أجرٌ، وصدقتُه على ذي الرَّحِمِ له فيها أجرانِ". هذا مرسل، عميرة تابعي وهو قاضي أهل البصرة، يروي عن أبي بن كعب. (التاريخ الكبير: 8/ 69، والجرح والتعديل: 7/ 24، وثقات ابن حبان: 5/ 280). ¬

_ (¬1) في الأصل: (عمير) والتصويب من كتب الرجال.

بإسناده ضعيف: الوليد مجهول قاله الذهبي في "الميزان" (4/ 340)، وشيخه الفضل قال الأزدي: لا يحتجّ به. وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ. وقال ابن عدي: ليس بالمعروف. (اللسان: 4/ 442). والمتن ثابت من طرق أخرى: فأخرج أحمد (5/ 17) وأبو داود (2838) والترمذي (1522) والنسائي (4220) وابن ماجه (3165) من رواية الحسن عن سَمُرة مرفوعًا: "كلُّ غلامٍ مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويُمَاط عنه الأذى ويُسمّى". وإسناده صحيح، الحسن سمع حديث العقيقة من سمرة كما في صحيح البخاري (9/ 590). وأخرج أحمد (4/ 17، 18، 214) والدارمي (1/ 397) والترمذي (658) وحسنه والنسائي (2582) وابن ماجه (1844) وابن حبان (833) والطبراني في "الكبير" (6/ 337 - 338) والحاكم (1/ 407) وصححه وسكت عليه الذهبي من طريق الرّباب بنت صُليع عن عمّها سلمان بن عامر مرفوعًا: "الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم ثنتان: صدقة وصلة". ورجاله ثقات إلا الرّباب فلم يوثّقها غير ابن حبّان، لكن له شواهدُ يتقوّى بها، منها حديث زينب أمرأة ابن مسعود عند البخاري (3/ 328) ومسلم (2/ 694 - 695) وفيه: "لها أجران: أجر القرابة، وأجر الصدقة". وانظر شواهد أخرى في "المجمع" (3/ 116 - 117).

(9) كتاب البيوع

(9) " كتاب البيوع"

1 - باب: في التجار والزراع والصباغين والصواغين والخياطين

1 - باب: في التجّار والزُّرّاع والصبّاغين والصوّاغين والخيّاطين 664 - أخبرنا علي بن الحسين بن السَّفر، وأحمد بن سليمان بن حَذْلم، وأبو الميمون بن راشد، قالوا: نا بكار بن قتيبة: نا عبد الله بن بكر السّهمي: نا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار. عن البراء بن عازب قال: أتانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ونحنُ نتبايعُ في السوقِ، ونُسمَّى السماسِرة، فقال: "يا معشر التجّار! إنّكم تُكثِرون الحَلِفَ، فاخلطوا بيعَكم هذا بصدقةٍ". فسمّانا يومئذٍ التجّارَ. أخرجه الروياني في "مسنده" (ق 96/ ب) من طريق عبد الله بن بكر (في الأصل: بكير. وهو تحريف) به. وإسناده صحيح لولا انقطاعه: عمرو بن دينار لم يسمع من البراء كما قال ابن معين. وأشار الترمذي في جامعه (3/ 514) إلى رواية البراء. والحديث عزاه في "الكنز" (4/ 28) إلى سعيد بن منصور وأبي يعلى. والحديث أخرجه الطيالسي (1204، 1205) وأحمد (4/ 6، 280) وأبو داود (3326، 3327) والترمذي (1208) -وقال: حسن صحيح- والنسائي (3797 - 3800) وابن ماجه (2145) وابن الجارود في "المنتقى" (557) والطبراني في "الكبير" (18/ 354 - 358) وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (565) وابن عدي في "الكامل" (2/ 814) والحاكم (2/ 5) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 125 - 126) والبيهقي (5/ 265 - 266، 266) والخطيب في "التاريخ" (5/ 75،

203 - 204 و 7/ 287 و 10/ 131 - 132) من طرقٍ عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن قيس بن أبي غَرَزَة مرفوعًا. وإسناده صحيح. 665 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمَّد بن عيسى بن حيّان المدائني: نا سلّام بن سليمان عن حمزة الزيات عن الأجلح عن الضحّاك. عن ابن عبّاس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ (¬1) - بعثني ملحمةً ومَرْحَمةً، ولم يبعثني تاجرًا ولا زرّاعًا، وإن شِرارَ الناسِ يومَ القيامة: التجّارُ والزرّاعون (¬2) إلَّا من شحَّ على دينِه". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1158) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 237) - من طريق محمَّد بن عيسى به. قال ابن الجوزي: "لا يَصحُّ، قال يحيى: سلّام لا يُكتب حديثه. وقال البخاري والنسائي والدارقطني: هو متروك. قال ابن حبَّان: الأجلح كان لا يدري ما يقول. قال الدارقطني: ومحمد بن عيسى ضعيف". أهـ. قلت: أمّا الأجلح فمختلفٌ توثيقه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وأمّا محمَّد بن عيسى فإنّه لم ينفرد به، فقد تابعه الحسين بن نصر الحوشي عند الدارقطني في "الأفراد" -كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 143)، لكن الحسين لا يُعرف كما قال ابن القطان- كما في "اللسان" (2/ 316). وفي السند أيضًا انقطاعٌ، فالضحاك لم يلقَ ابن عبّاس كما قال النُّقّاد. وله طريق آخر: ¬

_ (¬1) ليس في (ف). (¬2) في الأصول: (الزراعين) وعليه تضبيب في (ف)، والتصويب من (ظ) ومخرّجي الحديث.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 72) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 31) من طريق أبي موسى اليماني عن وهب بن مُنَبِّه عن ابن عبّاس. وأبو موسى مجهول كما في "التقريب". 666 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن علي بن الحسن البغدادي الرُّمّاني الشرَابي قراءةً عليه: نا إبراهيم بن هاشم البغوي: نا هُدبة بن خالد: نا أبو عَوانة عن الأعمش عن أبي صالح. عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أكذبُ النَّاسِ: الصبَّاغون والصوَّاغون". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/ ق 350/ أ) من طريق تمّام به. وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 653) في ترجمة شيخ تمام: "قال الخطيب: أحاديثه مستقيمة. وقال أبو الفتح بن مسرور: فيه بعض اللين. قلت: بل ليست بثقةٍ، فإنّ تمّامًا روى عنه: حدثنا إبراهيم بن هاشم ... " -فذكر الحديث-، ثم قال: "وهذا موضوع، والحمْلُ فيه على الشرابي، وللمتن إسناد آخر ضعيف". أهـ كلام الذهبي. قلت: إنّما تعين اتهام الشرابي به, لأن من فوقه ثقات فالبغوي وثقه الدارقطني -كما في "تاريخ الخطيب" (6/ 204) -، والباقون من مشاهير الثقات ورجالِ الصحيحين. 667 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا مُضَر بن محمَّد أبو محمَّد بدمشق سنة اثنتين وسبعين ومائتين: نا هُدْبة بن خالد: نا همّام بن يحيى: نا فَرْقد في بيت قَتادة عن يزيد بن عبد الله أخو (¬1) مُطرِّف. ¬

_ (¬1) عليه تضبيب في (ظ)، وفي (ر): (أخي).

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكذبُ الناس: الصبّاغون والصوّاغون". 668 - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح بن سنان الدمشقي: نا محمَّد بن سليمان المنقري: نا هُدْبة بن خالد: نا همّام بن يحيى: نا فَرْقد السَّبَخيّ في بيت قتادة عن يزيد بن عبد الله أخي مُطَرِّف. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكذبُ الناسِ: الصوّاغون والصبّاغون" (¬1). أخرجه الطيالسي (2574) وأحمد (2/ 292، 324، 345) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (994) - وابن ماجه (2152) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 313) والبيهقي (10/ 249) والخطيب (14/ 216) - ومن طريقه ابن الجوزي (996) - من طرقٍ عن همّام به. إسناده ضعيف من أجل فرقد، وبه أعلّ ابن الجوزي والبوصيري في "الزوائد" (2/ 8) الحديث، وقال البيهقي: "في صحة الحديث نظر". أهـ. وله طريق آخر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2295) -ومن طريقه ابن الجوزي (995) - وابن حبّان (2/ 313) والخطيب (3/ 438) ومن طريق محمَّد بن يونس الكُديمي عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. والكُديمي كذّاب، ونقل ابن الجوزي عن ابن طاهر المقدسي أنّه قال: "فرقد ليس بشيء، وسرقه الكديمي فرواه عن أبي نعيم". أهـ. وآخر: أخرجه ابن عدي (2/ 460) -ومن طريقه ابن الجوزي (997) - من ¬

_ (¬1) في (ظ) قُدِّمت (الصبّاغون) على (الصواغون).

طريق بكر بن عبد الله بن الشرود عن معمر عن همّام بن منبّه عن أبي هريرة بلفظ: "إنّ أكذب الناس الصنّاع". وبكر كذّبه ابن معين. وبهذا اللفظ أخرجه ابن عدي أيضًا (5/ 1807) من طريق يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن نعيم المجمر عن أبي هريرة. وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 278) من هذا الطريق، ثمّ نقل عن أبيه أنه قال: "هذا حديثٌ كَذِبٌ". أهـ. قلت: والمتهم به ابن مقسم فقد كذّبه ابن معين والجوزجاني كما في "اللسان" (4/ 155، 156). ورُوي من حديث أنس: أخرجه ابن عدي (6/ 2288) من طريق محمَّد بن الوليد القَلانسي عن هُدْبة عن همّام عنه. قال ابن عدي: "هذا عن أنس بهذا الإِسناد باطل". أهـ. وكذا قال البيهقي (10/ 249). قلت: والقلانسي اتّهمه ابن عدي بالوضع، وكذّبه أبو عروبة كما في "الميزان" (4/ 59). ومن حديث أبي سعيد: أخرجه الدّيلمي -كما في "المقاصد" (ص 76) - بلفظ: "أكذبُ الناس الصُنّاع". وقال السخاوي: "سنده ضعيف". أهـ. ونُقِل عن أبي عبيد القاسم بن سلّام أنه فسّر هذا الحديث فقال. "إنّما الصبّاغ الذي يزيد في الحديث من عنده ليزيّنه به، وأمّا الصائغ فهو الذي يصوغ الحديث ليس له أصل". أهـ. قلت: ولا يخفى ما فيه من التكلف، وحاصله أن معنى الحديث: أكذبُ الناس الكذّابون! على طريقة: (وفسّر الماء ...) فتأمّل!.

ولذا انتقد ابن طاهر هذا التفسير -فيما نقله عنه ابن الجوزي في "العلل" (2/ 116) - فقال: "وتفسير أبي عُبيد تكلّفٌ باردٌ". وقال ابن الجوزي (2/ 115): "هذا التفسير على تقدير الصحة، وهذا الحديث لا يصحُّ". أهـ. وقال الحافظ ابن القيم في "المنار المنيف" (ص 52 - 54) بعد إيراد الحديث كمثالٍ على أن من علامات الحديث الموضوع تكذيبَ الحسّ له: "والحِسُّ يردُّ هذا الحديث فإنّ الكذبَ في غيرهم أضعافه فيهم، كالرافضة -فإنّهم أكذبُ خلق الله- والكُهَّان والطرائقيين والمُنجِّمين. وقد تأوّله بعضهم على أن المرادَ بالصبّاغ: الذي يزيد في الحديث ألفاظًا تُزَيِّنُه، والصوّاغ: الذي يصوغ الحديث ليس له أصل. وهذا تكلّفٌ باردٌ لتأويل حديثٍ باطلٍ".أهـ. وتعقبه القَاري في "الأسرار المرفوعة" (ص 428) بما لا يجدي فقال: "قلت: وهذا غريبٌ منه، فإن الحديث بعينه رواه أحمد وابن ماجه عن أبي هريرة كما في (الجامع الصغير) ". أهـ. قلت: كذا قال، وأحمد وابن ماجه لم يشترطا الصحة فيما يرويانه. وله تفسير آخر: قال البيهقي: "وإنّما نَسبَه إلى الكذب -والله أعلم- لكثرة مواعيده الكاذبة مع علمه بأنه لا يفي بها، وفي صحة الحديث نظر". أهـ. وقال السخاوي في "المقاصد" (ص 76): "وكذا "روى إبراهيم الحربي في "غريبه" من طريق أبي رافع الصائغ قال: كان عمر -رضي الله عنه- يمازحني فيقول: أكذبُ الناس الصوّاغ، يقول: (اليوم وغدًا). فأشار إلى السبب في كونهم أكذبَ الناس، وهو: المَطْلُ والمواعيد الكاذبة". أهـ. وقد ذكرنا هذا التفسير على سبيل الاستطراد لأنَّ التأويل فرع الصحة، وإن ثبت ما نُقِل عن عمر فأصلُ الحديث إذًا موقوفٌ.

669 - أخبرنا أبو القاسم عبد السلام بن أحمد بن محمَّد بن الحارث القرشي القزّاز: نا أبو حُصين محمَّد بن إسماعيل بن محمَّد التميميّ: نا محمَّد بن عبد الله الخُراساني الزاهد: نا موسى بن إبراهيم المروزي: نا مالك بن أنس عن أبي حازم. عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عملُ الأبرارِ من الرّجالِ: الخياطةُ، وعملُ الأبرار من النِّساءِ: المِغزَلُ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 261/ ب) من طريق تمّام. والحديث ذكره السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 154) بسنده ومتنه من "فوائد تمام". وهو كَذِبٌ، ما حدّث به مالك قط، وموسى بن إبراهيم متروك كذّبه ابن معين. (الميزان: 4/ 199). وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1097 - 1098) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 303) والخطيب في "التاريخ" (9/ 15) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 251) من طريق أبي داود سليمان بن عمرو النَّخعيُّ عن أبي حازم به. قال ابن عدي: "هذه الأحاديث عن أبي حازم ممّا وضعه سليمان بن عمرو عليه". أهـ. وقال: ابن الجوزي: "لا يصحُّ، وأبو داود النخعي قد سبق أنّه كان كذّابًا، قال ابن المديني: كان يضع الحديث". أهـ. قلت: ممن كذّبه أحمد وابن معين وقتيبة وإسحاق وغيرهم، وقال ابن عدي: أجمعوا على أنه يضع الحديث. (اللسان: 3/ 97 - 99). وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 217) بعد إيراد هذا الحديث في ترجمته: "قلت: لازمُ ذلك الحياكة، إذ لا تتأتى خياطة ولا غَزْلٌ إلا بحياكةٍ. فقبح الله مَنْ وَضَعَه". أهـ.

2 - باب: ثواب من جلب طعاما

2 - باب: ثواب من جَلَب طعامًا 670 - حدثنا خيثمة بن سليمان إملاءً، وأبو بكر محمد بن سهل بن أبي سعيد القنسريني قالا: نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فِيل البالِسيُّ: نا عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطيُّ: نا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة. عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "منْ جَلَبَ طعامًا إلى مِصْرٍ من أمصارِ المسلمين كان له أجرُ شهيدٍ". هكذا رواه عبد الوهاب عن عيسى، وخالفه الوليد بن صالح النخّاس: فأخرجه الخطيب (13/ 442) من طريق الوليد بن صالح عن عيسى بن يونس عن أبي عمرو البصري عن فرقد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بلفظ: "من جلب طعامًا إلى مصر من أمصار المسلمين فباعه بسعر يومه كان له عند الله أجرَ شهيد في سبيل الله -عَزَّ وَجَلَّ-". فرقد هو السبخي ضعيف، وأبو عمرو هو ابن العلاء اللغوي الثقة. وعبد الوهاب والوليد كلاهما ثقة، ويحتمل أن يكون لعيسى بن يونس فيه شيخان، ولكن يُبعد ذلك أنه لوكان عنده من طريق الأعمش -وهو من هو- لما احتاج إلى روايته نازلًا وعن غير ثقةٍ! وهذا الشك يمنع من القطع بصحة الحديث، والله أعلم. والحديث عزاه في "الكنز" (4/ 56) بلفظ تمام إلى الديلمي. وأخرجه ابن مردويه في "تفسيره" -كما في "تخريج الإِحياء" (2/ 73) - بلفظ: "ما من جالبٍ يجلب طعامًا إلى بلدٍ من بُلدان المسلمين فيبيعه بسعر يومه إلا كانت منزلته عند الله منزلة الشهيد". قال العراقي: "سنده ضعيف".

3 - باب: البركة في البكور

3 - باب: البركة في البُكور 671 - أخبرنا أحمد بن محمَّد بن فضالة: نا أبو سعد عبد الملك بن سيف التُجيبي: نا علي بن الحسن السَّامي: نا خُلَيد بن دَعْلَج عن قتادة. عن أنس بن مالك أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهمَّ بارِكْ لأمّتي في بُكورِها". إسناده تالف: علي بن الحسن كذّبه الدارقطني، وقال الحاكم والنقّاش: روى أحاديث موضوعة. وقال ابن عدي: ضعيفٌ جدًا. (اللسان: 4/ 212 - 214). وشيخه ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه ابن عدي (1/ 170) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (519) - من طريق أحمد بن بشير عن شبيب بن بشر عن أنس. وأحمد هو مولى عمرو بن حريث صدوق فيه ضعف، وشيخه وثّقه ابن معين، ولينه أبو حاتم، فالإِسناد لا بأس به في الشواهد. وأخرجه العقيلي (4/ 117) وابن عدي (5/ 1730) -ومن طريقه ابن الجوزي (520) - من طريق عمّار بن هارون عن عدي بن الفضل ومحمد بن عنبسة عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس. وعمّار يروي هذا الحديث من وجوه أخرى عن كعب بن مالك وعبد الله بن سَلَام وواثلة أخرجها ابن عدي، وقال: "كلها غير محفوظة". وقال عنه: "ضعيف يسرق الحديث". وقال موسى بن هارون: متروك الحديث. وأخرجه الدارقطني -ومن طريقه ابن الجوزي (521) - من طريق محمد بن عيسى: نا روح عن حميد عن أنس. ومحمد بن عيسى هو ابن القاسم بن سُميع الدمشقي، مختلف في توثيقه: قال أبو حاتم: لا يحتجُّ به. وقال دُحيم: ليس من أهل الحديث.

وقال أبو داود وابن عدي والدارقطني: لا بأس به. وقال ابن حبان والحاكم: مستقيم الحديث. وشيخه روح هو ابن القاسم ثقة حافظ كما في "التقريب"، فالسند لا بأس به وإن قال ابن الجوزي عنهما: "كلاهما مطعونٌ فيه". أهـ. كذا قال وروح لم يُطعن فيه! ولعلّه ظنه ابن المسيَّب، ولكن المذكور في مشايخ ابن سميع: ابن القاسم كما في "تهذيب المزي" (1/ 420 و 3/ 1256). وأخرجه الدارقطني -ومن طريقه ابن الجوزي (522) - من طريق أسيد بن زيد الجمّال عن الفضل عن حميد عن أنس. قال ابن الجوزي: "تفرّد به أسيد بن زيد، قال يحيى: هو كذّابٌ". أهـ. وأخرجه ابن عدي (1/ 212) من طريق إبراهيم بن هدبة عن أنس، وإبراهيم دجّالٌ كذّاب باتفاقٍ. هذه طرق الحديث عن أنس فقط، وللحديث طرقٌ كثيرة عن جماعةٍ من الصحابة لا تخلو من ضعف، سأذكر ما يصلح منها للاستشهاد ويثبت به الحديث -إن شاء الله-: 1 - فأخرجه الطيالسي (1246) وأحمد (3/ 416، 417، 431، 432 و4/ 384، 390، 391) والدارمي (2/ 214) وأبو داود (2606) والترمذي (1212) وحسّنه وابن ماجه (2236) والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (4/ 161) - وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (رقم: 1771، 2557) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (11/ 19 - 20) - والطبراني في الكبير (8/ 28، 29) وابن عدي في "الكامل" (7/ 2597) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1491، 1493) والبيهقي (9/ 151 - 152) والخطيب في "التاريخ" (1/ 405 و2/ 106، 106 - 107 و 5/ 240، 476 و 9/ 441) وابن الجوزي (523) من طريق

يعلي بن عطاء عن عمارة بن حديد عن صخر الغامدي. وعمارة مجهول كما في "التقريب". 2 - وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (9/ 279 - 280، 281) والطبراني في "الكبير" (10/ 257) وابن عدي (5/ 1834) والدراقطني -ومن طريقة ابن الجوزي (505) - من طريق علي بن عابس عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود. وابن عابس ضعيف، وقال ابن عدي: مع ضعفه يُكتب حديثه. وقال الدارقطني: يُعتبر به. والمسيب بن رافع لم يسمع من ابن مسعود. 3 - وأخرجه ابن عدي (7/ 2603) من طريق أبي يوسف القاضي عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن جابر. وأبو يوسف صدوق تكلموا فيه وقد وثّقه النسائي مع تعنُّته، وابن أبي ليلى صدوق سيء الحفظ. 4 - وأخرجه الدارقطني -ومن طريقة القضاعي (1492) وابن الجوزي (513) - من طريق عبد الصمد بن موسى الهاشمي عن زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيها عن جدِّها عن ابن عباس. زينب وأبوها والراوي عنها من بيت الخلافة العباسي، ولم يجسر أحدٌ على الكلام فيهم لدولتهم، وزينب من فضليات النساء، وأبوها مقبول كما في التقريب، وعبد الصمد من أمراء الحجّ، ونقل ابن الجوزي عن الخطيب أنه قال: قد ضعّفوه. ولم أر ذلك في ترجمته من "تاريخ بغداد" (11/ 41). فإذا ضمّت هذه الطرق إلى الطريقين الصالحَيْن عن أنس صار الحديث بها حسنًا على أقلّ أحواله. وللحديث طرق أخرى أعرضت عن ذكرها لشدة وهائها، وانظرها -إن شئت- في "العلل المتناهية" (1/ 314 - 327) و"مجمع الزوائد" (4/ 61 - 62) و"المقاصد الحسنة" (ص 89 - 90).

أبواب البيوع المنهي عنها

" أبواب البيوع المنهي عنها" 4 - باب: بيع الغَرَرِ والحصاة 672 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب قراءةً عليه: نا أبو القاسم عبد اللطيف بن نُباته بن نافع اليحصبيُّ: نا عبد الأعلي بن عبد الواحد -يُكنَّى أبا يزيد، يُعرف بـ (مُرَّة)، مصريٌّ-: نا زَيْن بن شعيب الإِسكندراني عن أسامة عن أبي الزِّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيعِ الغَرر وبيع الحصاة. أخرجه مسلم (3/ 1153) من طريق عبيد الله بن عمر عن أبي الزِّناد به. 5 - باب: تحريم التجارة في الخمر 673 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذلم القاضي قراءةً عليه: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا عمر بن حفص بن غِياث: نا أبي: نا الأعمشُ: نا مسلم عن مسروق. عن عائشة قالت: لمّا نزلتِ الآياتُ من آخرِ سورةِ البقرةِ في الرِّبا قرأها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على الناسِ ثمَّ حرَّمَ التجارةَ في الخمرِ. أخرجه البخاري (8/ 203) عن شيخه عمر بن حفص به.

6 - باب: تحريم بيع العدو ما يتقوى به على المسلمين

وأخرجه مسلم (3/ 1206) من طريق أبي معاوية الضرير عن الأعمش به. 6 - باب: تحريم بيع العدو ما يتقوّى به على المسلمين 674 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي قال: حدثني الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا بشر بن عون القرشي: نا بكّار بن تميم القرشي عن مكحول. عن أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يُباع العدوُّ شيئًا يتقوّون به على المسلمين من سلاحٍ ولا كراعٍ ولا ديباجٍ، وأن يُسلم (¬1) من أيديهم كلّما قَدِرَ عليه ممّا يتقوّون به". هذا حديثٌ موضوعٌ. بشر قال ابن حبان: "روى عن بكّار بن تميم عن مكحول عن واثلة نسخةً فيها نحو مائة حديثٍ، كلُّها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحال". وقال أبو حاتم: بشر وبكار مجهولان. (المجروحين: 1/ 190، اللسان: 2/ 28). 7 - باب: بيع المُغنّيات وكسبهنّ 675 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد الله بن ¬

_ (¬1) في (ف): (سلم).

فُطَيس الورّاق: نا جعفر بن محمَّد بن جعفر بن رشيد الكوفي أبو الفضل: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا أبو عمرو ناشب بن عمرو السَّيباني (¬1): نا مقاتل بن حيّان عن عمرو بن شعيب عن أبيه. عن جدّه قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيعِ المغنّيات وشرائهنّ وأكلِ ثمنهنّ وكسبِهنّ. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (ناشب بن عمرو ضعيف). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده ضعيف: ناشب قال البخاري: منكر الحديث. وضعّفه الدراقطني. (اللسان: 6/ 143). وقد روي النهي عن بيع المغنيات وكسبِهنّ في أحاديث جماعة من الصحابة، وهم: عمر، وعلي، وأبو أمامة، وعائشة: أما حديث عمر: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 28) وابن عدي في "الكامل" (7/ 2716)، وقال الهيثمي (4/ 91): "وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو متروك، ضعّفه جمهور الأئمة، ونُقِل عن ابن معين في رواية: لا بأس به. وضعّفه في أخرى". أهـ. وأما حديث علي: فأخرجه أبو يعلى (527) -ومن طريقه ابن عدي (2/ 610) - من طريق الحارث بن نبهان عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن علي. ¬

_ (¬1) في (ر) و (ش) و (ف): (الشيباني) بالمعجمة، وكذا في "الميزان" و"لسانه" لكن لا يُعوّل على مطبوعتيهما!.

قال الهيثمي (4/ 91): "فيه ابن نبهان، وهو متروك". أهـ. قلت: والأعور متروك متهم. وأمّا حديث أبي أمامة: فأخرجه الحميدي في "مسنده" (910) وأحمد (5/ 252، 264) والترمذي (1282، 3195) وابن ماجه (2168) وابن جرير (21/ 39) والطبراني في "الكبير" (8/ 233، 251، 253، 254) والبيهقي (6/ 14، 14 - 15) وابن الجوزي في "العلل" (1307) من طريق عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة. وابن زَحْر فيه ضعف، وتابعه الفرج بن فضالة -وهو ضعيف- عند أحمد (5/ 257، 268) والطبراني (8/ 232)، وعلي بن يزيد متروك الحديث. والحديث ضعّفه ابن كثير في "تفسيره" (3/ 442). وأخرجه الطبراني (8/ 212) من طريق الوليد بن الوليد عن ابن ثَوْبان عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة. والوليد تركه الدارقطني، وقال أبو نعيم: روى موضوعات. وقال أبو حاتم: صدوق. "اللسان" (6/ 228) وابن ثوبان ليّن. وأما حديث عائشة: فأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ق 3/ ب) -ومن طريقه ابن الجوزي (1309) - والطبراني في الأوسط (مجمع البحرين- 1/ ق 176/ ب)، وفيه ليث بن أبي سُلَيم ضعيفٌ لاختلاطه الشديد، والحديث ضعّفه العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 284).

8 - باب: بيع الولاء

8 - باب: بيع الولاء 676 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله: نا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن بكّار بن بلال العامليّ: نا جدي محمد بن بكّار بن بلال: نا سعيد بن بشير عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار -مولىً لهم ثقةٍ-. عن عبد الله بن عمر أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيعِ الولاء. أخرجه مسلم (2/ 1145) من طريق عبيد الله بن عمر به. وأخرجه البخاري (5/ 167) من طريق شعبة عن ابن دينار، وكذا مسلم. 9 - باب: النهي عن تلقي الجَلَب 677 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل بن عثمان القنسريني القطّان قراءةً: نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالِسيُّ بأنطاكية سنةَ أربعٍ وثمانين ومائتين: نا أبو توبة -يعني: الربيع بن نافع- نا عُبيد الله بن عمرو الرَّقِّي عن أيوب عن ابن سيرين. عن أبي هريرة أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن تلقي الجَلَب، قال: "فإنْ تلقّاه مُتَلقٍّ فاشتراه فصاحبُ السِّلْعة فيها بالخيارِ إذا وردتِ السوقَ". أخرجه أبو داود (3437) عن شيخه الربيع بن نافع به. وأخرجه مسلم (3/ 1157) من طريق هشام عن ابن سيرين به.

10 - باب: النهي عن بيع ما ليس عند البائع

10 - باب: النهي عن بيع ما ليس عند البائع 678 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعيّ قراءةً عليه. نا أبو عمرو عثمان بن خُرّزاد: نا خالد بن خِداش: نا حمّاد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين عن أيُوب السختياني عن يوسف بن ماهَك. عن حَكيم بن حِزام قال: نهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ أبيعَ ما ليسَ عندي. أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 218) و"الصغير" (2/ 4) من طريق خالد بن خِداش به، وقال: "لم يروه عن يحيى إلا حماد تفرّد به خالد". وابن خِداش صدوق لكن قال ابن معين: ينفرد عن حماد بأحاديث. وضعّفه ابن المديني والساجي، وقد خُولِف في إسناده: فرواه قتيبة عند الترمذي (1233)، وسليمان بن حرب وحجّاج بن المِنهال عند الطبراني (3/ 218) والبيهقي (5/ 267، 339) وعبد الواحد بن غياث ووهيب بن خالد وعبد الوارث بن سعيد عند الطبراني (3/ 218 - 219) وكلهم ثقات عن حماد عن أيّوب عن يوسف، هذا هو المحفوظ. وأخرجه أحمد (3/ 402) من طريق ابن علية، والشافعي (ترتيب السندي: 2/ 143) عن الثقة كلاهما عن أيُّوب به. وأخرجه الترمذي (1235) والبيهقي (3/ 339) من طريق يزيد بن إبراهيم عن محمد بن سيرين عن أيوب به. وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر. وأخرجه الطيالسي (1359) وأحمد (3/ 402) وأبو داود (3503) والترمذي (1232) والنسائي (4613) وابن ماجه (2187) والطبراني في

"الكبير" (3/ 217، 218) والبيهقي (5/ 317) من طرقٍ عن أبي بشر جعفر بن إياس عن يوسف بن ماهك عن حكيم. وهذه أسانيد صحاح إلَّا أنّ لها علةً: ففد أخرجه الطيالسي (1318) وأحمد (3/ 402) وابن الجارود في "المنتقى" (602) من طريق هشام الدستوائي، وأخرجه ابن الجارود والدارقطني (2/ 9) من طريق همّام، وابن الجارود والطبراني (3/ 219) والبيهقي (5/ 313) من طريق شيبان، والدارقطني (2/ 8 - 9، 9) من طريق أبان بن يزيد العطار كلهم عن يحيى بن أبي كثير عن يعلي بن حكيم عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة عن حكيم. وظهر من ذلك أن يوسف لم يسمع الحديث من حكيم بل سمعه بواسطة عبد الله بن عصمة، وابن عصمة قال الحافظ في "التهذيب" (5/ 322): "قال ابن حزم في "البيوع" من المحلى: متروك. وتلقى ذلك عبد الحقّ فقال: ضعيف جدًا. وقال ابن القطان: بل هو مجهول الحال. وقال شيخنا -يعني العراقي-: لا أعلم أحدًا من أئمة الجرح والتعديل تكلّم فيه، بل ذكره ابن حبان في "الثقات". أهـ. قلت: فالسند ضعيف، لكن ذكر ابن حزم في "المحلى" (8/ 519) أن قاسم بن أصبغ أخرجه عن أحمد بن زهير بن حرب عن أبيه عن حَبّان بن هلال عن همّام بن يحيى عن يحيى بن أبي كثير أن يعلي بن أبي حكيم حدّثه أن يوسف بن ماهك حدثه أن حكيم بن حزام حدّثه، وقال: "يعلى ثقة، وذكر فيه أن يوسف سمعه من حكيم، وهذا صحيح فإذا سمعه من حكيم فلا يضره أن يسمعه أيضًا من غير حكيم عن حكيم". أهـ. وكذا قال عبد الحق في "أحكامه" -كما في "نصب الراية" (4/ 32) -، لكن قال ابن القطّان: "أخاف أن يكون سقط من الإسناد: (ابن عصمة)، ورواية الدارقطني تبيّن ذلك". أهـ.

قلت: وقد أخرجه ابن الجارود والدارقطني -كما مرّ- من طريق حَبّان بن هلال عن همّام بإثبات (ابن عصمة)، فهذا يؤيد سقوطه من مصنف قاسم بن أصبغ، أو أن ابن حزم أخطأ بني نقله والله أعلم. وأخرجه النسائي (4602) من طريق ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن عبد الله بن عصمة عن حكيم. وأخرجه أحمد (3/ 403) والنسائي (4603) والطبراني (3/ 228 - 229) من طريقين عن عطاء عن حكيم، وقد عُلِمَ من الرواية السابقة أن الواسطةَ بينهما (ابن عصمة). وأخرجه الطبراني (3/ 230 - 232) من طرقٍ عن محمَّد بن سيرين عن حكيم، قال الترمذي في "الجامع" (3/ 536): "وروى هذا الحديث عوفٌ وهشام بن حسّان عن ابن سيرين عن حكيم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا حديثٌ مرسلٌ، إنّما رواه ابن سيرين عن أيوب السختياني عن يوسف بن ماهك عن حكيم". أهـ. وأخرجه أحمد (3/ 403) والنسائي (4601) من طريق عطاء عن صفوان بن مَوهِب عن عبد الله بن محمد بن صيفي عن حكيم. وصفوان وشيخه لم يوثقهما غير ابن حبّان ففيهما جهالةٌ. وحديث حكيم حسّنه الترمذي، وصحّحه النووي في "المجموع" (9/ 259) مع ما فيه! لكن الحديث ثابت من رواية عبد الله بن عمرو: أخرجه الطيالسي (2257) وأحمد (2/ 174 - 175، 178 - 179، 205) وأبو داود (3504) والترمذي (1234) والنسائي (4611) وابن ماجه (2188) وابن الجارود في "المنتقى" (601) والدارقطني (3/ 74 - 75) والحاكم (2/ 17) والبيهقي (5/ 267) من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا: "لا يحلُّ بيعُ ما ليس عندك". وفي لفظ: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع ما ليس عندك".

11 - باب: النهي عن بيع المبيع قبل قبضه

قال الترمذي: حسنٌ صحيح. وصحّحه الحاكم وسكت عليه الذهبي. وإسناده حسن. 11 - باب: النهي عن بيع المبيع قبل قبضه 679 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان: نا أبو عبد الرحمن خالد بن رَوْح: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ابن عيّاش عن عُبيد الله بن عمر وموسى بن عقبة عن نافع. عن ابن عمر أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يبيعَ أحدٌ طعامًا حتى يستوفيَه. إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن أهل الحجاز، وشيخاه منهم. والحديث أخرجه البخاري (4/ 339) من طريق موسى بن عقبة به، ومسلم (3/ 1161) من طريق عبيد الله بن عمر به. واتفقا على إخراجه (البخاري: 4/ 347، 349، ومسلم: 3/ 1160، 1161) من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر، ومن طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر. 680 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم قراءةً عليه: نا أبو عبد الرحمن خالد بن روح بن أبي حُجَير الثقفي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ابن عيَّاش عن داود بن عيسى عن عمرو بن دينار عن طاوس. عن ابن عبّاس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ ابتاعَ طعامًا فلا يبِعْه حتى يستوفيَه".

12 - باب: الغش

قال ابن عبّاس: ولا أحسِبُ كلَّ شيءٍ إلا قد ترك (¬1) بمنزلةِ الطعامِ. 681 - أخبرنا محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن: نا أبو أيوب سليمان بن أيوب بن حذلم، والحسن بن علي بن خلف الصيدلاني قالا: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ابن عيّاش قال: حدثني داود بن عيسى عن عمرو بن دينار عن طاوس. عن ابن عباس عن رسول الله (¬2) - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ ابتاعَ طعامًا فلا يبيعه (¬3) حتى يستوفيه". قال ابن عباس: ولا أحسب كلَّ شيءٍ إلا وقد نُزِّلَ (¬4) بمنزلةِ الطعام. ابن عيَّاش تقدم الكلام عليه، وداود بن عيسى بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (3/ 419). والحديث أخرجه البخاري (4/ 349) ومسلم (3/ 1159، 1160) من طرقٍ عن عمرو بن دينار به، واللفظ لمسلم. وأخرجاه (البخاري: 4/ 347، ومسلم: 3/ 1160) من طريق ابن طاوس عن أبيه. 12 - باب: الغش 682 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح القرشي: أنا ¬

_ (¬1) كذا في الأصل و (ف) و (ش)، وبهامش الأصل: "كذا في أصل تمام بخطِّه بالكاف في هذا الموضع، وفي الذي بعده باللام". وفي (ظ) و (ر): باللام في هذا الموضع: (نزله). (¬2) في (ظ) و (ر): (النبي). (¬3) كذا في الأصول، وعليه تضبيب في (ظ)، وفي (ر): (يبعه) على الصواب. (¬4) في (ظ) و (ر): (نزّله).

أبو جعفر محمَّد بن سليمان بن هشام البصري بدمشق: نا أبو معاوية الضرير قال: حدثني هلال بن ميمون عن عطاء بن يزيد الليثي. عن أبي سعيد الخدري قال: مرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بسلاّخٍ وهو يسلخُ شاةً وهو ينفخ فيها، فقال له: "ليس منّا من غشّنا". ودَخَسَ بين جلدها ولحمها ولم يمسَّ ماءً. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/ق 202/ أ) من طريق تمّام. وإسناده واهٍ: محمَّد بن سليمان بن هشام قال أبو علي النيسابوري: ضعيف منكر الحديث. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاجُ به بحالٍ. وقال ابن عدي: أحاديثه مسروقة سرقها من قوم ثقات، ويوصل الأحاديث. وضعّفه الدارقطني. وأخرج مسلم (1/ 99) من حديث أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّ على صُبْرةِ طعامٍ، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا. فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام؟ ". قال أصابته السماء، يا رسول الله. قال: "أفلا جعلته فوقَ الطعام كي يراه الناس؟ من غشّ فليس مِنِّي". والحديث متواتر، فقد رواه بضعة عشر صحابيًا، وانظر بيان ذلك في "قطف الأزهار المتناثرة" للسيوطي (رقم: 73) و"نظم المتناثر" للكتاني (رقم: 168).

أبواب الربا

" أبواب الرِّبا" 13 - باب: ما يجري فيه الرِّبا 683 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا أبو محمَّد عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة بدمشق [(ح)] (¬1). وأخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي قراءةً عليه: نا أبو محمد عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد بن فضالة [قالا:] (¬2) نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن كثير القارئ الطويل عن سعيد بن عبد العزيز عن الزُّهري قال: أخبرني مالك بن أوس بن الحَدَثان النَّصري أنّه سَمِعَ عمر بن الخطّاب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الذّهبُ بالذّهبِ ربًا إلَّا هاءَ وهاءَ، والبُرُّ بالبُرِّ ربًا إلا هاءَ وهاءَ والشعيرُ بالشعير ربًا إلا هاءَ وهاءَ، والتمرُ بالتمرِ ربًا إلا هاءَ وهاءَ". 684 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو جعفر أحمد بن عمرو بن إسماعيل بن محمَّد الفارسي المُقعد. نا هُدبة بن خالد: نا همّام بن يحيى: نا يحيى بن أبي كثير. نا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي أنّ محمد بن مسلم بن شِهاب حدثه. أنّ مالك بن أوس بن الحَدَثان حدّثه، قال: انطلقت بمائة دينارٍ فلقِيتُ طلحةَ بن عبيد الله بظلِّ دار، فاستامها منّي إلى أن يأتيَه خازنهُ من الغابة، فسمع ذلك عمرُ، فسأل طلحةَ عنه، فقال: باعني دنانيرَ أريدها إلى أنْ يأتي خازني من الغابةِ. فقال (2) عمر: لا تفارقْه حتى تنقدَه، قال رسول الله ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر). (¬2) في (ظ) و (ر): (قال).

- صلى الله عليه وسلم -: "الذهبُ بالذهبِ (¬1) ربًا إلَّا هاءَ وهات، والبُرُّ بالبُرِّ ربًا إلَّا هاءَ وهات، والشعيرُ بالشعيرِ ربًا إلا هاءَ وهات، والتمرُ بالتمرِ ربًا إلَّا هاءَ وهات". أخرجه البخاري (4/ 347 - 348، 377، 377 - 378) ومسلم (3/ 1209 - 1210) من طرقٍ عن الزُّهري به. 685 - حدّثني أبو زُرعة وأبو بكر محمَّد وأحمد ابنا عبد الله النَّصْري قالا: نا إبراهيم بن عبد الرحمن (دُحَيم): نا هشام بن عمّار: نا يحيى بن حمزة: نا بُرْد بن سِنان عن إسحاق بن قَبيصة عن أبيه. عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تَبايعوا الذهبَ إلَّا مِثلًا بمثلٍ، ولا الفضةَ إلَّا مِثلًا بمثلٍ، لا زيادةَ بينهما ولا نَظِرَةَ". وكتب عمرُ بن الخطاب إلى معاوية -رضي الله عنهما (¬2) - ألّا إمرةَ لك على عُبادة، واحملِ الناسَ على ما قال، فإنّه هو الأمرُ. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/ ق 391/ أ- ب) من طريق تمام. وأخرجه ابن ماجه (18) عن شيخه هشام بن عمار بأطول من هذا. وإسحاق بن قبيصة لم يوثّقه غيرُ ابن حبّان، وروى عنه جماعة، وقال الحافظ: صدوق. والحديث أخرج مسلم (3/ 1210) معناه دون كتابة عمر إلى معاوية. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ف): (بالورِق) وهو لفظ الصحيحين، وانظر الفتح (4/ 378). (¬2) في (ظ) و (ر): (رضي الله عنه) بعد (عمر بن الخطاب) فقط.

14 - باب: الرخصة في بيع العرايا

14 - باب: الرُّخْصة في بيع العَرايا 686 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان من لفظه: أنا العبّاس بن الوليد بن مَزْيد: أنا محمَّد بن شُعيب: أخبرني الأوزاعيُّ عن محمَّد بن مسلم الزُّهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه. عن زيد بن ثابت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخّص في بيعِ العَرايا بالرُّطَبِ وبالتمرِ، ولم يُرخِّص في غير ذلك. أخرجه البيهقي (5/ 311) من طريق الأوزاعي به. وأخرجه البخاري (4/ 383 - 384) ومسلم (3/ 1168) من طريق عُقيل بن خالد عن الزُّهري به. 687 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو بكر يحيى بن أبي طالب الواسطيُّ ببغداد: أنا محمَّد بن عُبيد الطنافِسيُّ: نا عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. عن زيد بن ثابت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخّصَ في العَرايا بخرصِها كَيْلًا. أخرجه مسلم (2/ 1169) من طريق عُبيد الله به. وأخرجه البخاري (4/ 377، 384) ومسلم (2/ 1169، 1170) من طرقٍ أخرى عن نافع.

أبواب الشروط والعيوب وغيرها

" أبواب الشروط والعيوب وغيرها" 15 - باب: الشروط الباطلة 688 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا عبد الرحمن بن عبد الحميد: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن كثير عن سعيد -يعني: ابن عبد العزيز- عن الزُّهري قال: قال عروة: أخبرتني عائشة قالت: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطبَ الناس، فقال: "يا معشر المسلمين! ما بالُ رجالٍ يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله؟ من اشترط شرطًا ليس في كتابِ الله فهو باطلٌ، وإنْ اشترطَ فليس له، شرطُ اللهِ أحقُّ". أخرجه البخاري (4/ 369 - 370) ومسلم (2/ 1141 - 1142) من طرقٍ عن الزُّهري به. 16 - باب: خيار المجلس 689 - حدثنا أبو الفرج محمَّد بن سعيد بن عَبْدان البغدادي: نا حامد بن محمَّد البَلْخيُّ: نا سعيد بن مهران الشُّروطيُّ: نا حماد بن سَلَمة وحمّاد بن زيد عن جميل بن مُرَّة عن أبي الوَضيء. عن أبي بَرْزَةَ الأسلمى قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "البَيِّعان بالخيارْ ما لمْ يتفرّقا". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (أبو الوَضيء اسمُه: عبّاد بن نُسيب). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

17 - باب: في المصراة

سعيد بن مهران لم أقف على ترجمته. والحديث أخرجه الطيالسي (922) والشافعي (2/ 155) وأحمد (4/ 425) وأبو داود (3457) وابن ماجه (2182) وابن الجارود في "المنتقى" (619) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 13) والبيهقي (5/ 270) من طريق حماد بن زيد به. وتابع حمّادًا: هشامُ بن حسّان عند الطحاوي (¬1) (4/ 13) والدارقطني (3/ 16)، وعبّادُ بن عبّاد المُهلّبي عند الدارقطني (3/ 6) والخطيب (13/ 87). ولم أقف على رواية حماد بن سلمة. والحديث إسناده صحيح، وقال المنذري في "مختصر السنن" (5/ 96): "رجالُ إسناده ثقات".أهـ. والحديث أخرجه البخاري (4/ 326) ومسلم (2/ 1163، 1164) من حديث ابن عمر وحكيم بن حِزام. 17 - باب: في المُصَرّاة 690 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمَّد: نا أبو بكر محمد بن عمرو بن نصر بن الحجّاج قال: حدثني أبي: عمرو بن نصر عن أبيه: نصر بن الحجّاج أنه حدّثه عن الأوزاعيُّ عن ابن سيرين. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ ابتاعَ مُصرّاةً فهو بالخيارِ ¬

_ (¬1) عنده: (هشام بن حسان عن أبي الوضيء) وسقط من السند: (جميل بن مرة)، وهشام إنما يروي عن جميل كما في "تهذيب المزي" (مصورة-1/ 205)، وقد أخرجه الدارقطني على الجادّة.

18 - باب: الخراج بالضمان

ثلاثةَ أيامٍ، فإنْ ردَّها ردَّها ومعَها صاعٌ من التمرِ لا سمراءَ". أخرجه ابن عساكر (13/ ق 329/ أ) من طريق تمام به. ومحمد بن عمرو قال ابن منده: حدّث عن أبيه بغرائب. كذا في تاريخ ابن عساكر (15/ ق 416/ ب)، وأبوه ذكر ابن عساكر هذا الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. والحديث أخرجه مسلم (3/ 1158) من طريق قُرَّة بن خالد عن ابن سيرين به. وأخرجه البخاري (4/ 361) دون تقييد الخَيار، ودون قوله: (لا سمراء). 18 - باب: الخراج بالضمان 691 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة بن الحسين السُّوسي: نا بحر بن نصر بن سابق الخَوْلاني: نا خالد بن عبد الرحمن الخُراساني: نا ابن أبي ذئب عن مَخلد بن خُفَاف عن عروة. عن عائشة قالت: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّ الخراجَ بالضمانِ (¬1). 692 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا الحسن بن جرير الصُّوري: نا سلام بن سليمان: نا محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن مَخْلد بن خُفَاف عن عروة. عن عائشة قالت. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الخراجُ بالضمانِ". أخرجه الطيالسي (1464) والشافعي (2/ 143 - 144) وأحمد (6/ 49، 161، 208، 237) وأبو داود (3508، 3509) والترمذي ¬

_ (¬1) تكرر هذا الحديث بنفس الإِسناد عند تمام مرتين.

(1285) والنسائي (4490) وابن ماجه (2242) وأبو يعلى (4537) وابن الجارود (627) والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 231) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 21) وابن حبّان (1125) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2436) والدراقطني (3/ 53) والحاكم (2/ 15) والبيهقي (5/ 321) والبغوي في "شرح السنة" (8/ 163) من طريق ابن أبي ذئب به. ومخلد بن خُفَاف قال البخاري: فيه نظر. ووثقه ابن وضاح وابن حبّان (تهذيب: 10/ 74 - 75) ونقل المنذري في "مختصر السُّنن" (5/ 161) عن الأزدي أنّه ضعّفه (¬1). والحديث قال الترمذي: حسن صحيح. وقال العقيلي: هذا الإِسناد فيه ضعف. وقال أبو حاتم -كما في "التهذيب"-: ليس هذا إسنادٌ تقوم بمثله الحجّةُ. ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (1/ 513) عن البخاري أنه قال: "مخلد لا أعرف له غير هذا الحديث، وهذا حديثٌ منكرٌ". أهـ. وقال ابن حزم في "المحلّى" (8/ 136): "لايصحُّ". أهـ. وحسّنه البغوي. وللحديث طريق آخر يتقوى به: أخرجه أبو داود (3510) وابن ماجه (2243) والطحاوي (4/ 21 - 22، 22) وأبو يعلى (4614) وابن الجارود (626) وابن حبّان (1126) والدراقطني (3/ 53) والحاكم (2/ 14 - 15، 15) والبغوي (8/ 162 - 163) من طريق مسلم بن خالد الزنجي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قال أبو داود: "هذا إسنادٌ ليس بذاك". أهـ. وبين ذلك المنذري في مختصره (5/ 161) فقال: "يُشير إلى ما أشار إليه البخاري من تضعيف مسلم بن خالد الزنجي". أهـ. ¬

_ (¬1) لم يذكر الحافظ في "التهذيب" تضعيف الأزدي له.

قلت: ومسلم صدوق فقيه لكنّه كثير الغلط، ومثله يُستشهد به. وضعّف هذا الطريق البخاري أيضًا، وقد سأله الترمذي في "العلل" (1/ 514) فقال: "إنّما رواه مسلم بن خالد الزنجي، وهو ذاهب الحديث". أهـ. وله طريق ثالث: أخرجه الترمذي (1286) والبيهقي (5/ 322) من طريق عمر بن علي المقدّمي عن هشام به. قال الترمذي: "استغرب محمَّد بن إسماعيل هذا الحديث من حديث عمر بن علي. قلت: تراه تدليسًا؟. قال: لا". وقال في "العلل" (1/ 514 - 515): "فقلت له: قد رواه عمر بن علي عن هشام بن عروة؟ فلم يعرفه من حديث عمر. قلت له: ترى أن عمر بن علي دلّس فيه؟. قال: لا أعرف أن عمر بن علي يدلّس". أهـ. قلت: هذا رأي البخاري، وقد خالفه الأئمة فوصموه بالتدليس كأحمد وابن معين وأبو حاتم والساجي، وقال ابن سعد: كان يدلّس تدليسًا شديدًا. وغفل المنذري عن هذا فقال في "مختصره" (5/ 161): "إسناده جيّد"!. وطريق رابع: أخرجه الخطيب (8/ 297 - 298) من طريق علي بن الحسن الرازي عن محمَّد بن الحسين الزعفراني عن أحمد بن زهير عن إبراهيم بن عبد الله عن خالد بن مهران البلخي عن هشام بن عروة به. ورجاله ثقات غير علي بن الحسن الرازي فاختلف فيه: فوثقه العتيقي وأثنى عليه خيرًا، وكذّبه الأزهري، وقال ابن أبي الفوارس: ذاهب الحديث. (تاريخ بغداد: 11/ 388 - 389). والحديث صحّحه ابن القطّان -كما في "التلخيص" (3/ 22) - وهو بالتحسين حَريٌّ.

19 - باب: متى ترتفع العاهة؟

19 - باب: متى ترتفع العاهة؟ 693 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي العَنْبس القاضي بالكوفة: نا جعفر بن عون عن أبي حنيفة عن عطاء. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إذا طَلَعَ النَّجمُ ارتفعتِ العاهةُ عن أهلِ كلّ بلدٍ". أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3/ 91) والطبراني في "الصغير" (1/ 41) و"الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 179/ أ) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 367) و"أخبار أصبهان" (1/ 121) من طريق أبي حنيفة به. قلت: ولم ينفرد به أبو حنيفة فقد تابعه عِسْل -بكسر أوله وسكون وسطه- بن سفيان، أخرجه أحمد (2/ 341، 388) والبزّار (كشف: 1292) والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 426) والطحاوي (3/ 92) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 179/ أ). وعِسْل قال أحمد والنسائي: ليس بالقوي. وضعفه ابن معين والبخاري وأبو حاتم. وقال يعقوب بن سفيان: ليس بمتروك ولا حجّة. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف. وقال ابن عدي: قليل الحديث وهو مع ضعفه يُكتب حديثه. (التهذيب: 7/ 193 - 194). فمثله يصلح حديثه للاستشهاد. وللحديث شاهدٌ من حديث أبي سعيد أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1896) من طريق عيسى بن سليمان أبو طيبة عن ابن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد.

وعيسى ضعّفه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يخطئ" (اللسان: 4/ 396) وابن أبي ليلى صدوق سيء الحفظ، وشيخه ضعيف. فالحديث حسنٌ بمجموع طرقه إن شاء الله، لا سيّما أن عمل الصحابة يوافقه: ففي البخاري (4/ 394) تعليقًا أن زيد بن ثابت لم يكن يبيع ثمار أرضه حتى تطلعَ الثريّا فيتبين الأصفر من الأحمر. وأخرج أحمد (2/ 42، 50) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 23) و"المشكل" (3/ 91) بسندٍ صحيح عن عثمان بن عبد الله بن سراقة أنه سأل ابن عمر عن بيع الثمار. فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة. قلت: ومتى ذاك. قال: حتى تطلع الثريّا. تنبيه: قال الشيخ الألباني في "ضعيفته" (1/ 390) بعد ذكر رواية عِسْل: "إذا طلع النجمُ ذا صباحٍ رُفعت العاهة": "ولا يخفى وجه الاختلاف بين اللفظين، فالأول أطلق الطلوع وقيّد الرفع بـ"عن كل بلد"، وهذا عكسه فإنّه قيّد الطلوع بـ"ذا صباح" وأطلق الرفع فلم يقيّده بالقيد المذكور، وهذا الاختلاف مع ضعف المختلفَيْن يمنع من تقوية الحديث كما لا يخفى على الماهر بهذا العلم الشريف". أهـ. قلت: من حقّق النظر في اللفظين وجدهما متطابقَين لا اختلافَ بينهما، إذ إنَّ قولَه (عن كل بلد) لا يُسمّى تقييدًا بل هو عموم ظاهر من استخدام كلمة (كل) المفيدة لذلك. فلفظ: "رُفِعت العاهة، يدل على رفعها مطلقًا عن كل مكان، ولفظ "عن كل بلد" يؤكد هذا المعنى ولا نقول يخالفه!. وأما قوله: إن الأول أطلق الطلوع والثاني قيّده بـ"ذا صباح"، فمن

المعلوم أن الثريّا لا تُرى إلا عند بزوغ الفجر (¬1) فقوله "ذا صباح" هو مزيد بيان وتوضيح لا تقييد كماظنّ الشيخ!. ثم لوسلمنا جدلًا بوجود هذا الخلاف فصنيع المهرة بهذا العلم الشريف أن يثبتوا ما اتفقت عليه الروايتان، ويدعوا ما انفردت به إحداهما عن الأخرى لعدم الشاهد، ويكون اللفظ الثابت هو: "إذا طلع النجم رُفِعت العاهة". والله أعلم. ¬

_ (¬1) انظر: "فيض القدير" (1/ 398 - 399)، وأيضًا: "الفتح" (4/ 395) و"المشكل" (3/ 92). وقال ابن الأثير في "النهاية" (5/ 24): "وأراد بطلوعها طلوعَها عند الصبح، وذلك في العشر الأوسط من أيّار". ثم قال: "ومدّة مغيبها بحيث لا تُبصر في الليل نيّفٌ وخمسون ليلةً، لأنها تخفى بقربها من الشمس قبلها وبعدها، فإذا بَعُدت عنها ظهرت في الشرقِ وقتَ الصبح".

أبواب بقية المعاملات

" أبواب بقية المعاملات" 20 - باب: القرض 694 - أخبرنا أبو الحسن إبراهيم بن أحمد بن حَسنون الأزدي، وأبو بكر محمَّد بن إبراهيم بن سهل بن صالح بن حبة البزاز، وأبو عمر محمَّد بن موسى بن إبراهيم القرشي، قالوا: نا أبو عبد الله أحمد بن بشر بن حبيب الصُّوريّ: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا إسماعيل بن عيَّاش قال: حدثني عُتبة بن حُميد عن جعفر بن الزُّبير عن القاسم. عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ينبغي لرجلٍ أن يأتيَ أخاه فيسألُه قرضًا وهو يجد (¬1) فيمنعُه". أخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 290 - 291) عن شيخه أحمد بن بشر به. وقال الهيثمي (4/ 126): "فيه جعفر بن الزبير الحنفي، وهو متروك". أهـ. قلت: جعفر قال شعبة: أكذبُ الناس. ونقل ابن الجوزي الإِجماع على أنه متروك. واتهمه ابن حبّان. فالحديثُ موضوعٌ. 21 - باب: الزيادة عند وفاء الدين 695 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا ابن أبي غَرَزَة: نا محمَّد بن عُبيد عن مِسْعَر عن مُحارِب بن دِثار. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (يجده) وكذا عند الطبراني، وفي "المجمع": (يجد).

22 - باب: الرهن

عن جابر بن عبد الله قال: كان لي على النبي - صلى الله عليه وسلم - دَيْنٌ فقضاني وزادني. قال مِسْعَر: وأراه قال: فجئتُه ارتقاعَ الضُّحى وهو في المسجدِ، فقال: "اذهبْ فصلِّ ركعتين" أخرجه البخاري (1/ 537) من طريق مِسْعَر به، وأخرجه مسلم (1/ 495) من طريق سفيان عن محارب به. 22 - باب: الرّهن 696 - أخبرنا أحمد بن محمَّد بن فضالة: نا عمران بن بكّار بن راشد الكَلاَعي: نا عبد الله بن عبد الجبّار الخبائريُّ: نا إسماعيل بن عيّاش: نا الزُّبَيْديُّ عن الزُّهري عن سعيد بن المسيّب. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يغْلَقُ الرَهنُّ: له غُنْمُه، وعليه غُرْفه". أخرجه الدارقطنيُّ (3/ 33) والحاكم (2/ 51) من طريق عمران به. وإسناده جيّدٌ: إسماعيل بن عيّاش ضابط لحديثه عن الشَّاميين، وشيخه الزُّبَيدي -واسمه محمَّد بن الوليد- حِمْصيٌّ. والصحيحُ أنه مرسلٌ كما رواه جماعة عن الزهري عن سعيد، والظاهر أن إسماعيل أخطأ فيه فوصله. 697 - أخبرنا أحمد بن محمَّد: نا عمران بن بكار: نا عبد الله: نا إسماعيل بن عيّاش: نا ابن أبي ذئب عن الزُّهري عن سعيد بن المُسيّب. عن أبي هريرة عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ ذلك. أخرجه الدارقطني (3/ 33) والحاكم (2/ 51) والبيهقي (6/ 39) من طريق عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي عن إسماعيل به.

وإسماعيل ضعيفٌ في روايته عن الحجازيين، قال ابن التركماني في "الجوهر النَّقي" (حاشية البيهقي: 6/ 40): "وابن أبي ذئب مدنيٌّ وليس بشاميّ، على أنّ إسماعيل لم يسمعه من ابن أبي ذئب، وإنّما سمعه من عبّاد بن كثير عنه، وعبّاد ضعيف عندهم ذكر ذلك صاحب "التمهيد" [يعني: ابنَ عبد البر]، وقال أيضًا: "هذا الحديث عند أهل العلم بالنّقل مرسلٌ وإنْ كان قد وُصِلَ من جهاتٍ كثيرةٍ فإنّهم يُعلِّلونها". أهـ. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1546) والدارقطني (3/ 33) والحاكم (2/ 51) من طريق عبد الله بن نصر الأصم: نا شَبَابة: نا ابن أبي ذئب عن الزهري عن ابن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة. وعبد الله بن نصر قال الذهبي في "الميزان" (2/ 515): "منكر الحديث، ذكر له ابن عدي مناكير". أهـ. وذكره لأبي سلمة في السند من منكراته. والمحفوظ روايةُ ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد مرسلًا: رواه محمَّد بن إسماعيل بن أبي فُديك عند الشافعي (2/ 163 - 164) والبيهقي (6/ 39)، وابن وهب عند الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 100)، والثوري عند عبد الرزاق (8/ 237 - 238) وأحمد بن يونس عند أبي داود في "المراسيل" (تحفة الأشراف-13/ 213). وهؤلاء من مشاهير الثقات. وممن رواه أيضًا عن الزهري عن سعيد مرسلًا: 1 - مالكٌ في "الموطأ" (2/ 728). 2 - ويونسُ بن يزيد عند أبي داود في "المراسيل" (تحفة - 13/ 213) والطحاوي (4/ 100). 3 - ومَعْمرُ عند عبد الرزاق (8/ 237) وأبي داود في "المراسيل" والدارقطني (3/ 33) والبيهقي (6/ 40).

هكذا رواه عنه: عبد الرزاق ومحمد بن ثور الصنعاني -وهما ثقتان-، وخالفهما كُدير أبو يحيى فرواه عنه موصولًا، هكذا أخرجه الدارقطني (3/ 33) والحاكم (2/ 51 - 52) وكُدير أشار ابن عدي إلى لينه. (اللسان: 4/ 487). وتابعه على وصله: أبو جزي نصر بن طريف عند ابن عدي (7/ 2499) لكنّه متروك متهم. 4 - أبو عمرو الأوزاعي عند أبي داود في "المراسيل". 5 - شعيب بن أبي حمزة عند البيهقي (6/ 44). فهؤلاء خمسة من أجلّة أصحاب الزهري وأثبتِ الناس فيه قد رووه عنه عن سعيد مرسلًا، ومع رواية ابن أبي ذئب يصبحون ستة. وأخرجه الدارقطني (3/ 32) والحاكم (2/ 51) -وصحّحه على شرط الشيخين وسكت عليه الذهبي- وأبو نُعيم في "الحلية" (7/ 315) والبيهقي (6/ 40) من طريق عبد الله بن عمران العابدي عن سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري به موصولًا. قال الدارقطني: "زياد بن سعد من الحفّاظ الثقات، وهذا إسنادٌ حسنٌ متصل". أهـ. هكذا رواه العابدي -وهو صدوق كما قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (5/ 130) -، وذكر أبو داود في "المراسيل" أن ابن عيينة رواه عن زياد مرسلًا، وقال البيهقي: "قد رواه غيره (أي: غير العابدي) عن سفيان عن زياد مرسلًا، وهو المحفوظ" أهـ. فتحرّر من ذلك شذوذ رواية العابدي هذه. وقد تابعه على وصله إسحاق بن عيسى الطبّاع وهو ثقة: أخرجه ابن حبّان (1123) عن آدم بن موسى عن الحسين بن عيسى البَسْطامي عنه. لكن شيخ ابن حبان لم أقف على ترجمته.

وأخرجه ابن ماجه (2441) عن شيخه محمد بن حُميد الرازي عن إبراهيم بن المختار عن إسحاق بن راشد عن الزهري به موصولًا. قال البوصيري في "الزوائد" (2/ 51): "هذا إسناد ضعيف: محمَّد بن حُميد الرازي وإن وثقه ابن معين في رواية فقد ضعّفه في أخرى، وضعّفه أحمد والنسائي والجوزجاني وقال ابن حبّان: يروي عن الثقات المقلوبات. وقال ابن وارة: كذاب". أهـ. ووصله عن الزهري: يحيى بن أبي أُنَيْسة: أخرجه الشافعي (2/ 164) -ومن طريقه البيهقي (6/ 39) - عن الثقة عنه. و"الثقة" مبهمٌ لا يُدرى من هو، ويحيى ضعيف كما في التقريب. وأخرجه الدارقطني (3/ 32) من طريق بشر بن يحيى المروزي عن أبي عصمة عن محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وقال: "أبو عصمة وبشر ضعيفان، ولا يصحُّ عن محمد بن عمرو". أهـ. قلت: أبو عصمة هو نوح بن أبي مريم الجامع كذّاب. وأخرجه البيهقي (6/ 44) من حديث معاوية بن عبد الله بن جعفر مرسلًا، وأعلّه البيهقي بالإِرسال، ورجاله ثقات غير أن معاوية لم يوثقه غير العجلي وابن حبّان وقد علم تساهلهما، وقال الحافظ: مقبول. وقال الذهبي في "الكاشف" (3/ 158): "ثقة". ورُوي من حديث ابن عمر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2237) من طريق محمَّد بن زياد الأسدي عن مالك عن نافع عن ابن عمر. قال ابن عدي: "هذا حديثٌ منكرٌ بهذا الإِسناد، وإنمّا يروي مالك هذا الحديث في الموطأ عن الزهري عن سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، وقد وُصِلَ عن مالك. وقد روي عن مالك عن الزهري عن أنس، وهذا باطل، دخل لمن رواه حديثٌ في حديث. ومحمد بن زياد الأسدي لا أعرفه إلا في

23 - باب: الزعيم غارم

هذا الحديث، وليس بالمعروف". وقال عنه أيضًا: "منكر الحديث عن الثقات". أهـ. والحاصل مما تقدّم أن إرسال الحديث هو المحفوظ الذي أطبق عليه أثبتُ أصحاب الزُّهري، وأنّ الروايات الموصولة معلّلة، وأفضلها رواية زياد بن سعد مع الاختلاف عليه فيها. قال الحافظ في "التلخيص" (3/ 36): "وصحّح أبو داود والبزّار والدارقطني وابن القطّان إرساله، وله طرقٌ في الدارقطني والبيهقي كلها ضعيفة، وصحّح ابن عبد البرّ وعبد الحق وصله". أهـ. كما أنّ في الحديث إدراجًا وهو قوله. "له غُنْمه، وعليه غُرْمه" بيّنه أبو داود في "المراسيل" (التحفة-13/ 213) فساقه من طريق الأوزاعي عن الزهري عن سعيد رفعه "لا يغلق الرهن" قال الزهري: قال ابن المسيب: له غنمه، وعليه غرمه. قال أبو داود: هذا هو الصحيح. وأخرجه أيضًا من طريق يونس عن الزهري وفيه: كان ابن المسيّب يقول: له غنمه .. إلخ. 23 - باب: الزعيم غارم 698 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمَّد: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل: نا يحيى بن معين: نا إسماعيل بن عيّاش عن شُرَحْبيل. عن أبي أمامة أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الزَّعيمُ غارمٌ". أخرجه أحمد (5/ 267) عن ابن معين به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 289) من طريق عبد الله بن أحمد به. وأخرجه الطيالسي (1128) وعبد الرزاق (9/ 48) وسعيد بن منصور في

"سننه" (427) وابن أبي شيبة (7/ 200) وأحمد (5/ 267) وأبو داود (3565) والترمذي (2120) -وقال: حسن صحيح- وابن ماجه (2405) والطبراني في "الكبير" (8/ 159 - 160) وابن عدي (1/ 290) والدارقطني (3/ 40 - 41) والقضاعي في "مسند الشهاب" (50) والبيهقي (6/ 88) والبغوي في "شرح السنة" (8/ 224 - 225) مطوّلًا من طرقٍ عن ابن عيّاش به. ورواية إسماعيل بن عيّاش عن الشاميين مقبولة، وشيخه شُرَحْبيل هو ابن مسلم شاميٌّ وثقه أحمد والعجلي وابن نمير وابن حبّان، وضعّفه ابن معين فإسناده حسن، وحسّنه الحافظ في "التلخيص" (3/ 92). وروي من حديث أنس وابن عباس: أمّا حديث أنس فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" -كما في "نصب الراية" (4/ 58) والدارقطني (4/ 70) - ومن طريقه البيهقي (6/ 264 - 265) - من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سعيد بن أبي سعيد عن أنس. وسعيد هذا نُسِب في رواية الطبراني (المقبري)، لكن أخرجه الدارقطني من طريق الوليد بن مَزْيد البيروتي عن عبد الرحمن بن يزيد عن سعيد بن أبي سعيد -شيخ بالساحل- قال: حدثني رجلٌ من أهل المدينة قال: إنّي لتحت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. وأخرجه أحمد (5/ 293) من طريق ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد عن سعيد بن أبي سعيد عمّن سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -. ورجّح ابنُ عبد الهادي أن الراوي عن أنس هو الساحلي لا المقبري فقال في حاشيةٍ له على "تحفة الأشراف" (1/ 225): "سعيد بن أبي سعيد راوي هذه الأحاديث عن أنس: ليس هو المقبري -أحدُ الثقات- وإنما هو الساحليُّ، وهو غيرُ محتجٍّ به". أهـ.

24 - باب: من وجد سلعته عند رجل قد أفلس

ورجّح الحافظ في "التهذيب" (4/ 39 - 40) ذلك أيضًا، فيكون ما وقع عند الطبراني وهمًا من بعض الرواة، ويترتّبُ على ذلك ضعفُ الإِسناد لأنّ الساحليَّ مجهول كما في "التقريب". والله أعلم. وأما حديث ابن عباس: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 308) من طريق إسماعيل بن زياد -أو: ابن أبي زياد- الكوفي عن الثوري عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وإسماعيل قال الحافظ: "متروك كذَّبوه". 24 - باب: من وجد سِلْعَته عند رجلٍ قد أفلس 699 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الْأذْرَعي قراءةً عليه: نا يحيى بن أيّوب بن بادي العلّاف بمصرَ: نا سعيد بن الحكَم بن أبي مَريم: نا نافع بن يزيد: حدّثني ابنُ الهادِ: حدثني أبو بكر بن حَزْمٍ عن عمر بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيُّما رجلٍ أدركَ سلعتَه بعينِها عندَ رجلٍ قد أفلسَ فهو أحقُّ بها من غيرِه". أخرجه البخاري (5/ 62) ومسلم (3/ 1193) من طريق يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن حَزْم به. 25 - باب: المُزارعة 700 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا موسى بن محمَّد: نا محمَّد بن عُبيد: نا أبو عَوانة عن قَتادةَ.

عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلمٍ يغرِسُ غَرْسًا أو يزرَعُ زَرعًا فيأكل منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلَّا كانت له صدقةً". أخرجه مسلم (3/ 1189) عن شيخه محمد بن عُبيد الغُبَريِّ به. وأخرجه البخاري (5/ 3) من طريق أبي عوانة به. وأخرجه مسلم (3/ 1188، 1189) من حديث جابر. 701 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عيسى المدائني: نا محمد بن الفَضْل عن مُسلم. عن أنس بن مالك قال: أعطى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر بالنّصفِ. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2309) من طريق جرير عن مسلم به. ومسلم هو ابن كَيْسان الملائي ضعيف تركه بعضهم، وفي إسناد تمام: محمَّد بن الفضل بن عطية وهو كذاب لكنه قد تُوبع كما ترى. وأخرجه البزّار (الكشف - 1287) من طريق الخزرج بن الخطّاب عن حُميد عن أنس مثلَه، لكن قال: على الشطر أو الثلث. على الشكّ. قال البزّار: "لا نعلمه حدّث به إلَّا الخزرج". أهـ. قال الهيثمي (4/ 121): "فيه الخزرج بن الخطاب، ضعّفه الأزدي". أهـ. قال الحافظ في "اللسان" (2/ 397): "إنّما هو خزرج بن عثمان أبو الخطّاب بيّاع السابري، له ترجمة في التهذيب. أهـ. قلت: قال ابن معين: صالح. ووثّقه العجلي وابن حبّان، وقال الدارقطني: مجهولٌ يُترك. والحديث أخرجه البخاري (5/ 10) ومسلم (3/ 1186) عن ابن عمر أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عامَلَ أهل خيبر بشطرِ ما يخرج منها من ثمرٍ أو زرعٍ. 702 - حدثنا أبو بكر محمَّد بن سهل بن عثمان التَّنوخي القطّان: نا عبد الرحمن بن مَعْدان اللاذقيُّ: نا إسماعيل بن أبي أُويس: حدثني

26 - باب: أجر الأجير

إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهريُّ عن محمَّد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن محمَّد بن عبد الرحمن بن لَبيبة عن سعيد بن المُسيّب. عن سعد بن أبي وقاص أنّه قال: كان الناسُ يُكرون المزارعَ بما يكون على الساقي وبما سُقيت بالماء من حولِ البئر من الزرعِ، فنهاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأمرهم أن يُكروها بالذهبِ والورِقِ. أخرجه البيهقي (6/ 133) من طريق ابن أبي أويس به. وأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 88 - 89) وأحمد (1/ 178، 182) وأبو داود (3391) والنّسائي (3894) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 111) من طرقٍ عن إبراهيم بن سعد به. وإسناده ضعيف: ابن لَبيبة ضعيف كثير الإِرسال كما في "التقريب"، وأعلّه ابن حزم في "المُحلّى" (8/ 223) به وقال: "مجهول لا يدرى من هو". أهـ. وابن عكرمة قال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (رقم: 3887): "تابعيٌّ مجهولٌ". وقال الحافظ في "الفتح" (5/ 25): "رجاله ثقاتٌ إلا أن محمَّد بن عكرمة المخزومي لم يروِ عنه إلَّا إبراهيم بن سعد". أهـ. كذا قال وفاته ضعفُ ابن لَبيبة. ويغني عنه حديث رافع بن خُدَيج عند البخاري (5/ 25) ومسلم (3/ 1183). 26 - باب: أجر الأجير 703 - أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن بشر الهَمداني قراءةً عليه سنة أربعين وثلاثمائة: أنا عَبْدان الجَواليقي: نا داهر بن نوح:

نا عبد الله بن جعفر عن سُهيل -يعني: ابن أبي صالح- عن أبيه. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطوا الأجيرَ أجرَه قبلَ أن يجفَّ عَرَقُه". أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (14/ ق 337/ أ- ب) من طريق تمام، واستغربه. وأخرجه أبو يعلى (المقصد العلي- ق 57/ أ) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1496) والبيهقي (6/ 121) من طريق عبد الله بن جعفر به. قال الهيثمي في "المجمع" (4/ 97 - 98): "فيه عبد الله بن جعفر بن نجيج والد علي بن المديني، وهو ضعيف". أهـ. 704 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن مَهران الكوفي: نا أبو عُبيد الله أحمد بن الحسن السَّكُوني: نا أحمد بن بُديل: نا عبد العزيز -يعني: ابن أَبَان- عن سُفيان عن سُهيل بن أبي صالح عن أبيه. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطوا الأجيرَ أجرَه قبلَ أن يجفَّ عَرَقُه". أخرجه ابن عساكر (2/ ق15/ أ - ب) من طريق تَمَّام. وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" (7/ 142) من طريق السَّكُوني به، وقال: "غريبٌ من حديث الثوري وسهيل، لم نكتبه إلا من هذا الوجه". وعبد العزيز بن أبان متروك وكذّبه ابن معين وغيره. كذا في التقريب. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 142) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2235) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 221) والبيهقي (6/ 121) من طريقِ محمَّد بن عمّار المؤذن عن المقبري عن أبي هريرة. وهذا إسنادٌ صحيح، رجاله ثقات.

وروي من حديث ابن عمر وجابر وأنس ومرسل عطاء بن يسار: أمّا حديث ابن عمر: فأخرجه ابن ماجه (2443) والقضاعي في "مسند الشهاب" (رقم: 744) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر. وعبد الرحمن متروك فالسند واهٍ. وأمّا حديث جابر: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 182/ ب) و"الصغير" (1/ 20 - 21) -ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" (5/ 33) - وابن عدي في "الكامل" (4/ 1352) من طريق محمَّد بن زياد الكلبي عن شَرَقيّ بن قَطامِي عن أبي الزُّبير عن جابر. قال الطبراني: "لم يروه عن أبي الزُبير إلا شَرَقىٌّ، تفرّد به محمَّد بن زياد". أهـ. وشَرَقي قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وضعّفه الساجي، (اللسان: 3/ 142 - 143) وبه أعلّ الهيثمي في "المجمع" (4/ 98) الحديث. والراوي عنه: محمَّد بن زياد الكلبي قال ابن معين: لا شيء. وقال صالح جَزَرة: ليس بذاك. (تاريخ بغداد: 5/ 281 - 282 والميزان: 3/ 552). وأمّا حديث أنس: فأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" في الأصل الثاني عشر -كما في "نصب الراية" (4/ 130) - من طريق محمَّد بن زياد الكلبي عن بشر بن الحسين الهلالي عن الزبير بن عدي عن أنس. وبشر هذا كذّبه الطيالسي وأبو حاتم، وقال ابن حبّان: يروي عن الزبير نسخةً موضوعة. وقال الدارقطني: يروي عن الزبير بواطيل. (اللسان: 2/ 21 - 23).

27 - باب: أجرة الحجام

والراوي عنه تقدّم الكلام عليه. وأما مرسل عطاء بن يسار: فأخرجه حُميد بن زنجويه في "الأموال" (رقم: 2091) وابن عدي (5/ 1820) من طريق عثمان بن عثمان الغطفاني عن زيد بن أسلم عن عطاء مرسلًا. وإسناده حسن، عثمان فيه كلامٌ يسير. 27 - باب: أجرة الحجّام 705 - حدثنا الحسن بن حبيب: نا عبد اللطيف: نا عبد الأعلى: نا زَيْنٌ عن أسامة عن عبد الله بن حسين و (¬1) عن أبي سلمة عن حُميد الطويل. عن أنس أنّه سُئل عن كسبِ الحجّام. فقال: احتجَم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، حَجَمَه أبو طَيْبة، وأَمَرَ له بصاعين من طعامٍ، وكلّم مواليه ليُخفِّفَ عنه من ضريبتِه، وقال: "إنّ أمثلَ ما تداويتم به: الحجامةُ". تقدّم الكلام على هذا الإسناد في تخريج الحديث (رقم: 528). وأخرجه البخاري (10/ 150) ومسلم (3/ 1204) من طرقٍ عن حُميد به. ¬

_ (¬1) على الواو تضبيبٌ في (ظ) و (ر) و (ف).

28 - باب: الشفعة

28 - باب: الشُّفْعَة 706 - أخبرنا أبو الطيب محمد بن حُميد بن محمد بن سليمان الكِلابي: نا أبو إسماعيل محمَّد بن إسماعيل الترمذي: نا يحيى بن أبي قُتَيلة المدني أبو إبراهيم: نا مالك بن أنس عن الزُّهري عن سعيد بن المسيّب وأبي سلمة بن عبد الرحمن. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشُّفْعَةُ فيما لم يُقسَمْ، فإذا وقعتِ الحدودُ فلا شُفعةَ". أخرجه البيهقي (6/ 103) من طريق محمَّد بن إسماعيل الترمذي به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 121) عن ابن أبي داود عن ابن أبي قُتيلة به. وابن أبي قتيلة: هو يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن داود كذا في "التهذيب"، وعند البيهقي: يحيى بن عبد الرحمن. وأخشى أن يكون تصحيفًا. ويحيى وثّقه أبو حاتم. وقد اختُلِفَ فيه على مالك: فرواه أبو عاصم النَّبيل عند ابن ماجه (2497) والطحاوي (4/ 121) والبيهقي (6/ 103)، وعبدُ العزيز بن عبد الله الماجشون عند النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (10/ 42) - والطحاوي وابن حبّان (1152) والبيهقي كلاهما عن مالك عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة مسندًا. وقد رواه مالك في "الموطأ" (2/ 173) عن الزهري عنهما مرسلًا، وقال ابن عبد البر: "مرسلٌ عن مالك لأكثر رواة الموطأ وغيرهم". وهكذا رواه عن مالك: الشافعيُّ في "مسنده" (ترتيب السندي-

2/ 164)، والقعنبيُّ عند الطحاوي والبيهقي، وابنُ القاسم عند النسائي في "الكبرى"، وابنُ وهب وأبو عامر العَقَدي عند الطحاوي. وأسنده عن الزهري أيضًا: ابنُ جُريج عند أبي داود (3515) والبيهقي (6/ 104)، وابنُ إسحاق عند البيهقي (6/ 104) لكنهما شكّا فيه فقالا: (عن أبي سلمة أو سعيد)، لكن أخرجه الطحاوي (4/ 122) من طريق ابن جريج عن الزهري عن سعيد مرسلًا. وأرسله يونس بن يزيد عند البيهقي عن الزهري عن سعيد، ومعمر عند النسائي (4704) عن الزهري عن أبي سلمة. وأخرجه البخاري (4/ 436) من طريق معمر عن الزُّهري عن أبي سلمة عن جابر، وأخرجه مسلم (3/ 1229) من طريق ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر. وأخرجه البيهقي (6/ 103) من طريق عكرمة بن عمّار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر. قال البيهقي (6/ 104): "الذي يُعرف بالاستدلال من هذه الروايات أنّ ابن شهاب الزهريّ ما كان يشكُّ في روايتِه عن أبي سلمة عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رواه عنه مَعْمر وصالح بن أبي الأخضر وعبد الرحمن بن إسحاق، ولا في روايته عن سعيد بن المسيّب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا كما رواه عنه يونس بن يزيد الأيلي، وكأنّه كان يشكُّ في روايته عنهما عن أبي هريرة: فمرةً أرسَله عنهما، ومرّةً وصَلَه عنهما، ومرّة ذكره بالشكِّ في ذلك، والله أعلم. ورواية عكرمة بن عمّار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر تؤكّد روايةَ من رواه عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر، وكذلك رواية أبي الزبير عن جابر". أهـ. ورجّح الحافظ في "الفتح" (4/ 436 - 437) ما رجّحه البيهقي فقال: "والمحفوظ روايته عن أبي سلمة عن جابر موصولًا، وعن ابن المسيب

29 - باب: أداء الأمانة

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا وما سوى ذلك شذوذٌ ممن رواه. وُيقوّي طريقَه عن أبي سلمة عن جابر: متابعةُ يحيى بن أبي كثير له عن أبي سلمة عن جابر".أهـ. 29 - باب: أداء الأمانة 707 - أخبرنا خيثمة: نا محمد بن عوف: نا طَلْق بن غنّام: نا شَريك وقيس عن أبي حَصين عن أبي صالح. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"أدِّ الأمانةَ إلى من ائتمنَك، ولا تخُن مَنْ خانَك". اسم أبي حَصين: عثمان بن عاصم. أخرجه الدارمي (2/ 264) والبخاري في "التاريخ" (4/ 360) وأبو داود (3535) والترمذي (1264) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (973) - والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 30) والطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 337 - 338) والدراقطني (3/ 35) والحاكم (2/ 46) والقضاعي في "مسند الشهاب" (742) والبيهقي (10/ 271) من طرقٍ عن طَلْق به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 269) في ترجمة الحسن بن أيوب بن هارون عنه عن أحمد بن الخليل عن طلق بن غنام عن شريك عن الأعمش عن أبي صالح به. ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. والحديث حسّنه الترمذي، وقال ابن القَطّان -كما في "نصب الراية" (4/ 119) -: "والمانعُ من تصحيحه أن شريكًا وقيس بن الربيع مختلفٌ فيهما".أهـ.

قلت: ولم يمنع ذلك الحاكم فصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي. وقال البيهقي: "وحديث أبي حَصين تفرّد به عنه شريك القاضي وقيس بن الربيع، وقيس ضعيف، وشريك لم يحتج به أكثر أهل العلم بالحديث، وإنّما ذكره مسلم بن الحجّاج في الشواهد". أهـ. قلت: لكن كلاهما يعضد الآخر فيصير الإِسناد حسنًا لاسيّما أن له طرقًا أخرى. وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (1/ 375) -: "طلق بن غنّام روى حديثًا منكرًا عن شريك وقيس ... فذكره ... ، ولم يرو هذا الحديثَ غيره".أهـ. وطلق وثقه ابن سعد وعثمان بن أبي شيبة والعجلي وابن نمير وابن حبان والدارقطني، وقال أبو داود: صالح. وانفرد ابن حزم بتضعيفه، وليس ذا بغريبٍ عنه!. فمثله لا يضر تفرّده بحديثٍ، لا سيما أن له شواهد تقويه: فقد رُوي الحديث عن أنس وأبي أمامة وأبَيٍّ بن كعب ورجلٍ من الصحابة، وعن الحسن مرسلًا: أمّا حديث أنس: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 184/ ب) و"الصغير" (1/ 170 - 171) وابن عدي في "الكامل" (1/ 354) والدارقطني (3/ 35) -ومن طريقه ابن الجوزي (974) - والحاكم (2/ 46) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 132) والقضاعي (743) والبيهقي (10/ 271) من طريق أيوب بن سويد الرملي عن ابن شَوْذب عن أبي التيّاح عنه. وأعلّه البيهقي وابن الجوزي بضعف أيّوب لكنه لم ينفرد به: فقد تابعه ضمرة بن ربيعة الفلسطيني وهو صدوق، أخرجه الطبراني في

"الكبير" (1/ 234) عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري عن أحمد بن زيد القزاز عنه. ويحيى بن عثمان قال ابن يونس: كان عالمًا بأخبار مصر، حافظًا للحديث. وقال ابن أبي حاتم: تكلّموا فيه. قال الذهبي في "السِّيَّر" (13/ 355): "قلت: هذا جَرحٌ غير مُفسَّر، فلا يُطَّرح به مثل هذا العالم". أهـ. وقال في "الميزان" (4/ 396): "هو صدوق إن شاء الله". وأحمد بن زيد أظنّه المترجم في "الجرح والتعديل" (2/ 51) ووثّقه ابن سميع، فالإِسناد حسنٌ. وقال الهيثمي (4/ 145): "ورجال الكبير ثقات". أهـ. وقال السخاوي في "المقاصد" (ص 31): "رجاله ثقات". وأمّا حديث أبي أمامة: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 150) من طريق إسحاق بن أَسيد عن أبي حفص الدمشقي عن مكحول عنه. قال البيهقي في "السنن" (10/ 271): "وهذا ضعيفٌ: لأن مكحولًا لم يسمع من أبي أمامة شيئًا، وأبو حفص الدمشقي هذا مجهول". أهـ. قلت: ونصّ على جهالته أيضًا الدارقطني -كما في "التهذيب" (12/ 76) -، وابن أَسيد قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور لا يُشتغل به. وقال ابن عدي وأبو أحمد الحاكم: مجهول. وقال الأزدي: "منكر الحديث تركوه". أمّا الهيثمي (4/ 145) فقال: "وفيه يحيى بن عثمان بن صالح المصري قال ابن أبي حاتم: تكلّموا فيه". أهـ. وغفل عما يقدح في الإِسناد!. وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 97): "سنده ضعيف". أهـ. وقال السخاوي (ص 31): "إسناده فيه مقال". وأمّا حديث أُبَيٍّ.

فأخرجه الدارقطني (3/ 35) -ومن طريقه ابن الجوزي (975) - من طريق محمَّد بن ميمون الزعفراني عن حُميد الطويل عن يوسف بن يعقوب -رجلٍ من قريشٍ- عنه. قال ابن الجوزي: "يوسف بن يعقوب مجهول. وفيه محمَّد بن ميمون، قال ابن حبّان: منكرُ الحديث جدًا، لا يحل الاحتجاج به". أهـ. وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 97): "في إسناده من لا يُعرف". قلت: ابن ميمون مختلَفٌ فيه: فوثقه ابن معين وأبو داود، وضعّفه البخاري والنسائي والدارقطني. وأمّا حديث الرجل: فأخرجه أحمد (3/ 414) وأبوداود (3534) -ومن طريقه البيهقي (10/ 270) - من طريق يوسف بن ماهَك المكي عن رجلٍ عن أبيه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال البيهقي: "الحديث في حكم المنقطع حيث لم يذكر يوسف بن ماهك اسمَ منْ حدّثه، ولا اسمَ مَنْ حدّث عنه مَن حدّثه". أهـ. وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" فقال: "لا يُحتاج فيه اسمُ مَن حدّث عنه من حدّثه؛ لأنه صحابيٌّ، وقد ذكرنا غير مرّة أن الصحابة لا تضرُّهم الجهالة لأنّهم عُدُول". أهـ. وقال المنذري في "مختصر السنن" (5/ 185): "فيه رواية مجهول". أهـ. وهو ابن الصحابي. وأمّا مرسل الحسن: فأخرجه ابن جرير في "التفسير" (5/ 93) بسندٍ صحيح عنه. فالحديث وإن كانت طرقه لا تخلو من ضعف "لكن بانضمامها يقوى الحديث" -كما قال السخاوي- ويصير صحيحًا لغيره إن شاء الله. ونقل البيهقي عن الشافعي أنه قال عن الحديث: ليس بثابتٍ عند أهل

الحديث. ونُقِل عن الإِمام أحمد أنه قال -كما في "التلخيص" (3/ 97) -: باطلٌ لا أعرفه من وجه يصحُّ. وقال ابن الجوزي: لايصحُّ من جميع طرقه. قلت: وما تقدم من بيان طرق الحديث -وأن بعضها صالحٌ- يدلٌ على أن له أصلًا أصيلًا. وكلامُ الشافعي وأحمد، محمول على طرقٍ معينة، والله أعلم. 708 - أخبرنا أبو عبد الملك هشام بن محمد بن جعفر بن هشام الكوفي ابن بنت عَدَبَّس: نا أبو عمرو عثمان بن خرّزاد: نا موسى بن إسماعيل: نا ثواب بن حُجيل قال: سمعتُ ثابتًا البُناني يُحدِّث. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوّلُ ما تفقِدون من دينِكمُ: الأمانةُ، ثُمَّ الصلاةُ". قال ثابت: إنّ الرجلَ قد يكون يصلي ويَصومُ ولو اؤتمنَ أمانةً لم يُؤدِّها. أخرجه البخاري في "التاريخ" (2/ 158) والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 28) والقضاعي في "مسند الشهاب" (216، 217) من طريق موسى به. ومقالة ثابت عند الخرائطي فقط، ولفظه: " ... وآخره الصلاة" ولفظ القضاعي: "وآخر ما تفقدون الصلاة" وليس عند البخاري ذكر الصلاة. وثواب -ويقال: تواب بالمثناة- بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (2/ 471)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 122 - 123). لكن للحديث شواهد يُحسّن بها: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 353 - 354) من طريق المهلّب بن العلاء عن شعيب بن بيان الصفّار عن عمران القطان عن قتادة عن الحسن عن شدّاد بن أوس، دون ذكر الصلاة.

وعمران ليّن، والحسن مدلس ولم يصرّح بالتحديث، وقال الهيثمي (4/ 145): "وفيه المُهلّب بن العلاء ولم أجد من ترجمه، وبقيّة رجاله ثقات".أهـ. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 138) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 174) - والبيهقي في "الشعب" (2/ ق241/ أ) من طريق حكيم بن نافع عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن عمر. قال الطبراني: "لم يروه عن يحيى إلا حكيم". وقال البيهقي: "تفرّد حكيم بإسناده ". قلت: وحكيم وثقه ابن معين، وقال ابن عدي: يُكتب حديثه، وضعّفه أبو حاتم وأبو زرعة. (اللسان: 2/ 344). وابن المسيّب روايته عن عمر مرسلة. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (215) والبيهقي (2/ ق 214/ أ) من طريق قَزَعة بن سويد عن داود بن أبي هند عن شيخٍ بأيلة عن أبي هريرة بلفظ: "أول ما يرفعُ من هذه الأمة الحياء والأمانة". وقزعة ضعيف كما في التقريب، وفيه مجهول لم يُسمَّ. وأخرجه عبد الرزاق (3/ 363) وابن أبي شيبة (14/ 93) والخرائطي (ص 28) والطبراني في "الكبير" (9/ 153، 361) والبيهقي في سننه (6/ 289) و"الشُّعَب" (2/ ق 214/ أ) والخطيب في "التاريخ" (12/ 80) من طريق شدّاد بن مَعْقِل عن ابن مسعود أنه قال: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة". موقوف. وشدّاد لم يوثقه غير ابن حبان، وقد تابعه أبو الزّعراء عبد الله بن هانئ عند ابن أبي شيبة (14/ 102) والطبراني في "الكبير" (9/ 412)،

30 - باب: النهي عن منع فضل الماء والكلأ والنار

وأبو الزعراء وثقه ابن سعد العجلي وابن حبان، وقال البخاري: لا يُتابع على حديثه. فهو حسنٌ، ولا يضره الوقف لأن مثله لا يُقال بالرأي. فالحديث حسن بمجموع هذه الطرق، وله طرق أخرى أضربت عن ذكرها لشدة ضعفها. 30 - باب: النهي عن منع فضل الماء والكلأ والنار 709 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم: نا سليمان بن سلمة: نا عبد الله بن معاوية بن شمعلة القرشي -وكان ثقةً- نا أيوب بن مُدرِك الحنفي: نا مكحول. عن واثلة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تمنعوا عبادَ اللهِ فَضْلَ ماءٍ ولا كلأٍ ولا نارٍ، فإن الله -عَزَّ وَجَلَّ- جعلها متاعًا للمُقوين، وقوامًا للمستمتِعين". عزاه في "الدر المنثور" (6/ 161) بهذا اللفظ إلى ابن عساكر. والحديثُ موضوعٌ: سليمان بن سلمة هو الخبائري كذّبه ابن الجُنيد (اللسان: 3/ 93)، وأيوب بن مدرك كذّبه ابن معين، وقال ابن حبّان: روى عن مكحول نسخةً موضوعةً. (اللسان: 1/ 488 - 489). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 61) من طريق بشر بن عون عن بكّار بن تميم عن مكحول عن واثلة. قال ابن حبّان: بشر روى عن بكار عن مكحول عن واثلة نسخة نحو مائة حديث كلها موضوعة. وقال أبو حاتم عن بشر وبكار: مجهولان. (اللسان: 2/ 28).

31 - باب: النهي عن حلب الماشية إلا بإذن مالكها

وقال الهيثمي (4/ 125): "رواه الطبراني في الكبير بسندٍ قال فيه ابن حبان. إن ما رُوي به فهو موضوع". أهـ. ويُغني عنه ما أخرجه ابن ماجه (2473) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "ثلاثٌ لا يُمنعَنْ: الماء والكلأ والنار". قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (4/ 297): "إسناده جيّدٌ". أهـ. وصحّحه الحافظ في "التلخيص" (3/ 65) والبوصيري في "الزوائد" (2/ 55)، وهو كما قالوا. وما أخرجه البخاري (5/ 31) ومسلم (3/ 1198) من حديث أبي هريرة أيضًا مرفوعًا: "لا تمنعوا فضلَ الماء لتمنعوا به فضل الكلأ". 31 - باب: النهي عن حَلْب الماشية إلَّا بإذن مالكها 710 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان من لفظه: نا أبو بكر البصري (¬1) بن زكريا بمكة: نا عبد الله بن موسى بن شيبة الأنصاري: نا إبراهيم بن صرمة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر أنّه سَمِعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يحلُبَنَّ أحدُكم ماشيةَ رجلٍ بغيرِ إذنِه، أيحبُّ أحدُكم أن تُؤتى مَشْرُبَتُهُ فتُكسرَ خزانتُه فيُنتقَلَ طعامُه؟! فإنّما تخزُنُ لهم ضروعُ مواشيهم أطعِمتَهُم، فلا يحلُبَنَّ أحدٌ ماشيةَ أحدٍ إلَّا بإذنه". هو في "الموطأ" (2/ 971). ¬

_ (¬1) بهامش الأصل: (كذا في الأصل)، وفي (ر): (نصر بن أبي زكريا)، وفي (ف): (نصر بن زكريا)، وفي (ظ): (بصري).

32 - باب: فيما تفسده المواشي

وأخرجه البخاري (5/ 88) ومسلم (3/ 1352) من طريق مالك. 32 - باب: فيما تُفسِده المواشي 711 - أخبرنا أبو علي محمَّد بن هارون: نا أبو عبد الله أحمد بن محمَّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي قال: حدثني أبي عن أبيه: يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي أنه (¬1) أصابه (1) من الوليد بن سَريع المُحاربيُّ يردُّه إلى سليمان بن حبيب المُحاربي عن محمَّد بن شهاب الزُّهري عن عُروة بن الزُّبير. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العجماءُ جُرْحُها جُبَار، والمعدِنُ جُبَار، والبئرُ جُبار، وفي الرّكاز الخُمُسُ". وإنّ ناقةً لآل البَرَاء بن عازِب أفسدت على قومٍ في حوائطهم فتقاضوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أهل الحوائطِ حفظُ حوائِطهم بالنَّهارِ، وعلى أهلِ المواشي حفظُ مواشيهم بالليلِ ... وذكر حديثًا فيه طُولٌ. إسناده واه، شيخ تَمَّام قال الكتاني: كان يُتَّهم. (الميزان: 4/ 57)، وشيخه قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر، حدّث عنه أبو الجهم ببواطيل. أهـ. وكان قد اختلط وصار يقبل التلقين، ولم يسمع من أبيه شيئًا. (اللسان:1/ 295) والشطر الأول من الحديث "العجماء جبار ... الخ" تقدّم تخريجه برقم (525). ¬

_ (¬1) عليه تضبيب في الأصل و (ر).

أمّا الشطر الثاني: "وإنّ ناقة لآل البراء ... ": فأخرجه مالك (2/ 747 - 748) عن الزهري عن حرام بن سعد بن مُحَيِّصة مرسلًا. وتابع مالكًا على إرساله: 1 - الليثُ بن سعد عند ابن ماجه (2332) 2 - ويونس بن يزيد عند الدارقطني (3/ 156). 3 - وسفيان بن عيينة عند أحمد (5/ 436) والدارقطني (3/ 155) والبيهقي (8/ 342). 4 - والنعمان بن راشد عند الطبراني في "الكبير" (6/ 58). 5 - ومعمر عند الطبراني (6/ 58)، لكن رواه عنه عبد الرزاق في "المصنف" (10/ 82) -ومن طريقه أحمد (5/ 436) وأبو داود (3569) والطبراني (6/ 58) وابن حبان (1168) والدارقطني (3/ 154 - 155) والبيهقي (8/ 342) - عن الزهري عن حرام بن محيّصة عن أبيه. زاد عبد الرزاق (عن أبيه). قال الدارقطني والبيهقي: "وخالفه وهيب وأبو مسعود الزجّاج عن معمر فلم يقولا: (عن أبيه) ". أهـ. وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي": "وذكر ابن عبد البر بسنده عن أبي داود قال: لم يُتابِع أحدٌ عبد الرزاق على قوله (عن أبيه). وقال أبو عمر: أنكروا عليه قوله (عن أبيه) ". أهـ. 6 - والأوزاعي هكذا رواه عنه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج -وهو ثقةٌ- عند البيهقي (8/ 341)، وخالفه محمد بن يوسف الفريابي -وهو ثقة- فرواه عنه عن الزهري عن حرام (عن البراء) فوصله، أخرجه أبو داود (3570) والحاكم (2/ 47 - 48) والبيهقي (8/ 341).

وتابع الفريابي: أيّوب بن سويد الرملي عند الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 203) والدراقطني (3/ 155) والبيهقي (8/ 341)، ومحمد بن مصعب القرقساني عند أحمد (4/ 295) والدارقطني (3/ 155) والبيهقي (8/ 341)، لكن أيوب ضعيف وهّاه بعضهم، والقرقساني ضعّفوه خصوصًا فيما يرويه عن الأوزاعي. ومع هذا فما يزالُ الحديثُ مرسلًا لأن حرام لم يسمع من البراء بن عازب كما قال ابن حبّان. (التهذيب: 2/ 223). ومدار الحديث على حرام بن سعد بن محيّصة ولم يوثقه غير ابن سعد وابن حبان ولا يخفى تساهلهما، ولم يذكروا عنه راويًا غير الزهري. قال ابن حَزم في "المحلّى" (11/ 5): "وإنَّما استند من طريق حرام بن سعد بن مُحيِّصةَ مرّةً عن أبيه -ولا صحبة لأبيه-، ومرّةً عن البراء فقط، وحرامٌ مجهولٌ لم يروِ عنه أحدٌ إلّا الزُّهري، وما نعلم للزهري عنه غير هذا الحديث". أهـ. وأخرجه الروياني في "مسنده" (ق 96/ أ) من طريق زَمْعة بن صالح عن الزهري عن ابن المسيّب وحرام مرسلًا، وزَمْعة ضعيف. وأخرجه عبد الرزاق (10/ 82) عن ابن جريج قال: قال ابن شهاب: حدَّثني أبو أمامة بن سهل أنّ ناقةً دخلت حائط قومٍ فأفسدته ... فذكر نحوه. أبو أمامة ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه فهو مرسل، وابن جريج مدلس ولم يصرّح بسماعه من الزهري.

33 - باب: أحكام الهبة

33 - باب: أحكام الهِبة 712 - أخبرنا أبو علي محمَّد بن هارون: نا أبو علي إسماعيل بن محمَّد العُذْري: نا سُوَيْد بن سعيد الحَدَثاني: نا ضِمَام بن إسماعيل عن موسى بن وَرْدان. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تهادَوا تحابُّوا". أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم: 594) والنّسائي في "الكنى" وأبو يعلى في "مسنده" -كما في "نصب الراية" (4/ 120) - والدولابي في "الكُنى" (1/ 150، 2/ 7) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1424) وأبو الشيخ في "الأمثال" (رقم: 245) والبيهقي (6/ 169) من طريق ضِمام به. هكذا رواه عمرو بن خالد التميمي -وهو ثقة- ومحمد بن بُكير الحضرمي -وهو صدوق-. وخالفهما يحيى بن بُكير- فرواه عن ضِمام عن أبي قَبيل المعافري عن عبد الله بن عمرو، أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 80) والقضاعي في "مسند الشهاب" (657). ويحيى ضعّفه ابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتجُّ به. ووثّقه بعضهم، فرواية عمرو بن خالد ومحمد بن بُكير أرجح. قال ابن طاهر في كلامه على أحاديث "الشهاب" -كما في "نصب الراية" (4/ 120) -: "رواه ضمام بن إسماعيل، واختُلِفَ عليه، فرُويَ عنه: (موسى بن وردان عن أبي هريرة)، ورُوي عنه (أبو قبيل عن عبد الله بن عمرو)، فيحتمل أن يكون لضمام فيه طريقان: عن أبي قبيل، وعن موسى بن وردان". أهـ.

قلت: وفي ضمام وشيخه كلام لا يُنزل حديثهما عن رتبة الحسن، وقد حسّنه الحافظ في "التلخيص" (3/ 70) و"البلوغ" (ص 116)، وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 40): "سنده جيّدٌ". أهـ. وكذا قال السخاوىِ في "المقاصد" (ص 166). وأخرجه الأصبهاني في "الترغيب" -كما في "نصب الراية" (4/ 121) - من حديث ابن عمر، وفيه داود بن عبد الجبّار متروك كذّبه ابن معين. (اللسان: 2/ 419 - 420). وأخرجه أبو إسحاق الحربي في "الهدايا" والعسكري في "الأمثال" -كما في "المقاصد" (ص 165) - والدولابي (1/ 142 - 143) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 181/ ب، و"نصب الراية": 4/ 121) وأبو الشيخ (رقم: 125) والقضاعي (655) من طريق المثّنى أبي حاتم العطّار عن عبيد الله بن العيزار عن القاسم بن محمَّد عن عائشة، وزاد الطبراني وأبو الشيخ والقضاعي: "وهاجروا تورثوا أولادكم مجدًا، وأقيلوا الكرام عثراتهم". قال الهيثمي (4/ 146): "وفيه المثنّى أبو حاتم ولم أجدْ مَنْ ترجمه، وكذلك عُبيد الله بن العيزار". أهـ. قلت: فأمّا المثنّى فهو ابن بكر، قال العقيلي: لا يُتابع على حديثه. وتركه الدارقطني. (اللسان: 5/ 14)، وأما ابن العيزار فقد وثّقه يحيى بن سعيد القطان كما في "الجرح والتعديل" (5/ 330). وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 70): "في إسناده نظرٌ". أهـ. وأخرجه مالك في "الموطّأ" (2/ 908) عن عطاء الخراساني مرسلًا. وأخرجه الطيالسي (2333) وأحمد (2/ 405) والترمذي (2130) والقضاعي (656) من طريق أبي معشر عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعًا: "تهادوا فإنّ الهدية تُذهِبُ وَحَرَ الصدر".

قال الترمذي: "غريبٌ من هذا الوجه، وأبو معشر اسمه: نجيح مولى بني هاشم، وقد تكلَّم فيه بعضُ أهل العلم من قِبَلِ حفظه". أهـ. قلت: هو ضعيفٌ كما في "التقريب". وأخرجه البزّار (1937) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 181/ ب) وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 194) وابن عدي في "الكامل" (2/ 693 - 694) وأبو الشيخ (رقم: 244) وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 91، 187) عن أنس مرفوعًا: "تهادوا فإنّ الهديةَ تُذهب السَّخيمة (¬1). لو أُهدي إليَّ كرُاعٌ لقبلتُ، ولو دعيتُ إلى ذراعٍ لأجبتٌ". قال الحافظ في "بلوغ المرام" (ص 116): "إسناده ضعيف". أهـ. وبيّنه الهيثمي (4/ 146) فقال: "وفيه عائذ بن شريح، وهو ضعيفٌ". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 162 - 163) والقضاعي (659) والدَّيلمي (زهر الفردوس: 2/ ق 19/ ب) من طريق حَبَابة بنت عجلان عن أمِّها أمّ حفصة عن صفيّة بنت جرير عن أم حكيم بنت وداع -أو: وادع- الخزاعيّة مرفوعًا: "تهادوا فإنّه يُضعِّفُ الحُبَّ؛، ويذهب بغوائل الصدر". قال ابن طاهر -كما في "التلخيص" (4/ 70) -: "إسناده غريبٌ، وليس بحجَّةٍ"أهـ. وقال الهيثمي (4/ 147): "فيه من لم يُعرف". أهـ. قلت: حَبابة قال الذهبي في "الميزان" (4/ 605): "لا تعرفُ، ولا أمّها [ولا]، صفيّة". أهـ. وقال الحافظ في كلٍّ منهنّ: "لا يُعرف حالها". وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 88) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1258) - من طريق أبي علي أحمد بن الحسن بن علي المقرئ المعروف بـ (دُبيس) عن محمد بن عبد النور عن أبي يوسف ¬

_ (¬1) أي: الحقد.

الأعشى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعًا: "تهادوا فإنّ الهدية تخرج الضغائن من القلوب". قال ابن الجوزي: "لا يصحُّ، قال الدارقطني: دُبيس ليس بثقة". أهـ. قلت: وقال الخطيب: منكر الحديث. لكنّه لم ينفرد به، فقد تابعه محمَّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي عند القضاعي (660) فبرىء من عُهدته، والبلاءُ من الأعشى فإن الأزدي قال عنه: كذّابٌ رجل سوء. (الميزان: 4/ 455 - 456). وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 288) من طريق محمَّد بن أبي الزُّعَيْزعَة عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "تهادوا فإن الهدية تُذهب الغِلَّ". وابن أبي الزُّعَيزعة قال البخاري: منكر الحديث جدًا. وقال أبو حاتم: لا يُشتَغَلُ به. وضعّفه غيرهما. (اللسان: 5/ 165 - 166). 713 - حدثنا أحمد بن سليمان بن حَذْلم: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا أبو الجُماهِر محمَّد بن عثمان التَّنُوخي: نا سعيد بن بَشير عن قتادة. عن أنس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو أُهدِي إليّ كُراعٌ لقبِلتُ، ولو دُعيت إلى ذِراعٍ لأجبتُ". وكان يأمر بالهدية صلةً بين الناس، قال: "لو قد أسلمَ الناسُ قد تهادَوا من غير جوعٍ". أخرج الترمذي (1338) الشطر الأول من الحديث دون قوله: وكان يأمر ... الخ. من طريق بشر بن المفضّل عن سعيد به، وقال: حسن صحيح. وانظر حديث أنس المتقدّم في تخريج الحديث السابق. وقد أخرجه البخاري (5/ 199) من حديث أبي هريرة.

وأما الشطر الثاني -وهو: وكان يأمر ... الخ- فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 234) و"الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 181/ ب- 182/ أ) و"الصغير" (1/ 244) من طريق أبي الجُماهِر به، وقال: "لم يروه عن قتادة إلا سعيد، تفرّد أبو الجُماهِر".أهـ. قلت: سعيد ضعيفٌ كما في "التقريب". وقال الهيثمي (4/ 146): "وفيه سعيد بن بشير، وقد وثّقه جماعة، وضعّفه آخرون، وبقية رجاله ثقاتٌ".أهـ. وأخرجه الروياني في "مسنده" (ق 34/ ب) من حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: "تهادوا فوالذي نفسي بيده لأن أسلمتم لتهادَوْن من غير جوعٍ". وفيه محمَّد بن الحجّاج وهو إمّا الَّلَخْمي وإمّا البغدادي، وكلاهما متروك كما في "اللسان" (5/ 116 - 117). 714 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا بدر بن الهَيْثم بن خالد بن عبد الرحمن الهاشمي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا محمَّد بن عبد الرحمن عن الأوزاعيِّ عن الزُّهْريّ عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود. عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الذي يرجعُ في هِبَتِه كمَثَل الكلبِ يرجعُ في قَيْئِهِ". بدر بن الهيثم الهاشمي لم أقف على ترجمته. والحديث أخرجه البخاري (5/ 216، 234) ومسلم (3/ 1240، 1241) من طريق طاوس وابن المسيّب عن ابن عباس، وانفرد البخاري (5/ 234 - 235) بإخراجه عن عكرمة عنه. وأخرجه مسلم من رواية الأوزاعي عن محمَّد بن علي بن الحسين عن ابن المسيّب.

(10) كتاب الوصايا والفرائض

(10) " كتاب الوصايا والفرائض"

1 - باب: الحث على الوصية

1 - باب: الحثّ على الوصيّة 715 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا عبد الرحمن بن عبد الحميد: ناسليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن كثير عن سعيد بن عبد العزيز عن نافع. عن ابن عمر أنَّه أخبره أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما حقُّ امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يُوصِي فيه يَبيتُ ليلتين إلّا ووصيتُه عنده مكتوبةٌ". أخرجه البخاري (5/ 355) من طريق مالك عن نافع به. وأخرجه مسلم (3/ 1249) من طرقٍ أخرى عن نافع. 716 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا هِلال بن العلاء: نا فِهْر بن بشر: نا جعفر -يعني: ابن بُرْقان- عن الزُّهري عن سالم. عن ابن عمر قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا ينبغي لامرىءٍ له ما يُوصي فيه يَبيتُ ثلاثًا إلَّا ووصيتُه عنده". فِهْر قال ابن القطان: لا يُعرف. (اللسان: 4/ 455)، وابن بُرْقان ضعّفوه في الزهري خاصّة. وانظر ما بعده. 717 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا عبد الرحمن [ابن عبد الحميد] (¬1) بن فضالة: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن كثير عن سعيد بن عبد العزيز عن الزُّهري قال: قال سالمٌ: أخبرني أبى: عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما حقُّ مسلمٍ تمرُّ عليه ثلاثُ ليالٍ إلَّا وعندَه وصيتُه". ¬

_ (¬1) من (ر).

2 - باب: لا وصية لوارث

وقال عبد الله: ما مرّت عليَّ ليلةٌ منذ سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك إلَّا وعندي وصيتي. أخرجه مسلم (3/ 1250) من طرقٍ عن الزهري به. 2 - باب: لا وصيّة لوارثٍ 718 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أحمد بن كعب بن خُرَيْم المُرِّي بالرَّاهِب (¬1) قال: حدّثني [أبي] (¬2) أبو حارثة كعب بن خُريم: نا سليمان بن سالم الحرّاني عن الزُّهري. عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن اللهَ قد أعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، ألا لا وصيّة لوارثٍ، والولدُ للفراش، وللعاهِر الحَجَرُ". عزاه السيوطي في "الأزهار المتناثرة" (ص 219) إلى فوائد تمام. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/ ق 44/ أ) من طريق تمام. وإسناده ضعيف، سليمان الحرّاني يُعرف ب (بُومَة) ضعّفه أحمد والبخاري وأبو حاتم وغيرهم (اللسان: 3/ 90، 92). وأحمد بن كعب ذكر ابن عساكر هذا الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" -كما في "نصب الراية" (4/ 58) - والدارقطني (4/ 70) - ومن طريقه البيهقي (6/ 264 - 265) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سعيد بن أبي سعيد عن أنس. ¬

_ (¬1) محلّةٌ بدمشق (تاريخ ابن عساكر: 2/ ق 44/أ). (¬2) من (ظ) و (ر).

وسعيد هذا هو الساحلي مجهولٌ كما تقدّم في تخريج الحديث (698) فراجعه. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1575) من طريق آخر عن أنس، وفيه عبد الله بن شبيب بن خالد واهٍ. والشطر الثاني من الحديث: "الولد للفراش ... الخ" عند البخاري (12/ 127) ومسلم (2/ 1080، 1081) من حديث عائشة وأبي هريرة. وأما حديث: "لا وصية لوارث" فقد رُوي عن جماعةٍ من الصحابة، وهم: عليُّ وأبو أمامة وابن عباس، وابن عَمرو، وابن عُمر، وجابر، وزيد بن أرقم، والبراء، ومَعقِل بن يسار وخارجة بن عمرو. أما حديث علي: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2648) والدارقطني (4/ 97) والبيهقي (6/ 267) من طريق يحيى بن أبي أُنيسة عن أبي إسحاق الهَمْداني عن عاصم بن ضمرة عنه. وأعلّه البيهقي بضعف يحيى. وأخرجه ابن عَدي (7/ 2511) من طريق ناصح بن عبد الله عن أبي إسحاق عن الحارث عنه. والحارث متهم، وناصح ضعيف. وأما حديث أبي أمامة: فأخرجه عبد الرزّاق (9/ 48) وابن أبي شيبة (11/ 1491) وسعيد بن منصور في "سننه" (427) وأحمد (5/ 267) وأبو داود (3565) والترمذي (2120) -وقال: حسن صحيح- وابن ماجه (2405، 2713) والطبراني في "الكبير" (8/ 159 - 160، 162) وابن عدي (1/ 290) والدارقطني (3/ 40 - 41) والبيهقي (6/ 264) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن شُرَحْبيل بن مسلم عنه.

قال البيهقي: "قال أحمد بن حنبل: إسماعيل بن عيَّاش ما رَوى عن الشاميين صحيحٌ، وما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح. وكذلك قاله البخاري وجماعةٌ من الحفّاظ، وهذا الحديث إنّما رواه إسماعيل عن شاميٍّ".أهـ. وقال الحافظ في "الفتح" (5/ 372): "وفي إسناده: إسماعيل بن عيّاش، وقد قوّى حديثَه عن الشاميين جماعةٌ، منهم: أحمد والبخاري. وهذا من روايته عن شُرحبيل بن مسلم، وهو شاميٌّ ثقة". أهـ. وحسّن إسناده في "التلخيص" (3/ 92). قلت: شُرَحْبيل وثّقه أحمد والعجلي وابن نُمير وابن حبّان، وضعّفه ابن معين فالإِسناد حسن، وقد تابعه: محمَّد بن زياد الألهاني -وهو ثقة-، وصفوان الأصمٌ الطائي -قال أبو حاتم كما في "الجرح" (4/ 422): يُكتب حديثه، وليس بالقوي- عند الطبراني (8/ 134، 162). وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (949) عن الوليد بن مسلم قال: ثنا ابن جابر: حدثني سُليم بن عامر وغيره عن أبي أمامة وغيره ممّن شهد خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ ... فذكره. وإسناده جيد إلَّا أن شيخَ ابن الجارود: سليمانَ بن عبد الحميد البَهْراني قال النسائي: كذّاب ليس بثقةٍ ولا مأمون. والنسائي شديد الحَمْلِ على النواصب وسليمان منهم، وقال ابن أبي حاتم: هو صديق أبي، وهو صدوق. ووثقه مسلمة بن قاسم وابن حبّان. وأمّا حديث ابن عباس: فأخرجه ابن عدي (4/ 1570) والدارقطني (4/ 98) من طريق عبد الله بن محمد بن ربيعة القُدامي عن محمد بن مسلم الطائفي عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عنه.

والقُدامي ضعّفه ابن حيّان وابن عدي والدارقطني وغيرهم (اللسان: 3/ 334 - 336). وأخرجه الدارقطني (4/ 97) -ومن طريقه البيهقي (6/ 263) - من طريق ابن جريج عن عطاء عنه مرفوعًا: "لا تجوز الوصية لوارثٍ إلَّا أن يشاءَ الورثة". قال البيهقي: "عطاء هذا هو الخراساني، لم يدرك ابن عباس ولم يره. قاله أبو داود وغيره". أهـ. قلت: ما المانع أن يكون عطاءٌ هذا هو ابنَ أبي رباح لا الخُراساني؟ بل هو أولى؛ لأن ابن جريج مشهور بملازمة ابن أبي رباح والإِكثار عنه، وقد قال الحافظ في "الفتح" (1/ 204): "القاعدة في كل من روى عن متّفقي الاسم أن يُحمل مَنْ أُهمِل نسبتُه على من يكون له به خصوصية من إكثارٍ ونحوه".أهـ. فعلى هذا يكون السند صحيحًا. فإن قيل: ابن جريج مدلس ولم يصرّح بالسماع. فهذا مردود بما نُقِل عنه -كما في "التهذيب" (6/ 406) - أنه قال: "إذا قلت: (قال عطاء) فأنا سمعته منه وإن لم أقل: سمعتُ".أهـ. وإن قيل: قد أخرجه الدارقطني (4/ 98) -ومن طريقه البيهقي (6/ 263 - 264) - من طريق يونس بن راشد عن عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس. قلنا: هذا طريق آخر، ولو كان من رواية ابن جريج عن عطاء لترجّح ما قاله البيهقي لكنه من رواية يونس عن عطاء. وقال البيهقي: "عطاء الخُراساني غيرُ قوي". أهـ. قلت: وثّقه ابن معين

وأحمد والعجلي وأبو حاتم وابن سعد ويعقوب بن شيبة والترمذي والدارقطني (¬1)، وضعّفه البخاري وابن حبّان. فالسند جيّدٌ. وأخرجه ابن عدي (1/ 307) من طريق إسماعيل بن شيبة عن ابن جريج عن ابن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعًا: "لا وصية لوارثٍ". وابن شيبة ضعيف. وأما حديث عبد الله بن عمرو: فأخرجه ابن عدي (2/ 817) من طريق حماد بن سلمة عن حبيب المُعلّم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وحبيب وثقه ابن معين وأحمد وأبو زرعة وابن حبّان، وقال النسائي: ليس بالقوي. فالسند جيّد. وأخرجه الدارقطني (4/ 98) من طريق سهل بن عمار عن الحسين بن الوليد عن حماد به، لكن قال: حبيب بن الشهيد، وزاد: "إلَّا أن يُجيز الورثة". وسهل كذّبه الحاكم وغيره (اللسان: 3/ 121). وأما حديثُ ابن عمر: فأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -كما في "نصب الراية" (4/ 405) - من طريق محمد بن جابر عن عبد الله بن بدر عنه. وابن جابر وابن سيّار اليمامي ضعّفوه لاختلاطه، وقد أخطأ في رفعه، والصواب أنه موقوف كما أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 150) عن ملازم بن عمرو -وهو ثقة- عن ابن بدر. وأما حديث جابر: ¬

_ (¬1) في ترجمته من "التهذيب" (7/ 212 - 215) عِوزٌ حيث لم يذكر فيها إلا توثيق ابن معين وأبي حاتم وابن سعد والدارقطني، وراجع ترجمته من "الميزان" (3/ 73 - 75) فهي وافية.

فأخرجه ابن عدي (1/ 202) عن أحمد بن محمد بن صاعد عن أبي موسى الهروي عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عنه. وابن صاعد كذّبه ابن عدي، لكنّه لم ينفرد به، فقد تابعه فضل بن سهل -وهو صدوق- عند الدارقطني (4/ 97). قال الدارقطني. "الصواب مرسل". قلت: هكذا رواه سعيد بن منصور الحافظ الثبت في "سننه" (426) عن سفيان عن عمرو مرسلًا. وسعيد أثبت من أبي موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي، ورواه علي بن المديني أيضًا مرسلًا كما في "تاريخ بغداد" (6/ 337). وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 227) من طريق نوح بن دراج عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن جابر. ونوح كذّبه ابن معين وأبو داود. وأمّا حديث زيد بن أرقم والبراء: فأخرجه ابن عدي (6/ 2349) من طريق موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق عنهما. وموسى قال أبو حاتم: متروك. (اللسان: 6/ 125)، وقال ابن عدي: صدوق في رواياته، وحديثه ليس بالمحفوظ. وأما حديث معقل: فأخرجه ابن عدي (5/ 1853) من طريق علي بن الحسن بن يعمر عن المبارك بن فضالة عن الحسن عنه، وقال: "باطلٌ بهذا الإِسناد". أهـ. قلت. ابن يعمر قال ابن عدي: "أحاديثه بواطيل ليس لها أصل، وهو ضعيف جدًا". أهـ. وكذّبه الدارقطني، وقال الحاكم والنقّاش: روى أحاديث موضوعة. (اللسان: 4/ 212 - 214). أما حديث عمرو بن خارجة فهو الآتي:

719 - أخبرنا أبو الحسين (¬1) محمَّد بن هميان البغدادي: نا أبو علي الحسن بن عَرَفة العَبْدي: نا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن شَهْر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم. عن عمرو بن خارجة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمِنىً على راحلته، وإنّي لتحتَ جِرانِ (¬2) ناقته وهي تقصَّعُ بجرانها (¬3)، ولِعابُها يسيلُ بيق كَتِفَيّ، فقال: "إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- (¬4) قَسَمَ لكلِّ إنسانٍ نصيبَه من الميراث، فلا تجوز لوارثٍ وصيةٌ. أَلا وإنّ الولدَ للفراش وللعاهِر الحَجَرُ. ألا فمن ادّعى إلى غير أبيه أو تولّى غير مواليه رغبةً عنهم فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمعين". و (4) قال عبد الوهاب: وزاد مَطَر في حديثٍ آخر: "لا يقبل اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- (¬5) منه صَرْفًا ولاعَدْلًا". ثمّ تلا: {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا} (¬6) [الفرقان: 19]. أخرجه أحمد (4/ 239) والدارقطني (4/ 152 - 153) والبيهقي (6/ 264) عن عبد الوهاب به. وأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 149) -مختصرًا- وأحمد (4/ 186، 187، 238) وابن ماجه (2712) والطبراني في "الكبير" (17/ 34) من طرقٍ عن سعيد به. ¬

_ (¬1) في الأصول: (الحسن) والتصويب من (ظ) و (ف) وكتب الرجال. (¬2) قال المنذري كما في هامش الأصل: (الجران: باطِن العُنُق). (¬3) كذا في الأصل و (ر): وفي هامش (ظ): (في الأصل: بجرانها)، وفي (ظ) و (ف): (بجرّتها) وهو الصواب الموافق لكتب الحديث، وقال المنذري: (صوابه: (بجرَّتها) أي: تُخرِج ما في كرشها مما رعت فتردُّه للمضغ). (¬4) ليس في (ظ). (¬5) ليس في (ف). (¬6) الآية في الأصول: (لا تستطيعون ...) وهو خطأ ظاهر.

وأخرجه أحمد (4/ 186 - 187، 187، 238) والترمذي (2121) -وقال: حسن صحيح- والنسائي (3641، 3642) والدارمي (2/ 419) وأبو يعلى في مسنده (1508) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 116) والطبراني (17/ 32 - 33،33، 33 - 34،34، 35) من طرقٍ عن قتادة به. وأخرجه الطيالسي (1217) وسعيد بن منصور (428) والطبراني (17/ 35) من طرقٍ عن قتادة عن شهر عن عمرو بن خارجة، ولم يذكر عبد الرحمن بن غَنْم وشهر ليّن الحديث. وأخرجه النسائي (3643) والطبراني (17/ 35) من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قتادة عن عمرو، ولم يذكر شهرًا ولا عبد الرحمن، وقتادة لم يُدرك عَمْرًا. وأخرجه عبد الرزاق (9/ 47 - 48، 70) وأحمد (4/ 187، 239) من طريق سعيد عن مَطَر الورّاق عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم عن عمرو. وليس عندهما: "ثم تلا ... الخ". ومَطَر سيء الحفظ. وأخرجه عبد الرزاق (9/ 48) وعنه أحمد (4/ 186) من طريق ليث بن أبي سُليم عن شهر عمّن سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -. وليث ضعيف لاختلاطه. وأخرجه أحمد (4/ 186) من طريق ليث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمرو، وأخرجه الطبراني (17/ 35) عن ليث عن مجاهد عن عمرو، وهذا من تخاليط الليث. وأخرجه الطبراني (17/ 35) والبيهقي (6/ 264) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عن عمرو، ولفظه: "لا وصية لوارثٍ إلَّا أن يجيز الورثة". وضعّفه البيهقي، وإسماعيل ضعيف تركه بعضهم، والحسن لم يصرّح بالسماع.

وأخرجه الطبراني (17/ 35 - 36) من طريق السَّريِّ بن إسماعيل عن الشعبي عن عمرو، والسري متروك الحديث كما في "التقريب". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/ 239 - 240) من طريق عبد الملك بن قدامة الجُمَحي عن أبيه عن خارجة بن عمرو (هكذا). قال الحافظ في "التلخيص" (3/ 92): "لعلّه": (عمرو بن خارجة) انقلب". أهـ. لكن رجّح في "الإِصابة" (1/ 401) أنه آخر!. وعبد الملك ضعيف كما في "التقريب"، وأبوه لم يوثّقه غير ابن حبان. وقال الهيثمي (4/ 214): "وفيه عبد الملك بن قُدامة الجمحي، وثّقه ابن معين، وضعّفه الناس". أهـ. وفقرة: "من ادّعى ... الخ" أخرجها البخاري (4/ 81) ومسلم (2/ 994 - 998) من حديث علي بن أبي طالب. وروي حديث: "لا وصية لوارث" مرسلًا: أخرجه الشافعي (ترتيب السندي-2/ 189) -ومن طريقه البيهقي (6/ 264) - ومسدّد في "مسنده" (المطالب المسندة- ق 53/أ) وسعيد بن منصور (425) بسندٍ صحيح عن مجاهد مرسلًا. وتقدّم من مرسل عمرو بن دينار. * * * وقد تبيّن مما تقدّم أن لحديث: "لا وصية لوارث" طرقًا جيادًا يصحُّ بها، قال الحافظ في "الفتح" (5/ 272) بعد ما ذكر بعض طرق الحديث: "لا يخلو إسنادُ كلٍّ منها عن مقال، لكن مجموعها يقتضي أن للحديث أصلًا، بل جنح الشافعي في "الأم" إلى أنّ هذا المتنَ متواترٌ، فقال: وجدنا أهل الفُتيا ومَنْ حَفِظنا عنهم من أهل العلم بالمغازي من قريش وغيرهم لا يختلفون في أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال عامَ الفتح (لا وصية لوارثٍ)، ويؤثرون عمّن

3 - باب: لا يتوارث أهل ملتين

حفظوه عنه ممّن لقوه من أهل العلم، فكان نقلَ كافّةٍ عن كافّةٍ، فهو أقوى من نقل واحدٍ". أهـ. 3 - باب: لا يتوارث أهل مِلَّتين 720 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل: نا أحمد بن إبراهيم بن فِيل البَالِسي بأنطاكية: نا وهب بن بَيان المصري: نا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني الخليلُ بن مُرَّة عن قتادة عن عَمرو بن شُعيب عن أبيه. عن جدّه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يرِثُ المسلمُ الكافرَ، ولا الكافرُ المسلمَ، ولا يتوارثُ أهل مِلَّتين جميعًا". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 929) والبيهقي (6/ 218) من طريق ابن وهب به. قال الحافظ في "التلخيص" (3/ 84) عن هذه الرواية: "في إسنادها الخليل بن مرّة، وهو واه". أهـ. وقد أخرج البخاري (12/ 50) ومسلم (13/ 1233) الشطر الأول من حديث أسامة بن زيد. وأما الشطر الثاني "ولا يتوارث أهل مِلِّتين جميعًا": فأخرجه سعيد بن منصور (137) وأحمد (2/ 178، 195) وأبو داود (2911) وابن ماجه (2731) وابن الجارود في "المنتقى" (967) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1736 و6/ 2418) والدارقطني (4/ 72 - 73، 75 - 76) والبيهقي (6/ 218) والخطيب في "التاريخ" (5/ 290 و 8/ 407) والبغوي في "شرح السنّة" (8/ 364 - 365) من طرقٍ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه. قال الحافظ في "الفتح" (12/ 51): "سند أبي داود فيه إلى عمرو:

صحيح". أهـ. قلت: والحديث حسن للخلاف المشهور في رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف: 1/ 56) والطبراني في "الكبير" (1/ 127) من طريق هُشيم عن الزهري عن علي بن الحسين وأبان بن عثمان كلاهما عن أسامة بن زيد. قال النسائي: "هذا خطأٌ، وهُشيم لم يُتابع على قوله: "لا يتوارث أهل مِلّتين". أهـ. وقال الدارقطني -كما في "التلخيص" (3/ 84) -: "هذا اللفظ في حديث أسامة غير محفوظ". وأخرجه الحاكم (2/ 240) أيضًا، لكن في النسخة المطبوعة من "المستدرك" سقط في الإِسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 370) عن ابن عيينة عن الزهري به، وقال الحافظ في "الفتح" (12/ 51): "رواية شاذّة". وأخرجه الترمذي (2108) من طريق ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر، وابن أبي ليلى سيء الحفظ، وأبو الزبير مدلس ولم يصرح بالسماع. وأخرجه البزار (الكشف- 1384) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 196/ أ) وابن عدي (5/ 1675 - 1676) من حديث أبي هريرة، وقال الهيثمي (4/ 225): "وفيه عمر بن راشد وهو ضعيفٌ عند الجمهور، ووثقه العجلي". أهـ. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 30) من حديث ابن عمر، وفيه سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي، قال ابن معين: ليس بشيء. وتركه النسائي. (اللسان: 3/ 82). وأخرجه الدارقطني (3/ 131) من حديث عائشة قالت: وُجِدَ في قائم سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابان ... الحديث، وفيه: "ولا يتوارث أهل مِلّتين" وفيه عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ليس بالقوي كما في "التقريب".

(11) كتاب العتق

(11) " كتاب العتق"

1 - باب: فضل العتق

1 - باب: فضل العتق 721 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر الهَمْداني: نا محمَّد بن إسحاق بن الحريص: نا أحمد بن أبي الحواري: نا روّاد بن الجرّاح عن إبراهيم بن أبي عَبْلة. عن ابن مُحَيْريز قال: أتى نَفَرٌ واثلةَ، فقالوا: حدثنا بحديثٍ سمعتَه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تزيُّدَ فيه ولا نُقصانَ. قال: فغَضِبَ غضبًا شديدًا، وقال: أحدُكم يُعلِّق مُصحفَه في مسجدِ بيته يزيد وينقص! غيرَ أنّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول-: وأتاه نَفَرٌ، فقالوا. يا رسول الله! إنّ صاحبَنا قد أوجب (¬1) - قال: "مُروه فليُعتِقْ رقبةً يكون فداؤه من النار بكلِّ عضوٍ منها عضوٌ منه". إسناده ضعيف: روّاد ضعّفوه لشدّة اختلاطه، وقد وَهِمَ في روايته، والصواب: (عن ابن أبي عبلة عن الغَرِيف بن الدّيلمي عن واثلة) هكذا رواه جماعة من الحفاظ كابن المبارك ومالك وغيرهما. هكذا أخرجه أحمد (3/ 490 - 491 و 4/ 107) وأبو داود (3964) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف: 9/ 79) والطحاوي في "المُشكل" (1/ 314، 314 - 315، 315، 315 - 316، 316) والطبراني في "الكبير" (22/ 91 - 92، 92) وابن حبّان (1206) والحاكم (2/ 212) - وصحّحه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- والمزي في "التهذيب" (مصورة-2/ 1088 - 1089) من طرقٍ عن ابن أبي عبلة به. والغَرِيف لم يوثّقه غيرُ ابن حبّان، وقال ابن حزم. مجهول. ¬

_ (¬1) عند أبي داود: (أوجب -يعني: النار- بالقتل)، وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 31): " (أوجب) أي: أتى بما يُوجب له النارَ".

وجاء في رواية للطحاوي والحاكم عن ابن أبي عبلة قال: كنت جالسًا بأريحاء فمرّ بي واثلة متوكئًا على عبد الله بن الديلمي فأجلسه ثم جاء إليّ فقال: عَجَبٌ ما حدثني الشيخ -يعني واثلة- .. ثم ذكر الحديث. وسند الطحاوي إلى ابن أبي عبلة قويٌّ، وعبد الله بن الديلمي وابن فيروز وثّقه ابن معين والعجلي وابن حبّان، وجمع الحاكم بين الروايتين بأن الغَرِيف لقبٌ لعبد الله، فإن ثبت هذا فيكون السند صحيحًا (¬1). وذكر المزي في "التهذيب" (1/ 59) أن رواية ابن أبي عبلة عن عبد الله بن الديلمي من طريق ضعيف. لكن طريق الطحاوي لا ضعف فيها، فقد رواه عن شيخه علي بن عبد الرحمن المعروف بـ (عِلّان) -وقد وثقه ابن يونس، وقال ابن أبي حاتم: صدوق- عن عبد الله بن يوسف الدمشقي التِّنِّيسي -شيخ البخاري الثقة المتقين- عن عبد الله بن سالم الأشعري -وقد وثّقه الدارقطني وابن حبّان، وقال النسائي: ليس به بأس- عن ابن أبي عبلة. فلعلّ المزّي قصد طريق الحاكم فإنّ فيها بكر بن سهل الدمياطي، وقد ضعّفه النسائي. وأخرج البخاري (11/ 599) ومسلم (2/ 1147) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من أعتق رقبةً مسلمةً أعتق الله بكلِّ عضوٍ منه عضوًا من النّار حتى فرجَه بفرجِه". ¬

_ (¬1) لكن يُشكل على ما قاله الحاكم أن في بعض طرق الحديث: "الغريف بن عياش بن فيروز"، وعلى هذا يكون الغريف ابن أخي عبد الله بن الديلمي، لكن لا مانع أن يكون ابن أبي عبلة قد سمعه من الاثنين، والله أعلم.

2 - باب: الولاء

2 - باب: الولاء 722 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدّثني أبي: نا معاوية بن هشام: نا سُفيان عن رَبيعة عن القاسم. عن عائشة -رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الولاءُ لمَن أَعتَقَ". أخرجه أحمد (6/ 161). وأخرجه البخاري (9/ 138) ومسلم (2/ 1144 - 1145) من طريق ربيعة به. وتقدّم في البيوع (رقم: 676) النهي عن بيع الولاء. 3 - باب: بيع الُمدبّر 723 - أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمَّد بن أسد الدَّبيلي قراءةً عليه سنة أربعين وثلاثمائة: نا أبو صالح الحسن بن زكريا العلّاف: نا أبو جعفر محمَّد بن طريف: نا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء. عن جابر بن عبد الله أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باع مُدَبّرًا. أخرجه البخاري (4/ 354) ومسلم (3/ 1290) من طريق الحسين المعلِّم عن عطاء به.

4 - باب: حقوق المملوك على مولاه

4 - باب: حقوق المملوك على مولاه 724 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم: نا أبو العباس محمَّد بن الحسن بن إسماعيل بن عبد الصمد الهاشمي قال: سمعت جدّي: إسماعيل بن عبد الصمد قال: حدثني أبي: عبد الصمد بن علي قال: حدثني أبي: علي بن عبد الله. عن أبيه: عبد الله بن عبّاس أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "للمملوك على مولاه ثلاثٌ: لا يُعجِلُه عن صلاته، ولا يُقيمه عن طعامِه، ويبيعُه إذا استباعَه". قال الشيخ (¬1): ولم يكن عنده إلَّا هذا الحديثُ الواحدُ. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/ ق 432/ ب) من طريق تمّام، وأخرجه أيضًا (15/ ق 115/ أ- ب) من طريقين آخرين عن شيخ تمام. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 127) -وابن عساكر (15/ ق 115/ ب) من طريقه- عن هشام بن أحمد بن هشام الدمشقي عن محمَّد بن الحسين بن إسماعيل به، لكن قال في الثالثة: "وُيشبعه كلَّ الإِشباع". بدل: "ويبيعه ... إلخ". قال الطبراني: "لا يُروى عن ابن عباس إلَّا بهذا الإِسناد، تفرْد به ولده عنه". وقال ابن عساكر: "حديث غريب". وقال الهيثمي (4/ 236 - 237): "إسناده ضعيف". وبيّنه في موضعٍ آخر (8/ 163) فقال: "وفيه من لم أعرفهم، وعبد الصمد بن علي ضعيف".أهـ. ¬

_ (¬1) في (ظ): "قال أبو القاسم تمّام: قال أبو يعقوب: لم يكن ... الخ".

5 - باب: في ضرب المملوك ومعاقبته

قلت: محمَّد بن الحسن وجده هما اللذين عناهما الهيثمي بقوله: "لم أعرفهم"، وقد ذكر ابن عساكر الحديث في ترجمتيهما ولم يحكِ فيهما جرحًا ولا تعديلًا. تنبيه: إسناد تمام في هذا الحديث مساوٍ لإِسناد الطبراني، وبين وفاتيهما أربع وخمسون سنة! وهذا في غاية العلوّ. 5 - باب: في ضرب المملوك ومعاقبته 725 - أخبرنا أحمد بن محمَّد بن فضالة: ناعمُّ أبي: عيسى بن غَيْلان السُّوسي: نا حاضر بن مُطَهَّر أبو عمرو السُّوسي: نا مَسلمة بن محمَّد الثَّقَفي: نا يونس بن عُبيد. عن نافع قال: أعتق عبد الله بن عمر غلامًا له، فقالوا له: آجرك اللهُ. فقال: ما لي فيه من أجرٍ، إنّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من لَطَمَ مملوكًا له فكفارتُه عتقُه". وإنّي قد كنتُ لطمته. مسلمة بن محمَّد ضعّفوه، وعيسى بن غَيْلان وشيخه لم أعثر على ترجمةٍ لهما. والحديث أخرجه مسلم (2/ 1278، 1279) من طريق أبي صالح ذكوان عن زاذان عن ابن عمر بنحوه. 726 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمَّد، وأحمد بن سليمان، وأبو الميمون بن راشد، قالوا: نا بكّار بن قتيبة: نا مُؤمَّل بن إسماعيل، قال: حدثني سفيان الثوري، قال: حدثني الأعمش عن إبراهيم التَّيْمي عن أبيه. عن أبي مسعود قال: كنتُ أضربُ غلامًا لي، فسمِعتُ خلفي قائلًا

يقول: "اعلمْ أبا مسعودٍ! اعلمْ أبا مسعودٍ! "، فالتفتُ (¬1) فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "واللهِ إنّ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- لأقدرُ عليك منك عليه". قال: فما ضربت مملوكًا بعد ذلك. أخرجه عبد الرزاق (9/ 446) -ومن طريقه أحمد (4/ 120) ومسلم (3/ 1281) والطبراني في "الكبير" (17/ 245) - عن الثوري به. وأخرجه الترمذي (1948) من طريق مؤمّل به، وقال: "حسن صحيح". وأخرجه مسلم (3/ 1280، 1281) من طريق الثوري وغيره عن الأعمش به. 727 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن الحسين بن عمر بن حفص القرشي -يُعرف بـ (ابن مزاريب) - نا أبو علي إسماعيل بن محمَّد العُذْري: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ابن عيّاش: نا بُرْد بن سنان عن أبي هارون العَبْدي. عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا ضَرَبَ أحدُكم خادِمَه فذكر اللهَ فارفعوا أيديكم". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 131/ أ- ب) من طريق تمام. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (941، 951) والترمذي (1950) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1733) والبغوي في "شرح السنة" (9/ 348 - 349) من طريق أبي هارون به. ¬

_ (¬1) من (فسمعت) إلى هنا ساقط من (ف).

قال الترمذي: "وأبو هارون العبدي اسمه عُمارة بن جُوين" ثم نقل عن يحيى بن سعيد قولَه: "ضعّف شعبةُ أبا هارون". وقال الحافظ في "التقريب" عن أبي هارون: "متروك، ومنهم من كذّبه". أهـ. فالإسناد واهٍ. 728 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الملك بن مَهْران عن عُبيد بن نَجيح عن هشام بن عروة عن عروة. عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عاقِبوا أرِقّاءَكم على قَدْرِ عُقولِهم". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (10/ ق 267/ ب) من طريق تمام. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" -كما في "الجامع الصغير"- من طريق سليمان بن عبد الرحمن به. ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (10/ ق 267/ ب)، ونقل عنه أنه قال: "تفرّد به عُبيد بن نجيح عن هشام، وتفرّد به سليمان عن عبد الملك عنه". وإسناده واه: عبد الملك بن مهران مجهول كما قال النسائي وأبو حاتم وابن عدي والخطيب، وقال العقيلي: صاحب مناكير، غلبَ على حديثه الوهمُ، لا يُقيم شيئًا من الحديث. وقال ابن السكن: منكر الحديث. (تاريخ ابن عساكر، واللسان: 4/ 69). وشيخه عُبيد بن نجيح لم أرَ له ترجمةً. وله طريق آخر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1882) من طريق عيسى بن ميمون المدني عن محمَّد بن كعب عن ابن عباس مرفوعًا. وعيسى تركه الفلّاس والنسائي، وقال ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي أحاديث كلها موضوعات. (الميزان: 3/ 325 - 326).

6 - باب: النهي عن التخير في سوق الرقيق

6 - باب: النهي عن التخيُّر في سوق الرقيق 729 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي: نا أبو أيوب سليمان بن المُعافى بن سليمان قاضي رأس العين بحلب: نا أبي: نا موسى بن أَعْيَن عن زُهير بن معاوية، قال: نا سليمان التيمي عن عمران بن طُليق بن محمَّد (¬1). عن عمران بن الحُصَين أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ملعونٌ من فرَّق وتخيّر في سوقِ الرقيقِ". في الإِسناد (عمران بن طُليق بن محمَّد) وهو قلبٌ، والصواب: (طُليق بن عمران بن حصين) ويُقال: (طُليق بن محمد بن عمران) كما في "التهذيب" (5/ 34). وأخرجه الدارقطني (3/ 66 - 67) والحاكم (2/ 55) وصححه وسكت عليه الذهبي -وعنه البيهقي (9/ 128) من طريق أبي بكر بن عياش عن التيمي عن طُليق بن محمد به. بلفظ: "ملعونٌ من فرَّق". وطُليق قال الدارقطني: لا يحتجُ به. وقال ابن القطان -كما سيأتي- لا يُعرف. ووثقه ابن حبّان. وقال الذهبي: روايته عن عمران منقطعة. (الميزان: 2/ 345). وقال المنذري في "الترغيب " (2/ 595): "وطُليق -مع ما قيل فيه- لم يسمع من عمران". وأخرجه ابن ماجه (2250) والدارقطني (2/ 67) والبيهقي (9/ 128) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن طليق بن عمران عن أبي بُردة ¬

_ (¬1) عليه تضبيب في (ر)، وبالهامش: (صوابه: طُليق بن عمران).

عن أبي موسى قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فرّق بين الوالدة وولدها، وبين الأخ وأخيه. قال البيهقي: إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع هذا لا يحتجُّ به. وقال المنذري (3/ 596): "وقد ضُعِّف". وقال البوصيري في "الزوائد" (2/ 21): "هذا إسناد ضعيفٌ لضعف طُليق بن عمران وإبراهيم بن إسماعيل". أهـ. وفي "نصب الراية" (4/ 25): "قال عبد الحقِّ في "أحكامه": وقد اختُلِف فيه على طُليق: فرواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن طُليق عن أبي بُرْدة عن أبي موسى، ورواه أبو بكر بن عيّاش عن التيمي عن طليق عن عمران بن حصين، وغير ابن عيّاش يرويه عن سليمان التيمي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، وهو المحفوظُ عن التيمي. انتهى كلامه. قال ابن القطّان: وبالجملة فالحديث لا يصحُّ؛ لأن طليقًا لا يُعرف حاله، وهو خزاعي". أهـ. وأخرجه سعيد بن منصور (2658) من طريق التيمي عن طُليق بن محمَّد بن عمران مرسلًا.

(12) كتاب النكاح

(12) " كتاب النّكاح"

1 - باب: الحث على النكاح

1 - باب: الحثّ على النّكاح 730 - حدثنا خيثمة بن سليمان: نا أبو عُتْبة أحمد بن الفَرَج الحجازي بحمص: نا بقيّة بن الوليد. نا هشام بن حسّان عن الحسن. عن أنس بن مالك قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "عليكم بالباءةِ، فمن لم يستطع فعليه بالصيامِ فإنَّه له وجاءٌ. أخرجه البزار (الكشف: 1398) عن أحمد بن الفرج به بلفظ: "يا معشر الشباب! من كان منكم ذا طَوْلٍ فليتزوج، ومن لا فعليه بالصوم .. ". وقال: "لا نعلم رواه عن هشام عن الحسن عن أنس إلَّا بقيّة، ورواه غيرُ بقيَّة عن هشام عن الحسن عن رجلٍ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 198/ أ) من طريق موسى بن هارون عن بقية به كلفظ تمام، وقال: "لم يروه عن هشام عن الحسن عن أنس إلَّا بقيّة". أهـ. وقال الهيثمي (4/ 252): "ورجال الطبراني ثقات". أهـ. قلت. الحسن مدلس ولم يصّرح بالسماع، ورواية هشام بن حسان عنه فيها مقال، قيل: لم يسمع منه. والحديث أخرجه البخاري (9/ 112) ومسلم (2/ 1018 - 1019) من حديث ابن مسعود. 731 - أخبرني أبو علي محمَّد بن هارون بن شُعيب: نا أبو علي إسماعيل بن محمَّد العُذْري: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا مسعود بن عمرو البَكْري: نا حُميد الطويل. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ركعتان من المُتأهِّلِ خيرٌ من اثنين وثمانين ركعةً من العَزَبِ".

الحديث عزاه إلى "فوائد تمام": الحافظ الذهبي في "الميزان" (4/ 100) والسيوطي في "اللآلئ" (2/ 160). ومسعود بن عمرو قال الذهبي: "لا أعرفه، وخبره باطل" ثم ذكر الحديث. وأقرّه الحافظ في "اللسان" (6/ 27). وأخرجه الضياء في "المختارة"، وتعقبه ابن حجر -كما في "اللآلىء"- بقوله: "هذا حديثٌ منكرٌ ما لإخراجه معنى! ". وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 264) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 257) - من طريق مجاشع بن عمرو عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أنس، لكن قال: "سبعين ركعة". قال العقيلي: "مجاشع حديثه منكرٌ غير محفوظ"، ثم نقل عن ابن معين أنه قال: "قد رأيته أحدَ الكذّابين". وحكم ابن الجوزي بوضعه، ونقل عن ابن حبّان أنه قال في مجاشع: "يضع الحديث على الثقات، لا يحلُّ ذكره إلَّا بالقدح". وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2620) من طريق يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا: "شراركم عزّابكم، ركعتان من متأهلٍ خير من سبعين ركعة من غير متأهل". وذكر بعض الأحاديث بهذا الإسناد، ثم قال: "هذه الأحاديث عن يحيى عن أبي سلمة مع غيرها بهذا الإِسناد يرويها كلّها يوسف بن السفر، وهي موضوعة كلّها". أهـ. قلت: يوسف كذّبه ابن معين والجوزجاني والبخاري، واتهمه غيرهم (اللسان: 6/ 322 - 324). وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 258). 732 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأَذْرعي، وحدثنا علي بن يعقوب بن إبراهيم من لفظه، قالا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن

عمرو: نا أبو مُسهِر عبد الأعلي بن مُسهِر: نا محمد بن مسلم -يعني: الطائفي-: نا (¬1) إبراهيم بن مَيسرة عن طاوس. عن ابن عبّاس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لم يُرَ للمتحابَّيْن مِثلُ التزويج". 733 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا أبوسعد محمد بن عُبيد بن سعد الجُمَحيُّ: نا أبو مُسهِر: نا محمَّد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن مَيسرة عن طاوس. عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم يُرَ للمتحابَّيْن مِثْلُ النّكاح". 734 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو عمرو يزيد بن أحمد السّلمي: نا أبو مُسهِر: نا محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن طَاوس. عن ابن عبّاس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لم يُرَ للمتحابَّيْن مِثلُ التزوّجِ (¬2) ". أخرجه ابن ماجه (1847) والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 134) والطبراني في "الكبير" (11/ 50) والحاكم (2/ 160) والبيهقي (7/ 78) من طريق محمد بن مسلم به. وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يُخرِّجاه؛ لأنّ سفيان بن عيينة ومعمر بن راشد أوقفاه عن إبراهيم بن ميسرة على ابن عباس". وسكت عليه الذهبي. وقال البوصيري في "الزوائد" (1/ 323): "هذا إسنادٌ صحيح، رجاله ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (عن). (¬2) في (ظ): (التزويج).

2 - باب: النهي عن التبتل والاختصاء

ثقات". أهـ. قلت: الطائفي مختلف فيه فوثقه ابن معين، وقال: إذا حدّث من حفظه يخطئ. وضعّفه الإِمام أحمد. وقد خالفه ابن عيينة: فرواه كل عن ابن ميسرة عن طاوس مرسلًا، هكذا أخرجه سعيد بن منصور في سننه (رقم: 492) وأبو يعلى في مسنده (2747) والعقيلي (4/ 134)، وقال العقيلي: "هذا أولى". وتابعه على إرساله: ابنُ جريج: عند عبد الرزاق (6/ 168) وابن أبي شيبة (4/ 128) والبيهقي (7/ 78)، ومَعْمَرُ عند عبد الرزاق (6/ 151، 168)، فتحقّق من ذلك كون الحديث مرسلًا، وأن الطائفي أخطأ فيه فوصله مخالفًا لهؤلاء الأئمة الأثبات. وأخرجه الطبراني (11/ 17) من طريق إبراهيم بن يزيد عن سليمان الأحول، أو: عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس. وإبراهيم هو الخوزي متروك الحديث كما في "التقريب". 2 - باب: النّهي عن التبتل والاختصاء 735 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذلم: نا أبو أسامة عبد الله بن محمَّد الحلبي: نا حجّاج بن أبي مَنيع: نا جدِّي: عُبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي عن الزُّهري قال: أخبرني سعيد بن المسيّب أنه. سَمِعَ سعدَ بن أبي وقاص يقول: لقد ردَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على عثمان بن مَظعُون، ولو أجاز له التبتُّلَ لاختَصَيْنا. أخرجه البخاري (9/ 117) ومسلم (2/ 1020، 1021) من طرقٍ عن الزهري به.

736 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم: نا بكّار بن قتيبة. نا عبد الله بن حُمْران الحرّاني: أنا أشعث عن الحسن عن سعد بن هشام. عن عائشة - رضي الله عنها (¬1) - عن النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه نهى عن التَّبتُّلِ. إسناده ضعيف: أشعث هو ابن سوّار ضعيف كما في "التقريب"، والحسن مدلّس ولم يُصرّح بالسماع. ويغني عنه حديث سعد. 737 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أبو عبد الله أحمد بن داود المكي. وأخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن: نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، قالا: نا إبراهيم بن الحجّاج السَّامي: نا المُراجِم بن العوّام عن الأوزاعي عن الزُّهري عن سعيد بن المسيّب. عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسولَ الله! إنّي رجلٌ شابٌّ ليس عندي ما أنكح به النساء -أو قال: أتزوج-، وإنّي أخاف العَنَتَ على نفسي، فتأذن لي فأختصي؟. فسكتَ، ثمّ قلتُها الثانيةَ فسكتَ، ثم قلتها الثالثة فقال. "يا أبا هريرة! جَفَّ القلمُ بما أنت لاقٍ، فاختصِ على ذلك أو دَعْ". أخرجه ابن أبي عاصم في "السنّة" (109) عن شيخه إبراهيم بن الحجّاج به مختصرًا بلفظ "يا أبا هريرة! جفّ القلم بما أنت لاقٍ". وتحرّف عنده (المراجم) إلى: (مزاحم). والمرُاجِم ذكره ابن ماكولا في "الإِكمال" (7/ 241)، قال: "وأمّا مراجم بالراء والجيم، فهو مُراجِم بن العوام بن مُراجِم روى عن الأوزاعي ومحمد بن عمرو بن علقمة وغيرهما، روى عنه إبراهيم بن الحجّاج السّامي". أهـ. وذكره ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) و (ر).

الذهبي في "المشتبه" (2/ 583) والحافظ في "التبصير" (4/ 1279) ولم يحكوا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه النسائي (3215) والقضاعي في "مسند الشهاب" (603) من طريق الأوزاعي عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقال النسائي: "الأوزاعي لم يسمع هذا الحديث من الزُّهري، وهذا حديثٌ صحيح قد رواه يونس عن الزهري". أهـ. قلت: رواية يونس هذه علّقها البخاري (9/ 117) قال: "وقال أصبغ: أخبرني ابن وهب عن يونس عن الزهري ... فذكره". قال الحافظ في "الفتح" (9/ 119): "وقد وصله جعفر الفريابي في (كتاب القدر) والجوزقي في (الجمع بين الصحيحين) والإِسماعيلي من طرقٍ عن أصبغ، وأخرجه أبو نعيم من طريق حرملة عن ابن وهب". أهـ. قلت: ووصله البيهقي (7/ 79) من طريق حرملة أيضًا، ووصله ابن أبي عاصم (110) -مختصرًا- من طريق أحمد بن صالح المصري عن ابن وهب به. ووصله بتمامه القضاعي (604) من طريق يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب به، وسنده صحيح. تنبيه: وقع تحريف في إسناد ابن أبي عاصم (رقم: 109 - 1/ 50) وهو: (ثنا إبراهيم بن الحجّاج: ثنا ابن زيد: ثنا مزاحم)، والصواب: (ثنا إبراهيم بن الحجّاج بن زيد: ثنا مراجم) لإِن زيدًا المذكور هو جدُّ إبراهيم -كما في "التهذيب" (1/ 113) والتقريب-، والمراجم لم يذكر ابن ماكولا عنه راويًا غير إبراهيم بن الحجّاج السامي، وبالتالي ينبغي أن يُضرب على (ثنا) بين (إبراهيم بن الحجّاج) و (ابن زيد). وقد بني الشيخ الألباني في "تخريج السنة" (1/ 51) على هذا التحريف أوهامًا فقال: "رجاله كلهم ثقات غير المزاحم بن العوام، فلم أجد

له ترجمة ... وابن زيد هو حمّاد، وإبراهيم بن الحجّاج هو النّيلي أبو إسحاق البصري، والنيلي .... الخ ".!. 738 - أخبرنا الحسن بن حبيب، وأبو القاسم علي بن الحسين بن محمَّد بن السّفر البزّاز في آخرين، قالوا: نا أبو عمران موسى بن الحسن السِّقِليُّ: نا معاوية بن عطاء بن رجاء ابن بنت أبي عمران الجَوْني: نا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود. عن عبد الله قال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُخصى أحدٌ من بني آدمَ. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (قلت: معاويةُ بن عطاء منكرُ الحديث، وقال الدارقطني: تفرّد به معاوية بن عطاء عن الثوريّ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 133/ ب) من طريق تَمّام. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2403) من طريق موسى به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 184) والطبراني في "الكبير" (10/ 161) عن أحمد بن داود المكي عن معاوية به. قال العقيلي: "معاوية بن عطاء في حديثه مناكير وما لا يتابع على أكثره". ثم قال عن الحديث: "باطل لا أصل له". وقال ابن عدي: "هذا عن الثوري باطل". وقال الهيثمي (6/ 250): "فيه معاوية بن عطاء الخُزاعي، وهو ضعيف". وأخرج البخاري (9/ 117) ومسلم (2/ 1022) عن ابن مسعود قال: كنّا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس لنا نساءٌ. فقلنا: ألا نستخصي؟. فنهانا عن ذلك.

3 - باب: حفظ البصر والفرج

3 - باب: حفظ البصر والفرج 739 - أخبرنا أبو يعقوب الأذرعي: نا يوسف بن يزيد القَراطيسي: نا أسد بن موسى: نا قيس بن الربيع عن الأشعث بن سَوّار عن علي بن مُدرِك عن أبي زُرعَة بن عمرو بن جرير قال: حدثنا جرير، قال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النَّظْرةِ، فقال: "اصرِفْ". أخرجه الطبراني في "الكبير" (2/ 384) عن شيخه القراطيسي به. والأشعث ضعيف كما في "التقريب"، وقيس مختلف في توثيقه. والحديث أخرجه مسلم (3/ 1699) من طريق يونس عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة عن جرير قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نَظَرِ الفُجَاءَةِ، فأمرني أن أصرفَ بصري. 740 - حدثنا خيثمة: نا أبو عُتبة أحمد بن الفَرَج [الحجازي] (¬1): نا يحيى بن سعيد العطّار، قال: حدثني بكر بن خُنيس عن ليث عن مجاهد. عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوّلُ ما خَلَقَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- من الإِنسان فرجُه، ثم قال: هذه أمانةٌ استودعتُكها -أو قال: خبّأتُها- عنكَ. فالفرجُ أمانةٌ، والسمعُ أمانةٌ، والبَصَرُ أمانةٌ، والقلبُ أمانةٌ، ولا إيمانَ لمن لا أمانةَ له". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (يحيى بن سعيد العطّار لا يُحتجُّ به). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ (¬1) من (ف).

4 - باب: التخير للنطف

إسناده واه، يحيى بن سعيد العطّار ضعيف اتهمه ابن حبان، وبكر ضعيف، وشيخه هو ابن أبي سُليم، ضعّفوه لشدّة اختلاطه. وأخرجه الطبراني في "الأوائل" (2) من طريق ابن فُضيل عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: "أوّل ما خلق الله من الإِنسان فرجه فملها (كذا) ثم خلقه، قيل له: لا تنزله إلَّا في حِلِّه". وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الورع" (رقم:133) من طريق ليث عن أبي نجيح عن عبد الله بن عمرو قال: "أوّلُ ما خلقَ اللهُ من الإِنسان فرجُه، ثم قال: هذه أمانتي عندك لا تضعها إلَّا في حقّها. فالفرج أمانة، والسمعُ أمانة، والبصرُ أمانة". موقوفان، وقد اضطرب الليث في روايته. 4 - باب: التخيُّر للنُطَفِ 741 - حدثنا أبو عبد الرحمن ضحّاك بن يزيد السَّكْسَكي ببيت لَهْيا: نا أبو هاشم ورِيزة بن محمَّد الغسّاني، قال: حدثني عبد العظيم بن إبراهيم: نا محمَّد بن عبد الملك: نا سفيان بن عُيينة عن زياد بن سعد عن الزُّهري. عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَخيَّروا لنُطَفِكم" (¬1). أخرجه أبو نعيم في "الحلية"، (3/ 377) -وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1008) من طريقه- من طريق عبد العظيم بن إبراهيم السالمي ¬

_ (¬1) نقل الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2/ 160) هذا الحديث من "الفوائد"، لكن الإِسناد عنده (حدثنا أبو عبد الرحمن ضحاك بن يزيد السكسكي بـ (بيت لَهْيِا): ثنا محمَّد بن عبد الملك) فأسقط منه وريزة وعبد العظيم.

عن عبد الملك بن يحيى عن سفيان به بزيادة: " .. واجتنبوا هذا السواد فإنّه لونٌ مشوّهٌ". قال ابن الجوزي: "فيه مجاهيل". أهـ. وهو كما قال، فعبد العظيم لم يوثّقه غير ابن حبّان -كما في "اللسان" (4/ 39 - 40) - وقال: "يغرب" ففيه جهالةٌ، وشيخه لم يتبين لي من هو. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1134) -ومن طريقه ابن الجوزي (1006) - وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 115) -ومن طريقه الديلمي (زهر الفردوس- 2/ ق 17/ ب) - من طريق سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله عن عمه أبي مَشْجَعة عن عمر مرفوعًا. وسليمان منكر الحديث كما في "التقريب"، ومسلمة قال أبو حاتم: مجهول. وقال السخاوي في "المقاصد" (ص 155): "لا يصحُّ". وأخرجه ابن ماجه (1968) وابن حبّان في "المجروحين" (1/ 225) وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 403 - 404) وابن عدي في "الكامل" (2/ 614) والدارقطني (3/ 299) والحاكم (2/ 163) والقضاعي في "مسند الشهاب" (667) والبيهقي (7/ 133) والخطيب في "التاريخ" (1/ 264) - ومن طريقه ابن الجوزي (1009) - من الحارث بن عمران الجعفري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. وصححه الحاكم فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: الحارث متهم". أهـ. والحارث قال الحافظ: ضعيف رماه ابن حبان بالوضع. وقال ابن حبان: "أصل الحديث مرسل، ورفعُه باطل". أهـ. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 403 - 404): "قال أبي: الحديث ليس له أصل". ثم قال: "الحارث ضعيف الحديث، وهذا حديث منكرٌ". وأخرجه الحاكم (2/ 163) من طريق عكرمة بن إبراهيم عن هشام به،

وقال الذهبي: "عكرمة ضعّفوه". وأعلّه ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 225) بضعف عكرمة، وقد اتفقوا على تضعيفه (انظر: اللسان: 4/ 181 - 182). وأخرجه الدارقطني (3/ 298) -ومن طريقه ابن الجوزي (1010) - من طريق عمر بن أبي الرطيل عن صالح بن موسى عن هشام به. وصالح متروك كما في "التقريب"، والراوي عنه بيّض له ابن أبي حاتم (6/ 109). وأخرجه الدارقطني (3/ 299) -ومن طريقه ابن الجوزي (1011) - من طريق أبي أميّة بن يعلى الثقفي عن هشام به. وأبو أميّة -واسمه: إسماعيل- نقل ابن الجوزي عن ابن معين أنه قال: ليس حديثه بشيءٍ. وقال مرةً: متروكِ الحديث. واتهمه ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 147 - 148) برواية الموضوعات، وقال: "لا يحلُّ الاحتجاج به". أهـ. وتركه النسائي والدارقطني -كما في "اللسان" (1/ 445) -. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 404): "قال أبي: هذا حديثٌ باطلٌ، لا يحتمل هشام بن عروة هذا. قلت: فمّمن هو؟. قال: من راويه. قلت. فما حال أبي أميّة؟. قال: ضعيف الحديث". أهـ. وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 286) من طريق محمَّد بن مروان السُّدِّي عن هشام به. والسُّدِّي كذّبه جرير بن عبد الحميد وابن نمير، واتهمه صالح جزرة بالوضع. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 314) من طريق الهيثم بن عدي عن هشام بن زياد مولى عثمان عن هشام به. والهيثم كذّبه ابن معين والعجلي والبخاري وأبو داود والساجي (اللسان: 6/ 210 - 211)، وشيخه متروك كما في "التقريب".

5 - باب: نكاح الودود الولود

وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (5/ ق 121/ أ) من طريق أبي النضر إسحاق بن إبراهيم عن الحكم بن هشام عن هشام بن عروة به. وهذا إسنادٌ ظاهره الجودة إلا أن له علةً: قال الخطيب في "التاريخ" (1/ 264): "واختلف على الحكم بن هشام العقيلي فيه. فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه عن هشام، ورواه هشام بن عمار عن الحكم بن هشام عن مندل بن علي عن هشام". قلت: منْدل ضعيف كما في "التقريب"، ومن حسّن هذا الطريق غفل عن هذه العلّة. وأخرجه ابن عدي (5/ 1883) وابن الجوزي (1012) من طريق عيسى بن ميمون المدني عن القاسم بن محمَّد عن عائشة. وعيسى ضعيف اتهمه ابن حبان، وتركه بعضهم. والحديث قال الخطيب: كل طرقه واهية. وضعّفه ابن الجوزي، وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 146): "مداره على أناس ضعفاء رووه عن هشام، أمثلهم: صالح بن موسى الطلحي، والحارث بن عمران الجعفري، وهو حسن". وقال السخاوي (ص 155) عن طرقه: "كلها ضعيفة". 5 - باب: نكاح الودود الولود 742 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل: نا أبو علي أحمد بن عبد الله الإِيادي: نا يزيد بن قُبيس: نا الجرّاح عن أرطأة وإبراهيم عن أَبَان بن أبي عيّاش.

عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تزوّجوا الودودَ الولودَ من النّساءِ فإني مكاثِرٌ النَّبيّين يومَ القيامة، وإياكم والعواقرَ، فإنّ مثلَ ذلك كمثل رجلٍ قَعَدَ على بئرٍ يسقي (¬1) أرضًا (¬2) سَبَخَةً، فلا أرضُه تُنبت، ولا عَنَاه يذهب". إسناده واه. أَبَان متروك كما في "التقريب". لكن الشطر الأول من الحديث (دون قوله: "وإياكم والعواقر .. الخ ") ثابت من وجوه أخرى. فأخرجه أحمد (3/ 158، 245) وسعيد بن منصور (رقم:490) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 198/ أ) وابن حبان (1228) والقضاعي في "مسند الشهاب" (675) والبيهقي (7/ 81 - 82) من طريق خلف بن خليفة عن حفص ابن أخي أنس عن أنس. قال الهيثمي (4/ 258): "إسناده حسنٌ". أهـ. قلت: خلف قد اختلط. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 219) من طريق عبد الله بن خراش عن العوّام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن أنس. وابن خراش ضعيف كذّبه ابن عمّار. وأخرجه أبو داود (2050) والنسائي (3227) والطبراني في "الكبير" (20/ 219) والحاكم (2/ 162) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 61 - 62) والبيهقي (7/ 81) من طريق يزيد بن هارون عن المستلم بن سعيد عن منصور بن زاذان عن معاوية بن قرّة عن معقل بن يسار. ¬

_ (¬1) في (ر): (ليسقي). (¬2) في الأصول (أرض) والتصويب من (ر).

وهذا إسنادٌ جيّدٌ. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 377) من طريق أبي العباس الفضل بن أحمد بن منصور الزَّبيدي عن زياد بن أيوب عن إسماعيل بن عُليّة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر. وإسناده صحيح: الزَّبيدي وثّقه الدارقطني، والباقون من رجال الصحيح. وأخرجه الروياني في "مسنده" (ق 208/ ب) من حديث أبي أمامة بلفظ: "تزوجوا فإنّي مكاثرٌ بكم النبيّين يوم القيامة، ولا تكونوا كرهبانية النصارى". وفيه محمَّد بن ثابت العبدي ليس بالقوي. وأخرجه أحمد (2/ 171 - 172) من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ: "انكحوا أمهات الأولاد فإنِّي أباهي بهم يوم القيامة".، وفيه ابن لهيعة وقد اختلط. 743 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل: نا أحمد بن عبد الله الإِيادي. نا يزيد بن قُبَيس: نا الجرّاح عن أرطأة وإبراهيم عن عبد الله بن دينار عن عطاء بن أبي رباح. عن جابر بن عبد الله عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال. "النِّساءُ على ثلاثةِ أصنافٍ: صنفٍ كالوعاء تحمِل وتضعُ، وصنفٍ كالعرز (¬1) وهو الجرب (1)، وصنفٍ ودودٍ وَلودٍ مسلمةٍ تُعينُ زَوجَها على إيمانه فهي خيرٌ له من الكنز". 744 - أخبرنا أبو يعقوب [إسحاق بن إبراهيم] (¬2) الْأذْرَعي: ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، ولفظ الرامهرمزي: " ... : صنفٍ كالعُرِّ وهو الجَرَبُ، وصنفٍ كالوعاء تحمل وتضع، وصنفٍ ودودٍ .. " الحديث. (¬2) من (ظ).

نا موسى بن عيسى: نا يزيد بن قُبَيس: نا الجرّاح بن مَليح عن أرطاة بن المُنذر عن عبد الله بن دينار عن عطاء بن أبي رباح. عن جابر بن عبد الله عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "النساءُ على ثلاثةِ أصنافٍ: صنفٍ (¬1) ودودٍ ولودٍ مسلمةٍ تُعينُ زوجَها على إيمانِه خيرٌ له من الكنزِ". عبد الله بن دينار هو الحِمْصيُّ. أخرجه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (ص 148) من طريق الجرّاح به. وإسناده ضعيف، عبد الله بن دينار هو البَهْراني الحمصي ضعيفٌ كما في "التقريب". وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 310): "قال أبي: هذا حديثٌ منكر. قلت: ممّن إنكاره؟. قال: من عبد الله بن دينار، هو منكر الحديث، يُحدِّث عنه إسماعيل بن عيّاش أحاديث مسندة لا يعرفها منكرة". أهـ. وقال السيوطي -كما في "كنز العمّال" (21/ 215) -: "وفيه أرطاة بن المنذر عن عبد الله بن دينار البهراني، وهما ضعيفان". أهـ. قلت: أرطاة ثقة لم يُضعَّف (انظر: التهذيب: 1/ 198). وأخرجه أبو الشيخ -كما في "الكنز" (21/ 215) - ومن طريقه الديلمي (زهر الفردوس: 4/ ق 55/أ- ب) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن عطاء عن ابن عمر. وعثمان ضعيف الحفظ، وقد سقط من مخطوطة (الزهر) اسم الراوي عنه، والله أعلم. 745 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر ¬

_ (¬1) عليه تضبيب في الأصل و (ر).

الهَمْداني: نا أبو يعقوب يوسف بن موسى المروروذي: نا أبو زكريا يحيى بن دُرُست: نا علي بن ربيع عن بَهْز بن حَكيم عن أبيه. عن جدِّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سوداءُ ولودٌ خيرٌ من حسناءَ لا تلدُ، إنّي مكاثِرٌ بكم الأممَ [يومَ القيامة] (¬1) حتى السِّقْط يظلُّ مُحْبَنْطيًّا (¬2) على باب الجنّة، فيُقال له: ادخلِ الجنّة. فيقول: أنا وأبواي؟. فيُقال له: ادخلِ الجنّةَ. فيقول: أنا وأبواي؟. فيُقال له: ادخلِ الجنّةَ. فيقول: أنا وأبواي؟. فيُقال: ادخلْ أنت وأبواك". 746 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أحمد بن حبيب الكِرماني قراءةً عليه بدمشق: نا أبو عبد الله محمَّد بن يزيد الذرقي (¬3) بطَرسوس: نا يحيى بن دُرُست: نا علي بن الهيثم: نا بَهْز بن حَكيم عن أبيه. عن جدّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سوداءُ ولودٌ خيرٌ من حسناءَ لا تلدُ، إنّي مكاثرٌ بكم الأممَ ... " فذكره نحوه. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ ق 334/ أ) من طريق تَمَّام الثاني. وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 111) والطبراني في "الكبير" (19/ 416) وأبو الشيخ في "الأمثال" (رقم: 58) -وليس عنده: "إني مكاثر ... الخ"- من طريق ابن دُرُست عن علي بن الربيع به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 253) مفرّقًا لكن قال. (علي بن نافع). قال ابن حبّان: "هذا حديثٌ منكرٌ لا أصل له من حديث بهز بن حكيم. ¬

_ (¬1) من (ر). (¬2) قال في "النهاية" (1/ 331): "المُحْبَنْطىء -بالهمز وتركه- المُتغضِّب المستبطىء للشيء. وقيل: هو الممتنع امتناع طلبة لا امتناع إباء". (¬3) في (ظ): (الدرقي) بالدال المهملة، والصواب (الدورقي) كما في تاريخ ابن عساكر.

وعليٌّ هذا يروي المناكير، فلما كثر المناكير في روايته بطل الاحتجاج به".أهـ. وقال العقيلي: "مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ".، وقال: "هذان المتنان يرويان بغير هذا الإِسناد بإسنادٍ أصلح من هذا". أهـ. ووقع عند تمام: (علي بن الهيثم) ولا أره إلا وهمًا من بعض الرواة. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 26): "لا يصح". وقال الهيثمي (4/ 258): "وفيه علي بن الربيع، وهو ضعيف". أهـ. وأخرجه أبو يعلى (المطالب المسندة - ق 57/ أ) -وعنه ابن عدي في "الكامل" (2/ 780) - وابن حبَّان في "المجروحين" (1/ 268) من طريق حسّان بن سياه عن عاصم عن زرّ عن ابن مسعود مرفوعًا: "ذروا الحسناء العقيم، وعليكم بالسوداء .. " ثم ذكر الحديث بنحوه. قال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (2/ ق 6/ ب): "وفي سنده حسّان بن سياه، وهو ضعيف". وحسّان ضعّفه ابن عدي والدارقطني وأبو نُعيم، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًا، يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. (اللسان: 2/ 187 - 188). قال الحافظ ابن حجر -كما في "شرح الإِحياء" (5/ 299) -: "تفرّد به حسّان، وخالفه أبو بكر بن عيّاش فرواه عن عاصم عن رجلٍ لم يُسمِّه عن عبد الله، قال الدارقطني: وهو صحيح (كذا، ولعلّه: وهو الصحيح) ". أهـ. وأخرجه أبو يعلى (المطالب المسندة: ق 57/ أ) من طريق مبارك بن فضالة عن عاصم عمّن حدّثه عن أبي موسى. قال البوصيري: "فيه راوٍ لم يُسمَّ". أهـ. قلت: والمبارك مدلّس ولم يصرّح بالسماع. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 144) من طريق عبد الله بن

محمَّد بن سنان عن إبراهيم بن الفضل -وهو ابن أبي سُويد- عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن سَوَاء الخزاعي عن أمِّ سلمة دون الشطر الثاني: "حتى السِّقْط ... الخ". وابن سنان هو الروحي الواسطي اتهمه بالوضع ابن حبان وأبو نُعيم، وقال أبو الشيخ: أجمعوا أنه كذّاب. (اللسان: 3/ 336). وأخرجه عبد الرزاق (6/ 160، 160 - 161) من مراسيل ابن سيرين وعبد الملك بن عمير وعاصم بن بهدلة، وأسانيدها صحاح، فظهر بذلك أن أصل الحديث مرسل، ووصله بعض الضعفاء. وللشطر الثاني شاهد: أخرجه أحمد (2/ 510) -واللفظ له- والنسائي (1876) والبيهقي (4/ 68) من طريق عوف عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعًا: "ما من مسلمين يموتُ لهما ثلاثة أولادٍ لم يبلغوا الحِنْثَ إلا أدخلهما اللهُ وإيّاهم بفضل رحمته الجنّة". وقال: "يُقال لهم: ادخلوا الجنة". قال: "فيقولون: حتى يجيء أبوانا". قال: "ثلاث مراتٍ، فيقولون مِثْل ذلك، فيُقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وأبواكم". وإسناده صحيح، وجوّد إسنادَه العراقيُّ في "تخريج الإِحياء" (2/ 26). 747 - أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمَّد بن أبي عثمان النّيسابوري - قَدِمَ علينا من طرسوس-: نا حامد بن محمد بن شُعيب: نا يحيى بن أيّوب المَقابِري، وأحمد بن إبراهيم المَوْصليُّ، قالا: نا خلف بن خليفة عن أبي هاشم -يعني: الرُّمَّاني- عن سعيد بن جُبير. عن ابن عبَاس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنّة؟ النّبيُّ في الجنّة، والصدِّيقُ في الجنةِ، والشهيدُ في الجنّةِ، والمولودُ في الجنَّة، والرجلُ يزور أخاه في ناحيةِ المِصْرِ لا يزوره إلا لله. ونساؤكم من أهلِ الجنَّة: الودودُ الولودُ، العَؤودُ على زوجها، التي إذا

غَضِبَ جاءت حتى تضعَ يدَها في يد زوجها، ثمّ تقول: لا أذوق غُمْضًا حتى ترضى". أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 59) عن شيخه مطيّن عن أحمد المَوْصلي به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 303) من طريق شريح بن النعمان عن خلف به دون قوله "ونساؤكم ... الخ". وخلف بن خليفة صدوق إلا أنّه اختلط، والباقون ثقات. وأخرجه الطبراني (12/ 59) -وعنه أبو نعيم (4/ 303) - من طريق عمرو بن خالد عن أبي هشام به، قال الهيثمي (4/ 313): "وفيه عمرو بن خالد الواسطي، وهو كذّابٌ". أهـ. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1775) من طريق عمرو بن خالد أيضًا عن زيد بن علي عن أبيه عن جدّه عن علي مختصرًا. "ألا أخبركم بمن يدخل من نسائكم الجنّة؟ الودود الولود العؤود التي تعود على زوجها". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 140) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق/125/ ب- نسخة الحرم) من طريق السَّريِّ بن إسماعيل عن الشعبي عن كعب بن عُجْرة. وقال: "لا يُروى عن كعب إلَّا بهذا السَّند". قال الهيثمي (4/ 312): "وفيه السريّ بن إسماعيل، وهو متروك". أهـ. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 46) و"الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 204/ ب) من طريق محمَّد بن بكّار بن الريَان عن إبراهيم بن زياد القرشي عن أبي حازم عن أنس. وإبراهيم نُقل عن البخاري أنه قال: لا يصحّ إسناده. وقال العقيلي: يأتي بما لا يُحفظ. وقال الذهبي: لا يُعرف من ذا. (اللسان: 1/ 61). وقال الذهبي في "المغني" (رقم: 82): "وعنه محمَّد بن بكّار بن الريّان بخبرٍ منكر جدًا، ولا يُدرى من هو". وقال الهيثمي (4/ 312): "وفيه إبراهيم بن زياد القرشي، قال

6 - باب: نكاح الأبكار

البخاري: لا يصح حديثه. فإنْ أراد تضعيفه فلا كلامَ، وإن أراد حديثًا مخصوصًا فلم يذكره، وأمّا بقيّة رجاله فهم رجال الصحيح". أهـ. 6 - باب: نكاح الأبكار 748 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد: نا أحمد بن يحيى بن إسحاق: نا فَيْض بن وَثيق عن محمَّد بن طلحة بن الطويل، قال: أخبرني عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عُويم بن ساعِدة عن أبيه. عن جدّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالأبكارِ، فإنّهنَّ أعذبُ أفواهًا، وأنتقُ أرحامًا (¬1)، وأرضى باليسير". أخرجه البيهقي (7/ 81) من طريق فيض به، وفيض كذّبه ابن معين كما في "الميزان" (3/ 366). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 140 - 141) والبيهقي (7/ 81) عن الحُميدي، وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (9/ 15) عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، كلاهما عن محمد بن طلحة به. وقال البيهقي: عبد الرحمن بن عُويم ليست له صحبة. وأخرجه ابن ماجه (1861) عن شيخه إبراهيم بن المنذر الحزامي عن ابن طلحة به، لكن قال: (عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم). وعتبة بن عويم له صحبةٌ، قال البخاري وأبو حاتم: لم يصحَّ حديثه. وقال الحافظ في "التهذيب" (7/ 99 - 100): "ما أراد البخاري بقوله: (لا يصحُّ حديثه). إلَّا لاضطراب سنده". ¬

_ (¬1) قال المنذري -كما في هامش الأصل-: "كلُّ شيءٍ فلقته فرميت به فقد نتقته. وهو يرجع إلى الرمي، ولذا قيل للمرأة الكثيرة الولد: (ناتق) لأنها ترمي الأولاد رميًا. وفيه الحديث: (فإنه (كذا) أنتق أرحامًا). حكاه الهروي".

وقال في "الإِصابة" (2/ 455): "يعني لما فيه من الاضطراب، وذكر أن مداره على عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة عن أبيه عن جده، فجزم الطبراني وآخرون أن الحديث من مسند عويم فالضمير في (جده) يعود على سالم .. وجزم في موضعٍ آخر بأنّه عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة، فعلى هذا الحديث من مسند عتبة وبذلك جزم ابن عساكر في (الأطراف)، وفيه اختلاف آخر، وعبد الرحمن لا يُعرف حاله". أهـ. وجمع ابن التركماني في "الجوهر النقي" (حاشية البيهقي: 7/ 81) بين هذين الوجهين بقوله: "فإنْ كان عبدُ الرحمن اسمُ جدِّه: (عبد الرحمن) كما ذكره البيهقي وابن منده، يحتمل على أن (عبد الرحمن) الذي هو الجد نُسِبَ في طريق البيهقي إلى جدّه (عويم)، وأن أباه هو (عتبة) كما بيّنه ابن منده، وأن سالمًا في طريق ابن ماجه نُسب إلى جدّه عتبة". أهـ. قلت: وهو جمعٌ مقبول، لكن مدار الحديث على عبد الرحمن بن سالم وهو مجهول كما في "التقريب"، وأبوه مثله. والراوي عنه محمَّد بن طلحة قال أبو حاتم: محلّه الصدق، يُكتب حديثُه، ولايحتجُّ به. وذكره ابن حبّان في "الثقات" وقال: ربّما أخطأ. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 172) من طريق أبي بلال الأشعري عن حماد بن زيد عن عاصم عن زرٍّ عن ابن مسعود. قال الهيثمي (4/ 259): "وفيه أبو بلال الأشعري، ضعّفه الدارقطني". أهـ. قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات" وسمّاه مرداسًا، وقال: "يُغرب". (اللسان: 7/ 22 و 6/ 14). وأخرجه سعيد بن منصور (512) بسند حسن عن عمرو بن عثمان بن عفان مرسلًا. وأخرجه عبد الرزاق (6/ 159) وسعيد (514) عن مكحول مرسلًا، وإسناد عبد الرزاق جيّد.

7 - باب: نكاح الزاني

فالحديث بمجموع هذه الطرق حسنٌ إن شاء الله. 7 - باب: نكاح الزاني 749 - أخبرنا أبو محمَّد عبد الرحمن بن جَيْش الفرغاني: نا أحمد بن علي بن سعيد القاضي: نا عبيد الله بن عمر القواريري: نا عبد الوارث بن سعيد: نا حبيب المعلّم عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الزاني المجلودُ لا ينكِحُ إلَّا مِثْلَه". أخرجه أحمد (2/ 324) وأبو داود (2052) وابن أبي حاتم في "التفسير" -كما في تفسير ابن كثير (3/ 263) - وابن عدي في "الكامل" (2/ 817) والحاكم (2/ 166) -وصححه- من طريق عبد الوارث به. وزاد السيوطي في "الدر المنثور" (5/ 20) نِسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه. وإسناده جيّدٌ. وقال ابن عبد الهادي في "المحرّر" (ص 172): "إسناده صحيح إلى عمرو، وهو ثقة محتجٌّ به عند الجمهور". أهـ. 8 - باب: نكاح المتعة 750 - أخبرنا أبو الحسين (¬1) علي بن أحمد بن محمد بن الوليد ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (الحسن) والمثبت موافق لما في "تاريخ دمشق" (11/ ق 426/ أ).

المُرِّي المقرئ: نا أبو القاسم أخطل بن الحكم بن جابر القرشي: نا أبو عبد الله محمَّد بن يوسف الفريابي: نا سفيان عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن الربيع بن سَبْرة. عن أبيه قال: خرجت أنا وابنُ عمًّ لي أسنُّ منّي، ومع كلّ واحدٍ منّا بُرْدٌ، فمررنا بامرأةٍ فأعجبها شبابي، وأعجبها بُردة ابن عمّي. قالت. بُردٌ كبُردٍ. فتزوجتُها تلك الليلة -وهي ليلةُ التروية- ثم أصبحتُ فخرجتُ عامدًا إلى المسجد، فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمٌ بين الباب والحَجَر، فخطب الناس، فقال: "يا أيُّها الناسُ! إنّي كنتُ أذِنتُ لكم في المتعةِ بالنِّساء، فمن كان عنده منهنَّ شيءٌ فليفارِقْها، ولا تأخذوا ممّا آتيتموهن شيئًا، إنّ الله حرّمها إلى يومَ القيامة". أخرجه الحُميدي في مسنده (847) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (7/ 128) - عن سفيان بن عيينة به. وأخرجه مسلم (2/ 1023 - 1026) من طرقٍ عن عبد العزيز بن عمر به، ومن طرقٍ أخرى عن الربيع به. 751 - أخبرنا أبو الحسين (¬1) علي بن أحمد بن محمَّد بن الوليد المُرِّي المقرئ: نا أبو القاسم أخطل بن الحكم: نا [أبو عبد الله محمَّد بن يوسف] (¬2) الفريابي: نا سفيان عن إسماعيل بن أميّة عن الزهري عن الربيع بن سَبْرة. عن أبيه قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها في حجّةِ الوداعِ. أخرجه أحمد (3/ 404) وأبو داود (2072) -ومن طريقه البيهقي (4/ 207) - والطبراني في "الكبير" (7/ 132) من طريق عبد الوارث بن سعيد عن إسماعيل به. ¬

_ (¬1) في الأصول: (الحسن) والمثبت من (ف)، وانظر التعليق السابق. (¬2) من (ف).

وإسناده صحيح، لكن قد رواه جماعة عن الزهري فقالوا: (يوم الفتح)، أخرج رواياتهم: مسلم (2/ 1026) والطبراني (7/ 131، 133،132) والبيهقي (7/ 204)، وقال البيهقي: "ورواية الجماعة عن الزهري أولى". ورواه عبد العزيز بن عمر عن الربيع عن أبيه، فذكر أن النّهي كان في حجة الوداع، أخرجه عبد الرزاق (7/ 504) والطبراني (7/ 125 - 128) والبيهقي (7/ 203 - 204). قال البيهقي: "هو وهم من عبد العزيز، فروايةُ الجمهور عن الربيع بن سبرة أن ذلك كان زمنَ الفتح". أهـ. قلت: انظر رواياتهم في صحيح مسلم (2/ 1024 - 1026). وقال الحافظ في "الفتح" (9/ 170): "وأمّا حجّة الوداع فهو اختلافٌ على الربيع بن سبرة، والرواية عنه بأنها في الفتح أصحُّ وأشهرُ". أهـ. وقد أطال الكلام في تحديد زمن النهي بما لم يُسبق إليه، فارجع إلى "الفتح" إن شئت البيان. 752 - أخبرنا أبو الحسين (¬1) علي بن أحمد بن محمَّد بن الوليد المُرِّي المقرئ قراءةً عليه في سنةِ ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة: نا أبو القاسم أخطل بن الحكم بن جابر القرشي: نا محمَّد بن يوسف الفريابي: نا أبان بن أبي حازم، قال: حدثني أبو بكر بن حفص. عن ابن عمر قال: لمّا وُلِّيَ عمرُ حَمد اللهَ وأثنى عليه، ثم قال: يا أيُّها الناسُ! إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحلَّ المتعةَ ثلاثًا ثمّ حرّمها علينا، وأنا أقسمُ باللهِ قسمًا برًّا لا أجدُ أحدًا من المسلمين أُحصِن متمتِّعًا إلّا رجمته إلَّا أن يأتيَني بأربعة شهداء أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحلَّها بعدَ إذْ حرّمها. ولا أجد ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (الحسن)، وفي (ظ): (الحسين) وكذا في (ر) لكن فوقها (الحسن).

9 - باب: نكاح التحليل

رجلًا من المسلمين مُتمتِّعًا إلَّا جلدتُه (مائةَ جلدةٍ) (¬1) إلَّا أن يأتيَني بأربعةِ شهداءَ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحلّها بعدَ ما حرّمها. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (11/ ق 426/ أ) من طريق تمام. وشيخ تمام ذكر ابنُ عساكر الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وشيخه أخطل بن الحكم ذكره ابن عساكر في تاريخه (2/ ق305/ ب- 306/ أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأبان بن أبي حازم هو ابن عبد الله نُسِب إلى جدّه، وأبو بكر بن حفص اسمه عبد الله مشهور بكنيته وجل روايته عن التابعين. وأخرج مسلم (2/ 885) من رواية جابر بن عبد الله أن عمر قال: أبتُّوا نكاح هذه النّساء، فلن أوتى برجلٍ نكح امرأةً إلى أجلٍ إلَّا رجمته بالحجارة. وأخرج ابن أبي شيبة (4/ 293) من طريق المسيّب بن رافع قال: قال عمر: لو أُتِيتُ برجلٍ تمتع بامرأةٍ لرجمته إن كان أُحصِن، فإن لم يكن أُحصِن ضربتُه. ورجاله ثقات إلَّا أن المسيّب لم يدرك عمر. وانظر رواياتٍ أخرى عن عمر في "كنز العمال" (22/ 94 - 95). 9 - باب: نكاح التحليل 753 - حدثنا أبو بكر محمد بن سهل بن عثمان التَّنوخي: نا عبد الرحمن بن مَعْدان باللاذقيّة: نا عبد العزيز بن عبد الله الأُويسي: نا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمَّد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. ¬

_ (¬1) ليس في (ظ).

عن أبي هريرة أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لعنَ المُحِلَّ والمحلَّلَ له. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 296) وأحمد (2/ 323) والترمذي في "العلل الكبير" (2/ 437) وابن الجارود في "المنتقى" (684) والبيهقي (7/ 208) من طريق عبد الله بن جعفر -وهو المَخْرَمي- به. وعزاه الزيلعي في "نصب الراية" (3/ 240) إلى إسحاق والبزّار وأبي يعلى، وقال: "وعبد الله بن جعفر وثّقه أحمد وابن معين وغيرهم، وأخرج له مسلم في "صحيحه"، وعثمان بن محمَّد الأخنس وثّقه ابن معين، وسعيد المقبري متفق عليه، فالحديث صحيحٌ". أهـ. قال الترمذي: "سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسنٌ، وعبد الله بن جعفر المَخْرَمي [في الأصل: المخزومي. وهو تحريف] صدوق ثقة، وعثمان بن محمَّد الأخنس ثقة". أهـ. وقال ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (1/ 270): "رجاله كلهم ثقات، وثّقهم ابن معين وغيره".أهـ. وقد رُوي الحديث عن جماعة من الصحابة، وهم: علي، وابن مسعود، وجابر، وعقبة بن عامر، وابن عباس، وعبيد بن عمير عن أبيه عن جده. أمّا حديث علي: فأخرجه عبد الرزاق (6/ 269) وسعيد (2008) وأحمد (1/ 83، 87، 88، 93، 107، 121، 150، 158) وأبو داود (2076، 2077) والترمذي (1119) وابن ماجه (1935) وابن عدي في "الكامل" (1/ 370) والبيهقي (7/ 207 - 208، 208) من طريق الحارث الأعور عنه. قال الزيلعي (3/ 239): "هو معلول بالحارث". أهـ. قلت: وهو ضعيف متهم. وأما حديث ابن مسعود:

فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 295) وأحمد (1/ 448، 462) والدارمي (2/ 158) والترمذي (1120) -وقال: حسن صحيح- والنسائي (3416) والطبراني في "الكبير" (10/ 46) والبيهقي (7/ 208) من طريق أبي قيس -واسمه: عبد الرحمن بن ثروان- عن الهزيل بن شُرَحْبيل عنه. قال الحافظ في "التلخيص" (3/ 170). "وصحّحه ابن القطّان وابن دقيق العيد على شرط البخاري". أهـ. وقال ابن القيم في "الإِغاثة" (1/ 269): "إسناده صحيحٌ". أهـ. وهو كما قالوا. وأخرجه أحمد (1/ 450 - 451) وإسحاق بن راهويه -كما في "نصب الراية" (3/ 239) - والبغوي في "شرح السنّة" (9/ 100) من طريق أبي الواصل عنه. وأبو الواصل قال الحسيني -كما في "التعجيل" (ص 527) -: مجهول. وأخرجه عبد الرزاق (6/ 269) من طريق الحارث الأعور عنه. وأمّا حديث جابر: فأخرجه الترمذي (1119) وابن عدي (1/ 370) من طريق مجالد بن سعيد عن الشعبي عنه. قال الترمذي: "هذا حديث ليس إسناده بالقائم؛ لأن مجالد بن سعيد قد ضعّفه بعض أهل العلم، منهم: أحمد بن حنبل. وروى عبد الله بن نمير هذا الحديث عن مجالد عن عامر عن جابر بن عبد الله عن علي، وهذا قد وَهِمَ فيه ابن نمير، والحديث الأول أصحُّ". وأما حديث عقبة: فأخرجه ابن ماجه (1936) عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح المصري عن أبيه عن الليث بن سعد قال: قال لي أبو مصعب مِشْرَح بن هاعان قال عقبة بن عامر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أخبركم بالتيس

المستعار؟ ". قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "هو المحلِّل. لعن الله المحلِّل والمحلَّل له". وأخرجه الحاكم (2/ 198 - 199) من هذا الطريق دون قول الليث: (لي)، وأخرجه الروياني في "مسنده" (ق 49/ أ- ب) والبيهقي (7/ 208) من طريق آخر عن عثمان بن صالح به، وقد صرّح الليث بسماعه من مشرح عند الروياني. وأخرجه الحاكم (2/ 199) وعنه البيهقي (7/ 208) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث عن الليث قال: سمعت مشرح بن هاعان .. فذكره. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 299) والدارقطني (3/ 251) من طريق عبد الله بن صالح عن الليث عن مشرح به. ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (1/ 438) عن البخاري أنه قال: ما أرى الليث سمعه من مشرح بن هاعان. وفي "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 411): "قال أبو زرعة: وذكرت هذا الحديث ليحيى بن عبد الله بن بكير، وأخبرته برواية عبد الله بن صالح، وعثمان بن صالح، فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا، وقال: لم يسمع الليث من مِشرح شيئًا، ولا روى عنه شيئًا، وإنّما حدثني الليث بن سعد بهذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو زرعة: والصواب عندي حديث يحيى. يعني: ابن عبد الله بن بكير". أهـ. قلت: الليث عاصر مشرحًا، وكلاهما من أهل مصر، وقد صرّح بسماعه من مشرح كما تقدّم، فالإِسناد متصل. وقال الزيلعي (3/ 239): "قلت: قوله في الإِسناد: (قال لي أبو مصعب) يردُّ ذلك، ورواه الدارقطني في سننه معنعنًا عن أبي صالح، كاتب الليث عن مشرح به. وكذلك حسّنه عبد الحق؛ لأنِّه ذكره من جهة

10 - باب: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب

الدارقطني، وأبو صالح مختلف فيه. وإلاّ فالحديث صحيحٌ من عند ابن ماجه، فإنّ شيخ بن ماجه يحيى بن عثمان ذكره ابن يونس في "تاريخ المصريين" وأثنى عليه بعلمٍ وضبطٍ، وأبوه. عثمان بن صالح المصري ثقةٌ أخرج له البخاري، وأمّا مشرح بن هاعان فوثقه ابن القطّان ونقل عن ابن معين أنّه وثّقه، والعلة التي ذكرها ابن أبي حاتم لم يُعرّج عليها ابن القطّان ولا غيره". أهـ. وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "إقامة الدليل" (ص 156). "الحديثُ جيدٌ، وإسناده حسن". أهـ. وقال ابن القيّم في "الإِغاثة " (1/ 270): "رجاله كلّهم مُوثّقون، لم يُجرحْ واحدٌ منهم". أهـ. أما حديث ابن عباس: فأخرجه ابن ماجه (1934) من طريق زَمْعة بن صالح عن سلمة بن وَهْرام عن عكرمة عنه. قال البوصيري في "الزوائد" (1/ 340): "هذا إسناد ضعيف لضعف زَمْعة بن صالح الجَنَدي، رواه أبو يعلى المَوصلي في مسنده". أهـ. وأمّا حديث عبيد بن عمير عن أبيه عن جده: فأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة"، وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 171): "إسناده ضعيف". 10 - باب: يَحرمُ من الرضاع ما يحرم من النَّسب 754 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا أبو بكر محمد بن هارون بن محمَّد بن بكّار بن بلال: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا بِشر بن عَون: نا بكّار بن تميم عن مكحول.

11 - باب: النهي عن الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها

عن أبي أُمامة الباهليّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَحرُمُ من الرّضاعِ ما يَحرُمُ من النَّسبِ". إسناده تالف، وقد تقدّم بيان ذلك في تخريج الحديث رقم (674). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 196) من طريق عُفير بن معدان عن سُليم بن عامر عن أبي أمامة. وقال الهيثمي في "المجمع" (4/ 261): "وفيه عُفَير بن معدان، وهو ضعيف".أهـ. وأخرجه البخاري (9/ 139 - 140) ومسلم (2/ 1070) من حديث عائشة، ولفظ البخاري: "الولادة" بدل "النسب". وأخرجه البخاري ومسلم (2/ 1071 - 1072) من حديث ابن عباس. 11 - باب: النهي عن الجمع بين المرأة وعمّتها أو خالتها 755 - حدثنا أبو زرعة وأبو بكر محمَّد وأحمد ابنا عبد الله النّصري، قالا: نا أبو الحسن محمَّد بن نوح الجُنْدَيْسابوري: نا أبو الربيع عُبيد الله بن محمَّد الحارثي: نا محمَّد بن إسماعيل بن أبي فُديك: أنا نافع بن أبي نُعيم القاري عن أبي الزِّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَجمعُ الرجلُ بين المرأة وعمّتِها، ولا بينَها وبينَ خالتِها". أخرجه البخاري (9/ 160) ومسلم (2/ 1028) من طريق مالك عن أبي الزِّناد به وأخرجه البخاري (9/ 160) من حديث جابر: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تُنكحَ المرأة على عمتها أو خالتها.

12 - باب: في الولي والشهود

12 - باب: في الولي والشهود 756 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا الربيع بن سليمان: نا عبد الله بن وهب: نا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي بُردة. عن أبي موسى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "لا نكاحَ إلَّا بوليٍّ". إسناده صحيح، أبو إسحاق -وهو السَّبيعي- صرّح بالتحديث كما سيأتي-، وقد اختُلِفَ فيه على الثوري، فرُوي عنه عن أبي إسحاق عن أبي بُرْدة مرسلًا كما سيأتي. 757 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأذْرَعي: نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزّار بمصر: نا أبو كامل الفُضيل بن الحسين: نا بشر بن منصور: نا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بُرْدة. عن أبي موسى مِثْلَه. أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (رقم:704) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 9) من طريق أبي كامل به. وإسناده صحيح، بشر احتج به مسلم، وقال أبو زرعة: ثقة مأمون. وقال الجهضمي: ثبتٌ في الحديث. وقال القواريري: هو أفضلُ منْ رأيتُ من المشايخ. وكان من عبّاد البصرة، وقال يعقوب بن شيبة: لم يكن له عناية بالحديث. وهذا جرحٌ مردودٌ بتوثيق المتقدمين له. وأبو كامل قال أحمد: بصير بالحديث متقن. ووثّقه ابن المديني وابن حبان. ورواه أيضًا خالد بن عمرو الأموي عن الثوري به متصلًا، أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 276) لكنّ خالدًا متهم. ورواه عنه موصولًا مُؤمّل بن إسماعيل عند الروياني في "مسنده" (ق 99/ ب) ومؤمل سيء الحفظ.

لكن رواه عبد الرزاق (6/ 196)، وشعبة عند الترمذي (3/ 409) والبيهقي (7/ 108)، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عند الطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 9)، وعبد الرحمن بن مهدي عند الروياني (ق 99/ أ - ب). كلهم عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا. وهؤلاء ثقات أثباتٌ، ورجّح الترمذي أنه عن الثوري مرسلٌ لا مسندٌ فقال: "وقد ذكر بعضُ أصحابِ سفيان عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بُردة عن أبي موسى. ولا يصحّ". أهـ. وكذا رجّح الطحاوي إرسالَه، وقال البيهقي: المحفوظ عنه غير موصول. 758 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمَّد الرَّقَاشي ببغداد. نا سليمان الشَّاذَكوني: نا النُّعمان بن عبد السلام: نا سفيان وشعبة عن أبي إسحاق عن أبي بُرْدة عن أبي موسى مِثْلَه. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1145) والحاكم (2/ 169) والبيهقي (7/ 109) من طريق أبي قلابة به. وأخرجه ابن عدي (3/ 1145) والحاكم من طريقين آخرين عن الشَّاذَكوني به. قال الحاكم: "قد جمع النُّعمان بن عبد السلام بين الثوري وشعبة في إسناد هذا الحديث ووصلَه عنهما، والنعمان ثقة مأمون". أهـ. وقال البيهقي: "تفرّد به سليمان بن داود الشَّاذكوني عن النعمان بن عبد السلام". أهـ. قلت: والشَّاذَكُوني متروك، وكذّبه ابن معين وصالح جزرة (اللسان: 3/ 84 - 88). ورواه عن شعبة موصولًا مالك بن سليمان الهروي، أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 213 - 214 و 13/ 86)، ومالك ضعّفه الدارقطني، وقال

العقيلي والسليماني: فيه نظر. وقال الساجي: يروي مناكير. (اللسان: 5/ 4). وذكر البيهقي (7/ 109) أنّ يزيد بن زُريع -وهو ثقةٌ- رواه عن شعبة موصولًا. ورواه أبو داود الطيالسي -عند الترمذي (3/ 409) والبيهقي (7/ 108) -، ووهب بن جرير -عند الطحاوي (3/ 9) - كلاهما عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا. وهما ثقتان، ولذا قال البيهقي: "المحفوظ عن شعبة غير موصول". ورواه أبو الأحوص سلّام بن سُليم الحنفي -وهو ثقة- عن أبي إسحاق عن أبي بُردة مرسلًا، أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 131). وقد خالف الثوريَّ وشعبةَ جماعةٌ من أصحاب أبي إسحاق، فرووه عنه موصولًا كما سيأتي. 759 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السّفر: نا بكّار بن قُتيبة: نا عبد الله بن رَجَاء: نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بُرْدة عن أبي موسى مثله. 760 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عيسى بن حيّان المدائني: نا سلّام بن سليمان المدائني عن إسرائيل عن أبي إسحاق فذكر بإسناده مثله. 761 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو سعيد أحمد بن خالد الوَهْبيُّ: نا إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق فذكر بإسناده مثله. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 131) وأحمد (4/ 394) والدارمي (2/ 137) وأبو داود (2085) والترمذي (1101) وابن الجارود في "المنتقى" (702) وا لطحاوي (3/ 8) وابن حيّان (1243) والدراقطني (3/ 218 -

219) والحاكم (2/ 170) والبيهقي (7/ 107) من طرقٍ عن إسرائيل به. وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق من أثبت الناس في جدِّه، بل قدّمه ابنُ مَهْدي على الثوري وشعبة في أبي إسحاق. وروى الحاكم (2/ 170) عن ابن مهدي أنّه كان يُثبّت حديثَ إسرائيل هذا. وروى أيضًا -وعنه البيهقي (7/ 108) - عن ابن المديني أنّه قال: حديثُ إسرائيل صحيحٌ في لا نكاح إلَّا بولي. وروى البيهقي عن البخاري أنّه قال -وقد سُئل عن حديث إسرائيل هذا-: الزيادة من الثقة مقبولة، وإسرائيل بن يونس ثقة، وإن كان شعبة والثوري أرسلاه فإنّ ذلك لا يضرُّ الحديثَ. وروى الحاكم عن ابن خزيمة أنه قال: سألت محمَّد بن يحيى الذُّهْلي عن هذا الباب، فقال: حديث إسرائيل صحيح عندي. قال ابن خزيمة: قلت له: رواه شعبة والثوري عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟. قال: نعم، هكذا روياه، ولكنّهم كانوا يُحدِّثون بالحديث فيرسلونه حتى يُقال لهم: عمّن؟ فيسندونه. وتابع إسرائيلَ على وصله جماعةٌ، منهم: 1 - أبو عَوانة الوضّاح بن عبد الله اليشكري: أخرج روايته الطيالسي (523) وسعيد في "سننه" (527) والترمذي (1101) وابن ماجه (1881) والروياني في "مسنده" (ق 109/ ب) والطحاوي (3/ 9) والحاكم (2/ 171) والبيهقي (7/ 107) والبغوي في "شرح السنة" (9/ 38). وأبو عوانة ثقة ثبت. وأخرجه الطحاوي (3/ 9) أيضًا من طريق المُعلّى بن منصور الرازي عن أبي عوانة عن إسرائيل به. ورجّح الطحاوي أن أبا عوانة لم يسمعه من أبي إسحاق، ونقل

البيهقي (7/ 107) عن المُعلّى أنه قال: ثم قال أبو عوانة بعد ذلك لم أسمعه من أبي إسحاق، بيني وبينه إسرائيل. قلت: لكن في سنن ابن ماجه: " .. قال أبو عوانة. حدثنا أبو إسحاق". فلعله من تصرّف بعض الرواة، والله أعلم. 2 - شَريك القاضي: أخرج روايته الدارمي (2/ 137) والترمذي (1101) وابن حبّان (1245) والبيهقي (7/ 107 - 108) والخطيب (6/ 41). 3 - قيس بن الربيع: أخرج روايته الطحاوي (3/ 9) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 200/ ب) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 120) والبيهقي (7/ 108). وفي شريك وقيس ضعفٌ من جهة الحفظ. 4 - زهير بن معاوية. أخرج روايته ابن الجارود (703) وابن حبان (1244) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1790) والحاكم (2/ 171) والبيهقي (7/ 107). وزهير وإن كان ثقة إلَّا أنه سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه (¬1). 5 - عبد الحميد بن الحسن الهلالي: أخرج روايته ابن عدي (5/ 1958). وعبد الحميد وثقه ابن معين، وضعّفه ابن المديني وأبو زُرعة والساجي. ¬

_ (¬1) قال الإِمام أحمد: في حديثه عن أبي إسحاق لين، سمع منه بآخره. وقال أبو زرعة: سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط. انظر: التهذيب (3/ 351 - 352). فلا أعلم -بعد هذا- مستند الأستاذ/ حسين سليم أسد في قوله فيما علّقه على مسند أبي يعلى (8/ 25) حيث قال: "زهير بن معاوية قديمُ السماع من أبي إسحاق"!.

6 - يونس بن أبي إسحاق والد إسرائيل: أخرج روايته الترمذي (1101) والحاكم (2/ 171) والبيهقي (7/ 109)، ويونس صدوق. وقد رجح الترمذي في "الجامع" (3/ 409) الرواية الموصولة، فقال: "ورواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق عن أبي بُردة عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندي أصحُّ؛ لأن سماعَهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة. وإن كان شعبة والثوري أحفظَ وأثبتَ من جميع هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق هذا الحديث. فإنّ رواية هؤلاء عندي أشبه؛ لأن شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من أبي إسحاق في مجلسٍ واحدٍ. ومما يدلّ على ذلك ما حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، قال: سمعت سفيان الثوري يسأل أبا إسحاق: أسمعت أبا بُردة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا نكاحَ إلا بوليّ"؟. فقال: نعم". أهـ. وأخرجه البيهقي (7/ 108) من طريق الحسن بن سفيان عن الفُضَيل بن الحسين عن أبي داود عن شعبة فذكر مثله. ثم قال: قال الحسن: ولو قال: (عن أبيه)؟ لقال: نعم. وظهر من ذلك تصريحُ أبي إسحاق بالسماع فانتفت شبهةُ تدليسه، فإن قيل: إنه قد اختلط؟ فالجواب أنه من رواية إسرائيل عنه وهو من أثبت الناس فيه، بل قدّمه ابن مهدي فيه على شعبة والثوري، وقيس وشريك ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه. وأخرجه أحمد (4/ 413، 418) وأبو داود (2085) وابن الجارود (701) والحاكم (2/ 171) وعنه البيهقي (7/ 109) من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبي بُردة عن أبي موسى. ثم نقل الحاكم عن قَبِيصة بن عقبة -الراوي عن يونس- أنه قال: جاءني علي بن المديني فسألني عن هذا الحديث فحدّثته به، فقال علي: "قد

استرحنا من خلاف أبي إسحاق". وقال الحاكم: "لست أعلم بين أئمة هذا العلم خلافًا على عدالة يونس، وأنّ سماعه من أبي بُردة مع أبيه صحيح". قلت. يونس وثّقه ابن معين وابن سعد، وقال ابن مهدي والنسائي: لا بأس به. وضعّف أحمد حديثه عن أبيه خاصّة. وأخرجه الحاكم (2/ 172) من طريق أبي حَصين عثمان بن عاصم الثقفي عن أبي بردة عن أبي موسى. وإسناده جيّد قوي، وهذه الطريق سالمةٌ من الإِعلال، ولله الحمد. 762 - حدثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو عبد الله محمد بن أيّوب بن يحيى بن الضُّريس، وأبو عبد الله عبد الوهاب بن مسلم بن وارة، وأبو عبد الله أحمد بن مَرْدَك بن زنجلة الرّازيّون، قالوا: نا أيّوب بن عروة الكوفي -وكان يسكن الريَّ- أنا أبو مالك الجَنْبِي عمرو بن هاشم: نا عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "لا نكاحَ إلَّا بوليٍّ". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 356 - 357) عن شيخه ابن الضُّرَيْس به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 294) من طريقٍ آخر عن أيوب به، وزاد: "وشاهدين". ذكره ابن عدي في ترجمة أيّوب بن عروة، وقال: "روى غيرَ حديثٍ منكرٍ". أهـ. وقال أبو حاتم: صدوق. (اللسان: 1/ 486). والعلَةُ من شيخه عمرو بن هاشم، فقد قال في "التقريب": "ليّن الحديث، أفرطَ فيه ابن حبّان". أهـ. ولذا ذكر العقيلي الحديثَ في ترجمته. وأخرجه ابن عدي (2/ 521، 522) والدارقطني (3/ 225) من طريق ثابت بن زهير عن نافع عن ابن عمر، وزاد: "وشاهدي عَدْلٍ". وثابت قال البخاري: منكر الحديث. وضعّفه النسائي وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم (اللسان: 2/ 76).

763 - حدّثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني: نا محمَّد بن جرير الطبري: نا بشر بن دحية: نا أبو أميّة بن يعلى عن موسى بن عُقبة عن إسحاق بن يحيى بن عُبادة. عن عُبادة -يعني: ابن الصامت- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا نكاحَ إلَّا بوليٍّ". إسناد ضعيف جدًا: إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة، قال الحافظ: "أرسل عن عُبادة، وهو مجهول الحال". وبشر بن دحية ضعّفه الذهبي، ودافع عنه الحافظ (انظر: اللسان: 2/ 23). وشيخه أبو أمية -واسمه: إسماعيل- تركه ابن معين والنسائي والدارقطني، واتهمه ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 147 - 148) برواية الموضوعات. (اللسان: 1/ 445) فهو الآفة. 764 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذْرعيُّ: نا بكر بن سهل الدِّمياطي: نا محمَّد بن أبي السريّ العسقلاني: نا بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني: نا سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد. عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يجوزُ لامرأةٍ نكاحٌ إلّا بإذن وليِّها، فإنْ لم يكن لها وليٌّ فالسلطانُ وليُّ من لا وليَّ له". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 459) من طريق ابن أبي السري به بلفظ: "لا نكاح إلَّا بوليٍّ". وبكر بن عبد الله كذّبه ابن معين، وضعّفه غيره (اللسان: 2/ 52 - 54). وقال الحافظ في "اللسان" (2/ 54):"تفرّد به بكر عن الثوري، وهو باطلٌ بهذا الإِسناد". أهـ.

ورُويَ من وجهٍ آخر: فأخرجه الطيالسي (1463) وعبد الرزاق (6/ 195) والشافعي (ترتيب السندي-2/ 11) والحميدي (228) وسعيد بن منصور (528، 529) وابن أبي شيبة (4/ 128) وأحمد (6/ 47، 165 - 166) والدارمي (2/ 137) وأبو داود (2083) والترمذي (1102) والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف: 12/ 43) وابن ماجه (1879) وأبو يعلى في "مسنده" (رقم: 4570) وابن الجارود (700) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 7) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1115) والدارقطني (3/ 221) والحاكم (2/ 168) والبيهقي (7/ 105) والبغوي في "شرح السنة" (9/ 39) من طرقٍ عن ابن جريج قال: أخبرني سليمان بن موسى أنّ ابن شهاب أخبره أنّ عروة أخبره أنّ عائشة أخبرته أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيُّما امرأةٍ نُكِحت بغير إذن وليِّها فنكاحُها باطلٌ، فنكاحها باطلٌ، فنكاحها باطلٌ. فإن دخل بها فلها المهرُ بما استحلَّ من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطانُ وليُّ مَنْ لا وليَّ له". وزاد الطيالسي في أوله: "لا نكاح إلَّا بوليّ". والحديث حسّنه الترمذيُّ، وصحّحه الحاكم على شرطهما. وقد أُعِلَّ: فروى أحمد (6/ 47) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 140) عن إسماعيل بن عُليَة عن ابن جريج، قال: فلَقِيتُ الزهريَّ فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه، قال: وكان سليمان بن موسى وكان. فأثنى عليه. وقال الترمذي: "وقد تكلّم بعض أصحاب الحديث في هذا الحديث، قال ابن جريج: ثمَّ لَقِيت الزهريَّ فسألته فأنكره. فضعّفوا هذا الحديث من أجل هذا. وذُكِر عن ابن معين أنَّه قال: لم يَذكر هذا الحرفَ عن ابن جريج إلا إسماعيلُ بن إبراهيم، وسماعُ إسماعيل عن ابن جريج ليس بذاك، إنّما صحّح كتبه على كُتُب عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد ما سمع من

ابن جريج. وضعّف يحيى رواية إسماعيل عن ابن جريج". أهـ. كلام الترمذي. وأسند الحاكم (2/ 169) والبيهقي (7/ 105 - 106) عن الإِمام أحمد أنّه قال: ابن جريج له كتب مدوّنة، وليس هذا في كتبه. يعني: حكايته ابن عُليّة عن ابن جريج. وأسندا عن ابن معين أنه قال: لم يذكره -يعني: إنكار الزهري- عن ابن جريج غير ابن عليّة، وإنّما سمع ابن عُليّة من ابن جريج سماعًا ليس بذاك، إنّما صحّح كتبه على كتب عبد المجيد بن عبد العزيز. وضعّف ابن معين رواية إسماعيل عن ابن جريج جدًّا. وقال البيهقي في "المعرفة" -كما في "نصب الراية" (3/ 186) -: "فهذان إمامان قد وهّنا هذه الرواية مع وجوبِ قبولِ خبر الصادق وإن نسي مَنْ أخبرَ عنه". أهـ. وقال الحافظ في "التلخيص" (3/ 157): "وأعلَّ ابنُ حبّان وابن عدي وابن عبد البرّ والحاكم وغيرهم الحكايةَ عن ابن جريج، وأجابوا عنها على تقدير الصحة بأنّه لا يلزم من نسيان الزهري له أن يكون سليمان بن موسى وَهِمَ فيه". وإليك ما قاله ابن حبان في صحيحه -كما ذكره الزيلعي (3/ 185) -، قال: "وقد أوهم هذا الخبرُ من لم يُحكِمْ صناعةَ هذا الحديث أنّه منقطعٌ بحكايةٍ حكاها ابن عُليّة عن ابن جُريج ... ، وليس هذا مما يقدحُ في صحةِ الخبر؛ لأنّ الضابطَ من أهل العلم قد يُحدِّث بالحديث ثم ينساه، فإذا سُئل عنه لم يعرفه، فلا يكون نسيانُه دالًا على بُطلان الخبر. وهذا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - خيرَ البشر- صلّى فسها، فقيل له: أقصرت الصلاة أم نسيت؟. فقال: (كل ذلك لم يكن). فلما جاز على من اصطفاه الله لرسالته في أعمِّ أمور المسلمين الذي هو الصلاة حين نسي، فلما سألوه أنكر ذلك،

ولم يكن نسيانه دالًّا على بطلان الحكم الذي نسيه، كان جوازُ النسيان على من دونه من أمّته الذين لم يكونوا بمعصومين أولى". أهـ. وقال الحاكم: "فقد صحّ وثبت بروايات الأئمة الأثبات سماعُ الرواة بعضهم من بعضٍ، فلا تُعلَّلُ هذه الروايات بحديث ابن عُليّة وسؤاله ابن جريج عنه، وقولِه: إني سألت الزهريَّ فلم يعرفه. فقد ينسى الثقةُ الحافظُ بعد أن حدّث به. وقد فعله غير واحدٍ من حفّاظ الحديث". أهـ. قلت: فتحرّر من ذلك ضعفُ هذه العلة والجوابُ عنها لو ثبتت. وسليمان بن موسى وثّقه ابن معين ودُحيم وابن سعد وابن حبّان والدارقطني، وقال الزهري: أحفظ من مكحول. وقال ابن عدي: ثبت صدوق. وقال البخاري: عنده مناكير. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: محلّه الصدق، وفي حديثه بعض الاضطراب. وذكر ابن المديني أنَّه خُولِط قبل موته بيسيرٍ. ونقل عنه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 140) أنه قال: "سليمان مطعونٌ عليه". فمثله حسن الحديث، وقول الحاكم إنه على شرط الشيخين وَهْمٌ، لأن سليمان لم يخرِّج له صاحبا الصحيح شيئًا. وأخرجه ابن حبّان (1247) والدارقطني (3/ 225 - 226) والبيهقي (7/ 125) من طرقٍ عن ابن جُريج به، بلفظ: "لا نكاحَ إلا بوليٍّ وشاهدي عدل". وأكثرُ من رواه عن ابن جريج لا يذكر الشاهدين. ولم ينفرد سليمان بالحديث فقد توبع: تابعه جعفر بن ربيعة عند أحمد (6/ 66) وأبي داود (2084) وأبي يعلى (4837) والطحاوي (3/ 7) والبيهقي (7/ 106)، وقال أبو داود: "جعفر لم يسمع من الزهري، كتب إليه". وتابعه عُبيد الله بن أبي جعفر عند الطحاوي (3/ 7).

والراوي عنهما -أعني جعفرًا وعبيد الله- ابنُ لهيعة وهو مختلط. وتابعه الحجّاج بن أرطاة عند أحمد (6/ 260) وابن أبي شيبة (4/ 130) وابن ماجه (1880) وأبى يعلى (2507، 4692، 4906) والطحاوي (3/ 7) والبيهقي (7/ 106) بلفظ: "لا نكاح إلّا بولي، والسلطانُ ولي من لاولي له". والحجّاج ضعّفوه ولم يسمع من الزهري. وتابعه أيوب بن موسى عند ابن عدي (4/ 1516)، والراوي عن عبد الله بن فرّوخ له أغلاطٌ. وتابعه عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي عند الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 200/ب)، والوقاصي متروك كذّبه ابن معين. وتابع الزهريَّ: هشام بن عروة، رواه عنه: 1 - زَمْعةُ بن صالح عند أبي يعلى (4682) بلفظ: "إيُّما امرأةٍ نُكِحَتْ بغير إذن وليِّها فنكاحها باطل". وزمعة ضعيف. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 30) بلفظ: "لا نكاح إلّا بولي". 2 - مَنْدل بن علي عند أبي يعلى (4749) بلفظ: "لانكاح إلا بولي، والسلطان ... "، ومندل ضعيف أيضًا. 3 - يزيد بن سنان الرّهاوي عند الدارقطني (3/ 227) وزاد: "وشاهدي عدل". والراوي عن يزيد ابنه محمد، وهما ضعيفان كما قال الزيلعي (3/ 187). 4 - ابن جريج عند ابن عدي (6/ 2374) وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 262) بلفظ: "لا نكاحَ إلا بولي، فإن اشتجروا فالسلطان ... "، لكن الراوي عنه: مطرف بن مازن، كذّبه ابن معين. 5 - أبو مالك عمرو بن هاشم الجَنْبي عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 239) والجنبي ليّن.

6 - الحسين بن علوان عند ابن عدي (2/ 770) وابن علوان كذّاب. 7 - جعفر بن برقان عند الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 200/ ب) وزاد: "وشاهدي عدل". لكن في السند إليه: علي بن جميل الرقي كذّبه ابن حبّان، وضعّفه غيره. (اللسان: 4/ 209). وتابع عروةَ القاسمُ بن محمد: أخرجه ابن عدي (6/ 2448) من طريق جُبارة بن المُغلِّس عن مَنْدل عن ليث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه. وهو مسلسل بالضعفاء: جبارة ومندل وليث. وقد رَوى حديث "لا نكاح إلّا بولي" جماعة آخرين من الصحابة -غير من تقدّم-، وهم: 1 - ابن عباس: أخرج حديثه أحمد (1/ 250) وابن ماجه (1880) وأبو يعلى (2507، 4692، 4907) وابن عدي (3/ 1139) والبيهقي (7/ 109 - 110) من طريق حجّاج عن عكرمة عنه. قال البوصيري في "الزوائد" (1/ 331). "هذا إسناد ضعيف: حجّاج بن أرطاة مُدلِّس، وقد رواه بالعنعنة، وأيضًا لم يسمع حجّاج من عكرمة، إنّما يُحدِّث عن داود بن الحصين. قاله الإِمام أحمد". أهـ. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 142) من طريق حجّاج عن عطاء عن ابن عباس. وأخرجه الطبراني (12/ 64) والبيهقي (7/ 124) من طريق القواريري عن ابن مهدي وبشر بن المفضل عن سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعًا. قال البيهقي: "تفرّد به القواريري مرفوعًا وهو ثقة، إلا أنّ المشهور بهذا الإِسناد موقوف على ابن عباس".

ورواه عبد الرزاق (6/ 198) ومن طريقه البيهقي (7/ 124)، ووكيع -عند ابن أبي شيبة (4/ 129) - كلاهما عن الثوري به موقوفًا. وأخرجه الشافعي (ترتيب السندي-2/ 12) -ومن طريقه البيهقي (7/ 112) - من طريق مسلم بن خالد عن ابن خُثَيم به موقوفًا. ومسلم سيىء الحفظ. وأخرجه الشافعي (2/ 12) عن سعيد بن سالم القدّاح عن ابن جريج عن ابن خُثَيم عن سعيد ومجاهد عن ابن عباس موقوفًا. وابن جريج مدلس وقد عنعن. وأخرجه سعيد بن منصور (553) -ومن طريقه البيهقي (7/ 124) - عن إسماعيل بن عيّاش عن جعفر بن الحارث عن ابن خيثم به موقوفًا. وجعفر ضعّفوه، وابن عيّاش مخلّط في روايته عن غير أهل الشام، وشيخه واسطيٌّ. وقال ابن التركماني في "الجوهر" (حاشية البيهقي: 7/ 124): "قلت: مداره موقوفًا ومرفوعًا على عبد الله بن عثمان بن خثيم، وقال فيه ابن معين: أحاديثه ليست بقويةٍ. وقال ابن الجوزي: قال يحيى: أحاديثه ليست بشيءٍ".أهـ. قلت: ونُقِل عنه توثيقه أيضًا، ووثّقه العجلي وابن سعد وابن حبّان، ووثقه النسائي وقال مرةً: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: ما به بأس صالح الحديث. وقال ابن المديني: منكر الحديث. فالعجب من ابن التركماني كيف حكى الجرح ولم يحك التعديل!. ورواه الدارقطني (3/ 221) والبيهقي (7/ 124) من طريق عدي بن الفضل عن ابن خثيم به مرفوعًا وزاد: "وشاهدي عدل". قال الدارقطني: "رَفَعَه عديٌّ، ولم يرفعه غيره". أهـ.

وقال البيهقي: "كذا رواه عدي بن الفضل وهو ضعيف، والصحيح موقوف". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 200/ أ) من طريق أبي يعقوب عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس مرفوعًا، قال الهيثمي (4/ 285): "وفيه [أبو] يعقوب غير مسمّى، فإن كان التوأم فقد وثقه ابن حبان وضعّفه ابن معين، وإن كان غيره فلم أعرفه، وبقية رجاله ثقات ".أهـ. قلت: التوأم جزم الحافظ في التقريب بضعفه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 155) و"الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 200/ ب) من طريق الربيع بن بدر عن النهّاس بن قهم عن عطاء عن ابن عباس رفعه: "لا يكون نكاح إلّا بوليٍّ وشاهدين ... ". قال الهيثمي (4/ 286): "وفيه الربيع بن بدر، وهومتروك". أهـ. قلت: والنّهّاس ضعيف كما في "التقريب". 2 - أبو هريرة: أخرج حديثه ابن حبّان (1246) من طريق أبي عامر الخزّاز عن ابن سيرين عنه. والخزّاز -واسمه: صالح بن رستم- صدوق كثير الخطأ كما في "التقريب". وأخرجه ابن عدي (6/ 2356، 2357) -ومن طريقه البيهقي (7/ 125) - والخطيب في "التاريخ" (3/ 224) من طريق المغيرة بن موسى عن هشام عن ابن سيرين به وزاد، "وخاطب وشاهدي عدل". والمغيرة قال البخاري: منكر الحديث. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 200/ ب) وابن عدي (3/ 1101) والخطيب (4/ 224) من طريق سليمان بن أرقم عن

الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، وزاد: "وشاهدي عدل، والسلطان ... ". قال الهيثمي (4/ 286): "وفيه سليمان بن أرقم، وهو متروك". وتابعه عمر بن قيس المكي عند الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 200/ أ)، وهو متروك أيضًا كما قال الهيثمي. وأخرجه ابن عدي (4/ 2113) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي عن أبيه عن أبي هريرة، وزاد: "وشاهدي عدل". والعرزمي متروك. 3 - علي: أخرج حديثه ابن عدي (1/ 197) من طريق أبي علي أحمد بن عبد الله الكندي عن إبراهيم بن الجرّاح عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن خصيف عن جابر بن عقيل عنه، وزاد: "وشاهدين". قال ابن عدي: "باطل، أحمد بن عبد الله حدث بأحاديث مناكير لأبي حنيفة". وضعّفه الدارقطني كما في "اللسان" (1/ 199). وأخرجه ابن عدي (4/ 1532) والخطيب (2/ 224) من طريق الحارث عنه، والحارث ضعيف متهم. وأخرجه (5/ 1684) من طريق عمر بن صُبْح عن مقاتل بن حيّان عن الأصبغ بن نباتة عن علي مرفوعًا: "أيّما امرأة تزوجت بغير ولي فتزويجها باطل ". وابن صُبْح والأصبغ متروكان. وأخرجه الخطيب (8/ 7) من طريق الحسين بن عبد الله بن ضُمَيرة عن أبيه عن جده عن علي، وزاد: "وشاهدين". والحسين كذّبه مالك وأبو حاتم وابن الجارود -كما في "اللسان" (2/ 289) -. وأخرجه البيهقي (7/ 111) من طريق سلمة بن كهيل عن معاوية بن سويد بن مُقَرِّن عن أبيه عن علي قال: أيُّما امرأة نكحت بغير إذن وليّها

فنكاحها باطلٌ، لا نكاح إلا بإذن ولي. قال البيهقي: هذا إسناده صحيح. 4 - جابر: أخرج حديثه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 200/ أ) [وانظر: نصب الراية: 3/ 188] من طريق عمرو بن عثمان الرقي عن عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي سفيان عنه. قال الهيثمي (4/ 286): "وفيه عمرو بن عثمان الرّقي، وهو متروك، وقد وثّقه ابن حبّان". أهـ. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 370) من طريق العباس بن أحمد المُذكّر عن داود بن علي عن إسحاق بن راهويه عن عيسى به. قال الخطيب: "هذا الحديث منكر بهذا الإِسناد، والحملُ فيه عندي على المُذكِّر، فإنّه غير ثقة". أهـ. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 200/ أ) وابن عدي (4/ 1566 - 1567) من طريق عبد الله بن بزيع عن هشام عن عطاء عن جابر. وابن بزيع قال الدارقطني: ليس بمتروك. وقال الساجي وابن عدي: ليس بحجّةٍ. (اللسان: 3/ 263). وأخرجه ابن عدي (6/ 2113) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمى عن أبي الزبير عن جابر. والعرزمي متروك. وأخرجه ابن عدي (6/ 2043) من طريق ابن أبي ذئب عن عطاء عن جابر. وسنده صحيح إن ثبت سماع ابن أبي ذئب من عطاء. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين. 1/ ق 200/ ب) من طريق محمد بن عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر، وقال الهيثمي (4/ 286): "محمد بن عبد الملك إن كان هو الواسطي الكبير فهو ثقة، وإلّا فلم أعرفه،

وبقية رجاله ثقات". أهـ. قلت: فيه قَطَن بن نُسَير اتهمه ابن عدي بسرقة الأحاديث، وكان أبو زرعة يحمل عليه، ووثقه ابن حبّان. 5 - عبد الله بن عمرو: أخرج حديثه ابن عدي (6/ 2113) من طريق العرزمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه، والعرزمي متروك. وأخرجه الطبراني بلفظ: "أيُّما امرأةٍ نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ... "، قال الهيثمي (4/ 285): "وفيه حمزة بن أبي حمزة وهو متروك". 6 - أبو أمامة: أخرج حديثه الرّوياني في "مسنده" (ق 218/ أ) والطبراني في "الكبير" (8/ 351) من طريق عمر بن صهبان عن أبي الزناد عنه. قال الهيثمي (4/ 286): "وفيه عمر بن صهبان، وهومتروك". أهـ. وأخرجه ابن عدي (6/ 2298) من طريق عمر بن موسى عن أبي غالب عن أبي أمامة، وقال: "منكر". وعمر كذّبه ابن معين، واتهمه بالوضع أبو حاتم وابن عدي (اللسان: 4/ 332 - 334). 7 - أنس: أخرج حديثه ابن عدي (2/ 979) من طريق دينار خادم أنس عنه. ودينار اتهمه بالوضع ابن حبّان والحاكم. (اللسان: 2/ 434 - 435). وأخرجه (1/ 318 و 6/ 2298 و 7/ 2566) من طريق يزيد الرقاشي عن أنس وزاد: "وشاهدي عدل" والرقاشي متروك. 8 - البراء بن عازب: أخرج حديثه ابن عدي (4/ 1569) من طريق عبد الله بن عمرو الواقعي عن شريك عن جابر عن أسلم المهري عنه.

الواقعي كذّبه الدارقطني كما في "اللسان" (3/ 320)، وجابر هو الجعفي مُتَّهمٌ. 9 - سَمُرة بن جُنْدب: أخرج حديثه ابن عدي (6/ 2043 - 2044) عن شيخه الفضل بن محمد الباهلي بسنده عنه. والفضل كذّبه الدارقطني وابن عدي -كما في "اللسان" (4/ 448). 10 - ابن مسعود: 11 - عمران بن حصين: وسيأتي تخريج حديثيهما في الحديث الآتي. وبهذا يكون عدد الصحابة الذين رُوي عنهم هذا الحديث: خمسة عشر، والثابت من رواياته روايتان فقط: رواية أبي موسى وعائشة. وذكر الحاكم (2/ 172) أنّه رُوي أيضًا عن معاذ بن جبل وأبي ذر والمقداد والمسور بن مخرمة وأم سلمة وزينب بنت جحش، فصاروا بذلك واحدًا وعشرين صحابيًا. 765 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن جَبْلةَ بن عبد الله بن عبد الرحمن المُضَرِيُّ البغداديُ -قَدِمَ علينا من طرسوس-: نا إسحاق بن الحسن الحربيّ: نا أبو نُعيم الفضلُ بن دُكين: نا عبد الله بن مُحرَّر عن قَتادة عن الحسن. عن عمران بن حُصين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا نكاحَ إلّا بوليٍّ وشاهِدَي عَدْلٍ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (لم يسمعِ الحسنُ من عمران). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه عبد الرزاق (6/ 196) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير"

13 - باب: الاستئمار

(18/ 142) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1453) والروياني في "مسنده" (ق 18/ أ) والدارقطني (3/ 225) والبيهقي (7/ 125) من طريق ابن محرّر به، وزاد ابن عدي والدارقطني: (عن ابن مسعود). قال البيهقي: "عبد الله بن محرّر متروك لا يحتجُّ به". وقال الهيثمي في "المجمع" (4/ 287): "وفيه عبد الله بن محرّر (في الأصل: محرز)، وهو متروك". أهـ. وكذا قال الحافظ في "التلخيص" (2/ 156). وأخرجه ابن عدي (4/ 1569) من طريق عبد الله بن عمرو الواقعي عن أبان بن يزيد العطّار عن قتادة عن الحسن عن عمران. والواقعي كذّبه الدارقطني -كما في "اللسان" (3/ 320). وأخرجه البيهقي (7/ 125) من طريق عبد الجبار عن الحسن مرسلًا، وعبد الجبّار لم يُنسب، وأظنّه ابن الورد. وقد مرّ تخريج الروايات المشتملة على زيادة: "وشاهدي عدل". 13 - باب: الاستئمار 766 - حدثني أبي -رحمه الله-: نا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن الضُّريس بن يسار بالريّ: نا محمد بن كثير العَبْديُّ: نا سفيان الثوري عن مالك بن أنس عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جُبَير. عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأَيِّمُ -أو: الثيِّبُ- أحقُّ بنفسها من وليّها، والبِكرُ تُستأذنُ في نفسها، وإذنُها: صُماتُها". هو في "موطأ مالك" (2/ 524 - 525). وأخرجه مسلم (2/ 1037) من طريقه.

767 - أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن الوليد المُرِّيّ المقرىء قراءةً عليه: نا أخطل بن الحكَم: نا الفريابي: نا سفيان عن ابن جُريج (¬1) عن ابن أبي مُلَيكة عن أبي عمروٍ. عن عائشة قالت: قلتُ: يارسول الله! أتُستأمَرُ النّساءُ في أبضاعهنّ؟. قال: " [إنّ] (¬2) البكرَ تستأمر فتستحي فتسكت، وإذنُها: سكوتُها". أبو عمروٍ: ذكوان مولى عائشة. أخرجه البخاري (12/ 319) عن شيخه الفريابي به، لكن بلفظ: قلت: يا رسول الله! يُستأمر النساء في أبضاعهن؟ قال: "نعم". قلت: فإنّ البِكرَ تُستأمَرُ فتستحي فتسكت. قال: "سكاتُها إذنها". قلت: وتبيّن من هذا أن أخطل بن الحكم وهم في روايته فجعل كلام عائشة: "إن البكر" إلى: "فتسكت" من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأخطل ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/ ق 305/ ب- 306/ أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكر هذا الحديث في ترجمته من طريق تمام. والحديث أخرجه مسلم (2/ 1037) من طريق ابن جريج به نحوه. 768 - أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن الوليد المُرِّيُّ المقرىء -قراءةً عليه-: نا أخطل بن الحكم: نا محمد بن يوسف الفِريابي (ح). وأخبرنا خيثمة بن سليمان: نا عمرو بن ثَوْر القَيْسراني: نا محمد بن يوسف الفِريابي: نا سفيان بن عيينة عن الزُّهريّ عن سعيد بن المسيّب. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (نجيح)، وصُوِّبت بهامش الأصل. (¬2) من (ظ) و (ر).

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تُستأمَرُ اليتيمةُ في نفسِها، وصمتُها: إقرارُها". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ ق 305/ ب) من طريق تمام. والصواب أن الحديث مرسل: فقد رواه سعيد في سننه (555) وابن أبي شيبة (4/ 138) كلاهما عن ابن عيينة عن الزهري عن سعيد مرسلًا. ورواه عبد الرزاق (6/ 144) عن معمر عن الزهري عن سعيد مرسلًا. والوهمُ في وصله ليس من الفريابي -فهو ثقة- بل ممّن روى عنه: فالأخطل كما تقدم في تخريج الحديث السابق ليس بمعروف، وكذا عمرو بن ثور فإنني لم أقف على ترجمته. وأخرجه البخاري (9/ 191) ومسلم (2/ 1036) من طريق ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تُنكحُ الأيِّمُ حتى تُستأمر، ولا تُنكحُ البكرُ حتى تُستأذن". قالوا: يا رسول الله! وكيف إذنُها؟. قال: "أن تسكت". 769 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا يحيى بن أبي طالب، قال: نا عبد الوهاب بن عطاء، قال: نا محمد بن عمرو عن أبي سلمة. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اليتيمةُ تُستأمَرُ في نفسِها، فإنْ سكتت فهو إذنُها، وإن أبتْ فلا جوازَ عليها". أخرجه عبد الرزاق (6/ 145) وابن أبي شيبة (4/ 138) وأحمد (2/ 259، 475) وأبو داود (2093) والترمذي (1109) -وحسّنه- والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف: 11/ 19) وابن حبّان (1239، 1240) والحاكم (2/ 166 - 167) [انظر: تلخيص الذهبي]-وصحّحه على شرط

14 - باب: أحكام الصداق

مسلم. وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (7/ 122) من طرقٍ عن محمد بن عمرو به. وإسناده حسن، ابن عمرو هو ابن علقمة الليثي حسن الحديث. وله شاهد: أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 139) وأحمد (4/ 394، 411) والدارمي (2/ 138) والبزّار (كشف- 1422) وأبو يعلى (المقصد العلي- ق 62/ ب) وابن حبّان (1238) والحاكم (2/ 166 - 167) -وصححه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- وعنه البيهقي (7/ 122) من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبي بُرْدة عن أبي موسى مرفوعًا. "تُستأمَر اليتيمةُ في نفسها: فإن سكتت فهو رضاها، وإن أبت لم تُكره" وفي لفظ. "لم تنكح". وإسناده جيّدٌ، وتابع يونسَ. أبوه عند أحمد (4/ 408) والبزّار (1423). وقال الهيثمي (4/ 280): "رواه أحمد وأبو يعلى والبزّار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح". 14 - باب: أحكام الصَّداق 770 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا أبو الخير فهد بن موسى الإِسكندراني: نا عبد الله بن الحكم: نا إسماعيل بن عيّاش عن بُرد بن سنان عن أبي هارون العَبْدي. عن أبي سعيد الخدري قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يضرُّ أحدَكم بقليلٍ من ماله تزوّجَ أم بكثيرٍ إذا أشهد". أخرجه الدارقطني (3/ 243 - 244) من طريق ابن عيّاش به. وأخرجه الحارث بن أبي سامة في "مسنده" (المطالب: ق 54/ ب)

والدارقطني (3/ 244) والبيهقي (7/ 239) من طريقين آخرين عن أبي هارون به. قال البيهقي: "أبو هارون العَبْدي غير محتّجٍ به". وتعقّبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" (حاشية البيهقي: 7/ 239 - 240) فقال: "قلت: ألان القولَ فيه، وأهلُ هذا الشأن أغلظوا فيه: فقال حماد بن زيد: كذّاب. وقال السعدي: كذّابٌ مفترٍ. وقال أحمد: ليس بشيءٍ. وقال هو والنسائي: متروك. وقال يحيى: ضعيفٌ عندهم، لا يصدق في حديثه. وقال شعبة: لأن أقدّم فيُضرَبَ عُنقي أحبُّ إليَّ من أن أُحدِّثَ عنه. وقال ابن حبّان: لا يحل كتب حديثه إلّا على جهة التعجب. ومثل هذا كيف يُستشهَدُ به؟! ". أهـ. وقال ابن الجوزي في "التحقيق" -كما في "نصب الراية" (3/ 201) -. "وأبو هارون العَبْدي اسمه عمارة بن جُوين. قال حماد بن زيد: كان كذّابًا. وقال السعدي: كذّابٌ مفترٍ". أهـ. وقال البيهقي: "وقد رُوي من وجهٍ آخرَ ضعيفٍ عن أبي سعيد مرفوعًا". قلت: يشير إلى ما أخرجه الدارقطني (3/ 244) من طريق محمَّد بن إسماعيل بن جعفر الطالبي الجعفري عن عبد الله بن سلمة بن أسلم عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعة المازني عن أبيه عن أبي سعيد مثله. وإسناده واهٍ أيضًا: الجعفري قال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال أبو نُعيم: متروك. (اللسان: 5/ 78)، وشيخه ضعّفه الدارقطني وغيره، وقال أبو نعيم: متروك. (اللسان: 3/ 292). 771 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو عبد الملك: نا سليمان بن سَلَمة: نا أحمد بن يونس: نا أيّوب بن مدرك عن مكحول.

عن واثلة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أنْكَحَ على ثمنِ المِجَنِّ -يعني: التُرْسَ-، وأنْكَحَ على ثِنْتَي عشرةَ أُوقِيَّةً من فِضَةٍ، وهو آخِرُ ما أنكحَ. إسناده تالف: أيوب بن مدرك كذّبه ابن معين وتركه الباقون، وقال ابن حبّان: "روى عن مكحول نسخةً موضوعة، ولم يره". (اللسان: 1/ 488). وسليمان بن سلمة هو الخبائري متروك كذّبه ابن الجنيد. (اللسان: 3/ 93). وأخرج مسلم (2/ 1042) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال: سألت عائشة: كم كان صَداق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟. قال: كان صَداقه لأزواجه ثنتي عشرة أُوقيةً ونشًّا. قالت: أتدري ما النشُّ؟ قال: قلت: لا. قالت: نصف أوقيّة. 772 - أخبرنا يحيى بن عبد الله: نا محمد بن هارون: نا سليمان: نا بشر: نا بكّار عن مكحول. عن أبي أمامة قال: زوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من أصحابه على سبعِ سُورٍ من المُفَصَّل، وأدخلها عليه، ثم قال. "علِّمها". وزوّج أخرى على المُفَصَّلِ. عزا هذا الحديثَ إلى "فوائد تمام": الحافظُ في "الفتح" (9/ 205، 207). إسناده تالف، وتقدّم بيان ذلك في تخريج الحديث رقم (674). ويُغني عنه حديث الواهبة الذي أخرجه البخاري (9/ 205) ومسلم (2/ 1040 - 1041) من حديث سهل بن سعد، وفيه: "هل معك من القرآن شيءٌ؟ ". قال: معي سورة كذا وسورة كذا. قال: "اذهبْ فقد أنكحتُكها بما معك من القرآن". وفي روايةٍ لمسلم: "انطلق فقد زوّجتُكها. فعلّمها من القرآن".

773 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث العَبْدري: نا أبوعطيّة وردان بن صالح بن كثير: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عمران بن مُعرّف: نا محمد بن طلحه بن مُصرِّف، قال: أخبرني منصور بن المُعتمر عن طلحة بن مُصرِّف عن خيْثمة بن عبد الرحمن. عن عائشة قالت: أمرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأدخلتُ امرأةً على زوجها ولم يُعطِها من صَدَاقها شيئًا. وردان وعمران لم أقف على ترجمةٍ لهما، ومحمد بن طلحة مُتكلَّمٌ فيه. وأخرجه أبو داود (2128) وابن ماجه (1992) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1328) والبيهقي (7/ 253) من طريق شريك النخعي عن منصور به. وشريك سيء الحفظِ. وقال أبو داود: خيثمة لم يسمع من عائشة. والصوابُ أنّ الحديثَ مرسل: فأخرجه عبد الرزاق (6/ 182) والبيهقي (7/ 253) عن الثوري، وأخرجه سعيد بن منصور (744) وابن أبي شيبة (4/ 197) عن جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور عن طلحة عن خيثمة مرسلًا. وتابع منصورًا على إرسالَه: سعيدُ بن أبي عروبة عند البيهقي (7/ 153)، وحجّاجُ بن أرطاة عند سعيد بن منصور (745). 774 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل بن عثمان التَّنُوخي: نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فِيل البالِسيُّ بأنطاكية سنة أربعٍ وثمانين ومائتين -وفيها مات-: نا إسحاق بن سعيد بن الأركون القرشي: نا سعيد بن بشير عن عبد العزيز بن صُهيب. عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعتقَ صفيّةَ وتزوّجها، وجَعَلَ عتقَها صَداقَها. أخرجه البخاري (7/ 469) ومسلم (2/ 1045) من طريق حماد بن زيد عن عبد العزيز به.

775 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل: نا أحمد بن إبراهيم: نا إسحاق: نا سعيد بن بشير عن قتادة. عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه. سعيد بن بشير ضعيف كما في "التقريب"، وقد تُوبع كما سيأتي. 776 - حدثنا خَيْثمة بن سليمان. نا علي بن عبد العزيز. نا مُعلّى بن أسد. نا سلّام بن أبي مُطيع. نا قتادة. عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه أعتقَ صفيّةَ، وجعلَ عتقَها صَداقَها. أخرجه الدارقطني (3/ 285) من طريق سلّام به. وسلّام ثقة لكن قال ابن عدي: ليس بمستقيم الحديث عن قتادة خاصّة. 777 - حدثنا محمد بن سهل. نا ابن فِيل. نا موسى بن أَيّوب: نا ابن المُبارك عن معمر عن قتادة. عن أنسٍ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أعتقَ صفيّةَ، وجعلَ عتقَها مهرَها. أخرجه عبد الرزاق (7/ 269) -وعنه أحمد (3/ 165) - عن معمر به. 778 - حدثنا محمد بن سهل: نا ابن فِيل: ناموسى: نا ابن المبارك عن سعيد عن قتادة عن أنس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نحوه. أخرجه أحمد (3/ 170، 203) وابن سعد في "الطبقات" (8/ 125) من طريق سعيد -وهو ابن أبي عروبة- به. والحديث أخرجه مسلم (2/ 1045) من طريق أبي عوانة عن قتادة به. 779 - حدثنا محمد بن سهل: نا ابن فِيل: نا موسى: نا ابن المبارك عن سعيد. عن شُعيب بن الحَبْحَاب، قلت لأنس: ما أصدقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صفيّة؟. قال: أصدقها نفسَها، ثم جعل عتقَها صداقَها.

أخرجه البخاري (9/ 129/ 232) ومسلم (2/ 1045) من طرقٍ عن شعيب به. 780 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا يحيى بن أبي طالب: نا علي بن عاصم: نا حُمَيد. عن أنس قال: لمّا أخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صفيّة بنت حُييّ قال لها: "هل لكِ فيَّ؟ ". قالت: يا رسول الله! لقد كنتُ أتمنّى ذاك (¬1) في الشرك، فكيف إذا أمكنني اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- منه في الإِسلام؟. قال: فأعتقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتزوّجها، فقال الناس: إنْ هو حَجَبَها فهي من أمّهات المؤمنين، وإن لم يَحْجُبْها فليست من أمّهات المؤمنين. قال: فرَكِب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأردفها وحَجَبَها، فعَلِم الناسُ أنّها من أمّهاتِ المؤمنين. فلما أشرف على المدينة خرج أمّهاتُ المؤمنين ينظرون (¬2) إليها، فعَثَرَتْ ناقتُه، وسقط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسقطت، فاقتحم أبو طلحة عن راحلته، فتوجّه نحوَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم أُضرَّ، عليكم بالمرأةِ". قال: فألقى أبو طلحة ثوبَه على المرأةِ، ثم توسّد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على راحلته، ثم ركِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته وأردفها. قال: فكان أمّهات المؤمنين يشمَتْنَ (¬3) بها. إسناده ضعيف: علي بن عاصم هو الواسطي كثير الغلط والخطأ، وبالغ ابن معين فكذّبه. والحديث أخرج البخاري. (9/ 126) منه قضية الحجاب فقط من طريق ¬

_ (¬1) في (ظ): (ذلك). (¬2) كذا في الأصول. (¬3) في (ظ): (فكأنّ ... شَمِتن).

15 - باب: أي يوم يكون التزويج؟

حميد، وأخرجها مسلم (2/ 1045 - 1046) من طريق ثابت، كلاهما عن أنس. وأخرج البخاري (6/ 193) منه قصة تعثر الناقة من طريق يحيى بن أبي إسحاق عن أنس، وأخرجها مسلم (2/ 1048) من طريق ثابت عن أنس، وفيه. "فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن بصرعتها". فالحديث إذًا ثابت باستثناء صدره المشتمل على سؤال النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - صفيةَ وجوابها. 15 - باب: أيُّ يومٍ يكون التزويج؟ 781 - أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا سلام بن سليمان أبو العبّاس: نا فُضيل بن مرزوق عن عطيّة العَوْفي. عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يومُ السَّبتِ يومُ مكرٍ وخديعةٍ، ويومُ الأحدِ يومُ غَرْسٍ وبناءٍ، ويومُ الاثنين يومُ سفرٍ وطلبِ رزقٍ، ويومُ الثلاثاء حديدٌ وبأسٌ، ويوم الأربعاء لا أخذ ولا عطاء (¬1)، ويومُ الخميس يومُ طلبِ حوائج ودخولٍ على السلطان، ويومُ الجُمُعة يومُ خِطْبةٍ ونكاحٍ ". عزاه إلى "فوائد تمام": السخاوي في "المقاصد" (ص 480). والحديث بسنده ومتنه ذكره السيوطي في "اللآلئ" (1/ 481 - 482)، وقال: "عطيّة وفُضيل وسلام الثلاثة ضعفاء". أهـ. ¬

_ (¬1) في (ر): (اعطا)، وفي (ف): (أعطي).

16 - باب: فضل شهود النكاح

وقال ابن عرّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 54): "أخرجه تَمّام في فوائده بسندٍ ضعيفٍ".أهـ. وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 71 - 72) من حديث أبي هريرة مطوّلًا، وقال: "هذا حديث موضوع، وفيه ضعفاء ومجهولون، ويحيى بن عبد الله قال فيه يحيى: ليس بشيءٍ. والسمرقندي الزاهد ليس حديثُه بشيءٍ". أهـ. وأخرجه أبو يعلى (2612) عن ابن عباس موقوفًا، وقال الهيثمي (4/ 285): "فيه يحيى بن العلاء، وهو متروك". أهـ. قلت: كذّبه الإِمام أحمد. واكتفى السخاوي في "المقاصد" (ص 480) بتضعيف الأثر!. 16 - باب: فضل شهود النّكاح 782 - أخبرنا محمد بن أحمد: نا يزيد بن محمد: نا يحيى بن صالح: نا جُمَيع: نا خالد. عن أبي أمامة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلّى الجُمُعةَ، وصام يومه، وعاد مريضًا، وشَهِدَ جنازةً، وشَهِدَ نكاحًا، وجبت له الجنّةُ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري، (جُمَيع منكر الحديث) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عدي (2/ 587) من طريق جُمَيع -وهو ابن ثوب- به، بلفظ: "ألا من صام يومًا وعاد ... " الحديث. وإسناده واه: جُمَيع قال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وضعّفه ابن عدي. (الميزان: 1/ 422). وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين. ق 145/ ب) من

17 - باب: الوليمة

طريق محمد بن حفص الأوصابي عن محمد بن حمير عن حريز -هو ابن عثمان- عن خالد بن معدان به. قال الهيثمي (4/ 285): "وفيه محمد بن حفص (تحرف في الأصل إلى: الحسن) الأوصابي، وهو ضعيف".أهـ. 17 - باب: الوليمة 783 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأَذْرَعي: نا إبراهيم بن إسماعيل بن زُرارة البالِسىّ: نا محمد بن أبي نُعيم: نا بشر بن المُفَضَّل: نا إسماعيل بن أُميّة عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ائتوا (¬1) الدعوةَ إذا دُعيتم". أخرجه مسلم (2/ 1053) عن شيخه حُميد بن مَسْعدة الباهلي عن بشر به. وأخرجه البخاري (9/ 246) ومسلم (2/ 1053) من طريق موسى بن عقبة عن نافع به بلفظ: "أجيبوا هذه الدعوة إذا دُعيتم لها". 784 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأَذْرَعيُّ: نا أبو جعفر محمد بن الخَضِر بن علي البزّاز بالرقَّةِ: نا يعقوب بن كعب الأنطاكيُّ: نا عبد الواحد بن سليمان عن الأوزاعيِّ عن محمد بن سيرين. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو دُعيتُ إلى ذِراعٍ أو كُراعٍ لأجبتُ". ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر) و (ف): (ائت)، وكتب فوقها في (ر): (ائتوا).

[هكذا قال: (عن الأوزاعي)،] (¬1) والصوابُ: (عن ابن عَوْن عن ابن سيرين)، والله أعلم. أخرجه ابن عدي (5/ 1937) من طريق محمد بن الخَضِر عن يعقوب عن عبد الواحد عن ابن عَوْن عن ابن سيرين به. وعبد الواحد قال ابن عدي: روى أحاديث لا يُتابَعُ عليها، ويتفرّد عن ابن عون. وقال أبو حاتم -كما في "الجرح والتعديل" (6/ 21): "مجهول". والحديث أخرجه البخاري (5/ 199) من طريق الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة. وأخرجه تمام من حديث أنس، وقد تقدّم برقم (713). 785 - حدّثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق: نا أبو أيّوب سليمان بن المُعافى بن سليمان قاضي رأس العين بحلَب: نا أبي: نا زهيرٌ: نا بَيان بن بشر البَجَليُّ. عن أنس بن مالك أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - تزوّج امرأةً، فدعا رجالًا على الطعام. أخرجه البخاري (9/ 232) عن شيخه مالك بن إسماعيل عن زهير -وهو ابن معاوية- به. 786 - أخبرنا أبو الطيب محمد بن حُميد بن محمد بن سليمان بن الحَوْراني -قراءةً عليه في سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة-: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عَرْعَرة: نا إبراهيم بن بشّار الرّمادي قال: حدّثني سفيان بن عُيينة: نا وائل بن داود عن ابنه بكر بن وائل عن الزُّهريِّ. عن أنسٍ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْلَمَ على بعضِ نسائه بتمرٍ وسويقٍ. أخرجه الحُميدي في "المسند" (1184) وأبو داود (3744) -ومن طريقه البيهقي (7/ 260) - والترمذي (1095، 1096) -وقال: حسن ¬

_ (¬1) من (ظ) وهامش (ر).

18 - باب: اجتلاء العروس

غريب (¬1) - والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف: 1/ 377) وابن ماجه (1909) وابن حبّان (1062) عن سفيان به بلفظ: "أولم على صفيّة .. ". ووقع في طبعتي الترمذي وابن ماجه: (وائل بن داود عن أبيه)، والتصويب من "تحفة الأشراف". والحديث إسناده صحيح. وقال الترمذي: "قد روى غيرُ واحدٍ هذا الحديث عن ابن عيينة عن الزهري، ولم يذكروا فيه (عن وائل عن ابنه)، وكان سفيان يُدلِّس، فربّما لم يذكر وائلًا، وربّما ذكره". أهـ. قلت: هذه الرواية أخرجها أحمد (3/ 110) وابن الجارود في "المنتقى" (727)، ولفظ ابن الجارود: "تزوج حفصة أو بعض نسائه". ونقل الحميدي عقب الحديث عن شيخه سفيان أنه قال: وقد سمعت الزهري يُحدِّث به فلم أحفظه، وكان بكر بن وائل يجالس الزهري معنا. فعُلِم من ذلك براءة ابن عيينة من التدليس الذي وصمه به الترمذي، وعُلِمَ أيضًا أن تفردَ ابن الجارود بذكر حفصة منشؤه عدم حفظ ابن عيينة لما حدّثه به الزهري، والله أعلم. وأخرج البخاري (9/ 126) ومسلم (2/ 1044) من حديث أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أولم على صفية بأقِطٍ وتمرٍ وسمنٍ. 18 - باب: اجتلاء العروس 787 - أخبرنا محمد بن العبّاس بن الوليد بن صالح بن عمر العَبْسيُّ: أنا محمد بن العبّاس بن الوليد الغسّاني: نا محمد بن الوليد: ¬

_ (¬1) في "تحفة الأشراف": "غريب".

19 - باب: قدر الإقامة عند البكر والثيب

نا خالد بن مَخْلد: نا القاسم بن عبد الله: حدثني عبد الله بن دينار. عن ابن عمر أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اجتلى عائشة -رضي الله عنها (¬1) - في أهلِها قبلَ أن يَدخلَ بها. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (القاسمُ هذا هو العُمَري، مدنيٌّ متروكٌ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 212) وابن عدي (6/ 2059) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 267) - من طريق القاسم به. قال ابن عدي: "ما أعلم يروي هذا عن ابن دينار عن ابن عمر غيرُ القاسم". أهـ. وقال ابن الجوزي: "انفرد به القاسم عن ابن دينار، وكان أحمد بن حنبل يرمي القاسم بالكذب، وقال يحيى: هو كذّابٌ خبيثٌ". أهـ. وأقرّه السيوطي في "اللآلئ" (2/ 167) على الحكم بوضع الحديث. 19 - باب: قدر الإِقامة عند البكر والثيِّب 788 - أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن الوليد المُرِّيُّ المقرئ: نا أبو القاسم أخطل بن الحكم: نا الفريابي عن سفيان الثوري عن أيُّوب وخالد الحذّاء، عن أبي قِلابة. ¬

_ (¬1) ليس في (ظ).

20 - باب: إحسان العشرة

عن أنس بن مالك قال: من السُّنَّةِ إذا تزوج الرجلُ البِكْرَ أن يُقيمَ عندها سبعًا، وإذا تزوج الثَّيِّبَ [أن] (¬1) يُقيمَ عندها ثلاثًا. أخرجه البُخاري (9/ 314) ومسلم (2/ 1084) من طريق الثوري به. 20 - باب: إحسان العشرة 789 - أخبرنا أبو الحسن خَيْثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا محمد بن أحمد بن أبي العوّام الرِّياحِيُّ البغدادي: نا قُريش بن أنس: نا محمد بن عَمرو عن أبي سَلَمة. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُكم خيرُكم لأهله". حدًثَ به يحيى بن مَعين عن قُريش بن أنس. 790 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن هاشم البغدادي: نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفي ببغداد، قال: نا يحيى بن مَعين: نا قُريش بن أنس مثلَه، وقال: "خيرُكم خيركم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي (¬2) ". أخرجه أبو نُعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 294) والخطيب في "التاريخ" (7/ 276 - 277) من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار به بلفظ: "خيركم خيركم لأهلي من بعدي". وأخرجه بهذا اللفظ أبو يعلى (5924) عن أبي خيثمة عن قريش به، وقال أبو خيثمة: "الناسُ يقولون: (لأهله)، وقال هذا: (لأهلي) ". وأخرجه أيضًا بهذا اللفظ: الحاكم (3/ 311) عن إبراهيم بن عبد الله ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر)، (¬2) زاد في (ظ) و (ر): (من بعدي) ولا يستقيم السياق بإثباتها.

عن قريش به، وقال: "صحيح على شرط مسلم". وسكت عليه الذهبي. قلت: قُريش وثّقه ابن المديني والنّسائي، وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال إسحاق بن الشهيد: اختلط ستّ سنين في البيت. وقال ابن حبّان: اختلط فظهر في حديثه مناكير. وذكر الحافظ في "الفتح" (9/ 593) أنّ سماعَ علي بن المديني وأقرانه من قريش كان قبل اختلاطه. وابن معين من أقران ابن المديني، لكن لم يذكر الحافظ مستنده في ذلك. ويؤيد هذا اختلاف الرواية عن قريش فرواية تمام: "خيركم خيركم لأهله"، ورواية الآخرين "خيركم خيركم لأهلي من بعدي"، وقد توبع قريش على اللفظ الأول، أما اللفظ الآخر فقد تفرّد به، وقد تقدم قول الحافظ أبي خيثمة في أنه خالف الناس في ذلك. وبلفظ: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" رواه شجاع بن الوليد -وهو لا بأس به- عن محمد بن عمرو به. أخرجه الخطيب (7/ 13)، لكن الراوي عن شجاع هو إدريس بن جعفر العطّار، وهو متروك كما قال الدراقطني. ولذا فالعجب من الأستاذ حسين سليم إذ قال في تعليقه على مسند أبي يعلى (10/ 331) عن هذا الإِسناد: "وهذه متابعةٌ جيّدة لقريش، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو". أهـ. مع أن في السند متروكًا، والمتن مخالف لروايةِ قريش!. ورواه بهذا اللفظ أيضًا: الحسن بن سعيد الأدمي، أخرجه القضاعي (1244)، ولم أقف على ترجمةٍ للحسن. ورُوي الحديث بلفظ: "خياركم خياركم لنسائهم" جماعة من الثقات عن محمد بن عمرو، منهم: عبد الله بن إدريس الكوفي ويحيى بن سعيد القطّان عند أحمد (1/ 250، 472) وعبدة بن سليمان عند الترمذي

(1162)، وحفص بن غياث عند ابن أبي شيبة (8/ 515)، ويزيد بن زريع عند البزّار (كشف- 1482)، ويعلي بن عبيد عند البغوي في "شرح السنّة" (9/ 180). وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1243) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، وإسماعيل مخلِّط في روايته عن الحجازيين، وشيخه منهم. وروي الحديث عن جماعة من الصحابة، منهم: 1 - عائشة: أخرج حديثها الترمذي (3895) -وقال. حسن غريب صحيح- والدارمي (2/ 159) وابن حبّان (1312) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 138) والبيهقي (7/ 468) من طريق الفريابي عن الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عنها بلفظ: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". وإسناده صحيح. 2 - ابن عباس. أخرج حديثه ابن ماجه (1977) والبزّار (الكشف-1483) -وعنده قصة- وابن حبّان (1315) والحاكم (4/ 173) من طريق جعفر بن يحيى بن ثوبان عن عمّه عمارة بن ثوبان عن عطاء عنه. وقال الحاكم: "صحيح الإِسناد". وسكت عليه الذهبي. وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (1/ 344 - 345): "هذا إسناد ضعيف: عمارة بن ثوبان ذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال عبد الحق: ليس بالقوي. فرّد ذلك عليه ابن القطّان، وقال: إنما هو مجهولُ الحال. وجعفر بن يحيى قال ابن المديني: شيخ مجهول. وقال ابن القطّان الفاسي: مجهول الحال. وذكره ابن حبّان في "الثقات". أهـ.

3 - عبد الله بن عمرو: أخرج حديثه ابن ماجه (1978) من طريق أبي خالد الأحمر عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عنه بلفظ: "خياركم خياركم لنسائهم". قال البوصيري (1/ 345): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". أهـ. وهو كما قال. 4 - أبو كبشة الأنماري: أخرج حديثه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 160) والطبراني في "الكبير" (22/ 341) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1707) والقضاعي (1245) من طرقٍ عن إسماعيل بن عيّاش عن عمر بن رُوْبة عنه بلفظ: "خياركم خياركم لأهله"، ولفظ القضاعي: "خيركم ... ". وابن رُوْبة وثقه دُحيم وابن حبّان، وقال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، لا تقوم به الحجّة. وقال ابن حزم: مجهول. وقال الهيثمي (4/ 303): "وفيه عمر بن رُوْبة وثّقه ابن حبّان وغيره، وضعّفه جماعة". أهـ. وقال العقيلي: "فأمّا المتن فقد رُوي من غير هذا الوجه بإسنادٍ جيّدٍ". أهـ. 5 - عبد الرحمن بن عوف: أخرج حديثه البزّار (كشف- 1480) من طريق مصعب بن مصعب عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه بلفظ حديث عائشة. قال الهيثمي (4/ 303): "وفيه مصعب بن مصعب، وهو ضعيف". أهـ. وأبو سلمة لم يسمع من أبيه. 6 - الزبير بن العوّام: أخرج حديثه البزّار (كشف- 1484) عن شيخه زكريا بن يحيى

الضرير عن شبابة بن سوّار عن المغيرة بن مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه عنه بلفظ: "أَلا خيركم خيركم لأهله". قال الهيثمي (4/ 303): "رواه البزّار عن شيخه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح". أهـ. قلت: وعروة قال الدارقطني -كما في "التهذيب" (7/ 185) -: "لا يصحُّ سماعه من أبيه". أهـ. 7 - معاوية: أخرج حديثه الطبراني في "الكبير" (19/ 363) من طريق علي بن عاصم عن سعيد الجُرَيري عن عبد الله بن بريدة عنه بلفظ: "خيركم خيركم لأهله". قال الهيثمي (4/ 303): "وفيه علي بن عاصم بن صهيب، وأنكِرَ عليه كثرة الغلط وتماديه فيه". أهـ. قلت: والجُرَيري اختلط قبل موته بثلاث سنين. 791 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان، وأبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر في آخرين، قالوا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو نُعيم الفَضْل بن دُكين: نا عبد الملك بن أبي غَنِيّة عن محمد بن مُهاجر الأنصاري عن أبيه. عن أسماء ابنة يزيد قالت: مرّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا في جَوارٍ أترابٍ، قال: "إيّاكُنَّ وكفرَ المنعمين". وكنتُ أجرؤهنّ عليه مسئلةً، فقلت: يا رسولَ الله! وما كفرُ المنعمين؟. قال: "لعلّ إحداكُنَّ أن تطولَ أيمتُها عند أبيها (¬1)، ثمّ يرزقها الله -عَزَّ وجَلَّ- زوجًا، ثمّ يرزقها (¬2) ولدًا، ثم تغضبُ ¬

_ (¬1) في (ر): والطبراني (أبويها) وعند البخاري: (من أبويها)، وفي (ف): (أبوها) مضبَّبة، وكذا في هامش (ظ). (¬2) في (ظ) زيادة هنا: (الله -عَزَّ وجَلَّ-) وليست عند البخاري والطبراني.

21 - باب: تحريم إتيان النساء في أدبارهن

[الغضبةَ] (¬1) فتُكفِرها (¬2)، فتقول: واللهِ ما رأيت منكَ خيرًا قطُّ". أخرجه الطبراني في "الكبير" (24/ 184) وابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 219/ أ). من طريق أبي نُعيم به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1048) من طريق مُبشّر بن إسماعيل عن ابن أبي غَنِيّة به. ورجاله ثقات خلا مهاجر الأنصاري مولى أسماء فإنّه لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ: "مقبول". وأخرجه الحميدي (366) وأحمد (6/ 452 - 453، 457 - 458) والبخاري في "الأدب" (1047) والطبراني في "الكبير" (24/ 168، 173، 177) من طرقٍ عن شهر بن حوشب عن أسماء نحوه. وشهر فيه ضعف ومنهم من يُحسّن حديثه، وقال الهيثمي (4/ 311): "وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيفٌ، وقد وُثِّق". أهـ. فالحديث باجتماع الطريقين حسنٌ. 21 - باب: تحريم إتيان النّساء في أدبارهنّ 792 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر (¬3)، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم القرشي في آخرين، قالوا: نا أبو بكر أحمد بن المُعلّى: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الملك بن محمد الصنعاني: نا سعيد بن عبد العزيز عن الزُّهريِّ عن أبي سلَمة. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و (ف) والبخاري، وليست عند الطبراني. (¬2) في الأصل (يكفرها)، والتصويب من (ظ) و (ش) والطبراني، وعند البخاري: (فتكفر). (¬3) في (ظ): (ابن أبي العقب).

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استحيوا! فإنّ اللهَ لا يستحي من الحقِّ، لا تأتوا النِّساءَ في أدبارِهنّ". أخرجه النسائي في "عشرة النساء" (رقم: 124) من طريق سليمان بن عبد الرحمن به. وفي "تحفة الأشراف" (11/ 25): "قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: هذا حديث منكرٌ باطلٌ من حديث الزهري، ومن حديث أبي سلمة، ومن حديث سعيد. فإن كان عبد الملك سَمِعه من سعيد، فإنّما سمعه بعدَ الاختلاط. وقد رواه الزهري عن أبي سلمة أنه كان ينهى عن ذلك، فأمّا عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلا" (¬1) أهـ. قلت: سعيد قال ابن معين -كما في "التهذيب" (4/ 61) -: "اختلط قبل موته، وكان يُعرَض عليه، فيقول: لا أجيزها! لا أجيزها! ". أهـ. وهذا يدلُّ على أنه قد امتنع عن التحديث حالَ اختلاطه. وأما الراوي عنه عبد الملك فقال أبو حاتم: يُكتب حديثه. ووثّقه سليمان بن عبد الرحمن. وقال الأزدي: ليس بالمرضيِّ في حديثه. وقال ابن حبّان: ينفرد بالموضوعات لا يجوز الاحتجاج به. قلت: أمّا الأزديُّ: فمتشدّد مجروح، وأمّا ابن حبّان فيشطّ في جرح الراوي بلا بيّنة. وقال الحافظ في التقريب: ليّن الحديث. فمثله يُستشهدُ به. وللحديث طرقٌ أخرى: فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 253) وأحمد (5/ 213، 214، 215) ¬

_ (¬1) وذكر هذا أيضًا لحافظ ابن كثير في "تفسيره" (1/ 263) ثم قال: "وقد أجاد وأحسن الانتقاد إلّا أنّ عبد الملك بن محمد الصنعاني لا يُعرف أنه اختلط، ولم يذكر ذلك أحدٌ غيرُ حمزة الكناني. وهو [يعني: عبد الملك] ثقة، ولكن تكلّم فيه دحيم وأبو حاتم وابن حبّان، وقال: لا يجوز الاحتجاج به، والله أعلم". أهـ. قلت: حمزة يقصد أن سعيدًا حدّث به بعد اختلاطه، فسمعه منه عبد الملك، لا أن عبد الملك قد اختلط!.

والدارمي (1/ 126 و 2/ 145) والنسائي في "العشرة" (97 - 105) وابن ماجه (1924) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 44) وابن حبّان (1299، 1300) والطبراني في "الكبير" (4/ 102 - 105) والبيهقي (7/ 196 - 197، 197) من طريق هَرَمي بن عبد الله -وقيل: عبد الله بن هَرَمي- عن خزيمة بن ثابت مرفوعًا. وهَرَميُّ قال الحافظ: مستورٌ. وأخرجه الحُميدي (436) وأحمد (5/ 213) والنسائي في "العشرة" (96) وابن الجارود في "المنتقى" (728) والطحاوي (3/ 43) والطبراني (4/ 97) والبيهقي (7/ 197) من طريق ابن عيينة عن يزيد بن الهادِ عن عمارة بن خزيمة عن أبيه. وظاهر إسناده الصحة، لكن روى البيهقي عن الشافعي أنّه قال: "غلط سفيان في حديث ابن الهادِ". وقال البيهقي: "مدارُ هذا الحديث على هَرَمي بن عبد الله، وليس لعمارة بن خزيمة فيه أصل إلا من حديث ابن عُيينة، وأهل العلم بالحديث يرونه خطأً، والله أعلم ". أهـ. قلت: وقد رواه جماعة عن يزيد بن الهاد عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين عن هَرَمي عن خزيمة، أخرجه عنهم النسائي (98، 99) والطبراني (4/ 104،104 - 105). وأخرجه الشافعي (ترتيب السندي- 2/ 29) والنسائي (106، 107، 108) والطحاوي (3/ 43 - 44) والطبراني (4/ 105) والبيهقي (7/ 196) والخطيب في "التاريخ" (3/ 197) من طريق محمد بن علي بن شافع عن عبد الله بن علي بن السائب عن عمرو بن أُحَيْحَةَ بن الجُلَاح الأنصاري عن خزيمة. وقال الشافعي: "عمِّي -يعني: محمد بن علي- ثقةٌ، وعبد الله بن

علي ثقةٌ. وأخبرني محمد عن الأنصاري المُحدِّث بها أنه أثنى عليه خيرًا". أهـ. قلت: وإسناده صحيح، وعمرو بن أُحَيْحَةَ صحابي كما استظهر ذلك الحافظ في "التهذيب" (8/ 3) و"الإِصابة" (2/ 522)، ومع ذلك قال في "التلخيص" (3/ 179): "وفي هذا الإِسناد: عمرو بن أُحَيْحَةَ، وهو مجهول الحال"!. ورُوي من حديث جابر: أخرجه الحسن بن عرفة في جُزئه (¬1) -كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 262) - والطحاوي (3/ 45) والدارقطني (3/ 288) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن سهيل بن أبي صالح عن ابن المنكدر عنه. وإسماعيل مخلّط في روايته عن أهل الحجاز، وشيخه منهم. ومن حديث عمر: أخرجه النسائي (122، 123) عن زَمْعة بن صالح عن ابن طاوس وعمرو بن دينار عن طاوس عن عبد الله بن يزيد بن الهادِ عنه مرفوعًا. وأخرجه أبو يعلى (المقصد العلي- ق 64/ أ) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 376) عن زَمْعة عن ابن طاوس عن عبد الله بن الهادِ عن عمر مرفوعًا. وأخرجه البزّار (الكشف- 1456) عن زمعة عن سلمة بن وهرام عن طاوس عن ابن الهاد عن عمر مرفوعًا. وقال الهيثمي (4/ 298 - 299): "رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير (¬2) والبزّار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح خلا عثمان (في الأصل: يعلى. تحريف) بن اليمان، وهو ثقةٌ". أهـ. ¬

_ (¬1) لم أره في النسخة المطبوعة من "الجزء" بتحقيق الشيخ/ عبد الرحمن الفريوائي. (¬2) لم أره في مسند عمر من "الكبير".

وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 289): "إسناده جيّدٌ". أهـ. قلت: زَمْعة قال الحافظ: "ضعيف، وحديثُه عند مسلم مقرونٌ". أهـ. وقد اضطرب في إسناده كما مرّ. ومن حديث علي بن طلق: أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 251) -وفي سنده تحريف- والترمذي (1164) -وحسّنه- والنسائي (138، 139، 140) والدارمي (1/ 260) والطحاوي (3/ 45) وابن حبّان (1301) والبيهقي (7/ 198) والخطيب (10/ 398) من طرقٍ عن عيسى بن حطّان عن مسلم بن سلّام عن علي. وأخرجه أحمد (1/ 86) -ومن طريقه الخطيب (10/ 399) - والترمذي (1166) والنسائي (137) عن وكيع عن عبد الملك بن مسلم بن سلّام عن أبيه عن علي. قال الخطيب: "هكذا روى الحديث وكيع بن الجرّاح عن عبد الملك بن مسلم عن أبيه، ولم يسمعه عبد الملك من أبيه، وإنما رواه عن عيسى بن حطّان عن أبيه مسلم بن سلّام كما سقناه عن شَبَابة عنه. وقد وافق شَبَابةَ: عبيدُ الله بن موسى، وأبو نعيم، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة، وأحمد بن خالد الوَهْبي، وعلي بن نصر الجهضمي. فرووه كلهم عن عبد الملك عن عيسى بن حطّان عن مسلم بن سلّام". أهـ. قلت: رواية شَبَابة عند الخطيب (10/ 398)، ورواية أحمد بن خالد الوَهْبي عند النسائي (138). وأخرج الإِمام أحمد هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب، قال الخطيب: "وعليٌّ الذي أسند هذا الحديثَ ليس بابن أبي طالب، وإنّما هو علي بن طلق الحنفي، بيَّن نَسبَه الجماعةُ الذين سمّيناهم في روايتهم هذا الحديث عن عبد الملك، وقد وَهم غيرُ واحدٍ من أهل العلم فأخرج هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". أهـ.

22 - باب: العزل

وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (1/ 263): "ومن الناس مَنْ يُوردُ هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب كما وقع في مسند الإِمام أحمد بن حنبل، والصحيحُ أنّه علي بن طلق". أهـ. وإسناد الحديث ضعيف: فعيسى بن حطّان ومسلم بن سلّام لم يوثقهما غير ابن حبّان ففيهما جهالَةٌ، وقال الحافظ في كلٍّ منهما: "مقبولٌّ". ومن حديث ابن مسعود: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1062) من طريق محمَّد بن حمزة عن زيد بن رفيع عن أبي عبيدة عنه مرفوعًا: "لا تأتوا النساء في أعجازهنّ ولا أدبارهن". وزيد ضعّفه الدارقطني، وقال النسائي: ليس بالقوي. ووثقه أبو داود وابن حبّان، وقال أحمد: ما به بأس. (اللسان: 2/ 507 - 508). وابن حمزة قال ابن عدي: ليس بالمعروف. أهـ. وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. ومن مرسل عطاء: أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 252) عن ليث بن أبي سُليم عنه، وليث مختلط. 22 - باب: العَزْل 793 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعيُّ: نا أبو يزيد يوسف بن يزيد القَراطيسيُّ: نا أسد بن موسى: نا معاوية بن صالح الشّامي عن علي بن أبي طلحة عن أبي الودّاك. عن أبي سعيد الخُدري، قال: سُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العَزْلِ،

23 - باب: الغيل

فقال: "ما مِن كُلِّ الماء يكونُ منه الولدُ، وإذا أرادَ اللهُ -تبارك وتعالى- خلقَ (كلّ) (¬1) شيءٍ لم يمنعْه شيءٌ". أخرجه مسلم (2/ 1064) من طريق معاويةَ به. 794 - أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دُحَيم: نا إسماعيل بن عبد الرحمن الكتّاني الدمشقي: نا الوليد بن الوليد القلانسي العَبْسي: نا ابن ثَوْبان عن أبيه عن مكحول عن قَزَعَة وابن مُحَيْرِيز. عن أبي سعيد الخُدري أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن العَزْلِ، فقال: "أنت تخلقُهُ؟! أنت ترزقُهُ؟! أقِرَّه قرارَه". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/ ق 33/ ب) من طريق تمام. وإسناده واهٍ: الوليد القلانسي تركه الدارقطني وغيره، وقال أبو نُعيم: روى عن ابن ثوبان موضوعات. وقال أبو حاتم: صدوق. (اللسان: 6/ 228 - 229). وشيخ تمام وشيخه ذكرهما ابن عساكر في "التاريخ" (10/ ق 33/ ب و2/ ق 432/ أ- ب) ولم يحكِ فيهما جرحًا ولا تعديلًا. 23 - باب: الغَيْل 795 - أخبرنا أحمد بن سليمان، وعلي بن يعقوب في آخرين، قالوا: نا أبو زُرْعة: نا أبو نُعيم: نا ابن أبي غَنِيَّة عن محمد بن مُهاجر الأنصاري عن أبيه. ¬

_ (¬1) عليها تضبيب في الأصل، وليست في (ظ) ولا عند مسلم.

24 - باب: تصرف المرأة بغير إذن زوجها

عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تقتلوا أولادَكُنَّ سرًّا فإنَّ الغَيْلَ يُدرِكُ (¬1) الفارسَ فيُدَعثِرُهُ (1) عن فرسِه". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري. (هو محمد بن المهاجر بن دينار عن أبيه عن أسماء بنت يزيد، ومعنى حديثه أخرجه أبو داود). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه أحمد (6/ 453) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 46) وابن حبّان (1304) والطبراني في "الكبير" (24/ 183) وابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 219/ أ) من طريق أبي نُعيم به. وأخرجه أحمد (6/ 458) وأبو داود (3881) -ومن طريقه البيهقي (7/ 464) - من طرقٍ أخرى عن محمد بن المهاجر به. وأخرجه أحمد (6/ 457) وأبو علي بن السَّكن -كما في "النكت الظراف" (11/ 267) - من طريق معاوية بن صالح عن المهاجر به. وأخرجه ابن ماجه (2012) والطحاوي (3/ 46) والطبراني (24/ 183) وابن عساكر (17/ ق 219/ أ) من طريق عمرو بن المهاجر عن أبيه. ومدارُ الحديث على المهاجر بن أبي مسلم، ولم يُوثِّقه غير ابن حبّان ففيه جهالة. 24 - باب: تصرّف المرأة بغير إذن زوجها 796 - أخبرنا إبراهيم بن محمد، ومحمد بن إبراهيم، قالا: نا أبو طالب بن سوادة، قال: حدّثني محمد بن عثمان بن كَرَامة: ¬

_ (¬1) في الأصل: (تدرك، فتدعثره)، والتصويب من النسخ الأخرى وكتب الحديث.

25 - باب: تعويد النساء المغزل

نا عُبيد الله بن موسى: أنا عنبسة بن سعيد عن حمّاد مولى بني أميّة عن جناح مولى الوليد. عن واثلة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس للمرأةِ أن تنتهك شيئًا من مالِها إلّا بإذنِ زوجِها". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ ق 13/ ب) من طريق تمّام. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 83) من طريق محمَّد بن عثمان به. وأخرجه أيضًا (22/ 83، 85) من طرقٍ أخرى عن عنبسة به. وإسناده واهٍ: عنبسة ضعيف كما في "التقريب"، وحماد قال الأزدي: متروك. (اللسان: 2/ 355)، وجناح ضعّفه الأزدي، ووثّقه ابن حبّان (اللسان: 2/ 138 - 139). وبهذا يُعلم ما في قول الهيثمي (4/ 315): "وفيه جماعةٌ لم أعرفهم". من القُصور!. 25 - باب: تعويد النساء المِغزل 797 - حدثنا أبي -رحمه الله-، وعلي بن الحسن بن علّان الحرّاني، قالا: نا سعيد بن هاشم بن مَرْثد الطبراني: نا عبد الرحمن بن إبراهيم (دُحَيم): نا شُعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه. قد حيّرني -والله- إسنادُ هذا الحديث فرجاله ثقات خلا سعيد بن هاشم الطبراني، ففي "الميزان" (2/ 162): "قال ابن الجوزي: أمّا سعيد بن هاشم الطبري وسعيد بن هاشم العتكي، وسعيد بن هاشم البكري، فما عرفنا عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَوّدوا نساءَكم المِغزل، فإنه أزينُ لهنَّ وأرزنُ". فيهم قدحًا. قلت [القائل هو الذهبي]: ولم أرهم في رواة الكتب، ولا هم في كتاب ابن أبي حاتم، ولا أدري من هم". أهـ.

قلت: فهو المتّهمُ به، لكن تعقّب الحافظ في "اللسان" (3/ 47) قول الذهبي هذا، فقال: "وأمّا سعيد بن هاشم الطبري فمعروف، وهو سعيد بن هاشم بن مرثد بن سليمان بن عبد الصمد بن عبد ربّه بن أيّوب بن موهوب الطبري يُكنّى أبا عثمان، له ترجمة مستوعبة في تاريخ ابن عساكر. وقد أكثر عنه الطبراني، وروى عنه أيضًا: أبو بكر الشافعي، وأبو الحسين بن المظفّر، وجماعةٌ من الشاميين. مات سنة (313) ". أهـ. وقد رجعت إلى تاريخ ابن عساكر، لكني لم أقف على ترجمته فيه، وإنّما وجدت فيه (7/ ق 180/ ب) ترجمة (سعيد بن هاشم بن صالح أبي عثمان المخزومي) فقط، فلعل ذكره سقط من نسخة تاريخ ابن عساكر التي اطلعت عليها، والله أعلم. ثم وقفتُ على ترجمته في "الإِرشاد" لأبي يعلى الخليلي (2/ 484) حيثُ قال عنه: "ثقةٌ، وهو آخِرُ من روى عن دُحَيم بالشام، حدثنا عنه محمد بن الحسن بن الفتح. ورَضِيَهُ الحفّاظ الذين لقَوه مثل عبد الله بن عدي، وأبي علي الحافظ". أهـ. والذي يترجّح عندي أن تمامًا أو أحدَ شيخيه أو سعيدًا قد وَهِمَ في تسمية شيخ سعيد، فهو محمد -لا عبد الرحمن- بن إبراهيم بن العلاء الشامي المتهم: فقد أخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 302) والبيهقي في "الشعب" -كما في اللآلئ المصنوعة" (2/ 168) - والخطيب في "التاريخ" (14/ 224) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 269) - من طريق محمد بن إبراهيم أبي عبد الله الشامي عن شعيب بن إسحاق به بلفظ: "لا تُسكنوهنّ الغُرف، ولا تُعلِّموهن الكتابة، وعلّموهن المغزلَ، وسورةَ النور". قال ابن حبّان: كان يضع الحديثَ على. الشاميين، لا تحلُّ الرواية عنه

إلا عند الاعتبار، ولا يحلُّ الاحتجاجُ به. وكذّبه الدارقطني، وقال الحاكم والنقاش وأبو نعيم: روى أحاديث موضوعة. وقال البيهقي: "هذا بهذا الإِسناد منكرٌ". والظاهر أن بعض الرواة تصرف في لفظه، أو أنّ محمد بن إبراهيم نفسه كان يرويه به بأكثر من لفظٍ، ولا عجبَ فهو مما عملت يداه!. وتابعه عبد الوهاب بن الضحاك عند الحاكم (2/ 396) والبيهقي في "الشعب" -كما ف ي"اللآلئ"-، وقال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقّبه الذهبي فقال: "بل موضوعٌ، وآفته عبد الوهاب، قال أبو حاتم: كذّاب". أهـ. وتعقّبه أيضًا الحافظ في "الأطراف" -كما في "اللآلئ"- فقال: "بل عبد الوهاب متروك". أهـ. وله طريق آخر. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2141) والخطيب (5/ 280) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 277) - من طريق محمد بن زياد اليَشْكُري عن ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعًا: "زيّنوا مجالس نسائكم بالمغزل". واليَشْكُري كذّبه أحمد وابن معين والجوزجاني والفلّاس وأبو زُرعة والنسائي والدراقطني. وتقدّم حديث: "عمل الأبرار من النساء: المغزل". برقم (669). * * * آخر الجزء الثاني ولله الحمد ويليه -إن شاء الله- الجزء الثالث وأوّله: 13 - كتاب الطلاق

استدراك سقط من (21 - باب: في المساجد الثلاثة) (1/ 300) حديثان، فليُنبَّه على ذلك هناك، والحديثان: 271 م- حدثنا أبو زُرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله بن عمرو النَّصْري في آخرين، قالوا: نا عبد العزيز بن المهرجان النَّيْسابوري: نا محمد بن يزيد السّلمي: نا علي بن يونس البَلْخي الزاهد: نا هشام بن الغازِ عن نافع عن ابن عمر عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تُشَدُّ المُطيُّ إلا إلى ثلاثةِ (¬1) مساجد: مسجدِ (¬2) الحرام، ومسجدي هذا، والمسجدِ الأقصى". أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 256) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 151/ ب) من طريقين عن علي بن يونس به. وتحرّف لفظ الحديث في مطبوعة "الضعفاء" إلى: "لا يشدُّ المصلّى"!. قال العقيلي: "علي بن يونس لا يُتابع على حديثه، والمتنُ معروفٌ بغير هذا الإِسناد". وله طريق آخر: أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 337 - 338) قال: حدثنا أحمد بن رشدين: ثنا أحمد بن صالح: ثنا عبد الله بن نافع: حدّثني عبد الله بن عمر عن وهب بن كيسان عن ابن عمر مرفوعًا: "لا تشدُّ الرحال ... ". وإسناده واهٍ: شيخ الطبراني قال ابن عدي: كذّبوه، وأنكرت عليه ¬

_ (¬1) في ظ: (ثلاث). (¬2) كذا في الأصول، وعند العقيلي والطبراني: (المسجد).

أشياء. "اللسان": 1/ 257 - 258)، وعبد الله بن عمر العمري المكبّر ضعيف الحفظ. وقال الهيثمي (4/ 4): "رواه الطبراني في الكبير و"الأوسط" ورجاله ثقات"!. وانظر حديث (603): 271 مم- أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عفّان: نا عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء عن أبيه. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "صلاةٌ في مسجدي خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سواه من الأرضِ إلّا المسجد الحرام". عبد الرحمن بن إبراهيم هو القاص المدنيّ قال ابن معين: ليس بشيءٍ. ونقل عنه أنه وثّقه، وضعّفه الدارقطني، وقال النسائي وأبو حاتم: ليس بالقوي. وقال أبو داود: منكر الحديث. وقال أحمد: ليس به بأس. "اللسان": 3/ 401 - 402). والحديث أخرجه البخاري (3/ 63) ومسلم (2/ 1012) من طريق أبي عبد الله الأغرّ عن أبي هريرة مرفوعًا.

الرّوْضُ الَبسّامْ بتَرتيبِ وَتخْريج فَوائِدِ تَمَّام تصنيف أبي سُلَيمْاَنَ جَاسِمْ بن سُلَيمْاَنَ الفُهَيْد الدَّوسَريّ عَفَا الله عَنْه الجزُءُ الثَّالِثُ دَارُ البَشَائرِ الإسلاَميَّة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الرَّوضُ البَسَّام بتَرتيبِ وتخرْيج فَوائِدِ تَمَّام (3)

حُقوُق الطّبع محَفُوظة الطّبعَة الأولىَ 1412هـ - 1992م دَار البشائر الإِسلاميّة للطبَاعَة وَالنشرَ والتَوزيع: بَيروت -لبنان- ص. ب: 5955 - 14

(13) كتاب الطلاق

(13) " كتاب الطلاق"

1 - باب: في كراهية الطلاق

1 - باب: في كراهية الطلاق 798 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله: نا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عمّار بن نُصَيْر بن أَبَان بن مَيْسرة ابن أخي هشام بن عمّار: نا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيّوب: نا سَعْدان بن يحيى ومحمد بن مسروق، قالا: نا عُبيد الله بن الوليد عن مُحارِب بن دِثَار. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبغضُ الحلالِ إلى الله - عَزَّ وجَلَّ- الطلاقُ". الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": الحافظ السخّاوي في "المقاصد" (ص 12). وأخرجه من طريقه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ ق 103/أ). وأخرجه أبو أمية الطرسوسي في مسند ابن عمر (رقم: 14) وابن ماجه (2018) وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 64) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1056) - وابن عدي في "الكامل" (4/ 1630) من طريق عبيد الله بن الوليد -وهو الوصّافي- به. والوصافي ضعيف جدًا. قاله ابن عدي. وقال ابن الجوزي: "لا يصح، قال يحيى: الوصّافي ليس بشيءٍ. وقال الفلّاس والنسائي: متروك الحديثِ". أهـ. والصواب أن الحديث مرسل، فقد رواه مُعَرِّفُ بن واصل -وهو ثقة- عن محارب مرسلًا: هكذا رواه جماعة من الثقات عن مُعَرِّف، وهم: 1 - عبد الله بن المبارك في كتابه "البر والصلة" -كما في "التذكرة" للزركشي (ص 35)، "والمقاصد" (ص 12). 2 - ووكيع بن الجرّاح عند ابن أبي شيبة (5/ 253).

3 - وأبو نُعيم الفضل بن دُكين. ذكره الدارقطني في "العلل" (4/ ق 52/ ب- دار الكتب). 4 - ويحيى بن بُكَيْر عند البيهقي (7/ 322). 5 - وأحمد بن يونس عند أبي داود (2177) -ومن طريقه البيهقي-. هكذا رواه أبو داود عنه، وخالفه محمد بن عثمان بن أبي شيبة عند الحاكم (2/ 196) -وعنه البيهقي- فرواه عن أحمد بن يونس عن مُعرِّف عن محارب عن ابن عمر. ومحمد هذا -وإن كان حافظًا- متكلَّمٌ فيه: فقد كذّبه عبد الله بن أحمد وغيره، ووثقه صالح جزرة. (اللسان: 5/ 280) ومع هذا فقد قال الحاكم: "صحيح الإِسناد". أهـ. وأقرّه الذهبي على ذلك، وزاد: "على شرط مسلم"!. والحقُّ ما قاله البيهقي عن ابن أبي شيبة: "ولا أراه حفظه". وخالف هؤلاء الخمسة: محمد بن خالد الوَهْبيُّ، فرواه عن معرِّف به موصولًا. هكذا أخرجه أبو داود (2178) -ومن طريقه البيهقي- وابن عدي (6/ 2453). والوَهْبيُّ وثقه ابن حبَّان والدارقطني، وقال أبو داود: لا بأس به. وقد شذّ في وصله، والمحفوظ إرساله كما تقدّم. وقد رجّح ذلك جماعة من الحفاظ، وهم: أبو حاتم الرازي -كما في "العلل" لابنه (1/ 431) -، والدارقطني في "العلل" (4/ ق 52/ ب)، والخطابي في "المعالم" (3/ 231)، والبيهقي. وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي" (حاشية البيهقي: 7/ 323) بعد ذكر مَنْ وَصَلَ الحديث: "فهذا يقتضي ترجيحَ الوَصْل، لأنه زيادةٌ، وقد جاء من وجوه". أهـ. قلت: هذا لا ينتهض أمام التحقيق العلمي السليم، لأن زيادة الثقة تُقبل

2 - باب: من حدث نفسه بالطلاق ولم يتكلم

ما لم يخالف من هو أوثق منه كما هو الحال في هذا الحديث. وأمّا وروده موصولًا من وجوه فمُسلَّمٌ، لكنّها ضعيفةٌ كما تقدّم. ورُوي من حديث معاذ بلفظ: "ما أحلَّ اللهُ شيئًا أبغض إليه من الطلاق"، وله ألفاظ أخرى، أخرجه ابن عدي (2/ 694) والدارقطني (4/ 35) من طريق حُميد بن مالك اللّخَميّ عن مكحول عن معاذ، وقيل: عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ. وحُميد ضعّفه ابن معين وأبو زُرْعة (اللسان: 2/ 366). 2 - باب: من حدّث نفسه بالطلاق ولم يتكلّم 799 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَليُّ قراءةً عليه: نا يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا أبو العباس سلّام بن سليمان: نا عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعوديُّ عن قتادة عن زُرارة بن أوفى. عن عمران بن حُصَين: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن اللهَ تجاوزَ لأُمّتي عمّا حدّثت به أنفسَها ما لم تَكَلَّمْ به أوتعملْ به". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1156) من طريق سلّام بن سليمان به. وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 433) والطبراني في "الكبير" (18/ 216) عن يزيد بن هارون، وابنُ عدي (3/ 907) عن خالد بن عبد الرحمن الخراساني، كلاهما عن المسعودي به. قال أبو حاتم الرازي -كما في "العلل" لابنه-: "هذا خطأ، إنَّما رواه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".

3 - باب: قول الرجل لامرأته: (الحقي بأهلك)

وقال ابن عدي: "غَلَطَ المسعوديُّ في هذا الحديث على قتادة، ومنهم من روى عنه عن قتادة عن زُرارة بن أوفى عن أبي هريرة، وهو الصواب. ومنهم من روى عنه هكذا عن عمران بن حصين، وهو خطأ. ومنهم من رواه عنه عن قتادة عن ابن أبي أوفى، وهو خطأٌ أيضًا. ومنهم من رواه عنه عن قتادة عن أنس. وهذا كله خطأ إلَّا من قال: عن زرارة عن أبي هريرة، وحكى عنه الخطأ والصواب". أهـ وقال أيضًا: "والتخليط عندي من المسعودي". وقال الحافظ الهيثمي (6/ 250): "وفيه المسعودي وقد اختلط، وبقيّة رجاله رجال الصحيح". أهـ. والحديث أخرجه البخاري (5/ 160 و 9/ 388 و 11/ 548) ومسلم (1/ 116 - 117) من طرقٍ عدَّة عن قتادة عن زرارة عن أبي هريرة. 800 - حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمَّد بن سعيد بن عُبيد الله الورّاق: نا أبو الفضل جعفر بن محمد بن جعفر بن رشيد الكوفي: نا سُليمان بن عبد الرحمن: نا أبو عَمرو ناشب بن عمرو الشيباني: نا مقاتل بن حيّان عن رِبْعي بن حِراش. عن عبد الله بن مسعود أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تجاوز اللهُ [-عَزَّ وجَلَّ-] (¬1) لأُمّتي عمّا حَدّثت به أنفسها ما لم يتكلّموا به". إسناده ضعيف: ناشب قال البخاري: منكر الحديث. وضعّفه الدارقطني. (اللسان: 6/ 143). وانظر ما قبله. 3 - باب: قول الرجل لامرأته: (الحقي بأهلك) 801 - أخبرنا خَيْثمة بن سليمان: نا محمَّد بن علي الطَّبريّ بصُور: ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

4 - باب: في التخيير

نا يحيى بن عبد الله [البَابْلُتِيُّ] (¬1) الحرّانيّ: نا الأوزاعي، قال: سألت الزُهْريَّ: أيُّ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - استعاذت منه؟. قال: أخبرني عروة [بن الزبير] (1). عن عائشة أن ابنةَ الجَوْن الكِلابيّةَ لمّا دخلتْ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدَنَا منها قالت (¬2): أعوذُ باللهِ منك!. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "عُذْتِ بعظيمٍ، الحَقي بأهلك". البَابْلُتيُّ ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه البخاري (9/ 356) من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به. 4 - باب: في التخيير 802 - أخبرنا خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا السَّريُّ بن يحيى أبو عُبيدة: نا يحيى بن يعلى: نا زائدة عن بَيان عن الشَّعْبيِّ عن مسروق. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: خيّرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاخترناه، فما كان ذلك طلاقًا. أخرجه البخاري (9/ 367) ومسلم (2/ 1103 - 1104) من طُرقٍ عن الشَّعْبيِّ به. 5 - باب: الخُلْع 803 - أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل بن نَصْر بالرَّمْلةِ: نا ¬

_ (¬1) من (ف). (¬2) في (ف): (فقالت).

6 - باب: الرجعة والإباحة للأول

محمَّد بن الحسن بن قُتَيبة، قال: حدّثني أبي: نا روّاد بن الجرّاح عن عبّاد بن كثير عن أيّوب عن عكرمة. عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ الخلْعَ تطليقةً واحدةً. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1642) عن شيخه محمد بن الحسن به. وأخرجه الدارقطني (4/ 45 - 46) والبيهقي (7/ 316) من طريق روّاد به، وهو عندهم بلفظ: "بائنة" بدل: "واحدة". وإسناده واهٍ: عبّاد بن كثير هو الثقفي، "متروك، قال أحمد: روى أحاديث كذب". كذا في التقريب. والراوي عنه: روّاد بن الجراح مختلط. وقال البيهقي: "تفرّد به عباد بن كثير البصري، وقد ضعّفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والبخاري وتكلّم فيه شعبة. وكيف يصحّ ذلك ومذهب ابن عبَّاس وعكرمة بخلافه؟!.". أهـ. ورُوي مرسلًا عن سعيد بن المسيب: أخرجه عبد الرزاق (6/ 482) وابن أبي شيبة (5/ 110)، وهو ضعيفٌ لِإرساله. 6 - باب: الرّجعة والإِباحة للأول 804 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح القرشي: نا أبو جعفر محمَّد بن سُليمان بن هشام البصري: نا يحيى بن آدم: نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن صالح الهَمْداني عن سَلَمة بن كُهَيل عن سعيد بن جُبَير عن ابن عبّاس. عن عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - قال: طلّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفصةَ ثمَّ راجَعَها.

7 - باب: الإيلاء

محمَّد بن سليمان بن هشام. ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/ 84) وأبو داود (2283) والنسائي (3560) وابن ماجه (2016) والدارمي (2/ 160 - 161) وابن حبان (1324) والحاكم (2/ 197) -وصححه على شرط الشيخين، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (7/ 321 - 322) من طرقٍ عن يحيى بن زكريا به. وإسناده صحيح. وأخرجه ابن سعد (8/ 84) والدارمي (2/ 161) والحاكم (2/ 196 - 197) -وصححه على شرط الشيخين، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (7/ 367 - 368) من طريق هُشَيم قال: أنا حميد عن أنس. وإسناده صحيح، لكن نقل الدارمي عن ابن المديني أنّه أنكر هذا الحديث، وقال: "ليس عندنا هذا الحديث بالبصرة عن حميد". قلت: ما ذكره ابن المديني لا يعدُّ قادحًا، لا سيّما أن هُشَيم قد صرح بالتحديث فأمنَّا تدليسَه. 805 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عيسى: نا سُفيان بن عُيينة عن الزُّهْريّ عن عروة. عن عائشة -رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لامرأةِ رِفاعة القُرَظِيّ: "لا، حتى تذوقي عُسَيْلَته، ويذوقَ عُسَيْلَتَكِ". أخرجه البخاري (5/ 249) ومسلم (2/ 1055 - 1056) من طريق سفيان به. 7 - باب: الإِيلاء 806 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا عبد الكريم بن الهيثم

8 - باب: اللعان

الدَّيرعاقولي أبو يحيى: نا الحسن بن قَزَعَة (¬1): نا مَسْلمة بن علقمة: نا داود بن أبي هِنْد عن الشَّعْبيّ عن مسروق. عن عائشة، قالت: آلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وحَرَّج (¬2)، فجعل الحرام حلالًا، وجعلَ في اليمين الكفّارةَ. أخرجه الترمذي (1201) وابن ماجه (2072) وابن حبّان (1317) والبيهقي (7/ 352) عن الحسن بن قزعة به. ومسلمة بن علقمة مختلفٌ فيه: وثّقه ابن معين وابن حبَّان، وقال أبو حاتم والبغوي: صالح الحديث. وضعّفه أحمد، وقال النسائي: ليس بالقوي. (التهذيب: 10/ 144 - 145). ورجّح الترمذي إرساله فقال: "حديث مسلمة بن علقمة عن داود: رواه علي بن مُسهِر وغيره عن داود عن الشَّعْبيّ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. وليس فيه: (عن مسروق عن عائشة). وهذا أصحّ من حديث مسلمة بن علقمة".أهـ. وأخرجه البيهقي (7/ 352) من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن داود عن الشعبي عن مسروق مرسلًا. 8 - باب: اللّعان 807 - حدّثنا علي بن يعقوب: نا الحسن بن جرير الصُّوري: نا سعيد بن منصور: نا مالك -يعني: ابن أنس- عن نافع. عن ابن عمر، قال: فرّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينَ المُتَلاعِنَيْن، وأَلْحَقَ الولدَ بأمِّه. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (عرفة). والتصويب من هامش الأصل و (ظ) و (ر). (¬2) في (ظ): (حرَّم) وكذا عند مخرّجي الحديث.

9 - باب: الولد للفراش

808 - أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن عمر بن حَفْص البغدادي: نا خلف بن عمرو العُكْبَري: نا سعيد بن منصور: نا مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لاعَنَ بين رجلٍ وامرأة (¬1)، وفرّق بينهما. أخرجه باللفظ الأول: مالك في "الموطأ" (2/ 567)، وعنه سعيد بن منصور (رقم: 1554)، وعنه: مسلم (2/ 1132 - 1133). وأخرجه البخاري (9/ 460) من طريق مالك. وأخرجه باللفظ الثاني: البخاري (9/ 458) ومسلم (2/ 1133) من طريق عُبيد الله بن عمر عن نافع به. 9 - باب: الولد للفراش 809 - أخبرنا أبو طاهر محمَّد بن أحمد بن نصر البغدادي القاضي: نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشّي: نا مسلم بن إبراهيم: نا الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الولدُ للفِراش، وللعاهِر الحَجَرُ". أخرجه البخاري (12/ 127) من طريق شعبة عن محمَّد بن زياد به. وأخرجه مسلم (2/ 1081) من طريق الزهريّ عن ابن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (4/ 292) ومسلم (3/ 1080) من حديث عائشة. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر) و (ف): "امرأته".

810 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم: نا جعفر بن محمَّد القلانسي الرّملي: نا سعيد بن منصور: نا جرير عن مُغيرة عن أبي وائل. عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الولَدُ للفراش، وللعاهِر الحَجَرُ". أخرجه النسائي (3486) وابن حبّان (1336) والخطيب في "التاريخ" (11/ 116) من طريق جرير به. وإسناده صحيح. 811 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح بن سنان، وأبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، قالا: نا أبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة البغدادي، قال: حدّثني محمَّد بن عثمان بن كَرَامة العِجْليُّ: نا عبيد الله بن موسى: أنا عَنْبسة بن سعيد القرشي عن حمّاد مولى بني أميّة عن جناح مولى الوليد. عن واثلة بن الأسقع، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الولدُ (¬1) للفراش، وللعاهِر الحَجَرُ". 812 - حدثنا أبو علي محمَّد بن هارون بن شعيب: نا أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مَنْدة بأصبهان: نا محمد بن عثمان بن كَرَامة: نا عُبيد الله بن موسى عن عَنْبسة بن سعيد عن حمّاد مولى بني أميّة عن جناح مولى الوليد. عن واثلة بن الأسقع، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلَه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 83) من طريق محمَّد بن عثمان به. وإسناده واه، وتقدّم بيان ذلك في تخريج الحديث (رقم: 796) فراجعه. وتقدّمت رواية أنس لهذا الحديث برقم (718). ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (الوليد).

10 - باب: عدة المختارة

والحديث متواتر، رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بضعة وعشرين صحابيًا، وانظر بيان ذلك في "فتح الباري" (12/ 39)، "والأزهار المتناثرة" للسيوطي (ص 219). 10 - باب: عدّة المُختارة 813 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر (¬1) قراءةً عليه: نا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل بمكّة سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين: نا محمَّد بن بكّار: نا أبو مَعشر عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعلَ عدّةَ بَرِيرَةَ عِدَّةَ المُطَلَّقةِ حين فارقها (¬2) زوجُها. أخرجه أبو يعلى (رقم: 4921) عن شيخه محمَّد بن بكّار به. وأخرجه الدارقطني (3/ 294) والبيهقي (7/ 451) من طريق ابن بكّار به. وأخرجه البزار (كشف- 1518) عن شيخه حُميد بن الربيع عن أَسيد بن زيد عن أبي مَعْشر به بلفظ: جعل عدة بريرة عدَّة الحرّة. وقال: "لا نعلم رواه هكذا إلَّا أبو معشر". وأبو معشر هو نَجيج بن عبد الرحمن السِّنْديّ ضعيف كما في التقريب. وقال الهيثمي (5/ 3) بعد ما عزاه للبزار وحده دون أبي يعلى: "وفيه حُميد بن الربيع، وثّقه أحمد، وضعّفه غيره". أهـ قلت: ولم يُصِب في إعلاله، فإن علّة الحديث: أبو معشر، وقد رُوي عنه من طريق آخر -كما تقدّم- ليس فيه حميدٌ. ¬

_ (¬1) في (ظ): (علي بن يعقوب بن أبي العقب). (¬2) كذا في الأصل و (ش) وأبي يعلى والدارقطني، وفي (ظ) و (ر) والبيهقي: (فارقت)، ولعلّه الأصحّ.

وأخرجه ابن ماجه (2077) قال: ثنا علي بن محمَّد: ثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: أُمِرت بَريرة أن تعتدّ بثلاث حِيَضٍ. قال البوصيري في "الزوائد" (1/ 357): "هذا إسنادٌ صحيح، رجاله موثقون". أهـ. وقال الحافظ ابن عبد الهادي في "المحرّر" (ص 185): "رواته ثقات، وقد أعِلّ". أهـ وقال الحافظ في "بلوغ المرام" (ص 139): "رواته ثقات، لكنّه معلول". أهـ. قلت: والعلّة التي أشارا إليها في متن الحديث، وقد بيّنها الحافظ ابن القيّم في "تهذيب السُّنَن" (3/ 147): "وهذا مع أنّه إسناد الصحيحين، فلم يروه أحد من أهل الكتب الستة إلّا ابن ماجه، ويبعدُ أن تكون الثلاث حيض محفوظة، فإن مذهب عائشة أن الأقراء: الأطهار. وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - المختلعة أن تستبرىء بحيضة كما تقدّم، فهذه أولى. ولأنّ الأقراء الثلاث إنّما جعلت في حقّ المطلَّقة ليطولَ زمنُ الرجعة، فيتمكّن زوجُها من رجعتها متى شاء". ثم قال: "وبالجملة: فالأمرُ بالتربُّص ثلاثة قروءٍ إنّما هو للمطلقة، والمُعتَقةُ إذا فَسَخَت فهي بالمختلعة والأمةِ المستبرأة أشبه، إذِ المقصود براءة رَحِمها. فالاستدلالُ على تعدّد الأقراء في حقها بالآية غير صحيح؛ لأنّها ليست مُطلّقة، ولو كانت مطلقة لثبت لزوجها عليها الرّجعة. وأمّا الأحاديث في هذه اللفظة ففي صحتها نَظَرٌ". أهـ. وقال في "الزاد" (5/ 628): "قالوا: وقد رُوي هذا الحديث بثلاثة ألفاظ: (أُمِرت أن تعتدّ)، و (أُمِرت أن تعتدّ عدة الحرّة) و (أمرت أن تعتدّ ثلاثَ حِيَضٍ). فلعلّ رواية من روى: (ثلاث حيض) محمولةٌ على المعنى. ومن العجب أن يكون عند عائشة - رضي الله عنها - هذا وهي تقول: (الأقراء: الأطهار)!. وأعجبُ منه أن يكون هذا الحديث بهذا السند المشهور الذي

كلُّهم أئمة، ولا يخرّجه أصحاب الصحيح، ولا المسانِد، ولا من اعتنى بأحاديث الأحكام وجمعها, ولا الأئمة الأربعة!. وكيف يَصبِر عن إخراج هذا الحديث من هو مضطرٌّ إليه، ولا سيما بهذا السند المعروف الذي هو كالشمس شهرةً! ". أهـ. ثم أجاب هو (5/ 648) عن مخالفة عائشة لما روته، فقال: (ولا ريبَ أن هذا يورث شبهةٌ في الحديث، ولكن ليس هذا بأول حديثٍ خالفه راويه، فكان الاعتبار بما رواه لا بما ذهب إليه، وهذا هو الجواب عن ردّكم لحديث عائشة بمذهبها". أهـ. ومال الحافظ في "الفتح" (9/ 405) إلى تقوية الحديث فقال: "الحديث الذي أخرجه ابن ماجه على شرط الشيخين، بل هو في أعلى درجات الصحة، وقد أخرج أبو يعلى والبيهقي من طريق أبي معشر ... " فذكر الرواية المتقدمة، ثمّ قال: "وهو شاهدٌ قويٌّ؛ لأن أبا معشر وإن كان فيه ضعفٌ لكن يصلح في المتابعات. وأخرج ابن أبي شيبة بأسانيد صحيحة عن عثمان وابن عمر وزيد بن ثابت وآخرين: أنّ الأمة إذا عَتَقَتْ تحتَ العبدِ فطلاقها طلاق عبدٍ، وعدّتُها عدةُ حرَّة". أهـ. ويشهد له أيضًا: حديثُ ابن عباس الذي أخرجه أحمد (1/ 361) والدارقطني (3/ 694) -ومن طريقه البيهقي (7/ 451) - من طريق همّام عن قتادة عن عكرمة عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تعتدَّ عدّة الحرّة. وإسناده صحيح. والذي يترجّح صحة الحديث -إن شاء الله- لوجود ما يشهد له. وما أُعِلَّ به من كونه غير مخرَّجٍ في كتب مشهورة غير قادح، إذ ليس من شروط الصحيح كونه في كتاب مشهور، والعلم عند الله تعالى.

(14) كتاب القصاص والحدود

(14) " كتاب القصاص والحدود"

1 - باب: تحريم القتل

1 - باب: تحريم القتل 814 - حدثنا خيثمة بن سليمان: نا أحمد بن محمد بن أبي الخناجر: نا محمَّد بن مُصعب: نا حمّاد بن سَلَمة عن أبي المُهَزِّم. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَزوال الدُنيا أهونُ على اللهِ -عَزَّ وجَلَّ- مِن قَتْلِ رجلٍ مؤمنٍ، والمؤمنُ أكرمُ على الله من الملائكة الذين عنده": . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (اسمُ أبي المُهَزِّم: يزيد بنْ سُفيانْ، بصريٌّ لا يُحتجُّ به). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرج الشطر الثاني من الحديث: "المؤمن أكرم .. " ابن ماجه (3947) وابن حبّان في "المجروحين" (3/ 99) وابن عدي في "الكامل" (7/ 2721) من طريق حمّاد بن سلمة به. وأخرجه موقوفًا البيهقي في "الشعب" (1/ 174 - ط. العلمية) من نفس الطريق، ثم قال: "كذا رواه أبو المُهَزِّم عن أبي هريرة موقوفًا، وأبو المُهَزِّم: متروك". أهـ. وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (2/ 288): "هذا إسناد ضعيف، لضعف يزيد بن سفيان". أهـ. وأعلّه العراقي في تخريج "الإِحياء" (4/ 150) بأبي المُهَزِّم، وقال: "تركه شعبة، وضعّفه ابن معين". قلت: وأبو المُهَزِّم واسمه يزيد -وقيل: عبد الرحمن- بن سفيان البصري تركه شعبة والنسائي، وضعّفه باقي الأئمة. فالسند واهٍ، إلا أن الشطر الأول من الحديث: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قَتل رجل مؤمن" ثابت:

فقد أخرجه ابن ماجه (2619) عن هشام بن عمَّار عن الوليد بن مسلم، قال: ثنا مروان بن جناح عن أبي الجَهْم الجوزَجاني عن البراء بن عازب مرفوعًا: "لَزوال الدنيا أهونُ على الله من قتل مؤمنٍ بغير حقٍّ". قال المنذري في "الترغيب" (3/ 293): "إسناده حسن". أهـ. وقال البوصيري في "الزوائد" (2/ 83): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". أهـ. قلت: وظاهر الإِسناد مطابق لحكم المنذري عليه بالحُسن، إلَّا أن له علّةً، وذلك أن ابن ماجه تفرّد بذكر (مروان بن جناح) في هذا الإِسناد، وقد خالفه جماعةٌ من الحفاظ فذكروا بدل (مروان) أخاه (روح): قال الحافظ المِزّي في "تحفة الأشراف" (2/ 471 - 472): "رواه عَبْدان الأهوازي وأبو بكر بن أبي عاصم وغيرُ واحدٍ عن هشام بن عمَّار عن الوليد بن مسلم عن روح بن جناح عن أبي الجَهْم عن البراء. وكذلك رواه سليمان من أحمد الواسطي وموسى بن عامر المُرِّي وعبد السلام بن عتيق عن الوليد بن مسلم، وهو الصواب". قلت: رواية ابن أبي عاصم في كتابه "الديّات" (ص 23)، ورواية عبدان وسليمان عند ابن عدي في "الكامل" (3/ 1004) والبيهقي في "الشعب" (4/ 345)، ورواية موسى وعبد السلام عند ابن عدي. ورواه أيضًا: إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان عن هشام بن عمار بمثله. أخرجه البيهقي. وروح بن جناح وثّقه دُحيم، وقال النسائي وأبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا. وأخرجه الترمذي (1395) والنسائي (3987) وابن أبي عاصم (ص 22) من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي عن شعبة عن يعلي بن عطاء العامري عن أبيه عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. وأخرجه الترمذي والنسائي (3988) من طريق محمَّد بن جعفر (غندر)

عن شعبة به موقوفًا. وقال الترمذي: هذا أصحّ. وكذا رجّح البيهقي (8/ 33) الوقف. ورواه سفيان الثوري عن منصور عن يعلى به موقوفًا، هكذا أخرجه النسائي (3989) عن مخلد بن يزيد عنه. وأخرجه البيهقي (8/ 33) عن الفريابي عن الثوري عن يعلى به موقوفًا. وخالفه أبو أسامة حماد بن أسامة فرواه عن مسعر والثوري عن يعلى به مرفوعًا، أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 270) والبيهقي (8/ 33) والخطيب في "التاريخ" (5/ 296، 296 - 297) و"الموضح" (2/ 378). وعلى أي حال -أكان الحديث موقوفًا أو مرفوعًا- فالإسناد ضعيف، لأن والد يعلى: عطاء العامري، قال ابن القطّان: مجهول الحال، ما روى عنه غير ابنه يعلى. أهـ من "التهذيب" (7/ 220). وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 78): "لا يُعرف إلَّا بابنه". أهـ. ولم يوثقه غير ابن حبّان! ومع هذا فقد قال الألباني في "غاية المرام" (ص 253): "إسناده صحيح"!. وله طريق آخر عن عبد الله بن عمرو: أخرجه النسائي (3986) وابن أبي عاصم (ص 22) والبيهقي في "الشعب" (4/ 344 - 345) من طريق إبراهيم بن المهاجر عن إسماعيل مولى عبد الله بن عمرو عن مولاه مرفوعًا. قال النسائي: "إبراهيم بن المهاجر ليس بالقوي". أهـ. وقال عنه في "التقريب": "صدوق ليّن الحفظ". أهـ. وإسماعيل مولى ابن عمرو، قال الذهبي في "الميزان" (1/ 255): "لا يُعرَف، تفرّد عنه إبراهيم بن مهاجر". أهـ. أمّا ابن حبان فوثقه كعادته! تنبيه: حديث ابن عمرو هذا عزاه المنذري في "الترغيب" (3/ 293) لمسلم! وهو وهمٌ منه، ولم يذكر المزي في "التحفة" (6/ 364) راويًا لهذا الحديث غير الترمذي والنسائي.

وأخرجه النسائي (3990) وابن أبي عاصم (ص 23) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 161/ب- 162/ أ) وابن عدي (2/ 454) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (4/ 345) - من طريق حاتم بن إسماعيل عن بشير بن مهاجر الغنوي عن ابن بُريدة بن الحصيب عن أبيه مرفوعًا. وبشير قال أحمد والساجي: منكر الحديث. ووثقه ابن معين والعجلي، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به. قلت؛ فمثله يحتجُّ به في الشواهد. وأخرجه البيهقي في "السنن" (8/ 22) من طريق يزيد بن زياد -أو: ابن أبي زياد- الشامي عن الزهريّ عن ابن المسيّب عن أبي هريرة مرفوعًا. قال البيهقي: "يزيد منكر الحديث". أهـ. وفي التقريب: "متروك". وبعد فهذه أربع طرق -باستثناء الأخيرة- ضعاف غير شديدة الضعف، فيجبر بعضها بعضًا، ويرتقي الحديث بمجموعها إلى درجة الحُسْن. 815 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحُسين بن محمد بن السّفر البزّاز، وأبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَليُّ، قالا: نا بكّار بن قُتيبة: نا صفوان بن عيسى: نا ثور بن يزيد عن أبي عون عن أبي إدريس قال: سمعت معاوية -وكان قليلَ الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسمعتُه يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كلُّ ذنبٍ عسى اللهُ أن يغفرَه إلا رجلٌ (¬1) يموتُ كافرًا، أو الرجل يقتل مؤمنًا متعمّدًا". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: "أبو عَوْن هذا هو: عبد الله بن أبي عبد الله الأنصاري الشاميُّ الأعورُ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه أحمد (4/ 99) والنسائي (3984) وأبن أبي عاصم في ¬

_ (¬1) في (ف): (رجلًا).

"الديّات" (ص 28) والطبراني في"الكبير" (19/ 364) والحاكم (4/ 351) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- والمِزّي في "تهذيب الكمال" (3/ 1634) من طريق صفوان بن عيسى به. وأبو عون لم يُوثّقه غير ابن حبان، وبقيّة رجاله ثقات. وقد تابعه راشد بن سعد -وهو ثقة- عند أبي نعيم في "الحلية" (6/ 99)، لكن في السند إليه: متروكًا وضعيفًا ومجهولًا! وأخرجه أبو داود (4270) والبزّار (الكشف- 3352) وابن أبي عاصم (ص 28) وابن حبّان (51) والحاكم (4/ 351) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- وابن مردويه في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير (1/ 536) - وأبو نعيم (5/ 153) والبيهقي (8/ 21) من طريق خالد بن دهقان عن عبد الله بن أبي زكريّا عن أمّ الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعًا. وإسناده صحيح، خالد وثّقه أبو مُسهِر ودُحَيم وأبو زرعة وابن حبّان، ومع ذلك قال الحافظ في "التقريب": "مقبول"!. وقال ابن كثير: "هذا حديث غريب جدًّا". أهـ ولا أدري ما وجه الغرابة فيه. وأخرجه البزَّار (كشف- 3352) من طريق خالد بن دهقان عن هانئ بن كلثوم عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت مرفوعًا. وإسناده صحيح، وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 296): "رجاله ثقات". 816 - حدّثنا أبي -رضي الله عنه - وأبو المُعافى المُسافِر بن أحمد بن جعفر البغدادي خطيبُ تِنْيِّس -قَدِمَ دمشق- قالا: نا أبو عمر محمد بن جعفر القتات بالكوفة: نا أبو نُعيم الفضل بن دُكَيْن: نا سفيان الثوري عن الأعمش عن شقيق.

2 - باب: من شهر السلاح

عن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أوّلَ ما يُقضى بينَ الناس يومَ القيامةِ: في الدِّماء". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (16/ ق 204/ ب) من طريق تَمَّام. وأخرجه البخاري (11/ 395) ومسلم (3/ 1304) من طرقٍ عن الأعمش به. 2 - باب: من شهر السّلاح 817 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا إبراهيم بن مُنقِذ العُصْفُري بمصرَ: نا أيّوب بن سُويد: نا مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ حمل علينا السّلاحَ فليس منّا". أخرجه البخاري (13/ 23) ومسلم (1/ 98) من طريق مالك به. وأخرجاه أيضًا من حديث أبي موسى، وانفرد مسلم بإخراجه من حديث سلمة بن الأكوع وأبي هريرة. 818 - أخبرنا أبو مُضَر يحيى بن أحمد بن بسطام العَبْسيِّ المقرئ: نا أبو حفص عمر بن مُضَر العَبْسي: نا أبو صالح عبد الله بن صالح: نا الليث بن سعد، قال: حدثني محمَّد بن عبد الرحمن بن غنَج عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حَمَلَ علينا السِّلاحَ فليس منّا". عبد الله بن صالح صدوق كثير الغلط، وانظر ما قبله.

3 - باب: في القصاص

3 - باب: في القصاص 819 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا سليمان بن عبد الحميد البَهْراني بحمص، قال: حدثني محمَّد بن إسماعيل بن عيَّاش، قال: حدثني أبي عن يحيى، شيخٍ من أهل المدينة -هو يحيى بن سعيد الأنصاري- عن محمَّد بن إسحاق عن شعبة عن هشام بن زيد بن أنس عن أبيه. عن جدِّه قال: أُتي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بجاريةٍ من الأنصار، قد رضّها يهوديٌّ بين حَجَرَيْن، وانتزع حُليًّا لها. قال: فأُتي باليهوديِّ ورجلين معه من اليهود. فقال: وكان بالجارية رَمَقٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأومى لها (¬1) بأحد الرجلين الذي لم يتّهم بهذا: "هذا قتَلَكِ؟ ". فأشارت برأسها أنْ لا. ثمّ أوتي (¬2) بالآخر الذي لم يتّهم، فقال: "هذا قتلَكِ؟ ". فقالت: لا. ثم أُتي بالذي اتُّهِمَ، فقال: "هذا قتلَكِ؟ ". فقالت: نعم. قال: فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرُضَّ بينَ حَجَرَيْن ونحن ننظر. فيه محمَّد بن إسماعيل بن عيّاش قال أبو داود: لم يكن بذاك. وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئًا، حملوه على أن يحدّث فحدّث. وأبوه مخلّط في روايته عن أهل الحجاز، وشيخه منهم. ومحمد بن إسحاق مدلّس ولم يصرّح بالسماع. وذِكْرُ والد هشام بن زيد في الإسناد وهمٌ من ابن عيَّاش أو ابنه. وقد أخرجه أبو العباس بن نجيج في "فوائده" -كما في "النُّكتِ الظراف" (1/ 419) - من طريق ابن إسحاق به. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (لها وأومى). (¬2) في (ظ) و (ش): (أُتِي).

4 - باب: من قتل دون ماله

والحديث أخرجه البخاري (12/ 200، 204) ومسلم (3/ 1299) بأخصَر من هذا من طريقٍ عن شعبة عن هشام بن زيد عن جدّه. 820 - حدثنا أبي -رحمه الله-، وعليُّ بن الحسن بن علّان، وأبو حُذيفة أحمد بن محمَّد بن علي الدَّيْنَوَريُّ ورّاقُ ابن الأعرابيِّ وغيرهم، قالوا: نا الحُسين بن محمَّد بن مودود الحرّاني: نا مَخْلَد بن مالك السَّلَمْسِينيُّ: نا العطّاف بن خالد عن نافع. عن ابن عمرَ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أقاد من خَدْشٍ. أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 193) وابن عدي في "الكامل" (5/ 2015) من طريق مخلد به. قال ابن حبان: "ليس هذا من حديث ابن عمر ولا نافع". أهـ. وقال ابن عدي: "وهو منكرٌ، سمعت ابن أبي معشر يقول: كتبنا عن مخلد بن مالك كتاب عطّاف قديمًا، ولم يكن فيه هذا الحديث. كأنّ ابن أبي معشر أومى إلى أن مَخْلَد لُقِّن هذا الحديث". أهـ. قلت: وعطّاف لا باس به، لكنهم أنكروا عليه هذا الحديث، قال الساجي: روى عن نافع عن ابن عمر حديثًا لا يُتابع عليه. يعني هذا الحديث. كذا في "التهذيب" (7/ 222). 4 - باب: من قُتِل دون ماله 821 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكِنْدي: نا أبو جعفر أحمد بن عمرو بن إسماعيل الفارسي المُقْعَد: نا أبو خيثمة مصعب بن سعيد: نا عُبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أُنيسة عن القاسم بن عَوْف الشيباني عن علي بن حسين.

5 - باب: رجم الزاني المحصن

عن أمِّ سلمة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قُتِل دونَ مالِه فهو شهيدٌ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ ق 25/أ) من طريق تَمَّام. وإسناده ضعيف، مصعب بن سعيد قال صالح جزرة: شيخ ضريرٌ لا يدري ما يقول. وقال ابن عدي: يُحدِّث عن الثقات بالمناكير ويُصحِّف والضعف على رواياته بيّنٌ. ووثقه ابن حبّان، وقال: ربّما أخطأ. (اللسان: 6/ 43 - 44). والقاسم بن عوف ضعّفه النسائي، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ومحلّه عندي الصدق. ووثّقه ابن حبّان. وعبيد الله بن عمرو المذكور في السند هو الرَّقّيُّ أبو وهب الأسدي ثقة، له ترجمة عند ابن أبي حاتم في "الجرح" (5/ 328 - 329). والحديث خرّجه السيوطي في "الأزهار المتناثرة" (ص 210) عن ثلاثة عشر صحابيًا، إلَّا أنه لم يذكر رواية أم سلمة، وكأنه لم يقف عليها. وقد أخرجه البخاري (5/ 123) ومسلم (1/ 124 - 125) من حديث عبد الله بن عمرو. 5 - باب: رجم الزاني المُحصَن 822 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن قراءةً عليه: نا الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا الصّلت بن عبد الرحمن الزَّبيدي: نا سفيان الثوري عن عبد الكريم عن نافع. عن ابن عمر قال: رَجَمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهوديًّا ويهوديّةً.

أخرجه أحمد (2/ 61 - 62) والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (6/ 117) - من طريق الثوري به، وزادا. "بالبلاط". وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 446) من طريق عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم به. وعبد الكريم هو: ابن مالك الجَزَري. والحديث أخرجه البخاري (3/ 199 و 12/ 166) ومسلم (3/ 1326 - 1327) من طرقٍ عن نافع به. وانفرد بإخراجه البخاري (12/ 128) من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر. 823 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو بكر الحسين بن محمد بن أبي معشر: نا محمَّد بن ربيعة الكلابي: نا ابن أبي ليلى عن نافع. عن ابن عمرَ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رَجَمَ يهوديًّا ويهوديّةً. أخرجه أحمد (2/ 126) -ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (12/ 116) - من طريق ابن أبي ليلى به. وابن أبي ليلى -واسمه: محمَّد بن عبد الرحمن- صدوق سيّىء الحفظ جدًا كما في "التقريب". 824 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو جعفر محمَّد بن عَوْف الحمصي: نا عُبيد الله بن موسى عن ابن أبي ليلى عن الحَكَم عن نافع. عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رَجَم يهوديًّا ويهوديّةً. انظر السندَ الذي قبله. 825 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا محمَّد بن إسحاق الخيّاط الواسِطي بواسِط: نا أبو منصور الحارث بن منصور: نا سفيان

الثوري عن الحَكَم عن نافع عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم -رجَمَ يهوديًّا ويهوديّةً. لم يسمعْ سفيان الثوري من الحكم بن عُتيبة شيئًا. إسناده منقطع كما ذكر تمّام. 826 - أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الله: نا أبو شُعيب الحرّاني، قال: حدّثني جدّي: نا موسى بن أعين عن زيد بن بكر عن الحجّاج بن أرطاة عن نافع. عن ابن عمر قال: رَجَمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهوديَّ واليهوديّةَ. قال ابن عمر: فلقد رأيتُه يتقي بيده. يعني: يتّقي بها وجْهَهُ. إسناده ضعيف، زيد بن بكر الجَزَري قال الأزديُّ: منكر الحديث جدًّا. (اللسان: 2/ 502). والحجّاج بن أرطاة صدوق كثير الخطأ والتدليس كما في "التقريب"، ولم يصرحّ بالسماع. 827 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا محمَّد بن سعد العَوْفي (¬1) البغدادي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني حفص بن سليمان أبو عمر (¬2) عن ليث بن أبي سُلَيم عن عطيّة العَوْفي. عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَجَمَ يهوديًّا ويهوديّةً. إسناده واهٍ، سعد بن محمَّد العوفي قال أحمد: جَهْمي لم يكن ممن يستاهل أن يُكتَب عنه. (اللسان: 3/ 18 - 19)، وحفص متروك كذّبه ابن خِراش، وليث ضعّفوه لشدة اختلاطه، وعطيّة ضعيف. 828 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو محمَّد أحمد بن الحسن بن زُرَيق الحرّاني: نا إسماعيل بن زُرَارة: نا شَريك عن سِماك بن حَرْب. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ر) (العوقي) بالقاف، والتصويب من (ظ) و (ش) وكتب الرجال. (¬2) في الأصل و (ش): (عمرو) والتصويب من (ظ) و (ر) وكتب الرجال.

6 - باب: في السحاق

عن جابر بن سَمُرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَجَمَ يهوديًّا ويهوديّةً. أخرجه أحمد (5/ 91، 94، 104) والترمذي (1437) -وقال: حسن غريب- وابن ماجه (2557) وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 97) والطبراني في "الكبير" (2/ 256) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1300) من طرقٍ عن شريك به. وشريك هو ابن عبد الله النخعي القاضي صدوق سيئ الحفظ. 829 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا يعقوب بن يوسف القزويني بمكّة: ثنا محمد بن سعيد بن سابق: ثنا عمرو بن أبي قيس عن سِماك. عن جابر بن سَمُرة، قال: شهِدت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حين رَجَمَ ماعِز بن مالك. أخرجه مسلم (3/ 1319 - 1320) من طريقين عن سماك به مطوّلًا. 6 - باب: في السِّحاق 830 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو عبد الملك: نا سليمان بن سَلَمة: نا أحمد بن يونس: نا أيّوب بن مُدرِك بن العلاء الحنفي عن مكحول. عن واثلة بن الأسقع وأنس بن مالك، قالا: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تذهبُ الدُّنيا حتى تستغني النساءُ بالنِّساءِ والرجالُ بالرجالِ، والسِّحاقُ: زنا النِّساء فيما بينهنّ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (3/ ق 143/ أ) من طريق تمام. وإسناده تالف، أيوب بن مدرك متروك كذّبه ابن معين كما في "اللسان" (1/ 488)، وقال ابن حبّان: روى عن مكحول نسخةً موضوعة ولم يره.

وسليمان بن سلمة هو الخبائري متروك كذّبه ابن الجُنيد كما في "اللسان" (3/ 93). وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 29 - 30) من طريق سليمان بن الحكم بن عوانة عن العلاء بن كثير عن مكحول به. وسليمان متروك كما في "اللسان" (3/ 82)، والعلاء متروك رماه ابن حبَّان بالوضع. كذا في "التقريب". وأخرجه ابن حبَّان في "المجروحين" (1/ 190) من طريق بشر بن عون عن بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة. قال ابن حبّان: بشر بن عون روى عن بكار عن مكحول نسخة فيها ستمائة حديث كلها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال أبو حاتم: بشر وبكار مجهولان. (اللسان: 2/ 28). وأخرج أبو يعلى (المطالب المسنده - ق 66/أ) والطبراني في "الكبير" (22/ 63) من طريق بقية بن الوليد عن عثمان بن عبد الرحمن عن عنبسة بن سعيد عن مكحول عن واثلة مرفوعًا: "سحاق النساء زنا بينهن". واللفظ لأبي يعلى. قال الهيثمي (6/ 256): "رجاله ثقات". أهـ وقال البوصيري في "مختصر الإتحاف" (2/ ق 37/ أ): "رواه أبو يعلى بإسناد ضعيف لتدليس بقية". أهـ. قلت: بقية قد صرّح بالتحديث عند الطبراني، وقد تابعه عمّار بن نصر المروزي -عند ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ق 14/ ب) - وهو صدوق، وقد أدخل بين عنبسة ومكحول: أبا العلاء، وعُلِمَ من هذا أن بقية قد سوّى الإسناد، فما نفعنا تصريحه بالتحديث! وأبو العلاء هذه نكرة غير معروف؛ فهذه علّة، والعلّة الأخرى هي الانقطاع بين مكحول وواثلة، فإنه لم يسمع منه كما قال البخاري وأبو حاتم.

7 - باب: حد شارب الخمر

وقال البوصيري: "وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري، رواه الحاكم [؟] وعنه البيهقي [8/ 233]، ولفظه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان، وإذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان". أهـ. قلت: هو من رواية محمد بن عبد الرحمن عن خالد الحذّاء عن ابن سيرين عن أبي موسى، وقال البيهقي عقبه: "محمد بن عبد الرحمن هذا لا أعرفه، وهو منكر بهذا الإسناد". أهـ. وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" قائلًا: "قلت: هو معروف، يُقال له المقدسي القشيري ... ذكره ابن أبي حاتم في كتابه، وقال: ذكره البخاري. قال: وسألت أبي عنه فقال: متروك الحديث، كان يكذب ويفتعل الحديث". أهـ. وقال الحافظ في "التلخيص" (4/ 55): "ورواه أبو الفتح الأزدي في "الضعفاء" والطبراني في "الكبير" من وجهٍ آخر عن أبي موسى، وفيه بشر بن الفضل البجلي وهو مجهول. وقد أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده عنه" أهـ. قلت لم أره في مسند الطيالسي المطبوع، ولم يُوردْه الهيثمي في "المجمع". 7 - باب: حدّ شارب الخمر 831 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن عبد الله بن جَبْلة البغدادي قراءةً عليه بدمشق: نا أحمد بن حاتم بن ماهان القاض بسُرَّ من رأي: نا محمود بن غَيْلان: نا الفضل بن موسى: نا مِسْعَر عن زيد العَمِّيِّ عن أبي الصدّيق النّاجي.

8 - باب: القطع في السرقة

عن أبي سعيد الخدري، قال: ضُرِب رجلٌ في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنَّعلين أربعين. أخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (3/ 335) - عن شيخه محمود بن غيلان به، ولفظه: ضرب منا رجل في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الشراب .. ". وأخرجه أحمد (3/ 32) والترمذي (1442) -وحسّنه- عن وكيع عن مسعر به. وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 547) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 157) من طريق المسعودي عن زيد العمِّيِّ عن أبي نضرة -وعند الطحاوي: أو أبي الصدّيق- عن أبي سعيد. والمسعوديّ مختلط. والحديث إسناده ضعيف لضعف زيد العمِّيِّ. ويغني عنه ما أخرجه البخاري (12/ 63) ومسلم (3/ 1331) عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يضرب في الخمر بالنِّعال والجريد أربعين. 8 - باب: القطع في السرقة 832 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا العبّاس بن الوليد بن مَزْيَد أنا محمد بن شُعيب: نا محمد بن يزيد النصْريّ عن عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمرَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَطَعَ يدَ سارقٍ في مِجَنٍّ قيمتُه ثلاثةُ الدراهمَ (¬1). أخرجه البخاري (12/ 97) ومسلم (3/ 1314) من طريق عُبيد الله به. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ش): دراهم. وكذا في الصحيحين.

9 - باب: حد الحرابة

833 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن علي البغدادي الصيدلاني: نا أبو بكر محمَّد بن سليمان الواسطي الباغندي: نا إسحاق بن موسى: نا عبد الله بن يحيى بن عروة عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة -رضي الله عنها - أنّ رجلًا كان يسرِق الصِّبيانَ، فأُتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقَطَعَ يده. أخرجه البيهقي (8/ 268) من طريق الباغندي به. وأخرجه ابن عدي (4/ 1501) -ومن طريقه البيهقي- والدارقطني (3/ 202) من طريق إسحاق بن موسى به. قال ابن عدي: هذا غيرُ محفوظٍ عن هشام إلَّا من رواية عبد الله بن محمَّد بن يحيى عنه. وقال الدارقطني: تفرد به عبد الله محمَّد بن يحيى عن هشام، وهو كثير الخطأ على هشام، وهو ضعيف الحديث. أهـ. قلت: ومحمد بن عبد الله هذا -وقد نسِب إلى جده في رواية تمام- قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال أيضًا: ضعيف الحديث جدًّا. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. (اللسان: 3/ 331) فالسندُ تالف. 9 - باب: حدّ الحِرابة 834 - أخبرنا الحسن بن حبيب، وخيثمة بن سليمان، قالا: نا العبّاس بن الوليد بن مَزْيَد البيروتي، قال: أخبرني أبي: نا أبو بكر بن عبيد الله بن أبي سَبْرة القُرشيّ -وكان قَدِمَ علينا دمشق- قال: حدثني عبيد الله بن عمر عن حُمَيد الطويل. عن أنس بن مالك أنّ أناسًا (¬1) من عُرَيْنةَ قَدِموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاجتَوَوا المدينة. وذَكَرَ حديثَ العُرَنيِّين. ¬

_ (¬1) في الأصول الأخرى: ناسًا.

10 - باب: قتل المرتد

لفظُ ابن حبيب. أخرجه مسلم (3/ 1296) من طريق حُميد به. وأخرجه البخاري (10/ 141، 142 و12/ 111) ومسلم من طرق مختلفة عن أنس. 835 - أخبرنا أبو سعيد عثمان بن أحمد الدَّيْنَوَرِيّ -ورّاقُ خيثمة- قراءةً عليه: نا أبو محمَّد يحيى بن محمَّد مولى بني هاشم البغدادي الحافظ: نا الفَضْلُ بن سهل: نا يحيى بن غَيْلان: نا يزيد بن زُرَيع عن سليمان التّيميِّ. عن أنس بن مالك قال: إنَّما سَمَلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أعينَ العُرَنيّين، لأنَّهم سَمَلوا أعينَ الرُّعاةِ. أخرجه مسلم (3/ 1298) عن شيخه الفضل به. 10 - باب: قتل المرتدِّ 836 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البَرْقي: نا عمرو بن أبي سَلَمة: نا صَدَقَة بن عبد الله: نا نَصْر بن علقمة عن أخيه عن ابن عائذ، قال: حدثني عمرو بن الأسود. عن معاذ بن جبل أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أبغضُ الخَلْقِ إلى اللهِ - عَزَّ وجَلَّ- لمَنْ آمنَ ثمَّ كَفَرَ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (8/ق 138/ ب) من طريق تمّام. والحديث عزاه إلى "فوائد تمّام" السيوطي في "الجامع الصغير" (الفيض- رقم: 54)، وذكر سنده المناوي في الشرح. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 114) من طريق صَدَقَة به.

قال الهيثمي (6/ 261): "وفيه صدقة بن عبد الله السَّمين، وثّقه أبو حاتم وجماعةٌ، وضعّفه غيرهم، وبقية رجاله ثقاتٌ". أهـ. قلت: أبو حاتم لم يوثقه، وإنّما قال: محلُّه الصدق. كذا في كتاب ابنه (4/ 430). وصَدَقَةُ قال أحمد: ضعيف جدًا. وضعفه ابن معين والبخاري وغيرهما، واضطرب فيه قول دحيم. وتركه الدارقطني. فالسند ضعيف. وأخو نصر هو محفوظ، وابن عائذ هو عبد الرحمن بن عائذ الحمصي. 837 - حدثنا أبي -رحمه الله- قال: حدثني أبو العبّاس جعفر بن أحمد بن الخليل العطّار الرازي: نا محمود بن غَيْلان المروزي: نا محمَّد بن بكر البُرْسَاني: نا ابن جُريج: نا إسماعيل بن عُلية عن مَعْمَر عن أيّوب عن عكرمة. عن ابن عبّاس، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ بدّلَ دينَه فاقتلوه". أخرجه النسائي (4061) عن شيخه محمود بن غيلان به. وأخرجه البخاري (12/ 267) من طريق أيّوب به. 838 - حدّثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علّان الحافظ: أنا المُفضَّل بن محمَّد الجَنَدي: نا علي بن زياد اللّحْجي: نا أبو قُرَّة عن ابن جُريج، قال: أخبرني إسماعيل -يعني: ابن عُليّة- عن معمر عن أيّوب عن عكرمة مولى ابن عبّاس. عن ابن عباس أنّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ بدَّل دينَه أو رجَعَ عن دينه فاقتلوه، ولا تُعذبوا بعذابِ الله أحدًا". يعني: النارَ. قال: ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المُثْلَةِ. أخرج الشطر الأول منه عبد الرزاق (10/ 168) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (11/ 315) - عن معمر به. وأخرجه أحمد (1/ 217) -وعنه أبو داود (4351) - عن ابن عليّة به. وأخرجه البخاري (6/ 149) من طريق سفيان عن أيّوب به.

11 - باب: من سب نبيا أوصحابيا

وأما الشطر الثاني: (نهى عن المثلة) فلم أَر من خرجه عن ابن عبّاس غير تمام، وإسناده جيّدٌ. وقد أخرجه البخاري (5/ 119) من حديث عبد الله بن يزيد الأنصاري. 11 - باب: من سبّ نبيًّا أوصحابيًّا 839 - حدثنا أبو الحسن مُزاحِم بن عبد الوارث البصري: نا الحسين بن حُميد بن الربيع اللَّخْمي، قال: حدّثني عبد السلام بن صالح الهروي، قال: حدثني علي بن موسى الرِّضا، قال: حدثني أبي: موسى بن جعفر عن أبيه: جعفر بن محمَّد عن أبيه: محمد بن علي عن أبيه: علي بن الحسين عن أبيه. عن عليٍّ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ سبَّ نبيًّا من الأنبياءِ فاقتلوه، ومَنْ سبَّ أحدًا من أصحابي فاجلِدوه". 840 - حدثنا خيثمة بن سليمان: نا الحسين بن حُميد بن الربيع الخزّاز بواسط: نا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: نا علي بن موسى بن جعفر بن محمَّد عن أبيه: موسى بن جعفر عن أبيه: جعفر بن محمَّد عن أبيه: محمد بن علي عن أبيه: علي بن الحسين عن أبيه: الحسين بن علي. عن أبيه: علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سبَّ أصحابي فاجلِدوه". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (عبد السلام بن صالح هو أبو الصلت، لا يُحتجُّ به). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده تالف، الحسين بن حُميد قال مُطّين: كذاب ابن كذّاب ابن

كذّاب! واتهمه ابن عدي. (اللسان: 2/ 280)، وعبد السلام ضعّفوه. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 235 - 236) عن شيخه عبيد الله بن محمَّد العمري عن إسماعيل بن أبي أويس عن موسى بن جعفر به، وقال: "لا يُروى عن عليٍّ إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي أويس". أهـ. وقال الهيثمي (6/ 260): "رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه عبيد الله بن محمَّد العمري، رماه النسائي بالكذب". أهـ. وقال الحافظ في "اللسان" (4/ 112): "كلهم ثقات إلا العمري". أهـ قلت: فهو المتهم به. وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "الصارم المسلول" (ص 92 - 93): "رواه أبو محمَّد الخلّال وأبو القاسم الأزجي وأبو ذرٍّ الهروي. وهذا الحديث قد رواه عبد العزيز بن الحسن بن زبالة، قال: ثنا عبد الله بن موسى بن جعفر عن علي بن موسى ..... " وذكر السند المتقدم إلى علي، ثم قال: "وفي القلب منه حَزَازةٌ، فإنّ هذا الإسناد الشريف قد رُكّب عليه مُتونٌ نكرةٌ. والمُحدِّث به عن أهل البيت ضعيفٌ". أهـ. قلت: قال الذهبي في "الميزان" (2/ 627): "عبد العزيز بن الحسن بن زبالة عن عبد الله بن موسى بن جعفر الصادق بحديثٍ منكرٍ عن آبائه. لا أعرف هذا، فلعلّه أخٌ لمحمد". أهـ. ورجّح الحافظ في "اللسان" (4/ 28) أنه عبد العزيز بن محمَّد بن زبالة الذي قال فيه ابن حبّان: يأتي عن المدنيين بالأشياء المعضلات، فبطل الاحتجاج به.

(15) كتاب الجهاد

(15) " كتاب الجهاد"

1 - باب: فضل الجهاد والرباط

1 - باب: فضل الجهاد والرِّباط 841 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْزَعي: نا أبو محمَّد عبد الله بن أحمد بن بَحْر العسكري بالرّافِقة: نا عفّان -يعني: ابن مُسلم- نا همّام بن يحيى عن محمَّد بن جُحَادة أنّ أبا حَصين حدّثه أنَّ ذكوان حدّثه. عن أبي هريرة، قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فقال: يا رسول الله! دُلَّني على عملٍ يعدلُ الجهادَ. قال: "لا أجدُهُ". ثمّ قال: "أتستطيعُ إذا خرج المجاهدون أن تلزمَ بيتك فتصَلّيَ لا تفترَ، وتصومَ لا تُفطِرَ؟! ". أخرجه البخاري (6/ 4) من طريق عفان به. وأخرج مسلم (3/ 1498) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة نحوه. 842 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن: أنا محمد بن سليمان الواسطيّ: نا عبد الله بن سِنان: نا عبد الله بن المثنّى، قال: حدثني سرور: نا رَوْح بن القاسم عن العلاء عن أبيه. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا أن أشقَّ على أمتي ما قعدتُّ خلفَ سريّةٍ تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجدُ سَعَةً فأحملَهم، ولا يجدون سَعَةً فيتّبِعوني". سرور هو ابن المغيرة قال أبو حاتم -كما في "الجرح" (4/ 325) - شيخ. ووثّقه ابن حبان، وقال الأزدي: عنده مناكير عن الشعبي. (اللسان: 3/ 11) والراوي عنه لم أقف على ترجمته. والحديث أخرجه مسلم (3/ 1497) من طريق همّام بن منبّه عن أبي هريرة بهذا اللفظ.

وأخرجه البخاري (6/ 16، 124) ومسلم (3/ 1495 - 1497) من طرق أخرى عن أبي هريرة نحوه. 843 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمَّد بن الوليد المرّي المقرئ: نا أبو القاسم أخطل بن الحكم بن جابر القرشي: نا الفريابي: نا ابن ثوبان عن حسّان بن عطية عن أبي مُنيب الجُرَشيّ. عن عبد الله بن عمر (¬1) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بُعِثتُ بين يَدي الساعةِ بالسيفِ حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وجُعِل رزقي تحتَ ظلِّ رُمحي، وجُعِل الذُّلُّ على من خالفَ أمري، ومن تشبّه بقومٍ فهو منهم". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (19/ 96 /أ- ب) من طريق تمام. وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 313) وأحمد (2/ 50، 92) وعبد بن حميد في "المنتخب" (848) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 111/ أ) والهروي في "ذمّ الكلام" (ق 49/ أ - المتحف البريطاني) والبيهقي في "الشعب" (2/ 75) والذهبي في " السّير" (15/ 509) من طريق ابن ثوبان به. وأخرج أبو داود (4031) الفقرة الأخيرة منه: "من تشبه ... ". قال المنذري في "مختصر السنن" (6/ 25): "في إسناده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وهو ضعيف". أهـ وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "الاقتضاء" (ص 82): "إسناده جيّدٌ" ثم تكلّم على رجاله وبيّن أنهم محتجٌّ بهم. وقال الذهبي: "إسناده صالح". وقال الزركشي في "التذكرة" (ص 102): "إسناده فيه ضعف". وقال العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 269): "إسناده صحيح". وقال الهيثمي (5/ 267): "رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (عمرو)، والتصويب من (ظ) و (ر) ومخرجي الحديث.

ثوبان، وثّقه ابن المديني وأبو حاتم وغيرهما، وضعّفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات". أهـ. وقال الحافظ في "الفتح" (6/ 98): "في الإسناد: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختَلفٌ في توثيقه". أهـ. وقال السخاوي في "المقاصد" (ص 407): "في سنده ضعفٌ". قلت: وابن ثوبان ضعّفه أيضًا ابن معين والنسائي، ووثّقه دُحَيم، وقال يعقوب بن شيبة وأبو داود: لا بأس به. فمثله يحتمل حديثه التحسين. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1/ 88) من طريق الوليد بن مسلم قال: ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية به. وهذا إسنادٌ جيّدٌ إن سلم من تسوية الوليد، فإنه -كما هو مذكور في ترجمته من "التهذيب" (11/ 154) - كان يحذف شيوخ الأوزاعي الضعفاء من الإِسناد، إجلالًا منه للأوزاعي عن الرواية عنهم! لكن يوهّن هذا الاحتمال أن الأوزاعي معروف بكثرة الرواية عن حسّان، كما أنهما من بلد واحد (الشام)، ولا حاجة بالتالي إلى واسطة بينهما. وعلى أي حال فللحديث طرق أخرى: فقد أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (ق 49/ أ) والذهبي في "السير" (16/ 242) من طريق صدقة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا مثله. وصدقة هو ابن عبد الله السَّمين ضعيف كما في "التقريب"، وابن أبي كثير مدلّس وقد عنعن. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 129) والهروي (ق 49/ أ) من طريق بشر بن الحسين الأصبهاني عن الزُّبير بن عدي عن أنس مرفوعًا. وبشر كذّبه الطيالسي وأبو حاتم، وقال ابن حبان والدارقطني: يروي عن الزبير نسخة موضوعة. (اللسان: 2/ 21 - 23).

وأخرج ابن أبي شيبة (5/ 322) قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن سعيد عن طاوس مرسلًا. وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (رقم: 105) عن الأوزاعي به. قال الحافظ في "الفتح" (6/ 98): "إسناده حسن". والراوي عن طاوس هو سعيد بن جَبَلة كما في رواية ابن المبارك، قال محمَّد بن خفيف الشيرازي: ليس هو عندهم بذاك. (اللسان: 3/ 25). وأخرجه سعيد بن منصور (2370) من طريق أبي عمير الصوري عن الحسن مرسلًا، وأبو عمير لم أقف على ترجمته. فالحديث بمجموع هذه الطرق -باستثناء طريق أنس- حسنٌ أو صحيح، والله أعلم. 844 - حدثنا محمد بن أحمد: نا يزيد بن محمَّد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع: نا خالد. عن أبي أُمامة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من رجلٍ يغبارُّ وجهُهُ في سبيلِ الله إلَّا أمَّنَ اللهُ وجهَه منَ النارِ يومَ القيامةِ، وما من رجلٍ تغبارُ قدماه في سبيل الله إلَّا أمَّنَ الله قدميه من النار يومَ القيامةِ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (جُميع منكر الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (110، 118) والطبراني في "الكبير" (8/ 114) والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 43) من طريق يحيى بن صالح به. وأخرجه ابن عدي (2/ 587) من طريق آخر عن جميع. وقال الهيثمي (5/ 287): "وفيه جميع بن ثوب -بالفتح، ويُقال بالضمّ- وهو متروك". أهـ. قلت: وجميع تركه النسائي، وقال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. (اللسان: 2/ 134) فالسند واهٍ. ويغني عنه: ما أخرجه البخاري (6/ 29) من حديث عبد الرحمن بن جبر مرفوعًا: "ما اغبرّت قدما عبدٍ في سبيل الله فتمسّه النار".

845 - أخبرنا محمد بن أحمد بن عرفجة: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع بن ثوب: نا خالد. عن أبي أمامة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لأن أحرسَ (¬1) ثلاثَ ليالٍ مُرابِطًا وراءَ بَيْضةِ المسلمين أحبُّ إليَّ من أن تصيبَني ليلةُ القدْرِ في أحد المسجدين: المدينة، وبيت المقدس". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (جُميع منكرُ الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 42 - 43) من طريق يحيى بن صالح به. وعزاه في "الكنز" (4/ 199) لابن شاهين، وعزاه أيضًا لأبي الشيخ عن أنس. وإسناده واهٍ كسابقه. وأشار المنذري في "الترغيب" (2/ 246) أيضًا إلي ضعفه حيث صدّره بـ"رُوي". 846 - أخبرنا محمد بن أحمد: نا يزيد بن محمَّد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع عن خالد، عن أبي أمامة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مات مُرابِطًا في سبيلِ الله أمّنه اللهُ من فتنةِ القبر". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (جُميع منكرُ الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه البيهقي في "الشعب" (4/ 43) من طريق يحيى به. وأخرجه ابن عدي (2/ 587) من طريق جميع به. وسنده واه كما تقدّم بيانه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 113 - 114) و"الأوسط" (مجمع البحرين - نسخة الحرم: ق 122/ أ) من طريق محمَّد بن حفص الوصّابي ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش) و (ر): (لأحرس)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ).

عن محمَّد بن حِمْيَر عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن أبي أمامة. والوصّابي ضعّفه ابن منده، وقال ابن أبي حاتم: ليس يصدقُ. (اللسان: 5/ 146). لكن الحديث صحَّ بلفظٍ آخر: أخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (رقم: 174) وسعيد بن منصور (2414) وأحمد (6/ 20) وأبو داود (2500) والترمذي (1621) -وقال: حسن صحيح- والطبراني في "الكبير" (18/ 311، 311 - 312) وابن حبان (1624) والحاكم (2/ 79، 144) -وصححه على شرط مسلم في الموضع الأول، وعلى شرطهما في الثاني، وسكت عليه الذهبي- من طريق أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني عن عمرو بن مالك الجنبي عن فضالة بن عبيد مرفوعًا: "كل ميت يُختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنّه يُنمّى له عمله إلى يوم القيامة، وُيؤمّن فتنة القبر". وإسناده جيّد. وفي صحيح مسلم (3/ 1520) من حديث سلمان مرفوعًا، وفيه: "وإن مات [أي المرابط] جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجريَ عليه رزقه، وأمِن الفُتَّان". 847 - أخبرنا محمد بن أحمد بن عرفجة: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع: نا خالد. عن أبي أمامة أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المُرابِطُ في سبيلِ الله -عَزَّ وَجَلَّ- أعظمُ أجرًا من رجلٍ جَمَعَ كعبيه في فالجٍ شهرًا (¬1) صامه وقامه. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذريّ: (جُميع منكر الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه البيهقي في "الشعب" (4/ 43) من طريق يحيى بن صالح به. وأخرجه ابن عدي (2/ 587) من طريق جميع به. ¬

_ (¬1) كذا في الأصول.

2 - باب: الشهيد وفضله

وسنده واهٍ كما تقدّم بيانه. 848 - أخبرنا محمد بن أحمد: نا يزيد بن محمَّد: نا يحيى: نا جُميع: نا خالد بن مَعْدَان، عن أبي أمامة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ صلاةَ المرابطِ تَعْدِلُ خمسمائة صلاةٍ، ونفقةُ الدّينار والدِّرهم فيه أفضلُ من سبعمائة فيمن يُنفِقه في غيره". أخرجه أبو الشيخ في "الثواب" -ومن طريقه الديلمي (زهر الفردوس- 2/ 245) - والبيهقي (4/ 43) من طريق يحيى به. وسنده واهٍ كما تقدّم بيانه. ولكن الشطر الثاني من الحديث ثابت من وجهٍ آخر: أخرجه أحمد (4/ 345، 345 - 346) والترمذي (1625) -وحسّنه- والنسائي (3186) والطبراني في "الكبير" (4/ 244 - 247) وابن حبّان (1647) والحاكم (2/ 87) -وصححه وسكت عليه الذهبي- من طريق الرُّكَيْن بن الربيع عن أبيه عن يُسَير بن عَميلة عن خُرَيم بن فاتك مرفوعًا: "من أنفق نفقةٌ في سبيل الله كتبت بسبعمائة ضِعفٍ". وإسناد صحيح. 2 - باب: الشهيد وفضله 849 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث العَبْدري قراءةً عليه: أنا أبو أيّوب سليمان بن أيوب بن حذلم قراءةً عليه: نا يزيد بن عبد الله بن رُزَيق: نا الوليد بن مسلم: نا أبو عمرو الأوزاعي، قال: حدثني ابن مالك بن أوس بن الحَدَثَان عن الزُّهري، قال: حدثني مالك بن أوس بن الحَدَثَان، قال: تحدّثنا بيننا عن سرّيةٍ أُصيبت في سبيل الله على عهد عمرَ، فقال قائلنا: عمّالُ الله وفي سبيله، وقع أجرهم

على الله -عَزَّ وَجَلَّ-. وقال قائلنا: يبعثهم الله على ما أماتهم عليه. ثمّ إنّ عمرَ وقف علينا فأمسكنا عن الحديثِ، فقال: ما كنتم تتحدّثون به؟. قال: كنّا نتحدّث عن السريّة التي أصيبت في سبيل الله، فقال قائلنا: عمّالُ الله وفي سبيله، وقع أجرهم على الله. وقال قائلنا: يبعثهم الله على ما أماتهم عليه. فقال عمر: أجلْ، والذي نفسي بيده ليبعثنّهم اللهُ- عَزَّ وجَلَّ- على ما أماتهم عليه. إنّ من الناس من يقاتل رياءً وسُمْعةً، ومنهم من يقاتل ينوي الدنيا، ومنهم من يُلجِمُهُ القتال فلا يجدُ من ذلك بُدًّا، ومنهم من يقاتل صابرًا مُحتسبًا، فأولئك هم الشهداءُ، فأولئك هم الشهداءُ. مع أنّي لا أدري ما هو مفعولٌ بي ولا بكم، غيرَ أني أعلم أن صاحب هذا القبرِ - صلى الله عليه وسلم - قد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه". يزيد لم يوثقه غير ابن حبان، وابن مالك لم أقف على اسمه وحاله. وأخرجه الحاكم (2/ 108) من طريق عبد الله بن صالح عن الليث عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن الزهريّ به. وصحّحه الحاكم على شرط البخاري، وسكت عليه الذهبي. قلت: وابن صالح صدوق كثير الغلط. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (رقم: 10) وعبد الرزاق (5/ 266 - 267) عن معمر عن الزُّهريّ عن عمر. وهو منقطع، فالزهري لم يدرك عمر، وإنما وُلد بعد وفاته بنحو ثلاثين عامًا. وعُلِم من هذا، أن ذكر مالك بن أوس من أوهام يزيد وابن صالح، والصواب ما رواه معمر. 850 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمَّد بن يزيد الحلبي قراءةً عليه: نا أبو يحيى هَنْبَل بن محمَّد الحمصي: نا محمَّد بن إسماعيل بن عيّاش: نا أبي: نا أبو داود عن أبي هاشم -يعني: الرُّمّاني- عن زاذان. عن عليٍّ -رضي الله عنه - عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "جميعُ

3 - باب: عون الله للمجاهد

الشُّهداءِ يومَ القيامة لهم ما تشتهي أنفسهم ولهم فيها ما يدَعون. وكلُّ أرضٍ يُخاف عليها العدوُّ -دخلها العدوُ أو لم يدخلها- رباطٌ إلى يوم القيامة". 851 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمَّد بن سعيد بن عُبيد الله الورّاق قراءةً عليه: نا أبو يحيى هَنْبل بن محمَّد بن يحيى: نا محمَّد بن إسماعيل بن عيّاش: نا أبي: نا أبو داود عن أبي هاشم عن زاذان. عن عليٍّ -رضوان الله عليه- عن نبيِّ لله - صلى الله عليه وسلم - قال: "جميعُ الشُهداءِ يومَ القيامةِ لهم ما تشتهي أنفسُهم ولهم ما يدّعون. وكلُّ أرضٍ يُتَخوَّفُ عليها العدوُّ -دخلها أو لم يدخلها- رباطٌ إلى يومِ القيامة". إسناده ضعيف، هَنْبَل ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" (7/ 403) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. ومحمد بن إسماعيل قال أبو داود: لم يكن بذاك. وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئًا، حملوه على أن يحدّث فحدّث وأبو داود شيخ ابن عيَّاش لم أتبينه فلعله سليمان بن داود الخولاني أو سليمان بن كثير العبدي، فكلاهما يكنّى أبا داود، وهما من طبقة واحدة. 3 - باب: عون الله للمجاهد 852 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو عاصم الضحّاك بن مَخْلَد: نا ابن عجلان عن المَقبُريّ. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثةٌ (¬1) حقٌّ على اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- عونُهم: المجاهدُ في سبيل الله، والمكاتَبُ يريد الأداءَ، والناكِحُ الذي يريد العفافَ". أخرجه أحمد (2/ 251، 437) والترمذي (1655) -وحسنه- ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش) و (ر) و (ف): (ثلاث)، والتصويب من (ظ).

4 - باب: ثواب تبليغ كتاب المغازي

والنسائي (3120، 3218) وابن ماجه (2518) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (83) وابن الجارود في "المنتقى" (979، 980) وابن حبّان (1653) والحاكم (2/ 160، 217) -وصحّحه على شرط مسلم وأقره الذهبي- وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 388) والبيهقي في السنن (7/ 78 و10/ 318) و"الشعب" (4/ 35) والبغوي في "شرح السنة" (9/ 7) -وحسّنه- من طرق عن ابن عجلان به. وإسناده جيّدٌ قويٌّ. 4 - باب: ثواب تبليغ كتاب المغازي 853 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل بن عثمان القِنَّسْريني: نا أبو علي أحمد بن عبد الله بن زياد بن زكريّا الإيادي بجبلة: نا يزيد بن قُبَيْس: نا الجرّاح بن مَليح عن أرطاة بن المُنذر وإبراهيم بن ذي حماية الرَّحبي، قالا: حدَّث عبّادُ بن كثير عن عبد الرحمن بن غَنْم. عن معاذ بن جبل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "مَنْ بلَّغَ كتابَ غازي (¬1) في سبيل الله إلى أهله، أو كتابَ أهله إليه كان له بكُل حرفٍ منه عتقُ رقبةٍ، وأعطاه اللهُ كتابَه بيمينه، وكتبَ له براءةً من النَّار". عباد بن كثير هو الشامي ضعيف كما في "التقريب". وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 327) من طريق موسى بن أيوب عن الجرّاح عن أرطاة عن عبادة بن نسي عن ابن غنم عن معاذ، ثم قال: "قال أبي: هذا يشبه الموضوع، يشبه حديث محمَّد بن سعيد الأردني [يعني: المصلوب الكذّاب]، أخذه عنه، يشبه أن وقع عليه، وأرطاة لم يسمع من عبادة بن نسي شيئًا". أهـ. ¬

_ (¬1) عليه تضبيب في الأصل، والصواب (غازٍ).

5 - باب: الترهيب من ترك الجهاد

قلت: فالظاهر أنه أُسقط من الإسناد تدليسًا فإن أرطاة وإبراهيم قالا: (حدّث عباد) ولو سمعاه منه لقالا: (حدثنا)، فلعلّهما سمعاه من المصلوب ثم دلّساه عنه. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4/ 35 - 36) من طريق الخليل بن عبد الله بن مكحول عن ابن غَنَمْ به. قال البيهقي: "الخليل بن عبد الله مجهول، والمتن منكرٌ". 5 - باب: الترهيب من ترك الجهاد 854 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل بن إبراهيم بن يحيى بن صالح، وأبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حسنون في آخرين، قالوا: نا مُسَاور بن شهاب بن مسرور، قال: حدّثني أبي عن أبيه مسرور. عن جدّه سعد بن أبي الغادية أنّه دَخَلَ على عبد الملك بن مروان وهو بالجابية، وكان يُقطِعُ العربَ، فاتّكأ على قائم سيفه، فقال: أدْنُ منّي يا مُزَنيُّ، فأنت أكبرُ القوم عندي. فقال: يا أمير المؤمنين! سمعتُ أبي يُحدِّث عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال -وإلّا فصَمَّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- أُذُنَيْه-: "إنّ العربَ إذا اتبعت أذنابَ البقرِ صَبَّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- عليهم المذلَّةَ، وسلّط عليهم وَلَدَ فارسَ، فيدعوا فلا يُستجابُ لهم". عزاه في "الكنز" (4/ 200) إلى تَمَّام. وإسناده ضعيف، فيه مجاهيل: مساور وأبوه وجده ذكرهم ابن عساكر في "تاريخه" (16/ ق 206/ أ، 207/ ب و 8/ ق 70/ أ) ولم يحك فيهم جرحًا ولا تعديلًا. ويغني عنه حديث ابن عمر: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر،

ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلّط الله عليكم ذلًا لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم". وهو حديث حسنٌ كما بيّنته في ملحق (النهج السديد) (ص 342 - 343).

أبواب السفر

" أبواب السَّفَر" 6 - باب: سافروا تصحّوا 855 - أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا أبو شُعيب صالح بن حكيم البصري: نا محمَّد بن سنان العَوْفي: نا محمَّد بن عبد الرحمن بن ردّاد عن عبد الله بن دينار. عن ابن عمرَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سافِروا تصحّوا". أخرجه البيهقي (7/ 102) من طريق محمَّد بن سنان به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 121/ أ) وابن عدي (6/ 2197 - 2198) والقضاعي في "مسند الشهاب" (622) والخطيب في "التاريخ" (10/ 387) من طرقٍ عن محمَّد بن عبد الرحمن بن ردّاد به، وزادوا: "وتغنموا". قال الطبراني: "لم يروه عن ابن دينار إلَّا محمَّد بن ردّاد". وقال ابن عدي: "لا أعلم يرويه غير ابن الردّاد هذا". أهـ. قلت: قال عنه أبو حاتم: ذاهب الحديث، ليس بقوي. وقال ابن عدي: رواياته ليست محفوظة. وليّنه أبو زُرعة. (اللسان: 5/ 249 - 250). وقال أبو حاتم: هذا حديثٌ منكرٌ. كذا في "العلل" (2/ 306) لابنه. وقال الهيثمي (5/ 325): "وفيه محمد بن عبد الرحمن بن ردّاد (تحرف في المطبوع إلى روّاد)، وهو ضعيف". أهـ. ورواه القضاعي (623) من طريق ابن الردّاد أيضًا عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا. وهذا اضطراب منه، ودليلٌ على ضعفه. وله طرق أخرى:

7 - باب: السفر قطعة من العذاب

فأخرجه أحمد (2/ 380) من طريق ابن لهيعة عن درّاج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعًا. وسنده ضعيف ابن لهيعة مختلط، ودرّاج ليس بذاك. وقال أبو حاتم: حديث منكر. كذا في "العلل". وأخرجه البيهقي (7/ 102) من طريق القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي حازم عن ابن عباس. والأنصاري ضعيف جدًّا. قاله ابن معين. (اللسان: 4/ 462). وأخرجه ابن عدي (7/ 2521) من طريق نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس، ونهشل متروك وكذّبه إسحاق بن راهويه. كذا في "التقريب". وأخرجه ابن عدي (3/ 1292) وأبو نعيم في "الطب" (ق 26/ أ) من طريق سوّار بن مصعب عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري. وسوّار متروك (اللسان: 3/ 128 - 129)، وشيخه ضعيف. وهذه الطرق لا تصلح لتقوية الحديث لشدّة وهنها. 7 - باب: السفر قطعة من العذاب 856 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم الرازي: نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر: نا مالك بن أنس عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "السَّفَرُ قطعةٌ من العذابِ: يمنعُ أحدَكم نومَه وطعامَه وشرابَه. فإذا قضى أحدُكم نَهْمَتَه من سَفَرِه فليُعجِّل إلى أهلِه". قال أبو عبد الله: هكذا روى الحديث أبو مصعب [عن مالك] (¬1). ¬

_ (¬1) من (ظ)، وهي عند ابن عساكر أيضًا.

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (14/ ق 378/ ب) من طريق تمام به، وقال: "قد أخطأ الرازي على أبي مصعب، فإنّه إنّما رواه عن مالك على ما رواه عنه غيره من الثقات عن سُمِي عن أبي صالح". أهـ. قلت: ومحمد بن إبراهيم هو ابن زياد بن عبد الله، قال الدارقطني: دجّال يضع الأحاديث. وضعّفه أبو أحمد الحاكم. وقال: لو اقتصر على سماعه!. (تاريخ ابن عساكر، اللسان: 5/ 22). والحديث أخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 980) عن سُمَيٍّ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (3/ 622 و 6/ 139 و 9/ 555) عن القعنبي وعبد الله بن يوسف التُّنَيْسي وأبو نُعيم، وأخرجه مسلم (3/ 1526) عن القعنبي -أيضًا- وإسماعيل بن أبي أُويس وأبو مصعب ومنصور بن أبي مزاحم وقتيبة بن سعيد ويحيى بن يحيى ثمانيتهم عن مالك به. ورواه خالد بن مخلد عن مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، أخرجه ابن عدي (3/ 904)، وقال: "وهذا لا يُعرف لمالك عن سهيل، إنّما يرويه مالك في الموطأ عن سُمَي عن أبي صالح". أهـ. قلت: ورواه الدارمي (2/ 286) عن خالد بن مخلد عن مالك عن سُمَي عن أبي صالح عن أبي هريرة، وهو الصواب. وعُلِم بذلك أنّ الوهم فيه ليس من خالد بل من الراوي عنه أبو أميّة واسمه: محمَّد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي، وهو إن كان صدوقًا، فإنّه كثير الوهم كمال قال الحاكم، وقال ابن حبّان: لا يُعجبني الاحتجاج بخبرة إلا بما حدّث من كتابه. وقال مسلمة: أُنكِرت عليه أحاديث. (التهذيب: 9/ 15 - 16). وقال الحافظ في "الفتح" (3/ 623): "وشذّ خالد بن مخلد عن مالك فقال: (عن سهيل) بدل (سمي) أخرجه ابن عدي. وذكر الدارقطني أنّ ابن الماجشون رواه عن مالك عن سهيل أيضًا، فتابع خالد بن مخلد، لكن قال

الدارقطني: إنّ أبا علقمة الفروي تفرّد به عن ابن الماجشون، وأنّه وهم فيه. ورواه الطبراني عن أحمد بن بشير الطيالسي عن محمَّد بن جعفر الوركاني عن مالك عن سهيل، وخالفه موسى بن هارون: فرواه عن الوركاني عن مالك عن سمي، قال الدارقطني: حدّثنا به دَعلج عن موسى. قال: والوهم في هذا من الطبراني أو من شيخه". أهـ قلت: الظاهر أن الوهم من شيخ الطبراني فقد ليّنه الدارقطني، وقال أحمد بن كامل: كان قليل العلم بالحديث. (اللسان: 1/ 140). ورواه إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي عن أبي مصعب عن مالك عن سُهيل، أخرجه ابن عساكر (14/ ق 378/ ب). وقد وهم فيه الهاشمي، وقد تُكلِّم في صحة سماعه للموطأ من أبي مصعب، وقال الذهبي: لا بأس به إن شاء الله. (الميزان: 1/ 46) ولم أرَ من وثّقه من المتقدمين. 857 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، وعلي بن يعقوب بن إبراهيم في آخرين، قالوا: نا أبو علي الحسن بن جرير البزّاز الصُّوري: نا عَتيق بن يعقوب: نا مالك عن أَبي النّضر مولى عمر بن عُبيد الله عن أبي صالح السّمان. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "السَّفَرُ قطعةٌ من العذابِ: لا يهنأ أحدُكم نومَه ولا طعامَه ولا شرابَه. فإذا قضى أحدُكم نَهْمَتَه من وجهه فليَتَعجّلِ المسيرَ إلى أهلِهِ". هذا الحديث في "الموطّأ": (مالك عن سُمَي عن أبي صالح). أخرجه الدارقطني في كتاب "الرواة عن مالك" -كما في "اللسان" (4/ 130) - عن الحسن بن جرير به، وقال: "هذا وهم، وإنّما هو عن مالك عن سُمي عن أبي صالح". أهـ. وعتيق هذا من ذرية الزبير بن العوام وقد وثّقه الدارقطني وابن حبّان،

8 - باب: استحباب الخروج يوم الخميس

وأظنّ الوهم من الراوي عنه: الحسن بن جرير، فقد ترجمه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ ق 212) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وعزاه الحافظ في "الفتح" (3/ 623) إلى الطبراني، ونَسَبَ الوهم فيه إلى عَتيق. 8 - باب: استحباب الخروج يوم الخميس 858 - أخبرنا أحمد بن سليمان في آخرين، قالوا: نا بكار بن قُتيبة: نا عثمان بن عُمر بن فارس: نا يونس بن يزيد عن الزُّهريّ عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك. عن أبيه، قال: ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يخرجُ إذا أراد سفرًا إلّا يومَ الخميس. أخرجه البخاري (6/ 113) من طريق يونس به. 9 - باب: خروج الرجل بامرأته دون سائر نسائه 859 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا الرَّبيع بن سليمان المرادي: نا محمد بن إدريس الشافعي: نا عمّي: محمد بن علي بن الشافع عن الزُّهْري عن عبيد الله بن عبد الله. عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد سفرًا أقرعَ بينَ أزواجِه، فأيَّتُهنَ خرجَ سهمها خرجَ بها معه. أخرجه البخاري (6/ 77) ومسلم (4/ 2129 - 2130) من طريق الزّهري به.

10 - باب: كراهية السفر وحده

10 - باب: كراهية السفر وحده 860 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا عبد اللطيف: نا عبد الأعلى: نا زَيْنٌ عن القاسم عن ابن عجلان عن أبي الزَّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "الواحدُ شيطانٌ، والاثنان شيطانان، والثلاثةُ رَكْبٌ". القاسم هو: ابن عبد الله العُمري متروك رماه أحمد بالكذب. هذا في "التقريب". وأخرجه الحاكم (2/ 102) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن عجلان به. وصحّحه على شرط مسلم، وأقرّه الذهبي. وإسناده حسن، ففي ابن عجلان كلامٌ يسيرٌ. وله طريق آخر: أخرجه مالك (2/ 978) - ومن طريقه: أبو داود (2607) والترمذي (1674) وحسّنه والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (6/ 323) - والبيهقي (5/ 257) والبغوي في "شرح السنة" (11/ 21) وحسّنه -وأحمد (2/ 186، 214) والحاكم (2/ 102) - وصحّحه وسكت عليه الذهبي- من طريق عبد الرحمن بن حَرْملة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه مرفوعًا: "الراكب شيطان ... ". وأخرجه ابن خزيمة (2570) والخطيب في "التاريخ" (5/ 383) من طريقين آخرين عن عمرو به. وإسناده حسنٌ للخلاف المشهور في رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه. وصحّحه النووي في "الرياض" (رقم: 959)، وقال الحافظ ابن حجر: حديث حسن الإِسناد. كذا في فيض "القدير" (4/ 44).

11 - باب: النهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو

فالحديث بهذين الطريقين صحيحٌ إن شاء الله. 11 - باب: النّهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو 861 - أخبرنا أبو الفتح عُبيد الله بن جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس: نا محمد بن أحمد بن أبي عُبيد الله المَديني بمصر: نا يعقوب بن حُميد: نا صالح بن قُدامة الجُمَحيّ: نا عبد الله بن دينار عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُسافروا بالقرآنِ إلى أرضِ العدوِّ مخافةَ أن ينالَه العدوُّ". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 1927) من طريق صالح بن قدامة به بلفظ: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نسافر ... وقال: لم يروه عن عبد الله بن دينار إلا صالح بن قدامة. أهـ قلت: صالح قال النسائي: ليس به بأس. ووثّقه ابن حبان. وأخرجه مسلم (3/ 1491) من طريقين عن نافع به بلفظ: "لا تسافروا ... ". وأخرجه البخاري (6/ 133) ومسلم (3/ 1490 - 1491) من طرقٍ عن نافعٍ بلفظ: نهى أن يُسافَر ... 12 - باب: كراهية الجرس في السفر 862 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا يزيد بن محمد: نا أبو مُسْهِر: نا يحيى بن حمزة: حدثني محمد بن الوليد الزُّبَيْديُّ أنّ الزُّهْريُّ حدّثه عن سالم بن عبد الله أن سَفينة مولى أمِّ سَلَمة زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أخبره.

13 - باب: العقبة بالسهر

أنّ أمّ سلمةَ قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصحبُ الملائكةُ رِفقةً فيها جَرَسٌ". أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 379) من طريق يحيى بن حمزة به. وأخرجه (23/ 307، 379) والخطيب في "التاريخ" (10/ 110 - 111) من طرقٍ أخرى عن الزّهري به. وإسناده صحيح. والحديث أخرجه مسلم (3/ 1672) من حديث أبي هريرة. 13 - باب: العُقْبة بالسَّهر 863 - أخبرنا الحسن بن حبيب: أنا عبد اللطيف: أنا عبد الأعلى: نا زَيْن عن القاسم بن عبد الله عن ابن عجلان عن المَقْبُريّ. عن أبي هريرة أنّه قال: لَحِقَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سائرُ أصحابه بالكَديد، فشكوا إليه المشيَ والإِعياءَ، وقد أشرع ناقتَه من الحوضِ، فلما شكوا من ذلك رَفَعَ زِمامَها، وقال: "اعقبوا (¬1) بالسَّهَرِ". قال: فخرجنا أمثالَ الظِّباء لا نجدُ شيئًا مما كُنّا نجِدُ من الإعياءِ. إسناده تالفٌ، القاسم بن عبد الله هو العُمَريُّ، متروك رماه أحمد بالكذب كما في التقريب. فالحديث موضوع. ¬

_ (¬1) في (ف): بياض.

14 - باب: تلقي المسافر

14 - باب: تلقّي المسافر 864 - أخبرنا أبو عبد الملك هشام بن محمد الكِنْدي ابن بنت عَدَبَّس: نا أبو عمرو عثمان بن خُرَّزاذ: نا عفّان: نا عبد الواحد بن زياد: نا عاصم الأحول عن مُوَرِّق العِجْليِّ. عن عبد الله بن جعفر، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قَدِمَ من سَفَرٍ تلقّوه بنا، فمن تلقّوه به الأوّل حملَهُ بين يدَيْه، فإن جاؤوه بآخرَ حملَه وراءَه. وكنتُ أوّلَ من تَلقّوه به فحملني بين يديه، ثم تلقوه بالحُسين بن علي - رضي الله عنه - فحملَه وراءَه. أخرجه مسلم (4/ 1885) من طرقٍ عن عاصم به بنحوه.

15 - باب: فضل الخيل

15 - باب: فضل الخيل 865 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا أبو زُرعة: نا عمر بن حفص: نا أبي عن أشعث عن أبي زياد التَّيْمي. عن النُّعمان بن بَشير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يومِ القيامة". أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1/ 85) من طريق عمر بن حفص به. وإسناده ضعيف، أشعث -هو ابن سوّار- ضعيف كما في "التقريب"، وأبو زياد التَّيْمي مجهول كما قال أبو حاتم. والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" -كما في "المجمع" (5/ 259 - 260) - وقال الهيثمي: "وفيه أبو زياد التيميّ، قال الذهبي: مجهول". أهـ. لكنّ الحديثَ ثابتٌ من غير هذا الوجه: فقد أخرجه البخاري (6/ 54، 633) ومسلم (3/ 1492 - 1494) من حديث ابن عمر وعروة البارقي، وانفرد البخاري بإخراجه عن أنس، ومسلم عن جرير بن عبد الله. بل هو متواتر، فقد رواه نحوٌ من عشرين صحابيًا، وانظر بيان ذلك في "الفتح" (6/ 56 - 57) و"الأزهار المتناثرة" للسيوطي (ص 207). 16 - باب: الشُّقْر في الخيل 866 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان من لفظه: نا يحيى بن

17 - باب: المسابقة والرهان

أبي طالب: أنا يزيد بن هارون: أنا شَيْبان: نا عيسى بن علي بن عبد الله بن عبّاس عن أبيه. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُمْنُ الخيلِ في الشُّقْرِ". أخرجه الترمذي (1695) والطبراني في "الكبير" (10/ 347) من طريق يزيد بن هارون به، وقال الترمذي: "حسنٌ غريب، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه من حديث شيبان". أهـ. وأخرجه أحمد (1/ 272) وأبو داود (2545) والطبراني (10/ 347) والبيهقي (6/ 330) والخطيب في "التاريخ" (11/ 148) و"الموضح" (2/ 168) من طريق شيبان به. وإسناده حسن، عيسى بن علي قال ابن معين: لم يكن به بأس. وله طريق آخر: أخرجه ابن عدي (3/ 958) من طريق شريك عن داود بن علي عن جدّه، وشريك صدوق سيىء الحفظ، وداود أفعاله في الأمويّين معلومة، ولم يدرك جدَّه. 17 - باب: المسابقة والرّهان 867 - حدثنا أبي [-رحمه الله-] (¬1): نا أبو بشر محمد بن عمران بن الجُنَيد الصفّار [الرَّازيّ] (¬2) بالري، حدثني أبي: نا سليمان بن عيسى السِّجْزيّ: نا عُبيد الله بن عمر عن نافع. ¬

_ (¬1) من (ر) و (ف). (¬2) من (ف).

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا سَبَقَ إلا في ثلاثٍ: خُفٍّ أونَصْلٍ أوحافِرٍ". إِسناده تالف، سليمان السِّجْزيّ كذّبه الجَوْزَجاني وأبو حاتم، واتّهمه ابن عدي بالوضع. (اللسان: 3/ 99). وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 124/ أ) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1869 - 1870) من طريق عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. وسنده ضعيف، عاصم ضعيف تركه بعض الأئمة. وقال الهيثمي (5/ 263): "رجاله رجال الصحيح". أهـ. وهذا من أوهامه -رحمه الله- فعاصم ليس من رجال الصحيح. والحديث ثابت من رواية أبي هريرة: أخرجه الشافعي (ترتيب السندي 2/ 128) وابن أبي شيبة (12/ 502) وأحمد (2/ 474) وأبو داود (2574) والترمذي (1700) وحسّنه؛ والنسائي (3585، 3586) وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (2855، 2857) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (10/ 393) وحسّنه- والطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 363) وابن حبّان (1638) والطبراني في "الصغير" (1/ 25) والبيهقي (10/ 16) من طرقٍ عن ابن أبي ذئب عن نافع بن أبي نافع عنه. وإسناده صحيح، وصحّحه ابن القطّان وابن دقيق العيد كما في "التلخيص الحبير" (4/ 161). 868 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن هشام الكِنْديّ: نا محمد بن سليمان بن داود البصري: نا إبراهيم بن نوح المَوْصِليُّ: نا عمرو بن عبد الغفّار: نا الأعمش عن مجاهد.

18 - باب: خير السرايا والجيوش

عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تشهدُ الملائكةُ شيئًا من لهوكم إلّا الرِّهانَ والنِّضالَ". هكذا وقع في رواية تمام: (عن عبد الله بن عمرو)، وقد أخرجه البزّار (كشف- 1705) من طريق عمرو بن عبد الغفار عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعًا: "لا يحضر الملائكة من لهوكم إلا ... " وقال: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلّا عن ابن عمر، ولا أسنده إلا عمرو، ورواه غيره عن الأعمش عن مجاهد مرسلًا، وعمرو ليس بالحافظ، وقد حدّث عنه أهل العلم". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 399) وابن عدي (5/ 1796) من هذا الطريق عن ابن عمر أيضًا بلفظ: "ما تشهد الملائكة ... ". وعند الطبراني: "يشهد". وقال الهيثمي (5/ 268): "رواه البزّار والطبراني، وفيه عمرو بن عبد الغفار، وهو متروك". أهـ. قلت: هو الفُقَيْمي اتّهمه ابن عدي بالوضع، وتركه أبو حاتم، وقال العقيلي: منكر الحديث. (اللسان: 4/ 369). وقد خالفه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، فرواه عن الأعمش عن مجاهد مرسلًا. أخرجه عنه سعيد بن منصور (2/ 207) وسنده صحيح، فظهر أن الحديث مرسلٌ. 18 - باب: خير السَّرايا والجيوش 869 - أخبرنا أبو يعقوب الأذرعي: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أحمد بن يونس: نا زهير بن معاوية: نا عبّاد بن كثير عن عُقيل عن ابن شهاب عن عُبيد الله بن عبد الله. عن ابن عباس، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ الأصحابِ: أربعةٌ، وخيرُ السّرايا: أربعمائة، وخيرُ الجيوش: أربعةُ آلافٍ".

قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما غلِبَ قومٌ قَطٌّ بلغوا اثنا عشرَ ألفًا إذا اجتمعت كَلِمَتُهم". عبّاد بن كثير هو الثقفي البصري متروك، قال أحمد: روى أحاديث كذب. كذا في "التقريب". وأخرجه أحمد (1/ 294) وأبو داود (2611) والترمذي (1555) وعبد بن حميد في "المنتخب" (652) وأبو يعلى (2587) وابن خزيمة (2538) والطحاوي في "المشكل" (1/ 238) وابن حبان (1663) والحاكم (1/ 443 و 2/ 101) -وصحّحه على شرط الشيخين، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (9/ 156) من طريق وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن يونس بن يزيد عن الزهري به، دون قوله: "إذا اجتمعت كلمتهم". قال أبو داود: "الصحيح أنّه مرسل". ونقل عنه البيهقي بعد روايته للحديث أنّه قال: "أسنده جرير بن حازم، وهو خطأ". وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا يُسنده كبير أحدٍ غير جرير بن حازم، وإنّما رُوي هذا الحديث عن الزهري عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. وقد رواه حبّان بن علي العنزي عن عُقيل عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورواه الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا". أهـ. وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (1/ 347) -: "مرسلٌ أشبه، لا يحتمل هذا الكلام يكون كلامَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -). أهـ. وقال البيهقي: "تفرّد به جرير بن حازم موصولًا، ورواه عثمان بن عمر عن يونس عن عُقيل عن الزهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - منقطعًا". أهـ. وقد أجاب عن هذا الإعلال الحافظ ابن التركماني في "الجوهر النقي" (حاشية البيهقي: 9/ 156)، فقال معقّبًا على قول أبي داود: "قلت: هذا

ممنوعٌ, لأنّ جريرًا ثقة، وقد زاد الإِسناد، فيُقبلُ قولُه. كيف وقد تابعه عليه غيره؟! ". أهـ. قلت: أما رواية الليث بن سعد التي ذكرها الترمذي فهي من رواية عبد الله بن صالح كاتبه عنه، أخرجها الطحاوي (1/ 239). وعبد الله صدوق كثير الغلط، فلا يُعوّل عليه في مثل هذا الموضع. وأما رواية عثمان بن عمر -وهو ثقة- التي ذكرها البيهقي فإنّي لم أقف على إسنادها كاملًا فأحكم عليه. لكن رواه حَيْوة بن شُريح التجيبي عن عقيل عن الزهري مرسلًا، أخرجه سعيد بن منصور (2387) عن عبد الله بن المبارك عنه. وحَيْوة ثقة ثبت، وهذا ينصر من رجّح كونه مرسلًا. وجرير بن حازم ثقة من رجال الشيخين، أنكروا عليه بعض الأحاديث التي رواها عن قتادة خاصّة، وهذا الحديث ليس مما رواه عنه. وأمّا ما ذكروه من أنّه اختلط قبل موته فلا يضّره ذلك، فقد قال الإِمام ابن مهدي: اختلط، وكان له أولادٌ أصحابُ حديث، فلما أحسّوا بذلك منه حجبوه، فلم يسمع أحدٌ منه شيئًا في حال اختلاطه. وقد تابعه على وصله حبّان بن علي: أخرجه أحمد (1/ 299) والدارمي (2/ 215) وأبو يعلى (2714) والطحاوي (1/ 238) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1239)، وزاد: "إذا صبروا وصدقوا". وأخرجه الطحاوي (1/ 239) ومن طريقه القضاعي (1237) عن حبّان ومندل ابنا علي عن يونس عن عُقيل عن الزهري به موصولًا. وحبان ومندل ضعيفان من جهة الحفظ. ورُوي من حديث أنس: أخرجه ابن ماجه (2827) والقضاعي (1238) والخطيب في "الموضح" (2/ 438) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (رقم: 951) من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني عن أبي سلمة العاملي وأبي بشر

19 - باب: القتال قتالان

الموقّري [ليس عند ابن ماجه ذكر الموقّري] كلاهما عن الزهري عن أنس. قال ابن الجوزي: "أبو سلمة هو الحكم بن عبد الله بن خطّاف، وأبو بشر هو الوليد بن محمد الموقّري، وكلاهما ليس بشيءٍ. قال الدارقطني: كان الحكم يضع الحديث. وقال يحيى: الموقّري كذّاب". أهـ. وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 296) ونقل عن أبيه أنّه قال: "أبو سلمة العاملي متروك الحديث، كان يكذب. والحديثُ باطلٌ". أهـ. وأخرجه البيهقي (9/ 157) من طريق يحيى بن يحيى عن رجل من أهل الشام عن حُيي بن مخمر الوصّابي عن أبي عبد الله من أهل دمشق عن أكثم بن الجون مرفوعًا. وفي إسناده مجاهيل. 19 - باب: القتال قتالان 870 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج الشيخُ الثِّقةُ: نا أبو بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكّار بن بلال: نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن: نا بشر بن عَون: نا بكّار بن تميم عن مكحول. عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "القتالُ قتالان: قتالُ المشركين حتى يُؤمنوا أو يُعطوا الجزيةَ عن يدٍ وهم صاغرون، وقتالُ الفئةِ الباغيةِ حتى تفيءَ إلى أمرِ اللهِ -عَزَّ وجَلَّ- فإذا فاءت أُعطيت العدلَ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (3/ ق 174/ ب - 175/ أ) من طريق تمام. وإسناده تالف، بشر وبكّار مجهولان قاله أبو حاتم، وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 190) عن بشر: "روى عن بكّار عن مكحول عن واثلة

20 - باب: وصية الإمام للجيش قبل الغزو

نسخة فيها ستمائة حديث كلّها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحال". أهـ. فالحديث إذًا موضوع. 20 - باب: وصيّة الإِمام للجيش قبل الغزو 871 - أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن الوليد المُرِّي المقرئ: نا أبو القاسم أخطل بن الحكم: نا الفريابي: نا سفيان الثوري عن علقمة بن مَرْثدٍ عن سليمان بن بُرَيْدة. عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمّرَ رجلًا على سريةٍ أوصاه في خاصّةِ نفسه بتقوى الله، ومَنْ معه من المسلمين خيرًا، وقال: "اغزوا باسم الله وفي سبيل الله، وقاتلوا من كفرَ بالله. اغزوا ولا تغدِروا ولا تَغُلُّوا ولا تَمْثُلوا ولا تقتلوا وليدًا. وإذا أنت لَقِيتَ عدوَّك من المشركين فادعهم إلى إحدى خِلالٍ -أو: خصالٍ- فأيَّتُهنّ ما أجابوك إليها فاقبلْ منهم وكُفَّ عنهم، و (¬1) ادعهم إلى الإِسلامِ، فإنْ أجابوك فاقبلْ منهم وكُفَّ عنهم. ثمّ ادعهم إلى التحوّلِ من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم إنْ هم فعلوا أنّ لهم ما للمهاجرين، وأنّ عليهم ما على المهاجرين (¬2). فأخبرهم أنّهم يكونوا (¬3) كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكمُ اللهِ الذي يجري على المؤمنين، ولا يكونُ لهم في الفيء والغنيمةِ شيءٌ إلّا أن يُجاهدوا مع المسلمين. وإن هم أَبَوا أن يدخلوا في الإِسلام فسَلْهُمُ إعطاءَ الجزية، فإن فعلوا فاقبلْ منهم وكُفَّ عنهم. وإن هم أبوا فاستعنْ بالله عليهم وقاتِلْهم. ¬

_ (¬1) ليس في (ر): و. (¬2) في مسلم: (فإن أبوا أن يتحولوا فأخبرهم ..) وليست في الأصول، ولذا كان فوق (المهاجرين) علامة تضبيب. (¬3) في (ظ): (يكونون) وكذا في مسلم وهو الصواب.

وإن حاصرت حصنًا فأرادوك أن تجعل لهم ذمةَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وذِمّة نبيِّك فلا تجعلْ لهم ذمّة الله وذمّة نبيِّك. ولكن اجعل لهم ذمّتَك وذمّةَ أبيك وذمّة أصحابك، فإنّكم إنْ تُحْفِرُوا بذمّتِكم وذِمَمِ آبائكم أهونُ عليكم من أنْ تحْفِرُوا ذمّةَ الله وذمّةَ رسوله. وإذا حاصرت حصنًا فأرادوك أن ينزلوا على حكمِ اللهِ، (1 فلا تُنزلوهم على حكم الله 1)، ولكن أنزلهم على حُكمك، فإنّك لا تدري أتصيبُ فيهم حكمَ الله أم لا". قال علقمة: فحدّثت به مقاتل بن حيّان، فقال: حدّثني مُسلم بن هَيْصَمٍ عن النُّعمان بن مُقَرِّنٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مثلَه. أخرجه مسلم (3/ 1357 - 1358) من طريق الثوري به. 872 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح الْأسِيديُّ: نا أبو جعفر محمد بن سليمان البصري ابن بنت مَطَر الورّاق: نا يحيى بن آدم: نا الحسن بن صالح عن خالد الفَزْر (¬2)، قال: حدّثني أنس بن مالك أنّه كانت سفرة (¬3) أصحابه في غُزاةٍ استنفرهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه. وكنّا إذا استُنْفِرنا نزلنا بظَهْرِ المدينة حتى يرجعَ إلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: انطلقوا باسم الله وعلى سُنَّةِ ¬

_ (1 - 1) سقط من (ظ). (¬2) ضبطه المنذري في "مختصر السنن" (3/ 419) فقال: "بكسر الفاء وسكون الزاي بعدها راءٌ مهملة". أهـ. وهكذا ضبطه ابن ماكولا في "الإكمال" (7/ 65) والذهبي في "المشتبه" (2/ 508) والحافظ في "التبصير" (3/ 1077) لكن جعلوه بفتح الفاء لا كسرها. ووقع عند الحافظ في "التقريب" وهم غريبٌ في ضبطه فقال: "الفِرْز بكسر الفاء وفتحها وسكون الراء بعدها زاي".أهـ. والصحيح ما ذكره هو في "التبصير"!. (¬3) في (ظ): (شفرة) بالمعجمة.

21 - باب: تحريم الغدر

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قاتلوا أعداءَ الله في سبيلِ الله. قتلاكم أحياءٌ (1)، عند ربّهمِ (1)، يُرزقَون في الجِنان، وقتلاهم في سبيل الطاغوت يُعذَّبُون. لا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلًا صغيرًا، ولا امرأةً. ولا تَغُلُّوا، وضُمّوا غنائمَكم، وأصلحوا (¬2) وأحسِنوا، إنّ اللهَ يُحبُّ المحسنين". محمد بن سليمان ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه أبو داود (2614) -ومن طريقه البيهقي (9/ 90) - من طريق يحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى كلاهما عن الحسن بن صالح به بلفظ: "انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله، ولا تقتلوا شيخًا فانيًا ولا طفلًا ولا صغيرًا ... ". وإسناده ضعيف، خالد الفَزْر قال ابن معين: ليس بذاك. وقال أبو حاتم: شيخ. ووثقه ابن حبّان، ولم يروُ عنه غير الحسن كما قال ابن معين ففيه جهالةٌ. 21 - باب: تحريم الغَدر 873 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة، وأحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلم، وجعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكِنْدي، قالوا: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا أبوكُلْثُم سلَامة بن بشر بن بُدَيْل: نا يزيد بن السمط عن الأوزاعي، قال: أخبرنى مالك عن عبد الله بن دينار. عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " [إنّ] (¬3) الغادِرَ يُنصَبُ له لواءٌ يومَ القيامة فيُقال: هذه غَدرةُ فلانٍ". ¬

_ (1 - 1): سقط من (ظ) و (ر). (¬2) ليست في (ر). (¬3) من (ظ) و (ر).

[874 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي كُلْثُم: حدثني أبي عن جدّه: أبي كُلْثُم سلَامة بن بشر بن بُدَيل ... فذكره بإسناده مثله.] (¬1). أخرجه البخاري (10/ 563) من طريق مالك به، وأخرجه مسلم (3/ 1360) من طريق إسماعيل بن جعفر عن ابن دينار به. 875 - حدثنا علي بن الحسن بن علّان الحرّاني: نا محمد بن جعفر بن أحمد بن عَوْسَجة ببغداد: نا أبو الفضل داود بن رُشَيد: نا ابن عُليَّة، قال: حدثني صخر بن جُويرية عن نافع. عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ الغادرَ يُنْصَبُ له لواءٌ يومَ القيامةِ، فيُقال: هذه غَدْرَةُ فلانٍ". وأعظمُ الغَدْرِ: إشراكٌ بالله -عَزَّ وَجَلَّ-. أخرجه مسلم (3/ 1360) من طريق عفان عن صخر به، دون قوله: "وأعظم الغدر". وهكذا أخرجه البخاري (10/ 563 و 13/ 68) -ومسلم أيضًا- من طريق أيوب وعبيد الله بن عمر عن نافع به. وقوله: "أعظم الغدر ... إلخ" من كلام ابن عمر موقوف، وقد أخرجه أحمد (2/ 48، 96) من طريقين عن صخر به بلفظ: وإن من أعظم الغدر -إلّا أن يكون الإِشراك بالله تعالى- أن يبايع الرجل رجلًا على بيع الله ورسوله ثم ينكث بيعته ... إلخ. 876 - أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد قراءةً عليه: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك: نا شعبة عن خُلَيد بن جعفر عن أبي نَضْرة. عن أبي سعيد الخدري عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لِكلِّ غادِرٍ لواءٌ يومَ القيامة عند اسْتِهِ". ¬

_ (¬1) هذا السند من (ظ) وهامش (ر).

22 - باب: الاستنصار بالضعفاء

أخرجه مسلم (3/ 1361) من طريق شعبة به. والحديث أخرجه البخاري (6/ 283) ومسلم (3/ 1361) من رواية عبد الله بن مسعود وأنس أيضًا. تنبيه: عزا السيوطي في "الجامع الصغير" (بشرحه الفيض -5/ 287) حديث ابن مسعود إلى مسلم دون البخاري، ولم يتعقبه الشارح المناوي بشيء، ولا الألباني في "صحيح الجامع" (رقم: 5044). 22 - باب: الاستنصار بالضعفاء 877 - أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن المقابري: نا عمر بن حفص السَّدوسي: نا عاصم بن علي: نا محمد بن طلحة عن طلحة -يعني: ابن مُصرِّف-. عن مصعب بن سعد، قال: رأى أبي: سعدٌ أن له فَضْلًا على مَنْ دونَه. قال: فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنّما نَصَرَ اللهُ هذه الأمّةَ بضعفائِها: بدعواتِهم وصلاتِهم وإخلاصِهم". أخرجه البخاري (6/ 88) من طريق محمد بن طلحة به بلفظ: "هل تنصرون إلا بضعفائكم". وأخرجه بلفظ تمام: أبو نعيم في "الحلية" (5/ 26) من طريق عمر بن حفص به، وأخرجه الدَّوْرقي في "مسند سعد" (رقم: 51) من طريق الفضل بن دكين عن محمد بن طلحة به. 878 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عبد الله الطّبري بصُور: نا عمر بن حفص بن غِياث: نا أبي عن مِسْعَر عن طلحة الإِيامي عن مصعب بن سعد.

23 - باب: الشعار في الحرب

عن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّما نَصَرَ اللهُ هذه الأمّةَ بضعيفها: بإخلاصِهم وصلاتِهم ودعوتِهم". أخرجه النسائي (3178) والبيهقي (3/ 345) من طريق عمر بن حفص به، وإسناده صحيح. 879 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي: نا زكريّا بن يحيى السِّجْزيُّ: نا محمد بن حُمَيد الرّازي: نا هارون -يعني: ابن المغيرة- عن عنبسة -وهو الرّازي- عن زُبَيْد الإِيامي عن طلحة بن مُصرِّف عن مصعب بن سعد. عن أبيه أنّه ظنّ أن له فضلًا على مَنْ [هو] (¬1) دونَه في الغزو، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنّما ينصرُ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- هذه الأمّةَ بضعفائها: بدعوتِهم وصلاتِهم وإخلاصِهم". محمد بن حُميد ضعيف، نسبه إلى الكذب أبو زرعة وابن خراش. 23 - باب: الشعار في الحرب 880 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا عُمر بن حفص بن غِياث: نا أبي عن حجّاج عن قتادة عن الحسن. عن سَمُرةَ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شعارُ المهاجرين: عبد الله، وشعارُ الأنصار: عبد الرحمن". أخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 263) من طريق عمر بن حفص به بلفظ: كان شعار المهاجرين ... الحديث. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ف).

24 - باب: الإمساك عن الإغارة إذا سمع أذانا

وأخرجه بهذا اللفظ سعيد بن منصور (2/ 376) وابن أبي شيبة (12/ 505) وأبو داود (2595) -ومن طريقه البيهقي (6/ 361) - عن يزيد بن هارون عن الحجّاج به. وإسناده ضعيف، الحجّاج -هو ابن أرطاة- قال الحافظ: صدوق كثير الخطأ والتدليس. أهـ. ولم يُصرّح بالسماع، وكذا الحسن فإنه لم يُصرّح بالسماع وهو مُدلِّسٌ أيضًا. وقال المنذري في "مختصر السنن" (3/ 407): "في إسناده الحجّاج بن أرطاة، ولا يُحتجُّ بحديثه". وذكر له البيهقي (6/ 361) شاهدين: الأول: من رواية يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حَبيبة عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعار المهاجرين يوم بدر: (يا بني عبد الرحمن)، والأوس: (بني عبد الله)، والخزرج: (بني عُبيد الله). وسنده واهٍ، يعقوب وإبراهيم ضعيفان، وابن عمران متروك. والثاني: من رواية عمر بن عبد الله بن عروة عن جدّه عروة بن الزُّبير بمثل حديث عائشة، وقال البيهقي: "هذا مرسل". أهـ. وعمر لم يوثّقه غير ابن حبّان. وهذان الشاهدان على ضعفهما مخالفان لما في حديث سمرة. 24 - باب: الإِمساك عن الإِغارة إذا سمع أذانًا 881 - أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن عمر بن حفص البغدادي -ومسكنه حَلَب، قَدِمَ دمشق-: نا جعفر بن محمد الفريابي: نا عُبيد الله بن عمر القواريري: نا يحيى بن سعيد القطّان عن حماد بن سلمَة عن ثابت.

25 - باب: الحرب خدعة

عن أنس بن مالك أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُغير إذا طلعَ الفجرُ. يستمع الأذانَ، فإن سَمِعَ أذانًا أمسك، وإلّا أغار. فاستمع (¬1) ذات يومٍ فسَمِعَ رجلًا يقول: (الله أكبر، الله أكبر). فقال: "الفطرةَ". فقال: (أشهدُ أن لا إله إلَّا الله). فقال: "خرج من النّارِ". أخرجه مسلم (1/ 288) عن شيخه زهير بن حرب عن يحيى بن سعيد به. وتقدم برقم (257) نحوه دون ذكر الإِغارة. 25 - باب: الحرب خُدْعة 882 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يَسَرةُ بن صفوان: نا محمد بن مُسلم الطائفي عن عمرو بن دينار. عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الحربُ خدْعةٌ". أخرجه البخاريّ (6/ 158) ومسلم (3/ 1361) من طريق سفيان بن عيينة عن ابن دينار به. وأخرجاه أيضًا من حديث أبي هريرة. 883 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا جعفر بن محمد القلانسي: نا أبو ثَوَابَةَ بن المُفضّل بن فُضالة، قال: حدثني أبي عن محمد بن عجلان عن أبي الزّناد عن خارجة بن زيد. عن زيد بن ثابت، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الحربُ خَدْعةٌ". 884 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: أنا علاّّن بن المغيرة: نا ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر) و (ف): (واستمع).

26 - باب: النهي عن قتل النساء والصبيان

فُضالة بن المُفَضّل بن فُضالة: نا أبي: نا محمد بن عجلان عن أبي الزّناد عن خارجة بن زيد بن ثابت. عن أبيه أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحربُ خَدْعةٌ". أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتأريخ" (1/ 376) عن فُضالة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5/ 149) من طريق فضالة به. وقال الهيثمي (5/ 320): "وفيه فضالة بن المفضّل، وهو ضعيفٌ". أهـ. وحديث الحرب خدعة من الأحاديث المتواتر رواه ثلاثة عشر صحابيًا، وخرّج رواياتهم السيوطي في "الأزهار المتناثرة" (ص 255). 26 - باب: النهي عن قتل النّساء والصّبيان 885 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد [بن صالح بن سنان] (¬1): نا محمد بن سليمان: نا أبو أسامة: نا عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر، قال: وُجِدت امرأةٌ مقتولةً في بعض المغازي، فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتل النّساء والصّبيان. أخرجه البخاري (6/ 148) ومسلم (3/ 1364) من طريق أبي أسامة حمّاد بن أسامة به. ¬

_ (¬1) من (ظ).

27 - باب: قوام هذه الأمة بشرارها

27 - باب: قِوام هذه الأمة بشرارها 886 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان الاطرابلسي: نا الحسن بن مُكْرَم [بن حسّان] (¬1) البغدادي: نا يحيى بن راشد -ومات قبلَ أبي عاصم-، قال: حدثني هارون بن دينار. عن أبيه، قال: كنتُ جالسًا عند الحسن، فخرجتُ من عنده، فلقيني رجلٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يُقال له: (ميمون بن سِنْباذ)، فقال: يا أبا المغيرة! سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قِوامُ أمّتي بشرارهم". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (ميمون بن سِنْباذ مختلَفٌ في صحبته، وإسنادُ حديثهِ ليس بالقائم. حكاه النّمري (¬2). وميمون بن أستاد تابعيٌّ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن السكن وابن مندة في "الصحابة" -كما في "الإِصابة" (3/ 470 - 471) - من طريق يحيى بن راشد به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 337 - 338) والبزّار (الكشف - 1724) وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 227) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1249) -والطبراني في "الكبير" (20/ 353 - 354) و"الأوسط" (رقم: 759) و"الصغير" (1/ 35) وأبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (نسخة أحمد الثالث - 2/ ق 199/ ب) من طريق هارون بن دينار به. وإسناده ضعيف، هارون ضعّفه الدارقطني والسّاجي وأبو العرب، وقال ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر). (¬2) يعني: الحافظ ابن عبد البر في "الاستيعاب" (هامش الإصابة: 3/ 510) حيث قال: "ليس إسناد حديثه بالقائم، وقد أنكر بعضهم أن تكون له صحبة".

أبو حاتم: لا بأس به. "اللسان": 6/ 178 - 179) وأبوه قال أبو حاتم: لا أعرفه. وضعّفه الأزدي. وقال الذهبي: لا يُدرى من هو. "اللسان": 2/ 435). وقال الهيثمي (5/ 302): "وفيه هارون بن دينار، وهو ضعيف". أهـ. وقال ابن الجوزي: "لا يصحُّ". وميمون مختلفٌ في صحبته: فأثبتها البخاري، وأنكرها أبو حاتم وقال -كما في "الجرح والتعديل" لابنه (8/ 233) -: "رجلٌ من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في ذلك العصر! وما يصنع عند الحسن؟! إن كان شيءٌ لعلّه قال: "قال النبي - صلى الله عليه وسلم -) ولم يقل: (سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -) فلم يضبطوه". أهـ. وله طريق آخر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1984) من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه عن ميمون. وعبد الخالق قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. "اللسان": 3/ 400 - 401). وأخرجه أبو نُعيم في "المعرفة" (2/ ق 199/ ب) عن شيخه أحمد بن جعفر بن سلم: ثنا محمد بن يوسف التركي: ثنا خليفة بن خيّاط: ثنا معتمر بن سليمان: ثنا أبي، قال: كنّا على باب الحَسَن، فخرج علينا رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يُقال له: ميمون بن سنباذ، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِلاك هذه الأمّة بشرارها". وإسناده صحيح، أحمد بن جعفر وشيخه ذكرهما الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 71 و 3/ 395) ووثقهما، والباقون من ثقات "التهذيب". وفي قول سليمان التيمي (من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -) ما يؤيّد قول البخاري في إثبات الصحبة لميمون، والحمد لله. وفي الباب: حديث أبي هريرة مرفوعًا: "إنّ الله ليؤيّد هذا الدينَ بالرجل الفاجر". أخرجه البخاري (6/ 179) ومسلم (1/ 105 - 106).

28 - باب: من تحيز إلى فئة

28 - باب: من تحيّز إلى فئة 887 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو بكر محمد بن إدريس بن الحجّاج بن أبي حمادة الأنطاكي: نا أبو تقي هشام: نا ابن حِمْيَر، قال: حدثني إبراهيم بن أبي عَبْلة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. عن ابن عمر، قال: بعثنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في سريّةٍ، فلقينا العدوَّ، فحاص الناسُ حَيْصةً، فانهزمنا. فقلنا: نهربُ في الأرض ولا نأتي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حياءً ممّا صنعنا. قال: فلقينا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: يا رسول الله! نحن الفرّارون. قال: "لا. أنتم الكرّارون، وأنا فِئتُكم". أخرجه الشافعي (ترتيب السندي -2/ 116) و-ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (11/ 68 - 69) - والحميدي (687) وسعيد بن منصور (2539) وابن أبي شيبة (12/ 535 - 536) وأحمد (2/ 70، 86، 100، 110 - 111) والبخاري في "الأدب المفرد" (972) وأبو داود (2647) والترمذي (1716) وأبو يعلى في "مسنده" (رقم: 5596) وابن الجارود في "المنتقى" (1050) وابن أبي حاتم في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير (4/ 292) - والبيهقي (9/ 76، 76 - 77) من طرقٍ عن يزيد به. وقال الترمذي: "حديثٌ حسنٌ لا نعرفه إلّا من حديث يزيد بن أبي زياد". أهـ. قال المنذري في "مختصر السّنن" (3/ 439): "ويزيد بن أبي زياد تكلّم فيه غير واحدٍ من الأئمة". أهـ. قلت: ضعّفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم، ووثّقه ابن سعد والعجلي. وقال الحافظ في "التقريب": "ضعيف، كَبُرَ فتغيّر وصار يتلقّن".

أبواب قسم الغنيمة والفيء

" أبواب قسم الغنيمة والفيء" 29 - باب: تحريم الغلول 888 - أخبرنا علي بن الحسين بن السّفر، وأحمد بن سليمان بن حَذْلم، قالا: نا بكار بن قُتيبة: نا عفّان بن مسلم: نا همّام بن يحيى: نا قتادة عن سالم بن أبي الجَعَد عن مَعْدان. عن ثوبان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا فارق الرُّوحُ الجَسَدَ وهو بريءٌ من ثلاثة أشياءٍ: الدَّيْنِ، والغلولِ، والكبرِ، دخلَ الجنّةَ". أخرجه أحمد (5/ 276) عن عفّان به نحوه. وأخرجه أيضًا (5/ 277، 281، 281 - 282) والدارمي (2/ 262) والترمذي (1573) والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (2/ 140) - وابن ماجه (2412) والرُّوياني في "مسنده" (ق 121/ ب) وابن حبّان (1676) والحاكم (2/ 26) -وصحّحه على شرط الشيخين، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (9/ 101 - 102) من طرقٍ عن قتادة به نحوه. وإسناده جيّدٌ قوي، ومَعْدان هو ابن أبي طلحة وثّقه ابن سعد وابن حبّان. وأخرجه الترمذي (1572) عن قتيبة بن سعيد عن أبي عوانة عن قتادة عن سالم عن ثوبان. فلم يذكر فيه (عن معدان). والذين رووه عن قتادة وذكروا فيه (عن معدان) جماعةٌ من الثقات، وهم: سعيد بن أبي عروبة وشعبة وهمام وأبان بن يزيد العطّار. ولذا قال الترمذي: "رواية سعيد أصحّ". أهـ.

30 - باب: للعربي سهمان وللهجين سهم

قلت: وأظن أن الوهمَ فيه من قتيبة، فقد رواه عفّان بن مسلم وأبو الوليد الطيالسي عن أبي عوانة مثل رواية الجماعة، أخرجه الحاكم والبيهقي. تنبيه: قال الترمذي: "قال سعيد (الكنز) وقال أبو عوانة في حديثه: (الكبير). أهـ. وروى العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/ 140) عن الإِمام أحمد أنه قال: "صحّف محمد بن جعفر -يعني غُنْدرًا- في حديث شعبة: "من فارقت روحه ... الحديث" قال غندر: (الكنز) صحّف فيه، وقال محمد بن بكر وعبد الوهاب: "الكِبْر) ". أهـ. وعند الرُّوياني: (الكفر). 30 - باب: للعربي سهمان وللهجين سهم 889 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي، وجعفر بن محمد الكِنْدي، ومحمد بن هارون بن شعيب في آخرين، قالوا: نا محمد بن يزيد (¬1) بن عبد الصمد: نا أبو محمد أحمد بن أبي أحمد الجُرجاني: نا حمّاد بن خالد الخيّاط: نا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن زياد بن جارية. عن حبيب بن مسلمة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ حُنَين: "عَرِّبوا العربيَّ، وهَجِّنوا الهجينَ: للفرسِ سهمان، وللهجينِ سهمٌ". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 175) -ومن طريقه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 66) والبيهقي (6/ 328) - من طريق أحمد بن أبي أحمد الجرجاني به. وقال ابن عدي عن الجرجاني: "أحاديثه ليست بمستقيمة كأنّه يغلط فيها. وهذا حديث لا يوصله غير أحمد بن أبي أحمد هذا". أهـ. ¬

_ (¬1) في هامش (ظ): "صوابه: يزيد بن محمد بن عبد الصمد". أهـ. وهو الصحيح.

31 - باب: التنفيل

والصواب أن الحديث مرسل: فقد أخرجه ابن عدي (1/ 175) -ومن طريقه البيهقي- من طريق حمّاد بن خالد عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول مرسلًا. ورجاله ثقات إلّا أن العلاء اختلط قبل وفاته. وتابعه عند أبي داود في "المراسيل" (رقم: 287): أبو بشر الدمشقي، وثّقه العجلي، وقال ابن معين: لا شيء. وأخرجه عبد الرزاق (5/ 185) عن معمر عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول قال: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للفرس العربي سهمين. وسنده إلى مكحول صحيح. وأخرجه أبو داود (رقم: 286) -ومن طريقه البيهقي- بسندٍ حسنٍ عن خالد بن معدان، قال: أسهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعربي سهمين، وللهجين سهمًا. وهو مرسل، وقال البيهقي: هو منقطعٌ لا تقوم به حجّةٌ. 31 - باب: التنفيل 890 - حدّثني أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الله النّصْري، وأبو بكر بن فُطَيس، وعبد الجبّار بن عبد الصمد السُّلَمي، قالوا: نا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن مُشكان النِّيْسَابوري: نا المُنسجِر بن الصلت بن المُنسجِر بقزوين: نا عبد الكريم بن رَوْح البصري: نا شعبة عن سعيد بن عبد العزيز التَّنُوخي ومحمد بن راشد الخُزاعي عن مكحول عن زياد بن جارية. عن حبيب بن مَسلمة، قال: نفّل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الثُلُثُ باديًا، والرُّبُعَ راجعين. أو قال: الرُّبُعَ باديًا، والثُلُثَ راجعين.

هذا طريقٌ غريبٌ من حديث شعبة عن سعيد بن عبد العزيز، لم يُحدِّث به إلا ابن مُشكان، وحدّث به ابنُ جَوْصا. عبد الكريم بن رَوْح ضعيف كما في "التقريب". وانظر ما بعده. 891 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد بن هاشم البغدادي: نا القاسم بن زكريا المُطرِّز في كتاب "مسند القبائل": نا أحمد بن عَبْدة الضبِّيُّ: نا سُلَيم بن أخضر عن سعيد بن عبد العزيز أبو (¬1) عبد العزيز عن مكحول عن ابن جارية -نَسِيَ سُلَيم من هو-. عن حبيب بن مَسْلَمَة، قال: شهدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفَّل الثُلُثَ. غريبٌ من حديث سُليم عن سعيد، ولم نكتبه إلّا عن ابن هاشم. وكُنْيةُ سعيد بن عبد العزيز: (أبو محمد)، ولكن هكذا قال. 892 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: أنا العبّاس بن الوليد بن مَزْيد البيروتي: أخبرني أبي: نا سعيد بن عبد العزيز، قال: أخبرني مكحول عن زياد بن جارية. عن حبيب بن مسلمة، قال: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَفَّل الثُلُثَ. 893 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو مُسْهِر عبد الأعلي بن مُسْهِر سنة اثنتي عشرةَ ومائتين: نا سعيد بن عبد العزيز التَّنُوخي عن مكحول عن زياد بن جارية. عن حبيب بن مَسْلَمة، قال: شهدت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَفَّلَ الثُلُثَ. قال سعيد: فسّره سليمان بن موسى: في البَدْأَةِ الرُّبُعَ، وفي الرَّجْعةِ الثُلُثَ. أخرجه عبد الرزاق (5/ 189) وأبو عُبيد في "الأموال" (رقم: 800) وأحمد (4/ 159، 160)، وابن زنجويه في "الأموال" (1177) وابن الجارود في "المنتقى" (1078، 1079) والطبراني في "الكبير" (4/ 21، 24)، والحاكم ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وله وجه.

(3/ 432) والبيهقي (6/ 313) وابن عساكر في "التاريخ" (10/ ق 251/ أ - ب) من طرقٍ عن سعيد بن عبد العزيز به. وإسناده جيّد، زياد بن جارية قيل إنه صحابي، ووثّقه النسائي وابن حبّان، وقال أبو حاتم: شيخ مجهول. 894 - حدّثني أبو الطيّب أحمد بن محمد بن أبي زُرعة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النّصري: نا عمِّي: محمود بن عبد الرحمن بن عمرو (ح) وحدّثنا أبو زرعة محمد وأبو بكر أحمد ابنا عبد الله بن أبي دُجانة عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النّصْري، قالا: نا ابن عُمِّ أبينا: محمود بن عبد الرحمن بن عمرو النَّصْري: نا عمُّ أبي: إبراهيم بن عبد الله بن صفوان: نا ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة. عن سليمان بن موسى، قال: قال عمرو بن شعيب: لا نَفْلَ بعدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قال: قلت: أَيْهات (¬1)! أشْغَلَك أكلُ الزَّبيبِ بالطائف. سمِعتُ مكحولًا وهو يقول: جُلتُ الشامَ والعراقَ ومصرَ أسألُ عن النَّفْلِ، فلم أُصِبْ أحدًا يخبرني، حتى صرتُ إلى مسجدِ (¬2) دمشق، إذا برجل في غربيّ المَسجد يقال له: (زياد بن جارية التميمي)، وهو يقول: حدّثني حبيب بن مسلمة الفِهْري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفَّلَ في البَدْأةِ الرُّبُعَ بعد الخُمُسِ، وفي الرجعة الثُلُثَ بعد الرُّبُعِ. أخرجَه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ ق 228/ أ- ب) من طريق تمام به. هكذا وقع في الرواية "الثلث بعد الربع"، والصواب: "الثلث بعد الخمس". وفي الإِسناد محمود بن عبد الرحمن، وإبراهيم بن عبد الله، ¬

_ (¬1) كذا في الأصول وابن عساكر، وهي إحدى اللغات في (هيهات). (¬2) سقطت من (ظ).

ذكرهما ابن عساكر في "التاريخ" (16/ ق 149/ ب و 2/ ق 228/ أ - ب) ولم يحك فيهما جرحًا ولا تعديلًا، ففيهما جهالةٌ. وأخرجه على الصواب يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 17 - 18) عن سعيد بن أسد، وابن حبّان (1672) من طريق أبي عُمير عيسى بن محمد النحّاس، والطبراني في "الكبير" (4/ 23 - 24) من طريق محمد بن أبي السري، كلهم عن ضمرة به، بلفظ: "الثُلُثَ بعد الخُمُسِ". وأخرجه الطبراني (4/ 23، 24) من طرقٍ عن سليمان بن موسى به. وإسناده جيّد. ورواه بهذا اللفظ: العلاء بن الحارث عن مكحول به، أخرجه أحمد (4/ 160) وأبو داود (2749) وابن زنجويه (رقم: 1176) والطحاوي في "شرح المعاني" (3/ 240) والطبراني (4/ 22، 23) والعلاء أوثق أصحاب مكحول كما قال أبو حاتم. 895 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد بن هاشم البغدادي: نا أبو بكر القاسم بن زكريا المُطرِّز ببغداد: نا أحمد بن عَبْدة الضبّي: نا سُلَيم بن أخضر عن رجاء بن أبي سلمة عن سليمان بن موسى عن مكحول عن ابن جارية -نسي سُليم (¬1) من هو- قال: سمعت حبيب بن مَسْلمة الفِهْرِي يقول: شهِدتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَفّل الثُلُثَ بعد الرُّبُعِ (¬2). انظر تخريجه في الذي قبله. والحديث رواه عن مكحول -غير من تقدّم-: 1 - يزيد بن يزيد بن جابر، وهو ثقة، أخرجه عبد الرزاق (5/ 189 - ¬

_ (¬1) في (ر) (سليمان) وهو خطأ. (¬2) أي: نفّل الثلث في الرجعة بعد أن نفّل الربع في البَدْأة كما في بقية الروايات.

190) والحميدي في "مسنده" (871) وسعيد بن منصور (2701) وأحمد (4/ 159، 159 - 160، 160) وأبو داود (2748) وابن ماجه (2851) والطحاوي (3/ 240) والطبراني (4/ 21، 21 - 22، 22) والحاكم (2/ 133) وصحّحه وسكت عليه الذهبي. 2 - أبو وهب عبيد الله بن عبيد الكَلاعي، وهو ثقة، أخرجه سعيد (2702) وأبو داود (2750) والطبراني (4/ 22) والبيهقي (6/ 313). 3 - ثابت بن ثوبان، وهو ثقة، أخرجه الطحاوي (3/ 240) والطبراني (4/ 23) والحاكم (3/ 347). 4 - عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وهو ثقة. 5 - النعمان بن المنذر، وهو صدوق. 6 - الحجّاج بن أرطاة وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس كما في "التقريب". أخرج حديثهم الطبراني (4/ 22، 24، 23). ووَرَد من حديث عبادة بن الصامت: أخرجه عبد الرزاق (5/ 190) وأبو عبيد في "الأموال" (رقم: 801) وأحمد (5/ 319 - 320، 323 - 324) والترمذي (1561) -وحسّنه- وابن ماجه (2852) والدارمي (2/ 228 - 229) والطحاوي (3/ 240) والبيهقي (6/ 313) من طريق عبد الرحمن بن الحارث بن عيّاش عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلّام عن أبي أمامة عنه أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يُنفِّلُ في البَدْأَةِ الرُّبُعَ، وفي القُفُول الثُلُثَ. وإسناده وسط، في عبد الرحمن خُلْفٌ.

32 - باب: الخمس

32 - باب: الخُمُس 896 - أخبرني أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الصفّار: نا أبو هشام إسماعيل بن عبد الرحمن الكتاني بدمشق: نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، قال: حدثني أبي: عبد الله بن العلاء عن أبي سلّام الأسود. عن عمرو بن عَبَسَة، قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جَنْبِ بعيرٍ من إبِلِ الصدقة، ثمّ التفت إلينا فقال: "إنَّه لا يَحِلُّ لي من غنائمكم مِثْلُ هذه -وأخذَ وَبَرَةً من جَنْب البعير- إلّا الخُمُسُ، والخُمُسُ مردودٌ عليكم". أخرجه أبو داود (2755) -ومن طريقه البيهقي (6/ 339) - والحاكم (3/ 616) من طريقين آخرين عن عبد الله بن العلاء عن أبي سلّام قال: سمعت عمرو فذكره. وسنده صحيح، وفيه ردّ على أَبي حاتم الذي جزم بأن رواية أبي سلام عن عمرو بن عَبَسَة مرسلةٌ، فقد صرّح هنا بالسماع منه. وقد ورد الحديث عن جماعة من الصحابة، وهم: 1 - عبد الله بن عمرو: أخرج حديثه سعيد بن منصور (2754) وأحمد (2/ 184) وأبو داود (2694) والنسائي (3688، 4139) وابن زنجويه في "الأموال" (رقم: 1138) وابن الجارود في "المنتقى" (1080) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 126/ ب) والبيهقي (6/ 336 - 337) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عنه. وسنده حسن كما قال الحافظ في "الفتح" (6/ 241). 2 - عبادة بن الصامت: أخرج حديثه أحمد (5/ 319) والنسائي (4138) وابن زنجويه (1187)

33 - باب: مصرف الخمس بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)

والحاكم (3/ 49) والبيهقي (6/ 303) من طريق من عبد الرحمن بن الحارث بن عياش عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي أمامة عنه. وتقدّم الكلام عليه في تخريج الحديث السابق، وحسّنه الحافظ في "الفتح" (6/ 241). 3 - العرباض بن سارية: أخرج حديثه أحمد (4/ 127 - 128) والبزّار (كشف - 1734) والطبراني في "الكبير" (18/ 259) من طريق ابنته أم حبيبة عنه. قال الهيثمي (5/ 337): "وفيه أم حبيبة بنت العرباض، ولم أجد من وثّقها ولا جَرَحَها، وبقية رجاله ثقات". أهـ. وقال في "التقريب": "مقبولة". أي: عند المتابعة. 4 - عمرو بن خارجة: أخرج حديثه الطبراني في "الكبير" (17/ 36) من طريق الفريابي عن عبد الحميد بن بَهْرام عن شهر بن حوشب عنه. ذكر الطبراني في "مسند عمرو" ووقع عنده في السند: "خارجة بن عمرو"، وذكر ابن مندة -كما في "الإِصابة" (1/ 401) - أن الفريابي وَهِمَ فيه، والصواب "عمرو بن خارجة". وقال الهيثمي (5/ 339): "وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف". 33 - باب: مصرف الخمس بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) 897 - حدثنا أبو زرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله [بن عبد الله] (¬1) بن عمرو النّصْري، وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الرحيم بن محمد المؤذّن بداريّا ودمشق - كان ضريرًا- قالوا: نا أبو محمد ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

عبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد: نا أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري: نا تَليد بن سليمان عن عبد الملك بن عُمير عن الزُّهري. عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: أتى العبّاسُ وعليٌّ أبا بكر -رضي الله عنهم- لمّا استُخلِف، فجاء عليٌّ يطلبُ نصيبَ فاطمةَ، وجاء العباسُ يطلب عَصَبتَه ممّا كان في يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان في يده نصفُ خيبر: ثمانيةَ عشرَ سهمًا، وكانت ستةَ وثلاثين سهمًا، وأرضُ بني قُريظةَ وَفَدك. فقالا: ادفعها إلينا، فإنّها كانت في يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال لهما أبو بكر - رضي الله عنه - (¬1): لا أرى ذلك، إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "إنّا معاشِرَ الأنبياءِ لا نُورث، ما تركنا فهو صدقةٌ". فقام قومٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فشهدوا بذلك. قالا: فدعها تكون في أيدينا تجري على ما كانت في يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: لا أرى ذلك، أنا الوالي من بعده، وأنا أحقُّ بذلك منكما، أضعُها في مواضعِها الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يضعها فيه. فأبى أن يدفعَ إليهما شيئًا (¬2). فلمّا وُلِّيَ عمرُ أَتَيَاه. قال: فإنّي لعندَ عمرَ وقد أتاه مالٌ. قال: فقال: خُذْ هذا المال فاقسمه في قومك بني فلان. إذْ جاء الإِذنُ، فقال: بالباب أناسٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: ائذن. فدخلوا. قال: ثم أتاه، فقال: عليٌّ والعبّاس بالباب. فقال: ائذن لهما. فدخلا، فقال عمر: ما جاء بكما إليَّ! قد طلبتماه من أبي بكر - رضي الله عنه - فدفعه (¬3) إليكما. قال: فترددوا عليه فيها، فلما رأى ذلك قال: ادفعها إليكما على أن آخذَ عليكما عهدَ الله وميثاقَه أن تعملا فيها كما كان يعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخُذاها، ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) و (ر). (¬2) في الأصل: (شيء) والتصويب من (ظ) و (ر). (¬3) في (ظ) و (ر): (فدفعته).

فأعطاكماها (¬1)، فقبضاها، ثمّ مكثا ما شاء الله، ثمّ [إنّهم] (¬2) اختصما فيما بينهما فيها. فجاءا إلى عمرَ وعنده أناسٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاختصما بين يديه، فقالا ماشاء الله -عَزَّ وَجَلَّ- أن يقولا. فقال بعضُ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أمير المؤمنين! اقضِ بينهما وأرح كلَّ واحدٍ منهما من صاحبه. فقال: لا واللهِ لا أقضي فيها أبدًا إلا قضاءً قد قضيته: فإن عجزتما عنها فردّاها إليَّ كما دفعتها إليكما. فقاما من عنده. فلمّا وُلِّيَ عثمان -رضي الله عنه (¬3) - أتياه فيها وأنا عندَه، فقال: أنا أولى وأنا أحقُّ بها منكما جميعًا. فلما سمع ابن عبّاس قولَه أخذ بيد أبيه، فقال: قمْ ها هنا. فقال: أين تُقيمني؟. قال: بلى! قُمْ أكلّمْكَ، فإن قَبِلت وإلاّ رجعت إلى مكانك. فقام معه فقال: دعها تكون في يد ابن أخيك فهو خيرٌ لك من أن تكون في بعض بني أميّة. فخلاّها العبّاس ودفعها إلى عليٍّ، فلم تزلْ في يدِ وَلَده حتى انتهت إلى عبد الله. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (10/ ق 185/ ب- 186/ أ) من طريق تمّام. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 516) من طريق عبد الصمد به، وقال: "ولا يُعرف لعبد الملك بن عمير عن الزهري غير هذا الحديث، ولا أعلم رواه عن عبد الملك غير تَليد بن سليمان. وهو منكرٌ من حديث عبد الملك عن الزهري، وعن غير عبد الملك هذا الحديث مشهور عن الزهري". أهـ. قلت: تَليد رافضيٌّ متروك كذّبه أحمد والساجي، فالإِسناد تالفٌ. ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: (صوابه: هماها)، وكذا في (ظ). (¬2) من (ظ) و (ر). (¬3) ليس في (ظ) و (ر).

وقد أخرجه البخاري (6/ 197 - 198) ومسلم (3/ 1377 - 1379) من طريق مالك عن الزهري بسياقٍ مخالفٍ.

(16) كتاب الإمارة والقضاء

(16) " كتاب الإِمارة والقضاء"

1 - باب: فضل السلطان العادل

1 - باب: فضل السلطان العادل 898 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سفيان قراءةً عليه: نا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة الدمشقي (ح). وأخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حَسنون الأزدي قراءةً عليه في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة: نا أبو عبد الله أحمد بن بشر بن حبيب الصُّوري. قالا: نا الوليد بن الحارث: نا منبّه [يعني: ابن عثمان] (¬1) عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار. عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ تحت عرشه يومَ القيامة: إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ نشأ بعبادةِ الله، ورجلٌ قلبه مُعلَّقَ بحبِّ المساجد إذا خرجَ منه حتى يعودَ إليه، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا عليه، ورجلٌ ذَكرَ الله خاليًا ففاضت عيناه من خشيةِ الله، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذاتُ حَسَبٍ وجمالٍ إلى نفسِها، فقال: إنّي أخافُ اللهَ. ورجلٌ تصدّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمَ شماله ما تُنفقُ يمينُه". في إسناده: الوليد بن الحارث السكسكي، ذكره ابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 409/ أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. والحديث أخرجه البخاري (2/ 143) ومسلم (2/ 715) من حديث خُبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (2/ 716) من طريق مالك عن خُبيب به لكن قال: (عن أبي سعيد أو أبي هريرة). واختلف فيه على مالك فرُوي عنه على الشك، وروى عنه الاثنين معًا كما أوضحه الحافظ في الفتح (2/ 143) وقال: "والظاهر أن عبيد الله حفِظه ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

لكونه لم يشك فيه، ولكونه من رواية خاله (يعني: خبيب) وجدّه (يعني: حفص)، والله أعلم". أهـ. 899 - أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمد بن خالد: نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: نا أبو اليَمان الحكم بن نافع: نا سعيد بن سنان عن أبي الزاهريّة عن كثير بن مرّة. عن عبد الله بن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ السُّلْطانَ ظلٌّ من ظِلِّ الرحمن في الأرض، يأوي إليه كلُّ مظلومٍ من عباده. فإن عَدَلَ كان له الأجرُ، وعلى الرعيّة الشُّكْرُ، وإنْ جارَ أو (¬1) حَاف أو ظلَمَ كان عليه الإصْرُ، وعلى الرعيّةِ الصَّبرُ. فإذا جارت الولاة قحَطَت السماء وإذا مُنعت الزكاة هلكت المواشي، وإذا ظهر الزِّنا (¬2) ظهر الفِتن (¬3) والمسكنةُ، وإذا أُخفِرت الذّمّةُ أُديل الكُفّارُ". أخرجه البزّار (كشف - 1590) من طريق الحكم بن نافع به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1198) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6/ 15 - 16) من طريق بشر بن بكير عن سعيد بن سنان به. وأخرج الفصل الأول من الحديث إلى قوله: "كل مظلوم": القضاعي في "مسند الشهاب" (رقم: 304) من هذا الطريق. وإسناده تالف، قال البيهقي عقبه: "وأبو مهدي سعيد بن سنان ضعيف عند أهل العلم". أهـ. قلت: بل متروك اتهمه بالوضع الدارقطني، وقال ابن معين: أحاديثه بواطيل. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (و)، والمثبت من (ظ) و (ر) و (ف) ومُخرّجي الحديث. (¬2) في (ر): (الرّبا) وبهامشها: (الزنا)، وفي الأصل (الربا) هكذا، والمثبت من (ظ) و (ش) و (ف). (¬3) كذا في الأصول وعند مخرّجي الحديث: (الفقر) إلّا ابن عدي فعنده: (ظهرت الفتن).

واكتفى العراقي في "تخريج الإِحياء" (4/ 99) بتضعيف سنده، وقال الهيثمي (5/ 196): "وفيه سعيد بن سنان أبو مهدي، وهو منزوك". أهـ وأشار المنذري في "الترغيب" (3/ 169) إلى ضعف الحديث حيث صدّره بـ (رُوي). وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (رقم: 32) عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة مرسلًا دون قوله: "فإذا جارت ... الخ". وعبد الله بن صالح هوكاتب الليث ضعيف الحفظ. وله طريق آخر: أخرجه أبو نعيم في "أحاديث العادلين" (ق 228/ أ) -ومن طريقه الديلمي (زهر الفردوس - 2/ 220) - من طريق عمرو بن عبد الغفار عن محمد بن عمرو عن سعد بن سعيد الأنصاري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر بن الخطاب مرفوعًا دون قوله: "فإذا جارت ... " الخ. وإسناده تالف، عمرو متروك اتهمه ابن عدي (اللسان: 4/ 369) وسعد ضعّفوه لسوء حفظه. وقال السخاوي في "تخريج أحاديث العادلين" (ص 81): "وعمرو بن عبد الغفار، وهو الفُقَيمي ابن أخي شيخه، متروك الحديث، متهمٌ بالوضع". أهـ. 900 - أخبرنا أبو الطيّب محمد بن حُميد بن سليمان الحَوراني قراءةً عليه: نا أحمد بن منصور بن سيّار الرَّمادي: أنا عبد الرزاق: أنا مَعْمَر عن الزُّهْريِّ عن ابن المُسيّب. عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المُقسِطون في الدُّنيا على منابرَ من لؤلؤٍ يومَ القيامة بين يَدَيْ الرحمن بما أقسطوا في الدُّنيا". أخرجه عبد الرزاق في "المصنّف" (11/ 325) وعنه أحمد (2/ 203). وإسناده صحيح.

2 - باب: الانتقام من الظالم وممن لم ينصر المظلوم

وأخرجه مسلم (3/ 1458) من طريق عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "إنّ المقسطين عند الله على منابر من نورٍ عن يمين الرحمن -عَزَّ وَجَلَّ- وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا". 901 - أخبرنا أبو علي محمد بن هارون بن شُعيب -من وَلَدِ ثمامة بن عبد الله بن أنس-: نا زكريا بن يحيى السِّجْزيُّ: نا شَيْبان بن فروخ الأُبُلِّي: نا حُميد بن زياد الميموني: نا ميمون بن مهران. عن ابن عباس أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "صنفانِ من أمّتي إذا صلَحا صَلَحَ الناسُ، وإذا فسدا فَسَدَ الناسُ: السلطانُ والعلماءُ". أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 96) وابن عبد البرّ في "جامع بيان العلم" (1/ 185) من طريق محمد بن زياد به. ووقع عند تمام: (حميد بن زياد) وهو وهمٌ من شيخ تَمَّام فإنّه كان يُتّهم كما قال الكتاني. (اللسان: 5/ 411). وسنده تالف، محمد بن زياد هو اليشكريُّ الميموني كذّبه أحمد وابن معين والفلاّس والجوزجاني والنسائي والدارقطني، فالحديث موضوعٌ. واكتفى العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 6) بتضعيف سنده. 2 - باب: الانتقام مِن الظالم وممّن لم ينصر المظلوم 902 - حدّثنا أبو القاسم خالد بن محمد: نا جدّي أحمد بن محمد بن يحيى [بن حمزة] (¬1)، قال: حدّثني أبي عن أبيه [يحيى بن حمزة] (1)، قال: كتب إليَّ المهديُّ بعهدي وأمرني أن أصلُبَ (¬2) في الحُكْم، وقال في كتابه: حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه. ¬

_ (¬1) من (ف). (¬2) في (ف): بياض. وفي "الأوسط": (أصيب).

3 - باب: النهي عن طلب الإمارة

عن ابن عبَاس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عن الله -عَزَّ وَجَلَّ-: "لأنتقِمنَّ من الظالمِ في عاجلِه وآجلِه، ولأنتقِمنَّ ممّن رأى مظلومًا فقَدَرَ أن ينصرَه فلم ينصرْه". 903 - وأخبرنا أبو إسحاق بن سنان، ومحمد بن هارون في آخرين، قالوا: نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة مثلَه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 338) و"الأوسط" (رقم: 36) عن أحمد بن محمد بن يحيى به، وقال: "لا يُروى عن المهديِّ إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به يحيى بن حمزة". وإسناده ضعيف، أحمد هذا قال الذهبي: له مناكير. وقال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر. وذكر أبو الجهم أنّه لمّا كَبُر صار يُلقّن فيتلقن. (الميزان: 1/ 151، اللسان: 1/ 295). وأبوه محمد قال ابن حبَّان: هو ثقةٌ في نفسه يُتّقى من حديثه ما رواه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأخوه عبيد، فإنّهما كانا يُدخِلان عليه كل شيءٍ. (اللسان: 5/ 423). والمهدي والمنصور وإن كانا خليفتين فليس الحديثُ صنعتهما. وقال الهيثمي (7/ 267): "وفيه من لم أعرفهم". 3 - باب: النهي عن طلب الإِمارة 904 - حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكِنْديّ: نا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم الحَوْطي: نا عبد الوهاب [بن نَجْدَة الحَوْطيّ] (¬1): نا خالد بن يزيد القَسْريّ عن وائل بن داود عن الحسن. عن عبد الرحمن بن سَمُرة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يا عبد الرحمن! ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و (ف).

لا تسلِ الإِمارةَ، فإنّك إن تُعْطَها عن غير مسألةٍ تُعان عليها، وإن أوتيتها عن مسألةٍ لم تُعان (¬1) عليها. وإذا حلفت على يمينٍ فرأيتَ غيرَها خيرًا منها فأتِ الذي هو خير وكفِّر عن يمينك". 905 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو جعفر محمد بن يزيد العطّار بمصر: نا أبو بلال الأشعري: نا شبيب بن شيبة البصري: نا الحسن. عن عبد الرحمن بن سَمُرَة، قال: قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسلِ (¬2) الإِمارة .. " فذكر نحوَه. أخرجه البخاري (13/ 123 - 124، 124) ومسلم (3/ 1273 - 1274، 1456) من طرقٍ عن الحسن به. 906 - أخبرنا علي بن الحسين بن السَّفْر، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد، وأحمد بن سليمان بن حَذْلم، قالوا: نا بكّار بن قتيبة: نا حسين بن حفص الأصبهاني: نا سفيان الثوري عن إسماعيل عن أخيه عن أبي بُرْدَةَ. عن أبي موسى الأشعري، قال: قَدِمَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلان من الأشعريين قال: فقاما فخطبا، ثم تعرّضا للعمل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ أخونَكم عندي من يطلبه (¬3) فعليكم بتقوى الله -عَزَّ وَجَلَّ-". أخرجه أحمد (4/ 393، 411) والبخاري في "التاريخ "الكبير" (2/ 82) والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (6/ 467) - من طريق الثوري به. وأخرجه البخاري في "التاريخ" (2/ 82 و 7/ 184) وأبو داود (2930) ¬

_ (¬1) عليها تضبيب في (ظ)، وفي (ر): (تُعن). (¬2) في (ظ): (تسأل). (¬3) في الأصل: (تطلبه) بالتاء، والتصويب من (ظ) ومخرّجي الحديث.

4 - باب: حق الرعية والنصح لها

والنسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة" (6/ 447) - من طُرُقٍ عن إسماعيل عن أخيه عن بشر بن قرّة -وقيل: قرّة بن بشر- الكلبي عن أبي بُردة به. وإسناده ضعيف، بشر بن قرّة قال ابن القطّان: مجهول الحال. وقال الذهبي في "الميزان" (1/ 324): "لا يُدرى من ذا". أهـ ووثّقه ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل. وأخو إسماعيل لم يسمُّ، وإخوته أربعة: خالد وسعد وأشعث والنُعمان، والأوَّلان لم أرَ من ذكرهما، وأما أشعث فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح" (2/ 72) ونقل عن ابن معين أنه قال: "لم يروِ عنه غير أخوه إسماعيل". أهـ والنعمان ذكره أيضًا ابن أبي حاتم (8/ 447) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرج البخاري (13/ 125) ومسلم (3/ 1456) من طريق أبي بُردة عن أبي موسى قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا ورجلان من قومي، فقال أحدُ الرجلين: أمِّرنا يا رسول الله. وقال الآخر مثله، فقال: "إنّا لا نُولّي هذا من سأله ولا من حَرَص عليه". 4 - باب: حقّ الرعيّة والنصح لها 907 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرَّقاشي ببغداد: قال: حدّثني أبي: نا جعفر بن سليمان: نا أسماء بن عُبَيد عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كلُّكم راعٍ وكُلُّكم مسؤولٌ: فالأمير راعٍ على الناس ومسؤولٌ عنهم، والرّجلُ راعٍ على أهل بيته ومسؤولٌ عنهم، والمرأة راعيةٌ على بيتها وما وَلِيَت من أمر زوجِها ومسؤولة عنه،

والعبدُ راعٍ على مالِ سيِّده ومسؤولٌ عنه. ألَا فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ". أخرجه أبو عوانة في "مسنده" (4/ 417) عن شيخه أبي قلابة به نحوه. وعبد الملك الرقاشي تغيّر حفظه لما دخل بغداد، وهذا ممّا حدّث به ببغداد. والحديث أخرجه البخاري (5/ 177 - 178) ومسلم (3/ 1459) من طرقٍ عن نافع به بنحوه. 908 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله: نا عُبيد الله بن محمد العُمَري القاض بدمشق سنة تسعٍ وستين ومائتين: نا الزُّبَير بن أبي بكر، قال: حدّثني يحيى بن إبراهيم بن أبي قُتَيلة: نا عبد الخالق بن أبي حازم، قال: حدّثني ربيعة بن عثمان، قال: حدثني عبد الوهاب بن بُخْت، قال: حدّثني عمر بن عبد العزيز أنّه كتَبَ إلى عبد الملك بن مروان: أما بعدُ فإنّك راعٍ، وكلُّ راعٍ مسؤولٌ عن رعيّته. حدَّثَنِيه أنس بن مالك أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كلُّ راعٍ مسؤول عن رعيّته". {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87]. أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 239 - 240) -ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (10/ 341) - من طريق الزُّبَير بن بكّار -وهو ابن أبي بكر كما في سند تمام- به مقتصرًا على المرفوع منه، ولم يذكر الآية. وقال الطبراني: "لا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرّد به الزبير". وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 359 - 360) عن الطبراني عن عبيد الله بن محمد العمري به، دون ذكر الآية فقط. وقال أبو نعيم: "غريبٌ من حديث عمر، لم نكتبه إلّا من حديث يحيى بن أبي قتيلة". أهـ. وفي إسناده عبد الخالق بن أبي حازم لم أقف على ترجمته.

وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 161) وابن عدي في "الكامل" (1/ 306 - 307) من طريق زكريا بن يحيى الخزاز عن إسماعيل بن عباد عن سعيد عن قتادة عن أنس مطوّلًا. وقال الطبراني: "لم يروه عن قتادة بهذا التمام إلا سعيد بن أبي عروبة، ولا عن سعيد إلّا إسماعيل بن عبّاد، تفرّد به زكريا". وقال ابن عدي: "هذا حديثٌ لم يروه عن سعيد بهذا الإسناد غير إسماعيل بن عبّاد". أهـ. قلت: سنده واهٍ: ابن عبّاد قال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال ابن عدي: ليس بذاك المعروف. وقال الدارقطني: متروك. (اللسان: 1/ 412 - 413). وأخرجه النسائي في "عشرة النساء" (رقم: 292) -ومن طريقه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 1724) وابن عدي (1/ 307) - وأبو عوانة في "مسنده" (4/ 418) وابن حبّان (1562) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 281 و 9/ 235) من طريق إسحاق بن راهويه عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أنس مرفوعًا: "إنّ الله سائلٌ كلَّ راعٍ عمّا استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيّع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته". وقال النسائي: "لم يروِ هذا أحدٌ علمناه عن معاذ بن هشام غير إسحاق". أهـ وإسناده حسنٌ، معاذ فيه كلامٌ يسيرٌ. ثم رواه النسائي (293) عن إسحاق عن معاذ عن أبيه عن قتادة عن الحسن مرسلًا. وقد أعلّ البخاري الروايةَ المسندةَ بالمرسلة، فقال -فيما نقله عنه الترمذي في "جامعه" (4/ 208 - 209) -: "هذا (يعني: الرواية المسندة) غير محفوظ، وإنّما الصحيح عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا". أهـ

قلت: وهذه علة غير قادحة، أجاب عنها الحافظ ابن حجر في "النُّكت الظراف" (بحاشية "تحفة الأشراف" - 1/ 355 - 356) فقال: "قلت: كون إسحاق حدّث عن معاذٍ بالموصول والمرسل معًا في سياقٍ واحدٍ يدلُّ على أنّه لم يَهِم فيه، وإسحاقُ إسحاقُ". أهـ يعني: أنه معروف بالحفظ والإتقان. وقال الهيثمي (5/ 207): "رواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسنادين، وأحد إسنادي الأوسط رجاله رجال الصحيح". أهـ 909 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان: نا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قال: حدّثني أبي عن أبيه عن إبراهيم بن محمد البصري عن يونس بن عُبيد عن الحسن. عن ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يسترعي اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عبدًا رعيّةً -قلَّت أو كثُرت- إلّا يسألُه عنها يومَ القيامة: أقامَ فيهم أمرَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- أم أضاعه؟ حتى أنّه ليسألُ الرجلَ عن أهل بيته: هل أقام فيهم أمرَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- أم أضاعه؟ ". أخرجه أحمد (2/ 15) وأبو يعلى في "مسنده" المطالب المسندة - ق 76/ أ) من طريق إسماعيل بن عُليّة عن يونس به. ورجاله ثقات إلّا أن الحسن مدلّس ولم يُصرِّح بالسَّماع. وله شاهدٌ من حديث أنس تقدّم ذكره في الذي قبله. والحديث لم يذكره الهيثمي في "المجمع" مع أنّه على شرطه!. 910 - حدّثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضُّرَيس الرازيُّ: نا أبو عَوْن محمد بن عَوْن الزّيادي: نا محمد بن ذَكْوان عن مُجالِد عن الشَّعْبي، قال: سمعت الحسنَ يُحدِّث. عن عبد الرحمن بن سَمُرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما استرعى اللهُ عبدًا رعيّةً فلم يَحُطْها بالنّصيحة إلَّا حرّم اللهُ عليه الجنّةَ". 911 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو الفضل

5 - باب: قلوب الملوك في يد الله

صالح بن محمد الرّازي ببغداد: نا محمد بن عمر: نا عبد الوارث: نا محمد بن ذكوان مولى المهالبة، قال: حدثني مُجالِد بن سعيد عن عامر الشَّعْبي، قال: سمعت الحسنَ بن أبي الحسن يُحدِّث -ونحن عند ابن هُبيرة-: نا عبد الرحمن بن سَمُرة صاحبُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من استُرعيَ رعيةً فلم يَحُطْها بالنصيحة حرّم اللهُ عليه الجنّةَ". أخرجه ابن عدي (6/ 2207) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 144) والقضاعي في "مسند الشهاب" (804) والبيهقي في "الشعب" (6/ 14) من طريق محمد بن ذكوان به، وقال ابن عدي: "وهذا الحديث لا يرويه غير محمد بن ذكوان، ويُستغرب من رواية الشعبي عن الحسن". أهـ. قلت: وابن ذكوان ضعيف كما في "التقريب"، وشيخه مجالد ليس بالقوي. وقد وهم فيه ابن ذكوان -أو شيخه- فجعله من مسند عبد الرحمن بن سمرة، والصواب أنه من مسند مَعْقِل بن يسار: هكذا أخرجه البخاري (13/ 126 - 127، 127) ومسلم (3/ 1460) من طريق الحسن عن مَعْقِل مرفوعًا: "ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيةً فلم يَحُطْها بنُصحه لم يجد رائحة الجنة". لفظ البخاري. 5 - باب: قلوب الملوك في يد الله 912 - أخبرنا أبو يعقوب الْأَذْرعي: نا أبو عمرو المِقدام بن داود: نا علي بن مَعْبد: نا وهب بن راشد عن مالك بن دينار عن خِلَاس بن عمرو. عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ إلهي -تبارك

وتعالى- يقول: أنا الله، لا إله إلا أنا، مالكُ (¬1) الملوك، وملكُ الملوك. قلوبُ الملوكِ (¬2) في يدي، فإنِ العبادُ أطاعوني حوّلتُ قلوبَ ملوكِهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإنِ العبادُ عصَوْني حوّلتُ قلوبَ ملوكهم بالسَّخَطِ والنِّقْمةِ، فساموهم سوءَ العذاب. فلا تَشْغَلوا أنفسَكم بالدُّعاءِ على الملوك، ولكن اشْغَلو أنفسَكم بالذّكرِ والتضرُّعِ أكفِكم أمرَ ملوكِكم". الحديث عزاه إلى فوائد تمّام: السخاوي في "تخريج أحاديث العادلين" (ص 81). وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين -ق 120/ ب) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 38) - عن المِقدام به. وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 76) من طريق علي بن عبد المؤمن المروزي عن ابن معبد به. قال الطبراني: "لم يروه عن مالك بن دينار إلّا وهب". وقال أبو نعيم: "غريبٌ من حديث مالك مرفوعًا، تفرد به عليُّ بن معبد عن وهب بن راشد". وإسناده واهٍ، نقل ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 282) عن الدارقطني أنه قال: "وهب بن راشد ضعيف جدًّا متروك الحديث، ولا يصحُّ هذا الحديث مرفوعًا". وقال: "رواه جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار أنّه قرأ في الكتب هذا الكلام، وهو أشبه بالصواب". أهـ. ووهب قال أبو حاتم: منكر الحديث، حدّث بأحاديث بواطيل. وقال العقيلي: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن مالك بن دينار العجائب، لا تحلُّ الرواية عنه ولا الاحتجاج به. وقال ابن عدي: ليس حديثُه بالمستقيم، أحاديثه كلّها فيها نظر. (اللسان: 6/ 230 - 231). ¬

_ (¬1) في الأصول (ملك) والمثبت من (ش) ومخرّجي الحديث. (¬2) في الأصل و (ش) و (ر) و (ف): (العباد)، والتصويب من (ظ) وهامشي الأصل و (ر) ومخرجي الحديث.

6 - باب: كم تلي هذه الأمة؟

وقال الهيثمي (5/ 249): "وفيه وهب (في الأصل: إبراهيم. وهو تحريف) بن راشد، وهو متروك". 6 - باب: كم تلي هذه الأمّة؟ 913 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السّفر بن ربيعة بن الغاز الجُرَشي البزّاز، وأحمد بن سليمان بن حَذْلم، قالا: نا بكّار بن قتيبة: نا إبراهيم بن أبي الوزير: نا سفيان بن عيينة عن مُجالِد عن الشَّعْبيّ عن مسروق. عن عبد الله، قال: سألْنا نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم -: كم تَلِي هذه الأمّةُ؟. قال: "عِدَّةَ نُقَباءِ بني إسرائيلَ". أخرجه أحمد (1/ 398، 406) والبزار (كشف -1586، 1587) وأبو يعلى في "مسنده" (رقم: 5031، 5322، 5323) والطبراني في "الكبير" (10/ 195) وابن عدي في "الكامل" (3/ 887) والحاكم (4/ 501) وابن عساكر في "التاريخ" (5/ ق 284/ ب -285/ أ) من طرقٍ عن مجالد به. قال البزار: "لا نعلم له إسنادًا عن عبد الله أحسن من هذا، على أنّ مجالدًا تكلم فيه أهل العلم". وقال الحاكم: "لا يسعني التسامح في هذا الكتاب عن الرواية عن مجالد وأقرانه رحمهم الله". ومجالد هو ابن سعيد الكوفي ضعّفه الأئمة، وعابوا عليه رفعه لأحاديث كثيرة لا يرفعها الناس. وقال الهيثمي (5/ 190): "وفيه مجالد بن سعيد، وثّقه النسائي وضعّفه

7 - باب: طاعة الإمام

الجمهور. وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. ومع هذا فقد حسّنه الحافظ في "الفتح" (13/ 212)!. ويُغني عنه حديث جابر بن سمرة مرفوعًا: "لا يزال هذا الدين عزيزًا منيعًا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش". أخرجه مسلم (3/ 1453)، وهو عند البخاري (13/ 211) بلفظ: "يكون اثنا عشر أميرًا كلهم من قريش". 7 - باب: طاعة الإِمام 914 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا بدر بن الهيثم الدمشقي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الرحمن بن المَغْراء عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طاعة الإِمام حقٌّ على المرء المسلمِ ما لم يأمرْ بمعصية اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فإذا أمر بمعصيةِ الله فلا طاعةَ له". إسناده لا بأس به، ابن مَغْراء وثّقه أبو خالد الأحمر وابن حبّان والخليلي، وقال أبو زرعة: صدوق. وقال ابن المديني: ليس بشيء، كان يروي عن الأعمش ستمائة حديث، تركناه لم يكن بذاك. وقال الساجي: من أهل الصدق، فيه ضعف. والحديث عزاه في "الجامع الصغير" إلى البيهقي في "الشعب"، وقال المناوي في "التيسير" (2/ 114): "بإسنادٍ ليّنٍ". وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (13/ 121 - 122) ومسلم (3/ 1469) بلفظ: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحبّ وكره، إلا أن يُؤمرَ بمعصيةٍ فإن أمِر بمعصيةٍ فلا سمعَ ولاطاعةَ". 915 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن

العلاء الزُّبَيْدي الحمصي ابن زِبْرِيق بدمشق، قال: أخبرني أبي: نا مسلم بن عبد الملك الحضرمي: نا يحيى بن سعيد: نا محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن أبي عَبْلة، قال: بعثني عبد الملك بن مروان إلى الحَجَّاج وهو محاصِرٌ ابنَ الزُّبَير، فرأيتُ ابن عمر إذا قامتِ الصلاةُ وهو في عسكر الحجّاج صلّى معه، وإذا حضر البيتَ صلّى مع ابن الزُّبير، فقلتُ: يا أبا عبد الرحمن! تُصلّي مع هؤلاء؟!. فقال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلُّوا معهم ما صلُّوا, ولا تُطيعوهم في معصية الخالق". فقلت: ما تقولُ في أهل الشام؟. قال: ما أنا لهم بحامدٍ. قلت: فأهلُ مكةَ؟. قال: ما أنا لهم بعاذر. يقتتلون، يتهافتون في النّار تهافتَ الذُّباب (¬1) في المَرَقِ. قلت: رحمك الله! بعثني عبد الملك وأنا مُكْرَهٌ؟. قال: إنّا كنّا نبايعُ على السمعِ والطاعةِ، وكان يُلقِّنُنا: (فيما استطعتم)، وكان يقول: "لا تُطيعوا المخلوقَ في معصيةِ الخالق". في إسناده من لا يُعرف: شيخ تمام ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (15/ ق 407/ ب)، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأبوه عمرو وشيخه مسلم لم أقف على ترجمةٍ لهما، وابن إسحاق مدلّس ولم يُصرّح بالسماع. 916 - أخبرنا أبو يعقوب الْأذْرعي وغيره، قالوا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا الوليد بن مسلم: نا عبد الله بن العلاء بن زَبْر وغيره أنّهما سمِعا بلال بن سعد يُحدِّث. عن أبيه سعد، قال: قيل: يا رسول الله! ما للخليفةِ مِن بعدك؟. قال: "مِثْل الذي لي إذا عَدَلَ في الحكمِ، وقسط في البسَّط (¬2)، ورَحِم ذا الرَّحِمِ فحفّف. فمن فعلَ غيرَ ذلك فليس منّي ولستُ منه". ¬

_ (¬1) كتبت بالأصل هكذا: (الذباب) بالباء والنون، والمثبت موافق لما في (ظ) و (ش). (¬2) كذا في الأصول وتاريخ البخاري ويعقوب بن سفيان، وعند مخرّجي الحديث: "القسط".

8 - باب: البيعة على الاستطاعة

قال: "يُريد: الطاعة في الطاعة، والمعصية في المعصية". 917 - حدّثني أبو الطيّب أحمد بن محمد بن أبي زُرعة عبد الرحمن بن عمرو النَّصْريّ، قال: حدثني عمّي: أبو سعيد عمرو بن أبي زُرعة: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا الوليد بن مسلم: نا عبد الله بن العلاء بن زَبْر وغيره أنهما سمعا بلال بن سعد يُحدِّث عن أبيه ... فذكر مثلَه. 918 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن وغيره، قالا: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي: نا سليمان بن عبد الرحمن فذكر بإسناده مثله. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 46) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6/ 10) - ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 279) والطبراني في "الكبير" (6/ 55) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 233) - والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 493) عن سليمان بن عبد الرحمن به. وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (رقم: 39) والطبراني وأبو نعيم والبيهقي وابن عبد البرّ في "الاستيعاب" (هامش الإِصابة: 2/ 53) وابن عساكر في "التاريخ" (3/ ق 238/ ب) من طرقٍ أخرى عن الوليد بن مسلم به. وإسناده صحيح، والوليد قد صرّح بالتحديث فأمِنّا تدليسه. وقال الهيثمي (5/ 232): "رجاله ثقات". وسعد هو ابن تميم الأشعري صحابيٌّ سكن دمشق. 8 - باب: البيعة على الاستطاعة 919 - أخبرنا خالد بن أبي علي: نا أحمد بن محمد بن يحيى بن

9 - باب: إذا بويع الخليفتين

حمزة: نا أبو اليمَان الحكَم بن نافع: نا سعيد بن سنان عن أبي الزاهريّة عن كثير بن مُرّة. عن عبد الله بن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يومًا: "قوموا فبايعوا". فقالوا: يا رسول الله! أَوَ لم نُبايعك على أن نُقيمَ الصلاةَ، فمن ترك منّا منها صلاةً واحدةً لم يُؤدّها فقد هلك؟. قال: "قوموا فبايعوا (¬1) ". قالوا: يا رسول الله (¬2)! أَوَ لم نُبايعْك على أن نُؤدّي الزكاةَ، فمن ترك [منّا] (¬3) منها دينارًا لم يُؤدّه فقد هلك؟. قال: "قوموا فبايعوا (1) ". قالوا: أَوَ لم نُبايعْك على صوم الشهر المفروض، فمن ترك منّا صيامَ يومٍ فقد هلك؟. قال: "قوموا فبايعوا (1) على ما استطعتم". وكانت بيعةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إيّانا على ما استطعتم (¬4) عدا (¬5). سنده واهٍ، سعيد بن سنان هو أبو مهدي الحمصي اتهمه الدارقطني بالوضع، وقال ابن معين: أحاديثه بواطيل. وتركه جماعة من الأئمة. وأخرج البخاري (13/ 193) ومسلم (3/ 1490) عن ابن عمر قال: كنّا إذا بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة يقول لنا: "فيما استطعتم". 9 - باب: إذا بُويع الخليفتين 920 - أخبرنا أبو عمر محمد بن عيسى بن أحمد القزويني الحافظ، ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر) و (ف): (فبايعوني). (¬2) ليس في (ف): (يا رسول الله). (¬3) من (ظ). (¬4) في (ظ) وهامش (ر): (استطاعوا). (¬5) كذا بالأصل و (ر) بالعين، وعليها تضبيب في (ر)، وفي (ش): (غدًا) بالغين، والكلمة غير موجودة في (ظ) و (ف).

وأبي -رحمه الله-، قالا: نا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضُّريس الرّازي: نا داود بن إبراهيم العُقيلي قاضي قزوين: نا خالد بن عبد الله الواسطي: عن الجُرَيري عن أبي نَضْرة. عن أبي سعيد الخُدْري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا بُويع للخليفتين فاقتلوا الآخرَ منهما". أخرجه مسلم (3/ 1480) من طريق خالد بن عبد الله به. 921 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم: نا سعد بن محمد البيروتي: نا إبراهيم بن أيّوب الحَوْراني: نا الوليد بن مسلم: نا سعيد بن بَشير عن جعفر بن أبي وَحْشيّة عن سعيد بن جُبير عن ابن الزُّبَير. عن معاوية أنّه سَمِعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا بُويَع لرجلين فاقتلوا الآخرَ منهما". أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 314) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 117/ أ) من طريق سعيد بن بشير به بلفظ: "إذا كان في الأرض خليفتان فاقتلوا آخرهما". وقال: "لم يروه عن ابن الزبير إلا سعيد، ولا عنه إلا أبو بشر، ولا عنه إلا سعيد بن بشير". أهـ. وسعيد ضعيف كما في "التقريب"، ومع هذا قال الهيثمي (5/ 198): "رجاله ثقات".! 922 - أخبرنا أبو عمر محمد بن عيسى القزويني: نا أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم البغوي إملاءً من كتابه: نا عمّار (¬1) بن هارون: نا أبو هلال: نا قتادة عن سعيد بن المُسيّب. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا بُويع للخليفتين فاقتلوا الآخرَ منهما". ¬

_ (¬1) في (ر): (عفّان) وهو خطأ.

923 - أخبرنا أبو عمر محمد بن عيسى القزويني: نا إبراهيم بن هاشم البغوي إملاءً: نا علي بن المديني: نا عبد الصمد بن عبد الوارث: نا أبو هلال: نا قتادة عن سعيد بن المسيّب. عن أبي هريرة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مثلَه. 924 - أخبرنا أبو عمر القزويني: نا محمد بن عبد الله (مُطيِّن) الكوفي إملاءً -وسأله ابن عُقْدةَ عنه-: نا عثمان بن طالوت: نا عبد الصمد بن عبد الوارث: نا أبو هلال الرَّاسِبي: نا قتادة عن سعيد بن المسيب. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا بُويع للخليفتين فاقتلوا الآخرَ منهما". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 117/ أ) من طريق عمار بن هارون، وابنُ عدي في "الكامل" (6/ 2219) والقضاعي في "مسند الشهاب" (رقم: 767) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث كلاهما عن أبي هلال به. وأبو هلال هو محمد بن سُلَيم، وهو صدوق إلا أنه كما قال الإمام أحمد: يخالف في قتادة، وهو مضطرب الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقد خالفه همّام بن يحيى -وهو من أثبت أصحاب قتادة- فرواه عن قتادة عن سعيد مرسلًا. هكذا أخرجه ابن عدي من طريق محمد بن المُثنَّى عن أبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك عنه، ثم قال: قال محمد بن المثنى: قال لأبي الوليد: فإنّ أبا هلال حدّث عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟. قال لي أبو الوليد: يا أبا موسى إنّ أبا هلال لا يحتمل هذا. أهـ. فظهر من هذا أن الحديث مرسل، وأخطأ أبو هلال في وصلِه.

10 - باب: حكم من أراد تفريق أمر المسلمين وهو مجتمع

10 - باب: حكم من أراد تفريق أمر المسلمين وهو مجتمع 925 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم: نا أبو العباس أحمد بن العباس بن الوليد بن مزْيَد البيروتي: نا محمد بن سليمان الأسدي (لُوَيْن): نا حمّاد بن زيد عن عبد الله بن المختار وليث بن أبي سُلَيم والمفضّل بن أبي (¬1) فضالة عن زياد بن عِلاقة. عن عَرْفَجَةَ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ستكون هَنَاتٌ وهَنَاتٌ. فمن رأيتموه يمشي إلى أمّةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وهم جميعٌ ليُفرِّقَ بينهم فاقتلوه كائنًا من كان". أخرجه مسلم (3/ 1479) من طريق حماد بن زيد عن عبد الله بن المختار ورجلٍ سمّاه كلاهما عن زياد به. وأخرجه أيضًا من طرقٍ عديدة عن زيادٍ به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 143) من طريق لُوَين به. 11 - باب: إعانة الله للأمير العادل 926 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم، قالا: حدثنا أبو طالب بن سَوادة، قال: حدثني محمد بن عثمان: نا عُبيد الله بن موسى: أنا عَنْبَسة بن سعيد عن حمّاد مولى بني أميّة عن جناح مولى الوليد. عن واثلة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلمٍ وَلِي من أمر المسلمين شيئًا إلّا بعث اللهُ إليه مَلَكَيْن يُسدّدانه ما نوى الحقَّ، -وقال ¬

_ (¬1) ليس في (ظ): (أبي)، والصواب حذفها كما في كتب الرجال ومعجم الطبراني.

أبو عبد الله: ما روى الحقّ. ثمّ اتّفقا- وإذا نوى الجَوْرَ على عمدٍ وُكِلَ إلى نفسه". 927 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المكي أنّ عبد الله بن صالح البخاري حدّثهم: نا الحسن بن علي الحلواني: نا يزيد بن هارون: أنا عَنْبَسة بن سعيد: نا حمّاد مولى بني أميّة، قال: حدّثني جناح مولى الوليد بن عبد الملك .... نذكر بإسناده مثله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 84) من طريق محمد بن عثمان عن عبيد الله بن موسى، ومن طريق الحسن بن علي عن يزيد بن هارون كلاهما عن عنبسة به. وإسناده واهٍ: عنبسة ضعيف كما في "التقريب"، وحمّاد قال الأزدي: متروك. (اللسان: 2/ 355)، وجناح ضعّفه الأزدي، ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 2/ 138 - 139). وقال الهيثمي (4/ 194): "وفيه جناح مولى الوليد، ضعّفه الأزدي". أهـ. وأخرجه البزّار (كشف - 1350) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 102/ ب) -وعنه أبو نعيم في "فضيلة العادلين" كما في تخريجه للسخاوي (ص 50) - من طريق إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعًا. قال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة بهذا اللفظ إلّا من حديث عِراك. وقال الطبراني: لا يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإِسناد. وسنده واهٍ، إبراهيم قال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون. وقال النسائي: متروك. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. (اللسان: 1/ 53). وأعله الهيثمي (4/ 194) والسخاوي بضعف إبراهيم. وانظر الحديث الآتي برقم (931).

12 - باب: تعميم الوالي

12 - باب: تعميم الوالي 928 - أخبرنا محمد بن أحمد: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع عن أبي سفيان الرُّعَيْني. عن أبي أمامة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يُولّي واليًا حتى يُعَمِّمَه ويُرخيَ لها عَذَبَةً من جانب الأذن (¬1) الأيمن بحذو الأذن. هذه نسخةٌ غريبةٌ عزيزةٌ. وجُميع هذا حمصيٌّ، ولم نكتبْها إلّا من هذه (¬2) الطريق. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 170) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي به. بإسناده واهٍ. جميع هو ابن ثوب قال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. وتركه النسائي. (اللسان: 2/ 134). وقال العراقي في "شرح الترمذي" -كما في "فيض القدير" (5/ 192) -: "فيه جميع بن ثوب، وهوضعيف". أهـ. وقال الهيثمي (5/ 120 - 121): "وفيه جميع بن ثوب، وهو متروك". أهـ. 13 - باب: هدايا العمّال 929 - حدثنا خيثمة بن سليمان الأطرابلسي: نا محمد بن إسحاق بن سعيد بن يزيد الخيّاط الواسطي بواسط: نا أبو منصور الحارث بن منصور: نا سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه. ¬

_ (¬1) (الأذن) ليست في (ظ). (¬2) في (ظ): (هذا).

عن أبي حُمَيد السَّاعدي، قال: بعثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا على صدقات بني سُلَيم، فلمّا جاء حاسبَه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - , فقال: هذا لكم، وهذا أُهدِيَ لي. فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فخطَبَ الناسَ (¬1)، ثمّ قال: "إنّا نستعمِلُ رجالًا على أمورنا ممّا ولّانا اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، فيأتي أحدُهم فيقول: (هذا لكم، وهذا أُهدي لي) فهلاّ جلس في بيتِ أبيه أو بيتِ أمّه فتأتيه هديتُه! تعلمون -والذي نفسي بيده- لا تأخذون منها شيئًا إلّا جئتم به يوم القيامة. فلا أعرفنّ أيَّما رجلٍ أتى يحمِلُ بعيرًا له رُغاءٌ، أو بقرةً لها خُوارٌ، أو شاةً تَيْعَرُ. ألَّا هل بلّغت؟! ". قال أبو حُميد الساعدي: أنا سَمِعته أُذُناي، ووعَاه قلبي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري (13/ 189) ومسلم (3/ 1463 - 1465) من طرقٍ عن هشام به. وأخرجه الإِسماعيلي في "مستخرجه" -كما في "فتح الباري" (2/ 405) - من رواية الثوري عن هشام. 930 - حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأذْرَعي: أنا المِقدام بن داود: نا عمّي: سعيد بن عيسى بن تَليد: نا رِشْدِين بن سعد عن يحيى بن عبد الله بن سالم وغيره عن عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه استعملَ سعدَ بن عُبادة، ثم قال: "يا سعدُ! احذرْ أن تجيءَ يومَ القيامةِ تحملُ على رقبتك بعيرًا له رُغاءٌ". قال: فأعفِني يا رسول الله!. قال: فأعفاه. إسناده ضعيف: المِقدام ورِشْدين ضعيفان. لكن له طريق آخر: ¬

_ (¬1) في (ظ): (فخطب النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس).

14 - باب: إعانة الله للقاضي العادل

أخرجه البزّار (كشف - 898) والحاكم (1/ 399) عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي: نا أبي عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر أن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سعدَ بن عبادة مصدقًا، فقال: "يا سعد! إيَّاك أن تجيء يوم القيامة ببعيرٍ تحمله له رغاءٌ". قال: لا أجده ولا أجيء به. فعَفَّاه. لفظ الحاكم. قال البزّار: لا نعلم رواه هكذا إلّا يحيى الأموي. وقال الحاكم: على شرط الشيخين. وسكت عليه الذهبي. وقال الهيثمي (3/ 86): "رجاله رجال الصحيح". أهـ. وإسناده جيّدٌ قويٌّ. 14 - باب: إعانة الله للقاضي العادل 931 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا جعفر بن محمد القلانسي: نا العلاءُ بن عمرو الحنفي: نا يحيى بن بُرَيد الأشعري عن ابن جُريج عن عطاء. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جلسَ القاضي في مكانِه هَبَطَ عليه مَلَكَانِ يُرشدانهِ ويُوفِّقانِه ويُسدِّدانِه ما لم يَجُرْ، فإذا جار عَرَجَا وتركاه". أخرجه البيهقي (10/ 88) والخطيب في "التاريخ" (8/ 176 و 14/ 120) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (رقم: 1263) - من طريق العلاء به. وإسناده ضعيف: العلاء ضعّفه النسائي، وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ. ثم ذكره في "الثقات"! وقال صالح جزرة: لا بأس به.

15 - باب: اجتهاد الحاكم

(اللسان: 4/ 185 - 186). ويحيى بن بُرَيد ضعّفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم. (اللسان: 6/ 242 - 243). ونقل الخطيب عن الحافظ صالح جزرة أنه قال: يحيى بن بُريد ضعيف الحديث، يروى عن جده أحاديث مناكير، وحديث: (إذا جلس القاضي) ليس له أصل، ابن جريج لا يحتملُ هذا". أهـ. وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصحّ". وأعلّه بيحيى. وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 366): "هذا منكر". أهـ. وحكم الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" (1/ 170 - رقم: 554) على الحديث بالوضع، ولم يظهر لي وجهُ الحكم بذلك، فإنّ أحدًا من رواته لم يتهم بالكذب. ورُوي من حديث عمران بن حصين: أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 240) من رواية أبي داود الأعمى نفيع بن الحارث عنه، قال الهيثمي (4/ 194): "وفيه أبو داود الأعمى، وهو كذّاب". 15 - باب: اجتهاد الحاكم 932 - حدثنا أبو بكر محمد بن سهل: نا أحمد بن علي: نا عبد الله بن الرّومي: نا عبد الرزاق عن مَعْمر عن سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبي سلمة. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا حكم الحاكمُ فاجتهدَ فأصاب كان له أجران، وإذا حكم فاجتهدَ فأخطأ كان له أجرٌ". أخرجه البخاري (13/ 318) ومسلم (3/ 1342) من طريق أبي بكر بن محمد به.

16 - باب: رد اليمين على طالب الحق

وأخرجاه أيضًا من حديث عمرو بن العاص. 16 - باب: ردّ اليمين على طالب الحق 933 - حدثنا أحمد بن سليمان بن حذلم من حفظه: نا أبي: سليمان بن أيوب بن حَذْلم: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا محمد بن مسروق: نا إسحاق -يعني: ابن الفرات الكِنْدي- عن الليث بن سعد عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يردُّ اليمينَ على طالبِ الحقِّ. 934 - أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم [بن مروان] (¬1). قالا: نا سليمان بن أيوب بن حذلم ... فذكر مثله. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (إسحاق قال ابن يونس: في أحاديثه أحاديث كأنّها منقلبةٌ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه الدارقطني (4/ 213) والحاكم (4/ 100) والبيهقي (10/ 184) من طريق سليمان بن عبد الرحمن به. قال الحاكم: "صحيح الإِسناد ولم يخرّجاه". أهـ. وتعقبه الذهبي في "التلخيص": "قلت: لا أعرف محمدًا، وأخشى أن يكون باطلًا. [في الأصل: (لا يكون) والتصويب من "لسان الميزان" (5/ 379)]. ومحمد قال ابن القطّان: لا يُعرف. أهـ. ووثّقه ابن حبّان!. (اللسان). والحديث ذكره عبد الحق الإِشبيلي في "الأحكام"، وقال: "إسحاق ضعيف". كذا في "التهذيب" (1/ 247). وإسحاق هذا من أكابر أصحاب مالك وثّقه أبو عوانة الإِسفراييني، وأَثنى على حفظه أحمد بن سعيد ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

17 - باب: مجالس القضاة

الهمذاني. فعلّة الحديث إذًا جهالة ابن مسروق. وقال الحافظ في "التلخيص" (4/ 209): "وفيه محمد بن مسروق لا يُعرف، وإسحاق بن الفرات مختلَفٌ فيه. ورواه تمّام في "فوائده" من طريق أخرى عن نافع". أهـ. قلت: هذا سهوٌ منه -رحمه الله- فإنما هو عند تمام من نفس الطريق، والله أعلم. 17 - باب: مجالس القضاة 935 - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان من أصل كتابه العتيق: نا أبو معاوية عبيد الله بن محمد المقرئ (¬1) المؤدِّب جارُنا: نا محمود بن خالد: نا عمر [بن عبد الواحد] (¬2) عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عجَّ حجرٌ إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ- فقال: إلهي وسيّدي! عبدتُكَ كذا وكذا ألفَ سنةٍ ثمّ جعلتني في أُسِّ كنيفٍ؟!. فقال: أمَا ترضى أن عدلتُ بك عن مجالس القضاة؟! ". 936 - أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حيّة البزّاز قراءة عليه من أصل كتابه [العتيق] (¬3): نا أبو معاوية عبيد الله بن محمد القُرِّي [المؤدّب] (¬4) عند دار ابن أنس: نا عبد الرحمن بن إبراهيم: نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. ¬

_ (¬1) كذا المقرئ، وصوابه (القُّرِّي). (¬2) من (ف) وابن عساكر. (¬3) من (ر). (¬4) من (ظ) و (ر).

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَجَّ حجرٌ إلى الله تعالى (¬1)، فقال: إلهي وسيّدي! عَبَدْتُك منذ كذا وكذا سنةٍ ثمّ جعلتني في أُسِّ كنيفٍ؟!. فقال: أَوَما (¬2) ترضى أنْ عدلتُ بك عن مجالسِ القضاة؟! ". هذا حديثٌ منكرٌ [من حديث الأوزاعي] (¬3). وأبو معاوية القُرِّي هذا ضعيفٌ، وكان يُحدِّث بهذا الحديث بالإِسنادين جميعًا. 937 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبيد الله بن محمد المقري (¬4)، قال: أخبرني [أبي:] (¬5) أبو معاوية القُرِّي نا محمود عن عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي (ح). قال [أبو معاوية] (¬6): ونا عبد الرحمن [بن إبراهيم] (6) (دُحَيم): نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعيّ نحوَه. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (10/ ق 366/ ب و15/ ق 24/ ب- 325/ أ) من طريق تمام به، ونقل كلامه عليه. وعبيد الله القُرِّي ضعّفه تمام وابن عساكر. والحدثحما ظاهرٌ بطلانه، فقد جعل مجالس القضاة التي ترد فيها الحقوق لى أهلها، وينتصر فيها للمظلوم من الظالم شرًا من المراحيض! ولذا حكم ليه بالوضع الحفاظ. فقد ذكره ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 230 - 231) وقال: قلت: قال الذهبي في تلخيص الواهيات وابن حجر في لسان الميزان: هذا وضوع". أهـ. وانظر "اللسان" (5/ 276). ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ف) وابن عساكر: (عَزَّ وَجَلَّ). (¬2) في (ف): (أما). (¬3) من (ف) وابن عساكر. (¬4) كذا في الأصل و (ر) و (ش)، وفي (ظ): (القُرِّي)، وهو الصواب. (¬5) من (ظ) و (ر) و (ف). (¬6) من (ف).

وحكم الذهبي عليه بذلك في "الميزان" (4/ 638) أيضًا. وذكره السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة"، وقال الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص201): "قلت: لا شكَّ في أَنّه موضوعٌ مختلَقٌ".

(17) كتاب الأيمان والنذور

(17) " كتاب الأَيمان والنُّذُور"

1 - باب: اليمين الفاجرة

1 - باب: اليمين الفاجرة 938 - حدثنا خيثمة بن سليمان: نا علي بن عبد العزيز: نا عمر بن عبد الوهاب الرِّياحي: نا يزيد بن زُرَيع: نا رَوْح بن القاسم عن إسماعيل بن أميّة عن عمر بن عطاء بن أبي الخُوار عن عُبيد بن جُريج. عن الحارث بن البرصاء، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يمشي بينَ جمرتين من الجِمار، وهو يقول: "مَنْ أخذَ شيئًا من مال امرئٍ مسلم بيمينٍ فاجرةٍ فليتبوّأ بيتًا في النَّارِ". أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 290) عن شيخه علي بن عبد العزيز به. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1/ 185) عن شيخه فهد عن عمر بن عبد الوهاب به. وأخرجه الحاكم (4/ 294 - 295) من طريق آخر عن إسماعيل بن أميّة به بلفظ: "من اقتطع مال أخيه المسلم .. ". وصحّحه وسكت عليه الذهبي. وإسناده صحيح. وقال الهيثمي (4/ 181): "ورجاله رجال الصحيح". وأخرجه الحميدي في "مسنده" (573) -ومن طريقه الطبراني (3/ 290) - عن سفيان عن إسماعيل عن ابن الخوار قال: سمعت الحارث فذكره بلفظ: "ما من أحدٍ يحلف على يمين كاذبةٍ ليقتطع بها حقّ امرئٍ مسلم إلّا لقي الله وهو عليه غضبان". وأخرجه الطبراني من طريق أخرى عن إسماعيل عن عمر بن عطاء بن أبي الخوار عن الحارث به. ويظهر من هذا أن عمر سمع الحديث من الحارث، ثم استثبت فيه عبيدَ بن جريج، والله أعلم.

2 - باب: الاستثناء في اليمين

تنبيه: أضاف محقق "مسند الحميدي" الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي إلى الإِسناد: (عبيد بن جريج) وعلّق على ذلك بقوله: (سقط من الأصول وزدته من عندي، فإنه هو الذي يروي عن الحارث ... الخ) واستند في ذلك إلى رواية الحاكم. والحق أنه ليس بسقطٍ، فقد رواه الطبراني من طريق الحميدي فلم يذكره، بل ورواه من طريق آخر عن إسماعيل فلم يذكره أيضًا. ووجه الجمع بين الروايتين ما ذكرته آنفًا، والله أعلم. وللحديث شاهدان: من رواية ابن مسعود عند البخاري (5/ 286) ومسلم (1/ 122 - 123)، ومن رواية أبي أمامة الحارثي عند مسلم (1/ 122). وله شواهد أخرى انظرها في "المجمع" (4/ 179 - 181). 2 - باب: الاستثناء في اليمين 939 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله: نا الحسن بن أحمد بن محمد بن بكّار بن بلال: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا الحكم بن يعلي بن عطاء المُحاربي الكوفي: نا صالح بن يحيى عن ابن أبي ليلى عن نافع. عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حَلَفَ فاستثنى فلا حَلِفَ عليه". ورواه غيره عن سليمان فقال: (الصُبح بن يحيى). سنده واهٍ: الحكم بن يعلى قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال أبو زرعة: ضعيف منكر الحديث. وقال سليمان بن عبد الرحمن الراوي عنه: عنده عجائب، منكر الحديث ذاهب، تركت أنا حديثه. (اللسان: 2/ 341).

وشيخ شيخه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى صدوق سيىء الحفظ جدًا. وانظر ما بعده. 940 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْرَعي قراءةً عليه: نا بكر بن سهل الدمياطي: نا عمرو بن هاشم، قال: سمعت الأوزاعي يُحدِّث عن حسّان بن عطيّة عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حَلَف على يمينٍ فاستثنى ثمّ أتى ما حَلَفَ فلا كفّارة عليه". أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 79) والخطيب في "التاريخ" (5/ 88) من طريق بكر به. قال أبو نعيم: "غريب من حديث الأوزاعي وحسّان، تفرّد برفعه عمرو بن هاشم البيروتي". أهـ وعمرو قال ابن وارة: كان قليل الحديث، ليس بذاك، كان صغيرًا حين كتب عن الأوزاعي. وقال ابن عدي: ليس به بأس. والراوي عنه ضعّفه النسائي. (اللسان: 2/ 51 - 52). وقال الدارقطني في "العلل" (مج 4/ ق 97/ أ - دار الكتب): "ورواه الأوزاعيُّ، واختلف عنه: فرواه عمرو بن هاشم عن الأوزاعي عن حسّان بن عطية عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا، ورواه هِقْل بن زياد عن الأوزاعي عن حسّان بن عطية عن نافع عن ابن عمر موقوفًا (¬1) ". أهـ والهِقْل هو كاتب الأوزاعي، وهو من أثبت أصحابه كما قال أحمد وأبو ¬

_ (¬1) وقع في "نصب الراية" (3/ 301): "مرفوعًا" وهو تحريف ظاهر! ولو كان كذلك فأين الاختلاف عن الأوزاعي؟! وقد انطلى هذا التحريف على من خرّج ابن الجارود فقال في "غوثه" (3/ 203): "ولكن تابعه [يعني: عمرو بن هاشم] هقل بن زياد عن الأوزاعي". قال: "وهذه متابعة قوية". أهـ والصواب: مخالفة قوية!.

مسهر وابن عمّار وغيرهم. وظهر بذلك أن المحفوظ عن حسان بن عطيّة هو روايته عن نافع عن ابن عمر موقوفًا. والحديث أخرجه الحميدي (690) وأحمد (2/ 6، 10، 48، 68، 126، 127، 153) وعبد بن حميد في "المنتخب" (779) (¬1) والدارمي (2/ 185) وأبو داود (3261، 3262) والترمذي (1531) والنسائي (3793، 3829، 3830) وابن ماجه (2105) والرُّوياني في "مسنده" (ق 243/ أ) وابن الجارود في "المنتقى" (928) وابن حبّان (1183، 1184) والبيهقي (7/ 361 و 10/ 46) من طرقٍ عن أيّوب السختياني عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا. هكذا رواه أيّوب مرفوعًا، ورواه أيضًا موقوفًا: أخرجه عبد الرزاق (8/ 516) عن معمر عنه عن نافع قال: كان ابن عمر يحلف ويقول: والله لا أفعل كذا وكذا إن شاء الله، فيفعله ثم لا يُكفِّر. وقال الترمذي: "حديث ابن عمر حديث حسنٌ. وقد رواه عبيد الله بن عمر وغيره عن نافع عن ابن عمر موقوفًا، وهكذا رُوي عن سالم عن ابن عمر موقوفًا. ولا نعلم أحدًا رفعه غير أيّوب السختياني، وقال إسماعيل بن إبراهيم [هو: ابن عُليّة]: وكان أيّوب أحيانًا يرفعه، وأحيانًا لا يرفعه". أهـ وأخرج البيهقي عن حمّاد بن زيد قال: كان أيّوب يرفع هذا الحديث ثمّ تركه. قال البيهقي: "لعلّه إنّما تركه لشكٍّ اعتراه في رفعه". وقد تُوبع على رفعه: تابعه أيّوب بن موسى عند البيهقي (10/ 46) وهو ثقة، لكن قال البيهقي: "إنّما يعرف هذا الحديث مرفوعًا من حديث أيّوب السختياني". أهـ يُشير بذلك إلى احتمال الوهم في تسميته. ¬

_ (¬1) سقط من السند في طبعة السامرائي: (عن أيوب).

وتابعه كثير بن فرقد (¬1) عند النسائي (3828) وابن حبّان في "الثقات" (7/ 351) والرامهرمزي في "المحدّث الفاصل" (ص 476) والحاكم (4/ 303) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي-، وهو ثقة. ورواه جماعة من أكابر أصحاب نافع عنه عن ابن عمر موقوفًا، وهم: 1 - مالك: أخرجه في "الموطأ" (2/ 477) ومن طريقه البيهقي (10/ 46). 2 - عبيد الله بن عمر: عند عبد الرزاق (8/ 516). وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 140) عنه مرفوعًا، لكن في السند إليه من تُكلِّم في حفظه. 3 - موسى بن عقبة: عند البيهقي (10/ 47). وأخرجه ابن عدي (3/ 954) والبيهقي (10/ 47) من طريق داود بن عطاء -وهو ضعيف كما في "التقريب"- عنه: موقوفًا عند الأول، ومرفوعًا عند الثاني. 4 - عبد الله بن عمر (المكبّر): عند عبد الرزاق (8/ 515 - 516) والبيهقي (10/ 46). وفي حفظه ضعف. 5 - أسامة بن زيد: عند البيهقي (10/ 46). وهو ليّن. ومما يؤيد الواقفين: ¬

_ (¬1) لا عمرو بن الحارث كما ذكر صاحب "غوث المكدود" (3/ 203)، فهو الراوي عن كثير!.

رواية سالم له عن أبيه موقوفًا: أخرجها سعيد بن منصور ومن طريقه البيهقي (10/ 47)، وإسنادها جيّدٌ. وقال الترمذي في "العلل الكبير" (2/ 655 - 656): "سألت محمّدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث، فقال: أصحاب نافع رووا هذا عن نافع عن ابن عمر موقوفًا إلّا أيوب فإنه يرويه عن نافع عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ويقولون: إنّ أيّوب في آخر أمره أوقفه". ورُوي من حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/ 309) والترمذي (1532) والنسائي (3855) وابن ماجه (2104) وابن حبّان (1185) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عنه مرفوعًا. وقال الترمذي: "سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث خطأ: أخطأ فيه عبد الرزاق اختصره من حديث معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: إنّ سليمان بن داود قال: لأطوفنّ الليلة على سبعين امرأة .. وذكر الحديث، وفيه: لو قال إن شاء الله لكان كما قال". وهو عند البخاري (9/ 339) ومسلم (3/ 1275). وقال ابن القيم في "تهذيب السنن" (4/ 360): "وهذا الإِسناد متّفقٌ على الاحتجاج به، إلّا أن الحديث معلول". ثم ذكر كلام الترمذي. وقيل: بل اختصره معمر، ففي المسند: "قال عبد الرزاق: وهو اختصره. يعني معمرًا". أهـ وفي "نصب الراية" (3/ 235): "رواه البزّار في "مسنده"، وقال: أخطأ فيه معمر، واختصره من حديث سليمان بن داود ... ". أهـ وظهر بذلك براءة عبد الرزاق من عهدته.

3 - باب: اليمين على ما يصدقه به صاحبه

3 - باب: اليمين على ما يُصدّقه به صاحبه 941 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي: نا أبو القاسم الحسن بن أحمد بن عبّوية بالرقّة: نا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني (¬1): نا هُشَيم عن عبد الله بن أبي صالح عن أبيه. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يمينُك على ما يصدقك به صاحبُك". عبد الله بن أبي صالح أخو سُهَيل بن أبي صالح. أخرجه مسلم (3/ 1274) من طريق هُشَيم به. 4 - باب: كفارة نذر المعصية 942 - أخبرنا أبو الطيّب محمد بن حُميد بن سليمان الكلابي، قال: نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي: نا أيّوب بن سليمان بن بلال، قال: حدثني أبو بكر عبد الحميد بن عبد الله بن أبي أُويس، قال: حدثني سليمان بن بلال عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عُقبة عن ابن شهاب عن سليمان بن أرقم أن يحيى بن أبي كثير الذي كان يسكن اليمامة حدّثه أنه سَمِع أبا سلمة بن عبد الرحمن يُخبر: عن عائشة ابنة أبي بكر أنها قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نَذْرَ في معصيةِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وكفّارتُها كفّارةُ يمينٍ". ¬

_ (¬1) في الأصل: (الميداني)، والتصويب من (ظ) و (ر) و (ف) و"تاريخ بغداد" (7/ 175).

أخرجه الترمذي (1525) والنسائي (3839) عن شيخهما محمد بن إسماعيل الترمذي به. وأخرجه أبو داود (3292) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتأريخ" (3/ 4) والطحاوي في "المشكل" (3/ 42) و"شرح المعاني" (3/ 130) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1103) والبيهقي (10/ 69) والبغوي في "شرح السنة" (10/ 33 - 34) من طريق أيّوب بن سليمان به. وسنده واهٍ، سليمان بن أرقم متروك باتّفاقهم. وقال البيهقي: "هذا وهم بن سليمان بن أرقم، فيحيى بن أبي كثير إنّما رواه عن محمد بن الزّبير الحنظلي عن أبيه عن عمران بن حصين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. كذلك رواه علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير". أهـ. ونقل أبو داود عن شيخه أحمد بن محمد المروزي أنّه قال: إنّما الحديث حديث علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران بن حصين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو داود: "أراد أن سليمان بن أرقم وهم فيه، وحمله عنه الزهري وأرسله عن أبي سلمة عن عائشة". أهـ. وحديث عمران المشار إليه أخرجه الطيالسي (839) وأحمد (4/ 433، 440، 443) والنسائي (3840 - 3844) والطحاوي في "المشكل" (3/ 42، 43) و"الشرح" (3/ 129، 130) وابن عدي (6/ 2209، 2210) والطبراني في "الكبير" (18/ 164، 174، 200، 201) والحاكم (5/ 304) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 97) والبيهقي (10/ 70) والخطيب في "التاريخ" (13/ 56). وهو عند بعضهم بلفظ: "لا نذر في غضب .. ". وفيه محمد بن الزبير الحنظلي متروك كما في "التقريب"، وقد اضطرب فيه: فمرة يرويه عن عمران، ومرة عن أبيه عن عمران، ومرة عن أبيه عن

رجل عن عمران، ومرة عن الحسن عن عمران، ومرة عن رجل صحب عمران عن عمران!!. ورواه الزهري عن أبي سلمة عن عائشة: هكذا أخرجه أحمد (6/ 247) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (3/ 3، 4) وأبو داود (3290، 3291) والترمذي (1524) والنسائي (3834 - 3838) وابن ماجه (2125) والطحاوي في "المشكل" (3/ 42) والبيهقي (10/ 69) والخطيب (5/ 127). وقال الترمذي: "هذا حديثٌ لا يصحُّ, لأنّ الزهريَّ لم يسمعِ الحديث من أبي سلمة. سمعت محمدًا (يعني البخاري) يقول: روى غير واحدٍ منهم موسى بن عقبة وابن أبي عتيق عن الزهري عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال محمد: والحديث هو هذا". أهـ. وقال البيهقي: "هذا الحديث لم يسمعه الزهري من أبي سلمة". أهـ. وقال الحافظ في "الفتح" (11/ 587): "رواته ثقات، لكنّه معلولٌ، فإنّ الزهريَّ رواه عن أبي سلمة، ثم بيّن أنّه حمله عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. فدلّسه بإسقاط اثنين وحسّن الظنّ بسليمان وهو عند غيره ضعيف باتفاقهم" .. قلت: ويؤيّده أن في إحدى الروايات: (عن الزهري قال: حدّث أبو سلمة)، وفي أخرى: (بلغني عن أبي سلمة) فهذا يدل على أنه لم يسمعه منه. لكن جاء في رواية للنسائي التصريح بتحديث أبي سلمة إيّاه، وفي رواية ليعقوب بن سفيان. (أخبرني أبو سلمة). قال السِّندي -رحمه الله- في حاشيته على سنن النسائي (7/ 27): "وحديث عائشة في بعض إسناده: (عن الزهري عن أبي سلمة). وفي بعضها: (حدثنا أبو سلمة) وهذا يُثبت سماع الزهري من أبي سلمة. وفي

بعضها: (عن سليمان بن أرقم أن يحيى بن أبي كثير حدّثه أنه سمع أبا سلمة). وهذا الاختلاف يمكن دفعه بإثبات سماع الزهري مرّةً عن سليمان عن يحيى عن أبي سلمة، ومرّة عن أبي سلمة نفسه. وعند ذلك لا قطع بضعفه سيّما حديث عقبة وعمران يؤيد الثبوت". أهـ قلت: حديث عقبة عند مسلم (3/ 1265) بلفظ: "كفّارة النذر كفّارة اليمين". وحديث عمران تقدّم تخريجه. ومهما يكن من أمرٍ فإن للحديث طريقًا سالمةً من التعليل: فقد أخرجه أحمد (6/ 247) من طريق الزهري عن عروة عن عائشة. وسنده صحيح على شرط الشيخين. وللحديث شاهد من رواية ابن عباس: أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (935) ومن طريقه البيهقي (10/ 72) من طريق خطّاب بن القاسم عن عبد الكريم عن عطاء بن أبي رباح عنه مرفوعًا: "النذر نذران: فما كان لله فكفّارته الوفاء، وما كان للشيطان فلا وفاء فيه، وعليه كفارة يمين". وضعّفه البيهقي. وفيه خطاب بن القاسم وثّقه ابن معين وابن حبّان وأبو زرعة في رواية, وقال في أخرى: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: يُكتَب حديثُه. فسنده حسن إن شاء الله. وأخرجه أبو داود (3322) والدارقطني (4/ 158 - 159) والبيهقي (10/ 72) من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن بكير بن عبد الله عن كُريب مولى ابن عباس عن مولاه مرفوعًا. هكذا رواه ابن جريج والضحاك بن عثمان، وطلحة ابن يحيى. قال أبو داود: روى هذا الحديث وكيع وغيره عن عبد الله بن سعيد أوقفوه على ابن عباس. ورجّح وقفه أبو حاتم وأبو زرعة كما في "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 441). وحسّن الحافظ في "التلخيص"

5 - باب: من مات وعليه نذر

(4/ 176) إسناده، وقال في "بلوغ المرام" (ص 174): "إسناده صحيح، إلّا أنّ الحفّاظ رجّحوا وقفَه". وأخرجه الدارقطني (4/ 158) من حديث عدي بن حاتم، لكن في سنده محمد بن الفضل بن عطيّة كذّبه أحمد وابن معين والفلاّس وغيرهم. وقال الحافظ في "التلخيص" (4/ 176): "وقال النووي في "الروضة": حديث: (لا نذر في معصية، وكفّارته كفّارة اليمين) ضعيف باتفاق المحدثين. قلت: قد صحّحه الطحاوي وأبو علي بن السكن، فأين الاتفاق؟! ". أهـ 5 - باب: من مات وعليه نذر 943 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا عبد الرحمن بن عبد الحميد [(ح)] (¬1). وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم: نا عبد الرحمن بن إسحاق: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن كثير القارئ عن سعيد بن عبد العزيز عن الزُّهري عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود. أنّ ابنَ عبّاس أخبره أنّ سعدَ بن عُبادة الأنصاري (¬2) استفتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في نذرٍ كان على أمِّه فهلَكَت قبلَ أن تقضيَه، فأمره أن يقضيَ عنها. واللفظ لمحمد بن إبراهيم. أخرجه البخاري (11/ 583) ومسلم (3/ 1260) من طريق الزهري به. ¬

_ (¬1) من (ر). (¬2) ليس في (ظ): (الأنصاري).

6 - باب: من نذر وهو مشرك ثم أسلم

6 - باب: من نذر وهو مشرك ثم أسلم 944 - أخبرنا أبي وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حيّة البزّاز، قالا: نا أبو العلاء أحمد بن صالح الأثَطُّ الصُّوريُّ: نا أبو جعفر أحمد بن أبي سُرَيْج الرّازي: نا يحيى بن سعيد القطّان عن الأوزاعي عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. [عن عمر] (¬1)، قال: قلتُ: يا رسول الله! إنّي نذرتُ أن أعتكِفَ في الجاهليّةِ في المسجدِ الحرامِ؟. فقال: "أوفِ بنذرِكَ". ذكر (الأوزاعي) في السند وهم أظنّه من أحمد بن صالح الأثَّط فإنني لم أقف على ترجمته. وقد رواه محمد بن أبي بكر المقدّمي ومحمد بن المثنى وزُهير بن حرب عن يحيى القطّان عن عبيد الله، ولم يذكروا فيه الأوزاعيَّ. هكذا أخرجه مسلم (3/ 1277) عنهم. وأخرجه البخاري (11/ 582) من طريق عبيد الله بن عمر به. وأخرجه البخاري (8/ 34) ومسلم من طريق أيّوب عن نافع به. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) والصحيحين.

(18) كتاب الصيد والذبائح

(18) " كتابُ الصَّيْدِ والذَّبَائحِ"

1 - باب: تحريم اقتناء الكلب إلا لصيد أو ماشية

1 - باب: تحريم اقتناء الكلب إلّا لصيدٍ أو ماشيةٍ 945 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا عبد الرحمن بن عبد الحميد [(ح)] (¬1). وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم: نا عبد الرحمن بن إسحاق: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن كثير عن سعيد بن عبد العزيز عن نافع: نا عبد الله بن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ يقتني كلبًا إلّا كلبَ صيدٍ أو ماشيةٍ يَنقصُ من أجرِه كلَّ يومٍ قيراطان". وكان يأمرنا أن نَتَبّعَ الكلابَ نقتُلُها. أخرجه البخاري (9/ 608 و 6/ 360) ومسلم (3/ 1200 - 1201) من طريق مالك عن نافع به. وأخرجاه أيضًا من حديث أبي هريرة وسفيان بن أبي زهير دون الأمر بقتل الكلاب. 2 - باب: تحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير وغير ذلك 946 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو عمرو يزيد بن أحمد السُّلَميُّ: نا أبو مالك حماد بن مالك الحرستاني: نا سعيد بن بشير عن قتادة عن ميمون بن مهران. عن عبد الله بن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- حرَّمَ عليكم كلً ذي ناب من السَّبُعِ وكلَّ ذي مِخْلَبٍ من الطَّيرِ". ¬

_ (¬1) من (ظ).

سعيد بن بشير هو الأزدي ضعيف كما في "التقريب". والحديث أخرجه مسلم (3/ 1534، 1535) من طريق الحكم بن عتيبة وأبي بشر بيان بن بشر عن ميمون عن ابن عباس قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كل ذي ناب ... الخ. 947 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي -قَدِم دمشقَ-، وحدثنا أحمد بن القاسم بن معروف، قالا: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، قال: حدّثني أبي عن أبي عبيد الله مسلم بن مِشْكَم. عن أبي ثعلبة الخُشَنيِّ، قال: أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: "نُوَيْبِتَةُ" (¬1). فقلت: نُوَيْبِتَةُ خيرٍ أو نُوَيْبِتَةُ شرٍّ؟. قال: "بل نُوَيْبِتَةُ خيرٍ. لا تأكل الحمارَ الأهليَّ، ولا ذا نابٍ من السِّباع". 948 - أخبرنا أبو علي بن فضالة، وحدّثنا أحمد بن القاسم، قالا: نا أبو زرعة: نا إبراهيم بن عبد الله، قال: حدّثني أبي عبد الله بن العلاء: نا بُسْر بن عُبيد الله عن أبي إدريس. عن أبي ثعلبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلَ ذلك. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين - ق 199/ أ) من طريق إبراهيم بن عبد الله عن أبيه بالطريقين. وأخرجه أحمد (4/ 194، 194 - 195) عن شيخه أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر بهما. وأخرجه (4/ 194) عن شيخه زيد بن يحيى الدمشقي، وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (4/ 375) من طريق شَبَابة بن سَوّار كلاهما عن عبد الله بن العلاء من الطريق الأول. ¬

_ (¬1) تصغير (نابتة)، قال في "النهاية" (5/ 5): "نبتت لهم نابتة: أي نشأ فيهم صغار لحقوا الكبار".

وإسنادا أحمد صحيحان. وقال الهيثمي (9/ 394): "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير مسلم بن مِشْكَم وهو ثقة". وأخرج البخاري (9/ 653) ومسلم (3/ 1538) من طريق أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة قال: حرّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحومَ الحُمُر الأهلية. وأخرج البخاري (9/ 657) ومسلم (3/ 1533) من طريق أبي إدريس عن أبي ثعلبة قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكلِ كلّ ذي نابٍ من السِّباع. 949 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان، وأحمد بن القاسم بن معروف، وإبراهيم بن محمد بن سنان، وعلي بن يعقوب في آخرين، قالوا: نا أبو زُرعة بن عمرو: نا الحسن بن بشر: نا المُعافى بن عمران عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كُلِّ ذي نابٍ من السِّباعِ وعن حمارِ البيت وعن المُجَثَّمة والخُلْسة والنُّهبة. وقال: "مَنْ أكلَ من هذه الشجرةِ فلا يقربنّ مسجدَنا". الحسن بن بشر متكلَّمٌ فيه، ويحيى مدلّس ولم يُصرّح بالسماع. وأخرجه أحمد (2/ 366) والترمذي (1795) والبيهقي (9/ 331) من طريق زائدة بن قدامة عن محمد بن عمرو الليثي عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرّم يوم خيبر كلّ ذي نابٍ من السباع والمجثمة والحمارَ الإِنسي. قال الترمذي: حسن صحيح. أهـ. وسنده حسن: محمد بن عمرو مختلف فيه، والراجح أنه حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان" (3/ 673).

وأخرج أحمد (3/ 323) من طريق عكرمة بن عمّار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر قال: حرّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ خيبر الحُمُرَ الإِنسية ولحومَ البغال وكلَّ ذي نابٍ من السباع، وكل ذي مخلب من الطيور، وحرّم المُجثمة والخُلسة والنُّهبة. وهو عند الترمذي (1478) دون قوله: وحرّم المجثمة .. الخ. وعكرمة ضعّفوه في روايته عن يحيى. وأما شطر الحديث الآخر: "من أكل .. الخ" فقد أخرجه مسلم (1/ 394) من حديث أبي هريرة. وأخرجه البخاري (2/ 339) ومسلم (1/ 393 - 395) من حديث ابن عمر وأنس وجابر، وانفرد مسلم بإخراجه عن أبي سعيد. 950 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد: نا أبو يحيى هَنْبَل بن محمد الحمصي: نا محمد بن إسماعيل بن عيّاش: نا أبي، قال: حدّثني ضَمْضَم بن زُرعة عن شريح بن عُبيد عن أبي راشد الحُبْرَاني. عن عبد الله بن شِبْل -أحدِ النُّقباء- أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ خيبر حَرَّمَ الضبَّ وحُمُرَ الإِنسِ وكلَّ ذي نابٍ من السِّباع. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (محمد بن إسماعيل بن عيّاش، قال عبد الرحمن (¬1): سألت أبي عنه، فقال: لم يسمع من أبيه شيئًا، حَمَلوه على أن يُحدّثَ عنه فحدَّثَ. [و] أبو راشد الحُبْرَاني لا يُعرفُ اسمه، وقد روى عن عبادة بن الصامت وأبي أمامة). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده ضعيف من أجل محمد بن إسماعيل بن عيّاش، وقد نقل المنذري كلام أبي حاتم فيه، وقال أبو داود: لم يكن بذاك. ¬

_ (¬1) هو ابن أبي حاتم في كتابه "الحرج والتعديل" (7/ 190).

وخالفه أبو اليمان الحكم بن نافع فرواه عن إسماعيل به لكن قال: عن عبد الرحمن بن شبل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن أكل الضبّ. هكذا أخرجه أبو داود (3796) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 291 و 2/ 318، 447) والبيهقي (9/ 326) والجورقاني في "الأباطيل" (رقم:608). وسنده حسنٌ، إسماعيل بن عيّاش محتجٌّ بحديثه إذا روى عن الشاميين، وشيخه ضَمْضَم حمصي، وقد وثّقه ابن معين وابن نمير وابن حبان، وقال أحمد بن محمد بن عيسى: لا بأس به. وضعّفه أبو حاتم. ومع هذا قال الخطابي في "معالم السنن" (4/ 247): "ليس إسناده بذاك" أهـ. وقال بن حزم في "المحلّى" (7/ 431): "فيه ضعفاء ومجهولين"!. وقال البيهقي: "وهذا ينفرد به إسماعيل بن عيّاش، وليس بحجّةٍ". وقال الجورقاني: "هذا حديث منكرٌ، وإسناده ليس بمتصل، وإسماعيل بن عياش ضعيف الحديث". أهـ وقال ابن الجوزي في "العلل" (2/ 172): "هذا حديث لا يصحُّ، وإسماعيل بن عياش ضعيف". أهـ وقال المنذري في "مختصر السنن" (5/ 311): "في إسناده: إسماعيل بن عيّاش وضمضم بن زرعة، وفيهما مقالٌ". وتعقّب البيهقيَّ: ابنُ التركماني في "الجوهر النقي" (حاشية البيهقي: 9/ 325) فقال: "قلت: ضمضم حمصيٌّ، وابن عيّاش إذا روى عن الشاميين كان حديثه صحيحًا. كذا قال ابن معين والبخاري وغيرهما، وكذا قال البيهقي فيما مضى في باب (ترك الوضوء من الدم). ولهذا أخرج أبو داود هذا الحديثَ وسكت عنه، وهو حسنٌ عنده على ما عُرِفَ. وقد صحّح الترمذي لابن عيّاش عدة أحاديث من روايته عن أهل بلده". أهـ وقال الحافظ في "الفتح" (9/ 665) دفاعًا عن هذا الحديث: "أخرجه أبو داود بسندٍ حسنٍ، فإنّه من رواية إسماعيل بن عيّاش عن ضمضم بن

3 - باب: في أكل الضب

زرعة". وذكر سنده ثم قال: "وحديث ابن عيّاش عن الشاميين قوي، وهؤلاء شاميّون ثقات. ولا يُغترُّ بقول الخطّابي: ليس إسناده بذاك. وقول ابن حزم: فيه ضعفاء ومجهولين. وقول البيهقي: تفرّد به إسماعيل بن عيّاش وليس بحجّةٍ. وقول ابن الجوزي: لا يصح. ففي كل ذلك تساهلٌ لا يخفى، فإن رواية إسماعيل عن الشاميين قوية عند البخاري، وقد صحّح الترمذي بعضها". أهـ وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 886) وابن عساكر في "التاريخ" (5/ ق 285/ أ) من طريق خالد بن يزيد القَسْري عن محمد بن سُوقة عن سعيد بن جبير عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن أكل الضب. وخالد القَسْري قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال ابن عدي: ضعيف أحاديثه كلها لا يتابع عليها, لا إسنادًا ولا متنًا. 3 - باب: في أكل الضبّ 951 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن: نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد: نا منصور بن أبي مُزَاحِم: نا أبو سعيد المؤدِّب عن عبيد الله بن عمر عن الزُّهري عن عبيد الله بن عبد الله. عن ابن عباس، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتِ ميمونةَ خالةِ ابن عبّاس، ومعه أناسٌ من أصحابه، فيهم: خالد بن الوليد. فقرّبوا إليه ضبًّا مَحْنُوذًا، فلمّا أراد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يتناولَ منه قالت امرأةٌ من داخلِ البيت: أخبروا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بما يُريد أنْ يأكلَ منه! فلمّا أُخْبِرَ كفَّ. قال خالدٌ: أحَرامٌ هو يا رسول الله؟! قال: "لا, ولكنّي أعافُهُ". فأكلَ منه خالدٌ. إسناده صحيح، رجاله ثقات من رجال "التهذيب" عدا شيخ تمام وقد وثّقه الكتاني. (انظر: مقدمة الكتاب: ص 34 - رقم: 98).

4 - باب: في أكل الجراد

وأخرجه البخاري (9/ 663) ومسلم (3/ 1543) من طريق مالك عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل عن ابن عباس. 952 - حدّثنا أبي -رحمه الله-: حدّثني أبو الحسين فَقير بن موسى بن فَقير الأسواني بمصر: نا أبو حنيفة قَحْزَم بن عبد الله بن قَحْزَم الأَسْواني: نا أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي عن مالك بن أنس عن نافع. عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن الضبِّ، فقال: "لستُ آكِلُهُ ولا مُحرِّمُه". هو في "مسند الشافعي" (بترتيب السندي-2/ 174). وأخرجه مسلم (3/ 1542) من طرقٍ عن نافع به. وأخرجه البخاري (9/ 662) ومسلم (3/ 1541 - 1542) من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر. وتقدّم حديث عبد الله بن شبل في تحريم الضب في الباب الذي قبله. 4 - باب: في أكل الجراد 953 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة، قال: حدّثني حفص بن عمر أبو عمر المازني: نا النَّضْرُ بن عاصم أبو عبّاد الهُجَيْميُّ عن قتادة عن محمد بن سيرين. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه سُئِلَ عن الجرادِ، فقال: "إنّ مريمَ سألتِ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- أن يُطْعِمَها لحمًا ليس فيه دَمٌ فأطعَمَها الجرادَ". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (جزء النساء المطبوع ص 362) من طريق خيثمة به.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 287) في ترجمة (النضر بن عاصم) من طريق حفص بن عمر به، وقال: "لا يُتابع عليه ولا يُعرف إلّا به". أهـ والنضر قال الأزدي: متروك. (الميزان: 4/ 259). وحفص قال الحافظ في "اللسان" (2/ 329): "لا يُعرف". وله طريق آخر: أخرجه ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 449) والحربي في "غريب الحديث" (2/ 581) والطبراني في "الكبير" (8/ 166) والبيهقي (9/ 258) وابن عساكر في "التاريخ" (جزء النساء - ص 362) والذهبي في "الميزان" (4/ 259) من طرقٍ عن بقية بن الوليد قال: ثنا نمَير بن يزيد القَيْني قال: حدثني أبي أنه سمع أبا أمامة .. فذكره مرفوعًا بزيادة: "فقالت: اللهمّ أعشه بغير رضاع، وتابع بينه بغير شياع". وسنده ضعيف أيضًا: نُمَير قال الأزدي: ليس بشيءٍ. ووثّقه ابن حبّان. وقال الحافظ في "التقريب": "مجهول". أهـ وأبوه لم أقف على ترجمته. وقال الهيثمي (4/ 39): "وفيه بقيّة وهو ثقة ولكنّه مدلّس، ويزيد القيني (في الأصل: العيني. تحريف) لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". أهـ قلت: بقيّة صرح بالتحديث فأمِنّا تدليسه. 954 - حدثنا أبو العبّاس جُمَحُ بن القاسم بن عبد الوهاب -ولم أكتبْه إلّا عنه-: نا أبو قُصَي إسماعيل بن محمد بن إسحاق: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا سَعْدَان بن يحيى: نا صَدَقة بن أبي عِمران عن أبي يَعْفورٍ. عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: غَزَوْتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سَبْعَ غَزَوَاتٍ، كلُّها يأكلُ الجرادَ ونأكلُه معه.

5 - باب: في قتل النمل

أخرجه البخاري (9/ 620) ومسلم (3/ 1547) من طريق شعبة عن أبي يعفور به. وأخرجه مسلم (3/ 1546) من طريق أبي عوانة وابن عيينة كلاهما عن أبي يعفور به. 5 - باب: في قتل النّمل 955 - حدّثنا أبو زُرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله النَّصْريّ، قالا: نا أبو الحسن محمد بن نوح الجُنْدَيْسَابوري: نا أبو الربيع عُبيد الله بن محمد الحارثي: نا محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك: أنا نافع بن أبي نُعيم القارئ عن أبي الزِّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نَزَلَ نبيٌّ من الأنبياءِ تحتَ شجرةٍ فلدغتْهُ نملةٌ فأمر بجَهازِه فأُخرجَ من تحتها ثمّ أَمَرَ بها فأُحرِقتْ بالنّارِ، فأوحى الله -عَزَّ وَجَلَّ- إليه: فهلّا نملةً واحدةً! ". أخرجه البخاري (6/ 356) من طريق مالك، وأخرجه مسلم (4/ 1759) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن كلاهما عن أبي الزّناد به. وأخرجه البخاري (6/ 154) ومسلم (4/ 1759) من طريق الزهري عن سعيد بن المسيّب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة نحوه. وأخرجه مسلم من طريق همام بن منبِّه عن أبي هريرة. 6 - باب: ذبيحة المرأة 956 - أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن بشر الهَمَذانيّ: أنا

7 - باب: ذكاة الجنين

عَبْدان الجواليقي: نا زيد بن الحَريش: نا أبو همّام عن مروان بن سالم عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة. عن عبد الله أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أكلَ ذبيحةَ امرأةٍ. مروان بن سالم هو الغِفَاري، قال الحافظ في "التقريب": "متروك، ورماه الساجيُّ وغيره بالوضع". أهـ وعند البخاري (9/ 632): باب ذبيحة المرأة والأَمَة. وفيه ما يغني عن هذا الحديث الموضوع. 7 - باب: ذكاة الجنين 957 - حدّثني أبي [-رحمه الله-]: نا أبو بشر محمد بن عمران بن الجُنَيْد الرّازي: نا أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدَّشْتَكيُّ الرازيُّ: نا أبي: نا المبارك بن مجاهد أبو الأزهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ذكاةُ الجنين ذكاةُ أمِّه". سنده ضعيف، المبارك بن مجاهد ضعّفه قتيبة جدًا، وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسًا. (اللسان: 5/ 12). وقد تُوبِع كما سيأتي. 958 - حدثني أبو زُرعة الرّازي أحمد بن الحسين بن علي: نا أبو حرب محمد بن أَحْيَد البَلْخيُّ: نا أبو شهاب: نا عصام بن يوسف: نا مبارك بن مجاهد عن عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ذكاةُ الجنينِ ذكاةُ أمِّه، أشعَرَ أو لم يُشْعِرْ".

قال عبيد الله: وإذا خرج من بطن أمّه يُؤمرُ بذبحِه حتى يخرجَ الدَّمُ من جوفه. أخرجه الدارقطني (4/ 271) والبيهقي (9/ 335) من طريق أبي شهاب -واسمه: مُعَمَّر بن محمد العَوْفي- به. مبارك تقدّم بيان حاله، وعصام ضعّفه ابن سعد، وقال ابن عدي: روى أحاديث لا يُتابع عليها. ووثّقه ابن حبّان، وقال الخليلي: صدوق. (اللسان: 4/ 168) وقال ابن القطان -كما في "نصب الراية" (4/ 190) -: لا يُعرف له حالٌ. أهـ. وكأنّه لم يقف على أقوال المتقدمين فيه. وتابع مباركًا: أبو أسامة حمّاد بن أسامة، أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 16) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1545) من طريق عبد الله بن نصر الأنطاكي عنه به. قال الطبراني: "لم يروه مرفوعًا عن عُبيد الله إلّا أبو أسامة، تفرّد به عبد الله بن نصر". أهـ قلت: ابن نصر قال الذهبي في "الميزان" (2/ 515): "منكر الحديث، ذكر له ابن عدي مناكير". أهـ وأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 107) وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 247) من طريق هشام بن بلال عن محمد بن مسلم الطائفي عن أيّوب بن موسى عن نافع به. الطائفيُّ مختلَفٌ في توثيقه، وهشام بن بلال لم أقف على ترجمته. وأخرجه ابن عدي (3/ 931) من طريق الخليل بن زكريا الشيباني عن ابن عون عن نافع به. والخليل متروك كما في "التقريب". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 87/ ب) وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 275) والحاكم (4/ 114) من طريق محمد بن الحسن الواسطي عن محمد بن إسحاق عن نافع به.

قال الزيلعي في "نصب الراية" (4/ 190): "ورجاله رجال الصحيح، وليس فيه غير ابن إسحاق، وهو مدلّس ولم يُصرّح بالسماع، فلا يُحتجُّ به". أهـ وقد رجّح الحفّاظ أنه موقوف على ابن عمر: قال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 44) -: "الناس يوقفونه على عبيد الله بن عمر وموسى بن عقبة، وغيرهم يروونه عن نافع عن ابن عمر موقوفًا، وهو أصحُّ". أهـ وقال ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 275): "إنّما هو موقوف من قول ابن عمر". أهـ. وفي "التلخيص" (4/ 158): "قال ابن عدي: اختلف في رفعه ووقفه على نافع. ثمّ قال: ورواه أيّوب - وعدَّد جماعةً - عن نافع عن ابن عمر موقوفًا، وهو الصحيح". أهـ وقال البيهقي (9/ 335 - 336): "رُوي من أوجهٍ عن ابن عمر، ورفعُه عنه ضعيفٌ، والصحيح موقوف". أهـ وقد أخرجه مالك (2/ 490) عن نافع ابن عمر قال: إذا نُحِرت الناقه فذكاة ما في بطنها في ذكاتها إذا كان قد تمّ خلقه ونبت شعره. فإذا خرج من بطن أمّه ذُبِح حتى يخرج الدمُ من جوفه. وسنده صحيح، وتابع مالكًا على وقفه: أيّوب السختياني عند عبد الرزاق (4/ 501). وروى الحديث أيضًا جماعةٌ من الصحابة، وهم: 1 - أبو سعيد الخدري: أخرج حديثه عبد الرزاق (4/ 502) وأحمد (3/ 31 - 53) وأبو داود (2827) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (10/ 228) - والترمذي (1476) -وقال: حسن صحيح- وابن ماجه (3199) وابن الجارود في "المنتقى" (900) وأبو يعلى (رقم: 992) والدراقطني (4/ 272، 273) والبيهقي (9/ 335) من طريق مجالد بن سعيد عن أبي الودّاك جبر بن نوف عنه.

ومجالد ليس بالقوي، وقد تابعه يونس بن أبي إسحاق عند أحمد (3/ 39) وابن حبّان (1077) والدارقطني (4/ 274) والبيهقي (9/ 335) والخطيب في "الموضح" (2/ 249)، قال الحافظ في "التلخيص" (4/ 157): "فهذه متابعة قوية لمجالد". قال المنذري في "مختصر السنن" (4/ 120): "وهذا إسنادٌ حسنٌ، ويونس -وان تُكلِّم فيه- فقد احتج به مسلم في "صحيحه". أهـ قلت: هو كما قال، قال الذهبي في "الميزان" (4/ 483) بعدما حكى اختلاف النُّقّاد في يونس: "قلت: بل هو صدوق، ما به بأسٌ، ما هو في قوة مِسْعَر ولا شعبة". أهـ وقال ابن حزم في "محلّاه" (7/ 419): "مجالد ضعيف، وأبو الودّاك ضعيف". أهـ قلت: أبو الودّاك وثّقه ابن معين وابن حبّان، وقال النسائي: صالح. ونُقِل عنه أنّه قال: ليس بالقوي. ولذا قال الحافظ في "التلخيص" (4/ 157): "أمّا أبو الودّاك فلم أرَ من ضعّفه". أهـ وأخرجه أحمد (3/ 45) وأبو يعلى (1206) والطبراني في "الصغير" (1/ 88، 168) والخطيب في "التاريخ" (8/ 412) من طريق عطيّة العوفي عن أبي سعيد. وعطيّة ضعيف مدلّس ولم يُصرّح بالسماع. 2 - جابر بن عبد الله: أخرج حديثه الدارمي (2/ 84) وأبو داود (2828) وأبو يعلى (1808) وابن عدي في "الكامل" (2/ 660، 733 و 6/ 2403) والدارقطني (4/ 273) والحاكم (4/ 114) -وصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- وأبو نُعيم في "الحلية" (7/ 92 و 9/ 236) وفي "أخبار أصبهان" (1/ 92 و2/ 82) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 265) -موقوفًا-

والخليلي في "الإِرشاد" (1/ 438) والبيهقي (9/ 334 - 335) من طرقٍ عن أبي الزُّبير عنه وأبو الزُّبير مدلس ولم يُصرّح بالسماع. 3 - أبو هريرة: أخرج حديثه الحاكم (4/ 114) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 377) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري عن جدّه عنه، وقال الحاكم: "هذا إسنادٌ صحيح". أهـ قلت: وتعقّبه الذهبي في "التلخيص" فقال: "قلت: عبد الله هالك". أهـ وتعقّبه الزيلعي أيضًا في "نصب الراية" (4/ 190) فقال: "وليس كما قال، فعبد الله بن سعيد المقبري متفقٌ على ضعفه". أهـ. وأخرجه الدارقطني (4/ 274) من طريق عمر بن قيس عن عمرو بن دينار عن طاوس عن أبي هريرة. وفي "نصب الراية" (4/ 190): "قال عبد الحقّ: لا يحتجُّ بإسناده. قال ابن القطّان: وعلّته عمر بن قيس، وهو المعروف بـ (سَنْدل)، فإنّه متروك". أهـ 4 - ابن مسعود: أخرج حديثه الدارقطني (4/ 274) من طريق علقمة عنه، قال: أراه رَفَعَه. قال الزّيلعي في "نصب الراية" (4/ 190): "ورجاله رجال الصحيح إلّا أن شيخ شيخه أحمد بن الحجّاج بن الصلت قال شيخنا الذهبي في "ميزانه": هو آفةٌ". أهـ وقال الحافظ في "التلخيص" (4/ 157): "رجاله ثقات إلا أحمد بن الحجّاج بن الصلت، فإنّه ضعيف جدًّا، وهو علّتُه". 5 - علي: أخرج حديثه الدارقطني (4/ 274) من طريق موسى بن عثمان الكِنْدي عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عنه. والحارث ضعيف متّهم، وموسى

قال أبو حاتم: متروك. وقال ابن عدي: حديثه غير محفوظ. (الميزان: 4/ 214) وسارع ابن القطان -كما في "نصب الراية" (4/ 191) - كعادته إلى تجهيله! وتبعه في ذلك الحافظ في "التلخيص" (4/ 158) فقال: "وموسى مجهول"!. 6 - ابن عبّاس: أخرج حديثه الدارقطني (4/ 274 - 275) من طريق موسى بن عثمان الكندي عن أبي إسحاق عن عكرمة عنه. وموسى تقدّم الكلام عليه آنفًا. وأخرجه ابن عدي (3/ 1293) من طريق سوّار بن مصعب عن ليث عن مجاهد وطاوس عن ابن عباس. وسوّار متروك، وليث هو ابن أبي سليم مختلط جدًّا. 7 - أبو أمامة وأبو الدرداء: أخرج حديثهما البزّار (كشف- 1226) والطبراني في "الكبير" (8/ 121 - 122) وابن عدي في "الكامل" (1/ 406) من طريق بشر بن عُمارة عن الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد -وعند البزار: خالد بن معدان- عنهما. وسنده ضعيف: الأحوصُ ضعيف الحفظ كما في "التقريب"، وبشر ضعيف كما في "التقريب". وقال الهيثمي (4/ 35): "وفيه بشر بن عمارة، وقد وُثِّق وفيه ضعفٌ". أهـ. 8 - كعب بن مالك: أخرج حديثه الطبراني في "الكبير" (19/ 78 - 79) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 87/ أ) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي عن الزُّهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه.

قال الهيثمي (4/ 35): "وفيه إسماعيل بن مسلم، وهو ضعيف". أهـ قلت: وتركه غير واحد. وقال ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 121): "وإنّما هو عن الزُّهري، قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون: إذا أشعر الجنين فذكاته ذكاة أمّه. هكذا قاله ابن عيينة وغيره من الثقات". أهـ وأخرجه عبد الرزاق (4/ 500 - 501) عن ابن عيينة عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون: إذا أشعر ... فذكره. وسنده صحيح. 9 - أبو أيوب الأنصاري: أخرج حديثه الحاكم (4/ 114) من طريق شعبة عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن، عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه، وقال: "ربّما توهّم مُتوهِّم أن حديث أبي أيوب صحيح، وليس كذلك". أهـ قلت: ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى صدوق سيء الحفظ جدًا كما في "التقريب". ورواه ابن المبارك عنه عن أخيه أو عن الحكم -شكّ ابن المبارك- عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق (4/ 502) عنه. وهكذا رواه حَلْبَس بن محمد -وهو متروك- عند الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين- ق 87/ أ) عن ابن أبي ليلى. وقال ابن حزم في "المحلّى" (7/ 419): "ابن أبي ليلى سيء الحفظ ثمّ هو منقطع". أهـ * * * وقال الحافظ في "التلخيص" (4/ 156): "قال عبد الحقّ: لا يُحتجُّ بأسانيده كلّها. وخالف الغزالي في "الإِحياء"، فقال: هو حديث صحيح.

وتبع في ذلك إمامه (¬1)، فإنّه قال في "الأساليب": هو حديث صحيح، لا يتطرّق احتمالٌ إلى متنه، ولا ضعفٌ إلى سنده. وفي هذا نظرٌ، والحقُّ أنّ فيها ما تنتهض به الحجّة وهي مجموع طرق حديث أبي سعيد وطرق حديث جابر". أهـ ¬

_ (¬1) هو إمام الحرمين الجويني كلما ذكر العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 116).

(19) كتاب الأطعمة

(19) " كتابُ الْأَطْعِمَةِ"

1 - باب: المؤمن يأكل في معي واحد

1 - باب: المؤمن يأكل في مِعْيً واحد 959 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأذْرَعيُّ (¬1): نا أبو جعفر محمد بن الخَضِر البزَّاز بالرَّقَّةِ: نا عمّار بن مطر العَنْبَري: نا مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤمنُ يأكلُ في مِعىً واحدٍ، والكافرُ يأكلُ في سبعة أمعاءً. عمّار بن مطر قال أبو حاتم: كان يكذب. وقال ابن عدي: أحاديثه بواطيل. وقال ابن حبّان: كان يسرق الحديث. وضعّفه غيرهم، وقال الذهبي: هالك وثّقه بعضهم، ومنهم من وصفه بالحفط. (اللسان: 4/ 275 - 276). وتابعه يحيى بن عبد الله بن بُكير -وهو صدوق تكلّموا في صحة سماعه من مالك- علّقه البخاري (9/ 536) عنه، قال الحافظ في "الفتح" (9/ 537): "وقد وصله أبو نُعيم في "المستخرج" من طريقه، ووقع لنا في "الموطأ" من روايته عن مالك ... ، وأخرجه الإِسماعيلي من طريق ابن وهب: أخبرني مالك وغير واحدٍ أن نافعًا حدّثهم". أهـ. وأخرجه البخاري ومسلم (3/ 1631) من طرقٍ عن نافع به. وأخرجاه أيضًا من حديث أبي هريرة. وانفرد مسلم بإخراجه من حديث جابر وأبي موسى. 2 - باب: الترهيب من كثرة الشِّبَع 960 - حدثنا خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة، قال: حدّثني ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (أبو يعقوب الأذرعي) فقط.

أبو ربيعة: نا عمر بن الفضل عن رَقَبَة عن علي بن الْأَقْمَر. عن أبي جُحَيْفةَ، قال: أكلتُ لحمًا وثريدًا، ثمّ جئتُ فقعدتُ حيالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلتُ أتجشّأُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقصُرْ من جُشائك هذا! فإنّ أكثرَ الناسِ شِبَعًا في الدُّنيا أكثرهم جوعًا في الآخرة". إسناده تالف: أبو ربيعة هو فهد بن عوف كذّبه ابن المديني، وتركه مسلم والفلّاس. (اللسان: 4/ 455). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 132) والحاكم (4/ 121) من طريق أبي ربيعة فهد بن عوف عن فضل بن أبي الفضل الأزدي عن عمر بن موسى عن ابن الأقمر به. قال الحاكم: "صحيح الإسناد". أهـ. فتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: فهد قال ابن المديني: كذّاب. وعمر هالكٌ". أهـ. وتعقّبه المنذري في "الترغيب" (3/ 137) فقال: "بل واهٍ جدًّا، فيه فهد بن عوف وعمر بن موسى". أهـ. قلت: وعمر بن موسى هو الوجيهيُّ، كذّبه ابن معين، واتّهمه بالوضع أبو حاتم وابن عدي، وتركه الباقون. (اللسان: 4/ 332 - 334). وأخرجه البزّار (كشف- 3669) من طريق عمر بن موسى -وهو الوَجيهي- عن عون (في الأصل: عمر. وهو تحريف) بن أبي جحيفة عن أبيه. وقال الحافظ في "الفتح" (9/ 528): "سنده ضعيف". أهـ. وأخرجه أيضًا (كشف- 3670) عن شيخه العباس بن جعفر، وأخرجه البخاري في "الكنى" (ص 31) عن شيخه عمرو بن محمد الناقد، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 126) من طريق محمد بن خالد الكوفي، كلهم عن إسحاق بن منصور عن عبد السلام بن حرب عن أبي رجاء عن أبي جحيفة. قال المنذري في "الترغيب" (3/ 137): "رواه البزّار بإسنادين، رواة أحدهما ثقات". أهـ. وكذا قال الهيثمي (10/ 323)، وقال في موضعٍ آخر

(5/ 31): "رواه الطبراني في الأوسط والكبير بأسانيد، وفي أحد أسانيد الكبير: محمد بن خالد الكوفي ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. قلت: محمد بن خالد تابعه شيخا البزّار والبخاري، وهما ثقتان. ورجال البزّار ثقات كما قال المنذري والهيثمي، إلَّا أنّ أبا رجاء الجَزَري -واسمه مُحرِز بن عبد الله- لم يسمع الحديث من أبي جحيفة، وإنما سمعه بواسطة مُبهمٍ لم يُسمِّه: فقد أخرجه البيهقي في "الشُّعب" (5/ 26) من طريق عبد السلام بن حرب فقال: عن أبي رجاء عمّن حدّثه عن أبي جحيفة. وأبو رجاء لم يُدرك أحدًا من الصحابة، ولذا عدَّه الحافظ في التقريب" من أهل الطبقة السابعة، وهي طبقة كبار أتباع التابعين. وقد وَصَمه بالتدليس ابنُ حبان. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 208/ ب) وابن عدي في "الكامل" (7/ 2537) والبيهقي (5/ 26 - 27) من طريق الوليد بن عمرو بن ساج عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه. والوليد ضعّفه ابن معين والجوزجاني والنسائي وغيرهم. (اللسان: 6/ 224). وأخرجه البيهقي (5/ 26) من طريق محمد بن خالد الحنفي عن عبد الواحد بن زياد عن مِسْعر عن علي بن الأقمر عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه. ومحمد بن خالد -وُيقال: ابن خُليد- قال ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 302): "يقلب الأخبار، ويُسنِد الموقوف. لا يجوز الاحتجاجُ به إذا انفرد". أهـ. وضعّفه الدارقطني، وقال ابن مندة: "روى مناكير، فيه ضعف". (اللسان: 5/ 158 - 159). ورواه عمرو بن مرزوق الباهلي -وهو ثقةٌ له أوهام كما في التقريب"- عن مالك بن مِغْوَل عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه كما في "العلل"

لابن أبي حاتم (2/ 123)، وقال أبو حاتم: "هذا حديثٌ باطِلٌ، ولم يبلغني أن عمرو بن مرزوق حدّث به قطُّ". أهـ. وقد ورد الحديث من رواية ابن عمر، وابن عمرو، وابن عباس، وسلمان، وأنس: 1 - أما حديث ابن عمر: فأخرجه الترمذي (2478) وابن ماجه (3350) والبيهقي (5/ 27) من طريق عبد العزيز بن عبد الله القرشي عن يحيى بن مسلم البكّاء عنه. وقال الترمذي: "غريب من هذا الوجه (¬1) ". أهـ. وسنده ضعيف: البكّاء ضعيف كما في "التقريب" وعبد العزيز منكر الحديث كما في "التقريب". وقال أبو حاتم -كما في "العلل" (2/ 139) -: "هذا حديث منكر". أهـ وقال الحافظ في "الفتح" (9/ 528): "في سنده مقال". أهـ. 2 - وأما حديث ابن عمرو: فأخرجه الطبراني، وقال الهيثمي (5/ 31): "رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن محمد، وهو ضعيفٌ". أهـ. قلت: وهم الهيثمي في شيخ الطبراني فظنّه مسعود بن محمد أبو سعيد الجُرْجَاني المعتزلي المذكور في "الميزان" (4/ 100) و"اللسان" (6/ 27)، وليس كما ظنّ فهذا متأخرٌ توفي سنة (416)، يروي عنه الخطيبُ. وإنما هو في الحقيقة -كما سمّاه الطبراني في "معجمه الصغير" (2/ 115) -: مسعود بن محمد الرّملي أبو الجارود، ولم أقف على ترجمته، ولم أقف على سند الحديث فمسند عبد الله بن عمرو من "المعجم الكبير" في حكم المفقود. 3 - وأمّا حديث ابن عباس: ¬

_ (¬1) وفي "تحفة الأشراف" (6/ 260): "حسن غريب ... ".

فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 267) -وعنه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 345 - 346) - قال: حدثنا جَبْرون بن عيسى: ثنا يحيى بن سليمان الحفري القرشي: ثنا فُضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عنه. قال أبو نعيم: "غريبٌ من حديث فُضيل ومنصور وعكرمة، لم يروه عن فُضيل إلَّا يحيى بن سليمان، وفيه مقالٌ". أهـ. وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 137): "إسناده حسن". أهـ. وقال الهيثمي (10/ 249): "رواه الطبراني عن شيخه جَبْرون بن عيسى المغربي عن يحيى بن سليمان الحُفْري عن فُضيل بن عياض، ولم أعرف جَبْرُون، وأمّا يحيى فقد ذكره الذهبي في الميزان في آخر ترجمة يحيى بن سليمان الجُعْفي فقال: فأمَّا سميُّه يحيى بن سليمان الحُفْري فما علمت به بأسًا. ثم ذكر بعده يحيى بن سليمان القرشي قال أبو نعيم: فيه مقال. وذكره [ابن] الجوزي. فإن كانا اثنين فالحُفْري ثقة، والحديث صحيح على شرط الخطبة (¬1) والله أعلم. وبقيّة رجاله رجال الصحيح". أهـ. قلت: جَبْرُون ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" (3/ 208) فقال: "جَبْرُون بن عيسى بن يزيد البَلَوي، إفريقيٌّ يُكنّى أبا محمد. حدّث عن يحيى بن سليمان وسحنون بن سعيد وغيرهما. توفي في صفر سنة أربع وتسعين ومائتين، حدّث عنه أبو الحسن المصري وغيرهما". أهـ. فهو مستور الحال. وقال العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 82): "إسناده ضعيف". أهـ. وهذا الطريق أخفُّ طرق الحديث ضعفًا. 4 - وأمّا حديث سلمان: فأخرجه ابن ماجه (3351) والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 360) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 198 - 199) والبيهقي في "الشعب" (5/ 27) من ¬

_ (¬1) أي خطبة كتابه حيث قال (1/ 8): "ومن كان من مشايخ الطبراني في (الميزان) نبّهت على ضعفه، ومن لم يكن في الميزان ألحقته بالثقات الذين بعده". أهـ.

3 - باب: طعام الواحد يكفي الاثنين

طريق سعيد بن محمد الثقفي الورّاق عن موسى الجُهَني عن زيد بن وهب الجُهَني عن عطية بن عامر الجُهَني عنه. ذكره العقيلي في ترجمة عطية وقال: "في إسناده نظرٌ". أهـ. وقال البوصيري في "الزوائد" (2/ 189): "هذا إسنادٌ فيه مقال: سعيد بن محمد الورّاق ضعّفه ابن معين وأبو حاتم وابن سعد وأبو داود والنسائي وابن عدي والدارقطني، ووثقه ابن حبّان والحاكم". أهـ. وقال الحافظ في "الفتح" (9/ 528): "سنده ليِّنٌ". أهـ. وأخرجه أبو يعلى -كما في "الزوائد"- والطبراني في "الكبير" (6/ 329) من طريق سعيد بن عنبسة الرازي -وهو كذّاب كما قال ابن معين وابن الجُنيد كما في "اللسان" (3/ 39) - عن سعيد الوراق به، لكن قال: (عامر بن عطية) بدل (عطية بن عامر). 5 - وأما حديث أنس: فأخرجه البيهقي (5/ 27 - 28) من طريق بشر بن إبراهيم الأنصاري عن زياد بن أبي حسان عنه. وسنده تالف: زياد كذّبه شعبة واتهمه الحاكم والنقّاش. (اللسان: 2/ 494)، وبشر اتهمه بالوضع ابن حبّان وابن عدي. (اللسان: 2/ 18). * * * وبالجملة فطرق هذا الحديث ضعاف، لكن فيها ما يعتضد باجتماعه كحديث ابن عباس وحديث أبي جحيفة من رواية أبي رجاء عنه، وحديث سلمان وحديث ابن عمر، فيصير بها الحديث حسنًا لغيره إن شاء الله. 3 - باب: طعام الواحد يكفي الاثنين 961 - حدثنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن عمر بن حفص البغدادي:

نا أبو جعفر الحسن بن علي بن الوليد الفَسَويُّ ببغداد: نا سعيد بن سليمان: نا أبو الرّبيع السمّان عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله. عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طعامُ الواحدِ يكفي الاثنين، وطعامُ الثلاثةِ يكفي الأربعةَ". عمرو [بن دينار] (¬1) هذا قَهْرَمانُ آل الزُّبير [بن العوّام] (¬2)، والله أعلم. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 320 - 321) عن شيخه الحسن بن علي الفسوي به بلفظ: "طعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية فاجتمعوا عليه ولا تفرقوا عنه". أهـ. هكذا رواه أبو الربيع -واسمه: أشعث بن سعيد، وهو متروك كما في "التقريب"- عن عمرو بن دينار، وتابعه أيضًا: عمر بن فَرْقَد وبحرُ السقّاء -وهما ضعيفان- عند الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 207/ ب)، وعند العقيلي في "الضعفاء" (3/ 185) رواية الأول فقط. وخالفهم سعيد بن زيد -أخو حمّاد، وهو صدوق لا بأس به- فرواه عن عمرو به، وزاد: (عن جدّه عمر بن الخطاب)، هكذا أخرجه ابن ماجه (3255) ولفظه: "إنّ طعام الواحد يكفي الاثنين، وإن طعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة، وإن طعام الأربعة يكفي الخمسة والستة". وعمرو بن دينار هذا ضعيف كما في "التقريب". وبه أعلّ البوصيري الحديث في "الزوائد" (2/ 173). وقال الهيثمي (5/ 21): "في إسناد الأوسط بحر السقّاء، وفي الآخر (يعني: الكبير) أبو الربيع السمّان، وكلاهما ضعيف". وُيغني عنه ما أخرجه البخاري (9/ 535) ومسلم (3/ 1630) من ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر). (¬2) من (ر).

حديث أبي هريرة مرفوعًا: "طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة". وانظر الحديث الآتي. 962 - حدثني أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دُجانة عبد الله بن عمرو النَّصْري: نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن دُحَيْم: نا خالد بن يزيد: نا عبد الغفّار عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عَقيل. عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رِزْقُ الاثنين يكفي الأربعةَ، ورِزْقُ الأربعةِ يكفي الثمانيةَ، ورِزْقُ الثمانيةِ يكفي ستةَ عشرَ". هذا [حديثٌ] (¬1) غريبٌ من حديثِ الثوريِّ عن عبد الله بن محمد بن عَقيل، ولم نكتبه (¬2) إلَّا عنه. وعبد الغفّار هذا هو (¬3). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (قلت: عبد الغفّار هذا هو أبو حازم عبد الغفّار بن الحسن خُرَاسانيّ، سكن عكّا. وقيل فيه: الصُّوريُّ، وقيل غيرُ ذلك. حدّث عن الثوريِّ وغيرهِ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . عبد الغفّار قال الأزدي: كذّاب. وقال الجوزجاني: لا يُعتبر به. وقال أبو حاتم: لا بأس بحديثه. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 4/ 40 - 41). وابن عقيل مختلفٌ في توثيقه، ومنهم من يُحسِّن حديثه. وأخرج مسلم (3/ 1630) من طريقين عن جابر مرفوعًا: "طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية". ¬

_ (¬1) من (ظ). (¬2) في (ف): (أكتبه). (¬3) كذا في الأصل و (ش) و (ف)، وليس في (ظ): (وعبد الغفار هذا هو)، وكُتِبت في (ر) ثم ضُرِب عليها.

4 - باب: الوضوء قبل الطعام وبعده

4 - باب: الوضوء قبل الطعام وبعده 963 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا إسحاق بن سيّار: نا عُبيد الله بن موسى عن قيس -يعني: ابن الرّبيع- عن أبي هاشم عن زَاذان. عن سلمان، قال: قرأتُ في التوراةِ أنَّ البركةَ في الطعام: الوضوءُ قبلَه، فذكرتُ ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "الوضوءُ قبلَه وبعدَه". 964 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن المقابري البغدادي البزّاز: نا عمر بن حفص السَّدوسيُّ: نا أبو بلال الأشعري: نا قيس بن الرّبيع عن أبي هاشم الرُّماني عن زاذان أبي عمر. عن سلمان الفارسيِّ، قال: قلتُ: يا رسولَ الله! إنّي قرأتُ في التوراةِ أنَّ البركةَ في الطعامِ: الوضوءُ قبلَه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "البركةُ في الطعام: الوضوءُ قبلَه وبعدَه". أخرجه الطيالسي (655) -ومن طريقه البيهقي (7/ 275 - 276) - عن شيخه قيس بن الربيع به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 292) عن شيخه عمر بن حفص به. وأخرجه أحمد (5/ 441) وأبو داود (3761) والترمذي (1846) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (11/ 282) - وابن عدي في "الكامل" (6/ 2069) والحاكم (4/ 106 - 107) من طرقٍ عن قيس به. قال أبو داود: "وهو ضعيف". وقال الترمذي: "لا نعرف هذا الحديث إلَّا من حديث قيس بن الربيع، وقيس يُضَعَّفُ في الحديث". وقال الحاكم: "تفرّد به قيس بن الربيع عن أبي هاشم، وانفراده على علوٍّ محلّه أكثر من أن يمكن تركها -كذا- في هذا الكتاب". وتعقّبه الذهبي فقال: "قلت: فيه مع ضعف قيس إرسالٌ". أهـ. قلت: السند متصل، فأين الإرسال؟!.

وقال البيهقي: "قيس بن الربيع غير قوي، ولم يثبت في غسل اليد قبل الطعام حديثٌ". قلت: قيس قال ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال النسائي: متروك. وقال الجوزجاني: ساقط. وضعّفه ابن المديني جدًّا، وضعّفه وكيع وأحمد والدارقطني، ووثّقه الثوري وشعبة وعفان. ووصفه بالصدق غير واحد. وفي "تهذيب السنن" لابن القيم (5/ 297 - 298): "قال الخلّال في الجامع: عن مُهنّا، قال: سألت أحمد عن حديث قيس بن الربيع -فذكر الحديث- فقال لي أبو عبد الله: هو منكرٌ. فقلت: ما حدّث بهذا إلا قيس بن الربيع؟ قال: لا". أهـ. وسئل أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 10) - عن هذا الحديث، فقال: "هذا حديثٌ منكرٌ". وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 150 - 151): "قيس بن الربيع صدوق، وفيه كلام لسوء حفظه لا يُخرج الإسنادَ عن حدِّ الحسن". أهـ. قلت: بل يُخرجه بشهادة الأئمة المتقدّمين. والحديث ضعّفه أيضًا: العراقي في "تخريج الإحياء" (2/ 3). فائدة: تَعقَّب ابن التركماني في "الجوهر النقي" (حاشية البيهقي: 7/ 276) البيهقي في قوله "ولم يثبت في غسل اليد قبل الطعام حديثٌ" فقال: "قلت: في كتاب الطهارة من سنن النسائي (¬1): أنا محمد بن عُبيد: ثنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن ينام وهو جُنُبٌ توضّأ، وإذا أراد أن يأكل غسل يديه. ثمّ روى النسائي (¬2) الحديث بمعناه عن سُويد بن نصر عن ابن المبارك بسنده. وسويد ثقةٌ كذا في "الكاشف" للذهبي، ومحمد بن عُبيد هو أبو جسر ¬

_ (¬1) برقم (256). (¬2) برقم (257).

5 - باب: من بات وفي يده ريح غمر

البخاري (¬1)، قال النسائي: لا بأس به. وباقي السند على شرط الصحيحين". أهـ. قلت: وبوّب له النسائي: (باب: اقتصار الجنب على غسل يديه إذا أراد أن يأكل)، وذكر ابن القيم في "تهذيب السنن" (5/ 297) أنّ النسائي بوب له في "الكبرى": (باب: غسل الجنب يده إذا طَعِم)، وذكر قبله حديثًا آخر، قال: "وقال النسائي في كتابه الكبير: (باب ترك غسل اليدين قبل الطعام) ثم ذكر من حديث ابن جريج عن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبرّز ثمّ خرج، فطعم ولم يمسّ ماءً. وإسناده صحيح". ثم قال ابن القيم: "وهذا التبويب والتفصيل في المسألة هو الصواب". أهـ. وقد أفاض ابن القيم في بيان أقوال أهل العلم في هذه المسألة. 5 - باب: من بات وفي يده ريح غَمَرٍ 965 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمد بن غالب بن حرب البغدادي (تَمْتَام): نا أبو همّام الدلّال: نا سفيان بن سعيد عن سُهيل بن أبي صالح عن الأعمش عن أبي صالح. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من بات في يده (¬2) غَمَرٌ (¬3) فأصابه شيءٌ فلا يلومنَّ إلَّا نفسَه". أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 29/ ب) وأبو نُعيم في "الحلية" ¬

_ (¬1) كذا بالأصل، والصواب: (أبو جعفر النحّاس). (¬2) في (ش) وكذا عند الترمذي: (ريح غمر)، وليست عند أبي نعيم. (¬3) "الغَمَرُ -بالتحريك-: "الدَّسَمُ والزُّهومة من اللحم". (نهاية).

(7/ 144) من طريق محمد بن غالب به، وقال أبو نُعيم: "غريبٌ من حديث الثوري، تفرّد به عنه أبو همّام". وأخرجه ابن الأعرابي (ق 24/ ب، 25/ ب) من طرق أخرى عن أبي همّام به. وأخرجه الترمذي (1860) والحاكم (4/ 137) من طريق منصور بن أبي الأسود عن الأعمش به، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الأعمش إلّا من هذا الوجه". أهـ. وصحّحه الحاكم وسكت عليه الذهبي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1220) والدارمي (2/ 104) وأبو داود (3852) -ومن طريقه البيهقي (7/ 276) - وابن ماجه (3297) وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (2768) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (11/ 317) وحسّنه- وابن حبّان (1354) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1496) من طرقٍ عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه به. وإسناده جيّدٌ قوي. وحسّنه المنذري في "الترغيب" (3/ 154)، وقال الحافظ في "الفتح" (9/ 579): "سنده صحيح على شرط مسلم". وأخرجه الترمذي (1859) وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (2938) وابن عدي في "الكامل" (7/ 2606) والحاكم (4/ 119، 137) من طريق يعقوب بن الوليد المدني عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا: "إنّ الشيطانَ حسّاسٌ لحّاس فاحذروه على أنفسكم، من بات ... " فذكره. قال الترمذي: "غريبٌ من هذا الوجه". أهـ. وصحّحه الحاكم على شرط الشيخينْ، فتعقّبه الذهبي قائلًا: "قلت: بل موضوع، فإن يعقوب كذّبه أحمد والناس". أهـ. قلت: وكذّبه أيضًا ابن معين، واتهمه ابن حبّان بالوضع.

ووَرَد الحديث من رواية ابن عباس وأبي سعيد وعائشة ومرسل عبيد الله بن عبد الله: فأخرجه ابن عدي (2/ 702) من طريق الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس، وقال فيه: "فأصابه خَبَلٌ". والحسن متروك كما في "التقريب". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 208/ أ - ب) من طريق ليث بن أبي سُلَيم عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عبّاس. وليث ضعيف لشدّة اختلاطه. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 502) من طريق الزبير بن بكار عن ابن عيينة عن الزهريّ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس. قال المنذري في "الترغيب" (3/ 154) -وتبعه الهيثمي (5/ 30) -: "رجاله رجال الصحيح إلَّا الزُّبير بن بكّار، وقد تفرّد به كما قال الطبراني، ولا يضرُّ تفرّده، فإنّه ثقةٌ إمامٌ". أهـ. قلت: وقد خُولِفَ فيه: فرواه معمرُ عند عبد الرزاق في "المصنف (11/ 437)، وسعدانُ -وهو ابن نصر، قال أبو حاتم: صدوق. كما في "الجرح والتعديل" (4/ 291) ووثّقه الدارقطني كما في "تاريخ بغداد" (9/ 205) - عند الذهبي في معجمه اللطيف (بتحقيقي- رقم: 16)، وعلي بن حرب -وهو ثقة من رجال "التهذيب" (7/ 294) - عند الذهبي أيضًا في "سير النبلاء" (4/ 478)، الأول عن الزهري، والآخران عن ابن عيينة عن الزهري، عن عبيد الله مرسلًا. قال الذهبي في "المعجم": "مرسلٌ نظيف الإِسناد". وقال في "السِّير": "مرسلٌ قويُّ الإِسناد". أهـ. فرواية هؤلاء الثقات الثلاثة أرجح من رواية الزُّبَير، فالصحيح أنَّه مرسل.

6 - باب: الطعام الحار

ورواه صالح بن أبي الأخضر -عند البزّار (كشف-2886) - عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس، وصالح ضعيفٌ يعتبر به. كذا في "التقريب". وخالفهما -أعني سفيان وصالحًا- سفيان بن حسين فرواه عن الزهري عن عروة عن عائشة. أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 19). وسفيان ضعّفوه في الزهري خاصّة. ورواه عقيل بن خالد عن الزهري عن عُبيد الله عن أبي سعيد، وفيه: "فأصابه وَضَحٌ". (البَرَص). أخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 43) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث عن نافع بن يزيد عنه. قال المنذري (3/ 154) والهيثمي (6/ 30): "إسناده حسن". أهـ. قلت: عبد الله بن صالح ضعّفوه لكثرة غَلَطه. 6 - باب: الطعام الحار 966 - أخبرنا علي بن يعقوب: أنا أبو عبد الملك القرشيُّ: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ابن وهب عن قُرّة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن عروة بن الزُّبَير. عن أسماء ابنة أبي بكرٍ أنّها كانت إذا ثَرَدَت غطَّتُه بشيءٍ (¬1) حتى يذهبَ فَوْرُه (¬2)، ثمّ تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "هو أعظمُ للبركةِ". أخرجه الدراميُّ (2/ 100) والطبراني في "الكبير" (24/ 84 - 85) وابن حبّان (1344) والحاكم (4/ 118) والبيهقي في "السُّنن" (7/ 280) و"الآداب" (رقم: 662) من طرقٍ عن ابن وهب به. ¬

_ (¬1) عند مخرِّجي الحديث: "شيئًا". (¬2) أي شدّة حرارته.

7 - باب: الائتدام

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم في الشواهد". أهـ. وسكت عليه الذهبي. قلت: قرّة وإن أخرج له مسلم فقد ضعّفه ابن معين، وقال أحمد: منكر الحديث جدًّا. لكنّه قد تُوبع: فأخرجه أحمد (6/ 350) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 177) من طريق عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة: حدثني عُقَيل بن خالد عن ابن شهاب به. وسنده جيّدٌ، ابنُ لَهِيعة اختلط بعد احتراق كتبه، لكنّ روايةَ ابن المبارك عنه قبل ذلك. وقال الهيثمي (5/ 19): "رواه أحمد بإسنادين: أحدهما منقطع، وفي الآخر: ابن لهيعة وحديثه حسنٌ، وفيه ضعف. ورواه الطبراني وفيه قرّة بن عبد الرحمن، وثقة ابن حبّان وغيره، وضعّفه ابن معين وغيره. وبقية رجالها رجال الصحيح". أهـ. 7 - باب: الائتدام 967 - أخبرني أبو بكر أحمد بن عبد الله النَّصْريُّ: أنا حاجب بن أركين: نا أحمد بن حَمْدون: نا غُزَيْل بن سنان المَوْصِليُّ: نا عَفيف بن سالم عن سفيان عن ليث عن طاوس. عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ائتدموا ولو بالماءِ". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 1595) عن شيخه أحمد بن حمدون به، وقال: "لم يروِ هذا الحديثَ عن سفيانَ إلا عَفيف، تفرّد به غُزَيل". أهـ.

8 - باب: نعم الإدام الخل

وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 430) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1083) - من طريق الطبراني. وسنده ضعيف: ليث هو ابن أبي سُلَيم ضعّفوه لشدّة اختلاطه، وغُزيل لم أقف على ترجمته. وأخرجه الخطيب (7/ 430) -ومن طريقه ابن الجوزي (1084) - من طريق آخر عن غُزَيل عن عفيف عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه. والعَرْزَميُّ متروك كما في "التقريب". قال ابن الجوزي: "هذا حديثٌ لا يصحُّ: أما غُزيلٌ فرجلٌ مجهول، والعَرْزَميُّ فليس بشيءٍ، قال أحمد: ترك الناسُ حديثَه". أهـ. وقال الهيثمي (5/ 35): "وفيه غُزَيل بن سنان، ولم أعرفه. وبقيّة رجاله ثقاتٌ". أهـ. 8 - باب: نِعْمَ الإِدامُ الخلُّ 968 - حدثني أبو علي محمد بن هارون بن شُعيب الأنصاري: نا عُبيد الله بن منصور الصبَّاغ البغدادي في سوق أم حَكيم: نا محمد بن عبّاد المكّي: نا عمران ومحمد وإبراهيم بنو عُيينة، قالوا: نا شعبة وسفيان ومِسْعَر عن مُحارِب بن دِثار. عن جابر أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "نِعْمَ الإدامُ الخَلُّ". أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 344) من طريق تمّام به، في ترجمة (عبيد الله بن منصور الصبّاغ) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه أبو داود (3820) والترمذي (4/ 278) والخطيب (3/ 246) من طريق معاوية بن هشام عن سفيان به.

9 - باب: سيد الإدام

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1534) من طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة -وهو ضعيفٌ- عن مِسْعَر به. والحديث أخرجه مسلم (3/ 1622) من طرق عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر. وأخرجه أيضًا (3/ 1621) من حديث عائشة. 969 - أخبرنا أبو عبد الرحمن ضحّاك بن يزيد السكسكي -من ولد يزيد بن أبي كَبْشَة- قراءةً عليه في بيت لَهيا سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة: نا أبو هاشم وُرَيْزَة بن محمد الغسّاني: نا محمد بن هاشم بن منصور، قال: حدثني أبي عن عمرو بن قيس عن عمر بن عبد العزيز عن أمّه: أمّ عاصم أنّها حدّثته عن أبيها: عاصم بن عمر بن الخطّاب. عن عمر بن الخطّاب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نِعْمَ الإدام الخلُّ". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ ق 231/ أ) من طريق تمّام، وقال: "غريبٌ بهذا الإسناد". ذكره في ترجمة شيخ تمام ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. ومحمد بن هائم وأبوه لم أقف على ترجمةٍ لهما. 9 - باب: سيّد الإِدام 970 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم وغيره، قالوا: أنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن الحريص المؤذن: نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن -ويخضِبُ بحُمْرَةٍ-: نا مروان بن معاوية الفَزَاري: نا عيسى بن طلحة بن أبي عيسى (¬1). ¬

_ (¬1) كذا وقع الاسم في الأصول، وعليه تضبيب، والمذكور في كتب الرجال: (عيسى بن أبي عيسى) واسم أبي عيسى: ميسرة.

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سَيِّدُ إدامِكُمْ: المِلْحُ". ورواه غيرُ سليمانَ عن مروانَ فأدخلَ بين عيسى وأنس رجلًا. أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 225/ ب) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1327) من طريق مروان الفَزَاري به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1887) من طريق سليمان بن عبد الرحمن عن مروان عن عيسى بن أبي عيسى أظنه عن موسى بن أنس عن أنس. وهكذا أخرجه ابن ماجه (3315) عن شيخه هشام بن عمّار عن مروان به، وأخرجه من طريق آخر عن مروان: البيهقي في "الشعب" (5/ 102 - 103). قال البوصيري في "الزوائد" (2/ 183): "هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عيسى بن أبي عيسى الحنّاط، وُيقال: الخيّاط". أهـ. قلت: هو متروك كما في "التقريب"، فالسندُ واهٍ. والحديث ضعّفه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص 244). 971 - حدّثني أبي -رحمه الله-: نا أبو القاسم جعفر بن محمد بن الحسن المِهْرقاني بالرَّي: نا أحمد بن الخليل القُومسي: نا عبد الملك بن قُرَيب الأصمعيُّ: نا أبو هلال محمد بن سُلَيم الراسبيّ: نا عبد الله بن بُريدة. عن أبيه، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "سيِّدُ الإدام: اللحمُ، وسيّدُ الشّراب: الماءُ، وسيّد الرَّياحين: الفاغِيَةُ". قال الأصمعيُّ: الفاغِيَةُ: نَوْرُ الحِنّاء. ورواه العَيْشيُّ عن أبيه عن أبي هلال عن قتادة عن ابن بُرَيْدة عن أبيه موقوف. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (أحمد بن الخليل حكى ابنُ أبي حاتم عن أبيه أنّه كذّابٌ. وأبو هلال الرَّاسبي هذا ليس بالقوي). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحديث عزاه السخاويُّ في "المقاصد الحسنة" (ص 245) إلى فوائد تمّام. وأخرجه ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 298) -ومن طريقه السيوطي في "بغية الوعاة" (2/ 397) - من طريق القُومسي به. بلفظ: "سيّد إدام أهل الدنيا والآخرة: اللحم، وسيّد ريحان أهل الجنة: الفاغية". وسنده تالفٌ من أجل أحمد بن الخليل. وتابعه العبّاس بن بكار الضبّي عند البيهقي في "الشعب" (5/ 92)، والعبّاس قال الدارقطني: كذّاب. (اللسان: 3/ 237). ولفظه: "سيد الأدام في الدنيا والآخرة ... ". وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5/ 131) من طريق الغَلَابي عن الحسن بن حسان وعلي بن أبي طالب البزّاز كلاهما عن أبي هلال به. والغَلَابي -واسمه محمد بن زكريّا- قال الدارقطني: يضع الحديث. (اللسان: 5/ 168). وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 210/ أ) عن شيخه محمد بن شعيب عن سعيد بن عتبة القطان عن أبي عبيدة الحدَّاد عن أبي هلال به، وقال: "لم يروه عن ابن بريدة إلَّا أبو هلال، ولا عنه إلا أبو عبيدة، تفرّد به سعيد". أهـ. قال الهيثمي (5/ 35): "وفيه سعيد بن عبية (كذا) القطّان ولم أعرفه. وبقيةُ رجاله ثقات، وفي بعضهم كلامٌ لا يضرُّ". أهـ ورجّح العلامة المحقّق عبد الرحمن المُعلِّمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" للشوكاني ص 168 أنه: سعيد بن عنبسة، فقال: "أقول: أحسَبُه سعيد بن عنبسة الرازي الخزّاز، فإنه يروي عن أبي عبيدة الحدّاد، ولعلّه كان يبيع القطن مع الخزِّ، فقال الراوي عنه: (القطّان). ومحمد بن شعيب ليس هو ابن شابور، فإنّ الطبراني لم يُدركه، فيُنظر من هو؟ وسعيد بن عنبسة كذّاب". أهـ.

ثم وقفت عليه في "الطب" لأبي نعيم (ق 111/ 1) حيث روى الفصل الأخير من الحديث فوجدته: (عن سعيد بن عنبسة). قلت: وأبو هلال قال الحافظ: صدوق فيه لينٌ. وأخرجه الدَّيلمي في "مسند الفردوس" (الزهر: 2/ ق 109/ أ) من جهة الحاكم من طريق خلف بن أيوب: حدثنا هُشَيم عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جدّه مرفوعًا: "سيّد الشراب في الدنيا والآخرة: الماء، وسيّد الطعام في الدنيا والآخرة: اللحمُ، ثمّ الأرُزُّ". وسنده ضعيف: خلف ضعّفه ابن معين، وهُشَيم مدلّس ولم يصرّح بالسماع، وعبد الحميد ليّن الحديث كما في "التقريب". وذِكْرُ الأرزِّ غريبٌ جدًا. وأخرجه الحاكم (4/ 138) من طريق خلف بن الوليد الجوهري -وهو ثقةٌ كما في "تاريخ بغداد" (8/ 320 - 321) - عن هُشيم به مقتصرًا على صدر الحديث دون قوله: "وسيد الطعام ... إلخ". وصححه الحاكم وسكت عليه الذهبي!. والعَيْشيُّ المذكور في قول تمام: "ورواه العَيْشيُّ ... الخ" هو عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي، والعيشي نسبةً إلى عائشة بنت طلحة لأنه من ذرّيتها. كذا في "التقريب". ولم أقف على هذه الرواية موصولةً. وللفصل الأول من الحديث شواهد: فأخرجه ابن ماجه (3305) وابن أبي الدُّنيا في "إصلاح المال" -كما في "المقاصد" (ص 244) - وابن حبّان في "المجروحين" (1/ 332) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 301 - 302) من طريق سليمان بن عطاء الجزري عن مسلمة بن عبد الله الجُهَني عن عمه أبي مَشْجَعة عن أبي الدرداء مرفوعًا: "سيّدُ طعام أهل الجنّة: اللحمُ". قال ابن حبّان: "سليمان بن عطاء شيخ يروي عن مسلمة عن عمه أبي

مشجعة أشياء موضوعة لا تُشبه حديثَ الثقات. فلستُ أدري التخليط فيها منه أو من مسلمة". أهـ قلت: سليمان بن عطاء منكر الحديث كما في "التقريب" ومسلمة وعمّه مقبولان كما في "التقريب" أي عند المتابعة وإلّا فلّينان. وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وتعقبه الحافظ فيما نقله عنه السخاوي في "المقاصد" (ص 245) فقال: "لم يتبيّن لي الحكم بالوضع على هذا المتن، فإنّ مسلمةَ غيرُ مجروح، وابن عطاء ضعيف". أهـ وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 371): "إسناده ضعيف". وأخرجه العُقَيلي في "الضعفاء" (3/ 258) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 302) - وأبو نُعيم في "الحلية" (5/ 362) من طريق إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي عن أبيه عن أبي سنان الشيباني عن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة عن ربيعة بن كعب مرفوعًا: "سيّدُ -عند أبي نعيم: أفضلُ- طعام الدنيا والآخرة: اللحمُ". قال العقيلي: "عمرو بن بكر حديثه غير محفوظ، ولا يُعرف إلَّا به، ولا يثبت في هذا المتن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيءٌ". أهـ قلت: هو متروك كما في "التقريب"، وابنه إبراهيم قال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبّان: يروي عن أبيه الأشياء الموضوعة، وأبوه أيضًا لا شيء. وقال أيضًا: لستُ أدري: هو الجاني على أبيه أو أبوه كان يخصُّه بالموضوعات؟! (اللسان: 1/ 87). وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2566) والبيهقي في "الشُّعَب" (5/ 92) من طريق هشام بن سلمان المجاشعي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعًا: "خيرُ الإِدام: اللحمُ، وهو سيّد الإدام". وسنده واهٍ: الرّقاشي متروك مع صلاحه، وهشام ضعّفه موسى بن

إسماعيل المنقري، وقال ابن عدي: "أحاديثه عن الرقاشي غير محفوظة". (اللسان: 6/ 194 - 195). وأخرجه أبو نُعيم في "الطبِّ" -كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 225) - من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي: ثنا أبي: ثنا علي بن موسى عن آبائه عن علي بن أبي طالب مرفوعًا: "سيّدُ طعام الدنيا والآخرة: اللحمُ". قال الذهبي في "الميزان" (2/ 390): "عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن علي الرّضا عن آبائه بتلك المسخة الموضوعة الباطلة، ما تنفكُّ عن وضعه أو وَضْعِ أبيه. قال الحسن بن علي الزهري: كان أمِّيًّا، لم يكن بالمَرضيِّ". أهـ فائدة: أفرد الحافظ السخاوي في هذا الحديث جزءًا، ذكر ذلك في "المقاصد" (ص 245). * * * وللفصل الأخير من الحديث شواهد: أخرجه الطبراني -كما في "اللآلىء" (2/ 269) - قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا أبي: حدّثنا معاذ بن هشام: حدثني أبي عن قتادة عن أبي أيوب عبد الله بن عمر مرفوعًا: "سيّدُ ريحان أهل الجنّة: الحِنّاءُ". وسنده حسن، ففي معاذ كلامٌ يسيرٌ. وقال الهيثمي (5/ 157): "رجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد بن حنبل، وهو ثقةٌ مأمون". أهـ وقد رُوي موقوفًا: أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (زوائد نُعيم- 231) عن همام عن قتادة به موقوفًا، لكن راويه عن ابن المبارك: نُعيم بن حمّاد، وهو ضعيف الحفظ.

10 - باب: أكل اللحم

وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 56) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات (3/ 55 - 56) - من طريق بكر بن بكّار عن شعبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عمر مرفوعًا. وبكر قال ابن معين وابن الجارود: ليس بشيءٍ. وقال النسائي: ليس بثقةٍ. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابنه: ضعيف الحديث، سيّىء الحفظ، له تخليطٌ. ووثّقه أبو عاصم وأشهل بن حاتم وابن حبّان، وقال: يخطئ. (اللسان: 2/ 48). 10 - باب: أكل اللحم 972 - حدثنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري: نا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن الحريص: نا محمد بن حسّان بن يزيد الجَزَري: نا وكيع عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جُبَير. عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكلُ اللحمِ يُحسِّنُ الوجهَ، ويُحسِّن الخُلُقَ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (14/ق 211/ ب) من طريق تمّام به. وسنده واهٍ: شيخ تمّام، قال الكتاني: كان يُتّهم. (اللسان: 5/ 411) ومحمد بن إسحاق وشيخه لم أعثر على ترجمةٍ لهما. 11 - باب: إكرام الخبز 973 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حَذْلم: نا أبو القاسم بركة بن نشيط (غَثْكَل) الفرغاني: نا أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كَنِيْز، قال: حدّثني عبد الملك بن عبد الرحمن الذِّماري أبو العباس -وكان صدوقًا-: نا إبراهيم بن أبي عَبْلة، قال:

سمعت عبد الله بن أمِّ حرام -صاحبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: صلّيتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القِبْلَتَين، وسمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أكرِموا الخُبْزَ، فإنّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- أنزلَ له من بركاتِ السماءِ، واستخرجَ له من بركاتِ الأرضِ. ومن تَتَبّعَ ما يسقطُ من السُّفْرةِ غُفِر له". أخرجه البزار (كشف- 2877) عن شيخه عمرو بن علي -وهو الفلّاس- به، إلَّا أنّه قال: "ثنا عبد الله بن عبد الرحمن أبو القاسم الشامي". وهكذا أخرجه الطبراني -كما في "اللآلئ" (2/ 215). وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 28) - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 291) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 134) [وليس عنده: ومن تتبع ... إلخ] من طريقين آخرين عن عبد الملك بن عبد الرحمن بن العباس الشامي به. قال البزّار: لا نعلم روى ابن أم حرامٍ إلَّا هذا. وقال ابن الجوزي: "وهذا حديثٌ غَيرُ صحيحٍ، قال أبو حفص الفلّاس: عبد الملك بن عبد الرحمن كذّابٌ". أهـ قلت: وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: "كان ممّن يسرق الحديث ويقلبُ الأسانيد، لا يحلُّ ذكرُ حديثه إلّا عند أهل الصناعة، فكيف الاحتجاج به؟! ". أهـ وقال الهيثمي (5/ 34): "رواه البزّار والطبراني وفيه عبد الله بن عبد الرحمن الشامي ولم أعرفه، وصوابه عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي، وهو ضعيف". وتابعه غيّاث بن إبراهيم: أخرجه الطبراني -كما في "المقاصد" (ص 78) و"اللآلئ" (2/ 214) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 246) والخطيب في "التاريخ" (12/ 323) -ومن طريقهما ابن الجوزي (2/ 290) -. قال ابن الجوزي: "لا يصح. قال أحمد والبخاري والنسائي

والدارقطني: غيّاث متروك. وقال يحيى: كذّابٌ خبيثٌ. وقال السّعدي وابن حبّان: كان يضعُ الحديثَ". أهـ قلت: وكذّبه أيضًا أبو داود، واتهمه بالوضع صالح جزرة. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 4) عن الحديث: "إسناده ضعيفٌ جدًّا". 974 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذْرَعيُّ في آخرين، قالوا: نا أبو زُرعةَ عبد الرحمن بن عمرو: نا أحمد بن يونس: نا طلحة بن زيد: نا إبراهيم بن أبي عَبْلة عن عبد الله بن يزيد. عن عبد الله بن عمرو عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أكرِموا الخُبْزَ، فإنّ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- أنزلَ له بركاتِ السماءِ، وأخرجَ له بركاتِ الأرضِ". الحديث عزاه إلى فوائد تمّام: السخاوي في "المقاصد" (ص 78) وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 245)، وذكره بسنده ومتنه: السيوطيُّ في "اللآلئ" (2/ 215). وإسناده تالفٌ: آفته طلحة بن زيد وهو القرشي الرّقيّ، قال في "التقريب": "متروك، قال أحمد وعليّ وأبو داود: كان يضع". 975 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد البَجَلي: نا أبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي: نا إسحاق بن الأخْيَل: نا نُمَير بن الوليد بن نُمَير بن أوس، قال: حدثني أبي عن جدّي. عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمَّ أَمْتِعْنا بالإِسلامِ وبالخُبْزَ، فلولا الخبزُ ما صلَّينا ولا صُمنا ولا حَجَجْنا ولا غَزَوْنا". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذريُّ: (عبد الله بن محمد بن أبي أسامة لا يُحتجُّ به). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/ ق 324/ ب) من طريق تمام به.

وأخرجه أبو طاهر المُخلِّص في "فوائده- ومن طريقه ابن عساكر وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 289) من طريق عبد الله بن محمد الحلبي به. وقال ابن عساكر: غريبٌ جدًّا. قال ابن الجوزي: "هذا حديثٌ موضوعٌ كافأ الله مَنْ وَضَعَه! فإنّه لم يقصد إلَّا شينَ الإِسلام بما نَسَب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والمتَّهمُ به: عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي، قال ابن حبّان: كان يضعُ الحديثَ، لا يحل ذِكره إلَّا على وجه القَدْحِ فيه". أهـ هكذا قال! وتعقّبه الذهبي في "تلخيص الموضوعات" -كما في "تنزيه الشريعة" (2/ 244 - 245) - قائلًا: "عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحَلَبي ثقةٌ. وتعلّق أبو الفَرَج في الحديث عليه، وأورد قول ابن حبّان: (كان يضع) فغَلَطَ! وإنّما قال ابن حبّان ذلك في صاحب الليث بن سعد، والله أعلم". أهـ قلت: لوسلّمنا أنّه هو فإنّه لم يتفرّد به، فقد تُوبِع -كما سيأتي في كلام الحافظ- والآفة نُمير بن الوليد فهو مجهول، وقد ذكر ابن عساكر الحديث في ترجمته ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره الحافظ في "اللسان" (6/ 171) فقال: "أخرج له أبو سعد الماليني حديثين من رواية علي بن عبيد الله بن طول الحرّاني عن أحمد بن الهيثم بن محمد القاضي عن أبيه [الضمير يعود على نمير] عن أبيه عن جدّه عن أبي موسى مرفوعًا: "اللهم أمتعنا بالإِسلام والخبر .. [وذكر باقي الحديث] وبه: "أكرموا الخبز .. [وذكر لفظ الحديث الآتي] قال أبو سعد: يُقال: إن نُميرًا تفرّد بهذين الحديثين. قلت [القائل الحافظ]: وهما موضوعان، ونُمير ما عرفتُه ولا مَنْ دونَه. وأمّا أبوه وجدّه فمعروفان". 976 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو أسامة: نا إسحاق: نا نُمير بن الوليد عن أبيه عن جدّه.

عن أبي موسى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"أكرموا الخُبْزَ، فإنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ (¬1) - سخّر له بركاتِ السمواتِ والأرضِ، والحديدَ والبقرَ وابنَ آدمَ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (أبو أسامة هو عبد الله بن محمد المتقدِّم). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الحديث عزاه إلى فوائد تمام: السخاوىِ في "المقاصد" (ص 78). وأخرجه المُخلِّص -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 289 - 290) - من طريق أبي أسامة به. قال ابن الجوزي: "وهذا من عمل عبد الله أيضًا". أهـ وتقدّم الكلامُ على هذا السّندِ في الحديث السابق. * * * وللحديث طرقٌ أخرى تالفة: 1 - فقد أخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 154) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 291) - من طريق أبي الأشرس الكوفي عن شريك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه مرفوعًا: "يا شُقيراء! يا حُميراء! أحسني جوارَ نعمة الله عليك. فبالخبز أنزل الله المطر من السماء، وبالخبز أنبت النبات من الأرض، وبالخبز صمنا وصلينا، وبالخبز حججنا بيت ربّنا، وبالخبز جاهدنا عدوَّنا، ولولا الخبز ما عُبِد الله في الأرض". قال ابن حبّان: "أبو أشرس شيخ يروى عن شَريك الأشياء الموضوعة التي ما حدّث بها شَريك قطُّ (في الأصل: فقط. وهو تحريف قبيح). لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الإِنباء عنه". أهـ قلت: هذا كذبٌ بيّنٌ! قبّح الله واضعه. 2 - وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" -[كما في ¬

_ (¬1) ليس في (ف): (عَزَّ وَجَلَّ).

"المقاصد" (ص 78)]- ومن طريقه المُخلِّص وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" -[كما في "المقاصد"] وابن الجوزي (2/ 290) - وابن مندة في "الصحابة" -كما في "الإِصابة" (1/ 574) - من طريق طلحة عن ثور عن عبد الله بن زيد عن أبيه مرفوعًا: "أكرموا الخبز، فإنّ الله أنزل معه بركات من السماء، وأخرج له بركات من الأرض". قال ابن الجوزي: "وهذا من عمل طلحة الحضرمي. قال أحمد والنسائي: متروك الحديث. وقال بحيى: ليس بشيءٍ. وقال ابن حبّان: لا يحل الرواية عنه إلا بالتعجب". أهـ قلت: هذا وهم من ابن الجوزي فطلحة المذكور هو ابن زيد الرّقّي لا ابن عمرو الحضرمي، كذا سُمِّي في سند ابن مندة، وقال الحافظ في "الإِصابة": "قلت: قال ابن المديني: طلحة بن زيد كان يضع الحديث". أهـ وقد تقدّم أنّ أحمد وأبا داود اتهماه بالوضع أيضًا. وفي "تنزيه الشريعة" (2/ 245): "نقل الشمس السخاوي عن شيخه الحافظ ابن حجر أنّه قال: خيرُ طرق هذا الحديث طريق حديث عبد الله بن زيد عن أبيه على ضعفه، ولا يتهيّأ الحكمُ عليه بالوضع مع وجوده. قال السخاوي: وهذا منه -رحمه الله - بناءً على أن طلحة هو ابن عمرو الحضرمي المتروك، وليس كذلك -وإن سبقه إليه ابن الجوزي-، وإنّما هو ابن زيد القرشي الرَّقّيُّ الذي نَسَبه أحمد وأبو داود وابن المديني إلى وضع الحديث. وزيد والد عبد الله قال فيه أبو نعيم: مجهول". أهـ 3 - وأخرجه ابن قتيبة في كتاب "تفضيل العرب" -كما في "التذكرة" للزركشي (ص156) - قال: ثنا أيّوب بن سليمان عن محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: -ولا أعلم إلَّا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أكرموا الخبز، فإن الله سخّر له ما في السموات والأرض". وسنده تالف: محمد بن زياد هو اليَشْكري الطحّان الكوفي كذّبه الأئمة:

ابن معين وأحمد والفلاّس والجوزجاني وأبو زرعة والنسائي والدارقطني. 4 - وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 48) وابن عدي في "الكامل" (7/ 2508) والدراقطني -[كما في "اللآلئ" (2/ 214)]- ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 291) من طريق نوح بن أبي مريم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة مرفوعًا: "أكرموا الخبزَ، فإنّ اللهَ أكرمه". وسنده تالف أيضًا: نوح هو الجامع، قال في "التقريب":"يُعرف بالجامع لجمعه العلوم، لكن كذّبوه في الحديث، وقال ابن المبارك: كان يضع". أهـ 5 - وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" -كما في "اللآلئ" (2/ 214) - قال: حدثنا الجارود: حدثنا عبد الحميد بن أبي داود: حدثنا مروان بن إسماعيل عن سالم عن إسماعيل بن فلان عن الحجاج بن علّاط السُّلَمي مرفوعًا: "أكرموا الخبز، فإن الله تعالى أنزله من بركات السماء، وأخرجه من بركات الأرض". قال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 245): "قلت: إسناده -غير الصحابي- ما بين ضعيف ومجهول". أهـ 6 - وأخرجه أبو سعد الماليني في "المؤتلف" -كما في "اللسان" (4/ 267 - 268) - وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 4) من طريق علي بن يعقوب بن سويد الوراق عن محمد بن إبراهيم البغدادي عن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الخوارزمي عن ذي النون المصري الزاهد عن أحمد بن الحكم -من أهل البلقاء- عن عبد الله بن إدريس عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا خرجتم من حجّ أو عمرة ... " الحديث، وفيه: "وأكرموا الخبز فإن الله تعالى سخّر له بركات السماء والأرض". وسنده تالف: علي بن يعقوب قال ابن يونس: كان يضع الحديث.

وعبد الله بن إدريس مجهول كما قال ابن عساكر (اللسان: 3/ 256) وأحمد بن الحكم قال الذهبي في "الميزان (1/ 94): "لا يُعرف". وقال الحافظ في "اللسان" (4/ 268): "قلت: وهو حديثٌ موضوعٌ بلا شكٍّ". 7 - وأخرجه حُميد بن زَنْجَويه في "ترغيبه" -كما في "اللآلئ" (2/ 215) - من طريق محمد بن راشد عن الفضل بن عطاء عن إبراهيم بن عبد الرحمن المديني عن مكحول مرسلًا: "أكرموا الخبز، فإن الله أنزله من بركات السماء، وأخرجه من بركات الأرض". وهذا مع إرساله فيه: محمد بن راشد قال الذهبي: لا يُدرى من هو. (اللسان: 5/ 163) وشيخه الفضل قال العقيلي: فيه نظر. (اللسان: 4/ 445) وشيخه إبراهيم لم أقف على ترجمته. 8 - وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 335) من طريق خلف بن يحيى قاضي الري عن إسماعيل بن جعفر عن حميد بن عبد الله عن أبي سُكَينة مرفوعًا: "أكرموا الخبز فإن الله أكرمه، فمن أكرم الخبز أكرمه الله". قال الهيثمي (5/ 34): "فيه خلف بن يحيى قاضي الري، وهو ضعيف. وأبو سُكَيْنة قال ابن المديني: لا صحبةَ له". أهـ قلت: خلف كذّبه أبو حاتم (اللسان: 2/ 405 - 406) فالسند تالف. * * * وخير طرق الحديث: ما أخرجه الحاكم (4/ 122) والبيهقي في "الشعب" (5/ 85) من رواية بشر بن المبارك العبدي عن غالب القطّان عن كريمة بنت همّام الطائيّة عن عائشة مرفوعًا: "أكرموا الخبز". قال الحاكم: صحيح. وسكت عليه الذهبي. قلت: بشر لم أقف على ترجمته، وكريمة ذكرها الحافظ في "التهذيب"

12 - باب: الحلواء والعسل

(12/ 448) ولم يُورد فيها جرحًا ولا تعديلًا، فهي مجهولة. وأفرد السخاوي في هذا الحديث جزءًا كما ذكر في "المقاصد" (ص 78)، وأفرد فيه جزءًا أيضًا من العصريين أحمد بن الصديق الغماري، وسمّاه "رفع الرجز بإكرام الخبز". 12 - باب: الحلواء والعسل 977 - أخبرنا أبو عمر محمد بن عيسى القزويني قراءةً عليه ببيت لهيا [(ح)] (¬1). وحدثنا أبي -رضي الله عنه (¬2) -، قالا: نا أبو عبد الله محمد بن أيّوب بن يحيى بن الضُّريس الرّازي: أنا يحيى بن هاشم الغسّاني: نا هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة قالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعجِبُه الحَلوَاءُ والعَسَلُ. أخرجه البخاري (9/ 557) ومسلم (2/ 1101) من طريق هشام بن عروة به بلفظ: كان يحب ... 13 - باب: دفع الباكورة إلى أصغر الولدان 978 - حدّثنا خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة، قال: حدّثني أبو ربيعة: نا جرير بن حازم عن يونس بن يزيد عن الزُّهريّ عن سعيد بن المسيّب. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أُتيَ بالباكورةِ دَفَعَها إلى أصغرِ من يحضره من الولدانِ. ¬

_ (¬1) من (ر). (¬2) في (ر): (رحمه الله)، وليس في (ظ) شيء.

14 - باب: فضل التمر البرني

أبو ربيعة هو زيد بن عوف ولقبه: فهد، قال الفلّاس: متروك. وضعّفه الدارقطني (اللسان: 2/ 509). وأخرجه ابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (280) من طريق عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد العُذْري: نا يونس بن يزيد به مطولًا. والعُذْري قال العقيلي: مجهول. وضعّفه الدارقطني، وتركه الأزدي. (اللسان: 3/ 443 - 444). والحديث أخرجه مسلم (2/ 1000) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. 14 - باب: فضل التمر البَرْنيّ 979 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ببغداد: نا عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري: نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن عبد الرحمن بن أبي سعيد. عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نَزَلَ عليَّ جبريلُ [-عليه السلام-] (¬1) بالبَرْنيِّ من الجنة". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1507) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 23 - 24) - من طريق أبي قلابة به. وليس عندهما (عن عطاء بن يسار). قال ابن عدي: "لا يرويه عن عبد الرحمن بن زيد غير عبد الله بن إبرا هيم". أهـ ¬

_ (¬1) من (ف).

15 - باب: تفتيش التمر

وسنده تالف: عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال الحافظ في "التقريب": "متروك، ونسبه ابن حبان إلى الوضع". أهـ وقال الحاكم: روى عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة لا يرويها غيره. وشيخه عبد الرحمن ضعيف كما في "التقريب". وقال ابن الجوزي: "المُتَّهمُ به: عبد الله بن إبراهيم، نَسَبَه ابنُ حبّان إلى أنه كان يضع الحديث". أهـ 15 - باب: تفتيش التمر 980 - حدّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب: نا أبو الفضل بِسطام بن الفضل أخو عَارِم: نا أبو قتيبة، قال: سمعت همامًا يُحدّث عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. عن أنس، قال: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتيَ بتمرٍ عتيقٍ فجعل يُفتِّشُهُ. 981 - أخبرنا المُظفَّر بن حاجب: نا إسماعيل بن قيراط: نا بكر بن خلف: نا سلم بن قتيبة نحوه (¬1). أخرجه أبو داود (3832) -ومن طريقه البيهقي (7/ 281) - وابن ماجه (3333) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 204 - 205) من طريق أبي قتيبة سَلْم بن قتيبة به. وهو عند ابن ماجه وأبي الشيخ من رواية بكر بن خلف عنه. وإسناده جيّدٌ قوي: سَلْم وثقه أبو داود وأبو زرعة وابن حبّان وابن قانع والدارقطني والحاكم. وقال ابن معين وأبو حاتم: ليس به بأس. زاد أبو حاتم: كثير الوهم، يُكتَبُ حديثُه. ¬

_ (¬1) في (ظ): (مثله) وكذا في (ر) فوق كلمة (نحوه).

16 - باب: أكل القثاء بالرطب

وخالفه محمد بن كثير العَبْدي فرواه عن همام عن إسحاق مرسلًا، أخرجه عنه أبو داود (3833) -ومن طريقه البيهقي-. والعَبْدي قال ابن معين: لم يكن بثقة. وضعّفه ابن قانع، ووثقه أحمد وابن حبّان، وقال أبو حاتم: صدوق. وقال سليمان بن قاسم: لا بأس به. والذي يظهر من استعراض أقوال الأئمة في الرجلين أنّ سلم بن قتيبة مقدّم في التوثيق على محمد بن كثير، ويؤيد روايته المسندة متابعة وكيع بن الجرّاح له التي أشار إليها المزي في "تحفة الأشراف" (1/ 92) حيث قال: "ورواه أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي عن وكيع بن الجرّاح عن همّام بن يحيى، فأسنده". أهـ 16 - باب: أكل القثّاء بالرُّطَب 982 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي: نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي: نا مُحرز بن عون وعبد الله بن عون، قالا: نا إبراهيم بن سعد عن أبيه. عن عبد الله بن جعفر، قال: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يأكل القِثّاءِ بالرُّطَبِ. 983 - نا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي [الحافظ] (¬1): نا محمد بن هارون الحضرمي: نا إسحاق بن أبي إسرائيل (ح). وحدثنا أبو الحسن علي بن عمر: نا أبو علي محمد بن سليمان المالكي: نا أحمد بن أبان القرشي. قالا: نا إبراهيم بن سعد عن أبيه. عن عبد الله بن جعفر، قال: رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل القِثّاءَ بالرُّطَبِ. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

17 - باب: أكل البطيخ بالرطب

أخرجه البخاري (9/ 572، 573) ومسلم (3/ 1616) من طرق عن إبراهيم به. وهو عند مسلم من رواية عبد الله بن عون عنه. ورواية محرز بن عون عند أبي الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 214). 984 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم: نا أبو جعفر محمد بن الخَضِر الرَّقِّيُّ: نا عمّار بن مطر العَنْبريُّ: نا حمّاد بن سلمة عن أيّوب عن نافع. عن ابن عمر، قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يأكلُ القِثّاءَ بالرُّطَبِ. إسناده تالف: عمّار بن مطر قال أبو حاتم: كان يكذب. وقال ابن حبّان: يسرق الحديث. وقال ابن عدي: أحاديثه بواطيل. وضعّفه الدارقطني. (اللسان: 4/ 275 - 276). 17 - باب: أكل البِطّيخ بالرُّطَب 985 - حدّثنا أبو الحسن علي بن عمر: نا الحسين بن إسماعيل البغدادي: نا محمد بن عمرو الباهلي: نا يوسف بن عطيّة عن مطر عن قتادة. عن أنس، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يأخذُ الرُّطَبَ بيمينه، والبِطّيخَ بيسارِه، فيجمعُ بينَهما. وكان أحبَّ الفاكهةِ إليه. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 209/ ب) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 216) والبيهقي في "الشعب" (5/ 111) من طريق محمد بن عمرو الباهلي به، وقال الطبراني: "لم يروه عن قتادة إلّا مطر، تفرّد به يوسف". أهـ. وأخرجه الحاكم (4/ 120 - 121) وأبو نعيم في "الطب" (ق 140/أ) من طريقين آخرين عن يوسف به.

وإسناده واهٍ: يوسف بن عطيّة هو الصفّار متروك كما في "التقريب". وقال البيهقي: "يوسف ضعيف". أهـ وقال الحاكم: "تفرد به يوسف، ولم يحتجّا به". أهـ وقال الذهبي في "التلخيص": "قلت: وهو واهٍ". وقال الهيثمي (5/ 38): "وفيه يوسف بن عطيّة الصفّار، وهو متروك". أهـ وعزاه الحافظ في "الفتح" (9/ 573) إلى الطبراني في "الأوسط" وأبي نعيم في "الطب"، وقال: "سنده ضعيف". وأخرج أحمد (3/ 142، 143) -ومن طريقه ابن حبّان (1356) - والترمذي في "الشمائل" (رقم: 190) والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (1/ 179) - وأبو الشيخ (ص 215، 217) وأبو نعيم (ق 140/ أ) والبيهقي (5/ 112) من طريق جرير بن حازم عن حميد عن أنس قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الخِرْبِزِ (¬1) والرُّطَب. وصحّح الحافظ في "الفتح" (9/ 573) سندَه إلى حُمَيد. وحُميد تكلّم الأئمة في سماعه من أنس، وأنّه لم يسمع منه إلا أربعة وعشرين حديثًا، وأن عامّة ما يرويه عنه إنمّا سمعه من ثابت فدلّسه عنه (انظر: التهذيب: 3/ 38 - 40). قال الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" (ص 202): "قلت: فعلى تقدير أن تكون [يعني: أحاديث حميد] مراسيل فقد تبيّن الواسطة فيها وهو ثقةٌ محتجٌ به". أهـ وأخرج أبو داود (3836) والترمذي (1843) -وحسّنه- والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (12/ 148) - وابن حبّان (1357، 1358) وأبو الشيخ (ص 215، 216) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 103) و"الطب" (ق 139/ ب-140/ ب) والبيهقي (5/ 111) من ¬

_ (¬1) هو البطيخ بالفارسية "نهاية".

18 - باب: في الخبيص

طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل البطيخ بالرطب. زاد أبو داود والبيهقي: فيقول: "نكسر حرَّ هذا ببرد هذا، وبردَ هذا بحرّ هذا". وسنده صحيح كما قال الحافظ في "الفتح" (9/ 573). وأخرج ابن ماجه (3326) والطبراني في "الكبير" (6/ 199 - 200) وأبو الشيخ (ص 215) من طريق يعقوب بن الوليد المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل الرُّطب بالبطيخ. قال البوصيري في "الزوائد" (2/ 184): "هذا إسنادٌ فيه يعقوب بن الوليد، وهو ضعيف، واتهموه". أهـ قلت: كذّبه أحمد وابن معين. وأخرج أبو الشيخ (ص 216) والبيهقي (5/ 112) من طريق زَمْعة عن محمد بن أبي سليمان عن بعض أهل جابر عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل الخِرْبِز بالرطب، ويقول: "هما الأطيبان". وسنده ضعيف: فيه مبهم، ومحمد بن أبي سليمان لم أتبيّنه، وزَمْعةَ -وهو ابن صالح- ضعيف كما في "التقريب". قال ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 286): "لا يصحُّ في فضل البطيخ شيءٌ إلَّا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكلَه". أهـ 18 - باب: في الخبيص 986 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا عبد العزيز بن سعيد الهاشمي: نا محمد بن أبي السَّريِّ: نا الوليد بن مسلم: نا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سَلَام عن أبيه عن جدّه.

عن عبد الله بن سَلاَم، قال: قَدِمَت عِيرٌ من طعام، فيها جَمَلٌ لعثمان بن عفّان -رضي الله عنه (¬1) -، عليه دقيقٌ حُوَّارَى (¬2) وسمنٌ وعسلٌ. فأتاها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فدعا فيها بالبركةِ، ثمّ دعا بِبُرْمَةٍ فنُصِبَتْ على النَّارِ، وجعل فيها من العسل والدقيق والسّمْنِ، ثمّ عُصِدَ حتى نَضِجَ أوكاد ينضَجُ، ثمّ أُنزِلَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُوا، هذا شيءٌ تُسمِّيه فارسٌ: الخبيصَ". فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكلنا. أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 24) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 210/ أ) و"الكبير" (كما في "المجمع") -ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (1/ 368 - 369) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1109) - والبيهقي في "الشعب" (5/ 98 - 99) من طريق محمد بن أبي السَّريِّ به. والسند عندهم: (عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جدّه). وقال الطبراني: لا يُروى عن عبد الله بن سلام إلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به الوليد بن مسلم. وإسناده ضعيف: ابن أبي السَّريِّ وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليّن الحديث. وقال ابن عدي: كثير الغلط. وقال مسلمة بن قاسم: كان كثير الوهم، وكان لا بأس به. وقال ابن وضّاح: كان كثير الحفظ، كثير الغلط. وحمزة بن يوسف لم يوثّقه غير ابن حبان، ولم يذكروا عنه راويًا غير ابنه محمد ففيه جهالةٌ. وقال ابن الجوزي: "هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تفرّد به الوليد، وكان يُسقط الضعفاء من الإسناد ويدلّس". أهـ. قلت: الوليد ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) و (ر). (¬2) هو الدقيق الأبيض، وهو لُباب الدقيق "قاموس".

19 - باب: في الهريسة

قد صرّح بالتحديث، والسندُ فوقه لا يحتمل تسويةً لأنّه من رواية الأبناء عن الآباء. وقال الهيثمي (5/ 38): "ورجال الصغير والأوسط ثقات"!. وله لفظٌ آخر: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -كما في "المطالب العالية" (المسندة- ق 82/ ب) - قال: حدثنا داود بن رُشَيد: ثنا الهيثم بن عمران: حدثني جدي عبد الله بن أبي عبد الله، قال: صنع عثمان بن عفّان خبيصًا بالعسل والسمن والبُرِّ، فأتى به في قصعة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ما هذا؟ " قال: هذا -يا نبيَّ الله- شيءٌ تصنعه الأعاجم من البُرِّ والعسل والسمن، تسمّيه الخبيص. قال: فأكل. الهيثم بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (9/ 82 - 83)، وجدّه لم أعثر على ترجمته. وقال البوصيري في "مختصر الاتحاف" (2/ ق 42/ أ): "إسناده منقطع". 19 - باب: في الهريسة 987 - حدّثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علّان الحرّاني: أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: نا محمد بن حسّان: نا محمد بن الحجّاج عن عبد الملك بن عُمير عن رِبْعي بن حِراش. عن حُذَيفة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتاني جبريلُ بالهريسةِ من الجنّةِ لأَشُدَّ بها ظهري لقيامِ الليل". أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 45) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 210/ أ) وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 295 -

296) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2155) وأبو نعيم في "الطب" (ق 64/ ب) والخطيب في "التاريخ" (2/ 279) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 17) - من طريق محمد بن الحجّاج به. قال الطبراني: "لم يروه عن عبد الملك إلَّا محمد". وقال العقيلي: "هذا حديث باطلٌ لا يُتابع عليه إلَّا من هو مثله (يعني: ابن الحجاج) أو دونه". وقال ابن عدي: "هذا الحديث موضوع، مما وضعه محمد بن الحجّاج". ومحمد بن الحجاج قال ابن معين: كذّابٌ خبيثٌ أُراه صاحب هريسة. وقال الدارقطني: كذّاب من أهل واسط، هو صاحب حديث الهريسة. وقال ابن طاهر: كذاب، وبحديث الهريسة يُعرف. (تاريخ بغداد، واللسان: 5/ 116 - 117). وقال الهيثمي (5/ 38): "وفيه محمد بن الحجاج اللخمي (في الأصل: الجمحي. وهو تحريف)، وهو الذي وَضَع الحديث". 988 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر الكندي: نا أحمد (¬1) بن إدريس بن حمادة الأنطاكي: نا محمد بن عيسى بن المبارك بن يزيد بن سنان مولى عمر بن عبد العزيز: نا داود بن مهران الدبّاغ: نا محمد بن الحجّاج المصفر (¬2): نا عبد الملك بن عُمير عن رِبْعي بن حِراش. عن عليٍّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أطعمني جبريلُ الهريسةَ من الجنّة لأشدَّ بها ظهري لقيامِ الليل". لم يروِ هذا الحديث إلا محمد بن الحجّاج. وقد اختُلِفَ عليه فيه، ورواه الثقةُ عنه فقال: عن عبد الملك عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. مرسلٌ، وهو أشبه. ¬

_ (¬1) عليه تضبيب في (ظ). (¬2) كذا وهو وهم، والصواب أنّه اللخمي الواسطي.

إسناده تالف كسابقه، آفته محمد بن الحجاج. وقد قلّبه هذا الكذاب على وجوه: فرواه عن عبد الملك عن ربعي عن معاذ، أخرجه العقيلي (4/ 45) -ومن طريقه ابن الجوزي (3/ 16). ورواه عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ، أخرجه أبو نعيم في "الطب" (ق 78/ ب). ورواه أيضًا عن عبد الملك عن جابر بن سمرة، أخرجه العقيلي (4/ 45) - ومن طريقه ابن الجوزي (3/ 17). ورواه عن عبد الملك عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلًا، أخرجه العقيلي (4/ 45) -ومن طريقه ابن الجوزي (3/ 17) - والخطيب (2/ 279). ورواه عن عبد الملك عن يعلي بن مرة، أخرجه الخطيب (2/ 279 - 280) ومن طريقه ابن الجوزي (3/ 18). وله طرق أخرى تالفة: 1 - فأخرجه ابن عدي (3/ 1159) -ومن طريقه ابن الجوزي (3/ 17) - من طريق سلّام بن سليمان عن نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس. ونهشل كذّبه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه. وسلّام متروك كما قال البخاري والنسائي وغيرهما. قال ابن الجوزي: "قلت: فنحن نظن أنّ أحدهما سرقه من محمد بن الحجّاج، وركّب له إسنادًا". أهـ. 2 - وأخرجه ابن السني في "الطب" -كما في "اللآليء" (2/ 236) - وأبو نعيم في "الطب" (ق 78/ ب- 79/ أ) وابن الجوزي (3/ 17) من طريق إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي عن عمرو بن بكر عن أرطاة عن مكحول عن أبي هريرة. قال ابن الجوزي: "نرى أنّ إبراهيم بن محمد الفريابي سرقه فركّب له

إسنادًا. وقال أبو الفتح الأزدي: إبراهيم بن محمد ساقط". أهـ. وتعقّبه السيوطي في "اللآليء" فقال: "قلت: إبراهيم روى له ابن ماجه، وقال في "الميزان" (¬1): (قال أبو حاتم وغيره: صدوق. وقال الأزدي وحده: ساقط) قال: (ولا يُلتفت إلى قول الأزدي فإن في لسانه في الجرح رهَقًا) انتهى. وحينئذ فهذا الطريق أمثلُ طرق الحديث". أهـ. قلت: وقال الساجي: "يُحدِّث بالمناكير والكذب". أهـ. وهذا الحديث من ذلك، وأظن الآفة شيخه عمرو بن بكر فقد قال ابن حبّان: روى الأوابد والطامات التي لا يشكُّ مَنْ هذا الشأن صناعتُه أنّها معمولة أو مقلوبة، لا يحلُّ الاحتجاج به. وقال أبو نعيم: روى مناكير، لا شيء. 3 - وأخرجه أبو نعيم في "الطب" (ق 78/ ب) من طريق سفيان بن وكيع عن أبيه عن أسامة بن زيد عن صفوان بن سُليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة. وسفيان قال أبو زرعة: كان يتهم بالكذب. وقال النسائي: ليس بثقة. وذكر أبو حاتم وابن حبّان أنه ابتلي بورّاقه الذي كان يُدخل في كتبه ما ليس من حديثه فيحدّث سفيانُ بها. 4 - وأخرجه الخطيب في "رواة مالك" -كما في "اللآلئ" (2/ 236) - من طريق الحسن بن عاصم عن الصبّاح بن عبد الله عن مالك عن الزهري عن ابن المسيّب عن أبي هريرة. قال الخطيب: "هذا حديثٌ باطلٌ، والحسن بن عاصم هو أبو سعيد العدوي، وكان كذّابًا يضع الحديثَ". 5 - وأخرجه الخطيب في "رواة مالك" -كما في "اللآليء" ¬

_ (¬1) (1/ 61).

20 - باب: الكمأة من المن

(2/ 236) - من طريق موسى بن إبراهيم الخراساني عن مالك عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة. قال الخطيب: "موسى بن إبراهيم مجهول، والحديث باطل". 6 - وأخرجه أبو نعيم في "الطب" -كما في "اللآلئ" (2/ 236 - 237) - من طريق يعقوب بن الوليد عن أبي أمامة بن عبد الله بن عمرو عن أبيه عن جدّه. ويعقوب قال أحمد: كان من الكذّابين الكبار، وكان يضع الحديث. وكذبه ابن معين، واتهمه ابن حبان. وللحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (المُتوفّى سنة 842) جزء في بيان وضع هذا الحديث، سمّاه: "رفعَ الدَّسيسةِ بوضعِ حديث الهريسةِ". 20 - باب: الكمأة من المنّ 989 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن الحسن بن محمد بن السَّفر الجُرشي البزّاز: نا عثمان بن عبد الله بن أبي جَميل: نا حجّاج بن محمد الأعور: نا شُعبة عن عبد الملك بن عُمَير عن عمرو بن حُرَيث. عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "الكَمْأةُ من المَنِّ، وماؤها شفاءٌ للعين". أخرجه البخاري (8/ 303 و10/ 163) ومسلم (3/ 1619 - 1620) من طرقٍ عن شعبة به. وأخرجاه (البخاري: 8/ 163، مسلم: 3/ 1619، 1621) من طرقٍ أخرى عن عبد الملك به. وأخرجاه (البخاري: 10/ 163، مسلم: 3/ 1620) من طريق الحسن العُرَنيِّ عن عمرو بن حريث به.

21 - باب: أكل الفولة بقشرها

990 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا ابن أبي غَرَزَة: نا أبو غسّان -يعني: مالك بن إسماعيل-: نا عمر بن زياد الهلالي عن عبد الملك بن عُمير عن عمرو بن حُرَيث. عن سعيد بن زيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الكَمْأةُ من المَنِّ، وماؤها شفاءٌ للعين". عمر بن زياد قال البخاري: يعرف ويُنكر. وقال ابن عدي: لا بأس برواياته. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 4/ 306 - 307). 21 - باب: أكل الفولة بقشرها 991 - أخبرنا جعفر بن محمد الكِنْدي: نا محمد بن إدريس: نا زهير بن عبّاد: نا عبيد (¬1) الله بن موسى الخُراساني عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عروة. عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مَنْ أكلَ الفولةَ بِقشرِها أخرجَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- (¬2) منه من الداءِ مثلَها". أخرجه بقيّ بن مَخْلد في "مسنده" -كما في "لسان الميزان" (3/ 319) - وابن عدي (4/ 1573) من طريق زهير به. قال ابن عدي: "عبد الله بن عمر شيخٌ مجهولٌ خراساني، يحدّث عن الليث بن سعد بمناكير" وقال: "هذا حديث باطلٌ لا يرويه غير عبد الله هذا، ولا يرويه عنه غير زهير". وأخرجه الدارقطني -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وعليه تضبيب في (ظ) و (ر)، وعند مخرّجي الحديث (عبد الله) مكبّرًا. (¬2) في (ظ): (خرج منه).

22 - باب: أكل المضطر

(2/ 293) - من طريق بكر بن عبد الله عن الليث عن يزيد عن أبي الخير عن عروة عن عائشة. قال ابن الجوزي: "هذا حديثٌ ليس بصحيح. قال بعض الحفّاظ: تفرّد به بكر عن الليث". أهـ. قلت: بكر بن عبد الله هو ابن الشرود قال ابن معين: كذّاب ليس بشيءٍ. وضعّفه غيره. (اللسان: 2/ 52 - 54). وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 150) والذهبي في "الميزان" (2/ 620) من طريق عبد الصمد بن مطير عن ابن وهب عن الليث بالسند السابق. قال ابن حبّان: "عبد الصمد يروي عن ابن وهب ما لم يحدّث به ابن وهب قط. لا يحلُّ ذكره إلا على سبيل القدح فيه". أهـ. وقال الذهبي عن الحديث: "باطل". والحديث ذكره ابن القيم في "المنار المنيف" (ص 55) كمثال على أنّ سماجةَ الحديث وكونه ممّا يسخر منه علامةٌ على وضعه، ثم قال: "لعن اللهُ واضِعَه! ". 22 - باب: أكل المضطّر 992 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأَذرعيُّ قراءةً عليه: نا أبو العبّاس محمد بن جَوْشَن بالرقّةِ: نا إبراهيم بن إسماعيل بن عُليَّة: نا أبي عن ابن عَوْن عن الحسن. عن سَمُرة بن جُنْدُب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُجزىء من الاضطرارِ غَبُوقًا أو صَبُوحًا" (¬1). ¬

_ (¬1) كذا بالأصول، والصواب (غبوقٌ أو صبوحٌ) بالرفع كما عند مخرّجي الحديث.

إبراهيم بن إسماعيل قال العجلي: جهميٌّ خبيث ملعون. وقال ابن معين: ليس بشيءٍ. (اللسان: 1/ 34 - 35). والحسن لم يسمع من سمرة سوى حديث العقيقة. وأخرجه الحاكم (4/ 125) من طريق أبي المثنى [وهو معاذ بن المثنّى بن معاذ بن معاذ، وهو ثقة له ترجمة في "تاريخ الخطيب" (13/ 136)] عن أبيه عن جدّه عن ابن عون قال: قرأت عند الحسن كتاب سمرة إلى بنيه، وفيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... وذكر الحديث. وسنده إلى ابن عون صحيح، لكنه منقطع. وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" (1/ 61) [ونقله البيهقي (9/ 356)] عن شيخه معاذ بن معاذ عن ابن عون قال: رأيت عند الحسن كتاب سمرة لبنيه أنه يجزئ من الاضطرار ... فذكره. وهذا علاوةً على كونه منقطعًا -كسابقه- موقوفٌ.

(20) كتاب الأشربة

(20) " كتاب الأشربة"

1 - باب: تحريم الخمر

1 - باب: تحريم الخمر 993 - أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحارث بن عبد الرحمن بن الحارث الرَّملي: نا الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني: نا عبد الله بن محمد بن أسماء: نا جُويرية بن أسماء عن نافع. عن ابن عمر أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ شرِبَ الخمرَ في الدُّنيا لم يشربْها في الآخرة إلّا أنْ يتوبَ". أخرجه مسلم (3/ 1588) من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع به. وأخرجه البخاري (10/ 30) ومسلم من طريق مالك عن نافع به بلفظ: "من شرب الخمر في الدنيا ثمّ لم يَتُبْ منها حُرِمها في الآخرة". 994 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن: نا أحمد بن المُعلَّى: نا عثمان بن إسماعيل: نا عبد السلام بن عبد القدوس، قال: أخبرني أبي: نا بلال بن سعد السَّكُوني. عن أبيه، قال: دخلتُ على معاويةَ بن أبي سفيان -رحمة الله عليه (¬1) -، فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ شَرِبَ مُخَمَّرًا (¬2) مُسْكِرًا مُستحِلًا له بعدَ تحريمه، لم يتبْ ولم ينزعْ، فليس منّي ولا أنا منه يومَ القيامةِ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (عبد السلام وأبوه ضعيفان). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (10/ ق 161/ أ) من طريق تمّام. وإسناده تالفٌ: عبد القدوس بن حبيب الشامي قال الفلّاس: أجمعوا ¬

_ (¬1) في (ظ): (رحمه الله)، وفي (ر) و (ش): (رضي الله عنه). (¬2) في (ر): (خمرًا).

على ترك حديثه. وكذّبه إسماعيل بن عيّاش وابن المبارك. واتهمه ابن حبان بالوضع. (اللسان: 4/ 45 - 48). وابنه عبد السلام قال أبو داود: عبد القدوس ليس بشيءٍ، وابنه شرٌّ منه. وضعّفه أبو حاتم، وقال ابن حبّان: يروي الموضوعات. (اللسان: 4/ 14 - 15). 995 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الْأذْرَعيُّ: نا أبو الأصبغ محمد بن عبد الرحمن القُرْقُساني: نا إبراهيم بن المُنذر الحِزامي، قال: أخبرني عمر بن عثمان عن أبيه عن ابن شهاب، قال: حدّثني سعيد بن المسيّب أنّه. سمع أبا هريرة يقول: أُتيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ أُسرِيَ به بإيليَاءَ بقَدَحَيْن من خَمْرٍ ولَبَنٍ، فنظرَ إليهما، فأخذ اللبنَ. فقال له جبريلُ- صلى الله عليه- (¬1): الحمدُ للهِ الذي هداك للفِطْرةِ، ولو أخذتَ الخمرَ غَوَتْ أُمّتُكَ". أخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/ 13 - 14) من طريق تمّام. ورواية عثمان بن عمر عن الزهري هذه علّقها البخاري (10/ 30). والحديث أخرجه البخاري (10/ 30) ومسلم (3/ 1592) من طرقٍ أخرى عن الزهريِّ به. 996 - حدثنا أبو الحارث أحمد بن محمد: نا أحمد بن علي القاضي: نا عُبيد الله القَواريري: نا يوسف بن يزيد البرَّاء: نا راشد بن (¬2) محمد الحِمّانيّ: نا شَهر بن حَوْشب عن أمِّ الدرداء. عن أبي الدّرداء، قال: أوصاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ألَّا أشربَ الخمرَ، فإنّها مفتاحُ كلِّ شرٍّ. ¬

_ (¬1) في (ظ): (صلى الله عليه وسلم)، وفي (ر): (عليه السلام)، والظاهر أنّه من زيادات النُّساخ. (¬2) كذا في الأصول، والصواب (أبو محمد) كما في كتب الرجال.

أخرجه ابن ماجه (3371، 4034) والبيهقي في "الشعب" (5/ 11) من طريق راشد الحِمّاني به. قال البوصيري في "الزوائد" (2/ 195): "هذا إسنادٌ حسنٌ". أهـ. قلت: شَهْرٌ مختلَفٌ في توثيقه، وهو حسن الحديث في الشواهد، ولحديثه شواهد: 1 - فقد أخرج الحاكم (4/ 145) والبيهقي (5/ 10 - 11) من طريق نُعَيم بن حماد عن عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا: "اجتنبوا الخمرَ، فإنّها مفتاح كل شرّ". قال الحاكم: "صحيح الإسناد". وسكت عليه الذهبي. قلت: نعيم ضعيف من جهة حفظه. 2 - وأخرج عبد بن حميد في "المنتخب" (رقم: 1594) والبيهقي في سننه (7/ 304) و"الشعب" (6/ 188) من طريق سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مكحول عن أمِّ أيمن أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصى بعض أهل بيته- فذكرت الوصيّةَ وفيها: "وإيّاكَ والخمرَ، فإنّها مفتاح كل شرٍّ". رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع: مكحول لم يدرك أمَّ أيمن. 3 - وأخرج الطبراني في "الكبير" (24/ 190) والحاكم (4/ 41) من طريق يزيد بن سنان عن سُليم بن عامر عن جُبَير بن نفير عن أميمة مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: كنت أصبُّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضوءَه، فدخل رجلٌ فقال: أوصني. فقال: .. وفيه: "ولا تشربنّ خمرًا، فإنها رأسُ كل شرٍّ". وعند الحاكم: "خطيئة" بدل "شرّ". قال الذهبي: "سنده واهٍ". أهـ. وقال الهيثمي (4/ 217): "وفيه يزيد بن سنان الرّهاوي، وثّقه البخاري وغيره، والأكثر على تضعيفه. وبقية رجاله ثقات". 4 - وأخرج أحمد (5/ 238) من طريق عبد الرحمن بن جُبير بن نُفَير

2 - باب: كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام

عن معاذ قال: أوصاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعشر كلماتٍ: قال: ... وفيه: "ولا تشربنّ خمرًا، فإنه رأس كل فاحشةٍ". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 82) -وعنه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 306) - من طريق عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ، ولفظه: "ولا تشرب الخمرَ، فإنّها مفتاحُ كل شرٍّ". قال الهيثمي (4/ 215): "ورجال أحمد ثقات إلَّا أنّ عبد الرحمن بن جُبير بن نُفَير لم يسمع من معاذ. وإسنادُ الطبراني متَّصلٌ، وفيه عمرو بن واقد القرشي، وهو كذّابٌ". فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن إن لم يكن صحيحًا. 2 - باب: كلّ مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام 997 - حدثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو القاسم عيسى بن محمد بن عيسى ابن بنت طَهْمان بالرّي على باب ابن أيّوب: نا عمر بن محمد بن الحسين البخاري: نا أبي: نا عيسى بن موسل (غُنْجار): أنا خارجة بن مصعب عن عبيد الله بن عمر العُمَري عن الزُّهري عن أبي سلمة. عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كلُّ شرابٍ أسكَرَ فهو حرامٌ". خارجة متروك كذّبه ابن معين. والحديث أخرجه البخاري (10/ 41) ومسلم (3/ 1585، 1586) من طرقٍ عن الزهري به. 998 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حَسْنُون: نا عبيد الله بن أحمد بن الصنّام [الرَّملي] (¬1): نا الحسين بن ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و (ف).

عبد الرحمن الاحتياطي: نا بشر بن بكر: نا الأوزاعي عن الزهري عن سالم. أبيه أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "كلُّ مسكرٍ حرامٌ، وما أسْكَرَ كثيرُه فقليلُه حرامٌ". الحسين -ويقال: الحسن- الاحتياطي قال ابن المديني: تركوا حديثه. وقال الأزدي: لو قلت: (كان كذابًا) لجاز. وقال ابن عدي: يسرق الحديث، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق. (الميزان: 1/ 502، 539). 999 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد: نا عبيد الله بن أحمد: نا ابن كَيْسان المِصِّيصيّ: نا مُسدَّد: نا يحيى بن سعيد عن ابن أبي ذئب عن الزُّهري عن سالم. عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكَرَ مثلَه. ابن كَيْسان لم أتبين من هو، والراوي عنه: عبيد الله بن أحمد بن الصنّام، ترجمه ابن عساكر في "تاريخه" (10/ ق 318) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه أحمد (2/ 91) وابن عدي (7/ 2519) والبيهقي (8/ 296) من طريق أبي مَعْشَر عن موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه. وأبو مَعْشَر هو نَجيح بن عبد الرحمن ضعيفٌ كما في "التقريب". وأخرجه ابن ماجه (3392) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1068) من طريق زكريا بن منظور عن أبي حازم [زاد ابن عدي: عن نافع] عن ابن عمر. وزكريا ضعيف كما في "التقريب". وبه أعلَّ البوصيري في "الزوائد" (2/ 198) الحديث، وقال الحافظ في "التلخيص" (4/ 73): "في إسناده ضعفٌ وانقطاعٌ". أهـ. يعني: بين أبي حازم وابن عمر. والشطر الأول من الحديث: "كل مسكر حرام". أخرجه مسلم (3/ 1587) من طريق نافع عن ابن عمر، وأخرجه أيضًا من حديث جابر،

وأخرجه البخاري (8/ 62) ومسلم (3/ 1586) من حديث أبي موسى. والشطر الثاني منه يأتي الكلام عليه في تخريج الحديث التالي. 1000 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل بن عثمان التَّنوخيّ القطّان: نا عبد الرحمن بن مَعْدَان باللاذقيّة: نا إسماعيل بن أبي أُويس، قال: حدثني أخي عن حمّاد بن أبط حُميد عن موسى بن عقبة عن نافع. عن عبد الله بن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أسْكَرَ كثيرُه فقليلُه حرامٌ". حمّاد -وهذا لقبه، واسمه: محمد- بن أبي حُمَيد ضعيف كما في "التقريب". وقد تابعه أبو معشر عند ابن عدي (7/ 2519)، وأبو معشر ضعيفٌ كما تقدّم. وتابعه أيضًا: المغيرة بن عبد الرحمن الحِزامي، وهو مختلفٌ في توثيقه، قال عنه أحمد وأبو داود: لا بأس به وقال ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال النسائي: ليس بالقوي، أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 381) عن شيخه علي بن سعيد الرازي عن أبي مصعب عنه. وشيخ الطبراني أثنى عليه ابن أبي خيثمة، وقال مسلمة بن قاسم: كان ثقةً عالمًا بالحديث. وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ. وقال الدراقطني: ليس في حديثه بذاك. وقال: هو كذا وكذا. ونَفَضَ بيده، يقول: ليس بثقةٍ. وقال ابن يونس: تكلّموا فيه. (اللسان: 4/ 231 - 232) فمثل هذا الإِسناد يُحسَّنُ في الشواهد. وله طرقٌ أخرى عن ابن عمر: 1 - فأخرجه ابن عدي (1/ 387 و 6/ 2389) من طريق منصور بن يعقوب بن أبي نُويرة عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر. ومنصور قال ابن عدي: يقع في حديثه أشياء غير محفوظة. وأسامة ضعيف

من قِبَل حفظه. كما في "التقريب". 2 - وأخرجه البيهقي (8/ 296) من طريق محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر. وابن إسحاق مُدلِّس ولم يُصرّح بالتحديث. 3 - وأخرجه ابن عدي (6/ 2254) من طريق محمد بن القاسم الأسدي عن مطيع الأنصاري عن زيد بن أسلم عن نافع عن أبي الزناد عن ابن عمر. والأسدي كذّبوه كما في "التقريب". 4 - وأخرجه أيضًا (4/ 1589) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله العُمَري عن أبيه وعبيد الله عن نافع عن ابن عمر. وعبد الرحمن متروك كما في "التقريب"، وكذّبه أحمد وأبو حاتم. والذي يظهر أن حديث ابن عمر حديث حسن لاعتضاد طرقه ومجيئها من أكثر وجهٍ فيه ضعفٌ غيرُ شديدٍ -وذلك باستثناء الطريقين الأخيرين-. 1001 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل بن أبي سعيد القِنَّسْرينيُّ قراءةً عليه: نا عبد الرحمن بن مَعْدان اللاذقيُّ باللاذقيّة: نا عبد العزيز بن عبد الله الْأُويسيُّ، قال: حدثني عبد الله بن عمر العُمَريُّ عن عمرو بن شُعيب عن أبيه. عن جدِّه أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما أسكَرَ كثيرُه فقليلُه حَرَامٌ". أخرجه عبد الرزاق (9/ 221 - 222) وأحمد (2/ 167) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 217) والبيهقي (8/ 296) من طريق عبد الله بن عمر به، وعبد الله ضعيف الحفظ. وتابعه أخوه عبيد الله وهو ثقة، أخرجه أحمد (2/ 179) والنسائي (5607) وابن ماجه (3394) والدراقطني (4/ 254) والبيهقي (8/ 296). وتابعه أبو يونس أبان بن عبد الله البَجَلي عند الدارقطني (4/ 254)، وأبان ثقة قال النسائي: ليس بالقوي. والحديث إسناده حسنٌ للخلاف المعروف في رواية عمرو بن شعيب

3 - باب: ما يتخذ منه الخمر

عن أبيه عن جدّه. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة خرّجها الزيلعي في "نصب الراية" (4/ 301 - 305) فراجعه إن شئت الاستزادة. 3 - باب: ما يُتَّخذُ منه الخمرُ 1002 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرَّقاشيُّ ببغدادَ: نا أبو عتّاب الدّلّال: نا شُعبة عن عكرمة بن عمّار عن أبي كثير الأعمى. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الخَمْرُ من التَّمرةِ والعِنَبَةِ". أخرجه مسلم (3/ 1573 - 1574) من طريق وكيع عن عكرمة به. 1003 - أخبرنا أبو الفتح عُبيد الله بن جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس: نا أحمد بن شُعَيب [النَّسائي] (¬1): نا حُمَيد بن مَسْعَدَةَ: نا سُفيان بن حَبيب عن الأوزاعيِّ عن أبي كثير. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الخَمْرُ من هاتين الشجرتين: من النَّخْلةَ والعِنَبَةِ" (¬2). هو في "سنن النسائي" برقم (5572). وأخرجه مسلم (3/ 1573، 1573 - 1574) من طريقين آخرين عن الأوزاعي به. ¬

_ (¬1) من (ر). (¬2) هذا الحديث والذي قبله جاءا في الأصل هكذا متوالِيَيْن، وقد زاغ بصرُ الناسخ في (ظ) فذكر الإسناد الأول ثم ذكر بعده المتن الثاني، فلم يذكر متن الأول ولا إسناد الثاني!.

4 - باب: في النبيذ

4 - باب: في النَّبيذ 1004 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا عبد الله بن أحمد الدَّوْرَقيُّ بسُّرَّ من رأى: نا أبو مَعْمر: نا عبد الوارث: نا أبو عمرو بن العلاء، قال: حدّثني أبو الزُّبَير. عن جابر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُنبَذُ له في تَوْرٍ من حجارةٍ، فيشربه اليومَ وليلتَه. شكَّ أبو عمرو في اليوم الثالث، قال: "وأظنُّه كما قال ابن عبّاس". أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -" (ص 209) -ومن طريقه البغوي في "شرحِ السنّة" (11/ 363) - من طريق عُبَيد بن عَقيل عن أبي عمرو بن العلاء به، ولفظه: " ... ، فيشربه من يومه، ومن الغدِ، وبعدَ الغدِ إلى نصف النهار، ثم يأمر أن يُهراق، وإمّا أن يشربَه بعده الخدم". وأخرجه أيضًا (ص 210) من طريق آخر عن الربيع بن صَبيح -وهو صدوق سيّىء الحفظ- عن أبي الزُّبير. ورجال تمام وإسناد أبي الشيخ الأول ثقات إلّا أنّ أبا الزبير مُدلِّس ولم يصرّح بالتحديث. وصدر الحديث إلى قوله (من حجارة) أخرجه مسلم (3/ 1584) من طرقٍ عن أبي الزُّبير به. ولباقي الحديث شاهد أخرجه مسلم (3/ 1589) عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُنْتبَذُ له أولَ الليل فيشربه إذا أصبح يومَه ذلك، والليلةَ التي تجيء، والغدَ والليلةَ الأخرى، والغدَ إلى العصر. فإن بقي شيءٌ سقاه الخادمَ، أو أَمَرَ به فَصُبَّ. وإلى هذه الرواية أشار أبو عمرو في قوله: "وأظنّه كما قال ابن عباس".

5 - باب: أحب الشراب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

1005 - أخبرنا أبو الوليد بكر بن شُعَيب [بن بكر] (¬1) بن محمد القرشي: نا عامر بن خُرَيم: نا شُعيب بن عمرو: نا يزيد بن هارون: نا حمّاد بن سلمة عن شُعبة عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُنْبَذُ له في تَوْرٍ من شَبَهٍ (¬2). شعيب بن عمرو هو ابن نصر الضَّبعي ذكره ابن عساكر في "التاريخ" (6/ ق 44/ ب- 45/ أ) والذهبي في "سير النبلاء" (12/ 304) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ووصفه الذهبي بـ"المُحدِّث المُسنِد". وفي طبقته: شعيب بن عمرو الطحّان قال عنه الأزدي: كذّاب. (اللسان: 3/ 148). وشيخ تمام ذكره ابن عساكر (3/ ق 210/ ب) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. فالِإسناد ضعيف. وأخرج مسلم (3/ 1590) من حديث عائشة قالت: كنَّا نَنْبِذُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سقاءٍ. ولم أقف على رواية فيها أن الانتباذ كان في تور من شبه غير التي رواها تَمَّام، والله أعلم. 5 - باب: أحبّ الشراب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 1006 - أخبرنا يحيى بن عبد الله: نا محمد بن هارون: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا بِشر بن عَوْن: نا بكّار بن تميم عن مكحول. عن أبي أمامةَ، قال: كان أحبُّ الشرابِ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحُلْوَ البارِدَ. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (3/ ق 206/ أ) من طريق تمام. وإسناده تالف، وقد تقدّم بيان ذلك في تخريج الحديث رقم (870). ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر). (¬2) أي: من نحاسٍ.

وله طريقٌ آخر: أخرجه الحُمَيدي (257) وأحمد (6/ 38، 40) والترمذي (1895) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنّة" (11/ 364 - 365) - والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (12/ 92) - وأبو يعلى (4516) وأبو الشيخ في "أخلاق النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -" (ص 227، 228) والحاكم (4/ 137) والبيهقي في "الشعب" (5/ 97) من طرقٍ عن سفيان بن عيينة عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ... فذكرته كلفظ تمام. قال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخين. وسكت عليه الذهبي، وهو كما قالا، إلَّا أنَّه أُعِلَّ بالإِرسال: قال الترمذي: "هكذا رَوى غيرُ واحدٍ عن ابن عيينة مثلَ هذا عن معمر عن الزهريِّ عن عروة عن عائشة. والصحيحُ ما رُويَ عن الزهريِّ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -" ثم روى (1896) عن عبد الله بن المبارك: أخبرنا معمر ويونس عن الزهري أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سئل: أيُّ الشرابِ أطيبُ؟. قال: الحُلْوُ الباردُ. ثمّ قال: "وهكذا روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. وهذا أصحُّ من حديث ابن عيينة -رحمه الله-". أهـ. قلت: رواية عبد الرزاق التي ذكرها الترمذي: في مصنّفه (10/ 426) وأخرجها ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 24/ أ) والبيهقي (5/ 97). وممّن رواه عن معمر عن الزهري مرسلًا: محمد بن ثور وهشام بن يوسف الصنعانيَيْن، وهما ثقتان. ذكر ذلك ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 36) ونقَلَ عن أبي زُرعة أنه قال: المرسلُ أشبهُ. ورواه وكيع بن الجرّاح الإِمام عن يونس -وهو ابن يزيد الأيلي- عن الزهري قال: كان أحبُّ الشراب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحُلْوَ الباردَ. وظهر بذلك أنّ أربعةً من الثقات الأثبات رووا الحديث عن معمر عن الزُهريِّ مرسلًا، وتابع معمرًا على إرساله: يونس كما رواه عنه ثقتان.

6 - باب: الشرب في آنية الذهب والفضة

وخالفهم ابن عيينة فوصله، والحكم للمُرسلين لأنّهم جمعٌ من الثقات، وتُوبع شيخهم على ذلك. ولم نرَ لابن عيينة في الوصل متابعًا. بلى! قد رواه موصولًا عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. أخرجه عنه ابن عدي (4/ 1501) وأبو الشيخ (ص 228) والحاكم (4/ 137). قال الذهبي: "قلت: عبد الله هالك". أهـ. قلت: عبد الله قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال أيضًا: ضعيف جدًّا. وقال ابن حبّان: يروي الموضوعات عن الثقات. وقال العقيلي: لا يُتابع على كثيرٍ من حديثه. وقال ابن عدي: عامّة أحاديثه ممّا لا يُتابعه عليها الثقاتُ. (اللسان: 3/ 331). وقال ابن عدي عقب الحديث: "هذا الحديث من حديث هشام بن عروة عزيزٌ، وإنّما يروى هذا الحديث ابن عيينة ... " فذكر السند إلى عائشة. وللحديث شاهدٌ قد يتقوَّى به: أخرجه أحمد (1/ 338) والبيهقي (5/ 97) من طريق حجّاج عن ابن جريج، قال: أخبرني إسماعيل بن أميّة عن رجلٍ عن ابن عبّاس أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سئل: أيُّ الشراب أطيب؟ قال: "الحلو البارد". قال الهيثمي (5/ 79): "رجاله رجال الصحيح إلَّا أنّ تابعيَّهُ لم يُسَمَّ". وأخرج ابن الأعرابي (ق24/ أ) من طريق طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس مرفرعًا: "خيرُ الطعام: الباردُ الحلُو، وخيرُ الشراب: الباردُ الحلو". وطلحة متروك كما في "التقريب". 6 - باب: الشرب في آنية الذهب والفضّة 1007 - حدّثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم: نا زكريّا بن يحيى: نا قتيبة بن سعيد وأبو مصعب، كلاهما عن مالك بن أنس عن نافع عن

زيد بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدِّيق. عن أمِّ سَلَمة زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الذي يشربُ في آنية الفِضّة إنّما يُجَرْجِرُ في بطنه نارَ جهنَّمَ". هو في "موطّأ مالك" (2/ 924 - 925). وأخرجه من طريقه البخاري (10/ 96) ومسلم (3/ 1634). 1008 - حدّثنا علي بن الحسن بن علّان الحرّاني: أنا أحمد بن علي بن المُثنّى: نا محمد بن بحر في بَلْهُجَيْم (¬1) بالبصرة: نا سَليم بن مُسلم المكي الحَجَبِي: نا النَّضْر بن عَربيّ عن عكرمة. عن ابن عباس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الذي يشربُ في آنيةِ الذَّهبِ والفِضّةِ إنَّما (¬2) يُجرجِرُ في بطنه نارَ جهنَّمَ". أخرجه ابن عدي (3/ 1166) عن شيخه أبي يعلى -وهو أحمد بن علي بن المثنّى- به. وهو في "مسند أبي يعلى" (2711) لكن من رواية محمد بن يحيى -وهو ابن أبي سَمينة- عن سَليم به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 373) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 212/ أ) و"الصغير" (1/ 115) من طريق محمد بن بحر به. وقال: "لم يروه عن النّضر بن عربي إلا سَليم بن مسلم، تفرّد به محمد بن بحر الهجيمي". أهـ. وإسناده واهٍ: سَليم تركه ابن معين والنسائي، وقال أحمد: لا يساوي حديثه شيئًا. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث. وقال ابن حبّان: "يروي عن الثقات الموضوعات التي يتخايل إلى المستمع لها -وإن لم يكن ¬

_ (¬1) محلّة بالبصرة. (اللباب: 3/ 381 - 382). (¬2) في (ظ) و (ر): (فإنّما).

الحديثُ صناعتَه- أنّها موضوعة". (اللسان: 3/ 113، المجروحين: 1/ 354). وغفل الهيثمي (5/ 77) عن ذلك فقال: "وفيه محمد بن يحيى بن أبي سَمينة وقد وثّقه أبو حاتم وابن حبّان وغيرهما وفيه كلام لا يضرُّ، وبقية رجاله ثقات". أهـ. قلت: محمد بن يحيى في سند أبي يعلى فقط، وكلام الهيثمي يشمل سندَ الطبراني أيضًا! ثمّ إنّ قوله: "بقية رجاله ثقات" يعني توثيقَ سَليمٍ المُجمعِ على ضعفِه وتركه! 1009 - حدّثنا علي بن الحسن: نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن القرشي: نا سعيد بن حفص النُّفَيْلي: نا زُهير بن معاوية. عن خُصَيف، قال: أُتِيَ نافعٌ بقَدَحٍ فيه حَلَقَةٌ من فِضّةٍ فأبى أن يشربَ، فقيل له في ذلك، فقال: كان ابنُ عمر يكره أن يشربَ في إناءٍ فيه فضّةٌ بعدَما سَمِعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن الشُّربِ في آنيةِ الذهبِ والفضّة، وعن الثوب فيه حريرٌ: عَلَمٌ أو خَيْطٌ. تابع خُصَيفًا في روايته عن نافع عن ابن عمر: بُرْدُ بن سِنان وهشامُ بن الغازِ. أخرجه البيهقي (1/ 29) من طريقٍ آخر عن خصيف به، ولم يذكر قضيّة الحرير. وخُصَيف -وهو ابن عبد الرحمن- صدوق سيّء الحفظ، خَلَطَ بآخره. كذا في "التقريب". وأخرج ابن أبي شيبة (8/ 213) والبيهقي (1/ 29) من طريق عبيد اللُه بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّه كان لا يشرب من قدحٍ فيه حَلَقةُ فضةٍ ولا ضبّةُ فضّةٍ. وإسناده صحيح. وأما رواية بُرْدِ بن سِنان:

7 - باب: الشرب قائما

فقد أخرجها النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (6/ 84) - والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق/212/ أ) و"الصغير" (1/ 204) - ومن طريقه الخطيب في "التاريخ" (11/ 377 - 378) - من طريقين عنه عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "من شرب في إناء ذهبٍ أو إناء فضّة، فإنّما يجرجر في بطنه النَّار". وإسناد النّسائي جيّدٌ. وقال الهيثمي (5/ 77): "وفيه العلاء بن برد بن سنان، ضعّفه أحمد". أهـ. قلت: لم ينفرد به -وإن قال الطبراني: لم يروه عن برد إلا ابنه العلاء-، فقد تابعه معتمر بن سليمان -وهو ثقةٌ- عند النسائي. وأمّا رواية هشام بن الغازِ: فقد أخرجها النسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة" (6/ 249) - عن هشام بن عمّار عن صدقة بن خالد عنه عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "من شرِبَ في آنية ذهبٍ أو فضةٍ فإنّما يجرجر في بطنه نارَ جهنّم". وإسناده حسنٌ. 7 - باب: الشُّرب قائمًا 1010 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزُّبَيْديّ الحِمْصيُّ -يعرف بـ (ابن زِبْرِيق) - قراءةً عليه (¬1) بدمشق: أخبرني أبي: نا سفيان بن محمد الفَزَاري: نا مِسكين بن بُكَير عن الأوزاعيِّ عن الزُّهريِّ. عن أنس بن مالك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شَرِبَ قائمًا. ¬

_ (¬1) ليس في (ظ): (قراءةً عليه).

8 - باب: النهي عن الشرب من ثلمة القدح، وعن النفخ في الشراب

سفيان الفَزَاري متروكٌ روى موضوعاتٍ، إلَّا أنّه قد تُوبع: فأخرجه البزّار (كشف- 2899) وأبو يعلى (3560، 3561) -وعنه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 226) - عن شيخهما الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني (¬1) عن مسكين به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 274) وأبو الشيخ (ص 224) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنّة" (11/ 385) - عن محمود بن محمد الواسطي عن ابن أبي شعيب به. وإسناده حسن، مسكين فيه كلامٌ يسيرٌ، وهو لا بأس به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 212/ ب) من طريق شريك القاضي عن حُميد عن أنس. وشريك صدوق سيء الحفظ. وقال الهيثمي (5/ 79 - 80): "ورجال أبي يعلى والبزّار رجال الصحيح". أهـ. وقد أخرج البخاري (10/ 81) ومسلم (3/ 1601، 1602) من حديث ابن عباس شُرْبَ النبي - صلى الله عليه وسلم - قائمًا. وأخرجه البخاري أيضًا من حديث عليٍّ. 8 - باب: النهي عن الشرب من ثلمة القدح، وعن النفخ في الشراب 1011 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن أبي العَقَب، قال: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم: نا سليمان بن ¬

_ (¬1) هكذا وقع مسمًّى عند البزّار، وعند أبي يعلى: (ابن أبي شعيب الحرّاني)، قال المعلّق عليه الأستاذ حسين سليم أسد: "هو أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب (مسلم) الحرّاني"!. وما عند البزّار ينقض ذلك.

عبد الرحمن: نا ابن وَهْب عن قُرَّةَ بن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة. عن أبي سعيد الخُدْريِّ، قال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشُّربِ من ثُلْمَةِ (¬1) القَدَحِ، وأن يُنْفَخَ في الشرابِ. أخرجه أحمد (3/ 80) وأبو داود (3722) وابن حبّان (1366) والبيهقي في "الشعب" (5/ 117) من طريق ابن وهب به. قال المنذري في "مختصر السنن" (5/ 284): "في إسناده: قُرَّة بن عبد الرحمن بن حَيْويل المصري، أخرج له مسلم مقرونًا بعمرو بن الحارث وغيره. وقال الإِمام أحمد: منكر الحديث جدًّا. وقال يحيى بن معين: ضعيف. وتكلَّم فيه غيرهما". أهـ. وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بقوي. ووثّقه ابن حبّان، وقال ابن عدي: أرجو أنَّه لا بأس به. ورُوي من حديث سهل بن سعد: أخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 153) من طريق عبد المُهيمن بن عباس بن سهل عن أبيه عن جدّه أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يُنفخَ في الشراب، وأن يُشرب من ثلمة القدح أو أذنه. قال الهيثمي (5/ 78): "وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل، وهو ضعيفٌ". إلَّا أنّ النهي عن النفخ في الشراب ثابت من رواية أبي سعيد: أخرجه مالك (2/ 925) ومن طريقه: ابن أبي شيبة (8/ 220) وأحمد (3/ 26، 32، 57) والدارمي (122) والترمذي (1887) -وقال: حسن صحيح- والنسائي في "مسند مالك" -كما في "التهذيب" (1/ 400) - ¬

_ (¬1) أي: موضع الكسر منه.

وأبو يعلى (1301) وابن حبّان (1367) والحاكم (4/ 139) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشعب" (5/ 114) والبغوي في "شرح السنة" (11/ 372) عن أيّوب بن حبيب مولى سعد بن أبي وقاص عن أبي المثنّى الجهني أن مروان بن الحكم قال لأبي سعيد: سمعتَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن النفخ في الشراب؟. قال: نعم. وإسناده لا بأس به، أبو المثنّى وثّقه ابن معين وابن حبّان، وقال ابن المديني: مجهول لا أعرفه. وورد النهي عن النفخ في الشراب من حديث ابن عباس: أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 217، 220 - 221) والدارمي (1/ 122) وأبو داود (3728) والترمذي (1888) -وقال: حسن صحيح- وابن ماجه (3429) والبغوي (11/ 371 - 372) من طريق سفيان بن عيينة عن عبد الكريم الجَزَري عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يُتنفسَ في الِإناء وأن يُنفخَ فيه. وإسناده صحيح. وأما النهي عن الشرب من ثلمة القدح فلم أر له شاهدًا مرفوعًا، لكن أخرج ابن أبي شيبة (8/ 215) من طريق زائدة -وهو ابن قدامة- عن إبراهيم بن مهاجر عن ابن عمر وابن عباس قالا: كان يُكره أن يُشرب من ثلمة القدح أو من عند إذن القدح. وإبراهيم صدوق ليّن الحفظ كما في "التقريب"، وروايته عن ابن عمر وابن عباس منقطعة؛ لأنّه من أتباع التابعين. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 64) من طريق نُعيم بن حمّاد عن ابن المبارك عن إبراهيم بن طَهْمان عن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه عن مجاهد عنهما. ونُعيم ضعيف الحفظ، وأبو إبراهيم لم أقف على ترجمته. وقال الهيثمي (5/ 78): "رجاله رجال الصحيح".

9 - باب: أدب الشرب

9 - باب: أدب الشرب 1012 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم: نا أبو العبّاس محمد بن عبد الله بن إبراهيم اليَافوني بيافا: نا محمد بن عمرو الغزّي: نا وكيع، قال: حدّثني أبو فروة، قال: أخبرني ابن عطاء بن أبي رباح عن أبيه. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تشربوا واحدةً كشُرْبِ البعيرِ، ولكن اشربوا مثنى وثُلاثَ، وسَمُّوا إذا شَرِبْتُم، واحْمدوا إذا رَفَعْتُم". أخرجه الترمذي (1885) من طريق وكيع به، وقال: "هذا حديث غريبٌ. ويزيد بن سنان الجَزَري هو أبو فروة الرُّهاوي". أهـ. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 166) والبيهقي في "الشعب" (5/ 116) من طريق الفضل بن موسى عن أبي فروة به، لكن قال (عن الزهري) بدل (ابن عطاء). وإسناده ضعيف، أبو فروة ضعيفٌ كما في "التقريب". والحديث ضعّف الحافظ في "الفتح" (10/ 93) سندَه.

(21) كتاب الطب

(21) " كتابُ الطِّبِّ"

1 - باب: الأمر بالتداوي، وأنه من قدر الله

1 - باب: الأمر بالتداوي، وأنّه من قَدَر الله 1013 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثني أبي: نا المُطّلب بن زياد: نا زياد بن عِلاقة. عن أسامة بن شَريك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تداووا عبادَ الله، فإنَّ اللهَ لم يُنزِلْ داءً إلَّا أنزلَ معَه دواءًا إلّا الموتَ والهَرَمَ ". هو في "مسند أحمد" (4/ 278). وأخرجه الطيالسىِ (1232) والحميدي (824) وابن أبي شيبة (8/ 2) وهنّاد في "الزهد" (رقم: 1260) والبخاري في "الأدب المفرد" (291) وأبو داود (3855) والترمذي (2038) -وقال: حسنٌ صحيح- والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (1/ 62 - 63) - وابن ماجه (3436) وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (2680) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (12/ 138 - 139) - والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 323) والطبراني في "الكبير" (1/ 144 - 151) و"الصغير" (1/ 202 - 203) وابن قانع في "معجم الصحابة" (ج 1/ ق2/ ب) وابن حبّان (1395، 1924) والحاكم (1/ 121 و 4/ 198 - 199، 399، 400) -وصحّحه على شرط الشيخين، وسكت عليه الذهبي- وابن بشران في "الأمالي" (ق 170/ ب) وأبو نعيم في "الطب" (ق 7/ ب، 8/ أ، 14/ أ) والبيهقي (9/ 343) والخطيب في "التاريخ" (9/ 197 - 198) من طرقٍ عن زياد بن علاقة به. قال البوصيري في "الزوائد" (2/ 205): "هذا إسنادٌ صحيح، رجاله ثقات". أهـ. وهو كما قال وحسّنه البغوي. 1014 - أخبرنا أبو مُضَر يحيى بن أحمد بن بِسطام العَبْسي: نا عمر بن مُضَر العَبْسي: نا أبو صالح عبد الله بن صالح: نا اللّيثُ بن سعد،

قال: حدّثني يونس بن يزيد عن الزُّهْريّ عن أبي خِزَامة، قال: حدّثني الحارث بن سعد (¬1). عن أبيه أنّه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسولَ الله! دواءٌ نتداوى منه، ورُقَىً نسترقي بها، واتُّقاءٌ نتقيه، هل يردُّ ذلك من قَدَرِ الله -عَزَّ وَجَلَّ-؟. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذلك من قَدَرِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-". أخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 57) من طريق عثمان بن عمر عن يونس به، وأخرجه الحاكم (4/ 199) من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث ويونس كلاهما عن الزهري به. وقال الطبراني: "هكذا رواه عثمان بن عمر عن يونس، وخالفه الناس فرووه عن يونس كما رواه الناس عن الزهري عن أبي خزامة". قلت: وفي أسانيدهم (¬2) جميعًا تحريف، فقوله (حدثني الحارث) صوابه (أحد بني الحارث)، والتصويب من "مسند أحمد" (3/ 421) فقد روى الحديث من طريقين عن الزهري قال: عن أبي خِزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه أنه أتى ... وذكر الحديث (¬3). وهكذا أخرجه الترمذي (2065) وابن ماجه (3437) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي خِزامة عن أبيه، ومن هذا الوجه أخرجه أحمد (3/ 421) أيضًا، لكن عند ابن ماجه: (عن الزهري عن ابن أبي خِزامة عن أبيه). قال الترمذي: "وهذا حديثٌ حسن صحيح. وقد رُوي عن ابن عيينة ¬

_ (¬1) في الأصل: (سعيد)، والتصويب من (ظ) و (ر) والمسند والمعجم. (¬2) وأظنُّ التحريفَ الواقعَ في سند الحاكم مردّه إلى الطابع، فقد ذكر الحافظ في التهذيب (12/ 85) أن الحاكم صرّح في روايته أنه أحد بني الحارث بن سعد. (¬3) ولم يتنبّه الهيثمي لهذا التحريف فقال (5/ 85): "والحارث لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير أبي خِزامة".

كلا الروايتين، وقال بعضهم: عن أبي خزامة عن أبيه. وقال بعضهم: عن ابن أبي خزامة عن أبيه. وقال بعضهم: عن أبي خزامة. وقد رَوى غيرُ ابن عيينة هذا الحديثَ عن الزهريِّ عن أبي خزامة عن أبيه. وهذا أصحُّ. ولا نعرف لأبي خزامة عن أبيه غير هذا الحديث". أهـ. وأبو خزامة قال المزّي في "التهذيب" (3/ 1601 - مصوّرة): "له صحبةٌ". أهـ. وتبعه على ذلك الذهبي في "الكاشف" (3/ 331) والحافظ في "التقريب"، اعتمادًا منهم على رواية من قال: (ابن أبي خزامة عن أبيه) وقد بيّن الترمذي أنّها مرجوحةٌ، والأصحّ: (عن أبي خزامة عن أبيه). قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (بهامش الإِصابة- 4/ 51): "وقد ذكر بعضهم في الصحابة آخر أبا خزامة بحديثٍ أخطأ فيه رواته عن ابن شهاب، والصواب ما رواه يونس بن يزيد وابن عيينة وعبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري ... [وذكر الحديث] .. وقال غيرهم فيه: عن أبي خزامة بن يعمر عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأبو خزامة هذا من التابعين لا من الصحابة، على أنّ حديثَه هذا مختلفٌ فيه جدًّا". قلت: وعلى التقديرين جميعًا ففي السند مجهولٌ، وهو أبو خزامة في رواية: أبي خزامة عن أبيه التي رجّحناها، أو ابن أبي خزامة في رواية: ابن أبي خزامة عن أبيه. وللحديث شاهدان يُحسَّنُ بهما إن شاء الله: الأول: أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 214 - 215) والحاكم (4/ 199) من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن حكيم بن حزام، قال: قلتُ: يا رسول الله! أرأيت دواءً نتداوى به، ورُقىً نسترقي بها، هل يرد ذلك من قدر الله من شيءٍ؟ قال: "إنه من قَدَر الله". وصحّحه الحاكم وسكت عليه الذهبي.

2 - باب: المعدة حوض البدن

قال الهيثمي (5/ 85): "وفيه صالح بن أبي الأخضر، وهو ضعيف يُعتبرُ به". أهـ. والثاني: أخرجة الطبراني في "الكبير" (12/ 169) من طريق صالح بن بشير المُرِّي عن قتادة عن زُرارة بن أوفى عن ابن عباس، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله! ينفع الدواء من القدر؟. قال: "الدواء من القَدَرِ، وقد ينفع بإذن الله". قال الهيثمي (5/ 85): "وفيه صالح بن بشير المُرِّي، وهو ضعيف". 2 - باب: المَعِدَة حَوْض البدن 1015 - أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن عمر قراءةً عليه: نا أبو شُعيب [عبد الله بن الحسن] (¬1) الحرّاني: نا يحيى بن عبد الله بن الضحّاك البَابْلُتِّيُّ الحرّاني: نا إبراهيم بن جُريج الرُّهاوي عن زيد بن أبي أُنَيْسة عن الزُّهريّ عن أبي سَلَمة. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "المَعِدَة حوضُ البَدَنِ، والعروقُ إليها واردةٌ. فإذا صَحَّتِ المَعِدَةُ صَدَرتِ العروقُ بالصحةِ، وإذا سَقِمَتِ المَعِدَةُ صَدَرتِ العروقُ بالسَّقَّمِ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (يحيى البَابْلُتِّيُّ قال ابنُ عدي: الضَّعفُ على حديثه بَيِّنُ. وإبراهيم بن جُرَيج قال الأزديُّ: متروكُ الحديث، لا يُحتجُّ به). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه العُقيلي في "الضعفاء" (1/ 51) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 284) - والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 212/ ب- 213/ أ) وأبو نعيم في "الطب" (ق 25/ ب) والبيهقي في ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

"الشعب" (5/ 66) عن أبي شعيب الحرّاني به. وعزاه السيوطي في "اللآلىء" (2/ 208) إلى ابن السُّنّي في "الطبّ". قال الطبراني: "لم يروه عن الزهري إلَّا زيد، تفرّد به إبراهيم بن جريج الرهاوي". وقال العقيلي: "باطلٌ لا أصل له". ثم روى عن أبي داود الحرّاني أنّ إبراهيم هذا وقف على هذا الحديث فلم يكن عنده أصل، وقال: كتبت عن زيد بن أبي أنيسة، وضاع كتابي. فقيل له: من كنت تجالس؟ قال: كان فلان الطبيب بالقرب من منزلي، فكنتُ كثيرًا أجلس إليه. وقال الدارقطني -كما في "اللسان" (1/ 43) -: لم يروه غير إبراهيم بن جريج. هذا كلام ابن الجود كان طبيبًا، فجعل له إسنادًا. وقال أيضًا: تفرّد به إبراهيم ولم يُسنده غيره، وقد اضطرب متنًا وإسنادًا، ولا يُعرف هذا من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنّما هو من كلام ابن الجود. أهـ. وقال ابن الجوزي: "هذا الحديث ليس من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، المتَّهمُ برفعه إبراهيم بن جريج". وذكره الذهبي في "الميزان" (1/ 25) وقال: "هذا منكرٌ، وإبراهيم ليس بعمدة". واكتفى البيهقي بتضعيف سنده. وأعلّه الهيثمي (5/ 86) بضعف البَابْلُتّي. وساقه العقيلي والبيهقي بسند صحيح عن عبد الملك بن سعيد بن أبجر عن أبيه مقطوعًا، وقال العقيلي: هذا أولى (¬1). ¬

_ (¬1) قوله: (هذا أولى) ليس في المطبوع، وقد نقله عن الحافظ في "اللسان" (1/ 43).

3 - باب: إطعام المريض شهوته

3 - باب: إطعام المريض شهوته 1016 - حدثنا خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرّقاشي ببغداد: نا صفوان بن هُبَيْرة: نا أبو مَكين عن عكرمة. عن ابن عبّاس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد رجلًا من الأنصار، فقال: "ما تشتهي؟ ". قال: أشتهي خُبْزَ بُرٍّ. فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "من عندَه خبزُ بُرٍّ؟ ". فانطلق رجلٌ فجاء بِكِسْرةِ خبز بُرٍّ، فأطعمها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إيّاه، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اشتهى مريضُ أحدِكم شيئًا فليُطعِمْه". اسمُ أبي مَكين: نوح بن ربيعة الطائي. أخرجه ابن ماجه (1439، 3440) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 212) من طريق صفوان بن هُبيرة به. قال العقيلي عن صفوان: "لا يُتابع على حديثه، ولا يُعرف إلّا به" وقال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 323) -: "هذا حديثٌ منكرٌ، لم يروه غير صفوان بن هبيرة". أهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 316): "خبرٌ منكرٌ". وقال البوصيري في "الزوائد" (2/ 206): "هذا إسنادٌ حسن، صفوان مختلفٌ فيه". أهـ. قلت: وَصْفُ أبي حاتمٍ له بأنّه شيخٌ لا يعني أنّه ثقةٌ، والدليلُ على ذلك أنّه عَدَّ هذا الحديثَ من منكراته. وأخرج ابن ماجه (1440، 3441) من طريق يزيد الرّقاشي عن أنس، قال: دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على مريضٍ يعوده. قال: "أتشتهي شيئًا؟ ". قال: أشتهي كعكًا. قال: "نعم". فطلبوا له. والرقاشي متروك، وقال البوصيري في "الزوائد" (2/ 206): "هذا إسناد ضعيف لضعف يزيد".

4 - باب: إطفاء الحمى بالماء

4 - باب: إطفاء الحمّى بالماء 1017 - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان: نا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا عمرو بن هاشم: نا الهِقْلُ بن زياد، قال: حدّثني الأوزاعي، قال: حدّثني الزُّهري عن نافع. عن عبد الله بن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّما الحُمّى من فَيْحِ جهنَّمَ فاطفئوها بالماء". 1018 - أخبرنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة: أنا أبو عبد الملك محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن جرير بن عبدوس الصُّوري بصور: نا عمر بن الوليد الصُّوري الفارسي، قال: حدّثني علي بن ربيعة البيروتي: حدّثني الأوزاعي، قال: حدّثني الزُّهري، قال: حدّثني نافع مولى عبد الله بن عمر. عن عبد الله بن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحُمَّى من فَيْحِ جهنَّمَ فأطفئوها بالماء". فكان ابن عمر يقول: اللهمَّ اكشفْ عنّا الرَّجْزَ. أخرجه البخاري (6/ 330 و 10/ 174) ومسلم (4/ 1732) من طريق مالك وعبيد الله بن عمر عن نافع به. وليس عند مسلم قول ابن عمر المذكور في نهاية الحديث، بل هو من أفراد البخاري. 1019 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلم، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح في آخرين، قالوا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو عثمان عفّان بن مسلم الصفّار: نا همّام عن أبي جَمْرة.

عن ابن عباس. قال: كنتُ أدفعُ الزِّحامَ عن ابن عبّاس بمكّة (¬1)، فأبطأتُ عنه، فأتيتُه فقال لي: ما حَبَسَكَ؟. قلتُ: الحمَّى. فقال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أطفئوها بماءِ زَمزمَ". 1020 - حدّثني أبو عمر محمد بن عيسى القزويني: نا معاذ بن المُثنَّى وأبو شُعيب عبد الله بن الحسن الحرّاني، قالا: نا عفّان بن مسلم: نا همّام عن أبي جَمْرة فذكر نحوه. 1021 - حدّثني أبو عبد الله أحمد بن محمد الطَبَرستاني، وأبو علي أحمد بن عبد الله بن عمر بن حفص (¬2) البغدادي، قالا: نا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحرّاني: نا عفّان بن مسلم: نا همّام عن أبي جَمْرة فذكر نحوَه. أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 81) وأحمد (1/ 291) والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (5/ 263) وانظر: الفتح: [10/ 176]- والحاكم (4/ 200) -وصححه على شرط الشيخين وسكت عليه الذهبي- من طريق عفّان به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 229 - 230) من طريق أبي شعيب الحرّاني به. وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند البخاري (6/ 330) من رواية أبي عامر العَقَدي عن همّام به، إلَّا أنّ في روايته شكًّا ففيها: "فأبردوها بالماء. أو قال: بماء زمزم". شكّ همّامٌ. ¬

_ (¬1) في (ظ) تقديم وتأخير: (بمكة عن ابن عباس). (¬2) في الأصول: (حفص بن عمر) والتصويب من (ظ) "وتاريخ بغداد" (4/ 232).

5 - باب: موضع الحجامة

5 - باب: موضع الحجامة 1022 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلم: نا عبد الله بن الحسين المِصّيصيّ: نا زكريا بن يحيى الواسطي: نا بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، قال: أخبرني عبد العزيز بن عمر عن نافع. عن ابن عمر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتجمُ هذا الحَجْمَ في مُقدَّمِ رأسِه، ويُسمّيه: "أمَّ مُغيث". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 214/ أ) والخطيب في "التاريخ" (13/ 95) من طريق زكريا الواسطي -ولقبه: (رَحْمُويه) - به. قال الطبراني: لم يروه عن نافع إلَّا عبد العزيز، ولا عنه إلا بشر، تفرّد به رَحْمُويه. وإسناده ضعيف: بشر ذكره ابن حبّان في "الثقات" (8/ 138). وبيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (2/ 361) ففيه جهالةٌ. وقال الهيثمي (5/ 93): "رجاله ثقات". أهـ. وقال المناوي في "التيسير" (2/ 273): "إسناده ضعيف". 1023 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي قراءةً عليه: نا أبو الأصبغ عبد العزيز بن سعيد الهاشمي الدِّمشقي: نا إسحاق بن الضيف: نا محمد بن كثير عن الأوزاعيّ عن قتادة. عن أنس، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يحتجِمُ ثلاثًا: ثنتان في الأخْدَعَيْن (¬1)، وواحدةٌ على الكاهِل (¬2). ¬

_ (¬1) الأخدعان: عِرقان في جانبي العُنُق. (¬2) الكاهل: ما بين الكتفين.

6 - باب: ما جاء في الكي

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (10/ ق 180/ ب) من طريق تمّام. وفي إسناده: عبد العزيز الهاشمي ذكر ابن عساكر الحديث في ترجمته ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. ومحمد بن كثير هو الثقفي صدوق كثير الغَلَط كما في "التقريب". وأخرجه أحمد (3/ 119، 192) وأبو داود (3860) والترمذي (2051) وحسّنه -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (12/ 149) - وابن ماجه (3483) وأبو يعلى (3048) وابن حبّان (1401) والحاكم (4/ 210) -وصححه على شرطهما وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (9/ 340) من طريق جرير بن حازم عن قتادة عن أنس. وإسناد صحيح، وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (2/ ق 60/ ب): "رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسندٍ صحيح". وتابع جريرًا: همّام بن يحيى عند الترمذي والحاكم. وأخرجه أحمد (1/ 333) من حديث ابن عباس نحوه، وإسناده صحيح. 6 - باب: ما جاء في الكي 1024 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك: أنا العبّاس بن الوليد بن مَزْيَد البيروتي: أنا محمد بن شُعيب بن شابور: نا مُعَان بن رِفاعة السَّلاَمي عن أبي الزُّبَير المكّي. عن جابر بن عبد الله، قال: أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سعدَ بن معاذ أنْ يكتويَ في أَكحَلِهِ (¬1) حينَ رمتُه بنو النَّضير، فاكتوى. ¬

_ (¬1) الأكحل: عِرقٌ في اليد، وُيعرف بـ (عرق الحياة). "قاموس".

أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2329) من طريق محمد بن شعيب به. ومُعان وثّقه ابن المديني ودحيم، وقال أحمد وأبو داود: لا بأس به. وضعّفه ابن معين، وقال أبو حاتم والأزدي: لا يحتجُّ به. وقال الجوزجاني: ليس بحجّةٍ. وقال ابن حبّان: منكر الحديث. وقال الحافظ في "التقريب": "ليّن الحديث". والحديث أخرجه مسلم (4/ 1731) من طريق أبي الزُبَير عن جابر قال: رُمِيَ سعدُ بن معاذ في أَكْحَلِهِ. قال: فحسَمَه (أي: كواه) النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بيده بمِشْقَص. ثمّ ورمت فحسمه الثانيةَ. 1025 - حدّثنا خيثمة بن سليمان من لفظه: نا محمد بن عيسى بن حيّان المدائني بالمدائن: نا شعيب بن حرب: نا عثمان بن واقد عن سعيد بن أبي سعيد مولى المَهْري. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دخلت أمّةٌ الجنّةَ بقضِّها وقَضيضها، كانوا لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربّهم يتوكّلون". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 215/ أ) من طريق شُعيب بن حرب به، وقال: "لم يروه عن سعيد مولى المَهْري إلّا عثمان، تفرّد به شعيب". وفي إسناده: سعيد بن أبي سعيد مولى المَهْري، ولم أقف على ترجمته. وهو المقصود بقول الهيثمي (5/ 109): "وفيه من لم أعرفه". وتغني عنه أحاديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب التي منها أحاديث ابن عباس وأبي هريرة وسهل بن سعد عند البخاري (11/ 405 - 406) ومسلم (1/ 197 - 200) وانفرد مسلم بإخراجه من حديث عمران بن حُصين.

7 - باب: ما جاء في الكست الهندي

وقد جمع البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (3/ ق 163 - 166) طائفةً كبيرةً من الأحاديث الواردة في هؤلاء السبعين ألفًا. 7 - باب: ما جاء في الكُسْت الهندي 1026 - أخبرنا أبو يعقوب الْأَذْرَعيُّ: نا أبو عبد الله سعد بن يحيى إمامُ الرقَّةِ إملاءً: نا مصعب بن عبد الله الزُّبَيري، قال: حدّثني عبد العزيز عن موسى بن عُقبة عن أبي الزُّبَير المكّي مولى حَكيم بن حِزام عن جابر بن عبد الله. عن عائشةَ زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأى صبيًّا قد أُعْلِقَ (¬1) عنه، فقال "علامَ تقتلون صبيانَكم؟! عليكم بالكُسْتِ الهنديِّ بماءٍ ثمّ تُسْعِطُه". أخرجه أبو يعلى (4383) عن شيخه مصعب الزُّبَيري به. وعبد العزيز هو الدَّرَاوَرْدِيُّ. وسنده حسن لولا عنعنة أبي الزّبير فهو مدلّس. وأخرجه الحاكم (4/ 205 - 206، 406) من طريقين -صحّح أحدهما على شرط مسلم- عن أبي الزُّبير به بنحوه إلَّا أنه جعله من مسند جابر، فلم يذكر فيه عائشة. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "المطالب العالية" (ق 83/ أ) - وأحمد (3/ 315) والبزّار (كشف- 3024) وأبو يعلى (1912، 2009، 2280) والحاكم (4/ 205، 406) -وصحّحه على شرط ¬

_ (¬1) الإِعلاق: معالجة عُذْرة الصبي، وهو وَجَعٌ في حَلْقِه ووَرَمٌ تدفعه أمُّه بإصبعها أو غيرها. "نهاية".

8 - باب: نبات الشعر في الأنف

مسلم، وسكت عليه الذهبي- من طرقٍ عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر نحوه. قال الحافظ في "المطالب" والبوصيري في "مختصر الإِتحاف" (2/ ق 61/ ب): "إسناده حسن". أهـ. وهو كما قالا، وإنّما اقتصرا على تحسينه لأنّ أبا سفيان -واسمه طلحة بن نافع- لا بأس به كما قال أحمد وابن عدي. وقال الهيثمي (5/ 89): "ورجالهم رجال الصحيح". وأخرجه البزّار (كشف- 3025، 3026) من طريق المسعودي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة نحوه. قال الهيثمي (5/ 89): "وفيه المسعودي، وهو ثقة، وقد حَصَلَ له الاختلاطُ، وبقية رجاله ثقات". وللحديث شاهد من حديث أم قيس بنت مِحْصَن الأسديّة عند البخاري (10/ 167)، ومسلم (4/ 1734، 1735). 8 - باب: نبات الشَّعْرِ في الأنف 1027 - أخبرنا أبو عمر بن محمد بن عيسى القزويني الحافظ ببيت لَهْيا. وحدّثني أبي -رحمه الله- وأبو عبد الله أحمد بن محمد الطبرستاني، قالوا: نا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضُّرَيس الرازي: أنا أبو زكريّا يحيى بن هاشم الكوفي السِّمسار الغسّاني: نا هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة -رضي الله عنها (¬1) - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نباتُ الشَّعْرِ في الأنفِ أمانٌ من الجُذَامِ". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/ ق 94/ أ) من طريق تمام. ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) و (ر).

1028 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن المقابري البغدادي -قَدِمَ دِمشقَ-: نا الحسن بن علي بن المُتوكّل: نا يحيى بن هاشم السِّمسار: نا هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نَبْتُ الشَّعْرِ في الأنفِ أمانٌ من الجُذَامِ". أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 32/ ب) وابن حبّان في "المجروحين" (3/ 125) والخطيب في "التاريخ" (12/ 437 و 13/ 141) -ومن طريقهما ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 169، 170) - من طريق يحيى بن هاشم به. ويحيى هذا كذّاب كذّبه ابن معين وأبو حاتم وصالح جزرة، واتهمه بالوضع العقيلي وابن حبّان وابن عدي. (اللسان: 6/ 279 - 280). 1029 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عبد الرحمن بن يونس السّراج بالرقَّةِ: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا محمد بن عبد الرحمن القُشَيري: نا هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشَّعْرُ في الأنفِ أمانٌ من الجُذَامِ". الحديث ذكره السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 123 - 124) بسنده ومتنه معزوًّا إلى فوائد تمّام. ومحمد القشيري قال الأزدي: كذّابٌ متروك الحديث. وقال الدارقطني: متروك الحديث. وقال ابن عدي: منكر الحديث. (اللسان: 5/ 250 - 251). وتابعهما -أعني السمسار والقشيري- من هو مثلهما: فأخرجه أبو يعلى (4368) -وعنه ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 172) - والبزّار (كشف-3030) والطبراني في "الأوسط" (1/ 387)

وابن عدي في "الكامل" (1/ 368) -ومن طريقه السهمي في "تاريخ جُرجان" (ص 190) - وابن السنِّي في "الطب" -كما في "اللآلىء" (1/ 123) - وأبو نعيم في "الطب" (ق 54/ أ) وابن الجوزي (1/ 169) من طريق أبي الربيع السمّان عن هشام به. وأبو الربيع -واسمه: أشعث بن سعيد- كذّبه هُشيم، واتهمه ابن حبّان بالوضع، وتركه الفلّاس والدارقطني وابن الجُنَيد. وقال ابن عدي: سرقه منه جماعة من الضعفاء، منهم: نعيم بن مورع، ويعقوب بن الوليد، ويحيى بن هاشم الغساني. وأخرجه البزّار (كشف- 3030) والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 295) وابن عدي (7/ 2481) وابن الجوزي (1/ 169، 170) من طريق نُعيم بن مورّع عن هشام به. ونُعيم قال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الحاكم والنقاش: روى عن هشام أحاديثَ موضوعةً. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به بحال. (اللسان: 6/ 170 - 171). وأخرجه أبو الحسن علي بن محمد المقرىء المعروف بـ"الحذّاء" في "فوائده" -ومن طريقه ابن النّجار كما في "اللآلىء" (1/ 123) - من طريق أيّوب بن واقد عن هشام به. وأيّوب متروك كما في "التقريب"، وفي السند إليه من لم أقف على ترجمته. ورُوي الحديث عن جابر وأبي هريرة وأنس وابن عباس: فأما حديث جابر: فأخرجه ابن عدي (2/ 785) -ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 168) - من طريق حمزة بن أبي حمزة النَّصَيبي عن أبي الزُّبير عنه.

وحمزة متروك قال ابن عدي: يضع الحديث. وقال ابن حبّان: ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنه المتعمد لها، ولا تحلُّ الروايةُ عنه. وقال الحاكم: يروي أحاديث موضوعة. وأخرجه ابن عدي (4/ 1368) -ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 167 - 168) - من طريق شيخ بن أبي خالد الصوفي عن حمّاد بن سلمة عن عمرو بن دينار عنه. وشيخ قال الحاكم والنّقاش: روى عن حمّاد أحاديث موضوعة. وقال ابن عدي: الأحاديث التي رواها عن حماد بهذا الإِسناد بواطيل كلّها. وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه ابن عدي (3/ 1011) -ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 168) - من طريق رِشْدين بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة عنه. قال ابن عدي: هذا الحديث منكر بهذا الإِسناد. ورِشْدين ضعيف تركه النسائي، وقال ابن يونس: أدركته غفلة الصالحين فخلّط في الحديث. وقال قتيبة: كان لا يبالي، ما دُفِع إليه قرأه. وقال ابن حبان: كان يقرأ كل ما دفع إليه سواءً كان من حديثه أم من غير حديثه، فغلبت المناكير في أخباره. قلت: والظاهر أن أحد الكذّابين دفع إليه هذا الحديث فقرأه. وتعلّق السيوطي في "اللآلىء" (1/ 122) برواية رشدين هذه في دفع الوضع عن الحديث فقال: "قلت: لم ينته حاله إلى أن يُحكم على حديثه بالوضع". أهـ. وكأنّه لم يتنبّه لما قاله قتيبة وابن حبّان. وأمّا حديث أنس: فأخرجه ابن عدي (3/ 977) -ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 168) - وأبو نعيم في "الطب" (ق54/ أ) من طريق دينار بن عبد الله مولى أنس عنه، وزاد: "والآذان". بعد: "الأنف".

ودينار قال ابن حبّان والحاكم: يروي عن أنس أشياء موضوعة. (اللسان: 2/ 434 - 435). وأمّا حديث ابن عباس: فأخرجه ابن عدي (5/ 1671) وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 116) من طريق عمر بن موسى الوَجِيهي عن الزهري عن الأعمى عنه. والوَجِيهي كذّبه ابن معين، واتهمه بالوضع أبو حاتم وابن عدي. * * * وقد تبيّن ممّا تقدبم أنّ هذا الحديث كذِبٌ مختلَقٌ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد قلّبه الكَذَبةُ على أكثر من وجه، ولم يزد ذلك الحديث إلا وهاء وإنكشافًا. فصلٌ: في أقوال الأئمة في هذا الحديث: نقل ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 171) وابن القيم في "المنار المنيف" (ص 62) أنّ الإِمام أحمد سئل عن هذا الحديث، فقال: ما من ذا شيءٌ. ونقل ابن عدي (6/ 2236) عن ابن معين أنّه قال: هذا حديثٌ باطلٌ لا أصل له. ونقل أيضًا (1/ 368) عن أبي القاسم البغوي أنّه قال: هذا الحديث عندي باطلٌ. وقال ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 172): "هذا متنٌ باطلٌ، لا أصلَ له". وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع فأصاب -وإن تعقّبه السيوطي كعادته بما لا يُجدي-، ومثّل به ابن القيم في "المنار" (ص 61، 62) على أن من علامات الحديث الموضوع ألّا يُشبَه كلامَ الأنبياء فضلًا عن كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي هو وحي يُوحى. وقد ورد هذا الحديث من كلام مجاهد مقطوعًا:

9 - باب: ما رخص فيه من الرقية

أخرجه ابن عدي (6/ 2236) وابن عساكر (16/ ق 78/ ب، 79/ أ) من رواية ابن أبي نجيح عنه، وقيل إنّه لم يسمع منه. 9 - باب: ما رُخِّص فيه من الرُّقيةِ 1030 - حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح: نا محمد بن سليمان: نا يحيى بن آدم عن سفيان عن عاصم عن يوسف بن عبد الله بن الحارث. عن أنس بن مالك، قال: رخّصَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرُّقيةِ من العَيْنِ والحُمَة والنَّملةِ (¬1). أخرجه مسلم (4/ 1725) من طريق يحيى بن آدم به. 10 - باب: ما جاء في الطِّيَرة والكهانة 1031 - أخبرنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن يحيى الدَّيْنَوَري، ومحمد بن هارون بن شعيب، قالا: نا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي: نا يحيى بن داود: نا إبراهيم بن يزيد: نا رَقَبَةُ بن مَصْقَلة عن رجاء بن حَيْوةَ عن أمِّ الدرداء. عن أبي الدرداء عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لنْ يَلِجَ الدَّرجاتِ العُلى منْ تَكَهَّنَ أوتُكُهِّنَّ له، أو رجعَ من سَفَرٍ تَطَيُّرًا". أخرجه الطبراني في "الكبير" عن محمد بن عبد الله الحضرمي به إلَّا أنّه ¬

_ (¬1) الحُمَة هي السمُّ، والنملة قروحٌ تخرج في الجنب.

قال: (عن رقبة عن عبد الله بن عمير عن رجاء بن حيوة). كذا في هامش (ظ). وإبراهيم بن يزيد قال أبو حاتم: يُكتب حديثه، ولا يحتجُّ به. وقال البخاري: لا يحتجّون بحديثه. ووثّقه ابن حبّان. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 64) من طريق إبراهيم بن مهدي عن أبي المحيّاة عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حَيْوَة عن أبي الدرداء مرفوعًا: "من تكهّن أو تقسّم أو تطيّر طِيَرةً فردّه عن سفره لم ينظر إلى الدرجات من الجنة يوم القيامة". وهذا رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع: ابن حَيْوَة روايته عن أبي الدرداء مرسلة كما قال الحافظ في "التهذيب" (3/ 266). وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 65): "رواه الطبراني والبيهقي، وأحد إسنادي الطبراني ثقات". وقال الهيثمي (5/ 118): "رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات". أهـ. قلت: ولم أقف على الإِسناد الآخر، والظاهر أنه كإسناد البيهقي كما يظهر من حكم الحافظ الآتي عليه. وقال الحافظ في "الفتح" (10/ 213): "ورجاله ثقات، إلَّا أنني أظنُّ أنّ فيه انقطاعًا، وله شاهد عن عمران بن حصين أخرجه البزّار في أثناء حديث بسندٍ جيّدٍ". والشاهد المشار إليه: أخرجه البزار (كشف- 3044) من طريق أبي حمزة إسحاق بن الربيع العطار عن الحسن عن عمران مرفوعًا: "ليس منّا من تطيّر أو تُطيّر له أو تكهّن أو تكهّن له ... " الحديث. قال المنذري في "الترغيب" (4/ 33): "إسناده جيّدٌ". وقال الهيثمي (5/ 117): "ورجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن الربيع، وهو ثقة". أهـ.

11 - باب: من تحسى سما

قلت: إسحاق ضعّفه الفلاّس، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه، وهو حسن الحديث. وفيه عنعنة الحسن وهو مدلِّس. فالحديث بهذه الطرق حسنٌ إن شاء الله. 1032 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي: نا أبو علي محمد بن معاذ البصري (دُرّان) بحَلَب: نا مسلم بن إبراهيم: نا هشام: نا قتادة عن عبد الله بن بُرَيدة. عن أبيه أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان لا يتطيَّرُ. وكان إذا بعَثَ عاملًا سأل عن اسمِه، فإن أعجبه اسمُه فَرِحَ بذلك، ورُؤيَ بِشْرُ ذلك في وجهِه. وإن كَرِه اسمَه رُؤي كراهيةُ ذلك في وجهِه. أخرجه أبو داود (3920) -ومن طريقه: البيهقي في "سننه" (8/ 140) - عن شيخه مسلم بن إبراهيم به، وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 62 - 63) من طريق آخر عنه. وأخرجه أحمد (5/ 347 - 348) والنّسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (2/ 89) -وابن حبّان (1430) -مختصرًا- من طريقين آخرين عن هشام الدستوائي به. وإسناده جيّدٌ، وحسّنه الحافظ في "الفتح" (10/ 215). 11 - باب: من تحسّى سمًّا 1033 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، وعلي بن يعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، وهارون بن محمد بن هارون في آخرين، قالوا: نا أبو علي إسماعيل بن محمد بن قيراط: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا محمد بن شعيب، قال: أخبرني مروان بن جناح أنّ الأعمش حدّثه عن أبي صالح.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَتَلَ نفسه بحديدةٍ فحديدتُه في يده يَجَأُ بها نفسَه في بطنه في نار جهنّم خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسَه بسُمٍّ فسُمُّه في يده يتحسّاه في نار جهنّم خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا، ومن تردّى من جبلٍ فقتل نفسَه فهو يتردّى في نار جهنّم خالدًا مخلّدًا [فيها أبدًا] (¬1) ". لم يروه بهذا الإِسناد إلّا ابن قيراط، وحدَّثَ به ابن جَوْصَا عن ابن قيراط. أخرجه البخاري (10/ 247) ومسلم (1/ 104) من طريق شعبة عن الأعمش به. ¬

_ (¬1) من (ظ).

(22) كتاب اللباس والزينة

(22) " كتابُ اللِّبَاس والزِّينَةِ"

1 - باب: إظهار النعمة

1 - باب: إظهار النِّعمةِ 1034 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا أحمد بن عبدالله البَرْقيُّ: نا عمرو بن أبي سلمة: نا سعيد بن بَشير: نا قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه. عن جدّه أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "كلوا واشربوا وصدقوا (¬1) في غير مَخْيَلَةٍ ولا سَرفٍ، فإنّ اللهَ يُحِبُّ أن تُرى نعمتُه على عبدِه". سعيد بن بشير ضعيف كما في "التقريب"، والراوي عنه ضعّفه ابن معين والسّاجي، ووثّقه ابن حبّان. والحديث أخرجه أحمد (2/ 182) وابن أبي الدنيا في كتابي "الشكر" (رقم: 51) و"التواضع" (رقم: 157) والحاكم (4/ 135) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشُعب" (4/ 136 و 5/ 162)، وأخرج الشطر الأول منه دون قوله: "فإن الله ... " إلخ: ابن أبي شيبة (8/ 405) وأحمد (2/ 181) والنسائي (2559) وابن ماجه (3605)، وأخرج الشطر الأخير منه الترمذي (2819) وحسنه، كلّهم (¬2) أخرجوه من طريق همّام بن يحيى عن قتادة به. وإسناده حسنٌ، وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 142): "ورواته إلى عمرو محتجٌّ بهم في الصحيح". وللشطر الأخير من الحديث شواهد عدّة انظرها في "المجمع" (5/ 132 - 133). ¬

_ (¬1) كذا في الأصل و (ظ)، وفي (ر) و (ش): (تصدّقوا) وكذا عند مخرّجي الحديث. (¬2) وقع عند ابن أبي الدنيا في "الشكر" (عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن هاشم عن قتادة) فسمّى الراويَ عن قتادة هاشمًا، والظاهر أنه تحريف، فلم يذكر المزّي في "التهذيب" (2/ 1121) في الرواة عن قتادة، ولا في مشايخ أبي سعيد (2/ 798) من اسمه هاشم.

2 - باب: النهي عن المباهاة في الثياب، وإسبال الإزار

2 - باب: النهي عن المباهاة في الثياب، وإسبال الإِزار 1035 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب، وإبراهيم بن حَسنون، وعلي بن يعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي، ويحيى بن عبد الله بن الحارث، ومحمد بن محمد بن عبد الحميد بن خالد الفزاري، ومحمد بن هارون بن شعيب في آخرين، قالوا: نا أبو الجَهْم عمرو بن حازم القرشي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الخالق بن زيد (¬1) بن واقد عن أبيه عن محمد بن عبد الملك بن مروان عن أبيه. عن أمِّ سَلَمة عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: "ما من أحدٍ يَلْبَسُ ثوبًا ليباهيَ به لينظرَ (¬2) الناسُ إليه لم ينظرِ اللهُ إليه حتى ينْزَعَه". لم يحدِّث به عن سليمان إلّا عبّاس الخلّال وأبو الجهم، والله أعلم. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (13/ ق 212/ أ) من طريق تمّام. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 283 - 284) عن شيخه أبي الجَهْم به. وإسناده واهٍ: عبد الخالق قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ليس بقوي. وقال أبو نعيم: لا شيء. (اللسان: 3/ 400 - 401). وعبد الملك بن مروان قال الذهبي في "الميزان" (2/ 664): "أنّى له العدالةُ وقد سفك الدماء وفعل الأفاعيل! ". أهـ. وقال الهيثمي (5/ 135): "فيه عبد الخالق بن زيد بن واقد، وهو ضعيف". ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (يزيد)، والتصويب من (ظ) و (ر) وكتب الرجال. (¬2) عند الطبراني: (فينظر).

والحديث أشار المنذري في "الترغيب" (3/ 115) إلى ضعفه حيثُ صدّره بـ"رُويَ". 1036 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث الشيخُ الثِّقةُ: نا أبو بكر محمد بن هارون بن بكّار بن بلال: نا أبو أيّوب سليمان بن عبد الرحمن: نا بشر بن عون: نا بكّار بن تميم عن مكحول. عن أبي أمامة، قال: مرَّ ابنُ العاصِ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مُسْبلٌ إزارَه، مُسْبِلٌ جُمّتَه (¬1)، فقال: "نِعْمَ الفتى ابنُ العاصِ لو شمَّر [من] (¬2) مِئزرِه، وقصَّر من لُمَّتِه". قال: فحلَقَ رأسَه وقصَّرَ، ورفع إزارَه إلى الرُّكبةِ. إسناده تالف كما تقدّم بيانه في تخريج الحديث رقم (870). وقد رُوي الحديث في غير ابن العاص: فأخرجه أحمد (4/ 179 - 180، 180) والبخاري في "التاريخ" (3/ 225) -ومن طريقهما ابن عساكر (5/ ق 300/ أ،302/ أ) - وأبو داود (4089) والطبراني في "الكبير" (6/ 113 - 114) والبيهقي في "الشعب" (5/ 164) من طريق هشام بن سعد عن قيس بن بِشر التَّغلبي عن أبيه عن سهل بن الحنظلية مرفوعًا: "نعم الرجلُ خُرَيم الأسدي لولا طولُ جُمّته وإسبال إزاره". فبلغ ذلك خريمًا، فجعل يأخذ شفرةً يقطع بها شعرَه إلى أنصافِ أُذُنَيه، ورفع إزارَه إلى أنصافِ ساقيه. قال النووي في "الرياض" (رقم: 798): "رواه أبو داود بإسنادٍ حسن إلّا قيس بن بشر، فاختلفوا في توثيقه وتضعيفه، وقد روى له مسلم". أهـ. قلت: قيس قال عنه الراوي عنه هشام بن سعد: كان رجل صدق. وقال ¬

_ (¬1) الجُمَّة مجتمع شعر الرأس. (¬2) من (ظ) و (ف).

أبو حاتم: ما رأى بحديثه بأسًا، ما أعلم روى عنه غير هشام. ووثقه ابن حبًان. وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 392): "قيس بن بشر عن أبيه: لا يُعرفان". أهـ. وهشام متكلَّمٌ فيه، وبالجملة فهو كما قال ابن المديني: صالحٌ وليس بالقوي. وأخرجه أحمد (4/ 321، 322، 345) والطبراني في "الكبير" (4/ 247) وابن عساكر (5/ ق 229، 302/ أ) من طريق أبي إسحاق عن شِمْر بن عطية عن خُريم بن فاتك قال. قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "نِعْم الرجلُ أنت يا خريمُ لولا خُلَّتان فيك". قلت: وما هما يا رسول الله؟ قال: "إسبالُك إزارك، وإرخاؤك شعرك". وفي لفظ آخر: قلت: لا جرمَ لا أعود. قال: فجزَّ شعره ورفع إزاره. وأخرجه الطبراني (4/ 248) والحاكم (3/ 622) من طريق الأعمش، وأخرجه الطبراني (4/ 247) عن أبي حصين، كلاهما عن شِمْر به. ورجاله ثقات إلّا أنه منقطع، شِمْر لم يدرك خُريمًا كما قال المزّي. (التهذيب: 4/ 365). وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 148) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق/218) و"الكبير" (4/ 248) من طريق المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن أيمن بن خريم بن فاتك عن أبيه فذكره بنحوه. والمسعودي قد اختلط بآخره. فهذه ثلاث طرق ليّنة، يشدُّ بعضها بعضًا، ويرتقي بها الحديث إلى الحسن. وأخرجه أحمد (4/ 200) والبخاري في "التاريخ" (3/ 225 و 4/ 177) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 96، 201) من طريق هُشيم عن

3 - باب: ثواب ترك لباس الحرير والذهب والفضة وشرب الخمر

داود بن عمرو عن بُسر بن عبيد الله عن سَمُرة بن فاتك الأسدي مرفوعًا: "نعم الفتى سَمُرة لو أخذ من لُمّته وشمَّر من مئزره". ففعل ذلك سمرة. وفيه عنعنة هُشيم، وهو مدلِّس. 3 - باب: ثواب ترك لباس الحرير والذهب والفضة وشرب الخمر 1037 - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عرفجة بن عثمان بن سعيد بن زيد القرشي: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح الوُحَاظي: نا جُميع بن ثوب الرَّحبي: نا خالد بن مَعْدان. عن أبي أمامة عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-أنّه قال: "حَلَفَ اللَّهُ -عَزَّ وجَلَّ- بقوّته وعزّته: لا يتركُ عبدٌ لباسَ الحريرِ في الدُّنيا إلّا ألبسه اللَّهُ إيّاه يومَ القيامةِ في حظيرة القُدْس، ولا يترك لباسَ الذهب والفضة في الدُّنيا وهو يقدِر عليها (¬1) إلّا ألبسه الله إيّاهما يومَ القيامة في حظيرة القُدْس، ولا يتركُ شُربَ الخمرِ في الدّنيا إلّا سقاه اللَّهُ إيّاه يومَ القيامة في حظيرة القُدْسِ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (جُميع منكر الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه السَّهمي في "تاريخ جرجان" (ص 401) من طريق يحيى بن صالح به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 586) من طريق جُمَيْع به. وإسناده واه: جُميع قال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. وتركه النسائي. (اللسان: 2/ 134). وأخرج البزّار (كشف- 2939، 3002) من طريق شعيب بن بيان عن ¬

_ (¬1) كذا بالأصول والسهمي، وعند ابن عدي: (عليهما).

4 - باب: لبس القلانس ذوات الآذان

عمران عن قتادة عن أنس مرفوعًا: "من ترك الخمر وهو يقدر عليه لأسقينَّه منه من حظيرة القدس، ومن ترك الحرير وهو يقدر عليه لأكسونّه إياه في حظيرة القدس". قال المنذري في "الترغيب" (3/ 262): "إسناده حسن". أهـ. وقال الهيثمي (5/ 76): "فيه شعيب بن بيان قال الذهبي: صدوق. وضعّفه الجوزجاني والعقيلي، وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. قلت: وعمّران هو ابن داود القطّان ليس بالقوي. وأخرج أحمد (5/ 257، 268) والطبراني في "الكبير" (8/ 232، 232 - 233) من طريق علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة فذكر حديثًا، وفيه: "وأقسم ربّي بعزّته لا يتركه [يعني: الخمر] عبدٌ من عبيدي مخافتي إلّا سقيته إيّاه في حظيرة القدس". قال الهيثمي (5/ 69): "فيه علي بن يزيد، وهو ضعيف". أهـ. قلت: تركه جماعةٌ 4 - باب: لبس القلانس ذوات الآذان 1038 - حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علّان الحرّاني: أنا الفضل بن محمد الباهلي [بأنطاكية] (¬1): نا يزيد بن عبد ربّه مؤذّن حمص: نا أحمد بن أبي النَّضْر: نا المُفضَّل بن فضالة عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يَلْبَس من القَلانِس ذاتَ الآذانِ. في إسناده: الفضل بن محمد الباهلي كذّبه ابن عدي والدارقطني. (اللسان: 4/ 448). ¬

_ (¬1) من (ف).

5 - باب: كيف ينتعل؟

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- (ص118 - 119) من طريق محمد بن مُصفّى قال: نا محمد بن خالد -وهو الوَهْبي- عن المُفضّل به إلا أنه قال: في السفر. وزاد: وفي الحَضَرِ المشمَّرة. يعني: الشاميّة. وإسناده حسنٌ إنْ سَلِمَ من تسوية ابن مُصفّى، فإنه كان يُدلِّس تدليس التسوية كما قال أبو زرعة. وقال العراقي في "شرح الترمذي" عنه إنّه أجود إسناد في القلانس. نقله عنه الزَّبيدي في "شرح الِإحياء" (7/ 129). وأخرجه أبو الشيخ (ص 119) من طريق سَلْم بن سالم عن العَرْزَمي عن عطاء عن ابن عباس قال: كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث قلانس .... وفيه: وقلنسوة ذات آذان كان يلبسها في السّفر. وإسناده واهٍ: العَرْزميُّ هو محمد بن عبيد الله متروك كما في "التقريب"، وسَلْم قال الخليلي: أجمعوا على ضعفه. (اللسان: 3/ 63). وقال العراقي في "تخريج الِإحياء" (2/ 376): "إسناده ضعيف". وأخرج أبو الشيخ (ص 119) من طريق عثمان بن عبد الله القرشي عن بقيّة عن الأوزاعي عن حريز بن عثمان عن عبد الله بن بُسْر أنّه قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وله قلنسوة لها أُذنان. وسنده تالف: عثمان كذّبه الجوزجاني ومسعود السِّجْزيّ، واتهمه بالوضع ابن حبان وابن عدي والدارقطني. (اللسان:4/ 143 - 147). 5 - باب: كيف ينتعل؟ 1039 - حدّثنا أبو زُرْعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله النَّصْري، قالا: نا أبو الحسن محمد بن نوح الجُنْدَيْسَابوري: نا أبو الرَّبيع

عُبيد الله بن محمد الحارثي: نا محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك: أنا نافع بن أبي نُعَيم القارئ عن أبي الزّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"إذا انتعل أحدُكم فليبدأ باليُمنى (¬1)، وإذا نَزَعَ فليبدأ بالشِّمال. فلتكنْ اليُمنى أولَّهما يَلبَسُ، وآخِرَهما يَنزِعُ". أخرجه البخاري (10/ 311) من طريق مالك عن أبي الزناد به. وأخرجه مسلم (3/ 1660) من طريق محمد بن زياد عن أبي هريرة، وليس عنده "فلتكن ... إلخ". 1040 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عيسى: نا محمد بن الفضل: نا الأشعث -وهو ابن أبي الشعثاء- عن أبيه عن مسروق. عن عائشة، قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُعجِبُه التَّيمُّنُ في كلِّ ما استطاع حتى في نَعْلِه: إذا انتعل بدأ باليمين، وإذا خلع بدأ بالشمال. في إسناده: محمد بن الفضل -وهو ابن عطيّة-، قال في "التقريب": "كذَّبوه". وأخرج الشطر الأول منه: البخاري (1/ 269) ومسلم (1/ 226) من طريق شعبة عن الأشعث به بلفظ: "كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُعجبه التيمُّنُ في تنعُّله وترجُّله وطهوره في شأنه كلّه". وأما الشطر الثاني فقد ورد معناه من حديث أنس وابن عباس: فأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبيِّ-صلى الله عليه وسلم-" (ص 261) من طريق سليمان بن قَرْم عن مسلم الأعور عن أنس قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ارتدى أو ترجّل أو انتعل بدأ بميامنه، وإذا خلع بدأ بيساره. سليمان وشيخه ضعيفان، وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 376): "سنده ضعيف". ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ش): (اليمين).

6 - باب: ما جاء في الخاتم

وأخرجه أبو يعلى (رقم: 2611) عن عمرو بن الحُصَين عن يحيى بن العلاء عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن ابن عبّاس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا لبس نعليه بدأ باليمين، وإذا خلع خلع اليسرى. قال الهيثمي (5/ 170 - 171): "وفيه عمرو بن حُصَين، وهو متروك". أهـ. وشيخه كذّبه أحمد ووكيع. 6 - باب: ما جاء في الخاتم 1041 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا خالد بن رَوْح: نا أبو الجُماهِر (ح). وحدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن حُويت بن أحمد بن أبي حكيم القرشي من لفظه، قال: حدّثني أبي: أبو سليمان حُويت بن أحمد: نا أبو الجُماهِر محمد بن عثمان التَّنُوخي: نا سعيد بن بشير عن قتادة. عن أنس أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أرادَ أن يكتبَ إلى بعض العَجَم (¬1) كتابًا، فقيل له: إنّه لا يكون كتابٌ إلّا بخاتمٍ. فاتَّخذَ خاتمًا من فضةٍ، فصُّه منه، ونَقَشَ عليه: (محمدٌ رسول الله). فلَبِس الخاتمَ حياتَه، فلما تُوفِّيَ لَبِسه أبو بكرٍ حياتَه، فلما تُوفِّيَ أبو بكرٍ لبِسه عمرُ، فلمّا تُوفِّي عمر لبِسه عثمان، فسقَطَ منه في بئرٍ بالمدينة، فطُلِب (¬2) فلم يُقْدَرْ عليه. سعيد بن بشير ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه بتمامه أبو داود (4215) من طريق سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به. وأخرج البخاري (10/ 323) من طريق ابن أبي عَروبة، ومسلم ¬

_ (¬1) في (ر): (الأعاجم). (¬2) في (ظ): (وطُلِب).

(3/ 1657) من طرقٍ عن قتادة به بالشطر الأول دون قوله: فلبس الخاتم ... إلخ. وقد أخرجه -أعني الشطر الأخير- البخاري (10/ 328) من طريق ثمامة بن عبد الله عن أنس. وأخرجه أيضًا البخاري (10/ 323 - 324) ومسلم (3/ 1656) من حديث ابن عمر. وليس عندهم قوله: (فصُّه منه) وهو عند البخاري (10/ 322) من رواية حميد عن أنس. 1042 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا عبد الرحمن بن عبد الحميد [(ح)] (¬1). وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم: نا أبو محمد عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الله بن كثير القارئ عن سعيد بن عبد العزيز عن نافع. عن ابن عمر، قال: اتَّخذَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاتمًا من ذهبٍ، فكان إذا لَبِسه جعل فصَّه في بطن كفِّه، ثمَّ اتَّخذَ الناسُ معه الخواتيمَ. فبينما هو في المسجد بين ظهري الناس إذْ قال: "إنّي كنتُ اتخذتُ هذا الخاتمَ، وكنتُ إذا لَبِستُه جعلتُ فصَّه في بطن كفي". ثمَّ نزعه فرمي به، ثمَّ قال:"إيمُ اللهِ لا ألبَسُه أبدًا". فرمى الناسُ عند ذلك بخواتيمهم. أخرجه البخاري (10/ 325) ومسلم (3/ 1655) من طرقٍ عن نافع به بنحوه، ولفظ مسلم أقرب إلى لفظ تمّامٍ. 1043 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلم القاضي: نا أبو عمران موسى بن محمَّد بن أبي عوف المُزني الصفّار: نا محمد بن عُبيد بن حِسَاب: نا أبو عَوانة عن أبي بشر عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يجعلُ الفصَّ في باطن كفِّه. أخرجه أحمد (2/ 68، 96، 127) والنسائي (5292) ¬

_ (¬1) من (ر).

وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (ص 130) عن أبي عوانة به. وسنده صحيح، وأبو بشر اسمه: جعفر بن أبي وحشيّة. وهو قطعة من الحديث السابق. وأخرجه مسلم (3/ 1658) من حديث أنس. 1044 - حدّثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو محمد عبد الله بن الحسين بن أيّوب الرازي النِّيلي: نا سهل بن عثمان العسكري: نا عُقبة بن خالد السَّكُوني عن عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- اتّخذ خاتمًا، فكان يلبَسه في يمينه. أخرجه مسلم (3/ 1655) عن شيخه سهل بن عثمان به. 1045 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي -قَدِمَ دمشق- في آخرين، قالوا: نا علي بن أحمد الجُرجَاني: نا الحسين (¬1) بن عيسى البَسْطامي: نا سَلْم بن قتيبة عن شعبة عن قتادة. عن أنس بن مالك أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- تختّم في يمينه. علي بن أحمد الجرجاني تركه الحاكم وقال: حدثنا بالعجائب. وتوفي سنة (366) (اللسان: 4/ 194 - 195) وقد توفّي البسطامي شيخه سنة (247) كما في "التقريب"، فلو قدّرنا أنه كان ابن عشر سنين حين توفي شيخه، فإن عمره سيكون قريبًا من (130) عامًا! وهذه من "العجائب". وقد خالفه النسائي، فإنّه روى الحديث (5284) عن شيخه البسطامي به ولفظه: كأني أنظر إلى بياض خاتم النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في إصبعه اليسرى. وسنده جيّدٌ، وقال المنذري في "مختصر السنن" (6/ 118): "رجال إسناده محتجٌّ بهم في الصحيح". والحديث أخرجه الترمذي في "الشمائل" (97) واستغربه والنسائي ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (الحسن)، والتصويب من (ظ) و (ر) وكتب الرجال.

(5283) وأبو الشيخ في "أخلاق النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- (ص 125) من طريق عبّاد بن العوّام عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يتختم في يمينه. وعبّاد ثقة، لكن قال الإِمام أحمد: مضطرب الحديث عن سعيد بن أبي عروبة. وقال المنذري في "مختصر السنن" (6/ 121): "رجال إسناده ثقات". وأخرج مسلم (3/ 1658) من رواية الزهري عن أنس أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لبس خاتم فضة في يمينه. 1046 - أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد، وحدّثنا أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلم، قالا: نا أبو زُرعة عبدالرحمن بن عمرو: نا أحمد بن خالد الوَهْبي: نا محمد بن إسحاق. عن الصَّلت بن عبد الله بن نَوْفل، قال: رأيتُ الخاتمَ في يمين ابن عبّاس. قال: ولا إخاله إلّا وقد ذكرَ أنّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتختّمُ في يمينه. أخرجه أبو داود (4229) والترمذي في "الجامع" (1742) و"الشمائل" (94) وأبو الشيخ (ص 124) من طرق عن ابن إسحاق به، وقد صرّح بالسماع عند أبي داود. وإسناده حسنٌ. ونقل الترمذي عن البخاري أنه قال عن الحديث: "حسن صحيح". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 233، 305) من طريقين عن عكرمة عن ابن عباس، في أحدهما: يحيى بن العلاء الرازي كذّبه وكيع وأحمد، وتركه غيرهما. وفي الآخر: عدي بن الفضل التيمي وهو متروك كما في "التقريب". والطريقان ضعّفهما الهيثمي (5/ 153)، وقال الحافظ في "الفتح"

(10/ 326): "في سنده لينٌ". أهـ. قلت: بل ضعفٌ شديدٌ جدًّا. 1047 - أخبرنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن يحيى الدَّيْنَوري -قراءةً عليه-: نا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي (مُطيِّن) الكوفي: نا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي: نا يحيى بن حسّان: نا سليمان بن بلال عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنَين (¬1) عن أبيه. عن عليٍّ-رضي الله عنه-، قال: كان خاتمُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يمينه. أخرجه أبو داود (4226) والترمذي في "الشمائل" (90) والنسائي (5203) وأبو الشيخ (ص 126) والبيهقي في "الشُّعب" (5/ 205) والخطيب في "الموضح" (1/ 375 - 376) من طريق سليمان بن بلال به. وإسناده جيّدٌ. 1048 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا أحمد بن الحسن بن رُزَيق الحرّاني، قال: نا النُّفَيلي: نا محمَّد بن سلمة عن ابن إسحاق عن يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزُّبَير عن أبيه. عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: أهدى النَّجاشيُّ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- حليةً فيها خاتمٌ من ذهبٍ، فَصُّه حَبَشىٌّ. فدعا أُمامةَ بنتَ أبي العاص بن أميّة من ابنته زينب، فقال: "تَحَلَّي بهذا يا أُمَيَّةُ". أخرجه أبو داود (4235) -ومن طريقه البيهقي (4/ 141) - عن شيخه النُّفَيلي -واسمه: عبد الله بن محمد بن علي بن نُفَيل- به. وأخرجه ابن ماجه (3644) من طريقٍ آخر عن ابن إسحاق به. وإسناده حسن، ابن إسحاق صرّح بالتحديث عند أبي داود. ¬

_ (¬1) في الأصل: (جبير) والتصويب من هامش الأصل و (ظ) و (ر) وكتب الرجال.

7 - باب: حلية السيف

7 - باب: حلية السيف 1049 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق: نا محمد بن معاذ البصريُّ: نا مسلم بن إبراهيم: نا جرير بن حازم: نا قتادة. عن أنس بن مالك، قال: كان قَبيعةُ (¬1) سيفِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فِضَّةً. أخرجه أبو داود (2583) والطحاوي في "المشكل" (2/ 166) من طريق مسلم بن إبراهيم به. وأخرجه الدارمي (2/ 221) والترمذي في "الجامع" (1691) و"الشمائل" (99) -وقال: حسنٌ غريبٌ- والنسائي (5374) والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 199) وابن عدي في "الكامل" (2/ 550) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-" (ص 140) والبيهقي (4/ 143) والبغوي في "شرح السنة" (10/ 397، 397 - 398) من طرق عن جريرٍ به. والحديث ضعّفه أبو داود، وقال النسائي في "السنن الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (1/ 301) -: "وهذا حديثٌ منكرٌ، والصواب: قتادة عن سعيد بن أبي الحسن". وقال الدارمي: "هشام الدستوائي خالفه [يعني: جريرًا]، قال: قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وزعم الناس أنّه هو المحفوظ". وقال البيهقي: "تفرّد به جرير بن حازم عن قتادة عن أنس، والحديث معلولٌ". وفي "العلل" للِإمام أحمد (312): "عن عبد الله بن أحمد: حدّثني أبي عن عفّان، قال: راح أبو جَزي نصر بن طريف (¬2) إلى جرير يشفع لإِنسان يُحدِّثه، فقال جرير: حدثنا قتادة ... ¬

_ (¬1) قبيعة السيف: ما على طرف مقبضه من فضّةٍ أو حديدٍ. (¬2) أحد المتروكين كما سيأتي بيانه.

[وذكر الحديث] فقال أبو جَزي: ما حدّثناة قتادة إلّا عن سعيد بن أبي الحسن. قال أبي [الإِمام أحمد]: القولُ قولُ أبي جَزي، وأخطأ جرير". أهـ. وهو أيضًا في "الضعفاء" للعقيلي و"التهذيب" (2/ 71). وممن رجّح المرسل أيضًا: أبو حاتم والبزّار كما في "التلخيص الحبير" (1/ 52). وفي "نصب الراية" (4/ 232 - 233): "وقال الدارقطني في علله: هذا حديثٌ اختلِفَ فيه على قتادة: فرواه جرير بن حازم عن قتادة عن أنس، وكذلك رواه عمرو بن عاصم عن همام عن قتادة عن أنس. ورواه هشام الدستوائي ونصرُ بن طريف عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن أخي الحسن مرسلًا". وجرير وإن كان ثقة فقد تُكلِّمَ في روايته عن قتادة خاصة: قال عبد الله بن أحمد سألت ابن معين عنه، فقال: ليس به بأس. فقلت: إنّه يحدّث عن قتادة عن أنس أحاديث مناكير. فقال: ليس بشيءٍ، هو عن قتادة ضعيف. ونقل الميموني عن أحمد أنه قال: كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس: يُوقِف أشياء وُيسنِدُ أشياء. ثمّ أثنى عليه. ومرسل سعيد بن أبي الحسن المشار إليه: أخرجه أبو داود (2584) والترمذي في "الشمائل" (100) والنسائي (5375) والطحاوي (2/ 166) والبيهقي (4/ 143) من طرقٍ عن هشام الدستوائي عن قتادة عنه. قال البيهقي: "هذا مرسلٌ، وهو المحفوظ". وتابع هشامًا: نصر بن طريف -كما تقدّم-، إلا أنّ نصرًا متروك كذّبه الفلّاس، واتهمه ابن معين بالوضع. (اللسان: 6/ 153). وذكر العقيلي في "الضعفاء" (1/ 199) أن شعبة رواه عن قتادة عن سعيد مرسلًا. ولم ينفرد جرير بوصله، فقد تابعه همّام بن يحيى -وهو من المقدّمين في أصحاب قتادة-، أخرجه عنه النسائي (5374) والطحاوي (2/ 166).

وفي هذا ردٌّ لقول البيهقي: تفرّد به جرير. وقال النسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة " (1/ 301) -: "وما رواه عن همّام غير عمرو بن عاصم". أهـ. قلت: هذا غير قادحٍ، فعمرو بن عاصم -وهو الكِلابي- احتجَّ به الشيخان، ووثّقه ابن معين وابن حبّان، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: لا يحتج بعمرو. وانتصر ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/ 404) لوصل الحديث فقال: "والصواب أنّ حديث قتادة عن أنس محفوظٌ من رواية الثقات الضابطين المتثبتين: جرير بن حازم وهمّام عن قتادة عن أنس. والذي رواه عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن مرسلًا هو: هشام الدستوائي. وهشام -وإن كان مقدّمًا في أصحاب قتادة- فليس همّام وجرير إذا اتّفقا بدونه، والله أعلم". أهـ. وتابعهما على وصله أبو عَوانة اليَشْكُري، أخرجه الطحاوي (2/ 166) وابن حبّان في "المجروحين" (3/ 88) من رواية هلال بن يحيى الرأي عنه. لكنّ هلالًا قال عنه ابن حبّان: "كان يخطئ كثيرًا على قلّة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". وله طريق آخر: أخرجه أبو داود (2585) والطحاوي (2/ 166) وابن عدي (5/ 1816) -ومن طريقه البيهقي (4/ 143) - وأبو الشيخ (ص 140) من رواية عثمان بن سعد الكاتب عن أنس. وعثمان ضعيف كما في "التقريب". وللحديث شواهد تعضده: فأخرجه النسائي (5373) من طريق عيسى بن يونس عن عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل فذكره. قال الحافظ في "التلخيص" (1/ 52): "إسناده صحيح". أهـ. وهو كما قال، وأبو أمامة قال الحافظ في "التقريب": "معدودٌ في الصحابة، له رؤيةٌ، ولم يسمع من النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-". أهـ.

وأخرج الترمذي (1690) والطبراني في "الكبير" (20/ 346 - 347) وأبو الشيخ (ص 140) من طريق طالب بن حجير عن هُود بن عبد الله عن جدّه لأمّه مَزيدة العَصَري قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومَ الفتح وعلى سيفه ذهبٌ وفضة. قال طالب: فسألته عن الفضة، فقال: كانت قبيعة السيف فضة. قال الترمذي: حسن غريب. وتعقّبه أبو الحسن ابن القطّان -كما في "نصب الراية" (4/ 233) - فقال: "وهو عندي ضعيفٌ لا حسنٌ، فإنّ هُود بن عبد الله بن سعيد بصري، لا مزيدَ فيه على ما في الإِسناد من روايته عن جدّه، ورواية طالب بن حُجير عنه فهو مجهول الحال. وطالب بن حُجير أبو حُجير كذلك، وإن كان قد روى عنه أكثر من واحدٍ، وسئل عنه الرازيّان [أي: أبو حاتم وأبو زرعة] فقالا: شيخٌ. يعنيان بذلك أنّه ليس من أهل العلم، وإنّما هو صاحب رواية". أهـ. قال الذهبي في "الميزان" (2/ 333): "وصدق أبو الحسن. قلت: تفرّد طالب به، وهو صالح الأمر إن شاء الله. وهذا منكرٌ، فما علمنا في حلية سيفه -صلى الله عليه وسلم- ذهبًا". أهـ. قلت: طالب وثّقه ابن حبّان وابن عبد البرّ، وهود قال الذهبي في "الميزان" (4/ 310): "لا يكادُ يُعرف". أهـ. والحديث قال عنه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (هامش الإِصابة: 3/ 526 - 527): "إسناده ليس بالقوي". وأخرج البغوي -كما في "الإِصابة" (3/ 401) - والطبراني في "الكبير" (20/ 360) وأبو الشيخ (ص140) والبيهقي (4/ 143) من رواية أبي الحكم الصَّيْقَل عن مرزوق الصَّيْقَل، قال: صقلتُ سيفَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ذا الفقار، فكان فيه قَبيعةٌ من فضة، وبَكْرةٌ في وسطه من فضة، وحَلَقٌ في قيده من فضة. قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 518): "في إسناده لين". أهـ. وقال ابن دقيق العيد في "الإِمام" -كما في "نصب الراية" (4/ 233) -:

8 - باب: الفرق

"وأبو الحكم هذا لم يذكر الحاكم (¬1) في كتابه ما يدل على التعريف بحاله". أهـ. وقال الهيثمي (5/ 271): "وفيه أبو الحكم الصَّيقل ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". 8 - باب: الفَرْق 1050 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا أبو زياد ربيعة بن الحارث الجُبْلاني الحِمصي بدمشق: نا جعفر بن عبد الله السّالمي: نا إسماعيل بن عيّاش عن عبد الله بن دينار عن الزُّهري عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة. عن ابن عباس، قال: سَدَلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناصيتَه ما شاء اللهُ، ثمّ فَرَقَ فَرْقَ أهلِ الكتاب. هو عبد الله بن دينار الحِمصي. عبد الله بن دينار الحمصي ضعيف كما في "التقريب". والحديث أخرجه البخاري (10/ 361) ومسلم (4/ 1817 - 1818) من طريق آخر عن الزهري به. 1051 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب قراءةً عليه: نا أبو الفضل صالح بن أحمد بن حنبل البغدادي بدمشق، قال: حدّثني أبي: نا حمّاد بن خالد الخيّاط: نا مالك بن أنس: نا زياد بن سعد عن الزُّهري. عن أنس، قال: سَدَلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناصيتَه ما شاءَ اللَّهُ أن يسدلَ، ثمّ فَرَقَ بعدَ ذلك. 1052 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الرحمن ¬

_ (¬1) هو أبو أحمد الحاكم له كتاب في "الكُنى".

9 - باب: تسريح الشعر وتسكينه

عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثني أبي: نا حمّاد بن خالد الخيّاط: نا مالك بن أنس: نا زياد بن سعد عن الزُّهري. عن أنس، قال: سَدَلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناصيتَه ما شاء اللَّهُ أن يسدلَ ثمّ فَرَقَ بعدُ. هو في "المسند" (3/ 215). وأخرجه من طريقه الحاكم (2/ 606 - 607) وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 69 - 70) (¬1). وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت عليه الذهبي. قلت: إنّما هو على شرط مسلم، فحمّاد الخيّاط لم يُخرّج له البخاريُّ شيئًا. وقال الهيثمي (5/ 164): "رجاله رجال الصحيح". والحديث أخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 948) -ومن طريقه النسائي في "الكبرى"- كما في "التحفة" (5/ 61) - عن زياد عن الزهري مرسلًا. قال ابن عبد البر: "هكذا رواه الرواةُ كلّهم عن مالك مرسلًا إلّا حمّاد بن خالد الخيّاط، فإنّه وصله وأسنده، وجعله عن مالك عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس، فأخطأ فيه، والصوابُ فيه من رواية مالك الإِرسالُ كما في "الموطأ"، لا من حديث أنس، وهو الذي يصحّحه أهلُ الحديث". أهـ. 9 - باب: تسريح الشعر وتسكينه 1053 - أخبرني أبو إسحاق بن سنان ومحمد بن إبراهيم بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4/ 321) من طريق أحمد لكن السند عنده هكذا: (عن مالك بن أنس عن الزهري) ولم يذكر زيادًا ولا أنسًا! وأظن ذلك من تحريفات الطابع.

عبد الرحمن، قالا: نا زكريّا بن يحيى: نا الفَتْحُ بن نصر: نا حسّان بن غالب، قال: حدّثني مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب. عن أُبَيِّ بن كعب، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سرَّحَ رأسَه ولحيتَه في كلِّ ليلةٍ عُوفيَ من أنواعِ البلاءِ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: "حسّان بن غالب مِصريٌّ، كنيتُه: أبو القاسم. وثّقه ابن يونس، وحَمَلَ عليه ابن حبّان). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 271) والدارقطني في "غرائب مالك" -كما في "اللسان" (4/ 426) - وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 295) والسمعاني في "أدب الإِملاء" (ص 31) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 53 - 54) من طريق الفتح بن نصر به، وعندهم: "بالمشط"، وبزيادة: "وزيد في عمره". وإسناده تالف، والخبر كَذِبٌ مختلَقٌ. قال ابن حبّان: "حسّان بن غالب: يقلب الأخبار على الثقات، وَيروي عن الأثبات المُلْزَقات. لا يحلُّ الاحتجاجُ به بحالٍ، ولا الروايةُ عنه إلّا على سبيل الاعتبار". وقال الحاكم: له عن مالك أحاديث موضوعة. وقال أبو نعيم الأصبهاني: حدّث عن مالك بالمناكير. وقال الأزدي: منكر الحديث. وقال الدراقطني: ضعيف متروك. وخالفهم ابن يونس فوثّقه!. (اللسان: 2/ 188 - 189). والفتح قال ابن أبي حاتم: ضعّفوه. وقال الدارقطني: ضعيف متروك. (اللسان: 4/ 426). والحديث قال الدارقطني: "لا يصحُّ عن مالك، والحديثُ موضوع".

وقال أبو نعيم: "منكرٌ بمرّة" (¬1). وقال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع، والبلاءُ فيه من حسّان". وقال الحافظ في "اللسان" (4/ 426): "باطل". 1054 - حدّثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى بن محمَّد بن يحيى بن مَنْدة الأصبهاني الحافظ: نا سهل بن السَّريِّ: نا أحمد بن يحيى بن إسماعيل بن الحسن بن عثمان: نا أبي عن أبيه عن خارجة عن الأوزاعي عن محمَّد بن المنكدر (¬2). عن جابر عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه رأى رجلًا شَعِثَ الرأسِ، فقال: "ما لِهذا ما يُسَكِّنُ له شعرَهُ؟! ". 1055 - أخبرنا أبو عبد الله بن مَنْدة: نا سهل بن السَّرِيِّ: نا أحمد بن يحيى: نا أبي عن أبيه: نا سهل بن مُزاحِم: نا سلّام الطَّويل. عن جابر عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- نحوَه. في الِإسنادين: (أحمد بن يحيى عن أبيه عن جدّه) ولم أقف على تراجمهم. وفي الأول: خارجة بن مصعب وهو متروك اتّهمه ابن معين بالكذب. وفي الثاني: سلّام الطويل وهو متروك كما في "التقريب". والحديث أخرجه أحمد (3/ 357) وأبو داود (4062) والنسائي (5236) وأبو يعلى (2026) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 50/ ب) وابن حبّان (1438) والحاكم (4/ 185 - 186) -وصحّحه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 156 أو 6/ 78) والبيهقي في "الشُّعب" (5/ 168) والبغوي في "شرح السنة" (12/ 49 - 50) من ¬

_ (¬1) نقله عن السيوطي في "اللآلئ" (2/ 268) ولم أره في النسخة المطبوعة من "أخبار أصبهان". (¬2) في هامش (ظ): (في نسخة: عن الأوزاعي عن حسّان بن عطية ومحمد بن المنكدر).

10 - باب: الخضاب بالحناء والكتم والصفرة

طرقٍ عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد بن المنكدر عن جابر، قال: أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرأى رجلًا شَعِثًا قد تفرّق شعره، فقال: "أما كان يجد هذا ما يُسكِّن به شعرَه؟! ". وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين. وقال العراقي في"تخريج الإِحياء" (1/ 137):"إسناده جيّدٌ". 10 - باب: الخِضاب بالحِنّاء والكتَمِ والصُّفْرةِ 1056 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج: نا [أبو عبد الرحمن] (¬1) زكريّا بن يحيى [ابن إياس] (1) السِّجْزِيُّ: نا نصر بن علي أبو عمرو، قال: حدّثني الحسن بن دِعامة، قال: حدثني عمر بن شَريك -يعني: ابن أبي نَمِر- عن أبيه. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اخضبوا بالحِنّاء، فإنّه يُسكِّنُ الزوجةَ (¬2)، ويُطِّيبُ الريحَ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: "الحسن بن دِعامة وعمر بن شَريك، قال أبو حاتم الرّازيّ: مجهولان). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه أبو يعلى (3621) من طريق الحسن بن دعامة به، وقال: "لا أدري شريك هذا هو ابن أبي نَمِرٍ أم لا؟ ". وإسناده ضعيف لجهالة الحسن وشيخه التي نصّ عليها أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (3/ 12). قال الهيثمي (5/ 160): "رواه أبو يعلى من طريق الحسن بن دعامة عن ¬

_ (¬1) من (ف). (¬2) كذا في الأصول، وعند أبي يعلى: (الدَّوْخَة) ولعلّه الصواب.

عمر بن شريك، قال الذهبي: مجهولان". أهـ. وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (2/ ق 56/ أ): "سنده ضعيف لجهالة عمر بن شريك". أهـ. وفاتته جهالة الحسن. 1057 - أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم: نا عمرو بن أبي سَلَمة عن إسماعيل بن عيّاش، قال: حدّثني بُرْد بن سِنان. عن مكحول، قال: سألتُ أنسَ بن مالك: هل صَبَغَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؟. قال: لم يبلغْ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من الشَّيْبِ ما يصبغُ منه، ولكنْ كان أبو بكرٍ يصبغُ رأسَه ولحيتَه بالحِنّاء والكَتَمِ، يُغيّر لونَها. في إسناده: عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسيُّ ضعّفه ابن معين والسَّاجي، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتجُّ به. ووثّقه ابن حبان وابن يونس. وأخرجه أحمد (3/ 198) من طريق محمد بن راشد المكحولي عن مكحول عن موسى بن أنس عن أبيه فذكر نحوه. وإسناده جيّدٌ. والحديث أخرجه مسلم (4/ 1821) من طريق ابن سيرين قال: سألت أنس بن مالك: هل كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خضب. قال: فذكر نحوه. وهو عند البخاري (10/ 351) مختصرًا دون ذكر أبي بكر. 1058 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا عبد الله بن يزيد القارئ: نا صَدَقَةُ عن الأوزاعيّ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. عن أنس بن مالك أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- صفَّر لحيتَه وما فيها عشرون شعرةً بيضاءَ. صَدَقة هو ابن عبد الله السّمين، لأنّ عبد الله بن يزيد القارئ مذكورٌ فيمن روى عنه كما في "تاريخ دمشق" (8/ ق 138/ أ) و"تهذيب الكمال" (2/ 604). وصَدَقَةُ هذا ضعيفٌ كما في "التقريب".

11 - باب: النهي عن حلق المرأة رأسها

وأخرج البخاري (6/ 564) ومسلم (4/ 1824) من طريق مالك عن ربيعة عن أنس في صفة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: توفّاه الله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرةً بيضاء. وأخرج البخاري (1/ 268) ومسلم (2/ 844) من حديث ابن عمر، وفيه: وأمّا الصُّفْرةُ فإنّي رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصبُغُ بها. 11 - باب: النهي عن حلق المرأة رأسَها 1059 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمَّد بن غالب بن حرب البغدادي: نا عبد الصمد بن النُّعمان: نا همّام عن قتادة عن خِلاس. عين عليٍّ، قال: نهى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن تحلِقَ المرأةُ رأسَها. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (خِلاس بن عمرو الهَجَريُّ فيه مقالٌ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه الترمذي (914) والنسائي (5049) من طريق همّام به. وخِلاس وثّقه ابن معين وأحمد والعجلي وأبو داود. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال الأزدي: تكلّموا فيه. وروايته عن عليٍّ منقطعةٌ كما قال يحيى بن سعيد وأبو داود والدارقطني. وقال الترمذي: "حديثُ عليٍّ فيه اضطرابٌ. ورُويَ هذا الحديث عن حمّاد بن سلمة عن قتادة عن عائشة". أهـ. وقال عبد الحق في "أحكامه" -كما في "نصب الراية" (3/ 95) -: "وخالفَه [يعني: خلاسًا] هشامٌ الدّستوائي وحمادُ بن سلمة فروياه عن قتادةَ عن النبي -عليه السلام- مرسلًا".أهـ. ورواية قتادة عن عائشة مرسلة كما قال أبو حاتم. وقال الحافظ في "الدّراية" (2/ 32): "رواته موثقون إلّا أنّه اختلِف في وصله وإرساله". أهـ.

12 - باب: تحريم وصل الشعر والوشم

وأخرجه البزار (كشف- 1136) من طريق رَوْح بن عطاء بن أبي ميمونة عن أبيه عن وهب بن عمير عن عثمان بن عفان فذكره. قال البزار: "لا نعلم روى وهب إلّا هذا، ولا حدّث عنه إلا عطاء، ورَوْح ليس بالقوي". وقال الهيثمي (3/ 263): "وفيه روح بن عطاء وهو ضعيف". أهـ. ووهب بن عمير بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (9/ 24)، وتفرّد عنه عطاء كما قال البزّار، ففيه جهالةٌ. وقال الحافظ في "الدراية" (ص 32): "إسناده ضعيف". وأخرجه البزّار (كشف- 1137) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2371) من طريق مُعلّى بن عبد الرحمن الواسطي عن عبد الحميد بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكرتُه. قال الهيثمي (3/ 263): "وفيه معلّى بن عبد الرحمن وقد اعترف بالوضع، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به". أهـ. قلت: حكى ابن معين عنه أنه قال: وضعتُ في فضل عليٍّ سبعين حديثًا. وكذّبه ابن المديني والدارقطني. 12 - باب: تحريم وصل الشعر والوشم 1060 - أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الوهاب بن أبي ذر البغدادي القاضي الضرير: نا أبو بكر جعفر بن محمد بن المُستفاض الفريابي: نا أبو بكر بن أبي شيبة: نا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله عن نافع. عن ابن عمر، قال: لعَنَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الواصلةَ والموتصِلةَ، والواشمةَ والموتشِمةَ. أخرجه البخاري (10/ 374) ومسلم (3/ 1677) من طرقٍ عن عبيد الله

13 - باب: قص الشارب

به. وعندهما "المستوصلة" و"المستوشمة" بدلًا من "الموتصلة" و"الموتشمة". 1061 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا السَّريُّ بن يحيى: نا قَبِيصة بن عُقبة: نا سفيان عن الأوزاعي عن الزُّهْري عن حُميد بن عبد الرحمن، قال: سمعتُ معاويةَ -ورفع عِقْصَةً (¬1) من شَعرٍ-، فقال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "عُذِّبتْ بنو إسرائيل أنّ نساءهم اتَّخذوا مِثلَ هذا". أخرجه البخاري (10/ 373) ومسلم (3/ 1679) من طرقٍ عن الزهري به. 13 - باب: قصّ الشارب 1062 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الْأَذْرَعي: نا أبو الأصبغ محمد بن عبد الرحمن القَرْقَساني: نا أبي: نا منصور بن إسماعيل الحرّاني عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، وصفوان بن عمرو، وحَريز بن عثمان. عن عبد الله بن بُسْرٍ، قال: رأيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَطُرُّ (¬2) شارِبَه طَرًّا. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 89) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن القرقساني به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 472) من طريق أبيه به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" -كما في "المجمع" (5/ 167) -. ¬

_ (¬1) أي: ضفيرة. "قاموس". (¬2) أي: يقصُّ."نهاية".

14 - باب: الكحل وتر

قال أبو نعيم: "غريبٌ من حديث أبي بكر، تفرّد به منصور الحرّاني". وإسناده ليّن: منصور قال العقيلي: لا يُتابع عليه. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 6/ 91 - 92). وقال الهيثمي: "وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف وقد وُثِّق، ومنصور بن إسماعيل ضعّفه العقيلي، وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. قلت: يعقوب الزهري في سند الطبراني فقط. وله شاهد يتقوى به: أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 567) وأحمد (1/ 301) والترمذي (2760) -وحسّنه- والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 230) والطبراني في "الكبير" (11/ 277) وأبو الشيخ في "أخلاق النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-" (ص 259) والبيهقي في "الشُّعب" (5/ 222) من طريق سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقصُّ [عند الطحاوي وأبي الشيخ: يجزُّ] شاربه. وسماك صدوق وروايته عن عكرمة خاصّة مضطربة، وقد تغيّر بأَخَرَة فكان ربّما تلقّن. كذا في "التقريب". ومع هذا صحّح العلامة أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" (4/ 260) إسناده!. فالحديث بهذين الطريقين حسنٌ إن شاء الله. 14 - باب: الكُحْلُ وترٌ 1063 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا محمّد بن عوف أبو جعفر الحِمْصيُّ: نا الفريابي: نا سفيان عن عاصم عن أبي (¬1) العالية. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ظ): (أم)، والتصويب من هامشهما و (ر).

15 - باب: الطيب

عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الكُحْلُ وترٌ". عزاه إلى تمّام: السيوطي في "الجامع الكبير" (الكنز: 6/ 369). وإسناده صحيح، رجاله ثقات. وعاصم هو ابن سليمان الأحول، ذكره المزّي في "التهذيب" (1/ 416 - مصوّرة) في الرواة عن أبي العالية. وفي الاكتحال وترًا أحاديث أخرى انظرها في "المجمع" (5/ 96) و"الكنز" (6/ 68). 15 - باب: الطِّيب 1064 - حدّثنا خيثمة [بن سليمان] (¬1): نا أبو عتبة: نا ضَمْرة: حدثني الأوزاعيُّ عن الزهريِّ عن عروة عن عائشة، قالت: طيّبتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بطيبٍ ليس فيه ثُفْلٌ (¬2). في إسناده: أبو عتبة أحمد بن الفَرَج الحجازي، قال أبو حاتم: محلُّه الصدق. ووثّقه ابن حبّان ومسلمة، وقال محمد بن عوف الحمصي: هو أكذبُ الخَلْقِ!. وكذّبه غيره، وضعّفه ابن جوصا، وقال ابن عدي: وسطٌ، ليس ممّن يُحتجُّ بحديثه إلّا أنه يُكتب حديثه (¬3). وبقيّة رجاله ثقات. وعند مسلم (2/ 846) من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت: طيبتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحُرمه حين أحرم، ولِحلِّه قبل أن يطوف بالبيت. وهو عند البخاري (3/ 395) من وجه آخر عن عائشة. ¬

_ (¬1) في (ر). (¬2) الثُّفْلُ: ما استقرَّ تحت الشيء من كُدْرةٍ. "قاموس". (¬3) ترجمته في "تهذيب التهذيب" (1/ 67 - 69)، وإنْ نفى وجودَها فيه الشيخ عوّامة في تعليقه على "التقريب" (ص 657).

16 - باب: ما جاء في الخلوق

16 - باب: ما جاء في الخَلوق 1065 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السّفر الجُرَشيّ: نا بكّار بن قتيبة: نا مُؤمَّل بن إسماعيل: نا حمّاد بن سلمة: نا عطاء الخراساني عن يحيى بن يَعْمر. عن عمّار بن ياسر، قال: قَدِمتُ على أهلي من سَفَرٍ وقد تشقَّقَتْ يداي، فمسَحتُها بالزَّعفران، ثمَّ غدوتُ على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، فسلّمتُ عليه، فلم يردَّ عليَّ ولم يُرحِّبْ بي، وقال: "اذهبْ فاغسلْ عنك هذه الصُّفْرةَ". فانطلقت فغسلتُها، فبقيَ من أَثَرٍ منه شيءٌ، فأتيتُه فسلّمتُ عليه، فلم يردَّ عليَّ ولم يُرحَّبْ بي، وقال: "اذهبْ فاغسلْ عنك هذا الزَّعفران". فانطلقتُ وغسلتُه، ثمَّ أتيتُه فسلَّمتُ عليه، فردَّ عليَّ ورحّب بي، وقال:"إنّ الملائكةَ لا تقربُ ثلاثةً بخير: جبّار (¬1) كافر، ولا مُضَمَّخًا بخَلُوق، ولا النائمَ الجُنُبَ". قال: ورخّص للجُنُبِ إذا أراد أن ينامَ أو يطعمَ أو يشربَ أن يتوضّأَ وُضوءَه للصلاة. أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (رقم: 646) عن شيخه حمّاد بن سلمة به. وأخرجه أحمد (4/ 320) وأبو داود (225، 4176) -ومن طريقه البيهقي (5/ 36) - من طريق حمّاد به. وأخرج الترمذي (613) منه قوله: ورخّص ... إلخ. من طريق حمّاد به، وقال: حسن صحيح. وإسناده منقطعٌ، قال أبو داود: بين يحيى بن يعمر وعمّار بن ياسر في ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وفي هامش الأصل: (لعلّها: جنازة)، وكذا عند مخرّجي الحديث.

هذا الحديث رجلٌ. وساقه (4177) من طريق عمر بن عطاء بن أبي الخُوار أنّه سمع يحيى يُخبر عن رجلٍ أخبره عن عمّار. وقال الدارقطني -كما في "التهذيب" (11/ 305) -: "لم يلقَ عمّارًا". وقال أبو بكر بن أبي عاصم -كما في "جامع التحصيل" (ص 370) -: "لم يسمع من عمّار". وأخرجه أبو داود (4180) والبيهقي (5/ 36) من طريق الحسن بن أبي الحسن عن عمّار، ولفظه: "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفةُ الكافر، والمتضمِّخُ بالخَلوق، والجُنُب إلّا أن يتوضّأ". قال المنذري في "مختصر السنن" (6/ 93): "الحسن لم يسمع من عمار، فهو منقطع". أهـ. وأخرج الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 221/ ب) من طريق زكريّا بن يحيى الضّرير عن شَبَابة بن سوّار عن المغيرة بن مسلم عن هشام بن حسّان عن كثير مولى عبد الرحمن بن سَمُرة عن مولاه مرفوعًا: "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والكافر، والمتضمّخ بالزعفران". قال الهيثمي (5/ 156): "وفيه زكريّا بن يحيى بن أيّوب الضّرير ولم أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح خلا كثير مولى عبد الرحمن بن سَمُرة وهو ثقة". أهـ. قلت: زكريّا ذكره الخطيب في "تاريخه" (8/ 457) ولم يحك فيه جرحًا ولاتعديلًا، ففيه جهالة. وأخرج البخاري في "التاريخ" (5/ 74) -ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 241) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1459) - والبزّار (كشف- 2929) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 221/ ب) من طريق عبد الله بن حكيم الداهري عن يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه مرفوعًا: "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: السكران، والجنب، والمتخلّق". وعند البزّار: "الحائض أو الجُنُب".

17 - باب: التصوير

قال البخاري: "لا يصحُّ". قلت: إسناده واهٍ، عبد الله بن حكيم كذّبه الجَوْزَجَاني، ووهّاه غيره. (الميزان: 2/ 410 - 411). وقال الهيثمي (5/ 156): "وفيه عبد الله بن حكيم، وهو ضعيف". وقال في موضع آخر (5/ 72): "وفيه عبد الله بن الحكم ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وأخرجه البخاري في "التاريخ" (5/ 74) -ومن طريقه ابن عدي (4/ 1459) - والبزّار (كشف- 2930) والعقيلي (2/ 241) من طريقين عن قتادة عن ابن بُريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس مرفوعًا (¬1): "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجُنُبُ، والسكرانُ، والمتضمِّخُ بالخَلوق". قال المنذري في "الترغيب" (1/ 148): "إسناده صحيح". أهـ. وهو كما قال، وقال الهيثمي (5/ 72): "ورجاله رجال الصحيح خلا العبّاس بن أبي طالب [شيخ البزّار]، وهو ثقة". أهـ. وللقسم الأخير من حديث عمّار: ورخّص ... إلخ. شاهدٌ من حديث عائشة عند البخاري (1/ 393) ومسلم (1/ 248). 17 - باب: التصوير 1066 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن نصر البغدادي القاضي بدمشق: أنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري: نا أبو عاصم النَّبيل عن ابن أبي ذئبٍ عن الزُّهري عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة عن ابن عبّاس. عن أبي طلحة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ". ¬

_ (¬1) وصرّح العقيلي بوقفه، أما البخاري فقال: (عن ابن عباس نحوه) يعني كالرواية المتقدمة فلم يصرّح برفع أو وقف. ووقع عند البزار مرفوعًا وكذا نقله عنه الهيثمي، لكن ذكر المنذري في "الترغيب" رواية البزار موقوفة ... والله أعلم.

18 - باب: وسم الغنم

1067 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد: نا إبراهيم بن عبد الله: نا عبد الله بن رجاء: نا عبد العزيز بن الماجِشون عن الزُّهري بإسناده مثله. 1068 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلم: نا أبو أسامة عبد الله بن محمد الحلبي: نا حجّاج بن أبي مَنيع: نا جدّي: عبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي عن الزُّهري، قال: أخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود أنّه سَمِع عبد الله بن عبّاس يقول: سمعتُ أبا طلحة يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ". يريدُ صورةَ التماثيلِ التي فيها الأرواحُ. أخرجه البخاري (10/ 380) من طريق ابن أبي ذئب به. وأخرجه مسلم (3/ 1665) من طرقٍ أخرى عن الزهري به. 18 - باب: وَسْمِ الغنم 1069 - حدّثني أبو الحسن علي بن محمد الكوفي الحافظ، قال: حدثني علي بن محمد بن أبي فَروة الرُّهاوي، قال: حدثني جدّي: أبو فروة، قال: حدّثني أبي: محمد بن يزيد بن سنان: نا سابق بن عبد الله البربري عن شعبة عن هشام بن زيد (¬1). عن أنس بن مالك، قال: رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- في المِرْبَدِ (¬2) يسِمُ غنمًا. قال شعبة: أظنُّه قال: في آذانها. أخرجه البخاري (9/ 670) ومسلم (3/ 1674) من طرقٍ عن شعبة به. ¬

_ (¬1) في الأصول: (يزيد)، والتصويب من (ظ) ومخرّجي الحديث وكتب الرجال. (¬2) هو الموضع الذي يُحْبَسُ فيه الإِبل والغنم. "نهاية".

(23) كتاب الأدب

(23) " كتاب الأدب"

1 - باب: فضل حسن الخلق

1 - باب: فضل حسن الخُلُق 1070 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلم: نا جعفر بن محمد القلانسي، قال: نا سعيد بن منصور: نا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عجلان عن القَعْقَاع بن حَكيم عن أبي صالح. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّما بُعِثتُ لأتَمِّمَ صالحَ الأخلاقِ". أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 192) وأحمد (2/ 381) والبزّار (كشف- 2470) والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 2) والبيهقي في "سننه" (10/ 191 - 192) وفي "الشُّعب" (6/ 230، 231) والسمعاني في "أدب الإِملاء" (ص 25) من طريق سعيد بن منصور به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (273) و"التاريخ الكبير" (7/ 188) من طريق آخر عن عبد العزيز به. وأخرجه الخرائطي (ص 2) والحاكم (2/ 613) -وصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "سننه" (10/ 192) من طريقين عن ابن عجلان به. وإسناده حسن، ابن عجلان فيه كلام يسيرٌ. قال الهيثمي (9/ 15) والسخاوي في "المقاصد" (ص 105): "رجاله رجال الصحيح". والحديث ذكره مالك في "الموطأ" (2/ 904) بلاغًا، وقال ابن عبد البر -كما في "المقاصد" (ص 105) -: "هو متّصلٌ من وجوه صحاحٍ عن أبي هريرة وغيره مرفوعًا". وله شاهد من حديث معاذ: أخرجه ابن منيع والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما -كما في

"المطالب" (ق 87/ أ) - والبزّار (كشف- 1973) والطبراني في "الكبير" (20/ 65 - 66) والبيهقي في "الشعب" (6/ 231) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن مكحول عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عنه مرفوعًا: "إنما بُعثت على تمام محاسن الأخلاق" ولفظ البزار: "بعثت بمحاسن .. ". قال الهيثمي (8/ 23): "وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر الجُدْعاني، وهو ضعيف". أهـ. قلت: وشهر ليّن. 1071 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا عبد اللطيف: نا عبد الأعلى: نا زَيْنٌ عن أسامة عن عمرو عن المُطَّلب. عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ المؤمنَ لَيُدرِكُ بحُسْنِ خُلُقه درجةَ الصائمِ القائمِ". أخرجه أبو داود (4798) وابن حبّان (1927) والحاكم (1/ 60) -وصحّحه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشعب" (6/ 236، 237) والخطيب في "الموضح" (2/ 285) والبغوي في "شرح السنّة" (13/ 81، 81 - 82) من طرقٍ عن عمرو -وهو ابن أبي عمرو- به. ورجاله ثقات إلّا أنه منقطع، المطلب -وهو ابن عبد الله بن حَنْطَب- قال أبو حاتم: روايته عن عائشة مرسلة، ولم يدركها. وقال أبو زُرعة: نرجو أن يكون سمع منها. وله طريق آخر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1076) من طريق اليَمان بن عدي عن زهير بن محمد عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة مرفوعًا بنحوه. وقال ابن عدي: "لا أعلم يرويه عن زهير غير اليمان". أهـ. وزهير صدوق متكلَّمٌ فيه لا سيّما فيما رواه عنه الشاميون، والراوي عنه

ههنا منهم. واليمان ليّن الحديث كما في "التقريب". وللحديث شواهد يصحُّ بها: فأخرجه البخاري في "الأدب" (284) والخرائطي (ص 9) من طريق الفضيل بن سليمان النُّميري عن صالح بن خَوّات بن جُبير عن محمد بن يحيى بن حبّان عن أبي صالح عن أبي هريرة نحوه. وإسناده ضعيف: الفضيل قال ابن معين: ليس بثقة. وقال النسائي وأبو حاتم: ليس بالقوي. وشيخه لم يوثّقه غير ابن حبان. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 141/ ب) والحاكم (1/ 60) من طريق إبراهيم بن المستمر العُروقي عن حَبّان بن هلال عن حماد بن سلمة عن بُديل عن عطاء عن أبي هريرة، ولفظه: "إنّ الله ليبلّغُ العبدَ بحُسْن خلقه درجةَ الصوم والصلاة". قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وسكت عليه الذهبي. وإسناده حسن. وأخرجه ابن عدي (4/ 1326) من طريق شَريك القاضي عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة. وشريك صدوق سيّىء الحفظ، وأبو حازم لم يسمع من أبي هريرة. وأخرجه أحمد (2/ 177، 220) والخرائطي في "المكارم" (ص 9) والطبراني في "الكبير" -كما في "الترغيب" و"المجمع"- و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 141/ ب) من طريق ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بن حُجَيرة -وعند الطبراني وكذا في روايةٍ لأحمد: علي بن رباح- عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "إنّ المسلم المسدَّد لَيُدركُ درجةَ الصوّامِ القوّامِ بآيات الله بحُسْنِ خُلُقه وكَرَمِ ضَريبته (¬1) ". ¬

_ (¬1) الضريبة: الطبيعة، وزنًا ومعنًى. "ترغيب".

قال المنذري (3/ 404):"رواة أحمد ثقات إلا ابن لهيعة". أهـ. وقال الهيثمي (8/ 22): "وفيه ابن لهيعة وفيه ضعفٌ، وبقيّة رجاله رجال الصحيح". قلت: الراوي عنه عند أحمد: عبد الله بن المبارك، وهو ممّن روى عنه قبل اختلاطه، فالسندُ قويٌّ. وأخرجه البزّار (كشف- 35) وأبو يعلى (4166) من طريق زكريّا بن يحيى الطائي عن شعيب بن الحَبْجَاب عن أنس مرفوعًا: "أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وإنّ حُسن الخلق ليبلغُ درجةَ الصوم والصلاة". قال الهيثمي (1/ 58) والبوصيري في "مختصر الإِتحاف" (1/ ق 145/ ب): "رجاله ثقات". أهـ. قلت: وسنده حسن، زكريّا وثّقه ابن حبّان والخطيب، وضعّفه الدارقطني. وأخرجه الترمذي (2003) واستغربه من طريق قَبيصة بن الليث عن مطرّف -وهو: ابن طريف- عن عطاء -وهو: ابن نافع- عن أمِّ الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعًا: "ما من شيءٍ يُوضع في الميزان أثقلَ من حُسن الخُلق، وإن صاحبَ حُسن الخُلُقِ ليبلغُ به درجةَ صاحب الصوم والصلاة". وإسناده حسنٌ. وأخرجه البزّار (كشف- 1975) من طريق يعلي بن مَمْلَك عن أم الدرداء. ويعلى لم يوثّقه غير ابن حبّان، وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 458): "ما حدّث عنه سوى ابن أبي مُليكة! ". أهـ. ففيه جهالة، ومع هذا قال البزّار: "حسن الإِسناد".!. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6/ 237) من طريق عبد الحميد بن سليمان عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد مرفوعًا: "إنّ العبد ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القانت الذي يصوم النهار ويقوم الليل". وقال: "تفرّد بإسناده عبد الحميد بن سليمان". أهـ. وهو ضعيف كما في "التقريب".

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (المطالب العالية: ق 87/ أ) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن محمَّد بن علي عن علي بن أبي طالب مرفوعًا: "إن الرجلَ ليُدركُ درجةَ الصائم القائم بالخُلُقِ الحسن". وعبد العزيز ضعيف كما في "التقريب". 1072 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا جعفر بن محمد الصائغ: نا إسماعيل بن أَبَان الورّاق: نا أبو بكر النَّهْشَليُ عن عبد الملك بن عمير. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ الرّجلَ ليبلغُ بحُسْن خُلُقه درجةَ الصائمِ القائمِ". أخرجه أَبو الشيخ في "طبقات الإِصبهانيين" (3/ 165 - ط العلمية) من طريق إسماعيل به. وإسناده جيّدٌ إن ثبت سماع عبد الملك من ابن عمر. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 144) من طريق ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر بلفظ: "إنّ العبدَ لينال بحسن الخلق منزلةَ الصائم نهارَه القائم ليلَه". وابن أبي ليلى سيّىء الحفظ، وفي السند إليه مَنْ لا يُعرف. 1073 - أخبرنا أبو علي محمد بن هارون: نا أبو القاسم سعيد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن شُرَحْبيل بن شَرَاحيل التَّرْخُمِيُّ بحمص: نا يحيى بن صالح الوُحَاظِي: نا عُفَير بن مَعْدان عن سُليم بن عامر. عن أبي أمامة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ الرَّجلَ ليُدْرِكُ بحُسْن خُلُقه درجةَ السَّاهِر بالليل الظامىء بالهواجِر". أخرجه البغوي في "شرح السنة" (13/ 80 - 81) من طريق يحيى بن صالح به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 198) من طريق آخر عن عُفَير به.

وإسناده ضعيف، قال الهيثمي (8/ 25): "وفيه عُفَير بن معدان، وهو ضعيف". 1074 - أخبرنا أبو الحسن مُزاحِم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبّاد البصري العطّار -قَدِمَ دمشقَ-: نا محمد بن زكريّا الغَلَابي: نا العبّاس بن بكّار الضَّبِّيُّ: نا أبو بكر -يعني: الهُذَليُّ- عن الزُّهريِّ عن أبي سلمة. عن أبي هريرة أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما حَسَّنَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- خَلْقَ امرىءٍ ولا خُلُقَه فتَطْعَمُه النارُ أبدًا". إسناده تالف: الغَلَابي اتَّهمه الدّارقطنيُّ بالوضع. (اللسان: 5/ 168). وشيخه العبّاس كذّبه الدارقطني، وقال أبو نعيم: لا شيء. (اللسان: 3/ 237 - 238)، وقال ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 190): "لا يجوز الاحتجاج به بحال". أهـ. وأبو بكر الهُذَلي متروك الحديث كما في "التقريب". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 141/ أ) وابن عدي في "الكامل" (3/ 949 - 950، 950) والبيهقي في "الشُّعب" (6/ 249) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 164) من طريق محمد بن مطرّف المديني عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة. وابن فَراهيج ضعّفه شعبة وأحمد وابن الجارود، وقال النسائي: ليس بالقوي. ووثّقه يحيى القطّان، وقال أبو حاتم: ثقة صدوق. وقال العجلي وابن عدي: لا بأس به. واختلف النقل عن ابن معين في حقِّه. (اللسان: 2/ 424 - 425). وقال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإِسناد في إسناده بعض النُّكرة". أهـ. وبالغ ابن الجوزي فحكم عليه بالوضع. وأخرجه أبو الشيخ -كما في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 120) - من

طريق محمد بن زياد الشاعر البغدادي عن شَرْقيِّ بن قُطَامى عن أبي المُهزِّم عن أبي هريرة مرفوعًا: "من حسّن الله خَلْقَه وخُلُقَه كان من أهل الجنّة". وإسناده واهٍ: أبو المُهَزِّم متروك كما في "التقريب"، وشَرْقيُّ كذّبه شعبة، وضعّفه غيره. (اللسان: 3/ 142 - 143)، وابن زياد قال ابن معين: لا شيء. وقال صالح جزرة: ليس بذاك. (الميزان: 3/ 552). وورد الحديث من رواية ابن عمر، وأنس، والحسن بن علي، وعائشة. أمّا حديث ابن عمر: فأخرجه ابن الجوزي (1/ 164) من طريق عمرو بن فيروز عن عاصم بن علي عن الليث بن سعد عن نافع عنه. قال ابن الجوزي: "فيه عاصم بن علي، وقال يحيى: ليس بشيءٍ". أهـ. وتعقّبه السيوطي في "اللآلىء" (1/ 118) فقال: "قلت: أمّا عاصم فهو أبو الحسين الواسطي، روى عنه البخاري، فكيف يُعَلُّ (في الأصل: يعاب) الحديثُ به". أهـ. قلت: عاصم ضعّفه النسائي، وقال أحمد: صحيح الحديث، قليل الغلط، وكان صدوقًا. وقال أبو حاتم: صدوق. ووثّقه العجلي وابن سعد وابن قانع. واتَّهم الذهبي الراويَ عنه:.عمرَو بن فيروز بوضع الحديث، فقال في "تلخيص الموضوعات" -كما في "تنزيه الشريعة" (1/ 201): "وُضِعَ على عاصم بن علي". أهـ. وقال في "الميزان" (3/ 284): "عمرو بن فيروز: أتى عن عاصم بن علي شيخ البخاري بخبرٍ موضوعٍ، لعلّه آفته". أهـ. وأخرجه الكتاني في "مسلسلاته" -كما في "الجواهر المكلّلة" (نسخة جستربتي- ق 96/ أ) - وأبو طاهر السِّلَفيُّ في"مسلسلاته" -ومن طريقه ابن الجَزَري في كتابه "أحاسن المنن" [كما في "اللآلىء" (1/ 119)] والسخاوي في "الجواهر المكلّلة" (ق 95/ ب- 96/ أ) - وابن الجوزي في

"مسلسلاته" (ق 18/ أ- ب) من طريق أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني عن أبي علي الحسن بن الحجّاج بن غالب الطبري عن أبي العلاء محمد بن جعفر الكوفي عن عاصم بن علي عن الليث بن سعد عن علي بن زيد (¬1) عن بكر بن الفرات (¬2) عن أنس مسلسلًا بالاتّكاء، رَفَعه: "ما حسّن الله خَلْق رجلٍ ولا خُلُقَه فتطعَمُه النارُ". قال السيوطيّ: "رجاله ثقاتٌ"! كذا قال!، وخالفه السخاويُّ فقال: "وفي سنده غير واحدٍ ممّن لم أقف على الحكم فيهم، وأحسبه لا يصح تسلسلًا". أهـ. وهو الصواب. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 751) -ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 164) - عن الحسن بن علي العَدوي بسنده عن نافع عن ابن عمر عن عمر مرفوعًا. والعدوي قال ابن عدي: "يضع الحديث ويسرقه ويلزقه على قوم آخرين، ويحدّث عن قوم لا يُعرفون، وهو متّهم فيهم أن الله لم يخلقهم! ". وقال الدارقطني: متروك. وقال الحسن بن علي البصري: كذّاب. (اللسان: 2/ 228 - 231). وأمّا حديث أنس: فأخرجه ابن النجّار في "تاريخه" -كما في "اللآلىء" (1/ 119) - من طريق عامر بن محمد بن المعتمر الجُشَمي عن محمد بن بشر بن المزلق عن أبيه عن جدّه عن ثابت البناني عنه مرفوعًا:"من حسّن الله خَلْقه، وحسّن خُلُقَه، ورزقه الإِسلام أدخله الجنة". ومَن دونَ ثابتٍ لا يُعرفون. ¬

_ (¬1) كذا عند ابن الجوزي، وعند السخاوي: (يزيد)، وسقط من "اللآلئ". (¬2) كذا عندهم، وفي "التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 93) و"الجرح" (1/ 391) و"ثقات ابن حبان" (4/ 74): "بكر بن أبي الفرات".

وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 226) -ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 164 - 165) - من طريق أبي سعيد الحسن بن علي العدوي عن خِراش مولى أنس عن مولاه. والعَدوي تقدّم أنه وضّاع، وخِراش قال ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 288): "كان يزعم أنه خَدَمَ أنسًا، وأتى عنه بنسخةٍ: فيها أشياء مستقيمة، وأشياء موضوعة. لا يحلُّ الاحتجاجُ به ولا كتابةُ حديثه إلا على جهة الاعتبار. وإذا تأمَّل أحاديثه مَنْ هذا الشأن صناعتُه عَلِمَ أنّه كان يضع الحديث وضعًا". وقال الذهبي في "الميزان" (1/ 651): "ساقطٌ عَدَمٌ، ما أتى به غير أبي سعيد العدوي الكذّاب". وأمّا حديث الحسن: فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 287 - 288) من طريق أحمد بن الحصين قال: حدثنا رجل من أهل خُراسان عن محمد بن عبد الله العَقيلي عنه مرفوعًا: "ما حسّن الله خَلقَ أحد ولاخُلُقَه إلّا استحيا أن تطعمَ النارُ لحمَه". وفي إسناده من لم يُسمَّ. وابن الحصين لم أقف على ترجمته والراوي عن الحسن هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل الهاشمي، ولم أرَ ترجمةً له أيضًا، وروايته عن الحسن منقطعة. وأما حديث عائشة: فأخرجه الشيرازي في "الألقاب" -كما في "اللآلىء" (1/ 120) و"تنزيه الشريعة" (1/ 201) - من طريق هراشة بن أحمد بن علي بن إسماعيل الناقد عن إبراهيم بن إسحاق الحربي عن محمد بن الصباح الجرجرائي عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عنها مرفوعًا: "ما حسّن الله وجه امرىءٍ مسلم فيريد عذابه".

ورجاله ثقات غير هراشة -ولعله: هراسة- فإنّي لم أقف على ترجمته، وأظنّه المتَّهم به. * * * والظاهر -والعلم عند الله تعالى- أن الحديث قريب من درجة الحسن، فطريق ابن فراهيج عن أبي هريرة هي أجودُ طرق الحديث، فليس فيها إلا اختلاف الأئمة في توثيق ابن فراهيج. 1075 - حدّثني محمد بن موسى بن إبراهيم القرشي، وعبد الجبّار بن عبد الصمد السُّلْميُّ، والحسن بن منير. قالوا: نا أحمد بن الحسن بن هارون الصّباحي: نا عمر بن إسماعيل بن مجالد: نا مَسْعَدة بن صدقة عن الأوزاعيّ عن ميمون بن مِهْران. عن ابن عبّاس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "إنّ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- استخصَّ هذا الدينَ لنفسه، ولا يَصلُحُ إلّا بخصلتين -فأكرموه بهما-: السخاء وحُسن الخُلق. وإنّ من تَمامِ حُسنِ الخلق: كرمَ الجوار". إسناده تالف: عمر بن إسماعيل متروك قال ابن معين عنه: كذّاب خبيث. وشيخه تركه الدارقطني كما في "اللسان" (6/ 22). وورد الحديث بنحوه من حديث: عمران بن حصين، وجابر، وأبي سعيد: أما حديث عمران: فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 159) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 67/ ب) من طريق عمرو بن الحُصين العقيلي عن إبراهيم بن عطاء عن أبي عبيدة عن الحسن عنه مرفوعًا: "إن الله -عَزَّ وجَلَّ-استخلص هذا الدين لنفسه، ولا يصلح لدينكم إلّا السخاء وحسن الخلق، فزيّنوا دينكم بهما". وسنده واهٍ، قال الهيثمي (3/ 127) بعدما عزاه "للأوسط" فقط: "وفيه

عمرو بن الحُصين العقيلي، وهو متروك". أهـ. وأشار المنذري في "الترغيب" (3/ 383) إلى ضعف الحديث حيث صدّره بـ"رُوي". وأما حديث جابر: فأخرجه الخرائطي في "المكارم" (ص 7، 53) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 141/ أ) والبيهقي في "الشُّعب" (7/ 432 - 433) وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 134) من طريق عبد الملك بن مسلمة البصري عن إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر عن عمه محمد بن المنكدر عنه مرفوعًا: "قال جبريل -عليه السلام-: قال الله -عَزَّ وجَلَّ-: هذا دين ارتضيته لنفسي، ولن يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق". وعبد الملك قال ابن حبّان: يروي عن أهل المدينة المناكير الكثيرة التي لا تخفى على من عُني بعلم السنن". وقال ابن يونس: منكر الحديث. كذا في "الميزان" (2/ 664). وفي "الجرح" لابن أبي حاتم (5/ 371): "سألت أبي عنه، فقال: كتبت عنه، وهو مضطرب الحديث، ليس بالقوي. حدثني بحديث في الكرم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن جبريل -عليه السلام- بحديثٍ موضوعٍ. وسألت أبا زرعة عنه فقال: ليس بالقوي، هو منكر الحديث". أهـ. وتابعه عند البيهقي في "الشعب" (7/ 432): عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، وهو متروك ونسبه ابن حبّان إلى الوضع. كذا في "التقريب". وأخرجه الخرائطي (ص 7، 53) عن شيخه أحمد بن محمد بن غالب بن مرداس البصري -المعروف بغلام خليلٍ- عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن مسلمة بن هشام القرشي عن عمه عن محمد بن المنكدر به. وإسناده تالف: غلام خليل أقرّ بوضعه للأحاديث، وكذبه أبو بكر بن إسحاق وإسماعيل القاضي، وقال أبو داود: أحاديثه كذِبٌ. ووهّاه غيرهم. (اللسان: 1/ 272 - 274).

وشيخه محمد بن إبراهيم هو ابن العلاء الشامي، فقد ذكر المِزيُّ في "التهذيب" (3/ 1158) غلامَ خليل في الرواة عنه. وابن العلاء كذّبه الدارقطني، وقال ابن حبّان: يضع الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم وأبو نعيم: روى موضوعاتٍ (¬1). وأخرجه الخليلي في "الِإرشاد" (3/ 827) والبيهقي في "الشعب" (7/ 432) والضياء في "المختارة" -كما في "اللسان" (5/ 84) - من طريق محمد بن أشرس عن عبد الصمد بن حسان عن الثوري عن محمد بن المنكدر به. وابن أشرس متروك متهم (اللسان: 5/ 84)، وقال البيهقي: تفرّد به وهو ضعيف بمرّة. وأشار المنذري في "الترغيب" (3/ 406) إلى ضعف حديث جابر حيث صدّره بـ"رُوي". وأمّا حديث أبي سعيد: فقال العراقي في "تخريج الِإحياء" (3/ 50): "أخرجه الدارقطني في كتاب "المستجاد" والخرائطي في "مكارم الأخلاق" من حديث أبي سعيد الخدري بإسنادٍ فيه لينٌ". أهـ. قلت: لم أره في النسخة المطبوعة من "المكارم". 1076 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد: نا يوسف بن موسى: نا مُخَيمر: نا روح بن عبد الواحد: نا خُليد بن دَعلج عن الحسن. عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"إنّ الخُلقَ الحسنَ يُذيب ¬

_ (¬1) وأعلّ الألباني في "ضعيفته" (3/ 442) هذه الطريق بقوله: "فيها من لم أعرفه"!.

الخطيئةَ كما تُذيبُ الشمسُ الجليدَ، وإنّ الخُلقَ السّيىءَ لَيُفسِدُ العقلَ (¬1) كما يُفسِد النحلُّ العسلَ". إسناده ضعيف: خُليد قال الساجي: مجمَعٌ على تضعيفه. وروح قال أبو حاتم: ليس بالمتين روى أحاديث متناقضة. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 2/ 466) ومخيمر هو ابن سعيد المَنْبِجي ولم أعثر على ترجمته. والحسن مدلّس ولم يُصرّح بالسماع. وله طريق آخر: أخرجه الخرائطي (ص 7) من طريق بقيّة بن الوليد، قال: حدثني أبو سعيد: حدثني عبد الرحمن بن سليمان عن أنس مرفوعًا مقتصرًا على الشطر الأول من الحديث. إسناده تالف: أبو سعيد هو عبد القدوس بن حبيب، وقد دلّسه بقية فلم يُصرّح باسمه، ففي مقدمة "صحيح مسلم" (1/ 26) أن ابن المبارك قال: نعم الرجل بقيّة، لولا أنّه كان يُكنِّي الأسامي ويسمِّي الكنى، كان دهرًا يحدّثنا عن أبي سعيد الوُحَاظي، فنظرنا فإذا هو عبد القدوس!. وعبد القدوس كذّبه ابن المبارك وابن عيّاش، ووهّاه غيرهما (اللسان: 4/ 45 - 48). وآخر: أخرجه ابن عدي (7/ 2579) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6/ 247) - من طريق يحيى بن المتوكل الباهلي عن هلال بن أبي هلال القَسْمَلي عنه مرفوعًا: "الخلق السوء يُفسِد الإِيمان كما يُفسد الصَّبِرُ الطعامَ". ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وبهامش الأصل: (بخطّ المنذري: العمل)، وبهامش (ظ): (صوابه: العمل)، وبهامش (ر): (العمل)، وكُتبت على الصواب في (ش). وعند مخرّجي الحديث: (العمل).

قلت: سنده ضعيف: هلال المكنّى بـ (أبي ظلال) ضعيف كما في "التقريب"، والراوي عنه قال ابن معين: لا أعرفه. ورُوي من حديث ابن عباس، وحديث أبي هريرة، وحديث ابن عمر: أما حديث ابن عباس: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 388) و"الأوسط" (رقم 854) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1881 - 1882) والبيهقي في "الشُّعب" (6/ 247) من طريق عيسى بن ميمون المدني عن محمد بن كعب القرظي عنه مرفوعًا. قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإِسناد، تفرّد به عيسى بن ميمون. وقال البيهقي: تفرّد به عيسى بن ميمون عن محمد بن كعب، وكان ضعيفًا. قلت: عيسى قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس حديثه بشيءٍ. وتركه الفلّاس. وقال ابن حبان: يروي أحاديث كلّها موضوعات. (الميزان: 3/ 326). وقال الهيثمي (8/ 24): "وفيه عيسى بن ميمون المدني، وهو ضعيف". وأشار. المنذري في "الترغيب" (3/ 411) إلى ضعف الحديث حيث صدّره بـ"رُوي". وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (2/ ق 145/ أ): "سنده ضعيف". وأمّا حديث أبي هريرة: فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 291) وابن حبّان في "المجروحين" (3/ 51) والبيهقي (6/ 247 - 248) من طريق النَّضْر بن معبد أبي قحذم

عن ابن سيرين عنه مرفوعًا: "سوء الخلق يُفسِد العمل كما يفسِد الخلُّ العَسَل". قال البيهقي: "تفرّد به النضر، وهو ضعيف". قلت: قال عنه ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 6/ 165 - 166). وأمّا حديث ابن عمر: فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (رقم: 799) والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -كما في "المطالب العالية" (ق 87/ أ) كلاهما عن داود بن المُحبَّر عن سُكين بن أبي سراج عن عبد الله بن دينار عنه مرفوعًا: "سوء الخلق ... إلخ". وإسناده تالف: داود بن المُحبَّر صاحب كتاب "العقل" الذي أودع فيه من الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير. وقد كذّبه أحمد وصالح جزرة، واتّهمه بالوضع ابن حبّان والحاكم. وشيخه سُكين قال ابن حبّان: يروي الموضوعات. وقال ابن عدي: ليس بالمعروف. (اللسان: 3/ 56). وأعله البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (2/ ق 145/ أ) بضعف داود. 1077 - أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد قراءةً عليه: نا هارون بن عمران بن أبي جميل: نا أبو الجُمَاهِر محمد بن عثمان السّعدي (¬1)، نا أيّوب بن موسى السّعدي عن سليمان بن حبيب. عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنا زعيمُ ببيتٍ في رَبَضِ الجنّةِ لمن ترك المِراء وإن كان مُحِقًّا، وببيتٍ في وسط الجنةِ لمن ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وبهامش (ظ) و (ر): (صوابه: التنوخي). وكذا في كتب الرجال.

ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنّة لمن حسَّنَ خُلُقَه". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 493/ ب) من طريق شيخ تمام في ترجمة هارون، ثم قال: "كذا قال، وأبو الجُمَاهِر تنوخيُّ لا سعديُّ". 1078 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم قراءة عليه: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا أبو الجُمَاهِر محمد بن عثمان التنوخي: نا أبو كعب أيّوب بن موسى السّعدي، قال: حدّثني سليمان بن حبيب. عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"أنا زعيمٌ ببيتٍ في رَبَض الجنّة لمن ترك المِراء وإن كان محِقًّا، وببيت في وسط الجنّة لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنّةِ لمن حسَّنَ خُلُقَه". 1079 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف قراءةً عليه: نا أبو زُرعة: نا أبو الجُماهِر بإسناده مثله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 117) عن شيخه أبي زُرعة به. وأخرجه أبو داود (4800) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" (10/ 249) و"الآداب" (رقم: 533) و"الشعب" (6/ 242 - 243) - والدولابي في "الكنى" (2/ 133) من طريق أبي الجُماهِر به. ووقع عند أبي داود (أيوب بن محمد)، وعند الدولابي (أبو موسى كعب)، وكلاهما خطأ: قال الحافظ في "التهذيب" (1/ 413): "ووقع في روايته [يعني: أبا داود]: (أيوب بن محمد)، ورواه أبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وهارون بن أبي جميل وأبو حاتم وغيرهم عن أبي الجُماهِر، فقالوا: أيوب بن موسى. قال ابن عساكر: وهو الصواب". أهـ. وأيوب تفرّد عنه أبو الجماهر ووثّقه، لكن جهالة الحال لا تُرفع

إلا برواية اثنين، ففيه إذًا جهالةٌ. وقال الزَّبيدي في "شرح الإِحياء" (1/ 300): "سنده جيد". وله طريق آخر: أخرجه الرُّوياني في "مسنده" (ق 209/ أ) والطبراني في "الكبير" (8/ 219) من طريق سليمان بن زياد عن عاصم بن رجاء بن حَيْوَة عن القاسم عنه مرفوعًا: "أنا زعيمٌ لمن ترك المِراءَ وهو محقٌّ ببيتٍ في ربض الجنّة وببيتٍ في وسط الجنّة وببيتٍ في أعلى الجنة". وسليمان بن زياد هو الواسطي بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 118) ففيه جهالة. ووَرَدَ الحديثُ من رواية أنس ومعاذ وابن عمر وابن عباس: أما حديث أنس: فله طريقان: الأول: أخرجه الترمذي (1993) وابن ماجه (51) والخرائطي في "المكارم" (47) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1181) والبغوي في "شرح السنّة" (13/ 82) من طرقٍ عن سلمة بن وَرْدَان عنه مرفوعًا: "من ترك الكَذِبَ وهو باطلٌ بُني له في رَبَض الجنةِ، ومن ترك المِراءَ وهومُحِقٌّ بُني له في وسطها، ومن حسَّن خُلقَه بُني له في أعلاها". قال الترمذي: "هذا حديث حسنٌ، لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن وَرْدَان عن أنس". أهـ. قلت: سلمة ضعيفٌ كما في "التقريب"، وقد اضطرب فيه: فرواه عن مالك بن أوس بن الحَدَثان مرفوعًا، هكذا أخرجه ابن أبي الدُّنيا في "الصمت" (رقم: 140). الثاني: أخرجه البزّار (كشف- 1976) من طريق عبد الواحد بن سُليم عن حُميد عنه مرفوعًا: "بيتٌ في غُرَفِ الجنّة، وبيتٌ في فناء الجنة، وبيتٌ

في وسط الجنة: لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، ولمن ترك المراء وإن كان محقًّا، ولمن حسَّن خُلُقَه". وعبد الواحد ضعيف كما في "التقريب". وقال الهيثمي (8/ 23): "وفيه عبد الواحد بن سُليم، وثّقه ابن حبّان، وضعّفه جماعة". وأما حديث ابن مسعود: فأخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (4/ 259 - ط العلمية) من طريق محمد بن مروان عن العلاء بن المسيّب عن أبيه عنه مرفوعًا: "أنا زعيم بقصرٍ في أعلى الجنة، وقصرٍ في وسط الجنّة، وقصرٍ في رياض الجنة: لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، ولمن ترك الكذب وإن كان لاعبًا، ولمن حَسّن خلقه". ومحمد بن مروان هو السُّدّيُّ الأصغر، كذّبه ابن نُمير، واتّهمه بالوضع صالح جَزَرة. وأمّا حديث معاذ: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 110 - 111) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 141/ ب) و"الصغير" (2/ 16) من طريق محمد بن الحصين القصّاص عن عيسى بن شُعيب عن رَوْحٍ بن القاسم عن زيد بن أسلم عن مالك بن يَخَامِر عنه مرفوعًا: "أنا زعيم ببيتٍ في ربض الجنة وبيتٍ في وسط الجنّة وبيت في أعلى الجنّة: لمن ترك المراء وإن كان محِقًّا، وترك الكذب وإن كان مازحًا، وحسَّن خُلُقَه". قال الطبراني: "لم يروه عن رَوْحٍ إلّا عيسى، تفرّد به محمد بن الحُصين". وإسناده ضعيف: محمد بن الحصين القصاص لم أعثر على ترجمته. وقال الهيثمي (8/ 23): "وفي إسناد الطبراني: محمد بن الحصين

ولم أعرفه، والظاهر أنّه التميمي وهو ثقة. وبقية رجاله ثقات". أهـ. قلت: ويبعدُ كونُه التميميَّ؛ لأن التميميَّ من أتباع التابعين. ثم إنّ وصفَه بالثقة غيرُ مسلّمٍ، فقد قال الدارقطني إنه مجهول، ولم يُوثِّقه غير ابن حبّان. وأما حديث ابن عمر: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 882) من طريق عقبة بن علي عن عبد الله بن عمر [عن نافع] (¬1) عنه مرفوعًا: "أنا زعيم ببيتٍ في ربض الجنّة لمن ترك المراء وهو محقٌّ، وببيتٍ في وسط الجنّة لمن ترك الكذب وهو مازحٌ، وببيتٍ في أعلى الجنّة لمن حَسُنت سريرتُه". قال الهيثمي (1/ 157): "وفيه عقبة بن علي، وهو ضعيف". أهـ. قلت: قال عنه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 352): "لا يُتابع على حديثه، وربّما حدّث بالمنكر عن الثقات". أهـ. وشيخه ضعيف الحفظ. وأمّا حديث ابن عبّاس: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 139) من طريق سُويد أبي حاتم عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عنه مرفوعًا: "أنا الزّعيمُ ببيتٍ في رباض الجنةِ وبيتٍ في أعلاها وبيتٍ في أسفلها: لمن ترك الجَدَلَ وهو مُحِقٌّ، وترك الكَذِبَ وهو لاعبٌ، وحسَّن خُلُقَه للناس". قال الهيثمي (8/ 23): "وفيه أبو حاتم سُويد بن إبراهيم، ضعّفه الجمهور، ووثّقه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح". قلت: المنقول عن ابن معين توثيقه وتضعيفه أيضًا لسُويد. وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق سيّىء الحفظ، له أغلاط وقد أفحش ابن حبّان فيه القول". ويظهر من اجتماع هذه الطرق ثبوت الحديث، وأنّه بالتحسين حريٌّ. ¬

_ (¬1) سقط من المطبوع واستدركته من "مجمع البحرين" (ق 13/ ب).

2 - باب: مكارم الأخلاق

2 - باب: مكارم الأخلاق 1080 - حدّثنا أبو الفَرَج أحمد بن القاسم بن مهدي البغدادي: نا محمد بن الرّبيع بن سليمان: نا أبي: نا طَلْقُ بق السَّمْح [عن يحيى بن أيّوب] (¬1). عن حُميد الطويل، قال: كنّا إذا أتينا أنسَ بن مالك قال لجاريته: قدِّمي لأصحابنا ولو كِسرةً، فإنّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ مكارمَ الأخلاق من أعمال أهل الجنّة". أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 138/ أ) وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 112) من طريق طَلْقٍ به. ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه أنّه قال: "هذا حديثٌ باطل، وطَلْقٌ مجهولٌ". أهـ. ونَقَلَ عنه في "الجرح" (4/ 491) أنه قال: "طلق شيخٌ مصريٌّ ليس بمعروفٍ". فقول المنذري في "الترغيب" (3/ 373) -وتبعه الهيثمي (8/ 177) -: "إسناده جيّدٌ". أهـ. ليس بجيّد. 1081 - أخبرنا عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل بن علي: نا أحمد بن أبي عبد الملك محمد بن عبد الواحد الحمصي: نا أيّوب بن محمد الوزّان: نا الوليد بن الوليد، قال: حدّثني ثابت بن يزيد عن الأوزاعي عن الزُّهريّ عن عروة، قال: سمعتُ عائشة تقول: كان نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مكارمُ الأخلاق عَشَرةٌ، تكون في الرجلِ ولا تكونُ في ابنه، وتكونُ في الابن ولا تكون في أبيه، وتكون في العبدِ ولا تكون في سيّده، يقسمها الله -عَزَّ وَجَلَّ- لمن أراد به السعادةَ: صدقُ الحديثِ، وصدقُ البأسِ، وحفظُ اللسانِ، وإعطاءُ ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) ومخرّجي الحديث.

السائلِ، والمكافأةُ بالصنائع، وأداءُ الأمانةِ، وصِلةُ الرَّحمِ، والتذمُّمُ (¬1) للجارِ، والتذمُّمُ للصاحبِ، وإقراءُ الضيف، ورأسهنّ: الحياءُ". أخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 81) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (رقم: 1214) -والبيهقي في "الشعب" (6/ 137 - 138) من طريق أيّوب الوزّان به. وإسناده واهٍ: الوليد بن الوليد هو العَنْسيّ الدمشقي، قال أبو حاتم: صدوق. وقال الدارقطني: متروك. وقال نصر المقدسي: تركوه، وقال ابن حبّان: يروي العجائب، لا يجوز الاحتجاج به. ثم ذكره في "الثقات"!. وقال أبو نعيم: روي موضوعات. (اللسان: 6/ 228 - 229). وقال الحاكم فيما نقله عنه البيهقي: "ثابت بن يزيد الذي أدخله الوليدُ بينَه وبينَ الأوزاعي مجهولٌ، وينبغي أن يكون الحَمْلُ فيه عليه". وقال ابن حبّان عن الحديث: "هذا ما لا أصلَ له من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، ولعلّه من كلام بعض السلف. وفي إسناده: ثابت بن يزيد، قال حفص بن عيّاش: لم يكن بشيءٍ. وقال يحيى: ضعيف. قال الدارقطني: والوليد بن الوليد منكر الحديث. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به". أهـ. وقال البيهقي: "قد رُوي ذلك بإسنادٍ آخرَ ضعيفٍ موقوفًا على عائشة". ثم ساق سنده إلى إسماعيل بن عيّاش عن يزيد بن أبي منصور عن عائشة فذكره موقوفًا. وإسماعيل ضعيف في روايته عن الحجازيين والعراقيين، وشيخه بصري. ¬

_ (¬1) هو أن يحفظ ذِمامَه [حُرمته وحقّه]، ويطّرح عن نفسه ذمّ الناس له إنْ لم يحفظه. "نهاية".

3 - باب: فضل الرفق

وتابعه عند الخرائطي في "المكارم" (ص 41، 45، 53): عبدُ الرحمن بن زياد بن أَنْعُم، وهو ضعيفٌ في حفظه كما في "التقريب". 3 - باب: فضل الرفق 1082 - أخبرنا أبو مُضَر يحيى بن أحمد بن بِسطام العَبْسي المقرئ قراءةً عليه في داره بحَجَرِ الذَّهَبِ (¬1) في سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة: نا أبو حفص عمر بن مُضَر: نا عبد الله بن يوسف، قال: حدَّثني سَلَمة بن العيّار، قال: حدّثني مالك بن أنس عن الأوزاعيِّ عن الزُّهريِّ عن عروة. عن عائشة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ اللهَ يحِبُّ الرِّفقَ في الأمر كلِّه". 1083 - أخبرنا أبو الطيّب محمد بن حُميد بن سليمان الكِلابي: نا إسحاق بن سيّار النَّصيبيُّ: نا عبد الله بن يوسف التِّنِّيْسيّ: نا سَلَمة بن العيّار عن مالك بن أنس عن الأوزاعي عن الزُّهري عن عروة. عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ اللهَ يحب الرِّفقَ في الأمر كلِّه". أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 350) من طريق عبد الله بن يوسف به، وقال: "غريبٌ من حديث سلمة عن مالك. ورواه المأمون عن أبيه الرشيد عن مالك". ثم ذكره. وأخرجه ابن ماجه (3689) من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به. وانظر تتمة تخريجه في الذي بعده. 1084 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو بكر ¬

_ (¬1) محلّةٌ بدمشق. "معجم ياقوت".

4 - باب: توقير الكبير

عبد الحميد بن محمود بن خالد السّلمي سنة أربع وستين ومائتين -وفيها مات-: نا إبراهيم بن المنذر: نا مَعْن بن عيسى: نا مالك بن أنس عن الأوزاعي عن ابن شهاب عن عروة. عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- يُحبُّ الرفقَ في الأمر كلّه". عبد الحميد بن محمود ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (9/ ق 403/ ب- 404/ أ) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه البخاري (10/ 449) ومسلم (4/ 1706) من طريق ابن شهاب به. 4 - باب: توقير الكبير 1085 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد: نا يوسف بن موسى: نا مُخيمر بن سعيد: نا رَوْح بن عبد الواحد عن خُلَيد بن دَعْلَج عن الحسن. عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منّا من لم يُوقِّرْ كبيرَنا ويرحمْ صغيرَنا". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 918) من طريق روح به. وإسناده ضعيف، وقد تقدّم بيان ذلك في تخريج الحديث (1076)، وله طرق أخرى: الأول: أخرجه الترمذي (1919) وأبو يعلى (4241، 4242) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 84) وابن عدي (3/ 1094) من طريق زَرْبيِّ بن عبد الله عن أنس مرفوعًا. وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، وزَرْبيّ له أحاديث مناكير عن أنس وغيره". أهـ.

وزَرْبيٌّ ضعيف كما في "التقريب". وقال العقيلي: "وقد رُويَ بغير هذا الإسناد بإسنادٍ صالحٍ". الثاني: أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 254) من طريق محمد بن يعقوب الغزال عن عبد الله بن عمر بن يزيد عن عبيد بن واقد عن عبد القدوس عن أنس مرفوعًا. وإسناده ضعيف: عبيد ضعيف كما في "التقريب"، وشيخه لم أعثر على ترجمته، ولا أظنه عبد القدوس بن حبيب المتروك فذاك من الأتباع. ومحمد ذكر أبو نعيم الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وشيخه بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (5/ 111). الثالث: أخرجه أبو يعلى (رقم: 3476) من طريق يوسف عن ثابت عنه مرفوعًا. قال الهيثمي (8/ 14): "وفيه يوسف بن عطيّة، وهو متروك". أهـ. وقد تابعه عند ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 88/ أ- ب) والبيهقي في "الشُّعب" (7/ 459): زائدة بن أبي الرُّقاد، وهو منكر الحديث كما في "التقريب". الرابع: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 140/ ب) من طريق جُنادة بن مروان عن الحارث بن النعمان عنه مرفوعًا. قال الطبراني: لم يروه عن أنس إلَّا الحارث. قال الهيثمي (8/ 14): "وفيه غير واحد ضعيف". أهـ. قلت: الحارث ضعيف كما في "التقريب"، وجُنادة قال أبو حاتم: ليس بقويٍّ في الحديث. ووثّقه ابن حبان. (اللسان: 2/ 139 - 140). وقد رَوى هذا الحديث أيضًا: عبد الله بن عمرو، وابن عباس، وأبو هريرة، وعبادة بن الصامت، وأبو أمامة، وجابر، وواثلة، وعليّ، وابن مسعود، وابن عمر، وأبو زيد. 1 - أمّا حديث عبد الله بن عمرو: فله طريقان:

الأول: أخرجه الحميدي (586) -ومن طريقه الحاكم (1/ 62) وصحّحه على شرط مسلم وسكت عليه الذهبي- وأحمد (2/ 222) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 703) والبخاري في "الأدب" (354) وأبو داود (4943) والبيهقي (7/ 457، 458) من طريق ابن عيينة عن ابن أبي نُجيح عن عبيد الله بن عامر عنه مرفوعًا. وتابع ابنَ أبي نجيح: ابنُ جريج عند البخاري في "الأدب" (354). وإسناده جيّدٌ، فابن عامر قد روى عنه اثنان فارتفعت جهالة عينه، ووثّقه ابن معين فزالت جهالة حاله. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 196): "سنده حسن". والثاني: أخرجه أحمد (2/ 185، 207) والبخاري في "الأدب" (355) والترمذي (1920) -وقال: حسن صحيح- والسمعاني في "أدب الإملاء" (ص 135) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه مرفوعًا. وإسناده جيّد للخلاف المعروف في رواية عمرو عن أبيه عن جدّه. 2 - وأمّا حديث ابن عبّاس: فله طريقان: الأول: أخرجه أحمد وابنه عبد الله (1/ 257) وعبد بن حميد في "المنتخب" (586) والترمذي (1921) -واستغربه (¬1) - والبزّار (كشف- 1955) وابن حبّان (1913) والبيهقي (7/ 458) والسمعاني (ص 135) والبغوي في "شرح السنة" (13/ 39 - 40) من طريق ليث بن أبي سليم عن عبد الملك بن أبي بشير [لم يذكر في سند الترمذي والسمعاني، وعند أحمد: عبد الملك بن سعيد بن جبير] عن عكرمة عنه مرفوعًا. وإسناده ضعيف: ليث ضعيف لاختلاطه، ويظهر ذلك في تسميته لشيخه وإسقاطه -كما في سند أحمد والترمذي والسمعاني-. وقد رواه أيضًا ¬

_ (¬1) كذا في "تحفة الأشراف" (5/ 165)، وفي نسخة الترمذي المطبوعة: حسن.

عن مجاهد عن ابن عباس، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 72). والحديث قال ابن القطّان -كما في "الفيض" (5/ 389) -: "ضعيف، فيه ليث ضعّفوه". أهـ. قلت: لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه نُسَير بن ذُعْلُوق -وهو ثقة- عند البزّار (كشف- 1956)، لكنّ الراويَ عنه (قيسَ بن الرّبيع): ضعيفُ الحفظ. الثاني: أخرجه الطبراني (11/ 449) من طريق محمد بن عبيد الله -وهو العَرْزَمي- عن المِنْهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عنه مرفوعًا. وإسناده واهٍ: العَرْزَميُّ متروك كما في "التقريب". 3 - وأمّا حديث أبي هريرة: فأخرجه البخاري في "الأدب" (353) والحاكم (4/ 178) -وصححه وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (7/ 458) من طريق عبد الله بن وهب عن أبي صخر -وهو حُميد بن زياد- عن ابن قُسيط -وهو يزيد بن عبد الله- عنه مرفوعًا. وإسناده حسن، حُميد فيه ضعفٌ يُغتفر في الشواهد. 4 - وأمّا حديث عبادة: فأخرجه أحمد وابنه عبد الله (5/ 323) والطحاوي في "المشكل" (2/ 133) والحاكم (1/ 122) من طريق ابن وهب عن مالك بن الخير الزّيادي عن أبي قَبيل المَعافِريّ -وهو حُيي بن هانىء- عنه مرفوعًا. وعزاه الهيثمي (8/ 14) إلى الطبراني، وقال: "إسناده حسن". أهـ. مالك لم يوثقه غير ابن حبّان -كما في "التعجيل" (ص 385) - والحاكم -بعد روايته للحديث-. وقال ابن القطّان: لم تثبت عدالته. قال الذهبي في "الميزان" (3/ 426): "يريد أنّه ما نصّ أحدٌ على أنّه ثقةٌ. وفي رواة الصحيحين عددٌ كثير ما علمنا أنّ أحدًا نصّ على توثيقهم. والجمهور على: أنّ من كان من المشايخ، قد روى عنه جماعة، ولم يأت بما يُنكر عليه أن

حديثَه صحيحٌ". وقال في صدر الترجمة: "محلُّه الصدقُ". قلت: وفيما ذكره الذهبي بحثٌ يطول انظر تفصيله في كتاب أخينا الشيخ عداب الحمش: "رواة الحديث الذين سكت عنهم أئمة الجرح والتعديل". 5 - وأمّا حديث أبي أمامة: فله ثلاثة طرق: الأول: أخرجه البخاري في "الأدب" (356) والطبراني في "الكبير" (8/ 280 - 281) من طريق الوليد بن جميل عن القاسم بن عبد الرحمن عنه مرفوعًا. وسنده لا بأس به: الوليد قال أبو داود: ما به بأس. ووثّقه ابن حبّان، وقال أبو زُرعة: شيخٌ ليّن الحديث. وقال أبو حاتم: شيخ روى عن القاسم أحاديثَ منكرة. والقاسمُ فيه كلام يسيرٌ. الثاني: أخرجه الطبراني (8/ 196) من طريق عُفير بن معدان عن سليم بن عامر عنه مرفوعًا. قال الهيثمي (8/ 15): "وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف جدًّا". الثالث: أخرجه الطبراني (8/ 271) أيضًا من طريق أبي عبد الملك -وهو علي بن يزيد- عن القاسم عنه مرفوعًا، وفيه قصة. قال الهيثمي (8/ 15): "وفيه علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف". أهـ. قلت: تركه جماعة. 6 - وأما حديث جابر: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 140/ ب) والبيهقي (7/ 459) والخطيب في "الموضح" (1/ 391) من طريق سهل بن تمّام عن مبارك بن فضالة عن أبي الزُّبير عنه مرفوعًا، وقال الطبراني: "لم يروه عن أبي الزّبير إلا مبارك، تفرّد به سهل". قال الهيثمي (8/ 14): "وفيه مبارك بن فضالة وثّقه العجلي وغيره، لكنه

مدلّس، وفيه ضعف. وسهل بن تمّام ثقة يخطىء". أهـ. قلت: مبارك وشيخه مدلسان وقد عنعنا، وسهل لم يوثقه غير ابن حبّان، وقال: يخطىء. وقال أبو زرعة: لم يكن بكذّاب، كان ربّما وهم في الشيء. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 196): "سنده ضعيف". 7 - وأما حديث واثلة: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 95) من طريق عبد الله بن يحيى بن عطاء عن الزهري عنه مرفوعًا. قال المنذري في "الترغيب" (1/ 114): "رواه الطبراني من رواية ابن شهاب عن واثلة، ولم يسمع منه". أهـ. وكذا قال الهيثمي (8/ 14). قلت: والراوي عن الزهري: بيّض له بن أبي حاتم (5/ 204) فلم يحك جرحًا ولا تعديلًا. 8 - وأما حديث عليٍّ: فأخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 459) من طريق الحسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جدّه عنه. والحسين كذّبه مالك وأبو حاتم وابن الجارود. (اللسان: 2/ 289). 9 - وأمّا حديث ابن مسعود: فأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 199/ أ) من طريق الوضّاح بن يحيى عن أبي بكر بن عيّاش عن عاصم عن زرٍّ عنه مرفوعًا. والوضّاح قال أبو حاتم: ليس بالمرضيِّ. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به لسوء حفظه. (اللسان: 6/ 221). 10 - وأما حديث ابن عمر: فذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 307)، قال: "سألت أبي عن حديثٍ رواه إسحاق بن إبراهيم بن الضيف أبو يعقوب المروزي من حفظه،

قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثني عبد الملك بن قدامة الجُمَحِيّ عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. [فذكره بزيادة]. قال أبي: هذا حديث منكر، وعبد الملك ضعيف الحديث". أهـ. 11 - وأمّا حديث أبي زيد الأنصاري: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1127) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 135) من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة عن سعيد بن قَطَن عنه مرفوعًا. هكذا رواه الطيالسي فقال: (عن أبي زيد الأنصاري)، وقد خطّأه الحفاظ في ذلك. ففي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 230): "قال أبي: لهذا الحديث علة: رواه غُنْدر عن شعبة عن سعيد بن قَطَن، قال: سمعت أبا يزيد المدني قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس منّا .. " الحديث. قال أبي: وهذا أشبه. قلت: ومن أبو يزيد المدني؟ قال: شيخ، روى عنه جرير بن حازم، وسعيد بن أبي عروبة، وأيّوب السختياني. ولا يُسمّى، سُئل مالك عن أبي يزيد، فقال: لا أعرفه". أهـ. وقال ابن عدي: "قال لنا ابن صاعد: وكانوا يرون أنّه حديث متصلٌ، ويُعدُّ في حديث أبي زيد بن أخطب الأنصاري، إذ قد روى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وهو وهمٌ، إنّما رواه شعبة عن قَطَن بن كعب القطيعي [كذا] جد أبي قَطَن عن أبي يزيد المدني أنّه بلغه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فصار مرسلًا". أهـ. قلت. وتابع غندرًا على روايته مرسلًا: سهل بن حماد عند ابن عدي. وقال ابن عدي: "إرساله أثبت". أهـ. أما أبو يزيد فقد وثّقه ابن معين، وسئل عنه أحمد، فقال: تسأل عن رجل روى عنه أيّوب!. * * *

5 - باب: الحياء

ويظهر مما تقدّم أن الحديث ثابت من رواية ابن عمرو، وأبي هريرة، وأبي أمامة فقط. 5 - باب: الحياء 1086 - حدّثني أبي -رحمه الله-: نا محمد بن أيّوب الرازي: نا القَعْنَبي: نا شُعبة عن منصور بن المعتمر عن رِبْعيّ بن حِراش. عن أبي مسعود الأنصاري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ ممّا أدرك الناسُ من كلام النُّبوةِ الأولى: إذا لم تستحي فاصنعْ ما شئت". 1087 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد القاضي الحلبي: نا محمد بن معاذ البصري (دُرّان) بحلب: نا القَعْنَبيّ: نا شُعبة عن منصور عن رِبْعي بن حِراش. عن أبي مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ ممّا أدرك الناسُ من كلامِ النُّبوةِ الأولى: إذا لم تستحي فاعملْ ما شئت". أخرجه أبو داود (4797) عن شيخه القَعْنَبي -وهو عبد الله بن مسلمة- به. وأخرجه البخاري (6/ 515) من طريق شعبة به. 1088 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق: نا أحمد بن علي بن سهل المروزي وابنُ مَنيع، قالا: نا علي بن الجَعْد: نا شعبة عن منصور عن رِبْعي. عن أبي مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلَه. هو في مسند "ابن الجعد" (843) لأبي القاسم البغوي.

6 - باب: الحلم

6 - باب: الحِلم 1089 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي: نا زكريّا بن يحيى السِّجْزي: نا أبو مسعود الجَحْدَريّ إسماعيل بن مسعود: نا بشر بن المُفضّل: نا قُرَّة بن خالد عن أبي جَمْرة. عن ابن عبّاس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للأشجِّ أشجِّ عبد القيس: "إنّ فيك خصلتين يُحبُّهما اللهُ -عَزَّ وجَلَّ-: الحِلمُ والأناةُ". 1090 - أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن جَيْش الفرغاني: نا أحمد بن علي القاضي: نا إبراهيم بن عبد الله الهروي: نا العبّاس بن الفضل الأنصاري عن قُرّة، قال: نا أبو جَمْرة. عن ابن عبّاس أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال للأشجِّ العَصَري: "إنّ فيك لخصلتين يُحبُّهما الله: الحِلمُ والأناةُ". أخرجه مسلم (1/ 48) من طريق قُرّة به. وأخرجه أيضًا (1/ 49) من حديث أبي سعيد الخدري. 1091 - أخبرنا أبو الحسن مُزاحِم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبّاد (¬1) البصري العطّار: نا أبو عبد الله محمد بن زكريّا الغَلاَبي: نا عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي: نا مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. عن أنس بن مالك، قال: كنتُ أمشي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وعليه بُرْدٌ نجرانيٌّ غليظُ الحاشيةِ، فأدركه أعرابيٌّ فجبَذَه جذبةً حتى رأيتُ صَفْحَهُ -أو: صَفْحَةَ عُنُقِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أثّرت بها حاشيةُ البُرْدِ من شدّة جَبْذَتِه. ¬

_ (¬1) في الأصل: (عتّاب)، والتصويب من (ظ) و (ر) و"تاريخ دمشق" (16/ ق 203/ ب).

7 - باب: الحدة

قال (¬1): يا محمّدُ! أعطني من مالِ الله الذي عندك. فالتفتَ فضحِك -عليه السلام-، ثم أَمَر له بعطاءٍ. الغَلاَبي اتّهمه الدارقطني بالوضع. (اللسان: 5/ 168). والحديث في بعض روايات "الموطّأ" كما في "الفتح" (10/ 506). وأخرجه البخاري (10/ 503 - 504) ومسلم (2/ 730 - 731) من طريق مالك به. 7 - باب: الحِدَّة 1092 - أخبرنا أبو عمر محمد بن عيسى بن أحمد بن عُبيد الله القزويني الحافظ -ومسكنُه بيتُ لِهيا-: نا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحَضْرَميّ بالكوفة (مُطَيِّن): نا محمد بن عثمان الفرّاء: نا ابن قَنْبَر، قال: حدّثني أبي: قَنْبَر. عن عليٍّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيارُ أمّتي: أحدّاؤهم الذين إذا غَضِبوا رجعوا". وقد رجعتُ وأنا أستغفرُ اللهَ. قال أبو جعفر: لم أكتب عنه غيرَه. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 142/ أ) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 289) عن شيخهما مطيّن به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6/ 313) من طريق مُطيّن به. وسُمّي ابن قَنْبَر-عند العقيلي-: عبد الله. وقال العقيلي: لا يُتابع على حديثه من جهة تثبت. وأخرجه البيهقي (6/ 313) من طريقٍ آخر عن محمد بن عثمان به. وسُمِّي عنده أيضًا: عبد الله. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (فقال).

8 - باب: الغضب

وابن قَنْبَر قال الأزدي: تركوه. وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 472): "خبرٌ باطِلٌ". وقال الهيثمي (8/ 168): "وفيه يَغْنَمُ بن سالم بن قنبر، وهو كذّاب". وكذا قال السخاوي في "المقاصد" (ص 187). والظاهر أنهما لم يطّلعا على إسناد العقيلي، كما أن قوله في السند: (حدّثني أبي: قَنْبَر) لا يصحُّ إلا إذا كان القائل (عبد الله بن قنبر)، ولو كان (يغنم بن سالم بن قنبر) لقال (جدّي: قنبر)!. 8 - باب: الغضب 1093 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن أبي العَقَب الهَمْداني: نا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن الحَريص: نا هشام بن عمّار: نا أبو بكر مُخَيَّس بن تميم الأشجعي عن بَهز بن حَكيم عن أبيه. عن جدّه معاوية بن حَيْدَة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الغضبَ يُفسِدُ الإِيمانَ كما يُفسد الصَّبرُ العسلَ". ثمّ قال: "يا معاوية بن حَيْدة! إن استطعت أن تلقى اللهَ -عَزَّ وجَلَّ (¬1) - وأنتَ تُحسِنُ الظن به فافعلْ، فإنّ الله -عَزَّ وَجَلَّ (1) - عند ظنِّ عبده به". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (مُخَيَّسُ بن تميم مجهول. قاله الرّازيُّ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرج الشطر الأول منه: الطبراني في "الكبير" (19/ 417) والبيهقي في "الشعب" (6/ 311) من طريق هشام بن عمّار به. وأخرج الطبراني (19/ 416) من نفس الطريق عن معاوية مرفوعًا: "قال الله: أنا عند ظن عبدي بي". ¬

_ (¬1) ليس في (ف).

9 - باب: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه

وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (3/ 165): "سنده ضعيف". أهـ. قلت: لجهالة مُخَيَّس التي نصّ عليها أبو حاتم الرازي. وتقدّمت أحاديث إحسان الظنِّ بالله (2/ 93). 9 - باب: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيهِ 1094 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي -قَدِمَ دمشق-: نا بَحْر بن نصر: نا خالد بن عبد الرحمن: نا مالك بن أنس عن الزُّهري عن عليِّ بن الحسين. عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حُسْن إسلام المرءِ تركُه ما لا يعنيه". 1095 - وأخبرنا خيثمة: نا محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري: نا خالد بن عبد الرحمن مثله. أخرجه الدُّولابي في "الذُّرّية الطاهرة" (152) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 195 - 196، 196) من طريق بحرٍ به، وابن عدي في "الكامل" (3/ 907) وابن عبد البر من طريق محمد الصُّوري به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 9) وابن عدي (3/ 907) من طرقٍ أخرى عن خالد به. هكذا رواه خالد متّصلًا، والحديث في "الموطأ" (2/ 903) عن علي بن الحسين مرسلًا، وهكذا أخرجه من طريق مالك: وكيع في "الزهد" (364) والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 220) وهنّاد في "الزهد" (1117) والترمذي (2318) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 360) وابن أبي الدُّنيا في "الصمت" (107) والبغوي في "مسند ابن الجعد" (3033) والعقيلي (2/ 9) والرامهرمزي في "المحدّث

الفاصل" (رقم: 90) والقضاعي في "مسند الشهاب " (193) والبغوي في "شرح السنة" (14/ 321). قال ابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 195): "هكذا رواه جماعةُ رواةِ الموطّأ عن مالك فيما علمت إلّا خالد بن عبد الرحمن الخُراساني، فإنّه رواه عن مالك عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن أبيه. وكان يحيى بن سفيان يثني على خالد بن عبد الرحمن خيرًا، وقد تابعه موسى بن داود الضبّي قاضي طرسوس، فقال فيه أيضًا: (عن أبيه). وهما جميعًا لابأس بهما، إلّا أنّهما ليس بالحجّة على جماعةِ رواة الموطّأ الذين لم يقولوا فيه عن أبيه". أهـ. ونقل عنه الزرقاني في "شرح الموطأ" (4/ 253) أنّه قال: "وخالد ضعيفٌ ليس بحجّة فيما خُولِف فيه". أهـ. قلت: وخالد وثّقه ابن معيّن وبحر بن نصر ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: لا بأسَ به. وقال العقيلي: في حفظه شيءٌ. وقال ابن عدي: ليس بذاك. وتابعه على وصله: موسى بن داود الضَّبي كما في تخريج الطريق الآتية. 1096 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو الوليد محمد بن أحمد بن بَرْد الأنطاكي: نا موسى بن داود: نا عبد (¬1) الله بن عمر العُمَري عن الزُّهريِّ عن علي بن الحسين. عن أبيه أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حُسْن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه". 1097 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا فهد بن سليمان: نا موسى بن داود: نا العُمَري عن الزُّهري عن علي بن الحسين. ¬

_ (¬1) في الأصل: (عُبيد) بالتصغير، والتصويب من (ظ) و (ر) و (ف) ومخرّجي الحديث.

عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... مثلَه. أخرجه أحمد (1/ 201) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (3/ 138) - والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 9) من طريق موسى بن داود به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 197) من طريق إبراهيم بن محمد بن مروان عن موسى عن مالك والعمري به. هكذا تفرّد إبراهيم بذكر مالك، وقد قال عنه الدارقطني -كما في "الميزان" (1/ 55): "غمزوه". والعُمَري ضعيف الحفظ. 1098 - حدّثنا أبي [-رحمه الله-] (¬1)، وأبو الطيّب أحمد بن محمد بن أبي زُرعة في آخرين، قالوا: نا أبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد الجَوْني البصري ببغداد: نا عبد الواحد بن غِيَاث: نا قَزَعَة بن سُويْد عن عبيد الله بن عمر عن الزُّهري عن علي بن الحسين. عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حُسن إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يعنيه". أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 111) والقضاعي في "مسند الشهاب" (194) من طريق موسى بن سهل به. وإسناده ضعيف: قَزَعَة ضعيف كما في "التقريب". والصحيحُ أنّ الحديثَ محفوظٌ عن الزهريِّ عن علي بن الحسين مرسلًا كما قرَّره الحفّاظُ: قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم " (ص 105): "وأمّا أكثرُ الأئمةِ فقالوا: ليس هو محفوظًا بهذا الإسناد، إنما هو محفوظٌ عن الزهري عن علي بن حسين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، كذلك رواه الثقاتُ عن الزهري". ثم قال: "وممّن قال إنّه لا يصح إلا عن علي بن حسين مرسلًا: الإِمام أحمد، ويحيى بن معين، والبخاري، والدارقطني". أهـ. ¬

_ (¬1) من (ف) و (ر).

قلت: أمّا البخاري فقد قال في "تاريخه" (4/ 220): "لايصحُّ عن عليّ بن الحسين عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -". وقال: "وهذا أصحُّ بانقطاعه". وأما الدارقطني فقد قال في "علله" (3/ 110): "والصحيحُ: قولُ من أرسلَه عن علي بن الحسين عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. ورجّح إرساله أيضًا: العقيلي (2/ 10) حيث قال: "والصحيح حديث مالك". أهـ. والبيهقي في "الشعب" (4/ 255) حيث قال: "وإسناد الأول [يعني: المرسل] أصحُّ". ومن أرسله عن الزهري عن علي بن الحسين أوثق وأثبت ممّن وصله، وممّن أرسله. 1 - مالك: وقد تقدم بيان ذلك. 2 - ومعمر: أخرجه عبد الرزّاق في "المصنف" (11/ 307 - 308) عنه. ومن طريقه وطريق غيره أخرجه البيهقي في "الشُّعب" (4/ 254، 255). 3 - ويونس بن يزيد: أخرجه القضاعي (193) عنه. 4 - وزياد بن سعد: أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (رقم: 103) وابن عبد البر (9/ 197) عنه. 1099 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عوف: نا يَسَرة بن صفوان: نا العُمَري -وليس هو عبد الله بن عمر العُمَري- عن سُهيل بن أبي صالح عن أبيه. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حُسْن إسلام المرءِ تركُه ما لا يعنيه". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (العُمَريُّ هذا هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب الـ ..... (¬1) المدني، وهو ضعيف). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ (¬1) طمس في الأصل.

1100 - حدّثنا علي [بن الحسن] (¬1) بن علّان: نا جعفر بن محمد الوزّان: نا محمد بن عبد الله (¬2) بن سَابور (ح). وحدّثنا إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل المُضَري وغيره، قالوا: نا أبو الطاهر الحسن بن أحمد بن فِيل البَالِسي بأنطاكيّة: نا محمد بن عبد الله بن سَابور الواسطي: نا عبد الرحمن بن عبد الله العُمَري عن سُهيل بن أبي صالح عن أبيه. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حُسْن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه". أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (رقم: 53) و"طبقات الأصبهانيين" (4/ 287 - ط العلمية) من طريق ابن سابور به. وأخرجه ابن أبي الدُّنيا في "الصمت" (108) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1588) والخطيب في "التاريخ" (5/ 172) من طريق العُمَري به. قال ابن عدي: "وهذا بهذا الإِسناد لا يرويه عن سُهيل غير عبد الرحمن العُمَري". أهـ. قلت: هو متروك كما في "التقريب". وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 132) -: "هذا حديث منكرٌ جدًّا بهذا الإسناد". 1101 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أحمد بن محمد بن أبي الخناجر: نا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حُسْن إسلامِ المرء تركُه ما لا يعنيه". محمد بن كثير هو الثَّقَفيُّ، وثّقه ابن سعد وابن معين، وضعّفه أحمد، وقال صالح جَزَرَة: صدوق كثير الخطأ. ¬

_ (¬1) زيادة من (ف). (¬2) في الأصل و (ش): (عبد الله بن محمد)، والتصويب من (ظ) و (ر) و (ف) وكتب الرجال.

وأخرجه الترمذي (2317) وابن ماجه (3976) وابن حبَّان (الإحسان- 229) وأبو الشيخ في "الأمثال" (54) والقضاعي (192) والبيهقي في "الشُّعب" (4/ 255) وابن عبد البر (9/ 198) من طريق الأوزاعي عن قرّة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا. وقُرَّة قال أحمد: منكر الحديث جدًّا. وضعّفه ابن معين، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بقوي. وقال الأوزاعي: ما أحدٌ أعلم منه بالزهري. ونُوزع فيه. ووثّقه ابن حبّان، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وإذا ما ضُمَّ هذان الطريقان المتّصلان إلى مرسل علي بن الحسين الصحيح الإِسناد صار الحديث حسنًا إن شاء الله، وقد حسّنه النووي في "الأربعين" (رقم: 12) والسخاوي في "تخريج الأربعين" -كما في "الفتوحات الرّبانيّة" لابن علّان (6/ 369) -. ومما يدلّ على ثبوت الحديث عند المتقدمين ما نقله ابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 201) وغيرُه عن أبي داود صاحب السُّنن أنّه قال: "أصول السُّنن في كل فنٍّ أربعة أحاديث ... ". وعدَّ منها حديث أبي هريرة هذا. وللحديث طرقٌ أخرى: فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 308 - 309) من طريق عبد الرزاق بن عمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وعبد الرزاق قال في "التقريب": "متروك الحديث عن الزهريِّ، ليِّنٌ في غيره". وأخرجه أيضًا (12/ 64) من طريق علي بن محمد بن حفص عن العبّاس بن عبد الله بن أبي عيسى عن محمد بن المبارك عن مالك عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وقال: "الصحيح عن مالك عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلًا". وعلي بن محمد بن حفص قال الخطيب: "إن لم يكنْ هذا الجُويباري

10 - باب: فضل الهين اللين

فلا أعرفه". أهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 154) عن الجُويباري: "شيخٌ نَكِرةٌ". وأخرجه الحاكم في "تاريخه" وعنه البيهقي في "الشُّعب" (7/ 415 - 416) من طريق أبي همّام الدلّال: نا عبد الله بن عمر العمري عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن أبيه عن عليّ مرفوعًا. والعمري ضعيف الحفظ. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 43) -ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (191) - من طريق محمد بن كثير بن مروان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجه بن زيد بن ثابت عن أبيه. قال الهيثمي (8/ 18): "وفيه محمد بن كثير بن مروان، وهو ضعيف". وعزاه السيوطي في "الجامع الصغير" (بشرحه الفيض: 6/ 12) للشيرازي في "الألقاب" عن أبي ذر، ولابن عساكر عن الحارث بن هشام. وقد قال ابن رجب في "جامع العلوم" (ص 105): "وقد رُوي من وجوهٍ أُخر، وكلّها ضعيفة". 10 - باب: فضل الهيّن الليّن 1102 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عيسى بن حيّان بالمدائن: نا محمد بن الفضل بن عطيّة: نا محمد بن واسع عن محمد بن سيرين. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يحرُمُ على النّار كلُّ هيّنٍ ليّنٍ سهلٍ قريبٍ". أخرجَه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2173) من طريق محمد بن عيسى به.

وإسناده تالف: محمد بن الفضل قال في "التقريب": "كذّبوه". أهـ. وتابعه: حماد بن يحيى الأبحُّ عند أبي نعيم في "الحلية" (2/ 356)، وحمّاد مختلفٌ في توثيقه، لكن الراوي عنه: خلف بن يحيى قال عنه أبو حاتم -كما في "الجرح" (3/ 372) - "متروك الحديث، كان كذّابًا لا يُشتغل به ولا بحديثه". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 91/ أ) والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 323) من طريق وهب بن حكيم الأزدي عن ابن سيرين به. ووهب قال العقيلي: "مجهول بالنقل، ولا يُتابع على حديثه". ثمّ قال: "هذا يُروى من غير هذا الوجه بإسنادٍ صالحٍ". وقال الهيثمي (4/ 75): "وفيه من لا يُعرف". وأخرجه ابن عدي (3/ 1147) من طريق سلّام بن سُليم الطويل عن زيد العمّي عن ابن سيرين به. وسلّام متروك، وشيخه ضعيف. وأخرجه الحاكم (1/ 126) -ومن طريقه البيهقي في "الآداب" (رقم: 213) و"الشعب" (6/ 271) - من طريق سهل بن عمّار عن محاضر بن المُوَرِّع عن سعد بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن أبي هريرة مرفوعًا: "من كان هيّنًا ليّنًا قريبًا حرّمه الله على النار". وصحّحه على شرط مسلم. قلت: وهذا من تناقضاته -رحمه الله-! فسهل بن عمار عنده وعند غيره كذّاب كما في "اللسان" (3/ 121). ولكن أخرجه هنّاد في "الزهد" (1262) عن شيخه عبدة بن سليمان الكلابي -وهو ثقة- عن ابن سعيد الأنصاري به. والأنصاري ليس بالقوي، ورواية المطلب عن أبي هريرة منقطعة.

وورد الحديث من رواية ابن مسعود، وجابر، ومعيقيب، وأنس: أمّا حديث ابن مسعود: فأخرجه أحمد (1/ 415) وهنّاد في "الزهد" (1263) -وعنه الترمذي (2488) - والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 11) والطبراني في "الكبير" (10/ 285) وابن حبّان (1096، 1097) والبيهقي في "الشعب" (6/ 272 و 7/ 535) والبغوي في "شرح السنّة" (13/ 85) من طريق هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الْأوْدي عنه. وحسّنَه الترمذي والبغوي، وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 563): "إسناده جيّدٌ". قلت: الْأوْدي لم يوثّقه غير ابن حبّان، وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 468): "تفرّد عنه موسى بن عقبة". أهـ. ففيه جهالة. وله طريق آخر: أخرجه البيهقي في "الآداب، (212) و"الشعب" (6/ 271) من طريق سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن رجل من بني عبد الله بن مسعود عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا: "من كان هيّنًا ... ". وفيه مبهمٌ. وأمّا حديث جابر: فأخرجه أبو يعلى (1853) والطبراني في "الأوسط" (رقم: 841) و"الصغير" (1/ 36) و"مكارم الأخلاق" (رقم: 14) من طريق مصعب بن عبد الله الزُّبيري عن أبيه عن هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عنه. وقال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن هشام إلا عبد الله، تفرّد به ابنه". أهـ. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 108): "سألت أبي وأبا زرعة عن حديثٍ رواه مصعب بن عبد الله -وذكر الحديث-، قالا: هذا خطأ، رواه الليث بن سعد وعَبْدةُ بن سليمان عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن

11 - باب: مداراة الناس صدقة

عبد الله بن عمرو الْأوْدي عن ابن مسعود عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو الصحيح. قلت لأبي زرعة: الوهمُ ممّن هو؟. قال: من عبد الله بن مصعب. قلت: ما حاله؟. قال: شيخ". أهـ. وعبد الله ضعّفه ابن معين، ووثقه ابن حبّان. وقال الهيثمي (4/ 75): "وفيه عبد الله بن مصعب الزُّبيري، وهوضعيف". أهـ. ومصعب ليّن الحديث. كما في "التقريب". وأمّا حديث مُعيقيب: فأخرجه الخرائطي في "المكارم" (ص 23) والطبراني في "الكبير" (20/ 352) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق91/ أ) والبيهقي في "الشعب" (6/ 272) من طريق أبي أميّة بن يعلى عن محمد بن معيقيب عن أبيه. قال الطبراني: "لا يُروى عن معيقيب إلَّا بهذا الإسناد". أهـ. قال الهيثمي (4/ 75): "وفيه أبو أميّة بن يعلى، وهو ضعيف". أهـ. ونقل ابن الجوزي في "العلل" (2/ 125) عن ابن معين أنّه قال: "متروك الحديث". وأمّا حديث أنس: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 91/ أ) من طريق الحارث بن عُبيدة عن محمد بن أبي بكر عن حُميد عنه. وقال الهيثمي (4/ 75): "وفيه الحارث بن عبيدة، وهو ضعيف". ويظهر أن خير هذه الطرق طريق ابن مسعود، فإذا ضُمَّت إليها الطرق الضعيفة الأخرى -باستثناء الواهية- صار الحديث حسنًا إن شاء الله. 11 - باب: مداراة الناس صدقة 1103 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن جَبَلة المُضَريّ: نا

إبراهيم بن الهيثم البلديّ: نا آدم بن أبي إياس: نا بقيّة عن بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان. عن المِقدام بن مَعْدِي كَرِب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مداراةُ النّاسِ صَدَقةٌ". إسناده ضعيف: شيخ تمّام قال الكتّاني: فيه نظر. (اللسان: 5/ 227)، وبقيّة يُدلّس تدليس التسوية ولم يصرّح بالتحديث. ونقل ابن الجوزي في "العلل" (2/ 243) عن إبراهيم الحربي أنه قال عن هذا الحديث: "هو كذبٌ". ورُوي من حديث جابر: أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه (ق 90/ أ) والطبراني في "مكارم الأخلاق" (رقم: 141) وابن حبّان (2075) وابن عدي في "الكامل" (7/ 2614) وابن السنّي في "عمل اليوم والليلة" (325) وأبو الشيخ في "الأمثال" (130) و"طبقات الأصبهانيين" (4/ 255 - ط العلمية) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 146) والخليلي في "الإِرشاد" (1/ 311) والقضاعي (91، 92) والبيهقي في "الشُّعب" (6/ 343) وابن الجوزي في "العلل" (1215) من طريق المسيّب بن واضح عن يوسف بن أسباط عن الثوري عن محمد بن المنكدر عنه. قال أبو نعيم: "تفرّد به يوسف عن الثوري". أهـ. وقال الخليلي: "غريبٌ تفرّد به يوسف، وهو زاهد، إلَّا أنّه لم يُرضَ حفظُه". أهـ. ويوسف وثّقه ابن معين وابن حبّان، لكن قال البخاري: كان قد دفن كتبه فصار لا يجيء بحديثه كما ينبغي. وكذا قال ابن عدي. والمُسيّب ضعّفه الدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق يخطىء كثيرًا، فإذا قيل له لم يقبل.

12 - باب: السماحة

وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 285) -: "هذا حديثٌ باطلٌ لا أصل له، ويوسف بن أسباط دَفَنَ كتبَه". وقد سرّقه من المسيب: الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي، أخرجه ابن عدي (2/ 746) والخطيب في "التاريخ" (8/ 58). قال ابن عدي: "هذا حديث المسيّب بن واضح عن يوسف بن أسباط، سرقه منه الاحتياطي هذا وغيره من الضعفاء". وقال في الاحتياطي: "يسرق الحديث، منكر عن الثقات". وأخرجه ابن عدي (3/ 904) من طريق خالد بن عمرو أبي الْأَخْيَل الحمصي عن ابن عيينة عن محمد بن المنكدر عنه. وخالد كذّبه جعفر الفريابي، وضعّفه الدارقطني، وقال ابن عدي: روى أحاديث منكرة عن الثقات. (اللسان: 2/ 382). وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 466) وابن عدي (7/ 2613) من طريق يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عنه. قال الهيثمي (8/ 17): "وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر وهو متروك، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به". أهـ. وقال الحافظ في "الفتح" (10/ 528): "وفي سنده: يوسف بن محمد بن المنكدر ضعّفوه، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "آداب الحكماء" بسندٍ أحسن منه". أهـ. 12 - باب: السّماحة 1104 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب، وأبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث، وأبو حاتم عدي بن يعقوب، وأبو علي بن آدم في

آخرين، قالوا: نا محمد بن يزيد (¬1) بن عبد الصمد: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ابن عيّاش: نا ابن جُريج، قال: سمعتُ عطاء بن أبي رباح يقول: سمعتُ ابنَ عبّاس، يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اسْمَحْ يُسْمَحْ لك". هكذا رواه محمد بن يزيد (1)، فقال: (ابن عيّاش)، والصواب: الوليد بن مسلم عن ابن جُرَيح. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 451/ أ) من طريق تمّام، وعقّب على كلامه قائلًا: "وفي قول تمّام هذا نظرٌ، فقد رواه سليمان في تضاعيف أحاديث ابن عيّاش عن ابن جريج، ولا يمتنع أن يكون ابن عيّاش سمعه من ابن جريج". 1105 - حدّثني أبي -رحمه الله-: نا أبو محمد عبد الله بن محمد السِّمْنَانيّ بالرّي: نا يوسف بن موسى: نا حفص بن غِياث عن ابن جُريج عن عطاء. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسْمَحْ يُسْمَحْ لك". في حديثٍ طويلٍ. عزا هذا الطريق إلى "فوائد تمّام": السخاوي في "المقاصد" (ص 58). وأخرجه ابن عساكر (17/ ق 451/ أ) من طريق يوسف بن موسى به، ولفظه: قال ابن عبّاس: صنع هذه الِمَطْهرة (¬2)، وقد عَلِمَ أنّه يتوضّأ الأحمر والأسود، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره. والحديث أخرجه أحمد (1/ 248) والبزّار والطبراني في "الأوسط" ¬

_ (¬1) كذا في الأصول إلَّا (ظ) ففيها: (يزيد بن محمد) وبالهامش: (في الأصل: محمد بن يزيد بن عبد الصمد، وهو غلطٌ)، وما في كتب الرجال موافق لما في (ظ). (¬2) إناءٌ يُتطهّر به، والإِداوة، وبيتُ يتطهَّر فيه. "قاموس".

-كما في "المجمع"- و"الصغير" (2/ 141 - 142) والقضاعي في "مسند الشهاب" (648) والبيهقي في "الشُّعب" (7/ 537) وابن عساكر (17/ ق 450/ ب- 451/ أ) من طريق الوليد بن مسلم عن ابن جريج به. وإسناده صحيح، وقد صرّح الوليد بالتحديث عند الطبراني والبيهقي وابن عساكر، كما صرّح شيخه بالتحديث أيضًا عند تمّام وابن عساكر. وقال الحافظ المنذري في "الترغيب" (2/ 563): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح إلّا مهدي بن جعفر". أهـ. وقال الهيثمي (10/ 193): "رواه البزّار عن شيخه مهدي بن جعفر البرمكي، وقد وثّقه غير واحدٍ وفيه كلام، وبقيَّة رجاله رجال الصحيح. ورواه الطبراني في "الصغير" و "الأوسط"، ورجالهما رجال الصحيح". وقال في موضعٍ آخر (4/ 74): "رواه أحمد، وفيه مهدي بن جعفر وثّقه ابن معين وغيره، وفيه ضعفٌ. وبقية رجاله رجال الصحيح". أهـ. ولم ينفرد به مهدي، فقد تابعه جماعة (¬1) عند غير أحمد والبزّار. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 81) والسخاوي (ص 58): "رجاله ثقات". وروى ابن عساكر (17/ ق 451/ أ) عن أبي حاتم الرازي أنه قال: لم يروِ هذا الحديثَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلّا ابن عبّاس، ولا عن ابن عباس إلا عطاء، ولا عن عطاء إلا ابن جريج، ولا عن ابن جريج أحدٌ علمته إلَّا الوليد بن مسلم، وهو من ثقات الناس وأفاضلهم. وتعقبه ابن عساكر قائلًا: "كذا قال! وقد رُوي عن حفص بن غياث وإسماعيل بن عيّاش عن ابن جريج". والحديث حكم عليه الصغاني في "الدر الملتقط" (رقم: 27) بالوضع، وهذه مجازفةٌ منه! وقد ردّ عليه العراقي في رسالته في الدفاع عن ¬

_ (¬1) انظرهم في "شرح الإِحياء" للزبيدي (5/ 499).

أحاديث الشهاب التي حكم عليها الصغاني بالوضع، والملحقة بمسند الشهاب، فقال (2/ 363): "وهذا حديثٌ حسنٌ، أخرجه أحمد والطبراني في الصغير والأوسط من حديث ابن عبّاس، ورجاله ثقات". أهـ. وقال السخاوي (ص 58): "لم يُصب من حكم عليه بالوضع". ورُوي الحديث عن ابن عباس موقوفًا: أخرجه عبد الرزّاق في "المصنف" (1/ 178) عن ابن جريج قال: حدثني حسن بن مسلم أن ابن عباس، وفيه قصةٌ. وابن مسلم لم يدرك ابن عباس، وإنما أدرك أصحابه. كما رُوي مرسلًا عن عطاء: أخرجه عبد الرزاق (1/ 73) عن ابن جريج عنه، وأخرجه ابن عساكر (17/ ق 451/ ب) من طريق خارجة بن مصعب ومندل بن علي -الأول متهم، والثاني ضعيف- عن ابن جريج عنه. وألّف جماعة من الحفاظ في جمع طرق هذا الحديث أجزاءً، وهم: 1 - الخطيب البغدادي: قال العراقي في ردّه الآنف الذكر (2/ 363): "وقد جمع الحافظ أبو بكر الخطيب طرقه في جزءٍ اتّصل لنا عاليًا" (¬1). 2 - أبو محمد هبة الله بن أحمد الأنصاري الدمشقي المعروف بـ"ابن الأكفاني" (¬2): قال السخاوي (ص 58): "وقد أفرد الحافظ أبو محمد ابن الأكفاني طرقه". أهـ. وذكره الزَّبيدي في "شرح الإِحياء" (5/ 499) ونقل عنه. ¬

_ (¬1) وفات الشيخ محمود الطّحان في كتابه عن الخطيب -ومن قبله الأستاذ يوسف العش- ذكر هذا الجزء في تصانيف الخطيب، والكمال لله وحده. (¬2) أحد تلاميذ الخطيب، والمتوفى سنة (524). انظر ترجمته في "سير النبلاء" (19/ 576).

13 - باب: الدين النصيحة

3 - الزَّبيدي شارح الإحياء والقاموس: قال في "شرح الإِحياء" (5/ 499 - 500): "وقد ألّفت في تخريج هذا الحديث جزءًا، جمعت فيه سائر طرقه، وهو أول جزءٍ خرّجته فيما علمت في شهور سنة (1172) ". أهـ. باختصار. 13 - باب: الدّينُ النصيحة 1106 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السَّفْر الجُرَشي المقرىء، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد، وأحمد بن سليمان بن حَذْلَم، قالوا: نا بكّار بن قتيبة: نا صفوان بن عيسى: نا محمد بن عجلان عن القَعْقَاع بن حَكيم عن أبي صالح. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدّينُ النّصيحةُ، الدّين النصيحة". ثلاثًا. فقيل: لمن يا رسول الله؟. قال: "للهِ، ولكتابِه، ولرسولِه، ولأئمةِ المسلمين وعامّتِهم". أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2/ 188) عن شيخه بكّار به. وأخرجه أحمد (2/ 297) والترمذي (1926) -وقال: حسن صحيح- وابن نصر في "الصلاة" (رقم: 748) من طريق صفوان به. وأخرجه النسائي (4200) والطحاوي وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (4/ 321 - ط العلميّة) من طريق إسماعيل بن جعفر عن ابن عجلان به. وأخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ" (رقم: 7) من طريق حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان به.

قال ابن نصر (2/ 684 - 685): "وحديث ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة غَلَطٌ. إنّما حدّث أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث: إنّ الله يرضى لكم ثلاثًا. وعطاء بن يزيد حاضر ذلك، فحدّثهم عطاء بن يزيد عن تميم الدّاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّما الدّين النصيحة". أهـ. قال الحافظ في "تغليق التعليق" (2/ 57): "قد كشف محمد بن نصر عن علّته، وأنّ ابن عجلان دخل عليه إسنادٌ في إسنادٍ". أهـ. وقد أخرج مسلم (1/ 74) من طريق سفيان بن عيينة قال: قلت لسهيل: إن عَمْرًا [يعني: ابن دينار] حدّثنا عن القعقاع عن أبيك -قال: ورجوت أن يُسقط عني رجلًا- قال: فقال: سمعته من الذي سَمِعه منه أبي كان صديقًا له بالشام. ثم حدّثنا سفيان عن سهيل عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري. وقال الحافظ في "التغليق" (2/ 57 - 58): "وقد أخطأ فيه غيرُ واحدٍ على سُهيل ويجوز أن يكون الخطأ من سهيل لأنّه تغيّر حفظه في الآخر". ثم ذكر أنّ الدارقطني أخرجه في "غرائب مالك" عن ابن وهب، وعبد الله بن نافع، ومحمد بن خالد بن عَثْمة، ومعن بن عيسى، وزياد بن يونس كلهم عن مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. ورواية ابن وهب أخرجها أيضًا ابن عدي (1/ 184)، ورواية عبد الله بن نافع أخرجها الطحاوي (2/ 190)، ورواه عن مالك أيضًا: أحمد بن حاتم عند أبي الشيخ في "التوبيخ" (2). قال الحافظ: "وذَكَرَ ابنُ الجارود أنّ قولَ من قال (عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة) خطأ. قلت: ويظهر لي أن الوهمَ فيه من سهيل".

1107 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد السَّفْر الجُرَشي، وأحمد بن سليمان بن حَذْلم، قالا: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو همّام الدلّال: نا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم ونافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدينُ النَّصيحةُ". قلنا: لمن يا رسول الله؟. قال: "للهِ، ولكتابِه، ولرسولِه، ولأئمةِ المسلمين وعامّتِهم". أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2/ 190) عن شيخه بكّار به. وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 109/ ب) والطبراني في "المكارم" (66) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (9) والقضاعي في "مسند الشهاب" (19) من طريق أبي همّام -واسمه: محمد بن مُحَبَّب- به. وليس عند ابن الأعرابي وأبي الشيخ: (زيد بن أسلم). وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "التغليق" (2/ 60) - والدارمي (2/ 311) والبزّار (كشف- 62) وابن عدي في "الكامل" (1/ 155) وابن نصر (757، 758) من طريق جعفر بن عَوْن عن هشام بن سعد به. ورواه عن هشام أيضًا: حفص بن غِياث عند أبي الشيخ (8، 10). قال البزّار: "وهذا لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلّا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدًا جمع بين زيد ونافع إلّا جعفرُ بن عون عن هشام". أهـ. وما قاله البزّار منقوضٌ برواية أبي همام وحفص، فقد جمعا بينهما. وهشام ليس بالقوي كما قال ابن معين وغيره، وخرّج له مسلم في الشواهد. وقال الهيثمي (1/ 87): "رجاله رجال الصحيح". ورُويَ الحديثُ أيضًا عن ابن عباس، وثوبان: أمّا حديث ابن عباس:

فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (كما في "المطالب العالية": ق 118/ ب) -وعنه أبو يعلى (2362)، وعنه أبو الشيخ (12) - والبزّار (كشف- 61) من طريق زيد بن الحُبَاب عن محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عنه. وقال البزّار: "لا نعلمه يُروى عن ابن عبّاس إلَّا بهذا الإِسناد". وسنده حسن، الطائفيُّ فيه ضعفٌ يسيرٌ. وقد تابعه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عند أحمد (1/ 351) والطبراني في "الكبير" (11/ 108)، لكنّه قال: سمعت عمرو بن دينار يقول: أخبرني من سمع ابن عبّاس. وابن ثوبان ليّن الحديث. وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 176) -: "هذا خطأٌ، إنّما هو ما رواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن القعقاع عن أبي صالح. قال: ثم لقيت سهيلًا فسألته، فقال: سمعته ... " وذكر كلامه المتقدّم الذي أخرجه مسلم. وقال الحافظ في "التغليق" (2/ 59 - 60) بعد أن أورده من طريق ابن أبي شيبة: "إسناده حسن، لكنّه معلولٌ برواية ابن عيينة عن عمرو عن القعقاع كما مضى. فرجع الحديث أيضًا إلى تميم". وأما حديث ثوبان: فأخرجه الرُّوياني في "مسنده" (ق 131/ ب) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 7/ ب) وابن نصر (760) من طريق أيوب بن سويد عن أميّة بن يزيد عن أبي مُصَبِّح الحمصي عنه. قال الطبراني: "لا يُروى عن ثوبان إلَّا بهذا الإِسناد، تفرّد به أيّوب". أهـ. وقال أبو حاتم -كما في العلل لابنه (2/ 176) -: "هذا حديثٌ منكرٌ". أهـ. وقال الهيثمي (1/ 87): "فيه أيّوب بن سُويد، وهو ضعيفٌ لا يُحتجُّ به".

14 - باب: انصر أخاك ظالما أو مظلوما

وبالجملة فالحديث كما قال الحافظ في "التغليق" (2/ 61): "أصحُّ طرقه حديث تميم، بل قال البخاري في التاريخ الأوسط: لا يصحّ إلَّا عن تميم". 14 - باب: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا 1108 - حدثنا أبي -رحمه الله-، قال: حدّثني أبو محمد عبد الله بن أبي سفيان زياد بن خالد المَوْصلي بالمَوْصِل: نا المُعلّى بن مهدي: نا أبو شهاب الحنّاط عن داود بن أبي هند. عن أنس بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "انصُرْ أخاك ظالمًا أو مظلومًا: إنْ كان مظلومًا فخذْ له بحقّه، وإن كان ظالمًا فأحذه (¬1) عن الظلمِ، فإنّ ذلك له نُصْرةٌ". هذا إسنادٌ واهٍ: المعلّى قال أبو حاتم: يأتي أحيانًا بالمناكير. وكذّبه العقيلي، ووثّقه ابن حبّان!. (اللسان: 6/ 65). والراوي عنه لم أقف على ترجمته، وداود لم يثبت سماعه من أنس كما قال ابن حبّان والحاكم. والحديث أخرجه البخاري (5/ 98 و 12/ 323) من طريق عبيد الله بن أبي بكر بن أنس وحميد عن أنس. وأخرجه مسلم (4/ 1998) من حديث جابر نحوه. وأخرجه ابن أبي عاصم في "أدب الحكماء" -كما في "الفتح" (12/ 326) - والطبراني في "الأوسط" (653) من حديث عائشة. قال الهيثمي (7/ 264): "من رواية إسماعيل بن عيّاش عن الحجازيين، وفيها ضعف". ¬

_ (¬1) كذا بالأصول بالحاء المهملة.

15 - باب: أي المسلمين أسلم؟

15 - باب: أيُّ المسلمين أسلم؟ 1109 - أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن بن إبراهيم (دُحَيْم): نا أبي: أبو الحسن عمرو بن دُحَيم: نا محمد بن مُصفّى: نا بقيّة بن الوليد: نا أبو زُرعة الفِلسطيني -وهو يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني- عن القاسم بن محمد عن أبي إدريس الخَوْلاني. عن أبي ذرٍّ، قال: قلتُ: يا رسول الله! أيُّ المسلمين أسلمُ؟. قال: "من سَلِمَ الناسُ من لسانِه ويدِه". 1110 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، قال: حدثني أبو الحسن عمرو بن عبد الرحمن بن إبراهيم (دُحَيم) مثله. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/ ق 281/ أ) من طريق تمام، في ترجمة عمرو بن عبد الرحمن بن دُحَيم ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وابن مصفّى وبقية معروفان بتدليس التسوية. وأخرج البخاري (1/ 53) ومسلم (1/ 65) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده". وأخرجه مسلم (1/ 65، 66) من حديث جابر وأبي موسى. 16 - باب: التواضع 1111 - أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمد بن خالد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحَضْرَميّ ببيتِ لَهْيَا: نا جدّي لأمّي: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: نا أبو اليمان الحَكَم بن نافع: نا سعيد بن سِنان عن أبي الزاهريّة حُدَيْر بن كُرَيب الحَضْرَمي عن كثير بن مُرّة الحضرمي.

عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَبِس الصُّوفَ، وانتعل المخصوفَ، ورَكِبَ حمارَه، وحَلَبَ شاتَه، وأكلَ معه عيالُه، فقد نحّى اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ (¬1) - منه الكِبْرَ. أنا عبدٌ ابن عبدٍ، أجلسُ جِلسةَ العبد، وآكلُ أكلَ العبد -وذلك أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يطرقْ طعامًا قطّ إلَّا وهو جاثٍ على رُكبتَيْه-. إنّه (¬2) قد أُوحِيَ إليَّ أن تواضعوا، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ. إنّ يدَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- مبسوطةٌ في خَلْقِه، فمن رفَعَ نفسَه وضَعَه الله -عَزَّ وَجَلَّ-، ومن وضعَ نفسَه رفعه الله -عَزَّ وجَلَّ-. ولا يمشي امرءٌ على الأرض شبرًا يبتغي فيه سلطانَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- إلَّا أكبّه اللهُ -عَزَّ وجَلَّ-". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (سعيد بن سنان هذا حِمصيٌّ متروكُ الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عساكر في كتابه "مدح التواضع" (ق 9/ ب- 10/ أ) من طريق تمام به. إسناده تالفٌ: سعيد بن سنان متروك، ورماه الدراقطني وغيره بالوضع. كذا في "التقريب". وأخرج ابن عدي في "الكامل" (4/ 1623) والبيهقي في "الشُّعب" (5/ 153) من طريق عبد الرحمن بن سعد بن عمّار المؤذن عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: "من لَبِس الصوفَ، وحلب الشاة، وركب الأتان، فليس في جوفه من الكِبْر شيء". وسنده واهٍ: عبد الله بن سعيد متروك، وعبد الرحمن بن سعد ضعيف كما في "التقريب". وأخرج الطبراني في "الكبير" (7/ 181 - 182) من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن يزيد بن خُصَيفة عن أبيه عن السائب بن يزيد ¬

_ (¬1) ليست في (ف) في هذا الموضع والمواضع الأخرى. (¬2) في هامش الأصل، و (ظ) و (ر) و (ف): (إنّي)، وكذا ابن عساكر.

17 - باب: من أخذ بركاب رجل لا يرجوه

مرفوعًا: "من لبس الصوف أو حلب الشاة أو أكل مع ما ملكت يمينه فليس في قلبه إن شاء الله الكبر". قال الهيثمي (1/ 99): "وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي، منكر الحديث جدًّا". أهـ. قلت: وابنه أيضًا منكر الحديث كما قال أبو حاتم. (اللسان: 6/ 281). وأخرج السهميُّ في "تاريخ جرجان" (ص 252 - 253) من رواية الحارث الأعور عن عليٍّ مرفوعًا: "من كان فيه أربعٌ فهو من المتواضعين: من أكل مع خادمه، وعَقَلَ شاتَه، ورَكِبَ الحمارَ، وحمل ما ابتاع من السوق". والحارث ضعيف كذّبه شعبة وابن المديني. وبعض فقرات الحديث ثابتة من وجوه أخرى: ففقرة: "أنا عبد .... أكل العبد". ثابتة كما أوضحته فيما علّقته على "اختيار الأولى" لابن رجب (ص 113). وفقرة: "إنه قد أوحي ... على أحدٍ". عند مسلم (4/ 2199) من حديث عياض بن حمار. وفقرة: "من وضع نفسه رفعه الله" عند مسلم (4/ 2001) من حديث أبي هريرة بلفظ: "ما تواضع أحدٌ لله إلَّا رفعه الله". 17 - باب: من أخذ بركاب رجل لا يرجوه 1112 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد ببغداد: نا عمر بن عامر أبو حفص التمّار: نا جعفر بن سليمان بن علي الهاشمي عن أبيه عن جدّه. عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أخذ برِكابِ رجلٍ لا يرجوه ولا يخافه غُفِرَ له".

18 - باب: الصمت وحفظ اللسان

أخرجه الخطيب في "الجامع" (رقم: 306) من طريق أبي قِلابة به. قال الذهبي في "الميزان" (3/ 209): "عمر بن عامر، أبو حفص السعدي التمّار: بصريٌّ، روى عنه أبو قِلابة حديثًا باطلًا ... " وذكر هذا الحديث، ثم قال: "قلت: العجبُ من الخطيب كيف روى هذا؟! وعنده عدّة أحاديث من نمطه، ولا يُبيّن سقوطَها في تصانيفه". أهـ. وأقرّه الحافظ في "اللسان" (4/ 315). وتابعه حفص بن عمر المازني عند الطبراني في "الأوسط" (1016) و"الكبير" (10/ 347)، وحفص قال الهيثمي (8/ 16): "لم أعرفه". وقال الحافظ في "اللسان" (2/ 329): "لا يُعرف". 18 - باب: الصمت وحفظ اللسان 1113 - حدّثنا أبو الطيّب أحمد بن محمد بن أبي زُرْعة عبد الرحمن بن عمرو النَّصّري سنة خمس وأربعين وثلاثمائة: نا عبد الله بن ثابت البغدادي: نا هارون بن عبد الله الحمّال: نا ابن أبي فُدَيك عن عمر بن حفص عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزُّهريّ. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سرَّه أن يَسْلَمَ فليلزم الصمتَ". أخرجه ابن أبي الدُّنيا في "الصمت" (11) وأبو يعلى (3607) والقضاعي في "مسند الشهاب" (371) والبيهقي في "الشُّعب" (4/ 241) من طريق هارون الحمّال به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1955) من طريق عبيد الله بن عبد الله المنكدري عن ابن أبي فديك به.

وعزاه المنذري في "الترغيب" (3/ 536) والعراقي في "تخريج الإِحياء" (3/ 109) لأبي الشيخ في "فضائل الأعمال". قال الطبراني. لم يروِ هذا الحديث عن الزهري إلا عثمان بن عبد الرحمن، تفرّد به ابن أبي فُديك. أهـ. وإسناده واهٍ. عثمان بن عبد الرحمن هو الوقّاصي متروك وكذّبه ابن معين. كذا في "التقريب". وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 239) -: "عمر بن حفص مجهول، وهذا الحديث باطلٌ". أهـ. وقال الأزدي عن عمر: منكر الحديث. (الميزان: 3/ 191). والحديث ضعّفه المنذري في "الترغيب" حيث صدَّره بـ (رُوي)، وقال العراقي: "إسناده ضعيف". أهـ. وقال الهيثمي (10/ 297 - 298): "وفيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، وهو متروك". وله طريق آخر: أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 171) من طريق سليمان بن عمر بن سيّار الرّقيّ عن أبيه عن ابن أخي الزهري عن الزهري عن أنس مرفوعًا: "من سرّه أن ينجوَ ... ". قال العُقيلي: وهذا الحديث إنّما يعرف بالوقّاصي، ليس هو من حديث ابن أخي الزهري، وقد حدّث عمر بن سيّار هذا عن ابن أخي الزهري بما لا يُعرفُ عنه ولا يُتابعُ عليه". أهـ. وابنه سليمان لم أقف على ترجمةٍ له. 1114 - حدّثنا أبي -رحمه الله-: حدّثني أبو عثمان عبد الحكم بن سلّام الصّدفي بمصر: نا جعفر بن مسافر التِّنِّيسي: نا يحيى بن حسّان: نا أبو معاوية الضّرير عن العوّام بن جُوَيرية عن الحسن. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أربعٌ لا يُصبن

إلَّا بعَجَبٍ: الصمتُ -وهو أوّلُ العبادة-، وذِكْرُ الله -عَزَّ وجَلَّ-، والتواضعُ، وقلّةُ الشيء". 1115 - أخبرنا إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل: نا أبو الحسن محمد بن أحمد الرّافقي بحلب: نا العبّاس بن فضل البغدادي: نا محمد بن حاتم أبو جعفر المِصِّيصيّ: نا بشر بن الحارث الزاهد: نا أبو معاوية عن العوّام بن جُوَيرية عن الحسن. عن أنس، قال: أربعٌ لا يُصبن إلَّا بعجب: الصمتُ -وهو أوّل العبادة-، والتواضع، وقلّةُ الشيء، وذكرُ الله -عَزَّ وجَلَّ- (¬1). أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 229) وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 196) وابن عدي في "الكامل" (2/ 697) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 135) - والحاكم (4/ 311) وعنه البيهقي في "الشعب" (6/ 278) و"الآداب" (403) من طرقٍ عن أبي معاوية به مرفوعًا، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (رقم: 48) من طريق أبي معاوية به موقوفًا. وإسناده تالفٌ: العوّامُ قال ابن حبّان: كان ممّن يروي الموضوعات عن الثّقات. وقال ابن عدي: هذا الحديث الأصل فيه موقوفٌ من قول أنس. أهـ. وصحّحه الحاكم فتعقّبه المنذريُ في "الترغيب" (3/ 535) فقال: "في إسناده العوّام وهو ابن جُوَيرية، قال ابن حبّان: كان يروي الموضوعات. وقد عُدَّ هذا الحديث من مناكيره، ورُوي عن أنس موقوفًا عليه، وهو أشبه، أخرجه أبو الشيخ في (الثواب) وغيره". أهـ. وتعقّبه الذهبيُّ أيضًا فقال: "قلت: قال ابن حبّان في العوّام: يروي الموضوعات". أهـ. وقال في "الميزان" (3/ 303): "والعجب أنّ الحاكم أخرجه في المستدرك". ¬

_ (¬1) هكذا وقع في الأصول موقوفًا.

وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات"، ونقل كلام ابن حبّان في العوّام. وأعلّه العراقي في "تخريج الإِحياء" (3/ 341) والهيثمي في "المجمع" (10/ 285) بالعوّام. ورُوي هذا الحديث من كلام عيسى ابن مريم -عليه السلام -: أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (629) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 157) - عن وُهيب بن الوَرْد قال: قال عيسى ... فذكره بنحوه. وأخرج هنّاد في "الزهد" (594، 1131) عن سفيان الثوري قال: قال عيسى ... . وأخرج هنّاد (1130) من طريق العوّام عن الحسن مرسلًا: "أول العبادة: الصمت". 1116 - أخبرنا أبو مُضَر يحيى بن أحمد بن بِسطام العَبْسي المقرىء: نا أبو حفص عمر بن مُضَر العَبْسي: نا أبو صالح الحرّاني: نا موسى بن أَعْيَن: نا عبد الله بن محمد بن عَقيل عن سليمان بن يسار عن عَقيل مولى ابن عبّاس. عن أبي موسى الأشعري، قال: كنتُ أنا وأبو الدّرداء عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسمعتُه يقول: "من حَفِظَ ما بين لَحْيَيْه (¬1) وما بين فَخِذَيه دخلَ الجنّةَ". الحديث عزاه أبى "فوائد تمّام": الحافظ في "المطالب العالية" (ق 88/ ب). وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (كما في "المطالب") -وعنه ¬

_ (¬1) هما العظمان في جانبي الفم، (فتح).

أبو يعلى (13/ 258 - 259) - وأحمد (4/ 398) والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 54) والحاكم (4/ 358) من طريق موسى بن أَعْيَن به، لكنْ عند أحمد (عن رجل) بدل (عن سليمان عن عقيل). عقيل بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (6/ 218)، وذكره ابن حبّان في "ثقاته" (5/ 272)، وعبد الله بن محمد بن عَقيل فيه ضعفٌ. قال المنذري في "الترغيب" (3/ 526) والهيثمي (10/ 298): "رجاله ثقات". أهـ. وحسّن الحافظ في "الفتح" (11/ 309) سندَه. والحديث أخرجه البخاري (11/ 308) من حديث سهل بن سعد بلفظ: "مَنْ يضمنْ لي ما بين لَحيَيْه وما بين رِجلَيه أضمنْ له الجنّةَ". 1117 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا عبد اللطيف: نا عبد الأعلى: أنا زَيْن عن القاسم بن عبد الله عن ابن عجلان عن أبيه عن القَعْقَاع عن أبي صالح. عن أبي هريرة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من وقاه اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- شرَّ ما بين لَحْيَيْه وما بين رِجْلَيه وَجَبتْ له الجنّةُ". إسناده واهٍ: القاسم بن عبد الله هو العُمَري متروك رماه أحمد بالكذب كما في "التقريب". والحديث أخرجه الترمذي (2409) وأبو يعلى (6200) وابن حبّان (2546) والحاكم (4/ 357) من طريق أبي خالد الأحمر عن محمد بن عجلان عن أبي حازم عن أبي هريرة. قال الترمذي: "أبو حازمٍ الذي روى عن أبي هريرة اسمه: سلمان مولى عزّة الأشجعيّة، وهذا حديث حسن غريب". أهـ. وهو كما قال، ففي ابن عجلان ضعفٌ منجبرٌ. وله عن أبي هريرة طريق آخر: فقد أخرجه ابن أبي الدُّنيا في "الصمت" (688) والحاكم (4/ 357)

-وصحّحه وسكت عليه الذهبي- من طريق أبي واقد صالح بن محمد الليثي عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عنه. وصالح ضعيف كما في "التقريب". 1118 - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حَذْلَم: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا أبو بكر عبد الله بن يزيد المقرىء: نا صَدَقَة بن عبد الله (¬1): نا عُبيد الله بن علي القرشي عن سليمان بن حَبيب، قال: حدّثني أسود بن أَصْرم المُحارِبي، قال: قلت: يا رسول الله! أوصني. قال. "أتملكُ يدَك؟ ". قال. فقلت. فماذا أملكُ إذا لم أملكْ يدي؟!. قال: "أفتملكُ لسانَك؟ ". قال: فقلت: فماذا أملك إذا لم أملكْ لساني؟!. قال: "فلا تبسطْ يدك إلَّا إلى (¬2) خيرٍ، ولا تقلْ (¬3) بلسانك إلَّا معروفًا". أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 443 - 444) وابن أبي الدُنيا في "الصمت" (5) والطبراني في "الكبير" (1/ 257) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 179) من طريق صدقه به. قال البخاري: "في إسناده نظر". أهـ. قلت: صَدَقَة بن عبد الله هو السَّمين دمشقيٌّ ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه الطبراني (1/ 256 - 257) من طريق أبي المعافى محمد بن وهب بن أبي كريمة الحرّاني. نا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن عبد الوهاب بن بُخْت عن سليمان بن حبيب به مطوّلًا. وأخرجه البيهقي في "الشُّعب" (4/ 240) من طريق آخر عن أبي عبد الرحيم به. ¬

_ (¬1) في (ف): (عبد الملك)، وهو خطأ. (¬2) في (ظ) و (ر) و (ف): (في). (¬3) في الأصول: (تقول)، والتصويب من (ظ).

19 - باب: ذم ذي اللسانين والوجهين

وإسناده جيّدٌ، وأبو عبد الرحيم هو خالد بن أبي يزيد الحرّاني، ورجاله كلهم مترجمون في "التهذيب". وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 530): "إسناده حسن". أهـ. وكذا قال الهيثمي (10/ 300) بعد أن ذكراه بلفظه المختصر. وذكره الهيثمي (4/ 105 - 106) بلفظه المطوّل، ثم قال: "وفيه عبد الرحمن بن بُخْت ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله رجال الصحيح". أهـ. كذا وقع في نسخته: (عبد الرحمن) محرّفًا، والصواب: (عبد الوهاب). 19 - باب: ذم ذي اللسانَينْ والوجهَيْن 1119 - حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله الشَّيْباني البغدادي الحافظ: نا محمد بن عبد الله الطائي بحمص: نا إسماعيل بن محمد أبو هارون الجِبْرِينيُّ: نا روّاد بن الجرّاح: نا عبّاد بن عبّاد -يعني: الخوّاص- عن الأوزاعي عن يحيى بن عُبيد الله عن أبيه. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كان ذا لسانَيْن في الدُّنيا جعلَ الله له لسانَيْنِ في النّارِ". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/ ق 276/ ب) من طريق تمّام. وإسناده واهٍ: يحيى بن عُبيد الله هو ابن مَوْهِب متروك، وروّاد ضعيف لاختلاطه. ورُوي من حديث أنس، وسعد بن أبي وقاص، وجُنْدُب بن عبد الله، وعمّار بن ياسر. أمّا حديث أنس: فقد أخرجه ابن أبي عمر العَدَني في "مسنده" -كما في "المطالب"

(ق 90/ أ) - وهنّاد في "الزهد" (1137) وابن أبي الدُّنيا في "الصمت" (280) وابن أبي عاصم في "الزهد" (216، 217) والبزّار (كشف- 2025) وأبو يعلى (2771، 2772) والخرائطي في "المساوىء" (295) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 160) والقضاعي في "مسند الشهاب" (463) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن [زاد هناد وابن أبي الدُّنيا وابن أبي عاصم وأبو يعلى: وقتادة] عنه. قال البزّار: "لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلَّا إسماعيل". أهـ. قال الهيثمي (8/ 95): "وفيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 261/ ب) عن شيخه المِقْدام بن داود عن أسد بن موسى عن أيوب بن خَوْط عن قتادة عنه. قال الهيثمي (8/ 95): "وفيه مقدام بن داود، وهو ضعيف". أهـ، وفاته أنّ ابن خَوْطٍ متروك كما في "التقريب"!. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 103) من طريق أبي حفص عمر بن حفص العَبْدي عن ثابت عنه. والعَبْدي تركه أحمد والنسائي والساجي. (اللسان: 4/ 298 - 299). وأشار المنذري في "الترغيب" (3/ 604) إلى ضعف حديث أنس حيث صدّره بـ (رُويَ). وأمّا حديث سعد: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 261/ أ) من طريق خالد بن يزيد العُمَري عن سعيد بن مسلم بن بَانَك عن إسماعيل بن أُويس عن ابن كعب عنه. قال الهيثمي (8/ 95): "فيه خالد بن يزيد العمرىِ، وهو كاذبٌ (كذا) ". أهـ. وأمّا حديث جُنْدُب:

فأخرجه الطبراني في "لكبير" (2/ 183) من طريق عبد الحكيم بن منصور عن محمد بن حُجَادة عن سلمة بن كهيل عنه. قال الهيثمي (8/ 95 - 96): "وفيه عبد الحكيم بن منصور، وهو متروك". أهـ. وكذّبه ابن معين كما في "التقريب". وأمّا حديث عمّار: فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 558) -وعنه ابن أبي عاصم في "الزهد" (213) - والبخاري في "الأدب المفرد" (1310) وأبو داود (4873) والدارمي (2/ 314) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (274) وابن أبي عاصم (215) وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (2412، 2413) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (13/ 146) - وأبو يعلى (1620، 1637) -وعنه ابن حبّان (1979) - والخرائطي في "المساوىء" (290) والبيهقي في "الآداب" (507) و"الشُّعب" (4/ 229) من طرقٍ عن شريك القاضي عن الرُّكَيْن بن الربيع عن نُعيم بن حنظلة عنه بلفظ: "من كان ذا وجهين في الدنيا ... ". وأخرجه الطيالسي (644) -ومن طريقه ابن أبي عاصم (214) - لكنه قال: (عن حصين بن قبيصة) -وعند ابن أبي عاصم: (قبيصة بن النعمان أو النعمان بن قبيصة) - بدلَ (نعيم بن حنظلة). وشريك صدوق سيّىء الحفظ، قال المنذري في "مختصر السنن" (7/ 212): "في إسناده شَريك بن عبد الله القاضي، وفيه مقال". أهـ. وقال الحافظ علي بن المديني -كما في "التهذيب" (10/ 463) -: "إسناده حسن، ولا نحفظه عن عمّار عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلّا من هذا الطريق". أهـ. وحسّنه الحافظ العراقي في "تخريج الإِحياء" (3/ 158). قلت: إذا

ضُمُّ إلى هذا الطريق طريق أنس التي فيها إسماعيل بن مسلم صار الحديث حسنًا إن شاء الله. ورُوي الحديث من كلام ابن مسعود: أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 559) وابن أبي الدُّنيا في "الصمت" (277) والطبراني في "الكبير" (9/ 272 - 273) من طرقٍ عن المسعودي عن مالك بن أسماء بن خارجة عن أبيه عنه بلفظ: "إن ذا اللسانين ... ". قال الهيثمي (8/ 96): "وفيه المسعوديُّ وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات". أهـ. قلت: ما ضرّه اختلاطه، فالراويان عنه وكيع وأبو نعيم -الفضل بن دُكين- ممّن روى عنه قبل اختلاطه كما بيّنه الإِمام أحمد (التهذيب: 6/ 210). ومالك بن أسماء وأبوه بيّض لهما ابن أبي حاتم (8/ 204 و 2/ 325)، وذكرهما ابن حبان في "ثقاته" (4/ 59) [وانظر: اللسان: 5/ 2]، ففيهما جهالةٌ. 1120 - حدّثنا أبو زُرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله النَّصْري، قالا: نا أبو الحسن محمد بن نوح الجُنْدَيسابوري: نا أبو الربيع عُبيد الله بن محمد الحارثي: نا محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك: أنا نافع بن أبي نُعيم القارىء عن أبي الزّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "تجدون شرَّ الناسِ: ذا (¬1) الوجهين، يأتي هؤلاء بوجهٍ، وهؤلاء بوجهٍ". أخرجه مسلم (4/ 2011) من طريق مالك عن أبي الزِّناد به. وأخرجه البخاري (6/ 525 - 526 و 10/ 474 و13/ 170) ومسلم من طرقٍ عن أبي هريرة به. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ر) و (ش): (ذو)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ).

20 - باب: تحريم الكذب

20 - باب: تحريم الكذب 1121 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا بَرَكة بن نَشيط (غَثْكَل) الفَرْغَاني: نا محمد بن عبد الله بن عمّار: نا المُعافى بن عمران عن سليمان بن أبي داود: نا رجاء بن حَيْوَة عن عبد الرحمن بن غَنْم. عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يبلغ المؤمنُ صريحَ الإِيمانِ حتى يترك الكذبَ، والمزاحَ وهو صادق، وحتى يتركَ المِراءَ وهو صادقٌ مُحِقٌّ". أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 176) من طريق محمد بن عبد الله بن عمّار به، وقال: "رواه خالد بن حيّان ومحمد بن عثمان القرشي عن سليمان مثله". أهـ. وإسناده ضعيفٌ: سليمان بن أبي داود -والصوابُ حذف (أبي) - هو الحرّاني، قال أحمد: ليس بشيءٍ. وقال البخاري. منكر الحديث. وضعّفه أبو حاتم وغيره. (اللسان: 3/ 90). وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" -كما في "المطالب" (ق 99/ أ) - من طريق محمد بن عثمان -وهو القرشي المذكور في كلام أبي نُعيم- عن سليمان بن داود به. ومحمد بن عثمان هذا هو ابن سيّار -ويقال: سنان- القرشي البصري، قال الدراقطني: مجهول. وقال الهيثمي (1/ 92): "وفيه محمد بن عثمان عن سليمان بن داود، لم أرَ من ذكرهما". أهـ. وقد علمت ما فيه!. وأخرجه أحمد (2/ 352 - 353، 364) والطبراني في "الأوسط" من طريق منصور بن أَذِين عن مكحول عن أبي هريرة مرفوعًا. "لا يؤمنُ العبدُ الإِيمان كلَّه حتى يتركَ الكذبَ في المزاحِ، والمراءَ إن كان صادقًا".

وسنده ضعيف: مكحول روايتُه عن أبي هريرة منقطعة كما قال البزّار وغيره، ومنصور مجهول. وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 594): "وفي أسانيدهم [يعني: إسنادي أحمد والطبراني وإسناد أبي يعلى المتقدّم] من لا يحضرني حالُه". أهـ. وقال الهيثمي (1/ 92): "وفيه منصور بن أَذِين، ولم أرَ من ذكره". وقال الحُسيني -كما في "التعجيل" (ص 412) -: "حديثٌ منكرٌ"، وبيّن الحافظ ذلك فقال: "منكرٌ من جهةِ إسناده؛ لأنّ مكحولًا لم يسمع من أبى هريرة، ولأنّ منصورًا راويه مجهول". أهـ. 1122 - حدّثنا أبو عمر محمد بن عيسى القزويني الحافظ -ومسكنُه ببيتِ لَهْيَا-، وأبو بكر أحمد بن محمد بن سهل البغدادي، وعبد الله بن إبراهيم البغدادي. قالوا: أنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري: نا محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبو عاصم النَّبيل. قالا: نا بَهْزُ بن حَكيم عن أبيه. عن جدّه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويلٌ للذي يُحدّث لِيُضحكَ قومَه فيكذبُ، ويلٌ له، ويلٌ له". أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 4) من طريق عبد الله بن إبراهيم به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 403) عن شيخه أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله -وهو الكشّي- عن محمد بن عبد الله الأنصاري به. وأخرجه الحاكم (1/ 46) -وعنه البيهقي (10/ 196) - من طريق آخر عن أبي عاصم به. 1123 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن زكريّا بن يحيى بن يعقوب المقدسي: نا إسماعيل بن حَمْدُويَه البَيْكَنْدي: نا العباس بن بكّار الضبّي.

(ح). قال: ونا أبو الحسن مُزاحِم بن عبد الوارث بن إسماعيل (¬1) بن عبّاد البصري: نا محمد بن زكريّا الغَلاَبي: نا العبّاس بن بكّار الضبّي البصري (¬2): نا بَهْز بن حَكيم عن أبيه. عن جدّه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويلٌ للذي يُحدِّث فيكذب ليُضحِكَ به، ويلٌ له، ويلٌ له". العبّاس بن بكّار قال الدراقطني: كذّاب. (اللسان: 3/ 237 - 238). 1124 - حدّثنا الحسن بن حبيب: نا فهد (¬3) بن سليمان بمصر (¬4): نا أبو نُعيم. (ح). وحدّثنا أبي: نا محمد بن أيّوب بن يحيى بن الضُّريس الرّازي: نا محمد بن كثير العَبْدي. قالا: نا سفيان الثوري عن بَهْز بن حَكيم عن أبيه. عن جدّه عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ويلٌ للذي يُحدّثُ فيكذبُ لِيُضحكَ به القومَ، ويلٌ له، ويلٌ له". أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 403) من طريق أبي نُعيم به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 265) من طريق محمد بن كثير به. وأخرجه الخرائطي في "المساوىء" (128) والطبراني (19/ 403) والبيهقي (10/ 196) من طريق محمد بن يوسف الفريابي عن الثوري به. ووقع عند الخرائطي: (الفراء: ثنا الثوري) وأظنه تحريفًا. 1125 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، قال: نا جعفر بن ¬

_ (¬1) في الأصل: (إسرافيل)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ) و (ف) وتاريخ ابن عساكر (16/ ق 203/ ب). (¬2) في الأصل: (البصري الضبي) خلافًا للجادّة! والمثبت من النسخ الأخرى. (¬3) في (ف): (محمد). (¬4) تحرّف في (ف) إلى: (بن نصر).

أحمد بن دِهْقان بالكوفة: نا عاصم -يعني: ابن يوسف-: نا إسرائيل عن بَهْز بن حَكيم عن أبيه. عن جدّه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويلٌ للذي يُحدِّث القومَ فيكذبُ لِيُضحكَهم، ويلٌ له، ويلٌ له". شيخُ خيثمة لم أعثر على ترجمة له. 1126 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد القاضي الحلبي: نا محمد بن معاذ البصري (دُرّان): نا عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي، قال: حدّثني أبي عن بَهْز بن حَكيم عن أبيه. عن جدّه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويلٌ للذي يحدّثُ فيكذبُ لِيُضحكَ القومَ، ويلٌ له، ويلٌ له". شيخ تمّام لم أعثر على ترجمةٍ له. 1127 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أحمد بن أبي غَرَزَةَ: نا أبو غسّان مالك بن إسماعيل: نا موسى بن محمد الأنصاري عن بَهْز بن حَكيم عن أبيه. عن جدّه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويلٌ للذي يُحدّثُ الناسَ بالكذبِ لِيُضحكَهم، ويلٌ له، ويلٌ به". إسناده إلى بَهْز: صحيح، موسى بن محمد وثّقه ابن معين ومحمد بن الصلت، وقال أبو حاتم: لا بأس به. (الجرح والتعديل: 8/ 160). وممن روى هذا الحديث عن بهز: 1 - الزهري: أخرجه من طريقه ابن عدي في "الكامل" (2/ 501) والخطيب (7/ 133 - 134). 2 - معمر: أخرجه من طريقه أحمد (5/ 2 - 3).

3 - جرير بن حازم: أخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" (19/ 404). 4 - حماد بن زيد: أخرجه من طريقه الطبراني (19/ 404). 5 - عبد الله بن المبارك: أخرجه في الزهد (733)، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (8/ 428) - والبغوي في "شرح السنة" (14/ 318 - 319). 6 - يزيد بن زُرَيع: أخرجه من طريقه الرّوياني في "مسنده" (ق 167/ ب). 7 - إسماعيل بن إبراهيم (ابن عُليّة): أخرجه من طريقه النسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة" (8/ 428) -. 8 - يحيى بن سعيد القطّان: أخرجه من طريقه أحمد (5/ 5) وأبو داود (4990) والترمذي (2315) وحسّنه والرّوياني (ق 163/ ب). 9 - حماد بن أسامة: أخرجه من طريقه الطبراني (19/ 404). 10 - النضر بن شميل: أخرجه من طريقه الطبراني (19/ 404). 11 - يزيد بن هارون: أخرجه من طريقه أحمد (5/ 7) والدارمي (2/ 296) والخرائطي في "المساوىء" (128) والحاكم (1/ 46). 12 - عبد الله بن بكر السهمي:

21 - باب: الكذب لإصلاح ذات البين

أخرجه من طريقه البيهقي في "الآداب" (505) و"الشُّعب" (4/ 213). 13 - عدي بن الفضل، وهو متروك الحديث: أخرجه من طريقه الطبراني (19/ 404). وفي بَهْز كلامٌ يسيرٌ لا ينزل حديثه عن الحُسْن، فالحديث حسنٌ. 21 - باب: الكذب لإِصلاح ذات البين 1128 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب قراءةً عليه: نا علّان بن المغيرة: نا أبو صالح: نا الليث بن سعد عن يحيى بن أيّوب عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن حُميد بن عبد الرحمن. عن أم كُلْثُوم بنت عقبة، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليس الكذّابُ بالذي يمشي يُصلحُ بين الناس فيَنْمِي خيرًا أو يقولُه". أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 86) والخرائطي في "المساوىء" (182)، والطبراني في "الكبير" (25/ 76) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث به. ويحيى بن أيّوب هو الغافقي صدوق سيّىء الحفظ، وقد تفرّد بروايته عن مالك، وعبد الله بن صالح مثله، بل أضعف منه. والحديث أخرجه البخاري (5/ 299) ومسلم (4/ 2011، 2012) من طرقٍ عن الزهري به. 22 - باب: تحريم الغيبة والنميمة 1129 - أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن العَطُوفي: أنا

محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي: نا ضِرار بن صُرَد: نا مصعب بن سلّام عن حمزة الزّيّات عن أبي إسحاق. عن البَرَاء، قال: خَطَبَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصوّتَ حتى أسمعَ العواتِقَ في خُدُورهنّ، يُنادي بأعلى صوته: "يا معشرَ من آمن بلسانه ولم يَخلُصِ الإِيمانُ إلى قلبه! لا تغتابوا المسلمين، ولا تَتَبَّعوا عوراتِهم، فإنّه من تتبّعَ عورةَ أخيه تتبَّعَ اللهُ عورتَه، ومنْ تتبَّعَ اللهُ عورتَه يفضحْه في بيتِه". أخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (رقم: 356) من طريق ضِرار به. وأخرجه ابن أبي الدُّنيا في "الصمت" (167) وأبو يعلى (1675) والرُّوياني في "مسنده" (ق68/ أ - ب) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (87، 88) والبيهقي في "الشُّعب" (7/ 108، 521) من طرقٍ عن مصعب بن سلّام به. ومصعب ضعّفه ابن المديني وابن معين والساجي وابن حبّان، ووهّاه أبو داود والبزّار، وقال أحمد وابن عدي: لا بأس به. ووثّقه العجلي، وقال أبو حاتم: محلّه الصدق. وقال حسين أسد في تعليقه على مسند أبي يعلى: "رجاله ثقات غير أنّ حمزة بن حبيب متأخّر السماع من أبي إسحاق". أهـ. قلت: فيما قاله نظر من وجهين: الأول: في إطلاق التوثيق على رجال الإِسناد دون الإِشارة إلى الخلاف في مصعب!. الثاني: ادّعاؤه أن حمزة متأخر السماع من أبي إسحاق! ولم يذكر مستنده في هذه الدعوى، بل الذي يظهر أنّه قديم السماع منه، فقد وُلِد حمزة سنة (80) [انظر حاشية الكواكب النيّرات ص 356] وشعبةَ (المولود سنة 82) والثوريَّ (المولود سنة 97) من قدماء أصحاب أبي إسحاق، وحمزة أكبر منهما.

وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 240): "إسناده حسن". أهـ. وقال الهيثمي (8/ 93): "رجاله ثقات"! وكذا قال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (2/ ق 153/ أ). وقد ورد الحديث من رواية أبي بَرْزَة الأسلمي، وابن عمر، وابن عباس، وبُريدة. أمّا حديث أبي بَرْزَة: فأخرجه أحمد (4/ 420 - 421) وأبو داود (4880) وابن أبي الدُّنيا في "الصمت" (168) والرُّوياني (ق223/أ) والخرائطي في "المساوىء" (196) وأبو الشيخ في "التوبيخ" (89) والبيهقي في "السنن" (10/ 247) و"الشُّعب" (5/ 296) و"الآداب" (152) من طرقٍ عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج مولى أبي بَرْزة عن مولاه. قال المنذري في "مختصر السنن" (7/ 214): "سعيد بن عبد الله بن جُريج مولى أبي برزة: بصري، قال أبو حاتم: هو مجهول. وقال ابن معين: ما سمعت أحدًا روى عنه إلّا الأعمش من رواية أبي بكر بن عيّاش (¬1) ". أهـ. قلت: قد روى عنه أربعة غير الأعمش -كما في "التهذيب" (4/ 52) -، وذكره ابن حبان في ثقاته!. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (3/ 142): "إسناده جيّدٌ". وأخرجه ابن أبي الدُّنيا (169) من طريق حفص بن غياث عن الأعمش، لكنّه قال: (عن رجل من أهل البصرة) فأبهمه، وهو سعيد المتقدّم. وأخرجه أبو الشيخ (90، 91) من طريقين عن الأعمش، لكنّه قال: (عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بَرْزة) ولم يتبيّن لي من هو سعيد بن عبد الرحمن ولا أبوه، وأخشى أن يكون ذلك من أوهام الرواة عن الأعمش. ¬

_ (¬1) انظر: تاريخ ابن معين رواية الدُّوري (238).

وأمّا حديث ابن عمر: فأخرجه الترمذي (2032) وابن حبّان (1494) وأبو الشيخ (93) والبغوي في "شرح السنّة" (13/ 104) من طريق الفضل بن موسى السِّيناني عن الحسين بن واقد عن أوفى بن دَلْهمٍ عن نافع عنه. قال الترمذي: "هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلَّا من حديث الحسين بن واقد". وإسناده حسنٌ: أوفى قال أبو حاتم: لا يُعرف، ولا أدري من هو. وقال الأزدي: فيه نظر. وعَرَفه النسائي فوثّقه، ووثّقه ابن حبان. والأزدي نفسه فيه نظر!. وأمّا حديث ابن عباس: فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 83) والطبراني في "الكبير" (11/ 186) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 11/ ب) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2074) وأبو الشيخ (94) من طريق قُدامة بن محمد بن خشرم المدني عن إسماعيل بن شيبة الطائفي عن ابن جُريج عن عطاء عنه. والطائفي قال النسائي: منكر الحديث. وقال العقيلي: أحاديثه مناكير ليس منها شيءٌ محفوظ. وقال ابن عدي: فيه نظر. (اللسان: 1/ 391، 410). وقدامة قال ابن معين: لا أعرفه. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: لا بأس به. وقال العقيلي وابن عدي عن الحديث إنّه غيرُ محفوظٍ. وقال الهيثمي (8/ 94): "رجاله ثقات"!. وأمّا حديث بُريدة: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/ 5) و"الأوسط" وأبو الشيخ (95) وأبو نعيم في "الدلائل" (357) من طريق أبي تُميله عن رميح بن هلال عن ابن بُريدة عنه.

قال الهيثمي (8/ 94): "وفيه رُمَيح بن هلال الطائي، قال أبو حاتم: مجهول لم يروه عنه غير أبي تُميلة يحيى بن واضح". أهـ. وقال الزُّبيدي في "شرح الإِحياء" (7/ 534): "ووجدت بخطّ الحافظ ابن حجر: رواه الإِسماعيلي من حديث ابن عوف، وابن قانع في معجمه في ترجمة سعد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. وتبين مما تقدّم أن الحديث ثابت من طريق ابن عمر بإسنادٍ حسنٍ، وأنه يرتقي إلى الصحيح لغيره بانضمام الطرق الأخرى إليه، والله أعلم. 1130 - أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عفّان: نا عبد الرحمن بن إبراهيم: نا العلاء عن أبيه. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قيل له: ما الغِيبةُ يا رسولَ الله؟. قال: "ذِكْرُك أخاك بما يكره". قال: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقولُ يا رسولَ الله؟. قال: "إنْ كان في أخيك ما تقول فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّهُ". أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 575) -ومن طريقه أبو الشيخ (189) - وأحمد (2/ 386) عن شيخهما عفّان بن مسلم به. وعبد الرحمن بن إبراهيم هو القاصّ المدني ضعيف كما تقدّم في تخريج الحديث رقم (594). والحديث في "صحيح مسلم" (4/ 2001) من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء به بنحوه. 1131 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان [الاطرابلسي] (¬1) قراءة عليه: نا أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيّان القطّان المدائني بالمدائن: نا سفيان بن عُيينة عن منصور عن إبراهيم عن همّام. ¬

_ (¬1) من (ظ).

23 - باب: ما ينهى عن سبه

عن حُذيفةَ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخلُ الجنّةَ قتّاتٌ". أخرجه البخاري (10/ 472) من طريق سفيان به، ووقع عنده (عن سفيان) دون نسبة، قال الحافظ في "الفتح": "سفيان هو الثوري". أهـ. هكذا استظهره الحافظ، ولم يذكر ما يؤيده، والصواب أنّه ابن عيينة، هكذا وقع منسوبًا عند أحمد (5/ 404) والترمذي (2026) بالِإضافة إلى تمّام. والحديث أخرجه مسلم (1/ 101) من طريق آخر عن منصور، وأخرجه أيضًا من طريق الأعمش عن إبراهيم، ومن طريق أبي وائل عن حذيفة. 23 - باب: ما يُنهى عن سَبّه 1132 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو جعفر محمد بن إسماعيل الضائغ بمكّة: نا عمر بن سهل: نا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي وائل. عن عبد الله عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "سِبابُ المسلمِ (¬2) فُسوقٌ، وقتالُه كُفْرٌ". أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 170) في ترجمة (عمر بن سهل المازني) عن شيخه محمد بن إسماعيل به، وقال: "يُخالِف في حديثه، ولا يُتابَع على أبي إسحاق. وإنّما روى شعبة هذا عن الأعمش ومنصور وزُبَيد عن أبي وائل عن عبد الله". أهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 203) عن عمر: "قلت: صدوق، وَهِمَ في إسنادٍ. قال ابن حبّان في الثقات: رُبّما أخطأ". أهـ. قلت: أما روايات الأعمش (¬3) ومنصور وزُبَيد فعند البخاري (1/ 110 و10/ 464 و 13/ 26) ومسلم (1/ 81). ¬

_ (¬2) في (ظ) و (ر): (المؤمن). (¬3) تنبيه: عزا الحافظ في "الفتح" (1/ 112) روايته إلى مسلم فقط، وهي عند البخاري في "الفتن".

1133 - أخبرنا أبو يعقوب الْأَذْرعي: نا يحيى بن أيّوب العلّاف: نا أبو صَدَقَة محمد بن عبد الأعلى القَراطيسي: نا نافع بن يزيد، قال: أخبرني عُمارة بن غَزِيّةَ الأنصاري عن ابن شهاب أخبره عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. عن أبي هريرة، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله -تبارك وتعالى-: يَسُبُّ ابن آدمَ الدَّهرَ، وأنا الدهرُ بيدي الليلُ والنَّهارُ". أخرجه البخاري (10/ 564) ومسلم (4/ 1762) من طريق الزُّهري به. وأخرجه البخاري (8/ 574) ومسلم من طريق الزُّهري عن ابن المسيّب عن أبي هريرة. 1134 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن هِمْيان بن محمد البغدادي قراءةً عليه: نا الحسنُ بن عَرَفَة، قال: حدّثني عمّار بن محمد عن الأعمش عن أبي صالح. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبّوا الدَّهْرَ، فإن اللهَ هو الدَّهرُ". شيخ تمّام قال الكتّاني: تكلّموا فيه. (اللسان: 5/ 416). وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 257 - 258) من طريق زيد بن سعيد: ثنا أبو إسحاق ثنا الأعمش .. فذكره. قال أبو نعيم: "غريبٌ من حديث الأعمش والفَزَاري، لم نكتبه إلا من حديث زيد فيما أعلم". أهـ. قلت: زيد اتّهمه الذهبي، وقال: "ولم أجد أحدًا ذكره بجرح ولا تعديل". (اللسان: 2/ 507). وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 161) من رواية إسحاق بن محمد: ثنا مالك عن سُمَيِّ عن أبي صالح ... فذكره. وفي الرواة عن مالك ممّن يُسمّى: (إسحاق بن محمد) اثنان: أحدهما الفَرَوي، وهو ضعيفٌ، قال العقيلي: جاء عن مالك بأحاديث كثيرة لا يُتابع عليها.

والآخر: البيروتي، وهو متروك كما قال الذهبي في "الميزان" (1/ 199). والحديث عند مسلم (4/ 1763) من رواية ابن سيرين عن أبي هريرة. 1135 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن حَسنون: نا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن حُلْقُوم المُقرىء: نا إبراهيم بن هشام الغسّاني: نا سُوَيْد بن عبد العزيز عن أبي الزُّبير. عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبّوا الدَّهرَ، فإنّ اللهَ هو الدَّهرُ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ ق 210/ ب) من طريق تمّام. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (641) من طريق الغسّاني به، وقال: "لم يروه عن سُويد إلا إبراهيم، ولا عن أبي الزبير إلا سُويد". وإسناده تالف: الغسّاني قال أبو حاتم وأبو زرعة: كذّاب. (اللسان: 1/ 122) وشيخه ضعيف كما في "التقريب". وقال الهيثمي (8/ 71): "وفيه إبراهيم بن هشام الغساني، وثّقه ابن حبّان وغيره، وضعّفه أبو حاتم وغيره، وبقيّة رجاله رجال الصحيح". 1136 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذلَم: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا أبو الجُماهِر محمد بن عثمان: نا سعيد بن بَشير عن أبي الزُّبير. عن جابر أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسبّوا الليلَ ولا النّهارَ، ولا الشمسَ ولا القمرَ، ولا الرّيحَ فإنّها رحمةٌ لقومٍ وعذابٌ لآخرين". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (سعيد هذا هو أبو عبد الرحمن، بصريٌّ ضعيف). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 148/ أ) و"الدعاء" (رقم: 2051) من طريقين آخرين عن سعيد به. وسعيد ضعيف كما في "التقريب".

24 - باب: الترهيب من الفحش

وأخرجه أبو يعلى (2194) عن شيخه سفيان بن وكيع عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير به. وسفيان ابتلى بورّاقه الذي أفسد حديثه، وابن أبي ليلى صدوق سيّىء الحفظ جدًا كما في "التقريب". وأخرجه ابن أبي الدُّنيا في "الصمت" (615) عن شيخه حمدون بن سعيد عن النضر بن إسماعيل عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن عيسى عن أبيه أبي ليلى مرسلًا. وفيه أيضًا النضر ليس بالقوي كما في "التقريب"، والراوي عنه لم أعثر على ترجمةٍ له. وأما الفقرة الأخيرة: "ولا الريح، فإنّها ... الخ". فثابتة كما هو مُبيَّنٌ في "النهج السديد" (رقم: 543). 1137 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأَذْرعي: نا يحيى بن أيّوب العلّاف: نا أبو صالح الحرّاني عبد الغفّار بن داود بن مِهْران: نا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبّوا الشيطانَ فإنّه يتغيّظُ، ولكن تعوّذوا بالله من شرِّه". أخرجه أبو طاهر المُخلِّص -ومن طريقه الدَّيلمي في "مسند الفردوس" (زهر الفردوس: ج4/ 148) - من طريق عبد الغفّار الحرّاني به، وليس عندهما: "فإنّه يتغيّظ". وإسناده صحيح. 24 - باب: الترهيب من الفحش 1138 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السَّفْر،

وأحمد بن سليمان بن حَذْلَم. قالا: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو عاصم الضحّاك بن مَخْلَد: نا ابن عجلان عن المَقْبُريّ. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إيّاكم والفحشَ، فإنّ الله -عَزَّ وجَلَّ- لا يحبُّ الفاحشَ المُتفحِّشَ. وإيّاكم والشحَّ، وإيّاكم والظلمَ، فإنّ الظلمَ دعا من [كان] (¬1) قبلَكم إلى أن سفكوا دماءَهم، وقطّعوا أرحامَهم، وأشْقَوا أنفسَهم". 1139 - وحدّثناه ابن راشد: نا بكّار بن قتيبة مثله. في رواية تمام لهذا الحديث نقص وخلل من راويه بكّار بن قتيبة، فقد أخرجه الحاكم (1/ 12) من طريق أبي قِلابة عن أبي عاصم به بلفظ: "إيّاكم والفحش والتفحش، فإنّ الله لا يحبُّ الفاحش المتفحّش. وإيّاكم والظلم، فإنّه هو الظلمات يوم القيامة. وإياكم والشح فإنه دعا من قبلكم فسفكوا دماءهم، ودعا من قبلكم فقطّعوا أرحامهم، ودعا من قبلكم فاستحلّوا حُرُماتهم". وأخرجه أحمد (2/ 431) والخرائطي في "المساوىء" (354) -مختصرًا- وابن حبّان (1566) والحاكم من طرقٍ أخرى عن ابن عجلان به. وصحّحه الحاكم على شرط مسلم (¬2)، وإسناده حسن، في ابن عجلان كلامٌ يسير. ولم ينفرد به فقد تابعه عند أحمد (2/ 431) عبيدُ الله بن عمر -وهو ثقة ثبت-، وعند البيهقي في "الشُّعب" (7/ 424 - 425) و"الآداب" (108): ثور بن زيد -وهو ثقة- فصحَّ السند بحمد الله. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر). (¬2) قال الشيخ الألباني في "الإِرواء" (7/ 210): "أخرجه الحاكم وسكت عنه". أهـ. وفاته أنه قال قبله: "ولهذه الزيادات شاهد صحيح على شرط مسلم من حديث أبي هريرة". ثم ذكره.

25 - باب: النهي عن مشارة الناس

وورد الحديث من رواية عبد الله بن عمرو: أخرجه الطيالسي (2272) وابن أبي شيبة (9/ 97) وأحمد (2/ 159 - 160، 191، 195) وأبو داود (1698) -مقتصرًا على ما يتعلق بالشح- والنسائي في "الكبرى" (تحفة الأشراف: 6/ 290) وابن حبّان (1580، 1581) والحاكم (1/ 11) -وصحّحه- والبيهقي في "الشُّعب" (7/ 425) والخطيب في "الموضح" (2/ 109) من طرقٍ عن عمرو بن مرّة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير زهير بن الأقمر الزبيدي عنه مثله. وزهير وثّقه العجلي والنسائي وابن حبّان، لكن قال الذهبي في "الميزان" (4/ 565): "ما حدّث عنه سوى عبد الله بن الحارث". وقد تابعه بكر بن عبد الله المزني -وهو ثقة ثبت- عند الحسن بن عرفة في "جزئه" (رقم: 90) -ومن طريقه البيهقي في "الشُّعب" (6/ 46) -، وإسناده صحيح. وأخرج مسلم (4/ 1707) من حديث عائشة مرفوعًا: "إن الله لا يحبُّ الفحش والتفحش". وأخرج أيضًا (4/ 1996) من حديث جابر مرفوعًا: "اتقوا الظلم، فإن ... واتقوا الشحّ، فإن الشحُّ أهلك من كان قبلكم. حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلّوا محارمهم". 25 - باب: النهي عن مشارّة الناس 1140 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزَّبيدي الحمصي، يُعرف بـ (ابن زِبْرِيق)، بدمشق في سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة: نا أبي: عمرو بن إسحاق: نا عمرو بن عثمان، نا الوليد بن سَلَمة، قال: حدّثني الأوزاعيّ عن الزُّهْري عن أبي سلمة.

عن أبي هريرة: سَمِعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إيّاكم ومشارّةَ (¬1) الناسِ، فإنها تَدفنُ الغُرَّةَ، وتُظهر العُرَّةَ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 408/ أ) من طريق تمّام. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (956) والبيهقي في "الشعب" (6/ 342 - 343) من طريق الوليد بن سلمة به. وقال البيهقي: "تفرّد به الوليد بن سلمة الأُردني، وله من مثال هذا أفراد لم يُتابع عليها". والوليد كذّبه دُحَيم وأبو مُسهِر، واتّهمه ابن حبّان بالوضع، وتركه الدراقطني. (اللسان: 6/ 222). وأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 103) عن شيخه محمد بن الحسن بن هُدَيم الكوفي: ثنا عبد الله بن عمر بن أبان: ثنا محبوب بن محرز القواريري عن سيف الثُّمالي عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن ابن عباس مرفوعًا. وقال: "لا يُروى عن ابن عبّاس إلّا بهذا الإِسناد، تفرّد به محبوب". وإسناده ضعيف: سيف ضعّفه الدارقطني، وقال الأزدي: "ضعيف مجهول، لا يُكتب حديثه". ثم ذكر له هذا الحديث وقال: "لا يُعرف إلَّا به". أهـ. ومجالد ومحبوب ليسا بالقويّين، وشيخ الطبراني لم أعثر على ترجمته. وقال الهيثمي (8/ 75): "رواه الطبراني في الصغير عن شيخه ابن الحسن بن هُدَيم ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات"!. ¬

_ (¬1) تحرّف في مسند الشهاب المطبوع إلى: (مشاورة)؛ ولعلّها (مشاررة) بفك الإدغام كما عند ابن عساكر. والمشارّة مفاعلة من الشر، أي: لا تفعل بهم شرًّا تحوجهم إلى أن يفعلوا بك مثله. و (الغُرّة): الحُسْن والعمل الصالح، و (العُرّة): العيب والدنس. (الفيض: 3/ 121).

26 - باب: كفارة اللحاء

26 - باب: كفارة اللحاء 1141 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا أحمد بن أبي رجاء: نا أحمد بن محمد بن عمر اليمامي: نا عمر بن يونس اليمامي: نا يحيى بن عبد العزيز الجاري: نا يحيى بن أبي كثير -أملاه عليّ من كتابه-: نا عبد الرحمن بن عمرو -يعني: الأوزاعي-، قال: حدّثني عبد الواحد بن قيس. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تكفيرُ كلِّ لحاءٍ ركعتان" (¬1). إسناده تالف: أحمد بن محمد اليمامي كذّبه أبو حاتم وابن صاعد وسلمة بن شبيب، ووهّاه غيرهم. (اللسان: 1/ 282). وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 179/ أ) عن شيخه عباس الدُّوري عن أبي عاصم عن الأوزاعي به. وإسناده منقطع، عبد الواحد بن قيس لم يسمع من أبي هريرة كما قال صالح جَزَرَة، وقال ابن حبّان: يروي عن أبي هريرة ولم يره (¬2). وقد وثّقه العجلي وابن معين وأبو زُرعة، وقال يحيى بن سعيد: شبه لا شيء. وقال صالح جزرة والنسائي وأبو حاتم وأبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي. وقال ابن حبّان: يتفرّد بالمناكير عن المشاهير، لا يحتجُّ به. وتركه الدارقطني. وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (10/ ق 287/ ب) من طريق محمد بن كثير المصّيصيّ عن الأوزاعي عن عبد الواحد بن قيس عن رجل عن أبي هريرة موقوفًا. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ف): (ركعتين)، وعليها تضبيب. واللحاء: النزاع والمشاتمة. (لسان). (¬2) وفات هذا الانقطاع الشيخ الألباني فحسّن هذا الإسناد في "صحيحته" (4/ 397).

27 - باب: لا يقال: مجنون

وإسناده ضعيف فيه من لم يُسمَّ، ومحمد بن كثير ضعّفه أحمد جدًّا، وليّنه البخاري، وقال النسائي وأبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي. وقال الساجي: صدوق كثير الخطأ. -وهو أعدلُ ما قيل فيه-، ووثّقه ابن معين. وعبد الواحد تقدّم الكلام عليه. وله طريق آخر: أخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 175) من طريق مسلمة بن عُلي عن خالد بن دِهْقان عن كُهيل بن حَرْملة عن أبي أُمامة مرفوعًا. قال الهيثمي (2/ 251): "فيه مسلمة بن عُلي، وهو متروك". أهـ. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (3/ 117): "سنده ضعيف". 27 - باب: لا يُقال: مجنون 1142 - أخبرنا أبو حاتم عديُّ بن يعقوب بن إسحاق بن تمّام الطائي: نا جدّي لأميّ: محمد بن يزيد بن عبد الصمد: نا أبو إسحاق الصُّوفيّ إبراهيم بن سيّار -من أهل بغداد، سكن المِصّيصَة-: نا محمد بن ربيعة عن إبراهيم بن الفَضْل المخزوميّ عن سعيد المقبريّ. عن أبي هريرة، قال: مرّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بجماعةٍ، فقال: "ما هذه الجماعةُ؟ ". قالوا: مجنونٌ. قال: "ليس بالمجنونِ، ولكنّه مُصابٌ، إنّما المجنونُ: المُصابُ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (11/ ق 261/ أ) من طريق تمام، وزاد: "وإنّما هو -أي: المجنون- المصرُّ (في الأصل: المصمر) على معصية الله -عَزَّ وَجَلَّ". وإسناده واهٍ، إبراهيم بن الفضل متروك كما في "التقريب"، وأبو إسحاق

28 - باب: الكلام بالفارسية

الصوفي ذكره الخطيب في "التاريخ" (6/ 98) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. 28 - باب: الكلام بالفارسية 1143 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قراءةً عليه: نا بكّار بن قتيبة: نا إبراهيم بن أبي الوزير: نا ذَوّاد بن عُلْبَة الحارثي عن ليث عن مجاهد. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اشْكَم بَدْردْ؟ ". قال: قلت: نعم يا رسول الله. قال: "قمْ فصلِّ! فإنّ في الصلاة شُغْلًا (¬1) ". قال بكّار: (اشْكَم بدرد): أي (¬2): تشتكي بطنَك؟. أخرجه أحمد (2/ 390، 403) وابن ماجه (3458) وراويته أبو الحسن القطّان في زياداته على ابن ماجه، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 48) وابن حبّان في "المجروحين" (1/ 296) وابن عدي في "الكامل" (3/ 985) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 255) من طرقٍ عن ذَوّاد به. وهو حديث باطلٌ، ذوّادٌ ضعيف كما في "التقريب"، وشيخه ليث بن أبي سُليم ضعيف لاختلاطه الشديد. وقد وَهِمَ ذوّاد في رفعه، والصواب أنه موقوف على أبي هريرة: هكذا رواه المُحاربي (¬3) -وهو عبد الرحمن بن محمد- عن ليث عن مجاهد، قال: قال لي أبو هريرة ... فذكره. أخرجه العقيلي وابن عدي. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر) و (ف) ومخرّجي الخبر: (شفاء)، وكُتِب بجانبها في (ر): (شغلًا). (¬2) في الأصل و (ش) و (ر) و (ف): (أنا)، وبهامش الأصل: (صوابه: أي)، وفي (ظ): (أتشتكي). (¬3) تحرّف في مطبوعة العقيلي إلى: (الحارثي).

29 - باب: ما جاء في الشعر والبيان

ورواه كذلك موقوفًا عن ليث: عبد السلام بن حرب عند ابن عدي، وشريكُ القاضي عند العقيلي. وقال محمد بن سعيد ابن الأصبهاني الراوي عن المُحاربي: "رفعه ذوّادٌ، وليس له أصل. أبو هريرة لم يكن فارسيًّا، إنّما مجاهدٌ فارسيٌّ". أهـ. وقال العقيلي: "الموقوفُ أولى". أهـ. وذكره شيخ الإِسلام في "اقتضاء الصراط" (ص 206) موقوفًا على أبي هريرة، ثم قال: "وبعضهم يرويه مرفوعًا، ولا يصحُّ". أهـ. وقال ابن القيّم في "الزاد" (4/ 210): "وقد رُوي هذا الحديث موقوفًا على أبي هريرة، وأنّه هو الذي قال ذلك لمجاهد، وهو أشبه". أهـ. وقال البوصيري في "الزوائد" (2/ 212): "هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف ليث بن أبي سليم". أهـ. وهو إعلالٌ قاصر. وللحديث طريق آخر عن الليث: أخرجه ابن عدي (4/ 1400) وأبو الشيخ (ص 255) من طريق الصلت بن الحجّاج به. قال ابن عدي: "هذا معروف بذوّاد بن عُلْبَة عن ليث أسنده، وغيره أوقفه على أبي هريرة، وهذا الصلت رواه أيضًا كما رواه ذوّاد مرفوعًا". والصّلت قال ابن عدي: عامّة حديثه منكر. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 3/ 194) والظاهر أنّه سرقه من ذوّاد. 29 - باب: ما جاء في الشعر والبيان 1144 - أخبرنا أبو مُضَر يحيى بن أحمد بن بِسطام العَبْسي المقرىء: نا أبو حفص عمر بن مُضَر العَبْسيّ: نا أبو صالح عبد الله بن صالح، قال: حدّثني الليثُ بن سعد عن يونس بن يزيد عن الزُّهري عن

أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن مروان بن الحَكَم عن عبد الرحمن بن الأسود الزُّهري. عن أُبَيِّ بن كعب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ من الشِّعرِ حكمةً". أخرجه البخاري (10/ 537) من طريق الزهرّي به. 1145 - أخبرنا محمد بن أحمد بن بُريد: نا القاسم بن محمد الكوفي: نا مُخَوّل بن إبراهيم: نا إسرائيل عن سِماك عن عكرمة. عن ابن عبّاس، قال: أتى رجلٌ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يُثني عليه، فقال: "إنّ من البيانِ سحرًا، ومن الشّعر حُكْمًا". أخرجه أحمد (1/ 313، 332) عن عبد الرزاق عن إسرائيل به. وانظر ما بعده. 1146 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو الفضل صالح بن محمد بن عبد الله [الرازيُّ] (¬1) البزّاز ببغداد -ويُعرف بـ (جَزَرَةَ الحافظ) -: نا محمد بن عمر القَصَبِي: نا المُفضَّل بن محمد النَّحوي: نا سِماك بن حرب عن عكرمة. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ من الشِّعر حُكْمًا، وإنّ من البيان سحرًا". أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 288) من طريق المُفَضّل به. والحديث أخرجه الطيالسي (2670) وأحمد (1/ 303، 309، 327) والبخاري في "الأدب المفرد" (872) وأبو داود (5011) والترمذي (2845) -وقال: حسن صحيح- والطبراني في "الكبير" (11/ 287) وأبو الشيخ في "الأمثال" (رقم: 6) عن أبي عوانة الوضّاح بن عبد الله اليَشْكُري، وأخرجه ¬

_ (¬1) من (ظ) و (د).

أحمد (1/ 273) والطبراني (11/ 287) عن شريك، وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 691 - 692) -وعنه ابن ماجه (3756) - وأحمد (1/ 269) والطبراني (11/ 288) من طريق زائدة بن قدامة، وأخرجه الطبراني (11/ 287) وأبو الشيخ (رقم: 7) والبيهقي (10/ 237) من طريق شعبة، وأخرجه الطبراني من طريق إبراهيم بن طَهْمان، كلُّهم عن سِماك به. وسِماك روايته عن عكرمة خاصّة مضطربة. 1147 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا صالح بن محمد: نا محمد بن عمر: نا سلّام أبو المُنذِر: نا مَطَر الورّاق عن عبد الله بن بُريدة. عن ابن عبّاس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مثلَه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 200) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1152) من طريق سلّام به، لكن عندهما: (عن أبي يزيد المديني) بدل (عن عبد الله بن بُريدة). وسلّام ضعّفه ابن معين، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وقال أحمد: حسن الحديث. (اللسان: 3/ 58). وشيخه صدوق كثير الخطأ كما في "التقريب". 1148 - أخبرنا أبو مُحرِز عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد العَنْسي: نا أبي: إبراهيم بن عبد الواحد: نا جدّي لأميّ: الهيثم بن مروان: نا محمد بن عيسى بن سميع: نا هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ من الشِّعرِ حكمةً". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ ق 234/ ب) من طريق تمام. وشيخ تمام وأبوه ذكرهما ابن عساكر في "تاريخه" (10/ ق 274 و 2/ ق 234/ ب) ولم يحكِ فيهما جرحًا ولا تعديلًا. 1149 - حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأذْرَعيُّ: نا أبو عمرو المِقدام بن داود بن عيسى بن تَليد: نا عمّي: سعيد بن عيسى بن تَليد: نا

سفيان بن عُيينة عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ من الشعر حكمةً". المِقدام ضعّفه الدارقطني وغيره، وقال النسائي: ليس بثقة. وقال مسلمة: رواياتُه لا بأس بها. (اللسان: 6/ 84). وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 150/ أ) عنه عن خالد بن نزار عن سفيان عن الزهري عن عروة به. وأخرجه البزّار (كشف- 2101) عن شيخه نَهْشَل بن كثير عن سفيان مثله. قال ابن حبان في "الثقات" (9/ 221 - 222) في ترجمة نهشل: "لم أرَ في حديثه شيئًا يُنكر إلّا حديثًا واحدًا: روى عن سفيان [وذكر الحديث]. حدثناه محمد بن المسيب: ثنا نهشل. وقد وافقه عليه الهيثم بن جميل عن ابن عيينة وقال فيه: (عن عائشة) ". أهـ. ولم أعثر على متابعة الهيثم، وقد وثّقه غير واحد، لكن قال ابن عدي: ليس بالحافظ، يغْلَطُ على الثقات. وتركه أبو نعيم الأصبهاني. 1150 - حدّثنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا أحمد بن علي القاضي: نا محمد بن بكّار: نا أبو مَعْشَر ومحمد بن خازم عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ من الشِّعْرِ حكمةً". إسناده جيّدٌ، أبو معشر نَجيح بن عبد الرحمن وإن كان ضعيفًا إلا أنّه مقرون بأبي معاوية الضرير وهو ثقة. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 747) من طريق الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي عن أبي معاوية به. والاحتياطي قال ابن عدي: "يسرق الحديث، منكر عن الثقات". وقال أيضًا: "وهكذا حدّث به عن أبي معاوية الضرير: إبراهيم بن مُجَشِّر، وهو ضعيف مثله يسرق الحديث. وأبو معاوية يروي هذا الحديث مرسلًا، ثناه ابن ناجية: ثنا محمد بن بكار: ثنا

أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلًا". أهـ. وإسناده جيّدٌ أيضًا. تابع أبا معاوية على إرساله: وكيع عند ابن أبي شيبة (8/ 692). ورواه ابن عيينة عن الزهري عن عروة مرسلًا، أخرجه عنه ابن أبي شيبة (8/ 691). 1151 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة، وخيثمة بن سليمان، وعلي بن يعقوب في آخرين، قالوا: نا أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي، قال: حدّثني أبو جعفر حمّاد بن المبارك الصنعاني: نا محمد بن شعيب، قال: أخبرني مروان بن جناح عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة زوج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ من الشِّعرِ حكمةً". أخرجه ابن عساكر (5/ ق 139/ ب) من طريق تمّام، ومن طريقين آخرين عن أحمد بن المُعلّى به. وإسناده حسنٌ. 1152 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو عَقيل أنس بن السَّلْم الخَوْلاني الانطرسوسي: نا أبو موسى عيسى بن سليمان الشَّيْزَري: نا سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِي عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "إنّ من الشِّعرِ حكمةً". عيسى بن سليمان لم أعثر على ترجمته، وأنس بن السَّلْم ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (3/ ق 71/ ب) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. 1153 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا ابن أبي مسرّة: نا عثمان بن اليمان: نا زَمْعة بن صالح عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ من الشِّعْرِ حكمةً".

عثمان بن اليمان ذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: "ربّما أخطأ". وأخرجه البزّار (كشف- 2102) من طريق أبي عاصم (في الأصل: عامر. تحريف) عن زمعة عن الزهري عن عروة به. وزَمْعة ضعيف كما في "التقريب". 1154 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأذْرَعي: نا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي: نا أبو صالح عبد الغفار بن داود: نا يعقوب بن عبد الرحمن القاريّ عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير. عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ (¬1) من الشِّعرِ حكمةً". أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 296) من طريق آخر عن يعقوب به. وإسناده صحيح. 1155 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا أبو أسامة عبد الله بن محمد بن بُهْلول الحلبي: نا أبي: محمد بن أبي أسامة: نا أبو سعد عمر بن حفص الأنصاري عن سعد بن عمارة البَجَلي عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة -رضي الله عنها (¬2) -، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " [إنّ] (¬3) من الشعر حكمةً، وإن من البيان سحرًا". مَنْ دُونَ هشام غير شيخ تمام لم أعثر على تراجمهم. 1156 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم البغدادي البزّاز -يُعرف بـ"ابن المقابري"-: نا أحمد بن علي البَرَبَهارَي. ¬

_ (¬1) ليست في (ظ) و (ر). (¬2) ليس في (ظ) و (ر). (¬3) من (ظ) و (ر)، وقد كُتبت في الأصل ثم ضُرِب عليها.

نا سعيد بن سليمان عن أبي معشر عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة أن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ من الشِّعرِ حكمةً". أبو معشر نَجيح بن عبد الرحمن ضعيف كما في "التقريب". وللحديث طرق أخرى عن هشام: فقد أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2182) والخطيب في "التاريخ" (4/ 254) من طريق عمر بن محمد (عند الخطيب: محمد بن عمر وهو قلب) بن الحسن بن التّل عن أبيه عن سفيان الثوري عنه. ومحمد بن الحسن صدوق فيه لينٌ كما في "التقريب". وأخرجه الخطيب (8/ 18) من طريق أحمد بن سعيد بن يزيد عن هشام به. ولم أعثر على ترجمته. وأخرجه أيضًا (14/ 49) من طريق يوسف بن يعقوب بن البُهْلول قال: حدّثني جدي: حدثني أبي عن أبي شيبة عن هشام به. وأبو شيبة هو إبراهيم بن عثمان العَبْسيُّ متروك كما في "التقريب". وأخرجه ابن عدي (5/ 1969) من طريق عبد السلام بن حفص عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع عن هشام به. وقال: "وهذا إسنادٌ عجيبٌ، وذاك أن يزيد بن أبي عبيد يحدّث بأحاديث عن سلمة بن الأكوع، وهذا الحديث رواه عن هشام عن أبيه عن عائشة. وهذا رواه الكبار عن الصغار، ولم يروه عن يزيد غير عبد السلام بن حفص هذا، ولم أرَ له شيئًا أنكر من هذا". أهـ. وعبد السلام وثّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليس بمعروفٍ. وأخرجه أيضًا (6/ 2706 - 2707) من طريق يحيى بن هاشم الغساني عن هشام به. ويحيى كذّبه ابن معين وصالح جزرة وأبو حاتم، واتّهمه بالوضع العقيلي وابن عدي والنقّاش. (اللسان: 6/ 279 - 280).

وأخرجه البزّار (كشف- 2103) قال: حدثنا علي بن حرب المَوْصِلي: ثنا عبد الله بن إدريس ثنا هشام به. وهذا إسنادٌ جيّدٌ. وقال الهيثمي (8/ 123): "رواه البزّار والطبراني في الأوسط بأسانيد، وأحد أسانيد البزّار رجاله رجال الصحيح غير علي بن حرب المَوْصِلي، وهو ثقة". وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 269) من طريق مسلمة: ثنا مِسْعر عن هشام به. ومسلمة هو: ابن عُلي الخُشَني متروك كما في "التقريب". وأخرجه السَّهمي في "تاريخ جرجان" (ص 95) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن هشام به، وعبد الرحمن ليّن، وفي السند إليه: أحمد بن إسحاق الجرجاني، أوردَ السهميُّ الحديث في ترجمته ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه ابن عدي (4/ 1473) من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي عن الزهري عن عروة به. وابن عامر ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1498) وابن عدي (1/ 391) من طريق أَسِيد (بفتح الهمزة لا ضمّها كما ضبطه محقق "الأوسط"!) بن زيد الجمّال (تحرف في "الأوسط" إلى: الحمار!): ثنا شريك عن المقدام بن شريح (تحرّف في "الأوسط" إلى: سريج!) عن أبيه عن عائشة. قال الطبراني: تفرّد به أسِيد. أهـ. وهو متروك كذبه ابن معين. 1157 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان: نا عبد الله بن الحسين المِصّيصيّ: نا الحسن بن بشر: نا زهير عن عاصم عن أبي صالح. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَأنْ يمتلىء جوفُ أحدِكم قَيْحًا حتى يَرِيَه خيرٌ له من أن يمتلىء شعرًا". أخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (رقم: 3106) -وعنه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1894) - والطحاوي في "شرح المعاني"

(4/ 295) من طريق أبي جعفر الرّازي عن عاصم -وهو ابن أبي النَّجود- به. والحديث أخرجه البخاري (10/ 548) ومسلم (4/ 1769) من طريق الأعمش عن أبي صالح به. وأخرجه البخاري من حديث ابن عمر، وأخرجه مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري. 1158 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب قراءةً عليه: نا عَلّان بن المغيرة: نا خلّاد بن يحيى الكوفي: نا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن عمرو بن حُرَيث. عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه - أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَأنْ يمتلىء جوفُ أحدِكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلىء شعرًا". 1159 - أخبرنا الحسن بن حبيب وخيثمة بن سليمان، قالا: نا ابن أبي مَسَرَّةَ المكيُّ: نا خلاّد بن يحيى: نا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن عمرو بن حُرَيث. عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لْأنْ يمتلىء جوفُ أحدِكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلىء شعرًا". أخرجه البزّار (كشف- 2090) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 295) والدارقطني في "العلل" (2/ 189) من طرقٍ عن خلاّد به. قال البزّار: "رواه غير واحدٍ عن إسماعيل عن عمرو عن عمر موقوفًا، ولا نعلم أسنده إلَّا خلّاد". أهـ. وقال الدارقطني: "أسنده خلّاد بن يحيى عن الثوري عن إسماعيل رفعه إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ووقفه غيره عن الثوري، وكذلك رواه يحيى القطّان وأبو معاوية وأبو أسامة وغيرهم عن إسماعيل موقوفًا. وهو الصحيح". أهـ. وممّن رجّح وقفه أيضًا: أبو حاتم وأبو زرعة، ففي "العلل"

30 - باب: ذم المداحن

لابن أبي حاتم (2/ 235): "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه خلّاد بن يحيى ... -فذكر الحديث- فقالا: هذا خطأ! وَهِمَ فيه خلّادٌ، إنّما هو عن عمر قوله". ورواية أبي معاوية محمد بن خازم التي أشار إليها الدارقطني عند ابن أبي شيبة (8/ 721) ووقع فيه: (قال عمرو)، والصواب: (عمر). ورواية يحيى القطّان: أخرجها الدارقطني في "علله". 30 - باب: ذم المدّاحن 1160 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان من لفظه: أنا العبّاس بن الوليد بن مَزْيَد: أنا أبي: نا سعيد بن عبد العزيز عن زيد بن أسلم. عن ابن عمر عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "احْثُوا في وجوهِ المدّاحين التُّرابَ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 448/ ب) من طريق ابن شاهين عن خيثمة به، وقال ابن شاهين: "لا أعلم رواه غير الوليد، وإنّما هو عبد الرحمن بن زيد". أهـ. قلت: الوليد ثقةٌ متقنٌ، لا يُستنكرُ ما تفرّد به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 127) من طريق العباس بن الوليد به، وقال: "غريبٌ من حديث سعيد، تفرّد به الوليد". وأخرجه ابن حبّان (2008) من طريق عبد العزيز بن محمد الدّراوروي عن زيد به. وإسناده صحيح. 1161 - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم القاضي في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا أبو الجُماهِر محمد بن عثمان التَّنُوخي: نا عبد الله بن زيد بن أسلم، قال: سمعت أبي يقول:

سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أسِفُّوا في وجوه المدّاحين التُّرابَ". 1162 - أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي قراءةً عليه ببيت لَهْيَا سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة: نا جدّي لأمّي. أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: نا أبو الجُماهِر محمد بن عثمان: نا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: سمعتُ ابن عمر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا رأيتم المدّاحين فاحثوا في وجوههم التُّرابَ". أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 25/ أ) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1503) من طريق أبي الجماهر به بلفظ: "إذا رأيتم ... ". وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 338) من طريق يحيى بن حسان عن عبد الله بن زيد به. وعبد الله ضعّفه ابن معين والجوزجاني وأبو زُرعة، وقال النسائي: ليس بالقوي. ووثّقه أحمد، وقال أبو حاتم: ليس به بأس. وله طريقان آخران عن ابن عمر: أحدهما: أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 7 - 8) وأحمد (2/ 94) وعبد بن حميد في "المنتخب" (812) والبخاري في "الأدب المفرد" (340) والبغوي في "مسند ابن الجعد" (3466) والطبراني في "الكبير" (12/ 434) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 149/ ب) والخطيب (11/ 107) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن الحكم عن عطاء بن أبي رباح عنه. وقال الطبراني. "لم يروه عن عطاء إلا علي، تفرّد به حمّاد". وإسناده صحيح، وقال الشيخ الألباني في "صحيحته" (2/ 615): "على شرط البخاري في "صحيحه". أهـ. وحماد بن سلمة لم يحتجّ به البخاري في صحيحه. وقال الهيثمي (8/ 117): "رجاله رجال الصحيح".

والآخر: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 99) من طريق بقيّة بن الوليد، قال: حدّثني ثور بن عبد الرحمن بن خبير بن نُفير عنه. وإسناده قويٌّ. والحديث في صحيح مسلم (4/ 2297) من رواية المقداد بن الأسود. 1163 - أخبرنا أبو عبد الملك هشام بن محمد بن جعفر بن هشام الكِنْدي ابن بنت عَدَبَّس. نا أبو عمرو عثمان بن خرّزاذ: نا الوليد بن عُتبة: نا مُؤمَّل -يعني: ابن إسماعيل-: نا عُمارة بن زاذان عن ثابت. عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احْثُوا في وجوه المدّاحين التُّرابَ". 1164 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي: نا أبو معشر الفضل بن محمد بن مودود بن حمّاد أخو أبي عَروبة الحرّاني: نا أحمد بن محمد بن أبي بزَّةَ: نا مُؤمَّل بن إسماعيل: نا عُمارة بن زَاذان عن ثابت. عن أنس، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "احْثُوا في وجوه المدّاحين التُّراب". أخرجه البزّار (كشف- 2024) عن شيخه محمد بن الوليد عن مؤمّل به، وقال: "لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا عمارة، ولا عنه إلَّا مُؤمَّل". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 149/ ب) من طريق ابن أبي بزّة به، وقال: "لم يروه عن ثابت إلَّا عُمارة، تفرد به مُؤمّل". وإسناده ضعيف: مؤمل صدوق سيّىء الحفظ، وعمارة صدوق كثير الخطأ. كذا في "التقريب". وقال الهيثمي (8/ 117 - 118) بعدما عزاه للطبراني فقط: "وفيه أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزّة ولم أعرفه، وهوحسن الإِسناد لو سلِم من هذا". أهـ. قلت: قد سلم منه بمتابعة الوليد بن عتبة ومحمد بن الوليد وهما ثقتان، لكنّ السندَ لا يزال ضعيفًا. وأخرجه ابن عدي (4/ 1497) من طريق عبد الله بن جعفر المديني عن

31 - باب: لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين

محمد بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا. وقال ابن عدي: "هذا الحديث عن ابن عجلان غير محفوظ". أهـ. وعبد الله بن جعفر ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 451) وابن الأعرابي (ق 26/ ب) وابن عدي (7/ 2545) من طريق الوليد بن عبّاد عن الفضل بن صالح عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. والفضل قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، والراوي عنه فيه مقال. وقال الأزدي: لا يُحتجُّ به. وقال ابن عدي عن الفضل والوليد: ليسا بالمعروفين. وقال أبو حاتم: الوليد مجهول. (اللسان: 4/ 442 و 6/ 223). وعطاء مختلط. 31 - باب: لا يُلدغ مؤمن من جُحرٍ مرتين 1165 - أخبرنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن سليمان بن أبي كريمة: نا محمد بن المُعافى، وعبد الله بن محمد بن سَلْم، قالا: نا كثير بن عُبيد: نا وكيع عن سفيان الثوري عن يونس بن خبّاب عن إبراهيم التيميُّ وصالح بن أبي الأخضر عن الزُّهري عن سالم. عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يُلدغُ مؤمنٌ من جحرٍ مرّتين". 1166 - وحدثني علي بن علّان: نا محمد بن المعافى مثله. في إسناده: إبراهيم التيمي لم أعثر على ترجمته، وقد شاركه غير واحد في هذا الاسم لكنهم ليسوا من طبقته. وصالح بن أبي الأخضر ضعيف يُعتبر به كما في "التقريب"، وقد أخرجه من طريقه: ابن عدي في "الكامل" (3/ 1085 و 4/ 1383). وتابعه زَمْعة بن صالح -وهو ضعيف أيضًا- عند الطيالسي (1813)

32 - باب: الاحتراس من الناس بسوء الظن

وأحمد (2/ 115) وابن ماجه (3983) والطبراني في "الكبير" (12/ 278) وابن عدي (3/ 1085 و 4/ 1383) والقضاعي في "مسند الشهاب"، (827، 828). هكذا رووه عن الزهري، والصواب أنّه عنه عن ابن المسيِّب عن أبي هريرة، أخرجه البخاري (10/ 529) ومسلم (4/ 2295) من طريق عُقيل بن خالد عن الزهري، وأخرجه مسلم أيضًا من رواية يونس بن يزيد وابن أخي الزهري عنه. قال الحافظ في "الفتح" (10/ 530): "وكذا قال أصحاب الزهري، وخالفهم صالح بن أبي الأخضر وزمعة بن صالح، وهما ضعيفان". وسأل ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 293 و 331) أباه عن هذا الاختلاف فقال: "الزهريُّ عن سعيد بن المسيّب أشبه". وسأل أبا زرعة فقال: "إنّما هو عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -". 32 - باب: الاحتراس من الناس بسوء الظنّ 1167 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نَصْر: نا أبو العبّاس محمد بن عبد الله بن إبراهيم الكناني اليافوني بيافا: نا إسماعيل بن أبي خالد المقدسي: نا عبد الله بن الوليد العَدَني: نا إبراهيم بن طَهْمَان عن أَبَان. عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احترسوا من النَّاسِ بسوء الظنِّ". الحديث عزاه إلى فوائد تمّام: السخاوي في "المقاصد" (ص 23).

وإسناده واهٍ: أَبَان هو ابن أبي عيّاش متروك كما في "التقريب". وله طريقٌ آخر: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (602) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2398) من طريق بقيّة بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن مسلم عن أنس. قال الطبراني: "لم يُروَ هذا الحديث عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد، تفرّد به بقيّة". أهـ. كذا قال، وهو مردود برواية تمّام. وإسناده واهٍ: معاوية بن يحيى هو الصَّدَفي، قال ابن معين: هالك ليس بشيءٍ. وقال أحمد: تركناه. وقال الساجي: ضعيف الحديث جدًّا. وضعّفه غيرهم. وبقيّة مدلّس ولم يُصرّح بالتحديث. وقال الهيثمي (8/ 89): "وفيه بقيَّة بن الوليد وهو مُدلّس، وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. وفاته ضعفُ معاوية. وقال الحافظ في "الفتح" (10/ 531): "وهو من رواية بقيّة بالعنعنة عن معاوية بن يحيى، وهو ضعيف. فله علّتان. وصحَّ من قول مُطرّف التابعي الكبير، أخرجه مسدّد". وأخرجه من قول مطرّف: أحمد في "الزهد" (ص 242) والبيهقي (10/ 129) من طريق عفّان -زاد أحمد: وشُريح- عن مهدي بن ميمون عن غَيْلان بن جَرير عنه. وهذا إسنادٌ صحيحٌ. 1168 - أخبرنا أبي، قال: حدّثني أبو العبّاس محمود بن محمد بن الفضل الرَّافقي: حدّثني أبو عبد الله أحمد بن أبي غانم الرّافقي: نا الفِرْيَابي عن الأوزاعيّ عن حسّان بن عطيّة عن طاوس. عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حَسُنَ ظنُّه بالناسِ كثُرت ندامتُه". الحديث عزاه إلى فوائد تمّام: السخاوي (ص 23). وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (16/ ق 150/ أ) من طريق تمّام.

33 - باب: طلب الحوائج بعزة الأنفس

وإسناده واهٍ، فيه مجهولان: محمود بن محمد الرافقي وشيخه، وقد ذكر ابنُ عساكر الحديثَ في ترجمة الأول ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا، وشيخه لم أقف على ترجمته. 33 - باب: طلب الحوائج بعزّة الأنفس 1169 - أخبرنا أبو زُرعة محمد بن سعيد بن أحمد القرشي -يُعرف بـ"ابن التمّار"-: نا علي بن عمرو بن عبد الله المخزومي: نا معاوية بن عبد الرحمن: نا حَريز بن عثمان: نا عبد الله بن بُسْر المازنيُّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اطلبوا الحوائجَ بعزّة الأنْفُسِ فإنّ الأمورَ تجري بالمقاديرِ". أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (15/ ق 180/ أ) في ترجمة شيخ تمّام من طريق تمّام، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. ولم أعثر على ترجمة شيخه، ومعاوية بن عبد الرحمن قال أبو حاتم: ليس بمعروف. ووثّقه ابن حبّان (اللسان: 6/ 58) فالسندُ ضعيف. 34 - باب: المؤمن يُؤلَف 1170 - أخبرنا الحسن بن حَبيب: نا عبد اللطيف: نا عبد الأعلى: نا زَيْنٌ عن أسامةَ عن أبي حازِم عن عَوْن بن عبد الله. عن عبد الله بن مسعود عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "المؤمن يُؤلَفُ، ولا خيرَ فيمَنْ لا يألَفُ ولا يُؤلَفُ". سنده ضعيف كما تقدّم بيانه في تخريج الحديث رقم (528)، وعون روايته عن ابن مسعود مرسلة كما قال الدارقطني. والأصحُّ أنه موقوف:

أخرجه الطبراني في "الكبير" (9/ 226) من طريق أبي نعيم عن المسعودي عن أبي حازم به موقوفًا. ورواه كذلك عن المسعودي: جعفر بن عون، أخرجه البيهقي في "الشُّعب" (6/ 271). قال الهيثمي (8/ 87): "وفيه المسعودي وفيه ضعف، وبقيّة رجاله رجال الصحيح". أهـ. وقال في موضع آخر (10/ 274): "وفيه المسعودي وقد اختلط، ... ". وأبو نعيم ممّن روى عن المسعودي قبل اختلاطه كما قال الإمام أحمد، فبقيت علّة الانقطاع بين عون وابن مسعود. والحديث أخرجه أحمد (5/ 335) والرُّوياني في "مسنده" (ق 188/ أ) والطبراني في "الكبير" (6/ 161) وابن حبّان في "المجروحين" (3/ 29) وأبو الشيخ في "الأمثال" (رقم: 179) وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 92) والبيهقي في "الشُّعب" (6/ 271) و"الآداب" (210) والخطيب في "التاريخ" (11/ 376) من طريق مصعب بن ثابت عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعًا. ومصعب ضعّفه أحمد وابن معين وغيرهما، وقد خُولِف فيه: قال الخطيب: "رواه خالد بن وضّاح عن أبي حازم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. ورواية خالد هذه أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/ 685) والخطيب (8/ 288 - 289)، لكنّني لم أعثر على ترجمةٍ له. وتابع خالدًا: أبو صخر حُميد بن زياد، أخرجه أحمد وابنه عبد الله (2/ 400) والبزّار (كشف-3591) وابن عدي (2/ 685) وأبو الشيخ (180) والبيهقي في "السنن" (10/ 236 - 237) و"الشُّعب" (6/ 270) و"الآداب" (211) من طريقه. وحُميد قال: أحمد: ليس به بأس. ووثّقه ابن حبّان والدارقطني، وقال

ابن عدي: صالح. وضعّفه النسائي، ونُقِل عن ابن معين توثيقُه وتضعيفُه. فمثله حسن الحديث لا سيّما وقد تُوبع. وقد أخرجه الحاكم (1/ 23) من طريق أحمد بن يحيى بن رَزين: ثنا هارون بن معروف: ثنا ابن وهب: ثني أبو صخر عن أبي حازم عن أبي هريرة، فأسقط أبا صالح. وقد تفرّد ابن رزين بذلك، ورواه أحمد وابنه، وعثمان بن سعيد -عند البيهقي- عن هارون به بذكر أبي صالح، وهكذا رواه عن ابن وهب: يونس بن عبد الأعلى -عند أبي الشيخ-، وأصبغ بن الفرج -عند البزّار-، وسليمان بن داود العَتَكي -عند ابن عدي-، وكلهم ثقات. فتحرّر من ذلك خطأ ابن رزين فيما رواه. وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علّة". فتعقّبه الذهبي قائلًا: "علّته انقطاعه، فإن أبا حازم هذا هو المديني لا الأشجعي، ولم يلق أبو صخرٍ الأشجعيَّ، ولا المدينيُّ لقي أبا هريرة". وقال الهيثمي (8/ 87): "رجال أحمد ورجال الصحيح". وله طريق آخر: أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (129) من طريق علي بن بَهْرام: ثنا عبد الملك بن أبي كريمة عن ابن جريج عن عطاء عن جابر مرفوعًا نحوه. وقال الهيثمي (8/ 87): "رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق علي بن بَهْرام عن عبد الملك بن أبي كريمة ولم أعرفهما، وبقيّة رجاله رجال الصحيح". قلت: أما ابن أبي كريمة فله ترجمة في "التهذيب" (6/ 418)، وقد وثّقه أبو العرب وأبو جعفر المقرىء، وأما ابن بَهْرام فقد ذكره الخطيب في "التاريخ" (11/ 353) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وفي السند عنعنة ابن جريج وهو مدلّس. فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيحٌ لغيره إن شاء الله.

35 - باب: حق المسلم على المسلم

35 - باب: حقّ المسلم على المسلم 1171 - أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عفّان: نا عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء عن أبيه. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "حقُّ المسلمِ على المسلمِ ستُّ خصالٍ". قال: وما هُنّ؟. قال: "إذا لَقِيتَه تُسلّمُ عليه، وإذا دعاك فأجبْه (¬1)، وإذا استنصحكَ فانصحْ له، وإذا عَطَسَ فحَمِدَ الله فشَمِّتْهُ، وإذا مَرِضَ فعُده، وإذا مات فاصحبْه". هذه نسخةٌ غريبةٌ حسنةٌ، وعبد الرحمن بن إبراهيم هذا هو القاصُّ (¬2)، يُحدّثُ عنه حَبّان بن هلال وعفّان بن مسلم، وهو ثقةٌ: الحجةُ لذلك: [ثم ذكر الحديث المتقدم برقم (594) وفيه توثيق حَبّان له]. أخرجه أحمد (2/ 412) عن شيخه عفّان به. والقاصُّ ضعيف كما تقدم بيانه في تخريج الحديث رقم (594). وأخرجه مسلم (4/ 1705) من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء به. وعند البخاري (3/ 112) ومسلم (4/ 1704) من طريق الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا: "حق المسلم على المسلم خمس ... " نحوه دون ذكر ما يتعلق بالنصح. 36 - باب: ما يُصفي الودَّ 1172 - أخبرنا عليُّ بن الحسين بن السَّفْر، وعبد الرحمن بن ¬

_ (¬1) في الأصول: (فأجيبه) وعليها تضبيب، وهو لحن. (¬2) في الأصول (القاضي)، والتصويب من (ظ) وكتب الرجال.

عبد الله بن راشد، وأحمد بن سليمان بن حَذْلم، قالوا: نا بكَّار بن قُتيبة: نا أبو المُطرِّف بن أبي الوزير الأكبر: نا موسى بن عبد الملك بن عُمير عن أبيه عن شيبة الحَجَبي. عن عمِّه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثةُ يُصْفِين لك وُدَّ أخيك: تُسلِّم عليه إذا لَقِيتَه، وتُوسِّعُ له في المجلسِ، وتدعوه بأحبِّ أسمائه إليه". 1173 - أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي بن وثاق النَّصيبي -قراءةً عليه-: نا محمد بن خالد الراسبيّ بالبصرة: نا محمد بن فراس -يعني: الصيرفيّ-: نا ابن أبي الوزير: نا موسى بن عبد الملك بن عُمير عن أبيه عن شيبة الحجبي. عن عمّه، قال: "ثلاثٌ يُصْفِين لك وُدَّ أخيك: تُسلِّم عليه إذا لَقِيتَه، وتُوسِّعُ له في المجلس، وتدعوه بأحبِّ الأسماءِ". أخرجه الحاكم (3/ 429) -وعنه البيهقي في "الشُّعب" (6/ 430) و"الآداب" (249) - والسمعاني في "أدب الإِملاء" (ص 130) من طريق بكار بن قتيبة به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق/142/ ب) من طريق محمد بن فراس به، وقال: "لم يروه عن موسى إلَّا إبراهيم". وأخرجه البخاري في "التاريخ" (7/ 352) عن شيخه عبد الله بن محمد عن ابن أبي الوزير به. وقال الحاكم: "أبو المُطرّف محمد بن أبي الوزير من ثقات البصريين وقدمائهم". أهـ. وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: ضعّفه أبو حاتم". أهـ. كذا في المطبوع وفيه سقط، والصواب -كما نقله المناوي في "الفيض" (3/ 314) - " [لكن موسى] ضعّفه أبو حاتم". وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 261 - 262): "سألت أبي عن حديث رواه محمد بن أبي الوزير -وذكر الحديثَ-، قال أبي: هذا حديث

37 - باب: ثواب إفشاء السلام

منكرٌ، وموسى ضعيف الحديث". أهـ. وقال الهيثمي (8/ 82): "وفيه موسى بن عبد الملك بن عمير، وهو ضعيف". وعمُّ شيبة هو عثمان بن طلحة الحَجَبي. ورُوي موقوفًا عن عمر -رضي الله عنه -: أخرجه البيهقي في "الشُّعب" (6/ 431) من طريق جعفر بن عون عن موسى عن يعقوب بن زيد عنه. وإسناده ضعيف منقطع: موسى هو ابن عُبيدة ضعيف كما في "التقريب"، ويعقوب بن زيد من صغار التابعين لم يدرك عمر. 37 - باب: ثواب إفشاء السلام 1174 - أخبرنا أحمد بن سليمان، وأبو إسحاق بن سِنان، وعلي بن يعقوب في آخرين، قالوا: نا أبو زُرعة بن عمرو: نا أبو الأشهب هَوْذَة بن خليفة: نا عَوْف الأعرابي عن زُرارة بن أوفى. عن عبد الله بن سَلَام، قال: لمّا قَدِمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ خرجتُ أنظرُ إليه، فلمّا رأيتُه عرفتُ أنّ وجهَه ليس بوجهِ كذّابٍ، فسمِعْته يقول: "يا أيُها الناسُ! أفشوا السلامَ، وأطعِموا الطعامَ، وصلُّوا واَلناسُ نيامٌ، تدخلوا الجنّةَ بسلامٍ". 1175 - حدّثنا أبو الحسن مُزاحِم بن عبد الوارث البصري: نا محمد بن زكريّا الغَلاَبي: نا عثمان بن الهيثم المؤذّن عن عَوْف عن زُرارة بن أوفى. عن عبد الله بن سَلاَم، قال: لمّا قَدِمَ النبيُّ -عليه السلام (¬1) - خرجتُ ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر) و (ش): (صلى الله عليه وسلم).

أنظرُ إليه، فسَمِعْتُه يقول: "يا أيُّها الناسُ! أفشوا السلامَ، وأطعِموا الطعامَ، وصلّوا والناسُ نيامٌ، تدخلوا الجنّةَ بسلامٍ ". فعلمتُ أنّ وجهَهُ ليس بوجه كذّابٍ. أخرجه الطبراني في "الأوائل" (34) و"مكارم الأخلاق" (153) والحاكم (3/ 13) -وصحّحه على شرطهما وسكت عليه الذهبي- من طريق هَوْذَة به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 235) وابن أبي شيبة (8/ 624) -وعنه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (79) - وأحمد (5/ 451) والدارمي (1/ 340 - 341 و 2/ 275) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 264) والترمذي (2485) -وصحّحه- وابن ماجه (1334، 3251) والطبراني في "المكارم" (153) وابن السنّي في "عمل اليوم والليلة" (215) وابن نصر في "قيام الليل" (مختصره- ص 21) والقضاعي في "مسند الشهاب" (719) والبيهقي في "السنن" (2/ 502) و"الشعب" (6/ 424) والبغوي في "شرح السنة" (4/ 39 - 40) -وقال: حسن صحيح- وابن عساكر في "التاريخ" (9/ 192/ ب، 193/أ) من طرقٍ عن عوفٍ به. ورجاله ثقات، قال الحافظ في "أماليه على الأذكار" -كما في "شرح ابن علّان" (5/ 277) تعليقًا على تصحيح الترمذي-: "وفي تصحيحه له نظرٌ، فإن زُرارة -وإن كان ثقة- لا يُعرف له سماعٌ من عبد الله بن سلام". أهـ. وفي "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 63): "سُئل أبي: هل سمع زرارة من عبد الله بن سلام؟. قال: ما أراه، لكن يُدخل في المسند". أهـ. والحقُّ أنّه متصل، فعند ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم: (قال زرارة بن أوفى: حدّثني عبد الله بن سلام)، فصحّ السند، والحمد لله. والحديث قال عنه النووي في "الأذكار" (ص 207): "أسانيده

38 - باب: السلام عند القيام من المجلس

جيّدة". أهـ. وحسّنه الحافظ في "أماليه" -كما في "شرح ابن علاّن" (5/ 277). وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/ 295، 323 - 324، 493) وابن نصر (ص 21) وابن حبّان (642) والحاكم (4/ 129) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- من طريق همّام عن قتادة عن أبي ميمونة هلال بن أبي ميمونة عنه قال: قلت: يا رسول الله! أنبئني عن أمرٍ إذا أخذتُ به دخلتُ الجنّة؟ قال: "أفش السلام، وأطعم الطعام، وصِلِ الأرحام، وقم بالليل والناس نيامٌ، تدخلِ الجنة بسلامٍ". وإسناده جيّدٌ: هلال بن أبي ميمونة هو: ابن علي بن أسامة العامري، من رجال الشيخين، وثّقه ابن حبّان والدارقطني ومسلمة، وقال أبو حاتم: شيخٌ يُكتب حديثه. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال الهيثمي (5/ 16): "رجاله رجال الصحيح غير أبي ميمونة وهو ثقة". أهـ. قلت: هو من رجال الصحيحين كما بيّنته آنفًا. 38 - باب: السلام عند القيام من المجلس 1176 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو عاصم الضحّاك بن مَخْلَد: نا ابن عجلان عن المَقْبُريّ. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا انتهى أحدُكم إلى مجلس فليُسلِّمْ، فإن قام والقومُ جلوسٌ فإن الأولى ليست بأحقِّ من الآخرة". أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2/ 139) من طريق بكار به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1007) عن شيخه أبي عاصم

به. وأخرجه البيهقي في "الشُّعب" (6/ 448) والبغوي في "شرح السنة" (12/ 293) من طريق أبي عاصم. وأخرجه الحميدي (1162) وأحمد (2/ 230، 287، 439) والبخاري في "الأدب المفرد" (1008)، وأبو داود (5208) والترمذي (2706) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (369، 371) وابن السُّنّي (450) والطحاوي في "المشكل" (2/ 139) وابن حبّان (1932، 1933) من طرقٍ عن ابن عجلان به. وإسناده حسن، محمد بن عجلان حسن الحديث، وقد تُوبع: تابعه يعقوب بن زيد التيمي عند الطحاوي (2/ 139) وابن حبان (1931) والبيهقي في "الشعب" (6/ 448). ويعقوب وثّقه أبو زرعة والنسائي وابن حبّان، فصحّ السندُ بحمد الله. وقال الترمذي: "هذا حديث حَسَنٌ. وقد رُوي هذا الحديث أيضًا عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. وهذه الرواية أخرجها البخاري في "الأدب" (1007) والنسائي (370)، وقد يكون هذا من قبيل المزيد في متّصل الأسانيد، أو وهمًا من ابن عجلان -وهذا الأرجح- فقد ذكر داود بن قيس ويحيى القطّان أن أحاديث سعيد المقبري اختلطت عليه. وعلى هذا تكون الرواية التي وافقه عليها يعقوب بن زيد هي الثابتة، والله أعلم. والحديث قال النووي في "الأذكار" (ص 220): أسانيده جيّدة". أهـ. وحسّنه الحافظ في "أماليه" -كما في شرح ابن علاّن (5/ 364) -.

39 - باب: النهي عن ابتداء اليهود والنصارى بالسلام

39 - باب: النهي عن ابتداء اليهود والنصارى بالسلام 1177 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: أنا العبّاس بن الوليد بن مَزْيَد البيروتي: أخبرني أبي: نا إسماعيل بن عيّاش ويزيد بن يوسف، قالا: نا يحيى بن سعيد: أخبرني سُهيل بن أبي صالح عن أبيه. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تبدؤا اليهودَ والنّصارى بالسَّلامِ، وإذا لَقِيتُموهم في الطريقِ فاضْطَرُّوهم إلى أضيقِه". أخرجه مسلم (4/ 1707) من طرقٍ عن سُهيلٍ به. 40 - باب: كيف الردُّ عليهم بالسلام؟ 1178 - حدثنا أبي -رحمه الله -، وأبو عمر محمد بن عيسى القزويني الحافظ، قالا: نا علي بن الحسين بن الجُنَيد الرّازي: نا المُعافى بن سليمان: نا عيسى بن يونس عن عُبيد الله بن عمر عن عبد الله بن دينار. عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ اليهودَ إذا سلّموا عليكم فإنّهم يقولون: السَّامُ عليكم. فقولوا: وعليكم". لم يُحدِّث به غيرُ ابن الجُنَيد، والله أعلم. أخرجه البخاري (12/ 280) ومسلم (4/ 1706) من طريق الثوري، والبخاري (11/ 42 و 12/ 280) من طريق مالك، ومسلم (4/ 1706) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلهم عن ابن دينار به. 41 - باب: السلام على الصبيان 1179 - حدّثنا أبو الطيّب أحمد بن محمد بن أبي زُرْعَة النَّصْري،

ومحمد بن إبراهيم القرشي، قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي: نا عليُّ بن الجَعْدِ: أنا شُعبة عن سيّار أبي الحَكَم عن ثابت البُناني. عن أنس بن مالك أنّه مرّ على صبيانٍ فسلّم عليهم، ثمّ حدّثنا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّ على صبيانٍ فسلّم عليهم وهو معه. أخرجه البخاري (11/ 32) عن شيخه علي بن الجَعْد به. وهو في "مسند ابن الجعد" لأبي القاسم البغوي (1799). وأخرجه مسلم (4/ 1708) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به. 1180 - حدّثني أبو زرعة ابن أبي دُجانة، ومحمد بن موسى القرشي، ومحمد بن إبراهيم بن حيّة. وأخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم القرشي في آخرين. قالوا: نا الحسين بن محمد بن جُمعة (ح). وأخبرنا محمد بن عبد الله بن الحسين بن جُمعة: نا جدّي: أبو جعفر الحسين بن محمد بن جُمعة: نا سعيد بن منصور سنة خمسٍ وعشرين ومائتين: نا الحارث بن عُبيد عن ثابت البُناني. عن أَنس بن مالك، قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجةٍ، فمررتُ بصبيانٍ فجلستُ إليهم، فلمّا استبطأني خَرَجَ فمرّ بالصّبيان فسلّم عليهم. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 259/ أ) من طريق تمّام عن محمد بن عبد الله بن جمعة به. وأخرجه (5/ ق 59/ ب- 60/ أ) من طريق آخر عن الحسين بن جمعة به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 608) من طريق آخر عن الحارث بن عبيد به. والحارث قال أحمد: مضطرب الحديث. وضعّفه ابن معين، وقال النسائي وأبو حاتم: ليس بالقوي. 1181 - أخبرنا أبو الفتح عُبيد الله بن جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس -قراءةً عليه-، وأبو الحسن عليّ بن أبي طالب بن صَبيح، قالا:

نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي بمصر: نا بشر بن هلال الصوّاف: نا داود بن الزِّبْرِقان: نا داود بن أبي هِنْد عن ثابت. عن أنس أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مر على صبيانٍ فسلّم عليهم. أخرجه ابن عساكر (10/ ق 321/ أ) من طريق تمّام. وأخرجه ابن عدي (3/ 962) عن شيخه إسحاق بن إبراهيم به، وقال: "وهذا من حديث داود بن الزِّبْرِقان عن داود بن أبي هند عن ثابت لم نكتبه إلا عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس، وكان شيخًا صالحًا، وتفرّد بهذا الحديث، وهو ثقة من ثقات المسلمين. وأخاف أنّ في كتابه تكرّر داود مرتين، وكان بشر بن هلال قال له: (حدثنا داود). فكتب إسحاق: (داود) مرّتين فظنّ أنّ الثاني هو داود بن أبي هند فرواه كذلك. وذاك أنّي وجدتُ هذا الحديث بخطّي في كتابي عن أحمد بن محمد بن هشام الطبري عن بشر بن هلال عن ابن الزِّبْرِقان عن ثابت عن أنس". ثم رواه من طريقين آخرين عن بشر بن هلال وأحمد بن عَبْدة الضّبَي، عن ابن الزِّبْرِقان عن ثابت، ثمّ قال: "وهذا يدلّ على أن إسحاق كان في كتابه تكرير داود مرتين؛ لأني قد ذكرته عن بشر بن هلال وأحمد بن عبدة فقالا: (عن داود عن ثابت)، ولم يذكرا داود بن أبي هند في الإسناد. وما رواه إسحاق فمحتملٌ أيضًا؛ لأني وجدت لداود عن ثابت غير هذا الحديث". أهـ. وابن الزِّبْرِقان متروك وكذّبه الأزديُّ كما في "التقريب". 1182 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك -قراءةً عليه-: نا أبو جعفر محمد بن هشام بن ملّاس النُّميري: نا مروان بن معاوية الفَزَاري: نا حُميد الطّويلُ. عن أنس بن مالك، قال: أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا مع غُلمانٍ، فسلَّم علينا وأخذ بيدي فأرسلني برسالةٍ، فقالت لي أمّي: لا تُخبر بسرِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أحدًا.

42 - باب: المصافحة

أخرجه أحمد (3/ 109، 235)، وأبو داود (5203) وابن ماجه (3700) -باختصار- من طرقٍ عن حميد به. وإسناده صحيح. 42 - باب: المصافحة 1183 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج: نا أبو بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكّار بن بلال: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا بشر بن عَوْن: نا بكّار بن تميم عن مكحول. عن أبي أُمامة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تمامُ التحيّة: الأخذُ باليد". وقال: "المصافحةُ باليمين". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري، (مكحولٌ لم يلقَ أبا أُمامة. قاله أبو حاتم الرازيّ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده تالف: بشر قال ابن حبّان: "روى عن بكّار بن تميم عن مكحول عن واثلة نسخةً فيها نحو مائة حديث كلّها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ". وقال أبو حاتم: "بشر وبكّار مجهولان". (المجروحين: 1/ 190، اللسان: 2/ 28). وأخرجه الرُّوياني في "مسنده" (ق 217/ أ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن مكحول عن أبي أمامة وعن واثلة مرفوعًا: "من تمام التحيّة الأخذ باليمين". وعثمان هذا هو الوقّاصي متروك وكذّبه ابن معين. كذا في "التقريب". فالسند تالفٌ. وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 620) وأحمد (5/ 260) وهنّاد في "الزهد" (رقم: 374) والترمذي (2731) وابن أبي الدُّنيا في "الإِخوان" (117) -موقوفًا- والرُّوياني في "مسنده" (ق 212/ أ) وابن عدي في "الكامل"

(7/ 2672) والبيهقي في "الشُّعب" (6/ 472) وابن عساكر في "التاريخ" (5/ق 59/ ب) من طريق عُبيد الله بن زَحْرٍ عن علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعًا: "تمام تحيّاتكم بينكم المصافحة". قال الترمذي: "هذا إسناد ليس بالقويِّ. قال محمد (يعني: البخاري): وعُبيد الله بن زَحْر ثقةٌ، وعلي بن يزيد ضعيف، والقاسم بن عبد الرحمن يُكنّى أبا عبد الرحمن ثقة". وقال الحافظ في "الفتح" (11/ 54): "سنده ضعيف". وأخرجه الترمذي (2730) والبيهقي (6/ 472 - 473) من طريق يحيى بن سُليم الطائفي عن الثوري عن منصور عن خيثمة عن رجل عن ابن مسعود مرفوعًا: "من تمام التحيّة الأخذ باليد". وإسناده ضعيف، فيه مبهم، والطائفي ليس بالقوي. وقال الحافظ في "الفتح" (11/ 56): "في سنده ضعفٌ". وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 307) -: "هذا حديثٌ باطلٌ". وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، ولا نعرفه إلّا من حديث يحيى بن سليم عن سفيان. سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فلم يَعُدَّه محفوظًا. وقال: إنما يروى عن منصور بن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد أو غيره، قال: من تمام التحية الأخذ باليد". أهـ. باختصار. وهذا الأثر الذي رجّح البخاري أنه هو المحفوظ أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 620) والبيهقي (6/ 472) من طريقين عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي -وهو تابعي ثقة-، واللفظ الذي ذكره البخاري لفظ البيهقي، ولفظ ابن أبي شيبة فيه ذكر (المصافحة) بدل (الأخذ باليد). وتابع أبا إسحاق: ليث بن أبي سُليم عند ابن أبي شيبة، وليث

ضعيف لاختلاطه. وأخرجه ابن أبي الدُّنيا (119) من طريق سفيان عن رجل عن ابن الأسود. والأثر حسن بطرقه. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (968) من طريق إسماعيل بن زكريّا الخُلْقَاني عن أبي جعفر الفرّاء (في الأصل: البراء. تحريف) عن عبد الله بن يزيد عن البراء بن عازب، قال: من تمام التحيّة أن تصافح أخاك. وهو موقوفٌ حسنُ الإِسناد. 43 - باب: فيمن قام من مجلسه ثمّ رجع إليه 184 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو بكر الحسين بن محمد بن أبي مَعْشر ببغداد: نا محمد بن ربيعة الكِلابي عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن يحيى بن حَبّان عن عمِّه واسع بن حَبّان. عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قام الرّجل من مجلسِه ثم عاد إليه فهو أحقُّ به. وصاحبُ الدّابّةِ أحقُّ بصدر دابّتِه". أخرجه أحمد (3/ 32) من طريق إسماعيل بن رافع به، ولفظه: "الرجل أحقّ بصدر دابته، وأحقّ بمجلسه إذا رجع". وإسناده ضعيف: إسماعيل ضعيف الحفظ كما في "التقريب". وقد وَهِمَ في روايته عن أبي سعيد، والصواب: (عن وهب بن حذيفة)، هكذا رواه عمرو بن يحيى بن عمارة الأنصاري -وهو ثقة من رجال الشيخين- عن محمد بن يحيى عن عمّه عنه، أخرجه من طريقه أحمد (3/ 422) والترمذي (2751) -وقال: حسن صحيح غريب- والطحاوي

في "المشكل" (2/ 110) والطبراني في "الكبير" (22/ 135) دون قوله: "وصاحب الدابّة ... إلخ ". وأخرج مسلم (4/ 1715) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "إذا قام أحدكم من مجلسه ثمّ رجع إليه فهو أحقُّ به". وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صاحبُ الدّابة أحقّ بصدر دابّته"، فقد أخرجه أحمد (3/ 422) والطبراني في "الكبير" (18/ 350 - 351) و"الأوسط" (2/ 552 - 553) من طريق حَيْوة بن شُريح -وعند الطبراني في "الكبير": ابن لَهِيعة-، قال: أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن مُلَيل عن عبد الرحمن بن أبي أميّة عن حبيب بن مسلمة عن قيس بن سعد بن عبادة مرفوعًا. وعبد الرحمن بن أبي أمية والراوي عنه لم يوثّقهما غير ابن حبّان كما في "التعجيل" (ص 247، 262)، لكن له طريق آخر يتقوّى به: أخرجه أحمد (6/ 6 - 7) والطبراني في "الكبير" (18/ 349 - 350) من طريق ابن أبي ليلى عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن محمد -وعند الطبراني: عمرو- بن شرحبيل عن قيس بن سعد. وابن أبي ليلى سيّئ الحفظ، وابن شرحبيل مجهول كما في "التقريب". وأخرج أحمد (5/ 353) وأبو داود (2572) والترمذي (2773) -وحسّنه- وابن حبّان (2001) من طريق حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي إذ جاءه رجل معه حمار، فقال: يا رسول الله! اركبْ. فتأخّر الرجل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا، أنت أحقُّ بصدر دابّتك منّي إلَّا أن تجعله لي". قال: فإني قد جعلته لك. قال: فركب. وإسناده جيّدٌ. وفي الباب شواهد عن جماعة من الصحابة لا تسلم من النقد، انظرها في "المجمع" (8/ 107 - 109).

44 - باب: التفسح في المجالس

44 - باب: التفسّح في المجالس 1185 - حدّثني أبو الحسن رُشَيق بن عبد الله المِصِّيصيّ: نا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المُخَرِّميُّ ببغداد: نا سعيد بن محمد الجَرْميّ: نا أبو تُمَيْلَة عن سفيان الثوري عن عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكره أن يقعدَ الرجلُ مكانَ أخيه أو يُقيمَه، وقال: "تفسّحوا". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (6/ ق 129/ ب- 130 / أ) من طريق تمام. وإبراهيم المُخرِّمي قال الإِسماعيلي: صدوق. وقال الدراقطني: ليس بثقةٍ حدّث عن الثقات بأحاديث باطلة. (اللسان: 1/ 72 - 73). وشيخ تمام أورد ابن عساكر الحديث في ترجمته، ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. والحديث أخرجه البخاري (11/ 62) من طريق سفيان به، ولفظه: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى أن يُقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر، ولكن تفسّحوا وتوسّعوا. وأخرجه مسلم (4/ 1714) من طرق عن أخرى عن عبيد الله به ولفظه: "لا يُقيمُ الرجلُ الرجلَ من مقعده ثم يجلس فيه. ولكن تفسّحوا وتوسّعوا". وهو عند البخاري (11/ 62) من طريق مالك عن نافع به دون قوله: "ولكن ... إلخ". وأخرج مسلم (4/ 1715) نحوه من حديث جابر.

45 - باب: النهي عن قيام الرجل للرجل

45 - باب: النهي عن قيام الرّجل للرجل 1186 - حدّثنا أبي -رضي الله عنه (¬1) -: نا محمّد بن أيّوب بن يحيى بن الضُّرَيس الرازيّ أبو عبد الله: أنا يحيى بن هاشم: نا مِسْعَر بن كِدام عن أبي العَنْبَس عن أبي العَدَبَّس عن أبي مرزوق عن أبي غالب. عن أبي أُمامة، قال: خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُتّكىءٌ على عصا، فقمنا إليه، فقال: "لا تقوموا كما تقومُ الأعاجمُ يُعظِّمُ بعضُها بعضًا". فكأنّا اشتهينا أن يدعوَ لنا، فقال: "اللهمَّ اغفرْ لنا، وارحمنا، وارضَ عنّا، وتقبَّلْ منّا، وأدخلنا الجنّةَ، ونجّنا من النارِ، وأصلحْ لنا شأنَنا كلَّه". قال: فكأنّا اشتهينا أن يزيدَنا، فقال: "قد جمعتُ لكم الأمرَ كلّه". ورواه عبد الله بن نُمير (¬2) عن مِسْعَر بن كِدام فجوّده كما جوّده يحيى بن هاشم. أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (831) من طريق يحيى بن هاشم به نحوه. ويحيى هذا هو السمسمار كذّبه ابن معين وأبو حاتم، واتهمه غيرهما. (اللسان: 6/ 279). وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 585 - 586 و 10/ 267) عن عبد الله بن نُمَير به، ومن طريق ابن أبي شيبة: أخرجه أبو داود (5230) -ومن طريقه القاضي عياض في "الشِّفا" (1/ 130 - 131) والسمعاني في "أدب الإِملاء" (ص 34 - 35) - والطبراني في "الكبير" (8/ 334) وابن حبّان في "المجروحين" (3/ 159 - 160) والبيهقي في "الشُّعب" (6/ 469) والمزّي في "تهذيب الكمال" (1/ 166 - 167). ¬

_ (¬1) ليست في (ظ)، وفي (ر): (رحمه الله). (¬2) في (ف): (نُفَير)، وكذا في (ر) ولكن فوقها: (نُمير).

وأخرجه أحمد (5/ 253) -ومن طريقه المِزّي (1/ 166) - والطبراني (8/ 334) من طريق ابن نُمير به. وأخرجه الرَّامَهُرمُزي في "المحدّث الفاصل" (ص 196 - 197) من طريق سفيان بن وكيع عن ابن نمير، لكنّه أدخل (سفيان) بينه وبين شيخه أبي العَنْبس، وابن وكيع متروك الحديث، فلا يُعوّل على ما تفرّد به. وإسناده ضعيف: أبو العدبّس -واسمه: تُبَيْع بن سليمان- مجهولٌ كما في "التقريب"، وشيخه أبو مرزوق قال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاجُ به. وأبو العَنْبَس لم يوثّقه غير ابن حبّان ففيه جهالةٌ. وقد وقع في سند الحديث اضطراب: فأخرجه أحمد (5/ 253) من طريق مِسْعَر عن أبي عن أبي عن أبي منهم أبو غالب عن أبي أمامة. هكذا وقع في المسند!. وأخرجه أيضًا (5/ 256) من طريق مسعر: ثنا أبو العدبّس عن رجلٍ -أظنّه أبا خلف- عن أبي مرزوق عن أبي أمامة. وهكذا أخرجه الخرائطي (رقم: 830) لكنه جزم بكون شيخ أبي العدبّس أبا خلف. وقال المِزّي: "ورواه ابن ماجه عن علي بن محمد عن وكيع عن مِسْعَر عن أبي مرزوق عن أبي العَدَبَّس عن أبي أمامة. هكذا قال وهو خطأ، والصواب الأوّل". وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 572): "وهذا غَلَطٌ وتخبيطٌ. وفي بعض النُّسَخِ: (عن أبي وائل) بَدَلَ: (عن أبي العدبّس) ".أهـ. قال المزّي: "وهو خطأٌ أيضًا". أهـ. وهكذا هو في سنن ابن ماجه المطبوعة (3836) ونَقَلَ الحافظ في "الفتح" (11/ 50) عن الطبريّ أنه قال عن الحديث: إنه حديث ضعيفٌ مضطربُ السندِ، فيه من لا يُعرف. وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 205): "وفيه

46 - باب: النهي عن التفرق والتهاجر

أبو العَدَبَّس مجهولٌ". أهـ. ومع هذا فقد حسّنه المنذري في "الترغيب" (3/ 341)!. ويُغني عنه: ما أخرجه مسلم (1/ 309) عن جابر، قال: اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلّينا وراءه وهو قاعدٌ، وأبو بكر يُسمِعُ الناسَ تكبيرَه، فالتفت إلينا فرآنا قيامًا فأشار إلينا فقعدنا، فصلينا بصلاته قعودًا، فلمّا سلّم قال: "إن كدتم آنفًا لتفعلون فِعلَ فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعودٌ، فلا تفعلوا ... " الحديث. 46 - باب: النهي عن التفرّق والتهاجر 1187 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد [هو: ابن صالح] (¬1): نا أبو جعفر محمَّد بن سليمان: نا وكيع عن الأعمش عن المُسيَّب بن رافع عن تَميم بن طَرَفَة. عن جابر بن سَمُرة، قال: دخلَ علينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المسجدَ ونحن جلوسٌ متفرّقين، فقال: "ما لي أراكُم عِزِينَ؟! ". أخرجه مسلم (1/ 322) من طريق وكيعٍ به. 1188 - حدّثني أبو الطيّب أحمد بن محمد بن أبي زُرعة [ابن عمرو] (¬2) النَّصْريُّ، وأبو زرعة محمّد وأبو بكر أحمد ابنا عبد الله بن أبي دُجَانة بن عمرو النَّصْريُّ، قالوا: نا عبد الملك بن محمود بن سميع: نا زكريّا بن يحيى أبو الهيثم السِّفْلِي -قبيلة من هَمْدَان-: نا سعيد بن سليمان: أنا دحية بن الأصبغ الكلبيُّ، قال: حدّثني محمد بن يحيى عن زُهير بن محمَّد عن عبد الله بن دينار عن الزُّهريِّ. ¬

_ (¬1) من (ظ). (¬2) من (ظ) و (ر) و (ف).

47 - باب: القصد في الحب والبغض

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"لا يهجرْ أحدُكم أخاه فوقَ ثلاثةِ أيامٍ، يلتقيان فيصدُّ هذا ويصدُّ هذا". أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (6/ ق 221/ أ) من طريق تمّام، وقال: "هذا حديث غريبٌ، والمحفوظ: ما أخبرنا ... وساق السند إلى تمام بنفس سنده (باستثناء شيخه أبي الطيّب) إلى: زهير بن محمد عن قيس بن سعد عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيّوب مرفوعًا: "لا يحل لمسلم أن يهجرَ أخاه فوق ثلاثٍ، يلتقيان فيصدُّ هذا ويصدُّ هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام". وحديث أبي أيوب هذا عند البخاري (10/ 492) ومسلم (4/ 1984)، وعندهما من طريق مالك عن الزهري عن أنس مرفوعًا: "لا يحلُّ لمسلم أن يهجرَ أخاه فوق ثلاثٍ". وفي سند تمام: عبد الملك بن محمود بن سميع وشيخه، وقد ذكرهما ابن عساكر في "التاريخ" (10/ ق 251 أو 6/ ق 221/ أ) ولم يحك فيهما جرحًا ولا تعديلًا. ودحية بن الأصبغ لم أعثر على ترجمته. 47 - باب: القَصْد في الحبّ والبُغض 1189 - أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حَيْش الفرغاني: نا أحمد بن علي بن سعيد القاضي: نا يحيى بن الفَضْل العَنَزي: نا أبو عامر العَقَدي: نا هارون بن إبراهيم الأهوازي عن محمد بن سيرين عن حُميد بن عبد الرحمن الحِمْيَريّ. عن عليٍّ -رضي الله عنه -، قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أَحْبِبْ حبيبَك هونًا ما عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبْغِضْ بَغيضَك هونًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما".

1190 - أخبرنا أبو جُحوش محمد بن أبي جُحوش الخُزَيميّ: نا محمَّد بن إسحاق بن خُزيمة: نا يحيى بن الفَضْل الخِرَقيُّ: نا أبو عامر العَقَدي: نا هارون بن إبراهيم الأهوازي عن محمد بن سيرين عن حُميد بن عبد الرحمن الحِمْيري. عن عليٍّ، قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكر مثلَه. أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (112) من طريق يحيى بن الفَضْل به. ويحيى هذا لم يوثّقه غير ابن حبّان، وقال: يُغرِب. ففيه جهالة. وخالف زيدُ بن الحُباب -وهو صدوق- العقديَّ، فرواه عن هارون عن ابن سيرين مرسلًا. ذكره الدارقطني في "العلل" (4/ 33). 1191 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرّقاشي: نا مسلم بن إبراهيم: نا الحسن بن أبي جعفر عن أيّوب عن حُمَيد بن عبد الرحمن الحِمْيَري. عن عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- (¬1)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحبِبْ حبيبَك هَونًا ما عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبْغِضْ بغيضَك هَونًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما". 1192 - أخبرنا عبد الرحمن بن حَيْش: نا أحمد بن علي بن سعيد (ح). وأخبرنا أبو جُحوش: نا محمد بن إسحاق بن خُزيمة، قالا: نا يحيى بن الفضل: نا مسلم بن إبراهيم: نا الحسن بن أبي جعفر عن أيّوب ... فذكره بإسناده مثلَه. أخرجه أبو الشيخ (113) من طريق يحيى به، وأخرجه البيهقي في "الشُّعب" (5/ 260 - 261) من طريق آخر عن مسلم به. والحسن بن أبي جعفر ضعيف الحفظ مع عبادته وفضله. كذا في ¬

_ (¬1) ليس في (ظ).

"التقريب". وقد ضعّف الترمذي هذا الطريق فقال (4/ 360): "وهو حديث ضعيف أيضًا، والصحيح عن عليٍّ موقوفٌ قولُه". وقد خالفه حمّاد بن سلمة فرواه عن أيّوب به موقوفًا كما سيأتي بيانه في تخريج الحديث رقم (1194). وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1321) من طريق محمد بن عُبيد الكِنْدي عن أبيه عن عليٍّ موقوفًا. ومحمد وأبوه لم يُوثِّقهما غير ابن حبَّان، وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 24) عن عُبيد الكندي: "لا يُعرف". وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (رقم: 484) وابن عساكر في "التاريخ" (9/ ق 359/ ب) من طريق الحجّاج بن دينار عن أبي مَعْشَر عن إبراهيم النَّخعي عن علقمة بن قيس عن عليّ موقوفًا. وأبو معشر هو نَجيح بن عبد الرحمن ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه ابن عساكر (9/ ق 359/ 1) من طريق شُعيب بن ميمون الواسطي عن حُصين بن عبد الرحمن عن عبد خيرٍ عنه موقوفًا. وشُعيب ضعيف عابد كما في "التقريب". وأخرجه البيهقي في "الشُعب" (5/ 260) من طريق أبي بَدْرٍ -وهو شجاع بن الوليد- عن عطاء بن السائب عن أبي البَخْتَري سعيد بن فيروز عنه موقوفًا. وعطاء مختلط، وأبو البَخْتَري لم يسمع من علىٍّ كما قال ابن معين. وأخرجه مسدّد -كما في "المطالب" (مسندة- ق 92/ ب) - والبيهقي (5/ 260) من طريق أبي إسحاق عن هُبَيرة بن يَريم عنه موقوفًا، وهُبيرة تفرّد عنه أبو إسحاق، وقد ضعّفه ابن خراش، وقال ابن معين: مجهول. وقال أبو حاتم: شبيه بالمجهول. ووثّقه ابن حبّان، وقال أحمد: لا بأس بحديثه.

وقال البوصيري في "مختصر الإتحاف" (2/ ق 157/ أ): "رواه مسدّد موقوفًا بسندٍ حسنٍ". وممّن رجّح وقفه أيضًا: ابن حبّان، فقال في "المجروحين" (1/ 351 - 352): "إنّما هو قولُ عليّ بن أبي طالب فقط، وقد رفعه عن علىٍّ: الحسن بن أبي جعفر عن أيّوب عن حميد بن عبد الرحمن عن علي، وهو خطأٌ فاحشٌ". أهـ. ونقل ابن الجوزي في "العلل" (2/ 249) عن الدارقطني أنه قال: "وقد رُوي من حديث عليّ من طرقٍ لا تثبت، والصحيحُ أنّه عن عليٍّ موقوفٌ". وقال ابن طاهر القَيْسَراني في "تذكرة الموضوعات" (ص 26): "الصحيح أنّه من قول علىٍّ". وقال البغوي في "شرح السنّة" (13/ 66): "ورفعه بعضهم عن عليٍّ وعن أبي هريرة، والصحيح أنَّه موقوفٌ على علىٍّ". وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/ ق 57/ ب): "الصحيح أنّه موقوف من قول علىٍّ". وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 253): "إنّما هذا من قول علىٍّ". 1193 - أخبرنا أبو الفَرَج محمد بن سعيد بن عَبْدان البغدادي: نا الحسن بن الطيب الشُّجاعي: نا شَيبان بن فَرّوخ: نا الحسن بن دينار عن محمد بن سيرين. عن أبي هريرة، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أحبِبْ حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضَك يومًا ما، وأبغِض بغيضَك هَوْنًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 711) عن شيخه الحسن بن الطّيب به، وتحرّف في مطبوعة "الكامل" (شيبان) إلى (سفيان)! وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 427 - 428) -ومن طريقه

ابن الجوزي في "العلل" (1225) - من طريق آخر عن شيبان به. وإسناده تالفٌ: الحسن بن دينار تركه غيرُ واحدٍ، وكذّبه أبو خيثمة وأبو حاتم. (اللسان: 2/ 203 - 205). 1194 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب، ومحمّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي، ويحيى بن عبد الله بن الحارث، قالوا: نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي: نا أبو كُرَيب محمد بن العلاء، قال: نا سُوَيْد بن عَمرو الكلبي: نا حمّاد بن سلمة عن أيّوب -يعني: السَّخْتِياني- عن محمد بن سيرين. عن أبي هريرة -أُراه رفَعَه-: "أحبب حبيبَك هونًا ما ... " فذكَرَ مثلَه. 1195 - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عَلّان الحرّاني، قال: نا الحسين بن محمد بن أبي مَعْشَر: نا محمد بن العلاء: نا سُوَيْد بن عَمرو الكلبي: نا حمّاد بن سلمة عن أيّوب عن محمد بن سيرين. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحبِبْ حبيبَك هونًا ما عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبغِضْ بغيضَك هونًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما". ورواه الأعرج عن أبي هريرة. أخرجه الترمذي (1997) وابن حبّان في "المجروحين" (1/ 351) -وقَرَن مع أيوب هثامَ بن حسّان- وابن عدي في "الكامل" (2/ 712) وأبو الشيخ في "الأمثال" (114) والبيهقي في "الشُّعب" (5/ 260) من طريق أبي كُريب به. قال الترمذي: "هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفه بهذا الإِسناد إلّا من هذا الوجه". أهـ. قلت: قد رواه الحسن بن دينار أيضًا عن ابن سيرين كما تقدّم، ووجّه الحافظ في "النُّكت الظراف" (التحفة: 10/ 334) استغراب الترمذي

فقال: "قلت: جاء من رواية الحسن بن أبي جعفر (¬1) -أحدِ الضعفاء- عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي. فإمّا أن يكون (ت) [الترمذي]، لم يعتدّ بذلك لشدّة ضعف الحَسَن، وإمّا أن يكون أراد الغرابةَ معتدّةً بكونها من رواية حمّاد عن أيّوب، وإمّا أن يكون ما اطّلع على رواية الحسن". أهـ. وقال ابن حبّان: "وهذا الحديثُ ليس من حديث أبي هريرة، ولا من حديث ابن سيرين، ولا من حديث أيّوب وهشام، ولا من حديث حمّاد بن سلمة، وإنّما هو قولُ عليِّ بن أبي طالب فقط". وقال في راويه سُويْد بن عمرو: "كان يُقلّب الأسانيد، ويضعُ على الأسانيد الصحاح المتونَ الواهيةَ، لا يجوز الاحتجاجُ به بحالٍ". ولم يوافق ابنَ حبّان أحدٌّ على تضعيف سُويْد، بل وثّقه ابن معين والعجلي والنسائي، واحتجّ به مسلم. وقد انتقد بعض الأئمة جرح ابن حبّان لسُويد: قال الذهبي في "الميزان" (2/ 253): "أمّا ابن حبّان فأسرف واجترأ، فقال: كان ... ". أهـ. وقال الحافظ في "التقريب": "أفحش ابن حبّان القولَ فيه ولم يأتِ بدليلٍ". فالإِسناد صحيح، لكن علّته تردّد الراوي في رفعه، وبالتالي لا يجوز الجزمُ بنسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا سيّما أن هذه الطريق الصحيحة يتيمةٌ، لا تعضدها طريقٌ أخرى قويّة، وما عداها من الطرق إمّا واهٍ مردودٌ أو ضعيف مغلوط الصوابُ فيه الوقفُ لا الرفعُ. ولذا قال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (2/ 186): "قلت: رجاله ثقاتٌ رجال مسلم، لكنّ الراوي تردّد في رفعه". أهـ. وقال في أجوبته عن أحاديث الشهاب (2/ 365): "حديثٌ جيّدُ الإِسناد". ¬

_ (¬1) كذا، ولعلّه سبق قلم من الحافظ، فالحسن بن أبي جعفر رواه عن أيّوب عن حُميد بن عبد الرحمن عن علي، وابن دينار هو الذي رواه عن ابن سيرين عن أبي هريرة، فهو المقصود قطعًا في هذا المقام.

بل قد خُولِف فيه سُويد: فقد أخرجه البيهقي في "الشُّعب" (5/ 260) عن شيخه الحاكم قال: أخبرنا علي بن حَمْشاذ: ثنا محمد بن عيسى بن السَّكَن: ثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حمّاد عن أيّوب عن حُميد بن عبد الرحمن عن عليٍّ أنّه كان يقول: فذكر مثله. وهذا إسنادٌ صحيح موقوف: موسى بن إسماعيل المِنْقري ثقةٌ ثبتٌ كما في "التقريب"، وهو أوثق من سُويد، فروايتُه المحفوظة. والراوي عنه ابن السَّكَن وثّقه الخطيب في "التاريخ" (2/ 400)، وشيخ الحاكم قال أبو أحمد الحافظ: ما رأيت في مشايخنا أثبت منه في الرواية والتصنيف. (سير النبلاء: 15/ 399). وقال البيهقي عقبه: "ورواه سُويد بن عمرو عن حمّاد عن أيّوب عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو وهمٌ". فالعجب بعد ذلك ممّن يقطع بصحة الراوية المرفوعة فيقول: "الحديث من طريق ابن سيرين صحيح مرفوعًا بلا ريب"!. ورواية الأعرج عن أبي هريرة التي ذكرها تمَّام لم أقف عليها، ولم يذكرها الدارقطني -على استقصائه- في "علله" (4/ 33 - 34). 1196 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن جَبَلة الطرسوسي المُضَري: نا أبو العباس محمد بن طاهر بن أبي الدُّمَيك ببغداد: نا عبد السلام بن صالح أبو الصَّلْت: نا عبّاد بن عوّام عن جَميل بن زيد. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحببْ حبيبَك هَوْنًا ما عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبغِضْ بغيضَك هونًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما".

ورواه يحيى البكّاء عن ابن عمر. أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (739) من طريق ابن أبي الدُّمَيك به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 146/ ب) وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 152) من طريق عبد السلام به. وإسناده واهٍ: جَميل قال ابن معين والنسائي: ليس بثقةٍ. وضعّفه غيرهم. وعبد السلام كذّبه العقيلي وابن طاهر، واتّهمه ابن عدي والدارقطني، وضعّفه غيرهم، وخفي حاله على ابن معين فأحسن القول فيه. وأعلّه الهيثمي (8/ 88) بضعف جَميل فقط. ومتابعة يحيى البكّاء لم أقف عليها، وهو ضعيفٌ كما في "التقريب". ورُوي من حديث ابن عمرو: أخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 146/ ب) من طريق محمد بن كثير الفهري قال: ثنا ابن لَهِيعة عن أبي قَبيل عنه. قال الطبراني: "لا يُروى عن عبد الله بن عمرو إلّا بهذا الإِسناد، تفرّد به محمد بن كثير". أهـ. قلت: وهو متروك كما في "التقريب"، وشيخه اختلط بعد احتراق كتبه. وأعلّه الهيثمي (8/ 88) بضعف محمد بن كثير. وقال العراقي في أجوبته عن أحاديث الشهاب (2/ 365): "وقد ورد من حديث عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو، ولا يصحُّ من حديثهما".

48 - باب: الأرواح جنود مجندة

48 - باب: الأرواح جنود مجنّدة 1197 - أخبرنا علي بن الحسن بن عَلّان: أنا الفَضْل بن محمَّد الباهلي [بأنطكية] (¬1): نا أبو عُمير عيسى بن محمّد بن (¬2) النّحاس: نا مُؤمَّل بن إسماعيل عن سفيان عن حمّاد بن سلمة عن سُهيل بن أبي صالح عن أبيه. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأرواحُ جنودٌ مُجنَّدةٌ، فما تعارف منها ائتلفَ، وما تناكَرَ منها اختلفَ". في إسناده: الفضل بن محمد الباهلي وهو كذّاب كما قال ابن عدي والدارقطني وغيرهما. (اللسان: 4/ 56). وأخرجه مسلم (4/ 2031) من طريق الدّراوردي عن سهيل به، ومن طريق آخر عن أبي هريرة. وعلّقه البخاري (6/ 369) من حديث عائشة. 49 - باب: تَنَقَّه وتَوَقَّه 1198 - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن بُريد الكوفيِّ قراءة عليه في آخرين، قالوا: نا القاسم بن محمد بن عبّاد الكوفي الدلّال: نا أبو بلال الأشعري: نا عبد الله بن مِسْعر بن كِدَام عن مِسْعر عن وَبَرةَ. ¬

_ (¬1) من (ف). (¬2) ليست في (ظ) و (ف).

عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجلٍ: "تنقَّه (¬1) وتوقَّه". أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 304) والطبراني في "الصغير" (1/ 266) و"الكبير" -وعنه أبو نُعيم في "الحلية" (7/ 267) - والرامهرمزي في "المحدّث الفاصل" (ص 261) و"الأمثال" (ص 159) والخطابي في "غريب الحديث" (1/ 699) من طريق القاسم به. قال الطبراني: "لم يروه عن مِسْعر إلا ابنه عبد الله، تفرّد به أبو بلال". وقال العقيلي: "لا يُتابَع عليه، ولا يُعرف إلَّا به". يعني: ابن مِسْعَر. وإسناده واه: عبد الله بن مِسْعَر قال أبو حاتم: متروك الحديث. (الميزان: 2/ 502) وأبو بلال والقاسم ضعّفهما الدارقطني، ووثّقهما ابن حبّان. (اللسان: 7/ 22 و 4/ 465). وقال الهيثمي (8/ 89): "وفيه عبد الله بن مِسْعَر بن كِدام، وهو متروك". وله طريق آخر: أخرجه الرامهرمزي في "المحدّث" (ص 261) وأبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (1/ ق 308/ ب) من طريق القاسم بن محمد بن أبي شيبة العَبْسي عن أبي خالد الأحمر عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن سنان (عند الرامهرمزي: سيّار. تحريف) أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر: "يا أبا بكر توقّ وتَنَقَّ". ¬

_ (¬1) في (ر) و (ف) و (ش): (تبّقه)، وأهملت في الأصل و (ظ)، وعند العقيلي والطبراني: (تنقّه) بالنون، وعند الرامهرمزي والخطابي: (تبّقه) بالباء. وقال الطبراني: ومعني هذا الحديث عندنا -والله أعلم-: تنقّ الصديق واحذره. وبلغني عن بعض أهل العلم أنّه فسّره بمعنى آخر، قال: معناه اتق الذنوب واحذر عاقبتها. أهـ. وقيل: تبقّ أي: أبق المال، وتوّق أي في اكتسابه. انظر النهاية (5/ 112)

50 - باب: المرء مع من أحب

وإسناده واهٍ أيضًا: القاسم تركه أبو زرعة وأبو حاتم والساجي. (اللسان: 4/ 465 - 466). وأخرجه أيضًا ابن مندة -كما في "أُسُد الغابة" (2/ 311) - والباوَرْدي -كما في "الإِصابة" (2/ 84) - كلاهما في "معرفة الصحابة" من هذا الوجه. 50 - باب: المرء مع من أحبّ 1199 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الْأَذْرَعيّ: نا أبو جعفر محمّد بن علي بن الخَضِر بن علي البزّاز بالرّقّةِ: نا سعيد بن حفص النُّفَيلي: نا أبو المَليح عن الزُّهريّ. عن أنس بن مالك أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لرجلٍ: "أنتَ مع مَنْ أحبَبْتَ". أخرجه أبو نعيم في "كتاب المُحِبِّين مع المحبوبين" -كما في "الفتح" (10/ 560) - من طريق أبي المَليح -واسمه: الحسن بن عمر الرّقّي- به. وأخرجه مسلم (4/ 2032) من طريقين آخرين عن الزهري به. وأخرجه البخاري (10/ 553، 557) ومسلم من طرقٍ أخرى عن أنس. وأخرجاه أيضًا من حديث ابن مسعود وأبي موسى. وقال الحافظ في "الفتح" (10/ 560): "قد جمع أبو نُعيم طرق هذا الحديث في جزءٍ سمّاه: "كتاب المحبّين مع المحبوبين"، وبلغ الصحابة فيه نحو العشرين".

51 - باب: ثواب المتحابين في الله

51 - باب: ثواب المتحابّين في الله 1200 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان من لفظه، قال: حدّثني الرّبيع بن محمَّد اللّاذقيُّ بالّلاذقيّةِ: نا إسماعيل بن أبي أُويس: نا الدَّراورديّ عن محمد بن أبي حُمَيد عن موسى بن وَرْدَان، قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ في الجنّة لَعَمَدًا من ياقوتٍ، عليها غُرَفٌ من زَبَرْجَدٍ، لها أبوابٌ مُفَتَّحةٌ، تُضيء كما يُضيء الكوكبُ الدُّريُّ". قلنا: يا رسول الله! مَنْ ساكِنُها؟. قال: "المُتحابُّون في الله -عَزَّ وَجَلَّ-". 1201 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل بن عثمان التَّنُوخيّ القطَّان قراءةً عليه: نا عبد الرحمن بن مَعْدَان اللاذقيُّ باللاذقيّة: نا إسماعيل بن أبي أُويس: نا عبد العزيز بن محمّد عن محمد بن أبي حُمَيد عن موسى بن وَرْدان أنّه قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ في الجنّة لَعَمَدًا من ياقوتٍ، عليها غُرَفٌ من زَبَرْجَدٍ، لها أبوابٌ مُفتَّحةٌ، تُضيء كما يُضيء الكوكبُ الدُّريُّ". قلنا: يا رسول الله! من ساكنُها؟. قال: "المتحابُّون في الله [-عَزَّ وجَلَّ-] (¬1) ". 1202 - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن بُريد الكوفيُّ قراءةً عليه: نا أحمد بن خُلَيد الكِنْديُّ بحَلَبٍ: نا إسماعيل بن أبي أُويس: نا الدَّراورديُّ عن محمّد بن أبي حُمَيد عن موسى بن وَرْدان. عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ في الجنّةِ لعَمَدًا من ياقوتٍ، عليها غُرَفٌ من زَبَرْجَدٍ، لها أبوابٌ مُفتَحةٌ، تُضيءُ كما ¬

_ (¬1) من (ظ)، وكذا الزيادة الآتية.

يضيء الكوكبُ الدُّريُّ". قلنا: يا رسول الله! مَنْ سُكَّانُها؟. قال: "المتحابُّون في اللهِ [-عَزَّ وجَلَّ-] ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المُنذريُّ: (محمّدُ بن أبي حُميدٍ، وموسى بن وَرْدَان: ضعيفان). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن مَنيع في "مسنده" (المطالب المسندة: ق 198/ ب) والحسين المروزي في "زوائد زهد ابن المبارك" (1481) وعبد بن حُمَيد في "المنتخب" (1432) وابن أبي الدُّنيا في "كتاب الإِخوان" (رقم:11) والبزّار (كشف- 3592) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 49/ أ) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2204) والبيهقي في "الشُّعب" (7/ 487) من طرقٍ عن محمد بن أبي حُميد به. وإسناده ضعيف: محمد بن أبي حُميد المدني، لَقَبُه: حمّاد، ضعيف كما في "التقريب". وشيخه وثّقه العجلي وأبو داود، وقال يعقوب بن سفيان والبزّار وأبو حاتم والدارقطني: لا بأس به. ونُقِل عن أبي حاتم أنه قال: ليس بالمتين، يُكتَب حديثه. وليّنه ابن معين، وضعّفه ابن حبان. فجزمُ المنذري بضعفه يُنبىء بعَدَمِ إحاطته بأقوال الأئمة فيه. وأشار المنذري في "الترغيب" (4/ 22) إلى ضعف الحديث فصدّره بـ (رُويَ). وقال الهيثمي (10/ 278): "وفيه محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف". أهـ. وكذا قال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (3/ ق 161/أ). والحديث ضعّفه الحافظ في "المطالب". وله شاهد من حديث ابن مسعود: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" وأبو يعلى في "مسنده الكبير" (كما في "المطالب": ق 92/ ب) -ومن طريق أبي يعلى: ابن عدي (2/ 688 - 689) - وابن أبي الدُّنيا في "الإخوان" (رقم: 10) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 77) وابن قدامة في "المتحابين" (56، 57) من طريق حُميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عنه مرفوعًا: "المتحابّون في الله

-عَزَّ وجَلَّ- على عمود من ياقوتٍ أحمر، في رأس العمود مائة ألف غرفة، فتضىء لأهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدُّنيا، مكتوب في جباههم: هؤلاء المتحابّون في الله". وحُميد ضعيف كما في "التقريب". وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 160): "رواه الحكيم الترمذي في النوادر من حديث ابن مسعود بسندٍ ضعيفٍ". 1203 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي: نا أبو غسّان مالك بن يحيى الدَّميري: نا يحيى بن هاشم: نا أبو خالد الواسطي عن زيد بن عليٍّ عن أبيه عن جدِّه: الحُسين. عن عليٍّ بن أبي طالب -رضوان الله عليه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا شفيعٌ لكلّ أخوين تحابّا في الله -عَزَّ وجَلَّ- منذُ بيعثتي (¬1) إلى يوم القيامةِ". أخرجه ابن قدامة في "المتحابين في الله" (رقم: 11) من طريق شيخ تَمّام به. وهو حديث موضوعٌ، في سنده كذّابان: أحدهما: أبو خالد الواسطي، واسمه: عمرو بن خالد الكوفي، نزل واسِطَ. كذّبه ابن معين، واتّهمه بالوضع غير واحدٍ. والآخر الراوي عنه: يحيى بن هاشم السّمسار كذّبه ابن معين وأبو حاتم، واتّهمه غيرهما. (اللسان: 6/ 279). وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 367 - 368) من طريق عمرو بن خالد الكوفي: ثنا أبو هاشم الرّماني عن زاذان أبي عمر الكِنْدي عن سلمان مرفوعًا. وفيه عمرو بن خالد أيضًا، وقد رواه على الوجهين، ولا عجبَ في ذلك فهو ممّا عملت يداه، عامله الله بما يستحق!. ¬

_ (¬1) في الأصل (بعثني) وعليها ضبّة، والمثبث من (ظ)، وعند ابن قدامة: (من مبعثي).

52 - باب: سؤال المحبوب عن اسمه ومنزله

52 - باب: سؤال المحبوب عن اسمه ومنزله 1204 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أحمد بن محمد بن أبي الخناجر: نا أبو تَوْبة الرّبيع بن نافع الحلبي: نا مسلمة بن عُلي عن عُبيد الله -يعني: ابن عمر- عن نافع. عن ابن عمر، قال: رآني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا أتلفّتُ، فقال لي: "ما لَكَ يا عبدَ الله؟ ". قلت: يا رسول الله! رجلٌ أحببتّه فأنا أطلبُه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أحببتَ رجلًا فاسْأله عن اسمِه واسمِ أبيه وعشيرتِه ومنزلِه. فإنْ مَرِضَ عُدْتَه، وإن كان في حاجةٍ أعنتَه، وإن كان غائبًا حَفِظْتَه في أهلِه". أخرجه البيهقي في "الشُّعب" (6/ 492) من طريق أبي توبة به، وقال: "تفرّد به مسلمة عن عُبيد الله، وليس بالقوي". أهـ. قلت: هو متروك كما في "التقريب"، فالسندُ واهٍ. وقال الترمذي -كما يأتي-: "لا يصحُّ إسناده". وقال العراقي في "تخريج الِإحياء" (2/ 176): "أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي في شعب الإِيمان بسندٍ ضعيفٍ". وله طريق آخر بلفظٍ مغايرٍ: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (6/ 65) وأبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" [كما في "المطالب" (المسندة- ق 92/ ب)]-وعنه عَبد بن حُميد في "المنتخب" (435) والبخاري في "التاريخ" (8/ 314) - وهنّاد في "الزهد" (486) -وعنه وعن غيره: الترمذي (2392) - والطبراني في "الكبير" (22/ 244) - وعنه وعن غيره: أبو نعيم في "الحلية" (6/ 181)، كلهم من طريق حاتم بن إسماعيل عن عمران بن مسلم القصير عن سعيد بن سلمان -أو: ابن سليمان- عن يزيد بن نَعامة الضبّي مرفوعًا: "إذا آخى

53 - باب: فضل الزيارة في الله

الرجلُ الرجلَ فليسأله عن اسمه واسم أبيه، وممّن هو، فإنه أوصل للمودّه". قال الترمذي: "هذا حديث غريبٌ لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. ولا نعرف ليزيد بن نَعَامة سماعًا من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وُيروى عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا، ولا يصحُّ إسنادُه). أهـ. وقال في "العلل" (2/ 833): "سألت محمدًا [يعني: البخاريَّ]، عن هذا الحديث، فقال: هو حديثٌ مرسلٌ. كأنّه لم يجعل يزيد بن نعامة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. قلت: وهذا دليل على أن البخاري يجعل يزيد من التابعين لا الصحابة، وبه تعلم غلط أبي حاتم في قوله: حكى البخاري أنّه له صحبةً وغَلِط!. كذا في "الجرح" (9/ 292) لابنه، وانظر تعليق العلامة المُعلّمي عليه. ومع إرساله فسعيد بن سلمان لم يذكروا عنه راويًا غير عمران القصير، ولم يوثّقه غير ابن حبّان. 53 - باب: فضل الزيارة في الله 1205 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلَم: نا سعد بن محمّد البيروتي: نا هشام بن عمّار: نا سعيد بن يحيى عن أبي حمزة الثُّمالي عن أبي إسحاق السَّبيعي عن الحارث. عن عليٍّ - رضوان الله عليه (¬1) -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ زارَ أخًا في الله - عَزَّ وجَلَّ- لا (¬2) لغيرِ التماسِ مَوعِدِ اللهِ وَتَنَجُّزِ ما عندَ اللهِ ¬

_ (¬1) في (ر): (رضي الله عنه). (¬2) في (ف): (إلَّا) وهو خطأ.

وكَلَّ اللهُ به سبعين (¬1) ألفَ مَلَكٍ يُنادونه من خلفِه: (أَلَا طِبْتَ وطابَتْ لك الجنَّةُ) مرّتين". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 520) -ومن طريقه البيهقي في "الشُّعب" (6/ 493) - من طريق هشام بن عمّار به. قال البيهقي: تفرّد به أبو حمزة عن أبي إسحاق. وإسناده واهٍ: الحارث ضعيف كذّبه الشعبي وابن المديني، وأبو حمزة اسمه ثابت بن أبي صفيّة ضعيفٌ رافضيٌّ كما في "التقريب". وفي الباب: ما أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (708) وأحمد (2/ 344) والترمذي (2008) -وحسّنه- وابن ماجه (1443) وابن أبي الدنيا في "الإِخوان" (97) وابن حبّان (712) والبيهقي (6/ 493) من طريق أبي سنان عيسى بن سنان القَسْمَلي عن عثمان بن أبي سَوْدة عن أبي هريرة مرفوعًا: "من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله ناداهُ مُنادٍ: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوّأت من الجنّة منزلًا". والقَسْمَلي ليّن الحديث كما في "التقريب". وفي الباب أيضًا: ما أخرجه البزّار (كشف - 1918) وأبو يعلى (4140) -ومن طريقه ابن قدامة في "المتحابين" (39) - وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 107) من طريق ميمون بن عجلان عن ميمون بنِ سياهٍ عن أنس مرفوعًا: "ما من عبد مسلم أتى أخاه يزوره في الله إلَّا ناداه منادٍ من السماء: أن طبت وطابت لك الجنة، وإلَّا قال الله في ملكوت عرشه: عبدي زار فيّ وعليَّ قِراه. فلم يرضَ له بثوابٍ دون الجنّة". وقال الهيثمي (8/ 173): "رجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان، وهو ثقة". أهـ. واستظهر الحافظ في "اللسان" (6/ 141) ¬

_ (¬1) في الأصل -وعليها ضبّة- و (ش) و (ف): (سبعون)، والمُثبت من (ظ) و (ر).

54 - باب: الإغباب بالزيارة

أنه عطاء بن عجلان الكذّاب!. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "المطالب" (ق 88/ ب) - وابن أبي الدنيا (102)، وابن قدامة في "المتحابّين" (38) من طريق الضحاك بن حُمرة عن حماد بن جعفر عن ميمون بن سِياهٍ مثله. والضحاك ضعيف، وشيخه ليّن الحديث. كذا في "التقريب". وابن سياه ضعّفه ابن معين ويعقوب بن سفيان، ووثّقه أبو حاتم. 54 - باب: الإغباب بالزيارة 1206 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أبو محمّد أزهرُ بن زُفَر الورّاق بمصر: نا محمّد بن مَخْلَد الرُّعَيْني أبو أسلم: نا سليمان بن أبي كَريمة عن مكحول عن قَزَعَة بن يحيى. عن حَبيب بن مَسلمة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (7/ ق 316/ أ) من طريق تمّام. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/ 25 - 26) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 137/ ب) و"الصغير" (1/ 107) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1112) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1239) - والحاكم (3/ 347) من طريق أزهر به. قال الطبراني: لا يُروى عن حبيب إلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به مسلمة. وإسناده واهٍ: محمَّد بن مَخْلَد قال ابن عدي: منكرُ الحديث، حدّث بالأباطيل. وقال الدارقطني: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: لم أرَ في حديثه منكرًا. (اللسان: 5/ 375). وشيخه ضعّفه أبو حاتم، وقال ابن عدي: عامّة أحاديثه مناكير. (اللسان: 3/ 102). وقال الهيثمي (8/ 175): "وفيه محمد بن مَخْلَد الرُّعيني، وهو ضعيف".

1207 - أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن قبّان البغدادي -قَدِمَ دمشق (¬1) -: نا أبو علي الحسن بن عُلَيْل العَنَزيّ: نا عبد الله بن المُثنّى: نا عَوْبَد بن أبي عمران الجَوْنيُّ عن أبيه عن عبد الله بن الصّامت. عن أبي ذرٍّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذزٍّ! زُرْ غِبًّا تزدَدْ حُبًّا". أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 424) -ومن طريقه ابن الجوزي (1232) - وأبو الشيخ في "الأمثال" (رقم: 19) من طريق عبد الله بن المثنّى به. وأخرجه البزّار (كشف- 1923) وابن عدي (3/ 1144 و 5/ 2019) وأبو الشيخ (رقم: 19) والقضاعي في "مسند الشهاب" (632) من طريقٍ آخر عن عَوْبَد به. قال البزّار: لا نعلمه يروى عن أبي ذرٍّ إلَّا من هذا الوجه، ولا رواه عن أبي عمران إلَّا ابنه عوبد، ولم يكن بالقوي، وقد حدّث عنه أهل العلم. وقال العقيلي: لا يُتابع عليه، والروايات في هذا الباب فيها لينٌ. وقال ابن عدي: ليس في أحاديثه -يعني عَوْبَد- أنكرُ من هذا. وإسناده واهٍ: عَوْبَد قال ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو داود: حديثه شبه البواطيل. وتركه النسائي. (اللسان: 4/ 386 - 387). ونقل ابن عدي عن العباس بن يزيد البحراني أنّه قال عن رواية عَوْبَد لهذا الحديث: لقّنه ذاك الفاجر. يعني: سليمان الشاذكوني. أخرجه ابن عدي من طريقه. والشاذكوني متروك متّهم. (اللسان: 3/ 84 - 88). وقال الهيثمي (8/ 175): "وفيه عَوْبَد بن أبي عمران، وهو متروك". ¬

_ (¬1) ما بين الشرطتين ليس في (ظ).

1208 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا إسحاق بن سيّار النَّصيبيّ: نا محمّد بن عمرو بن عثمان الجُعْفي: نا ضِمام بن إسماعيل عن أبي قَبيل. عن عبد الله بن عمرو، قال: ما زلنا نسمعُ: (زُرْ غِبًّا تزددْ حُبًّا) حتّى سَمِعنا ذلك من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 229) عن أبيه عن الجُعْفي به. ومحمد بن عمرو بن عثمان الجُعْفي لعلّه الذي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح" (8/ 33 - 34) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال أبو حاتم -كما في "العلل"-: "وليس هذا الحديث بصحيحٍ، إنما يرويه ضِمام مبتر [كذا، ولعله: مبتورًا] ". وقد تابعه سُويْد بن سعيد، أخرجه ابن أبي الدُّنيا في "الإِخوان" (ص 166 - 167) وابن عدي (4/ 1424) وأبو الشيخ (18) وابن الجوزي (1234). وسُويْد قال الحافظ في "التقريب": صدوق في نفسه إلَّا أنه عمي فصار يتلقّن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القولَ. أهـ. فمثله يُستشهد به. وقال الهيثمي (8/ 175): "رواه الطبراني، وإسناده جيّدٌ". وتابعهما أيضًا أحمد بن عيسى العسكري عند الخطيب في "التاريخ" (9/ 300) وابن الجوزي (1233)، وأحمد كذّبه ابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال الخطيب: ما رأيت لمن تكلم فيه حجّة توجب تركَ الاحتجاجِ بحديثه. وقال الحافظ في "التهذيب" (1/ 65): "قلت: إنّما أنكروا عليه ادّعاء السماع، ولم يُتَّهم بالوضع، وليس في حديثه شيءٌ من المناكير". 1209 - حدّثنا أبو علي محمد بن هارون الأنصاري: نا أبو عُلاثة محمد بن عمرو بن خالد بمصر: نا أبي: نا عيسى بن يونس عن بَهْز بن حَكيم عن أبيه.

عن جدِّه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "زُرْ غِبًّا تزددْ حُبًّا". شيخ تمّام قال الكتّاني: كان يُتَّهم. (اللسان: 5/ 411). وقد ورد الحديث أيضًا من رواية: علىٍّ، وجابر، وابن عمر، وأبي هريرة، وعائشة: أما حديث عليٍّ: فأخرجه ابن أبي الدُنيا في "الِإخوان" (ص 165) وأبو الشيخ (14) وابن الجوزي (1231) من طريق سويد بن سعيد عن القاسم بن غصن عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النُّعمان بن سعد عنه. وإسناده ضعيف: عبد الرحمن ضعيف كما في "التقريب". والنعمان لم يرو عنه غير عبد الرحمن ففيه جهالة. وسويد تقدّم الكلام عليه. وأمّا حديث جابرٍ: فأخرجه أبو الشيخ (17) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 143) من طريق محمد بن عبيد الله العَرْزَميّ عن أبي الزُّبير عنه، والعَرْزَميّ متروك كما في "التقريب". وأمّا حديث ابن عمر: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 87) وابن عدي (3/ 1005 - 1006) من طريق رَوْح بن صلاح: ثنا ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عنه مرفوعًا: "زوروا ... ". وقال الطبراني: "لم يروه عن نافع إلا يزيد، ولا عن يزيد إلا ابن لهيعة، تفرّد به رَوْحٌ". إسناده ضعيف: ابن لَهِيعة اختلط بعد احتراق كتبه، ورَوْح ضعّفه ابن عدي والدارقطني، ووثّقه ابن حبّان والحاكم. (اللسان: 2/ 465 - 466). وقال الهيثمي (8/ 175): "وفيه ابن لَهِيعة وحديثُه حسن، وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. وأخرجه ابن عدي (2/ 448) من طريق بشر بن عبيد الدّارسي

عن يزيد بن عبد الله القرشي عن عطاء عنه مرفوعًا. والدراسي كذّبه الأزدي وقال ابن عدي: منكر الحديث، بيّن الضعف. (اللسان: 2/ 26). وأمّا حديث أبي هريرة: فله طرق: الأول: أخرجه الطيالسي (2535) والحارث بن أبي أسامة (المطالب: ق 88/ ب) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 322) والقضاعي في "مسند الشهاب" (630) - والحربي في "غريب الحديث" (2/ 609) وابن أبي الدنيا في "الِإخوان" (104) والبزّار (كشف- 1922) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 224 - 225 و4/ 192) -ومن طريقه ابن الجوزي (1235) - وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 148/ ب) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 137/ ب) وابن حبّان في "الثقات" (9/ 172) وابن عدي (4/ 1427) وأبو الشيخ (15) والقضاعي (629، 631) والبيهقي في "الشُّعب" (6/ 328) من طرقٍ عن طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء عنه مرفوعًا. وإسناده واهٍ: طلبة متروك كما في "التقريب". وقال البزّار: "لا يُعلم في حديث "زر غبا تزدد حبًّا" حديث صحيح". وقال البيهقي: "وطلحة بن عمرو غير قوي، وقد رُوي هذا الحديث بأسانيدُ هذا أمثلُها". وقد تابع طلحةَ جماعةٌ، وهم: 1 - الأوزايُّ: أخرج متابعته الطبراني في "الأوسط" (1775) من طريق عبد الرحمن بن سعيد بن أيوب السُّكّري عن الوليد بن مسلم عنه. والوليد يُدلّس تدليس التسويّة، ولم يُصرّح بالتحديث. والراوي عنه لم أعثر على ترجمته. وأخرجه الخطيب (6/ 57) -ومن طريقه ابن الجوزي (1236) - من طريق محمد بن خُليد عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي به. وابن خُليد أورد

ابن حبّان هذا الحديث في ترجمته من "المجروحين" (2/ 302 - 303): وقال: "أمّا هذا الحديث فهو حديث عيسى بن يونس عن طلحة بن عمرو عن عطاء، فجعل مكانَ طلحةَ الأوزاعيَّ". وقال عنه: "يقلبُ الأخبارَ، وُيسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". أهـ. وضعّفه الدارقطني، وقال أبو زُرعة: حدّث بأباطيل. "اللسان": 5/ 158 - 159) ونقل ابن الجوزي عن ابن عدي أنّه قال: يضع الحديث. 2 - محمد بن عبد الملك الأنصاري: أخرج متابعته ابن عدي (6/ 2169)، وهو متروك كذّبه أحمد. (اللسان: 5/ 265 - 266). وقال ابن عدي: قد رُوي عن طلحة بن عمرو، وهو معروف به. 3 - ابن جريج: أخرج متابعته العقيلي (4/ 192) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 137/ ب) وابن حبّان في "الثقات" (9/ 172) من رواية منصور بن إسماعيل الحرّاني عنه. قال الطبراني: لم يروه عن ابن جريج إلا منصور. ومنصور قال العقيلي: لا يُتابع عليه. وقال عن الحديث: ليس بمحفوظٍ من حديث ابن جريج، وإنّما يُعرف بطلحة بن عمرو، وتابعه قومٌ نحوه في الضعف. أهـ. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يُغرِب. وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 341) من رواية بقيَّة عن عبد الله بن سالم عن ابن جريج به، ونقل عن أبيه أنه قال: "هذا حديثٌ منكرٌ، إنّما يرويه طلحة بن عمرو عن عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". أهـ. وبقيّة معروف بتدليس التسوية، وروايته هذه عند أبي طاهر الذهلي في الجزء (23) من حديثه (رقم: 114). 4 - يحيى بن أبي سليمان المدني: أخرج متابعته ابن عدي (7/ 2686) وأبو طاهر الذهلي (113)، والبيهقي في "الشعب" (6/ 328)، والخطيب في "التاريخ" (14/ 108)، "والمُوضح" (2/ 10)، ويحيى قال

البخاري: منكر الحديث. قال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بالقوي، يُكتب حديثُه. ووثّقه ابن حبّان والحاكم. 5 - عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي: أخرج متابعته ابن عدي (5/ 1810) وأبو الشيخ (16). وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، فتعقّبه الذهبي في "الميزان" (3/ 47) قائلًا: "هكذا ذكره ابن عدي هنا فوهم، وإنّما هذا الوقّاصي لا الجُمَحي". أهـ. والوقّاصي متروك وكذّبه ابن معين كما في "التقريب". الثاني: أخرجه العقيلي (2/ 138) وابن عدي (3/ 1138) وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 217) من طريق سليمان بن كرّان -أو: كرّاز-: ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن عنه مرفوعًا. وسليمان قال العقيلي: الغالبُ على حديثه الوهمُ. وقال البزّار وعبد الحق: ليس به بأس. (اللسان: 3/ 101) والمبارك وشيخه مدلّسان، وقد عنعنا. وقال ابن عدي: لا يحتمل عن المبارك؛ لأنّه لا بأس به. يعني أن سليمان هو علّة الحديث. الثالث: أخرجه ابن عدي (3/ 1077) -ومن طريقه ابن الجوزي (1237) - من طريق عبد الملك الذِّماري عن زهير بن محمد الخراساني عن إسماعيل بن وَرْدَان عنه مرفوعًا. وزهير ضعيف إذا روى عنه الشاميون، وعبد الملك دمشقي، وهو ليّن الحديث كما في "التقريب". والتابعيُّ لم أقف على ترجمته. الرابع: أخرجه أبو نعيم بني "أخبار أصبهان" (2/ 115) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن الجارود: نا هلال بن العلاء: نا معمر بن مَخلد السُّروجي: نا عَبدة عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عنه مرفوعًا. أورده في ترجمة ابن الجارود ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا، ففيه جهالة.

الخامس: أخرجه العسكري -كما في "المقاصد" (ص 233) - من طريق محمد بن عبد الله بن عُلاثة عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عنه مرفوعًا. وابن عُلاثة مختلف فيه: فقد وثّقه ابن معين وابن سعد، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به. وقال البخاري: في حديثه نظر. وتركه الدارقطني، وقال الأزدي: حديثه يدلّ على كذبه. وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يُحتجُّ به. وقال ابن حبّان: كان يروي الموضوعات عن الثقات. وقال الحاكم: ذاهب الحديث، يروي عن الأوزاعي وغيره أحاديثَ موضوعةً. السادس: أخرجه الخِلَعِيُّ في "فوائده" -كما في "المقاصد" (ص 233) - من طريق عون بن الحكم بن سنان -في الأصل: سنان بن الحكم. وهوقلب- عن أبيه عن يحيى بن عتيق عن ابن سيرين عنه مرفوعًا. والحكم ضعيف كما في "التقريب". وأمّا حديث عائشة: فأخرجه الخطيب (10/ 182) -ومن طريقه ابن الجوزي (1240) - قال: أنا أحمد بن محمد العتيقي: ثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن حفص اليمني بمصر: ثنا أبو محمد عبد الله بن وهبان إملاءً: ثنا أبو عقيل الجمّال: ثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عنها مرفوعًا. قال ابن الجوزي: أبو عقيل مجهول. أهـ. فتعقّبه الحافظ في "التهذيب" (11/ 195): "كذا قال! وقد أخطأ في ذلك". أهـ. وذكر في ترجمة أبي عقيل -واسمه: يحيى بن حبيب الكوفي- عن ابن أبي حاتم أنّه قال: هو صدوق. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: ربّما أخطأ وأغرب. قلت: وهذا الإِسناد ليس فيه موضعٌ يُنظر فيه إلا شيخُ شيخِ الخطيب: محمد بن الحسين بن حفص اليمني، فإنّي لم أعثر على ترجمته. ومما يدلُّ على أنه غير محفوظ عن عائشة: ما أخرجه ابن حبّان (523)

من طريق عثمان بن أبي شيبة: ثنا يحيى بن زكريّا عن [في الأصل: ابن] إبراهيم بن سُويد النخعي: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء، قال: دخلتُ أنا وعُبيد بن عُمير على عائشة، فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزور. فقال: أقول يا أمّه كما قال الأول: زر غبًّا تزدد حبًّا. قال: فقالت: دعونا من بَطالتكم هذه. ثم ذكرت حديثًا. وإسناده صحيح. والبطالة بفتح الباء: الهَزْل كما في "القاموس". فلو كانت عائشة قد سمعت هذه المقالة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَمَا وصفتها بذلك، بل هذا دليل على نكارة ما رُوي عنها. وأخرج عَبْد بن حميد وابن مردويه في "تفسيريهما" -كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 440) - وابن أبي الدُّنيا في "الِإخوان" (رقم: 105) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 225) -واللفظ لعَبْدٍ- من طرقٍ عن أبي جَنَاب عن عطاء قال: دخلت أنا وابن عمر وعبيد بن عُمير على أم المؤمنين عائشة. ثم قال: قالت: يا عبيد ما يمنعك من زيارتنا؟. قال: ما قال الأول: زُر غِبًّا تزدد حبًّا. قالت: إنّا لنحبُّ زيارتك وغشيانك. قال ابن عمر: دعينا من بَطالتكما هذه. وأبو جَناب اسمه يحيى بن أبي حيّة ضعّفوه لكثرة تدليسه. كذا في "التقريب". فصل: في أقوال أهل العلم في هذا الحديث: تقدّم قولُ البزّار: لا يُعلم فيه حديثٌ صحيحٌ. وقال العقيلي في "الضعفاء" (2/ 139): "ليس في هذا الباب عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - شيءٌ يثبت". وقال ابن حبّان في "روضة العقلاء" (ص 116): "وقد رُوي عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أخبارٌ كثيرة تُصرّح بنفي الِإكثار من الزيارة حيث يقول: "زُر غبًّا تزدد حبًّا" إلَّا أنّه لا يصحُّ منها خبرٌ من جهة النَّقْلِ، فتنكّبْنا عن ذكرها" أهـ.

وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 252 - 255) من طرق عدّة، ثمّ قال: "هذه الأحاديث ليس فيها ما يثبتُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ثمّ شرع يبيّن عِلَلَها. وأورده الصغاني في "الدر الملتقط" (رقم: 25) حاكمًا بوضعه! وهذا يدل على عدم معرفته بهذا الفنِّ، إذ إنّ للحديث طرقًا لا يتهيّأ الحكم عليها بذلك. وقال الحافظ المنذري في "الترغيب" (3/ 367): "وهذا الحديث قد رُوي عن جماعة من الصحابة، وقد اعتنى غير واحدٍ من الحفّاظ بجمع طرقه والكلامِ عليها، ولم أقف له على طريق صحيح كما قال البزّار، بل له أسانيد حسان عند الطبراني وغيره". أهـ. قلت: حتى أسانيد الطبراني لا تسلمُ من الضعف. وممن جمع طرقه من المتقدمين الحافظ أبو نعيم -كما في "الفتح" (10/ 498) -، والحافظ ابن حجر فقد قال في "الفتح" (10/ 498): "وقد ورد من طرقٍ أكثرها غرائب، لا يخلو واحدٌ منها من مقال"، ثمّ قال: "وقد جمعتُها في جزءٍ مفردٍ". أهـ. وقد سمّى هذا الجزء -كما نقله السخاوي في "المقاصد" (ص 233) - "الإِنارة بطرق غبّ الزيارة". والذي يترجّح أن الحديث حسنٌ لغيره، فله طرق ضعاف غير شديدة الضعف (¬1)، إذا ما ضُمّت إلى بعضها ارتقى بها الحديث إلى مرتبة الحسن، وإلى هذا مال السخاوي في "المقاصد" (ص 233) فقال: "وبمجموعها يتقوّى الحديث، وإن قال البزّار أنّه ليس فيه حديث صحيح، فهو لا ينافي ما قلناه". أهـ. ¬

_ (¬1) ثلاثة منها عن ابن عَمرو، وواحدٍ عن كلٍّ من علي وابن عُمر وعائشة، وسبعة عن أبي هريرة.

55 - باب: قول الرجل للرجل: (لبيك)

أمّا القطع بصحة الحديث -كما فعل بعض العصريّين- فمنافٍ لقواعد التصحيح، والله أعلم. وفي "مجمع الأمثال" (1/ 322) للميداني: "قال المفضّل: أوّل من قال ذلك: معاذ بن صَرْمٍ الخُزاعي". ثم ذكر قصةَ هذا المثل. 55 - باب: قول الرجل للرجل: (لبّيك) 1210 - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عَلّان الحرّاني: نا أحمد بن علي بن المُثنّى: نا جُبَارة بن المُغَلِّس: نا حمّاد بن زيد: نا إسحاق بن سُويد العَدَوي عن يحيى بن يَعْمَر عن ابن عمر. عن عُمر أن رجلًا نادى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا، كل ذلك يردُّ عليه: "لبّيكَ! لبّيكَ! ". إسناده ضعيف من أجل جُبارة، فإنه ضعيف كما في "التقريب". 56 - باب: النهي عن التكنّي بأبي القاسم 1211 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم: نا محمد بن عبد الله اليَافُوني: نا أبو عُمير (¬1) عيسى بن يونس: نا سفيان عن أيّوب بن موسى عن ابن سيرين، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "تَسَمَّوا باسمي، ولا تَكَنَّوا بكُنيتي". ¬

_ (¬1) كذا في الأصول وعليه ضبّة، والصواب: (عمرو)، وعيسى بن يونس هو السَّبيعي.

57 - باب: فيمن سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو غير اسمه

أخرجه البخاري (10/ 571) ومسلم (3/ 1684) من طريق سفيان بن عيينة به. وأخرجه أيضًا من حديث أنس وجابر. 57 - باب: فيمن سمّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو غيّر اسمه 1212 - أخبرنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حيّة البزّازُ قراءةً عليه في منزله بعَقَبَة الصُّوف في آخرين، قالوا: نا أبو الحسن مُساوِر بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية يسار بن سَبُع المُزَنيُّ، قال: حدّثني أبي: شهاب عن أبيه: مسرور بن مُساوِر عن جدّه: سعد بن أبي الغادية. عن أبيه، قال: فَقَدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أبا الغَادية في الصّلاةِ، فإذا به قد أقبلَ، فقال: "ما خلّفك عن الصلاةِ يا أبا الغادية؟ ". فقال: وُلِدَ لي مولودٌ يا رسول الله. فقال: "هل سمّيتَه؟ ". فقال: لا. فقال: "فجئني (¬1) به". فجاءَ به، فمَسَحَ على رأسه بيده، وسمّاه: سعدًا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (أبو الغَادية هو الجُهَنيُّ، اسمه: يَسار بن سَبُعٍ، وقيل: ابن مسلم، وهو قاتل عمّار بن ياسر، رضي الله عنهم). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ ق 99/ ب و16/ ق 206/ أ - ب، ق 207/ ب) من طريق تمام به. وإسناده مظلمٌ: مُساوِر وأبوه وجدّه مجاهيل، ذكرهم ابن عساكر في "تاريخه" [في المواضع السابقة لكن بدل الأول: 8/ ق 70/أ]، ولم يحك فيهم جرحًا ولا تعديلًا. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ف) وهامش (ر) وتاريخ ابن عساكر: (فجىء).

1213 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النَّصري: نا عبد الله بن عمران بن موسى البغدادي: نا أبو بكر بن أبي شيبة: نا يحيى بن يعلى التَّيميُّ عن عبد الملك بن عُمير عن ابن أخي عبد الله بن سَلَام. عن عبد الله بن سَلَام، قال: كان اسمي في الجاهلية: فُلان (¬1)، فسمّاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: عبدَ الله بن سَلَام. هو في "مصنّف ابن أبي شيبة" (8/ 664 - 665). ومن طريقه: أخرجه أحمد (5/ 451) وابن ماجه (3734) وأبو يعلى (رقم: 7498) وابن عساكر (9/ ق 192/ أ - ب). وأخرجه الترمذي (3256، 3803) عن علي بن سعيد الكِنْدي عن يحيى بن يعلى به، وقال: "هذا حديثٌ غريبٌ، إنما نعرفه من حديث عبد الملك بن عمير. وقد روى شعيب بن صفوان عن عبد الملك فقال: عن ابن محمد بن عبد الله بن سَلَام عن جدّه عبد الله بن سَلَام". وقال البوصيري في "الزوائد" (2/ 253): "هذا إسنادٌ فيه مقالٌ: ابن أخي عبد الله بن سَلَام لم يُسمَّ. قاله في "الأطراف"، وما علمتُه. وباقي رجال الإِسناد ثقاتٌ". وأخرجه ابن عساكر من طريق ابن سعد صاحب "الطبقات": أنا محمد بن عمر: نا نَجيج أبو معشر عن المقبري وأبي وهب مولى أبي هريرة، قالا: كان اسم عبد الله بن سلام: الحُصَين، فسمّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عبد الله. ومحمد بن عمر هو الواقديُّ متّهمٌ، وشيخه ضعيف، والحديث مرسلٌ. ¬

_ (¬1) ذكروا أنّ اسمه كان حُصينًا. انظر: "تاريخ ابن عساكر".

1214 - أخبرنا أبو عبد الملك هشام بن محمَّد بن جعفر بن هشام بن الكِنْدي ابن بنت عَدَبَّس قراءةً عليه في سنة أربعين وثلاثمائة: نا أبو عَمرو عثمان بن خُرَّزاذ: نا عمرو بن مرزوق: نا عِمران القطّان عن قتادة عن زُرارة عن سعد بن هشام. عن عائشة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -سمع رجلًا يقول لرجل: يا شِهابُ!. قال: "بَلْ (¬1) أنت هشام". أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (825) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 145/ أ) من طريق عمرو بن مرزوق به. وأخرجه الطيالسي (1501) -وعنه أحمد (6/ 75) - عن عمران به. قال الهيثمي (8/ 51): "وفيه عمران القطّان وثّقه ابن حبّان وغيره، وفيه ضعف. وبقية رجاله رجال الصحيح". أهـ. ووثّقه عفّان والعجلي، وقال الساجي والحاكم: صدوق. وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث. وضعّفه ابن معين وأبو داود النسائي. وله شاهد يُحسّن به: أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 171) من طريق علي بن زيد عن الحسن عن هشام بن عامر أنّه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما اسمك؟ ". فقال: شهاب. قال: "بل أنت هشام". وعلي بن زيد هو بن جُدعان ضعيف الحفظ، والحسن مدلّس وقد عنعن. وقال الهيثمي (8/ 51): "وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث، وفيه ضعف. وبقيّة رجاله رجال الصحيح". 1215 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذْرَعيُّ قراءةً عليه: ¬

_ (¬1) سقطت (بل) من (ظ).

نا أحمد بن شُعيب النّسائي، قال: أخبرني سُوَيْد بن نَصْرٍ: أنا عبد الكبير بن دينار عن أبي إسحاق. عن البَرَاء أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لرجلٍ: "ما اسمك؟ ". قال: نُعْمٌ. قال: "أنت عبدُ الله". أخرجه الطبراني في "الكبير" (2/ 10) و"الأوسط" (2/ 403) عن شيخه النسائي به، وقال: "لم يروه عن أبي إسحاق إلَّا عبد الكبير". أهـ. وقد رواه غيره كما يأتي. قال الهيثمي (8/ 53): "رجاله ثقات". أهـ. قلت: عبد الكبير ذكره ابن حبّان في "الثقات" (7/ 139)، ولم أر من وثّقه غيره، ففيه جهالة. 1216 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه، قال: نا محمَّد بن عيسى بن حيّان المدائني بالمدائن: نا محمّد بن الفَضْل بن عطيّة: نا أبو إسحاق. عن البَرَاء أنّه كان رجلٌ يُقال له: نُعْمٌ، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أنت عبدُ الله". إسناده تالف: ابن عطية قال في "التقريب": كذّبوه. والراوي عنه تركه الدارقطني والحاكم، وضعّفه اللّالكائي، ووثّقه ابن حبّان والبَرْقاني. (اللسان: 5/ 333). 1217 - حدثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو بكر محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن نبهان الرّازي: نا محمد بن حُميد الرّازي: نا مِهْران بن أبي عمر العطّار: نا عيسى بن يزيد أبو معاذ النَّحوي عن أبي إسحاق الهَمْدَاني. عن البَرَاء بن عازِب، قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما اسمُك؟ ". قال: نُعْمٌ. قال: "أنت عبدُ الله". إسناده تالف: محمد بن يوسف الرّازي قال الدارقطني: "شيخ دجّال

58 - باب: كنية الصبي

كذّاب، يضعُ الحديث والقراآت والنُّسخَ، ووضع نحوآ من ستين نسخة قراآت ليس لشيءٍ منها أصل، ووضع من الأحاديث المسندة ما لا يُضبط". (تاريخ بغداد للخطيب: 3/ 397 - 398) وشيخه ضعيف، ومنهم من اتّهمه. 58 - باب: كنية الصبيّ 1218 - حدّثنا علي بن الحسن بن عَلّان: نا عبد الله بن زَيْدان بن بُريد الكوفي: نا علي (¬1) بن زُريق الطُّهَوي: نا سفيان عن الزُّهري. عن أنس بن مالك أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا أبا عُمَير! مافعل النُّغَيرُ؟ ". هكذا وقع في سند تمام: (علي بن زُرَيق) وهو وهم من تمَّام أو شيخه، والصواب: (أبو علي الحسن بن زُريق). هكذا أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 748) عن شيخه ابن زيدان به، وأخرجه العقيلي (1/ 226) وابن حبّان في "المجروحين" (1/ 240) من طريقين آخرين عن ابن زُريق به. وابن زُريق قال العُقيلي: "عن ابن عيينة بحديثٍ ليس له أصلٌ من حديث الزُّهريِّ وليس بمحفوظٍ عن ابن عيينة". ثم ذكر هذا الحديث، وقال: "هذا الحديث من حديث أنس مشهورٌ معروفٌ صحيحٌ من غير هذا الطريق". وقال ابن حبّان: "شيخٌ يروي عن ابن عيينة المقلوبات تجبُ مجانبةُ حديثه على الأحوال، روى عن ابنُ عيينة ... " وذكر الحديث، ثم قال: ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وصوابه: الحسن كما أوضحته في الكلام على الحديث.

59 - باب: الأذان في أذن المولود

"ما روى هذا الخبرَ الزهريُّ ولا ابن عيينة قطُّ! والمتنُ صحيحٌ، والإِسنادُ مقلوبٌ". وقال ابن عدي: "حدّث عن ابن عيينة وأبي بكر بن عيّاش وغيرهما بأشياء لا يأتي بها غيره". وذكر الحديث، ثم قال: "وهذا رواه عن أنس جماعةٌ، مثل: حُميد الطويل وثابت وأبو التيّاح وغيرهم، وهو من حديث الزُّهري عنه غريبٌ، ومن رواية ابن عيينة عن الزُّهري لا أعلم رواه غير الحسن بن زُرَيق الطُّهَوري هذا". وقال: "ولم أر له أنكرَ من هذا، فلا أدري وَهِمَ فيه أو أخطأ أوتعمّدَ". والحديثُ أخرجه البخاري (1/ 582) ومسلم (3/ 1692 - 1693) من طريق أبي التيّاح عن أنس. 59 - باب: الأذان في أذن المولود 1219 - أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن عمر: نا أبو شُعيب الحرّاني: نا عُبيد الله بن عمرو الأموي. عن القاسم بن حفص العُمَريّ: نا عبد الله بن دينار. عن ابن عمر أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أذّنَ في أُذُنِ الحَسن والحُسين حين وُلدا -عليهما السلام (¬1) -. إسناده تالفٌ: القاسم بن حفص هو: ابن عبد الله بن عمر بن حفص، نُسِب إلى جده، قال في "التقريب": "متروك رماه أحمد بالكذب". وأخرج عبد الرزاق (4/ 336) وأحمد (6/ 9، 391، 392) وأبو داود (5105) والترمذي (1514) -وقال: حسن صحيح- والرُّوياني في ¬

_ (¬1) في (ظ): (رضي الله عنهما).

"مسنده" (ق 134/ أ) والطبراني في "الكبير" (1/ 294 و 3/ 18) والحاكم (3/ 179) -وصحّحه- والبيهقي في "السنن" (9/ 305) و"الآداب" (602) و"الشّعب" (6/ 389، 390) من طريق الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أذّن في أُذن الحسن بن علي بالصلاة حين ولدتُه فاطمةُ. وإسناده ضعيف: قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" (حاشية البيهقي): "قلت: في سنده عاصم بن عبيد الله سكت عنه البيهقي هنا، وهو ضعيف عندهم، وقد ضعّفه البيهقي أيضًا في باب استبانة الخطأ". وقال الحافظ في "التلخيص" (4/ 149): "ومداره على عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف". أهـ. وتعقّب الذهبي تصحيح الحاكم، فقال: "قلت: عاصم ضُعِّف". والحديث ضعّفه ابن القطّان كما في "تخريج الإحياء" (2/ 53). وأخرجه الطبراني (1/ 292 و 3/ 18 - 19) من طريق حمّاد بن شعيب عن عاصم بن عبيد الله عن الحسين عن أبي رافع أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أذّن في أذن الحسن والحسين حين وُلِدا وأمر به. قال الهيثمي (4/ 60): "وفيه حمّاد بن شعيب، وهو ضعيفٌ جدًّا". ورُوي من حديث ابن عباس: أخرجه البيهقي في "الشعب" (6/ 390) من طريق محمد بن يونس: ثنا الحسن بن عمرو بن سيف السَّدوسي: ثنا القاسم بن مُطيّب عن منصور بن صفيّة عن أبي مَعْبَد عنه أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أذّن في أذن الحسن بن علي يوم وُلِد: فأذّن في اليمنى، وأقام في اليسرى. قال البيهقي: في إسناده ضعف. أهـ. قلت: بل سنده واهٍ. محمد بن يونس هو الكُدَيمي كذّبه أبو داود، واتهمه بالوضع غير واحدٍ. والحسن بن

60 - باب: العطاس والأدب فيه

عمرو كذّبه ابن المديني والبخاري. والقاسم قال ابن حبَّان: كان يخطئ كثيرًا فاستحقّ الترك. فمثل هذا الإِسناد لا يتقوّى به طريق أبي رافع، والله أعلم. 60 - باب: العطاس والأدب فيه 1220 - أخبرنا محمد بن حُميد بن سليمان: نا أحمد بن ضياء بن جُلاح بن كثير قراءةً عليه. بـ (مسرابا): نا أبو الجُمَاهِر محمد بن عثمان: نا بقيّة عن معاوية (¬1) أبي مُطيع عن عبد الله بن ذكوان أبي الزّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حدّث حديثًا فعُطِس عنده فهو حقٌّ". أخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" (المطالب: ق 88/ أ) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 144/ ب) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2397) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (7/ 33 - 34) - وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 77) من طريق بقيَّة به. قال الطبراني: "لا يُروى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به بقيَّة". أهـ. وقال البيهقي: "معاوية بن يحيى هذا أبو مطيع الأَطْرابُلسي فيما زَعَمَه ابنُ عدي. وهو منكرٌ عن أبي الزّناد". قلت: أخرجه ابن عدي في ترجمة الأَطْرابُلسي وصُرِّح بكنيته في سند تمام، وفي طبقته: معاوية بن يحيى الصَّدَفي، وكنيتُه أبو رَوح، ولم يتنبّه ابن الجوزي لذلك فنقَلَ فيه ما قيل في الصدفي! وتابعه على هذا الوهم ¬

_ (¬1) في الأصل و (ظ) و (ز): (بن أبي) وعلى (بن) ضبّة في (ظ) و (ر)، والصوابُ حذفها كما في (ف) فأبو المطيع كُنية معاوية.

الهيثمي (¬1) أيضًا! فقال في "المجمع" (8/ 59): "وفيه معاوية بن يحيى الصَّدفي، وهو ضعيفٌ". والأَطْرابُلسي خيرٌ من الصَّدَفي، قال ابن معين: صالح ليس بذاك القوي. وقال دُحَيم وأبو داود والنسائي: لا بأس به. ووثّقه هشام بن عمّار وأبو زُرعة وأبو علي النيسابوري، وقال أبو حاتم: صدوق مستقيم الحديث. وضعّفه البغوي والدارقطني. وفي الإسناد: بقيَّةُ بن الوليد وهو مدلّس، وقد صرّح بالتحديث عند الطبراني، لكن هذا غير كافٍ؛ لأن بقيّة يدلّس تدليسَ التسوية -وهو أقبحُ أنواع التدليس- ولذا فمن الضروري أن يصرّح جميع الرواة بالتحديث لنأمنَ تسويةَ بقيّة، وإلا فالسندُ ساقطٌ كما هو الحال في هذا الحديث. ولذا قال أبو حاتم لمّا سئل عن هذا الحديث -كما في "العلل" لابنه (2/ 242) -: "هذا حديثٌ كذبٌ". أهـ. ويزيد ابنُ القيّم الأمرَ وضوحًا فيقول في "المنار المُنيف" (ص 51) بعد أن ذكر أنّ من علامات الحديث الموضوع تكذيبَ الحسّش له: "وكذلك حديث إذا عطس الرجل عند الحديث فهو دليل صدقه! وهذا -وإن صحَّح بعضُ الناس سندَه- فالحِسُّ يشهد بوضْعِه؛ لأنّا نشاهِدُ العُطاسَ والكَذِبُ يعمل عملُه! ولو عَطَسَ مائة ألف رجلٍ عند حديث يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يُحكم بصحته بالعُطاس، ولو عَطسُوا عند شهادةِ زُورٍ لم تُصدَّق". وسُئل النوويُّ -كما في "فتاويه" لابن العطّار ص 52 - عن هذا الحديث: هل له أصل أم لا؟ فقال: "نعم له أصل أصيلٌ: روى أبو يعلى الموصلي في مسنده بإسنادٍ جيّد حسنٍ عن أبي هريرة" وذكر الحديث، ثم ¬

_ (¬1) وكذا الشيخ الألباني في "الضعيفة" (1/ 168)، وعبد القادر الأرناؤوط في "تعليق على الأذكار" (ص 236).

قال: "كل رجال إسناده ثقات متقنون إلّا بقيّة بن الوليد فمختلفٌ فيه، وأكثرُ الحفّاظ والأئمة يحتجّون بروايته عن الشاميّين، وهو يروي هذا الحديث عن معاوية بن يحيى الشاميّ". وكذا قال في "الأذكار" (ص 235)، وقد بيّنتُ ما أُخِذ على بقيّة، ووصفُ معاويةَ بن يحيى بأنه ثقةٌ متقنٌ فيه تسامحٌ لا يخفى. وقال ابن الجوزي: "هذا حديث باطلٌ". وهو الصواب. وقال البوصيري في "مختصر الِإتحاف" (2/ ق 161/ أ): "سنده ضعيف لتدليس بقيّة". وأخرجه ابن عدي (4/ 1496 - 1497) من طريق عبد الله بن جعفر المديني أبي علي عن أبي الزّناد به بلفظ: "إذا عطس أحدكم عند حديث كان حقًّا". وعبد الله هذا ضعيف تركه النسائي. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 144/ ب) عن شيخه جعفر: ثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن مروان بن شجاع الحرّاني بالرّقة: ثنا الخَضِرُ بن محمد بن شجاع: ثنا عفيف بن سالم عن عُمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس مرفوعًا: "أصدقُ الحديث ما عُطِس عنده". وقال: لم يروه عن ثابت إلا عمارة، تفرّد به الخَضِرُ. قال الهيثمي (8/ 59): "رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه جعفر بن محمَّد بن ماجد ولم أعرفه، وعمارة بن زاذان وثَّقه أبو زُرعة وجماعةٌ، وفيه ضعف، وبقيّة رجاله ثقات". قلت: ووثّقه أيضًا أحمد ويعقوب بن سفيان والعجلي وابن حبّان، وضعّفه الدارقطني وابن عمّار الموصلي، وقال أبو داود: ليس بذاك. وقال الساجي: فيه ضعف، ليس بشيءٍ. وقال أحمد: يروي عن ثابت عن أنس مناكير. وقال في "التقريب": "صدوق كثيرُ الخطأ". أما شيخ الطبراني فمعروفٌ، ذكره الخطيب في "تاريخه" (7/ 196) ووثّقه.

1221 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمد بن يونس بن موسى القرشي البغدادي: نا حُميد بن أبي زياد الصائغ: نا شعبة عن عُمارة بن أبي حفصة عن عِكرمة. عن أبي هريرة، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا عطَسَ غطّى وجهَه بثوبِه، ووَضَعَ كَفَّيْهِ (¬1) على حاجِبَيْه. أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 44/ ب، 75/ ب) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 148) من طريق محمد بن يونس به. وسنده واهٍ: محمد بن يونس هو الكُدَيْمىّ، كذّبه أبو داود واتّهمه بالوضع غير واحدٍ. وأخرج أحمد (2/ 439) وأبو داود (5029) والترمذي (2745) -وقال: حسن صحيح- وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (265) والحاكم (4/ 293) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الآداب" (350) و"الشعب" (7/ 31 - 32) والبغوي في "شرح السنة" (12/ 314) من طريق محمد بن عجلان عن سُمَيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عطس غطّى وجهَه بيده أو بثوبه، وغضَّ بها صوتَه. وإسناده حسن من أجل ابن عجلان. وأخرج الحاكم (4/ 264) والبيهقي (7/ 31) من طريق عبد الله بن عيّاش القِتْبَاني عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا عَطَسَ أحدُكم فليضعْ كفَّيه على وجهه وليخفضْ صوتَه". قال الحاكم: صحيح الإِسناد. وسكت عليه الذهبي. قلت: ابن ¬

_ (¬1) في الأصل: (كفّه) بالإِفراد، والمثبت من (ظ) و (ر) وابن الأعرابي، وهو الأليق بالمعنى.

61 - باب: وضع الكاتب القلم على أذنه

عيّاش ضعّفه أبو داود والنسائي، وقال ابن يونس: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق يُكتب حديثه، وهو قريبٌ من ابن لَهِيعة. ووثّقه ابن حبّان. والمحفوظُ أنّه من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لا من قوله. 61 - باب: وضع الكاتبِ القلمَ على أذنه 1222 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حَسنون: نا أبو المنذر محمَّد بن سفيان بن المنذر بالرّملة: نا إبراهيم بن خلف: نا عثمان بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن محمد عن حُميد. عن أنس أنّ رجلًا كَتَبَ بين يَدَيْ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسولُ الله: "ضَعِ القلمَ على أُذُنِك يكونُ (¬1) أذكرُ لك". إسناده تالفٌ: عثمان بن عبد الرحمن هو الوقّاصي متروك وكذّبه ابن معين. كذا في "التقريب". وأخرجه ابن عدي (5/ 1784) والدّيلمي في "مسند الفردوس" (1/ ق 146) وابن عساكر (8/ ق 252/ أ) من طريق عمرو بن الأزهر -عند الديلمي: ابن أبي زهير- عن حميد به. وابن الأزهر كذّبه ابن معين والبخاري وأبو سعيد الحدّاد، وقال أحمد: كان يضعُ الحديثَ. (اللسان: 4/ 353 - 354). وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 337) من طريق إبراهيم بن زكريّا: ثنى عثمان بن عمرو بن عثمان البصري عن أنس مرفوعًا. وإبراهيم بن زكريّا اثنان في طبقةٍ واحدةٍ، أحدهما عِجْليٌّ، والآخر: واسطيٌّ. أما العِجْليُّ فقال أبو حاتم: حديثه منكر. وقال ابن عدي: حدّث ¬

_ (¬1) كذا، والصواب: (يكن).

62 - باب: القبض على اللحية عند الاهتمام

بالبواطيل. وأما الواسطىُّ فقال ابن حبّان: يأتي عن مالك بأحاديثَ موضوعةٍ. وضعّفه غيره. (اللسان: 1/ 58 - 61). والتابعىُّ لم أعثر على ترجمةٍ له. ورُوي من حديث زيد بن ثابت: أخرجه الترمذي (2714) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 259) - وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 180) وابن عدي (5/ 1901) من طريق عَنْبَسة عن محمد بن زَاذان عن أمّ سعد عنه مرفوعًا: "ضعِ القلمَ على أُذُنِك، فإنّه أذكرُ للمُمْلي". قال الترمذي: "غريبٌ لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، وهو إسنادٌ ضعيف، وعَنْبَسةُ بن عبد الرحمن ومحمّد بن زَاذان يُضعّفان في الحديث". أهـ. قلت: عَنْبسةُ قال في "التقريب": "متروك، ورماه أبو حاتم بالوضع". ومحمد بن زاذان متروك كما في "التقريب". 62 - باب: القَبْضُ على اللّحية عند الاهتمام 1223 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكِنْدي ابن بنت عَدَبَّس: نا أبو زيد الحَوْطي: نا محمد بن مصعب: نا الأوزاعيُّ عن الزُّهريِّ عن أبي سلمة. عن عائشة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اهتمَّ قَبَضَ على لحيته. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (محمد بن مصعب هو القَرْقَساني، قال ابن معين: ليس حديثُه بشيءٍ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده ضعيفٌ: القَرْقَساني صدوقٌ كثيرُ الغَلَطِ كما في "التقريب". وأبو زيد الحَوْطي اسمه: أحمد بن عبد الرحيم، قال ابن القطان -كما في "اللسان" (1/ 214) -: "لا يُعرف حاله".

وأعلّه الشيخ الألباني في "الضعيفة" (2/ 143) بالإِضافة إلى ما تقدّم بشيخ تمّام، فقال: "جعفر بن محمد هذا لم أجد له ترجمة". أهـ. وترجمتُه في: "الإِكمال" لابن ماكولا (6/ 151 - 152)، و"سير النبلاء" للذهبي (15/ 570)، وقال الكتّاني فيه: ثقةٌ مأمونٌ. وأخرجه ابن عدي (1/ 225، 226) من طريق إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جدِّه عن عائشة. وإبراهيم هذا متروك، وكذّبه يحيى بن سعيد وابن المديني وابن حبّان. وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -" (ص 71)، قال: ثنا عمر بن الحسن الحَلَبي: نا عبد الرحمن بن عبيد الله الحَلَبي: نا عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتدَّ وجْدُه أكثرَ مسَّ لحيتِه. قال العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 378): "إسناده حسن". أهـ. وهو كما قال، فشيخ أبي الشيخ له ترجمة في "تاريخ الخطيب" (11/ 221 - 222) و"تاريخ ابن عساكر" (12/ ق 352) و"سير الذهبي" (14/ 254) ونقلوا عن الدارقطني توثيقَه. والباقون من رجال "التهذيب" وكلّهم ثقات غير محمد بن عمرو ففيه كلامٌ يسيرٌ، وهو حسنُ الحديث كما قال الذهبي في "المغني" (رقم: 5876). وإذا ما ضُمّ إلى هذا الطريق طريقُ تمّام والطريق الآتي عن أبي هريرة صار تصحيح الحديث مقبولًا، ولذا ينبغي أن يحوّل من "ضعيفة" الألباني إلى "صحيحته". أما حديث أبي هريرة: فأخرجه البزار (كشف - 165) من طريق رِشْدِين بن سعد عن عُقَيل عن الزُّهري عن أبي سلمة عنه، وقال: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإِسناد.

63 - باب: الجلوس في الظلمة

وقال الهيثمي (1/ 160): (وفيه رِشْدِين بن سعد، والجمهورُ على تضعيفه، وقد وُثِّق". وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 348) وابن عدي (3/ 1281) من طريق أبي حَرِيز سهل مولى المغيرة عن الزهري به. وسهل قال ابن حبّان: يروي عن الزُّهريِّ العجائبَ وعن غيره من الثقات ما لا أصلَ له من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاجُ به بحالٍ. وقال ابن عدي: روى عن الزُّهريِّ مناكير، وعامّةُ ما يرويه لا يُتابع عليه، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق. 63 - باب: الجلوس في الظلمة 1224 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلم: نا أبو يعلى عبّاس بن محمَّد الرُّخَّجِيُّ: نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشَّهيد: نا يحيى بن يَمَان عن سفيان عن جابر عن أمِّ محمّد. عن عائشة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان لا يقعدُ في بيتٍ مُظلمٍ حتى يُضاءَ له بسِراجٍ. أخرجه البزّار (كشف- 2015) عن شيخه إسحاق بن إبراهيم به، ووقع عنده: (أبي محمد) بدل (أم محمد). وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 387) عن إبراهيم بن شمّاس عن ابن اليَمَان به. وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 157) من طريق ابن شمّاس أيضًا، لكن قال: (عن يحيى بن القطّان)، وكذا وقع في "الميزان" للذهبي (4/ 570)، بل في "اللسان" (7/ 102): (عن يحيى بن سعيد القطان)، وهذا ينفي مَظِنَّةَ التحريف عنه ووقع عنده أيضًا: (أبي محمد).

64 - باب: رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام

وإسناده تالف: جابر هو ابن يزيد الجُعْفي كذّبه أبو حنيفة وأيّوب السختياني وابن معين وغيرهم. وأبو محمَّد -أو أمّ محمَّد- قال البزّار: أبو محمّد لا نعلم أحدًا سماه ولا عرفه. وقال ابن حبّان: "شيخٌ يروى عن عائشة ما لم يُحدّث الثقات عنها، لا يجوز الاحتجاج به. وجابر قد تبرّأنا من عُهدته". وقال الهيثمي (8/ 61): (وفيه جابر بن يزيد الجُعْفي، وهو متروك". 64 - باب: رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام 1225 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقابري البغدادي البزّاز: نا محمد بن يونس بن موسى القرشي: نا أبو عاصم النَّبيل: نا سفيان الثوري عن أبي حَصين عن أبي صالح. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ رآني فقد رآني، فإنّ الشَّيطانَ لا يتمثَّلُ على صورتي". أخرجه البخاري (1/ 202) من طريق أبي عوانة عن أبي حَصين به. وأخرجه البخاري (12/ 383) ومسلم (4/ 1775) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة. وأخرجاه من حديث أبي قتادة مختصرًا. وانفرد البخاري بإخراجه من حديث أبي سعيد وأنس، ومسلمٌ من حديث جابر. 1226 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلم: نا أبو عبد الرحمن خالد بن رَوْح بن أبي حُجَير الثّقفي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا سَعْدان بن يحيى، قال: حدّثني صَدَقَة بن أبي عِمران عن عَوْن بن أبي حُجَيفة.

عن أبيه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "من رآني في المنامِ فكأنّما رآني في اليقظةِ، فإن الشّيطان لا يتمثّلُ بي". 1227 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أحمد بن المُعلّى: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا سَعْدان بن يحيى: نا صَدَقَة بن أبي عِمران. فذَكرَ بإسناده مثلَه. 1228 - حدّثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو عبد الله حَمِيُّ بن خلّاد الرّازي: نا قاسم بن أبي شيبة: نا أبو أُسامة عن صدقة بن أبي عِمران. فذكر بإسنادِه مثلَه، وقال: "لا يستطيعُ". أخرجه ابن ماجه (3904) والطبراني في "الكبير" (22/ 111) والمزّي في "التهذيب" (2/ 604) من طريق سليمان بن عبد الرحمن به. وأخرجه أبو يعلى (881) والطبراني (22/ 111) من طريق قاسم بن أبي شيبة (¬1) به. وأخرجه الطبراني من طريق محمد بن بكر الكوفي عن صدقة به. وصَدَقَةُ قال أبو حاتم: صدوقٌ، شيخٌ صالح، ليس بذاك المشهور. ووثَّقه ابن حبّان، وقال ابن معين: ليس بشيءٍ. (تهذيب الكمال: 2/ 604، الميزان: 2/ 311 - 312). وقال الذهبي والحافظ: صدوق. فالإسناد حسنٌ. وقال البوصيري في "الزوائد" (2/ 278): "هذا إِسنادٌ صحيح، صَدَقَةُ بن أبي عمران مختلف فيه". أهـ. وقد تابعه زيد بن أبي أُنيسة -وهو ثقة- عند ابن حبّان (1801)، وإسناده قويٌ. ¬

_ (¬1) القاسم هذا قال حسين سليم في تعليقه على أبي يعلى: "لم أجد له ترجمة". أهـ. وترجمته في "الميزان" (3/ 379) و"لسانه" (4/ 465 - 466).

65 - باب: النهي عن قطع السدر

65 - باب: النهي عن قطع السّدر 1229 - حدّثني أبو أحمد عمرو بن عثمان بن جعفر بن محمد بن إسماعيل السَّبيعي البغدادي الحافظ بالرّملة: نا عبد الكريم بن أحمد بالبصرة: نا زيد بن أَخْزَم: نا يحيى بن الحارث، قال: حدّثني أخي مُخارِق بن الحارث عن بَهْز بن حَكيم عن أبيه. عن جدّه، قال: لَعَنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قاطِعَ السِّدرِ. أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 420) والبيهقي (6/ 141) من طريق زيد بن أخزم به بلفظ: "مِنْ الله لا مِنْ رسوله: لعن اللهُ قاطعَ السِّدر". وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 92، 4/ 395 - 396) من طريق زيد عن يحيى بن الحارث، لكن قال (عن أخيه: زَهْدَم بن الحارث) بدل: (مُخارِق). ومُخارِق لم أقف على ترجمته. وزهدم قال العقيلي: لا يُتابع عليه، ولا يُعرف إلَّا به. وقال عن أخيه يحيى: لا يصحُّ حديثه. وقال أيضًا: لا يُحفظ هذا الحديث عن بهز إلَّا عن هذا الشيخ (¬1)، وقد رُوي بغير هذا الإِسناد، وفي إسناده لِينٌ واضطرابٌ. وقال: والروايةُ في هذا الباب فيها اضطرابٌ وضعفٌ، ولا يصحُّ في قطع السدر. وأخرج الطحاوي في "المشكل" (4/ 119) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 149/ ب) والبيهقي (6/ 140) من طريق إبراهيم بن يزيد الخُوزي عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد بن علي عن أبيه عن عليٍّ مرفوعًا: (اخرج فأذّن في الناس: لعنَ اللهُ قاطعَ السدر. والخُوزي متروك الحديث كما في "التقريب"، وقد اضطرب فيه، وذكر ¬

_ (¬1) في الطريق الآتية ما ينقض هذا الإطلاق!.

البيهقي وجوه اضطرابه، ونقل عن أبي علي النَّيْسابوري الحافظ أنّه قال: "حديث إبراهيم بن يزيد مضطرب، وإبراهيم ضعيف". 1230 - حدّثنا أبو الحسن علي بن عمر البغدادي: نا محمد بن نوح الجُنْدَيْسَابوري: نا عبد القدوس بن محمَّد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحَبْحَاب، قال: حدثني عمّي: عبد القاهر بن شعيب: نا بَهْز بن حَكيم عن أبيه. عن جدّه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قاطِعُ السّدرِ يُصوِّبُ اللهُ رأسَه في النَّارِ". أخرجه البيهقي (6/ 141) من طريق محمد بن نوح به. وإسناده حسنٌ: محمد بن نوح ثقة مأمون. قاله الدارقطني كما في "تاريخ الخطيب" (3/ 324)، والباقون معروفون من رجال "التهذيب". 1231 - أخبرنا أبو يعقوب الأذْرعيُّ: نا محمَّد بن الخَضِر بن علي بن (¬1) جعفر البزّاز بالرقَّة: نا إسماعيل بن عبد الله بن زُرَارة: نا حمّاد أبو بشر العَبْدي والأشعث بن سعيد عن عمرو بن دينار عن عروة بن الزبير. عن عائشة أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن قَطْعِ السّدرِ، وقال: "مَنْ قطعَ سدرةً صبّ اللهُ عليه العذابَ صبًّا". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري. (الأشعث بن سعيد لا يُحتجُّ به). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده ضعيف: الأشعث متروك كما في "التقريب"، وهو مقرون بأبي بشر حمّاد، ولم أعثر على ترجمته. وإسماعيل الراوي عنهما وثّقه ابن حبّان، وقال الأزدي: منكر الحديث جدًّا. ومحمد بن الخَضِر لم أعثر على ترجمته. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (4/ 117) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 149/ ب) والخطيب في "المُوضح" (1/ 38 - 39) ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (أبو).

من طريق مَليح بن وكيع بن الجرّاح عن أبيه عن محمد بن شَريك عن عمرو بن دينار عن عروة عن عائشة مرفوعًا: "إنّ الذين يقطعون السّدر يُصبُّون في النَّار على رؤوسهم صبًّا". ومَليح بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (8/ 367)، وذكره ابن حبّان في "ثقاته" (9/ 195) وقال: مستقيم الحديث. أهـ. فهو مستور الحال (¬1). وقد تابعه القاسم بن محمد بن أبي شيبة عند البيهقي (6/ 140)، والقاسم ضعّفه العجلي وابن معين وغيرهما، وتركه الساجي. (اللسان: 4/ 465 - 466) والصواب أنّه مرسلٌ: أخرجه البيهقي (6/ 140) والخطيب في "الموضح" (1/ 39) من طريق أبي معاوية عن أبي عثمان محمد بن شريك به عن عروة مرسلًا. وأبو معاوية محمَّد بن خازم هو مَنْ هو ثقةً وتثبّتًا. ونقل البيهقيُّ عن أبي علي النيسابوري أنّه قال: ما أراه حَفِظَه عن وكيع، وقد تكلّموا فيه -يعني: القاسم-، والمحفوظ رواية أبي أحمد الزُّبيري ومَنْ تابعه على روايته عن محمد بن شريك عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عروة مرسلًا. أهـ. وهو مرسلٌ صحيح الإسناد. وأخرجه الطحاوي (4/ 118) والبيهقي (6/ 139) من طريق حمّاد بن أسامة عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار عن عروة مقطوعًا من قوله. وإسناده جيدٌ. وأخرج عبد الرزاق (11/ 11) -ومن طريقه أبو داود (5240) والبيهقي (6/ 139 - 140) والبغوي في "شرح السنة" (8/ 249) - عن معمر عن عثمان بن أبي سليمان عن رجل من ثقيف عن عروة مرسلًا. وفيه مبهمٌ. ¬

_ (¬1) فجزم الشيخ الألباني في "الصحيحة" (2/ 174 - 175) بأنّه ثقة فيه تسامح لا يخفى.

وأخرجه عبد الرزاق (11/ 11 - 12) -ومن طريقه الطحاوي (4/ 117) - عن إبراهيم بن يزيد الخُوزي عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس لكن قال: عن شيخ من ثَقيف مرفوعًا: "من قطع سدرًا إلا مِنْ زرعٍ صبَّ الله عليه العذاب صبًّا". والخُوزي تقدّم أنّه متروك، وقد اضطرب في روايته. ورُوي عن عروة خلاف ذلك: فقد أخرج أبو داود (5241) -ومن طريقه البيهقي (6/ 141) - من طريق حسّان بن إبراهيم عن هشام بن عروة أنّ أباه كان يقطعُ السِّدرَ من أرضه، وقال: لا بأس به. وبه عن حسان أنّه قال: سمعت من يقول بمكة: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَنْ قطع السِّدرِ. وهذا معضلٌ أو مرسلٌ. وروي الحديث من رواية عبد الله بن حُبْشي، وجابر: أما حديث ابن حُبْشي: فأخرجه أبو داود (5239) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 267) والنّسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (4/ 310) - والطحاوي (4/ 119، 120) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 149/ ب) - ومن طريقه المزي في "التهذيب" (1/ 502) - والبيهقي (6/ 139) من طريق ابن جُريج عن عثمان بن أبي سليمان عن سعيد بن محمد بن جُبير بن مطعم عنه مرفوعًا: "من قطع سدرة صوّب الله رأسه في النار". زاد الطبراني: يعني: من سدر الحرم. وإسناده ضعيف: ابن جريج مدلّس ولم يصرّح بالتحديث، وسعيد بن محمَّد لم يوثقه غير ابن حبّان، وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 157): "فيه جهالة، فليحرّر حاله". وقال أيضًا: "وللخبر علّة: رواه معمر عن عثمان هذا، فقال: عن رجل من ثقيف عن عروة مرسلًا". أهـ. وقد خرّجت هذه الرواية آنفًا.

66 - باب: النهي عن تعذيب الحيوان

وأُعِلَّ بالانقطاع بين سعيد وابن حبشي، قال الطحاوي: "ثم حديثه هذا ذكره عن عبد الله بن حُبْشي، ويبعدُ من القلوب أن يكون لَقِيَه؛ لأنّا لم نجد شيئًا من حديث ابن حُبْشي إلَّا لمن سِنُّه فوقَ سنِّ هذا الرجل، وهو: عُبيد الله بن عمير، وحديثُه عنه في أفضل الصلاة أنّها طول القنوت". أهـ. وشكّك البيهقي في ثبوت سماعه فقال (6/ 141): "لا أدري هل سمع سعيد من عبد الله بن حُبْشي أم لا؟ ويحتمل أنْ يكون سمعه". أما حديث جابر: فأخرجه البيهقي (6/ 139) من طريق مَسْعَدة بن اليَسَعَ عن ابن جُريج عن عمرو بن دينار عنه، ونقل عن أبي علي النيسابوري قوله: "هكذا كتبناه من حديث مسعدة ولم يُتابع عليه، وهو خطأ، وإنّما رواه ابن جريج عن عمرو بن دينار عن عروةَ قولَه". أهـ. ومسعدة كذّبه أبو داود، وقال أحمد: حرقنا حديثه منذ دهر. (اللسان: 6/ 23). وتحرّر من هذا كله أن طرق الحديث لا يثبتُ منها شيء سوى حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه المتقدّم، والله أعلم. 66 - باب: النهي عن تعذيب الحيوان 1232 - حدّثنا أبو بكر محمَّد بن سهل: نا عبد الرحمن بن مَعدان اللاّذقيُّ باللاذقيّة: نا مطرِّف بن عبد الله بن مُطرِّف المدني: نا مالك بن أنس عن نافع. عن ابن عمر أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "عُذِّبت امرأةٌ في هِرَّةٍ حبسَتْها حتى ماتت، فقيل لها: لا أنت أطعمْتِيها، ولا سقيْتِيها، ولا أرسلْتِيها تأكلُ من خَشاشِ الأرض".

67 - باب: اللعب بالحمام

أخرجه الدارقطني -كما في "الفتح" (5/ 42) - من طريق مُطرِّف به. وأخرجه البخاري (5/ 41) ومسلم (4/ 1760) من طريقين آخرين عن مالك به. وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة. وأخرجه البخاري (2/ 231) من حديث أسماء بنت أبي بكر، ومسلم (2/ 622، 623) من حديث جابر، وحديثهما في صلاة الكسوف. 67 - باب: اللّعب بالحمام 1233 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلَم القاضي قراءةً عليه: نا عبد الله بن الحسين المِصِّيصيُّ: نا آدم بن أبي إياس: نا حمّاد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة. عن أبي هريرة، قال: رأى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يتبَعُ حمامةً، فقال: "شيطانٌ يتبعُ شيطانةً". أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "زوائد ابن ماجه" (2/ 257) - وأحمد (2/ 345) والبخاري في "الأدب" (رقم:1300) وأبو داود (4940) وابن ماجه (3765) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ق 13/ أ) وابن حبّان (2006) والبيهقي (10/ 19، 213) من طرقٍ عن حمّاد به. وإسناده حسنٌ، محمد بن عمرو هو ابن علقمة المدني حسن الحديث كما قال الذهبي في "المغني" (5876). قال البيهقي: "خالفه [يعني: حمادًا] شريكٌ فيما رُوي عنه، فقال: عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة، وحديث حمّاد أصح". أهـ. وروايةُ شريك هذه عند ابن ماجه (3764)، وشَريك صدوقٌ سيىء

الحفظ، ومع هذا فقد صحّح البوصيري في "الزوائد" (2/ 257) إسنادَه!. وأخرجه ابن ماجه (3766) من طريق يحيى بن سُليم الطائفي: نا ابن جُريج عن الحسن عن عثمان بن عفان فذكره. قال البوصيري: "رجاله ثقات، وهو منقطع: الحسن لم يسمع من عثمان شيئًا إنّما رآه رؤية. قاله أبو زُرعة". أهـ. وابن سُليم صدوق سيىء الحفظ كما في "التقريب"، وابن جُريج مدلس وقد عنعن. وأخرجه أيضًا (3767) من طريق روّاد بن الجرّاح: نا أبو سعد (في الأصل: ساعد. تحريف) الساعديّ عن أنس فذكره. قال البوصيري: "هذا إسنادٌ ضعيف: أبو سعد مجهول، وروّاد بن الجرّاح مختلف فيه". أهـ. قلت: روّاد قد اختلط. 1234 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا محمَّد بن عيسى بن حيّان المدائني: نا سلّام بن سليمان عن ابن أبي ذئبٍ عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة. عن أبي هريرة، قال: رأى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يتبعُ طيرًا، فقال: "شيطانٌ يتبعُ شيطانةً". أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 47/ أ) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 77) من طريق محمد بن عيسى به. إسناده ضعيف: سلّام ضعيف كما في "التقريب"، ومحمد بن عيسى قال الدارقطني والحاكم: متروك. وضعّفه اللالكائي، ووثّقه ابن حبّان والبرقاني. (اللسان: 5/ 333).

68 - باب: دخول الحمام

68 - باب: دخول الحمّام 1235 - أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا بكّار بن قُتيبة: نا أبو حبيب حَبّان بن هلال: نا حمّاد بن سلمة عن عبد الله بن شدّاد عن أبي عُذْرَةَ -قال: وقد أدركَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -. عن عائشة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يدخلَ الرّجالُ والنّساءُ الحمّاماتِ، ثمّ رخّص للرجالِ أن يدخلوا في الميازرِ، ولم يُرخِّصْ للنّساءِ. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (أبو عُذْرَةَ أخرجَ حديثَه أبو داود والترمذيُّ، وقال: لا نعرفه إلَّا من حديث حمّاد بن سلمة، وليس إسنادُه بذاك القائمِ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه أحمد (6/ 179) وأبو داود (4009) والترمذي (2802) -وقال ما نقله عنه المنذري- وابن ماجه (3749) والبيهقي في "سننه" (7/ 308) و"الآداب" (845) من طريق حمّاد به. وإسناده ضعيف: أبو عُذْرَةَ قال الحافظ في "الإِصابة" (4/ 145): "ذكره ابن أبي خيثمة في (الصحابة)، وتبعه مسلم في (الكُنى)، وعُدَّ في الأوهام. نعم! له إدراكٌ، ولا صحبةَ له. قاله البخاري والدّولابي والحاكم أبو أحمد". أهـ. وقال في "التقريب": "مجهول، وَهِمَ من قال: له صحبةٌ". وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 551): "لا يُعرف. وقال ابن المديني: مجهول". وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 143): "قال أبو بكر بن حازم: لا يُعرف هذا الحديثُ إلَّا من هذا الوجه، وأبو عُذْرَةَ غيرُ مشهورٍ". ولبعضه شاهدٌ: أخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" (المطالب المسندة: ق 8/ أ) -ومن طريقه ابن عدي (2/ 660) - والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 312) من

طريق حمّاد بن شعيب الحِمّاني عن أبي الزُّبير عن جابر، قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -أن يُدخل الماءُ إلا بمئزرٍ. وحمّاد هذا ضعيف ضعّفه ابن معين والبخاري والنسائي. (اللسان: 2/ 348). وقد تابعه: زهير بن معاوية عند ابن خزيمة (249) والحاكم (1/ 162) -وصحّحه على شرطهما، وجعله الذهبي على شرط مسلم فقط-. وزهير ثقة، لكن الراوي عنه: الحسن بن بِشر الهَمْداني مختلفٌ فيه، وهو صُويلح. وقد رواه عطاء بن أبي رباح عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمّام إلَّا بمئزر". أخرجه النسائي (401)، وأخرجه الحاكم (4/ 288) -وصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- والخطيب في "التاريخ" (1/ 244) وزادا: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُدخِلْ حليلتَه الحمام". وتابع عطاءً: ابنُ لَهيعة عند أحمد (3/ 399). وقد عنعنَ أبو الزبير في جميع هذه الروايات، وهو مدلّس. وقد تابعه على مثل رواية عطاء: طاووس عند الترمذي (2801) -وحسّنه- وابن عدي (2/ 728)، لكن الراوي عنه: الليث بن أبي سُليم ضعّفوه لشدّة اختلاطه. وله شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري: أخرجه الطبراني في "الكبير" (4/ 147) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 27/ ب) وابن حبّان (238) والحاكم (4/ 289) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (7/ 309) من طريق يحيى بن أيّوب عن يعقوب بن إبراهيم عن محمد بن ثابت بن شُرَحْبيل عن عبد الله بن يزيد الخَطْمي عنه مرفوعًا: "من كان يؤمن بالله ... " فذكره بزيادة.

69 - باب: قطع المراجيح

ويحيى بن أيوب هو الغافقي صدوق سيىء الحفظ. وإذا ضُمَّ هذا الطريق إلى طريقي حديث جابر المتقدمين صار بهما الحديث حسناً، لا سيّما أن له شواهد أخرى انظرها في: "المجمع (1/ 277 - 279). 69 - باب: قطع المراجيح 1236 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان: أنا أبو جعفر محمد بن سليمان المِنْقري، وأبو يوسف يعقوب بن إسحاق البصريّان، قالا: نا عمرو بن مرزوق: نا شعبة عن منصور عن مجاهد. أنّ عائشة قالت: أبصرَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على أُرجوحةٍ أترجّح فتزوّجني، فلمّا دَخلتُ عليه أمرَ بقطعِ المراجيح. إسناده جيّد إلَّا أنّهم اختلفوا في سماع مجاهد من عائشة: فأثبته ابن المديني، ونفاه ابن معين وأبو حاتم. وأخرج ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 75) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1191) - من طريق عمرو بن محمد الأعسم (أو: الأعشم) عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المراجيح، وأمر بقطعها. قال ابن حبّان: حديث موضوع لا أصل له من حديث الثقات. وقال ابن الجوزي: لا يصحُّ. وعمرو بن محمد قال ابن حبان: يروي عن الثقات المناكير، ويضع أسامي للمحدّثين، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال الحاكم والنقّاش: روى أحاديث موضوعة. وضعّفه الدارقطني والخطيب. (اللسان: 4/ 375 - 376). وأخرج ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ق 12/ أ) -ومن طريقه

70 - باب: النهي عن المزمار والطبل

البيهقي (10/ 220) - من طريق هُشَيم عن زاذان أبي عمر عن صالح أبي الخليل أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بقطع المراجيح. وهذا مع إرساله فيه عنعنة هُشَيم، وهو مدلّس. 70 - باب: النهي عن المزمار والطبل 1237 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم: نا حفص بن عمر: نا عاصم بن علي: نا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جُبَير بن نُفَير وعن الثّقة عن عكرمة. عن ابن عبّاس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بُعِثْتُ بهدْمِ المِزْمارِ والطَّبْلِ". أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (ق 219) وابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص 233) من طريق عاصم به، وليس عند الديلمي: (وعن الثقة). وإسناده ضعيف: عبد الرحمن بن ثابت ليّن كما قال ابن معين والعجلي وأبو زُرعة. وقال صالح جزرة: أنكروا عليه أحادبث يرويها عن أبيه عن مكحول. وعاصم ضعّفه ابن معين والنسائي، وقال أحمد وأبو حاتم: صدوق. ووثّقه العجلي وغيره. وأخرج الآجري في كتاب "تحريم النرد" (ص 194) وابن الجوزي (ص 233) من طريق موسى بن عُمير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عن علي بن أبي طالب مرفوعًا: "بُعثت بكسر المزامير والمعازف". وموسى بن عُمير متروك، وقد كذبه أبو حاتم. كذا في "التقريب". 1238 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب، وخيثمة بن سليمان،

قالا: أنا العباس بن الوليد، قال: أخبرني أبي: نا سعيد بن عبد العزيز، قال: حدّثني سليمان بن موسى. عن نافع أنّه كان مع عبد الله بن عمر في طريقٍ فسَمِعَ صوتَ زَمَّارة راعٍ، فعَدَلَ عن الطريق، فسأل نافعًا: هل تسمعُ؟ فقال: نعم. ثمّ سأله وهو منطلقٌ: هل تسمعُ شيئًا؟. فلم يزلْ يسأله حتى قال: لا. فلمّا قال: لا. عارضَ الطريقَ، ثمّ (¬1) قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (سليمان بن موسى، قال البخاري: عنده مناكير. وقد أخرج له مسلم). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه أحمد (2/ 8، 38) -ومن طريقه ابن الجوزي في "التلبيس" (ص 232) - وأبو داود (4924) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ق 8/ ب) وابن حبّان (2013) وابن عدي (3/ 1118) والآجري في "تحريم النرد" (ص 205) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 129) والبيهقي (10/ 222) من طرقٍ عن سعيد بن عبد العزيز به. وهذا إسنادٌ جيّدٌ قوي: سليمان بن موسى وثّقه ابن معين وابن سعد ودُحيم وابن حبّان والدارقطني، وقال ابن عدي: ثبت صدوق. وقال أبو حاتم: محلُّه الصدق، وفي حديثه بعض الاضطراب. وقال النسائي: ليس بالقوي. ولم ينفرد به: فقد تابعه مُطْعِم بن المِقْدام عند أبي داود (4925) والطبراني في "الصغير" (1/ 13) والآجري (ص 205) والبيهقي (10/ 222)، ميمون بن مِهران عند أبي داود (4926) والبيهقي. وهما ثقتان، فتأكّد ثبوت الحديث. ¬

_ (¬1) في (ظ): (و).

وفي "عون المعبود" (4/ 234 - 235): "قال الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي: هذا حديث ضعّفه محمد بن طاهر، وتعلّق على سليمان بن موسى، وقال: تفرّد به. وليس كما قال، فسليمان حسن الحديث، وثّقه غير واحدٍ من الأئمة. وتابعه ميمون بن مهران عن نافع -وروايته في مسند أبي يعلى- ومطعم بن المقدام الصنعاني عن نافع -وروايته عند الطبراني- فهذان متابعان لسليمان". لكن قال أبو داود عن رواية سليمان: "هذا حديثٌ منكرٌ"، ولم يُتابعه أحدٌ على ما قال، بل قال ابن رجب في "نزهة الأسماع" (ص 48): "وقد قيل للِإمام أحمد: هذا الحديث منكر. فلم يُصرّح بذلك، ولم يوافق عليه، واستدلّ الِإمام أحمد بهذا الحديث". أهـ. وقال أبو الطيّب شمس الحق في "عون المعبود" (4/ 234): "هكذا قاله أبو داود، ولا يُعلم وجهُ النَّكارةِ، فإن هذا الحديثَ رواتُه كلهم ثقاتٌ، وليس بمخالفٍ لرواية أوثق الناس". وتعقَّبَ قول أبي داود عن رواية ميمون بن مهران: "وهذا أنكرها". بقوله (4/ 235): "ولا يُعلم وجهُ النكارة، بل إسناده قويٌّ، وليس بمخالف لرواية الثقات". أهـ. هذا من جهة الإِسناد أما من جهة المتن فقد أثار بعضهم إشكالات واهية، انظر الجواب عنها في: "المغني" لابن قدامة (9/ 173 - 174) و"مجموع الفتاوى" لابن تيمية (11/ 567)، و"الكلام على مسألة السماع" لابن القيّم (ص 412 - 415). وقد أخرج ابن ماجه (1901) من رواية ليث بن أبي سُليم عن مجاهد عن ابن عمر نحوه لكن ذكر بدل الزَّمَّارة: الطبل. وليث ضعيف لشدّة اختلاطه.

71 - باب: النهي عن مجالسة أبناء الملوك

71 - باب: النهي عن مجالسة أبناء الملوك 1239 - حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بت سِنان من أصل كتابه العتيق: نا الحسن بن جَرير الصّوري بدمشق: نا عمر بن عَمرو العسقلاني عن سُفيان الثوري عن الأعمش عن أبي صالح. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُجالسوا أبناءَ الملوكِ، فإنّ لهم فتنةً كفتنةِ العَذارَى". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (عُمر بن عمرو أبوحفص العسقلاني، قال ابن عديٍّ: حدّث بالبواطيل عن الثقات، وهو في عِداد مَنْ يضعُ الحديثَ، وعامّةُ ما يرويه موضوعٌ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1721) من طريق الحسن بن جرير به. وأخرجه هو وابن لالٍ في "مكارم الأخلاق" -كما في "تنزيه الشريعة" لابن عراق (2/ 214) - من طريق عمر بن عمرو العسقلاني به بلفظ: "أولاد الأغنياء". قال ابن عدي: "وهذا باطلٌ موضوعٌ على سفيان الثوري، بهذا الإِسناد لم يروه غير عمر بن عمرو هذا". وقال فيه ما نقله المنذري عنه. وفي "تنزيه الشريعة": "قال البيهقي في سننه: هذا موضوع". وعدّه الذهبي في "الميزان" (3/ 215) من بلايا عمر هذا. ورُوي من حديث أنس: أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 198) من طريق عمرو بن الأزهر عن أبان -وهو ابن أبي عيّاش- عنه مرفوعًا، وفيه: "فإنّ الأنفس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق".

72 - باب: في المخنثين والمذكرات

وعمرو بن الأزهر كذّبه ابن معين والبخاري وأبو سعيد الحدّاد، وقال أحمد: يضع الحديث. (اللسان: 4/ 353 - 354) وشيخه متروك كما في "التقريب". ورُوي هذا من كلام الحسن بن ذكوان -من أتباع التابعين- أخرجه البيهقي في "الشعب" (4/ 358) من طريق إبراهيم بن هراسة عن عثمان بن صالح عنه. وابن هراسة متروك، وكذّبه أبو داود والعجلي. (اللسان: 1/ 121 - 122). 72 - باب: في المُخنّثين والمُذكَّرات 1240 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، وأبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم، قالا: نا أبو طالب بن سَوادة، قال: حدّثني محمد بن عثمان: نا عُبيد الله بن موسى: أنا عَنْبَسةُ بن سعيد عن حمّاد مولى بني أُمية عن جناح مولى الوليد. عن واثلة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لعن الله المُخنَّثين من الرّجال، والمُذَكَّرات من النِّساءِ، أخرجوهنّ من بيوتكم". فأخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْجَشَةَ، وأخرج عُمر فلانًا. الحديث عزاه إلى "فوائد تمام": الحافظ ابن حجر في "الفتح" (10/ 334). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 85) من طريق محمَّد بن عثمان بن كرامة به، ومن طريق يزيد بن هارون عن عَنْبَسة به. وإسناده واهٍ: جناح ضعّفه الأزدي، ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 2/ 138 - 139). وحمّاد قال الأزدي: متروك. (اللسان: 2/ 355). وبه أعلّ الهيثمي (8/ 104) الحديث. وعَنْبَسةُ ضعيف كما في "التقريب".

وقال الحافظ في "الإصابة" (1/ 68): "سنده ليّنٌ". والحديث أخرج نحوه البخاري (10/ 333) من حديث ابن عبّاس، لكنّه لم يُسمِّ المخرَجَ بل أبهمه فقال: فأخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلاناً. آخر الجزء الثالث ولله الحمد ويليه -إن شاء الله- الجزء الرابع وأوّله: 24 - كتاب البر والصلة

الرَّوضُ البسّام بتَرتيبِ وَتخرْيج فَوائِدِ تَمَّام تصنيف أبي سُلَيْمَانَ جَاسِم بْن سُلَيْمَانَ الفُهيد الدَّوسَريّ عَفَا الله عَنْه الجُزءُ الرَّابِع دَارُ البَشَائِر الإِسلاميّة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حُقُوقُ الطَّبعِ مَحْفُوظَةٌ الطّبعَة الأولىَ 1414 هـ -1913م دار البشائر الإسْلاميّة للطبَاعَة وَالنشرَ والتَوَزيعِ: بَيروت -لبنان- ص. ب: 5955 - 14

(24) كتاب البر والصلة

(24) " كتاب البرِّ والصِلة"

1 - باب: بر الوالدين

1 - باب: برّ الوالدين 1241 - أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا بَحْرُ بن نَصْرٍ: نا خالد ابن عبد الرحمن: نا مِسْعَر بن كِدَام عن حَبيب بن أبي ثابت عن أبي العبّاس. عن عبد الله بن عَمرو، قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنّي أريدُ الجهادَ. فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أحيٌّ أبواك؟ ". فقال: نعم. قال: "ففيهما فجاهِدْ". 1242 - حدّثنا خَيثمةُ بن سليمان: نا محمّد بن عَوف: نا عُبيد الله ابن موسى: أنا مِسْعَر. (ح) وحدّثنا عليُّ بن يعقوب: نا أبو زُرْعَةَ بن عَمرو: نا أبو نُعَيم: نا مِسْعَر عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العبّاس. عن عبد الله بن عَمرو، قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يستأذِنُه في الجهادِ. فقال: "أحيٌّ والداك؟ " قال: نعم. قال: "ففيهما فجاهِدْ". هذا أبو العبّاس الشاعرُ ثقةٌ مشهورٌ، واسمه: السائبُ بن فَرُّوخَ الأعمى الشاعرُ. أخرجه مسلم (4/ 1975) من طريق مِسْعَر به. وأخرجه البخاري (10/ 403) ومسلم أيضًا من طرقٍ أخرى عن حبيبٍ به. 1243 - حدَّثنا خيثمة: نا محمد بن مَسلمة: نا موسى الطَّويل: حدّثني مولايَ أنسُ بن مالك، قال: صَعِدَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المِنْبَرَ فقال: "آمين". ثمّ صَعِدَ فقال: "آمين". ثمّ صَعِدَ فقال: "آمين". فقال له

معاذُ بن جَبَل: يا رسول الله! صَعِدتَ فأمَّنتَ ثلاثًا؟! قال: نعم. إنَّ جبريلَ أتاني آنفًا فقال لي: يا محمّدُ! من سُمِّيتَ بينَ يدَيْه فلم يُصلِّ عليك فمات، فدخلَ النّارَ، فأبعده الله -عَزَّ وَجَلَّ (¬1) -. قل: آمين. فقلتُ: آمين. ومَنْ أدرك والديه -أو أحدَهما- فلم يبرَّهما فمات، فدخل النَّارَ، فأبعده الله -عَزَّ وجَلَّ-. فقل: آمين. فقلت: آمين. ومن أدرك شهرَ رمضانَ فصامه، فلم يُتَقَبَّلْ منه فمات، فدخل النَّارَ، فأبعده الله -عَزَّ وَجَلَّ-. قل: آمين. فقلت: آمين". الحديث عزاه إلى "فوائد تَمَّام": السخاويُّ في "القول البديع" (ص 142). وأخرجه أبو الليث السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص 211) من طريق محمد بن مسلمة به. وموسى الطويل قال ابن حبّان: روى عن أنس أشياء موضوعة. وقال ابن عدي: روى عن أنس مناكير، وهو مجهول. (اللسان: 6/ 122 - 123). وقال السخاوي: سنده ضعيف. وله طريق آخر: فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "القول البديع" -وعنه جعفر الفريابي- كما في "جلاء الأفهام" (ص 67) - والبخاري في "برّ الوالدين" -كما في "تفسير القرطبي" (10/ 241 - 242) - وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (رقم: 15) والبزّار (كشف - 3168) والخطيب في "الموضح" (2/ 110) من رواية سلمة بن وَرْدان عن أنس بمعناه. قال البزّار: "وسَلَمةُ صالحٌ، وله أحاديثُ يُستوحشُ منها، ولا نعلم روى أحاديث بهذه الألفاظ غيره". ¬

_ (¬1) ليس في (ف) (عَزَّ وجَلَّ)، وكذا الموضعين الآخرين.

وتعقّبه السخاوي بقوله: "قلت: بك هو ضعيف! والظاهر أن قول البزّار: صالح. يعني به الديانة" (¬1). وقال ابن القيّم في "الجلاء" (ص 68): "وسلمة هذا ليّن الحديثِ، قد تُكلِّمَ فيه، وليس ممّن يُطَّرحُ حديثه، ولا سيّما حديثٍ له شواهد، وهو معروفٌ من حديث غيره". وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 166): "وفيه سلمة بن وَرْدان، وهو ضعيف، وقد قال فيه البزّار: صالح. وبقيّة رجاله ثقات". وقد ورد الحديث من رواية جَمْعٍ من الصحابة، وهم: 1 - كعب بن عُجْرة: أخرج حديثه: البخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 220) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 319) وإسماعيل القاضي (رقم: 19) والطبراني في "الكبير" (19/ 144) والحاكم (4/ 153 - 154) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشُعب" (2/ 215) من رواية إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه مرفوعًا. قال الهيثمي (10/ 166) والسخاوي (ص 141): "رجاله ثقات". أهـ. قلت: إسحاق مجهول الحال كما قال ابن القطّان والحافظ. والحديث: عزاه السخاوي إلى: البخاري في "برّ الوالدين"، وسَمُّويَه في "فوائده"، والضياء في "المختارة". 2 - مالك بن الحُويرث: أخرج حديثه: ابن حبّان (2386) والطبراني في "الكبير" (19/ 291 - 292) من طريق عمران بن أبان عن مالك بن الحسن بن مالك بن الحُويرث عن أبيه عن جدّه مرفوعًا. ¬

_ (¬1) أخذه من تعليق الحافظ على "مجمع الزوائد": انظر "حاشية المجمع" (10/ 166).

وقال الهيثمي (10/ 166) -وتبعه السخاوي (ص 141) - "وفيه: عمران بن أبان، وثّقه ابن حبّان، وضعّفه غير واحدٍ. وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. وعمران جزم الحافظ في "التقريب" بضعفه، ومالك بن الحسن قال الذهبيُّ في "الميزان" (3/ 425): "منكر الحديث". 3 - جابر بن عبد الله: أخرج حديثه البخاري في "الأدب" (644) والطبري في "تهذيب الآثار" والدراقطني في "الأفراد" -كما في "التهذيب" (7/ 195) - من طريق عبد الله بن نافع الصائغ عن عصام بن زيد عن محمد بن المنكدر عنه مرفوعًا. وقد تفرّد به عبد الله بن نافع عن عصام كما قال الدارقطني. وعصام قال الذهبي في "الميزان" (3/ 66): "لا يُعرف". أهـ. ومع هذا فقد حسَّنه السخاوي (ص 142)! وقد تابع عصامًا: أبو يحيى محمد بن عيسى العَبْدي عند البيهقي في "الشعب" (3/ 309 - 310)، والعَبْدي قال البخاري والفلاّس: منكر الحديث. وضعّفه الدارقطني، وقال ابن حبّان: يأتي عن ابن المنكدر بعجائب. (اللسان: 5/ 332 - 333). 4 - عبد الله بن مسعود: أخرج حديثه: البزّار (كشف- 3165) من طريق جارية بن هَرِم عن حُميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عنه مرفوعًا. وإسناده واهٍ: جارية متروك كما قال الساجي والدارقطني (اللسان: 2/ 91 - 92) وحُميد ضعيف كما في "التقريب"، وقال ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 262): "منكر الحديث جدًّا، يروي عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود نسخةً كأنّها موضوعة". وأعلّه الهيثمي (10/ 164) بضعف الأول فقط، وأعلّه السخاوي (ص 143) بضعف الاثنين.

5 - عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزُّبيدي: أخرج حديثه: يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 498) وابن أبي عاصم -كما في "القول البديع" (ص 145) - والبزّار (كشف - 3167) وجعفر الفريابي -كما في "الجلاء" (ص 114) - والطبراني -كما في "المجمع" (10/ 165) - من طريق ابن لهيعة: ثنا عبد الله بن يزيد الحضرمي عن مسلم بن يزيد الصَّدفي عنه مرفوعًا. وقال السخاوي: "وفي سنده: ابن لهيعة وهو ضعيفٌ، لكن لحديثه شواهد كما ترى". أهـ. وقال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفه". أهـ. وأشار المنذري في "الترغيب" (2/ 507) بتصديره بـ (رُوي) إلى ضعفه. 6 - عبد الله بن عبّاس: أخرج حديثه: الطبراني في "الكبير" (11/ 82) من طريق يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عنه مرفوعًا. وقال الهيثمي (10/ 165) -وتبعه السخاوي (ص 143) -: "وفيه يزيد بن أبي زياد وهو مختلفٌ فيه، وبقية رجاله ثقات". أهـ. ويزيد جَزَمَ الحافظ في "التقريب" بضعفه. وأخرجه أيضًا (12/ 83 - 84) من طريق إسحاق بن عبد الله بن كَيْسان عن أبيه عن سعيد بن جُبير عنه مرفوعًا. وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 507). "إسناده ليّنٌ". أهـ. وقال الهيثمي (10/ 165): "وفيه إسحاق بن عبد الله بن كَيْسان، وفيه ضعف". أهـ. وكذا قال السخاوي (ص 143) وعزاه إلى عبد الوهاب بن منده والمُخلِّص في فوائدهما. وإسحاق قال البخاري: منكر الحديث. وليّنه أبو أحمد الحاكم. (اللسان: 1/ 365 - 366) وأبوه ضعّفه العقيلي والنسائي وأبو حاتم وابن عدي.

7 - جابر بن سَمُرة: أخرج حديثه: البزّار (كشف - 3166) والطبراني في "الكبير" (2/ 271) والدراقطني في "الأفراد" -كما في "القول البديع" (ص 144) - والدقيقي في "أماليه" -كما في "الجلاء" (ص 111) - من طريق إسماعيل بن أَبَان عن قيس بن الربيع عن سِماك عنه مرفوعًا. وقال السخاوي: "قلتُ: إسماعيل بن أَبَان هو الغَنَويُّ كذّبه يحيى بن معين وغيره، وقيس بن الربيع ضعيف. "لكن قد قال شيخنا (يعني: الحافظ) إنّ إسنادَه حسنٌ. يعني لشواهده". وقد تُوبع قيس: تابعه ناصح أبو عبد الله الحائك عند الطبراني (2/ 275)، وناصح ضعيف كما في "التقريب": وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 318) والهيثمي (8/ 139): "رواه الطبراني بأسانيد أحدها حسنٌ". 8 - بريدة بن الحصيب: أخرج حديثه: الروياني في "مسنده" (ق 14/ ب) من طريق جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب عن أصحابه به عنه مرفوعًا. وسنده ضعيف لجهالة راويه عن بُريدة، ولاختلاط عطاء، فرواية جرير عنه بعد الاختلاط. 9 - عمّار بن ياسر: أخرج حديثه: البزّار (كشف - 3164) والطبراني -مختصرًا كما في "القول البديع" (ص 142) - من طريق عثمان بن أبي عبيدة بن محمَّد بن عمّار بن ياسر عن أبيه عن جدّه عنه مرفوعًا. قال البزّار: "لا نعلمه يُروى عن عمّار إلَّا بهذا الِإسناد". أهـ. قال السخاوي (ص 143): "قلت: ومحمد بن عمّار ذكره ابن حبّان في "الثقات"،

وابنه أبو عبيدة وثّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: منكر الحديث". أهـ. وابن أبي عبيدة لم أعثر على ترجمة له. وقال الهيثمي (10/ 164 - 165): "وفيه من لم أعرفهم". 10 - أبو هريرة: أخرج حديثه: البخاري في "الأدب المفرد" (646) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة" (18) والبزّار (كشف- 3169) وابن خزيمة في "صحيحه" (1888) من طريق كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عنه. وقال الهيثمي (10/ 167): "وفيه كثير بن زيد الأسلمي وقد وثَّقه جماعة وفيه ضعفٌ، وبقيّة رجاله ثقات". وأخرجه ابن مَنيع في "مسنده" (المطالب المسندة: ق 86/ أ) من طريق يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا. ويحيى قال الحافظ: "متروك، وأفحش الحاكم فرماه بالوضع". وبه أعلَّ البوصيري في "مختصر الإتحاف" (2/ ق 136/ أ). وأبوه: عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب مجهولٌ كما قال الذهبي في "الديوان" (2698). وأخرجه أبو يعلى (المطالب: ق 86/ أ) -وعنه ابن حبّان (2028، 2387) - وابن خزيمة -كما في "مختصر الإِتحاف" (2/ ق 136/ أ) - من طريق محمّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا. وهذا إسناد حسنٌ، محمَّد بن عمرو بن علقمة صدوق حسن الحديث كما قال الذهبي في "المغني" (5876)، وهذا الطريق هو أقوى طرق الحديث. وقال السخاوي (ص 143): "وعن أبي ذزٍّ نحوه أخرجه الطبراني أيضًا، وعن بُريدة كذلك أخرجه إسحاق بن راهويه". ورُوي الحديثُ مرسلًا: فأخرجه ابن منيع (المطالب: ق 86/ أ) من طريق علي بن زيد بن

جُدْعان عن سعيد بن المسيّب مرسلًا، قال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (2/ ق 136/ أ): "سنده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان". وأخرجه الفريابي عن عبد الله بن جعفر مرسلًا، وأخرجه سعيد بن منصور عن الحسن مرسلًا كما في "القول البديع" (ص 145). وله شاهد من حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/ 254) والترمذي (3545) -وحسّنه- وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة" (16، 17) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 128/أ) عن عبد الرحمن بن إسحاق العامري عن سعيد بن أبي سعيد عنه مرفوعًا. وفي عبد الرحمن كلام يسير، فالإِسناد حسنٌ. وعند مسلم (4/ 1978) منه ما يتعلّق ببرّ الوالدين. 1244 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلَم -قراءةً عليه-: نا أبو أسامة عبد الله بن محمَّد بن أبي أسامة الحلبي بدمشق في سنة تسعٍ وستين ومائتين: نا حجّاج بن أبي مَنيع -واسمُ أبي مَنيع: يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي-: نا جدّي: عبيد الله بن أبي زياد عن الزُّهري، قال: حدّثني سالم بن عبد الله. أنّ عبد الله بن عمر قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "انطلق ثلاثةُ رَهْطٍ ممّن كان قبلَكم حتى أواهم المَبيتُ إلى غارٍ فدخلوا فيه، فانحدرت من الجبلِ صخرةٌ فسدّت عليهم الغارَ، فقالوا: إنّه -واللهِ- لا يُنجيكم من هذه الصخرةِ إلَّا أَن تدعوا اللهَ -تبارك وتعالى (¬1) - بصالح أعمالكم. فقال رجلٌ منهم: اللَّهمَّ كان لي أبوانِ شيخان كبيرانِ، فكنتُ لا أَغْبُقُ قبلَهما أهلًا ولا مالًا، فنأى بي طَلَبُ الشجرِ يومًا فلم أَرُحْ عليهما حتى ناما، فحلبتُ ¬

_ (¬1) ليس في (ظ).

غَبُوقَهما، فجئتُهما به فوجدتهما نائمَين، فتحرّجتُ أن أوقِظَهما، وكَرِهتُ أن أغْبُقَ قبلَهما أهلًا أو مالًا، فقمتُ والقَدَحُ على يدي أنتظرُ استيقاظَهما حتى بَرَقَ الفجرُ فاستيقظا فشرِبا. اللَّهمَّ فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرجْ عنّا ما نحن فيه من همِّ هذه الصخرةِ. فانفرجت انفراجًا لا يستطيعون الخروجَ منه". قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وقال الآخَرُ: اللَّهمَّ كانت لي ابنةُ عمٍّ كانت أحبَّ الناسِ إليَّ، فأردتُها فامتنعت منّي، حتى ألَمَّتْ بها سَنَةٌ جهِدتْ فيها، فجاءتني فأعطيتُها (¬1) عشرين ومائةَ دينارٍ على أن تُخلِّيَ بيني وبينَ نفسِها ففعلتْ، حتى إذا قدِرتُ عليها قالت. لا يحلُّ لك أن تَفُضَّ الخاتمَ إلَّا بحقِّه. فتحرّجتُ من الوقوعِ عليها، فانصرفتُ عنها وهي أحبُّ الناس إليَّ، وتركتُ لها الذهبَ الذي أعطيتُها. اللَّهمَّ فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرج عنّا ما نحن فيه من همِّ هذه الصخرةِ. فانفرجتِ الصخرةُ غيرَ أنَّهم لا يستطيعون أن يخرجوا منها". قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثُمَّ قال الثالثُ: اللَّهمَّ استأجرتُ أُجراءَ فأعطيتُهم أجورَهم غيرَ رجلٍ منهم واحدٍ ترك أجرَه وذهبَ، فثمّرتُ أجرَه حتى كثُرتْ منه الأموالُ فارتفعتْ، فجاءني بعدَ حينٍ، فقال لي: يا عبدَ الله! أدِّ إليَّ أُجرتي. فقلت له: كلُّ ما ترى من أجرك: من الإِبل والبقر والغنمِ والرقيقِ. فقال: يا عبد الله! لا تستهزأ بيِ! فقلت: إنّي لا أستهزأُ بك. فأخذ ذلك كلَّه، فاستاقه ولم يتركْ لي منه شيئاً. اللَّهمَّ فإن كنتُ فعلت ذلك ابتغاءَ وجهك فافرجْ عنّا ما نحن فيه من همِّ هذه الصخرةِ. فانفرجت وخرجوا من الغارِ يمشون". 1245 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم قراءةً عليه: نا عبد الله ابن الحسين (¬2) المِصِّيصىّ: نا أبو اليمان: نا شعيب عن الزُّهريِّ عن سالم. عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حديثَ الغارِ نحوَه. ¬

_ (¬1) في (ظ): (وأعطيتُها). (¬2) في الأصل: (الحسن) والمثبت من (ظ) و (ر) وكتب الرجال.

أخرجه البخاري (4/ 449) ومسلم (4/ 2100) من طريق أبي اليمان -واسمه: الحكم بن نافع- به. وهو شيخ البخاري في هذا الحديث. 1246 - حدّثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو دفّافة أسلم بن محمد العَمّاني، بدمشق: نا أبو عطاء السائب بن أحمد بن حفص بن عمر بن صالح بن عطاء بن السائب المخزومي العَمّاني، قال: أخبرني أبي، وابن عمّي: السائب بن عمر بن حفص بن عمر بن صالح بن عطاء بن السائب عن جدّي: حفص بن عمر بن صالح بن عطاء بن السائب عن الزُّهري، عن سالم. عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ ثلاثةَ نَفَرٍ أَوَوْا إلى غارٍ ... " وذكر حديثَ الغار بطوله. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/ ق 409/ ب) من طريق تمّام. وأسلم والسائب بن عمر ذكرهما ابن عساكر في "تاريخه" (2/ ق 409/ ب - 410/ أ - و 7/ ق 25/ ب) ولم يحك فيهما جرحًا ولا تعديلًا. 1247 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب قراءةً عليه: نا الربيع بن سليمان المُرادي: نا بشر بن بكر عن عبد القدوس بن حبيب، عن نافع. عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "بينما ثلاثة نَفَرٍ يمشون ... " وذكر حديث الغار بطوله. عبد القدوس كذّبه ابن عيّاش وابن المبارك، واتّهمه ابن حبّان بالوضع (اللسان: 4/ 45 - 48). 1248 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلَم قراءة عليه: نا عبد الله بن الحسين المِصِّيصيُّ: نا سعيد بن أبي مريم: أنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، قال: أخبرني نافع. عن ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "بينما ثلاثةُ نَفَرٍ يتماشون (¬1) ¬

_ (¬1) في (ظ): (يمشون).

أخذهم (¬1) المطرُ، فأوَوْا إلى غارٍ في الجبلِ، فانحطّت على فم غارهم صخرةٌ من الجبل أطبقت عليهم. فقال بعضهم لبعضٍ: انظروا أعمالًا عَملتموها صالحةً، فادعوا الله (¬2) لعلّه يفرُجها. فقال أحدهم: اللَّهمَّ إنّه كان لي والدان شيخان كبيران (¬3)، ولي صِبيةٌ صغارٌ كنت أرعى عليهم، فإذا رُحتُ عليهم فحلبتُ بدأتُ بوالديّ أسقيهما قبلَ ولدي. وإنّه نأى بي الشجرُ يومًا فلم آتِ حتى أمسيتُ فوجدتُهما قد ناما، فحلبتُ ما كنتُ أحلُبُ، وجئت بالحِلابِ، وقمتُ عندَ رؤوسهما، أكره أن أوقظَهما من نومهما، وأكره أن أبدأَ بالصبيةِ قبلَهما، والصبية يتضاغون عند قدميَّ، فلم يزلْ ذلك دأبي ودأبُهمِ حتى طلعَ الفجرُ. فإن كنت تعلمُ أنّى فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرجْ لنا فُرْجةً نرى منها السماء. فَفَرَجَ الله (¬4) فُرْجَةً رأوا منها السماءَ. وقال الآخرُ: اللَّهمَّ إنّه كانت لي بنت عمٍّ أحببتُها كأشدِّ ما يحبُّ الرجلُ النِّساءَ، طلبتُ إليها نفسَها فأبت حتى آتيها بمائةٍ، فسعيتُ حتى جمعتُ مائةَ دينارٍ فجئتُها بها، فلمّا قعدتُ بين رجلَيْها قالت: يا عبدَ الله! اتقِ (¬5) اللهَ، ولا تفتحِ الخاتمَ إلَّا بحقِّه. فقمتُ عنها. فإن كنت تعلم أنّى فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرجْ لنا منها. ففَرَجَ اللهُ (¬6) لهم فُرْجَةً. وقال الآخرُ: اللَّهمَّ إنّي كنتُ استأجرتُ أجيرًا بفَرَقِ أَرُزٍّ، فلما قضى عملَه قال: أعطني حقّي. فعرضتُ عليه حقَّه فتركه ورَغِبَ عنه، فلم أزل ¬

_ (¬1) في الأصل: (أخدهم) وكذا في (ش)، وفي (ظ) و (ر): (أحدُهم)، والمثبت من البخاري. (¬2) في (ظ): (عَزَّ وَجَلَّ). (¬3) في (ظ): (والدين شيخين كبيرين) وعليه تضبيب وكذا في الأصل لكنّه أصلح بخطٍّ مغاير، والمثبت من (ر). (¬4) في (ظ): (عَزَّ وَجَلَّ). (¬5) في الأصل و (ر): (اتقي)، والمثبت من (ظ). (¬6) في (ظ): (عزَّ وجلَّ).

أزرّعه حتى جمعتُ بقرًا وراعيَها، فجاءني فقال: اتّقِ (¬1) اللهَ (¬2) ولا تظلمني، وأعطني حقّي. فقلت: اذهبْ إلى تلك البقر وراعيها فخذْه فانطلقْ به. فإن كنتَ تعلمُ أنّي فعلت ذلك ابتغاءَ وجهك فافْرُجْ ما بقي. ففَرَجَ اللهُ (¬3) عنهم". أخرجه البخاري (10/ 404) عن شيخه سعيد بن أبي مريم به. 1249 - أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمّد بن خالد بن محمد بن يحيى ابن حمزة الحضرمي قراءةً عليه ببيت لَهْيا، قال: حدّثنا جدّي لأمّي: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: نا أبي عن أبيه، قال: أخبرني موسى بن عُقْبة عن نافعٍ. عن ابن عمرَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينما ثلاثةُ نَفَرٍ يمشون أخذهم (¬4) المطرُ، فأوَوْا إلى غارٍ في جبلٍ ... " وذكر حديثَ الغارِ نحوَه. قال: وزَعَمَ أن سليمان بن يَسَار يُحدِّثُ بهذا الحديثِ أيضًا. قال بحيى بن حمزة: وسمعتُ أنا عطاءَ الخراسانيَّ يُحدث هذا الحديثَ. أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة نقل أبو أحمد الحاكم عن شيخه أبي الجهم أنه قال عنه: كان قد كبُرَ فكان يُلقَّن ما ليس من حديثه فيتلقّن. قال الحاكم: وأخبرنا أبو الجهم عنه بأحاديث بواطيل عن أبيه عن جدّه عن مشايخ ثقات لا يحتملونها. (تاريخ ابن عساكر: 2/ ق 114/ أ). وأبوه قال ابن حبّان: هو ثقة في نفسه يتّقى من حديثه ما رواه عنه ابناه: أحمد وعبيد، فإنّهما كانا يُدخلان عليه كل شيءٍ. (اللسان: 5/ 422 - 423). ¬

_ (¬1) انظر التعليق السابق. (¬2) انظر التعليق (3) في الصفحة السابقة. (¬3) انظر التعليق (3) في الصفحة السابقة. (¬4) في (ظ) و (ر): (أحذهم).

والحديث أخرجه البخاري (5/ 16) ومسلم (4/ 2099) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض عن موسى به. 1250 - حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عَلاّن الحرّاني الحافظ: نا محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمَّد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني: نا عمّي: سليمان بن عبد الله: نا جدّي: محمَّد بن سليمان، عن أبيه: سليمان بن أبي داود عن نافعٍ. عن ابن عمرَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أنَّ ثلاثةَ نَفَرٍ انطلقوا إلى غارٍ ... " الحديثَ. سليمان بن أبي داود قال أحمد: ليس بشيءٍ. وقال البخاري والأزدي: منكر الحديث. وضعّفه أبو حاتم. وقال ابن حبّان: منكر الحديث جدًّا. (اللسان: 3/ 90، المجروحين: 1/ 335). 1251 - حدّثنا علي بن الحسن بن عَلّان الحرّانيُّ [الحافظُ] (¬1): نا محمد بن جعفر بن أحمد بن عَوْسَجَة البغدادي: نا داود بن رُشَيد: أنا عبد الله ابن جعفر: أخبرني عبد الله بن دينار. عن ابن عمر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحدِّثُ عن ثلاثةِ نَفَرٍ من بني إسرائيلَ خرجوا يرعون فأخذتهم السماءُ، فأوَوْا إلى غارٍ في جبلٍ فدخلوه، فانحطّت عليهم صخرةٌ فأطبقت عليهم الغارَ، فنظروا فإذا هم لا مخرجَ لهم. فقالوا: لا يُنجيكم اليومَ إلَّا الصّدقُ، لِيُحدِّثْ كلُّ رجلٍ منكم بأفضلِ عملٍ عمِلَه ويصدقْ. فقال رجل منهم: كان لي أبوان شيخان كبيران، وكانت لي ماشيةٌ، فكنتُ إذا حَلَبْتُ بدأتُ بهما فسقيتُهما، ثمَّ شرِبتُ أنا وعيالي ... " وذكر الحديثَ بطوله. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

قال عبد الله بن دينار: وكان ابنُ عمرَ كثيرًا ما يُحدِّثُ بهذا الحديثِ، وذَكرَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُحدّث بمحنتهم فيُكثِرُ. [قال تَمَّام:] (¬1) لم أكتبه إلَّا عنه، ولم يُحدّثْ به إلَّا داود، والله أعلم. عبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني ضعيف كما في "التقريب"، وابن عَوْسَجَة ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/ 133) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. 1252 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا محمّد بن عوفٍ، وإبراهيم بن الهيثم البَلَديُّ، قالا: نا الهيثم بن جَميل: نا المبارك بن فَضالة عن الحسن. عن أنس بن مالك، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّ ثلاثةَ [نَفَرٍ] (¬2) أوَوْا إلى غارٍ ... " وذَكرَ الحديثَ بطوله. أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 112/ أ) عن شيخه إبراهيم بن الهيثم به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 208) من طريق خيثمة به. وأخرجه من طرقٍ أخرى عن ابن عوف وابن الهيثم به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 273) من طريق ابن الهيثم وابن عوف به. وأخرجه البزّار (كشف - 1870) والطبراني في "الدُعاء" (رقم: 200) من طريق ابن عوفٍ به. وقال ابن عدي عن إبراهيم بن الهيثم: "حدّث ببغداد بحديث الغار عن ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر). (¬2) من (ظ).

الهيثم بن جميل عن المبارك عن الحسن عن أنس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فكذّبه فيه الناس وواجهوه به. وبلغني أنّ أوّلَ من أنكر عليه في المجلس: أحمد بن هارون البرديجي". ثم نقل عن محمّد بن عوف قولَه: "ما سمع من الهيثم بن جميل حديثَ الغار إلَّا أنا والحسن بن منصور البالسي". قال ابن عدي: "وإبراهيمُ أحاديثُه مستقيمةٌ سوى هذا الحديث الواحد الذي أنكروه عليه، وقد فتّشتُ عن حديثه الكثيرَ فلم أرَ له منكرًا يكون من جهته، إلَّا أن يكون من جهة من روى عنه". وقال البزّار: "لم يروِ هذا الحديث أحدٌ عن مبارك عن الحسن عن أنس إلَّا الهيثم، وكلُّ من حدَّث به عن الهيثم غير محمّد بن عوف (¬1)، فقد قيل فيه واتُّهم". أهـ. وإبراهيم وثّقه الدارقطني، ودافع عنه الخطيب (6/ 207 - 208) فقال: "قلت: قد روى حديث الغار عن الهيثم جماعةٌ (¬2)، وإبراهيم بن الهيثم عندنا ثقةٌ ثبتٌ لا يختلف شيوخنا فيه، وما حكاه ابن عدي من الإِنكار لم أرَ أحدًا من علمائنا يعرفه، ولو ثبت لم يؤثِّر قدحًا فيه؛ لأنّ جماعةً من المتقدّمين أُنكر عليهم بعضُ رواياتهم، ولم يمنع ذلك من الاحتجاج بهم". ثم قال: "وأمَّا قول محمَّد بن عوف: إنَّ حديثَ الغار لم يسمعه من الهيثم بن جميل إلَّا هو والحسن بن منصور. فلا حجّةَ فيه، لجواز أن يكون قد سمعه من لم يعلم به". أهـ. وقال الحافظ في "اللسان" (1/ 123) معلّقًا على مقالة ابن عوف: ¬

_ (¬1) كان عليه -على أقل الأحوال- أن يستثني أيضًا: الحسن بن منصور البالسي بشهادة ابن عوف نفسه! (¬2) كخالد بن يزيد عند البزّار، والهيثم بن خالد بن يزيد عند الخطيب (6/ 209)، لكن لم أرَ من وثَّقَهما، وقد ذكر الأول في "اللسان" (2/ 391) بمقالة البزّار! والآخر ذكره الخطيب (14/ 61 - 62) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا.

"ومحمد بن عوف ثبتٌ، لكنّ شهادتَه على النفي يُتوقّفُ فيها". أهـ. أمّا عن الإِسناد: فالمبارك والحسن مشهوران بالتدليس، وقد صرَّحا بالتحديث عند الخطيب (6/ 208)، لكنّ في القلب من تصريح المبارك شيئًا! ففي "التهذيب" (10/ 29): "قال أبو طالب عن أحمد: كان مبارك بن فضالة يرفع حديثًا كثيرًا، ويقول في غير حديثٍ عن الحسن: قال: ثنا عمران، وقال: حدثنا ابن معقل. وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك. يعني: أنه يُصرّح بسماع الحسن من هؤلاء، وأصحاب الحسن يذكرونه عندهم بالعنعنة". وقد حسَّن الحافظ هذا الطريق كما سيأتي. 1253 - حدّثنا علي بن الحسن بن عَلاّن الحرّاني الحافظ، قال: حدّثني أبو طالب بن نَصْر الحافظ: نا أبو حمزة إدريس بن يونس، قال: نا محمد بن سعيد بن جدار: نا جرير بن حازم عن قتادة عن أنسٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حديثَ الغارِ. إدريس قال ابن القطان: لا يُعرف حاله. وقال عن شيخه: مجهول. (اللسان: 1/ 335 و 5/ 180). وجرير في روايته عن قتادة ضعفٌ. وأخرجه الطيالسي (2014) -ومن طريقه: الروياني في "مسنده" (ق 233/ ب) - عن أبي عوانة عن قتادة عن أنس مرفوعًا. وأخرجه أحمد (3/ 142 - 143) والبزّار (كشف - 1868) وأبو يعلى (2938) والطبراني في "الدُّعاء" (192) من طرقٍ عن أبي عوانة به مرفوعًا. هكذا رواه يحيى بن حمَّاد -عند أحمد وأبي يعلى-، ومسدّد -عند الطبراني-، وهلال بن يحيى -عند البزّار- مرفوعًا، والأولان ثقتان، والأخير ضعّفه ابن حبّان (اللسان: 6/ 202). وخالفهم بهز بن أسد -عند أحمد (3/ 143) -، وعبد الواحد بن غياث وسعيد بن أبي الربيع -عند أبي يعلى (2937) - فرووه عن

أبي عوانة موقوفًا. والأول ثقة والآخران صدوقان. والذي يظهر أن أبا عوانة كان يرويه تارةً موقوفًا وتارة مرفوعًا، فنُقِلَ عنه على الوجهين، والإِسناد صحيح، وأشار الحافظ إلى ذلك فقال في "الفتح" (6/ 510: "وجاء بإسنادٍ صحيحٍ عن أنس، أخرجه الطبراني في "الدعاء" من وجهٍ آخرَ حسنٍ". أهـ يعني طريق المبارك عن الحسن المتقدمة. وقال الهيثمي (8/ 140) بعدما عزاه لأحمد وأبي يعلى: "رجاله رجال الصحيح". وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (3/ ق 94/ ب): "رواه أبو يعلى بسندٍ صحيحٍ". وأخرجه الخطيب في "التلخيص" (1/ 161) من طريق الحسين بن عبيد الله التميمي عن حُبَيب بن النعمان عن أنس مرفوعًا. وسنده ضعيف: قال الخطيب: "حُبيب أعرابي ليس بالمعروف، والحسين أيضًا في عداد المجهولين". أهـ والحسين جهله العقيلي أيضًا (اللسان: 2/ 296). 1254 - أخبرني أبو الحسن علي بن أبي طالب بن صبيح قراءةً عليه: أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي بمصر: نا سُوَيْد بن سعيد، قال: نا المُفضّل بن عبد الله عن جابر بن يزيد عن عبد الرحمن بن الحارث المُرادي. عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكر حديثَ الغارِ بطوله. [قال أبو القاسم تمّام:] (¬1) وقال غيره: (المُفضَّل بن صالح)، وهو: أبو جَميلة الأسدي (¬2)، والله أعلم. ¬

_ (¬1) من (ظ). (¬2) في (ظ): (الأسيدي)، وكذا كتب فوق (الأسدي) في (ر)، والمثبت هو الصواب.

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (12/ ق 218/ ب) من طريق تمَّام، وذكر مقالته بعد. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (196) من طريق سُويد به. وسُويد ضعيف، وقد أخطأ في تسمية والد (المفضل) فسمَّاه: صالحًا، والصواب: عبد الله. قال ابن عدي في ترجمة (المُفضّل بن صالح) من "الكامل" (6/ 2406): "وكان سويد الأنباري يخطئ في اسم أبيه فيقول: ابن عبد الله". أهـ. وقال الحافظ في "التقريب" في ترجمة المفضل بن عبد الله: "وقال أبو حاتم: هو ابن صالح، أخطأ بعضهم في اسم أبيه". أهـ. كذا وقع الكلام منسوبًا إلى أبي حاتم خلافًا للأصل (التهذيب: 10/ 272) الذي وقع الكلامُ فيه منسوبًا إلى ابن عدي وهو الصواب! وأمّا أبو حاتم فقد عدَّهما راوَييْن كما في "الجرح والتعديل" لابنه (8/ 316 - 317، 319)، وقال في ابن صالح: منكر الحديث. وفي ابن عبد الله: ضعيف الحديث! وقد فات محقّق "التقريب" الشيخ محمد عوّامة التنبيهُ على ذلك. والمفضل ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه الطبراني من طريق جندان بن والق عن عمرو بن شِمْر عن جابر به. وابن شِمْر متروكٌ رافضيٌّ كذّبه الجوزجاني، واتهمه بالوضع غير واحدٍ (اللسان: 4/ 366 - 367). والراوي عنه لم أقف على ترجمته. وأخشى أن يكون اسمه مُصَحَّفًا. وآفة الحديث: جابر بن يزيد الجُعْفي، فقد كذّبه أيّوب وأبو حنيفة وابن معين والجوزجاني. وشيخه لم أعثر على ترجمته. 1255 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلم قراءةً عليه: نا عبد الله بن الحسين المِصِّيصيُّ: نا ابن أبي مريم: أنا ابن لَهِيعةَ عن يزيد بن عَمرو المَعَافري عن أبي مسلم القِتْباني.

عن عُقْبة بن عامر الجُهَني عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وذَكَرَ حديثَ الغارِ إلَّا أنَّه قال الثالثةَ: "قال: كنتُ في غنمٍ لي فحضرتِ الصلاةُ، فقمتُ أصلِّي، فجاء الذئبُ فدخَلَ (¬1) الغَنَمَ، فكرِهتُ أن أقطعَ صلاتي، فصبرتُ حتى فرغتُ منها. اللهمَّ إنْ كنت تعلمُ أنّي فعلتُ ذلك ابتغاءَ رضاك فافْرُجْ لنا". قال: فسمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يحكيها: "فقالت الصخرة: طاق! فخرجوا". أخرجه الطبراني في "الدعاء" (195) من طريق سعيد بن أبي مريم به، ووقع عنده: (أبو سلمى القِتْباني). وأخرجه الروياني في "مسنده" (ق 59/ ب - 60/ ب)، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 174) من طريق ابن وهب عن ابن لَهِيعة به، ووقع عند الروياني: (أبو أسلم القِتْباني) وعند ابن أبي حاتم (ابن سلمان)!. والقِتْباني هذا لم أقف على ترجمته، وقد اضطرب الرواة في تسميته. وأمّا ابن لَهِيعة فلا يُعلّ الحديثُ به لأنّه من رواية ابن وهب عنه، وهو ممّن روى عنه قبل اختلاطه، كما أنّه قد صرّح بالتحديت عند الطبراني، فأَمِنّا بذلك اختلاطه وتدليسَه. وممّن روى حديث الغار غير من تقدّم: 1 - علي بن أبي طالب: أخرج حديثه البزّار (كشف - 1867) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 33/ أ) من طريق عبد الصمد بن النُعمان، والطبراني في "الدعاء" (187) من طريق أشعث بن شعبة، كلاهما عن حَنَش بن الحارث عن أبيه عنه مرفوعًا. قال البزّار: "لا نعلمه يروى عن عليٍّ إلَّا بهذا الإِسناد، وقد رواه غير واحدٍ عن حَنَش عن أبيه عن عليٍّ موقوفًا، وأسنده عبد الصمد وأشعث عن حَنَشٍ عن أبيه عن عليٍّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". ¬

_ (¬1) في (ظ): (فأخذ)، والمثبت موافق لما عند الطبراني.

وقال الطبراني: "لم يرفعه عن حنش إلَّا أشعث، وهو ثقة". وعبد الصمد وثّقه ابن معين والعجلي وابن حبّان، وقال النسائي والدارقطني: ليس بالقوي. (اللسان: 4/ 23). وأشعث وثّقه أيضًا أبو داود وابن حبّان، وليّنه أبو زُرعة، وضعّفه الأزديُّ. وخالفهما أبو نُعيم -الثقة المثبت-، فرواه عن حَنَشٍ عن أبيه عن عليٍّ موقوفًا، أخرجه الطبراني (188) وإسناده حسنٌ، وكذا الإِسنادان الأوّلان. وقال الهيثمي (8/ 144): "رواه البزّار، ورجاله ثقات". 2 - عبد الله بن عمرو: أخرج حديثه: الطبراني في "الدعاء" (201) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1802) من طريق عمرو بن خليف الحَثّاوي عن روّاد بن الجراح -زاد ابن عدي: وآدم- عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عنه مرفوعًا. قال ابن عدي: "قال لنا ابن قتيبة: ذكرت هذا الحديث لمحمد بن خَلَف، فقال: إنَّما حدّثنا آدم وروّاد عن حفص عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وهذا الذي ذكره ابن خَلَف هو الصواب، والذي جاء به عمرو بن خُلَيف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو أبطل. أو قال: باطلٌ". أهـ. وابن خُليف اتّهمه بوضع الحديث ابن حبّان وابن عدي. "اللسان: 4/ 363)، فالسند تالفٌ. وقد ضعّف الحافظ في "الفتح" (6/ 510) أحاديث ابن أبي أوفى وعقبة وعلي وابن عمرو. 3 - النعمان بن بشير: أخرج حديثه: أحمد (4/ 274) وابن الأعرابي في "معجمه"

(ق 53/ ب) والطبراني في "الدعاء" (190) و"الأحاديث الطوال" (رقم: 41) من طريق إسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد بن معقل عن وهب بن مُنبِّه عنه مرفوعًا. وإسناده جيِّدٌ قويٌّ. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 134/ أ - ب، ب) و"الدعاء" (190) من طرقٍ أخرى عن وهب به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء، (189) من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن عمرو بن شُرحبيل عنه مرفوعًا. وأبو إسحاق هو السَّبيعي مدلّس وقد عنعنه. وأخرجه البزّار (كشف- 3178) من طريق مُؤمّل بن إسماعيل عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجلٌ من بَجيلة عنه مرفوعًا. ومُؤمّل ضعيف الحفظ. وأخرجه أيضًا (كشف- 3179) والطبراني في "الدعاء" (191) من طريق مُؤمّل عن حماد بن سلمة عن سماك عنه مرفوعًا. وفيه مؤمّل أيضًا. وأخرجه البزّار (كشف- 3180) والطبراني (191) من طريق أبي سعد البقّال سعيد بن المرزبان: عن سماك به. وأبو سعد ضعيف مدلّس كما في "التقريب". وقال الهيثمي (8/ 142): "رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير والبزّار بنحوه من طرقٍ، ورجال أحمد ثقاتٍ". وقال: "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح". وقال الحافظ في "الفتح" (6/ 510): "وعن النعمان بن بشير من ثلاثةِ أوجه حسان، أحدها عند أحمد والبزّار، وكلّها عند الطبراني".

4 - أبو هريرة: أخرج حديثه: الطيالسي (2014) -ومن طريقه: البزّار (كشف - 1869) والروياني في "مسنده" (ق 233/ ب) - والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 462) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 134/ ب) و"الدعاء" (193) وابن حبّان (2027) من طريق عمران القطّان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عنه مرفوعًا. وإسناده لا بأس به، عمران القطّان حسنُ الحديث في الشواهد. وقال الحافظ في "الفتح" (6/ 510): "إسناده حسنٌ". وأخرجه البزّار (كشف - 1866) من طريق عوف -وهو ابن أبي جميلة- عن خِلاس عنه مرفوعًا. وخلاس لم يسمع من أبي هريرة شيئًا كما قال الإِمام أحمد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 134/ ب) و"الدعاء" (194) من طريق داهر بن نوح عن عبد الله بن عَرَادة عن داود بن أبي هند عن أبي العالية عنه مرفوعًا. وقال: "لم يروه عن داود إلَّا عبد الله، تفرّد به داهر". وإسناده ضعيف: ابن عَرَادة ضعيف كما في "التقريب"، وداهر قال الدارقطني: ليس بقويٍّ. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 2/ 413). وقال الهيثمي (8/ 143): "رواه البزّار والطبراني في "الأوسط" بأسانيد، ورجال البزّار وأحد أسانيد الطبراني رجالهما رجال الصحيح". 5 - عائشة: أخرج حديثها: العقيلي في "الضعفاء" (3/ 196 - 197) والإِسماعيلي في "معجمه" (2/ 540 - 541) من طريق عمرو بن واقد عن عمر بن يزيد النصري عن الزهري عنها مرفوعًا. وقال: "وقال ابن عيينة وشعيب بن

أبي حمزة وإسحاق بن راشد وعبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي [في الأصل: الوصافي. تحريف] عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نحوه. هذه الرواية أولى". وقال عن عمر بن يزيد: "يخالف في حديثه". أهـ. وقد وثّقه دُحيم وأبو زرعة الدمشقي، واضطرب فيه قول ابن حبَّان. (اللسان: 4/ 340). والآفة فيه من الراوي عنه: عمرو بن واقد، فإنّه متروك، واتّهمه بالكذب أبو مُسهر ودُحَيم. وعزاه في "كنز العمال" (19/ 121 - 122) إلى: الحسن بن سفيان. 6 - ابن عبّاس: أخرج حديثه: البخاري في "تاريخه" كما في "الدُّر المنثور" (4/ 213). 1256 - أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمد بن خالد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي ببيت لَهْيا: نا جدّي لأمّي: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قال: حدّثني أبي عن أبيه: نا هشام بن حسّان عن بَهْز بن حَكيم بن معاوية القُشيري عن أبيه. عن جدّه معاويةَ أنّه قال: يا رسولَ الله! من أبرُّ؟. قال: "أمَّك". ثمَّ قال (¬1): من أبرُّ؟. قال: "أمَّك". ثمّ قال: من أبرُّ؟. قال: "أبوك" (¬2). ثم قال: من أبرُّ؟ قال: "الأقربَ فالأقربَ". أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 406) من طريق هشام بن حسان به. وأخرجه عبد الرزّاق (11/ 132) وأحمد (5/ 3، 5) والبخاري في "الأدب" (3) وأبو داود (5139) والترمذي (1897) وهنّاد في "الزهد" (965) والطبراني (19/ 404 - 406) والحاكم (3/ 642 و 4/ 150) -وصحَّحه ¬

_ (¬1) سقطت من (ظ). (¬2) في (ر): (أباك).

وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "السنن" (4/ 179) و"الشعب" (6/ 180) والبغوي في "شرح السنَّة" (13/ 5) من طرقٍ كثيرة عن بَهْز به. وإسناده حسنٌ. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (10/ 401) ومسلم (4/ 1974). 1257 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: أنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة: نا عَوْن بن عُمارة: نا بَهْزَ بن حَكيم عن أبيه. عن جدِّه، قال: قلت: يا رسولَ الله! من أبرُّ؟. قال: "أمَّك". قلت: ثمّ من؟ قال: "ثمّ أمَّك". قلت: ثمّ من؟. قال: "ثمّ أباك، ثمّ الأقربَ فالأقربَ". عَوْنٌ ضعيفٌ كما في "التقريب". 1258 - أخبرنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب: نا بكر بن سهل الدِّمْياطي: نا عبد الرحمن بن أبي جعفر الدمياطي: نا أبو يحيى -هو: عبد الله بن يحيى البُرُلُّسي- عن الخليل بن مُرَّة، قال: حدّثني بَهْزُ بن حَكيم عن أبيه. عن جدّه، قال: قال رجلٌ: يا رسولَ الله! أوصنى! قال: "أوصيك بأمِّك" ثلاثًا. ثمّ قلتُ (¬1): أوصني!. قال: "أوصيك بأبيك ثمّ الأقربَ فالأقربَ". الخليل ضعيف كما في "التقريب". وبكر ضعّفه النسائي. (اللسان: 2/ 51). 1259 - حدّثني أبو زُرعة محمّد وأبو بكر أحمد ابنا عبد الله بن عبد الله ابن عمرو بن عبد الله بن صفوان النَّصري، قالا: نا وصيف بن عبد الله ¬

_ (¬1) كذا بالأصول.

2 - باب: رحمة الولد

الأنطاكي الحافظ: نا أبو يعقوب إسحاق بن العَنْبر: نا نصر بن باب عن داود بن أبي هِنْد عن الشَّعْبيِّ. عن ابن عبّاس أنّ رجلًا أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّي نذرتُ إنْ فتح اللهُ عليك (¬1) مكَّةَ أن آتيَ البيتَ فأقبِّلَ أسفلَ الأُسْكُفَّةِ (¬2). فقال: "قبِّلْ قَدَمَيْ أمِّك، وقد وفَّيتَ نذرَك". غريبٌ من حديث داود بن أبي هِنْد، لم يُحدِّث به إلَّا إسحاق بن العَنْبر، وهو ليَّنُ الحديثِ، والله أعلم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (نَصْرُ بنْ باب أبو سهل الخُراسانيُّ لاْ يُحتجُّ به). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 388/ ب) من طريق تمَّام. وإسناده تالفٌ: نصر قال البخاري: يرمونه بالكذب. وتركه جماعة. (اللسان: 6/ 150 - 151). وابن العَنْبر كذَّبه الأزدي، وقال: لا تحلُّ الرواية عنه. (اللسان: 1/ 367). 2 - باب: رحمة الولد 1260 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان. نا أبو زُرْعة. نا أبو اليَمَان: أنا شُعيب بن أبي حمزة عن الزُّهريِّ، قال: حدَّثني أبو سَلَمة بن عبد الرحمن. أنَّ أبا هريرة قال: قبَّل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَسَنَ بن عليٍّ (¬3)، والأقرعُ بن ¬

_ (¬1) في (ظ): (عليكم). (¬2) الأسْكُفَّة: عتبة الباب "مختار". (¬3) في (ظ) و (ف): (رضي الله عنه)، وفي (ر): (رضي الله عنهما).

3 - باب: الإحسان إلى البنات ومحبتهن

حابِس التميميِّ جالسٌ، فقال الأقرعُ: إنَّ لي لعَشَرَةً من الولدِ ما قبَّلتُ أحدًا منهم (¬1) قطُّ. فنَظَرَ إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ قال: "مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ". أخرجه البخاري (10/ 426) عن شيخه أبي اليمان -واسمه: الحكم بن نافع- به. وأخرجه مسلم (4/ 1808 - 1809) من طريقين آخرين عن الزهري به. 3 - باب: الإِحسان إلى البنات ومحبّتهنّ 1261 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا إسحاق بن إبراهيم ابن عبَّاد الدَّبَريُّ بصنعاءَ: نا عبد الرزّاق: أنا مَعْمَر عن الزُّهريِّ عن عروة. عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ابْتُلي من هذه البناتِ بشيءٍ فأحسَنَ إليهنّ كُنَّ له سِتْرًا من النَّارِ". هو في "مصنّف عبد الرزّاق" (10/ 457 - 458). وأخرجه من طريقه: أحمد (6/ 166). وأخرجه أحمد (6/ 33) والترمذي (1913) -وحسّنه- من طريقين آخرين عن معمر به. وأخرجه البخاري (10/ 426) ومسلم (24/ 2027) من طريقين عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر بن حَزْمٍ عن عروة به. 1262 - أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمّد: نا أحمد بن محمّد بن ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر) و (ف): (منهم أحدًا).

يحيى [بن حمزة] (¬1): نا عمرو بن هاشم: نا ابن لَهِيعَة: نا أبو عُشَّانةَ. عن عُقبة بن عامر أنَّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَكْرهوا البناتِ، فإنّهنَّ المُؤنِسَاتُ الغالياتُ". أخرجه أحمد (4/ 151) والروياني (ق 54/ أ) والطبراني في "الكبير" (17/ 310) من طريق ابن لَهيعة به. وإسناده ضعيف: ابن لَهيعة اختلط بعد احتراق كتبه. وقال الهيثمي (8/ 156): "وفيه ابن لهيعة وحديثُهُ حسنٌ، وبقيَّة رجاله ثقات". وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6/ 410) من طريق ابن المبارك عن نافع بن ثابت عن عبد الله بن الزُّبير مرفوعًا: "لا تكرهوا البناتِ، فإنّهن المجهزات المؤنسات". ونافع بن ثابت هو ابن عبد الله بن الزبير، وقد ذكره ابن حبّان في "ثقاته" (5/ 471)، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/ 457): "مات بالمدينة سنة خمس وخمسين ومائة، وهو ابن ثلاثٍ وسبعين". أهـ. يعني أنه ولد سنة (82) أي بعد استشهاد جدّه بتسع سنين، وبالتالي فروايته عنه منقطعة. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2281) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري عن أبي معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعًا: " ... فإنَّهن المؤنسات المجهزات الغاليات الحاملات". ومحمد بن معاوية كذّبه ابن معين والدارقطني وأبو طاهر. وأخرجه البيهقي (6/ 410) من طريق جعفر بن عون عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه مرفوعًا: " ... فإنّهن المؤنسات المجملات". ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

4 - باب: العدل بين الأبناء

قال البيهقي: هكذا جاء مرسلًا. أهـ. وإسناده حسن. 4 - باب: العدل بين الأبناء 1263 - أخبرنا أبو القاسم الحسن بن منصور الحِمصيّ الإِمام: نا أبو عمر بن أبي حمّاد: نا ابن كاسب: نا عبد الله بن معاذ عن معمر عن الزُّهريِّ. عن أنس بن مالك أنّ رجلًا كان جالسًا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فجاء ابنٌ له فأخذه فقبّله وأجلَسَهُ في حِجْرِه، ثم جاءت ابنةٌ له فأخذها فأجلسَها إلى جَنْبِه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فهلاّ عَدَلْتَ بينَهما! ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ ق 303/ أ) من طريق تَمَّام. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 89) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1553) -ومن طريقه: البيهقي في "الشعب" (6/ 410) - من طريق ابن كاسب به. وأخرجه البزّار (كشف - 1893) فقال: حدّثنا بعض أصحابنا عن عبد الله بن معاذ (في الأصل: موسى. تحريف) به. وإسناده حسنٌ: ابن كاسب -واسمه: يعقوب بن حُميد- اخْتُلِف في توثيقه، وهو حسن الحديث إن شاء الله. وشيخه وثّقوه لكن عبد الرزاق كان يُكذِّبه. وقال أبو زرعة: هو أوثق من عبد الرزاق. 1264 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلم القاضي قراءةً عليه: نا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا آدم بن أبي إياس: نا وَرْقاء عن جابر عن الشَّعبيِّ، ووَرْقاء عن المغيرة عن الشَّعبيِّ، ووَرْقاء عن حُصين عن الشَّعبيِّ، وشعبة عن مُجالد عن الشَّعبيّ.

عن النعمان بن بشير أنّه كان يقول: أراد أبي أن يَنْحَلَني شيئًا ويُشهِدُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكُلَّ ولدك نَحَلْتَ مِثلَه؟ ". قالَ: لا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنّي لا أشهدُ عليه إذًا". ثمَّ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اعدلوا بين أولادِكم في النُّحْلِ كما تحبّون أن يساووا بينكم في البرِّ". الشطر الأول من الحديث دون قوله: "اعدلوا بين أولادكم ... إلخ": أخرجه البخاري (5/ 211) ومسلم (3/ 1242 - 1243) من طريق حُصَين به. وأخرجه أحمد (4/ 269، 270، 271) والبيهقي (6/ 177) من طريق مجالد به، ومجالد ليس بالقويِّ. وأخرجه أحمد (4/ 270) والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (9/ 23) -والبيهقي (6/ 177) من طريق المُغيرة به. وأمّا الشطر الأخير: "اعدلوا ... إلخ": فأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 86) من طريق آدم بن أبي إياس عن ورقاء عن المغيرة به، وأخرجه البيهقي (6/ 178) من طريق جرير بن عبد الحميد عن المغيرة به. وإسناده صحيح. وعند مسلم (3/ 1244) من رواية داود بن أبي هند عن الشعبي: "أيسرُّك أن يكونوا إليك في البرِّ سواءً؟ " (¬1). قال: بلى. قال: "فلا، إذًا". وفي رواية مجالد المتقدِّمة: "إنَّ عليك من الحقِّ أن تعدلَ بين ولدك كما عليهم من الحقِّ أن يبرّوك". أما رواية جابر -وهو: ابن يزيد الجعفي المتروك المتّهم- فلم أقف عليها عند غير تمّام. ¬

_ (¬1) وأبعد الحافظ في "التلخيص" (3/ 72) فعزا هذه الرواية إلى البيهقي!

5 - باب: ثواب صلة الرحم وتحريم قطعها

5 - باب: ثواب صلة الرحم وتحريم قطعها 1265 - أخبرنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري: نا أبو الجارود مسعود بن محمد الرّمْليُّ: نا عمران بن هارون الصوفي: نا أبو خالد الأحمر: نا داود بن أبي هند عن الشَّعبيِّ. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- ليُعمِّرُ بالقومِ الديارَ، ويُكثر لهم الأموالَ، وما نَظَرَ إليهم مُنذُ خَلَقَهم بُغضًا لهم". قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: "بِصلتهم أرحامِهم". أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 85 - 86) -وعنه: أبو نعيم في "الحلية" (4/ 331) - عن شيخه مسعود الرملي وغيره به. وأخرجه الحاكم (4/ 161) والبيهقي في "الشعب" (6/ 224، 225) من طرقٍ أخرى عن عمران بن هارون به. ووقع عند الحاكم: (عمران بن موسى). قال الحاكم: "عمران الرملي من زهّاد المسلمين وعبّادهم، وإن كان حَفِظَ هذا الحديث عن أبي خالد الأحمر، فإنّه غريبٌ صحيحٌ". وقال أبو نُعيم: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث داود والشَّعْبيِّ، تفرّد به عمران الرملي الزاهد". وعمران هذا قال أبو زرعة: صدوق. وقال ابن يونس: في حديثه لينٌ. وذكره ابن حبّان في "ثقاته"، وقال: يخطئ ويخالف. (اللسان: 4/ 351). فمثله حسنُ الحديث إن شاء الله، ولذا قال المنذري في "الترغيب" (3/ 336) والهيثمي في "المجمع" (8/ 152): "إسناده حسنٌ". أهـ. وهو كما قالا. 1266 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم: نا أبو زُرعة

عبد الرحمن بن عمرو: نا محمد بن عثمان. نا إسماعيل بن عيّاش عن سفيان الثّوري عن عُبيد الله بن الوليد عن عطاء بن أبي رباح. عن عبد الله بن عبّاس أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ أهلَ البيتِ إذا تواصلوا أجرى اللهُ -تبارك وتعالى- عليهم الرِّزقَ، وكانوا في كَنَفٍ من الرَّحمنِ -عَزَّ وَجَلَّ-". أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 141) وابن عدي في "الكامل" (1/ 293 - 294 و 4/ 1631) والبيهقي في "الشعب" (6/ 225) من طريق هشام بن عمّار عن ابن عيّاشٍ به. وإسناده واهٍ: عبيد الله بن الوليد هو الوصّافي، ضعيفٌ تركه الفلّاس والنسائي. وابن عيّاش ضعيف في روايته عن غير أهل الشام، وشيخه عراقيٌّ، وقد تفرّد بروايته عنه كما قال ابن عدي. وقال الهيثمي (8/ 152): "وفيه عبيد الله بن الوليد الوصّافي، وهو ضعيفٌ". 1267 - حدّثني أبي -رحمه الله-: نا أبو عبد الله محمّد بن أيّوب بن يحيى بن الضُّرَيس: نا أبو الوليد الطيالسي: نا شعبة، قال: أخبرني سفيان بن حسين ومحمّد -يعني: ابن إسحاق- عن الزُّهريِّ عن محمّد بن جُبَير بن مُطْعِم. عن أبيه أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يدخلُ الجنّةَ قاطِعٌ". يعني: قاطع رَحِمٍ. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2/ 121) من طريق أبي الوليد به. وأخرجه البخاري (10/ 415) ومسلم (4/ 1981، 1982) من طرقٍ عن الزُّهريِّ به.

6 - باب: حق الجار

6 - باب: حقّ الجار 1268 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن السَّفْر البزّاز، وأحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلَم القاضي، قالا: نا بكّار بن قتيبة القاضي بمصرَ: نا أبو المُطَرِّف بن أبي الوزير: نا محمّد بن طلحة عن زُبَيد عن مجاهد. عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما زال جبريلُ يُوصيني بالجارِ حتى ظنَنْتُ أنّه يُورِّثُه". أخرجه ابن أبي الدُّنيا في "المكارم" (319) وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (2801) والخرائطي في "المكارم" (ص 36) والطبراني في "المكارم" (203) -وزاد بين مجاهد وعائشة: عن جابر- والخطيب في "التاريخ" (4/ 187) من طرقٍ عن محمّد بن طلحة به. ومحمد مُتكلَّمٌ فيه، لكن قد تابعه سفيان الثوري عند الخرائطي (ص 36) والطبراني (202) وأبو نُعيم في "الحلية" (3/ 307). والحديث أخرجه البخاري (10/ 441) ومسلم (4/ 2025) من طريق أبي بكر بن محمد بن حزم عن عَمْرة عن عائشة. وأخرجاه أيضًا من حديث ابن عمر. 1269 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ابن رفقة (¬1): نا يوسف بن موسى بن بلال: نا عبد الرحمن بن المَغْراء الأزديُّ عن الأعمش عن أبي سفيان. ¬

_ (¬1) في (ظ): (رفعة).

عن جابرٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا طَبَخْتُم (¬1) فأكثِروا ماءَها، واغْرِفوا للجيرانِ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (ابنُ المَغْراءِ قال يحيى: ليس بشيءٍ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه البزَّار (كشف - 1901) عن شيخه يوسف بن موسى به، وقال: "لا نعلمه يُروى عن جابرٍ إلَّا من هذا الوجه". وابن مَغْراء وثّقه أبو خالد الأحمر وابن حبّان والخليلي، وقال أبو زرعة: صدوق. وقال علي بن المديني: ليس بشيءٍ، كان يروي عن الأعمش ستمائة حديثٍ، تركناه لم يكن بذاك. قال ابن عدي: وهو كما قال علي، إنّما أُنكرت عليه أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه عليها الثقات. وأما الجرح الذي نقله المنذري عن ابن معين، فالصواب فيه أنَّه عن ابن المديني. أمّا ابن معين فقد نقل ابن مُحرز عنه في "معرفة الرجال" (1/ 92 و2/ 174) أنّه قال: لم يكن به بأس. وقد تحرّر مما تقدّم أن رواية ابن مغراء عن الأعمش فيها ضعف، وهذا الحديث منها. وقد خالفه يحيى بن سعيد الأموي -وهو أوثق من ابن مغراء- فرواه عن الأعمش، قال: بلغني عن جابر .. ، وذكر الحديث. أخرجه أحمد (3/ 377) عنه. وقال الهيثمي (5/ 19): "ورجال البزّار فيهم: عبد الرحمن بن مغراء، وثّقه أبو زرعة وجماعةٌ، وفيه كلام لا يضرُّ، وبقيّة رجاله رجال الصحيح". ورواه عن الأعمش كما رواه ابن مغراء: أبو مسلم عبيد الله بن سعيد ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وعليه تضبيب في (ر)، وعند البزار: (إذا طبخت قدرًا ..).

قائد الأعمش، أخرجه من طريقه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 137/ أ) وقال: "لم يروه عن الأعمش إلَّا أبو مسلم"! وأبو مسلم هذا ضعيف كما في "التقريب". وقال الهيثمي (8/ 165 - 166): "وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، وثّقه ابن حبّان وضعّفه غيره، وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. وقد ضعّفه ابن حبّان أيضًا! والحديث أخرجه مسلم (4/ 2025) من رواية أبي ذرٍّ مرفوعًا. 1270 - حدّثنا خيثمة بن سليمان: نا يحيى بن أبي طالب: أنا أبو أحمد الزُّبَيري: نا سفيان الثوري عن عبد الملك بن أبي بَشير عن عبد الله بن أبي المُساور، قال: سمعتُ ابن عبّاسٍ - رضي الله عنه - (¬1) يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليسَ المؤمنُ الذي يشبعُ وجارُه جائعٌ إلى جنبِه". أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 391 - 392) من طريق يحيى بن أبي طالب به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 196) والحاكم (4/ 167) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشعب" (7/ 76) من طريق أبي أحمد به، ووقع عندهم أيضًا: (ابن أبي المساور). وأخرجه هنّاد في "الزهد" (1044) وعبد بن حميد في "المنتخب" (694) والبخاري في "الأدب" (112) و"التاريخ" (5/ 195) وابن أبي الدُّنيا في "المكارم" (346) وأبو يعلى (2699) والطبراني في "الكبير" (12/ 154) وابن نصر في "تعظيم الصلاة" (629) والبيهقي في "الشعب" (3/ 225) ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) و (ر).

وابن عساكر في "التاريخ" (9/ ق 137/ أ - ب) من طريق الثوري به، ووقع عند هؤلاء: (ابن المساور). وتابع الثوريَّ: وكيعٌ عند ابن أبي شيبة في "الإِيمان" (رقم: 100) وابن عساكر في "التاريخ" (9/ ق 137/ أ). وابن المساور قال ابن المديني: مجهولٌ لم يروِ عنه غير عبد الملك. ووثّقه ابن حبّان كعادته في توثيق المجاهيل! وأخذ بقوله المنذري في "الترغيب" (3/ 358) والهيثمي (8/ 167) فقالا: "رجاله ثقات"! وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 637) وابن نصر (628) والبيهقي (7/ 76) من رواية حَكيم بن جُبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعًا: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره طاوٍ إلى جنبه". لفظ ابن عدي، ولفظ ابن نصر: "إن المسلم الذي يشبع ويجوع جاره ليس بمؤمنٍ". ولفظ البيهقي: "ليس المؤمن الذي يشبعُ وجاره جائع إلى جنبه". قال الذهبي في "حقِّ الجار" (ص 38): "حَكيم ضعيف". وأخرجه ابن عساكر (9/ ق 137/ ب) من طريق عبيد الله بن عمرو عن ليث بن أبي سُليم عن ابن عباس مرفوعًا: "إنّ المؤمن لا يشبع وجاره وابن عمّه جائع". وليث ضعيف لاختلاطه، ولم يدرك ابن عبّاس. وورد من حديث أنس: أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 232) من طريق محمد بن سعيد الأثرم عن همّام عن ثابت عنه مرفوعًا: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به". قال الذهبي في "حقِّ الجار" (ص 39): "الأثرم ضعّفه أبو زرعة، وهذا حديث منكرٌ". أهـ. وروى الخطيب (5/ 306) عن أبي زرعة أنه قال: ليس

بشيءٍ. وأنكر عليه هذا الحديث. وقال عنه أبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن عدي: أراه يكذب. (اللسان: 5/ 176). وأخرجه البزّار (كشف - 119) من طريق علي بن زيد عن أنس مرفوعًا: "ليس المؤمن الذي يبيت شبعان وجاره طاوٍ". وقال: "لا نعلمه يُروى عن أنس إلَّا من هذا الوجه"! وعلي ضعيف كما في "التقريب". وقال الهيثمي (8/ 167): "إسناد البزّار حسنٌ". أهـ. وحسّنه أيضًا المنذري في "الترغيب" (3/ 358) والحافظ في "القول المسدّد" (ص 61). ومن حديث عائشة: أخرجه الحاكم (2/ 12) من طريق عبد العزيز بن يحيى المدني عن سليمان بن بلال عن علقمة بن أبي علقمة عن أمّه عنها مرفوعًا: "ليس بالمؤمن الذي يبيت شبعان وجاره جائعٌ إلى جنبه". قال الذهبي في "التلخيص": قلت: "عبد العزيز ليس بثقةٍ". أهـ. وقد كذّبه إبراهيم بن المنذر وأبو مصعب، ووهّاه غيرهما. ومن حديث عمر: أخرجه أحمد (1/ 54 - 55) والضياء في "المختارة" (1/ 354) عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن أبيه عن عَباية بن رِفاعة عنه مرفوعًا: "لا يشبع الرجل دون جاره". قال الهيثمي (8/ 167 - 168): "رجاله رجال الصحيح إلَّا أنَّ عَباية بن رِفاعة لم يسمع من عمر". وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 27) من طريق عباس بن محمد بن مجاشع عن محمد بن أبي يعقوب عن ابن مهدي به، لكن أدخل بين عباية وعمر: محمد بن مسلمة.

7 - باب: ثواب الإحسان إلى الأرملة واليتيم والمسكين

وعباس قال ابن القطّان: لا يُعرف. (اللسان: 3/ 245). فإذا ضُمَّ حديث أنس وعمر إلى طرق حديث ابن عباس صار الحديث حسنًا إن شاء الله. 7 - باب: ثواب الإِحسان إلى الأرملة واليتيم والمسكين 1271 - حدّثنا الحسن بن حبيب: نا عبد اللطيف: نا عبد الأعلى: نا زَيْنٌ عن أسامةَ عن صفوان بن سُليم عن أبي الغيث سالم. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الساعي على الأرملةِ واليتيمِ والمسكين كالمجاهدِ في سبيل اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، الصائمِ نهارَه القائمِ ليلَه". تقدّم الكلام على مثل هذا الإِسناد في تخريج الحديث رقم (528). والحديث أخرجه البخاري (10/ 437) ومسلم (4/ 2286 - 2287) من طريق القعنبي عن مالك عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة مرفوعًا: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله- وأحسبه قال: (يشك القعنبي): وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يُفطر". 1272 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا العبّاس بن الوليد بن مَزْيَد البَيروتي: أنا عُقبة بن علقمة: نا إسماعيل بن عيّاش، قال: حدّثني محمّد ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبيه. عن أبي هريرةَ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهمَّ أُحَرِّجُ (¬1) حقَّ الضعيفَيْن: اليتيمِ والمسكينِ". ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش) و (ر) و (ف): (أخرج) بالخاء المعجمة، والمثبت من (ظ) ومخرّجي الحديث.

ابن عيّاش ضعيف في روايته عن غير أهل الشام، وشيخه مدنيٌّ. وأخرجه مسدّد -وعنه الحربي في "غريب الحديث" (1/ 239) - وابن أبي شيبة في "مسنديهما" [كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 243)]-وأحمد (2/ 439) - ومن طريق مسدّد وأحمد: الحاكم (1/ 63)، وعنه البيهقي في "سننه" (10/ 134) -والنسائي في "عشرة النساء" (رقم: 267) وابن ماجه (3678) والخرائطي في "المكارم" (ص 73) من طريق يحيى بن سعيد القطّان، وأخرجه ابن حبّان (1266) والحاكم (4/ 128) والبيهقي في "الشعب" (6/ 48) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعًا لكن فيه: "المرأة" بدل "المسكين". وفي رواية الليث: "مال" بدل "حق". والحديث صحّحه الحاكم على شرط مسلم. وسكت عليه الذهبي. وإسناده حسنٌ، ففي ابن عجلان كلامٌ لا سيَّما فيما يرويه عن سعيد عن أبي هريرة. وقد أخرج له مسلم في المتابعات ولم يحتجّ به كما قال الحافظ. وقال النووي في "الرياض" (ص 160): "حديث حسنٌ، رواه النسائي بإسنادٍ جيّدٍ". وقد خالف محمّدُ بن سلمة بن عبد الله الباهلي يحيى والليثَ، فرواه عن ابن عجلان عن سعيد عن أبيه عن أبي شُريح الخُزاعي مرفوعًا، أخرجه النسائي (268). ومحمّد -وإن كان ثقة-، فإنّ منزلته لا تقارب منزلة يحيى والليث، فهما إمامان مُجمعٌ على ثقتهما، وعلى هذا فروايتهما المحفوظة، والله أعلم.

8 - باب: حق الضيف

8 - باب: حقّ الضّيف 1273 - أخبرنا أبو الطيّب محمد بن حُميد بن محمد بن سليمان الحَوْراني: نا أحمد بن منصور بن سيّار الرّمادي: نا عبد الرزّاق: أنا مَعْمَر عن الجُرَيري عن أبي نَضْرةَ. عن أبي سعيد الخُدْريِّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حقُّ الضّيافةِ ثلاثٌ، فما زادَ على ذلك فهو صَدَقةٌ". هو في "مصنّف عبد الرزّاق" (11/ 274). وأخرجه من طريقه: أحمد (3/ 37) والحربي في "إكرام الضيف" (رقم: 120) والبيهقي (9/ 197). وأخرجه أحمد أيضًا (3/ 8) والبزار (كشف - 1931، 1932) عن حماد بن سلمة، وأحمد (3/ 21) وأبو يعلى (1244) عن يزيد بن هارون، وأحمد (3/ 85) عن علي بن عاصم، والحربي (121) عن يزيد بن زُريع، كلُّهم عن الجُرَيري به. وإسناده صحيح، والجُرَيري -واسمه: سعيد بن إياس- وإن كان قد اختلط قبل موته، فإن روايات معمر وحمّاد وابن زُريع عنه قبل اختلاطه كما في "الكواكب النيّرات" (ص183). وقد تابعه قتادة عند البزّار (كشف - 1931). وقال الهيثمي (8/ 176): "وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح". وللحديث شاهدٌ من حديث أبي شُرَيح العَدوي عند البخاري (10/ 445) ومسلم (3/ 1352 - 1353) بلفظ: " ... والضيافة ثلاثة أيّامٍ، فما كان وراء ذلك فهو صدقةٌ عليه". وله شواهد أخرى انظرها في: "المجمع" (8/ 176).

1274 - أخبرنا أبو الحسنُ مُزَاحِم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبّاد البصري: نا محمد بن زكريّا الغَلاَبي البصري: نا ابن عائشة: نا أبو عَوانة عن منصور عن الشَّعبيِّ. عن أبي كَريمة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليلةُ الضّيفِ حقٌّ، فمن أصبحَ وهو بفنائه فهو له دَيْنٌ عليه (¬1): إنْ شاء اقتضى، وإن شاء تَرَك". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (أبو كَريمة هذا هو المِقْدامُ بن مَعْدي كَرِبٍ، وقد أخرجه أبو داود وابن ماجه من حديثه). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الغَلابي ضعيف متّهم (اللسان: 5/ 168). وابن عائشة هو: عبيد الله بن محمد بن حفص. والحديث أخرجه أبو داود (3750) والطبراني في "الكبير" (20/ 263 - 264) والبيهقي في "الشعب" (7/ 92) من طريق أبي عوانة -واسمه: الوضّاح بن عبد الله اليَشْكُري- به. وأخرجه الطيالسي (1151) وأحمد (4/ 130، 132، 132 - 133، 133) وهنّاد في "الزهد" (1055) والبخاري في "الأدب" (744) وابن ماجه (3677) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 242) و"المشكل" (2/ 340 - 341 و 4/ 39) والطبراني (20/ 263، 264) والبيهقي في "سننه" (9/ 197) و"الشعب" (7/ 92) وابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 78/ أ) من طرقٍ عن منصورٍ به. وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (له عليه دين).

9 - باب: ما جاء في السخاء والبخل

9 - باب: ما جاء في السخاء والبخل 1275 - أخبرنا أبو الحسن مُزاحِم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبّاد البصري: نا محمّد بن زكريّا الغَلَابي: نا العباس بن بكّار: نا محمّد بن زياد عن ميمون بن مِهْران. عن ابن عبّاسٍ، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "شابٌ سفيهُ سخيٌّ أحبُّ إليَّ (¬1) من شيخٍ بخيلٍ عابدٍ. إنّ السخيَّ قريبٌ من اللهِ (¬2)، قريبٌ من الجنّةِ، بعيدٌ من النارِ. وإنّ البخيلَ بعيدٌ من اللهِ (¬3)، بعيدٌ من الجنّةِ، قريبٌ من النار". الحديث ذكره بسنده ومتنه معزوًّا إلى "فوائد تمّام": السيوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 93)، لكن وقع فيه سقطٌ في الإِسناد، وهو من الطابع على الأرجح. وعزاه إلى تمّام أيضًا: ابن عرّاق في "تنزيه الشريعة" (2/ 139). والحديث إسناده تالفٌ: محمد بن زياد هو اليَشْكُري الطحان كذاب يضع الحديث كما قال أحمد وابن معين، وكذّبه أيضًا: الفلاّس والجوزجاني وأبو زرعة والنسائي والدارقطني. فهو آفة الحديث. والراوي عنه: العبّاس بن بكّار الضبّي قال الدارقطني: كذّاب. وقال أبو نعيم: يروي المناكير، لا شيء. (اللسان: 3/ 237 - 238). وقال ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 190): "يروي العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ". والغلابي اتّهمه الدارقطني بالوضع، ووثّقه ابن حبّان!. (اللسان: 5/ 168). ¬

_ (¬1) في (ظ): (إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ-) وكذا في "اللآلئ" دون (عَزَّ وَجَلَّ). (¬2) في (ظ) زيادة (عَزَّ وَجَلَّ). (¬3) في (ظ) زيادة (عَزَّ وَجَلَّ).

وقد عدَّه الشيخ الألباني في "الضعيفة" (2/ 102) آفة الحديث، ولم يشر إلى من فوقه! مع أن محمد بن زياد هو الأحق بهذا الوصف لإِطباق الأئمة على تكذيبه. وأخرج الحاكم في "تاريخه" -ومن طريقه الديلمي (زهر الفردوس: 2/ ق 234) -، قال الحاكم: قرأت بخطِّ إبراهيم بن محمد بن سفيان في أصل كتابه: ثني الحسين بن عمر، وثني أحمد بن حرب: ثنا ابن أبي فُديك عن عبد الله بن أبي بكر عن صفوان بن سليم عن ابن عباس مرفوعًا: "شابٌّ سخيٌّ حسن الخلق أحبُّ إلى الله من شيخٍ بخيلٍ عابدٍ سيّىءُ الخلق". وهذا علاوة على أنَّه وِجادةٌ -وهي منقطعة (¬1) - ففيه مجهولٌ، وهو عبد الله بن محمد بن أبي بكر الثقفي، فقد بيَّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (5/ 158). أما الشطر الثاني: "السخي قريب ... إلخ" فقد ورد من رواية أبي هريرة، وعائشة، وجابر، وأنس: أما حديث أبي هريرة: فأخرجه الترمذي (1961) -واستغربه- والخرائطي في "المكارم" (ص 62) باختصار والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 117) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 180) - وابن حبّان في "روضة العقلاء" (ص 246) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1239) والإِسماعيلي في "معجمه" (2/ 732 - 733) والبيهقي في "الشعب" (7/ 429) والخطيب في "البخلاء" (ص 36) من طريق سعيد بن محمد الورَّاق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عنه مرفوعًا بزيادة: "ولجاهل سخيٌّ أحبُّ إلى الله من عابدٍ بخيل". ¬

_ (¬1) انظر: "فتح المغيث" للسخاوي (2/ 136)؛ وابن سفيان قد توفّي -كما في "سير النبلاء" (14/ 312) - سنة (308)، بينما كانت ولادة الحاكم سنة (321).

قال العقيلي: "ليس لهذا الحديث أصل من حديث يحيى ولا غيرِه". وقال البيهقي: "تفرد به سعيد بن محمد، وهو ضعيف". وقال ابن الجوزي: "المتّهم به: سعيد بن محمد الورّاق. قال يحيى: ليس بشيءٍ. وقال النسائي: ليس بثقة". وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 284): "قال أبي: هذا حديث منكرٌ". والحديث ضعيف لا موضوع كما قال ابن الجوزي, لأن الورَّاق لم يُتَّهم بكذبٍ. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 67/ ب) والخطيب (ص 37) من طريق الورّاق عن يحيى بن سعيد لكن قال: عن محمد بن إبراهيم عن عائشة مرفوعًا. وهذا دليل على اضطرابه. وفي "التهذيب" (4/ 77) في ترجمته: "قال المروزي عن أحمد: لم يكن بذاك، وقد حكوا عنه عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة حديثًا منكرًا في السخاء". وأمَّا حديث عائشة: فقد أخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 428) والخطيب (ص 37 - 38) والقشيري في "الرسالة" (ص 112) وابن الجوزي (2/ 181) من طريق سعيد بن مسلمة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقَّاص عنها مرفوعًا. وابن مسلمة ضعيف كما في "التقريب"، قال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 283) -: "هذا حديثٌ باطلٌ، وسعيد ضعيف الحديث، أخاف أن يكون أُدخل له". وقد تُوبع: تابعه تَليد بن سليمان عند البيهقي والخطيب، وقال البيهقي: "تليد وسعيد ضعيفان". أهـ. وتَليد رافضيٌّ ضعيف كما في "التقريب".

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 243) والخطيب (ص 37) وابن الجوزي (2/ 180 - 181) من طريق خلف [عند ابن الجوزي: خالد] ابن يحيى القاضي عن عَنْبَسة [عند ابن الجوزي: غريب] بن عبد الواحد القرشي عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيَّب عنها مرفوعًا. قال ابن الجوزي: "خالد وغريب كلاهما غريبٌ مجهول". أهـ. وخلف بن يحيى قال أبو حاتم: متروك الحديث، كان كذّابًا، لا يُشتغل به ولا بحديثه. (الجرح: 3/ 372). وعنبسة بن عبد الواحد الأموي القرشي ثقة عابد كما في "التقريب"، وما في سند ابن الجوزي أظنه محرّف. وأخرج ابن عدي (3/ 1039) والخطيب (ص 34) والديلمي (زهر الفردوس: 2/ ق 220) من طريق روّاد بن الجرّاح عن ابن أبي حازم عن يحيى بن سعيد عن الأعرج عن أبي هريرة عنها مرفوعًا: "السخيُّ الجهول أحب إلى الله من العابد البخيل". وقال: "وهذا الحديث اختُلِف فيه على يحيى بن سعيد، وهذا لونٌ منه". ثم عدّد أوجه الخلاف، وقال: "وكل هذه الألوان ليست بمحفوظة". أهـ. وروّاد قال في "التقريب": "صدوق اختلط بأَخَرَة فتُرِك". وأمّا حديث جابر: فأخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 428) من طريق سعيد بن مسلمة عن جعفر بن محمد عن أبيه عنه مرفوعًا بزيادة: "ولجاهل سخي أحب ... " وسعيد تقدَّم أنَّه ضعيف. وأما حديث أنس: فأخرجه ابن الجوزي (1/ 180) من طريق محمد بن تميم الفاريابي عن قبيصة بن محمد عن موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عنه مرفوعًا بزيادة، وجعله حديثًا قدسِيًّا.

قال ابن الجوزي: "المتّهم به. محمد بن تميم، قال ابن حبّان: كان يضع الحديث". أهـ. قلت: وكذّبه الحاكم وأبو نعيم وغيرهما. (اللسان: 5/ 98). ونقل ابن الجوزي عن الدارقطني أنَّه قال: "لهذا الحديث طرقٌ لا يثبت منها شيءٌ بوجهٍ". قال الحافظ فيما نقله عنه السخاوي في "المقاصد" (ص 239): "ولا يلزم من هذه العبارةِ أن يكون موضوعًا، فالثابت يشمل الصحيح، والضعيفُ دونَه. وهذا ضعيفٌ، فالحكم [يعني: بالوضع] ليس بجيّدٍ عليه". 1276 - أخبرنا أبو الحسن عليٌّ بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم البغدادي: نا معاذ بن المثنّى بن معاذ العَنْبريُّ: نا عمرو بن الحُصين العُقيلي: نا علي بن أبي سارة عن ثابت. عن أنسٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما مَحَقَ الإِسلامَ مَحْقَ الشُّحِّ شيءٌ (¬1) ". أخرجه أبو يعلى (3488) -وعنه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1846) - والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 261/ ب) من طريق عمرو به. وقال الطبراني: "لم يروه عن ثابت إلَّا عليٌّ، تفرّد به عمرو". وإسناده تالفٌ: عمرو متروك، وكذّبه الخطيب. وشيخه ضعيف كما في "التقريب". وقد سرقه النضر بن طاهر من عمرو! فرواه عن ابن أبي سارة به، أخرجه ابن عدي (5/ 1846)، والنّضر قال ابن عدي: يسرق الحديث، ضعيف جدًّا. وقال ابن أبي عاصم: يبالغ في الكذب. (اللسان: 6/ 162). وأشار المنذري في "الترغيب" (3/ 380) إلى ضعف الحديث فصدّره ¬

_ (¬1) في الأصل و (ر) و (ش): "شيئًا".

10 - باب: إكرام الإخوان

بـ (رُوي). وقال الهيثمي (10/ 242 - 243): "وفيه عمرو بن الحصين، وهو مجمعٌ على ضعفه". وقال أيضًا (1/ 102): "وفيه علي بن أبي سارة، وهو ضعيف". 1277 - أخبرنا أبو الحسن مُزَاحِم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبّاد البصريُّ العطّار -قَدِمَ [علينا] (¬1) دمشق: نا محمد بن زكريّا الغَلَابي: نا العبّاس بن بكّار: نا أبو بكر الهُذَليُّ عن عكرمة. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَسَمٌ من اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: لا يدخلُ الجنَّةَ بخيلٌ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (16/ ق 203/ ب) من طريق تمّام، وقال: "غريبٌ، والغَلَابي ضعيفٌ". أهـ. قلت: تقدَّم قبل حديثٍ أنه وشيخه كذلك متّهمان بالوضع. وأبو بكر الهُذلي متروك الحديث كما في "التقريب"، وقد كذّبه غُنْدَر، فالحديث إذًا موضوعٌ. 10 - باب: إكرام الإِخوان 1278 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعِي: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا سعيد بن سليمان عن مصعب بن سَلَّام عن الحجّاج عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه. عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أكرمَ الرَّجلُ أخاه فإنَّما يُكرِمُ ربَّه". أخرجه البزّار (كشف - 1905) من طريق سعيد بن سليمان المعروف ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

بـ (سَعْدُويه) به، وقال: "لا نعلمه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلَّا بهذا الإِسناد، ومصعب ليس بالقوي، وهو كوفيٌّ روى عنه غير واحدٍ". وقال الهيثمي (8/ 16): "وفيه: الحجّاج بن أرطأة، ومصعب بن سلّام، وهما ضعيفان، وقد وُثِّقا. وبقيَّة رجاله رجال الصحيح". أهـ. والحجّاج مع ضعفه كثيرُ التدليس، وما صرّح بالتحديث. وورد الحديث من رواية أبي بكر الصدّيق وجابر: أمّا حديث أبي بكر: فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 29) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "العلل" (848) - وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 294) و"الحلية" (3/ 56 - 57) من طريق محمد بن إسحاق بن إبراهيم العُكَّاشي عن الأوزاعي عن هارون بن رئاب عن قَبيصة بن ذؤيب عنه مرفوعًا: "من سرَّ مسلمًا فإنَّما يسرُّ اللهَ، ومن عظَّم مؤمنًا فإنّما يُعَظِّمُ اللهَ، ومن أكرم مؤمنًا فإنَّما يُكرمُ اللهَ". والعُكّاشي كذّبه ابن معين وأبو حاتم، واتّهمه ابن حبّان والدارقطني بالوضع. وقال العقيلي: "حديثٌ باطلٌ لا أصل له". وأورده الذهبي في "الميزان" (3/ 476)، وقال: "هذا كَذِبٌ بيّنٌ". وأمّا حديث جابر: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 141/ أ) وابن عدي في "الكامل" (2/ 483) من طريق الليث بن سعد عن إبراهيم بن أعين عن بَحْر بن كَنِيز السقَّاء عن أبي الزُّبير عنه مرفوعًا: "من أكرم امرءًا مسلمًا فإنَّما ... " الحديث. قال الطبراني: "لم يروه عن أبي الزُّبير إلَّا بحرٌ ولا عنه إلَّا إبراهيمُ، تفرَّد به الليثُ". أهـ. كذا قال، وليس كذلك لما سيأتي. قال الهيثمي (8/ 16): "وفيه بَحْر بن كَنِيز (في الأصل: كثير!)، وهو متروك". أهـ.

11 - باب: كل معروف صدقة، وما وقى به المرء عرضه

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (المطالب المسندة - ق 85/ ب) والشجري في "أماليه" (2/ 177 - 178) عن بقيَّة بن الوليد: ثنا يحيى بن مسلم عن أبي الزبير عنه مرفوعًا: "من أكرم أخاه المسلم فإنما ... " الحديث. ويحيى بن مسلم قال أبو حاتم: شيخٌ مجهولٌ. وأبو الزُّبير مدلّسٌ، وقد عنعن. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 14) عن حديثي أبي بكر وجابر: "إسنادهما ضعيف". أهـ. وفي وصف حديث أبي بكر بذلك تسمحٌ كبيرٌ! 11 - باب: كل معروف صدقة، وما وقى به المرء عرضَه 1279 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا عبد الله بن الحسين المِصِّيصيُّ: نا موسى بن داود: نا سعد بن الصَّلْت عن محمّد بن المُنكدر. عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ معروفٍ صدقةٌ ["قال:"] (¬1) وما وَقَىَ به المرءُ عِرضَه صدقةٌ". قال محمد: فقلت لجابرٍ: ما يعني بقوله: "وقى به المرءُ عِرضَه [صدقةٌ] (1) "؟. قال: ما أَعطى الشاعرَ وذا اللسانِ المُتَّقَى". إسناده واهٍ: عبد الله بن الحسين قال ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 46): "يقلب الأخبارَ ويسرقها, لا يجوز الاحتجاجُ به إذا انفرد". أهـ. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

ووثّقه الحاكم في "مستدركه" (2/ 50). وسعد بن الصلت بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 86)، وذكره ابن حبّان في "الثقات" (6/ 378)، وقال: "ربّما أغرب". أهـ. ففيه إذًا جهالةٌ. وأخرجه الطيالسي (1713) وعَبْد بن حميد في "المنتخب" (1083) وابن أبي الدُنيا في "قضاء الحوائج" (9) والخرائطي في "المكارم" (ص 13 - 14) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1959) والدارقطني (3/ 28) والحاكم (2/ 50) والقضاعي في "مسند الشهاب" (88، 94) والبيهقي في "السنن" (10/ 242) و"الشعب" (3/ 264) و"الآداب" (162) والبغوي في "شرح السّنَّة" (6/ 146) من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن ابن المنكدر به بزيادةٍ. قال الحاكم: "صحيح ولم يخرّجاه". فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: عبد الحميد ضعّفوه". أهـ. وعبد الحميد ضعّفه ابن المديني وأبو زرعة والساجي والعقيلي وابن حبّان والدارقطني، وشذّ ابن معين فوثّقه!. وأخرجه أبو يعلى (2040) وابن عدي (6/ 2424) والقضاعي (95) والبيهقي في "السنن" (10/ 242) و"الشعب" (3/ 264 و 7/ 392 - 393) و"الآداب" (163) من طريق المِسْوَر بن الصلت عن ابن المنكدر به. والمِسْوَر متروك الحديث كما قال البخاري والنسائي والأزدي (الكامل, اللسان: 6/ 37). وقال الهيثمي (3/ 136): "في إسناد أبي يعلى: مِسْوَر بن الصلت، وهو ضعيف". وقال البيهقي: "وهذا الحديث يُعرف بهما [يعني: عبد الحميد ومِسْوَر]، وليسا بالقويّين". وأخرج الحاكم (2/ 50) له شاهدًا من طريق حامد بن آدم عن أبي

عِصْمة نوح بن أبي مرِيم عن عبد الرحمن بن بُديل عن أنس مرفوعًا: "من استطاع منكم أن يقي دينَه وعِرضَه بماله فليفعل". وقال: "ليس من شرط هذا الكتاب". وتعقَّبه الذهبي، فقال: "قلت: أبو عِصْمة هالك". أهـ قلت كذّبه جماعةٌ من الأئمة واتّهموه بالوضع. والراوي عنه كذّبه ابن معين والجوزجاني وابن عدي. (اللسان: 2/ 163). وله شاهد من حديث أبي هريرة: أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 107) من طريق سعيد بن سهل بن جمعة الرازي عن يوسف بن إسحاق بن الحجاج عن أبيه عن إسماعيل بن عبد الرحمن عن محمد بن مطرّف عن ابن المنكدر عن سعيد بن المسيب عنه مرفوعًا: "ذبّوا عن أعراضكم بأموالكم". قالوا: وكيف نذبّ عن أعراضنا بأموالنا؟ قال: "تعطون الشاعر، ومن تخافون لسانه". وفي إسناده مجاهيل: سعيد ذكر الخطيب الحديث في ترجمته، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وإسماعيل ويوسف لم أر من ذكرهما، وإسحاق بن الحجّاج بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (2/ 217). وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 223) من طريق أبي بكر بن عمير عن سيار بن نصر البغدادي عن الهيثم بن أيّوب عن سهل بن عبد الرحمن الجرجاني عن محمد بن مطرّف به. وإسناده كسابقه: سهل ذكر السهمي الحديث في ترجمته، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وسيّار بن نصر ذكره الخطيب في "التاريخ" (9/ 237) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأبو بكر بن عمير لم أظفر بترجمته. وجملة: "كلُّ معروفٍ صدقةٌ" عند البخاري (10/ 447) من حديث جابر، ومسلم (2/ 697) من حديث حُذيفة.

12 - باب: الدلالة على الخير، وإغاثة اللهفان

12 - باب: الدّلالة على الخير، وإغاثة اللهفان 1280 - أخبرنا أبو بكر محمّد بن سهل: نا أبو علي أحمد بن عبد الله الإِيادي بجَبَلَةَ: نا شدّاد بن أزهر: نا العلاء بن بُرْد بن سِنان: نا بُرْد عن الأعمش عن أبي عمرو الشَّيْباني. عن أبي مسعودٍ الأنصاري، قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنّي أُبْدِعَ (¬1) بي فاحملني. قال: "لست أجد ما أحملُك عليه، ولكن ائتِ فُلانًا". فأتاه فحَمَلَه، فجاء النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "من دَلَّ على خيرٍ فله مِثلُ (¬2) أجرِ فاعلِهِ". غريبٌ من حديث بُرْدٍ عن الأعمش، [و] (¬3) لم نكتبْه إلَّا عنه. العلاء بن بُرْد ضعّفه أحمد والأزدي، وضرب على حديثه: أحمد وابن معين وأبو خيثمة وأسقطوه. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 4/ 183). وشيخ تمّام ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (15/ ق 206/ ب) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. والاثنان فوقه لم أهتد إلى ترجمة لهما. والحديث أخرجه مسلم (3/ 1506) من طرقٍ عن الأعمش به. تنبيه: وقع الحديث في "صحيح الجامع الصغير" (5/ 290): (عن ابن مسعود)،والصواب: (عن أبي مسعود). 1281 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا إبراهيم بن عبد الله بن أبي الخَيْبَريُّ الكوفيُّ القصّار: أنا جعفر بن عَون عن طلحة بن عمرو عن عطاء. ¬

_ (¬1) أي: عَطَبت راحلتي. "قاموس". (¬2) ليس في (ف): (مثل). (¬3) من (ظ).

عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "كلُّ معروفٍ صدقةٌ، والدّالُّ على الخيرِ كفاعلِه، واللهُ يحبُّ إغاثةَ اللهفان". أخرجه ابن جُميع في "معجمه" (ص 183 - 184) والبيهقي في "الشعب" (6/ 116) من طريق جعفر بن عون به. وطلحة بن عمرو الحضرمي متروك كما في "التقريب"، فالسند واهٍ. وانظر بقيَّة طرق الحديث في تخريج الحديث الآتي. 1282 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سلمان: نا عبد العزيز بن معاوية البغدادي: نا سليمان الشَّاذَكُوني: نا ابن يَمَان عن سفيان عن علقمة بن مَرْثَد عن سليمان بن بُرَيدة. عن أبيه، قال. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدَّالُّ على الخير كفاعلِهِ، واللهُ يحبُّ إغاثةَ اللهفانِ". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1145) من طريق عبد العزيز به. وإسناده تالفٌ: الشَّاذَكُوني متروك، كذّبه عبد الرزّاق وابن معين وأحمد وصالح جَزَرة. وحديث ابن عبّاس وبريدة قد صحّا من وجه آخر كما تقدَّم في الحديثين قبلهما غير فقرة: "والله يحبُّ إغاثة اللهفان"، وقد رويت عن جماعة من الصحابة، وهم: 1 - أنس: أخرج حديثه: ابن أبي الدُّنيا في "قضاء الحوائج" (27) والبزّار (كشف - 1951) وأبو يعلى (1541) من طريق السَّكَن بن إسماعيل عن زيادٍ عنه مرفوعًا. قال العراقي في "تخريج الإِحياء" (3/ 246): "فيه زياد النُّميري

ضعيف". وقال الهيثمي (1/ 137): "وفيه: زياد النّميري وثّقه ابن حبّان -وقال: يخطئ- وابن عدي، وضعّفه جماعةٌ. وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. قلت: زياد إنما نُسِب في إسناد البزّار فقط، أما إسناد ابن أبي الدنيا وأبي يعلى فقد أُهملت فيهما نسبته. وزياد النُّميري هو ابن عبد الله جزم الحافظ في "التقريب" بضعفه. لكن رواه أبو يعلى في "مسنده الكبير" (المطالب المسندة - ق 35/ أ) ووقع عنده: (زياد بن ميمون)، وكذا عند الطبراني في "المكارم" (95)، وقال الحافظ في "المطالب": "قلت: زياد بن أبي حسّان هو زياد بن ميمون، متروك". أهـ. قلت: وقد كذّبه شعبة ويزيد بن هارون. (اللسان: 2/ 494، 497). 2 - أبو هريرة: أخرج حديثه: أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 333 - 334) من طريق سليمان الشّاذَكُوني عن حمّاد بن عيسى عن موسى بن عُبيدة عن محمد بن ثابت عنه مرفوعًا. وفيه: الشّاذَكُوني أيضًا، وحمّاد وشيخه ضعيفان كما في "التقريب". وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (15/ ق 73/ أ) من طريق محمد بن يونس السامي عن أزهر بن سعد عن ابن عون عن ابن سيرين عنه مرفوعًا. وابن يونس هو الكُدَيمي متروك كذّبه موسى بن هارون وأبو داود، واتهمه غيرهما بالوضع. 3 - ابن عمرو: أخرج حديثه: الدارقطني في "المُستجاد" -كما في "تخريج الإِحياء" (3/ 246) - من رواية الحجّاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه مرفوعًا. قال العراقي: "والحجّاج ضعيف".

13 - باب: الستر على المسلمين وإقالة عثراتهم وإعانتهم

4 - ابن عمر: أخرج حديثه: ابن عدي في "الكامل" (3/ 1254) من طريق سفيان بن وكيع عن زيد بن الحُباب عن موسى بن عُبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كَريز عنه مرفوعًا. وقال: "وهذا رواه غير سفيان بن وكيع فأرسله، ولم يذكر في إسناده: ابن عمر". وابن وكيع ابتلي بورّاقه الذي كان يلقّنه ما ليس من حديثه فيتلقّن، فأفسد حديثَه. وابن عُبيدة ضعيف. وظهر بذلك عدم ثبوت هذه الزيادة، والله أعلم. 13 - باب: الستر على المسلمين وإقالة عثراتهم وإعانتهم 1283 - حدّثنا أبو قابوس النُّعمان بن جميل بن أحمد بن فضالة البَلْخيُّ [قراءةً عليه] (¬1): نا عمُّ أبي: أبو الحسن محمد بن فضالة: نا مُؤمَّل بن إهاب: نا يزيد بن هارون: نا هشام بن حسّان عن محمّد بن واسع عن أبي صالح. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سَتَرَ أخاه المسلمَ ستره اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- يومَ القيامةِ، ومن أقال أخاه عثرتَه أقاله اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عثرتَه يومَ القيامةِ، والله -عَزَّ وَجَلَّ- في عَوْن العبدِ ما كان العبدُ في عون أخيه" (¬2). أخرجه ابن عساكر "في تاريخه" (17/ ق 298/ ب) من طريق تمّام، لكن في سنده سقط. وقد أورده في ترجمة شيخ تمّام؛ ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وعمُّ ¬

_ (¬1) من (ر). (¬2) هذا الحديث ليس في (ظ) و (ف).

أبيه قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر. (اللسان: 5/ 341، وتاريخ ابن عساكر: 15/ ق 430/ ب). والجملتان الأولى والثالثة من الحديث عند مسلم (4/ 2074) من رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا. وأمَّا الجملة الثانية: "ومن أقال ... " فقد أخرجها أحمد (2/ 252) وأبو داود (3460) وابن حبّان (1103) والحاكم (2/ 45) والبيهقي في "السنن" (6/ 27) و"الشعب" (6/ 314 - 315) والخطيب في "التاريخ" (8/ 196) من طريق يحيى بن معين عن حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وسكت عليه الذهبي. وفي "التلخيص الحبير" (3/ 24): "قال أبو الفتح القشيري: هو على شرطهما". أهـ. وكذا قال ابن دقيق العيد كما في "المقاصد" (ص 398)، وصحّحه ابن حزم في "المحلى" (3/ 9) والسخاوي في "المقاصد" (ص 399). وهو كما قالوا. وأخرجه ابن ماجه (2199) والبزّار -كما في "المقاصد" (ص 398) - عن زياد بن يحيى الحسّاني عن مالك بن سُعَير عن الأعمش به. وقد تفرّد به الحسّاني عن ابن سُعَير. قاله البزّار. وإسناده حسنٌ، ابن سُعير قال أبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني: صدوق. وضعّفه أبو داود. وأخرجه قاسم بن أصبغ في "مصنفه" والبزّار -كما في "المقاصد" (ص 399) - والعقيلي (1/ 106) والطبراني في "المكارم" (60) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 25/ ب) وابن حبّان (1104) والقضاعي في "مسند الشهاب" (453، 454) والبيهقي في "السنن" (6/ 27) من طريق إسحاق بن محمد الفَرْوي عن مالك عن سُمَيِّ عن أبي صالح به.

والفَرْوي قال في "التقريب": "صدوق كُفَّ فساء حفظه". أهـ. وقد اضطرب فيه: فرواه عن مالك أيضًا، لكن قال: عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، أخرجه من طريقه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 345) والبيهقي في "السنن" (6/ 27) و"الشعب" (6/ 260)، ونقل البيهقي عن أبي العباس عبد الله بن أحمد الدَّورقي أنَّه قال: "كان إسحاق يُحدّث بهذا الحديث عن مالك عن سُمَيّ، فحدَّثنا به من أصل كتابه عن سهيل". وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 18) وعنه البيهقي في "السنن" (6/ 27) من طريق معمر عن محمد بن واسع عن أبي صالح به. قال الحاكم: "لم يسمعه معمر من محمّد، ولا محمد من أبي صالح". أهـ. وفي رواية ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (26) لهذا الحديث: "عن محمد بن واسع: ذكر رجلٌ عن أبي صالح". وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2305) عن محمد بن عثمان بن أبي سويد الذّارع عن القعنبي عن مالك عن سُمَيّ عن أبي صالح به. والذّراع ضعّفه ابن عدي والدارقطني. (اللسان: 5/ 279). وأخرجه ابن عدي (4/ 1495) من طريق داهر بن نوح عبد الله بن جعفر المديني عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، وأخرجه أيضًا (4/ 1497) من طريق داهر عن المديني عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة. والمديني ضعيف كما في "التقريب". وداهر ليس بقوي. قاله الدراقطني (اللسان: 2/ 413). ورويت هذه الجملة من حديث جابر، وابن عمر، وأبي شريح الخزاعي. أما حديث جابر:

14 - باب: قضاء الحوائج

فأخرجه ابن عدي (7/ 2719 - 2720) من طريق يزيد بن عياض عن ابن المنذر عن جابر، ويزيد كذّبه مالك وابن معين والنسائي. وأما حديث ابن عمر: فأخرجه (6/ 2188) من طريق محمد بن الحارث الهاشمي عن محمد بن عبد الرحمن بن البَيْلَماني عن أبيه عن ابن عمر، والثلاثة دون ابن عمر ضعفاء. وأمّا حديث أبي شُريح: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 893) من طريق شَريك عن عبد الملك بن أبي بشير [في الأصل: بشر. تحريف]. عنه بلفظ: "من أقال أخاه بيعًا ... ". وقال: "لم يروه عن عبد الملك إلَّا شَريك". قال المنذري في "الترغيب" (2/ 567) والهيثمي (4/ 110): "رواته ثقاتٌ". أهـ. كذا قالا! وشَريك صدوق سيِّىء الحفظ، وعبد الملك لم يدرك أبا شُريح؛ لأنّه من أتباع التابعين. ورُوي مرسلًا: أخرجه عبد الرزاق (2/ 56) بإسنادين صحيحين عن يحيى بن أبي كثير وهارون بن أبي عائشة. 14 - باب: قضاء الحوائج 1284 - أخبرنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الثُّمامي: نا أبو خليفة الفَضْلُ بن الحُباب: نا القَعْنَبيُّ عبد الله بن مسلمة بن قَعنب عن سلمة بن وَرْدان. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ للهِ عبادًا

اختصَّهم لقضاء حوائجِ الناس، آلى على نفسِه أن لا يُعذِّبَهم بالنّارِ، فإذا كان يومُ القيامةِ خَلَوا مع الله يُحدِّثهم ويُحدِّثونه، والناسُ في الحسابِ". الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": الحافظ ابن حجر في "اللسان" (5/ 411). وإسناده واهٍ: شيخ تمّام قال الكتاني: كان يُتَّهم. (اللسان) وسلمة ضعيف كما في "التقريب". وأورد الحافظ هذا الحديث في ترجمة شيخ تمام، وقال: "وجدت له حديثًا منكرًا ... " فذكره، ثم قال: "وسلمة -وإن كان ضعيفًا- لا يحتمل مثل هذا". وله شاهد من حديث ابن عمر: أخرجه ابن عدي (4/ 1507) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1007، 1008) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عنه مرفوعًا: "إنّ لله عبادًا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله". والغِفاري متروك، ونسبه ابن حبّان إلى الوضع. كذا في "التقريب". وشيخه ضعيف كما في "التقريب". وقد تُوبع الغِفاري: تابعه أحمد بن طارق الوابشي عند الطبراني في "الكبير" (12/ 358) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 225)، والوابشي قال الهيثمي (8/ 192): "لم أعرفه". وأشار المنذري في "الترغيب" (3/ 390) إلى ضعف رواية الطبراني حيث صدّرها بـ (رُوي). ومن حديث الحسين بن علي: أخرجه أبو الشيخ في "الثواب" -كما في "الترغيب" (3/ 390) - والخطيب في "الموضح" (2/ 23) من طريق الجَهْم بن عثمان عن جعفر بن

محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه مرفوعًا بلفظ حديث ابن عمر. قال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 308) -: "هذا حديثٌ منكرٌ، وجَهْمٌ مجهولٌ". أهـ. وقال المنذري عن الجهم: "لا يُعرف". أهـ. وضعّفه الأزدي كما في (اللسان (2/ 143). ومن حديث عائشة: أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 253) من طريق العبّاس بن بكّار عن عبد الله بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عنها مرفوعًا بنحو حديث ابن عمر. والعبّاس كذّبه الدارقطني. (اللسان: 3/ 237). ومن مرسل الحسن: أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (49) من طريق داود بن المُحَبَّر عن الربيع بن صَبيح عنه مرفوعًا بنحو حديث ابن عمر. وابن المحبّر متروك متهم، وابن صَبيح سيِّىء الحفظ. 1285 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو غسّان مالك بن يحيى بمصرَ: نا معاوية بن يحيى الشامي أبو عثمان: نا الأوزاعيُّ عن عَبْدة بن أبي لُبابة. عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن للهِ (¬1) عبادًا يخصُّهم بالنِّعَمِ لمنافع العبادِ، فمن بَخِلَ بتلك المنافعِ عن العبادِ نَقَلَ الله (¬2) تلك النِّعَمَ عنهم، وحوّلها إلى غيرهم". ¬

_ (¬1) في (ظ) زيادة: (عَزَّ وَجَلَّ). (¬2) في (ظ) زيادة: (عَزَّ وَجَلَّ).

قال معاوية بن يحيى: فحدّثتُ بهذا الحديثِ يزيدَ بن هارونَ، فقال: لو ذهبَ إنسانٌ في هذا الحديث إلى خُراسانَ لكان قليلًا. الحديث عزاه إلى فوائد تمّام: الزَّبيدي في "شرح الإِحياء" (8/ 175). وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (16/ ق 395/ ب) من طريق تمّام وغيره. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 276) من طريق معاوية بن يحيى به. وإسناده ضعيف: معاوية بن يحيى قال أبو أحمد الحاكم (¬1) -كما في "تاريخ ابن عساكر" (16 ق 396/ أ) -: "منكر الحديث". أهـ. وليس هو بالصّدفي ولا الاطرابلسي، وقد أفرده ابن عساكر بترجمة عَقِبَ هذين. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (5) والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 139/ أ) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 115 و 10/ 215) والخطيب في "التاريخ" (9/ 459) من طريق محمد بن حسّان السَّمتي عن عبد الله بن زيد الكلبي أبي عثمان عن الأوزاعي به. قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلَّا عبد الله. وقال أبو نعيم: تفرَّدَ عن الأوزاعي بهذا الحديث. وإسناده ضعيف: ابن زيد ضعّفه الأزدي. (اللسان: 3/ 288) والسَّمتيُّ صدوق ليِّن الحديث. كما في "التقريب". وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (3/ 245): "وفيه محمد بن حسّان السَّمتي، وفيه لينٌ، ووثّقه ابن معين. يرويه عن أبي عثمان عبد الله بن زيد الحمصي، ضعّفه الأزدي". أهـ. وكذا قال الهيثمي (6/ 192). ¬

_ (¬1) وليس ابن عدي كما وَهِمَ بعضهم!

وأشار المنذري في "الترغيب" (3/ 391) إلى ضعفه حيث صدّره بـ (رُوي)، لكن قال عقبه: "ولو قيل بتحسين سنده لكان ممكنًا". وأخرجه أبو عمرو البَحيري النيسابوري (¬1) في "كتاب الأربعين" -كما في "طبقات الحنابلة" لابن أبي يعلى (1/ 76) - والبيهقي في "الشعب" (6/ 117 - 118، 118) من طريق أبي نصر أحمد بن محمد بن نصر اللبّاد عن أحمد بن حنبل عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعيِّ به، وقيل: عن عبدة عن نافع عن ابن عمر. وأبو نصر اللبّاد ذكر ابن أبي يعلى الحديث في ترجمته، ولم يحكِ فيه شيئًا، وذكره بالاسم فقط. والوليد معروف بالتدليس، لكنّه قد صرّح بالتحديث في رواية النّيسابوري (7/ 194) فأمنّا تدليسه. فإذا ضُمَّ هذا الطريق إلى الطريقين الآخرين صار الحديث حسنًا إن شاء الله، لا سيَّما أن له شواهد تؤيّده: من حديث أبي هريرة: أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 80) والبيهقي في "الشعب" (6/ 117) من طريق أحمد بن يحيى المِصّيصيُّ عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن ابن جريج عن عطاء عنه مرفوعًا: "ما من عبدٍ أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه إلَّا جعل إليه شيئًا من حوائج الناس، فإن تبرّم بهم فقد عرّض تلك النعمة للزوال". والمِصّيصيُّ قال ابن طاهر: روى عن الوليد بن مسلم مناكير. (اللسان: 1/ 322). وابن جريج والوليد مدلّسان، وقد عنعنا. ومن حديث ابن عبّاس: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 139/ أ) وأبو نعيم ¬

_ (¬1) له ترجمة في: "سير النبلاء" (17/ 90).

في "أخبار أصبهان" (1/ 175) من طريق إبراهيم بن محمد السامي عن الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعًا بمثل حديث أبي هريرة. ورجاله ثقات إلَّا أن فيه عنعنة ابن جريج والوليد. ومع ذلك قال المنذري في "الترغيب" (3/ 391) والهيثمي (8/ 192): "إسناده جيّدٌ"! وأخرجه العقيلي (2/ 340) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (857) - من طريق بشر بن عبيد الدارسي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عطية عن ابن جريج به، بلفظ: "أيّما عبد أنعم ... " الحديث. قال العقيلي عن ابن عطيّة: "مجهول بنقل الحديث، لا يُتابع على هذا". وقال أيضًا: "وفي هذا الباب أحاديث متقاربةٌ في الضعف، ليس منها شيءٌ يثبت". وقال ابن الجوزي: "لا يصحُّ، فإن عبد الرحمن بن عبد الله مجهولٌ. وقد رواه أحمد بن محمد بن عبد الله الوقّاصي عن ابن جريج، وهو مجهولٌ أيضًا". وفيه: بشر الدّارسي قال ابن عدي: "منكر الحديث، بيِّنُ الضعفِ جدًّا". وكذّبه الأزدي. (اللسان: 2/ 26). ومن حديث عائشة: أخرجه ابن أبي الدُّنيا في "قضاء الحوائجِ" (48) من طريق سعيد بن أبي سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه عنها مرفوعًا: "ما عظمت نعمة الله على عبد إلَّا اشتدّت عليه مؤنة الناس، فمن لم يحتمل تلك المؤنة للناس فقد عرَّض تلك النعمة للزوال". وسعيد بن أبي سعيد هو: سعيد بن عبد الجبار الزُّبَيدي، قال في "التقريب": "ضعيف كان جرير يُكذِّبه".

ومن حديث عمر: أخرجه الخرائطي في "المكارم" (ص 14 - 15) و"فضيلة الشكر" (ص 50) من طريق حَلْبَس بن محمد عن ابن جريج عن عطاء عنه مرفوعًا بنحو حديث عائشة. قال العراقي في "تخريج الإِحياء" (3/ 245): "إسناده منقطع، وفيه حَلْبَس بن محمد أحدُ المتروكين". ومن حديث معاذ: أخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 142 - 143) وابن عدي في "الكامل" (1/ 178) وأبو يعلى والعسكري وأبو سعد السمّان في "مشيخته" وأبو إسحاق المستملي في "معجمه" وابن النجّار -كما في "شرح الإِحياء" (8/ 176) - والقضاعي في "مسند الشهاب" (798، 799) والخطيب في "التاريخ" (5/ 181 - 182) -ومن طريقه وطريق ابن عدي: ابن الجوزي في "العلل" (856) - من طريق أحمد بن معدان عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عنه مرفوعًا بمثل حديث عائشة. قال ابن الجوزي: "لا يصح، قال ابن حبّان: أحمد بن مَعْدان متروك يروي الأوابد، ولم يروِ هذا عن ثور إلَّا هو وابن عُلاثة وهما واهيان. وقال الدارقطني: هو حديثٌ ضعيفٌ غير ثابتٍ". وابن معدان قال أبو حاتم: مجهول، والحديث الذي رواه باطلٌ. وقال ابن عدي: ليس بالمعروف. وتركه الدارقطني. (اللسان: 1/ 312). وقال ابن عدي عن الحديث: "يُروى من وجوهٍ كلُّها غير محفوظة". ورواية ابن عُلاثة التي أشار إليها ابن حبّان: أخرجها هو في "المجروحين" (2/ 280) والبيهقي في "الشعب" (6/ 118) من طريق عمرو بن الحُصين العقيلي عن محمد بن عبد الله بن عُلاثة عن ثور عن خالد عن مالك بن يخامر عن معاذ مرفوعًا.

15 - باب: طلب الخير عند حسان الوجوه

وابن عُلاثة فيه كلامٌ، لكن النبلاء من الراوي عنه فإنّه متروك وكذّبه الخطيب. ومن حديث عبد الله بن عمرو: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 139/ أ - ب) من طريق عمرو بن الحصين عن ابن عُلاثة عن عَبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن باباه عنه مرفوعًا: "إنّ لله عند أقوامٍ نِعمًا يقرُّها عندهم ما كانوا في حوائج الناس ما لم يملّوهم، فإذا ملّوهم نقلها إلى غيرهم". وتقدّم الكلام عليه في سابقه. وقال الهيثمي (8/ 192): "فيه عمرو بن الحُصين، وهو متروك". قال الزَّبيدي في "شرح الإِحياء" (8/ 176): "هذه الأخبار وإن كانت طرقها غير محفوظةٍ، ولكن بعضها يؤكّد بعضًا". أهـ. قلت: لا سيّما بعد استثناء الواهي منها. 15 - باب: طلب الخير عند حسان الوجوه 1286 - حدّثني أبو علي محمد بن هارون بن شعيب: نا أحمد بن خُليد الكِنْدي بحلب: نا أبو يعقوب الأفطس: نا المبارك بن فَضالة عن الحسن. عن أبي بَكْرةَ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اطلبوا الخيرَ عندَ حِسان الوجوه". الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 81) وابن عراق في "التنزيه" (2/ 134). وإسناده واهٍ: شيخ تمّام قال الكتّاني: كان يُتّهم. (اللسان: 5/ 411). وشيخه لم أقف على ترجمته، والمبارك والحسن مشهوران بالتدليس.

1287 - أخبرنا خَيثمة بن سليمان: نا السَّريُّ بن يحيى: نا قَبيصة بن عقبة: نا سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء. عن ابن عباس أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "التمسوا الخيرَ عند حِسان الوجوه". الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": السخاوي في "المقاصد" (ص 81). وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 59) والخطيب في "التاريخ" (11/ 43 و 13/ 158) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 159) - من طريق طلحة بن عمرو به. وهو عند الخطيب من رواية قبيصة بن عقبة به. وإسناده واهٍ: طلحة متروك كما في "التقريب". وله طرق أخرى عن ابن عباس: فأخرجه الخطيب (4/ 185) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 159) - من طريق عيسى بن خشنام المدائني عن أحمد بن سلمة المدائني عن منصور بن عمار عن أبي حفص الأبّار عن ليث عن مجاهد عنه مرفوعًا. وابن سلمة قال الذهبي في "الميزان" (1/ 101): "متّهمٌ بالكذب". أهـ. والراوي عنه قال الخطيب: حدّث حديثًا منكرًا. (اللسان: 4/ 394). ومنصور ضعيف كما في "اللسان" (6/ 98). وأخرجه الخطيب (7/ 11) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 159 - 160) - من طريق يحيى بن يزيد أبي زكريا الخوّاص عن مصعب بن سلام عن عبّاد القرشي عن عمرو بن دينار عنه مرفوعًا. ومصعب قال ابن الجوزي: "ضعّفه ابن المديني ويحيى وأبو داود". أهـ. وقال العلّامة المعلّمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص 67): "وشيخه والراوي عنه لم أعرفهما".

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 340) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 160) - من طريق عصمة بن محمد الأنصاري عن هشام بن عروة عن أبيه عنه مرفوعًا. وإسناده تالف، عصمة قال العقيلي: يحدّث بالبواطيل عن الثقات. ونقل عن ابن معين أنه قال: هذا كذّابٌ يضع الحديثَ. وقال العقيلي: والرواية في هذا ليّنة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 139/ ب) و"الصغير" (1/ 228) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1167) والبيهقي في "الشُّعب" (3/ 278 - 279، 279) من طريق سليم بن مسلم الخشّاب عن ابن جريج عن ابن أبي مُليكَة عنه مرفوعًا. وإسناده واهٍ؛ سليم -قيل بفتح السين، وقيل بالتصغير- متروك كما قال ابن معين والنسائي. (اللسان: 3/ 113). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 81) من طريق عبد الله بن خِراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد عنه مرفوعًا. وإسناده تالفٌ: ابن خِراش قال الساجي: ضعيف جدًا، ليس بشيءٍ، كان يضع الحديث. وقال محمد بن عمّار الموصلي: كذّاب. وضعّفه غيرهما. 1288 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا هشام بن علي بن هشام السِّيرافي بالبصرة، وأحمد بن الأسود الحنفي، قالا: نا سليمان بن كرّاز الطُّفَاوي أبو أحمد: نا عمر بن صُهْبان الأسلمي عن محمد بن المُنكدِر عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اطلبوا الحوائجَ عند حِسان الوجوه". واللفظُ لهشام بن علي.

الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 79). أخرجه البزّار (كشف - 1948) والخرائطي في "اعتلال القلوب" -كما في "اللآلئ" (2/ 79) - والعقيلي (2/ 138 - 139) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين - ق 139/ ب) وابن عدي (3/ 1138) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 156) و"أخبار أصبهان" (1/ 151) من طريق ابن كرّاز به. وإسناده واهٍ: قال الهيثمي (8/ 194): "فيه عمر بن صُهْبان، وهو متروك". أهـ. وابن كرّاز -وقيل: كرَان بالنون وتخفيف الراء- قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم. وغمزه ابن عدي، وقال الفلاّس: ليس به بأس. (اللسان: 3/ 101). وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (3/ 158 - ط العلمية) وعنه: أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 309 و 2/ 214) من طريق خلف بن يحيى قاضي الري عن مصعب بن سلّام عن العباس بن عبد الله القرشي عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعًا. وخلف قال أبو حاتم: متروك الحديث، كان كذابًا، لا يُشتغل به ولا بحديثه. (الجرح: 3/ 372). 1289 - أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن عمران الدَّيْنَوري: نا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن مِهْران المستملي الدَّيْنَوري: نا عبّاد بن عمرو: نا نصر بن سلاّم المدني (¬1) عن مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء. عن أبي هريرة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اطلبوا الخيرَ عند حِسان الوجوه". ¬

_ (¬1) في الأصل (المزني)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ) و (ر) وكتب الرجال.

الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": السيوطي في "الجامع الصغير" (رقم: 1107). وأخرجه الخطيب في "الرواة عن مالك" -كما في "اللسان" (6/ 152) - من طريق شيخ شيخ تمّام به. وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 251) في ترجمة نصر: "عن مالك بخبرٍ باطلٍ، متنه: الخير عند حسان الوجوه". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 139/ ب) وأبو الشيخ في "الأمثال" (70) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 246 - 247) من طريقين آخرين عن طلحة بن عمرو به. وطلحة متروك كما تقدّم. وله طريقان آخران عن أبي هريرة: الأول: أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (53) وأبو الشيخ (69) والدارقطني -"كما في "اللآلئ" (2/ 80) - ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 161) - من طريق يزيد بن عبد الملك النّوفلي عن عمران بن أبي أنس عنه مرفوعًا. ويزيد واهي الحديث. الثاني: أخرجه العقيلي (2/ 321) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 161) - من طريق محمد بن الأزهر البلخي عن زيد بن الحباب عن عبد الرحمن بن إبراهيم القاص عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه مرفوعًا. وابن الأزهر قال أحمد: لا تكتبوا عنه، فإنّه يُحدّث عن الكذابين. والقاص ضعّفه ابن معين والنسائي والدارقطني وغيرهم. (اللسان: 3/ 401 - 402). وللحديث طرق أخرى عن غير من تقدّم، فقد رُوي من حديث ابن عمر، وأنس، وعائشة، وعبد الله بن عمرو، ويزيد القسملي، وعبد الله بن جراد، وأبي خُصَيفة.

أما حديث ابن عمر. فأخرجه عَبْد بن حُميد في "المنتخب" (751) وابن أبي الدنيا (52) وأبو الشيخ (71) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 385 - 386) والقضاعي في "مسند الشهاب" (661) والخطيب (11/ 295 - 296) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 160) - من طريق محمد بن عبد الرحمن بن المُجبَّر عن نافع عنه مرفوعًا. وابن المُجبَّر -بفتح الباء الثقيلة- قال ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال أبو زرعة: واهٍ. وقال البخاري: سكتوا عنه. وتركه أبو داود والنسائي. وضعّفه غيرهم. (اللسان: 5/ 245 - 246). ونقل ابن الجوزي عن الإِمام أحمد أنّه سُئل عن هذا الحديث، فقال: كذِبٌ. وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 313) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 160) - من طريق روح بن عبادة عن شعبة عن قتادة عن ابن المسيب عنه مرفوعًا. والكُدَيمي متّهم بالوضع. وأخرجه السِّلَفي في "الطّيوريات" -كما في "اللآلئ" (2/ 79) - من طريق إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الحلبي عن عثمان بن سعيد عن عبد الله بن محمد البغوي عن آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب عن نافع عنه. قال العلّامة المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص 68): "وفيه من لم أعرفه". أهـ. وُينظر في السند بين السِّلفي وإسحاق بن إبراهيم الحلبي. وأما حديث أنس:

فأخرجه الخطيب (3/ 226) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 161) - من طريق أبي بكر محمد بن محمد الطرازي عن أبي سعيد العدوي عن خِراش عنه مرفوعًا. قال ابن الجوزي: "الطرازي قال الخطيب: هو ذاهب الحديث. وفيه: أبو سعيد العدوي، وقد سبق أنّه كان يضع الحديث. وفيه: خِراش، قال ابن عدي: هو مجهول. وقال ابن حبّان: لا يحلّ الاحتجاج به، ولا كتب حديثه إلَّا على جهة الاعتبار". وأخرجه ابن الجوزي (2/ 161) من طريق سليمان بن سلمة عن عبد العظيم بن حبيب الفهري عن ابن أبي ذئب عن الزهري عنه مرفوعًا. قال ابن الجوزي: "سليمان اتّهمه ابن حبّان بوضع الحديث". وأمّا حديث عائشة: فأخرجه البخاري في "التاريخ" (1/ 51) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 162) - من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيكي عن امرأته جبرة بنت محمد بن ثابت بن سباع عن أبيها عنها مرفوعًا. والمُلَيكي ضعيف كما في "التقريب"، وقد تُوبع: تابعه إسماعيل بن عياش عند ابن أبي الدُّنيا (51) وأبي يعلى (8/ 199) وأبي الشيخ (67) -ومن طريقه الشجري في "أماليه" (2/ 154) - والبيهقي في "الشعب" (3/ 278). وإسماعيل ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وجَبْرة مدنيّة. وتابعه أيضًا: خالد بن عبد الرحمن المخزومي عند البيهقي (3/ 278)، وهو متروك كما في "التقريب". وجَبْرة وأبوها -أو: أمها كما وقع عند ابن أبي الدنيا وأبي يعلى- قال العراقي في "تخريج الإِحياء" (4/ 105): "لا أعرف حالهما". أهـ. وقال الهيثمي (8/ 195). "وفيه من لم أعرفهم".

وأخرجه العقيلي (2/ 121) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 162) - من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن عروة عنها مرفوعًا. وإسناده واهٍ: سليمان متروك. وأخرجه أبو الشيخ (68) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي عن الزهري عن عروة عنها مرفوعًا. والوقّاصي متروك، وقال ابن معين: كان يكذب. وأخرجه ابن عدي (2/ 622) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 162) - من طريق الحكم بن عبد الله الأيلي عن الزهري عن ابن المسيب عنها مرفوعًا. والحكم قال أحمد: أحاديثه كلها موضوعة. وقال السعدي وأبو حاتم: كذّاب. (اللسان: 2/ 332). وأما حديث عبد الله بن عمرو: فأخرجه ابن عدي (6/ 2226) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه مرفوعًا. والليثي قال أبو داود: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وتركه النسائي والدارقطني. (اللسان: 5/ 216). وأما حديث يزيد القسملي. فأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" [كما في "المطالب" (المسندة: ق 90/ أ)]-ومن طريقه أبو الشيخ (72) وابن الجوزي (2/ 161 - 162) - عن عبّاد بن عبّاد عن هشام بن زياد عن الحجاج بن يزيد عن أبيه مرفوعًا. وهشام متروك كما في "التقريب"، والحجّاج ضعّفه الأزدي. (الميزان: 1/ 465) وأبوه حكم الذهبي على روايته بالإِرسال، وقال ابن مندة -كما في "أُسد الغابة" (4/ 709) -: "مجهول".

وأما حديث عبد الله بن جراد: فأخرجه ابن عدي (7/ 2742) وأبو الشيخ (73) والبيهقي في "الشعب" (7/ 435) من طريق يعلي بن الأشدق عنه- وزاد أبو الشيخ: وكليب بن جَزِي ورقاد بن ربيعة. وابن الأشدق قال البخاري: لا يُكتب حديثه. وقال أبو زرعة: ليس بشيءٍ، لا يصدق. وقال ابن حبان: وضعوا له أحاديث فحدّث بها. (اللسان: 6/ 312). وأمّا حديث أبي خُصَيفة: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 396) من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن يزيد بن خُصيفة عن أبيه عن جدّه مرفوعًا. ويحيى قال أبو حاتم: منكر الحديث (اللسان: (6/ 281)). وأبوه واهي الحديث. وقال الهيثمي (8/ 195): "وكلاهما ضعيف". ورُوي مرسلًا: أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 10) من مراسيل عطاء والزهري وأبي مصعب الأنصاري، ومرسل أبي مصعب عند البرجلاني في "كتاب الكرم والجود" (18) أيضًا، وأخرجه ابن أبي الدنيا (54) من مرسل عمرو بن دينار. * * * وقد تبيّن مما تقدّم أن طرق الحديث كلها واهية، ولا يقوي بعضها بعضًا لشدة وهنها، والقول العدل فيه أنه حديث ضعيف لا حسنٌ ولا موضوع، والله أعلم. فصل: في أقوال أهل العلم فيه: قال العقيلي (2/ 139): "ليس في هذا الباب عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - شيءٌ يثبت". أهـ. وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وكذا الصاغاني في

16 - باب: طلب الفضل عند الرحماء

"الدرّ الملتقط" "28". وقال ابن القيم في "المنار" (ص 125): "ومن ذلك [يعني: الأحاديث الباطلة]: حديث طلب الخير من الرحماء وحسان الوجوه". أهـ. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (4/ 105): "وله طرق كلها ضعيفة". وقال السخاوي في "المقاصد" (ص 81): "وطرقه كلها ضعيفة، وبعضها أشد في ذلك من بعض ... ، ومع هذا لا يتهيأ الحكم على المتن بالوضع كما أشار إليه شيخنا [الحافظ ابن حجر] ". أهـ. وقال السيوطي في "اللآلئ" (2/ 81): "وهذا الحديث في معتقدي حسن صحيح، وقد جمعت طرقه في جزء". أهـ. وتابعه على تحسينه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 134) وابن هِمّات في "التنكيت" (ص 108). وتعقّب المناوي في "الفيض (1/ 540) " السيوطي، فقال: "لم يُصب في قوله في اللآلئ". ونقل عن شيخ الإِسلام ابن تيمية أنه قال: "هذا الحديث باطلٌ لم يصحّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". ثم قال: "والقول العَدْل ما أفاده زين الحفّاظ العراقي". وجمع طرق هذا الحديث من العصريين: أحمد بن الصدّيق الغماري في جزء سمّاه: "بلوغ الطالب ما يرجوه من طرق حديث: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه"، وذهب فيه إلى تحسينه. 16 - باب: طلب الفضل عند الرُّحماء 1290 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا الربيع بن سليمان المرادي: نا أبو خازم عبد الغفار بن الحسن بن دينار، قال: أخبرني داود بن أبي هند عن أبي نَضْرة. عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اطلبوا

الفضلَ عند الرُّحماء تعيشوا في أكنافِهم فإنّ فيهم رحمتي، ولا تطلبُوها من القاسيةِ قلوبُهم فإنّ فيهم سَخَطي". هكذا في كتاب ابن فضالة، وقد رواه غيره فأدخل بين أبي خازم وداود رجلًا. أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (700) من طريق الربيع به. وعبد الغفّار كذّبه الأزدي، وقال الجوزجاني: لا يُعتبر به. وقال أبو حاتم: لا بأس بحديثه. وذكره ابن حبان في "ثقاته". (اللسان: 4/ 40) والظاهر أن بينه وبين داود بن أبي هند رجلًا كما أشار إليه تمّام، ذلك أنه -كما هو مذكور في ترجمته- يروي عن الثوري، والثوري نفسه من الرواة عن داود كما في ترجمة الأخير من "التهذيب" (3/ 204)!. والظاهر أن الساقط هو السُّدّي كما سيأتي. وأخرجه العقيلي (3/ 3) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 158) - من طريق أبي مالك الواسطي عن عبد الرحمن السُّدِّي عن داود به. قال العقيلي: "عبد الرحمن مجهول، ولا يُتابع على حديثه، ولا يُعرف من وجهٍ يصحّ".أهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 601): "لا يُعرف، وأتى بخبرٍ باطلٍ". ثم ساقه. وأبو مالك متروك كما في "التقريب". وقال الحافظ في "اللسان" (3/ 447): "وأظن أن محمد بن مروان يكنّى أبا عبد الرحمن [بالأصل: عبد الله، والتصويب من "اللآلئ" (2/ 77)] فوقع في رواية العقيلي: (أنا أبو عبد الرحمن السُّدِّي) وسقط من عنده (أبو) فبقيت (عبد الرحمن). وتبين بهذا أن لا وجودَ لصاحب هذه الترجمة". أهـ. ورواية محمد بن مروان السُّدِّي هذه أخرجها الخرائطي في "المكارم"

(ص 55) -ومن طريقه القضاعي (699) - والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 139/ ب) وابن حبان في "المجروحين" (2/ 286 - 287) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (3/ 107 - ط العلمية). ومحمد بن مروان كذّبه جرير بن عبد الحميد وابن نُمير، واتهمه صالح جَزَرَة بالوضع، وتركه غيرهم. وتابعه عند الخرائطي والقضاعي: عبد الملك بن الخطَّاب، قال ابن القطان: حاله مجهولةٌ. ووثقه ابن حبّان. والراوي عنهما -أعني السُّدِّي وابنَ الخطاب-: موسى بن محمد البلقاوي، وقد كذّبه أبو زرعة وأبو حاتم، واتهمه بالوضع ابن حبان وغيره. (اللسان: 6/ 127). وقد تابعه المثنّى بن الضحّاك عند ابن حبان، ولم أعثر على ترجمته. وأخرجه العقيلي (3/ 19) وأبو الحسن الموصلي في حديثه -بانتخاب السِّلَفي-[كما في "اللآلئ" (2/ 77)] من طريق عبد العزيز بن يحيى عن الليث بن سعد عن داود به. وعبد العزيز متروك كذّبه إبراهيم بن المنذر كما في "التقريب". وذكر السيوطي في "اللآلئ" (2/ 77) أن عبّاد بن العوام -وهو ثقة- رواه عن داود كما في "تاريخ الحاكم"، لكنه لم يذكر سند الحاكم ليُحكم عليه. ورُوي من حديث علي: أخرجه الحاكم (4/ 321) من طريق حِبّان بن علي عن سعد بن طَريف عن الأصبغ بن نُباتة عنه مرفوعًا: "يا علي! اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإن اللعنةَ تنزل عليهم". وقال: صحيح الإِسناد. وتعقّبه الذهبي فقال: "قلت: الأصبغ واهٍ، وحِبّان ضعّفوه". أهـ. قلت: وسعد بن طَريفٍ قال في "التقريب": "متروك،

17 - باب: في الرحمة

ورماه ابن حبان بالوضع، وكان رافضيًّا". وتعقّبه أيضًا الحافظ العراقي في "تخريج الإِحياء" (3/ 244) فقال: "وليس كما قال". والحديث حكم عليه بالوضع: ابن الجوزي والصاغاني في "الدر الملتقط" (33)، وتقدَّم كلام ابن القيم عليه في الحديث السابق. 17 - باب: في الرحمة 1291 - أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا إبراهيم بن مرزوق البصري: نا عبد الصمد بن عبد الوارث: نا شعبة عن الأعمش عن أبي ظبيان. عن جرير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لا يرحمِ الناسَ لا يرحمْهُ اللهُ". 1292 - وقال شعبة: وحدّثَنيه إبراهيم ابن أخي جرير أَنّه سمِعَ جريرًا عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مثلَه. أخرجه البخاري (13/ 358) ومسلم (4/ 1809) من طريق الأعمش به. وأما رواية إبراهيم ابن أخي جرير فلم أقف عليها, ولم أره في الرواة عن جرير وأخشى أن يكون إبراهيم ابن جرير، وغلط فيه بعض الرواة. والحديث أخرجه البخاري (10/ 426) ومسلم (4/ 1808 - 1809) عن أبي هريرة. 1293 - أخبرنا يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوّار: نا أحمد بن الحسن بن الجَعْد ببغداد: نا الصّلت بن مسعود: نا سلمة بن رجاء: نا الوليد بن جميل الدمشقي عن القاسم.

18 - باب: ثواب قود الأعمى

عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ رَحِمَ ولو ذبيحةً رَحِمَه اللهُ". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2542) من طريق الصلت به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 279) من طريق سلمة به. وأخرجه البخاري في "الأدب" (381) والطبراني وابن عدي -ومن طريقه البيهقي في "الشُّعب" (7/ 482) - من طرقٍ عن الوليد به. وإسناده لا بأس به، ففي الوليد وشيخه كلامٌ يسيرٌ. وقال الهيثمي (4/ 33): "رجاله ثقات". 18 - باب: ثواب قَوْد الأعمى 1294 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد: نا خلف بن عمر والعُكْبَريّ: نا المُعلّى بن مهدي: نا سِنان بن البَخْتَري -شيخٌ من أهل المدينة قَدِمَ علينا بغداد- عن عُبيد الله بن أبي حُميد عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قاد أعمى أربعين خطوةً غُفِر له ما تقدّم من ذنبه". أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 214) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 174) - من طريق العُكْبَري به. قال ابن الجوزي: "قوله: (عبيد الله بن أبي حُميد) تدليس! وإنّما هو محمد بن أبي حُميد. قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقةٍ". أهـ. وجزم الحافظ في "التقريب" بضعفه. والراوي عنه سنان بن

البَخْتَري أورد الخطيب الحديثَ في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، ففيه جهالة، ولعلّ البلاء منه. وأخرجه أبو يعلى (9/ 466) والطبراني في "الكبير" (12/ 353) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1851) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 158) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 173) -والبيهقي في "الشعب" (6/ 109) والخطيب (5/ 105) من طريق سَلْم بن سالم عن علي بن عروة الدمشقي عن محمد بن المنكدر عن ابن عمر مرفوعًا، ولفظه: " ... وجبت له الجنّة". وإسناده تالف، علي بن عروة متروك كما في "التقريب"، وكذّبه صالح بن محمد، واتهمه ابن حبان بالوضع. وقال الهيثمي (3/ 138): "وفيه علي بن عروة، وهو كذاب"، وسَلْم (¬1) مجمعٌ على ضعفه كما قال الخليلي. (اللسان: 3/ 63)، وقال ابن الجوزي: "كان ابن المنادي يُكذّبه". وقال الحافظ في "المطالب" (ق 88/ ب): "حديث ضعيف جدًا". وتابع سَلْمًا: أصرم بن حوشب عند ابن الجوزي، وأصرم قال ابن معين: كذّاب خبيث. واتهمه بالوضع ابن حبان والحاكم والنقّاش (اللسان: 1/ 461 - 462). وأخرجه ابن عدي (6/ 2167) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 174) - وابن مندة في "أماليه" -كما في "معرفة الخصال" (ص 83 - بتحقيقي) - والبيهقي في "الشعب" (6/ 108) من طريق محمد بن عبد الملك الأنصاري عن ابن المنكدر به. وعند ابن مندة زيادة: "وما تأخر". قال ابن الجوزي: "محمد بن عبد الملك قال أحمد: قد رأيته، كان ¬

_ (¬1) وقد تحرف إلى (سالم) في مسند أبي يعلى المطبوع بتحقيق حسين سليم أسد، وقال محقّقه: "وأمّا سالم بن سالم فلم أقع له على ترجمة فيما لديّ من مصادر"!!. وقد تحرّف اسمه أيضًا في "الحلية" و"الشعب" و"التاريخ".

يضع الحديث ويكذب. وكذلك قال أبو حاتم الرازي (¬1). وقال النسائي والدارقطني: متروك". وأخرجه ابن عدي (2/ 531) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6/ 108) وابن الجوزي (2/ 174) - من طريق محمد بن عبد الرحمن القُشيري عن ثور بن يزيد عن ابن المنكدر به بلفظ: " ... وجبت له الجنة". قال ابن الجوزي: "قال ابن عدي: هو حديث منكر من حديث ثور". أهـ. قلت: ثور ثقة، والبلاء من الراوي عنه، فقد قال أبو حاتم -كما في "الجرح" (/325) -: "متروك الحديث، كان يكذب ويفتعل الحديث". وقال الأزدي: كذّاب متروك الحديث. وأخرجه ابن شاهين -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 174) - من طريق محمد بن عبد الرحمن بن بَحير عن خالد بن نزار عن الثوري عن عمرو -هو: ابن مرّة- عن أبي وائل عن ابن عمر مرفوعًا. وابن بَحير كذّبه الخطيب ومسلمة بن قاسم، وقال ابن عدي: يروي البواطيل. (اللسان: 5/ 246). وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6/ 108) من طريق أبي المغيرة عن ابن المنكدر به. وأبو المغيرة هذا نكرة لا يعرف، وبقية رواة الإِسناد ثقات، فهو المتّهم به. ¬

_ (¬1) قال -كما في "الجرح" (8/ 4) -: "ذاهب الحديث جدًّا، كذّابٌ كان يضع الحديث". وفيه عن أبي زرعة أنه قال: "ضعيف الحديث". وهذان النصّان لم يذكرهما الذهبي في "الميزان" (3/ 631) ولا الحافظ في "اللسان" (5/ 265 - 266).

ورُوي هذا الحديث أيضًا من رواية ابن عباس، وأنس، وجابر، وابن عمرو، وأبي هريرة. أما حديث ابن عبّاس: فأخرجه ابن عدي (4/ 1544) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 175) - من طريق عبد الله بن أبان بن عثمان الثقفي عن الثوري عن عمرو بن دينار عنه مرفوعًا بلفظ: " ... أدخله الله الجنة". أورده في ترجمة عبد الله هذا، وقال: "هذا الحديث بهذا الإِسناد باطلٌ، وهو منكرٌ عن الثوري بهذا الإِسناد، والشيخ مجهولٌ". وأخرج الطبراني في "الكبير" (12/ 220) من طريق عمر بن يحيى الأبلي عن عيسى بن شعيب عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عنه مرفوعًا: "من قاد أعمى حتى يُبلغه مأمنه غفر الله له أربعين كبيرة وأربع كبائر توجب النار". قال الهيثمي (3/ 138): "وفيه عمر بن يحيى الأبلي ولم أجد من ترجمه. ولكن فيه علي بن زيد وفيه كلام". قلت: عمر هذا اتهمه ابن عدي بسرقة الحديث. (اللسان": 4/ 338) فهو المتهم به؛ لأن باقي الرواة لا يحتملون مثل هذا المتن المختلق. وأمّا حديث أنس: فأخرجه الخليلي في "الإِرشاد" (1/ 337) من طريق عبد الله بن محمد بن يوسف بن أبي عبيد الطائفي عن الثوري عن عمرو بن دينار عنه مرفوعًا بلفظ: " ... وجبت له الجنة". قال الخليلي: "عبد الله بن محمد الطائفي مجهولٌ، والحديث منكرٌ بهذا الإِسناد غريب". أهـ. قلت: أخشى أن يكون هو عبد الله بن أبان المتقدم ذكره قريبًا، فهو طائفي أيضًا، وإسناده لا يختلف عن هذا الإِسناد إلَّا في الصحابي.

وأخرجه ابن مَنيع في "مسنده" (المطالب: ق 88/ ب) ومن الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 69/ ب) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6/ 109) - عن يوسف بن عطية الصفّار عن سليمان التيمي عنه مرفوعًا بلفظ: " ... كانت له كعتق رقبة". قال البيهقي: "يوسف بن عطية هذا ضعيف". أهـ. قال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (2/ ق 143/ أ): "وهو مجمعٌ على ضعفه". وقال الهيثمي (3/ 138): "وفيه يوسف بن عطية الصفّار، وهو متروك". وقال الحافظ في "المطالب": "حديث ضعيف جدًّا". وقابع يوسفَ: المُعلّى بن هلال عند البغوي -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 175) -، والمعلّى قال الحافظ في "التقريب": "اتّفق النُّقّاد على تكذيبه". وتابعهما أيضًا: سليمان بن عمرو النخعي عند الخطيب (9/ 16 - 17) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 175 - 176) -، وسليمان قال الحافظ في "اللسان" (3/ 99): "كذّبه ونسبه إلى الوضع فوق الثلاثين نفسًا". وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (2/ 141 - ط الرسالة) من طريق بحر السقّاء عن قتادة عن الحسن عن أنس مرفوعًا. وبحر ضعيف كما في "التقريب"، والحسن مدلس، وقد عنعنه. وأخرجه المُخلِّص -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 175)، والذهبي في "الميزان" (4/ 459) - من رواية يَغْنَم بن سالم عنه مرفوعًا بلفظ: " ... لم تمسّ وجهه النار". وَيغْنَم قال ابن حبّان: كان يضع على أنس. وكذّبه ابن يونس. وأما حديث جابر:

فأخرجه العقيلي (¬1) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 176) - من طريق يزيد بن مروان الخلّال عن محمد بن عبد الملك الأنصاري عن ابن المنكدر عنه مرفوعًا بلفظ: " ... وجبت له الجنة". والأنصاري تقدّم تكذيبه، والراوي عنه كذّبه ابن معين. (اللسان: 6/ 293). وأخرجه ابن عدي (7/ 528) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 176) - من طريق أبي البَخْتَري وهب بن وهب عن محمد بن أبي حميد عن ابن المنكدر عنه مرفوعًا. وأبو البختري اتَّفق الأئمة على تكذيبه، بل قال أحمد: هو أكذب الناس! (اللسان: 6/ 231). وأمّا حديث ابن عمرو: فأخرجه ابن الجوزي (2/ 174 - 175) من طريق سَلْم بن سالم عن علي بن عروة عن ابن المنكدر عنه مرفوعًا بلفظ: " ... وجبت له الجنة". وسلم وشيخه تقدّم بيان حالهما. وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه ابن شاهين -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 176) - من طريق إبراهيم بن عمر البصري عن علي بن ثابت عن ابن سيرين عنه مرفوعًا: "يا أبا هريرة! من مشى مع أعمى ميلًا يرشده كان له بكل ذراع من الميل عتق رقبة". قال ابن الجوزي: "إبراهيم البصري: قال أبو حاتم الرازي: ضعيفُ الحديث مُنكرُه". أهـ. وترك أبو زرعة حديثه. وقال ابن حبّان: لا يحتج بخبره ¬

_ (¬1) الحديث في "الضعفاء" (4/ 103) في ترجمة محمد بن عبد الملك تعليقًا.

19 - باب: في فضل الإطعام والسقي والكسوة

إذا انفرد. (اللسان: 1/ 86). وفي السند انقطاع بين علي بن ثابت وابن سيرين. وخلاصة القول أن هذا الحديث ضعيف جدًا وإن تعددت طرقه؛ لأنها لا تخلو من كذّاب أو متروك. وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وهذا مسلَّمٌ له في أكثر الطرق، والحقّ ما قاله الحافظ في "المطالب" (ق 88/ ب) حيث قال: "ولا يثبت من هذا شيءٌ". 19 - باب: في فضل الإِطعام والسَّقي والكِسوة 1295 - أخبرنا يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوّار: أنا علي بن العبّاس بن الوليد المَقَانِعي بفائدة ابن عقدة -وقال: ما سمعتُه إلّا منه-: نا الحسين بن نصر بن مُزاحِم: نا خالد بن عيسى العُكْلي عن حُصين أبي عبد الرحمن عن مِسْعَر بن كِدام عن أشعث بن أبي الشعثاء عن رجاء بن حَيْوة. عن معاذ بن جبل، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تبخلُنَّ على إخوانكم بذات أيديكم يُمسِكِ الله -عَزَّ وجَلَّ- ما في يديه عنكم، فإن {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96]، فلا تمنعوهم المعونةَ بأنفسكم أو المشيَ في حوائجهم فيحجبَ اللهُ دعاءكم. فإنّ من القرابة القريبةِ غدًا عند الله والزُّلفى لديه: إطعامَ الرجلِ منكم أخاه الجائعَ السَّغْبانَ. ومن الوسيلة إلى ربَّكم غدًا: أن يكسوَ أحدُكم أخاه ثوبًا يكسوه اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- من خُضْر الجنة غدًا. وإنّ من مقدّمات الخير بكم إلى ربّكم: أن يسقيَ أحدُكم أخاه ويرويَه من الماء يسقيه اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- من الرّحيق المختومِ". ثمّ قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26].

إسناده ضعيف منقطع: الحسين بن نصر والاثنان فوقه لم أعثر على ترجمة لهم. ورجاء روايته عن معاذ مرسلة كما قال المِزّيّ. 1296 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي: نا أبو القاسم منصور بن عبد الله الورّاق، قال: حدّثني علي بن جابر ابن بشر (¬1) الأوْدِي: نا حسن بن حسين بن عطية: نا أبي عن مِسْعَر بن كِدام عن عطيّة. عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان فيمن كان قبلَكم رجلٌ مسرفٌ على نفسه وكان مسلمًا: كان إذا أكل طعامًا طَرَحَ تُفالةَ (¬2) طعامه على مَزْبَلَةٍ، فكان يأوي إليها عابدٌ، فإن وَجَدَ كِسرة كلها، وإن وَجَدَ بَقْلَةً أكلها، وإن وَجَدَ عَرْقًا (¬3) تعرّقه". قال: "فلم يزل كذلك حتى قبض اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- ذلك الملكَ فأدخله النارَ بذنوبه. فخرج العابدُ إلى الصحراء مقتصرًا على مائها وبَقْلِها، ثمّ إنّ الله -عَزَّ وجَلَّ- قبض ذلك العابد، فقال: هل لأحدٍ عندك معروفٌ تكافئه؟ قال: لا، يا ربِّ. قال: فمن أين كان معاشُك؟ -وهو أعلمُ بذلك-. قال: كنتُ آوي إلى مَزْبَلة ملكٍ. فإن وجدتُ كِسرةً أكلتُها، وإن وجدتُ بَقْلةً أكلتُها، وإن وجدت عَرْقًا تعرّقته فقبضتَه فخرجتُ إلى البريّة مقتصرًا علي بَقْلها ومائها. فأمر الله -عَزَّ وجَلَّ- بذلك الملك، فأُخرج من النار جمرةً تنفض، فأُعيد كما كان. فقال: يا ربّ! هذا الذي كنت آكل من مَزْبَلته". قال: "فقال الله -عَزَّ وجَلَّ- له: خْذْ بيده فأدخِله الجنّةَ من معروفٍ كان منه إليك لم يعلم به، أَمَا لو عَلِمَ به ما أدخلتُه النَّارَ". الحديث عزاه في "الكنز" (6/ 201) إلى: "فوائد تمّام". ¬

_ (¬1) في (ظ): (بسر). (¬2) كذا بالمثناة، والثُفالة - بالمثلّثة بقية الشيء. (¬3) العَرْق: العظم إذا أُخِذ منه معظم اللحم. "نهاية".

وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 110/ ب- 111/ أ) من طريق تمّام وغيره، وقال. "هذا حديثٌ غريبٌ". وإسناده واهٍ: الحسين بن الحسن بن عطيّة -وقد نُسِب في السند إلى جدّه- ضعيف كما قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. (اللسان: 2/ 278) وجدّه عطية العَوْفي ضعيف أيضًا. وابنه الحسن لم أعثر على ترجمته، وليس هو المذكور في "اللسان" (2/ 199) و"الجرح" (3/ 6) فهذا متقدّمٌ يروي عن التابعي عبد الملك بن عُمير. ومنصور ذكر ابن عساكر الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وشيخه علي لم أعثر على ترجمة له.

(25) كتاب التفسير

(25) " كتاب التفسير"

1 - باب: ثواب تلاوة القرآن

1 - باب: ثواب تلاوة القرآن 1297 - أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حَيْش بن شيخ الفَرْغاني الشيخُ الصالحُ قراءةً عليه: نا أبو إسحاق إبراهيم بن زهير المقدسي (¬1) بحُلْوان: نا أبو السَّكَن مكيُّ بن إبراهيم البَلْخي: نا أبو هلال عن قتادة عن أنس. عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"مَثَلُ المؤمنِ الذي يقرأ القرآن مَثَلُ الأترُجَّة طعمها طيّبٌ وريحها طيّبٌ. ومَثَل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مَثَل التمرةِ طعمها طيّبٌ ولا ريحَ لها. ومَثَل المنافق الذي يقرأ القرآن مَثَلُ الرّيحانة ريحها طيّبٌ، وطعمٌ (¬2) مرٌّ. ومَثَلُ المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثلِ الحنظلةِ طعمها مرٌّ ولا ريحَ لها". إبراهيم بن زهير لم أعثر على ترجمة له، وأبو هلال الرّاسبي -واسمه: محمد بن سُليم- فيه لينٌ. والحديث أخرجه البخاري (9/ 65 - 66، 100) ومسلم (1/ 549) من طرقٍ أخرى عن قتادة به. 1298 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلَم قراءةً عليه: نا عبد الله بن الحسين المِصِّيصيّ: نا علي بن عيّاش: نا إسماعيل بن عيّاش عن يحيى بن سعيد عن صالح بن كيْسان أنّ إسماعيل بن محمد أخبره أنّ نافعًا أخبره: عن عبد الله بن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّما يُحسَدُ من ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ش): (المقرئ). (¬2) كذا في الأصول.

حُسِد (¬1) على خصلتين: رجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ فهو يقوم به آناءَ الليلِ والنّهارِ، ورجلٌ آتاه اللهُ مالًا فهو يُنفِقه". أخرجه أحمد (2/ 133) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (12/ 363) - عن عليّ بن عيّاش به. وإسماعيل بن عيّاش ضعّفوا روايته عن غير الشاميين، وشيخه مدني. والحديث أخرجه البخاري (9/ 73) ومسلم (1/ 558، 559) من رواية سالم بن عبد الله عن أبيه. وأخرجه البخاري (1/ 165) ومسلم من حديث ابن مسعود، لكن بلفظ: "ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها وُيعلِّمها". بدلَ تلاوة القرآن. وانفرد البخاري (9/ 73) بإخراجه من حديث أبي هريرة. 1299 - أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا جعفر بن محمد القلانسي بالرّملة: نا آدم بن أبي إياس: نا شعبة، قال: سمعت قتادة، قال: سمعت زُرارة بن أوفى يحدّث عن سعد بن هشام. عن عائشة أمّ المؤمنين - رضي الله عنها -، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلَ الذي يقرأ القرآن ويتعاهَدُه (¬2) وهو له حافظٌ مَثَلُ السَّفَرةِ الكرامِ البَرَرةِ، ومَثَلُ الذي يقرأه ويتعاهَده وهو عليه شديدٌ فله أجران". أخرجه البخاري (8/ 691) عن آدم به. 1300 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا السَّريُّ بن يحيى: نا قَبيصة بن عُقبة: نا سفيان عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن زُرارة بن أوفى عن سعد بن هشام. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (يُحسَد)، وكذا عند أحمد. (¬2) (ويتعاهده) سقط من (ر)، وليست عند البخاري.

عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الماهرُ بالقرآن مع السَّفَرةِ الكرام البَرَرَة، والذي يتَعايا في القرآنِ له أجران". أخرجه مسلم (1/ 550) من طريق سعيد به. 1301 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن هاشم الورّاق: نا أبو الحسن علي بن سُرَيج القافْلاني: نا سفيان بن زياد أبو شعيب المؤدّب: نا عيسى بن شعيب النّحوي: نا رَوْح بن القاسم عن قتادة عن زُرارة بن أوفى عن سعد بن هشام. عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ القرآنَ كان مع السَّفَرَة الكرام البَرَرَة، ومن يُتَعْتِع فيه كان له أجران". شيخ تمّام وشيخه لم أعثر على ترجمة لهما. 1302 - أخبرني محمد بن هارون بن شُعيب وحمزة بن محمد الكِناني، قالا: نا أبو عُبيد محمّد بن أحمد بن المُؤمَّل النّاقد: نا محمد بن جعفر (لَقْلُوق): نا منصور بن عمّار: نا ابن لَهيعة عن مِشْرَح بن هاعان. عن عُقبة بن عامر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أنَّ القرآنَ في إهابٍ ما مسّتهُ النارُ". أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ق 2/ أ) وأحمد (4/ 151، 154 - 155) والدارمي (2/ 430) والفريابي في "فضائل القرآن" (رقم: 1، 2) -ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2460) - والروياني في "مسنده" (ق 48/ ب) وأبو يعلى (3/ 284) والطحاوي في "المُشكل" (1/ 390) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (4/ 249 - ط العلمية) -وعنه: أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 323) - والبيهقي في "الشُّعب" (2/ 554) والبغوي في "شرح السنّة" (4/ 436) من طرقٍ عن ابن لهيعة به. وإسناده حسنٌ: ابن لهيعة وإن كان قد اختلط بعد احتراق كتبه فإنّ الراوي

عنه عند أحمد والدارمي والفريابي وأبي يعلى والطحاوي هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، وهو ممن روى عنه قبل اختلاطه. ومِشْرَح وثّقه ابن معين، وقال أحمد: معروف. وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به. وأورده ابن حبان في "الضعفاء" و"الثقات"! وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أهـ. وفيه قصور! والعدل فيه ما قاله الذهبي في "الميزان" (4/ 117): "صدوق، ليّنه ابن حبّان". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 308) من طريق ابن لهيعة لكن عن أبي عُشّانة عن عقبة، والمحفوظ الأول. وقال الهيثمي (7/ 158): "وفيه ابن لهيعة، وفيه خلافٌ". أهـ. ورُوي من حديث عصمة بن مالك، وسهل بن سعد: أمّا حديث عِصمة: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 186) والبيهقي في "الشُّعب" (2/ 555) من طريق الفضل بن المختار عن عبد الله بن مَوْهَب عنه مرفوعًا. قال العراقي في "تخريج الإِحياء" (1/ 273): "إسناده ضعيف". وبيّنه الهيثمي (7/ 158) فقال: "وفيه الفضل بن مختار، وهو ضعيف". أهـ. وقال أبو حاتم: يُحدّث بالأباطيل. (اللسان: 4/ 449). وأمّا حديث سهل: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 212) وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 148) وابن عدي (1/ 46) من طريق عبد الوهاب بن الضحّاك عن عبد العزيز ابن أبي حازم عن أبيه عنه مرفوعًا. وقال الهيثمي (7/ 158): "وفيه عبد الوهاب بن الضحّاك، وهو متروك". أهـ. وقال أبو داود: كان يضع الحديثَ. وكذّبه أبو حاتم. 1303 - أخبرنا أبو الحارث نُشْبَة بن حُنْدُج بن الحسين بن عبد الله بن

يزيد بن خالد بن صالح بن صبيح المُرِّي (¬1) بقصر ابن أبي عمر، قال: وجدت في كتاب جدّي: الحسين بن عبد الله المُرِّي: نا محمد بن سعيد بن الفضل القرشي: نا مسلمة بن عُلي: نا حَريز بن عثمان عن سُليم بن عامر. عن أبي أُمامة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال. "اقرؤوا القرآنَ، فإنّ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- لا يُعذِّبُ قلبًا وعى القرآنَ". الحديث عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" (رقم: 1340) إلى: فوائد تمّام. وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 267/ ب) من طريق تمّام. وإسناده واهٍ: مسلمة متروك كما في "التقريب"، وشيخ تمّام أورد ابن عساكر الحديث في ترجمته، وجدّه ذكره ابن عساكر أيضًا (4/ ق 341/ أ)، ولم يحكِ فيهما جرحًا ولا تعديلًا. والصواب أنّه موقوف: فقد أخرج ابن أبي شيبة (10/ 505 - 506)، والدارمي (2/ 432) من طريق حَريز [بالأصل: جرير. تحريف] عن شُرحبيل بن مسلم الخَوْلاني عن أبي أمامة أنّه كان يقول: "اقرؤوا القرآن! ولا يغرنّكم هذه المصاحفُ المُعلّقةُ، فإن الله لا يُعذِّب قلبًا وعى القرآن". وإسناده حسن: شُرَحْبيل صدوق فيه لينٌ. كما في التقريب. وأخرجه الدارمي عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن سُليم بن عامر عن أبي أمامة مثله. وعبد الله صدوق كثير الغلط، وفي شيخه خلافٌ. فالأثر بهذين الطريقين صحيحٌ إن شاء الله. ¬

_ (¬1) قال ابن عساكر: "كذا قال تمّام وقَلَبه! وهو عبد الله بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح، كذلك ذكره أبو الحسين الرّازي [والد تمّام] في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق".

وأخرج الدّيلمي (زهر الفردوس: 4/ ق 185) من حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: "لا يُعذّب الله قلبًا وعى القرآن". وفيه ابن لهيعة مختلط، وفي السند من لم أقف على ترجمته. 1304 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن: نا أحمد بن بشر: نا محمد بن يحيى: نا أبو داود: نا شعبة: نا طلحة عن عبد الرحمن بن عَوْسَجة عن البراء بن عازب، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "زّينوا القرآن بأصواتكم، ورتّلوا ولا تهذّوا القرآن كهذِّ الشِّعر، ولا تنثروا نثرَ (¬1) الدقل (¬2)، ينبغي للقارىء (¬3) أن يفهم مَا يقرأ. ولَتالي آيةٍ من كتاب الله -عَزَّ وجَلَّ- أفضل ممّا تحت العرش إلى تَخوم الأرضين السُّفلى السابعة. وما تقرّب المتقرّبون بشيءٍ أحبَّ إلى الله -عَزَّ وجَلَّ- ممّا خرج منه -يعني: القرآن-. ومن قرأ القرآن فرأى أنّ أحدًا أُعطي أفضلَ ممّا أُعطي فقد حقّر ما عظّم الله، وعظّم ما حقّر الله. وأفضلُ ما عُبِد اللهُ به قراءةُ القرآن في الصلاة، والعبادةُ التي تليها قراءةُ القرآن في غير صلاةٍ. ومن قرأ القرآن في يوم وليلة مائتي آيةٍ نَظَرًا مُتِّعَ ببصره أيّامَ حياته، ورُفِعَ له مثلُ ما في الدُّنيا من شيءٍ رَطْبٍ ويابسٍ حسنةً، والنَّظرُ في المصحف عبادةٌ. ومن قرأ القرآنَ فكأنّما أُدرِجَت النبوةُ بين جَنْبَيه إلَّا أنّه لا يُوحى إليه. ومن قرأ القرآن قائمًا فله بكل حرف مائةُ حسنةٍ، ومن قرأ في الصلاة قاعدًا فله بكلّ حرف خمسون (¬4) حسنةً، ومن قرأ في غير صلاة فله بكلّ حرفٍ عشر حسناتٍ، ومن استمع إليها فله بكلِّ ¬

_ (¬1) سقطت من (ف). (¬2) في (ظ) و (ر) و (ف): (الرمل). والدَّقَل هو رديء التمر ويابسه، فتراه ليبسه ورداءته لا يجتمع ويكون منثورًا. "نهاية". (¬3) في الأصل و (ش) و (ف): (للقرآن)، والمثبت من (ظ) و (ر) وفي هامش (ف): (صوابه: للقارىء). (¬4) في سائر النسخ إلَّا (ظ): (خمسين)، والمثبت من (ظ).

2 - باب: فضل تعلم القرآن وتعليمه

حرفٍ حسنةٌ، ومن قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرفٍ أربعين حسنةً، ومن قرأ القرآن بلحنٍ وتطييبٍ (¬1) فله بكلِّ حرفٍ عشرون حسنةً، ومن قرأ القرآن كقراءة العامّة فله بكلِّ حرفٍ عشرُ حسناتٍ. والعجمُ تقرأ القرآنَ غضًا كما أُنزل، والقرآنُ إنزيل على سبعة أحرفٍ فاقرؤوه وتعاهدوه واقتنوه وتغنّوا به، فوالذي نفسي بيده لهو أشدُّ تفلّتًا من من صدور الرجال من المَخَاض في العُقُل". ثمّ قرأ: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة: 269]. "فالكثيرُ من الله ما لا يُحصيه إلَّا اللهُ الواحد القهّار". وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ خمسين آيةً في يومٍ وليلةٍ لم يُكتب من الغافلين، ومن قرأ مائةَ آيةٍ كُتِب من القانتين، ومن قرأ مائتي آيةٍ لم يحاجِّه القرآنُ يومَ القيامة، ومن قرأ خمسمائة آيةٍ كُتِب له قِنطارٌ من الأجر". في إسناده ثلاثة مجاهيل: شيخ تمام ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (2/ق182/ب) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأحمد بن بشر بن حبيب الصُّوري ومحمد بن يحيى التميمي الرَّقّي -كذا وقع منسوبًا في الإسناد المتقدّم على هذا في الأصل- لم أعثر على ترجمةٍ لهما. ولم أقف عليه بهذا التمام عند غير تمّام، ولبعض فقراته شواهد، يطول المقام بتتبعها والكلام عليها. 2 - باب: فضل تعلّم القرآن وتعليمه 1305 - أخبرنا أبو الحسن خَيثمة بن سليمان: نا يحيى بن أبي طالب: نا إسحاق بن سليمان الرازي عن الجرّاح بن الضحّاك الكِنْدي عن علقمة بن مَرْثَد عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي. ¬

_ (¬1) في (ظ): (تطريب)، وكُتِب فوقها (تطرية)، وكتب فوقها في (ر) وهامش (ف): (تطريب).

عن عثمان بن عفّان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُكم من تعلَّم القرآنَ وعلَّمه". قال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني مقعدي. أخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 405) من طريق يحيى بن أبي طالب به. وأخرجه الفريابي في "الفضائل" (15، 16) من طريق إسحاق الرازي به. وأخرجه ابن الضُّرَيس في "الفضائل" (128) والفريابي (14) من طريقين آخرين عن الجرّاح به، وهو صدوق كما في "التقريب". والحديث أخرجه البخاري (9/ 74) من طريق الثوري عن علقمة به، ومن طريق شعبة عن علقمة عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرحمن به. 1306 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلَم القاضي: نا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا سَعْدان بن يحيى: نا يحيى بن سعيد عن علقمة بن مَرْثَد عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي. عن عثمان بن عفّان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أفضلُ النّاسِ من تعلّم القرآنَ وعلّمه". قال الخليلي في "الإِرشاد" (2/ 629): "سمعتُ أبا القاسمِ بن ثابت الحافظ يقول: أملى علينا أبو الحسن بن حَرارة الحافظ بأَرْدَبيل حديثًا عن أبيه عن عُبيد بن عبد الواحد بن شريك البزّار عن سليمان بن عبد الرحمن [فذكره بلفظ: (خيركم من ...)]. وقال: هذا حديثٌ غريبٌ من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن علقمة. فلمّا خرجتُ إلى الدَّيْنَور، وعرضته على عمر بن

سهل (¬1)، فقال: ويحَك! غَلِطَ شيخُك مع حفظه وشيخُ شيخك، حدّثناه عُبيد بن عبد الواحد، وإنّما هذا يحيى بن شعيب أبو اليَسَع، وصحّف من قال: (يحيى بن سعيد). فكتبتُ ذلك إلى ابن حَرارة، فقال: جزاك الله يا أبا حفص عنّا خيرًا. ورجع إلى قوله". أهـ. قلت: رواية تمّام تردّ هذا، ففيها أيضًا: (يحيى بن سعيد) والله أعلم. 1307 - أخبرنا القائد أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد الفَرْغاني قراءةً عليه بدمشق في رجبٍ من سنةِ خمسٍ وأربعين وثلاثمائة: نا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، [قَال:] (¬2) نا أبو كُرَيب: نا محمد بن بشر عن مِسْعَر عن علقمة بن مَرْثَد عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي. عن عثمان - رضي الله عنه -، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ أفضلَكم من علّم القرآنَ أو تعلّمه". شيخ تمّام لم أعثر على ترجمته، وباقي رجاله ثقات. 1308 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، قال: حدّثني جدّي سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرني ابن وهب عن ابن جُرَيج -قال تمّام: ورأيتُ في نسخةٍ غيرِ كتابي: ابن وهب عن سفيان بن عُيينة عن ابن جُرَيج (¬3) - عن عبد الكريم، قال: سمعتُ أبا عبد الرحمن السُّلَمي يقول: حدّثني عثمان بن عفّان أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خيرُكم من تعلّم القرآن وعلّمه". فمن ذلك جلستُ هذا المجلسَ. ¬

_ (¬1) أحد الحفّاظ، قال الخليلي: ثقةٌ إمام عالمٌ متّفقٌ عليه. (¬2) من (ر). (¬3) قول تمّام هذا سقط من (ر)، وجاء في (ظ) عقبَ الحديث.

أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1568) عن عبد الله بن محمد بن أبي مريم به، وقال: وهذا من حديث ابن جُرَيج بهذا الإِسناد، ولا يرويه غير ابن وهب، ولا أعلم يرويه عن ابن وهب غير ابن أبي مريم، ولا أعرفه إلَّا من حديث ابن ابنه عنه. وقال عن عبد الله هذا: "يُحدّث بالبواطيل". وقال أيضًا: "إمّا أن يكون مغفّلًا لا يدري ما يخرج من رأسه، أو متعمّدًا فإنّي رأيت له غيرَ حديثٍ غيرِ محفوظ". وقال الحافظ في "الفتح" (9/ 76): "في إسناده مقالٌ". 1309 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذْرَعي: نا محمد بن الخَضر البزّاز بالرّقَّةِ: نا إسحاق بن عبد الله البُوقى: نا شَريك عن عاصم بن بَهْدَلة عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي. عن عثمان بن عفّان - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضلُكم من قَرأ القرآنَ وأقرأه". إسحاق البُوقي ذكره ابن ماكولا في "الإِكمال" (1/ 484) وابن الأثير في "اللباب" (1/ 188) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وفي "معجم البلدان" لياقوت (1/ 510): "روى عنه هلال بن العلاء الرّقّي ومحمد بن الخَضِر مناكيرَ. قاله أبو عبد الله بن مندة". أهـ. وهذه من فوائد "المعجم" النّفيسة. والراوي عنه لم أعثر على ترجمة له. وشَريك هو القاضي صدوق ساء حفظُه. 1310 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن أبي السَّفر (¬1) البزّاز المقرىء، وأحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلَم، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد. قالوا: نا بكّار بن قتيبة: نا عفّان بن مسلم الصفّار: ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (السفر) دون (أبي).

نا عبد الواحد بن زياد: نا عبد الرحمن بن إسحاق، قال: حدّثني النُّعمان بن سعد، قال: سمعتُ عليًّا - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُكم من عَلِمَ القرآنَ وعلَّمه". أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 503) والدارمي (2/ 437) والترمذي (2909) وابن الضُّريس (136) والفريابي (19) وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 153) والآجري في "أخلاق حملة القرآن" (16) وابن عدي (5/ 1938) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1241) من طريق عبد الواحد به، وهو عند القضاعي من رواية عفّان عنه. وقال الترمذي: "هذا حديثٌ لا نعرفه من حديث علىٍّ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلَّا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق". وعبد الرحمن ضعيف كما في "التقريب"، والنُّعمان لم يروِ عنه غير عبد الرحمن هذا كما قال أبو حاتم، ففيه جهالة. 1311 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر (¬1) الهَمْداني، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد صالح بن سنان. قالا: نا أبو علي الحسن بن جرير الصُّوري بدمشق: نا سعيد بن منصور: نا الحارث بن نَبْهان عن عاصم بن بَهْدلة عن مصعب بن سعد. عن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خياركم من تعلّم القرآنَ وعلّمه". وأخذ بيدي فأجلسني في مكاني هذا. أخرجه ابن ماجه (213) والدارمي (2/ 437) والدَّوْرَقي في "مسند ¬

_ (¬1) في (ظ): (أبي العقب) بدل (شاكر).

سعد" (50) وابن الضُّريس (134) وأبو يعلى (2/ 136) -وعنه ابن عدي (2/ 610) - والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 218) والهيثم بن كُليب في "مسنده" (71) والآجري (17) من طريق الحارث به. وإسناده واهٍ: الحارث متروك كما في "التقريب". وقال البوصيري في "الزوائد" (1/ 72): "هذا إسنادٌ ضعيف لضعف الحارث". وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 65): "سألت أبي عن حديثٍ رواه الحارث بن نبهان ... فذكر الحديث -فقال أبي: هذا خطأ! إنّما هو عاصم عن أبي عبد الرحمن عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلٌ". 1312 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو جعفر أحمد بن الهيثم البزّاز بسامرّاء: نا الوليد بن صالح: نا شَريك عن عاصم بن بَهْدَلة عن أبي وائل. عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيركم من قرأ القرآنَ وأقرأه". شَريك صدوق سيِّء الحفظ. وأخرجه ابن الضُّريس (137) والطبراني في "الكبير" (10/ 200) و"الأوسط" (مجمِع البحرين: ق 164/ ب) والخطيب في "التاريخ" (2/ 95 - 96) من طريق شريك عن عاصم -زاد الخطيب: وعطاء بن السائب- عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن ابن مسعود مرفوعًا. وهذه الرواية التي أشار إليها أبو حاتم آنفًا. وأبو عبد الرحمن اختلف في سماعه من ابن مسعود فأثبته البخاري، ونفاه شعبة وأبو حاتم. وقال الهيثمي (7/ 166): "وإسناده فيه: شريك وعاصم، وكلاهما ثقة وفيهما ضعفٌ".

1313 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عُبيد الله الورّاق بن فُطَيس قراءةً عليه: نا أبو الحسن أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر: نا عبد الوهاب بن الضحّاك: نا إسماعيل بن عيّاش: نا محمد بن زياد الألْهاني. عن أبي أُمامة البَاهِلي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من علّم عبدًا آيةً من كتاب الله [-عَزَّ وجَلَّ-] (¬1) فهو مولاه، لا ينبغي أن يخذُلَه ولا يتبرَّأَ منه، فإن فَعَلَ فقد فَصَم عروةَ من عُرى الإِسلام". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (جزء أحمد بن عتبة - ص 310 - 311) من طريق تمّام. وإسناده تالفٌ: عبد الوهاب بن الضحّاك متروك وكذّبه أبو حاتم كما في "التقريب". وقد تُوبع: تابعه عُبيد بن رَزين الألْهاني اللاذقي أبو عبيدة، أخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 131 - 132) و"مسند الشاميين" (818) وابن عدي في "الكامل" (1/ 292) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (2/ 406) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (157) - والسهمي في "تاريخ جُرجان" (ص 505) من طريقه. قال ابن عدي: "وهذا الحديث ينفرد به عُبيد بن رزين هذا عن إسماعيل بن عيّاش، ورواه غير عبيد عن ابن عيّاش بإسنادٍ مرسلٍ، ووصله عُبيد". أهـ. قال الهيثمي (1/ 128): "وفيه عبيد بن رزين اللاذقي، ولم أرَ من ذكره". وأعلّه ابن الجوزي بابن عيّاش، وفاته أن شيخَه حمصيٌّ من أهل بلده، وابن عيّاش إنّما تكلّموا في روايته عن غير الشاميين. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

وأخرج البيهقي (2/ 406) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن إبراهيم بن سليمان عن حماد الأنصاري مرفوعًا: "من علّم رجلًا القرآن فهو مولاه لا يخذله ولا يستأثر عليه". وقال: "هذا هو المحفوظ عن ابن عباس، وهو منقطع ضعيف". وحمّاد الأنصاري أحد ثلاثة، هم: حماد بن أبي حُميد، وحمّاد لقبٌ، واسمه محمد- وهو ضعيف. وحمّاد بن عبد الرحمن وقد ضعّفه الأزدي. وحماد بن أبي الدرداء وهو ثقة كما في "الجرح" (3/ 137). وهؤلاء من أتباع التابعين، فالحديث معضلٌ. 1314 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا محمد بن أحمد بن عصمة الأطروش بالرَّمْلة: نا سوّار بن عمارة: نا عبد الجبّار بن عمر الأيْلي عن عمرو بن قيس الكِنْدي، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالقرآن! فعلّموه (¬1) وتفّقهوا فيه. وإيّاي والمَثْناة (3)! ". قال: قلنا: وما المَثْناة؟ قال: "الكتبُ". قال عبد الجبّار: قراءةُ الكتبِ التي كانت قبلَنا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (عبد الجبّار ليس بالقويّ، عنده مناكير). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده ضعيف. عبد الجبار ضعيف كما في "التقريب"، ومحمد بن أحمد بن عصمة لم أعثر على ترجمةٍ له. وأخرج الحاكم (4/ 554) من طريق إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني عن هشام بن عمّار عن يحيى بن حمزة عن عمرو بن قيس عن ابن عمرو مرفوعًا. "من اقتراب الساعة: أن تُرفعَ الأشرار، وتُوضعَ الأخيار، وُيفتحَ القول، ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (تعلّموه).

وُيخزَنَ العمل، ويقرأ بالقوم المَثناة، ليس فيهم أحد يُنكرها". قيل: وما المثناة؟ قال: "ما اكتتب سوى كتاب الله -عَزَّ وجَلَّ-" وصحّحه، وسكت عليه الذهبي. وهشام صدوق لكن قال أبو حاتم: لما كَبُر تغيّر، فكلُّ ما دُفِع إليه قرأه، وكلُّ ما لُقِّن تلقّن. أهـ. ورواية إبراهيم عنه يظهر أنها بعد التغيير ذلك أن هشام توفي سنة (245) بينما توفي إبراهيم سنة (301) كما في "سير النبلاء" (14/ 116)، فمقتضى ذلك أنه إنما أدركه في الكبر. وقال الهيثمي (7/ 326): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح". والصواب أنه موقوف على عبد الله بن عمرو: فقد أخرج أبو عُبيد في "الفضائل" (ق 4/ ب) و"غريب الحديث" (4/ 281) والبيهقي في "الشُّعب" (4/ 306 - 307) عن إسماعيل بن عيّاش عن عمرو بن قيس عن عبد الله بن عمرو، قال: إن من أشراط الساعة أن تُقرأ المَثْناة على رؤوس الملأ، لا تُغيّر. قيل: وما المثناة؟ قال: ما استُكتب من غير كتاب الله. قيل: يا أبا عبد الرحمن! فكيف بما جاء من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "ما أخذتموه عن من تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه، وعليكم بالقرآن فتعلّموه وعلّموه أبناءكم، فإنّكم عنه ستُسألون وبه تُجزون". لفظ أبي عبيد. وإسناده حسنٌ، إسماعيل بن عيّاش يُحتجّ بما رواه عن الشاميين، وشيخه حمصيٌّ. وتابعه ثور بن يزيد -وهو ثقة- عند الطبراني في "مسند الشاميين" (482)، لكن شيخ الطبراني: (أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي) قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر، وحدّث عنه أبو الجهم ببواطيل. ونقل عن الجهم أنه كان كبر فكان يُلقَّن ما ليس من حديثه فيتلقّن. (اللسان: 1/ 295). وتابعهما أيضًا: الأوزاعي عند الحاكم (4/ 554 - 555) -وصححه،

3 - باب: تحسين الصوت بالقرآن

وسكت عليه الذهبي-، لكن الراوي عنه (محمد بن كثير الصنعاني) وهو صدوق كثير الغلط كما في "التقريب". 3 - باب: تحسين الصوت بالقرآن 1315 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا أبو أسامة عبد الله بن محمد الحلبي: نا حجّاج بن أبي مَنيع يوسف بن عُبيد الله: نا جدّي: عُبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي عن الزهريّ، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنّه سَمِع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم يأذِن اللهُ [-عَزَّ وجَلَّ-] (¬1) لشيءٍ ما أَذِنَ لنبيٍّ يتغنّى بالقرآن". عبد الله بن محمد لم أعثر على ترجمته. والحديث أخرجه البخاري (9/ 68) ومسلم (1/ 545) من طرقٍ عن الزُّهريّ به. 1316 - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلَم: نا أبو القاسم بَرَكَة بن نَشيط (غَثْكَل) الفرغاني: نا عثمان -وهو ابن أبي شيبة-: نا أبو خالد -يعني: الأحمر- عن الحسن بن عُبيد الله عن طلحة بن مُصرف عن عبد الرحمن بن عَوْسَجة. عن البَرَاء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "زيّنوا القرآنَ بأصواتكم". أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 318) من طريق تمّام. وأخرجه الحاكم (1/ 573) من طريق أبي خالد به. وأخرجه الطيالسي (738) وعبد الرزّاق (2/ 484) وابن أبي شيبة ¬

_ (¬1) المَثْناة كتاب وضعه الأحبار والرهبان من بني إسرائيل من بعد موسى على ما أرادوا من غير كتاب الله. بهذا فسره أبو عبيد في "غريبه".

(10/ 462) وأبو عبيد في "الفضائل" (ق 15/ أ) وأحمد (4/ 283، 285، 296، 304) والدارمي (2/ 474) والبخاري في "خلق أفعال العباد" (رقم: 250 - 254، 256) وأبو داود (1468) والنسائي في "الصغرى" (1015، 1016) و"الفضائل" (75) وابن ماجه (1342) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 102 - 103 و 3/ 177، 178) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 58) والروياني في "مسنده" (ق 78/ ب، 79/ أ، ب) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 77/ ب، 85/ ب، 98/ ب) والطبراني في "مسند الشاميين" (767) وابن حبّان (660) والآجري في "أخلاق حملة القرآن" (81) والإِسماعيلي في "معجمه" (2/ 523) والحاكم (1/ 571 - 575) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 27) والبيهقي في "سننه" (10/ 229) و"الشعب" (2/ 386) والخطيب في "الموضح" (2/ 176) و"التلخيص" (1/ 338) من طرقٍ كثيرة عن طلحة به. وإسناده صحيح، وقال الزَّبيدي في "شرح الإِحياء" (4/ 497): "وهو حديثٌ حسنٌ صحيح". وقد تُوبع طلحة: تابعه زُبَيد بن الحارث عند ابن الجعد في "مسنده" (2168) والحاكم (1/ 575) والخطيب في "التاريخ" (4/ 261)، وطلحة بن نافع عند أبي يعلى (3/ 245). والأول ثقة، والثاني لا بأس به. كما تُوبع ابن عَوْسَجة: تابعه أوس بن ضَمْعَج عند أبي يعلى (3/ 258) والإِسماعيلي (2/ 689 - 690) وأبي الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (4/ 271 - ط العلمية) والحاكم (1/ 575) وسنده لا بأس به. وعدي بن ثابت عند الحاكم (1/ 575)، لكنّ الراوي عنه: (عبد الغفّار بن القاسم) اتّهمه بالوضع ابن المديني وأبو داود. (اللسان: 4/ 42). وعبد الرحمن بن أبي ليلى عند

ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 95/ أ)، لكن في السند إليه: عبيد بن إسحاق العطّار ضعّفه ابن معين والدارقطني، وقال البخاري: منكر الحديث. وتركه النسائي والأزدي. (اللسان: 4/ 117). وزاذان أبو عمر كما في الحديث الآتي. ورُوي أيضًا من حديث أبي هريرة، وابن عباس، وعائشة، وعبد الرحمن بن عوف: أمَّا حديث أبي هريرة: فأخرجه أبو عبيد (ق 15/ أ) وابن حبَّان (661) عن يحيى بن عبد الله بن بُكير عن يعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عنه مرفوعًا. وإسناده حسن، ابن بُكير فيه كلامٌ. وأما حديث ابن عباس: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 81 - 82) وابن عدي في "الكامل" (4/ 1525) والدارقطني في "الأفراد" -كما في "التغليق" (5/ 377) - من طريق عبد الله بن خِراش عن العوَّام بن حوشب عن مجاهد عنه مرفوعًا. قال الهيثمي (7/ 170): "رواه الطبراني بإسنادين، وفي أحدهما: عبد الله بن خِراش وثَّقه ابن حبَّان وقال: ربَّما أخطأ. ووثَّقه البخاري (كذا بالمطبوع! وصوابه: وضعَّفه البخاري) وغيره. وبقية رجاله رجال الصحيح". وابن خِراش قال الحافظ في "التقريب": "ضعيف، وأطلق عليه ابن عمَّار الكذبَ". أهـ ومع هذا فقد حسَّن سنده في "التغليق" و"الفتح" (13/ 519)!. وكذا السخاوي في "المقاصد" (ص 235). وأخرجه الطبراني (12/ 118) وابن عدي (3/ 1221 و 6/ 2439) والخطيب في "الموضح" (2/ 132) من طريق سعيد بن المَرْزُبان أبي سعد

البقّال عن الضحاك بن مزاحم عنه مرفوعًا، ولفظ الطبراني: "أحسنوا الأصوات بالقرآن". وأبو سعد البقَّال ضعيف مدلِّس كما في "التقريب"، وقد عنعن. والضحاك روايته عن ابن عباس منقطعة. وأمَّا حديث عائشة: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" -كما في "اللسان" (1/ 177 - 178) -وعنه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 139) من طريق أحمد بن سعيد بن خَيْشَنة الحمصي عن عبيد الله بن القاسم عن الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عنها مرفوعًا. وابن خَيْشَنة قال الذهبي: "عن عبيد الله بن القاسم. أتى بخبرٍ موضوعٍ، الآفةُ هو أو شيخه". أهـ. وقال ابن ماكولا في "الإِكمال" (3/ 212): "روى عن عبيد الله بن القاسم عن الثوري أحاديث غرائب". وأما حديث ابن عوف: فأخرجه البزَّار (كشف - 2329) من طريق صالح بن موسى الطَّلحي عن عبد العزيز بن رُفَيع عن أبي سلمة عن أبيه مرفوعًا، وقال: "تفرَّد بهذا الإِسناد صالح، وهو ليِّن الحديث، ولم يُتابع على هذا". قال الهيثمي (7/ 171): "وفيه صالح بن موسى، وهو متروك". أهـ. وقال الحافظ في "الفتح" (13/ 519): "سنده ضعيف". 1317 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان: نا جعفر بن محمد الفريابي: نا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي: نا محمد بن بكر المصري (¬1) عن صدقة بن أبي عمران عن علقمة بن مَرْثَد عن زَاذان. ¬

_ (¬1) كذا وقع في الأصول، وصوابه: (البصري) كما في ترجمته.

عن البراء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "زيّنوا القرآنَ بأصواتكم". عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي هو الحافظ الدَّارمي صاحب "المسند" المطبوع باسم "السنن"، وهو فيه (2/ 474) بزيادة: "فإن الصوتَ الحسنَ يزيد القرآن حسنًا". وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (4/ 263 - ط العلمية) والحاكم (1/ 575) من طريق الدارمي مع الزيادة. 1318 - أخبرنا أبو جُحوش محمد بن أحمد بن أبي جحوش الخُرَيمي: نا محمد بن إسحاق بن خُزَيمة النَّيْسابوري: نا محمد بن أبي صفوان: نا سلمة بن سعيد عن صَدَقَة بن أبي عمران عن علقمة بن مَرْثَد عن زَاذان. عن البَرَاء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "زيّنوا القرآنَ بأصواتكم، فإنَّ الصوتَ الحسنَ يزيد القرآنَ حُسْنًا". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (14/ ق 338/ أ) من طريق تمَّام، دون قوله: "فإن الصوت ... ". وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 156/ ب) من طريق ابن أبي صفوان به. وأخرجه البيهقي في "الشُّعب" (2/ 386 - 387) من طريق سلمة بن سعيد به. وإسناده حسنٌ، في صدقة ضعفٌ يسيرٌ. وللفصل الثاني من الحديث شاهدان من حديث ابن مسعود وأنس. فأخرج ابن سعد (6/ 90) والبزَّار (كشف - 2331) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 58) وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (3581) والهيثم بن كليب في "مسنده" (رقم: 318) والطبراني في "الكبير" (10/ 101)

وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 235 - 236) والخطيب في "الموضح" (2/ 135) من طريق سعيد بن زَرْبي عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعًا: "حسنُ الصوت تزيين للقرآن". قال البزَّار: "تفرَّد به سعيد، وليس بالقوي". أهـ. وقال الهيثمي (7/ 171): "وفيه سعيد بن زَرْبي [بالأصل: رزق!]، وهو ضعيف". أهـ. وقال في "التقريب": "منكر الحديث". ولم ينفرد به -خلافًا للبزَّار-، فقد تابعه قيس بن الربيع عند ابن عدي في "الكامل" (6/ 2068)، وقيس ضعَّفوه. وأخرج عبد الرزَّاق (2/ 484) -ومن طريقه البزار (كشف - 2330) وابن عدي (4/ 1452) - عن عبد الله بن المُحرَّر عن قتادة عن أنس مرفوعًا: "لكلّ شيءٍ حليةٌ، وحليةُ القرآن الصوتُ الحسن". قال البزَّار: "تفرَّد به عبد الله بن المُحرَّر، وهو ضعيف الحديث". وقال الهيثمي (7/ 171): "وفيه عبد الله بن مُحرَّر [بالأصل: محرز!]، وهو متروك". أهـ. وقال ابن حبَّان: كان يكذب ولا يعلم. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 268) من طريق الفضل بن حرب البَجَلي عن عبد الرحمن بن بُدَيل عن أبيه عن أنس مرفوعًا. والفضل قال العقيلي: "مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ". (اللسان: 4/ 440). 1319 - حدَّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو عبد الله محمد بن حصن الألوسي -قَدِمَ دمشقَ-: نا أبو عبد الله محمد بن مَعْمَر البَحْراني: نا حُميد بن حمَّاد عن مِسْعَر عن عبد الله بن دينار. عن ابن عمر، قال: قيل للنَّبي - صلى الله عليه وسلم -: من أحسنُ (¬1) صوتًا ¬

_ (¬1) كذا بالأصول، وعليه تضبيب في (ظ)، وعند مخرّجي الحديث: "أحسن الناس".

بالقرآن؟. قال: "من إذا سمعتَ قراءتَه رأيتَ أنَّه يخشى اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- ". أخرجه البزَّار (كشف - 2336) والروياني في "مسنده" (ق 240/ أ) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 165/ أ) وابن عدي (2/ 693) من طريق محمد بن مَعْمَر به. قال البزَّار: لم يُتابع حُميد على روايته هذه، إنَّما يرويه مِسْعَر عن عبد الكريم عن مجاهد مرسلًا، ومِسْعَر لم يُحدّث عن ابن دينار بشيءٍ، ولم نسمع هذا إلَّا من محمد بن معمر". وقال الطبراني: "لم يروه عن مسعر إلَّا حُمَيد، تفرَّد به محمد". وقال ابن عدي: "وهذا عن مسعر عن ابن دينار عن ابن عمر. لم يروه إلَّا حميد بن حمَّاد هذا". وحُميد ضعَّفه أبو داود وابن قانع، وقال ابن عدي: يُحدِّث عن الثقات بالمناكير. وذكره ابن حبَّان في "الثقات"، وقال: ربَّما أخطأ. هكذا رواه عن مِسْعَر موصولًا، وقد خُولف فيه: أخرجه عبد الرزَّاق (2/ 488) وابن أبي شيبة (10/ 464 - 465) والدارمي (2/ 471) والبيهقي في "الشعب" (2/ 388) من طرقٍ عن مِسْعَر عن عبد الكريم بن أبي المُخارِق عن طاوس مرسلًا. وعبد الكريم ضعيف كما في "التقريب". ووصله إسماعيل بن عمرو البَجَلي عن مِسْعَر عن عبد الكريم عن طاوس عن ابن عبَّاس مرفوعًا، أخرجه ابن عدي (2/ 693) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 19) والبيهقي (2/ 388). والبَجَلي قال أبو حاتم وابن عقدة والدارقطني: ضعيف. زاد ابن عقدة: ذاهب الحديث. وقال الأزدي: منكر الحديث. (اللسان: 1/ 425). وقال ابن عدي: "والروايتان [يعني: روايتي حُميد والبَجَلي] جميعًا غير محفوظتين، والصحيح مرسلٌ عن طاوس".

ووصله أيضًا ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عبّاس مرفوعًا، لكن بلفظ: "يتحزَّن به" بدل: "يخشى الله". أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 7) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 19). وابن لَهِيعة اختلط بعد احتراق كتبه. ووصله أيضًا مرزوق أبو بكر الباهلي عن عاصم الأحول عن طاوس عن ابن عمر مرفوعًا، أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (802) وابن نصر في "قيام الليل" (ص 59). ومرزوق وثَّقه أبو زُرعة وابن حبَّان، وقال: كان يخطىء. وقال ابن خزيمة: أنا بريءٌ من عهدته. وهذا جرحٌ مبهمٌ. فمثله حسنُ الحديث إن شاء الله. وقد قال الحافظ في "التقريب": صدوق (¬1). وخلاصة القول أن الحديث روي عن طاوس مرسلًا وموصولًا، ولا يثبت من هذا شيء سوى رواية مرزوق الموصولة، فإن سندها لا بأس به. وله طريق أخرى عن ابن عباس: أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (3/ 317) من طريق قبيصة عن الثوري عن ابن جريج عن عطاء عنه مرفوعًا. ورجاله ثقات، لكن فيه عنعنة ابن جريجُ وهو مدلِّس. ورُوي من حديث عائشة وجابر: فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 58) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة مرفوعًا. وفيه ابن لهيعة. ¬

_ (¬1) ولا يُغترّ بقول من علَّق على "المنتخب": (ضعيف)، فما هما من أهل الفن، وليتهما ذكرا قول الحافظ!.

4 - باب: في القراء المنافقين

وأخرجه ابن ماجه (1339) والآجري في "أخلاق حملة القرآن" (83) من طريق عبد الله بن جعفر المديني عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا. قال البوصيري في "الزوائد" (1/ 241): "هذا إسنادٌ ضعيف لضعف إبراهيم وعبد الله". أهـ. وفيه عنعنة أبي الزُّبير، وهو مدلِّس. وقال العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 286): "سنده ضعيف". ورُوي مرسلًا عن الزهري: أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (114) عن يونس بن يزيد عنه قال: بلغنا أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره. فالحديث بهذه الطرق إن لم يكن صحيحًا فهو على أقل الأحوال حسنٌ، لا سيَّما أن طريقًا منها -وهي طريق مرزوق الباهلي- حريَّة بأن تكون حسنةً لذاتها، والله أعلم. 4 - باب: في القرَّاء المنافقين 1320 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح، وأبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة في آخرين، قالوا: نا عبد الرحمن بن عبد الصمد البرزوز: نا جُنادة بن محمد المُرِّي: نا منصور بن عمّار: نا عبد الله بن لَهِيعة عن مِشْرَح بن هاعان. عن عقبة بن عامر الجُهَني، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكثرُ منافقي أمَّتي قرَّاؤها". أخرجه أحمد (4/ 151، 155) والفريابي في "صفة المنافق" (32، 33، 34) -ومن طريقه ابن عدي (4/ 1466) والخطيب في "التاريخ" (1/ 357) - وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 453) وابن وضَّاح في

"البدع" (ص 88) والروياني في "مسنده" (ق 48/ ب) وابن بطَّة في "الإِبانة" (رقم: 944) من طرقٍ عن ابن لهيعة به. قد رواه عنه: ابن المبارك عند الفريابي، وعبد الله بن يزيد المقرىء عند أحمد والفريابي وابن قتيبة، وابن وهب عند ابن بطَّة. وهؤلاء ممن روى عنه قبل الاختلاط، فالسند صحيح. ولم ينفرد به، فقد تابعه الوليد بن المغيرة -وهو ثقة- عند أحمد (4/ 155) والبخاري في "خلق أفعال العباد" (614) والروياني (ق 48/ ب) والبيهقي في "الشُّعب" (5/ 363). وهذا الإِسناد هو الذي عناه الهيثمي (6/ 229) بقوله: "وأحدُ أسانيد أحمد ثقاتٌ أثبات". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 305) من طريق ابن لَهيعة عن أبي عُشَّانة عن عقبة مرفوعًا. والظاهر أن هذه الرواية مما نُقِل عنه بعد اختلاطه. ورُوي من حديث عبد الله بن عمرو، وابن عبَّاس، وعصمة بن مالك: أمَّا حديث ابن عمرو: فأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (451) وأحمد (2/ 175) والبخاري في "خلق أفعال العباد" (613) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 528) والفريابي (36، 37) وابن وضَّاح (ص 88) وابن بطَّة (943) والبيهقي (5/ 363) والبغوي في "شرح السنَّة" (1/ 75) من طريق عبد الرحمن بن شُريح المعافري عن شَراحيل بن يزيد عن محمد بن هُدَيَّة عنه مرفوعًا. وإسناده حسنٌ. وقال الهيثمي (6/ 230): "ورجاله ثقات". وأخرجه ابن بطَّة (942) من طريق درَّاج عن عبد الرحمن بن جُبَير عن ابن عمرو مرفوعًا. ودرَّاج ليس بالقوي.

5 - باب: الجدال في القرآن

وأمَّا حديث ابن عبَّاس: فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 274) من طريق حفص بن عمر العدني عن الحكم بن أبان عن عكرمة عنه مرفوعًا، وقال: "ولا يُتابع على هذا من حديث ابن عبَّاس، وقد رُوي هذا عن عبد الله بن عمرو عن النبي عليه السلام بإسنادٍ صالحٍ". وحفص ضعيف كما في "التقريب". وأمَّا حديث عصمة: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 179) وابن عدي (6/ 2041) من طريق الفضل بن المختار عن عبيد الله بن مَوْهَب عنه مرفوعًا. وقال الهيثمي (6/ 230): "وفيه الفضل بن المختار، وهو ضعيفٌ" أهـ. 5 - باب: الجدال في القرآن 1321 - أخبرنا (¬1) أحمد بن سليمان بن أيوب [بن سليمان] (¬2) بن محمد بن عبد الله بن حَذْلَم الأسدي القاضي: نا أبو القاسم يزيد بن داود بن عبد الصمد: نا آدم بن أبي إياس: نا شَيْبان عن منصور عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جدالٌ في القرآن كفرٌ". أخرجه أحمد (2/ 494) من طريق شَيْبان به، لكن قال: عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (حدثنا). (¬2) من (ظ) و (ر).

وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 529) -ومن طريقه الآجري في "الشريعة" (ص 67) والخطيب في "التاريخ" (4/ 81) - عن يحيى بن يعلى التيمي عن منصور به كرواية تمَّام. وأخرجه أحمد (2/ 258) من طريق آخر عن سعد عن أبي سلمة به. وإسناده صحيح. وذِكْرُ عمر بن أبي سلمة فيه من قبيل المزيد في متَّصل الأسانيد، وقد أخرجه أحمد (2/ 478) والحاكم (2/ 223) والبيهقي في "الشعب" (2/ 416) من طريقين آخرين عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة به. وعمر ليس بالقوي. وأخرجه أحمد (2/ 286، 424، 475، 503، 528) -وعنه أبو داود (4603) - والبزَّار (كشف - 2313) وابن حبَّان (59) والطبراني في "مسند الشاميين" (1305) والآجري (ص 67) وابن بطَّة في "الإِبانة" (791، 792) واللالكائي في "أصول السنَّة" (182) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 215) و"أخبار أصبهان" (2/ 123) والبيهقي (2/ 416) من طرقٍ عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا: "المراء في القرآن كفر". وإسناده حسنٌ من أجل محمد بن عمرو، فإن فيه ضعفًا يسيرًا. وأخرجه أحمد (4/ 300) والنسائي في "فضائل القرآن" (118) من طريق أنس بن عياض عن أبي حازم عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وإسناده صحيح. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 192) من طريق محمد بن حرب الواسطي عن يحيى بن المتوكل عن عنبسة بن مِهران عن مكحول عن ابن المسيب عن أبي هريرة، وقال: غريبٌ من حديث مكحول، لم نكتبه إلَّا من حديث ابن حرب.

وعَنْبَسة قال أبو داود: ليس بشيءٍ. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. (اللسان: 4/ 384) والراوي عنه ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه الخطيب (11/ 136) من طريق محمد بن حِمْير عن شعيب بن أبي الأشعث عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقال: "غريبٌ من حديث عروة عن أبي سلمة عن أبي هريرة، تفرَّد به شعيب عن هشام عن أبيه، ولم يروه عنه غير ابن حِمْيَر". وشعيب قال أبو حاتم: مجهول. وقال الأزدي: ليس بشيءٍ. (اللسان: 3/ 146). ورُوي من حديث ابن عمرو، وأبيه، وأبي جُهيم، وزيد بن ثابت: فقد أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 528) ومن طريقه الآجري (ص 68) وابن بطَّة (793) من طريق موسى بن عُبيدة عن عبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. وهذا إسنادٌ ضعيف: موسى ضعيف كما في "التقريب"، وعبد الرحمن بن ثوبان لم أعثر على ترجمته، وليس هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، فذاك متأَخِّرٌ. وعزاه الهيثمي (1/ 157) للطبراني، وقال: "وفيه موسى بن عُبيدة، وهو ضعيف جدًّا". وأخرجه أبو عبيد في "الفضائل" (ق 42/ ب، 45/ ب) وأحمد (4/ 204) والبيهقي في "الشّعب" (2/ 419) من طريق بُسْر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن مولاه مرفوعًا. وإسناده قوي، وقال الحافظ في "الفتح" (9/ 26): "إسناده حسن". وأخرجه أبو عبيد في "الفضائل" (ق 42/ ب، 45/ ب) وأحمد (4/ 169 - 170) والبيهقي (2/ 419) من طريق يزيد بن خُصيفة عن بُسْر بن سعيد عن أبي جُهَيم الأنصاري مرفوعًا.

6 - باب: عدد الحروف التي أنزل عليها القرآن

وإسناده صحيح. وقال الهيثمي (7/ 151): "رجاله رجال الصحيح". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5/ 169) من طريق ابن أبي فُدَيك عن ابن مَوْهَب عن عبد الله بن عبد الرحمن عن زيد بن ثابت مرفوعًا. وابن مَوْهَب هو عُبيد الله بن عبد الرحمن ليس بالقوي كما في "التقريب". وعبد الله بن عبد الرحمن أظنه أبا سلمة. وقال الهيثمي (1/ 157): "رجاله موثّقون". 6 - باب: عدد الحروف التي أنزل عليها القرآن 1322 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلَم، وإبراهيم بن محمد ابن صالح، وعلي بن يعقوب بن إبراهيم، قالوا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن ابن عمرو: نا عفَّان بن مسلم: نا حمَّاد عن حُمَيد عن أنس. عن عُبادة -يعني: ابن الصامت-، قال: قال أُبيّ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُنزِل القرآنُ على سبعةِ أحرفٍ". أخرجه أحمد (5/ 114) عن عفَّان به، والطبري في "تفسيره" (1/ 12) من طريق حمَّاد -وهو ابن سلمة- به. وإسناده صحيح. وأخرجه أبو عبيد في "الفضائل" (ق 42/ ب) وأحمد (5/ 114) وعَبْد بن حُميد في "المنتخب" (164) والنسائي في "الصغرى" (941) و"الفضائل" (11) والطبري (1/ 12) من طرقٍ أخرى عن حُميد عن أنس عن أُبَيّ، دون ذكر (عبادة). فلعلَّ بعض الرواة كان ينشط أحيانًا فيذكر (عبادة) وأحيانًا لا يذكره. أو لعلَّ أنس سمعه أولًا من عبادة ثم سمعه من أُبَيّ بلا واسطة فنُقِل عنه الوجهان، والله أعلم. ولفظ روايتهم: "إن جبريل وميكائيل أتياني فجلس جبريل عن يميني، وميكائيل عن يساري. فقال جبريل: يا محمد! اقرأ القرآن

على حرفٍ. فقال ميكائيل: استزده. فقلت: زدني". الحديث، وفي آخره: "كلّ ذلك جبريل يقول له: اقرأ. وميكائيل يقول: استزده. حتى بلغ سبعة أحرفٍ، فقال: اقرأه على سبعة أحرف، كلٌّ شافٍ كافٍ". وعند مسلم (2/ 562 - 563) رواية قريبة من هذه. وأخرج البخاري (9/ 23) ومسلم (1/ 561) من حديث ابن عبَّاس مرفوعًا: "أقرأني جبريل على حرفٍ فراجعته، فلم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرفٍ". 1323 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمد بن كثير (¬1) ابن حيَّان المدائني: نا محمد بن الفضل بن عطيَّة عن زيد العَمِّي عن معاوية ابن قرَّة. عن أنس بن مالك عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتاني الملَكان فقال لي أحدهما: اقرأ على حرفٍ. فقال الآخر: زِدْه!. فقلت: زِدْني!. فما زال يسأل الزّيادةَ من صاحبه، وأنا أسألُه حتى انتهى إلى سبعةِ أحرفٍ". قال: "وأقرأني أمَّ الكتاب، فلمَّا بَلَغَ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]. قال الملَك: آمين". محمد بن الفضل قال في "التقريب": كذَّبوه. وشيخه ضعيف. والشطر الأول من الحديث ثابتٌ كما هو مُبيَّن في تخريج الحديث السابق. 1324 - أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله جَبَلة المُضَريّ: نا صالح بن محمد الرَّازي ببغداد -يُعرف بـ (جَزَرَة [الحافظ] (¬2)) -: نا عفَّان بن مسلم: نا حمَّاد بن سلمة عن قتادة عن الحسن. ¬

_ (¬1) في (ظ): (عيسى)، ولعلَّه الصواب. (¬2) من (ظ).

7 - باب: سورة الفاتحة

عن سَمُرة أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ القرآنَ أنزِل على ثلاثة أحرفٍ". أخرجه أحمد (5/ 22) والبزَّار (كشف -2314) والطبراني في "الكبير" (7/ 249) من طريق عفَّان به. وقال البزَّار: "لا نعلم يروى هذا اللفظ إلَّا عن سَمُرة، ولا رواه عن قتادة إلَّا حمَّاد". قال الهيثمي (7/ 152): "رجاله رجال الصحيح". أهـ. والحسن لم يسمع من سمرة سوى حديث العقيقة، فهو منقطع إذًا. وأخرجه البزَّار (كشف - 2315) من طريق يوسف بن خالد السَّمْتي عن جعفر بن سعد [بالأصل: سعيد. تحريف] بن سمرة عن خُبَيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن جدِّه مرفوعًا. والسَّمتي كذَّبه ابن معين والفلاَّس وأبو داود. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 306) من طريق آخر عن جعفر به. وجعفر ليس بالقوي، وشيخه مجهول. كذا في "التقريب"، وسليمان بن سمرة قال ابن القطَّان: حاله مجهولة. 7 - باب: سورة الفاتحة 1325 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان -قراءةً عليه-: أنا أحمد بن الوليد الأُمَّي بالرَّمْلة: نا عبد الله بن جعفر: نا سفيان بن عُيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشَّعْبي. عن عَدي بن حاتم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}: اليهودُ، و {الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]:النَّصارى". أخرجه الطبري في "تفسيره" (1/ 61، 64) عن شيخه أحمد بن الوليد به.

وأحمد هذا ذكره الخطيب في "تاريخه" (5/ 187 - 188) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه أحمد (4/ 378 - 379) والترمذي (5/ 202 - 203، ورقم: 2954) -وحسَّنه- والطبري (1/ 61، 64) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (رقم: 40، 41) والطبراني في "الكبير" 17/ 98 - 99، 99 - 100) وابن حبان (1715، 2279) من طريق سِماك بن حرب عن عبّاد بن حُبَيش عن عدي مرفوعًا. وأخرجه الطيالسي (1040) عن سِماك لكن قال: (عمَّن سمع عدي). وعبَّاد لم يوثّقه غير ابن حبان، ولم يذكروا عنه روايًا غير سماك، ولذا جهَّله ابن القطَّان، وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 365): "لا يُعرف". وقد تابعه -عند الطبري- مُرَيّ بن قَطَري، وقال الذهبي عنه في "الميزان" (4/ 95): "لا يُعرف، تفرَّد عنه سِماك". وله شاهدٌ يُحسَّن به: أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 37) وعنه أحمد (5/ 32 - 33، 77) والطبري (1/ 62، 64) عن معمر عن بُدَيل العقيلي قال: أخبرني عبد الله بن شقيق أنَّه أخبره من سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -وهو بوادي القرى- وهو على فرسه -وسأله رجل من بني القين فقال: يا رسول الله! من هؤلاء؟ قال: "هؤلاء المغضوب عليهم". فأشار إلى اليهود فقال: من هؤلاء؟. قال: "هؤلاء الضالون". يعني: النَّصارى. وإسناده صحيح. وأُعلَّ بالإِرسال: قال ابن كثير في "التفسير" (1/ 29 - 30): "وقد رواه الجُرَيري وعروة وخالد الحذَّاء عن عبد الله بن شقيق فارسلوه، ولم يذكروا: (من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -) ". أهـ. وهؤلاء أخرج رواياتهم الطبري (1/ 61 - 62، 63،

8 - باب: سورة البقرة

64)، وعروة هو ابن عبد الله بن قُشَير كما في رواية الطبري. ورواية الجُريري عند أبي عُبيد في "الأموال" (765) أيضًا. وأخرجه حُميد بن زنجويه في "الأموال" (1136) والبيهقي في "سننه" (6/ 336) من طريق حماد بن زيد عن بُدَيل بن ميسرة العقيلي والزّبير بن الخِرّيت وخالد الحذَّاء عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين أنَّه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بوادي القرى وهو يعرض فرسًا. قال: قلت: يا رسول الله! فمن هؤلاء الذين تقاتل؟. قال: "هؤلاء اليهودُ المغضوبُ عليهم، وهؤلاء النَّصارى الضالّون". وإسناده صحيح، وهو ممَّا يؤيّد رواية الوصل. وأخرج البيهقي في "الشُّعب" (4/ 61) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي عن خالد الحذَّاء عن عبد الله بن شقيق عن رجلٍ من بلقين عن ابن عمَّ له أنَّه قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بوادي القرى ... فذكره. والواسطي -وإن كان حافظًا- قد خالف من هو أحفظ منه، وهو حماد بن زيد، كما أن من رووه عن عبد الله بن شقيق لم يذكروا واسطةً بينه وبين الصحابي بل في رواية معمر المتقدمة التصريح بسماع ابن شقيق منه. فتحرَّر من هذا شذوذ هذه الزيادة، والله أعلم. 8 - باب: سورة البقرة 1326 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءةً عليه: العبَّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي: أنا محمد بن شُعيب، قال: أخبرني أنا إبراهيم بن سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي أنّه حدَّثهم عن جُبَير بن نُفَير. عن النَّوَّاس بن سَمْعَان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "يأتي القرآنُ يومَ

القيامة وأهلُه الذين كانوا يعملون به في الدُّنيا تقدُمُهم البقرةُ وآلُ عمران". قال نوَّاس: وضَرَبَ لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثةَ أمثالٍ ما يشتبِهن (¬1) بَعْدُ، قال: "يأتيان كأنَّهما غَيَابتان بينهما شَرْقٌ (¬2)، أو كأنَّهما غمامتان سوداوان، أو كأنَّهما ظُلَّةٌ من طيرٍ صوَّافٍ، تُجادلان عن صاحبهما". أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/ 147 - 148) -وعنه الترمذي (2883) - من طريق محمد بن شعيب به. وأخرجه مسلم (1/ 554) من طريق آخر عن الوليد به. وأخرج نحوه (1/ 553) من حديث أبي أمامة. 1327 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السُّلَمي الترمذي: نا أحمد بن داود بن سعيد الحدّاد: نا سرور بن المغيرة ابن أخي منصور بن زاذان الواسطي عن عباد ابن منصور النّاجي عن الحسن عن أبي رافع. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا أنَّ بني إسرائيلَ استثنوا فقالوا: {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} [البقرة: 70] ما أُعطوا، ولكنِ استثنوا". أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (727) من طريق أحمد بن داود به. وأخرجه ابن مردويه -كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 111) - من وجهٍ آخر عن سرور به بزيادةٍ. وإسناده ضعيف: عبّاد ليس بالقوي كما قال ابن معين والنسائي ¬

_ (¬1) كذا بالأصل و (ر)، وأهملت في (ظ). وعند مخرّجي الحديث: (نسيتهن). (¬2) الغَيابة: كل شيء أظل الإِنسان فوق رأسه. والشَرْق: الضياء والنور. (شرح النووي).

والدارقطني، وكان يدلّس كما قال أحمد، وقد عنعن هنا. وشيخه مدلّس وقد عنعن أيضًا. وسرور بن المغيرة، قال الأزدي: عنده مناكير عن الشعبي. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: روى عنه أبو سعيد الحدّاد الغرائب. (اللسان: 3/ 11 - 12). وقال ابن سعد في "الطبقات" (7/ 315): "كان يروي التفسير عن عبّاد بن منصور عن الحسن، وكان معروفًا". أهـ. وفي "سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين" (ص 124): "قلت ليحيى: حدّثنا أبو سعيد الحدَّاد عن سرور بن المغيرة عن عباد بن منصور عن الحسن. قال: نعم، كان يروي عنه التفسير. قلت: من سرور هذا؟. قال: زعموا أنَّه واسطيٌّ، لا أعرفه. ثمّ قال: رحم الله أبا سعيد! ". أهـ. وقال أبو حاتم -كما في "الجرح" (4/ 325) -: "شيخ". أهـ. ففيه جهالةٌ إذًا. وقال ابن كثير: "وهذا حديث غريبٌ من هذا الوجه، وأحسنُ أحواله أن يكونَ من كلام أبي هريرة". 1328 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو عبد الملك: نا سليمان بن سلمة: نا أحمد بن يونس بن نافع التَّيْمي -من أهل مَرْو-: نا أيّوب بن مُدرِك الحنفي: نا مكحول. عن واثلة بن الأسقع، قال: خرجت مع قومٍ في سفرٍ فعَمِيَت عليهم القِبلة، فصلّى كلُّ قومٍ ناحيةً. فأتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه باختلافهم في القِبلة، فأنزلَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- على رسوله [- صلى الله عليه وسلم -] (1): {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115]. يعني: الدِّينَ. إسناده تالف: ابن مُدْرِك تركوه وكذّبه ابن معين، وقال ابن حبّان: روى عن مكحول نسخةً موضوعةً ولم يره. (اللسان: 1/ 488). وسليمان بن سلمة هو الخبائري متروك وكذّبه ابن الجُنَيد (اللسان: 3/ 93). وشيخه لم أعثر على ترجمةٍ له.

ورُوي نحو هذا من حديث عامر بن ربيعة، وجابر، وابن عبّاس: أمّا حديث عامر: فأخرجه الطيالسي (1145) والترمذي (345، 2957) وابن ماجه (1020) والطبري "في تفسيره" (1/ 401) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1127) والدارقطني (1/ 272) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 179) والبيهقي (2/ 11) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 23) من طريق الأشعث بن سعيد السمّان عن عاصم بن عُبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: كنّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ في ليلة مظلمة، فلم ندرِ أين القبلة، فصلّى كل رجلٍ منّا على حياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فنزل ... الآية. لفظ الترمذي، وقال: "هذا حديث ليس إسناده بذاك، لا نعرفُه إلَّا من حديث أشعث السمّان، وأشعث يُضَعَّفُ في الحديث". أهـ. قلت: وأشعث متروك كما في "التقريب"، وقد تابعه عمر بن قيس (سَنْدل) -وهو متروك أيضًا- عند الطيالسي والبيهقي. وقال ابن كثير في "تفسيره" (1/ 158) بعد أن أورد كلام الترمذي: "قلت: وشيخه عاصم أيضًا ضعيفٌ: قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ضعيف لا يُحتجُّ به. وقال ابن حبّان: متروك. والله أعلم". وأما حديث جابر: فأخرجه الدراقطني (1/ 271) والبيهقي (2/ 11 - 12) والواحدي (ص 23) وابن مردويه في "تفسيره" -كما في تفسير ابن كثير (1/ 158) - من طريق أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري، قال: وجدتُ في كتاب أبي: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزمي عن عطاء عنه نحوه. قال البيهقي: "والطريق إلى عبد الملك غير واضحٍ لما فيه من الوِجادة وغيرها". وفي نصب الراية (1/ 305): "قال ابن القطّان في كتابه: وعلّةُ هذا: الانقطاع فيما أحمد بن عبيد الله وأبيه، والجهلُ بحال أحمد المذكور".

وأخرجه الدراقطني (1/ 271) والحاكم (1/ 206) والبيهقي (2/ 10) من طريق محمد بن سالم عن عطاء عنه نحوه. قال الحكام: "هذا حديثٌ محتجٌّ برواته كلّهم غير محمد بن سالم فإنّي لا أعرفه بعدالةٍ ولا جرح". أهـ. وتعقّبه الذهبي فقال: "قلت: هو أبو سهل، واهٍ". وقال الدارقطني والبيهقي: محمد بن سالم ضعيف. وتابعه محمد بن عبيد الله العَرْزَمي -وهو متروك كما في "التقريب"- عند البيهقي (2/ 11) وابن مردويه -كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 159) -. وأمّا حديث ابن عبّاس: فأخرجه ابن مردويه -كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 159) - من رواية الكلبي عن أبي صالح عنه نحوه. والكلبي متّهم، وشيخه متروك. والثابت في نزول هذه الآية: ما أخرجه مسلم (1/ 486) عن ابن عمر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي وهو مقبلٌ من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه. قال: وفيه نزلت ... الآية. 1329 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْرَعي: نا أبو محمد عبد الله بن جعفر العسكري بالرّافِقة: نا عفّان بن مسلم الصفّار: نا عبد الرحمن بن إبراهيم: نا العلاء -يعني: ابن عبد الرحمن- عن أبيه. عن أبي هريرة، قال: لمّا نزلت: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284]. قال: أتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حتى جَثَوا على الرُّكب، فقالوا: يا رسول الله! كُلِّفنا الصلاةَ ¬

_ (1) من (ظ). قلت (معد الكتاب للشاملة): الإشارة لهذه الحاشية ساقطة من المطبوع.

والصيامَ والجهادَ والصدقةَ، فأمَّا (¬1) هذا فإنّا لا نُطيق: إنْ نُبدِي (¬2) ما في أنفسنا أو نخفيه (¬3) يحاسبْنا الله به!. قال: "تريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتاب: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [البقرة: 93]! لا ولكن قولوا: "سمعنا وأطعنا". حتى إذا ذلّت بها ألسنتهم أنزل الله -تبارك وتعالى- التخفيفَ، فقال: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} إلى: {وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} أنزل (¬4) الله -تبارك وتعالى-: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} فصار الكسب. قال: فنسخت هذه الآية (¬5) ما كان قبلها. قالوا: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}. قال: (نعم). قال (¬6): {وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا} إلى: {الْكَافِرِينَ} [البقرة: 285، 286]. أخرجه أحمد (2/ 412) عن عفّان به. وعبد الرحمن بن إبراهيم هو القاصّ، ضعّفه ابن معين والنسائي والدارقطني، وقال أبو داود: منكر الحديث. ونُقِل عن ابن معين توثيقُه، وقال أحمد: ليس به بأس. (اللسان: 3/ 401 - 402). وأخرجه مسلم (1/ 115 - 116) من طريق رَوْح بن القاسم عن العلاء به نحوه. ¬

_ (¬1) في (ظ): (وأمّا). (¬2) كذا بالأصول. (¬3) كذا بالأصول. (¬4) في (ظ): (نزّل). (¬5) ليس في (ظ) و (ر). (¬6) ليس في (ظ) و (ر).

9 - باب: سورة آل عمران

9 - باب: سورة آل عمران 1330 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو محمد مُضَر بن محمد الأسدي: نا يحيى بن عربي أبو زكريا: نا خالد بن الحارث عن ابن عجلان عن نافع. عن ابن عمر أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو على أربعة نَفَرٍ، فأنزل -تبارك وتعالى-: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]. أخرجه الترمذي (3005) -وقال: حسن غريب صحيح- وابن خزيمة (623) -واستغربه- من طريق يحيى بن حبيب بن عربي به. وأخرجه أحمد (2/ 104) وابن خزيمة (624) من طريق خالد بن الحارث به. وعندهم زيادة: "قال: فهداهم الله للإِسلام". وإسناده حسنٌ من أجل ابن عجلان. والحديث أخرجه البخاري (8/ 225 - 226) من رواية سالم بن عبد الله عن أبيه نحوه. 1331 - حدّثنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة اللَّيثي: نا علي بن أحمد بن مروان بواسط: نا حُميد بن الرّبيع الخزّاز: نا هُشَيم عن حُميد الطّويل وداود بن أبي هند. عن أنس بن مالك، قال: لمّا كان يومُ أُحدٍ كُسِرتُ رُباعيَّهُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وشُجَّ في وجهه، فجَعَلَ الدَّمُ يسيلُ على وجهه، فجَعَلَ يمسحه (¬1) بيده، ¬

_ (¬1) في (ر): (يمسح).

ويقول: "كيف يُفلح قومٌ فعلوا هذا بنبيِّهم وهو يدعوهم إلى الله -عَزَّ وجَلَّ-؟! " فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (ط 3 (¬1) - 2/ 281) من طريق حُميد به، وقال: "وذِكْرُ داود بن أبي هند في هذا الإِسناد باطلٌ، لم يذكر عن هُشيم إلَّا حُميد هذا، وقد روى أصحاب هُشيم: زحمويه الواسطي وجماعةٌ معه عن هُشيم عن حُميد عن أنس". وحُميد كذّبه ابن معين، وقال النسائي: ليس بشيءٍ. وقال ابن عدي: ضعيف جدًّا. وأحسن القولَ فيه أحمد. (اللسان: 2/ 363 - 364). وقد أخرجه أحمد (3/ 99) عن هُشيم قال: أخبرنا حُميد عن أنس، وهكذا رواه عن هُشَيم: ابن مَنيع عند الترمذي (3002) -وقال: حسن صحيح-، وأبو خيثمة عند أبي يعلى (3738)، ويعقوب بن إبراهيم الدّورقي عند الطبري (4/ 57). وكلهم ثقات ولم يذكروا فيه: (داود بن أبي هند). وأخرجه أحمد (3/ 178 - 179، 201، 206) والترمذي (3003) والنسائي في "التفسير" (97) وابن ماجه (4027) والطبري (4/ 57) وابن أبي حاتم في "التفسير" (1388) والنحّاس في "ناسخه" (ص 109) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 80) والبغوي في "شرح السنة" (13/ 333 - 334) من طرقٍ عن حُميد به. وإسناده صحيح، قال العلائي في "جامع التحصيل" (ص 201 - 202): "وقال أبو عبيدة الحدّاد عن شعبة: لم يسمع حُميد من أنس إلَّا أربعةً وعشرين حديثًا، والباقي سمعها من ثابت أو ثبّته فيها ثابت. قلت [القائل هو ¬

_ (¬1) بدءًا من هذا الموضع فإنني أعتمد هذه الطبعة في العزو لأنها خير من سابقتيها.

العلائي]: فعلى تقدير أن تكونَ مراسيل فقد تبَّين الواسطةُ فيها وهو ثقةٌ محتجٌّ به". والحديث أخرجه مسلم (3/ 1417) من رواية ثابت عن أنس. 1332 - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلَم القاضي: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو اليَمَان الحَكَم بن نافع البَهْراني: أنا شعيب بن أبي حمزة عن الزُّهري، قال: أخبرني عروة بن الزُّبَير. أنَّ أسامة بن زيد أخبره أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَكِبَ على حمارٍ، على إكافٍ (¬1) على قطيفةٍ فَدَكيَّةٍ، وأردفَ أسامةُ بن زيد وراءه يَعودُ سعدَ بن عُبادة من بني الحارث بن الخزرج قبلَ وقعة بدرٍ، فسار حتى مرَّ بمجلسٍ فيه عبد الله بن أُبَيّ ابن سَلول -وذلك قبلَ أن يُسلم عبد الله بن أُبَيّ ابن سَلول-. قال: وفي المجلس أخلاطُ من المسلمين والمشركين عَبَدةِ الأوثان واليهود، وفي المجلس عبد الله بن رَوَاحة. فلما غشتِ المجلسَ عَجاجةُ الدّابة خمّر ابن أُبَيّ أنفَه بردائه، ثمّ قال: لا تُغبِّروا علينا!. فسلّم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم وقف فَنَزَلَ، فدعاهم إلى الله -عَزَّ وجَلَّ- وقرأ عليهم القرآن. وقالٍ عبد الله بن أبَيّ ابن سَلول: أيُّها المرءُ! إنّه لأحسَنُ ممّا تقول، وإنْ كان حقًّا فلا تؤذينا به في مجالسنا، ارجعْ إلى رَحْلك، فمن جاءك فاقصصْ عليه. فقال عبد الله بن رَواحة: بلى يا رسول الله! اغشنا به في مجالسنا، فإنّا نحبّ ذلك. فاستبّ المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزلْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُخفِّضهم حتى سكنوا (¬2). ثمَّ رَكِبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - دابّته حتى دَخَلَ على سعد بن عُبادة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا سعدُ! ألمْ تسمعْ ما قال أبو حُباب -يُريد: عبدَ الله بن أُبَيّ ابن سَلول-؟! قال كذا وكذا! ". قال ¬

_ (¬1) إكاف الحمار: برذعته. "قاموس". (¬2) في (ظ): (سكتوا).

سعد بن عبادة: يا رسول الله! اعفُ عنه واصفحْ، فوالذي نزّل الكتابَ لقد جاء اللهُ بالحقِّ الذي أُنزل عليك ولقد اصطلح هذه البَحْرة (¬1) على أن يُتَوِّجوه ويُعصِّبوه، فلما ردّ الله -عَزَّ وجَلَّ- ذلك بالحق الذي أعطاك الله شَرَق بذلك! فذلك فَعَلَ ما رأيت. فعفا عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان (¬2) النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- ويصبرون على الأذى. قال الله -تبارك وتعالى-: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: 186]، وقال الله -تبارك وتعالى-: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109]. وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يتأوّل في العفو ما أمره اللهُ به حتى أذِنَ الله -عَزَّ وجَلَّ- فيهم. فلما غزا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَدْرًا فقَتَل الله به من قَتَلَ من صناديد كفّار قريش قال ابن أُبَيّ بن سَلول ومن معه من المشركين من عَبَدةِ الأوثان: هذا أمرٌ قد توجّه. فبايعوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - على الإِسلام فأسلموا. أخرجه أحمد (5/ 203) والبخاري (8/ 230) عن شيخهما أبي اليَمَان به. وأخرجه مسلم (3/ 1422 - 1423، 1424) من طريقين آخرين عن الزهري به، دون قوله: فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يعفون ... إلخ. 1333 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلَم قراءةً عليه: نا أبو زُرعة: نا عبد الرحمن بن إبراهيم: نا الوليد: نا سعيد وغيره عن الزُّهري عن عروة ابن الزبير. ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وعند البخاري: (أهل هذا البحيرة). (¬2) في (ظ): (وكان).

أنَّ أسامة بن زيد أخبره أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَكِبَ يومًا على حمارٍ بإكافٍ عليه قطيفةٌ فَدَكيَّةٌ، رِدْفه أسامةُ بن زيد، يعودُ سعدَ بن عُبادة ... وذَكَرَ الحديثَ. 1334 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي قراءةً عليه: نا أبو بكر أحمد بن مُعلّى بن يزيد الأسدي: نا عبد الرحمن ابن إبراهيم وهشام، قالا: نا الوليد: نا سعيد بن عبد العزيز وغيره عن الزُّهري عن عروة بن الزُّبير. أنَّ أسامة بن زيد أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَكِبَ يومًا حمارًا بإكافٍ وعليه قَطيفةٌ فَدَكِيَّةٌ، رِدْفُه أسامة بن زيد، يعودُ سعدَ بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج وذلك قبلَ وقعةِ بدرٍ. فمرَّ على عبد الله بن أُبَيّ بن سَلول -قبلَ إسلامه- وفي المجلس أخلاطٌ من المسلمين والمشركين واليهود وعابدةِ الأوثان، فلمّا غشيتِ المجلسَ عَجاجةُ الدّابّةِ خمّر ابنُ أُبَيّ أنفَه بردائه، ثم قال: لا تُغبّروا علينا. فسلّم عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمّ وَقَفَ فدعاهم إلى الله -عَزَّ وجَلَّ-، وقرأ عليهم القرآن. فقال ابن أُبي: أيُها المرءُ! إنّه لأحسنُ ممّا تقول، فلا تؤذينا في مجلسنا، وارجع إلى رَحْلك، فمن جاءك فاقْصُصْ عليه. فقال عبد الله بن رَواحة: بلى يا رسول الله! اغشَنا في مجلسنا، فإنّا نحبّ ذلك. فاستبّ المسلمون والمشركون واليهودُ حتى كادوا يقتتلون، فخفّضهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سكنوا (¬1). وسار حتى دخل على سعد بن عُبادة، فقال: "أيْ سعدُ! ألم تسمعْ ما قال أبو الحُباب؟! " وخبَّره ما كان. فقال سعد: يا رسول الله! اعفُ عنه واصفحْ، فوالذي أَنَزَل عليك الكتابَ لقد جاءك الله بالحقّ الذي أنزله عليك وقد اصطلح أهلُ هذه البَحْرَةِ أن يُتوِّجوه ويُعصِّبوه بالعِصابة، فردَّ اللهُ ذلك بالحقّ الذي أنزله عليك". ¬

_ (¬1) في (ظ): (سكتوا).

10 - باب: سورة النساء

[قال تمّام بن محمد] (¬1): غريبٌ من حديث سعيد بن عبد العزيز، تفرّد به الوليد عن سعبد. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (268) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم (دُحَيم) به. وإسناده صحيح. 10 - باب: سورة النِّساء 1335 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل القطّان: نا [أبو بكر] (¬2) أحمد بن علي [بن سعيد] القاضي: نا أبو خَيثمة [-يعني: زهير بن حرب-]: نا جرير عن الأعمش. عن مجاهد في قوله [-عَزَّ وجَلَّ-]: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (¬3) [النساء: 59]، قال: أولو العلم والفقه. هو في "كتاب العلم" لأبي خيثمة (رقم: 62). وهو "في نسخة وكيع عن الأعمش" (20) بلفظ: "الفقهاء". وإسناده صحيح. وأخرجه البيهقي في "المدخل" (رقم: 267) والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/ 27) من رواية وكيع، وأخرجه الطبري (5/ 94) من طريق آخر عن الأعمش. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 166) والطبري (5/ 94، 95) ¬

_ (¬1) من (ظ). (¬2) من (ف) وكذا بقية الزيادات. (¬3) وقعت الآية في الأصول: (وأطيعوا ..) بزيادة واو خطأً!

11 - باب: سورة المائدة

والبيهقي (270، 271) والخطيب (1/ 27، 27 - 28، 28) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2/ 29) من طرقٍ عدَّة عن مجاهد. 11 - باب: سورة المائدة 1336 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد: نا إبراهيم بن مرزوق: نا مسلم: نا قرّة عن محمد بن سيرين. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو آمن بي عَشَرةٌ من اليهود ما بقيَ على ظهرها يهوديُّ إلَّا أسلم". قال: وقال كعب: هم الذين سمّى الله -عَزَّ وجَلَّ- في سورة المائدة. إسناده صحيح. وأخرجه أبو سعيد النيسابوري في "شرف المصطفى - صلى الله عليه وسلم -" -كما في "الفتح" (7/ 275) - بتمامه، وابن أبي حاتم -كما في "الدر المنثور" (2/ 267) - بنحوه. وأخرجه البخاري (7/ 274) عن شيخه مسلم بن إبراهيم به بلفظ: "لو آمن بي عشرةٌ من اليهود لآمن بي اليهود". وأخرجه مسلم (4/ 2151) من طريق آخر عن قرة -وهو ابن خالد- به بلفظ: "لو تابعني عشرة من اليهود لم يبقَ على ظهرها يهوديٌّ إلَّا أسلم". 1337 - حدثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو بكر أحمد بن محمد ابن عبد العزيز بن الجَعْد الوشّاء ببغداد: نا أبو مَعْمَر إسماعيل بن إبراهيم القَطِيعي: نا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن سِماك بن حرب عن عياض الأشعري. عن أبي موسى الأشعري، قال: قرأتُ عندَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: {فَسَوْفَ

يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]، قال: "هم قومُك أهلُ اليمن". أخرجه الذهبي في "سير النّبلاء" (16/ 18) من طريق تمّام. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 351 - 352) من طريق أبي معمر به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/ 107) وابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب المسندة- ق 134/ أ) والطبري (6/ 183، 184) وابن أبي حاتم في "تفسيره -كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 70) - والطبراني في "الكبير" (17/ 371) والحاكم (2/ 313) -وصححه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 59) وابن عساكر في "التاريخ" (13/ ق 405) من طرقٍ عن شعبة عن سماك به. وإسناده جيّدٌ. وقال الهيثمي (7/ 16): "ورجاله رجال الصحيح". وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (3/ ق 169/ ب): "رجاله ثقات". وله شاهدٌ من حديث جابر: أخرجه ابن أبي حاتم -كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 70) - والطبراني في "الأوسط" (رقم: 1414) من طريق معاوية بن حفص: ثنا أبو زياد إسماعيل بن زكريّا الخُلْقاني عن محمد بن قيس عن محمد بن المنكدر عنه مرفوعًا: "هؤلاء قومٌ من اليمن، ثمّ من كِندة، ثمّ من السَّكُون، ثمّ من تُجَيْب". وإسناده حسن، إسماعيل بن زكريّا فيه ضعفٌ، وهو حسن الحديث كما قال ابن عدي. وقال ابن كثير: "وهذا حديثٌ غريبٌ جدًّا". أهـ. وحسَّن سنَده السيوطي في "الدر المنثور" (2/ 292). ووَرَدَ عن ابن عباس موقوفًا: أخرجه ابن أبي حاتم -كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 70) - من طريق

12 - باب: سورة الأنعام

عبد الله بن الأجلح عن محمد بن عمرو بن علقمة عن سالم الأفطس عن سعيد بن جُبير عنه قال: ناسٌ من أهل اليمن، ثمّ من كِنْدة من السَّكون. وإسناده حسنٌ. 12 - باب: سورة الأنعام 1338 - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن بُرَيد الكوفي قراءةً عليه: نا أبو عبد الله أحمد بن خلَيد الكِنْدي بحلب: نا أبو اليمان الحكم بن نافع: نا أبو بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد. عن سعد بن أبي وقاص، قال: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65]، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّها كائنةٌ، ولم يأتِ تأويلُها بَعْدُ". أخرجه أحمد (1/ 170 - 171) عن شيخه أبي اليمان به. وأخرجه الحسن بن عَرَفة في "جزئه" (رقم: 77) -وعنه الترمذي (3066) - والذهبي في "معجم شيوخه" (1/ 264 - 265) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن أبي بكر به. قال الذهبي: "هذا حديثٌ إسناده ضعيف من قِبَل أبي بكر الغسّاني. أخرجه الترمذي عن الحسن بن عرفة، وقال: هذا حديثٌ غريبٌ (¬1) ". وأبو بكر بن أبي مريم قال في "التقريب": "ضعيف، وكان قد سُرِق بيتُه فاختلط". ¬

_ (¬1) وكذا في "تحفة الأشراف، (3/ 282)، وفي طبعة الترمذي المصرية: "حسن غريب".

13 - باب: سورة الأعراف

13 - باب: سورة الأعراف 1339 - أخبرنا الحسن بن حبيب، وأخبرنا خيثمة بن سليمان، قالا: نا عبد العزيز بن معاوية البغدادي: نا محمد بن مَخْلَد الحضرمي: نا عبّاد ابن جُويرية عن الأوزاعيّ عن قتادة. عن أنس عن النبيِّ في قوله: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31]، قال: "صلّوا في نعالكم". 1340 - حدّثنا يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوار: نا أحمد بن عمر بن زَنْجويه القطان ببغدادَ: نا محمد بن أبي السَّريّ: نا عبّاد ابن جُويريه عن الأوزاعيّ، فذكر بإسناده مثله. أخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 172) من طريق عبد العزيز بن معاوية به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 142 - 143) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 95) - من طريقٍ آخر عن عبّاد به، وقال: "ولا يتابع على حديثه، ولا يُعرف إلَّا به". وقال ابن الجوزي: "هذا حديثٌ لا يصحُّ ولا يُعرف إلَّا بعبّاد بن جُويريه ولا يتابع عليه، قال أحمد والبخاري (¬1): كذاب". وأخرجه الخطيب في "تاريخه" (14/ 287) وابن عساكر في "تاريخه" (18/ ق 76/ ب) من طريق يعقوب بن إسحاق الدّعاء عن يحيى بن عبد الله الدمشقي عن الأوزاعي به بلفظ: "الصلاة في النّعال". ¬

_ (¬1) قال الحافظ في "اللسان" (3/ 228): "قلت: وفي تواريخ البخاري الثلاثة: قال أحمد: كذّاب، فلم يقله البخاري إلَّا نقلًا، وكذا هو في كتاب ابن عدي".

ويعقوب ذكره الخطيب، وشيخه ذكره ابن عساكر، ولم يحكيا فيها جرحًا ولا تعديلًا، فهما مجهولان، وأحدهما آفة الحديث. والحديث قال ابن كثير في "تفسيره" (2/ 210): "في صحته نظرٌ". 1341 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة السُّوسي: نا عمُّ أبي: عيسى بن غَيْلان: نا حاضر بن المُطهَّر: نا أبو النَّضْر يحيى بن كثير الكاهلي: نا عامر الأحول ويحيى بن أبي أُنيسة عن الزُّهري، قال: سمعت عروة بن الزبير: يقول: سمعت عائشة تقول: أُمِرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقبلَ ما عفا من أموالهم وأخلاقهم. إسناده ضعيف: يحيى بن كثير البصري ضعيف كما في "التقريب"، ونسبته (الكاهلي) وهمٌ من بعض الرواة، فيحيى بن كثير الكاهلي متقدّم على البصري الذي يروي عن عامر الأحول وعنه حاضر بن المطهّر كما في ترجمته من "تهذيب الكمال" (3/ 1515). وحاضر والراوي عنه لم أعثر على ترجمة لهما. وأخرج البخاري (8/ 305) من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير، قال: أَمَرَ الله نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - أن يأخذ العفوَ من أخلاق الناس. أو كما قال. 1342 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: أنا العباس بن الوليد ابن مَزيد البيروتي، قال: أخبرني أبي، قال: سمعت الأوزاعي، قال: حدّثني عبد الله بن عامر، قال: حدّثني زيد بن أسلم عن أبيه. عن أبي هريرة عن هذه الآية: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204] قال: نزلت في رفع الأصوات وهم خلفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة.

14 - باب: سورة الأنفال

1343 - حدّثنا أبو بكر [يحيى بن عبد الله بن الحارث] (¬1) بن الزجّاج: نا أبو القاسم عبد السلام بن عبد الرحمن الحُرْداني بقرية حُرْدان: نا شُعيب ابن شُعيب [بن إسحاق] (¬2): نا أبو المغيرة عن الأوزاعي. فذكر بإسناده مثلَه. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (10/ ق 161/ أ) من طريق تمّام عن الزجّاج به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (9/ 110) عن شيخه العبّاس بن الوليد به. وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 154) من طريق عبد الله بن عامر به. ووقع في المطبوع سقط في الإِسناد. وإسناده ضعيف: عبد الله بن عامر هو الأسلمي ضعيف كما في "التقريب". 14 - باب: سورة الأنفال 1344 - حدّثني أبو العباس أحمد بن منصور بن محمد الشيرازي -قدِمَ دمشق-: نا أحمد بن جعفر بن سليمان القزّاز الفَسَوي: نا إسحاق ابن عبد الله الدَّامَغاني: نا الحسين بن عبد الله (¬3) البَسْطامي: نا عُبيد الله بن موسى عن الأوزاعي عن قُرَّة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لم يأنفْ من ثلاثٍ ¬

_ (¬1) من (ظ) وهامش (ر). (¬2) من (ظ) وهامش (ر). (¬3) قال ابن عساكر: (وصوابه: ابن عيسى). وكذا وقع عند الديلمي. وهو الموافق لما في كتب الرجال.

فهو مؤمنٌ حقًّا: خدمةِ العيال، والجلوسِ مع الفقراء، والأكلِ مع خادمه. هذه الأفعالُ من علامة المؤمنين الذين وصفهم اللهُ في كتابه: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال: 4] ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ ق 126/ أ) من طريق تمّام، وقال: "غريبٌ جدًّا". وأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" -كما في حاشية "الفردوس" (4/ 284) - من طريق الدّامغاني به. إسحاق بن عبد الله الدامغاني لم أعثر على ترجمة له، فأّخشى أن يكونَ هو واضعه! وقرّة وإن كان ضعيفًا فإنه لا يحتمل مثل هذا، والله أعلم. 1345 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن قبّان البغدادي: نا الحسن بن عُليل العَتَري: نا سفيان بن وكيع: نا عبد الله بن نُمير عن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر عن عبّاد بن يوسف عن أبي بُرْدة بن أبي موسى. عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنزل اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- عليَّ أمانَيْن لأمّتي {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33]. فإذا مضيتُ تركتُ فيهم الاستغفارَ إلى يوم القيامة". أخرجه الترمذي (3082) عن شيخه سفيان بن وكيع به، وقال: "غريبٌ، وإسماعيل بن مهاجر يُضعَّف في الحديث". وإسناده ضعيف: إسماعيل ضعيف: وشيخه مجهولٌ كما في "التقريب". وسفيان بن وكيع ابتلى بورّاقه الذي أدخل في حديثه ما ليس منه، فتُرك حديثه لأجل ذلك. ورُوي عن أبي موسى موقوفًا:

أخرجه أحمد (4/ 393، 403) والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 32) والحاكم (1/ 542) من رواية محمد بن أبي أيّوب الأنصاري عنه قال: أمانان كانا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رُفع أحدهما وبقي الآخر: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ ...} الآية. والأنصاري هذا لم يوثِّقه غير ابن حبّان كما في "التعجيل" (ص 359) ففيه جهالةٌ. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1792) من طريق إسماعيل بن عُليَّة عن عمر كسرى (كذا) عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جدِّه أبي موسى موقوفًا نحوه. وعمر كسرى هذا لم أظفر بمن ذكره. ورُوي مرفوعًا من حديث عثمان بن أبي العاص: أخرجه الديلمي (زهر الفردوس: ق 335 - 336) من طريق محمد بن أشرس السّلمي: ثنا حفص بن عبد الله: ثنا عبد القدوس عن حصين بن حرملة عن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عنه مرفوعًا: "في الأرض أمانان: أنا أمانٌ، والاستغفار أمان. وأنا مذهوبٌ بي، ويبقى أمان الاستغفار. فعليكم بالاستغفار عند كل حَدَثٍ وذَنْبٍ". وسنده واهٍ: ابن أشرس ضعَّفه الدارقطني، وقال الذهبي: متَّهمٌ في الحديث، وتركه أبو عبد الله الأخرم الحافظ وغيره. (اللسان: 5/ 84) وحُصين ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح" (3/ 191) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في "ثقاته" (6/ 213). وجاء موقوفًا عن أبي هريرة وابن عبَّاس: أخرجه الحاكم (1/ 542) -وصححه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- وعنه البيهقي في "الشعب" (1/ 442) من طريق حماد بن سلمة

عن أبي جعفر الخَطْمي -واسمه: عمير بن يزيد- عن محمد بن كعب القُرَظي عن أبي هريرة، قال: كان فيكم أمانان: مضت إحداهما وبقيت الأخرى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ ...} الآية. وإسناده صحيح. وأخرجه ابن أبي حاتم -كما في "تفسير ابن كثير (2/ 305) - والبيهقي في "الشعب" (2/ 182) من طريق النَّضر بن عربي عن مجاهد عن ابن عباس، قال: كان في هذه الأمة أمانان: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والاستغفار، فذهب أمانٌ -يعني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبقي أمانٌ. يعني: الاستغفار. وإسناده حسن. وأخرجه الطبري (9/ 154) والبيهقي في "السُّنن" (5/ 45 - 46) من طريق أبي حذيفة عن عكرمة بن عمَّار عن أبي زُمَيل عن ابن عباس مثله. وهذا إسنادٌ لا بأس به في الشواهد: أبو حذيفة موسى بن مسعود فيه لينٌ. 1346 - حدَّثنا أبو الحسين (¬1) علي بن أحمد بن محمد بن الوليد المرِّي المقرىء: نا أبو القاسم أخطل بن الحكم بن جابر القرشي: نا محمد بن يوسف الفريابي: نا قيس بن الرَّبيع عن الأعمش عن أبي صالح. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم تَحِلَّ الغنيمةُ لقومٍ سودِ الرؤوس قبلَكم، كانت تنزل نارٌ من السماء فتأكُلها، حتى كان يومُ بدرٍ فوقعوا في الغنائم فأُحِلَّت لهم، فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ-: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 68 - 69]. ¬

_ (¬1) في (ف): الحسن.

15 - باب: سورة الحجر

أخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (476، 1143) والطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 292) من طريق الفريابي به. وقيس بن الربيع صدوق في حفظه ضعف، لكن قد تابعه جماعة من الثقات: فقد أخرجه الطيالسي (2429) وأبو عبيد في "الأموال" (768) وسعيد بن منصور في "سننه" (2906) وابن أبي شيبة (14/ 387 - 388) وأحمد (2/ 252) والترمذي (3085) والنسائي في "التفسير" (229) وابن زنجويه (475، 1142) وابن الجارود في "المنتقى" (1071) والطبري في "تفسيره" (10/ 32) والطحاوي في "المشكل" (4/ 292) وابن حبّان (1668) والبيهقي (6/ 290) من طرقٍ عدَّةٍ عن الأعمش به. وإسناده صحيح. 15 - باب: سورة الحجر 1347 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا أبو الجماهر: نا سعيد بن بشير عن موسى أنَّه حدَّثني عن قتادة عن أبي نَضْرة. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قول الله -عَزَّ وجَلَّ-: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87]، قال: "فاتحةُ الكتاب". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (سعيد هذا أبو عبد الرحمن، بصريٌّ ضعيف). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده ضعيف كما بيَّنه المنذري. ويغني عنه ما أخرجه البخاري (8/ 381) عن أبي هريرة مرفوعًا: "أمُّ

القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم" (¬1). 1348 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل بن عثمان التَّنوخي: نا أبو علي أحمد بن عبد الله بن زياد الإِيادي بجَبَلة: نا شدَّاد بن أزهر: نا العلاء بن بُرْد ابن سِنان: نا بُرْد: نا ليث بن أبي سُليم عن داود المدني وبشر المُزَنى، قالا: نا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92، 93]، قال "عن (لا إله إلَّا الله): صادقين بها أم كاذبين؟ ". إسناده ضعيف: العلاء ضرب على حديثه أحمد وابن معين وأبو خيثمة، وقال الأزدي: ضعيف مجهول. (اللسان: 4/ 183) وشداد والراوي عنه لم أعثر على ترجمة لهما. وليث مختلط وقد اضطرب فيه كما سيأتي بيانه. والحديث أخرجه الترمذي (3126) من طريق معتمر عن ليث عن بشر عن أنس مرفوعًا دون زيادة: "صادقين ... " فقد انفرد بها تمام عن مخرّجي الخبر. قال الترمذي: "هذا حديثٌ غريبٌ، وإنَّما نعرفه من حديث ليث بن أبي سُليم، وقد روى عبد الله بن إدريس عن ليس عن بشر عن أنس نحوه ولم يرفعه". قال الحافظ في "التغليق" (2/ 29): "وقد رفعه أيضًا عن ليث: شَريك، وإسماعيل بن زكريا الخُلْقاني، وجرير بن عبد الحميد. واختلفوا في بشر: فبعضهم قال: (بشر)، وبعضهم قال: (بشير)، وبعضهم شكّ، وبعضهم نسبه: (بشير بن نهيك) (¬2) ". أهـ. كلام الحافظ، وإليك تفصيل ما قال: ¬

_ (¬1) وقد عزبت هذه الرواية عن الشيخ الألباني فقال في حاشيةٍ له على "صحيح الجامع" (1/ 440): " ... فإن له [يعني: هذا الحديث] أصلًا عن أبي هريرة عند غير البخاري كالترمذي وغيره". (¬2) وقيل أيضًا (نَسْر) كما في "تاريخ البخاري" (8/ 133).

فأما رواية شَريك فقد أخرجها الطبراني في "الدعاء" (1491) عنه عن ليث عن بشر عن أنس مرفوعًا، وهكذا أخرجه الطبري في "تفسيره" (14/ 46) والحكيم الترمذي في النوادر" -كما في "تفسير القرطبي" (10/ 60) -، لكن وقع عندهما: (بشير بن نَهيك) بدل (بشر)! وأما رواية إسماعيل فقد أخرجها الطبراني (1492) عنه عن ليث عن بشر أو بشير -على الشكّ- عن أنس مرفوعًا. وأما رواية جرير فقد أخرجها الطبري (14/ 46) عنه عن ليث عن بشير عن أنس مرفوعًا، وأخرجها أبو يعلى (7/ 111 - 112) لكن وقع عنده: (بشر). وأمَّا رواية ابن إدريس فقد أخرجها الطبري (14/ 46) عنه عن ليث عن بشير عن أنس موقوفًا. ورواه أيضًا حفص بن غياث عن ليث عن بشر عن أنس موقوفًا، أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 86) والطبراني (1494). وقال الحافظ: واختُلف فيه على شريك: فرُوي عنه هكذا، وقيل: عنه عن عاصم عن أنس". ثمَّ ساقه (2/ 30) عنه عن عاصم عن أنس مرفوعًا، وشريك سيِّء الحفظ. ورواه ليث عن داود عن أنس مرفوعًا، هكذا أخرجه الطبراني (1493) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 95) في ترجمة (داود بن أبي هند) -ومن طريقه الحافظ في "التغليق" (2/ 29) - من طريق عمار بن محمد عنه. قال أبو نعيم: غريب من حديث داود وليث، لم نكتبه إلَّا من حديث عمّار بن محمد عنه". وقال الحافظ (2/ 30): "داود هذا قيل: إنَّه ابن أبي هند، فإن يكن هو فما أظنّه سمع من أنس، وفيه من الاضطراب غير ذلك، والصواب فيه عن ليث: ما قاله الثوري؛ لأن ليثًا اختلط في آخر عمره، ونُسِبَ إلى الضعف، فأمَّا

16 - باب: سورة النحل

ما [كذا!] سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح" (¬1). وقد رواه الثوري عن ليث عن مجاهد من كلامه، أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 351) -ومن طريقه: الطبري (14/ 46) - والطبراني (1496). والخلاصة أنَّ علةَ الحديث ليثُ بن أبي سليم فقد اضطرب في تسمية شيخه وفي وقفه ورفعه، وفي هذا دليل على اختلاطه الشديد. ورُوي عن ابن عمر موقوفًا: أخرجه الطبري (14/ 46) والطبراني (1495) من طريق فُضَيل بن مرزوق عن عطية العوفي عنه. وعطية ضعيف. 16 - باب: سورة النَّحل 1349 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل: نا أحمد بن علي. نا أبو همَّام [الوليد بن شُجاع] (¬2)، قال: حدَّثني أبي، قال: سمعت عمرو بن قيس المُلائي يقول في قول الله -عَزَّ وجَلَّ-: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ [إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] (2)} [النحل: 43]، قال: أهلُ العلم. شيخُ تمَّام ذكره ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 206/ ب) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. ¬

_ (¬1) خالف هنا ما قرَّره في "التقريب" حيث قال: "صدوق اختلط جدًّا، ولم يتميَّز حديثه فترِك". (¬2) من (ف).

17 - باب: سورة الإسراء

17 - باب: سورة الإِسراء 1350 - أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد: نا أبو جعفر محمد ابن سليمان: نا أبو أسامة عن داود بن يزيد عن أبيه. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، فقال: "هو المقامُ الذي أشفعُ فيه لأمَّتي". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ ق 255/ أ) من طريق تمَّام. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 268) من طريق أبي أسامة -واسمه حماد بن أسامة- به. وأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 484) -ومن طريقه: الإِسماعيلي في "معجمه" (2/ 664) والحافظ عبد الغني بن سعيد في "إيضاح الإِشكال" (ق 41) - وأحمد (2/ 444، 478) والترمذي (3137) -وحسَّنه- وابن أبي عاصم في "السنَّة" (784) والدولابي في "الكنى" (2/ 164) والطبري (15/ 98) -وصحَّحه- والطحاوي في "المشكل" (1/ 449) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 195 - 196) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 372) والبيهقي في "الشعب" (1/ 281، 282) والخطيب في "الموضح" (2/ 90، 91) من طريق داود بن يزيد به. وداود ضعيف كما في "التقريب" (¬1). ¬

_ (¬1) وأبوه قال الحافظ في "التقريب" مقبول. والأولى أن يقال: ثقة، ففي "الضعفاء" للعقيلي (2/ 41): "حدثني آدم، قال: سمعت البخاري، قال: قال علي [يعني: ابن المديني]: لا أروي عن داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأوْدي وكان أبوه ثبتًا". أهـ. وهذا النص العزيز لم يُذكر في ترجمة (يزيد) من "التهذيب" (11/ 345) التي فيها ذكر توثيق العجلي وابن حبّان له.

وحسَّن ابن كثير في "نهاية البداية" (1/ 328) سنده. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1/ 282) و"الدلائل" (5/ 484) من طريق عبدان الأهوازي قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة في "المسند": ثنا وكيع عن إدريس الأوْدي عن أبيه عن أبي هريرة ... فذكره. قال عبدان: هذه مما أنكروا علينا. قال البيهقي: إنَّما أنكروا عليه [يعني: ابن أبي شيبة] في الرواية الأولى [التي فيها: (إدريس) بدل (داود)] لتفرُّده بها، وأن سائر الناس رووه عن وكيع عن داود. ويغني عنه ما أخرجه البخاري (8/ 399) عن ابن عمر، قال: إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثًّا، كل أمة تتبع نبيّها. يقولون: يا فلان! اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود". وما أخرجه أحمد (3/ 456) وابن أبي عاصم في "السنَّة" (785) والطبري (15/ 99) والطبراني في "الكبير" (19/ 72 - 73) وابن حبّان (2579) والحاكم (2/ 363) -وصححه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- من طريق محمد بن الوليد الزُّبيدي عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن جدّه كعب بن مالك [ووقع عند بعضهم: عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه، وهو وهم؛ لأن الزهري إنما يروي عن ابن أخيه حسب، ففي "التهذيب" (6/ 259): وقال أحمد بن صالح: لم يسمع الزهري من عبد الرحمن بن كعب شيئًا، إنَّما روى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب.] مرفوعًا: "يُبعث الناس يوم القيامة، فأكون أنا وأمتي على تلٍّ، ويكسوني ربِّي -تبارك وتعالى- حلَّة خضراء، ثم يُؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول فذاك المقام المحمود". وإسناده صحيح. وانظر رواياتٍ أخرى في "الدر المنثور" (4/ 197).

18 - باب: سورة الأنبياء

18 - باب: سورة الأنبياء 1351 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق: نا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي بحلب: نا أحمد بن حنبل: نا عبد الرحمن بن غَزْوان: نا الليث ابن سعد: نا مالك عن الزهري عن عروة. عن عائشة أنَّ رجلًا أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إنَّ لي مملوكلين يخونوني ويضربوني ويعصوني ويكذبوني، فأسبُّهم وأضربهم، فأين أنا منهم؟، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يُنظَرُ في عقابك وذنوبهم: فإن كان عقابُك دونَ ذنوبهم كان لك الفضلُ عليهم، وإن كان عقابك وذنوبهم سواء فلا لك ولا عليك، وإن كان عقابُك أشدّ من ذنوبهم اقتُصَّ لهم منك يومَ القيامة". فبكى الرجل بين يدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أَمَا تقرأ كتابَ الله -عَزَّ وجَلَّ-: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ...} [الأنبياء: 47]! ". أخرجه الذهبي في "الميزان" (3/ 448) في ترجمة (محمد بن إبراهيم الرازي) من طريق تمَّام، ثم قال: "قلت: هذا باطلٌ". أهـ. والرازي هذا ضعَّفه أبو أحمد الحاكم، وقال: لو اقتصر على سماعه!، وقال الدارقطني: متروك، وقال أيضًا: دجَّال يصنع الحديث، واتهمه الخطيب. (اللسان: 5/ 22 - 23). والحديث أخرجه أحمد (6/ 280 - 281) والترمذي (3165) -واستغربه- وابن الأعرابي في "المعجم" (ق 180/ أ - ب) والدراقطني في "غرائب مالك" -كما في "التهذيب" (6/ 249) - والبيهقي في "الشعب" (6/ 377 - 378) من طريق عبد الرحمن بن غزوان به بزيادة: فقال الرجل: والله يا رسول الله! ما أجد لي ولهؤلاء شيئًا خيرًا من مفارقتهم، أشهدكم أنهم أحرار كلّهم.

وعبد الرحمن هذا المُلقّب بـ (قُراد) وإن كان ثقة فقد أخطأ في هذا الحديث كما قال الحفّاظ: قال الدّوري: سمعت يحيى [بن معين] وذكر حديثَ ليث بن سعد عن مالك بن أنس الحديث الطويل: أن رجلًا كان له مملوكون. الذين يرويه قُراد، فوهّن أمره جدًّا. (تاريخ ابن معين برواية الدوري: 4/ 440). وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 280): "سألت أبي عن حديث رواه قراد عن الليث ... فذكره، قال أبي: نرى قُرادًا غَلطَ! بَحَثنا على هذا الحديث من حديث مالك ولم يُصب له أصلٌ، وبحثنا من حديث الليث فإذا: حدَّثنا أبو صالح عن الليث عن أبي الهاد عن زياد مولى ابن عيّاش أنَّ رجلًا أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -.". وسُئل الحافظ أحمد بن صالح المصري -كما في "التهذيب" (6/ 248) - عن حديث قُراد هذا، فقال: "هذا باطلٌ ممَّا وضع الناس، وليس كلّ الناس يضبط هذه الأشياء، وإنَّما روى هذا الليث -أظنه قال: عن زياد بن العجلان. منقطع". وقال ابن حبّان في "الثقات" (8/ 375) في ترجمة قُراد: "كان يخطئ، يتخالج في القلب منه لروايته عن الليث عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة قصَّة المماليك". وقال الدارقطني -كما في "التهذيب" (6/ 249) -: "قال لنا أبو بكر النيسابوري [شيخه في هذا الحديث]: ليس هذا من حديث مالك، وأخطأ فيه قُراد، والصواب عن الليث: ما حدثنا به بحر بن نصر من كتابه: ثنا ابن وهب: أخبرني الليث عن زياد بن عجلان عن زياد مولى ابن عياش، قال: أتى رجلٌ فجلس بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره". قال الدارقطني: لم يروه عن مالك عن الزهري غير قُراد عن الليث، وليس بمحفوظٍ.

19 - باب: سورة الروم

وقال أبو أحمد الحاكم -كما في "الميزان" (2/ 581) -: "روى عن الليث حديثًا منكرًا". يعني هذا. وقال الخليلي في "الإِرشاد" (1/ 248): "يتفرَّد بحديثٍ عن الليث عن مالك، لا يُتابع عليه". وفي رواية البيهقي: وعن بعض شيوخهم أن زيادًا مولى عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة حدَّثهم عمَّن حدَّثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فظهر من هذا أن أصلَ الحديث مرسلٌ، والرواية المسندة غلطٌ ووهمٌ من ابن غزوان، والله أعلم. 19 - باب: سورة الروم 1352 - أخبرنا الحسن (¬1) بن حبيب: نا أبو بكر أحمد بن علي الخرّاز (ح). وحدَّثتنا أمُّ العبّاسِ لُبابة ابنة يحيى بن أحمد بن علي بن يوسف الخرّاز، قالت: حدَّثني جدِّي أبو بكر أحمد بن علي الخرّاز: نا أبو المغيرة. قال: سمعت الأوزاعيَّ يقول: بلَغَني في قول الله -عَزَّ وجَلَّ-: {فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم: 15]، قال: هو السَّماعُ في الجنَّة، فإذا أَخَذَ أهلُ الجنَّةِ في السَّماع لم تبقَ شجرةٌ في الجنَّة إلَّا ورَّدَت. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (جزء النساء - ص 320) من طريق تمّام. أحمد بن علي الخرّاز ذكره ابن عساكر (جزء أحمد بن عتبة-7/ 65 - ¬

_ (¬1) في الأصل: (أبو الحسن) وهو خطأ، والتصويب من النسخ الأخرى وكتب الرجال.

20 - باب: سورة السجدة

66) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجَّاج الخولاني ثقةٌ. 20 - باب: سورة السجدة 1353 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر ابن أبي العَقَب من لفظة: نا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي: نا محمد بن الخليل الخشني: نا إسماعيل بن عيّاش، قال: حدَّثني داود بن عيسى عن ليث بن أبي سُلَيم عن أبي الزُّبَير. عن جابر بن عبد الله، قال: ما كان نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - ينام حتى يقرأ {ألم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}. 1354 - وحدَّثناه أبو محمد الحسن بن أحمد بن عُمير: نا أحمد بن أنس. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 153/ أ) من طريق تمّام. 1355 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن: نا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قال: حدَّثنى أبى عن أبيه: يحيى عن الأوزاعي عن ليث بن أبي سُليم عن أبي الزُّبير. عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينام حتى يقرأ {ألم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (¬1). أخرجه أحمد (3/ 340) والدارمي (2/ 455) والبخاري في "الأدب" (1209) والترمذي (3404) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (707، 708) وابن السنّي (675) وابن نصر في "قيام الليل" (مختصره- ص 70)، وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (3/ 133 - ط العلمية) وأبو نُعيم في ¬

_ (¬1) في (ظ): (تبارك) الملك.

"الحلية" (8/ 129) والبيهقي في "الشعب" (2/ 478) والبغوي في "تفسيره" (هامش الخازن: 5/ 228) من طرقٍ عدَّةٍ عن ليث به. وليث اختلط فلم يتميَّز فتُرِكَ، وقد رواه أيضًا عن محمد بن جابر عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ (تنزيل) السجدة، و (تبارك) كلّ ليلةٍ. أخرجه ابن الضُّريس في "فضائل القرآن" (237). ومحمد هذا قال ابن سعد: في روايته ضعفٌ، وليس يُحتجُّ به. ووثَّقه ابن حبان، وقال في "التقريب": صدوق، وتُوبع الليث: تابعه المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير به، أخرجه البخاري في "الأدب" (1207)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (706) (¬1). والمغيرة صدوق كما في "التقريب". وتابعه أيضًا أبو خيثمة زهير بن معاوية، أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ق 27/ ب) والنسائي (709) وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (2705) والحاكم (2/ 412) -وصحَّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- وعنه البيهقي في "الشعب" (2/ 478) عنه قال. سألت أبا الزبير أسمعتَ جابرًا يذكر أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينام ... الحديث؟، فقال أبو الزبير: ليس جابر حدَّثنيه، ولكن حدَّثني صفوان أو ابن صفوان. شكّ أبو خيثمة، وعند النسائي والحاكم والبيهقي بدل (ابن صفوان): أبو صفوان. وفي "التقريب": "ابن صفوان شيخُ أبي الزبير، وهو صفوان بن عبد الله بن صفوان، نُسِب لجدِّه". أهـ. وهو ثقة كما في "التقريب". فالإِسناد صحيح، والحمد لله. ¬

_ (¬1) وأبعد النجعة من عزا هذه الرواية إلى الثعلبي في "تفسيره" والواحدي في "وسيطه"!.

1356 - حدَّثني يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوّار: نا أبو العبَّاس محمد بن إسحاق الثقفي السرَّاج بنيسابور: نا العلاء بن سالم الروَّاس: نا أبو بدر: نا زياد بن خيثمة عن ابن أَبْجَر عن مجاهد. عن ابن عبَّاس أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذَكرَ قيامَ الليل ففاضت عيناه حتى تحدَّرت دموعُه، ثمَّ قرأ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]. أبو بدر هو شجاع بن الوليد صدوق، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، لا يحتج بحديثه، وقال أيضًا: ليِّن الحديث، وابن أبْجَر هو عبد الملك بن سعيد. وقد اضطرب فيه شجاع: فالحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" (المطالب: ق 21/ أ)، قال: حدَّثنا أبو همام الوليد بن شجاع، حدثني أبي أنَّ زياد بن خيثمة حدَّثه عن أبي يحيى بيّاع القتّ عن مجاهد عن معاذ بن جبل قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (21/ 65) عن شيخه أبي همَّام، لكن لم يذكر فيه (عن معاذ). فلا أدري هكذا وقع في رواية الطبري أم هو سقط من الطباعة؟!. وأبو يحيى القتّات ليِّن الحديث كما في "التقريب". ومجاهد لم يُدرك معاذًا. وممَّا يؤيِّد كونه من مسند معاذ وروده عنه من وجوهٍ أخرى: فقد أخرج عبد الرزَّاق (11/ 194) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (20/ 130 - 131) - وأحمد (5/ 231) وعبد بن حميد (112) والترمذي (2616) -وقال: حسن صحيح- والنسائي في "التفسير" (414) وابن ماجه (3973) والجصاص في "أحكام القرآن" (3/ 353) والبيهقي في "الشعب" (3/ 213) والبغوي في "تفسيره" (هامش الخازن - 5/ 224 - 225) من رواية

أبي وائل شقيق بن سلمة عن معاذ ... الحديث، وفيه: "وصلاة الرجل في جوف الليل" ثم تلا الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ ...} الآية. وأعلَّه المنذري في "الترغيب" (3/ 529) وابن رجب في "جامع العلوم" (ص 255) بالانقطاع بين أبي وائل ومعاذ. وأخرجه هنّاد في "الزهد" (1090) والطبري (21/ 64 - 65، 65) والطبراني (20/ 142، 143، 144) والحاكم (2/ 412 - 413) -وصححه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- من رواية ميمون بن أبي شبيب عن معاذ. وأعلَّ كسابقه بالانقطاع بينهما. وأخرجه الطيالسي (560) وأحمد (5/ 233، 237) والطبري (21/ 64) والطبراني (20/ 147) والبيهقي في "الشعب" (3/ 212 - 213) من طريق الحكم بن عتيبة عن عروة بن النزَّال عن معاذ. وعروة لا يُعرف كما قال الذهبي في "الميزان" (3/ 65) ولم يسمع من معاذ كما قال الحكم كما في "المسند". وأخرجه هنَّاد (1091) من رواية مكحول عن معاذ، ولم يدركه. وأخرجه أحمد (5/ 236) من طريق شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ. وهذا إسناد متَّصلٌ، لكنَّ شهرًا ليِّن الحديث. فالحديث بمجموع هذه الطرق حسنٌ إن شاء الله.

21 - باب: سورة يس

21 - باب: سورة يس 1357 - حدَّثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علاَّن الحرَّاني الحافظ: نا العبَّاس بن محمد بن أبي شحمة: نا أبو همَّام الوليد بن شُجاع: حدَّثني أبي: نا زياد بن خيثمة عن محمد بن جُحادة عن الحسن. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قرأ (يس) في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ الله -عَزَّ وجَلَّ- غُفِر له من تلك الليلة". أخرجه الدارمي (2/ 457) وابن حبَّان (665) -ووقع عنده: (عن جندب) بدل (أبي هريرة)! - والبيهقي في "الشعب" (2/ 480) والخطيب في "التاريخ" (3/ 253) من طريق أبي همَّام به. وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق آخر عن شجاع بن الوليد به. والحسن لم يسمع من أبي هريرة كما قال أيّوب وعلي بن زيد وبهز بن أسد وابن المديني والبزار وأبو حاتم وأبو زرعة، بل قال يونس بن عبيد: ما رآه قط!. وذكر أبو زرعة وأبو حاتم أنَّ من قال عن الحسن: (حدَّثنا أبو هريرة) فقد أخطأ. ومع هذا قال السيوطي في "اللآلئ" (1/ 235): "هذا إسنادٌ على شرط الصحيح" (¬1)!!. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" (المطالب: ق 139/ أ، تفسير ابن كثير: 3/ 563) من طريق هشام بن زياد عن الحسن، قال: سمعت أبا هريرة ... فذكر الحديث. ¬

_ (¬1) وقلَّده الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص 303) في ذلك! وما كتابه هذا إلَّا مختصر لكتاب السيوطي، فكان الأولى أن يُسمَّى: "الفوائد المجموعة من اللالىء المصنوعة"!.

قال ابن كثيرة "إسناده جيِّدٌ"!. وهذا مستغربٌ من مثله، ولا أدري كيف خفي عليه حال هشام بن زياد المكنَّى بأبي المقدام وهو متروك كما في "التقريب"! وبالتالي فلا قيمة إذًا لتصريح الحسن بسماعه من أبي هريرة. وأخرجه من هذا الطريق ابن الضريس في "فضائل القرآن" (221) والبيهقي (2/ 484 - 485) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 247) بلفظ: "من قرأ ليلة الجمعة (حم) الدخان ويس ... ". ورُوي من طرق عن الحسن، وليس في شيءٍ منها التصريح بسماعه من أبي هريرة: فقد أخرجه الطيالسي (2467) والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 203) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 159) و"أخبار أصبهان" (1/ 252) من طريق جَسْر بن فرقد عن الحسن. وجَسْر قال ابن معين: ليس بشيءٍ. وتركه الدارقطني، وضعفه البخاري والنسائي وابن حبان (اللسان: 2/ 104). وقال العقيلي: "والرواية في هذا المتن فيها لينٌ". وأخرجه ابن السنِّي في "عمل اليوم الليلة" (674) وابن عدي في "الكامل" (1/ 416) من طريق الأغلب بن تميم عن أيّوب ويونس وهشام عن الحسن، وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن هؤلاء غير أغلب. والأغلب قال البخاري وابن حبّان ومسلمة: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء. (اللسان: 1/ 464) وقد رواه أيضًا عن جَسْر أبي جعفر عن غالب القطّان عن الحسن. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 159/ ب) و"الصغير" (1/ 149) والخطيب (10/ 257 - 258). قال الطبراني: لم يُدخل أحدٌ فيما بين جَسْر والحسن غالبًا إلَّا أغلب بن تميم. وقال الهيثمي (7/ 97): "وفيه أغلب بن تميم، وهو ضعيف".

وأخرجه ابن عدي (2/ 299) من طريق الحسن بن دينار عن الحسن، وابن دينار متروك كذَّبه أحمد وابن معين وأبو خيثمة وأبو حاتم. (اللسان: 2/ 203 - 205). وأخرجه البيهقي (2/ 480) من طريق المبارك بن فضالة عن أبي العوّام عن الحسن. والمبارك يدلِّس تدليسَ التسوية، وأبو العوَّام هو عمران القطَّان، فهو يروي عن الحسن كما في "تهذيب الكمال" (2/ 1057) و"الميزان" (3/ 236)، وإنما ذكرت هذا تنبيهًا لمن قال فيه: "لم أعرفه". وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 67 - 68): "سألت أبي عن حديثٍ رواه علي بن ميمون الرقِّي عن محمد بن كثير الصنعاني عن مَخْلَد بن حسين عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ يس في ليلة غُفِر له. قال أبي: هذا حديث باطلٌ، إنَّما رواه جبير [كذا، ولعلَّها: جَسْر] عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلٌ. أهـ. قلت: وابن كثير صدوق كثير الغلط كما في "التقريب". ورُوي من حديث ابن مسعود، وأنس، ومعقل بن يسار، وأُبي، وقول الحسن: أما حديث ابن مسعود: فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 130) من طريق أبي مريم عن عمرو بن مرَّة عن الحارث بن سويد عنه مرفوعًا: "من قرأ (يس) في ليلة أصبح مغفورًا له". وقال: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث الحارث ومن حديث عمرو بن مرَّة لم يروه عن عمرو إلَّا أبو مريم، وهو: عبد الغفار بن القاسم كوفيٌّ في حديثه لينٌ". قلت: تسامح أبو نعيم فيه كثيرًا! فقد كذَّبه سماك الحنفي

وعبد الواحد بن زياد وأبو داود، واتهمه ابن المديني بالوضع، وتركه غيرهم. (اللسان: 4/ 42). وأمَّا حديث أنس: فأخرجه ابن عدي (4/ 193) من طريق العلاء بن مسلمة عن علي بن عاصم عن حُميد عنه مرفوعًا: "من قرأ (يس) في كلّ ليلةٍ ابتغاءَ وجه الله -عَزَّ وجَلَّ- غُفِرَ له". والعلاء متروك ورماه ابن حبّان بالوضع. كذا في "التقريب". وشيخه ضعَّفوه. وأما حديث معقل: فأخرجه الروياني في "مسنده" (ق 221/ أ) والبيهقي في "الشعب" (2/ 479) من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل عنه مرفوعًا: "من قرأ (يس) ابتغاء وجه الله -عَزَّ وجَلَّ- غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه". وفيه من لم يُسمَّ. وأمَّا حديث أُبَيّ: فأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1036) من طريق مَخْلَد بن عبد الواحد بسنده عنه مرفوعًا: " ... ومن قرأ (يس) وهو يُريد بها الله -عَزَّ وجَلَّ- غفر الله له". ومَخْلد قال ابن حبّان: منكر الحديث جدًّا، وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 83): وروى عنه شبابة بن سوّار عن ابن جُدْعان وعن عطاء بن أبي ميمونة عن زرٍّ بن حُبيش عن أُبي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بذاك الخبر الطويل في فضائل السور، فما أدري من وَضَعَه إن لم يكن مخلد افتراه". وأما قول الحسن: فأخرجه الدارمي (2/ 456) من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه قال:

بلغني عن الحسن، قال: من قرأ (يس) في ليلة ابتغاء وجه الله -أو: مرضاة الله- غُفِرَ له. وهذا مع كونه مقطوعًا منقطعٌ. ولا يثبت في فضل (يس) حديثٌ، والله أعلم. 1358 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا جعفر بن محمد بن زياد الزّعفراني الرازي ببغداد: نا إبراهيم بن المنذر الحِزامي (ح). وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن (¬1) القرشي قراءةً عليه: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي قراءةً عليه، قالا (¬2): نا إبراهيم بن المنذر، -وهو الحِزامي-: نا إبراهيم بن مهاجر بن مِسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحُرَقَة. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- قرأ (طه) و (ياسين) قبلَ أن يخلقَ آدمَ بألف عامٍ، فلمّا سَمِعَ الملائكةُ القرآنَ قالوا: طُوبى لأمّةٍ يُنزَّل هذا عليها، وطوبى لأجوافٍ تحمل هذا، وطوبى لألسنٍ تكلَّمُ بهذا". 1359 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي قراءةً عليه: نا عمر بن حفص العسكري بحلب: نا إبراهيم بن المنذر الحِزامي بمكّةَ: نا إبراهيم بن المهاجر بن مِسمار: نا عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحُرَقَة عن أبي هريرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره مثله. 1360 - حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد بن هاشم البغدادي الوراق: نا أحمد بن عمر بن زَنْجويه القطّان ببغداد: نا إبراهيم بن ¬

_ (¬1) في (ظ): (ابن مروان). (¬2) كذا بالتثنية!

المنذر الحِزامي: نا إبراهيم بن مهاجر بن مِسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان عن عبد الرحمن بن الحارث. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره مثله. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (إبراهيمُ بن مهاجر ضعيفٌ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (12/ ق 31/ أ) من طريق تمّام الأخير، وقال: "كذا قال! وإنّما هو: عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقَة". وأخرجه الدارمي (2/ 456) وابن أبي عاصم في "السنَّة" (607) عن شيخهما إبراهيم بن المنذر به. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (ص 166) والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 66) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 159/ أ) وابن حبّان في "المجروحين" (1/ 108) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (3/ 88 - ط العلمية) وابن عدي في "الكامل" (1/ 216) واللالكائي في "أصول السنّة" (رقم: 368، 369) والبيهقي في "الشُّعب" (2/ 476 - 477) و"الأسماء والصفات" (ص 300 - 301) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 109 - 110) من طرقٍ عنه. قال الطبراني: لا يُروى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلّا بهذا الإِسناد، تفرّد إبراهيم بن المنذر. وقال ابن عدي: "وإبراهيم بن مهاجر بن مسمار لم أجد له حديثًا أنكرَ من حديث "قرأ طه ويس" لأنّه لم يروه إلَّا إبراهيم، ولا يروي بهذا الإِسناد ولا بغير هذا الإِسناد هذا المتن إلَّا إبراهيم هذا". وإبراهيم ضعيف كما في "التقريب" وشيخه قال أحمد: تركنا حديثه

وخرّقناه. وقال ابن المديني: ليس بثقةٍ. وقال النسائي والساجي: متروك. (اللسان: 4/ 298) فالسند واهٍ. وقال ابن حبان وابن الجوزي: هذا حديث موضوع. وتعقّبهما الحافظ في "أطراف العشرة" -كما في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 10) - فقال: "زعم ابن حبّان وتبعه ابن الجوزي أن هذا المتن موضوع، وليس كما قالا! فإنّ مولى الحُرَقَة هو عبد الرحمن بن يعقوب من رجال مسلم، والراوي عنه وإن كان متروكًا عند الأكثر، ضعيفًا عند البعض فلم يُنسب للوضع، والراوي عنه لا بأس به (¬1)، وإبراهيم بن المنذر من شيوخ البخاري". وقال ابن كثير في "تفسيره" (3/ 141): "هذا حديث غريبٌ، وفيه نكارة، وإبراهيم بن مهاجر وشيخه تُكلِّم فيهما". والحكمُ بنكارة الحديث هو أعدلُ الأقوال، وهو ما أشار إليه الحافظان ابن عدي وابن كثير، والله أعلم. وقال السيوطي في "اللآلىء" (1/ 10): "وله طريق آخر عن أنس، أخرجه الدّيلمي". وكشف حال هذا الطريق ابن عرّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 139) فقال: "قلت: في سنده: محمد بن سهل بن الصباح، فإن يكن هو العطّار شيخ أبي بكر الشافعي -كما ظنّه بعض أشياخي- فقد مرّ في "المقدّمة" أنّه وضّاع، وإلَّا فمجهولٌ. وعنه: علي بن جعفر بن عبد الله الأنصاري الأصبهاني لم أعرفه. وعن هذا محمد بن عبد العزيز قال الخطيب: فيه نظرٌ". أهـ. وابن سهل كذّبه أبو أحمد الحاكم، واتّهمه الدارقطني بالوضع. (اللسان: 5/ 194). ¬

_ (¬1) كذا قال هنا مع أنه جزم بضعفه في "التقريب"!

22 - باب: سورة (ق)

22 - باب: سورة (ق) 1361 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن هِمْيان: نا الحسن بن عَرَفَة: نا يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنيَّة عن أبيه. عن الحكم في قوله -عَزَّ وجَلَّ-: {لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} [ق: 32]، قال: هو الذّاكرُ ذنبَه في الخلاء. شيخ تمّام قال الكتّاني: تكلّموا فيه. (اللسان: 5/ 416). 23 - باب: سورة الطور 1362 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي قراءةً عليه: نا أبو شُرَحبيل عيسى بن خالد بن نافع الحمصي ابن أخي أبي اليمان: نا آدم بن أبي إياس: نا حمّاد بن سلمة: نا ثابت البُناني. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "البيتُ المعمورُ في السّماء السّابعة، يدخلُه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ مَلَكٍ ثمّ لا يعودون إليه". أخرجه البيهقي في "الشعب" (3/ 438) من طريق آدم به. وأخرجه أحمد (3/ 153) وعبد بن حميد في "المنتخب" (1210) والنسائي في "التفسير" (550) والطبري في "تفسيره" (27/ 11) والحاكم (2/ 468) من طرق أخرى عن حمّاد به. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وسكت عليه الذهبي. وإنّما هو على شرط مسلم فقط، فحماد بن سلمة لم يُخرِّج له البخاري إلَّا تعليقًا. والحديث عند البخاري (6/ 302 - 303) ومسلم (1/ 145 - 147)

24 - باب: سورة النجم

من حديث أنس الطويل في الإِسراء، وفيه: " ... فأتينا السماء السابعة ... فرُفِع لي البيت المعمور، فسألتُ جبريل فقال: هذا البيت المعمور، يُصلّي فيه كلَّ يومٍ سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخرَ ما عليهم". لفظ البخاري. 24 - باب: سورة النجم 1363 - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد: نا القاسم بن زكريّا المُطرِّز، قال: حدّثني محمد بن حُميد: نا علي بن مجاهد وحكّام وهارون عن عَنْبَسة عن أبي هاشم الواسطي عن ميمون بن سِياهٍ. عن أنس بن مالك عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في قوله: {سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 14] قال: "شجرةُ نبِقٍ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري، (عليُّ بن مجاهد هو الكابُلي أبو مجاهد، قال ابن الضُّريس: كذّاب. وسُئل عنه أبو حفص الحمّال فقال: كذّاب). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده ضعيف: محمد بن حُميد هو الرّازي ضعيف منهم من نَسَبَه إلى الكذب. وميمون ليّن. وعلي بن مجاهد وإن كان متروكًا فهو مقرون بثقتين: حكّام بن سَلْم وهارون بن المغيرة. وعَنْبَسة هو ابن سعيد الرازي، وأبو هاشم هو يحيى بن دينار، وهما ثقتان. وعند البخاري (7/ 202) من حديث أنس الطويل في الإِسراء: " ... ثم رُفعت لي سدرة المُنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هَجَر". وعند مسلم (1/ 146): "وإذا ثَمَرُها كالقِلال".

25 - باب: سورة النازعات

25 - باب: سورة النازعات 1364 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو بكر الحسين بن محمد أبي معشر ببغدادَ: نا وكيع بن الجرّاح: نا سفيان عن عبد الله بن محمد بن ابن عقيل عن الطُّفيل بن أُبيّ بن كعب. عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " {الرَّاجِفَةُ (¬1) * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} [النازعات: 6، 7]، جاء الموتُ بما فيه". هو في "كتاب الزهد" لوكيع (رقم: 44). وأخرجه من طريقه: أحمد (5/ 136) والطبري في "تفسيره" (30/ 21) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 377). وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (170) والترمذي (2457) -وقال: حسن صحيح- وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة" (رقم: 14) وابن نصر في "قيام الليل" (مختصره - ص 40) والحاكم (2/ 421، 513 و 4/ 308) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- وأبو نعيم (1/ 256) والبيهقي في "الشعب" (1/ 394) من طريق سفيان -وهو الثوري- به. وعبد الله بن محمد بن عقيل ضعّفه ابن المديني وابن معين والنسائي وأبو حاتم وابن خزيمة، وقال ابن سعد وأحمد: منكر الحديث. ومشّاه البخاري. فالإِسناد ضعيف. 1365 - حدّثنا أبو الوليد بكر بن شُعيب بن بكر بن محمد القرشي في آخرين، قالوا: نا أبو عبد الله محمد بن حامد اليحياوي: نا نصر بن علي الجَهْضَمي بالبصرة: نا عبد الأعلي بن عبد الأعلى عن داود بن أبي هند عن عكرمة. ¬

_ (¬1) كذا بالأصول، وعد مخرّجي الحديث: "جاءت الراجفة ... ".

26 - باب: سورة المطففين

عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلمتان قالهما فرعونُ: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38] إلى قوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 24]. قال: "كان بينهما أربعون (¬1) عامًا {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} [النازعات: 25] ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 100/ أ) من طريق تمّام. وإسناده ضعيف: محمد بن حامد قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظرٌ. نقله عنه ابن عساكر، وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 506): "روى خبرًا كذِبًا". أهـ. وشيخ تمّام ذكره ابن عساكر (3/ ق 210/ ب) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا، لكنه قد توبع كما أشار تمام في قوله: "في آخرين". وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (5/ 129) لابن مردويه. 26 - باب: سورة المطففين 1366 - حدّثنا أبو يعقوب الأذْرَعي: نا أبو عبد الله أحمد بن علي بن سهل المَرْوَزي: نا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز: نا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن نافع. عن ابن عمر، قال: تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]، قال: "يقومون حتى يبلغَ الرَّشْحُ إلى أنصافِ آذانهم". أخرجه أحمد (2/ 64، 126) والترمذي (2422، 3335) من طريق حمّاد به. ¬

_ (¬1) في (ر) و (ش): (أربعين) وكذا في الأصل لكنه صُوَّب بالهامش.

وأخرجه البخاري (8/ 696) ومسلم (4/ 2195، 2196) من طرق أخرى عن نافع به. وعند مسلم من رواية أيّوب عنه. 1367 - حدّثنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث [الزجّاج] (¬1) العَبْدَري: نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد [بن ميمون] (¬2) بن مِهْران الرّازي: نا محمد بن مِهْران الجمّال: نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]: مقدارَ نصف يومٍ، يكون ذلك على المؤمن كتدلّي الشمس للغروب". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (14/ ق 378/ ب) من طريق تمّام. وإسناده تالف: محمد بن إبراهيم الرازي ضعّفه أبو أحمد الحاكم، وتركه الدارقطني بل قال: دجّال يضع الحديث. واتهمه الخطيب. (اللسان: 5/ 22 - 23). وأخرجه أبو يعلى (10/ 415) وابن حبّان (2578) من طريقين آخرين عن الوليد به بلفظ: "يقوم الناس لربّ العالمين مقدارَ نصف يومٍ من خمسين ألف سنة، يُهوّن ذلك على المؤمن كتدلّي الشمس للغروب إلى أن تغرب". وإسناده صحيح على شرط الشيخين (¬3)، وهو مسلسل بالتحديث: فقد صرّح الوليد بذلك عندهما، وصرّح الأوزاعي به عند ابن حبان، ويحيى عند أبي يعلى، فأمِنّا تسوية الوليد. ¬

_ (¬1) من (ف). (¬2) من (ف). (¬3) فقد أخرج البخاري بهذا الإِسناد حديثًا، ومسلم حديثين. انظر: "تحفة الأشراف" (11/ 69 - 71).

وقال الهيتمي (10/ 337): "ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن عبد الله بن خالد [شيخ أبي يعلى] وهو ثقةٌ". 1368 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد [بن صالح بن سنان] (¬1): نا محمد بن سليمان: نا صفوان بن عيسى: نا ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في قول الله -عَزَّ وجَلَّ-: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [المطففين: 14]، قال: "يُطبعُ الذّنبُ على الذّنبِ حتى يُنكتَ على القلبِ نُكتَةٌ سوداءُ". محمد بن سليمان هو ابن بنت مطر الورّاق ضعيف كما في "التقريب". والحديث أخرجه أحمد (2/ 297) والطبري في "تفسيره" (30/ 62) والحاكم (2/ 517) -وصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- وعنه البيهقي في "السنن" (10/ 188) و"الشعب" (5/ 440) والبغوي في "تفسيره" (بهامش الخازن: 7/ 220)، كلهم من طريق صفوان بن عيسى به بلفظ: "إنّ المؤمن إذا أذنب كانت نكتةٌ سوداء في قلبه، فإنْ تاب ونزع واستغفر صُقِل قلبه، وإن زاد زادت حتى يعلوَ قلبه، ذاك الرَّان الذي ذكر الله -عَزَّ وجَلَّ- في القرآن: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ". وأخرجه الترمذي (3334) -وقال: حسن صحيح- والنسائي في "التفسير" (678) و"عمل اليوم والليلة" (418) وابن ماجه (4244) والطبريُّ أيضًا وابن حبّان (1771) من طرقٍ أخرى عن ابن عجلان به. وإسناده جيّدٌ. ونقل المناوي في "الفيض" (2/ 372) عن الذهبي في "المهذّب" أنّه قال: "إسناده صالح". ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

27 - باب: سورة البروج

27 - باب: سورة البروج 1369 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم: نا أبو جعفر محمد بن الخَضِر: نا عمّار بن مطر: نا مالك بن أنس عن عُمارة بن عبد الله بن صيّاد عن نافع بن جُبَير بن مُطعِم. عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله -تبارك وتعالى-: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]، قال: "الشَّاهدُ: يومُ الجمعة، والمشهودُ: يومُ عرفة". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ ق 281/ أ) من طريق تمّام. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 73) من طريق محمد بن الخضر به، وقال: "هذا عن مالك بهذا الإِسناد باطلٌ، ليس هو بمحفوظ عنه". وعمّار كذّبه أبو حاتم، وقال ابن عدي: متروك الحديث. وقال ابن حبّان: كان يسرق الحديث. (اللسان: 4/ 275) فالسند تالفٌ. وفي هذا المعنى أحاديث: فقد أخرج الترمذي (3339) والطبري في "التفسير" (30/ 82، 83) وابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 491) - وابن عدي في "الكامل" (6/ 336) والبيهقي في "السنن" (3/ 170) و"الشعب" (3/ 356) من طريق موسى بن عُبيدة عن أيوب بن خالد عن عبد الله ابن رافع عن أبي هريرة مرفوعًا: "اليوم الموعود: يوم القيامة، والشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة". قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث موسى بن عُبيدة، وموسى يُضعّف في الحديث، ضعّفه يحيى بن سعيد وغيره". أهـ. وقال ابن كثير: "وهو ضعيف الحديث". يعني موسى.

وأخرج الحاكم (2/ 519) وعنه البيهقي (3/ 170) من طريق شعبة، قال: سمعت علي بن زيد ويونس بن عُبيد يحدّثان عن عمار مولى بني هاشم عن أبي هريرة -أمّا عليٌّ فرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمّا يونس فلم يَعْدُ أبا هريرة- في هذه الآية: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}، قال: الشاهد: يوم عرفة ويوم الجمعة، والمشهود هو الموعود يوم القيامة. قال الحاكم: حديث شعبة عن يونس بن عبيد صحيحٌ على شرط الشيخين. وسكت عليه الذهبي. وأخرجه البيهقي من طريق شعبة، والطبري من طريق ابن عُليّة، كلاهما عن يونس به موقوفًا: الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة. وإسناد الموقوف صحيح، لكنّه ليس على شرط الشيخين كما قال الحاكم؛ لأن عمارًا لم يخرّج له البخاري شيئًا. أمّا المرفوع فراويه علي بن زيد بن جُدْعان ضعيف كما في "التقريب". ولذا قال ابن كثير: "وقد رُوي موقوفًا على أبي هريرة وهو أشبه". وأخرج الطبري (30/ 82، 83) والطبراني في "الكبير" (3/ 338) و"مسند الشاميين" (1680) من طريق محمد بن إسماعيل بن عيّاش، قال: حدثني أبي عن ضَمْضَم بن زُرعة عن شُريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرفوعًا: "اليوم الموعود. يوم القيامة، وإن الشاهدَ: يوم الجمعة، وإن المشهود: يوم عرفة". قال الهيثمي (2/ 173 - 174): "وفيه محمد بن إسماعيل بن عيّاش عن أبيه، قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئًا"، وقال أيضًا (7/ 135): "وفيه محمد بن إسماعيل بن عيّاش، وهو ضعيف". ورواية شريح بن عبيد عن أبي مالك مرسلة كما قال أبو حاتم. وأخرج الطبري (30/ 82، 83) من رواية عبد الرحمن بن حرملة عن

28 - باب: سورة الضحى

سعيد بن المسيب مرسلًا: "إن سيّد الأيام يوم الجمعة وهو الشاهد، والمشهود: يوم عرفة". وإسناده لا بأس به، ابن حرملة مختلف في تعديله. فإذا ضمَّ هذا الطريق المرسل إلى الطريقين المسندين صار الحديث حسنًا إن شاء الله، والله أعلم. 28 - باب: سورة الضُّحى 1370 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم: نا بكر بن سهل: نا عمرو بن هاشم، قال: سمعت الأوزاعيَّ يُحدِّث عن إسماعيل بن عُبيد الله المخزومي عن عليّ بن عبد الله بن عباس. عن أبيه عبد الله بن عباس، قال: عُرِض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما هو مفتوحٌ على أمّته من بعده كَفْرًا (¬1) كفْرًا فسُرَّ بذلك، فأنزل الله تعالى (¬2): {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5]، فأعطاه الله -تبارك وتعالى- في الجنّةِ ألفَ قصرٍ، في كلِّ قصرٍ ما ينبغي له من الأزواجِ والخَدَمِ. أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 337) -وعنه أبو نُعيم في "الحلية" (3/ 212) - عن شيخه بكر به. وقال أبو نعيم: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث علي بن عبد الله بن العبّاس، لم يروه عنه إلَّا إسماعيل. ورواه سفيان الثوري عن الأوزاعي عن إسماعيل مثله". ¬

_ (¬1) الكَفْر: القرية. "مختار". (¬2) في (ر) و (ش): (تبارك وتعالى)، وفي (ظ): (عَزَّ وجَلَّ)، فالظاهر أنها من زيادات النسّاخ.

وأخرجه الطبري في "التفسير" (30/ 149) عن شيخه موسى بن سهل الرّملي عن عمرو بن هاشم به. وعمرو بن هاشم هذا هو البيروتي، قال ابن وارة: كتبتُ عنه، وكان قليل الحديث، ليس بذاك، كان صغيرًا حين كتب عن الأوزاعي. وقال ابن عدي: ليس به بأس. وحسّن الهيثمي (7/ 139) هذا الإِسناد. وقد تُوبع: تابعه روّاد بن الجراح، أخرجه الحاكم (2/ 526) والواحدي في "أسباب النزول" (ص 302) من طريق ابنه عصام عنه به. قال الحاكم: صحيح الإِسناد. فتعقّبه الذهبي قائلًا: "قلت: تفرّد به عصام بن روّاد عن أبيه، وقد ضُعِّف". أهـ. وعصام ليّنه أبو أحمد الحاكم، ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 4/ 167). وقد خالفه محمد بن خلف العسقلاني -وهو صدوق كما في "التقريب"- فرواه عن روّاد عن الأوزاعي عن إسماعيل عن علي بن عبد الله. ولم يذكر فيه (عن ابن عبّاس)، هكذا أخرجه الطبري (30/ 149) عنه. ولعل الاختلاف فيه من روّاد نفسه، فإنّه قد اختلط في آخر عمره حتى قال البخاري: لا يكاد يقوم حديثه. وتابعهما سفيان الثوري، أخرجه البيهقي في "الدلائل" (7/ 61 - 62) من طريق قَبيصة بن عقبة عنه عن الأوزاعي به مرفوعًا، وقال الحاكم -شيخ البيهقي-: سمعت أبا عليٍّ الحافظ يقول: لم يحدّث به عن الثوري غير قَبيصة، ورواه يحيى بن اليمان عن الثوري فوقفه. وقال البيهقي: "قلت: رواه أحمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد عن سفيان مرفوعًا". قلت: الاختلاف في وقفه ورفعه لا يضرّ إن شاء الله؛ لأن الموقوف له حكم الرفع كما سيأتي في كلام ابن كثير. وقبيصة وإن تكلّموا في روايته عن الثوري فقد تابعه ثقتان: يحيى بن اليمان، وإبراهيم بن سعد، فصحّ السند بحمد الله.

وأخرجه البيهقي من طريق آخر عن قَبيصة به لكن قال: عن علي بن عبد الله عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. وتُوبع الأوزاعي: تابعه عليه معاوية بن أبي العبّاس، أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 576) من رواية مروان بن معاوية الفزاري عنه عن إسماعيل عن علي بن عبد الله عن أبيه مرفوعًا. ومروان ثقة حافظ لكنّه كان يدلس أسماء الشيوخ: قال أبو داود: كان يقلِّب الأسماء. وقال ابن معين: كان يُغيّر الأسماء يعمّي على الناس. وقال أبو حاتم: تكثر روايته عن الشيوخ المجهولين. ومعاوية هذا واحدٌ من هؤلاء المجاهيل، قال الهيثمي (7/ 139): "وفيه معاوية بن أبي العبّاس ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات". وقال ابن كثير في "تفسيره" (4/ 522): "وقال الإِمام أبو عمرو الأوزاعي عن إسماعيل بن عبد الله- فذكره .. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريقه، وهذا إسنادٌ صحيحٌ إلى ابن عبّاس. ومثل هذا ما يُقال إلَّا عن توقيف". 1371 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن هِمْيان البغدادي: نا الحسن بن عَرَفَة: نا إسماعيل بن عُليّة عن سعيد الجُرَيري. عن أبي نَضْرة، قال: كان المسلمون يرون أنَّ من شُكر النِّعَم أن يُحدَّثَ بها. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 371) من طريق تمّام. شيخ تمّام قال الكتّاني: تكلّموا فيه. (اللسان: 5/ 416). وأخرجه الطبري في "التفسير" (30/ 150) من طريق ابن عُليّة به. وإسناده صحيح، ابن عُليّة ممّن سمع من الجُرَيري قبل اختلاطه كما قال العجلي. وأبو نَضْرة هو المنذر بن مالك العَبْدي.

29 - باب: سورة الزلزلة

29 - باب: سورة الزلزلة 1372 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان من لفظه إملاءً: نا أبو يحيى عبد الله بن أبي مَسَرَّة بمكّةَ: نا خلّاد بن يحيى: أنا محمد بن زياد: نا ميمون بن مِهْران عن ابن عبّاس. أنّ عائشة - رضي الله عنها - أتتها امرأةٌ مشتملةٌ (¬1) على يمينها قد شلَّتْ، لا يُنتفَعُ بها. فقالت لها عائشة: ما لكِ؟! قالت: أُخبرك بالعَجَب! كان أبي معطاءً كثيرَ المعروف، وكانت أمّي مُمسكةً لا يكاد (¬2) يخرج من يدها خيرٌ، فمات أبي قبلها بزمانٍ، ثمّ ماتت هي بعدُ. فأُعرج بروحي فخرجت، فإذا أنا بأبي قائمٌ على حوضٍ، يسقي من أقبل وأدبر. فقلت: يا أبَهْ! هل جاءتكم أمّي؟ قال: وقد قُبِضت؟! قلت: نعم. قال: ما جاءتنا، ولكن التمسيها في ذات الشمال. قالت: فخرجتُ فإذا أنا بها قائمةً عُريانةً ليس عليها إلَّا خُرَيقةٌ وارت بها عورتَها، في يديها شُحَيمةٌ تدلك بها راحتَها، كلّما نَدِيتْ لحستْها، وبين يديها نهرٌ يجري وهي تُنادي: وَاعطَشَاه! وَاعَطَشاه! فقلت لها: يا أُمَّه! ما لكِ؟ قالت. أيْ بُنيّة! دعيني فإنّي لم أقدّمْ لنفسي خيرًا قطُّ غيرَ هذه الخِرقةِ وهذه الشُّحَيمةِ. فقلت لها: ما يمنعك من هذا الماءِ أنْ تشربي منه؟ قالت: لا أُتركُ وإيّاه. فقلت لها: أفلا أسقيك؟ فقالت: بلى. فغرفتُ غُرفةً بيدي فسقيتُها. فنادى منادٍ من السّماء: شلّت يمينُ من سقاها. فاستيقظتُ وأنا كما تَرَيْن. فلمّا جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من المسجد قصّت عليه القصّةَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من (¬3) يعمل مثقالَ ذرةٍ خيرًا يَرَهْ، ومن يعمل مثقالَ ذرّةٍ شرًّا يَرَهْ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ (¬1) في الأصل: "مستلمة"، والتصويب من الأصول الأخرى. (¬2) في الأصل: (تكاد)، والتصويب من (ظ). (¬3) الآية: {فَمَنْ يَعْمَلْ ...} [الزلزلة: 7، 8].

30 - باب: سورة الكوثر

قال المنذري: (محمد بن زياد هذا هو الجَنَدِى الطحّان، كذّبه أحمد ويحيى وجماعةٌ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . هذا حديثٌ موضوعٌ، والمتّهم به محمد بن زياد الطحّان فقد كذّبه أحمد وابن معين والفلاّس والجوزجاني وأبو زُرعة والنسائي والدارقطني وابن البَرْقي. 30 - باب: سورة الكوثر 1373 - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلَم: نا بكّار بن قتيبة: نا عبد الله بن بكر السَّهْمي أبو وهب: نا حُميد الطويل. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دخلتُ الجنّةَ فإذا أن بنهرٍ يجري، حافتاه خيامُ اللؤلؤ، فضربتُ بيدي إلى ما يجري فيه فإذا مِسكٌ أَذْفَرُ، فقلتُ: يا جبريل! ما هذا؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك اللهُ -عَزَّ وجَلَّ-. أو قال: ربُّك تبارك وتعالى" (¬1). أخرجه أحمد (3/ 263) عن شيخه عبد الله بن بكر به. وأخرجه أيضًا (3/ 103، 115) وكذا ابن أبي شيبة (11/ 437) وهنّاد في "الزهد" (134) والمروزي في "زوائد زهد ابن المبارك" (1612) والنسائي في "التفسير" (726) والطبري (30/ 209) والآجري في "الشريعة" (ص 396) وأبو نعيم في "صفة الجنّة" (رقم: 327) والبغوي في "التفسير" (بهامش الخازن: 7/ 301 - 302) و"شرح السنَّة" (15/ 170) من طرقٍ أخرى عن حُميد به. ¬

_ (¬1) في (ظ): (عَزَّ وجَلَّ).

وإسناده صحيح، وقد صرّح حُميد بالتحديث عند النسائي. والحديث أخرجه البخاري (11/ 464) من طريق قتادة عن أنس. 1374 - حدّثنا أبو بكر محمد بن سهل: نا عبد الرحمن بن مَعْدان: نا إسماعيل بن أبي أُويس: نا أبي عن ابن شهاب أنّ أخاه عبد الله أخبره. أنّ أنسَ بن مالك صاحبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبره أنّ رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما الكوثرُ؟. فقال: "هو نهرٌ أعطانِيه اللهُ في الجنّة أبيضُ من اللّبنِ، وأحلى من العسل، فيه طيورٌ أعناقُها كأعناق الجُزر" فقال عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -: إنّها لناعمةٌ يا رسول الله؟. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آكلُها أنعمُ منها". 1375 - حدّثنا أبو بكر محمد بن سهل: نا عبد الرحمن بن مَعْدان: نا إسماعيل بن أبي أُويس، قال: حدّثني أبي عن ابن أخي الزهريّ محمد ابن عبد الله بن مسلم عن أبيه. عن أنس بن مالك عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الكوثر مِثلَ حديث ابن شهاب. أخرجه الحاكم (2/ 537) وعنه البيهقي في "البعث" (122) من طريق أبي أُويس -واسمه: عبد الله بن عبد الله بن أُويس- عن الزهري به. وأبو أويس ليس بالقوي كما قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي. وفي سند الحاكم إليه: (عمر بن حفص السدوسي) ولم أعثر على ترجمته. وفي روايته أن السائل أبو بكر. وأخرجه أحمد (3/ 236) والترمذي (2542) -وحسّنه- وابن أبي الدُّنيا -كما في تفسير ابن كثير (4/ 287) - والطبري في "تفسيره" (30/ 209) والبيهقي (122) من طرقٍ عن محمد بن عبد الله بن مسلم به. وفي روايته أن السائل أبو بكر.

ومحمد هذا ليس بالقوي أيضًا كما قال ابن معين وأبو حاتم. وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 526): "إسناده جيّدٌ". وأخرجه ابن إسحاق في "السِّير" (ص 272) -ومن طريقه هنّاد في "الزهد" (136) والبيهقي (123) -، قال: حدّثني جعفر بن عمرو بن أميّة الضَّمْري عن عبد الله بن مسلم به. وهذا إسنادٌ حسنٌ، ابن إسحاق الراجح إن شاء الله حُسْنُ حديثه. وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنّة" (342) من طريق آخر عن عبد الله بن مسلم به. وأخرجه أحمد (3/ 220 - 221) والنسائي في "التفسير" (723) من طريق عبد الوهاب بن أبي بكر، قال: عن عبد الله بن مسلم عن الزهري عن أنس. عبد الوهاب وإن كان ثقةً فروايته هذه شاذّة. والشطر الأول من الحديث إلى قوله: " ... من العسل" أخرجه مسلم (4/ 1798 - 1799) من حديث أبي ذر وثوبان. وأمّا الشطر الآخر المتعلّق بطير الجنة فقد ورد من وجوه أخرى: فقد أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 8) بسندٍ صحيحٍ عن الحسن مرسلًا، والسائل عنده أبو بكر. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 15) والبيهقي (319) من طريق الفضل بن المختار عن عبيد الله بن مَوْهَب عن عصمة بن مالك -زاد البيهقي: عن حذيفة- مرفوعًا: "إن في الجنة طيرًا أمثال البخاتي". قال أبو بكر: إنّها لناعمة يا رسول الله. قال: "أنعم منها الذي يأكلها، وأنت ممن يأكلها يا أبا بكر".

31 - باب: في القراءات

والفضل قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة، يُحدِّث بالأباطيل. وقال الأزدي: منكر الحديث جدًّا. (اللسان: 4/ 449). وابن مَوْهَب قال أحمد: لا يُعرف. وأخرجه البيهقي (320) بسند لا بأس به عن قتادة مرسلًا. وأخرج الخطيب في "الموضح" (2/ 248) من طريق عبد الأعلي بن أبي المساور عن عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعًا: "إن في الجنّة لطيورًا خُضرًا كأمثال البخاتي، يغدون ويروحون على أهل الجنّة، فيأخذون منها ما شاءوا، ثم يرجعن فيرعين في رياض الجنة حيث شئن". فقال أبو بكر: يا رسول الله! إنّ هذه لطيرٌ ناعمات؟ فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إن من يأكل منهنّ أنعم منهنّ، وإنك يا أبا بكر لتأكل منهن". وعبد الأعلى متروك. كذّبه ابن معين. كذا في "التقريب". وأخرج أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (2/ 408 - ط الرسالة) من طريق محمد بن يحيى الرازي عن ابن إدريس عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد مرفوعًا: "إنّ في الجنة لطيرًا". فقال أبو بكر: يا رسول الله! طوبى لذلك الطير، ما أنعمَها! فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أكَلَتُها أنعمُ منها، وأنت يا أبا بكر منهم وأنعم". وعطية ضعيف، ومحمد بن يحيى قال أبو الشيخ: "له أحاديث مناكير عن قوم ثقات". 31 - باب: في القراءات 1376 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا ابن أبي غَرزَة: أنا عون بن سلّام: نا خازم بن الحسين عن مالك. بن دينار. عن أنس بن مالك أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {مَلِك يومِ الدين} [الفاتحة: 3].

خازم بن الحسين ضعيف كما في "التقريب". وأخرج ابن أبي داود في "المصاحف" (ص 93) وابن عدي في "الكامل" (3/ 73) من طريق أبي إسحاق الحُمَيسي -وهو خازم هذا- عن ابن دينار عن أنس، قال: صليت خلف النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، كلّهم كان يقرأ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. 1377 - حدّثني أبو علي محمد بن هارون الدّمشقي: نا محمد ابن سِنان الشَّيْزَري: نا عيسى بن سليمان: نا علي بن حمزة الكِسائي المقرىء عن أبي بكر بن عيّاش عن سليمان التَّيمي عن ابن شهاب. عن أنس، قال: قرأ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وقرأ أبو بكر وعمر. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 204/ أ) من طريق تمّام. وشيخ تمّام قال الكتّاني: كان يُتّهم. (اللسان: 5/ 411) وابن سنان قال الذهبي في "الميزان" (3/ 575): "صاحب مناكير، يُتأنّى فيه". وأخرج الترمذي (2928) وابن أبي داود (ص 92) من طريق أيوب بن سُويد الرَّمْلي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر -وأراه قال: وعثمان- كانوا يقرؤون: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. قال الترمذي: "هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفه من حديث الزهري عن أنس إلَّا من حديث هذا الشيخ أيّوب بن سُويد الرّملي". أهـ. وأيّوب ضعّفه أحمد وابن معين والجوزجاني وأبو داود وغيرهم. والصحيح أنّه مرسل: فقد أخرجه أبو داود (4000) وابنه (ص 93) بسند صحيح عن الزهري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر فذكره، وقال أبو داود: وهذا أصحُّ من حديث الزهري عن أنس.

1378 - حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد بن هاشم البغدادي الورّاق: نا أحمد بن الحسن بن علي [بن الحسين] (¬1) الكسائي: نا محمد بن يحيى الكسائي: نا الليث بن خالد: نا يحيى بن المبارك اليزيدي أبو محمد عن أبي عمرو بن العلاء عن الحسن عن أمّه. عن أمِّ سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {مَلِكِ يوم الدّين}. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 421) من طريق أحمد بن الحسن بن علي به. وإسناده ضعيف: أحمد بن الحسن هذا هو المعروف بـ"دُبَيس"، قال الدارقطني: ليس بثقةٍ. وقال الخطيب: منكر الحديث. (تاريخ بغداد: 4/ 88). وأمُّ الحسن اسمها خَيْرَة، قال الحافظ: مقبولة. أما محمد بن يحيى الكسائي وشيخه وشيخ شيخه فهم من ثقات القرّاء، تراجمهم -على الترتيب- في: "غاية النهاية" (2/ 279، 34) و"تاريخ بغداد" (14/ 146). وله طريق آخر: أخرجه أبو داود (4001) وابنه في "المصاحف" (ص 94) والترمذي (2927) -واستغربه- من طريق ابن جُريح عن ابن أبي مُلَيكة عن أم سلمة. وابن جُرَيح مدلّس، ولم يصرّح بالتحديث. وأعلّه الترمذي، فقال: ليس إسناده بمتصل؛ لأنّ الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مُلَيكة عن يعلي بن مَمْلَك عن أم سلمة. وحديث الليث أصحّ، وليس فيه: وكان يقرأ: {ملك يوم الدين} ". إهـ. ورواية الليث هذه عند أبي داود (1466) والترمذي (2923) -وقال: ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و (ف).

حسن صحيح- والنسائي (1022) والطبراني في "الكبير" (23/ 292) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 201). ويعلى لم يوثقه غير ابن حبّان، وأشار الذهبي في "الميزان" (4/ 258) إلى تجهيله فقال: "ما حدّث عنه سوى ابن أبي مُلَيكة! ". وليس فيها -كما قال الترمذي-: وكان يقرأ: {ملك يوم الدين}. ورُوي من حديث أبي هريرة: أخرجه ابن جُمَيع الصيداوي في "معجمه (ص 175) " -ومن طريقه: الخطيب في "التاريخ" (5/ 139) - عن أحمد بن محمد الواسطي عن محمد بن الجهم السمّري عن بشر بن محمد السكّري عن هارون الأعور عن الأعمش عن أبي صالح عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ {مَلِك يوم الدين}. وإسناده ضعيف، شيخ ابن جميع ذكر الخطيب الحديث في ترجمته ولم يحك فيه شيئًا، وبشر قال الأزدي: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: شيخ. ووثّقه ابن حبان، وقال ابن عدي: لا بأس به. (اللسان: 2/ 32). 1379 - حدّثنا أبو علي الحسن بن حبيب، وأبو بكر أحمد بن محمد ابن سعيد بن عبد (¬1) الله بن فطيس الورّاق، قالا: نا أبو عبد الله هارون بن موسى الأخفش المقرىء: نا سلّام بن سليمان المدائني -وكان يُكنَّى: أبا العباس-: نا أبو عمرو بن العلاء عن نافع. عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الأنفال [66]: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضُعْفًا}. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ف): (عُبيد) وكذا كتب فوق (عبد) في (ر)، وهو موافق لما ذكره ابن عساكر في ترجمته.

أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 311) والحاكم (2/ 239) من طريق سلّام به. وصحّحه الحاكم، فتعقّبه الذهبي قائلًا: قلت: سلّام بن سليمان نَزَلَ دمشقَ، واهٍ". 1380 - وبإسناده (¬1) عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الروم [54]: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضُعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضُعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضُعْفًا وَشَيْبَةً} برفع الضّاد [من (ضُعف)] (¬2) في هذا كلِّه. أخرجه ابن عدي (3/ 310) من طريق سلّام به. 1381 - أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن جَيْش بن شيخ الفَرْغاني الزاهد، وأبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث العَبْدَري في آخرين، قالوا: نا أحمد بن علي القاضي: نا علي بن الجَعْد: أنا فُضيل بن مرزوق. عن عطيّة العَوْفي، قال: قرأت على ابن عمر: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} (¬3). ثم قال ابن عمر: قرأتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قرأتَ فأخذ عليَّ كما أخذتُ عليك. أخرجه أحمد (2/ 58) وأبو داود (3978) والترمذي (2936) -وحسّنه- وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 114/ أ- ب) والحاكم (2/ 249) من طريق فُضَيل به. وأخرجه ابن الأعرابي أيضًا (ق 114/ أ) من طريقين آخرين عن عطية به. ¬

_ (¬1) في (ف) ذُكر الإِسناد السابق. (¬2) من (ظ) و (ر) و (ف). (¬3) عند مخرّجي الحديث زيادة: فقال ابن عمر: (من ضُعف)، ثم قال: ...

قال الحاكم: تفرّد به عطيّة، ولم يحتجّا [يعني: البخاري ومسلم] به. أهـ. قلت: لضعفه. 1382 - أخبرنا أحمد بن سليمان، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، قالا: نا عبد الله بن الحسين: نا محمد بن حُميد الرازي: نا عمر بن هارون عن يونس عن الزّهريّ عن ابن كعب بن مالك. عن أبيه أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} [التوبة: 118]. إسناده تالف. عمر بن هارون متروك كذّبه ابن معين، والراوي عنه ضعيف وهّاه بعضهم. 1383 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد، وأبو الحسن أحمد بن سليمان بن حَذْلَم، قالا: نا عبد الله بن الحسين المِصِّيصي: نا خلف بن هشام المقرئ: نا محبوب -وهو [محمد] (¬1) بن الحسن- عن سليمان بن أرقم عن الزُّهري عن سالم عن أبيه. عن جدّه أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابُ} [الرعد: 43]. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (سليمان بن أرقم ضعيف). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": السيوطي في "الدرّ المنثور" (4/ 69)، وزاد نسبته لابن مردويه. وأخرجه أبو يعلى (5574) فن طريق سليمان بن أرقم به دون قوله: ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و (ف).

(عن جدّه). وأخرجه ابن عدي (6/ 275) من طريق سليمان بن أرقم عن نافع عن ابن عمر عن عمر. وأعله ابن كثير في "تفسيره" (2/ 521) بضعف ابن أرقم، وقال: "لا يثبت". وقال الهيثمي (7/ 155): "وفيه سليمان بن أرقم، وهو متروك". وأخرجه الطبري في "التفسير" (3/ 119 - 120) من طريق الحسين بن داود عن عبّاد بن العوّام عن هارون الأعور عن الزهري عن سالم عن أبيه. قال الطبري: في إسناده نظر. وقال أيضًا: وهذا خبرٌ ليس له أصلٌ عند الثقات من أصحاب الزهري. أهـ. قلت: والحسين بن داود هو المعروف ب "سُنَيد" قال أبو داود: لم يكن بذلك. وقال النسائي: ليس بثقةٍ. وضعّفه أبو حاتم. وقال السيوطي عن حديث ابن عمر: سنده ضعيف. 1384 - أخبرنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عُمارة بن أحمد ابن أبي الخطّاب يحيى بن عمرو بن عُمارة اللّيثي: نا أبو الحسن علي ابن حفص بن عمرو الرازي السُّلَمي الشَّعْراني: نا محمد بن الجهم السِّمَّري: نا يحيى بن زياد الفرّاء عن قيس بن الربيع عن عاصم عن زِرٍّ. عن عبد الله بن مسعود أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ: (طِهِ) بكسر الطاءِ والهاءِ. إسناده ضعيف: قيس ليس بالقوي، وعلي بن حفص الشعراني لم أعثر على ترجمته. وأخرجه الحاكم (2/ 245) عن شيخه أبي بكر أحمد بن محمد بن أبي دارم عن عبيد بن غنّام عن عبيد بن عيّاش عن محمد بن فُضَيل عن عاصم -وهو الأحول- عن زرٍّ، قال: قرأ رجلٌ على عبد الله [بن مسعود] (طَهَ) مفتوحةً، فأخذها عليه عبد الله (طِه) مكسورةً، فقال له الرجل. إنما يعني: ضع

رجلك. مفتوحة. فقال عبد الله: هكذا قرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهكذا أنزلها جبريل -عليه السلام-. قال الحاكم: صحيح الإِسناد. هكذا قال! مع أنه قال في شيخه: رافضيٌّ غير ثقة. وكذّبه الذهبي. (اللسان: 1/ 268). وذكر الحاكم أنه رواه محمد بن عبيد الله عن عاصم به. 1385 - أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، وأحمد بن سليمان، قالا: نا عبد الله بن الحسين: نا الحسن بن بشر البَجَلي: نا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن. عن عمران بن حُصين، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى (¬1) وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} [الحج: 2]. أخرجه الترمذي (2941) -وحسنه- والطبراني في "الكبير" (18/ 141) والحاكم (2/ 385 - 386) -وصحّحه- من طريق الحسن بن بشر به. وسقط (عن الحسن) من سند الترمذي. وإسناده ضعيف: الحكم ضعيف كما في "التقريب"، والحسن لم يسمع من عمران كما قال ابن معين وأبو حاتم. وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 440 - 441): "سُئِل أبو زُرعة عن حديثٍ رواه الحكم بن عبد الملك، واختُلف في متن الحديث في الرواية عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين، قال: كان ¬

_ (¬1) هكذا وقعت في الأصول على القراءة المشهورة وكذا عند مُخرِّجي الحديث. وقيل: (سَكْرى): ففي "البحر المحيط" لأبي حيّان (6/ 350): "ورُويت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، رواها عمران بن حصين وأبو سعيد الخدري". وفي "روح المعاني" للألوسي (17/ 113): "وأخرج الطبراني وغيره عن عمران بن حصين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ (سَكْرى) كعَطْشى في الموضعين. وكذلك روى أبو سعيد الخدري".

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ: {فترى الناس سَكْرى} يعني: بنصب السين بغير ألفٍ. ورواه الحسن بن بشر البجلي عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن عن عمران بن الحصين، قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ: {وترى الناس سُكارى وما هم بسُكارى} يعني: برفع السين بألف. فقال أبو زُرعة: ليس ذا ولا ذاك! قد روى الثقات فلم يذكروا فيه الحروف، لم يذكروا قراءةً". ورُوي من حديث أبي سعيد: أخرجه الحافظ عبد الغني بن سعيد في "إيضاح الإِشكال" (ق 104) والخطيب في "الموضح" (2/ 419) من طريق أبي سعيد المسيب بن شريك الشقري عن الأعمش عن أبي صالح عنه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قرأ: {سَكْرى وما هم بسَكْرى} منتصبة السين بغير ألفٍ. وإسناده واهٍ: المسيّب متروك كما قال أحمد والفلّاس ومسلم والساجي. (اللسان: 6/ 38 - 39). 1386 - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد بن هاشم البغدادي: نا أحمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن عبد الله العُمَري صاحبُ الكسائي، قال: حدّثني محمد بن يحيى الكسائي: نا الليث بن خالد: نا يحيى بن المبارك اليزيدي أبو محمد عن أبي عمرو بن العلاء عن الحسن عن أمّه. عن أمّ سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} ولا يُبالي {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]. إسناده ضعيف: شيخ تمام ذكره الخطيب في "تاريخه" (11/ 400) وابن عساكر (12/ق 31/ أ)، ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وشيخه لم أعثر على ترجمة له. وأمّ الحسن مقبولة كما في "التقريب". ورُوي من حديث أسماء بنت يزيد: أخرجه أبو عُبيد في "الفضائل" (ق 37/ ب) وأحمد (6/ 454، 459،

460، 461) وعبد بن حُميد في "المنتخب" (1577) والترمذي (3237) -وحسّنه- والطبراني في "الكبير" (24/ 161) والحاكم (2/ 249) -واستغربه- من طريق حمّاد بن سلمة عن ثابت عن شهر بن حوشب عنها. وشهر ليس بالقوي، وقال صالح جَزَرَة: يروي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أحاديث في القراآت لا يأتي بها غيره. 1387 - أخبرنا أحمد بن سليمان، وعبد الرحمن بن عبد الله، قالا: نا عبد الله بن الحسين: نا يحيى بن عبد الحميد: نا قيس عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد. عن عبد الله، قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إنّي أنا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (¬1). أخرجه الطيالسي (317) عن شيخه قيس بن الربيع به. وقيس ليس بالقويّ. وأخرجه أحمد (1/ 394، 397، 418) وأبو داود (3993) والترمذي (2940) -وقال: حسن صحيح- والنسائي في "التفسير" (547) وأبو يعلى (9/ 227) والحاكم (2/ 234، 249) -وصححه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص161) والذهبي في "سير النبلاء" (7/ 360 و 10/ 403) -واستغربه- من طريق إسرائيل بن يونس عن جدّه أبي إسحاق به. ورجاله ثقات، لكن فيه عنعنة أبي إسحاق السَّبيعي وهو مشهور بالتدليس كما قال الحافظ في "طبقات المدلسين" (ص 53). وسماع إسرائيل منه بعد اختلاطه. ¬

_ (¬1) في القراءة المشهورة {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ...} [الذاريات: 58]، أما هذه فشاذّةٌ.

وقد أخرجه ابن حبّان (1762) من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله مثله. وشعبة ممّن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه. لكن بقيت العنعنة. 1388 - أخبرنا أبو علي بن حبيب: نا هارون بن موسى: نا سلّام بن سليمان: نا أبو عمرو بن العلاء عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في "الواقعة": {فَشَارِبُونَ شَرْبَ الْهِيمِ} [55]، بفتح الشين من (شَرب). أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 163/ أ) -ومن طريقه الخطيب في "تالي التلخيص" (نسخة تونس- ق 3/ أ) - عن شيخه هارون بن موسى به. وأخرجه ابن عدي (3/ 310) والحاكم (2/ 250) من طريق سلّام به. وصحّحه الحاكم، فتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: سلّام ضعِّف". أهـ. وسلّام ضعيف كما في "التقريب"، وقد تفرّد بروايته عن أبي عمرو كما قال الطبراني. 1389 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي: نا أبو علي الحسين بن أبي جعفر البُطناني بحلب: نا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي بكر العَتَكي: نا شعبة عن هارون المعلّم عن بُدَيل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق. عن عائشة، قالت: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها: {فَرُوْحٌ وَرَيْحَانٌ} [لواقعة: 89]. قال [أبو] (¬1) عبد الرحمن: ثمّ لقيت هارون المعلّم فسألته عن هذا ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و (ف).

الحديث (¬1)، فحدّثنيه كما حدّثني به شعبة. أخرجه البخاري في "التاريخ" (8/ 223) والطبراني في "الصغير" (1/ 221) من طريق العَتَكي عن شعبة به. وقال الطبراني: "لم يروه عن شعبة إلَّا عبد الله بن أبي بكر". 1390 - حدّثني أبي [-رحمه الله-] (¬2): نا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضُّرَيس الرَّازي: أنا مسلم بن إبراهيم: نا هارون بن موسى النَّحوي عن بُدَيل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق. عن عائشة، قالت: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأها (¬3): {فرُوح وريحان}. 1391 - أخبرنا أبي: نا محمد بن أيّوب الرّازي: نا أبو الوليد الطيالسي: نا هارون الأعور عن بُدَيل بن ميسرة بإسناده مثلَه. أخرجه أبو داود (3991) -ومن طريقه: الخطيب في "الموضح" (1/ 197) - عن شيخه مسلم بن إبراهيم به. وأخرجه الطيالسي (1557) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 63) - عن شيخه هارون به. وأخرجه أحمد (6/ 64) والترمذي (2938) -وحسّنه- والنسائي في "التفسير" (586) وأبو يعلى (8/ 13، 106 - 107) والحاكم (2/ 236) -وصحّحه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- من طرقٍ عن هارون به. وإسناده صحيح، وبُدَيل ما خرّج له البخاري شيئًا. ¬

_ (¬1) (فسألته عن هذا الحديث) ليس في (ظ). (¬2) من (ر) و (ف). (¬3) في (ظ) وهامش (ر): (يقرؤها).

وقد تُوبع هارون: تابعه حمّاد بن زيد عند الحاكم (2/ 250). 1392 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعي قراءةً عليه: نا عبد الله بن جعفر بن بحر العسكري بالرّافِقة: نا عَبْدان بن محمد العسكري: نا أبو تُمَيله: نا الحسين بن واقد قاضي خراسان عن ابن بُريدة. عن أبيه أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {فعدَّلك} [الانفطار: 7] مُشدَّدةً. إسناده ضعيف عبدان بن محمد العسكري ذكره الحافظ في "نزهة الألباب" (2/ 14) ولم يحك فيه شيئًا، والراوي عنه لم أعثر على ترجمة له. وأخرجه الحاكم (2/ 252) من طريق عبد الرحمن بن حَرْمَلَة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ {فسوّاك فعدّلك} مُثَقّلٌ. وصحَّحه وسكت عليه الذهبي. وابن حرملة ليّن الحديث، وكان يُلقّن.

(26) كتاب المغازي

(26) " كتاب المَغَازِي"

1 - باب: قتل أبي جهل

1 - باب: قتل أبي جهل 1393 - حدّثنا علي بن يعقوب: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل: نا أبي: نا أميّة بن خالد عن أبي إسحاق عن أبي عُبيدة. عن عبد الله، قال: قلت: يا رسول الله! قد قُتل أبو جهل! قال: "الحمدُ لله الذي صَدَقَ وعدَه وأعزّ دينَه". وقال مرّةً (¬1): "الحمد لله الذي أعزّ دينَه، وصَدَقَه وعدَه". هو في "مسند أحمد" (1/ 406). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9/ 82) من طريق عبد الله بن أحمد به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (7/ 162) - والطبراني من طريقين آخرين عن أميّة به. وإسناده ضعيف لانقطاعه: أبو عبيدة -واسمه: عامر بن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه شيئًا كما قال الترمذي وأبو حاتم وابن حبّان. 2 - باب: في قاتل حمزة (رضي الله عنه) 1394 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حَذْلَم القاض: نا سعد بن محمد البيروتي: نا المُسيّب بن واضح: نا ابن أبي هريرة الحِمصي -يعني: هاشمًا-: نا وحشيٌّ بن حرب بن وحشيّ عن أبيه. ¬

_ (¬1) في "المسند": يعني: أمية.

3 - باب: فتح خيبر

عن جدّه، قال: لما أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد قتل حمزةَ تَفَلَ في وجهي ثلاث تَفَلاتٍ (¬1)، ثمّ قال: "لا تُرني وجهَك". هو هاشم بن أبي هريرة. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 371/ ب) من طريق تمّام وغيره. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 139) من طريق المسيّب به. وإسناده ضعيف: وحشي بن حرب قال صالح جَزَرة: لا يُشتغل به ولا بأبيه. وقال العجلي: لا بأس به. وأبوه قال البزّار: مجهول. والمسيّب قال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرًا. وضعّفه الدارقطني وغيره. (اللسان: 6/ 40). وشيخه بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (9/ 105)، وذكره ابن حبّان في "ثقاته" (9/ 242). وقال الهيثمي (6/ 121): "وفيه المسيب بن واضح، وثّقه أبو حاتم، وقال: يخطئ. والنسائي". أهـ. وأخرج البخاري (7/ 367) من حديث وحشي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "فهل تستطيع أن تُغيّب وجهَك عنّي؟ " قال: فخرجتُ. 3 - باب: فتح خيبر 1395 - حدّثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن عمران الدَّيْنَوري: نا عبد الله بن محمد بن وهب بن حمدان بالدَّيْنَور: نا محمد بن يزيد الأسْفاطي وأحمد بن صالح الرَّوَّاسي، قالا: نا حَرَميُّ بن عُمارة: نا شعبة عن عُمارة بن أبي حفصة عن عكرمة. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (ثفل- ثفلات) بالمثلثة، ولم تعجم في (ف).

عن عائشة، قالت: لمّا فتح الله -عَزَّ وجَلَّ- علينا خيبرَ قلتُ: يا رسولَ الله! الآن (¬1) نشبعُ من التّمر. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (9/ ق 421/ أ) من طريق تمّام. وأخرجه البخاري (7/ 495) من طريق حَرَميّ به. 1396 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذْرَعي قراءةً عليه: نا محمد بن جعفر بن سفيان برَبَضِ (¬2) الرَّافِقة: نا سعيد بن عبد الملك: نا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن الزُّهري عن سعيد بن المسيّب. عن أبي هريرة، قال قَدِمَ أَبَان بن سعيد بن العاص على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في خيلٍ له بعدَ فتح خيبر، وحُزُمُ خيولِهم المَسَدُ (¬3)، فسألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أن يُقسِمَ لهَم فلم يفعلْ. [قال تمّام:] (¬4) وهذا أيضًا غريبٌ من حديث سعيد، تفرّد به الوليد. إسناده ضعيف: سعيد بن عبد الملك الحرّاني قال أبو حاتم: يتكلمون فيه، روى أحاديث كذب. وقال الدارقطني: ضعيف لا يُحتجُّ به. (اللسان: 3/ 37). والوليد مدلس، ولم يُصرّح بالتحديث. وأخرج سعيد بن منصور في "سننه" (رقم: 2793) -وعنه أبو داود (2723) -وأبو نُعيم في "المستخرج" -كما في "التغليق" (4/ 134) - من طريقين عن محمد بن الوليد الزُّبيدي عن الزهري أن عنبسة بن سعيد أخبره أنه ¬

_ (¬1) في الأصول: (ألا) وعليها علامة (صح) في الأصل و"ظ"، والمثبت من صحيح البخاري وابن عساكر. (¬2) في (ظ): (ابن نصر). (¬3) المَسَدُ: الليف. "مختار". (¬4) من (ظ).

4 - باب: فتح مكة

سمع أبا هريرة يُحدّث سعيد بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبان بن سعيد بن العاص على سريّةٍ من المدينة قِبَلَ نجدٍ، فقدِمَ أبان بن سعيد وأصحابه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر بعد أن فَتَحَها، وإنَّ حُزُمَ خيلهم لليفٌ. الحديثَ، وفيه: ولم يقسم لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإسناده صحيح، وهو عند البخاري (7/ 491) معلّقًا عن الزُّبيدي. 4 - باب: فتح مكّة 1397 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو جعفر محمد بن عوف: أنا أبو اليمان: نا إسماعيل بن عيّاش عن إبراهيم بن طَهمان عن داود بن أبي هند عن عكرمة. عن ابن عبّاس أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ البيتَ يومَ فتح مكّةَ، فرأى تماثيلَ إبراهيمَ وإسماعيلَ يستقسمان بالأزلامِ. فقال: "ما لَهم قاتلهم اللهُ؟! ما كان إبراهيمُ وإسماعيلُ يستقسمانِ بالأزلامِ". إسماعيل ضعّفوا روايته عن غير أهل الشام، وشيخه ليس منهم. وأخرجه البخاري (8/ 16) من طريق أيوب السّختياني عن عكرمة به. 5 - باب: غزوة حُنين 1398 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل القِنَّسْرِيني القطّان: نا عبد الرحمن بن مَعْدان اللّاذقيّ باللّاذقيّة: نا سعيد بن منصور: نا صالح بن موسى الطَّلْحي: نا شَريك بن عبد الله بن أبي نَمِر.

عن أنس بن مالك، قال: لمّا انصرفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من حُنَين (¬1) ازدحموا عليه حتى ألجأوه إلى شجرةٍ عَلِقَتْ رداءَه، فقال: "علامَ تضطرّوني إلى هذه الشجرةِ حتى عَلِقَت ردائي؟! فوالذىِ نفسُ محمدٍ بيده لو كان لي هذا الوادي نَعَمًا لقسمتُه فيكم" (¬2). هو في "سُنن سعيد" (رقم: 2755). وصالح بن موسى الطلحي متروك كما في "التقريب". ويُغني عنه: ما أخرجه البخاري (6/ 35، 251) من حديث جُبَير بن مطعم أنّه بينما هو يسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه الناس مُقفِلةً من حُنين، فعَلِقَت الناس يسألونه حتى اضطرّوه إلى سَمُرةٍ فخَطِفت رداءه، فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أعطوني ردائي، لو كان لي عددُ هذه العِضاة نَعَمًا لقسمتُه بينكم، ثمّ لا تجدوني بخيلًا ولا كذوبًا ولا جبانًا". ¬

_ (¬1) في الأصل و (ر) و (ش): (خيبر)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ) و (ف) و"سنن سعيد". (¬2) في (ظ): (بينكم).

(27) كتاب علامات النبوة

(27) " كتاب علامات النُّبُوَّة"

1 - باب: قدم نبوته (صلى الله عليه وسلم)

1 - باب: قِدَم نبوّته (صلى الله عليه وسلم) 1399 - حدّثنا أحمد بن سليمان: نا يزيد بن محمد [بن عبد الصمد] (¬1): نا أبو الجُماهِر [محمد بن عثمان] (1): نا سعيد بن بشير: نا قتادة عن الحسن. عن أبي هريرة أنّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كنتُ أوّلَ النّبيّين في الخَلْقِ، وآخرهم في البعثِ". أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 469) - وابن عدي في "الكامل" (3/ 49، 372، 373) وأبو نُعيم في "دلائل النبوة" (رقم: 3) وابن لال -ومن طريقه الديلمي- (كذا في "المقاصد": (ص 327) من طريق سعيد بن بشير به. وإسناده ضعيف: سعيد ضعيف كما في "التقريب". وتابعه خُليد بن دَعْلج عند ابن عدي (3/ 49)، وخُلَيد ضعيف أيضًا. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 149) والطبري في "التفسير" (21/ 79) بسندٍ صحيحٍ عن قتادة مرسلًا. 1400 - أخبرنا أبو عمر (¬2) محمد بن سليمان بن داود اللبّاد: نا أبو الطيّب طاهر بن علي بطبريّة سنةَ أربعٍ وثلاثمائة: نا إبراهيم بن سلمة: نا محمد بن شُعيب عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. ¬

_ (¬1) من (ف). (¬2) في الأصل: (عمرو)، والمثبت من (ظ) و (ر) و (ف) وابن عساكر.

عن أبي هريرة، قال: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: متى وَجَبَت لك النُّبوّة؟ قال: "بين خَلْق آدمَ ونفخِ الرُّوح فيه". صلَّى الله عليهما (¬1). أخرجه الترمذي (3609) -وقال: حسن صحيح- والحاكم (2/ 609) وأبو نعيم في "الدلائل" (8) و"أخبار أصبهان" (2/ 226) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 130) والخطيب في "التاريخ" (5/ 83) من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به (¬2). ورجاله ثقات، وقد صرّح الوليد بالتحديث عند أبي نعيم والبيهقي، وصرّح الأوزاعي به كذلك عند أبي نعيم والخطيب فأمنّا تسوية الوليد، إلَّا أن يحيى لم يصرّح بالسماع وهو موسوم بالتدليس. وانظر ما بعده. 1401 - حدّثنا خيثمة: نا أبو جعفر محمد بن علي الطبري بصُور: نا حفص بن عمر البصري: نا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. عن أبي هريرة، قال: قالوا: يا رسولَ الله! متى كنتَ نبيًّا؟ قال: "وآدمُ مُنْجدلٌ في طينتِه". شيخ خيثمة لم أعثر على ترجمة له. وقد ورد الحديث من رواية ميسرة الفجر، والعرباض بن سارية، وابن عبّاس: أمّا حديث ميسرة: فقد أخرجه أحمد (5/ 59) وابنه عبد الله في "السنّة" (رقم: 864) وابن ¬

_ (¬1) ليست في (ظ) و (ر) و (ف)، وفي (ظ) و (ر) بعد "آدم": - صلى الله عليه وسلم - فالظاهر أنّها من زيادات النُّسّاخ. (¬2) عزاه الشيخ الألباني في "الصحيحة" (4/ 472) إلى أبي نعيم في "أخبار أصبهان" فقط.، فكأنّه لم يقف عليه عند الترمذي والحاكم، والله أعلم.

أبي عاصم في "السنّة" (410) والطبراني في "الكبير" (20/ 353) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 53) عن منصور بن سعد، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 374) وابن سعد في "الطبقات" (7/ 60) والحاكم (2/ 608 - 609) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الدلائل" (1/ 84 - 85 و 2/ 129) والذهبي في "النبلاء" (7/ 384) -وقال: صالح السند- وابن الأثير في "أُسْد الغابة" (4/ 509) من طريق إبراهيم بن طَهْمان، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 392) من طريق الثوري، كلهم عن بُدَيل بن ميسرة العقيلي عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر، قال: قلت: يا رسول الله! متى كُتبت [وفي رواية: كنت] نبيًّا؟ قال: "وآدمُ بين الرّوح والجسد". وإسناده صحيح، وقال الحافظ في "الإِصابة" (3/ 470): "سنده قويٌّ". لكن اختُلِف في تسمية صحابيّه: فقيل: عبد الله بن أبي الجذعاء، أخرجه ابن سعد (7/ 59) والذهبي في "النبلاء" (11/ 109 - 110) من طريقين عن حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عنه. وقيل: (عن رجل) بالإِبهام، هكذا أخرجه أحمد (4/ 66 و 5/ 379) وابن أبي عاصم في "السنة" (411) و"الآحاد والمثاني" (5/ 347) من طريقين عن حماد بن سلمة به كسابقه. وتابع حمادًا على إبهامه: إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيّة عند ابن سعد (1/ 148) وخالد بن عبد الله الواسطي عند الروياني في "مسنده" (ق 258/ ب - 259/ أ)، وهما ثقتان. وقال الحافظ في "الإِصابة" (3/ 470): "لكن اختلف فيه على بُدَيل بن ميسرة: فرواه منصور بن سعد عنه هكذا، وخالفه حمّاد بن زيد فرواه عن بُدَيل عن عبد الله بن شقيق، قال: قيل: يا رسول الله! ... لم يذكر ميسرة، وكذا رواه حماد عن والده وعن خالد الحذّاء، كلاهما عن عبد الله بن شقيق. أخرجه البغوي. وكذا رواه حماد بن سلمة عن خالد عن عبد الله بن شقيق قال: قلت: يا رسول الله! ... أخرجه البغوي أيضًا.

وأخرجه من طريق أخرى عن حماد، فقال: عن عبد الله بن شقيق عن رجلٍ، قال: قلت: يا رسول الله! ... وأخرجه أحمد من هذا الوجه، وسنده صحيح. وقد قيل إنه عبد الله بن أبي الجدعاء، وميسرة لقبٌ". أهـ. قلت: وعلى أيّ حالٍ فإن الاختلاف في تسمية الصحابي لا يقدح في صحة الحديث؛ لأن الصحابة كلهم عدولٌ فلا تضرّهم الجهالة، والله أعلم. وأمّا حديث العرباض: فقد أخرجه ابن سعد (1/ 148 - 149) وأحمد (4/ 127) وابنه عبد الله في "السنّة" (865) والبخاري في "التاريخ" (6/ 68) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 345) والطبري في "التفسير" (1/ 435) والطبراني في "الكبير" (18/ 252، 253) وابن حبّان (2093) والحاكم (2/ 418) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي- أبو نُعيم في "الدلائل" (9، 10) والبيهقي في "الشعب" (2/ 134) و"الدلائل" (2/ 130) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ ق 125/ ب- 126/ أ) من طريق معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد الكلبي عن عبد الأعلى -وفي رواية لأحمد وابنه والطبري وأبي نعيم: عبد الله- بن هلال السُّلمي عنه مرفوعًا: "إنّي عند الله لخاتم النبيين وإنّ آدمَ لمُنْجدِلٌ في طينته". وسعيد وشيخه ذكرهما ابن حبّان في "ثقاته" (6/ 361 و 5/ 128)، وقال البزّار عن سعيد: شامي ليس به بأس. (كشف الأستار: 3/ 113)، وشيخه لم أرَ من وثقه غير ابن حبان، فهو مستور الحال. وقد رواه أبو بكر بن أبي مريم -وهو ضعيف- عن سعيد عن العرباض، فأسقط: (عبد الأعلى)، هكذا أخرجه من طريقه: أحمد (4/ 128) وابن أبي عاصم في "السنة" (409) والبزّار (كشف- 2365) والطبري (1/ 435) والطبراني (18/ 253) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 89 - 90) وابن عساكر (7/ ق 125/ ب).

وقد وسم الألباني في "تخريج السنة" (1/ 179) سعيد بن سويد بالتدليس، ولم يذكر مستنده في ذلك، فإن عدّ إسقاط (عبد الأعلى) من السند تدليسًا من سعيد فهذا لا يُسلَّم له؛ لأنّ الراويَ عنه ضعيف الحفظ فربما أسقطه غلطًا منه، ورواية معاوية بن صالح -وهو لا بأس به- تؤيد هذا الاحتمال. وقال الهيثمي (8/ 223): "وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد، وقد وثّقه ابن حبّان". أهـ. وعبد الأعلي بن هلال لم يُخرّج له صاحبا الصحيح شيئًا. أمّا حديث ابن عبّاس: فقد أخرجه البزّار (كشف- 2364) والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 300) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 165/ ب) وابن عدي في "الكامل" (7/ 37) من طريق نصر بن مُزاحم عن قيس عن جابر الجُعْفي عن الشعبي عنه قال: قيل: يا رسول الله! متى كُتِبتَ نبيًّا؟ قال: "وآدمُ بين الروح والجسد". قال البزّار: "لا نعلمه يُروى عن ابن عبّاس إلَّا من هذا الوجه، ونصر لم يكن بالقوي، ولم يكن كذّابًا ولكنّه يتشيع، ولم نجد هذا الحديثَ إلَّا عنده". وقال الطبراني: "لا يُروى عن ابن عبّاس إلَّا بهذا الإِسناد، تفرّد به نصر". ونصر كذّبه أبو خيثمة، وقال أبو حاتم: زائغ الحديث متروك. وقال العجلي: كان رافضيًّا غاليًا، ليس بثقة ولا مأمون. (اللسان: 6/ 157). وجابر الجُعْفي رافضيٌّ كذّبه أبو حنيفة وابن معين وغيرهما. وقال الهيثمي (8/ 223): "وفيه جابر بن يزيد الجعْفي، وهو ضعيف"! ورُوي مرسلًا: أخرجه ابن سعد (1/ 148) من رواية جابر الجعفي أيضًا عن الشعبيّ،

2 - باب: في أسمائه (صلى الله عليه وسلم)

قال: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: متى استَنبئت؟ فقال: "وآدم بين الروح والجسد، حين أُخذ منّي الميثاق". وأخرجه أيضًا من طريق أبي هلال الرّاسبي عن داود بن أبي هند عن مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخّير أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: متى كنت نبيًّا؟ قال: "بين الروح والطّين من آدم". وأبو هلال واسمه: محمد بن سُليم، وهو صدوق فيه لينٌ كما في "التقريب". 2 - باب: في أسمائه (صلى الله عليه وسلم) 1402 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا أبو شُرَحْبيل عيسى بن خالد بن نافع ابن أخي أبي اليمان الحكم بن نافع: نا أبو اليمان: نا إسماعيل بن عيّاش عن الأوزاعي عن عمرو بن مُرّة عن أبي عُبيدة. عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لي أسماءٌ: أنا أحمد، وأنا محمّد، و [أنا] (¬1) الحاشِر، وأنا المُقفِّي، وأنا نبيُّ التوبة". إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وشيخه كوفي. وقد وَهِمَ فيه فجعله من مسند ابن مسعود، والصواب أنه من مسند أبي موسى الأشعري: هكذا رواه الأعمش عن عمرو بن مرّة عن أبي عبيدة عن أبي موسى، أخرجه مسلم (4/ 1828 - 1829) من طريقه، وزاد: "ونبيّ الرحمة". ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

3 - باب: في خاتم نبوته (صلى الله عليه وسلم)

3 - باب: في خاتم نُبوّته (صلى الله عليه وسلم) 1403 - أخبرنا ابن راشد: نا مُضَر بن محمد الأسدي: نا إبراهيم بن المنذر: نا بكّار بن محمد بن كثير، قال:. حدّثني موسى بن عُقْبة. عن أمِّ خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت: لمّا قَدِمتُ من الحبشةِ رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورأيت الخاتمَ بين كتِفَيه، فجعلتُ أنظرُ إليه، فقال: "إنّها - كأنّه يقول: كَيِّسةٌ". 1404 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي قراءةً عليه في آخرين، قالوا: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي: نا إبراهيم بن المنذر. نا بكّار بن محمد بن كثير بن جارُسْت: نا موسى بن عُقبة. قال سمعت أمَّ خالد بنت سعيد بن العاص تقول: لمّا قُدِمَ بي من أرض الحبشةِ رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأيتُ خاتمَ النبوّة بين كَتِفَيه، فجعلتُ أنظرُ إليه، وهو يقول -كأنّه يقول-: "كَيِّسةٌ". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/ ق 292/ ب) من طريق تمّام الأول. وأخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 471) من طريق إبراهيم بن المنذر به. وإسناده حسنٌ، بكّار بن محمد قال أبو زرعة: لا بأس به. وذكره ابن حبّان في "ثقاته" (6/ 109). وأخرجه البخاري في "التاريخ" (2/ 122) عن شيخه إبراهيم بن المنذر به مختصرًا بلفظ: لمّا قُدِمَ بي من أرض الحبشة رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 95) من طريقين عن إبراهيم [في

4 - باب: إخبار الجن بنبوته (صلى الله عليه وسلم)

المطبوع: محمد!]، بن المنذر به بلفظ: أتيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه. وفي "صحيح البخاري" (6/ 183) من رواية خالد بن سعيد عن أبيه عنها قالت: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبي ... الحديث، وفيه: فذهبتُ ألعب بخاتم النبوة، فزَبَرَني أبي. 4 - باب: إخبار الجنّ بنبوّته (صلى الله عليه وسلم) 1405 - حدّثنا أبو الحارث محمد بن الحارث بن هانىء بن مُدْلِجٍ بن المقداد بن زَمْل بن عمرو العُذْري من لفظه، قال: حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن أبيه عن جدّه عن أبيه. عن زَمْل بن عمرو العُذْري، قال: كان لبني عُذرة صنمٌ يُقال له: (خُمَامُ) (¬1)، وكانوا يُعظِّمونه، وكان في بني هند بن حَرَام بن ضِنَّة بن عبد بن كبير (¬2) بن عُذْرَة، وكان سادنُه رجلًا يُقال له: (طارق)، وكانوا يعترون (¬3) عنده. فلما ظهر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سمعنا صوتًا يقول: (يا بني هند بن حرام، ظهر الحقُّ وأَوْدَى حُمَامُ، ودفع الشّركَ الإِسلامُ). قال: ففزِعْنا لذلك وهالنا. فمكثْنا أيّامًا ثم سمِعْنا صوتًا وهو يقول: (يا طارقُ يا طارقُ، بُعِث النبيُّ الصادقُ، بوحيٍ ناطق، صَدَعَ صادعٌ، بأرض تهامة، لناصريه السّلامة، ولخاذليه النّدامة. هذا الوداع مني إلى يوم القيامة). ¬

_ (¬1) بوزن: غُراب كما في "تاج العروس" (8/ 264)، لكن وقع فيه بالحاء المهملة. (¬2) بالأصل (كثير) والتصويب من "أُسد الغابة" (2/ 108) حيث قال: "بعد الكاف باء موحدة". (¬3) يذبحون العتيرةُ، وهي شاة يذبحونها لأصنامهم. "قاموس".

قال زمل [بن عمرو] (¬1). فابتعتُ راحلةً ورحلتُ، حتى أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مع نَفَرٍ من قومي، وأنشدتُه شعرًا قلتُه: إليك رسولَ الله أعملتُ نصّها (¬2) ... أُكلِّفُها حَزْنًا وقَوْزًا (¬3) من الرملِ لأنصرَ خيرَ الناس نصرًا مُؤزّرًا ... وأعقُدَ حبلًا من حبالِك في حبلي وأشهدُ أنَّ اللهَ لا شيءَ غيرُه ... أدينُ له ما أثقلتْ قَدَمي نَعْلي قال: فأسلمتُ وبايعتُه، وأخبرناه بما سمعناه، فقال: "ذلك من كلام الجنِّ". فقال (¬4): "يا معشرَ العرب! إنّي رسولُ الله إلى الأنام كافّةً، أدعوهم إلى عبادةِ الله وحدَه، وأنيِ رسولُه وعبدُه، وأن يحجّوا البيتَ، ويصوموا [شهرًا من اثني عشرَ شهراً وهو] (¬5) شهرُ رمضان. فمن أجابني فله الجنّةُ نزُلًا وثوابًا، ومن عصاني كانت له النارُ منقلبًا". قال: فأسلمنا وعَقَدَ لنا لواءً، وكَتَبَ لنا كتابًا، نُسختُه: بسم الله الرحمن الرحيم "من محمّدٍ رسولِ الله لزَمْل بن عمرو ومن أسلم معه خاصةً: أنّي بعثتُه إلى قومه عامّةً، فمن أسلمَ ففي حزبِ الله ورسوله، ومن أبى فله أمانُ شهرين. شهِد عليُّ بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري". الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": الحافظ في "الإِصابة" (1/ 551). ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر). (¬2) نصَّ ناقته: استخرجَ أقصى ما عندها من السَّيْر. (¬3) القَوْز: الكثيب المُشرف. (¬4) في (ظ) و (ر): (ثم قال)، وكذا عند ابن عساكر. (¬5) من (ظ) و (ر)، وهي عند ابن عساكر أيضًا.

5 - باب: مسائل عبد الله بن سلام للنبي (صلى الله عليه وسلم)

وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ ق 68/ ب) من طريق تمّام، وقال: "غريبٌ جدًّا". وإسناده مظلم: شيخ تمّام قال الذهبي في "الميزان" (3/ 504): "لا يُدرى من هو ولا آباؤه، فلا يُعتمد على ما رووا". وأقرّه الحافظ في "اللسان" (5/ 111). وقد ذكره ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 99/ ب) وذكر آباءه أيضًا: (4/ ق 68/ ب، و 16/ ق 163/ أ، و 17/ ق 66/ ب) ولم يحكِ فيهم جرحًا ولا تعديلًا. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (1/ 332) -واللفظ له- وابن عساكر (16/ ق 163/ أ) من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن شرقي بن القطامي عن مُدْلج بن المقداد بن زَمل -زاد ابن عساكر: عن أبيه، وزاد ابن سعد: وحدّثني ببعضه أبو زُفَر الكلبي- قال: وَفَدَ زمل بن عمرو العذري على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما سمع من صنمهم، فقال: "ذلك مؤمنٌ من الجنّ". فأسلم وعقد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لواءً على قومه. وأنشأ يقول حين وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكر الأبيات السابقة. وهشام بن محمد اتّهمه الأصمعي، وقال ابن معين: غير ثقة. وتركه الدارقطني. وقال ابن عساكر: رافضيٌّ ليس بثقةٍ. (اللسان: 6/ 196). وشيخه ضعيف. (اللسان: 5/ 142 - 143). 5 - باب: مسائل عبد الله بن سَلَام للنبي (صلى الله عليه وسلم) 1406 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي: نا بكّار بن قتيبة: نا عبد الله بن بكر السَّهْمي أبو وهب: نا حُمَيد الطويل. عن أنس بن مالك، قال: سمع عبد الله بن سلاَم بمَقدِمِ رسول الله

6 - باب: معجزته (صلى الله عليه وسلم) في الماء والطعام

- صلى الله عليه وسلم - وهو بأرضٍ يخترِفُ، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّي سائلُك عن ثلاثٍ لا يعلمهنّ إلَّا نبيٌّ: ما أوّلُ أشراطِ الساعة؟ وما أوّلُ طعام أهل الجنّة؟ وما ينزعِ الرجلَ إلى أبيه وأمّه؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "أخبرني بهنّ جبريلُ آنفًا". فقال: ذاك عدوُّ اليهودِ منَ الملائكة. قال: فقرأ عليه الآية: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 97]. "فأمّا أوّلُ أشراطِ الساعة فنارٌ تحشرُ الناسَ من المشرق إلى المغرب. وأمّا أوّل طعامٍ يأكله أهلُ الجنّة فزيادةُ كَبْدِ حوتٍ. وإذا سَبَقَ ماءُ الرجل ماءَ المرأة نَزَعَ الولدَ، وإذا سبق ماءُ المرأة نزعتُه". قال: أشهدُ أنّ لا إله إلَّا الله، وأشهدُ أنّك رسولُ الله. يا رسولَ الله! إنّ اليهودَ قومٌ بُهْتٌ، وإنّهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألَهم عني يبهتوني. قال: فجاءتِ اليهودُ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أيُّ رجلٍ عبدُ الله بن سلاَمٍ فيكم؟ " قالوا: "خيرُنا وابنُ خَيرِنا، وسيِّدُنا وابنُ سيِّدِنا. قال: "أفرأيتم إن أسلم عبدُ الله بن سلاَم؟ " قالوا: أعاذه اللهُ من ذلك! فخرج عبد الله بن سَلاَم، فقال: أشهدُ أنْ لا إله إلَّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله. قالوا: شرُّنا وابنُ شرِّنا. فنقَّصوه. فقال: هذا الذي كنتُ أخافُ يا رسول الله! ". أخرجه البخاري (8/ 165) من طريق عبد الله بن بكر به. 6 - باب: معجزته (صلى الله عليه وسلم) في الماء والطعام 1407 - حدّثني أبو الحسن (¬1) علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني الحافظ وغيره، قالوا: نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث: نا عمّي محمد: نا عمر بن حفص بن غياث: نا أبي: نا هُود بن الأعمش -والأعمش جالسٌ- نا الأعمش -قال الأعمش: نعم- عن إبراهيم عن علقمة. ¬

_ (¬1) في (ظ): (أبو علي الحسن بن علي بن الحسن بن علان ...) والظاهر أنه سبق قلم من الناسخ.

عن عبد الله، قال: كنّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في سَفَرٍ، فأُتي بفَضْل ماءٍ، فوَضَعَ كفّه فيه، ثمّ قال: "حيَّ على الطَّهور المبارك". هُود بن الأعمش ذكره ابن حبّان في "الثقات" (5/ 515 أو 7/ 587) وذكر أن أبا معاوية محمد بن خازم يروي عنه، ولم أرَ من ذكره غيره. ومحمد بن الأشعث -عمُّ أبي بكر بن أبي داود- لم أقف على ترجمة له. والحديث أخرجه النسائي (77) من طريق سفيان عن الأعمش به، ولفظه: كنّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فلم يجدوا ماءً فأُتي بتوْرٍ فأدخل يده، فلقد رأيت الماء يتفجّر من بين أصابعه، ويقول: "حيَّ الطهور والبركة من الله -عَزَّ وَجَلَّ-". وأخرجه الدارمي (1/ 15) وأبو نعيم في "الدلائل" (311) من طريق آخر عن الأعمش به. والحديث عند البخاري (6/ 587) من رواية منصور بن المعتمر عن إبراهيم به. 1408 - أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حبيش الفَرْغَاني، وأبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج، قالا: نا أبو بكر أحمد ابن علي بن سعيد القاضي: نا عُبيد الله بن عمر القواريري: نا حمّاد بن زيد: نا المهاجر عن أبي العالية الرِّياحي. عن أبي هريرة، قال: أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بتمراتٍ، فقلت: يا رسول الله! ادعُ اللهَ لي فيهنّ بالبركة! فصفّفهن ثمّ دعا لي فيهنّ بالبركة، فقال: "خُذْهُنَّ فاجعلهن في مِزْوَدك هذا -أو: في المِزْوَد-، فكلّما أردت أن تأخذَ شيئًا فأدخلْ يدك فخُذْ، ولا تنثره نثرًا". قال: فلقد حملتُ من ذلك التمرِ كذا وكذا وَسْقًا (¬1) في سبيل الله ¬

_ (¬1) الوَسْقُ: ستون صاعًا.

-عَزَّ وَجَلَّ-، وكنّا نأكل منه ونُطعِمُ، وكان لا يُفارِق حَقْوَتي (¬1) حتى كان يومُ قَتْلِ عثمان -رحمه الله- (¬2) فإنّه انقطعَ. أخرجه أحمد (1/ 352) والترمذي (3839) -وحسّنه- وابن عدي في "الكامل" (6/ 460) - والبيهقي في "الدلائل" (6/ 109) والمِزّي في "تهذيب الكمال" (3/ 1379) من طريق حمّاد به. وإسناده لا بأس به: المهاجر هو ابن مَخْلَد مولى البَكَرات، قال ابن معين: صالح. وقال الساجي: صدوق معروف، وذكره ابن حبان في "الثقات". وكان وُهَيب بن خالد يَعيبه ويقول: لا يحفظ. وقال أبو حاتم: ليّنُ الحديث، ليس بذاك وليس بالمتقن، يُكتب حديثه. ويتقوّى بالطريق الآتي. 1409 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد، قال: حدّثني أبو الخطّاب زياد بن يحيى: نا سهل بن أسلم العَدَوي عن يزيد بن أبي منصور عن أبيه. عن أبي هريرة، قال: أُصِبتُ بثلاثِ مصائب في الإِسلام لم أُصَبْ بمثلهنّ: موتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنتُ صُوَيحِبَه، وقتلِ عثمان، والمِزوَد. قالوا: وما المِزودُ يا أبا هريرة؟ قال: كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سَفرٍ، فقال: "يا أبا هريرة! هل معك شيءٌ؟ " قلت: نعم، تمرٌ في مِزْوَدٍ معي. قال: "جىء به". قال: فأخرجِتُ منه تمرًا فأتيتُه به فمسَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعا فيه، وقال: "ادعُ عشرةً". فدعوتُ عشرةً، فأكلوا حتى شَبِعوا. ثمّ قال: "ادعُ [لي] (¬3) عشرةً". فأكلوا حتى شَبِعوا، ثمّ كذلك حتى أكَلَ الجيشُ كلُّهم، وبقي ¬

_ (¬1) الحَقْوَةُ: مَعْقِد الإِزار. (¬2) في (ر): (رضي الله عنه). (¬3) من (ظ).

من تمر المِزْوَدِ. فقال: "يا أبا هريرة! خُذه فأعِده في المِزودِ، فإذا أردتَ أن تأخذَ منه شيئًا (¬1) فأدخل يدَك فيه ولا تكُبَّه". قال: فأكلتُ منه حياةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأكلتُ منه حياةَ أبي بكر -رضي الله عنه- (¬2) كلَّها، وأكلتُ منه حياةَ عمر -رضي الله عنه (¬3) - كلَّها، وأكلتُ منه حياةَ عثمان -رضي الله عنه- (¬4). فلمّا قُتِل عثمانُ انتُهِبَ ما في بيتي، وانتُهِبَ المِزوَدُ. ألا أخبركم كم أكلتُ منه؟! أكثرَ من مائتي وَسْقٍ! أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 110 - 111) من طريق أبي الخطّاب به، ومن طريقٍ آخر عن سهل به. ووالد يزيد أبو منصور لم أعثر على ترجمةٍ له. وباقي الإِسناد حسنٌ. وله طريق آخر: أخرجه البيهقي (6/ 109 - 110) والذهبيّ في "سير النُّبلاء" (2/ 630 - 631) من طريق سهل بن زياد أبي زياد عن أيّوب السختياني عن ابن سيرين عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوةٍ، فأصابهم عَوَزٌ من الطعام، فقال: "يا أبا هريرة! عندك شيءٌ؟ " ... وذكر الحديث نحوه. قال الذهبي: "هذا حديث غريبٌ، تفرّد به سهل، وهو صالحٌ إن شاء الله. وهو في أمالي ابن شمعون". قلت: وسهل هذا قال الذهبي عنه في "الميزان" (2/ 237): "ما ضعّفوه". وقال الحافظ في "اللسان" (3/ 118): "وفي (ثقات ابن حبّان): سهل بن زياد من أهل البصرة، يروي عن داود بن أبي هند، وعنه بشر بن ¬

_ (¬1) في الأصل: (شيء)، والتصويب من (ظ) و (ر). (¬2) ليس في (ظ) الترضي. (¬3) ليس في (ظ) الترضي. (¬4) ليس في (ظ) الترضي.

يوسف. فالظاهر أنه هو. وقال الأزدي: سهل بن زياد الطحّان أبو زياد عن سليمان التيمي وطبقته: منكر الحديث". أهـ. والأزدي لا يُعتدُّ بجرحه. وبالجملة: فالحديث بهذه الطرق الثلاث ثابتٌ إن شاء الله. 1410 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي قراءةً عليه: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بُسر القرشي: نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زَبْر: نا أبي: عبد الله بن العلاء عن الأوزاعيِّ والزُّهري، قالا: نا المُطّلب -يعني: ابن عبد الله بن حَنْطَب-، قال: حدّثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، قال: حدّثني أبي، قال: كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوةٍ غزاها، فأصابَ الناسَ مخمصةٌ، فاستأذن الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نحو بعض ظهورهم، فهمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأذنَ لهم. فقال عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-: أرأيتَ يا رسولَ الله إذا نحرنا ظهرنا ثمّ لقينا عدوّنا غدًا ونحن جياعٌ رجالٌ (¬1)؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ترى يا عمرُ؟ ". قال: أرى أن تدعوَ الناسَ ببقايا أزوادِهم، ثمّ تدعو فيها بالبركة، فإنّ اللهَ سيُبلِّغُنا بدعوتك إن شاء الله. قال: فكأنّما كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غطاءٌ فكُشِف. قال: فدعا بثوبٍ ثمّ أمَرَ به فبُسِطَ، ثم دعا الناسَ ببقايا أزوادِهم. قال: فجاؤوا بما كان عندهم. قال: فمنَ الناسِ من جاء بالحفنة من الطعام أو الحَثْيَةِ، ومنهم من جاء بمثل البَيْضةِ. قال: فأَمَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فوُضِعَ على ذلك الثوبِ، ثمّ دعا فيه بالبركة، ثمّ تكلّم بما شاء الله أن يتكلّمَ به، ثم نادى في الجيَش ثمّ أَمَرَهم فأكلوا وطَعِمُوا وملأوا أوعيتَهم ومزادَهم، ثمّ دعا رَكْوَةً (¬2) فوُضِعت بين يديه، ثم دعا بشيءٍ من ماءٍ فصُبَّ فيها، ثمّ مجَّ فيه وتكلّم بما شاء الله أن يتكلَّم ¬

_ (¬1) في الأصل و (ظ): (جياعًا رجالًا)، والتصويب من (ر). (¬2) الرَّكوة: إناء للماء من جلدٍ خاصّة.

به، وأدخل كفّه فيها. فأُقسِم بالله لقد رأيتُ أصابعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تفجَّرُ ينابيعَ من الماء ثم أمر الناسَ فشرِبوا وملأوا قِرَبَهم وإداواتِهم. قالَ: ثمّ ضحِك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدتْ نَواجِذُه، ثمّ قال: (أشهدُ أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدًا عبدُه ورسولَه) لا يلقى اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- بهما أحدٌ يومَ القيامة إلَّا دَخَلَ الجنّة على ما كان من عَمَلٍ". 1411 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان، وأبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة في آخرين، قالوا: حدّثنا أبو هشام عبد الرحمن بن عبد الصمد بن البرزوز: نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زَبْر: حدّثني أبي: عبد الله بن العلاء، قال: حدّثني الزُّهريّ: نا المطّلبُ، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، قال: حدّثني أبي، قال: كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوةٍ ... فذَكَرَ مثلَه. هذا حديثٌ غريبٌ كبيرٌ من حديث عبد الله بن العلاء عن الزُّهريّ، لم يحدّث به عنه إلَّا ابنه إبراهيم، فرواه الخَلْق عنه فلم يذكروا الأوزاعيَّ، ولم يذكرِ الأوزاعيَّ إلَّا أبو عبد الملك القرشي ورجلٌ آخر، وقد حدّث به عنهما أحمد بن عُمير بن جَوْصا. أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 45 - 46) من طريق إبراهيم عن أبيه عن الزهري به، وأشار إلى رواية الأوزاعي. وإبراهيم بن عبد الله بن العلاء قال النسائي.: ليس بثقةٍ. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 1/ 70). وأخرجه أحمد (3/ 417 - 418) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 231) - والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1140) و"السّير" من (الكبرى) -كما في "تحفة الأشراف" (9/ 236) - والمزي في "تهذيب

7 - باب: تسليم الحجر عليه (صلى الله عليه وسلم) قبل بعثته

الكمال" (3/ 1632) من طرقٍ عن عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي عن المطّلب به نحوه دون ذكر ما يتعلق بتفجّر الماء. وإسناده صحيح. وأخرج مسلم (1/ 55 - 56) نحوه مختصرًا من حديث أبي هريرة. 7 - باب: تسليم الحجر عليه (صلى الله عليه وسلم) قبل بعثته 1412 - حدَّثنا خيثمة بن سليمان: نا ابن أبي الخَناجِر: نا يحيى ابن أبي بُكَير الكِرماني: نا إبراهيم بن طَهْمان عن سِماك بن حرب. عن جابر بن سَمُرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّي لأعرف حَجَرًا بمكَّة كان يُسلِّم عليَّ قبل أن أُبعثَ، وإنِّي لأعرفه الآن". أخرجه مسلم (4/ 1782) من طريق يحيى بن أبي بُكير به. وابن أبي الخناجِر هو أحمد بن محمد بن يزيد الأنصاري الاطرابلسي، صدوق. له ترجمة في "سير النبلاء" (13/ 240). 8 - باب: انقياد الشجر له (صلى الله عليه وسلم) 1413 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن هِمْيان بن محمد بن عبد الحميد ابن زيد القَيسي البغدادي -يُعرف بـ (زِنْبِيْلُويَه) - قراءةً عليه في سنة أربعين وثلاثمائة: نا أبو علي الحسن بن عَرَفَة بن يزيد العَبْدِي بسامرّاء سنة سبعٍ وخمسين ومائتين في القافلانيين في المسجد الذي فيه السِّدرةُ، وكان يقعد عند المعلم (¬1) على السّرير: نا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ش): (العَلَم).

عن أنس بن مالك، قال: جاء جبريلُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو جالسٌ حزينٌ قد خَضَبه بعضُ أهل مكة بالدَّمِ، فقال له جبريل: مالك؟. قال: "فَعَلَ بي هؤلاء وفعلوا [بي] (¬1) ". فقال له جبريل -عليه السلام-: أتريدُ أن أُريَك آيةً؟. قال: "نعم". قال: فنَظَرَ جبريلُ إلى شجرةٍ وراءَ الوادي، فقال له جبريلُ: ادعُ (¬2) تلك الشجرةَ!. فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه. قال: فقال له جبريل: مُرْها فلترجعْ إلى مكانِها. قال: فأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجعتْ إلى مكانها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حَسْبي". شيخ تمَّام قال الكتَّاني: تكلَّمو! فيه. (اللسان: 5/ 416). وقد أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/ 154) من طريق أبي الرَّبيع -واسمه: سليمان بن داود العَتَكي- عن أبي معاوية به. وإسناده حسن، أبو سفيان -واسمه: طلحة بن نافع- قال أحمد والنسائي وابن عدي: ليس به بأس. وله شاهد من حديث عمر: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 170) -وفي سنده سقط وتحريف- والبزَّار (كشف- 2410) وأبو يعلى (1/ 190 - 191) وأبو نعيم في "الدلائل" (290) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 13) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي رافع عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على الحَجُون كئيبًا لمَّا آذاه المشركون، فقال: "اللَّهم أرني آيةً لا أبالي من كذَّبني بعدها". قال: فأُمر فنادى شجرةً من قِبل عقبه أهل المدينة، فأقبلت تخدُّ الأرض حتى انتهت إليه. قال: ثمَّ أمرها فرجعت إلى موضعها. قال: فقال: "ما أبالي من كذَّبني بعد هذا من قومي". ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر). (¬2) في الأصول: (ادعوا)، والمثبت من (ش).

9 - باب: إخباره (صلى الله عليه وسلم) بالغيب

قال البزَّار: "لا نعلمه يُروى عن عمر مرفوعًا إلَّا بهذا الإِسناد". وإسناده ضعيف، علي بن زيد هو ابن جُدْعان ضعيف كما في "التقريب"، ومع هذا فقد حسَّن الهيثمي (9/ 10) إسنادَه!. وفي الباب أحاديث عديدة، انظرها في: "الدلائل" لأبي نعيم (2/ 501 - 511) والبيهقي (6/ 13 - 17)، و"المجمع" (9/ 4 - 10). 9 - باب: إخباره (صلى الله عليه وسلم) بالغيب 1414 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي: نا الوليد بن مروان بن عبد الله ابن أخي جُنادة بن مروان: نا جُنادة بن مروان: حدَّثني محمد بن القاسم أبو القاسم الحمصي عن عبد الله بن بُسْر -وكان عبد الله بن بُسْر شريكًا لأبيه في قريةٍ يُقال لها: (تَمُونية) (¬1)، يرعيان فيها خيلًا لهم-، قال أبو القاسم: سمعتُ عبد الله بن بُسْر يقول: أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَنْزِلَنا مع أبي، فقام أبي إلى قَطيفةٍ لنا قليلةِ الخَمْلِ (¬2)، فجمعها بيده ثمَّ ألقاها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقعد عليها. ثمَّ قال أبي لأمي: هل عندك شيءٌ تُطعميناه؟. فقالت: نعم، شيءٌ من حَيْسٍ (¬3). قال: فقرَّبتُه إليهما فأكلا، ثمَّ دعا لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ التفت إليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا غلامٌ، فمَسَحَ بيده على رأسي، ثم قال: "يعيشُ هذا الغلامُ قرنًا". قال أبو القاسم: فعاش مائةَ سنةٍ!. ¬

_ (¬1) كذا بالأصول وابن عساكر، والصواب: (تَنُونِية) كما ذكر ياقوت في "معجم البلدان" (2/ 50)، وقال: "من قرى حمص، مات بها عبد الله بن بُسر". (¬2) القطيفة كساءٌ له خَمْلٌ، والخَمْل: الهُدْب. (¬3) الحَيْس: تمرٌ يُخلط بسمنٍ وأقِطٍ.

الحديث عزاه إلى تمَّام: السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 1005). وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ ق 5/أو 17/ ق448/ أ) من طريق تمَّام. وأخرجه الحاكم (4/ 500) من طريق أبي حاتم الرازي عن جُنادة به، ولفظه: زار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلنا مع أبي بكر. قال: وكنت أختلف بين أبي وأمي، فهيأنا له طعامًا فأكل ودعا لنا بدعاءٍ لا أحفظه، ثم مسح يده على رأسي، فقال: "يعيش هذا الغلام قرنًا". قال: فعاش مائة سنة. وجُنادة قال أبو حاتم: ليس بقويٍّ في الحديث، أخشى أن يكون كذب في حديث عبد الله بن بسر أنه رأى في شارب النبي - صلى الله عليه وسلم - بياضًا. قال الحافظ في "اللسان" (2/ 140): "قلت: أراد أبو حاتم بقوله: (كَذَبَ): أخطأ. وقد ذكره ابن حبَّان في "الثقات" وأخرج له هو والحاكم في الصحيح. أمَّا قول ابن الجوزي عن أبي حاتم أنَّه قال: أخشى أن يكون كذب في الحديث. فاختصارٌ مُفضٍ إلى ردّ حديث الرجل جميعه، وليس كذلك إن شاء الله تعالى". أهـ. وشيخه محمد بن القاسم بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (8/ 64 - 65) ففيه إذًا جهالة. لكن للحديث طريقين آخرين: أخرجه البخاري في "التاريخ" (1/ 323) والطبراني في "مسند الشاميين" (836) والحاكم (4/ 500) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 503) وابن عساكر (9/ ق 5/ أ) والضياء في "المختارة" (ج 55/ ق 112/ أ) من طريق شُريح بن يزيد الحضرمي عن إبراهيم بن محمد بن زياد عن أبيه عن عبد الله بن بُسر أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يعيش هذا الغلام قرنًا". قال: فعاش مائة سنةٍ.

10 - باب: فضله (صلى الله عليه وسلم)

وإبراهيم بن محمد بيّض له البخاري وابن أبي حاتم في "الجرح" (2/ 127)، وذكره ابن حبَّان في "ثقاته" (6/ 17). وأخرجه أحمد (4/ 189) -ومن طريقه ابن عساكر والضياء (ج 55/ ق 106/ ب) - والدولابي في "الكنى" (2/ 55) عن عصام بن خالد عن الحسن بن أيّوب الحضرمي، قال: أراني عبد الله بن بسر شامةً في قرنه فوضعت أصبعي عليها، فقال: وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصبعه عليها، ثم قال: "لتبلغنَّ قرنًا". وإسناده حسنٌ. فإذا ضُمَّ إليه الطريقان الآخر فهو بالتصحيح حريٌّ. وأمَّا زيارة النبي - صلى الله عليه وسلم - لآل بُسر وأكله من طعامهم ودعاؤه لهم فثابت في "صحيح مسلم" (3/ 1616) من رواية عبد الله بن بُسْر. 10 - باب: فضله (صلى الله عليه وسلم) 1415 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا أبو زُرعة: نا عمر بن حفص: نا أبي عن المُختار بن فُلْفُل. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أوَّلُ شافعٍ، وأنا أكثرُ الناس تَبَعًا يومَ القيامة، وإنَّ من الأنبياءِ لمَنْ ما يتبعه يومَ القيامة إلَّا رجلٌ واحدٌ". أخرجه أبو عَوانة في "مسنده" (1/ 109 - 110) من طريق عمر بن حفص -وهو ابن غِياث- به. وأخرجه مسلم (1/ 188) من طرقٍ عن المُختار به

11 - باب: حرصه (صلى الله عليه وسلم) على أمته

11 - باب: حرصه (صلى الله عليه وسلم) على أمَّته 1416 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلَم، وأبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن صالح بن سنان. قالا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو عثمان عفَّان بن مسلم الصفَّار: نا سَليم بن حَيَّان: نا سعيد بن مِينا. عن جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَثَلي ومَثَلُكم كمَثَل رجلٍ أوقد نارًا فجعل الفَراشُ والجَنَادِبُ يقعنَ فيها وهو يذبُّهنَّ (¬1) عنها، وأنا آخذ بحُجَزِكم (¬2) وأنتم تَفَلَّتون منّي". أخرجه أحمد (3/ 392) عن شيخه عفَّان به. وأخرجه مسلم (4/ 1790) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سَليم به. وأخرج البخاري (11/ 316) ومسلم (4/ 1789) نحوه من حديث أبي هريرة. 12 - باب: في جمال خَلْقه (صلى الله عليه وسلم) 1417 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل بن عثمان التَّنُوخي: نا عبد الرحمن بن مَعدان اللَّاذقي باللاذقيَّة: نا سعيد بن منصور: نا خالد ابن عبد الله عن سعيد بن إياس الجُرَيْري. عن أبي الطُّفَيل، قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبيضَ مليحَ الوجه. أخرجه مسلم (4/ 1820) عن شيخه سعيد بن منصور به. ¬

_ (¬1) في (ر): (يردّهن). (¬2) الحُجَز جمع حُجْزة، وهي معقد الإِزار والسراويل.

13 - باب: حسن خلقه (صلى الله عليه وسلم) ومعاشرته

13 - باب: حُسن خُلقه (صلى الله عليه وسلم) ومعاشرته 1418 - حدَّثنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجَّاج: نا أحمد بن علي القاضي: نا محمد بن بكَّار: نا حِبَّان بن علي عن حارثة ابن محمد عن عَمْرة. عن عائشة -رضي الله عنها-. قالت: قلت لها: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خلا؟. فقالت: كان رجلًا (¬1) من رجالكم، إلَّا أنَّه كان أكرمَ الناس، وأحسنَ الناس خُلُقًا، وكان ضحّاكًا بسَّامًا - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 365) عن شيخيه يعلي بن عبيد وابن نُمَير عن حارثة به. وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 29 - 30) وابن عساكر في "التاريخ" (السيرة النبوية- ق 1/ ص 323) من طرقٍ عن حارثة به. وأخرج بعضه ابن عدي في "الكامل" (2/ 199) من طريق يعلي بن عُبيد به، ولفظه: "قالت: ألينَ الناس لسانًا (كذا في المطبوع وأخشى أنه تحرَّف عن: بسامًا) ضحَّاكًا". وإسناده ضعيف: حارثة بن محمد المعروف بـ"ابن أبي الرِّجال" ضعيف كما في "التقريب"، ومنهم من تَرَكَه. والمحفوظ فيه: ما أخرجه ابن حبّان (2136) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 328) من طريقين عن معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة أنَّها ¬

_ (¬1) في الأصول: (رجل)، والتصويب من (ظ).

سئلت: ما كان عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته؟. قالت: ما كان إلَّا بشرًا من البشر: كان يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه. وهكذا أخرجه أحمد (6/ 256) من طريق الليث بن سعد عن معاوية به لكن جعله من رواية القاسم عن عائشة. وإسنادهما قويٌّ. وفي "صحيح البخاري" (10/ 461) عن الأسود قال: سألت عائشة: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في أهله؟ قالت: كان في مِهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة. وفي "صحيح مسلم" (4/ 1805) عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خُلُقًا. 1419 - أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزةِ الحَضْرمي ببيت لَهْيَا: نا جدّي لأمِّي: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: نا عمرو بن هاشم: نا ابن لَهيعة عن عُمارة بن غَزِيَّة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. عن أنس بن مالك، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من أفكه النَّاسِ. أخرجه البزَّار (كشف- 2474) والطبراني في "الصغير" (2/ 39) وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (419) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 331) من طرقٍ عن ابن لهيعة به، وزادوا: "مع صبيٍّ". وأخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" -كما تخريج "الإِحياء" (2/ 44) - من طريق ابن لهيعة دونها. قال البزَّار: لا نعلم رواه عن إسحاق إلَّا عمارة، ولا نعلم روى عمارة عن إسحاق إلَّا هذا، ولا رواه عن عُمارة إلَّا ابن لهيعة. وقال الطبراني: لا يُروى عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد.

وإسناده ضعيف لاختلاط عبد الله بن لهيعة. وبه أعلّ العراقي في "تخريج الإِحياء" الحديثَ. وأخرج ابن عساكر في "التاريخ" (السيرة- ق 1ص 314) من طريق حصين بن مخارق عن أبيه عن جدِّه عن حُبْشيّ بن جُنادة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفكه الناس خُلقًا. وإسناده تالف: حُصين هذا قال الدارقطني: يضع الحديث. وقال ابن حبَّان: لا يجوز الاحتجاج به. (اللسان: 2/ 319). 1420 - أخبرنا أبو الحسن مُزَاحِم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبَّاد البصري: نا محمد بن زكريَّا الغَلاَبي البصري: نا عبيد الله بن محمد بن عائشة وسليمان بن حرب، قالا: نا حماد بن سلمة عن سَلْم العلوي. عن أنس بن مالك عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان لا يواجه أحدًا في وجهه بشيءٍ يكرهه. الغَلَابي اتَّهمه الدارقطني بالوضع كما في "اللسان" (5/ 168)، وقوله: (حماد بن سلمة) خطأٌ منه أو من شيخ تمام -الذي ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (16/ ق 203/ ب) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا-. والصواب: (حماد بن زيد). فقد أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 329) من طريق عبيد الله بن محمد، وأخرجه محمد بن الحسين البُرجلاني في "كتاب الكرم والجود" (رقم: 3) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (236) -ومن طريقه: ابن السنّي (326) - من طريق سليمان بن حرب، فقالا: (عن حماد بن زيد). وهكذا أخرجه الطيالسي (2126) وأحمد (3/ 133، 154، 160) والبخاري في "الأدب المفرد" (437) وأبو داود (4789) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6/ 266) - والترمذي في "الشمائل" (329) والنسائي (235)

والخرائطي في "المكارم" (رقم: 818) من طرقٍ عن حماد بن زيد عن سَلْم به. وهو عند أكثرهم بلفظ: كان قلَّما يواجه الرجل بشيءٍ يكرهه. ولفظ الترمذي وهو رواية لأحمد: كان لا يكاد يواجه أحدًا في وجهه بشيءٍ يكرهه. وفي لفظٍ للنسائي: كان لا يواجه أحدًا في وجهه بشيءٍ. والحديث سنده ضعيف كما قال الحافظ العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 176)، وعلَّته: سَلْم بن قيس العلوي فإنَّه ضعيف كما في "التقريب". 1421 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا ابن أبي مَسَرَّة: نا أبي: نا هشام بن سليمان عن ابن جُرَيج، قال: أخبرني إسماعيل -يعني: ابن عُلَيَّة- عن عبد العزيز مولى أنس. عن أنس بن مالك، قال: خدمت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ثنتي عشرةَ سنةً فما قال لي فيٍ شيءٍ فعلتُه: لِمَ فعلتَه؟ ولا لشيءٍ لم أفعله: لِمَ لَمْ تفعله؟. وزاد: ما سبَّني سبَّةً قطُّ. هشام بن سليمان قال أبو حاتم كما في "الجرح" (8/ 62): "مضطرب الحديث، ومحلُّه الصدق ما أرى به بأسًا". وأخرجه الإِسماعيلي -كما في "الفتح" (12/ 254) - من طريق ابن جُرَيج به، قال الحافظ: "وهذا من رواية الأكابر عن الأصاغر، فإنَّ ابن عُلَيَّة مشهور بالرواية عن ابن جريج، فروى ابن جُريج هنا عن تلميذه". والحديث أخرجه البخاري (5/ 395) ومسلم (4/ 1804) من طريق ابن عليَّة به، بلفظ: فخدمته في السفر والحضر، فوالله ما قال لشيءٍ صنعته: لم صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيءٍ لم أصنعه: لِم لم تصنع هذا هكذا؟ ". وزيادة: (ما سبَّني سبَّةً قط) عند عبد الرزاق (9/ 443) -وعنه أحمد (3/ 197) - عن معمر عن ثابت عن أنس، الحديث وفيه: "لا والله ما سبَّني سبَّة قطّ". وسنده صحيح.

1422 - حدَّثنا أبو زُرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله [بن أبي دُجَانة]، قالا: نا أبو الحسن محمد بن بشر بن يوسف: نا هشام بن عمَّار: نا أبو نَوْفل عليُّ بن سليمان: نا هشام بن حسَّان عن ثابت البُناني عن أنس بن مالك، قال: خَدَمتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عشرَ سنين، فلم يقلْ لشيءٍ فعلتُه: ما لك فعلتَ كذا وكذا؟ أو لشيءٍ لم أفعله: لِمَ لمْ تفعل كذا وكذا؟ أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (12/ ق 55/ ب) من طريق تمَّام. وأخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" -ومن طريقه ابن عساكر- من طريق هشام بن عمار به، وقال: غريبٌ من حديث هشام، لا أعلم حدّث به غير أبي نوفل علي بن سليمان. وإسناده جيّدٌ، عليٌّ وثَّقه هشام بن عمَّار -كما عند ابن عساكر (12/ ق56/ أ) -. وقال أبو حاتم -كما في "الجرح" لابنه (6/ 189) -: "ما أرى بحديثه بأسًا، صالح الحديث ليس بالمشهور". والحديث أخرجه البخاري (10/ 456) ومسلم (4/ 1804) من طرقٍ عن ثابت به. 1423 - حدَّثنا أبو عمر (¬1) محمد بن عبد الوهاب بن أبي ذر القاضي البغدادي الضّرير: نا يوسف بن يعقوب القاضي بواسط: نا زكريا بن يحيى (زَحْمُويه): نا شَريك عن عليّ بن الأقمر. عن أبي جُحَيفة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمَّا أنا فلا آكل مُتَّكئًا". أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 131) من طريق زحمويه وغيره عن شَريك به. ¬

_ (¬1) وبهامش الأصل و (ر): (عثمان)، والمثبت موافق لكتب التراجم.

14 - باب: كراهيته (صلى الله عليه وسلم) أن توجد منه ريح مؤذية

وأخرجه الترمذي (1830) من طريق شَريك به. والحديث عند البخاري (9/ 540) من طريقين آخرين عن ابن الأقمر به. 14 - باب: كراهيته (صلى الله عليه وسلم) أن توجد منه ريح مؤذية 1424 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم [بن أبي العَقَب] (¬1): نا عبد الله بن أحمد بن حنبل أبو عبد الرحمن، قال: حدَّثني أبو الرَّبيع الزَّهْراني: نا إسماعيل بن عيَّاش عن عمران بن أبي الفَضْل الأيْليّ عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره أن تُوجدَ منه ريحٌ يُتأذَّى منها. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (عمران هذا منكر الحديث جدًّا. قاله أبو حاتم). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 303) عن أبي الربيع -واسمه: سليمان بن داود- به، وذلك في ترجمة عمران، وقال: "روى عنه إسماعيل بن عيَّاش، حديثه غير محفوظ". وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 95) من طريق عبد الوهاب بن الضحَّاك -وهو كذَّاب- عن ابن عيَّاش به، ولفظه: كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يكره أن يُوجد منه إلَّا ريحٌ طيِّبٌ. وقال ابن عدي: وهذا لا أعرفه عن هشام بن عروة إلَّا من هذا الوجه. ¬

_ (¬1) من (ظ).

15 - باب: جوده (صلى الله عليه وسلم)

وإسناده واهٍ: عمران قال ابن معين وابن الجارود: ليس بشيءٍ. وقال ابن عدي: ضعفُه بيِّنٌ على حديثه. وقال أبو حاتم: روى عنه ابن عياش حديثين موضوعين باطلين. (اللسان: 4/ 349). وقال ابن حبَّان في "المجروحين" (2/ 124): "كان ممَّن يروي الموضوعات عن الأثبات على قلَّة روايته". ورُوي بلفظٍ مقاربٍ: أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (ص 98) من طريق خِداش بن مهاجر عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره أن يخرجَ إلى أصحابه تَفِل (¬1) الريح. وخِداش قال أبو حاتم: شيخ مجهول، أرى حديثه مستقيمًا. وذكره الأزدي في "الضعفاء". (اللسان: 2/ 394). 15 - باب: جُوده (صلى الله عليه وسلم) 1425 - أخبرنا أبو الحسن مزاحِم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبَّاد البصري: نا محمد بن زكريا الغَلاَبي: نا عبد الله بن الضحَّاك: نا هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح. عن ابن عبَّاس، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أجودَ النَّاس بالخيرِ، وكان أجودَ ما يكون حين يلقاه جبريلُ - صلى الله عليه وسلم -. الغَلاَبي سلف الكلام عليه قبل أحاديث، وهشام بن محمد هو ابن السائب الكلبي، وهو وأبوه متهمان، وأبو صالح هو باذام مولى أم هانئ ضعيف، وابن الضحَّاك لم أعثر على ترجمة له. ¬

_ (¬1) التَّفِل: الذي قد ترك استعمال الطيب، من التَّفَل وهي الريح الكريهة. (نهاية).

وأخرج البخاري (1/ 30) ومسلم (4/ 1803) من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ... الحديث. 1426 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلَم قراءةً عليه: نا عبد الله بن الحسين المصِّيصي: نا محمد بن كثير العَبْدي: أنا سفيان عن محمد بن المنكدِر. عن جابر، وسمعته يقول: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يُسألْ [عن] (¬1) شيءٍ، فقال: لا. أخرجه البخاري (10/ 455) عن شيخه محمد بن كثير به. وسفيان هو الثوري. وأخرجه مسلم (4/ 1805) من طريق الثوري، ومن طريق ابن عيينة أيضًا، كلاهما عن ابن المنكدر به. 1427 - أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عفَّان: نا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: سمعت محمد بن المنكدِر يُحدّث. عن جابر بن عبد الله، قال: ما سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فقال: لا. عبد الرحمن بن إبراهيم هو القاصّ ضعَّفه الدارقطني، وقال أبو داود: منكر الحديث. وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد: ليس به بأس. واضطرب فيه قول ابن معين. (اللسان: 3/ 401). ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

16 - باب: خصائصه (صلى الله عليه وسلم)

16 - باب: خصائصه (صلى الله عليه وسلم) 1428 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد ابن عبد الله بن يزيد: نا عبد الله بن يزيد أبو بكر: نا صدقة بن عبد الله عن زهير ابن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن محمد بن علي أنَّه: سمع عليَّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيتُ ما لم يُعطَ أحدٌ من الأنبياء". قلنا: يا رسول الله! ما هو؟. قال: " نُصِرت بالرُّعب، وأُعطيتُ مفاتيحَ الأرض، وسُمِّيت: (أحمدَ)، وجُعِل التُّرابُ لي طهورًا، وجُعِلت أمَّتي خيرَ الأُمم". أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 434) وأحمد (1/ 98) -ومن طريقه: الضياء في "المختارة" (2/ 348 - 349) - والبيهقي في "السنن" (1/ 213 - 214) و"الدلائل" (5/ 472) من طريق زهير به. وابن عقيل ليس بالقويِّ، وقال الهيثمي (1/ 260 - 261): "وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو سيِّىء الحفظ -ثم ذكر بعض أقوال معدِّليه، ثم قال: قلت: فالحديث حسنٌ، والله أعلم". وحسّن الحافظ في "الفتح" (1/ 438) إسناده. وعند البخاري (1/ 435 - 436) ومسلم (1/ 370 - 371) من حديث جابر مرفوعًا: "أعطيت خمسًا لم يُعطهنَّ أحد من قبلي: نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعِلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا ... " الحديث. وعند مسلم من حديث أبي هريرة: "فضلت على الأنبياء بست ... " فذكر منها: "نصرت بالرعب، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا". وفي رواية له: "وبينما أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فُوضِعت بين يدي".

1429 - قال عبد العزيز (¬1): رأيتُ في كتاب تمَّام بخطِّه: ... (¬2) السَّلْم بن معاذ: نا عبَّاس الدَّوري أبو الفضل: نا يعقوب بن محمد الزُّهري: نا عبد العزيز بن محمد عن شَريك بن عبد الله بن أبي نَمِر. عن أنس بن مالك، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - تنام عيناه ولا ينام قلبُه. أخرجه الحاكم (2/ 431) من طريق الدوري به، وصحَّحه على شرط مسلم، فتعقَّبه الذهبي بقوله: "قلت: يعقوب ضعيف، ولم يروِ له مسلم". والحديث أخرجه البخاري (6/ 579) من طريق سليمان بن بلال عن شريك به بلفظ: ... والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - نائمةٌ عيناه ولا ينام قلبه. وأخرج البخاري ومسلم (1/ 509) عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله! تنام قبل أن توتر؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "تنام عيناي ولا ينام قلبي". 1430 - أخبرنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب بن عبد الله بن ثُمامة: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي: نا زهير بن عبَّاد الرَّوَّاسي: نا عبد الله بن المغيرة عن المعَلَّى بن هلال عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَرى في الظُّلمةِ كما يرى في الضوء [- صلى الله عليه وسلم -] (¬3). شيخ تمَّام قال الكتَّاني: كان يُتَّهم. (اللسان: 5/ 411). وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 219) -ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" (6/ 74 - 75) وابن الجوزي في "العلل" (266) - والخطيب في "التاريخ" (4/ 271 - 272) من طريق زهير به. ¬

_ (¬1) هو الكتاني راوية تمام، وهذا الحديث انفردت به (ر) دون بقية النسخ. (¬2) بياض بقدر كلمة، الساقط شيخ تمام، فإنه يروي عنه بواسطة كما في "تاريخ دمشق" (7/ ق 364/ أ). (¬3) من (ظ) و (ر).

قال البيهقي: "وهذا إسنادٌ فيه ضعف". وقال ابن الجوزي: لا يصح. وإسناده تالف: المعلَّي بن هلال قال الحافظ: "اتَّفق النُّقَّادُ على تكذيبه". أهـ. والراوي عنه، عبد الله بن محمد بن المغيرة، قال ابن يونس: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال العقيلي: يحدّث بما لا أصل له. (اللسان: 3/ 332). وأورد الذهبي في ترجمته من "الميزان" (2/ 487 - 488) بعض أحاديثه ومنها هذا الحديث-، ثم قال: "قلت: وهذه موضوعات". والحديث ضعَّفه ابن دحية في كتابه "الآيات البيِّنات" -كما في "الفيض" (5/ 215) -. وأخرجه البيهقي (6/ 75) بسند فيه جماعة لم أعرفهم عن مغيرة بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار من الضوء. وقال: "ليس بالقوي".

(28) كتاب الأنبياء (عليهم السلام)

(28) " كتاب الأنبياء (عليهم السلام) "

1 - باب: عدة المرسلين (عليهم السلام)

1 - باب: عِدّة المرسلين (عليهم السلام) 1431 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله محمد ابن عيسى بن حيّان بالمدائن: نا محمد بن الفضل بن عطيّة عن زيد العَمِّي عن معاوية بن قرّة. عن أنس بن مالك، قال: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: كمِ المرسلون (¬1)؟. قال: "ثلاثُمائةٍ وستةَ عشرَ، عِدّةُ أصحاب بَدْرٍ". في إسناده محمد بن الفضل وقد كذّبوه كما في "التقريب"، وشيخه ضعيف. وقد رُوي نحوه من وجوه أخرى: فقد أخرج ابن حبّان في صحيحه (94) و"المجروحين" (3/ 130) والآجري في "الأربعين" (ص 127) وابن مردويه -كما في "البداية لابن كثير" (2/ 151) - وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 166) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه عن جدّه عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر في حديثه الطويل، وفيه: "قلت: يا رسول الله! كم الرسل من ذلك؟. قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جمًّا غفيرًا". قال الهيثمي في "الموارد": "قلت: فيه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّاني، قال أبو حاتم وغيره: كذّاب". ¬

_ (¬1) في الأصل و (ر) و (ش): (المرسلين)، والتصويب من (ظ).

وقال ابن كثير في "البداية" (2/ 152): "وقد أورد هذا الحديث أبو الفرج ابن الجوزي في (الموضوعات) ". وقال في تفسيره (1/ 586): "وقد روى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم ابن حبان البستي في كتابه (الأنواع والتقاسيم)، وقد وسمه بالصحة، وخالفه أبو الفرج ابن الجوزي فذكر هذا الحديث في كتابه: (الموضوعات)، واتّهم به إبراهيم بن هشام هذا". أهـ. وقال السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 246): "أخرجه ابن حبان في (صحيحه) وابن الجوزي في (الموضوعات)، وهما في طرفي نقيض! والصواب أنّه ضعيفٌ لا صحيح ولا موضوع كما بيّنته في (مختصر الموضوعات) ". أهـ. وقد فتّشت (الموضوعات) و (اللآلئ المصنوعة) فلم أعثر فيهما على هذا الحديث! وكذا "تنزيه الشريعة" لابن عرّاف. وأخرج أحمد (5/ 265) وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (المطالب: ق126/أ) وابن أبي حاتم في "التفسير" -كما في "البداية" (2/ 152) - والطبراني في "الكبير" (8/ 258) من طريق مُعان بن رِفاعة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي ذر مرفوعًا، وفيه: " ... الرسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر جمًّا غفيرًا". قال ابن كثير: "وهذا أيضًا من هذا الوجه ضعيف، فيه ثلاثة من الضعفاء: مُعان وشيخه وشيخ شيخه". وقال نحوه في "التفسير" (1/ 586). والراجح أن القاسم أبا عبد الرحمن حسن الحديث إن شاء الله. وقال الهيثمي (1/ 159): "ومداره على علي بن يزيد وهو ضعيف". وأخرج الطيالسي (478) وابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب: ق 126/ أ) وأحمد (5/ 178، 179) والبزار (كشف- 160) والبيهقي في "الشعب" (1/ 148) من طريق المسعودي عن أبي عمرو الشامي -أو:

الدمشقي- عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر فذكر الحديث، وفيه: قلت: فكمِ المرسلون يا رسول الله؟. قال: "ثلاثمائة وخمسة عشر جمًّا غفيرًا". وأبو عمرو متروك كما قال الدارقطني (اللسان: 7/ 87). وعبيد قال البخاري: لم يذكر سماعًا من أبي ذر. وضعّفه الدارقطني. وأخرج الحاكم (2/ 597) والبيهقي في "السنن" (9/ 4) و"الشعب" (1/ 149) من طريق يحيى بن سعيد السعدي البصري -وقال البيهقي: ضعيف- عن ابن جريح عن عطاء عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي ذر، الحديث وفيه: قلت: كم المرسلون منهم؟ قال: "ثلاثمائة وثلاثة عشر". وقال الذهبي في "التلخيص": "قلت: السعدي ليس بثقةٍ". ويحيى هذا قال ابن حبّان: يروي المقلوبات والملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. (اللسان: 6/ 257). وأخرج إسحاق في "مسنده" (المطالب: ق 126 أ) من طريق حماد بن سلمة: أنا مَعْبَد: أخبرني فلان في مسجد دمشق عن عوف بن مالك، قال: إن أبا ذرّ جلس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث، وفيه: فكم المرسلون منهم؟. قال: "ثلاثمائة وخمسة عشر جمًّا غفيرًا". وفي إسناده من لم يُسمَّ. وتحرير المقال في هذا الحديث أنه ضعيف وإن تعددت طرقه؛ لأن أكثرها شديد الضعف فلا تنجبر والله أعلم.

2 - باب: حياة الأنبياء (عليهم السلام)

2 - باب: حياة الأنبياء (عليهم السلام) 1432 - أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي بن وثاق النَّصيبي قراءةً عليه سنةَ أربع وأربعين وثلاثمائة: نا عبد الله بن محمد بن ناجية البغدادي: أنا أحمد بن عبد الرحمن الحرّاني: نا الحسن بن قتيبة: نا المستنير (¬1) بن سعيد عن حجّاج بن الأسود عن ثابت. عن أنس، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الأنبياءُ أحياءُ في قبورهم يُصلُّون". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4 ق 285/ ب- 286/ أ) من طريق تمام. وأخرجه البزار (كشف- 2340) وابن عدي في "الكامل" (2/ 327) والبيهقي في "حياة الأنبياء" (ص 3) من طريق الحسن بن قتيبة عن المستلم بن سعيد به. وأخرجه البزّار (كشف- 2339) من طريق الحسن عن حماد بن سلمة عن عبد العزيز عن أنس، وقال: "لا نعلم أحدًا تابع الحسن بن قتيبة في روايته عن حماد". وابن قتيبة تركه الدارقطني، وضعّفه أبو حاتم والعقيلي والأزدي. (اللسان: 2/ 246). لكنه لم ينفرد به خلافًا للبيهقي: فقد أخرجه أبو يعلى (6/ 147) -ومن طريقه البيهقي- وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 83) من طريقين عن يحيى بن أبي بكير عن المستلم به. ¬

_ (¬1) كذا في جميع الأصول! وكذا عند ابن عساكر. والصواب: (المستلم) كما وقع عند مخرّجي الحديث.

3 - باب: قبور الأنبياء (عليهم السلام)

وإسناده صحيح: الحجاج هو ابن الأسود المعروف بـ (زِقّ العسل) ثقة كما قال أحمد وابن معين وابن حبان. وخفي أمره على الذهبي فقال: نكرة ما روى عنه فيما أعلم سوى مستلم بن سعيد فأتى بخبر منكر ... وذكر الحديث. (اللسان: 2/ 175)، ولذا قال الهيثمي (8/ 211): "ورجال أبي يعلى ثقات". تنبيه: نسب الشيخ الألباني في "الصحيحة" (2/ 190) تصحيح هذا الحديث إلى المناوي في "فيض القدير"، وتابعه على هذه النسبة المعلّق على مسند أبي يعلى!. والحق أن المناوي لم يتكلم على هذا الحديث في كتابه المطبوع "فيض القدير" (3/ 184) والكلام المذكور في شرح الأحاديث [الجامع الصغير: 3071 - 3095] (من ص 181 - 185) إنما هو من إضافة مصحّحي الكتاب حيث لم يجدوا لهذه الأحاديث شرحًا في كتاب المناوي فأكملوه بمعرفتهم ونبّهوا على ذلك في هامش ص 181 وص 185، فليتنبّه لذلك. وقد قال المناوي في شرحه الصغير (التيسير) (1/ 426): "قال السمهودي: رجاله ثقات. وصحّحه البيهقي". 3 - باب: قبور الأنبياء (عليهم السلام) 1433 - أخبرنا أبو الحارث بن عُمارة: نا أبي: نا محمد بن أحمد ابن إبراهيم عن هشام بن خالد عن الوليد بن مسلم عن رجلٍ عن مكحول. عن كعب، قال: بطَرَسُوس من قبور الأنبياء عَشَرةٌ، وبالمِصِّيصَةِ خمسةٌ -وهي التي تغزوها الرُّومُ في آخر الزمان فيمرّون بها فيقولون: إذا رجِعنا من بلاد الشام أخذنا هؤلاء. فيرجعون وقد تحلّقت بين السماء والأرض.

4 - باب: كنية آدم (عليه السلام)

قال كعب: وبالثُّغور (¬1) وبأنطاكِيَة قبرُ حبيب النجّار، وبحمص ثلاثون (¬2) قبرًا، وبدمشق خمسمائة قبرٍ، وببلاد الأردُنِّ مِثل ذلك. وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (1/ ق 184/ ب) من طريق تمّام، وقال: "رواه غيره عن محمد عن هشام فسمَّى الرجلَ: سعيد بن عبد العزيز". وساق ذلك بسنده إلى محمد، وهو عند الربعي في "فضائل الشام" (رقم: 82). ومحمد بن أحمد هذا ذكره ابن عساكر (14/ ق 333/ ب) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، والوليد ومكحول مدلّسان ولم يُصرّحا بالسماع، فالسند ضعيف، والخبر إسرائيلي. 4 - باب: كنية آدم (عليه السلام) 1434 - أخبرني إبراهيم بن محمد: نا الحسن بن جرير: نا محمد ابن أبي السّريّ ونوح بن الهيثم، قالا: نا شَيْخ بن أبي خالد: نا حمّاد بن سلمة عن عمرو بن دينار. عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أهلُ الجنّة يُدْعَون بأسمائهم إلَّا أدمُ، فإنّه يُكنّى: (أبا محمّدٍ) ". 1435 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن الكِنْدي: نا محمد ابن إدريس بن حمادة: نا محمد بن أبي السَّريِّ: نا شَيْخ بن أبي خالد: نا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار. ¬

_ (¬1) كذا بالأصول، وعليه تضبيب بالأصل. (¬2) في الأصول: (ثلاثين)، والتصويب من (ظ).

عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الناسُ يومَ القيامة يُدْعَون بأسمائهم إلَّا آدمُ، فإنّه يُكنّى: (أبا محمّدٍ) ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (شيخٌ هذا حدّث عن حماد بن سلمة بأحاديثَ مناكير بواطيل. قاله ابن عدي). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 47 - 48) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 257 - 258) - من طريق ابن أبي السَّرِّي به. وشيخ بن أبي خالد قال الحاكم والنقّاش: روى عن حماد أحاديث موضوعة. وقال العقيلي: منكر الحديث، مجهول بالنقل، لا يُتابع. (اللسان: 3/ 159). وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 364): "لا يجوز الاحتجاج به بحال" وأورد له هذا الحديث وغيره ثم قال: "بواطيل موضوعات، لا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاله، ولا جابر رواه، ولا عمرو حدّث به، وليس من حديث حماد بن سلمة". وقال ابن عدي بعد أن روى له هذا الحديث وغيره: "وهذه الأحاديث التي رواها عن حماد بهذا الإِسناد بواطيل كلها". وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع. وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 76) وأبو الشيخ في "العظمة" (رقم: 1045) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (رقم: 261) والخطيب في "التاريخ" (13/ 458) -ومن طريقه ابن الجوزي (3/ 257) - من طريق وهب بن حفص الحرّاني عن عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّي عن حمّاد به مثله.

قال ابن حبّان عن وهب هذا: "كان شيخًا مغفّلًا، يقلب الأخبار ولا يعلم، ويخطىء فيها ولا يفهم، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد". وقال عن الحديث: "وهذا شيءٌ حدّث به ابن أبي السري عن شيخ بن أبي خالد عن حمّاد، فبلغه [يعني: وهبًا] فسرقه وحدّث به عن عبد الملك الجُدِّي متوهِّمًا أنه قد سمع منه". وقال ابن الجوزي: "فيه وهب بن حفص، قال أبو عَروبة: هو كذّابٌ يضع الحديث، يكذب كِذبًا فاحشًا. وقال الدارقطني: يضع الحديث". وأخرجه أبو نعيم من طريق إبراهيم بن محمد بن الحسن عن ابن بُرْد الأنطاكي -واسمه: محمد بن أحمد بن الوليد- عن نوح عن حماد به. وإبراهيم بن محمد هو الأصبهاني الطيّان الملقب: (أبَّة) ذكره الذهبي في "السير" (14/ 142) ونقل عن أبي الشيخ أنه قال عنه: كان من معادن الصدق. وذكره أيضًا في "الميزان" (1/ 62) وقال: "حدّث بهمَذان فأنكروا عليه واتّهموه وأُخرِج". أهـ. وفي "اللسان" (1/ 101): "وقال ابن الجوزي في الموضوعات: قال بعض الحفّاظ: لا تجوز الرواية عنه". وفيه أن محمد بن يحيى بن مندة سُئل عنه فلم يحمده. وذكره ابن عراق في مقدمة "تنزيه الشريعة" (1/ 23)، وقال: "متّهم". وأما نوح الراوي عن حماد فلم أتبينه، وأظنه أحد المجهولين (¬1). ورُوي من حديث علي: أخرجه ابن عدي (6/ 301 - 302) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 489) من طريق محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى ¬

_ (¬1) وأما تجويز المعلّق على كتاب أبي نعيم أن يكون نوح ابن أبي مريم الوضّاع فبعيدٌ! فابن أبي مريم توفي سنة (173)، وابن بُرْد توفي سنة (278) فبين وفاتيهما أكثر من مائة سنة! فكيف يقول إذًا: حدثنا نوح!.

5 - باب: فضل إبراهيم الخليل (عليه السلام)

العلوي عن آبائه عن عليٍّ مرفوعًا: "أهل الجنة ليست لهم كُنَى إلَّا آدم فإنّه يُكنّى بأبي محمد توقيرًا وتعظيمًا". وابن الأشعث قال ابن عدي: كان متّهمًا في هذه النسخة، ولم أجد له فيها أصلًا، كان يَخرج إلينا بخطٍّ طريٍّ وكاغدٍ جديدٍ!. وقال الدارقطني: وضع ذاك الكتابَ. يعني: العلويات. (اللسان: 5/ 362). وموقوفًا على ابن عباس: أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنّة" (2/ 111) من طريق مجاشع بن عمرو عن حماد بن سلمة عن ليث بن أبي سُليم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن عكرمة عنه. ومجاشع كذّبه ابن معين (اللسان: 5/ 16) وقال ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 118): "كان ممن يضع الحديث على الثقات". ونقل ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 254) عن الأزدي أنه كذّبه. والحديث ذكره ابن كثير في "البداية" (1/ 97)، وقال: "وهو ضعيفٌ من كلّ وجهٍ". 5 - باب: فضل إبراهيم الخليل (عليه السلام) 1436 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث [بن] (¬1) الزجّاج قراءةً عليه: نا أبو عقيل أنس بن السَّلْم الخَوْلاني الأنْطَرْطُوسي (¬2): نا مَخْلَد بن مالك: نا محمد بن سلمة: نا خُصَيف عن سفيان الثوري عن المختار بن فُلْفُل. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر). (¬2) في (ظ) و (ش): (الأنطرسوسي) والمثبت موافق لما في "الأنساب" (1/ 374) و"اللباب" (1/ 90).

عن أنس أنّ رجلًا قال للنبىِّ - صلى الله عليه وسلم -: يا خيرَ البريّةِ!. قال: "ذاك إبراهيمُ". 1437 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو جعفر محمد بن إسماعيل الصائغ بمكة: نا أبو نُعيم: نا سفيان الثوري عن المختار بن فُلْفُل. عن أنس أن رجلًا قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: يا خيرَ البريّةِ!. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ذاك إبراهيمُ". 1438 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي: نا بكّار ابن قتيبة: نا أبو أحمد الزُّبَيري: نا سفيان الثوري عن المختار بن فُلْفُل، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا خيرَ البريّةِ!. قال: "ذاك إبراهيمُ". أخرجه أحمد (3/ 184) عن شيخه أبي نُعيم الفضل بن دُكَيْن به. وأخرجه مسلم (4/ 1839) من طرقٍ عن الثوريّ به. 1439 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا إبراهيم بن مرزوق البصري: نا عفّان بن مسلم: نا عبد الواحد بن زياد: نا المختار بن فلْفُل. عن أنس بن مالك، قال: قال رجلٌ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يا خيرَ البريَّةِ! قال: "ذاك إبراهيمُ -عليه السلام-". إسناده صحيح. 1440 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْرَعي: نا أبو جعفر محمد بن الخَضِر بالرَّقَّة: نا أبو سعيد محمد بن سعيد المَرْوَزي بطَرَسوس: نا النَّضْر بن شُمَيل: نا حمّاد بن سلمة عن سِماك بن حرب عن عكرمة. عن أبي هريرة أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ في الجنَّة لقصرًا من دُرٍّ،

6 - باب: ما جاء في لوط ويوسف (عليهما السلام)

لا صَدَعٌ فيه ولا وَهَنٌ، اتَّخذه الله -عَزَّ وجَلَّ- لخليله إبراهيمَ - صلى الله عليه وسلم - (¬1) نُزُلًا". أخرجه البزّار (كشف -2347) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق173/ أ) من طريق ابن شُمَيل به، وأخرجه البزّار (كشف- 2346) من طريق يزيد بن هارون عن حمّاد به. قال البزّار: لا نعلم أسنده إلَّا يزيد بن هارون والنّضر، ولا يرويه غيرهما. وقال الطبراني: لم يروه عن سِماك إلَّا حمّاد، ولا عنه إلَّا النّضر ويزيد بن هارون. وقال الحافظ ابن كثير في "البداية" (1/ 173) عَقِبَ كلام البزّار: "قلت: لولا هذه العلة لكان على شرط الصحيح، ولم يُخرِّجوه". وقال الهيثمي (8/ 201): "ورجالهما رجال الصحيح". أهـ. قلت: سِماك روايته عن عكرمة خاصّة مضطربة كما قال ابن المديني والعجلي ويعقوب بن شيبة. 6 - باب: ما جاء في لوط ويوسف (عليهما السلام) 1441 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد القاضي الحلبي: نا أبو علي محمد بن معاذ بن المستهل (دُرّان) بحلب: نا أبو سلمة التَّبوذَكي: نا حمّاد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة. عن أبي هريرة في قوله -عَزَّ وجَلَّ-: {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80]، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد كان يأوي إلى رُكنٍ شديدٍ! ¬

_ (¬1) في (ف): عليه السلام.

فما بَعَثَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّّ- بعده نبيًّا إلَّا في ثروةٍ من قومه" (¬1). أخرجه أحمد (2/ 384) والطبري في "التفسير" (12/ 53) والحاكم (2/ 561) -وصحّحه على شرط مسلم- من طرقٍ أخرى عن حمّاد -وهو ابن سلمة- به. وانظر تتمة تخريجه في الذي بعده. 1442 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل بن أبي سعيد القِنَّسْرِيني القطّان: نا أبو علي أحمد بن عبد الله بن زياد الإِيادي بجَبَلَة: نا الحَوْطي -وهو عبد الوهاب بن نَجْدة-: نا محمد بن خالد -يعني: الوَهْبي- عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الكريمَ ابن الكريم ابن الكريم [ابن الكريم] (¬2): يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن - صلى الله عليه وسلم - (¬3) ". وقال: "لو أنِّي لبثتُ في السجن ما لَبِث يوسف ثمّ جاء في الداعي لأجبتُه، إذ جاءه الرسول فقال: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50]. ورحمةُ الله على لوطٍ إن كان ليأوي إلى رُكنٍ شديدٍ إذ قال لقومه: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80]. فما بعث الله (¬4) بعده من نبيٍّ إلَّا في ثروةٍ من قومه". أخرجه أحمد (2/ 332) والبخاري في "الأدب" (605، 896) والترمذي (3116) من طرقٍ عن محمد بن عمرو به. وأخرج النسائي في "التفسير" (274) والطبري (13/ 139) والحاكم ¬

_ (¬1) الثروة كما فسرها راوي الحديث محمد بن عمرو: الكثرة والمَنَعة. (¬2) من (ظ) و (ر) و (ف). (¬3) في (ظ): (صلَّى الله عليهم)، وليس في (ف) ذكر الصلاة. (¬4) في (ر): (تعالى)، وفي (ف): (عَزَّ وجَلَّ).

7 - باب: فضل يونس (عليه السلام)

(2/ 346 - 347، 570 - 571) منه ما يتعلق بيوسف -عليه السلام-، وذلك من طرقٍ عن محمّد به. وأخرج الطبري (12/ 53) والطحاوي في "المشكل" (1/ 136) وابن حبان (1747) [وانظر: البداية لابن كثير: (1/ 208)] الثلث الأخير من الحديث من طرقٍ عن محمد به. وإسناده حسن: محمد بن عمرو بن علقمة الليثي فيه لينٌ، والراجح حُسن حديثه. وقد أخرج البخاري (6/ 418) ومسلم (4/ 1839، 1840) من طرقٍ عن أبي هريرة مرفوعًا: "يرحم الله لوطًا لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديدٍ. ولو لبثت في السجن ما لَبِث يوسف ثم أتاني الداعي لأجبته". وأخرج البخاري (6/ 417) من حديث ابن عمر مرفوعًا: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: ... " الحديث. وأخرج أيضًا (6/ 417) وكذا مسلم (4/ 1846) من حديث أبي هريرة مرفوعًا "أكرم الناس: يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله". 7 - باب: فضل يونس (عليه السلام) 1443 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن جَبَله الروّاد (¬1) البغدادي: نا أحمد بن حاتم بن ماهان القاضي بُسرَّ من رأي: نا محمد بن عبّاد: نا أبو سعيد مولى بني هاشم عن شعبة عن عمرو بن مُرّة عن عبد الله بن سَلِمة. عن علي بن أبي طالب، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينبغي لعبدٍ أن يقولَ: أنا خيرٌ من يونس بن متَّى، سبّح اللهَ في الظُّلمات". ¬

_ (¬1) في (ر): (الزرّاد).

8 - باب: ما جاء في موسي (عليه السلام)

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 540) والطحاوي في "المشكل" (1/ 447) من طريق شعبة به، لكن عند ابن أبي شيبة: عن علي، قال: "قال -يعني: الله عَزَّ وَجَلَّ-: ليس لعبدٍ لي ... " الحديث. وعند الطحاوي: عن علي كأنّه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وعبد الله بن سَلِمة وثّقه العجلي ويعقوب بن شيبة، وقال عمرو بن مرة الراوي عنه: كان يحدّثنا فيعرف وينكر. وقال أبو حاتم والنسائي: يعرف ويُنكر. وقال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وقد تفرّد بزيادة: "سبّح الله في الظلمات". وأخرج البخاري (6/ 451) ومسلم (4/ 1846) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خيرٌ من يونس بن متَّى". وأخرجاه أيضًا من حديث ابن عباس، وانفرد البخاري (6/ 450) بإخراجه من حديث ابن مسعود. 8 - باب: ما جاء في موسي (عليه السلام) 1444 - أخبرني إبراهيم بن محمد بن صالح: نا الحسن بن جرير: نا محمد بن أبي السّريِّ ونوح بن الهيثم، قالا: نا شيخ بن أبي خالد: نا حمّاد بن سلمة عن عمرو بن دينار. عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أهل الجنّة جُرْدٌ إلَّا موسى بن عمران (¬1)، فإنّ له لحيةً إلى سُرَّته". 1445 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الكِنْدي: نا محمد ابن إدريس بن حمّادة: نا محمد بن أبي السّرِّي: نا شيخ بن أبي خالد: نا حمّاد بن سلمة عن عمرو بن دينار. ¬

_ (¬1) في (ظ): (- صلى الله عليه وسلم -).

عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أهلُ الجنّة جُرْدٌ مُرْدٌ إلَّا موسى (¬1)، فإنّ لحيتَه إلى سُرَّته". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (شيخٌ هذا حدّث عن حمّاد بن سلمة بأحاديثَ مناكيرَ بواطيلَ. قاله ابن عدي). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 197) وابن عدي في "الكامل" (4/ 47 - 48) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 257 - 258) - من طريق ابن أبي السريِّ به. وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 76) وأبو الشيخ في "العظمة" (رقم: 1045) وأبو نعيم في "صفة الجنّة" (رقم: 261) والخطيب في "التاريخ" (13/ 458) -ومن طريقه ابن الجوزي (3/ 257) - من طريق وهب بن حفص الحرّاني عن عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّي عن حمّاد به مثله. وأخرجه أبو نعيم من طريق إبراهيم بن محمد بن الحسن عن ابن بُرْد الأنطاكي عن نوح عن حماد به مثله. وأخرجه أبو نعيم أيضًا في "صفة الجنة" (2/ 111) من طريق مجاشع بن عمرو عن حماد عن ليث بن أبي سُليم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن عكرمة عن ابن عباس موقوفًا. وقد تقدَّم الكلام على هذه الطرق في تخريج الحديث رقم: (1435)، وبيان وضع الحديث بما يغني عن إعادته هنا. ¬

_ (¬1) في (ظ): (- صلى الله عليه وسلم -).

1446 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو عقيل أنس بن السَّلْم: نا مغيرة بن عبد الرحمن بن عون الحرّاني: نا فيّاض بن محمد: نا مروان القطّان عن ابن جُريج عن عمرو بن دينار. عن ابن عباس أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مرّ بقبرِ موسى-صلَّى الله عليه- (¬1) وهو قائمٌ يصلِّي فيه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 111) من طريق فيّاض به، ووقع عنده: (مروان الغِفاري)، وهو الصواب ففيّاض هذا يروي عن مروان الغِفاري كما في ترجمته في "الجرح والتعديل" (7/ 87). وقال الهيثمي (8/ 205): "وفيه فيّاض بن محمد وجماعة لم أعرفهم، وقد روي عن فيّاض ثلاثة: موسى بن إسماعيل، ومحمد بن عبد الله النجّار، وأبو يوسف الصيدلاني". أهـ. قلت: وفيّاض ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح" (8/ 87) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكر من الرواة عنه: أحمد بن حنبل، والوليد بن صالح، ومحمد بن أحمد بن الحجاج الرقّي. وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 11) وذكر أنه يروي عنه الوليد بن صالح. لكن علَّة الحديث شيخه مروان بن سالم الغِفاري فإنه متروكٌ ورماه السَّاجي وغيره بالوضع كما في "التقريب". فالسند تالفٌ. ويغني عنه: ما أخرجه مسلم (4/ 1845) من حديث أنس مرفوعًا: "مررتُ على موسى ليلةَ أُسريَ بي عند الكثيب الأحمر، وهو قائم يُصلِّي في قبره". ¬

_ (¬1) في (ظ): (- صلى الله عليه وسلم -)، وفي (ر): (عليه السلام). والظاهر أنها من زيادات الرواة.

9 - باب: في داود (عليه السلام)

9 - باب: في داود (عليه السلام) 1447 - أخبرني أبو جُحوش محمد بن أحمد بن أبي جُحوش الخُرَيمي قراءةً عليه: نا أبو حامد أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل الجُلودي بنَيْسابور: نا محمد بن عبد الرحمن -شيخٌ قَدِمَ علينا-: نا الأشجعيُّ عن سفيان عن عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان النّاسُ يعودون داودَ -عليه السلام- يظنون أنْ به مرض (¬1)، وما به إلَّا شدّةُ الخوف من الله -عَزَّ وَجَلَّ-". 1448 - حدّثني أبي -رحمه الله-: نا محمد بن صالح الصَّيْمَري بالرَّيِّ: نا محمد بن عبد الرحمن بن غَزْوان الضّبيِّ: نا عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان النّاسُ يعودون داودَ -يعني: النبيَّ عليه السلام- يظنون أنْ به مرض (¬2)، وما كان به مَرَضٌ إلَّا شدّةُ الخوف والحياء من الله -عَزَّ وَجَلَّ-". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (14/ ق 338/ أ) من طريق تمام الأول. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 137) من طريق ابن غزوان به، وقال: "غريبٌ من حديث الثوري، تفرّد به عنه الأشجعي". وقال ابن عساكر: "غريب جدًّا، ومحمد بن عبد الرحمن هذا هو ابن غزوان بن أبي قُراد الضّبِّي ضعيف". ¬

_ (¬1) بالرفع على إهمال (إن) المخفّفة، وفي (ظ) و (ر): (مرضًا) بالنصب على الجادّة. (¬2) في (ظ) و (ر): (مرضًا) وانظر التعليق السابق.

10 - باب: نقش خاتم سليمان (عليه السلام)

وابن غزوان اتهمه بالوضع ابن عدي والدارقطني والحاكم. (اللسان: 5/ 253) فالحديث موضوع. 10 - باب: نقش خاتم سليمان (عليه السلام) 1449 - أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان: نا الحسن بن جرير الصُّوري: نا محمد بن أبي السَّريِّ ونوح بن الهيثم -خَتَنُ آدم العسقلاني-: نا شيخَ بن أبي خالد البصري: نا حمّاد بن سلمة عن عمرو بن دينار. عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان نقشُ خاتمِ سليمانَ بن داودَ: لا إله إلَّا الله. محمدٌ رسولُ الله". 1450 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الكِندي: نا محمد بن إدريس بن حمّادة (¬1) الأنطاكي: نا محمد بن أبي السّريّ: نا شَيخ بن أبي خالد البصري: نا حمّاد بن سلمة عن عمرو بن دينار. عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان نقشُ خاتم سليمانَ: لا إله إلَّا الله محمدٌ رسولُ الله". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (شيخٌ هذا حَدَّثَ عن حمّاد بن سلمة بأحاديث مناكيرَ بواطيلَ. قاله ابن عدي). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (7/ ق 288/ ب) من طريق تمّام الثاني. ¬

_ (¬1) في (ر): (حمّاد)، وهو خطأ.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 197) وابن عدي في "الكامل" (4/ 47) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 201) - وابن عساكر من طريق ابن أبي السّريِّ به. وشيخ تقدّم في تخريج الحديث (1435) أنّه وضّاع. وقال العقيلي عن الحديث: منكر لا أصل له إلَّا من حديث هذا الشيخ. وذكر ابن حبان هذا الحديث وآخرين في ترجمته من "المجروحين" (1/ 364) وقال: "ثلاثتها بواطيل موضوعات". وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع فأصاب. وعدّ الذهبي في "الميزان" (2/ 286) هذا الحديث من أباطيله. ورُوي نحوه من حديث عبادة بن الصامت: أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (703) -ومن طريقه: ابن عساكر (7/ ق 288/ ب) - من طريق محمد بن مخلد الرُّعَيني عن حميد بن محمد الحمصي عن أرطأة بن المنذر عن خالد بن معدان عنه مرفوعًا: "كان فصُّ خاتم سليمان بن داود سماويًا، فأُلقي إليه فأخذه، ووضعه في خاتمه. وكان نقشه: أنا الله لا إله إلَّا أنا، محمدٌ عبدي ورسولي". قال الهيثمي (5/ 152): "رواه الطبراني وفيه محمد بن مخلد الرُّعَيني، وهو ضعيفٌ جدًّا". أهـ. وقال ابن عدي: حدّث بالأباطيل. وتركه الدراقطني. (اللسان: 5/ 375). ومن كلام ابن عبّاس: أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 210) من طريق داود بن سليمان الجرجاني عن عبد الله بن عقبة العدوي عن عمرو بن مالك عنه موقوفًا. وداود كذّبه ابن معين. (اللسان: 2/ 417).

11 - باب: في دانيال (عليه السلام)

11 - باب: في دانيال (عليه السلام) 1451 - أخبرنا علي بن يعقوب: نا محمد بن خُرَيم: نا حُمَيد، قال: قال أبو عُبيد: نا حسان بن عبد الله عن السَّريِّ بن يحيى. عن قتادة، قال: لمّا فُتحتِ (السُّوسُ) (¬1) -وعليهم أبو موسى الأشعري- وجدوا دانيالَ في أبروز (¬2)، وإذا إلى جنبه مالٌ موضوعٌ، من شاء أتى يستقرض منه إلى أجلٍ، فإن أتى به إلى ذلك الأجل وإلَّا برص. قال: فالتزمه أبو موسى وقبّله، وقال: دانيالُ وربِّ الكعبة!. ثمّ كتب في شأنه إلى عمر، فكتب إليه عمر: أنْ كَفِّنه وحَنِّطه وصلِّ (¬3) عليه، ثمّ ادفنه كلما دُفِنت الأنبياءُ، وانظرْ مالَه فاجعله في بيت مال المسلمين. قال: فكفّنه في قَباطي (¬4)، وصلَّى عليه، ودَفَنه (¬5). هو في كتاب (الأموال) لأبي عبيد القاسم بن سلام (ص 313 - 314) وذكره حميد بن زنجويه في (الأموال) (رقم: 1278) عنه. وإسناده حسن لولا انقطاعه، فقتادة لم يُدرِك أبا موسى. لكن ذكر ابن كثير في "البداية" (2/ 41) أن ابن أبي الدنيا رواه في كتابه (أحكام القبور) من غير وجهٍ، فربّما يتقوى بذلك، والله أعلم. ¬

_ (¬1) بلدة بخوزستان من بلاد فارس. (معجم البلدان). (¬2) في (ظ) و (ر) وكتاب حميد: (أَبْزَن)، وفي كتاب أبي عبيد: (إيوان). والأبزَن: حوضٌ يُغتسل فيه، وقد يتخذ من نحاس، مُعرَّب (آب زَ نْ). كذا في "القاموس". (¬3) في الأصل و (ر): (صلَّى)، والتصويب من (ظ) و (ش). (¬4) القَباطي جمع قُبطيّة، ثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء. "نهاية". (¬5) هذا الأثر ليس في (ف).

(29) كتاب المناقب

(29) " كتاب المناقب"

1 - باب: فضل أبي بكر الصديق

1 - باب: فضل أبي بكر الصدّيق 1452 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو، وعبد الله بن الحسين المِصّيصيّ، قالا: نا عفّان بن مسلم الصفّار: نا همّام: أنا ثابت. عن أنس أن أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه حدّثهم أنّ رسول لله - صلى الله عليه وسلم - وهو معه في الغار، قال: لو أن أحدَهم نَظَرَ إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين اللهُ ثالثُهما". واللفظ لأبي زُرعة. 1453 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حَذْلَم، وأحمد ابن الهيثم (¬1)، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح، وعلي بن يعقوب ابن إبراهيم في آخرين، قالوا: نا أبو زُرعة: نا عفّان بن مسلم الصفّار نا همّام: أنا ثابت. عن أنس فذكر مثله. 1454 - أخبرني أبو عمر (¬2) محمد بن عيسى القزويني الحافظ ببيت لِهْيَا: نا معاذ بن المُثنّى العنبري، وأبو شُعيب عبد الله بن الحسن الحرّاني. قالا: نا عفّان بن مسلم: نا همّام ... فذكر بإسناده مثله. ¬

_ (¬1) كذا بالأصل و (ش)، وفي (ظ) و (ر): (القاسم) وأظنه الصواب. (¬2) في الأصل و (ش): (عمرو)، وهو خطأ، والتصويب من (ظ) و (ر) وكتب الرجال.

1455 - حدّثنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن عمر بن حفص البغدادي: نا أبو شعيب الحرّاني: نا عفّان بن مسلم فذكر نحوه. أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 86) من طريق أبي شعيب الحرّاني به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 173) وأحمد في "المسند" (1/ 4) و"الفضائل" (رقم: 23) والترمذي (3096) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (رقم: 72) والطبري في "التفسير" (10/ 96) من طريق عفّان به. وأخرجه البخاري (7/ 8 - 9) ومسلم (4/ 1854) من طريقين آخرين عن همّام به. 1456 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي قراءةً عليه، قال: حدّثني الحسن بن علي بن خلف الصَّيْدلاني: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا الوليد بن مسلم: نا عبد الله بن العلاء بن زَبْر: حدّثني بُسر بن عُبيد الله، قال: حدّثني أبو إدريس الخَولاني، قال: سمعت أبا الدّرداء يقول: كانت بين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- (¬1) محاورةٌ، فأغضب أبو بكر عمرَ، فانصرف عنه عمر مُغضَبًا، واتَّبعه أبو بكر يسأله أن يستغفرَ له، فلم يفعلْ، حتّى أغلق البابَ في وجهه. وأقبل أبو بكر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو الدرداء: ونحن عنده. -فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمّا صاحبكم هذا فقد غَامَر". قال: ونَدِمَ عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلّم وجلس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقصّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبرَ. قال أبو الدرداء: فغضِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله لأنا كنتُ أظلمَ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل أنتم تاركو لي صاحبي؟! هل أنتم تاركو لي صاحبي؟! إنّي ¬

_ (¬1) ليس في (ظ).

قلتُ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158]، فقلتم: كذبتَ. وقال أبو بكر: صدقتَ". [وقال تمّام:] (¬1) أخرجه البخاري في "كتاب الصحيح" عن رجلٍ عن سليمان بن عبد الرحمن ودُحَيم. أخرجه البخاري (8/ 303) عن شيخه عبد الله -وهو ابن حماد- عن سليمان بن عبد الرحمن وموسى بن هارون -لا دُحَيم كما وهم تمّام- عن الوليد به. وقد أخرجه البخاري (7/ 18) من طريق آخر عن بُسر به. 1457 - حدّثني أبو القاسم علي بن محمد الكوفي الحافظ: أنا أحمد بن عبد الله بن النِّيري: نا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان: نا ضِمام بن إسماعيل عن أبي قبيل. عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أتاني جبريلُ، فقال: يا محمدُ! إنّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- يأمرك أن تستشيرَ أبا بكر -رضي الله عنه-". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (9/ ق 298/ أ) من طريق تمّام. وذكره المحبّ الطبري في "الرياض النَّضِرة" (1/ 161)، وقال: "خرّجه تمّام في فوائده وأبو سعيد النقّاش". وإسناده تالف: محمد بن عبد الرحمن بن غزوان قال ابن عدي والدارقطني: كان يضع. وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة. وقال الذهبي: حدّث بوقاحةٍ عن مالك وشريك وضمام بن إسماعيل ببلايا. (اللسان: 5/ 253). وذكر الذهبي في "الميزان" (3/ 626) أنه رواه أيضًا عن ابن المبارك عن ¬

_ (¬1) من (ظ).

حيوة بن شريح عن بكر بن ماعز عن مِشرح عن عقبة بن عامر مرفوعًا. ولا عجبَ في ذلك فهو مما عملت يداه. 1458 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزُّبير: نا مِسْعَر عن أبي عَون عن أبي صالح الحنفي. عن عليٍّ، قال: قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ولأبي بكرٍ يومَ بدرٍ: "مع أحدِكما جبريلُ، ومع الآخر ميكائيلُ. وإسرافيلُ مَلَكٌ عظيم يشهد القتالَ، ويكونُ في الصفِّ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (أبو عون هو محمد بن عُبيد الله الثَّقفي، وأبو صالح الحنفي: عبد الرحمن بن قيس -ويُقال: (ماهان) والأوّلُ الصحيحُ- ثقةٌ. وروى عن عليٍّ سماعًا، وعن حذيفة وابن مسعود مرسلًا). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الحديث عزاه المحبّ الطبري في "الرياض" (1/ 70) إلى فوائد تمّام. وأخرجه البزّار (كشف- 1765) وأبو يعلى (1/ 283 - 284) -ومن طريقه وطريقٍ غيره: ابن عساكر (9/ ق 297/ ب - 298/ أ) - من طريق أبي أحمد الزُّبيري به. وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 16) وأحمد (1/ 147) وابن أبي عاصم في "السنّة" (1217) والحاكم (3/ 134) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- من طرق أخرى عن مِسْعَر به. وإسناده صحيح. وقال الهيثمي (9/ 58): "رواه أبو يعلى والبزار وأحمد بنحوه، ورجال أحمد والبزّار رجال الصحيح".

2 - باب: فضل عمر بن الخطاب

2 - باب: فضل عمر بن الخطاب 1459 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا يحيى بن أبي طالب، قال: نا عبد الوهاب بن عطاء، قال: نا محمد بن عمرو عن أبي سلمة. عن أبي هريرة أن رسول الله (¬1) - صلى الله عليه وسلم - قال: "دخلتُ الجنةَ فرأيتُ قصرًا من ذهبٍ أعجبني حُسنُه، قلت: لمن هذا؟ قيل: لعمرَ. فما منعني أن أدخلَه إلَّا ما علمتُ من غَيْرتك يا عمر". فبكى عمر، فقال: أعليك أغارُ يا رسول الله؟!. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (13/ ق 20/ ب) من طريق خيثمة به. وأخرجه البزار (كشف: 2499) من طريق محمد بن بشار (بُندار) عن عبد الوهاب به. وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 28) عن شيخه علي بن مسهر، والبزار (2500) من طريق محمد بن أبي عدي، كلاهما عن محمد بن عمرو به. وإسناده حسن من أجل محمد، فإن فيه كلامًا يسيرًا. والحديث أخرجه البخاري (7/ 40) ومسلم (4/ 1862) من طريق الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه، وأخرجاه أيضًا من حديث جابر. ¬

_ (¬1) لحديث ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" عدة طرق، وهذا حكمه على هذا الطريق خاصّة، وقد أورد المعلّق على "المعجم الأوسط" كلام الهيثمي هذا تعليقًا على طريق (الضحاك بن عثمان عن نافع) الآتي، ثم قال: "ما ذكره الهيثمي من وجود عبد الله بن صالح كاتب الليث في إسناد هذا الحديث وهمٌ منه رحمه الله تعالى، فليس في إسناد هذا الحديث. وربما يكون هناك خطأ في نقل نص الهيثمي أثناء الطبع". أهـ. قلت: الخطأ في وضع كلام الهيثمي في غير موضعه!

1460 - حدّثني أبو القاسم علي بن محمد الكوفي الحافظ، قال: حدّثني أبو بكر محمد بن عمران الهمداني: نا محمد بن العبّاس بن بسّام: نا أحمد بن يزيد الخُراساني: نا القَعْنَبي عن مالك عن نافع. عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- جعل الحقَّ على لسان عمرَ وقلبِه". أحمد بن يزيد قال الدارقطني: ليس بالمشهور. (اللسان: 1/ 325). وشيخ تمّام ذكره ابن عساكر في "التاريخ" (12/ ق 270/ أ) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 176/ ب) والخليلي في "الإِرشاد" (1/ 414) وابن عساكر (13/ ق 8/ ب) من طريق عبد الله ابن صالح عن ابن وهب عن مالك به. وابن صالح صدوق كثير الغلط، قال الخليلي: "قال أبو حاتم والبخاري: إن أبا صالح [عبد الله بن صالح] أخطأ عن ابن وهب بقوله: (عن مالك)، وإنما هو من حديث ابن وهب عن نافع القارئ عن نافع". وقال الهيثمي (9/ 66): "رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقد وُثِّق وفيه ضعف". وأخرجه أحمد في "المسند" (2/ 95) و"الفضائل" (313) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 467) والترمذي (3682، 2185) وابن عساكر (13/ ق 8/ أ، ب) من طريق خارجة بن عبد الله بن نافع به. وإسناده حسن من أجل خارجة ففيه لينٌ. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/ 335) وأحمد في "المسند" (2/ 53) وعبد بن حميد في "المنتخب" (758) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 228/ أ- ب) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (1/ 382 - 383 - ط الرسالة) وابن عساكر (13/ ق 8/ أ) من طريق نافع بن عبد الرحمن بن أبي نُعيم عن نافع به.

وإسناده حسن، ابن أبي نُعيم صدوق ضعّفه أحمد. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الفضائل" (395) -وكذا القطيعي (525) - والطبراني في "الأوسط" (رقم: 291) وابن عساكر (13/ ق 8/ ب- 9/ أ) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن الضحّاك بن عثمان عن نافع به. وقال الطبراني: لم يروه عن الضحّاك إلَّا ابن أبي حازم وإسناده حسنٌ. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 249) و"مسند الشاميين" (52) ومن طريقه ابن عساكر (13/ ق 8/ ب) عن شيخه أحمد بن رِشْدين عن السّريّ بن حمّاد عن المعلّى بن الوليد عن هاني بن عبد الرحمن بن أبي عبلة عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه ونافع به بلفظ: "إن الله ضرب بالحق ... ". وشيخ الطبراني كذبه أحمد بن صالح، ووثّقه ابن يونس ومسلمة. (اللسان: 1/ 257). وشيخه لم أعثر على ترجمته، والمُعلّى وشيخه لم يوثقهما غير ابن حبّان. (اللسان: 6/ 65، 186). وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (14/ 85) من طريق خيثمة بن سليمان، قال: نا [كذا] إسحاق بن محمد الفروي نا عبد الله بن عمر عن نافع به. كذا وقع في المطبوع، وفيه سقط بين خيثمة والفَروي، فالأخير توفي سنة (226) بينما وُلد خيثمة بعده بأريع وعشرين سنة! أي سنة (250)! فكيف يقول: (حدّثنا) وهو الحافظ الثقة المأمون؟! والفروي ضعيف وعيب على البخاري إخراج حديثه. وشيخه عبد الله بن عمر المكبّر (على عهدة المطبوع!) ليّن الحديث. فالحديث بهذه الطرق صحيحٌ عن ابن عمر.

1461 - أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سنان، ومحمد بن إبراهيم ابن عبد الرحمن، قالا: نا زكريا بن يحيى، قال: حدّثني إبراهيم بن إسحاق ابن أبي الجَحيم: نا علي بن قتيبة الخراساني: نا مالك عن (¬1) الجَهْم ابن أبي الجَهْم (¬2). عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- ضَرَبَ الحقَّ -أو قال: جَعَلَ. أبو عبد الرحمن شكّ فيه- على لسان عمرَ وقلبِه". أخرجه ابن عساكر (13/ ق 7/ ب) من طريق تمّام. وعلي بن قتيبة قال ابن عدي: له أحاديث باطلة عن مالك. وقال العقيلي: يحدّث عن الثقات بالبواطيل وبما لا أصل له. (اللسان: 4/ 250). والجَهْم بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (2/ 521)، وذكره ابن حبّان في "الثقات" (4/ 113). وقال الذهبي في "الميزان" (1/ 426): "لا يُعرف". وقال الحسيني -كما في "التعجيل" (ص 74) -: "مجهول". وابن أبي الجحيم له ذكرٌ في "الإِكمال" لابن ماكولا (2/ 51). والصواب في هذا: أن الجهم يرويه عن المِسْوَر بن مَخْرَمة عن أبي هريرة مرفوعًا، هكذا أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 25) -ومن طريقه: ابن أبي عاصم في "السنّة" (1250) - وأحمد (2/ 401) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 228/ أ) والطبراني في "الأوسط" (ق 176/ ب) -ومن طريقه: أبو نُعيم في "الحلية" (1/ 42) و"الإِمامة" (رقم: 100) - وابن عساكر (13/ ق 7/ ب- 8/ أ) من طريق عبد الله بن عمر العمري، وأخرجه البزّار (كشف- 2501) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي، قالا: عن الجهم به. ¬

_ (¬1) في الأصول: (بن)، والتصويب من ابن عساكر وكتب الرجال. (¬2) في (ظ): (الحمي)، وهو تحريف.

قال الهيثمي (9/ 66): "ورجال البزّار رجال الصحيح غير الجهم بن أبي الجهم، وهو ثقة". أهـ. قلت: فيه جهالة كما مرّ. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الفضائل" (315) -والقطيعي أيضًا (524، 684) - وابن حبّان (2184) وأبو نعيم في "الإِمامة" (91) وابن عساكر (13/ ق 7/ ب) من طريق الدّراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا. وهذا إسنادٌ حسنٌ. 1462 - أخبرنا أبو عمر محمد بن سليمان بن داود اللبّاد: نا طاهر بن علي أبو الطيّب الطبراني: نا إبراهيم بن سلمة الأشقر: نا الحجّاج بن سليمان ابن يزيد الحِمْيَري: نا مسمع بن عدي البصري عن أبي هارون العَبْدي. عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ اللهَ جعل الحقَّ على قلب عمرَ ولسانِه". أخرجه ابن عساكر (13/ ق 7/ ب) من طريق تمّام. وإسناده واهٍ: أبو هارون -واسمه: عُمارة بن جُوين- متروك ومنهم من كذّبه. كذا في "التقريب" وفي السند إليه مجاهيل: فمسمع بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (8/ 421)، وشيخ تمام ذكره ابن عساكر (15/ ق 194/ ب) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا، وطاهر والحجاج لم أعثر على ترجمة لهما. أما إبراهيم بن سلمة -وقد نسب إلى جدّه، وأبوه: الوليد- فصدوق كما قال أبو حاتم (الجرح: 2/ 142). وقد جاء الحديث أيضًا من رواية عائشة، وأبي ذر، وبلال، وعمر، وأبي بكر، ومعاوية: أمّا حديث عائشة: فأخرجه ابن سعد (2/ 335) -ومن طريقه: ابن عساكر (13/ ق 6/ أ) -

والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 176/ ب) والقطيعي في "زيادات الفضائل" (518) من طريقين عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الله بن محمد بن أبي عتيق عن أبيه عنها مرفوعًا: "ما كان نبي إلَّا في أمته معلّم أو معلّمان، وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر بن الخطاب، إن الحقّ على لسان عمر وقلبه". وسنده حسن، وقال الهيثمي (9/ 67): "وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو ليّن الحديث". وأمّا حديث أبي ذر: فأخرجه ابن سعد (2/ 335) وأحمد في "المسند" (5/ 165، 177) و"الفضائل" (316) -والقطيعي في "زوائد الفضائل" (521) - ويعقوب بن سفيان (1/ 461) وابن أبي عاصم (1249) وابن ماجه (108) والطبراني في "مسند الشاميين" (1543) والحاكم (3/ 86 - 87) -وصحّحه على شرطهما- وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 161) والبغوي في "شرح السنة" (14/ 85) وابن عساكر (13/ ق 7/ أ، ب) من طريق محمد بن إسحاق عن مكحول عن غُضَيف بن الحارث عنه مرفوعًا: "إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به". وابن إسحاق قد صرّح بالتحديث عند يعقوب فأُمن تدليسه، وقد تابعه: محمد بن عجلان وهشام بن الغاز عند الطبراني والحاكم وأبي نعيم وابن عساكر. لكن مكحولًا لم يصرح بالتحديث، وقد وصمه بالتدليس ابن حبّان والذهبي. وأخرجه أحمد في "المسند" (5/ 145) و"الفضائل" (317) -ومن طريقه ابن عساكر (13/ ق 7/ ب) - من طريق حمّاد بن سلمة عن بُرْد أبي العلاء عن عبادة بن نُسَيّ عن غُضَيف به بلفظ: "إن الله ضرب بالحق على ... ".

وإسناده جيّد قويٌّ. وأمّا حديث بلال: فأخرجه ابن أبي عاصم (1248) والطبراني في "الكبير" (1/ 338 - 339) والقطيعي في "زوائد الفضائل" (520) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غُضَيف بن الحارث عنه مرفوعًا. وابن أبي مريم قال في "التقريب": "ضعيف، وكان قد سُرِق بيته فاختلط". وقال الهيثمي (9/ 66): "وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وقد اختلط". وأما حديث عمر: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 176/ ب) من طريق علي بن سعيد المقري العكّاوي: نا يعلي بن عبيد الطنافسي: نا مِسْعَر عن وَبَرة بن عبد الرحمن عن غُضَيف عنه مرفوعًا بزيادة: " ... يقول به". وقال: "لم يروه عن مسعر إلَّا يعلى، تفرّد به علي". وأخرجه ابن عساكر (13/ ق 6/ ب-7/ أ) من هذا الطريق لكن قال: عن غُضَيف، قال: مررت بعمر بن الخطاب في نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا نحن برجلٍ من القوم، فقال: ادعْ لي بارك الله فيك يا فتى. فقلت: أنت أحقُّ. فقال لي: ادع لي يا فتى. فقلت: أنت أحقّ، أنت صاحب رسول الله. فقال: ويحك! إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكر الحديث. وهذا الرجل هو أبو ذر -كما تقدم في تخريج حديثه- فقد حدثت معه هذه الحادثة. وظهر بهذا أن الحديث من مسند أبي ذر، وأمّا جعله من مسنده فوهمٌ، والله أعلم. وقال الهيثمي (9/ 66): "وفيه علي بن سعيد المقري العكّاوي ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. وهو كما قال.

وأما حديث أبي بكر: فأخرجه ابن عساكر (13/ ق 9/ أ) من طريق هُشيم عن العوّام بن حوشب عمّن حدّثه عن أبي بكر مرفوعًا: "إن الله جعل الحق في قلب عمر وعلى لسانه". وإسناده ضعيف لجهالة تابعيه، وتدليس هُشَيم. وأما حديث معاوية: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 312 - 313) من طريق سليمان الشاذكوني عن الواقدي عن موسى بن عمر الحازمي عن موسى بن سهل عن يزيد بن النعمان بن بشير عن أبيه عنه مرفوعًا. وإسناده تالف: الشاذكوني والواقدي متّهمان، ويزيد بيّض له ابن أبي حاتم في الجرح (9/ 292) والاثنان تحته لم أعثر على ترجمة لهما. والخلاصة أن الحديث ثابتٌ من رواية ابن عمر، وأبي هريرة، وأبي ذرٍّ، وعائشة. 1463 - أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سنان، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن: نا زكريّا بن يحيى: نا الفتح بن نصر بن عبد الرحمن الفارسي -كان يسكن مصرَ-: نا حسّان بن غالب، قال: حدّثني مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب. عن أُبَيّ بن كعب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان جبريلُ يُذاكرني فضلَ عمرَ، فقلتُ: يا جبريلُ! ما بَلَغَ من فضل عمرَ؟ قال: يا محمدُ! لو لَبِثتُ ما لَبِث نوحٌ في قومه ما بلغتُ لك فضلَ عمرَ وماذا له عندَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-. قال لي جبريل: يا محمدُ! لَيبكيَنَّ الإِسلامُ من بعد موتك على موتِ عمرَ".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (حسّان بن غالب مصريٌّ، كنيته: أبو القاسم. وثّقه ابن يونس، وحَمَلَ عليه ابن حبّان). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . نقله السيوطي في "اللآلئ" (1/ 303) من فوائد تمام: بسنده ومتنه. وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (13/ ق 16/ أ) من طريق تمّام. وأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" -كما في "اللسان" (2/ 189) - من طريق الفتح به، وقال: "هذا لا يصحُّ عن مالك، وفتح وحسَّان ضعيفان، والحديث موضوع". وهو كما قال، وحسّان قال ابن حبّان: يقلب الأخبار، ويروي عن الأثبات المُلزَقات، لا تحلُّ الرواية عنه إلَّا على سبيل الاعتبار. وقال الحاكم: له عن مالك أحاديث موضوعة. وقال الأزدي: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف متروك. وخفي أمره على ابن يونس فوثّقه! والفتح قال ابن أبي حاتم: ضعّفوه. وقال الدارقطني: ضعيف متروك. (اللسان: 4/ 426). وأخرجه ابن بطّة -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 321) - من طريق محمد بن رزق الله: ثنا حبيب بن أبي ثابت [وكذا وقع في "اللآلئ" (1/ 303) أيضًا!]: ثنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن ابن شهاب به مثله. والصواب في الإِسناد: (حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك)؛ لأن ابن أبي ثابت من التابعين، وعبد الله بن عامر من أتباع التابعين، والذي يروي عن ابن عامر إنما هو ابن أبي حبيب كما في "التهذيب" (5/ 275). وعلاوة على ذلك فإن محمد بن رزق الله إنما يروي عن حبيب بن أبي حبيب كما في "تاريخ الخطيب" (5/ 277)، وبين وفاته ووفاة ابن أبي ثابت (130) عامًا، فمن المحال أن يروي عنه!

وإذا تبيّن لك ذلك فآفة الحديث هو: حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، قال أبو داود: كان من أكذب الناس. وكذّبه أحمد وابن المديني وابن حبّان، وقال النسائي: أحاديثه كلّها موضوعة. وقال ابن الجوزي عن الحديث: "وهذا غير صحيح، قال يحيى بن معين: عبد الله بن عامر ليس بشيءٍ. وقال ابن حبَّان: كان يقلب الأسانيد والمتون". أهـ. وهو إعلالٌ قاصرٌ سببه التحريف الواقع في اسم حبيب. ورُوي من حديث عمّار، وأبي سعيد، وزيد بن ثابت: أمّا حديث عمّار: فأخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه" (رقم: 35) -ومن طريقه: ابن الجوزي (1/ 321) وابن بلبان المقدسي في "المقاصد السنيّة" (ص 394) و"تحفة الصديق" (ص 106) - والروياني في "مسنده" (ق231/ أ) وابن عساكر في "التاريخ" (9/ ق 296/ ب و13/ ق 16/ أ- ب) عن الوليد بن الفضل العَنَزي عن إسماعيل بن عُبيد العجلي عن حمّاد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عنه مرفوعًا دون قوله: "ليبكينّ الإِسلام ... "، وبزيادة: "وإن عمر لحسنةٌ من حسنات أبي بكر". وآفته الوليد، فقد قال ابن حبّان: يروي الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال الحاكم وأبو نعيم والنقّاش: روى عن الكوفيين موضوعات. (اللسان: 6/ 225). وشيخه قال الذهبي: هالك. وضعّفه الأزدي. (اللسان: 1/ 320). وقال ابن الجوزي: "قال أحمد بن حنبل: هذا حديثٌ موضوعٌ، ولا أعرف إسماعيل". أهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (1/ 238 و4/ 343): "الخبر باطلٌ".

3 - باب: في فضل أبي بكر وعمر وغيرهما

وأمّا حديث أبي سعيد: فأخرجه ابن عساكر (13/ ق 16/ أ) من طريق داود بن سليمان عن خازم بن جَبَلة بن أبي نَضْرة عن أبيه عن جدّه عنه مرفوعًا كلفظ عمّار. وداود قال الأزدي: ضعيف جدًّا. (اللسان: 2/ 418) فهو من بلاياه. وشيخه ذكره ابن ماكولا في "الإِكمال" (2/ 284) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأبوه لم أعثر على ترجمة له. وأما حديث زيد: فأخرجه أيضًا ابن عساكر (13/ ق 16/ أ) من طريق محمد بن يونس الكديمي عن علي بن علي الرفاعي عن يحيى بن عبد الله عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن ابن المسيّب عنه مرفوعًا دون: "ليبكين الإِسلام ... ". قال ابن عساكر: "وفي حديث أبي الحسن [علي بن المسلم، أحد شيخي ابن عساكر في هذا الحديث]: (عن ابن قتيبة) بدلَ (علي بن علي)، وهو الصواب". قلت: فالمتهم به إما الكُديمي وإما شيخه: علي بن قتيبة -كما صوّبه ابن عساكر-، فالأول: كذّبه موسى بن هارون وأبو داود، واتهمه بالوضع ابن حبّان وابن عدي والدارقطني. والثاني: قال العقيلي: يحدّث عن الثقات بالبواطيل وبما لا أصل له. وقال ابن عدي: له أحاديث باطلة عن مالك. (اللسان: 4/ 250). فالحديث لا ينفك عن وضع أحدهما. 3 - باب: في فضل أبي بكر وعمر وغيرهما 1464 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهم الأَذْرَعيّ: نا عبد الله ابن جعفر بن أحمد أبو محمد العسكري بالرَّافقة: نا سهل بن محمد العسكري: نا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة عن يحيى بن سلمة بن كُهَيل عن أبيه عن أبي الزَّعْراء.

عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتدوا باللّذَين من بعدي: أبو بكر وعمر، واهتدوا بهَدْي عمّار، وتمسّكوا بعهد ابن أمِّ عَبْدٍ". في إسناده: يحيى بن سلمة متروك كما في "التقريب"، وعبد الله بن جعفر العسكري لم أعثر على ترجمةٍ له. وأخرجه الترمذي (3805) والطبراني في "الكبير" (9/ 67) والحاكم (3/ 75 - 76) والبغوي في "شرح السنة" (14/ 102) وابن عساكر في "التاريخ" (جزء عبد الله بن مسعود - ص 68) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة عن أبيه عن أبيه يحيى به. قال الترمذي: "غريبٌ من هذا الوجه، لا نعرفه إلَّا من حديث يحيى بن سلمة، ويحيى يضعَّف في الحديث" (¬1). وصحّحه الحاكم، فتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: سنده واهٍ". وفيه بالإِضافة إلى يحيى: ابنه إسماعيل -وهو متروك-، وحفيده إبراهيم وهو ضعيف. وأخرجه ابن عساكر (ص 68) من طريق أبي الجوّاب أحوص بن جوّاب عن يحيى بن سلمة به. وأخرجه ابن عساكر أيضًا (13/ ق 323/ ب) من طريق محمد بن عبد العزيز بن ربيعة عن أحمد بن رشد بن خيثم عن حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالحٍ عن فراس بن يحيى عن الشعبي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود مرفوعًا: "اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر". وابن رشد بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (2/ 51)، واتّهمه الذهبي باختلاق حديثٍ، وذكره ابن حبان في "الثقات" (اللسان: 1/ 171). والراوي عنه لم أعثر على ترجمةٍ له. ¬

_ (¬1) كذا في "تحفة الأشراف" (7/ 73)، وفي مطبوعة الترمذي: (حسن غريب)، وما في "التحفة" أصوب.

1465 - أخبرنا أبو يعقوب الأذْرَعي: نا عبد الله بن جعفر: نا سهل ابن محمد: نا عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مثله. إسناده حسنٌ لولا عبد الله بن جعفر، فإنّي لم أعثر على ترجمةٍ له. وقد ورد الحديث من رواية حذيفة، وأنس، وأبي الدرداء، وابن عمر، وأبي بكرة: أما حديث حذيفة. فقد أخرجه الحميدي (رقم: 450) وابن سعد في "الطبقات" (2/ 334) وأحمد (5/ 382) وابنه عبد الله في "السنَّة" (1366) والترمذي (3662) -وحسَّنه- وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 379) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 109) -ومن طريقه: الذهبي في "النبلاء" (10/ 88) - والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/ 177) والبغوي في "شرح السنَّة" (14/ 101) وابن عساكر في "التاريخ" (13/ ق 38/ أ) كلهم من طريق زائدة بن قدامة، وأخرجه الحاكم (3/ 75) وابن عساكر (جزء ابن مسعود ص 63، 64 و 9/ 323/ ب) وابن بَلبان في "تحفة الصديق" (ص 64) والذهبي (1/ 481) من طريق الثوري ومسعر (عند الذهبي: الثوري فقط)، كلهم عن عبد الملك بن عمير عن رِبْعي بن حراش عنه مرفوعًا. واقتصر بعضهم على الفصل الأول منه. وصححه الحاكم وسكت عليه الذهبي، وظاهره كذلك إلَّا أنَّه معلول: وقال الخليلي في "الإِرشاد" (1/ 378): "والحديث صحيح معلول، لأنَّ في بعض الروايات: عن عبد الملك عن مولى لربعي عن ربعي". أهـ. فعبد الملك لم يسمعه من ربعي، وإنما سمعه من مولاه: هكذا أخرجه ابن سعد (2/ 334) وابن أبي شيبة (12/ 11) وأحمد (5/ 385، 402)

وابنه عبد الله في "السنَّة" (1369) ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" (1/ 480) وابن أبي عاصم في "السنَّة" (1148، 1422) وابن ماجه (97) وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 381) والحاكم (3/ 75) وأبو نعيم في "الإِمامة" (رقم: 49) والبيهقي (8/ 153) وابن حزم في "أصول الأحكام" (8/ 809) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2/ 182) وابن عساكر (ص 65 و 9/ 323/ ب و 13/ 37/ أ) من طريق الثوري، والخطيب في "التاريخ" (12/ 20) من طريق مِسْعَر، كلاهما عن ابن عمير عن مولى لربعي عن ربعي به. ومولى ربعي اسمه هلال، هكذا أخرجه البخاري في "التاريخ" (8/ 209) ويعقوب (1/ 480) -ومن طريقه: البيهقي (8/ 153) - وابن أبي عاصم (1149، 1423) وعبد الله في السنَّة" (1367) وأبو نعيم في "الإِمامة" (50) والخليلي في "الإِرشاد" (2/ 664 - 665) وابن عبد البر (2/ 183) وابن عساكر (13/ ق37/ أ). وهلال هذا ذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال ابن حزم: وهو مجهول لا يُعرف من هو أصلًا. وقال ابن عبد البر عن الحديث: "مختلفٌ في إسناده، ومتكلِّمٌ فيه من أجل مولى رِبْعي، [و] هو مجهولٌ عندهم". ثم قال: "وحديث حذيفة حديثٌ حسنٌ، وقد روى عن مولى ربعي: عبد الملك بن عمير، وهو كبير. ولكن البزار وطائفة من أهل الحديث يذهبون إلى أن المحدِّث إذا لم يروِ عنه رجلان فصاعدًا فهو مجهول" (¬1). وأومأ الذهبي في "الميزان" (4/ 317) إلى تجهيله فقال: "ما حدَّث عنه سوى عبد الملك بن عمير". لكن له طريق آخر يُحسّن به: أخرجه ابن سعد (2/ 334) وأحمد في "المسند" (5/ 399) ¬

_ (¬1) أي جهالة العين، أما جهالة الحال فلا ترتفع إلَّا بتوثيق معتبر ولو روى عنه أكثر من اثنين.

و"الفضائل" (478، 479) وابنه عبد الله في "زوائد الفضائل" (198) والبخاري في "الكنى" (ص 50) والترمذي (3663) والطحاوي في "المشكل" (2/ 85) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 150) وابن حبَّان (2193) وابن حزم (8/ 809) والخطيب في "التاريخ" (14/ 366) وابن عساكر (ص 66) من طريق سالم أبي العلاء المُرادي عن عمرو بن هَرِم عن رِبْعي -وعند أكثرهم زيادة: وأبي عبد الله رجل من أصحاب حذيفة- عن حذيفة مرفوعًا. وسالم ضعَّفه ابن معين والنسائي (¬1)، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه. ووثَّقه العجلي، وقال الطحاوي: ثقة (¬2) مقبول الحديث. وأخرجه القطيعي في "زوائد الفضائل" (526) من طريق مؤمَّل بن إسماعيل عن سفيان عن عبد الملك بن عُمَير عن منذر عن رِبْعي عن حذيفة مرفوعًا. ومؤمَّل ضعيف، وقد أخطأ فيه، والصواب (عن مولى ربعي)، وهكذا رواه مؤمَّل نفسه عن سفيان به، وأخرجه ابن ماجه (97). وأما حديث أنس: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 249) -ومن طريقه ابن عساكر (جزء ابن مسعود ص 67 - 68) من طريق مسلم بن صالح أبي رجاء عن حمّاد بن دُلَيل عن عمر بن نافع عن عمرو بن هَرِم مرفوعًا بتمامه .. وإسناده حسن لولا مسلم هذا فإنني لم أعثر على ترجمة له. وأما حديث أبي الدرداء: فأخرجه الطبراني في "الكبير" و"مسند الشاميين" (913) -ومن طريقه ¬

_ (¬1) تضعيف النسائي له مذكور في "الميزان" (2/ 112). (¬2) كذا في "المشكل"، وقد سقطت كلمة (ثقة) من "التهذيب" (3/ 441).

ابن عساكر (9/ ق 324/ أ) - عن شيخه عبد الرحمن بن معاوية العتبي عن محمد بن نصر الفارسي عن الحكم بن نافع عن إسماعيل بن عيّاش عن المطعم بن المقدام الصنعاني عن عنبسة بن عبد الله الكلاعي عن أبي إدريس الخولاني عنه مرفوعًا: "اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر، فإنَّهما حبل الله الممدود، فمن تمسَّك بهما فقد تمسك بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها". وشيخ الطبراني وشيخه وعنبسة لم أعثر على تراجمهم، وقال الهيثمي (9/ 53): "وفيه من لم أعرفهم". وأمَّا حديث ابن عمر: فأخرجه العقيلي (4/ 94 - 95) والدارقطني في "غرائب مالك" -كما في "اللسان" (5/ 237) - وابن عساكر (9/ ق 324/ أ) من طريق محمد بن عبد الله بن عمر العمري عن نافع عنه مرفوعًا مقتصرًا على أوَّله. وقال العقيلي: "حديث منكرٌ لا أصل له من حديث مالك، وهذا يروى عن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسنادٍ جيِّدٍ ثابت". وقال عن راويه العُمري: "لا يصحُّ حديثه، ولا يُعرف بنقل الحديث". وقال الدارقطني: "لا يثبت، والعمري هذا ضعيفٌ". وقال عن العمري: "يُحدِّث عن مالك بأباطيل". وقال ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 282): "يروي عن مالك وأبيه العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال". وأخرجه ابن عساكر (9/ ق 323/ ب- 324/ أ) من طريق أحمد بن صليح بن وضَّاح عن محمد بن قَطَن عن ذي النون عن مالك به. وابن صُلَيح أورد الذهبي في "الميزان" (1/ 105) هذا الحديث من طريقه، ثم قال: "وهذا غَلَطٌ! أحمد لا يُعتمد عليه". أهـ. وذو النون هو الزاهد المصري المشهور، قال الدارقطني: "روى عن مالك أحاديث فيها

نظر. "اللسان" (2/ 437). والراوي عنه ذكره ابن ماكولا في "الإِكمال" (7/ 126) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأمَّا حديث أبي بكرة: فأخرجه ابن عساكر (13/ ق 37/ أ) من طريق إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك: نا حماد بن زيد: نا أيوب عن الحسن عنه مرفوعًا، وقال: "وهذا أيضًا غريب". وإسناده تالف: إبراهيم هذا قال ابن عدي: حدَّث بالبواطيل، وهو ضعيف جدًا، وأحاديثه كلها مناكير موضوعة، ومن اعتبر حديثه عَلِمَ أنَّه ضعيف جدًا متروك الحديث. وقال العقيلي والحاكم: يحدِّث عن الثقات بالبواطيل. (اللسان: 1/ 37). 1466 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن الزبير (¬1): نا فِطر وأبو بكر النَّهْشَلي وفُضَيل بن مرزوق عن عطيَّة العَوْفي. عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أهلَ الدَّرجاتِ العُلى لَيراهم من هو أسفل منهم كما ترون أنتم الكوكبَ الدُّرِّيّ في أُفق السماء، وإنَّ أبا بكر وعمر منهم وأنْعَما". 1467 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا بكَّار ين قتيبة: نا يعقوب ابن إسحاق الحضرمي المقرئ: نا مالك بن مِغْوَل عن عطيَّة. عن أبي سعيد الخدري مثلَه. قال فُضَيل في حديثه: فقلتُ لعطيَّة: ما قولُهُ: " [و]، (¬2) أنْعَما"؟، قال: وهنيئًا لهما. ¬

_ (¬1) في (ر): (أشرس)!. (¬2) الزيادات من (ف).

أخرجهما ابن عساكر في "التاريخ" (13/ ق 25/أ، 26/ 1) من طريق تمَّام. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "حديث ابن الجعد" (2097، 2101، 2106، 2109) من طرقٍ عن فطرٍ وأقرانه به. 1468 - حدَّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب إبراهيم -من لفظه- وأبو بكر محمد بن أحمد بن عَرْفَجة [القرشي] (¬1)، قالا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن ابن عمرو: نا أبو نُعيم الفضل بن دُكَين: نا مالك بن مِغوَل، قال: سمعت عطيَّة العَوْفي، قال: سمعت أبا سعيد الخُدْري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أهلَ الدَّرجاتِ العُلى ليَنظرون إلى من هو أسفل منهم كما تنظرون الكوكبَ الدُّرِّيَّ في أفق السماء، وإنَّ أبا بكر وعمر من أولئك وأَنْعَما". 1469 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا الفضل بن يوسف القصباني بالكوفة: نا الفَيض بن الفضل البَجَلي: نا مِسْعَر عن عطيَّة العَوْفي. عن أبي سعيد الخُدْري، [قال:] (¬2) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أهل الدَّرجات العُلَى لَيرون من هو أسفل منهم كما ترون الكوكبَ الأحمرَ في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم (¬3) وأَنْعَما". أخرجه ابن عساكر (13/ ق 27/ ب) من طريق تمّام. أخرجه القطيعي في "زوائد الفضائل" (646) من طريق فِطر بن خليفة به. ¬

_ (¬1) الزيادات من (ف). (¬2) الزيادات من (ف). (¬3) بالأصل و (ف): (منهما) وعليه (صح) إشارة إلى أن الناسخ نقله كما وجده، والتصويب من (ظ) و (ر) و (ش).

وأخرجه الحميدي (رقم: 755) من طريق مالك بن مِغْول به. وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 145/ ب) وأبو نعيم في "الحلية"، (7/ 250) من طريق الفيض به. وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (رقم: 100) وابن أبي شيبة (12/ 6) وأحمد في "المسند" (3/ 27، 61، 72، 93، 98) و"الفضائل" (162) وابنه عبد الله في "زوائد الفضائل" (212) وأبو داود (3987) والترمذي (3658) -وحسَّنه- وابن ماجه (96) وابن أبي عاصم في "السنَّة" (1416، 1417) وأبو يعلى (2/ 369، 400) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 76/أ، 79/ ب) والطبراني في "الصغير" (1/ 28، 206) والإِسماعيلي في "معجمه" (2/ 602 - 603) وأبو القاسم البغوي (2096 - 2113) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (3/ 8 - ط العلمية) وابن عدي في "الكامل" (5/ 370) والقطيعي "زوائد الفضائل" (131، 559، 596، 650،667) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص180 - 181، 237) والخطيب في "التاريخ" (3/ 195، و11/ 58 و 12/ 124) و"الموضح" (2/ 332) والبغوي في "شرح السنَّة" (14/ 99) -وحسَّنه- وابن عساكر (13/ ق 24/ ب- 27/ ب) وابن بَلبان في "تحفة الصديق" (46) من طرقٍ عن عطيَّة به. وإسناده ضعيف لضعف عطيَّة. لكنَّه قد تُوبع: تابعه أبو الودّاك جَبْر بن نَوْف عند أحمد (3/ 61،26) وأبو يعلى (2/ 461) وأبو القاسم البغوي (2115) وابن عساكر (13/ ق 24/ ب) من طريق مجالد بن سعيد عنه. ومجالد ليس بالقوي. فالحديث بهذين الطريقين حسن إن شاء الله. ثم وقفت له على إسناد جيِّد: فقد أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (ق 98/ ب) عن شيخه إبراهيم بن عبد الله العَبْسي عن وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي صالح

عن أبي سعيد مرفوعًا، وإبراهيم قال الذهبي في "النبلاء" (13/ 43): "صدوق، جائز الحديث". 1470 - حدَّثنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان القرشي: نا أبو العبّاس أحمد بن أصرم المُغفَّلي [: نا عُبيد الله بن عمر القَواريري: نا الصبَّاح أبو سهل الواسطي] (¬1): نا حُصين بن عبد الرحمن، قال: حدَّثني جابر بن سَمُرة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أهلَ الدَّرجات العُلى ليراهم من هو أسفلُ منهم كما يُرى الكوكبُ الدُّرِّيُّ في أُفق السماء، وأبو بكر وعمر منهم (¬2) وأَنْعَما". 1471 - حدَّثناه محمَّد بن عبد الله بن أحمد بن خالد السَّامريُّ الحافظ: نا عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز: نا عبيد الله بن عمر القَواريرى: نا الصبَّاح أبو سهل ... فذكر مثله. أخرجه البخاري في "التاريخ" (4/ 314) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 76/أ- ب) والطبراني في "الكبير" (2/ 284) وابن عدي في "الكامل" (4/ 84) وابن عساكر (13/ ق 24/ ب) من طريق القَواريري به. ووقع عند الطبراني: (الربيع بن سهل). وإسناده واهٍ: الصبَّاح قال البخاري وأبو زرعة: منكر الحديث، وقال ابن معين: لا أعرفه. وضعَّفه الدارقطني، وقال ابن حبَّان: لا يجوز الاحتجاج بخبره. (اللسان: 3/ 179). ورُوي من حديث أبي هريرة: أخرجه ابن عساكر (13/ ق 27/ أ- ب) من طريق أبي بكر محمَّد بن ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ف) وهامش (ر). (¬2) بالأصل و (ش): (منهما) وعليه (صح)، والمثبت من (ظ) و (ر) و (ف).

أحمد بن موسى العُصْفُري عن حفص بن عمرو الربالى عن عبيد الله بن عبد المجيد عن إسرائيل عن عامر -قال إسرائيل: ولا أعلمه إلَّا عن أبي هريرة ... فذكره. وأبو بكر ذكره الخطيب في "التاريخ" (1/ 357) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وعامر هو ابن شقيق ليِّن الحديث كما في "التقريب" ولم يدرك أبا هريرة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 175/ أ) من طريق محمَّد بن خالد بن خِداش عن سَلْم بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن الشَّعْبي عن أبي هريرة مرفوعًا، وابن خداش أورده ابن حبّان في "الثقات"، وقال: "يُغرب". وقال الهيثمي (9/ 54): "ورجاله رجال الصحيح غير سَلْم بن قتيبة وهو ثقة". أهـ. وليس كما قال فابن خِداش لم يرو له من الستة غير ابن ماجه. ومن حديث ابن عمر: أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 44/ ب) -ومن طريقه: ابن عساكر (13/ ق 27/ أ) - عن محمَّد بن يونس عن عبَّاد بن أبي حليمة عن أبيه عن العوَّام بن حوشب عن حبيب بن أبي ثابت عنه مرفوعًا. ومحمد بن يونس هو الكُدَيمي متَّهم، وشيخه لم أظفر بترجمةٍ له. 1472 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو يعقوب إسحاق ابن الحسن الطَّحَّان بمصر: نا موسى بن ناصح الواسطيُّ: نا أبو معاوية عن عمرو بن نافع عن أبيه. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكرٍ وعمرَ -رضي الله عنهما-: "لا يتأمَّرنَّ عليكما أحدٌ بعدي". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (9/ ق 322/ ب) من طريق تمَّام. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 46) من طريق إسحاق بن الحسن به.

وإسحاق هذا لم أظفر بترجمةٍ له، وشيخه ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 159)، وذكره الخطيب في "التاريخ" (13/ 39) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال ابن عساكر: "وقد رُوي عن أبي معاوية بإسنادٍ منقطعٍ، وهو أشبه"، ثم ساق سنده إلى: الحسين بن فهم عن محمَّد بن سعد صاحب "الطبقات" عن أحمد بن عبد الله بن يونس عن أبي معاوية عن السريّ بن يحيى عن بِسْطام بن مسلم فذكره معضلًا، فبِسْطام من أتباع التابعين. وابن فهم قال الدارقطني والحاكم: ليس بالقوي. (اللسان: 2/ 308). 1473 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا مُضَر بن محمَّد بن خالد الأسدي: نا عمرو بن محمَّد النَّاقد: نا عبد الرحمن بن مالك بن مِغْوَل عن الأعمش عن أبي سفيان (¬1). عن جابر (¬2)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُبغِضُ أبا بكرٍ وعمرَ مؤمنٌ، ولا يُحبُّهما منافقٌ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (13/ ق 36/ أ) من طريق تمَّام. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 288) من طريق عمرو الناقد به، وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 236) -ومن طريقه ابن عساكر أيضًا- من طريق آخر عن عبد الرحمن بن مالك به. وإسناده تالف: عبد الرحمن هذا قال أبو داود: كذَّاب، يضع الحديث. وقال الحاكم والنقَّاش: روى أحاديث موضوعة. وقال أحمد وأبو حاتم والدارقطني: متروك. (اللسان: 3/ 427). وقال ابن عدي: "وهذا الحديث لا يرويه عن الأعمش غير ¬

_ (¬1) تحرف في (ر) إلى: (سليمان). (¬2) ليس في (ظ): (عن جابر).

عبد الرحمن بن مالك، ومُعلَّى بن هلال رواه عن الأعمش أيضًا. ومعلَّى في الضعف أشرُّ من عبد الرحمن". أهـ. ورواية معلَّى هذه أخرجها ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 201/ ب) والقطيعي في "زوائد الفضائل" (597) وابن عساكر (13/ ق 36/ 36 /أ- ب) والذهبي في "النبلاء" (16/ 216)، وقال الذهبي: "مُعلَّى تُرِك، ومتن الحديث حقٌّ لكنَّه ما صحَّ مرفوعًا". أهـ. والمعلَّى قال الحافظ في "التقريب": "اتَّفق النقَّاد على تكذيبه". وأخرجه ابن عساكر (13/ ق 35/ ب) من طريق علي بن الحسن السَّامي عن خُليد بن دَعْلج بن يونس بن عبيد عن الحسن عن جابر مرفوعًا: "حب أبي بكر وعمر من الإِيمان، وبغضهما من الكفر". والسامى قال الدارقطني: يكذب، يروي عن الثقات بواطيل، وقال الحاكم والنقاش: روى أحاديث موضوعة، وقال ابن عدي: ضعيف جدًّا. (اللسان: 4/ 213). وشيخه ضعيف كما في "التقريب"، فالسند تالفٌ. ورُوي من حديث أنس وأبي سعيد: أما حديث أنس: فأخرجه ابن عدي (3/ 73) ومن طريقه ابن عساكر (13/ق 36/أ) -من طريق محمَّد بن عبد الرحمن الحِمَّاني عن خازم بن الحسين عن مالك بن دينار عنه مرفوعًا. وخازم ضعيف كما في "التقريب"، والراوي عنه ذكره ابن ماكولا في "الإِكمال" (2/ 553)، والسمعاني في الأنساب (4/ 338) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرج الخطيب في "التلخيص" (2/ 729 - 730) من طريق الهيثم بن جَمّاز عن يزيد الرقاشي عنه مرفوعًا: "حب أبي بكر وعمر إيمان، وبغضهما نفاق".

وسنده واهٍ: الهيثم تركه أحمد والنسائي والساجي، وضعَّفه غيرهم. (اللسان: 6/ 204) وشيخه ضعيف كما في "التقريب". وأما حديث أبي سعيد: فأخرجه ابن عدي (4/ 140) -ومن طريقه ابن عساكر (13/ ق 36/ ب) - والقطيعي في "زوائد الفضائل" (645) من طريق أسد بن موسى عن أبي بكر عبد الله بن حكيم الدَّاهري عن الحجَّاج بن أرطأة عن عطية العَوفي عنه مرفوعًا فذكر الحديث، وفيه: "ومن أبغض أبا بكر وعمر فهو منافق". والداهري متروك، وكذَّبه الجوزجاني. وقد سقط ذكره من سند القطيعي إما وهمًا وإمَّا تدليسًا. 1474 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذْرَعي قراءةً عليه: نا أبو يزيد يوسف بن يزيد القَراطيسي: نا سعيد بن هاشم: نا سفيان (¬1) عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشَّعبيِّ عن أبي جُحَيفةَ. عن عليٍّ- رضوان الله عليه (¬2) -، قال: خيرُ هذه الأمَّةِ بعد نبيِّها: أبو بكرٍ وعمرُ -رضي الله عنهما (¬3) -، ولو شئتُ لأخبرتُكم بالثالثِ. [قال أبو القاسم تمَّام بن محمَّد:] (¬4) سعيد بن هاشم هو الفيوميُّ. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (الفَيُّوميُّ روي عن مالك -رضي الله عنه - قال الدَّارَقُطني: ضعيفٌ. قلت: والمتنُ صحيحٌ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ (¬1) في هامش (ر): (الثوري)، وهو غلط!. (¬2) في (ر) و (ش): (رضي الله عنه)، وليس في (ظ) للترضي ذكر. (¬3) الترضي ليس في (ظ) و (ر). (¬4) من (ظ) و (ر).

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (13/ ق 30/ ب) من طريق تمَّام. وأخرجه أحمد في "المسند" (1/ 110) و"الفضائل" (260، 403) وابن عساكر من طريق سفيان بن عُيينة عن إسماعيل به. وأخرجه أحمد في "المسند" (1/ 110) و"الفضائل" (403) وابن عساكر (13/ ق 31/أ) من طرقٍ أخرى عن إسماعيل به. وإسناده صحيح. وفي "صحيح البخاري" (7/ 20) عن محمَّد بن الحنفيَّة، قال: قلت لأبي: أيُّ الناس خير بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟. قال: أبو بكر، قلت: ثمَّ من؟. قال: ثمَّ عمر. وخشيتُ أن يقولَ: عثمان، قلت: ثمَّ أنت؟. قال: ما أنا إلَّا رجلٌ من المسلمين. وقد تواتر هذا الخبر عن علي -رضي الله عنه - كما قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (1/ 11، 308)، وقال أيضًا: رُوي هذا عنه من أكثر من ثمانين وجهًا". وانظر جملةً كبيرةً من هذه الطرق في "المسند" (1/ 110،106 - 115، 125، 126، 128) و"الفضائل" -بزوائد عبد الله والقطيعي- (40 - 45، 50، 60، 397 - 430، 545 - 554، 617 - 621، 635) و"السنَّة" لابن أبي عاصم (1200 - 1208، 1214) و"تاريخ ابن عساكر" (13/ ق 30/ أ- 34/ ب). 1475 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعيّ: نا أبو يزيد يوسف بن يزيد القَراطيسي: نا الوليد بن مُسَبِّح: نا حمَّاد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن نافع. عن ابن عمر، قال: كنَّا نتحدَّثُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ خيرَ هذه الأمَّةِ بعدَ نبيها: أبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ.

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (13/ ق 35/أ) من طريق تمَّام. ورجال إسناده ثقات غير الوليد بن مُسبِّح، فقد ذكره ابن حبَّان في "الثقات" (9/ 225) وابن ماكولا في "الإِكمال" (7/ 246)، ولم يذكرا عنه راويًا غير القراطيسي، ففيه جهالةٌ. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الفضائل" (57) من طريق إسماعيل بن عيَّاش عن يحيى به، وابن عيَّاش مخلّط في روايته عن غير أهل الشام، وشيخه مدني. وأخرجه البخاري (7/ 16) من طريق سليمان بن بلال عن يحيى به بلفظ: كنّا نخيّر بين الناس في زمن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فنخيِّرأبا بكر، ثمَّ عمر بن الخطَّاب، ثم عثمان بن عفَّان. 476 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا محمَّد بن أحمد بن رِزْقان المِصِّيصيّ: نا علي بن عاصم بن صهيب الواسطي عن سعيد بن إياس الجُريري. عن عبد الله بن شقيق العقيلي عن عائشة، قال: سألتُها: أيُّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -كان أحبُّ إليه؟. قالت: أبو بكر. قلت: ثمَّ من؟. قالت: ثَّم عمر. قلت: ثمَّ من؟. قالت: ثمَّ أبو عبيدة بن الجرَّاح. علي بن عاصم ضعيف، والراوي عنه ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (14/ ق 342/أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه الترمذي (3657) من طريق إسماعيل بن عُليَّة -وقال: حسن صحيح-، والنسائي في "الفضائل" (97) من طريق عبد الوارث بن سعيد، وابن ماجه (102) من طريق حمَّاد بن أسامة، وأبو يعلى (8/ 178) من طريق وُهَيب بن خالد، كلهم عن الجُرَيري به. والجُرَيري قد اختلط، لكن رواية هؤلاء -عدا حمَّاد بن أسامة- عنه

كانت قبل اختلاطه كما في "الكواكب النيّرات" (ص 183)، فالإِسناد صحيح، وظهر بذلك ما في قول المعلِّق على مسند أبي يعلى: (إسناده ضعيف لضعف الجُريري) من بعدٍ عن التحقيق والتحري. وأخرج أبو يعلى (8/ 229 - 230) والحاكم (3/ 73) -وصحَّحه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- من طريقين عن كَهْمَس عن العقيلي به. وإسناد الحاكم صحيح. 1477 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالة الحمصي: نا أبو عبد الله أحمد بن عبد المؤمن المَرْوَزي بمصر: نا عليُّ بن الحسين بن واقد عن أبيه الحسين بن واقد عن عبد الله بن بُريدة. عن أبيه، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - على حراء (¬1)، فتحرَّكَ الجبلُ فضربه بيده، وقال: "اسكن حراء (¬2)! فإنَّما عليك نبيٌّ وصِدِّيق وشهيدٌ". وكان عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ وعمر وعثمان وعليُّ- رضي الله عنهم-). أحمد بن عبد المؤمن قال مسلمة بن قاسم: ضعيف جدًا. (اللسان: 1/ 217). وتابعه يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقيُّ -وهو ثقة-، أخرجه من طريقه القطيعي في "زوائد الفضائل" (867). وإسناده حسنٌ في الشواهد، فعلي بن الحسين ضعّفه أبو حاتم، وقال النسائي: ليس به بأس. ووثَّقه ابن حبَّان. وليس في روايته ذكرٌ لعليٍّ. وأخرجه أحمد (5/ 346) وابن أبي عاصم في "السنة" (1443) من ¬

_ (¬1) في الأصول: (حرى) إلَّا (ش) ففيها (حرا). (¬2) في الأصل و (ش): (أبو الدرداء)، والمثبت من (ظ) و (ر) ومخرِّجي الحديث.

طريق علي بن الحسن بن شقيق -عن الحسين بن واقد به نحوه، ولم يذكر عليًّا أيضًا. وإسناده جيِّدٌ. وصحَّحه الحافظ في "الفتح" (7/ 38). وأخرج مسلم (4/ 1880) من حديث أبي هريرة أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان على جبل حراءٍ فتحرَّك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسكن حراءُ! فما عليك إلَّا نبيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شهيد". وعليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان وعليٌّ وطلحة والزُّبير وسعد بن أبي وقَّاص. وأخرج البخاري (7/ 22) من حديث أنس أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -صَعِدَ أُحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: "أثبت أُحُد، فإنَّما عليك نبيٌّ وصدِّيقٌ وشهيدان". 1478 - أخبرنا أبو علي محمَّد بن أحمد بن فضالة الحمصي قراءةً عليه: نا بَحْر بن نصر بن سابق الخَوْلاني: نا خالد بن عبد الرحمن الخُراساني: نا فِطْر بن خليفة عن كثير أبي إسماعيل عن عبد الله بن مُلَيل، قال: سمعتُ عليًّا -رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّه لم يكن قبلي نبيٌّ إلَّا أُعطي سبعةَ نجباءٍ ووزراءٍ ورفقاءٍ، وإنّي أُعطيت أربعةَ عشرَ: حمزةُ، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن، والحسين، سبعةٌ من قريش. وابن مسعود، وسلمان، وعمَّار، وحذيفة، وأبو ذرٍّ (4)، والمقداد، وبلال". عزاه إلى "فوائد تمَّام": المحبّ الطبري في "الرياض" (1/ 39). وأخرجه أحمد في "المسند" (1/ 148) و"الفضائل" (277، 1225) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (454) - وابن أبي عاصم في "السنَّة" (1421) والبزَّار (2610) والطحاوي في "المشكل" (4/ 18) وخيثمة بن سليمان في "فضائل الصحابة"، [كما في "الجامع الكبير"

(1/ 302)]-ومن طريقه: ابن عساكر (13/ ق 13/أ) -والطبراني في "الكبير" (6/ 265) - وعنه: أبو نعيم في "الحلية" (1/ 128) - من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين عن فطر به، وتابع أبا نعيم: عبيد الله بن موسى عند خيثمة، وخالد بن عبد الرحمن الخراساني عند الطحاوي (4/ 17). وتابع فِطْرًا: منصور بن أبي الأسود عند ابن عدي في "الكامل" (6/ 66 - 67)، وإسماعيل بن زكريّا عند أحمد في "المسند" (2/ 88)، وعلي بن عابس -وهو ضعيف كما في "التقريب"- عند عبد الله بن أحمد في "زوائد الفضائل" (109). قال البزار: "لا نعلم رواه إلَّا عليّ، ولا له إلَّا هذا الإِسناد". وتابعهم أيضًا: علي بن هاشم بن البريد عند عبد الله بن أحمد (274) وابن الجوزي (455)، لكن روايته موقوفة. وإسناده ضعيف: كثير أبو إسماعيل هو النّوّاء ضعيف كما في "التقريب". وشيخه لم يوثّقه غير ابن حبَّان كما في "التعجيل" (ص 237). وقال ابن الجوزي: لا يصحُّ. وأعله بكثير. وقد اضطرب فيه: فرواه عن يحيى بن أم طويل عن عبد الله بن مُليل عن علي موقوفًا، أخرجه الطحاوي (4/ 18 - 19)، وقال عن يحيى هذا غير معروف. ورواه أيضًا عن أبي إدريس -وهو المُرْهبي- عن المُسيِّب بن نَجَبة عن علي، هكذا أخرجه الترمذي (3785) -وحسَّنه- والطبراني (6/ 264) -وإحدى روايتيه موقوفة-، ورواه أيضًا عن المسيّب بلا واسطة، أخرجه الطبراني أيضًا. وأخرجه أحمد في "المسند" (1/ 142، 149) و"الفضائل" (275، 276) والطحاوي (4/ 18) وابن عساكر (13/ق /13 /أ) من طريق سفيان -وهو الثوري- عن سالم بن أبي حفصة عن رجل -وفي رواية: عن سالم عن عبد الله- عن عبد الله بن مُلَيل عن عليٍّ موقوفًا.

4 - باب: فضل علي بن أبي طالب

والمبهم هو كثير النوَّاء أو ابن أم طويل، والله أعلم. 4 - باب: فضل عليّ بن أبي طالب 1479 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعيُّ: نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق: نا بشر بن هلال الصوَّاف: نا جعفر بن سليمان الضُّبَعي: نا حرب بن شدَّاد عن قتادة عن سعيد بن المسيّب. عن سعد أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لعليٍّ -رضي الله عنه -: "أَمَا ترضى أن تكونَ منِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى إلَّا أنَّه لا نبيَّ بعدي؟ ". أحمد بن عمرو هو الحافظ البزَّار، والحديث في "مسنده" (رقم: 1076). وأخرجه النسائي في "الفضائل" (رقم: 35) و"الخصائص" (رقم: 44) وأبو يعلى (2/ 86) وابن أبي عاصم في "السنَّة"، (1343) عن شيخهم بشر به. وإسناده صحيح. وأخرجه مسلم (4/ 1870) من طريق محمَّد بن المنكدر عن ابن المسيّب به. وأخرجه البخاري (7/ 71) -وكذا مسلم (4/ 1871) - من رواية إبراهيم بن سعد عن أبيه مرفوعًا. وقد روى هذا الحديث جماعة من الصحابة كما ذكر الحافظ في "الفتح" (7/ 74)، وتجد تخريجها في تعليق الشيخ أحمد ميرين على "الخصائص" (ص79). 1480 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمَّد بن إبراهيم المقابري البغدادي البزَّاز قراءةً عليه: نا محمَّد بن يونس السَّامي: نا عمر بن

5 - باب: العشرة المبشرين بالجنة

ابن عبد الوهاب الرِّياحي: نا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدِّث عن منصور بن المعتمر عن رِبْعي بن حِراش. عن عمران بن حُصين، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأدفعنَّ الرايةَ إلى رجلٍ يحبُّ الله ورسولَه، ويحبُّه اللهُ ورسولُه". فأرسل إلى عليًّ -رضي الله عنه -وهو أرمدُ، فتفل في عينيه فبرأ، وسار حتى فَتَحَ الله عليه. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (12/ ق 83/ أ) من طريق محمَّد بن يونس -وهو الكُدَيمي- به. والكديمي متهم، لكنه لم ينفرد به: فقد تابعه البخاري عند ابن عساكر، والعباس بن عبد العظيم العنبري -وهو ثقة حافظ- عند النسائي في "الفضائل" (47) و"الخصائص" (22). وإسناده صحيح. وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 237 - 238) من طريقٍ آخر عن معتمر به، ومن طرقٍ أخرى. والحديث أخرجه البخاري (7/ 70) ومسلم (4/ 1872 - 1873) من حديث سهل بن سعد وسلمة بن الأكوع. وانفرد مسلم (4/ 1871) بإخراجه من حديث سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة. 5 - باب: العشرة المُبشَّرين بالجنة 1481 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعي إسحاق بن إبراهيم: نا أحمد ابن شُعيب بن علي النسائي: نا قُتيبة بن سعيد: نا عبد العزيز بن محمَّد عن عبد الرحمن بن حُميد -وهو: ابن عبد الرحمن بن عوف- عن أبيه. عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبو بكر في

الجنَّة، وعمر في الجنَّة، وعثمان في الجنة، وعليّ في الجنَّة، وطلحة في الجنَّة، والزبير في الجنَّة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجرَّاح في الجنَّة". رضي الله عنهم أجمعين. هو في "الفضائل" للنسائي (رقم:91). وأخرجه أحمد في "المسند" (1/ 193) و"الفضائل" (278) والترمذي (3747) وأبو يعلى (2/ 147 - 148) -ومن طريقه: الضياء في "المختارة" (3/ 102) - والآجري في "الأربعين" (ص42) -ومن طريقه: البكري في "الأربعين" (ص 77) - والبغوي في "شرح السنَّة" (14/ 128) وابن بَلبان في "تحفة الصديق" (ص 60 - 61) وصحَّحه من طريق قتيبة به. وإسناده حسن، عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي فيه ضعف يسيرٌ. وقد أعلَّ بما لا يقدح: قال الترمذي: "وقد روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن حُميد عن أبيه سعيد بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أصح". ثم ساقه برقم (3748) -وكذا البخاري في "التاريخ" (5/ 273) والنسائي (92) وعبد الله في "زوائد الفضائل" (85) وابن أبي عاصم في "السنَّة" (1436) والحاكم (3/ 440) والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 332) - من طريق موسى بن يعقوب الزَّمعي عن عمر بن سعيد بن سريج عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن سعيد بن زيد مرفوعًا، ثم قال: "وسمعت محمدًا [يعني البخاري] يقول: هو أصحُّ من الحديث الأول". أهـ. وقوله هذا في "التاريخ". وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 366): "سألت أبي عن حديث رواه عبد العزيز الدراوردي ... " ثم ذكر الطريقين، وقال: "قلت لأبي: أيُّهما أشبه؟. قال: حديث موسى أشبه؛ لأنَّ الحديثَ يُروى عن سعيد من طرقٍ شتَّى، ولا يُعرف عن عبد الرحمن بن عوف عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في هذا شيءٌ".

قلت: هذا الإِعلال مقبول لو كان الطريق المذكور صحيحًا، وأنَّى له ذلك وشيخ موسى ضعَّفه الدارقطني، وقال ابن عدي: أحاديثه عن الزهري ليست بمستقيمة، وفي بعض رواياته يخالف الثقات". (¬1) (اللسان: 4/ 309) (¬2). وموسى صدوق سيِّىء الحفظ كما في "التقريب". والحديث ثابت من رواية سعيد بن زيد: أخرجه أحمد (1/ 187) -ومن طريقه: الضياء في "المختارة" (3/ 282 - 283) - وأبو داود (4650) والنسائي (90) وابن ماجه (133) وابن أبي عاصم (1433 - 1436) والبيهقي (ص 331) من طريق صدقة بن المثنَّى عن جدِّه رياح بن الحارث عنه مرفوعًا. وإسناده صحيح. وله طرق أخرى عن سعيد. 1482 - حدَّثني أبو الوليد بكر بن شُعيب بن بكر بن محمَّد القرشي في آخرين، قالوا: نا أبو الحسن محمَّد بن عَون بن الحسن الوَحيدي (¬3): نا عمّي: محمَّد بن الحسن: نا عبد الله بن يزيد البكْري: نا عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَشَرةٌ من قريش في الجنَّةِ: أبو بكر في الجنَّة، وعمر في الجنَّة، وعثمان في الجنَّة، وعلىٌّ في الجنَّة، وطلحة والزبيرُ في الجنَّة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنَّة، وسعد بن أبي وقاص في الجنَّة، وسعيد بن زيد في الجنَّة، وأبو عبيدة بن الجرَّاح في الجنَّة". ¬

_ (¬1) الترضي في الأصل و (ش) فقط. قلت (معد الكتاب للشاملة): الإشارة لهذه الحاشية ساقطة من المطبوع. (¬2) لم يُترجم له في "التهذيب" مع أنه من رجال الترمذي والنسائي! وقول بعض الفضلاء أنه عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي مردود برواية ابن أبي عاصم والحاكم ففيها: (عمر بن سعيد بن سريج) زاد ابن أبي عاصم: (اللخمي). (¬3) نسبة إلى بني وحيد، قوم من بني كلاب. "القاموس".

6 - باب: فضل الزبير بن العوام

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 120/أ) من طريق تمَّام. وإسناده ضعيف: عبد الله بن يزيد البكري، قال أبو حاتم -كما في "الجرح والتعديل" (5/ 201): "ضعيف الحديث، ذاهب الحديث". أهـ. ومحمد بن عون ذكره ابن عساكر (15/ ق 421/ ب) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 2222) -ومن طريقه: الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 97) - من طريق حامد بن يحيى البلخي عن ابن عيينة عن سُعَير بن الخِمْس [تحرَّف في "المعجم" إلى: (سفيان بن الخُمْس!)، و"التاريخ" إلى: (شقير بن الحسن)!.] عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر مرفوعًا مثله. وقال الطبراني: لم يروه عن حبيب عن ابن عمر إلَّا سُعير، ولا عن سُعير إلَّا سفيان، تفرَّد به حامد. ورجاله ثقات إلَّا أنَّ حبيبًا يدلس كما قال ابن خزيمة وابن حبان، ولم يُصرِّح بالسماع من ابن عمر فلعلَّه يتقوى بهذا الطريق، والله أعلم. 6 - باب: فضل الزُّبير بن العوَّام 1483 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعيُّ: نا أبو يزيد يوسف بن يزيد: نا أسد بن موسى: نا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة: نا الثوري وأبو أيّوب وغيرهما عن محمَّد بن المنكدِر. عن جابر بن عبد الله، قال: نَدَبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه يومَ الأحزاب، فانتدب الزُّبيرُ ثلاثَ مرَّاتٍ. قال: "من يأتيني بخبرِ القوم؟ ". قال الزُّبير: أنا. ثلاثَ مرَّاتٍ. فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - "لكلّ نبيٍّ حواريٌّ، وحواريِّ: الزُّبيرُ".

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (6/ ق 181/ أ) من طريق تمَّام. وأخرجه البخاري (6/ 52) ومسلم (4/ 1879) من طريق الثوري به. 1484 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمَّد بن السَّفر، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد، وأحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلم، قالوا: نا بكَّار بن قتيبة: نا أبو داود الطيالسي: نا شيبان عن عاصم. عن زِرٍّ بن حُبيش، قال: استأذن ابنُ جُرْموزٍ على عليِّ بن أبي طالب -رضي الله عنه -، فقالوا: هذا قاتلُ الزُّبير. فقال عليٌّ - رضي الله عنه (¬1) -: واللهِ لَيدخلنَّ قاتلُ ابن صفيَّة النَّارَ! إنّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لكلِّ نبيٍّ حواريٌّ، وحواريِّ: الزُّبيرُ". هو في "مسند الطيالسي" (رقم: 163). وأخرجه ابن عساكر (6/ ق 183/أ) من طريق تمَّام. وأخرجه أحمد (1/ 89) -ومن طريقه: الضياء في "المختارة" (2/ 78 - 79) - من طريق شيبان به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 105) وابن أبي شيبة في "المصنف" (13/ 93) وأحمد في "المسند" (1/ 89، 102، 103) و"الفضائل" (1271، 1272، 1273) والترمذي (3744) -وقال: حسن صحيح- وابن أبي عاصم في "السنَّة" (1388، 1389) والطبراني في "الكبير" (1/ 79، 83) والحاكم (3/ 367) -وصحَّحه، وسكت عليه الذهبي- وابن عساكر (6/ ق 183/أ، ب) والضياء (2/ 456) من طرقٍ عن عاصم به. وإسناده حسن، فعاصم -وهو: ابن بَهْدَلة- فيه كلامٌ لا يُنزل حديثه عن رتبة الحسن. ¬

_ (¬1) الترضي في الأصل و (ش) فقط.

7 - باب: فضل أبي عبيدة بن الجراح

وله طرقٌ أخرى يصحُّ بها: فقد أخرجه أبو يعلى (1/ 445 - 446) -ومن طريقه ابن عساكر (6/ ق 183/ ب) والضياء (2/ 423) من طريق جرير عن المغيرة عن أم موسى -سُرِّية علي- عنه مثله. وإسناده لا بأس به: أم موسى وثَّقها العجلي، وقال الدارقطني: حديثُها مستقيم. وأخرجه الحاكم (3/ 367) وابن عساكر (6/ ق 183/ ب) من طريقين عن شريك عن العباس بن ذَريح عن مسلم بن نُذَير عن عليٍّ مقتصرًا على المرفوع فقط. وإسناده لا بأس به في الشواهد، فشَريك صدوق سيِّىء الحفظ. وأخرجه ابن عساكر (6/ ق 183/ ب) من طريق هلال بن العلاء بن هلال عن أبيه عن إسحاق بن يوسف بن الأزرق عن أبي سنان عن الضحَّاك بن مُزاحم عن النزَّال بن سَبْرة عن عليٍّ مقتصرًا على المرفوع. وإسناده ضعيف: العلاء بن هلال ضعَّفه أبو حاتم وابن حبَّان وغيرهما. 7 - باب: فضل أبي عبيدة بن الجراح 1485 - أخبرنا خيثمة: أنا أبو العبَّاس محمَّد بن عبد الحكم القِطْريُّ بالرَّملة: نا عبد الغفَّار أبو صالح الحرَّاني: نا عبد الرزاق بن عمر الدمشقي عن الزُّهريِّ. عن أنس بن مالك أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ بيد أبي عُبيدة بن الجرَّاح، فقال: "هذا أمينُ هذه الأمَّة".

8 - باب: فضل أهل البيت

1486 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذْرَعيّ: نا يحيى ابن أيّوب العلاَّف: نا أبو صالح الحرَّاني (¬1) عبد الغفار بن داود: نا عبد الرزاق ابن عمر الدمشقي عن الزهريِّ. سَمِعَ أنسَ بن مالك يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكلِّ أمَّةٍ أمينٌ، وهذا أمينُنا". وأخذ بيد أبي عبيدة بن الجرَّاح. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (10/ 146/ أ- ب) من طريقي تمَّام. وعبد الرزاق هذا قال الحافظ في "التقريب": "متروك الحديث عن الزهريِّ، ليِّنٌ في غيره". أهـ. وكذَّبه ابن معين. والحديث أخرجه البخاري (7/ 92 - 93) ومسلم (4/ 1881) من رواية أبي قلابة عن أنس، وأخرجه مسلم أيضًا من رواية ثابت عنه. 8 - باب: فضل أهل البيت 1487 - أخبرنا خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا الفضل بن يوسف القَصَباني بالكوفة، قال: أنبأنا محمَّد بن عُكاشة عن سيف بن محمَّد ابن أخت سفيان عن سفيان الثوري عن خالد بن سعيد بن عُبيد عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- وخَطَبَ أمَّ كلثوم إلى عليٍّ -رضي الله عنه -: إنِّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كلُّ نسَبٍ وصِهرٍ منقطعٌ إلَّا نسبي وصِهري". إسناده تالف: سيف قال في "التقريب": "كذَّبوه". والراوي عنه كذَّبه أبو زرعة، واتهمه بالوضع الدراقطني والحاكم. (اللسان: 5/ 286). ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش) و (ر): (الحراني: نا عبد الغفار)، والتصويب من (ظ) و (ف).

وأخرجه ابن جُميع في "معجمه" (ص 338) من طريق عصمة بن محمَّد الأنصاري عن يبيح بن سعيد عن نافع به. وعصمة كذَّبه ابن معين. (اللسان:4/ 170). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 36 - 37) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 199 - 200) -ومن طريقه: الذهبي في "النبلاء" (16/ 85 و 7/ 463) - من طريق يونس بن أبي يعفور عن أبيه عن ابن عمر عن أبيه مرفوعًا. ويونس ضعفه ابن معين وأحمد والنسائي والساجي، وقال: يفرط في التشيع. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال العجلي: لا بأس به. ووثَّقه الدارقطني. فالسند ليِّنٌ. وأخرجه البزَّار (كشف- 2455) من طريق عاصم بن عبيد الله العدوي عن ابن عمر عن عمر مرفوعًا. وعاصم ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 36) -وعنه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 34) - عن شيخه جعفر بن محمَّد بن سليمان النوفلي عن إبراهيم بن حمزة الزبيري عن الدَّراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن علي بن أبي طالب عن عمر مرفوعًا. وشيخ الطبراني لم أعثر على ترجمته. وأخرجه البزَّار (كشف- 2456) عن شيخه سلمة بن شبيب عن الحسن بن محمَّد بن أعين عن عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جدِّه عن عمر مرفوعًا. وقال: "قد رواه غير واحد عن زيد بن أسلم عن عمر مرسلًا، ولا نعلم أحدًا قال: (عن زيد بن أسلم) إلَّا عبد الله بن زيد وحده". أهـ. وما قاله منتقض برواية الطبراني السابقة. وعبد الله ليِّن.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 37) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 190/ ب) -ومن طريقه: الضياء في "المختارة" (1/ 197 - 198) - من طريق الحسن بن سهل الحنَّاط عن ابن عيينة عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن جابر عن عمر مرفوعًا. وقال: "لم يجوّد عن سفيان إلَّا الحسن، ورواه غيره عن سفيان عن جعفر عن أبيه، ولم يذكر جابرًا". قلت: هكذا أخرجه ابن أبي عمر العدني في "مسنده" (المطالب: ق 169/ ب) عن ابن عيينة، ولم يذكر جابرًا. ورواية العدني أرجح فهو من شيوخ مسلم، وقال أبو حاتم: صدوق. وأما الحسن بن سهل فلم يوثقه غير ابن حبان (ثقاته: 8/ 181). وقال الهيثمي (9/ 173): "ورجالهما رجال الصحيح غير الحسن بن سهل وهو ثقة". وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 272) والخطيب في "التاريخ" (6/ 182) من طريق إبراهيم بن رستم بن مِهران -وعند الخطيب: بن مهران ابن رستم. نُسِب إلى جدِّه، وليس قلبًا! - عن الليث بن سعد عن موسى بن عُلي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر عن عمر مرفوعًا. وابن رستم قال ابن عدي: ليس بمعروف، منكر الحديث عن الثقات. وقال أبو حاتم: ليس بذاك، محلَّه الصدق. وقال العقيلي: كثير الوهم. ووثَّقه ابن معين وابن حبان، وقال: كان يخطئ. (اللسان: 1/ 56). وأخرجه ابن إسحاق في "المغازي" (ص 249) -ومن طريقه: البيهقي (7/ 64) - قال: حدثني أبو جعفر محمَّد بن علي بن الحسين عن أبيه، قال: لما تزوج عمر بن الخطاب أمّ كلثوم ... وذكره. وأخرجه الحاكم (3/ 142) -وعنه: البيهقي (7/ 63 - 64) - من طريق وهيب بن خالد عن جعفر بن محمَّد عن أبيه به.

وخولفا فيه: فرواه أنس بن عياض الليثي عند ابن سعد (8/ 463) -ومن طريقه: ابن عساكر (6/ ق 331/ ب) - عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن عمر، وهكذا رواه الدراوردي عند سعيد بن منصور (رقم: 520) عن جعفر به. وسُئل الدارقطني كما في "علله" (2/ 189 - 190) عن هذه الرواية، فقال، "هو حديث رواه محمَّد بن إسحاق عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن جدِّه عن عمر. وخالفه الثوري وابن عيينة ووُهيب وغيرهم، فرووه عن جعفر عن أبيه عن عمر". قلت: رواية وُهيب التي أشار إليها الدارقطني أخرجها القطيعي في "زوائد الفضائل" (1069)، لكن شيخ القطيعي فيها: محمَّد بن يونس الكُديمي، وهو متهم. وأخرجه ابن إسحاق بن راهويه (المطالب: ق 157/أ) وابن عساكر (6/ ق 331/ أ) من طريق شريك عن عروة الجعفي عن محمَّد بن علي عن عمر. وشريك سيِّىء الحفظ. وعلى كل حال فالسند منقطع؛ لأن علي بن الحسين لم يدرك عمر. وقد صحَّحه الحاكم، فردَّه الذهبي بقوله: "قلت: منقطع". وأخرجه يونس بن بكير في "زيادات المغازي" (ص 248) من طريق واقد بن محمَّد بن عبد الله بن عمر عن بعض أهله عن عمر. وفيه جهالة وانقطاع. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6/ 163 - 164) عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن عمر. وهو منقطع أيضًا. وأخرجه البيهقي (7/ 64) من طريق سفيان بن وكيع عن رَوح بن عُبادة عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن أبي مُليكة عن حسن بن حسن عن أبيه عن عمر.

وابن وكيع تُرِك. وأخرجه القطيعي في "زوائد الفضائل" (1070) عن شيخه محمَّد بن يونس الكُدَيمي عن بشر بن مهران عن شريك عن شبيب بن غرقدة عن المستظل عن عمر. والكديمي متَّهم، وشيخه تركه أبو حاتم. (اللسان: 2/ 34). وقد توبعا: فقد أخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده" -ومن طريقه: الضياء في "المختارة" (1/ 398) - عن شيخه أبي قلابة عبد الملك بن محمَّد الرقاشي عن عمر بن عامر وبشر بن مهران عن شريك به. وعمر هذا ذكره الذهبي في "الميزان" (3/ 209) وقال: روى عنه أبو قلابة ومحمد بن مرزوق حديثًا باطلًا. وذكر حديثًا آخر. وشريك سيِّىء الحفظ. ورُوي من حديث عثمان، وابن عباس، وابن عمر، والمِسْوَر بن مَخْرَمة: أمَّا حديث عثمان: فأخرجه ابن عساكر (11/ ق 83/ ب- 84/ أ) من طريق النضر بن منصور عن أبي الجَنوب عن علي بن أبي طالب عن عمر عنه مرفوعًا. والنضر ضعيف كما في "التقريب". وأبو الجَنوب اسمه: عقبة بن علقمة ضعيف أيضًا. وأما حديث ابن عباس: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 243) والخطيب في "التاريخ" (10/ 271) من طريق موسى بن عبد العزيز العدني عن الحكم بن أبان عن عكرمة عنه مرفوعًا. وإسناده حسن، موسى قال ابن معين والنسائي: ليس به بأس. وضعَّفه ابن المديني.

9 - باب: فضل الحسن بن علي

وأما حديث ابن عمر: فأخرجه ابن عساكر (19/ ق 61/أ) من طريق إبراهيم بن عبد السلام عن إبراهيم بن يزيد عن محمَّد بن عبَّاد بن جعفر عنه مرفوعًا. ابن عبد السلام ضعيف، وشيخه -وهو الخُوزي- متروك الحديث كما في "التقريب". وأمَّا حديث المِسْوَر: فأخرجه أحمد (4/ 323) -ومن طريقه: الحاكم (3/ 158) - وصحَّحه -وابن عساكر (19/ ق 251/ ب-252/أ) - والطبراني في "الكبير" (20/ 25 - 26) والبيهقي (7/ 64) من طريق أم بكر بنت المسور عن عبيد الله بن أبي رافع عنه مرفوعًا. قال الهيثمي (9/ 203): "وفيه أم بكر بنت المسور لم يجرحها أحد ولم يوثقها، وبقيَّة رجاله وثِّقوا". أهـ. ولم تنفرد به فقد تابعها -عند أحمد (4/ 332) وابنه في "زوائد الفضائل" (1347) - جعفر بن محمَّد الصادق، وإسناد حسن. وبالجملة فالحديث ثابت من رواية عمر، وابن عباس، والمِسور، والله أعلم. 9 - باب: فضل الحسن بن علي 1488 - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علَّان الحرَّاني الحافظ: نا محمَّد بن [سفيان] (¬1) المِصّيصي: نا اليمان بن سعيد: نا الحارث بن عطيَّة عن شعبة عن الحَكَم عن إبراهيم. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و (ف)، وفي الأصل بياض.

عن أنس بن مالك، قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُفرِّجُ بين رِجْلَي الحَسَنُ، ويُقبِّلُ ذَكَرَهُ. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (هو اليَمانُ بن سعيد الشامي المِصّيصيُّ، كنيتُه: أبو رضوان. ذكره الحاكم أبو أحمد، وقال الدارقطني: ضعيف [و] إبراهيم هذا هو النَّخعيُّ، أدرك أنسًا ولم يسمع منه. قاله أبو حاتم - رضي الله عنه -.). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده ضعيف منقطع كما بيَّنه المنذري. وأخرج الخطيب في "التاريخ" (3/ 290) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 409) - في ترجمة محمَّد بن مزيد المعروف بـ (ابن أبي الأزهر) من حديث جابر نحوه لكنه جعله في حقّ الحسين مع زياده مختلقة!. قال الخطيب: "وهذا الحديث موضوع إسنادًا ومتنًا، ولا أبعد أن يكون ابن أبي الأزهر وَضَعَه". 1489 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل: نا عبد الرحمن بن مَعدان: نا سعيد بن منصور: نا خالد بن عبد الله عن إسماعيل بن أبي خالد. عن أبي جُحَيفة، قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان الحسنُ يُشبِهه. أخرجه مسلم (4/ 1822) عن سعيد بن منصور به. وأخرجه البخاري (6/ 563، 564) -وكذا مسلم- من طرقٍ أخرى عن إسماعيل به.

10 - باب: فضل خديجة

10 - باب: فضل خديجة 1490 - أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن عمرو الدمشقي: نا أبو الحسن محمَّد بن محمَّد بن النفَّاح بن بدر الباهلي بمصر: نا أبو همَّام الوليد بن شجاع: نا الأشجعي عن سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد. عن عبد الله بن أبي أوفى أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بشَّر خديجةَ ببيتٍ في الجنَّة من قَصَبٍ، لا سَخَبَ فيه ولا نَصَبَ. أخرجه مسلم (4/ 1888) من طريق الثوري به. وأخرجه البخاري (7/ 133) -وكذا مسلم- من طرقٍ أخرى عن إسماعيل به. وأخرجا نحوه من حديث أبي هريرة وعائشة. 11 - باب: فضل فاطمة 1491 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا إبراهيم بن عبد الله ابن أبي الخيبري الكوفي -وهو القصَّار-: نا العبَّاس بن الوليد بن بكَّار الضَّبِّي بالبصرة: نا خالد الواسطي عن بيان عن الشَّعبي عن أبي جُحَيفة. عن عليٍّ، قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا كان يومُ القيامة نادى منادٍ من وراء الحجاب: يا أهلَ الجَمع! غُضُّوا أبصارَكم عن فاطمةَ بنت محمَّد -عليه السلام (¬1) - حتى تَمُرَّ". ¬

_ (¬1) في (ظ): (- صلى الله عليه وسلم -).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (العبَّاس بن الوليد: قال الدارقطني: كذَّابٌ. وقال البُستي: لا يجوز الاحتجاجُ به). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام" بسنده ومتنه: السيوطي في اللآلئ المصنوعة" (1/ 402). وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 54/ ب، 99/ أ) ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 190) وابن عدي في "الكامل" (5/ 5) والحاكم (3/ 153) وابن الجوزي في "العلل" (420، 421) من طريق العبّاس به. قال ابن عدي: "وهذا الحديث بهذا الإِسناد منكرٌ، لا أعلم قد رواه عن خالد غير عبّاس هذا". أهـ. وقال ابن حبّان عنه: "يروي العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال". وقال ابن عدي: منكر الحديث. وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين فتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: لا والله! بل موضوع! والعبّاس قال الدارقطني: كذّاب". والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 423) أيضًا. وتابع العبّاس: عبد الحميد بن بحر الزَّهْراني عند الطبراني في "الكبير" (1/ 65 - 66 و 22/ 400) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 191/ ب) والقطيعي في "زوائد الفضائل" (1344) وعنه الحاكم (3/ 161) وابن الجوزي في "العلل" (422، 423) والذهبي في "الميزان" (2/ 538). وقال الذهبي في "التلخيص" (3/ 153): "وعبد الحميد قال ابن حبّان: كان يسرق الحديث". أهـ. وكذا قال ابن عدي. ورُوي أيضًا من حديث أبي أيّوب، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وعائشة:

أمّا حديث أبي أيّوب: فأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" -كما في "اللآلئ" (1/ 403) - وابن الجوزي في "العلل" (424) من طريق محمَّد بن يونس عن الحسين بن الحسن الأشقر عن قيس بن الربيع عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نُباتة عنه مرفوعًا. قال السيوطي: "محمَّد بن يونس هو الكُديمي، والثلاثة فوقه [باستثناء قيس بن الربيع] متروكون". أهـ. والكديمي وسعد والأصبغ متهمون بالوضع، والأشقر ضعيف. وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه أبو بكر الشافعي -كما في "اللآلئ"- من طريق عمرو بن زياد الثوباني عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عنه مرفوعًا. والثوباني قال أبو حاتم: كان كذّابًا أفّاكًا، يضع الحديث. واتّهمه بالوضع أيضًا ابن عدي والدارقطني. (اللسان: 4/ 364). وأخرجه الأزدي في "الضعفاء" -كما في "اللآلئ" (1/ 404) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (426) من طريق عمير بن عمران عن حفص بن غياث عن محمَّد بن عبيد الله العزرمي عن عطاء عنه مرفوعًا. قال السيوطي: "العزرمي وعمير متروكان". وأمّا حديث أبي سعيد: فأخرجه الأزدي -كما في "اللآلئ"- ومن طريقه: ابن الجوزي (425) من طريق داود بن إبراهيم العقيلي عن خالد بن عبد الله الطحّان عن الجُريري عن أبي نضرة عنه مرفوعًا. ونقل ابن الجوزي عن الأزدي أنه قال: "هذا حديث منكرٌ، وقد رواه العبّاس بن بكّار عن خالد الطحّان عن بيان عن الشعبي، وهو أيضًا طريق

لا يحتمل مثله، ولا يصحّ من هذين الطريقين، ولم يروِ هذا الحديث عن خالد الطحان عن الجريري، ولا عن خالد عن بيان أحدٌ ممن يُرجع إلى قوله. وقد حدّث عن خالد الطحّان عالم من الثقات، فلم نجد عند أحد منهم هذا، وداود بن إبراهيم العقيلي كذّاب لا يحتجُ به". وأما حديث عائشة: فأخرجه ابن بشران في "الأمالي" [كما في "اللآلئ" (1/ 403)] والخطيب في "التاريخ" (8/ 141) -ومن طريقه: ابن الجوزي (427) - من طريق الحسين بن معاذ الأخفش عن شاذ بن فيّاض عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عنها مرفوعًا، وأخرجه أيضًا (8/ 141 - 142) وكذا ابن الجوزي (428) من طريق الحسين بن معاذ، قال: حدثنا الربيع بن يحيى الأشناني عن جارٍ لحماد بن سلمة عن حمّاد به. قال الذهبي في "الميزان" (1/ 548): "فالحسين قد اضطرب في إسناده، فإن اللذين روياه عنه ثقتان، ومع اضطرابه أتى بهذا الباطل". أهـ. وقال في "تلخيص الواهيات" -كما في "تنزيه الشريعة" (1/ 418) -: "ليس بثقة". وتبين من هذا أن أسانيد هذا الحديث تالفة أو واهية، وأن متنه منكر. 1492 - أخبرنا أبو عبد الرحمن ضحّاك بن يزيد بن أبي كبشة السكسكي قراءةً عليه ببيت لهيا: نا أبو هاشم وُرَيْزَة بن محمَّد بن وُرَيْزَة الغسّاني: نا مُؤمّل بن إهاب: نا معاوية بن الصلت بن هشام: نا عمرو بن عبّاد عن عاصم عن زرٍّ. عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ فاطمةَ -عليها السلام (¬1) - أحصنتْ فرجَها فحرّم الله ذُريّتها على النار". ¬

_ (¬1) ليس في (ظ).

كذا قال: (عمرو بن عباد). 1493 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا أبو عمرو ابن أبي غَرَزَة؛ نا محمَّد بن العلاء: نا معاوية بن هشام. نا عمرو بن غياث عن عاصم عن زرٍّ. عن عبد الله عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنّ فاطمة -عليها السلام (¬1) - أحصنتْ فرجَها فحرّم اللهُ ذُريّتها على النار". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 386/ ب) من طريق تمَّام. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 184) والبزّار (كشف- 2651) وأبو يعلى في "مسنده الكبير" (المطالب: ق 155/ ب) والطبراني في "الكبير" (3/ 33) وابن عدي في "الكامل" (5/ 59) وابن شاهين في "فضائل فاطمة" (رقم: 10) والحاكم (3/ 152) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 188) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 422) من طريق معاوية بن هشام به. قال البزار: "لا نعلم رواه عن عاصم هكذا إلَّا عمرو، وهو كوفيٌّ، لم يُتابَع على هذا، وقد رواه غير معاوية عن عمرو بن غياث عن عاصم عن زرٍّ مرسلًا". وعمرو -ويُقال: عمر- بن غياث قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. وضعّفه الدارقطني. (اللسان: 4/ 322). وقال ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 88): "منكر الحديث جدًّا على قلته، يروي عن عاصم ما ليس من حديثه". وقد اضطرب فيه فوقفه أيضًا، أخرجه العقيلي من طريق معاوية به. وأرسله كما سيأتي. وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي قائلًا: "قلت: بل ضعيف، تفرّد به ¬

_ (¬1) ليس في (ظ).

معاوية -وفيه ضعف- عن ابن غياث - وهو واهٍ بمرّةٍ". وقال الهيثمي (9/ 202): "وفيه عمرو بن عتاب -وقيل: ابن غياث-وهو ضعيف". وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع. وانظر بقية الكلام على الحديث في تخريج الطريق التالية. 1494 - أخبرنا خيثمة: نا أبو عمرو بن أبي غَرَزَة: أنا أبو نعيم: نا عمرو بن غياث الحضرمي، عن عاصم. عن زرٍّ بن حُبيش، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكر مثله. أخرجه ابن عساكر (17/ ق 386/ ب) من طريق تمام. وأخرجه ابن عدي (5/ 59) من طريق أبي نُعيم به. وهو مرسل، وحاله كسابقه. وقال الدارقطني في "العلل" -كما في "اللسان" (4/ 323) -: "يرويه عمرو بن غياث، واختلف عنه: فقال معاوية بن هشام: ... فذكره موصولًا، وخالفه أبو نُعيم فقال: عن عمرو بن غياث مرسلًا". أهـ. وقد تابعه تَليد بن سليمان، أخرجه ابن شاهين (رقم: 12) من طريقه وابن عساكر (5/ ق 23/ ب) من طريق محمَّد بن إسحاق بن حرب البلخي عنه. وتَليد كذّبه ابن معين وأحمد والساجي، وقال الحاكم والنقّاش: روى أحاديث موضوعة. والراوي عنه كذّبه صالح جزرة، واتُّهم بالوضع. (اللسان: 5/ 66). وأخرجه ابن شاهين (رقم: 11) وأبو القاسم المهرواني -كما في "اللآلئ" (1/ 401) - من طريق حفص بن عمرو الأيلي عن عبد الملك بن

12 - باب: فضل عائشة

الوليد بن معدان وسلام بن سليمان القارئ عن عاصم عن زرٍّ عن حذيفة مرفوعًا. وقال الخطيب في "المهروانيات" -كما في "اللآلئ"-: كذا رُوي هذا الحديث عن عاصم عن زرٍّ عن حذيفة، وخالفهما عمر بن غياث فرواه عن عاصم عن زر عن ابن مسعود، وقوله أشبه بالصواب". وحفص كذبه أبو حاتم والساجي. (اللسان: 2/ 324). والحديث قال عنه شيخ الإِسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (4/ 62): "كذبٌ باتّفاق أهل المعرفة بالحديث". 12 - باب: فضل عائشة 1495 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أبو محمَّد إسماعيل بن محمود النَّيْسابوري: نا يحيى بن يحيى أبو زكريّا التميمي: نا إسماعيل بن عيّاش عن يحيى بن سعيد الأنصاري وأبي طُوالة. عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "فُضَّلَتْ عائشةُ على النِّساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام". أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 94) عن شيخه إسماعيل بن محمود به، وقال: "لم يروه عن يحيى بن سعيد إلَّا إسماعيل بن عيّاش، تفرّد به يحيى بن يحيى". وأخرجه في "الكبير" (23/ 43) و"الأوسط" (رقم: 2277) عن شيخه أحمد بن يزيد السِّجْزي عن يحيى بن يحيى به. وابن عيّاش ضعفوا روايته عن غير أهل الشام، وشيخاه مدنيّان. والحديث أخرجه البخاري (7/ 106و 9/ 551) ومسلم (4/ 1895) من طرق عن أبي طُوالة -واسمه: عبد الله بن عبد الرحمن- به. وأخرجاه أيضًا [مسلم: 4/ 1886]، من حديث أبي موسى.

13 - باب: فضل زيد بن حارثة وابنه

1496 - أخبرنا محمَّد بن هارون بن شُعيب: أنا الحسن بن جرير الصُّوري: نا محمَّد [بن موسى] (¬1) بن إسماعيل: نا أبو عمرو النَّصيبي عثمان بن عمرو: نا مالكُ بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة، قالت: قلتُ: يا رسولَ الله! كيف حبُّك لي؟. قال: "كعُقْدةِ الحبل". قلت: وكيف العُقْدةُ يا رسول الله؟. قال: "على حالها". أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 44) من طريق عثمان به. وعثمان هو ابن عبد الله بن عمرو -نُسِب إلى جده في سند تمام- الأموي، اتّهمه بالوضع ابن حبان وابن عدي والدارقطني، وكذّبه الجوزجاني ومسعود السجزي. (اللسان: 4/ 143). فالحديث موضوعٌ. 13 - باب: فضل زيد بن حارثة وابنه 1497 - أخبرنا أبو الحسين محمَّد بن يحيى بن أيوب بن أبي عِقال قراءةً عليه في داره بحَجَرِ الذهب: أنا أبي: أبو زيد يحيى بن أيّوب بن أبي عقال -واسمُ أبي عِقال: هلال بن زيد بن حسن بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العُزّى بن امرئ القيس بن عامر بن يعمر بن رفيدة بن ثور بن كلب- أنّ أباه حدّثه، وكان صغيرًا فلم يعِ عنه. قال: فحدّثني عمِّي: زيد بن أبي عِقال عن أبيه. أنّ آباءه حدّثوه أنّ حارثةَ تزوج إلى طيّىء بمرأةٍ من بني نبهان، فأولدها: جَبْلةَ وأسامةَ وزيدًا، وتُوفِّيت أمُّهم وبقوا في حِجر جدّهم لأمّهم، وأراد حارثةُ حملَهم، فأتى جدَّهم لأمّهم، فقال: ما عندنا خيرٌ لهم. فتراضوا إلى أن حَمَلَ جبلةَ وأسامةَ، وخلّف زيدًا. فجاعت خيلٌ من تِهامة من فَزَارة، فأغارت على ¬

_ (¬1) من (ف).

طيّىء، فسَبَت زيدًا. فساروا به إلى عُكاظ، فرآه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من قبل أن يُبعثَ، فقال لخديجة: يا خديجةُ! رأيتُ في السوق غلامًا من صفته كيْتَ وكيْتَ -يصفُ عقلًا وأدبًا وجمالًا-، ولو أنّ لي مالًا لاشتريتُه". فأمرت خديجةُ ورقةَ بن نوفل فاشتراه من مالها. فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا خديجةُ! هِبِي لي هذا الغلامَ بطيبةٍ من نفسك". فقالت: يا محمّد! إنّي أرى غلامًا وضيئًا وأحبُّ أن أتبنّاه، وأخاف أنْ تبيعَه أو تَهَبَه!. فقال: "يا موفّقة! ما أردت إلَّا أن أتبنّاه". فقالت: به فُديت يا محمَّد. فربّاه وتبنّاه، إلى أن جاء رجلٌ من الحيّ فنظر إلى زيد فعرفه، فقال له: أأنت زيدُ بن حارثةُ؟. قال: لا، أنا زيد بن محمَّد. فقال: بل أنت زيد بن حارثة، إنّ أباك وعمومتَك وإخوتك قد أتعبوا الأبدان، وأنفقوا الأموال في سببك!. فقال: ألِكْنِي (¬1) إلى قومي وإن كنت نائيًا ... وإنّي قطينُ البيتِ عندَ المشاعرِ وكفّوا (¬2) من الوجْدِ الذي قد شَجَاكمو ... ولا تُعمِلوا في الأرض نصَّ (¬3) الأباعرِ فإنّي بحمد الله في خير أُسرةٍ ... خيارِ مَعَدًّ كابرًا بعد كابرِ فمضى الرجلُ فخبّر حارثة، ولحارثةَ فيه أشعارٌ بعضُها: بكيتُ على زيدٍ ولم أدرِ ما فَعَلْ ... أحيٌّ يُرجّى أما أتى دونَه الأجلْ ¬

_ (¬1) في تاريخ ابن عساكر -وكذا تهذيبه (3/ 217): "الكندي". وهو تحريف. وفي "النهاية": "أي: بلّغ رسالتي، من الألُوكة والمألُكة، وهي الرسالة". (¬2) في (ظ): (فكفّوا). (¬3) نصَّ ناقتَه: استخرجَ أقصى ما عندها من السير. (قاموس).

ووالله ما أدري وإنّي لسائلٌ: ... أغالكَ سَهْلُ الأرض أم غالك الجبلْ؟ فيا ليت شِعري: هل لك الدهرَ رجْعةٌ؟ ... فحسبي من الدُّنيا رجوعُك في بَجَلْ (¬1) تُذكِّرُ فيه الشمسُ عندَ طلوعها ... وتَعرِضُ ذِكراه إذا عَسْعَسَ الطَّفَل (¬2) وإن هبّت الأرواح (¬3) هيّجنَ ذكرَه ... فيا طولَ أحزاني عليه ويا وَجَلْ سأُعمِلُ نصَّ العِيس في الأرض جاهدًا ... ولا أسأمُ التَّطْوافَ (¬4) أو تسأمَ الإِبلْ حياتي أو تأتى عليَّ مَنيّتي ... وكلُّ امرئٍ فانٍ وإنْ غرَّه الأملْ ثمّ إنّ حارثةَ أقبل إلى مكّةَ في إخوته وولده وبعض عشيرته، فأصاب النبيَّ- صلى الله عليه وسلم -بفِناء الكعبة في نَفَرٍ من أصحابه وزيدًا فيهم، فلمّا نظروا إلى زيدٍ عرفوه وعرفهم، فقالوا: يا زيدُ!. فلم يُجِبهم إجلالًا منه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتظارًا منه لرأيه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من هؤلاءِ يا زيدُ؟ " قال: يا رسول الله! هذا أبي، وهذان عمّاي، وهذا أخي، وهؤلاء عشيرتي. فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "قُمْ فسلّم عليهم يا زيد". فقام فسلّم عليهم وسلّموا عليه، وقالوا: امضِ معنا يا زيد. قال: ما أُريد برسول الله بَدَلًا. ¬

_ (¬1) البيت عند ابن سعد (3/ 41) وابن هشام (1/ 265) و"أُسد الغابة" (2/ 130): " ... لي بَجَل". وهو الصواب. وبَجَلْ بمعنى: حَسْب. (¬2) الطَّفَلُ: الليل. (قاموس). (¬3) جمع ريح. (قاموس). (¬4) بالأصل (التطوال)، والتصويب من (ظ) و (ر) والمصادر المذكورة في التعليق (4).

فقالوا له: يا محمّد! إنّا مُعطوك بهذا الغلام دِيَاتٍ، فسَمِّ ما شئت، فإنّا حاملوها إليك. قال: "أسألكم أن تشهدوا أن لا إله إلَّا الله، وأنّي خاتمُ أنبيائه ورسله". فأبوا وتلكّؤوا وتلجلجوا، وقالوا: تقبَلُ ما عرضنا عليك يا محمَّد؟. فقال لهم: "ها هنا خصلةٌ غير هذه، قد جعلتُ أمره إليه: إن شاء فليُقِم وإن شاء فليرحل". قالوا: قضيتَ ما عليكِ يا محمَّد. وظنّوا أنّهم قد صاروا من زيد إلى حاجتهم. قالوا: يا زيد! قد أَذِنَ لك محمَّد فانطلق معنا. قال: هيهاتَ! هيهات! ما أُريد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَدَلًا، ولا أُوثرُ عليه والدًا ولا ولدًا. فأداروه وألاصوه (¬1) واستعطفوه، وذكروا وَجْدَ مَنْ وراءهم به، فأبى وحَلَفَ أن لا يصحبَهم. فقال حارثة: أمّا أنا فإنّي مؤنسك بنفسي. فآمن حارثة، وأبى الباقون، فرجعوا إلى البريّةِ. ثمّ إنّ أخاه جَبَلَة رَجَعَ فآمن بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وأوّلُ لواء عقده النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى الشام لزيد، وأولُ شهيد كان بمؤتة زيد، وثانيه جعفر الطيار. وآخر لواءٍ عَقَدَه بيده لأسامة على اثني عشر ألفًا من الناس، بينهم عمر. فقال: إلى أين يا رسول الله؟. قال: "عليك بيُبْنى (¬2)، فصبِّحها صباحًا، فقطِّعْ وحرِّقْ وضَعْ سيفك، وخُذْ بثأر أبيك". واعتلَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: جهّزوا جيش أسامةَ! أنفذوا جيشَ أسامة! " فجُهِّز إلى أن صار إلى الجُرْف (¬3)، واشتدّت علّةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبَعَثَ إلى أسامة: إنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -يُريدك. فرجع، فدخَلَ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقد أُغمي عليه، ثمَّ أفاق - صلى الله عليه وسلم -، فَنَظَرَ إلى أسامةَ، فأقبل يرفع يديه إلى السماء، ثم يُفرغها عليه. قالوا: فعرفنا أنّه إنّما يدعو له. ¬

_ (¬1) ألصتُه عن كذا وكذا: راودته عنه. (قاموس). (¬2) بليدة قرب الرملة. (معجم ياقوت). (¬3) موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام

ثمَّ قُبِض - صلى الله عليه وسلم - فكان فيمن غسلّه الفضلُ بن عبّاس وعلي بن أبي طالب، وأسامةُ يصبُّ عليه الماء. فلمّا دُفِن -عليه السلام- قال عمر لأبي بكر: ما ترى في لواء أسامة؟. قال: ما أَحُلُّ عقدًا عَقَدَه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ولا يحُلُّ من عسكره رجلٌ إلَّا أن يكون أنت، ولولا حاجتي لمشورتك لما حَلَلْتُك من عسكره، يا أسامة! عليك بالمياه. يعني: البوادي. وكان يمرُّ بالبوادي فينظروا (¬1) إلى جيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيثبتوا على أديانهم، إلى أن صار إلى عشيرته كلب، فكانت تحت لوائه، إلى أن قدِم الشامَ على معاوية، فقال له معاوية: اختر لك منزلًا فاختار المِزَّةَ، واقتطع فيها هو وعشيرته. وقد قال الشاعر -وهو أعورُ كلب-: إذا ذُكِرتْ أرضٌ لقومٍ بنعمةٍ ... فبلدةُ قومي تَزْدهي وتطيبُ بها الدّينُ والأفضال والخير والنّدى ... فمن ينتجعْها للرشاد يصيبُ ومن ينتجعْ أرضًا سواها فإنّه ... سيندَمُ يومًا بعدها ويخيبُ تأتّى لها خالي أسامةُ منزلًا ... وكان لخير العالمين حبيبُ حبيبُ رسول الله وابنُ رديفه ... له إلفةٌ معروفةٌ ونَصيبُ فأسكنها كلبًا فأضحت ببلدةٍ ... لها منزلٌ رَحْبُ الجَنَابِ خصيبُ فنصفٌ على برٍّ وشيحٍ ونُزهةٍ ... ونصفٌ على بحرٍ أغزَّ رَطيبُ ثمّ إن أسامة خرج إلى وادي القرى (¬2) إلى ضَيْعةٍ له فَتوفِّي بها، وخلّف في المِزَّةِ ابنةً له يُقال لها: (فاطمة)، فلم تزل مقيمةً إلى أن وُلِّيَ عمرُ بن عبد العزيز -رحمه الله (¬3) -، فجاءت فدخلت عليه، فقام من مجلسه ¬

_ (¬1) كذا بالأصول، وصوابه: (فينظرون). (¬2) وادٍ بين المدينة والشام من أعمال المدينة. (¬3) في (ر): (رضي الله عنه).

14 - باب: فضل سعد بن معاذ

وأقعدها فيه، وقال لها: حوائجَكِ يا فاطمة!. قالت: تحملني إلى أخي. فجهّزها وحملها. 1498 - وأخبرنا أبو الميمون بن راشد، وأبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، قالا: نا أبو زيد يحيى بن أيّوب بن أبي عقال في داره بحَجَر الذهب ... فذكر الحديثَ مثله، وزاد محمَّد بن إبراهيم في حديثه: وخلّفت قومًا من بني الشَّجَبِ في ضَيْعتها، إلى أن قَدِمَ الحسن بن أسامة فباعها. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (3/ ق 147/ ب-148/ب) من طريقي تمّام. وذكر الحافظ في "الإِصابة" (1/ 298) طَرَفًا منه، وقال: "ورُوِّيناه في (فوائد تمَّام) في نحو ورقتين، ورجال إسناده مجهولون: من (يحيى) إلى: (زيد بن الحسن بن أسامة). 14 - باب: فضل سعد بن معاذ 1499 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو جعفر أحمد بن حاتم القاضي بسامرّاء: نا عبيد الله بن عمر القواريري: نا يحيى بن سعيد القطّان: نا عَوف عن أبي نَضْرَة. عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اهتزَّ العرشُ لموت سعد بن معاذ من فرح الربِّ -عَزَّ وَجَلَّ-". أخرجه أحمد في "المسند" (3/ 24) و"الفضائل" (1486) والنسائي في "الفضائل" (121) والحاكم (3/ 206) -وصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- من طريق يحيى به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 434) وابن أبي شيبة (12/ 142)

وعبد بن حميد في "المنتخب" (871) وأبو يعلى (2/ 450) والطبراني في "الكبير" (6/ 12) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 274) من طرقٍ عن عوف به. وإسناده صحيح، وصحّحه الذهبي في "العلو" (ص71). لكن ليس عند أحد منهم زيادة "من فرح الرب" التي عند تمام، وفي إسناده: أحمد بن حاتم السّرمريّ، ذكره الخطيب في "تاريخه" (4/ 114)، وقال؛ "ما علمت من حاله إلَّا خيرًا". وهذا غير كافٍ لتوثيقه وقبول زيادته، لا سيّما مع تفرّده بها، فالقول بنكارتها -أو شذوذها على الأقل- هو الصواب، أو لعلّها أدرجت تفسيرًا من بعض الرواة: فقد أخرج ابن سعد (3/ 434) عن يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن الحسن مرسلًا، وزاد: فرحًا به. قال: قوله: (فرحًا به) تفسيرٌ من الحسن. وأخرجه البخاري (7/ 122 - 123) ومسلم (4/ 1915) من حديث جابر، وأخرجه مسلم أيضًا من حديث أنس. ونصّ على تواتره الذهبي في "العلو" (ص 71) حيث قال: "فهذا متواتر، أشهد بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاله". 1500 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بنِ سليمان: نا سليمان بن عبد الحميد البَهْراني: نا عبد الحميد بن إبراهيم أنَّ عبد الله بن سالم حدّثه عن الزُّبيدي، قال: أخبرني الزُّهري. أنّ أنسًا أخبره أنّها أُهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُلّة استبرق، فجعل الناس يلمسونها بأيديهم يتعجّبون منها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تُعجبُكم هذه؟! فوالله لمناديلُ سعد بن معاذ في الجنّة أحسنُ من هذا" (¬1). أخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/ 63) من طريق تمَّام. ¬

_ (¬1) هذا الحديث تكرّر في "فوائد تمَّام" بنفس السند والمتن مرّتين.

وسليمان البَهْراني قال ابن أبي حاتم: صدوق. ووثّقه ابن حبّان ومسلمة، وخالفهم النسائي فقال: كذّاب ليس بثقة ولا مأمون. وشيخه قال أبوحاتم: ليس بثقةٍ. وقال أيضًا: سمع كتب عبد الله بن سالم، إلَّا أنه ذهبت كتبه فقال: لا أحفظها. وتكلّم محمَّد بن عوف في روايته عن ابن سالم. وقال النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (2/ 96) -: ضعيف ليس بشيءٍ. فالإِسناد ضعيف، وانظر الطريق الآتية: 1501 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزُّبَيدي الحمصي -يُعرف بـ (ابن زِبْرِيق) - بدمشق، قال: أخبرني أبي: عمرو بن إسحاق، قال: حدّثتني علوة مولاة عمرو بن الحارث، قالت: حدّثني مولاي: عمرو بن الحارث، قال: نا عبد الله بن سالم عن الزُّبيدي، قال: أخبرني الزهريُّ. أنّ أنسًا حدّثه ... فذَكَرَ مثلَه سواء. أخرجه الحافظ في "التغليق" (5/ 62) من طريق تمَّام. هكذا رواه شيخ تمام محمَّد بن عمرو عن أبيه، وخالفه الطبراني في "الكبير" (6/ 15) فرواه عن عمرو بن إسحاق عن أبيه عن عمرو بن الحارث عن ابن سالم به. ومحمد بن عمرو ذكره ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 407/ ب- 408/ أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا ففيه جهالة، وعلى هذا فرواية الطبراني هي الأرجح. وإسناده ضعيف: عمرو بن الحارث قال الذهبي: لا تُعرف عدالته. وإسحاق بن إبراهيم قال النسائي: ليس بثقة. وقال محمَّد بن عوف: ما أشكُّ أنه يكذب. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وأثنى عليه ابن، معين خيرًا.

15 - باب: فضل عبد الله بن مسعود

ونقل الحافظ عن الدارقطني أنه قال في "الأفراد": "لم يروه عن الزبيدي غير عبد الله بن سالم". وأخرج البخاري (5/ 230) ومسلم (4/ 1916 - 1917) من رواية قتادة عن أنس نحوه، وأخرجا أيضًا (البخاري: 7/ 122، مسلم: 4/ 1916) مثله من حديث البراء بن عازب. 15 - باب: فضل عبد الله بن مسعود 1502 - أخبرنا أبو عبد الملك هشام بن محمَّد بن جعفر بن هشام الكِنْدي: نا عثمان بن خُرّزاذ: نا عفّان بن مسلم: نا عبد الواحد -يعني: ابن زياد-: نا الحسن بن عُبيد الله: نا إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد. عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذنُك عليَّ أن ترفعَ الحجابَ وأن تسمعَ سِوادي (¬1) حتّى أنهاك". أخرجه مسلم (4/ 1708) من طريق عبد الواحد به. 16 - باب: فضل أبي طلحة الأنصاري 1503 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو عمرو يزيد بن أحمد السُّلَمي: نا أبو مُسْهِر: نا إسماعيل بن سَمَاعة: نا الأوزاعيّ، قال: حدّثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. عن أنس بن مالك حدّثه أنّ أبا طلحة كان يتَّرُّس بين يَدَيْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتُرْسٍ واحدٍ، وكان أبو طلحة رجلًا حسنَ الرّمى، فكان إذا رَمَى يُشرِفُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى موضع نَبْله. ¬

_ (¬1) المراد به السِّرار، وهو السّر والمساررة. (شرح النووي لمسلم).

17 - باب: فضل جرير بن عبد الله

أخرجه البخاري (6/ 93) من طريق ابن المبارك عن الأوزاعي به. 1504 - أخبرنا أبو زُرعة محمَّد وأبو بكر أحمد ابنا عبد الله بن أبي دُجانة، قالا: نا أبو سعيد محمَّد بن أحمد بن عُبيد بن فيّاض: نا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السَّرْح: نا عبد العزيز بن أبي السائب عن الأوزاعي، قال: حدّثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. أنّ أنس بن مالك حدَّثه، قال: كان أبو طلحة يتَّرُّسُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم -بُترْسٍ واحدٍ، وكان أبو طلحة حَسَنَ الرمي، فكان (¬1) إذا رمى يُشرِف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مواقع نَبْله. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (10/ ق 199/أ) من طريق أبي حفص بن شاهين عن أبي بكر بن أبي داود عن أبي الطاهر به، ثمّ قال: قال ابن شاهين: "تفرّد بهذا الحديث عبد العزيز بن الوليد عن الأوزاعي، لا أعلم حدّث به غيره، وهو حديث غريبٌ حسنٌ، وعبد العزيز رجل من أهل الشام عزيز الحديث". أهـ. قلت: وما قاله ابن شاهين منقوض برواية عبد الله بن المبارك وابن سَمَاعه هذا الحديث عن الأوزاعي كما تقدّم. 17 - باب: فضل جرير بن عبد الله 1505 - أخبرنا [أبو علي] (¬2) الحسن بن حبيب: نا أبو جعفر محمَّد ابن إسماعيل الصائغ بمكّة سنة ستٍّ وستين ومائتين: نا أبو جابر محمَّد ابن عبد الملك: نا شعبة عن هُشَيم عن إسماعيل عن قيس. ¬

_ (¬1) في (ر): (وكان). (¬2) من (ظ).

عن جرير، قال: ما حَجَبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذُ أسلمتُ، ولا رآني إلَّا تبسّمَ. 1506 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان؛ نا أبو جعفر محمَّد ابن مسلمة بن الوليد الواسطي: نا أبو جابر محمَّد بن عبد الملك: نا شعبة عن هُشَيم عن إسماعيل عن قيس. عن جرير، قال: ما حَجَبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمتُ، ولا رآني إلَّا تبسّمَ. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2/ 331) و"الصغير" (1/ 87 - 88) من طريق محمَّد بن عبد الملك به، وقال: لم يروهِ عن شعبة إلَّا أبو جابر. أهـ. وأبو جابر هذا قال أبو حاتم: ليس بقويًّ. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 5/ 266) وهُشيم مدلّس ولم يصرّح بالسماع. والحديث أخرجه البخاري (6/ 161) ومسلم (4/ 1925) من طريق عبد الله ابن إدريس عن إسماعيل به. 1507 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو جعفر محمَّد ابن مسلمة الواسطي بواسط: نا معاوية بن عمرو: نا زائدة عن بَيان عن قيس. عن جرير، قال: ما حَجَبنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمتُ، ولا رآنى إلَّا تبسَّم - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (4/ 359) والترمذي (3820) -وقال: حسن صحيح- والطبراني في "الكبير" (2/ 330) من طريق معاوية به. 1508 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمَّد بن إبراهيم البغدادي -يُعرف بـ (ابن المقابري) - قراءةً عليه: نا عبد الله بن محمَّد ابن أسيد الأصبهاني في قطيعة الربيع: نا محمَّد بن عصام: نا أبي: نا سفيان عن بيان عن قيس.

18 - باب: فضل أبي الدرداء

عن جرير، قال: ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمتُ، ولا رآني إلَّا ضَحِكَ. أخرجه الحميدي في "مسنده" (800) -ومن طريقه: الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/ 117) - والنسائي في "الفضائل" (197) والطبراني (2/ 330) من طريق سفيان -وهو ابن عيينة- به. وأخرجه البخاري (7/ 131) ومسلم (4/ 1925) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي عن بيان به. 18 - باب: فضل أبي الدرداء 1509 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو بكر محمَّد (¬1) بن عبد الرحمن بن الأشعث الدمشقي: نا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي: نا محمَّد بن مهاجر عن يزيد بن أبي مريم عن أبي عُبيد الله. عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأُلفينَّ (¬2) -ما نُوزعتُ- أحدًا (¬3) منكم على الحوض، فأقول: هذا من أصحابيِ! فيُقال: إنّك لا تدري ما أُحدِثَ بعدك". قال أبو الدرداء: يا نبيَّ الله! ادعُ اللهَ أن لا يجعلَني منهم. قال: "لستَ منهم". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 297/أ) من طريق تمَّام. وأخرجه البزّار (كشف- 2727) والطبراني في "الأوسط" (رقم: 399) ¬

_ (¬1) في (ر): (أحمد)، وهو خطأ. (¬2) كذا في الأصول، وفي "الأوسط": (لا ألفينّ)، وهو الصواب. (¬3) في الأصل و (ش): (أحد) وعليه تضبيب، والتصويب من (ظ) و (ر).

و"مسند الشاميين" (1413) ومن طريقه ابن عساكر (13/ ق 372/ ب) من طريق أبي توبة به. وقال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن مسلم بن مِشْكَم إلَّا يزيد من أبي مريم. أهـ. ومسلم هو أبو عبيد الله -والمشهور: أبو عبد الله مكبّرًا- الراوي عن أبي الدرداء. وإسناده جيّد قوي، وقال الهيثمي (9/ 367): "ورجالهما -يعني: البزّار والطبراني- ثقات". وله لفظ آخر: أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 403) -ومن طريقه: ابن عساكر (13/ ق 373/ أ) - من طريق عمر بن سعيد الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن أبي عبد الله الأشعري عن أبي الدرداء، قال: قلت: يا رسول الله! بلغني أنّك تقول: ليرتدنّ قومٌ بعد إيمانهم. قال: "أجل، ولست منهم". فتُوفِّي أبو الدرداء قبل أن يُقتلَ عثمان. وعمر بن سعيد ضعيف، لكنه لم يتفرّد به، فقد تابعه عبد الأعلي بن مسهر -وهو ثقة- عند الطبراني في "مسند الشاميين" (280)، لكن الراوي عنه متكلمٌ فيه، وتابعه أيضًا الوليد بن مسلم عند يعقوب بن سفيان -ومن طريقه: ابن عساكر (13/ ق 373/ أ) - وإسناده حسنٌ ورواه الوليد أيضًا عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبد الغفار بن إسماعيل، كلاهما عن إسماعيل به، أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 45 - 46)، وقال الهيثمي (9/ 367): "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الأشعري وهو ثقة".

19 - باب: فضل عبد الله بن عمرو ابن أم حرام

19 - باب: فضل عبد الله بن عمرو ابن أمِّ حرام 1510 - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حَذْلَم: نا يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا أبو بكر عبد الله بن يزيد المقرئ (ح). وحدّثنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا أبو بكر محمَّد بن هارون بن محمَّد بن بكّار بن بلال: نا أبو بكر عبد الله بن يزيد بن راشد المقرئ، قال: سمعت إبراهيم بن أبي عَبْلة يقول: رأيتُ من صلّى مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - القِبْلَتين. يعني: أبا أُبَيٍّ الأنصاري. 1511 - وحدَثنا ابن راشد: نا أبو زُرعة: نا عبد الله بن يزيد المقرئ نحوه. عبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي قال محمَّد بن عوف: كانوا يتكلّمون فيه. وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به، وقد حدّث عنه جماعة من الثقات. (تاريخ ابن عساكر: (ج) ابن مسعود: ص333 - 337). وأخرجه أحمد (4/ 233) -ومن طريقه؛ ابن الأثير في "أُسد الغابة" (3/ 248) - عن شيخه كثير بن مروان أبي محمَّد عن ابن أبي عبلة مثله. وكثير هذا كذّبه ابن معين وأبو حاتم، وضعّفه غيرهما. (اللسان: 4/ 483). وتابعه ابنه: محمَّد عند الطبراني في "مسند الشاميين" (12)، وهو متروك كما في "التقريب". وقال عبد الله بن أحمد قبل هذا: قرأت على كتاب أبي: أخبرنا سفيان: ثنا مهدي بن جعفر الرملي: ثنا أبو الوليد رُدَيح بن عطية عن ابن أبي عبلة: رأيت أبا أُبيّ الأنصاري -وهو ابن أم [في الأصل: أبي!] حرام، فأخبرني أنّه

20 - باب: فضل قيس بن عاصم

صلّى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القبلتين. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (13) من طريق آخر عن رُدَيح. وهذا إسنادٌ حسنٌ، فإذا ضُمَّ إلى طريق تمّام صارا الخبر صحيحًا لغيره، والله أعلم. 20 - باب: فضل قيس بن عاصم 1512 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا الحسن بن مُكْرِم: نا داود بن المُحبَّر: نا أبو الأشهب عن الحسن. عن قيس بن عاصم المنقري أنّه قَدِمَ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلمّا رأه قال: "هذا سيّدُ ذي وَبَرٍ". أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" [زوائده بترتيب الهيثمي: ق 55/ ب- نسخة دار الكتب المصرية] عن شيخه داود به. وإسناد تالفٌ: ابن المُحبَّر صاحب "كتاب العقل" الذي شحنه بالأحاديت الموضوعة، وقد كذّبه أحمد وصالح جَزَرة، واتهمه ابن حيّان بالوضع. وأبو الأشهب اسمه: جعفر بن حيّان العُطَاردي. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" (المطالب: ق 34/أ) و"المفاريد" (رقم: 108) -وعنه: ابن حبّان في "الثقات" (6/ 320) - والطبراني في "الكبير" (18/ 339) و"الأحاديث الطوال" (رقم: 19) والحاكم (3/ 612) من طريق زياد بن أبي زياد الجصّاص عن الحسن به. وإسناده ضعيف لأجل الجصّاص، فإنّه ضعيف كما في "التقريب"، بل قد تركه غير واحدٍ. وأخرجه البخاري في "الأدب" (رقم: 953) والبزّار (كشف- 2744)

21 - باب: فضل النابغة الجعدي

من طريق القاسم بن مُطَيَّب [زاد البزّار: عن يونس بن عبيد] عن الحسن به. وابن مُطَيَّب لم أرَ فيه إلَّا قول ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 213): "يخطئ عمّن يروي على قلّة روايته فاستحقّ الترك كما كَثُر ذلك منه". أهـ. وابن حبّان غير خافٍ تعنّته في الجرح، ولذا قال الحافظ في "التقريب": "فيه لينٌ". وقال الهيثمي (9/ 404): "وفي إسناد الطبراني: زياد بن أبي زياد الجصّاص، وثّقه ابن حبّان، وقال: يخطئ. وضعفه الجمهور. وإسناد البزّار فيه القاسم بن مُطَيّب، وهو متروك". وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (7/ 36) من طريق الثوري، قال: أعلم عن رجلٍ أن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال لقيس بن عاصم: ... الحديث. وهذا ظاهره الإِرسال مع ما فيه من الإِبهام لراويه. والراجح -والله أعلم- أن الحديث ضعيف، وأنّ تعددَ طرقه لا يكفي لتحسينه لوهن أكثرها الشديد. 21 - باب: فضل النابغة الجَعْدي 1513 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أحمد بن أبي حارثة كعب بن خُرَيم المُرِّي بالرّاهب (¬1)، قال: حدّثني أبي: نا يعلي بن بشر الخَفَاجي. عن نابغة بني جَعْدة، قال: أنشدتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا عن يمينه: نُحلِّي بأرطال اللُّجَينِ سيوفَنا ... ونعلو بها يومَ الهياجِ السَّنَوَّرا (¬2) عَلونا العبادَ عفّةً وتكرُّمًا ... وإنّا لنرجو فوقَ ذلكَ مَظهرا ¬

_ (¬1) محلّة بدمشق. (¬2) السَّنَوّر: جملة السلاح، وخصّ بعضهم به الدروع. (لسان العرب).

قال: فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إلى أين لا أمَّ لك؟! ". قال: قلت: إلى الجنّةِ يا رسولَ الله! قال: "أجلْ -إن شاء الله- يا أبا ليلى". ثمّ أنشدتُه: ولا خيرَ في حِلمٍ إذا لم تكنْ له ... بوادرُ تحمي صفوَه أن يُكدَّرا ولا خيرَ في جهلٍ إذا لم يكن له ... حليمٌ إذا ما أوردَ الأمرَ أصدرا فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أجدتَ! لا يفْضُضِ اللهُ فاك". قال: فلقد رأيتُه بعد عشرين ومائة سنةٍ وإنّ لأسنانه (¬1) أُشُرًا (¬2) كأنّه البَرَدُ. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (14/ ق 275/ أ- ب) من طريق تَمّام، ثم قال: "كذا وقع في هذه الرواية, والصواب: (يعلي بن الأشدق)، وقد وقع لي عاليًا على الصواب من طرق". أهـ. قلت: وما وقع في رواية تَمّام يمكن توجيهه، حيثُ نُسب إلى جده (بشير)، أمّا الخفاجي فنسبةً إلى خفاجة أحد أجداده كما في ترجمته من "اللسان" (6/ 312). وأخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" والشيرازي في "الألقاب" -كما في "الإِصابة" (3/ 539) - وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (1/ 274) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 73 - 74) و"الدلائل" (رقم: 385) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 232) وابن الأثير في "أُسْد الغابة" (4/ 516) وابن سيّد الناس في "مِنَح المِدَح" (ص 235) وابن حجر في "الإِصابة" (3/ 538 - 539) والسخاوي في "الجواهر المكلّلة" (ق 56/ أ) ¬

_ (¬1) في (ر): (ولان أسنانه)!. (¬2) الأشُر: حِدّةٌ ورقة في أطراف الأسنان، وإنّما يكون ذلك في الأحداث. (اللسان).

من طرقٍ عن يعلي بن الأشدق عن النابغة. وأخرجه البزّار (كشف- 2104) من طريق يعلى لكن قال: عن عمِّه عبد الله بن جراد عن النابغة. ويعلى قال أبو زرعة: ليس بشيءٍ، لا يصدق. وقال ابن حبّان: وضعوا له أحاديث، فحدّث بها ولم يدرِ. قال ابن عدي: هو وعمّه غير معروفين. وعبد الله بن جراد قال أبو حاتم: لا يُعرف، ولا يصحُّ خبره. (اللسان: 6/ 132 و 3/ 266). وقال الهيثمي (8/ 126): "وفيه يعلي بن الأشدق، وهو ضعيف". وأخرجه الخطّابي في "غريب الحديث" (1/ 190) وأبو العبّاس المُرْهِبي في "فضل العلم" -كما في "الجواهر المكلّلة" للسخاوي (ق 56/ ب) - من طريق سليمان بن أحمد الحَرَشي الواسطي عن عبد الله بن محمَّد بن حبيب الكعبي عن مهاجر بن سُليم عن عبد الله بن جراد عن النابغة. والحَرَشي كذّبه ابن معين وصالح جَزَرة، وقال ابن عدي: هو ممّن يسرق الحديث. (اللسان: 3/ 72). وشيخه وشيخ شيخه لم أعثر على ترجمة لهما، وفيه ابن جراد أيضًا. وأخرجه البيهقي (6/ 233) من طريقٍ آخر عن عبد الله بن محمَّد بن حبيب عن سعيد بن سليم الباهلي عن مهاجر به، وسعيد هذا لم أقف على ترجمته أيضًا. وأخرجه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (2/ 1060 و 4/ 1957) وابن السَّكن في "الصحابة" -كما في "الإِصابة" (3/ 539) - من طريق الرحّال بن المنذر قال: حدثني أبي عن أبيه كرز [وقيل: كريز] بن أسامة [وقيل: سامة] وكانت له وفادةٌ مع النابغة الجعدي فذكرها بنحوه.

قال الحافظ في "الإِصابة" (3/ 293): "والرحّال لا يُعرف حاله، ولا حالُ أبيه ولا جدِّه". وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (المطالب: ق 160/ أ) -ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (هامش الإِصابة: 3/ 583) - من طريق محمَّد بن عبد الله التميمي عن الحسن بن عبيد الله، قال: حدّثني من سمع النابغة يقول: ... فذكره. وفيه من لم يُسمَّ، والتميمي لم أعثر على من ذكره. وأخرجه السِّلَفي في "الأربعين" (ق 8/ ب) [الحديث الثالث والعشرون] من طريق أبي الخير زيد بن رفاعة عن محمَّد بن الحسن بن دُريد عن أبي حاتم السِّجستاني عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه عن النابغة. وزيد قال الخطيب: كذّاب. وقال الذهبي: معروف بوضع الحديث. وقال الحافظ: له أربعون موضوعة، سرقها منه ابن ودعان. (اللسان: 2/ 506). ورُوي مسلسلًا بالشعراء: أخرجه عبد العزيز الكتّاني وابن المفضّل في "مسلسلاتهما" -ومن طريقهما: السخاوي في "الجواهر" (ق 55/ ب -56/ أ) - من طريق دِعْبِل الخزاعي عن أبي نواس الحسن بن هانئ عن والبة بن الحُباب عن الكُميت بن زيد عن الفرزدق عن الطِّرِمّاح بن عدي عن النابغة. قال السخاوي: "هذا حديثٌ ضعيفُ الإِسناد، وأورده كذلك أبو زُرعة الرازي المتأخر في كتاب الشعراء له". أهـ. قلت: أما أبو نواس ووالبة فلا يروى عنهما ولا كرامة، فأخبار مجونهما في كتب الأدب مبسوطة، وأمّا الباقون فلا يعتدّ أهل الحديث بمروياتهم لاختلال عدالتهم.

22 - باب: فضل مدلوك أبي سفيان

22 - باب: فضل مدلوك أبي سفيان 1514 - أخبرنا إبراهيم: أخبرنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن مطر بن العلاء الفَزَاري الفذاي في قرية (فذايا) (¬1): نا سليمان بن عبد الرحمن: نا جدّي: مطر بن العلاء، قال: حدّثتني عمّتي: آمنة ابنة أبي الشعثاء وقطبة مولاتُنا أنّهما: رأيا مدلوكًا أبا (¬2) سفيان، قال: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مع مولاتي فأسلمتُ، فمَسَحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رأسي. قالت آمنة: فرأيتُ أثرَ ما مَسَحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أسودَ، وسائرَه أبيضَ. أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (7/ 436) والبخاري في "التاريخ" (8/ 55) عن شيخهما سليمان بن عبد الرحمن به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 342) وابن عساكر في "التاريخ" (16/ ق 163/ ب و 296/ أ) من طرقٍ عن سليمان به. وتابع سليمان: علي بن حجر عند الدولابي في "الكنى" (1/ 73) وابن عساكر (16/ ق 163/ ب، جزء النساء: ص 47 - 48). وإسناده ضعيف لجهالة رواته: آمنة وقطبة ذكرهما ابن عساكر (جزء النساء: ص 47، ص 311) ولم يذكر عنهما راويًا غير مطر، ولم يحكِ فيهما جرحًا ولا تعديلًا. وأما مطر فقال عنه أبو حاتم -كما في "الجرح" (8/ 289) -: "هو شيخٌ". وقال الهيثمي (9/ 409): "وفيه من لم أعرفهم". ¬

_ (¬1) من قرى دمشق. (معجم ياقوت). (¬2) في الأصول (أبو)، والتصويب من (ر).

23 - باب: فضل عمرو الطائي

23 - باب: فضل عمرو الطّائي 1515 - حدّثنا أبو الحسن عمرو بن عُتبة بن عُمارة بن يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد بن محمَّد بن عمرو بن عبد الله بن رافع بن عمرو الطّائي بقرية حِجْرا (¬1) إملاءً في المحرّم سنة خمسين وثلاثمائة -وزَعَمَ أنّ له مائةَ سنةٍ وعشرين سنةً-، قال: حدّثني عمُّ أبي: السَّلْم بن يحيى بن عبد الحميد الطّائي، يذكر عن أبيه، قال: حدّثني أبي عن أبيه عن محمَّد بن عمرو بن عبد الله عن أبيه عن جدّه، قال: حدّثني أبي: رافع بن عمرو. عن أبيه عمرو الطائي أنّه قَدِمَ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأجلسه معه على البِساط، وأسلمَ وحَسُن إسلامُه، ورجع إلى قومه فأسلموا. عزاه إلى "فوائد تمام" بسنده ومتنه: الحافظ في "الإِصابة" (3/ 25). وأخرجه من طريق تمَّام: ابن عساكر في "تاريخه" (7/ ق 264/ ب و 13/ 290/ أ). وإسناده ضعيف لجهالة رواته باستثناء السَّلْم بن يحيى فإنه صدوق كما قال أبو حاتم. وأما الباقون فقد ذكرهم ابن عساكر في "التاريخ" (6/ ق 96/ أ، 13/ ق 271/ أ، 15/ ق 416/ أ، 18/ ق 77/ أ، أ- ب، المطبوع منه: ج عبد الله بن جابر ص 289، ج 40 ص 49) ولم يذكر فيهم جرحًا ولا تعديلًا. ¬

_ (¬1) من قرى دمشق. (معجم ياقوت).

24 - باب: في أبوي النبي (صلى الله عليه وسلم) وعمه وغيرهم

24 - باب: في أبوي النبي (صلى الله عليه وسلم) وعمِّه وغيرهم 1516 - أخبرنا أبو الحارث أحمد بن محمَّد بن عُمارة بن أبي الخطّاب اللّيثي، ومحمد بن هارون بن شعيب بن عبد الله، قالا: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي: نا أبو سليمان أيّوب المُكْتِب: نا الوليد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان يومُ القيامة شفعتُ لأبي وأمّي وعمّي: أبي (¬1) طالب، وأخٍ لي كان في الجاهليّة". الوليد بن سلمة منكرُ الحديث. الوليد كذّبه دُحَيم وابن مُسهر، وقال ابن حبّان: يضع الحديث على الثقات. (اللسان: 6/ 222). فالحديث إذًا موضوع. 1517 - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عَلّان الحرّاني قراءةً عليه: نا محمَّد بن هارون بن المُجَدَّر: نا محمَّد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمة: نا الفضل بن موسى السِّيْناني عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن ابن جُرَيج عن عطاء. عن ابن عبّاس أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عارضَ جَنازةَ أبي طالب، فقال: "وَصَلَتْك رَحِمٌ، وجُزيت خيرًا يا عمِّ). 1518 - حدّثناه أبو علي محمَّد بن هارون الدمشقي: نا محمَّد بن يحيى بن مَندة الأصبهاني: نا محمَّد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمة: نا الفضل بن موسى عن إبراهيم بن إسحاق عن ابن جُرَيج .... فذكر مثلَه. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 260) من طريق ابن أبي رِزْمة به. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ر): (أبو)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ).

وإبراهيم بن عبد الرحمن -ويقال: ابن بيطار- الخوارزمي، قال العقيلي وابن عدي: ليس بمعروف. زاد الثاني: أحاديثه ليست بالمستقيمة. وقال ابن حبّان: يروي المناكير التي لا يجوز الاحتجاج بها. (اللسان: 1/ 41). وقال الحافظ في "اللسان" (1/ 41) عن الحديث: "هذا خبرٌ منكرٌ". أهـ. وهو كما وصفه. 1519 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر: نا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل بمكّة سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، قال: حدّثني سُرَيج بن يونس: نا إسماعيل بن مُجالد عن مُجالد عن الشَّعْبي. عن جابر بن عبد الله، قال: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن أبي طالب: هل نفعتهُ نُبوّتُك؟ قال: "نعم، أخرجته من غمرة جهنّم إلى ضَحضاحٍ منها". وسُئل عن خديجة: إنّها ماتت قبلَ الفرائض وأحكام القرآن؟ فقال: "أبصرتُها في الجنّة في بيتٍ من قَصَبٍ، لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ". وسُئل عن ورقة بن نوفل، فقال: "أبصرتُه في بُطْنان (¬1) الجنّة عليه السُّندسُ". وسئل عن زيد بن عمرو بن نُفَيل، فقال: "يُبعثُ أمّةً وحدَه". الحديث عزاه إلى "فوائد تَمَّام": السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 989). وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 384/ ب) من طريق تمّام. وأخرجه أبو يعلى (4/ 41) وابن عدي في "الكامل" (1/ 319) -ومن طريقهما: ابن عساكر (17/ ق 384/ ب 385/ أ) - من طريق سُرَيج به، وقال ابن عدي: لم يُحدِّث به عن مجالد إلَّا ابنه إسماعيل. ¬

_ (¬1) أي: وسط.

وإسناده ضعيف: مُجالد ليس بالقوي كما في "التقريب". وابنه مختلف في توثيقه، لكنّه لم ينفرد به -خلافًا لابن عدي- فقد تابعه يحيى بن سعيد بن أبان الأموي -وهو صدوق- عند البزّار (كشف- 2752). والحديث له شواهد: فالفقرة المتعلقة بأبي طالب يشهد لها ما أخرجه البخاري (10/ 592) ومسلم (1/ 195) من حديث العبّاس مرفوعًا: "نعم، هو في ضحضاحٍ من نار، لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار". وفي لفظٍ لمسلم: "وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح". والفقرة المتعلقة بخديجة مضى تخريجها برقم (1490). والفقرة المتعلّقة يزيد أخرجها النسائي في "الفضائل" (رقم: 85) والبزّار (كشف- 2755) وأبو يعلى (13/ 170 - 172) والطبراني في "الكبير" (5/ 86 - 88) والحاكم (3/ 216 - 217) -وصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- وابن عساكر (6/ ق 292/ أ- ب) من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة فذكره مرفوعًا في حديثٍ طويلٍ. وإسناده حسن، وقال الهيثمي (9/ 418): "ورجال أبي يعلى والبزّار وأحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح غير محمَّد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث". وأخرجه أبو يعلى (2/ 260) وابن عساكر (6/ ق 337/ ب) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن سعيد بن زيد مرفوعًا. قال الهيثمي (9/ 417): "إسناده حسنٌ". أهـ. وهو كما قال، وفي "المجمع" (9/ 417) رواياتٌ أخرى لهذا الحديث.

25 - باب: فضل أسعد الحميري

وأمّا الفقرة المتعلقة بورقة فيشهد لها ما أخرجه البزّار (كشف- 2750) والحاكم (2/ 609) وابن عساكر (17/ ق 385/ أ) من طريق أبي سعيد الأشجّ عن أبي معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعًا: "لا تسبّوا ورقة، فإنّي رأيت له جنّةً أو جنتين". وصحّحه الحاكم على شرطهما، وأقرّه الذهبي، وقال الهيثمي (9/ 416): "ورجاله رجال الصحيح". أهـ. وهو كما قالوا. 25 - باب: فضل أسعد الحميري 1520 - أخبرنا عبد الجبّار بن عبد الصمد بن إسماعيل السُّلَمي: حدّثني محمَّد بن يوسف (¬1) الهروي: نا محمَّد بن عَبْدَك بن سالم القزّاز أبو عبد الله الحربي: نا الواقدي -يعني: محمَّد بن عمر- نا مَعْمَر -يعني: ابن راشد- عن همّام بن مُنبِّه أنّه. سمع أبا هريرة يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبِّ أسعد الحِمْيَري، وقال: "هو أوّلُ من كسا الكعبةَ". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 241) من طريق الواقدي به. والواقدي متّهمٌ بالكذب. وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 249) من طريق إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى عن همّام به. وإبراهيم هذا متروك وكذّبه يحيى بن سعيد وابن المديني وابن حبّان. ¬

_ (¬1) في الأصول (يونس)، والمثبت من (ظ) , لأن الذي يروي عن محمَّد بن عبدك هو محمَّد بن يوسف بن بشر الهروي كما هو مذكور في ترجمة الأخير من "تاريخ ابن عساكر" (16/ ق 72/ أ).

26 - باب: في حاتم الطائي

26 - باب: في حاتم الطائي 1521 - أخبرنا أبو الفتح عُبيد الله بن جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس: نا يوسف بن يعقوب النيسابوري: نا محمَّد بن عمر بن علي بن مُقدَّم: نا عُبيد بن واقد، قال: حدّثني أبو مُضَر النّاجي عن عبد الله بن دينار. عن ابن عمر، قال: ذُكِرَ حاتمُ طيّىءٍ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ذاك رجلٌ طلب أمرًا فأدركه". أخرجه البزار (كشف- 92) من طريق عبيد بن واقد به. أخرجه الدارقطني في "الأفراد" -ومن طريقه: ابن عساكر (4/ ق 33/ ب) - من طريق محمَّد بن عمر المقدّمي به. وأخرجه البزّار (كشف- 92) وابن عدي في "الكامل" (5/ 352) وابن عساكر من طرقٍ أخرى عن عبيد بن واقد به. قال الدارقطني: "غريبٌ من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر، تفرّد به أبو مُضَر الناجي، ويقال: اسمه حمّاد، ولم يروه عنه غير عُبيد". قال ابن عساكر معقّبًا: "وسمّاه غير الدارقطني شيبة". وقال ابن عدي: "لا أعلم يرويه غير عُبيد بن واقد". وإسناده ضعيف: عبيد ضعيف كما في "التقريب"، وشيخه ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح" (3/ 153) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال الهيثمي (1/ 119): "وفيه عبيد بن واقد القيسي، ضعّفه أبو حاتم". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 242) عن شيخه أحمد بن محمَّد بن الحجّاج بن رشدين عن أبيه عن أبيه الحجّاج عن جده رِشْدِين بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي أنّ عديَّ بن

حاتم قال: يا رسول الله! إنّ أبي كان يصل القرابة، ويحملُ الكلَّ، ويطعم الطعام. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "هل أدرك الإِسلام؟ " قال: لا. قال: "إنّ أباك كان يحبّ أن يُذكرَ فذُكِر". وإسناده واهٍ: شيخ الطبراني كذَّبه أحمد بن صالح. (اللسان: 1/ 257) وقال ابن عدي: كأنَّ بيت رِشْدِين خُصّوا بالضعف: رِشْدِين ضعيف، وابنه حجَّاج ضعيف، وللحجَّاج ابنٌ يقال له: محمَّد، ضعيف". (اللسان: 5/ 118). وقال الهيثمي (1/ 119): "وفيه رِشْدين بن سعد، وهو متروك الحديث". وأخرجه الطيالسي (1034) وأحمد (4/ 258) وأبو القاسم البغوي في "حديث ابن الجعد" (رقم:579) والطبراني في "الكبير" (17/ 104) وابن حبَّان (68) والبيهقي في "الشعب" (5/ 337) وابن عساكر (4/ ق 33/ أ- ب) من طريق شعبة عن سماك بن حرب، عن مُرِّيِّ بن قَطَري، قال: سمعت عديّ بن حاتم، قال: قلت يا رسول الله! إنَّ أبي كان يصل الرَّحِمَ، ويفعل كذا وكذا -وفي رواية البيهقي: إن أبي كان يُقري الضيفَ، ويحب الضيافة. ويذكر شيئًا من مكارم الأخلاق-. قال: "إنَّ أباك أراد أمرًا فأدركه". يعني: الذِّكْرَ. وتابع شعبة: سفيان الثوري عند ابن عساكر. وإسناده حسن: مُرِّي قال عثمان الدارمي في سؤالاته لابن معين (رقم: 766): سألت يحيى عنه، فقال: "ثقة". أهـ. ولم يطَّلع الذهبي على توثيق ابن معين له، فقال في "الميزان" (4/ 95): "لا يُعرف، تفرَّد عنه سماك". أهـ. كما لم يذكره الحافظ في ترجمة مُرِّي من "التهذيب" (10/ 99) وإنَّما ذكر توثيقَ ابن حبَّان له، ولذا قال في "التقريب": "مقبول"!.

27 - باب: فضل أهل بدر والحديبية

وسِماك فيه ضعفٌ يسيرٌ، وقد قال يعقوب بن سفيان: "من سَمِعَ منه قديمًا مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيحٌ مستقيمٌ". 27 - باب: فضل أهل بدر والحُدَيبية 1522 - حدَّثنا أحمد بن سليمان بن حَذْلَم: نا عبد الله بن الحسين المِصِّيصيّ: نا محمَّد بن كثير عن زائدة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر. عن أم مُبشِّر، قالت: كنتُ في بيت حفصةَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخلُ النارَ -إن شاء الله- أحدٌ شَهِدَ بدرًا والحُدَيبيةَ". قالت: فقالت حفصة: ألستَ تسمعُ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71]؟!. فقال: "أَوَلستِ تسمعين اللهَ يقول: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} [مريم: 72]؟! ". أخرجه هنَّاد في "الزهد" (230) وأحمد (3/ 362) وابن ماجه (4281) وابن أبي عاصم في "السنَّة" (860، 861) و"الآحاد والمثاني" (3316) والطبراني في "الكبير" (25/ 102) من طريقين عن الأعمش به. وإسناده قوي على شرط مسلم، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/ 352): "هذا إسنادٌ صحيح إن كان أبو سفيان سمع من جابر". وقد أخرج مسلم (4/ 1942) نحوه من رواية أبي الزبير عن جابر به، ولفظه: "لا يدخل النار -إن شاء الله- من أصحاب الشجرة أحد" ... الحديث، ولم يذكر أهل بدر. وأخرج أيضًا من حديث جابر أن عبدًا لحاطب جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشكو حاطبًا، فقال: يا رسول الله! ليدخلنَّ حاطبٌ النار. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "كذبت لا يدخلها، فإنَّه شهد بدرًا والحديبية".

28 - باب: فضل المهاجرين والأنصار

28 - باب: فضل المهاجرين والأنصار 1523 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا سعد بن محمَّد البيروتي: نا يعقوب بن حميد بن كاسب: نا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن ابن أبي سعيد الخدري. عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُوضَعُ للمهاجرين يومَ القيامة منابرُ يجلسون عليها، قد أَمِنوا العقابَ". ثمَّ يقول أبو سعيد: لو حَبوتُ بها (¬1) أحدًا حَبوتُ بها قومي. أخرجه البزَّار (كشف- 1753) عن شيخه حمزة بن مالك المدني عن عمّه سفيان بن حمزة به، وسمَّى ابن أبي سعيد: عبد الرحمن. وقال: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلَّا بهذا الإِسناد". وقال الهيثمي (5/ 254 - 255): "رواه البزَّار عن شيخه حمزة بن مالك بن حمزة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". أهـ. قلت: تابعه عند تمَّام يعقوب بن حميد، وهو لا بأس به. وأخرجه ابن حبَّان (1582) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن كثير عن ابن أبي سعيد به، وأخرجه الحاكم (4/ 76 - 77) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمِّه عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال عن كثير عن عبد الرحمن بن أبي سعيد به. ولفظهم: "للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة، قد أمنوا من الفزع". وصحَّحه الحاكم فتعقَّبه الذهبي بقوله: "قلت: أحمدُ واهٍ". أهـ. ¬

_ (¬1) في الأصل -مضببًا- و (ر) و (ش): (لها)، والتصويب من (ظ) ومخرّجي الحديث.

وأحمد هذا ضعّفوه لاختلاطه، لكن لا تعلّق له بهذا الحديث لأنه قد تُوبع عليه كما تقدَّم. والحديث في إسناده ضعف، فكثير ضعَّفه النسائي، وقال أبو حاتم: صالح ليس بالقوي. وقال ابن معين ويعقوب بن سفيان: ليس بذاك. وقال أبو زرعة: صدوق فيه لين. وقال أحمد وابن عدي: لا بأس به. ووثَّقه ابن عمَّار وابن حبَّان. ولا تُعرف له رواية عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، وإنما يروى عن ابنه رُبَيح، لكن هذا لا يمنع من أن يكون قد أدركه، فهو يروي عن سالم بن عبد الله بن عمر المتوفي سنة (106) أي قبل وفاة عبد الرحمن بستّ سنين. 1524 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بن زامل الأذرَعيّ قراءةً عليه: نا أبو محمَّد عبد الله بن جعفر بن أحمد العسكري بالرَّافقة: نا عفّان -يعني: ابن مسلم الصفَّار-: نا سُلَيم -هو: ابن أخضر- نا ابن عَون: نا هشام بن زيد. عن أنس بن مالك، قال: لمَّا كان يوم حُنين جَمَعَت هوازن وغَطَفان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمعًا كثيرًا (¬1)، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في عشرة آلاف أو أكثر من عشرة آلاف. قال: ومعه الطُّلقاءُ، قال: فجاؤوا بالغنائم والذريَّة فجعلوها خلفَ ظهورهم. قال: فلما التقوا ولّى الناسُ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلةٍ بيضاءَ. قال: ونزل فقال: "إنِّي عبد الله ورسوله" (¬2). قال: فنادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نداءين لم يُخلط بهما كلامٌ. قال: فالتفت عن يمينه، فقال: "يا معشرَ الأنصار! ". قالوا: لبَّيك يا رسول الله! أبشر نحن معك. قال: ثمَّ نزل بالأرض فالتقوا، فَهَزموا وأصابوا من الغنائم. فأعطى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الطُّلقاءَ وقَسَمَ فيها، فقالتِ الأنصار: نُدعى عند الشّدّةِ، وتُقسمُ الغنيمةُ لغيرنا!. فبلغ ذلك ¬

_ (¬1) في (ر): (كبيرًا)، ولم تعجم في (ظ) و (ف). (¬2) تكررت (ورسوله) في الأصل مرتين، وهي سبق قلم من الناسخ.

29 - باب: فضل من رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) أو رأى من رآه

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجمعهم وقعد في قُبَّةٍ، فقال: "يا معشرَ الأنصارِ! لو سلك الناسُ واديًا وسلكت الأنصارُ شِعْبًا لأخذتُ شِعْبَ الأنصار". ثمَّ قال: "أَمَا ترضون أن يذهبَ الناسُ بالدُّنيا، وتذهبون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيوتكم؟! ". قالوا: يا رسول الله! رضينا. قال ابن عون: قال هشام بن زيد: قلت لأنس: وأنت شاهدٌ ذلك؟. وأين أغيب (¬1) عن ذلك؟!. أخرجه أحمد (3/ 279 - 280) عن شيخه عفَّان به. وأخرجه البخاري (8/ 53 - 54) ومسلم (2/ 735 - 736) من طريق معاذ بن معاذ عن ابن عون به. 29 - باب: فضل من رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) أو رأى من رآه 1525 - حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثني عبد الله بن عامر اليَحْصِبي. عن واثلة بن الأسقع أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تزالون بخيرٍ ما دام فيكم من رآني وصاحَبَني، ولن تزالوا بخيرٍ ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحَبَني، ولا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رأى من رآني وصاحَبَني". أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (رقم: 799) و"الكبير" 22/ 85 - 86) وعنه: أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (رقم: 37) من طريق إبراهيم بن عبد الله به. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (غبت)، والمثبت من (ظ) و (ر) و (ف).

وإبراهيم قال النسائي: ليس بثقة. ووثَّقه ابن حبَّان. (اللسان: 1/ 70). لكنَّه لم ينفرد به: فقد تابعه زيد بن الحُباب -وهو صدوق- عند ابن أبي شيبة (12/ 78) ومن طريقه الطبراني (22/ 85)، والوليد بن مسلم عند الطبراني (22/ 86) وقد قال: حدَّثنا عبد الله بن العلاء. فانتفت شبهة تدليسه. فصحَّ الحديث بذلك والحمد لله، ولفظ ابن أبي شيبة: "لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني". ولم يذكر الفقرة الأخيرة من رواية تمَّام: "ولا تزالون ... ". وأخرجه ابن عدي (6/ 326) وابن عساكر في "التاريخ" (12/ ق 353/ ب) من طريق عمر بن حفص الدمشقي عن معروف بن عبد الله الخياط عن واثلة مرفوعًا: "طوبى لمن رآني، ورأى من رآني، ورأى من رأى من رآني". ومعروف ضعيف كما في "التقريب". والراوي عنه أورد ابن عساكر الحديث في ترجمته، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 190): "شيخٌ أعتقد أنَّه وضع على معروف الخيَّاط أحاديث". 1526 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن عَرْفَجة بن عثمان بن سعيد القرشي [الكُرَيزي] (¬1): نا [أبو القاسم] (¬2) يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح الوحاظي: نا جُميع بن ثوب الرَّحَبي: نا خالد بن مَعْدان. عن أبي أُمامة الباهلي أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "طُوبى لمن رآني، ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني" (¬3). ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر). (¬2) من (ظ). (¬3) تكرر هذا الحديث بحروفه سندًا ومتنًا في الأصل (الفوائد) مرَّتين سهوًا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (جُميع منكر الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه الحاكم (4/ 86) من طريق يحيى بن صالح به، وقال جُميع أيضًا: حدثنا عبد الله بن بُسْر صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث. وقال الذهبي في "التلخيص": "فيه جُميع بن ثوب، وهو واهٍ". أهـ. وجُميع قال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. وتركه النسائي. (اللسان: 2/ 134). ولحديث عبد الله بن بسر طريقٌ آخر: أخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" -ومن طريقه الضياء في "المختارة" (ج 55/ ق 114/ أ) - عن شيخه داود بن رشيد: ثنا بقيَّة عن محمَّد بن عبد الرحمن عنه مرفوعًا: "طوبى لمن رآنى وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني، طوبى لهم وحُسن مآب". وأخرجه الطبراني في "الكبير" -ومن طريقه الضياء- عن شيخه أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو: ثنا آدم بن أبي إياس: ثنا بقيَّة: ثنا محمَّد بن عبد الرحمن بن عِرْق اليَحْصِبي عنه مرفوعًا: "طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني، طوبى لهم وحُسْنُ مآب". وليس في روايتهما زياده: "ولمن رأى من رأى من رآني". وهذا إسنادٌ جيد، اليَحْصبي قال دُحَيم: ما أعلمه إلَّا ثقة". وذكره ابن حبَّان في "الثقات"، وقال: لا يُعتدُّ بحديثه ما كان من حديث بقية ويحيى بن سعيد العطَّار ودونه، بل يُعتبر بحديثه من رواية الثقات عنه. وقال في "التقريب": "صدوق" (¬1). ¬

_ (¬1) وقد عزيت ترجمته عن الشيخ الألباني في "الصحيحة" (3/ 253)، وهو من رجال "التهذيب" (9/ 300).

1527 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان إملاءً وقراءةً: نا أبو جعفر محمَّد بن مسلمة الواسطي بواسط: نا موسى الطويل: نا مولاي أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طوبى لمن رآني، وطوبي لمن رأى من رآني، وطوبى لمن رأى من رأى من رآني". أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 236) والخطيب في "التاريخ" (3/ 306) والذهبي في "النبلاء" (21/ 142) من طريق محمَّد بن مسلمة به. وأخرجه ابن عدي (6/ 351) من طريق إسحاق بن شاهين عن موسى به. قال ابن عدي: "وهذا الحديث يرويه عن أنس كلّ طبل وكل مجهول وكل ضعيف! موسى هذا رواه عن أنس وهو مجهول، ورواه إبراهيم بن هُدبة عن أنس وهو أضعف منه، ورواه دينار عن أنس، وكلّهم ضعفاء". وموسى الطويل قال ابن حبَّان: روى عن أنس أشياء موضوعة. وقال أبو نعيم: لا شيء. (اللسان: 6/ 122). وتابعه على هذه الرواية من هو شرٌّ منه: 1 - إبراهيم بن هُدْبة عند ابن عدي (1/ 209) وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 171) والخطيب (6/ 200). وإبراهيم كذَّبه علي بن ثابت وابن معين وأبو حاتم، وترك غيرهم. (اللسان: 1/ 119). 2 - دينار بن عبد الله مولى أنس عند الطبراني في "الصغير" (2/ 34) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 202/ ب) وابن عدي (3/ 110)، ودينار قال ابن حبَّان والحاكم: روى عن أنس أحاديث موضوعة. وقال الذهبي: تالفٌ متهم. (اللسان: 2/ 434). 3 - يَغْنَمُ بن سالم عند المُخلِّص -ومن طريقه الذهبي في "النبلاء"

(20/ 432) و"الميزان" (4/ 459) - والخطيب في "الموضح" (2/ 476)، وقال الذهبيُّ: "لكنَّه واهٍ لضعف يغنَم، فإنَّه مجمعٌ على تركه". أهـ. وقال ابن حبَّان: كان يضع على أنس. وكذَّبه ابن يونس. (اللسان: 6/ 315). وأخرجه الخطيب (13/ 127) من طريق المظفَّر بن عاصم عن حميد الطويل عن أنس مرفوعًا. والمظفَّر قال ابن الجوزي: زعم أنَّه أدرك بعض الصحابة فكذب!. (اللسان: 6/ 53). وأخرجه الخطيب في "التلخيص" (1/ 161) من طريق الحسين بن عبيد الله التميمي عن حُبَيب بن النعمان عن أنس مرفوعًا. وسنده ضعيف: قال الخطيب: "حُبَيب أعرابيٌّ ليس بالمعروف، والحسين أيضًا في عداد المجهولين". أهـ. والحسين جهله العقيلي أيضًا. (اللسان: 2/ 296). وقد رُويت هذه الزيادة: "ولمن رأى من رأى من رآني" من حديث علي، وأبي سعيد، وسهل بن سعد، وعقبة الجهني: أمَّا حديث علي: فأخرجه الخطيب (13/ 49) من رواية أبي الدُّنيا عثمان بن خطَّاب الأشجّ عنه. وأبو الدنيا هذا قال الذهبي في "الميزان" (3/ 33): "حدَّث بقلَّة حياء بعد الثلاثمائة عن عليٍّ، فافتضح بذلك وكذَّبه النقَّاد". وأمَّا حديثُ أبي سعيد: فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1000) والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 335) من طريق إبراهيم بن يزيد الكوفي عن أبي نُصير [تحرَّف عند عبد إلى: نضرة] عنه. وإبراهيم قال ابن المديني: مجهول. (اللسان: 1/ 26). وأبو نُصير قال ابن ماكولا في "الإِكمال" (1/ 323): "مجهول".

وأمَّا حديث سهل: فأخرجه البخاري في "التاريخ" (6/ 109) والطبراني في "الكبير" (6/ 204 - 205) -وعنه: أبو نعيم في "المعرفة" (39) - والدولابي في "الكنى" (2/ 167) من طريق هُشيم عن أبي يحيى المدني عن عبد الجبار بن أبي حازم عن أبيه عنه مرفوعًا: "غفر الله لمن رآني، ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني". لفظ البخاري. وإسناده ضعيف: هُشيم مدلَّس وقد عنعنه، وعبد الجبار بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (6/ 32)، وذكره ابن حبَّان في "ثقاته" (7/ 135) وذكر له هذا الحديث، ثم قال: "وأحسب أنَّ أبا يحيى المدني هذا هو فُليح بن سليمان". أهـ. وفليح صدوق كثير الخطأ كما في "التقريب". وأما حديث عقبة: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 357) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 202/ ب) وابن السكن والحاكم في "تاريخ نيسابور" -كما في "الإِصابة" (2/ 492 - 493) - من طريق نافع بن صيفي -وقيل: صيفي بن نافع- وكان بلغ مائة واثنتي عشرة سنة عن عبد الرحمن بن عقبة الجهني عن أبيه مرفوعًا: "لا يدخل النارَ مسلم رآني، ولا رأى من رآني، ولا رأى من رأى من رآني" ثلاثًا. وإسناده ضعيف أيضًا: قال الهيثمي (10/ 21): "وفيه من لم أعرفهم". يعني: عبد الرحمن والراوي عنه. والخلاصة أن هذه الزيادة غير ثابتة بخلاف سائر الحديث كما تقدَّم بيانه، والله أعلم.

30 - باب: في فضل الصحابة والقرون الثلاثة

30 - باب: في فضل الصحابة والقرون الثلاثة 1528 - حدثنا خيثمة بن سليمان إملاءً: نا محمَّد بن عيسى بن حيَّان المدائني بالمدائن: نا محمَّد بن الفضل بن عطيَّة عن عبد الله بن مسلم عن ابن بُريدة. عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من مات من أصحابي بأرضٍ كان نورَهم وقائدَهم يومَ القيامة". عبد الله بن مسلم هذا أبو طَيْبةَ المَرْوَزيّ، حدَّث بهذا الحديثِ عنه جماعةٌ. عزاه إلى "فوائد تمَّام": السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 712). وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (1/ 127 - 128) من طريق محمَّد بن عيسى به. وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (رقم: 42) من طريق محمَّد بن الفضل به. وإسناده تالف: محمَّد بن الفضل قال في "التقريب": كذَّبوه. وأخرجه الترمذي (3865) من طريق عثمان بن ناجية عن عبد الله بنِ مسلم به بلفظ: "ما من أحدٍ من أصحابي يموت بأرضٍ إلَّا بُعِثَ قائدًا ونورًا لهم يوم القيامة". وقال: "غريبٌ". وإسناده ضعيف: عثمان قال السليماني: فيه نظرٌ. (الميزان: 3/ 58). وقال في "التقريب": "مستور". وشيخه قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتجُّ به. وذكره ابن حبَّان في "الثقات"، وقال: "يخطئ ويخالف". وأخرجه أبو نعيم (43) من طريق يحيى بن حُريث عن يحيى بن عبَّاد

عن عبيد الله بن عبد الله العتكي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعًا: "من مات من أصحابي بأرض فهو شفيع لأهل تلك الأرض". وإسناده ضعيف: ابن عبَّاد هو الضبعي ليِّن الحديث. والراوي عنه لم أعثر على ترجمته. وقال السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 835): "فيه يحيى بن عبَّاد، وهو ضعيف". 1529 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب: نا سعد بن محمَّد البيروتي: نا سهيل بن عبد الرحمن: نا شيبان بن عبد الرحمن عن عاصم عن خيثمة والشعبي. عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ الناسِ: قرني، ثمَّ الذين يلونهمِ، ثمَّ الذين يلونهم. ثمَّ يأتي قومٌ تسبق أيمانُهم شهادتَهم، وشهادتهم أيمانَهم". أخرجه أحمد (4/ 267) والبزَّار (كشف- 2767) وأبو نُعيم في "الحلية" (2/ 78 و 4/ 125) من طريقين آخرين عن شيبان به. وقال البزَّار: "لا نعلم أحدًا جَمع بين الشعبي وخيثمة إلَّا شيبان". وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 177) والبزَّار والطبراني في "الأوسط" (رقم: 1144) من طرقٍ أخرى عن عاصم عن خيثمة به. وإسناده حسنٌ: عاصم هو ابن بهدلة فيه كلامٌ يسير لا يُنزل حديثه عن مرتبة الحسن. وقال الهيثمي (10/ 19): "وفي طرقهم عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث، وبقيَّة رجال أحمد رجال الصحيح". والحديث أخرجه البخاري (7/ 3) ومسلم (4/ 1962 - 1965) من حديث ابن مسعود، وعمران بن حصين بنحوه، وانفرد مسلم بإخراجه من حديث أبي هريرة وعائشة.

1530 - أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دُحَيم: نا عمِّي: أبو إسحاق إبراهيم (¬1) بن عبد الرحمن: نا هشام بن عمَّار (ح). وأخبرنا أبو زُرعة محمَّد وأبو بكر أحمد ابنا عبد الله بن أبي دُجانة [النَّصْري] (¬2)، قالا: نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن دُحَيم: نا هشام بن عمَّار (ح). وحدَّثني أبو الطيّب أحمد بن محمَّد بن أبي زُرعة: نا إبراهيم بن دُحَيم: نا هشام بن عمَّار: نا صدقة بن خالد: نا عمرو بن شَراحيل عن بلال بن سعد. عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله! أيُّ أمَّتِك خيرٌ؟. قال: "أنا وأقراني". قلنا: ثمَّ ماذا يا رسول الله؟. قال: "ثمَّ القرن الثاني". قلنا: ثمَّ ماذا يا رسول الله؟. قال: "ثمَّ القرن الثالث". قلنا: ثمَّ ماذا يا رسول الله؟. قال: "ثمَّ يكون قومٌ يحلِفون ولا يُستحلفون، ويشهدون ولا يُستشهَدون، ويُؤتمنون ولا يؤدّون". أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (رقم: 2456) عن شيخه هشام بن عمَّار به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 54) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 233) وابن عساكر في "التاريخ" (7/ ق 54/ أ) من طرقٍ عن هشام به. وتابعه: أبو مُسهِر عبد الأعلي بن مُسهِر عند الطبراني والقاضي عبد الجبَّار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص 93 - 94) وأبي نعيم وابن عساكر (13/ ق 237/ أ)، وقال أبو نعيم: "رواه مُعلَّى بن منصور عن صدقةَ مثلَه. وإسناده صحيح: عمرو بن شَراحيل ترجم له ابن عساكر في "تاريخه" ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (إسحاق بن إبراهيم ...)، والتصويب من (ظ) و (ر). (¬2) من (ظ) و (ر).

31 - باب: النهي عن سب الصحابة

(13/ ق 237/ أ- ب)، ونقل توثيقه عن أبي زرعة الدمشقي والطبراني. وقال الهيثمي: (10/ 19): "ورجاله ثقات". وسعد هو ابن تميم السَّكُوني، صحابيٌّ سكن دمشق. 31 - باب: النهي عن سبّ الصحابة 1531 - حدَّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو سعيد أحمد بن خالد الوَهْبي: نا إسرائيل عن الأعمش عن أبي صالح. عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبّوا أصحابي! فلو أنَّ أحدَكم أنفق مثلَ أُحُدٍ ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَه". عزاه إلى "فوائد تمَّام": الحافظ في "الفتح" (7/ 36). أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/ 661 - 662) وأبو الفتح الحدَّاد في الجزء الثاني من "فوائده" -برواية السِّلفيّ عنه كما في جزء "لا تسبوا أصحابي" للحافظ (ص 59) - من طريق إسرائيل به. والحديث أخرجه البخاري (7/ 21) ومسلم (4/ 1967 - 1968) من طرقٍ عن الأعمش به. 1532 - حدَّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان إملاءً من لفظه: نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله القصَّار الكوفي بالكوفة: نا وكيع بن الجرَّاح عن الأعمش عن أبي صالح. عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبّوا أصحابي! فوالذي نفسي بيده لو أنَّ أحدَكم أنفقَ مثلَ أُحُدٍ ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَه".

هو في "نسخة وكيع عن الأعمش" (رقم: 24) برواية إبراهيم بن عبد الله القصَّار عنه. وأخرجه مسلم (4/ 1968) من طريق وكيع به. 1533 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرَعيُّ: نا أبو جعفر محمَّد بن الخَضِر البزّاز بالرّقَّة: نا مَعْمَر بن مَخْلَد: نا داود بن الزِّبْرِقان عن محمَّد بن جُحادة عن أبي صالح. عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبّوا أصحابي! فلو أنَّ أحدَكم أنفق مثلَ أُحُدٍ ذهبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَه". أخرجه أبو يعلى (2/ 342) والطبراني في "الصغير" (2/ 79) والدراقطني في "الأفراد" والمُخلِّص في "حديثه" -كما في جزء "لا تسبوا أصحابي" للحافظ (ص 69، 72) - من طريق داود به. قال الطبراني: لم يروه عن ابن جُحادة عن أبي صالح إلَّا داود، ورواه الحسن بن أبي جعفر عن ابن جُحادة عن عطية عن أبي سعيد. وقال الدارقطني: تفرَّد به داود عنه. وداود "متروك وكذَّبه الأزدي". كذا في "التقريب"! وصوابه: وكذَّبه الجوزجاني. كذا في ترجمته من التهذيب". (3/ 185) أما الأزديّ فقال: متروك. أما رواية الحسن بن أبي جعفر التي أشار إليها الطبراني: فعند خيثمة بن سليمان في "فضائل الصحابة" كما في الجزء المذكور (ص70). والحسن ضعيف الحديث كما في "التقريب". 1534 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان: نا عبد الله بن الحسين (¬1) المِصّيصي: نا محمَّد بن كثير عن زائدة عن عاصم عن أبي صالح. ¬

_ (¬1) في الأصل (الحسن)، والتصويب من (ظ) و (ر).

32 - باب: فضل قريش

عن أبي هريرة، قال: كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد بعضُ ما يكون بين الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعوا لي أصحابي -أو: أُصيحابي-، إنَّ أحدَكم لو أنفق مثلَ أُحُدٍ ذهبًا لم يبلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَه". أخرجه النسائي في "الفضائل" (رقم: 204) والبزَّار (كشف-2768) واللالكائي في "شرح أصول السنَّة" (2345) وابن عساكر (10/ ق 63/ أ) من طريق الحسين بن علي الجعفي عن زائدة به. وعاصم هو ابن بهدلة، وفي حفظه كلام، وقد خالفه الأعمش -وهو من أثبت الناس في أبي صالح- فرواه عنه عن أبي سعيد، فهو المحفوظ. قال الحافظ في جزئه المذكور (ص 77): "والأعمش أحفظ من عاصم فروايته مقدَّمة". والحديث أخرجه مسلم (4/ 1967) من رواية أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. واتفق الحفاظ على توهيم هذه الرواية, وأن الصواب أن الحديث من مسند أبي سعيد. وتجدُ تفصيل ذلك في جزء الحافظ المذكور، والذي لخصه في "الفتح" (7/ 35 - 36). 32 - باب: فضل قريش 1535 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد وجعفر بن محمَّد العَدَبَّسيّ، في آخرين، قالوا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا سليمان بن داود (¬1) بن علي الهاشمي: نا إبراهيم بن سعد: نا ¬

_ (¬1) في الأصل: (بن داود بن داود) مكرَّرًا! وكتب ناسخ (ظ) -وهو الحافظ عبد الغني المقدسي- بالهامش: (في الأصل: داود بن داود. وهو غلطٌ، والصواب ما علَّقته).

صالح بن كيسان عن الزهري عن محمَّد بن أبي سفيان عن يوسف بن الحكم عن محمد بن سعد. عن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يُرِدْ هوانَ قريش أهانه اللهُ". 1536 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي: نا يعقوب بن حُميد بن كاسب: نا إبراهيم بن سعد: نا صالح بن كَيسان عن الزُّهريَ، قال: حدَّثني محمَّد ابن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي عن يوسف بن الحكم -هو: أبو الحجَّاج بن يوسف- عن محمَّد بن سعد. عن سعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله. لم يُجوِّده إلَّا سليمان بن داود الهاشمي ويعقوب بن حُمَيد. هما في "مسند المقلّين من الأمراء والسلاطين" لتمَّام (ص 63 - 64). وأخرجه ابن النجَّار في "ذيل تاريخ بغداد" (3/ 82) من طريق تمَّام الأول. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 103) والترمذي (3905) -واستغربه- وأبو يعلى (2/ 113) -ومن طريقه: ابن عساكر (15/ ق 193/ أ- ب) - والهيثم بن كليب في "مسنده" (رقم: 123) والحاكم (4/ 74) وأبو نعيم في "المعرفة" (رقم: 542) والبغوي في "شرح السنّة" (14/ 61) والمزي في "التهذيب" (3/ 1204) من طريق سليمان بن داود به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنّة" (رقم: 1503) عن يعقوب بن حُميد به. هكذا روياه عن إبراهيم بن سعد، وخولفا فيه:

فقد أخرجه أحمد (1/ 171، 183) -ومن طريقه ابن عساكر (15/ ق 193/ أ) - عن يعقوب وسعد ابني إبراهيم، وعن أبي كامل الجَحْدري وأخرجه الهيثم بن كليب (124) عن يعقوب، وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 171) وابن أبي عاصم (1504) والهيثم (125) والحاكم (4/ 74) عن يزيد بن الهاد، كلّهم إبراهيم بن سعد به، لكن قالوا: عن يوسف عن سعد، فلم يذكروا: (محمَّد بن سعد). وذكر الدارقطني هذا الاختلاف في "العلل" (4/ 360)، ثم قال: "والقولان عنه [يعني: إبراهيم] محفوظان". وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 365 - 366) -: "يُخالَف في هذا الإِسناد، واضطُرِب في هذا الحديث". ومحمد بن أبي سفيان لم يوثّقه غير ابن حبّان، وشيخه وثّقه العجلي وابن حبّان، وقال كعب بن علقمة: كان فاضلًا من خيار الناس. وقال الحافظ عن كليهما: مقبول. أي عند المتابعة. وأخرجه عبد الرزاق (11/ 58) ومن طريقه: الضياء في "المختارة" (3/ 225) عن معمر عن الزهري عن عمر بن سعد عن أبيه مرفوعًا: "من يُهن قريشًا يهنه الله". وأخرجه أحمد (1/ 176) -ومن طريقه: الضياء (3/ 224) - عن عبد الرزاق، لكن قال: (عن عمر بن سعد أو غيره) على الشك. وعمر بن سعد وثّقه العجلي، وقال ابن معين: كيف يكون من قتل الحسين ثقةً؟ وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 198): "هو في نفسه غير متّهم، لكنّه باشر قتال الحسين، وفعل الأفاعيل". أهـ. وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق، ولكن مَقَتَه الناس لكونه كان أميرًا على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي".

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 334) من طريق الحسن بن داود المنكدري عن عبد الرزاق به، لكن قال: (عن عامر بن سعد). وإسناده صالح: الحسن قال النسائي وابن عدي: لا بأس به. ووثّقه ابن حبّان، وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي. لكن قال الدارقطني: "وَهِمَ فيه معمر، والصحيح حديث صالح بن كيسان". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 108) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن ابن المُجبَّر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه. وابن مجبر تركه أبو داود والنسائي، وقال ابن معين: ليس بشيءٍ. وضعّفه غيرهم. (اللسان: 5/ 245). وقال الدارقطني (4/ 362) عن هذه الرواية: "وهو وهمٌ، والصحيح: حديث الزهري عن محمَّد بن أبي سفيان". وجاء الحديث أيضًا من رواية عثمان، وعمرو بن العاص، وابن عبّاس، وأنس: وأمّا حديث عثمان: فأخرجه أحمد (1/ 64) وابن أبي عاصم (1505) والبزار (كشف- 2781) والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 124) وابن حبّان (2288) والحاكم (4/ 74) وابن عساكر (13/ ق 291/ ب) والضياء في "المختارة" (1/ 511 - 513) من طريق محمَّد بن حفص بن عمر التيمي عن عبيد الله بن عمر بن موسى عن ربيعة من أبي عبد الرحمن عن ابن المسيب عن عمرو بن عثمان عن أبيه مرفوعًا: "من أهان قريشًا أهانه الله". عبيد الله قال العقيلي: لا يُتابع على حديثه. وقال الذهبي: فيه لين.

والراوي عنه قال الحسيني: فيه نظر. وقد وثّقهما ابن حبّان. (اللسان: 4/ 109، التعجيل ص 363). وقال الهيثمي (10/ 27): "ورجالهم ثقات". وأمّا حديث عمرو بن العاص: فأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ ق 399/ أ) من طريق إسحاق بن سعيد بن الأركون عن سلمة بن العيّار عن عبد الله بن لهيعة عن مِشْرَح بن هاعان عنه مرفوعًا. وإسناده واهٍ: ابن الأركون قال أبو حاتم: ليس بثقةٍ. وقال الدارقطني: منكر الحديث. (اللسان: 1/ 363). وابن لهيعة ضعيف لاختلاطه، ومِشْرَح يبعد -والعلم عند الله- سماعه من عمرو. وعلاوةً على ذلك ففي الإِسناد إلى (إسحاق بن سعيد): أبو عبد الرحمن محمَّد بن الحسين السلمي صاحب "صاحب الصوفية"، وقد اتُّهِم. وأمّا حديث ابن عباس: فأخرجه تَمَّام في "مسند المقلّين" (ص 67) -ومن طريقه: ابن عساكر (10/ ق 94/ أ) - وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 109) والذهبي في "النبلاء" (6/ 73) من طريق أبي مسلم الخراساني صاحب الدولة -واسمه: عبد الرحمن بن مسلم- عن محمَّد بن علي بن عبد الله بن عبّاس عن أبيه عن جدِّه مرفوعًا. وأبو مسلم هذا قال الذهبي في "الميزان" (5/ 590): "ليس بأهلٍ أن يًحملَ عنه شيءٌ، هو شرٌّ من الحجّاج وأسفكُ للدماء". وأما حديث أنس: فأخرجه ابن أبي عاصم (1506) والبزّار (كشف- 2782) والطبراني

في "الكبير" (1/ 233) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 200/ أ) وابن عدي (6/ 214) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 109/ ب) من طريق أبي هلال الراسبي عن قتادة عنه مرفوعًا. قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلَّا أبو هلال. أهـ. واسمه: محمَّد بن سُليم، وهو ليّن الحديث. وقال الهيثمي (10/ 27): "وفيه محمَّد بن سليم أبو هلال، وقد وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقيّة رجالهما رجال الصحيح". أهـ. فالحديث بهذه الطرق حسنٌ على أقل أحواله، والله أعلم. 1537 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن قيل البالسي: نا أبو مسلمة إسحاق بن سعيد القرشي: نا خُلَيد بن دَعْلَج. (ح) وحدّثنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي من لفظه: نا الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني: نا إسحاق بن سعيد الأرْكون: نا خُليد بن دَعْلَج عن عطاء بن أبي رباح. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمانُ الأرض من الغرق: القوسُ، وأمانُ الاختلافِ: الموالاةُ لقريشٍ. قريشٌ أهلُ الله، قريشٌ أهلُ الله، فإذا خالفتها قبيلةٌ من العرب صاروا حزبَ إَبليسَ". 1538 - وأخبرني أبو علي [محمد بن هارون] (¬1) الأنصاري: أنا أبو عبد الملك القرشي: نا أبو مسلمة إسحاق بن سعيد الأرْكون مثلَه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: " (خُليد بن دَعْلَج ضعيفٌ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ ق 379/ ب) من طريق تَمَّام. ¬

_ (¬1) من (ظ).

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (747) و"الكبير" (11/ 196 - 197) -وعنه: أبو نعيم في "الحلية" (9/ 65) - والحاكم (4/ 75) من طريق ابن الأركون به. وصحّحه الحاكم، فتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: واهٍ، وفي إسناده ضعيفان". أهـ. يعني: خليدًا والراويَ عنه. فالأول ضعيف كما في "التقريب"، والثاني قال أبو حاتم: ليس بثقةٍ. وقال الدارقطني: منكر الحديث. (اللسان: 1/ 363). وقد تُوبع ابن أركون: تابعه محمَّد بن سليمان الحرّاني عند ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 143)، وهو صدوق كما في "التقريب"، لكنّ الراوي عنه: وهب بن حفص أحدُ الكذّابين. وقد أخرجه الحاكم (3/ 149) من طريق ابن أركون به، لكن بلفظ: "النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها ... " الحديث. وصحّحه أيضًا، وتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: بل موضوع! ابن أركون ضعّفوه، وكذا خُليد ضعّفه أحمد وغيره". 1539 - أخبرنا محمَّد بن محمَّد بن عبد الحميد بن خالد الفَزَاري: أنا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك: نا أبو مسلمة (¬1) إسحاق بن سعيد ابن الأرْكون عن أبي مُسلم -يعني: سلمة بن العيّار- عن عبد الله بن لَهيعة عن مِشْرَح بن هاعان. عن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قريشٌ ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش) و (ر): (سلمة)، والتصويب من (ظ) وترجمته عند ابن عساكر (2/ ق 380/ أ).

33 - باب: ما جاء في قبائل العرب

خالصةُ الله -عَزَّ وجَلَّ-، فمن نَصَبَ لها حربًا (¬1) -أو: [من] (¬2) حاربها- سُلِب، ومن أرادها بسوءٍ خَزِيَ في الدُّنيا والآخرة". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (7/ ق 252/ ب) من طريق تَمَّام. وأخرجه أيضًا (2/ ق 398/ ب-399/ أ) من طريقٍ آخر عن أحمد بن أنس به. وإسناده واهٍ، وقد تقدم الكلام عليه قريبًا في تخريج الحديث رقم (1536) في حديث عمرو بن العاص بما يغني عن إعادته هنا. 33 - باب: ما جاء في قبائل العرب 1540 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حَيْدرة من لفظه: نا أبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق البُزُوري ببغداد: نا شَبَابة بن سوّار: نا شعبة عن محمَّد بن زياد. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أسلمُ سالمها اللهُ، وغِفارُ غفر الله لها". وأكثرُ ظنّي أنّه قال: "وعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ ورسولَه". أخرجه مسلم (4/ 1952 - 1953) من طريق شعبة به، وأخرجه البخاري (6/ 542) من رواية ابن سيرين عن أبي هريرة، وليس عندها زيادةً: "وعُصَيّة ... ". وهي عند مسلم (1/ 466 - 467) من رواية ابن المسيب وأبي سلمة عنه. ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (حرب)، والتصويب من (ظ) و (ر) وابن عساكر. ويمكن توجيه ما في الأصل ببنائه على ما لم يُسمّ فاعله، فيكون: (حُرِب) أي: سُلِب ماله كما في "القاموس". (¬2) من (ظ).

وقد أخرجه بتمامه: البخاري (6/ 542) ومسلم (4/ 1953) من حديث ابن عمر، وأخرجه مسلم من حديث خفاف الغفاري. وأخرجه دون الزيادة (4/ 1952 - 1953) من حديث أبي ذر وجابر. 1541 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السَّفر قراءةً عليه (ح). وأخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلَم وعبد الرحمن بن عبد الله بن راشد، قالوا: نا بكّار بن قُتيبة: نا أبو المُطَرِّف بن أبي الوزير: نا موسى ابن عبد الملك بن عُمير عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرةَ. عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيتُم إن كانت جُهَينةُ ومُزَيْنَةُ وأسلمُ وغفارُ عند الله خيرًا من أسد وغَطَفان وبني عامر بن صَعْصَعة، هل خابوا وخسِروا؟ " قالوا: نعم. قال: "فإنّ جُهينةً ومُزَيْنَةَ وأسلمَ وغفارَ خيرٌ من أسدٍ وغَطَفانَ وبني عامر بن صَعْصَعة". يمدُّ بها صوتَه. موسى بن عبد الملك ضعّفه أبو حاتم وذكره البخاري في "الضعفاء"، ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 6/ 124 - 125) لكنه لم ينفرد به: فقد أخرجه البخاري (6/ 542) ومسلم (4/ 1956) من طريق الثوري عن عبد الملك بن عمير به. وأخرجا نحوه من حديث أبي هريرة. 1542 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلَم القاضي: نا أبو القاسم يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا أبو الحارث العبّاس بن عبد الرحمن بن الوليد بن نَجيج القرشي: نا بكر بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله: نا سليمان بن أبي كريمة عن حيّان مولى أم الدرداء عن أم الدرداء، قالت: سمعت أبا الدرداء وهو يقول: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فإذا جماعةٌ من العرب يتفاخرون، فأذِن لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخلتُ، فقال لي: "يا

أبا الدرداء! إذا فاخرتَ ففاخرْ بقريش، وإذا كاثرت فكاثر بتميم، وإذا حاربت فحارب بقيس. أَلَا إنّ وجوهَها كِنانةُ، ولسانَها أسدُ. يا أبا الدّرداء! إنّ لله -عَزَّ وجَلَّ- فرسانًا في سمائه يقاتِل بهم أعداءه وهم الملائكة، وفرسانًا في الأرض (¬1) -وهم قيس- يُقاتل بهم أعداءه. يا أبا الدرداء! إنَّ آخرَ من يُقاتل عن الدّين حين لا يبقى إلَّا ذكرُه، ومن القرآن إلَّا رسمُه: رجلٌ من قيس". قلتُ: يا رسول الله! ممّن هو من قيس؟ قال: "من سُلَيم". 1543 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، وغيره، قالوا: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي: نا أبو الحارث العباس بن عبد الرحمن بن نَجيح: نا بكر بن عبد العزيز عن سليمان بن أبي كريمة عن حيّان مولى أمّ الدرداء. عن أمّ الدرداء، قالت: خَرَجَ أبو الدرداء يريدُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فوجد جماعةً من العرب يتفاخرون. فاستأذنتُ فأذن لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي: "يا أبا الدرداء! ما هذا اللّجَبُ (¬2) الذي أسمع؟ ". قال: قلت: يا رسول الله! هذه العربُ تتفاخر فيما بينها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا الدرداء! إذا فاخرتَ ففاخر بقريش، وإذا كاثرت فكاثر بتميم، وإذا حاربت فحارب بقيس. أَلَا إنّ وجوهَها كنانةُ، ولسانَها أسدُ، وفرسانَها قيس. إنّ لله -عَزَّ وجَلَّ- يا أبا الدرداء فرسانًا في سمائه يُقاتل بهم أعداءه وهم الملائكةُ، وفرسانًا في الأرض يقاتل بهم أعداءه وهم قيس. يا أبا الدرداء! إن آخرَ من يقاتل عن الإِسلام حين لا يبقى إلَّا ذكره، ومن القرآن إلَّا رسمُه لَرجلٌ من قيس". قال: قلت: يا رسول الله! من أيِّ قيس؟ قال: "من سُلَيم". ¬

_ (¬1) في (ف): (أرضه). (¬2) اللجَبُ: الجلبة والصياح. (قاموس).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (سليمان بن أبي كريمة شاميٌّ، قال ابن عدي: عامّةُ أحاديثه مناكير). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . عزاه إلى "فوائد تَمَّام": السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 943). وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (3/ ق 210/ ب-211/ أ) من طريق تَمَّام الثاني، وأخرجه أيضًا (5/ ق 198/ أ) من طريق آخر عن أبي عبد الملك القرشي به. وأخرجه البزّار (كشف- 2819) من طريق آخر عن العبّاس بن عبد الرحمن به، وقال: "لا نعلمه يروى مرفوعًا بهذا اللفظ إلَّا بهذا الوجه، والعبّاس ليس به بأس، وبكرٌ ليس بالمعروف بالنقل وإن كان معروفًا بالنسب، وكذلك سليمان بن أبي كريمة. ولم نحفظه إلَّا من هذا الوجه، فأخرجناه وبينّا علّته". وإسناده ضعيف: سليمان ضعّفه أبو حاتم، وقال العقيلي: يُحدّث بمناكير. (اللسان: 3/ 102) وبكر مرّ كلام البزّار عليه، وحيّان مثله: قال الذهبي في "الميزان" (1/ 623): "لا يُدرى من هو! "، وقد أورد ابن عساكر الحديث في ترجمتيهما, ولم يحكِ فيهما جرحًا ولا تعديلًا. وقال الهيثمي (10/ 43): "وفيه سليمان بن أبي كريمة، وهو ضعيف". أهـ. وأعلّه السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 943 - 944) به. 1544 - أخبرنا أبو عبد الرحمن ضحّاك بن يزيد السَّكْسَكي ببيت لَهْيا -من ولد يزيد بن أبي كبشة-: نا أبو هاشم وُرَيْزَة بن محمَّد الغسّاني: نا عبد الله بن سليمان العَبْدي: نا محمَّد بن طحلاء، قال: حدّثني عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: حدّثني أبي عن أبيه.

عن جدّه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُضرُ صخرةُ الله التي لا تُفَلُّ". إسناده مظلمٌ: شيخ تمّام وشيخه ذكرهما ابن عساكر في "تاريخه" (8/ ق 231/أو 17/ ق 386/ ب) ولم يحكِ فيهما جرحًا ولا تعديلًا. وعبد الله بن سليمان قال ابن عدي: ليس بذاك المعروف. (اللسان: 3/ 293). وعتبة بن عبد الله قال أبو حاتم -كما في "الجرح" لابنه (6/ 372) -: "هو مجهول". أهـ. وابنه وحفيده لم أرَ من ذكرهما. أما محمَّد بن طحلاء فقد قال أبو حاتم -كما في "الجرح" (7/ 293) -: "هو مدينيٌّ ليس به بأس". والحديث لم أرَ من خرّجه غير تمّام، وما ذكره السيوطي في "الجامع الكبير". وأخرج الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (رقم: 116) من طريق عمرو بن الحصين عن ابن عُلاثة عن غالب بن عبد الله الجَزَري عن مجاهد عن ابن عبّاس مرفوعًا: "إنّ تميمًا صخرةٌ صمّاء لا تُفلّ". في حديث طويل. وسنده واهٍ: عمرو متروك كما في "التقريب" وغالب تركه النسائي والعجلي والدارقطني، وقال ابن معين: ليس بثقةٍ (اللسان: 4/ 414). 1545 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد، وأبو بكر محمَّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صاع البزّاز في آخرين، قالوا: نا مُساور بن شهاب بن مسرور قال: حدّثني أبي: شهاب عن أبيه مسرور بن مُساور عن جدّه سعد بن أبي الغادية. عن أبيه، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في جماعةٍ من أصحابه جالسًا (¬1)، إذ مرّت به جنازةٌ، فقال: "ممّن الجنازةُ؟ ". فقالوا: من مُزَيْنَة. فما جلس مليًّا ¬

_ (¬1) في الأصول (جالس)، والتصويب من (ظ).

34 - باب: حب العرب

حتى مرّت به الثانية، فقال: "ممّن الثانية؟ " فقالوا: من مُزَيْنَة. فما جلس مليًّا حتى مرّت به الثالثة. فقال: "ممّن الجنازة؟ " فقالوا: من مُزَيْنَة. فقال: "سيري مُزَيْنَةُ، ما هاجرت فتيانٌ قطُّ كَرُموا على الله [-عَزَّ وجَلَّ-] (¬1) إلَّا كان أسرعهم فناء. سيري مُزَيْنَةُ، لا يُدرك مسيحَ الدجّالِ (¬2) منك أحدٌ". عزاه إلى "فوائد تَمَّام": السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 551). وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (8/ ق 70/ أ) من طريق تَمّام، وقال: "غريبٌ جدًّا لم أكتبه إلَّا من هذا الوجه". وإسناده مظلمٌ: مساور وأبوه وجدّه مجاهيل، ذكرهم ابن عساكر في "تاريخه" (8/ ق70/ أو 16/ ق 206، ق 207/ ب) ولم يحك فيهم جرحًا ولا تعديلًا. 34 - باب: حُبِّ العرب 1546 - حدّثني أبو الخير زهير بن محمَّد بن يعقوب المَوْصِلي: نا أبو عبد الله الحسين (¬3) بن عمر بن أبي الأحوص الكوفي: نا العلاء بن عمرو الحنفي: نا يحيى بن بُريد الأشعري عن ابن جَرَيج عن عطاء. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحِبّوا العربَ لثلاثٍ: لأنّي عربيٌّ، والقرآن عربيٌّ، وكلام أهل الجنّة عربيٌّ". عزاه إلى "فوائد تَمَّام": السخاوي في "المقاصد" (ص 22). وأخرجه ابن عساكر (6/ ق 203/ ب) من طريق تَمَّام. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و (ف). (¬2) من باب إضافة الموصوف إلى صفته كقولهم (مسجد الجامع). (¬3) في الأصل و (ش): (الحسن)، والتصويب من (ظ) و (ر) وابن عساكر.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 348) ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 41) -والطبراني في "الكبير" (11/ 185) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 203/ ب) والحاكم في "المستدرك" (4/ 87) و"معرفة علوم الحديث" (ص 161 - 162) وعنه البيهقي في "الشعب" (2/ 159، 203) من طريق العلاء به. وإسناده واهٍ: العلاء ضعّفه النسائي، وقال صالح جَزَرة: لا بأس به. واضطرب فيه قول ابن حبّان. (اللسان: 4/ 186) وشيخه ضعّفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وصالح جَزَرة، ووهّاه أبو زرعة. (اللسان: 6/ 242). وابن جريج مدلس ولم يُصرّح بالتحديث. والحديث قال العقيلي: منكرٌ لا أصل له. وسئل أبو حاتم عنه -كما في "العلل" لابنه (2/ 375 - 376)، فقال: "هذا حديث كذبٌ". وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع. وصحّحه الحاكم، فتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: بل يحيى ضعّفه أحمد وغيره، وهو من رواية العلاء بن عمرو الحنفي وليس بعمدة". أهـ. وقال في "الميزان" (3/ 103): "هذا موضوع". وقال الهيثمي (10/ 52): "وفيه العلاء بن عمرو الحنفي، وهو مجمعٌ على ضعفه". وتابع يحيى بن بُريد: أبو الفضل محمَّد بن الفضل بن عطية عند الحاكم، قال الذهبي: "وأمّا أبو الفضل فمتهمٌ، وأظن الحديث موضوعًا". وأخرج الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 203/ ب) من طريق عبد العزيز بن عمران عن شبل بن العلاء عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعًا: "أنا عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي".

35 - باب: فضل أهل الحجاز

قال الهيثمي (10/ 53): "وفيه عبد العزيز بن عمران، وهو متروك". أهـ. وهو كما قال. ولجملة "أحبّوا العرب" شاهدٌ من حديث أبي هريرة، أخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (4/ 379 - ط العلمية) -وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 340) - عن شيخه الهُذيل بن عبد الله الضبيّ عن أحمد بن يونس عن محمَّد بن عبد الصمد بن جابر الضبّي عن أبيه عن عطاء بن أبي ميمونة عنه. وإسناده ضعيف: الهُذيل ذكر أبو الشيخ وأبو نعيم الحديث في ترجمته ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ومحمد بن عبد الصمد قال الذهبي في "الميزان" (3/ 628): "صاحب مناكير، ولم يُترك حديثه". أهـ. وأبوه ضعّفه ابن معين (اللسان: 4/ 20). وضعّف إسناده السخاوي في "المقاصد" (ص 23). 35 - باب: فضل أهل الحجاز 1547 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح بن سنان: أنا أبو جعفر محمَّد بن سليمان بن هشام البصري ابن بنت مطر بدمشق: نا يحيى بن آدم: نا أبو الأحوص عن الأعمش عن أبي سفيان. عن جابر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الإِيمانُ في أهل الحجاز، والقسوةُ وغِلظُ القلوب قِبلَ المشرق وفي ربيعةَ ومُضَرَ". محمَّد بن سليمان ضعيف كما في "التقريب"، لكنه قد تُوبع: أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12/ 183) وعنه أبو يعلى (3/ 441 - 442) عن يحيى بن آدم به.

36 - باب: فضل من مات بالمدينة

وإسناده جيّد قويٌّ. وأخرجه مسلم (1/ 73) من رواية أبي الزبير عن جابر مثله، لكنّه لم يذكر: "وفي ربيعة ومُضَر". وهي عند البخاري (6/ 526) ومسلم (1/ 71) من حديث أبي مسعود. 36 - باب: فضل من مات بالمدينة 1548 - أخبرنا أبو الطيّب محمَّد بن حُميد بن سليمان: نا أبو إسماعيل محمَّد بن إسماعيل الترمذي: نا محمَّد بن عبد الله الرّقاشي: نا سفيان بن موسى عن أيّوب عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من استطاع أن يموتَ منكم (¬1) بالمدينة فليفعلْ، إنّه من مات بالمدينة شفعتُ له يوم القيامة". أخرجه البيهقيِ في "الشعب" (8/ 116 - 117 - ط الهند) من طريق الصلت بن مسعود، قال: حدثنا سفيان بن موسى وكان ثقة عن أيّوب به. وسفيان وثّقه أيضًا الدارقطني وابن حبّان، وقال أبو حاتم: مجهول. فالإِسناد حسنٌ. وقد توبع سفيان: أخرجه أحمد (2/ 74) والترمذي (3917) -وحسّنه- وابن ماجه (3112) وابن حبّان (1031) والبيهقي (8/ 115 - 116) والبغوي في "شرح السنّة" (7/ 324) -وحسنه- من طريق معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن أيّوب به. وإسناده حسنٌ، معاذ فيه كلام يسير. وتابعهما أيضًا: الحسن بن أبي جعفر عند أحمد (2/ 104) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 239/ ب)، ¬

_ (¬1) بالأصل (... منكم أن يموت)، والمثبت من (ظ) و (ر) و (ف) و (ش).

وهو ضعيف كما في "التقريب". فالحديث عن ابن عمر صحيح بهذه المتابعات. وورد الحديث أيضًا من رواية الصُّميتة الليثية، وسُبَيعة الأسلمية: أمّا حديث الصُّميتة: فأخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (11/ 345 - 346) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3214، 3382) والطبراني في "الكبير" (24/ 331 - 332) وابن حبَّان (1032) وابن جُميع في "معجمه" (ص 353) والبيهقي (8/ 112، 113) من طرقٍ عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عنها مرفوعًا نحوه. وإسناده صحيح: عبيد الله بن عبد الله قيل: هو ابن عتبة، وقيل: بل ابن عمر، وصحّح ذلك ابن أبي عاصم. وعلى كلا الاحتمالين فهو ثقة. وأمّا حديث سُبيعة: فأخرجه ابن أبي عاصم (3275) وأبو يعلى في "مسنده الكبير" (المطالب: ق 45/ ب- 46/ أ) والطبراني في "الكبير" (24/ 294) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 103) والبيهقي (8/ 114 - 115) من طرق عن الدراوردي عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن عكرمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه عنها مرفوعًا بنحوه. وإسناده ضعيف: عبد الله بن عكرمة بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (5/ 133)، وذكره ابن حبّان في "ثقاته" (7/ 28) وأسامة ليّن الحديث. وقال البيهقي: "وهو خطأ، وإنّما هو عن صُميتة". وقال الحافظ في "المطالب": "هذا حديث معروفٌ من هذا الوجه لكن عن صُميتة الليثية بدلَ سُبيعة الأسلمية". وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 224): "ورواته محتجٌ بهم في

37 - باب: فضل الشام ودمشق

(الصحيح) إلَّا عبد الله بن عكرمة، روى عنه جماعة، ولم يجرحه أحدٌ". وقال الهيثمي (3/ 306): "ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن عكرمة، وقد ذكره ابن أبي حاتم، وروى عنه جماعة، ولم يتكلّم فيه أحدٌ بسوءٍ". أهـ. وذهلا عن توثيق ابن حبّان له. 37 - باب: فضل الشام ودمشق 1549 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: أنا العباس بن الوليد بن مَزْيَد: أنا عقبة بن علقمة، قال: حدّثني سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس. عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّي رأيت عمودَ الكتاب انتُزِعَ من تحت وسادتي، فنظرتُ فإذا هو نورٌ ساطعٌ عُمِد به إلى الشّام. أَلَا وإنّ الإِيمانَ إذا وقعتِ الفتنُ بالشام". عزاه إلى "فوائد تَمَّام": السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 310). وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (1/ 91 - 92) من طريق تمّام وغيره. وأخرجه أبو الحسن الربعي في "فضائل الشام" (رقم: 11) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 448) -ومن طريقه: ابن عساكر- من طريق العبّاس بن الوليد به. هكذا رواه عقبة بن علقمة -وهو صدوق- عن سعيد بن عبد العزيز فقال: (عن عطية بن قيس)، وقد خولف فيه، قال ابن عساكر: "والمحفوظ حديث سعيد عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس، كذلك رواه إبراهيم بن محمَّد الفراوي والوليد بن مسلم ومروان بن محمَّد ومحمد بن معاذ بن عبد الحميد الدمشقيون ويحيى بن صالح الوحاظي وسعيد بن مسلمة الأموي عن سعيد". ثم ساق أسانيده إلى هؤلاء، وعُلم منه شذوذ رواية عقبة.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "التاريخ" (2/ 300 - 301، 523) والحارث في "مسنده" (المطالب: ق 168/ أ) والطبراني في "مسند الشاميين" (رقم: 308 - 310) -وعنه: أبو نعيم في "الحلية" (5/ 252)، ومن طريقه الذهبي في "النبلاء" (8/ 37) - والحاكم (4/ 509) -وصحّحه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (6/ 448) من طرقٍ عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. وإسناده صحيح، ويونس لم يروِ له الشيخان شيئًا، فليس إذًا على شرطهما كما ظنّ الحاكم! وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2710) من طريق مُؤَمَّل بن إسماعيل عن محمَّد بن ثور عن معمر عن أيّوب عن أبي قِلابة عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. وقال: "لم يروه عن أَيّوب إلَّا معمر، ولا عنه إلَّا محمَّد بن ثور، تفرّد به مُؤمَّل". وأخرجه ابن عساكر (1/ 99) من طريقه، لكن قال (عن عبد الله ابن عُمر)!. ومُؤمَّل صدوق سيّء الحفظ كما في "التقريب"، وما أخال رواية أبي قلابة عن ابن عمرو إلَّا مرسلةً. وأخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 291 - 292، 523) -ومن طريقه: ابن عساكر (1/ 95) - من طريق العباس بن سالم عن مدرك بن عبد الله عن ابن عمرو مرفوعًا. ومُدرِك قال الذهبي: مجهول. وذكره ابن حبّان في "الثقات" (اللسان: 6/ 11 - 12). وأخرجه الطبراني في "الكبير" -كما في "المجمع" (10/ 58) - ومن طريقه ابن عساكر (1/ 95 - 96) من طريق عبد الله بن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن ابن عمرو مرفوعًا.

وابن لهيعة ضعيف لاختلاطه. وورد هذا الحديث أيضًا من رواية أبي الدرداء، وعمر وابنه، وعمرو بن العاص، وأبي أمامة، وعبد الله بن حوالة، وعائشة: أمّا حديث أبي الدرداء: فأخرجه أحمد في "المسند" (5/ 198 - 199) وفي "الفضائل" (1717) ويعقوب بن سفيان (1/ 290) والبيهقي (6/ 447) وابن عساكر (1/ 97) من طريق يحيى بن حمزة عن زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عنه مرفوعًا. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (449) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 98) وابن عساكر (1/ 96) من طريق يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن بُسر به. قال البيهقي: هذا إسنادٌ صحيح. وقال الحافظ ابن عبد الهادي في جزئه (فضائل الشام) (ص 21): "هذا الحديث مشهور، وإسناده عندي على رَسْم البخاري". أهـ. وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 62): "ورواته رواة الصحيح". وقال الهيثمي (10/ 58): "ورجال أحمد رجال الصحيح". وهو كما قالوا. وأمّا حديث عمر: فأخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 311) -ومن طريقه: البيهقي (6/ 448 - 449)، ومن طريقهما: ابن عساكر (1/ 98) - والطبراني في "مسند الشاميين" (1566) من طريق نصر بن محمَّد بن سليمان الحمصي عن أبيه عن عبد الله بن أبي قيس عنه مرفوعًا، دون الفقرة الأخيرة منه: "ألا وإن الإِيمان ... ". وسنده ضعيف: نصر ضعيف كما في "التقريب". وأمّا حديث ابنه: فأخرجه الربعي (رقم: 22) ومن طريقه ابن عساكر (1/ 98 - 99) من

طريق ريحان بن سعيد عن عبّاد بن منصور عن أيّوب عن أبي قلابة عن بشير بن كعب عن عبد الله بن عمر مرفوعًا. وعبّاد ليس بالقوي كما قال ابن معين والنسائي والدارقطني، وضعّفه غيرهم. وقال البرديجي -كما في "التهذيب" (3/ 301) -: "فأمّا حديث ريحان عن عبّاد عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير". وأما حديث عمرو: فأخرجه أحمد (4/ 198) والطبراني في "مسند الشاميين" (1357) -ومن طريقهما ابن عساكر (1/ 97 - 98) - من طريق إسماعيل بن عيّاش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الله بن الحارث عنه مرفوعًا. وعبد العزيز قال في "التقريب": "ضعيف، ولم يروِ عنه غير إسماعيل". أهـ. وأعلّه الهيثمي (10/ 57) بضعفه. وأمّا حديث أبي أمامة: فأخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 301) والطبراني في "الكبير" (8/ 199) والبيهقي (6/ 448) ومن طرقهم: ابن عساكر (1/ 99 - 100، 100)، من طريق عُفير بن معدان عن سُليم بن عامر عنه مرفوعًا. قال الهيثمي (10/ 58): "وفيه عفير بن معدان، وهو مجمعٌ على ضعفه". وأمّا حديث عبد الله بن حوالة: فأخرجه الطبراني في "الكبير" و"مسند الشاميين" (601) -ومن طريقه: ابن عساكر (1/ 101) - والربعي (رقم: 21) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن صالح بن رستم عنه مرفوعًا. وصالح هذا مجهول كما في "التقريب". وقال المنذري (4/ 62): "رواته ثقات". وقال الهيثمي: (10/ 58): "ورجاله رجال الصحيح غير

صالح بن رستم، وهو ثقة". أهـ. كذا أطلقا توثيقه اعتمادًا على قول ابن حبّان. وأما حديث عائشة: فأخرجه ابن عساكر (1/ 100 - 101) من طريق الحكم بن عبد الله بن خُطّاف عن الزهري عن عروة -وقيل: عن سعيد بن المسيب- عنها مرفوعًا بزيادة منكرة. وسنده تالف: الحكم متروك ورماه أبو حاتم بالكذب. كذا في "التقريب"، وكذبه أيضًا أبو مسهر، واتهمه الدارقطني بالوضع. 1550 - أخبرنا أبو طاهر محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر القاضي: نا إسحاق بن خَالويه البابِسيري: نا علي بن بحر بن بَرِّيِّ: نا هشام بن يوسف: نا معمر: نا ثابت وسليمان التيمي. عن أنس بن مالك أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَظَرَ قِبلَ العراق والشام واليمن، -قال: لا أدري بأيِّهم (¬1) بدأ!.- ثمّ قال: "اللهم أقبِل بقلوبهم إلى طاعتك، وحُطْ مِن ورائهم". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (1/ 266) من طريق تمّام. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 98) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 203/ ب- 204/ أ) عن شيخه إسحاق بن خالويه به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 236) وابن عساكر من طريقين آخرين عن علي بن بحر به. قال الطبراني: "لم يروه عن التيمي إلَّا معمر، ولا عنه إلَّا هشام، تفرّد به عنه علي بن بحر". ¬

_ (¬1) في (ش): (بأيّهنّ).

وإسناده صحيح. وقال الهيثمي (10/ 57): "ورجاله رجال الصحيح غير عليِّ بن بحر بن بَرّيّ، وهو ثقة". وورَد من رواية زيد بن ثابت: أخرجه أحمد (5/ 185) والترمذي (3934) -مختصرًا، وقال: حسن صحيح- والطبراني في "الكبير" (5/ 124) والبيهقي (6/ 236 - 237) من طريق عمران القطّان عن قتادة عن أنس عنه مرفوعًا نحوه دونَ جملة: "وحط من ورائهم". وعمران صدوق يهم كما قال البخاري، لكن تابعه الحجّاج بن الحجّاج الباهلي -وهو ثقة- عن ابن عساكر (1/ 266 - 267)، فصحّ الحديث. ومن حديث جابر: أخرجه ابن عساكر (1/ 268) من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عنه مرفوعًا دون جملة: "وحط ... ". وفيه عنعنة أبي الزبير وهو مدلّس. 1551 - حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلَم: نا أبي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ابن عيّاش، قال: حدّثني الوليد بن عبادة (¬1) عن عامر الأحول عن أبي صالح الخَوْلاني. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تزال عِصابةٌ من أمّتي يُقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرُّهم خُذلان من خَذَلهم، ظاهرين على الحقّ إلى يوم القيامة". أخرجه الربعي (رقم: 115) عن تَمَّام. وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (1/ 240) من طريق تَمَّام. ¬

_ (¬1) في الأصول: (عبارة)، والتصويب من (ر) ومخرّجي الحديث.

وأخرجه القاضي عبد الجبّار الخولاني في "تاريخ داريّا" (ص 60) عن شيخه أحمد بن سليمان به، لكن قال: "عن عاصم الأحول عن أبي مسلم الخولاني" وهذا التصحيف منه كما قال ابن عساكر. وأخرجه أبو يعلى (11/ 302) والطبراني في "الأوسط" (رقم: 47) وابن عدي في "الكامل" (7/ 84) والربعي (رقم: 114) وابن عساكر (1/ 241) من طرقٍ عن ابن عياش به. قال الطبراني: "لم يروه عن عامر إلَّا الوليد، تفرّد به إسماعيل". وقال ابن عدي: "وهذا الحديث بهذا اللفظ ليس يرويه غير ابن عيّاش عن الوليد بن عبّاد". وإسناده ضعيف: الوليد قال أبو حاتم: مجهول. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 6/ 223). وأبو صالح الخولاني قال أبو حاتم -كما في "الجرح" لابنه (9/ 392) - عنه: لا بأس به (¬1). وأخرجه ابن عساكر (1/ 243) وجادةً من رواية يزيد الحميري عن أبي هريرة مرفوعًا، ويزيد قال أبو حاتم -كما في "الجرح" (9/ 262) -: "مجهول". وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 35) -مختصرًا- وعبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريّا" (ص 94) وابن عساكر (1/ 242) من رواية حيّان -وعند البخاري: حسان، وخطّأه ابن عساكر- بن وَبْرَة عن أبي هريرة مرفوعًا". ¬

_ (¬1) لم يطلع الشيخ الألباني على ترجمته، فقال في "تخريج فضائل الشام" ص 61: "ولم أعرفه". أما المعلّق علي مسند أبي يعلى فقال: (ترجمه البخاري في "التاريخ" ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح")!!.

وحيّان بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (3/ 245)، وذكره ابن حبان في "ثقاته" (4/ 172). وأخرج الربعي (رقم: 112) ومن طريقه ابن عساكر (1/ 242 - 243) من طريق عبد الله بن قسيم عن السرّي بن بزيع عن السريّ بن يحيى عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعًا بزيادة منكرة، وقال ابن عساكر: "وهذا إسنادٌ غريبٌ، وألفاظٌ غريبة جدًّا". وإسناده ضعيف لعنعنة الحسن، والسريّ بن بزيع والراوي عنه لم أعثر على ترجمة لهما، ففيهما جهالة. ولذكر بيت المقدس فيه شاهدان: أحدهما: من حديث أبي أمامة: أخرجه أحمد (5/ 269) والطبراني في "الكبير" (8/ 171) من رواية عمرو بن عبد الله الحضرمي عنه مرفوعًا: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرّهم من خالفهم، ولا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك". قالوا: يا رسول الله! وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس". وعمرو وثّقه العجلي وابن حبّان، وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (رقم: 3188) "تابعيٌّ مجهولٌ". أهـ. وقال الهيثمي (7/ 288): "ورجاله ثقات". والآخر: من حديث مرّة بن كعب: أخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 298) والطبراني في "الكبير" (20/ 317 - 318) وابن عساكر (1/ 198 - 199) من طريق أبي وعلة -شيخٌ من عك- عن كُرَيب السحولي -وهو ابن أبرهة- عنه مرفوعًا بنحو حديث أبي أمامة.

وكُريب والراوي عنه بيّض لهما ابن أبي حاتم في "الجرح" (7/ 168 و 9/ 452)، وذكر الأول ابن حبان في "الثقات" (5/ 339). ففيهما جهالة. وقال الهيثمي (7/ 289): "وفيه جماعةٌ لم أعرفهم". والحديث ثابت من رواية أبي هريرة دون تخصيص الطائفة بدمشق وبيت المقدس، فقد أخرجه أحمد (2/ 321) -ومن طريقه: ابن عساكر (1/ 243) - والبزّار (كشف-3320) وابن حبّان (1853) من طريق محمَّد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عنه مرفوعًا: "لا يزال لهذا الأمر -أو: على هذا الأمر- عصابة على الحقّ، لا يضرّهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله - زاد ابن حبّان: وهم على ذلك". وإسناده حسنٌ، ابن عجلان فيه كلام يسيرٌ. وأخرجه البخاري في "التاريخ" (4/ 248) ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" (2/ 296 - 297) - من طريقه: ابن عساكر (1/ 243 - 244) - وابن ماجه (7) من طريق نصر بن علقمة عن عمير بن أسود وكثير بن مرّة الحضرمي عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه. وإسناده جيّد، نصر وثّقه دُحَيم وابن حبان، وروى عنه جماعة. وحديث الطائفة المنصورة متواتر كما نص على ذلك شيخ الإِسلام في "الاقتضاء" (ص 6) وغيره، وقد أخرجه البخاري (6/ 632) ومسلم (3/ 1523، 1524) من حديث معاوية والمغيرة بن شعبة، وانفرد مسلم (3/ 1523 - 1524) بإخراجه من حديث ثوبان وجابر بن سمرة وابن عبد الله وعقبة بن عامر. 1552 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج القرشي البَرَامي، وأبو بكر محمَّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حيّة البزّاز، قالا:

نا أبو قُصيّ إسماعيل بن محمَّد بن إسحاق العُذْري: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا مسلمة بن عُلي: نا أبو سعيد الأسدي عن سُليم بن عامر. عن أبي أمامة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه تلا هذه الآيةَ: {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: 50]، قال: "هل تدرون أين هي؟ ". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "هي بالشام، بأرضٍ يُقال لها: (الغوطة) مدينةٌ يُقال لها: (دمشقُ)، هي خيرُ مدائن الشام". أخرجه الربعي في "فضائل الشام" (رقم: 28) عن تَمَّام. وأخرجه ابن عساكر (1/ 192) من طريق تمّام. وإسناده واهٍ: مسلمة متروك باتّفاقهم. وشيخه أبو سعيد الأسدي لم أعثر على ترجمته، وأخشى أن يكون عبد القدوس بن حبيب الكذّاب، والله أعلم. وقال السيوطي في "الدر المنثور" (5/ 8): "سنده ضعيف". ولبعضه شاهد: فقد أخرج أحمد (5/ 197) ويعقوب بن سفيان (2/ 290) وأبو داود (4298) والطبراني في "مسند الشاميين" (589) والربعي (رقم: 35) وابن عساكر (1/ 220، 221) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء مرفوعًا: "إنّ فُسطاطَ المسلمين يومَ الملحمة: بالغُوطة، إلى جانب مدينةٍ يُقال لها: (دمشق)، من خير مدائن الشام". وإسناده صحيح، وتابع ابنَ جابر: خالدُ بن دِهْقان عند الطبراني في "مسند الشاميين" (1313) والحاكم (4/ 486) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- والرّبعي (رقم: 51) وابن عساكر (1/ 219، 220). وخالد ثقة كما قال أبو مُسهر ودحيم وأبو زرعة.

38 - باب: فضل الرملة

38 - باب: فضل الرَّمْلة 1553 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البَرَامي قراءةً عليه سنة أربعين وثلاثمائة: نا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن إبراهيم المعافري الرَّمْلي: نا عيسى بن يحيى: نا أبي: يحيى بن صدقة: نا سعيد بن عبد العزيز عن عمر مولى غُفْرة. عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشى في الرَّملِ في شدّة الحرِّ فأحرقَ قدميه، فقال: "لولا رملٌ بين غزّةَ وعسقلان لعنتُ الرّملَ". الصواب: (سُويد بن عبد العزيز)، والله أعلم. إسناده واهٍ: محمَّد بن أحمد المعافري قال الدارقطني: ليس بثقة. وقال الحسين بن أحمد بن غياث: كان ضعيفًا. (اللسان: 5/ 59 - 60) وعيسى وأبوه لم أعثر على ترجمة لهما. وعمر مولى غُفْرة ضعيف كما في "التقريب"، وروايته عن أنس مرسلة: قال أبو حاتم: لم يلق أنسًا. وقال ابن معين: لم يسمع من أحدٍ من الصحابة. وسويد بن عبد العزيز -على ما استصوبه تمّام- ضعيف كما في "التقريب". والمتن منكرٌ إن لم يكن موضوعًا. 39 - باب: فضل عُمان 1554 - حدّثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو عبد الله محمَّد بن أيّوب الرّازي: نا أبو عون محمَّد بن عون الزِّيادي: نا حمّاد بن يزيد المِنْقَريّ: نا مَخْلَد بن عُقبة بن شُرَحْبيل الجُعْفيّ. عن جدِّه: شُرَحْبيل -وقد لقيَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تعذّرت عليه التجارةُ فعليه بعُمان".

40 - باب: فضل رجال من بني فارس

أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 95) من طريق أبي عون به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 367) وابن السكن في "الصحابة" -كما في "الإِصابة" (2/ 145) - من طريق أبي عون به بلفظ: "من تعذّرت عليه الضيعة (وفي "المجمع": الصنعة) ... ". وزاد السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 764) نسبته إلى: ابن قانع والضياء. وإسناده مظلم: مَخْلد نقل الحافظ في "اللسان" (6/ 9) عن الغَلَابي في "الوشي" أنه قال: "لا أعرف حاله". أهـ. وأبو عون وشيخه لم أعثر على ترجمة لهما. وقال الهيثمي (10/ 62): "وفيه من لم أعرفهم". 40 - باب: فضل رجال من بني فارس 1555 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب: نا أبو عبد الرحمن خالد بن رَوح بن أبي حُجَير الثقفي: نا عمرو بن حفص: نا سهل بن هاشم، قال: حدّثني إبراهيم بن يزيد عن سعيد بن ميناء، قال: سمعتُ أبا هريرة وهو خارجٌ من المسجد الحرام: أيُّها الناسُ! إنّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "والذي نفسي بيده لو كان الدّينُ معلّقًا بالثُريَّا لناله رجالٌ من بني فارس". إبراهيم بن يزيد هو الخُوزي متروك كما في "التقريب". وقد تابعه عمر بن قيس المعروف بـ (سَنْدل) عند أبي نُعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 4، 6)، وعمر متروك أيضًا. والحديث أخرجه البخاري (8/ 641) ومسلم (4/ 1972 - 1973) من رواية أبي الغيث عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وضع يده على سلمان، ثم

41 - باب: فضل هذه الأمة

قال: "لو كان الإِيمان عند الثريّا لناله رجال من هؤلاء". وأخرجه مسلم من رواية يزيد بن الأصم عن أبي هريرة مرفوعًا: "لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس حتى يتناوله". 41 - باب: فضل هذه الأمة 1556 - حدّثني أبي -رحمه الله-: نا أبو عبد الله حَميُّ بن خلّاد ابن محمَّد الرازي: نا القاسم بن أبي شيبة: نا عبيد بن حصن التميمي عن عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّما أجلُكم فيما مضى من الأممِ كما بين العصر إلى الليل". إسناده ضعيف: القاسم قال الخليلي: ضعّفوه وتركوا حديثه. وضعّفه ابن معين والعجلي وابن عدي، وتركه الساجي. (اللسان: 4/ 465 - 466) وشيخه والراوي عنه لم أجد ترجمةً لهما. وأخرجه البخاري (6/ 495) من رواية نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "إنّما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس ... " الحديث. 42 - باب: فضل الإِنسان 1557 - حدّثنا أبي -رحمه الله-: حدّثني أبو القاسم موسى بن محمَّد بن معبد المَوْصِلي: نا عيسى بن عبد الله العسقلاني: نا الفريابي عن الثوري عن الأعمش عن أبي ظَبيان.

عن سلمان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس شيءٌ خيرٌ من ألفٍ مثلِه إلَّا الإِنسانُ". عيسى قال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث. ووثّقه الدارقطني وابن حبّان. (اللسان: 4/ 400)، وقد تُوبع: أخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 292) وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (رقم: 137) من طريق إبراهيم بن محمَّد بن يوسف المقدسي عن الفريابي به. وإسناده حسنٌ: إبراهيم قال أبو حاتم: صدوق. ووثّقه ابن حبّان، وقال الساجي: يحدِّث بالمناكير والكذب. وقال الأزدي: ساقط. قال الذهبي في "الميزان" (1/ 61): "قلت: لا يُلتفتُ إلى قول الأزدي، فإن في لسانه في الجرح رَهَقًا! ". وحسَّنه العراقي في "تخريج الإِحياء" (3/ 23)، وقال الهيثمي (5/ 318): "ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن محمَّد بن يوسف، وهو ثقة". وله طريق آخر عن سلمان: أخرجه العسكري -كما في "المقاصد" (ص 353) - وأبو الشيخ (138) من طريق الأعمش عن عطية عنه مرفوعًا. وعطية هو العوفي ضعيف، وليس ابن عامر الجهني فهذا لا يروي عنه الأعمش، وإن كان ممّن يروي عن سلمان، والعوفي يغلب على الظن أن روايته عن سلمان مرسلة. وله شاهد من حديث ابن عمر: أخرجه أحمد (2/ 109) والطبراني في "الصغير" (1/ 147) و"الأوسط" (ق 6/ أ) وأبو الشيخ (139) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1216) من طريق ابن وهب عن أسامة بن زيد عن محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان -ليس عند الطبراني: عن محمَّد بن عبد الله- عن عبد الله بن دينار عن

ابن عمر مرفوعًا: "ليس شيءٌ خيرًا من ألف [عند أحمد وأبي الشيخ: مائة] مثله إلَّا المؤمن". وإسناده لا بأس به: أسامة وشيخه فيهما لينٌ. وقال الهيثمي (1/ 64): "ومداره على أسامة بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف جدًّا". أهـ. والصواب أنه أسامة بن زيد الليثي: قال العلامة أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" (8/ 142): "وإنّما رجّحتُ أنا أنّ أسامة هو ابن زيد الليثي؛ لأنّه هو الذي ذُكِر في "التهذيب" في الرواة عن محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان". وحسّنه العراقي أيضًا.

(30) كتاب الدعوات

(30) " كتاب الدعوات"

1 - باب: فضل التهليل والتسبيح والتحميد

1 - باب: فضل التهليل والتسبيح والتحميد 1558 - أخبرنا القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حَذْلَم من لفظه: نا يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا هشام بن إسماعيل العطّار: نا الوليد بن مسلم: نا عبد الله بن العلاء بن زَبْر وابن جابر، قالا: نا أبو سلّام الأسود، قال: حدّثني أبو سُلْمى (¬1) راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بخٍ بخٍ لخمسٍ ما أثقلهُنَّ في الميزان": لا إله إلَّا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، والولدُ الصالح يُتوفى للمرء المسلم فيحتِسبُه". ورواه غيره عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر عن أبي سلّام الأسود عن ثوبان. أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (6/ 58 و 7/ 433) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (رقم: 167) وابن أبي عاصم في "السنة" (781) و"الآحاد والمثاني" (470) والدولابي في "الكنى" (1/ 36) والطبراني في "الكبير" (22/ 348) و"مسند الشاميين" (615، 804) و"الدعاء" (1680) وابن حبّان (الإِحسان- 3/ 114 - 115) والحاكم (1/ 511 - 512) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشعب" (7/ 136) والخطيب في "الموضح" (2/ 141) وابن عساكر (19/ 35 /ب) من طريق الوليد به. ¬

_ (¬1) في الأصل: (سليمان)، والتصويب من (ظ) وهامش الأصل ففيه: (كذا في الأصول: "سليمان"، وصوابه: "سلمى").

وإسناده صحيح. وقال الهيثمي (10/ 88): "رجاله ثقات". وأخرجه أحمد (3/ 443 و4/ 237) عن عفّان بن مسلم عن أبان العطّار عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلّام عن أبي سلّام عن مولى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا، وأخرجه (5/ 366) من طريق هشام الدستوائي عن يحيى عن أبي سلّام أن رجلًا حدّثه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره. وأخرجه من هذا الوجه الروياني في "مسنده" (ق 217/ ب)، لكن قال: (عن أبي أمامة). ويحيى مدلس وقد عنعنه، وقال ابن معين: لم يلقَ زيدًا. وقال الهيثمي (10/ 88): "ورجاله رجال الصحيح". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 235/ ب) من طريق عكرمة بن عمّار عن يحيى عن أبي سلّام عن سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا. وعكرمة مضطرب الحديث عن يحيى كما قال أحمد وابن المديني والبخاري وغيرهم. 1559 - حدّثنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، قال: حدّثني أبي عن أبي سلّام الأسود، قال: أخبرني ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بخٍ! بخ! خمسٌ ما أثقَلهنَّ في الميزان: لا إله إلَّا الله، وسبحان الله، والله أكبر، والحمد لله، والولدُ الصالحُ يتوفَّى للمرء المسلم فيحتسِبُه". وقد تابع إبراهيمَ جماعةٌ. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1679) و"مسند الشاميين" (801) من طريق إبراهيم به.

وإبراهيم قال النسائي: ليس بثقة. وذكره ابن حبّان في "الثقات". (اللسان: 1/ 70). وتابعه زيد بن يحيى الدمشقي عند البزار (كشف- 3072)، وزيد ثقة كما في "التقريب"، لكن الراوي عنه العباس بن عبد العظيم الباشاني شيخ البزّار لم أعثر على ترجمةٍ له. وقد قال البزّار: "لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلَّا من هذا الوجه عن ثوبان، وإسناده حسن". وقال الهيثمي (10/ 88): "رواه البزّار وحسّن إسناده، إلَّا أن شيخه العباس بن عبد العظيم الباشاني لم أعرفه". فالصواب في الحديث أنه من مسند أبي سُلمى، وإلى هذا مال المزّي في "تحفة الأشراف" (9/ 220) حيث قال: "وكأن حديث الوليد بن مسلم أشبه بالصواب". تنبيه على تنبيه!: قال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (3/ 203): " (تنبيه) وقع الحديث في "الجامع الصغير" معزوًا لأحمد عن أبي أمامة أيضًا، وهو وهم لا أدرى منشأه، وقد انطلى أمره على المناوي فلم ينبّه عليه، وليس له أصلٌ عن أبي أمامة مطلقًا فيما علمت"!!. قلت: هو في "مسند الإِمام أحمد" (5/ 253)، وأخرجه أيضًا الطيالسي في "مسنده" (رقم: 1139) والبغوي في "الجعديات" (رقم: 2198) من طريق يعلي بن عطاء عن شيخ من أهل دمشق عن أبي أمامة مرفوعًا. وإسناده ضعيف لإِبهام تابعيّه. 1560 - أخبرنا أبو الحسين محمَّد بن هميان البغدادي: نا الحسن ابن عَرفَة: نا أبو بدر شجاع بن الوليد: نا زائدة بن قدامة، قال: سمعت منصورًا يُحدِّث عن طلحة بن مُصرِّف عن عبد الرحمن بن عَوْسَجة. عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال: (لا إله

إلَّا الله، وحده لا شريك له، له الملك (¬1)، وهو على كل شيءٍ قدير)، عشرَ مرّاتٍ كُنَّ كعِدْل نَسَمةٍ". أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 310) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (رقم: 125) من طريق زائدة به، وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1717) من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور به. 1561 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمَّد بن السَّفر، وأحمد بن سليمان بن حَذْلَم، قالا: نا بكّار بن قتيبة: نا يعقوب بن إسحاق المقرئ: نا مالك بن مِغْوَل عن طلحة بن مُصرِّف عن عبد الرحمن بن عَوْسَجة. عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال: (لا إله إلَّا الله، وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير) عشرَ مرّات فهوكعتق نَسَمةٍ" (¬2). أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" -كما في "تحفة الأشراف" (2/ 26) (¬3) - والطبراني في "الدعاء" (1724) من طريق مالك به. وأخرجه الطيالسي (740) وابن أبي شيبة (10/ 301) وأحمد (4/ 285، 304) والروياني في "مسنده" (ق 79/ أ) والطبراني في "مسند الشاميين" (767) و"الدعاء" (1715 - 1723) وابن حبّان (الإِحسان- 3/ 130) والحاكم (1/ 501) والبيهقي في "الشعب" (3/ 223 - 224) من طرقٍ عن طلحة به. وإسناده صحيح. وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 419): "رواته ¬

_ (¬1) عند مخرجي الحديث زيادة: "وله الحمد". (¬2) هذا الحديث تكرر في (الفوائد) مرتين. (¬3) لم أجده في "عمل اليوم والليلة" المطبوع.

محتجٌّ بهم في الصحيح" وكذا قال الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 430) كذا قالا، وابن عوسجة ليس من رجال الصحيح. 1562 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمَّد بن السفر، وعبد الرحمن بن عبد الله بن راشد، وأحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلَم، قالوا: نا بكّار بن قُتيبة: نا رَوح بن عُبادة القيسي: نا حجّاج بن الصوّاف عن أبي الزُّبَير. عن جابر بن عبد الله أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال: (سُبحان الله العظيم وبحمده) غُرِست له نخلةٌ في الجنّة". أخرجه البغوي في "شرح السنة" (5/ 43) من طريق تَمَّام. 1563 - وأخبرنا الحسن بن حبيب: نا بكّار بن قتيبة، وأبو أميّة الطَّرَسُوسي [محمد بن إبراهيم بن مسلم] (¬1)، وعلي بن قتيبة، وإبراهيم بن مرزوق، قالوا: نا روح بن عبادة: نا حجّاج الصوّاف بإسناده مثله. 1564 - وأخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمَّد بن عبد الحكم (¬2) القَطْري بالرَّمْلة: نا آدم بن أبي إياس: نا حمّاد بن سلمة عن الحجّاج بن أبي عثمان الصوّاف. فذكر مثلَ حديث رَوح بن عُبادة، وقال: "غُرِس له نبتٌ أو شجرةٌ". أخرجه الترمذي (3464) -وقال: حسن صحيح- وأبو يعلى (4/ 165) -وعنه: ابن حبّان (الإِحسان- 3/ 109) - والطبراني في "الصغير" (1/ 103) و"الدعاء" (1675) والبيهقي في "الدعوات" (رقم: 127) من طرقٍ عن روح بن عبادة به. ¬

_ (¬1) من (ظ). (¬2) في (ظ): (عبد الملك) خطأ، والمثبت موافق لما ذكره الذهبي في "النبلاء" (15/ 413) في مشايخ خيثمة، وانظر أيضًا: "اللباب" (3/ 45).

وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 290) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (827) والحاكم (1/ 501، 512) -وصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- من طرقٍ عن حماد بن سلمة به. وأخرجه الترمذي (3465) -وحسّنه- وابن حبّان (3/ 109 - 110) من طريق مُؤَمّل بن إسماعيل عن حمّاد عن أبي الزبير به، ولم يذكر حجّاجًا. ومؤمّل ضعيف الحفظ، فلا يُعوّل على ما انفرد به. ورجاله ثقات إلَّا أن أبا الزبير مدلس وقد عنعنه، لكن له شواهد يُحسّن بها، من حديث ابن عباس، وابن عمرو، وأبي هريرة، ومعاذ بن أنس: أما حديث ابن عباس: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 236/ أ) و"الدعاء" (1676) من طريق عمران بن عبيد الله عن الحكم بن أبان عن عكرمة عنه مرفوعًا: "من قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلَّا الله، والله أكبر، غرس الله له بكل واحدةٍ منهن شجرةً في الجنة". قال المنذري في "الترغيب" (2/ 425): "إسناده حسن، لا بأسَ به في المتابعات". وقال الهيثمي (10/ 91): "رجاله موثقون". وعمران قال البخاري: فيه نظر. وضعّفه ابن معين. وقال ابن عدي في "الكامل" (5/ 96): "غير معروفٍ" وذكره ابن حبّان في "ثقاته" (8/ 497). وأما حديث ابن عمرو: فأخرجه البزّار (كشف- 3079) من طريق محمَّد بن بشر (بالأصل: بشير. تحريف) عن يونس بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا: "من قال: (سبحان والله وبحمده) غُرست له نخلة في الجنة". وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 296، 300) من طريق أبي داود الحفري عمر بن سعد عن يونس عن عمرو عن جدّه موقوفًا.

وهذا الاضطراب من يونس بن الحارث فإنه ضعيف كما في "التقريب" ووهم فيه جماعة: فقد قال المنذري (2/ 422) والدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 432) والهيثمي (10/ 94): "رواه البزّار بإسنادٍ جيّد". وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (1/ 95) عن إسناد ابن أبي شيبة: "رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع بين عمرو وجدّه ابن عمر"! وفاتهم جميعًا ضعف يونس! وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "زوائد ابن ماجه" (2/ 263) - وعنه: ابن ماجه (3807) -وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 218/ أ- ب) والحاكم (1/ 512) - وصحّحه وسكت عليه الذهبي- من طريق أبي سنان القَسْمَلي عن عثمان بن أبي سودة عنه مرفوعًا: "قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلَّا الله، والله أكبر يغرس لك بكلّ واحدةٍ شجرةٌ في الجنة". قال المنذري (2/ 424) والدمياطي (ص 436): "إسناده حسنٌ". وقال البوصيري: "هذا إسنادٌ حسنٌ: أبو سنان اسمه عيسى بن سنان، مختلفٌ فيه". أهـ. وفي "التقريب": "ليّن الحديث". وأما حديث معاذ بن أنس: فأخرجه أحمد (3/ 440) من طريق ابن لهيعة عن زبّان -وهو ابن فائد- عن سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعًا: "من قال: (سبحان الله العظيم) نبت له غرس في الجنة". ابن لهيعة وشيخه ضعيفان، وسهل وثّقه العجلي وضعّفه ابن معين. وقال الهيثمي (10/ 95): "إسناده حسنٌ"!. 1565 - أخبرنا أبو علي محمَّد بن هارون بن شعيب: نا أحمد بن

محمَّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، قال: حدثني أبي عن أبيه عن سفيان الثوري عن محمَّد بن المنكدر. في جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال (لا إله إلَّا الله) غُرِست له شجرةٌ في الجنة". شيخ تمّام، قال الكتاني: كان يُتَّهم. (اللسان: 5/ 417). وشيخه قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر. ونقل عن أبي الجهم الشعراني أنه قال: قد كان كَبُر فكان يُلقّن ما ليس من حديثه فيتلقّن. (اللسان: 1/ 295). وقد مضى له شاهدان من حديث أبي هريرة وابن عبّاس في تخريج الحديث السابق. 1566 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد: نا يوسف بن موسى: نا مُخَيْمِر بن سعيد: نا رَوْح بن عبد الواحد: نا خُلَيد عن قتادة. عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا غَلَبَكم الليلُ أن تُكابِدوه (¬1)، وعدوُّكم أن تجاهدوه (¬2)، ومالُكم أن تنفقوا، فأكثروا من قول: (سبحان الله وبحمده)، فإنّهن خيرٌ من جبل ذهبٍ وفضّةٍ أن يُنفَقوا في سبيل الله". عزاه إلى "فوائد تَمَّام": الحافظ ابن ناصر الدين في شرح حديث التسبيح (ص 98). إسناده ضعيف: خُليد هو ابن دَعْلَج ضعيف كما في "التقريب"، ورَوْح بن عبد الواحد قال أبو حاتم: ليس بالمتين، أحاديثه متناقضة. (اللسان: 2/ 466). والراوي عنه لم أر من ذكره. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ف): (تكابدوا)، (تجاهدوا). (¬2) في (ظ) و (ف): (تكابدوا)، (تجاهدوا).

وقد رُوي من حديث أبي أمامة، وابن مسعود، وابن عباس: أما حديث أبي أمامة: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 228) عن شيخه أحمد بن محمَّد بن يحيى بن حمزة عن أبيه جده قال: ثنا حدّاد العُذْري مع ابن جابر عن العباس بن ميمون عن القاسم عنه مرفوعًا: "من هاله الليل أن يكابده، وبخل بالمال أن ينفقه، وجبن عن العدو أن يقاتله، فليكثر أن يقول: (سبحان الله وبحمده)، فإنّها أحبُّ إلى الله من جبل ذهب وفضة ينفقان في سبيل الله". وشيخ الطبراني سبق الكلام عليه في تخريج الحديث السابق، وحدّاد العذري لم أعثر على ترجمةٍ له، والعباس ذكره ابن عساكر في "التاريخ" (8/ ق 494/ ب) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 432): "إسناده لا بأس به". وأخرجه أيضًا في "الكبير" (8/ 230) و"مسند الشاميين" (رقم: 174) من طريق سليمان بن أحمد الواسطي عن عتبة بن حماد عن عبد الرحمن بن ثابت ثوبان عن القاسم مثله. وإسناده تالف: سليمان كذّبه ابن معين وصالح جزرة. (اللسان: 3/ 72) وقال الهيثمي (10/ 94): "وفيه سليمان بن أحمد الواسطي، وثّقه عبدان وضعّفه الجمهور، والغالب على بقية رجاله التوثيق". وأخرجه في "الكبير" (8/ 263) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم مثله، وإسناده واهٍ: علي متروك، وعثمان ضعّفوه. وأما حديث ابن مسعود: فأخرجه الإِسماعيلي في "معجمه" (2/ 726 - 727) والدارقطني في "العلل" (5/ 271) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "العلل" (رقم: 1401)

من طريق أحمد بن جناب عن عيسى بن يونس عن الثوري عن زُبيد عن مرّة عنه مرفوعًا: " ... فإن ضنّ أحدكم بالمال أن ينفقه، وهاب الليل أن يكابده، وخاف العدو أن يجاهده، فليكثر من: لا حول ولا قوة إلَّا بالله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر". هكذا رواه عيسى بن يونس -وهو ثقة- عن الثوري فرفعه، وخالفه عبد الرحمن بن مهدي -وهو الإِمام الثبت- فرواه عن الثوري موقوفًا، أخرجه الحسين المروزي في "زوائد زهد ابن المبارك" (رقم: 1134)، وتابعه أيضًا على وقفه: وكيع بن الجراح -قال ابن معين: هو أثبت من عبد الرحمن في سفيان- عند ابن أبي شيبة (10/ 391 - 392)، ومحمد بن كثير العبدي -وهو كما قال الحافظ: ثقة لم يُصب من ضعّفه- عند البخاري في "الأدب" (275). ومما يؤيّد الوقف: أن الحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" (9/ 229) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 165 - 166 و 5/ 35) من طرقٍ عن محمَّد بن طلحة بن مصّرف عن زُبيد به موقوفًا مثله. وإسناده حسنٌ: محمَّد فيه لينٌ. وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 435): "رواته ثقات". وقال الهيثمي (10/ 90): "رجاله رجال الصحيح". وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 165 - 166) بسندٍ لا بأس به عن مالك بن مِغْوَل -وهو ثقة- عن زُبَيد به موقوفًا بلفظ: " ... فإذا بخلتم بالمال أن تنفقوه، وجبنتم عن العدو أن تقاتلوه، وضعفتم عن الليل أن تساهروه، فاستكثروا من قول: (سبحان الله، والحمد لله) فإنّها أحبُّ إلى الله من جبلي ذهب وفضةٍ".

وقال الدارقطني بعد أن ذكر وجوه الاختلاف في الحديث: "والصحيح موقوف". وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1/ 425 - 426) من طريق مِهران بن هارون الرازي عن سفيان بن عقبة عن حمزة الزيّات والثوري عن زُبيد به مرفوعًا. ومِهران لم أظفر بترجمةٍ له. وأما حديث ابن عباس: فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (رقم: 641) والبزّار (كشف- 3058) والخرائطي في "فضيلة الشكر" (ص 41) والطبراني في "الكبير" (11/ 84) والبيهقي في "الشعب" (1/ 290 - 291) وابن النجّار في "ذيل تاريخ بغداد" (3/ 220) من طريق إسرائيل عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عنه مرفوعًا: "من عجز منكم عن الليل أن يكابده، وبَخِلَ بالمال أن ينفقه، وجَبُن عن العدو أن يجاهده، فليكثر ذكر الله". قال البزّار: "لا نعلمه يروى إلَّا عن ابن عبّاس، ولا نعلم له إلَّا هذا الطريق". أهـ. وأبو يحيى ليّن الحديث كما في "التقريب". وقال أحمد: روى عنه إسرائيل أحاديث مناكير جدًّا كثيرة. وقال الهيثمي (10/ 74): "وفيه أبو يحيى القتات وقد وُثّق وضعّفه الجمهور، وبقية رجال البزّار رجال الصحيح". أهـ. وأشار الحافظ الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 411) إلى ضعف حديث ابن عبّاس. والخلاصة أن هذا الحديث ثابت من كلام ابن مسعود فحسب، والله أعلم.

2 - باب: إحصاء الأسماء الحسنى

2 - باب: إحصاء الأسماء الحسنى 1567 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قراءةً عليه: نا أبو بكر عُبيد الله بن محمَّد العمري القاضي بدمشق سنة تسعٍ وستين ومائتين: نا أبو طاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن السَّرْح: نا حيّان بن نافع: نا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج. عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لله -عَزَّ وجَلَّ- تسعةٌ وتسعون (¬1) اسمًا مائةٌ إلَّا واحدٌ، من أحصاها دخل الجنّة". قال حيّان: قال داود بن عمرو بن قُنْبُل: سألنا سفيان بن عيينة أن يُمليَ علينا التسعة وتسعين (¬2) اسمًا التي لله -عَزَّ وجَلَّ- في القرآن، فوعدنا أن يُخرجَها لنا، فلمّا أبطأ علينا أتينا أبا زيد، فأملى علينا هذه الأسماءَ. فأتينا سفيان فعرضناها عليه، فنَظَر فيها أربع مرّاتٍ فقال: نعم، هي هذه. فقلنا له: اقرأها علينا. فقرأها علينا سفيان: في (فاتحة الكتاب) خمسة أسماء: (يا الله. يا ربّ. يا رحمن. يا رحيم. يا مالك). وفي (البقرة) ستةٌ وعشرون اسمًا: (يا محيط. يا قدير. يا عليم. يا حكيم. يا توّاب. يا بصير. يا واسع. يا بديع. يا سميع. يا كافي. يا رؤوف. يا شاكر. يا إله. يا واحد. يا غفور. يا حليم. يا قابض. يا باسط. يا لا إله إلَّا هو. يا حيّ. يا قيّوم. يا عليّ. يا عظيم. يا وليّ. يا غني. يا حميد). وفي (آل عمران) أربعة أسماء: (يا قائم. يا وهّاب (¬3) يا سريع. يا خبير). وفي (النساء) ستة أسماء: (يا رقيب. يا حسيب. يا شهيد. يا عفوّ. يا مُقيت (¬4). يا وكيل). وفي (الأنعام) خمسة ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش) و (ر): (تسعين)، والتصويب من (ظ) و (ف). (¬2) الصواب: (التسعة والتسعين). (¬3) في الأصول: (واهب)، والتصويب من (ظ). (¬4) في الأصل و (ش): (مغيث)، والتصويب من (ظ) و (ر) و (ف).

أسماء: (يا فاطر. يا قاهر (¬1). يا قادر. يا خبير (¬2)). وفي (الأعراف) اسمان: (يا محيي. يا مميت). وفي (الأنفال) اسمان: (يا نعمَ المولى، ويا نعمَ النصير). وفي (هود) سبعة أسماء: (يا حفيظ. يا قريب. يا مجيب. يا قويّ. يا مجيد. يا ودود. يا فعّال). وفي (الرعد) اسمان: (يا كبير. يا متعال). وفي (إبراهيم) اسم: (يا منّان). وفي (الحِجْر) اسم: (يا خلّاق). وفي (مريم) اسمان: (يا صادق. يا وارث). وفي (الحجّ) اسم: (يا باعث). وفي (المؤمنين) اسم: (يا كريم). وفي (النور) ثلاثة أسماء: (يا حقُّ. يا مبين. يا نور). وفي (الفرقان) اسم: (يا هادي). وفي (سبأ) اسم: (يا فتّاح). وفي (المؤمن) أربعة أسماء: (يا غافر. يا قابل. يا شديد. يا ذا الطَّوْل). وفي (الذاريات) ثلاثة أسماء: (يا رزّاق. يا ذا القوة. يا متين). وفي (الطور) اسم: (يا بارّ). وفي (اقتربت) اسم: (يا مقتدر). وفي (الرحمن) ثلاثة أسماء: (يا باقي. يا ذا الجلال. يا ذا الإِكرام). وفي (الحديد) أربعة أسماء: (يا أوّل. يا آخر. يا ظاهر. يا باطن). وفي (الحشر) عشرة أسماء: (يا قدّوس. يا سلام. يا مؤمن. يا مهيمن. يا عزيز. يا جبار. يا متكبر. يا خالق. يا بارىء. يا مصوّر). وفي (البروج) اسمان. (يا مبدىء. يا مُعيد). وفي (قل هو الله أحد) اسمان: (يا أحد. يا صمد). عزاه إلى "فوائد تَمَّام": الحافظ في "الفتح" (11/ 217). وفي إسناده: عبيد الله بن محمَّد العمري رماه النسائي بالكذب. وقال الدارقطني: كان ضعيفًا. (اللسان: 4/ 112) وحيّان بن نافع بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (3/ 248). وداود بن عمرو بن قُنْبُل -كما وقع في الأصول- لم أر من ذكره بهذا الاسم، وأخشى أن يكون فيه تصحيف، فالذي ¬

_ (¬1) في الأصول (طاهر)، والصواب ما أثبته انظر الأنعام آية رقم (61)، والفتح (11/ 218). (¬2) هكذا وقع مكرّرًا!.

3 - باب: اسم الله الأعظم

يروي عن سفيان هو داود بن عمرو بن جَميل الضبي، فلعل (جميل) تحرّف إلى: (قُنْبُل). والحديث المرفوع أخرجه البخاري (11/ 214) ومسلم (4/ 2062) من طريق سفيان به. وقد أدرج بعض الرواة ذكر الأسماء الحسنى في الحديث المرفوع كما بينت ذلك في "النهج السديد" (رقم: 507). 3 - باب: اسم الله الأعظم 1568 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلَم في آخرين، قالوا: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي: نا عمرو بن حفص -يعني: ابن شليلة-: نا الوليد، قال: حدثني عبد الله بن العلاء عن القاسم أبي عبد الرحمن. عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن اسمَ الله الأعظمَ لفي ثلاث سورٍ من القرآن: في (البقرة) و (آل عمران) و (طه) ". قال: فالتمستُها، فوجدتُ في (البقرة) آية الكرسي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، وفاتحة (آل عمران): {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [2]، وفي (طه): {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [111]. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (13/ ق 216/ ب) من طريق تَمَّام. وأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن" (رقم: 47) والطحاوي في "المشكل" (1/ 63) والطبراني في "الكبير" (8/ 282) و"مسند الشاميين" (رقم: 778) والحاكم (1/ 506) من طريق الوليد -وهو: ابن مسلم- به. وقد صرّح العلاء بسماعه من القاسم، وكذا القاسم بسماعه من أبي أمامة، فأمنّا تسوية الوليد.

4 - باب: الاستغفار

وإسناده حسن، القاسم فيه كلامٌ يسير. وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (2/ 270): "رجاله ثقات". وقد تابع ابن زَبْر: غيلان بن أنس عند ابن معين في "تاريخه" (4/ 420) وابن ماجه (3856) والفريابي (49) والدولابي في "الكنى" (1/ 184) والطحاوي والطبراني (8/ 214 - 215) والحاكم. وغيلان قال البوصيري: "لم أر من جرحه ولا من وثّقه". وقد رواه الوليد عن ابن زَبْر عن القاسم مقطوعًا، هكذا أخرجه الفريابي (48)، وتابعه على ذلك عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي عند ابن ماجه والفريابي والدولابي (49) والحاكم. 4 - باب: الاستغفار 1569 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالة بن غَيلان بن الحسين الحمصي الصفّار قراءةً عليه بدمشق في رجب من سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة -مجتازًا إلى مصر-: نا بحر بن نصر بن سابق الخَوْلاني: نا خالد بن عبد الرحمن: نا مالك بن مِغْوَل عن محمَّد بن سُوقة عن نافع. عن ابن عمر، قال: إنْ كنّا لنعدُّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس أكثرَ من مائة مرّةٍ أن يقول: أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 297 - 298، 13/ 462) -وعنه: عبد بن حُميد في "المنتخب" (786) - وأحمد (2/ 21) والبخاري في "الأدب المفرد" (618) وأبو داود (1516) والترمذي (3434) -وقال: حسن صحيح- والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (458) وابن ماجه (3814) والطبراني في "الدعاء" (1825) ابن حبّان (الإِحسان-3/ 206) وابن السنّي (370) والبغوي (5/ 71) والسمعاني في "أدب الإِملاء" (ص 73) من طرقٍ عن

مالك بن مِغْوَل به بلفظ: (رب اغفر لي، وتُب عليّ، إنّك أنت التواب الرحيم [الغفور]). وإسناده صحيح. وأخرجه أحمد (2/ 67) والنسائي (459) والطبراني (1824) من طريق زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر قال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا فسمعته استغفر مائة مرة، يقول: (اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الغفور). وزهير إنما سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه كما قال أحمد وأبو زرعة. وأخرجه البخاري في "الأدب" (627) عن شيخه جَنْدَل بن والق عن يحيى بن يعلى عن يونس بن خباب عن مجاهد عن ابن عمر مثله. ويحيى بن يعلى هو الأسلمي ضعيف كما في "التقريب"، والراوي عنه تركه مسلم، وقال البزّار: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: صدوق. والصواب ما أخرجه النسائي (460) عن شيخه محمود بن غيلان عن أبي داود الطيالسي عن شعبة عن يونس عن أبي الفضل عن ابن عمر مثله. وأبو الفضل -وقيل: ابن الفضل- مجهول كما في "التقريب". ويونس ضعّفوه وله شاهد من حديث الأغر المزني: أخرجه مسلم (4/ 2075) عنه مرفوعًا: "إنّه ليغان على قلبي، وإنّي لأستغفر الله في اليوم مائة مرّة". 1570 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا نجيح بن إبراهيم النخعي بالكوفة: نا العلاء بن عمرو: نا الحسين -يعني: ابن علوان- عن عمرو بن خالد عن أبي هاشم عن زاذان.

عن سلمان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالاستغفار، فإنّ الله -عَزَّ وجَلَّ- لم يُعلّمْكم الاستغفار إلَّا وهو يريد أن يغفرَ لكم". إسناده تالف مسلسل بالمتهمين والضعفاء: فعمرو -هو الواسطي- كذّبه وكيع وأحمد وابن معين وغيرهم، والحسين كذّبه ابن معين والنسائي، واتهمه بالوضع غيرهما. (اللسان: 2/ 299) والعلاء قال الذهبي في "الميزان" (3/ 103): "متروك". ونجيح ضعَّفه مسلمة. (اللسان: 6/ 149). 1571 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عَلاّن الحرّاني: نا محمَّد بن محمَّد الباغندي: نا محمَّد بن جامع المَوْصلي: نا أحمد بن عمرو الموصلي: نا عكرمة بن إبراهيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم، قال: حدّثني معاذ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال بعدَ الفجر ثلاثَ مرّاتٍ وبعدَ العصر ثلاث مراتٍ: (أستغفر الله الذي لا إله إلَّا هو، وأتوبُ إليه) غُفِرت ذنوبُه وإن كانت مثلَ زَبَد البحر". أخرجه ابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (رقم: 126) عن شيخه الباغندي به. وإسناده واهٍ: محمَّد بن جامع ضعيف كما قال أبو يعلى وأبو حاتم وابن عدي، وتركه ابن عبد البر. (اللسان: 5/ 99). وشيخه لم أعثر على ترجمة له، وعكرمة قال ابن معين وأبو داود: ليس بشيءٍ. وقال النسائي: ليس بثقة. وضعّفه غيرهم. (اللسان: 4/ 181) والباغندي فيه كلامٌ. وأشار المنذري في "الترغيب" (1/ 307) إلى ضعفه حيث صدّره بـ (رُوي).

5 - باب: فضل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)

5 - باب: فضل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) 1572 - حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عَلّان الحرّاني: أنا أبو بكر محمَّد بن محمَّد بن سليمان الباغندي قراءةً عليه: نا عبد الله بن سنان: نا عبد الله بن المثنّى، قال: حدّثني سرور بن المغيرة: نا روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلّى عليَّ مرّةً واحدةً كتب اللهُ له بها عشرَ حسناتٍ، ومحا عنه عشرَ سيّئاتٍ". في إسناده: سرور بن المغيرة لم يوثّقه غير ابن حبّان، وقال: روى عنه أبو سعيد الحدّاد الغرائب. وقال الأزدي: عنده مناكير عن الشعبي. (اللسان: 3/ 11 - 12). والراوي عنه لم أظفر بترجمة له، وليس هو بالمذكور في "التهذيب"، فذاك من طبقة روح بن القاسم. وفي الباغندي كلام. والحديث أخرجه أحمد (2/ 262) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -" (رقم: 11) وأبو يعلى (11/ 404) وعنه ابن حبان (الإِحسان-3/ 186) من طرقٍ عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن العلاء به دون قوله: "ومحا عنه ... إلخ". وتابع عبدَ الرحمن: شعبةُ عند ابن عدي في "الكامل" (5/ 218). وإسناده حسن. وأخرجه أحمد (2/ 262) من طريق حمّاد عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا مثله دون الزيادة أيضًا. وإسناده منقطع، فسهيل إنما يروي عن أبيه عن أبي هريرة. والحديث أخرجه مسلم (1/ 306) من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء به بلفظ: "من صلّى عليّ واحدةً صلّى الله عليه عشرًا". والزيادة ثابتة في حديث أنس الآتي.

1573 - حدّثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو علي عبد الله بن محمَّد بن علي البَلْخي الحافظ بالرّيّ على باب ابن أيوب: نا حُمَّى بن نوح البَلْخي: نا سَلْم بن سالم عن سفيان بن سعيد عن يونس بن أبي إسحاق عن بُرَيد ابن أبي مريم. عن أنس مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبدٍ مؤمنٍ يذكرني فيصلّي عليَّ إلَّا كتب الله له عشرَ حسناتٍ، ومحا عنه عشرَ سيّئاتٍ، ورَفَعَ له عشرَ درجاتٍ". عزاه إلى تَمَّام: السخاوي في "القول البديع" (ص 104). إسناده واهٍ: سَلْم ضعّفه ابن معين وأحمد وأبو حاتم والنسائي، وغيرهم (اللسان: 3/ 63) ونقل ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 177) عن ابن المنادي أنّه كان يُكذِّبه. والراوي عنه بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (3/ 319). والحديث أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 517 و 11/ 505) وأحمد (3/ 261) والبخاري في "الأدب المفرد" (رقم: 643) والنسائي في "الصغرى" (1297) و"عمل اليوم والليلة" (62، 362، 364) وابن حبّان (الإِحسان: 3/ 185 - 186) والحاكم (1/ 550) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشعب" (2/ 210) من طرقٍ عن يونس به بلفظ: "من صلّى عليَّ صلاةً واحدةً صلّى الله عليه عشر صلواتٍ وحطّ عنه عشر خطيئات". زاد النسائي والبيهقي: "ورفع له عشر درجات". وإسناده جيّدٌ، وحسّنه السخاوي في "القول البديع" (ص 104). وقد رواه عن يونس هكذا جماعة من الثقات، وهم: أبو نُعيم الفضل بن دكين، ويحيى بن آدم، وشبَابَة بن سوّار، ومحمد بن بشر العبدي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وحجّاج بن محمَّد المِصّيصي، ومحمد بن فضيل، وعبيد الله

ابن موسى العبسي. وخالفهم مخلد بن يزيد فرواه عن يونس عن بُرَيد قال: كنت أزامل الحسن بن أبي الحسن في محمل، فقال: حدّثنا أنس بن مالك ... وذكر الحديث. ومخلد وإن كان ثقة لكن قال أحمد والساجي: كان يهم. وقال الحافظ: صدوق له أوهام. وعليه فرواية الجماعة أضبط وأوثق. وعلى أيّة حال فقد قال ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص 66): "وهذه العلّة لا تقدح فيه شيئًا, لأن الحسن لا شكّ في سماعه من أنس، وقد صحّ سماع بُريد بن أبي مريم من أنس أيضًا هذا الحديث". [صرّح بالسماع عند البخاري، وبالتحديث عند أحمد والنسائي] ثمّ قال: "ولعل بُريدًا سمعه من الحسن، ثم سمعه من أنس، فحدّث به على الوجهين". 1574 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمَّد، وعبد الرحمن ابن عبد الله بن عمر بن راشد، وأحمد بن سليمان بن حَذْلَم، قالوا: نا بكّار ابن قتيبة: نا أبو داود الطيالسي: نا يزيد بن إبراهيم عن أبي الزبير. عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما جلس قوم مجلسًا ثم تفرّقوا على غير صلاةٍ على النبي - صلى الله عليه وسلم - إلَّا تفرّقوا على أنتن من ريح الجيفةِ". عزاه إلى "فوائد تَمَّام": السخاوي في "القول البديع" (ص 150). وأخرجه الطيالسي (رقم: 1756) ومن طريقه: النسائي في "عمل اليوم والليلة" (58، 411) والبيهقي في "الشعب" (2/ 214 - 215) والضياء في "المختارة" -كما في "القول البديع" (ص 150) -، واللفظ للنسائي. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1928) من طريق وكيع عن يزيد به بلفظ مقارب. قال الضياء -كما في "جلاء الأفهام" (ص 95) -: "هذا عندي على

شرط مسلم". وقال السخاوي: "ورجاله رجال الصحيح على شرط مسلم". أهـ. وهو كما قالا، لكنّ أبا الزبير مدلّس ولم يُصرِّح بالسماع. وله شاهد من حديث أبي هريرة يتقوّى به: أخرجه أحمد (2/ 463) وابن حبّان (2/ 352) من طريق شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عنه مرفوعًا: "ما قعد قوم مقعدًا لا يذكرون الله -عَزَّ وجَلَّ- ويصلّون على النبي - صلى الله عليه وسلم - إلَّا كان حسرةً عليهم يوم القيامة وإن دخلوا الجنّة للثواب". قال ابن القيم في "الجلاء" (ص 47): "وهذا الإِسناد على شرط الشيخين". 1575 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو قُرْصَافة محمَّد ابن عبد الوهاب بعسقلان: نا سليمان بن داود: نا عمرو بن جرير البَجَلي: نا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا كان يومُ الخميس بَعَثَ اللَّه -عَزَّ وجَلَّ- ملائكةً معهم صُحُفٌ من فضّةٍ، وأقلامٌ من ذهبٍ، يكتبون يومَ الخميس وليلةَ الجمعة أكثرَ الناس صلاةً على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (عمرو بن جرير كوفيُّ، كنيته: أبو سعيد، متروك الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده تالف: عمرو بن جرير كذّبه أبو حاتم، وتركه الدارقطني. (اللسان: 4/ 358). وقال السخاوي في "القول البديع" (ص 195): "أخرجه ابن بشكوال، وفي سنده من لم أعرفه".

6 - باب: ما يقال في الصباح والمساء

6 - باب: ما يقال في الصباح والمساء 1576 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا محمَّد ابن هارون بن محمَّد بن بكّار: نا أبو بكر عبد الله بن يزيد المقرئ: نا هشام ابن الغاز عن أبان بن أبي عيّاش. عن أنس بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من قال حين يصبح: (أصبحتُ أُشهدك وحملةَ عرشك وملائكتَك وجميعَ خلقك أنّك أنت اللهُ وحدَك لا شريكَ لك) أعتق اللهُ رُبعَه من النار، فإن قالها مرّتين أعتق الله نصفَه من النار، فإن قالها ثلاثًا أعتق الله ثلاثةَ أرباعه من النار، فإن قالها أربعًا أعتقه اللهُ من النار. ومن قالها حين يمسي فمثلُ ذلك". عزاه إلى "فوائد تمّام": الحافظ في "تخريج الأذكار" (2/ 357). أبان متروك كما في "التقريب" وعبد الله بن يزيد قال يعقوب بن سفيان: روى مناكير. وقال محمَّد بن عوف: كانوا يتكلّمون فيه. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. (تاريخ دمشق - ج عبد الله بن مسعود ص 333 - 337) وقال الحافظ: "وأبو بكر المذكور ضعيف، وأبان متروك". وقد خُولِف في اسم شيخ هشام: فقد أخرجه أبو داود (5069) ومحمد بن أبي شيبة في "كتاب العرش" (رقم: 23) والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (¬1) (نسخة السليمانية: ¬

_ (¬1) وهذا الحديث غير موجود في نسخة "المكارم" التي حققتها د. سعاد الخندقاوي، فإنها لم تعتمد على نسخة السليمانية -وهي نسخة نفيسة منسوخة سنة (614) -، ولذا فقد سقط من طبعتها أربعون نصًا، -ما بين حديث وأثر-، وكان هذا الحديث أحد النصوص الساقطة.

ق 126/ ب) وابن السنّي (738) والطبراني في "الدعاء" (297) و"مسند الشاميين" (1542) والبيهقي في "الدعوات" (رقم: 40) من طريق عبد الرحمن بن عبد المجيد عن هشام عن مكحول عن أنس مثله. قال المنذري في "مختصر السنن" (7/ 331): "في إسناده: عبد الرحمن بن عبد الحميد، وهو أبو رجاء المُهْري، مولاهم المصري المكفوف. قال ابن يونس: وكان يُحدّث حفظًا، وكان أعمى، وأحاديثه مضطربة. وقد وقع في أصل سماعنا وفي غيره: (عبد الرحمن بن عبد المجيد)، والصحيح: (عبد الحميد). هكذا ذكره ابن يونس في "تاريخ المصريين" وله العناية المعروفة بأهل بلده، وذكره غيره أيضًا كذلك". أهـ. قلت: وقد وقع على الصواب عند الخرائطي، وهي رواية عند ابن السني. وعبد الرحمن هذا وثّقه أبو داود، وأطلق الحافظ في "التقريب" توثيقه. ومكحول موسومٌ بالتدليس، واختلف في سماعه من أنس: فنفاه البخاري، وأثبته أبو مسهر والترمذي. وله طريق آخر: أخرجه البخاري في "الأدب" (1201) وأبو داود (5078). والترمذي (3501) -واستغربه- والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (9) -وعنه ابن السنّي (70) - والبغوي في "شرح السنّة" (5/ 110) من طرقٍ عن بقية بن الوليد عن مسلم بن زياد مولى ميمونة -زوج النبي- صلى الله عليه وسلم -: سمعت أنس ... فذكره بنحوه. وقد صرّح بقية بالتحديث عند النسائي وابن السني، قال الحافظ في "تخريج الأذكار" (2/ 358) -: "وبقيّة صدوق أخرج له مسلم، إنّما عابوا عليه التدليس والتسوية، وقد صرّح بتحديث شيخه له وبسماع شيخه فانتفت

الريبة" (¬1) ومسلم لم يوثّقه غير ابن حبّان، وقال ابن القطّان: حاله مجهول. وحسّن الحافظ حديث أنس. وورد أيضًا من رواية أبي سعيد وسلمان الفارسي: فقد أخرجه محمَّد بن أبي شيبة في "كتاب العرش" (رقم: 36) والطبراني في "الدعاء" (298) من طريق عمرو بن عطية العوفي عن أبيه عن أبي سعيد مرفوعًا: "ما من عبد يقول أربع مرّاتٍ: اللهم إنّي أشهدك -وكفى بك شهيدًا-، وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك: إنّي أشهد أن لا إله إلَّا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك. إلَّا كتب الله له براءةً من النار". لفظ الطبراني. قال الحافظ: سنده ضعيف. أهـ. وذلك لضعف عمرو وأبيه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 270) و"الدعاء" (300) وابن عدي في "الكامل" (2/ 274) والحاكم (1/ 523) من طريق أحمد بن يحيى الصوفي عن زيد بن الحُباب عن حميد مولى ابن علقمة المكي عن عطاء عن أبي هريرة عن سلمان مرفوعًا: "من قال: اللهم إني أُشهدك وأُشهد ملائكتك وحملة عرشك وأُشهد من في السماوات والأرض أنّك أنت الله، لا إله إلَّا أنت، وحدك لا شريك لك، وأشهد أن محمدًا عبدك ورسولك. من قالها مرة أعتق الله ثلثه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله ثلثيه من النار، ومن قالها ثلاثًا أعتق كلّه من النار". وإسناده ضعيف: حميد مولى ابن علقمة قال البخاري: "روى عنه زيد بن الحباب ثلاثة أحاديث، زعم أنه سمع عطاء عن أبي هريرة عن سلمان ¬

_ (¬1) وقول الشيخ الألباني في "الضعيفة" (3/ 144) عن تصريح بقية بالتحديث: "لعله خطأ من النساخ" دعوى لا دليل عليها, لا سيما مع تنصيص الحافظ على ذلك، ولو فتح باب التعلل بذلك لما سلم لنا من حديث المدلسين شيء!!

7 - باب: ما يقول إذا أوى إلى فراشه

عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وحديثين آخرين لا يُتابع عليهما". وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. ووقع عند الحاكم: (حميد بن مهران) وهو خطأ قطعًا، فابن مهران ليس ممّن يروي عن عطاء، ولا ممّن يروي عنهم زيد بن الحباب كما في ترجمته من "تهذيب الكمال" (1/ 339)، وفي كلام البخاري ما يؤكد أن راوي الحديث هو حميد مولى ابن علقمة لا ابن مهران. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 270) و"الدعاء" (299) من طريق إبراهيم بن عبد الله المصيصي عن حجاج بن محمَّد عن ابن جريج عن عطاء به نحوه. وإبراهيم قال ابن حبان: يسرق الحديث. وقال الحاكم: أحاديثه موضوعة. وكذّبه الذهبي. (اللسان: 1/ 71). وبالجملة: فالقلب يميل إلى تأييد حكم الحافظ بتحسين حديث أنس، والله أعلم. 7 - باب: ما يقول إذا أوى إلى فراشه 1577 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد البَجَلي: نا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمَّد بن بكّار بن بلال العاملي: نا جدّي: محمَّد بن بكّار: نا سعيد بن بشير عن قتادة. عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه وضع يدَه اليُمنى تحتَ خدِّه الأيمنَ، ثمّ قال: "ربِّ قني عذابَك يومَ تبعثُ عبادَك". أخرجه البزّار (كشف-3110) والطبراني في "الدعاء" (251) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 344) و"أخبار أصبهان" (1/ 339) من طريق سعيد به، وقال البزّار: "لا نعلم رواه عن قتادة عن أنس إلَّا سعيد بن بشير". أهـ. قلت: وهو

ضعيف كما في "التقريب"، ومع ذلك فقد قال الهيثمي (10/ 123): "إسناده حسنٌ". وجاء الحديث أيضًا من رواية البراء، وابن مسعود، وحذيفة، وحفصة: أما حديث البراء: فأخرجه الطيالسي (709) وابن أبي شيبة (9/ 76 و10/ 251) وأحمد (4/ 290، 298، 303) والبخاري في "الأدب" (1215) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (752، 753) وأبو يعلى (3/ 243) والروياني في "مسنده" (ق 66/ ب) وابن حبّان (الإِحسان -12/ 330 - 332) والطبراني في "الدعاء" (249، 250) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (3/ 116 - ط العلمية) والخطيب في "التلخيص" (1/ 160) من طرقٍ عن أبي إسحاق السبيعي عنه مثله. هكذا رواه عن أبي إسحاق جمع كثير، وهم: الثوري، وشعبة، وإسرائيل، وزهير، وأبو الأحوص سلام بن سليم، ويونس بن أبي إسحاق، وفطر بن خليفة، وعمرو بن ثابت، وزكريا بن أبي زائدة، وعبد الحميد بن الحسن، وحمزة الزيات. ورواية الثوري وشعبة عن أبي إسحاق قبل اختلاطه، وقد صرّح بتحديث البراء له عند أبي يعلى وابن حبان فأمنّا تدليسه، وصحّ السند. وقد صحّحه أيضًا الحافظ في "الفتح" (11/ 115). وقد وقع اختلاف كبير في رواية الحديث عن أبي إسحاق، فأدخل بعض الرواة بينه وبين البراء رجلًا، واختلفوا في تسميته فقيل: أبو عبيدة، وقيل: عبد الله بن يزيد، وقيل: أبو بُردة، وقيل: أبو بكر بن أبي موسى. وهذه الروايات عند أحمد (4/ 281، 300، 301) والترمذي في "الجامع" (3399) و"الشمائل" (242) والنسائي (754، 755، 757، 758) وأبو يعلى

(3/ 261) والبيهقي في "الدعوات" (ق 33/ أ)، والوجه المحفوظ هو الذي قدّمناه، وعليه أكثر الرواة. وأما حديث ابن مسعود: فأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 76 - 77 و 10/ 251) وأحمد (1/ 394، 400، 414، 443) والترمذي في "الشمائل" (242) والنسائي (756) وابن ماجه (3877) وأبو يعلى (3/ 243 و 8/ 423، 437) والطبراني في "الدعاء" (247، 248) والهيثم بن كليب في "مسنده" (رقم: 930) وابن عدي في "الكامل" (3/ 140 و 5/ 190) من طريق أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه مثله. قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (2/ 275 - 276): "رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا. قاله غير واحدٍ". وأما حديث حذيفة: فأخرجه الترمذي (3398) من طريق عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حِراش عنه مثله، وقال: "حسن صحيح". وإسناده جيّد قويٌّ. وأما حديث حفصة: فأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 74 - 75 و10/ 250) وأحمد (6/ 287، 288) وأبو داود (5045) والنسائي (761، 762) وأبو يعلى (12/ 465، 483) وعنهما ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (728، 729، 732) من طريق عاصم بن بهدلة عن سواء الخُزاعي -وفي رواية: عن معبد بن خالد عن سواء الخُزاعي- عنها مثله بزيادة: ثلاث مرات. وسواء لم يوثّقه غير ابن حبّان ففيه جهالة. وصحّحه الحافظ في "الفتح" (11/ 115)، وذهب في تخريج الأذكار -كما في شرحها لابن علاّن (3/ 148) - إلى تحسينه.

8 - باب: ما يقول إذا تضور من الليل

8 - باب: ما يقول إذا تضوّر من الليل 1578 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذْرَعي: نا أبوذرٍّ هارون بن سليمان بن سهيل المصري -لفظًا من حفظه-: نا يوسف بن عدي: نا عَثّام بن علي العامري عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة -رضي الله عنها- (¬1)، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تضوّر (¬2) من الليل قال: "لا إله إلَّا الله الواحدُ القهّارُ، ربُّ السماوات والأرض وما بينهما العزيزُ الغفارُ". أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (مختصره- ص 47) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (864) والطبراني في "الدعاء" (764) وابن حبّان (12/ 340) وابن السنّي (757) والحاكم (1/ 540) -وصحّحه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي (¬3) - والبيهقي في "الدعوات" (ق 34/ ب- ¬

_ (¬1) الترضي ليس في (ظ). (¬2) التضوّر: التلوي والتقلب ظهرًا لبطن. "نهاية". (¬3) ينسب كثير من العصريين المشتغلين بالحديث إلى الحافظ الذهبي موافقته على تصحيحات الحاكم في الأحاديث التي لم يتعقّبه فيها في تلخيصه للمستدرك، فيقولون: "صحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي". مع أن الذهبي لم ينص على ذلك -لا تصريحًا ولا تلميحًا-، وإنما كان عمله في التلخيص: تعليق أسانيد أحاديث المستدرك، وتلخيص كلام الحاكم عليها، وقد ينشط أحيانًا فيتعقّب الحاكم في بعض تصحيحاته المتساهلة، وهو إنما يفعل ذلك -أعني التعقب- تفضلًا منه، إذ ليس من مهمة المختصر أن يستدرك أو يعقّب على صاحب الأصل لا سيّما إذا لم يصرّح بالتزامه بذلك في مقدمة اختصاره. ولمّا كانت القاعدة الفقهية المشهورة تنص على أنه: (لا يُنسَب إلى ساكتٍ قول) فالواجب أن يكون التعبير في هذه المواضع بعبارة: (... وسكت عليه الذهبي) فإنها أحكم وأسلم من عبارة (... ووافقه الذهبي) التي كثيرًا ما ترتب عليها تخطئة الذهبي وتوهيمه بجريرة تصحيح الحاكم!!

9 - باب: التشهد عند الدخول على أهله

35/ أ) و"الأسماء والصفات" (ص 29) من طريق يوسف به. وإسناده صحيح، وصحّحه الحافظ العراقي في "أماليه" كما في "فيض القدير" (5/ 113) لكن أُعِلَّ بالوقف: قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 186): "سألت أبي وأبا زُرعة عن حديث رواه يوسف بن عدي -وذكر الحديث ... - قالا: هذا خطأ! إنّما هو هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يقول نفسه، ورواه جرير. وقال أبو زرعة: حدّثنا يوسف بهذا الحديث، وهو حديثٌ منكرٌ. وسمعت أبى يقول: هذا حديثٌ منكرٌ".أهـ. قلت: ما المانع أن يكون الوجهان جميعًا محفوظين عن هشام؟ لا سيّما أن يوسف وشيخه لم يقدح في عدالتهما أحدٌ من الأئمة، والله أعلم. 9 - باب: التشهد عند الدخول على أهله 1579 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله: نا أحمد بن محمَّد بن عمّار بن نُصير بن ميسرة بن أبان السُّلَمي ابن أخي هشام بن عمّار: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الرحمن بن بشير عن محمَّد بن إسحاق عن الزهريِّ عن سعيد بن المسيّب. عن عائشة -رضي الله عنها- (¬1)، قالت: دَخَلَ عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس عندي فتشهّد. عبد الرحمن بن بشير قال أبو حاتم: منكر الحديث. (اللسان: 3/ 407). وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. والحديث قطعة من حديث الإِفك الطويل الذي أخرجه البخاري ¬

_ (¬1) الترضي ليس في (ظ) و (ش).

10 - باب: ما يقول عند القيام من المجلس

(8/ 452 - 454) ومسلم (4/ 2129 - 2136) من طريق الزهري عن سعيد وآخرين عن عائشة، وفيه: ... قالت: فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلّم ثم جلس. قالت: فتشهّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين جلس. 10 - باب: ما يقول عند القيام من المجلس 1580 - حدّثنا خالد: نا أحمد: نا عمرو بن هاشم: نا ابن لَهيعة عن خالد بن أبي عمران عن نافع. عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يقوم من مجلسٍ إلَّا دعا: "اللَّهم ارزقني من خشيتك ما تحول بيني وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تدخلني به جنّتك، ومن التقوى ما تهوّن به عليَّ مصائب الدّنيا، وأمتعني بسمعي وبصري وقوّتي ما أحييتني، واجعلهم الوارثَ منّي، واجعل ثأري على من ظلمني، وانصرني على من عاداني، ولا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تجعل الدنيا أكبرَ همّي، ولا مبلغَ علمي، ولا تسلّط عليّ من لا يرحمني". أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (5/ ق 256/ ب) من طريق تَمَّام. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (رقم: 1911) من طريق ابن لهيعة به. وابن لهيعة ضعيف لاختلاطه، وقد توبع: تابعه عبيد الله بن زَحْر عند الترمذي (3502) -وحسّنه- والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (401، 402) -وعنه: ابن السنّي (446) - والطبراني وأبي الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (4/ 345 - ط العلمية)، وابن زَحْر ليّن الحديث. وتابعه الليث بن سعد -الإِمام الحافظ- عند الطبراني والحاكم

(1/ 528) -وصححه على شرط البخاري، وسكت عليه الذهبي-. لكن راويه عن الليث كاتبه عبد الله بن صالح، وهو صدوق كثير الغلط. فالحديث حسنٌ بمجموع هذه الطرق. 1581 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي قراءةً عليه: نا عثمان بن عبد الله بن أبي جَميل: نا حجّاج بن محمَّد الأعور عن ابن جُريج، قال: أخبرني موسى بن عُقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه. عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "من جلس في مجلس كَثُرَ فيه لَغَطَهُ ثمّ قال قبلَ أن يقوم: (سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، لا إله إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك) إلَّا غُفِر له ما كان في مجلسه ذلك". أخرجه أحمد (2/ 494 - 495) والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 105) والترمذي (3433) -وقال: حسن صحيح- والنسائي في "اليوم والليلة" (397) -وعنه: ابن السنّي (447) - والطحاوي في "معاني الآثار" (4/ 289) والطبراني في "الدعاء" (1914) وابن حبّان (2/ 354 - 355) والحاكم في "المستدرك" (1/ 536 - 537) و"معرفة علوم الحديث" (ص 113) وابن جُمَيع في "معجم شيوخه" (ص 239 - 240) - ومن طريقه: الذهبي في "النبلاء" (6/ 335)، وقال: صحيح غريبٌ- والبيهقي في "الشعب" (1/ 435) والخطيب في "الجامع" (1/ 132) والبغوي في "شرح السنّة" (5/ 134) من طرقٍ عن حجّاج به. قال البخاري عقبه: "وقال موسى عن وُهيب: نا سهيل عن عون بن عبد الله بن عتبة قوله، ولم يذكر موسى بن عقبة سماعًا من سُهيل، وحديث وُهَيب أولى". وروى الحاكم في "المعرفة" (ص 113 - 114) والخليلي في "الإِرشاد" (3/ 960 - 961) والخطيب في "التاريخ" (2/ 28 - 29) نحو ذلك عن البخاري في حكايةٍ جرت له مع مسلم بن الحجّاج صاحب "الصحيح".

وقال الحاكم في "المعرفة": "هذا حديث من تأمّله لم يشك أنّه من شرط الصحيح، وله علة فاحشة". ثم ذكر إعلال البخاري للحديث. وقد غفل عن هذه العلة فأورده في "المستدرك"، ثم قال: "هذا الإِسناد صحيح على شرط مسلم، إلَّا أن البخاريَّ قد علّله بحديث وُهَيب عن موسى بن عقبة عن سهيل عن كعب الأحبار من قوله، فالله أعلم". أهـ. قال الحافظ في "النكت على كتاب ابن الصلاح" (2/ 718): "وهذا الذي ذكره لا وجود له عن البخاري، وإنما الذي أعلّه في جميع طرق هذه الحكاية هو الذي ذكره الحاكم أولًا". [يعني: في "المعرفة"]. وقد سبق البخاري بهذا الإِعلال الإِمام أحمد: ففي "العلل" للدارقطني (8/ 203 - 204): "وخالفهم وُهَيب بن خالد: رواه عن سهيل عن عون بن عبد الله قولَه. وقال أحمد بن حنبل: حدّث به ابن جريج عن موسى بن عقبة، وفيه وهم، والصحيح قول وُهيب. وقال [يعني: أحمد]: وأخشى أن يكون ابن جريج دلّسه عن موسى بن عقبة: أخذه من بعض الضعفاء عنه. والقول كما قال أحمد". وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 195): "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه ابن جريج -فذكر الحديث-، فقالا: هذا خطأ، رواه وُهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله موقوف، وهذا أصحُّ. قلت لأبي: الوهمُ ممّن هو؟ قال: يحتمل أن يكون الوهم من ابن جريج، ويحتمل أن يكون من سهيل، وأخشى أن يكون ابن جريج دلّس [تحرف في المطبوع إلى: وليس!] هذا الحديث عن موسى بن عقبة ولم يسمعه من موسى، أخذه من بعض الضعفاء. سمعت أبي مرة أخرى يقول: لا أعلم روى هذا الحديث عن سهيل أحدٌ إلَّا ما يرويه ابن جريج عن موسى، ولم يذكر ابن جريج فيه الخبر، فأخشى أن يكون أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى [أحد المتروكين]، إذ لم يروه أصحاب سهيل".

قلت: أما الخشية من تدليس ابن جريج فقد قال الحافظ في "النكت" (2/ 724): "فقد أمناها لوجودنا هذا الحديث من طرقٍ عدة عن ابن جريج قد صرّح فيها بالسماع من موسى". ثم قال (2/ 725 - 726): "وبقي ما خشيه أبو حاتم من وهم سهيل فيه، وذلك أن سهيلًا كان قد أصابته علّة نسي من أجلها بعض حديثه، ولأجل هذا قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتجُّ به (¬1). فإذا اختلف عليه ثقتان في إسنادٍ واحدٍ: أحدهما أعرف بحديثه -وهو: وُهيب- من الآخر -وهو: موسى- قَوِيَ الظنّ بترجيح رواية وهيب، لاحتمال أن يكون عند تحديثه لموسى بن عقبة لم يستحضره كما ينبغي، وسلك فيه الجادّة، فقال: (عن أبيه عن أبي هريرة) كما هي العادة في أكثر أحاديثه. ولهذا قال البخاري في تعليله: لا نعلم لموسى سماعًا من سهيل". يعني: أنه إذا كان غير معروف بالأخذ عنه، ووقعت عنه رواية واحدة خالفه فيها من هو أعرف بحديثه وأكثر له ملازمة رجحت روايته على تلك الرواية المنفردة". أهـ. كلام الحافظ، وقد قال في "الفتح" (13/ 545): "وأما من صحّحه فإنّه لا يرى هذا الاختلاف علّةً قادحةً، بل يجوّز أنه عند موسى بن عقبة على الوجهين". وتابع موسى على روايته: 1 - محمَّد بن أبي حميد عند الطبراني في "الدعاء" (1913)، ومحمد ضعيف كما في "التقريب". 2 - إسماعيل بن عياش عند الفريابي في كتاب "الذكر" كما في "النكت" (2/ 722). وإسماعيل ضعيف في روايته عن أهل الحجاز، وسهيل مدني. وقد قال أبو حاتم -كما في "العلل" (2/ 196) -: "فما أدري ما هذا؟! نفس إسماعيل ليس برواية عن سهيل، إنما روى عنه أحاديث يسيرة". ¬

_ (¬1) وقال ابن معين: ليس حديثه بحجة.

3 و 4 - عاصم بن عمر، وسليمان بن بلال عند الدارقطني في "الأفراد" -كما في "النكت"- من رواية الواقدي عنهما. والواقدي متّهمٌ. وله عن أبي هريرة طريقٌ آخر: أخرجه أبو داود (4858) والطبراني في "الدعاء" (1915) وابن حبّان (2/ 353 - 354) والمزي في "التهذيب" (2/ 808) من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرو عن سعيد المقبري عنه مرفوعًا. وعبد الرحمن ذكره الذهبي في "الميزان" (2/ 580) وقال: "له ما يُنكر". أهـ. وقد خولف فيه كما سيأتي في حديث عبد الله بن عمرو. وقد جاء الحديث من رواية جماعة من الصحابة، وهم: أبو برزة الأسلمي، ورافع بن خَديج، وجبير بن المطعم، والسائب بن يزيد، وعائشة، والزبير، وابن مسعود، وأنس، وعلي، وابن عمر، وأبي سعيد، ورجل من الصحابة. أمّا حديث أبي بَرْزَة: فأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 256) وأحمد (4/ 425) والدارمي (2/ 283) وأبو داود (4859) والنسائي في "اليوم والليلة" (426) والروياني في "مسنده" (ق 223/ أ) والطبراني في "الدعاء" (1917) والحاكم (1/ 537) والخطيب في "الجامع" (2/ 132 - 133) من طريق الحجّاج بن دينار عن أبي هاشم عن أبي العالية عنه أنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول بأَخَرَةٍ إذا أراد أن يقوم من المجلس: (سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك). فقال رجل: يا رسول الله! إنّك لتقول قولًا ما كنت تقوله فيما مضى؟ قال: "كفّارةٌ لما يكون في المجلس". قال ابن القيم في "تهذيب السنن" (7/ 203): "إسناده حسنٌ: الحجّاج صدوق وثّقه غير واحدٍ، وأبو هاشم هو الرمّاني من رجال الصحيحين". أهـ. وقال الحافظ في "الفتح" (13/ 545): "سنده قويٌّ".

وأمّا حديث رافع: فأخرجه النسائي (427) والطبراني في "الصغير" (1/ 222) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 239 ب-240/ أ) و"الكبير" (4/ 342) و"الدعاء" (1918) والحاكم (1/ 537) من طريق يونس بن محمَّد المؤدّب عن مصعب بن حيّان عن أخيه مقاتل عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه أنه قال: كان - صلى الله عليه وسلم - لا يقوم من مجلس حتى يقول: سبحانك ... ، ثم يقول: إنّها كفارة ما يكون في المجلس". لفظ الطبراني، وقال: "لم يروه عن أبي العالية عن رافع إلَّا مقاتل، ولا عنه إلَّا أخوه مصعب، تفرّد به يونس". ومصعب ليّن الحديث كما في "التقريب" وقال الهيثمي (10/ 141): "رجاله ثقات"! وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 412): "إسناده جيد"! وقد أُعلّ حديثهما بالإِرسال: ففي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 188) بعد ما ذكر سند الحديثين: "قلت: ورواه منصور عن فُضيل بن عمرو عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلٌ. قال أبي: حديث منصور أشبه, لأن حديث أبي هاشم رواه حجّاج بن دينار عن أبي هاشم، وحجّاج ليس بالقوي. وحديث الربيع بن أنس دونه [كذا] مصعب بن حيّان عن مقاتل بن حيّان عن الربيع. قال أبو زرعة: حديث منصور أشبه, لأن الثوري رواه وهو أحفظهم". ورواية منصور هذه عند ابن أبي شيبة (10/ 256) والنسائي (430) من رواية الثوري عنه، وتابعه عليه: إسرائيل بن يونس عند النسائي (428). وإسناد المرسل صحيح. وأما حديث جبير: فأخرجه النسائي (424) وابن أبي عاصم في "الدعاء" -كما في "النكت" (2/ 735) - والطبراني في "الكبير" (2/ 145) و"الدعاء" (1919) من طريق عبد الجبار بن العلاء عن ابن عيينة عن مسلم بن أبي حُرَّة -زاد

النسائي وابن أبي عاصم: وداود بن قيس- عن نافع بن جبير عن أبيه مرفوعًا: "من قال: (سبحانك ...) في مجلس ذكرٍ كانت كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في غير مجلس ذكرٍ كانت كفّارةً". قال الحافظ في "النكت": رجاله ثقات إلَّا أنّه اختلف في وصله وإرساله، فقال ابن صاعد: تفرّد عبد الجبار بن العلاء عن ابن عيينة بقوله: (عن نافع بن جبير عن أبيه). أهـ. وعبد الجبار صدوق، وقد خالفه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر العدني -وهو صدوق ملازم لابن عيينة- فرواه عن ابن عيينة عن ابن عجلان عن مسلم عن نافع بن جبير مرسلًا، أخرجه النسائي (425). وهكذا رواه الحسين بن الحسن المروزي في كتاب "البر والصلة" عن ابن عيينة وعلي بن غراب كليهما عن ابن عجلان به مرسلًا كما في "النكت". وذكر الحافظ أن الليث بن سعد رواه عن ابن عجلان هكذا. ومما يؤيد الإِرسال: ما أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 17 - 18) من طريق روح بن عبادة والقعنبي عن داود بن قيس عن نافع بن جبير مرسلًا، وقال: "هذا أولى". وكان قد أخرجه قبل ذلك من رواية خالد بن يزيد العمري عن داود به متصلًا. ورواية خالد هذه أخرجها أيضًا: الطبراني (2/ 145 - 146) والخطيب في "الجامع" (2/ 132). وخالد متهم بالكذب. وقال الحافظ في "النكت" (2/ 736): "ورُوِّيناه في (فوائد على بن حجر) عن إسماعيل بن جعفر [وهو ثقةٌ ثبتٌ] عن داود بن قيس عن نافع مرسلًا أيضًا". وأخرجه الحاكم (1/ 537) -وصححه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي وأحمد بن الحسين

اللهبي عن داود بن قيس عن نافع عن أبيه. لكن في الإِسناد سقطًا بين داود والراويين عنه. وقال الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 477): "رواه الطبراني والنسائي والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. قلت: وإسناد الثلاثة كما قال". وأما حديث السائب: فأخرجه أحمد (3/ 450) والطحاوي في "معاني الآثار" (4/ 289) والطبراني في "الكبير" (7/ 183) من طريق الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن يزيد بن خصيفة عنه مرفوعًا. بنحو حديث أبي هريرة. قال الحافظ في "النكت" (2/ 732): "رجاله ثقات أثبات، والسائب قد صحَّ سماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - فالحديث صحيح". أهـ. وصححه أيضًا في "الفتح" (13/ 545). وأما حديث عائشة: فأخرجه النسائي في "الصغرى" (رقم: 1344) و"اليوم والليلة" (400) والطبراني في "الدعاء" (1912) والبيهقي في "الشعب" (1/ 435) -ومن طريقه: السمعاني في "أدب الإِملاء" (ص 75) - من طريق خلّاد بن سليمان عن خالد بن أبي عمران عن عروة عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس مجلسًا أو صلّى صلاةً تكلم بكلمات، فسألت عائشة عن تلك الكلمات، فقال: "إن تكلّم بخيرٍ كان طابعًا عليهنّ إلى يوم القيامة، وإن تكلم بغير ذلك كان كفّارة له: سبحانك ... إلخ". وإسناده قوي كما قال الحافظ في "الفتح" (13/ 545)، وصحّحه في "النكت". وأخرجه النسائي (398) والطحاوي في "معاني الآثار" (4/ 290) والحاكم (1/ 496 - 497) -وصحّحه، وقال الذهبي: على شرط خ، م-

والسمعاني (ص 75) من طريق الليث بن سعد عن ابن الهاد عن يحيى بن سعيد عن زُرارة بن أوفى عنها قالت: ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم من مجلس إلَّا قال: (سبحانك ... إلخ) فقلت له: يا رسول الله! ما أكثرَ ما تقول هؤلاء الكلماتِ إذا قمت! فقال: "إنّه لا يقولهن أحد حين يقوم من مجلسه إلَّا غُفر له ما كان في ذلك المجلس". هكذا رواه شعيب بن الليث، ويحيى بن بُكير، وعبد الله بن صالح، وعبد الله بن عبد الحكم عن الليث. وخالفهم قتيبة بن سعيد فرواه عن الليث عن يحيى عن محمَّد بن عبد الرحمن الأنصاري عن رجل من أهل الشام عن عائشة، هكذا أخرجه النسائي (399). وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 349) من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث والليث عن يحيى به كرواية قتيبة. وزُرارة قيل: هو ابن أوفى، وهذا ما يقتضيه تصحيحُ الذهبيِّ الحديثَ على شرط الشيخين، ورجّح ذلك الإِسماعيلي فقد أخرج هذا الحديث -كما في "التهذيب" (3/ 324 - 325) - في "مسند يحيى بن سعيد" في باب: (زُرارة بن أوفى عن عائشة). وقال الحافظ في "التهذيب": "هو عندي وهمٌ، والصواب أنه كان عن (ابن زُرارة) فوقع فيه حذفٌ والله أعلم". وهو ما رجّحه المزّي، وابن زُرارة هو محمَّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة المذكور في رواية قتيبة وابن وهب. ومما يؤكّد ما ذهبا إليه: أن يحيى بن سعيد الأنصاري لا تعرف له رواية عن ابن أوفى، بل هو ممن يروي عن محمَّد بن عبد الرحمن الأنصاري الذي لم يدرك عائشة، وبالتالي فالحديث منقطع الإِسناد من هذا الوجه. وأمّا حديث الزُّبير: فأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 75 - 76) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 239/ ب) عن شيخه محمَّد بن علي بن حبيب الطرائفي عن

محمَّد بن يحيى الكلبي الحرّاني عن الحسن بن محمَّد بن أعين عن عبد العزيز ابن صهيب عن حبّال مولى الزبير عن مولاه مرفوعًا: "إذا جلستم تلك المجالس التي تخافون فيها على أنفسكم فقولوا عند مقامكم: سبحانك ... إلخ- يُكفّر عنكم ما أصبتم فيها". وقال: لا يروى عن الزبير إلَّا بهذا الإِسناد، تفرّد به الطرائفي". وقال الهيثمي (10/ 142): "وفيه من لم أعرفه". أهـ. قلت: يعني شيخ الطبراني ومولى الزبير. وقال الحافظ في "الفتح" (13/ 545): "سنده ضعيف". وأما حديث ابن مسعود: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 203) وابن عدي في "الكامل" (7/ 240) من طريق يحيى بن كثير البصري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عنه مرفوعًا: "كفارة المجلس أن يقول العبد: سبحانك. . . الحديث". وابن كثير ضعيف كما في "التقريب". وقد تابعه عبيد بن عمرو الحنفي عند الطبراني في "الأوسط" (1249)، وعبيد ضعّفه الأزدي والدارقطني. (اللسان: 4/ 121). وقال الهيثمي (10/ 141): "وفيهما عطاء بن السائب، وقد اختلط". وأما حديث أنس: فأخرجه البزار (كشف- 3123) والطحاوي في "معاني الآثار" (4/ 289) والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 217) والطبراني في "الدعاء" (1916) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 255/ أ) من طريق عثمان بن مطر عن ثابت عنه مرفوعًا: "كفارة المجلس أن تقول: سبحانك ... الحديث". قال البزّار: "لا نعلمه يروى عن أنس إلَّا من هذا الوجه، وعثمان ليّن

الحديث". أهـ. وقال الهيثمي (10/ 141): "وفيه عثمان بن مطر، وهو ضعيف". وقال الحافظ في "الفتح" (13/ 545): "سنده ضعيف". وذكره في "النكت" (2/ 732) أن الحسين بن الحسن المروزي أخرجه في زيادات "البر والصلة" من طريق فلان بن غياث عن ثابت به. وفلان غير معروف، وليس هو حفص بن غياث، فإنّ لا يروى عن ثابت. وأما حديث علي: فقد قال الحافظ في "النكت" (2/ 738): "رواه أبو علي ابن الأشعث في كتاب "السنن" بإسناده المشهور عن أهل البيت، وهو ضعيف". وقال في "الفتح" (13/ 545 - 546): "سنده واهٍ". وابن الأشعث هو محمَّد بن محمَّد بن الأشعث الكوفي قال الدارقطني: وضع ذاك الكتاب. يعني: العلويّات. "اللسان: 5/ 362". وأما حديث ابن عمرو: فأخرجه أبو داود (4857) والطبراني في "الدعاء" (1915) وابن حبّان (2/ 352) والمزّي في "التهذيب" (2/ 808) من طريق سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عنه قال: كلمات لا يتكلم بهنّ أحد في مجلس لغو أو مجلس باطل، عند قيامه، ثلاث مرّات، إلَّا كفرتهن عنه، ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلَّا خُتِم له بهنّ عليه كما يُختم بالخاتم على الصحيفة سبحانك ... إلخ". وهو موقوف. وإسناده جيّد. ورُوي عنه مرفوعًا: أخرجه الطبراني في "الكبير" -كما في "النكت" (2/ 730) - من طريق محمَّد بن جامع العطّار عن حصين بن نُمير عن حصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن عمرو مرفوعًا: "كفارة المجلس: سبحانك ... إلخ". وقال الهيثمي (10/ 142): "وفيه محمَّد بن جامع العطّار وثّقه ابن حبّان

وضعّفه جماعة، وبقيّة رجاله رجال الصحيح". أهـ. قلت: ضعّفه أبو يعلى وأبو حاتم والدارقطني، وتركه ابن عبد البر. (اللسان: 5/ 99). وقد خولف فيه: فقد رواه محمَّد بن فضيل في "كتاب الدعاء" -كما في "النكت"- وعنه ابن أبي شيبة (10/ 256) -وفي سنده سقط وتحريف- عن حصين بن عبد الرحمن به موقوفًا. قال الحافظ: "وكذا رواه خالد بن عبد الله الواسطي وعبد الله بن إدريس الأودي وغير واحدٍ عن حصين موقوفًا". وأما حديث أبي سعيد: فأخرجه جعفر الفريابي في "كتاب الذكر" -كما في "النكت"- عن شيخه الفلاس عن يحيى بن سعيد عن شعبة عن أبي هاشم عن أبي مِجْلَز عن قيس بن عباد عنه أنّه قال: من قال في مجلسه: (سبحانك ...) ختمت بخاتم فلم تُكسر إلى يوم القيامة". قال الحافظ: "إسناده صحيح وهو موقوف، لكن له حكم المرفوع؛ لأنّه مما لا يقال بالرأي". قلت: لكن له علة: فقد رواه عمرو بن مرزوق -عند الطبراني في "الدعاء" (391) - ومحمد بن جعفر (غندر) -عند النسائي في "اليوم والليلة" (82) - عن شعبة مثله، لكن قالا: "من توضأ فقال: (سبحانك ...) كتب في رقّ ثم طبع بطابع فلم يُكسر إلى يوم القيامة". وقال البيهقي في "الشعب" (3/ 21): "ورواه معاذ بن معاذ عن شعبة موقوفًا". وهكذا رواه الثوري عند عبد الرزاق (1/ 186) وابن أبي شيبة (1/ 3 و 10/ 450 - 451) والنسائي (83)، وهُشَيم عند سعيد بن منصور كما في "نتائج الأفكار" (1/ 250). فالذي عليه أكثر الرواة كون هذه الرواية في الوضوء، ولما كان مخرج الروايتين واحدًا، تعيّن الحكم بشذوذ رواية يحيى بن سعيد الأنصاري، والله أعلم.

11 - باب: ما يقول عند أول لقمة من الطعام

وأما حديث الصحابي الذي لم يُسمَّ: فقد قال الحافظ في "النكت" (2/ 739): "روّيناه في (فوائد ابن خورشيد) من طريق أبي الأحوص عن أبي فروة عروة بن الحارث الهمداني عن أبي معشر -وهو: زياد بن كليب-، قال: حدثنا رجل من الصحابة ... " وذكر الحديث. قال الحافظ: "إسناده صحيح". ورُوي مرسلًا: فقد أخرج عبد الرزّاق (11/ 24) والدولابي في "الكنى" (2/ 28) عن أبي عثمان يزيد الفقير أن جبريل -عليه السلام- علّم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من المجلس أن يقول: سبحانك ... إلخ. وصحّح الحافظ في "النكت" (2/ 741) سنده. وأخرج أحمد (3/ 450) والطحاوي في "معاني الآثار" (4/ 289) والطبراني في "الكبير" (7/ 183) من طريق الليث بن سعد عن ابن الهاد عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر أنه قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من إنسان يكون في مجلس فيقول حين يريد أن يقوم: (سبحانك ...) إلَّا غُفر له ما كان في ذلك المجلس". وسنده صحيح. وتقدّم مرسل أبي العالية. 11 - باب: ما يقول عند أول لقمة من الطعام 1582 - أخبرنا أبو أحمد عمرو بن عثمان بن جعفر بن محمَّد بن إسماعيل السبيعي البغدادي قراءةً عليه بالرَّمْلة، قال: أخبرني محمَّد بن القاسم ابن جعفر -جليسٌ لابن صاعد-: نا قَعْنَب بن المُحرَّر: نا سعيد بن أوس أبو زيد الأنصاري عن ابن عون عن نافع.

12 - باب: التسمية عند وضع الثياب

عن ابن عمر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا لَقَمَ أوّلَ لُقمةٍ قال: "يا واسعَ المغفرةِ اغفر لي". شيخٍ تمام ذكره الخطيب في "التاريخ" (12/ 227) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقَعْنب ذكره ابن حبان في "ثقاته" (9/ 23)، والراوي عنه وثّقه الخطيب في "تاريخه" (3/ 181). 12 - باب: التسمية عند وضع الثياب 1583 - حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذْرَعي: نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزّار بمصرَ: نا بشر بن معاذ العَقَدي: نا محمَّد بن خلف الكَرْمَاني: نا عاصم الأحول. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سترُ ما بين أعين الجنِّ وعورات بني آدم أن يقولوا: (بسم الله) ". لم يروه إلَّا بشر بن معاذ. أخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 152) من طريق تَمَّام. ونقل عن الدارقطني أنه قال: وَهِمَ محمَّد بن خلف على عاصم، وإنّما رواه عاصم عن أبي العالية قوله، ورواه محمَّد بن مروان السُّدِّي عن عاصم كما قال محمَّد بن خلف، ووَهِمَ فيه أيضًا". ومحمد بن خلف هذا لم أظفر بترجمة له. وقد أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (رقم: 1110) من طريق الثوري عن عاصم عن أبي العالية من قوله كما قال الدارقطني، وسنده صحيح. 1584 - حدّثنا أبو يعقوب الأذرَعي: نا أحمد بن عمرو: نا بشر بن خالد العسكري: نا سعيد بن مسلمة: نا الأعمش عن زيد العَمِّي.

عن أنس، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: "سترُ ما بين أعين الجنِّ وعورات بني آدم إذا وضعوا ثيابَهم أن يقولوا: (بسم الله) ". لم يقل: (عن الأعمش عن زيد العَمِّي) إلَّا سعيد بن مسلمة، والله أعلم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (سعيد بن مسلمة منكرُ الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1585 - حدّثنا أبو زُرعة وأبو بكر محمَّد وأحمد ابنا عبد الله، قالا: نا محمَّد بن العباس بن الدرفس نا أبو التَقيِّ هشام بن عبد الملك: نا سعيد ابن مسلمة عن الأعمش عن زيد العمِّي. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سترُ ما بين أعين الجن وعوراتِ بني آدم إذا نزع أحدُكم ثوبَه أن يقولَ: (بسم الله) ". وقد رواه محمَّد بن الفضل عن زيد العَمِّي مخالفًا (¬1) لرواية سعيد بن مسلمة. أخرجه الحافظ في "النتائج" (1/ 150) من طريقي تمّام. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 20/ ب) و"الدعاء" (368) وابن عدي في "الكامل" (3/ 198، 379 - 380) وأبو الشيخ في "العظمة" (رقم: 1107) والإِسماعيلي في "معجم شيوخه" (2/ 528 - 529) -وعنه: السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 542) - وابن السنّي في "اليوم والليلة" (274) والبيهقي في "الدعوات" (54) وابن عساكر في "تاريخه" (6/ ق 303/ ب) من طريق سعيد بن مسلمة به. قال الطبراني: لم يروه عن الأعمش إلَّا سعيد هذا، وسعد بن الصلت. ¬

_ (¬1) في الأصول: (مخالف)، والتصويب من (ظ).

وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن الأعمش غير سعيد بن مسلمة. قال: ثم وجدناه من حديث سعد بن الصلت عن الأعمش، ولا يرويه عن الأعمش غيرهما. وإسناده ضعيف: زيد وسعيد كلاهما ضعيف كما في "التقريب". وقد تابع سعيدًا: سعد بن الصلت عند ابن عدي (3/ 198)، وسعد ذكره ابن حبان في "ثقاته" (6/ 378)، وقال: "ربّما أغربَ". وبيَّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 86) وضعّفه الحافظ في "النتائج" (1/ 152). وتابعه أيضًا: يحيى بن العلاء عند ابن السنّي (21)، ويحيى كذّبه وكيع وأحمد، والراوي عنه: أصرم بن حوشب كذبه ابن معين، واتهمه بالوضع ابن حبّان. (اللسان: 1/ 461). وأخرجه ابن السنّي (273) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمّي عن أبيه به، وعبد الرحيم متروك، وكذّبه ابن معين. كذا في "التقريب". وله طريقان آخران عن أنس: فقد أخرجه ابن عدي (6/ 304) عن شيخه محمَّد بن أحمد بن سهيل الباهلي عن أبيه عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس مرفوعًا. وقال: هذا الحديث بهذا الإِسناد باطلٌ. وقال عن شيخه: هو ممّن يضع الحديث متنًا وإسنادًا، وهو يسرق حديث الضعاف يلزقها على قوم ثقاتٍ. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2525) من طريق حجّاج بن المنهال عن إبراهيم بن نجيح المكي، قال: حدّثنا أبو سنان -وليس: بضِرار [يعني: ابن مرّة]- عن عمران بن وهب عن أنس مرفوعًا. وقال: "لم يروه عن إبراهيم إلَّا الحجّاج". وعمران ضعّفه أبو حاتم، وقال: ما أظنّه سمِع من أنس شيئًا. (اللسان: 4/ 351). وإبراهيم لم أعثر على ترجمة له.

1586 - أخبرنا محمَّد بن موسى بن إبراهيم القرشي: نا عبد الله ابن عمران بن موسى البغدادي: نا عباس بن الحسين قاضي الرَّي: نا يزيد ابن هارون: نا محمَّد بن الفضل عن زيد العمّي عن جعفر العَبْدي. عن أبي سعيد الخدري عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "سترُ ما (¬1) بين أعين الجن وبين عورات بني أدم إذا وضع الرجلُ ثوبَه أن يقول: (بسم الله) ". أخرجه الحافظ في "النتائج" (1/ 153) من طريق تمام. وأخرجه أحمد بن منيع -كما في "المطالب العالية" (المسندة: ق 4/ ب) - ومن طريقه: أبو الشيخ في "العظمة" (1108) عن يزيد بن هارون به. ومحمد بن الفضل هو ابن عطيّة، قال في "التقريب": "كذبوه". ورُوي من حديث علي، وابن عمر: أمّا حديث علي: فأخرجه الترمذي (606) -ومن طريقه: البغوي في "شرح السنّة" (1/ 378) - وابن ماجه (297) والبيهقي في "الدعوات" (53) من طريق محمَّد بن حميد الرازي عن الحكم بن بشير عن خلّاد بن عيسى الصفّار عن الحكم بن عبد الله النَّصْري عن أبي إسحاق عن أبي جُحيفة عنه مرفوعًا. قال الترمذي: حديث غريبٌ لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوي. وقال البيهقي: هذا إسنادٌ فيه نظرٌ. وسنده ضعيف: الحكم بن عبد الله لم يوثّقه غير ابن حبّان، وأبو إسحاق هو السَّبيعي اختلط بآخرة، كما أنّه مدلس ولم يصرّح بالتحديث. ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) و (ر): (ما).

13 - باب: ما يقول عند الجماع

أما محمَّد بن حميد الرازي فهو -وإن كان ضعيفًا- لم ينفرد بالحديث، فقد تابعه محمَّد بن مِهران -وهو ثقة- عند أبي الشيخ (1109) -وعبد الرحمن ابن الحكم بن بشير- وترجمته في "الجرح" (5/ 227) تدل على علمه وعدالته- عند البزّار كما في "النتائج" (1/ 197). أما حديث ابن عمر: فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 255) من طريق إسماعيل بن يحيى عن مسعر عن عطية العوفي عنه مرفوعًا: "إذا نزع أحدكم ثوبَه أو تعرى فليقل: (بسم الله)، فإنه ستر له فيما بينه وبين الشيطان". وقال: غريب من حديث مسعر، تفرّد به إسماعيل. أهـ. وإسماعيل هذا هو: ابن يحيى بن طلحة التيمي، كذّبه الأزدي وأبو علي النيسابوري والدارقطني والحاكم، واتهمه بالوضع صالح جزرة وابن حبّان. (اللسان: 1/ 441 - 442). وقال الحافظ في "النتائج" (1/ 155): "قلت: هو ضعيف، وفي عطية أيضًا ضعف. فالحاصل أنه لم يثبت في الباب شيءٌ، والله أعلم". أهـ. قلت: إذا ضُمَّ إلى حديث عليٍّ طريقا حديث أنس -اللذان في أحدهما سعد بن الصلت، وفي الآخر: عمران بن وهب- فهو قريبٌ من درجة الحسن، والله أعلم. 13 - باب: ما يقول عند الجماع 1587 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل: نا سعيد بن عبد الرحمن البغدادي بأنطاكية سنة أربع وثمانين ومائتين: نا يعقوب بن كعب: نا بقيَّة عن بحر السقّاء عن منصور بن المعتمر عن سالم عن كُرَيب. عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جامع أحدُكم

14 - باب: ما يقول عند الكرب

فليقل: بسم الله، جنِّبنا الشيطانَ، وجنِّب الشيطانَ ما رزقتنا". قال: "فإن حُمِل له فيما بين ذلك لم يضره الشيطان". بحر السقّاء ضعيف كما في "التقريب"، وبقية يدلس تدليس التسوية ولم يُصرِّح بالسماع. وانظر ما بعده. 1588 - أخبرنا أبو بكر: نا سعيد بن عبد الرحمن: نا يعقوب بن كعب: نا (¬1) بقية عن شعبة و (¬2) ورقاء وقيس عن منصور عن سالم عن كُريب. عن ابن عبّاس مثله. أخرجه البخاري (6/ 337) ومسلم (2/ 1058) من طريق شعبة به بلفظ: "لو أن أحدكم أتى أهله قال: اللهم جنِّبني الشيطان، وجنّب الشيطان ما رزقتني. فإن كان بينهما ولدٌ لم يضرّه الشيطان ولم يُسلّط عليه". لفظ البخاري. وليس في رواية شعبة ذكر التسمية، وهي عند البخاري (11/ 191) ومسلم من رواية جرير وغيره عن منصور. 14 - باب: ما يقول عند الكرب 1589 - أخبرنا أبو الحسنُ مُزَاحِم بن عبد الوارث البصري: نا محمَّد ابن زكريا الغَلاَبي: نا أحمد بن عيسى بن زيد (3) بن علي بن الحسين، قال: حدّثني عمّي: الحسين بن زيد بن علي، وعبد الله بن حسن بن حسن عن زيد بن علي عن أبيه: علي بن الحسين عن أمِّ البنين بنت عبد الله بن جعفر، قالت: سمعت أبي: عبد الله بن جعفر يقول: علّمني علي بن أبي طالب ¬

_ (¬1) في (ف): (قال: حدّث بقية). (¬2) في الأصل: (عن شعبة عن ورقاء وقيس)، والتصويب من (ظ) و (ر) و (ف). (¬3) قال معد الكتاب للشاملة: هذه الحاشية ساقطة من المطبوع.

-رضي الله عنه - كلماتٍ أقولهنَّ عند الكرب، وقال. أيْ بُنيَّ! علّمنيهنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أقولهنّ عند الكرب إذا نزل بي، ولقد خَصَصْتُك بهنَّ دون حَسنٍ وحسينٍ: لا إله إلَّا الله العليُّ العظيم، لا إله إلَّا الله الحليمُ الكريم، تبارك اللهَ ربَّ العرش العظيم، والحمد لله ربِّ العالمين. الغَلَابي متّهم. والحديث أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (627، 628) والطبراني في "الدعاء" (1020، 1021) من طريق القعقاع بن حكيم عن علي بن الحسين به. وبنت عبد الله بن جعفر يقال إن اسمها: (أم أبيها)، وقال في "التقريب": "مقبولة". أي: عند المتابعة، وقد توبعت: فالحديث أخرجه أحمد (1/ 94) والنسائي (630، 631) -وعنه: ابن السنّي (341) - والطبراني (1011، 1012) وابن حبّان (الإِحسان- 3/ 147) والحاكم (1/ 508) من طريق محمَّد بن عجلان عن محمَّد بن كعب القُرَظي عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن عبد الله بن جعفر نحوه. وإسناده جيد، وتابع ابن عجلان: أسامة بن زيد الليثي -وهو ليِّن- عند أحمد (1/ 91) وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (رقم: 95) والطبراني (1013) والحاكم (1/ 508) -وصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- وعنه البيهقي في "الدعوات" (162)، وأبان بن صالح -وهو ثقة- عند النسائي (628، 629). وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 254) والنسائي (633، 634، 635) والطبراني (1014) من طريق منصور بن المعتمر عن رِبْعي بن حِراش عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن جعفر، قال: قال لي علي: ألا أعلمك كلماتٍ لم أعلمها حسنًا ولا حسينًا؟! إذا طلبت حاجة وأحببت أن تنجح فقل: لا إله

15 - باب: الاستخارة

إلا الله، وحده لا شريك له، العلي العظيم، لا إله إلَّا الله، وحده لا شريك له الحكيم الكريم. ثم سل حاجتك. وهو موقوف صحيح الإِسناد. والحديث صحّحه الحافظ كما في "شرح الأذكار" لابن علّان (4/ 7). وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (11/ 145) ومسلم (4/ 2092 - 2093). 15 - باب: الاستخارة 1590 - أخبرنا خيثمة: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمَّد الرَّقاشي: نا حاتم بن سالم العتكي: نا زَنْفَل بن عبد الله العَرَفي عن ابن أبي مُلَيكة عن عائشة. عن أبي بكرٍ الصدّيق -رضي الله عنهما (¬1) -، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أمرًا قال: "اللهم خِرْ لي واخترْ لي". أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (رقم: 955) والبيهقي في "الشعب" (1/ 219 - 220) من طريق حاتم به. وأخرجه الترمذي (3516) وأبو بكر المروزي في "مسند الصدّيق" (رقم: 44) وأبو يعلى (1/ 45 - 46) -وعنه: ابن السني (597) - والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 97) -ومن طريقه: القضاعي في "مسند الشهاب" (1471) - والخرائطي وابن عدي في "الكامل" (3/ 236) والإسماعيلي في "معجمه" (1/ 459) -وعنه: السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 444) - والبغوي في ¬

_ (¬1) الترضي ليس في (ظ).

16 - باب: ما يقول عند رؤية المبتلى

"شرح السنّة" (4/ 155) والمزي في "التهذيب" (1/ 433) من طرقه عن زَنْفَل به. قال الترمذي: "هذا حديث غريبٌ؛ لا نعرفه إلَّا من حديث زَنْفَل، وهو ضعيفٌ عند أهل الحديث، ويقال له: زنفل العَرَفي، وكان سكن عرفات. وتفرّد بهذا الحديث، ولا يُتابع عليه". أهـ. ونقل الحافظ في "تخريج الأذكار" -كما في شرحها لابن علّان (3/ 356) - عن البزّار أنه قال: لا نعلمه يروى إلَّا بهذا الإِسناد، ولا يُتابع زَنْفَل عليه. وعن الدارقطني أنه قال في "الأفراد": تفرّد به زَنْفَل. وزَنْفَل ضعيف كما في "التقريب". وسئل أبو زُرعة -كما في "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 203 - 204) عن هذا الحديث، فقال: "هذا حديثٌ منكرٌ، وزَنْفَل فيه ضعفٌ، ليس بشيءٍ". وقال النووي في "الأذكار" (ص 101) والحافظ في "الفتح" (11/ 184): "إسناده ضعيف". 16 - باب: ما يقول عند رؤية المُبتلى 1591 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب، وأبو مُحْرِز عبد الواحد ابن إبراهيم بن عبد الواحِد العَبْسي، قالا: نا أبو الحسن أحمد بن محمَّد بن الحسن بن السَّكَن العامريّ الحافظ: نا محمَّد بن موسى الجُرَشي: نا زياد بن الربيع اليَحْمَدي (¬1) عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن أبيه. عن جدِّه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما من مسلمٍ يفجأه مُبتلًى فيقول: (الحمدُ لله الذي عافاني ممّا ابتلاك به) إلَّا عافاه اللهُ من ذلك البلاء، كائنًا ما كان، أبدًا ما عاش". ¬

_ (¬1) وقيل: (اليُحْمِدي).

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (جزء أحمد بن عتبة -ص 204) من طريق تمّام. وأخرجه الطيالسي (رقم: 13) وعبد بن حميد في "المنتخب" (38) والترمذي (3431) والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 270) والخرائطي في "فضيلة الشكر لله" (ص 33) والطبراني في "الدعاء" (797) وابن عدي في "الكامل" (5/ 136 و 6/ 212) وابن السنيّ (308) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 265) والبيهقي في "الشعب" (4/ 108 و 7/ 506 - 507) والبغوي في "شرح السنة" (5/ 130 - 131) من طرقٍ عن عمرو بن دينار به. قال الترمذي: "هذا حديثٌ غريبٌ، وعمرو بن دينار قَهْرُمانُ آل الزبير شيخٌ بصريٌّ، وليس هو بالقوي في الحديث، وقد تفرّد بأحاديث عن سالم بن عبد الله". وقال ابن عدي: "ولا يُعرف هذا الحديث عن سالم، ولا يرويه عنه غير عمرو بن دينار هذا". وعمرو هذا ضعيف كما في "التقريب"، وقد اضطرب فيه: فقال مرّة: عن سالم عن أبيه مرفوعًا فلم يذكر عمر، هكذا أخرجه ابن ماجه (3892) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 239/ أ- ب) -ومن طريقه: أبو القاسم الحنّائي في "فوائده" (ق 34/ ب) - عنه، وقال أخرى: عن سالم عن أبيه موقوفًا، هكذا أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 395). ومن وجوه الاضطراب أنَّه أرسله عن سالم، أخرجه الحنّائي، وجعله أيضًا من كلامه أخرجه عبد الرزاق (10/ 445) -ومن طريقه: البيهقي (4/ 108) -. وله طريقان آخران عن ابن عمر: أخرجه الطبراني في "الدعاء" (798) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 13 - 14) و"أخبار أصبهان" (1/ 271) -ومن طريقه: ابن عساكر (15/ ق 256/ أ) - من طريق مروان بن محمَّد الطاطري عن الوليد بن عتبة عن محمَّد بن سوقة عن نافع عنه مرفوعًا.

قال أبو نعيم: "غريب من حديث محمَّد، تفرد به مروان عن الوليد":. أهـ. والوليد قال البخاري: معروف الحديث. وقال أبو حاتم: مجهول. وقال الحافظ في "التقريب": مستور. فهذا الإِسناد صالح للاعتبار. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 239/ ب) من طريق زكريا بن يحيى الضرير: ثنا شبابة بن سوار: ثنا المغيرة بنِ مسلم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا، وقال: "لم يروه عن أيّوب إلَّا المغيرة، ولا عنه إلا شبابة، تفرّد به زكريا". ورجاله ثقات غير زكريا، فقد ذكره الخطيب في "التاريخ" (8/ 457) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال الهيثمي (10/ 138): "وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضّرير ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وورد من حديث أبي هريرة: أخرجه الترمذي (3432) -واستغربه (¬1) - وابن أبي الدنيا في "الشكر" (187) والبزّار (كشف-3118) والخرائطي في "فضيلة الشكر" (ص 33 - 34) والطبراني في "الدعاء" (799) و"الصغير" (1/ 241) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 239/ ب) وابن عدي (4/ 143) والبيهقي في "الشعب" (4/ 107 - 108 و 7/ 507) من طريق عبد الله بن عمر العمري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: "من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضَّلني على كثير ممّن خلق تفضيلًا. لم يصبه ذلك البلاء". لفظ الترمذي والطبراني في "الدعاء" ورواية للخرائطي، ورواية الآخرين: " ... فقد أدّى شكر تلك النعمة". قال البزّار: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإِسناد، وعبد الله بن ¬

_ (¬1) في "تحفة الأشراف" (9/ 409) والترغيب: "حسن غريب".

عمر قد احتمل أهل العلم حديثَه. وقال الطبراني: لم يروه عن سهيل إلَّا عبد الله، تفرّد به مُطرِّف. وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه عن عبد الله بن عمر غير أبي مصعب مطرّف هذا. قلت: قد رواه عن عبد الله: أبو بكر محمَّد بن سنان العَوَقي -وهو ثقة ثبت- عند ابن أبي الدنيا والخرائطي والبيهقي. وعبد الله بن عمر العمري قال في "التقريب": "ضعيف عابد". أهـ. ومع هذا فقد قال المنذري في "الترغيب" (4/ 273) والهيثمي (10/ 138): "إسناده حسنٌ"!. ولم ينفرد به العمري، فقد تابعه عبد الله بن جعفر المدني عند الطبراني في "الدعاء" (800)، لكنّه ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه الطبراني (801) من طريق عبد الله بن صالح عن الليث عن عيسى بن موسى بن إياس بن البُكير عن صفوان بن سُليم عن رجل عن أبي هريرة مرفوعًا. وعيسى ضعّفه أبو حاتم، ووثّقه ابن حبّان. (الميزان: 3/ 325) وعبد الله بن صالح صدوق كثير الغلط. وتابعيّه لم يسمَّ، فالسند ضعيف. فطرق الحديث مفرداتها لا تخلو من ضعف، لكنها باجتماعها ترتقي بالحديث إلى درجة الحسن، لا سيّما أنها خالية من المتهمين والمتروكين. 1592 - حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمَّد بن سعيد بن عُبيد الله بن فُطيس الورّاق: نا جعفر بن محمَّد بن جعفر بن رُشيد الكوفي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ناشب بن عمرو: مقاتل بن حيّان عن عبد الله بن أبي مُلَيْكة. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبدٍ مؤمنٍ ينظر إلى صاحب بلاءٍ ما كان من بلائه فيحمدُ اللهَ على عافيته، ثم يقول: (اللَّهمَّ

17 - باب: ما يقول عند رؤية المطر

عافني مما ابتليتَه، وتمِّمْ عليَّ نعمتك) إلَّا عافاه الله من ذلك البلاء، فلن يبتلى به أبدًا". ناشب قال البخاري: منكر الحديث. وضعّفه الدارقطني. (اللسان: 6/ 143) وجعفر بن محمَّد لم أظفر بترجمةٍ له. 17 - باب: ما يقول عند رؤية المطر 1593 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليماق: نا يحيى بن أبي طالب: أنا علي بن عاصم: نا عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطرَ قال: "اللهم صبًّا صبًّا". علي بن عاصم ضعّفوه لكثرة غلطه، وقد غلط في هذا الحديث فجعله عن نافع عن ابن عمر، والصواب ما أخرجه البخاري (2/ 518) من طريق عبد الله بن المبارك عن عبيد الله عن نافع عن القاسم عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال: "صيّبًا نافعًا". 18 - باب: ما يقول إذا أفطر عند قوم 1594 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءةً عليه: نا الربيع بن سليمان المُرادي: نا عبد الله بن وهب: أنا الخليل بن مُرَّة عن يحيى بن أبي كثير. عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أفطرَ عندَ قومٍ قال: "أفطرَ عندكم الصائمون، وأكلَ طعامَكم الأبرارُ، وصلّت عليكم الملائكةُ".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (الخليل بن مرّة ضعيف). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه أبو يعلى (7/ 292 - 293) من طريق ابن وهب به. والخليل -وإن كان ضعيفًا- لم ينفرد به، فقد أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 100) وأحمد (3/ 118، 201 - 202) والدارمي (2/ 25) والنسائي في "اليوم والليلة" (296، 297) وأبو يعلى (7/ 291، 292) والطبراني في "الدعاء" (922) و"الأوسط" (303) وابن الأعرابي في "المعجم" (39/ ب) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 73) من طريق هشام الدستوائي عن يحيى به. وإسناده منقطع، فيحيى لم يسمع من أنس كما قال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة، وإنّما رآه رؤيةً. وقد صرّح أنه لم يسمع هذا الحديث من أنس، فقد قال النسائي: يحيى بن أبي كثير لم يسمعه من أنس. ثم أخرجه (298) من طريق ابن المبارك عن هشام عن يحيى قال: حُدِّثتُ عن أنس. وهو في "الزهد" لابن المبارك (1422). وأخرجه عبد الرزاق (4/ 311 و 11/ 381 - 382) -ومن طريقه: أحمد (3/ 138) وأبو داود (3854) - والطبراني في "الدعاء" (924) والبيهقي في "سننه" (7/ 287) و"الدعوات" (ق 41/ ب) وابن عساكر في "تاريخه" (7/ ق60/ أ - ب) والبغوي في "شرح السنة" (12/ 282 - 283) - عن معمر عن ثابت عن أنس أو غيره مرفوعًا، وفيه قصة. وصحّح هذا الإِسناد: النووي في "الأذكار" (ص 162، 203) والعراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 13) والحافظ في "التلخيص" (3/ 199)، وانتقد الأخير تصحيح النووي فقال في "تخريج الأذكار" -كما في شرحها لابن علّان (4/ 343) -: "في وصف الشيخ [يعني: النووي] هذا الإِسناد بالصحة نظرٌ؛ لأنَّ معمرًا وإن احتجّ به الشيخان فروايته عن ثابت بخصوصه

مقدوحٌ فيها: قال علي بن المديني. في رواية معمر عن ثابت غرائب منكرة. وقال يحيى بن معين: أحاديث معمر عن ثابت لا تساوي شيئًا. وساق العقيلي في "الضعفاء" عدّة أحاديث من رواية معمر عن ثابت، منها هذا الحديث، وقال: كل هذه الأحاديث لا يُتابع عليها, وليست بمحفوظة، وكلها مقلوبة" ثم قال: "وفي هذا السند علّةٌ أخرى وهي التردد بين أنس وغيره -عند الإِمام أحمد (¬1) - لاحتمال أن يكون الغير غير صحابي". ثم قال الحافظ: "ولو وصف الشيخ المتن بالصحة لكان أولى؛ لأن له طرقًا يقوي بعضها بعضًا". قلت: ولم ينفرد به معمر، فقد تابعه جعفر بن سليمان الضبعي عند الطحاوي في "المشكل" (1/ 498 - 499) والبيهقي في "سننه" (7/ 287) و"الدعوات" (ق 41/ ب)، وجعفر صدوق، فالسند حسنٌ. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (925) وابن السنّي (482) من طريق شعيب بن بيان عن عمران القطّان عن قتادة عن أنس مرفوعًا. وهذا سند لا بأس به، شعيب وعمران فيهما ضعف. وأخرجه الطبراني (923) عن شيخه محمَّد بن حنيفة عن الحسن بن جبلة عن مِهْران بن إسحاق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس مرفوعًا. وشيخ الطبراني قال الدارقطني: ليس بالقوي. (اللسان: 5/ 150) والحسن وشيخه لم أعثر على ترجمة لهما. فحديث أنس بمجموع هذه الطرق صحيح إن شاء الله. ورُوي من حديث عائشة، وعبد الله بن الزبير: ¬

_ (¬1) لم يتفرد بها أحمد، بل هي عندي جميع مخرجي الحديث سوى أبي داود والطبراني.

19 - باب: قول الرجل لأخيه: جزاك الله خيرا

أما حديث عائشة: فأخرجه الطبراني (926) من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن القاسم عنها مرفوعًا. وفيه عنعنة الوليد ويحيى وهما مدلّسان. وأما حديث ابن الزبير: فأخرجه ابن ماجه (1747) والطبراني (927) وابن حبّان (12/ 507) والخطيب في "الموضح" (2/ 135 - 136) من رواية مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن جدّه مرفوعًا. قال البوصيري في "الزوائد" (1/ 309): "هذا إسنادٌ ضعيف لضعف مصعب بن ثابت". 19 - باب: قول الرجل لأخيه: جزاك الله خيرًا 1595 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو أحمد محمَّد ابن عبد الله بن الزبير: نا سفيان عن موسى بن عُبيدة عن محمَّد بن ثابت. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قال الرجل لأخيه: (جزاك الله خيرًا) فقد أبلغ في الثناء". 1596 - أخبرنا أبو الحسن مُزَاحِم بن عبد الوارث البصري: نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري: نا سعيد بن سلّام: نا موسى بن عُبيدة عن محمَّد بن ثابت. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثلَه. أخرجه الحميدي في "مسنده" (1160) وعبد الرزاق (2/ 216) -ومن طريقه: الطبراني في "الصغير" (2/ 149) و"الدعاء" (1930) - وعبد بن حميد في "المنتخب" (1418) عن سفيان -وهو الثوري- به.

وأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 149) و"الدعاء" (1929) من طريق أبي مسلم الكشّي به. وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 70) والبزّار (كشف- 1944) والطبراني (1931، 1932) والخطيب في "التاريخ" (11/ 203) من طرقٍ أخرى عن موسى به. قال البزار: "ومحمد بن ثابت لا نعلم روى عنه إلَّا موسى بن عبيدة، ولا روى عن أبي هريرة هذا الحديثَ غيرُه". وإسناده ضعيف: موسى ضعيف كما في "التقريب". وشيخه مجهول كما في "التقريب". وقال الهيثمي (4/ 150): "وفيه موسى بن عُبيدة، وهو ضعيفٌ". وقال الحافظ في "تخريج الأذكار" -كما في شرحها لابن علان (5/ 249) -: "وفي سنده موسى بن عبيدة، ضعّفوه". وجاء الحديث من رواية أسامة بن زيد، وابن عباس، وابن عمر، وأمّ سلمة: أما حديث أسامة: فأخرجه الترمذي في "الجامع" (2035) -وقال: "حسن جيّدٌ غريب"- و"العلل" (2/ 803) والنسائي في "اليوم والليلة" (180) -وعنه ابن السنّي (275) - والطبراني في "الصغير" (2/ 148) وابن حبّان (8/ 202) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (4/ 331 - ط العلمية) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 345) والبيهقي في "الشعب" (6/ 521) والضياء في "المختارة" (4/ 110 - 111) من طريق أبي الجوّاب الأحوص بن جوّاب عن سُعَير بن الخِمْس عن سليمان التيميُّ عن أبي عثمان النَهْدي عنه مرفوعًا: "من صُنع إليه معروفٌ، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا. فقد أبلغ في الثناء". وإسناده جيّدٌ، وصحّحه الحافظ في "تخريج الأذكار" -كما في شرحها (5/ 249) -. وأعلّ بما لا يقدح:

قال الترمذي في "العلل": سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث، فقال: منكر، وسُعَير كان قليل الحديث، ويروون عنه مناكير. وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 236): "سألت أبي عن حديث رواه أبو الجوّاب عن سعير ... وذكر الحديث. قال أبي: هذا حديث موضوع بهذا الإِسناد". والذي نقله عنه الضياء أنه قال: "هذا حديث منكر الإِسناد". أهـ. ولعل المقصود بالنكارة هنا التفرّد، فقد ذكر الدارقطني في "الأفرِاد" -كما في شرح الأذكار (5/ 249) - أن الحديث لم يروه عن سليمان إلَّا سُعير، تفرّد به أبو الجوّاب. وأما حديث ابن عمر: فأخرجه الخطيب (10/ 282) من طريق عبد الرحمن بن قريش الهروي عن إدريس بن موسى الهروي عن موسى بن نصر السمرقندي عن الليث بن سعد عن نافع عنه مرفوعًا. ابن قريش اتهمه السليماني بالوضع. (اللسان: 3/ 425). وشيخه لم أرَ من ذكره، وموسى السمرقندي ذكره الخطيب في "تاريخه" (13/ 35) وقال: كان غير ثقةٍ. ونقل عن أبي سعد الأدريسي أنه قال: حدّث بطامّاتٍ. وأمّا حديث ابن عباس: فأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 169/ ب) من طريق النضر بن طاهر عن يحيى بن هارون البلخي عن طلحة بن عمرو عن عطاء عنه مرفوعًا. وسنده تالف: النضر كذبه ابن أبي عاصم، واتهمه ابن عدي بسرقة الحديث. (اللسان: 6/ 162) وطلحة متروك كما في "التقريب". وأما حديث أم سلمة: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 319) من طريق سليم بن مسلم عن موسى بن عبيدة عن ثابت مولى أم سلمة عنها مرفوعًا.

20 - باب: ما يقول للمريض إذا عوفي

وقال ابن عدي: "سليم هذا لم يضبط إسناده، فأقلبه: فقال: (عن ثابت) وإنما هو محمَّد بن ثابت، ونسب ثابت فقال: مولى أم سلمة. وقال: (عن أم سلمة)، وإنما هو عن أبي هريرة". أهـ. وسليم متروك كما قال ابن معين والنسائي. (اللسان: 3/ 113). وعليه فالحديث لا يثبت إلَّا من رواية أسامة، والله أعلم. 20 - باب: ما يقول للمريض إذا عُوفي 1597 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج: نا أبو بكر محمَّد بن هارون بن محمَّد بن بكّار بن بلال: نا سليمان ابن عبد الرحمن: نا بشر بن عون: نا بكّار بن تميم عن مكحول. عن أبي أمامة، قال: مرّ رجلٌ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما له؟ ". قالوا: كان مريضًا. قال: "أفلا قلتَ: ليهنِك الطهورُ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (مكحول لم يرَ أبا أمامة. قاله أبو حاتم الرازي). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده تالف: بشر قال ابن حبّان: "روى عن بكّار بن تميم عن مكحول عن واثلة نسخةً فيها نحو مائة حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ. وقال أبو حاتم: بشر وبكار مجهولان. (المجروحين: 1/ 190، اللسان: 2/ 28).

21 - باب: ما يقول عند دخول السوق

21 - باب: ما يقول عند دخول السوق 1598 - أخبرنا أبو الطيّب محمَّد بن حُميد بن سليمان الكِلابي: نا أحمد بن منصور الرّمادي: نا عبد الله بن بكر السَّهْمي، وعبد الأعلي بن سليمان العَبْدي، قالا: نا هشام بن حسّان عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله. عن عبد الله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "من أتى سوقًا من الأسواق فقال: "لا إله إلَّا الله، وحدَه لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخيرُ، وهو على كل شيءٍ قديرٌ) كتب اللهُ له ألفَ ألف حسنةٍ، وكفّر -أو: محا- عنه ألفَ ألف سيئةٍ، وبنى له بيتًا في الجنّة". وهذا لفظ السَّهْميِّ. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (790) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن السهمي به، وزاد: (عن عمر). وهكذا رواه الفضيل بن عياض عن هشام، أخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (2/ 174 - 175 - ط الرسالة) وابن عدي في "الكامل" (5/ 135) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 180). وهكذا أخرجه الطيالسي (12) وأحمد (1/ 47) والترمذي (3429) وابن ماجه (2235) والطبراني في "الدعاء" (789، 791) وابن السنّي (182) وابن عدي (5/ 135) والخطيب في "الموضح" (2/ 286) وابن البنّاء الحنبلي في "فضل التهليل" (رقم:5) والبغوي في "شرح السنّة" (5/ 132) -وحسّنه- من طرق عن عمرو بن دينار به. قال الترمذي: "وعمرو بن دينار هذا هو شيخ بصريٌّ، وقد تكلّم فيه بعض أصحاب الحديث من غير هذا الوجه". أهـ. وعمرو هو قهرمان آل الزبير ضعيف كما في "التقريب".

وأخرجه ابن عدي (5/ 136) من طريقين آخرين عنه عن سالم عن أبيه مرفوعًا، ولم يذكر عمر، قال الدارقطني في "العلل" (2/ 49 - 50): "ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من عمرو بن دينار؛ لأنّه ضعيفٌ قليلُ الضبط". وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 171): "سألت أبي عن حديث رواه عمرو بن دينار ... وذكر الحديث، فقال أبي: هذا حديثٌ منكرٌ جدًّا، لا يحتمل سالم هذا الحديث". وأخرجه البخاري في "الكنى (ص 50) وعبد بن حميد في "المنتخب" (28) والدارمي (2/ 293) والترمذي (3428) -واستغربه- والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 133 - 134) والطبراني (792) وابن عدي (1/ 430) والحاكم (1/ 538) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 355) والضياء في "المختارة" (1/ 296 - 298) من طريق أزهر بن سنان عن محمَّد بن واسع عن سالم عن أبيه عن جدّه مرفوعًا. قال المنذري في "الترغيب" (2/ 531): "إسناده متّصلٌ حسن، ورواته ثقات أثبات، وفي أزهر بن سنان خلافٌ، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به". وقال الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 476): "إسناده حسنٌ". وأزهر قال ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال العقيلي: في حديثه وهم. وليّنه أحمد، وقال الساجي: فيه ضعف. وجزم الحافظ في "التقريب". بضعفه. وأخرجه الترمذي في "العلل" (2/ 912) والعقيلي (3/ 304 - 305) وابن عدي (5/ 91) والحاكم (1/ 539) من طريق يحيى بن سليم الطائفي عن عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعًا. قال الترمذي: "سألت محمدًا -يعني: البخاري- عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث منكر. قلت له: من عمران بن مسلم هذا؟ هو عمران القصير؟ قال: لا، هذا شيخ منكر الحديث".

وقد فرق البخاري في "تاريخه" (6/ 419) بين عمران بن مسلم راوي هذا الحديث، وعمران بن مسلم القصير، فقال في الأول: "عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار، منكر الحديث، روى عنه يحيى بن سليم". وتبعه على ذلك أبو حاتم ففي "الجرح" لابنه (6/ 305): "عمران بن مسلم: روى عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، روى عنه يحيى بن سليم. سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: هو منكر الحديث، وهو شبه المجهول". قال الحافظ في "التهذيب" (8/ 138): "وكذا فرّق بينهما أيضًا: ابن أبي خيثمة ويعقوب بن سفيان وابن عدي والعقيلي، وأنكر ذلك الدارقطني في "العلل" في ترجمة عبد الله بن دينار عن ابن عمر، وقال: هو هو بغير شكٍّ!. أهـ. وعلى ما قرّره أكثر الحفاظ -من أن عمران هذا ليس هو عمران القصير- الصدوق، -بل هو راوٍ آخر منكر الحديث- يكون هذا الإِسناد ضعيفًا، لا سيما أن راويه عن عمران: يحيى بن سُليم الطائفي صدوق سيىء الحفظ كما في "التقريب". وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 181): "سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن سليم ... وذكر الحديث، قال أبي: هذا حديث منكر. قال أبو محمَّد [هو: ابن أبي حاتم]: وهذا الحديث خطأ، إنّما أراد عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم عن أبيه، فغلِط وجعل بدلَ (عمرو): (عبد الله بن دينار)، وأسقط سالمًا من الإِسناد. حدّثنا بذلك محمَّد بن عمار، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان عن بكير بن شهاب الدامغاني عن عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار ... ". الحديث. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 35) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (2/ 252 - ط الرسالة).

قلت: الدامغاني منكر الحديث كما قال ابن عدي، ويحيى بن سليم أوثقُ منه، فروايته أولى بالقبول. وأخرجه الحاكم (1/ 539) من طريق مسروق بن المرزُبان عن حفص بن غياث عن هشام بن حسان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعًا. وصحّحه على شرطهما. قال المنذري (2/ 531): "كذا قال! وفي إسناده مسروق بن المرزُبان". وقال الذهبي في "التلخيص": "قلت: مسروق بن المرزُبان ليس بحجة". أهـ. ومسروق قال أبو حاتم: ليس بقوي، يكتب حديثه. وقال صالح جزرة: صدوق. وذكره ابن حبان في "ثقاته". فحديثه حسنٌ في الشواهد. وأخرجه البخاري في "الكنى" (ص 50) عن ضرار عن الدراوردي عن أبي عبد الله الفرّاء عن سالم عن أبيه مرفوعًا. وضرار هو ابن صُرَد كذّبه ابن معين، وتركه البخاري والنسائي. وأبو عبد الله الفرّاء قال أبو حاتم: مجهول. كذا في "الجرح والتعديل" (9/ 401). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 300) -وعنه: أبو نعيم في "الحلية" (8/ 280) - من طريق سلم بن ميمون الخواصّ عن علي بن عطاء عن عبيد الله العمري عن سالم عن أبيه مرفوعًا. قال ابن عدي: ينفرد بمتون بأسانيد مقلوبة. وقال أبو حاتم: لا يكتب حديثه. وقال ابن حبّان: غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث وإتقانه فلا يحتج به. (اللسان: 3/ 66). وعلي بن عطاء لم أظفر بترجمته، وأخشى أن يكون اسمه قد تحرّف. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (793) من طريق أبي خالد الأحمر عن المهاجر (كذا) بن حبيب عن سالم عن أبيه عن جده مرفوعًا. وذكره الدارقطني في "العلل" (2/ 50) من هذا الوجه، لكن قال:

(المهاصر) بدلَ (المهاجر)، والمهاصر قال أبو حاتم: لا بأس به. "الجرح: 8/ 439 - 440). وذكره ابن حبان في "ثقاته" (7/ 525). فهذه الطريق حسنة الإسناد. وبالجملة فإن الحديث بمجموع هذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن، والله أعلم. وأخرجه الخطيب في "التلخيص" (1/ 169) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعًا، وعبد الرحمن ضعيف كما في "التقريب" وتابعه -عنده أيضًا (1/ 321) - خارجة بن مصعب أحد المتروكين. ورُوي من حديث ابن عمرو، وابن عبّاس: أخرجه البغوي في "شرح السنّة" (5/ 133) من طريق ابن لهيعة عن حُيي بن هانئ عن ابن عمرو مرفوعًا: "من ذكر الله في السوق مخلصًا عند غفلة الناس وشغلهم بما هم فيه كتب الله له ألفَ ألفِ حسنةٍ، وليغفرنّ الله له يوم القيامة مغفرةً لم تخطر على قلب بشر". وابن لهيعة ضعيف لاختلاطه. وأخرجه ابن السنّي (183) من طريق نهشل بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عبّاس مرفوعًا: "من قال حين يدخل السوق .. الحديث، وفيه زيادة التكبير والتحميد والتسبيح والحوقلة، وفيه: "ألفي ألف" بدل " ألف ألف". ونهشل متروك وكذّبه إسحاق بن راهويه. كذا في "التقريب". 1599 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعيُّ: نا أبو عمرو حفص بن عمر بن الصبّاح الرَّقِّيّ: نا مسلم بن صالح: نا محمَّد بن أبان عن علقمة بن مَرْثَد عن سليمان بن بُريدة. عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل السوقَ قال: "اللهمَّ إنّي

22 - باب: فضل الدعاء

أسألك من خير هذه السوق ومن خير أهلها، وأعوذُ بك منِ شرِّ هذه السوق وشرِّ أهلها، وأعوذ بك أن أصيبَ صفقةً خاسرةً أو يمينًا فاجرةً". أخرجه الروياني في "مسنده" (ق 8/ ب) والطبراني في "الكبير" (2/ 6) و"الدعاء" (794، 795) وابن السنّي (181) والحاكم (1/ 539) والبيهقي في "الدعوات" (175، 176) من طريق محمَّد بن أبان به. وإسناده ضعيف: محمَّد بن أبان الجُعْفي ضعّفه ابن معين والنسائي، وابن حبّان، وقال البخاري وأبو حاتم: ليس بالقوي. (اللسان: 5/ 31). وقال الهيثمي (10/ 129): "وفيه محمَّد بن أبان الجعفي، وهو ضعيف". وأخرج الطبراني في "الكبير" (9/ 202) و"الدعاء" (796) من طريق سفيان عن أبي حصين عن عبد الله بن أبي الهُذَيل عن سليم بن حنظلة أن عبد الله بن مسعود أتى سُدَّة السوق، فقال: اللَّهم إنّي أسألك من خيرها وخير أهلها، وأعوذ بك من شرّها وشرّ أهلها. وإسناده حسن: سُليم ذكره ابن حبان في "ثقاته" (4/ 331)، وذكره البخاري في "تاريخه" (4/ 124) وروى عنه أنه قال: قرأت على عبد الله سجدةً، فقال: أنت إمامنا. وقال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح غير سليم بن حنظلة، وهو ثقة". 22 - باب: فضل الدعاء 1600 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حَسنون الأزدي قراءةً عليه من كتابه: نا أبو عبد الله أحمد بن بشر الصُّوري: نا محمَّد بن يحيى التميمي بالرّقة: نا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الزُّهريِّ.

عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما رُزِق عبدٌ أربعًا (¬1) فحُرِمَ أربعًا (¬2): لم يُرزقِ الدعاءَ فيُحرمُ الإِجابةَ، لإِن اللهَ يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، ولم يُرزقِ التوبةَ فيحرمُ القَبولَ، وذلك أنّ الله يقول: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25]، ولم يُرزقِ الشكرَ فيحرمُ المزيدَ، وذلك أنّ اللهَ يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]، ولم يُرزقِ الاستغفارَ فيحرم المغفرةَ، وذلك أنّ اللهَ يقول: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10] ". في إسناده مجاهيل: شيخ تمّام ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (2/ ق 182/ ب) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأحمد بن بشر وشيخه لم أظفر بترجمة لهما. وأخرجه الضياء في "المختارة" (رقم: 1814) من طريق أبي نصر الليث بن محمَّد بن الليث المروزي عن أحمد بن جعفر المروزي عن سويد بن نصر عن ابن المبارك عن ورقاء عن ثابت عن أنس مرفوعًا: "من ألهم خمسةً لم يحرم خمسةً: ... " الحديث، وزاد ذكر النفقة. والليث ذكره الخطيب في "تاريخه" (13/ 17) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا، وشيخه لم أظفر بترجمة له. والحديث عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (4/ 71) إلى: البخاري في "تاريخه"، ولم أره فيه، وأكبر ظني أن قوله (البخاري) محرّف من (ابن النجّار)، والله أعلم. أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 92) -ومن طريقه: الخطيب في "التاريخ" (1/ 247 - 248)، ومن طريقه: ابن الجوزي في "العلل" (1404) - والبيهقي في "الشعب" (4/ 126) من طريق محمود بن العبّاس ¬

_ (¬1) في الأصول: (أربع)، وهو لحن. (¬2) في الأصول: (أربع)، وهو لحن.

المروزي عن هُشيم عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعًا: "من أعطي الذكر ذكره الله؛ لأنّ الله يقول: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152]، ومن أُعطي الدعاء ... ". وذكر الحديث نحوه وليس فيه ذكر التوبة. قال الطبراني: لم يروه عن الأعمش إلَّا هشيم، تفرّد به محمود بن العبّاس. أهـ. ومحمود ذكره الذهبي في "الميزان" (4/ 77)، وقال: "عن هُشَيم بخبر كذبٍ لعلّه واضعه". ثم ذكر هذا الحديث. وضعّف البيهقي هذا الحديث. وقال ابن الجوزي: "لا يصحُّ، تفرّد به محمود بن العبّاس، وهو مجهول". وقال الهيثمي (10/ 149): "وفيه محمود بن العباس، وهو ضعيف". وأخرجه البيهقي (4/ 125 - 126) من طريق عبد العزيز بن أبان القرشي عن الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود مرفوعًا: "من أعطي أربعًا لم يُحرم أربعًا ... " وذكر الحديث. قال البيهقي: عبد العزيز متروك. أهـ. وكذبه ابن معين وابن نُمير. وأخرجه أيضًا (4/ 124 - 125) من طريق عبد الله بن صالح عن يحيى بن عطارد بن مصعب عن أبيه مرفوعًا: "ما أعطي أحدٌ أربعة فمنع أربعة: ... " الحديث. وأخرج ابن ابن أبي الدنيا في "الشكر" (3) -ومن طريقه البيهقي (4/ 124) - من هذا الوجه ما يتعلق بالشكر فقط. وإسناده ضعيف: عبد الله بن صالح صدوق كثير الغلط كما في "التقريب". وشيخه لم أعثر على ترجمته وكذا راوي الحديث (عطارد)، ولم أرَ من ذكره في الصحابة، فالظاهر أنه مرسل.

وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" -كما في "الدر المنثور" (4/ 71) - من حديث أبي هريرة، ومفاريد الحكيم يغلب عليها الوهن. 1601 - حدّثني أبو زُرعة الرازي: نا محمَّد بن حَمْدُويه الخراساني: نا محمَّد بن مَسْعَدة: نا سورة بن شدّاد عن عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- (¬1) إذا أراد أن يستجيبَ لعبدٍ أذِنَ له في الدعاء". محمَّد بن مَسْعَدة ذكره ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 477/ ب) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وشيخه ذكره ابن حبّان في "ثقاته" (8/ 304) وله ترجمة في: "الأنساب" للسمعاني (3/ 356) و"معجم البلدان" لياقوت (2/ 173)، وفيهما أنه كان صحيح السماع. أما ابن حَمْدويه فأظنّه المترجم في "سير النبلاء" (15/ 80)، وفيها توثيق الدارقطني له. والحديث ذكره السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 38) بلفظ: "إذا أراد الله أن يستجيب ... " وعزاه للديلمي، وقد فتشت عنه في "زهر الفردوس" فلم أقف عليه، والله أعلم. وأخرج ابن أبي شيبة (10/ 200) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "من فُتِح له من الدعاء منكم فُتِحت له أبواب الإِجابة". وعبد الرحمن هو ابن أبي مليكة ضعيف كما في "التقريب". ورُوي من حديث أنس: أخرجه الطبراني في "الدعاء" (39) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 263) من طريق عبد الرحمن بن خالد بن نجيح عن حبيب بن إبراهيم كاتب مالك عن محمَّد بن عمران عن ربيعة أبي عبد الرحمن عنه مرفوعًا: "والذي نفسي بيده ما أذن الله لعبدٍ في الدعاء حتى أذن له في الإجابة". ¬

_ (¬1) في (ف): (تبارك وتعالى).

23 - باب: الاستكثار من دعاء الناس

قال أبو نعيم: "غريب من حديث ربيعة، تفرد به حبيب كاتب مالك عنه". أهـ. وإسناده تالف: حبيب متروك، كذّبه أبو داود وجماعة. كذا في "التقريب" والراوي عنه قال ابن يونس: منكر الحديث. وتركه الدارقطني. (اللسان: 3/ 413). وأخرج الخطيب في "الموضح" (2/ 452 - 453) من طريق الهيثم بن جمّاز عن ثابت عنه مرفوعًا: "إذا فُتِح على العبد في الدعاء فإن الله تعالى يستجيب". والهيثم متروك كما قال أحمد والنسائي والساجي، وضعّفه غيرهم. (اللسان: 6/ 204). 23 - باب: الاستكثار من دعاء الناس 1602 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم، قال: نا زكريّا بن يحيى. (ح). وحدّثنا ابن سنان: نا زكريا بن يحيى، قال: حدّثي نُصَير بن أبي عُليّة البالِسيّ الدقّاق: نا علي بن عيسى الغسّاني: نا مالك عن أبي الزّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة، قال: كان آخرُ ما أوصاني به النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال؛ "استكثرْ من الناس من دعاء الخير لك، فإن العبدَ لا يدري على لسان مَن يُستجابُ له أو يُرْحَم، ولذلك جعل اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- المسلمين شفعاءَ بعضُهم لبعضٍ". أخرجه الخطيب في "الرواة عن مالك" -كما في "اللسان" (6/ 159) - من طريق تمام، وقال: "غريب، وعلي ونصير مجهولان". وأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" -كما في "اللسان" (6/ 158) -

24 - باب: دعاء الرجل لأخيه بظهر الغيب

من طريق زكريا بن يحيى السّاجي به، وقال: "لم يروه عن مالك إلَّا علي بن عيسى وهو مجهول، والذي قبله". يعني: كذلك. وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 148) في ترجمة (علي بن عيسى): (أتى عن مالك بخبرٍ باطلٍ) يعني: هذا الحديث. 24 - باب: دعاء الرجل لأخيه بظهر الغيب 1603 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم: نا محمَّد بن الخضِر الرَّقِّي: نا أبو سليمان مقاتل بن سليمان بن ميمون الخراساني: نا حمّاد بن الوليد عن حِبّان بن علي وسفيان بن سعيد الثوري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دعا الرجلُ لأخيه بظهرِ الغيب قالت الملائكةُ: ولك مثلُه". مقاتل هذا ليس هو المفسر المشهور المتّهم، وإن وافقه في اسمه واسم أبيه ونسبته، فذاك متقدّم، علاوة على أن اسم جده: بشير، وكنيته: أبو الحسن. ولم أظفر بترجمته. وحماد بن الوليد قال ابن حبّان: يسرق الحديث، وُيلزق بالثقات ما ليس من أحاديثهم. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. (اللسان: 2/ 354) وقد تفرّد بذكر الثوري، والصواب: ما أخرجه البخاري في "تاريخه" (3/ 88) والطبراني في "الدعاء" (1327) من طريق محمَّد بن الصباح الدولابي، وابن عدي في "الكامل" (2/ 428) من طريق داود بن عمرو ومحمد بن سليمان (لُوَين) -وكلهم ثقات-، كلهم عن حِبّان به، ولم يذكروا الثوريّ، فهو المحفوظ. وحِبّان ضعيف كما في "التقريب".

25 - باب: الدعاء بـ (يا ذا الجلال والإكرام)

والحديث أخرجه مسلم (4/ 2094) من حديث أبي الدرداء مرفوعًا: "من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الملك المُوكَّل به: آمين، ولك بمثل". 25 - باب: الدعاء بـ (يا ذا الجلال والإِكرام) 1604 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلَم: نا أبو جعفر الفارسي أحمد بن عمرو: نا محمَّد بن أبي السَّريِّ: حدّثني جَيْش (¬1) أبو المنذر عن يزيد الرّقاشي. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دعوتم فألِظُّوا (¬2) بـ (يا ذا (¬3) الجلال والإكرام) ". أخرجه الترمذي (3524) -واستغربه- والطبراني في "الدعاء" (93) وابن عدي في "الكامل" (7/ 102 - 103) من طرقٍ عن يزيد به. ويزيد ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه الترمذي (3525) وأبو يعلى (6/ 445) والطبراني (94) من طريق مُؤمَّل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس مرفوعًا. قال الترمذي: "حديث غريبٌ، وليس بمحفوظٍ، وإنّما يُروى هذا عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وهذا أصحُّ، ومُؤمِّل غلِط فيه، فقال: عن حماد عن حُميد عن أنس، ولا يُتابع فيه". وكذا قال أبو حاتم، ففي "العلل" لابنه (2/ 192): "سألت أبي عن حديث رواه مؤمّل ... وذكر الحديث، قال أبي: هذا خطأ: حماد بن زيد عن ¬

_ (¬1) في (ظ): (حنش). (¬2) المعنى: الزموا هذه الدعوة وأكثروا منها. (الأذكار ص 338). (¬3) في (ف) و (ظ): (بذي).

26 - باب: آداب الدعاء

أبان بن أبي عيّاش عن أنس. أخبرنا أبو محمَّد [هو: ابن أبي حاتم]، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبو سلمة، قال: حدّثنا حماد عن ثابت وحميد وصالح المعلم عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وهذا الصحيح، وأخطأ المُؤمَّل". أهـ. ومؤمّل صدوق سيِّىء الحفظ كما في "التقريب". وأخرجه أحمد (4/ 177) والبخاري في "التاريخ" (3/ 280) والنسائي في "التفسير" (583) والروياني في "مسنده" (ق 250/ أ) والطبراني في "الدعاء" (92) و"الكبير" (5/ 60) -ومن طريقه: المزّي في "التهذيب" (1/ 407) - والحاكم (1/ 498 - 499) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي، وعنه: البيهقي في "الدعوات" (196) - وأبو نعيم في "المعرفة" (2/ ق 242/ ب- 243/ أ) والقضاعي في "مسند الشهاب" (693) وابن عساكر في "التاريخ" (6/ ق 107/ ب) من طريق عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن حسان عن ربيعة بن عامر مرفوعًا. وسنده صحيح. ورُوي من حديث أبي هريرة: أخرجه الحاكم (1/ 499) من طريق رِشْدِين بن سعد عن موسى بن حبيب عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا. ورِشْدِين ضعيف كما في "التقريب"، وشيخه لم أر من ترجم له. 26 - باب: آداب الدعاء 1605 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج: نا أبو بكر محمَّد بن هارون بن محمَّد بن بكّار بن بلال: نا سليمان ابن عبد الرحمن: نا بشر بن عون عن بكّار بن تميم عن مكحول.

عن أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من قال: (الحمد لله رب العالمين) أربعَ مرّاتٍ، قال: سلْ تُعْطَه". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (مكحول لم يرَ أبا أمامة. قاله أبو حاتم الرازي). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1726) من طريق سليمان به. وإسناده تالف كما تقدَّم بيانه في تخريج الحديث رقم (1597). ويغني عنه: ما أخرجه الترمذي (593) -ومن طريقه: البغوي في "شرح السنة" (5/ 205) - من طريق أبي بكر بن عيّاش عن عاصم عن زرٍّ عن ابن مسعود، قال: كنت أصلّي، والنببي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ وعمر معه، فلمّا جلست بدأت بالثناء على الله ثمّ الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ دعوت لنفسي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سَلْ تُعْطَه، سَلْ تُعطَه". وقال: "حسن صحيح". وإسناده حسنٌ. 1606 - أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمَّد بن خالد بن يحيى بن محمَّد ابن يحيى بن حمزة الحضرمي قراءةً عليه ببيت لِهْيَا في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة، قال: نا جدّي لأمّي: أحمد بن محمَّد بن يحيى بن حمزة: نا عمرو بن هاشم: نا ابن لَهيعة عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص أن خلّاد بن السائب حدّثه. عن أبيه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا جَعَلَ راحتَيْه إلى وجهه. أخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 167) من طريق عمرو بن خالد الحراني عن ابن لهيعة به. وابن لهيعة ضعيف لاختلاطه، وقد اضطرب في روايته سندًا ومتنًا:

فقد أخرجه أحمد (4/ 55) عن يحيى بن إسحاق السيلحيني عن ابن لهيعة عن حبّان بن واسع عن خلاد بن السائب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا جعل باطن كفّيه إلى وجهه. هكذا رواه مرسلًا. وأخرجه أبو داود (1492) -ومن طريقه: البيهقي في "الدعوات" (184) - من طريق قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة عن حفص بن هاشم عن السائب بن يزيد عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه. وقال الحافظ في "النكت الظراف" (7/ 109): "أخرجه جعفر الفريابي في "كتاب الذكر" عن قتيبة بالسند الذي أخرجه أبو داود، لكن قال: عن خلاّد بن السائب عن أبيه. بدل: السائب بن يزيد عن أبيه". وشيخ ابن لهيعة (حفص بن هاشم) مجهول كما في "التقريب". ورُوي من حديث ابن عبّاس: أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 435) من طريق محمَّد بن إسحاق عن خُصَيف عن سعيد بن جبير عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دعا جعل باطن كفِّه إلى وجهه. قال الحافظ العراقي في "تخريج الإِحياء" (11/ 305): "سنده ضعيف". أهـ. قلت: لعنعنة ابن إسحاق فهو مدلس، وشيخه صدوق سيّىء الحفظ، خلط بأَخَرةٍ. كذا في "التقريب". 1607 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين، وأبو الميمون بن راشد، قالا: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو أحمد محمَّد بن عبد الله بن الزبير: نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون. عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه أن يدعو ثلاثًا، ويستغفر ثلاثًا. أخرجه أحمد (1/ 394) عن أبي أحمد الزُبيري به. وأخرجه أيضًا (1/ 394، 397) وأبو داود (1524) والنسائي في "اليوم

والليلة" (457) -وعنه: ابن السنّي (368) - وأبو يعلى (9/ 184) -وعنه: ابن حبّان (3/ 203) - والهيثم بن كليب في "مسنده" (677) والطبراني في "الكبير" (10/ 197) و"الدعاء" (51) -وعنه: أبو نعيم في "الحلية" (4/ 347 - 348) - من طرقٍ عن إسرائيل به. وتابع إسرائيل: الثوري عند الطبراني (52) والدارقطني في "العلل" (5/ 228) -لكن لم يذكر الاستغفار-، وزهير بن معاوية عند الطيالسي (327) والهيثم (678) والطبراني (53) والبيهقي في "الدعوات" (ق 27/ ب)، وزكريا بن أبي زائدة عند أبي نعيم (4/ 347)، وسليمان بن قَرْم -وهو سيّىء الحفظ- عند الهيثم (676). وقد اختُلِف فيه على أبي إسحاق: فرواه زائدة بن قدامة عنه عن أبي عبيدة عن ابن مسعود، هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط" (599)، وقال: "لم يروه عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة إلَّا زائدة، تفرّد به حسين [الجعْفي]، ورواه أصحاب أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرّة عن عبد الله". أهـ. ورواية أبي عبيدة عن أبيه منقطعة. ورواه إسرائيل عنه عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود، أخرجه أحمد (1/ 397). وقال الدارقطني في "العلل" (5/ 228): "يرويه الثوري وشعبة وزهير وإسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله. وخالفهم عبد الكبير بن دينار، فرواه عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن أبي عبيدة عن عبد الله. وذلك وهمٌ وقيل عن عبد الكبير مثلَ قول شعبة ومن تابعه". قلت: الرواية الأولى هي التي عليها أكثر الرواة، وأبو إسحاق السبيعي لم يُنقم عليه إلَّا الاختلاط والتدليس، وروايته هذه سليمة من ذلك، أما الاختلاط فلأن شعبة والثوري إنما رويا عنه قبل اختلاطه، وأما التدليس فمدفوع

27 - باب: سؤال الجنة والاستجارة من النار ثلاثا

برواية شعبة، قال الحافظ في "النكت على ابن الصلاح" (2/ 630 - 631): "وأما كونه [يعني: شعبة] كان يروي عن المدلّسين، فالمعروف عنه أنه كان لا يحمل عن شيوخه المعروفين بالتدليس إلَّا ما سمعوه، فقد رُوِّينا من طريق يحيى القطّان عنه أنه كان يقول: كنت انظر إلى فم قتادة، فإذا قال: (سمعت وحدثنا) حفظته، وإذا قال: (عن فلان) تركته. روّيناه في "المعرفة" للبيهقي، وفيها عن شعبة أنّه قال: كفيتكم تدليسَ ثلاثة: الأعمش وأبو إسحاق وقتادة. وهي قاعدة حسنةٌ: تقبل أحاديث هؤلاء إذا كان عن شعبة ولو عنعنوها". وعليه فلا مناص من القول بصحة الحديث، فالواجب إذًا أن يُحوَّل من "ضعيف الجامع الصغير" (رقم: 4588) إلى "صحيحه"،، والله أعلم. 27 - باب: سؤال الجنَّة والاستجارة من النار ثلاثًا 1608 - حدثنا أبي -رحمه الله -: نا أبو علي عبد الله بن محمَّد بن علي البَلْخيُّ الحافظ بالرَّيِّ على باب ابن أيّوب: نا حُمَّى بن نوح البَلْخي: نا سَلْم بن سالم عن سفيان بن سعيد عن يونس بن أبي إسحاق عن بُرَيد ابن أبي مريم. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما سأل عبدٌ الجنّةَ ثلاثَ مرّاتٍ إلَّا قالتِ الجنّةُ: اللهمْ ارزقه الجنَّةَ. ولا استجار من النارِ ثلاثَ مرّاتٍ إلَّا قالتِ النّارُ: اللهمّ أَجِره من النَّار". إسناده واهٍ كمّا تقدّم بيانه في تخريج الحديث رقم (1573). وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 421) وأحمد (3/ 141، 155، 262) وأبو يعلى (6/ 356 - 357) والطبراني في "الدعاء" (1312) وابن حبّان (3/ 293) والبيهقي في "الدعوات" (ق 27/ ب) والبغوي في "شرح السنّة" (5/ 165) من طرقٍ عن يونس به.

وإسناده حسن. وأخرجه هنّاد في "الزهد" (173) -وعنه: الترمذي (2572) وابن ماجه (4340) - وأحمد (3/ 117) والنسائي في "الصغرى" (5521) و"اليوم والليلة" (110) والطبراني (1310، 1311) وابن حبّان (3/ 308) والآجري في "الشريعة" (ص 393) والحاكم (1/ 534 - 535) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي- والخطيب في "التاريخ" (11/ 378) والضياء في "المختارة" (4/ 388 - 390) من طرقٍ عن أبي إسحاق عن بُرَيد عن أنس مرفوعًا. وأبو إسحاق السبيعي اختلط بآخره. ورُوي نحوه من حديث أبي هريرة: أخرجه الطيالسي (2579) والبزّار (كشف-3175) وأبو يعلى (11/ 54 - 55) وابن عدي في "الكامل" (7/ 174) والبيهقي (ق 27/ ب) من طريق يونس بن خبّاب عن أبي علقمة -وعند أبي يعلى والبيهقي: عن أبي حازم- عنه مرفوعًا، لكن قال: "سبع مرّات". ويونس ضعيف، وكذّبه يحيى بن سعيد والجوزجاني. ومع هذا قال المنذري في "الترغيب" (4/ 450): "رواه أبو يعلى بإسناد على شرط البخاري ومسلم". كذا قال مع أن يونس لم يرو له صاحبا الصحيح، وإنّما روى البخاري له في "الأدب المفرد". وقال الهيثمي (10/ 171) بعدما عزاه للبزّار فقط: "وفيه يونس بن خبّاب، وهو ضعيف". أهـ. وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (3/ ق 23/ أ): "سنده ضعيف لضعف يونس". والصحيح أنه موقوف على أبي هريرة: أخرجه الطيالسي (2579) عن شعبة عن يعلي بن عطاء عن أبي علقمة

28 - باب: من دعوات النبي (صلى الله عليه وسلم)

عنه موقوفًا: "من قال: (أسأل الله الجنّة) سبعًا، قال الجنّة: اللَّهم أدخله الجنّة. ومن استعاذ من النار سبعًا، قالت النار: اللَّهم أعذه من النار". وإسناده صحيح، وقال البوصيري: على شرط مسلم. 28 - باب: من دعوات النبي (صلى الله عليه وسلم) 1609 - أخبرنا علي بن الحسين بن السَّفْر، وأحمد بن سليمان بن حَذْلَم، قالا: نا بكّار بن قُتيبة: نا المُؤمَّل بن إسماعيل: نا حمّاد بن زيد عن عطاء بن السائب. عن أبيه، قال: كنّا جلوسًا في المسجد، فدخل عمّار بن ياسر فصلّى صلاةً فأخفّها، فمرّ بنا فقيل له: يا أبا اليقظان! أخفّتِ الصلاةُ!. قال: أَوَ خفيفةً رأيتُموها؟. قلنا: نعم. قال: أَمَا إنّي قد دعوتُ فيها بدعاءٍ سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثمّ مضى فاتَبعه رجلٌ من القوم، -قال عطاء: يرونه أبي الذي اتّبعه، ولكنه كرِه أن يُقالَ: اتّبعه. -فسأل عن الدعاء، ثمّ رجع فأخبرهم بالدعاء: (اللَّهم بعلمك الغيبَ، وبقدرتك على الخَلْق أحيني ما علمتَ الحياةَ خيرًا، وتوفَّني إذا كانت الوفاةُ خيرًا لي، اللهمّ وأسألك بخشيتك (¬1) في الغيب والشهادة، وكلمةَ العدلِ -أو: الحُكمِ. حمّادُ شكَّ- في الغضب والرِّضا، وأسألك القصدَ في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا يبيدُ، وأسألك قُرَّةَ عين لا تنقطعُ، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك بَرْدَ العيشِ بعد الموت، وأسألك لَذَّةَ النظر إلى وجهك، وأسألك الشوقَ إلى لقائك في غير ضرَّاءَ مُضِرةٍ ولا فتنةٍ مُضِلَّةٍ، اللهمّ زيّنا بزينة الإِيمان، واجعلنا هُداةً مهتدين". ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، والذي عند مخرّجي الحديث: (خشيتَك).

أخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (188) وعبد الله بن أحمد في "السنة" (466) وابن نصر في "قيام الليل" (مختصره- ص 146) والنسائي (1305) وابن خزيمة في "التوحيد" (ص 12) -وعنه: ابن حبّان (5/ 304 - 305) - والدارقطني في "الرؤية" (173) وابن مندة في "الردّ على الجهمية" (ص 96) والحاكم (1/ 524 - 525) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- واللالكائي في "أصول السنة" (3/ 488 - 489) والبيهقي في "الدعوات" (220) و"الأسماء والصفات" (ص 148 - 149) من طرقٍ عن حمّاد به. وأخرجه أبو يعلى (3/ 195) من طريق محمَّد بن فضيل عن عطاء به. وإسناده صحيح: عطاء وإن كان اختلط بآخره إلَّا أن سماع حماد بن زيد منه كان قبل التغير كما قال ابن المديني والنسائي والعقيلي. وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 264 - 265) -ومن طريقه الدارقطني (174) - وأحمد (4/ 264) وابنه عبد الله في "السنة" (467) والنسائي (1306) من طريق شَريك عن أبي هاشم الواسطي عن أبي مجلز عن قيس بن عبّاد عن عمار مرفوعًا. وشريك صدوق سيّىء الحفظ. 1610 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا عبد اللطيف: نا عبد الأعلى: نا زَيْن عن أسامة عن سليمان الأشدق. عن مكحول أنّه دخل على أنس بن مالك، فسمعتُه (¬1) يذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو: "اللهمّ انفعني بما علّمتني، وعلِّمني ما ينفعني، وزدني علمًا إلى علمي". أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1405) والحاكم (1/ 510) -وصححه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي، وعنه: البيهقي في "الدعوات" ¬

_ (¬1) كذا على الالتفات، وبهامش الأصل؛ (نسمعه) على الجادّة.

(210) - من طريق ابن وهب عن أسامة به، لكن الدعوة الثالثة: "وارزقني علمًا تنفعني به". وإسناده لا بأس به، وأسامة هو ابن زيد الليثي ضعّفه يحيى بن سعيد وأحمد، ووثّقه العجلي وابن معين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتجُّ به. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أبو داود: صالح. فمثله يُحسَّن حديثه في الشواهد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1769) من طريق إسماعيل بن عيَّاش عن عمارة بن غَزِيَّة عن سليمان به دون الجملة الثالثة. قال الهيثمي (10/ 181): "رواه الطبراني في "الأوسط" من رواية إسماعيل بن عيَّاش عن المدنيين وهي ضعيفة". وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (2/ 317 - ط الرسالة) من طريق النعمان بن عبد السلام، قال: ثنا أبو بكر عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس مرفوعًا كلفظ تمام لكن بصيغه الجمع. وأبو بكر هو ابن عبد الله بن محمَّد بن أبي سَبْرة، فإنه يروي عن شريك كما في ترجمته من "التهذيب" (12/ 27)، وقال الحافظ في "التقريب": "رَمَوْه بالوضع". وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة: أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 281) -وعنه: ابن ماجه (251، 3833) - وعبد بن حميد في "المنتخب" (1419) والترمذي (3599) -وحسّنه (¬1) - والطبراني في "الدعاء" (1404) من طريق موسى بن عُبيدة عن محمَّد بن ثابت عنه كلفظ تمام دون قوله: (إلى علمي) وبزيادة. ¬

_ (¬1) وفي "تحفة الأشراف" (10/ 319 - 320) أنه استغر به، وهو الأليق بحال الحديث.

وإسناده ضعيف: موسى ضعيف، وشيخه مجهول كما في "التقريب". 1611 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر: نا أبو يعقوب يوسف بن موسى المَرْورُوذيُّ بدمشق في سنة اثنتين وثمانين ومائتين: نا محمَّد بن يعقوب: نا دِلْهاث بن جُبير: نا الوليد بن مسلم: أنا الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح. عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو فيقول: "اللَّهم إنَّك سألتنا من أنفسنا ما لا نملكه إلَّا بك، اللَّهمّ فأعطنا منها ما يُرضيك عنّا". أخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (3/ 80 - ط العلمية) وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 126) من طريق محمَّد بن يعقوب به. وأخرجه المستغفري في "الدعوات" -كما في "تخريج الإِحياء" (2/ 369) - من طريق دِلْهاث به. وقال الحافظ العراقي -كما في "شرح الإِحياع" (7/ 115) -: "وفيه دِلْهاث بن جبير ضعّفه الأزدي" (¬1). قلت: ضعّفه الأزدي جدًّا كما في "الميزان" (2/ 28)، فالسند واهٍ. 1612 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله محمَّد ابن عيسى بن حبّان المدائني بالمدائن: نا محمَّد بن الفضل بن عطيّة عن أبي إسحاق عن الأغرّ أبي مسلم. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهذه الدّعوات: "خلقتَ ربّنا فسوّيت، وقدّرت ربّنا فهديت، وعلى عرشك استويت، وأمتَّ وأحييت، وأطعمت وأسقيت، وأسقمت وأَدْوَيْت، وحملت في برّك وبحرك، وعلى مُلكك (¬2) احتويت، وعلى دوابّك وأنعامك، فلك الحمدُ على ¬

_ (¬1) كلام العراقي على الحديث سقط من "تخريج الإِحياء" المطبوع بحاشيته!. (¬2) عليها تضبيب في (ظ)، وعند الديلمي: (على فلكك ودوابّك ...).

29 - باب: فيمن دعا عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يكن أهلا لذلك

ما قضيت. اللهمّ اجعل لي عندك قُربةً، واجعل لي عندك وسيلةً، واجعل لي عندك وَليجةً، واجعل لي عندك زلفى وحُسنَ مآبِ، واجعلني ممّن يخاف مقامَك، ويخاف وعيدَك (¬1)، وممّن يرجو لقاءك ويرجو أيّامك، واجعلني أتوب إليك توبةً نَصوحًا، وأسألك عملًا متقبّلًا، وعملًا نجيحًا، وسعيًا مشكورًا، وتجارةً لن تبورَ". أخرجه الدَّيلمي (زهر الفردوس: 2/ ق- 125 - 126) من طريق محمَّد بن عيسى به. وإسناده تالفٌ: محمَّد بن الفضل كذَّبوه كما في "التقريب"، والراوي عنه تركه الدارقطني والحاكم، ووثّقه البرقاني وابن حبّان. (اللسان: 5/ 333). والحديث موضوع. 29 - باب: فيمن دعا عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يكن أهلًا لذلك 1613 - حدّثنا أبو زُرعة وأبو بكر محمَّد وأحمد ابنا عبد الله النَّصْري، قالا: نا أبو الحسن محمَّد بن نوح الجُنْدَيْسَابوري: نا أبو الربيع عُبيد الله بن محمَّد الحارثي: نا محمَّد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك: أنا نافع بن أبي نُعَيم القارئ عن أبي الزِّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمَّ إنّي أتّخذُ عندك عهدًا لن تُخلِفَه، فإنّما أنا بشر، فأيُّ المؤمنين آذيته، لعنتُه، شتمتُه، جَلَدتُه فاجعلها له صلاةً وزكاةً وقُربةً تقرِّبه (¬2) بها يومَ القيامة". ¬

_ (¬1) في (ر) و (ش) و (ف): (وعدك)، وهو خطأ فالوعد بالمثوبة، والوعيد بالعقوبة. (¬2) في (ظ): (يُقرَّب).

30 - باب: الاستعاذة

أخرجه مسلم (4/ 2008) من طريق أبي الزناد به، وأخرجه من طرقٍ أخرى عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (11/ 171) من رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مختصرًا بلفظ: "اللَّهم فأيمّا مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربةً إليك يوم القيامة". وأخرجه مسلم (4/ 2007 - 2010) من حديث عائشة، وجابر، وأنس. 30 - باب: الاستعاذة 1614 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله الحسين ابن الحكم الحِيري بالكوفة: نا حسن بن حسين -يعني: الأنصاري- نا حِبّان بن علي عن ليث عن داود. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من استعاذ في يومٍ عشرَ مراتٍ وكّل الله -عَزَّ وجَلَّ- به مَلَكًا (¬1) يذود عنه الشياطين كما يذود أحدُكم عن حوضه غريبةَ الإِبل". إسناده ضعيف منقطع: حِبان ضعيف كما في "التقريب"، وليث هو ابن أبي سُلَيم ضعيف لاختلاطه، وداود هو ابن أبي هند لم يصحّ سماعه من أنس كما قال ابن حبّان والحاكم. والحسين بن الحكم وشيخه لم أعثر على ترجمة لهما. وأخرجه أبو يعلى (7/ 146 - 147) من طريق آخر عن ليث عن يزيد ¬

_ (¬1) في الأصل: (ملك)، والتصويب من النسخ الأخرى.

الرقاشي عن أنس مرفوعًا: "من استعاذ بالله في اليوم عشر مراتٍ من الشيطان وكّل الله به ملكًا يرد عنه الشياطين". ويزيد ضعيف أيضًا. 1615 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا مُضَر بن محمَّد البغدادي: نا محمَّد بن أبان: نا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي الزِّناد عن يزيد الرقاشي. عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهمّ إنّي أعوذُ بك من البَرَصِ والجُذام والجنون، ومن سيِّىء الأسقام". يزيد ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه الطيالسي (2008) وابن أبي شيبة (10/ 188) وأحمد (3/ 192) وأبو داود (1554) وأبو يعلى (5/ 277) والطبراني في "الدعاء" (1342) وابن حبان (3/ 295) وابن عدي في "الكامل" (2/ 263) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 160) من طريق حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس مرفوعًا. وإسناده صحيح، وتابع حمّادًا: همام بن يحيى عند النسائي (5493). 1616 - حدّثنا خيثمة بن سليمان: نا يحيى بن أبي طالب: أنا عبد الوهاب -يعني: ابن عطاء الخفّاف-: أنا سليمان التَيميُّ. عن أنس بن مالك في دعاءٍ ذَكَره عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه كان يتعوّذ من عذاب القبر. أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (195) من طريق يحيى به بلفظ: "تعوّذوا بالله من عذاب القبر". وعبد الوهاب صدوق، وقال البخاري والبزّار والساجي والنسائي وأبو حاتم: ليس بالقوي. ويحيى وثّقه الدارقطني، وقال مسلمة بن قاسم:

ليس به بأس تكلم الناس فيه. وقال موسى بن هارون: أشهد أنه يكذب. قال الذهبي: عني في كلامه، ولم يعن في الحديث. (اللسان: 26/ 262 - 263). وأخرجه البخاري (11/ 176) ومسلم (4/ 2079) من طرقٍ عن سليمان التيمي به. 1617 - حدَثنا أبي -رحمه الله- (أبو الحسن محمَّد بن عبد الله الرّازي) (¬1): نا أبو عبد الله محمَّد بن أيّوب بن يحيى بن الضُّرَيس الرّازي سنةَ اثنتين وتسعين ومائتين: أنا سهل بن عثمان العسكري: نا جُنادة بن سَلْم عن عُبيد الله بن عمر. عن أمِّ خالد بنت سعيد بن العاص الأكبر، قالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوّذ من عذاب القبر. أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 95) من طريق سهل به. وجُنادة ضعّفه أبو زرعة وأبو حاتم، وقال: "ما أقربَه من أن يُترك حديثه، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدّث بها عن عبيد الله بن عمر". وهذا الحديث منها، والصواب أنه من رواية موسى بن عقبة. وقال الأزدي: منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر، أخاف أن لا يكون ضعيفًا، وعنده عجائب. ووثّقه ابن خزيمة وابن حبّان. 1618 - حدّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو عَقيل أنس بن السَّلْم الأنْطَرسُوسي: نا عيسى بن سليمان الشَّيْزَري: نا إسماعيل بن حفص عن موسى بن عقبة. عن أمّ خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعيذُ من عذاب القبر. ¬

_ (¬1) ليس في (ظ).

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (3/ ق 71/ ب) في ترجمة أنس ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم أعثر على ترجمةٍ لشيخه. وأخرجه البخاري (11/ 174) من طريق ابن عيينة عن موسى به. وتقدّم حديث عائشة في ذلك برقم (517). * * * آخر الجزء الرابع ولله الحمد ويليه -إن شاء الله- الجزء الخامس وأوله: 31 - كتاب الزهد والرقائق

الرَّوْضُ البَسَّام بتَرتيبِ وَتخْريج فَوائِدِ تَمَّام تصنيف أبي سُلَيْمَانَ جَاسِم بن سُلَيْمَانَ الفُهَيْد الدَّوسَريّ عَفَا الله عَنْه الجُزءُ الخَامسُ دَارُ البَشَائِر الإسلاميَّة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الرَّوضُ البَسَّام بتَرتيبِ وتخريج فَوائِدِ تَمَّام (5)

حُقُوقُ الطَّبعِ مَحفُوظَةٌ الطّبعَة الأولىَ 1414 هـ - 1914م دَار البشائر الإسْلامية للطبَاعَة وَالنشرَ والتوَزيع: بَروت -لبْنان- ص. ب: 5955 - 14

(31) كتاب الزهد والرقائق

(31) " كتاب الزُّهد والرقائق"

1 - باب: الزهد في الدنيا

1 - باب: الزهد في الدنيا 1619 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا الحسين بن محمد بن أبي معشر المديني ببغداد: نا وكيع [بن الجرّاح] (¬1) عن المسعودي عن عمرو بن مرّة عن إبراهيم عن علقمة. عن عبد الله أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما لي وللدّنيا؟! إنَّما مثلي ومَثَلُ الدنيا كراكبٍ استظلّ بشجرةٍ في يومٍ صائفٍ ثمّ راح وتركها". هو في "كتاب الزهد" لوكيع (رقم 64). وأخرجه من طريقه: ابن أبي شيبة (13/ 217) وأحمد (1/ 7 - 8، 441) وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (133) وابن أبي عاصم في "الزهد" (183) -وعنه: أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 272) و"الأمثال" (297) - وأبو يعلى (8/ 416 و 9/ 148). وأخرجه الطيالسي (277) -ومن طريقه: ابن ماجه (4109) والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (20) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 102 و 4/ 234) والبيهقي في "الدلائل" (1/ 337 - 338) وابن المبارك في "الزهد" (زيادات نعيم بن حماد: رقم 195) ويونس بن بكير في "زيادات السيرة" ص (195) عن المسعودي. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 467) وأحمد في "المسند" ¬

_ (¬1) من (ف).

(1/ 391) و"الزهد" (ص 12) وهنّاد في "الزهد" (744) والترمذي (2377) -وقال: حسن صحيح- وأبو يعلى (9/ 195 - 196) وأبو الشيخ في "أخلاق النبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (ص 165) والحاكم (4/ 310) وأبو نعيم (4/ 234) والبيهقي في "الشعب" (7/ 311) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1384) والبغوي في "شرح السنة" (14/ 235 - 236) من طرقٍ عن المسعودي به. وإسناده حسن: المسعودي -واسمه: عبد الرحمن بن عبد الله- صدوق اختلط قبل موته كما في "التقريب"، ورواية وكيع عنه قبل الاختلاط: قال الإِمام أحمد: سماع وكيع من المسعودي بالكوفة قديمٌ. وله عنه ابن مسعود طريقان آخران: فقد أخرجه ابن أبي عاصم (181) -وعنه: أبو الشيخ في "الأخلاق" (ص 272) - والبيهقي في "الشعب" (7/ 311) من طريق أبي مسلم عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السُلمي عنه مرفوعًا. وعبيد الله ضعيف كما في "التقريب"، وحبيب مدلّس وقد عنعن. وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 238) وابن عدي في "الكامل" (2/ 332) وأبو نعيم (4/ 234) من طريق الحسن بن الحسين العُرني عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عنه مرفوعًا. والحسن قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم. وقال ابن حبّان: يروي المقلوبات. وقال ابن عدي: لا يشبه حديثه حديث الثقات. (اللسان: 2/ 199).

وله شاهد من حديث ابن عباس يصحُّ به: أخرجه أحمد في "المسند" (1/ 301) و"الزهد" (ص 13) وعبد بن حميد في "المنتخب" (599) وابن أبي الدنيا (134) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (7/ 312) - وابن أبي عاصم (182) والطبراني في "الكبير" (11/ 327) وابن حبّان (الإِحسان: 14/ 256) وأبو الشيخ في "الأمثال" (298) والحاكم (4/ 309 - 310) -وصححّه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 342) والخطيب في "الموضح" (2/ 366 - 367) من طريق هلال بن خبّاب عن عكرمة عنه مرفوعًا. وإسناده حسنٌ في الشواهد: هلال ثقة لكن قال يحيى القطّان: تغيّر قبل موته واختلط، وقال مرّةً: أتيته وكان قد تغيّر. وقال الثوري: ثقة إلَّا أنّه تغيّر، عمِل فيه السنُّ. ونفى ذلك ابن معين فقال: لا ما اختلط ولا تغيّر. أهـ. والقطان والثوري أعلم بشيخهما، لا سيّما أن المثبت مقدّمٌ على النافي. وقال الهيثمي (10/ 326): "رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خبّاب، وهو ثقة". ورُوي من حديث عائشة: أخرجه أبو الشيخ في "الأخلاق" (ص 268) من طريق محمَّد بن حفص الحمصي عن محمد بن حمير [في الأصل: حميد. تحريف] عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنها مرفوعًا نحوه. وإسناده واهٍ: الوازع قال أحمد وابن معين: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث وتركه النسائي وأبو حاتم. (اللسان: 6/ 213) وابن حفص ضعّفه ابن مندة، وقال ابن أبي حاتم: قيل لي: (ليس بصدق) فتركته. (اللسان: 5/ 146).

1620 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن يوسف بن بُرَيد الكوفي -قَدِمَ دمشق-: نا أبو محمَّد القاسم بن محمَّد بن حمّاد الكوفي الدلَّال، قال ناه إبراهيم بن محمَّد بن ميمون: نا مصعب بن سلّام عن سعد بن طريف، قال: حدّثني موسى بن طلحة. عن خَولةَ امرأة حمزة بن عبد المطّلب، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الدّنيا خَضِرَةٌ حُلوةٌ، فمن أخذها بحقّها بُورِك له فيها، ومن خاض في مال الله ومال رسوله بغير حقِّه فالنارُ له يومَ القيامةِ". أخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 530) من طريقٍ آخر عن سعد به. وإسناده تالف: سعد متروك ورماه ابن حبّان بالوضع كما في "التقريب". وأخرجه عبد الرزاق (4/ 59) والحميدي (353) وابن أبي شيبة (13/ 242) وأحمد (6/ 364، 378، 410) وعبد بن حميد في "المنتخب" (1588) والترمذي (2374) -وقال: حسن صحيح- وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (6/ 55 - 57) والطبراني في "الكبير" (24/ 227 - 231) وابن حبّان (الإحسان: 10/ 370) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 64 و 7/ 311) والبيهقي (7/ 279) من طريقين عن أبي الوليد عبيد سَنُوطا عنها مرفوعًا. وعبيد لم يوثّقه غير العجلي وابن حبّان فمثله حسن الحديث في الشواهد، وقد جاء الحديث أيضًا من رواية أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وعمرة بنت الحارث: أما حديث أبي هريرة: فأخرجه أبو يعلى (11/ 487) من طريق داود بن عبد الرحمن العطّار

عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عنه مرفوعًا. وإسناده صحيح، واقتصر الهيثمي (10/ 246) على تحسينه. وأمّا حديث عبد الله: فأخرجه الطبراني كما في "المجمع" (10/ 246)، وقال الهيثمي: "رجاله ثقات". وأمّا حديث عمرة: فأخرجه البخاري في "التاريخ" (1/ 190) وابن أبي عاصم (6/ 85) والطبراني في "الكبير" (24/ 340 - 341) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1143، 1144) من طريق خالد بن سلمة عن محمَّد بن عمرو بن الحارث عن عمّته مرفوعًا. ومحمَّد هذا ذكره ابن حبّان في "ثقاته" (7/ 368)، وبيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (8/ 29). وقال الهيثمي (10/ 247): "إسناده حسنٌ". وأخرج البخاري (6/ 217) من حديث خولة مرفوعًا: إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حقٍّ فلهم النار يوم القيامة". وجملة "إن الدنيا حلوة خضرة" عند مسلم (4/ 2098) من حديث أبي سعيد. 1621 - أخبرنا أبو بكر محمد بن محمَّد بن عُمير الجُهَني: نا محمَّد بن أحمد بن سيّد حَمْدويه: نا قاسم [بن عثمان] (¬1) الجُوعي: نا جعفر بن عَون عن مسلم المُلائي ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و (ف).

عن أنس بن مالك، قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر والنّضير على حمارٍ بإكافٍ (¬1)، مخطومٍ بحبل ليفٍ. قال أنس: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا أيُّها الناس! دَعُوا الدُنيا! -ثلاث مرات-، من أخذَ من الدنيا فوق ما يكفيه فإنّما أخَذَ حتفَه وهو لا يشعرُ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (مسلم هو: ابن كَيْسان المُلائيّ الأعور، متروك الحديث) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 460/ ب) من طريق تَمَّام. وإسناده ضعيف: مسلم ضعيف كما في "التقريب"، ومنهم من تركه. وشيخ تَمَّام أورد ابن عساكر الحديث في ترجمته، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 523) إلى ابن لال في "مكارم الأخلاق". وأخرج البزّار (كشف- 3695) من طريق هانئ بن المتوكل عن عبد الله بن سليمان عن إسحاق عن أنس مرفوعًا: "يناد منادٍ: دعوا الدنيا لأهلها [ثلاث مرات]، من أخذ من الدنيا أكثر مما يكفيه أخذ حتفه [تحرف في "الكشف" و"المجمع" إلى: جيفة!] وهو لا يشعر". قال الهيثمي (10/ 254): "رواه البزّار، وقال: لا يُروى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه. وفيه هانىء بن المتوكل ضعيف". وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (3/ 232): "وفيه هانئ بن ¬

_ (¬1) الإِكاف: البرذعة، والخِطام ما وُضِع في أنف الدابة لتقتاد به. (قاموس).

المتوكل، ضعّفه ابن حبّان". وأشار المنذري في "الترغيب" (4/ 160) إلى ضعفه حيث صدّره بـ (رُوي). 1622 - أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمَّد بن عثمان بن محمَّد بن عبد الملك بن سليمان بن عبد الملك بن عبد الله بن عنبسة بن عمرو بن عثمان بن عفّان العثماني -ومولده بالبصرة، وسكن دمشق-: نا محمَّد بن الحسين بن مُكْرَم: نا عبد الله بن عمر بن أبان (مُشْكُدانة): نا أبو معاوية الضّرير عن موسى الصغير عن هلال بن يساف. عن أمّ الدرداء عن أبي الدرداء. قالت: قلت له: ما يمنعك أن تبتغيَ لأضيافك ما يبتغي الرجالُ لأضيافهم؟!. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ أمَامكم عقبةً كَؤودًا لا يجوزُها المُثقِلون". فأنا أريد أنْ أتخفّفَ لتلك العَقَبةِ. عزاه إلى "فوائد تَمَّام": السخاوي في "المقاصد" (ص 298). وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (11/ ق 225/ أ) من طريق تمّام. ذكره في ترجمة "شيخ تمّام" ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه الحاكم (4/ 573 - 574) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- من طريق أسد بن موسى عن أبي معاوية به. وأخرجه البزّار (كشف- 3696) من هذا الوجه لكن بلفظ: "إن بين أيديكم عقبة كؤودًا لا ينجو منها إلَّا كل مخِفٍّ". ولم يذكر كلام أم الدرداء. قال البزّار: لا نعلم رواه إلا أبو الدرداء، ولا حدّث به إلا أبو معاوية عن موسى، وموسى ثقةٌ حدّث عنه الناس، وهلال مشهور، والإِسناد صحيح". وإسناده قوي وعزاه المنذري في "الترغيب" (4/ 131) إلى:

"الطبراني بإسناد صحيح". وجوّد إسناده الدمياطي في "المتجر" (ص 675)، وحسّنا إسناد البزّار، وقد تُوبع أسد: تابعه عبد الحميد بن صالح الكوفي عند أبي نعيم في "الحلية" (1/ 226) والبيهقي في "الشعب" (7/ 309)، وعبد الله بن عمر المعروف بـ (مُشْكَدانة) عند تَمَّام، وهما صدوقان. وسرقه منه: محمَّد بن سليمان بن هشام ابن بنت مطر الورّاق، أخرجه من طريقه: ابن عدي في "الكامل" (6/ 276) والبيهقي (7/ 309)، وقال ابن عدي: هذا الحديث يُعرف من رواية أسد بن موسى عن أبي معاوية، سرقه من أسد محمد بن سليمان هذا. أهـ. وهو ضعيف كما في "التقريب". ورُوي عن أبي الدرداء موقوفًا: أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 138) من طريق الأعمش عمّن أخبره عن أم الدرداء أنها اشتكت إلى أبي الدرداء فناء الدقيق، فقال: إن أمامنا عقبة كؤودًا، المُخِفُّ فيها خير من المثقِل. وفيه جهالة الراوي عن أم الدرداء. ورُوي من حديث أبي هريرة، وأنس: فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 299 - 300) -ومن طريقه: ابن عساكر في "التاريخ" (19/ ق 13/ ب 14/ أ) - من طريق بقية بن الوليد عن رجل عن أبي حازم الخُنَاصِري الأسدي عنه مرفوعًا: إن بين أيديكم عقبةً كؤودًا لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول". وأخرجه أبو نعيم (5/ 301 - 302) وابن عساكر (19/ ق 14/ ب) من طريق إبراهيم بن هراسة عن الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم به.

وأخرجه ابن عساكر (19/ ق 14/ أ) من طريق أحمد بن المُغلِّس الحمّاني عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني عن ابن المبارك عن الثوري به. في الإِسناد الأول مبهم، وفي الثاني: ابن هراسة متروك كذّبه العجلي وأبو داود (اللسان: 1/ 121)، وفي الأخير: ابن المغلّس كذّاب وضّاع باتفاقهم. (اللسان: 1/ 269). وأبو حازم ذكر ابن عساكر هذه الروايات في ترجمته من التاريخ ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. أمّا حديث أنس: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 265/ ب) من طريق جنادة بن مروان عن الحارث بن النعمان عن أنس، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بيد أبي ذر فقال: "يا أبا ذرٍّ! أعلمت أن بين أيدينا عقبة كَؤودًا لا يصعدها إلا المُخِفّون؟! ". قال الهيثمي (10/ 263): "وفيه جُنادة بن مروان قال أبو حاتم: ليس بالقوي وبقيّة رجاله ثقات". كذا قال! وفاته أن الحارث ضعيف كما في "التقريب"، وقد توبع جنادة: تابعه الحارث بن النعمان بن سالم -واسمه كاسم شيخه- عند البيهقي في "الشعب" (7/ 309)، والحارث هذا صدوق كما في "التقريب". وأشار المنذري في "الترغيب" (4/ 131) إلى ضعف حديث أنس حيث صدّره بـ (رُوي). 1623 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الوهاب بن محمَّد: نا أبو عبد الرحمن بن الدَّرَفْس: نا أحمد بن أبي الحواري: نا عمرو بن أبي سلمة. عن أبي جعفر المصري، قال: في بعض الكتب: يقول الله -تبارك

2 - باب: ذم الحرص والأمل

وتعالى-: "معشرَ المتوجِّهين إليّ بحبّي! ما ضرّكم ما فاتكم من الدُّنيا إذا كنت لكم حظًّا، وما يضرّكم من عاداكم إذا كنت لكم سِلْمًا". أبو جعفر المصري لم يتبين لي من هو. 2 - باب: ذمّ الحرص والأمل 1624 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيان القطّان بالمدائن: نا شعيب بن حرب: نا شعبة: نا قتادة. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يَهْرَمُ ابنُ آدم وتبقى منه اثنتان: الحرصُ والأمل". أخرجه الحافظ في "التغليق" (5/ 163) من طريق محمَّد بن عيسى به، وقال: "محمد بن عيسى لا يحتجّ به". وأخرجه أحمد (3/ 115، 119، 169، 275) من طريق شعبة بهذا اللفظ. وأخرجه مسلم (2/ 725) من طريق شعبة به نحوه. وأخرجه البخاري (11/ 239) -وكذا مسلم من طرقٍ أخرى عن قتادة. 1625 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أبو هُبَيرة الدمشقي: نا جُنادة: نا عبد الحميد بن أبي العشرين عن الأوزاعيّ عن الأزهريّ عن سعيد بن المسيّب وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "قلب ابن آدم شابٌّ في حبّ اثنتين: المال، وطول الأمل".

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ ق 18/ أ) من طريق تَمَّام، في ترجمة (جنادة بن محمَّد المُرِّي)، ونقل عن عبد الغني بن سعيد وابن ماكولا أنهما قالا: له غرائب عن ابن أبي العشرين. أهـ. وذكره ابن حبّان في "ثقاته" (8/ 165) وشيخه فيه لينٌ. وأخرجه النسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (10/ 63) - من طريق خالد بن نزار عن القاسم بن مبرور عن يونس عن الزهريّ به. وإسناده صحيح: خالد وثقه محمَّد بن وضّاح وابن حبّان، وقال: يُغرب ويخطىء. ووثقه الدارقطني أيضًا كما في ترجمة ابنه طاهر من "اللسان" (3/ 206). وأخرجه الإِسماعيلي في "مستخرجه" -ومن طريقه: الحافظ في "التغليق" (5/ 162) من طريق أبي صالح عن الليث بن سعد عن يونس به. وأبو صالح هو عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو صدوق كثير الغلط. والحديث أخرجه البخاري (11/ 239) ومسلم (2/ 724) من طريقين عن يونس عن الزهريّ عن سعيد عن أبي هريرة، ولم يذكرا أبا سلمة. وقد أخرجه أحمد (2/ 501) وأبو يعلى (10/ 351، 390) من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وإسناده حسنٌ. 1626 - أخبرنا أبو محمَّد أحمد بن محمَّد بن عُبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني: نا أبو مَعْن ثابت بن مَعْن بن هشام الهوجيُّ: نا

3 - باب: فتنة المال

آدم بن إياس: نا الليث بن سعد بن محمَّد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قلبُ الشيخ شابٌّ في حُبِّ اثنتين: طولِ الحياةِ، وكثرةِ المال". أخرجه أحمد (2/ 379، 380) والترمذي (2338) -وقال: حسن صحيح- من طريق الليث به. وإسناده جيّدٌ. والحديث أخرجه أيضًا: مسلم (2/ 724) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. 3 - باب: فتنة المال 1627 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو بكر جعفر بن محمَّد المستفاض الفريابي: نا أحمد بن عيسى: نا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جُبَير بن نُفَير عن أبيه. عن كعب عن عياض أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ لكلِّ أمّةٍ فتنةً، وفتنةُ أمّتي: المالُ". أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1022) من طريق ابن وهب به. وأخرجه أحمد (4/ 160) والبخاري في "التاريخ" (7/ 222) والترمذي (2336) -وقال: حسن صحيح- والنسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة" (8/ 309) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"

(4/ 462) وابن حبّان (8/ 17) من طريق الليث بن سعد، والطبراني في "الكبير" (19/ 179) والحاكم (4/ 318) -وصححّه، وسكت عليه الذهبي- وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ ق 159/ ب) والقضاعي (1023) والبيهقي في "الشعب" (7/ 280) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، كلاهما عن معاوية به. وإسناده جيّدٌ، معاوية فيه كلامٌ يسيرٌ، وقال الحافظ: صدوق له أوهام. وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (هامش الإِصابة: 3/ 293): "وهو حديثٌ صحيحٌ". ورُوي من حديث أبي هريرة، وعبد الله بن أبي أوفى: أمّا حديث أبي هريرة: فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 249) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "العلل" (1333) - من طريق علي بن قتيبة الرفاعي عن مالك عن موسى الأحمر عنه مرفوعًا، وقال: "ليس له أصل من حديث مالك، ولا من وجه يثبت". وقال عن راويه علي: "يُحدِّث عن الثقات بالبواطيل وما لا أصل له". أهـ. وقال ابن عدي: له أحاديث باطلة عن مالك. وضعّفه الدارقطني. (اللسان: 4/ 250). وأمّا حديث ابن أبي أوفى: فأخرجه القضاعي (1024) من رواية فائد أبي الورقاء عنه مرفوعًا، وفائد قال في "التقريب": "متروك، اتّهموه". 1628 - أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عفّان: نا عبد الرحمن بن إبراهيم: نا العلاء عن أبيه. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقول العبدُ: مالي!

مالي!. وإنّما له من ماله ثلاثٌ (¬1): ما كل فأفنى، أو لَبِس فأبلى، أو أعطى فأفشى (¬2)، وما سوى ذلك فهو ذاهبٌ وتاركه". أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 321) من طريق عبد الرحمن به نحوه، وعبد الرحمن بن إبراهيم هو المعروف بالقاصّ ضعّفه غير واحدٍ كما في "اللسان" (3/ 401). والحديث أخرجه مسلم (4/ 2273) من طريقين آخرين عن العلاء به، وأخرج نحوه من حديث عبد الله بن الشِّخِّير. 1629 - أخبرنا أحمد بن محمَّد بن فضالة: نا أبو عبد الله أحمد بن عبد المؤمن المَرْوَزِيُّ بمصرَ: نا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه: الحسين بن واقد عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال؛ "إنّ أحسابَ أهل الدنيا هذه الأموالُ". أخرجه ابن حبّان (2/ 473) والبيهقي في "سننه" (7/ 135) من طريق علي بن الحسين به. وعلي ضعفه أبو حاتم، وقال النسائي: لا بأس به. وانظر ما بعده. 1630 - أخبرنا خيثمة [بن سليمان] (¬3): نا يحيى بن أبي طالب: نا زيد بن الخباب: نا حسين بن واقد عن عبد الله بن بُرَيدة. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (ثلاثة)، والمثبت موافق لرواية مسلم. (¬2) كذا في الأصول، وبهامش الأصل: (كذا في الأصل وهو مُضَبَّبٌ، وصوابه: فاقتنى). وهو موافق لرواية مسلم. (¬3) من (ظ).

عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أحسابُ أهلِ الدّنيا هذا المالُ". أخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 281) من طريق يحيى به. وأخرجه أحمد (5/ 353) وابن أبي عاصم في "الزهد" (228) وابن حبّان (2/ 474) والحاكم (2/ 163) -وصحّحه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- والقضاعي في "مسند الشهاب" (982) والخطيب في "التاريخ" (1/ 318) من طريق زيد به. وأخرجه أحمد (5/ 361) والدارقطني (3/ 304) والبيهقي في "الشعب" (7/ 280 - 281) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، والنسائي (3225) من طريق أبي تُميلة يحيى بن واضح، كلاهما عن الحسين بن واقد به. وإسناده حسن، الحسين فيه كلامٌ لا يضرُّ. 1631 - أخبرنا علي بن يعقوب: نا الحسن بن جرير: نا محمَّد بن معاوية النيسابوري: نا سلام بن أبي سلّام بن أبي مُطيع عن قتادة عن الحسن. عن سَمُرةَ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الكَرمُ: التقوى، والحَسَبُ: المَالُ". أخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 265) من طريق محمَّد بن معاوية به. وأخرجه أحمد (5/ 10) والترمذي (3271) -وقال: حسنٌ صحيح- وابن ماجه (4219) والطبراني (7/ 265 - 266) والدراقطني (3/ 302) والحاكم (2/ 163 و 4/ 325) -وصححه على شرط البخاري، وسكت عليه الذهبي- وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 190) والقضاعي في "مسند

الشهاب" (21) والبيهقي في "سننه" (7/ 135 - 136) من طريق سلّام به، وهو عندهم بتقديم الحسب على الكرم. وإسناده ضعيف: الحسن مدلّس ولم يُصِّرح بالسماع، وسلّام صدوق لكن قال ابن عدي: ليس بمستقيم الحديث عن قتادة خاصّة. وجاء من رواية أبي هريرة، وبُريدة: أما حديث أبي هريرة: فأخرجه البزّار (كشف-3607) والدارقطني 3/ 302) من طريق مَعْديّ بن سليمان عن ابن عجلان عن أبيه عنه مرفوعًا، ومعدي ضعيف كما في "التقريب". وأما حديث بُريدة: فأخرجه القضاعي (20) عن شيخه عبد الرحمن بن الكِنْدي عن يعقوب بن مبارك عن إسماعيل بن محمود بن نُعَيم عن الحسين بن عيسى البسطامي عن علي بن الحسن بن شقيق بالسند المتقدم في تخريج الحديث السابق. وشيخ القضاعي والاثنان فوقه لم أظفر بترجمة لأحدهم، والحديث محفوظ عن بُريدة باللفظ المتقدم، وهو يشهد لفقرة (الحسب: المال)، أما الفقرة الأخرى فلها شاهدٌ من مرسل يحيى بن أبي كثير: أخرجه ابن أبي الدنيا في "كتاب اليقين" (22) من طريق إسماعيل بن عياش عن أبي سيّار المكّي عنه. وفيه -علاوة على إرساله- رواية ابن عياش عن الحجازيين، وهي ضعيفة، وشيخه لم أرَ من ذكره.

4 - باب: ذم المتنعمين بألوان الطعام والشراب

4 - باب: ذمّ المتنعّمين بألوان الطعام والشراب 1632 - أخبرنا محمَّد بن أحمد: نا يزيد بن محمَّد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع عن حبيب بن عُبيد الرِّحَبي عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سيكون رجالٌ من أمّتي يأكلون ألوانَ الطعام، ويشربون ألوانَ الشراب، ويلبَسُون ألوانَ الثياب، ويتشدَّقون بالكلام، فأولئك شرارُ أمّتي". أخرجه الطبراني في "الكبير (8/ 126 - 127) من طريق يحيى بن صالح به. وسنده واهٍ: جميع -بفتح الجيم وضمّها- بن ثوب تركه النسائي، وقال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. (اللسان: 2/ 134). لكنّه لم ينفرد به: فقد تابعه أبو بكر بن أبي مريم عند الطبراني في "الكبير" (8/ 127) و"الأوسط" (3/ 181 - 182) و"مسند الشاميين" (1458) -وعنه: أبو نعيم في "الحلية" (6/ 90) - من رواية محمَّد بن حفص الوصّابي عن محمد بن حمير عنه. وأبو بكر ضعيف كما في "التقريب"، والوصابي قال ابن أبي حاتم: قيل لي: (ليس يصدق) فتركته وضعّفه ابن مندة، ووثقه ابن حبّان. (اللسان: 5/ 146). وأشار المنذري في "الترغيب" (3/ 142) إلى ضعفه حيث صدّره بـ (رُوي). وقال العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 232): "وسنده ضعيف". وورد الحديث من رواية فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعبد الله بن

جعفر، وابن عبّاس، وعائشة، وأبي هريرة: أما حديث فاطمة: فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (150) وابن عدي في "الكامل" (5/ 319) -ومن طريقه: البيهقي في "الشعب" (5/ 33 - 34) - والهروي في "ذمّ الكلام" (ق 14/ أ- نسخة المتحف البريطاني) وابن عساكر في "التاريخ" (9/ ق 61/ أ) من طريق علي بن ثابت عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن عبد الله بن الحسن عن أمّه عنها مرفوعًا: "شرار أمّتي الذين غُذّوا بالنعيم: الذين يأكلون ألوان الطعام، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدّقون في الكلام". وإسناده منقطع: أم عبد الله هي فاطمة بنت الحسين، وروايتها عن جدّتها مرسلة كما في "التهذيب". أهـ. وأشار المنذري (3/ 115) إلى ضعفه. وأخرجه أحمد في "الزهد" (ص 77) عن أبي بكر الحنفي عن عبد الحميد بن جعفر عن الحسن بن الحسن بن علي أنه أمة الله فاطمة بنت حسين حدّثته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... الحديث. وسنده جيّدٌ لكنّه مرسل، والحسن زوج فاطمة وابن عّمها. وقال العراقي (3/ 92): "ورُوي من حديث فاطمة بنت الحسين مرسلًا، قال الدارقطني في "العلل" أنه أشبه بالصواب. أهـ. وأما حديث عبد الله بن جعفر: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: في 190/ ب) والأزدي في "الضعفاء" -كما في "اللسان" (1/ 378) - والحاكم (3/ 568) من طريق أصرم بن حوشب عن إسحاق بن واصل الضبّي عن

أبي جعفر محمَّد بن علي بن الحسين عنه مرفوعًا: "شرار أمّتي قومٌ ولدوا في النعيم وغذُّوا به، يأكلون من الطعام ألوانًا، ويلبسون من الثياب ألوانًا، ويركبون من الدّواب ألوانًا، يتشدّقون في الكلام". قال الذهبي في "التلخيص": "قلت: أظنّه موضوعًا، فإسحاق متروك، وأصرم متّهمٌ بالكذب". أهـ. قلت: كذّبه ابن معين، واتهمه ابن حبان بالوضع، وتركه غيرهم. (اللسان: 1/ 461). وقال الهيثمي (9/ 170): "وفيه أصرم بن حوشب، وهو متروك". أهـ. واقتصر العراقي (3/ 232) على تضعيف أصرم. وأشار المنذري (3/ 143) إلى ضعفه. وأمّا حديث ابن عبّاس: فأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (زهر- 2/ ق 229) من طريق أبي القاسم علي بن إبراهيم عن محمَّد بن يحيى عن محمَّد بن مسعود القزويني عن عبد الله بن زياد عن إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر [بالأصل: عن المهاجر]. عن عطاء عنه مرفوعًا. وإسناده ضعيف: محمَّد بن يحيى هو ابن سلوان المازني كما في ترجمة الراوي عنه من "النبلاء" (19/ 358)، وعبد الله بن زياد، لم أعثر على ترجمة لهما، وأخشى أن يكون أحدهما وضعه، فإن فيه زيادة منكرة جدًا. وأما حديث عائشة: فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 318) من طريق سهل بن المرزبان بن محمَّد التميمي عن الحميدي عن ابن عيينة عن منصور عن الزهريّ عن عروة عنها مرفوعًا، وفي أوله ذكر حديث: "أول ما خلق الله العقل".

وقال: "غريبٌ من حديث سفيان ومنصور والزهري، لا أعلم له راويًا عن الحميدي إلَّا سهلًا، وأراه واهمًا فيه". أهـ. وسهل لم أظفر بترجمته، فلعلّه المتّهم به. وقال العراقي (3/ 92): "إسناده لا بأس به". وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه ابن أبي عمر العدني وأبو يعلى في "مسنديهما" (المطالب المسندة- ق 113/ أ) والبزّار (كشف- 3616) من طريق عبد الرحمن بن زياد عن عمارة بن راشد عنه مرفوعًا: "إن من شرار أمّتي الذين غُذّوا بالنعيم، ونبتت عليه أجسامهم". قال البزّار: "عمارة بن راشد لا نعلم روي عنه إلا عبد الرحمن بن زياد، وعبد الرحمن كان حسن العقل ولكنه وقع على شيوخ مجاهيل، فحدث عنهم بأحاديث مناكير، فضعِّف حديثه، وهذا ممّا أُنكر عليه ولم يشاركه فيه أحد". وعمارة قال أبو حاتم: مجهول. وذكره ابن حبّان في "ثقاته"، وقال الذهبي: محّله الصدق. (اللسان: 4/ 277). وعبد الرحمن هو ابن أنْعُم ضعيف في حفظه كما في "التقريب". وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 142): "ورواته ثقات إلا عبد الرحمن". وقال العراقي (3/ 232): "سنده ضعيف". وورد مرسلًا، وهو الثابت فيه: أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (758) ووكيع في "الزهد" (168) -وعنه: هنّاد (692) - وأبو نعيم في "الحلية"، (6/ 120) من طريق الأوزاعي عن عروة بن رويم مرسلًا. وسنده صحيح.

5 - باب: حفت النار بالشهوات

وأخرجه أحمد في "الزهد" (ص 394) من طريق يحيى بن أيّوب عن عبيد الله بن زَحْر عن بكر بن سوادة مرسلًا: "سيكون نشؤ من أمتي يُولدون في النعيم، ويغذّون به ... " الحديث. ويحيى هو الغافقي صدوق سيّء الحفظ، وشيخه ليّن. 5 - باب: حُفَّت النار بالشهوات 1633 - أخبرنا أبو يعقوب الَأذْرَعيّ: نا أبو عمرو حفص بن عمر بن الصّباح بالرَّقَّة: نا حجّاج -يعني: ابن المِنْهال-: نا حمّاد -وهو: ابن سلمة- عن ثابت وحُمَيد. عن أنس أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "حُفَّت الجنّة بالمكاره، وحُفَّت النارُ بالشهوات". أخرجه مسلم (4/ 2174) من طريق حمّاد به. وأخرجه البخاري (11/ 320) -وكذا مسلم- من حديث أبي هريرة. 6 - باب: عيش النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحبه 1634 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو جعفر محمَّد بن إسماعيل الصائغ بمكّة: نا الحسن بن حفص الأصبهاني: نا هشام بن سعد عن أبي حازم عن يزيد بن رُومان عن عروة.

عن عائشة -رضي الله عنها - قالت (¬1): رُبَّما أتى علينا ثلاثةُ أهِلَّةٍ لا يُوقَد في بيتٍ من أبيات محمَّد - صلى الله عليه وسلم - نارٌ. قال: قلت: يا خالةُ! فما كان يُعَيِّشكم؟. قالت (¬2) كان لنا جيرانٌ من الأنصار لهم أغنامٌ، فكانوا يبعثون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ألبانها فيتَّدِمُ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. هشام ليس بالقوي. والحديث أخرجه البخاري (11/ 283) ومسلم (4/ 2283) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه به نحوه. 1635 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان من حفظه: نا محمَّد بن عوف الحمصي: نا أبي: عوف بن سفيان: نا شقير مولى العبّاس، قال: سمعتُ الهدّار -وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول للعبّاس بن الوليد ورأى إسرافَه في خبز السَّميذ وغيره: لقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وما شَبعَ من خبزِ بُرٍّ حتى فارق الدُّنيا. أخرجه أبو عبد الله بن مندة في "الصحابة" -ومن طريقه: ابن عساكر في "التاريخ" (8/ ق 48/ أ) - عن خيثمة به، وقال: "هذا حديث غريب". وأخرجه عبد الغني بن سعيد في "تاريخ حمص" -كما في "الإصابة" (3/ 600) - عن محمد بن عوف به. وأخرجه من طريق ابن عوف: ابن السكن وابن قانع في "الصحابة" وأبو الفضل بن طاهر في "فوائده" -كما في "الإصابة"- وأبو نعيم في "المعرفة" (2/ ق 420/ ب) وابن عساكر. ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) الترضي. (¬2) بالأصل: (قال)!.

وإسناده ضعيف: شقير ذكر ابن عساكر الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وعوف والد محمَّد لم أرَ من ترجم له، والهدّار لا تُعرف له صحبة إلا بهذا الخبر. وفي الباب: حديث أبي هريرة: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الدنيا ولم يشبع من الخبز الشعير. أخرجه البخاري (9/ 549)، ونحوه عند مسلم (4/ 2284). 1636 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا مُضَر بن محمَّد: نا طالوت: نا سُوَيْد بن إبرهيم عن قتادة عن أنس، قال: ما أكل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُحَوَّرًا حتى لحِقَ بالله -عَزَّ وَجَلَّ -. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 421) من طريق طالوت -وهو: ابن عباد- به بلفظ: ما نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رغيفٍ مُحَوَّرٍ حتى لحق بربّه. وسويد ليّن أفحش ابن حبّان القول فيه، وقال ابن عدي: حديثه عن قتادة ليس بذاك. وقد تُوبع: تابعه سعيد بن بشير -وهو ضعيف كما في "التقريب"- عند ابن ماجه بلفظ: ما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رغيفًا مُحوَّرا بواحدٍ من عينيه حتى لحِق بالله. وأصله في "الصحيح": فقد أخرج البخاري (9/ 530) من طريق همّام عن قتادة عن أنس قال: ما أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - خبزًا مُرَقَّقًا حتى لقي الله. وفي شرحه

(الفتح): "قال عياض قوله (مرققًا) أي: ملينًا محسنًا كخبز الحُوَّارَى وشبهه". وأخرج أيضًا (9/ 549) من حديث سهل بن سعد، قال: ما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النقيَّ من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله. والنقيُّ -كما في "الفتح"-: خبز الدقيق الحُوّارَي، وهو النظيف الأبيض. 1637 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمَّد بن يزيد قاضي حلب: نا محمد بن معاذ بن المستهل: نا محمد بن كثير: نا شعبة عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة، قال: ما كان لنا طعامٌ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا الأسودين (¬1): التمرَ والمَاءَ. أخرجه أحمد (2/ 298، 405، 416، 458) والبزّار (كشف- 3677) من طرقٍ عن شعبة به، وقال البزار: لا نعلم رواه عن داود عن أبي هريرة إلا شعبة. وداود ضعّفه شعبة وأحمد وابن الجارود، وقال النسائي: ليس بالقوي. ووثّقه يحيى القطان، وقال أبو حاتم: ثقة صدوق. وقال العجلي وابن عدي: لا بأس به. واختلف النقل عن ابن معين في حقّه. (اللسان: 2/ 424 - 425). لكن له طرق وشواهد يصحُّ بها: فقد أخرجه أحمد (2/ 355) من طريق قتادة عن الحسن عن أبي هريرة قال: إنّما كان طعامنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسودان: التمر ¬

_ (¬1) الخبز الذي نُخِل مرْةً بعد مرّة. "نهاية".

والماء. قال الهيثمي (10/ 321): "رجاله رجال الصحيح". قلت: الحسن لم يسمع من أبي هريرة كما قال أيّوب ويونس بن عبيد وأبو زرعة وغيرهم، فهو منقطع. وأخرج مالك في "الموطأ" (2/ 933) عن محمَّد بن عمرو بن حَلْحَلَة عن حميد بن مالك بن خيثم وذكر قصته، وفيها: وقال أبو هريرة: الحمد لله الذي أشبعنا من الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودين: الماء والتمر. وسنده صحيح. وله شاهد من حديث قرة بن إياس المزني: أخرجه أحمد في "المسند" (4/ 19) و"الزاهد" (ص 5) والبزّار (كشف- 3680) والطبراني في "الكبير" (19/ 25) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 302 - 303) من طريق بِسْطام بن مسلم عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: لقد عمرنا مع نبيّنا - صلى الله عليه وسلم - وما لنا طعام إلا الأسودان. وسنده صحيح، وقال الهيثمي (10/ 321): "ورجال أحمد رجال الصحيح غير بِسْطام بن مسلم، وهو ثقة". 1638 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا أبو زُرْعة: نا عمر بن حفص بن غياث: نا أبي، قال: نا الأعمش عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب. عن المقداد بن الأسود، قال: كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان قد حازنا عشرةً في بيتٍ، وكنت (¬1) أنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكانت (¬2) عندنا شاة نتقوّتُهَا. ¬

_ (¬1) في (ر): (الأسودان)، وكلاهما صواب. (¬2) في (ظ) و (ر): (فكنت، فكانت)، وكذا عند.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 240) من طريق عمر بن حفص به. وسنده صحيح. وأخرجه أحمد (6/ 4) ومن طريق: الطبراني (20/ 240) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 174) من طريق أبي بكر بن عيّاش عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق به بزيادة. وابن عيّاش قال في "التقريب": "ثقة عابد إلا أنه لما كَبُر ساء حفظه، وكتابه صحيح". 1629 - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلَم القاضي إملاءً، وأخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قراءةً عليه، وأبو عبد الله جعفر بن محمَّد بن جعفر بن هشام الكِنْدِي الكوفي، قالوا: أنا أبو زُرْعة عبد الرحمن بن عمرو: نا عمر بن حفص بن غياث: نا أبي عن محمَّد بن أبي يحيى الأسلمي عن يزيد الأعور. عن يوسف بن عبد الله بن سَلاَم، قال: رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أخذ كسرةً من خبز شعير، ووضعَ عليها تمرةً، وقال: "هذه إدام هذه" فأكلها. حدّث به البخاري عن عمر بن حفص في كتاب (¬1) التاريخ. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/ 371 - 372) وأبو داود (3830) والترمذي في "الشمائل" (174) -ومن طريقه: البغوي في "شرح السنة" (11/ 323) - وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 169) والبيهقي في "سننه" (10/ 163) والمزي في "تهذيب الكمال" (3/ 1530) من طريق عمر بن حفص به. ¬

_ (¬1) ليست في (ظ).

وإسناده ضعيف: يزيد بن أبي أميّة الأعور مجهول كما في "التقريب". وأخرجه أبو يعلى (13/ 481 - 482) من طريق يحيى بن العلاء الرازي عن محمَّد بن أبي يحيى عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه مثله. والرازي كذّبه وكيع وأحمد، وقال في "التقريب": "رُمي بالوضع". وقال الهيثمي (5/ 40): "وفيه يحيى بن العلاء، وهو ضعيف". ورُوي من حديث زيد بن ثابت، وعائشة: أما حديث زيد: فأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 43) من طريق محمَّد بن كثير بن مروان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن أبيه نحوه، وقال: تفرّد به محمَّد بن كثير". وإسناده واهٍ: ابن كثير هذا قال ابن معين: ليس بثقة. وقال ابن عدي: روى أباطيل، والبلاء منه. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. (اللسان: 5/ 352). وقال الهيثمي (5/ 41): "وفيه محمَّد بن كثير بن مروان، وهو ضعيف". وأما حديث عائشة: فأخرجه الطبراني في "الوسط" (مجمع البحرين: ق 209/ أ) من طريق هارون بن محمَّد عن يعقوب بن محمَّد بن طحلاء عن أبي الرجال عن عمرة عنها نحوه. قال الهيثمي (5/ 41): "وفيه هارون بن محمَّد أبو الطيّب، وهو كذّاب".

1640 - حدّثنا أبي -رحمه الله-، قال: حدّثني أبو يعقوب يوسف بن الحسين بن علي الصُّوفي الرازي: نا أحمد بن حنبل: نا مروان بن معاوية الفزاري: نا هلال بن سُوَيْد أبو المعَلَّى عن أنس بن مالك، قال: أُهدي إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - طوائرُ ثلاثٌ، فأكل منها طيرًا، واستخبأ خادمه طيرين (¬1)، فردَّه إليه من الغد، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ألم أنهكَ أن ترفعَ شيئًا لغدٍ؟! إنَّ الله -عَزَّ وَجَلَّ - يأتي برزق كلِّ غدٍ". لم يكن عنده عن أحمد بن حنبل غيره (¬2). أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 243) من طريق والد تمام به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 119) من طريق يوسف بن الحسين به. وهو عند أحمد في "المسند" (3/ 198) و"الزهد" (ص 8). وأخرجه أبو يعلى (7/ 224) والدولابي في "الكنى" (2/ 124) وابن عدي في "الكامل" (7/ 122) والبيهقي (2/ 118 - 119، 172) من طريق مروان الفزاري به. وإسناده ضعيف: هلال بن سويد قال البخاري: لا يُتابع على حديثه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. وذكره ابن حبّان في "الثقات". وقال الذهبي: واهٍ. (اللسان: 6/ 201). وقال الهيثمي (10/ 322): "رجاله رجال الصحيح غير هلال أبي المعلى، وهو ثقة". وحسّن إسناده في موضع آخر (10/ 303). ¬

_ (¬1) في الأصل مضبّبًا: (طيران)، وكذا في (ر) و (ف)، والمثبت من (ظ) و (ش). (¬2) جملة: (لم يكن ...) ليست في (ظ).

7 - باب: النظر إلى من هو أسفل منه

وأخرح ابن أبي شيبة (13/ 249) من طريق موسى الجهَني عن رجلٍ من ثقيف عن أنس، قال: كنت أخدم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال لي يومًا: هل عندك شيءٌ تطعمنا؟. قلت: نعم يا رسول الله! فَضْلٌ من الطعام الذي كان أمس. قال: "ألم أنهك أن تدع طعام يومٍ لغدٍ؟! ". وفيه من لم يُسمَّ، وما هو بهلال، فذاك أحمريُّ نسبةً إلى أحد بطون الأزد، وهذا ثقفيٌّ. 7 - باب: النظر إلى من هو أسفل منه 1641 - حدّثنا أبو زرعة وأبو بكر: محمَّد وأحمد ابنا عبد الله النَّصْرِيّ، قالا: نا أبو الحسن محمَّد بن نوح الجنْدَيْسَابوري: نا أبو الربيع عبيد الله بن محمَّد الحارثي: نا محمَّد بن إسماعيل بن أبي فدَيك: أنا نافع بن أبي نعيم القارئ عن أبي الزّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نظر أحدُكم إلى من فُضِّلَ عليه في المال والخَلْق فينظر (¬1) إلى من هو أسفلَ منه ممّن فُضِّلَ عليه". أخرجه البخاري (11/ 322) من طريق مالك، ومسلم (4/ 2275) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي الزناد به. وأخرجه مسلم من رواية همّام بن مُنبِّه عن أبي هريرة. 1642 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءةً ¬

_ (¬1) في (ظ) والصحيحين: (فلينظر).

8 - باب: ما الغنى؟

عليه: نا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصرَ، قال: نا عبد الله بن داود الخُرَيبي عن الأعمش عن أبي صالح. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تنظروا في دنياكم إلى من فوقكم، ولكن انظروا إلى من هو (¬1) أسفلَ منكم، فأنّه أجدرُ أن تُجدَّدَ نعمُ الله عليكم". إسناده صحيح: إبراهيم بن مرزوق وثّقه ابن يونس وسعيد بن عثمان وابن أبي حاتم وابن حبّان والدارقطني إلا إنه قال: كان يخطئ فيقال له فلا يرجع. وقال النسائي: لا بأس به. وأخرجه مسلم (4/ 2275) من طريق أبي معاوية ووكيع عن الأعمش به بلفظ: "انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم". 8 - باب: ما الغنى؟ 1643 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو العبّاس الفضل بن يوسف القَصَباني الكوفي: نا إبراهيم بن زياد: نا أبو بكر بن عيّاش عن عاصم عن زِرٍّ. عن عبد الله بن مسعود قال: قلنا -أو: قيل-: يا رسول الله! ما الغنى؟. قال: الإياسُ ممّا في أيدي الناس، ومن مشى منكم إلى طمعٍ فليمشِ رويدًا". أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 235/ ب) -ومن طريقه: ¬

_ (¬1) ليست في (ظ).

9 - باب: فضل الفقير المتعفف

القضاعي في "مسند الشهاب" (422،199) - عن شيخه الفضل به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 170 - 171) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 264/ أ) وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 188 و 8/ 304 - 305) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 158) من طريق إبراهيم بن زياد به، وليس عندهم: "ومن مشى ... ". قال الطبراني: "لم يروه عن عاصم إلا أبو بكر، تفرّد به إبراهيم". وإسناده واهٍ: إبراهيم بن زياد العجلي قال الأزدي: متروك الحديث. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: "مجهول، والحديث الذي يرويه منكرٌ". 1644 - سمعت أبا الميمون بن راشد، يقول: أنشدني مَخْلَد بن علي السَّلامي: ما ذاقَ طعمَ الغنى من لا قُنوعَ له ... ولا ترى قانعًا ما عاش مفتقرا والعُرْفُ من يأته يحمَدْ مغبَّتَه ... ما ضاع عُرْفٌ ولو أوْليتَه حَجَرا أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (16/ ق 158/ أ) من طريق تَمَّام. 9 - باب: فضل الفقير المُتعفِّف 1645 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عيسى: نا محمد بن الفضل بن عطيّة عن زيد العميِّ عن ابن سيرين. عن عمران بن حُصَين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ - يحبُّ المؤمنَ إذا كان فقيرًا مُتَعَفِّفًا". أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 186) وابن عدي في "الكامل"

(6/ 164) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 282) من طريقين آخرين عن ابن الفضل به. وقال أبو نعيم: "غريب من حديث ابن سيرين، لم نكتبه إلا من حديث زيد العمّي ومحمَّد بن الفضل بن عطية". وإسناده تالف: محمَّد بن الفضل كذّبوه كما في "التقريب"، وزيد ضعيف كما في "التقريب"، وابن سيرين اختلف في سماعه من عمران: فأثبته أحمد، ونفاه الدارقطني، والقول قول أحمد فإنه قد وُلِد سنة (33)، بينما توفي عمران سنة (52)، فقد ناهز سنّه إذ ذاك العشرين، وكلاهما من نفس البلد (البصرة). وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "زوائد ابن ماجه: (2/ 323)، ومن طريقه الطبراني (18/ 242) - وابن ماجه (4121) والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 474) والبيهقي في "الشعب" (7/ 340 - 341) والمزّي في "التهذيب" (2/ 1117) من طريق موسى بن عبيدة عن القاسم بن مهران عن عمران مرفوعًا: "إن الله يحب عبده المؤمن الفقير المتعفّف أبا العيال". وإسناده ضعيف: القاسم مجهول كما في "التقريب"، قال العقيلي: "لا يثبت سماعه من عمران، روى عنه موسى بن عبيدة، وموسى متروك". أهـ. وقال العراقي في "تخريج الإحياء" (2/ 32): "سنده ضعيف". وقال البوصيري في "الزوائد": "هذا إسنادٌ ضعيف: القاسم بن مهران لم يثبت سماعه من عمران، وموسى بن عبيدة الرَّبَذي ضعيف".

10 - باب: ثواب من كتم جوعه وحاجته عن الناس

10 - باب: ثواب من كتم جوعه وحاجته عن الناس 1646 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الَأذْرَعيُّ: نا محمَّد بن الخَضِر بالرَّقَّة: نا إسماعيل بن رجاء: نا موسى بن أَعْيُن عن الأعمش عن سعيد بن جُبير عن أبي هريرة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: من جاع أو احتاج فكَتَمَه الناسَ حتى أفضى به إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ - فتح اللهُ له رزقَ سنةٍ من حلالٍ". 1647 - أخبرنا أبو يعقوب الَأذْرَعيُّ: نا أبو العبّاس محمَّد بن جَوْشَن بن علي بالرَّقَّة: نا إسماعيل بن رجاء: نا موسى بن أعْيُن فذكر بإسناده مثله، وقال: " ... كان حقًّا على الله أن يفتح له رزق سنةٍ من حلالٍ". عزاه إلى "فوائد تَمَّام": الحافظ في "اللسان" (1/ 405) (¬1). وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 79) و"الأوسط" (3/ 184) وابن حبّان في "المجروحين" (1/ 130) والبيهقي في "الشعب" (7/ 215 - 216) ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 152) - من طريق إسماعيل بن رجاء به. وقد تفرد به كما قال الطبراني والبيهقي. وإسناده واهٍ: إسماعيل قال ابن عدي: له أحاديث شبه موضوعة، فلا أدري البلاء من قِبَله أو من قِبل الرواي عنه. وقال الساجي: منكر الحديث. وضعّفه الدارقطني، وقال ابن حبّان: منكر الحديث، يأتي عن الثقات بما ¬

_ (¬1) لكن تحرف (تَمَّام) إلى: (سليم)!.

11 - باب: التقوى

لا يشبه حديث الإثبات. وخفي أمره على أبي حاتم، فقال: صدوق. ووثّقه الحاكم. (اللسان: 1/ 404) (¬1). وقال ابن حبّان عن الحديث: "هذا خبرٌ باطلٌ، لا الأعمش حدّث به، ولا سعيد رواه، ولا أبو هريرة أسنده، ولا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاله". 11 - باب: التقوى 1648 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو جعفر أحمد بن عمرو بن إسماعيل بن عمر الفارسي المُقْعَد: نا شيبان بن فرّوخ: نا نافع أبو هُرْمُز. عن أنس بن مالك، قال: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: من آلُ محمدٍ؟. فقال: "كلُّ تقيٍّ من أمّة محمدٍ". عزاه إلى "فوائد تَمَّام": السخاوي في "المقاصد" (ص 5) وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 287) وابن عدي في "الكامل" (7/ 49) والبيهقي في "سننه" (2/ 152) من طريقين آخرين عن نافع به. وقال البيهقي: "وهذا لا يحلُّ الاحتجاجُ بمثله: نافع السُّلمي أبو هُرمز بصريٌّ كذّبه يحيى بن معين، وضعّفه أحمد بن جنبل وغيرهما من الحفّاظ". وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 115) و"الأوسط" (مجمع البحرين: 263/ أ) -ومن طريقه: ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ¬

_ (¬1) وما نقل فيه عن العجلي أنه قال: "كوفي ثقة" وهم، فإسماعيل هذا جَزَري وليس كوفيًّا، والصواب أن العجلي إنما قال ذلك في (إسماعيل بن رجاء الزبيدي) كما في "ترتيب ثقاته" (رقم: 86).

ابن كثير" (2/ 306) -وابن عدي (7/ 41) من طريق نُعيم بن حماد عن نوح بن أبي مريم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس مثله، وزادا: وتلا: {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [الأنفال: 34]. قال الطبراني: "لم يروه عن يحيى إلا نوح، تفرّد به نُعيم". أهـ. ونوح هو المعروف بالجامع متّهم بالوضع، ونُعيم ضعيف الحفظ. وقال الحافظ في "الفتح" (11/ 161): "سنده واهٍ جدًّا". وأخرجه الديلمي (زهر الفردوس: 1/ 75) من طريق محمَّد بن القاسم العتكي عن محمد بن أشرس عن عمر بن عقبة عن محمَّد بن مزاحم عن النضر بن محمَّد عن أبي إسحاق الشيباني عن يحيى بن سعيد به. قلت: كان الإسناد في الأصل: (النضر بن محمَّد الشيباني عن يحيى) والنضر قرشيٌّ ولاءً، وهو معروف بالرواية عن أبي إسحاق الشيباني، ونسخة (زهر الفردوس) رديئة فلعله سقط منها, لكن يشكل على ما أثبته أن الشيباني ليس له رواية عن يحيى بل هو من أقرانه. أما محمَّد بن مزاحم فهو أبو وهب المروزي، وهو ممّن يروي عن النضر كما في ترجمته من "التهذيب"، وهو صدوق كما في "التقريب"، وشيخه قال في "التقريب": صدوق ربّما يهم. وبهذا تعلم أن قول الشيخ الألباني في "ضعيفته" (3/ 469 - 470): "ومحمَّد بن مزاحم وهو أخو الضحاك متروك الحديث كما قال أبو حاتم" تحكُمٌ لا دليل عليه، وقوله: "وشيخه النضر بن محمَّد الشيباني لم أعرفه". مبنيٌّ على السند المحرّف كما أوضحت. وعلّة الحديث: محمَّد بن أشرس، ولم تكن (أشرس) واضحة في الأصل، فقد كتبت كأنها (إدريس) لكن تبين من ترجمة الراوي عنه

(محمَّد بن القاسم العتكي) في "سير النبلاء" (15/ 529) أنه يروي عن محمَّد بن أشرس. وابن أشرس قال الذهبي: متهم في الحديث، وتركه أبو عبد الله الأخرم الحافظ وغيره. وضعّفه الدارقطني. (اللسان: 5/ 84). وشيخه لم أظفر بترجمةٍ له. وُيغني عنه: ما أخرجه البخاري (10/ 419) ومسلم (1/ 197) من حديث عمرو بن العاص مرفوعًا: ألا إن آل أبي (يعني فلانًا) ليسوا بأوليائي، إنّما وليِّي الله وصالح المؤمنين". 1649 - أخبرنا جعفر بن محمَّد الكِندي: نا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم الحَوْطيّ: نا أبو الهيثم خالد بن يزيد النَّصْريُّ: نا سلّام بن مسكين. عن قتادة، قال: مكنوبٌ في التوراة: ابنَ آدمَ! اتّق الله ونَمْ حيثُ شئت. الحَوْطي قال ابن القطان: لا يُعرف حاله. (اللسان: 1/ 214) وذكره الذهبي في "النبلاء" (13/ 153) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وشيخه لم أعثر على ترجمةٍ له. وروي نحوه عن الفضيل بن عياض. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (57) -ومن طريقه: البيهقي في "الشعب" 4/ 127) -من رواية خادمه إبراهيم بن الأشعث عنه قال: قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: يا ابن آدم! اتقني ونم حيث شئت. وإبراهيم هذا ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يُغرِب وينفرد فيخطىء ويخالف. ووثقه علي بن الحسن الهلالي. (اللسان: 1/ 36).

12 - باب: قرب الجنة والنار

12 - باب: قرب الجنّة والنار 1650 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا عمر بن حفص بن غياث: نا أبي: نا الأعمش، قال: حدّثني شقيق، قال: قال عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الجنَّةُ أقربُ إلى أحدكم من شِراك نَعله، والنارُ مثلُ ذلك". أخرجه البخاري (11/ 321) من طريق الثوري عن منصور والأعمش به. 13 - باب: الحث على قلة الضحك وكثرة البكاء 1651 - حدّثنا أبو زرعة وأبو بكر: محمَّد وأحمد ابنا عبد الله النَّصْريّ، قالا: نا أبو الحسن محمَّد بن نوح الجُنْدَيْسَابوري: نا أبو الربيع عُبيد الله بن محمَّد الحارثي: نا محمَّد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك: أنا نافع بن أبي نُعيم القارئ عن أبي الزِّناد عن الأعرج. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسُ محمدٍ بيده! لو تعلمون ما أعلم لضحِكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا". الحارثي ذكره ابن حبّان في "ثقاته" (8/ 407) وقال: مستقيم الحديث. ولم أر من وثقه غيره. والحديث أخرجه البخاري (11/ 524) من رواية همّام بن منبِّه عن أبي هريرة، وأخرجه أيضًا (11/ 319) من رواية سعيد بن المسيب عنه.

14 - باب: فضل الناشىء في عبادة الله

وأخرجه أيضًا (11/ 319) -وكذا مسلم (4/ 1832) - من حديث أنس. 14 - باب: فضل الناشىء في عبادة الله 1652 - أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن "أحمد: نا أبو المنذر الرَّمْليِّ: نا محمَّد بن المتوكّل -يعني: ابن أبي السِّريِّ-: نا يوسف بن عطيّة: نا مرزوق و [هو] (¬1) أبو عبد الله الحمصي عن مكحول عن أبي أمامة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيُّما ناشئ نشأ في طلبِ العلم والعبادة حتى يكبُرَ وهو على ذلك أعطاه الله يومَ القيامة ثوابَ اثنين وسبعين صِدِّيقًا". أخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 153) وابن عبد البر في "جامع العلم" (1/ 81 - 82) من طريق ابن أبي السَّريِّ به. وأخرجه الطبراني أيضًا في "الأوسط" (1/ 436) من طريق آخر عن يوسف به، لكن قال: "تسعة وتسعين صدّيقًا". وإسناده واهٍ: يوسف متروك كما في "التقريب". وقال الهيثمي (10/ 270): "وفيه يوسف بن عطيّة الصفّار، وهو ضعيف جدًّا". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 152) من طريق يحيى -وهو: ابن عبد الحميد- الحِمّاني عن جعفر بن سليمان عن أبي سنان الشامي عن مكحول به بلفظ "الأوسط". ¬

_ (¬1) وفي (ظ) و (ر): (مرزوق أبو عبد الله).

15 - باب: فضل الشاب المتشبه بالكهول

وإسناده واهٍ: الحِمّاني حافظٌ إلا أنّهم اتّهموه بسرقة الحديث كما في "التقريب" وأبو سنان هو عيسى بن سنان القَسْمَلي ليّن الحديث كما في "التقريب"، وذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته من "الميزان" (4/ 534)، وقال: "منكرٌ جدًّا". 15 - باب: فضل الشاب المتشبِّه بالكهول 1653 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم، ومحمَّد بن محمَّد بن عبد الحميد بن خالد، قالا: نا أبو الحسن أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل الهَروي: نا الحسن بن علي الخلواني: نا يزيد بن هارون: أنا عَنْبَسة بن سعيد: نا حمّاد مولى بني أميّة عن جناح مولى الوليد بن عبد الملك. عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ شبابكم من تشبّه بكهولكم، وشرُّ كهولكم من تشبّه بشبابكم". 1654 - أخبرنا أبو علي محمَّد بن هارون بن شعيب، قال: حدّثني أبو عبد الله محمَّد بن يحيى بن مَنْدَة الأصبهاني بأصبهان: حدَّثني محمَّد بن عثمان بن كرامة: نا عُبيد الله بن موسى عن عَنْبَسة عن حمّاد مولى بني أمية عن جناح فذكر بإسناده مثله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 83 - 84) من طريق الحُلْواني، ومن طريق ابن كرامة. وأخرجه أبو يعلى (13/ 467) -ومن طريقه: ابن عساكر في "التاريخ" (5/ ق 142/ أ) - والطبراني من طريق ثالث عن عنبسة به. وإسناده واهٍ: عنبسة ضعيف كما في "التقريب"، وحمّاد قال الأزدي:

متروك. وجناح ضعّفه الأزدي، ووثّقه ابن حبّان: (اللسان: 2/ 355، 138 - 139). ومع هذا قال الهيثمي (10/ 270): "وفيه من لم أعرفهم".! وقال العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 143): "سنده ضعيف" وقال البوصيري في "مختصر الاتحاف" (3/ ق 101/أ) "فيه جناح مولى الوليد، وهو ضعيف". وروي من حديث عمر، وأنس، وابن عبّاس: أمّا حديث عمر: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 254) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1182) - من طريق إبراهيم بن حيّان الأنصاري عن حماد بن زيد عن عاصم عن زِرٍّ عنه مرفوعًا. قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصحُّ، قال ابن عدي: إبراهيم يروي أحاديث موضوعة". وأما حديث أنس: فأخرجه البزّار (كشف- 3219) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 267/ ب) وابن عدي (2/ 307) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 37) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1255) والبيهقي في "الشعب" (6/ 168) من طريق الحسن بن أبي جعفر عن ثابت عنه مرفوعًا. قال الهيثمي (10/ 271): "وفيه الحسن بن أبي جعفر، وهو ضعيف". وأمّا حديث ابن عبّاس: فأخرجه البيهقي (6/ 168) من طريق بحر بن كَنِيز عن يحيى بن

16 - باب: الصحة والفراغ

أبي كثير عن عكرمة عنه مرفوعًا، وقال: "تفرّد به بحر بن كنيز السقّاء عن يحيى". أهـ. قلت: وهو ضعيف كما في "التقريب". وبالجملة فالحديث ضعيف وإن تعدّدت طرقه لشدة ضعفها. وتقدّم حديث: "إن الله ليعجب من الشاب الذي ليست له صَبوة" برقم (58). 16 - باب: الصحة والفراغ 1655 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلَم: نا أبو القاسم بركة بن نشيط الفرغاني (غَثْكَل): نا داود بن رُشَيد: نا إسماعيل بن جعفر: حدّثني عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه. عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحةُ والفراغُ". 1656 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا زكريا بن يحيى السِّجْزِيّ: نا قُتيبة بن سعيد بن جَميل بن طريف بن عبد الله الثقفيّ، وعبد الله بن مُطيع، قالا: نا إسماعيل -وهو: ابن جعفر المدني- عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عبّاس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصحةُ والفراغُ نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس". أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 392) والإسماعيلي وأبو نعيم في "مستخرجيهما" -كما في "الفتح" (11/ 230، 231) - والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" (169) من طريق إسماعيل بن جعفر به.

1657 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا زكريا بن يحيى، قال: قال أبو عبد الله حسين بن حسن المَرْوزِيّ: أنا عبد الله بن المبارك والفضل بن موسى، قالا: أنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحةُ والفراغ". أخرجه البغوي في "شرح السنة" (14/ 223) من طريق المبارك والفضل معًا به. وهو في: "كتاب الزهد" لابن المبارك (رقم: 1) ومن طريقه: أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (684) والترمذي (2304) والنسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة" (4/ 465) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 174) "والمستخرج" -كما في "الفتح"- والقضاعي في "مسند الشهاب" (295) والبيهقي في "الشعب" (4/ 129 و7/ 263) "والآداب" (1128) والخطيب في "الاقتضاء" (169). 1658 - أخبرنا علي بن يعقوب: نا زكريا: نا إسحاق بن إبراهيم من مَخْلَد الحنظلي: أنا وكيع: نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند. فذكر بإسناده مثلَه. هو في: "كتاب الزهد" لوكيع (رقم: 8). ومن طريقه: أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 234) وأحمد في "المسند" (1/ 344) "والزهد" (ص 35) وهنّاد في "الزهد" (673) وأبو نعيم في "المستخرج" -كما في "الفتح"-. 1659 - أخبرنا علي بن يعقوب: نا زكريا: نا محمَّد بن بشّار بن داود بن كَيْسَان العَبْدي، وعمرو بن علي بن بحر الباهلي، قالا: نا

يحيى بن سعيد: نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند قال: حدّثني أبي عن ابن عبّاس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصحةُ والفراغُ نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس". قال محمد بن بشّار: ربّما حدّث به يحيى ولم يرفعه. أخرجه الترمذي (2304) عن شيخه محمَّد بن بشار به. وأخرجه أيضًا: الإسماعيلي -كما في "الفتح"- من طريق محمَّد بن بشار، ونقل كلامه بعد الحديث. 1660 - أخبرنا علي بن يعقوب: نا زكريّا: نا أبو حفص عمرو بن علي بن بحر: نا الفُضيل بن سليمان: نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .... فذكر مثله. الفُضَيل ليس بالقوي كما قال النسائي وأبو حاتم. والحديث أخرجه البخاري (11/ 229) عن شيخه المكيِّ بن إبراهيم عن عبد الله بن سعيد به. 1661 - أخبرنا علي بن يعقوب: نا زكريّا بن يحيى: نا الجّراح بن مَخْلَد، وإبراهيم بن المستمر، قالا: نا عمرو بن عاصم البُرْجُميُّ: نا حُمَيد بن الحكم أبو الحُصين: نا الحسن. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "غنيمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحةُ والفراغُ". وقال إبراهيم بن المستمر: "غنيمتان كثيرٌ (¬1) من الناس: الصحةُ والفراغُ". ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وعليه تضبيب في (ظ) و (ر)، ولعل الصواب: " ... كثير من الناس فيهما مغبون".

17 - باب: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم

أخرجه البزار (كشف- 3620) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 263/ أ) وابن حبّان في "المجروحين" (1/ 262 - 263) وأبو الشيخ في "الأمثال" (169) والديلمي (زهر الفردوس: 2/ ق 321) من طريق إبراهيم بن المستمر به. واللفظ لابن حبّان والديلمي، ولفظ الباقين: "نعمتان ... " قال البزّار: لا نعلمه يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد. وقال الطبراني: لم يُروى عن الحسن إلا حُمَيد، تفرّد به عمرو. والحديث ذكره ابن حبان في ترجمة (حُمَيد) وقال عنه: "مُنكر الحديث جدًّا، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد". أهـ. والحسن مدلس وقد عنعنه. وقال الهيثمي (10/ 290): "وفيه حميد بن الحكم، وهو ضعيف". 17 - باب: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم 1662 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عُبيدة السَّريُّ بن يحيى بن السَّريِّ ابن أخي هنّاد بن السَّريِّ بالكوفة: نا قَبيصة بن عقبة: نا سفيان -يعني: الثوري- عن جعفر بن بُرْقان عن يزيد بن الأصم. عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ الله -عَزَّ وَجَلَّ - لا ينظرُ إلى صُوركم ولا أحسابِكم ولا أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". قَبيصة صدوق لكن قال ابن معين: هو ثقة في كل شيءٍ إلا في حديث سفيان، فإنه سمع منه وهو صغير. وكذا قال الإِمام أحمد.

18 - باب: فضل من لا يؤبه له

والحديث أخرجه مسلم (4/ 1987) من طريق كثير بن هشام عن جعفر به ولم يذكر: (ولا أحسابكم)، وأخرجه أيضًا (4/ 1986 - 1987) من طريق آخر عن أبي هريرة. 18 - باب: فضل من لا يؤبه له 1663 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عمران موسى بن نَصْر البغدادي: نا الوليد بن شجاع بن الوليد السَّكوني، قال: حدّثني عثّام بن علي العامريّ عن حُميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث. عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كم من ذي طِمْرَين لا يُؤبه له: لو أقسم على الله -عَزَّ وجَلَّ- لأبرَّه، ولو سأل الله -عَزَّ وَجَلَّ- لأعطاه الجنّةَ". موسى بن نصر هذا [هو:] (¬1) ابن سلام القنطري أخو علي بن نصر. أخرجه البزّار (كشف-3628) وابن عدي في "الكامل" (2/ 273) من طريقين آخرين عن حُميد به، وليس عندهما: "ولو سأل ... " إلخ. قال البزّار: لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا بهذا الإسناد". وإسناده ضعيف: حُميد الأعرج ضعيف كما في "التقريب". وقال الهيثمي (10/ 264): "ورجاله رجال الصحيح غير جارية بن هرم، وقد وثقه ابن حبّان على ضعفه". وفاته أن حميدًا ليس من رجال الصحيح. والحديث ذكره العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 276) بلفظ تمّام، ¬

_ (¬1) من (ف).

وقال: "أخرجه ابن أبي الدنيا ومن طريقه: أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" بسند ضعيف". وورد الحديث من رواية أنس وأبي هريرة. أما حديث أنس. فأخرجه الترمذي (3854) -وقال: صحيح حسن- وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 25) من طريق سيّار بن حاتم العتري عن جعفر بن سليمان عن ثابت وعلي بن زيد عنه مرفوعًا: "كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك (عند عبد الله: ابن معرور) " وسيّار ضعَّفه ابن المديني وقال العقيلي وأبو أحمد الحاكم والأزدي: عنده مناكير. ووثقه ابن حبّان. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1236) والطحاوي في "المشكل" (3/ 293) والطبراني في "الأوسط" (1/ 475) والبيهقي في "الشعب" (7/ 331) من طريق أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله عن جده مرفوعًا: "ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبرّه". وأسامة هو الليثي صدوق فيه لين، فهذا الإسناد حسنٌ في الشواهد. وأخرجه الطحاوي (1/ 293) وابن عدي (3/ 314) والحاكم (3/ 291 - 292) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي، وعنه: البيهقي (7/ 331) - وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 6 - 7) من طريق محمَّد بن عُزَيز عن سَلَامة بن روح عن عقيل بن خالد عن الزهريّ عنه مرفوعًا: "كم من ضعيف متضعّف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبرّه، منهم: البراء بن مالك".

وابن عُزَيز قال في "التقريب": فيه ضعيفٌ، وقد تكلموا في صحة سماعه من عمّه سلامة". وسلامة ليس بالقوي كما قال أبو حاتم، وقال أبو زرعة: ضعيف منكر الحديث. وقيل: لم يسمع من عقيل، وإنما يحدّث عن كتبه. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 350) و"أخبار أصبهان" (2/ 225) من طريق سعيد بن محمَّد الورّاق عن مصعب بن سُليم عنه مرفوعًا: "رُبَّ ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه، منهم: البراء بن مالك". والورّاق ضعيف كما في "التقريب". وضعّف سنده العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 276). وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 421) من طريق محمَّد بن يحيى بن هابيل عن معاوية بن عمرو عن زائدة بن قدامة عن الأعمش عن شعبة عن قتادة عنه مرفوعًا: "رُبَّ ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه". وابن هابيل لم يحك الخطيب فيه جرحًا ولا تعديلًا. وبالجملة فحديث أنس على أقل أحواله حسن بمجموع هذه الطرق. وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه الطحاوي (1/ 292) والحاكم (4/ 328) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- من طريق كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عنه مرفوعًا: "رُبَّ أشعث ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبرّه". وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 7) من طريق كثير عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة مثله. والمطلب قال أبو حاتم: لم يدرك أحدًا من الصحابة إلا سهل بن سعد". فروايته إذًا منقطعة. وإسناد أبي نعيم حسن، فإنّ في كثيرٍ لينًا.

والحديث أخرجه مسلم (4/ 2191) من حديث أبي هريرة بلفظ: "رُبَّ أشعث مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرّه". ولفقره: "لو سأل الله .. " إلخ شاهد من حديث ثوبان: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 265/ ب) من طريق سهل بن عثمان عن أبي معاوية عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عنه مرفوعًا: "إنّ من أمتي من لو جاء أحدكم يسأله دينارًا لم يعطه، ولو سأل الله الجَنَّةَ لأعطاه إيّاها، ذو طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه". قال المنذري في "الترغيب" (4/ 152): "ورواته محتجٌ بهم في الصحيح". وقال الهيثمي (10/ 264): "رجاله رجال الصحيح". وقال العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 277): "إسناده صحيح". أهـ. وفاته الانقطاع بين سالم وثوبان: قال أحمد: لم يسمع ثوبان، ولم يلقه. وقال أبو حاتم: لم يدرك ثوبان. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 320) من طريق مصبح بن هلقام عن قيس بن الربيع عن عمرو بن مرة عن سالم عن ثوبان. ومصبح قال الذهبي: لا أعرفه. وذكره ابن حبّان في "ثقاته". (اللسان: 6/ 42) وقيس ليِّن وقد صرّح سالم بإرساله: فقد أخرجه أحمد في "الزهد" (ص 12) وهنّاد في "الزهد" (587) عن شيخهما أبي معاوية عن الأعمش عن سالم مرسلًا, ولم يذكر ثوبان. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (1) من هذا الطريق. وهكذا أخرجه الحارث بن أبي أسامة "في مسنده" (المطالب: في 115/ أ) عن معاوية بن عمرو عن زائدة عن الأعمش به، وأخرجه ابن أبي الدّنيا في

19 - باب: احتقار العبد عمله يوم القيامة

"الأولياء" (11) من طريق يحيى بن اليمان عن زائدة به. وهو مرسلٌ صحيح الإسناد. 19 - باب: احتقار العبد عمله يوم القيامة 1664 - حدثنا خيثمة بن سليمان من لفظه: نا أبو عتبة أحمد بن الفرج: نا بقيّة بن الوليد عن بَحير بن سعد عن خالد بن مَعْدان. عن عُتبة بن عبدٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو أنَ رجلًا خرَّ على وجهه من يوم وُلِد إلى يوم مات هَرِمًا في مرضاةِ الله -عَزَّ وَجَلَّّ- لحَقَره يومَ القيامة". أخرجه البيهقي في "الشعب" (1/ 479) من طريق أحمد بن الفرج به. وأحمد ضعيف رماه محمَّد بن عوف بالكذب. وأخرجه أحمد (4/ 185) والبخاري في "التاريخ" (1/ 15) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (1/ 340) والطبراني في "الكبير" (17/ 122 - 123) و"مسند الشاميين" (1138) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 15 و 5/ 219) من طرقٍ عن بقية به. وإسناده قوي: بقية صرّح بالتحديث فأُمِن تدليسه. وقال الهيثمي (10/ 225)، "وإسناده جيّدٌ". وورد موقوفًا: أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (34)، ومن طريقه: أحمد (4/ 185) والبخاري في "التاريخ" (1/ 15) وابن شاهين -كما في "الإصابة" (3/ 381) - وابن عبد البر في "الاستيعاب" (هامش الإصابة:

20 - باب: النجاة برحمة الله

3/ 347 - 348) عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جُبَير بن نُفَير عن محمَّد بن أبي عميرة -وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لو أن عبدًا ... فذكره نحوه، وزاد: ولو ودّ أنه يردُّ إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 353) -ومن طريقه: ابن الأثير في "أُسُد الغابة" (4/ 333) - والطبراني في "الكبير" (19/ 249) والبغوي وابن مندة -كما في "الإصابة"- وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 99 - 100) من طريق الوليد بن مسلم، والبخاري في "التاريخ" (1/ 15) عن عيسى بن يونس، كلاهما عن ثور به. وهو موقوف، لكن قال ابن أبي عاصم بعده: ذكره عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وقال الهيثمي (10/ 225): "ورجاله رجال الصحيح". وقال الحافظ في "الإصابة": "سنده قويّ". وهو كما قالا. 20 - باب: النجاة برحمة الله 1665 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: أنا أبو بكر الحسين بن محمَّد بن أبي مَعْشَر نَجيح ببغداد: نا محمَّد بن ربيعة الكلابي: نا فُضَيل بن مرزوق عن عطيّة عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبدٍ يدخل الجنةَ إلا برحمةِ الله -عَزَّ وَجَلَّ- " قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟!. قال: "ولا أنا إلَّا أن يتغمّدني الله منه برحمةٍ". قال: ووضع يَده على رأسه.

أخرجه أحمد (3/ 52) من طريق فضيل به. وعطية ضعيف مدلّس، وقد عنعن. وفي فُضيل لينٌ. لكن الحديث ثابت من رواية أبي هريرة: أخرجه البخاري (11/ 294) ومسلم (4/ 2169 - 2171)، وفي رواية لمسلم: وقال ابن عون بيده هكذا، وأشار على رأسه. وأخرجاه أيضًا من حديث عائشة، وانفرد مسلم بإخراجه من حديث جابر. (¬1) 1666 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الَأذْرَعيُّ: نا أبو موسى هارون بن كامل بن يزيد القرشي بمصرَ: نا أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث: نا سليمان بن هَرِم القرشي عن محمَّد بن المُنكدر عن جابر بن عبد الله، قال: خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "خرج من عندي خليلي جبريلُ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمدُ! والذي بعثني بالحق إنّ لله -تبارك وتعالى (¬2) - لعبدًا من عباده عَبَدَ الله خمسَمائة سنةٍ على رأس جبلٍ في البحر: عرضُه وطوله ثلاثون ذراعًا في ثلاثين ذراعًا، والبحرُ محيطٌ به أربعة ألاف (¬3) فرسخ من كلِّ ناحيةٍ. وأخرج الله -تبارك وتعالى- له عينًا عذبةً بعرض الإصْبَع، تبِضُّ (¬4) بماءٍ عذبٍ، فيستنقع في أسفل الجبل، وشجرةَ رُمّانٍ تُخِرج في كلّ ليلة رُمّانةً، فتُغَذِّيه يومَه. فإذا أمسى نَزَلَ فأصاب من الوضوء، وأخذَ تلك الرُمّانةَ فأكلها ثمّ قام لصلاته، ¬

_ (¬1) ليس في (ظ). قلت (معد الكتاب للشاملة): الإشارة لهذه الحاشية ساقطة من المطبوع. (¬2) ليس في (ر). (¬3) في (ظ) و (ر): (ألف) بالإِفراد. (¬4) بضَّ الماء: سال قليلًا قليلًا. (قاموس).

فسأل ربّه -عَزَّ وَجَلَّ- عند وقت الأجل أن يقبِضَه الله -عَزَّ وَجَلَّ - ساجدًا، وأن لا يجعلَ للأرض ولا لشيءٍ يُفسِده عليه سبيلًا حتى يبعثه وهو ساجدٌ ففعلَ. فنحن نمرّ عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجده في العِلم: يُبعَثُ يومَ القيامة فيُوقَفُ (¬1) بين يدي الله -تبارك وتعالى-، فيقول له الربُّ: أدخلوا عبديَ الجنّةَ برحمتي. فيقول: بل بعملي!. فيقول الربُّ تعالى: أدخلوا عبديَ الجنّةَ برحمتي. فيقول: بل بعملي!. فيقول الرب -تبارك وتعالى-: أدخلوا عبديَ الجنّةَ برحمتي. فيقول: [بلّ] (¬2) بعملي!. فيقول الله -تبارك وتعالى- للملائكة: قايسوا عبدي نعمتي عليه بعمله. فتوجد نعمةُ البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنةٍ، وبقيت نعمةُ الجسد فضلًا عليه، فيقول: أدخلوا عبديَ النارَ. قال: فيُجَرُّ إلى النار، فيُنادي: ربِّ! برحمتك أدخلني الجنّة!. فيقول: رُدّوه. فيُوقَفُ بين يديه، فيقول: يا عبدي! منْ خلقَك ولم تكن (¬3) شيئًا؟. فيقول: أنت يا رب. فيقول: أكان ذلك من قِبلك أم برحمتي؟. فيقول: بل برحمتك. فيقول: من قَوّاك للعبادة خمسمائة سنة؟ فيقول: أنت يا ربِّ. فيقول: من أنبتَ الجبلَ في وسط البحر، وأخرج لك الماءَ العذبَ من الماء المالح، وأخرج لك كلّ ليلةٍ رمّانةً، وإنّما تخرجُ مرّةً في السنة، وسألتني أن أقبضَك ساجدًا ففعلت ذلك بك؟. فيقول: أنت يا ربّ. فيقول: هذا برحمتي، وبرحمتي أُدخلك الجنّةَ، أدخلوا عبديَ الجنّةَ برحمتي، فنِعْمَ العبدُ كنتَ يا عبدي. فأدخله الله -تبارك وتعالى- الجنّةَ. قال جبريل - صلى الله عليه وسلم - (¬4): إنّما الأشياءُ برحمةِ الله يا محمد". ¬

_ (¬1) في (ظ): (ويوقف). (¬2) من (ظ) و (ر). (¬3) في (ظ) و (ر): (تكُ)، وكلاهما صحيح. (¬4) في (ظ): (- صلى الله عليه وسلم -).

21 - باب: القصد والمداومة في العمل

أخرجه الذهبي في "الميزان" (2/ 227 - 228) من طريق تَمَّام. وأخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر" (59) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 144 - 145) والحاكم (4/ 250 - 251) والبيهقي في "الشعب" (4/ 150 - 151) من طريق عبد الله بن صالح به. وأخرجه العقيلي والحاكم من طريق الليث بن سعد عن سليمان بن هَرِم به. وسنده ضعيف: سليمان قال العقيلي: مجهول في الرواية, وحديثه غير محفوظ. وقال الأزدي: لا يصحُّ حديثه. ومع هذا فقد قال الحاكم: "هذا حديثٌ صحيح الإسناد، فإن سليمان بن هرم العابد من زهّاد أهل الشام، والليث بن سعد لا يروي عن المجهولين". أهـ. وتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: لا والله! وسليمان غير معتمد" وقال في "الميزان": "قلت: لم يصحّ هذا". 21 - باب: القصد والمداومة في العمل 1667 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف: نا أبو طاهر عبد الواحد بن عبد الجبّار اليافوني بيافا سنة ستٍّ وثمانين ومائتين: نا إبراهيم بن محمَّد بن يوسف (¬1): نا الفريابي عن الأوزاعي عن الزَّهريِّ عن أبي سلمة، قال: ¬

_ (¬1) وقع في الأصل و (ش): (يونس)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ) وكتب الرجال.

حدّثتني عائشة أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "خُذوا من العمل قَدْرَ ما تُطيقون، فإنّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- لا يملُّ حتى تَمَلُّوا". إبراهيم بن محمَّد قال أبو حاتم: صدوق. وقال الساجي: يُحدِّث بالمناكير والكذب. والراوي عنه لم أعثر على ترجمته. ولم أقف على رواية الزهري لهذا الحديث عن أبي سلمة عند غير تمام، وإنّما يرويه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة به، هكذا أخرجه أحمد (6/ 84) والطبري في "تفسيره" (29/ 50) وابن خزيمة (1283) والطحاوي في "المشكل" (1/ 273) وابن حبّان (الإحسان- 2/ 67 و 4/ 446) من طرق عن الأوزاعي به. وسنده صحيح. والحديث أخرجه البخاري (4/ 213) ومسلم (2/ 811) من رواية يحيى عن أبي سلمة به. 1668 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو بكر الحسين بن محمد بن أبي مَعْشَر ببغدادَ: نا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أمّ سلمة -رضي الله عنها - (¬1)، قالت: كان أحبُّ العملِ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدائمَ وإن قلَّ. هو في "كتاب الزهد" لوكيع (238). ومن طريق وكيع: أخرجه أحمد (6/ 320) وأبو يعلى (12/ 405) وأخرجه عبد الرزاق (2/ 464) -ومن طريقه: أحمد (6/ 304، 319) والطبراني في "الكبير" (23/ 252) - عن الثوري به. وأخرجه ¬

_ (¬1) ليس في (ظ) و (ر) الترضي.

النسائي (1655) من طريق آخر عنه. وأخرجه الطيالسي (1609) وأحمد (6/ 319، 322) والنسائي (1654) وأبو يعلى (12/ 363 - 364 - 408 - 409) -وعنه: ابن حبَّان (6/ 252) - وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 32) من طريق شعبة عن أبي إسحاق به. وإسناده صحيح: أبو إسحاق السبيعي إنّما أخذ عليه أمران: الاختلاط والتدليس، أما الأول فمدفوع برواية الثوري وشعبة عنه، فإنهما إنما رويا عنه قبل اختلاطه. وأمّا الثاني فمدفوع بتصريحه بالسماع من أبي سلمة في رواية شعبة عنه. وقد أخرجه أحمد (6/ 305، 321) وابن ماجه (1225 و 4237) وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 211) والطبراني في "الكبير" (23/ 252 - 253) من طرقٍ أخرى عن أبي إسحاق به. وأخرج أحمد في المسند (6/ 289) و"الزهد" (ص 17) والترمذي في "الجامع" (2856) و"الشمائل" (295) -وحسّنه- وأبو يعلى (12/ 332) من طريق محمد بن فُضيل عن الأعمش عن أبي صالح، قال: سئلت عائشة وأم سلمة: أيُّ العمل كان أحبَّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالتا. ما ديم عليه وإن قلّ. لفظ الترمذي. وإسناده جيّدٌ. وأخرج البخاري (11/ 294) ومسلم (2/ 541) عن عائشة، قالت: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟. قال: "أدومها وإن قلّ". 1669 - أخبرنا علي بن الحسين بن السَّفر، وأحمد بن سليمان بن حَذْلَم، قالا: نا بكّار بن قتيبة: نا صفوان بن عيسى: نا

22 - باب: لكل عبد صيت

محمَّد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ للإسلام شِرَّةً (¬1) وإن لكل شِرّة فَتْرةً، فإنْ صاحبها سدّد وقارَبَ فارجوه، وإن أُشير إليه بالأصابع فلا ترجوه". أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2/ 89) عن شيخه بكّار به. وأخرجه الترمذي (2453) -وقال: حسن صحيح- وابن حبّان (2/ 62) من طريق حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان به. وإسناده جيِّدٌ. 22 - باب: لكل عبد صيتٌ 1670 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا يزيد بن محمَّد: نا أبو الجُمَاهِر: نا سعيد بن بشير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لكلِّ عبدٍ صِيتٌ في السماء: فإن كان صالحًا وُضِعَ في الأرض، وإن كان سيّئًا وُضِعَ في الأرض". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (سعيد هذا هو أبو عبد الرحمن، بصريٌّ ضعيفٌ). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إسناده ضعيف كما بيّنه المنذري. ¬

_ (¬1) شِرَّةُ الشباب: نشاطه. "قاموس".

وقد تُوبع سعيد: أخرجه البزّار (كشف-3603) وابن عدي في "الكامل" (2/ 163) والبيهقي في "الزهد" (816) من طريق أبي وكيع الجراح بن مليح عن الأعمش به بلفظ: "ما من عبد إلا وله صيت في السماء: فإن كان صيته في السماء حسنًا وضِع في الأرض، وإن كان صيته في السماء سيئًا وُضِع في الأرض". قال البزّار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا أبو وكيع. وقال ابن عدي: ما أعلم رواه عن الأعمش غير أبي وكيع وسعيد بن بشير. وأبو وكيع وثّقه أبو الوليد الطيالسي وأبو داود، وقال العجلي والنسائي: ليس به بأس. وقال ابن عدي: صدوق لا بأس به. وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه، ولا يحتجّ به. وقال الدارقطني: ليس بشيء، كثير الوهم. واضطرب فيه قول ابن معين، فروي عنه توثيقه وتضعيفه. ووهّاه ابن حبّان ولا يخفى تعنّته في الجرح. وقال الذهبي في "المغني" (1103): "صدوق". وقال في "الديوان" (724): "صالح". وقال في "الرواة المتكلم فيهم" (62): "صدوق، وليّنه بعضهم!. أهـ. وهو من رجال مسلم. قلت: فمثله يُحسَّن حديثه إذا اعتضد، لاسيَّما أن متابعه (سعيد بن بشير) إنما ضعّف من جهة حفظه، ولم يُترك. وقال الهيثمي (10/ 271): "رجاله رجال الصحيح". ومما يؤيّد تحسين الحديث: ما أخرجه البخاري (10/ 461) ومسلم (4/ 2030) -واللفظ له- من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "إنّ الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل فقال إني أحبّ

23 - باب: تحريم الرياء

فلانًا فأحِبَّه" الحديث وفيه: "فيوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانًا فأبغِضْه". الحديث، وفيه: "ثم تُوضع له البغضاءُ في الأرض". 23 - باب: تحريم الرياء 1671 - أخبرنا خيثمة: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمَّد الرقاشي ببغداد: نا أبو عتّاب: نا قيس عن أبي حُصَين عن أبي صالح. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله -عَزَّ وجَلَّ-: أنا خيرُ شريكٍ، ولَا يصعَدُ إليَّ من الرياء شيءٌ". ذكره الذهبي في "العلو" (ص 52)، قال: "حديث قيس بن الربيع -وهو رديء الحفظ- عن أبي حُصَين عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الله تعالى: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، لا يصعد إليّ من الرياء شيءٌ". أهـ. وإسناد تَمَّام ضعيف: قيس ليّن الحديث، وأبو قلابة قال الحافظ في "التقريب": "صدوق يخطئ، تغيّر حفظه لمّا سكن بغداد". أهـ. قلت: وهذا مما حدّث به فيها. وأصل الحديث في صحيح مسلم (4/ 2289) من رواية أبي هريرة بلفظ: قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه". 1672 - حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الَأذْرَعِيُّ، وأحمد بن سليمان بن حَذْلَمْ، قَالا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا

عمر بن حفص بن غِياث: نا أبي عن إسماعيل بن سُميع عن مُسلم البَطين عن سعيد بن جُبَير. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سمَّع سمَّع اللهُ به، ومن رايا رايا اللهُ -عَزَّ وجَلَّ (¬1) - به". أخرجه مسلم (4/ 2289) عن شيخه عمر بن حفص به. وأخرجه أيضًا -وكذا البخاري (11/ 335 - 336) - من حديث جُندب البَجَلي. 1673 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بن زامل الأذرعيُّ قراءةً عليه في سنة أربعين وثلاثمائة: نا يحيى بن أيّوب العلاّف: نا سعيد بن أبي مريم: أنا نافع بن يزيد: نا عيّاش بن عبّاس عن عيسى بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه. أنّ عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه (¬2) - خرجَ إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو بمعاذ بن جبل يبكي عندَ قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما يُبكيك يا معاذ؟. فقال: يُبكيني شيءٌ سمعتُه من صاحب هذا القبر. قال: وما هو؟. قال: سمعته يقول: إنَّ يسيرًا من الرياء شركٌ، وإن من عادى أولياءَ الله [عَزَّ وَجَلَّ] (¬3) فقد بارزَ اللهَ بالمحاربةِ. إنَّ الله يحبُّ الأبرارَ الأخفياءَ الأتقياءَ، الذين إذا غابوا لم يُفتقَدوا، وإذا حضروا لم يُدْعَوا ولم يُعرفوا، قلوبهم في مصابيح الهدى، يخرجون من كلِّ غبراءَ مظلمةٍ". ¬

_ (¬1) ليست في (ف). (¬2) الترضي ليس في (ظ) و (ر). (¬3) من (ظ) و (ر).

أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 153 - 154) -وعنه: أبو نعيم في "الحلية" (1/ 5) - عن شيخه يحيى بن أيوب به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأولياء" (6) و"التواضع والخمول" (8) والطحاوي في "المشكل" (2/ 317) والحاكم (4/ 328) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشعب" (5/ 328) من طريق ابن أبي مريم به. وأخرجه ابن ماجه (3989) والمزّي في "التهذيب" (2/ 1081) من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة عن عيسى بن عبد الرحمن به. وسنده واهٍ: عيسى بن عبد الرحمن الزُّرَقيُّ متروك كما في "التقريب". وقد تعقّب العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 277) الحاكم فقال عقب قول الحاكم: صحيح الإسناد: "قلت: بل ضعيفه! فيه عيسى بن عبد الرحمن وهو الزُّرَقي، متروك". وقصّر البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (2/ 295) في إعلاله، فقال: "هذا إسنادٌ فيه عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف".! وقد خُولِف فيه نافع: فقد رواه الليث بن سعد عن عيّاش عن زيد به، ولم يذكر عيسى. هكذا أخرجه الطحاوي والطبراني (20/ 154) والحاكم (1/ 4) وعنه: البيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 635). والليث أثبت وأحفظ من نافع، كما أن عيّاشًا لم يُوصف بتدليس، وهو معاصرٌ لزيد، فقد توفي سنة (133) أي قبل وفاة زيد بثلاث سنين. فالظاهر أنه سمعه ابتداءً بواسطة عيسى، ثمّ شافهه به زيد بلا واسطة، وعليه فيتّجه تصحيح الحاكم لهذا الإسناد، والله أعلم.

وللحديث طريقان آخران: فقد أخرجه الطبراني (20/ 36 - 37) وابن عدي في "الكامل" (7/ 24) والحاكم (3/ 270) والبيهقي في "الزهد" (197) من طريق أبي قَحْذَم النضر بن معبد عن أبي قلابة عن ابن عمر عن معاذ مرفوعًا نحوه. وإسناده ضعيف: النَّضْر قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة. (اللسان: 6/ 156 - 166). وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 535)، وذكره في "المجروحين" (3/ 50 - 51) أيضًا، وقال: "ينفرد عن الثقات بالمقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد"! وصحّحه الحاكم فتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: أبو قحذم قال أبو حاتم: لا (والصواب حذفها كما في "الجرح" لابن أبي حاتم: 8/ 474) يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة". وأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 45 - 46) عن شيخه محمَّد بن نوح العسكري عن يعقوب بن إسحاق القطّان عن إسحاق بن سليمان عن أخيه طلحة بن سليمان عن الفيّاض بن غزوان عن زُبَيْد اليامي عن مجاهد عن ابن عمر عن معاذ مرفوعًا نحوه. وإسناده ضعيف. شيخ الطبراني وشيخ شيخه لم أظفر بترجمة لهما، وطلحة ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 483 - 484) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. 1674 - أخبرني علي بن الحسين بن هاشم: نا أبو الحسن علي بن محمَّد المصري: نا محمَّد بن كامل بن ميمون الزّيّات: نا زيد بن الحسن: نا مالك بن أنس عن نافع

24 - باب: من هم بحسنة أو سيئة، وجزاء الحسنة

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أنه رجلًا صام نهارَه وقام ليلَه حَشَرَه الله -عَزَّ وجَلَّ- على نيّته إمّا إلى جنّةٍ وإمّا إلى نارٍ". قيل: يا رسول الله! ولمَ ذلك؟ قال: "بنيّاتهم". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (زيد بن الحسن: يروي عن مالك مناكير). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (الفردوس المطبوع: 3/ 411 - 412) من طريق محمد بن كامل به. وإسناده ضعيف: زيد بن الحسن ضعّفه الدارقطني وقال ابن يونس: ليس بالقوي في الحديث. والراوي عنه ضعفه الدارقطني أيضًا. (اللسان: 2/ 504). وذكره الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" -كما في "اللسان" (1/ 323) - في ترجمة (أحمد بن يحيى بن زُكَيْر) فقال: وهو آخر من حدّث عن محمد بن كامل عن مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه: "لو أن رجلًا ... الحديث". وقال: "لا يثبت، ابن كامل وابن زُكير ضعيفان". وعلّق الذهبي في "الميزان" (2/ 101) الحديث عن علي بن محمَّد المصري الواعظ عن الزيّات به، وقال: "هذا منكرٌ لا يُعرف عن مالك". وقال في ترجمة الزيّات -كما في "اللسان" (5/ 351) -: "عن زيد بن الحسن عن مالك بخبرٍ باطلٍ". يعني هذا الحديث. 24 - باب: من همّ بحسنةٍ أو سيئة، وجزاء الحسنة 1675 - أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عفّان: نا

عبد الرحمن بن إبراهيم: نا العلاء عن أبيه. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله -تبارك وتعالى-: إذا همَّ العبدُ بالحسنة فلم يعملها كتبت له حسنةٌ، فإن عملها فهي عشرُ حسناتٍ إلى سبعمائة ضِعفٍ. فإذا همَّ بسيئةٍ ولم (¬1) يعملْها لم أكتبْها عليه، فإن عمِلها فهي سيئةٌ واحدةٌ". عبد الرحمن بن إبراهيم هو القاصُّ ضعيف كما تقدّم في تخريج الحديث رقم (594). وانظر ما بعده. 1676 - أخبرني أبو سليمان عَوْف بن إسماعيل بن عَوف بن أبي عوف بقراءتي عليه: نا محمَّد بن أحمد الواسطي الكاتب: نا الهيثم بن سهل التُّسْتُريُّ: نا عبد الله بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: إذا همَّ العبدُ بالحسنة فلم يعملها كُتِبتْ له حسنةٌ، فإن عمِلها فهي عشرُ حسناتٍ إلى سبعمائة ضِعفٍ. وإذا همَّ بالسيئةِ ولم (1) يعملها لم أكتبْها، فإن عمِلها فهي سيئةٌ واحدةٌ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (13/ ق 352/ ب) من طريق تَمَّام، وزاد: "قال تَمَّام: لم يكتب عنه أحدٌ غير هذا الحديث". يعني: شيخه عوف بن إسماعيل، ولم يذكر في ترجمته جرحًا ولا تعديلًا. والهيثم ضعّفه الدارقطني. (اللسان: 6/ 207) وعبد الله بن جعفر هو ابن نجيح المدني ضعيف كما في "التقريب". ¬

_ (¬1) في (ظ): (فلم).

25 - باب: الحلال بين، والحرام بين

والحديث أخرجه مسلم (1/ 117) من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء به. وأخرجه البخاري (13/ 465) ومسلم من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة نحوه، وأخرجه مسلم (1/ 117 - 118) من طريقين آخرين عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (11/ 323) ومسلم (1/ 118) من حديث ابن عبّاس. 1677 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالة بن غَيْلان الحِمصي [قراءةً عليه بدمشق] (¬1): نا بحر بن نصر بن سابق الخَوْلاني: نا نُعَيم بن حمّاد: نا ابن المبارك: أنا همّام عن قتادة. عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- لا يظلمُ المؤمنَ حسنةً: يُثاب عليها الرزقَ في الدَّنيا، ويُجزى بها في الآخرة". هو في "كتاب الزهد" لابن المبارك (327)، لكن من رواية الحسين المروزي عنه. وأخرجه مسلم (4/ 2162) من طريق همّام به نحوه، وأخرجه أيضًا من طريقين آخرين عن قتادة. 25 - باب: الحلال بيّن، والحرام بيّن 1678 - أخبرنا علي بن الحسين بن السفر، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد، قالا: نا بكّار قتيبة: نا حسين بن حفص ¬

_ (¬1) من (ف).

26 - باب: من حاول أمرا بمعصية الله

الأصبهاني: نا سفيان الثوري عن أبي فَرْوةَ عن الشَّعْبي. عن النُّعمان بن بَشير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "حلالٌ بيِّنٌ وحرامٌ بيِّنٌ، وبينَ ذلك شُبُهاتٌ، فمن لم يتركْ ما اشتُبِه عليه من الإِثمِ -أوكلمةً نحوها- يُوشك أن يُواقِعَ ما استبان له. والمعاصي حِمى الله، ومَنْ يرتعْ حولَ الحِمى يُوشك أن يُواقِعه". أخرجه البخاري (4/ 290) من طريق الثوري به. وأخرجه مسلم (3/ 1220) من طريق جرير عن أبي فروة به. وأخرجاه من طريق أخرى عن الشعبي. 26 - باب: من حاول أمرًا بمعصية الله 1679 - أخبرنا أبو زُرعة محمَّد بن سعيد: نا علي بن عمرو: نا معاوية بن عبد الرحمن: نا حَريز بن عثمان عن عبد الله بن بُسْرٍ، قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حاول أمرًا بمعصيتي (¬1) كان ذلك أفوتَ لِما رجا، وأقربَ لمجيء ما اتَّقى". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 180/ أ) والضياء في "المختارة" (ج 55/ ق 105/ب- 106/ أ) من طريق تَمَّام. وإسناده ضعيف كما تقدّم بيانه في تخريج الحديث رقم (1169). وأخرجه الدارقطني والخطيب كلاهما في "الرواة عن مالك" -كما في "اللسان" (4/ 93) - وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 339) والقضاعي في ¬

_ (¬1) في هامش (ظ): (صوابه: معصية).

27 - باب: هجر السيئات

"مسند الشهاب" (513) من طريق عبد الوهاب بن نافع عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مرفوعًا. قال الدارقطني: عبد الوهاب واهٍ جدًّا. وقال العقيلي: منكر الحديث. وأخرجه القضاعي (512) من طريق مِقدام بن داود عن علي بن معبد عن بقيّة بن الوليد عن الحكم بن عبد الله عن الزهريّ مرسلًا. وإسناده تالف: الحكم هو الأيلي كذّبه أبو حاتم والجوزجاني، ووهّاه غيرهما. (اللسان: 2/ 332 - 334) والمقدام قال النسائي: ليس بثقة، وضعّفه غيره. (اللسان: 6/ 84) وبقيّة مدلّس وقد عنعنه. 27 - باب: هجر السيّئات 1680 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا يحيى بن أبي طالب: نا عبد الوهاب بن عطاء: أنا داود بن أبي هند عن الشَّعْبيِّ. عن عبد الله بن عمرو أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المهاجرُ من هَجَرَ السّيئات". أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" -كما في "تغليق التعليق" (2/ 27) - وهنّاد في "الزهد" (1132) عن شيخه أبي معاوية الضرير عن داود به. وأخرجه من طريق أبي معاوية: ابن نصر في "تعظيم الصلاة" (631) وابن حبّان (1/ 424 - 425) وابن مندة في "الإيمان" (313). وعلّقه البخاري (1/ 53) عن أبي معاوية. وإسناده صحيح.

28 - باب: من أحب قوما وما رآهم

وأخرجه البخاري (1/ 53) من طريقين آخرين عن الشعبيّ بلفظ: ": ... والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه". 28 - باب: من أحب قومًا وما رآهم 1681 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالة: نا بَحْر بن نَصْر بن سابق الخَوْلاني: نا خالد بن عبد الرحمن الخُراساني، قال: أخبرني مالك بن مِغْوَل عن عاصم بن أبي النَّجود. عن زِرٍّ بن حُبَيش -وكان أعرابيًّا-، قال: قلت لصفوان بن عسّال: هل سمعتَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يذكرُ الأهواءَ؟. قال: نعم، بينا نحن في المسجد ذاتَ يومٍ أتاه رجلٌ فنادى من آخر القوم: يا محّمدُ! يا محّمدُ!. فقيل له: أخفضِ الصوتَ، فإنك قد أُمِرتَ بذلك. قال: لا والله! حتى أُسْمِعَه. ثم قال: يا محّمدُ! يا محّمدُ! ما تقول في رجل يحبُ قومًا لم يراهم (¬1)؟. قال: "الرَّجلُ مع من أحبَّ". أخرجه الطيالسي (1167) والحميدي (881) وعبد الرزّاق (1/ 205 - 206) وأحمد (4/ 239، 240، 241) والترمذي (2387، 3535، 3536) -وقال: حسن صحيح- والنسائي في "التفسير" (198) والحسين المروزي في "زوائد زهد ابن المبارك" (1096) والطبراني في "الكبير" (8/ 67 - 68، 68 - 71، 72 - 73، 74 - 75، 79 - 80) وابن حبّان (2/ 322 و 4/ 149 - 150) وابن عدي في "الكامل" (5/ 157) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 285 و 7/ 308) "وأخبار أصبهان" ¬

_ (¬1) كذا في الأصول.

29 - باب: الناس كإبل مائة

(1/ 198) والضياء في "المختارة" (ج 52/ في 8/ ب- 9/ ب) من طرقٍ عن عاصم به. وإسناده حسن، عاصم فيه كلام يسيرٌ. وقد تابعه: زَبيد بن الحارث اليامي -وهو ثقة ثبت-، أخرجه الطبراني (8/ 64 - 65) وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 37/) من طريق أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد عن أبيه عن جدّه به. لكن أشعث ليّن، وأبوه لم يوثقه غير ابن حبّان. وتقدّم حديث أنس: "أنت مع من أحببت" برقم (1199). 29 - باب: الناس كإبلٍ مائة 1682 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أحمد بن محمد بن أبي الخناجر: نا محمَّد بن مصعب: نا الأوزاعيُّ [عن الزهريّ (¬1)] عن سالم بن عبد الله. عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّما الناسُ كالإبلِ المائةِ لا تكادُ تجدُ فيها راحلةً". محمَّد بن مصعب هو القَرْقَساني صدوق كثير الغلط كما في "التقريب". والحديث أخرجه البخاري (11/ 333) ومسلم (4/ 1973) من طريقين آخرين عن الزهريّ به. ¬

_ (¬1) سقط من الأصل و (ش).

30 - باب: الليل والنهار مطيتان

30 - باب: الليل والنهار مَطيّتان 1683 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمَّد بن يزيد الحلبي القاضي: نا أبو حفص عمر بن الحسن بن نصر القاضي: نا مُؤمَّل بن إهاب المكي: نا عبد الله بن المغيرة المصريّ عن سفيان الثوري عن أبيه عن عكرمة. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الليلُ والنهارُ مَطيّتان". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 217 - 218) والديلمي في "مسند الفردوس" (الفردوس المطبوع: 3/ 523) من طريق مؤمِّل به بزيادة: "فاركبوهما بلاغًا إلى الآخرة". وإسناده ضعيف: عبد الله بن محمَّد بن المغيرة قال أبو حاتم: ليس بقويٍّ. وقال ابن يونس: منكر الحديث. (اللسان: 3/ 332). 31 - باب: النهي عن دخول ديار المُعذَّبين 1684 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا محمَّد بن المثنّى (ح). وأخبرنا الحسن بن حبيب: نا زكريّا بن يحيى: نا بكر بن خلف. قالا: نا عبّاد بن جُوَيْرِية: نا الأوزاعيّ: نا الزهريُّ، قال: حدّثني سعيد بن المسيّب. عن أبي هريرة، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا مرَّ بالحِجْرِ غطّى

32 - باب: المواعظ والوصايا

وجهَه وأسرعَ السَّيرَ، وقال: "لا تدخلوا على قومٍ غضِب اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ - عليهم مخافةَ أن يُصيبكم ما أصابهم". أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 345) من طريق محمَّد بن المثنّى عن عبّاد به. وعبّاد كذّبه أحمد، وتركه غيره. (اللسان: 3/ 228). وأخرج البخاري (8/ 125) ومسلم (4/ 2285 - 2286) من حديث ابن عمر نحوه. 32 - باب: المواعظ والوصايا 1685 - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن علي البغدادي بدمشق سنة أربع وأربعين وثلاثمائة: نا أبو شُعيب عبد الله بن الحسن الحرّاني: نا سهل بن نصر المطبخي: نا جعفر بن سليمان: نا أبو طارق السَّعْديّ عن الحسن. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يأخذ عنّي هؤلاءِ الكلمات أو يُعلِّمنّ أو يعملْ بهنَّ؟ ". قال: قلت: أنا يا رسول الله!. قال: فأخذ بيدي، فَعَقَدَ فيهنّ خمسًا، قال: "اتّق المحارمَ تكنْ أعبدَ النّاس، وارضَ بما قَسَمَ الله لك تكن أغنى الناس، وأحسِنْ إلى جارك تكن مُوفقًا (¬1)، وأحبَّ للناس ما تحبُّ لنفسك تكن مسلمًا، ولا تُكثِر الضحكَ فإنّ كثرةَ الضحكِ تُميتُ القلبَ". أخرجه أحمد (2/ 310) والترمذي (2305) وابن أبي الدنيا في ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وبهامش (ظ): (مؤمنًا)، وكذا عند مُخرِّجي الحديث.

"الورع" (2) -مختصرًا- وأبو يعلى (11/ 113) والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 42) والبيهقي في "الشعب" (7/ 500 - 501) من طريق جعفر بن سليمان به. قال الترمذي: "غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث جعفر، والحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئًا، هكذا رُوي عن أيوب ويونس بن عُبيد وعلي بن زيد، قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة". قلت: وذكر الحافظ في "التهذيب" (2/ 269 - 270) ما يدل على أنه سمع منه في الجملة، وهو هنا لم يصّرح بالسماع فلا يُقبل؛ لأنه مدلّس. والراوي عنه مجهول كما في "التقريب"، فالسند ضعيف. وله طرقٌ أخرى: فقد أخرجه هنّاد في "الزهد" (1031، 1148) وابن أبي الدنيا والبخاري في "الأدب" (252) -وهو عندهما باختصار- وابن ماجه (4217) وأبو يعلى (10/ 260) والطبراني في "مسند الشاميين" (385) والخرائطي (ص 39) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 365) و"أخبار أصبهان" (2/ 302) والقضاعي في "مسند الشهاب" (111، 639، 640) والبيهقي في "الزهد" (818) و"الآداب" (1150) و"الشعب" (5/ 53) من طريق أبي رجاء الجَزَري عن برد بن سنان عن مكحول [لم يُذكر مكحول في رواية هناد وابن أبي الدنيا وأبي يعلى] عن واثلة بن الأسقع عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه. قال البوصيري في "الزوائد" (2/ 341): "هذا إسنادٌ حسنٌ". أهـ قلت: مكحول اختلف في سماعه من واثلة: فأثبته الترمذي وابن يونس، ونفاه البخاري وأبو حاتم، وذكره الحافظ في "طبقات المدلسين" في المرتبة

الثالثة (ص 58)، وقال: "وصفه بذلك ابن حبّان، وأطلق الذهبيُّ أنّه كان يُدلّس، ولم أره للمتقدّمين إلا في قول ابن حبّان". أهـ. وعليه فلا بد من تصريحه بالسماع ليقبل حديثه، وهو هنا منتفٍ. وقد اختلف الرواة في ذكر مكحول في هذا الإسناد، قال الدارقطني في "العلل" (7/ 264 - 265): "واختُلف عن المحاربي: فرواه الأحمسي وزكريا بن يحيى الطائي عن المحاربي عن أبي رجاء عن بُرد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة. ورواه هنّاد بن السريّ عن المحاربي فأسقط من الإسناد مكحولًا. وكذلك رواه أبو معاوية الضرير عن أبي رجاء عن بُرد عن واثلة عن أبي هريرة. وقال مجاهد بن موسى: عن أبي معاوية عن محمَّد بن راشد عن بُرد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة. وليس هذا القول بمحفوظ، والحديث غير ثابت (¬1) ". وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 500) من طريق سلّام بن مسكين عن أبي طاهر عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه. وإسناده إلى أبي طاهر صحيح، وأبو طاهر ذكره البخاري في "الكنى" (ص 46) وأبو حاتم في "الجرح" (9/ 398) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكرا عنه راويًا غير سلّام، ولا راويةً عن أبي هريرة، ففيه جهالة واحتمال انقطاع. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 104)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله بن مهدي أبو عبد الله القاضي الرامهرمزي: ثنا محمَّد (في ¬

_ (¬1) في "تخريج الإِحياء" (2/ 182): "قال الدارقطني: والحديث ثابت"! كذا بإسقاط كلمة (غير). وجاءت العبارة على الصواب في "شرح الإِحياء" (6/ 223)، ونقل الشيخ الألباني في "الصحيحة" (2/ 640) العبارة المحرفة فاقتضى ذلك التنويه.

المطبوع: أحمد)، والتصويب من "مجمع البحرين": (ق 264/ ب) بن محمَّد بن مرزوق: ثنا يوسف بن هارون أبو يعقوب العبدي: ثنا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه. وهذا إسناد متصل، ويوسف لم أظفر بترجمةٍ له، وشيخ الطبراني ذكره السمعاني في "الأنساب" (6/ 48) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، ووقع فيه: (محمَّد بن عُبيد الله) مصغّرًا. وقال الهيثمي (10/ 296): "وفيه من لم أعرفهم". وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (642) من عمرو بن هاشم عن سليمان بن أبي كريمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه. وإسناده ضعيف: ابن أبي كريمة ضعّفه أبو حاتم، وقال ابن عدي: عامّة أحاديثه مناكير. (اللسان: 3/ 102). وعمرو بن هاشم هو البيروتي، قال ابن وارة: ليس بذاك. وقال ابن عدي: ليس به بأس. وبالجملة فالحديث بهذه الطرق حسنٌ إِن شاء الله. ورُوي نحوه من حديث أبي الدرداء وأنس: أمّا حديث أبي الدرداء: فأخرجه الخرائطي (ص 41) من طريق عبد المنعم بن بشير عن عبد العزيز بن أبي سليمان الهُذلي عن محمَّد بن كعب القُرَظي عنه مرفوعًا: "يا أبا الدرداء! أحسن جوارَ مَنْ جاورك تكن مؤمنًا، وأحبَّ للناس ما تحبُّ لنفسك تكن مسلمًا، وارض بقَسْم الله تكن من أغنى الناس. قال العراقي في: "تخريج الإِحياء" (2/ 198): "سنده ضعيف". قلت: بل تالف: عبد المنعم كذّبه أحمد وابن معين، وقال الخليلي: وضّاع. (اللسان: 4/ 74).

وأمّا حديث أنس: فأخرجه القضاعي (641) من طريق بقيّة بن الوليد عن سعيد بن عمارة عن الحارث بن النعمان عنه مرفوعًا. وإسناده ضعيف: بقية مدلس وقد عنعنه، وشيخه ضعيف كما في "التقريب"، وكذا الحارث. 1686 - أخبرنا أبو عمر (¬1) القزوينى محمَّد بن عيسى بن أحمد بن عُبيد الله الحافظ قراءةً عليه ببيت لِهْيَا في ذي الحجّة سنةَ تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة: نا أبو عمرو يوسف بن يعقوب القزويني بقزوين: نا القاسم بن الحكم العُرَنيُّ: نا عُبيد الله بن الوليد الوصّافي عن محمَّد بن سُوقة عن الحارث عن علي -رضوان الله عليه-، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من اشتاق إلى الجنّةِ سابَقَ إلى الخيرات، ومن أشفقَ من النّارِ لَهِيَ عن الشهوات، ومن ترقَّبَ الموتَ صَبَرَ عن اللَّذّاتِ، ومن زَهَدَ في الدُّنيا هانت عليه المصيبَاتُ". هذا الحديث في كتاب أبي عمر في موضعين: موضع: (محمَّد بن سُوقة عن الحارث)، وموضع: (عن محمَّد بن سُوقة عن أبي إسحاق عن الحارث). أخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 371) من طريق يوسف بن يعقوب به. وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 64) وأبو نعيم في "الحلية" ¬

_ (¬1) في الأصول (عمرو) والتصويب من (ظ) وكتب التراجم.

(5/ 10) والقضاعي في "مسند الشهاب" (348) والخطيب في "التاريخ" (6/ 301) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 180) - من طريق القاسم بن الحكم به. وقال أبو نعيم: غريب من حديث محمَّد، تفرّد به الوصَّافي. وإسناده واهٍ: الوصَّافي ضعيف كما في "التقريب"، وكذا الحارث بل قد كذّبه الشعبي وابن المديني، ونُوزِعا في ذلك. وقال ابن الجوزي: "لا يصحُّ، قال يحيى: عُبيد الله بن الوليد ليس بشيءٍ. وقال الفلاّس والنسائي: متروك. على أن الحارث كذَّاب. أهـ. 1687 - أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي قراءةً عليه: نا الحسين بن أحمد بن مروان ابنُ عمّ أبي أن المسيّب بن واضح حدّثهم [قال:] (¬1) نا المُسيّب بن شَريك عن محمَّد بن سُوقة عن أبي إسحاق عن الحارث عن عليٍّ -رضوان الله عليه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من اشتاق إلى الجّنةِ سارعَ في الخيرات، ومن أشفقَ من النّارِ لَهيَ عن الشهواتِ، ومن ترقّب الموتَ هانت عليه اللّذّاتُ، ومن زَهَدَ في الدُنيا هانت عليه المصيباتُ". عزاه السيوطي في "اللآلئ" (2/ 360) إلى: "فوائد تَمَّام". وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ ق 329/ ب) من طريق تمّام. وإسناده واهٍ: الحارث تقدّم بيان حاله، وابن شريك متروك كما قال أحمد والفلّاس ومسلم والساجي، وقال ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال ¬

_ (¬1) من (ش).

البخاري: سكتوا عنه. (اللسان: 6/ 38) وابن واضح ضعّفه الدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرًا. (اللسان: 6/ 40). والحسين بن أحمد ذكر ابن عساكر الحديث في ترجمته، ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكر السّيوطي في "اللآلئ" أنَّ أبا القاسم بن صصري أخرجه في "أماليه" من هذا الوجه. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 370) من طريق إبراهيم بن زكريا البزّاز عن فُديك بن سليمان (في المطبوع: سلمان!) عن محمَّد بن سُوقة عن الشعبي عن الحارث به. وإبراهيم هذا هو الواسطي العبدسي، قال أبو حاتم: حديثه منكر. وقال ابن عدي. حدّث بالبواطيل. وقال ابن حبّان: يأتي عن مالك بأحاديث موضوعة. (اللسان: 1/ 58). وأخرجه ابن عساكر -كما في "اللآلئ" (2/ 360) - من طريق السّريّ بن سهل عن عبد الله بن رشيد عن مُجّاعة بن الزبير عن قتادة عن أبي إسحاق عن الحارث به. والسريّ كذّبه ابن خراش، واتهمه النقّاس بالوضع وابن عديّ بسرقة الحديث. (اللسان: 3/ 12). بالإِضافة إلى الحارث. وللحديث طرق أخرى: فقد أخرجه ابن عديّ في "الكامل" (3/ 358) والسَّهْمي في "تاريخ جُرجان" (ص 218) من طريق معروف بن الوليد الجرجاني سعد بن سعيد الجرجاني -المعروف بـ (سعدويه) - عن الثوري بن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن علي مرفوعًا.

وإسناده ضعيف: سعدويه قال البخاري: لا يصح حديثه. وقال ابن عديّ: له عن الثوري ما لا يُتابع عليه. (اللسان: 3/ 16) واسماعيل بن مسلم هو المكيُّ ضعيفُ الحديث كما في "التقريب" والحسن البصري لم يسمع من علي كما قال الترمذي وأبو زُرعة. ومعروف لم أظفر بمن يُعرِّف به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 74) من طريق إسحاق بن بشر عن مقاتل عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي مرفوعًا، وذكر حديثًا طويلًا أوله: "بُني الإِسلام على أربعة أركان ... " وفيه: "فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشّهوات، ومن أشفق من النّار رجع عن الحرمات، ومن زهد في الدّنيا تهاون بالمصيبات ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات". وإسحاق بن بشر هو أبو حذيفة البخاري وضّاع كذّاب قال ابن الجوزي: أجمعوا على أنّه كذّاب. (اللسان: 1/ 354) ومقاتل هو ابن سليمان كذّبوه وهجروه كما في "التقريب". وحكم على الحديث بالوضع أيضًا الصّغاني في "الدّر الملتقط" (رقم: 23)، والحقّ أنَّه ضعيف لا موضوع. وقد رُوي موقوفًا على عليٍّ: أخرجه ابن أبي الدّنيا في "ذمِّ الدّنيا" (204) -ومن طريقه: البيهقي في "الشعب" (7/ 371) - والذّهبي في "الميزان" (2/ 199 - 200) من طريق سليمان بن الحكم بن عوانة عن عتبة بن حميد عمَّن حدّثه عن قبيصة بن جابر عنه فذكره بلفظ رواية إسحاق بن بشر. وإسناده واهٍ: سليمان تركه النسائي، وقال ابن معين: ليس بشيءٍ. وفيم من لم يُسمَّ.

1688 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو الحسن علي بن الحسين (¬1) البزّاز بسُرَّ مَرّأى: نا محمَّد بن الطُّفيل: نا يحيى بن يعلى عن حُميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث. عن عبد الله بن مسعود عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "عَجِبْتُ لغافلٍ ليس (¬2) يُغْفَلُ عنه، وعَجِبْتُ لمن يأمنُ الدُّنيا والموتُ يطلبهُ، وعجِبتُ لضاحكٍ مِلءَ فيه لا يدري أرضى الرحمنَ أو أسخطَه". أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (الزهر: ج 2/ ق 158/ أ) من طريق محمَّد بن الطفيل به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب: ق 108/ أ) -ومن طريقه: أبو الشيخ كما في "زهر الفردوس"- عن شيخه يحيى بن يعلى به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 273) والبيهقي في "الشعب" (7/ 361، 362) من طريقين آخرين عن يحيى به. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (594) من طريق آخر عن حُميد به. وإسناده ضعيف: حُميد الأعرج ضعيف كما في "التقريب" وقال الذهبي في "المغني" (1788): "واهٍ". وقال ابن عدي: وهذه الأحاديث عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود أحاديث ليست بمستقيمة ولا يُتابع عليها، وهو [يعني: حميدًا] الذي يُحَدِّث بها عن عبد الله بن الحارث". 1689 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعيّ: نا ¬

_ (¬1) في الأصل و (ر) و (ش): (الحسن)، والتصويب من (ظ) و (ف) و"تاريخ بغداد" (11/ 394). (¬2) في (ف): (ولا).

أحمد بن حمّاد (زُغْبَة) أخو عيسى: نا موسى بن ناصح: نا عِصمة بن محمَّد الخَزْرجيّ: نا يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار. عن أبي هريرة، قال: خطبَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على ناقته الجَدْعاء (¬1)، فقال: "أيُّها النّاسُ! كأنّ الموتَ فيها على غيرنا كُتِب، وكأنّ الحقَّ فيها على غيرنا وَجَب، وكأنّا سَفْرٌ عَمّا قليلٍ إنّا إليه راجعون، نُبوِّؤهم أجداثَهم، ونأكلُ تُراثَهُم، كأنّا مُخلَّدُون بعدَهم، قد نسينا كلَّ واعظةٍ، وأمِنَّا كلّ جائحةٍ. أيُّها النَّاسُ! طُوبى لمن شَغَلَه عَيبه عن عيب (¬2) النَّاس، وتواضعَ في غير مَنْقَصَةٍ، وذلَّ في غيرِ مَسْكَنَةٍ، ورَحِمَ أهلَ الذُّلِّ والمَسْكَنَةِ. طُوبى لمن أنفق الفضلَ من ماله، وأمسكَ الفضلَ من قوله، وَسِعَتْهُ (¬3) السّنةُ، ولم يتعدّها إلى بدعةٍ". أخرجه ابن لالٍ في "مكارم الأخلاق" -كما في "اللآلئ" (2/ 358) من طريق أحمد بن حمّاد به. وأخرج الطّبراني في "المكارم" (17) منه الشطر الثاني. "طُوبى لمن تواضع ... " من طريق موسى بن ناصح به. وأخرجه الذّهبي في "الميزان" (3/ 68) من طريق آخر عن عصمة بن محمد به. وإسناده تالفٌ: عصمة قال ابن معين: كذابٌ يصنع الحديث. وقال العقيلي: يحدّث بالبواطيل. عن الثقات. وتركه الدارقطني. ¬

_ (¬1) كذا في الأصل و (ش) وهامش (ر)، وفي هامش الأصل و (ظ) و (ر) و (ف): (القصواء). (¬2) في (ف): (عيوب). (¬3) في (ظ) و (ر): (وسعه) وعليه تضبيب في (ر).

وقد رُوي من حديث أنس، وجابر، والحسين، وأبي أمامة: أمّا حديث أنس: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 384) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 178) - والدّيلمي في "مسند الفردوس" (الزهر: 2/ ق 261) -مختصرًا- من رواية أبان بن أبي عيّاش عنه مرفوعًا نحوه. قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصحُّ، ففي إسناده أبان وهو متروك". وقال ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 97): "فمن تلك الأشياء التي سمعها من الحسن فجعلها عن أنس: أنّه روى عن أنس، قال: ... " وذكر هذا الحديث. وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" -كما في "اللآلئ" (2/ 358 - 359) من طريق إبراهيم بن هارون اللخمي عن زكريا بن حازم الشيباني عن قتادة عن أنس. قال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 341): "فيه زكريا بن حازم الشيباني، لم أعرفه". أهـ. قلت: وكذا الراوي عنه، فهو لا ينفك من وَضْع أحدهما. وأخرجه البزّار (كشف- 3225) وابن عدي (7/ 81 - 82) وابن حبّان في "المجروحين" (3/ 50) من طريق الوليد بن المُهلّب عن النَّضْر بن مُحرِز عن محمَّد بن المنكدر عنه مرفوعًا. والنضر قال ابن حبّان: منكر الحديث جدًا، لا يجوز الاحتجاج به. وقال أبو حاتم: مجهول. (اللسان: 6/ 64). والوليد قال ابن عدي: أحاديثه فيها بعض النُّكْرة. وقال الذّهبي: لا يُعرف. (اللسان: 6/ 227).

وقال الهيثمي (10/ 229): "وفيه النضر بن محرز وغيره من الضعفاء" وأمّا حديث جابر: فأخرجه الأزدي -ومن طريقه: ابن الجوزي (3/ 178 - 179) - من طريق الوليد بن المهلب عن النضر بن محرز عن محمَّد بن المنكدر عنه مرفوعًا. وقال ابن الجوزي: "لا يصح، فإن في إسناده مجاهيل وضعفاء". أهـ. وتقدّم بيان ذلك آنفًا. وأما حديث الحسين: فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 202 - 203) عن أبي بكر محمد بن عمر بن سَلْم القاضي عن القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمَّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن أبيه جعفر بن محمَّد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه مرفوعًا. وقال: "غريبٌ من حديث العترة الطيبة، لم نسمعه إلا من القاضي الحافظ". وإسناده مظلم من دون علي بن الحسين لم أعثر على تراجمهم، وشيخ أبي نُعيم هو الجِعابيُّ متكلّم في عدالته. (اللسان: 5/ 322) وأما حديث أبي أمامة: فأخرجه القاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" -كما في "اللآلئ" (2/ 359) - من رواية فضّال بن جبير (بالأصل: الزبير!) عنه مرفوعًا. وإسناده واهٍ: فضّال قال ابن حبَّان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، يروي أحاديث لا أصل لها. وضعّفه أبو حاتم. (اللسان: 4/ 434). والحديث حكم عليه بالوضع أيضًا الصغاني في "الدر الملتقط" (24).

1690 - أخبرنا خيثمة بن سليمان إملاءً: نا وزير بن القاسم الجُبَيلي أبو القاسم بجُبَيل: نا عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوطي: نا إسماعيل بن عيّاش عن المُطعِم بن المِقدام الصنعاني عن نَصيح الشامي عن ركْبٍ المصريِّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طُوبى لمن تواضع في غير معصيةٍ (¬1)، وذلَّ في نفسه من غير مسكنةٍ، وأنفق مالًا جَمَعَه من غير معصيةٍ، ورحِمَ أهلَ الذُلِّ والمسكنة، وخالط أهلَ الفقه والحكمة. طُوبى لمن ذلَّ في نفسه، وطاب كسبهُ، وصَلُحت سريرتهُ، وكرُمت علانيتهُ، وعَزَلَ عن الناس شرَّه. طُوبى لمن عمِل بعلمه، وأنفق الفضلَ من ماله، وأمسك الفضلَ من قوته (¬2) ". عزاه إلى "فوائد تَمَّام": الزَّبيدي في "شرح الإحياء" (7/ 465). وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/ 255 - 256) والطبراني في "الكبير" (5/ 69) والبيهقي في "سننه" (4/ 182) و"الشعب" (4/ 243) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2/ 4) وابن عساكر في "التاريخ" (16/ ق 296/ ب- 297/ ب) من طريق ابن عيّاش به. وأخرجه البخاري، في "التاريخ" (3/ 338 - 339) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 233/ أ- ب) -ومن طريقه: القضاعي في "مسند الشهاب" (615) - وأبو عبد الرحمن السلمي في "طبقات الصوفيّة" (ص 391 - 392) وأبو محمد الجيزي في "تاريخ مصر" -كما في "شرح الإحياء" (7/ 465) - والبيهقي في "سننه" و"الشعب" (3/ 225) وابن عساكر من طريق ابن عيّاش عن المُطعِم وعَنْبَسة بن سعيد بن غُنَيم الكلاعي عن نصيح به. ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (من غير منقصة) وكذا عند مخرّجي الحديث. (¬2) في هامش (ظ): (صوابه: قوله). وكذا عند مخرّجي الحديث.

وأخرجه الطبراني (5/ 68 - 69) من طريق ابن عيّاش عن عنبسة به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (43/ 69) -ومن طريقه: ابن عساكر وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 85) - من طريق ابن عيّاش عن المُطعم عن عنبسة به. وأخرجه ابن عساكر أيضًا من غير طريق ابن أبي الدنيا. قال ابن عساكر: "كذا وقع في هاتين الروايتين، والصواب: (عن مُطعِم وعنبسة)، هكذا رواه يزيد بن هارون وعلي بن عيّاش والربيع بن روح الحمصيّان وعمر بن عبد الله بن سليمان العسقلاني عن إسماعيل بن عياش. وكذا رواه هشام بن عمّار والهيثم بن خارجة ومهدي بن حفص عن إسماعيل وأسقطوا عنبسة" ثم خرّج بأسانيده هذه الروايات. وأخرجه البخاري في "تاريخه" (3/ 338) كرواية ابن أبي الدنيا، لكن وقع عنده (صالح) بدل (نَصيح)، وقال: "كذا وجدتُ في الكتاب العتيق". أهـ. وهو تحريفٌ قطعًا. وأخرجه أيضًا البغوي والباوردي وابن شاهين في "كتب الصحابة" -كما في "الإصابة" (1/ 521) - من طريق نَصيح به. وإسناده ضعيف: نصيح ذكره البخاري في "التاريخ" (8/ 136) وابن ماكولا في "الإكمال" (6/ 353) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ففيه جهالة. وركب اختلف في صحبته: فأثبتها له عباس الدُّوري وابن عبد البر، ونفاها ابن مندة فقال -كما في "أسد الغابة"-: مجهولٌ، لا تُعرف له صحبةٌ". وقال البغوي: لا أدري أسمع من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أم لا؟. وقال ابن حبّان: يُقال إن له صحبة، إلَّا أن إسناده لا يُعتمد عليه. ونقل المناوي في "الفيض" (4/ 278) عن الذهبي أنّه قال في

"المهذّب": "رَكْبٌ يُجهل، ولم تصحُ له صحبة، ونصيح ضعيف". وقال ابن عبد البر في ترجمته من "الاستيعاب" (هامش الإصابة: 1/ 534) ": له حديث واحد حسنٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه آداب". أهـ. وعلّق الحافظ في "الإصابة" (1/ 521) على ذلك بقوله: "قلت: إسناد حديثه ضعيف، ومراد ابن عبد البر بأنه حسنٌ: لفظهُ". وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 203، 558): "ورواته إلى نصيح ثقات". وقال الهيثمي (10/ 229): "رواه الطبراني من طريق نصيح عن ركب ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات". وقال السخاوي في "المقاصد" (ص 277): سنده ضعيف حتى قال ابن حبّان: إنّه لا يُعتمد عليه". 1691 - أخبرنا أحمد بن القاسم البغدادي: نا حامد بن أحمد المَرْوَزِي، قال: سمعت عبد الله بن محمَّد المَرْوَزِي يقول: سمعتُ سعيد بن هُبَيرة يقول: سمعتُ جعفر بن سليمان يقول: سمعت مالك بن دينار يقول: اتّخذْ طاعةَ الله تجارةً تأتيك بالأرباحِ من غير بضاعةٍ. إسناده واهٍ: ابن هُبيرة قال ابن حبّان: يروي الموضوعات عن الثقات، كأنّه كان يضعها أو تُوضَع له فيجيب فيها. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. (اللسان: 3/ 48). ورُوي مرفوعًا: فقد أخرج الطبراني في "الكبير" (20/ 97) و"مسند الشاميين" (415) وأبو الشيخ في "الأمثال" (55) وعنه: أبو نعيم في "الحلية" (6/ 96) من طريق إسماعيل بن عمرو البَجَلي عن سلّام الطويل عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ مرفوعًا: "يا أيّها الناس! اتخذوا تقوى الله تجارة يأتكم

33 - باب: سعة رحمة الله

الربح بلا بضاعة ولا تجارة." ثم قرأ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} الآية [الطلاق: 2]. وإسناده واهٍ: سلّام متروك كما في "التقريب" وإسماعيل ضعّفه أبو حاتم والدارقطني وابن عُقدة. (اللسان: 1/ 425). وخالد قال أبو حاتم: حديثه عن معاذ مرسلٌ، ربّما كان بينهما اثنان. وقال الهيثمي (7/ 125): "وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي، وهو ضعيفٌ". أهـ وغفل عن سلّام!. 33 - باب: سعة رحمة الله 1692 - أخبرني علي بن يعقوب: نا محمَّد بن إسحاق: نا هشام بن عمّار: نا مُخَيَّس بن تميم الأشجعي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه معاوية بن حَيْدة القُشَيري عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: إنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- خلق مائة رحمةٍ: واحدةً فهم يتراحمون بها، وذَخَرَ لأوليائه تسعةً وتسعين. وإن رجلًا لم يترك من المحارم شيئًا إلا رَكِبَه، فلّما احتُضِر قال لبنيه: إذا أنا مِتُّ فأحرقوني ثم اسحقوني ثم أذرُوني في اليم لعلَّي أُضِلُ ربِّي. ففعلوا ذلك به، فبعَثَه الله -تبارك وتعالى-، فقال: لم فعلت ذلك؟. قال: من مخافتك. قال: فبعزّتي لأدخلنّك جنّتي". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (مُخَيَّسُ بن تميم مجهول. قاله الرّازي). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أخرج العقيلي في "الضعفاء" (4/ 263) والطبراني في "الكبير" (19/ 417) من طريق هشام بن عمّار به الشطر الأول من الحديث إلى قوله: "تسعة وتسعين". وإسناد ضعيف كما بيّنه المنذري. وقال الهيثمي (10/ 214): "وفيه مخّيس بن تميم وهو مجهول، وبقية رجاله ثقات" وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 219 - 220): سألت أبي عن حديث رواه هشام بن عمار ... فذكر الشطر الأول من الحديث- قال أبي: هذا حديثٌ موضوع يعني: بهذا الإسناد". أهـ. أما الشطر الثاني: فأخرجه أحمد (5/ 4، 5) والطبراني (19/ 423) من طرق عن بهز به بمعناه، وإسناده حسنٌ. وللحديث شواهد: فقد أخرج أحمد (2/ 514) من طريق عوف عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعًا: لله -عَزَّ وَجَلَّ- مائة رحمة، وأنه قَسَم رحمةً واحدةً بين أهل الأرض فوسعتهم إلى آجالهم، وذخر تسعة وتسعين رحمةً لأوليائه". وإسناده صحيح. وقد أخرج البخاري (10/ 431) ومسلم (4/ 2108 - 2109) نحوه، وانفرد مسلم بإخراجه من حديث سلمان، لكن ليس في روايتهما أن التسعة والتسعين رحمة ادّخرها الله لأوليائه. وللشطر الثاني من الحديث شواهد من حديث حذيفة وأبي مسعود الأنصاري أخرجه البخاري (6/ 484)، ومن حديث أبي سعيد أخرجه البخاري (11/ 312) ومسلم (4/ 2111)، ومن حديث سلمان أخرجه البخاري (11/ 313)، ومن حديث أبي هريرة أخرجه البخاري (6/ 514 - 515) ومسلم (4/ 2109 - 2110).

1693 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا سليمان بن حرب: نا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مِهْران عن ابن عبّاس، قال: لما غرَّق الله -عَزَّ وَجَلَّ- فرعونَ قال: {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} [يونس: 90]، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "قال جبريلُ -عليه السلام (¬1) - يا محمَّد! فما زلتُ أدسُّ في فِيه من كالىء (¬2) البحر -يعني: حمأتِه- خشية أن تُدركَه الرحمةُ". أخرجه الطيالسي (2693) عن شيخه حمّاد به. وأخرجه أحمد (1/ 309) عن شيخه سليمان بن حرب به. وأخرجه أحمد (1/ 245) وعبد بن حُميد في "المنتخب" (664) -وعنه: الترمذي (3107) وحسّنه- والطبري في "تفسيره" (11/ 112) وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير" (2/ 430) - والطبراني في "الكبير" (12/ 216) والحاكم (4/ 249) والخطيب في "التاريخ" (8/ 101 - 102) من طريقين آخرين عن حمّاد به. وإسناده ضعيف: علي بن زيد هو ابن جُدعان ضعيف كما في "التقريب"، وشيخه ليّن الحديث كما في "التقريب". وأخرجه الطيالسي (2618) وأحمد (1/ 240، 340) والترمذي (3108) -وقال: حسن صحيح- والنسائي في "التفسير" (258) والطبري (11/ 112) وابن حبّان (14/ 97 - 98) والحاكم (1/ 57 و 2/ 340 ¬

_ (¬1) في (ظ): (- صلى الله عليه وسلم -)، وليس في (ف) شيءٌ. (¬2) قال المنذري: (صوابه: حال البحر. وهو الطين الأسود المتغيّر). وهو عند مخرجي الحديث كما قال المنذري.

و4/ 249) -وصححه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشعب" (7/ 44 - 45) من طريق شعبة عن عطاء بن السائب عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس -قال شعبة: رفعه أحدهما إلى النبيِّ- صلى الله عليه وسلم - قال: "إن جبريل كان يدسّ في فم فرعون الطين مخافة أن يقول: لا إله إلا الله." وزاد الترمذي والطبري والحاكم: "فيرحمه الله". ولفظ الطيالسي: قال لي جبريل؛ لو رأيتني وأنا آخذ حال البحر فأدسّه في فِي فرعون مخافة أن تدركه الرحمة". وإسناده صحيح على شرط الشيخين، ورواية الطيالسي تؤيد الرفع كما هو ظاهر. وأخرجه الطبري (11/ 113) -واللفظ له- وابن أبي حاتم -كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 430) من طريق عمر بن عبد الله بن يعلى عن سعيد عن ابن عبّاس موقوفًا: قال جبريل: لقد حشوت فاه الحمأة مخافة أن تدركه الرحمة". وعمر ضعيف كما في "التقريب". وله شاهد من حديث أبي هريرة: أخرجه الطبري (11/ 112) وابن عدي في "الكامل" (2/ 381) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 206) والبيهقي (7/ 44) من طريق كثير بن زاذان عن أبي حازم عنه مرفوعًا: "قال لي جبريل: يا محمَّد! لو رأيتني وأنا أغطّه وأدسّ من حمأه في فِيه مخافة أن تدركه رحمة الله فيغفر له". يعني: فرعون. قال ابن كثير (2/ 431): "كثيرٌ هذا قال ابن معين: لا أعرفه. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: مجهول. وباقي رجاله ثقات". أهـ. قلت: وهو منقطع، أبو حازم لم يسمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد

34 - باب: التوبة

وقد تُوبع كثير: تابعه قيس بن الربيع عند الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 157/ أ)، وقيس ليِّن الحديث. وقال الهيثمي (7/ 36): "وفيه قيس بن الربيع وثّقه شعبة والثوري، وضعّفه جماعة". 34 - باب: التوبة 1694 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق الحلبي: نا الحسن بن أحمد بن عبّوية (¬1) بالرّقّة: نا الفتح بن سلّومة الرقّي: نا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "بابُ التوبةِ مفتوحٌ حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها". الحسن وشيخه لم أظفر بترجمة لهما. وأخرج الطيالسي (1168) والحميدي (881) وعبد الرزاق (1/ 205 - 206) وأحمد (4/ 240 - 241) والترمذي (3535، 3536) -قال: حسن صحيح- والنسائي في "التفسير" (198) وابن ماجه (4070) والحسين المروزي في "زوائد زهد ابن المبارك" (1096) والطبري في "تفسيره" (8/ 72، 73) والطبراني في "الكبير" (8/ 66 - 68، 69 - 70، 72 - 73، 78، 79 - 80) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 285 و 7/ 308) والضياء في "المختارة" (ج 52/ق 8/ أ-10/ أ) من طرق عن عاصم بن أبي النجود عن زِرٍّ بن حُبَيش عن صفوان بن عسال مرفوعًا: ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش) و (ر): (محبوبة)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ) و (ف).

"باب التوبة مفتوح من قبل المغرب، وعرضه مسيرة سبعين عامًا، لا يُغلق حتى تَطلع الشمس من قبله" لفظ الطبراني. وإسناده حسنٌ. وانظر ما بعده. 1695 - حدّثنا خيثمة بن سليمان: نا أبو الحسن علي بن عبد الله بن موسى القراطيسي (عَلّان) بواسط: نا محمَّد بن أبي نُعَيم: نا سعيد بن زيد، قال: سمعت أيّوبَ يحدِّث عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من تابَ قبلَ أن تطلعَ الشمسُ من مغربها تاب الله عليه". سعيد بن زيد هو أخو حمّاد بن زيد. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 377) من طريق يحيى بن عبّاد عن سعيد عن أيّوب وهشام به. وسعيد فيه لينٌ. وأخرجه مسلم (4/ 2076) من طريق هشام بن حسّان عن ابن سيرين به، ورواية أيوب عند عبد الرزّاق في "التفسير" (1/ ق 2/ 221) ومن طريقه: أحمد (2/ 275) والطبري في "التفسير" (8/ 73). 1696 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل: نا عبد الرحمن بن مَعْدان: نا خليفة بن خيّاط (شبّاب): نا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي عن قتادة. عن أنس عن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّي لأتوب في اليوم سبعين مرّةً". أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (432) وأبو يعلى (5/ 310،

347) والطبراني في "الأوسط" (3/ 418) و"الدعاء" (1837) وابن حبّان (3/ 204) من طرقٍ عن معتمر به. وإسناده صحيح. وأخرجه النسائي (433) والبزّار (كشف- 3246) والطبراني في "الأوسط" (3/ 201) و"الدعاء" (1836) من طريق عمران القطّان عن قتادة عن أنس مرفوعًا: "إنّي لأستغفر الله في اليوم وأتوب إليه أكثر من سبعين مرّة". لفظ النسائي. وإسناده حسنٌ في الشواهد. وأخرجه البزّار (كشف- 3245) من طريق أبي بحر عن شعبة عن قتادة به، وأبو بحر هو عبد الرحمن بن عثمان البكراوي ضعيف كما في "التقريب". وقال الهيثمي (10/ 208): "وأحد إسنادي أبي يعلى رجاله رجال الصحيح". وله شاهد من حديث أبي هريرة: أخرجه البخاري (11/ 101) بلفظ: "والله إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرّةً". 1697 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن صالح بن سنان: أنا الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني (ح). وحدّثني أبو علي محمَّد بن هارون بن شعيب الأنصاري: نا عبيد الله بن منصور الصبّاغ في سوق أمِّ حكيم. قالا: نا محمَّد بن خالد بن أميّة (¬1) الهاشمي: نا مالك بن أنس عن نافع ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وفي هامش (ظ): (أمه) وكذا عند ابن عساكر.

عن ابن عمر أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ". عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 451) إلى: تَمَّام والخطيب في "رواة مالك". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 140/ أ) من طريق تَمَّام. وإسناده تالف: محمَّد بن خالد قال ابن أبي حاتم في "الجرح" (7/ 244): سألت أبي عنه، فقال: كان يكذب، سمعت منه حديثًا عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "الندم توبة". أهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 535): "أتى عن مالك بخبر منكر". قال الحافظ في "اللسان" (5/ 153 - 154): "فالخبر المذكور متنه: (الندم توبة)، والنكارة إنّما هي في سنده، فإنما قال فيه (عن نافع عن ابن عمر)، وأنّه لا أصلَ له من حديث مالك، ولا عن نافع، ولا ابن عمر". وقد ورد الحديث من رواية ابن مسعود، وأنس، وأبي هريرة، وأبي سعد الأنصاري، ووائل بن حجر، وأبي بن كعب، وجابر، وابن عبّاس، وعائشة. أما حديث ابن مسعود: فأخرجه أحمد (1/ 433) والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 374) والقضاعي في "مسند الشهاب" (14) والبيهقي في "السنن" (10/ 154) وفي "الشعب" (5/ 386) والخطيب في "الموضح" (1/ 248) من طريق الثوري، وأخرجه الحميدي (105) وابن أبي شيبة وابن أبي عمر العدني وابن منيع في مسانيدهم -كما في "زوائد ابن ماجه" (2/ 347 - 348) وأحمد (1/ 376) والبخاري في "التاريخ" (3/ 374) وابن ماجه (4252) والحسين المروزي في "زوائد زهد ابن المبارك" (1044) وأبو يعلى (8/ 380 -

382) والطحاوي في "المشكل" (2/ 199) والحاكم (4/ 243) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- والخطيب في "الموضح" (1/ 249) من طريق ابن عيينة، وأخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 375) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 312) والخطيب (1/ 249) من طريق عمر بن سعيد -وهو أخو الثوري-، ثلاثتهم عن عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل بن مقرّن، قال: دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود، فقال: أنت سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "النَّدم توبة"؟. قال: نعم. قال البوصيري في "الزوائد": "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". أهـ. قلت: وهو كما قال، وتابع عبد الكريم على روايته هكذا: خُصيف بن عبد الرحمن عند أحمد (1/ 423) والبخاري في "التاريخ" (3/ 375) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 807 - 808) والخطيب في "الموضح" (1/ 254) وخُصيف صدوق سيِّىء الحفظ، خلط بآخره كما في "التقريب". لكن وقع في تسمية راويه عن عبد الله بن معقل خلاف، فقيل: (زياد بن أبي مريم) كما في هذه الروايات، وقيل: (زياد بن الجراح)، هكذا أخرجه أحمد (1/ 422 - 423) -ومن طريقه: الخطيب في "الموضح" (1/ 253) - من طريق فرات بن سلمان (¬1) عن عبد الكريم عن زياد بن الجراح به. وفرات ثقة كما في "تعجيل المنفعة" (ص 331). وهكذا أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 33) -ومن طريقه: الخطيب (1/ 253) - من طريق النَّضر بن عربي -وهو لا بأس به- عن ¬

_ (¬1) في "المسند" (ثنا كثير بن هشام، قال: قرأت على عبد الكريم، بإسقاط (فرات)، والاستدراك من "الموضح"، وكثير -كما في ترجمته من "تهذيب المزي" (3/ 1146) - يروي عن فرات، وليس له عن عبد الكريم رواية.

عبد الكريم به. وأخرجه أيضًا الطيالسي (381) -ومن طريقه: ابن أبي حاتم في "الجرح" (3/ 258) والخطيب (1/ 251) - عن زهير بن معاوية عن عبد الكريم عن زياد وليس بابن أبي مريم. وأخرجه البيهقي في "السنن" (10/ 154) و"الشعب" (5/ 386) والخطيب في "الموضح" (1/ 249) من طريق زهير، لكن وقع عندهما: (زياد) غير منسوب وسّماه شريكًا أيضًا: زياد بن الجراح، أخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 375) وأبو يعلى (9/ 13) والبيهقي في "الشعب" (5/ 386 - 387) والخطيب (1/ 251) من طريقه، وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1815، 2347) -ومن طريقه: ابن عدي في "الكامل" (4/ 14) - من طريق شريك، لكن قال (عن زياد) دون نسبة. وأخرجه الخطيب (1/ 249) من طريق شريك، وقال: (عن زياد بن أبي مريم)!. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1814، 2347) من طريق الثوري به، ووقع عنده: (زياد) غير منسوب، وقد أخرجه البغوي في "شرح السنة" (5/ 91) من طريقه، لكنه قال: (عن زياد وهو ابن الجراح). وقد رواه عن عبد الكريم أيضًا: عبيد الله بن عمرو الرّقّي، واختلف عنه: فقد أخرجه ابن عدي (4/ 146) والخطيب (1/ 250) من طريقه، فقال: (عن زياد ابن أبي مريم)، وأخرجه الخطيب (1/ 252) من طريق آخر عنه، فقال: (عن زياد بن الجرّاح). وأخرجه الخطيب في "التلخيص" (1/ 280) من طريق ابن جريج عن عبد الكريم عن زياد به دون نسبه، بينما أخرجه في "الموضح" (1/ 253) فزاد في نسبته: (مولى عثمان). وأخرجه الخطيب (1/ 255) من طريق عون بن حبيب عن زياد بن الجراح به. وعون لم أر من ترجم له.

والذي رجّحه الحفاظ أن زيادًا هذا هو ابن الجراح: فقد قال الدوري في "تاريخ ابن معين" (4/ 477): "سمعت يحيى بن معين يقول في حديث "الندم توبة": إنما هو عن زياد بن الجرّاح، ليس هو زياد بن أبي مريم. قال يحيى: قال عبد الله بن جعفر: زياد بن الجراح مولى بني تيّم الله، قدِم من المدينة، زياد بن أبي مريم كوفي، فهو غير هذا". وروى عنه الخطيب في "الموضح" (1/ 256) أنه ذكر حديث عبد الكريم الذي قال فيه: (زياد بن أبي مريم)، فقال يحيى: هو خطأ، إنّما هو زياد بن الجراح. وروي عن ابن المديني أنه قال: وزياد بن الجرّاح هو عندي أشبه أن يكون صاحب ابن معقل. وفي "الجرح" لابن أبي حاتم (3/ 527 - 528): "سمعت أبي يقول: زياد بن الجرّاح هذا روى عن عبد الله بن معقل ... ، فذكر الحديث، ثم قال ابن أبي حاتم: "قد روى هذا الحديث الثوري عن عبد الكريم الجزري، فقال: عن زياد بن أبي مريم كما رواه ابن عيينة، فدلّ على أن عبد الكريم قال مرّة: (زياد بن الجراح)، ومرةً قال: (زياد بن أبي مريم)، والصحيح زياد بن الجرّاح". أهـ. ورجح الحافظ في "التهذيب" (3/ 385) أنه ابن الجرّاح. ولحديث ابن مسعود طرق أخرى: فقد أخرجه الطحاوي (2/ 199) من طريق ابن وهب عن مالك عن عبد الكريم عن رجل عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعًا، قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 107): "سألت أبي عن حديث رواه ابن وهب ... " وذكر الحديث- "قال أبي: إنما هو عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي ... " الحديث.

وأخرجه الحميدي (105) والبخاري في "التاريخ" (3/ 374 - 375) عن ابن عيينة، والطبراني في "الكبير" (10/ 274 - 275) وابن عدي (4/ 14) والبيهقي في "الشعب" (5/ 387) من طريق الحسن بن صالح والخطيب (1/ 258) من طريق يعلي بن عبيد، كلهم عن أبي سعد البقّال عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود مرفوعًا: "من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنبًا ثم نَدِمَ فهو كفارته". لفظ الحسن، ولفظ الآخرين: "الندم توبة". قال ابن عدي: "قال لنا ابن عبد العزيز [هو أبو القاسم البغوي شيخ ابن عدي في هذا الحديث]: ولا أحسب أبا سعد سمعه من ابن معقل، وقد بلغني عن شريك أنّه قال: حدّثت أبا سعد عن عبد الكريم عن زياد عن ابن معقل. قال شريك: فتركني، وترك عبد الكريم، وترك زيادًا، ورواه عن ابن معقل نفسه! وذلك أن أبا سعد كان كثير التدليس فيما يُقال". أهـ. قلت: وهو مع تدليسه ضعيف. وقد رواه موقوفًا أيضًا، أخرجه الحسين المروزي في "زوائد الزهد" (1048) من طريقه. وأخرجه أبو يعلى (9/ 171) والهيثم بن كليب (819) وابن حبّان (2/ 377، 379 - 380) وأبو نُعيم في "الحلية" (8/ 251) والخطيب في "التاريخ" (9/ 405) من طريق منصور عن خيثمة -زاد أبو يعلى: عن رجل- عن ابن مسعود مرفوعًا: "الندم توبة". وإسناده منقطع: خيثمة لم يسمع من ابن مسعود كما قال أحمد وأبو حاتم، وبيّنت رواية أبي يعلى أن بينهما رجلًا وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 116): "قال أبي: هذا حديثٌ باطلٌ بهذا الإسناد". وأخرجه البيهقي (10/ 154) والخطيب في "الموضح" (1/ 257) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن ابن مسعود موقوفًا: "الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له".

قال البيهقي. "كذا رواه عبد الرزاق عن معمر منقطعًا موقوفًا بزيادته". وأخرجه نعيم بن حماد في "زيادات الزهد" (168) -ومن طريقه: الخطيب (1/ 257 - 258) - عن معمر عن عبد الكريم عن أبي عُبيدة عن ابن مسعود موقوفًا: "الندم توبة". وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، ونُعيم ضعيف الحفظ. وأما حديث أنس: فأخرجه البزّار (كشف- 3239) وابن حبان (2/ 379) والحاكم (4/ 243) من طرقٍ عن ابن وهب عن يحيى بن أيّوب عن حُميد الطويل قال: قلت لأنس: أقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الندم توبة"؟. قال: نعم. وصحّحه الحاكم على شرطهما، فتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: هذا من مناكير يحيى". أهـ. قلت: يحيى بن أيوب هو الغافقي صدوق سيّء الحفظ. وقد تابعه: يحيى بن راشد المازني عند ابن عدي (7/ 211)، والمازني هذا ضعيف كما في "التقريب". فلعله يُحسّن بهذه المتابعة. وأخرجه ابن عدي (1/ 200) عن أحمد بن محمَّد بن حرب عن علي بن الجعد عن شعبة عن قتادة عن أنس، وعن ابن حرب أيضًا عن عمران بن سوّار عن مروان بن معاوية عن حميد عن أنس. قال ابن عدي: وهذان الإسنادان في "الندم توبة" باطلان. وقال عن ابن حرب: يتعمّد الكذب، وُيلقّن فيتلقّن. وقال أيضًا: هو مشهور بالكذب ووَضْع الحديث. وأخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 258) من رواية أبي سعد البقال عن أنس، وهذا من اضطراب أبي سعد.

وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 259) والطبراني في "الصغير" (1/ 69) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 140) من طريق مؤرّق بن سُخَيت عن أبي هلال عن ابن سيرين عنه مرفوعًا. أورده العقيلي في ترجمة (مؤرِّق)، وقال: "لا يُتابع عليه بهذا الإسناد، وقد رُوي من غير هذا الوجه بإسنادٍ جيّدٍ". أهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 198): "فيه جهالة". وأخرجه ابن عدي (4/ 63) من طريق صالح المُرّي عن ابن سيرين به، وصالح ضعيف كما في "التقريب". وأما حديث أبي سعد الأنصاري: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 306) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 398) والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" -كما في "الإصابة" (4/ 87) - من طريق يحيى بن أبي خالد عن ابن أبي سعد الأنصاري عن أبيه مرفوعًا. وإسناده ضعيف: يحيى مجهول كما قال أبو حاتم، وقال الحافظ في "اللسان" (6/ 252): "وهو حديث ضعيف يرويه مجهول عن مجهول". أهـ. يعني: ابن أبي سعد. وقال الهيثمي (10/ 200): "وفيه من لم أعرفهم". وقال السخاوي في "المقاصد" (ص 445): "سنده ضعيف". وأما حديث وائل: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 41) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (2/ 72 - ط الرسالة) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 570 -

571) وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 209) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي عن قيس عن عاصم بن كليب عن أبيه عنه مرفوعًا. وإسناده ضعيف: إسماعيل ضعّفه أبو حاتم والدارقطني وابن عقدة، وقال الأزدي: منكر الحديث. (اللسان: 1/ 425) وقيس وابن الربيع ليّن الحديث. وقال الهيثمي (10/ 199): "وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثّقه ابن حبّان، وقال: يُغرب ويخطىء. وبقيّة رجاله وثقوا". وأما حديث أُبيّ: فأخرجه الإسماعيلي (1/ 488) من طريق عبد الله بن محمَّد العَدوي عن أبي سنان البصري عن زِرٍّ بن حُبَيش عنه مرفوعًا. وأخرجه ابن عدي (4/ 181 - 182) والبيهقي في "الشعب" (4/ 374 - 375) من هذا الطريق وزاد: (عن أبي قلابة) بعد (أبي سنان) وبلفظ أطول من هذا. وإسناده تالف: العدوي متروك رماه وكيع بالوضع كما في "التقريب" وقال الحافظ في "الفتح" (11/ 104): "سنده ضعيف جدًّا". فأخرجه ابن عدي (4/ 146) من طريق محمَّد بن الحارث المؤذن (صُدْرَة) عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عنه مرفوعًا. قال ابن عدي: "وهذا حديث بهذا الإسناد باطلٌ، وإن كان ابن لهيعة ضعيفًا. وُيشبه أن يكون قد وهِم فيه صُدْرة، وكان هذا الإسناد أسهل عليه، وإنما عند صُدْرة هذا عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم ... " وذكر حديث ابن مسعود. وصُدْرة ذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: "يُغرب". وأخرجه ابن عدي (4/ 182) من طريق الوليد بن بُكير عن شريك عن

عبد الله بن محمَّد بن عقيل عن جابر مرفوعًا. والوليد ليّن الحديث كما في "التقريب"، وشريك صدوق سيّء الحفظ، وابن عقيل في توثيقه خلاف. وأمّا حديث ابن عبّاس: فأخرجه أحمد (1/ 289) والطبراني في "الكبير" (12/ 172 - 173) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 250/ أ) والبيهقي في "الشعب" (5/ 387 - 388) من طريق يحيى بن عمرو بن مالك النُّكري عن أبيه عن أبي الجوزاء عنه مرفوعًا: "كفّارة الذنب الندامة". وإسناده واهٍ: يحيى قال في "التقريب": "ضعيف، ويقال: إن حماد بن زيد كذّبه". وأما حديث عائشة: فأخرجه أحمد (6/ 264) من طريق ابن عيينة عن الزهريّ عن عروة عنها مرفوعًا: ... إن التوبةَ من الذنب: الندمُ والاستغفار". وإسناده صحيح، وقال الهيثمي (10/ 198): "رجاله رجال الصحيح غير محمَّد بن يزيد الواسطي، وهو ثقة". 1698 - أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعيّ: نا أبو عمرو (¬1) أحمد بن الغَمْر بن [أبي (¬2)] حمّاد الحمصي بحمص: نا سعيد بن نُصير، قال: سمعت سيّار بن حاتم، يقول: سمعت جعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، يقول: سمعت محمَّد بن المنكدر، يقول: ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (عمر)، قال ابن عساكر في ترجمته: "أبو عمر، ويُقال: أبو عمرو". (¬2) زيادة من (ظ) و (ر) و (ف).

سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مرّ رجلٌ ممّن كان قبلكم (¬1) بجُمجمةٍ، فوقف عليها وجعل يفكر، فقال: يا ربّ! أنت أنت، وأنا أنا! أنت العوّادُ بالمغفرة، وأنا العوّادُ بالذّنوب. فقيل: ارفع رأسك! فأنت العواد بالذنوب، وأنا العوّاد بالمغفرة". قال: "فَغُفِر له". أخرجه أبو القاسم الحِنّائي في "فوائد" (ج 7 رقم 21) -ومن طريقه: ابن عساكر في "التاريخ" (ج أحمد بن عتبة- ص 127) - عن تمّام، وقال: "هذا حديث حسنٌ، ما نعرفه مرفوعًا إلا من حديث سيّار بن حاتم العتري عنه جعفر بن سليمان، وقد رواه العبّاس بن الوليد النَّرسي وغيره عن جعفر بن سليمان موقوفًا من قول جابر، وهو أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى". وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 147) والخطيب في "التاريخ" (9/ 92) من طريقين آخرين عن سعيد بن نُصير به. قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعرفه إلا من هذا الطريق. وقال الخطيب: "تفرّد بروايته هكذا مرفوعًا سيّار عن جعفر، ورواه العبّاس بن الوليد النَّرسي عن جعفر عن ابن المنكدر عن جابر موقوفًا من قوله، وذاك أصحُّ". وإسناده ضعيف: سعيد ذكر الخطيب هذا الحديث في ترجمته، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، ففيه جهالة. وسيّار قال العقيلي: أحاديثه مناكير، ضعّفه ابن المديني. وقال الأزدي وأبو أحمد الحاكم: عنده مناكير. ووثّقه ابن حبّان. وهذا من مناكيره. ¬

_ (¬1) سقط من (ظ): (ممّن كان قبلكم).

1699 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو علي الحسن أحمد بن محمَّد بن بكّار بن بلال العاملي: نا جدّي محمَّد بن بكّار: نا سعيد بن بشير عن إدريس عن سليمان الأعمش عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عن أبي ذرٍّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله -تبارك وتعالى- يقول: يا عبادي! كلّكم مذنبٌ؛ إلا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم، ومن علِمَ منكم أنّي ذو قدرةٍ على المغفرة غفرت له بقدرتي ولا أبالي، وكلُّكم ضالٌّ إلا من هديت فسلوني الهُدى أهدِكم. وكلّكم فقير إلَّا من أغنيت فسلوني أُعطكم، ولو أنّ أوّلَكم (¬1) وحيَّكم وميّتكم ورطبَكم ويابسَكم اجتمعوا على أشقى قلب عبدٍ هو لي لم يَنقصْ من مُلكي جناحُ بعوضةٍ، ولو أنّ أوّلَكم (1) وحيّكم وميتكم ورطبَكم ويابسَكم اجتمعوا على أتقى قلبٍ هو لي لم يزد ذلك في ملكي جناحَ بعوضةٍ، ولو أنّ أوّلَكم وآخركم وحيَّكم وميّتكم ورطبكم ويابسَكم اجتمعوا فسأل كلُّ سائلٍ ما بلغت أمنيّتُه لم ينقص (¬2) إلا كما لو أنّ أحدَكم أتى شفة البحر فغمس فيه إبرةً ثمّ انتزعها، ذلك بأنّي جوادٌ ماجدٌ واجدٌ (¬3) أفعلُ ما أشاء، عطائي كلامٌ، وعذابي كلامٌ، إذا أردت شيئًا فإنّما أقول له: كن فيكون". أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 203) من طريق أحمد بن محمد بن بكّار به مقتصرًا على الجملة الأولى منه فقط. وسعيد بن بشير ضعيف كما في "التقريب"، وقد رواه ابن نُمير عند ¬

_ (¬1) دون ذكر (وآخركم)، وعليه تضبيب في الأصل و (ر). (¬2) كذا في الأصول، وعليه تضبيب في الأصل و (ظ). (¬3) في الأصل و (ش) و (ر): (واحد)، والمثبت من (ظ) و (ف) وكتب الحديث.

35 - باب: الاعتصام بالله

أحمد (5/ 177) وإبراهيم بن طهمان عند البيهقي في "الشعب" (5/ 406)، فقالا: عن الأعمش عن موسى بن المسيّب عن شهر به. وتابع الأعمش على روايته هكذا: عَبدة بن سليمان عند ابن ماجه (4257). وأخرجه أحمد (5/ 154) وهنّاد في "الزهد" (905) -وعند الترمذي (2495) وحسّنه- من طريقين آخرين عن شهر به. وإسناده ضعيف: شهر ليّن الحديث. وقد أخرج مسلم (4/ 1994 - 1995) أصل هذا الحديث من رواية أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر بسياق مغايرٍ. 35 - باب: الاعتصام بالله 1700 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا عثمان بن عبد الله بن أبي جميل: نا هشام: نا يوسف بن السَّفْر عن الأوزاعيّ عن الزهريّ عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أوحى اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- إلى داودَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: يا داودُ! ما من عبدٍ يعتصم بي دون خَلْقي أعرفُ ذلك من نيّته، فتكيده السماوات بمن فيها، إلَّا جعلتُ له من بين ذلك مخرجًا. وما من عبدٍ يعتصم بمخلوقٍ دوني أعرف منه نيّتَه إلَّا قطعتُ أسبابَ السماء بين يديه، وأرسختُ الهوى من تحت قدميه. وما من عبدٍ يُطيعني إلَّا وأنا معطيه قبلَ أن يسألني، وغافرٌ له قبل أن يستغفرني". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (يوسف بن السَّفْر متروك الحديث). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (زهر- ق 328 - 329) من طريق هشام بن خالد عن يوسف به. ويوسف كذّبه الجوزجاني وابن معين، وقال البيهقي: هو في عداد من يضع الحديث. ووهّاه غيرهم. (اللسان: 6/ 322). فالحديث إذًا من وضعه!. وعزاه السيوطي في "الجامع الصغير" (3/ 72) إلى: ابن عساكر.

(32) كتاب الفتن

(32) " كتاب الفِتَن"

1 - باب: غربة الإسلام

1 - باب: غربة الإِسلام 1701 - أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عبد الرحمن بن إبراهيم: نا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الدّينَ بدأ غريبًا وسيعود كما بدأ، فطُوبى للغرباء". أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 237) وأحمد (2/ 389) عن شيخهما عفّان به. ومن طريق عفّان أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1051). وعبد الرحمن بن إبراهيم هو القاص تقدّم بيان ضعفه في تخريج الحديث رقم (594). وانظر ما بعده. 1702 - حدّثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علّان الحرّاني: نا أحمد بن علي بن المثنّى أبو يعلى: نا محمَّد بن المِنْهال وأميّة بن بِسْطام، قالا: نا يزيد بن زُرَيع: نا رَوْح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ الدينَ بدأ غريبًا، وإنّ الدين سيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء". أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (ق 132/ أ- ب) من طريق أبي يعلى عن أمية به.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1/ 298) وابن مندة في "الإِيمان" (422) من طريق أمية به. وإسناده صحيح. والحديث أخرجه مسلم (1/ 130) من رواية أبي حازم عن أبي هريرة. 1703 - أخبرنا ابن راشد، وأخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلَم، قالا: نا عبد الله بن الحسين المِصِّيصيّ، قال: نا علي بن أبي هاشم الرازي: نا أبو عقيل يحيى بن المتوكّل عن أمّه: أم يحيى عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الإِسلامَ بدأ غريبًا وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء. ولَيأرِزُ (¬1) الإِسلامُ بين هذين المسجدين كما تأرِزُ الحيّةُ إلى حُجرها". أخرجه ابن وضّاح في "البدع والنهي عنها" (ص 65) والبيهقي في "الزهد" (200) والهروي في "ذمّ الكلام" (ق 132/ أ) من طريق يحيى بن المتوكل به، وليس عندهم: وليأرز ... ". ويحيى ضعيف كما في "التقريب"، وأمّه لم أر من ترجم لها، ففيها جهالة. وانظر ما بعده. 1704 - حدّثنا يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوّار: نا أبو يزيد خالد بن يزيد بن النَّضر القرشي بالبصرة: نا موسى بن العبّاس: ¬

_ (¬1) أي: ينضم ويجتمع بعضه إلى بعض فيها. "المختار".

نا بشر بن عبيد الدارسيُّ: نا زهير بن مروان عن أيّوب عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الإِسلامَ بدأ غريبًا، وسيعود كما بدأ. ولَيأرِزُ الإِسلامُ بين المسجدين كما تأرِزُ الحيّةُ إلى جُحرها". لم يُسند زهيرٌ غيره. أخرجه الهروي في "ذمّ الكلام" (ق 132/ أ) من طريق خالد بن يزيد به. بشر كذّبه الأزدي، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الأئمة، بيِّنُ الضعف جدًّا. وذكره ابن حبّان في "الثقات"!. (اللسان: (2/ 26). وزهير لم أر من ترجم له. والحديث أخرجه مسلم (1/ 131) من رواية عاصم بن محمَّد العمري عن أبيه عن ابن عمر مرفوعًا، وأخرج أيضًا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "إن الإِيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها". 1705 - أخبرنا أبو زُرعة محمَّد بن سعيد بن عبد الله بن اليمان القرشي، ومحمَّد بن موسى بن إبراهيم القرشي، قالا: نا أبو علي إسماعيل بن محمَّد العُذْري: نا سليمان بن سلمة الخَبائري: نا المُؤمَّل بن سعيد الرَّحبي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن واثلة بن الأسقع عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -[قال] (¬1): بدأ الإِسلامُ غريبًا، وسيعود كما بدأ، فطُوبى للغرباء". قيل: يا رسول الله! ومن الغرباءُ؟. قال: "الذين يُصْلِحون إذا فَسَدَ الناسُ". ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر) و (ف).

1706 - حدّثني علي بن الحسن بن عَلّان الحرّاني، قال: حدّثني الفضل بن محمَّد الباهلي بأنطاكية: نا سليمان بن سلمة: نا مُؤمَّل بن سعيد بن يوسف الرحبي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن واثلة بن الأسقع عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "بدأ الإِسلام غريبًا، وسيعود غريبًا". إسناده تالف: الخبائري متروك، وكذّبه ابن الجُنيد. (اللسان: (3/ 93)، ومُؤمَّل قال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن حبّان: منكر الحديث جدًا، لا أدري البلية منه أو من سليمان الخبائري. (اللسان: (6/ 137). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 178 - 179) وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 225 - 226) والآجري في "الغرباء" (5) والبيهقي في "الزهد" (199) والخطيب في "التاريخ" (12/ 481) من طريق كثير بن مروان عن عبد الله بن يزيد الدمشقي، قال: أخبرني أبو الدرداء وأبو أمامة وواثلة وأنس مرفوعًا: "إن الإِسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء". زاد الطبراني وابن حبان والبيهقي: قالوا: يا رسول الله! ومن الغرباء؟. قال: "الذين يصلحون إذا فسد الناس". قال الهيثمي (1/ 106): "وفيه كثير بن مروان، كذّبه يحيى والدراقطني". وقد ورد تفسير الغرباء بأنهم الذين يصلحون إذا فسد الناس في روايات مرفوعة عن سهل بن سعد، وسعد بن أبي وقاص، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وعبد الرحمن بن سنة، يقوّي بعضها بعضًا: أما حديث سهل:

فأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 192 - 193) والطبراني في "الكبير" (6/ 202) و"الأوسط" (ق 228/ أ) و"الصغير" (1/ 104) واللالكائي في "أصول السنة" (1/ 112 - 113) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1055) والهروي في "ذمّ الكلام" (ق 131/ ب- 132/ ب) من طريق بكر بن سليم الصواف عن أبي حازم عنه مرفوعًا. وإسناده ليّن: بكر قال ابن معين: ما أعرفه. وقال ابن عدي: يحدّث عن أبي حازم وغيره ما لا يوافقه أحدٌ عليه، وعامة ما يرويه غير محفوظ، ولا يُتابع عليه، وهو من جملة الضعفاء الذين يُكتب حديثهم. وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في "ثقاته". وأما حديث سعد: فقد أخرجه أحمد (1/ 184) والدورقي في "مسند سعد" (92) وأبو يعلى (2/ 99) وابن مندة في "الإِيمان" (424) وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (ق 25/ ب- 26/ أ) من طريق حميد بن زياد عن أبي حازم عن ابن سعد -وسماه ابن مندة في روايته: عامرًا- عن أبيه مرفوعًا: "إن الإِيمان بدأ غريبًا، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء يومئذٍ إذا فسد الناس". وإسناد حسنٌ، في حُميد كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن. وقال الهيثمي (7/ 277): "ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح". وأما حديث جابر: فأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1/ 298) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: (ق 228/ أ) واللالكائي (173) والبيهقي في "الزهد"

(198) والهروي (ق 132/ أ) من طريق عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن يحيى بن أبي سعيد عن خالد بن أبي عمران عن أبي عيّاش عنه مرفوعًا. قال الهيثمي (7/ 278): "وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف، وقد وُثِّق. أهـ. قلت: ولم ينفرد به، فقد تابعه ابن وهب عند الهروي. وأبو عيّاش هو المعافري المصري مقبول كما في "التقريب" أي: عند المتابعة، وإلا فليّن الحديث. وأما حديث ابن عمر: فأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" (المطالب: (ق 109/ أ) من طريق الكوثر بن حكيم عن نافع عنه مرفوعًا بلفظ: "الذين إذا فسد الناس صلحوا". وسنده واهٍ: الكوثر قال أحمد: أحاديثه بواطيل، ليس بشيء. وقال ابن معين. ليس بشيء وتركه الجوزجاني والدارقطني. وضعّفه آخرون. (اللسان. (4/ 490). وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (3/ ق 101/ أ): "فيه كوثر بن حكيم، وهو ضعيف". وأما حديث ابن سنّة: فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (4/ 73) وابن وضّاح (ص 65) والبغوي في "الصحابة" -كما في "الإِصابة" (2/ 401) - والهروي (ق 132/ ب) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن يوسف بن سليمان عن جدّته ميمونة عنه مرفوعًا. قال الحافظ: "وإسحاق ضعيف جدًّا، وهو من رواية إسماعيل بن

2 - باب: ذهاب الصالحين

عيّاش عنه، وتابعه يحيى بن حمزة عن إسحاق، قال ابن السكن: مخرج حديثه عن إسحاق، وهو لا يعتمد عليه". أهـ. قال البخاري في "التاريخ" (5/ 252) في ترجمة ابن سِنّة: "حديثه ليس بالقائم". وقال الهيثمي (7/ 278): "رواه عبد الله والطبراني، وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك (¬1). وورد موقوفًا على عبد الله بن عمرو: وأخرجه الداني في "الفتن" (ق 26/ أ) بسند حسن عنه أنه قال: طوبى للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس. 2 - باب: ذهاب الصالحين 1707 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم: نا أبو عبد الله عمرو بن أبي طاهر أحمد بن عمرو بن أحمد بن السَّرْح المصري: نا يوسف بن عدي: نا حفص عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن مِرْداس الأسلمي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصالحون يذهبون الأوّلُ فالأوّلُ، يبقى حُثالةُ كحُثالةِ الشعير لا يعبأ اللهُ -تبارك وتعالى- بهم". أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 298 - 299) من طريق حفص -وهو: ابن غياث- به. ¬

_ (¬1) في (ظ): (... على مناخرهم في النار).

وأخرجه البخاري (7/ 444) من طريق آخر عن إسماعيل به موقوفًا، وأخرجه (11/ 251) من طريق بيان بن بشر عن قيس به مرفوعًا. 1708 - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا أبو القاسم يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا جُنادة بن محمَّد المُرِّي: نا عبد الحميد بن أبي العشرين: نا الأوزاعي عن الزهريّ عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لَتُنَقَّوُنَّ كما يُنَقَّى التمرُ من الحُثالة، وليذهبَنَّ خيارُكم، وليبقيَنذض شرارُكم، فموتوا إن استطعتم". 1709 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو يعقوب إسحاق بن سيّار بنصيبين: نا جُنادة بن محمَّد بن أبي يحيى المُرِّي: نا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين كاتب الأوزاعيِّ عن الزهريّ عن سعيد بن المسيِّب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَتُنَقَّوُنَّ كما يُنَقَّى التمرُ من حُثالته". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ ق 380/ ب-381/ أ) من طريق آخر عن خيثمة به. وأخرجه ابن حبَّان (15/ 264 - 265) من طريق آخر عن إسحاق بن سيّار به. وإسناده صالح: جُنادة ذكره ابن حبّان في "ثقاته" (8/ 165)، وترجم له ابن عساكر في "تاريخه" (4/ ق 18/ أ) ونقل عن عبد الغني بن سعيد

وابن ماكولا أنهما قالا: له غرائب عن ابن أبي العشرين. وشيخه فيه لينٌ يسيرٌ. وأخرجه الداني في "الفتن" (ق 17/ ب-18/ أ) من طريق الوليد بن مسلم، قال: ثنا الأوزاعي فذكره دون قوله: "فموتوا .. ". وهذا سند قويُّ. وله طريق آخر يصحّح به: أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 25) وابن ماجه (4038) والحاكم (4/ 316 و 434) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- من طريق يونس بن يزيد عن الزهريّ عن أبي حُميد مولى مسافع عنه مرفوعًا: "لتنتقين كما ينتقى التمر من الجفنة ... " الحديث. قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (2/ 305 - 306): "هذا إسناد فيه مقال: أبو حُمَيد لم أرَ من جرّحه ولا من وثقه، وباقي رجاله ثقات". وقال الحافظ في "التقريب" في ترجمة أبي حميد: "قيل: هو عبد الرحمن بن سعد المُقعد، وإلا فمجهولٌ". أهـ. قلت: المقعد مولى لبني مخزوم، وهذا طائيُّ كما قال الحاكم، فأنّى يكون هو؟ وفي تصدير الحافظ ذلك بـ (قيل) ما يُشعر ببعده. وله شاهد من حديث رُويفع بن ثابت الأنصاري: أخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 338) -مختصرًا- والطبراني في "الكبير" (5/ 18) وابن حبان (16/ 208 - 209) والحاكم (4/ 434) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- من طريق بكر بن سوادة أن سُحيمًا حدّثه عن رويفع أنه قال: قُرِّب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمرٌ ورطبٌ، فأكلوا منه حتى لم يبق شيءٌ إلا نواه، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتدرون

3 - باب: فيما كان بين الصحابة (رضوان الله عليهم)

ما هذا؟. "قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "تذهبون الخيِّرُ فالخيّرُ، حتى لايبقى منكم إلا مثل هذا". وسحيم بيّض له البخاري في "التاريخ" (4/ 193) وابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 303)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (4/ 343)، ولم يذكروا عنه راويًا غير بكر، ففيه جهالة. 3 - باب: فيما كان بين الصحابة (رضوان الله عليهم) 1710 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكندي: نا أبو العباس التنجي أحمد بن نصر بأنطاكية: نا سُليم بن منصور بن عمّار، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مَرْثَد بن عبد الله اليَزَنيّ عن حُذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تكون لأصحابي من بعدي زلّةٌ يغفرها الله -عَزَّ وَجَلَّ- لهم بسابقتهم معي، يعملُ بها قومٌ من بعدهم يكبُّهم اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- في النار على مناخِرهم (¬1) ". أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" (المطالب: (4/ 147) -ومن طريقه: ابن عدي في "الكامل" (4/ 148 و 6/ 394) عن منصور بن عمّار به. وإسناده ضعيف: منصور قال أبو حاتم: ليس بالقويّ. وقال العقيلي: لا يقيم الحديث. وقال ابن عدي: منكر الحديث. وقال الدارقطني: يروي عن ضعفاء أحاديث لا يُتابع عليها. (اللسان: (6/ 98). وابن لهيعة اختلط بعد احتراق كتبه. ¬

_ (¬1) في (ظ): (... على مناخرهم في النار).

4 - باب: في الخوارج

وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (3/ ق 80/ ب): "سنده ضعيف لضعف ابن لهيعة". ورُوي عن ابن لهيعة على وجه آخر: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: (ق 222/ أ) وابن عدي (6/ 469) من طريق إبراهيم بن أبي الفياض الرقّي عن أشهب بن عبد العزيز عن ابن لهيعة عن مِشْرَح بن هاعان عن عقبة بن عامر عن حذيفة مرفوعًا. قال الطبراني: "لم يروه عن مِشْرَح إلا ابن لهيعة، ولا عنه إلا أشهب، تفرّد به إبراهيم". وقال الهيثمي (7/ 234): "وفيه إبراهيم بن أبي الفيّاض، قال ابن يونس: يروي عن أشهب مناكير. قلت: وهذا ممّا رواه عن أشهب". 4 - باب: في الخوارج 1711 - حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عُبيد الله الورّاق ابن فُطَيس: نا إسماعيل بن محمَّد العُذْري: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا شعيب بن إسحاق: نا قرّة عن أبي الزُّبَير عن جابر، قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسمُ الغنائمَ يومَ حُنَين قام إليه رجلٌ فقال: اعدلْ!. قال: "شقيتُ إن لم أعدلْ". ثمّ قال: "إنّ قومًا يقرأون القرآنَ لا يجاوزُ تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهمُ من الرَّميَّة، ثم لا يعودون حتى يرتدَّ السهم في فُوقِه (¬1) ". ¬

_ (¬1) موضع الوتر من السهم. "قاموس".

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 322) عن زيد بن الحُباب عن قرة به بلفظ: (-يجيء قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية على فوقه". وأخرجه عن ابن أبي شيبة؛ مسلم (2/ 740)، لكنه لم يسق لفظه. والحديث أخرجه البخاري (6/ 617 - 618) ومسلم (2/ 744) نحوه من حديث أبي سعيد. 1712 - أخبرنا أبو علي أحمد بن محمَّد بن فضالة: نا إبراهيم بن مرزوق البصري: نا مسلم بن إبراهيم: نا قرّة بن خالد: نا عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله، قال: بينما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقسم غنيمةً بالجعرانة، إذْ قال له رجلٌ: اعدلْ!. فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لقد شقيتُ إن لم أعدلْ". أخرجه البخاري (6/ 238) عن شيخه مسلم بن إبراهيم به. وقال الحافظ في "الفتح" (6/ 242 - 243): "وقد خالف زيدُ بن الحباب مسلمَ بن إبراهيم فيه، فقال: (عن قرة عن أبي الزبير) بدل (عمرو بن دينار) أخرجه مسلم، وسياقه أتم. ورواية البخاري أرجح: فقد وافق شيخه على ذلك عن قرّة: عثمان بن عمر [في الأصل: عمرو. وهو تحريف.] عند الإِسماعيلي، والنضر بن شميل عند أبي نعيم. فاتفاق هؤلاء الحفاظ الثلاثة أرجح من انفراد زيد بن الحباب عنهم، ويحتمل أن يكون الحديث عند قرة عن شيخين بدليل أن في رواية أبي الزبير زيادةً على ما في رواية هؤلاء كلهم عن قرّة عن عمرو".

5 - باب: إذا وضع السيف في هذه الأمة

5 - باب: إذا وُضِع السيفُ في هذه الأمة 1713 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو عمران موسى بن الحسن بن عبد الله بن يزيد السّقلي: نا سعيد بن منصور: نا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا وُضِع السيفُ في أمَّتي لم يُرفع عنهم إلى يوم القيامةِ". أخرجه أحمد (5/ 278، 284) وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (3/ 956) وأبو داود (4252) والترمذي (2202) -وقال: حسن صحيح- وابن مردويه في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 141) - وأبو نَعيم في "الحلية" (2/ 289) و"الدلائل" (464) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 526) والداني في "الفتن" (ق 185/ ب-186/أ) من طرقٍ عن حمّاد به. وإسناده صحيح على شرط مسلم. وقال ابن كثير: إسناده جيّدٌ قويّ. وتابع حمّادًا: عبّاد بن منصور -وفيه لينٌ- عند الروياني في "مسنده" (ق 123/ ب) وابن مردويه، وقتادة عند ابن مردويه، وأخرجه ابن ماجه (3952) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 164) والروياني (ق 123/ أ) من طرقٍ عن قتادة عن أبي قلابة، ولم يسمع منه كما قال ابن معين والفلاس، والصحيح: عن قتادة عن أيوب عن أبي قلابة، فلعله أسقطه تدليسًا. وتابع أيوب: يحيى بن أبي كثير عند الحاكم (4/ 449)، وصحّحه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي، والصواب أنه على شرط مسلم؛ لأن

6 - باب: في بني أمية

أبا أسماء -واسمه عمرو بن مرثد- لم يرو له البخاري في "الصحيح" شيئًا. وشذّ في روايته معمر: فقد رواه عن أيوب به، لكن قال: (عن شدّاد بن أوس) بدل (ثوبان)، هكذا أخرجه عنه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 210 - 211)، وعنه: أحمد (4/ 123) والبزّار (كشف-3291)، وأخرجه الداني (ق 185/ ب) من طريق محمد بن المتوكل عن عبد الوهاب -وهو ابن همّام، أخو عبد الرزاق- عن معمر عن قتادة عن أيوب. ومحمَّد هو ابن أبي السري صدوق لكنه كثير الغلط كما قال ابن عدي وابن وضّاح. قال عبد الرزاق عقبه: سمعت غير معمر يقول: (عن أبي أسماء عن ثوبان)، وكان معمر يقول: (عن أبي أسماء عن شدّاد). وقال البزّار: رواه حماد بن زيد وعبّاد عن أيوب عن أبي أسماء عن ثوبان، وهو الصواب، وكذلك رواه قتادة. 6 - باب: في بني أميّة 1714 - أخبرنا أبو سعيد محمَّد بن أحمد بن بشر الهمذاني: نا محمود بن محمَّد الواسطي: نا زكريّا بن يحيى: نا صالح بن عمر عن مطرّف -يعني: ابن طريف- عن عطيّة عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا بلغ بنوا الحَكَمِ ثلاثون رجلًا اتّخذوا دينَ الله دَغلًا (¬1)، ومالَ اللهَ دُولًا، وعبادَ الله ¬

_ (¬1) في (ف): (دخلًا).

خَوَلًا (¬1). أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: (ق 116/ ب) عن شيخه محمود الواسطي به. وأخرجه أبو يعلى (2/ 383 - 384) -ومن طريقه: ابن عساكر في "التاريخ" (16/ ق 177/ أ) عن شيخه زكريا بن يحيى (زحمويه) به. وأخرجه الطبراني من طريق آخر عن زكريا. وقال: "لم يروه عن مطرّف إلا صالح، تفرّد به زحمويه". قلت: لم يتفرّد به، فقد تابعه سعيد بن سليمان الواسطي المعروف بـ (سعدويه) عند البزّار (كشف- 1621). وأخرجه أحمد (3/ 80) وإسحاق بن راهويه -كما في "البداية" لابن كثير (6/ 242) - والبزّار (كشف: 1620) والبيهقي في "الدلائل" (6/ 507) وابن عساكر من طريق جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن عطيّة به. وإسناده ضعيف لضعف عطية. وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (3/ ق 124/ ب): "رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل، ومدار إسناديهما على عطية العوفي، وهو ضعيف". 1715 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلَم قراءةً عليه: نا يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا أبو الجُماهِر: نا سليمان بن بلال عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه ¬

_ (¬1) الدغَل والدخَل الخديعة، والدُّوَل جمع دُولة، وهو ما يتداول من المال، فيكون لقوم دون قومٍ، والخَوَلُ حشم الرجل وأتباعه، يعني: أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم. "النهاية".

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا بَلَغَ بنو أبي العاص ثلاثون رجلًا اتّخذوا دينَ اللهِ دَغَلًا (¬1)، وعباد الله خَوَلًا، ومالَ اللهِ دُولًا". أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/ 507) من طريق سليمان بن بلال به، ووقع عنده" "أربعين". وإسناده جيّدٌ. وصحّحه البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (3/ ق 125/ أ). ورواه إسماعيل بن جعفر الزُرَقي عن العلاء به موقوفًا، أخرجه أبو يعلى (11/ 402) والخطابي في "غريب الحديث" (2/ 436) وابن عساكر (16/ ق 177/ أ). ولا تُعلُّ بذلك الرواية المرفوعة، لأن هذا الموقوف له حكم الرفع، لتضمنه حكمًا غيبيًا. ورُوي من حديث أبي ذر، ومعاوية، وابن عباس: أما حديث أبي ذر: فأخرجه نُعيم بن حماد في "الفتن" (314) والحاكم (4/ 479) وابن عساكر من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد عنه مرفوعًا: "إذا بلغت بنو أميّة أربعين، اتّخذوا عباد الله خولًا، ومالَ الله نُحْلًا، وكتاب الله دغلًا". وابن أبي مريم ضعيف كما في "التقريب". وراشد روايته عن أبي ذر منقطعة. وقال الذهبي في "التلخيص": قلت: على ضعف رواته منقطع". وقال ابن كثير في "البداية" (6/ 242): "وهذا منقطع بين راشد وأبي ذر". ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر) و (ف): (دخلًا).

7 - باب: في سنتي (130) و (154)

وأخرجه الحاكم (4/ 479 - 480) من طريق شريك بن عبد الله عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن حلّام بن جذل عنه مرفوعًا كلفظ حديث أبي هريرة. وقال: صحيح على شرط مسلم. وسكت عليه الذهبي. وسنده ضعيف: شريك صدوق سيّء الحفظ، وحلّام بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (3/ 308)، وقال ابن جرير في "تهذيب الآثار" (1/ 134): حلّام عندهم مجهول غير معروف في نقلة الآثار". وأما حديث معاوية وابن عباس: فأخرجه نعيم (316) والبيهقي (6/ 507) ومن طريقه: ابن عساكر (16/ ق 177/ أ) من طريق ابن لهيعة عن أبي قَبيل عن ابن مَوْهَب أنه أخبره أنّ معاوية بينا هو جالس، وعنده ابن عبّاس، إذ دخل عليهم مروان بن الحكم في حاجة، فلما أدبر قال معاوية لابن عباس: أما تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلًا ... الخ"؟. قال ابن عبّاس: اللهمّ نعم. وفيه أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال عن مروان أنه أبو الجبابرة الأربعة. قال ابن كثير (6/ 242): "وهذا الحديث فيه غرابة ونكارة شديدة، وابن لهيعة ضعيف". أهـ. قلت: والنكارة إنما هي في الزيادة. 7 - باب: في سنتي (130) و (154) 1716 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا عَلّان بن المغيرة: نا أبو صالح كاتب الليث: نا سليمان بن عيسى الخراساني عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة

عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أتى على أمّتي مائةٌ وثلاثون سنةً فقد حلّتِ العُزْبةُ والتّرهُّب في رؤوس الجبالِ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (سليمان بن عيسى هذا كذّبه أبو حاتم وغيره). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه الحاكم -كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 394) - ومن طريقه: الدّيلمي في "مسند الفردوس: (الزهر: (1/ ق 90) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 198) من طريق عَلَّان به، وعندهم: "ثلاثمائة وثمانون سنة". قال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوعٌ قال ابن عدي: سليمان بن عيسى يضع الحديث". أهـ. قلت: وهو كما قال، وقد كذّب سليمان أيضًا: الجوزجاني. وعدّ الذهبي في "الميزان" (2/ 218 - 219) هذا الحديث من بلاياه. قال السيوطي في "اللآلئ" (2/ 394 - 395): "قلت: له طريق آخر: قال الغسولي في جزئه: حدّثنا أسامة بن الحسن بن عبد الله بن سليمان: ثنا عبد الله بن أحمد العدوي: ثنا زهير بن عبّاد: ثنا الحجاج بن رِشْدين عن أبيه: رشدين بن سعد عن جرير بن حازم الأزدي أن الحسن بن أبي الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أتت على أمتي ثمانون ومائة سنة فقد ... " الحديث. قال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 346): "قلت: وعلى إرساله في سنده ضعفاء". أهـ. قلت: رشدين ضعيف كما في "التقريب" وابنه ضعفه ابن عدي، وقال مسلمة بن القاسم: لا بأس به. (اللسان: (2/ 176)، وزهير ضعّفه ابن عبد البر، وقال الدارقطني: مجهول.

(اللسان: (2/ 492). وشيخ الغسولي وشيخ شيخه لم أظفر بترجمة لهما. قال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص 110) في ذكر أصناف الأحاديث المكذوبة": ومنها: أحاديث التواريخ المستقبلة. "وذكر هذا الحديث. وقال في علامات الحديث الموضوع (ص 63 - 64): "ومنها أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا، مثل قوله: إذا كان سنة كذا وكذا وقع كيت وكيت". أهـ. 1717 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا محمَّد بن عوف الحمصي: نا أبو المغيرة: نا عبد الله بن السمط: نا صالح بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جدّه: عبد الله بن عبّاس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لأن يُربِّي أحدُكم بعد أربع وخمسين ومائة سنة جِرْوَ كلبٍ خيرٌ له من أن يُرَبِّيَ ولدًا لصُلْبه". عزاه إلى "فوائد تمام" بسنده ومتنه: السيوطي في "اللآلئ" (2/ 178). وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (8/ ق 105/ أ) من طريق تَمَّام. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 349) -ومن طريقه: ابن عساكر أيضًا- من طريق أبي المغيرة -وهو: عبد القدوس بن الحجّاج- به. قال الهيثمي (4/ 259): "وفيه عبد الله بن السمط وصالح بن علي بن عبد الله بن عباس ولم أجد من ترجمهما، وبقيّة رجاله ثقات". قلت: أما صالح بن علي فهو من أشهر الأمراء العباسيين، وهو عم المنصور، وكانت له وقائع مع الأمويين والروم، له ترجمة في "سير النبلاء" (7/ 18 - 19). والمتهم به هو عبد الله بن السمط، قال الذهبي في "الميزان"

(2/ 436): عبد الله بن السمط عن صالح بن علي، فذكر حديثًا موضوعًا". يعني: هذا الحديث. ونقل السيوطي في "اللآلئ" عن الهيثمي أنه قال في "ترتيب الفوائد": "هذا حديثٌ موضوعٌ". وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 249) من طريق الحكم بن مصعب عن محمَّد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده مرفوعًا: "لو يربي أحدكم بعد سنة ستين ومائة ... " الحديث. قال ابن حبان: لا أصل له. وقال عن رواية الحكم: "ينفرد بالأشياء التي لا يُنكر نفي صحتها من عُني بهذا الشأن، لا يحلّ الاحتجاجُ به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار". ثم عاد وذكره في "الثقات"! قال الحافظ في "التهذيب" (2/ 439): "وهو تناقض صعب! " ونقل عن أبي حاتم تجهيله، واعتمده في "التقريب". وذكر ابن الجوزي هذا الحديث في "الموضوعات" (2/ 279)، وقال: "هذا حديث موضوع، والمتهم به الحكم". ورُوي أيضًا من حديث حذيفة، وأبي ذر، وأنس. أما حديث حذيفة: فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 69) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 127) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1054) - من طريقين عن روّاد بن الجرّاح عن الثوري عن منصور عن ربعي عنه مرفوعًا: "إذا كان سنة خمسين ومائة فلأن يربّي أحدكم جرو كلب خير من أن يُربّي ولدًا في ذلك الزمان". لفظ العقيلي. قال أبو نعيم: "تفرّد به روّاد عن الثوري". وقال العقيلي: "باطل".

وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصحُّ، تفرد بروايته روّاد عن الثوري". ونقل عن العقيلي أنّه قال: لا أصل لهذا الحديث من حديث سفيان. وروّاد قال الحافظ في "التقريب": "صدوق اختلط بأخرة فتُرِك، وفي حديثه عن الثوري ضعفٌ شديدٌ". وأما حديث أبي ذرٍّ: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: (ق 232/ أ) والحاكم (3/ 343) من طريق سيف بن مسكين الأسواري عن المبارك بن فضالة عن المنتصر بن عمارة بن أبي ذر عن أبيه عن جدّه مرفوعًا: "إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة ... " الحديث، وفيه: "وُيربّي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولدًا له". قال الحاكم: تفرّد به سيف. قال الذهبي: "قلت: وهو واهٍ، ومنتصر وأبوه مجهولان". أهـ. والمبارك مدلس، وقد عنعن. وقال الهيثمي (7/ 325): "وفيه سيف بن مسكين، وهو ضعيف". وأمّا حديث أنس: فأخرجه الحاكم في "تاريخ نيسابور" -كما في "اللآلئ"- وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 330) -ومن طريقهما: الديلمي في "مسند لفردوس" (الزهر: (4/ ق 317) من رواية داود بن عفان عنه مرفوعًا: "يأتي على الناس زمان لأن يربّي أحدكم في ذلك الزمان جرو كلب خير له من أن يربي ولدًا لصُلبه". وداود قال ابن حبان: كان يدور بخراسان، ويضع على أنس. وقال أبو نعيم: حدّث عن أنس بنسخة موضوعة. وكذا قال الحاكم والنقّاش. (اللسان: (2/ 421).

8 - باب: مبادرة الفتن بالأعمال الصالحة

وقال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص 109): "ومنها [أي: الأحاديث الموضوعة]: أحاديث ذمّ الأولاد، كلّها كذب من أولها إلى آخرها، كحديث: "لو يربي أحدكم بعد الستين ومائة جرو كلب خيرٌ من أن يربّي ولدًا". 8 - باب: مبادرة الفتن بالأعمال الصالحة 1718 - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا عبد اللطيف: نا عبد الأعلى: نا زَيْنٌ عن أسامة عن سعيد المقبري عن أبي هريرة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بادروا بأعمالكم فتنًا مثلَ قِطَعِ الليل المُظلمِ، يُصبح أحدُكم فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، يبيعُ دينَه بالعَرَضِ اليسيرِ". تقدّم الكلام على هذا الإِسناد في تخريج الحديث (528). والحديث أخرجه مسلم (1/ 110) من رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة نحوه. 9 - باب: كيف يفعل من بقي في حثالة الناس؟ 1719 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن يوسف بن بُرَيد الكوفي -قدم دمشقَ-: نا أبو جعفر أحمد بن موسى الحمّار الكوفي بالكوفة: نا أبو موسى الهَروي: نا عبد الله بن عبد القدوس: نا الأعمش: نا إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف أنتَ إذا بقِيتَ في حُثالةٍ من الناس: مَرَجَتْ عهودُهم وأماناتُهم،

و (¬1) اختلفوا في الحرب هكذا -وشبّك بين أنامله-؟!." قال: قلت: يا رسول الله! فما تعهدُ إليَّ!. قال: "عليك بما تعرف، وتَدَعُ ما تُنْكِر، وعليك خُوَيْصَتك، وإيّاك وعوامَّهم". قال الحسن: فترك -والذي لا إله غيره- أمرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخَبَطَ فيها خَبْط العشواءِ في الظُلمة. عبد الله بن عبد القدوس ضعيف كما قال أبو داود والنسائي والدارقطني، وقال ابن معين: ليس بشيءٍ، رافضيٌ خبيثٌ. وقال البخاري: هو في الأصل صدوق. وأخرجه هنّاد في "الزهد" (1238) عن أبي معاوية عن إسماعيل به نحوه، ولم يذكر كلام الحسن، وإسماعيل بن مسلم هو المكي ضعيف الحديث كما في "التقريب". ولم ينفرد به فقد تابعه يونس بن عبيد -وهو ثقة ثبت- عند أحمد (2/ 162) وأخرجه الداني في "الفتن" (ق 17/ أ) من طريق مُؤمّل عن المبارك عن الحسن عن ابن عمرو مرفوعًا. ومُؤمَّل هو ابن إسماعيل صدوق سيّء الحفظ كما في "التقريب"، والمبارك وابن فضالة مدلس وقد عنعن. وأخرجه أيضًا (ق 16/ ب) من طريق الربيع -وهو: ابن صَبيح- عن شيخ عن الحسن مرفوعًا. والربيع صدوق سيء الحفظ كما في "التقريب"، ولم يسمِّ شيخه. وأخرجه عبد الرزاق (11/ 359) عن معمر عن غير واحدٍ عن الحسن أن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال لعبد الله بن عمرو: ... الحديث، وهذان مرسلان. والحسن لم يسمع من عبد الله بن عمرو كما قال ابن المديني، ¬

_ (¬1) الواو ليست في (ظ) و (ر) و (ف).

وخالفه أبو حاتم فقال: يصحُّ سماعه منه. وعلى أيّ حال فالحسن مدلس لا يُقبل من حديثه إلا ما صرّح فيه بالسماع. وله طرق أخرى عن ابن عمرو: فقد أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 9 - 10) وأحمد (2/ 212) وأبو داود (4343) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (205) والطحاوي في "المشكل" (2/ 67 - 68) وابن السني في "اليوم والليلة" (439) والخطّابي في "العزلة" (ص 63 - 64) والحاكم (4/ 282 - 283) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- من طريق يونس بن أبي إسحاق عن هلال بن خبّاب عن عكرمة عنه مرفوعًا. قال المنذري في "التقريب" (3/ 443) والعراقي في "تخريج الإحياء" (2/ 232): "إسناده حسن". أهـ. وهلال ثقة إلا أنه تغيّر قبل موته، ونفى ذلك ابن معين فقال: ما اختلط ولا تغيّر. وأخرجه نعيم بن حمّاد في "الفتن" (693) -ومن طويقه: الداني (ق 16/ أ- ب) وأحمد (2/ 221) وأبو داود (4342) وابن ماجه (3957) والطحاوي (1/ 67) والحاكم (4/ 435) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- من طريق أبي حازم عن عمارة بن عمرو عنه مرفوعًا. وإسناده قويّ. وأخرجه أحمد (2/ 220) من طريق أبي حازم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه مرفوعًا. وسنده جيّدٌ. وورد من رواية أبي هريرة. وابن عمر، وسهل بن سعد، وعبادة بن الصامت: أما حديث أبي هريرة:

فأخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 35) والطحاوي (2/ 68) والطبراني في "الأوسط" (3/ 375) وابن حبان (13/ 279 - 281) والداني (ق 16/ ب-17/ أ) من طريقين عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه مرفوعًا: كيف أنت يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت في حثالة من الناس؟ " ... الحديث. وإسناده جيّد. وقال الهيثمي (7/ 283): "رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح". وأما حديث ابن عمر: فعلّقه البخاري في "صحيحه" (1/ 565) عن عاصم بن علي عن عاصم بن محمَّد عن أخيه واقد عن أبيه عنه مرفوعًا: "يا عبد الله بن عمرو! كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس". قال الحافظ في "تغليق التعليق" (2/ 245): "رواه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" له، قال: حدثنا عاصم بن علي .. " فذكره، ثم ساق الحافظ بسنده الحديث من رواية حنبل بن إسحاق عن عاصم بن علي به. وإسناده حسن: عاصم بن علي فيه لينٌ يسيرٌ. وأخرجه أبو يعلى (9/ 442) عن شيخه سفيان بن وكيع عن إسحاق بن منصور عن عاصم بن محمَّد به لكن بلفظ: "كيف أنت يا عبد الله بن عُمر ... " وهذا من تخاليط سفيان، فإنه واهٍ. وقال الهيثمي (7/ 279): "رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف". وأما حديث سهل: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 202 - 203) وابن عدي في

10 - باب: الإخبار بظهور الجهل بالدين وقلة العمل

"الكامل" (2/ 30) من طريق بكر بن سليم الصوّاف عن أبي حازم عنه مرفوعًا: "كيف ترون إذا أخرتم إلى زمان حثالة الناس ... " الحديث. وبكر ليّن الحديث كما تقدم في تخريج الحديث (1705). وقال ابن عدي: "وهذا الحديث بهذا الإِسناد لا أعلم يرويه عن أبي حازم غير بكر، وقد رواه عبد العزيز بن أبي حازم ويعقوب الإِسكندراني وأبو ضمرة عن أبي حازم عن عمارة بن حزم عن عبد الله بن عمرو عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أصحّ". قلت: وقد تابع بكرًا: صالح بن موسى الطلحي عند الطبراني (6/ 241)، لكنه متروك كما في "التقريب"، وراويه عنه: سويد بن سعيد وهو ضعيف. وقال الهيثمي (7/ 279): "رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات". وأمّا حديث عُبادة: فأخرجه الطبراني -كما في "المجمع" (7/ 279) -، وقال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفه، وزياد بن عبد الله وثّقه ابن حبّان وضعّفه غيره". أهـ. قلت؛ جزم الحافظ في "التقريب" بضعفه. وفي الباب روايات أخرى عن عمر، وأبي ذر، وثوبان، لكن بألفاظ مغايرة، فانظرها في "المجمع" (7/ 282 - 283). 10 - باب: الإِخبار بظهور الجهل بالدين وقلة العمل 1720 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمَّد قال: سمعت

نصر بن قتيبة يقول: نا داود بن رُشَيد: نا الوليد بن مسلم عن صدقة بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف بكم إذا كنتم من دينكم كرؤيةِ الهلالِ؟! ". عزاه إلى "فوائد تمام": السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 632). وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (8/ ق 143/ أ) من طريق آخر عن داود به بأبسطَ منه. وإسناده ضعيف: الوليد ويحيى مدلسان وقد عنعنا، وصدقة ليّنوه وقال الذهبي في ترجمة صدقة من "سير النبلاء" (7/ 58): "ومن أنكر ما رأيت له في ترجمته في "تاريخ دمشق": عن داود بن رشيد ... " فذكر الحديث. 1721 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عوف: نا نُعيم بن حمّاد، قال: كنت مع ابن عُيينة في طريق فرأى شيئًا فأنكره، فالتفت إلينا، فقال: حدّثني أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أنتم اليومَ في زمانٍ من ترك منكم عُشرَ ما أُمِر به هلكَ، وسيأتي زمان من عَمِلَ منهم بعُشرِ ما أُمِر به نجا". [قال تمّام:] وقد حدّث به يحيى بن عثمان بن صالح السهْمي عن نُعيم بن حمّاد. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 18) -وعنه: السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 464)، ومن طريقه: ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 135/ أ) - من طريق ابن عوف به. وأخرجه الترمذي (2267) وأبو نُعيم في "الحلية" (7/ 316) والهروي في "ذمّ الكلام" (ق 13/ ب) من طرقٍ عن نعيم به.

قال الترمذي: غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث نُعيم عن سفيان. وكذا قال أبو نعيم وابن عدي: لا أعلم رواه عن ابن عيينة غيره. وإسناده ضعيف: نُعيم ضعيف الحفظ، وعنده مناكير كثيرة، ونقل ابن الجوزي في "العلل" (2/ 369) عن النسائي أنه قال: "هذا حديث منكرٌ، رواه نعيم بن حماد وليس بثقة". قال الذهبي في "سير النبلاء" (10/ 606): "وتفرّد نُعيم بذاك الخبر المنكر: حدثنا سفيان ... " وذكر الحديث، قال: "فهذا ما أدري من أين أتى به نُعيم! وقد قال نُعيم: هذا حديث ينكرونه، وإنما كنت مع سفيان، فمرَّ شيءٌ فأنكره، ثمّ حدّثني بهذا الحديث. قلت: هو صادق في سماع لفظ الخبر من سفيان، والظاهر -والله أعلم- أن سفيان قاله من عنده بلا إسناد، وإنما الإِسناد قاله لحديث كان يريد أن يرويه، فلما رأى المنكرَ تعجّب وقال ما قال عَقيبَ ذلك الإِسناد، فاعتقد نُعيم أن ذاك الإِسناد لهذا القول. والله أعلم". أهـ. كلام الذهبي. وقال الحافظ في "النكت الظراف" (10/ 173): "قلت: قرأت بخط الذهبي: (لا أصلَ له ولا شاهد، ونعيم بن حماد منكر الحديث مع إمامته). قلت: بل وجدت له أصلًا! أخرجه ابن عيينة في "جامعه" عن معروف الموصلي عن الحسن البصري به مرسلًا. فيحتمل أن يكون نُعيم دخل له حديثٌ في حديث". وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 429): "سألت أبي عن حديث رواه نعيم ... " وذكر الحديث، قال: "فسمعت أبي: يقول: هذا عندي خطأ، رواه جرير وموسى بن أعين عن ليث عن معروف عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مرسلٌ".

وأخرجه الداني في "الفتن" (ق 10/ ب 11/ أ) من طريق آخر عن ليث بن أبي سُليم به. قلت: ومعروف ذكره البخاري في "التاريخ" (7/ 415) وذكر أنه يروي هذا الحديث عن الحسن، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح" (8/ 322) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبّان في "الثقات" (7/ 500) ففيه جهالة. وليث ضعيف لاختلاطه. ورُوي من حديث أبي ذر: أخرجه أحمد (5/ 155) عن مُؤمَّل -وهو: ابن إسماعيل- عن حمّاد -هو: ابن سلمة- عن حجّاج الأسود عن أبي الصديق عن رجل عنه مرفوعًا: "إنكم في زمان علماؤه كثيرٌ، خطباؤه قليل، من ترك فيه عُشير ما يعلم هوى -أو قال: هلك-، وسيأتي على الناس زمان يقلُّ علماؤه ويكثر خطباؤه، من تمسّك فيه بعشير ما يعلم نجا". قال الهيثمي (1/ 127): "وفيه رجل لم يُسمَّ" .. أهـ. ومُؤمَّل صدوق سيء الحفظ كما في "التقريب". أمّا الحجّاج فهو ابن أبي زياد الأسود المعروف بـ (زقّ العسل)، ثقة له ترجمة في (اللسان: 2/ 175). وأخرجه الهروي (ق 13/ ب) من طريق محمَّد بن منصورة ثنا محمد بن معاذ: ثنا علي بن خشرم: ثنا عيسى بن يونس عن الحجّاج بن أبي زياد عن أبي الصدّيق -أو: عن أبي نضرة. شكّ الحجّاج- عن أبي ذر مرفوعًا. وإسناده ضعيف: محمَّد بن معاذ هو الماليني كما هو مذكور في "التهذيب" (7/ 316)، وقد ذكره ابن ماكولا في "الإِكمال" (7/ 112)

11 - باب: لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكلع

والذهبي في "النبلاء" (14/ 484) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ففيه جهالة، والراوي عنه لم أظفر بترجمة له، والمحفوظ رواية مؤمّل. 11 - باب: لا تذهب الدنيا حتى تصير لِلُكَع بن لُكلعٍ 1722 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلَم: نا أبو عمران موسى بن محمَّد بن أبي عوف الصفّار: نا أبو جعفر النُّفيلي: نا عثمان بن عبد الرحمن: نا كامل بن العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تذهبُ الدُّنيا حتى تصير لِلُكَعِ بن لُكَعٍ". أخرجه أحمد (2/ 326، 358) وابن عدي في "الكامل" (3/ 39 و 6/ 81) من طرقٍ عن كامل به. وإسناده حسن: كامل فيه ضعفٌ يسير. وورد من رواية أبي بُردة هانئ بن نيار: أخرجه أحمد (3/ 466) والبخاري في "التاريخ" (2/ 299، 300) وابن أبي عاصم في "الزهد" (197) والطبراني في "الكبير" (22/ 195) من طريق الوليد بن عبد الله بن جُميع عن الجهم بن أبي الجهم عنه مرفوعًا. والجهم قال الذهبي: لا يُعرف. وذكره ابن حبّان في "الثقات". (اللسان: 2/ 142) وقال الحسيني -كما في "التعجيل" (ص 74) -: "مجهول". وقال الهيثمي (7/ 320): "رجاله ثقات".

وقد ورد الحديث بألفاظ مقاربة من رواية حذيفة، وعمر، وأبي ذر، وأنس. أمّا حديث حذيفة: فقد أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن (544) وأحمد (5/ 389) والترمذي (2209) -وحسنه- وابن أبي عاصم (196) والبيهقي في "الدلائل" (9/ 392) والداني في "الفتن" (ق 55/ أ) والبغوي في شرح السنة" (14/ 346) من رواية عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي عنه مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع". والأشهلي لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": "مقبول". وأمّا حديث عمر: فأخرجه ابن أبي عاصم (195) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 231/ ب) من طريق عمرو بن عثمان عن أصبغٍ بن محمَّد عن جعفر بن بُرقان عن الزهريّ عن ابن المسيب عنه مرفوعًا: "من أشراط الساعة أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع". عمرو بن عثمان هو الرقّي ضعيف كما في "التقريب"، وقد خالفه عبد الله بن جعفر الرقي -وهو ثقة- فرواه عن الأصبغ عن عبيد الله بن عمرو الرقّي عن جعفر به. وجعفر ضعيف في الزهريّ خاصّة كما قال النقاد. وقال الهيثمي (7/ 325): "رواه الطبراني في "الأوسط" بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات". وأمّا حديث أبي ذر: فأخرجه ابن أبي عاصم (192) والطبراني في "الأوسط" (مجمع

البحرين: ق 231/ ب) من طريقين عن ابن لهيعة عن عُقيل بن خالد عن الزهريّ عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبيه عنه مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يغلب على الدنيا لكع بن لكع". وابن لهيعة ضعيف، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ذكر في "التهذيب" (12/ 30) أنه لم يدرك أبا مسعود الأنصاري، فبالأولى ألا يكون أدرك أبا ذر المتوفَّى قبله، وعليه فهو منقطع. قال الهيثمي (7/ 326): "ورجاله وُثّقوا، وفي بعضهم ضعفٌ". لكن أخرج أحمد (5/ 430) عن أبي كامل مظفَّر بن مدرك عن إبراهيم بن سعد عن الزهريّ عن عبد الملك بن أبي بكر عن أبيه عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع". موقوف. وإسناده صحيح وخالف يعقوب بن حميد بن كاسب أبا كامل، فرواه عن إبراهيم به مرفوعًا، أخرجه عنه ابن أبي عاصم (193). وأبو كامل أحفظ وأتقن بكثير من ابن كاسب الذي ضعّفه بعض الأئمة. وقال الهيثمي (7/ 320): "ورجاله ثقات". وأما حديث أنس: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 368) من طريق الوليد بن عبد الملك بن مُسرِّح الحرّاني عن مخلد بن يزيد عن حفص بن ميسرة عن يحيى بن سعيد عنه مرفوعًا: "لا تذهب الأيام والليالي حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع". وإسناده جيّدٌ، الوليد صدوق كما قال أبو حاتم (الجرح: 9/ 10). وقال الهيثمي (7/ 326): "ورجاله رجال الصحيح غير الوليد بن عبد الملك بن مسّرح، وهو ثقة".

12 - باب: إذا أنزل الله بقوم عذابا

12 - باب: إذا أنزل الله بقوم عذابًا 1723 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن سهل بن نصر الرَّمْلي بالرّمْلة قراءةً عليه: نا محمَّد بن الحسن بن قتيبة: نا أبي: نا أيّوب بن سُويد عن يونس عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ- بقومٍ عذابًا أصاب العذابُ من فيهم ثمّ بُعِثوا على أعمالهم". أخرجه البخاري (13/ 60) ومسلم (4/ 2206) من طريق يونس -وهو ابن يزيد- به. 13 - باب: أول الأرضين خرابًا 1724 - أخبرنا أبو بكر محمَّد بن عبد الله بن جَبَلة المُضَريّ الطَّرْطُوسي قراءةً عليه: نا حفص بن عمر الصبّاح الرّقِّي (سِنْجَة): نا أبو حُذيفة موسى بن مسعود: نا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أوّلُ الأرضين خرابًا يُسراها ثم يُمناها". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ " (15/ ق 257/ أ) من طريق تمام. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 223/ ب) -وعنه أبونعيم في "الحلية" (7/ 112) - عن شيخه حفص بن عمر، وأخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 258) والدارقطني في

14 - باب: غزو الكعبة - شرفها الله

"العلل" -ومن طريقه: ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1427) - من طريق حفص به. ولفظهم: "أسرع الأرضين ... ". قال الطبراني: لم يروه موصولًا إلا أبو حذيفة. وقال أبو نعيم: غريبٌ من حديث الثوري لم نكتبه عاليًا إلَّا من حديث أبي حذيفة. وإسناده ضعيف: أبو حذيفة صدوق سيّء الحفظ، وكان يصحّف. كذا في "التقريب"، وأعله ابن الجوزي بحفص فقال: ضعيف. قلت: ولم أر من وصفه بذلك، وإنما قال أبو أحمد الحاكم: حدّث، بغير حديث لم يُتابع عليه. وهذا جرح غير مفسّر، وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: ربّما أخطأ. (اللسان: 2/ 328 - 329) وقال الذهبي في "النبلاء" (13/ 406): "وهو صدوق في نفسه، وليس بمتقن". وقد وَهِمَ فيه أبو حذيفة فرفعه، والصواب أنه موقوف، قال الدارقطني -فيما نقله عنه ابن الجوزي-: "ورواه يحيى القطان ويعلى وأبو أسامة عن إسماعيل عن قيس عن جرير قوله، وهو الصواب". أهـ. وهكذا رواه وكيع عن إسماعيل به موقوفًا، أخرجه عنه ابن أبي شيبة (13/ 363) بلفظ: إن أول الأرض خرابًا يُسراها ثم تتبعها يُمناها. وإسناده صحيح. 14 - باب: غزو الكعبة - شرّفها الله 1725 - أخبرنا أبو الفتح عُبيد الله بن جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس: أنا أحمد بن شُعيب النَّسائي، قال. حدّثني محمَّد بن إدريس الرّازي: نا عمر بن حفص بن غِياث، قال: حدّثني أبي عن مِسْعَر عن طلحة -يعني: ابن مُصرِّف- عن الأغرِّ أبي مسلم

15 - باب: في المهدي

عن أبي هريرة, قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تنتهي البُعُوثُ عن غزوِ بيت الله -عَزَّ وجَلَّ- حتى يُخسَفَ بجيشٍ منهم". هو في "سنن النسائي" (2878). وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (753) عن شيخه محمَّد بن إدريس أبي حاتم الرازي به. وأخرجه الحاكم (4/ 430) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- من طريق أبي حاتم به. وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" (7/ 244) من طريق آخر عن عمر بن حفص به. وإسناده صحيح. 15 - باب: في المهدي 1726 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب. نا حجّاج بن الريّان في سنة أربع وستين ومائتين -وفيها مات، ولم أسمع منه غيره-: نا الوليد بن مسلم: نا ابن لَهيعة عن أبي قَبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: يخرجُ رجلٌ من وَلَدِ حسنٍ من قِبَل المشرق، لو استُقبلَ به الجبال لهدَّها، فلا يجدُ فيها طريقًا (¬1). أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ ق 100/ ب) من طريق تمّام والحديث ذكره الذهبي في "الميزان" (1/ 462) في ترجمة الحجّاج نقلًا ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (طريق)، وكذا عند ابن عساكر.

16 - باب: الدجال

عن "فوائد تمام"، ثم قال: "هذا موقوف، وهو منكرٌ". والحجّاج أورد ابن عساكر الحديث في ترجمته، وذكره ابن ماكولا في "الإِكمال" (4/ 112) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو مجهولٌ، لكنه لم ينفرد به: فقد أخرجه نُعيم بن حمّاد في "الفتن" (1095) عن الوليد ورِشدين عن ابن لهيعة به، ولفظه: .. ، ولو استقبلته الجبال لهدمها، واتخذ فيها طُرقًا. وابن لهيعة ضعيف، ونعيم نفسه ضعيف أيضًا. 16 - باب: الدجّال 1727 - أخبرنا أبو الفتح عبيد الله بن جعفر بن أحمد بن عاصم الروّاس: نا أحمد بن شُعيب النسَّائي: نا أحمد بن الصبّاح الرّازي: نا محمَّد بن سعيد -وهو: ابن سابق-: نا عمرو -وهو: ابن أبي قيس- عن مُطَرِّف عن الشَعْبي عن بلال بن أبي هريرة. عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: قال: "يخرج الدجال من ها هنا، أو من ها هنا، أو من ها هنا. يعني: المشرقَ. أخرجه ابن حبّان (15/ 202) -ومن طريقه: ابن عساكر في "التاريخ" (3/ ق 249/ ب) - والحاكم (4/ 528) - وصححه، وسكت عليه الذهبي- من طريق ابن سابق به. وبلال ذكره ابن حبّان في "الثقات" (4/ 65)، وقد روى عنه أيضًا:

ابنه عبد الرحمن، ويعقوب بن محمد بن طحلاء كما في ترجمته عند ابن عساكر (¬1). وأخرج البزّار (كشف- 3383) من طريق مجالد عن الشعبي عن المُحرّر بن أبي هريرة عن أبيه، قال: سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدجّال، فقال: -أحسبه قال-: "يخرج من نحو المشرق". قال الهيثمي (7/ 348): "وفيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، وقد وثّق". أهـ. ومحرر مقبول كما في "التقريب". وأخرج البزّار (كشف- 3396) عن شيخه علي بن المنذر عن محمَّد بن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: "يخرج الأعور الدجال مسيح الضلالة قِبَل المشرق ... " الحديث. وسنده قوىٌّ، وقال الهيثمي (7/ 349): "رجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر، وهو ثقة". وله شاهد من حديث أبي بكر الصديق: أخرجه أحمد (1/ 4، 7) والترمذي (2237) -وحسنه- وابن ماجه (4072) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (57 - 59) وأبو يعلى (1/ 38 - 40) والحاكم (4/ 527) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- والداني في "الفتن" (ق 126/ أ- ب) من طريقين عن أبي التيّاح عن المغيرة بن سُبيع عن عمرو بن حُريث عنه مرفوعًا: "إنّ الدجال يخرج من أرضٍ بالمشرق يقال لها: (خُراسان) ... " الحديث. وإسناده حسن: المغيرة وثّقه العجلي وابن حبان. ¬

_ (¬1) خلافًا لما قاله الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على "الإِحسان": "لم يرو عنه غير الشعبي".

1728 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا أبو زُرعة: نا عمر بن حفص: نا أبي: نا الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب. عن حُذيفة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكر الدجّالَ، فقال: "مكتوبٌ بين عينيه: (كافرٌ)، يقرؤها كلُّ مؤمنٍ". إسناده صحيح: سليمان بن ميسرة وثّقه ابن معين كما في "الجرح والتعديل" (4/ 143 - 144)، وذكره ابن حبّان في "ثقاته" (4/ 310). وأخرجه مسلم (4/ 2249) من رواية رِبعي بن حِراش عن حذَيفة. وأخرج البخاري (13/ 91) ومسلم (4/ 2248) -واللفظ له- عن أنس مثله. 1729 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا يحيى بن أبي طالب: نا وهب بن جرير: أنا أبي، قال: سمعت غيلان بن جرير يُحدِّث عن الشعبيّ. عن فاطمة بنت قيس، قالت: قَدِمَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تميمُ الداريُّ. قالت: فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه رَكِبَ البحرَ، فتهبأت (¬1) به سفينته .... وذكر حدِيثَ الجسّاسةِ. أخرجه مسلم (4/ 2265) من طريق وهب به. وأخرجه أيضًا من طرق أخرى عن الشعبي. 1730 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد الكوفي الحافظ: حدّثني علي [بن محمَّد] (¬2) بن أبي فَروة الرُّهاويّ: حدّثني جدّي: ¬

_ (¬1) في (ظ): (فتهيأت) وعليها تضبيب، والصحيح (فتاهت) كما في صحيح مسلم. (¬2) من (ر).

أبو فَروة: حدّثني أبي: محمَّد بن يزيد بن سنان: نا سابق بن عبد الله البَرْبَري عن داود بن أبي هند عن الشَّعْبي عن فاطمةَ بنت قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثَ الجسَّاسةِ. إسناده ضعيف: سابق لم يوثقه غير ابن حبّان كما في "اللسان" (3/ 3) ففيه جهالة، ومحمَّد بن يزيد ليس بالقوي كما في "التقريب"، وابنه أبو فَروة اسمه يزيد، بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (9/ 288)، وحفيده علي لم أظفر بترجمة له، وشيخ تمام ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (12/ ق 270/ أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. والحديث أخرجه أحمد (6/ 374، 412 - 413، 418) والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (12/ 463) - والطبراني في "الكبير" (24/ 397) من طرقٍ عن حماد بن سلمة عن داود به. 1731 - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي إملاءً في ربيعٍ الآخر من سنة أربعين وثلاثمائة: نا أبو عُتبة أحمد بن الفرج الحجازي بحمص: نا ضَمْرة بن ربيعة: نا النسائي -هو: يحيى بن أبي عمرو (¬1) - عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة الباهلي، قال: خطَبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان أكثر خُطبته ما يحدّثنا عن الدجّال ويحذّرناه، فكان من قوله: "يا أيها النَّاسُ! إنها لم تكن فتنةٌ على وجه الأرض أعظمَ من فتنة الدجال، إن الله -عَزَّ وجَلَّ- لم يبعث نبيًا إلا حذّر أمّتَه الدجّالَ، وأنا آخر الأنبياء وأنتم خير (¬2) الأمم، ¬

_ (¬1) ليس في (ظ). (¬2) كذا في الأصول إلا (ظ) ففيها: (أخير)، وكذا كتب فوق الكلمة في (ر)، وفي هامش (ف): (آخر).

وهو خارجٌ فيكم لا محالةَ، فإن يخرجْ فيكم وأنا فيكم فأنا حجيجُ كلّ مسلمٍ، وإن يخْرج بعدي فكلُّ امرئٍ حجيجُ نفسه، واللهُ خلِيفتي على كل مسلمٍ. إنه يخرج بين خلدتين (¬1) الشام والعراق، فيعيثُ يمينًا ويعيثُ شمالًا، يا عباد الله اثبتوا، فإنه يبتدىء فيقول: أنا نبيٌّ. ولا نبيَّ بعدي. ثمّ يبتدىء فيقول: أنا ربّكم. ولن تروا ربَّكم حتى تموتوا. فإنّه (¬2) أعورُ، وإن ربَّكم ليس بأعورَ، وإنه مكتوبٌ بين عينيه: (كافر)، يقرؤه كلَّ مؤمن، فمن لقيه منكم فليثفل (¬3) في وجهه. وإنّ من فتنته: أنّ معه جنّةً ونارًا، فناره جنّةٌ، وجنّتُه نارٌ. فمن ابتلي بناره فليقرأ فواتح سورة الكهف، ويستغثْ بالله تكنْ عليه بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -. وإنّ من فتنته: أنّ معه شياطين تمثَّلُ (¬4) على صُور الناس، فيأتي الأعرابيَّ، فيقول: أرأيتَ إن بعثتُ لك أباك وأمّك أتشهد أني ربُّك؟. فيقول: نعم. فيتمثّل له شيطانه على صورة أبيه وأمه، فيقولان له: يا بنيَّ! اتّبعهُ، فإنه ربّك. وإنّ من فتنته: أن يُسلَّطَ على نفسٍ فيقتلها ثم يحييها -ولن يعودَ بعده ذلك، ولن يصنع ذلك بنفسٍ غيرها-، يقول: انظروا إلى عبدي هذا! فإني أبعثُه الآن، يزعم أنّ له ربًّا غيري. فيبعثه، فيقول له: من ربُّك؟. فيقول: ربّي اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، وأنت عدوُّ الله الدجّالُ. وإن من ¬

_ (¬1) كذا في الأصل و (ش) و (ف)، وفي (ر): (جلدتين)، وفي (ظ): (من خلد بين). قال المنذري: "المحفوظ: (حلّة بين الشام والعراق) أي: منه وقبالته، ويروى: خلّة". (¬2) في (ظ): (وإنّه). (¬3) كذا في الأصل و (ر)، وفي (ش): (فليتفل)، وأهملت في (ظ) و (ف). (¬4) في (ظ): (تتمثل).

فتنته: أن يقول للأعرابي: أرأيتَ إن بعثتُ لك إبلَك أتشهد أنّي ربّك؟. فيقول: نعم. فيمثُل له شيطانه على صورة إبله. وإن من فتنته: أن يأمرَ السماءَ أن تُمطِرَ فتمطرَ، ويأمرَ الأرضَ أن تنبتَ فتنبتَ. وإن من فتنته أن يمرَّ بالحيِّ فيكذّبوه فلا تبقى لهم سليمة (¬1) إلا هلكت، ويمرَّ بالحيِّ فيصدقوه فيأمر السماءَ أن تُمطِرَ فتُمطِرَ، ويأمرَ الأرضَ أن تُنبتَ فتُنبتَ، فتَروحُ عليهم مواشيهم من يومهم ذلك أعظمَ ما كانت، وأسمنَه خواصر (¬2)، وأدرَّه ضُروعًا. وإنّ أيامَه أربعون (¬3) يومًا، فيومٌ كالسنةِ، ويومٌ دون ذلك، ويومٌ كالشهر، ويومٌ دون ذلك، ويومٌ كالجمعة، ويومٌ دون ذلك، ويومٌ كالأيام، ويومٌ دون ذلك، وآخر أيامه كالشّرارة في الجريدةِ: يُضحِي الرجلُ بباب المدينة، فلا يبلغ بابَها الآخر حتى تغربَ الشمسُ". قالوا: يا رسول الله فكيف نصلّي في تلك الأيام القصار؟. قال: "تُقدّروا في هذه الأيام القصار كما تقدِّروا (¬4) في الأيام الطوال ثم تصلّوا (¬5). وإنّه لا يبقى شيءٌ من الأرض إلا وطئه وغَلَب عليه إلا مكّةَ والمدينةَ، فإنّه لا يأتيها من نَقْبٍ من أنقابِها إلا لقِيَه مَلَكٌ مُصْلِتٌ بالسيف فينزل عند الضُريب الأحمر عند مُنقلع (¬6) السَّبخَة عند مُجتمع السُّيُولِ، ثم ترجفُ المدينةُ بأهلها ثلاثَ رجَفَات، فلا يبقى منافقٌ ولا منافقةٌ إلا خرج، فتنفي ¬

_ (¬1) كذا بالأصول، وعليه تضبيب، وصوابه: (سائمة) كما في كتب الحديث. (¬2) في الأصل و (ر) و (ف): (خواصرًا)، والتصويب من (ظ) و (ش). (¬3) في الأصل و (ش) و (ف): (أربعين)، والتصويب من (ظ) و (ر). (¬4) كذا في الأصول إلا (ظ)، ففيها: (تقدرون)، وهو الصواب. (¬5) في (ظ): (تصلّي). (¬6) في هامش (ظ) و (ف): (منقطع).

المدينة يومئذٍ خَبَثَها كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديد، يُدعى ذلك اليومُ: (يومَ الإخلاص). فقالت أمُّ شَريك: يا رسول الله! فأين المسلمون؟. قال: "ببيت المقدس، يخرج حتى يحاصرَهم، وإمامُ المسلمين يومئذٍ رجلٌ صالحٌ، فيُقال له: صلِّ الصُّبحَ. فإذا كبّر ودخل في الصلاة نزل عيسى بن مريم -عليه السلام (¬1) - قال: فإذا رآه ذلك الرجلُ عَرَفَه، فيرجعُ يمشي القَهقرى ليتقدّم عيسى -عليه السلام-، فيضعُ يدَه بين كتِفيه، ثمّ يقول: صلِّ، فإنّما أقيمت الصلاةُ لك. فيصلّي عيسى -عليه السلام- وراءه، فيقول: افتحوا البابَ. فيفتحوه، ومع الدجّال يومئذٍ سبعون ألف يهوديٍّ، كلّهم ذو سلاحٍ وسيفٍ محلّىً، فإذا نظر إلى عيسى - صلّى الله عليه وسلم - ذاب كما يذوب الرّصاصُ في النار، وكما يذوب الملحُ في الماء. ثمّ يخرج هاربًا، فيقول عيسى -عليه السلام-: إنّه لي فيك ضربةً لن تفوتَني بها. فيدرِكُه عند باب الشرقي (¬2)، فيقتله. ولا يبقى شيءٌ ممّا خلق الله -عَزَّ وجَلَّ- شيئًا يتوارى به يهوديٌّ إلا أنطق الله -عَزَّ وجَلَّ- ذلك الشيءَ، لا شجرةٌ ولا حجر ولا دابّةٌ إلا قال: يا عبد الله المسلمَ هذا يهوديٌّ فاقتلْه. إلا الغَرْقَدَةَ، فإنّها من شجرهم [لا تنطق] (¬3).-قال الشيخ: شوكٌ يكون بناحية بيت المقدس-. قال: ويكون عيسى في أمّتي حَكمًا وعدلًا وإمامًا مُقسطًا، فيقتلُ الخنزيرَ، ويدقُّ الصليبَ، ويضعُ الجزيةَ. ولا يُسعى على شاةٍ ولا بعيرٍ، وتُرفَع الشحناءُ والبغضاءُ والتباغضُ، وتُنزع ¬

_ (¬1) في (ظ): (- صلى الله عليه وسلم -) وكذا بقية المواضع. (¬2) بهامش (ظ): (صوابه: باب لدّ الشرقي)، وكذا عند مخرجي الحديث. (¬3) من (ظ) و (ر) و (ف).

حُمَةُ (¬1)، كل ذي دابّة، حتى تلقى الوليدةُ الأسدَ فلا يضرُّها، ويكون الذئبُ في الغنم كأنّه كلبُها، وتُملأُ الأرضُ من الإِسلام، ويُسلبُ الكفّارُ مُلْكَهم فلا يكون مُلك إلا للإسلام (¬2)، وتكون الأرض كفاثور (¬3) الفضّةِ، تُنبت نباتَها كما كانت على عهد آدم -عليه السلام- ويجتمع النّفرُ على القِطْفِ، فيُشبعُهم، ويجتمع النَّفرُ على الرمّانةِ، ويكون الثور بكذا وبكذا من المال، ويكون الفَرَس بالدُّرَيْهماتِ". أخرجه نعيم بن حمّاد في "الفتن" (1446، 1516، 1589) عن ضمرة به. وأخرجه أبو داود (4322) وابن أبي عاصم في "السنة" (391) والروياني في "مسنده" (ق 214/ أ- 215/ ب) والطبراني في "الكبير" (8/ 172 - 173) و"مسند الشاميين" (861، 862) و"الأحاديث الطوال" (48) والآجري في "الشريعة" (ص 375 - 376) من طرقٍ عن ضمرة به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 171 - 172) والحاكم (4/ 536 - 537) -وصححه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- من طريق عطاء الخراساني عن السيباني به، لكن قال: (عن حريث بن عمرو) بدل (عمرو بن عبد الله)، وهو وهمٌ من عطاء، فالمعروف بهذا الاسم كوفيٌّ بينما وقع هنا أنه من أهل حمص!. وإسناده حسن: عمرو بن عبد الله الحضرمي وثّقه العجلي وابن حبان كما في "التهذيب" (8/ 68). وذكره يعقوب بن سفيان في "المعرفة ¬

_ (¬1) أي: سمُّها. "نهاية". (¬2) في (ظ) و (ر) و (ف): (الإسلام). (¬3) الفاثور: الخِوان، "نهاية".

17 - باب: نزول عيسى بن مريم (عليه السلام)

والتاريخ" (2/ 437)، وقال: "شاميٌّ ثقة". وبهذا يعلم بطلان دعوى من قال إنه لم يوثّقه غير ابن حبّان!. وللحديث شواهد مفرّقة يصحّح بها. 17 - باب: نزول عيسى بن مريم (عليه السّلام) 1732 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر بن حبيب بن أبان بن إسماعيل: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: حدّثني محمد بن زُرعة الرُّعيني: نا محمد بن شعيب، قال: حدثني يزيد بن عبيدة، قال: حدّثني أبو الأشعث عن أوس بن أوس الثقفي أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ينزلُ عيسى بن مريم عند المنارةِ البيضاءِ شرقيَّ دمشقَ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (1/ 215) من طريق تمّام. وأخرجه الرّبعي في "فضائل الشام" (105) من طريق شيخ تمّام. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 186) والربعي (111) وابن عساكر (1/ 215 - 216) من طرقٍ عن ابن شعيب به. وإسناده قويٌّ. وقال الهيثمي (8/ 205): "رجاله ثقات". وأخرجه مسلم (4/ 2253) من حديث النواس بن سمعان الطويل في الدجال، وفيه: " ... فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقيَّ دمشق".

18 - باب: آخر مسالح المسلمين

18 - باب: آخر مسالح المسلمين 1733 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذْرَعي: نا أبو الأصبغ محمد بن عبد الرحمن القَرْقَساني بالرّقة: نا إبراهيم بن المنذر الحزامي: نا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني جرير بن حازم عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يكون آخرُ مسالح (¬1) أمّتي بسَلاحٍ من خيبر". القَرْقَساني لم أعثر على ترجمة له. أخرجه أبو داود (4250، 4299)، قال: حُدِّثت عن ابن وهب، فذكره بلفظ: "يوشك المسلمون أن يُحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سَلاح". وأخرجه الحاكم (4/ 511) -وصححه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمّه به. وإسناده قوي. ووَرَدَ من حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/ 402) من طريق عبد الله بن عمر العمري عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عنه مرفوعًا: "يوشك أن يرجع الناس إلى المدينة حتى تصير مسالحهم بسلاح". والعمري ضعيف كما في ¬

_ (¬1) جمع مَسْلَحَة، وهي كالثغر يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم غفلة. وسَلَاح موقع قريب من خيبر. "نهاية".

19 - باب: اقتراب الساعة

"التقريب". وقال الهيثمي (4/ 15): "رجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضرُّ". وأخرجه الحاكم (4/ 511) من طريق ابن وهب عن يونس عن الزهري عن سالم عنه موقوفًا، وإسناده صحيح. 19 - باب: اقتراب الساعة 1734 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عَلّان الحرّاني، قال: حدّثني أبو سعيد أحمد بن طاهر الحرّاني -ولم يكتب عنه غيري-: نا أبو عمر الإِمام: نا مَخْلَد بن يزيد: نا السّريِّ بن إسماعيل عن سيّار أبي الحكم عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتربتِ الساعةُ ولا يزداد الناسُ على الدُّنيا إلا حرصًا، ولا تزدادُ منهم إلا بُعدًا". أحمد بن طاهر لم أعثر على ترجمة له، ما قاله الراوي عنه يومئ إلى كونه مجهولًا، وكذا شيخه أبو عمر. والسريّ متروك الحديث كما في "التقريب". وأخرجه الهيثم بن كليب (768) والطبراني في "الكبير" (10/ 15) -وعنه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 315) - والقضاعي في "مسند الشهاب" (597) من طريق هارون بن معروف عن مخلد عن بشير بن سلمان عن سيّار به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (250، 279) من طريق موسى بن أيوب عن مخلد به. وهكذا أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 155) عن شيخه النسائي عن عبد الحميد بن محمد عن مخلد به.

لكن خُولف فيه النسائي: فقد أخرجه أبو نعيم (7/ 242 و 8/ 315) من طريق عبد الله بن محمد بن مسلم عن عبد الحميد عن مخلد عن مسعر عن سيّار به. وابن مسلم لم أظفر بترجمة له، ولم يتابعه أحد على تسمية شيخ مخلد: مسعرًا، فعُلِم أن المحفوظ ما رواه النسائي. وأخرجه الحاكم (4/ 323 - 324) من طريق النُّفَيلي عن مخلد، فقال: (عن بشير بن زاذان) مخالفًا لمن سماه: (بشير بن سلمان). وصحّحه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: هذا منكرٌ، وبشير ضعّفه الدارقطني، واتّهمه ابن الجوزي". والنُّفيلي -واسمه: عبد الله بن محمد بن علي- وإن كان حافظًا، فقد خالفه ثلاثة من الثقات، وهم: هارون بن معروف، وموسى بن أيوب، وعبد الحميد بن محمد، فسمّوا شيخ مخلد: بشير بن سلمان، فالقول قولهم. وبشير ثقة. لكن للإِسناد علة تمنع من تصحيحه: قال الخطيب في "التلخيص" (1/ 568): "وقد أنكر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعمرو بن علي أن يكون الذي روى بشير بن سلمان عنه عن طارق بن شهاب سيّارًا أبا الحكم، وقالوا: إنّما هو سيّار أبو حمزة. ثم نقل (1/ 570) عن الإِمام أحمد أنه قال: والذي يروي عنه بشير هو سيّار أبو حمزة، ليس قولهم سيارًا أبو الحكم بشيءٍ، أبو الحكم سيّار ما له ولطارق بن شهاب؟! إنما هذا سيّار أبو حمزة الذي يروي عنه ابن أبجر وغيره، ثم قال: فأظن أن الشيخ بشيرًا لقنوه هذا فقاله. ثم نقل عن ابن الجنيد أنه قال: سألت يحيى بن معين عن بشير بن سلمان، فقال: ثقةٌ كوفيٌّ، روى عن سيّار، وليس هو سيّار أبو الحكم، هو سيّار أبو حمزة.

20 - باب: أشراط الساعة

ونقل مثله عن الفلّاس. وانظر أيضًا: "التهذيب" (4/ 292). وعليه فالصحيح أن سيّارًا هذا أبو حمزة، لا أبو الحكم كما وهم بشير، وأبو حمزة بيّض له البخاري في "تاريخه" (4/ 160) وابن أبي حاتم في "الجرح" (4/ 255)، وذكره ابن حبّان في "الثقات" (6/ 421)، وقال الحافظ: مقبول. أي عند المتابعة، وإلاَّ فليّن الحديث، ولم أر من تابعه، فالحديث إذًا ضعيف، والله أعلم. 20 - باب: أشراط الساعة 1735 - أخبرنا أبو القاسم خالد: نا أحمد بن محمد: نا أبو اليمان: نا سعيد بن سنان عن أبي الزاهريّة عن كثير بن مرَّة عن عبد الله بن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "من أشراطِ الساعة: أن يُركبَ المنطور (¬1)، ويُلبسَ المشهورُ، ويُبنى المشدودُ (¬2)، ويصيرَ الناسُ إخوانَ العلانية أعداءَ السَّريرة. وإذا أُشيد البناءُ، وأُكِل الرِّبا، وبيعَ الدينُ بالدنيا فانجُ لأمِّك الويلُ". أخرجه العقيلي (2/ 107 - 108) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 189) - من طريق آخر عن سعيد بن سنان به دون قوله: وإذا أشِيد ... وقال: لا يتابع عليه، ولا يُعرف إلا به. وسعيد أبو مهدي الحمصي قال في "التقريب": متروك، ورماه ¬

_ (¬1) في (ف): (المنظور). (¬2) في (ظ) و (ر) و (ف): (المسدود)، وعند مخرجيه (المسرود).

الدارقطني وغيره بالوضع". وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وأقرّه على ذلك السيوطي في "اللآلئ" (2/ 384 - 385). 1736 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن قراءةً عليه: نا زكريّا بن يحيى السِّجْزيّ: نا عبد الرحمن بن إبراهيم (دُحَيم): نا ابن أبي فُدَيك عن عبد الرحمن بن يوسف عن سليمان بن مَهْران عن شقيق بن سلمة عن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِن اقترابِ الساعةِ: انتفاخُ الأهِلَّة". عزاه إلى "فوائد تمّام": السخاوي في "المقاصد" (ص 432). وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 351) والطبراني في "الكبير" (10/ 244) وابن عدي في "الكامل" (4/ 289) من طرقٍ عن دُحَيم به. وإسناده ضعيف: عبد الرحمن بن يوسف قال العقيلي: مجهول أيضًا في النسب والرواية, حديثه غير محفوظ، ولا يُعرف إلا به. وقال ابن عدي: ليس بمعروف، وهذا الحديث منكرٌ عن الأعمش بهذا الإِسناد، ولا أعرف لعبد الرحمن غيره. وقال الهيثمي (3/ 146): "وفيه عبد الرحمن بن يوسف ذكر له في (الميزان) هذا الحديث. وقال: إنه مجهولٌ"، وأخرجه ابن عدي (4/ 289 , 318) من طريق عبد الرحمن بن واقد الواقدي عن ابن أبي فديك به، ثم نقل عن شيخه عبدان الأهوازي أنّه قال: هذا حديث دُحيم عن ابن أبي فديك، وسرق الواقدي هذا الحديث من دُحيم. وورد الحديث مسندًا عن أبي هريرة، وأنس، وطلحة بن أبي حدرد ومرسلًا عن الحسن، والشعبي موقوفًا على أبي سعيد الخدري:

أما حديث أبي هريرة: فأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 41 - 42) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 72/ أ) عن شيخه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الأزرق الأنطاكي عن أبيه عن مبشِّر بن إسماعيل عن شعيب بن أبي حمزة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه مرفوعًا، وزاد: " ... وأن يُرى الهلالُ لليلةٍ فيُقال: لليلتين". وقال: لم يروه عن العلاء إلا شعيب، تفرد به مُبشِّر. وشيخ الطبراني وأبوه لم أظفر بترجمة لهما، وقال الهيثمي (3/ 146): "وفيه عبد الرحمن [كذا] بن الأزرق الأنطاكي. ولم أجد من ترجمه". وأمّا حديث أنس: فأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 129) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 231/ ب) عن الهيثم بن خالد المِصِّيصي عن عبد الكبير بن المعافى بن عمران عن شريك عن العباس بن ذَريح عن الشعبيّ عنه مرفوعًا: "من اقتراب الساعة أن يُرى الهلال قبلًا فيقال: لليلتين". وشيخ الطبراني ضعيف كما في "التقريب" وأعله الهيثمي (7/ 325) به، وقد وهم فيه فوصله، والصحيح أنه عن الشعبي مرسلًا: هكذا أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 166) عن وكيع، وأبو القاسم البغوي في حديث علي بن الجعد" (2488) عن علي بن الجعدْ، عن شريك عن العباس عن الشعبي مرسِلًا. وشريك صدوق سيّء الحفظ. لكن أخرجه الداني في "الفتن" (ق 52/-53/ أ، 53/ ب) من طريقين عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن الشعبي مرسلًا، وإسناده حسنٌ. أما حديث طلحة: فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 345) من طريق محمد بن

معن عن عمّه عنه مرفوعًا: "من أشراط الساعة أن تروا الهلال تقولون: لليلتين. وهو ابن ليلة". وطلحة قال ابن السكن: يُقال: له صحبة. وذكره ابن حبان في التابعين. (الإِصابة: 2/ 227). ومحمَّد بن معن ذكره ابن حبّان في "الثقات" (7/ 412)، ولم أعرف عمّه. أما مرسل الحسن: فأخرجه الداني في "الفتن" (ق 53/ أ- ب) من طريق [أبي] داود عن عمارة بن مهران عنه مرسلًا: "إن من أشراط الساعة أن يُرى الهلال لليلة فيقال: هو لليلتين. وإسناده جيّدٌ. أما مرسل الشعبي: فقد تقدم الكلام عليه في حديث أنس. وأما أثر أبي سعيد: فأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 195/ ب- 196/ أ) -ومن طريقه: الداني (ق 53/ أ) - عن شيخه أبي رفاعة عبد الله بن محمد بن عمر العدوي عن أبي حذيفة عن سفيان عن عثمان بن الحارث عن أبي الودّاك عنه موقوفًا: من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلّة: يراه الرجل لليلة يحسبه لليلتين. وأبو حذيفة هو موسى بن مسعود النهدي صدوق سيّء الحفظ كما في "التقريب"، وقد وهم في ذكر أبي سعيد، والصواب ما رواه وكيع عن الثوري عن عثمان عن أبي الودّاك مقطوعًا، ولم يذكر أبا سعيد، هكذا أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 166) عن وكيع.

وشيخ ابن الأعرابي ذكره الخطيب في "تاريخه" (10/ 83)، وقال: "كان ثقة" (¬1). وبالجملة فالحديث حسن إن شاء الله؛ لأن طرقه وان كانت لا تخلو من ضعف لكن "بعضها يتقوى ببعض" كما قال السخاوي في "المقاصد" (ص 432). 1737 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل القِنَّسْرِيني: نا عبد الرحمن بن معدان: نا عبد العزيز بن عبد الله الأويسيُّ نا عبد الله بن عمر عن سعد (¬2) بن سعيد الأنصاري. عن أنس بن مالك عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ فتكون السنةُ كالشهرِ، ويكونُ الشهرُ كاليوم، ويكونُ اليومُ كالساعةِ، وتكونُ الساعةُ كضَرْمةِ السَّعَفةِ في النّارِ". أخرجه الترمذي (2332) من طريق عبد الله بن عمر به، وقال: غريب من هذا الوجه. وسنده ضعيف: عبد الله بن عمر هو العمري ضعيف كما في "التقريب"، وشيخه صدوق سيّء الحفظ كما في "التقريب". وأخرجه أحمد (2/ 537 - 538) والطحاوي في "المشكل" (4/ 123) وأبو يعلى (12/ 32 - 33) وابن حبَّان (15/ 256 - 257) من طريقين عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا. وإسناده قوي، وقال الهيثمي (7/ 331): "رجاله رجال الصحيح". ¬

_ (¬1) وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (5/ 368): "هذا إسناد رجاله ثقات معروفون غير أبي رفاعة فلم أجد له ترجمة".!. (¬2) في الأصل و (ش): (سعيد)، وبهامش الأصل: (صوابه: سعد)، وكذا في (ظ) و (ر) و (ف).

وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 137) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 59) من طريق هُشَيم عن مجالد عن عبيد الله بن مسلم عن أبي هريرة مرفوعًا. وسنده ضعيف لضعف مجالد، وتدليس هُشَيم. وأخرج الداني في "الفتن" (ق 51/ ب) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب مرفوعًا: "من أشراط الساعة تقارب الزمان". قيل: يا رسول الله! وما تقارب الزمن؟ قال: "تكون السنة كالشهر ... " الحديث. وهذا مع إرساله فيه رواية إسماعيل بن عيّاش عن الحجازيين، وهي ضعيفة. 1738 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم: نا أبو أسامة عبد الله بن محمد الحلبي: نا حجّاج بن أبي منيع: نا جدّي: عُبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي عن الزهريِّ، قال: حدّثني سعيد بن المسيّب: أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تقومُ الساعة حتى تضطربَ أَلَياتُ دَوْسٍ على ذي الخَلَصَةِ". قال: وذو الخَلَصَةِ طاغية دوسٍ الذي كانوا يعبدون في الجاهليّة. أخرجه البخاري (12/ 76) ومسلم (4/ 2230) من طريق الزهريّ به. 1739 - حدّثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن عُمَير بن يوسف بن جَوْصا، وعلي بن يعقوب بن إبراهيم، قالا: نا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك: نا محمد بن الخليل الخُشَني: نا إسماعيل بن عيّاش عن الزُّبَيدي عن الزهري عن أبي سلمة.

21 - باب: الساعة لا تقوم إلا على شرار الناس

أنّ أبا هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقومُ الساعةُ حتى تقتتلَ فئتان دعواهما واحدةٌ". أخرجه البخاري (6/ 617) من طريق الزهري به. وأخرجه البخاري ومسلم (4/ 2214) من طريق معمر عن همّام بن منبّه عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (13/ 81) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. 1740 - أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عفّان: نا عبد الرحمن عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى تطلعَ الشمسُ من قِبَل مغربها، فإذا طلعت آمن الناسُ كلُّهم أجمعون، فيومئذٍ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] ". عبد الرحمن هو ابن إبراهيم القاصّ، تقدّم بيان ضعفه في تخريج الحديث رقم (594). وأخرجه مسلم (1/ 137) من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء به. وأخرجه البخاري (13/ 81 - 82) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. 21 - باب: الساعة لا تقوم إلا على شرار الناس 1741 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا ابن أبي غَرَزَة: نا قَبيصة بن عقبة: نا سفيان الثوري عن جرير بن حازم عن الحسن.

عن عمران بن الحُصَين أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقومُ الساعةُ إلا على شرارِ النّاس". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قالْ المنذري: (لم يثبت سماعُ الحسن من عمران بن حُصَين، حُكي ذلك عن أحمد وابن المديني وأبي حاتم وغيرهم). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قبيصة ثقة إلا أنهم تكلموا في صحة سماعه من الثوري، قال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيءٍ إلا في حديث سفيان، فإنه سمع منه وهو صغير. وبيّن المنذريّ انقطاع الإِسناد. والحديث أخرجه مسلم (4/ 2268) من حديث ابن مسعود.

(33) كتاب البعث وصفة النار والجنة

(33) " كتاب البعث وصفة النار والجنّة"

أبواب البعث

" أبواب البعث" 1 - باب: عرض مقعد الميت من الجنّة أو النار عليه 1742 - أخبرنا عبيد الله بن جعفر: نا محمد بن أحمد المديني: نا يعقوب بن حميد وأبو مصعب، قالا: نا صالح بن قدامة عن عبد الله بن دينار عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مات العبدُ عُرِضَ عليه مقعدُه من النّار والجنّة: فإن كان من أهل النّار فمن أهل النّار، وإن كان من أهل الجَنّة فمن أهل الجنّةِ". شيخ تمّام ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (10/ ق 321) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وشيخه ضعّفه الدارقطني، وقال ابن عدي: له غير حديث منكر، وكنّا نتهمه فيها. وقال ابن يونس: روى مناكير، أراه كان اختلط، لا تجوز الرواية عنه. (اللسان: 5/ 36). والحديث أخرجه البخاري (3/ 243 و 6/ 317 و 11/ 362) ومسلم (4/ 2199) من طرقٍ عن نافع به، وأخرجه مسلم من رواية سالم عن أبيه. 2 - باب: يبعث الناس على نيّاتهم 1743 - أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد

قاضي حلب بدمشق: نا أبو عبد الله أحمد بن علي بن سهل المروزي بحلب: نا علي بن الجَعْد: أنا عمرو بن شَمِر عن جابر عن الشَّعْبيّ عن صعْصَعَةَ بن صُوْحان، قال: سمعت زاملَ بن عمرو الجُذامي يُحدِّث عن ذي الكَلاع، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّما يبعثُ المسلمون على النيّات". عزاه إلى "فوائد تمّام": الحافظ العراقي في "تخريج الإِحياء" (4/ 364) وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (5/ ق 163/ أ) من طريق تمام، وقال: "المحفوظ: المقتتلون". وبهذا اللفظ أخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" (المطالب: ق 69/ ب) -وعنه: ابن عدي في "الكامل" (5/ 130) - عن علي بن الجعد به. قال ابن عدي: "وهذا بهذا الإِسناد لا أعلم رواه غير عمرو بن شَمِر". وإسناده تالف: ابن شَمِر كذّبه الجوزجاني، وقال السليماني: كان يضع للروافض. وقال ابن حبّان والحاكم وأبو نعيم: يروي الموضوعات. وتركه غيرهم. (اللسان: 4/ 366). وجابر هو الجُعفي متروك متّهم. وقال العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب (الإِخلاص والنيّة) من حديث عمر بإسنادٍ ضعيف". وقال الهيثمي (10/ 332): "وفيه جابر الجُعفي، وهو ضعيف". 1744 - أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن أسد الدَّيْبُلي بدمشق: نا محمد بن يحيى المروزي: نا عاصم بن علي: نا إسحاق

الأزرق. (ح) وأخبرنا أبو القاسم الدَّيْبُلي: نا موسى بن هارون، وإسحاق بن حاجب بن ثابت، قالا: نا أبو الأحوص محمد بن حيّان البغوي: نا إسحاق بن يوسف الأزرق: أنا به شَريك عن ليث عن طاوس. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يبعثُ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- الناسَ يومَ القيامةِ على نيّاتهم". أخرجه أحمد (2/ 392) وابن ماجه (4229) وأبو يعلى (11/ 121) من طرقٍ عن شَريك به. وليث هو ابن أبي سُليم ضعيف لاختلاطه، وشريك هو القاضي صدوق سيّء الحفظ، وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 218): "سألت أبي عن حديث رواه آدم عن شريك .. " فذكر الحديث، ثم قال: "قال أبي: لم يُروَ هذا الحديث عن شريك عن ليث مرفوع، وروى غير شريك موقوف". وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 57): "إسناده حسنٌ". وأخرجه ابن ماجه (4230) من طريق شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعًا: "يحشر الناس على نياتهم". هكذا رواه شريك، وخالفه جرير بن عبد الحميد، فرواه عن الأعمش به بلفظ: "يبعث كل عبد على ما مات عليه". أخرجه مسلم (4/ 2206). وللحديث شواهد يتقوى بها: من ذلك حديث عائشة في الجيش الذي يغزو الكعبة، وفيه: "يُخسف بأوّلهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم"، أخرجه البخاري (4/ 338) ومسلم (4/ 2210 - 2211)، وعند مسلم (4/ 2208) في رواية مسلم: "يخسف به معهم، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيّته".

3 - باب: كيف يبعث أهل لا إله إلا الله؟

3 - باب: كيف يبعث أهل لا إله إلا الله؟ 1745 - حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عُتبة أحمد بن الفرج الحجازي بحمص: نا محمد بن سعيد الطائفي ببغداد، قال: حدّثني ابن جُريج عن عطاء. عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس على أهلِ لا إله إلا الله وحشةٌ في قبورهم، كأنّي أنظرُ إليهم إذا انفلقتِ الأرضُ عنهم يقولون: لا إله إلا الله. والناسُ بُهْمٌ". (¬1) أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 305) من طريق تمّام، ومن طريق آخر عن خيثمة به. وإسناده واهٍ: محمد بن سعيد الطائفي قال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 268): "يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، لا يحل الاحتجاج به بحال. روى عن ابن جريج ... " وذكر الحديث، ثم قال: "وهذا خبرٌ باطلٌ، إنّما يُعرف هذا من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر فقط". وقال أبو نعيمٍ في "كتاب الضعفاء" (ص 139): "روى عن ابن جريج حديثًا موضوعًا في أهل لا إله إلا الله." وحديث عبد الرحمن بن زيد الذي أشار إليه ابن حبّان: أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (ق 96/ أ) وأبو يعلى في "مسنده الكبير" (المطالب: 3/ 245) -وعنه: ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 202) - ¬

_ (¬1) أي ليس فيهم شيء من العاهات، وإنما هي أجساد مصحّحة لخلود الأبد في الجنة أو النار. "نهاية".

وابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 557) - والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 235/ أ- ب) وابن عدي في "الكامل" (4/ 271) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 325) والبيهقي في "الشعب" (1/ 110 - 111) والخطيب (1/ 266) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحمّاني عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعًا: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في القبور ولا في النشور، وكأنّي بهم وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم، ويقولون: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34] ". والحِمّاني قال الحافظ في "التقريب": "حافظٌ إلا أنّهم اتهموه بسرقة الحديث". أهـ. وقد تابعه: عبد الرحمن بن واقد عند الخطيب (10/ 265)، وابن واقد اتهمه ابن عدي وشيخه عبدان الأهوازي بسرقة الحديث. وعبد الرحمن ضعيف كما في "التقريب"، وقد تفرّد به كما قال البيهقي. وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 417): "وفي متنه نكارةٌ". وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (1/ 297) والسخاوي في "المقاصد (ص 353): "سنده ضعيف". وله عن ابن عمر ثلاثة طرق أخرى: الأول: أخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 202) وابن عدي (2/ 65) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1526) - والبيهقي في "البعث والنشور" (82، 83) من طريق بهلول بن عبيد عن سلمة بن كُهيل عن ابن عمر مرفوعًا. قال ابن حبّان: بهلول يسرق الحديث، لا يجوز الاحتجاج به بحال.

وقال الحاكم والنقّاش: روى موضوعات. وضعّفه غيرهم. (اللسان: 2/ 67). وقال البيهقي: تفرّد به، وليس بالقوي. وأشار إلى هذه الطريق في "الشعب" (1/ 112) فقال: "وروي من وجه آخر ضعيف عن ابن عمر، قد أخرجناه في كتاب "البعث والنشور". الثاني: أخرجه الطبراني في "الكبير" -كما في تفسير "ابن كثير" (3/ 557) - من طريق موسى بن يحيى المروزي عن سليمان بن عبد الله بن وهب الكوفي عن عبد العزيز بن حكيم عن ابن عمر مرفوعًا. موسى وشيخه لم أر من ترجم لهما، وابن حكيم وثقه ابن معين وأبو داود وابن حبّان، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. (اللسان: 4/ 29). وقال الهيثمي (10/ 333): "وفيه جماعة لم أعرفهم". الثالث: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 235/ ب) من طريق مجاشع بن عمرو عن داود بن أبي هند عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم عند الموت، ولا عند القبر". ومجاشع كذّبه ابن معين (اللسان: 5/ 15) وقال ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 18): كان ممّن يضع الحديث على الثقات. وقال الهيثمي (10/ 83): "رواه الطبراني في "الأوسط" ... ، وفي الرواية الأولى: يحيى الحمّاني، وفي الأخرى: مجاشع بن عمرو، وكلاهما ضعيف". وبالجملة فالحديث ضعيف وإن تعدّدت طرقه التي لا تصلح للاعتضاد لوهنها الشديد.

4 - باب: القصاص

4 - باب: القصاص 1746 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن زامل الأَذَرَعيُّ: نا أبو علي الحسن بن جرير الصُّوري: نا عثمان بن سعيد: نا السَّليم (¬1) بن صالح عن ابن ثوبان عن الحجّاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال جابر: بلغني عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حديثٌ في القِصاص، وكان صاحبُ الحديثِ بمصرَ، فاشتريت بعيرًا، فشددتُ عليه رَحْلًا، فسِرتُ عليه حتى وردتُ مصرَ، فقصدتُ إلى باب الرجلِ الذي بلغني عنه الحديثُ، فقرعتُ البابَ، فخرج إليَّ مملوكٌ له، فنظر إلى وجهي ولم يُكَلّمني، فدخل على سيّده، فقال: أعرابيٌّ بالباب. فقال: سله: من أنت؟. فقلت: جابر بن عبد الله الأنصاري. فخرج إليَّ مولاه، فلمّا ترائينا اعتنقَ أحدُنا صاحبَه، فقال: يا جابرُ! ما جئت تعرف؟. فقلت: حديثٌ بلغني عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في القصاص، ولا أظن أحدًا ممّن مضى أو ممّن بقي أحفظَ له منك. قال: نعم يا جابر، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله تبارك وتعالى يبعثكم يومَ القيامة من قبوركم حُفاةً عُراةً غُرْلًا بُهْمًا، ثم ينادي بصوتٍ رفيعٍ غير فظيعٍ (¬2)، يُسمِع مَنْ بَعُدَ كمن قَرُبَ، فيقول: أنَا الديّانُ! لا تظالمَ اليومَ، أمَا وعزّتي لا يجاورني اليومَ ظالمٌ ولو لطمةَ كفٍّ بكفٍّ أو يدٍ على يدٍ. ألَا وإن أشدَّ ما أتخوّفُ على أمّتي ¬

_ (¬1) عند الطبراني: (سليمان). والذي ذكره المزي في "التهذيب" (2/ 778 - 779 - مصوّرة) في الرواة عن ابن ثوبان: (سليم بن صالح الصيداوي). (¬2) في الأصول: (فضيع).

من بعدي عملُ قوم لوطٍ، فلترتقبْ" (¬1) أمتي العذاب إذا تكافىء النِّساءُ بالنِّساءُ والرجالُ بالرجالِ". أخرجه الحافظ ابن حجر في "التغليق" (4/ 356 - 357) من طريق تمّام. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (156) عن شيخه الحسن بن جرير به. وإسناده ضعيف: سَليم قال الذهبي في "الميزان" (2/ 232): "عن ابن ثوبان، لا يُعرف". وأقرّه الحافظ في "اللسان" (3/ 113). وابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت ليِّن. وقال الحافظ في "الفتح" (1/ 174): "إسناده صالح". وأخرجه أحمد (3/ 495) والبخاري في "خلق أفعال العباد" (ص 149) و"الأدب" (970) وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (ق 99/ أ) وابن أبي عاصم في "السنّة" (514) و"الآحاد والمثاني" (4/ 79 - 80) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 250/ ب) والحاكم (2/ 437 - 438 و4/ 574 - 575) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي، وعنه: البيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 99 - 100) - وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/ 93) والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (31، 32) و"الجامع" (2/ 225 - 226) وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (2/ 731 - 733) من طريق القاسم بن عبد الواحد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر نحوه، وليس عندهم: "ألا وإن أشد .. " الخ، وقد أخرجها أحمد (3/ 382) والترمذي (1457) -وحسّنه- ¬

_ (¬1) في (ر): (فلترقب).

وابن ماجه (2563) والهيثم الدوري في "ذمِّ اللواط" (21، 55، 142، 143، 149) والآجري في "تحريم اللواط" (13،12) والحاكم (4/ 357) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي- من نفس الطريق مختصرًا بلفظ: "إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط". قال المنذري في "الترغيب" (4/ 404) والحافظ في "الفتح" (1/ 174): "إسناده حسن". أهـ. وابن عقيل فيه ضعف، لكنه في الشواهد حسن الحديث، والراوي عنه قال أبو حاتم: يُكتب حديثه. وذكره ابن حبّان في "الثقات". فالحديث بهذين الطريقين حسن إن شاء الله. وله طريق ثالث، لكنه تالف: أخرجه الخطيب في "الرحلة" (33) من طريق عمر بن الصُبحْ عن مقاتل بن حيّان عن أبي جارود العَبْسي عن جابر بتمامه. وابن الصُبح متروك كذّبه ابن راهويه كما في "التقريب"، وأبو الجارود لم أظفر بترجمة له، وليس هو زياد بن المنذر، فذاك مختلف عنه نسبة وطبقة. وقال الحافظ في "الفتح" (1/ 174): "في إسناده ضعف". وللفقرة الأخيرة من الحديث شاهد من رواية ابن عبّاس، لكنه تالف أيضًا: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 174) من طريق الجارود بن يزيد عن ابن جريج عن عطاء عنه مرفوعًا: "إن أخوف ... " الخ كلفظ تمام. والجارود كذّبه أبو أسامة وأبو حاتم والعقيلي، وتركه غيرهم (اللسان: 2/ 90). 1747 - أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عفّان: نا عبد الرحمن بن إبراهيم: نا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال

5 - باب: ما يسأل عنه العبد يوم القيامة

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لتؤدّن الحقوقُ إلى أهلها حتى تُقادَ الشَّاةُ (¬1) الجلحاءُ من الشّاةِ القرناءِ". عبد الرحمن ضعيف كما تقدّم في تخريج الحديث رقم (594). والحديث أخرجه مسلم (4/ 1997) من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء به. 5 - باب: ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة 1748 - حدّثنا أبي -رحمه الله-، وأبو علي محمد بن هارون بن شعيب، وعلي بن الحسن بن عَلَّان، قالوا: نا أبو سعيد المُفضَّل بن محمد الجَنَدي بمكّة، قال: حدّثني أبو معاذ صامت بن معاذ: نا عبد المجيد بن عبد العزيز عن سفيان الثوري عن صفوان بن سُليم عن عَدي بن عَدي عن الصُّنابحي. عن معاذ بن جَبل، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامة حتى يُسأل عن أربعِ خصالٍ: عن عُمُره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه فماذا عَمِل فيه". أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 60 - 61) -ومن طريقه: البيهقي في "المدخل" (439) والخطيب في "الجامع" (28) - والآجري في "أخلاق العلماء" (114) عن شيخهما المفضّل به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 286) والخطيب في "التاريخ" ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، وبهامش الأصل: (صوابه: للشاة).

(11/ 441 - 442) و"اقتضاء العلم العمل" (2) وابن عساكر في جزء "ذمّ من لا يعمل بعلمه" (ص 31 - 32) من طرق عن المفضّل به. وإسناده ليّن: صامت ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 324)، وقال: يهم وُيغرب. وشيخه حسن الحديث. قال الدارقطني في "العلل" (6/ 47): "ووَهِمَ [يعني: عبد المجيد] في قوله [بالأصل: قولهم]: (عن صفوان)، وإنما روى الثوري هذا الحديث عن ليث بن أبي سليم عن عدي عن الصنابحي عن معاذ موقوفًا. وأخرجه وكيع في "الزهد" (10) وأبو خيثمة في "العلم" (89) وابن أبي شيبة في "المصنّف" (13/ 346) -ومن طريقه: ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2/ 3) - وهنّاد في "الزهد" (724) والدارمي (1/ 135) والبزّار (كشف - 3437، 3438) وابن عساكر (ص 32) من طريق ليث بن أبي سُليم عن عدي به موقوفًا، وفي رواية للبزّار: (قال: أحسبه رفعه). وأخرجه الخطيب في "الاقتضاء" (3) من طريق ليث لكن قال: (عن رجاء بن حيوة) بدل (الصُّنابحي). وليث ضعيف لاختلاطه. وأخرجه الدارمي (1/ 135) من طريق عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد عن فلان العُرَني عن معاذ موقوفًا، ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في "المدخل" (490) إلا أنه أبهم التابعي. وتابعيّه غير معروف. وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 396): "رواه البزّار والطبراني بإسنادٍ صحيح". وقال الهيثمي (10/ 346): "رواه الطبراني والبزار بنحوه،

ورجال الطبراني رجال الصحيح غير صامت بن معاذ وعدي بن عدي الكندي، وهما ثقتان". أهـ. ولا يخفى ما في كلامهما من التسامح، ورجح الدارقطني وقف الحديث. وقد ورد أيضًا من رواية أبي برزة الأسلمى، وابن مسعود، وابن عبّاس، وأبي الدرداء: أمّا حديث أبي برزة: فأخرجه الدارمي (1/ 135) -وعنه: الترمذي (2417) وقال: حسن صحيح- وأبو يعلى (13/ 428) والروياني في "مسنده" (ق 223/ أ) والآجري (115) والبيهقي في "المدخل" (494) والخطيب في "الاقتضاء" (1) وابن عساكر (ص 31) من طريق أبي بكر بن عيّاش عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جُريج عنه مرفوعًا. وتابع أبا بكر: عبد الله بن نمير عند أبي عبد الرحمن السّلمي في "الطبقات" (ص 124) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 232)، لكن الراوي عنه: إبراهيم بن إسحاق الزرّاد (¬1) ذكره السمعاني في "الأنساب" (5/ 289 - 290) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وإسناده ضعيف: سعيد قال أبو حاتم: مجهول وذكره ابن حبّان في "ثقاته". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2212) وابن عساكر في "التاريخ" (12/ ق 126/ ب) من طريق الحارث بن محمد المكفوف [في الأوسط: الكوفي] عن أبي بكر بن عيَّاش عن معروف بن خرَّبُوذ عن أبي الطفيل عن أبي برزة -وعند ابن عساكر: عن أبي ذر- مرفوعًا، وزاد: (وعن حبّ أهل البيت) وهي زيادة منكرة، قال الذهبي في "الميزان" (1/ 443): "أتى ¬

_ (¬1) تحرف عند أبي نعيم إلى: (الزرّاع).

بخبر باطلٍ" ثم ذكر هذا الحديث (¬1)، ومعروف ضعّفه ابن معين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال الساجي: صدوق. وأما حديث ابن مسعود: فأخرجه الترمذي (2416) وأبو يعلى (9/ 178) والطبراني في "الكبير" (10/ 8 - 9) و"الصغير" (1/ 268 - 269) والآجري (116) وابن عدي (2/ 353) والبيهقي في "الشعب" (2/ 286) و"الزهد" (717) والخطيب في "التاريخ" (12/ 440) و"الموضح" (2/ 33) وابن عساكر في "التاريخ" (5/ 182/ ب) وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" (3/ 176 - 177) من طريق حصين بن نُمير عن حسين بن قيس عن عطاء عن ابن عمر عنه مرفوعًا. قال الترمذي: "هذا حديث غريبٌ لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من حديث الحسين بن قيس، وحسين يضعّف في الحديث من قبل حفظه". أهـ. هو متروك كما في "التقريب". وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 125): "حسين هذا هو (حَنَشٌ)، وقد وثّقه حصين بن نُمير، وضعّفه غيره. وهذا الحديث حسن في المتابعات إذا أُضيف إلى ما قبله". وأما حديث ابن عبّاس: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 250/أ) و"الكبير" (11/ 102) من طريق حسين بن الحسن الأشقر عن هشيم بن بشير عن أبي هاشم عن مجاهد عنه مرفوعًا بزيادة: (وعن حبّنا أهلَ البيت). ¬

_ (¬1) ولم يقف الشيخ الألباني على ترجمته في "الميزان" فقال في "الضعيفة" (4/ 395): "لم أجد له ترجمة".

وهي زيادة منكرة، والأشقر رافضي خبيث، قال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني: ليس بالقوي. وكذّبه أبو معمر الهُذَلي، وخفي أمره على ابن معين فقال: صدوق كما أنّه فيه عنعنة هُشَيم وهو مدلس. وقال الهيثمي (10/ 346): "وفيه حسين بن الحسن الأشقر وهو ضعيف جدًّا، وقد وثّقه ابن حبّان مع أنه يشتم السلف". وأما حديث أبي الدرداء: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 250/ أ) من طريق عبد الله بن حكيم أبي بكر الداهري عن محمد بن سعيد الشامي عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عنه مرفوعًا. وقال: لا يروى عن أبي الدرداء إلا بهذا الإِسناد. وإسناده تالف: محمد بن سعيد هو المصلوب على الزندقة، أوقح الكذّابين وأشهرهم! وأبو بكر الداهري متروك وكذّبه الجوزجاني. (الميزان: 2/ 411). وقال الهيثمي (10/ 346): "وفيه أبو بكر الداهري، وهو ضعيف جدًا". وبالجملة فالعمدة في تحسين الحديث على طريقي معاذ وأبي برزة، لأن ضعفهما غير شديد، بخلاف الطرق الأخرى، فإنها لا تصلح للاستشهاد لوهنها الشديد. 1749 - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن بُرَيد الكوفي قراءةً عليه في سنةِ خمس وأربعين وثلاثمائة، وحدّثني أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي، في آخرين، قالوا:

نا أبو عبد الله أحمد بن خُلَيد بن يزيد بن عبد الله الكِنْدي بحلب: نا أبو يعقوب يوسف بن يونس الأفطس: نا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمرَ، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا كان يومُ القيامةِ دعا الله -عَزَّ وجَلَّ- بعبدٍ من عبيده، فيقف بين يديه فيسألُه عن جاهِه كما يسأله عن مالِه". واللفظُ لابن بُرَيد. الحديث عزاه إلى "فوائد تمام": السيوطي في "الجامع الصغير" (الفيض-1/ 427 - 428). وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (14/ ق 372/ ب) من طريق تمام. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (451) و"الصغير" (1/ 15) عن شيخه أحمد بن خليد به. وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (3/ 137) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 168) - وابن عدي في "الكامل" (7/ 171) والخطيب في "التاريخ" (8/ 99) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1534) - من طريق أحمد به، وأخرجه ابن عدي من طريق آخر عن يوسف الأفطس به. قال الطبراني: لم يروه عن ابن دينار إلا سليمان، تفرّد به يوسف. أهـ. ويوسف قال ابن حبّان: شيخٌ يروي عن سليمان بن بلال ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وقال عن الحديث: وهذا لا أصل له من كلام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أهـ. وقال ابن عدي عن يوسف: وكل ما روى عمّن روى من الثقات منكر. وقال عن الحديث: وهذا عن سليمان بهذا الإِسناد منكر لا يرويه عنه غير الأفطس هذا. وقال الخطيب:

هذا الحديث غريب جدًا، لا أعلمه يروى إلا بهذا الإسناد تفرّد به أحمد بن خليد. أهـ. قلت: انتهى التفرّد عند الأفطس. وقال ابن الجوزي في "العلل" بعد ما حكى كلام الخطيب: "وزعم الخطيب أنّ رجال إسناده ثقات، وهو عنده كالوهم الغلط، قال: وحدَّثني عبد الله بن أحمد الصيرفي أن الدارقطني ذكر هذا الحديث فقال: يوسف ثقة، وهو أخو أبي مسلم المستملي، وأحمد بن خُليد ثقة. قال الدارقطني: وحدَّثني الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ الحلبي أن هذا الحديث كان: (أحمد بن خُليد عن يوسف بن يونس عن سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر)، وقد دُسّ متنه [كذا, ولعلّه: متن] إسناد الحديث الذي بعده، وبعده هذا الكلام، فكتبه بعض الوراقين عنه، وألزق إسناد حديث سليمان بن بلال إلى هذا المتن". وانتقد الذهبي في "الميزان" (4/ 476) توثيق الدارقطني ليوسف، فقال: "قلت: بل من يروي مثل هذين الخبرين [يعني: هذا الحديث وحديث آخر] ليس بثقةٍ ولا مأمونٍ! " وحكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع فبالغ، والصواب أنه منكر كما قال ابن عدي. وقد ذكر السيوطي في "اللآلئ" (2/ 83) له شاهدًا موقوفًا عن علي، أخرجه الخطيب (3/ 117) من طريق محمد بن العباس المعروف بـ (ابن النحوي) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن إبراهيم بن الحسن الثعلبي عن عبد الله بن بكير الغنوي عن حَكيم بن جُبير عن الحسن بن سعد عن أبيه مولى علي عن مولاه قال: إن الجنة لتساق إلى من سعى لأخيه ... " وفيه: فإن الله الكريم يسأل الرجل عن جاهه وما بذله كما يسأله عن ماله فيم أنفقه. وهذا مع وقفه إسناده ضعيف، حَكيم ضعيف كما في "التقريب"،

والغَنَوي قال الساجي: من أهل الصدق، وليس بقوي. (اللسان: 3/ 264) وسعد مولى علي قال الذهبي في "الميزان" (2/ 125): "يُجهل". وابن النحوي قال الخطيب: "في رواياته نُكرةٌ". 1750 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أبو بكر أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي الخرّاز: نا مروان بن محمد الطاطري الأسدي: نا عبد الله بن العلاء بن زَبْر نا الضحاك بن عبد الرحمن بن عَرْزَب عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أوّل ما يحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامة أن يُقالَ له: ألم أُصِحَّ جسمَك وأُرْويَك (¬1) من الماء البارد؟ ". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (المطبوع: 7/ 66) من طريق تمّام. ذكره في ترجمة (أحمد بن علي بن يوسف) , ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وانظر ما بعده. 1751 - أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث العَبْدَري -يُعرف بـ (ابن الزجّاج) [وابن سنان] (¬2) في آخرين، قالوا: نا أحمد بن علي بن سعيد القاضي: نا يحيى بن معين. نا الفضل بن حبيب الرّاج عن عبد الله بن العلاء عن الضحّاك بن عبد الرحمن، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3): "إنَّ أولَ ¬

_ (¬1) في (ش): (أروك). (¬2) من (ظ) و (ر). (¬3) في (ظ) و (ر): (سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول).

6 - باب: مرور المؤمن على النار

ما يُسألُ عنه العبدُ يومَ القيامة من النَّعيمِ أن يُقالَ له: ألم أُصِحَّ جسمَك، وأُرْويَك من الماءِ الباردِ؟ ". هو في "سؤالات ابن الجُنيد لابن معين" (ص 310). وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 31) عن ابن معين به. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 339) من طريق ابن معين به. وأخرجه عبّاس الدّوري في "روايته لتاريخ ابن معين" (79) -وعنه: الخرائطي في "فضيلة الشكر" (54) - والترمذي (3358) -واستغربه- وابن أبي عاصم في "الأوائل" (85، 155) والطبري في "التفسير" (30/ 186) والطبراني في "الأوسط" (62) و"مسند الشاميين" (779) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 472 - 473) وابن حبّان (16/ 364 - 365) والحاكم في "علوم الحديث" (ص 187) و"المستدرك" (4/ 138) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشعب" (4/ 147) والخطيب في "التاريخ" (7/ 224 و 11/ 92) والبغوي في "شرح السنة" (14/ 311) من طرقٍ عن عبد الله بن العلاء به. وإسناده صحيح. وقال الصدر المناوي -كما في "الفيض" (2/ 443): "سند الترمذي جيّدٌ". 6 - باب: مرور المؤمن على النار 1752 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو يعقوب يوسف بن موسى المروروذي: نا أبو جعفر محمد البغدادي (اللَقْلُوق)، قال: حدّثني منصور بن عمّار: نا بُشَير بن طلحة عن خالد بن الدُّرَيْك عن يعلي بن مُنْيَة أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "تقول جهنَّمُ للمؤمن:

[يا مؤمنُ!] (¬1) جُزْ! فقد أطفأ نورُك لهبي". 1753 - حدّثنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن بشر الهَمَذَاني: نا عبد الله بن حمدان الدَّيْنَوريُّ، قال: حدّثني محمد بن جعفر العابد: نا أبو السَّريِّ منصور بن عمّار، قال: حدّثني بُشَير بن طلحة عن خالد بن دُرَيْك عن يعلي بن مُنْيَة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "تقولُ جهنَّمُ للمؤمن يومَ القيامة: يا مؤمن! جُزْ! فقد أطفأ نورُك لهبي". أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 193 - 194) من طريق عبد الله بن حمدان به، لكن وقع عنده: (عن منصور عن خالد) دون ذكر بُشَير. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" " (9/ 329) عن محمد بن جعفر به. واللقلوق هو أبو جعفر محمد بن جعفر بن راشد الفارسي، وثقه الخطيب في "تاريخه" (2/ 126). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 258 - 259) -وعنه: أبو نعيم (9/ 329) - وابن عدي في "الكامل" (6/ 394) وأبو بكر النجّاد -كما في "النهاية" لابن كثير (2/ 93) - والبيهقي في "الشعب" (1/ 339 - 340) من طريق سُليم بن منصور بن عمّار عن أبيه به. وإسناده ضعيف منقطع: منصور قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: منكر الحديث. وقال العقيلي: لا يُقيم الحديث. (اللسان: 6/ 98). قال السخاوي في "المقاصد" (ص 160): "وهو مع ذلك منقطع بين خالد ويعلى". وقال ابن كثير. "وهذا حديثٌ غريبٌ جدًّا". وقال ابن رجب في "التخويف من النار" (ص 202): "غريبٌ، وفيه نكارة". ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ف).

وأشار الخطيب إلى وقوع اختلاف فيه فقال: "وروى هذا الحديث سُليم بن منصور بن عمّار عن أبيه، واختلف عليه فيه: فقال إسحاق بن الحسن الحربي: عن سليم عن أبيه عن بُشير عن خالد عن يعلى، ورواه أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي عن سليم عن أبيه عن هقل بن زياد عن الأوزاعي عن خالد بن دُريك عن بُشير عن يعلى، والله أعلم". أهـ. والحربي ثقة كما في "تاريخ بغداد" (6/ 382)، أما الصوفي فليّنه ابن المنادي كما في "التاريخ" (4/ 99)، وشذ في روايته هكذا. وقال الهيثمي (10/ 360): "وفيه سليم بن منصور بن عمار، وهو ضعيف". أهـ. قلت: لكنه لم ينفرد به، فقد تُوبع كما تقدّم. وأعله الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على "شرح الطحاوية" (2/ 608) أيضًا ببُشير، فقال: "وبشير بن طلحة ضعيف". أهـ. وقد قال عنه أبو حاتم: ليس به بأس. كذا في "الجرح" لابنه (1/ 375)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 102)، وانفرد الأزدي بتضعيفه، فقال: ليس بالقوي. وقد ردّ الحافظ في "اللسان (2/ 39) ذلك، فقال: " ... فقد تبيّن أن خالد بن دُرَيك شيخه لا الراوي عنه، وأنه ليس من التابعين، وأنه ليس بضعيفٍ". ويعلي بن مُنْيَة هو: ابن أمية، ومُنْيَة أمّه، وقيل: أمّ أبيه، كما في "الإِصابة" (3/ 668).

7 - باب: ما جاء في حوض النبي (صلى الله عليه وسلم)

7 - باب: ما جاء في حوض النبي (صلى الله عليه وسلم) 1754 - أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا مُضَر (¬1) بن محمد البغدادي: نا عبد الرحمن بن سلّام. نا حماد بن سلمة عن عاصم بن بَهْدَلة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا فَرَطُكم على الحوض". أخرجه أحمد (1/ 453) والطبراني في "الكبير" (10/ 231) عن حمّاد به. وأخرجه البخاري (11/ 463) ومسلم (4/ 1796) من طريق مغيرة والأعمش عن أبي وائل به. وأخرجاه أيضًا من حديث جُندب وسهل بن سعد وأبي سعيد وعقبة بن عامر، وانفرد مسلم بإخراجه من حديث حذيفة وأم سلمة وجابر بن سَمُرة. 1755 - أخبرنا أبو الفرج محمد بن سعيد بن عَبْدان البغدادي -ومسكنه: طبريّة- قراءةً عليه بدمشق: نا محمد بن يحيى بن الحسن العمّي البصري البزّاز: نا عُبيد الله بن محمد العَيْشي أبو عبد الرحمن: نا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن أبي بكرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنا فَرَطُكم على الحوض". ¬

_ (¬1) في الأصل و (ش): (منصور)، والتصويب من (ظ) و (ر) وهو موافق لما ذكره المزي في ترجمة شيخه من "تهذيب الكمال" (2/ 793).

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (15/ ق 185/ ب) من طريق تمّام. وأخرجه أحمد (5/ 41) من طريق حمّاد به، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" -كما في "النهاية" لابن كثير (1/ 362) - لكن قال: (عن حمّاد بن زيد). وعلي بن زيد هو ابن جُدعان ضعيف كما في "التقريب"، والحسن مدلّس وقد عنعنه. 1756 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم: نا أبو النَّصْر إسحاق بن إبراهيم: نا رِشْدِين بن سعد، قال: حدّثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أنس حدّثه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ قَدْرَ حوضي كما بين أيْلَةَ وصنعاءَ من اليمن، وإنّ فيه من الأباريق عددَ نجومِ السماءِ". رِشْدِين ضعيف كما في "التقريب". والحديث أخرجه البخاري (11/ 463 - 464) ومسلم (4/ 1800) من طريق ابن وهب عن يونس به. 1757 - أخبرنا أبو مُضَر يحيى بن أحمد بن بِسطام العبسيّ قراءةً عليه: نا أبو حفص عمر بن مُضَر العبسي: نا أبو صالح عبد الله بن صالح، قال: حدّثني الليث بن سعد، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن غَنَج عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ حوضي كما بين جَرْبَا وأذْرُحَ". شيخ تمام وشيخ شيخه ذكرهما ابن عساكر في "تاريخه" (18/ ق 9/ أ، 13/ ق 181/ أ- ب)، ولم يحك فيهما جرحًا ولا تعديلًا. وعبد الله بن صالح صدوق كثير الغلط كما في "التقريب".

والحديث أخرجه البخاري (11/ 463) ومسلم (4/ 1797) من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع به، وأخرجه مسلم أيضًا من طرق أخرى عن نافع. 1758 - أخبرنا أبي: نا أبو علي الحسين بن علي بن عبد الله الرازيُّ الضريرُ، يعرف بـ (أبي عُليّة (¬1) القاضي (¬2)): نا مكيُّ بن إبراهيم البَلْخيُّ، قال: حدّثني موسى بن عُبيدة عن أبي بكر بن عُبيد الله بن أنس عن جدّه أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيتُ حوضي فإذا على حافّتيه آنيةٌ مثلُ عدد نجومِ السماء، فأدخلت يدي فيه فإذا عنبرٌ أذْفَرٌ". شيخ والد تمّام لم أظفر بترجمة له، وموسى ضعيف كما في "التقريب"، وشيخه مجهول الحال كما في "التقريب". 1759 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو زُرعة: نا يحيى بن صالح الوُحَاظي: نا محمد بن مهاجر، قال: أخبرني العباس بن سالم عن أبي سلام الخشني (¬3)، قال: بَعَثَ إليَّ عمرُ بن عبد العزيز فحملني على البريد. فلمّا أتاه دخل عليه، قال: يا أميرَ المؤمنين! لقد شقَّ عليَّ مركبيَ البريدَ. فقال: يا أبا سلام! ما أردت أن أشقَّ عليك، ولكن بلَغَني عنك حديثٌ تُحدِّثُ به عن ثوبان عن نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم - في الحوض، فأحببتُ أن تُشافِهَني به. فقال أبو سلّام: حدّثني ثوبان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "حوضي ما بين (¬4) عدن إلى عمّانَ البلقاء، ماؤه ¬

_ (¬1) في (ف) (عبلة). (¬2) في (ظ) و (ف): (القاصّ). (¬3) قال المنذري: (صوابه: الحبشي)، ووقع على الصواب في (ظ) و (ف). (¬4) في (ظ) و (ر) و (ف): (من) بدل (ما بين).

أشدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العسلِ، أكاويبُه عددُ نجومِ السماء، من شَرِبَ منه شَربةً لم يظمأ بعدَها أبدًا. أوّلُ الناس وُرودًا عليه فقراءُ المهاجرين، الشُّعْثُ رؤوسًا، الدُّنُسُ ثيابًا، الذين لا ينكِحون المُتنعِّمات، ولا تُفتح لهم السُّدَدُ (¬1) ". قال عمر: لكنّي قد نكحت المتنعِّماتُ، وفُتِح لي السُّدَدُ، (¬2) ونكحتُ فاطمةَ بنت عبد الملك، لا جَرَمَ أن لا تسحل (¬3) رأسي حتى يَشْعَثَ، ولا أغسلُ ثوبِيَ الذي يلي جسدي (¬4) حتى يتّسخَ. أخرجه الترمذي (2444) من طريق يحيى بن صالح به، وقال: "غريبٌ من هذا الوجه". 1760 - أخبرنا أبو جعفر [أحمد بن إسحاق بن] (¬5) محمد بن يزيد الحلبي: نا أحمد بن خُليد الكِنْدي بحلب: نا أبو توبة: نا محمد بن مهاجر عن العبّاس بن سالم عن أبي سلّام عن ثوبان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حوضي من عَدْن إلى عمّانَ البلقاء، ماؤه أحلى من العسل، وأطيبُ من المِسك، وأبيضُ من اللبن، أكوابه عددُ نُجومِ السماء، من شربَ منه [شربةً] (¬6) لم يظمَ (¬7) ¬

_ (¬1) السُّدَدُ: جمع سُدَّة، وهي باب الدار. "قاموس" (¬2) سقطت الواو من (ظ) و (ف). (¬3) كذا في الأصول مضبّبًا، وفي (ظ): (يستحيل)، وعند الترمذي: (أغسل). (¬4) في (ظ) و (ر) و (ف): (جلدي). (¬5) من (ف)، وهو الصواب، وانظر إسناد الحديث رقم (1748). (¬6) من (ظ). (¬7) في (ش) و (ف): (يظمأ).

بعدَها أبدًا. أوّلُ الناس يرِدُ عليه فقراءُ المهاجرين، الشُّعْثُ رؤوسًا، الدُّنُسُ ثيابًا، الذين لا ينكحون المُتمنّعات (¬1)، ولا تُفتح لهم السُّدَدُ". قال: فبَلَغَ ذلك الحديثُ عمرَ بن عبد العزيز، فبعَثَ إلى أبي سلّام، فحُمِل على البريد، فأتى عمرَ، فلمّا دخل عليه قال: يا أميرَ المؤمنين! لقد شقَّ على مركبي البريدَ على رجلي. وكانت قد أُصيبت رجلُه، فقال له: يا أبا سلّام! ما أردتُ المشقّةَ عليك، ولكنّي بلغني حديثٌ تُحدِّثه عن ثوبان، فأحببتُ أن تشافهني به. قال: فحدّثه أبو سلّام بالحديث. قال: فقال عمر: لا جَرَمَ لا أغتسلُ حتى أُشْعِثَ، ولا ثوبي الذي يلي جسدي (¬2) حتّى يدْنَسَ. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1411) و"الأوسط" (398) عن شيخه أحمد بن خُليد به. وأخرجه الطيالسي (995) وأحمد (5/ 275 - 276) وابن ماجه (4303) والروياني في "مسنده" (ق 130/ ب) وأبو بكر الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (63، 65) والحاكم (4/ 184) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "البعث والنشور" (135، 136) و"الشعب" (7/ 332) وابن عساكر في "التاريخ" (ج عبادة: ص 79 - 80) من طرقٍ عن محمد بن مهاجر به. وتايع ابن مهاجر. عثمان بن سعيد الحمصي عند الباغندي (65). ورجاله ثقات: وقد صرّح أبو سلّام -واسمه: مَمْطور- بالسماع من ثوبان، لكن نفى سماعه منه ابن معين وابن المديني وأحمد، والمثبت مقدّمٌ على النافي. ولم يصرّح الراوي عنه العباس بن سلام بسماعه منه، بل قال ¬

_ (¬1) كذا في الأصول، ولعلها (المتمتعات). (¬2) في (ظ) و (ر) و (ف): (جلدي).

في رواية ابن ماجه: (نُبِّئتُ عن أبي سلام)، وهذا يدل على أنه إنما سمعه بواسطة. وله عن أبي سلّام طرق أخرى: فقد أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (904، 1625) والآجري في "الشريعة" (ص 353) وابن عساكر (8/ ق 77/أ) من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدّثنا يحيى بن الحارث الذماري وشيبة بن الأحنف الأوزاعي، قالا: سمعنا أبا سلام، فذكره. وهذا إسنادٌ صحيح. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنّة" (706، 749) والطبراني في "الكبير" (2/ 96) و"مسند الشاميين" (1206) من طريق صدقة بن خالد عن زيد بن واقد -زاد ابن أبي عاصم: عن بُسر بن عبيد الله- عن أبي سلّام به. وإسناده صحيح أيضًا. وقال ابن كثير في "النهاية" (1/ 345): "وهذه طريق جيّدةٌ أيضًا". وأخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 77) من طريق عباءة بن كليب الليثي عن مسلم بن عبد الله عن أبي سلّام به. ومسلم لم يتبيّن لي من هو، ففي طبقته غير واحد بهذا الاسم، لكن لم أر فيهم من نُصَّ على أنه يروي عن أبي سلّام، أو يروي عنه عباءة. وأخرجه ابن أبي عاصم (707، 747) والباغندي (64) من طريق سُويد بن عبد العزيز عن أبي محمد شدّاد الضرير عن أبي سلّام به. وسُويد ضعيف كما في "التقريب"، وشيخه ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 441) ولم أر من وثّقه غيره.

ورواه سليمان بن يسار عن ثوبان: أخرجه الطبراني في "الكبير" (2/ 98) من طريق الزهري عنه، لكن أخرجه ابن أبي عاصم (710) عن الزهري عن سليمان عن بعض من حدّثه عن ثوبان مرفوعًا. ففيه جهالةٌ إذًا. وجاء نحو من رواية ابن عمر وأبي أمامة: فحديث ابن عمر: أخرجه أحمد (2/ 132) واللالكائي في "أصول السنّة" (6/ 1125) من طريق عمرو -والصواب: عُمر كما في "التعجيل" (ص 313) - بن عمرو أبي عثمان الأحموسي عن المخارق بن أبي المخارق عنه مرفوعًا نحوه. قال الهيثمي (10/ 366): "رواه أحمد والطبراني من رواية عمرو بن عمر [كذا] الأحموشي عن المخارق بن أبي المخارق، واسم أبيه: عبد الله بن جابر، وقد ذكرهما ابن حبّان في "الثقات"، وشيخ أحمد أبو المغيرة من رجال الصحيح". قلت: الأحموسي قال أبو حاتم -كما في "الجرح" (6/ 128) -: "لا بأس به، صالح الحديث، من ثقات الحمصيين". وشيخه لم أر من وثّقه غير ابن حبّان. وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 420): "رواه أحمد بإسناد حسن". وحديث أبي أمامة: أخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 140) من طريق الحسن بن سهل الخيّاط عن مصعب بن سلّام عن عبد الله بن العلاء بن زبر عن أبي سلّام عنه مرفوعًا نحوه.

8 - باب: ما جاء في الشفاعة

وأبو سلّام لم يسمع من أبي أمامة كما قال أبو حاتم، ومصعب فيه لين، والحسن بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (3/ 17)، وذكره ابن حبّان في "ثقاته" (8/ 181). وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 213): "سألت أبي عن حديثٍ رواه مصعب بن سلام ... " فذكر الحديث، ثم قال: "قال أبو زرعة: هكذا رواه مصعب، وإنّما هو عن أبي سلام عن ثوبان عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وقال أبي: لا أعرفه من حديث عبد الله بن العلاء بن زبر، ولكن رواه يحيى بن الحارث وشيبة بن الأحنف وشدّاد أبو محمد وعبّاس بن سالم كلهم عن أبي سلّام عن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحوض، وهو الصحيح". وقال المنذري (4/ 420): "إسناده حسن في المتابعات". وقال الهيثمي (10/ 366): رجاله وثّقوا على ضعفٍ في بعضهم". 8 - باب: ما جاء في الشفاعة 1761 - حدّثنا أبو زرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله النّصري، قالا: نا أبو الحسن محمد بن نوح الجُنْدَيْسَابُوريّ: نا أبو الربيع عُبيد الله بن محمد الحارثي: نا محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك: أنا نافع بن أبي نُعيم القارئ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكلّ نبيٍّ دعوةٌ مستجابةٌ له، وأُريد -إن شاء الله- أن أختبىء دعوتي شفاعةً لأمّتي في الآخرة". أخرجه البخاري (11/ 96) من طريق مالك عن أبي الزناد به.

وأخرجه أيضًا (13/ 447) -وكذا مسلم (1/ 188، 189) - من طريق الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم من طرق أخرى عن أبي هريرة. واتّفقا على إخراجه من حديث أنس، وانفرد مسلم بروايته من حديث جابر. 1762 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد: نا زكريّا بن يحيى: نا إسحاق بن إبراهيم: نا حمّاد بن مَسْعَدة عن عمران العَمِّي عن الحسن عن أنس بن مالك عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما زلتُ أشفعُ لمن قال: (لا إله إلا الله)، فقال (¬1) لي: يا محمّد! ليست لك ولا لأحدٍ، هذه لي، وعزّتي ورحمتي لا أدعُ في النار أحدًا قال: (لا إله إلا الله) ". أخرجه أبو يعلى (5/ 172) من طريق حمّاد به. وتحرّف في مطبوعته (العمِّي) إلى (القمي)! وعمران هو ابن قدامة ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح" (6/ 303) ونقل عن يحيى بن سعيد أنه قال: لم يكن به بأس، ولكنه لم يكن من أهل الحديث، وكتبت عنه أشياء فرميت بها. وعن أبيه قوله: ما بحديثه بأس، قليل الحديث. وذكره ابن حبان في "ثقاته" (7/ 244). والحديث أخرجه البخاري (13/ 473 - 474) ومسلم (1/ 182 - 184) من رواية معبد بن هلال عن الحسن به نحوه. 1763 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو، قال: حدّثني الفضل بن سهل الأعرج ¬

_ (¬1) في (ظ) و (ر): (فيُقال).

[(ح)] (¬1). وحدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عُبيد الله بن فُطَيس، وأبو علي محمد بن محمد بن عبد الحميد (¬2) بن خالد، قالا: نا أبو يحيى جُنَيد بن خلف بن حاجب بن الوليد بن جُنَيد السَّمرقندي: نا أبو العباس الفضل بن سهل: نا الأسود بن عامر: أنا عبد الواحد النَّصْريّ -من ولد عبد الله بن بُسْر-، قال: حدّثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، قال: مررتُ بجدِّك عبد الواحد بن عبد الله بن بُسْر، وأنا غازٍ (¬3) وهو أميرٌ على حمص، فقال لي (¬4): يا أبا عمرو! ألا أُحدِّثك بحديثٍ يسرّك، فوالله لربّما كتمتُه الولاةَ؟. قال: قلت: بلى!. قال: حدّثني أبي: عبد الله بن بُسْر، قال: كنّا بفناء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا جلوسًا (¬5)، إذْ خرج علينا مُشرِقًا (¬6) يتهلّلُ، قال: فقمنا في وجهه، فقلنا: يا رسول الله! سرَّك الله، إنّه ليسرّنا ما نرى من إشراق وجهك وتطلُّقِه. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ جبريلَ - عليه السلام - أتاني آنفًا فبشّرني أنّ الله -عَزَّ وجَلَّ- قد أعطاني الشفاعةَ". قال: فقلنا: يا رسول الله! أفي بني هاشم خاصّةً؟. قال: "لا". قلنا: أفي قريشٍ عامّةً؟. قال: "لا". قلنا: أفي أمّتك؟. فقال -وهو يعدُّهنَّ-: "هي في أمّتي: المُذنِبين المُثقَلِين". قال أبو العباس: ذَهَبَ عليَّ كلامٌ، وفيه: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} [التوبة: 91]. ¬

_ (¬1) من (ر). (¬2) في (ظ) و (ر): (محمد بن عبد الحميد) دون تكرار (محمد). (¬3) في الأصول: (غازي)، والصواب ما أثبته. (¬4) سقطت من (ظ). (¬5) في الأصول: (جلوس)، والتصويب من (ظ). (¬6) في الأصول: (مشرق)، والتصويب من (ظ).

عزاه إلى "فوائد تمّام": الحافظ في "الإِصابة" (2/ 282). وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنّة" (823) عن شيخه الفضل بن سهل به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" (مجمع البحرين: (ق 251/ ب) -ومن طريقه: ابن عساكر في "التاريخ" (ج عبادة: (ص 454 - 455) وعزّ الدين ابن الأثير في "أُسْد الغابة" (3/ 83) من طريق الفضل به. قال الطبراني: "لم يروه عن الأوزاعي إلا عبد الواحد، تفرّد به شاذان". أهـ. وشاذان لقب الأسود. قال الهيثمي (10/ 377): "وفيه عبد الواحد النّصري، متأخرٌ يروي عن الأوزاعي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". أهـ. قلت: ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (10/ ق 274/ ب) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، ففيه جهالة. وعبد الله بن بُسْر ليس بالمازني المشهور بل هو نَصْريّ، وكلاهما صحابي، قال الحافظ في "الإِصابة": "قال أبو زرعة الدمشقي: له صحبةٌ، خلطه الطبراني بالمازني فوهم، وبنو مازن غير بني نصر". وقال أيضًا: وقد فرّق ابن جوصا بين المازني والنصري، وقال: إن النصري دمشقي والمازني حمصي. وقد فرّق بينهما أيضًا: الدارقطني والصوري والخطيب وابن عبد البر وابن عساكر وغيرهم".

أبواب صفة النار

" أبواب صفة النار" 9 - باب: الشمس والقمر ثوران مكوران 1764 - أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل: نا أحمد بن علي: نا إبراهيم بن الحجّاج: نا عبد العزيز بن المختار: نا عبد الله الدّاناج، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن: نا أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "الشمسُ والقمرُ ثوران مكوّران (¬1) يوم القيامة". أخرجه البخاري (6/ 297) من طريق عبد العزيز به، وليس في متنه كلمة (ثوران)، لكنها في بعض (نسخ البخاري)، فقد ذكره بهذا اللفظ المزّي في "التحفة" (10/ 464). 10 - باب: لجهنم سبعون ألف زمام 1765 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا إبراهيم بن إسحاق بن أبي إسحاق الكوفي الصوّاف: نا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدّثني أبي عن العلاء بن خالد الكاهِلي عن شقيق ¬

_ (¬1) في الأصول: (ثورين مكورين) وعليه تضبيب، والتصويب من (ر).

11 - باب: في أودية جهنم

عن عبد الله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يُؤتى بجهنّمَ يومئذٍ لها سبعون (¬1) ألفَ زمامٍ، مع كلِّ زمام سبعون ألفَ مَلَكٍ يجرّونها". 1766 - حدّثناه أحمد بن سليمان: نا أبو زُرعة: نا عمر بن حفص: نا أبي عن العلاء بن خالد الكوفي عن شقيق عن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكر مثله. أخرجه مسلم (4/ 2184) عن شيخه عمر بن حفص به. 11 - باب: في أودية جهنّم 1767 - حدّثنا خيثمة بن سليمان من لفظه: نا أبو بكر يحيى بن أبي طالب الواسطي ببغداد: نا يزيد بن هارون: نا الأصبغ بن زيد عن يحيى بن عُبيد الله عن أبيه، قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ في جهنّم واديًا (¬2) يُقال له: (لَمْلَم)، إن أوديةَ جهنّمَ لتستعيذُ باللهِ من حرِّه". أخرجه نعيم بن حمّاد في "زوائد زهد ابن المبارك" (331) وابن أبي الدنيا في "صفة النار" -كما في "التخويف من النّار" (ص 93 - 94) والحسن بن سفيان -كما في "النهاية" لابن كثير (2/ 156)، ومن طريقه: أبو نعيم في "الحلية" (8/ 178) - من طريق عبد الله بن المبارك عن يحيى به. وقال أبو نعيم: غريبٌ لم نكتبه إلا من حديث يحيى. ¬

_ (¬1) في الأصل: (سبعين)، والتصويب من الأصول الأخرى. (¬2) في الأصل: (وادى)، وفي (ر) (واد)، والمثبت من (ظ) و (ش).

وإسناده واهٍ: يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب قال في "التقريب": "متروك، أفحش الحاكم فرماه بالوضع". وأبوه لا يُعرف كما قال الشافعي وأحمد. قال ابن رجب: ويحيى ضعّفوه. وقال ابن كثير: هنا حديثٌ غريبٌ. 1768 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعيّ: نا أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي ومِقدام بن داود، قالا: نا أسد بن موسى: نا أبو بكر الدّاهريّ: نا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عليٍّ - رضوان الله عليه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعوّذوا بالله من جُبِّ الحُزن -أو: وادي الحُزن-؟، قيل: يا رسول الله! وما جُبّ الحُزن -أو: وادي الحُزن-؟. قال: "وادٍ في جهنّمَ تعوّذُ منه جهنمُ كلَّ يومٍ سبعين مرّةً، أُعِدَّ للقرّاء المُرائين، وإنّ من شرار القرّاء الذي يزورُ الأمراءَ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذرى: (هو أبو بكر الداهريُّ عبد الله بن حَكيم ليس حديثه بشيءٍ.). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 241 - 242) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 263) - عن شيخه القراطيسي به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 139) -ومن طريقه: ابن الجوزي- من طريق موسى بن داود عن الداهري به. والداهري ليس بشيءٍ كما قال ابن معين وابن المديني، وكذّبه

الجوزجاني. (الميزان: 2/ 410 - 411). وقال ابن رجب في "التخويف " (ص 93): "وهو ضعيف جدًّا". وقال ابن عدي: "باطلٌ" وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (4/ 531): "سنده ضعيف". وقد تابعه يحيى بن اليمان عند البيهقي في "البعث والنشور" (ص 277)، ويحيى ضعّفه أحمد، وقال: حدّث عن الثوري بعجائب. قلت: وهذه منها، وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق عابدٌ يخطئ كثيرًا، وقد تغيّر". وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 468): "رواه البيهقي بإسنادٍ حسنٍ". ورُوي من حديث أبي هريرة: أخرجه البخاري في "التاريخ" (2/ 170) -ومن طريقه: البيهقي في "الشعب" (5/ 339) - والترمذي (2383) -وحسّنه- وابن ماجه (256) وابن عدي (5/ 71) وابن الجوزي (3/ 263) من طريق عماد بن سيف عن أبي معان -وقيل: معاذ- البصري عن ابن سيرين عنه مرفوعًا نحوه. قال البخاري: وأبو مُعان لا يُعرف له سماع من ابن سيرين، وهو مجهول. أهـ. وعمّار ضعيف الحديث كما في "التقريب". وقال ابن رجب: وفي هذا الإِسناد ضعفٌ. وأشار المنذري في "الترغيب" (4/ 468) إلى ضعف الحديث فصدّره بـ (رُوي). وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: (ق 254/ أ) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن سليمان القيمي عن ابن سيرين به نحوه. قال الهيثمي (10/ 389): "وفيه محمد بن الفضل بن عطية، وهو مجمع على ضعفه". أهـ. وقال في "التقريب": كذّبوه".

12 - باب: في سحائب جهنم

وأخرج ابن عدي (2/ 35) من طريق بُكير بن شهاب الدامغاني عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعًا: "إن في جهنّم وادٍ تستعيذ منه جهنم كل يوم سبعين مرّة، أعده الله للقراء المرائين بأعمالهم". وبكير منكر الحديث كما قال ابن عدي. والحديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، والصواب أنه ضعيف، فبعض طرقه لا يتهيأ الحكم عليها بالوضع. 12 - باب: في سحائب جهنم 1769 - أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن عمران الدَّيْنَوري: نا عبد الله بن حمدان الدَّيْنَوري: نا محمد بن جعفر العابد: نا منصور بن عمّار: نا بُشير بن طلحة: نا خالد بن دُرَيك عن يعلي بن مُنْيَة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُنشِىء اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لأهلِ النار سحابةً سوداءَ مظلمةً مُدْلهِمَّةً، فإذا اشترقت (¬1) عليهم نادتهم: يا أهلَ النار! أيَّ شيءٍ تطلبون؟ وما الذي تسألون؟. فيذكرون بها سحابَ الدُّنيا والماءَ الذي كان ينزل عليهم، فيقولون: نسألُ باردَ الشراب. فتُمطِر عليهم أغلالًا تُزادُ إلى (¬2) أغلالهم، وسلاسلَ تُزادُ في سلاسلهم، وجمرًا تُلهِبُ النارَ عليهم". أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير" ¬

_ (¬1) في هامش الأصل و (ر): (اشترفت)، وفي (ظ): (أشرقت). (¬2) في (ظ) و (ر) و (ف): (في).

(4/ 88) - والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: (ق 254/ أ - ب) وابن عدي في "الكامل" (6/ 394) من طريق منصور به. قال الطبراني: لا يُروى عن يعلى إلا بهذا الإِسناد. وقال ابن عدي: لم يروه عن بُشير غير منصور. وقال ابن رجب في "التخويف" (ص 101): "وخرّجه ابن أبي الدنيا موقوفًا ولم يرفعه". وإسناده ضعيف منقطع كما تقدم في تخريج الحديث رقم (1752). وقال الهيثمي (10/ 390): "وفيه مَنْ ضعفُه قليلٌ، ومن لم أعرفه". وقال ابن كثير: "هذا حديث غريبٌ". وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 473): "وقد رُوي موقوفًا عليه، وهو أصحُّ".

أبواب صفة الجنة

" أبواب صفة الجنّة" 13 - باب: لا يدخل أحد الجنّة إلا بجواز 1770 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدَّبْرِيُّ بصنعاء عن عبد الرزّاق، قال: نا سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم عن عطاء بن يسار عن سلمان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخُل أحدٌ الجنّةَ إلا بجواز: (بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتابٌ من الله لفلان بن فلان: أدخلوه جنّةً عاليةً، قطوفُها دانيةٌ) ". 1771 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم: نا أبو الحسن أحمد بن محمود الهروي: نا محمد بن علي الصنعاني: نا عبد الرزّاق، فذكر بإسناده مثله. أخرجه الطبراني في "الكبير" (6/ 333) و"الأوسط" (مجمع البحرين: (ق 256/ أ) عن شيخه الدَّبْرِيُّ به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 344، 345) والبيهقي في "البعث" (ص 173) والخطيب في "التاريخ" (5/ 4 - 5) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1547) من طريق الدَّبْرِيُّ به.

14 - باب: أول ثلاثة يدخلون الجنة

وإسناده ضعيف: ابن أَنْعُم ضعيف في حفظه كما في "التقريب"، وبه أعلّه ابن الجوزي. وأخرجه ابن الجوزي (1548) والضياء المقدسي في "صفة الجنّة" -كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 415) و"حادي الأرواح" (ص 70 - 71)، ومن طريقه: ابن القيم في "الحادي"- من طريق محمد بن خشام عن العبّاس بن زياد البلخي عن سعدان بن سعد الحكمي عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان مرفوعًا. "إن الله يعطي المؤمن جوازًا على الصراط: ... " الحديث. قال ابن الجوزي: "قال الدارقطني: تفرّد به سعدان. قال المؤلّف: قلت: سعدان مجهول، وكذلك محمد بن خُشام". أهـ. قلت: نصّ على جهالة سعدان أبو حاتم كما في "الجرح" (4/ 290). 14 - باب: أوّل ثلاثة يدخلون الجنّة 1772 - أخبرنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عُمارة بن أحمد بن أبي الخطّاب يحيى بن عمرو بن عُمارة الليثي قراءةً عليه من كتابه، قال. نا أبو سهل سعيد بن الحسن الأصبهاني بصور أمامَ دار العبّاس: نا أبو مسعود أحمد بن الفرات: نا أبو داود الحَفَري: نا شعبة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عامر العُقيلي عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عُرِضَ عليَّ أوّلُ ثلاثةٍ يدخلون الجنّةَ، وأوّلُ ثلاثةٍ يدخلون النّارَ. فأمّا أوّل ثلاثةٍ يدخلون الجنّةَ: فالشهيدُ، وعبدٌ مملولٌ أدّى حقَّ الله ونَصَحَ لمواليه، وعفيفٌ

مُتعفِّف. وأمّا أوّلُ ثلاثةٍ يدخلون النّارَ: فذو ثروةٍ من مالٍ لا يؤدّي فيه حقَّ الله عَزَّ وَجَلَّ، -وفقيرٌ فخورٌ، وإمامٌ جائرٌ- أو قال: مُسلَّطٌ". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (المطبوع: (7/ 363) من طريق تَمَّام. 1773 - أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السَّفر، وأبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد، وأحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذْلَم، قالوا: نا بكّار بن قتيبة: نا أبو داود الطيالسي: نا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن عامر العُقيلي عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عُرِضَ عليَّ أوّلُ ثلاثةٍ يدخلون الجنّةَ، وأوّلُ ثلاثةٍ يدخلون النّارَ. فأمّا أول ثلاثةٍ يدخلون الجنّةَ: الشهيدُ، وعبدٌ مملوك أحسنَ عبادةَ ربّه ونَصَحَ لسيّده، وعفيفٌ متعفِّفٌ ذو عيالٍ. وأمّا أوّل ثلاثةٍ يدخلون النَّار: فأمير مُسلَّطٌ، وذو ثروةٍ من مالٍ لا يُعطي حقَّ ماله، وفقيرٌ فخورٌ". هو في "مسند الطيالسي" (2567). أخرجه من طريقه: أبو نعيم في "صفة الجنّة" (80) -ومن طريقه: المزّي في "التهذيب" (2/ 646) - والبيهقي في "السنن" (4/ 82) و"الشعب" (6/ 386). وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 351 و 15/ 124) وأحمد (2/ 425) وابن حبّان (الإِحسان: (10/ 151 أو 16/ 523 - 525) والحاكم (1/ 387) من طرق عن هشام الدستوائي به. وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 296) وأحمد (2/ 479) والترمذي

15 - باب: فيمن يدخل الجنة بلا حساب

(1642) -مقتصرًا على الشطر الأول منه، وحسّنه- من طريق آخر عن يحيى به. وإسناده ضعيف: عامر قال الذهبي في "الميزان" (2/ 362): "لا يُعرف". وكذا قال عن أبيه (3/ 88). وقد ذكر ابن حبان عامرًا في "الثقات" وقال الحاكم عنه: مستقيم الحديث. وكلاهما متساهل في التوثيق. وقد صرّح يحيى بالتحديث عند الحاكم فانتفت شبهة تدليسه. وله طريق آخر: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 110) من طريق طلحة بن زيد الرقّي عن الخليل بن مرّة عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه. وإسناده تالف: طلحة متروك، قال أحمد وعلي وأبو داود: كان يضع. كذا في "التقريب"، والخليل ضعيف كما في "التقريب". 15 - باب: فيمن يدخل الجنة بلا حساب 1774 - حدّثني أبو عبد الرحمن محمد بن حُوَيت بن أحمد بن أبي حكيم القرشي من حفظه، قال: حدّثني أبي: أبو سليمان حُوَيت بن أحمد: نا أبو الجُماهِر محمد بن عثمان: نا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "وعدني ربّي أن يُدخِلَ الجنّةَ من أمّتي سبعين ألفًا بلا حسابٍ ولا عذابٍ، مع كلِّ ألفٍ سبعون (¬1) ألفًا وثلاثُ حَثْياتٍ من حَثْياتِ ربّي -عَزَّ وجَلَّ-". ¬

_ (¬1) في الأصول (سبعين) وعليها في (ف) ضبّة، والمثبت من (ر).

إسناده ضعيف: سعيد ضعيف كما في "التقريب"، وشيخ تمام وأبوه ذكرهما ابن عساكر في "تاريخه" (15/ ق 139 / أو5/ ق 195/ ب)، ولم يحك فيهما جرحًا ولا تعديلًا. لكن الحديث ثابت من رواية أبي أمامة: أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 471) وأحمد (5/ 268) والترمذي (2437) -وحسّنه- وابن ماجه (4286) وابن أبي عاصم في "السنّة" (589) والطبراني في "الكبير" (8/ 129 - 130) و"مسند الشاميين" (820) والدارقطني في "الصفات" (50 - 52) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 416) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن محمد بن زياد عنه مرفوعًا مثله وإسناده حسن: ابن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده وشيخه منهم. وقال ابن كثير في "التفسير" (1/ 394): "وهذا إسناد جيّدٌ". وتابع ابن عيّاش: بقيّة بن الوليد عند الطبراني (8/ 130) والدارقطني (53)، وصرّح بالتحديث عند الأخير، وتابعه أيضًا: سليم بن عثمان الفوزي عند الدارقطني (54)، لكنه ضعيف. وأخرجه أحمد (5/ 250) وابن أبي عاصم (588) والطبراني في "الكبير" (8/ 187) و"مسند الشاميين" (954) وابن حبّان (16/ 230) من طريق صفوان بن عمرو عن سُليم بن عامر وأبي اليمان الهَوْزَنيّ عن أبي أمامة مرفوعًا نحوه. وإسناده صحيح، وقال ابن كثير (1/ 394): "وهذا أيضًا إسنادٌ حسنٌ". أهـ. وتابع صفوان: معاوية بن صالح -وهو لا بأس به- عند الطبراني (8/ 181 - 182) والبيهقي في "البعث" (134).

وورد مثله من حديث أبي سعيد الأنماري، وعتبة بن عبد السلمي: أما حديث أبي سعيد: فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (814) و"الآحاد والمثاني" (5/ 297 - 298) -ومن طريقه: عز الدين ابن الأثير في "أُسْد الغابة" (5/ 137 - 138) - وعثمان الدارمي في "النقض على المريسي" (ص 37) والطبراني في "الكبير" (22/ 304 - 305) و"الأوسط" (406) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" كما في "الإِصابة" (4/ 88 - 89) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع عن معاوية بن سلّام عن زيد بن سلّام عن أبي سلّام عن عبد الله بن عامر اليحصبي عن قيس الكندي عنه مرفوعًا نحوه. قال الحافظ: "قلت: سنده صحيح، وكلّهم من رجال الصحيح إلا قيس بن حجر، وهو شاميُّ ثقة". ثم ذكر بعض الاختلافات في سنده، وقال: "فمن هذا الاختلاف يُتوقف في الجزم بصحة هذا المسند". وأما حديث عتبة: فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (2/ 341) وعثمان الدارمي (ص 37) والطبراني في "الكبير" (17/ 126 - 127) و"الأوسط" (404) وابن حبّان (16/ 231 - 232) والبيهقي (274) من رواية عامر بن زيد البكالي عنه مرفوعًا نحوه. قال الهيثمي (10/ 409): "وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثّقه، وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. ففيه جهالة، ومع هذا فقد نقل ابن كثير (1/ 394) عن الضياء المقدسي أنه قال في كتابه (صفة الجنّة): "لا أعلم لهذا الإِسناد علّةً".

16 - باب: شكر أهل الجنة لله على نجاتهم من النار

16 - باب: شكر أهل الجنة لله على نجاتهم من النار 1775 - حدّثنا أبو زُرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله النّصْريّ، قالا: نا أبو الحسن محمد بن نوح الجُنْدَيْسَابوري: نا أبو الربيع عُبيد الله بن محمَّد الحارثيّ نا محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك: أنا نافع بن أبي نُعيم القارئ عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخلُ الجنّةَ أحدٌ إلا أُريَ مقعدَه من النّار لو أساء ليزدادَ شُكرًا، ولا يدخُل النَّارَ أحدٌ إلَّا أُرِي مقعدَه من الجنّة لو أحسن (¬1) ليكون عليه حسرةً". أخرجه البخاري (11/ 418) من طريق شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزّناد به" 17 - باب: صفة نعيم الجنّة 1776 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي كُلْثُم سلامة بن بشر بن بدَيل العُذْري، قال: نا أبي عن جدّه: أبي كُلْثُم، قال: حدّثني صدقة بن عبد الله عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن ابن سيرين عن أبي هريرة أنّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ ربّكم -عَزَّ وَجَلَّ- قال: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أُذنٌ سمعت، ولا خَطَرَ على قلب بشرٍ". ¬

_ (¬1) في (ظ) زيادة: (ليزداد حسرة)، وهي سهو ظاهر.

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (202) و"الصغير" (1/ 26) -وعنه: أبو نعيم في "صفة الجنّة" (113) - من طريق صدقة به. قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا ابن أبي عروبة، تفرّد به صدقة. أهـ. قلت: وهو ضعيف كما في "التقريب". والحديث أخرجه البخاري (8/ 515) ومسلم (4/ 2174) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. ومن طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. 1777 - أخبرنا خيثمة: نا الخليل بن عبد القهّار الصيداوي: نا هشام بن خالد (ح) وأخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد [بن جعفر (¬1)] بن هشام الكِنْدي قراءةً عليه: نا محمد بن بشر مولى عثمان بن عفان: نا هشام بن خالد: نا بقيّة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لمّا -وقال: خيثمة: حينَ- خَلَقَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- جنّة عدن: خَلَق فيها ما لاعينٌ رأت ولا خَطَر على قلب بشر، ثمّ قال لها: تكلّمي!. فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] ". زاد جعفر بن محمد في حديثه: ثمّ قالت: "أنا حرامٌ على كلِّ بخيل ومراءٍ" (¬2). أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (5/ ق 340/ ب و15/ ق 70/ ب) من طريق تَمَّام. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 184) و"الأوسط" (742) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (16) من طرقٍ عن هشام به دون الزيادة. ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر). (¬2) في (ظ) سيقت رواية محمد بن جعفر مفردة بتمامها.

وإسناده ضعيف: فيه عنعنة ابن جريج وهو مدلس، أمّا بقيّة فإنه قد صرح بالتحديث في رواية الأوسط وأبي نعيم، لكن لا قيمة لهذا التصريح، لأن هشام بن خالد كان لا يفطن لتدليس بقية، فقد ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 126) حديثًا بنفس الإِسناد من رواية هشام، ثم نقل عن أبيه قوله: "هذا حديث موضوع لا أصل له، وكان بقيّة يدلس فظنوا -هؤلاء- أنه يقول في كل حديث: (حدّثنا)، ولا يعتقدون الخبر منه. ونقل عنه في موضع آخر (2/ 295) بعد أن ذكر ثلاثة أحاديث بهذا الإِسناد: هذه الأحاديث موضوعة لا أصل لها، وكان بقيّة يدلّس، فظن هؤلاء أنّه يقول في كل حديث: (حدّثنا) ولم يعتقدوا الخبر منه". وله طريق آخر: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 255/ أ) و"الكبير" (12/ 147) من طريق حماد بن عيسى العبسي عن إسماعيل السُّدِّي عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعًا: "خلق الله جنة عدن بيده، ودلّى منها ثمارها وشقّ أنهارها، ثمّ نظر إليها فقال: [تكلّمي! فقالت]: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}. فقال: وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل". وما بين الحاصرتين سقط من "الكبير". وإسناده ضعيف منقطع: أبو صالمح هو باذام مولى أمّ هانئ ضعيف كما في "التقريب"، وقال ابن حبّان: يحدّث عن ابن عباس ولم يسمع منه. والسُّدِّي فيه ضعف، وحمّاد قال الذهبي في "الميزان" (1/ 599): "فيه جهالة". وقال المنذري في "الترغيب" (4/ 513): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بإسنادين، أحدهما جيّدٌ". وكذا قال الهيثمي (10/ 397)، وفاتهما عنعنة ابن جريج، وتدليس بقيّة.

ورُوي نحوه من حديث أبي سعيد، وأنس: أمّا حديث أبي سعيد: فأخرجه البزّار (كشف - 3508) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: (ق 255/ أ) وأبو الشيخ -كما في "حادي الأرواح" (ص 135) - وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 204) والبيهقي في "البعث" (214) من طريق عدي بن الفضل عن الجُريري عن أبي نضرة عنه مرفوعًا: "إن الله خلق جنّة عدن بيده؛ لبنةٌ من ذهب، ولبنة من فضة، وجعل ملاطها المسك، وترابها الزعفران، وحصباءها اللؤلؤ، ثم قال لها: تكلّمي. فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}، فقالت الملائكة: طوبى لك منزل الملوك". قال الطبراني: لم يروه عن الجُريري إلا عدي. وقال البزّار: لا نعلم أحدًا رفعه إلا عدي، وليس بالحافظ. أهـ. قلت: هو متروك كما في "التقريب"، ضعف البيهقي هذا الوجه، ولم ينفرد عدي برفعه، بل قد تابعه وُهَيب بن خالد -وهو ثقة- فرواه عن الجُريري به مرفوعًا بلفظ: "إن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، ثم شقق فيها الأنهار، وغرس فيها الأشجار، فلما نظر الملائكة إلى حسنها وزهرها، قالت: طوباك في منازل الملوك". أخرجه البيهقي (261) من طريق أحمد بن عبيد الصفّار عن محمد بن يونس عن سهل بن بكار به. ومحمَّد بن يونس هو الكُديمي، فهو من مشايخ الصفّار كما في ترجمته من "تاريخ بغداد" (4/ 261)، والكُدَيمي واهٍ. وهذا مع ضعفه ليس فيه موضع الشاهد وهو كلام الجنّة. والصحيح أنه موقوف: فقد رواه حماد بن سلمة عن الجُريري به موقوفًا: خلق الله -تبارك

وتعالى- الجنة: لبنةً من ذهب، ولبنةً من فضّة، وغرسها، وقال لها: تكلّمي. فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}، فدخلتها الملائكة، فقالت: طوباك منزل الملوك". أخرجه البزّار (كشف- 3507)، وإسناده صحيح، الجُريري وإن كان قد تغير قبل موته إلا أن رواية حماد عنه قبل التغير كما قال العجلي. وأما حديث أنس: فأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذمِّ البخل" -كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 238) و"الدر المنثور" (6/ 196) - وأبو نعيم في "صفة الجنة" (17) من طريق محمد بن زياد الكلبي عن بشر بن الحسين عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنه مرفوعًا: "خلق الله جنّة عدن بيده ثمّ قال لها: انطقي. فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}. فقال الله: وعزّتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل". لفظ ابن أبي الدنيا. والكلبي قال ابن معين: لا شيء. وقال صالح جزرة: ليس بذاك. (الميزان: (3/ 552) وبشر كذّبه أبو داود الطيالسي وأبو حاتم، وتركه الدارقطني. (اللسان: (2/ 21). فالسند تالف. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 193) والحاكم (2/ 392) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 403) من طريق علي بن عاصم عن حُميد عن أنس مرفوعًا: "خلق الله جنة عدن، وغرس أشجارها بيده، فقال لها: تكلمي. فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}. وصحّحه الحاكم، فردّه الذهبي بقوله: "قلت: بل ضعيف". أهـ. وعلته علي بن عاصم فإنه ضعيف، بل منهم من كذّبه!. وبالجملة فالحديث لا يثبت إلا موقوفًا على أبي سعيد، وروي نحوه من كلام بعض التابعين.

18 - باب: في صفة أهل الجنة

1778 - أخبرنا أحمد بن سليمان: نا يزيد بن محمد: نا أبو الخطّاب يحيى بن عمرو بن عمارة: نا أبو (¬1) ثوبان، قال: أخبرني عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن -يعني: الأعرج- عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "والذي نفسي يده لقيد سوطٍ في الجنة خيرٌ ممّا بين السماء والأرض". أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (18/ ق 88/ ب) من طريق تمّام. وابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت صدوق فيه لينٌ. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنّف" (11/ 420) -وعنه: أحمد (2/ 215) - عن معمر عن همّام بن منبّه عن أبي هريرة مرفوعًا وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرج البخاري (11/ 232) من حديث سهل بن سعد مرفوعًا "موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها". 18 - باب: في صفة أهل الجنة 1779 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر الكِنْدي: نا أبو بكر محمَّد بن عمرو بن نصر بن الحجّاج القرشي، قال: حدّثني أبي عن أبيه: نصر بن الحجّاج، قال: حدّثني الأوزاعي، قال: حدّثني هارون بن رياب عن أنس بن مالك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُبعثُ أهلُ الجنّةِ في صورة آدمَ -عليه السلام-: ميلادُ ثلاثةٍ وثلاثين، مُرْدًا جُرْدًا مكحّلين". ¬

_ (¬1) كذا في الأصول مضبّبًا، والصواب: (ابن ثوبان) كما في رواية ابن عساكر، ويحيى معروف بالرواية عن ابن ثوبان.

عزاه إلى"فوائد تمام ": السيوطي في "الجامع الكبير" (2/ 989). وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ ق 273/ أ) من طريق تمَّام. وأخرجه البخاري في "التاريخ" (8/ 219) وأبو بكر بن أبي داود في "كتاب البعث والنشور" (64) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 256/ أ) و"الصغير" (2/ 140) وأبو الشيخ في "العظمة" (582) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 56) و"صفة الجنّة" (2/ 104) والبيهقي في "البعث" (418) من طريق عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي به. ورجاله ثقات، وهارون اختلف في سماعه من أنس، وقال أبو نعيم: رواه غيره عن الأوزاعي عن هارون فقال: حدّثني من سمع أنسًا يذكره. وقال الهيثمي (10/ 399): "إسناده جيّدٌ". وورد الحديث من رواية معاذ، وأبي هريرة: أما حديث معاذ: فأخرجه أحمد (5/ 232، 239 - 240) والبيهقي (423) من طريق شيبان وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن شهر عن معاذ، وخالفهما عمران القطّان، فقال: عن قتادة عن شهر عن عبد الرحمن بن غُنْم عن معاذ، أخرجه من طريقه: أحمد (5/ 243) والترمذي (2545) والطبراني في "الكبير" (20/ 64) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (257). والقول قول الأولين فإنهما من أثبت أصحاب قتادة، وأما عمران فإن فيه لينًا. ورواية شهر عن معاذ منقطعة، وشهر ليّن. وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 114) -ومن طريقه: البغوي في "تفسيره" (7/ 19) - وأحمد (2/ 295، 343، 415) وابن أبي الدنيا -كما في "الترغيب" (4/ 501) - وابن أبي داود (63) والطبراني في "الأوسط"

19 - باب: غرف الجنة وخيامها

(مجمع البحرين: (ق 256/ أ) و"الصغير" (2/ 17) وابن عدي في "الكامل" (5/ 198) وأبو الشيخ (594) وأبو نعيم (255) والبيهقي (419، 420) من طريق علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عنه مرفوعًا. وإسناده ضعيف: علي ضعيف كما في "التقريب"، وحسّن إسناده الهيثمي (10/ 399). وأخرج الترمذي (2539) -وحسّنه- والدارمي (2/ 335) وأبو نعيم (256) من رواية شهر عن أبي هريرة مرفوعًا: "أهل الجنة جُرْدٌ مرد". الحديث. وشهر ليّن كما تقدّم وبالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن على أقلّ أحواله. أمّا كون أهل الجنة على صورة أبيهم آدم -عليه السلام- فثابت عند البخاري (6/ 362) ومسلم (4/ 2179) من رواية أبي هريرة. 19 - باب: غُرَف الجنّة وخيامها 1780 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا أبو يعقوب يوسف بن موسى المروذي بدمشق: نا صالح بن عدي: نا عبد الرحمن بن عبد المؤمن الأزدي: نا محمد بن واسع عن الحسن عن جابر بن عبد الله، قال: خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يومٍ، فقال: "ألا أخبركم بغَرَف الجنّة؟ ". قالوا: بلى! بأبينا أنت وأمِّنا يا رسول الله. قال: "إنّ في الجنّة لغُرَفًا من ألوان الجوهرِ كلِّهِ، يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنُها من ظاهرِها، فيها من النّعيم والثواب والكرامةِ

ما لا عينٌ رأت، ولا اُذُنٌ سمعت". قال: بأبينا أنت وأمّنا يا رسول الله لمن تلك؟. قال: "لمن أفشى السلامَ، وأدام الصيامَ، وأطعم الطعامَ، وصلّى والناسُّ نيامٌ". قال: قلت: بأبي وأمّي يا رسول الله ومن يُطيق ذلك؟. قال: "أمّتي تُطيق ذلك، وسأخبركم عن ذلك: من لقي أخاه فسلّم عليه فردّ [عليه (¬1)] السلامَ فقد أفشى السلامَ، ومن أطعم أهلَه وعيالَه من الطعام حتى يُشبِعَهم فقد أطعم الطعامَ، ومن صام رمضان ومن كلّ شهرٍ ثلاثةَ أيّامِ فقد أدام الصيامَ، ومن صلّى العشاءَ الآخرةَ والغداةَ في جماعةٍ فقد صلّى وَالناسُ نيامٌ من اليهود والنّصارى والمجوس". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (الحسن لم يسمع من جابر فيما نقله ابن المديني وغيرُه). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 356) من طريق صالح بن عدي به. وأخرجه ابن السمّاك في "فوائده" -كما في "حادي الأرواح" (ص 142) - ومن طريقه: البيهقي في "البعث" (253) من طريق عبد الرحمن بن عبد المؤمن به. وإسناده ضعيف: عبد الرحمن هذا لم أظفر بترجمة له، والحسن لم يسمع من جابر كما قال بهز بن أسد وعلي بن المديني وأبو حاتم. وقال البيهقي. هذا الإِسناد غير قوي. وروي نحوه من حديث ابن عبّاس: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 388) والبيهقي (254) والخطيب ¬

_ (¬1) من (ظ) و (ر).

في "التاريخ" (4/ 179) من طريق حفص بن عمر بن حكيم عن عمرو بن قيس الملائي عن عطاء عنه مرفوعًا نحوه. وهو عند الخرائطي في "المكارم" (137) مختصرًا. قال ابن عدي: وهذه الأحاديث بهذا الإِسناد مناكير، لا يرويها إلا حفص بن عمر هذا، وهو مجهول، ولا أعلم أحدًا روى عنه غير علي بن حرب. وقال أيضًا: حدّث عن عمرو بن قيس عن عطاء عن ابن عباس أحاديث بواطيل. وقال البيهقي: وحفص بن عمر هذا مجهول، لم يرو عنه غير علي بن حرب. وأصل الحديث ثابت: فقد أخرج ابن أبي شيبة (8/ 625 و 13/ 101) -ومن طريقه: ابن عدي في "الكامل" (4/ 305) - والترمذي (2527) وهنّاد في "الزهد" (123) وابن نصر في "قيام الليل" (مختصره - ص 21) وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 155 - 156) و"زوائد الزهد" (ص 18 - 190) وأبو يعلى (1/ 337 - 338، 344) وابن خزيمة (3/ 306) وابن أبي داود في "البعث" (74) والخرائطي (136) وابن السنّي في "عمل اليوم والليلة" (319) والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 303) والبيهقي في "البعث" (252) و"الشعب" (3/ 215 - 216) والخطيب في "الجامع" (1/ 165) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي مرفوعًا: "إن في الجنة لغرفًا يُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها. "فقام أعرابي فقال: يا رسول الله لمن هي؟. قال: "لمن طيّب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام [وفي رواية: وأدام الصيام] وصلى بالليل والناس نيام". قال الترمذي: "هذا حديث غريبٌ، وقد تكلّم بعض أهل العلم في

عبد الرحمن بن إسحاق هذا من قبل حفظه". أهـ. وهو ضعيف كما في "التقريب". والنعمان لم يرو عنه سوى عبد الرحمن، ففيه جهالة، وذكره ابن حبّان في "ثقاته". وأخرجه عبد الرزّاق (11/ 418 - 419) ومن طريقه: أحمد (5/ 343) والخرائطي (140) والطبراني في "الكبير" (3/ 342) وابن حبَّان (2/ 262) والبيهقي في "السنن" (4/ 300 - 301) و"الشعب" (3/ 404) والبغوي في "شرح السنة" (4/ 40 - 41) وابن عساكر في "تاريخه" (المطبوع: 39/ 152) -عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن معانق أو: أبي معانق- عن أبي مالك الأشعري مرفوعًا. وأخرجه الطبراني (3/ 342) من طريق أبي سلّام عن أبي معانق به. وابن معانق وثّقه العجلي وابن حبّان، وقال الدارقطني: لا شيء مجهول. وقال الهيثمي (10/ 420): "رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن معانق ووثّقه ابن حبّان". وأخرجه أحمد (2/ 173) من طريق ابن لهيعة، والطبراني -كما في "النهاية" لابن كثير (2/ 238) - والحاكم (1/ 321) -وصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- من طريق ابن وهب، كلاهما عن حُيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. وإسناده لا بأس به: حُيي قال ابن معين وابن عدي: لا بأس به. ووثّقه ابن حبان، وقال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي: ليس بالقوي وقال أحمد: أحاديثه مناكير وما خرّج له مسلم وقال الضياء - كما في "النهاية": "هذا عندي إسناد حسنٌ". وقال الهيثمي (10/ 420): "ورجاله وثّقوا على ضعفٍ في بعضهم". فالحديث بهذه الطرق الثلاثة حسن على أقل أحواله.

20 - باب: خدم أهل الجنة

1781 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعيّ: نا أبو عمرو حفص بن عمر بن الصبّاح الرّقّي بالرقّة: نا حجّاج -وهو: ابن المِنْهال-: نا همّام، قال: سمعت أبا عمران الجَوْني يحدِّث عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس (¬1) عن أبيه أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الخيمةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفةٌ، طولُها في السماء ستون ميلًا، في كلِّ زاويةٍ منها للمؤمن أهلٌ لا يراهم الآخرون". أخرجه البخاري (6/ 318) عن شيخه الحجّاج به. وأخرجه مسلم (4/ 2182 - 2183) من طريق همّام به. 20 - باب: خدم أهل الجنة 1782 - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا إبراهيم بن عبد الله بن عمر القصّار: نا وكيع بن الجرّاح عن الأعمش عن يزيد الرّقاشي عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الولدان والأطفال خَدَمُ أهل الجنّة". أخرجه أبو يعلى (7/ 130 - 131) من طريق وكيع به. ويزيد ضعيف كما في "التقريب". وأخرج الطيالسي (2111) وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 308) -واللفظ له- من طريق الربيع بن صَبيح عن يزيد عن أنس، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذراري المشركين: لم يكن لهم ذنوب يعاقبون بها ¬

_ (¬1) في الأصل: (يونس)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ) و (ر).

فيدخلون النار، ولم تكن لهم حسنةٌ يجازون بها فيكونوا من ملوك الجنة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هم خدم أهل الجنّة". والربيع صدوق سيّء الحفظ كما في "التقريب". وضعّف الحافظ في "الفتح" (3/ 246) حديث أنس. وأخرج الطبراني في "الأوسط" (2996) من طريق مقاتل بن سليمان عن قتادة عن أنس مرفوعًا: "أولاد المشركين خدم أهل الجنّة". وقال: لم يروه عن قتادة إلا مقاتل. ومقاتل كذّبوه وهجروه كما في "التقريب". وأخرج البزّار (كشف - 2170) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 153/ ب) من طريقين عن المبارك بن فضالة عن علي بن زيد عن أنس مرفوعًا: "أطفال المشركين خدم أهل الجنة". وسنده ضعيف: علي بن زيد هو ابن جُدْعان ضعيف كما في "التقريب"، والمبارك مدلّس وقد عنعن. وأخرجه البزّار (كشف- 2171) من طريق المُعلّى بن عبد الرحمن عن المبارك به موقوفًا، والمُعلّى متّهمٌ بالوضع كما في "التقريب". وروي من حديث سمرة بن جندب: أخرجه البخاري في "التاريخ" (6/ 405 - 406) والبزّار (كشف - 2172) والطبراني في "الكبير" (7/ 295) و"الأوسط" (2066) من طريق عيسى بن شعيب عن عبّاد بن منصور عن أبي رجاء العُطاردي عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن أطفال المشركين، فقال: "هم خدم أهل الجنة".

21 - باب: في ولد أهل الجنة

وعبّاد ليس بالقوي كما قال ابن معين والنسائي والدارقطني، وكان يدلّس كما قال أحمد، وقد عنعن هنا. وعيسى قال الفلاس: صدوق. وقال ابن حبان: فحش خطؤه فاستحقّ الترك. وقال الحافظ في "الفتح" (3/ 246): "إسناده ضعيف". وقال الهيثمي (7/ 219): "وفيه عبّاد بن منصور وثّقه يحيى القطّان، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". والخلاصة أن الحديث قد ورد من ثلاثة طرق ضعيفة -ليست شديدة الضعف-، يشدّ بعضها بعضًا، ويصير بها الحديث حسنًا إن شاء الله. 21 - باب: في ولد أهل الجنّة 1783 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الكِنْدي: نا محمد بن إدريس بن جُنادة (¬1) الأنطاكي: نا زهير بن عبّاد: نا سلّام بن سُليم (¬2) الطويل عن زيد العمِّي عن أبي الصدّيق النّاجي عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ أهلَ الجنّةِ إذا اشتهى أحدُهم الولدَ يُولَد له، فما يكون حَمْله وفِصالُه إلا في ساعةٍ". أخرجه البيهقي في "البعث" (397) من طريق سلّام الطويل به، وقال: وهذا إسنادٌ ضعيف بمرة. ¬

_ (¬1) في (ظ): (حمادة)، وفي (ر): (حمّاد). (¬2) في هامش (ظ): (صوابه: سليمان)، وفي "التهذيب" (4/ 281): "ويقال: ابن سُلَيم، أو: ابن سليمان، والصواب الأول".

قلت: سلّام متروك، وزيد ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه هنّاد في "الزهد" (93) وعبد بن حميد في "المنتخب" (939) وأبو نعيم في "صفة الجنّة" (275) من طريق الثوري عن أبان بن أبي عياش عن أبي الصدّيق به. وأبان متروك كما في "التقريب". وأخرجه الحاكم في "التاريخ" -وعنه: البيهقي (398) - وأبو نعيم في "صفة الجنّة" (2/ 124) و"أخبار أصبهان" (2/ 296) من طريق يحيى بن حفص الأسدي الرازي عن أبي عمرو بن العلاء عن جعفر بن زيد العبدي عن أبي الصدّيق به. ويحيى بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (9/ 138)، وذكره ابن الجزري في "غاية النهاية" (2/ 368 - 369) ونقل عن الداني أنه قال: "ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، لا ندري من هو". وأخرجه أحمد (3/ 9، 80) والدارمي (2/ 337) والترمذي (2563) -وحسّنه- وابن ماجه (4338) وأبو يعلى (2/ 318) -وعنه: ابن حبّان (16/ 417) - وأبو الشيخ في "العظمة" (585) وأبو نعيم في "صفة الجنّة" (2/ 124 - 125) من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن عامر الأحول عن أبي الصديق به بلفظ: "إن المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنّة كان حمله ووضعُه وشبابه كما يشتهي في ساعة". وإسناده حسن: عامر فيه ضعف يسير، والراجح حُسن حديثه. وقال الحافظ الضياء المقدسي -كما في "النهاية" لابن كثير (2/ 294) -: "وهذا عندي على شرط مسلم". وقال ابن القيّم في "حادي الأرواح" (ص 237): "إسناد حديث أبي سعيد على شرط الصحيح فرجاله محتجٌّ بهم فيه، ولكنّه غريب جدًّا".

22 - باب: أكل الطير في الجنة

22 - باب: أكل الطير في الجنة 1784 - أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب، ومحمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، ومحمَّد بن إبراهيم بن سهل بن حيّة. في آخرين، قالوا: نا أبو جعفر الحسين بن محمد بن جمعة (ح) وأخبرنا محمَّد بن عبد الله بن الحسين بن محمَّد بن جمعة: أنا جدّي: الحسين بن محمد بن جمعة: نا سعيد بن منصور: نا خلف بن خليفة: نا حُميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "إنّك لتنظرُ إلى الطير في الجنّةِ فيخِرُّ بين يديك مشويًا، فتأكلُ منه ثم يطير". أخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه" (22) -ومن طريقه: البزار (كشف -3532) وابن عدي في "الكامل" (2/ 273) - عن شيخه خلف به. وأخرجه الحسين المروزي في "زوائد زهد ابن المبارك" (1452) والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 268) والبيهقي في "البعث" (318) من طريق خلف به. وإسناده ضعيف: حُميد ضعيف كما في "التقريب"، وخلف قال عثمان بن أبي شيبة: صدوق ثقة، لكنّه خرّف فاضطرب عليه حديثه. وعبد الله بن الحارث لم يسمع من ابن مسعود كما قال ابن المديني وأبو حاتم (المراسيل: ص 111). والحديث أشار المنذري في "الترغيب " (4/ 527) إلى ضعف الحديث حيث صدّره بـ (رُوي). وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" -كما

23 - باب: رفع النوم عن أهل الجنة

في "الإِتحاف" (10/ 541) -: "رواه البزّار بسندٍ فيه ضعف". وقال الهيثمي (10/ 414)، "وفيه حميد بن عطاء الأعرج، وهو ضعيف". وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (3/ ق 161/ ب): "رواه أبو يعلى الموصليّ والبزّار، ومدار إسناديهم على حُميد الأعرج وهو ضعيف". 23 - باب: رفع النوم عن أهل الجنّة 1785 - أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعيّ قراءةً عليه: نا مِقدام بن داود: نا عبد الله بن محمد بن المغيرة: نا سفيان الثوري عن محمَّد بن المُنكدر عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "النَّومُ أخو الموت، ولا ينامُ أهلُ الجنّةِ". . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قال المنذري: (عبد الله بن محمد بن المغيرة هذا كوفٌّ سكن مِصرَ، لا يحتجُّ به). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 301) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "العلل" (1553) - والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 255/ ب) عن شيخهما المقدام به. وأخرجه ابن مردويه في "تفسيره" -كما في "النهاية" لابن كثير (2/ 296) - وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 90) و"صفة الجنّة" (215) وابن جميع في "معجم شيوخه" (ص 73) من طرق عن المقدام به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 218) من طريق محمد بن

عبد الله بن عبد الرحيم البرقي عن عبد الله بن المغيرة به. وإسناده ضعيف: ابن المغيرة قال العقيلي: "كان يخالف في بعض حديثه، ويحدّث بما لا أصل له. فمن حديثه الذي يخالف فيه: ... " وذكر له هذا الحديث وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال ابن يونس: منكر الحديث. (اللسان: 3/ 332). والمقدام وإن كان ضعيفًا فقد تابعه ابن البَرْقي وهو ثقة. وقد اختلف فيه على الثوري، فرواه بعضهم عنه مسندًا، ورواه آخرون عنه مرسلًا فلم يذكروا جابرًا. فمّمن أسنده: 1 - محمد بن يوسف الفريابي، أخرجه البزّار (كشف - 3517) والبيهقي في "البعث" (440) من طريقين عنه، وقال البزّار: لا نعلم أسنده من هذا الطريق إلا الثوري، ولا عنه إلا الفريابي. أهـ. وقال في "التقريب" عن الفريابي: "ثقة فاضل يُقال: أخطأ في شيء من حديث سفيان". أهـ. وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 219): "سمعت أبي وذكر حديثًا رواه الفريابي عن الثوري ... "، وذكر هذا الحديث، ثم قال: قال أبي: الصحيح عن ابن المنكدر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ليس فيه جابر". 2 - معاذ بن معاذ العنبري، أخرجه البيهقي في "البعث" (439) و"الشعب" (4/ 183) من طريق عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي عن عبد الله بن هاشم عنه. ومعاذ ثقة متقن، لكن الشرقيّ تكلّموا فيه لإِدمانه شرب المسكر كما قال الذهبي. (اللسان: 3/ 341). 3 - الحسين بن حفص الهمْداني، أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"

(3/ 92 - ط العلمية) من طريق النضر بن هشام عنه. وإسناده حسن فالحسين صدوق كما في "التقريب"، والراوي عنه قال ابن أبي حاتم في "الجرح" (8/ 481): صدوق. 4 - الحسين بن الوليد القرشي، أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1554) من طريق عبد الله بن محمد الشرقي عن فطر بن إبراهيم عنه. والحسين ثقة، لكن الراوي عنه لم أظفر بترجمة له. 5 - عبد الله بن جبلة بن أبي روّاد، أخرجه البيهقي في "البعث" (442) من طريقه، ولم أجد ترجمة له. أما من أرسله عن سفيان فمنهم: 1 - عبد الله بن المبارك، أخرجه عنه نعيم في "زوائد الزهد" (279)، ونُعيم ضعيف. 2 - جرير بن عبد الحميد. 3 - وكيع بن الجراح، وأخرجه من طريقهما عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 9). 4 - قطبة بن العلاء -وهو ليس بالقوي-. 5 - عبيد الله بن موسى، وأخرجه من طريقهما العقيلي (2/ 301). 6 - قبيصة بن عقبة -وهو ثقة إلا أنه استصغر في الثوري-، أخرجه البيهقي في "البعث" (441). 7 - مخلد بن يزيد. 8 - عُبيد الله بن عُبيد الرحمن الأشجعي، ذكر روايتهما العقيلي (2/ 301).

24 - باب: سوق الجنة

فبالمقارنة بين روايات المرسلين وما ثبت من روايات المسندين، تترجح كفّة الأولين لكثرتهم، ولأن فيهم من عُدَّ من أثبت الناس في الثوري، والله أعلم. وقد توبع الثوري: تابعه يحيى بن سعيد الأنصاري، أخرج روايته الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 255/ ب) وابن عدي (6/ 366) من طريق مصعب بن إبراهيم عن عمران بن الربيع الكوفي عنه. ومصعب قال ابن عدي: مجهول، وأحاديثه عن الثقات ليست بمحفوظة. وقال أيضًا: منكر الحديث. وشيخه لم أر من ترجم له. وتابعه أيضًا نوح بن أبي مريم المعروف بالجامع عند أبي نعيم في "صفة الجنّة" (90) والخطيب في "الموضح" (1/ 467)، ونوح متهم بالوضع. ورُوي بأبسط من هذا من حديث عبد الله بن أبي أوفى: أخرجه أبو نعيم (216) والبيهقي (444) من طريق سعيد بن زَرْبي عن نُفيع بن الحارث عنه مرفوعًا، وإسناده تالف: نُفيع متروك، وقد كذّبه ابن معين، وسعيد منكر الحديث. كذا في "التقريب". وقال ابن كثير في "النهاية" (2/ 296): "ضعيف الإِسناد". 24 - باب: سوق الجنّة 1786 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن هميان بن محمد بن عبد الحميد البغدادي قراءةً عليه: نا أبو علي الحسن بن عرفة العَبدي: نا محمَّد بن خازم عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن النُّعمان بن سعد

عن عليٍّ -رضوان الله عليه-، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ في الجنّة سوقًا لا شراءٌ فيه ولا بيعٌ إلا الصُّور من الرجال والنساء، فإذا اشتهى الرجلُ صورةً دخلها". قال: "وفيها مُجتَمعُ الحور العين، يرفعن أصواتًا لم يسمعِ الخلائق بمثلهنّ، يقلن: نحن الناعماتُ فلا نبؤس (¬1) أبدًا، ونحن الخالداتُ فلا نموت، ونحن الراضياتُ فلا نسخط أبدًا، فطُوبى لمن كان لنا وكنّا له". أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 100 - 101) وهنّاد في "الزهد" (9) والترمذي (2550، 2564) -واستغربه- والحسين المروزي في "زوائد زهد ابن المبارك" (1487) وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 156) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "العلل" (1155) و"الموضوعات" (3/ 256) - وأبو يعلى (1/ 232 - 233، 338) وابن عدي في "الكامل" (4/ 305) والمحاملي في "أماليه" (118) وأبو نعيم في "صفة الجنّة" (418) والبيهقي في "البعث" (376) والبغوي في "شرح السنة" (15/ 226) والذهبي في "النبلاء" (11/ 396 - 397) من طرق عن أبي معاوية محمد بن خازم به. وأخرجه الذهبي أيضًا من طريق محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق به لكنَّه لم يرفعه. والحديث قال ابن الجوزي: "لا يصحُّ، والمتّهم به عبد الرحمن بن إسحاق، وهو أبو شيبة الواسطي، قال أحمد: ليس بشيءٍ منكر الحديث. وقال يحيى: متروك". أهـ. قلت: ولم يتّهم، وقال الحافظ في "التقريب": "ضعيف". والنعمان لم يرو عنه غير عبد الرحمن ففيه جهالة، ووثّقه ابن حبّان. ¬

_ (¬1) في "النهاية" (1/ 89): "بَؤُس يَبْؤُس -بالضمِّ فيهما- بأسًا، إذا اشتد حزنه".

والحديث ضعّفه المنذري في "الترغيب" (4/ 537، 541) حيث صدّره بـ (رُوي). وللشطر الأول من الحديث طريق آخر: أخرجه ابن عساكر -كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 455) - من طريق محمد بن الفرات الجرمي عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعًا. وإسناده تالف: ابن الفرات قال في "التقريب": كذّبوه. والحارث هو الأعور متّهم. وله شاهدٌ أيضًا من حديث جابر: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 218/ ب) وأبو نعيم (419) من طريق محمد بن كثير عن جابر الجُعْفي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عنه مرفوعًا نحوه. قال الحافظ في "القول المسدّد" (ص 82): "في إسناده: جابر بن يزيد الجُعفي، وهو ضعيف". أهـ. قلت: كذّبه أبو حنيفة وأيوب وابن معين والجوزجاني، وقال الهيثمي (5/ 125): "وفيه محمد بن كثير الكوفي، وهو ضعيف جدًّا". أهـ. والحديث ضعّفه المنذري في "الترغيب" (3/ 329) حيث صدّره بـ (رُوي). وللشطر الثاني من الحديث شاهد من حديث أم سلمة: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 256/ ب) و"الكبير" (23/ 367 - 368) من طريق سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن حسان عن الحسن عن أمّه عنها فذكرت حديثًا طويلًا في صفة الحور العين، وفيه: " ... يقلن: ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدًا، ونحن

الناعمات فلا نبؤس أبدًا، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدًا، طوبى لمن كنّا له وكان لنا". وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 138) وابن عدي (3/ 262) من هذا الوجه مقتصرين على الجملة الأولى فقط من الحديث. قال ابن عدي: وهذا أيضًا منكر. وقال الهيثمي (10/ 418): "وفي إسناديهما [يعني: الكبير والأوسط] سليمان بن أبي كريمة، وهو ضعيف". وآخر من حديث ابن عمر: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 256/ ب) و"الصغير" (1/ 259 - 260) -وعنه: أبو نعيم في "صفة الجنة" (322، 430) - عن شيخه أبي رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات عن سعيد بن أبي مريم عن محمد بن جعفر ابن أبي كثير عن زيد بن أسلم عنه مرفوعًا: "إنَّ أزواج أهل الجنّة ليغنين أزواجهنّ بأحسن أصوات سمعها أحد قطّ، إنّ مما يغنين به: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، يتطرن بقرّة أعيان. وإنّ مما يغنين: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنّه". قال المنذري (4/ 538) -كذا الهيثمي (10/ 419) -: "ورواتهما رواة الصحيح". أهـ. وهو كما قالا إلا أن شيخ الطبراني لم أظفر بترجمة له. 1787 - حدّثنا أحمد بن سليمان حذلم من لفظه: نا يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد، وأبي: سليمان بن أيّوب، قالا: نا هشام بن عمّار: نا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين: نا الأوزاعي، قال: حدّثني حسّان بن عطية عن سعيد بن المسيّب (ح) وأخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث وغيره، قالا: نا أبو الحسن أحمد بن نصر بن شاكر: نا

هشام بن عمّار (ح) وأخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب في آخرين، قالوا: نا إبراهيم بن دُحَيم -واللفظ له-: نا هشام بن عمّار: نا عبد الحميد بن حبيب: نا الأوزاعي، قال: حدّثني حسّان بن عطية عن سعيد بن المسيّب أنّه لقيَ أبا هُريرة، فقال أبو هريرة: أسال الله أن يجمعَ بيني وبينك في سوق الجنّة. قال سعيد: وفيها سوقٌ؟. قال: نعم، أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ أهل الجنّة إذا دخلوها فنزلوا فيها بفضل أعمالهم، ويُؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيّام الدنيا فيزورون الله -عَزَّ وَجَلَّ - فيه، ويَبْرز لهم عن عرشه، ويتبدّى لهم في روضةٍ من رياض الجنّة، فتوضعُ لهم منابرُ من نورٍ، ومنابرُ من لؤلؤٍ، ومنابرُ من ياقوتٍ، ومنابرُ من زَبَرْجَدٍ، ومنابرُ من ذهبٍ، ومنابرُ من فِضّةٍ، ويَجلس أدناهم -وما فيه دنيٌّ- على كُثبان المسكِ والكافور ما يرون أنّ أصحابَ الكراسي بأفضلَ منهم مجلسًا". قال أبو هريرة: فقلت: يا رسول الله! وهل نرى ربَّنا؟. قال: "نعم، هل تُمارون في رؤية الشمسِ والقمر في ليلة البدر؟." قلنا: لا. قال: "كذلك لا تُمارون في رؤية ربِّكم. ولا يبقى في ذلك المجلس أحدٌ إلَّا حاضَره الله -عَزَّ وَجَلَّ- محاضرةً". قال هشام: هو الدُّنوُّ- "حتى إنّه ليقول للرجل منهم: يا فلان! أتذكرُ يومَ عمِلت كذا وكذا؟ يُذكّره ببعض غَدَرَاته في الدنيا، فيقول: يا ربِّ! ألم تغفرْ لي؟. فيقول: بلى، وبسَعةِ مغفرتي بلغتَ منزلتَك هذه. فبينا هم على ذلك إذ غَشِيَتُهم سَحابةٌ من فوقهم، فأمطرتْ عليهم طِيبًا لم يجدوا مثلَ ريحه قطُّ". قال: "ثمّ يقول الله تبارك وتعالى: قوموا إلى ما أعددتُ لكم من الكرامة، فخذوا ما اشتهيتم". قال: "فيأتون سوقًا قد حَفَّت به الملائكة، فيه ما لم تنظرْ العيون إلى مثله، ولم تسمعِ الآذان، ولم يخطرْ على القلوب". قال: "فيجعلُ لنا

ما اشتهينا، وليس يُباع فيه ولا يُشترى، وفي ذلك السوقِ يلقى أهل الجنّة بعضهم بعضًا". قال: "يُقبِل الرجلُ ذو المنزلة المرتفعةِ فيلقاه من هو دونَه -وما فيهم دنيٌّ- فيروعه ما يرى عليه من اللباس، فما ينقضي آخرُ حديثه حتى يتمثّلَ عليه أحسنُ منه، وذلك أنّه لا ينبغي لأحدٍ أن يحزن فيها". قال: "ثمّ ننصرفُ إلى منازلنا، فيلقانا أزواجُنا، فيقلن: مرحبًا وأهلًا! لقد جئتَ وإنّ بك من الجمال والطِّيب أفضلَ ممّا فارقتنا عليه. فيقول: إنّه جالسنا ربَّنا الجبّارَ -تبارك وتعالى-، وبحقِّنا (¬1) أن ننقلبَ بمثل ما انقلبنا". أخرجه الترمذي (2549) وابن ماجه (4336) وابن أبي عاصم في "السنّة" (585، 587) وابن حبّان (15/ 466 - 468) وأبو القاسم الحِنّائي في "فوائده" (ق/ 12 /أ - ب) وابن عساكر في "التاريخ" (المطبوع: 40/ 1 - 3) من طريق هشام به. وإسناده ليّن: عبد الحميد ليس بالقوي كما قال البخاري وأبو حاتم والدارقطني، وضعّفه دحيم، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين. ووثّقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم -في أحد قوليه-، وقال العجلي وابن معين: لا بأس به. وهشام قال الحافظ في "التقريب": "صدوق مقرىء، كبر فصار يتلقّن، فحديثه القديم أصحُّ". قال الحنّائي: "هكذا قال عبد الحميد: عن الأوزاعي عن حسان، وخالفه أصحاب الأوزاعي فرواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، قال: حدّثني من سمع حسان بن عطيّة، وقد تابعه على ذلك الوليد بن مزيد وغيره وهو أقرب إلى الصواب". ¬

_ (¬1) هكذا في الأصول، وعند أكثر مخرّجي الحديث: (ويحُقُّنا).

أخرجه ابن عساكر (40/ 5) من طريق خيثمة عن العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه عن الأوزاعي قال: أُنبئت أن سعيد بن المسيّب لقي أبا هريرة ... الحديث. والوليد ثقة ثبت كما في "التقريب"، بل قال محمد بن يوسف الطبّاع: هو أثبت أصحاب الأوزاعي. والإِسناد إليه صحيح. وتابعه على روايته هكذا: الهقل بن زياد، أخرجه ابن أبي الدنيا -كما في "الحادي" (ص 258) - عن الحكم بن موسى -وهو صدوق- عنه. والهقل من أثبت أصحاب الأوزاعي كما قال أبو مسهر ومروان بن محمَّد وابن عمّار. وعليه فعلة الحديث هي جهالة الواسطة بين الأوزاعي وسعيد، وقد سمّيت في بعض الروايات، لكن لا يثبت من ذلك شيء، والصحيح ما رواه الوليد والهقل. وسيأتي بيان تلك الروايات. 1788 - وقد تابعه سُويد بن عبد العزيز من رواية محمَّد بن مُصفَّى: حدّثنا محمد بن سليمان بن يوسف بن سليمان بن عبد الله من أصل كتابه: نا محمد بن تَمَّام البَهْراني: نا محمد بن مُصفَّى: نا سُويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي عن حسّان بن عطية عن سعيد بن المسيّب أنه لقي أبا هريرة، فقال: أسأل الله أن يجمعَني وإيّاك في سوق الجنّة. فقال سعيد: وفيها سوق؟. قال أبو هريرة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكر حديثَ سوق الجنّةِ. أخرجه ابن أبي عاصم (586) والآجري في "الشريعة" (ص 260) من طريق ابن مُصفَّى به. وقد خالفه عيسى بن مساور الجوهري -وهو صدوق- فرواه سُويد

عن الأوزاعي، قال: حدّثت عن سعيد، أخرجه ابن عساكر (40/ 4) وهذا موافق لما رواه الوليد والهقل كما تقدم. لكن سويدًا ضعيف كما في "التقريب"، بل قد تركه جماعه. ورُوي عنه أيضًا من وجه مخالف لهذين الوجهين كما في الطريق الآتي. 1789 - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو جعفر أحمد بن عمرو بن إسماعيل الفارسي الورّاق: نا عبد الرحمن بن الضحّاك أبو سُلَيم البَعْلَبكي: نا سُويد بن عبد العزيز: نا الأوزاعي عن عبد الرحمن بن حَرْمَلة عن سعيد بن المسيّب، قال: لقيني أبو هريرة، فقال: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنّة. فقلت: أَوَ فيها سوق؟. قال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ أهلَ الجنّةِ إذا دخلوها فنزلوا فيها بفضل أعمالهم، فيؤذنُ لهم في مقدار يوم الجمعة من أيّام الدُّنيا فيزورون الله -عَزَّ وَجَلَّ -، ويُبرِّزُ لهم عرشَه، ويتبدّى لهم في روضةٍ من رياض الجنّةِ ... وذكر الحديثَ. أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (40/ 6) من طريق تمَّام. وإسناده إلى سويد جيّد، فشيخ خيثمة وثّقه خيثمة كما في "تاريخ ابن عساكر" (جزء أحمد بن عتبة - ص 84)، وشيخه قال أبو حاتم كما في "الجرح" (5/ 247): "محلّه الصدق". فالظاهر أن الاضطراب من سويد نفسه؛ لأن الرواة عنه لم يجرحوا، بل وصفوا بالصدق. 1790 - أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكِنْدي من أصل كتابه: نا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم الحَوْطي: نا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج: نا الأوزاعي عن الزهري

عن سعيد بن المسيّب، قال: لقيني أبو هريرة، فقال: جَمَعَ الله بيني وبينك في سوق الجنّة. قال: قلت: أَوَفي الجنَّة سوقٌ؟. قال: نعم، أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أهلَ الجنّة إذا دخلوها ... وذكر الحديثَ بطوله. أخرجه ابن عساكر (40/ 7) من طريق شيخ تمَّام به. وعبد القدوس ثقة كما في "التقريب"، لكن الراوي عنه ذكر الذهبي في "النبلاء" (13/ 153) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال ابن القطّان -كما في "اللسان" (1/ 214) -: "لا يُعرف حاله". وذكر الدارقطني في "العلل" (7/ 276) أن عبد القدرس رواه عن الأوزاعي، قال: "نبِّئتُ عن سعيد بن المسيب". أهـ. فما حكاه موافق لرواية الوليد والهقل، وقال بعد أن ذكر وجوه الاختلاف على الأوزاعي: "وقول أبي المغيرة أشبهها بالصواب". ورواه محمد بن مصعب القَرْقَساني عن الأوزاعي قال: عن الزهري، قال: قال لي سعيد: ... الحديث، أخرجه الحنّائي (ق 13/ أ) وابن عساكر (40/ 7 - 8) من رواية أحمد بن بكرويه البالسي عنه. قال الدارقطني في "العلل" (7/ 276): "ووهم في قوله: عن الزهري". قلت: والقَرْقَساني قال الحافظ في "التقريب": "صدوق كثير الغلط". والراوي عنه ضعّفه الدارقطني، وقال ابن عدي: روى مناكير عن الثقات. واتهمه الأزدي بالوضع. (اللسان: 1/ 140). والخلاصة: أن الحديث ضعيف لجهالة الواسطة بين الأوزاعي وسعيد، وأن الروايات التي وردت في تعيين الواسطة بينهما لم يثبت منها شيء، والله تعالى أعلم.

خاتمة: في منثورات وملح

خاتمة: "في منثوراتٍ ومِلَحٍ" 1791 - حدّثني أبي -رحمه الله-: نا أبو دفافة أسلم بن محمد: نا محمد بن هارون بن بكّار: نا خالد بن تبوك قال: حدثني شيخٌ من أهل العلم: أن الوليد بن عبد الملك اشترى العمودين الأخضرين اللذين تحت النَّسْر من حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بألفٍ وخمسمائة دينار أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (1/ ق 158/ ب) من طريق محمد بن هارون به. 1792 - [قال: وحدثني أبي] (¬1). نا أبو دفافة: نا محمد بن هارون: نا دُحَيم: نا الوليد: نا مروان بن جناح عن أبيه، قال: كان في مسجد دمشق اثنا عشر ألف مُرَخّمٍ. (¬2) أخرجه ابن عساكر (1/ ق 158/ أ) من طريق دُحيم به. 1793 - أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الرحيم بن محمَّد بن علي الأنصاري الضرير المؤذّن بداريّا ودمشق: نا أبي: عبد الرحيم بن محمد المؤذّن، قال: رأيتُ الوليد بن مسلم شيخًا أبيضَ الوجه، وكان كثيرَ الصلاة. ¬

_ (¬1) من (ظ). (¬2) هذان الخبران ليس في (ر).

أخرجه ابن عساكر (10/ ق 142/ ب) من طريق تمَّام. 1794 (¬1) - أخبرني أبو موسى هارون بن محمد المَوْصلي: نا عبد الرحمن بن القاسم بن الروّاس: نا هشام بن عمّار: نا أحمد بن شعيب، قال: أخبرني شيخ من أهل دمشق، قال: طلقت امرأةً لي كان وجهها درب، وجسدها رحب. قال: فدخل عليَّ سارق بالليل وثيابي عند رأسي، فذهب إلى المِشْجَب فلم يجد شيئًا، فلمّا رأى ذلك بسط كساءَة، ثمّ دخل إلى خابية الدقيق، فجذبتُ الكساءَ، فجعلته تحت رأسي. ثمّ خرج بالدقيق فصبّه في الأرض، وطلب طرفي الكساء ثم جعل يجمعه، فلم يجد الكساءَ. فخرج، فقلت له: أغلقِ البابَ لا يخرجِ القطُّ. قال: من حُسن صنيعك بي! قلت: ليس هذا وقتُ عتابٍ. قال: فبعتُ الكساءَ بخمسة دراهمَ. ¬

_ (¬1) العدد الحقيقي لمرويات الكتاب (1798) فقد وقع سهو في ترقيم أربعة أحاديث (138، 210 م، 271 م، 271 مم). وجملة ما في الأصل (الفوائد): (1801)، فهناك ثلاثة أحاديث كرّرها تمام في "الفوائد" بنفس الإِسناد والمتن، وهي (68، 691، 1500) وقد نبهت على ذلك في التعليق عليها.

تنبيه

تنبيه ذُكِر في آخر الجزء التاسع من النسخة (ظ) بعد ختمه بما نصه: (آخره الله والحمد لله ...) حديثان، وقد وردا أيضًا في النسخة (ر) في تضاعيف سماعات الجزء الرابع منها، ولم يرد في نسخة الأصل المنقولة من أصل تمّام الرازي. بخطّه كما ذكرنا في المقدمة، وإتمامًا للفائدة رأيت إثباتهما هنا مع تخريجهما. 1795 - أخبرنا تمَّام: ثنا أبو الفرج العباس بن محمد: ثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد: ثنا عبّاس الدُّوري: ثنا عثمان بن محمد بن عثمان: حدّثني محمد بن عمّار المؤذّن عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمنُ مرآةُ المؤمن". أخرجه البزّار (كشف- 3297) عن شيخه الدوري به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3/ 71) والقضاعي في "مسند الشهاب" (124) من طريق الدوري به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 231) وأبو الشيخ في "الأمثال" (43) من طريقين آخرين عن محمد بن عمّار به. وإسناده حسن: محمد بن عمار هو ابن حفص بن عمر بن سعد القَرَظ المدني الملقّب بـ (كشاكش)، لا بأس به كما في "التقريب". وفي شريك لينٌ يسيرٌ.

وورد مثله من حديث أبي هريرة: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (239) وأبو داود (4918) والطبراني في "المكارم" (92) والقضاعي (125) والبيهقي في "السنن" (8/ 167) و"الشعب" (6/ 113) و"الآداب" (114) من طريق كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عنه مرفوعًا بزيادة. قال الزركشي في "التذكرة" (ص 88): "في إسناده كثير بن زيد [في المطبوع: يزيد] مختلف في عدالته". أهـ. قال أبو زرعة: صدوق فيه لين. وهو أعدل ما قيل فيه. وقد حسّن إسناده العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 182) والحافظ في "بلوغ المرام" (ص 193). 1796 - أخبرنا العباس: ثنا أبو الحارث: ثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة: ثنا عمر بن حفص: ثنا أبي عن الحسن بن عبيد الله عن عطاء بن السائب عنِ عبد الله بن أبي أوفى، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهمّ برِّدْ قلبي بالثلج والبَرَد والماء الباردِ، اللهمّ نقِّ قلبي من الخطايا كما نقيتَ الأبيضَ (¬1) من الدَّنَسِ". أخرجه الترمذي (3547) من طريق عمر بن حفص به، وقال: "حسن صحيح غريب". وعطاء قد اختلط. لكن الحديث أخرجه مسلم (1/ 346 - 347) نحوه من رواية شعبة عن مَجْزَأة بن زاهر عن ابن أبي أوفى. ¬

_ (¬1) كذا، والمحفوظ: "الثوب الأبيض".

آخر الكتاب، والحمد لله الموفّق للصواب وكان الفراغ منه يوم الخميس لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وأربعمائة بعد الألف من هجرة سيّد الأنام نبيّنا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام، فالحمد لله أولًا وآخرًا. ومن غريب الموافقات أن يتّفق الانتهاء من إنجاز هذا الترتيب مع الذكرى الألفيّة لوفاة مصنّف (الفوائد) الحافظ تمَّام الرازي رحمه الله وأجزل مثوبته. سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

§1/1